الكتاب: جامع الأصول في أحاديث الرسول المؤلف: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ) تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون الناشر: مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان الطبعة: الأولى   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ومذيل بحواشي المحقق الشيخ عبد القادر الأرنؤوط - رحمه الله -، وأيضا أضيفت تعليقات أيمن صالح شعبان (ط: دار الكتب العلمية) في مواضعها من هذه الطبعة] الجزء [1،2]: 1389 هـ، 1969 م الجزء [3، 4]: 1390 هـ، 1970 م الجزء [5]: 1390 هـ، 1971 م الجزء [6، 7]: 1391 هـ، 1971 م الجزء [8 - 11]: 1392 هـ، 1972 م الجزء [12] (التتمة): ط دار الفكر، تحقيق بشير عيون ---------- جامع الأصول ابن الأثير، أبو السعادات الكتاب: جامع الأصول في أحاديث الرسول المؤلف: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ) تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون الناشر: مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان الطبعة: الأولى   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ومذيل بحواشي المحقق الشيخ عبد القادر الأرنؤوط - رحمه الله -، وأيضا أضيفت تعليقات أيمن صالح شعبان (ط: دار الكتب العلمية) في مواضعها من هذه الطبعة] الجزء [1،2]: 1389 هـ، 1969 م الجزء [3، 4]: 1390 هـ، 1970 م الجزء [5]: 1390 هـ، 1971 م الجزء [6، 7]: 1391 هـ، 1971 م الجزء [8 - 11]: 1392 هـ، 1972 م الجزء [12] (التتمة): ط دار الفكر، تحقيق بشير عيون ـ[جامع الأصول في أحاديث الرسول]ـ المؤلف: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ) تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون الناشر: مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان الطبعة: الأولى [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ومذيل بحواشي المحقق الشيخ عبد القادر الأرنؤوط - رحمه الله -، وأيضا أضيفت تعليقات أيمن صالح شعبان (ط: دار الكتب العلمية) في مواضعها من هذه الطبعة]   الجزء [1، 2] : 1389 هـ، 1969 م الجزء [3، 4] : 1390 هـ، 1970 م الجزء [5] : 1390 هـ، 1971 م الجزء [6، 7] : 1391 هـ، 1971 م الجزء [8 - 11] : 1392 هـ، 1972 م الجزء [12] (التتمة) : ط دار الفكر، تحقيق بشير عيون - أ - بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المحقق إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد: فإن السنة النبوية هي الأصل الثاني من أصول الأحكام الشرعية التي أجمع المسلمون على اعتبارها أصلاً قائماً بذاته، فهي والقرآن متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، فالقرآن كليُّ هذه الشريعة، والرسول صلى الله عليه وسلم مبين بسنته لجزئياتها. قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ للنَّاس ما نُزِّلَ إليهم} [النحل: 44] . فما ورد في القرآن من الآيات مجملاً أو مطلقاً أو عاماً، فإن السنة النبوية، القولية منها أو الفعلية تقوم ببيانها، فتقيد مطلقها، وتخصص عامها، وتفسر مجملها، ولذا كان أثرها عظيماً في إظهار المراد من الكتاب، وفي إزالة ما قد يقع في فهمه من خلاف أو شبهة. قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: " إن الله جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلِّه ولو كره المشركون، وأنزل عليه كتابه، فيه الهدى والنور لمن اتبعه، وجعل رسوله الدال على ما أراد من ظاهره وباطنه، وخاصه وعامه، وناسخه ومنسوخه، وما قصد له الكتاب، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المعبِّر عن كتاب الله، الدال على معانيه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 - ب - وقد تظاهرت الآيات في وجوب العمل بالسنة النبوية، والاعتماد عليها، والإذعان لها، وتحكيمها في كل شأن من شؤون حياتنا. قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخُذوهُ وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7] وقال: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [النساء: 80] وقال: {فلا وربِّك لا يؤمنون حتى يحكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلِّموا تسليماً} [النساء: 65] وقال: {فإن تنازعتم في شيء فردُّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} [النساء: 59] وقال: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسولُه أمراً أن يكون لهم الخِيرَةُ من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً} [الأحزاب: 36] . وقد أنعم الله على هذه الأمة الإسلامية بأن قيَّض لها في القرون الأولى المشهود لها بالفضل نخبة ممتازة وصفوة مختارة ندبت أنفسها لخدمة السنة النبوية المطهرة ولم شتاتها، فالتقطوها من أفواه سامعيها، وجمعوها من صدور حامليها، وطَوَوْا الفيافي والقِفار إلى حَفَظَتِها في كل قطر ومصر، وبذلوا في سبيل ذلك أموالهم، وأفنوا أعمارهم، فكان من أثر ذلك تدوين المؤلفات الضخمة العديدة التي ضمت تراث نبينا الكريم، فاستحقوا بذلك رضوان الله تعالى، والشكر والتكريم. والكتاب الذي نقدمه للقراء - وهو أحد تلك المؤلفات العظيمة تأليف الإمام أبي السعادات مجد الدين المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، ثم الموصلي المعروف بابن الأثير من رجال القرن السادس الهجري - قد عمد فيه المؤلف إلى الأحاديث التي وعتها الأصول الستة المعتمدة عند الفقهاء والمحدثين: - الموطأ، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، التي حوت معظم ما صح عن النبي الكريم - فجمعها وأدمجها كلها في مؤلف واحد بعد أن رتبَّها وهذَّبها وذلَّل صِعابها، وقرب نفعها، وافتتحه بمقدمة ضافية فصل فيها الطريقة التي اتبعها في تصنيف الكتاب، وذكر جل قواعد مصطلح الحديث التي تمس الحاجة إلى معرفتها، وختمها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 - جـ - بتراجم الأئمة السنة الذين جمع كتبهم في تأليفه هذا، فجاء فَذَّاً في بابه، لم ينسج أحد - فيما نعلم - على منواله، فكل من يقتنيه عن الأصول الستة يغنيه. خطة المؤلف في الكتاب : لقد ذكر المؤلف في مقدمته أن أول عمل قام به، هو حذف الأسانيد، فلم يثبت إلا اسم الصحابي الذي روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن كان خبراً، أو اسم من يرويه عن الصحابي إن كان أثراً، اللهم إلا أن يعرض في الحديث ذكر اسم أحد رواته فيما تمس الحاجة إليه، فإنه يذكره لتوقف فهم المعنى المذكور في الحديث عليه. وأما متون الأحاديث فقد أثبت منها ما كان حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أثراً عن صحابي، وما وجد من أقوال التابعين والأئمة المجتهدين في الأصول التي جمعها في كتابه، فلم يذكرها إلا نادراً. واعتمد في النقل من كتابي البخاري ومسلم على " الجمع بين الصحيحين " للإمام أبي عبد الله الحميدي، وذكر أنه أحسن في ذكر طرقه، واستقصى في إيراد رواياته، وأن إليه المنتهى في جمع هذين الكتابين. وأما باقي الكتب الأربعة، فقد نقلها من الأصول التي قرأها وسمعها، كما اعتمد على نسخ أخرى منها غير مسموعة له. وقد عوَّل في المحافظة على ألفاظ البخاري ومسلم أكثر من غيرهما من باقي الأئمة الأربعة، اللهم إلا أن يكون في غيرهما زيادة أو بيان أو بسط، فإنه يذكرها، كما يتتبع الزيادات من جميع الأمهات، ويضيفها إلى مواضعها. وقد عدل عن الطريقة التي اتبعها أصحاب الأصول الستة في الترتيب والتبويب، لأن كل واحد منهم قد ذكر أحاديث في أبواب من كتابه، ذكرها غيره في غير تلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 - د - الأبواب، فعمد إلى الأحاديث المضمنة في هذه الأصول، فاعتبرها وتتبعها واستخرج معانيها، وبني الأبواب على المعاني التي دلت عليها الأحاديث. وكل حديث انفرد بمعنى، أثبته في باب يخصُّه، وما اشتمل من الأحاديث على أكثر من معنى إلا أنه بأحدها أخص وهو فيها أغلب، فقد أثبته في الباب الذي هو أخص به وأغلب عليه، وإذا كان يشتمل على أكثر من معنى ولا يغلب أحد المعاني على الآخر، فقد أورده في آخر الكتاب في اللواحق. ثم إنه خرَّج أسماء الكتب المودعة في الكتاب، وجعلها مرتبة على حروف المعجم، طلباً لتسهيل كلفة الطلب، وتقريباً على المريد بُلْغَةَ الأرب، إلى آخر ما سيراه القارئ الكريم مفصلاً في مقدمته. وقد أثبت ما وجده في كتب الغريب واللغة والفقه من معنى مستحسن، أو نكتة غريبة، أو شرح وافٍ في آخر كل حرف على ترتيب الكتب (1) بعد الاحتياط فيما نقله، وما لم يجده فيها - وهو قليل - فقد ذكر فيه ما سنح له بعد سؤال أهل المعرفة والدراية. ومما لا شك أنه قد أسدى بتأليفه هذا الكتاب العظيم إلى الإسلام وأهله يداً لا تزال مشكورة ما دام في الدنيا من يدين بهذا الدين، ويتبع سبيل المؤمنين، فجزاه الله تعالى وسلفه وخلفه ممن نهج نهجه وسلك سبيله في خدمة هذا الدين خير جزاء. ولما اتجهت النية إلى إخراج هذا الكنز النفيس من دفائنه ونشره نشرة صحيحة متقنة، انعقدت العزائم على إصداره أجزاء متتالية وبقيمة ميسرة بالتعاون مع الناشرين الأفاضل: السيد حسين ناظم الحلواني، والسيد عبد الله الملاح، والسيد بشير عيون، ومن ثمَّ شرعنا نبحث عن الأصول الخطية لاعتمادها في الطبع، وقد عثرنا - ولله الحمد والمنَّة - على عدة نسخ   (1) وقد عدلنا عن صنيع المؤلف هذا، فأثبتنا غريب كل حديث وشرحه عقبه تسهيلاً للقارئ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 - هـ - جيدة نادرة في دار الكتب الظاهرية العامرة بدمشق الشام المحروسة، منها ما هو تام، ومنها ما هو ناقص، وهاك وصفها. وصف النسخ النسخة الأولى تحت رقم (210) حديث 1- وهي نسخة خزائنية تامة جيدة الضبط والإتقان، نادرة الغلط، يمكن الثقة بها والاطمئنان إليها، وقد أثبت على هوامشها تصحيحات وتصويبات تشير إلى أنها مقروءة من بعض أهل العلم الذين لهم اطلاع ومعرفة. وتقع في مجلد ضخم، عدد أوراقها (875) ورقة من المقاس الكبير، في كل صفحة (33) سطراً، وفي كل سطر (20) كلمة تقريباً، وخطها نسخي مقروء واضح، وقد جاء في آخرها أن كاتبها - وهو آدم بن محمد بن محمد بن محسن بن علي بن سليمان - ابتدأ كتابتها في السادس من شهر الله المحرم سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، وأتمها في السادس والعشرين من الشهر المذكور سنة أربع وسبعين وسبعمائة، وهي من الكتب التي أوقفها والي الحاج وأمير الشام في القرن الثاني عشر الهجري، أسعد باشا العظم صاحب القصر الأثري المعروف بدمشق، على مدرسة والده إسماعيل باشا العظم 2- النسخة الثانية: الموجود منها ثلاث مجلدات، المجلد الثالث تحت رقم (199) وعدد أوراقه (262) ورقة، يبدأ بالكتاب السادس من حرف الصاد، صلة الرحم، وينتهي بفضائل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، والمجلد الرابع تحت رقم (200) وعدد أوراقه (270) ورقة، يبدأ بالباب التاسع من كتاب الفضائل، وينتهي بالفصل الرابع من أحاديث متفرقة من كل نوع، والمجلد الخامس تحت رقم (201) وعدد أوراقه (258) ، يبدأ بالركن الثالث في الخواتم، وينتهي بآخر الكتاب. وخط هذه النسخة معتاد جيد مقروء، كتبها محمد بن محمد بن فائد الحنفي، بالمدرسة العادلية في الحادي والعشرين من شهر شوال سنة (733 هـ) ، وهذه النسخة بأجزائها الثلاثة المتتالية، تقارب ثلاثة أخماس الكتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 - و - 3- النسخة الثالثة: الموجود منها ثلاث مجلدات، المجلد الثاني تحت رقم (206) وعدد أوراقه (256) ورقة، يبدأ بالأذان والمؤذن، وينتهي بآخر كتاب الحج، والمجلد الثامن تحت رقم (203) وعدد أوراقه (203) ورقات يبدأ بفضل الأذان، وينتهي بالأحاديث التي تتعلق بأشراط الساعة، والمجلد العاشر تحت رقم (204) وعدد أوراقه (204) ورقات يبدأ بالباب الخامس من معجزاته صلى الله عليه وسلم، وينتهي بالباب الثاني في ذكر جماعة من الأنبياء. وخط هذه الأجزاء الثلاثة نسخي معتاد مقروء، كتبت في أواسط القرن الثامن الهجري، وقد جاء في المجلد الثامن ما نصه: كتب في سلخ شوال سنة (745 هـ) بالقدس الشريف، بيد محمد بن سالم بن عبد الناصر الحاكم بها يومئذ، وهذه النسخة يتخلل نصوصها فوائد شتى من كلام على متن حديث أو سنده أو معناه، وقد كتبت بالمداد الأحمر، تمييزاً لها عن أصل المؤلف، وقد نبَّه على ذلك كاتبها في الورقة الأخيرة من المجلد الثامن، وهي تعادل ربع الكتاب تقريباً. 4- نسخة موجود منها المجلد الرابع فقط، تحت رقم (208) وعدد أوراقه (223) ورقة، يبدأ بكتاب الصوم، وينتهي بكتاب العمرى، وهو آخر حرف العين، كتب بخط نسخي جيد،وهو غاية في النفاسة والإتقان والضبط، فإنه بخط المؤلف رحمه الله كما جاء في الورقة الأخيرة منه، وقد من كتابته، سنة (586 هـ) أي قبل وفاته بعشرين سنة، وقد قرأه على المؤلف أفاضل العلماء في عصره، كما ستراه مثبتاً في السماعات المصورة، وقد جاء عنوان الكتاب على الصفحة الأولى هكذا: جامع الأصول في أحاديث الرسول. 5- نسخة موجود منها المجلد السابع تحت رقم (202) وعدد أوراقه (304) ورقات، يبدأ بكتاب الفضائل من حرف الفاء، وينتهي بحرف القاف، وخطه نسخي جيد ممتاز، كتب في حياة المؤلف، بيد أبي القاسم عمر بن سعد بن الحسين سنة (593) هـ. وقد سمعه غير واحد من العلماء على صاحبه أبي يوسف يعقوب بن محمد بن الحسن الموصلي بحق سماعه من المؤلف رحمه الله، وقد جاء في ظاهر الورقة الأولى منه ما نصه: هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 - ز - الكتاب ملك الفقير إلى الله الغني به عما سواه، الحسيب إسماعيل بن محمد بن الحسن أمير المؤمنين رضي الله عنه. 6- نسخة موجود منها المجلد الثاني تحت رقم (205) وعدد أوراقه (193) ورقة يبدأ بفضائل القرآن والقراء، وينتهي بالكتاب السادس في القتال الحادث بين الصحابة والتابعين والاختلاف، وليس عليه تاريخ كتابته ولا اسم ناسخه، ومن المرجح أن يكون تاريخ نسخه في القرن السابع أو الثامن الهجري، وخطه نسخي واضح بين. 7- نسخة موجود منها المجلد السادس تحت رقم (211) وعدد أوراقه (341) ورقة، يبدأ بالباب الأول والثاني في ذكر جماعة من الأنبياء، وينتهي بنهاية الكتاب، وخطه فارسي جيد، فرغ من كتابته صبيحة الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان من شهور سنة (694) هـ. محمد بن المعتز بن أبي سعد بن نصر الله بن بركات، وجاء في هامش الورقة الأخيرة ما نصه: بلغت المقابلة حسب الوسع والطاقة بنسخ مقروءة مقابلة بنسخة المؤلف وخطه. 8- نسخة موجود منها المجلد العاشر تحت رقم (209) عدد أوراقه (260) ورقة يبدأ بالباب الثاني في ذكر جماعة من الأنبياء، وينتهي بترجمة كعب بن الخزرج، وخطه نسخي جيد لا يعرف تاريخ كتابته ولا اسم ناسخه لكن عليه سماعات يرجع تاريخها إلى سنة (667) هـ. 9- نسخة موجود منها المجلد الرابع تحت رقم (207) عدد أوراقه (221) ورقة يبدأ بكتاب الفتن وينتهي بالفصل الثامن في الكفارة، كتب بعدة خطوط ممتازة لا بأس بها، وهو غفل عن تاريخ نسخه واسم الناسخ. هذا وقد سبق لهذا الكتاب أن طبع في مطبعة السنة المحمدية بمصر في اثني عشر مجلداً بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، وبإشراف مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ عبد المجيد سليم، سنة 1368 هـ - 1949 م. وهذه الطبعة لا بأس بها إلا أنها غير تامة. وما لم يطبع منها يوازي خمس الكتاب تقريباً، وفيها من التصحف والتحريف ما سنشير إلى بعضه في مواضعه إن شاء الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 - حـ - عملنا في تحقيق الكتاب : لقد تولينا تصحيح النص وضبطه ومقابلته على ما بأيدينا من الأصول الخطية التي سبق وصفها، والأصول الستة التي جمع المؤلف كتابه منها، وبذلنا الجهد في ترقيمه وتفصيله، وألممنا بمذاهب الأئمة المجتهدين ومناحي أقوالهم، وذكرنا جملاً نافعة من الفوائد المستنبطة من الأحاديث، وتتبعنا الأحاديث التي لم يلتزم أصحابها إخراج الصحيح، كأبي داود، والترمذي، والنسائي، وتكلمنا على كل حديث من جهة الصحة والضعف. لأن المؤلف لم يتعرض لذلك، مع أن معرفة كون الحديث صحيحاً أو ضعيفاً أمر هام يوقف القارئ على جلية الأمر، ويتيح له وضع الأسس الصحيحة والتفريغات القائمة على نهج السلامة. ثم إننا قد استشهدنا بأحاديث صحيحة من خارج الكتاب مما هو مدون في المسانيد والكتب كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وقد يكون في بعض ما نذهب إليه من التحقيق شيء من الخطأ، فما يخلو عمل إنسان غير معصوم من الخطأ، فالمأمول من أهل العلم والفضل ممن له بصر ومعرفة في هذا الفن الشريف، ألا يبخلوا علينا بملاحظاتهم أو استدراكاتهم أو تعقيباتهم، فإننا سنقبل كل ذلك، ونرحب به، ونضعه في مواضعه إن شاء الله. والله الموفق لا رب سواه يوم الخميس 14 صفر 1389 هـ الموافق لـ 1 أيار 1969 م عبد القادر الأرناؤوط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 - ط - ترجمة المؤلف هو الإمام البارع مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري ثم الموصلي المعروف بابن الأثير. ولد في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين وخمسمائة في جزيرة ابن عمر، وهي - على ما يقول ياقوت الحموي معاصر المؤلف - بلدة فوق الموصل؛ بينهما ثلاثة أيام، ونشأ بها وتلقى من علمائها معارفه الأولى، من تفسير وحديث ونحو ولغة وفقه، ثم تحول سنة (565 هـ) إلى الموصل، وفيها بدأت معارفه تنضج وثقافته تزداد، وأقام بها إلى أن توفي. قرأ الأدب على ناصح الدين أبي محمد سعيد بن المبارك بن الدهان البغدادي، وأبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي، وأبي الحزم مكي بن الريان بن شبَّة النحوي الضرير، وسمع الحديث بالموصل من جماعة، منهم خطيب الموصل أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي، وقدم بغداد حاجاً فسمع بها من أبي القاسم صاحب ابن الخلِّ، وعبد الوهاب بن سُكينة، وعاد إلى الموصل فروى بها وحدث وانتفع به الناس. وصفه من أرخ له بأنه كان من محاسن الزمن، ذا دين متين، وطريقة مستقيمة، عارِفاً، فاضلاً، وَرِعاً، عاقلاً، مطاعاً، رئيساً، مُشاوراً، ذا بر وإحسان. قد جمع بين علم العربية والقرآن والنحو واللغة والحديث والفقه، وصنف تصانيف مشهورة وألف كتباً مفيدة. منها " غريب الحديث " على حروف المعجم، وهو المعروف بالنهاية، و " الشافي شرح مسند الشافعي " و " الإنصاف بين الكشف والكشاف " جمع فيه بين تفسيري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 - ي - الثعلبي والزمخشري، و " البديع " في النحو، و " الباهر في الفروق " في النحو أيضاً. و " تهذيب فصول ابن الدهان " و " المصطفى المختار من الأدعية والأذكار " و " كتاب لطيف في صناعة الكتابة " وله رسائل في الحساب مُجَدْوَلات، وكتاب ديوان رسائله: كتاب البنين والبنات، والآباء والأمهات، والأذواء والذوات. و " جامع الأصول في أحاديث الرسول " وهو هذا الكتاب. إلى غير ذلك من المؤلفات القيمة والمصنفات النافعة. قال ياقوت الحموي في " معجم الأدباء ": حدثني أخوه أبو الحسن قال: تولى أخي أبو السعادات الخزانة لسيف الدين الغازي بن مودود بن زنكي، ثم ولاه ديوان جزيرة ابن عمر وأعمالها، ثم عاد إلى الموصل، فناب في الديوان عند الوزير جلال الدين أبي الحسن علي بن جمال الدين محمد بن منصور الأصبهاني، ثم اتصل بمجاهد الدين قايماز - وكان نائب المملكة - بالموصل أيضاً، فنال عنده درجة رفيعة، فلما قُبِضَ على مجاهد الدين سنة 589 هـ (1) اتصل بخدمة أتابَك عز الدين مسعود بن مودود إلى أن توفي عز الدين وآل الأمر إلى ولده نور الدين شاه، فاتصل بخدمته حتى صار واحد دولته حقيقة، بحيث إن السلطان كان يقصده في منزله في مهام نفسه، لأنه أُقعد في آخر زمانه، فكانت الحركة تصعب عليه، فكان يجيئه بنفسه أو يرسل إليه بدر الدين لؤلؤاً. وكان قد عرض عليه غير مرة أن يستوزره، وهو يأبى، فركب السلطان إليه، فامتنع أيضاً، حتى غضب عليه، فاعتذر إليه وقال له: أنا رجل كبير، وقد خدمت العلم عمري واشتهر ذلك عني في البلاد، وأعلم أني لو اجتهدت في إقامة العدل بغاية جهدي ما قدرت أن أؤدي حقه، ولو ظُلم أكّار (حرَّاث) في ضيعة من أقصى أعمال السلطان لنسب ظلمه إليَّ، ورجعتَ أنت وغيرك باللائمة عليَّ، والملك لا يستقيم إلا بشيء من العسف والظلم، وأخذِ الخَلْق بالشدة، وأنا لا أقدر عليه، ولا يليق بي، فعذره وأعفاه.   (1) وقول الشيخ محمد حامد الفقي في ترجمة المؤلف: حتى قبض على مجد الدين أبي السعادات، مخالف لما جاء في " معجم الأدباء " لياقوت، وهو معاصر المؤلف، وأعرف بهذا من غيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 - ك - ولما أُقعد آخره عمره، جاء رجل مغربي فعالجه بدهن صنعه، فبانت ثمرته، وتمكَّن من مدِّ رجليه، فقال لأخيه عز الدين أبي الحسن علي بن الأثير: أعطه ما يرضيه، واصرفه، فقال أخوه: لماذا وقد ظهر النُّجح؟! قال: هو كما تقول، ولكني في راحة من صحبة هؤلاء القوم - يعني الأمراء والسلاطين - وقد سكنت نفسي إلى الانقطاع والدعة، وبالأمس كنت أُذِل نفسي بالسعي إليهم، وهنا في منزلي لا يأتون إليَّ إلا في مشورة مهمة، ولم يبق من العمر إلا القليل، فدعني أعش باقيه حراً سليماً من الذل، قال أخوه: فقلبت قوله وصرفت الرجل بإحسان. فلزم بيته صابراً محتسباً، يقصده العلماء، ويفد إليه السلاطين والأمراء، يقبسون من علمه، وينهلون من فيضه، حتى توفي رحمه الله بالموصل سنة 606 هـ. * * * الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 - ل - راموز الصفحة الأولى من النسخة الأولى التامة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 - م - راموز الورقة الأولى من كتاب اللواحق من النسخة الأولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 - ن - راموز الورقة الأخيرة وجه أول من النسخة الأولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 راموز الورقة الأخيرة وجه ثاني من النسخة الأولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 راموز الصفحة الأولى من المجلد الثالث من النسخة الثانية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 راموز الصفحة الأخيرة من المجلد الخامس من النسخة الثانية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 راموز الصفحة الأخيرة من المجلد الثامن من النسخة الثالثة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 راموز عنوان نسخة المؤلف التي كتبها بيده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 راموز الصفحة الأولى من نسخة المؤلف بخطه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 راموز الصفحة الأخيرة من نسخة المؤلف بخطه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 راموز السماعات المثبتة في آخر نسخة المؤلف وفيها توقيعه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 راموز سماعات نسخة المؤلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 راموز سماعات نسخة المؤلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 راموز سماعات نسخة المؤلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 راموز سماعات نسخة المؤلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 راموز الصفحة الأولى من المجلد السابع وقد كتب في حياة المؤلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 راموز الصفحة الأخيرة من المجلد السابع وفيها السماعات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 راموز السماعات المثبتة في آخر الجزء السابع الذي كتب في حياة المؤلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 راموز عنوان الجزء العاشر وفيه السماعات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 راموز الصفحة الأخيرة من المجلد العاشر المثبت فيها السماعات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 [ مقدمة المصنف ] بسم الله الرحمن الرحيم رب يسّر وتمم بالخير الحمد الله الذي أوضح لمعالم الإسلام سبيلا، وجعل السنة على الأحكام دليلا، وبعث لمناهج الهداية رسولا، مَهَّد لمشارع الشرائع وصولا. أحمده حمداً يكون برضاه كفيلا، وللفوز بلقائه منيلا. وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة تجعل رَبْع الغواية محيلا (1) ، ومنازل الشرك كثيباً مهيلا. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله شهادة تشفي من ظمأ القلوب غليلا. وأصلي عليه وعلى آله وأصحابه صلاة ترجع ظل التوفيق ظليلا، وتحقق إخلاصها أملاً وسُولا. أما بعد، فإن مبنى هذا الكتاب على ثلاثة أركان:   (1) الربع: الدار بعينها حيث كانت، والمحلة. والغواية: الجهالة، وفي المطبوع " العامة " وهو تحريف. ومحيلاً: مندرساً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 الأول: في المبادئ، والثاني: في المقاصد، والثالث:في الخواتيم، والركن الأول ينقسم إلى خمسة أبواب: الباب الأول: في الباعث على عمل الكتاب ، وفيه مقدمة وأربعة فصول المقدمة ما زلتُ في ريعان الشباب، وحداثة السن، مشغوفًا بطلب العلم، ومجالسة أهلهِ، والتشبُّه بهم حَسْبَ الإمكانِ، وذلك من فضل الله عليَّ، ولُطفه بي أن حببهُ إليَّ، فبذلتُ الوُسع في تحصيل ما وفِّقتُ له من أنواعه، حتى صارت فيَّ قوة الاطلاع على خفاياه، وإدراك خباياه، ولم آلُ جهدًا - والله الموفق - في إجمال الطلب، وابتغاء الأرب، إلى أن تَشَبَّثتُ من كلٍّ بطرف تشبهت فيه بأضرابي، ولا أقول: تميزتُ به على أترابي، ولله الحمد على ما أنعم به من فضله، وأجزل من طَوله، وإليه المفزع في الإسعاد بالزلفى يوم المعاد، والأمن من الفزع الأكبر يوم التناد، وأن يُوزعني شكر ما منحنيه من الهداية، وجنَّبنيه من الغَواية، وآتانيه من نعمة الفهم والدراية، منذ (1) المنشأ والبداية، وإليه   (1) في المطبوع " منه " وهو تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 أرغب أن يجعل ذلك عطاءً يتصل طارفه وتليده، ولباسًا لا يبلى جديده، وذُخرًا لا يفنى عتيدُه، وحباءً (1) يورق عوده، ويثمر وعوده. وبعد، فإن شرف العلوم يتفاوت بشرف مدلولها، وقدرها يعظم بعظم محصولها. ولا خلاف عند ذوي البصائر أن أجلَّها ما كانت الفائدة فيه أعم، والنفع به أتم، والسعادة باقتنائه أدوم، والإنسان بتحصيله ألزم، كعلم الشريعة الذي هو طريق السعداء إلى دار البقاء، ما سلكه أحد إلا اهتدى، ولا استمسك به من خاب، ولا تجنبه من رَشَد، فما أمنع جنابَ من احتمى بحماه، وأرغد مآب من ازدان بحُلاه. وعلوم الشريعة على اختلافها تنقسم إلى: فرض، ونفل. والفرض ينقسم إلى: فرض عين، وفرض كفاية. ولكل واحد منهما أقسام وأنواع، بعضها أصول، وبعضها فروع، وبعضها مقدِّمات، وبعضها مُتَمِّمَات، وليس هذا موضعَ تفصيلها، إذ ليس لنا بغرض. إلا أن من أصول فروض الكفايات، علم أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآثار أصحابه - رضي الله عنهم -، التي هي ثاني أدلة الأحكام. ومعرفتها أمر شريف، وشأن جليل، لا يحيط به إلا من هذَّب   (1) في المطبوع " وخبئاً " وهو تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 نفسه بمتابعة أوامر الشرع ونواهيه، وأزال الزيغ عن قلبه ولسانه. وله أصول وأحكام وقواعد، وأوضاع، واصطلاحات ذكرها العلماء، وشرحها المحدِّثون، والفقهاء، يحتاج طالبه إلى معرفتها، والوقوف عليها بعد تقديم معرفة اللغة والإعراب، اللَّذين هما أصلٌ لمعرفة الحديث، لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب. وتلك الأشياء: كالعلم بالرجال، وأساميهم، وأنسابهم، وأعمارهم، ووقت وفاتهم. والعلم بصفات الرواة، وشرائطهم التي يجوز معها قبول روايتهم. والعلم بمستند الرواة، وكيفية أخذهم الحديث، وتقسيم طرقه. والعلم بلفظ الرواة، وإيرادهم ما سمعوه، وإيصاله إلى من يأخذه عنهم، وذكر مراتبه. والعلم بجواز نقل الحديث بالمعنى، ورواية بعضه، والزيادة فيه، والإضافة إليه ما ليس منه، وانفراد الثقة بزيادة فيه. والعلم بالمسند وشرائطه، والعالي منه، والنازل. والعلم بالمرسل، وانقسامه إلى المنقطع، والموقوف، والمعضل، وغير ذلك، واختلاف الناس في قبوله، وردِّه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 والعلم بالجرح والتعديل، وجوازهما ووقوعهما، وبيان طبقات المجروحين. والعلم بأقسام الصحيح، والكاذب، وانقسام الخبر إليهما، وإلى الغريب، والحسن وغيرهما. والعلم بأخبار التواتر، والآحاد، والناسخ، والمنسوخ. وغير ذلك مما تواضع عليه أئمة الحديث، وهو بينهم متعارف. فمن أتقنها، أتى دار هذا العلم من بابها، وأحاط بها من جميع جهاتها، وبقدر ما يفوته منها تنزل عن الغاية درجته، وتنحط عن النهاية رتبته، إلا أن معرفة التواتر والآحاد، والناسخ والمنسوخ - وإن تعلقت بعلم الحديث - فإن المحدث لا يفتقر إليها؛ لأن ذلك من وظيفة الفقيه؛ لأنه يستنبط الأحكام من الأحاديث، فيحتاج إلى معرفة المتواتر، والآحاد، والناسخ، والمنسوخ فأما المحدث، فوظيفته أن ينقل، ويروي ما سمعه من الأحاديث كما سمعه، فإن تصدى لما وراءه، فزيادة في الفضل، وكمال في الاختيار. جمعنا الله وإياكم معشر الطالبين على قبول الدلائل، وألهمنا وإياكم الاقتداء بالسلف الصالح من الأئمة الأوائل، وأحلَّنا وإياكم من العلم النافع أعلى المنازل، ووفقنا وإياكم للعمل بالعالي من الحديث، والنازل، إنه سميع الدعاء، حقيق بالإجابة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 الفصل الأول: في انتشار علم الحديث، ومبدإِ جمعه وتأليفه حيث ثبت ما قلناه في المقدمة، من كون علم الحديث من العلوم الشرعية، وأنه من أصول الفروض، وجب الاعتناء به، والاهتمام بضبطه وحفظه، ولذلك يَسَّرَ الله - سبحانه وتعالى - له أولئك العلماء الأفاضل، والثقات الأماثل، والأعلام المشاهير، الذي حفظوا قوانينه، واحتاطوا فيه، فتناقلوه كابرًا عن كابر، وأوصلوه كما سمعه أولٌ إلى آخر، وحبَّبه الله إليهم لحكمة حفظ دينه، وحراسة شريعته. فما زال هذا العلم من عهد الرسول صلوات الله وسلامه عليه - والإسلام غض طري، والدين محكم الأساس قوي (1) - أشرف العلوم، وأجلَّها لدى الصحابة - رضي الله عنهم -، والتابعين بعدهم، وتابعي التابعين، خلفًا بعد سلف (2) ، لا يشرف بينهم أحد بعد حفظ كتاب الله عز وجل، إلا بقدر ما يحفظ منه، ولا يعظم في النفوس إلا بحسب ما يُسْمَعُ من الحديث عنه، فتوفرت الرغبات فيه، وانقطعت الهمم على تعلُّمه، حتى لقد كان أحدهم يرحل المراحل ذوات العدد   (1) في المطبوع " قوياً " وهو خطأ، لأنه خبر بعد خبر. (2) في المطبوع: يعظمه وأهله الخلف بعد سلف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 ويقطع الفيافي والمفاوز الخطيرة، ويجوب البلاد شرقاً وغرباً في طلب حديثٍ واحدٍ ليسمعه من راويه. فمنهم من يكون الباعث له على الرِّحلة طلب ذلك الحديث لذاته. ومنهم من يقرن بتلك الرغبة سماعه من ذلك الراوى بعينه، إما لثقته في نفسه، وصدقه في نقله، وإما لعلو إسناده، فانبعثت العزائم إلى تحصيله. وكان اعتمادهم أولاً على الحفظ والضبط في القلوب والخواطر، غير ملتفتين إلى ما يكتبونه، ولا معولين على ما يسطرونه، محافظة على هذا العلم، كحفظهم كتاب الله عز وجل، فلما انتشر الإسلام، واتسعت البلاد، وتفرقت الصحابة في الأقطار، وكثرت الفتوح، ومات معظم الصحابة، وتفرق أصحابهم وأتباعهم، وقل الضبط، احتاج العلماء إلى تدوين الحديث وتقييده بالكتابة، ولعمري إنها الأصل، فإن الخاطر يغفل، والذهن يغيب، والذكر يهمل، والقلم يحفظ ولا ينسى (1) . فانتهى الأمر إلى زمن جماعة من الأئمة، مثل عبد الملك بن جريج،   (1) على أنه ثبت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يكتبون بعضاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم أو لغيرهم، من ذلك كتابة بعض الصحابة لأبي شاه - وهو رجل من أهل اليمن - بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة من خطبه، ومنه ما ذكر أبو هريرة من شأن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، ومنه ما كان من قصة صحيفة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فيها شيء من العلم، وكل ذلك في الصحيح، ومن ذلك كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن، أخرجه النسائي والدارمي وغيرهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 ومالك بن أنس، وغيرهما ممن كان في عصرهما. فدوَّنوا الحديث. حتى قيل: إن أول كتاب صنف في الإسلام «كتاب ابن جريج (1) » وقيل: «موطأ مالك» -رحمة الله عليهما. وقيل: إن أول من صنف وبوَّب الربيع بن صبيح (2) بالبصرة. ثم انتشر جمع الحديث وتدوينه، وسطره في الأجزاء والكتب، وكثر ذلك وعظم نفعه إلى زمن الإمامين، أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، - رحمهما الله - فدونا كتابيهما، وفعلا ما الله مجازيهما عليه من نصح المسلمين، والاهتمام بأمور الدين، وأثبتا في كتابيهما من الأحاديث ما قطعا بصحته، وثبت عندهما نقله. وسيجيء فيما بعد من هذه المقدمة شرط كتابيهما، وذكر الصحيح والفاسد مشروحاً مفصلاً إن شاء الله تعالى، وسميا كتابيهما «الصحيح من الحديث» وأطلقا هذا الاسم عليهما، وهما أول من سمى كتابه ذلك،   (1) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل، لكنه يدلس ويرسل، خرج له الجماعة. مات سنة مئة وخمسين أو بعدها وقد جاوز السبعين. (2) هو الربيع بن صبيح - بفتح الصاد كما ضبطه الحافظ في " التقريب " - السعدي البصري صدوق سيئ الحفظ وكان عابداً مجاهداً. وقد ذكروا أن أول من جمع الحديث ابن جريج بمكة وابن إسحاق ومالك في المدينة، والربيع بن صبيح أو سعيد بن أبي عروبة أو حماد بن سلمة بالبصرة، وسفيان الثوري بالكوفة، والأوزاعي بالشام، وهشيم بواسط، ومعمر باليمن، وجرير بن عبد الحميد بالري، وابن المبارك بخراسان، وكل هؤلاء من رجال القرن الثاني الهجري، وما جمعوه من الحديث كان مختلطاً بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 ولقد صدقا فيما قالا، وبرَّا فيما زعماً (1) ، ولذلك رزقهما الله من حسن القبول في شرق الأرض وغربها، وبرها وبحرها، والتصديق لقولهما، والانقياد لسماع كتابيهما، ما هو ظاهر مستغن عن البيان، وما ذلك إلا لصدق النية، وخلوص الطوية، وصحة ما أودعا كتابيهما من الأحاديث. ثم ازداد انتشار هذا النوع من التصنيف والجمع والتأليف، وكثر في أيدي المسلمين وبلادهم، وتفرقت أغراض الناس، وتنوعت مقاصدهم، إلى أن انقرض ذلك العصر الذي كانا فيه حميدًا (2) عن جماعة من الأئمة والعلماء قد جمعوا وألفوا: مثل أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي - رحمهم الله جميعاً - وغيرهم من العلماء الذين لا يحصون كثرة. وكأن ذلك العصر كان خلاصة العصور في تحصيل هذا العلم، وإليه المنتهى. ثم من بعده نقص ذلك الطلب بعد، وقل ذلك الحرص، وفترت تلك الهمم، وكذلك كلُّ نوع من أنواع العلوم والصنائع والدول وغيرها (3) فإنه يبتدئ قليلاً قليلاً، ولا يزال ينمى ويزيد، ويعظم إلى أن يصل   (1) الزعم هنا بمعنى الظن الراجح. (2) في المطبوع: ذلك العصر الحميد. (3) في المطبوع: وغيرهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 إلى غاية هي منتهاه، ويبلغ إلى أمَد هو أقصاه، ثم يعود، فكأنَّ غاية هذا العلم انتهت إلى البخاري ومسلم، ومن كان في عصرهما من علماء الحديث. ثم نزل وتقاصر إلى زماننا هذا، وسيزداد تقاصرًا والهمم قصورًا، سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً. الفصل الثاني: في بيان اختلاف أغراض الناس ومقاصدهم في تصنيف الحديث ما زلت أتتبع كتب الحديث، وأطلبها رغبة في معرفته، والإحاطة به، لما يلزمني من أمور الإسلام والدين (1) ، فوجدت بعون الله فيها كل مطلوب، وأدركت فيها بلطفه كل مرغوب، ورأيت هذا العلم على شرفه وعلو منزلته، وعظم قدره، علماً عزيزاً، مشكل اللفظ والمعنى، والناس في تصانيفهم التي جمعوها فيه وألفوها مختلفو الأغراض، متنوعو المقاصد. فمنهم من قصرت همته على تدوين الحديث مطلقاً ليحفظ لفظه، ويستنبط منه الحكم، كما فعله عبيد الله بن موسى العبسي (2) ، وأبو داود   (1) في المطبوع: " يبعثني وازع الإسلام والدين ". (2) هو أبو محمد بن عبيد الله بن موسى بن أبي المختار باذام العبسي الكوفي ثقة خرج له الجماعة مات سنة 213 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 الطيالسي (1) وغيرهما من أئمة الحديث أولاً وثانياً أحمد بن حنبل ومن بعده، فإنهم أثبتوا الأحاديث في مسانيد رواتها، فيذكرون مسند أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - مثلاً، ويثبتون فيه كل ما رووه عنه، ثم يذكرون بعده الصحابة واحداً بعد واحد على هذا النسق. ومنهم من يثبت الأحاديث في الأماكن التي هي دليل عليها، فيضعون لكل حديث باباً يختص به، فإن كان في معنى الصلاة، ذكروه في «باب الصلاة» وإن كان في معنى الزكاة، ذكروه في «باب الزكاة» ، كما فعله مالك بن أنس في كتاب «الموطأ» إلا أنه - لقلة ما فيه من الأحاديث قلت أبوابه. ثم اقتدى به من بعده. فلما انتهى الأمر إلى زمن البخاري ومسلم، وكثرت الأحاديث المودعة في كتابيهما، كثرت أبوابهما وأقسامهما، واقتدى بهما من جاء بعدهما. وهذا النوع أسهل مطلباً من الأول لوجهين.   (1) هو الحافظ الكبير سليمان بن داود بن الجارود الفارسي الأصل البصري الثقة صاحب المسند المطبوع في الهند، وقد رتبه الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي على الأبواب وأسماه " منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود " مات سنة أربع ومائتين عن عمر يناهز الثمانين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 الأول: أن الإنسان قد يعرف المعنى الذي يطلب الحديث لأجله، وإن لم يعرف راويه، ولا في مسند من هو، بل ربما لا يحتاج إلى معرفة راويه. فإذا أراد حديثاً يتعلق بالصلاة طلبه من «كتاب الصلاة» ، وإن لم يعرف أن راويه أبو بكر - رضي الله عنه -. والوجه الثاني: أن الحديث إذا ورد في «كتاب الصلاة» ، علم الناظر فيه أن ذلك الحديث هو دليل ذلك الحكم من أحكام الصلاة، فلا يحتاج أن يتفكر فيه ليستنبط الحكم منه، بخلاف الأول. ومنهم من استخرج أحاديث تتضمن ألفاظاً لغوية، ومعاني مشكلة، فوضع لها كتاباً قصره على ذكر متن الحديث، وشرح غريبه وإعرابه ومعناه، ولم يتعرض لذكر الأحكام كما فعله أبو عبيد القاسم بن سلام (1) ، وأبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة وغيرهما. ومنهم من أضاف إلى هذا الاختيار ذكر الأحكام وآراء الفقهاء، مثل أبي سليمان حَمْد بن محمد الخطابي (2) في «معالم السنن» ، و «أعلام السنن» وغيره من العلماء.   (1) وكتابه في غريب الحديث طبع حديثاً في الهند، ويقع في ثلاثة أجزاء. (2) هو الإمام العلامة حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الثقة الثبت أحد أوعية العلم والأدب واللغة والفقه، وكتابه " معالم السنن " الذي أملاه على " سنن أبي داود " يشهد له بطول الباع وسعة الإطلاع توفي رحمه الله سنة 388 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 ومنهم من قصد ذكر الغريب دون متن الحديث، فاستخرج الكلمات الغريبة، ودونها ورتبها وشرحها، كما فعله أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي وغيره من العلماء. ومنهم من قصد إلى استخراج أحاديث تتضمن ترغيباً وترهيباً، وأحاديث تتضمن أحكاماً شرعية غير جامعة، فدوَّنها وأخرج متونها وحدها، كما فعله أبو محمد الحسين بن مسعود (1) في كتاب «المصابيح» وغير هؤلاء المذكورين من أئمة الحديث لو رُمْنا أن نستقصى ذكر كتبهم، واختلاف أغراضهم ومقاصدهم في تصانيفهم، لطال الخطب، ولم ننته إلى حد. فاختلاف الأغراض هو الداعي إلى اختلاف التصانيف. الفصل الثالث: في اقتداء المتأخرين بالسابقين، وسبب اختصارات كتبهم وتأليفها لما كان أولئك الأعلام هم الأولين في هذا الفن، والسابقين إليه، لم يأت صنعهم على أكمل الأوضاع وأتم الطرق، فإن غرضهم كان أولاً حفظ الحديث مطلقاً وإثباته، ودفع الكذب عنه، وحذف   (1) هو محيي السنة الحسين بن مسعود الفراء البغوي المفسر المحدث الفقيه صاحب المؤلفات النافعة التي تدل على اتساع دائرته في النقل والتحقيق، توفي في مرو الروذ من مدن خراسان سنة 516 هـ وله من العمر بضع وسبعون سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 الموضوعات عليه، والنظر في طرقه وحفظ رجاله، وتزكيتهم، واعتبار أحوالهم، والتفتيش عن دخائل أمورهم، حتى قدحوا فيمن قدحوا، وجرحوا من جرحوا، وعدَّلوا من عدَّلوا، وأخذوا عمن أخذوا، وتركوا من تركوا. هذا بعد الاحتياط والضبط والتدبر، فكان هذا مقصدهم الأكبر، وغرضهم الأوفر، ولم يتسع الزمان لهم والعمر لأكثر من هذا الغرض الأعم، والمهم الأعظم (1) ، ولا رأوا في أديانهم (2) أن يشتغلوا بغيره من لوازم هذا الفن التي هي كالتوابع، بل ولا كان يجوز لهم ذلك، فإن الواجب أولاً إثبات الذات، ثم ترتيب الصفات، والأصل، إنما هو عين الحديث وذاته، ثم بعد ذلك ترتيبه وتحسين وضعه، ففعلوا ما هو الفرض المتعين، واخترمتهم المنايا قبل الفراغ والتخلي لما فعله التابعون لهم، والمقتدون بهم، والمهتدون بهديهم، فتعبوا - رحمهم الله - لراحة من بعدهم، ونصبوا لدعة (3) من اقتفى آثارهم. ثم جاء الخلف الصالح، فأحبوا أن يظهروا تلك الفضيلة، ويشيعوا تلك المنقبة الجليلة، وينشروا تلك العلوم التي أفنوا أعمارهم في جمعها، ويفصلوا تلك الفوائد التي أجملوا تحسين وضعها، إما بإبداع ترتيب، أو بزيادة تهذيب، أو اختصار وتقريب، أو استنباط حكم، وشرح غريب.   (1) في المطبوع: والمهم حتى يستوفوا الكلام على المهم الأعظم. (2) في المطبوع " دنياهم ". (3) الدعة: الخفض والسعة في العيش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 فمن هؤلاء المتأخرين من جمع بين كتب الأولين بنوع من التصرف والاختصار، كما فعله أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني (1) ، وأبو مسعود إبراهيم ين محمد بن عبيد الدمشقي (2) ، واقتفى أثرهما أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي (3) . فإنهم جمعوا بين كتابي البخاري ومسلم، ورتبوا كتبهم على المسانيد، دون الأبواب، كما سبق ذكره. وتلاهم آخراً أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي (4) ، فجمع بين كتب البخاري ومسلم و «الموطأ» لمالك، و «جامع أبي عيسى الترمذي» ، و «سنن أبي داود السجستاني» ، و «سنن أبي عبد الرحمن النسائي» - رحمة الله عليهم - .ورتب كتابه على الأبواب دون المسانيد،   (1) هو الحافظ شيخ الفقهاء والمحدثين أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني شيخ بغداد، قال الخطيب: كان ثقة ورعاً ثبتاً لم نر في شيوخنا أثبت منه، عارفاً بالفقه، له حظ من علم العربية كثير، صنف مسنداً ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم، مات سنة 425 هـ. (2) هو إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي الحافظ مصنف كتاب " الأطراف " وأحد من برز في هذا العلم. قال الخطيب: سافر الكثير وكتب ببغداد عن أصحاب أبي سعيد الحراني وبالبصرة والأهواز وواسط وخراسان وأصبهان، وكان له عناية بالصحيحين، كان صدوقاً دينا ورعاً فهماً، مات سنة إحدى وأربعمئة. (3) هو الحافظ الثبت الإمام أبو عبد الله محمد بي أبي نصر الأزدي الحميدي الاندلسي الظاهري. قال ابن ماكولا: لم أر مثل صديقنا الحميدي في نزاهته وعفته وورعه وتشاغله بالعلم. كان ورعاً ثقة إماماً في الحديث وعلله ورواته، متحققاً في علم التحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث، له عدة مؤلفات منها " جذوة المقتبس " و " الجمع بين الصحيحين " رحمه الله توفي سنة 488 هـ. (4) هو أبو الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي جاور بمكة زمناً طويلاً وتوفي بها سنة 535 هـ، واسم كتابه " التجريد للصحاح الستة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 إلا أن هؤلاء جميعهم لم يودعوا كتبهم إلا متون الحديث عارية من الشرح والتفسير، حسب ما أداهم إليه الغرض، وأحسنوا في الصنع، وفعلوا ما جنوا ثمرته دنيا وأخرى، وسنوا لمن بعدهم الطريق ومهدوا المحجة في طلب هذا العلم، فأحسن الله إليهم. الفصل الرابع: في خلاصة الغرض من جمع هذا الكتاب لما وقفت على هذه الكتب، ورأيتها في غاية من الوضع الحسن والترتيب الجميل، ورأيت كتاب «رزين» هو أكبرها وأعمها، حيث حوى هذه الكتب الستة التي هي أم كتب الحديث، وأشهرُها في أيدي الناس، وبأحاديثها أخذ العلماء، واستدل الفقهاء، وأثبتوا الأحكام، وشادوا مباني الإسلام. ومصنفوها أشهر علماء الحديث، وأكثرهم حفظاً، وأعرفهم بمواضع الخطأ والصواب، وإليهم المنتهى، وعندهم الموقف. وسنعقد فيما بعد باباً يتضمن مناقبهم وفضائلهم، وإلى أين انتهت مراتبهم في هذا الفن. فحينئذ أحببت أن أشتغلَ بهذا الكتاب الجامع لهذه الصحاح، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 وأعتني بأمره، ولو بقراءته ونسخه، فلما تتبعته وجدته - على ما قد تعب فيه - قد أودع أحاديث في أبواب، غير تلك الأبواب أولى بها، وكرر فيه أحاديث كثيرة، وترك أكثر منها. ثم إنني جمعت بين كتابه وبين الأصول الستة التي ضمنها كتابه، فرأيت فيها أحاديث كثيرة لم يذكرها في كتابه، إما للاختصار، أو لغرض وقع له فأهملها، ورأيت في كتابه أحاديث كثيرة لم أجدها في الأصول التي قرأتها وسمعتها ونقلت منها، وذلك لاختلاف النسخ والطرق، ورأيته قد اعتمد في ترتيب كتابه على أبواب البخاري، فذكر بعضها، وحذف بعضها. فناجتني نفسي أن أُهذِّب كتابه، وأرتب أبوابه، وأوطئ مقصده، وأسهل مطلبه، وأضيف إليه ما أسقطه من الأصول، وأتبعه شرح ما في الأحاديث من الغريب والإعراب والمعنى، وغير ذلك مما يزيده إيضاحاً وبياناً، فاستصغرت نفسي عن ذلك، واستعجزتها (1) ، ولم يزل الباعث يقوى، والهمة تنازع، والرغبة تتوفر، وأنا أعللها بما في ذلك من التعرض للملام، للانتصاب للقدح، والأمن من ذلك جميعه مع الترك، ويأبي الله إلا أن يتم نوره، فتحققت بلطف الله العزيمة،   (1) في المطبوع: فاستصغرت نفسي هنالك واستعجزتها عن ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 وصدقت بعونه النية، وخلصت بتوفيقه الطوية. فشرعت في الجمع بين هذه الكتب الستة التي أودعها «رزين» -رحمه الله - كتابه، وصَدَفْتُ عما فعله ورتبه، فاعتمدت على الأصول دون كتابه، واخترت له وضعاً يزيد (1) ، بيانه حسبما أدى إليه اجتهادي وانتهى إليه عرفاني. هذا بعد أن أخذت فيه رأي أولى المعارف والنُّهى، وأرباب الفضل والذكاء، وذوي البصائر الثاقبة، والآراء الصائبة، واستشرت فيه من لا أتهمه ديناً وأمانة وصدقاً ونصيحة (2) ، وعرضت عليه الوضع الذي عرض لي، واستضأت به في هذا الصنع الذي سنح لي، فكلٌّ أشار بما قوى العزم، وحقق إخراج ما في القوة إلى الفعل. فاستخرت الله تعالى، وسألته أن يجعله خالصاً لوجهه، ويتقبله ويعين على إنجازه بصدق النية فيه، ويسهله، وهو المجازي على مودعات السرائر، وخفيات الضمائر. هذا مع كثره العوائق الدنيوية، وازدحام العوارض الضرورية، وتكاثر الفوادح النفسانية، وضيق الوقت عن فراغ البال لمثل هذا المهم   (1) في الأصل: يرد. (2) في هامش الأصل ما نصه: كان شيخاً له في ديار بكر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 العزيز، والغرض الشريف الذي إذا أعطاه الإنسان كله واتاه منه أيسره، وإذا قصر عليه عمره أمكنه منه أقصره، ولولا أن الباعث عليه ديني، والغرض منه أخروي، لكانت القدرة على الإلمام به واهية، والهمة عن التعرض إليه قاصرة، والعزيمة عن الشروع فيه فاترة، وإنما كان المحرك قوياً، والجاذب شريفاً علياً. وأنا أسأل كل من وقف عليه، ورأى فيه خللاً، أو لمح فيه زللاً أن يصلحه، حائزاً به جزيل الأجر وجميل الشكر، فإن المهذب قليل، والكامل عزيز، بل عديم، وأنا معترف بالقصور والتقصير، مقر بالتخلف عن هذا المقام الكبير. على أن هذا الكتاب في نفسه بحر زاخرة أمواجه، وبر وعرة فجاجه، لا يكاد الخاطر يجمع أشتاته، ولا يقوم الذكر بحفظ أفراده، فإنها كثيرة العدد، متشعبة الطرق، مختلفة الروايات، وقد بذلت في جمعها وترتيبها الوسع، واستعنت بتوفيق الله تعالى ومعونته في تأليفه وتهذيبه، وتسهيله وتقريبه. وسميته: «جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 الباب الثاني: في كيفية وضع الكتاب ، وفيه ستة فصول الفصل الأول: في ذكر الأسانيد والمتون لما وفق الله سبحانه وتعالى للشروع في هذا الكتاب، وسهل طريقه، فكنت فيه طالباً أقرب المسالك وأهداها إلى الصواب، أول ما بدأت به أنني حذفت الأسانيد، كما فعله الجماعة المقدَّم ذكرهم - رحمة الله عليهم - ولنا في الاقتداء بهم أسوة حسنة، لأن الغرض من ذكر الأسانيد كان أولاً لإثبات الحديث وتصحيحه، وهذه كانت وظيفة الأولين رحمة الله عليهم (1) -، وقد كفونا تلك المؤنة، فلا حاجة بنا إلى ذكر ما قد   (1) بل هي وظيفة كل عالم في كل عصر إذا تمكن في هذا العلم وقويت معرفته، فله أن يحكم بالصحة أو بالضعف على الحديث بعد الفحص عن إسناده وعلله، قال النووي رحمه الله في رده على ابن الصلاح: والأظهر عندي جواز التصحيح لمن تمكن وقويت معرفته، قال العراقي: وهذا هو الذي عليه عمل أهل الحديث، فقد صحح غير واحد من المعاصرين لابن الصلاح ومن بعده أحاديث لم يجر لمن تقدمهم فيها تصحيح كأبي الحسن بن القطان، والضياء المقدسي، وزكي الدين عبد العظيم المنذري ومن بعدهم. انظر المقدمة ص 12، 13. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 فرغوا منه، وأغنونا عنه، فلم أثبت إلا اسم الصحابي الذي روى الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إن كان خبراً، أو اسم من يرويه عن الصحابي إن كان أثراً، اللهم إلا أن يعرض في الحديث ذكر اسم أحد رواته فيما تمس الحاجة إليه، فأذكره لتوقف فهم المعنى المذكور في الحديث عليه. وقد أفردت باباً في آخر الكتاب يتضمن أسماء الجماعة المذكورين في جميع الكتاب، إن كان صحابياً، أو تابعياً، أو غيره، ورتبته على حروف (أب ت ث) . وكتبت الأسماء في أول الحديث على الهامش، وذكرت بإزائه ما أمكن معرفته من نسبه وعمره، وإسلامه وحاله، حسبما انتهت إليه القدرة، ومن لم أجد له ذكراً ذكرت اسمه، وتركته مفتوحاً لأحققه، وقصدت في ذلك إزالة الخلل والتصحيف في الأسماء والاشتباه. وأما متون الحديث، فإنني لم أثبت منه إلا ما كان حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو أثراً عن صحابي، وما كان من أقوال التابعين ومن بعدهم من مذاهب الفقهاء والأئمة، فلم أذكره إلا نادراً، اقتداء بالحميدي -رحمه الله - وغيره ممن جمع بين الكتب ما عدا رزيناً، فإنه ذكر في كتابه فقه مالك -رحمه الله - الذي في «الموطأ» ، وتراجم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 أبواب كتاب البخاري، وغير ذلك مما لا حاجة إليه. واعتمدت في النقل من كتابي البخاري ومسلم على ما جمعه الإمام أبو عبد الله الحُميدي في كتابه، فإنه أحسن في ذكر طرقه، واستقصى في إيراد رواياته، وإليه المنتهى في جمع هذين الكتابين (1) . وأما باقي الكتب الأربعة، فإني نقلتها من الأصول التي قرأتها وسمعتها، وجمعت بينها وبين نسخ أخرى منها. وعولت في المحافظة على ألفاظ البخاري ومسلم أكثر من غيرهما من باقي الأئمة الأربعة، اللهم إلا أن يكون في غيرهما زيادة أو بيان أو بسط، فإنني أذكرها، وإن كان الحميدي قد أغفل شيئاً وعثرت عليه، أثبته من الأصول، وتتبعت الزيادات من جميع الأمهات، وأضفتها إلى مواضعها. وأما الأحاديث التي وجدتها في كتاب «رزين» ، ولم أجدها في الأصول، فإنني كتبتها نقلاً من كتابه على حالها في مواضعها المختصة بها، وتركتها بغير علامة، وأخليت لذكر اسم من أخرجها موضعًا،   (1) ذكر العلماء بأن الحميدي لم يقتصر في كتابه على ذكر ألفاظ " الصحيحين "، بل أتى فيه بزيادات صرح بأنها من كتب المستخرجين عليهما، ولعل المؤلف ينقل عنه ما كان منسوباً إلى الشيخين البخاري ومسلم أو أحدهما، دون ما زاده من كتب المستخرجين وغيرها، فقد تتبع في غير ما حديث، فوجد كما ذكرنا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 لعلي أتتبع نسخًا أخرى لهذه الأصول وأعثر عليها فأُثبت اسم من أخرجها. وقد أشرت في أوائل الكتاب إلى ذكر أحاديث، من ذلك: أن رزينًا أخرجها ولم أجدها في الأصول.وأخليت ذكر الباقي ليعلم أنه من ذلك القبيل. الفصل الثاني: في بيان وضع الأبواب والفصول قد سبق في الباب الأول أن من العلماء من رتب كتابه على المسانيد، ومنهم من رتبه على الأبواب، ورجحنا اختيار الأبواب على المسانيد بما قدمنا ذكره، فلذلك اخترنا لكتابنا الأبواب على المسانيد، ولأن هذه الكتب الستة الأصول، جميعها مرتبة على الأبواب، فكان الاقتداء بهم أولى. وحيث اعتبرت أبواب كتبهم وجدتها مختلفة في الوضع، فإن البخاري قد ذكر أحاديث في أبواب من كتابه ذكرها غيره في غير تلك الأبواب وكذلك كل منهم، فصدفت عن ذلك، ثم إنني عمدت إلى الأحاديث جميعها في هذه الكتب الستة، فاعتبرتها وتتبعتها، واستخرجت معانيها، فبنيت الأبواب على المعاني التي دلت عليها الأحاديث، فكل حديث انفرد بمعنى أثبته في باب يخصه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 فإن اشتمل على أكثر من معنى واحد، فلا يخلو: أن يكون اشتماله على ذلك اشتمالاً واحداً، أو أحد المعاني فيه أغلب من الآخر، فإن كان اشتماله عليه اشتمالا واحداً، أوردته في آخر الكتاب في كتاب سميته «كتاب اللواحق» وقسمته إلى أبواب عدة، يتضمن كل باب منها أحاديث تشتمل على معاني متعددة من جنس واحد. على أن هذا «كتاب اللواحق» جميعه ما يعظم قدره ولا يطول، فإنه لا يتجاوز ثلاثة كراريس (1) . وأما ما كان مشتملاً على أكثر من معنى واحد، إلا أنه بأحدها أخص، وهو فيه أغلب، فإنني أثبته في الباب الذي هو أخص به وأغلب عليه، وقصدت فيه غالباً أن يكون في باب المعني الذي هو أول الحديث. ثم إنني عمدت إلى كل كتاب من الكتب المسماة في جميع الكتب وفصلته إلى أبواب، وفصول، وأنواع، وفروع، وأقسام، بحسب ما اقتضته القسمة التي تراها في الكتاب. وكان الموجب لهذا التقسيم اختلاف معاني الأحاديث التي تختص   (1) جمع كراسة وهي الجزء من الصحيفة، يقال: قرأت كراسة من كتاب سيبويه، وهذا الكتاب عدة كراريس، وتقول: التاجر مجده في كيسه، والعالم مجده في كراريسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 بكل كتاب، فإن منها ما يتعلق بوجوبه (1) ، ومنها ما يتعلق بأركانه وحقيقته، ومنها ما يتعلق بسننه ونوافله، ومنها ما يتعلق بشروطه ولوازمه، ومنها ما يتعلق بالحث عليه والترغيب فيه، ومنها ما يتعلق بفضله وشرفه. وأشياء كثيرة تراها في غضون الكتاب، كل واحد منها لمعنى. ثم إنني عمدت إلى كل فصل وكل فرع وكل باب، فنضدت الأحاديث فيه، كل حديث يتلو ما يشبهه، أو يماثله أو يقاربه بحيث إنك إذا تجاوزت ذلك المعنى من ذلك الفصل لا تكاد تعود تراه في باقي الفصول إلا نادراً، لضرورة اقتضته، أو سهو. وإذا جاء من الأحاديث شيء يتعلق بذلك الكتاب وليس معه حديث آخر من نوعه، كتبته في فصل أو فرع من تقسيم ذلك الكتاب، حيث ليس معه حديث من جنسه ونوعه مثله أو أمثاله. ثم إنني عمدت إلي ما جاء من الأحاديث في فضائل جميع الكتب المودعة في كتابنا، وما جاء في فضائل الأنبياء والصحابة وغيرهم، فجعلته كتاباً واحداً سميته «كتاب الفضائل والمناقب» وأودعته كل حديث   (1) في المطبوع: بموجبه، وهو تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 يتضمن فضل شيء من الأعمال والأقوال والأحوال والرجال، ولم أضف فضل كل شيء إلى بابه، فإنه يجيء متفرقاًَ، فرأيت أن جمعه أولى، وستراه إن شاء الله تعالى مفصلاً مبوباً. الفصل الثالث: في بيان التقفية، وإثبات الكتب في الحروف لما نضدت الأحاديث في الأبواب والفصول والفروع - كما سبق بيانه - رأيتها كثيرة العدد، والكتاب في نفسه كبير المقدار، يحتاج الناظر فيه والطالب لحديث من أحاديثه أن يتطلب كتبه التي هي تراجمه، حتى يجد الحديث المطلوب فيها، وكان عليه في ذلك كلفة ومشقة متعبة، فخرجت أسماء الكتب المودعة في الكتاب، وجعلتها مرتبة على حروف (أب ت ث) طلباً لتسهيل كلفة الطلب، وتقريباً على المريد بلوغ الأرب. ولم أضبط في وضعها الحرف الأصلي من الكلمة فحسب، إنما لزمت الحرف الذي هو أول الكلمة، سواء كان أصلياً أو زائداً، ولم أحذف من الكلمة إلا (1) الألف واللام التي للتعريف حسب.   (1) كلمة " إلا " لم ترد في المطبوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 فأودعت «كتاب الإيمان والإسلام» ، و «كتاب الإيلاء» ، و «كتاب الآنية» : في حرف الهمزة. وهذا حرف أصلي. ووضعت فيه أيضاً «كتاب الاعتصام» ، و «كتاب إحياء الموات» وهذا حرف زائد، فإن «الاعتصام» حقه أن يكون في حرف «العين» و «إحياء الموت» في حرف «الحاء» . وكذلك جميع الكتب على الوضع، ولم أقصد به إلا طلب الأسهل، فإن كتب الحديث يشتغل بها الخاص والعام، والعالم بتصرف اللفظ والجاهل. ولو كلفت العامي أن يعرف الحرف الأصلي من الزائد لتعذر عليه، لكنه يسهل عنده معرفة الحرف الذي هو في أول الكلمة من غير نظر إلي أنه أصلي أو زائد. ثم وجدت في الأبواب أبواباً عدة، هي من جملة الكتب التي انقسم الكتاب إليها، وإذا ذكرتها في الحرف الذي يختص بها أكون قد أفردت أحد أحكام ذلك الكتاب عنه، وفرقته ووضعته في غير موضعه الأولى به. مثال ذلك: أن «كتاب الجهاد» هو في جرف الجيم، وفي جملة أحكام الجهاد أبواب عدة لا يجوز أن تنفرد عنه، مثل الغنائم، والفيء، والغلول، والنفل، والخمس، والشهادة، وكل واحد من هذه يختص بحرف غير حرف الجيم، فإن ذكرته في حرفه، تقسم (1) «كتاب الجهاد» وعدلت عن واجب   (1) في المطبوع: حرف تقسيم، وهو خطأ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 الوضع، فذكرت هذه الأبواب في جملة «كتاب الجهاد» في حرف الجيم. ثم عمدت إلى آخر كل حرف من تلك الحروف التي تختص بهذه الأبواب، فذكرت فيه فصلاً ليستدل به على مواضع هذه الأبواب من الكتاب، فذكرت في آخر حرف الغين أن الغنائم والغلول في «كتاب الجهاد» من حرف الجيم. وفي آخر حرف الفاء أن «الفيء» في «كتاب الجهاد» من حرف الجيم. وكذلك تتبعت جميع الحروف، وفعلت بها هذا الفعل. فإذ أردت حديثاً من هذا النوع، فاطلبه في حرفه، فإن وجدته، وإلا فترى في آخر الحرف ما يدلك على موضعه، على أنه متى صار لك أدنى دُربة بالكتاب، وعرفت الغرض من وضعه، استغنيت عن ذلك جميعه. الفصل الرابع: في بيان أسماء الرواة والعلائم لما وضعت الكتب والأبواب في الحروف، رأيت أن أُثبت أسماء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 رواة كل حديث أو أثر على هامش الكتاب حذاء أول الحديث، وذلك لفائدتين. إحداهما: أن يكون الاسم مفرداً يدركه الناظر في أول نظره، ويعرف به أول الحديث. والثانية: لأجل إثبات العلائم التي رقمتها بالهمزة على الاسم. وذلك أنني قد رقمت على اسم كل راوٍ علامة من أخرج ذلك الحديث من أصحاب الكتب الستة. فجعلت للبخاري «خاء» لأن نسبه إلى بلده أشهر من اسمه وكنيته، لأن «الخاء» أشهر حروفه، وليس في باق حروف الأسماء «خاء» . وجعلت للمسلم ميماً، لأن اسمه أشهر من نسبه وكنيته. والميم أول حروف اسمه. وجعلت لمالك «طاء» ، لأن اشتهار كتاب «بالموطأ» أكثر، ولأن «الميم» التي هي أول حروف اسمه قد أعطيناها مسلماً، وباقي حروفه مشتبهة بغيرها من حروف باقي الأسماء، و «الطاء» أشهر حروف اسم كتابه، ولا تشتبه بغيرها. وجعلت للترمذي «تاءً» ، لأن اشتهار الترمذي أكثر منه باسمه وكنيته، وأول حروف نسبه التاء، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 وجعلت لأبي داود «دالاً» لأن كنيته أشهر من نسبه واسمه والدال أشهر حروف كنيته، وأبعدها من الاشتباه بباقي العلائم. وجعلت للنسائي «سيناً» ، لأن نسبه أشهر من كنيته واسمه، والسين أشهر حروف نسبه، وأبعدها من الاشتباه. فإن كان الحديث قد أخرجه جماعتهم، أثبت قبل اسم الراوي العلائم الست، وإن كان قد أخرجه بعضهم، أثبت عليه علامة من أخرجه. والأحاديث التي وجدتها في كتاب «رزين» -رحمه الله - ولم أجد في الأصول التي قرأتها وسمعتها ونقلت منها، أثتبها ولم أثبت عليها علامة، ولم أذكر من أخرجها، لعلي أجدها، أو يجدها غيري فيثبتها، ويعلِّم علامة من أخرجها. وجعلت ابتداء العلائم على الاسم بعلامة البخاري، وبعده بعلامة مسلم، وبعده بعلامة «الموطأ» . وكان الأولى تقديم اسم «الموطأ» . لأن مالكاً -رحمه الله - أكبر الجماعة وأقدمهم. وأجلهم قدراً، وأحقهم بالتقديم، ولكن لاشتهار كتابي البخاري ومسلم بالصحة، وانفرادهما بالشرط الذي لم ينفرد به واحد من باقي الكتب، ولأنهما أعظم قدراً، وأكبر حجماً، قدمتهما في التعليم عليه. ثم أتبعت علامة «الموطأ» بعلامة الترمذي، وبعده بعلامة أبي داود، وبعده بعلامة النسائي. وإن تقدم أحد هؤلاء الثلاثة المتأخرين على الآخر، فلا بأس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 ثم لما كان مع تطاول الأزمان. واختلاف النساخ وتهاونهم بالذي يكتبونه، قد تسقط بعض العلائم من موضعه، فيبقى الحديث مجهولاً، لا يُعلم من أخرجه، ذكرت في آخر كل حديث من أخرجه من الأئمة في متن الكتاب، ليزول هذا الخلل المتوقع. وإن سقط بعض العلامات، أو كلها، أمكن الناسخ أن يستجد العلامات من متن الكتاب (1) . على أن معظم الأحاديث المشتركة بين الأصول، قد أدت الضرورة إلى ذكر من أخرجها، لاختلاف ألفاظهم في الحديث الواحد، وإنما الأحاديث المفردة في كل أصل من الكتب، هي التي احتجنا إلى أن نذكر اسم من أخرجها في متن الكتاب لهذا الباعث المذكور. الفصل الخامس: في بيان الغريب والشرح لما أردنا أن نذكر شرح لفظ الحديث ومعناه، كان الأولى بنا أن نذكره عَقيب كل حديث، فإنه أقرب تناولاً، وأسهل مأخذاً، لكنا   (1) في المطبوع " العلامات ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 رأينا أن ذلك يتكرر تكرراً زائداً، لاشتراك الأحاديث في المعنى الواحد، مع تقارب الألفاظ، بل اتحادها، فإن ذكرنا شرح الحديث الواحد، إذا جاء مثله أحلنا عليه، احتاج الطالب إلى كلفة عظيمة حتى يجد الغرض، وكان الكتاب يطول بكثرة الإحالات. وإن أوردناه آخر كل فصل أو باب، جاء من التكرار ما يقارب الأول، وإن نحن أفردنا للشرح كتاباً مستقلاً بنفسه - كما فعله الحميدي - رحمه الله - في «غريب كتابه» - صار ذلك الكتاب مفرداً وحده، لا علاقة بين الأصل وبينه، فمن شاء نسخه، ومن شاء تركه، فكانت الفائدة تذهب، ويزول الغرض، ويبقى الكتاب خالياً من الشرح والتفسير الذي قصدنا إليه، فأدى النظر إلى أن ذكرناه في آخر كل حرف من حروف (أب ت ث) على ترتيب الكتب التي في كل حرف، وسياق الأحاديث التي في كل كتاب (1) . وذكرتُ الكلمات التي في متون الأحاديث المحتاجة إلي الشرح بصورتها على هامش الكتاب، وشرحها حذاءها، ليكون أسهل مطلباً للناظرين فيه، ولم أقتصر على ذكر الغريبة التي يحتاج الخواص إلى شرحها بل ذكرتُ ما يفتقر العوام إلى معرفته زيادة في البيان.   (1) سبق أن أشرنا في المقدمة أننا عدلنا عن هذه الخطة التي اتبعها المصنف، وأننا سنثبت الغريب والشرح عقيب كل حديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 فإن تكرر في ذلك الكتاب كلمات تحتاج إلى شرح غريبها، لم أكرر ذكرها، واعتمدت على ما سبق ذكره في ذلك الكتاب، اللهم ألا أن يطول الكلام بينهما، فربما أعدته. فإذا طلبت شرح كلمة في موضعها ولم تجدها، فاعلم أنها قد سبقت قبل ذلك، فاطلبها من هناك تجدها. وكل كلمة لم أعرف شرحها، أو كنت منها على ارتياب، أثبتها وأخليت حذاءها لأثبت فيه شرحها. وعولت في الشرح على كتب أئمة اللغة، وكتب غريب الحديث، وكتب الفقه وغيرها. فمن كتب اللغة: كتاب «التهذيب» لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري وكتاب «لغة الفقه» له، وكتاب «صحاح اللغة» لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، وكتاب «المجمل» لأبي الحسين (1) ، أحمد بن فارس. ومن كتب الغريب: كتاب «غريب الحديث» ، لأبي عبيد القاسم ابن سلام، وكتاب «غريب الحديث» لأبي محمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، وكتاب «مختلف الحديث» له، وكتاب «غريب الحديث» لأبي سليمان حَمْد بن محمد الخطابي، وكتاب «معالم السنن» له، وكتاب «شأن الدعاء» له، وكتاب «الجمع بين الغريبين» لأبي عبيد الهروي، وكتاب «الفائق» لأبي القاسم   (1) في الأصل: أبو الحسن وهو خطأ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 محمود بن عمر الزمخشري، وكتاب «غريب الحديث» لأبي عبد الله الحميدي.وتتبعت كتب الفقه والتفسير، وأخذت منها شرح أحاديث تتعلق بالأحكام والمعاني. وكل ما وجدته في هذه الكتب من معنىً مستحسن، أو نكتة غريبة أو شرح شاف (1) أثبته بعد الاحتياط فيما نقلته وما لم أجده فيها - وإنه قليل - ذكرت فيه ما سنح لي بعد سؤال أهل المعرفة به والدراية. وأنا أرجو أن يصادف ذلك صحة وصواباً من الفعل، وصدقاً وسداداً من القول. ولست أدعي في جميع ما نقلته وأثبتُّه من هذا الشرح العصمة من الغلط والبراءة من السهو. وأنا أرغب إلى كل من وقف عليه، وأدرك منه خطأ أو زللاً، أن يصلحه ويقلدني فيه مِنَّةً جسيمةً، ويتخذ عندي به يداً كريمة أَكِلُ جزاءه عليها إلى فضل الله تعالى وسعة كرمه. الفصل السادس: فيما يستدل به على أحاديث مجهولة الوضع لما استقر وضع الأحاديث في الأبواب والكتب والحروف، وتتبعتها فوجدت فيها أحاديث ينبو بها مكانها، وإن كان أولى بها من غيره من سائر الأمكنة، وكان طالب تلك الأحاديث أو بعضها ربما شذ عن   (1) في المطبوع " شأن " وهو تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 خاطره موضعها، والتبس عليه مكانها، لنوع من اشتباه معانيها، واختلاف توارد الخواطر على اختيار المكان الأولى بها، وكان في ذلك كلفة على الطالب ومشقة، فاستقرأت تلك الأحاديث جميعها، التي هي متزلزلةٌ في مكانها، أو مشتبهة على طالبها، وخرَّجْتُ منها كلمات ومعاني تعرف بها الأحاديث، وأفردت لها في آخر الكتاب باباً أثبت فيه تلك المعاني، مرتبة على حروف (أب ت ث) مسطورة في هامش الكتاب، وبإزائها ذكر موضعها من أبواب الكتاب. فإذا طلبت حديثاً فيه نوع اشتباه، وغاب عنك موضعه، إما لسهوٍ عارض، أو جهلٍ بالمكان، فلا يخلو أن تعرف منه بعض ألفاظه المشهورة فيه، أو معانيه المودعة في مطاويه، فاعمد إلى ذلك الباب المشار إليه، واطلب تلك الكلمة، أو ذلك المعنى في حروف ذلك الباب، فإذا وجدتها قرأت ما بإزائها فهو يدُّلك على موضع ذلك الحديث من أبواب الكتاب، إن شاء الله تعالى. الباب الثالث: في بيان أصول الحديث، وأحكامها، وما يتعلق بها ما نُثِْبُتُه في هذا الباب من أصول الحديث وأحكامها، وشرح أقوال الفقهاء وأئمة الحديث، وذكر مذاهبهم، واصطلاحاتهم، فإنه منقول من فوائد العلماء وكتبهم وتصانيفهم التي استفدناها وعرفناها، مثل كتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 «التلخيص» لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني، وكتاب «المستصفى» لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، وكتاب «التقويم» لأبي زيد الدبوسي، وكتاب «أصول الحديث» للحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري، وكتاب «المدخل إلى الإكليل» له، وشيء من رسائل الخطيب أبي بكر بن ثابت البغدادي، وكتاب «العلل» للإمام أبي عيسى الترمذي، وغير ذلك من كتب العلماء وتصانيفهم - رحمة الله عليهم -. فجمعت بين أقوالهم، واختصرت من كل واحد منها طرفاً يليق بهذه المقدمة، أودعته ما يحتاج إليه طالب علم الحديث، ولا يسعه جهله، إلا من قنع بمجرد الرواية، ملغياً فضيلة الدراية. وليس لي فيه إلا الترتيب والاختصار، والتلفيق (1) ، والاختيار، اللهم إلا كلمات تقع في أثناء الفصول والفروع، تتضمن إثبات مهمل، أو إيضاح مشكل، أو تحقيق مُغْفَل، أو تفصيل مُجْمَل، أو تقييد مُرْسَل.وجعلت هذا الباب مشتملاً على أربعة فصول. الفصل الأول: في طريق نقل الحديث وروايته ، وفيه سبعة فروع الفرع الأول: في صفة الراوي وشرائطه   (1) في المطبوع: والتفليق، وهو تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 راوي الحديث له أوصاف وشرائط، لا يجوز قبول روايته دون استكمالها، وهي أربعة: الإسلام، والتكليف، والضبط، والعدالة. وهذه الأوصاف بعينها شرط في الشهادة، كاشتراطها في الرواية. وتنفرد الشهادة بأوصاف أُخر تؤثر فيها كالحرية، فإنها شرط في الشهادة، وليست شرطاً في الرواية، وكالعدد، فإن رواية الواحد تُقبل، وإن لم تُقبل شهادتُه إلا نادراً. وقد خالف في ذلك جماعة، فاشترطوا العدد، ولم يقبلوا إلا رواية رجلين، يروي عن كل واحد منهما رجلان، وهذا فاسد، فإنه مع تطاول الأزمان يكثر العدد كثرة لا تنحصر، ويتعذر إثبات حديث أصلاً، لا سيما في زماننا هذا. وهذا الشرط قد التزمه البخاري ومسلم في كتابيهما، حسبما ذكره الحاكم النيسابوري رحمه الله، وإن لم يجعلاه (1) شرطاً، وسيجيء فيما بعد من هذا الباب بيان ذلك وإيضاحه. وقال قوم: لابد من أربعة رجال، تغليظاً وتعظيماً لشأن الحديث، والأصل الأول. فأما بيان شروط الرواية الأربعة. فأولها: الإسلام. ولا خلاف في أن رواية الكافر لا تقبل، لأنه متهم في الدين، وإن   (1) في المطبوع: يجعلوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 كانت شهادة بعضهم على بعض مقبولةً عند أبي حنيفة - رضي الله عنه - فلا خلاف في ردِّ روايتهم. الشرط الثاني: التكليف فلا تقبل رواية الصبي، لأنه لا وازع (1) ، له عن الكذب، فلا تحصل الثقة بقوله، وقول الفاسق أوثق من قول الصبي، وهو مردود، فكيف الصبي؟! ولأن قوله في حق نفسه بإقراره لا يقبل، فكيف في حق غيره؟! . أما إذا كان طفلاً عند التحمل، مميزاً بالغاً عند الرواية، فتقبل، لأن الخلل قد اندفع عن تحمله وأدائه. ويدل على جوازه إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على قبول رواية جماعة من أحداث ناقلي الحديث، كابن عباس، وابن الزبير، وأبي الطفيل، ومحمود بن الربيع (2) ، وغيرهم من غير فرق بين ما تحملوه قبل البلوغ وبعده. وعلى ذلك درج السلف الصالح من إحضار الصبيان مجالس الرواية، ومن قبول روايتهم فيما تحمَّلوه في الصغر.   (1) أي: لا زاجر. (2) في الصحيح 1/140 بشرح " الفتح " من حديث الزهري عن محمود بن الربيع قال: عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو. وقد أورد الخطيب البغدادي في " الكفاية في علم الرواية " ص 54، 65 أشياء مما حفظها جمع من الصحابة ومن بعدهم وحدثوا بها بعد ذلك، وقبلت عنهم، فانظرها إن شئت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 إلا أن لأصحاب الحديث اصطلاحاً فيما يكتبونه للصغير، إذا كان طفلاً أو غير مميز، فإنهم يكتبون له حضوراً، ومتى كان ناشئاً مميزاً، كتبوا له سماعاً، ولقد كثر ذلك فيما بينهم حتى صاروا يكتبون الحضور للطفل الصغير جدّاً. الشرط الثالث: الضبط (1) وهو عبارة عن احتياطٍ في باب العلم، له طرفان. طرف وقوع العلم عند السماع، وطرف الحفظ بعد العلم عند التكلم حتى إذا سمع ولم يعلم، لم يكن شيئاً معتبراً، كما لو سمع صياحاً لا معنى له، وإذا لم يفهم اللفظ بمعناه على الحقيقة، لم يكن ضبطاً، وإذا شك في حفظه بعد العلم والسماع، لم يكن ضبطاً. ثم الضبط نوعان: ظاهر، وباطن. فالظاهر: ضبط معناه من حيث اللغة. والباطن: ضبط معناه من حيث تعلق الحكم الشرعي به، وهو الفقه.   (1) الضبط: هو إتقان ما يرويه الراوي بأن يكون متيقظاً لما يروي غير مغفل، حافظاً لروايته إن روى من حفظه، ضابطاً لكتابه إن روى من الكتاب، عالماً بمعنى ما يرويه، وبما يحيل المعنى عن المراد إن روى بالمعنى، حتى يثق المطلع على روايته والمتتبع لأحواله بأنه أدى الأمانة كما تحملها، لم يغير منها شيئاً، وهذا مناط التفاضل بين الرواة الثقات، فإذا كان الراوي عدلاً ضابطاً كما شرحنا سمي ثقة. ويعرف ضبطه بموافقة الثقات الضابطين المتقنين إذا اعتبر حديثه بحديثهم، ولا تضر مخالفته النادرة لهم، فإن كثرت مخالفته لهم، وندرت الموافقة، اختل ضبطه ولم يحتج بحديثه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 ومطلق الضبط الذي هو شرط الراوي، هو الضبط ظاهراً عند الأكثر، لأنه يجوز نقل الخبر بالمعنى، على ما سيأتي بيانه، فتلحقه تهمة تبديل المعنى بروايته قبل الحفظ، أو قبل العلم حين سمع، ولهذا المعنى قلت الرواية عن أكثر الصحابة -رضي الله عنهم - لتعذر هذا المعنى، فمن كان عند التحمل غير مميز، أو كان مُغَفَّلاً، لا يحسن ضبط ما حفظه ليؤديه على وجهه، فلا ثقة بقوله وإن لم يكن فاسقاً. وهذا الشرط وإن كان على ما بينَّا، فإن أصحاب الحديث قلما يعتبرونه في حق الطفل دون المغفَّل، لأنه متى صح عندهم سماع الطفل، أو حضوره مجلس القراءة، أجازوا روايته، والأول أحوط للدِّين وأولى. على أن الضبط في زماننا هذا، بل وقبله من الأزمان المتطاولة، قل وجوده في العالم، وعز وقوعه، فإن غاية درجات المحدث - في زماننا- المشهور بالرواية، الذي ينصب نفسه لإسماع الحديث في مجالس (1) ، النقل: أن تكون عنده نسخة قد قرأها أو سمعها، أو في بلدته نسخة عليها طبقة سماع، اسمه مذكور فيها، أو له مناولة، أو إجازة بذلك الكتاب، فإذا سمع عليه، استمع إلى قارئه، وكتب له خطه بقراءته وسماعه، ولعل قارئه قد صحف فيه أماكن لا يعرفها   (1) في المطبوع: ومجالس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 شيخه، ولا عثر عليها، وإن سأله عنها، كان أحسن أجوبته أن يقول: كذا سمعتها، إن فطن لها. وإذا اعتبرْتَ أحوال المشايخ من المحدثين في زماننا، وجدتها كذلك أو أكثرها، ليس عندهم من الدراية (1) علم، ولا لهم بصواب الحديث وخطئه معرفة، غير ما ذكرنا من الرواية على الوجه المشروح، على أنه ما يخلي الله بلاده وعباده من أئمة يهتدي بهم العالمون، وحفاظٍ يأخذ عنهم المهمِلون، وعلماء يقتدي بهم الجاهلون، وأفاضل يحرسون هذا العلم الشريف من الضياع، ويقرئونه صحيحاً كما انتهى إليهم في الأسماع، ويصونون معاقده من الانحلال، وقواعده من الزلل والاختلال، حفظاً لدينه، وحراسة لقانونه. نفعنا الله وإياكم معشر الطالبين بما آتاهم الله من فضله، ووفق كُلاًّ منا ومنكم للسداد في قوله وفعله. الشرط الرابع: العدالة والعدالة: عبارة عن استقامة السيرة والدِّين، ويرجع حاصلها: إلى هيئة راسخة في النفس، تحمل على ملازمة التقوى والمروءة جميعاً، حتى تحصل الثقة للنفوس بصدقه، ولا تشترط العصمة من جميع المعاصي،   (1) في الأصل " الرواية ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 ولا يكفي اجتناب الكبائر، بل من الصغائر ما تُرَدُّ به الشهادة والرواية. وبالجملة: فكلُّ ما يدل على ميل دينه إلي حدٍّ يستجيز على الله الكذب بالأغراض الدنيوية، كيف وقد شُرِط في العدالة التوقي عن بعض المباحات القادحة في المروءة، نحو الأكل والشرب في السوق، والبول في الشوارع، ونحو ذلك. وقد قال قوم: إن العدالة: عبارة عن إظهار الإسلام فقط، مع سلامته عن فسق ظاهر، فكلُّ مسلم مجهول عندهم عدل (1) . والعدالة لا تعرف إلا بخبرة باطنة، وبحث عن سريرة العدل وسيرته. وقد أخذ جماعة من أئمة الحديث عن جماعة من الخوارج، وجماعة ممن ينسب إلى القدرية والشيعة، وأصحاب البدع والأهواء (2) .   (1) هذا مذهب ضعيف، واتساع غير مرضي، وأكثر العلماء المحققين على خلافه. (2) جاء في " تاريخ الثقات " لابن حبان في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي ما نصه: ليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة، ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز، فإذا دعا إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره. نقول: وقد احتج بعض الأئمة برواية المبتدعة الدعاة وغير الدعاة، فقد احتج البخاري بعمران بن حطان وهو من دعاة الشراة، وبعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، وكان داعية إلى الإرجاء، فالحق في هذه المسألة – كما قال العلامة محمد بن بخيت المطيعي في حاشيته على " نهاية السول " 3/744 – قبول رواية كل من كان من أهل القبلة يصلي بصلاتنا، ويؤمن بكل ما جاء به رسولنا مطلقاً متى كان يقول بحرمة الكذب، فإن من كان كذلك لا يمكن أن يبتدع بدعة إلا وهو متأول فيها، مستند في القول بها إلى كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بتأول رآه باجتهاده، وكل مجتهد مأجور وإن أخطأ. نعم إذا كان ينكر أمراً متواتراً من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة أو اعتقد عكسه كان كافراً قطعاً، لأن ذلك ليس محلاً للاجتهاد، بل هو مكابرة فيما هو متواتر من الشريعة معلوم من الدين بالضرورة، فيكون كافراً مجاهراً، فلا يقبل مطلقاً، حرم الكذب أو لم يحرمه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 وتحرج عن الأخذ عنهم آخرون، والكل مجتهدون. والله يلهم الكافة طلب الحق وأخذه من مظانه والعمل به. فهذه الشروط الأربعة هي المعتبرة في الرواية كما ذكرنا. وللراوي أوصاف يظن بها أنها شروط، وليست شروطاً، وإنما هي مكملات ومحسِّنات. منها: العلم، والفقه، فلا يشترط كونه عالماً فقيهاً، سواء خالف ما رواه القياس، أو وافقه، إذ رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه وإلى غير فقيه. وقال قوم: إنه شرط، وهو بعيد. ومنها مجالسة العلماء، وسماع الحديث، فليس ذلك شرطاً، فقد قبلت الصحابة - رضي الله عنهم - حديث أعرابي لم يرو إلا حديثاً واحداً، نعم إذا عارضه حديث العالم الممارس، ففي الترجيح نظر. ومنها: معرفة نسب الراوي، وليس بشرط، بل متى عرفت عدالة شخص بالخبرة قُبِلَ حديثه، وإن لم يكن له نسب، فضلاً أن يكون ثَمَّ لا يُعرف. ولو روى عن مجهول العين (1) لم نقبله، بل من يقبل رواية المجهول الصفة لا يقبل رواية مجهول العين، إذ لو عرف عينه، ربما عرفه بالفسق، بخلاف من عرف عينه ولم يعرفه بالفسق.   (1) في المطبوع " المعين ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 ولو روي عن شخص ذكر اسمه، واسمه مردَّد بين مجروح وعدل، فلا يقبل لأجل التردد، على أن أئمة الحديث قد رووا أحاديث كثيرة عن رجل ولم يذكروا اسمه، وهذا مجهول، وجاء بعدهم من اعتبر تلك، الأحاديث، فرواها من طرق عدة عن راوي ذلك الرجل، وسماه، فصار ذلك الرجل - الذي لم يسمه أئمة الحديث - معروفاً بهذه الطرق، فكأنهم لم يخرجوا تلك الأحاديث عن مجهول، أو قد كانوا عرفوه وتركوا ذكر اسمه لغرض في أنفسهم، والله أعلم. ولا تقبل رواية من عرف باللعب واللهو والهزل في أمر الحديث، أو بالتساهل فيه، أو بكثرة السهو فيه، إذ تبطل الثقة بجميع ذلك. ومما يحتاج إليه طالب الحديث، أن يبحث عن أحوال شيخه الذي يأخذ عنه بعدما يتحقق إيمانه، وحُسن عقيدته، وأنه ليس بصاحب هوى، ولا بدعة يدعو الناس إليها. فقد كان على بن طالب - رضي الله عنه - إذا فاته حديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سمعه من غيره، حلَّف الذي يحدثه به على صحته (1) .   (1) أخرج الإمام أحمد في " المسند " رقم 2 من حديث وكيع قال: حدثنا مسعر وسفيان، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي قال: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري، استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإن أبا بكر حدثني – وصدق أبو بكر – أنه [ص: 78] سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من رجل يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الوضوء " قال مسعر: " ويصلي "، وقال سفيان: " ثم يصلي ركعتين، فيستغفر الله عز وجل إلا غفر له " وإسناده قوي، وصححه ابن خزيمة، وقال الحافظ ابن حجر في " التهذيب " 1/267، 268 بعد كلام طويل: هذا الحديث جيد الإسناد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 وعلى ذلك كان أكثر الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين، - رحمة الله عليهم، وإن في الاقتداء بهم أُسوة حسنة. الفرع الثاني: في مسند الراوي، وكيفية أخذه راوي الحديث لا يخلو في أخذه الحديث من طرق ست: الطريق الأول وهي العليا: قراءة الشيخ في معرض الإخبار، ليروي عنه، وذلك تسليط منه للراوي على أن يقول: حدَّثنا، وأخبرنا، وقال فلان، وسمعته يقول: ولأئمة الحديث فرق بين «حدَّثنا» و «أخبرنا» و «أنبأنا» . قال عبد الله بن وهب: ما قلت: «حدَّثنا» فهو ما سمعت مع الناس، وما قلت: «حدَّثني» فهو ما سمعت وحدي، وما قلت: «أخبرنا» فهو ما قرئ على العالم وأنا أشاهد، وما قلت: «أخبرني» فهو ما قرأت على العالم. وكذلك قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري. وقال يحيى بن سعيد «أخبرنا، وحدَّثنا» واحد، وهو الصحيح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 من حيث اللغة. وأما «أنبأنا» فإن أصحاب الحديث يطلقونها على الإجازة والمناولة، دون القراءة والسماع اصطلاحاً، وإلا فلا فرق بين الإنباء والإخبار، لأنهما بمعنى واحد. وقال الحاكم: «أنبأنا» إنما يكون فيما يجيزه المحدث للراوي شفاهاً دون المكاتبة. الطريق الثانية: أن يقرأ على الشيخ وهو ساكت، فهو كقوله: هذا صحيح، فتجوز الرواية، خلافاً لبعض الظاهرية، لأنه لو لم يكن صحيحاً، لكان سكوته عليه وهو يقرأ، وتقريره له، فسقاً قادحاً في عدالته. وإن كان ثم مخيلة إكراه أو غفلة، فلا يكفي السكوت. وهذا تسليط من الشيخ للرّاوي على أن يقول: حدثنا، وأخبرنا، قراءةً عليه. وقال قوم: لا يجوز أن يقول فيه: حدثنا، ويقول فيه: أخبرنا. ولا فرق إذا قيَّده بقوله: «قراءةً عليه» . أما قوله: «حدثنا وأخبرنا مطلقاً، أو «سمعت فلاناً» ، ففيه خلاف. والصحيح: أنه لا يجوز، لأنه يشعر بالنطق وذلك منه كذب، إلا إذا عُلم بتصريح أو قرينة حالٍ أنه يريد القراءة على الشيخ، دون سماع نطقه. قال الحاكم: والقراءة على الشيخ إخبارٌ، وإليه ذهب الفقهاء والعلماء كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، والثوري، والأوزاعي، وأحمد، وغيرهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 قال: وعليه عهدنا أئمتنا، وبه قالوا، وإليه ذهبوا، وإليه نذهب (1) وبه نقول، وبه قال أئمة الحديث: إن القراءة على العالم إذا كان يحفظ ما يُقرأ عليه، أو يُمْسِك أصله فيما يُقرأ عليه إذا لم يحفظ، صحيحه مثل السماع من لفظ الشيخ. قال ابن جريج: قرأت على عطاء بن أبي رباح، فقلت له: كيف أقول؟ قال: قل: حدثنا.قال ابن عباس - رضي الله عنهما - لقوم من الطائف «اقرؤوا علي، فإن إقراري به كقراءتي عليكم» .وقد ذهب قوم إلى أن القراءة على الشيخ أعلى من قراءة الشيخ وأحوط في الرواية قالوا: لأن قراءة الشيخ يتطرق إليها أمران. أحدهما: جواز تغيير الشيخ في القراءة بعض ما في كتابه سهواً، أو يسبق على لسانه غلط أو تصحيف وهو غافل عنه، والراوي لا علم له به، ليرُدَّ عليه، بخلاف ما إذا قرأ الراوي وغيَّر، أو غلط أو صحَّف، فإن الشيخ يردُّ عليه سهوه وغلطه. الأمر الثاني: جواز غفول السامع عن سماع بعض ما يقرؤه الشيخ لعارض يطرأ على قلبه، وهذا كثير جداً، بخلاف ما إذا قرأ على الشيخ، فإنه يتيقن أو يغلب على ظنه أنه قرأ جميع الكتاب، وأن   (1) جملة " وإليه نذهب " سقطت من المطبوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 الشيخ سمع ما قرأه. هذا مستند ما ذهبوا إليه، وإن كان أكثر العلماء والفقهاء والمحدثين على الأول، فإن نسبة هذه الجوائز المحتملة إلى الراوي أقرب من نسبتها إلى الشيخ، ولأن يغلط الراوي ويسهو ويصحِّف، والشيخ لا يغفل عن سماعه، أقرب وأمكن من جواز غلط الشيخ وسهوه وتصحيفه ونسبة الخلل في السماع، ولكلٍّ نظرٌ واجتهاد. الطريق الثالثة: سماع ما يقرأ على الشيخ، ويتنزل منزلة القراءة عليه، لكنه ينقص عنها بأن السامع ربما غفل عن سماع بعض القراءة كما سبق، فأما القارئ، فلا يجري هذا في حقه، ويجوز له أن يقول:حدَّثنا، وأخبرنا سماعاً يُقرأ عليه. الطريق الرابعة: الإجازة: وهو أن يقول الشيخ للراوي شفاهاً، أو كتابة، أو رسالة: أجزت لك أن تروي عني الكتاب الفلاني، أو ما صح عندك من مسموعاتي، وعند ذلك يجب الاحتياط في معرفة المسموع، أما إذا اقتصر على قوله: هذا مسموعي من فلان، فلا يجوز له الرواية عنه، لأنه لم يأذن له في الرواية. وهذا تسليط من الشيخ للراوي على أن يقول: حدَّثنا وأخبرنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 إجازةً، أو أنبأنا، على اصطلاح المحدثين كما سبق، ويقيدها بالمشافهة، أو بالكتابة، أو بالرسالة. وقال قوم: لا يجوز فيما كان بالكتابة والرسالة أن يقول فيه: حدَّثنا، وإنما يقول: أخبرنا، كما يقول: أخبرنا الله في كتابه، وعلى لسان رسوله، ولا يقول فيه: حدَّثنا. أما قوله في الإجازة: «حدَّثنا، وأخبرنا» مطلقاً، فجوَّزه قوم، وهو فاسد، كما ذكرنا في القراءة على الشيخ. وقال قوم: لا تحل الرواية بالإجازة، حتى يعلم المجاز له ما في الكتاب ثم يقول المجيز للراوي: أتعلم ما فيه؟ فيقول: نعم، ثم يجيز له الرواية عنه به. فأما إذا قال له المجيز: أجزت لك عني الحديث بما فيه، والسامع غير عالم به، فلا يحل له، كما أنه لو سمع ولم يعلم، فلا يجوز له، وكما قالوا في القاضي: يشهد الشاهد على كتابه والشاهد لا عِلْم له بما فيه. وهذا القول راجع إلى من جعل العلم والفقه، ومعرفة حكم الحديث ومعناه شرطاً في الرواية، وقد سبق ذكره في الفرع الأول. وأعلى درجات الإجازة المشافهة بها، لانتفاء الاحتمال فيها. ويتلوها: الرسالة، لأن الرسول يضبط وينطق. وبعدهما: الكتابة، لأن الكتابة لا تنطق، وإن كانت تضبط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 ثم هذه الإجازة الجائزة، إنما هي في حق الموجود والمعروف عارية من الشرط. وأما الإجازة للمعدوم والمجهول، وتعليقها بالشرط، ففيها خلافٌ نذكره. أما المجهول، فمثل أن يقول المحدِّث: أجزت لبعض الناس، فلا يصح ذلك، لأنه لا سبيل إلى معرفة البعض الذي أجيز له. وأما إجازة المعدوم، فمثل أن يقول المحدِّث: أجزت لمن يولد لفلان، أو لكل من أعقب فلان، أو لعقب عقبه أبداً ما تناسلوا، فقد أجازه قوم، ومنع منه آخرون. وأما الإجازة المعلقة بشرط فمثل أن يقول المحدِّث: أجزت لفلان إن شاء، أو يخاطب فلاناً، فيقول: أجزت لمن شئت رواية حديثي، أو أجزت لمن شاء، فمنع منها قوم، وأجازها آخرون. وقال قوم: لا تجوز الإجازة للمعدوم والمجهول، ولا تعليقها بشرط، لأنها تحمُّلٌ يعتبر فيه تعيين المحتمل، وهذا الأجدر بالاحتياط، والأولى بحراسه الحديث وحفظه (1) .   (1) قال ابن الصلاح في " مقدمته " ص 152: إن الذي استقر عليه العمل، وقال به جماهير أهل العلم من أهل الحديث وغيرهم: القول بتجويز الإجازة، وإباحة الرواية بها، وفي الاحتجاج لذلك غموض، ويتجه أن نقول: إذا جاز أن يروي عنه مروياته، وقد أخبره بها جملة، فهو كما لو أخبره تفصيلاً، وإخباره به غير متوقف على التصريح نطقاً كما في القراءة على الشيخ كما سبق، وإنما الغرض [ص: 84] حصول الإفهام والفهم، وذلك يحصل بالإجازة المفهمة. قال العلامة أحمد شاكر في شرح الألفية ص 131 بعد أن نقل كلام ابن الصلاح المتقدم: أقول: وفي نفسي من قبول الرواية بالإجازة شيء، وقد كانت سبباً لتقاصر الهمم عن سماع الكتب سماعاً صحيحاً بالإسناد المتصل بالقراءة إلى مؤلفيها حتى صارت في الأعصر الأخيرة رسماً يرسم، لا علماً يتلقى ويؤخذ. ولو قلنا بصحة الإجازة إذا كانت بشيء معين من الكتب لشخص معين أو أشخاص معينين لكان هذا أقرب إلى القبول، ويمكن التوسع في قبول الإجازة لشخص أو أشخاص معينين مع إبهام الشيء المجاز، كأن يقول له: أجزت لك رواية مسموعاتي أو أجزت رواية ما صح وما يصح عندك أني أرويه. أما الإجازات العامة كأن يقول: أجزت لأهل عصري، أو أجزت لمن شاء، أو لمن شاء فلان، أو للمعدوم، أو نحو ذلك، فإني لا أشك في عدم جوازها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 وقال قوم: إنما يجوز أن يُجيز لمن كان موجوداً حين إجازته، من غير أن يُعلق بشرط أو جهالة، سواء كانت الإجازة بلفظ خاص أو عام. أما الخاص: فقوله: أجزت لفلان بن فلان. وأما العام: فقوله: أجزت لبني هاشم، ولبني تميم، وكذلك إذا قال: أجزت لجماعة المسلمين. هذا إذا كان الذين أجاز لهم موجودين والله أعلم. الطريق الخامسة: المناولة وتسمى: العرض، وصورته: أن يكون الراوي متقناً حافظاً، فيقدِّم المستفيد إليه جزءاً من حديثه، أو أكثر من ذلك، فيناوله إياه، فيتأمل الراوي حديثه، فإذا خبره وعرف أنه من حديثه، قال للمستفيد: قد وقفت على ما ناولتنيه، وعرفت ما فيه، وأنه روايتي عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 شيوخي، فحدث عني بها (1) . قال الحاكم: أجاز ذلك خلق كثير من أئمة الحديث من أهل المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، ومصر، وخراسان، رأوا العرض سماعاً. قال: وقد قال مُطرِّف بن عبد الله: صحبت مالكاً سبع عشرة سنة، فما رأيته قرأ «الموطأ» على أحد، وسمعته يأبى أشد الإباء على من يقول: لا يجزئه إلا السماع ويقول: كيف لا يُجزئك هذا في الحديث، ويُجزئك في القرآن، والقرآن أعظم؟! . وقال غير مُطرِّف، سئل مالك عن حديثه: أسماع هو؟ فقال: منه سماع ومنه عرض، وليس العرض عندنا بأدنى من السماع. هذا مالك سيد الناس في الحديث، قال: وأما فقهاء الإسلام فلم يروا العرض سماعاَ. وقال الغزالى - رحمة الله عليه: صورة المناولة أن يقول: خذ هذا الكتاب وحدِّث به عني، ومجرد المناولة دون هذا اللفظ لا معنى لها، وإذا وجد هذا اللفظ فلا معنى للمناولة. وأصحاب الحديث يرتبون المناولة قبل الإجازة، وهي عندهم أعلى   (1) ولها صورة ثانية، وهي أن يعطي الشيخ للطالب أصل سماعه أو فرعاً مقابلاً به، ويقول له: هذا سماعي عن فلان فاروه عني، أو أجزت لك روايته عني، ثم يبقيه معه ملكاً له أو يعيره إياه لينسخه ويقابل به، ثم يعيده للشيخ. وسيذكر المؤلف ذلك عن الغزالي قريباً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 درجة منها. ومنهم من ذهب إلى أنها أوفى من السماع (1) ، والظاهر أن المناولة أحوط من الإجازة، لأن أقل درجاتها أنها إجازة مخصوصة محصورة في كتاب بعينه، يعلم الشيخ ما فيه يقيناً، أو قريباً من اليقين، بخلاف الإجازة، على أن الشيخ يشترط في المناولة والإجازة البراءة من الغلط والتصحيف، والتزام شروط رواية الحديث، فبهذه الشروط يخرج من العهدة، وحينئذ يجوز للراوي أن يقول:حدَّثنا، وأخبرنا، مناولةً وعرضاً، وأنبأنا مطلقاً، باصطلاح المحدثين. الطريق السادسة: الكتابة لا يخلو أن يكون الكتاب تذكرة، والرواية عن علم ويقين، بعد ما يتذكر بالنظر فيه، أو يكون الكتاب إماماً لا يتذكر ما فيه، فإن كانت تذكرة، قبلت روايته، لأنه لا فرق بين التذكر بالفكر، أو بمذكِّر آخر، إذ في الحالتين روى عن مذكِّر، ولا يمكن اشترط أن لا ينسى، لأن الإنسان لا يمكنه الاحتراز عنه، وإن كان إماماً، فلا يخلو أن يكون كتابة بسماعه وخطِّه، أو سماعه بخط غيره، والخط معروف، والكاتب ثقة، أو سماع أبيه (2) ، بخط أبيه، أو راوٍ معروف   (1) قال النووي رحمه الله: الصحيح أنها منحطة عن السماع والقراءة. (2) في المطبوع " ابنه " وهو تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 بالرواية، معروف الخط. وعلى ذلك، ففيه خلاف، فمن أهل الحديث من جعل الكتاب كالسماع، وقالوا: إذا وقع في علم الراوي أنه كتابه بسماعه وخطِّه، أو كتاب أبيه بخطِّه، وله ثقة بعلمه بخطِّ أبيه، حلت له الرواية، كما لو سمعه وتذكر سماعه ما فيه. وعلى هذا يجب أن يحل له إذا عَلم أنه راوٍ معروف، فلا فرق بين خط أبيه وغيره، وهذا القول يُجَوِّز له أن يروي بالخط، وإن لم يتذكر. ومنهم من قال: لا يجوز له الرواية إن لم يتذكر، لأن الخط لم يوضع في الأصل إلا للتذكر. وقيل: إذا رأى خطَّه في كتاب، أو خط من يعرفه ويثق إليه، فلا يخلو: إما أن يعلم أنه سمعه، وإما أن يعلم أنه لم يسمع، أو يظن أنه لم يسمع، أو يُجَوِّز من نفسه سماعه أو عدم سماعه على السواء، وإما أن لا يذكر أنه سمع أو قرأ، ولكنه غلب على ظنه سماعه أو قراءته. ففي الأول: تجوز الرواية. وفي الثاني والرابع: لا تجوز له الرواية، لأنه كيف يُخبر عما يعلم كذبه أو يشك فيه؟!. وفي الثالث: اختلفوا، فأجازه قوم، ومنع منه آخرون، لأن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 الرواية عن الغير حكم منه بأنه حدَّثه، فلا يجوز إلا عن علم، ولأن الخط يشبه الخط. أما إذا قال الشيخ: هذا خَطِّي، قُبل منه، لكن لا يروي عنه ما لم يُسَلِّطه على الرواية بصريح قوله، أو بقرينة حاله، كالجلوس لرواية الحديث. فإن قال عدلٌ: هذه نسخة صحيحة من «صحيح البخاري» مثلاً، فرأى فيها حديثاً، فليس له أن يرويه عنه، ولكن هل يلزمه العمل به؟ إن كان مقلداً، فعليه أن يسأل المجتهد، وإن كان مجتهداً، فقال قوم: لا يجوز له العمل به ما لم يسمعه. وقال قوم: إذا علم صحة النسخة بقول عدل، جاز له العمل (1) . والقول الجامع لهذا: أنه لا ينبغي له أن يروي إلا ما يعلم سماعه أولاً وحفظه وضبطه إلى وقت الأداء، بحيث يتيقن أن ما أداه هو الذي سمعه، فإن شك في شيء منه، فليترك الرواية. أما إذا كان في مسموعاته عن شيخ حديث واحد شك في أنه سمعه   (1) إذا وجد الشخص أحاديث بخط راويها سواء لقيه أو سمع منه أم لم يلقه ولم يسمع منه، أو وجد أحاديث في كتب لمؤلفين معروفين، ففي هذه الأنواع كلها لا يجوز له أن يرويها عن أصحابها، بل يقول: وجدت بخط فلان إذا عرف الخط ووثق منه، أو يقول: قال فلان ونحو ذلك، والقول بوجوب العمل بما في هذه الكتب هو الذي لا يتجه غيره في الأعصار المتأخرة، فإنه لو توقف العمل فيها على الرواية لا نسد باب العمل بالمنقول، لتعذر شرط الرواية فيها، فإذا اطمأن الباحث إلى صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه وكان ثقة مأموناً، وجب أن يعمل بما فيه من الأحاديث التي يصح سندها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 منه أو من غيره، فلا يجوز له أن يقول: سمعت فلاناً، ولا أن يقول: قال فلان، لأنه شاك، ولا يجوز له أن يروي الحديث بالشك المطلق بل لو سمع من شيخ مائة حديث، وعلم أن حديثاً واحداً لم يسمعه، ولكنه التبس عليه، ولم يعرفه، فلا يجوز له رواية شيء من تلك المائة عن ذلك الشيخ، لأنه ما من حديث منها إلا ويجوز أن يكون هو ذلك المشكوك فيه. أما إذا أنكر الشيخ الحديث، فلا يخلو من ثلاث جهات: الأولى: أن ينكره قولاً، ولا يخلو أن ينكره إنكار جاحدٍ قاطعٍ بكذب الراوي، وحينئذ لا يعمل به، ولا يصير الراوي مجروحاً، أو ينكره إنكار متوقف، وقال: لست أذكره، فيعمل بالخبر، لأن الراوي جازم أنه سمعه منه، وهو ليس قاطعاً بتكذيبه. وقال قوم: إن نسيان الشيخ للحديث يبطله، وليس بشيء، فإن للشيخ أن يعمل بالحديث إذا روى له العدل عنه، ولهذا تفصيل آخر. قالوا: ينظر الشيخ في نفسه (1) ، فإن كان رأيه يميل إلى غلبة نسيان، أو كان ذلك عادته في محفوظاته، قبل رواية غيره عنه، وإن كان رأيه يميل إلى جهله أصلاً بذلك الخبر، رُدَّ، فقلمَّا ينسى الإنسان شيئاً حفظه لا يُتَذَكَّرُ بالتذكير، والأمور تبنى على الظواهر، لا على النَّوادر،   (1) في المطبوع: " حديثه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 وحينئذ يقول الشيخ:حدَّثني فلان عني أنني حدَّثته. والجهة الثانية: أن ينكره فعلاً، فإذا عمل الشيخ بخلاف الخبر، فإن كان قبل الرواية، فلا يكون تكذيباً بوجه، لأن الظاهر أنه تركه لمَّا بلغه الخبر، وكذلك إذا لم يُعلم التاريخ، حُمِلَ عليه تحرياً لموافقة السنة. وأما إذا كان بعد الراوية، نظر فيه، فإن كان الخبر يحتمل ما عمل به بضرب تأويل، لم يكن تكذيباً، لأن باب التأويل في الأخبار غير مسدود، لكن لا يكون حجَّة، لأن تأويله برأيه لا يلزم غيره. وإن كان الخبر لا يحتمل ما عمل به، فالخبر مردود. الجهة الثالثة: أن ينكره تركاً، فإذا امتنع الشيخ من العمل بالحديث، ففيه دليل على أنه لو عرف صحته لما امتنع من العمل به، فإنه يحرم عليه مخالفته، مع العلم بصحته، وله حكم الجهة الثانية. الفرع الثالث: في لفظ الراوي وإيراده، وهو خمسة أنواع النوع الأول: في مراتب الأخبار، وهي خمس: المرتبة الأولى : وهي أعلاها: أن يقول الصحابي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول كذا، أو حدَّثني بكذا، أو أخبرني بكذا، أو شافهني بكذا، وكذلك غير الصحابي من الرواة عمن رَوَوْا عنه، فهذا لا يتطرق إليه احتمال، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 الأصل في الرواية والتبليغ والإخبار. المرتبة الثانية : أن يقول الصحابي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كذا، أو حدَّثنا، أو أخبرنا بكذا، وكذلك غير الصحابي عن شيخه، فهذا ظاهره النقل، وليس نصاً صريحاً، إذ قد يقول الواحد منا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اعتماداً على ما نُقل إليه وإن لم يسمعه منه، فلا يستحيل أن يقول الصحابي ذلك اعتماداً على ما بلغه تواتراً أو على لسان من يثق إليه، ألا تري أن ابن عباس روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما الربا في النَّسيئة» (1) فلما روجع فيه قال: سمعته من أسامة بن زيد، وكذا غيره من الصحابة. وهذا النوع وإن كانت محتملاً، فهو بعيد لاسيما في حق الصحابي فإن الصحابي إذا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالظاهر من حاله أنه لم يقله إلا وقد سمعه، بخلاف من لم يعاصر النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن قرينة حاله تُعرِّف أنه لم يسمع، ولا يُوهم قوله السماع، والصحابي يوهم قوله السماع،   (1) أخرج البخاري 4/303 ومسلم 12/26 أن أبا سعيد الخدري لقي ابن عباس، فقال له: أرأيت قولك في الصرف أشيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم شيئاً وجدته في كتاب الله عز وجل؟ فقال ابن عباس: كلا لا أقول. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم أعلم به، وأما كتاب الله فلا أعلمه، ولكن حدثني أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا إنما الربا في النسيئة ". وإنما قال ابن عباس لأبي سعيد: فأنتم أعلم به لكون أبي سعيد وأنظاره كانوا أسن منه، وأكثر ملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي السياق دليل على أن أبا سعيد وابن عباس متفقان على أن الأحكام الشرعية لا تطلب إلا من الكتاب والسنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 فلا يُقدم عليه إلا عن سماعه. هذا هو الظاهر، وجميع الأخبار إنما نقلت إلينا كذلك، إذ يقال: قال أبو بكر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلا يفهم من ظاهر ذلك إلا السماع، وكذلك حكم غير الصحابي فيما يرويه عن شيخه. المرتبة الثالثة : أن يقول الراوي: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا، أو نهى عن كذا، فهذا يتطرق إليه احتمالات ثلاثة. أحدهما:في سماعه، كما في قوله. والثاني: في الأمر، إذ ربما يرى (1) ما ليس بأمر أمراً، فقد اختلف الناس في قوله: افعل، هل هو: الأمر، أم لا؟ فلأجل هذا قال بعض أهل الظاهر:لا حجة فيه ما لم يَنقل اللفظ (2) . والصحيح أنه لا يظن بالصحابي إطلاق ذلك إلا إذا علم تحقيقاً أنه أمر بذلك، بأن يسمعه يقول: أمرتكم بكذا وكذا، أو يقول: افعلوا، وينضم إليه من القرائن ما يعرف به كونه أمراً، ويدرك ضرورة قصده إلى الأمر.   (1) في المطبوع " يروي ". (2) وهو ضعيف مردود، لأننا إذا عملنا بهذا الاحتمال لم تقبل إلا الرواية باللفظ النبوي، وبطلت الرواية بالمعنى، وهي أكثر الروايات، والظاهر من حال الصحابي مع عدالته ومعرفته الأوضاع اللغوية أنه لا يطلق ذلك إلا فيما تحقق أنه أمر أو نهي وإن لم يكن كذلك في نفس الأمر، ثم إن الاحتمال الذي استدل به بعض أهل الظاهر يجري في الخبر، إذ يحتمل أنه ظن ما ليس بخبر خبراً، فلا وجه لتخصيص الأمر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 والثالث: احتمال العموم والخصوص. حتى ظن قوم أن مطلق هذا يقتضي أمر جميع الأمة. والصحيح أن من يقول بصيغة العموم أيضاً ينبغي أن يتوقف في هذا إذ يحتمل أن يكون ما سمعه أمراً للأمة، أو لطائفة، أو لشخص بعينه. وكل ذلك يبيح له أن يقول: أمر، فيتوقف فيه إلى الدليل، لكن يدل عليه أن أمره للواحد أمر للجماعة، إلا إذا كان لوصف يخصه من سفر أو حيض (1) ، ولو كان ذلك لصرح به الصحابي، كقوله: «أُمرنا إذا كنا مسافرين ألا ننزع خِفَافنا ثلاثة أيام» (2) نعم لو قال: أُمرنا بكذا وعُلم من عادة الصحابي أنه لا يطلقه إلا في أمر الأمة حُمِل عليه وإلا احتُمِل أن يكون أمراً له، أو للأمة، أو للطائفة. المرتبة الرابعة : أن يقول الراوي: أُمرنا بكذا، نُهينا عن كذا، أُوجب علينا كذا، أُبيح لنا كذا، حُظر علينا كذا، من السنة كذا، السنة جارية بكذا. فهذا جميعه في حكم واحد، ويتطرق إليه الاحتمالات الثلاثة التي تطرقت إلى المرتبة الثالثة. واحتمال رابع، وهو الآمر، فإنه لا يُدرى أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،   (1) في المطبوع " حضر ". (2) أخرجه الشافعي، وأحمد، والترمذي، والنسائي وغيرهم من حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو كما قال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 أو غيره من العلماء. فقال قوم: لا حجة فيه، لأنه محتمل. وذهب الأكثرون إلى أنه لا يحمل إلا على أمر الله، وأمر رسوله، لأنه يريد به إثبات شرع، وإقامة حُجة. وقال بعضهم: في هذا تفصيل، وذلك إن كان الراوي أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - فيُحمل على أن الآمِرَ هو النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن أبا بكر لا يقول: أُمرنا، إلا وآمِرُهُ النبي، لأن غير النبي لا يأمره، ولا يَلتزم أمرَ غيره، ولا تَأمَّر عليه أحد من الصحابة. فأما غير أبي بكر، فإذا قال: أُمِرْنا، فإنه يجوز أن يكون الآمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره.لأن أبا بكر تَأمَّر على الصحابة، ووجب عليهم امتثال أمره، وقد كان غير أبي بكر - رضي الله عنه - من الصحابة أميراً في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعده، فيجوز أن يضاف الأمر إليهم. أما إذا قال: أُبيح، وأُوجب، وحُظر، فيقوى في جانبه أن لا يكون مضافاً إلا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن الإيجاب والإباحة والحظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - دون غيره، بخلاف الأمر، فإن الإمام قد يأمر بما يوجبه الشرع، ولا يقال: أَوجَبَ الإمام، إلا على تأويل إضافة الإيجاب إليه بنوع من المجاز، لصدور الأمر بالإيجاب عنه. وأما قوله: من السنة كذا، والسنة جارية بكذا فالظاهر أنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 لا يريد إلا سُنَّةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن يجب إتباعه دون غيره، ممن لا تجب طاعته، ولا فرق أن يقول الصحابي ذلك في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو بعد وفاته (1) . أما التابعي إذا قال: أُمِرنا، فإنما يحتمل أمر الرسول، وأمر الأمة بإجماعها، والحجة حاصلة به، ويحتمل أمر الصحابة، ولكن لا يليق بالعالم أن يطلق ذلك، إلا وهو يريد من تجب طاعته، لكن الاحتمال في قول التابعي أظهر منه في قول الصحابي. المرتبة الخامسة : أن يقول الراوي: كنا نفعل كذا، وغرضه تعريف أحكام الشرع، فإن ظاهره يقتضي أن جميع الصحابة فعلوا ذلك على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على وجه ظهر للنبي ولم ينكره، لأن تعريف الحكم يقع به (2) . فإن قال: كانوا يفعلون كذا، وأضافه إلى زمن رسول الله - صلى الله   (1) إذا روى الصحابي حديثاً وقال التابعي الذي رواه عنه: يرفعه أو ينميه أو يبلغ به أو يرويه أو قال الصحابي: من السنة كذا أو أمرنا بكذا، أو نهينا عن كذا، أو كنا نفعل ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل ذلك ونحوه من نوع المرفوع والمسند عند أصحاب الحديث وهو قول أكثر أهل العلم. مثال ذلك قول أم عطية: أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين. وكقولها أيضاً: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا. وهما في " الصحيحين "، ولأبي داود من حديث أبي هريرة: حذف السلام سنة. (2) وهذا له حكم الرفع أيضاً فيما رجحه الحاكم والرازي والآمدي والنووي في " المجموع " والعراقي وابن حجر، لأن ذلك يشعر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع على ذلك وقررهم عليه، وتقريره أحد وجوه السنن المرفوعة. ومثاله قول جابر رضي الله عنه: كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. متفق عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 عليه وسلم -، فهو دليل على جَواز الفعل، لأن ذِكْره في معرض الحجة يدل على أنه أراد ما فعله الرسول أو سكت عليه، دون ما لم يبلغه، وذلك يدل على الجواز، مثل قول ابن عمر - رضي الله عنهما - «كنا نُفاضل على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فنقول: خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فيبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكره (1) وكقول أبي سعيد الخدري: «كنا نُخْرج على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاعاً من تمر في زكاة الفطر» (2) . فأما قول التابعي: كانوا يفعلون، فلا يدل على فعل جميع الأمة، بل يدل على البعض، فلا حجَّة فيه، إلا أن يصرح بنقله عن أهل الإجماع، فيكون نقلاً للإجماع.   (1) أخرجه البخاري في " صحيحه " 7/13 بلفظ: كنا نخير بين الناس في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم. ورواه أيضاً 7/46 بلفظ: كنا لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم. ولأبي داود 2/511 كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وزاد الطبراني في رواية: فيسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فلا ينكره. (2) في المطبوع " صاعاً من بر " وهو خطأ، والحديث أخرجه البخاري 3/295، ومسلم 2/678، وأبو داود 2/151، 152، والترمذي رقم 673 والنسائي 5/51، وابن ماجه 1/585 بلفظ: كنا نخرج إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو مملوك صاعاً من طعام، أو صاعاً من أقط، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر أو صاعاً من زبيب ... . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 وفي ثبوته بخبر الواحد كلام سيأتي بيانه. وقيل: إنه إذا قال: كانوا يفعلون كذا، فإنه يفيد أن جميع الأمة فعلت ذلك، أو فعل البعض، وسكت الباقون، أو فعلوا بأجمعهم فِعْلاً على وجهٍ ظهر للنبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره عليهم. وبالجملة فإن الراوي إذا قال قولاً في محلِّ الاجتهاد، فلا يلزمنا تقليده، لأنه يحتمل أنه قال عن اجتهاد، واجتهاده لا يترجح على اجتهاد غيره، أما إذا قال قولاً لا محل للاجتهاد فيه، فَحُسْن الظن يقتضي أنه ما قاله إلا عن طريق، وإذا بطل الاجتهاد تعين السماع. النوع الثاني: في نقل لفظ الحديث ومعناه . لا خلاف بين العلماء أن المحافظة على لفظ الحديث وحُرُوفه ونَقْطه وإعرابه أمر من أمور الشريعة عزيز، وحكم من أحكامها شريف، وأنه الأولى بكل ناقل، والأجدر بكل راوٍ، وحتى أوجبه قوم، ومنعوا من نقل الحديث بالمعنى. والكلام في ذلك له تفصيل وشرح، فنقول: قال العلماء: نقل الحديث بالمعنى دون اللفظ حرام علي الجاهل بمواقع الخطاب، ودقائق الألفاظ، أما العالم بالفرق بين المحتمل وغير المحتمل، والظاهر والأظهر، والعام والأعم، فقد جوز له ذلك الشافعي وأبو حنيفة وجماهير الفقهاء، ومعظم أهل الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 وقال قوم: لا يجوز إلا إبدال اللفظ بما يُرادفه ويُساويه في المعنى، كما يُبدل القعود بالجلوس، والعلم بالمعرفة، والقدرة بالاستطاعة والحظر بالتحريم، ونحو ذلك. وعلى الجملة: فيما لا يتطرق إليه تفاوت في الفهم وإنما ذلك فيما فُهم قطعاً، لا فيما فهم بنوع استدلال يختلف فيه الناظرون. فانقسم القول في هذا إلى أربعة أقسام: الأول:أن يكون الخبر مُحكماً، وحينئذ يجوز نقله بالمعنى لكل من سمعه من أهل اللسان، لأنه لا يحتمل إلا معنى واحداً دائماً، فإذا تعين معناه، ولم يقع الخلل في الوقوف عليه ممن عرف اللسان، رخص (1) في نقله بالمعني لحصول الغرض منه بلفظ آخر. الثاني: أن يكون الخبر ظاهراً، ويحتمل غير ما ظهر، فلا يجوز النقل بالمعنى إلا للفقيه العالم بعلم الشريعة وطرق الاجتهاد، لأن المعنى وأن ظهر منه بظاهره، فقد احتمل مجازه، والخصوص في عمومه، فلا يرخَّص في نقله بالمعنى إلا للعالم بطرق الدين والفقه حتى يأمَن إذا كساه لفظًا آخر من الخلل، فلعل الجاهل بالفقه يكسوه لفظاً لا يحتمل صرف مجازه، ولا صرف خصوصه، ويكون المراد باللفظ المسموع، مجازَه أو خصوصَه، فتفوت الفائدة، أو ينقله بلفظ أعم من اللفظ   (1) في المطبوع " وخص ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 لجهله بالفرق بين الخاص والعام، فيوجب ما لا يوجبه الأول، فيلزمه المحافظة على اللفظ. الثالث: أن يكون الخبر مشتركاً أو مشكلاً، فلا يجوز النقل بالمعنى على جهة التأويل، لأنه لا يوقف على معناه والمراد منه إلا بنوع تأويل، وتأويل الراوي لا يكون حجة على غيره، فإنه يكون ضرباً من القياس، فلا يحل نقله إلا باللفظ المسموع، ولا يظن بالعدل إذا نقل بلفظه إلا أحد القسمين الأولين اللذين يحلان له. الرابع: أن يكون الخبر مجملاً، فلا يُتَصوَّر نقله بالمعنى، لأنه لا يوقف على معناه: وما لا يوقف على معناه، فلا يتصور نقله بمعناه، فيكون الامتناع بذاته لا بدليل يحجر الناقل عنه، ويكون ضرباً آخر من الحجَّة غير الضرب الأول. والقول الضابط في نقل الحديث بالمعنى: أن اللفظ إذا كان مما يجب نقله للعمل بمعناه، فَوُقِفَ على معناه حقيقة، ثم أُدِّي بلفظ آخر بغير خلل فيه، سقط اعتبار اللفظ، فالنقل باللفظ عزيمة، وبالمعنى رخصة في بعض الأخبار، على التفصيل المذكور. ويدل على ذلك: جواز شرح الشريعة للعجم بلسانهم، فإذا جاز إبدال العربية بالعجمية، فَلأَنْ يجوز بالعربية أولى. وذلك لأنا نعلم أنه لا تعَبُّد في اللفظ، وإنما المقصود هو المعنى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وإيصاله إلى الخلق، وليس ذلك كالتشهد والتكبير وما تُعبِّدَ لله فيه باللفظ (1) . فإن قيل: فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نَضَّر (2) الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها، فأدَّاها كما سمعها، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع ورُبَّ حاملِ فقهٍ وليس بفقيه، ورُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقه منه» (3) . قلنا: هذا الحديث هو الحجة، لأنه ذكر العلة، وهي اختلاف الناس في الفقه، فما لا يختلف فيه الناس من الألفاظ المرادفة لا يمنع منه. وهذا الحديث بعينه قد نقل بألفاظ مختلفة، والمعنى واحد، وإن أمكن أن يكون جميع الألفاظ قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أوقات مختلفة، لكن الأغلب أنه حديث واحد، نقل بألفاظ مختلفة، وذلك أدل دليل على الجواز.   (1) ذكر العلماء أن هذا الخلاف لا يجري في ثلاثة أنواع. النوع الأول: ما تعبد بلفظه كالتشهد والقنوت ونحوهما، صرح به الزركشي. والنوع الثاني: ما هو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم التي افتخر بإنعام الله عليه بها، ذكره السيوطي في " التدريب ". والنوع الثالث: ما يستدل بلفظه على حكم لغوي إلا أن يكون الذي أبدل اللفظ بلفظ آخر عربياً يستدل بكلامه على أحكام العربية، ذكره جمهور النحاة. وهذا الخلاف أيضاً لا يجري في الكتب المصنفة، فإنه لا يجوز فيها أبدال لفظ بلفظ آخر وإن كان مرادفاً له، لأن الرواية بالمعنى إنما رخص فيها من رخص حين كان الحرج شديداً على الرواة في ضبط الألفاظ، وهذا غير موجود في ما اشتملت عليه الكتب. (2) جاء في " النهاية " نَضَره ونَضَّره وأنضره، أي أنعمه، ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة، وهي في الأصل حسن الوجه والبريق، وإنما أراد حسن خلقه وقدره. (3) أخرجه الترمذي رقم 2659، وابن ماجة 1/84 من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح، وفي الباب عن زيد بن ثابت، عند الترمذي وابن ماجة، وصححه ابن حبان، وعن جبير بن مطعم عند أحمد وابن ماجة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 قال الإمام أبو عيسى الترمذي - رحمه الله -: كل من ضعَّف قوماً من الرواة، فإنما ضعفهم من قِبَل الإسناد، فزاد فيه أو نقص أو غَيَّره أو جاء بما يتغير فيه المعنى، فأما من أقام الإسناد وحفظه وغيّر اللفظ، فإن هذا واسع عند أهل العلم إذا لم يتغير المعنى. قال: وقال واثلة بن الأسقع - رحمه الله: إذا حدثناكم على المعنى فحسبكم. وقال ابن سيرين: كنت أسمع الحديث من عشرة، اللفظ مختلف والمعنى واحد. وقال: كان إبراهيم النخعي والحسن والشعبي - رحمهم الله -يأتون بالحديث على المعاني. وقال الحسن: إذا أصبت المعنى أجزأك. وقال سفيان الثوري - رحمه الله -: إذا قلت لكم: إني أحدِّثكم كما سمعت فلا تُصدِّقوني، إنما هو المعنى. وقال وكيع: إن لم يكن المعنى واسعاً فقد هلك الناس. وقال: كان القاسم بن محمد وابن سيرين ورجاء بن حَيْوَة - رحمهم الله يُعيدون الحديث على حروفه. وقال مجاهد: انْقُصْ من الحديث إن شئت، ولا تَزِدْ فيه. وقال: وكان مالك بن أنس - رحمه الله - يُشدِّد في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في التاء والياء ونحو هذا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 وعلى ذلك جماعة من أئمة الحديث، لا يرون إبدال اللفظ ولا تغييره، حتى إنهم يسمعونه ملحوناً ويعلمون ذلك، ولا يغيِّرونه، وذلك هو الأحوط في الدِّين، والأتقى والأولى. ولكن أكثر العلماء على خلافه، والقول بالجواز وهو الصحيح، فإن الحديث كذا وصل إليهم، مختلِفَ الألفاظ، مُتَّفِقَ المعنى، ونعلم قطعاً في أحاديث كثيرة ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقت واحد، ونقلها الصحابة بألفاظهم المختلفة. وسنورد فيما بعد من هذه المقدمة فصلاً ذكره الإمام أبو عبد الله الحُميدي - رحمه الله - في آخر كتابه ما يدل على ذلك وعلى سببه، والعذر فيه، إن شاء الله تعالى. النوع الثالث: في رواية بعض الحديث رواية بعض الحديث ممتنعة عند أكثر من منع نقل الحديث بالمعنى. ومن جوَّز نقل الحديث بالمعنى جوَّز ذلك، إن كان قد رواه مرة بتمامه، ولم يتعلق المذكور بالمتروك تعلقاً يغيِّر معناه، فأما إذا تعلَّق به، كشرط العبادة أو ركنيها، أو ما به التمام، فنقل البعض تحريف وتلبيس، أما إذا روى الحديث مرة تامّاً، ومرة ناقصاً نقصاً لا يغيِّر معنىً، فهو جائز، ولكن بشرط أن لا يتطرق إليه سوء الظنِّ بالتهمة. وما العجب إلا ممن منع من ذلك، وقد رأى كتب الأئمة ومصنفاتهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 وأحاديثهم، وهي مشحونة بأبعاض الأحاديث، يذكرون كلَّ بعض منها في بابٍ يخُصُّه، يَسْتدلُّون به على ذلك الباب، كيف والمقْصِدُ الأعظم من ذكر الحديث إنما هو الاستدلال به على الحكم الشرعي؟ . فإذا ذكر من الحديث ما هو دليل على ذلك الحكم المستخرج منه، فقد حصل الغرض، لكن يبقى الأدب بالمحافظة على ألفاظ الرسول صلوات الله عليه، وإيرادها كما ذكرها وتلفَّظ بها. والأوْلَوِيَّة درجة وراء الجواز، وما قَصدَ مَن منع الاستعمال إلا الأحْوط والأتْقَى والتَّحَرُّز عن التسامح والتساهل في لفظ الحديث. النوع الرابع: انفراد الثقة بالزيادة إذا انفرد الثقة بزيادة في الحديث عن جماعة النَّقلة، فإنه تُقبَلُ منه زيادته عند الأكثر، سواء كانت الزيادة من حيث اللفظ، أو من حيث المعنى، لأنه لو انفرد بنقل حديث عن جميع الحفَّاظ قُبِلَ. فكذلك الزيادة (1) .   (1) الذي انتهي إليه ابن الصلاح والنووي، ورجحه الحافظان: ابن حجر والسيوطي أن الزيادة على ثلاثة أنواع، النوع الأول: أن لا تكون منافية لما ليست هي فيه، وحينئذ فهي مقبولة بالاتفاق، لأنها في حكم الحديث المستقل الذي ينفرد به الثقة، ولا يرويه عن شيخه غيره، والنوع الثاني: أن تكون الزيادة مخالفة لما ليست هي فيه، لكن مخالفتها بتقييد المطلق ونحوه، وهذا النوع يترجح قبوله، والنوع الثالث: أن تكون الزيادة منافية لما ليست هي فيه، وهذا النوع مردود غير مقبول. قال الحافظ ابن حجر في " نزهة النظر " ص 19: وزيادة راوي الصحيح والحسن مقبولة ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق منه ممن لم يذكر تلك الزيادة، لأن الزيادة إما أن تكون لا تنافي بينها وبين رواية من لم يذكرها، فهذه تقبل مطلقاً، لأنها في حكم الحديث المستقل الذي ينفرد به الثقة ولا يرويه عن شيخه غيره، وإما أن تكون منافية بحيث [ص: 104] يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى، فهذه التي يقع الترجيح بينها وبين معارضها، فيقبل الراجح ويرد المرجوح. واشتهر عن جمع من العلماء القول بقبول الزيادة مطلقاً من غير تفصيل، ولا يتأتى ذلك على طريق المحدثين الذين يشترطون في الصحيح أن لا يكون شاذاً، ثم يفسرون الشذوذ بمخالفة الثقة من هو أوثق منه، والعجب ممن غفل عن ذلك مع اعترافه باشتراط انتفاء الشذوذ في حد الصحيح وكذا الحسن، والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري وأبي زرعة، وأبي حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، ولا يعرف عن أحد منهم إطلاق قبول الزيادة، وأعجب من ذلك إطلاق كثير من الشافعية القول بقبول زيادة الثقة مع أن نص الشافعي يدل على غير ذلك. ولابن حبان صاحب الصحيح في زيادة الثقة رأي له أهميته، ذكره في مقدمة " صحيحه " 1/120 وهاكه بنصه: وأما زيادة الألفاظ في الروايات، فإنا لا نقبل شيئاً منها إلا عمن كان الغالب عليه الفقه، حتى يعلم أنه كان يروي الشيء ويعلمه حتى لا يشك فيه أنه أزاله عن سننه، أو غيّره عن معناه أم لا، لأن أصحاب الحديث الغالب عليهم حفظ الأسامي والأسانيد دون المتون، والفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وإحكامها، وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد وأسماء المحدثين، فإذا رفع محدث خبراً وكان الغالب عليه الفقه لم أقبل رفعه إلا من كتابه، لأنه لا يعلم المسند من المرسل ولا الموقوف من المنقطع، وإنما همته إحكام المتن فقط، وكذلك لا أقبل عن صاحب حديث حافظ متقن أتى بزيادة لفظ في الخبر، لأن الغالب عليه إحكام الإسناد، وحفظ الأسامي، والإغضاء عن المتون وما فيها من الألفاظ إلا من كتابه. هذا هو الاحتياط في قبول الزيادات في الألفاظ. فتأمل كلام هذا الإمام، فإنه نفيس جداً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 فإن قيل: يبعد انفراده بالحفظ مع إصغاء الجميع. قلنا: تصديق الجميع أولى، إذا كان ممكنًا، وهو قاطع بالسماع، والآخرون ما قطعوا بالنفي، فلعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكره في مجلسين، فحيث ذكر الزيادة لم يحضر إلا ذلك الواحد، أو كرَّره في مجلس، وذكر الزيادة في إحدى الكرَّتين، ولم يحضر إلا ذلك الواحد. ويحتمل أن يكون راوي الناقص حضر في أثناء المجلس، ولم يسمع التمام، أو أنهم اشتركوا في الحضور ونسوا الزيادة، إلا ذلك الواحد، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 أو طرأ في أثناء الحديث سبب شاغل مُدْهش، فغفل به البعض عن الإصغاء، فيختص بحفظ الزيادة المُقْبِلُ على الإصغاء، أو يَعْرِض لبعض السامعين خاطر شاغل عن الزيادة، أو يعرض له ما يُوجِب قيامه قبل التمام. فإذا احتمل هذا كله أو بعضه، فلا يُكَذَّب العدل مهما أمكن. كيف والظاهر من حال المسلم أنه لا يُقْدِم على أن يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله، لا سيما وقد سمعه يقول، أو بلغه أنه قال: «من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» (1) . النوع الخامس: في الإضافة إلى الحديث ما ليس منه. قد يظن قومٌ أن هذا النوع هو الذي قبله، وليس كذلك، فإن الأول: هو أن ينفرد الراوي بزيادة في الحديث، يرفعها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجعلها من قوله. وهذا النوع: هو أن يذكر الراوي في الحديث زيادة، ويضيف إليه شيئًا من قوله، إلا أنه لا يبيِّن تلك الزيادة أنها من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو من قوله نفسه، فتبقى مجهولة. وأهل الحديث يُسمُّون هذا النوع «المُدْرَج» يعنون أنه أدرج الراوي كلامه مع كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يُميِّزْ بينهما، فَيُظَنُّ   (1) متفق عليه من حديث أبي هريرة، وهو مروي عن غير واحد من الصحابة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها حتى بلغ مبلغ التواتر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 أن جميعه لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومثاله: حديث ابن مسعود، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده، فعلمه التشهد، قال: «قل: التحيات لله .... » فذكر التشهد إلى آخره، ثم قال: «فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد» (1) . فقوله: «إذا قلت هذا ... » إلى آخره مدرج في الحديث من كلام ابن مسعود، لأن التمييز قد جاء بينهما في رواية أخرى (2) ، وذلك أنه ذكر الحديث إلى آخر التشهد، ثم قال الراوي: «قال عبد الله بن مسعود: «إذا فرغت من هذا فقد قضيت صلاتك» فميز هذا الراوي بين الكلامَين بزيادته التي ذكرها. والزيادة من الثقة مقبولة، على ما سبق في النوع الرابع. الفرع الرابع (3) : في المسند والإسناد   (1) أخرجه أحمد في " المسند " 1/422 وأبو داود الطيالسي 1/102 والدارمي 1/309 وأبو داود 1/350 والطحاوي ص 162، وإسناده صحيح وأئمة الحديث كابن حبان والدارقطني والبيهقي والخطيب والزيلعي والكمال متفقون على كون هذه الزيادة مدرجة، وذكر النووي في " الخلاصة " و " شرح مسلم " أنهم اتفقوا على أنها مدرجة. لكن للعلامة العيني في " البناية " كلام رد فيه قول من يقول: إن هذه الزيادة مدرجة، وانتهى إلى أن ابن مسعود سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، فرواه مرة وأفتى به أخرى، ونقل كلامه بطوله أبو الحسنات اللكنوي في كتابه " ظفر الأماني " ص 127، 128، ثم علق عليه بقوله: الجمع بين روايات الوقف وبين روايات الرفع بهذا الطريق حسن جداً. (2) أخرجها الدارقطني ص 135، والبيهقي 2/174 من رواية شبابة بن سوار عن زهير بن معاوية، وسندها صحيح. (3) في المطبوع " الفرع السادس ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 المسند: هو أن يروي الحديث واحد عن واحد، رآه وسمع منه أو عليه قراءةً أو إجازة، أو مناولة، روايةً متصلة إلى من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه. وللإسناد أوضاع واصطلاح وشرائط. فمن شروطه: أن لا يكون في الإسناد: أُخْبِرْت عن فلان، ولا حُدِّثت، ولا بَلَغَني، ولا رَفَعه فلان، ولا أظنه مرفوعًا، إنما يرويه المحدِّث عن شيخ يُظْهِر سماعه منه والسن يحتمله، وكذلك سماع شيخه عن شيخه، إلى أن يصل الإسناد إلى صحابي مشهور، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعلى الراوي أن يتعرف حال شيخه، وهل يحتمل سماعه من شيوخه الذين يُحَدِّث عنهم؟ ثم يتأمل أصوله، أعَتِيقةٌ هي، أم جديدة؟ وعليها طبقة سماعه أم لا؟ فكل ذلك احتياط في أخذ الحديث عنه. ومن المسندات: أن يقول الصحابي المعروف بالصحبة: «أُمرنا بكذا ونُهينا عن كذا، وكنا نُؤمر بكذا، ونُنهى عن كذا، وكنا نفعل، وكنا نقول ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا، وكنا لا نرى بأسًا بكذا، وكان يُقال كذا، ومن السُّنة كذا، فإذا صدر هذا عن صحابي مشهور بالصحبة، فهو حديث مسند، وكلُّه مُخَرَّج في المسانيد. ومن المسندات: المعَنْعَن، وهو أن يقول: أحد الرواة: «حدَّثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 فلان عن فلان عن فلان، ولا يذكرون طرق سماعهم بـ: «حدَّثنا» و «أخبرنا» و «سمعنا» ، فإن هذا إذا كان رواته موثوقًا بهم مشهورين بالصدق، لا يُنسب إليهم التدليس، وليس من مذهبهم: فسواءٌ ذكروا طريق السماع أو لم يذكروه، فإن حديثهم مقبول معمولٌ به، فإن كان رواته أو أحدهم متهمًا، أو مِن مذهبه التدليس، فيحتاج أن يذكر طريق سماعه حتى يكون حديثه مسندًا (1) . ومن المسندات: نوع يسمى المُسَلْسَل، وهو اصطلاح بين المحدِّثين، مثل أن يكون جميع رواة الحديث قد اشتركوا عند سماع ذلك الحديث في قولٍ، أو فعلٍ، أو حالةٍ من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى آخر رُواته. مثل: تشبيك الأصابع، أو الأخذ باللحية، أو المصافحة، ونحو ذلك من الأسباب، فيقول: حدَّثني فلان، ويده على لحيته، قال:   (1) الصحيح الذي رجحه الحذاق من أئمة الحديث أن ما رواه المدلس بلفظ محتمل – لم يصرح فيه بالسماع – لا يقبل، بل يكون منقطعاً، وما صرح فيه بالسماع يقبل، وهذا كله إذا كان الراوي ثقة في روايته، فقد قال ابن حبان في " صحيحه " 1/122: وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول، فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رووا مثل الثوري والأعمش وأبي إسحاق وأضرابهم من الأئمة المتقين وأهل الورع في الدين، لأنا متى قبلنا خبر مدلس لم يبين السماع فيه وإن كان ثقة، لزمنا قبول المقاطيع والمراسيل كلها، لأنه لا يدرى لعل هذا المدلس دلس هذا الخبر عن ضعيف يهي الخبر بذكره إذا عرف، اللهم إلا أن يكون المدلس يعلم أنه ما دلس قط إلا عن ثقة، فإذا كان كذلك قبلت روايته وإن لم يبين السماع، وهذا ليس في الدنيا إلا سفيان بن عيينة وحده فإنه كان يدلس، ولا يدلس إلا عن ثقة متقن، ولا يكاد يوجد لسفيان بن عيينة خبر دلس فيه إلا وجد ذلك الخبر بعينه قد بين سماعه عن ثقة مثل نفسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 حدثني فلان، ويده على لحيته، قال: حدثني فلان، ويده على لحيته، وكذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. وكذلك: حدثني فلان، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني فلان، وهو أو حديث سمعته منه، قال: حدثني فلان وهو أول حديث سمعته منه، ونحو ذلك. واعلم أن الإسناد في الحديث هو الأصل، وعليه الاعتماد، وبه تعرف صحة الحديث وسَقَمه. قال سفيان الثوري: «الإسناد سلاح المؤمن، فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل؟» . وقال شعبة: «كل علم ليس فيه: أخبرنا، وحدثنا، فهو خَل وبقل» (1) . وقال يزيد بن زُريع (2) : «لكل دِينٍ فُرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الإسناد» . وقال أحمد بن حنبل: «إذا روينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحلال والحرام والسُّنن والأحكام - تشدَّدنا في الأسانيد، وإذا روينا عنه في فضائل الأعمال وما لا يضع (3) حكمًا ولا يرفعه، تساهلنا في الأسانيد (4) ، ولولا الأسانيد لقال من شاء ما شاء» .   (1) في المطبوع " ثفل ". (2) في المطبوع " ذريع " بالذال، وهو تصحيف. (3) في المطبوع: يضيع. (4) لفظ أحمد في رواية الميموني عنه كما نقله السخاوي في " فتح المغيث " ص 120: الأحاديث [ص: 110] الرقائق يحتمل أن يتساهل فيها حتى يجيء شيء فيه حكم، وقال في رواية عباس الدوري عنه: ابن إسحاق رجل تكتب عنه هذه الأحاديث – يعني المغازي ونحوها – وإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا وقبض أصابع يده الأربع، وأما النص الذي ساقه المصنف عنه، فهو نص كلام عبد الرحمن بن مهدي أخرجه عنه البيهقي في " المدخل " وقد بين غير واحد من أهل العلم أن مقالة الإمام أحمد وغيره إنما يريدون بها – والله أعلم – أن التساهل إنما هو في الأخذ بالحديث الحسن الذي لم يبلغ درجة الصحة، فإن الاصطلاح في التفرقة بين الصحيح والحسن لم يكن في عهدهم مستقراً واضحاً بل كان أكثر المتقدمين لا يصفون الحديث إلا بالصحة والضعف فقط. نقول: وأعدل الآراء في الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال تقييد ذلك بشروط. الأول: متفق عليه وهو أن يكون الضعف غير شديد فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب، ومن فحش غلطه، والثاني: أن يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلاً، والثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، والشرطان الأخيران عن ابن عبد السلام وصاحبه ابن دقيق العيد كما نقله الحافظ السخاوي في خاتمة كتابه " القول البديع " عن شيخه الحافظ ابن حجر رحمهما الله. ومن العلماء من لم يبح العمل بالحديث الضعيف مطلقاً، أي سواء أكان موضوعه العقائد والأحكام أم كان موضوعه المواعظ وفضائل الأعمال، وهو مذهب البخاري ومسلم، وأبي بكر بن العربي كبير المالكية في عصره، وأبي شامة المقدسي كبير الشافعية في زمنه وغيرهم، قال العلامة الكوثري رحمه الله في " المقالات " ص 45، 46: ولهم بيان قوي في المسألة لا يهمل، فإما ما يعطي ظاهر كلام النووي في العمل بالضعيف في فضائل الأعمال ما لم يكن موضوعاً، فقد أثار جدلاً عنيفاً أجاد تحقيقه الإمام اللكنوي في " ظفر الأماني " ص: 100، 108. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 ثم من الإسناد عال ونازل، وطلب العالي سنة، فعلى طالب علم الحديث: أن يرغب في طلبه. وعلو الإسناد على مراتب. منها: ما هو بقلة العدد. ومنها ما هو بثقة الرواة. ومنها: ما هو بفقه الرواة. ومنها: ما هو باشتهار الرواة. ومنها: ما يجمع هذه الأوصاف، وهو أكملها، أو بعضها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 فأما قلة العدد، فأقل ما يُروى من الصحيح في زماننا هذا: «ثلاثيات البخاري» من طريق أبي الوَقْت عبد الأوَّل السِّجزي (1) ، فإن أصحاب أبي الوقت بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانية أنفس في «ثلاثيات البخاري» . أحدهم: أبو الوقت، ثم الداوُدي، ثم السرخسي، ثم الفَرَبْري، ثم البخاري، فهؤلاء خمسة، والذين روى عنهم البخاري ثلاثياته ثلاثة. وقد تقع أحاديث من الأحاديث الصحاح المخرَّجة في «الصحيحين» أو في أحدهما من غير طريق البخاري ومسلم التي يُروى بها كتابهما، إلا أن شرط الصحة موجود فيها. مثل ما حدثنا به الشيخ أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حِيَّة البغدادي، قراءةً عليه، قال: حدثنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحُصَين، قال: حدثنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البَزَّاز، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثنا القاضي إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد ومحمد بن سليمان الواسطي، قال إسماعيل: حدثنا وقال محمد: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا حُميد الطويل عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان لي أخ يقال له: أبو عُمير، وكان له عصفور يلعب به، فمات العصفور، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم -   (1) بكسر السين وسكون الجيم وبالزاي: منسوب إلى سجز. وهو اسم لسجستان. قاله الحازمي، وقال ابن ماكولا: هو منسوب إلى سجستان على غير قياس، والأول أشبه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 يَدخل بيتنا، ويقول: «أبا عُمير، ما فعل النُّغير؟» . وفي حديث القاضي إسماعيل قال: كان ابنٌ لأم سُليم يقال له: أبو عمير، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمازحه، إذا دخل على أم سليم، فدخل يومًا، فوجده حزينًا، فقال: ما لأبي عُمير حزينًا؟ قالوا: يا رسول الله، مات نُغَيْره الذي كان يلعب به، فجعل يقول: «أبا عمير، ما فعل النُّغير؟» . فهذا حديث صحيح قد أخرجه البخاري ومسلم في كتابيهما (1) ، ومن يرويه بهذا الطريق الذي ذكرناه عن ابن حُصَين يكون بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعة رجال، فهو أعلى من «ثلاثيات البخاري» المروية من طريق أبي الوقت برجل، وشرط الصحة موجود فيه، وقد جاء في هذه الأحاديث «الغيلانيَّات» غير هذا الحديث بهذا العدد. وأما ثقة الرواة، فهو أن يكونوا معروفين بالصدق، مشهورين بالأمانة وصحة النقل والرواية، لا يتطرق إليهم تهمة، ولا جرح ولا ريبة، كمشايخ البخاري ومسلم اللَّذَين خرَّجا أحاديثهم في كتابيهما (2) ،   (1) هو في البخاري 10/436 في كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس و 401 فيه أيضاً، باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل، وفي مسلم 3/1692 و 1693 في الأدب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته..، وفي هذا الحديث عدة فوائد جمعها أبو العباس أحمد بن أحمد الطبري المعروف بابن القاص المتوفى سنة 335 هـ الفقيه الشافعي صاحب التصانيف في جزء مفرد، وقد لخصها الحافظ ابن حجر في الفتح 10/481، 484 وزاد عليها فارجع إليه إن شئت. (2) الحكم لشخص بمجرد رواية البخاري ومسلم أو أحدهما عنه في الصحيح بأنه من شرط الصحيح ولا يتطرق إليه ريبة، غفلة وخطأ لأنهما قد خرجا لخلق ممن تكلم فيهم كجعفر بن سليمان الضبعي والحارث بن عبد الإيادي، وأيمن بن نابل الحبشي، وخالد بن مخلد القطواني، وسويد بن سعيد الحدثاني [ص: 113] ويونس بن أبي إسحاق السبيعي وغيرهم، ولكنهما رحمهما الله – كما قال الزيلعي في " نصب الراية " 1/341، 342 –: إذا أخرجا لمن تكلم فيه، فإنهم ينتقيان من حديثه ما توبع عليه، وظهرت شواهده، وعلم أن له أصلاً، ولا يرويان ما تفرد به، سيما إذا خالفه الثقات، كما أخرج مسلم لأبي أويس حديث.. " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ... " لأنه لم يتفرد به، بل رواه غيره من الأثبات كمالك وشعبة وابن عيينة، فصار حديثه متابعة. وهذه العلة راجت على كثير ممن استدرك على " الصحيحين "، فتساهلوا في استدراكهم، ومن أكثرهم تساهلاً الحاكم أبو عبد الله في كتابه " المستدرك " فإنه يقول: هذا حديث على شرط الشيخين أو أحدهما وفيه هذه العلة، إذ لا يلزم من كون الراوي محتجاً به في الصحيح أنه إذا وجد في أي حديث كان ذلك الحديث على شرطه، لما بيناه ... وربما جاء إلى حديث فيه رجل قد أخرج له صاحب الصحيح عن شيخ معين بضبطه حديثه وخصوصيته به، ولم يخرجا حديثه عن غيره لضعفه فيه، أو لعدم ضبطه حديثه، أو لكونه غير مشهور بالرواية عنه، أو لغير ذلك، فيخرجه هو عن غير ذلك الشيخ، ثم يقول: هذا على شرط الشيخين أو البخاري أو مسلم، وهذا أيضاً تساهل؛ لأن صاحبي الصحيح لم يحتجا به إلا في شيخ معين لا في غيره فلا يكون على شرطهما، وهذا كما أخرج البخاري ومسلم حديث خالد بن مخلد القطواني عن سليمان بن بلال، ولم يخرجا حديثه عن عبد الله بن المثنى، فإن خالداً غير معروف بالرواية عن ابن المثنى، فإذا قال قائل في حديث يرويه خالد بن مخلد عن ابن المثنى: هذا على شرط البخاري ومسلم كان متساهلاً، فتأمل ذلك، واشدد عليه بكلتا يديك، فإنه غاية في النفاسة والتحقيق من هذا الإمام الجليل رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 فهذا وأشباهه، وإن بَعُدَ طريقه وكثر رجاله، فهو عالٍ، وإن كان غيره أقل رجالاً منه وليست له هذه الحال. وأما فقه الرواة، فأن يكون رواته أو بعضهم فقيهًا، كسعيد بن المسيب، ومحمد بن شهاب الزهري، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، ومن يجري مجراهم من أئمة الفقه. فإذا كان الحديث مرويًا من طريق هؤلاء، كان عاليًا وإن كثرت رجاله. قال علي بن خَشْرَم: قال لنا وكيع: أي الإسنادين أحب إليكم: الأعمش الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود، أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله؟ فقلنا: الأعمش عن أبي وائل، فقال: يا سبحان الله! الأعمش شيخٌ، وأبو وائل شيخٌ، وسفيان فقيهٌ، ومنصورٌ فقيه، وإبراهيم فقيه، وعلقمة فقيه، وحديثٌ يتداوله الفقهاء، خير من حديث يتداوله الشيوخ. فهذا من طريق الفقهاء رُباعي إلى ابن مسعود، وثنائي من طريق المشايخ، ومع ذلك قُدِّم الرباعي لأجل فِقْه رجاله. وأما اشتهار الرواة، فأن يكونوا معروفين بالرواية عمَّنْ روَوْا عنه: كعلقمة، وأبي وائل عن ابن مسعود، والقاسم بن محمد وعروة عن عائشة، وإبراهيم عن علقمة، وهشام عن عروة، ونحو ذلك، فإن هؤلاء مشهورون بمن رووا عنه، وذلك يجعل إسنادهم عاليًا وإن كثُرَت رجاله. فإذًا أعلى هذه الرتب مختلَف فيه، وكلٌّ يذهب إلى ما يميل إليه نظره، لكن الأولى أن يكون أعلاها: ما اجتمع فيه هذه الأوصاف، ثم ما كان في طريقه الفقهاء، ثم الثقات، ثم المشهورون، ثم العدد إذا عَرِيَ من هذه الأوصاف. ومن تحقق ما ذكرناه في علو الإسناد، فقد عرف النازل منه، لأنه ضده، لكن من طُرُق النازل ما يكون قد أُخِذَ عن شيخ قد تقدَّم موته، واشتهر فضله، فأنه أقل نزولاً مما (1) أُخِذَ عن شيخ تأخر موته، وعرف بالصدق.   (1) في المطبوع: " وممن ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 ومنها: أن ينظر طالب الحديث إلى إسناد شيخه الذي يكتب عنه، فما قرب من سِنِّه طلب أعلى منه. ومنها: أن يكون له شيخان، أحدهما سمع حديثًا من شيخه عن أمدٍ مُعين، والآخر سمعه عن أمد أبعد منه، فروايته عن أبعد الأَمَدَيْن أعلى، وعن أقربهما أنزل. الفرع الخامس: في المرسل المرسل من الحديث: هو أن يروي الرجل حديثًا عمن لم يعاصره، وله بين المحدثين أنواع واصطلاح في تسمية أنواعه. فمنه: المرسل المطلق، وهو أن يقول التابعي (1) : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلا يكون الحديث مرسلاً مطلقًا، ما لم يرسله التابعي خاصة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومنه قسم يسمى المنقطع، وهو غير الأول. قال الحاكم: وقلما تجد من يفرق بينهما، وهو على نوعين: أحدهما: أن يكون في الإسناد رواية راوٍ لم يسمع من الذي روى عنه الحديث قبل الوصول إلى التابعي الذي هو موضع الإرسال. والآخر: أن يذكر أحد رواته في الحديث عن رجل ولا يسميه جهلاً به،   (1) يشمل التابعي الكبير والصغير والحديث القولي والفعلي، وهذا التعريف ذكره ابن الصلاح وغيره ممن لخص كلامه، وهو المعروف عند الفقهاء والأصوليين، وهو المشهور بين أئمة الحديث كما نقله الحاكم وابن عبد البر في مقدمة " التمهيد ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 فإن لم يكن للجهل به، وإنما ترك اسمه وهو يعرفه، فليس بمنقطع، لكونه معروف الاسم. ومنه قسم يسمى المعضَل: وهو أن يكون من المرسِل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أكثر من رجل، ومثاله: أن يروي عمرو بن شعيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل كذا وكذا، أو قال كذا وكذا، ثم لا يسنده، ولا يرسله في حالةٍ ما، ولا أحد من الرواة، وعمرو بن شعيب أقل ما بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنان، فإن كان الحديث قد أسنده وقتًا ما، أو أرسله، فليس بمعْضَل. ومن أنواع المعْضَل: أن يُعضله الراوي من أتباع التابعين، فلا يرويه عن أحد، ويجعله كلامًا موقوفًا، فلا يذكره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معضلاً (1) ثم يوجد ذلك الكلام عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متصلاً من طريق آخر. وأكثر ما تروى المراسيل من أهل المدينة عن سعيد بن المسيب، ومن أهل مكة عن عطاء بن أبي رباح، ومن أهل مصر عن سعيد بن أبي هلال، ومن أهل الشام عن مكحول، ومن أهل البصرة عن الحسن البصري، ومن أهل الكوفة عن إبراهيم بن زيد النخعي. وأصحها مراسيل ابن المسيِّب، فإنه أدرك جماعة من أكابر الصحابة، وأخذ عنهم، وأدرك من لم يُدركه غيره من التابعين، وقد تأمل الأئمة مراسيله، فوجدوها جميعها بأسانيد صحيحة.   (1) في المطبوع: " منفصلاً " وهو تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 والناس في قبول المراسيل مختلفون. فذهب أبو حنيفة، ومالك بن أنس، وإبراهيم النخعي، وحماد بن أبي سليمان، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن، ومن بعدهم من أئمة الكوفة إلى أن المراسيل مقبولة، محتج بها عندهم (1) ، حتى إن منهم من قال: إنها أصح من المتصل المسند، فإن التابعي إذا أسند الحديث أحال الرواية على من رواه عنه، وإذا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لا يقوله إلا بعد اجتهاد في معرفة صحته. وأما أهل الحديث قاطبة. أو معظمهم، فإن المراسيل عندهم واهية غير   (1) وإليه جنح جمع من المحدثين، وهو رواية عن أحمد إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وحكاه النووي في " شرح المهذب " عن كثير من الفقهاء، بل أكثرهم، ونسبه الغزالي إلى الجمهور، وادعى ابن جرير الطبري وابن الحاجب إجماع التابعين على قبوله، وتوزعا في دعوى الإجماع بما نقل من عدم الاحتجاج به عن بعض التابعين كسعيد بن المسيب وابن سيرين والزهري، فلو قيل: باتفاق جمهور التابعين لكان أقرب إلى الصواب. وذكر الإمام أبو داود صاحب " السنن " في رسالته إلى أهل مكة المتداولة بين أهل العلم بالحديث: وأما المراسيل فقد كان يحتج بها العلماء فيما مضى مثل سفيان الثوري، ومالك بن أنس والأوزاعي حتى جاء الشافعي فتكلم فيه وتابعه عليه أحمد وغيره. نقول: وقد اشترط القائلون بالمرسل أن يكون المرسل ثقة، وأن يكون متحرياً لا يرسل إلا عن الثقات، فإن لم يكن في نفسه ثقة أو لم يكن محتاطاً في روايته. فمرسله غير مقبول. فإن قيل: ما الحامل لمن كان لا يرسل إلا عن ثقة على الإرسال؟ فالجواب – وهو للحافظ ابن حجر – أن له أسباباً منها أن يكون سمع الحديث عن جماعة ثقات وصح عنده، فيرسل اعتماداً على صحته عن شيوخه، كما صح عن إبراهيم النخعي أنه قال: ما حدثتكم عن ابن مسعود، فقد سمعته عن غير واحد، وما حدثتكم به وسميت، فهو عمن سميت، ومنها أن يكون نسي من حدثه وعرف المتن، فذكره مرسلاً، لأن أصل طريقته أن لا يحمل إلا عن ثقة، ومنها أن لا يقصد التحديث بل يذكره على وجه المذاكرة، أو على جهة الفتوى، فيذكر المتن، لأن المقصود في تلك الحالة دون السند، لا سيما إذا كان السامع عارفاً بمن روى فتركه لشهرته وغير ذلك من الأسباب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 محتج بها، وإليه ذهب الشافعي (1) ، وأحمد بن حنبل، وهو قول ابن المسيب، والزهري، والأوزاعي، ومَن بعدهم من فقهاء الحجاز. ومن هؤلاء الذين قالوا برد المراسيل: من قَبِلَ مرسل الصحابي، لأنه يحدث عن الصحابي، وكلهم عدول. ومنهم من أضاف إليه مراسيل التابعين، لأنهم يروون عن الصحابة. ومنهم من خصص كبار التابعين، كابن المسيب، ويحكى أنه قول الشافعي، وأنه قبل مراسيل ابن المسيب وحده، واحتُج له بأنه وجدها مسندة (2) . والمختار على قياس رد المرسل أن التابعي والصحابي إذا عُرف بصريح   (1) صرح الإمام الشافعي رحمه الله في " الرسالة " ص 193، 197 أنه يقبل المرسل بشروط: أحدها: أن يكون المرسل ممن يروي عن الثقات أبداً ولا يخلط روايته. ثانيها: أن يكون بحيث إذا شارك أهل الحفظ في أحاديثهم وافقهم ولم يخالفهم إلا بنقص لفظ لا يختل به المعنى. ثالثها: أن يكون من كبار التابعين الذي التقوا بعدد كبير من الصحابة كسعيد بن المسيب، وهذا الشرط وإن كان منصوصاً في كلام الشافعي في " الرسالة " ص: 461، فقد خالفه عامة أصحابه، فأطلقوا القول بقبول مراسيل التابعين إذا وجدت فيها الشروط الباقية. رابعها: أن يعتضد ذلك الحديث المرسل بمسند يجيء من وجه آخر صحيح أو حسن أو ضعيف، أو بمرسل آخر لكن بشرط أن يكون ذلك المرسل يخرجه من ليس يروي عن شيوخ راوي المرسل الأول ليغلب على الظن عدم اتحادهما، وكذا إذا اعتضد بقول بعض الصحابة، أو فتوى عوام أهل العلم. (2) ذكر العلامة الكوثري رحمه الله في تعليقاته على ذيول " تذكرة الحفاظ " ص: 329 أن الشافعي رحمه الله رد مراسيل ابن المسيب في زكاة الفطر بمدين من حنطة، وفي التولية في الطعام قبل استيفائه، وفي دية المعاهد، وفي قتل من ضرب أباه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 خبره أو بعادته أنه لا يروي إلا عن صحابي، قُبل مرسله، وإن لم يعرف ذلك، فلا يقبل، لأنهم قد يروون عن غير الصحابي من الأعرابي الذي لا صحبة له. الفرع السادس: في الموقوف وهو على أنواع: أحدها: الموقوف عن الصحابي، وقلما يخفى على أهل العلم. وذلك: أن يروي الحديث مسندًا إلى الصحابي، فإذا بلغ إلى الصحابي قال: إنه كان يقول كذا وكذا، أو كان يفعل كذا وكذا، أو كان يأمر بكذا وكذا، ونحو ذلك. الثاني: الموقوف على أحد الرواة قبل الصحابي. مثل: أن يقول أحد رواة الحديث: قال ابن مسعود، ولم يكن قد أدركه ولا رآه، فهذا موقوف عند ذلك الراوي، وإن كان اللفظ لابن مسعود. وهذا أحد أنواع المرسل، وهو أحد قسمي المنقطع. الثالث: أن يكون موقوفًا على أحد رواته، وهو مسند في الأصل، إلا أن أحد رواته قصَّر به فلم يرفعه، وهو أحد نوعي المعضل. الرابع: ما يوهم لفظه أنه مسند، وليس بمسند، كما روى المغيرة بن شعبة قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَعون بابه بالأظافير (1) ، فهذا يوهم لذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه أنه مسند، وليس كذلك، إنما هو موقوف على صحابي حكى عن أقرانه من الصحابة فعلاً، ولم يُسنده واحد منهم (2) . الفرع السابع: في ذكر التواتر والآحاد وصول الحديث إلينا لا يخلو من أحد طريقين، إما بطريق التواتر، وإما بطريق الآحاد، ولكل واحد منهما شرح وبيان وأحكام يحتاج إلى ذكرها لئلا تخلو هذه المقدمة منها. والكلام في ذكرهما ينقسم إلى قسمين: القسم الأول: في ذكر التواتر، وهو حكم يتعلق بالأخبار وحدُّ الخبر: ما دخله الصدق أو الكذب، أو تطرق إليه التصديق أو التكذيب، وذلك أولى من قولهم: «ما دخله الصدق أو الكذب» ، فإن كلام الله تعالى لا يدخله الكذب، والإخبار عن المحالات لا يدخله الصدق.   (1) أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " 2/515 من حديث أنس بن مالك أن أبواب النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالاظافير. وفي سنده أبو بكر بن عبد الله الأصفهاني وهو مجهول، ومحمد بن مالك بن المنتصر ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال الذهبي: لا يعرف وأخرجه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ص 19 من حديث المغيرة باللفظ الذي ساقه المصنف، وإسناده ضعيف. (2) هذا معنى كلام الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ص 19، وذكر الخطيب البغدادي في " الجامع بين آداب الراوي والسامع " مثل ذلك، ورده ابن الصلاح في " المقدمة " 12، بقوله: بل هو مرفوع، وهو بأن يكون مرفوعاً أحرى، لكونه أحرى باطلاعه صلى الله عليه وسلم، والحاكم معترف بكون ذلك من قبيل المرفوع، لأنه قد عد قوله " كنا نفعل " مرفوعاً، فهذا أحرى منه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 والتواتر يفيد العلم، وذلك ظاهر، لا خلاف فيه، إلا في قول ضعيف قليل وله أربعة شروط: الشرط الأول: أن يُخْبِر عن علم لا عن ظن، فإن أهل بلد عظيم لو أخبروا عن طائر أنهم ظنوا أنه حمام، أو عن شخص أنهم ظنوا أنه زيد، لم يحصل لنا العلم بكونه حمامًا أو زيدًا. الشرط الثاني: أن يكون علمهم ضروريًا مستندًا إلى محسوس إذا لو أخبرونا عن حدوث العالم أو عن صدق الأنبياء لم يحصل لنا العلم. الشرط الثالث: أن يستوي طرفاه وواسطته في هذه الصفات وفي كمال العدد، فإذا نقل الخلف عن السلف، وتوالت الأعصار، ولم تكن الشروط قائمة في كل عصر، لم يحصل العلم بصدقهم، لأن خبر أهل كل عصر مستقل بنفسه، فلابد فيه من الشروط، ولأجل ذلك لم يحصل لنا العلم بصدق اليهود - مع كثرتهم - في نقلهم عن موسى عليه السلام تكذيب كل ناسخ لشريعته، ولا بصدق الشيعة بنقل النص على إمامة علي - كرم الله وجهه-، والبكرية على إمامة أبي بكر - رضي الله عنه -. ولأن هذا وضعه الآحاد أولاً، وأفشوه، ثم كثر الناقلون في عصره وبعده في الأعصار، فلذلك لم يحصل التصديق، بخلاف وجود موسى عليه السلام وتحديه بالنبوة، ووجود أبي بكر وعلي - رضي الله عنهما - وانتصابهما للإمامة، فإن ذلك لما تساوى فيه الأطراف والوساطة، حصل لنا العلم الضروري الذي لا نقدر على تشكيك أنفسنا فيه، ونقدر على التشكيك فيما نقلوه عن موسى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 وأبي بكر وعلي. والشرط الرابع: العدد، وعدد المخبرين ينقسم إلى ناقص، فلا يفيد العلم، وإلى كامل، فيفيد العلم، وإلى زائد يحصل العلم ببعضه، وتقع الزيادة فضْلة. والكامل وهو أقل عدد يورث العلم، ليس معلوماً لنا، لكنَّا بحصول العلم الضروري نتبيَّن كمال العدد، لا أنَّا بكمال العدد نستدل على حصول العلم. ثم العدد الذي يفيد العلم يفيده في كل واقعة وكل شخص، بحيث إنه متى وجد العدد أفاد العلم لكل من سمعه في كل (1) واقعة وذلك إذا تجرد الخبر عن القرائن. فأما إذا اقترن الخبر بقرائن، فقد اختلف فيه (2) ، فقال قوم: لا أثر لها. وقال آخرون: لها أثر، فإن خمسة أو ستة لو أخبرونا عن موت شخص لم يحصل العلم بصدقهم، لكن إذا انضم إليه خروج والد الميت حاسر الرأس حافيًا، ممزق الثياب، مضطرب الحال، يلطم وجهه ورأسه، وهو رجل كبير، ذو منصب ومروءة، لا يخالف عادته إلا عن ضرورة، فيجوز أن يكون هذا قرينة تنضم إلى قول أولئك، فيقوم في التأثير مقام بقية العدد. فدل ذلك على أن العدد يجوز أن يختلف بالوقائع وبالأشخاص، فرب شخص انغرس في نفسه أخلاق تميل به إلى سرعة التصديق ببعض الأشياء، فيقوم ذلك مقام القرائن، وتقوم تلك القرائن مقام خبر بعض المخبرين، أما متى انتفت القرائن، فأقل عدد يحصل به العلم الضروري معلوم لله تعالى، غير معلوم   (1) في المطبوع لم ترد كلمة " كل ". (2) في المطبوع " فقد اختلف كل فيه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 لنا، ولا سبيل لنا إلى معرفته، لأنَّا لا ندري متى حصل لنا العلم بوجود مكة، وبوجود الشافعي مثلاً عند تواتر الخبر إلينا، وأنه كان بعد خبر المائة والمائتين، ويعسر علينا تجربة ذلك، وإن تكلفناها، فسبيل التكليف أن نراقب أنفسنا إذا قتل رجل في السوق مثلاً وانصرف جماعة من موضع القتل، ودخلوا علينا يخبرون عن قتله، فإن قول الأول يحرك الظن، وقول الثاني والثالث يؤكده، ولا يزال يتزايد تأكده إلى أن يصير ضروريًا لا يمكننا (1) أن نشكك فيه أنفسنا. فلو تصور الوقوف على اللحظة التي يحصل العلم فيها ضرورة، وحفظ حساب المخبرين وعددهم، لأمكن الوقوف، ولكن درك تلك اللحظة أيضًا عسير، فإنه تتزايد قوة الاعتقاد تزايدًا خفي التدريج، نحو تزايد ضوء الصبح إلى أن يبلغ حد الكمال، فلذلك بقي هذا في غطاء من الإشكال، وتعذر على القوة البشرية إدراكه. فأما ما ذهب إليه قوم من تخصيص عدد التواتر بالأربعين، أخذًا بعدد الجمعة، وبالسبعين، أخذًا من قوله تعالى: {واختار موسى قومَه سَبعين رجلاً لميقاتنا} (الأعراف: الآية 155) وبثلاثمائة وبضعة عشر، أخذًا بعدد أهل بدر، فكل ذلك تحكمات فاسدة، لا تُناسب الغرض، ولا تدل عليه. وقال القاضي أبو بكر الباقلاني: إن الأربعة ناقصة عن العدد الكامل، لأنها بينة شرعية تحصل بها غلبة الظن، ولا يُطلب الظن فيما يعلم ضرورة، قال: والخمسة لا تَوَقُّف فيها.   (1) في المطبوع ولا يمكننا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 فإذًا لا سبيل لنا إلى حصر العدد، لكنا بالعلم الضروري نستدل على أن العدد الذي هو كامل عند الله تعالى قد توافقوا على الإخبار. وقد شرط قوم لعدد التواتر شروطًا فاسدة. منها: أن لا يحصرهم عدد ولا يحويهم بلد. ومنها: أن تختلف أنسابهم فلا يكونوا بني أب واحد، وتختلف أوطانهم فلا يكونوا من محلة واحدة، وتختلف أديانهم، فلا يكونوا من مذهب واحد. ومنها: أن يكونوا أولياء المؤمنين. ومنها: أن يكونوا غير محمولين بالسيف على الإخبار. ومنها: أن يكون الإمام المعصوم في جملة المخبرين، وهذا شَرَطَه الرافضة. القسم الثاني: في أخبار الآحاد وهي ما لا ينتهي إلى حد خبر التواتر المفيد للعلم، فما نقله جماعة من خمسة أو ستة مثلاً، فهو خبر واحد. قال إمام الحرمين: ولا يُراد بخبر الواحد الخبر الذي ينقله الواحد، ولكن كل خبر عن جائز ممكن، لا سبيل إلى القطع بصدقه، ولا إلى القطع بكذبه، لا اضطرارًا ولا استدلالاً، فهو خبر الواحد وخبر الآحاد، سواء نقله واحد أو جمع منحصرون. قال: وقد يُخبر الواحد، فيُعلَم صدقه قطعًا، كالنبي- صلى الله عليه وسلم - فيما يخبر به عن الغائبات، ولا يُعَدُّ من أخبار الآحاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وخبر الواحد لا يفيد العلم (1) ، ولكنا مُتَعَبَّدُون به. وما حكي عن المحدثين من أن ذلك يورث العلم، فلعلهم أرادوا أنه يفيد العلم بوجوب العمل، أو سمَّوا الظن علمًا، ولهذا قال بعضهم: يورث العلم الظاهر، والعلم ليس له ظاهر وباطن، وإنما هو الظن. وقد أنكر قوم جواز التعبد بخبر الواحد عقلاً، فضلاً عن وقوعه سمعًا، وليس بشيء. وذهب قوم إلى أن العقل يدل على وجوب العمل بخبر الواحد، وليس بشيء، فإن الصحيح من المذهب والذي ذهب إليه الجماهير من سلف الأئمة من الصحابة والتابعين والفقهاء والمتكلمين: أنه لا يستحيل التعبد بخبر الواحد عقلاً. ولا يجب   (1) سواء أكان مما اتفق الشيخان على روايته في " صحيحيهما " أم رواه أحدهما، أم رواه غيرهما على شرطهما، وسواء أكان في طريقه إمام أم لم يكن، وهو مذهب المحققين وأكثر العلماء، واستدلوا على هذا بجواز الخطأ والنسيان على الثقة عقلاً، ومع هذا الجواز العقلي لا يمكن ادعاء القطع، فإنه لا يمكن ادعاؤه إلا إذا انتفى ما يعارضه ويأتي عليه. قال الإمام النووي رحمه الله في " شرح مسلم " 1/20: فإنهم – أي: المحققين – قالوا: إن أحاديث " الصحيحين " التي ليست متواترة إنما تفيد الظن، لأنها آحاد، والآحاد إنما تفيد الظن كما تقرر، ولا فرق بين البخاري ومسلم وغيرهما في ذلك، وتلقي الأمة بالقبول إنما أفادنا وجوب العمل بما فيهما، وهذا متفق عليه، فإن أخبار الآحاد في غيرهما يجب العمل بها إذا صحت أسانيدها ولا تفيد إلا الظن، وكذا " الصحيحان "، وإنما يفترق " الصحيحان " وغيرهما من الكتب في كون ما فيها صحيحاً لا يحتاج إلى النظر فيه، بل يجب العمل به مطلقاً، وما كان في غيرهما لا يعمل به حتى ينظر فيه، وتوجد فيه شروط الصحيح، ولا يلزم من إجماع الأمة على العمل بما فيهما إجماعهم على أنه كلام النبي صلى الله عليه وسلم. نقول: ومن مارس صناعة الحديث وفحص متونها وأسانيدها وتتبعها تتبعاً دقيقاً لا يسعه إلا أن يسلم بما نقله الإمام النووي رحمه الله عن المحققين وارتضاه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 التعبد به عقلاً، وأن التعبد واقع سمعًا، بدليل قبول الصحابة لخبر الواحد، وعملهم به في وقائع شتى لا تنحصر، وإنفاذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسله وقضاته وأمراءه وسُعَاته إلى الأطراف، وهم آحاد، وبإجماع الأمة على أن العامي مأمور بإتباع المفتي وتصديقه، مع أنه ربما يخبر عن ظنه، فالذي يخبر عن السماع الذي لا شك فيه أولى بالتصديق. الفصل الثاني: في الجرح والتعديل، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في بيانهما وذكر أحكامهما الجرح: وصف متى التحق بالراوي والشاهد سقط الاعتبار بقوله، وبطل العمل به. والتعديل: وصف متى التحق بهما اعتُبِرَ قولهما وأُخِذَ به. ثم التزكية والجرح: هل يُشترط فيهما عدد المزكِّي والجارح، أم لا؟ فيه خلاف. قال قوم: لا يشترط العدد في الرواية، ويشترط في الشهادة. [وقال آخرون: يشترط فيهما] (1) . وقال آخرون: لا يشترط فيهما، والأول أصح (2) ، لأن الرواية نفسها تثبت   (1) ما بين معقفين لم يرد في الأصل، وأثبتناه عن المطبوع. (2) ورجحه الآمدي " في الإحكام في أصول الأحكام " 2/121 ونقله عن الأكثرين، ونقله [ص: 127] ابن عمرو بن الحاجب في " المختصر " 2/64 أيضاً عن الأكثرين، وقال ابن الصلاح في " المقدمة " ص 119: والصحيح الذي اختاره الخطيب وغيره أنه يثبت في الرواية بواحد، لأن العدد لم يشترط في قبول الخبر فلم يشترط في جرح راويه وتعديله بخلاف الشهادة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 بالواحد، فكان جرحها وتزكيتها أولى. أما سبب الجرح، فيجب ذكره دون سبب التعديل، إذ قد يجرح بما لا يراه جارحًا، لاختلاف المذاهب فيه (1) . وأما العدالة: فليس لها سبب واحد، فتفتقر إلى ذكره. وقال قوم: مطلق الجرح يُبْطل الثقة، ومطلق التعديل لا تحصل به الثقة، لتسارع الناس إلى البناء على الظاهر، فلابد من ذكر سببه. وقال آخرون: لا يجب ذكر سببهما جميعًا، لأنه إن لم يكن بصيرًا بهذا الأمر، فلا يصلح للتزكية والجرح، وإن كان بصيرًا، فأي معنى للسؤال؟ .   (1) قال أبو عمرو بن الصلاح في " المقدمة " ص 117: وأما الجرح فإنه لا يقبل إلا مفسراً مبين السبب، لأن الناس يختلفون فيما يجرح وما لا يجرح، فيطلق أحدهم الجرح بناء على أمر اعتقده جرحاً، وليس بجرح في نفس الأمر، فلا بد من بيان سببه لينظر فيما هو جرح أم لا. وهذا ظاهر مقرر في الفقه وأصوله، وذكر الخطيب الحافظ أنه مذهب الأئمة من حفاظ الحديث ونقاده مثل البخاري ومسلم وغيرهما، لذلك احتج البخاري بجماعة سبق من غيره الجرح لهم كعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما وكإسماعيل بن أبي أويس وعاصم بن علي وعمرو بن مرزوق وغيرهم، واحتج مسلم بسويد بن سعيد وجماعة اشتهر الطعن فيهم، وهكذا فعل أبو داود السجستاني، وذلك دال على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح لا يثبت إلا إذا فسر سببه، ومذاهب النقاد للرجال غامضة ومختلفة. وقال العلامة عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن البخاري المتوفى سنة 730 هـ في كشف الأسرار شرح أصول البزدوي 3/68: أما الطعن من أئمة الحديث فلا يقبل مجملاً – أي: مبهماً – بأن يقول: هذا الحديث غير ثابت، أو منكر، أو فلان متروك الحديث، أو ذاهب الحديث، أو مجروح، أو ليس بعدل من غير أن يذكر سبب الطعن، وهو مذهب عامة الفقهاء والمحدثين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 والصحيح: أن هذا يختلف باختلاف أحوال المزكي، فمن حصلت الثقة ببصيرته، وضبطه يُكتفى بإطلاقه، ومن عُرِفَت عدالته في نفسه ولم تعرف بصيرته بشرط العدالة، فقد يُراجَعُ ويستَفْسَر. أما إذا تعارض الجرح والتعديل، فإنه يُقدم الجرح (1) ، فإنه اطلاع على زيادة وصف ما اطلع عليها المعدل ولا نفاها، فإن نفاها، بطلت عدالة   (1) جاء في " طبقات الشافعية " للعلامة التاج السبكي في ترجمة أحمد بن صالح المصري 1/188 ما نصه: الحذر كل الحذر أن تفهم أن قاعدتهم " الجرح مقدم على التعديل " على إطلاقها، بل الصواب أن من ثبتت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه، وندر جارحوه، وكان هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره لم يلتفت إلى جرحه. وفيه أيضاً 1/190: قد عرفناك أن الجارح لا يقبل منه الجرح وإن فسره في حق من غلبت طاعاته على معاصيه، ومادحوه على ذاميه، ومزكوه على جارحيه إذا كانت هناك منافسة دنيوية كما يكون بين النظراء أو غير ذلك، وحينئذ فلا يلتفت لكلام الثوري وغيره في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيره في مالك، وابن معين في الشافعي، والنسائي في أحمد بن صالح ونحوه، ولو أطلقنا تقديم الجرح لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون. نقول: وقد غفل عن هذا الأصل العظيم – أو تغافل – الشيخ ناصر الألباني في كتابه " الأحاديث الضعيفة " 5/76، 78، فنبز الإمام أبا حنيفة المتفق على جلالته بسوء الحفظ، تقليداً لمقالة من طعن فيه بسبب العداوة المذهبية، ولم يذكر إلى جانب ذلك أقوال مزكيه ومعدليه – وهم بحمد الله تعالى أئمة أثبات ثقات – وهو مناف للروح العلمية النزيهة، وما نقله عن عُداة هذا الإمام وخصومه لا يلتفت إليه عند المحققين من العلماء ذوي النصفة، كما تجد ذلك مفصلاً في " الرفع والتكميل " و " التعليق الممجد " للإمام اللكنوي "، و " تأنيب الخطيب " و " مقدمة نصب الراية " للعلامة الكوثري، وغيرها. وكفى بالعداوة المذهبية مسوغاً لرد كل ما قيل في حق هذا الإمام العظيم من أقاويل مزيفة ظالمة. وما مثل من يتكلم في مثل هذا الإمام إلا كما قال أعشى قيس: كناطِحٍ صخرةً يوماً لِيَفْْلِقَها ... فلم يضِرْها وأوهى قَرْنَهُ الوَعِل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 المزكي، إذ النفي لا يُعلم إلا إذا نفى جرحه بقتل إنسان مثلاً، فقال المعدِّل: رأيته حيًا بعده، وحينئذ يتعارضان. وقال قوم: إن عدد المعدل إذا زاد، قُدِّم على الجارح، وهو ضعيف، لأن سبب تقدم الجرح إنما هو اطلاع الجارح على مزيد وصف، فلا ينتفي بكثرة العدد. والتزكية: تكون بالقول (1) أو بالرواية عنه، أو بالعمل بخبره، أو بالحكم بشهادته. وأعلى هذه الأسباب: صريح القول. وتمامه أن يقول: هو عدل رضي، لأني عرفت منه كيت وكيت، فإن لم يذكر السبب، وكان بصيرًا بشروط العدالة، كفى. وأما الرواية عن المزكي، فقد اختلف في كونها تعديلاً، والصحيح: أن من عرف من عادته، أو من صريح قوله أنه لا يستجيز الرواية إلا عن عدل، كانت الرواية تعديلاً، وإلا فلا (2) ، إذ من عادة أكثرهم الرواية عن كل من سمعوه ولو   (1) وتكون باستفاضة عدالته، واشتهاره بالتوثيق والاحتجاج به بين أهل العلم، وشيوع الثناء عليه كالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة وشعبة والثوري وابن عيينة وابن المبارك والأوزاعي ويحيى بن معين وابن المديني ومن جرى مجراهم في نباهة الذكر واستقامة الأمر، قال القاضي أبو بكر الباقلاني: الشاهد والمخبر إنما يحتاجان إلى التزكية إذا لم يكونا مشهورين بالعدالة والرضى، وكان أمرهما مشكلاً ملتبساً ومجوزاً فيهما العدالة وغيرها، والدليل على ذلك أن العلم بظهور سرهما، واشتهار عدالتهما أقوى في النفوس من تعديل واحد واثنين يجوز عليهما الكذب والمحاباة. (2) الصحيح في هذا ما ذهب إليه ابن الصلاح والنووي والعراقي وغيرهم، من أن رواية الثقة عن شخص لم يعرف حاله لا يكون توثيقاً له، ولو كان الراوي معروفاً بأنه لا يروي إلا عن ثقة، كمالك وشعبة ويحيى القطان، لجواز رواية العدل عن غير العدل، فلم تتضمن روايته عنه تعديله، وكذلك [ص: 130] لا يجزئ التعديل على الابهام من غير تسمية المعدل، فإذا قال: حدثني الثقة، أو نحو ذلك مقتصراً عليه، لم يكتف به على الصحيح حتى يسميه، لأنه وإن كان ثقة عنده فربما لو سماه لكان ممن جرحه غيره بجرح قادح، بل إضرابه عن تسميته ريبة توقع تردداً في القلب، قال السخاوي: من كان لا يروي إلا عن ثقة إلا في النادر: الإمام أحمد، وبقي بن مخلد، وحريز بن عثمان، وسليمان بن حرب وشعبة والشعبي وعبد الرحمن بن مهدي ومالك ويحيى بن سعيد القطان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 كُلُّفوا الثناء عليهم سكتوا. وأما العمل بالخبر، فإن أمكن حمله على الاحتياط، أو على العمل بدليل آخر، ووافق الخبر، فليس بتعديل، وإن عرف يقينًا أنه عمل بالخبر، فهو تعديل، إذ لو عمل بخبر غير العدل لفَسَقَ، وبطلت عدالته (1) . وأما الحكم بالشهادة، فذلك أقوى من تزكيته بالقول، وأما تركه العمل بشهادته وبخبره، فليس جرحًا، إذ قد يتوقف في شهادة العدل وروايته لأسباب سوى الجرح. الفرع الثاني: في جواز الجرح ووقوعه (2) قد عاب بعضُ من لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرجال، لأنهم   (1) الذي جزم به ابن الصلاح والنووي وغيرهما أن العمل بالحديث لا يدل على صحته ولا على ثقة راويه، كما أن ترك العمل به لا يدل على ضعفه والقدح فيه. (2) قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة أبي بكر رضي الله عنه من كتابه " تذكرة الحفاظ " 1/4: حق على المحدث أن يتورع فيما يؤديه، وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب، والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى العلماء والإتقان وإلا تفعل فدع عنك الكتابة لست منها ... ولو سودت وجهك بالمداد فإن آنست من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً، وإلا فلا تتمن، وإن غلب عليك الهوى والعصيبة لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله، فأرحنا منك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 لم يقفوا على الغرض من ذلك، ولا أدركوا المقصد فيه، وإنما حمل أصحاب الحديث على الكلام في الرجال، وتعديل من عدَّلوا، وجرح من جرحوا، الاحتياط في أمور الدين، وحراسة قانونه، وتمييز مواقع الغلط والخطأ في هذا الأصل الأعظم الذي عليه مبنى الإسلام وأساس الشريعة. ولا يُظَنّ بهم أنهم أرادوا الطعن في الناس والغيبة والوقيعة فيهم، ولكنهم بيَّنوا ضعف من ضعفوه، لكي يُعرف فتُجتنب الرواية عنه والأخذ بحديثه، تورعًا وحِسبة وتثبتًا في أمر الدين، فإن الشهادة في الدين أحق وأولى أن يُتَثَبَّتَ فيها من الشهادة في الحقوق والأموال، فلهذا افترضوا على أنفسهم الكلام في ذلك وتبيين أحوال الناس، وهو من الأمور المتعينة العائدة بالنفع العظيم في أصول الدين. قال ابن سيرين: كانوا في الزمن الأول لا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتن سألوا عن الإسناد، ليأخذوا حديث أهل السنة، ويدعوا حديث أهل البدع، فإن القوم كانوا أصحاب حفظ وإتقان، ورُبَّ رجل وإن كان صالحًا، لا يقيم الشهادة ولا يحفظها. وكل من كان متهمًا بالكذب في الحديث، أو كان مغفلاً يُخطئ كثيرًا، فالذي اختاره أهل العلم من الأئمة: أن لا (1) يُشتغل بالرواية عنه. وقد تكلم جماعة من أهل الحديث في جماعة من أكابر العلماء، وضعفوهم   (1) سقطت كلمة " لا " من المطبوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 من قبل حفظهم، ووثقهم آخرون لجلالتهم وصدقهم، وإن كانوا قد وَهِمُوا في بعض ما رووا، ألا ترى أن الحسن البصري وطاوسًا قد تكلما في معبد الجُهَنِّي (1) وتكلم سعيد بن جبير في طَلْق بن حبيب (2) . وتكلم إبراهيم النخعي وعامر الشعبي في الحارث الأعور (3) . وكذلك أيوب السختياني، وعبد الله بن عون، وسليمان التيمي، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وغير هؤلاء من أئمة الحديث والفقه قد تكلموا في الرجال وضعفوهم.   (1) ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة، ووثقه ابن معين وأبو حاتم والذهبي وغيرهم. وقال أبو موسى إسحاق الجوزجاني: كان قوم يتكلمون في القدر احتمل الناس حديثهم لما عرفوا من اجتهادهم في الدين والصدق والأمانة، لم يتوهم عليهم الكذب وإن بلوا بسوء رأيهم، فمنهم قتادة ومعبد الجهني وهو رأسهم، وقال الدارقطني: حديثه صالح، ومذهبه رديء، وكلام الحسن وطاوس فيه في الحذر من مذهبه فلا يكون تضعيفاً له. (2) هو طلق بن حبيب العنزي البصري من صلحاء التابعين وعبادهم وثقه ابن سعد وأبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان والعجلي وغيرهم، وكلام ابن جبير فيه لكونه رمي بالإرجاء. أخرج حديثه مسلم والبخاري في " الأدب المفرد " وأصحاب " السنن ". (3) هو الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني بسكون الميم الحوتي – بطن من همدان – الكوفي صاحب الإمام علي رضي الله عنه. كان من أوعية العلم فقيهاً فرضياً ويفضل علياً على أبي بكر، وقد وثقه ابن معين والنسائي وأحمد بن صالح وابن أبي داود وغيرهم، وتكلم فيه الثوري وابن المديني وأبو زرعة وابن عدي والدارقطني وابن سعد وأبو حاتم وغيرهم، قال الذهبي في " ميزان الاعتدال " 1/437: والجمهور على توهين أمره مع روايتهم لحديثه في الأبواب، فهذا الشعبي يكذبه، ثم يروي عنه، والظاهر أنه كان يكذب في لهجته وحكاياته، وأما في الحديث النبوي، فلا، والنسائي مع تعنته في الرجال قد احتج به وقوى أمره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 وعلى ذلك جاء الناس بعدهم، ما زالوا يتكلمون في الرجال ليعرفوا. كيف والمسلمون مجمعون على أنه لا يجوز الاحتجاج في أحكام الشريعة إلا بحديث الصدوق العاقل الحافظ؟ فيكفي هذا مبيحًا لجرح من ليس هذا صفته، وتبيين حاله، ليُعلم عمن تؤخذ الأدلة، وتُتَلَقَّى الرواية. الفرع الثالث: في بيان طبقات المجروحين الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - جميعهم عدول بتعديل الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم-، لا يحتاجون إلى بحث عن عدالتهم. وعلى هذا القول مُعظم المسلمين من الأئمة والعلماء من السلف والخلف. وذهب جمهور المعتزلة إلى أن عائشة وطلحة والزبير ومعاوية. وجميع أهل العراق والشام فُسَّاق بقتالهم الإمام الحق، يعنون عليًا كرم الله وجهه. وقال قوم من سلف القدرية: يجب رد شهادة علي، والزبير، وطلحة، مجتمعين ومتفرقين، لأن فيهم فاسقًا لا بعينه. وقال قوم: تقبل شهادة كل واحد منهم إذا انفرد، لأنه لم يتعين فسقه، أما إذا كان مع مخالفه، رُدَّت شهادته، إذ يُعلم أن أحدهما فاسق. وشك بعضهم في فسق عثمان - رضي الله عنه - وقَتَلَتِه. وكل هذا جُرأة على السلف تخالف السنة، فإن ما جرى بينهم كان مبنيًا على الاجتهاد، وكل مجتهد مصيب (1) ، والمصيب واحد مثاب، والمخطئ معذور، لا تردُّ شهادته.   (1) في المطبوع: مصيباً، وهو خطأ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 وقال قوم: ليس ذلك أمرًا مجتهدًا فيه، فإن قتلة عثمان والخوارج مخطئون قطعًا، لكن جهلوا خطأهم، فكانوا متأولين، والفاسق المتأول لا ترد روايته، وهذا أقرب من المصير إلى سقوط تعديل القرآن للصحابة. [تعريف الصحابة] ثم الصحبة من حيث الوضع تنطبق على من صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو ساعة، لكن العرف يخصص الاسم بمن كثرت صحبته، ولا حدَّ لتلك الكثرة بتقدير، بل بتقريب. وقيل: هو من اجتمع فيه أمران. أحدهما: هذا. والآخر: أن تكون صحبته طالت معه على سبيل الأخذ عنه، والإتِّباع له، لأن من أطال مجالسة العالم، لا على سبيل الاستفادة والإتباع له، لا يدخل في زمرة أصحابه (1) . ولمعرفة الصحابي طريقان:   (1) قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة " 1/4، 5 في تعريف الصحابي: أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام. فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى، ثم بين أنه يدخل في قوله " مؤمناً به " كل مكلف من الجن والإنس، وأنه يخرج من التعريف من لقيه كافراً وإن أسلم بعد ذلك، وكذلك من لقيه مؤمناً بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة، وكذلك من لقيه مؤمناً ثم ارتد ومات على الردة والعياذ بالله، ويدخل في التعريف من لقيه مؤمناً ثم ارتد، ثم عاد الإسلام ومات مسلماً كالأشعث بن قيس، فإنه ارتد ثم عاد إلى الإسلام ومات مسلماً، وقد اتفق أهل الحديث على عده من الصحابة. ثم قال وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل وغيرهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 أحدهما: يوجب العلم، وهو الخبر المتواتر، أنه صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم-. والآخر: يوجب الظنَّ، وهو إخبار الثقة والنقل الصحيح. هذا حكم عدالة الصحابة - رضي الله عنهم - باختلاف الناس فيهم. وأما من جاء بعدهم فالكلام فيهم يطول، ولا يخلو قوم من عدالة أو فسق، والعدالة قليلة، وأسباب الفسق كثيرة، فكل من عَرِي عن شرط من شروط الرواية أو الشهادة التي تقدم ذكرها، فهو مجروح لا يقبل قوله. [طبقات المجروحين] وطبقات المجروحين كثيرة، وقد أوردنا منها في هذا الفرع عشر طبقات، ذكرها الحاكم - رحمه الله تعالى -. الطبقة الأولى وهي أعظم أنواع الجرح، وأخبث طبقات المجروحين: الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقد قال - صلى الله عليه وسلم-: «من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» . وهي كبيرة من الكبائر، وقد ارتكبها جماعة كثيرة، اختلفت أغراضهم ومقاصدهم في ارتكابها. فممن ارتكبها، قوم من الزنادقة، مثل المغيرة بن سعيد الكوفي (1) ، ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة (2) ، وغيرهما، وضعوا الأحاديث وحدَّثوا   (1) كذبه غير واحد من الأئمة كما تجد ذلك في ترجمته في " الميزان " 4/160، 162 قتله خالد بن عبد الله القسري في حدود العشرين ومائة لادعائه النبوة. (2) كذبه أحمد وابن حبان والجوزجاني والحاكم، وقال النسائي: الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة، إبراهيم بن أبي يحي بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام [ص: 136] وذكر خالد بن يزيد الأزرق عنه أنه كان يقول: إذا كان الكلام حسناً لم أبال أن أجعل له إسناداً. وقال العقيلي: يغيرون اسمه إذا حدثوا عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 بها ليوقعوا بذلك الشك في قلوب الناس. فمما رواه محمد بن سعيد عن أنس بن مالك في قوله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا خاتم النبيين، ولا نبي بعدي» : «إلا أن يشاء الله (1) » فزاد هذا الاستثناء لما كان يدعو إليه من الإلحاد والزندقة. ومنهم قوم وضعوا الحديث لهوًى يدعون الناس إليه، فمنهم من تاب وأقر على نفسه. قال شيخ من شيوخ الخوارج: بعد أن تاب: إن هذه الأحاديث دين، فانظروا ممن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمرًا صيَّرناه حديثًا. وقال أبو العيناء: وضعت أنا والجاحظ حديث فَدَك، وأدخلناه على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي، فإنه قال: لا يُشبه آخر هذا الحديث أوله، وأبى أن يقبله. وقال سليمان بن حرب: دخلت على شيخ وهو يبكي فقلت له: ما يبكيك؟ قال: وضعت أربعمائة حديث، وأدخلتها في بارنامج الناس، فلا أدري كيف أصنع؟ . ومنهم جماعة وضعوا الحديث حِسْبَة، كما زعموا يدعون الناس إلى فضائل   (1) وممن نص على كون الاستثناء موضوعاً الشوكاني في " الفوائد " المجموعة ص 320 وقال: رواه الجوزقاني ولكنه لم ينص على اسم واضعه إنما قال: وضعه أحد الزنادقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 الأعمال، مثل أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي (1) ، ومحمد بن عكاشة الكرماني، وأحمد بن عبد الله الجُوَيباري وغيرهم. قيل لأبي عصمة: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورةً سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي محمد بن إسحاق، فوضعت هذا الحديث حِسْبَة. ومنهم جماعة وضعوا الحديث تقربًا إلى الملوك، مثل غياث بن إبراهيم (2) ، دخل على المهدي بن منصور، وكان يُعجبه الحمام الطيارة الواردة من الأماكن البعيدة، فروى حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا سَبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل، أو جناح (3) » قال: فأمر له بعشرة آلاف درهم، فلما قام   (1) قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " 4/279: عالم أهل مرو وهو نوح الجامع، لأنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن ليلى، والحديث عن حجاج بن أرطاة، والتفسير عن الكلبي ومقاتل، والمغازي عن ابن إسحاق، ولي قضاء مرو في خلافة المنصور وامتدت حياته. روى عن الزهري وابن المنكدر، وعنه نعيم بن حماد وسويد بن نصر، وحبان بن موسى المراوزة وآخرون. قال أحمد: لم يكن بذاك في الحديث، وكان شديداً على الجهمية، وقال مسلم وغيره: متروك الحديث، وقال الحاكم: وضع أبو عصمة حديث فضائل القرآن الطويل، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما أوردت له لا يتابع عليه وهو مع ضعفه يكتب حديثه. قال اللكنوي في" الفوائد البهية " ص 221: هو وإن كان إماماً جليلاً إلا أنه مقدوح فيه عند المحدثين حتى رماه بعضهم بالوضع. (2) قال أحمد: ترك الناس حديثه، وروى عباس عن يحيى: ليس بثقة، وقال الجوزجاني: سمعت غير واحد يقول: يضع الحديث، وقال البخاري: تركوه. (3) أخرجه دون الزيادة أحمد وأصحاب " السنن "، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، والسبق بفتح السين [ص: 138] وسكون الباء مصدر: سبقت أسبق، وبفتح الباء: ما يجعل من المال رهناً على المسابقة، ونص الخطابي على أن الرواية الصحيحة بفتح الباء، والنصل حديدة السهم، والخف للإبل، والحافر للخيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 وخرج، قال المهدي: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «جناح» ولكن هذا أراد أن يتقرب إلينا، يا غلام اذبح الحمام، قال: فذبح حمامًا بمال كثير. فقيل: يا أمير المؤمنين، وما ذنب الحمام؟ قال: من أجلهن كُذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. وقيل لمأمون بن أحمد المروزي (1) : ألا ترى إلى الشافعي - رحمه الله - وإلى من تبع له بخراسان؟ فقال: حدثنا أحمد بن عبيد الله، حدثنا عبيد الله بن معدان الأزدي، عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يكون في أمتي رجل يقال له: محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس، ويكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة، هو سراج أمتي» . ومنهم: قوم من السُّؤَّال والمكدين يقِفُون في الأسواق والمساجد، فيضعون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحاديث بأسانيد صحيحة قد حفظوها، فيذكرون الموضوعات بتلك الأسانيد. قال جعفر بن محمد الطيالسي: صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد   (1) ذكره الذهبي في " الميزان " 3/429، فقال: مأمون بن أحمد السلمي الهروي عن هشام بن عمار وعنه الجويباري أتى بطامات وفضائح، قال ابن حبان: دجال، ويقال له: مأمون بن عبد الله، ومأمون أبو عبد الله، وقال: سألته متى دخلت الشام؟ قال: سنة خمسين ومائتين قلت: فإن هشاماً الذي تروي عنه مات سنة خمس وأربعين ومائتين، فقال: هذا هشام بن عمار آخر، ثم ذكر ما وضعه عن الثقات ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 الرصافة، فقام من بين أيديهما قاص، فقال: حدثنا أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر عن قتادة عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قال لا إله إلا الله يُخلق من كلمة منها طائر منقاره من ذهب، وريشه مرجان، وأخذ في قصة من نحو عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى بن معين، ويحيى بن معين ينظر إلى أحمد، فقال: أنت حدثته بهذا؟ فقال: والله ما سمعت به إلا هذه الساعة، قال: فسكتا جميعًا حتى فرغ من قصصه. وأخذ قطعة، ثم قعد ينتظر بقيتها، فقال يحيى بيده: أن تعال، فجاء متوهمًا لنوال يجيزه، فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، فقال: أنا ابن معين، وهذا أحمد بن حنبل، ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فإن كان لابد من الكذب، فعلى غيرنا، فقال له: أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم، قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق، وما علمته إلا هذه الساعة، فقال له يحيى: وكيف علمت أني أحمق؟ قال: كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما، كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا، قال: فوضع أحمد كمَّه على وجهه، وقال: دعه يقوم، فقام كالمستهزئ بهما. فهؤلاء الطوائف كذبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن يجري مجراهم. الطبقة الثانية من المجروحين قوم عمدوا إلى أحاديث مشهورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأسانيد معروفة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 ووضعوا لها غير تلك الأسانيد، فركبوها عليها ليستغربوها بتلك الأسانيد. منهم: إبراهيم بن اليسع من أهل مكة يحدث عن جعفر بن محمد الصادق، وهشام بن عروة، فركب حديث هذا على حديث هذا، وحديث هذا على حديث هذا. ومنهم: حماد بن عمرو، وبهلول بن عبيد. الطبقة الثالثة قوم من أهل العلم حملهم الشَّرَه على الرواية عن قوم ماتوا قبل أن يولدوا، مثل إبراهيم بن هُدبة، كان يروي عن الأوزاعي ولم يدركه. الطبقة الرابعة قوم عمدوا إلى أحاديث صحيحة عن الصحابة - رضي الله عنهم -، فرفعوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، كأبي حُذافة أحمد بن إسماعيل السهمي، روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الشفق هو الحمرة» ، والحديث في «الموطأ» عن نافع عن ابن عمر من قوله (1) .   (1) الذي وجدناه في " الموطأ " 1/13 من روية يحيى بن يحيى: وقال مالك: الشفق: الحمرة التي في المغرب، فإذا ذهبت الحمرة فقد وجبت صلاة العشاء، وخرجت من وقت المغرب " ولم نجد فيه غير ذلك لا مرفوعاً ولا موقوفاً، فلينظر من غير رواية يحيى بن يحيى الليثي. وقد رواه الدارقطني في " سننه " ص 100 من حديث عتيق بن يعقوب حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشفق الحمرة " وأخرجه أيضاً من حديث أبي هريرة موقوفاً عليه، وصحح البيهقي وقفه، وذكره الزيلعي في " نصب الراية " 1/233 من رواية الحافظ [ص: 141] أبي القاسم علي بن الحسن الدمشقي من حديث علي بن جندل، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا أبو حذافة، ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الشفق الحمرة ". قال أبو القاسم: تفرد به علي بن جندل الوراق عن المحاملي عن أبي حذافة أحمد ابن إسماعيل السهمي، وقد رواه عتيق بن يعقوب عن مالك، وكلاهما غريب، وحديث عتيق أمثل إسناداً. نقول: وأحمد بن إسماعيل هو راوي " الموطأ " عن مالك، وآخر أصحابه وفاة، قال الخطيب وغيره: لم يكن ممن يتعمد الكذب، وضعفه الدارقطني وقال: أدخلت عليه أحاديث في غير " الموطأ " فرواها، وقال ابن عدي: حدث عن مالك وغيره بالبواطيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 ومثل يحيى بن سلام البصري، روى عن مالك عن وهب بن كيسان عن جابر - رضي الله عنه -، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل صلاة لا يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خِداج، إلا خلف الإمام» وهو في «الموطأ» عن وهب عن جابر من قوله. الطبقة الخامسة قوم عمدوا إلى أحاديث مروية عن التابعين أرسلوها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فزادوا فيها رجلاً من الصحابة. مثل إبراهيم بن محمد المقدسي، روى عن الفِرْيابي عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي ظبيان، عن سلمان، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «ليس شيء خيراً (1) من ألف مثله إلا الإنسان» والحديث في كتاب الثوري عن الأعمش عن إبراهيم مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.   (1) 1/175 بشرح الزرقاني ولفظه: من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل إلا وراء الإمام. وقد جاء من طرق يشد بعضها بعضاً عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " أخرجه أحمد 3/339، وابن ماجه رقم 850، وانظر طرقه " نصب الراية " 2/7، 11 للإمام الزيلعي، " وإمام الكلام فيما يتعلق بالقراءة خلف الإمام " للكنوي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 الطبقة السادسة قوم الغالب عليهم الصلاح والعبادة. ولم يتفرغوا إلى ضبط الحديث وحفظه، وإتقانه، فاستخفوا بالرواية، فظهرت أحوالهم. مثل ثابت بن موسى الزاهد، دخل على شريك بن عبد الله القاضي، والمستملي بين يديه، وشريك يقول: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكر متن الحديث، فلما نظر إلى ثابت بن موسى قال: «من كثر صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار (1) » وإنما أراد بذلك، ثابت بن موسى لزهده وورعه، فظن ثابت بن موسى أنه روى الحديث مرفوعًا بهذا الإسناد، فكان ثابت يحدث به عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، وليس لهذا الحديث أصل إلا من هذا الوجه. الطبقة السابعة قوم سمعوا من شيوخ، وأكثروا عنهم، ثم عمدوا إلى أحاديث لم يسمعوها من أولئك الشيوخ، فحدثوا بها، ولم يميزوا بين ما سمعوا وبين ما لم يسمعوا. قال يحيى بن معين: قال لي هشام بن يوسف: جاءني مُطرف بن مازن،   (1) أخرجه ابن ماجه في " سننه " رقم 1333 من حديث ثابت بن موسى، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعاً " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه في النهار " قال السخاوي في " المقاصد الحسنة ": لا أصل له وإن روي من طرق عند ابن ماجه بعضها، وأورد الكثير منها القضاعي وغيره. نقول: وقد اتفق أئمة الحديث: ابن عدي والدارقطني والعقيلي وابن حبان والحاكم على أنه من قول شريك لثابت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 فقال: أعطني حديث ابن جُريج ومعمر، حتى أسمعه منك، فأعطيته، فكتبه عني، ثم جعل يحدث به عن مَعْمَر وابن جريج أنفسهما. الطبقة الثامنة قوم سمعوا كتبًا مصنفة عن شيوخ أدركوهم، ولم ينسخوا أسماعهم عنهم عند السماع، وتهاونوا بها، إلى أن طعنوا في السن، وسئلوا عن الحديث فحملهم الجهل والشره على أن حدثوا بتلك الكتب من كتب مشتراة، ليس لهم فيها سماع ولا بلاغ، وهم يتوهمون أنهم في روايتها صادقون. وهذا النوع مما كثر في الناس، وتعاطاه قوم من أكابر العلماء، اللهم إلا أن تكون النسخة مقروءة على شيخه، أو مقابلة بأصل شيخه، أو أصلٍ مقابل بأصل شيخه، ونحو ذلك من الاحتياط والضبط، فإن ذلك جائز له أن يرويه، لا سيما في هذا الزمان، فإن التعويل على النقل من الكتب والقراءة لما فيها، لا على الحفظ، فإن الحفظ كان وظيفة أولئك الموفَّقين السعداء. وقد تقدم في الباب الأول من هذه المقدمة شرح ذلك مستقصًى. الطبقة التاسعة قوم ليس الحديث من صناعتهم، ولا يرجعون إلى نوع من الأنواع التي يحتاج المحدث إلى معرفتها، ولا يحفظون حديثهم، فيجيئهم طالب العلم، فيقرأ عليهم ما ليس من حديثهم، فيجيبون ويقرُّون بذلك وهم لا يدرون. قال يحيى بن سعيد: كنا عند شيخ من أهل مكة أنا وحفص بن غياث، فإذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 جارية بن هرم (1) يكتب عنه، فجعل حفص يضع له الحديث، فيقول: حدثتك عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين بكذا وكذا؟ فيقول: حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين بكذا وكذا، فيقول حفص: حدثك القاسم بن محمد عن عائشة بكذا وكذا؟ فيقول: حدثني القاسم بن محمد عن عائشة بكذا وكذا، ويقول: حدثك سعيد بن جبير عن ابن عباس بمثله؟ فيقول: حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس بمثله، فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها، فقال جارية: تحسدونني؟ فقال له حفص: لا، ولكن هذا يكذب، قال حفص: فقلت ليحيى: من الرجل؟ فلم يُسمِّه لي، فقلت له يومًا: يا أبا سعيد: لعلي كتبت عن هذا الشيخ ولا أعرفه، قال: هو موسى بن دينار. الطبقة العاشرة قوم كتبوا الحديث ورحلوا فيه، وعُرفوا به، فتلفت كتبهم بأنواع من التلف، فلما سئلوا عن الحديث حدثوا به من كتب غيرهم. أو من حفظهم على التخمين، فسقطوا بذلك. منهم عبد الله بن لهيعة الحضرمي، على جلالة محله، وعلو قدره، لما احترقت كتبه بمصر ذهب حديثه، فخلط من حفظه، وحدث بالمناكير، فصار   (1) أبو شيخ الفقيمي قال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها لا يتابعه عليها الثقات. وفي الأصل " هدم " بالدال والتصويب من " ميزان الاعتدال " للذهبي، والقصة التي أوردها المصنف ذكرها الذهبي أيضاً في ترجمته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 في حد من لا يُحتج بحديثه، وكان أحمد بن حنبل يقول: سماع ابن المبارك وأقرانه الذين سمعوا من ابن لهيعة قبل وفاته بعشرين سنة صحيح، لأجل احتراق كتبه (1) . الفصل الثالث في النسخ (2) وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في حده وأركانه النسخ: عبارة عن الرفع والإزالة، في وضع اللسان العربي، وقد يطلق لإرادة نسخ الكتاب، والأول هو المقصود. وحدُّه: أنه الخطاب الدال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجه لولاه لكان ثابتًا مع تراخيه. وقد اشتمل هذا الحد على ألفاظ تحتاج إلى بيان. أما قولنا «الخطاب» وإيثارنا إياه على «النص» فليكون شاملاً للفظ والفَحْوى والمفهوم وكل دليل، إذ يجوز النسخ بجميع ذلك.   (1) والذين سمعوا منه قبل احتراق كتبه هم العبادلة: عبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله ابن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة القضبي، فكل حديث يرويه أحد هؤلاء العبادلة عنه، فهو صحيح إذا صح باقي السند. (2) من أجل علوم الحديث معرفة الناسخ والمنسوخ، وقد صنف فيه غير واحد من الحفاظ، ومن أحسن المؤلفات فيه كتاب " الاعتبار " تأليف محمد بن موسى بن عثمان الحازمي أحد الأئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله، ولد سنة 548، وتوفي سنة 584 هـ وكتابه هذا فريد في بابه، لا نعلم له نظيراً في موضوعه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 وأما تقييد الحد بالخطاب المتقدم، فلأن ابتداء إيجاب العبادات في الشرع مزيل حكم العقل من براءة الذمة، ولا يسمى نسخًا، لأنه لم يزل حكم خطاب. وأما تقييده بارتفاع الحكم، ولم يخصص بارتفاع الأمر والنهي، فلِيَعُمَّ جميع أنواع الحكم: من الندب، والكراهية، والإباحة، فإن جميع ذلك قد ينسخ. وأما قولنا: «لولاه لكان الحكم ثابتًا» فلأن حقيقة النسخ: الرفع، فلو لم يكن هذا ثابتًا، لم يكن هذا رافعًا، فإنه إذا ورد أمر بعبادة مؤقتة، وأمر بعبادة أخرى بعد انقضاء ذلك الوقت، لا يكون الثاني نسخًا، بل الرافع: ما لا يرتفع الحكم لولاه. وأما قولنا: «مع تراخيه عنه» فلأنه لو اتصل به كان بيانًا لمعنى الكلام، وإنما يكون رافعًا إذا ورد بعد استقرار الحكم، بحيث إنه يدوم لولاه، هذا حده، وهو أعم حد وجدته للعلماء وأخصره. ولم ينكر النسخ من المسلمين إلا آحاد لا اعتداد بهم، فإن الأمة مجتمعة على جوازه ووقوعه. وأما أركانه: فأربعة: ناسخ: وهو الله تعالى، ومنسوخ: وهو الحكم المرفوع. ومنسوخ عنه: وهو المكلف، ونسخ: وهو قوله الدال على رفع الحكم الثابت. وقد يسمى الدليل ناسخًا مجازًا، فيقال: هذه الآية ناسخة لتلك. وقد يسمى الحكم ناسخًا، فيقال: صوم رمضان ناسخ لصوم عاشوراء، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 والحقيقة هو الأول. الفرع الثاني: في شرائطه شروط النسخ أربعة: الأول: أن يكون المنسوخ حكمًا شرعيًا، لا عقليًا. الثاني: أن يكون النسخ بخطاب، فارتفاع الحكم بموت المكلف ليس نسخًا. الثالث: أن يكون الخطاب المرفوع حكمه غير مقيد بوقت يقتضي دخوله زوال الحكم، كقوله تعالى: {ثم أَتموا الصيام إلى الليل} (البقرة: الآية 187) . الرابع: أن يكون الخطاب الرافع متراخيًا، لا كقوله: {حتى يعطوا الجزية عن يدٍ} (التوبة: الآية 29) . وها هنا أمور يُتوهم أنها شروط، وليست شروطًا. الأول: أن يكون رافعًا للمثل بالمثل، بل الشرط: أن يكون رافعًا فقط. الثاني: ورود النسخ بعد دخول وقت المنسوخ، بل يجوز قبل وقته. الثالث: لا يشترط أن يكون المنسوخ مما يدخله الاستثناء والتخصيص، بل يجوز ورود النسخ على الأمر بفعل واحد في وقت واحد. الرابع: لا يشترط أن يكون نسخ القرآن بالقرآن. والسنة بالسنة، فلا يشترط الجنسية، بل يكفي أن يكون بما يصح النسخ به، وقد اشترطه الشافعي - رحمه الله - وسيجيء بيانه. الخامس: لا يشترط أن يكون الناسخ والمنسوخ نصين قاطعين، إذ يجوز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 نسخ خبر الواحد بخبر الواحد، وبالتواتر، وإن كان لا يجوز نسخ المتواتر بخبر الواحد. السادس: لا يشترط أن يكون الناسخ منقولاً بمثل لفظ المنسوخ، بل أن يكون ثابتًا بأي طريق كان. السابع: لا يشترط أن يكون الناسخ مقابلاً للمنسوخ، حتى لا ينسخ الأمر إلا بالنهي، والنهي بالأمر، بل يجوز أن ينسخ كلاهما بالإباحة، وأن ينسخ الواجب المضيق بالموسع. الثامن: لا يشترط كونهما ثابتين بالنص، بل لو كان بلحن القول وظاهره (1) وفحواه، وكيف كان، جاز. التاسع: نسخ الحكم ببدل ليس بشرط، بل يجوز نسخ الحكم بغير بدل، وقال قوم: لابد من البدل. العاشر: نسخ الحكم بما هو أخف منه ليس بشرط، بل يجوز بالمثل والأثقل (2) . وقال قوم: يجوز بالأخف، ولا يجوز بالأثقل، وليس ذلك ضابطًا.   (1) لحن القول وفحواه: هو المفهوم الموافق، ودلالة الظاهر: هي دلالة اللفظ على معنى متبادر منه، وليس مقصوداً بسوق الكلام أصالة مع احتماله للتفسير والتأويل، وقبوله للنسخ في عصر الرسالة. (2) لقد اتفقوا على جواز النسخ بالمساوي كما وقع بالأخف، لكنهم اختلفوا في الأثقل، فذهب الجمهور إلى جوازه، خلافاً للشافعي، وقد استدل الجمهور بوقوعه، فقد كان الكف عن الكفار واجباً بقوله تعالى: {ودع أذاهم} [الأحزاب: 49] ثم نسخ بإيجاب القتال وهو أثقل، أي أكثر مشقة، ونسخ الحبس في البيوت للنساء والإيذاء للرجال في الزنى بالحد وهو أثقل، لأنه الرجم للمحصنين والمحصنات، والجلد لغيرهم ولغيرهن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 الفرع الثالث: في أحكامه ما من حكم شرعي إلا وهو قابل للنسخ، خلافًا لبعضهم، فإنهم قالوا: من الأفعال ما لا يمكن نسخه، مثل شكر المنعم والعدل، فلا يجوز نسخ وجوبه، ومثل الكفر والظلم، فلا يجوز نسخ تحريمه، والآية إذا تضمنت حكمًا جاز نسخ تلاوتها دون حكمها، ونسخ حكمها دون تلاوتها، ونسخها جميعًا، وقد ظن قوم استحالة ذلك. ويجوز نسخ القرآن بالسنة، والسنة بالقرآن عند الأكثرين، فإن كلاً من عند الله، والعقل لا يحيله، وقد دل السمع على وقوعه. أما نسخ السنة بالقرآن، فإن التوجه إلى بيت المقدس ليس في القرآن، وهو من السنة، وناسخه القرآن، وصوم يوم عاشوراء كان ثابتًا بالسنة، ونسخه القرآن بصوم شهر رمضان. وأما نسخ القرآن بالسنة، فنسخ الوصية للوالدين والأقربين بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا وصية لوارث (1) » لأن آية الميراث لا تمنع الوصية، إذ الجمع بينهما ممكن. وقال الشافعي - رحمه الله -: لا يجوز نسخ السنة بالقرآن، كما لا يجوز   (1) وهو حديث صحيح، وقد ساق الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " 4/403، 405 أسانيده عن أبي أمامة، وعمرو بن خارجة، وأنس وابن عباس وعبد الله بن عمرو، وجابر، وزيد بن أرقم والبراء، وعلي بن أبي طالب، وخارجة بن عمرو رضي الله عنهم من رواية أبي داود والترمذي وابن ماجه والنسائي والدارقطني وأحمد والبزار وأبي يعلى والحارث بن أبي أسامة والطبراني وابن عدي وابن عساكر، وقد توسع في الكلام على طرقه فارجع إليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 نسخ القرآن بالسنة، خلافًا لغيره (1) . ولا ينسخ الحكم بقول الصحابي «نسخ حكم كذا» ما لم يقل: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» فإذا قال ذلك، نظر في الحكم إن كان ثابتًا بخبر الواحد، صار منسوخًا بقوله، وإن كان قاطعًا، فلا. ولا يجوز نسخ النص القاطع المتواتر بالقياس المعلوم بالظن والاجتهاد. والإجماع لا ينسخ به، إذ لا نسخ بعد انقطاع الوحي. وإذا تناقض نصان، فالناسخ هو المتأخر. ولا يعرف تأخره بدليل العقل، ولا بقياس الشرع، بل يعرف بمجرد النقل، وذلك بطرق: الأول: أن يكون في اللفظ ما يدل عليه، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» (2) . الثاني: أن تجمع الأمة في حكم على أنه المنسوخ، وأن ناسخه متأخر. الثالث: أن يذكر الراوي التاريخ، مثل أن يقول: سمعت عام الخندق،   (1) راجع الرسالة للإمام الشافعي ص 106، 110 بتحقيق العلامة أحمد شاكر. وقد ذهب بعض السلف إلى أن آية الوصية {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ... } [البقرة: 18] على ظاهرها غير أن الحكم الذي يستفاد منها – وهو وجوب الوصية للوالدين والأقربين ولو كانوا وارثين – قد عمل به برهة، ثم نسخه الله أي خص منه بآية المواريث الوصية لوالدي الموصي وأقربائه الذين يرثونه وأقر فرض الوصية لمن كان منهم لا يرثه، وقد أكد هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله " إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث " انظر الطبري 3/388، 390. (2) أخرجه مسلم في " صحيحه " رقم (1975) كتاب الأضاحي – باب ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث، وأصحاب " السنن "، من حديث بريدة رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 أو عام الفتح، وكان المنسوخ معلومًا قبله. ولا فرق بين أن يروي الناسخ والمنسوخ راوٍ واحد، أو راويان. ولا يثبت التأخر إلا بطرق. مثل أن يقول الصحابي: «كان الحكم علينا كذا، ثم نسخ» لأنه ربما قاله عن اجتهاد. ولا أن يكون مثبتًا في المصحف بعد الآخر، لأن السور والآيات، ليس إثباتها على ترتيب النزول، بل ربما قُدِّم وأُخِّر. ولا أن يكون راويه من أحداث الصحابة، فقد ينقل الصبي عمن تقدمت صحبته، وقد ينقل الأكابر عن الأصاغر وبعكسه. ولا أن يكون الراوي أسلم عام الفتح، إذ لعله في حالة كفره، ثم روى بعد إسلامه، أو سمع من سبق بالإسلام. ولا أن يكون الراوي قد انقطعت صحبته، فربما يظن أن حديثه يتقدم على حديث من بقيت صحبته، وليس من ضرورة من تأخرت صحبته أن يكون حديثه متأخرًا عن وقت انقطاع صحبة غيره. ولا أن يكون أحد الخبرين على وفق قضية العقل والبراءة الأصلية، فربما يظن تقدمه، ولا يلزم ذلك، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا وضوء مما مسته النار» (1) .   (1) أخرجه الطبراني في " الكبير " بلفظ قريب منه من حديث أبي أمامة وفي سنده محمد بن سعيد المصلوب وهو كذاب كما قال الهيثمي في " المجمع " 1/252 ونسخ حديث " توضؤوا مما مست النار " الذي رواه مسلم 1/273، وأبو داود 1/79، والنسائي 1/105 ثابت بحديثين صحيحين، أولهما رواه أحمد في " المسند " رقم 2377 من حديث ابن إسحاق حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء قال: دخلت على ابن عباس [ص: 152] ببيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لغد يوم الجمعة، قال: وكانت ميمونة قد أوصت له به، فكان إذا صلى الجمعة بسط له فيه، ثم انصرف إليه، فجلس فيه للناس، قال: فسأله رجل وأنا أسمع عن الوضوء مما مست النار من الطعام؟ قال: فرفع ابن عباس يده إلى عينيه وقد كف بصره، فقال: بصر عيناي هاتان، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ لصلاة الظهر في بعض حجره، ثم دعا بلال إلى الصلاة، فنهض خارجاً، فلما وقف على باب الحجرة، لقيته هدية من خبز ولحم بعث بها إليه بعض أصحابه، قال: فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه، ووضعت لهم في الحجرة، قال فأكل وأكلوا معه، قال: ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه إلى الصلاة، وما مس ولا أحد ممن كان معه ماء، قال: ثم صلى بهم، وكان ابن عباس إنما عقل من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم آخره. والثاني حديث جابر، قال: كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار، وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود 1/88، والنسائي 1/108، وابن الجارود رقم 24، والبيهقي 1/155، 156، كلهم من طريق شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر، عن جابر، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والنووي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 لا يجب أن يكون متقدمًا على إيجاب الوضوء مما مسته النار، إذ يَحْتَمِل أنه أُوجب ثم نُسخ. ثم النسخ في حق من لم يبلغه الخبر حاصل، وإن كان جاهلاً به. وقال قوم: ما لم يبلغه لا يكون نسخًا في حقه. الفصل الرابع: في بيان أقسام الصحيح من الحديث والكذب ، وفيه أربعة (*) فروع الفرع الأول: في مقدمات القول فيها اعلم أنه ليس كل خبر بمقبول، ولا كل خبر بمردود، ولسنا نعني بالقبول: التصديق، ولا بالرد: التكذيب، بل يجب علينا قبول قول العدل، وربما كان كاذبًا أو غالطًا، ولا يجوز قبول قول الفاسق، وربما يكون صادقًا.   (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: لم يذكر سوى ثلاثة فروع 1- في مقدمات القول فيها 2- في انقسام الخبر إليها 3- في أقسام الصحيح من الأخبار وكأن الفرع الرابع ينبغي أن يكون في أقسام الضعيف من الأخبار ثم: وجدتُ المؤلف في ركن الخواتم، قد سرد أبواب وفصول وفروع كتابه، فذكر هذا الموضع بلفظ (ثلاثة فروع) وسرد هذه الثلاثة، والله أعلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 وإنما نعني بالقبول: ما يجب العمل به، وبالمردود: ما لا تكليف علينا في العمل به. والأحاديث المخرجة في كتب الأئمة: منها ما هو صحيح، ومنها ما هو سقيم، والفائدة في تخريج ما لا يثبت إسناده، ولا تُعَدَّل رواته، أن الجرح والتعديل مختلف فيهما. ومن الأئمة من رأى الاحتجاج بالأحاديث المتكلم فيها، ومنهم من أبطلها. والأصل فيه: الاقتداء بالأئمة الماضين، فإنهم كانوا يحدثون عن الثقات وغيرهم، فإذا سئلوا عنهم، بيَّنوا حالهم. ألا ترى أن مالك بن أنس إمام أهل الحجاز بلا مدافعة، قد روى عن عبد الكريم بن أبي المخارق، أبي أمية البصري وغيره ممن تكلموا فيه. ثم الإمام محمد بن إدريس الشافعي إمام أهل الحجاز بعد مالك، روى عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وغيره من المجروحين، والإمام أبا حنيفة إمام أهل الكوفة، روى عن جابر بن زيد الجعفي، وغيره من المجروحين، ثم بعده أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، ومحمد بن الحسن الشيباني رويا عن الحسن بن عمارة وغيره من المجروحين، وكذلك من بعد هؤلاء من أئمة المسلمين قرنًا بعد قرن، لم يخل حديث إمام من الأئمة عن مطعون فيه من المحدثين والأئمة. وفي ذلك غرض ظاهر، وهو أن يعرفوا الحديث من أين مَخْرجه، وأن المنفرد به مجروح أو عدل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 قال يحيى بن معين: كتبنا عن الكذابين، وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزًا نضيجًا. وقال الحاكم -رحمه الله -: وأهل العراق والشام والحجاز يشهدون لأهل خراسان بالتقدم في معرفة الصحيح، لسبق البخاري ومسلم إليه، وتفردهما به. [أصح الأسانيد] وأصح الأسانيد فيما قيل (1) : مالك عن نافع عن ابن عمر (2) . وأبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة (3) . والزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي.   (1) قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المسند 1/138: لأئمة الحديث وحفاظه كلمات في أصح الأسانيد، فالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه مثلاً يذهبان إلى أن أصح الأسانيد بإطلاق: الزهري عن سالم عن أبيه، والبخاري يذهب إلى أن أصحها بإطلاق: مالك عن نافع عن ابن عمر، وهي الترجمة التي اشتهرت عند المحدثين بأنها سلسلة الذهب. قال الإمام النووي في " التقريب " مع شرح الحافظ السيوطي في التدريب ص 19: والمختار أنه لا يجزم في إسناد أنه أصح الأسانيد مطلقاً لأن تفاوت مراتب الصحة مرتب على تمكن الإسناد من شروط الصحة، ويعز وجود أعلى درجات القبول في كل واحد من رجال الإسناد الكائنين في ترجمة واحد، ولهذا اضطرب من خاض في ذلك، إذ لم يكن عندهم استقراء تام، وإنما رجع كل منهم بحسب ما قوي عندهم، خصوصاً إسناد بلده لكثرة اعتنائه به. فانتهى تحقيقهم إلى أنه ينبغي تقييد هذا الوصف بالبلد أو الصحابي، ونصوا على أسانيد كثيرة، بعضهم أطلق، وبعضهم قيد. (2) وأيوب عن نافع، عن ابن عمر، ويحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. (3) والزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وحماد بن زيد عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وإسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي هريرة، ومعمر عن همام، عن أبي هريرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 ومحمد بن سيرين عن عَبِيدة عن علي (1) . ويحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة (2) . والزهري عن سالم عن أبيه (3) .   (1) وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده، عن علي، ويحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري، عن سليمان بن بلال التميمي عن الحارث بن سويد عن علي. (2) يقيد بما إذا صرح يحيى بن أبي كثير بالتحديث فإنه موصوف بالتدليس. (3) وقد قالوا: أصح الأسانيد عن أبي بكر، إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر، وأصح الأسانيد عن عمر، الزهري عن عبيد الله بن عبد بن عتبة عن ابن عباس عن عمر، والزهري عن السائب بن يزيد عن عمر. وأصح الأسانيد عن عائشة هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة، وأفلح بن حميد، عن القاسم عن عائشة، وسفيان الثوري، عن إبراهيم بن يزيد بن قيس، عن الأسود، عن عائشة، وعبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة، ويحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة، وأصح الأسانيد عن سعد بن أبي وقاص، علي بن الحسين بن علي عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، وأصح الأسانيد عن ابن مسعود، الأعمش عن إبراهيم ابن يزيد، عن علقمة عن ابن مسعود، وسفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. وأصح الأسانيد عن أم سلمة، شعبة، عن قتادة، عن سعيد، عن عامر أخي أم سلمة، عن أم سلمة، وأصح الأسانيد عن أبي موسى الأشعري، شعبة عن عمرو بن مرة، عن أبيه مرة، عن أبي موسى الأشعري، وأصح الأسانيد عن أنس بن مالك، مالك عن الزهري عن أنس، وسفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس، ومعمر عن الزهري عن أنس، وحماد بن زيد عن ثابت عن أنس، وشعبة عن قتادة عن أنس، وهشام الدستوائي عن قتادة عن أنس، وأصح الأسانيد عن ابن عباس، الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، وأصح الأسانيد عن جابر بن عبد الله، سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار عن جابر. وفائدة معرفة أصح الأسانيد مما ذكر وغيره أنه إذا عارضه حديث مما لم ينص فيه إمام على أصحيته عليه وإن كان صحيحاً، فإن عارضه ما نص أيضاً على أصحيته، نظر إلى المرجحات، فأيهما كان أرجح حكم بقوله، وإلا رجع إلى القرائن التي تحف أحد الحديثين فيقدم بها على غيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 الفرع الثاني: في انقسام الخبر إليها الخبر ينقسم إلى: ما يجب تصديقه، وإلى ما يجب تكذيبه، وإلى ما يجب التوقف فيه. فالأول: يتنوع أنواعًا. أولها: ما أخبر عنه عدد التواتر، فيجب تصديقه ضرورة، وإن لم يدل عليه دليل آخر. وثانيها: ما أخبر الله عنه، فهو صدق بدلالة استحالة الكذب عليه. وثالثها: خبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بدليل المعجزة على صدقه. ورابعها: ما أخبرت عنه الأمة، إذ ثبت عصمتها بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وخامسها: كل خبر يوافق ما أخبر الله عنه، أو رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أو الأمة. وسادسها: كل خبر صح أنه ذكره المخبر، بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمسمع منه، ولم يكن غافلاً عنه، فسكت عنه. وسابعها: كل خبر ذكر بين يدي جماعة أمسكوا عن تكذيبه، والعادة تقضي في مثل ذلك بالتكذيب، والامتناع من السكوت. القسم الثاني: ما يجب تكذيبه، ويتنوع أنواعًا أولها: ما يعلم خلافه بضرورة العقل أو نظره، أو الحس، أو أخبار التواتر، كمن أخبر عن الجمع بين الضدين، ونحو ذلك. وثانيها: ما يخالف النص القاطع من الكتاب والسنة والإجماع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 وثالثها: ما صرح بتكذيبه جمع كثير يستحيل في العادة أن يتواطؤوا على الكذب. ورابعها: ما سكت الجمع الكثير عن نقله والتحدث به، مع جريان الواقعة بمشهد منهم، ومع إحالة العادة السكوت عن ذكره، لتوفر الدواعي على نقله كما لو أخبر مخبر أن أمير البلدة قتل في السوق على ملأ من الناس، ولم يتحدث أهل السوق به، فيقطع بكذبه. القسم الثالث: ما يجب التوقف فيه وهو جملة الأخبار الواردة في أحكام الشرع ما عدا القسمين المذكورين، مما لم يعرف صدقه ولا كذبه. قسمة ثانية أما التي يعلم صدقها. فمنها: ما يعلم ضرورة، كالخبر بأن السماء فوق الأرض. ومنها: ما يعلم باستدلال عقلي، كالخبر بحكمة الله. ومنها: ما يعلم باستدلال سمعي، كالخبر بوجوب الصلاة والصوم ونحوهما. ومنها: ما يعلم بأمر راجع إلى المخبِر، وهو أن يكون ممن لا يجوز عليه الكذب. وهو نوعان: أحدهما: لا يجوز الكذب عليه أصلاً، وهو الله تعالى، والرسول -صلى الله عليه وسلم-، لصدقه بالمعجزة، وإجماع الأمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 الثاني: لا يجوز عليه الكذب فيما أخبر به وإن جاز في غيره، وذلك أن يكون المخبر ممن لا داعي له إلى الكذب، مثل أن يكونوا جماعة لا يجمعهم داع واحد إلى الكذب. ومنها: ما يعلم صدقه من جهة السامع، مثل أن يخبر بحضرة من يدعي عليه العلم، ولم ينكره عليه، بشرط أن يكون السامعون جماعة لا يمسكها عن الإنكار رغبة ولا رهبة، فإن من العادة إنكارهم على من يخبر بالكذب عنهم. وأما التي يعلم كذبها: فمنها: ما يعلم كذبه ضرورة واستدلالاً، عقليًا وسمعيًا، كما قلنا في الصدق. ومنها: ما يعلم كذبه بأمر راجع إلى الخبر وكيفية النقل، بأن ينقل نقلاً خفيًا ما كان من حقه أن ينقل نقلاً ظاهرًا، وقد توفرت دواعي الدين أو العادة أو كلاهما على نقله، كالنقل عن أصول الشرائع، أو عن حادثة وقعت في بلدة عظيمة، أو معجزة الأنبياء. وأما التي لا يُعلَم صدقها ولا كذبها، فهي أخبار الآحاد، لا يجوز أن يكون كلها كذبًا، لأن العادة تمنع في الأخبار الكثيرة أن يكون كلها كذبًا، مع كثرة رواتها واختلافهم، ولا أن يكون كلها صدقًا، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سيُكذَب علي بعدي» ولأن الأمة كذبوا جماعة من الرواة، وحذفوا أحاديث كثيرة علموا كذبها فلم يعملوا بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 قسمة ثالثة قسم يجب تصديقه، وقسم يجب تكذيبه، وقسم يحتملها على السواء، وقسم يترجح أحد احتماليه على الآخر. فالأول والثاني: قد ذكرا فيما تقدم. والثالث: خبر الفاسق، فإنه يحتمل الصدق والكذب، فإن كان صادرًا عن غلبة عقله، فيكون صدقًا، وإن كان صادرًا عن غلبة هواه، فيكون كذبًا. والرابع: خبر العدل، فإن جانب صدقه أرجح، لظهور غلبة عقله على هواه، لكنه غير يقين. الفرع [الثالث] (*) : في أقسام الصحيح من الأخبار الصحيح من الأخبار التي يعمل بهما قسمان: مشهور، وغريب. فالمشهور ضربان: أحدهما: ما بلغ حد التواتر، والآخر: ما لم يبلغ حد التواتر. والغريب ضربان. أحدهما: ما لم يدخل في حد الإنكار، والآخر: ما دخل في حد الإنكار. فالأول يسمى: علم يقين، وهو أخبار التواتر. والثاني: يسمى علم طمأنينة، وهو أخبار الآحاد التي لم يختلف السلف فيها وفي العمل بها. والثالث يسمى: علم غالب الرأي، وهو ما اختلف العلماء في أحكام الحوادث   (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (الأول) ، والصواب: (الثالث) كما هو ظاهر، وكما سرده المؤلف في ركن الخواتم في آخر كتابه، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 على ورود أخبار فيها متعارضة، فقبلها بعضهم، وردها بعضهم بلا إنكار ولا تضليل. والرابع يسمى: علم ظن، وهو مارده السلف من الأخبار التي يخشون منها الإثم على العامل بها، لقربها من الكذب، كما يخشون الإثم على تارك العمل بالمشهور، لقربه من الصدق، والمحدثون لا يطلقون اسم الصحيح إلا على مالا يتطرق إليه تهمة بوجه من الوجوه. وما ليس بصحيح، فهو عندهم حسن، وغريب، وشاذ، ومعلل، ومنفرد به، ولكل واحد من هذه الأقسام شرح وبيان نذكره في هذا الفرع. فلنقسم القول فيه إلى قسمين: أحدهما: في الصحيح، والآخر: في الغريب، والحسن. القسم الأول في الصحيح وينقسم إلى عشرة أنواع، خمسة منها متفق على صحتها، وخمسة مختلف في صحتها. النوع الأول: من المتفق عليه . اختيار الإمامين أبي عبد الله البخاري، وأبي الحسين مسلم، وهي الدرجة العليا من الصحيح، وهو الحديث الذي يرويه الصحابي المشهور بالرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وله راويان ثقتان، ثم يرويه عنه التابعي المشهور بالرواية عن الصحابة وله راويان ثقتان، ثم يرويه عنه من أتباع التابعين الحافظ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 المتقن المشهور، وله رواة من الطبقة الرابعة، ثم يكون شيخ البخاري أو مسلم حافظًا متقنًا مشهورًا بالعدالة في روايته، فهذه الدرجة العليا من الصحيح. والأحاديث المروية بهذه الشريطة لا يبلغ عددها عشرة آلاف حديث. وكان مسلم أراد تخريج الصحيح على ثلاثة أقسام في الرواة، فلما فرغ من القسم الأول أدركته المنية، وهو في حد الكهولة. وكيف يجوز أن يقول: إن أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تبلغ عشرة آلاف حديث وقد روى عنه من الصحابة أربعة آلاف رجل وامرأة، صحبوه نيفًا وعشرين سنة بمكة والمدينة، حفظوا عنه أقواله وأفعاله، ونومه ويقظته، وحركاته وسكناته، وكل حالاته، من جده وهزله، وقد كان الحافظ من الحفاظ يحفظ خمسمائة ألف حديث وستمائة ألف، وسبعمائة ألف؟! . وهذا الشرط الذي ذكرناه، قد ذكره الحاكم أبو عبد الله النيسابوري (1) .   (1) ذكره بنصه في " المدخل " ونصه في " علوم الحديث ": وصف الحديث الصحيح أن يرويه الصحابي المشهور بالرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وله راويتان ثقتان، ثم يرويه من أتباع التابعين الحافظ المتقن المشهور بالرواية وله رواة ثقات. وهذا النص يفيد تعميم هذا الشرط في الحديث الصحيح بينما نص كلامه في " المدخل " يخصه بشرط الشيخين، وقد رده الحازمي في " شروط الأئمة الخمسة " ص 22، 27 بأنهما قد أخرجا في كتابيهما أحاديث جماعة من الصحابة ليس لهم إلا راو واحد، وأحاديث لا تعرف إلا من جهة واحدة، ثم ذكر من كل نوع أحاديث تدل على نقيض ما ادعاه، فراجعها، وقال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتابه " شروط الأئمة الستة ": إن الشيخين لم يشترطا هذا الشرط، ولا نقل عن واحد منهما أنه قال ذلك، والحاكم قدر هذا التقدير وشرط لهما هذا الشرط على ما ظن، ولعمري إنه لشرط حسن لو كان موجوداً في كتابيهما، إلا أنا وجدنا هذه القاعدة منقضة في الكتابين جميعاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 وقد قال غيره: إن هذا الشرط غير مطَّرد في كتابَي البخاري ومسلم، فإنهما قد أخرجا فيهما أحاديث على غير هذا الشرط. والظن بالحاكم غير هذا، فإنه كان عالمًا بهذا الفن، خبيرًا بغوامضه، عارفًا بأسراره، وما قال هذا القول وحكم على الكتابين بهذا الحكم إلا بعد التفتيش والاختبار والتيقن لما حكم به عليهما. ثم غاية ما يدعيه هذا القائل، أنه تتبع الأحاديث التي في الكتابين، فوجد فيهما أحاديث لم ترد على الشرط الذي ذكره الحاكم، وهذا منتهى ما يمكنه أن ينقض به، وليس ذلك ناقضًا، ولا يصلح أن يكون دافعًا لقول الحاكم، فإن الحاكم مثبت، وهذا ناف، والمثبت يقدم على النافي، وكيف يجوز له أن يقضي بانتفاء هذا الحكم بكونه لم يجده، ولعل غيره قد وجده ولم يبلغه وبلغ سواه؟ وحسن الظن بالعلماء أحسن، والتوصل في تصديق أقوالهم أولى، على أن قول الحاكم له تأويلان. أحدهما: أن يكون الحديث قد رواه عن الصحابي المشهور بالرواية راويان، ورواه عن ذينك الراويين أربعة، عن كل راو راويان، وكذلك إلى البخاري ومسلم. التأويل الثاني: أن يكون للصحابي راويان ويروي الحديث عنه أحدهما، ثم يكون لهذا الراوي راويان، ويروي الحديث عنه أحدهما، وكذلك لكل واحد ممن يروي ذلك الحديث راويان، فيكون الغرض من هذا الشرط تزكية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 الرواة، واشتهار ذلك الحديث بصدوره عن قوم مشهورين بالحديث، والنقل عن المشهورين بالحديث والرواة، لا أنه صادر عن غير مشهور بالرواية والرواة والأصحاب (1) . فإن كان غرض الحاكم من قوله التأويل الأول، فقد سبق الاحتجاج له على من رام نقضه، على أن هذا الشرط قد ذهب إليه قوم من العلماء، ولم يحتجوا بحديث خرج عن هذا الشرط، ولا اعتدوا به، وقد سبق ذكره فيما سبق. وقد تقدم من هذه المقدمة، وبينا أنه ليس شرطًا في الاحتجاج عند الأكثرين. على أنا نعلم يقينًا أنه لم يقصد إلى إثبات الصحيح وتخريجه، والاحتياط فيه، مثل البخاري ومسلم، وهذا الطريق هو الغاية في إثبات الصحيح، فمن يكون أجدر من البخاري ومسلم؟ . على أنهما إن كانا قد أخرجاه كذلك، فإنهما لم يجعلا ذلك شرطًا لا يجوز قبول حديث لم يتصف به، وإنما فعلا الأحوَطَ، وراما الأعلَى والأشرفَ. وإن كان غرض الحاكم التأويل الثاني، فقد اندفع النقض، وكُفينا هذه الكُلفة. النوع الثاني: من المتفق عليه الحديث الذي ينقله العدْلُ عن العدلِ، ويرويه الثقات الحفاظ إلى الصحابي   (1) انظر رد أبي عبد الله بن المواق على هذا التأويل الذي ذهب إليه أبو علي الغساني، وتبعه عليه عياض وغيره في " تدريب الراوي " ص 66. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 وليس لهذا الصحابيّ إلا راو واحد. مثاله: حديث عروة بن مُضَرِّس الطائي قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمزدلفة، فقلت: يا رسول الله، أتيتك من جَبَلي طَيِّئٍ، أتْعَبْتُ فرسي (1) وأكللت مَطِيَّتي، والله ما تركت من جبل إلا وقد وقفت عليه، فهل لي من حج؟» (2) . هذا حديث من أصول الشريعة مقبول بين الفقهاء، ورواته كلهم ثقات، ولم يخرجه البخاري ومسلم في كتابيهما، إذ ليس له راو عن عروة بن مضرس غير الشعبي. وشواهد هذا كثيرة في الصحابة، نحو قيس بن أبي غَرَزَة الغِفاري، على كثرة روايته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليس له راو غير أبي وائل شقيق بن سلمة. وأبو وائل: من كبار التابعين بالكوفة، أدْرك عمر، وعثمان، وعليًّا، ومن بعدهم من الصحابة. وأسامة بن شريك وقُطْبة بن مالك، على اشتهارهما في الصحابة، ليس لهما راو غير زياد بن علاقة، وهو من كبار التابعين.   (1) في الأصل " نفسي " وهو خطأ. (2) أخرجه أبو داود 2/266 باب من لم يدرك عرفة، والترمذي رقم 891، والنسائي 5/263 باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام في المزدلفة، وابن ماجه 2/1004 باب من أتى عرفة قبل الفجر ليلة الجمع، إسناده صحيح وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم 1/463، وقال: وقد تابع عروة بن المضرس في رواية هذه السنة من الصحابة عبد الرحمن بن يعمر الديلي، ونقول: لكن فيها يوسف بن خالد السمتي وهو متروك وآخر غير معروف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 وغيرهم من الصحابة ممن يجري مجراهم، لم يُخَرِّج البخاري ومسلم هذا النوع في كتابيهما، وأحاديثهم متداولة بين الفقهاء، محتج بها في الأسانيد. النوع الثالث: من المتفق عليه أخبار جماعة من التابعين عن الصحابة، والتابعون ثقات، إلا أنه ليس لكل واحد منهم إلا الراوي الواحد، مثل: محمد بن حُنين، وعبد الرحمن بن فروخ، وعبد الرحمن بن مَعْبَد وغيرهم، ليس لهم راو غير عمرو بن دينار، وهو إمام أهل مكة، وكذلك محمد بن مسلم الزُّهري، تفرد بالرواية عن جماعة من التابعين، منهم عمرو ابن أبان، ومحمد بن عروة بن الزبير. وتفرد يحيى بن سعيد الأنصاري عن جماعة من التابعين، وليس في كتابي البخاري ومسلم من هذه الروايات شيء، وهي كلها صحيحة، بنقل العدل عن العدل، وهي متداولة بين الفقهاء، محتج بها. النوع الرابع: من المتفق عليه الأحاديث الأفراد التي يرويها الثقات وليس لها طرق مخرجة في الكتب، مثل حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يجيء رمضان» . وقد خرج مسلم أحاديث العلاء أكثرها في كتابه، وترك هذا وأشباهه، مما ينفرد به العلاء عن أبيه عن أبي هريرة. ومثل حديث أيمن بن نابل (1) المكي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، أن   (1) في الأصل والمطبوع: نائل، وهو تصحيف. وقد ترجمه في " التقريب " بقوله: صدوق يهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في التشهد: «بسم الله وبالله» . وأيمن بن نابل: ثقة، وأحاديثه مخرجة في «صحيح البخاري» ، ولم يخرج هذا الحديث، إذ ليس له متابع عن أبي الزبير من وجه يصح. وشواهد هذا القسم كثيرة، كلها صحيحة الإسناد، غير مخرجة في كتابَي البخاري ومسلم، فيُستدل بالقليل الذي ذكرناه على الكثير الذي لم نذكره من ذلك. النوع الخامس: من المتفق عليه أحاديث جماعة من الأئمة عن آبائهم عن أجدادهم، ولم تتواتر الرواية عن آبائهم وأجدادهم إلا عنهم، كصحيفة عمرو بن شعيب (1) ، عن أبيه عن جده، وجده: عبد الله بن عمرو بن العاص. ومثل بهز بن حكيم عن أبيه عن جده (2) ، وجده: معاوية بن حَيدة القُشيري،   (1) أعدل الأقوال أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صحيحة، لا يختلف أهل العلم في قبولها والعمل بها، فقد قال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين. قال البخاري: من الناس بعدهم؟! وروى الحسن بن سفيان عن إسحاق بن راهويه قال: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقة، فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر. قال النووي: وهذا التشبيه نهاية في الجلالة من مثل إسحاق. وقال أيضاً: إن الاحتجاج به هو الصحيح المختار الذي عليه المحققون من أهل الحديث وهم أهل هذا الفن وعنهم يؤخذ، وانظر تفصيل الكلام في هذا في " ميزان الاعتدال " 3/263، 268 و " تهذيب التهذيب " 8/48، 55 و " نصب الراية " 1/58، 59 و " تدريب الراوي " ص 221. (2) وصححها ابن معين، واستشهد بها البخاري في " صحيحه " وقال النووي: نسخة حسنة، واختلفوا في أيهما أرجح، رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أو رواية بهز عن أبيه عن جده، فبعضهم رجح [ص: 167] رواية بهز لأن البخاري استشهد ببعضها في " صحيحه " تعليقاً، ورجح غيرهم رواية عمرو، وهو الصحيح كما يعلم من كتب الرجال، والبخاري قد استشهد أيضاً بحديث عمرو، فقد أخرج حديثاً معلقاً في كتاب " اللباس " من " صحيحه "، وأخرجه الحافظ ابن حجر من طريق عمرو بن شعيب، وقال: إنه لم ير في البخاري إشارة إلى حديث عمرو غير هذا الحديث، ثم إن البخاري صحح نسخة عمرو ابن شعيب، وهو أقوى من استشهاده بنسخة بهز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 وهما صحابيان، وأحفادهما ثقات، وأحاديثهما على كثرتها، محتج بها في كتب العلماء، وليست في كتابَي البخاري ومسلم. النوع السادس: وهو الأول من المختلف فيه المراسيل: وقد تقدم القول فيها، واختلاف الأئمة في قبولها، والعمل بها، وردها، وترك الاحتجاج بها، وذلك في «الفرع الخامس» من «الفصل الأول» من هذا الباب. النوع السابع: وهو الثاني من المختلف فيه رواية المدلسين إذا لم يذكروا سماعهم في الرواية، فيقولون: قال فلان، ممن هو معاصرهم، رأوه أو لم يروه، ولا يكون لهم عنه سماع ولا إجازة، ولا طريق من الرواية، فيوهمون بقولهم: قال فلان، أنهم قد سمعوا منه أو أجازه لهم، أو غير ذلك، فيكونون في قولهم: قال فلان، صادقين، لأنهم يكونون قد سمعوه من واحد أو أكثر منه عنه، وهذا يسمونه بينهم تدليسًا، للإيهام الذي حصل فيه (1) .   (1) التدليس مذموم كله على الإطلاق حتى بالغ شعبة بن الحجاج أحد أئمة الجرح والتعديل، فقال: لأن أزني أحب إلي من أن أدلس؛ وقال: التدليس أخو الكذب؛ قال ابن الصلاح: وهذا منه إفراط محمول على المبالغة في الزجر عنه والتنفير منه، وذهب بعضهم إلى أن من عرف به صار مجروحاً [ص: 168] مردود الرواية مطلقاً وإن صرح بالسماع بعد ذلك، والصحيح الذي رجحه المحققون من علماء الحديث أن ما رواه المدلس بلفظ محتمل - لم يصرح فيه بالسماع - لا يقبل بل يكون منقطعاً، وما صرح فيه بالسماع يقبل، لأن التدليس ليس كذباً، وإنما هو ضرب من الإبهام كشفته الرواية المصرح فيها. وهذا كله إذا كان الراوي ثقة في روايته، قال السيوطي في " التدريب " ص 144: وفصل بعضهم تفصيلاً آخر فقال: إن كان الحامل له على التدليس تغطية الضعيف فهو جرح له، لأن ذلك حرام وغش، وإلا فلا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 وقد جعله قوم صحيحًا محتجًا به، منهم: أبو حنيفة، وإبراهيم النخعي، وحماد ابن أبي سليمان، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن، ومن تابعهم من أئمة الكوفة. وجعله قوم غير صحيح، ولا يحتج به، منهم: الشافعي، وابن المسيب، والزهري، والأوزاعي، وأحمد بن حنبل، ومن تابعهم من أئمة الحجاز. وأهل الحديث لا يعدُّونه صحيحًا، ولا محتجًا به (1) . وهو على ستة أصناف: الأول: جماعة دلسوا عن الثقات الذين هم في الثقة مثلهم أو دونهم أو فوقهم، إلا أنهم لم يخرجوا من عداد الذين تقبل أخبارهم، لأنهم لم يكن غرضهم   (1) إذا روى الراوي شيئاً لم يسمعه من المروي عنه، وصرح في روايته بالتحديث والسماع كان كاذباً فاسقاً وفرغ من أمره، أما إذا روى ذلك بصيغة لا تقتضي السماع كأن يقول: " عن فلان " أو " قال فلان " أو نحو هذا، فإن كان المروي عنه لم يعاصره الراوي ولم يلقه، كان ما يرويه منقطعاً، وزعم بعضهم أن هذا من باب التدليس، وهو قول مرجوح غير مشهور، قال ابن عبد البر: وعلى هذا فما سلم أحد من التدليس لا مالك ولا غيره، أي لأنهم كثيراً ما يروون عمن لم يعاصروه بهذه العبارات التي لا تستلزم السماع ثقة منهم بمعرفة أهل العلم أنه منقطع، وأنهم قصدوا إلى روايته بغير إسناد، وإذا كان الراوي معاصراً لمن روى عنه، أو أنه لقيه، فروى ما لم يسمعه منه وإنما سمعه من غيره بلفظ يوهم الاتصال وإن كان لا يستلزمه، كان هذا تدليساً، وسمي الراوي مدلساً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 بذلك التدليس، إنما كان غرضهم حث الناس على الخير، والدعاء إلى الله تعالى، لا رواية الحديث، فإنهم متى أرادوا رواية الحديث ذكروا طرقه. منهم: قتادة بن دعامة، إمام أهل البصرة يقول: قال أنس، أو قال الحسن، وهو مشهور بالتدليس عنهما فيما لم يذكروا روايته: بـ «أخبرنا» ، «وحدثنا» ، و «سمعت» ، ونحو ذلك. الصنف الثاني: قوم يدلسون الحديث، فيقولون: قال فلان، فإذا حقق معهم أحد ذلك، ذكروا طريق سماعه. منهم: سفيان بن عُيَيْنة، وهو إمام من أئمة أهل مكة يقول: قال الزهري، أو قال عمرو بن دينار، وسفيان مشهور بالسماع منهم جميعًا، إلا أنه لم يذكر طريق روايته في هذا الحديث، وقد عرف منه أنه يدلس فيما يفوته سماعه، كما قال علي ابن خشرم: كنا عند سفيان بن عيينة، فقال: قال الزهري: قيل له: حدثكم الزهري؟ فسكت ثم قال: قال الزهري: فقيل له: سمعته من الزهري؟ فقال: لا، لم أسمعه من الزهري، ولا ممن سمعه من الزهري، حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، ألا تراه دلس أولاً، فلما استُفْسِر، ذكر طريق سماعه. والتدليس: إنما يتم إذا روى عن معاصره، أما إذا روى عن غير معاصره، فلا يكون مُدلسًا، ويدخل في حد المرسل، وقد ذكرناه. الصنف الثالث: قوم يدلسون الحديث على أقوام مجهولين، لا يُدرى مَن هُم، ولا مِن أين هم، فيذكرون أسماء لا تعرف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 الصنف الرابع: قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أسماءهم وكناهم، كيلا يعرفوا. الصنف الخامس: قوم دلسوا عن قوم سمعوا منهم الكثير، وربما فاتهم الشيء عنهم فيدلسونه، ولا يذكرون طريق روايتهم إذا سئلوا. الصنف السادس: قوم رووا عن شيوخ لم يروهم قط، ولم يسمعوا منهم، إنما قالوا: قال فلان، فحمل ذلك عنهم على السماع، وليس عندهم عنهم سماع. النوع الثامن: وهو الثالث من المختلف فيه خَبرٌ يرويه ثقة من الثقات، عن إمام من أئمة المسلمين، ثم يرويه عنه جماعة من الثقات فيرسلونه. مثاله: حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من سمع النداء فلم يُجب، فلا صلاة له إلا من عذر (1) » هكذا رواه عدي بن ثابت عن سعيد ابن جبير، وهو ثقة، وقد وقفه سائر أصحاب سعيد بن جبير. وهذا القسم مما يكثر، وهو صحيح على مذهب الفقهاء، والقول عندهم فيه قول من زاد في الإسناد، أو المتن، إذا كان ثقة. وأما أئمة الحديث، فإن القول فيه عندهم قول الجمهور الذي وقفوه، وأرسلوه لما يخشى من الوهم على هذا الوجه المذكور.   (1) أخرجه ابن ماجه 1/260 باب التغليظ في التخلف عن الجماعة وصححه ابن حبان والحاكم، وله طريق أخرى عند أبي داود 1/216 بلفظ " من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر " أو قال: خوف أو مرض " لم تقبل منه الصلاة التي صلى ". وصححه ابن حبان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 النوع التاسع: وهو الرابع من المختلف فيه روايات محدِّث صحيح السماع، صحيح الكتاب، معروف بالرواية، ظاهر العدالة، غير أنه لا يَعْرِف ما يحدث به ولا يحفظه، قال الحاكم: كأكثر محدثي زماننا هذا، وهو محتج به عند أكثر أهل الحديث، وجماعة من الفقهاء، فأما أبو حنيفة ومالك - رحمهما الله -، فلا يريان الحجة به. قلت: إذا كان الحاكم يقول عن زمانه، وهو قريب من الصدر الأول، كأكثر محدثي زماننا، فما عسى أن نقول نحن في زماننا هذا، لكنا نسأل الله العصمة والتوفيق، والسداد في القول والعمل. النوع العاشر: وهو الخامس من المختلف فيه روايات المبتدعة، وأصحاب الأهواء، وهي عند أكثر أهل الحديث مقبولة إذا كانوا فيها صادقين، فقد أخرج البخاري في «صحيحه» عن عباد بن يعقوب، وكان أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: حدثني الصدوق في روايته المتهم في دينه: عباد بن يعقوب، وأخرج البخاري أيضًا في «صحيحه» عن محمد بن زياد، وحريز بن عثمان، وهما مشهوران بالنصب (1) ، وأخرج هو ومسلم في كتابيهما عن أبي معاوية محمد بن خازم، وعن عبيد الله بن موسى، وقد اشتهر عنهما الغلو.   (1) الناصبية: فرقة ضالة تبغض أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، سموا بذلك، لأنهم نصبوا له: أي: عادوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 وأما مالك بن أنس، فإنه يقول: لا يؤخذ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه، ولا من كذاب يكذب في حديث الناس، وإن كان لا يُتهم أنه يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحاكم: هذه وجوه الصحيح المتفقة والمختلفة، قد ذكرناها لئلا يتوهم متوهم أنه ليس يصح من الحديث إلا ما أخرجه البخاري ومسلم، فإنا نظرنا فوجدنا البخاري قد صنف كتابًا في التاريخ، جمع أسامي من رُوي عنهم الحديث من زمان الصحابة إلى زمن خمسين، فبلغ عددهم قريبًا من أربعين ألف رجل وامرأة، خرّج في «صحيحه» عن جماعة منهم، وخرّج مسلم في «صحيحه» عن جماعة. قال الحاكم: جمعت أنا أساميهم، وما اختلفا فيه، فاحتج به أحدهما، ولم يحتج به الآخر، فلم يبلغوا ألْفَي رجل وامرأة. قال: ثم جمعت من ظهر جرحه من جملة الأربعين ألفًا، فبلغ مائتين وستة وعشرين رجلاً. فليعلم طالب هذا العلم: أن أكثر رواة الأخبار ثقات، وأن الدرجة العليا، للذين في «صحيحي البخاري ومسلم» وأن الباقين أكثرهم ثقات، وإنما سقطت أساميهم من «الصحيحين» للوجوه التي قدمنا ذكرها، لا لجرح فيهم، وطعن في عدالتهم، وإنما فعلا ذلك في كتابَيهما زيادة في الاحتياط، وطلبًا لأشرف المنازل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 وأعلى الرتب، وباقي الأحاديث معمول بها عند الأئمة. ألا ترى أن الإمام أبا عيسى الترمذي - رحمه الله - وهو من المشهورين بالحديث والفقه - قال في آخر كتابه «الجامع» : إن جميع ما في كتابنا من الحديث معمول به، وأخذ به بعض أهل العلم، ما خلا حديثين. أحدهما: حديث ابن عباس «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الظهر والعصر بالمدينة، والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر» (1) . والثاني: حديث معاوية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه» (2) . وما عدا هذين الحديثين، فقد عمل به قوم، وترك العمل به آخرون.   (1) رواه الترمذي رقم (186) باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر؛ ورواه مسلم رقم (705) كتاب " صلاة المسافرين " باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، ولم يذكر الترمذي علة الحديث، بل ذكر حديثاً يعارضه من طريق حنش وهو الحسين بن قيس الرحبي، وضعفه من أجله وإنما احتج بالعمل فقط، ونقل أقوال الفقهاء، وقد رد الإمام النووي على الترمذي قوله هذا في " شرح مسلم " فقال: وأما حديث ابن عباس فلم يجمعوا على ترك العمل به، بل لهم أقوال ... وذكرها، ثم قال: وذهب جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة، وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك، وحكاه الخطابي عن القفال عن أبي إسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث، واختاره ابن المنذر، قال، ويؤيده ظاهر قول ابن عباس: أراد أن لا يحرج أمته فلم يعلله بمرض ولا غيره. ا. هـ (2) رواه أحمد في " المسند " رقم (16918) من حديث معاوية، وإسناده صحيح، ورواه أبو داود، والحاكم والبيهقي وغيرهم، وكذا رواه أحمد من أحاديث صحابة آخرين بأسانيد صحاح ثابتة، وقد قال به بعض أهل العلم من المحدثين، وانظر رسالة " كلمة الفصل في قتل مدمني الخمر " للعلامة أحمد شاكر فإنه قد استوفى الكلام في هذا الموضوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 فإذا كان كتاب الترمذي على كثرة ما فيه من الأحاديث، لم يسقط العمل بشيء منه، إلا بحديثين، فكيف يُظن أنه لا صحيح إلا ما في كتابي البخاري ومسلم؟!. القسم الثاني: في الغريب والحسن وما يجري مجراهما قد تقدم في القسم الأول ذكر الصحيح المتفق عليه، والمختلف فيه: يدخل في هذا القسم عند من خالف في صحته. وللغريب أنواع أخرى من جهات متعددة، فرُبّ حديث مخرج في الصحيح، وهو غريب من جهة طريقه، مثل حديث جابر بن عبد الله في حفر الخندق، وجوع النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعصيبه بطنه، وذكر أهل الصفة، وهو حديث طويل قد أخرجه البخاري (1) ، وقد تفرد به عبد الواحد بن أيمن عن أبيه وهو من غرائب الصحيح. ومثل حديث عبد الله بن عمرو لما حاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - الطائف وقوله: «إنا قافلون غدًا ... » الحديث، وقد أخرجه مسلم (2) في كتابه، وهو غريب تفرد به السائب بن فروخ الشاعر عن ابن عمرو. ومن الغرائب: غرائب الشيوخ، مثل قول ابن عمر: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا يبيع حاضر لباد» رواه الربيع بن سليمان عن الشافعي عن مالك عن نافع عن   (1) 7/304، 306 في المغازي باب غزوة الخندق. (2) 3/1402، 1403 في الجهاد والسير - باب غزوة الطائف رقم (1778) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 ابن عمر (1) ، ولم يروه عن مالك غير الشافعي، ولا الشافعي غير الربيع. ومن الغرائب: غرائب المتون، كما روى محمد بن المنكدر عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن هذا الدين متين، فأوغِل فيه برفق ... » (2) . الحديث. فهذا غريب المتن، وفي إسناده غرابة أيضًا. ومن الغرائب: الإفراد، وهو أن ينفرد أهل مدينة واحدة عن صحابي بأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يرويها عنه أهل مدينة أخرى، أو ينفرد به راو واحد عن إمام من الأئمة وهو مشهور، مثل ما حدث حماد بن سلمة عن أبي العُشَرَاء عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، ما تكون الذكاة إلا في الحلق واللَّبَّة؟ فقال: «لو طعنت في فخذها أجزأ عنك» (3) فهذا حديث تفرد به حماد بن سلمة (4) عن أبي العشراء، ولا يُعْرَف لأبي العشراء إلا هذا الحديث، وإن كان   (1) مسند الشافعي 2/154 كتاب " البيوع " وقد أخرجه مالك مطولاً في " الموطأ " 2/683 باب النهي عن بيع الحاضر للبادي، والبخاري 4/309 باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل، ومسلم 3/1155 باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس وجابر وأنس عند مسلم. (2) وتمامه " فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى " ذكره الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " 1/62 وقال: رواه البزار وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل هو كذاب، وضعفه الحافظ في " التقريب " وترجمه الذهبي في " الميزان " بقوله: ضعفه ابن المديني والنسائي، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: واه، وقال أبو زرعة: لين الحديث. (3) أخرجه أحمد 4/334 وأبو داود رقم 2825 والترمذي رقم 1481 و 3956 والنسائي 7/228 كتاب " الصيد والذبائح " باب ذكر المتردية في البئر. وابن ماجه رقم 3184، وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، ولا نعرف لأبي العشراء عن أبيه غير هذا الحديث، ونقول: أبو العشراء مجهول، كما في " التقريب ". (4) في المطبوع " مسلمة " وهو خطأ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 مشهورًا عند أهل العلم، وإنما اشتهر من حديث حماد. وربّ حديث يُحدث به رجل من الأئمة وحده، فيشتهر لكثرة من يرويه عنه، مثل ما روى عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «نهى عن بيع الولاء وهبته» (1) هذا حديث لا يُعرف إلا من حديث عبد الله بن دينار رواه عنه عُبيد الله بن عبد الله بن عمر، وشعبة، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس وغير واحد من الأئمة. ورب حديث إنما يستغرب لزيادة تكون فيه، وإنما يصح إذا كانت الزيادة ممن يعتمد على حفظه، مثل ما روى مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: «فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر من رمضان على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى من المسلمين: صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير» ، فزاد مالك في هذا الحديث «من المسلمين» (2) .   (1) أخرجه البخاري 5/121 كتاب " العتق " باب الولاء وهبته و 12/37 كتاب " الفرائض " باب الولاء لمن أعتق، ورواه مسلم رقم (1506) كتاب " العتق " باب النهي عن بيع الولاء وهبته، وكذلك رواه أحمد وأصحاب " السنن " الأربعة. (2) هو في " الموطأ " 1/284 والبخاري 3/293، 294 ومسلم 2/686 باب زكاة الفطر على المسلمين، وأخرجه أحمد وأصحاب " السنن " وقد أطلق أبو قلابة الرقاشي ومحمد بن وضاح وابن الصلاح ومن تبعه أن مالكاً انفرد بهذه الزيادة دون أصحاب نافع. قال الحافظ: وهو متعقب برواية عمر بن نافع المذكورة في الباب الذي قبله (يعني في البخاري) وكذا أخرجه مسلم من طريق الضحاك بن عثمان عن نافع بهذه الزيادة. وقال النووي في " شرح مسلم ": رواه ثقتان غير مالك عمر بن نافع والضحاك، وقد ذكر الحافظ في " الفتح " ما وقع له من رواية جماعة غيرهما فانظره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 وروى أيوب السِّختياني، وعبيد الله بن عمر، وغير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر، ولم يذكروا فيه «من المسلمين» . فأخذ جماعة من الأئمة بحديث مالك، واحتجوُّا به، منهم الشافعي، وأحمد ابن حنبل، وغيرهما. قالوا: إذا كان للرجل عبيد غير مسلمين، لم يؤدِّ عنهم صدقة الفطر. فإذا زاد حافظ ممن يُعتمد على حفظه وثقته. قُبِلَ ذلك منه، وكان الحديث مع ذلك غريبًا لهذه الزيادة. وربَّ أحاديث مشهورة في أيدي الناس، متداولة بين الأئمة، لم يخرّج منها في الصحيح شيء. وربَّ أحاديث خُرجت في الصحيح، وهي غير مشهورة ولا متداولة بين الأئمة. وربَّ حديث شاذ انفرد به الثقة، إلا أنه لا أصل له، ولا يتابع عليه، فيخالف فيه الناس، ولا يعرف له علة يعلل بها، فإن الحديث المعلل: هو ما عُرفت علته، فذكرت، فزال الخلل منه. والشاذ: ما لا يعرف له علة. وربَّ حديث يروى من أوجه كثيرة، وإنما يُستغرب لإسناده. مثل: ما حدَّث أبو كُريب وأبو هشام الرفاعي، وأبو السائب، والحسين ابن الأسود قالوا: حدثنا أبو أسامة عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 جده أبي بردة عن أبي موسى، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في مِعي واحد» هذا حديث غريب من قبل إسناده، فإنه قد رُوي هذا الحديث من غير وجه (1) ، وإنما استُغرب من حديث أبي موسى لا غير. قال الترمذي [رحمه الله] : ما ذكرنا في كتابنا - يعني «الجامع» الذي له - حديث حسن، فإنما أردنا حُسن إسناده عندنا، كل حديث يُروى لا يكون في إسناده من يُتَّهَمُ بالكذب ولا يكون الحديث شاذًا، ويروى من غير وجه نحو ذلك، فهو عندنا حديث حسن (2) . فالحديث الحسن إذًا: واسطة بين الصحيح والغريب (3) ، والله أعلم. هذا آخر القول في [الباب] الثالث من هذه المقدمة   (1) أخرجه مالك في " الموطأ " 2/924 بابا ما جاء في معي الكافر، والبخاري كتاب " الأطعمة " باب المؤمن يأكل في معي واحد، ومسلم رقم (2062) كتاب " الأشربة " باب المؤمن يأكل في معي واحد، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (2) وقد اعترض الحافظ العراقي على الترمذي بأنه حكم في " جامعه " على أحاديث بالحسن، مع أنها لم ترد إلا من وجه واحد، مثل حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه، عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: " غفرانك " والترمذي نفسه قال في شأن هذا الحديث: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف في الباب إلا حديث عائشة. (3) قال ابن الصلاح في " المقدمة " ص 33: الحديث الحسن قسمان، أحدهما: الحديث الذي يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته، غير أنه ليس مغفلاً كثير الخطأ فيما يرويه ولا هو متهم بالكذب في الحديث، أي: لم يظهر منه تعمد الكذب في الحديث، ولا سبب آخر مفسق، ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف بأن روي مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر حتى اعتضد بمتابعة من [ص: 179] تابع راويه على مثله أو بما له من شاهد، وهو ورود حديث آخر بنحوه، فيخرج بذلك عن أن يكون شاذاً أو منكراً. القسم الثاني: أن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة غير أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح لكونه يقصر عنهم في الحفظ والإتقان، وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد ما ينفرد به من حديثه منكراً، ويعتبر في كل هذا مع سلامة الحديث من أن يكون شاذاً أو منكراً سلامته من أن يكون معللاً، وجمهور الفقهاء وأكثر أهل العلم بالحديث على أن الاحتجاج بالحسن جائز كالاحتجاج بالصحيح ولو كان الحسن أقل درجة منه، ولقد أدرج جماعة من المحدثين الحسن في الصحيح، منهم ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، مع اعترافهم بأنه دونه رتبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 الباب الرابع: في ذكر الأئمة الستة - رضي الله عنهم- وأسمائهم، وأنسابهم، وأعمارهم، ومناقبهم وآثارهم. هذا باب واسع، إن أتينا فيه بالواجب من ذكر هؤلاء القوم طال وخرج عن حد المقدمات، وتجاوز قدر المختصرات، وتركنا الغرض المقصود إليه. وإنما نذكر فيه طرفاً مما أشرنا إليه، ونُكتاً مما نبهنا عليه، ليُعْرَفَ بالمذكور قدر المتروك، ويُستدل بالشاهد على الغائب، فإن القوم كانوا أعلام الهدى، ومعادن الفضائل، واللسان في وصفهم مطلق العنان. وقد بدأنا بذكر مالك رحمه الله، لأنه المقدم زماناً وقدراً، ومعرفة وعلماً، ونباهة وذكراً، وهو شيخ العلم، وأستاذ الأئمة، وإن كنا في ذكر تخريج الحديث قدمنا عليه البخاري ومسلماً للشرط الذي لكتابيهما، فلا نقدمهما عليه في الذكر، إذ هو أحق وأولى، وكتاباهما أجدر بالتقديم من كتابه وأحرى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 [الإمام] مالك هو أبو عبد الله: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان ابن خثيل بن عمرو بن الحارث - وهو ذو أصبح - بن سويد، من بني حمير ابن سبأ الأكبر، ثم من بني يَشْجب بن قحطان، وفي نسبه خلاف غير هذا. ولد سنة خمس وتسعين من الهجرة، ومات بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة، وله أربع وثمانون سنة. وقال الواقدي: مات وله تسعون سنة، وله ولد اسمه يحيى، ولا يعلم له غيره. هو إمام أهل الحجاز، بل إمام الناس في الفقه والحديث، وكفاه فخرًا أن الشافعي من أصحابه. أخذ العلمَ: عن محمد بن شهاب الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ونافع مولى عبد الله بن عمر [رضي الله عنهما] ، ومحمد بن المنكدر، وهشام ابن عروة بن الزبير، وإسماعيل بن أبي حكيم، وزيد بن أسلم، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، ومَخْرمَة بن سليمان، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأفتى معه، وعبد الرحمن بن القاسم، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر - وليس بالقاضي - وخلق كثير سواهم. وأخذ العلم عنه خلق كثير لا يُحْصون كثرة. وهم أئمة البلاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 منهم: الشافعي، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وأبو هاشم المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وأبو عبد الله عبد العزيز بن أبي حازم، وعثمان بن عيسى بن كنانة - هؤلاء نُظَراؤه من أصحابه - ومَعْنُ بن عيسى القزاز، وأبو مروان عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، ويحيى بن يحيى الأندلسي - ومن طريقه روينا «الموطأ» - وعبد الله بن مسلمة القَعْنَبيّ، وعبد الله بن وهب، وأصبغ بن الفرج، وغير هؤلاء ممن لا يحصى عدده. وهؤلاء مشايخ البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهم من أئمة الحديث. قال مالك [رحمة الله عليه] : قلَّ مَنْ كتَبْتُ عنه العلم، ما مات حتى يجيئني ويستفتيني. وقال بكر بن عبد الله الصنعاني: أتينا مالك بن أنس، فجعل يحدثنا عن ربيعة ابن عبد الرحمن وكنا نستزيده من حديثه، فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة، وهو نائم في ذلك الطاق؟ فأتينا ربيعة فأنبهناه، وقلنا له: أنت ربيعة؟ قال: نعم. قلنا: الذي يحدث عنك مالك بن أنس؟ قال: نعم. قلنا: كيف حظي بك مالك ولم تحظ أنت بنفسك؟ ! قال: أما علمتم أن مثقالاً من دَولة خير من حمل علم؟ . وكان مالك مبالغًا في تعظيم العلم والدين، حتى كان إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه، وسرَّح لحيته، واستعمل الطيب، وتمكن من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 الجلوس على وقار وهيبة، ثم حدَّث، فقيل له في ذلك، فقال: أُحب أن أُعظِّم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومر يومًا على أبي حازم وهو جالس، فجازه، فقيل له، فقال: إني لم أجد موضعًا أجلس فيه، فكرهت أن آخذ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا قائم. قال يحيى بن سعيد القطان: ما في القوم أصح حديثًا من مالك. وقال الشافعي [رحمه الله] : إذا ذكر العلماء، فمالكٌ النجم، وما أحد أمَنَّ عليّ مِن مالك [رحمة الله عليه] . ورُوي أن المنصور منعه من رواية الحديث في طلاق المكره، ثم دس عليه من يسأله، فروى على ملأ من الناس «ليس على مستكره طلاق» فضربه بالسياط، ولم يترك رواية الحديث. وروي أن الرشيد سأل مالكًا فقال: هل لك دار؟ فقال: لا، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار، وقال: اشتر بها دارًا، فأخذها ولم ينفقها. فلما أراد الرشيد الشخوص، قال لمالك: ينبغي أن تخرج معي، فإني عزمت أن أحمل الناس على «الموطأ» كما حمل عثمان الناس على القرآن، فقال: أمَّا حمل الناس على «الموطأ» فليس إلى ذلك سبيل، لأن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تفرقوا بعده في الأمصار فحدثوا، فعند أهل كل مصر علم، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اختلاف أمتي رحمة» (1) وأما الخروج معك فلا سبيل إليه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المدينة   (1) قال السبكي كما نقله عنه المناوي في " فيض القدير " وليس هذا الحديث بمعروف عند المحدثين، ولم [ص: 183] أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع. وأسنده في " المدخل " وكذا الديلمي في " مسند الفردوس " كلاهما من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ " اختلاف أصحابي رحمة "، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. وقال ولده أبو زرعة: رواه أيضاً آدم بن إياس في كتاب العلم والحلم بلفظ " اختلاف أصحابي لأمتي رحمة "، وهو مرسل ضعيف. وفي " طبقات ابن سعد " عن القاسم بن محمد نحوه. وأخرج البيهقي في " المدخل " عن القاسم بن محمد أو عمر بن عبد العزيز: لا يسرني أن أصحاب محمد لم يختلفوا، لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة. وقال شيخ الإسلام موفق الدين بن قدامة المقدسي في " لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد ": وأما النسبة إلى إمام في فروع الدين. كالطوائف الأربعة فليس بمذموم، فإن الاختلاف في الفروع رحمة، والمختلفون فيه محمودون في اختلافهم، مثابون في اجتهادهم، واختلافهم رحمة واسعة، واتفاقهم حجة قاطعة. نقول: ولا شك أن اختلاف الأئمة المجتهدين في فهم نصوص الكتاب والسنة وما تدل عليه ظاهرة طبيعية في شريعة الإسلام، لأن أكثر نصوصه ظنية الدلالة، وهذا الاختلاف ما أراده الله تعالى ورضيه، فهو رحمة وتوسعة ومجال للتنافس والإبداع، ولقد كان من أثره هذا التراث الضخم الذي تحفل به المكاتب الإسلامية من المؤلفات المتنوعة، وقد كان اختلافهم في القرآن في بعض ما استنبط منه من أحكام نتيجة للخلاف في فهمه لخفاء في دلالته بسبب من الأسباب، كالاشتراك في لفظه، أو التخصيص في عامه، أو التقييد في مطلقه، أو ورود نسخ عليه، أو غير ذلك من الأسباب المبينة في مظانها واختلافهم في السنة لا يقتصر على اختلافهم فيما تدل عليه الأحاديث وما يراد منها كما هو الحال في آي القرآن، بل يتجاوز ذلك، فيختلفون في الحكم على الحديث صحة وضعفاً، فيرى بعضهم صحيحاً ما يراه الآخر ضعيفاً. إلى غير ذلك من أسباب الاختلاف الكثيرة التي بينها العلماء في مؤلفاتهم. وأما الاستشهاد ببعض الآيات التي تذم الخلاف وتنهى عنه وتحذر منه على حرمة الخلاف في فهم النصوص، فهو استشهاد في غير محله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 خير لهم لو كانوا يعلمون» وقال: «المدينة تنفي خبثها» وهاذي دنانيركم كما هي، إن شئتم فخذوها، وإن شئتم فدعوها. يعني أنك إنما تكلفني مفارقة المدينة لما اصطنعتَه إليَّ، فلا أُوثِر الدنيا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 على مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال الشافعي [رحمه الله] : رأيت على باب مالك كُراعًا من أفراس خراسان، وبغال مصر، ما رأيت أحسن منه، فقلت له: ما أحسنه، فقال: هو هدية مني إليك يا أبا عبد الله، فقلت: دع لنفسك منها دابة تركبها، فقال: أنا أستحي من الله تعالى أن أطأ تربة فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحافر دابة. وكم مثل هذه المناقب لهذا الطَّود الأشم، والبحر الزاخر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 [الإمام] البخاري هو أبو عبد الله: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجُعفي البخاري. وإنما قيل له: الجُعفي، لأن المغيرة - أبا جده - كان مجوسيًا، أسلم على يد يمان البخاري، وهو الجعفي والي بخارى، فنُسب إليه حيث أسلم على يده. وجُعفي: أبو قبيلة من اليمن، وهو جُعفي بن سعد العشيرة بن مَذْحج، والنسبة إليه كذلك. ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين، وعمره اثنتان وستون سنة، إلا ثلاثة عشر يومًا، [ولم يُعقب ذَكَرًا] . والبخاري - الإمام في علم الحديث - رحل في طلب العلم إلى جميع مُحَدِّثي الأمصار، وكتب بخراسان والجبال، والعراق والحجاز، والشام ومصر، وأخذ الحديث عن المشايخ الحفَّاظ. منهم: مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وعبيد الله بن موسى العبسي، وأبو عاصم الشيباني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو نعيم الفضل بن دُكين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسماعيل بن أبي أويس المدني، وغير هؤلاء من الأئمة. وأخذ عنه الحديث خلقٌ كثير في كل بلدة حدَّث بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 قال الفرَبري: سمع كتاب البخاري تسعون ألف رجل، فما بقي أحد يروي عنه غيري، وكذلك لا يُرْوَى اليوم - «صحيح البخاري» - عن أحد سواه. وردَّ على المشايخ وله إحدى عشرة سنة، وطلب العلم وله عشر سنين.قال البخاريُّ: خرَّجتُ كتاب الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث، وما وضعت فيه حديثًا إلا صليت ركعتين. وقدم البخاري بغداد، فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوها إلى عشرة أنفس، لكل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوها على البخاري، فحضر المجلس جماعة من أصحاب الحديث، فلم اطمأن المجلس بأهله، انتُدِبَ إليه رجل من العشرة، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث فقال: لا أعرفه، فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، حتى فرغ من العشرة، والبخاري يقول: لا أعرفه. فأما العلماء فعرفوا بإنكاره أنه عارف، وأما غيرهم فلم يدركوا ذلك منه، ثم انتُدِبَ رجل آخر من العشرة فكان حاله معه كذلك، ثم انتدب آخر بعد آخر، إلى تمام العشرة، والبخاري لا يزيدهم على قوله: لا أعرفه. فلما فرغوا التفت إلى الأول منهم، فقال: أما حديثك الأول، فهو كذا، والثاني كذا، على النسق، إلى آخر العشرة، فردَّ كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، ثم فعل بالباقين مثل ذلك، فأقر له الناس بالحفظ، وأذعنوا له بالفضل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 [الإمام] مسلم هو أبو الحسين: مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، أحد الأئمة الحفاظ. ولد سنة ست ومائتين، وتوفي عشية يوم الأحد لست بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين.رحل إلى العراق والحجاز والشام ومصر. وأخذ الحديث عن يحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وعبيد الله القواريري، وشُريح بن يونس، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وحرملة بن يحيى. وخلف بن هشام، وغير هؤلاء من أئمة الحديث وعلمائه. وقدم بغداد غير مرة وحدَّث بها. روى عنه خلق كثير. منهم: إبراهيم بن محمد بن سفيان - ومن طريقه روينا «صحيحه» - وكان آخر قدومه بغداد سنة سبع وخمسين ومائتين. قال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدِّمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على أهل عصرهما. وقال الحسن بن محمد الماسرجسي: سمعت أبي يقول: سمعت مسلمًا يقول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 صنفت «المسند الصحيح» من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة. وقال محمد بن إسحاق بن مندة، سمعت أبا علي بن علي النيسابوري يقول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث. وقال أبو عمرو محمد بن حمدان الحيري (1) : سألت أبا العباس بن عُقدة عن محمد ابن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري: أيهما أعلم. فقال: كان البخاري عالمًا، وكان مسلم عالمًا، فكررت عليه مرارًا وهو يجيبني بمثل هذا الجواب، ثم قال: يا أبا عمرو، قد يقع للبخاري الغلط في أهل الشام، وذلك أنه أخذ كتبهم، فنظر فيها، فربما ذكر الواحد منهم بكنيته. ويذكره في موضع آخر باسمه، ويتوهم أنهما اثنان، فأما مسلم، فقلما يقع له الغلط، لأنه كتب المقاطيع والمراسيل. وقال محمد بن يعقوب الأخرم - وذكر كلامًا معناه -: قلما يفوت البخاري ومسلمًا مما يثبت في الحديث حديث. قال الخطيب أبو بكر البغدادي: إنما قفا مسلم طريق البخاري، ونظر في علمه وحذا حذوه. ولما ورد البخاري نيسابور في آخر مرة، لازمه مسلم، وأدام الاختلاف إليه. وقال الدارقطني: لولا البخاري لما ذهب مسلمٌ ولا جاء.   (1) الحيري: - بكسر الحاء، وسكون الياء، تحتها نقطتان، وبالراء - منسوب إلى الحيرة، وهي البلد المعروف قديماً، مجاور الكوفة، والحيرة: محلة بنيسابور، وإليها ينسب محمد بن أحمد بن حمدان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 [الإمام] أبو داود هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي السجستاني، أحد من رحل وطوف، وجمع وصنف، وكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين والجزريين. ولد سنة اثنتين ومائتين، وتوفي بالبصرة لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين. وقدم بغداد مرارًا، ثم خرج منها آخر مرَّاته سنة إحدى وسبعين. وأخذ الحديث عن مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة وأبي الوليد الطيالسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ومسدد بن مُسَرْهد، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن يونس، وغير هؤلاء من أئمة الحديث، ممن لا يحصى كثرة. وأخذ الحديث عنه: ابنه عبد الله، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن محمد الخلال، وأبو علي محمد بن عمرو اللؤلؤي، ومن طريقه نروي كتابه. وكان أبو داود سكن البصرة. وقدم بغداد، وروى كتابه المصنف في «السنن» بها. ونقلها أهلها عنه، وصنفه قديمًا، وعرضه على أحمد بن حنبل، فاستجابه واستحسنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 قال أبو بكر بن داسة: قال أبو داود: كتبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب - يعني كتاب «السنن» - جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثمانمائة حديث. ذكرت الصحيح، وما يُشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث. أحدها: قوله عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات» . والثاني: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ حُسنِ إسلام المرء تِركهُ ما لا يعنيه» . والثالث: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يكوُن المؤمن مؤمنًا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه» . والرابع: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات ... » الحديث. وقال أبو بكر الخلال: أبو داود، سليمان بن الأشعث، الإمام المقدم في زمانه، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعها أحد في زمانه، رجل ورع مقدَّم. وكان إبراهيم الأصفهاني، وأبو بكر بن صدقة، يرفعان من قدره، ويذكرانه بما لا يذكران أحدًا في زمانه بمثله. وقال أحمد بن حنبل بن ياسين الهروي: كان سليمان بن الأشعث، أبو داود، أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عِلمِهِِِ وعلله وسنده، وكان في أعلى درجة من النسك والعفاف، والصلاح والورع، من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 فرسان الحديث. وقال محمد بن أبي بكر بن عبد الرزاق: كان لأبي داود كُمُّ واسع وكُمُّ ضيِّق، فقيل له: يرحمك الله! ما هذا؟ قال: الواسع للكتب، والآخر لا نحتاج إليه. وقال أبو سليمان الخطابي: كتاب «السنن» لأبي داود، كتاب شريف لم يصنف في علم الدين كتاب مثله، وقد رزق القبول من كافة الناس، على اختلاف مذاهبهم، فصار حَكَمًا بين فرق العلماء، وطبقات الفقهاء، فلكل فيه ورد، ومنه شِرب، وعليه معوَّل أهل العراق ومصر وبلاد المغرب، وكثير من مدن أقطار الأرض، فأما أهل خراسان، فقد أولع أكثرهم بكتاب محمد بن إسماعيل البخاري، وكتاب مسلم بن الحجاج النيسابوري. وقال: قال أبو داود: ما ذكرت في كتابي حديثًا اجتمع الناس على تركه. وكان تصنيف علماء الحديث قبل زمان أبي داود: «الجوامع» و «المسانيد» ، ونحوهما، فتجمع تلك الكتب - إلى ما فيها من «السنن» و «الأحكام» -: أخبارًا وقصصًا، ومواعظ وأدبًا. فأما «السنن» المحضة، فلم يقصد أحد منهم إفرادها واستخلاصها من أثناء تلك الأحاديث، ولا اتفق له ما اتفق لأبي داود، ولذلك حلَّ هذا الكتاب عند أئمة الحديث وعلماء الأثر مَحَلَّ العجب، فضُرِبت إليه أكباد الإبل، ورامت إليه الرحل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 قال إبراهيم الحربي لما صنف أبو داود هذا الكتاب: أُلين لأبي داود الحديث، كما أُلين لداود عليه السلام الحديد. وقال ابن الأعرابي عن كتاب أبي داود: لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله عز وجل، ثم هذا الكتاب، لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة (1) .   (1) يقال: لا أفعله بتة، ولا أفعله البتة: لكل أمر لا رجعة فيه، ونصبه على المصدر. صحاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 [الإمام] الترمذي هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي ولد [سنة تسع ومائتين] . وتوفي بـ «ترمذ» ليلة الاثنين الثالث عشر من شهر رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، وهو أحد العلماء الحفاظ الأعلام، وله في الفقه يد صالحة. أخذ الحديث عن جماعة من أئمة الحديث، ولقي الصدر الأول من المشايخ. مثل قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن موسى، ومحمود بن غيلان، وسعيد بن عبد الرحمن، ومحمد بن بشار، وعلي بن حُجر، وأحمد بن منيع، ومحمد بن المثنى، وسفيان بن وكيع، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وغير هؤلاء، وأخذ عن خلق كثير لا يُحصون كثرة. وأخذ عنه خلق كثير، منهم محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي المروزي، ومن طريقه روينا كتابه «الجامع» . وله تصانيف كثيرة في علم الحديث، وهذا كتابه «الصحيح» أحسن الكتب وأكثرها فائدة، وأحسنها ترتيبًا، وأقلها تكرارًا، وفيه ما ليس في غيره: من ذكر المذاهب، ووجوه الاستدلال، وتبيين أنواع الحديث من الصحيح، والحسن، والغريب، وفيه جرح وتعديل، وفي آخره كتاب «العلل» ، قد جمع فيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 فوائد حسنة لا يخفى قدرها على من وقف عليها. قال الترمذي [رحمه الله تعالى] : صنفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز فرضوا به، وعرضته على علماء العراق فرضوا به، وعرضته على علماء خراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب، فكأنما في بيته نبي يتكلم. وقال الترمذي: كان جدي مَرْوَزِيًا انتقل من مَرْو، أيام الليث بن سيَّار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 [الإمام] النسائي هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي. ولد [سنة خمس وعشرين ومائتين] ومات بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة، وهو مدفون بها. قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يذكر أربعة من أئمة المسلمين رآهم، فيبدأ بأبي عبد الرحمن. وهو أحد الأئمة الحفاظ العلماء، لقي المشايخ الكبار. وأخذ الحديث عن قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، وحميد بن مسعدة، وعلي ابن خشرم، ومحمد بن عبد الأعلى، والحارث بن مسكين، وهنَّاد بن السَّري، ومحمد بن بشار، ومحمود بن غيلان، وأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وغير هؤلاء من المشايخ الحفاظ. وأخذ عنه الحديث خلق كثير، منهم: أبو بشر الدولابي - وكان من أقرانه - وأبو القاسم الطبراني، وأبو جعفر الطحاوي، ومحمد بن هارون بن شعيب، وأبو الميمون بن راشد، وإبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، وأبو بكر أحمد بن إسحاق السُّني الحافظ، ومن طريقه روينا كتابه «السنن» . وله كتب كثيرة في الحديث والعلل، وغير ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 قال مأمون المصري الحافظ: خرجنا مع أبي عبد الرحمن إلى طرسوس سنة الفداء، فاجتمع جماعة من مشايخ الإسلام، واجتمع من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إبراهيم مُرَبَّع، وأبو الآذان، وكِيلجه (1) وغيرهم. فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ؟ فاجتمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي، وكتبوا كلهم بانتخابه. وقال الحاكم النيسابوري: أما كلام أبي عبد الرحمن على فقه الحديث فأكثر من أن يذكر. ومن نظر في كتابه «السنن» له تحير في حسن كلامه. وقال: سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول: أبو عبد الرحمن مُقدَّم على كل من يذكر بهذا العلم في زمانه. وكان شافعي المذهب، له مناسك، ألَّفها على مذهب الشافعي، وكان ورعًا متحريًا، ألا تراه يقول في كتابه «الحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع» ولا يقول فيه: «حدثنا» ولا «أخبرنا» كما يقول عن باقي مشايخه. وذلك: أن الحارث كان يتولى القضاء بمصر، وكان بينه وبين أبي عبد الرحمن خشونة، لم يمكنه حضور مجلسه، فكان يستتر في موضع، ويسمع حيث لا يراه، فلذلك تورع وتحرى، فلم يقل: «حدثنا وأخبرنا» . وقيل: إن الحارث كان خائضًا في أمور تتعلق بالسلطان، فقدم أبو عبد الرحمن فدخل إليه في زي أنكره، قالوا: كان عليه قباء طويل، وقلنسوة   (1) هو محمد بن صالح بن عبد الرحمن البغدادي. أبو بكر الأنماطي، الملقب كيلجة (وفي الأصل والمطبوع كيلحة بالحاء وهو تصحيف) قال الحافظ في " التقريب ": ثقة حافظ، توفي سنة 271 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 طويلة، فأنكر زيه، وخاف أن يكون من بعض جواسيس السلطان، فمنعه من الدخول إليه، فكان يجيء فيقعد خلف الباب، ويسمع ما يقرؤه الناس عليه من خارج، فمن أجل ذلك لم يقل فيما يرويه عنه: «حدثنا، وأخبرنا» . وسأل بعض الأمراء، أبا عبد الرحمن عن كتابه «السنن» : أكُلُّه صحيح؟ فقال: لا، قال: فاكتب لنا الصحيح منه مجردًا، فصنع المجْتَبى، فهو «المجتبى من السنن» ، ترك كل حديث أورده في «السنن» . مما تُكُلِّم في إسناده بالتعليل. والله أعلم بالصواب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 الباب الخامس: في ذكر أسانيد الكتب الأصول المودعة في كتابنا هذا أما «صحيح البخاري» فأخبرنا بجميعه الشيخ الإمام العالم الأجل جمال الدين زين الإسلام أبو عبد الله محمد بن محمد بن سرايا بن علي بن نصر بن أحمد بن علي، أدام الله توفيقه بقراءتي عليه وهو يسمع، فأقر به، بمدينة الموصل، في مدة آخرها شهور سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ، بقية المشايخ، أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إسحاق بن إبراهيم الصوفي الهروي السِّجزي، قراءة عليه وأنا أسمع بمدينة السلام، في المدرسة النظامية في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. قال: أخبرنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود ابن أحمد بن معاذ بن سهل بن الحكم الداودي، قراءة عليه، وأنا أسمع في سنة خمس وستين وأربعمائة. قال: أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حَمُّوية بن أحمد بن يوسف السرخسي خطيب سرخس، قراءة عليه، وأنا أسمع في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قراءة عليه وأنا أسمع، في سنة ست عشرة وثلاثمائة. قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الجعفي، قراءة عليه بكتابه «الصحيح الجامع» جميعه. وأما «صحيح مسلم» فأخبرنا الشيخ الإمام الثقة أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بن أبي حِبة البغدادي - رحمه الله - بقراءتي عليه وهو يسمع، فأقر به بمدينة الموصل، في شهور سنة سبع وثمانين وخمسمائة. قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ العالم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي - رحمه الله -، قراءة عليه وأنا أسمع، بمدينة السلام، في سنة ست وعشرين وخمسمائة. قال: أخبرنا الشيخ الجليل الحافظ أبو الفتح نصر بن الحسن بن أبي القاسم الشاشي المعروف بالتَّنْكُتي (1) ، قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان من سنة خمس وسبعين وأربعمائة. قال: أخبرنا الإمام أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد الفارسي. قال: أخبرنا الإمام أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودي، قراءة   (1) التنكتي: بفتح التاء فوقها نقطتان وسكون النون وضم الكاف وبتاء أخرى. منسوب إلى تنكت مدينة من مدن الشاش من وراء سيحون وجيحون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 عليه [وأنا أسمع] في شهور سنة ست وخمسين وثلاثمائة. قال: سمعت الإمام أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه. في شهور سنة ثمان وثلاثمائة. يقول: سمعت الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، وشرع في ذكر خطبة كتابه «الصحيح» ، وساق الكتاب ... إلى آخره. وأخبرني بـ «صحيح مسلم» أيضًا: الشيخ الإمام الصدر الكبير العالم الحافظ، الزاهد العابد ضياء الدين، شيخ الإمام والمشايخ أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، إجازة في سنة خمس وثمانين وخمسمائة بظاهر الموصل. قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد الصاعدي الفراوي (1) إجازة في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. قال: أخبرنا عبد الغافر الفارسي عن الجلودي عن [أبي] إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سفيان عن مسلم بن الحجاج. فهذا الطريق أعلى من الطريق الأول برجل، إلا أنه إجازة، وذلك سماع. وأما كتاب «الموطأ» فأخبرنا بجميعه الشيخ الإمام، العالم الأَجَّلُ صائن الدين جمال الإسلام أبو الحرم مكي بن ريان بن شبة، المقرئ الماكسيني، أدام الله توفيقه، بقراءتي عليه فأقر به في مدة آخرها شهور سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، بمدينة الموصل.   (1) الفراوي، بفتح الفاء وتخفيف الراء، منسوب إلى فرارة: اسم موضع من بلد نيسابور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 قال: أخبرنا الشيخ الإمام العالم الثقة، صائن الدين، أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد الأزدي القرطبي - رحمه الله - قراءة عليه وأنا أسمع، بمدينة الموصل، سنة ثلاث وستين وخمسمائة. قال: أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، سماعًا عليه. قال: أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث.قال: أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبيد الله.قال: أخبرنا عم أبي عبيد الله بن يحيى.قال: أخبرنا أبي يحيى عن يحيى. قال: أخبرنا مالك بن أنس - رحمه الله - بجميع كتاب «الموطأ» . وأما كتاب «السنن» لأبي داود فإنه أخبرنا بجميعه الشيخ الإمام العالم الزاهد العابد، ضياء الدين، أبو أحمد عبد الوهاب بن علي المقدَّم ذكره، بقراءتي عليه، وقراءة غيري، فأقر به بمدينة السلام، في رباط شيخ الشيوخ في ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وخمسمائة. قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو غالب بن الحسين بن علي المارودي سماعًا عليه، ومناولة بمدينة السلام.قال: أخبرنا الإمام أبو علي علي بن أحمد بن علي التستري بالبصرة.قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قراءة عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 قال: أخبرنا الإمام أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي.قال: أخبرنا الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني بجميع كتاب «السنن» . وأما كتاب «الترمذي» فأخبرنا به الشيخ الإمام الصدر العالم الزاهد العابد ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن علي المقدَّم ذكره، بقراءتي عليه، وقراءة غيري، بمدينة السلام في سنة ست وثمانين وخمسمائة. قال: أخبرنا الإمام أبو الفتح عبد الملك ابن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي، قراءة عليه وأنا أسمع فأقرَّ به. قال: أخبرنا القاضي الزاهد أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد بن محمد الأزدي، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. وأخبرنا الشيخ أبو نصر عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم التُرياقي (1) والشيخ أبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل بن أبي حامد الغُورَجي، قراءة عليهما وأنا أسمع، في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن أبي الجراح الجراحي المروزي.قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل المحبوبي المروزي المَرزُباني قراءة عليه.   (1) نسبة إلى قرية بـ " هراة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي -رحمه الله - بكتاب «الجامع الكبير» ، إلا أن رواية الشيخ أبي القاسم الكروخي عن مشايخه انتهت إلى آخر مناقب جرير بن عبد الله البجلي، وهي في أواخر المجلد الثالث من الأصل المسموع. ومن هناك إلى آخر الكتاب يرويه الكروخي عن الأزدي والغُورَجي، دون التُرياقي. وعن أبي المظفر علي بن علي بن ياسين بن الدهان عن الجراحي عن المحبوبي عن المصنف - رحمه الله-. وأما كتاب «السنن» للنسائي فأخبرنا بجميعه الشيخ الإمام الحافظ العالم بقية المشايخ، أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفُراتي الإمام الشافعي بمدينة السلام، في سنة ست وثمانين وخمسمائة، بقراءتي عليه.قال: أخبرنا الشيخ الفقيه العالم أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن محمُويَة اليزدي، قراءة عليه، وأنا أسمع، في شهور سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. قال: أخبرنا الشيخ العالم الزاهد أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن إسحاق الصوفي الدُّوني (1) ، قراءة عليه بأصفهان، في ذي الحجة من سنة تسع وتسعين وأربعمائة وبقراءتي عليه ثانيًا في صفر من سنة خمسمائة.قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله الكسَّار الدِّينَوَرِي، قراءة عليه بخانكاه دُوّن في شوال سنة ثلاثة وثلاثين وأربعمائة.   (1) الدوني: بضم الدال وبالنون منسوب إلى الدون وهي قرية من قرى الدينور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الدِّينَوَرِي، قراءة عليه في داره بالدِّينور، في جمادى الأولى من سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي [رحمه الله] بكتاب «السنن» جميعه. وأما كتاب «الجمع بين الصحيحين» للحُمَيْدِي [رحمة الله عليه] فأخبرنا جميعه الشيخ الإمام العالم الزاهد، ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين المقدَّم ذكره بقراءتي عليه، وقراءة غيري، بظاهر الموصل، في سنة خمس وثمانين وخمسمائة. قال: أخبرنا والدي سماعًا من أول الكتاب إلى آخر الحديث الحادي والأربعين، من المتفق عليه لعبد الله بن عباس.والشيخ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقي، قراءة عليه، من الحديث الثاني والأربعين، من المتفق عليه لابن عباس، إلى آخر الكتاب. وإجازة من والدي ومن الرقي لما لم أسمعه من كل واحد منهما، فكمل إلي الكتاب جميعه سماعًا وإجازة. قالا: أخبرنا المصنف الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي بكتابه «الجمع بين صحيحي البخاري ومسلم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 وأما كتاب «رزين» (1) فأخبرني به الشيخ الإمام العالم أبو جعفر المبارك بن المبارك [بن] أحمد بن زُرَيق (2) الحداد المقرئ الواسطي إجازة، في سنة تسع وثمانين وخمسمائة. قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري (3) كتابة، في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. [هذا آخر الركن الأول، ويتلوه الركن الثاني في المقاصد] وهو مقسوم بعدد حروف المعجم: ثمانية وعشرين حرفًا. وكتاب يتلو الحروف، وهو كتاب اللواحق الذي أشرنا إليه في الركن الأول وسيأتي عدد ما في كل حرف من الكتب عند ذكره إن شاء الله تعالى.   (1) هو أبو الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري الأندلسي السرقسطي، جاور بمكة أعواماً وحدث بها عن أبي مكتوم، وعيسى بن أبي ذر الهروي وغيره. ذكره السلفي، وقال: شيخ عالم، ولكنه نازل الإسناد، له تصانيف منها: كتاب " التجريد " جمع فيه ما في الصحاح الخمسة " و " الموطأ "، وكتاب في أخبار مكة. وقال ابن بشكوال: كان رجلاً صالحاً، فاضلاً عالماً بالحديث وغيره، توفي رحمه الله بمكة سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. انظر " شذرات الذهب " 4/106. (2) بتقديم الزاي على الراء المفتوحة. (3) منسوب إلى عبد الدار بن قصي بن كلاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 الركن الثاني في مقاصد الكتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 حرف الهمزة وفيه عشرة كتب: كتاب الإيمان والإسلام، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، كتاب الأمانة، كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كتاب الاعتكاف، كتاب إحياء الموات، كتاب الإيلاء، كتاب الأَسماء والكُنى، كتاب الآنية، كتاب الأَمل والأَجل. الكتاب الأول: في الإيمان والإسلام ، وفيه ثلاثة أبواب الباب الأول: في تعريفهما حقيقةً ومجازاً، وفيه فصلان الفصل الأول: في حقيقتهما وأركانهما 1 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبْدُهُ ورسولُهُ، [ص: 208] وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزّكاةِ، وحَجِّ البيت، وصومِ رمضان» . وفي رواية أنَّ رَجُلاً قال له: ألا تَغْزُو؟ فقال له: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ الإسلامَ بُنيَ على خمسٍ ... » وذكَرَ الحديثَ. وفي أخرى: «بُنِيَ الإسلام على خَمْسَةٍ: على أنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصيامِ رمضان، والحجِّ» ، فقال رجل: الحجِّ وصيامِ رمضان؟ قال: «لا، صيام رمضان والحجِّ» ، هكذا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفي أخرى «بُنِيَ الإسلام على خمس: [على] أن يُعْبَدَ اللهُ ويُكْفَرَ بما دُونه، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيت، وصومِ رمضان» أخرَجَ طُرُقَهُ جميعَها مسلمٌ، ووافَقَه على الأولى: الترمذي، وعلى الثانية: البخاريّ والنسائيّ (1) .   (1) البخاري في الإيمان: باب قول النبي بني الإسلام على خمس 1/47. ومسلم فيه: باب أركان الإسلام رقم (16) ، والترمذي فيه: باب بني الإسلام على خمس رقم (2736) ، والنسائي فيه: باب على كم بني الإسلام 8/107. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن ابن عمر حبيب بن أبي ثابت، رواه من هذا الطريق: الحميدي (703) ، والترمذي (2609) ، عن ابن أبي عمر، عن ابن عُيينة، عن سُعَير بن الخمس التميمي عن حبيب بن أبي ثابت فذكره. والحميدي (703) ، وذكر تردد سفيان في سعير مرةً واحدةً حيث قال: مِسعر، ثم تثبت بعد ذلك. ورواه يزيد بن بشر عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: - رواه أحمد (2/26) (4798) ، عن وكيع عن سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن يزيد بن بشر فذكره. - ورواه أبو سويد العبدي عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أخرجه أحمد (2/92) (5672) ، عن أبي النضر قال: حدثنا أبو عقيل، عن بركة بن يعلى التيمي، قال: حدثني أبو سويد العبدي. - ورواه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن جده: أخرجه أحمد (2/120) (6015) ، عن هاشم، ومسلم (1/34) ، عن عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبو النضر، وابن خزيمة (1881) و (2505) ، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، قال: ثنا بشر بن المفضل. ثلاثتهم عن عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه. - ورواه عكرمة بن خالد عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: وفيه ذكر الرواية الثانية التي أوردها الحافظ ابن الأثير: أخرجه أحمد (2/143) (6301) ، عن ابن نمير، والبخاري (1/9) ، حدثنا عبيد الله بن موسى، ومسلم (1/34) ، حدثني أبو كريب قال حدثنا وكيع، والنسائي (8/107) ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا المعافي - يعني ابن عمران -، وابن خزيمة [308] ، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا روح بن عبادة، وفي [1880] قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. خمستهم عن حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت عكرمة بن خالد فذكره. (*) وفي رواية ابن نمير، وروح تعيين السائل «بطاوس» . - ورواه سلمة بن كهيل، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أخرجه عبد بن حميد (823) ، قال: حدثنا يعلى، قال: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، فذكره. - ورواه سعد بن عبيدة السلمي، عن ابن عمر - رضي الله عنه -: أخرجه مسلم (1/34) ، قال: حدثنا ابن نمير، ثنا أبو خالد الأحمر. (ح) وثنا سهل بن عثمان العسكري قال: ثنا يحيى بن زكريا قال: عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق قال: حدثني سعد بن عبيدة السلمي فذكره. الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 2 - (م ت د س) يحيى بن يعمر: قال: كان أول من قال في القَدَر (1) بالبَصْرَةِ: مَعْبدٌ الجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أنا وحُمَيْدُ بنُ عبد الرحمن الحِمْيَريّ حَاجَّيْنِ، أو مُعْتَمِرَيْنِ، فقلنا: لو لَقِينا أحدًا من أصْحَابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ص: 209] فسألناه عما يَقول هؤلاء في القَدَر؟ فَوُفِّقَ لنا عبدُ الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - داخلاً المسجد، فاكتنفتُه أنا وصَاحبي، أحدُنا عن يمينه، والآخَرُ عن شِماله، فظننتُ أنَّ صاحبي سَيَكِلُ الكلامَ إليَّ، فقلتُ: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظَهَرَ قِبَلَنا أُنَاسٌ يَقرؤُون القُرآنَ، ويتَقَفَّرون الْعِلْمَ، وذكَرَ من شأنِهِمْ، وأنّهم يزعمون أن لا قَدَرَ، وأنَّ الأمْرَ أُنُفٌ، فقال: إذا لَقِيتَ أُولئك فأخْبِرْهم: أنِّي بَريءٌ منهم، أنَّهم بُرَآءُ مِني، والذي يَحْلِفُ به عبْدُ اللهِ بن عمر: لَوْ أن لأحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدِ ذَهَبًا فأنفَقَهُ، ما قَبِلَ اللهُ منه حتَّى يُؤمِنَ بالقدَرِ، ثم قال: حدَّثَنِي أبي عُمرُ بنُ الخطَّاب، قال: بَيْنَما نحنُ جلوسٌ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يومٍ، إذ طَلعَ عليْنا رجلٌ شَديدُ بياض الثِّياب، شديدُ سوادِ الشَّعر، لا يُرى عليه أثرُ السَّفَر، ولا يعرفُه مِنَّا أحدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأسْندَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيهِ وقال: يا محمَّدُ، أخبرني عن الإسلام، فقالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الإسلام أن تَشهدَ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وتُقيمَ الصَّلاة، وتؤتيَ الزكاة، وتصومَ رمضان، وتَحُجَّ البيْتَ إن استطعت إليه سبيلاً» . قال: صدقت، قال: فَعَجِبنا لَهُ يَسْألُه ويُصدِّقُه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أنْ تُؤمن باللهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكتبه، ورُسُلِه، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدَر خَيْرِهِ وشَرِّهِ» . قال: صدَقْتَ، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: «أن تعبدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تَراه، فإنه يَراكَ» . قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: «ما المسؤول [ص: 210] عنها بِأعْلَمَ من السَّائِلِ» . قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: «أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتُها، وأنْ تَرَى الحُفَاةَ الْعُرَاةَ، العالَةَ رِعاءَ الشاءِ يتَطاوَلون في البُنْيان» ، قال: ثم انطلَقَ، فلبِثَ (2) مَليًّا ثم قال لي: «يا عمر، أتدري مَنِ السَّائل؟» قُلْتُ: الله ورسُولُه أعلم، قال: «فإنَّه جبريل أتاكم يُعلِّمُكم دينَكُمْ (3) » ، هذا لفظُ مُسْلِمٍ. قال الْحُمَيْدِيُّ: جَمعَ مُسلِمٌ فيه الروايات، وذكَرَ ما أوْرَدْنا من المَتْنِ، وأنَّ في بعض الرِّوايات زيادةً ونُقصانًا. وأخْرَجهُ الترمذيُّ بنحوه، وتقديم بعضه وتأخيره. وفيه: قال عُمرُ: فلقيني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعدَ ثلاثٍ، فقال لي: «يا عُمَرُ، هل تدري مَنِ السائل؟ ... » الحديث. وأخرجه أبو داود بنحوه، وفيه «فَلَبِثَ ثلاثًا (4) » . وفي أخرى له: قال: فما الإسلام؟ قال: «إقامُ الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجُّ البيت، وصوم شهر رمضان، والاغتسال من الجنابة» . [ص: 211] وفي أخرى لأبي داود: عن يحيى بن يَعْمَرَ، وحُمَيْد بن عبد الرحمن قالا: لَقِينَا عبد الله بن عمر، فذكرنا له القدَرَ، وما يقولون فيه؟ فذكر نحوه، وزاد: قال: وسأله رجل من مُزَينة، أو جهَينة، فقال: يا رسول الله، فيم نعمل؟ في شيء خلا ومضى، أو شيء يُستأنف الآن؟ قال: «في شيء (5) خلا ومضى» . فقال الرَّجل- أوْ بَعْضُ القوم - ففيمَ العملُ؟ قال: «إن أهل الجنَّة مُيسَّرون (6) لعمل أهل الجنة، وإنَّ أهل النار مُيسَّرون (6) لعمل أهل النار» . وأخرجه النّسائي مثلَ رواية مسلم، إلا أنَّه أسقط حديثَ يحيى بن يَعمَر، وذِكْرَ مَعْبَدٍ، وما جَرى له مَعَ ابنِ عُمَر في ذكر القَدَر - إلى قوله: «حتى تُؤمن بالقدَر» . وأوَّلُ حديثه قال ابن عمر: حدّثني أبي - وسرد الحديث إلى قوله - «البُنيان» . ثم قال: قال عُمَرُ: فلبث ثلاثًا، ثم قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتدري من السائل؟ ... » الحديث. وزاد هو والترمذي وأبو داود بعد «العُراةِ» - «العَالَة» (7) . [ص: 212] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] القَدَر: القَدرُ: مصدر قَدَرَ يَقْدُر، وقد تُسكَّنُ داله، وهو ما قضاه الله تعالى، وحكم به من الأمور. اكتنفه: كَنفْتُ الرَّجُلَ واكْتَنفتهُ، أي صرتُ مما يليه، وكذلك إذا قُمت بأمره. سَيَكِلُ: وكَلت الأمر إليه أكِلُهُ: إذا رددته إليه، واعتمدت فيه عليه، واستكفيته إياه. يقتفرون: الاقتفار، والتقفر، والاقتفاء، والاقتداء: الاتباع، يقال: اقتفرت الأرض والأثر، وتقفرت. الأنف: أنف: أي مستأنف، من غير أن يسبق له سابق قضاء وتقدير، وإنما هو مقصور على الاختيار. الإحسان: قال الخطابي: إنما أراد بالإحسان هنا: الإخلاص، وهو شرط في صحة الإيمان، والإسلام معًا، وذلك أن من تلفظ بالكلمة، وجاء بالعمل من غير نية وإخلاص لم يكن محسنًا، ولا كان إيمانه صحيحًا. رَبتها، وربها: الرب: السيد، والمالك، والصاحب، والمدبر، والمربي، والمولى، والمراد به في الحديث: السيد، والمولى، وهي الأمة تلد للرجل فيكون ابنها مولى لها، وكذلك ابنتها، لأنها في الحسب كأبيها، [ص: 213] والمراد: أن السبي يكثر، والنعمة تفشو في الناس وتظهر. رعاء الشاء: الرعاء: جمع راع، والشاء: جمع شاة. مَلِيّاً: المليُّ: طائفة من الزمان طويلة، يقال: مضى مليٌّ من النهار، أي: ساعة طويلة منه. العالة: الفقراء: جمع عائل، والعيل: الفقر.   (1) أي: أول من قال بنفي القدر فابتدع وجانب الصواب الذي عليه أهل الحق، ومذهب أهل السنة إثبات القدر، ومعناه: أن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، فهي تقع على حسب ما قدرها. (2) في مسلم: فلبثت. (3) قال البغوي رحمه الله: جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام هنا اسماً لما ظهر من الأعمال، والإيمان اسماً لما بطن من الاعتقاد، وليس ذاك لأن الأعمال ليست من الإيمان، ولا لأن التصديق ليس من الإسلام، بل ذاك تفصيل لجملة كلها شيء واحد وجماعها الدين، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " أتاكم يعلمكم دينكم ". وقال سبحانه وتعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا} . وقال: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه} ، ولا يكون الدين في محل الرضى والقبول إلا بانضمام التصديق. (4) في أبي داود: فلبثت. (5) في سنن أبي داود: أفي شيء. (6) في سنن أبي داود: ييسرون. (7) مسلم في الإيمان: باب وصف جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان رقم (8) ، والترمذي فيه أيضاً رقم (2738) ، وأبو داود في السنة: باب في القدر رقم (4695) ، والنسائي في الإيمان: باب نعت الإسلام 8/97. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: طريق يحيى بن يعمر عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أخرجه أحمد (1/52) (374) ، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، وفي (1/53) (375) ، قال: ثنا أبو أحمد: ثنا سفيان، عن علقمة، وفي (2/107) (5856) قال: ثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد، وفي (2/107) (5857) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد، وأخرجه أبو داود [4697] قال: ثنا محمود بن خالد، قال: ثنا الفريابي، عن سفيان، قال: ثنا علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة، والنسائي في الكبرى قال: أخبرنا أبو داود، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن الركين بن الربيع. أربعتهم عن يحيى بن يعمر. الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 3 - (خ م د س) أبو هريرة وأبو ذر - رضي الله عنهما -: قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بازرًا للناس، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: «أن تُؤمن بالله، وملائكته، وكتابه (1) ، ولقائه، ورُسُلِهِ، وتؤمنَ بالبعث الآخر» قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبُدَ الله، لا تُشْركُ به شيئًا، وتُقيمَ الصلاةَ المكتوبة، وتؤدي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان» . قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لم تره (2) فإنَّه يراك» . قال: يا رسولَ الله، مَتَى السَّاعَةُ؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلَمَ من السَّائل، ولكن سأُحَدِّثُكَ عَنْ أشْراطها: إذا ولَدت الأمةُ ربَّتها (3) ، فذاك من أشراطها، وإذا كانت العُرَاةُ الحفاةُ رُؤوسَ النَّاسِ، فذاك من أشراطها، وإذا تَطَاوَل رِعَاءُ [ص: 214] البَهُم في البينان، فذاك من أشراطها، في خَمْسٍ لا يعلَمُهنَّ إلا الله، ثم تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: {إن الله عنده عِلْمُ الساعةِ، ويُنزِّل الغيثَ، ويَعْلَمُ ما في الأرحام} - إلى قوله: {إنَّ الله عليمٌ خبيرٌ} (لقمان: الآية 34) . قال: ثم أدْبَرَ الرجلُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رُدُّوا عليّ الرَّجُلَ» ، فأخذُوا لِيَرُدُّوه، فلم يَروْا شيئًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا جبريلُ جاء ليُعَلِّم النَّاس دينَهمْ» . وفي رواية قال: «إذا ولدتِ الأمة بعْلَها» يعني السَّرَارِي. وفي أخرى نحوُه: وفي أوّلِه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَلوني» فهابُوهُ أن يسألوهُ، فجاء رجلٌ، فجلس عند رُكْبَتَيْهِ، فقال: يا رسول الله، ما الإسلام - وذكَرَ نحوَهُ- وزاد: أنّه قال له في آخر كل سؤال منها: صدقت - وقال في الإحسان: «أن تخشى الله كأنك تراه» . وقال فيها: «وإذا رأيتَ الْحُفاةَ الْعُراةَ الصُّمّ الْبُكْم ملوكَ الأرض، فذاك من أشراطها» - وفي آخرها - «هذا جبريل أراد أن تَعَلَّموا، إذ لم تَسألوا» . هذا لفظ البخاري ومسلم عن أبي هريرة وحده. وأخرجه أبو داود عن أبي هريرة وأبي ذرٍّ، بمثل حديثٍ قَبْلَه، وهو حديث يحيى ابن يَعمَر، وهذا لفظُهُ: قال أبو هريرة وأبو ذر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس بين ظَهْرَانَي أصْحابه، فيجيءُ الغريب، فلا يدري: أيُّهم هو حتى يسألَ، فطلبْنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نجعلَ له مجلسًا، يعرفُه الغريبُ إذا أتاه، قال: فبَنينا له [ص: 215] دُكَّانًا من طين يجلس عليه، وكُنا نجلس بجنبَتِهِ - وذكرَ نحو حديث يحيى بن يَعْمَر - فأقبل رجلٌ، وذكرَ هيْأتهُ، حتى سلَّم من طرف السِّماط (4) ، فقال: السلام عليك يا محمدُ، فرَدَّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه النسائي عن أبي هريرة وأبي ذر بمثل حديث أبي داود، إلى قوله: من طين كان يجلس عليه، ثم قال: وإنَّا لجُلوسٌ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ أقبل رجلٌ أحسنُ الناس وجهًا، وأطيبُ الناس ريحًا، كأن ثيابَه لم يمسَّها دَنَس، حتى سلَّمَ من طرف السِّماط، قال: السلام عليك يا محمَّدُ، فردَّ عليه السلامَ، قال: أدْنُو يا محمَّد؟ قال: «أُدْنهْ» . قال: فما زال يقول: أدنُو مرارًا، ويقول: «أُدْنُهْ» حتى وضع يَدَهُ على ركبَتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: يا محمد، أخبرني ما الإسلام، قال: «الإسلام أن تعبد الله لا تُشركَ به شيئًا، وتُقيمَ الصلاةَ، وتؤتيَ الزكاةَ، وتحجَّ البيتَ، وتصومَ رمضان» . قال: وإذا فعلتُ ذلك، فقد أسلمتُ؟ قال: «نَعَمْ» . قال: صدقتَ، فلما سَمِعْنَا قَولَ الرَّجُل: صَدَقْتَ، أنكَرْنَاهُ. قال: يا محمّدُ، أخبِرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله (5) والملائكة، والكتاب، والنبيين، وتؤمن بالقدَرِ» قال: «فإذا فعلت ذلك، فقد آمنتُ؟» قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نَعم» قال: صدقت، قال: يا محمَّدُ، أخبرني: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه [ص: 216] يراك» . [قال: صدقت] (6) ، قال: يا محمَّدُ، أخبرني: متى الساعةُ؟ قال: فَنكَّس، فلم يجبه شيئًا، ثم عاد، فلم يجبه شيئًا، ثم رفع رأسهُ، قال: «ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائل، ولكن لها علاماتٌ تُعرَفُ بها: إذا رأيتَ رِعاءَ البَهْم يتطاوَلونَ في البُنيان، ورأيتَ الْحُفاةَ العُراةَ ملوك الأرض، ورأيتَ الأمةَ (7) تلدُ ربَّها، في خمسٍ لا يعلمُها إلا الله، {إنّ الله عندهُ علمُ الساعة} - ثم تلا إلى قوله -: {إنَّ الله عليم خبيرٌ} (لقمان: الآية 34) ، قال: لا والذي بعثَ محمدًا بالحقِّ هاديًا وبشيرًا، ما كنْتُ بأعلمَ به من رجل منكم، وإنه لجبريل نزل في صورة دِحيةَ الكَلْبيّ» (8) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] البَهم: جمع بَهْمة، وهي صغار الغنم. أشراطها: الأشراط: جمع شَرَط، وهو العلامة. رؤوس الناس: أراد: مُقَدَّميهم، وسادَتَهُم. الصُّمُّ: جمع أصم، وهو الذي لا يسمع شيئًا. البُّكم: جمع أبكم، وهو الذي خُلق أخرس، لا يتكلم. [ص: 217] ظَهراني: يقال: أقام فلانٌ بين أظهر قومه، وظَهرانَي قومه: أي أقام بينهم، والأظهرُ: جمع ظهرٍ، وفائدةُ إدخاله في الكلام: أنَّ إقامتهُ بينهم على سبيل الاستظهار بهم، والاستناد إليهم. وأما ظهرانيهم: فقد زيدت فيه الألف والنون على ظهر، عند التثنية للتأكيد، وكأنَّ معنى التثنية: أنَّ ظهرًا منهم قُدَّامَهُ، وآخرَ وراءَهُ، فكأنَهُ مكنوف من جانبيه، هذا أصله، ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم، وإن لم يكن مكنوفًا بينهم. دكانًا: الدكَّان: الدكة المبنية للجلوس عليها. السماط: السماطان من الناس والنخل: الجانبان، يقال: مشى بين السماطين، والمراد بالسماط: الجماعةُ من الناس الجلوسُ عنده. دَنَس: الدنس: الوسخ، وقد دَنِس الثَّوْبُ إذا توسخ. أُدْنُهُ: أمرٌ بالدنو، وهو القرب، والهاء فيه هاء السكت، جيءَ بها لبيان الحركة.   (1) في نسخة: وكتبه. (2) في " صحيح مسلم ": إن لا تراه. (3) في " صحيح مسلم ": ربها. (4) في " سنن النسائي ": في طرف البساط. (5) في " سنن النسائي ": قال الإيمان بالله. (6) زيادة من " سنن النسائي ". (7) في " سنن النسائي "؛ المرأة. (8) البخاري في " الإيمان " باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، 1/106، 115، مسلم فيه: باب الإسلام والإيمان والإحسان رقم (9 و 10) ، وأبو داود في السنة - باب في القدر رقم (4698) ، والنسائي في الإيمان - باب صفة الإيمان والإسلام 8/101. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/426) ، قال: حدثنا إسماعيل، والبخاري (1/19) ، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، وفي (6/144) ، قال: ثني إسحاق عن جرير، ومسلم (1/30) ، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب معًا عن ابن علية، قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وثنا ابن نمير، ثنا محمد بن بشر، وابن ماجة (64، 4044) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن خزيمة [2244] قال: ثنا يعقوب الدورقي ثنا ابن علية. (ح) وثنا يوسف بن موس، قال: ثنا جرير. (ح) وثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا أبو أسامة. (ح) وثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، قال: أخبرنا محمد بن بشر. * أربعتهم عن أبي حيان التيمي، وتابعه عمارة عند مسلم (1/30) كلاهما عن أبي زرعة. - وحديث أبي ذر: عند البخاري في خلق أفعال العباد (25) ، وأبو داود [4698] ، والنسائي (8/101) ، من طريق جرير، عن أبي فروة الهمداني، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير. قلت: حديث أبي هريرة أقوى ما ورد في الباب. الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 4 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «بينما نحن جُلوسٌ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، إذ دخل (1) رجلٌ على جمل، ثم أناخَهُ في المسجد، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثم قال [لهم] (2) : أيُّكُمْ محمدٌ؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - مُتَّكِئٌ بين [ص: 218] ظَهْرانَيْهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيضُ المتَّكئُ، فقال له [الرجل] (3) : ابن عبد المطَّلب؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قد أجبتُك» . فقال الرَّجل [للنبي] (4) : إنِّي سائِلُك فمشدِّدٌ عليك في المسألة، فلا تجِدْ عَليَّ في نفسك، قال: «سلْ عمّا بدا لك» . فقال أسألك بربك وربِّ من قَبْلَكَ، آللهُ أرْسلك إلى الناس كلِّهم؟ قال: «اللهم نعم» . قال: أنشُدُك بالله: آللَّهُ أمرك أن تُصليَ الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: «اللَّهم نعم» . قال: أنشدُك بالله، آللَّهُ أمركَ أن تصوم هذا الشهر من السَّنَة؟ قال: [اللهم] (5) نعم» . قال: أنشدك بالله، آللَّهُ أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا، فتقْسِمها على فقرائنا؟. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهم نعم» . قال الرجل: آمنتُ بما جئتَ به، وأنا رسولُ مَنْ ورائي من قومي، أنا ضِمامُ بنُ ثَعْلبَة، أخو بني سعْد بن بكْرٍ. هذا لفظ البخاري. وأخرجه مسلم، وهذا لفظه، قال أنس - رضي الله عنه -: نُهينا في القرآن أن نسألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء، فكان يُعْجِبُنا أنْ يَجيءَ الرَّجُلُ من أهل البادية العاقلُ، فيسألَهُ ونحن نسمعُ، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمدُ، أتانا رسولُك، فزعم لنا أنك تزعُمُ أنَّ الله أرسلك، فقال: «صدَقَ» . [ص: 219] قال: فَمن خلق السماء؟ قال: «الله» . قال: فمن خلق الأرض؟ قال: «الله» . قال: فمن نَصَبَ هذه الجبالَ وجعل فيها ما جَعَلَ؟ قال: «الله» . قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض، ونصبَ هذه الجبال، آللَّهُ أرسلك؟ قال: «نَعَمْ» . قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا؟ قال: «صدق» . قال: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال: «نعم» . قال: وزعم رسولك أن علينا زكاةً في أموالنا؟ قال: «صَدَق» . قال: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال: «نعم» ، قال: وزعم رسولُك أن علينا صوم شهر رمضان في سَنتنا؟ قال: «صدق» . قال: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال: «نعم» ، قال: وزعم رسولك أنَّ علينا حَجَّ البيت من استطاع إليه سبيلاً؟ قال: «صدق» . قال: [فبالذي أرسلك. آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال: «نعم» . قال] (6) : ثم ولَّى، وقال: والذي بعثك بالحق لا أزيدُ عليهنَّ، ولا أنقُصُ منهن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لئن صدق ليدخلنَّ الجنة» . وأخرجه الترمذي مثل رواية مسلم. وأخرجه النسائي مثل رواية البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود منه طرفًا من أول رواية البخاري إلى قوله إنِّي سائِلك، ثم قال- وساق الحديث - ولم يَذْكُرْ لَفظهُ (7) . [ص: 220] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] متكئ: قال الخطابي: كل من استوى قاعدًا على وَطاءٍ (7) فهو متكئ، والعامة لا تعرف المتكئ، إلا من مال في قعوده معتمدًا على أحد شقيه. فلا تَجدُ: يقال: وَجدتُ عليه أَجد موجدة - إذا غضبتُ عليه، يقول له: إني سائِلكَ فلا تغضب من سؤالي. أَنشدك: يقال: نشدتُك بالله، ونَشَدْتُكَ اللهَ، أي سألتُك به، وأصله من النشيد، وهو رفع الصوت، فكأن معناه: طلبتُ إليك بالله برفع نشيدي: أي صوتي بطلبها.   (1) في البخاري: دخل. (2) زيادة من البخاري. (3) زيادة من البخاري. (4) زيادة من البخاري. (5) زيادة من البخاري. (6) ما بين المعقفين زيادة لم ترد في صحيح مسلم. (7) البخاري في العلم: باب القراءة والعرض على المحدث 1/139، 141، ومسلم في الإيمان - باب [ص: 220] السؤال عن أركان الإسلام رقم (12) ، والترمذي في الزكاة - باب ما جاء إذا أديت الزكاة رقم (614) ، والنسائي: في الصوم - باب وجوب الصيام 4/121، 124، وأبو داود في الصلاة - باب ما جاء في المشرك يدخل المسجد رقم (486) . (8) الوطاء: ما انخفض من الأرض بين النشاز والإشراف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أنس شريك بن عبد الله بن أبي نمر: أخرجه أحمد (3/168) قال: حدثنا حجاج. و «البخاري» (1/24) ، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، و «أبو داود» (486) ، وابن ماجة (1402) ، والنسائي (4/122) ، ثلاثتهم عن عيسى بن حماد المصري. وابن خزيمة (2358) ، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري، قال: حدثنا النضر بن عبد الجبار، ويحيى بن بُكَير. ستتهم (حجاج، وابن يوسف، وعيسى، وابن وهب، والنضر، وابنُ بُكير) عن الليث بن سعد، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن شريك، فذكره. - ورواه عن أنس ثابت البناني: أخرجه أحمد (3/143) ، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وفي (3/193) ، قال: حدثنا بهز وعفان، عبد بن حميد (1285) ، قال: حدثنا هاشم، والدارمي (656) ، قال: أخبرنا علي بن عبد الحميد، ومسلم (1/32) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا هاشم، وفيه (1/32) ، قال: حدثني عبد الله ابن هاشم العبديّ، قال: حدثنا بهز. والترمذي (619) ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن عبد الحميد، والنسائي (4/121) ، قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا أبو عامر اللعقديّ. خمستهم (هاشم، وبهز، وعفان، وعلي، والعقدي) عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 5 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: بعث بنو سعد بن بكر ضِمام ابن ثعلبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدِم إليه (1) ، فأناخ بعيره على باب المسجد، ثم عَقَله، ثُم دخلَ المسجد - فذكر نحوه - قال: فأيُّكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا ابنُ عبد المطلب» . فقال: يا ابن عبد المطلب ... وساق الحديث. [ص: 221] هكذا أخرجه أبو داود (2) ، ولم يذكر لفظ الحديث، وإنما أورده عقيب حديث أنس المذكور.   (1) في أبي داود: فقدم عليه. (2) في الصلاة - باب ما جاء في المشرك يدخل المسجد رقم (487) ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: رواه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - كريب مولاه: 1 - أخرجه أحمد (1/250) (2254) ، وفي (1/264) (2380) ، وفي (1/265) (2381) ، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن الوليد بن نويفع مولى آل الزبير. 2 - وأخرجه الدارمي (658) ، قال: أخبرنا محمد بن حميد، وأبو داود (784) ، قال: حدثنا محمد بن عَمرو. كلاهما - محمد بن حميد، ومحمد بن عمرو - قالا: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني سلمة بن كُهيل، ومحمد بن الوليد بن نُويفع. كلاهما - محمد بن الوليد، وسلمة بن كهيل- عن كُريب، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة. قلت: مداره على ابن إسحاق صاحب السيرة، وقد تكلم فيه من قِبل التدليس، وقد صرح بالسماع، وحديثه لا ينحط عن مَرتبة الحسن. الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 6 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه، جاءهم رجلٌ من أهل البادية، فقال: أيُّكم ابنُ عبد المطلب؟ فقالوا: هذا الأمْغَرُ المرتفِقُ - قال حمزة: الأمغَر: الأبيض المشوبُ بِحُمْرةٍ - قال: إنِّي سائِلُك، فَمشْتَدٌّ عليكَ في المسألَةِ، قال: «سلْ عمَّا بدا لك» ، قال: أنشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلكَ، ورب مَنْ بَعدَكَ: آللَّهُ أرسلكَ؟ قال: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قال: أنشُدُك به: اللَّهُ أمركَ أن تُصَلِّيَ خمسَ صلوات في كل يوم وليلة؟ قال: «اللَّهُمَّ نعم» . قال: فأنشُدُك به: آللَّهُ أمرك أن تأخُذَ من أموال أغنيائنا فَتَرُدَّهُ على فُقرائِنا؟ قال: «اللهم نعم» . قال: فأنشُدُكَ به، آللَّهُ أمرك أن تَصوم هذا الشهر من اثْنَيْ عشرَ شهْرًا؟ قال: «اللهم نعم» . قال: فأنشُدُكَ باللَّه، آللَّهُ أمرَك أن يَحُجّ هذا البيتَ مَن استطاع إليه سبيلاً؟ قال: «اللهم نعم» . قال: [فإني] (1) آمنتُ وصدَّقتُ، وأنا ضِمَامُ بنُ ثَعْلَبَةَ. أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الأمْغَرُ: قد جاء تفسيره في الحديث: أنه الأبيض المشربُ بالحمرة، [ص: 222] وفي كُتب الغريب: هو الأحمر، مأخوذٌ من المغرةِ، وقال الأزهري: أراد بالأمغر: الأبيض، كما أَراد في موضع آخر بالأحمر: الأبيض، بدليل قوله العرب: امرأةٌ حمراءُ، يَعْنونَ: بيضاء، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها -: «يا حُمَيْرَاءُ» (3) والكل متقارب. المرتَفِق: المتكئ على مرفقه.   (1) زيادة من النسائي. (2) في الصوم: باب وجوب الصيام 4/124، وإسناده قوي. (3) في حديث عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم، دعاها والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد في يوم عيد، فقال لها: " يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم؟ "، أخرجه النسائي في عشرة النساء 1/75، وذكره الحافظ في الفتح 2/355 وقال: إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا، ونقل الزركشي في " المعتبر " 19/20، عن شيخه الحافظ ابن كثير أن شيخه الحافظ أبا الحجاج المزي، كان يقول: " كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل، إلا حديث في الصوم في " سنن النسائي ". قلت: وحديث آخر في النسائي: دخل الحبشة يلعبون فقال لي: يا حميراء أتحبين، أن تنظري إليهم؟ " وإسناده صحيح. ونقول: ولم يحالف العلامة ابن القيم الصواب في قوله في: " المنار " ص 34، " وكل حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (4/124) ، قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عمارة حمزة بن الحارث بن عمير، قال: سمعت أبي يذكر، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - فذكره. قلت: وعزاه الحافظ في الإصابة (5/193، 194) [4173] للبغوي من طريق عبيد الله بن عمر، وإسناده صحيح. الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 7 - (خ م ط د س) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من أهل نجد، ثائر الرأس، نَسْمَعُ دَوِيَّ صوته، ولا نَفْقَهُ ما يقولُ، حتى دَنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو يَسْألُ عن الإسلام؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَمْسُ صلوات في اليوم واللَّيلة» . فقال: هل عليَّ غيرهن؟ قال: «لا، إلا أن تطَّوَّع» . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وصيامُ رمضانَ» . فقال: هلْ عليَّ غيرُه؟ قال: «لا، إلا أنْ تطوّع» . قال: وذكر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاةَ، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: «لا، إلا [ص: 223] أنْ تطوع» . قال: فأدبَرَ الرجلُ، وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقصُ منه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفْلَحَ إنْ صَدق، أوْ دَخَلَ الجنَّةَ إن صدق» . أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» وأبو داود والنسائيّ (1) . إلا أن أبا داود والنسائي قالا: «الصدقة» عوضَ «الزكاة» . وقال أبو داود: «أفلح وأبيه إنْ صَدَق» . وأخرجه النسائي أيضًا من رواية أخرى: «أنَّ أعرابيّا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخْبِرْني ماذا فَرضَ اللهُ من الصلاة؟» قال: «الصلوات الخمس، إلا أنْ تطوّع، قال: أخبرني: ماذا فَرضَ الله عليَّ من الصوم؟» فذكرَ الحديث كما سبق. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الثائر الرأس: الشعث الشعر، البعيد العهد بالغسل والتسريح والدَّهن. الدوي (2) : كصوت النحل وغيره. نفقه: الفقه: الفهم والعلم، أي: لا يفهم كلامه. [ص: 224] أفلح وأبيه: كلمة جارية على ألسن العرب، تستعملها كثيرًا في خطابها، وتريد بها: التأكيد، وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحلف الرجل بأبيه. فيحتمل أن يكون هذا القول منه قبل النهي، ويحتمل أن يكون جرى منه على عادة الكلام الجاري على الألسن، وهو لا يُقْصَد به القسم، كاليمين المعفوِّ عنها من قبيل اللغو، أو أنه أراد به التوكيد، لا اليمين، فإن هذه اللفظةَ تجري في كلام العرب على ضربين: للتعظيم، وللتأكيد، والتعظيمُ هو المنهيُّ عنه، وأمَّا التوكيد فلا، كقوله: لَعَمْرُ أَبي الوَاشِينَ لا عَمرُ غَيْرِهِمْ ... لَقَدْ كَلَّفَتْني خِطَّةً لا أُرِيدُهَا فهذا توكيد؛ لأنه لا يَقصدُ أَنْ يُقسِم بأبي الواشِينَ، وهذا في كلامهم كثير.   (1) البخاري في الإيمان: باب الزكاة من الإسلام 1/97، 99، ومسلم فيه: باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام، رقم 11، و " الموطأ " في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الترغيب في الصلاة 1/175، وأبو داود في الصلاة في الباب الأول رقم 391، والنسائي في الصيام: باب وجوب الصيام 4/121. (2) قوله سمع دوي صوته بفتح الدال، وجاء عندنا في البخاري بضم الدال، والأول أصوب، وهو شدة الصوت، وبعده في الهواء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن طلحة بن عبيد الله مالك بن أبي عامر: 1 - أخرجه مالك في الموطأ (126) ، وأحمد (1/162) (1390) ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري (1/18، 3/235) ، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، ومسلم (1/31) ، قال: حدثنا قُتيبة ابن سعيد بن جَميل بن طَريف بن عبد الله الثقفي، وأبو داود (391) ، قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، والنسائي (1/226) ، وفي الكبرى (311) ، قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، وفي (8/118) ، قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن القاسم خمستهم (عبد الرحمن بن مهدي، وإسماعيل بن عَبد الله، وقُتيبة، وعَبد الله بن مَسْلمة، وعبد الرحمن بن القاسم) عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه الدارمي (1586) ، قال: أخبرنا يحيى بن حسان، والبخاري (3/30) ، (9/29) ، قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، ومسلم (1/32) ، قال: حدثني يحيى بن أيوب، وقُتيبة بن سعيد، وأبو داود (392) ، (3252) ، قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي. والنسائي (4/120) ، قال: أخبرنا علي بن حُجر، وابن خُزيمة (306) ، قال: حدثنا علي بن حُجر. خمستهم - يحيى بن حسان، وقُتيبة بن سعيد، ويحيى بن أيوب، وسليمان بن داود، وعلي بن حُجر - عن إسماعيل بن جعفر. كلاهما - مالك، وإسماعيل بن جعفر - عن أبي سُهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، عن أبيه، فذكره. قلت: ولفظة: «أفلح وأبيه» لم يخرجها إلا أبو داود، وظني أنها شاذة، والله أعلم. الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 8 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أتَتْه امرأةٌ تَسأله عن نبيذ الجرِّ، فقال: إنَّ وَفْدَ عبد القيس أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنِ الوفدُ؟ - أو مَنِ القومُ -؟» قالوا: ربيعةُ، قال: «مَرْحبًا بالقوم، أو بالوفد، غيرَ خَزايا، ولا ندامَى» . قال: فقالوا: يا رسول الله، إنا نأتيك من شقة بعيدة، وإن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، وإنا لا نستطيع أن نأتيَك إلا في الشهر الحرام، فمُرْنا بأمرٍ فصلٍ، نُخبر به مَنْ وراءنا، وندخُلُ به الجنة، قال: فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، قال: أمرَهم بالإيمان بالله وحدَهُ، قال: «هل تدرون ما الإيمانُ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال [ص: 225] : «شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وصومُ رمضان، وأن تُؤدّوا خُمْسًا من المغنم» ، ونهاهم عن الدُّبَّاءِ والحنْتَم، والمزفَّت، النَّقير - قال شعبة: وربما قال: الْمُقَيَّر - وقال: «احفظوه» وأخبِروا به مَنْ ورَاءَكم» . وفي رواية نحوه، قال: «أنهاكم عما يُنْبَذ في الدُّبَّاءِ والنَّقير والحنتم والمزفّت» . وزاد في رواية قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأشجّ - أشجِّ عبد القيس: «إنَّ فيك خَصلتَيْن يُحبُّهما الله تعالى: الحلمُ والأناة» . وفي أخرى «شهادةُ أن لا إله إلا الله» وعقد بيدِهِ واحدةً. هذا لفظ البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي بعضه، وهذا لفظه: قال: لما قدم وفدُ عبد القيس على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إنَّا هذا الحيَّ مِن ربيعة، ولسنا نصلُ إليك إلا في الشهر الحرام، فمُرنا بشيء نأخذه عنك، وندْعو إليه مَنْ وراءَنا، قال: «آمركم بأربع: الإيمان بالله (ثم فسرها لهم بـ:) شهادة أن لا إله إلا الله، وأنِّي رسولُ الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تُؤَدُّوا خُمْسَ ما غنِمتم» . وأخرجه النسائي وأبو داود بطوله. وأول حديثهما: لمَّا قدم وفدُ عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: [ص: 226] يا رسول الله، إنَّا هذا الحيَّ من ربيعة، وقد حال بيننا وبينك كُفَّار مُضَر، وليس نَخلُصُ إليك إلا في شهر حرامٍ، فمُرنا بشيء نَأخُذُ به، ونَدْعو مَن وراءنا. وذكر الحديث مثل البخاري ومسلم. وفي أخرى لأبي داود «النَّقير والمقيَّر» ولم يذكر «المزفت» . وفي أخرى له مختصرًا مثل الترمذي، إلا أن أولَها: إن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمرهم بالإيمان بالله. قال: «أتدرونَ ما الإيمانُ بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «شهادة أن لا إله إلا الله ... » وذكر الحديث، وقال في آخره: «وأن تعطوا الخمس من المغنم (1) » . [ص: 227] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الجَرّ: والجِرار، جمع جرة، وهو من الخَزَف، معروف، وقيل: هو ما كان منه مَدْهونًا. خزايا: جمع خَزيان، من الخزاية، وهي الاستحياء، وكذلك ندامى جمع ندمان، وهو فَعلان من الندم، وهذا البناء من أبنية المبالغة. شُقّة: يقال: بيني وبينك شُقّةٌ بعيدة، أي: مسافة بعيدة، والشقة: السفر البعيد. فصل: أمر فَصلٌ: أي: فاصل قاطع، لا رجعة فيه، ولا مردَّ له. الدُّبَّاء: القرعُ، واحدها: دُبَّاءة. الحَنتم: جرارٌ خُضْرٌ كانوا يخزنون فيها الخمرَ. النقير: أَصلُ خشبةٍ تُنْقَرُ، وقيل: أصل نخلة. المُزَفَّتُ: الوِعاء المطلي بالزِّفتِ من داخل، وكذلك المقيّر، وهذه الأوعية تُسرعُ بالشِّدَّة في الشَّراب، وتُحدث فيه القوة المسكرة عاجلاً. وتحريم الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإسلام، ثم نُسخَ وهو المذهب. [ص: 228] وقال بعضهم: التحريم باقٍ، وإليه ذهب مالك، وأحمد بن حنبل.   (1) البخاري في الإيمان: باب أداء الخمس 1/120 - 125، وهو عنده أيضاً في العلم: باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان، وفي مواقيت الصلاة: باب قوله تعالى: {منيبين إليه واتقوه} ، وفي الزكاة: باب وجوب الزكاة، وفي الجهاد: باب أداء الخمس من الدين، وفي الأنبياء: باب نسبة اليمن إلى إسماعيل، وفي المغازي: باب وفد عبد القيس، وفي الأدب: باب قول الرجل: مرحباً، وفي خبر الواحد: باب وصاة النبي صلى الله عليه وسلم وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} ، وأخرجه مسلم في الإيمان: باب الأمر بالإيمان بالله تعالى، رقم 17، وأبو داود في الأشربة: باب في الأوعية، رقم (3692) ، والترمذي في الإيمان: باب ما جاء في إضافة الفرائض إلى الإيمان، رقم (1741) ، والنسائي في الإيمان: باب أداء الخمس 8/120. وأخرج البخاري في " الأدب المفرد " 2/42، من حديث الأشج، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " إن فيك لخلقين يحبهما الله " قلت: وما هما يا رسول الله؟ قال: " الحلم والحياء " قلت: قديماً كان أو حديثاً؟ قال: " قديماً " قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين أحبهما الله. [ص: 227] ورجاله ثقات، وله شواهد تقويه من حديث مزيدة العبدي، والزارع، ونافع العبدي، وأبي سعيد الخدري، انظرها في " مجمع الزوائد " 9/388 - 390، وابن ماجة رقم (4187) ، و " الأدب المفرد " 2/45. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن ابن عباس أبو جمرة، ومن طريقه: 1 - أخرجه أحمد (1/228) (2020) ، قال: حدثنا يحيى. (ح) وابن جعفر، والبخاري (1/20) ، (9/111) ، قال: حدثنا علي بن الجعد. وفي (1/32) ، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُندَر. وفي (9/111) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا النضر، ومسلم (1/35) ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قال أبو بكر: حدثنا غُندر، وقال الآخران: حدثنا محمد بن جعفر، وأبو داود (4677) ، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثني يحيى بن سعيد، والنسائي في الكبرى (316) ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، وفي الكبرى أيضًا تحفة الأشراف (6524) عن بُندار، عن محمد بن جعفر، وابن خزيمة (307) ، قال: حدثنا محمد بن بشار بُندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. خمستهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وعلي بن الجعد، والنضر، وخالد) عن شُعبة. 2 - وأخرجه أحمد (1/333) (3086) ، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمر. 3- وأخرجه البخاري (1/139) ، قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، ومسلم (1/35) ، (6/94) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (3692) ، قال: حدثنا مُسَدَّد، والترمذي (1599) ، (2611) قال: حدثنا قتيبة، والنسائي (8/120) ، قال: أخبرنا قتيبة، وابن خزيمة (2246) ، قال: حدثنا أحمد بن عبدة. أربعتهم - قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، ومسدد، وأحمد بن عبدة- عن عباد المهلبي. 4 - وأخرجه البخاري (2/131) ، قال: حدثنا حجاج، وفي (4/98) قال: حدثنا أبو النعمان. وفي (4/220) ، قال: حدثنا مسدد. وفي (5/213) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومسلم (1/35) ، (6/94) ، قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو داود (3692) ، قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد. والترمذي (1599) (2611) ، قال: حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (2245) ، قال: حدثنا أحمد بن عَبْدة. سبعتهم - حجاج، ومسدد، وسليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد، وخلف بن هشام، وقتيبة، وأحمد ابن عبدة - عن حماد بن زيد. 5 - وأخرجه البخاري (5/213) ، قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا أبو عامر العَقَدي، وفي (9/197) ، قال: حدثنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم، ومسلم (1/36) ، قال: حدثني عُبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجَهْضَمِيّ، قال: أخبرني أبي، والنسائي (8/322) ، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو عتّاب - وهو سهل بن حماد-، وابن خزيمة (307) ، (1879) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر. خمستهم - أبو عامر، وأبو عاصم، ومعاذ، ونصر بن علي، وأبو عتاب- عن قُرة بن خالد. 6 - وأخرجه البخاري (8/50) قال: حدثنا عمران بن مَيْسَرة، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أبو التيّاح. ستتهم - شُعبة، ومَعْمر، وعباد بن عباد، وحماد بن زيد، وقُرة بن خالد، وأبو التياح- عن أبي جَمْرة، فذكره. * رواية معمر مختصرة على: «نَهَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن الدُّبَّاءِ والنَّقيرِ والمُزَفَّتِ والحَنْتَمِ» . * والروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة. - ورواه عن ابن عباس: ابن المسيب، وعكرمة، من طريقهما: أخرجه أحمد (1/361) (3406) قال: ثنا بهز، وفي (1/361) عن عفان، وأبو داود [3694] قال: ثنا مسلم بن إبراهيم كلاهم عن: أبان العطار عن قتادة عن ابن المسيب، وعكرمة. قلت: وقتادة هو ابن دعامة السدوسي مدلس وقد عنعنه، وبإعراض الشيخان عنه برغم كونه من رواية «ابن المسيب وعكرمة» يجعل في القلب ريبة، والله أعلم. الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 9 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمِنُ عبدٌ حتَّى يؤمِنَ بأربَع: يشهدُ أن لا إله إلا الله، وأني محمدٌ رسولُ الله، بَعَثَني بالحق، ويؤمِن بالموت، ويؤمن بالبعث بعد الموتِ، ويؤمن بالقدر» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) في القدر: باب ما جاء أن الإيمان بالقدر خيره وشره، رقم (2232) ، وسنده صحيح، ورواه أيضاً أحمد، وابن ماجة، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: رواه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ربعي بن حراش: أخرجه أحمد (1/97) (758) ، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وابن ماجة (81) ، قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: حدثنا شريك. والترمذي (2145) ، قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. كلاهما - شعبة، وشريك - عن منصور، عن ربعي بن حراش، فذكره. * أخرجه أحمد (1/133) (1112) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، وعبد بن حميد (75) قال: حدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان، والترمذي (2145) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا النضر بن شُميل، عن شعبة. كلاهما عن منصور، عن ربعي عن رجل، عن علي - رضي الله عنه -. قلت: قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي داود عن شعبة - يعني غير الزيادة في السند بذكر المبهم - عندي أصح من حديث أبي النضر وهكذا روى غير واحد عن منصور عن ربعي عن علي. الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 10 - (ط) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود - رضي الله عنه - قال: إنَّ رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجاريةٍ له سوداء، فقال: يا رسول الله، [إن] (1) عليّ رقَبةً مُؤمنَةً، أفأعتقُ هذه (2) ؟ فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتشهدين أن لا إله إلا الله» ؟ قالتْ: نعم، قال: «أتشهدين أنَّ محمَّدًا رسولُ الله» ؟ قالت: نعم. قال: «أتؤمنين (3) بالبعث بعد الموت؟» قالت: نعم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اعْتِقْها» أخرجه «الموطأ» (4) .   (1) زيادة من " الموطأ ". (2) في " الموطأ ": " بدل أفأعتق هذه؟ " فإن كنت تراها مؤمنة أعتقها. (3) في " الموطأ ": أتوقنين. (4) في " العتق والولاء ": باب ما يجوز من العتق في الرقبة الواجبة 2/771، مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: رواه مالك في الموطأ [1551] عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. قلت: كذا رواية الإمام مالك عن ابن شهاب الزهري، ورواه معمر عن الزهري عن عبيد الله عن رجل من الأنصار، وهذا موصول، ورواه الحسين بن الوليد عن مالك، عن ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي هريرة فذكر الحديث. قاله الزرقاني في شرحه (4/107) . قلت: الحسين لم يجوّد الخبر عن مالك، وتابع المسعودي ابن شهاب إلا أنه خالفه فقال: عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله عن أبي هريرة، والمسعودي مختلط لكن تابعه عامر بن مسعود عند البيهقي في الكبرى (7/388) . الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 11 - (د س) الشريدُ بن سويد الثقفي - رضي الله عنه - قال: إنَّ أمَّه أوْصتهُ أن يعتق عنها رقَبَةً مُؤمنةً، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: [ص: 229] يا رسول الله، إنَّ أمِّي أوصَتْ أن أعتقَ عنها رقَبةً مؤمنةً، وعندي جاريةٌ سوداءُ نُوبِيَّةٌ، أفأعْتِقُها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ادْعُ بها» . فَدَعوتُها، فجاءَتْ، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من ربُّكِ» ؟ قالت: اللهُ، قال: «فَمَنْ أنا» ؟ قالت: رسولُ الله، قال: «أعتِقْها، فإنَّها مؤمنة» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) أبو داود في " الأيمان والنذور ": باب في الرقبة المؤمنة، رقم (3283) ، والنسائي في " الوصايا " باب فضل الصدقة عن الميت 6/252 وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/222) ، (388) ، قال: حدثنا عبد الصمد، وفي (4/389) قال: حدثنا مهنأ بن عبد الحميد. والدارمي (2353) ، قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، وأبو داود (3283) ، قال: حدثنا مُوسى بن إسماعيل. والنسائي (6/252) ، قال: أخبرنا موسى بن سعيد، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. أربعتهم - عبد الصمد، ومهنأ بن عبد الحميد، وأبو الوليد الطيالسي، هشام بن عبد الملك، وموسى بن إسماعيل- قالوا: حدثنا حماد - هو ابن سلمة - قال: حدثنا محمد بن عَمْرو، عن أبي سلمة، فذكره. قلت: حماد بن سلمة صاحب أوهام، وهو قوي في ثابت البناني اعتمده مسلم في الصحيح، وأخرج له في الشواهد من غير ثابت، وإسناد الحديث حسن. الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 12 - (م ط د س) معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال: أتيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إنَّ جاريةً كانت لي (1) ، تَرعى غَنَمًا لي، فجِئْتُها، وقد فقدتُ شاةً من الغنم، فسألتُها عنها؟ فقالت: أكلها الذئب. فأسِفْتُ عليها، وكنتُ من بني آدم، فَلَطَمْتُ وجْهها، وعليَّ رَقَبَةٌ، أفأعْتِقُها؟ فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أين الله» فقالت: في السماء، فقال: «من أنا؟» فقالت: أنت رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعْتِقها» . هذا لفظ «الموطأ» . وقد أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي، في حديث طويل يتضمن ذكر الصلاة، وهو مذكور في كتاب الصلاة، من حرف الصاد، وزاد في آخره «فإنها مؤمنة» . [ص: 230] وأخرجه أبو داود أيضًا مختصرًا، وأول حديثه، قال: قلت: يا رسول الله، جارية لي صَكَكْتُها صكَّةً، فعظَّم ذلك عليّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: أفلا أعتقُها؟ ... وذكر الحديث (2) . وكلهم أخرجوه عن مُعَاوية بن الحكم السُّلَمي، إلا مالكًا، فإنه أخرجه عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عُمر بن الحكم. قال بعض العلماء: هكذا قال مالك «عُمر بن الحَكَم» ولم تختلف الرواة عنه في ذلك، وهو وَهْمٌ عند جميع أهل العلم، وليس في الصَّحابة مَن يقال له: عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم. كذلك قال فيه كل من روَى هذا الحديث عن هلال وغيره. وأما «عمر بن الحكم» فهو من التابعين، وهو عمر بن الحكم بن أبي الحكم، من بني عمرو بن عامر، وقيل: هو حَليفٌ لهم، وكان من ساكني المدينة، وتُوفِّي سَبْعَ عشرَة ومائةٍ. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فأَسفتُ: أَسِفَ الرجلُ يَأسَفُ أسفًا، فهو آسف: إذا غضب. رَقَبة: الرقبة في الأصل: العنق، جُعِل عبارة عن ذات الإنسان [ص: 231] الرقيق، ذكرًا كان أو أنثى. صككتها: الصَّكُّ: الضربُ، أراد أنه لطمها، وقد جاء في بعض الروايات: «فَلَطَمْتُها» .   (1) لفظ الموطأ: إن جارية لي كانت. (2) مسلم في " المساجد "، باب تحريم الكلام في الصلاة رقم (537) ، ومالك في " العتق والولاء "، باب ما يجوز من العتق في الرقبة الواجبة 2/776، 777، وأبو داود في " الأيمان والنذور " باب في الرقبة المؤمنة رقم 3282، والنسائي في " الصلاة " باب الكلام في الصلاة 3/14 - 18. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/447) ، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثني الحجاج بن أبي عثمان، وفي (5/448) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، وفي (5/448) ، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان ابن يزيد العطار، وفي (5/448) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن حجاج الصواف، والدارمي (1510) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، وفي (1511) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا ابن عُلَيَّة، ويحيى بن سعيد، عن حجاج الصواف، والبخاري في خلق أفعال العباد (26) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا أبو حفص التنيسي، قال: حدثنا الأوزاعي، وفي جزء القراءة خلف الإمام (69) ، قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبان، وفي (70) ، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن الحجاج، ومسلم (2/70، 71، 7/35) ، قال: حدثنا أبو جعفر، محمد بن الصباح، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج الصواف. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأوزاعي. وأبو داود (930، 3282، 3909) ، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيي، عن الحجاج الصواف، وفي (930) ، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج الصواف، والنسائي (3/14) ، وفي الكبرى (471، 1050) ، قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11378) عن عَمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن الحجاج الصواف. أربعتهم - الحجاج بن أبي عثمان الصواف، وهمام وأبان بن يزيد، والأوزاعي- عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، فذكره. * وأخرجه مالك في الموطأ (485) ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف (8/11378) ، عن قتيبة. (ح) وعن الحارث بن مسكين عن عبد الرحمن بن القاسم كلاهما عن مالك عن هلال بن أسامة، عن عطاء ابن يسار، عن عمر بن الحكم فذكره. كذا يقول مالك: عمر بن الحكم، وفي رواية يحيى بن أبي كثير: معاوية بن الحكم. الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 13 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: إن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بجارية سوداءَ، فقال: يا رسول الله، إنَّ عليّ رقَبةً مؤمنةً، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيْنَ اللَّه» ؟ فأشارتْ إلى السَّماء بإصبعها، فقال لها: «فمن أنا» ؟ فأشارت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى السماء - تعني: أنت رسول الله - فقال: «أعْتِقْها، فإنها مؤمنة» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فإنها مؤمنة: قال الخطابي: إنما حكم بأنها مؤمنة بهذا القدر من قولها، وهو أنه لما سألها: أين الله؟ قالت: في السماء، وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان، دون الإقرار بالشهادتين، والتبرؤ من سائر الأديان؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - رأى منها أمارة الإسلام، وأنها في دار الإسلام، وبين المسلمين، وتحت رقِّ المسلم، وهذا القدر يكفي عَلمًا لذلك. ألا ترى أنا إذا رأينا رجلاً وامرأة مقيمين في بيت، فسألناه عنها، فقال: هي زوجتي، وصدَّقته على ذلك، فإننا نقبل قولهما، ولا نكشف عن أمرهما [ص: 232] ولا نطلب منهما شرائطَ العقد، فإذا جاءنا رجل وامرأة أجنبيان، يريدان ابتداءَ عقد النكاح، فإننا نطالبهما بشروط النكاح، من إحضار الولي، والشهود، وغير ذلك، وكذلك الكافر إذا عُرض عليه الإسلام، لم نقتصر منه على قوله: إني مُسلم، حتى يَصفَ الإسلام بكماله وشرائطه. وإذا جاءنا من يُجهَلُ حالُهُ في الكفر والإيمان، فقال: إني مسلم، قبلناه، فإذا كان عليه أَمَارَةُ الإسلام - من هيئةٍ وإشارَةٍ ودارٍ - كان قَبول قوله أولى، بل يُحكم عليه بالإسلام، وإن لم يقل شيئًا.   (1) في " الأيمان والنذور " باب في الرقبة المؤمنة رقم 3284، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد رمي بالاختلاط، لكن يشهد له حديث معاوية بن الحكم السابق فيتقوى به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف. أخرجه أبو داود [3284] قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: حدثنا يزيد ابن هارون، قال: أخبرني المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن عبد الله بن عتبة، فذكره. وأحمد (2/291) عن يزيد بن هارون، عن المسعودي به. قلت: تقدم الإشارة إليه في الحديث رقم [10] ، والمسعودي مختلط، وعندي المحفوظ كونه مرسلاً عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، كما تقدم تحقيق ذلك. الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 14 - (م ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا وبمحمَّدٍ رَسُولاً» .. أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) مسلم في " الإيمان "، باب الدليل على أن من رضي بالله رباً ... رقم (34) ، والترمذي فيه: باب ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، رقم (2758) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/208) (1778) ، قال: حدثنا محمد بن إدريس - يعني الشافعي- قال: حدثنا عبد العزيز ابن محمد، وفي (1/208) (1779) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث بن سعد، ومسلم (1/46) ، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي، وبشر بن الحكم، قالا: حدثنا عبد العزيز، وهو ابن محمد الدَّرَاوَرْدي، و «الترمذي» (2623) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا الليث. كلاهما - عبد العزيز، والليث- عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 15 - (د) عبد الله بن معاوية الغاضري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثٌ من فَعلهنَّ فقد طَعم طَعْم الإيمان: مَن عَبد الله وحدَهُ، وعَلمَ أنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاةَ ماله طيِّبَةً بها نفسُه رافِدَةً عليه كلَّ عامٍ، ولم يُعطِ الهَرِمَة، ولا الدَّرِنَةَ ولا المريضة، ولا الشَّرَطَ اللئيمة، ولكن من وسط أموالكم، فإن الله لم يسألكم خيره. ولم يأمركم بشرِّه» . [ص: 233] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] رافدة عليه: الرافدة: الفاعلة من الرِّفد، وهي العطاء والإعانة، أي: مُعينة له على أداء الزكاة، غير مُحدَّثة نفسه بمنعها، فهي تَرْفُدُه وتُعينُهُ. الهرمة: المسنَّة، الكبيرة السنّ من كلِّ حيوان. الدَّرنة: أراد بها: الرديئة، فجعل الرَّداءة دَرنًا، والدَّرَنُ: الوسخ. الشَرَط: الرذيلة من المال، كالصغيرة، والمسنة، والعجفاء، ونحو ذلك. اللئيمة: أَرْدَأ المال وأرذله.   (1) في الزكاة رقم (1582) باب في زكاة السائمة، وهو منقطع، قال الحافظ في " التلخيص " 1/55: ورواه الطبراني، وجود إسناده، وسياقه أتم سنداً ومتناً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (1582) ، قال: وقرأت في كتاب عبد الله بن سالم بحمص-عند آل عمرو ابن الحارث الحمصي - عن زبيد، قال: أخبرني يحيى بن جابر، عن جبير بن نفير، عن عبد الله بن معاوية، فذكره. قال الحافظ الزيلعي: ولم يصل أبو داود به سنده، ووصله الطبراني، والبزار، وقد ذكرناه في أحاديث الأصول. نصب الراية (2/428) بتحقيقي. جوَّد الحافظ إسناده من رواية الطبراني، تلخيص الحبير (1/55) ، ومشاه الحافظ المنذري في الترغيب [1125/بتحقيقي] ، وصححه الشيخ الألباني. الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 16 - (س) بهز بن حكيم - رضي الله عنه - عن أبيه عن جده قال: قلتُ: يا نبي الله، ما أتيتُك حتى حلفت أكثر من عددهنَّ - لأصابع يديه -: أن لا آتيك، ولا أتي دِينك، وإني كنتُ امرءًا لا أعْقِل شيئًا، إلا ما عَلَّمني اللهُ ورسولُهُ، وإني سألتُك بوجه الله، بم بَعثك الله إلينا؟ قال: «بالإسلام» قال: وما آياتُ الإسلام؟ قال: «أن تقول: أسلمت وجهي لله، وتخلَّيت، وتُقيمَ الصلاة، وتُؤتي الزكاة» . زاد في أخرى «كلُّ مُسلمٍ على مُسلِمٍ مُحرمٌ، أخوان نَصيران، لا يُقبَلُ عن مُشرِكٍ بعدَ ما أسلَمَ عملٌ، أو يُفارق المشركين إلى المسلمين» . أخرجه [ص: 234] النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تَخلَّيتُ: تبرأت من الشرك، وانقطعت عنه. كُلُّ مسلم على مسلم محرم: يقال: أحرم الرجل: إذا اعتصمَ بحرمةٍ تمنع عنه، ويقال: إنه لمحرمٌ عنك: أي يحرم أذاك عليه، ويقال: مسلم محرم، وهو الذي لم يُخَلِّ من نفسه شيئًا يوقِعُ به، يريد: أن المسلم معتصم بالإسلام، ممتنع بحرمته ممن أراده، أو أراد ماله. أخوان نصيران: أي هما أخوان نصيران، أي: يتناصران ويتعاضدان، والنصير: فعيل بمعنى فاعل، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول.   (1) حديث حسن والرواية الأولى أخرجها النسائي في " سننه " 5/4، كتاب الزكاة: باب وجوب الزكاة والثانية في الزكاة أيضاً: باب من سأل بوجه الله عز وجل 5/82، 83 وأخرج بعضه ابن ماجه رقم (2536) ، كتاب " الحدود " باب المرتد عن دينه بلفظ " لا يقبل الله من مشرك أشرك بعد ما أسلم عملاً حتى يفارق المشركين إلى المسلمين ". وأخرجه ابن حبان في " صحيحه " رقم (28) موارد من حديث حماد بن سلمة عن أبي قزعة عن حكيم بن معاوية عن أبيه أنه قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما أتيتك حتى حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك فما الذي بعثك به؟ قال: " الإسلام " قال: وما الإسلام؟ قال: " أن تسلم قلبك لله، وأن توجه وجهك لله، وأن تصلي الصلوات المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، أخوان نصيران (ووقع في الموارد بصيران وهو تصحيف) لا تقبل من عبد توبة أشرك بعد إسلامه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/446) ، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: حدثني شبل بن عباد، (ح) وابن أبي بكير، يعني يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شبل بن عباد، قال: سمعت أبا قزعة، وفي (5/3) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا أبو قزعة الباهلي. وفي (5/4) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن بهز. وفي (5/4) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا بهز بن حكيم. والنسائي (5/4) (82) ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت بهز بن حكيم. وفي الكبرى - تحفة الأشراف- (8/11397) ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي بكير، عن شبل بن عباد، عن أبي قزعة. كلاهما - أبو قزعة، وبهز بن حكيم) عن حكيم بن معاوية، عن أبيه معاوية بن حيدة. قلت: مداره «بهز» وحديثه حسن، وقارنه أبو قزعة الباهلي. الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 17 - (م) سفيان بن عبد الله الثقفي - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحدًا بعدك، قال: [ص: 235] «قل: آمَنْتُ بالله، ثم استقم» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (38) في الإيمان، باب جامع أوصاف الإسلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عروة عن سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه -: أخرجه أحمد (3/413) ، قال: ثنا وكيع، وأبو معاوية، ومسلم (1/47) ، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قالا: ثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم جميعًا عن جرير. (ح) وحدثنا أبو كريب قال: ثنا أبو أسامة، كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه. - ورواه عبد الله بن سفيان عن أبيه: أخرجه أحمد (3/413) ، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، وفي (4/384) ، قال: ثنا هشيم، والدارمي (2713) ، قال: أخبرنا سعيد بن الربيع، قال: ثنا شعبة، والنسائي في الكبرى - التحفة (4478) عن بندار، عن غندر، عن شعبة. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل، عن شعبة كلاهما عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله ابن سفيان عن أبيه. الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 18 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صلَّى صلاتَنا، واستقبل قبلَتنا، وأكل ذبيحتنا فهو المسلم» .أخرجه النسائي (1) .   (1) في الإيمان - باب صفة الإسلام، 8/105 ولفظه في آخره عنده " فذلكم المسلم ". وأخرجه البخاري في الصلاة: باب فضل استقبال القبلة 1/417 بلفظ: " من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته " وانظر الحديث رقم (38) من هذا الكتاب. قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث تعظيم شأن القبلة، وذكر الاستقبال بعد الصلاة للتنويه به، وإلا فهو داخل في الصلاة، لكونه شرطاً من شروطها، وفيه أن أمور الناس محمولة على الظاهر، فمن أظهر شعار الدين أجريت عليه أحكام أهله ما لم يظهر منه خلاف ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه البخاري (1/496) - الفتح - عن عمرو بن العباس، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن منصور بن سعد، عن ميمون بن سياه عن أنس. والنسائي عن حفص بن عمرو، عن عبد الرحمن بن مهدي «به» . الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 الفصل الثاني: في المجاز 19 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الإيمان بضع وسبعون شُعبة» . وفي رواية «بضْعٌ وستونَ (1) ، والحياءُ شُعْبَةٌ من الإيمان» . زاد في رواية: «وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى [ص: 236] عن الطريق» . أخرجوه، إلا «الموطأ» . وأسقط الترمذي من روايته «والحياءُ شُعْبَةٌ من الإيمان» . وعنده في أخرى «الإيمان أربعة وستُّون بابًا» . وعند النسائي في رواية أخرى «الحياءُ شعبة من الإيمان» مختصرًا (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بِضع: البِضعُ: القطعة من الشيء، وهو في العدد ما بين الثلاث إلى التسع؛ لأنه قطعة من العدد. الحياء من الإيمان: جعل الحياء - وهو غريزةٌ - من الإيمان - وهو اكتسابٌ -؛ لأن المستحيي ينقطع باستحيائه عن المعاصي، وإن لم يكن له تَقيَّةٌ، فصار كالإيمان الذي يقطع بينها وبينه، وإنما جعله بَعْضًا من الإيمان؛ لأن الإيمان بمجموعه ينقسم إلى ائتمار بما أمر الله به، وانتهاءٍ عما نهى الله عنه، فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعضه. [ص: 237] الشُّعبة: الطائفة من كل شيء، والقِطْعَةُ منه. إماطة الأذى: أماط الشيء: إذا أزاله عنه، وأَذْهَبَهُ، والأذى في هذا الحديث، نحو الشَّوك والحجر وما أَشبَهَهُ.   (1) هي للبخاري. (2) البخاري في الإيمان: باب أمور الإيمان 1/48، 49، بلفظ " الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان " ومسلم فيه: باب بيان عدد شعب الإيمان رقم (35) وأبو داود في السنة: باب في رد الارجاء رقم (4676) ، والترمذي في الإيمان، والنسائي فيه: باب ذكر شعب الإيمان 8/110، وأخرجه ابن ماجة في المقدمة رقم 57 بلفظ " الإيمان بضع وستون أو سبعون باباً ". وكذا وقع التردد في رواية مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار، ولأبي عوانة في " صحيحه " من طريق " ست وسبعون أو سبع وسبعون "، وقد رجح بعضهم رواية البخاري لأنها المتقنة وما عداها مشكوك فيها. قال الحافظ: وأما رواية الترمذي بلفظ " أربع وستون " فمعلولة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة أبو صالح. 1 - أخرجه أحمد (2/379) ، والترمذي (2614) ، قالا - أحمد بن حنبل، والترمذي -: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا بكر بن مُضر، عن عمارة بن غزية. 2 - وأخرجه أحمد (2/414) ، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا سُهيل بن أبي صالح، وفي (2/442، 445) ، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سُفيان، عن سهيل بن أبي صالح، والبخاري (1/9) ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجُعفي، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي الأدب المفرد (598) ، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح. ومسلم (1/46) ، قال: حدثنا عُبيد الله بن سعيد، وعبد بن حُميد، قالا: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا زُهير بن حرب، قال: حدثنا جرير عن سهيل، و «أبو داود» (4676) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا سهيل بن أبي صالح. وابن ماجة (57) ، قال: حدثنا علي بن محمد الطنافسي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عَجْلان. (ح) وحدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا جرير، عن سهيل. والترمذي (2614) ، قال: حدثنا أبو كُريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، والنسائي (8/110) ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المُبارك، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سليمان، وهو ابن بلال. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود، عن سفيان. قال: وحدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان، عن سهيل. (ح) وحدثنا يحيى بن حَبيب بن عربي، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، عن ابن عجلان. ثلاثتهم -سهيل، وسليمان بن بلال، وابن عجلان-. (*) رواية عمارة بن غزية: «الإيمانُ أَرْبَعَةٌ وستون بابًا، أرفعها وأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» . (*) رواية سهيل: «الإيمانُ بِضْعٌ وسِتُّونَ، أوْ بِضْعٌ وسبعون شُعْبَةً أفضلُها لا إله إلا الله، وأدْناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياءُ شُعبةٌ من الإيمان» . (*) رواية وكيع عند أحمد (2/442) ، ومحمد بن عجلان عند النسائي مختصرة على: «الحياءُ شُعبة من الإيمان» . ورواه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. أخرجه أحمد (2/445) ، قال: حدثنا وكيع، قال: ثنا جعفر بن برقان عن يزيد الأصم، فذكره. الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 20 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثٌ من كُنُّ فيه وجدَ بهنَّ طَعْمَ الإيمان: مَن كان اللَّهُ ورسولُهُ أحبَّ (1) إليه مما سواهما، ومَنْ أحبَّ عبدًا لا يُحِبُّهُ إلا لله، ومن يكْرهُ أن يعودَ في الكفر - بعد أن أنقذه الله منه - كما يكرَه أن يُلقى في النار» . وفي أخرى «من كان أن يُلقى في النار أحبَّ إليه من أن يَرْجِعَ يهوديًا أو نصرانيًا..» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (2) . وللنسائي (3) في رواية أخرى: «ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حَلاوَةَ الإيمان [ص: 238] وطَعْمَهُ: أنْ يكون اللَّهُ ورسوله أحبَّ إليه مما سواهُما، وأن يُحِبَّ في الله، ويُبغِضَ في الله، وأن توقَدَ نارٌ عظيمَةٌ فيقعَ فيها أحبُّ إليه من أن يُشرِكَ بالله شيئًا» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أنقذه: الإنقاذ: التخليص والإنجاء.   (1) قال البيضاوي: المراد بالحب هنا، الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه، وإن كان على خلاف هوى النفس، كالمريض يعاف الدواء بطبعه، فينفر عنه، ويميل إليه بمقتضى عقله فيهوى تناوله، فإذا تأمل المرء أن الشارع لا يأمر ولا ينهى إلا بما فيه إصلاح عاجل، أو خلاص آجل، والعقل يقتضي رجحان جانب ذلك، تمرن على الائتمار بأمره بحيث يصير هواه تبعاً له، ويلتذ بذلك التذاذاً عقلياً، إذ الالتذاذ العقلي إدراك ما هو كمال وخير من حيث هو كذلك. (2) البخاري في " الإيمان " 1/56 - 58، باب حلاوة الإيمان، وأخرجه فيه أيضاً، باب من كره أن يعود في الكفر، وفي الأدب: باب الحب في الله، وفي الاكراه: باب من اختار القتل والضرب والهوان على الكفر. وأخرجه مسلم في الإيمان باب بيان خصال الإيمان رقم (43) ، والترمذي فيه رقم (2926) ، باب 10، والنسائي فيه أيضاً - باب حلاوة الإيمان 8/96، وأخرجه ابن ماجة في الفتن، باب الصبر على البلاء رقم (4033) . (3) 8/94 - 96 باب طعم الإيمان وحلاوته، وإسنادها صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أحمد بن حنبل، وابن المثنى، ومحمد بن عبد الله، وإسحاق، وابن أبي عمر، وابن بشار- عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره. - ورواه قتادة عن أنس: أخرجه أحمد (3/172، 275) ، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (3/248) ، قال: حدثنا عفان. والبخاري (1/12) ، قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (8/17) ، قال: حدثنا آدم. ومسلم (1/48) ، وابن ماجة (4033) ، قالا: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (8/96) ، قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. ستتهم - ابن جعفر، وحجاج، وعفان، وسليمان، وآدم، وابن المبارك- عن شعبة عن قتادة. وأخرجه أحمد (3/272) ، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يُؤْمِنُ أحدكم حتى يُحب للناس ما يحبُّ لنفسه، وحتى يحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل» . - ورواه ثابت عن أنس: 1 - أخرجه أحمد (3/174) ، قالك حدثنا مؤمل بن إسماعيل، وعفان. وفي (3/230) ، قال: حدثنا يونس، وحسن بن موسى. وفي (3/288) ، قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1328) ، قال: حدثني سليمان بن حرب، وفي (3/208) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/207، 255) ، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو بكر بن عَيَّاش. والبخاري (9/80) ، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (8/42) ، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير. ثلاثتهم - شعبة، وأبو بكر بن عياش، وجرير- عن منصور بن المعتمر. 2 - وأخرجه البخاري (8/49) ، ومسلم (8/43) ، قال: حدثني محمد بن يحيى بن عبد العزيز اليَشْكُري. كلاهما - البخاري، واليشكري- قالا: حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة (عبدان) ، قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عمرو بن مُرَّة. كلاهما - منصور، وعمرو - عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 21 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يُؤمن أحدُكم حتَّى أكونَ أحبَّ إليه مِنْ والده وولدِهِ والنَّاس أجمعين» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . وللنسائي (2) في أخرى «حتى أكونَ أحبَّ إليه من ماله وأهله والناس أجمعين» .   (1) البخاري في الإيمان 1/55، باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان، ومسلم فيه: باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 44، والنسائي فيه أيضاً 8/114، 115 باب علامة الإيمان وأخرجه ابن ماجة في المقدمة رقم 167. (2) في الإيمان 8/15 وهي رواية لمسلم أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أنس قتادة: أخرجه أحمد (3/177، 275) ، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وعبد بن حميد (1176) ، قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والدارمي (2744) ، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم، والبخاري (1/10) ، قال: حدثنا آدم. ومسلم (1/49) ، وابن ماجة (67) ، قالا: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (8/114) ، قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر بن المفضل. ستتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، ويزيد بن هارون، وهاشم، وآدم، وبشر- عن شعبة، عن قتادة، فذكره. - ورواه عبد العزيز بن صهيب عن أنس: 1 - أخرجه البخاري (1/10) ، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ومسلم (1/49) ، قال: حدثني زهير بن حرب. والنسائي (8/115) قال: أخبرنا الحسين بن حُريث. ثلاثتهم عن إسماعيل بن عُلية. 2 - وأخرجه مسلم (1/49) ، قالك حدثنا شيبان بن أبي شيبة - هو ابن فرُّوخ-، والنسائي (8/115) ، قال: أنبأنا عمران بن موسى، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد. كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث- عن عبد العزيز، فذكره. قلت: ورواية عبد العزيز بها اللفظ المعزو للنسائي. الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 22 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده، لا يُؤمِنُ أحَدُكُم حتَّى أكونَ أحبَّ إليه من وَلَدِهِ ووَالِدِهِ» . أخرجه البخاري والنسائي (1) .   (1) البخاري 1/54، 55، باب علامة الإيمان، والنسائي 8/15 في الإيمان، باب علامة الإيمان وفي هذا الحديث دليل على جواز الحلف على الأمر المهم توكيدًا، وإن لم يكن هناك مستحلف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه الأعرج عن أبي هريرة: أخرجه البخاري (1/10) ، قال: ثنا أبو اليمان، والنسائي (8/115) ، قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: ثنا علي بن عياش، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج عبد الرحمن بن هرمز به. الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 23 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه» . وفي أخرى: «حتى يُحِبَّ لأخيه» أو قال: «لجاره» . وفي أخرى قال: «والَّذي نفسي بيده لا يُؤمن عبدٌ ... » الحديث. أخرجه البخاري ومسلم. ووافقهما الترمذي والنسائي على الرواية الأولى. والنسائي على الثالثة، وزاد «من الخير» (1) .   (1) البخاري 1/53، 54، باب علامة الإيمان، ومسلم في الإيمان رقم 45 باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه، والنسائي 8/115، فيه باب علامة الإيمان، وإسناده صحيح. والترمذي رقم 2517 في صفة القيامة باب: (59) ، وأخرجه ابن ماجة في المقدمة رقم 66. قال الحافظ في " الفتح " 1/54: والمراد بالنفي كمال الإيمان، ونفي اسم الشيء على معنى نفي الكمال عنه مستفيض في كلامهم، كقولهم: فلان ليس بإنسان. فإن قيل: فيلزم أن يكون من حصلت له هذه الخصلة مؤمناً كاملاً وإن لم يأت ببقية الأركان؟ أجيب بأن هذا ورد مورد المبالغة، أو يستفاد من قوله " لأخيه المسلم " ملاحظة بقية صفات المسلم، وقد صرح ابن حبان من رواية ابن عدي عن حسين المعلم بالمراد، ولفظه " لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان " ومعنى الحقيقة هنا الكمال ضرورة أن من لم يتصف بهذه الصفة لا يكون كافراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/176، 272) ، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج.، وفي (3/278) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، و «عبد بن حميد» (1175) ، والدارمي (2743) ، قالا: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/10) ، قال: حدثنا مسدّد، قال: حدثنا يحيى، ومسلم (1/49) ، وابن ماجة (66) قالا: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2515) ، قال: حدثنا سويد ابن نصر قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (8/115) ، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر وفي (8/115) قال: أنبأنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر. ثمانيتهم - ابن جعفر، وحجاج، ومعاذ، ويزيد، ويحيى، وابن المبارك، والنضر، وبشر- عن شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (3/206) ، قال: حدثنا روح، والبخاري (1/10) ، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، ومسلم (1/49) ، قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى، والنسائي (8/115) ، قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو أسامة، ثلاثتهم - روح، ويحيى، وأبو أسامة - عن حسين المعلم. 3 - وأخرجه أحمد (3/251) ، قال: حدثنا عفان. وفي (3/289) ، قال: حدثنا بهز. قالا - عفان، وبهز-: حدثنا همان بن يحيى. ثلاثتهم - شعبة، وحسين، وهمام- عن قتادة، فذكره. الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 24 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحبَّ للَّه، وأبْغَضَ لله، وأعطَى لله ومنع للهِ، فقد استكمل الإيمانَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) أبو داود رقم 4681 في السنة باب الدليل على زيادة الإيمان، وأخرجه أحمد في المسند 3/438 و 440، وهو حديث حسن. فإن رجال إسناده ثقات ما خلا القاسم بن عبد الرحمن الشامي الراوي [ص: 240] عن أبي أمامة، فقد تكلم فيه غير واحد، لكن ذكروا أن حديث الثقات عنه مستقيم. وهذا منها، ويشهد له حديث معاذ بن أنس الآتي بعده، فيصح به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه أبو داود [4681] قال: ثنا مؤمل بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن يحيى ابن الحارث، عن القاسم عن أبي أمامة. قلت: إسناده معلول بالقاسم بن عبد الرحمن الشامي، مُختلف فيه. ومشاه الحافظ المنذري في ترغيبه [4438] بتحقيقي، وصححه الألباني. الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 25 - (ت) معاذ بن أنس الجهنيُّ - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أعطى لله، ومنع لله، وأحبَّ للَّهِ، وأبغض لله، فقد استكمل إيمانَه» أخرجه الترمذي (1) . وقال: هذا حديث منكر [حسن] (2) .   (1) رقم 2523 في صفة القيامة باب 61، وإسناده قوي، وصححه الحاكم، وفي الباب عند أبي داود رقم 4599 من حديث أبي ذر مرفوعاً " أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله " وفيه ضعف، وعند أحمد 3/430 من حديث عمرو بن الجموح " لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله " وفيه ضعف. وعنده أيضاً 4/286 من حديث البراء " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله " وله شاهد عند الطبراني في " الكبير " من حديث ابن مسعود. (2) زيادة لم ترد في الأصل، وفي بعض نسخ الترمذي: هذا حديث حسن دون قوله: منكر. ولعلها هي الصواب إذ لا وجه لكون هذا الحديث منكراً. على أن المتقدمين من الأئمة كثيراً ما يطلقون هذا اللفظ على ما تفرد به راويه وإن كان من الثقات فيكون حديثه صحيحاً غريباً، انظر مقدمة " الفتح " للحافظ ابن حجر صفحة (436) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدًا: أخرجه أحمد (3/438) ، قال: ثنا حسن، قال: ثنا ابن لهيعة، عن زبان. وفي (3/440) قال: ثنا عبد الله بن يزيد - بحفظه- قال: ثني سعيد بن أيوب أبو يحيى، قال: ثنا أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون والترمذي [2521] قال: ثنا عباس الدُّوري، قال: ثنا عبد الله بن يزيد، قال: ثنا سعيد ابن أبي أيوب، عن أبي مرحوم. كلاهما عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، فذكره. قلت: رواه الحاكم في المستدرك (2/164) ، وصححه، ووافقه الذهبي، وللحديث شواهد قد ترتقي به للحسن منها عن البراء، وعمرو بن الجموح أخرجهما أحمد في المسند (3/430) ، (4/286) . الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 26 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المسلمُ من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن: من أمِنَهُ الناسُ على دمائهم وأموالهم» . أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) الترمذي رقم 2629 في الإيمان باب 12، والنسائي 8/104، 105 باب صفة المؤمن، وإسناده قوي، وأخرجه ابن حبان في " صحيحه " رقم 26 موارد من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء، والذي نفس محمد بيده لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: رواه الترمذي، والنسائي جميعًا في «الإيمان» ، عن قتيبة، عن ليث عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح - وفي الباب عن جابر، وأبي موسى، وعبد الله بن عمرو. السنن (5/18) [2627] . قلت: وعن أنس بن مالك أخرجه ابن حبان [26/موارد] . الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 27 - (خ م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «المسلِمُ: مَن سلمَ المسلمون من لسانه ويده، والمهاجِرُ [ص: 241] مَن هَجَرَ ما نَهاهُ الله عنه» . هذا لفظ البخاري وأبي داود والنسائي. إلا أنَّ النسائي قال: «مَن هجر ما حرَّم اللَّهُ عليه» . وأخرجه مسلم فقال: إنَّ رجلاً سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ المسلمين خَيْرٌ؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] المهاجر: أصل المُهَاجَرَة عند العرب: أن ينتقل الإنسان من البادية إلى المدن والقرى. والمراد به في الشريعة: من فارق أهله ووطنه وجاء إلى بلد الإسلام (2) ، وقَصَدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - رغبةً فيه وإيثارًا.   (1) البخاري 1/50، 51 في الإيمان: باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. ومسلم رقم (40) في الإيمان: باب بيان تفاضل الإسلام، وأبو داود رقم 2481 في الجهاد: باب في الهجرة، والنسائي 8/105 في الإيمان: باب صفة المسلم. (2) وفي نسخة: إلى المسلمين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (595) ، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا داود بن أبي هند. وفي (596) قال: حدثنا سفيان، قال: وحدثناه ابن أبي خالد. وأحمد (2/163) ، (6515) ، (2/192) (6806) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، وفي (2/193) (6814) ، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا زكريا، وفي (2/205) (6912) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شُعبة، عن إسماعيل، يعني ابن أبي خالد. وفي (2/212) ، (6982) ، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل، وعبد الله ابن أبي السَّفَر. وفيه (2/212) (6983) ، قال: حدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (2/224) ، (7086) قال: حدثنا محمد بن عُبيد، قال: حدثنا زكريا. والدارمي (2719) ، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. والبخاري (1/9) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، وإسماعيل بن أبي خالد. وفي (8/127) ، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي الأدب المفرد (1144) ، قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا عَبْدة، عن ابن أبي خالد. وأبو داود (2481) ، قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد. والنسائي (8/105) قال: أخبرنا عَمرو ابن علي، قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (8834) عن محمد بن عبد الله ابن يزيد، عن سفيان بن عُيينة، عن إسماعيل. (ح) وعن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن إسماعيل. أربعتهم - داود بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن أبي السفر- عن الشعبي، فذكره. (*) في رواية داود بن أبي هند: « ... والمُهَاجِرُ من هَجرَ السُّوء - أو قال -: مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ» . الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 28 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال:إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم 40 في الإيمان: باب تفاضل الإسلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن جابر أبو الزبير: 1 - أخرجه الحميدي (1276) ، والترمذي (387) ، قال: حدثنا ابن أبي عمر. كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر- عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (3/325) ، قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد. وفي (3/374) ، قال: حدثنا كثير بن هشام، وعبد بن حميد (1063) ، قال: حدثني مسلم بن إبراهيم. ومسلم (1/66) ، قال: حدثني إسحاق ابن منصور، قال: أخبرنا معاذ - وهو ابن هشام -. أربعتهم - أبو عبيدة، وكثير، ومسلم، ومعاذ - قالوا: حدثنا هشام الدسْتَوائي. 3 - وأخرجه أحمد (3/391) قال: حدثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة، وعبد بن حميد (1060) ، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. كلاهما - النضر، وعبيد الله - عن ابن أبي ليلى. 4 - وأخرجه أحمد (3/346) ، قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لَهيعة. 5 - وأخرجه مسلم (1/48) ، قال: حدثنا حسن الحُلواني، وعبد بن حميد، وفي (2/175) قال: حدثنا عبد بن حميد. وابن ماجة (1421) ، قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر. ثلاثتهم - حسن، وعبد، وبكر - عن أبي عاصم، عن ابن جريج. 6 - وأخرجه مسلم (1/66) ، قال: حدثني أبو أيوب الغيلاني - سليمان بن عبيد الله- وحجاج بن الشاعر، قالا: حدثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا قرة. ستتهم - سفيان، وهشام، وابن أبي ليلى، وابن لهيعة، وابن جريج، وقرة- عن أبي الزبير، فذكره. قلت: رواية أبي الزبير عن جابر فيها مقال مشهور، وعندي غض الطرف عنها. والله أعلم. ك الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 29 - (خ م ت س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ المسلمين أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه [ص: 242] ويده» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .   (1) البخاري 1/52 في الإيمان: باب من سلم المسلمون من لسانه ويده. ومسلم رقم 42 في الإيمان: باب بيان تفاضل الإسلام. والترمذي 2506 في صفة القيامة: باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والنسائي 8/106، 107 في الإيمان: باب: أي الإسلام أفضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/10) ، قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي، قال: حدثنا أبي. ومسلم (1/48) ، قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثني أبي. (ح) وحدثنيه إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (2504) ، (2628) ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (8/106) ، قال: أخبرنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه. كلاهما - يحيى بن سعيد، وأبو أسامة- عن بُريدة بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 30 - (خ م س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رَجُلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قال: «تُطعِمُ الطعامَ، وتَقْرَأُ السلامَ على مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لم تَعرِف» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .   (1) البخاري 1/52، 53 في الإيمان: باب إطعام الطعام من الإسلام. ومسلم رقم 39 في الإيمان: باب بيان تفاضل الإسلام، والنسائي 8/107، باب أي الإسلام خير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/169) (6581) ، قال: حدثنا حجاج، وأبو النضر، والبخاري (1/10) ، قال: حدثنا عَمرو بن خالد. وفي (1/14) ، وفي الأدب المفرد (1013) ، قال: حدثنا قُتيبة. وفي (8/65) ، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي الأدب المفرد (1050) ، قال: حدثنا عبد الله بن صالح. ومسلم (1/47) ، قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رُمح بن المُهاجر، وأبو داود (5194) ، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وابن ماجة (3253) ، قال: حدثنا محمد بن رُمح والنسائي (8/107) ، قال: أخبرنا قتيبة. سبعتهم - حجاج بن محمد، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعَمرو، وقتيبة، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله ابن صالح، ومحمد بن رُمح- عن الليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حَبيب، عن أبي الخير، فذكره. الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 31 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا رأيتم الرجل يَعتَادُ المسجِدَ، فاشْهَدُوا لَهُ بالإيمان، فإنَّ الله عز وجل يقول: {إنَّمَا يَعْمُرُ مساجد اللهِ مَنْ آمَنَ بالله واليومِ الآخِرِ ... } الآية [التوبة: الآية 17] .» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم 3092 في التفسير من سورة التوبة، وأخرجه الدارمي وابن ماجة، كلهم من حديث دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري. نقول: ذكر الحافظ في " التقريب " في ترجمة دراج أنه صدوق لكن في حديثه عن أبي الهيثم ضعيف. وقد ضعفه الذهبي في " تلخيص المستدرك " ومغلطاي في شرح ابن ماجة، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، كما قال المنذري في " الترغيب والترهيب " في الترغيب في لزوم المساجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: 1 - أخرجه أحمد (3/68) قال: حدثنا سُريج، قال: حدثنا ابن وهب. والدارمي (1226) قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحُميدي، قال: حدثنا عبد الله بن وَهْب، وابن ماجة (802) ، قالك حدثنا أبو كُريب قال: حدثنا رِشْدِين بن سعد، والترمذي (2617) ، قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الله بن وَهْب. وفي (3093) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا رِشْدِين بن سعد. وابن خزيمة (1502) ، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وَهْب. كلاهما - ابن وهب، ورشدين - عن عَمرو ابن الحارث. 2 - وأخرجه أحمد (3/76) ، وعبد بن حميد (923) ، قالا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة. كلاهما - عمرو بن الحارث، وابن لهيعة - عن درَّاج أبي السَّمْح، عن أبي الهيثم، فذكره. قلت: ومداره على درَّاج عن أبي الهيثم، وقد ضعفوه، ومشاه بعضهم في غير روايته عن أبي الهيثم. الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 32 - (د) أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثة مِنْ أصل الإيمان: الكفّ عمّن قال: لا إله إلا الله، ولا نُكَفِّرُهُ بذَنْبٍ، ولا [ص: 243] نُخرجُه من الإسلام بِعمَلٍ، والجهاد ماضٍ مُنذُ بَعَثَنِي الله إلى أن يُقاتِلَ آخِرُ هذه الأمَّةِ الدَّجّالَ، لا يُبْطِلُه جَوْرُ جائرٍ ولا عدلُ عادِلٍ، والإيمانُ بالأقدار» . أخرجه أبوداود (1) .   (1) أبو داود رقم 2532 في الجهاد: باب في الغزو مع أئمة الجور، وفي سنده يزيد بن أبي نشبة الراوي عن أنس بن مالك وهو مجهول كما في " التقريب " لكن معني الحديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه أبو داود (2532) ، قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا أبو معاوية، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي نبشة عن أنس. قلت: الراوي عن أنس مجهول، راجع ترجمته من: التهذيب (11/364) ، ميزان الاعتدال (4/440) ، الإكمال لابن ماكولا (5/83) ، والحديث بنحوه ثابت عن أنس - رضي الله عنه - من غير هذا الطريق. الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 33 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء ناسٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألوه: إنَّا نَجدُ في أنفسنا ما يتعاظَمُ أحدُنا أن يتكلَّم به؟ قال: «وقد وجَدتُموه؟» قالوا: نعم، قال: «ذاك صَريحُ الإيمان» (1) . وفي أخرى «الحمد لله الذي ردَّ كيدَهُ إلى الوسوسة» . أخرجه مسلم وأبو داود (2) .   (1) أي: إن استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلاً عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً، وانتفت عنه الريبة والشكوك. (2) مسلم في الإيمان: باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها رقم (132) ، وأبو داود في الأدب: باب الوسوسة رقم 5111. تنبيه الرواية الأخرى التي ذكرها المصنف لم ترد عند مسلم ولا عند أبي داود من حديث أبي هريرة، وإنما أخرجها أبو داود في الأدب رقم 5112 وأحمد في المسند رقم 2097 من حديث ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، [ص: 244] فقال: " الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " وإسناده قوي، وصححه ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أبو صالح: أخرجه أحمد (2/397) ، قال: ثنا أبو الجواب الضبي الأحوص بن جواب، قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، وفي (2/456) قال: حدثنا عجلان، عن عبد الله بن دينار، كلاهما عن أبي صالح فذكره. ورواه أحمد قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج، قالا: حدثنا شُعبة، عن عاصم بن بَهْدَلة. (ح) وحدثنا معاوية، قال: حدثنا زائدة، عن عاصم. ومسلم (1/83) قال: حدثني زُهير بن حرب، قال: حدثنا جرير، عن سُهيل. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عَدي، عن شعبة. (ح) وحدثني محمد بن عَمرو بن جبلة بن أبي رَوَّاد وأبو بكر بن إسحاق، قالا: حدثنا أبو الجّواب، عن عمار ابن رُزيق. كلاهما - شعبة، وعمار - عن الأعمش. وأبو داود (5111) ، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زُهير، قال: حدثنا سُهيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (664) ، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن سهيل، وفي عمل اليوم والليلة (تحفة الأشراف) (12398) ، عن محمد بن مُثنى، عن ابن أبي عدي، عن شعبة، عن الأعمش. وفي عمل اليوم والليلة (تحفة الأشراف) (12813) عن عَمرو بن علي، عن غُندر، عن شعبة، عن عاصم. (ح) وعن ابن مثنى، عن ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عاصم. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن الوليد بن عُقبة ومُصعب، هو ابن المقدام، كلاهما عن زائدة، عن عاصم. ثلاثتهم - الأعمش، وعاصم بن بهدلة، وسهيل بن أبي صالح - عن أبي صالح ذكوان، فذكره. - ورواه عن أبي هريرة أبو سلمة بن عبد الرحمن: أخرجه أحمد (2/441) ، قال: ثنا محمد بن عبيد، ويزيد، والبخاري (1284) ، في الأدب المفرد عن ابن سلام، قال: أخبرنا عبدة، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة فذكره. الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 34 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سُئِلَ رَسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوسوسة؟ فقال: «تِلك مَحضُ الإيمان» . [ص: 244] وفي رواية قال: سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوسوسة؟ فقالوا: إنَّ أحدَنا ليجدُ في نفسه ما لأنْ يَحْتَرِقَ حتى يَصيرَ حَمَمَةً، أو يَخِرَّ من السماء إلى الأرض، أحبُّ إليه من أن يتكلَّم به؟ قال: «ذلك محض الإيمان» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] محض: المحضُ: الخالص من كل شيء، وكذلك الصريح مثله، ومنه الصريح الظاهر: وهو ضد الكناية، وإنما قال في هذا الحديث: «ذاك صريح الإيمان» يعني أن صريح الإيمان: هو الذي يَمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم، والتصديق به، حتى يصير ذلك وسوسة، لا تتمكن في قلوبكم، ولا تطمئن إليه نفوسكم، وليس معناه: أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، لأنها إنما تتولد من فعل الشيطان وتَسويله، فكيف تكون إيمانًا صريحًا؟ ! . حَمَمَة: الحَمَمة: الفحمةُ، وجمعها: حُمَم. يَخِرُّ: خرَّ يخرّ: إذا وقع من موضعٍ عالٍ.   (1) الرواية الأولى أخرجها مسلم رقم 133 في الإيمان باب الوسوسة في الإيمان، وأما الرواية الثانية فلم يخرجها مسلم، ولعلها من زيادات الحميدي على " الصحيحين "، فإن المؤلف ذكر في المقدمة ص 55 أنه قد اعتمد كتاب الحميدي في نقله عن " الصحيحين " وقد ذكرنا في التعليق هناك بأن العلماء ذكروا بأن الحميدي لم يقتصر في كتابه على ذكر ألفاظ " الصحيحين "، بل أتى فيه بزيادات صرح بأنها من كتب المستخرجين عليهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1/83) ، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار، والنسائي في عمل اليوم والليلة (التحفة 9446) عن الحسين بن منصور، كلاهما عن علي بن عثام، عن سُعير بن الخمس، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. قلت: وروي من وجه آخر مرسل لكنه لا يعل الموصول. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة [666] ، قال: أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن حماد، عن إبراهيم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 الباب الثاني: في أحكام الإيمان والإسلام ، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في حكم الإقرار بالشهادتين 35 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُمِرْتُ أن أقاتِل الناسَ حتى يَشهدُوا أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، ويقيموا الصلاةَ، ويُؤتوا الزكاةَ، فإذا فَعَلوا ذلِكَ عَصمُوا مني دِمائهُمْ، إلا بحق الإسلام، وحِسابُهُم على الله» . أخرجه البخاري ومسلم (1) ، إلا أن مسلمًا لم يذكر «إلا بحق الإسلام» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] عصموا: العِصْمَة: المنع، والعصمة من الله تعالى: أن يدفع الشر عن العبد.   (1) البخاري 1/70، 71 في الإيمان: باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة، ومسلم فيه أيضاً: باب الأمر بقتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله رقم (22) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/12) ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد المسندي، قال: حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة. ومسلم (1/39) ، قال: حدثنا أبو غسان المسبعي مالك بن عبد الواحد، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح كلاهما عن شعبة، عن واقد بن محمد قال: سمعت أبي يحدث عن ابن عمر. الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 36 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أمِرْتُ أنْ أقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَقولوا: لا إله إلا اللهُ، فمن قال: لا إله إلا اللهُ، فقد عَصَمَ منّي نَفسَهُ وماَلهُ إلا بِحقِّهِ، وحسابُه على الله (1) » . وفي رواية «حتى يشهَدوا أن لا إله إلا الله، ويُؤمِنُوا بي وبما جئتُ به، فإذا فَعلوا ذلك عَصموا منِّي دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّها، وحسابُهم على الله» . هذه رواية البخاري ومسلم والنسائي (2) .ورواية الترمذي وأبي داود «أمرتُ أن أقاتلَ الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عَصموا ... » الحديث. وقال أبو داود: «منعوا مني دماءهم وأموالَهم إلا بحقِّها وحسابُهم على الله» . مثلَ حديث أبي هريرة.   (1) قال القاضي عياض: اختصاص عصمة المال والنفس بمن قال: لا إله إلا الله، تعبير عن الإجابة إلى الإيمان، وأن المراد بهذا مشركو العرب وأهل الأوثان ومن لا يوحد، وهم كانوا أول من دعي إلى الإسلام وقوتل عليه، فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد، فلا يكتفى في عصمته بقوله: لا إله إلا الله، إذ كان يقولها في كفره، وهي من اعتقاده، فلذلك جاء في الحديث: وأني رسول الله، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة. قال النووي رحمه الله: ولابد مع هذا من الإيمان بجميع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الرواية الأخرى: " حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به ". (2) البخاري 3/211 في أول الزكاة، و 12/233 في استتابة المرتدين باب قتل من أبى قبول الفرائض، ومسلم رقم 21 في الإيمان: باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. والترمذي رقم 2610 في الإيمان الباب الأول، والنسائي في الزكاة، باب مانع الزكاة 5/14، وأبو داود في الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون رقم 2640. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة سعيد بن المسيب: أخرجه البخاري (4/58) ، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شُعيب. ومسلم (1/38) ، قال: حدثنا أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى، وأحمد بن عيسى، قال أحمد: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، والنسائي (6/4) ، قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (6/7، 7/78) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان، عن شعيب. وفي (6/7) ، قال: أخبرني عَمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعيب. وفي (7/77) قال: قال الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس. كلاهما - شعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري، قال: حدثنا سعيد بن المُسَيَّب، فذكره. - ورواه عنه أيضًا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أخرجه أحمد (1/11) ، (67) ، (2/423) قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا سُفيان بن حسين. وفي (2/528) ، قال: حدثنا رَوح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة، والنسائي (7/77) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: ثنا سفيان: كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عتبة، فذكره. قلت: قال النسائي: سفيان في الزهري، ليس بالقوي. - ورواه عنه كثير بن عبيد: أخرجه أحمد (2/345) ، قال: ثنا عفان، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، وابن خزيمة (2248) ، قال: ثنا محمد بن أبان، عن أبي نعيم كلاهما عن أبي العنبس، سعيد بن كثير، قال: حدثني أبي. - ورواه عنه أبو صالح: أخرجه مسلم (1/39) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، وأبو داود (2640) ، قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا أبو معاوية، وابن ماجة (3927) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية وحفص بن غياث، والترمذي (2606) ، قال: حدثنا هَنّاد، قال: حدثنا أبو معاوية، والنسائي (7/79) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المُبارك، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وأنبأنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا يعلى بن عُبيد. ثلاثتهم - حفص، وأبو معاوية، ويعلى- عن الأعمش. كلاهما - عاصم، والأعمش - عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 37 - وفي أخرى له (م ت) جابر - رضي الله عنه - زيادة في آخره، وقرأ [ص: 247] : {إنَّما أنت مذكّر * لَستَ عليهم بمسَيْطِر} [الغاشية: الآية 21، 22] . وأخرجه الترمذي ومسلم من حديث جابر (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] المُسَيْطِرُ: المُتَسَلِّطُ على الشيء ليتعهَّدَ أَحواله، ويكتب أعماله، ويُشرفَ عليه، وأصله من السطر: الكتابة.   (1) مسلم في الإيمان: باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. والترمذي في التفسير في تفسير سورة الغاشية رقم (3338) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه أحمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن جابر أبو الزبير: 1 - أخرجه أحمد (3/295) ، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج. 2 - وأخرجه أحمد (3/300) ، قال: حدثنا وكيع. (ح) وعبد الرحمن. ومسلم (1/39) ، قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي-. والترمذي (3341) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في الكبرى - تحفة الأشراف - (2744) ، عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم- عن سفيان. كلاهما - ابن جريج، وسفيان - عن أبي الزبير، فذكره. - ورواه عنه أيضًا: عبد الله بن عقيل: أخرجه أحمد (3/322) ، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا زهير. (ح) وأبو النضر، قال: ثنا شريك، وفي (3/339) ، قال: ثنا الأسود، قال: ثنا شريك. وفي (3/394) ، قال: ثنا إسحاق بن عيسى، قال: ثنا شريك كلاهما عن عبد الله بن عقيل، عن جابر. قلت: وشريك مختلف فيه لكنه توبع. - ورواه عنه أيضًا أبو سفيان: أخرجه مسلم (1/39) ، قال: ثنا ابن أبي شيبة، قال: ثنا حفص بن غياث، وابن ماجة [3928] قال: ثنا سويد بن سعيد، قال: ثنا علي بن مسهر، والنسائي (7/79) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا يعلى بن عبيد. كلهم عن الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره. الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 38 - (خ ت د س) أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أمِرْتُ أن أقاتِلَ الناسَ حتَّى يقولوا: لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، فإذا شَهِدوا أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، واسْتَقْبَلوا قبلتنا، وأكلوا ذبيحتَنا، وصلَّوْا صلاتَنا، حَرُمت علينا دماؤُهم وأموالُهم إلا بحقِّها» . زاد في رواية: «وحسابُهم على الله» . وفي أخرى قال: سأل ميمونُ بن سياهٍ أنَسًا: ما يُحَرِّمُ دمَ العبدِ ومالَه؟ قال: ? «مَنْ شَهِدَ أنْ لا إله إلا الله، واستَقْبَلَ قبلَتَنا، وصلَّى صلاتنا، وأكلَ ذبيحتنا، فهو المسلم، له ما للمسلم، وعليه ما على المسلم» . موقوفٌ، هذا لفظُ البخاري، ووافقه الترمذيِ على الأولى، والنسائي على الروايتين، وأبو داود والنسائي أيضًا على الأولى. وزاد فيها - بعد قوله [ص: 248] «بحقها» -: «لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين» (1) .   (1) البخاري 1/417، في الصلاة، باب فضل استقبال القبلة، والترمذي رقم 2609 في الإيمان الباب الأول، وأبو داود رقم 2641 في الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون، والنسائي 8/109 في الإيمان: باب على ما يقاتل الناس و 7/75، 76 في كتاب تحريم الدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه عن أنس حميد: 1 - أخرجه أحمد (3/199) ، قال: حدثنا علي بن إسحاق، وفي (3/224) قال: حدثنا علي بن إسحاق، والحسن بن يحيى، والبخاري (1/108) قال: حدثنا نُعيم. وأبو داود (2641) ، والترمذي (2608) قالا: حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، والنسائي (7/76، 8/109) قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم، قال: أنبأنا حبان. خمستهم - علي، والحسن، ونعيم، وسعيد، وحبان- عن عبد الله بن المبارك. 2 - وأخرجه أبو داود (2642) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب. 3- وأخرجه النسائي (7/75) قال: أخبرنا هارون بن محمد، عن محمد بن عيسى بن سميع. ثلاثتهم - ابن المبارك، ويحيى بن أيوب، ومحمد بن عيسى- عن حميد، فذكره. - ورواه عنه أيضًا ميمون سياه: أخرجه البخاري (1/108) ، قال: ثنا عمرو بن العباس، والنسائي (8/105) قال: حدثنا منصور بن سعد، عن ميمون، فذكره. الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 39 - (س) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاءه رجلٌ ذاتَ يومٍ، فسَارّه، فقال: «اقتُلُوهُ» ، ثم قال: «أيشهد أن لا إله إلا الله؟» قال: قالوا: نعم، ولكنه يقولُها تعَوُّذًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَقتُلوهُ، فإني إنّما أمرتُ أنْ أقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عَصَموا مني دماءَهم وأموالَهُم إلا بحقِّها، وحسابُهُم على الله» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تعوُّذًا: تعوذتُ به، واستعذتُ به، أي: لجأتُ إليه، واعتصمتُ به، والمراد في الحديث: أنه يقرُّ بالشهادة لاجئًا إليها، لتدفع عنه القتل، وليس بمُخلِصٍ، فلذلك قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ذَرْهُ» أي اتركه ودعه.   (1) 7/79، 80 في تحريم الدم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول: أخرجه النسائي (7/79) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: ثنا الأسود، قال: حدثنا إسرائيل عن سماك، عن النعمان، فذكره. قلت: نقل الحافظ المزي في التحفة (9/11623) قول أبي عبد الرحمن النسائي: حديث الأسود خطأ، وصوّب رواية سماك عن النعمان بن سالم، عن أوس - رضي الله عنه-. الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 40 - (س) أوس بن حذيفة - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وَفْدِ ثقيف، فكُنتُ معه في قُبَّةٍ، فنام (1) مَن كانَ في القُبَّةِ، غَيْرِي وغَيْرَهُ، فجاءَ رجل فسارَّهُ، فقال: اذهَبْ فاقْتُلهُ. ثم قال: أيشْهَدُ [ص: 249] أن لا إله إلا الله، وأنّي رسول الله؟ قال: إنّه يقولها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ذرْهُ» . ثم قال: «أُمِرْتُ أن أقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها، حَرُمَتْ دماؤُهم وأموالهم إلا بحقِّها» . وفي أخرى: دَخَلَ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن في قُبَّةٍ في مسجد المدينَة، وقال: «إنَّهُ أُوحِيَ إليَّ أن أقاتلَ الناسَ حتّى يقولوا: لا إله إلا الله» . وذكر نحوه. أخرجه النسائي (2) .   (1) في المطبوع: فقام. (2) 7/80، 81 في تحريم الدم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/8) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2450) قال: أخبرنا هاشم ابن القاسم، والنسائي (7/80) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قالا -ابن جعفر، وهاشم-: حدثنا شعبة. وأخرجه النسائي (7/80) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أَعْيَن، قال: حدثنا زُهير، قال: حدثنا سِماك. كلاهما - شعبة، وسماك- عن النعمان بن سالم، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/8) ، وابن ماجة (3929) ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (7/81) قال: أخبرني هارون بن عبد الله. ثلاثتهم - أحمد، وأبو بكر، وهارون- عن عبد الله بن بكر السهمي، وأخرجه أحمد أيضًا (4/9) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. كلاهما - السهمّي، والأنصاري- عن حاتم بن أبي صَغيرة، عن النعمان بن سالم، عن عَمرو بن أوس، عن أبيه أوس، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1738) ، عن أحمد بن سليمان، عن عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن سماك، عن النعمان بن سالم، عن رجل حدثه، قال: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. قلت: راجع الحديث المتقدم. الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 41 - (ط) عبيد الله بن عدي بن الخيار - رضي الله عنه - قال: بَيْنَما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، جالِسٌ بين ظَهْرَيْ النّاس، إذ جاءَهُ رجلٌ، فَسارَّهُ، فلم نَدْرِ ما سارَّه (1) ، حتَّى جَهَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذَا هو يَسْتَأْذِنُهُ في قَتْلِ رَجُلٍ من المنافقين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حين جهَرَ: «ألَيْسَ يَشْهدَ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله؟» فقال الرَّجل: بلى! ولا شهادَةَ له، قال: «أليس يُصلِّي؟» قال: بلى! ولا صلاة له، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم (2) » . أخرجه «الموطأ» (3) .   (1) في الموطأ: " فلم يدر ما ساره به ". (2) في الموطأ: نهاني الله عنهم. (3) رقم 84، في " قصر الصلاة في السفر ": باب جامع الصلاة 1/171، قال ابن عبد البر: هكذا رواه سائر رواة الموطأ مرسلاً، وعبيد الله لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: رواه مالك [414] عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار مرسلاً. قال الزرقاني: أرسله جميع رواة الموطأ إلا روح بن عبادة فرواه عن مالك موصولاً فقال: عن رجل من الأنصار، ورواه الليث وابن أخي الزهري، مثل رواية روح عن مالك سواء، ورواه صالح بن كيسان، وأبو أويس عن الزهري، عن عطاء، عن عبيد الله، عن عبد الله بن عدي الأنصاري، فسمى الرجل المبهم، ذكره ابن عبد البر، وأسند هذه الطرق. أه. الشرح (1/495) ط/ دار الكتب العلمية. الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 42 - (م) طارق الأشجعي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول [ص: 250] الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من قال: لا إله إلا الله، وكَفَرَ بما يُعْبَدُ من دون الله، حَرُمَ مالُه ودَمُهُ، وحسابُه على الله» . وفي رواية «مَنْ وحَّدَ الله» وذكَرَ مثله. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (23) في الإيمان: باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/472، 6/394) ، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وفي (6/394) ، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد، قال: حدثنا مروان بن معاوية، ومسلم (1/39) ، حدثنا سويد بن سعيد، وابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان. وفي (1/40) قال: حدثنا ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا يزيد بن هارون كلهم عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه -طارق ابن أشيم الأشجعي -. الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 الفصل الثاني: في أحكام البيعة 43 - (خ م ت س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: «كُنّا مَعَ رسول الله في مَجلس، فقال: «تُبايعوني على ألا تُشركُوا بالله شيئًا، ولا تَسْرِقوا، ولا تَزْنُوا، ولا تَقتُلوا النُّفْسَ الَّتي حرَّمَ الله إلا بالحقِّ» . وفي رواية: «ولا تَقْتُلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تَفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تَعصوني في معروف، فمنْ وفَّى منكم فأجرُهُ على الله، ومنْ أصاب شيئًا من ذلك فعوقب به في الدنيا فهو كفّارة له وطهْر، ومَن أصاب شيئًا من ذلك فستَره الله عليه، فأمْرُه إلى الله، إن شاءَ عَفَا عنه، وإن شاءَ عَذَّبَهُ» . قال: فبايَعناه على ذلك. وفي أخرى، فَتَلاَ علينا آية النِّساءِ: {ألا يُشْرِكْنَ بالله شيئًا ... } الآية [الممتحنة: الآية 11] . وفي أخرى: إنِّي لَمِنَ النُّقَبَاءِ، الَّذين بايَعُوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، بايعْنَاهُ [ص: 251] على ألا نُشْرِكَ بالله شَيْئًا، وذكَرَ نَحْوَه. وزاد: «ولا ننْتَهِبَ ولا نَعْصِي بالجَنَّةِ، إنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ، فإنْ غَشينَا من ذلك شيئًا، كان قَضاءُ ذلك إلى الله عزَّ وجلَّ» . هذا لفظ البُخاري ومُسلم. وفي رواية لمسلم قال: أخذ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما أخذ على النساء: ألا نُشرك بالله شيئًا، ولا نَسْرِقَ، ولا نَزنيَ، ولا نَقْتُلَ أولادَنا، ولا يَعْضَهَ بَعْضُنا بعضًا» ثم ذكر نحوَه، ووافقهما الترمذي على الرواية الأولى. وأخرجه النسائي. قال: بايَعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ليلة العقبة] (1) في رهط، فقال: «أبايعكم على ألا تُشْرِكوا بالله شيئًا، ولا تَسْرِقُوا، ولا تَزْنُوا، [ولا تَشربُوا] (2) ، ولا تَقْتُلوا أولادَكم، ولا تأتوا ببتهان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفَّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فأُخِذ به في الدنيا، فهو كفارةٌ له وطهورٌ، ومَنْ سَتَرَهُ الله، فذلك إلى الله، إن شاء عذَّبه، وإن شاءَ غَفَرَ لَهُ (3) » . [ص: 252] وله في أخرى نحو الرواية الأولى. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بُهْتَان: البُهتان: الكذب، وهو في الآية والحديث: كناية عن ولد الزنا، يريد: أنَّ المرأة لا تأتي بولدٍ من غير بعلها، فتنسبه إلى بعلها. تفترونه: الافتراء: الكذب. معروفٍ: كل ما ندب إليه الشرع، أو نهى عنه من المحَسَّنات والمقبَّحات. البيعة: المعاقَدةُ على الإسلام، والإمامة، والإمارة، والمُعاهدَةُ على كل ما يقع عليه اتفاق، والمراد بها في الحديث: المعاقدة على الإسلام، وإعطاء العهود به. النقباء: جمع نَقيب، وهو عَريف القوم والمقدَّم عليهم، الذي يتعرَّف أخبارهم، ويُنَقِّبُ عن أحوالهم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جعل ليلة العَقَبَة كل واحدٍ من الجماعة الذين بايعوه نقيبًا على قومه وجماعته، ليأخذوا [ص: 253] عليهم الإسلام، ويُعَرِّفُوهُم شرائطه، وكان عُبادة بن الصامت من جملتهم، وكان عدد النقباء ليلتئذ اثني عشر نقيبًا من الأنصار. يَعْضَه: عضهتُ الرجل: رميته بالعضيهة، وهي الكذب والبهتان. العَقَبة: هي عقبةُ مِنى تُرمى بها الحجرةُ في الحج، وهما ليلتان: ليلة العقبة الأولى، وليلة العقبة الثانية من قابل، وكانت البيعة في شعْب قريب من العقبة، وبه الآن مسجدٌ يعرف بموضع البيعة. الرَّهْطُ: الجماعة من الناس، من الثلاثة إلى التسعة، قال الجوهري: لا تكون فيهم امرأة. فأُخذ به: أُخذ به فلان، يعني بذنبه: أي عوقب به وجوزي عليه. الكفارة: الفعلة التي من شأنها أن تكفِّر الخطيئة، أي تَسْتُرُها، وهي فَعَّالة منه.   (1) هذه الزيادة لم نجدها في " سنن النسائي " ولا نحسبها تصح، لأن هذه البيعة كانت بعد الهجرة بزمن كما حققه الحافظ في " الفتح ". (2) هذه الزيادة جاءت في الأصل ولم ترد في سنن النسائي. (3) البخاري 1/60 - 65، في الإيمان باب علامة الإيمان حب الأنصار وفي تفسير سورة الممتحنة 8/490. ومسلم رقم (1709) في الحدود: باب الحدود كفارات لأهلها. والترمذي رقم (1439) في الحدود باب الحدود كفارة لأهلها. والنسائي 7/148 في البيعة: باب البيعة على فراق المشرك، تنبيه: قال الحافظ في " الفتح " 1/57: واعلم أن عبادة بن الصامت لم ينفرد بروايته هذا المعنى، بل روى ذلك علي بن أبي طالب، وهو في الترمذي، وصححه الحاكم، وفيه " من أصاب ذنباً فعوقب به في الدنيا، فالله أكرم من أن يثني العقوبة على عبده في الآخرة ". وهو عند الطبراني، بإسناد حسن، من حديث أبي تميمة الهجيمي [ص: 252] ولأحمد من حديث خزيمة بن ثابت بإسناد حسن، ولفظه " من أصاب ذنباً أقيم عليه ذلك الذنب، فهو كفارة له "، وللطبراني عن ابن عمرو مرفوعاً: " ما عوقب رجل على ذنب إلا جعله الله كفارة لما أصاب من ذلك الذنب "، ويستفاد من ذلك الحديث أن إقامة الحد كفارة للذنب ولو لم يتب المحدود، وهو قول الجمهور، وقيل: لابد من التوبة، وبذلك جزم بعض التابعين، وهو قول للمعتزلة، ووافقهم ابن حزم، ومن المفسرين البغوي، وطائفة يسيرة، واستدلوا باستثناء من تاب في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم} والجواب في ذلك أنه في عقوبة الدنيا ولذلك قيدت بالقدرة عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن عبادة - رضي الله عنه - أبو إدريس الخولاني: 1 - أخرجه الحميدي (387) ، وأحمد (5/314) ، والبخاري (6/187) ، قال: حدثنا علي بن عَبد الله، وفي (8/198) قال: حدثنا محمد بن يوسف. ومسلم (5/126) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو بكر بن أبي شَيبة، وعَمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن نُمير. والترمذي (1439) قال: حدثنا قُتيبة. والنسائي (7/161، 8/108) قال: أخبرنا قُتيبة. عشرتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وابن يوسف، ويحيى، وأبو بكر، والنَّاقد، وإسحاق، وابن نُمير، وقُتيبة - عن سُيان بن عُيَيْنَة. 2 - وأخرجه أحمد (5/320) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/320) ، قال: قال عبد الرزاق. والبخاري (8/201، 9/169) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا هشام بن يوسف. ومسلم (5/127) ، قال: حدثنا عَبد بن حُميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. والنسائي (7/148) ، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا غُنْدَر. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، غُندَر، عبد الرزاق، وهشام- عن مَعْمَر. 3 - وأخرجه الدارمي (2457) ، قال: حدثنا عثمان بن عُمر، قالك حدثنا يُونس. 4 - وأخرجه البخاري (1/11) ، (5/104) ، (9/99) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شُعيب. 5 - وأخرجه البخاري (5/70) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. 6 - وأخرجه النسائي (7/141) ، قال: أخبرنا عُبيد الله بن سَعد بن إبراهيم بن سَعد، قال: حدثني عَمِّي، قال: حدثنا أبي، عن صالح. ستتهم - ابن عُيَيْنَة، ومَعمر، ويُونس، وشعيب، وابن أخي ابن شهاب، وصالح- عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. * أخرجه النسائي (7/142) قال: أخبرني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن الحارث بن فُضيل، أن ابن شهاب حدثه، عن عُبادة، فذكره (ليس فيه أبو إدريس الخولاني) وزاد فيه الحارث بن فُضيل. الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 44 - (خ م ط س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة، في العُسر واليُسر، والمنْشَط، والمكْرَه وعلى أثَرَةٍ علينا، وعلى ألا نُنازع الأمر أهْلَهُ، وعلى أن نقول بالحق أينما كُنّا لا نخافُ في الله لَوْمَةَ لائم. وفي رواية بمعناه، وفيه «ولا نُنازع الأمرَ أهله» . قال: «إلا أن تَرَوْا كُفرًا بَواحًا، عندكم فيه من الله برهان» . [ص: 254] وأخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] المَنْشَط: الأمر الذي تَنشط له، وتخف إليه، وتُؤثر فعله. المَكْرَه: الأمرُ الذي تكرهه، وتتثاقل عنه. الأَثَرَةُ: الاستئثار بالشيء، والانفراد به، والمراد في الحديث: إن مُنِعْنَا حَقّنا من الغنائم، والفَيءِ، وأُعْطِي غيرنا، نَصْبِر على ذلك. كُفرًا بَوَاحًا: الكُفْرُ البواح: الجهار. البرهان: الحُجَّة والدليل.   (1) البخاري 13/167 في الأحكام: باب كيف يبايع الإمام الناس، ومسلم رقم (1709) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، والموطأ 2/445، 446 كتاب الجهاد: باب الترغيب في الجهاد. والنسائي 7/137 و 138 في البيعة: باب البيعة على السمع والطاعة، وأخرجه ابن ماجة رقم (2866) في الجهاد: باب البيعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عن عبادة ابنه الوليد: 1 - أخرجه أحمد (3/441) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد القاضي، وفي (5/316) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، والبخاري (9/96) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد، ومسلم (6/16) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن يحيى بن سعيد، وعُبيد الله بن عُمر. (ح) وحدثناه ابن نُمير، قال: حدثنا عبد الله - يعني ابن إدريس -، قال: حدثنا ابن عَجْلان، وعُبيد الله بن عُمر، ويحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا ابن أبي عُمر، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني الدَّرَاوَرْدي -، عن يزيد -وهو ابن الهاد-. وابن ماجة (2866) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، ويحيى ابن سعيد، وعُبيد الله بن عُمر، وابن عَجلان. والنسائي (7/138) قال: أخبرنا عيسى بن حَماد، قال: أنبأنا الليث، عن يحيى بن سعيد، وفي (7/138) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع-، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد، وفي (7/139) ، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق، ويحيى بن سعيد. وفي (7/139) ، قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني الوليد بن كثير، وفي (7/139) قال: أخبرنا محمد بن الوليد، قال: حدثني الوليد بن كثير. وفي (7/139) قال: أخبرنا محمد بن الوليد، زائد قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شُعبة، عن يحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى بن سعيد، وابن إسحاق، وعُبيد الله، وابن عَجلان، وابن الهاد، والوليد بن كثير- عن عُبادة ابن الوليد بن عبادة بن الصامت. 2 - وأخرجه أحمد (5/318) ، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وعفان، قالا: حدثنا محمد بن طلحة، عن الأعمش. كلاهما - عُبادة بن الوليد، والأعمش - عن الوليد بن عُبادة فذكره. * أخرجه الحميدي (389) ، وأحمد (5/314) قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وفي (5/319) قال أحمد: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أسامة بن زيد، والنسائي (7/137) ، قال: أنبأنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا الليث، عن يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى، وأسامة - عن عبادة بن الوليد بن عُبادة بن الصامت، عن عبادة بن الصامت، قال: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره، ليس فيه: الوليد بن عبادة. * وأخرجه أحمد (3/441) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سيار. والنسائي (7/139) قال: أخبرنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شُعبة، عن سَيَّار. وفي الكبرى - تحفة الأشراف - (5118) عن قُتيبة، عن مالك، عن يحيى. كلاهما - سيار، ويحيى - عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره ليس فيه: عُبادة بن الصامت. الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 45 - (م د س) أبو إدريس الخولاني (1) - رضي الله عنه - قال: «حَدَّثني الحبيبُ الأمين - أمَّا هو فحبيبٌ إليَّ، وأمَّا هو عندي فأمينٌ - عَوْفُ بن مالك الأشجَعيّ، قال: كُنَّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسْعة، أوْ ثمانية، أوْ سَبْعة، فقال: ألا تُبَايعُونَ رسولَ الله؟» وكُنَّا حديث عَهدٍ بِبَيْعَةٍ، فقُلْنا: قدْ بايعنَاكَ يا رسول الله، ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله؟ قال: فبسطنا أيدينا، وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فَعَلاَمَ نُبايِعُك؟ قال: «أن تعْبُدُوا [ص: 255] الله ولا تشركوا به شيئًا، وتُصَلُّوا الصلوات الخمس، وتَسمعوا وتُطيعوا» - وأسَرَّ كَلِمَةً خفيَّةً - قال: «ولا تَسألوا النَّاس شيئًا» . فلقَدْ رأيتُ بعضَ أولئك النَّفَر يَسْقُطُ سَوْطُ أحدِهِمْ، فما يسْألُ أحدًا يُنَاولُهُ إياه (2) » . وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي، إلا أن لفظ النسائي أخْصَرُ.   (1) نسبة إلى قبيلته خولان، واسمه عائذ الله بن عبد الله بن عمرو، الشامي، أحد الأعلام من التابعين روى عن عمر ومعاوية وأُبَيّ، وبلال وأبي ذر وحذيفة، مات رحمه الله سنة ثمانين. (2) مسلم رقم (1043) في الزكاة: باب كراهة المسألة للناس. وأبو داود رقم (1642) في الزكاة: باب البيعة على الصلوات الخمس. والنسائي 1/229 في الصلاة، باب البيعة على الصلوات الخمس، وأخرجه ابن ماجة رقم (2867) في الجهاد: باب البيعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (3/97) ، قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وسلمة بن شبيب. قال سلمة: حدثنا. وقال الدارمي: أخبرنا مروان، وهو ابن محمد الدمشقي، وأبو داود (1642) ، قال: حدثنا هشام ابن عمار، قال: حدثنا الوليد. وابن ماجة (2867) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (1/229) ، وفي الكبرى (312) ، قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو مُسْهِر. ثلاثتهم - مروان بن محمد، والوليد بن مسلم، وأبو مُسْهِر عبد الأعلى بن مُسْهِر- عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي مسلم الخولاني، فذكره. الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 46 - (ط ت س) أميمة بنت رقيقة - رحمها الله - قالت: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نِسْوَةٍ من الأنصار، نُبايعه على الإسلام، فقلنا: نُبايعك على ألا نُشْرِك بالله شيئًا، ولا نسرِقَ، ولا نَزْني، ولا نَقْتُلَ أولادنا، ولا نَأتِي بِبُهْتانٍ نَفتَريه بين أيدينا وأرجُلِنَا، ولا نَعصيك في معروف، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فيما استطعتُنَّ وأطقْتُنَّ» . فقلنا: «الله ورسوله أرحمُ بنا منَّا بأنفُسِنا، هَلُمَّ نُبايعُكَ يا رسول الله، فقال: إني لا أصافِحُ النساءَ، إنما قَولي لمائة امرأة كقولي لامْرأَةٍ واحدةٍ» . هذه رواية «الموطأ» والنسائي. ورواية الترمذي مختصرة، قالت: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسوة فقال: «فيما استطعتُن وأطقتُن» . قلتُ: اللهُ ورسولهُ أرحم بنا من أنفُسنا، قُلتُ: يا رسول الله: بَايعْنا - قال سفيان: تَعني صافِحْنا - فقال رسول الله [ص: 256] صلى الله عليه وسلم -: «إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأةٍ واحدةٍ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] هَلُمَّ: بمعنى تَعالَ وَهاتِ، وفيها لغتان، فأهل الحجاز يُسَوُّون فيها بين المذكر والمؤنث، والواحد والاثنين والجمع، بصيغة واحدة، مبنية على الفَتح، وبنوا تميم يُلحقونها علامةَ ما اقترنتْ به، فيقولون هَلُمَّا، وهَلُمِّي، وهَلُمُّوا.   (1) الموطأ 2/982 في البيعة: باب ما جاء في البيعة، والترمذي رقم (1597) : باب 7 في السير، والنسائي 7/149 في البيعة: باب بيعة النساء، وأخرجه ابن ماجة رقم (2874) في الجهاد باب البيعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أميمة محمد بن المنكدر: أخرجه مالك في الموطأ (608) ، والحميدي (341) ، قال: حدثنا سُفيان وأحمد (6/75 (r)) ، قال: حدثنا سُفيان بن عُيينة. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق. (ح) وحدثنا إسحاق بن عيسى. قال: أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن مَهدي، قال: حدثنا سفيان، (ح) وحدثنا وكيع. قال: حدثنا سُفيان، وابن ماجة (2874) ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سُفيان بن عُيينة. والترمذي (1597) قال: حدثنا قُتيبة. قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. والنسائي (7/149) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سُفيان. وفي (7/152) قال: أخبرنا قُتَيْبة. قال: حدثنا سُفيان. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15781) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك. أربعتهم - مالك، وسُفيان بن عُيينة، وابن إسحاق، وسُفيان الثوري- عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 47 - (خ م د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنَّا إذا بايَعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السَّمع والطَّاعة يقول لنا: «فيما استطعت - أو قال: استَطَعْتُم» . اتَّفقَ الستة على إخراجه (1) .   (1) البخاري 13/167 في الأحكام: باب كيف يبايع الإمام الناس، ومسلم رقم (1867) في الإمارة: باب البيعة على السمع والطاعة، والموطأ 2/982 في البيعة: باب ما جاء في البيعة، وأبو داود رقم (1240) : باب ما جاء في البيعة، والترمذي رقم (1597) : في السير باب 37، والنسائي 7/152 في البيعة: باب البيعة فيما يستطيع الإنسان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (608) ، والحميدي (640) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4565) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/62) (5282) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، وشُعبة. وفي (2/81) (5531) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شُعبة. وفي (2/101) (5771) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شُعبة. وفي (2/139) (6243) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شُعبة. و «البخاري» (9/96) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، و «مسلم» (6/29) حدثنا يحيى بن أيوب، وقُتَيبة، وابن حُجْر، قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. وأبو داود (2940) ، قال: حدثنا حفص بن عُمر، قال: حدثنا شعبة، والترمذي (1593) قال: حدثنا علي بن حُجْر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي (7/152) قال: أخبرنا قُتيبة، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرني علي بن حُجْر، عن إسماعيل. (ح) وأخبرنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: أخبرني مُوسى بن عُقبة. ستتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وشعبة، وإسماعيل بن جعفر، وموسى بن عُقبة- عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 48 - (خ م) مجاشع بن مسعود - رضي الله عنه - قال: إنه جاء بأخيه مُجالد بن مسعود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذا مجالِدٌ، يُبايعُكَ على الهجرة، فقال: «لا هجرة بعدَ فتح مكة، ولكن أُبايعه على الإسلام والإيمان والجهاد» . [ص: 257] وفي أخرى «ولكنْ أُبايعه على الإسلام» . وفي أخرى: قال: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا وأخي، فقلتُ: بايِعْنا على الهجرة. فقال: «مَضَتِ الهجرَةُ لأهلِها» فقلتُ: علام تُبايعُنا؟ قال: «على الإسلام والجهاد» . وفي أخرى: قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أبايعه على الهجرة، فقال: «إنَّ الهجرة قد مضت لأهلها، ولكن على الإسلام والجهادِ والخيْرِ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 6/84 في الجهاد: باب البيعة في الحرب، ومسلم رقم (1863) في الإمارة: باب المبايعة بعد فتح مكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/468) ، قال: حدثنا بكر بن عيسى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم الأحول. وفي (3/469) ، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد الحذاء. وفي (3/469) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عاصم الأحول، والبخاري (4/61) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: سمع محمد بن فضيل، عن عاصم. وفي (4/92) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا يزيد بن زريع، عن خالد. وفي (5/193) قال: حدثنا عمرو بن خالد، قال: حدثنا زهير، عن عاصم. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، قال: حدثنا عاصم. ومسلم (6/27) قال: حدثنا محمد بن الصباح أبو جعفر، قال: حدثنا إسماعيل بن زكرياء، عن عاصم الأحول. (ح) وحدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن عاصم. وفي (6/28) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن عاصم. كلاهما - عاصم الأحول، وخالد الحذاء - عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 49 - (س) الهرماس بن زياد - رضي الله عنه - قال: «مَدَدت يدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا غلام ليُبايعَني، فلم يُبايعْني» ، أخرجه النسائي (1) .   (1) 7/150 في البيعة: باب بيعة الغلام، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: رواه النسائي (7/150) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال: حدثنا عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمار، فذكره. الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 50 - (د) عبد الله بن هشام - رضي الله عنه - وكان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذهَبتْ به أمُّهُ زَينبُ بنتُ حُميدٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله بايِعْهُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هو صغير، ومسح رأسَهُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2942) في الخراج والإمارة: باب ما جاء في البيعة، وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري أيضاً في الأحكام: باب بيعة الصغير 13/171، وزاد فيه " ودعا له، وكان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/233) ، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. والبخاري (3/184) ، قال: حدثنا أصبغ بن الفرج، قال: أخبرني عبد الله بن وهب، وفي (9/98) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، وأبو داود (2942) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. كلاهما - عبد الله بن يزيد، وعبد الله بن وهب- عن سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني أبو عَقيل زهرة بن معبد، فذكره. الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 51 - (خ م د) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - أن عائشة - رضي [ص: 258] الله عنها - أخْبَرَتْهُ عن بيعة النساء قالت: ما مَسَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيدِهِ امرأةً قطُّ، إلا أن يأخذَ عليها، فإذا أخذ عليها وأعطَتْهُ، قال: «اذهبي، فقد بايعتُك» (1) . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (2) .   (1) هذا الاستثناء منقطع، وتقدير الكلام: ما مس امرأة قط، لكن يأخذ عليها البيعة بالكلام، فإذا أخذها بالكلام قال: " اذهبي فقد بايعتك " ولم يمس يدها. وهذا التقدير مصرح به في رواية أميمة بنت رقيقة التي تقدمت رقم (46) . (2) البخاري في تفسير سورة الممتحنة 10/261، وفي الطلاق: باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذمي أو الحربي 11/345 وفي الأحكام: باب بيعة النساء 16/330، ومسلم رقم (1866) في الإمارة: باب بيعة النساء، وأبو داود رقم (2941) في الخراج: باب ما جاء في البيعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/114) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أبو أويس، وفي (6/153، 163) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمر، وفي (6/153) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر، وفي (6/270) ، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، والبخاري (5/162، 6/186) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (7/63) قال: حدثنا يحيى بن بُكير. قال: حدثنا الليث، عن عُقَيل. وفي (9/99) قال: حدثنا محمود قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا مَعْمر. ومسلم (6/29) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عَمرو بن سَرْح. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وأبو الطاهر قال أبو الطاهر أخبرنا. وقال هارون: حدثنا ابن وهب قال: حدثني مالك. وأبو داود (2941) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني مالك. وابن ماجة (2875) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس. والترمذي (3306) قال: حدثنا عبد بن حُميد قال: حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16668) ، عن محمد بن يحيى بن عبد الله، عن عبد الرزاق، عن مَعْمر. وفي (12/16697) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس. ستتهم - أبو أويس عبد الله بن عبد الله، ومَعْمر، وابن أخي ابن شهاب، وعُقيل بن خالد، ويونس بن يزيد، ومالك- عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، فذكره. * أخرجه أحمد (6/151) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمر، عن الزهري، أو غيره، عن عروة، عن عائشة. قالت: جاءت فاطمةُ بنتُ عُتبة. الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 الفصل الثالث: في أحكام متفرقة 52 - (ت) سليمان بن عمرو بن الأحوص - رحمه الله - (1) قال: حدَّثني أبي: أنه شهدَ حجَّةَ الوداع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله وأثنى عليه، وذَكَّرَ ووعظ، ثم قال: «أيُّ يوم أحرَمُ؟ أي يوم أحرَمُ؟ أي يوم أحرمُ؟» قال: فقال الناسُ: يومُ الحج الأكبر يا رسول الله، قال: «فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحرمةِ يومكم هذا، في بلدكم هذا، في [ص: 259] شهركم هذا، ألا لا يجني جانٍ إلا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا يَجني ولَدٌ على والده ألا إن المسلم أخو المسلم، فليس يحلُّ لمسلمٍ من أخيه شيء إلا ما أحلَّ من نفسهِ. ألا وإنَّ كلَّ ربًا في الجاهلية موضوعٌ، لكُم رُؤوسُ أموالِكم لا تَظلِمُون ولا تُظْلَمون، غير رِبا العبَّاس، فإنَّه موضوعٌ كله، ألا وإن كلَّ دَمٍ كان في الجاهلية موضوعٌ، وأوَّلُ دمٍ أضعُ من دم الجاهلية: دمُ الحارث (2) بن عبد المطلب، وكان مُسْتَرضْعًا في بني ليثٍ، فقتلتْه هُذَيلٌ، ألا واستَوصوا بالنساء خيرًا، فإنَّهُنَّ عَوانٌ عندكم، ليس تملكون شيئًا غيرذلك، إلا أنْ يأتين بفاحشة مبيِّنة، فإن فعلْنَ ذلك فاهجرُوهنَّ في المضاجع، واضربوهن ضربًا غير مُبَرِّحٍ، فإن أطعنكُم فلا تَبغوا عليهن سبيلاً، ألا وإن لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا، فأمَّا حقُّكُمْ على نسائكم، فلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم مَن تكرهون، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حَقَّهُنَّ عليكم: أنْ تُحْسِنُوا إليهنَّ في كسوتهن وطعامهن» . وفي رواية قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في حَجَّةِ الوداع للناس: «أيُّ يوم هذا؟» قالوا: يومُ الحجِّ الأكبر، قال: «فإن دماءَكم وأموالَكم وأعراضكُم بيْنَكمْ حرامٌ كحُرمَة يومكم هذا، ألا لا يَجني جانٍ على ولده، ولا مولودٌ على والده، ألا وإن الشيطان قد أيس أن يُعْبَدَ في [ص: 260] بلدكم هذا أبدًا، ولكن سيكونُ له طاعةٌ فيما تحتقرون مِنْ أعمالكم، فسيَرْضى به» . أخرجه الترمذي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الحَجّ الأكبر: هو يوم النحر، وقيل: يوم عَرفة، وإنما سُمي الحج الأكبر؛ لأنهم يُسمُّون العمرة: الحج الأصغر. وأعراضكم: الأعراض، جمع عَرض، وهو النفس، وقيل: الحَسَبُ. لا يجني جانٍ: الجناية: الذَّنْبُ، وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه الجزاءُ، إما في الدنيا وإما في الآخرة، فقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يجني جانٍ إلا على نفسه» يريد: أنه لا يُطَالَبُ بجنايته غيرُهُ، من أقاربه وأَباعده، وقد فسَّره في الحديث بقوله: «لا يجني ولدٌ على والده، ولا يجني والدٌ على ولده» أي إذا جنى أحدهما، لا يطَالَبُ الآخر بجنايته، وقد كان ذلك معتادًا بين العرب. عوان: جمع عانية، وهي مؤنثة العاني، وهو الأسير، شبه النساء بالأسرى عند الرجال، لتحكمهم فيهن، واستيلاءهم عليهن. بفاحشة: الفاحشة: الفعلة القبيحة، وأراد به هاهنا الزنا. [ص: 261] مبيِّنة: ظاهرة واضحة. مبرح: ضربته ضربًا مُبَرِّحًا، أي: شديدًا شاقًا. فلا تبغوا عليهن سبيلاً: أي إن أطعنكم فيما تريدون منهن، فلا يبقى لكم عليهنَّ طريق ولا حكم فيما عداه، إلا أن يكون جورًا وتَعسُّفًا.   (1) سليمان بن عمرو بن الأحوص الأزدي الجشمي تابعي كوفي موثق، روى عن أبيه وأمه، ولهما صحبة. وعنه شبيب بن غرقدة. ذكره ابن حبان في الثقات. وفي " المطبوع " سليمان بن عمر، وهو تحريف. (2) في حديث جابر عند مسلم " دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، قال النووي: قال المحققون: والجمهور اسم هذا الابن: إياس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وقيل: اسمه حارثة، وقيل: آدم. (3) رقم (3087) في تفسير سورة التوبة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. وفي الفتن باب تحريم الدماء رقم (2610) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/426) ، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو الأحوص، وفي (3/498) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (3334) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص، وابن ماجة (1851) ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الحسين بن علي، عن زائدة. وفي (2669) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، وفي (3055) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري قالا: حدثنا أبو الأحوص، والترمذي (1163، 3087) قال: حدثنا الحسن ابن علي الخلال، قال: حدثنا الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة. وفي (2159) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص، والنسائي في الكبرى (الورقة 53 ب) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، وفي (الورقة 124- أ) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. كلاهما - أبو الأحوص، وزائدة - عن شبيب بن غرقدة، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، فذكره. قلت: قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ك الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 53 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حَجَّة الوَداع: «ألا أيُّ شهرٍ تعْلمونه أعظمُ حُرْمةً؟» قالوا: ألا شهرنا هذا، قال: «ألا أيُّ بلد تعْلمونه أعظمُ حرْمَةً؟» قالوا: ألا بلدنا هذا، قال: «ألا أيُّ يومٍ تعلمونه أعظَمُ حرمةً؟» قالوا: ألا يومُنا هذا. قال: «فإن الله تبارك وتعالى قد حرَّم عليكم دماءَكم وأموالَكمْ وأعراضَكم إلا بحقِّها كحُرمَةِ يومِكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هلْ بلَّغتُ؟» ثلاثًا - كلُّ ذلك يُجيبونه: ألا نَعَمْ، قال: ويْحَكُم، - أو وَيلَكم (1) - لا تَرْجِعُنَّ بعدي كفَّاراً يضربُ (2) بعضُكم رقابَ بعض» . [ص: 262] أخرجه البخاري، ولمسلمٍ نحوه (3) .   (1) قوله: " ويحكم " أو قال: " ويلكم " قال: هما كلمتان تستعملهما العرب بمعنى التعجب والتوجع. قال سيبويه: " ويل " كلمة تقال لمن وقع في هلكة و " ويح " كلمة ترحم، وحكي عنه: " ويح " زجر لمن أشرف على الهلكة. وقال غيره: ولا يراد بها الدعاء بإيقاع الهلكة، ولكن يراد منها الترحم والتعجب، وروي عن عمر بن الخطاب، قال: " ويح " كلمة رحمة. وقال الهروي: " ويح " كلمة لمن وقع في هلكة لا يستحقها، فيترحم عليه، ويرثى له، و " ويل " للذي يستحقها فلا يترحم عليه. (2) قال الإمام النووي في شرح مسلم 2/55، 56 في معناه سبعة أقوال: أحدها: أن ذلك كفر في حق المستحل بغير حق. [ص: 262] والثاني: كفر النعمة وحق الإسلام. والثالث: أنه يقرب من الكفر ويؤدي إليه. والرابع: فعل كفعل الكفار. والخامس: حقيقة الكفر، ومعناه: لا تكفروا، بل دوموا مسلمين. والسادس: - حكاه الخطابي وغيره - أن المراد بالكفار المتكفرون بالسلاح، يقال: تكفر الرجل بسلاحه: إذا لبسه. قال الأزهري في كتاب " تهذيب اللغة ": يقال للابس السلاح: كافر. والسابع: قاله الخطابي: لا يكفر بعضكم بعضاً، فتستحلوا قتال بعضكم بعضاً، وأظهر الأقاويل الرابع، وهو اختيار القاضي رحمه الله. ثم إن الرواية " يضرب " برفع الباء، هذا هو الصواب. وكذا رواه المتقدمون والمتأخرون وبه يصح المقصود هنا. ونقل القاضي عياض أن بعض العلماء ضبطه بإسكان الباء، قال القاضي: وهو إحالة للمعنى، والصواب الضم. قلت: وكذا قال أبو البقاء العكبري: إنه يجوز جزم الباء على تقدير شرط مضمر، أي: إن ترجعوا يضرب. وأما قوله عليه الصلاة والسلام: " بعدي " فقال القاضي عياض: قال الهروي: معناه: بعد فراقي من موقفي هذا، وكان هذا يوم النحر يعني في حجة الوداع، أو يكون بعدي، أي خلافي، أي لا تخلفوني في أنفسكم بغير الذي أمرتكم به، أو يكون قد تحقق عليه الصلاة والسلام أن هذا لا يكون في حياته، فنهاهم عنه بعد مماته. (3) البخاري 12/75 في الحدود: باب ظهر المؤمن حمى، وفي الديات 12/170 باب قوله تعالى: {ومن أحياها} وفي الحج 3/458 باب الخطبة أيام منى، وفي المغازي 8/82 باب حجة الوداع، وفي الفتن 13/22 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا ترجعوا بعدي كفاراً "، وفي الأدب 10/387، قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} ، وأخرجه مسلم رقم (66) في الإيمان، باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا ترجعوا بعدي كفاراً "، وأخرجه أبو داود رقم (4686) في السنة: باب الدليل على زيادة الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/85) (5578) (2/104) (5810) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شُعبة، عن واقد بن محمد بن زيد، وفي (2/87) (5604) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة، عن واقد ابن محمد، وفي (2/104) (5809) ، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن عبد الله - كذا قال عفان، وإنما هو واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر- وفي (2/135) (6185) قال: حدثني يعقوب، قال: حدثنا عاصم بن محمد، عن أخيه عمر بن محمد، والبخاري (2/216) ، (8/18) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عاصم بن محمد بن زيد، وفي (5/223) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: أخبرني ابن وهب، قالك حدثني عمر بن محمد، وفي (8/48) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد، وفي (8/198) قال: حدثني محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد. وفي (9/3) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، قال: واقد بن عبد الله أخبرني. وفي (9/63) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني واقد. ومسلم (1/58) قال: حدثنا عُبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد. (ح) وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو بكر بن خلاد الباهلي، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني عمر بن محمد. وأبو داود (4686) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، قال: قال واقد بن عبد الله أخبرني. وابن ماجة (3943) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مُسلم، قال: أخبرني عمر ابن محمد. والنسائي (7/126) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد. ثلاثتهم - واقد بن محمد، وعمر بن محمد، وعاصم بن محمد - عن أبيهم محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه فذكره. الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 54 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ص: 263] خطب الناس يوم النحر فقال: «يا أيُّها الناس، أيُّ يومٍ هذا؟» قالوا: يومٌ حرامٌ، قال: «وأيُّ بلدٍ هذا؟» قالوا: بلد حرام، قال: «فأيُّ شهر هذا؟» قالوا: شهر حرام، قال: «فإنَّ دماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا» - فأعادها مرارًا - ثم رفع رأسه فقال: «اللهمَّ هل بلغْتُ؟ اللهم هل بلغت» قال ابن عباس: فوالذي نفسي بيده إنَّها لوصيَّتُه إلى أمَّتِه، «فليُبَلِّغْ الشاهدُ الغائبَ، لا تَرجِعوا بعدي كفَّارًا يَضرب بعضكم رقابَ بعض» . أخرجه البخاري (1) .   (1) في الحج 3/452 باب الخطبة أيام منى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/230) (2036) قال: حدثنا ابن نُمير. والبخاري (2/215) ، وفي خلق أفعال العباد (39، 50) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثني يحيى بن سعيد، وفي (9/63) قال: حدثنا أحمد ابن إشكاب، قال: حدثنا محمد بن فُضيل، والترمذي (2193) قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - ابن نُمير، ويحيى، ومحمد بن فضيل- عن فضيل بن غَزْوَان، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 55 - (خ م د) أبو بكرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الزَّمانَ قد استدار كهيأته يومَ خلق اللهُ السموات والأرض، السَّنةُ اثنا عشر شهرًا منها: أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثَةٌ متواليات: ذو القعدة، وذو الحِجَّة والمحرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشَعبانَ، أيُّ شهر هذا؟» قُلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ، فَسكَت حتى ظنَنَّا أنَّه سَيُسَمِّيه بغير اسمه، فقال: «أليس ذا الحجة؟» قلنا: بلى، قال: «أيُّ بلد هذا؟» قلنا: الله ورسُوله أعلم، فَسكَتَ حتى ظننَّا أنَّه سَيُسمِّيه بغير اسمه، قال: «أليس البلدَةَ الحرام؟» قلنا: بلى، قال: «فأيُّ يومٍ هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: «أليس يومَ النَّحْر؟» قلنا: بلى، قال: «فإنَّ دِماءَكم وأموالَكم وأعراضكم عليكم حرامٌ، كحُرمَةِ يومكم هذا، [ص: 264] في بلدِكم هذا، في شهركم هذا، وستلْقَون ربَّكم فيسألُكُم عن أعْمالِكم ألا فلا ترجعوا بعدي كُفّارًا، يَضْرِبُ بعضُكُم رقابَ بعضٍ، ألا ليُبَلِّغِ الشاهِدُ الغائبَ، فَلعلَّ بعضَ منْ يَبْلُغُهُ أن يكون أوْعى من بعض من سَمِعَهُ» ثم قال: «ألا هلْ بَلَّغتُ؟ ألا هل بلغت؟» قلنا: نعم! قال: «اللَّهُمَّ اشْهدُ» . وفي رواية: أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قَعَدَ على بَعيره، وأمسك إنسانٌ بِخِطامِهِ، أو بِزمَامِهِ، فقال: «أيُّ شهرٍ هذا؟» - وذكرَ نحوه مختصرًا - أخرجه البخاري ومسلم. وزاد مسلم في رواية «ثُمَّ انْكَفَأ إلى كبْشَيْن أمْلَحَيْنِ، فَذَبحهما، وإلى جُزَيعَةٍ من الغَنَم فَقسَمَها بَيْننَا» . وأخرج أبو داود طرفًا من أوله، إلى قوله «بين جُمادى وشعبان» . قال الحميدي: قال الدارقطني: زيادةُ مسلم وَهْمٌ من ابن عَوْنٍ عن ابنِ سيرين، وإنَّما رواه ابن سيرين عن أنس. وزاد في رواية «فلمَّا كان يومُ حُرِّقَ ابنُ الحضْرميّ (1) ، حين حَرَّقهُ جاريةُ [ص: 265] ابنُ قُدَامة، قال: أشرفوا على أبي بَكْرَةَ، فقالوا: هذا أبو بكرة يراك، قال عبدُ الرحمن: فحدثتني أمِّي عن أبي بكرة أنه قال: لَو دخلوا عليَّ ما بَهَشْتُ لهم بِقَصَبَةٍ» (2) . ووجَدتُ في كتاب رزين بن معاوية العَبْدَريّ - رحمه الله -، الجامع لهذه الصحاح زيادةً في آخر هذا الحديث لم أجدها في الأصول التي نقلتُ منها: وهي هذه: «ثلاث لا يَغِلَّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ أبدًا: إخلاصُ العمل لله، ومناصحَةُ وُلاة الأمر، ولزومُ جماعة المسلمين، فإن دعوتَهُم تُحيطُ من ورائِهم (3) » . [ص: 266] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الزمان قد استدار: بمعنى: دار، وذلك أنَّ العربَ كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر، وهو النَّسيء، ويفعلون ذلك سنةً بعد سنةٍ، فينتقل المحرَّم من شهر إلى شهرٍ، حتى جعلوه في جميع شهور السنة، فلما كان تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل أن ينقلوه. رجب مضر: أضافَ رجبًا إلى مُضَرَ؛ لأنهم كانوا يُعَظِّمُونَهُ، فكأنهم اختصوا به، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الذي بين جمادى وشعبان» ذكره تأكيدًا للبيان وإيضاحًا؛ لأنَّهم كانوا يُنْسِئْونَهُ، ويُؤخِّرونَه من شهرٍ إلى شهر، فيحولونه عن موضعه، فبين لهم أن رجبًا هو الشهر الذي بين جمادى وشعبان، لا ما كانوا يسمون على حسب النَّسيء. أوعى: وعى يَعي: إذا حفظ، وأوعى أفعل، مثله. قوله: «لا ترجعُنَّ بعدي كُفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض» قال [ص: 267] الهروي: قال الأزهري: فيه قولان: أحدهما: لابسين السلاح، يقال: كفر فوق درعه: إذا لبس فوقها ثوبًا، والثاني: أنه يُكفّر الناس فيكفُر، كما تفعله الخوارج إذا استعرضوا الناس، وذلك كقوله عليه الصلاة والسلام: «مَن قال لأخيه: يا كافر، فقد باء به أحدهما» . الانكفاء: الرجوع إلى الشيء والميل إليه. أَملحين: الأملح من الغنم: النَّقيُّ البياض، وقيل: هو المختلط سواده وبياضه، إلا أن البياض فيه أكثر. جُزيْعةُ: القطعة من الغنم، هكذا ذكره الجوهري، وذكرها ابن فارس في المجمل: الجَزِيعة، بفتح الجيم وكسر الزاي. بَهَشت: إذا ملت إليه، وأقبلت نحوه، يقال لكل من نظر إلى شيء فمال إليه، وأعجبه: بهش إليه، وقد يكون للمدافعة والذَّبِّ، والمراد به: ما دفعتهم بقصبةٍ، ولا قاتلتهم بها. لا يَغِلَّ عليهن قَلبُ مؤمن: تُروى هذه الكلمة بفتح الياء وكسر الغين، وهو من الغِلِّ: الحقد والضِّغن، يقول: لا يدخله شيء من الحقد يزيله عن الحق، ويُروى بضم الياء وكسر الغين من الخيانةٍ، والإغلال: الخيانة في كل شيء. وقوله: «عليهن» في موضع الحال، أي: لا يغلُّ كائنًا عليهن قلبُ [ص: 268] مؤمن، وإنما انتصب على النكرة لتقدمه، والمعنى: أنَّ هذه الخلال المذكورة في الحديث، تُسْتَصْلَحُ بها القلوب، فمن تمسك بها، طَهُرَ قلبه من الدَّغَل والفساد.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 13/23: وابن الحضرمي فيما ذكره العسكري اسمه عبد الله بن عمرو بن الحضرمي، وأبوه عمرو، هو أول من قتل من المشركين يوم بدر، وعلى هذا، فلعبد الله رؤية، وقد ذكره بعضهم في الصحابة، ففي " الاستيعاب " قال الواقدي: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر، وعند المدائني أنه عبد الله بن عامر الحضرمي، وهو ابن عمرو المذكور، والعلاء بن الحضرمي الصحابي المشهور عمه، وجارية بن قدامة هو ابن مالك بن زهير بن الحصين التميمي السعدي، وكان السبب في ذلك ما حكاه العسكري في الصحابة: كان جارية يلقب محرقاً، لأنه أحرق ابن الحضرمي بالبصرة، وكان معاوية وجه ابن الحضرمي إلى البصرة ليستنفرهم [ص: 265] على قتال علي، فوجه علي جارية بن قدامة، فحصره فتحصن منه ابن الحضرمي في دار فأحرقها جارية عليه وقوله: هذا أبو بكرة يراك، قال المهلب: لما فعل جارية بابن الحضرمي ما فعل أمر جارية بعضهم أن يشرفوا على أبي بكرة ليختبر إن كان محارباً أو في الطاعة، وكان قد قال له خيثمة: هذا أبو بكرة يراك، وما صنعت بابن الحضرمي، فربما أنكره عليك بسلاح أو بكلام، فلما سمع أبو بكرة ذلك وهو في علية له، قال: لو دخلوا علي داري ما رفعت عليهم قصبة، لأني لا أرى قتال المسلمين، فكيف أن أقاتلهم بسلاح؟! . (2) البخاري 3/459 في الحج، باب الخطبة أيام منى، وفي الأضاحي 10/6 باب من قال: الأضحى يوم النحر، وفي التفسير 8/244 باب تفسير سورة براءة، وفي بدء الخلق 6/211 باب ما جاء في سبع أرضين، وفي الفتن 13/23، باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وفي العلم 1/145، باب رب مبلغ أوعى من سامع، وأخرجه مسلم رقم (1679) في القسامة، باب تحريم الدماء، وأبو داود رقم (1947) في الحج، باب الأشهر الحرم. (3) لم نر هذه الزيادة فيما بين أيدينا من المصادر من رواية أبي بكرة، وقد جاء في " الترغيب والترهيب " 1/23 في إخلاص العمل لله، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع " نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها؛ فرب حامل فقه ليس بفقيه، [ص: 266] ثلاث لا يغل عليهن ... " الحديث ثم قال: رواه البزار بإسناد حسن. نقول: أخرج الشافعي في مسنده 1/14 من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نضر الله عبداً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهم قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم " وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد في المسند 5/183 وغيره من حديث زيد بن ثابت، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحافظ ابن حجر، وفي الباب عن أبي الدرداء، ومعاذ بن جبل، والنعمان بن بشير، وأبي قرصافة، وجابر، وأنس، وجبير بن مطعم، انظر تخريجها في " مجمع الزوائد " 1/137 - 139 للحافظ الهيثمي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/37) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، وفي (5/45) قال: حدثنا هوذة بن خليفة، والدارمي (1922) قال: أخبرنا أبو حاتم أشهل بن حاتم، والبخاري (1/26) ، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر. ومسلم (5/108) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قالك حدثنا حماد بن مسعدة، والترمذي (1520) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أزهر بن سعد السمان. والنسائي (7/220) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة في حديثه، عن يزيد بن زريع، وفي الكبرى (الورقة 53-ب) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر. وفي (الورقة 76- أ) قال: أخبرنا سليمان بن سَلْم، قال: أخبرنا النضر. ثمانيتهم - محمد بن أبي عدي، وهوذة، وأشهل، وبشر بن المفضل، ويزيد، وحماد بن مسعدة، وأزهر، والنضر بن شميل- عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره. * أخرجه أحمد (5/39) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وفي (5/49) قال: حدثنا أبو عامر. والبخاري (2/216) وفي خلق أفعال العباد (51) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عامر. وفي (9/63) ، وفي خلق أفعال العباد (51) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (5/108، 109) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، وأحمد بن خراش، قالا: حدثنا أبو عامرعبد الملك بن عَمرو. وابن ماجة (233) ، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان أملاه علينا. والنسائي في الكبرى (الورقة 53 - ب، 76- أ) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو عامر. وابن خزيمة (2952) ، قال: حدثناه بندار، قال: حدثنا أبو عامر. كلاهما - يحيى، وأبو عامر- عن قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، وعن رجل آخر، وهو في نفسي أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة به. وفي رواية أبي عامر: عن قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة - ورجل أفضل في نفسي من عبد الرحمن، حميد بن عبد الرحمن، عن أبي بكرة به. * وأخرجه البخاري (1/37) ، (6/83) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/130) (5/224) ، (9/163) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، وفي (7/129) ، قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا عبد الوهاب، ومسلم (5/107) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ويحيى بن حبيب الحارثي، قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، وأبو داود (1948) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فياض، قال: حدثنا عبد الوهاب. كلاهما - حماد، وعبد الوهاب- عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن ابن أبي بكرة، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/37) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب، وفي (5/40) قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا أشعث، وأبو داود (1947) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، والنسائي (7/127) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة، قال: أنبأنا إسماعيل، عن أيوب. كلاهما - أيوب، وأشعث- عن محمد بن سيرين، عن أبي بكرة، فذكره. ليس فيه عبد الرحمن بن أبي بكر. وأخرجه أحمد (5/44) قال: حدثنا أسود بن عامر (5/45) قال: حدثنا عفان كلاهما عن حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، ومحمد، عن أبي بكرة، فذكره مختصرًا. الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 56 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما مِن مولودٍ (1) إلا يُولَدُ على الفِطْرةِ» ، ثم يقول: «اقرؤوا {فِطرةَ اللَّهِ التي فَطر الناس عَليها، لا تَبديلَ لخلق الله، ذلك الدِّينُ القَيِّمُ} [الروم: الآية 30] » كذا عند مسلم. وزاد البخاري: فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ، أوْ يُنَصِّرانِهِ، أوْ يُمجِّسانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهيمَةُ (2) بهيمةً جَمْعاءَ، هلْ تُحِسُّون فيها من جَدْعاءَ، ثم يقولُ أبو هريرة: [ص: 269] {فِطرةَ اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا، لا تَبْديلَ لِخَلْقِ اللَّهِ، ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ} . وزاد مسلم أيضًا من رواية أخرى. وفي رواية لهما قال: «ما من مولود إلا يُولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يُهَوِّدانِهِ ويُنَصِّرانه، كما تُنْتجون الإبل، فهل تَجدون فيها جَدْعاءَ، حتَّى تكونُوا أنتم تجدعونَها» قالوا: يا رسول الله، أفرأيت من يموت صغيرًا؟ قال: «الله أعلَمُ بما كانوا عاملين (3) » . وفي أخرى لمسلم: «ما من مولودٍ إلا يُولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يهودانه وينصِّرانه، ويشرِّكانه» . فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت لو مات قبل ذلك؟ قال: «الله أعلمُ بما كانوا عاملين» . وفي أخرى: «ما من مولود يولدُ إلا وهو على المِلَّةِ» . زاد في أخرى «على المِلة، حتى يُبيِّن عنه لسانُه» . هذه هي طرقُ البخاري ومسلم (4) . [ص: 270] ووافقهما الموطأ والترمذي وأبو داود نحو ذلك وبمعناه. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الفطرة: الخلقة، أراد بقوله: «كل مولود يولد على الفطرة» أي يولد على ابتداء الخلقة في علم الله تعالى مؤمنًا أو كافرًا، وقيل: يولد على الخلقة التي فُطر عليها في الرحم: من سعادة، أو شقاوة، فأبواه يهودانه، يعني في حكم الدنيا، وقيل: كل مولود يولد على الملة الإسلامية، والدين الحق، وإنما أبواه ينقلانه إلى دينهما، وقيل معناه: أن كل مولود من البشر إنما يولد في مبدإِ الخلقة، وأصل الجِبلة، على الفطرة السليمة، والطبع المتهيىء لقبول الدين الحق، فلو تُرك عليها لاستمر على لزومها، ولم يفارقها إلى غيرها؛ لأن هذا الدين الحق حسنه موجود في النفوس، وبِشْرُهُ في القُلوب، وإنما يعدل عنه من يعدل إلى غيره لآفة من آفات الشر والتقليد، فلو سَلِمَ المولود من تلك الآفات لم يعتقد غيره، ثم تمثل بأولاد اليهود والنصارى في اتباعهم لآبائهم، والميل إلى أديانهم فيزِلُّون بذلك عن الفطرة السليمة. الدين القيم: المستقيم الذي لا زَيغ فيه، ولا ميل عن الحق. تُنْتَجُ: نُتِجَت الناقة تُنتَج، فهي منتوجة: إذا وَلَدَت. جمعاء: الجمعاء من البهائم وغيرها: التي لم يذهب من بدنها شيء. تُحِسُّون: أحْسَسْتُ بالشيء: إذا شعرت به وعلمته. جدعاء: أي: هل ترون فيها من جدعاء؟ والجدعاء: المقطوعة الأذن [ص: 271] أو الأنف، أو الشَّفَة، أو اليد ونحو ذلك. ومعنى هذا الحديث: أن المولود يولد على نوع من الجبلة، وهي فطرة الله تعالى، وكونه متهيئًا لقبول الحقيقة طبعًا وطوعًا، ولو خلَّته شياطين الإنس والجن وما يختار، لم يَخْتَر إلا إياها، وضرب لذلك - الجمعاء والجدعاء- مثلاً، يعني: أن البهيمة تُولد سوية الأطراف، سليمة من الجدع ونحوه، لولا الناس وتعرضهم إليها، لبقيت كما وُلدت سليمة. وقوله: «الله أعلم بما كانوا عاملين» إشارة إلى تعلق المثوبة والعقوبة بالعمل.   (1) من زائدة، ومولود: مبتدأ، ويولد خبره، وتقديره: ما مولود يولد على أمر إلا على الفطرة، وهي لغة: الخلقة - والمراد بها في أشهر الأقوال: الإسلام، قال ابن عبد البر: وهو المعروف عند عامة السلف، وأجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها} الإسلام. (2) قال النووي: " كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء " هو بضم التاء الأولى. وفتح الثانية، ورفع " البهيمة "، ونصب " بهيمة "، ومعناه: كما تلد البهيمة بهيمة جمعاء - بالمد - وهي مقطوعة الأذن، أو غيرها من الأعضاء، ومعناه: أن البهيمة تلد البهيمة كاملة الأعضاء لا نقص فيها، وإنما يحدث فيها النقص والجدع بعد ولادتها. و" كما تنتج " يروى على البناء للمفعول. قال الجوهري: نتجت الناقة، على ما لم يسم فاعله تنتج نتاجاً: ولدت. ولفظ " كما " إما حال، أي: يهود الوالدان المولود، بعد أن خلق على الفطرة، تشبيهاً بالبهيمة التي جدعت بعد سلامتها، وإما صفة مصدر محذوف، أي: يغيرانه تغييراً، مثل تغييرهم البهيمة [ص: 269] السليمة، والأفعال الثلاثة تنازعت في " كما " على التقديرين، وقوله " بهيمة " مفعول ثان لقوله " تنتج ". (3) أي ذلك من شأن الله سبحانه، لا من شأنكم، فلا تسألوا عنه. (4) البخاري في الجنائز 3/176، باب إذا أسلم الصبي، و 197 - 199 فيه أيضاً، باب ما قيل في أولاد المشركين، وأخرجه مسلم رقم (2658) في القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، والموطأ رقم (52) الجنائز، باب جامع الجنائز، والترمذي رقم (2139) ، في القدر: باب كل مولود يولد على الملة، وأبو داود رقم (4714) في السنة، باب ذراري المشركين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج: أخرجه مالك في الموطأ صفحة (165) ، والحميدي (1111، 1113) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (2/244) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/464) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة، ومسلم (8/54) قال: حدثنا ابن أبي عُمر، قال: حدثنا سفيان، وأبو داود (4714) ، قال: حدثنا القَعنبيُّ، عن مالك. ثلاثتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وزائدة- عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن عبد الرحمن بن هُرمز، فذكره. - ورواه عنه أيضًا أبو صالح: أخرجه أحمد (2/253) ، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع ومحمد بن عُبيد. (ح) وابن نُمير. (ح) وحدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي، عن أبي حمزة. (ح) وحدثنا أبو معاوية. وفي (2/410) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع، ومسلم (8/53) قال: حدثنا زُهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كُريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا ابن نُمير قال: حدثنا أبي. والترمذي (2138) قال: حدثنا محمد بن يحيى القُطَعي البصري، قال: حدثنا عبد العزيز بن ربيعة البناني (ح) أبو كُريب والحسين بن حُريث، قالا: حدثنا وكيع. ثمانيتهم - أبو معاوية، ووكيع، ومحمد بن عُبيد، وعبد الله بن نُمير، وأبو حمزة، وشعبة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. - ورواه عنه سعيد بن المسيب: أخرجه أحمد (2/233) ، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، وفي (2/275) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، ومسلم (8/52، 53) ، قال: حدثنا حاجب بن الوليد، قال: ثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، كلاهما عن معمر. كلاهما - معمر، ومحمد بن الوليد- عن الزهري، عن سعيد بن المسيب. - ورواه عنه أيضًا طاوس: أخرجه الحميدي (1113) ، قال: حدثنا سُفيان، قال: وحدثناه عمرو، وأحمد (2/282) ، قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رَباح، عن عمر بن حبيب، عن عمرو بن دينار، وفي (2/346) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن قيس. والنسائي (4/58) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المُبارك، قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا حماد، عن قيس، هو ابن سعد. كلاهما - عمرو بن دينار، وقيس- عن طاوس، فذكره. - ورواه عنه أيضًا أبو سلمة بن عبد الرحمن: أخرجه أحمد (2/393) ، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، والبخاري (2/118، 6/143) قال: حدثنا عَبْدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس، وفي (2/125) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، ومسلم (8/53) ، قال: حدثني أبو الطاهر، وأحمد بن عيسى، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد. كلاهما - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ويونس بن يزيد- عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 الباب الثالث: في أحاديث متفرقة تتعلق بالإيمان والإسلام 57 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ المؤمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ، مِنْ حيثُ أَتتْها الريحُ تُفِيئُها، فإذا اعْتدَلتْ تُلَقَّى بالبلاء، والْفاجِرُ كالأَرَزَةِ صَمَّاء معتدلةً، حتَّى يَقْصِمَها الله إِذَا شاءَ» . وفي أُخرى: «مثل المؤمن مثل الزرع، لا تزال الريح تُميله، ولا يزال المُؤمِنُ يُصيبُه البَلاءُ، وَمَثلُ المُنَافِقُ كَمَثلِ شَجَرةِ الأرْز لا تهتز حتى تَسْتَحْصِدَ» . [ص: 272] أخرجه البخاري، والترمذيّ مثلَ الرواية الثانية، إِلا أَنَّه ذكَرَ فيها «الخَامَةَ مِن الزَّرعِ (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] خامة: الخامات من النبات: الغضَّةُ الرطبة اللينة. تُفيئها: أي تُميلها كذا وكذا، حتى ترجع من جانب إلى جانب. كالأرَزَةِ: بفتح الراء: شجرةُ الأرزِن، وهو خشب معروف، وبسكونها: شجرة الصنوبر، والصنوبر: ثمرها. يقصِمُها: القَصْمُ: الكسر، يقال: قَصَمْتُ الشيء قَصمًا: كسرته حتى يبين وينفصل. تستحصد: الاستحصاد: التهيؤ للحصد، وهو القطع. صماء: الصماء المكتنزة، التي لا تخلخل فيها.   (1) البخاري 10/93 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرضى، ومسلم رقم (2809) في صفات المنافقين، باب مثل المؤمن كالزرع، والترمذي رقم (2870) في الأمثال، باب 4. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه مسلم في التوبة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الأعلى، ومن طريق عبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري عن سعيد بن أبي هريرة «فذكره» . والترمذي في الأمثال (2870) عن الحسن بن علي الخلال وغير واحد، كلهم عن عبد الرزاق به. * وسقط في التحفة العزو للبخاري، وهو عنده في كتاب المرضى (10/93) باب ما جاء في كفارة المرضى. الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 58 - (خ م) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمن: كمثلِ الخَامَةِ مِنَ الزَّرعِ، تُفِيئها الريحُ، تَصرَعُهَا مرةً، وتَعْدِلُها أُخرى، حتى تَهيجَ» . وفي أُخرى: «حتّى يأتِيَهُ أَجلُهُ، ومثلُ المنافق: مثلُ الأرْزةِ المُجْذِيَةِ على أَصْلِها، لا يُفيئها شيءٌ، حتّى يكونَ انجعافُها مَرَّةً واحدةً» . أَخرجه [ص: 273] البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تَصْرَعُها: أي ترميها وتُلقيها، من المصارعة. تهيج: هاج النبات هيجًا: إذا أخذ في الجفاف والاصفرار، بعد الغضاضة والاخضرار. المجذية: الثابتة، يقال: جَذا يجذُو، وأجذى يُجذي لغتان. انجعافُها: الانجعاف: الانقلاع، وهو مطاوع: جعَفْتُ الشيء: إذا قلعته.   (1) البخاري 10/91، 92 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرضى، ومسلم رقم (2810) في صفات المنافقين، باب مثل المؤمن كالزرع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/386) ، قال: حدثنا يزيد، وأبو النضر، قالا: أخبرنا المسعودي. وعبد بن حميد (373) قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا المسعودي، ومسلم (8/136) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، قالا: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. (ح) وحدثناه محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وهو القطان، عن سفيان، والنسائي في الكبرى (الورقة 98) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. ثلاثتهم - المسعودي، وزكريا، وسفيان- عن سعد بن إبراهيم، عن ابن كعب بن مالك، فذكره. * أخرجه أحمد (3/454) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد، عن عبد الله، أو عبد الرحمن ابن كعب بن مالك. (قال عبد الرحمن: هو شك - يعني سفيان) عن أبيه، فذكره. * وأخرجه الدارمي (2752) قال: حدثنا محمد بن يوسف. والبخاري (7/149) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، ومسلم (8/136) قال: حدثنيه محمد بن حاتم، ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا بشر بن السري. (ح) وحدثناه عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا يحيى، وهو القطان. ثلاثتهم - ابن يوسف، ويحيى، وبشر- عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره. * وأخرجه مسلم (8/136) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا بشر بن السري، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره. الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 59 - (خ م) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَثلُ المؤمنِ كمَثَل شجرةٍِ خضراءَ، لا يسقُط ورقُها، ولا يَتَحاتُّ» . فقال القومُ كذا، هي شجرةُ كذا، فأَرَدتُ أَن أَقولَ: هي النَّخْلةُ، وأَنا غلام شاب، فَاستَحْيَيْتُ، فقال: «هي النَّخْلَةُ» . أَخرجه البخاريّ، ومسلم، وأَخرجاهُ من طُرقٍ أُخرى، أَطْولَ من هذا بزيادةٍ أَوجبتْ ذِكْرهُ في غير هذا الموضع (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يتحاتّ: تحاتّ ورقُ الشجر: إذا انتثر وتساقط بنفسه.   (1) البخاري 1/133، 134 في العلم، باب ما يقوله المحدث، ومسلم رقم (2811) في صفات المنافقين، باب مثل المؤمن كالزرع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/31) [4859] قال: حدثنا يزيد بن هارون، والبخاري (8/36) قال: حدثنا آدم، كلاهما عن شعبة، قال: ثنا محارب بن دثار، عن ابن عمر، فذكره. قلت: ولم يخرجه مسلم بهذا اللفظ، إنما أخرجه من حديث عبد الله بن دينار، ومجاهد، ونافع عن ابن عمر، فتدبر. الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 60 - (ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله ضربَ مَثَلاً صراطًا مُستقيمًا، على كَنَفَي الصّراطِ، زُوْرَان (1) لهما أَبوابٌ مُفتَّحةٌ، على الأبوابِ سُتُورٌ، وداعٍ يَدْعو على رأْس الصِّراطِ، وداعٍ يدعو فوقَه: {واللهُ يَدْعو إِلى دارِ السَّلامِ ويَهدي من يشاءُ إلى صراطٍ مستقيم} [يونس: 25] ، والأبواب التي على كَنَفِي الصراطِ حدود الله، فلا يَقَعُ أَحدٌ في حُدودِ الله حتى يَكْشِف السِّتْر، والذي يدْعو من فوقِهِ واعِظُ ربِّهِ» . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] كنفي: كَنف الشيء: جانبه. حدود: جمع حدٍّ، وهي أحكام الشرع، وأصل الحد: الفاصل [ص: 275] بين الشيئين، فكأن حدود الشرع فواصل بين الحلال والحرام. وهذا حديثٌ وجدتُهُ في كتاب رزين بن معاوية، ولم أجده في الأصول.   (1) أي جداران، وفي حديث ابن مسعود الآتي " سوران " والظاهر أن السين قد أبدلت بالزاي، كم يقال في الأسدي: الأزدي. (2) رقم (2863) في الأمثال، باب رقم 1، وقال: هذا حديث حسن غريب. نقول: وأخرجه أحمد في المسند 4/182 من حديث النواس بن سمعان بلفظ: " ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تعوجوا (وفي المسند: تتفرجوا، وهو تحريف) ، وداع يدعو من جوف الصراط: فإذا أراد أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط: الإسلام: والسوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة: محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله عز وجل، والداعي فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم "، وإسناده صحيح، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/318، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل: 1 - أخرجه أحمد (4/182) قال: حدثنا الحسن بن سوار أبو العلاء قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه. 2 - وأخرجه أحمد (4/183) قال: حدثنا حيوة بن شريح، والترمذي (2859) قال: حدثنا علي بن حُجْر السعدي، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/11714) عن علي بن حُجْر، وعمرو بن عثمان، ثلاثتهم - حيوة، وعلي، وعمرو - عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن مَعدان. كلاهما - عبد الرحمن بن جبير، وخالد بن مَعدان - عن جبير بن نفير، فذكره. قلت: الإسناد الأول فيه معاوية بن صالح، مختلف فيه، صاحب إفرادات ويغرب بحديث أهل الشام، وهذا منها، وفي الإسناد الثاني بقية بن الوليد المدلس، والله أعلم. الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 61 - () ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ضَرَبَ اللهُ مَثلاً صراطًا مُستقيمًا، وعن جَنَبتي الصِّراط سورانِ فيهما أَبْوابٌ مُفَتَّحةٌ، وعلى الأبْوابِ ستُورٌ مُرْخَاةٌ، وعندَ رَأْسِ الصِّراطِ داع يقول: استقيموا على الصراط ولا تَعْوَجُّوا، وفوقَ ذلك داعٍ يَدْعو كُلَّما همَّ عَبْدٌ أَنْ يَفْتَحَ شيئًا من تلك الأَبواب، قال: ويْحَكَ، لا تفْتَحْهُ، فإنك إِن تفتحه تَلِجْهُ. ثم فسَّره فأَخبر: أَنَّ الصّراط: هو الإِسلام، وأَن الأبواب المفتَّحة، محارمُ الله، وأَنَّ السُّتورَ المُرْخاةَ: حُدودُ الله، والدَّاعي على رَأْسِ الصراطِ: هو القُرآنُ، وأَنَّ الدَّاعِي منْ فوقِهِ: هو واعظُ الله في قلْبِ كُلِّ مؤمنٍ (1) » .   (1) الحديث بهذا اللفظ لا يعرف من حديث ابن مسعود، وإنما هو من حديث النواس بن سمعان، وقد روى الإمام أحمد في " المسند " 4142، 4437، والحاكم 2/368، والطبري 12/230 من حديث عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، ثم خط عن يمينه وشماله خطوطاً، ثم قال: هذا سبيل الله وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} ، وإسناده حسن، وصححه الحاكم، وأقره الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] غريب: لا يعرف من حديث ابن مسعود، إنما هو من حديث «النواس» السابق. ورزين العبدي زياداته على الأصول غريبة المخارج، وهذا أولها. وقد ثبرت عن هذا الحديث فلم أهتد إليه. الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 62 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: إِنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بَدَأَ الإِسلامُ غريبًا، وسَيَعُودُ غريبًا كما بدَأَ، فطُوبَى للغرباءِ (1) » . [ص: 276] أَخرجه مسلم (2) .   (1) قال النووي في شرح مسلم: " بدأ الإسلام غريباً " كذا ضبطناه: " بدأ " بالهمزة من الابتداء، و " طوبى " فعلى من الطيب، قال الفراء: وإنما جاءت الواو لضمة الطاء، قال: وفيها [ص: 276] لغتان. تقول العرب: طوباك، وطوبى لك. وأما معنى " طوبى " فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: {طوبى لهم} [الرعد: 29] فروي عن ابن عباس أن معناه: فرح وقرة عين، وقال عكرمة: نعمى لهم، وقال الضحاك: غبطة لهم، وقال قتادة: حسنى لهم، وعن قتادة أيضاً معناه: أصابوا خيراً، وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة. وقال عجلان: دوام الخير، وقيل: الجنة، وقيل: شجرة في الجنة، وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث. وقال القاضي عياض: روى ابن أبي أويس عن مالك: معنى بدأ غريباً، أي بدأ الإسلام غريباً في المدينة، وسيعود إليها. وظاهر الحديث العموم، وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر، ثم سيلحق أهله النقص والاختلاف، حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضاً كما بدأ. وجاء في الحديث تفسير الغرباء " هم النزاع من القبائل " قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم إلى الله تعالى. نقول: وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة قيمة استوفى فيها شرح هذا الحديث سماها " كشف الكربة في وصف أهل الغربة ". (2) رقم (145) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه مسلم في الإيمان (145) قال: حدثنا محمد بن عباد، وابن أبي عمر، جميعًا عن مروان الفزاري. قال ابن عباد: حدثنا مروان عن يزيد - يعني ابن كيسان-، عن أبي حازم عن أبي هريرة «فذكره» . قلت: وفي الباب عن ابن عمر، وهو مخرج في مسلم (146) ، وعن عمرو بن عوف عند الترمذي، قال الألباني: إسناده واهٍ جدًا. المشكاة (170) . الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 63 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الإِسلامَ بَدَأَ غريبًا؛ وسيعودُ غريبًا كما بدأَ، فطوبَى للغرباء» . أَخرجه الترمذيّ (1) .   (1) رقم (2631) في الإيمان، باب 13 وقال: حديث حسن غريب صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: رواه الترمذي في الإيمان (13/1) عن أبي كريب، وابن ماجة في الفتن عن سفيان عن وكيع - كلاهما عن حفص بن غياث، عن الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود. قلت: قال أبو عيسى الترمذي: حسن صحيح، تفرد به حفص، إنما نعرفه من حديثه. أه. ورواه أحمد (1/398) ، والدارمي (2758) . الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 الكتاب الثاني: في الاعتصام بالكتاب والسنة ، وفيه بابان الباب الأول: في الاستمساك بهما 64 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بَلَغَهُ، أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تَركْتُ فيكُمْ أَمْرَيْنِ لنْ تَضِلُّوا ما تَمسَّكْتُمْ بهما: كتابَ الله، وسنّة رسولِهِ» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) في القدر رقم 3 باب النهي عن القول بالقدر بلاغاً، لكن يشهد له حديث ابن عباس عند الحاكم 1/93 بسند حسن فيتقوى به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ [1727] كتاب الجامع «باب النهي عن القول بالقدر» . قال الإمام الزرقاني: مر أن بلاغه صحيح كما قال ابن عيينة، وقد أخرجه ابن عبد البر من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، وعزاه للحاكم. شرح الموطأ (4/307) ط/ دار الكتب العلمية بيروت. قلت: له شاهد من حديث ابن عباس، أخرجه الحاكم (1/93) وقد صح من غير بلاغ الموطأ في غير حديث. الحديث: 64 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 65 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: رأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في حَجَّة الوَداع يوم عرفة، وهو على ناقته القَصْواءِ، يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يقول: «إِني تَركْتُ فيكم ما إنْ أَخذْتُمْ به لن تَضِلُّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيْتي» . أخرجه الترمذي (1) . ٍ [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القصواء) : اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن قصواء، لأن الناقة [ص: 278] القصواء هي التي قُطع طرف أذنها، ولم تكن ناقته كذلك، يقال: ناقة قصواء، وشاة قصواء، ولا يقال: جمل أقصى، وإنما يقال: مقصو، ومقصي، تركوا فيه القياس.   (1) رقم (3790) في المناقب، باب 77، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له حديث زيد بن أرقم الآتي، ولذا قال الترمذي رحمه الله: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي [3786] قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفى، قال: حدثنا زيد ابن الحسن هو الأنماطي، عن جعفر بن عبد الله، عن أبيه، عن جابر فذكره. قلت: قال الترمذي: وفي الباب عن أبي ذر، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان، وغير واحد من أهل العلم. أه. قلت: الحسن بن زيد فيه ضعف، قال ابن عدي: لعل شعبة لم يرو عن أضعف منه. انظر الكاشف (1/338) [1848] . الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 66 - (ت) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي تَاركٌ فيكم ما إن تَمسَّكْتُمْ به لن تَضِلُّوا بعدي، أَحدُهما أَعظمُ من الآخر، وهو كتابُ الله، حبلٌ مَمْدودٌ من السَّمَاءِ إِلى الأرض، وعترتي أَهل بيتي، لنْ يَفْترقا حتى يردَا عليَّ الحوضَ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3790) في المناقب، باب 77، وقال: حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3788) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: ثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا الأعمش عطية عن أبي سعيد، والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد، فذكره. قلت: الأعمش يدلس، وفي القلب من هذا السند شيء، وعطية هو العوفي ضعفوه بشدة، وقد تكلم فيه، والله أعلم. الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 67 - (د ت) قال عبد الرَّحمن بن عمرو السُّلَميّ وحُجْر بن حُجْر: أَتينَا العِرباضَ بْنَ ساريةَ - رضي الله عنه - وهو ممَّن نَزل فيه: {ولا عَلَى الَّذين إِذَا ما أَتَوْكَ لِتحْمِلَهم قلتَ لا أَجدُ ما أحمِلُكُم عليه} [التوبة: 92] فسلّمنا، وقُلنا: أَتيناكَ زائريْنَ، وعائديْنَ، ومُقْتَبِسَيْن، فقال العرباضُ: صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ، ثمّ أقبل علينا بوجهه، فوعَظَنا موعِظةً بَليغةً، ذَرَفتْ منها العيون، ووَجِلت منها القلوبُ، فقالَ رجل: يا رسولَ الله، كأنَّ هذه موعظةُ مودِّعٍ، فماذا تَعْهدُ إلينا؟ قال: «أُوصيكم بتقْوى الله، والسَّمعِ والطاعة، [ص: 279] وإنْ عَبْدًا حبشيًّا، فإنه من يَعِشْ منكم بعدي فسيَرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنّتي وسنّةِ الخلفَاءِ الراشِدينَ المهديِّينَ، تمسكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ، وإياكم ومُحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ مُحدثَةٍ بدْعةٌ، وكل بدْعَةٍ ضَلاَلَة» . هذه رواية أبي داود. وأخرجه الترمذي، ولم يذكر الصَّلاة، وفي آخِرِه: تقديم وتأخير (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] مقتبسين: الاقتباس في الأصل: أخْذُ القبَس من النار، وأراد به: الأخذ من العلم والأدب. ذرفت: العينُ تذرفُ: إذا دَمعت. وجلت: وَجل القلبُ يَوْجَلُ: إذا خاف وفَزع، والوجل: الفزع. تعهد: عهد إليه بكذا يعهد: إذا أوصى إليه. الراشدين: الراشد: اسم فاعل من رشد يَرشَدُ، ورَشَدَ يرْشُدُ رشدًا، وهو خلاف الغي، وأرشدته أنا: إذا هديته. المهديين: المهدي: الذي قد هداه الله إلى الحق، هداه يهديه فهو مهدي، والله هاديه. [ص: 280] وإن عَبْدًا حبشيّاً: أي: أطع صاحب الأمر، واسمع له، وإن كان عبدًا حبشيّاً، فحذف «كان» وهي مرادة. وَعَضُّوا عليها بالنواجذ: النَّواجِذُ: الأضراس التي بعد الناب، جمع ناجذ، وهذا مثلٌ في شدة الاستمساك بالأمر؛ لأنَّ العَضَّ بالنّواجذ عَضٌّ بمعظم الأسنان التي قبلها والتي بعدها. الهدي: بفتح الهاء، وسكون الدال: الطريقةُ والسيرةُ. محدثات الأمور: ما لم يكن معروفًا في كتاب، ولا سنة، ولا إجماع. بدعة: الابتداع: إذا كان من الله وحده فهو إخراجُ الشيء من العدم إلى الوجود، وهو تكوين الأشياء بعد أن لم تكن، وليس ذلك إلا إلى الله تعالى، فأمَّا الابتداع من المخلوقين، فإن كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله، فهو في حَيِّز الذمِّ والإنكار، وإن كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه، وحضَّ عليه أو رسوله، فهو في حيِّز المدح، وإن لم يكن مثاله موجودًا، كنوعٍ من الجود والسخاء، وفعل المعروف، فهذا فعل من الأعمال المحمودة لم يكن الفاعل قد سُبق إليه؛ ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَرَدَ الشرع به؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قد جعل له في ذلك ثوابًا فقال: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حسَنَة، كان له أجرُها وأجرُ من عمل بها» وقال في ضده: «من سَنَّ سُنَّةً سيئة، كان عليه وِزرُها ووزرُ من عمل بها (2) » . وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله، ويعضد ذلك قول [ص: 281] عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- في صلاة التراويح: «نِعْمتِ البدعة هذه» لما كانت من أفعال الخير، وداخلةً في حيِّز المدح، سمَّاها بدعة ومدحها، وهي وإن كان النبيٍّ - صلى الله عليه وسلم - قد صلاها - إلا أنه تركها، ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس عليها، فمحافظة عمر عليها، وجمعه الناس لها، وندبُهُم إليها بدعة، لكنها بدعةٌ محمودة ممدوحة.   (1) أبو داود في " السنة " رقم (4607) : باب لزوم السنة، والترمذي في العلم رقم (2678) : باب 16، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد في المسند 4/126، 127، وابن ماجة في المقدمة رقم 42 باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين. وانظر شرح هذا الحديث مفصلاً في " جامع العلوم والحكم " للحافظ ابن رجب الحنبلي. (2) قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم في صحيحه رقم (1017) من حديث جرير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/126) ، وأبو داود (4607) ، قال: حدثنا أحمد بن حَنبل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ثور بن يزيد، قال: حدثني خالد بن مَعْدان، قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر، فذكراه. * أخرجه أحمد (4/126) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، قال: حدثنا مُعاوية- يعني ابن صالح- عن ضمرة بن حبيب. وفي (4/126) قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ثور، عن خالد بن مَعْدان، والدارمي (96) قال: أخبرنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ثور بن يزيد، قال: حدثني خالد بن مَعْدان. وابن ماجة (43) قال: حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، وإسحاق بن إبراهيم السواق، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، عن مُعاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، وفي (44) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا عبد الملك ابن الصباح المسمعي، قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعْدان. والترمذي (2676) قال: حدثنا علي ابن حُجْر، قال: أخبرنا بقية بن الوليد، عن بحر بن سعد، عن خالد بن مَعْدان. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الخلال، وغير واحد، قالوا: أخبرنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعدْان. كلاهما - ضمرة بن حبيب، وخالد بن مَعْدان- عن عبد الرحمن بن عَمرو السلمي، أنه سمع العرباض بن سارية، فذكره. ليس فيه: (حُجْر بن حُجر) . قلت: والحديث عند ابن ماجة أيضًا من رواية يحيى بن أبي المطاع عن العرباض (42) ، وعند أحمد (4/127) من رواية عبد الله بن أبي بلال عن العرباض - رضي الله عنه-. الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 68 - (د ت) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا هلْ عَسَى رجلٌ يَبْلُغُهُ الحديثُ عنِّي، هو مُتَّكئٌ على أرِيكَتِهِ، فيقول: بيننا وبينكم كتابُ الله، فما وجدنا فيه حلالاً استحللْناهُ، وما وَجَدْنا فيه حرامًا حرَّمْنَاهُ، وإن ما حرَّم رسولُ الله كما حَرَّمَ اللهُ» هذه رواية الترمذي. ورواية أبي داود: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا إني أوتيتُ هذا الكتاب، ومثلَهُ معهُ، ألا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعان على أريكته، يقولُ: عليكم بِهذَا القُرآن، فما وَجدْتُم فيه من حلالٍ فأحِلُّوهُ، وما وجدْتُم فيه من حرام فَحَرِّموهُ، ألا لا يَحِلُّ لكُم الحِمارُ الأهليّ، ولا كلُّ ذي نَاب مِنَ السِّبَاعِ، ولا لُقْطَةُ مُعاهدٍ، إلا أنْ يَستَغْنِيَ عنها صَاحِبُها، ومن نَزَلَ بقَومٍ، فعليهم أن يُقْرُوهُ، فإن لم يُقْرُوهُ؛ فله أن يُعْقِبَهُمْ بمثل قِرَاهُ (1) » . [ص: 282] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أَريكته: الأريكة: السرير في الحَجَلَة، ولا يسمى منفردًا أريكة، وقيل: هو كل اتُّكِيءَ عليه. يوشك: أوشَكَ: إذا أسرع وقرب، يوشك إيشاكًا. اللُّقطة: ما وجدته مرميّاً في الأرض، لا تعرف له صاحبًا. معاهد: المعاهد: الذي بينك وبينه عهدٌ وموادعة، والمراد به: من كان بينه وبين المسلمين معاقدة وموادعة، ومهادنة، فلا يجوز أن تُتَملّكَ لقطته؛ لأنه معصوم المال، يجري حكمه مجرى حكم الذمي. يقروه: القِرى: ما يُعدُّ للضيف النازل من النزل. يعقبهم: ويُعقِبهم - مشددًا ومخففًا - بمعنى أنه يأخذ منهم، ويغنم من أموالهم، بقدر قِراه، ومثله قوله تعالى: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم} [الممتحنة: 11] وعَقبتم، أي: فكانت الغلبة لكم، فغنمتم منهم. أُوتيتُ: قال الخطابي في شرح هذا الحديث: قوله -صلى الله عليه وسلم-: «أوتيتُ هذا الكتاب ومثلَه» يحتمل وجهين من التأويل: أحدهما: أن معناه: أنه أُوتي من الوحي الباطن غير المتلوِّ مثل ما أعطى من الظاهر المتلو. والثاني: أنه أوتي الكتاب وحيًا، وأوتي من البيان مثله، أي: أُذن له أن يبين ما في الكتاب، فيعم ويخص، ويزيد عليه، ويشرع ما ليس في الكتاب، فيكون في وجوب العمل به، ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن. [ص: 283] وقوله: ويوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن، فإنه -صلى الله عليه وسلم- يحذَّر بهذا القول من مخالفة السنن التي سَنَّها هو مما ليس في القرآن. وإنما أراد بالأريكة: صِفة أصحاب الترفه والدعة الذين لزموا البيوت، ولم يطلبوا العلم من مظانه. وقوله: «إلا أن يستغني عنها صاحبها» معناه: أن يتركها صاحبها لمن يأخذها، استغناءً عنها، كقوله تعالى: {فكفروا وتولَّوا واستغنى الله} [التغابن: 6] معناه: تركهم الله استغناءً عنهم، وقوله: «فله أن يعقبهم بمثل قراه» هذا في الحال المضطر الذي لا يجد طعامًا، ويخاف التلف على نفسه، فله أن يأخذ من مالهم بقدر قِراه، عوض ما حَرَمُوه من قراه.   (1) أبو داود رقم (4604) في السنة: باب لزوم السنة، وسنده صحيح، والترمذي رقم (2666) في العلم: باب رقم (60) وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه أحمد في المسند 4/130 ـ 132، وابن ماجة رقم (12) في المقدمة، باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/132) ، قال: حدثنا عبد الرحمن، وزيد بن حباب، والدارمي (592) قال: أخبرنا أسد بن موسى، وابن ماجة (12) (3193) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، والترمذي (2664) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وزيد، وأسد- قالوا: حدثنا معاوية بن صالح، عن الحسن بن جابر اللخمي، فذكره. قلت: مداره على الحسن بن جابر، حسن أبو عيسى الترمذي له هذا الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وأرّخ وفاته، كذا ابن سعد في الطبقات، وللحديث شواهد إلا جملة: «ومن نزل بقوم ... » لم أعثر له على شاهد يحضرني الآن، والحديث محتمل، والله أعلم. راجع ترجمة الحسن من التهذيب (2/259) / ط الهند. الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 69 - (د ت) أبو رافع - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا أعْرِفَنَّ الرَّجُلَ منكم يأتيه الأمْرُ من أمري: إمَّا أمَرْتُ به، أو نهيتُ عنه، وهو متكئ على أريكته، فيقول، ما نَدْري ما هذا؟ عندنا كتابُ الله، وليس هذا فيه. وما لرسول الله أنْ يقول ما يُخالفُ القرآن، وبالقرآن هَدَاهُ اللهُ» . أخرجه الترمذي وأبو داود. ولفظُهما أخصر من هذا، وهُوَ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا أُلْفِيَنَّ أحدَكُم متَّكئًا على أريكته، يأتيه أمري: ممَّا أمرتُ به، أو نَهيتُ عنه، فيقولُ: لا أدْرِي، ما وجدْنا في كتاب الله اتَّبعْناهُ» . [ص: 284] واللفظ الأول مما وجدته في كتاب رزين (1) : [شَرْحُ الْغَرِيبِ] لا أُلفينَّ: ألفيت الشيء أُلفيه: إذا وجدته وصادفته.   (1) أبو داود رقم (4605) في السنة: باب لزوم السنة، والترمذي رقم (2666) في العلم: باب رقم (10) وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حسن، وأخرجه أحمد 6/8، وابن ماجة في المقدمة رقم (13) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (551) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/8) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا ابن لهيعة، وأحمد أيضًا قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4605) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد النفيلي. قالا: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، وعبد الله بن لهيعة- عن سالم أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره. * قال الحميدي: قال سفيان: وحدثنا ابن المنكدر، مرسلاً، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث. قال الحميدي: قال سفيان: وأنا لحديث ابن المنكدر أحفظ لأني سمعته أولاً. وقد حفظت هذا أيضًا. * وأخرجه ابن ماجة (13) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، في بيته أنا سألته، عن سالم أبي النضر، ثم مرَّ في الحديث. قال: أو زيد بن أسلم، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره. * وأخرجه الترمذي (2663) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن محمد بن المنكدر، وسالم أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع، وغيره رفعه، فذكره. * قال الترمذي: وروى بعضهم، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. وسالم أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وكان ابن عيينة إذا روى هذا الحديث على الانفراد بَيَّنَ حديث محمد بن المنكدر من حديث سالم أبي النضر، وإذا جمعهما روى هكذا. قلت: قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن. * اللفظة التي أشار إليها المؤلف - رحمه الله- من كتاب رزين إنما هي مروية من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أخرجه أحمد في المسند (2/367) ، وابن ماجة (21) . الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 70 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ مَثَلَ ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غَيْثٍ (1) أصاب [ص: 285] أرضًا، فكانت منها طَائِفَةٌ طيِّبَةٌ، قَبِلَت الماءَ فأنْبَتت الكلأ والعُشْبَ الكثير، وكان منها أجادِبُ أمْسَكت الماءَ، فنفع الله بها النَّاسَ، فشربوا منها، وسَقَوْا ورَعَوا، وأصابَ طَائِفَةً منها أخْرى، إنَّما هي قِيعَانٌ لا تُمسِكُ ماءً، ولا تُنْبِتُ كلأً، فذلك مَثَلُ مَنْ فَقُه في دين اللهِ عزَّ وجلَّ، ونَفَعَهُ ما بعثني الله به، فعلِمَ وعلَّم، ومَثَلُ من لم يَرْفع بذلك رَأسًا، ولمْ يقبل هُدى اللهِ الذي أُرْسِلْتُ به» . أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) قال النووي في شرح مسلم، أما الغيث: فهو المطر، وأما العشب والكلأ والحشيش، فكلها أسماء للنبات، لكن الحشيش مختص باليابس، والعشب والخلا - مقصوراً - مختصان بالرطب، و " الكلأ " بالهمز يقع على اليابس والرطب. وقال الخطابي وابن عباس " الخلا " يقع على اليابس، وهذا شاذ ضعيف. " والأجادب " بالجيم والدال المهملة، وهي التي لا تنبت كلأ. وقال الخطابي: هي الأرض تمسك الماء، فلا يسرع فيها التصوب. قال ابن بطال وصاحب " المطالع " وآخرون: هو جمع جدب، على غير قياس، كما قالوا: في حسن: جمعه محاسن، والقياس، أن محاسن جمع محسن، وكذا قالوا: مشابه، في جمع شبه، وقياسه: أن يكون جمع مشبه. قال الخطابي، وقال بعضهم: أحادب - بالحاء المهملة والدال - قال: وليس بشيء، وقال بعضهم: أجارد - بالجيم والراء والدال - قال: وهو صحيح المعنى إن ساعدته الرواية. قال الأصمعي: الأجارد من الأرض، ما لا ينبت الكلأ، معناه: أنها جرداء يابسة، لا يسترها النبات. وقال بعضهم: إنما هي " إخاذات " بالخاء والذال المعجمتين وبالألف، وهو جمع إخاذة، وهي الغدير الذي يحمل الماء. وقد ذكر صاحب " المطالع " هذه الأوجه التي ذكرها الخطابي، فجعلها روايات منقولة، وقال القاضي عياض [ص: 285] في الشرح: لم يرد هذا الحرف في مسلم، ولا في غيره، إلا بالدال المهملة، من الجدب، الذي هو ضد الخصب، وعليه شرح الشارحون. (2) البخاري 1/185 في العلم، باب فضل من علم وعلم. ومسلم رقم (2282) في الفضائل، باب بيان مثل ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم، وقد جاء في " الفتح " 1/161: قال القرطبي وغيره: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم، لما جاء به من الدين مثلاً بالغيث العام الذي يأتي الناس في حال حاجتهم إليه، وكذا حال الناس قبل مبعثه، فكما أن الغيث يحيي البلد الميت، فكذا علوم الدين تحيي القلب الميت، ثم شبه السامعين له بالأرض المختلفة التي ينزل بها الغيث، فمنهم العالم العامل المعلم، فهو بمنزلة الأرض الطيبة شربت فانتفعت في نفسها وأنبتت فنفعت غيرها، ومنهم الجامع للعلم المستغرق لزمانه، غير أنه لم يعمل بنوافله، أو لم يتفقه فيما جمع لكنه أداه لغيره، فهو بمنزلة الأرض التي يستقر فيها الماء فينتفع الناس به، وهو المشار إليه بقوله " نضر الله امرءاً سمع مقالتي فأداها كما سمعها "، ومنهم من يسمع العلم فلا يحفظه ولا يعمل به، ولا ينقله لغيره، فهو بمنزلة الأرض السبخة أو الملساء التي لا تقبل الماء أو تفسده على غيرها، وإنما جمع في المثل بين الطائفتين الأوليين المحمودتين لاشتراكهما في الانتفاع بهما، وأفرد الطائفة الثالثة المذمومة لعدم النفع بها، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/399) ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد. (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله ابن محمد) . والبخاري (1/30) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (7/63) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عامر الأشعري، ومحمد بن العلاء، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9044) عن القاسم ابن زكريا الكوفي. أربعتهم - عبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، وأبو عامر، والقاسم- عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بُردة، فذكره. الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 71 - (خ م) وعنه - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن مَثَلي ومَثَلُ ما بعثني الله به، كمثل رجلٍ أتى قَوْمَهُ فقال: إنِّي رأيتُ الجيش بِعَيْنيَّ، و [إِنيِّ] (1) أنا النَّذيرُ العُريان، فالنَّجاءَ، النَّجاءَ، فأطاعَهُ طائِفَةٌ من [ص: 286] قَوْمِهِ، فأدْلَجوا، فانطلقوا على مَهْلِهِمْ فنَجَوْا، وكذَّبت طائفَةٌ منهم، فأصبحوا مكانَهم، فصبَّحهم الجيش فأهلكَهم، واجْتَاحَهُم، فذلك مثل من أطاعني، واتَّبَعَ ما جئْتُ به، ومَثَلُ من عصاني، وكذَّبَ ما جئتُ به من الحقِّ» . أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الكلأ: العشب، وسواء يابسُه ورَطْبُه. أجادب: قال أبو عبد الله الحُمَيدي - صاحب كتاب «الجمع بين الصحيحين» في شرح غريب كتابه - الذي رأيناه من الروايات في هذا الحديث: أجادب، بدالٍ قبل باء، قال: وحكاه الهروي في الجمع بين الغريبين: أجارد، براء قبل دال، يقال: مواضع منجردة من النبات، ويقال: مكان أجرد، وأرض جرداء: إذا لم تُنبت، والحديث يدل على أن المراد به الأرض الصلبة، التي تُمسك الماء. قلت: وقال الجوهري في كتاب «الصحاح» ، ويقال: فضاء أجرد، لا نبات به، والجمع أجارد، إلا أن لفظة الحديث في الروايات «أجادب» ولعل لها معنى لم يعرف، والله بلطفه يهدي إليه. قلت: وذكر الهروي - رحمه الله - أيضًا في كتابه، في موضع آخر [ص: 287] : «وكانت فيها إخاذات أمسكت الماء» وقال: الإخاذات: الغُدران التي تأخذ ماء السماء، فتحبسه على الشاربين، واحدتها: إخاذة، وهذا مناسبٌ للفظ الحديث، فإنه قال: «وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله به الناس، وشربوا منه» والله أعلم. قال الخطابي: وأما أجادب فهو غلط وتصحيف، قال: وقد روي أحادب بالحاء المهملة والباء. النَّجاءَ: أي: اطلبوا الخلاص، وأنجوا أنفسكم وخلصوها. فاجتاحهم: استأصلهم، وهو من الجائحة التي تهلك الأشياء. القيعان: جمع قاع، وهو المستوي من الأرض. النذير العريان: الذي لا ثوب عليه، وخص العريان؛ لأنه أبين في العين، وأصل هذا: أن الرجل منهم كان إذا أنذر قومه، وجاء من بلد بعيد انسلخ من ثيابه، ليكون أَبْيَنَ للعين. أدلجوا: إذا خُفِّف - من أدلج يُدلج - كان بمعنى: سار الليل كله، وإذا ثقل -من ادَّلج يدَّلج- كان إذا سار آخر الليل.   (1) زيادة من البخاري ومسلم. (2) البخاري 14/98 في الرقاق: باب الانتهاء عن المعاصي، ومسلم رقم (2283) في الفضائل: باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/126، 9/115) قال: حدثنا محمد بن العلاء أبو كُريب. ومسلم (7/63) قال: حدثنا عبد الله بن بَرَّاد الأشعري، وأبو كُريب. كلاهما - محمد بن العلاء أبو كريب، وعبد الله بن براد- قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بُردة، فذكره. الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 72 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنما مَثَلي ومَثَل النَّاسِ، كمثل رجلٍ استوقَدَ نارًا، فلمَّا أضَاءتْ ما حَوْلَهُ، جعَلَ الفَراشُ وهذي الدوابُّ، الَّتي تقع في النَّار، تَقَع فيها، [ص: 288] فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ (1) ويَغْلِبْنَهُ، فَيَتَقَحَّمْنَ (2) فيها، فأنا آخِذُ بِحُجَزِكُم (3) عن النَّار، وأنتُم تَقَحَّمُونَ (4) فيها» . هذه رواية البخاري. ولمسلم نحوُها، وقال في آخرها: «فذلك مثلي ومثلُكُم، أنا آخذٌ بِحُجَزكم عن النار، هلُمَّ عن النَّار، هلُمَّ عن النَّار، فتَغْلِبُوني (5) وتَقَحَّمُونَ (6) فيها» . وأخرجه الترمذي بنحوه (7) .   (1) وفي وراية يزعهن، أي: يدفعهن. (2) في المطبوع: يقتحمن. (3) الحجز: جمع حجزة، وهي معقد الإزار، وحجزة السراويل معروفة. (4) في المطبوع: تقتحمون. (5) في مسلم: فتغلبوني تقحمون فيها. (6) " التقحم " الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت. وأما قوله صلى الله عليه وسلم " أنا آخذ بحجزكم " فروي بوجهين: أحدهما: اسم فاعل بكسر الخاء وتنوين الذال، والثاني: فعل مضارع بضم الذال بلا تنوين، والأول: أشهر، وهما صحيحان. وأما " تفلتون " فروي بوجهين، أحدهما: فتح التاء المثناة والفاء واللام المشددة، والثاني: ضم التاء وإسكان الفاء وكسر اللام المخففة - تفلتون - وكلاهما صحيح، يقال: أفلت مني وتفلت: إذا نازعك الغلبة والهرب، ثم غلب وهرب، ومقصود الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم، أرسله الله ليمنع بقدر طاقته تساقط الجاهلين والمخالفين بشركهم وبمعاصيهم وشهواتهم في غضب الله وعذابه في الدنيا، وفي نار الآخرة، وهم حريصون بعمى بصائرهم وجاهليتهم على الوقوع في ذلك مع منعه إياهم وقبضه على مواضع المنع منهم، فهم يتساقطون في الفساد تساقط الفراش في النار، لهواهم وضعف تمييزهم، فكلاهما حريص على هلاك نفسه، ساع في ذلك. (7) البخاري 14/100 في الرقاق: باب الانتهاء عن المعاصي، و 7/274 في حديث الأنبياء: باب قوله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان} ، وأخرجه مسلم رقم (2284) في الفضائل: باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، والترمذي رقم (2877) في الأمثال: باب رقم (7) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1038) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/244) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/198، 8/126) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شُعيب. ومسلم (7/63) قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي. (ح) وحدثناه عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان. والترمذي (2874) قال: حدثنا قُتَيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - سفيان، وشعيب، والمغيرة بن عبد الرحمن- عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. قلت: والحديث ورد عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة - رضي الله عنه-: عند أحمد (2/539) . وعن همام بن منبه عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/312) ، ومسلم (7/63) ، من طريق أحمد، بنحو اللفظ المذكور. ك الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 73 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثلي [ص: 289] ومثلكم كمثل رجل أوْقَدَ نارًا، فَجَعَلَ الجَنَادِبُ والفَرَاشُ يَقَعْنَ فيها، وهُوَ يَذُبُّهُنَّ عنها، وأنا آخِذٌ بِحُجَزِكُم عن النار، وأنتم تَفَلَّتُونَ مِن يَدِي» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الجنادب: جمع جُنْدُب، وهو طائر كالجراد، يَصِرُّ في الحرِّ. تَفلَّتون: التَّفلُّت والانفلات: التخلص من اليد.   (1) رقم (2285) في الفضائل: باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/361) قال: ثنا عفان، ومسلم (7/64) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا ابن مهدي. كلاهما قالا: حدثنا سليم بن حيَّان، قال: أخبرنا سعيد بن ميناء عن جابر - رضي الله عنه-، فذكره. الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 74 - (خ) بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «إنَّ أحسنَ الحديثِ كِتَابُ اللهِ، وأحسنُ الهَدْيِ هَدْيُ محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشَرُّ الأمُورِ مُحْدَثاتُها، وإنَّ ما تُوعدونَ لآتٍ، وما أنتُم بمعجزين» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الهَدي: بفتح الهاء، وسكون الدال: الطريقة والسِّيرة.   (1) 17/9 في الاعتصام: باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و 13/125 في الأدب: باب الهدي الصالح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه البخاري كتاب الأدب، عن أبي الوليد، عن شعبة، عن مخارق، عن طارق، عن ابن مسعود، فذكره. ورواه أيضًا في الاعتصام بالسنة عن آدم عن شعبة عن عمرو بن مرة، عن مرة الطيب، عن ابن مسعود، فذكره. الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 75 - (خ م د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أحْدَثَ في أمرنا هذا ما لَيْسَ منهُ فهو رَدٌّ» . وفي رواية «منْ عَمِلَ عملاً ليس عليه أمرُنا، فَهو ردٌّ» . أخرجه [ص: 290] البخاري ومسلم وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فهو رَدٌّ: أمرٌ ردٌّ: إذا كان مخالفًا لما عليه السُّنة.   (1) البخاري تعليقاً بصيغة الجزم 4/298 في البيوع: باب النجش ووصله في الصلح 5/221: باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، ومسلم رقم (1718) في الأقضية: باب نقض الأحكام الباطلة، وأبو داود في السنة: باب لزوم السنة 2/506، وأخرجه ابن ماجة في المقدمة: باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 14. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/73) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني عبد الله بن جعفر الزهري من آل المسور ابن مخرمة. وفي (6/146) قال: حدثنا محمد بن جعفر غُنْدَر. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي. وفي (6/180) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (6/240) قال: حدثنا يزيد، عن إبراهيم بن سعد. وفي (6/256) قال: حدثنا حماد بن خالد. قال: حدثنا عبد الله ابن جعفر. وفي (6/270) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. والبخاري (3/241) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي خلق أفعال العباد (29) قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي. ومسلم (5/132) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصَّبَّاح، وعبد الله بن عون الهلالي، جميعًا عن إبراهيم بن سعد. قال ابن الصَّبَّاح: حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعَبْد بن حميد. جميعًا عن أبي عامر. قال عبد: حدثنا عبد الملك بن عَمرو. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري. وأبو داود (4606) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي، وإبراهيم بن سعد. وابن ماجة (14) قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا إبراهيم ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. كلاهما - عبد الله بن جعفر المخرمي الزهري، وإبراهيم بن سعد- عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن القاسم بن محمد، عن عائشة- رضي الله عنها- فذكره. الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 76 - (د) أبو ذر - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ فارقَ الجَمَاعَةَ شِبرًا (1) ، فقَدْ خَلَعَ ربْقَةَ الإسلام من عُنُقه» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] رِبقة الإسلام: أراد بربقة الإسلام: عقد الإسلام، وأصله: أن الرِّبق: حَبل فيه عدة عرى، تُشد بها الغنم، الواحدة من العُرَى: رِبقةٌ.   (1) في سنن أبي داود: قيد شبر. (2) في السنة: باب في قتل الخوارج رقم (4758) ، وأخرجه أحمد 5/180، وفي سنده عندهما خالد بن وهبان، وهو مجهول، لكن يشهد له حديث الحارث الأشعري الطويل، فيصح به، وفيه " فإنه من فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع "، أخرجه الإمام أحمد 5/344، والترمذي رقم (2867) في الأمثال: الباب الثالث، وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم 1/422 على شرطهما، ووافقه الذهبي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/180) قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا زهير. (ح) وثنا أسود بن عامر، قال: ثنا أبو بكر. وأبو داود (4758) قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا زهير، وأبو بكر بن عياش، ومندل. وعبد الله بن أحمد (5/180- زوائد) قال: ثنا أحمد بن محمد، قال: ثنا أبو بكر- يعني ابن عياش- ثلاثتهم عن مطرف ابن طريف، عن أبي الجهم، عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر - رضي الله عنه- فذكره. قلت: خالد بن وهبان مجهول. الحديث: 76 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 77 - (خ) علي - رضي الله عنه - قال: «اقْضُوا كما كُنْتُم تَقْضونَ، [ص: 291] فإنِّي أكْرَهُ الخِلاَفَ (1) ، حتَّى يكونَ النَّاسُ جَمَاعَةً، وأموت كما ماتَ أصْحابي. فكان ابنُ سيرين يرى عامَّةَ ما يَروُونَ عن عليٍّ كذبًا» . أخرجه البخاري (2) .   (1) في البخاري: الاختلاف؛ أي: الذي يؤدي إلى النزاع. (2) 8/75 في المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أثر صحيح: رواه البخاري (3707) قال: حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن علي فذكر قوله. قلت: ذكر الحافظ متابعة حماد بن زيد لشعبة، وعزاه لابن المنذر. راجع الفتح (7/91) ط. الريان. الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 78 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال الزُّهْريّ: دخلتُ على أنس وهو يبكي، فقلت: «ما يُبكيكَ؟» قال: «لا أعرف شيئًا ممَّا أدركْتُ، إلا هذه الصلاةَ، وهذه الصلاةُ قد ضُيِّعتْ» . وفي أخرى: قال أنسُ: «لا أعْرفُ شيئًا مما كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» . قِيلَ: «الصلاة (1) ؟» قال: «أليس صَنَعْتُم ما صنَعْتُم فيها؟» . أخرجه البخاريّ، وأخرج الثانية الترمذي (2) . وهذه أحاديث وجدتها في كتاب رزين، ولم أجدها في الأصول.   (1) قال الحافظ: أي: قيل له: الصلاة هي شيء مما كان على عهده صلى الله عليه وسلم وهي باقية فكيف يصح هذا السلب العام؟ فأجاب بأنهم غيروها أيضاً بأن أخرجوها عن الوقت، وهذا الذي قال لأنس ذلك يقال له: أبو رافع، بينه أحمد بن حنبل في روايته لهذا الحديث عن روح عن عثمان بن سعد عن أنس ... فذكر نحوه، قال أبو رافع: يا أبا حمزة، ولا الصلاة؟ فقال له أنس: قد علمتم ما صنع الحجاج في الصلاة. (2) البخاري 2/152 في مواقيت الصلاة، باب تضييع الصلاة عن وقتها، والترمذي رقم (2449) في صفة القيامة والرقائق والورع، باب بئس العبد عبد سها ولها ونسي المقابر والبلى. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث أبي عمر الجوني، وقد روي من غير وجه عن أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أثر صحيح: رواه البخاري (2/152) ، والترمذي (2449) ، وقال: حسن غريب من هذا الوجه من حديث أبي عمران الجوني، وقد روي من غير وجه عن أنس. أه. الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 79 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - دخَلَ السُّوقَ فقالَ: «أراكم ها هنا وميراثُ محمد - صلى الله عليه وسلم - يُقسمُ في المسجد؟» ! فذهبوا وانصرفوا، فقالوا: ما رأينا [ص: 292] شيئًا يُقْسَمُ، رأينا قومًا يَقرؤون القرآن، قال: «فذلكم ميراثُ نبيكم (1) » .   (1) أورده الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " 1/123، 124. باب فضل العالم والمتعلم، من رواية الطبراني في " الأوسط " وقال: إسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: قاله الحافظ الهيثمي، وعزاه للطبراني في الأوسط (المجمع 1/123) . الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 80 - () ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «مَن كانَ مُسْتَنًّا، فَلْيَسْتَنَّ بمن قد ماتَ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتْنَةُ، أولئك أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم -، كانوا أفضلَ هذه الأمة: أبرَّها قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا، اختارهم الله لصحبة نبيِّه، ولإقامة دِينه، فاعرِفوا لهم فضلَهم، واتبعُوهم على أثرهم، وتمسَّكوا بما استَطَعْتُم من أخلاقِهم وسيَرِهم، فإنهم كانوا على الهُدَى المستقيم (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] مُسْتَنًّا: المستن: الذي يعمل بالسنة، سنَّ واستن.   (1) أخرجه أبو عمر بن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " 2/97 والهروي ورقة 86 وفيه من طريق قتادة عنه؛ فهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/97) . الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 81 - () ابن عباس - رضي الله عنهما - «مَن تَعَلَّمَ كتابَ الله ثُمَّ اتَّبَعَ ما فيه هَداهُ اللهُ من الضَّلالَةِ في الدنيا، ووقاه يوم القيامة سوءَ الحساب» . وفي رواية قال: من اقتدى بكتاب الله، لا يَضِلُّ في الدنيا ولا يَشقى في الآخرة، ثم تلا هذه الآية: {فمن اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ ولا يَشقى} . [طه: الآية 123] .   [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف على تخريجه، وقد سبرت فيه حيث مظان الوجود.. الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 82 - () عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - يَنْمِيه إلى عمر بن الخطاب أنه قال: «تُرِكْتُم على الواضحة، ليلُها كنهارِها، وكونوا على دين الأعراب وغلمان [ص: 293] الكُتَّاب (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يَنميه: نميت الشيء أنميه إليه: إذا أسندته إليه ورفعته. الواضحة: البينة، وهي صفة لمحذوف، تقديره: على الملة الواضحة الظاهرة. دين الأعراب: أراد بقوله: دين الأعراب والغلمان والصبيان، الوقوف عند قبول ظاهر الشريعة، واتباعها من غير تفتيش عن الشبه، وتنقير عن أقوال أهل الزيغ والأهواء، ومثله قوله: «عليكم بدين العجائز» .   (1) أخرج أحمد 4/126 وابن ماجة في المقدمة رقم 43 باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين من حديث العرباض بن سارية مرفوعاً " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك " وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو السلمي لم يوثقه غير ابن حبان، وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " 1/46 عن ابن أبي عاصم في كتاب السنة وقال: إسناده حسن. الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 83 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «تُركْتُم على الجادَّة، مَنهجٍ عليه أمُّ الكتاب» . الحديث: 83 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 الباب الثاني: في الاقتصاد والاقتصار في الأعمال 84 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - جاء ثلاثةُ رَهْطٍ [ص: 294] إلى بُيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أُخْبِروا كأنَّهم تَقَالُّوها، قالوا: فأينَ نَحنُ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر؟ قال أحدُهم: أمَّا أنا فأصَلِّي اللَّيلَ أبدًا، وقال الآخرُ: وأنا أصُومُ الدَّهرَ ولا أفُطِرُ، وقالَ الآخرُ: وأنا أعْتَزِلُ النِّساءَ ولا أتَزَوَّجُ أبدًا، فجاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فقال: «أنتم الذين قُلتم كذا وكذا؟ أمَا والله، إنِّي لأخْشاكم لله، وأتقاكم له، ولكني أصُومُ وأفْطِرُ، وأصَلِّي وأرْقُدُ، وأتَزَوَّجُ النِّساءَ، فَمَن رغِبَ عَنْ سُنَّتِي فليس منِّي» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه النسائي، وهذا لفظه: أنَّ نَفرًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال بعضهم: لا أتَزَوَّجُ [النساء] (1) ، وقال بعضهم: لا آكُلُ اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، وقال بعضهم: أصومُ ولا أفْطِرُ، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فحَمِدَ الله وأثْنَى عليه، ثم قال: «ما بَالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا؟ لكني أصلِّي وأنامُ، وأصومُ وأفطِرُ، وأتَزَوَّجُ النساءَ، فَمَنْ رَغِبَ عن سُنَّتي فليس مني (2) » . [ص: 295] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تقالُّوه: التَّقال: تفاعل من القِلَّة، كأنهم استقلوا ذلك لأنفسهم من الفعل، فأرادوا أن يُكثروا منه. رغب عن الشيء: الرَّغبة في الشيء: إيثاره، والميل إليه، والرغبة عنه: تركه، والصدوف عنه.   (1) زيادة من النسائي. (2) البخاري 11/4 في النكاح، باب الترغيب في النكاح، ومسلم رقم (1401) فيه، باب استحباب النكاح، والنسائي 6/60 في النكاح أيضاً باب النهي عن التبتل، قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث دلالة على فضل النكاح والترغيب فيه، وفيه تتبع أحوال الأكابر للتأسي بأفعالهم، وأنه إذا تعذرت معرفته من الرجال جاز استكشافه من النساء، وأن من عزم على عمل بر واحتاج إلى إظهاره حيث يأمن الرياء لم يكن ذلك ممنوعاً، وفيه تقديم الحمد والثناء على الله عند إلقاء مسائل العلم وبيان الأحكام للمكلفين وإزالة الشبهة عن المجتهدين، وأن المباحات قد تنقلب بالقصد إلى الكراهة والاستحباب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أنس حميد: أخرجه البخاري (7/2) ، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر - ابن أبي كثير-، قال: أخبرنا حُميد، فذكره. - ورواه عنه ثابت البناني: أخرجه أحمد (3/241) قال: حدثنا مؤمل. وفي (3/259) قال: حدثنا أسود بن عامر، وفي (3/285) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1318) قال: حدثنا محمد بن الفضل، ومسلم (4/129) قال: حدثني أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بَهز. والنسائي (6/60) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عفان. خمستهم - مؤمل، وأسود، وعفان، وابن الفضل، وبهز- عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 84 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 85 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: صَنَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فرَخَّصَ فيه، فتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ، فبَلَغَ ذلك رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَخَطَبَ، فَحَمِدَ الله [وأثْنَى عليه] (1) ، ثمَّ قال: «ما بالُ أقْوَامٍ يَتَنَزَّهونَ عن الشيء أصْنَعُهُ، فوَاللهِ إنِّي لأعْلَمُهُم بِاللهِ، وأشَدُّهُم لهُ خَشْيَةً» . أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فتنزه: التنزه: التباعد عن الشيء، أي: أنهم تركوه ولم يعملوا به، ولا اقتدوا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه.   (1) زيادة ليست في البخاري ومسلم. (2) البخاري 13/125، 126 في الأدب: باب من لم يواجه الناس بالعتاب، وفي الاعتصام: باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع، وأخرجه مسلم رقم (2356) في الفضائل: باب علمه صلى الله عليه وسلم بالله تعالى وشدة خشيته، قال الحافظ في " الفتح ": 13/128، وفي الحديث الحث على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذم التعمق والتنزه عن المباح، وحسن العشرة عند الموعظة والإنكار والتلطف في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/45) قال: حدثنا أبو مُعاوية. وفي (6/181) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (8/31، 9/120) ، وفي الأدب المفرد (436) قال: حدثنا عُمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. ومسلم (7/90) قال: حدثنا زُهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم. قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا أبو كُريب، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في عمل اليوم والليلة (234) قال: أخبرنا محمد ابن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2015، 2021) قال: حدثنا بُندار. قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - أبو معاوية الضرير، وسفيان الثوري، وحفص بن غياث، وجرير، وعيسى بن يونس- عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى عن مسروق عن عائشة، فذكره. الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 86 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: بَعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى [ص: 296] عُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ: «أرَغْبَةً عَن سُنَّتي؟» فقال: لا، والله يا رسول الله ولكن سُنَّتَكَ أطْلُبُ، قال: «فإنِّي أنامُ، وأصَلِّي، وأصُومُ، وأفْطِرُ، وأنْكِحُ النِّسَاءَ، فاتَّقِ الله يا عُثمانُ، فإنَّ لأهْلِكَ عليك حقًّا، وإنَّ لِنَفْسِكَ عليك حقًّا، فَصُم وأفْطِر، وصَلِّ ونَمْ» . أخرجه أبو داود (1) . ووَجدتُ في كتاب رزين زيادةً لم أجدها في الأصول، وهي: قالت عائشة: وكان حَلَفَ أنْ يَقُومَ الليلَ كلَّهُ، ويصومَ النهار، ولا ينكح النساءَ، فسألَ عن يمينه، فنَزَل {لا يُؤاخِذُكُم اللَّهُ باللَّغْوِ في أيْمَانِكُم} (2) [البقرة: الآية 225] . وفي رواية أنه هو الذي سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما نواه، قبل أن يَعزِمَ، وهو أصحُّ. ووجدتُ له فيه عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمرَهُم [ص: 297] أمرهم من العَمَلِ بما يُطِيقُون، قالوا: لَسنا كهيئتِك، إنَّ الله عزَّ وجلَّ قد غفر لك ما تَقَدَّمَ من ذنبك وما تأخَّر، فيغضبُ، حتى يُعْرَفَ الْغَضَبُ في وجهه، ثم يقول: «إنَّ أتقاكم وأعلمكم بالله أنا (3) » .   (1) رقم (1369) في أبواب قيام الليل، باب ما يؤمر به من القصد بالصلاة ورجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة ابن إسحاق لكن يشهد له أحاديث صحاح. (2) للعلماء في المراد باللغو هاهنا خمسة أقوال: أحدها: أن يحلف على الشيء يظن أنه كما حلف، ثم يتبين له أنه بخلافه، وإلى هذا المعنى ذهب أبو هريرة وابن عباس والحسن وعطاء والشعبي وابن جبير ومجاهد وقتادة والسدي عن أشياخه، ومالك ومقاتل. والثاني: أنه قول الرجل: لا والله، وبلى والله من غير قصد لعقد اليمين، وهو قول عائشة وطاوس وعروة والنخعي والشافعي. والثالث: أنه يمين الرجل وهو غضبان، رواه طاوس عن ابن عباس. والرابع: أنه حلف الرجل على معصية فليحنث وليكفر ولا إثم عليه قاله سعيد بن جبير. والخامس: أن يحلف الرجل على شيء ثم ينساه، قاله النخعي. انظر زاد المسير 1/254، 255 لابن الجوزي بتحقيقي مع الأستاذ شعيب الأرنؤوط. (3) الحديث أخرجه البخاري في " صحيحه " 1/67 في الإيمان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا أعلمكم بالله ". وهو من غرائب الصحيح لا يعرف إلا من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قال الحافظ في " الفتح " وفي هذا الحديث فوائد. الأولى: أن الأعمال الصالحة ترقي صاحبها إلى المراتب السنية من رفع الدرجات ومحو الخطيئات، لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليهم استدلالهم، ولا تعليلهم من هذه الجهة، بل من الجهة الأخرى. الثانية: أن العبد إذا بلغ الغاية في العبادة وثمراتها، كان ذلك أدعى له إلى المواظبة عليها استبقاء للنعمة، واستزادة لها بالشكر عليها. الثالثة: الوقوف عند ما حدد الشارع من عزيمة ورخصة، واعتقاد أن الأخذ بالأرفق الموافق للشرع أولى من الأشق المخالف له. الرابعة: أن الأولى من العبادة القصد والملازمة لا المبالغة المفضية إلى الترك. الخامسة: التنبيه على شدة رغبة الصحابة في العبادة وطلبهم الازدياد من الخير. السادسة: مشروعية الغضب عند مخالفة الأمر الشرعي، والإنكار على الحاذق المتأهل لفهم المعنى إذا قصر في الفهم تحريضاً له على التيقظ. السابعة: جواز تحدث المرء بما فيه الفضل بحسب الحاجة لذلك عند الأمن من المباهاة والتعاظم. الثامنة: بيان أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم رتبة الكمال الإنساني، لأنه منحصر في الحكمتين العلمية والعملية، وقد أشار إلى الأولى بقوله: " أعلمكم " وإلى الثانية بقوله: " أتقاكم ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عن عائشة عروة -: أخرجه أحمد (6/68) ، وأبو داود (1369) قال: حدثنا عبيد الله بن سعد، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. - ورواه عن عائشة يحيى بن يعمر: أخرجه أحمد (6/106) . - ورواه عن عائشة: أبو فاختة: أخرجه أحمد (6/106) بألفاظ متقاربة. الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 87 - (خ م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «أُخْبِرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أنِّي أقُولُ: والله لأصُومَنَّ النَّهارَ، ولأقُومَنَّ اللَّيلَ ما عِشْتُ، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنت الَّذي تَقُولُ ذلك؟» فقلت له: قد قلتُه، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: «فإنك لا تَسْتطيعُ ذلك، فَصُمْ [ص: 298] وأفْطِرْ، ونَمْ، وقُمْ، وصُمْ من الشَّهرِ ثلاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ الحَسَنَةَ بعشْرِ أمثالها، وذلك مِثْلُ صيام الدَّهر» ، قُلتُ: إنِّي أطِيقُ أفْضَلَ من ذلك، قال: «فصُمْ يومًا وأفطِرْ يومَينِ» ، قلت: فإنِّي أطيقُ أفضلَ من ذلك، قال: «فصُم يومًا وأفطِر يومًا، فذلك صيام دَاودَ عليه السلام، وهو أعدلُ الصيام» - وفي رواية: أفضَلُ الصيام - قُلتُ: فإني أطيقُ أفضلَ من ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا أفْضَلَ من ذلك» . زاد في رواية، قال عبد الله بن عمرو، لأنْ أكونَ قبلتُ الثَّلاثة الأيام التي قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، أحبُّ إليَّ من أهلي ومالي» . وفي رواية أخرى: قال: قال لي رسول الله: «ألَمْ أخْبَرْ أنك تَصومُ النهار، وتقوم الليل؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: «فلا تَفْعَلْ، صُمْ وأفطِرْ، ونَم وقُم، فإنَّ لِجسدِك عليك حقًّا، وإنَّ لِعَينِكَ عليك حقًّا، وإنَّ لزوجِك عليك حقًّا، وإنَّ لزوْرِك (1) عليك حقًّا، وإنَّ بحَسْبِك أن تصُومَ من كل شهر ثلاثة أيام، فإنَّ لك بكُلِّ حسَنَةٍ عشرَ أمثالها، فإذًا ذلك (2) صيامُ الدَّهر» . فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قلتُ: يا رسول الله: إنِّي أجدُ قُوَّةً، قال: «صُمْ صيامَ نبي الله داود عليه السلام، لا تَزِدْ عليه» . قلت: وما كان [ص: 299] صيام داود؟ قال: «نصف الدهر» . فكان عبدُ الله يقول بعدَ ما كَبِرَ: يا لَيْتَني قَبِلْتُ رُخصَةَ النبي - صلى الله عليه وسلم -. وفي أخرى قال: «ألم أخبَر أنَّك تَصوم الدَّهر، وتَقْرَأ القرآن كلَّ ليلة؟» فقلتُ: بلى، يا نَبيَّ الله، ولم أُرِد بذلك إلا الخير، وفيه قال: «فصُم صومَ داودَ، فإنه كان أعبد النَّاس» - وفيه قال -: «واقرأ القرآن في كل شهر» ، قال: قلتُ: يا نبيَّ الله، إني أطيقُ أفضلَ من ذلك، قال: «فاقرأهُ في كلِّ عشرين» ، قال: فقلتُ: يا نبيَّ الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأهُ في عشر» ، قلت: يا نبيَّ الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في سَبعٍ، لا تزد على ذلك» . قال: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّد عليَّ، وقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنك لا تدري لَعلَّكَ يَطولُ بك عُمُرٌ» ، قال: فصِرتُ إلى الذي قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كبِرْتُ وَدِدتُ أني كنتُ قَبِلْتُ رُخصة نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -. زاد مسلم «فإنَّ لِوُلْدِك عليك حقًّا» . وفي أخرى: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنكَ لَتَصومُ النَّهار، وتقومُ الليل؟» قلت: نعم، قال: «إذا فعلتَ ذلك هَجَمَتْ لَهُ العَيْنُ، ونَفِهَت له النَّفسُ، لا صامَ من صامَ الأبد، صومُ ثلاثة أيامٍ صومُ الدَّهر كلِّه» . قلت: فإن أطيق أكثر من ذلك، قال: «فصم صوم داود، كان يصوم يومًا ويُفْطِرُ يومًا، ولا يَفِرُّ إذا لاقى (3) » . [ص: 300] وزاد في رواية: «مِن لي (4) بهذه يا نبي الله» . وفي رواية نحوه، وفيه «وصُم من كل عشرةِ أيَّام يومًا، ولك أجر تسعة» - وفي - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا صامَ من صامَ الأبدَ» ثلاثًا. هذه روايات البخاري ومسلم. ووافقهما أبو داود على الرواية الأولى. والنسائي على الأولى والثانية، وألفاظُهُم جميعُهم متقاربة باتفاق المعنى. وأخرج البخاري والنسائي عنه. قال البخاري: قال عبد الله بن عَمْرو: أنكَحَني أبي امرأةً ذات حَسبٍ، وكان يتعاهدُ كَنَّتَهُ، فيسألها عن بَعْلِها، فتقول له: نِعْمَ الرَّجُلُ من رجلٍ لم يطأ لنا فراشًا، ولم يُفَتِّش لنا كَنَفًا مُذْ أتَيْناهُ، فَلَمَّا طال ذلك عليه، ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ألقني به» فلقيتُهُ بَعدُ، فقال: «كيف تصوم؟» قلت: كلَّ يومٍ. قال: «وكيف تَخْتِمُ؟» قلت: كلَّ ليلة، فقال: «صُم كلَّ شهرٍ ثلاثة أيَّامٍ، واقرأ القرآن في كل شهر» . قال: قلت: فإني أطيق أكثَر من ذلك، قال: «صُم ثلاثة أيام في الجمعة» . قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: «أفطر يومين وصم يومًا» . قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: «صم أفضل الصوم، صوم داود: صيام يوم. وإفطار يوم. واقرأ في كل سَبْعِ ليال مَرَّةً» قال: فَلَيْتَني قَبِلتُ رُخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك [ص: 301] أنِّي كَبِرْتُ وضَعُفْتُ، وكان يقرأ على بعض أهله السُّبُع من القرآن بالنَّهار، والَّذي يقرؤه يَعرضُهُ منَ الليل، ليكون أخفَّ عليه بالليل، وإذا أراد أن يَتَقَوَّى أفطر أيَّامًا، وأحصَى وصام مثلَهُنَّ، كراهِيةَ أن يَتْرَكَ شيئًا فارق عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواية النسائي قال: زَوَّجني أبي امرأة، فجاء يزورنا، فقال: كيف تَرَيْنَ بَعْلَكِ؟ قالت: نعم الرجلُ، لا ينام الليل، ولا يُفْطِرُ النَّهارَ، فوقع بي وقال: زوَّجْتُك امرأةً من المسلمين، فعَضَلْتَها، قال: فجعلتُ لا ألتفِت إلى قوله، مما عند من القُوَّةِ والاجتهاد، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال: «لكني أنا أقوم وأنامُ، وأصومُ وأفطِرُ، فَقُمْ ونَم، وصُم وأفطر» - وذكر الصوم نحو ما تَقدَّم، وقال: «اقرأ القرآن في شهر» ، ثم انتهى إلى خمس عشرة، وأنا أقول: أنا أقوى من ذلك. وأخرجه مثل رواية البخاري، ولم يذكر فيه القراءة. وأخرج الترمذي طرفًا من هذه الروايات، وهو قوله: «أفْضَلُ الصَّوم صَوْمُ أخي داود، كان يصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا، ولا يَفِرُّ إذا لاقى» . ولِقلَّةِ ما أخرَجَ منه لم نُعْلِمْ عليه علاَمته (5) . [ص: 302] وسيجيء ذِكْرُهُ مع باقي روايات هذا الحديث في كتاب الصَّوم من حرف الصاد. وقد أخرج البخاري ومسلمٌ وأبو داود والنسائي هذا الحديث مختصرًا جامعًا، فقال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ أحبَّ الصيام إلى الله: صيامُ داودَ، وأحبَّ الصلاة إلى الله: صلاةُ داود، كان ينامُ نِصْفَ الليل، ويقومُ ثُلُثَهُ، وينَامُ سُدُسَهُ، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا (6) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بحسبك (7) : أحسَبه هذا الأمر يُحسِبه: إذا كفاه. هجمت: العين: إذا غارت ودخلت في نُقرتها من الضعف والمرض. نَفِهَت النفس: إذا أعيت وكلَّت. ذات حسب: الحسب: ما يعدُّه الرجل من مفاخر آبائه، ويقال: [ص: 303] حَسَبُهُ: دينه، ويقال: ماله، وقيل: الحسب يكون في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف. كَنّته: الكنة: امرأة الابن أو الأخ. بعلها: بعل المرأة: زوجها. كَنفًا: لم يفتش لنا كنفًا، الكنف: الجانب، أرادت: أنه لم يقربها، ولم يستعلم لها حالاً خَفيَت عنه. فوقع بي: وقع بي فلان: إذا لامك وعَنَّفَك، وأما وَقعت فيه، فهو من الوقيعة، وهي الغيبة. فعضلتها: العضل: المنع، والمراد: أنك لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم، ولا تركتها بنفسها لتتزوج، وتتصرف في نفسها كما تريد.   (1) الزور: الزائرون، يقال: رجل زائر، وقوم زور، وزار مثل مسافر وسفر وسفار، ونسوة زور أيضاً، وزور - مثل نوم ونوح - زائرات صحاح. (2) " فإذاً ذلك " روي " إذاً " بالتنوين، وبلفظ " إذا " التي للمفاجأة. (3) أي: إذا لاقى العدو، أي: لا يهرب من قتال الكفار. (4) أي: من يكفل لي بهذه الخصلة التي لداود عليه السلام، لا سيما عدم الفرار والصبر والثبات عند لقاء العدو. (5) البخاري 5/123 في الصوم: باب صوم الدهر، وباب حق الضيف في الصوم، وباب حق الجسم في الصوم، وباب حق الأهل في الصوم، وباب صوم يوم وإفطار يوم، وباب صوم داود، وفي التهجد، باب من نام عند السحر، وباب ما يكره من ترك قيام العمل لمن كان يقومه، وفي الأنبياء: باب قول الله تعالى {وآتينا داود زبورا} [الإسراء: 55] وفي فضائل القرآن: باب في كم يقرأ القرآن [ص: 302] وفي النكاح: باب لزوجك عليك حق، وفي الأدب: باب حق الضيف والاستئذان، وباب من ألقي له وسادة. وأخرجه مسلم رقم (1159) في الصيام: باب النهي عن صوم الدهر. وأبو داود رقم 2425 في الصيام: باب في صوم الدهر. والنسائي 4/209 - 215 في الصيام: باب صوم يوم وإفطار يوم وذكر الزيادة في الصيام والنقصان وصوم عشرة أيام من الشهر. والترمذي رقم (770) في الصوم، باب ما جاء في سرد الصوم. (6) البخاري 3/258 في التهجد: باب من نام عند السحر، ومسلم رقم (1159) في الصيام: باب النهي عن صوم الدهر وبيان تفضيل صوم يوم وإفطار يوم. وأبو داود رقم 2448 في الصوم: باب في صوم يوم وفطر يوم. والنسائي 3/214 في فضل صلاة الليل: باب صلاة نبي الله داود عليه السلام. (7) الباء في " بحسبك " زائدة، ومعناه أن صوم الثلاثة الأيام من كل شهر كافيك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن ابن عمرو: ابن المسيب، وأبو سلمة: أخرجه أحمد (2/187) (6760) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعْمر. وفي (2/188) (6761) قال: حدثنا رَوْح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة، والبخاري (3/51) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، وفي (4/195) قال: حدثنا يحيى بن بُكَير، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. ومسلم (3/162) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: سمعت عبد الله بن وهب يحدث عن يونس. (ح) وحدثني حَرْمَلة ابن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (2427) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والنسائي (4/211) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. خمستهم - معمر، ومحمد بن أبي حفصة، وشُعيب، وعُقيل بن خالد، ويونس- عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. - ورواه عن ابن عمرو مجاهد: رواه أحمد (2/158) ، والنسائي (4/209) ، والبخاري (3/52) ، وابن خزيمة (197) . - ورواه عنه أيضًا ابن أبي ربيعة: رواه أحمد (2/224) ، والنسائي (4/212) . - ورواه عنه أبو عياض: رواه أحمد (2/205) ، والنسائي (4/212) ، وابن خزيمة (2106) . - ورواه عنه أبو مليح: رواه البخاري (3/53) ، ومسلم (3/165) ، والنسائي (4/215) . - ورواه عنه عمرو بن أوس: رواه البخاري (2/63) ، والحميدي [589] ، وأحمد (2/160) ، وأبو داود [2448] . قلت: ومن التابعين رواة الخبر: أبو العباس المكي، وشعيب بن عبد الله بن عمرو، وهلال بن طلحة، ويزيد ابن الشخير. الحديث: 87 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 88 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - حصيرٌ، وكان يُحَجِّرُهُ باللَّيل فيُصلي فيه، ويَبْسُطُهُ بِالنَّهار، فَيَجْلِس عليه، فجعل النَّاسُ يَثُوبُونَ إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، يُصَلُّونَ بصلاته، حتَّى كَثُرُوا، فأقبَلَ، فقال: «يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا من الأعمال ما تطيقون، فإنَّ الله لا يَمَلُّ (1) [ص: 304] حتَّى تَملُّوا (*) ، وإنَّ أحَبَّ الأعمال إلى الله ما دَامَ وإن قلَّ» . زاد في رواية: «وكان آلُ محمَّدٍ إذا عَمِلُوا عَملاً أثبَتُوه» . وفي رواية قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سُئلَ، أيُّ العَمَل أحبُّ إلى الله؟ قال: «أدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ» . زادَ في رواية «واكْلَفُوا من الْعَمَلِ ما تُطيقون» . وفي رواية أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَدِّدُوا وقاربُوا، واعلموا أنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ أحَدَكُم عَمَلُهُ الجَنَّةَ، وأنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله أدْوَمُها وإنْ قلَّ» . زاد في أخرى: «وأبشِرُوا، قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَني اللهُ بِمَغْفِرَةٍ ورَحْمَةٍ» . [ص: 305] هذه روايات البخاري ومسلم. وللبخاري و «الموطأ» . قالت: كان أحبُّ الأعمال إلى الله الَّذي يدومُ عليه صاحبُهُ. ولمسلم: كان أحبُّ الأعمال إلى الله أدومَها وإن قلَّ. وكانت عائشة إذا عَمِلتِ العمل لَزِمَتْهُ. وفي رواية الترمذي: كان أحب العمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ديم عليه. وفي أخرى له قال: سُئِلَتْ عائِشةُ وأمُّ سَلَمَة: أيُّ العمل كان أحبَّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالتا: ما دِيمَ عَلَيْهِ وإنْ قَلَّ. وفي رواية أبي داود: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اكْلَفوا من العمل ما تُطيقون، فإنَّ الله لا يَملُّ حتَّى تَملُّوا (*) ، وإنَّ أحبَّ العملِ إلى الله أدومُهُ وإن قلَّ، وكان إذا عمل عملاً أثبته» . وفي أخرى له قال: سألتُ عائشةَ: كيف كان عملُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ هل كان يَخُصُّ شيئًا من الأيام؟ قالت: لا، كان عَملُه دِيمةً، وأيُّكم يستطيع ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستطيع؟. وفي رواية النسائي. قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيرةٌ يَبْسُطُها، ويحتجرها بالليل، فيُصلي فيها، ففَطِنَ له النَّاس، فصلَّوْا بصلاتِهِ، وبينهم وبينه الحصيرة، فقال: «اكلَفُوا مِنَ العَملِ ما تُطيقون، فإنَّ الله تبارك وتعالى لا يمل حتَّى تملُّوا، فإنَّ أحبَّ العمل إلى الله أدْوَمُهُ وإن قَلَّ، ثُمَّ تركَ مُصَلاَّه ذلك. فما عاد له حتى قبضَه الله عزَّ وجلَّ، وكان إذا عَمِلَ عملاً [ص: 306] أثْبَتَهُ (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يُحَجِّرُهُ: حَجَّرَهُ يُحَجِّرُهُ، أي: يتخذه حُجْرة وناحية ينفرد عليه فيها. يثوبون: أي: يرجعون إليه، ويجتمعون عنده. لا يملّ حتى تملّوا: المراد بهذا الحديث، أن الله لا يملُّ أبدًا، ملَلْتُم أو لم تَملُّوا، فجرى مجرى قولهم: لا أفعله حتى يشيب الغراب، ويَبْيَضَّ القَار. وقيل معناه: إن الله لا يطرحكم حتى تتركوا العمل له، وتزهدوا في الرغبة إليه، فسمَّى الفعلين مَللاً، وكلاهما ليس بملل، كعادة العرب في وضع الفعل إذا وافق معناه، نحو قوله: ثم أضحَوا لعب الدهر بهم ... وكذاك الدَّهْرُ يُودِي بالرجال فجعل إهلاكه إياهم لَعِبًا. وقيل معناه: إن الله لا يقطع عنكم فضله، حتَّى تملوا سؤاله، فسمَّى فعلَ الله مللاً، وليس بملل، على جهة الازدواج، كقوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} وكقوله تعالى: {وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلُها} وهذا شائع في [ص: 307] العربية، وكثيرٌ في القرآن. سَدِّدُوا: اقصدوا السَّداد من الأمر، وهو الصواب. وقاربوا: اطلبوا المقاربة، وهي القصد في الأمر الذي لا غُلو فيه ولا تقصير. يتغمدني: تغمده الله برحمته: إذا غفر له ورحمه، وأصله: كأنه جعل رحمته له غمدًا سَتَرَه بها وغشَّاه. اكلفوا: كَلِفْتُ بهذا الأمر، أكْلَف به: إذا أُولعت به، وكَلَّفَه تكليفًا: إذا أمره بما شق عليه، والمُتَكلِّفُ: المُتَعَرِّضُ لما لا يعنيه، وتكلفت الشيء: تجشمته. ديمة: الديمةُ: المطر الدائم في سكون، شَبَّهَتْ عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر.   (1) قال الحافظ في " فتح الباري " 1/94، هو بفتح الميم في الموضعين، والملال: استثقال الشيء، ونفور النفس عنه بعد محبته، وهو محال على الله تعالى باتفاق وقال الإسماعيلي، وجماعة من المحققين: إنما أطلق هذا على جهة المقابلة اللفظية مجازاً، كما قال تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [سورة الشورى: 40] ونظائرها، قال القرطبي: وجه مجازه: أنه تعالى لما كان يقطع ثوابه عمن قطع العمل مللاً، عبر عن ذلك بالملال، من باب تسمية الشيء باسم سببه. وقال الهروي؛ معناه: لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله، فتزهدوا في الرغبة إليه. وقال غيره معناه: لا يتناهى حقه عليكم في الطاعة حتى يتناهى جهدكم. [ص: 304] وهذا كله بناء على أن " حتى " على بابها في انتهاء الغاية وما يترتب عليها من المفهوم. وجنح بعضهم إلى تأويلها، فقيل: معناه: لا يمل الله إذا مللتم، وهو مستعمل في كلام العرب، يقولون: لا أفعل كذا حتى يبيض الفأر، وحتى يشيب الغراب، ومنه قولهم في البليغ: لا ينقطع حتى ينقطع خصومه، لأنه لو انقطع حين ينقطعون لم يكن له عليهم مزية، وهذا المثال أشبه من الذي قبله، لأن شيب الغراب ليس ممكناً عادة، بخلاف الملل من العابد. وقال المازري: قيل: إن " حتى " هنا بمعنى الواو، فيكون التقدير، لا يمل وتملون، فنفى عنه الملل، وأثبته لهم. قال: وقيل: " حتى " بمعنى " حين "، والأول أليق، وأجري على القواعد، وأنه من باب المقابلة اللفظية. ويؤيده: ما وقع في بعض طرق حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ " اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل " لكن في إسناده موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. وقال ابن حبان في " صحيحه ": هذا من ألفاظ التعارف، التي لا يتهيأ للمخاطب أن يعرف القصد مما يخاطب به إلا بها، وهذا رأيه في جميع المتشابه (*) . (2) البخاري 1/109، 110 في الإيمان، باب أحب الدين إلى الله أدومه و 14/78 و79 في الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، ومسلم رقم (782) في الصلاة، باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل، والموطأ 1/118 بلاغاً في صلاة الليل، باب ما جاء في صلاة الليل، وأبو داود 1/315 في صلاة الليل، باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة، والنسائي 3/218 في صلاة الليل، باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: هل نثبت أن نثبت صفة الملل لله عز وجل؟ فأجاب بقوله: جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملوا)) . فمن العلماء من قال: إنَّ هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن؛ ملل الله ليس كملل المخلوق؛ إذ إنَّ ملل المخلوق نقص؛ لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله؛ فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً. ومن العلماء من يقول: إنَّ قوله: ((لا يَمَلُّ حتى تملوا)) ؛ يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل؛ فإنَّ الله يجازيك عليه؛ فاعمل ما بدا لك؛ فإنَّ الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذا، فيكون المراد بالملل لازم الملل. ومنهم من قال: إنَّ هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقاً؛ لأنَّ قول القائل: لا أقوم حتى تقوم؛ لا يستلزم قيام الثاني، وهذا أيضاً: ((لا يمل حتى تملوا)) ؛ لا يستلزم ثبوت الملل لله عَزَّ وجَلَّ. وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أنَّ هذا الحديث دليل على الملل؛ فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق)) اهـ. [مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - جمع وترتيب فهد السليمان: 1 174 - 175] وصفة (الملل) من الصفات المقيدة فيقال (الله يمل ممن يمل منه) ولا تطلق لله بدون تقييد " الأولى أن يُلزَم ما جاء في الكتاب والسنة. مثل صفة (الملل) ، الله جل وعلا لا يقال إنه يوصف بالملل هذا باطل، لأن الملل نقص ولكن الله جل وعلا وصف نفسه بأنه يمل ممن مل منه وهذا على جهة الكمال. فإن هذه الصفات التي تحتمل كمالاً ونقصاً فإن لله جل وعلا منها الكمال. والكمال فيها يكون على أنحاء منها أن يكون على وجه المقابلة. قال جل وعلا {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} وقال جل وعلا {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} فهو جل وعلا يخادع من خادعه، يستهزئ بمن استهزأ به، وهذا كمال لأنه من آثار أنه جل وعلا. عزيز جبار ذو الجلال وذو الكمال وذو القدرة العظيمة فهو جل وعلا لا يعجزه شيء. [شرح العقيدة الواسطية - الشريط الثالث - للشيخ صالح آل الشيخ] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (183) قال: حدثنا سُفيان. قال: حدثنا به محمد بن عَجْلان، عن سعيد المقبري، وأحمد (6/40) قال: حدثنا سُفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد. وفي (6/61) قال: حدثنا ابن نُمير. قال: حدثنا محمد. (ح) ويزيد. قال: أخبرنا محمد. وفي (6/84) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي (6/241) قال: حدثنا معاذ. قال: أخبرنا محمد بن عَمرو. وفي (6/267) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. والبخاري (1/186) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا ابن أبي فُدَيك. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري. وفي (7/199) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر. قال: حدثنا مُعتمر، عن عُبيدالله، عن سعيد ابن أبي سعيد. ومسلم (2/188) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. قال: حدثنا عُبيدالله، عن سعيد بن أبي سعيد. وأبو داود (1368) قال: حدثنا قُتَيبة. قال: حدثنا الليث، عن ابن عَجْلان، عن سعيد المقبري. وفي (1374) قال: حدثنا هنَّاد. قال: حدثنا عَبْدة، عن محمد بن عَمرو، عن محمد بن إبراهيم، وابن ماجة (942) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر، عن عُبيدالله بن عمر. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد. والنسائي (2/68) ، وفي الكبرى (749) قال: أخبرنا قُتيبة. قال: حدثنا الليث، عن ابن عَجلان، عن سعيد المقبري، وابن خزيمة (1283) قال: حدثنا علي بن خَشْرَم، قال: أخبرنا عيسى، عن الأوزاعي، عن يحيى. وفي (1626) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد وهو المقبري. أربعتهم - سعيد المقبري، ومحمد بن عمرو، ويحيى بن أبي كثير، ومحمد بن إبراهيم- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 88 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 89 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَنْ يُدْخِلَ أحدًا منكم عَمَلُه الجَنَّةَ» . قالوا: ولا أنتَ؟ قال: «ولا أنا، إلا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ بِفَضلٍ ورَحْمَةٍ (1) » . هذا للبخاري - وزاد مسلم «ولكن سَدِّدُوا» . في بعض طُرقه -. [ص: 308] وفي أخرى لمسلم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قاربوا وسدِّدُوا، واْعْلَمُوا أنهُ لن يُنجِيَ أحدًا منكم عملُهُ» . قالوا: ولا أنت؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ برحمَةٍ منه وفَضل» . وللبخاري مثلُها، إلى قوله «برحمةٍ» وزادَ «سَدِّدُوا وقاربُوا، واغْدُوا ورُوحُوا، وشيئًا من الدُّلْجةِ، والقَصْدَ القَصْدَ تبلُغُوا» . وفي أخرى للبخاري وللنسائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ هذا الدِّين يُسْرٌ، ولنْ يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلا غَلَبَه، فَسَدِّدُوا وقاربوا، وأبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغُدوةِ والرَّوْحَة، وشيءٍ من الدُّلْجةِ (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] واغدوا: الغُدُوُّ: الخروج بكرة. [ص: 309] وروحوا: الرَّواح: العود عَشيّاً، والمراد: اعملوا أطراف النهار وَقْتًا وَقْتًا. الدُّلجةُ: سير الليل، والمراد به العمل في الليل، وقوله: «وشيئًا من الدُّلجة» إشارة إلى تقليله. والقَصد: العدل في الفعل والقول، والوسط بين الطرفين. يشاد: المشادَّة: مفاعلة من الشدة، أي: لن يغالب، ولن يقاوي أحدٌ الدين إلا غلبه.   (1) وقد أجاب ابن الجوزي رحمه الله، كما نقله ابن حجر في " الفتح " 11/253 عن الجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى: {وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} ، بأربعة أجوبة: الأول: أن التوفيق للعمل من رحمة الله ولولا رحمة الله السابقة ما حصل الإيمان ولا الطاعة التي يحصل بها النجاة. الثاني: أن منافع العبد لسيده، فعمله مستحق لمولاه، فمهما أنعم عليه من الجزاء فهو من فضله. [ص: 308] الثالث: جاء في بعض الأحاديث أن نفس دخول الجنة برحمة الله، واقتسام الدرجات بالأعمال. الرابع: أن أعمال الطاعات كانت في زمن يسير، والثواب لا ينفد، فالإنعام الذي لا ينفد في جزاء ما ينفد بالفضل لا بمقابلة الأعمال. وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: الباء المقتضية للدخول غير الباء النافية، فالأولى السببية الدالة على أن الأعمال سبب الدخول المقتضية له كاقتضاء سائر الأسباب لمسبباتها، والثانية باء المعاوضة نحو اشتريت منه بكذا، فأخبر أن دخول الجنة ليس في مقابلة عمل أحد، وأنه لولا رحمة الله لعبده لما أدخله الجنة، لأن العمل بمجرده ولو تناهى لا يوجب بمجرده دخول الجنة، ولا أن يكون عوضاً لها لأنه ولو وقع على الوجه الذي يحبه الله لا يقاوم نعمة الله، بل جميع العمل لا يوازي نعمة واحدة، فتبقى سائر نعمه مقتضية لشكرها وهو لم يوفها حق شكرها. (2) البخاري في المرضى 10/109، باب تمني المريض الموت، وفي الرقاق 11/252، 254، باب القصد والمداومة على العمل، ومسلم رقم (2816) في صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، والنسائي 8/121، 122 في الإيمان، باب الدين يسر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة أبو صالح: أخرجه أحمد (2/343) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن سُهيل، وفي (2/466) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو بكر عن أبي حَصين. وفي (2/495) قال: حدثنا ابن نُمير، عن الأعمش. (ح) ويعلى. قال: حدثنا الأعمش. وفي (3/362) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد العزيز ابن مسلم. قال: حدثنا سُليمان الأعمش. ومسلم (8/140) ، قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير، عن سهيل. وفي (8/140) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير. قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي (8/140) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (8/141) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وابن ماجة (4201) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زُرَارة وإسماعيل بن موسى. قالا: حدثنا شريك بن عبد الله، عن الأعمش. ثلاثتهم - سُهيل، وأبو حَصين عثمان بن عاصم، والأعمش- عن أبي صالح، فذكره. - ورواه أيضًا عنه أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف: أخرجه أحمد (2/264) ، والبخاري (7/157) ، ومسلم (8/140) . - ورواه عنه أيضًا بسر بن سعيد: أخرجه أحمد (2/451) ، ومسلم (8/139) . - ورواه عنه أيضًا سعيد المقبري: أخرجه أحمد (2/514) ، والبخاري في الأدب المفرد (461) . - ورواه عنه أيضًا ابن سيرين: أخرجه أحمد (2/235) ، ومسلم (8/140) . - ورواه عنه أيضًا عبد الرحمن بن أبي عمرة: رواه أحمد (2/482) . قلت: ومن الرواة أبي سلمة، وأبي زياد الطحان، ومحمد بن زياد، وهمام. الحديث: 89 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 90 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يُدْخِلُ أحدًا منكم عملُهُ الجنَّةَ، ولا يُجيرُه من النَّار، ولا أنا، إلا برحمة الله عز وجل» . وفي رواية قال: «قاربُوا وسَدِّدُوا، واعلموا أنهُ لن يَنْجُوَ منكم أحدٌ بِعَملِه» . قالوا: يا رسول الله، ولا أنتَ؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يجيره: الإجارةُ: الإعانة والنصرة.   (1) رقم (2817) في صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/394) ، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ابن لهيعة، ومسلم (8/141) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: ثنا الحسن بن أعين قال: حدثنا معقل. كلاهما عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - فذكره. الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 91 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا» . [ص: 310] وفي رواية: «وسَكِّنُوا ولا تُنَفِّرُوا» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] التيسير: ضد التعسير، أراد به: التَّسهيل في الدين، وترك التشديد.   (1) البخاري 1/171 في العلم، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة، ومسلم رقم (1734) في الجهاد، باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه أحمد عن روح قال: ثنا شعبة، وفي (3/211) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وحجاج، ورواه البخاري في العلم عن بندار، وفي الأدب عن آدم، ومسلم في المغازي عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، وعن أبي بكر، عن عبيد بن سعيد، وعن محمد بن الوليد عن غندر، خمستهم عن شعبة، عن أبي التياح، عن أنس - رضي الله عنه - فذكره. الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 92 - (د) سهل بن أبي أمامة - رضي الله عنهما - أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة، في زمان عُمَرَ بن عبد العزيز، وهو أميرُ المدينة (1) فإذا هو يُصلي صلاةً خفيفة دَقيقة، كأنها صلاةُ مُسافِرٍ، أو قريبٌ منها، فلما سلَّم قال: يرحمُك الله، أرأيت هذه الصلاة المكتوبةَ، أو شيء تَنَفّلتَه؟ قال: إنَّها لَلْمكتوبَةُ، وإنها لصلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أخطأتُ إلا شيئًا سَهَوْتُ عنه، ثم قال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تُشدِّدوا على أنفسكم فَيُشَدَّدَ عليكم، فإنَّ قومًا شدَّدُوا على أنفسهم، فشُدِّدَ عليْهِم، فتلْك بقاياهم في الصَّوامِعِ والدِّيار، رَهْبانِيَّةً ابتَدَعوها ما كتبناها عليهم» . ثم غَدا من الغد، فقال ألا تركبُ لننظُرَ ونعتبِرَ؟ قال: نعم، فركبُوا جميعًا، فإذا بديار بَادَ أهْلُها وانْقَضوْا وفَنُوا، خاويةً على عُروشِها، فقال: تَعْرِفُ هذه الديار؟ فقال: «ما أعرَفَني بها وبأهلها، هؤلاء أهلُ ديار أهلَكهُمْ البَغْيُ والحسدُ، إنَّ الحسدَ يُطفِئ نُور الحسنات، والبغيُ يصدِّقُ ذلك أو يُكَذِّبُهُ، والعَيْن تزني، والكفُّ والقَدَمُ [ص: 311] والجسَدُ واللسانُ، والفرجُ يُصَدِّقُ ذلك أو يُكَذِّبُهُ» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] دقيقة: أراد بقوله: «صلاةً دقيقة» أي: خفيفة لا إطالة فيها، ولا تَكلُّف ولا رياء. رهبانية ابتدعوها: الرهبانية: ترك الملاذ من المطعم، والمشرب، والمنكح، والمسكن الحلال، والانقطاع في الصوامع، كما يفعله رهابين النَّصارى، وابتداعها: فعلها من عند أنفسهم، من غير أن تفرض عليهم، أو تُسَنَّ لهم. باد أهلها: بادَ القومُ: إذا هلكوا وانقرضوا. خاوية: خَوَى البيت: إذا سقط وإذا خلا. عروشها: عريشُ البيت: سقفه، والمعنى: أن البيت إذا سقط سقط بعضه على بعض، وأصل ذلك: أن يسقط السَّقف، ثم تسقط الحيطان عليه. البغيُ: مجاوزة الحد في الظلم والتعدي.   (1) في المطبوع " المؤمنين ". (2) 4/581 رقم (4904) في الأدب، باب في الحسد، وذكره ابن كثير في تفسيره 4/316 عن أبي يعلى الموصلي، وفي سنده سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء الراوي عن سهل بن أبي أمامة، لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (4904) ، قال: حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، أن سهل بن أبي أمامة فذكره. قلت: سعيد بن عبد الرحمن تفرد ابن حبان بتوثيقه، وهو مجهول. الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 93 - (خ د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، فإذا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بين السَّاريتين، فقال: ما هذا الحبلُ؟ [ص: 312] قالوا: حَبلٌ لزينبَ، فإذا فَترتْ تعلَّقتْ به، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا، حُلُّوهُ، ليُصلِّ أحَدُكُم نَشاطَهُ، فإذا فَتَر فَلْيَقْعُدْ» هذه رواية البخاري والنسائي. وفي رواية أبي دواد: «ما هذا الحبلُ» ؟ فقيل: يا رسول الله، حَمْنَةُ بنت جَحْشٍ (1) تُصلِّي، فإذا أعْيَتْ تَعَلَّقَتْ به، فقال: «حُلُّوه، لتُصَلي ما أطَاقَتْ، فإذا أعْيَتْ فَلْتَجْلِسْ» . وفي رواية له قالوا: زيْنَبُ تُصَلِّي، فإذا كَسِلَت، أو فَتَرَتْ أمْسَكَتْ به، فقال: «حُلُّوهُ، ليُصلِّ أحدُكُم نشاطَهُ، فإذا كَسِلَ أو فَتَر فليقعد (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فَتَرَتْ: الفُتُور: ضد النشاط والخفة. أعيت: الإعياء: التعب.   (1) هي أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنهما. (2) البخاري 3/278 في أبواب التهجد، باب ما يكره من التشديد في العبادة، وأبو داود رقم (1312) في الصلاة، باب النعاس في الصلاة، والنسائي 3/218، 219 في قيام الليل: باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل. وفي الحديث الحث على الاقتصاد في العبادة، والنهي عن التعمق فيها، والأمر بالإقبال عليها بنشاط، وفيه إزالة المنكر باليد واللسان، وجواز تنفل النساء في المسجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أنس عبد العزيز بن صهيب: 1 - أخرجه أحمد (3/101) ، ومسلم (2/189) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وأبو داود (1312) قال: حدثنا زياد بن أيوب، وهارون بن عبَّاد. والنسائي في الكبرى (1215) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (1180) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، سبعتهم - أحمد، وأبو بكر، وزهير، وزياد، وهارون، وإسحاق، ويعقوب- عن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة. 2 - وأخرجه البخاري (2/67) قال: حدثنا أبو معمر. ومسلم (2/189) قال: وحدثناه شيبان بن فروخ. وابن ماجة (1371) ، والنسائي (3/218) كلاهما عن عمران بن موسى. ثلاثتهم - أبو معمر، وشيبان، وعمران- عن عبد الوارث بن سعيد. كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث- عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. * أخرجه ابن خزيمة (1181) قال: حدثنا إبراهيم بن مستمر البصري، قال: حدثنا أبو حبيب مسلم بن يحيى مؤذن مسجد بني رفاعة، قال: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، نحوه، غير أنه قال: «قالوا: لميمونة بنت الحارث» . - ورواه عنه أيضًا حميد: أخرجه أحمد (3/184) ، وعبد بن حميد (1404) . الحديث: 93 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 94 - (خ م ط س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كانت عِندي امرأةٌ من بَني أسَدٍ، فدخلَ عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «مَنْ هَذِهِ؟» قُلْتُ: فُلانة، لا تنامُ من الليل، تذكُرُ من صَلاَتِها، قال: «مَهُ، عليكم من الأعمال ما تُطيقون، فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا، وكان أحبُّ الدِّين ما داوم [ص: 313] عليه صاحبُهُ» ، أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وفي أخرى لمسلم: أنَّ الحوْلاءَ بنتَ تُوَيْتٍ (1) مرَّتْ بها، وعندها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: هذه الحَوْلاءُ بنتُ تُويْت، وزعموا أنها لا تنام اللَّيلَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تنامُ الليل؟ خُذُوا من العمل ما تُطيقون، فوالله لا يَسأمُ اللهُ حتى تسْأمُوا» . وأخرجه «الموطأ» مُرسلاً عن إسماعيل بن أبي حكيم، أنهُ بَلغَهُ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ امرأة من اللَّيلِ تُصَلِّي، فقال: «مَن هذه؟» قيل: الحوْلاءُ بنتُ تُوَيْت لا تَنامُ اللَّيلَ، فكَرِهَ ذَلِكَ، حتَّى عُرِفَتِ الكَرَاهِيَةُ في وجهِهِ، ثمَّ قال: «إنَّ الله لا يَملُّ حتَّى تملُّوا، اكْلَفُوا من العمل ما لكم به طاقَةٌ (2) » . ٍ [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مه) بمعنى: أسكت (لا يسأم) السآمة: الضجر والملل، والمعنى مثله في قوله " لايمل حتى تملوا".   (1) الحولاء بنت تويت - بضم التاء فوقها نقطتان - بن حبيب بن أسد بن عبد العزى ابن قصي القرشية الأسدية، هاجرت إلى المدينة، وكانت كثيرة العبادة. اهـ. من " أسد الغابة ". (2) البخاري 3/279 في التهجد: باب ما يكره من التشديد في العبادة، ومسلم رقم (785) في صلاة المسافرين: باب أمر من نعس في صلاته، والموطأ 1/118 في صلاة الليل: باب ما جاء في صلاة الليل، والنسائي 3/218 في قيام الليل: باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل. الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 95 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ لِكُلِّ شيءٍ شِرَّةً، ولكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً (1) ، فإنْ صاحِبُها سَدَّدَ وقارَبَ فَارْجُوهُ، وإنْ أُشِيرَ إليه بالأصابع فلا تَعُدُّوه» أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] شِرَّةٌ: الشرة: النشاط، ويقال: شرة الشباب: أوله.   (1) قال القاضي: الشرة بكسر الشين والتشديد: الحرص على الشيء والنشاط فيه، و " صاحبها " فاعل دل عليه ما بعده، ونظيره قوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك} . والمعنى: أن من قصد في الأمور، وسلك الطريق المستقيم، واجتنب جانبي إفراط الشرة، وتفريط الفترة، فارجوه، ولا تلتفتوا إلى شهرته فيما بين الناس، واعتقادهم فيه. وقال الطيبي: ذهب إلى أن " إن " الشرطية الثانية من تتمة الأولى، فلعل الظاهر أن تكون مثلها في الاستقلال، فيكون تفصيلاً لذلك المجمل، فإن قوله: " لكل شيء شرة إلخ " معناه: أن لكل شيء من الأعمال الظاهرة، والأخلاق الباطنة طرفين، إفراطاً وتفريطاً، فالمحمود هو القصد بينهما، فإن رأيتم أحداً يسلك سبيل القصد، فارجوه أن يكون من الفائزين، ولا تقطعوا له، فإن الله هو الذي يتولى السرائر، وإن رأيتموه يسلك سبيل الإفراط والغلو حتى يشار إليه بالأصابع، فلا تثبتوا القول فيه بأنه من الخائبين، فإن الله هو الذي يطلع على الضمائر. (2) رقم (2455) في صفة القيامة: باب رقم 21، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. ونقول: إسناده حسن وصححه ابن حبان رقم 2518 موارد، وأخرجه أيضاً من حديث عبد الله بن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2453) ، قال: ثنا يوسف بن سلمان أبو عمر البصري، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره. قلت: في إسناده محمد بن عجلان اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، وهذا منها. وفي الباب عن ابن عمر أخرجه ابن حبان [2518/موارد] . الحديث: 95 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 96 - (خ ت) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدَّرْداء، فرأى أمَّ الدَّرْداء مُتَبَذِّلَةً، فقال لها: ما شأنُك؟ فقالتْ: أخوكَ أبو الدرداء ليس له حاجةٌ في الدنيا، [ص: 315] فجاء أبو الدرداء، فصنعَ له طعامًا، فقال له: كُلْ، فإني صائمٌ، قال: ما أنا بآكل حتى تأكُلَ، فأكل، فلما كان الليلُ ذهب أبو الدرداء يقومُ، فقال: نم، فنام، ثمَّ ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان من آخر الليل، قال: سلمانُ: قُم الآن، فصلَّيَا، فقال له سلمانُ: إنَّ لربِّكَ عليك حقًّا، وإنَّ لِنَفسكَ عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرَ ذلك له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صَدَقَ سلمانُ» أخرجه البخاري والترمذي. وزاد الترمذي فيه «ولضَيْفِكَ عليك حقًّا (1) » .   (1) البخاري 13/151 في الأدب: باب صنع الطعام والتكلف للضيف و 5/112 - 114 في الصوم: باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع، وأخرجه الترمذي رقم (2415) في الزهد، باب أعط كل ذي حق حقه. وفي هذا الحديث من الفوائد: المؤاخاة، وزيارة الإخوان، والمبيت عندهم، وجواز مخاطبة الأجنبية للحاجة، والسؤال عما تترتب عليه المصلحة وإن كان في الظاهر لا يتعلق بالسائل، وفيه النصح للمسلم، وتنبيه من أغفل، وفضل قيام آخر الليل، ومشروعية تزيين المرأة لزوجها، وثبوت حق المرأة على الزوج في حسن العشرة، وجواز الفطر من صوم التطوع ... . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/49) ، (8/40) ، والترمذي (2413) قالا: حدثنا محمد بن بشار، وابن خزيمة [2144] قال: حدثنا محمد بن بشار. (ح) وحدثنا يوسف بن مسى. كلاهما عن جعفر بن عون العمري، قال: ثنا أبو العميس، عن عون بن أبي جحيفة، فذكره. الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 97 - (م ت) حنظلة بن الربيع الأسيدي (1) - رضي الله عنه - وكان من كُتَّاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لَقيَنِي أبو بكر، فقال: كيف أنتَ يا حنظَلَةُ؟ قال: قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ قالَ: سبحان الله! ما تَقُولُ؟ قال: قُلْتُ: نكونُ عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، يُذكِّرُنا بالنَّار والجنَّةِ [حتَّى] (2) كأنَّا رأيَ [ص: 316] عَيْنٍ، فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عافَسْنا الأزْواج والأولاد، والضَّيْعات، ونسينا كثيرًا، قال أبو بكر - رضي الله عنه -: فوالله إنَّا لَنَلْقَى مثل هذا، فانطَلَقْتُ أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: نَافَقَ حنظلَةُ يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وما ذاك؟» قلتُ: يا رسول الله نكون عندك تُذكِّرُنا بالنار والجنة [حتى] (3) كأنَّا رأيَ عَيْنٍ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضَّيْعاتِ، ونَسينا كثيرًا. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده، لو تَدومُونَ على ما تكونون عندي، وفي الذِّكرِ، لصافَحَتْكم الملائكة على فُرُشِكُم، وفي طُرُقِكم، ولكن يا حنظلةُ ساعَةً وساعَةً - ثلاث مِرار -» (4) . وفي رواية قال: كُنَّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرَ النَّارَ، ثمَّ جِئتُ إلى البيتِ، فضاحَكْتُ الصِّبْيان، ولاعَبتُ المرأةَ، فخرجتُ، فلقيتُ أبا بكر، فذكرتُ ذلك له. فقال: وأنا قد فعلت مثل ما تذكُرُ، فلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله نافق حنظلةُ، فقال: «مه؟» فحدثته بالحديث. وقال أبو بكر: وأنا فعلت مِثْلَ ما فَعلَ. فقال: «يا حنظلة، ساعةً وساعةً، لو كانت تكون قلوبُكم كما تكونُ عند الذكر لصافحتكم الملائكةُ، حتى تُسلِّمَ عليكم في الطريق» . أخرجه مسلم والترمذي. [ص: 317] إلا أنَّ الترمذي قال: «ساعةً وساعةً، ساعةً وساعةً» (5) . واقتصر الترمذي أيضًا منه على طرف يسير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو أنكم تكُونُون كما تكونون عندي، لأظَلَّتْكُمُ الملائِكَةُ بأجنحتها» (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] نافق: النفاق: ضد الإخلاص، وأراد به في الحديث: أنني في الظاهر إذا كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- أخْلصتُ، وإذا انفردت عنه رغبتُ في الدنيا، وتركتُ ما كنت عليه، فكأنه نوع من الظاهر والباطن، وما كان يرضى أن يُسامِحَ به نفسه، وكذلك كان الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين، يؤاخذون أنفسهم بأقل الأشياء. رأي عين: جعلتَ الشَّيءَ رأي عينك، أي: بمرأى منك، وفي مقابلتك، وهو منصوب بإضمار «نَرى» . عافَسْنَا: المعَافَسَةُ: المعالجة والممارسة والملاعبةُ. الضَّيْعَاتُ: جمع ضَيْعَة، وهي الصناعةُ والحِرفَةُ.   (1) الأسيدي ضبطوه بوجهين أصحهما وأشهرهما: ضم الهمزة وفتح السين وكسر الياء المشددة. والثاني: كذلك إلا أنه بإسكان الياء، وهو منسوب إلى بني أسيد بطن من بني تميم. (2) زيادة من مسلم. (3) زيادة من مسلم. (4) في مسلم: ثلاث مرات. (5) مسلم رقم (2750) في التوبة، باب فضل دوام الذكر، والترمذي رقم (2516) في صفة القيامة، باب ولكن يا حنظلة. (6) الترمذي رقم (2454) في صفة القيامة، باب الورع والتقوى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/178) ، قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (4/346) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، ومسلم (8/95) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا الفضل بن دُكين. وابن ماجة (4239) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين. كلاهما - أبو نعيم الفضل بن دكين، وأبوأحمد- قالا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه مسلم (8/94) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وقَطَن بن نُسَيْر. والترمذي (2514) قال: حدثنا بشر بن هلال البصري. (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله البزاز، قال: حدثنا سيار، أربعتهم- يحيى، وقطن، وبشر، وسيار- عن جعفر ابن سليمان. 3 - وأخرجه مسلم (8/95) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: سمعت أبي. ثلاثتهم - سفيان، وجعفر، وعبد الوارث- عن سعيد الجُرَيْري، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 97 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 98 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه: أن عائشة، كانت ترسلُ إلى أهلِها بَعدَ العَتَمة، فتقول: ألا تُريحون الكُتَّاب؟. أخرجه «الموطأ» (1) . [ص: 318] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الكُتَّاب: جمع كاتب، وأرادَتِ الحَفظة الكرام الكاتبين، وذلك بعثًا لهم على ترك العمل، وطلب الاقتصاد. وهذه أحاديث وجدتُها في كتاب رزين، ولم أجدها في الأصول.   (1) 2/987 بلاغاً، باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ [1918] كتاب الجامع - باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله. الحديث: 98 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 99 - () ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كانت مولاةٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خُبِّر عنها: أنها تَقوم الليل، وتَصومُ النَّهار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لكُلِّ عاملٍ شِرَّةٌ، ولكل شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فمن صارت فترته إلى سُنَّتي فقد اهتدى، ومن أخطأ فقد ضَلَّ (1) » .   (1) هو بمعنى حديث أبي هريرة رقم 95، وانظر تخريجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عزاه الهيثمي للبزار وقال: رجاله رجال الصحيح. المجمع (2/258، 259) . قلت: وفي الباب عن أبي هريرة تقدم برقم [95] ، وعن ابن عمرو لكنه معلول، راجع العلل [1927] ، ورجح أبو حاتم إرسال هذا الحديث. الحديث: 99 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 100 - () معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لن يُنْجِيَ أحدَكُم عَمَلُهُ» . قالوا: ولا أنت؟ قال: «ولا أنا إلا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ الله برحمة منه، فسدِّدُوا، وقارِبوا، واغْدوا، ورُوحوا، وشيئًا من الدُّلْجة والقصد القَصد القصدَ، تَبْلُغُوا، وإنَّ أحبَّ الأعْمالِ إلى الله تعالى ما داوم عليه صاحبُهُ، وإن قلَّ، فاكْلَفوا من العمل ما تُطيقون، فإنَّ الله لا يملُّ حتى تَملُّوا» (1) .   (1) لم نجد هذا الحديث فيما بين أيدينا من المصادر من حديث معاذ، ومعناه ثابت في الصحاح عن غيره كما تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] غريب: لم أقف عليه من حديث معاذ - رضي الله عنه -، وهو غريب من حديثه. وقد تقدم من حديث أبي هريرة وغيره. الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 101 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ص: 319] «خيْرُ الأمورِ أوساطها» (1) . ٍ [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خير الأمور أوساطها) معناه: أن كل خصلة محمودة، فإن لها طرفين مذمومين، مثل أن السخاء وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، والإنسان مأمور أن يتجنب كل وصف مذموم، وتجنبه بالتعري منه، والتبعد عنه، فكلما ازداد منه بعداً ازداد منه تعرياً، وأبعد الجهات والأماكن والمقادير من كل طرفين، فإنما هو وسطها، لأن الوسط أبعد الجهات من الأطراف، وهو غاية البعد عنها، فإذا كان في الوسط، فقد تعرى عن الأطراف المذمومة بقدر الإمكان، فلهذا كان خير الأمور أوساطها.   (1) قال السخاوي في " المقاصد الحسنة ": رواه ابن السمعاني في " ذيل تاريخ بغداد " بسند فيه مجهول عن علي مرفوعاً، وللديلمي بلا سند عن ابن عباس مرفوعاً " خير الأعمال أوسطها " وقال العجلوني في " كشف الخفاء ": قال ابن الفرس: ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عزاه الحافظ السخاوي لابن السمعاني في ذيل تاريخ بغداد بسند فيه مجهول عن علي مرفوعًا، وللديلمي بلا سند عن ابن عباس - بنحوه -. وقال العجلوني: قال ابن الغرس: ضعيف. قلت: وقفت عليه مقطوعًا من قول «مطرف» بسند صحيح رواه البيهقي في الشعب [6601] ط/ دار الكتب العلمية. ولم أهتد إليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. خير الأمور أوساطها: معناه: أن كل خصلة محمودة، فإن لها طرفين، مذمومين، مثل أن السَّخَاء وسطٌ بين البخل والتَّبذير، والشجاعة وسطٌ بين الجُبن والتهور، والإنسان مأمورٌ أن يتجنَّب كلَّ وصفٍ مذمومٍ، وتجنُّبُه بالتَّعَرِّي منه، والتَّبَعُّد عنه، فكلما ازداد منه بُعدًا ازداد منه تعريّاً، وأبعدُ الجهاتِ والأماكن والمقادير من كل طرفين، فإنما هو وسطها؛ لأن الوسط أبعد الجهات من الأطراف، وهو غاية البعد عنها، فإذا كان في الوسط، فقد تَعَرَّى عن الأطراف المذمومة بقدر الإمكان، فلهذا كان خير الأمور أوساطها. الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 الكتاب الثالث: في الأمانة 102 - (خ م ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: حدَّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين (1) ، قد رأيتُ أحدَهما، وأنا أنْتَظِرُ الآخر، حَدَّثنا [ص: 320] أنَّ الأمانة (2) نزلت في جَذْرِ قلوب الرِّجال، ثم نزل القرآن، فَعلِمُوا من القرآن، وعلموا من السُّنَّة. ثم حدَّثنا عن رفْع الأمانة، فقال: «ينامُ الرجُلُ النومَةَ، فتُقْبَضُ الأمانةُ من قلبه، فيظَلُّ أثَرُها مِثْلُ أثَرِ الْوَكْتِ، ثمَّ ينامُ النَّومةَ، فَتُقْبَض الأمانةُ من قبله، فيظلُّ أثَرُها مثْلُ أثَرِ الْمجْلِ، كَجَمْرِ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتراه مُنْتبِرًا، وليس فيه شيءٌ - ثم أخَذَ حصى فدحْرَجَهُ على رجْلِهِ - فيُصْبِحُ النَّاسُ يتبايَعون، فلا يكاد أحدٌ يُؤدِّيَ الأمانةَ، حتَّى يُقالُ: إنَّ في بني فلانٍ رَجُلاً أمينًا، حتى يقال للرجل: ما أجْلَدَهُ، ما أظْرَفَهُ، ما أعْقَلَهُ، وما في قلبه مِثْقَالُ حبَّةٍ من خَردلٍ من إيمانٍ، ولقد أتى عليَّ زمانٌ وما أبالي أيّكُم بايعْتُ (3) ، لئِن كان مُسلمًا ليَرُدَّنَّه عليَّ دينُهُ، وإنْ كان [ص: 321] نَصْرانيًا أو يَهوديًا ليَرْدَّنه عليَّ ساعيه، وأما اليوم فما كنتُ أبايع منكم إلا فلانًا وفلانًا» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] جَذْر: الشيء: بفتح الجيم وكسرها: أَصله. الوَكْتُ: النُّقْطَةُ في الشيء من غير لونه. المَجْلُ: غِلظُ الجلد من أثر العمل، وقيل: إنما هي النّفاطات في الجلد. مُنْتَبرًا: المُنْتَبرُ: المنتفخ وليس فيه شيء، وكل شيء رفع شيئًا، فقد نَبَرَهُ، ومنه اشتق المنبر. ساعيه: الساعي: واحد السُّعاة، وهم الولاة على القوم، يعني أنَّ المسلمين كانوا مُهْتَمِّين بالإسلام، فيحتفظون بالصدق والأمانة، والملوك ذوو عدل، فما كنت أبالي من أُعامِل: إن كان مسلمًا ردَّه إليَّ بالخروج عن الحق عَمَلُهُ بمقتضى الإسلام، وإن كان غير مُسلم أنصفني منه عامله.   (1) أي في باب الأمانة، إذ له أحاديث كثيرة، وأولهما: في نزول الأمانة، وثانيهما: في رفعها. (2) قال ابن التين: الأمانة: كل ما يخفى ولا يعلمه إلا الله من المكلف، وعن ابن عباس: هي الفرائض التي أمروا بها ونهوا عنها، وقال أبو بكر بن العربي: المراد بالأمانة في هذا الحديث الإيمان، وتحقيق ذلك فيما ذكر من رفعها أن الأعمال السيئة لا تزال تضعف الإيمان حتى إذا تناهى الضعف لم يبق إلا أثر الإيمان وهو التلفظ باللسان والاعتقاد الضعيف في ظاهر القلب، فشبهه بالأثر في ظاهر البدن، وكنى عن ضعف الإيمان بالنوم، وضرب مثلا لزهوق الإيمان عن القلب حالاً بزهوق الحجر عن الرجل حتى يقع على بالأرض. (3) قوله: " أيكم بايعت " معنى المبايعة هنا: البيع والشراء المعروفان، أي: كنت أعلم أن الأمانة في الناس، فكنت أقدم على معاملة من اتفق، غير باحث عن حاله، وثوقاً بأمانته، فإنه إن كان مسلماً فدينه يمنعه من الخيانة، ويحمله على أداء الأمانة. وإن كان كافراً فساعيه - وهو الذي يسعى له؛ أي الوالي عليه - يقوم بالأمانة في ولايته فينصفني، ويستخرج حقي منه، وكل من ولي شيئاً على قوم فهو ساعيهم، مثل سعاة الزكاة. وأما اليوم فقد ذهبت الأمانة، فلست أثق اليوم بأحد أأتمنه على بيع أو شراء، إلا فلاناً وفلاناً، يعني أفراداً من الناس قلائل. (4) البخاري 14/116 - 117 في الرقاق: باب رفع الأمانة و 16/148 - 149 في الفتن: باب إذا بقي في حثالة من الناس وأخرجه مسلم رقم (143) في الإيمان: باب رفع الأمانة والإيمان، والترمذي رقم (2180) في الفتن: باب ما جاء في رفع الأمانة، وأخرجه ابن ماجة رقم (4053) في الفتن: باب ذهاب الأمانة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (446) ، قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/383) قال: حدثنا أبو معاوية. وفيه (5/383) قال: حدثنا وكيع، وفي (5/384، 403) قالك حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (8/129) ، (9/66) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (9/114) قال: حدثنا علي ابن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، ومسلم (1/88) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/89) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، ووكيع (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عيسى بن يونس، وابن ماجة (4053) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، والترمذي (2179) قالك حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. سبعتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، ووكيع، وشعبة، وسفيان الثوري، وعبد الله بن نمير، وعيسى- عن الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره. الحديث: 102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 103 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلس يُحدِّثُ القومَ، جاءَهُ أعرابيٌّ فقال: مَتَى السَّاعَةُ؟ فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ، فقال بعض القوم: سَمِعَ ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: [ص: 322] بل لم يَسمع، حتَّى إذا قَضَى حديثَه، قال: «أين السائل عن الساعة؟» قال: ها أنا يا رسول الله، قال: «إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظر الساعة» . قال: كيف إضاعتُها يا رسول الله؟ قال: «إذا وُسِّدَ (1) الأمْرُ إلى غير أهله فانتظر السَّاعة» . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] وُسِّدَ: بمعنى: أُسْنِدَ.   (1) أي: أسند، وأصله من الوسادة، وكان من شأن الأمير عندهم إذا جلس أن تثنى تحته وسادة، فقوله: وسد، أي: جعل له غير أهله وساداً، فتكون " إلى " بمعنى اللام، وأتى بها ليدل على تضمين معنى " أسند " كما جاء في الرواية الثانية في الرقاق. (2) 1/150، 151 في العلم: باب من سئل علماً وهو مشتغل في حديثه و 14/116 و 117 في الرقاق: باب رفع الأمانة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/361) قال: حدثنا يونس، وسريج. والبخاري (1/23) ، (8/129) قال: حدثنا محمد بن سنان. وفي (1/23) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن فليح. أربعتهم عن فليح بن سليمان، قال: حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة فذكره. الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 104 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أدِّ الأمانةَ إلى من ائْتَمنَكَ، ولا تَخُنْ مَنْ خانَك (1) » . أخرجه الترمذي [ص: 323] وأبو داود (2) .   (1) أي: لا تعامله بمعاملته، ولا تقابل خيانته بخيانتك. قال في " سبل السلام ": وفيه دليل على أنه لا يجازي بالإساءة من أساء، وحمله الجمهور على أنه مستحب، لدلالة قوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} على الجواز وهذه هي المعروفة بمسألة الظفر وفيها أقوال للعلماء، هذا القول الأول، وهو الأشهر من أقوال الشافعي، وسواء أكان من جنس ما أخذ عليه أو من غير جنسه. والثاني: يجوز إذا كان من جنس ما أخذ عليه لا من غيره، لظاهر قوله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} وقوله: {مثلها} وهو رأي الحنفية. والثالث: لا يجوز ذلك إلا بحكم الحاكم، لظاهر النهي في الحديث، وقوله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} وأجيب أنه ليس أكلاً بالباطل، والحديث يحمل فيه على الندب. الرابع لابن حزم: أنه يجب عليه أن يأخذ بقدر حقه سواء كان من نوع ما هو عليه أو من غيره، ويبيع ويستوفي حقه، فإن فضل على ما هو له رده له أو لورثته، وإن نقص بقي في ذمة من عليه الحق، فإن لم يفعل ذلك، فهو عاص لله عز وجل، إلا أن يحلله أو يبرئه فهو مأجور. فإن كان [ص: 323] الحق الذي له لا بينة عليه وظفر بشيء من مال من عنده له الحق أخذه، فإن طولب أنكر، فإن استحلف حلف وهو مأجور في ذلك، قال: وهو قول الشافعي وأبي سليمان وأصحابهما، وكذلك عندنا كل من ظفر لظالم بمال ففرض عليه أخذه وإنصاف المظلوم منه، واستدل بالآيتين وبقوله تعالى: {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} وبقوله تعالى: {والحرمات قصاص} وبقوله: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} وبقوله صلى الله عليه وسلم لهند امرأة أبي سفيان: " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف " وبحديث البخاري " إن نزلتم بقوم وأمروا لكم بما ينبغي للضيف، فاقبلوا، وإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف ". (2) حديث صحيح وهوفي الترمذي رقم (1264) في البيوع، باب رقم (38) وحسنه، وأبو داود 2/260 في البيوع، باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده، وأخرجه الدارمي في " سننه " 2/264 وإسناده حسن، فإن فيه شريكاً وهو سيء الحفظ وقد تابعه قيس بن الربيع وهو موصوف بالاختلاط، وتضعيف ابن حزم له في " المحلى " ضعيف لا يلتفت إليه. وفي الباب عن أنس عند الدارقطني والضياء، وأبي أمامة عند الطبراني، وأبي بن كعب عند الدارقطني. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود في البيوع، عن أبي كريب محمد بن العلاء، وأحمد بن إبراهيم كلاهما عن طلق بن غنام، عن شريك، وقيس بن الربيع كلاهما عن أبي الحصين. ولم يذكر أحمد «قيس» . وأخرجه الترمذي في البيوع عن أبي كريب به. قلت: رجاله ثقات خلا شريك النخعي والمقترن به، قيس بن الربيع، ولا أرى أن هذا يعضد الطريق، بل هناك شبة الاتحاد والله أعلم. والحديث ضعفه ابن حزم في «المحلى» . الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 105 - (د) يوسف بن ماهك - رحمه الله -[تابعي مكي] قال: كنتُ أكتُبُ لفُلانٍ نَفَقَةَ أيتام كانَ ولِيَّهُمْ، فغالَطوهُ بألف درهم، فأدَّاها إليهم، فأدركتُ لهم من أموالهم مثْلَها، قال: قلت: اقْبضِ الألفَ الذي ذَهَبُوا به منك، قال: حدَّثني أبي أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أدِّ الأمانَةَ إلى مَنِ ائتمنك، ولا تَخُن من خانَكَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) 2/260 في البيوع، باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده وفي سنده مجهول، لكن يشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود في البيوع عن أبي كامل الجحدري، عن يزيد بن زريع، عن حميد الطويل، عن يوسف بن ماهك، عن فلان، عن أبيه. قلت: في إسناده مجهول. الحديث: 105 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 106 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي [ص: 324] صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الخازِنَ المسلِمَ الأمينَ الذي يُعطي ما أمِرَ به، فيعطيه كاملاً مُوَفَّرًا، طَيِّبَةً به نَفْسُهُ، فيدفَعهُ، إلى الذي أمِرَ له به، أحدُ المتَصَدِّقِينَ» . هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود. ورواية النسائي قال: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُهُ بعضًا» - وقال: «الخازنُ الأمينُ الذي يُعطي ما أمِرَ به طَيِّبًا به نفسُهُ، أحَدُ المتصدِّقين» (1) .   (1) البخاري 4/45 في الزكاة: باب أجر الخادم إذا تصدق بأمر صاحبه و 5/399 في الوكالة: باب وكالة الأمين في الخزانة و 5/347 في الإجارة، باب استئجار الرجل الصالح، وأخرجه مسلم رقم (1023) في الزكاة، باب أجر الخازن والأمين، وأبو داود رقم (1684) في الزكاة، باب أجر الخازن، والنسائي 5/79 - 80 في الزكاة، باب أجر الخازن إذا تصدق بإذن مولاه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي موسى أبو بردة عن أبيه: أخرجه الحميدي (769) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/394) قال: حدثنا حماد بن أسامة. وفي (4/404) قال: حدثنا سفيان. وفي (4/409) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. والبخاري (2/142، 3/135) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (3/115) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/90) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عامر الأشعري، وابن نمير، وأبو كريب. كلهم عن أبي أسامة. وأبو داود (1684) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، قالا: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (5/79) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان بن عُيينة، وحماد بن أسامة أبو أسامة، وسفيان الثوري- عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة، قال: أخبرني جَدِّي أبو بُردة، فذكره. الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 الكتاب الرابع: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 107 - (م ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال طارق بن شهاب: أولُ من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مَروان، فقام إليه رجلٌ فقال: الصَّلاةُ قبل الخطبة، قال: قد تُرِك ما هنالك، فقال أبو سعيد: أمَّا هذا فقد قَضى ما عليه، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من رأى منكُم منكرًا فلْيُغَيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» . هذه رواية مسلم. [ص: 325] ورواية الترمذي مثلها، إلا أنه قال: فقام رجل فقال: يا مروان، خالَفْتَ السُّنَّة. فقال: يا فلانُ، تُرِك ما هُنَالك. وفي رواية أبي داود: قال: يا مروان، خالَفْتَ السُّنَّةَ، أخرَجت المنبر في يوم عيد، ولم يكن يُخْرَجُ فيه، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة، فقال أبو سعيد: مَن هذا؟ قالوا: فلانُ بنُ فلان، فقال: أمَّا هذا فقد قَضى ما عليه ... وذكر الحديث. وفي رواية النسائي، لم يذكر العيد والخطبة، وهذا لفظه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من رأى منكم منكرًا فَغَيَّرَهُ فقد برِئَ، ومن لم يستطع أن يُغَيِّره بيده، فغيَّره بلسانه فقد برئ، ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه فغيره بقلبه فقد برئ، وذلك أضعف الإيمان» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] ترك ما هنالك: أي ترك ما تعرفه من السُّنَّة التي قد أنكرت مخالفتي لها.   (1) مسلم رقم (49) في الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، والترمذي رقم (2173) في الفتن، باب ما جاء في تغيير المنكر باليد، وأبو داود رقم (1140) في صلاة العيدين: باب الخطبة يوم العيد ورقم (4340) في الملاحم: باب الأمر والنهي، والنسائي 8/111 في الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان، وأخرجه ابن ماجة رقم (4013) في الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/31) قال: حدثنا وكيع، وفي (3/36) قال: حدثنا أبو عامر، وفي (3/36) أيضًا، قال: حدثناه عبد الله بن الحارث. وفي (3/42) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر. وفي (3/54) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/54) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (3/20) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقُتيبة، وابن حُجْر، قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وابن ماجة (1288) قال: حدثنا أبو كُريب، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (3/187) قال: أخبرنا قُتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز. وفي (3/190) قال: أخبرنا عمرو ابن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1445) قال: حدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: حدثنا وكيع. وفي (1449) قال: حدثنا علي بن حُجْر السَّعْدي، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. تسعتهم - وكيع، وأبو عامر، وابن الحارث، وأبو المُنذر، وعبد الرزاق، ويحيى، وإسماعيل بن جعفر، وأبو أسامة، وعبد العزيز بن محمد - عن داود بن قيس الفَرّاء. 2 - وأخرجه أحمد (3/56) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن. 3 - وأخرجه البخاري (2/22) . وابن خزيمة (1430) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وزكريا بن يحيى بن أَبَان. ثلاثتهم - البخاري، وابن يحيى، وزكريا- قالوا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد- وهو ابن أسلم-. ثلاثتهم عن عياض بن عبد الله بن أبي السرح عن أبي سعيد، فذكره. الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 108 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - [ص: 326] قال: «مَا مِنْ نبيٍّ بعثَهُ اللهُ في أمَّةٍ قَبْلي، إلا كانَ له من أمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ (1) ، وأصحابٌ يأخذون بسُنَّتِه، ويقتدون بأمره، ثم إنَّها (2) تَخْلُفُ من بعدهم خُلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جَاهَدَهُم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، لَيس وراءَ ذلك من الإيمان حَبَّةُ خَرْدَل» . قال أبو رافع: فحدَّثتُ عبدَ الله بن عمر، فأنكَرَه عليَّ، فقدِمَ ابنُ مسعودُ فنَزَلَ بقناةٍ (3) فاسْتَتْبَعَني إليه ابن عمر يَعودُهُ، فانطلقت معه، فلما جَلَسنا سألتُ ابنَ مسعودٍ عن هذا الحديث؟ فَحَدَّثنيه، كما حَدَّثْتُه ابن عمر. أخرجه مسلم (4) . [ص: 327] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] حَوَاريُّون: الحواريُّ: النَّاصِرُ، والمختص بالرجل المصافي له، ومنه الحواريون أصحاب المسيح [عيسى] عليه السلام. خلوف: جمع خَلْف، وهو من يجيء بعد مَن مضى، قال الله تعالى: {فخلف من بعدهم خلف} [مريم: 59] . فاستتبعني: اسْتَتْبَعَني: أخذني معه، وجعلني تبعًا له.   (1) قال النووي في شرح مسلم 2/28: وأما الحواريون المذكورون فاختلف فيهم، فقال الأزهري وغيره: هم خلصان الأنبياء وأصفياؤهم، والخلصان الذين نقوا من كل عيب، وقال غيرهم: هم أنصارهم وقيل: المجاهدون، وقيل: الذي يصلحون للخلافة بعدهم. (2) قال النووي: الضمير في " إنها " هو الذي يسميه النحويون: ضمير القصة والشأن، ومعنى " تخلف " تحدث، وهو بضم اللام، وأما الخلوف: فبضم الخاء، وهو جمع خلف بإسكان اللام وهو الخالف بشر، وأما بفتح اللام فهو الخالف بخير، هذا هو الأشهر، وقال جماعة من أهل اللغة، منهم أبو زيد: يقال كل واحد منهما بالفتح والإسكان، ومنهم من جوز الفتح في الشر، ولم يجوز الإسكان في الخير. (3) قال النووي في شرح مسلم 2/29: هكذا هو في بعض الأصول المحققة بقناة: بالقاف المفتوحة، وآخره تاء التأنيث وهو غير مصروف للعلمية والتأنيث، وهكذا ذكره أبو عبد الله الحميدي في " الجمع بين الصحيحين " ووقع في أكثر الأصول، ولمعظم رواة مسلم " بفنائه " بالفاء المكسورة وبالمد، وآخره هاء الضمير قبلها همزة - والفناء: ما بين أيدي المنازل والدور، وكذا رواه أبو عوانة الاسفراييني، قال القاضي عياض في رواية السمرقندي: بقناة، وهو الصواب. وقناة: واد من أودية المدينة، عليه مال من أموالها. قال: ورواية الجمهور " بفنائه " وهو خطأ وتصحيف. (4) رقم 50 في الإيمان: باب كون النهي عن المنكر من الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الإيمان [50] قال: حدثني عمرو الناقد، وأبو بكر بن النضر، وعبد بن حميد، واللفظ لعبد. قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي عن أبي صالح بن كيسان، عن الحارث، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن عبد الرحمن بن مسور، عن أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود، فذكره. وأورد له في المتابعات. الحديث: 108 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 109 - (د ت) وعنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ أولَ ما دخلَ النقْصُ على (1) بني إسرائيل: أنه كان الرجلُ يلقى الرَّجُلَ، فيقولُ له: يا هذا اتق الله، ودَعْ ما تَصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد، وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيلَه وشريبَه وقَعيدَه، فلما فعلوا ذلك، ضَرَبَ اللهُ قُلوبَ بعضِهم ببَعضٍ. ثم قال: {لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيلَ على لسان داودَ وعيسى ابن مريمَ ذلك بما عَصَوْا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهَون عن منكرٍ فعلوه لبئسَ ما كانوا يفعلون * ترى كثيرًا منهم يَتَوَلَّون الذين كفروا لبئسَ ما قَدَّمَت لهم أنفُسُهم} - إلى قوله - {فاسقون} [المائدة: الآيات 78 - 81] ثم قال: كلاَّ والله، لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، ولَتأخُذُنَّ على يَدِ الظَّالم، ولَتَأطِرُنَّهُ على الحق أطْرًا، أو لَتَقْصُرُنَّهُ على الحقِّ قصرًا» . [ص: 328] زاد في رواية: «أو ليَضْربنَّ اللهُ بقُلوب بعضكم بعضًا، ثم لَيَلْعنَنَّكُم كما لَعَنهم» . هذه رواية أبي داود. ورواية الترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لما وقَعَتْ بنو إسرائيل في المعاصي، نَهتْهُم علماؤهم، فلم ينتَهُوا، فجالَسُوهُمْ (2) في مَجَالِسِهِم، وآكَلُوهم وشَاربوهم، فضربَ اللهُ قُلُوبَ بعضهِم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عَصَوْا وكانوا يعتدون» فجَلسَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مُتَّكئًا، فقال (3) : «لا، والذي نفسي بيده، حتى تأطِروهم على الحق [ص: 329] أطرًا (4) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أكيله وشريبه وقعيده: الأكِيل والشَّريب والقَعيد: المؤاكل والمشارب، والمقاعد: المجالس، وهذا البناء فَعيل بمعنى مفاعل. لتأطرنه: الأطر: العطف، أي: لتعطفونه، وتردونه إلى الحق الذي خالفه. لتقصرنه: القصر: الحبس، يقال: قصرتُ نفسي على الشيء، أي: حبستها عليه.   (1) وفي نسخة: في. (2) قوله: " فجالسوهم " أي العلماء في مجالسهم: أي في مجلس بني إسرائيل العصاة ومساكنهم، و " آكلوهم " بمد الهمزة من المؤاكلة مفاعلة للمشاركة في الأكل؛ وكذا قوله: " وشاربوهم " وقوله " فضرب الله " أي خلط قلوب بعضهم ببعض، يقال: ضرب اللبن بعضه ببعض: أي خلطه. ذكره الراغب، وقال ابن مالك: الباء للسببية، أي سود الله قلب من لم يعصه بشؤم من عصى، فصارت قلوب جميعهم قاسية بعيدة عن قبول الحق والخير والرحمة، بسبب المعاصي ومخالطة بعضهم بعضاً. أو ألقى بينهم العداوة، وقوله: قلب من لم يعص: ليس على إطلاقه، لأن مؤاكلتهم ومشاربتهم من غير إكراه وإلجاء، بعد عدم انتهائهم عن معاصيهم - معصية ظاهرة، لأن مقتضى البغض في الله أن يبعدوا عنهم، ويهجروهم ويقاطعوهم ولا يواصلواهم، ولذا قال " فلعنهم " أي العاصين، والساكتين والمصاحبين، ففيه تغليب. (3) قوله: فقال: " لا " أي: لا تعذرون، أو لا تنجون من العذاب أنتم أيتها الأمة حتى تأطروهم: بهمزة ساكنة ويبدل وبكسر الطاء، أطراً: بفتح الهمزة مفعول مطلق للتأكيد، أي حتى تمنعوا أمثالهم من أهل المعصية، وإن لم ينتهوا من أفعالهم، فتمتنعوا أنتم عن مواصلتهم ومؤاكلتهم ومجالستهم. وقال الشارح: الأطر: الإمالة والتحريف من جانب إلى جانب، أي حتى تمنعوا الظلمة والفسقة عن الظلم، وتميلوهم عن الباطل إلى الحق، وفي الفائق: " حتى " متعلقة بـ " لا ". كأن قائلاً قال له عند ذكره مظالم بني إسرائيل: هل نعذر في غلبة الظالمين وشأنهم؟ فقال: لا، حتى تأطروهم وتأخذوا على أيديهم، والمعنى: لا تعذرون حتى تجبروا الظالم على الإذعان للحق وإعطاء النصفة للمظلوم، واليمين معترضة بين " لا " و " حتى "، وليست هذه بتلك التي يجيء بها المقسم تأكيداً لقسمه. (4) أبو داود رقم (4336) في الملاحم: باب الأمر والنهي. والترمذي رقم (3050) في أبواب تفسير القرآن: باب 48 من تفسير سورة المائدة وحسنه، ورواه ابن ماجة رقم (4006) في الفتن: باب الأمر بالمعروف، والطبري 10/491، وفي سنده عند الجميع انقطاع، لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه كما نص عليه غير واحد. وفي الباب عن أبي موسى عند الطبراني، قال الهيثمي في " المجمع " 7/269: ورجاله رجال الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/391) (3713) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا شريك بن عبد الله، عن علي بن بذيمة. وأبو داود (4336) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا يونس بن راشد، عن علي بن بذيمة. وفي (4337) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا أبو شهاب الحناط، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو ابن مرة، عن سالم. وابن ماجة (4006) . والترمذي (3048) - قال ابن ماجة: حدثنا محمد بن بشار، وقال الترمذي: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي وأملاه عليّ، قال: حدثنا محمد ابن مسلم بن أبي الوضاح، عن علي بن بذيمة. والترمذي (3047) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن علي بن بذيمة. كلاهما - علي بن بذيمة، وسالم الأفطس- عن أبي عُبيدة، فذكره. * أخرجه ابن ماجة (4006) ، والترمذي (3048) قال ابن ماجة: حدثنا محمد بن بشار، وقال الترمذي: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره مرسلاً (ليس فيه عبد الله بن مسعود) . قلت: أبو عبيدة، اسمه كنيته، لم يلق أباه، ومدار الطرق عليه كما ترى. الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 110 - (ت) أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لما وقع النَّقْصُ في بني إسرائيل، كان الرَّجُلُ منهم يرى أخاه يقع على الذَّنْب، فينهاه عنه، فإذا كان الغدُ، لم يمنعْهُ ما رأى منه أن يكون أكيلَه وشريبَه وخَليطه، فضرب الله قُلُوبَ بعضِهِم ببعض، ونزل فيهم القرآن فقال: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عَصَوا وكانُوا يعتدون} - وقرأ حتى بلغ - {ولو كانوا يؤمنون [ص: 330] بالله والنبي وما أُنزِل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنَّ كثيرًا منهم فاسقون} . [المائدة: الآيات: 78 - 81] . قال: وكان متكئًا فجلس وقال: «لا، حتى تأخذوا على يد الظالم، فَتَأطِرُوه على الحق أطْرًا» . أخرجه الترمذي. وقال: قد رواه أبو عبيدة عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله، فيكون هذا الحديث، هو الحديث الذي قبله من رواية أبي داود (1) .   (1) الترمذي رقم (3051) في أبواب تفسير القرآن: باب 48، وأخرجه الطبري 10/493، من حديث سفيان الثوري، حدثنا علي بن بذيمة عن أبي عبيدة أظنه عن مسروق، عن عبد الله قال ... فذكره، وقد علق عليه العلامة أحمد شاكر رحمه الله بقوله: وطريق سفيان عن علي ابن بذيمة يأتي أيضاً برقم (12309، 12311) مرسلاً عن أبي عبيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فيه ذكر عبد الله بن مسعود وهو المعروف من رواية سفيان، روى الترمذي في السنن في التفسير قال عبد الله بن عبد الرحمن: قال يزيد بن هارون: وكان سفيان الثوري لا يقول فيه عبد الله يعني أنه مرسل من خبر أبي عبيدة، فأفأدنا الطبري هنا أن سفيان الثوري رواه مرة أخرى عن أبي عبيدة: أظنه عن مسروق عن عبد الله فلم يذكر " عبد الله " فحسب، بل شك في أن أبا عبيدة رواه عن مسروق عن عبد الله، فإذا صح ظن سفيان هذا، فإنه حديث صحيح الإسناد غير منقطع ولا مرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: راجع الحديث المتقدم. الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 111 - (ت د) قيس بن أبي حازم - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكر، بعد أن حَمِد الله وأثنى عليه: يا أيُّها الناس، إنكم تقرؤونَ هذه الآية وتَضَعونَها على غير موضِعِها، {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفُسَكُم لا يضُرُّكم من ضلَّ إذا اهتديتم} [المائدة: الآية 105] ، وإنما سمعنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يَديه، أوشَكَ أن [ص: 331] يَعُمَّهُم الله بعقاب» . وإني سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من قوم يُعْمَلُ فيهم بالمعاصي، ثُمَّ يَقْدِرُونَ على أنْ يُغَيِّرُوا ولا يغيرون، إلا يوشِكُ أن يَعُمَّهُم الله بعقاب» . وقال شعبة فيه: «ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي، وهم أكْثَرُ ممن يعمل بها» هذه رواية أبي داود. وله أيضًا، وللترمذي مختصرًا إلى قوله: «أن يَعْمَّهم الله بعقاب» . الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أَوْشَك: أسرع، وقد سبق ذكره في كتاب «الاعتصام» صفحة (282) .   (1) الترمذي رقم (3059) في أبواب تفسير القرآن من سورة المائدة، ورقم (2169) في الفتن باب ما جاء في نزول العذاب إذا لم يغير المنكر، وأبو داود رقم (4338) في الملاحم: باب الأمر والنهي. وأخرجه ابن ماجة رقم (4005) في الفتن: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأحمد في " المسند " رقم 2، وإسناده قوي، وقد أطال الحافظ في " تهذيب التهذيب " 1/267، 268 الكلام على هذا الحديث، ونسبه لصحيح ابن خزيمة، وقال: هذا الحديث جيد الإسناد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (3) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وأحمد (1/2) (1) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (1/5) (16) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا زُهير - يعني ابن معاوية- وفي (1/7) (29) قال: حدثنا حماد بن أسامة. وفي (1/7) (30) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (1/9) (53) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شُعبة، وعبد بن حميد (1) قال: أخبرنا يزيد ابن هارون. وأبو داود (4338) قال: حدثنا وهب بن بَقية، عن خالد. (ح) وحدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هُشيم. وابن ماجة (4005) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة. والترمذي (2168) (3057) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2168) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (6615) عن عُتبة بن عبد الله عن ابن المبارك. تسعتهم - مروان، وعبد الله بن نمير، وزهير بن معاوية، وحماد بن أسامة أبو أسامة، ويزيد، وشعبة، وخالد، وهشيم، وابن المبارك- عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثنا قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 112 - (د) جرير بن عبد الله [البجلي]- رضي الله عنه - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من رجل يكون في قومٍ يُعْمَل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يُغَيِّرُوا عليه ولا يُغَيِّرون، إلا أصابهم الله منه (1) بعقابٍ قبل أن يَموتوا» . [ص: 332] أخرجه أبو داود (2) .   (1) قال الطيبي: الضمير المجرور عائد إلى الرجل، أو إلى عدم التغيير، وتكون " من " ابتدائية، أي: بسبب شؤمه، ويحتمل أن يعود إلى الله تعالى، أي: عذاباً من عنده، وهذا أبلغ، كقوله تعالى: {يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن} . (2) رقم (4339) في الملاحم: باب الأمر والنهي. وأخرجه ابن ماجة رقم (4009) في الفتن: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي سنده ابن جرير، قيل اسمه: عبيد الله لم يوثقه غير ابن حبان، لكن يشهد له الحديث السابق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/361، 366) قال: ثنا حجاج بن محمد. وفي (4/363) قال: ثنا يزيد بن هارون. وفي (4/366) قال: ثنا أسود بن عامر، ثلاثتهم عن أبي إسحاق عن المنذر بن جرير عن أبيه فذكره. قلت: اختلفوا في اسم ابن جرير، والراجح أنه مجهول تفرد عنه أبو إسحاق، وله شيوخ مجاهيل لا يروي عنهم غيره. ورواه أحمد (4/364) ، وابن ماجة [4009] وفيهم عبيد الله بن جرير. وأبو داود عن مسدد، قال: ثنا أبو الأحوص، قال: ثنا أبو إسحاق، عن ابن جرير، فذكره. الحديث: 112 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 113 - (ت) حذيفة [بن اليمان]- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو لَيُوشِكَنَّ الله يبعثُ عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجيبُ لكم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2170) في الفتن: باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي سنده عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي الراوي عن حذيفة لم يوثقه غير ابن حبان، وللحديث شاهد عند الطبراني في الأوسط عن ابن عمر وآخر عند الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة، بلفظ " لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم " انظر " مجمع الزوائد " 7/266. الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 114 - (د) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنكم مَنْصورون ومصيبون ومفتوحٌ عليكم، فمن أدرك ذلك منكم فليتَّق الله، ولْيَأمُرْ بالمعروف، ولْيَنْهَ عن المنكر، ومن كذبَ عليَّ مُتعمِّدًا فلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فلْيَتَبَوَّأ: أي: فليتخذ له مباءة، والمباءة: المنزل.   (1) كذا الأصل، وهو كذلك في المشكاة، ولم نجده عنده بعد التتبع؛ والنابلسي في " ذخائر المواريث " نسبه إلى الترمذي وابن ماجة ولم ينسبه إليه وهو في " سنن الترمذي " رقم (2258) في الفتن باب رقم 70 وإسناده حسن وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (3694) و (3801) و (4156) . وصححه الحافظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: رواه الترمذي في الفتن، عن محمود بن غيلان، عن أبي داود، عن شعبة، عن سماك ابن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه. وقال: حسن صحيح. والنسائي في الزينة، عن عمرو بن علي الفلاس، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، عن سفيان، عن سماك به. قلت: وهم ابن الأثير - رحمه الله - في عزو الحديث لأبي داود. الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 115 - (د) عُرس بن عميرة الكندي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا عُمِلَتِ الخطيئةُ في الأرض، كان من شهدها وكرهها - وفي رواية - فأنكرها، كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضِيها، كان كمَن شَهِدَهَا» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) 2/438 في الملاحم: باب الأمر والنهي، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الأشبه الإرسال: أخرجه أبو داود (4345) قال: ثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا أبو بكر، قال: ثنا المغيرة بن زياد الموصلي، عن عدي بن عدي، فذكره. وقال أبو داود (4346) ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا أبو شهاب، عن المغيرة بن زياد، عن عدي بن عدي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 116 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ من أعظم الجهاد كلمة عدلٍ عند سُلطان جائرٍ» .هذه رواية الترمذي. ورواية أبي داود: «أفضلُ الجهاد كلمةُ عدل عند سلطان جائر، وأمير جائر (1) » .   (1) الترمذي رقم (2175) في الفتن: باب ما جاء في أفضل الجهاد، وحسنه. وأبو داود 2/438 في الملاحم: باب الأمر والنهي، وأخرجه ابن ماجه رقم (4011) في الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي سنده عطية العوفي لا يحتج بحديثه، لكنه يتقوى برواية النسائي الآتية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدًا: أخرجه أبو داود [4344] قال: ثنا محمد بن عبادة الواسطي، قالك ثنا يزيد. وابن ماجة [4011] قال: ثنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مصعب. (ح) وحدثنا محمد بن عبادة الواسطي، قال: ثنا يزيد. والترمذي [2174] قال: ثنا القاسم بن دينار، قال: ثنا عبد الرحمن ابن مصعب أبو يزيد. كلاهما قالا: ثنا إسرائيل، قال: ثنا محمد بن جحادة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري فذكره. قلت: عطية العوفي، واه بمرة، وقد تكلم فيه. الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 117 - (س) طارق بن شهاب - رضي الله عنه - أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد وضَعَ رِجْلَهُ في الغَرْزِ: أيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قال: «كلمةُ حقٍ عند سلطان جائر» . أخرجه النسائي (1) . [ص: 334] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الغرز: ركاب رحل البعير من جلد، فإذا كان من خشب أو حديد، فهو ركاب. كذا ذكره الجوهري.   (1) 7/161 في البيعة، باب فضل من تكلم بالحق عند إمام جائر، ورجاله ثقات، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 3/168: إسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: رواه النسائي (7/161) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب، فذكره. قلت: رجاله ثقات، وإبهام الصحابي لا يضر. الحديث: 117 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 118 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتَدْرُون كيف دخَلَ النقصُ على بني إسرائيل؟ ... » وذكر الحديث بنحو حديث ابن مسعود، وأبي عبيدة (1) وقد سبق، هذا وجدْتُهُ في كتاب رزين، ولم أجده في الأصول.   (1) يعني ابن عبد الله بن مسعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 الكتاب الخامس: في الاعتكاف 119 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ من رمضان، حتَّى تَوَفَّاهُ الله عز وجل، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزواجُهُ بعدَهُ. وفي رواية: كان يُجاوِرُ العشرَ الأواخِرَ من رمضان، ويقول: «تَحَرَّوْا ليلة القدر في العشْر الأواخِرِ من رمضان» . وفي رواية: كان يعتكف في كل رمضان، فإذا صلَّى الغَدَاةَ، جاءَ [ص: 335] مكانه الذي اعتَكَف فيه، قال: فاستأذَنَتْه عائشةُ أنْ تَعْتكف، فأذِنَ لها، فضربتْ فيه قُبَّةً، فسمِعَتْ بها حَفْصَةُ، فضربتْ فيه قُبَّةً، وسمِعَتْ زينبُ، فضربتُ قُبَّةً أخرى، فلما انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الغَدَاةِ، أبْصَرَ أرْبَعَ قبابٍ، فقال: «ما هذا؟» فأُخْبِر خَبَرَهن. فقال: «ما حَمَلَهُنَّ على هذا؟ آلبرّ (1) ؟ انْزِعوها، فلا أراها» ، فنُزعت، فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوال. وفي أخرى: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يَعْتَكِفَ، صلَّى الفجر ثم دَخَلَ مُعتكَفه - ثم ذكر نحوه ... - إلى أنْ قال: فلما صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر، نظر فإذا الأخْبِيَةُ، فقال: «آلبرَّ يُرِدْنَ؟» فأمَر بخبائه فقُوِّض، وتَرَك الاعتكاف في شهر رمضان، حتى اعتَكَفَ في العشر الأوَّل من شوّال. هذه روايات البخاري ومسلم. ورواية «الموطأ» أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يَعتكِفَ، فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يَعْتكِفَ فيه، وجد أخبيةً: خِباءَ عائشة، وخِباءَ حفصةَ، وخِباءَ زينبَ، فلما رآها سألَ عنها؟ فقيل له: هذا خِباءُ عائشة وحفصة وزينب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آلبرَّ (2) يقولون بِهِنَّ، ثُمَّ [ص: 336] انصَرفَ فلم يعتكِف، حتى اعتكَفَ عشرًا من شوال» . وأخرجه الترمذي عن عائشة وأبي هريرة معًا مختصرًا، قال: كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قَبَضَهُ اللهُ عزَّوجلَّ. وله في أخرى عن عائشة: كان إذا أن يعتكف صلَّى الفَجْرَ، ثمَّ دخَلَ في مُعْتَكَفِه. وأخرجه أبو داود مثل رواية البخاري ومسلم الأولى. وأخرجه أيضًا قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يعتكف صلَّى الفجر، ثُمَّ دخَلَ مُعتَكَفَهُ، وإنه أراد مرة أن يَعتكفَ في العشْر الأواخِرِ من رمضان، قالت: فأمَرَ ببنائِهِ فضُربَ، فلمَّا رأيتُ ذلك أمَرْتُ ببنائي فَضُربَ، قالت: وأمر غيري من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ببنائها فَضُربَ، فلمَّا صلَّى الفجر، نَظَرَ إلى الأبنيةِ، فقال: «ما هذه؟ آلِبِرَّ يُرِدْنَ؟ آلبرَّ يُرِدْنَ؟» - وفي رواية: «آلبرَّ يُرِدْنَ؟» مرةً واحدةً - فأمر ببنائه فَقُوِّضَ، وأمَرَ أزواجُهُ بأبْنِيَتِهِنَّ فَقُوِّضتْ، ثم أخَّرَ الاعتكاف إلى العشر الأول، يعني من شوال. وفي رواية قال: اعتكف عشرين من شوَّال. وأخرجه النسائي بنحو من رواية البخاري ومسلم الآخرة (3) . [ص: 337] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يعتكف: العَكْفُ: الحبس، يقال: عَكَفَهُ يَعْكُفُهُ ويَعكِفُه عَكفًا: حبسه ووقفه، ومنه الاعتكاف في المسجد، وهو حبس النفس به، وعكف على الشيء يعكف ويعكف عكوفًا: أقبل عليه مواظبًا. يُجاور: المجاورة: الاعتكاف في المسجد. تَحَرَّوا: التحري: القصد والاجتهاد في الطلب. قُبَّةٌ: القبة من الأبنية: ذوات الجدران معروفة، ومن الخيام: بيت صغير. خِباء: الخِباء: واحد الأخبية من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر، وهو على عمودين أو ثلاثة، وما فوق ذلك فهو بيت. فقوِّض: تقويض الخباء والخيمة: رفعهما وإزالتهما. ببنائه: البناء: واحد الأبنية، وهي البيوت التي يسكنها العرب في الصحراء، فمنها الطِّرَافُ، ويكون من أدم، والخباء، وقد ذكر، والقبة، وقد ذكرت. البر: اسم جامع للخير كله، ومنه قوله تعالى: {ولكن البر من آمن بالله ... } الآية [البقرة: 177] .   (1) قال الكرماني: " ما حملهن " " ما " نافية، و " البر " فاعل حمل، أو: استفهامية، و " آلبر " بهمزة الاستفهام: مبتدأ خبره محذوف، و " فلا أرى " - يروى - بالرفع وبالجزم. (2) بهمزة ممدودة، ونصب البر " يقولون " بمعنى: يظنون، وفيه إجراء القول مجرى فعل الظن على اللغة المشهورة، فالبر مفعول ثان وهما في الأصل مبتدأ وخبر، أي: طلب البر، وخالص العمل [لله] (*) ، تظنون بهن، ويجوز الرفع على الحكاية. (3) البخاري 4/226 في التراويح، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر و 236 في الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر، و 224، باب الاعتكاف، ومسلم رقم 1183 في الاعتكاف، باب متى يدخل من أراد الاعتكاف، والموطأ 1/316 في الاعتكاف، باب قضاء الاعتكاف، والترمذي رقم 790 في الصوم، باب ما جاء في الاعتكاف، والنسائي 2/44 [ص: 337] في المساجد، باب ضرب الخباء في المساجد، وأبو داود رقم (2462) و (2464) في الصيام، باب الاعتكاف، وخرجه ابن ماجة رقم 1771 في الصيام، باب ما جاء فيمن يبتدئ الاعتكاف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/92) قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل، وفي (6/232) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/279) قال: حدثنا عامر بن صالح، قال: حدثني يونس ابن يزيد. والبخاري (3/62) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (3/175) قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث، عن عقيل. وأبو داود (2462) قال: حدثنا قُتيبة ابن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. والنسائي في الكبرى (الورقة 44أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. ثلاثتهم -عقيل، ومعمر، ويونس- عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. • وأخرجه أحمد (6/168) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. والنسائي في الكبرى (الورقة 44أ) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن. قال: حدثنا حجاج. ثلاثتهم -عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج- عن ابن جُريج. قال: وحدثني ابن شهاب عن المعتكف وكيف سنته، عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها أخبرتهما، فذكراه. - وروته عنها عمرة: أخرجه الحميدي (2/195) ، وأحمد (6/84) ، والبخاري (3/63) ، ومسلم (3/175) ، ومالك في الموطأ (210) . - ورواه عنها المطلب بن عبد الله: أخرجه ابن خزيمة (2216) . - ورواه عنها مسروق: أخرجه الحميدي (187) ، وأحمد (6/40) ، والبخاري (3/61) ، ومسلم (3/175) ، وأبو داود (1376) ، وابن ماجة (1768) ، والنسائي (3/217) ، وابن خزيمة (1214) . - والأسود بن يزيد: أخرجه أحمد (6/122) ، والترمذي [796] ، وابن خزيمة (2215) . قلت: ورواه عنها القاسم وغيره بنحو اللفظ المذكور. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: غير واضحة بالمطبوع، واعتمدناها من مشارق الأنوار للقاضي عياض الحديث: 119 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 120 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: اعْتَكَفْنا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العَشْرَ الأوْسَطَ (1) ، فلمَّا كان صَبِيحَةَ عِشْرينَ نَقَلْنَا مَتَاعَنا، فأتَى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: «مَنْ كان اعتكَفَ فَلْيَرْجِعْ إلى مُعتَكَفِهِ، فإنِّي رأيتُ هذه اللَّيْلَةَ، ورأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطينٍ، فلمَّا رَجَعَ إلى مُعتكَفه، هاجت السماء، فَمُطِرنا، فَوَالَّذي بَعَثَهُ بالحق، لقد هاجَت السَّماءُ من آخر ذلك اليوم، وكان المسجدُ على عريش، فلقد رأيتُ على أنفِهِ وأرنَبَتِهِ أثَرَ الماء والطين» . وفي رواية نحوه، إلا أنه قال: حتى إذا كان ليلةَ إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرُجُ من صَبيحَتِها من اعتكافه، قال: «من كان اعتكف معي فَلْيَعتكِف العشر الأواخر» . وفي أخرى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حينَ يُمسي من عشرين ليلة تمضي، ويستقْبِلُ إحدى وعشرين، رجَع إلى مسكنه، ورجَعَ مَن كان يُجاوِرُ معه، وأنَّه قام في شهرٍ جاورَ فيه اللَّيلََة التي كان يَرجِعُ فيها فَخَطَبَ الناس، وأمَرَهُم بما شاء الله، ثم قال: «كُنتُ أجاوِرُ [ص: 339] هذه العشْرَ، ثم قد بَدَا لي أنْ أجاورَ هذه العشْرَ الأواخِرَ، فمن كان اعْتَكَفَ معي فَلْيَثْبُت في مُعتكَفِه» - ثم ذكره - وفيه «فوكَفَ المسجدُ في مُصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة إحدى وعشرين ... » الحديث. أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] هَاجَتِ السماء: إذا تغيمت، وكثر ريحها فأمطرت. عريش: العريش: سقف من خشب وحشيش، ونحو ذلك. وأرنَبته: أرنبة الأنف: هي طرف الأنف من مقدَّمه.   (1) قال الحافظ: هكذا وقع في أكثر الروايات، والمراد بالعشر: الليالي، وكان من حقها أن توصف بلفظ التأنيث، لكن وضعت بالمذكر على إرادة الوقت أو الزمان، أو التقدير: الثلث، كأنه قال: الليالي العشر التي هي الثلث الأوسط من الشهر، ووقع في " الموطأ ": العشر الوسط بضم الواو والسين جمع وسطى. ويروى بفتح السين مثل كبر وكبرى، ورواه الباجي في الموطأ بإسكانها على أنه جمع واسط كبازل وبزل، وهذا يوافق رواية الأوسط. (2) البخاري 2/246 في صفة الصلاة: باب السجود على الأنف في الطين، و 4/222 في التراويح، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، و 235 باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، و 236 في الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر، و 243 باب الاعتكاف وخروج النبي صبيحة عشرين، و (244) باب من خرج من اعتكافه عند الصبح، وأخرجه مسلم رقم (1167) في الصوم، باب فضل ليلة القدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (212) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، والبخاري (3/60) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثني ابن أبي حازم والدراوردي، عن يزيد بن الهاد. وفي (3/62) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. ومسلم (3/171) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر - وهو ابن مُضر-، عن ابن الهاد. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني الدَّرَاوَرْدي-، عن يزيد. (ح) وحدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المُعْتَمر، قال: حدثنا عُمارة بن غَزِيَّة الأنصاري. وأبو داود (1382) ، قال: حدثنا القَعْنَبيّ، عن مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. وابن ماجة (1775) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنْعَاني، قال: حدثنا المُعْتَمر بن سليمان، قال: حدثني عُمارةُ بن غزية. والنسائي (3/79) ، وفي الكبرى (1188) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر (وهو ابن مُضر) ، عن ابن الهاد. وفي (2/208) وفي الكبرى (595) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قالك حدثني مالك، ع يزيد بن عبد الله بن الهاد وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4419) عن محمد بن عبد الأعلى عن مُعْتَمر، عن عُمارة. وابن خزيمة (2171، 2219) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنْعَاني، قال: حدثنا المُعْتَمر بن سليمان، قال: حدثني عُمارة بن غَزيَّة. وفي (2243) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، أن مالكًا أخبره، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. كلاهما - يزيد بن الهاد، وعمارة- عن محمد بن إبراهيم ابن الحارث التَّيْمي. وأخرجه الحميدي (756) قال: حدثنا سُفيان. وأحمد (3/7) قال: حدثنا سُفيان. وفي (3/24) قال: حدثنا يحيى، والبخاري (3/65) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2220) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الوهاب - يعني ابن عبد المجيد الثقفي- وفي (2238) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم- سفيان، ويحيى، وعبد الوهاب- قالوا: حدثنا محمد بن عَمرو بن علقمة. وأخرجه الحميدي (756) . وأحمد (3/7) والبخاري (3/65) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر. وابن خزيمة (2238) قال: حدثنا عبد الجبار بن بالعلاء. أربعتهم -الحميدي، وأحمد، وعبد الرحمن، وعبد الجبار- قالوا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن جريج، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول. وأخرجه أحمد (3/7) والبخاري (3/65) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر. كلاهما- أحمد، وعبد الرحمن- قالا: حدثنا سفيان، قال: وأظن أن ابن أبي لبيد حدثنا. - ورواية أحمد ليس فيها ظن. وأخرجه أحمد (3/60) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا هشام الدَّسْتَوَائي، وفي (3/74) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (3/94) قال: حدثنا عبد الرزاق، قالك حدثنا معمر. والبخاري (1/171، 212) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام. وفي (1/206) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا همام، وفي (3/60) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام، وفي (3/64) قال: حدثني عبد الله بن منير، سمع هارون بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن المبارك. ومسلم (3/172) قال: حدثنا محمد بن المُثنى، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي. وأبو داود (894) ، قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: حدثنا معمر. وفي (895) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (911) قال: حدثنا مؤمَّل بن الفضل، قال: حدثنا عيسى، عن معمر، وابن ماجة (1766) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن هشام الدَّسْتَوَائي، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4419) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث، عن هشام. خمستهم -هشام، وهمام، وعلي بن المبارك، ومعمر، والأوزاعي - عن يحي بن أبي كثير. وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 44/أ) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثني يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا شُعبة، عن أبي الحسن مختصرًا. ستتهم - محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عمرو، وسليمان الأحول، وابن أبي لبيد، ويحيى، وأبو الحسن- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. - ورواه عنه أبو النضر: أخرجه أحمد (3/60) ، ومسلم (3/172) ، وأبو داود [1383] ، وابن خزيمة [2176] ، والنسائي [4332/التحفة] . الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 121 - (خ م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، أخرجه البخاري ومسلم. وزاد مسلم في رواية أخرى، قال نافع: وقد أراني ابنُ عمر المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد، وأخرجه أبو داود بزيادة مسلم (1) .   (1) البخاري 4/235 في الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر، ومسلم رقم 171 في الاعتكاف، باب اعتكاف العشر الأواخر. وأبو داود رقم (2465) في الاعتكاف، باب أين يكون الاعتكاف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/133) (6172) قال: حدثنا علي بن بَحر، ومسلم (3/174) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي. كلاهما- علي بن بحر، ومحمد بن مهران- قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن موسى بن عقبة. وأخرجه البخاري (3/62) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. ومسلم (3/174) قال: حدثني أبو الطاهر، وأبو داود (2465) قال: حدثنا سليمان بن داود المصري. وابن ماجة (1773) قال: حدثنا أحمد بن عَمْرو بن السَّرْح. ثلاثتهم (إسماعيل بن عبد الله، وأبو الطاهر، أحمد ابن عمرو بن السرح، وسليمان بن داود المهري- عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد. كلاهما - موسى بن عقبة، ويونس بن يزيد- عن نافع، فذكره. الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 122 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَعتكفُ كلَّ رمضانَ عشرَة أيَّامٍ، فلما كان العامُ الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين. أخرجه البخاري وأبو داود (1) .   (1) البخاري 4/245 في الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان، وأبو داود رقم (2466) في الاعتكاف، باب أين يكون الاعتكاف، وأخرجه ابن ماجة رقم (1769) في الصيام، باب ما جاء في الاعتكاف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة أبي صالح: أخرجه أحمد (2/336) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (2/355) قال: حدثنا أسود بن عامر، وفي (2/401) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، والدارمي (1786) قال: حدثنا عاصم بن يوسف، والبخاري (3/67) قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة. وفي (6/229) قال: حدثنا خالد بن يزيد. وأبو داود (2466) قال: حدثنا هناد. وابن ماجة (1769) قال: حدثنا هناد بن السري. والنسائي في فضائل القرآن (17) قال: أخبرنا عمرو بن منصور،. قال: حدثنا عاصم بن يوسف. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12844) عن موسى بن حزام الترمذي، ثقة، عن يحيى بن آدم. سبعتهم - يحيى بن آدم، وأسود بن عامر، وسليمان بن داود، وعاصم بن يوسف، وعبد الله بن أبي شيبة، وخالد بن يزيد، وهناد- عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، فذكره. - ورواه عنه سعيد بن المسيب: أخرجه أحمد (2/281) ، والترمذي [790] ، وابن خزيمة [2223] ، والنسائي (10/13285/ التحفة) عن سعيد «مرسلاً» . الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 123 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكفُ العشر الأواخر من رمضانَ، فَلَمْ يعتكفْ عامًا، فلما كان من العام المقبل اعتكف عشرين. أخرجه الترمذيّ (1) .   (1) رقم (803) في الصوم، باب ما جاء في الاعتكاف إذا خرج منه، وقال: حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/104) ، والترمذي (803) ، وابن خزيمة (2226، 2227) قال الترمذي، وابن خزيمة: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما قالا: حدثنا ابن أبي عدي، قال: أنبأنا حميد عن أنس، فذكره. الحديث: 123 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 124 - (د) أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضان ... وذكر مثله. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2463) في الصوم، باب الاعتكاف، وخرجه ابن ماجة رقم (1170) في الصوم، باب ما جاء في الاعتكاف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح على شرط مسلم: أخرجه أحمد (5/141) ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وحسن بن موسى، وعفان. وعبد بن حميد (181) ، قال: حدثني سليمان بن حرب، ويعقوب بن إسحاق، وأبو داود (2463) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، وابن ماجة (1770) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله ابن أحمد (5/141) قال: حدثنا هُدبة بن خالد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (76) ، عن يعقوب ابن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وعن هارون بن عبد الله، عن أبي داود. وابن خزيمة (2225) ، قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. تسعتهم - ابن مهدي، وحسن، وعفان، وسليمان، ويعقوب، وموسى، وهدبة، وأبو داود، وعبد الصمد- عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره. الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 125 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - كانت تُرَجِّلُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي حائضٌ. وهو مُعتكفٌ في المسجد، وهي في حُجرَتِها يُناولُها رأسه. زاد في رواية: وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفًا. وفي رواية: كان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان (1) . [ص: 341] وفي رواية: قَالَتْ عائشة - رضي الله عنها -: إنْ كُنتُ لأدْخل البيت للحاجة والمريضُ فيه، فما أسألُ عنهُ إلا وأنا مارَّةٌ، هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي وأبي داود و «الموطأ» : كان إذا اعتكف أدْنى إليَّ رأسَهُ فأرجِّلُهُ. وكان لا يدخُلُ البيت إلا لحاجة الإنسان. وفي أخرى للموطأ: أنَّ عائشة كانت إذا اعتكَفَت لا تسْأل عن المريض إلا وهي تمشي، لا تقف. وفي أخرى لأبي داود قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكون معتكفًا في المسجد، فيُناولُني رأسَهُ مِنْ خَلَلِ الحُجْرَةِ، فأغْْسِلُ رأسه. وفي رواية: فأرَجِّلُهُ وأنا حائضٌ. وفي أخرى لأبي داود قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمرُّ بالمريض وهو معتكف. فيَمُرُّ ولا يُعرِّجُ يسألُ عنه. [ص: 342] وفي رواية: قالت: والسنَّة للمعتكف ألا يعودَ مريضًا، ولا [يُشَيِّع] جنازةً، ولا يمس امرأةً ولا يُباشِرَها، ولا يَخْرجَ لحاجةٍ، إلا لما لابُدَّ منه، قالت: ولا اعتكاف إلا بصومٍ، ولا اعتكافَ إلا في مسجد جامع. وفي رواية النسائي: كان يُخْرِجُ إليَّ رأسَهُ من المسجدِ، وهُوَ مجاورٌ، فأغْسِلُهُ، وأنا حائضٌ. وفي أخرى: كان يُومئُ إليَّ رأسَهُ، وهو معتكفٌ، فأغسِلُهُ، وأنا حائضٌ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تَرَجَّلَ: الترجيل: تسريح الشعر. حوائج الإنسان: كثيرة، والمراد منها هاهنا: كل ما يضطر إليه مما لا يجوز له فعله في معتكفه.   (1) قال الحافظ: فسرها الزهري بالبول والغائط، وقد اتفقوا على استثنائهما، واختلفوا في غيرهما من الحاجات كالأكل والشرب، ولو خرج لهما فتوضأ خارج المسجد لم يبطل، ويلتحق بهما القيء [ص: 341] والقصد لمن احتاج إليه، ووقع عند أبي داود رقم (2473) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه. قال أبو داود: غير عبد الرحمن لا يقول فيه: قالت السنة (وفي الفتح البتة وهو تصحيف) وجزم الدارقطني بان القدر الذي من حديث عائشة قولها: لا يخرج إلا لحاجة وما عداه ممن دونها. وروينا عن علي والنخعي والحسن البصري: إن شهد المعتكف جنازة، أو عاد مريضاً أو خرج للجمعة بطل اعتكافه، وبه قال الكوفيون وابن المنذر. وقال الثوري والشافعي وإسحاق: إن شرط شيئاً من ذلك في ابتداء اعتكافه لم يبطل اعتكافه بفعله وهو رواية عن أحمد. (2) البخاري 1/342 في الحيض، باب غسل الحائض رأس زوجها، و 4/236 في الاعتكاف، باب الحائض ترجل رأس المعتكف، وباب لا يدخل البيت إلا لحاجة، وباب غسل المعتكف، وباب المعتكف يدخل رأسه البيت للغسل، وفي اللباس، باب ترجيل الحائض زوجها، وأخرجه مسلم رقم (297) في الحيض، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها، والموطأ 1/312 في الاعتكاف، باب ذكر الاعتكاف، والترمذي رقم (804) في الصوم، باب ما جاء في المعتكف يخرج لحاجته، وأبو داود رقم (2467) و (2468) و (2469) في الصيام، باب المعتكف يدخل البيت لحاجته، والنسائي 1/193 في الحيض، باب ترجيل الحائض زوجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/81) قال: حدثنا هاشم، ويونس. قالا: ثنا ليث، والبخاري (3/63) قال: ثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث، ومسلم (1/167) . قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رُمح. قال: أخبرنا الليث. وأبو داود (2468) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد وعبد الله ابن مسلمة. قالا: حدثنا الليث. وابن ماجة (1776) قال: حدثنا محمد بن رُمح. قال: أنبأنا الليث بن سَعد. والترمذي (804) قال: حدثنا أبو مصعب المدني قراءة، عن مالك بن أنس. وفي (805) قال: حدثنا قُتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. والنسائي في السنن الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16579) عن قُتيبة، عن الليث، وابن خزيمة (2230) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قالك أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (2231) قال: أخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني يونس، ومالك، والليث. ثلاثتهم - الليث، ومالك، ويونس- عن ابن شهاب، عن عروة، وعمرة، فذكره. * أخرجه مالك (الموطأ) صفة (208) ، وأحمد (6/104) قال: حدثنا أبو سلمة، وفي (6/262) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (6/281) قالك حدثنا عامر بن صالح. ومسلم (1/167) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى، وأبو داود (2467) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17908) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما عن ابن القاسم. ستتهم - أبو سلمة، وإسحاق بن عيسى، وعامر بن صالح، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مسلمة، وابن القاسم- عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، فذكرته. الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 126 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: لقد اعتكفَتْ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأةٌ من أزواجه مستحاضة، فكانت ترى الدم والصُّفرةَ، [ص: 343] وهي تصَلّي، وربما وضعت الطِّسْتَ تحتها وهي تُصلِّي. أخرجه البخاري وأبو داود. وفي أخرى للبخاري نحوه، وفيه: وهي مُسْتَحاضَةٌ ترى الدَّمَ، فربما وضعت الطَّسْتَ تحتها من الدم. وزَعَمَ (1) [عكرمة] (2) أن عائشةَ رأتْ ماءَ العُصْفُرِ، فقالت: كأنَّ هذا شيءٌ كانت فلانةُ تَجِدُهُ (3) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " قوله: وزعم؛ هو معطوف على معنى العنعنة، أي حدثني عكرمة بكذا، وزعم كذا، وأبعد من زعم أنه معلق. (2) زيادة من صحيح البخاري. (3) البخاري 1/349 في الحيض: باب اعتكاف المستحاضة، وفي الاعتكاف، باب اعتكاف المستحاضة، وأبو داود رقم (2476) في الصيام باب في المستحاضة تعتكف. وفي الحديث جواز مكث المستحاضة في المسجد، وصحة اعتكافها وصلاتها، وجواز حدثها في المسجد عند أمن التلويث، ويلتحق بها دائم الحدث ومن به جرح يسيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/131) ، قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن زُريع. والدارمي (882) قال: أخبرنا يحيى بن يحيى. قال: حدثنا خالد بن عبد الله. والبخاري (1/84) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (1/85) ، (3/64) قال: حدثنا قُتَيبة. قال: حدثنا يزيد بن زُريع. وفي (1/85) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر. وأبو داود (2476) قال: حدثنا محمد بن عيسى وقتيبة، قالا: حدثنا يزيد. وابن ماجة (1780) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح. قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17399) عن قُتيبة وأبي الأشعث العجلي ومحمد بن عبد الله بن بزيع، عن يزيد بن زُريع. ثلاثتهم - يزيد بن زريع، وخالد بن عبد الله، ومعتمر- عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 127 - (ط) ابن شهاب - رحمه الله - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان يذهب لحاجة الإنسان في البيوت، وهو معتكف. أخرجه «الموطأ» مرسلاً (1) .   (1) في الاعتكاف: باب قضاء الاعتكاف 1/317 مرسلاً؛ وحديث عائشة المتقدم يشهد له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك [707] كتاب الاعتكاف- باب قضاء الاعتكاف، قال يحيى: حدثني زياد، عن مالك، عن ابن شهاب، فذكره. قال الزرقاني: وأرسله هنا، وقدمه موصولاً أول الكتاب عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة شرح الموطأ (2/283) . قلت: إسناده عن ابن شهاب عن عروة، عن عمرة، وتقدم من تخريجه حديث عمرة. الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 128 - (خ م د) علي بن الحسين - رضي الله عنهما - أنَّ صَفِيَّةَ زَوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها - قالت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - معتكفًا، فأتيتُه أزُورُه لَيلاً، فحدَّثتُهُ ثم قُمْتُ لأنْقَلِبَ، فقام معي ليقْلِبَني، وكان مَسكنُها في دارِ أسامَةَ بن زيدٍ، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلمَّا رأيا النبي - صلى الله عليه وسلم - أسرعا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم [ص: 344] «على رِسْلِكُما، إنَّها صفيةُ بنتُ حُيَيّ» فقالا: سُبْحان الله، فقال: «إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مَجْرَى الدمِ، وإني خشيتُ أن يَقْذِفَ في قلوبكما شرًّا» - أو قال: شيئًا -. وفي رواية: أنها جاءت تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان - وفيه: حتى إذا بلغت بابَ المسجد عند باب أمِّ سَلَمَةَ - ثم ذكر معناه، وقال فيه: «إنَّ الشيطانَ يَبْلُغُ من الإنْسان مبلغَ الدم» (1) . ومن الرُّواة من قال: عن علي بن الحسين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتَتْهُ صَفِيَّةُ (2) . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (3) . [ص: 345] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] لأنقلب: الانقلاب: الرجوع من حيث جئت. على رِسْلِكما: يقال: افعله على رِسلك - بكسر الراء- أي: على هينتك ومَهَلِك. يقذف: يُلقي ويوقع في أنفسكم.   (1) قوله: مبلغ الدم، أي: كمبلغ الدم، ووجه الشبه بين طرفي التشبيه: شدة الاتصال وعدم المفارقة، وكان الشافعي في مجلس ابن عيينة، فسأله عن هذا الحديث، فقال: إنما قال لهما ذلك لأنه خاف عليهما الكفر، إن ظنا به التهمة، فبادر إلى إعلامهما بمكانها، نصيحة لهما في الدين قبل أن يقذف الشيطان في قلوبهما أمراً يهلكان به. (2) هذه الرواية ذكرها البخاري في " صحيحه " في الأحكام 13/142، وقال الحافظ: هذا صورته مرسل، ومن ثم عقبه البخاري بقوله: رواه شعيب وابن مسافر وابن أبي عتيق وإسحاق بن يحيى عن الزهري عن علي يعني ابن حسين عن صفية عن النبي صلى الله عليه وسلم. (3) البخاري 4/240 في الاعتكاف: باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد، وباب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه، وباب هل يدرأ المعتكف عن نفسه، وفي الجهاد، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الأدب: باب التكبير والتسبيح عند التعجب، وفي الأحكام: باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء. وأخرجه مسلم رقم (2175) في السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رئي خالياً بامرأة أن يقول: هذه فلانة. وأبو داود رقم (2470) في الصيام: باب المعتكف يدخل البيت لحاجته. قال الحافظ: وفي الحديث من الفوائد جواز اشتغال المعتكف بالأمور المباحة من تشييع زائريه، والقيام معهم، والحديث مع غيرهم، إباحة خلوة المعتكف بالزوجة، وزيارة المرأة للمعتكف، وبيان شفقته [ص: 345] صلى الله عليه وسلم على أمته، وإرشادهم إلى ما يدفع عنهم الإثم، وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان، والاعتذار. قال ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدي بهم، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم وإن كان لهم فيه مخلص، لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم، ومن ثم قال بعض العلماء: ينبغي للحاكم أن يبين للمحكوم عليه وجه الحكم إذا كان خافياً نفياً للتهمة، ومن هنا يظهر خطأ من يتظاهر بمظاهر السوء، ويعتذر بأنه يجرب بذلك على نفسه، وقد عظم البلاء بهذا الصنف والله أعلم. وفيه إضافة بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليهن، وفيه جواز خروج المرأة ليلاً، وفيه قول: سبحان الله عند التعجب، وقد وقعت في الحديث لتعظيم الأمر وتهويله، وللحياء من ذكره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/337) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. (ح) وعبد الأعلى عن معمر، وعبد بن حميد (1556) قال: أخبرنا عبد الرزاق: قال: أخبرنا معمر، والدارمي (1787) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، والبخاري (3/64، 8/60) قال: حدثنا أبو اليماهن، قال: أخبرنا شعيب، وفي (3/65) و (4/99) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد، وفي (3/65) ، (8/60) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق، وفي (4/150) قال: حدثني محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. ومسلم (7/8) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد ابن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنيه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، وأبو داود (2470، 4994) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شبويه المروزي. قال: حدثني عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2471) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، وابن ماجة (1779) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا عمر بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر، عن أبيه. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15901) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر. (ح) وعن محمد بن خالد بن خَليّ، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه. (ح) وعن محمد بن يحيى بن محمد الحراني، عن محمد بن موسى بن أعين، عن أبيه، عن معمر. وابن خزيمة (2233) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2234) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. خمستهم - معمر، وشعيب، وعبد الرحمن بن خالد، ومحمد بن أبي عتيق، وعثمان بن عمر- عن ابن شهاب الزهري، عن علي بن الحسين، فذكره. * وأخرجه البخاري (3/65) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر. وفي (3/65) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان. وفي (9/87) قال: حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15901) عن محمد ابن حاتم، عن حبان بن موسى، عن ابن المبارك، عن سفيان بن عيينة ومعمر، فرَّقهما. ثلاثتهم - معمر، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد- عن الزهري، عن علي بن الحسين، أن صفية - رضي الله عنها - أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو معتكف، فذكره نحوه مرسلاً. الحديث: 128 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 129 - (خ م ت د س) ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ عمر قال: يا رسول الله: إني نذرتُ في الجاهلية أن أعتكفَ لَيلَةً في المسجد الحرام. قال: «فأوفِ بِنَذْرِكَ» . ومنهم من قال: «يومًا» . وفي رواية: عن ابن عمر عن عمر، فجعَلَه من مسند عمر. وفي أخرى عن ابن عمر: أن عمر سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بالجِعْرانة، بعد أن رجع من الطائف، فقال: يا رسول الله، إني نذرت في [ص: 346] الجاهلية أن أعتكف يومًا في المسجد الحرام، فكيف تَرى؟ قال: «اذهب فاعْتكِفْ يومًا» . قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أعطاه جاريةً من الخُمس، فلمَّا أعتَقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا النَّاس، سمع عُمَرُ بن الخطاب أَصْوَاتَهُم يقولون: أعتَقَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ما هذا؟ قالوا: أعتقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا الناس، فقال عمر: يا عبد الله، اذهب إلى تلك الجارية فخلِّ سبيلَها. هذه رواية البخاري ومسلم. وفي أخرى لهما: قال: ذُكِر عند ابنِ عُمَرَ عُمْرَة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجِعْرانة، فقال: لم يَعْتَمِرْ منها. قال: وكان عُمَرُ نَذَر اعتكافَ يومٍ في الجاهلية ... وذكر نحوه. وأخرجه أبو داود، نحو حديثٍ قَبلَه، ولم يذكر اللفظ. ثم قال: وذكر حديث السَّبْيِ نحو ذلك. وفي رواية أخرى له: قال عمر: يا رسول الله: إني نذرت [في الجاهلية] أن أعتكفَ في المسجد الحرامِ ليلةً. وفي رواية: عند الكعبة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أوْفِ بِنَذْرِك» . وأخرجه الترمذي والنسائي مُخْتَصرًا، ولم يذكر السَّبي، ولا الجعرانة (1) .   (1) البخاري 4/237 في الاعتكاف: باب الاعتكاف ليلاً. وباب من لم ير عليه صوماً إذا اعتكف، وباب إذا نذر في الجاهلية أن يعتكف ثم أسلم، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم [ص: 347] يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه. وفي المغازي: باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} وفي الأيمان والنذور: باب إذا نذر أو حلف لا يكلم إنساناً في الجاهلية ثم أسلم. وأخرجه مسلم رقم (1656) في الأيمان والنذور: باب نذر الكافر وما يفعل فيه إذا أسلم، والترمذي رقم (1539) في النذور: باب رقم 11. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (691) ، وأحمد (2/10) (4577) ، والنسائي (7/21) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد بن عبد الله- عن سفيان، قال: حدثنا أيوب السِّخْتِياني. وأخرجه أحمد (2/20) (4705) قال: حدثنا يحيى، وفي (2/82) (5539) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (3/63) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وفي (3/66) قال: حدثنا عُبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة، وفي (8/177) قال: حدثنا محمد بن مُقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (5/88، 89) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن المثنى، وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد القطان. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي-. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، والنسائي (7/22) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (2239) قال: حدثنا محمد بشار، قال: حدثنا يحيى. خمستهم - يحيى بن سعيد القطان، وشعبة، وأبو أسامة، وعبد الله بن المبارك، وعبد الوهاب الثقفي- عن عبيد الله بن عمر. كلاهما - أيوب، وعبيد الله- عن نافع، فذكره. * قال أحمد بن حنبل، عقب رواية يحيى، عن عبيد الله: وقال يحيى بن سعيد مَرَّة: (عن عُمر) . ك الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 الكتاب السادس: في إحياء الموات (1) 130 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من عَمَرَ (2) أرضًا لَيْسَتْ لأحدٍ فهو أحقُّ» . [ص: 348] قال عروة بن الزبير: قضى به عمر في خلافته (3) . أخرجه البخاري (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الموات: الأرض التي لم تزرع ولم تعمر، ولا هي ملك أحد، وإحياؤها: مباشرة عمارتها بتأثير (5) شيء فيها، من زرع أو عمارة، أو إحاطة حائط أو نحو ذلك.   (1) قال القزاز: الموات: الأرض التي لم تعمر، شبهت العمارة بالحياة، وتعطيلها بفقد الحياة. وإحياء الموات: أن يعمد الشخص لأرض لا يعلم تقدم ملك عليها لأحد، فيحييها بالسقي أو بالزرع أو الغرس أو البناء. فتصير بذلك ملكه سواء كانت فيما قرب من العمران أم بعد. وسواء أذن له الإمام في ذلك أم لم يأذن. وهذا قول الجمهور. وعن أبي حنيفة: لابد من إذن الإمام مطلقاً. وعن مالك فيما قرب. وضابط القرب ما بأهل العمران إليه حاجة من رعي ونحوه، واحتج الطحاوي للجمهور مع حديث الباب بالقياس على ماء البحر والنهر وما يصاد من طير وحيوان، فإنهم اتفقوا على أن من أخذه أو صاده يملكه سواء قرب أو بعد، وسواء أذن الإمام أم لم يأذن. (2) رواية البخاري " أعمر " بفتح الهمزة والميم من الرباعي، وقد علق عليها الحافظ في " الفتح " بقوله: قال عياض: كذا وقع، والصواب " عمر " ثلاثياً. قال الله تعالى: {وعمروها أكثر مما عمروها} إلا أن يريد أنه جعل فيها عماراً. قال ابن بطال: ويمكن أن يكون أصله " من اعتمر أرضاً " أي: اتخذها، وسقطت التاء من الأصل. وقال غيره: قد سمع فيه الرباعي. يقال: أعمر الله بك منزلك. فالمراد: من أعمر أرضاً بالإحياء فهو أحق بها من غيره. وحذف متعلق أحق للعلم به. ووقع في رواية أبي ذر " من أُعمر " بضم الهمزة؛ أي: أعمره غيره. وكأن المراد بالغير الإمام، وذكره الحميدي في جمعه بلفظ " من عمر " من الثلاثي وكذا هو عند الإسماعيلي من وجه آخر عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه. (3) هو موصول بالإسناد المذكور إلى عروة، ولكن عروة عن عمر مرسل، لأنه ولد في آخر خلافة عمر، إلا أنه ثبت من قول عمر موصولاً عند مالك بسند صحيح في " الموطأ " وسيأتي. (4) 5/416 - 418 في المزارعة، باب من أحيا أرضاً مواتاً. (5) وفي نسخة: بإنشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/120) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: أخبرنا ابن لهيعة، والبخاري (3/140) ، قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16393) عن يونس بن عبد الأعلى، عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر. كلاهما - عبد الله بن لهيعة، وعبيد الله بن أبي جعفر- عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود، عن عروة، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (13/19014) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحيا أرضًا مواتًا ليست لأحد فهي له، ولا حق لعرق ظالم» مرسل. ليس فيه (عائشة) . الحديث: 130 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 131 - (ط ت د) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحيا أرضًا مَيْتَةً فهي له، وليْسَ لِعِرْقٍ ظالمٍ (1) حقٌّ» . أخرجه «الموطأ» والترمذي. وزاد أبو داود: قال عروة: ولقد حدّثني الذي حدّثني هذا الحديث: أنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، غرس أحدُهما نَخْلاً في أرض الآخر، فقَضى لصاحب الأرض بأرضه، وأمر صاحب النَّخْلِ أن يُخْرِجَ نخله منها، [ص: 349] قال: فلقد رأيتُها، وإنَّها لتُضْرَبُ أصُولُهُا بالفُؤوس، وإنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ، حتى أخرجَتْ منها. وفي أخرى لأبي داود بمعناه: وفيها - عوض الذي حدثني هذا - فقال الرَّجُلُ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأكبرُ ظنِّي أنه أبو سعيد الخدري - قال: فأنا رأيتُ الرَّجل يضربُ في أصولِ النخل. قال أبو داود: قال مالك: قال هشامٌ: العِرْقُ الظَّالِمُ: أن يَغْرس الرَّجُلُ في أرض غيره، فيستحقها بذلك. قال مالك: والعرق الظالم: كل ما أخذ واحتُفِر وغُرس بغير حق. وفي أخرى لأبي داود، قال عروة: أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى أنَّ الأرض أرضُ الله، والعبادُ عبادُ الله، فمنْ أحيا مواتًا فهو أحَقُّ به، جاءنا بهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الذين جاؤوا بالصلاة عنه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] عُمٌّ: جمع عَميمة، وهي التامة في الطول والالتفاف.   (1) في رواية الأكثر بتنوين " عرق " وظالم، نعت له، وهو راجع إلى صاحب العرق، أي: ليس لذي عرق ظالم، أو إلى العرق، أي: ليس لعرق ذي ظلم، ويروى بالإضافة، ويكون الظالم صاحب العرق، فيكون المراد بالعرق الأرض. قال الحافظ: وبالأول جزم مالك والشافعي والأزهري وابن فارس وغيرهم، وبالغ الخطابي، فغلط رواية الإضافة. (2) الموطأ 2/743 في الأقضية، باب القضاء في عمارة الموات، والترمذي رقم (1378) في الأحكام، باب ما ذكر في إحياء أرض الموات، وأبو داود 2/158 و 159 في الخراج والفيء والإجارة، باب إحياء الموات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في إحياء الموات (الكبرى) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن محمد بن عبد الرحمن، وعن عروة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. قال محمد: قال عروة: «العرق الظالم» الرجل يعمر أرض القرية وهي للناس، قد عجز عنها حتى خربت (13/290/الأشراف) . الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 132 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحاط حائطًا في مواتٍ فهو له» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3077) في الخراج، باب في إحياء الموات، وفيه ضعف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/12، 21) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. وفي (5/21) قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (3077) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن بشر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4596) عن حُميد بن مسعدة، عن سفيان، وهو ابن حبيب. ثلاثتهم - عبد الوهاب، وابن بشر، وسفيان- عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. الحديث: 132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 133 - (ت د) سعيد بن زيد وجابر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أحْيَا أرضًا ميْتَةً فهي له» .زاد سعيد: وليس لعرْقٍ ظالمٍ حقٌّ. أخرجه الترمذي عنهما، وأبو داود عن سعيد وحده (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] عِرق ظالم: العرق الظالم قد ذكر تفسيره وشرحه في متن الحديث، وفي الكلام مضاف محذوف، تقديره: لذي عرقٍ ظالم.   (1) الترمذي رقم (1378) و (1379) في الأحكام، باب ما ذكر في إحياء أرض الموات، وأبو داود رقم (3073) في الخراج، باب إحياء الموات، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وقد قواه الحافظ في " الفتح " 5/14. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: حديث جابر: رواه عنه وهب بن كيسان: أخرجه أحمد (3/304) قال: ثنا عباد بن عباد المهلبي، وفي (3/338) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد. والترمذي [1379] قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا أيوب، والنسائي في الكبرى. [3129/التحفة] عن محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم، عن الثقفي، عن أيوب، (ح) وعن علي بن مسلم، عن عباد بن عباد. ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان فذكره. - ورواه عنه أيضًا أبو بكر بن محمد: مخرج في غير الأصول عند أحمد (3/363) . - ورواه عنه عبيد الله بن عبد الرحمن: أخرجه أحمد (3/313) ، والدارمي [2610] ، والنسائي في الكبرى [2385/التحفة] . - ورواه عنه أبو الزبير: أخرجه أحمد (3/356) . حديث سعيد بن زيد: أخرجه أبو داود (3073) ، قال: ثنا محمد بن المثنى، والترمذي [1378] قال: ثنا محمد بن بشار، والنسائي في الكبرى. قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم ثلاثتهم عن عبد الوهاب الثقفي، قال: ثنا أيوب، عن هشام، عن أبيه عروة، فذكره. وأخرجه أبو داود (3074) قال: ثنا هنّاد بن السري، قال: ثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. وزاد فيه قصة. الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 134 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أحيا أرضًا مَيْتَةً فهي له» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم 1379 في الأحكام، باب ما ذكر في إحياء الموات، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان، وذكره البخاري في صحيحه 4/15 معلقاً بصيغة التمريض. قال الحافظ: وصله أحمد قال: حدثنا عباد بن عباد، حدثنا هشام عن عروة عن وهب بن كيسان، عن جابر فذكره، ولفظه " من أحيا أرضاً ميتة فله فيها أجر، وما أكلت العوافي منها فهو له صدقة " وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن هشام بلفظ: " من أحيا أرضاً ميتة، فهي له " وصححه، وقد اختلف فيه على هشام، فرواه عنه عباد هكذا، ورواه يحيى القطان وأبو ضمرة وغيرهما عنه عن أبي رافع عن جابر، ورواه أيوب عن هشام عن أبيه عن سعيد بن زيد، ورواه عبد الله بن إدريس عن هشام عن أبيه مرسلاً، واختلف فيه على عروة، فرواه أيوب عن هشام موصولاً، وخالفه أبو الأسود فقال: عن عروة عن عائشة كما في هذا الباب، ورواه يحيى بن عروة، عن أبيه مرسلاً. كما في سنن أبي داود، ولعل هذا هو السر في ترك جزم البخاري به. وفي الباب عن [ص: 351] عائشة أخرجه أبو داود الطيالسي 1/277 وعن عبادة وعبد الله بن عمرو عند الطبراني، وعن أبي أسيد عند يحيى بن آدم في كتاب الخراج، وفي أسانيدها مقال، لكن يتقوى بعضها ببعض كما قال الحافظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع الحديث المتقدم. هذا وفعل المصنف يوهمه في الحديث الأول أن الترمذي أخرج الحديث مقرن «جابر» ب «سعيد» وليس كذلك وصنيعه في هذا الحديث يؤكد هذا الوهم، والصواب أن روايات الترمذي لكل الحديثين كلاً على حدة. الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 135 - (ط) ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ عمر بن الخطاب قال: «من أحيا أرضًا ميْتَةً فهي له» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) الموطأ 2/744 في الأقضية، باب القضاء في عمارة الموات، وإسناده صحيح، وقد أخرجه يحيى بن آدم في " الخراج " ص 90 وجاء في روايته بيان سبب ذلك قال: حدثنا سفيان عن الزهري، عن سالم عن أبيه قال: كان الناس يتحجرون ـ يعني الأرض ـ على عهد عمر، فقال: من أحيا أرضاً فهي له، قال يحيى: كأنه لم يجعلها له بمجرد التحجير حتى يحييها. وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ [1496] عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر بن الخطاب «فذكر الأثر» . قلت: عزاه الزيلعي لأبي يوسف في «الخراج» بسند ضعيف، راجع نصب الراية (6/203) بتحقيقي. وأخرج يحيى بن آدم في كتاب الخراج / 90 بإسناد صحيح. الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 136 - () سعيد بن زيد - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحيا أرضًا، قد عَجزَ صاحِبُها عنها، وتركَها بِمَهلكةٍ فهي له» . هذا في كتاب رزين، ولم أجده في الأصول. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بمهلكة: المهلكة، موضع الهلاك، أو الهلاك نفسه.   [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] سبرت عنه الكثير، فلم أقف عليه بهذا اللفظ. الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 الكتاب السابع: في الإيلاء 137 - (خ ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: آلَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من نسائه شهرًا، فكانت انفَكَّتْ قَدَمُهُ، فَجَلَسَ في عِلِّيَّةٍ له، فجاء [ص: 352] عُمر، فقال: أطَلَّقْتَ نساءَكَ؟ قال: «لا، ولكن آليتُ منهنَّ شهرًا، فمكث تِسْعًا وعشرين، ثم نزل، فدخَلَ على سائر نسائه» . وفي رواية نحوه، ولم يذكر عمر، وفيه: فقالوا: يا رسول الله، آليتَ شهرًا؟ قال: «إنَّ الشَّهْرَ يكونُ تسعًا وعِشرين (1) » . وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صُرِعَ من فَرَسٍ، فَجُحِشَ شقُّه، أو كَتِفُهُ، وآلى من نسائه شهرًا، فجلس في مَشْرُبَةٍ له، دَرجُها من جُذُوع، فأتاه أصحابه يعودونَه، فصلَّى بها جالسًا وهم قيامٌ، فلما سلَّم قال: «إنَّمَا جُعلَ الإمامُ لِيُؤْتَمَّ به، فإذا صلى قائِمًا، فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلُّوا قُعودًا، ولا تركعوا حتى يركَعَ، ولا تَرْفعوا حتى يرفع» . قال: ونزل لتسع وعشرين، فقالوا: يا رسول الله، إنَّك آليتَ شهرًا، فقال: «إنَّ الشَّهر تسعٌ وعشرون» . هذه روايات البخاري، ووافقه على الرواية الثانية الترمذي والنسائي (2) . [ص: 353] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الإيلاء: الإيلاء: اليمين، وآلى يُؤلي: إذا حلف. هذا هو الأصل، وله في الفقه أحكام تخصه، لا يُسمى عندهم إيلاء دونها. انفكت: يقال: سقط فلان، فانفكت قدمه: إذا انفرجت وزالت. صُرِعَ: أي: سقط عن ظهر دابته. فجحش: جُحش جلد الإنسان: إذا أصابه شيء فسلخه، أو خدشه يقال: جُحش فهو مجحوش. مشربة: بضم الراء وفتحها: الغُرفة والعِلِّيَّة.   (1) قوله: إن الشهر يكون: أي قد يكون تسعاً وعشرين، ولعل ذلك الشهر كان تسعاً وعشرين، ولذلك اقتصر عليه، ثم نزل بعده. وفي شرح السنة. هذا إذا عين شهراً، فقال: لله علي أن أصوم شهر كذا، فخرج ناقصاً، لا يلزمه سوى ذلك. فإن لم يعين فقال: لله علي صوم شهر، يلزمه ثلاثون يوماً. (2) البخاري 1/410 في الصلاة: باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب، وفي الجماعة: باب إنما جعل الإمام ليؤتم به، وفي صفة الصلاة: باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة؛ وباب يهوي بالتكبير حين يسجد، وفي تقصير الصلاة، باب صلاة القاعد؛ وفي الصوم 4/106: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا؛ وفي المظالم: باب الغرفة والعلية، وفي النكاح: باب قول الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء} وفي الطلاق: باب قول الله تعالى: {للذين يؤلون من نسائهم} وفي الأيمان والنذور: باب من حلف لا يدخل على أهله شهراً. وأخرجه الترمذي رقم (690) في الصوم باب ما جاء أن الشهر يكون تسعاً وعشرين، والنسائي 6/166، 167 في الإيلاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/35) (8/173) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (7/41) قال: حدثنا خالد بن مخلد. وفي (7/64) قال: حدثنا إسماعيل بن أويس، عن أخيه، ثلاثتهم - عبد العزيز، وخالد، وأبو بكر بن أبي أويس- عن سليمان بن بلال. وأخرجه البخاري (3/177) قال: حدثنا ابن سلام، قال: حدثنا مروان بن معاوية. وأخرجه الترمذي (690) قال: حدثنا علي بن حُجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وأخرجه النسائي (6/166) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث. أربعتهم - سليمان، ومروان، وإسماعيل، وخالد- عن حميد، فذكره. الحديث: 137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 138 - (خ م) أم سلمة - رضي الله عنها -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَلَفَ: لا يدخُلُ على بعض أهله شهرًا، فلمَّا مضَى تِسْعة وعشرون يومًا غَدا عليهم، أَو راحَ، فقيل له: يا نبيَّ الله، حلفْتَ أَن لا تدخُلَ عليهنَّ شهرًا؟ فقال: «إِنَّ الشهرَ يكونُ تسعًا وعشرين» . أَخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) البخاري 11/212 و 213 في النكاح، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في غير بيوتهن، ومسلم رقم (1085) في الصيام، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/315) قال: حدثنا روح. والبخاري (3/35، 7/41) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (7/41) قال: حدثني محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله، ومسلم (3/126) قال: حدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا الضحاك، يعني أبا عاصم، وابن ماجة (2061) قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا أبو عاصم، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (13/18201) عن يوسف بن سعيد، حجاج بن محمد. أربعتهم - روح، والضحاك أبو عاصم، وعبد الله بن المبارك، وحجاج بن محمد- عن ابن جريج، قال: أخبرني يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي، أن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث أخبره، فذكره. الحديث: 138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 139 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: اعتزل النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءهُ شهرًا، فخرجَ إلينا صباحَ تِسع وعشرين، فقال بعضُ القوم: يا رسول الله، إنَّمَا أَصبَحْنا لتسع وعشرين، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِن الشَّهر يكونُ تسعاً [ص: 354] وعشرين» ، ثم طَبَّقَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيهِ ثلاثًا، مَرَّتَينِ بِأصابعِ يَدَيْهِ كُلِّها، والثَّالثة بتِسعٍ منها. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1084) في الصيام، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/329) قالك حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا. وأخرجه أحمد (3/329) قال: حدثنا روح. ومسلم (3/125) قال: حدثني هارون بن عبد الله، وحجاج بن الشاعر، قالا: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (2819) عن يوسف بن سعيد، عن حجاج بن محمد، كلاهما -روح وحجاج- عن ابن جريج. وأخرجه أحمد (3/334) قال: حدثنا حُجَين، ويونس، ومسلم (3/125) قال: حدثنا محمد بن رمح. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، أربعتهم - حجين، ويونس، وابن رمح، وقتيبة- عن الليث بن سعد. وأخرجه أحمد (3/341) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. أربعتهم - زكريا، وابن جريج، والليث، وابن لهيعة- عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 140 - (م س) ابن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - «أَقسَمَ أَن لا يَدْخُلَ على أَزواجِهِ شهرًا» (1) . قال الزهري: فأخبرني عُرْوَةُ عن عائشة قالت: لمَّا مضى تسعٌ وعشرون ليلةً أعُدُّهُنَّ، دخل عَليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: بَدأ بي، فقلتُ: يا رسول الله، إنكَ أقْسَمْت أَنك لا تَدْخُلُ علينا شهراً، وإنكَ دخلتَ مِنْ تسع وعشرين أعُدُّهُنَّ، قال: " إن الشهر تسعٌ وعشرون ". أَخرجه مسلم والنسائي (2) .   (1) قال النووي: قوله: أن لا يدخل على أزواجه شهراً، ثم دخل لما مضت تسع وعشرون ليلة، ثم قال " الشهر تسع وعشرون " وفي رواية: فخرج إلينا في تسع وعشرين، فقلنا: إنما اليوم تسع وعشرون، وفي رواية: فخرج إلينا في صباح تسع وعشرين، فقال: " إن الشهر يكون تسعاً وعشرين " وفي رواية: " فلما مضى تسعة وعشرون يوماً غدا عليهم أو راح " قال القاضي عياض رحمه الله: معناه كله بعد تمام تسعة وعشرين يوماً، يدل عليه رواية: " فلما مضى تسعة وعشرون يوماً " وقوله: " صباح تسع وعشرين " أي: صباح الليلة التي بعد تسعة وعشرين يوماً، وهي صبيحة ثلاثين، ومعنى " الشهر تسع وعشرون " أنه قد يكون تسعاً وعشرين، كما صرح به في بعض الروايات. (2) مسلم رقم (1083) في الصيام، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين، والنسائي 4/136و 137 في الصيام، باب كم الشهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/33) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن مَعْمر، وفي (6/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (6/185، 263) قال: حدثنا كثير بن هشام. قال: حدثنا جعفر بن بُرْقان. وعبد بن حميد (1483) قال: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن بُرْقان. ومسلم (3/125) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (4/192) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن أبي عمر. قال ابن أبي عمر: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (2053) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، والترمذي (3318) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، والنسائي (4/136) قال: أخبرنا نصر بن علي الجهضمي، عن عبد الأعلى، قال: حدثنا معمر. وفي (6/160) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر. كلاهما عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة فذكره. - ورواه عنها يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: أخرجه أحمد في المسند (6/51) . - ورواه عنها عمرة: أخرجه ابن ماجة [2060] . الحديث: 140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 141 - (خ ط) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما: قال: قال ابن عمر: «إِذَا مَضَتْ أَربَعَةُ أَشهُرٍ، يُوقَفُ حتَّى يُطلِّق، ولا يَقَعُ عليه الطلاق، [ص: 355] حتى يطلِّق، يعني المُؤلِي» . قال: ويُذكَرُ ذلك عن عُثمان، وعلي، وأَبي الدرداء، وعائشة، واثني عَشرَ رَجُلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. وفي رواية: أنَّ ابنَ عمر كان يقولُ في الإيلاءِ الذي سمَّى الله - عز وجل (1) -: «لا يَحِلُّ لأحدٍ بعد الأجل، إِلا أن يُمسِكَ بالمعروفِ، أو يعزِم الطلاق، كما أمرَ اللهُ تعالى» . أخرجه البخاري. ووافقه الموطأ على الرواية الأولى، وهذا لفظه: أنَّ ابن عمر كان يقول: «أَيُّمَا رَجُلٍ آلى من امرأتِهِ فإنَّهُ إِذَا مَضَتْ الأَربعَةُ الأَشهُرُ يُوقَفُ حتَّى يُطَلِّقَ أَوْ يَفيءَ، ولا يقع عليه طلاق إِذَا مَضَتِ الأَربعةُ الأشهر حتى يُوقَفَ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يفيء: فاء يفيء: إذا رجع، أي يرجع إلى امرأته ويترك يمينه.   (1) وهو ما في قوله تعالى {للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم. وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم} [البقرة: 227، 226] . (2) البخاري 11/346 في الطلاق، باب قوله تعالى: {للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر} والموطأ 2/556 في الطلاق، باب الايلاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أثر صحيح: أخرجه البخاري في الطلاق عن قتيبة، عن الليث بن سعد، عن ابن نافع به، ومالك في الموطأ [1213] عن نافع فذكره. قلت: عزاه الزرقاني في شرح الموطأ لابن أبي شيبة وصحح سنده على شرطهما. وفيه عن ابن عباس، وابن عمر- رضي الله عنهم - شرح الموطأ (3/225) ط. دار الكتب العلمية. الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 142 - (خ س) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أصبحنا يومًا، ونساءُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يَبكِينَ، عندَ كُلِّ امرأَةٍ مِنهُنَّ أَهْلُها، فخرجتُ إلى المسجد. فإِذَا هو مَلآنُ من النَّاس، فجاءَ عُمَرُ بن الخطاب، فَصَعِدَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في غُرْفَةٍ له، فسلَّم، فلم يُجِبْهُ أَحدٌ، ثم سلّم، فلم يُجِبه أَحدٌ، فناداهُ، فدَخَلَ [ص: 356] علَى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أَطَلَّقْتَ نساءَك؟ قال: لا، ولكن آلَيتُ منهن شهرًا» . فمكثَ تسعًا وعشرين، ثم دخل على نسائه. أَخرجه البخاري، والنسائي. وزاد النسائيَ: فقيل: يا رسول الله، أَليس قد آليتَ على شَهْرٍ؟ قال: «الشَّهرُ تسعٌ وعشرون (1) » .   (1) البخاري 11/213 و 214 في النكاح، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه في بيوتهن والنسائي 6/166 و 167 في الطلاق، باب الايلاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه البخاري (7/41) قال: ثنا علي بن عبد الله، والنسائي (6/166) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله ابن الحكم البصري. كلاهما قالا: حدثنا مروان بن معاوية، قال: ثنا أبو يعفور، عن أبي الضحى عن ابن عباس فذكره. الحديث: 142 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 143 - (ط) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: كان يقول: «إِذَا آلى الرجلُ من امرأَته لم يقع عليه طلاقُ، وإنْ مَضَتِ الأربعةُ الأشهُرُ حتى يُوَقفَ، فإمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، وإِمَّا أَنْ يَفيءَ» . أَخرجه الموطأ (1) . وقال مالك: من حَلَفَ لامرأَتِهِ أَلا يَطأَها حتَّى تَفْطِمَ وَلَدَهَا، فإن ذلك لا يكون إِيلاءً، وقد بلغني أَنَّ عليَّ بن أَبي طالب سُئِلَ عن ذلك، فلم يَرَهُ إِيلاءً.   (1) 2/556 في الطلاق، باب الايلاء وفي سنده انقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: قال مالك [1212] حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي فذكره. قلت: قال الزرقاني: وفيه انقطاع لأن محمدًا لم يدرك عليّاً لكن قد رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح. أه. شرح الموطأ (3/224، 225) . الحديث: 143 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 144 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «آلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - من نسائه، وحَرَّم، فَجَعَل الحرام حلالاً، وجَعل في اليمين الكفَّارة» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 357] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فجعل الحرام حلالاً: قوله: فجعل الحرام حلالاً، يعني: ما كان قد حرَّمه على نفسه من نسائه بالإيلاء، عاد فأحله، وجعل في اليمين الكفارة. وكفارة اليمين تجيء في كتاب الأيمان، من حرف الياء.   (1) رقم (1201) في الطلاق، باب الايلاء، وقال الحافظ في الفتح 9/351: ورجاله موثقون لكن رجح الترمذي إرساله على وصله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول صوابه الإرسال: أخرجه ابن ماجة (2072) ، والترمذي (1201) : كلاهما عن الحسن بن قزعة البصري، قال: ثنا مسلمة ابن علقمة، قال: أنبأنا داود بن علي عن عامر، عن مسروق، عن عائشة فذكره. قلت: قال أبو عيسى الترمذي: وفي الباب عن أنس، وأبي موسى، حدث مسلمة بن علقمة عن داود، رواه علي بن مسهر، وغيره عن داود عن الشعبي، مرسلاً. وليس فيه مسروق عن عائشة، وهذا أصح من حديث مسلمة. الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 الكتاب الثامن: في الأسماء والكنى ، وفيه خمسة فصول الفصل الأول: في تحسين الأسماء: المحبوب منها والمكروه 145 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال:قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّكُم تُدْعَونَ يومَ القِيامَةِ بِأسمائِكُمْ وأَسماءِ آبائِكُمْ، فَأَحسِنُوا أَسماءَكُم» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4948) في الأدب، باب تغيير الأسماء، وأخرجه ابن حبان في " صحيحه "، ورجاله ثقات، إلا أن فيه انقطاعاً بين عبد الله بن أبي زكريا وأبي الدرداء، فإنه لم يدركه كما نص عليه المنذري وابن حجر وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف إسناده منقطع: أخرجه أحمد (5/194) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حُميد (213) قال: حدثني عمرو بن عون، والدارمي (2697) قال: حدثنا عفان بن مسلم، وأبو داود (4948) قال: حدثنا عمرو بن عون. (ح) وحدثنا مُسدِّد. ثلاثتهم - عفان، وعمرو، ومُسَدَّد - عن هشيم، قال: أخبرنا داود بن عمرو، عن عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي، فذكره. * قال أبو داود: ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء. الحديث: 145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 146 - (م ت د) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحبُّ الأسماءِ إلى الله تعالى عبدُ الله، وعبدُ الرحمن» . أَخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود (1) .   (1) مسلم رقم (2132) في الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء، والترمذي رقم (2835) في الأدب، باب رقم 64، وأبو داود 2/584 في الأدب، باب تغيير الأسماء وقال القرطبي: يلتحق بهذين الاسمين ما كان مثلهما كعبد الرحيم وعبد الملك وعبد الصمد، وإنما كانت أحب إلى الله لأنها تضمنت ما هو وصف واجب لله، وما هو وصف للإنسان وواجب له وهو العبودية، ثم أضيف العبد إلى الرب إضافة حقيقة فصدقت أفراد هذه الأسماء، وشرفت بهذا التركيب، فحصلت لها هذه الفضيلة. وقال غيره الحكمة في الاقتصار على الاسمين أنه لم يقع في القرآن إضافة عبد إلى اسم من أسماء الله تعالى غيرهما، قال الله تعالى: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} وقال في آية أخرى: {وعباد الرحمن} ويؤيده قوله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} . الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 147 - (د س) وهب الجشمي (1) - رضي الله عنه -وكانت له صحبة: قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: تَسَمَّوْا بِأَسماءِ الأَنبياء، وأَحبُّ الأسماءِ إِلى الله تعالى: عبد اللهِ، وعبد الرحمنِ، وأصدَقُها حارثٌ وهمَّامٌ، وأَقْبَحُها حَرْبٌ، ومُرَّةٌ» . هذا لفظ أَبي داود. وأخرجه النسائي إلى قوله: عبد الرحمن، وزاد فيه زيادةً في ذكر الخيل، والوصية بها، واختيارها. وهو بطوله مذكور في كتاب السَّبْق من حرف السين. وقد أَخرج أبو داود أَيضًا ذِكْر الخَيْل، مثلَ النسائي مُفردًا، فيكون النسائي قد جمع المعنيين، وأبو داود فَرَّقَهُما (2) . [ص: 359] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أصدقُها حارث وهمَّام: الحارث: الكاسب، والاحتراث: الاكتساب، وهمَّام: فعّال من هَمَّ يَهمُّ فهو هام، وإنما كان همام أصدق الأسماء؛ لأن الإنسان كاسب وهمام بالطبع، ولا يكاد يخلو من كسب وهمّ. وأقبحُها حَرْبٌ: وإنما كان حربٌ ومُرَّة أقبح الأسماء؛ لأن الحرب مما يُتَفَاءَل بها، وتُكره لما فيها من القتل والأذى. وأما مُرَّة فلأن معناه: المرُّ، والمرُّ كَريه بغيض إلى الطباع، أو لأنه كنيةُ إبليس، فإن كنيته أبو مُرة.   (1) في المطبوع " الخشني " وهو تحريف. (2) أبو داود رقم (4950) في الأدب، باب تغيير الأسماء، والنسائي 6/218 و 219 في الخيل، باب ما يستحب من شية الخيل، وفي سنده عقيل بن شبيب وهو مجهول، لكن يشهد لبعضه حديث ابن عمر المتقدم، وحديث المغيرة بن شعبة عند مسلم رقم (2135) مرفوعاً أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم [ص: 359] والصالحين قبلهم. وأخرج البخاري في " الأدب المفرد " حديث يوسف بن عبد الله بن سلام قال: سماني النبي صلى الله عليه وسلم يوسف ... قال الحافظ: في الفتح 10/486 وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/24) (4774) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العُمري، وفي (2/128) (6122) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا عبد الله. والدارمي (2698) قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر. ومسلم (6/169) قال: حدثني إبراهيم بن زياد، وهو الملقب بسَبَلان، قال: أخبرنا عباد بن عباد، عن عُبيدالله بن عمر، وأخيه عبد الله، سمعه منهما سنة أربع وأربعين ومئة. وأبو داود (4949) قال: حدثنا إبراهيم بن زياد، قال: حدثنا عباد بن عباد، عن عُبيدالله. وابن ماجة (3728) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا العُمري، والترمذي (2833) قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود أبو عمرو الوراق البصري، قال: حدثنا معمر بن سليمان الرقي، عن علي بن صالح المكي، عن عبد الله بن عثمان. وفي (2834) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي البصري، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عبد الله بن عمر العمري. ثلاثتهم - عبد الله بن عمر العمري، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عثمان- عن نافع، فذكره. الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 148 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ أَخْنَعَ اسم عند الله: رجلٌ تَسَمَّى مَلِك الأمْلاك» . زاد في رواية: «لا مالك إِلا الله» ، قال سفيان: مثلُ «شاهان شَاهْ (1) » . [ص: 360] وقال أحمد بنُ حنبل: سألت أَبا عَمْرو عن «أَخْنع» ، فقال: «أَوضَعُ» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وأَخرجه الترمذي، وأبو داود مثلَها، وزاد فيها: يوم القيامة، بعد قوله: عند الله. وللبخاري، وأبي داود أيضًا: قال أَخْنى (2) الأسماء يوم القيامة عند الله: رجل تَسمَّى مَلِك الأملاك. ولمسلم: أَغْيَظُ رجُلٍ على الله يومَ القيامة وأَخْبَثُهُ، رَجُلٌ تَسمَّى ملك الأملاك، لا مَلك إِلا اللهُ. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أخنع: الخانع: الذليل. أخنى: والخنا: الفحش.   (1) قال الحافظ: وقد تعجب بعض الشراح من تفسير سفيان بن عيينة، اللفظة العربية باللفظة العجمية، وأنكر ذلك آخرون، وهو غفلة منهم عن مراده، وذلك أن لفظ " شاهان شاه " كان قد كثر التسمية به في ذلك العصر، فنبه سفيان على أن الاسم الذي ورد الخبر بذمه لا ينحصر في ملك الأملاك، بل كل ما أدى معناه بأي لسان كان، فهو مراد بالذم. واستدل بهذا الحديث على تحريم التسمي بهذا الاسم لورود الوعيد الشديد، ويلتحق به ما في معناه [ص: 360] مثل أحكم الحاكمين، وسلطان السلاطين، وأمير الأمراء. وقال بعض العلماء: وفي معنى ذلك كراهية التسمية بقاضي القضاة. وحاكم الحكام، وحاكم الحكام في الحقيقة هو الله، وقد كان جماعة من أهل الدين والفضل يتورعون عن إطلاق لفظ قاضي القضاة وحاكم الحكام قياساً على ما يبغضه الله ورسوله من التسمية بملك الأملاك. (2) البخاري 13/211 في الأدب، باب أبغض الأسماء إلى الله. ومسلم رقم (2143) في الأدب، باب تحريم التسمي بملك الأملاك، والترمذي رقم (2839) في الأدب، باب (65) . وأبو داود رقم (4961) في الأدب، باب تغيير الأسماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1127) ، وأحمد (2/244) قالا: حدثنا سفيان، والبخاري (8/56) ، وفي الأدب المفرد (817) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، وفي (8/56) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (6/174) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، قال الأشعثي: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (4961) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (2837) قال: حدثنا محمد بن ميمون المكي. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، وشعيب بن أبي حمزة- قالا: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 149 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: أَراد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَن ينهى عن أَن يُسمَّى بـ: يَعْلَى، وبَرَكَة، وأَفلح، ويَسار، ونافع، [ص: 361] وبنحو ذلك، ثم رأَيتُه سكتَ بعد عنها، ولم يَقُلْ شيئًا، ثم قُبِضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولَم ينه عنها. هذه رواية مسلم. وفي رواية أبي داود: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِن عِشْتُ إن شاء اللهُ أَنهى أُمتي أن يُسمُّو نافعًا، وأفلحَ، وبركة» . قال الأعمش: ولا أدري أذَكَر «نافعًا» أم لا؟ فإنَّ الرجل يقول: أَثَمَّ بركة؟ فيقولون: لا. وفي أخرى له نحوه، ولم يذكر «بركة» (1) .   (1) مسلم رقم (2138) في الآداب، باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة، وأبو داود رقم (4960) في الأدب، باب تغيير الأسماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/336) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وأخرجه أحمد (3/883) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (834) قال: حدثنا المكي. ومسلم (6/172) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا روح -كلاهما المكي وروح- قالا: حدثنا ابن جريج. ثلاثتهم - ابن لهيعة، وسفيان، وابن جريج- عن أبي الزبير، فذكره. قلت: أما إسناد أبي داود فهو من رواية أبي سفيان عن جابر: أخرجه عبد بن حميد (1019) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري في الأدب المفرد (833) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، وأبو داود (4960) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد ابن عبيد. كلاهما - محمد بن عبيد، وحفص- قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 150 - (م ت د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُسَمِّ غُلامَك رَباحًا، ولا يَسارًا، ولا أفلَحَ، ولا نافعًا» . هذه رواية الترمذي، وأَبو داود. وأَخرجه مسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَحبُّ الكلام إلى الله أربعٌ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بدأتَ، لا تُسمِّينَّ غُلامَكَ يَسارًا، ولا رباحًا، ولا نَجيحًا، ولا أَفْلح، فإنك تقول: أَثَمَّ هو؟ فيقول: لا، إِنَّمَا هنَّ أَربَعٌ، فلا تزيدُنَّ عليَّ (1) » . [ص: 362] وأَخرجه أَبو داود أيضًا مثل مسلم، إِلا أنه أسقط المعنى الأول (2) .   (1) " فلا تزيدن علي " هو بضم الدال، ومعناه: الذي سمعته أربع كلمات، وكذا رويته لكم، فلا تزيدوا علي في الرواية، ولا تنقلوا عني غير الأربع، وليس فيه منع القياس على الأربع، إن كان يلحق بها ما في معناها. [ص: 362] قال النووي: قال أصحابنا: تكره التسمية بهذه الأسماء المذكورة في الحديث، وما في معناها، ولا تختص الكراهة بها وحدها، وهي كراهة تنزيه لا تحريم، والعلة في الكراهة: ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " فإنك تقول: أثم هو؟ فيقول: لا " فيكره لبشاعة الجواب، وربما أوقع بعض الناس في شيء من الطيرة. وأما قوله: " أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى عن هذه الأسماء " فمعناه: أراد أن ينهى عنها نهي تحريم فلم ينه، وأما النهي الذي هو لكراهة التنزيه، فقد نهي عنه في الأحاديث الباقية. (2) مسلم رقم (2137) في الأدب، باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة، والترمذي رقم (2838) في الأدب، باب رقم (65) وأبو داود 2/586 في الأدب، باب تغيير الأسماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/7) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وفي (5/10) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. وفي (5/21) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير. ومسلم (6/172) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرني جرير. (ح) وحدثني أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا رَوح وهو ابن القاسم. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد ابن جعفر قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4958) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا زهير. والترمذي (2836) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، عن شُعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (846) قال: أخبرني محمد بن قدامة، عن جرير. أربعتهم - شعبة، وزهير، وجرير، وروح- عن منصور، عن هلال بن يساف. وأخرجه أحمد (5/12) قال: حدثنا مُعْتَمِر بن سليمان، والدارمي (2699) قال: أخبرنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا معتمر. ومسلم (6/171) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، قال أبو بكر: حدثنا. وقال يحيى: أخبرنا معتمر بن سليمان. وفي (6/172) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وأبو داود (4959) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا المعتمر، وابن ماجة (3730) قال: حدثنا أبوبكر، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، كلاهما - معتمر، وجرير- عن الركين بن الربيع. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (845) قال: أخبرنا الحسن بن عيسى، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن جُحادة، عن منصور، عن عمارة بن عُمير. ثلاثتهم - هلال، والرُّكين، وعمارة - عن الربيع بن عُميلة، فذكره. * رواية منصور، عن هلال بن يَسَاف، جاءت مطولة ومختصرة بحسب الرواة عن منصور. * رواية الرُّكين بن الربيع، جاءت مختصرة على «لا تُسَمِّينَّ غلامك ... » الحديث. * رواية عمارة جاءت مختصرة على أوله: «أحبُّ الكلامِ إلى الله أربع ... » الحديث ليس فيه: لا تُسَمِّينَّ غلامك. * أخرجه أحمد (5/11) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/20) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3811) قال: حدثنا أبو عمر، حفص بن عمرو، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، والنسائي في عمل اليوم والليلة (847) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد، قال: حدثنا شعبة. كلاهما عن سلمة بن كهيل، عن هلال بن يساف، عن سمرة، فذكره. قلت: ليس في هذا الإسناد ذكر الربيع بن عميلة!! . الحديث: 150 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 151 - (ت) عمر - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأَنهيَنَّ أَن يُسمَّى رافعٌ، وبركة، ويَسارٌ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] رباح: لغة في الربح، واليسار: الغنى.   (1) رقم (2837) في الأدب، باب رقم 65. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول والصواب حديث جابر المتقدم. أخرجه ابن ماجة (3729) قال: حدثنا نصر بن علي. والترمذي (2835) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - نصر ومحمد- قالا: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره. * قال الترمذي: المشهور عند الناس هذا الحديث - عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس فيه (عن عمر) . الحديث: 151 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 152 - (د) أسلم مولى عمر - رضي الله عنهما -: أَن عمر - رضي الله عنه - ضرب ابنًا له تكنَّى أبا عيسى، وإن المغيرة بن شُعبة تكنَّى أَبا عيسى. فقال له عمر: «أَمَا يكفيك أن تُكْنَى بأبي عبد الله، فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَنَانِي أَبا عيسى، فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، وإِنَّا بعد في جَلحَتنا، فلم يَزَلْ يُكْنَى بأبي عبد الله حتى هَلَك» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] جَلْحَتِنَا: قال الأزهري: الجَلْحَةُ: واحدة الجِلاح، وهي الرؤوس، [ص: 363] ومعناه: وإنا بعدُ في عِداد أقراننا وإخواننا، لم ندر ما يُصْنَع بنا.   (1) 2/587 في الأدب، باب الألقاب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود [4963] قال: ثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: ثنا أبي قال: ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 153 - (ط) يحيى بن سعيد القطان - رحمه الله -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال لِلَقْحةٍ تُحْلَبُ: «من يَحْلُبُ هذه؟» فقام رجل، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما اسمك؟» فقال له الرجل: مُرَّةُ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اجلِسْ» ، ثم قال: «من يَحْلُبُ هذه؟» فقام رجلٌ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما اسمك؟» ، فقال له الرجل: حَرْبٌ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اجلس» . ثم قال: «من يحلب هذه؟» فقام رجلٌ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما اسمُكَ؟» . فقال: يَعيش، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «احْلُبْ» . أَخرجه الموطأ (1) . ٍ [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الَّلْقحَةُ) - بفتح اللام وكسرها - ذات اللبن من الإبل، وجمعها: لقاح،وقيل: هي الحديثة النتاج.   (1) 2/973 في الاستئذان، باب ما يكره من الأسماء، وهو مرسل أو معضل، وقد وصله ابن عبد البر من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن يعيش الغفاري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال مالك [1885] الكتاب الجامع - باب ما يكره من الأسماء قال: عن يحيى بن سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. قلت: قال الزرقاني: مرسل أو معضل وصله ابن عبد البر من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث ابن يزيد عن عبد الرحمن بن جبير عن يعيش الغفاري. أه. شرح الموطأ (4/489) . قلت: عزاه الحافظ في الإصابة [9367] لابن سعد من طريق ابن لهيعة أيضًا، وعزاه لابن قانع من وجه آخر، عن ابن لهيعة فقال في السند: عن يعيش الأنصاري، وفرق بينه الحافظ وبيّن يعيش بن طخفة. الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 الفصل الثاني: فيمن سماه النبي صلى الله عليه وسلم إبتداء ً 154 - (خ م) سهل بن سعد السعدي - رضي الله عنه -: أنَّ رجُلاً [ص: 364] جاء إلى سَهْل بن سعدٍ، فقال: هذا فلانٌ - لأمير المدينةِ - يَذكُرُ عليّاً عند المنبر، قال: فيقول ماذا؟ قال: يقول أبو تُرَابٍ، فَضَحِكَ، وقال: واللهِ ما سماه به إلا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وما كان له اسمٌ أحبَّ إليه مِنْهُ، فَاسْتَطْعَمْتُ (1) الحديثَ سهلاً، وقلتُ: يا أَبا عباس، كيف؟ قال: دخل عليٌّ على فاطمة - رضي الله عنها - ثم خَرَجَ، فاضْطَّجَعَ في المسجد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَين ابْنُ عَمِّك؟» قالت: في المسجد، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فَوَجْدَ رِدَاءهُ قَدْ سَقَطَ عن ظهره، وخَلَصَ التُّرابُ إلى ظهره، فجعل يُمسَحُ عن ظهره، ويقول: اجلس أَبا تراب- مرتين. وفي رواية قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيْت فاطمةَ فلم يجد عليّاً في البيت، فقال: «أَين ابْنُ عَمِّك؟» فقالت: كان بيني وبينه شيءٌ، فغاضبني، فخرج، فلم يَقِلْ عندي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسانٍ: «انظر أَين هو؟» فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقدٌ، فجاءه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع، قد سَقَطَ رداؤه عن شِقِّهِ، فأصابه ترابٌ، فَجَعَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قُمْ أَبا تُراب، قُم أَبا تُراب» . أَخرجه البخاريُّ ومسلم (2) . [ص: 365] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فلم يَقل عندي، أي: لم يَقْض القائلة عندي.   (1) " استطعمت " أي طلبت منه أن يحدثني به. وقول علي رضي الله عنه: " إذا استطعمكم الإمام فأطعموه " أي: إذا استفتح فافتحوا عليه. (2) البخاري 1/446 في الصلاة، باب نوم الرجال في المساجد، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب، وفي الأدب، باب التكني بأبي تراب، وفي الاستئذان، باب القائلة في المسجد. وأخرجه مسلم رقم (2409) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [ص: 365] قال الحافظ: وفيه من الفوائد جواز القائلة في المسجد، وممازحة المغضب بما لا يغضب منه، بل يحصل به تأنيسه، وفيه التكنية بغير الولد وتكنية من له كنية، والتقليب بالكنية لمن لا يغضب، وفيه مداراة الصهر وتسكينه من غضبه، ودخول الوالد بيت ابنته بغير إذن زوجها حيث يعلم رضاه، وأنه لا بأس بإبداء المنكبين في غير الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/120) (8/77) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، وفي (5/23) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (8/55) . وفي الأدب المفرد (852) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سُليمان بن بلال، ومسلم (7/123) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز -يعني ابن أبي حازم-. كلاهما - عبد العزيز، وسليمان - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 155 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها وعن أبيها -: أَنَّها حَمَلتْ بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت: فخرجتُ وأَنا مُتمٌّ، فقدمتُ المدينة فنزلتُ بقُباء، فولدتُه بقباء، ثُمَّ أَتَيْتُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فوضعهُ في حجْرِهِ، ثُمَّ دعا بتمرةٍ فَمضَغها، ثُمَّ تَفَلَ في فيه، فكان أَوَّل شيءٍ دخَل جوفَهُ: ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ حَنَّكَهُ بالتمرةِ، ثم دَعا لهُ، وبرَّكَ عليه، فكان أوَّل مولودٍ وُلِدَ في الإِسلام (1) . زاد في رواية: «ففرحُوا به فرحًا شديدًا؛ لأنَّهم قيل لهم: إِنَّ اليهود قد سحَرَتْكُمْ، فلا يُولَد لكم» . أخرجه البخاري، ومسلم عن أسماء، ولم يذكرا فيه «وسَمَّاه» . وأَخْرَجاهُ عن عائشةَ بنحوه، وقالا فيه: «وسمَّاهُ عبدَ الله (2) » . [ص: 366] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] مُتِمُّ: امرأة مُتِمٌّ: إذا كانت حاملاً، وقد دَنَا ولادها. بقباء: قباء - بالمد - موضع بالمدينة معروف، يُصرَف ولا يُصْرف. تفل: التفل: أن يبصُقَ أقل شيء، وهو فوق النَّفث. حَنَّكَه: التحنيك: أن يَدْلكَ بالتَّمر حنك الصبي. وبَرَّك عليه: التبريك على الولد: أن يدعو له بالبركة.   (1) يريد: أن عبد الله بن الزبير: أول مولود بالمدينة من المهاجرين، وكان النعمان بن بشير أول من ولد بالمدينة من الأنصار بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم. (2) البخاري 7/194، في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم و 12/5 في العقيقة، باب تسمية المولود، وأخرجه مسلم رقم (2146) في الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/347) قال: حدثنا أبو أسامة. والبخاري (5/78) قال: حدثني زكريا بن يحيى، عن أبي أسامة. وفي (7/108) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. قال: حدثنا أبو أسامة، ومسلم (6/175، 176) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شَيبة. قال: حدثنا خالد بن مَخْلد، عن علي بن مُسْهِر. كلاهما - أبو أسامة، وعلي بن مُسْهِر - عن هشام بن عُروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 155 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 156 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: وُلِدَ لي غُلامٌ، فأَتَيْتُ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَسَمَّاهُ إِبراهيمَ، وحنَّكَهُ بتمرةٍ ودعا له بالبركة، ودَفَعَهُ إِليَّ، وكان أكبرَ وَلَدِ أَبي موسى. أَخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) البخاري في العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد لمن يعق عنه وتحنيكه، ومسلم رقم (2145) في الآداب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/399) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، وقال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد. والبخاري (7/108) قال: حدثني إسحاق بن نصر. وفي (8/54) . وفي الأدب المفرد (840) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (6/175) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله ابن براد الأشعري، وأبو كريب. أربعتهم - عبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن نصر، وأبو كريب، وعبد الله بن براد- قالوا: حدثنا أبو أسامة، عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بُردة، فذكره. الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 157 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان ابنٌ لأبي طلحة يَشْتَكِي، فخرجَ أبو طلحةَ فَقُبِضَ الصبيُّ، فلمَّا رَجَعَ أَبو طلحةَ، قال: ما فعل ابني؟ قالت أُمُّ سُلَيْمٍ: هو أَسكَنُ ما كان عليه (1) ، فَقَرَّبت له العشاء فَتَعَشَّى، ثم أَصابَ مِنْها، فلمَّا فرغَ، قالت: وَارُوا الصبيّ، فلمَّا أَصبَحَ أبو طلحةَ أتَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَخبَرَهُ، فقال: «أَعْرَسْتُم اللَّيلَةَ (2) ؟» قال: نعم، [ص: 367] قال: «اللهم بارك لهما» ، فَوَلَدتْ غُلامًا، فقال لي أَبو طلْحَة: احمله حتَّى تَأْتِيَ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وبَعَثتْ مَعَهُ بِتَمْراتٍ، فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أَمَعهُ شيء؟» ، قال: نعم، تَمراتٌ، فأخذها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فمضَغها، ثم أخذها من فيه: فجعلها في في الصبيّ، ثم حنَّكهُ، وسماه عبد الله. وفي رواية مختصرًا قال: غدوتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعبد الله بن أبي طلحة ليحَنِّكَهُ، فَوافَيْتُهُ، في يدهِ المِيسَمُ يَسِمُ به إِبلَ الصَّدقة. وفي أخرى مختصرًا قال: لما ولدَت أُمُّ سُليم، قالت: يا أَنس، انظر هذا الغُلامَ، فلا يُصيبنَّ شَيئًا، حتى تَغْدُوَ به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحَنِّكُهُ، فَغَدوتُ، فإذا هو في الحائط، وعليه خميصةٌ جَوْنِيَّةٌ، وهو يَسِمُ الظهرَ الذي قَدِمَ في الفتح. هذه رواية البخاري، ومسلم. ولمسلم وحدَه قال: ماتَ ابنٌ لأبي طلحة من أمِّ سُلَيْمٍ، فقالت لأهلها: لا تُحَدِّثُوا أبا طلْحَةَ بابنه، حتى أكونَ أنا أحَدِّثُهُ، قال: فجاء، فقَرَّبَتْ إليه عَشاءً، فأكَلَ وشَرِبَ، قال: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ له أحْسَن ما كانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذلك، فوقَع بِها، فلمَّا رأتْ أنُّه قدْ شَبِعَ وأصابَ منها، قالت: يا أبا طلحةَ، أرأيتَ لو أنَّ قومًا أعَاروا عاريتَهُم أهلَ بيتٍ، فطلبوا عاريتَهم، ألَهُم أن يمنعوهم؟ [ص: 368] قال: لا، قالت: فاحْتَسِبْ ابنَك، قال: فغضب، وقال: تركتيني حتى تَلطَّختُ، ثم أخبرتيني بابني، فانطلق حتى أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما كان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «باركَ اللهُ لكما في لَيْلَتِكُما» ، قال: فحملت، فكان رسولُ الله في سفرٍ، وهي معه، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى المدينة من سفرٍ لا يَطْرُقُها طُروقًا، فدنَوا من المدينة، فضربَها المخاضُ، فاحْتبسَ عليها أبو طلحة، فانطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: يقول أبُو طلحة: إنَّك لتَعْلَمُ يا رَبِّ أنَّه يُعْجِبُني أنْ أخْرُجَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خَرَجَ، وأدخُلَ مَعَهُ إذا دَخَلُ، وقد احْتَبَسْتُ بما ترى، قال: تقول أمُّ سُلَيْمٍ: يا أبا طلحةَ، ما أجِدُ الذي كُنتُ أجدُ، فانْطَلِقْ، فانطَلَقْنا، وضَرَبَهَا المخاضُ حين قدِما، فولدتْ غُلامًا، فقالت لي أمِّي: يا أنَسُ لا يرضِعْهُ أحدٌ حتى تغدوَ به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا أصبح، احتَملَْتُهُ، فانطَلَقْتُ به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فصادفتُهُ ومعه مِيسَمٌ، فلمَّا رآني قال: لعلَّ أمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ؟ قلتُ: نعم، فوضَع المِيسَمَ، قال: وجئتْ به، فوضعته في حِجْرِهِ، ودعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعَجْوَةٍ من عجوةِ المدينةِ، فَلاَكَهَا في فيه حتى ذَابَتْ، ثم قذفها في فيّ الصبيِّ، فجعل الصبيُّ يَتَلَمَّظُها، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «انظُرُوا إلى حُبِّ الأنصار التَّمْرَ» ، قال: فَمسحَ وَجْهَهُ وسمَّاهُ عَبْدَ اللهِ. وفي أخرى لمُسْلمٍ قال: ذهبتُ بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينَ وُلِدَ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عَبَاءَةٍ يَهْنَأُ بعيرًا له، [ص: 369] فقال: «هل معك تمرٌ؟» فقلتُ: نعم؟ فناولتُه تمراتٍ، فألقاهنِّ في فيه، فَلاَكَهُنَّ، ثم فَغَرَ فَا الصبي فمجَّه في فيه، فجعل الصبيَّ يتلمَّظُه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «حِبُّ الأنصارِ التمرَ (3) » وسماه عبد الله. وأخرجه أبو داود مثلَ رواية مسلم هذه الأخيرة (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أعْرَسْتُم: الإعراس هاهنا، أراد به: الجماع. الميسم: الحديدةُ التي تَسِمُ بها الدوابَّ، تتْرُكُها في النار حتى تَحْمَى [ص: 370] ثم تُسِمُها بها. الحائط: هاهنا: البستان من نخل. خَمِيصَة جونيَّه: الخميصة: ثوبُ خَزٍّ، أو صوفٍ مُعَلم، وهو أسود، والجَوْنُ: الأسْود، نسبها إلى السواد، هكذا جاء في كتاب الحميدي «خميصة جونية» والذي رأيته في كتاب مسلم «خميصة جُوَينية» وفي نَسخة «جَوْتَكِيَّة» وما أعرف له معنى، إلا أن يكون قد نسبها إلى القِصَرِ، فإن الجوتَكِيّ: الرجلُ القصير الخَطْوِ، المتقارب في المشي، أراد: أنها خميصةٌ قصيرةٌ، كأنها لرجل جَوْتَكِيٍّ، والله أعلم. فاحْتَسِبْ ابنك: إذا مات للإنسان ولد، قيل له: احْتَسِبْهُ عند الله، أي: اجعله لك عنده ذخرًا. لا يَطْرقها: الطُّرُوق: إتيان المنزل ليلاً. المخاض: الطَّلْقُ عند الإحساس بالولادة. بِعَجْوَةٍ: العجوة: نوع من جيِّد التمر، من تمر المدينة. يتلمَّظُها: التلمظ: تطعم ما يبقى في الفم من آثار الطعام. يَهْنَأُ: هنأتُ البعير: لطخته بالهناء، وهو القَطِران. بعيرًا: البعير من الإبل: الذكر والأنثى، كالإنسان من بني آدم. فلاكها: لاك اللقمة في فيه: إذا مضغها. فغَرَ: فاهُ: إذا فتحه. [ص: 371] فَمَجَّهُ: مَج ريقَهُ من فمه: إذا رماهُ.   (1) " هو أسكن ما كان عليه " قال الزركشي: الألف فيه للتفضيل، وأرادت به سكون الموت وظن أبو طلحة أنه تريد سكون العافية والشفاء، والصبي المتوفى، هو أبو عمير الذي جاء ذكره في حديث النغير، وهو أخ أنس بن مالك لأمه. (2) قوله " أعرستم الليلة " قال الزركشي: بسكون العين وتخفيف الراء على أنه استفهام، وإن لم يدخل حرف استفهام. وهو من قولهم: أعرس الرجل: إذا دخل بامرأته عند بنائها، أراد به هاهنا: [ص: 367] الوطء، فسماه إعراساً، لأنه من توابع الإعراس، وضبطه الأصيلي " أعرستم " بتشديد الراء، قال القاضي: وهو غلط، إنما ذلك من نزول المنزل بالليل، وكذا قال ابن الأثير: لا يقال فيه: عرس، لكن ذكر صاحب التحرير: أنه يروى بفتح العين، وتشديد الراء على الاستفهام، قال: وهي لغة عرس كأعرس، والأفصح: أعرس. (3) قال النووي في شرح مسلم 14/123: روي بضم الحاء وكسرها، فالكسر بمعنى المحبوب، كالذبح بمعنى المذبوح، وعلى هذا فالباء مرفوعة، أي: محبوب الأنصار التمر، وأما من ضم الحاء، فهو مصدر وفي الباء على هذا وجهان: النصب وهو الأشهر، والرفع، فمن نصب فتقديره: انظروا حب الأنصار التمر، فينصب التمر أيضاً، ومن رفع قال: هو مبتدأ حذف خبره، أي: حب الأنصار التمر لازم، أو هكذا، أو عادتهم من صغرهم. (4) البخاري 3/135، 137 في الجنائز، باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة، وفي العقيقة، باب تسمية المولود، ومسلم رقم (2144) في الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته ورقم (2144) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه، ورواه أبو داود، وفي الحديث من الفوائد جواز الأخذ بالشدة وترك الرخصة مع القدرة عليها، والتسلية عن المصائب، وتزين المرأة لزوجها، وتعرضها لطلب الجماع منه، واجتهادها في عمل مصالحه ومشروعية المعاريض الموهمة إذا دعت الضرورة إليها وشرط جوازها أن لا تبطل حقاً لمسلم، وكان الحامل لأم سليم على ذلك المبالغة في الصبر والتسليم لأمر الله، ورجاء إخلافه عليها ما فات منها، إذ لو أعلمت أبا طلحة بالأمر في أول الحال تنكد عليه وقته، ولم تبلغ الغرض الذي أرادته، فلما علم الله صدق نيتها، بلغها مناها وأصلح لها ذريتها، وفيه إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وبيان حال أم سليم من التجلد وجودة الرأي، وقوة العزم، وقد ثبت أنها كانت تشهد القتال، وتقوم بخدمة المجاهدين، وغير ذلك من الأعمال الجليلة التي انفردت بها عن معظم النسوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في العقيقة عن مطر بن الفضل، ومسلم في الاستئذان عن أبي بكر بن أبي شيبة. كلاهما عن يزيد بن هارون عن ابن عون عن أنس بن سيرين عن أنس فذكره. التحفة [233] (1/95، 96) . الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 158 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قُلْتُ: يا رسول الله: كلُّ صواحِبِي لَهُنَّ كُنًى، قال: «فاكْتَني بابنِك عبدِ الله بن الزبير» . فكانت تُكَنَّى: أمَّ عبد الله. أخرجه أبو داود (1) . وزاد رزين في كتابه، فإن الخالة أمٌّ (2) . ولم أجدها في كتاب أبي داود.   (1) رقم (4970) في الأدب، باب في المرأة تكنى، وإسناده قوي. (2) أخرجه البخاري في صحيحه 5/223 و 7/389 باب عمرة القضاء في الصلح عن البراء بن عازب أن ابنة حمزة اختصم فيها علي وجعفر وزيد، فقال علي: أنا أحق بها هي ابنة عمي، وقال جعفر: هي ابنة عمي، وخالتها تحتي، وقال زيد: بنت أخي، فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال: " الخالة بمنزلة الأم " وقال الشراح معناه: أن الخالة بمنزلة الأم في استحقاق الحضانة عند فقدان الأم، لأنها تقرب منها في الحنو والشفقة، والاهتداء إلى ما به صلاح المحتضن والسياق يدل عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: رواه عن أم المؤمنين عروة: أخرجه أحمد (6/107) قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا حماد بن زيد. وفي (6/151) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، وفي (6/186) قال: ثنا عمر بن حفص، أبو حفص المعيطي. وفي (6/260) قال: ثنا يونس، قال: ثنا حماد. وأبو داود [4970] قال: ثنا مسدد، وسليمان بن حرب، قالا: ثنا حماد، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن عروة فذكره. قلت: ورواه عنها عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (851) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا وُهَيب. قال: حدثنا هشام، عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، فذكره. * وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (850) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا هشام بن عُروة، عن يحيى بن عباد بن حمزة، عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: أتيتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: يا رسول الله، كَنَّيت نسائك فاكْنُني. فقال: تَكَني بابن أختك عبد الله. * وأخرجه أحمد (6/186، 213) قال: حدثنا وكيع، عن هشام، عن رجل من ولد الزبير، عن عائشة، أنها قالت: يا رسول الله، كُلُّ نِسَائِكَ لها كُنية غيري. قال: أنت أمُّ عبد الله. * وأخرجه ابن ماجة (3739) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن مولى للزبير، عن عائشة؛ أنها قالت للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- كُلُّ أزْوَاجِكَ كَنَّيْتَهُ غيري. قال: فأنْتِ أمُّ عبد الله. الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 الفصل الثالث: فيمن غير النبي صلى الله عليه وسلم أسمه 159 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - كان يُغَيِّرُ الاسم القبيح. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2841) في الأدب، باب ما جاء في تغيير الأسماء، وفي سنده عمر بن علي المقدمي، وهو مدلس، وقد عنعن، لكن ما بعده من الأحاديث يشهد له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي [2836] قال: ثنا أبو بكر بن نافع البصري، قال: ثنا عمر بن علي المقدمي عن هشام ابن عروة، عن أبيه، فذكره. قال أبو عيسى: قال أبو بكر: وربما قال عمر بن علي في هذا الحديث، هشام ابن عروة، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل، ولم يذكر فيه: عن عائشة. أه. قلت: عمر بن علي المقدمي مدلس، وهو علة هذا السند، والله أعلم. الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 160 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ زينَبَ بنْتَ أبي [ص: 372] سَلَمَةَ، كان اسمُها: بَرَّةَ، فقيل: تُزكِّي نَفْسَها، فسمَّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينبَ. أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بَرَّةٌ: برة: اسم امرأة، وهو تأنيث بر، والبرُّ: ضد الفاجر. تُزكِّي نَفْسَها: زكَّى الرجلُ نفسه: إذا وصفها وأثنى عليها، وهو مكروه.   (1) البخاري 13 / 196 و 197 في الأدب، باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه، ومسلم رقم (2141) في الأدب، باب استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/430) قال: ثنا يحيى. وفي (2/459) قال: ثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2701) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى بن سعيد، والبخاري (8/53) قال: ثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا محمد بن جعفر. وفي الأدب المفرد [832] قال: ثنا عمرو بن زريق. ومسلم (6/173) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار قالوا: ثنا محمد بن جعفر. (ح) وثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي. وابن ماجة [3732] قال: ثنا أبو بكر. قال: ثنا غندر. أربعتهم قالوا: ثنا شعبة. قال: ثنا عطاء بن أبي ميمون، قال: سمعت أبا رافع يحدث، فذكره. الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 161 - (م) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان اسمُ جُوَيْرِيَةَ بنْتِ الحارث بَرَّةَ، فحوَّلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - اسمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وكان يكرهُ أنْ يقال: خرج من عند برَّةَ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2140) في الأدب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (496) . والبخاري في الأدب المفرد (647) قال: حدثنا علي. ومسلم (6/173) قال: حدثنا عمرو الناقد، وابن أبي عمر. وأبو داود (1503) قال: حدثنا داود بن أمية. والنسائي في عمل اليوم والليلة (161) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. ستتهم - الحميدي، وعلي، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، وداود بن أمية، ومحمد بن عبد الله بن يزيد- عن سُفيان بن عُيينة. وأخرجه أحمد (1/258) (2334) قال: حدثنا أسود بن عامر. وعبد بن حميد (704) قال: حدثنا قبيصة ابن عُقبة. والبخاري في الأدب المفرد (831) قال: حدثنا قبيصة. كلاهما- أسود، وقبيصة- عن سفيان الثوري. وأخرجه أحمد (1/316) (2902) (1/326) (3007) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد. وفي (1/353) (3308) قال: حدثنا يزيد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (162) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث، ثلاثتهم- أبو عبد الرحمن، ويزيد، وخالد- عن عبد الرحمن ابن عبد الله المسعودي. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (163) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. أربعتهم -ابن عيينة، والثوري، وعبد الرحمن المسعودي، وشعبة- عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كُريب أبي رشدين، فذكره. الحديث: 161 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 162 - (م د) محمد بن عمرو بن عطاء - رحمه الله - قال: سمَّيتُ ابنَتي برّةَ، فقالت لي زيْنَبُ بنت أبي سلمة: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذا الاسم، وسُمِّيتُ برَّةَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُزَكُّوا أنْفُسَكُمْ الله أعلم بأهل البرِّ منكم» . فقالوا: بمَ نُسَمِّيها؟ فقال: «سموها زينب» . وفي رواية قالت زينب: كان اسمي برَّةَ، فسمَّاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - زينبَ، قالت: ودخَلتْ عليه زينبُ بنتُ جَحْشٍ، واسمُها برَّةُ، فسمَّاها زينبَ. [ص: 373] أخرجه مسلم، وأبو داود ووافقه على الأولى (1) .   (1) مسلم رقم (2142) في الآداب، باب استحباب تغيير الاسم القبيح، وأبو داود رقم (4953) في الأدب، باب تغيير الاسم القبيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (821) قال: حدثنا علي بن عبد الله، وسعيد بن محمد. قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. ومسلم (6/173) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الوليد بن كثير. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا الوليد بن كثير. وأبو داود (4953) قال: حدثنا عيسى بن حماد. قال: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن إسحاق. كلاهما - محمد بن إسحاق، والوليد بن كثير- عن محمد بن عمرو بن عطاء فذكره. * أخرجه مسلم (6/173) قال: حدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره. ليس فيه: محمد بن إسحاق. * أشار المزي في (تحفة الأشراف (11/15884) أن مُسلمًا رواه عن عمرو الناقد، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو، يعني فيه: محمد بن إسحاق. الحديث: 162 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 163 - (د س) شريح بن هانئ - رضي الله عنه - عن أبيه قال: لما وَفَدَ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مع قومِهِ، سمِعَهُمْ يُكَنُّونَهُ بأبي الحكم، فدعاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: «إنَّ الله هو الحكَمُ (1) ، وإليه الحُكْمُ، فلم تُكْنَى أبا الحَكَم؟» فقال: إنَّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمتُ بينهم، فرَضِيَ كلا الفريقَيْنِ بحكمي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أحسَنَ هذا؛ فما لكَ من الوُلْدِ؟» قال:لي شُرَيح، ومسلم وعبد الله، قال: «فمن أكبرُهم؟» قال: قلتُ: شريح، قال: «فأنت أبو شريح» . أخرجه أبو داود والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الحكَم: إنما كره الحكم؛ لأن الحكم: الحاكم، ولا حكم إلا لله تعالى.   (1) قوله " إن الله هو الحكم " عرف الخبر، وأتى بضمير الفصل، فدل على الحصر، وأن هذا الوصف مختص به سبحانه لا يتجاوزه إلى غيره، أي منه الحكم وإليه ينتهي الحكم. قال في " شرح السنة ": الحكم: هو الحاكم الذي إذا حكم لا يرد حكمه، وهذه الصفة لا تليق بغير الله تعالى، ومن أسمائه " الحكم " ولما لم يطابق جواب أبي شريح هذا المعنى، قال له صلى الله عليه وسلم على ألطف وجه رداً على ذلك: " ما أحسن هذا " لكن أين ذلك من هذا؟ فأعدل منه إلى ما هو أليق بحالك، من التكني بالأبناء. وهو من باب التنبيه إلى ما هو أولى به. والكنى على أنواع: تطلق تارة على قصد التعظيم والتوصيف، كأبي الفضل وأبي المعالي وأبي الحكم وللنسبة إلى الأولاد، كأبي سلمة وأبي شريح، وإلى ما يلابسه، كأبي هريرة فإنه رئي ومعه هرة، وأبي تراب لعلي، لأنه نام على باب المسجد فتغير بالتراب. وللعلمية الصرفة، كأبي بكر وأبي عمر. (2) أبو داود رقم (4955) في الأدب، باب تغيير الاسم القبيح، والنسائي 8 / 226 و 227 في آداب القضاة: باب إذا حكموا رجلاً فقضى بينهم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (811) ، وخلق أفعال العباد (33) . قال: حدثنا أحمد بن يعقوب. وأبو داود (4955) قال: حدثنا الربيع بن نافع. والنسائي (8/226) قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - أحمد بن يعقوب، والربيع، وقتيبة - عن يزيد بن المقدام بن شريح بن هانيء الحارثي، عن أبيه المقدام، عن شريح بن هانيء، فذكره. الحديث: 163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 164 - (د) بشير بن ميمون - رضي الله عنه - عن عمه أسامَةَ بن أخدَرِيّ (1) أنَّ رجلاً كان اسمُهُ: أصرَمَ، وكان في نَفَرٍ أتَوْا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: «ما اسمُكَ؟» قال: أصرم، قال (2) : «بل أنتَ زُرْعَةُ» . أخرجه أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أصرم: إنما كره أصْرم، لما فيه من معنى الصرم، وهو القطع. زُرعة: فجعله زُرعة؛ لأنه من الزرع، والزرع: النبات، وهو ضد القطع.   (1) روى ابن الأثير في " أسد الغابة " بسنده إلى بشير بن ميمون عن أسامة بن أخدري الشقري، قال: " قدم الحي من شقرة على النبي صلى الله عليه وسلم، رجل ضخم، اسمه: أصرم، قد ابتاع عبداً حبشياً، قال يا رسول الله، سمه وادع له، قال: " ما اسمك؟ " قال أصرم. قال: " بل زرعة ". قال ما تريده؟ قال: أريده راعياً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بأصابعه - وقبضها - وقال: " هو عاصم هو عاصم ". وفي القاموس: " الشقرة " كزنخة - ابن الحارث بن تميم، أبو قبيلة من ضبة، والنسبة: شقري بالتحريك. (2) سقط من المطبوع قوله " أصرم قال ". (3) رقم (4954) في الأدب، باب تغيير الاسم القبيح، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود [4954] قال: ثنا مسدد، قال: ثنا بشر بن المفضل قال: حدثني بشير بن ميمون، فذكره. الحديث: 164 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 165 - (خ د) سعيد بن المسيب عن أبيه - رحمه الله - أنَّ أباه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ما اسمُك؟» قال: حَزْن، قال: «أنت سَهُلٌ» . قال: لا أغَيِّرُ اسمًا سمَّانِيه أبي. [ص: 375] وفي رواية: قال عبدُ الحميد بن جَبر بن شَيْبَة: جلستُ إلى سعيد بن المسيَّب، فحدَّثني أنَّ جدَّهُ حزنًا قدِمَ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ما اسمك» ، قال: اسمي حَزْنٌ، قال: «بل أنت سَهُلٌ» قال: ما أنا بُمغيِّرٍ اسمًا سمانيه أبي. قال ابنُ المسيب: فما زالت فينا الحُزُونَةُ بعد. هذه رواية البخاري، وأخرجه أبو داود قال: «لا، السَّهْلُ يُوطَأُ، ويُمتَهَنُ» . قال سعيد: فظننت أنَّه سيصيبنا بعدَهُ حُزُونَةٌ (1) . قال أبو داود: وغيَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمَ العاص، وعزيز، وعَتَلَةَ، وشيطان، والحكم، وغُرابٍ، وحُبابٍ، وشهاب، فسماه: هشامًا، وسمَّى حَرْبًا: سِلْمًا، وسمَّى المضْطجِع: المنبَعِثَ، وأرضَاً تُسَمَّى: عَفِرَةً، سماها: خَضِرَةً، وشِعْبَ الضَّلاَلَةِ، سماه: شعبَ الهدى، وبَني الزِّنْيَة، سماهُم: بني الرِّشْدَةَ، وسمَّى بني مُغْوِيَةَ: بني رِشْدَةَ. قال أبو داود: تركتُ أسانيدها للاختصار (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] حُزُونَة: الحزونة: ضد السُّهولة، وهو ما خشن وغلظ من الأرض. يُمْتَهَنُ: أي يداسُ ويُهان، أو من المهنة، يعني الخدمة. [ص: 376] العَتْلة: الشدة والغلظة، يقال: عَتَلتُ الرجل: إذا جذبته جذبًا عنيفًا، ومنه قيل: رجل عُتل، وهو الجافي الغليظ. الحباب: الحَيَّة، وبه يُسمى الشيطان حُبابًا. عزيز: إنما كره العزيز؛ لأن العبد موصوف بالذل والخضوع لله تعالى. شهاب: وكره شهابًا؛ لأن الشهاب الشُّعلة، ولأنه يرجم به الشيطان. غراب: وكره غرابًا؛ لأن معناه: البعد، والغراب: من أخبث الطيور، وقد أباح قتله في الحِل والحرم. عفرة: العَفْرة: من عُفرة الأرض، وهو لونها، ورويت «عثرة» بالثاء وهي التي لا نبات فيها، إنما هي صعيد قد علاها العثير، وهو الغبار. بني الزِّنْيَة: يقال: فلان لزنية: إذا كان ولد زِناً، وفلان لرشدة: إذا كان لنكاح صحيح.   (1) البخاري 10/473 و 475 في الأدب، باب الحزن، وباب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه، وأبو داود رقم (4956) فيه أيضاً، باب تغيير الاسم القبيح. (2) انظر سننه رقم (4956) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/53) قال: ثنا علي بن عبد الله ومحمود. وفي الأدب المفرد [841] قال: ثنا علي، وأبو داود [4956] قال: ثنا أحمد بن صالح، ثلاثتهم قالوا: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جده فذكره. الحديث: 165 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 166 - (م د) ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - غيَّر اسمَ عَاصِيَةَ، وسمَّاها جميلةَ. هذه رواية مسلم والترمذي وأبي داود. وفي أخرى لمسلم: أنَّ ابنَةً كانت لعمر: يقال لها: عاصيَةُ، فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميلة (1) .   (1) مسلم رقم (2139) في الآداب، باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة، والترمذي رقم (2840) [ص: 377] في الأدب، باب ما جاء في تغيير الأسماء، وأبو داود رقم (4952) في الأدب، باب تغيير الاسم القبيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/18) [4682] قال: ثنا يحيى، والدارمي [2700] قال: ثنا حجاج بن منهال، قال: ثنا حماد بن سلمة. والبخاري في الأدب المفرد [820] قال: ثنا صدقة بن الفضل، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، ومسلم (6/172) قال: ثنا أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، ومحمد بن بشار، قالوا: ثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/173) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا الحسن بن موسى، قال: ثنا حماد بن سلمة. وأبو داود [4952] قال: ثنا أحمد بن حنبل، ومسدد. قالا: ثنا يحيى. وابن ماجة [3733] قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا الحسن بن موسى، قال: ثنا حماد بن سلمة، والترمذي [2838] قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو بكر محمد بن بشار وغير واحد. قالوا: ثنا يحيى بن القطان. كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر «فذكره» . الحديث: 166 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 167 - (د) مسروق - رحمه الله - قال: لقيتُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-، قال: من أنت؟ قلتُ: مسروقٌ بن الأجْدَعِ، قال عمر: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الأجدع: شيطان» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4957) في الأدب، باب تغيير الاسم القبيح وفي سنده مجالد بن سعيد وفيه مقال، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/31) (211) ، وأبو داود (4957) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن ماجة (3731) قال: حدثنا أبو بكر. كلاهما - أحمد، وأبو بكر - عن أبي النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا أبو عَقيل، قال: حدثنا مجالد بن سعيد، قال: أخبرنا عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره. قلت: في إسناده مجالد بن سعيد، وقد ضعفوه، ومنهم من تكلم فيه. الحديث: 167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 168 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بالمنذر ابن أبي أُسَيْد، حين وُلِدَ، فوضعه على فخذه، وأبو أسيد جالسٌ، فَلَهِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء كان بين يديه، فأمر أبو أسيد بابنه، فاحْتُمِلَ من على فَخِذِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلَّبُوه، فاستفاقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أين الصبيُّ؟» فقال أبو أسَيد: قلبناه يا رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما اسمُهُ؟» قال: فلانٌ، قال: «لا، ولكن اسمه المنذر، فسماه يومئذ: المُنْذِرَ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فَلَهَي: لَهيْتُ عن الشيء أَلْهَى: إذا غَفَلْتُ [عنه] . قَلَبْتُ: الصَّبيَّ وغيره: إذا رَدَدْتَهُ من حيث جاء. [ص: 378] فاستفاق: الاستفاقة: استفعال من أفاق: إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه، وعاد إلى نفسه، ومنه إفاقة المريض والمجنون.   (1) البخاري 10/ 474، 475 في الأدب، باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه، ومسلم رقم (2149) في الأدب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/53) ، وفي الأدب المفرد [816] ، ومسلم (6/176) قال: حدثني محمد بن سهل التميمي، وأبو بكر بن إسحاق. ثلاثتهم عن سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد، قال: حدثني أبو حازم فذكره. الحديث: 168 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 الفصل الرابع: ما جاء في التسمية باسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته 169 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «تَسَمَّوْا باسمي، ولا تَكْتَنُوا بكُنْيتي» هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود. وزاد البخاري ومسلم في رواية أخرى: «ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتَمثَّل في صُورتي، ومن كذبَ عليَّ متعمدًا فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه من النار (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فَلْيَتَبَوَّأ: التبوأ: اتخاذ المباءة، وهي المنزل.   (1) البخاري 1/180 في العلم: باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأنبياء: باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الأدب: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ".وفيه أيضاً: باب من سمى باسم الأنبياء، وأخرجه مسلم رقم (2134) في الأدب: باب النهي عن التكني بأبي القاسم، وأبو داود رقم (4965) فيه أيضاً: باب الرجل يتكنى بأبي القاسم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1144) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب السختياني. وأحمد (2/248) قال: قريء على سفيان: سمعت أيوب. وفي (2/248، 260) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: حدثنا أيوب، وفي (2/270) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، وفي (2/392) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا جرير. وفي (2/395) قال: حدثنا هوذة، قال: حدثنا عوف، وفي (2/491) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا هشام، وفي (2/499) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: أخبرنا خالد وهشام وفي (2/519) قال: حدثنا محبوب بن الحسن، عن خالد. والدارمي (2696) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن هشام. والبخاري (4/226، 8/53) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب ومسلم (6/171) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن نُمير، قالوا: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن أيوب، وأبو داود (4965) قال: حدثنا مسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا سفيان، عن أيوب السختياني، وابن ماجة (3735) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن أيوب. خمستهم - أيوب السختياني، وجرير بن حازم، وعوف الأعرابي، وهشام بن حسان، وخالد الحذاء- عن محمد بن سيرين، فذكره. - ورواه أبو صالح عن أبي هريرة وفيه الزيادة المذكورة: أخرجه أحمد (1/400) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، وفي (2/410، 469) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/463) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/519) قال: حدثنا سُليمان بن داود. قال: أخبرنا شُعبة. والبخاري (1/38، 8/54) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم في مقدمة كتابه (1/7) قال: حدثنا محمد بن عُبيد الغُبَري. قال: حدثنا أبو عوانة. والترمذي في الشمائل (407) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - سفيان الثوري، وشُعبة، وأبو عوانة - عن أبي حَصين، عن ذكوان أبي صالح، فذكره. الحديث: 169 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 170 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا يمشي بالبقيع، فسمع قائلاً يقول: يا أبا القاسم، فردَّ رأسَهُ إليه، [ص: 379] فقال الرجل: يا رسول الله، إني لم أعْنِكَ، وإنَّما دعوتُ فلانًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَسَمَّوْا باسْمِي، ولا تَكَنَّوا بكُنْيَتي» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) البخاري 6/408 في الأنبياء: باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2131) في الآداب باب النهي عن التكني بأبي القاسم، والترمذي رقم (2844) في الأدب: باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/114) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأخرجه أحمد (3/121) ، قال: حدثنا عبد الله بن بكر. وأخرجه أحمد (3/121) ، وعبد بن حميد (1408) ، والترمذي (2841) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. ثلاثتهم - أحمد، وعبد، والخلال - عن يزيد بن هارون. وأخرجه أحمد (3/169) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والبخاري (3/86) وفي الأدب المفرد (837) قال البخاري: حدثنا آدم. وأخرجه البخاري أيضًا (4/226) وفي الأدب المفرد (845) قال: حدثنا حفص بن عمر. ثلاثتهم - ابن جعفر، وآدم، وحفص- عن شعبة. وأخرجه أحمد (3/189) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى. وأخرجه البخاري (3/86) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا زهير بن معاوية. وأخرجه مسلم (6/169) قال: حدثني أبو كريب، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا مروان بن معاوية. وأخرجه ابن ماجة (3737) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الوهاب. ثمانيتهم - يحيى بن سعيد، وعبد الله بن بكر، ويزيد بن هارون، وشعبة، وابن المثنى، وزهير، ومروان، وعبد الوهاب- عن حميد، فذكره. الحديث: 170 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 171 - (خ م ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: وُلِدَ لرجل مِنَّا غُلامٌ، فسماه القاسِمَ، فقُلنا: لا نَكْنيكَ أبا القاسم، ولا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فأتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فقال: «اسمُ ابنِكَ عبدُ الرحمن» . وفي رواية: لا نُكْنيك أبا القاسم، ولا كرامة. وفي أخرى قال: وُلِد لرجل منَّا غلامٌ، فسمَّاه القاسم، فقلنا: لا نُكَنِّيه حتى نَسألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تسمَّوْا باسمي، ولا تَكَنَّوْا بكنيتي» . وفي أخرى: فقالت الأنصار: لا نَكْنِيك أبا القاسم، ولا نُنعِمُكَ عينًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحْسَنَتِ الأنصار، تَسمَّوْا باسمي، ولا تَكَنَّوْا بكنيتي» . وفي أخرى قال: أراد أن يسمِّيه القاسمَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «تسمَّوْا باسمي، ولا تكنَّوْا بكُنْيَتي، فإني إنما جعلتُ قاسمًا، أقْسِمُ بينكم» . [ص: 380] وفي أخرى: فسماه محمدًا، فقال له قومه: لا نَدَعُك تُسمِّي باسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانْطَلَق بابنه، حامِلَهُ على ظَهْرِهِ، فذكر أنَّه ذُكِرَ له ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تسمَّوْا باسمي، ولا تكنَّوا بكنيتي ... » الحديث. هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود مختصرًا عن جابر وأنسٍ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تسموْا باسمي، ولا تَكَنَّوْ بكُنْيَتي (1) » . وفي أخرى لأبي داود عن جابر وحده: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن تسمَّى باسمي، فلا يَتَكنَّى بكُنْيَتي، ومن تكنَّى بكنيتي، فلا يَتَسَمَّى باسمي (1) » . وأخرجه الترمذي: أنَّ رسولَ الله: نَهى أن يَجمع أحدٌ بين اسمه وكُنْيَتِهِ، فَيُسَمِّي محمدًا أبا القاسم. وفي أخرى له، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تسمَّيْتُم بي فلا تكتنوا بي (2) » . [ص: 381] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] ولا ننعمك عينًا: أي: لا نقول لك: نَعِمَتُ عينك، بمعنى قرَّت، ومنه قولهم: نعم ونُعْمَى عين.   (1) البخاري 13/190 و 191 في الأدب، باب أحب الأسماء إلى الله عز وجل و 13/193 في الأدب: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي " و 13/199 في الأدب، باب من سمي بأسماء الأنبياء، و 7/371 في الأنبياء، باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2133) في الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم، والترمذي رقم (2845) في الأدب، باب ما جاء في كراهة الجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته، وأبو داود رقم (4965) في الأدب باب في الرجل يتكنى بأبي القاسم. (2) أبو داود رقم (4966) في الأدب، باب من رأى أن لا يجمع بين الاسم والكنية، والترمذي رقم (2843) في الأدب، باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته، وحسنه، وصححه ابن [ص: 381] حبان. نقول: وفيه أبو الزبير وهو مدلس وقد عنعن، لكن يشهد له حديث الترمذي عن أبي هريرة باللفظ الذي نقله المصنف عنه وقال: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن جابر سالم بن أبي الجعد: أخرجه أحمد (3/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. ومسلم (6/170) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما- ابن جعفر، وحجاج- عن شعبة، قال: سمعت قتادة. وأخرجه أحمد (3/301) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/313) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (4/103) وفي الأدب المفرد (842) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (6/170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد - يعني ابن جعفر-، قال: حدثنا شعبة. أربعتهم -وكيع، وأبو معاوية، وسفيان، وشعبة- عن الأعمش. وأخرجه أحمد (3/303) قال: حدثنا هشيم. وفي (3/369) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/52) قال: حدثنا مسدَّد. قال: حدثنا خالد. وفي (8/54) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/170) قال: حدثنا هناد بن السَّرِيّ، قال: حدثنا عبثر. وفي (6/170) قال: حدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي، قال: حدثنا خالد - يعني الطحان-. (ح) وحدثني محمد بن عمرو بن جَبَلَة، قال: حدثنا محمد- يعني ابن جعفر-. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، كلاهما عن شعبة. أربعتهم - هشيم، وشعبة، وخالد الطحان، وعبثر- عن حصين بن عبد الرحمن. وأخرجه أحمد (3/369) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/370) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وفي (3/385) قال: حدثنا زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي العامري. وعبد بن حميد (1113) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والبخاري (4/226) قال: حدثنا محمد ابن كثير، قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (6/169) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال عثمان: حدثنا، وقال إسحاق: أخبرنا جرير. وفي (6/170) قال: حدثنا أبو بكر بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن محمد بن جعفر، عن شعبة. أربعتهم - شعبة، ومعمر، وزياد البكائي، وجرير- عن منصور. وأخرجه البخاري (4/103) وفي الأدب المفرد (839) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، ومنصور، وقتادة (في الأدب: وفلان، بدلاً من قتادة) . وأخرجه مسلم (6/170) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق بن منصور، قالا: أخبرنا النضر ابن شميل، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، ومنصور، وسليمان، وحصين بن عبد الرحمن. أربعتهم -قتادة، وسليمان الأعمش، وحصين، ومنصور- عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. - ورواه عن جابر أبو الزبير: أخرجه أحمد (3/313) قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية-. (ح) وعبد الصمد. (ح) وكثير بن هشام. وأبو داود (4966) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، أربعتهم - ابن عُلية، وعبد الصمد، وكثير، ومسلم- قالوا: حدثنا هشام. وأخرجه الترمذي (2842) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد. كلاهما عن أبي الزبير «فذكره» . قلت: أخرجه أحمد (3/313، 314) وعبد بن حميد [1025] ، والبخاري في الأدب المفرد [961] ، وابن ماجة [3736] ، والترمذي [2250] من طريق أبي سفيان عن جابر، فذكره. وأخرجه الحميدي [1232] ، والبخاري (8/52) ، وفي الأدب المفرد [815] ، ومسلم (6/171) . الحديث: 171 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 172 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءَت امرأةٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني ولدتُ غلامًا، فسميته محمدًا، وكنَّيْته أبا القاسم، فَذُكِر لي: أنَّكَ تكرَهُ ذلك، فقال: «ما الَّذي أحلَّ اسمي، وحرَّم كُنْيَتي» أو «ما الذي حرَّم كنيتي، وأحلَّ اسمي؟» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4968) في الأدب، باب في الرخصة في الجمع بينهما وفي سنده مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، ومتنه منكر: أخرجه أحمد (6/135، 209) قال: ثنا وكيع، وأبو داود [4968] قال: ثنا النفيلي. كلاهما قالا: ثنا محمد بن عمران الحجبي، عن جدته صفية بنت شيبة، فذكرته. قلت: في إسناده محمد بن عمران مستور الحال، وجدته أنكر الدارقطني إدراكها، وهناك علة أخرى وهي المخالفة لأحاديث الثقات. الحديث: 172 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 173 - (د) محمد بن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - قال: «قلت: يا رسول الله: أرأيتَ إنْ وُلِدَ لي بعدَك ولدٌ، أسمِّيه باسمِكَ، وأكَنِّيه بكنيتك؟» قال: «نعم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4967) في الأدب، باب في الرخصة في الجمع بينهما، وأخرجه الترمذي رقم (2846) في الأدب، باب ما جاء في كراهة الجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقال النووي رحمه الله في " الأذكار " ص 262، 261: واختلف العلماء في التكني بأبي القاسم على ثلاثة مذاهب، فذهب الشافعي رحمه الله ومن وافقه إلى أنه لا يحل لأحد أن يتكنى أبا القاسم سواء كان اسمه محمداً أو غيره وممن روى هذا من أصحابنا عن الشافعي من الأئمة الحفاظ الثقات الأثبات الفقهاء المحدثون أبو بكر البيهقي، وأبو محمد البغوي في كتابه " التهذيب " [ص: 382] في أول كتاب النكاح، وأبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق. المذهب الثاني مذهب مالك رحمه الله: أنه يجوز التكني بأبي القاسم لمن اسمه محمد ولغيره، ويجعل النهي خاصاً بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، والمذهب الثالث: لا يجوز لمن اسمه محمد، ويجوز لغيره، نقول: ومما تجدر الإشارة إليه أن النووي رحمه الله أورد المذهب الثالث في شرح مسلم مقلوباً فقال: يجوز لمن اسمه محمد دون غيره، وهذا لا يعرف به قائل، وإنما هو سبق قلم كما ذكر الحافظ في " الفتح ". وقال ابن القيم في " تحفة الودود " ص 84: وللكراهة ثلاثة مآخذ. أحدها: إعطاء معنى الاسم لغير من يصلح له، وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذه العلة بقوله: " إنما أنا قاسم أقسم بينكم " فهو عليه الصلاة والسلام يقسم بينهم بأمر ربه تعالى بقسمته، لم يكن تقسيمه كقسمة الملوك الذين يعطون من يشاؤون ويحرمون من شاؤوا. الثاني: خشية الالتباس وقت المخاطبة والدعوة، وقد أشار إلى هذه العلة في حديث أنس حيث قال الداعي: لم أعنك، فقال: " سموا اسمي ولا تكنوا بكنيتي ". الثالث: أن في الاشتراك الواقع في الاسم والكنية معاً زوال مصلحة الاختصاص والتمييز بالاسم والكنية كما نهى أن ينقش أحد على خاتمه كنقشه، فعلى المأخذ الأول يمنع الرجل من كنيته في حياته وبعد موته، وعلى المأخذ الثاني يختص المنع بحال حياته، وعلى المأخذ الثالث يختص المنع بالجمع بين الكنية والاسم دون إفراد أحدهما، والأحاديث في هذا الباب تدور على هذه الثلاثة. والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود [4967] قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا أبو أسامة. والترمذي [2843] قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان. كلاهما عن فطر بن خليفة، قال: حدثني منذر الثوري، عن محمد بن الحنفية «فذكره» . وأخرجه أحمد (1/95) ، والبخاري في الأدب المفرد (843) ، وأبو داود (4967) بنفس السند، وفيه: عن ابن الحنفية، قال: قال علي بن أبي طالب. قلت: قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 الفصل الخامس: في أحاديث متفرقة 174 - (ت) ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أمَرَ بتسمية المولود يومَ سابِعِه، ووضْع الأذى عنه، والعَقِّ عنه. أخرجه الترمذي (1) . [ص: 383] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] ووضع الأذى: عن المولود: هو أن يُزال ما عليه من أثر الولادة، وما يخرج على جسده من أثرها. العَقُّ: هو أن يُحْلَق الشعر الذي يخرج على رأسه من بطن أمه، وهو من جملة وضع الأذى عنه، وأن يذبح عنه شاة أو شاتان، كما سيأتي بيانه في باب العقيقة، من كتاب الطعام، من حرف الطاء.   (1) رقم (2834) في الأدب، باب ما جاء في تعجيل اسم المولود وحسنه، وفي سنده شريك القاضي وهو سيء الحفظ، وابن إسحاق، وقد عنعنه، لكن يتقوى بحديث سمرة بن جندب عند أبي داود رقم (2837) والترمذي رقم (1522) والنسائي 7/166 وابن ماجة رقم (3165) مرفوعاً بلفظ " كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى " فقد صرح الحسن بسماعه من سمرة كما في النسائي، وإسناده صحيح، وصححه الترمذي والنووي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي [2832] قال: حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف، حدثني عميِّ يعقوب بن إبراهيم، حدثنا شريك عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده فذكره. قلت: شريك هو النخعي سيء الحفظ، وشيخه ابن إسحاق معروف بالتدليس وقد عنعن. الحديث: 174 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 175 - (م د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُؤْتَى بالصبيان، فيدعو لهم بالبركة. وزاد في رواية: «ويُحَنِّكُهم» ولم يذكر «بالبركة» . أخرجه أبو داود. وفي رواية مسلم، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: كان يُؤْتَى بالصِّبيان فيُبَرِّكَ عليهم ويُحَنِّكُهم (1) .   (1) مسلم رقم (2147) في الأدب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته، وأبو داود رقم (5106) في الأدب، باب في الصبي يولد فيؤذن له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2147) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير. وأبو داود [5106] قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. ثنا محمد بن فضيل. (ح) وثنا يوسف بن موسى، ثنا أبو أسامة. ثلاثتهم: عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة فذكره. الحديث: 175 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 176 - (ت د) أبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذَّن في أُذُن الحسن بن علي، حين ولَدَتْهُ فاطمةُ - رضي الله عنهم -» . زاد رزين في كتابه: قرأ في أذنه سورة الإخلاص وحنَّكَهُ بتمرةٍ وسمَّاهُ. [ص: 384] ولم أجد هذه الزيادة في الأصول. أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) الترمذي في الأضاحي، باب الأذان في أذن المولود، وأبو داود رقم (5105) في الأدب، باب في الصبي يولد فيؤذن في أذنه، وفي سنده عاصم بن عبد الله، وهو ضعيف، لكن يشهد له دون زيادة رزين حديث ابن عباس عند البيهقي في الشعب، فيتقوى به، ولذا صححه الترمذي، انظر " تحفة الودود " ص 16. قال ابن القيم: وسر التأذين - والله أعلم - أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولد، فيقارنه للمحنة التي قدرها الله وشاءها فيسمع شيطانه ما يصفعه ويغيظه أول أوقات تعلقه به، وفيه معنى آخر، وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام، وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها، ولغير ذلك من الحكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] يحتمل التحسين: أخرجه أحمد (6/9) قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن. وفي (6/391) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/392) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وأبو داود (5105) قال: حدثنا مُسَدَّد. قال: حدثنا يحيى. والترمذي (1514) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - يحيى، وعبد الرحمن، ووكيع- عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن أبي رافع. فذكره. قلت: في إسناده عاصم بن عبيد الله، ضعفوه، وله شاهد من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-. تصحف في مطبوعة الأرناؤوط «عاصم بن عبيد الله» لعاصم بن «عبد الله» بالتكبير. الحديث: 176 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 177 - (ط) يحيى بن سعيد أنَّ عمر بن الخطاب قال لرجل: ما اسمُك؟ قال: جَمْرَةُ، قال: ابنُ مَنْ؟ قال: ابن شِهابٍ، قال: مِمَّن؟ قال: من الحُرَقَةَ، قال: أين مسكنُك؟ قال: بِحَرَّةِ النَّار. قال: بأيِّها؟ قال: بذاتِ لَظَى. قال عمر: أدْرِكْ أهلك فقد احترقوا، فكان كما قال عمر. أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/973 في الاستئذان، باب ما يكره من الأسماء، وهو منقطع وصله أبو القاسم بن بشران في فوائده من طريق موسى بن عقبة بن نافع عن ابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال مالك [1886] عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب فذكره. قال الإمام الزرقاني: منقطع وصله أبو القاسم بن بشران في «فوائده» من طريق موسى بن عقبة عن نافع، عن ابن عمر .... وفيه: «فرجع فوجد أهله قد احترقوا» . قال الباجي: كانت هذه حال هذا الرجل قبل ذلك فما احترق أهله، ولكن شيء يلقيه الله في قلب المتفائل عند سماع الفأل، ويلقيه الله على لسانه فيوافق ما قدر الله. شرح الموطأ (4/490) . الحديث: 177 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 الكتاب التاسع: في الآنية 178 - (خ م ت د س) عبد الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله - قال: إنَّهم كانوا عند حُذيْفَةَ بالمدائن (1) ، فاستَسقَى، فسقَاهُ مَجُوسِيّ في إناءٍ من فِضَّةٍ، فرمَاهُ به، وقال: إنِّي قد أمرتُه ألا يَسْقِيَني فيه، إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تَلْبَسُوا الحريرَ ولا الدِّيباجَ، ولا تَشْرَبوا في آنيةِ الذهب والفِضَّة، ولا تأكلوا في صِحافها، فإنَّها لهم في الدنيا» . زاد في رواية: «ولكم في الآخرة» . هذه رواية البخاري ومسلم. ولمسلم أيضًا بنحوه، وليس فيه، ولا «تأكلُوا في صحافِها» . وأخرجه الترمذي وأبو داود نحو مسلم. وأخرجه النسائي قال: استَسْقَى حُذَيفةُ، فأتاه دِهقَانٌ بماءٍ في إناءٍ من فضَّةٍ، فَحَذَفَهُ ثم اعتذَرَ إليهم مما صنع به، وقال: إنَّني نَهيتُه، فلم يَنْتَهِ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... وذكر الحديث، مثلَ مسلم (2) . [ص: 386] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] دِهُقان (3) : الدِّهقان: رئيس القرية، والمقدّم على الجماعة من الفلاحين والتُّناء (4) .   (1) بلد عظيم على دجلة بينها وبين بغداد سبعة فراسخ، كانت مسكن ملوك الفرس، وبها إيوان كسرى وكان فتحها على يد سعد بن أبي وقاص في خلافة عمر سنة ست عشرة، وكان حذيفة عاملاً عليها في خلافة عمر ثم عثمان إلى أن مات بعد قتل عثمان. (2) البخاري 11/486 في الأطعمة، باب الأكل في إناء مفضض و 12/198 في الأشربة، باب آنية الفضة و (402) و (403) في اللباس، باب لبس الحرير للرجال و (407) في اللباس، باب افتراش الحرير. وأخرجه مسلم رقم (2067) في اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب [ص: 386] والفضة، والترمذي رقم (1879) في الأشربة، باب ما جاء في كراهية الشرب في آنية الفضة والذهب، وأبو داود رقم (3723) في الأشربة، باب الشراب في آنية الذهب والفضة، والنسائي 8/198 و 199 في الزينة، باب النهي عن لبس الديباج، وأخرجه ابن ماجة رقم (3414) في الأشربة، باب الشرب في آنية الفضة. (3) بكسر الدال وضمها - معرب. (4) تنأت بالبلد تنوءاً: قطنته، والتانئ من ذلك، وهم تناء، أي مقيمون، والاسم التناءة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (440) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن أبي نجيح، وأحمد (5/397) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون. قال أبو عبد الرحمن - عبد الله بن أحمد-: قال أبي، قال معاذ: حدثنا ابن عون. وفي (5/404) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا منصور. والدارمي (2136) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا ابن عون. والبخاري (7/99) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سيف بن أبي سليمان. وفي (7/146) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون. وفي (7/194) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت ابن أبي نجيح، ومسلم (6/136) قال: حدثني عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن أبي نجيح، وفي (6/137) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن منصور. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سيف. و «ابن ماجة» (3414) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر. و «النسائي» (8/198) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سفيان، قال حدثنا ابن أبي نجيح. وفي الكبرى «تحفة الأشراف -3373» عن إسحاق، عن جرير، عن منصور. (ح) وعن يحيى بن مخلد البغدادي، عن معافي بن عمران عن سيف. (ح) وعن حميد بن مسعدة، عن يزيد بن زريع، عن عبد الله بن عون، خمستهم (ابن أبي نجيح، وابن عون، ومنصور، وسيف، وأبو بشر) عن مجاهد. 2- وأخرجه أحمد (5/385، 400) قال حدثنا وكيع. وفي (5/396) قال حدثنا عفان. وفي (5/398) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «البخاري» (7/146) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (7/193) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «مسلم» (6/136) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا ابن المثني، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثنا بهز. و «أبو داود» (3723) قال: حدثنا حفص بن عمر، و «ابن ماجة» (3590) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. و «الترمذي» 1878 قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، ثمانيتهم (وكيع، وعفان، ومحمد ابن جعفر وحفص ابن عمر، وسليمان بن حرب، ومعاذ، وابن أبي عدي، وبهز) عن شعبة. وأخرجه أحمد (5/390) قال: حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، قال حدثنا أبي كلاهما (شعبة، وعبد الملك) عن الحكم. 3- وأخرجه أحمد (5/408) قال: حدثنا علي بن عاصم. و «مسلم» 6/136 قال: حدثني عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، و «النسائي» (8/189) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزد، قال: حدثنا سفيان، كلاهما (على، سفيان) قولا: حدثنا يزيد بن أبي زياد. ثلاثتهم (مجاهد، والحكم، ويزيد) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 178 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 179 - (خ م ط) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذي يَشْرَبُ في إناء الفضَّة، إنَّما يُجَرجِرُ في بطنه نار جهنم (1) » هذه [ص: 387] رواية البخاريّ ومسلم و «الموطأ» . ولمسلم زيادة في رواية: «إنَّ الذي يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب» . وفي أخرى له: «من شرب في إناء من ذهب أو فضة، فإنَّما يُجَرجِرُ في بطنه نارًا من جهنم (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يُجَرْجر: أي يُحدر في جوفه، فجعل للشرب جرجرة، وهي وقوع صوت الماء في الجوف، وقيل: هي تردُّده في فيه، وقيل: هي صب الماء في الحلق.   (1) قال النووي رحمه الله في شرح مسلم 14/27: اتفاق العلماء من أهل الحديث واللغة والغريب وغيرهم: على كسر الجيم الثانية من " يجرجر " واختلفوا في قوله: " نار جهنم " فنقلوا فيها: النصب والرفع، وهما مشهوران في الرواية، وفي كتب الشارحين وأهل الغريب واللغة، والنصب هو الصحيح المشهور، الذي جزم به الأزهري وآخرون من المحققين، ورجحه الزجاج والخطابي والأكثرون. ويؤيده الرواية الثالثة: " يجرجر في بطنه ناراً من جهنم " ورويناه في " مسند أبي عوانة " وفي الجعديات " ناراً " من غير ذكر " جهنم ". وأما معناه: فعلى رواية النصب: الفاعل هو الشارب مضمر في يجرجر، أي: يلقيها في بطنه بجرع متتابع، يسمع له جرجرة، وهي الصوت، لتردده في حلقه، وعلى رواية الرفع: يكون " النار " فاعله، ومعناه: تصوت النار في بطنه، والجرجرة: هي الصوت، وسمي المشروب ناراً، لأنه يؤول إليها، كما قال الله تعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً} [النساء: 10] . وأما " جهنم " عافانا الله منها، ومن كل بلاء، فقال الواحدي: قال يونس وأكثر النحويين: هي عجمية لا تنصرف، للعلمية والعجمة، وسميت بذلك لبعد قعرها؛ يقال بئر جهنام إذا كانت عميقة القعر. وقال بعض اللغويين: هي مشتقة من الجهومة؛ وهي الغلظ؛ سميت به؛ لغلظ أمرها في العذاب. (2) البخاري 12/199 و 200 في الأشربة، باب آنية الفضة، ومسلم رقم (2065) في اللباس والزينة، باب تحريم استعمال أواني الذهب والفضة في الشرب، والموطأ 2/924، 925 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في معنى الكافر، وأخرجه ابن ماجة رقم (3413) في الأشربة، باب الشرب في آنية الفضة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفة (576) ، وأحمد (6/300) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن زُريع. قال: حدثنا أيوب. وفي (6/302) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب، وعبد الرحمن، يعني السراج. وفي (6/304) قال: حدثنا حُسين بن محمد. قال: حدثنا جرير - يعني ابن حازم- وفي (6/306) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عُبيدالله. والدارمي (2135) قال: أخبرنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا لَيث بن سعد. والبخاري (7/146) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك ابن أنس. ومسلم (6/134) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثناه قتيبة ومحمد بن رُمْح، عن الليث بن سعد، (ح) وحدثنيه علي بن حُجْر السعدي. قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن عُلَيَّة، عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن نُمير. قال: حدثنا محمد بن بشر، عن عُبيدالله. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عُبيدالله. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، والوليد بن شجاع، قال: حدثنا علي بن مُسْهِر، عن عبيد الله. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان. قال: حدثنا موسى بن عقبة. (ح) وحدثنا شَيْبان بن فروخ. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم، عن عبد الرحمن السراج. وابن ماجة (3413) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (13/18182) عن علي بن حُجْر، عن إسماعيل بن عُلية، عن أيوب. (ح) وعن شعيب بن يوسف، عن يحيى بن سعيد، عن عُبيدالله بن عمر. (ح) وعن عمرو بن علي، عن عاصم بن هلال، عن أيوب. سبعتهم - مالك، وأيوب، وعبد الرحمن السراج، وجرير بن حازم، وعُبيدالله بن عمر، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة- عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عُمر. وأخرجه مسلم (6/135) قال: حدثني زيد بن يزيد أبو مَعْن الرقاشي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عثمان، يعني ابن مُرَّة. كلاهما - زيد بن عبد الله، وعثمان بن مرة- عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (13/18182) عن محمد بن علي بن حرب، عن محرز بن الوضاح، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن عبد الله بن عبد الرحمن، فذكره. ولم يذكر «زيد بن عبد الله» . * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (13/18182) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن عُبيدالله بن عمر، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره. ولم يُسَم «أم سلمة» . - وروته عنها صفية بنت أبي عبيد الثقفي: أخرجه النسائي في الكبرى قال: أخبرني عمرو بن هشام، قال: ثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن نافع، عن صفية «فذكرته» . الحديث: 179 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 180 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كُنَّا نَغزُو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنُصيبُ من آنية المشركين وأسقيتهم ونستمتعُ بها، فلا يعيبُ ذلك علينا» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] نَسْتَمْتِع: الاستمتاع بالشيء: الانتفاع به.   (1) رقم (3838) في الأطعمة، باب الأكل في آنية أهل الكتاب وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/327) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (3/343) قال: حدثنا حسين بن محمد. وفي (3/389) قال: حدثنا سريج. ثلاثتهم - أبو النضر، وحسين، وسريج- قالوا: حدثنا محمد بن راشد، عن سُليمان بن موسى. وأخرجه أحمد (3/379) قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبو داود (3838) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، وإسماعيل بن عُليَة. كلاهما -عبد الأعلى، وابن عُلية- عن برد بن سنان. كلاهما - سُليمان، وبرد- عن عطاء، فذكره. الحديث: 180 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 181 - (د ت) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: إنه سأل [ص: 388] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّا نُجاورُ أهلَ الكتاب، وهُم يَطْبُخُون في قُدورهم الخِنْزيرَ، ويَشربون في آنيتهم الخمرَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن وَجَدتُم غيرها، فكُلوا واشربُوا، فإن لم تجدوا غيرها فارْحَضوها بالماء، وكلوا واشربوا» . هذه رواية أبي داود. ورواية الترمذي قال: سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قُدور المجوس فقال: «أنْقُوها غَسْلاً، واطْبُخُوا فيها» ونهى عن كلِّ سَبُعٍ ذي ناب. وفي أخرى له قال: أتَيْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إنَّا بأرضِ قومٍ أهلِ كتابٍ، نأكُلُ في آنتيهم؟ قال: «إنْ وَجَدتُم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، فإن لم تجدوا فاغسِلوها وكُلُوا فيها (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فَارحَضُوها: الرَّحضُ: الغَسْل. أَنْقُوها: الإنقاء: المبالغة في الغسل والتنظيف.   (1) أبو داود رقم (3839) في الأطعمة، باب الأكل في آنية أهل الكتاب، والترمذي رقم (1560) في السير، باب ما جاء في الانتفاع بأوعية المشركين، و (1797) في الأطعمة، الباب السابع وإسناده جيد، وقد أخرج البخاري في صحيحه 12/42 في الذبائح، باب آنية المجوس، ومسلم رقم (1930) في الصيد، باب الصيد بالكلاب المعلمة من حديث أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " وأما ما ذكرت أنكم بأرض قوم من أهل الكتاب تأكلون في آنيتهم، فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا، فاغسلوها ثم كلوا فيها ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي ثعلبة عروة بن رويم: أخرجه ابن ماجة (2831) قال: ثنا علي بن محمد، قال: ثنا أبو أسامة، قال: حدثني أبو فروة يزيد بن سنان، قال: حدثني عروة بن رويم، فذكره. قلت: في إسناده أبو فروة يزيد بن سنان. - ورواه عنه أبو عبيد الله مسلم بن مشكم: أخرجه أبو داود (3839) قال: حدثنا نصر بن عاصم، قال: حدثنا محمد بن شعيب، قال: أخبرنا عبد الله ابن العلاء بن زبر، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم فذكره. - ورواه عنه مكحول: أخرجه أحمد (4/193) قال: ثنا يزيد، قال: الحجاج بن أرطأة، ومسلم (6/59) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء، والترمذي (1464) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا الحجاج. كلاهما عن مكحول فذكره. قلت: ومن طريق أبي أسماء الرحبي: أخرجه أحمد (4/193) ، والترمذي [1560] و [1796] . الحديث: 181 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 182 - () ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «توضَّأ عمر بالحَمِيم في جرِّ [ص: 389] نصرانيَّة، ومن بيتها» . أخرجه رزين، ولم أجده في الأصول إلا في تراجم أبواب البخاري، فإنه قال في أحَدِ أبواب كتاب الوضوءِ قولاً مجملاً: وتوضأ عمر بالحميم، ومن بيت نصرانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بالحميم: الماء الحار. جَرِّ نصرانية: الجر: جمع جرة، وهي الإناء من الخَزَف، وتجمع أيضًا على جرار.   (1) ذكره البخاري 1/258 في الوضوء، باب وضوء الرجل مع امرأته معلقاً بصيغة الجزم قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور وعبد الرزاق وغيرهما بإسناد صحيح بلفظ " أن عمر كان يتوضأ بالحميم ويغتسل منه " ورواه ابن أبي شيبة والدارقطني بلفظ " كان يسخن له ماء في قمقم ثم يغتسل منه " قال الدارقطني: إسناده صحيح وقوله " من بيت نصرانية " وصله الشافعي وعبد الرزاق وغيرهما، عن ابن عيينة عن زيد ابن أسلم عن أبيه به. ولفظ الشافعي " توضأ من ماء في جرة نصرانية " ولم يسمعه ابن عيينة من زيد بن أسلم، فقد رواه البيهقي من طريق سعدان بن نصر عنه قال: حدثونا عن زيد بن أسلم.. فذكره مطولاً، ورواه الإسماعيلي من وجه آخر عنه بإثبات الواسطة فقال: عن ابن زيد بن أسلم عن أبيه به، وأولاد زيد هم عبد الله وأسامة وعبد الرحمن وأوثقهم وأكبرهم عبد الله وأظنه هو الذي سمع ابن عيينة منه ذلك، ولذلك جزم به البخاري. ثم قال الحافظ: ففيه دليل على جواز التطهر بفضل وضوء المرأة المسلمة لأنها لا تكون أسوأ حالاً من النصرانية، وفيه دليل أيضاً على جواز استعمال مياه أهل الكتاب من غير استفصال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: علقه البخاري في الوضوء (1/258) باب وضوء الرجل مع امرأته بصيغة الجزم. قلت: عزاه الحافظ لسنن سعيد بن منصور، وعبد الرزاق وصحح إسناده. وعزاه للدارقطني، وابن أبي شيبة، ونقل تصحيح الدارقطني لإسناد الأثر. وعزاه للشافعي، والبيهقي، والإسماعيلي. الحديث: 182 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 الكتاب العاشر: في الأمل والأجل 183 - (خ ت) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: خَطَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَطّا مُربَّعًا، وخطَّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخطَّ خُطُطًا صغارًا، إلى هذا الذي في الوسط، من جانبه الذي في الوسط، فقال: «هذا الإنسان، وهذا أجله محيطٌ به- أو قد أحاط به- وهذا الذي هو خارجٌ أمَلُهُ، وهذه الخططُ الصغارُ: الأعراض، فإن أخطأه هذا، نهشَهُ هذا، وإن أخطأهُ هذا، نهشه هذا (1) » . [ص: 391] أخرجه البخاري والترمذي (2) .   (1) وقد رسمه الحافظ في " الفتح " 11/187: قال الحافظ: والأول: المعتمد. وسياق الحديث يتنزل عليه، فالإشارة بقوله: " هذا الإنسان " إلى النقطة الداخلة، وبقوله: " وهذا أجله محيط به " إلى المربع، وبقوله: " وهذا الذي هو خارج أمله " إلى الخط المستطيل المنفرد، وبقوله " وهذه " إلى الخطوط، وهي مذكورة على سبيل المثال، لا أن [ص: 391] المراد: انحصارها في عدد معين، ويؤيده قوله في حديث أنس بعده " إذ جاء الخط الأقرب " فإنه أشار به إلى الخط المحيط به، ولا شك أن الذي يحيط به أقرب إليه من الخارج عنه. وقوله " خططاً " بضم المعجمة والطاء الأولى للأكثر، ويجوز فتح الطاء، وقوله " هذا الإنسان " مبتدأ وخبر، أي: هذا الخط هو الإنسان، على التمثيل، وقوله " وهذه الخطط " بالضم فيهما أيضاً، وفي رواية المستملي والسرخسي " وهذه الخطوط ". وقوله " الأعراض " جمع " عرض " بفتحتين، وهو ما ينتفع به في الدنيا في الخير وفي الشر والعرض - بالسكون - ضد الطول. ويطلق على ما يقابل النقدين، والمراد هنا الأول، وقوله " نهشه " بالنون والشين المعجمة، أي أصابه. واستشكلت هذه الإشارات الأربع، مع أن الخطوط ثلاثة فقط. وأجاب الكرماني: بأن للخط الداخل اعتبارين، فالمقدر الداخل منه هو الإنسان، والخارج: أمله. والمراد بالأعراض: الآفات العارضة له، فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا، وإن سلم من الجميع، ولم تصبه آفة من مرض أو فقدان مال، أو غير ذلك، بغته الأجل. والحاصل: أن من لم يمت بالسبب مات بالأجل. وفي الحديث: إشارة إلى الحض على تقصير الأمل والإستعداد لبغتة الأجل، وعبر بالنهش - وهو لدغ ذات السم - مبالغة في الإصابة والإهلاك. (2) البخاري 14/11 و 12 في الرقاق، باب في الأمل وطوله، والترمذي رقم (2456) في الزهد، باب أمل الإنسان وأجله، وأخرجه ابن ماجة رقم (4231) في الزهد، باب النية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/581) (3652) . والدارمي (2732) قال: حدثنا مُسَدَّد. والبخاري (8/110) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. وابن ماجة (4231) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، وأبو بكر ابن خلاد الباهلي. والترمذي (2454) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى - تحفة الأشراف-[9200] عن عمرو بن علي. سبعتهم - أحمد بن حنبل، ومسدد، وصدقة، وأبو بشر، وأبو بكر بن خلاد، ومحمد بن بشار، وعمرو بن علي- عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: حدثني أبي، عن أبي يعلى منذر، عن ربيع بن خثيم، فذكره. الحديث: 183 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 184 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: خطَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا (1) ، [وقال: «هذا الإنسان» ، وخطَّ إلى جانبه خطًّا، وقال: «هذا أجَلُهُ» ، وخطَّ آخرَ بعيدًا منه] (2) ، فقال: «هذا الأمَلُ» ، فَبَيْنَما هو كذلك، إذ جاءهُ الأقربُ، هذه رواية البخاري. وأخرجه الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا ابنُ آدمَ، وهذا [ص: 392] أجَلُهُ» ، ووَضَعَ يدَهُ عِندَ قَفَاهُ، ثُمَّ بسَطَها، وقالَ: «وثَمَّ أمَلُهُ، وثَمَّ أمَلُهُ (3) » .   (1) في البخاري " خطوطاً ". (2) لعل ما بين المعقفين زيادة من الحميدي، فإنها ليست في البخاري. (3) البخاري 11/202، 203 في الرقاق، باب في الأمل وطوله، والترمذي رقم (2335) في الزهد، باب ما جاء في قصر الأمل، وأخرجه ابن ماجة رقم (4232) في الزهد، باب النية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أنس إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أخرجه البخاري (8/111) ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (214) عن عُبيدالله بن سعيد. كلاهما - البخاري، وعُبيدالله- عن مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا همام، عن إسحاق، فذكره. - ورواه عنه عبيد الله بن أبي بكر: أخرجه أحمد (3/123) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/135) قال: حدثنا بهز. وفي (3/142، 257) قال: حدثنا عفان. وابن ماجة (4232) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قالك حدثنا النضر بن شُمَيل. والترمذي (2334) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1079) عن سويد، عن عبد الله. خمستهم - يزيد، وبهز، وعفان، والنضر، وابن المبارك- عن حماد بن سلمة، عن عُبيدالله بن أبي بكر، فذكره. الحديث: 184 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 185 - (خ ت) ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخَذَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِمَنْكبي، فقال: «كُنْ في الدنيا كأنك غَريبٌ، أو عابِرُ سَبيلٍ (1) » . وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيتَ فلا تَنتَظِر الصَّباحَ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وخُذْ من صحتك لمرضك (2) ، ومن حياتك لموتك. هذه رواية البخاري، وأخرجه الترمذي قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض جَسَدي، فقال: «كُنْ في الدنيا كأنَّكَ غريبٌ، أو عابِرُ سبيلٍ، وعُدَّ نَفْسَكَ من أهل القبور» . قال مجاهد: فقال لي ابن عُمَرَ: إذا أصْبَحْتَ فَلاَ تُحدِّث نَفْسَك بالمساء، وإذا أمسيتَ فلا تُحدِّث نَفْسَك بالصَّباح، وخُذْ من صِحَّتِك لسَقَمِكَ، ومن [ص: 393] حياتِكَ قَبْلَ موتِكَ، فإنَّكَ لا تدري يا عبد الله: ما اسمُكَ غدًا (3) ؟.   (1) قال الطيبي: ليست " أو " للشك، بل للتخيير والإباحة، والأحسن أن تكون بمعنى " بل "، فشبه الناسك السالك بالغريب الذي ليس له مسكن يؤويه، ولا مسكن يسكنه، ثم ترقى وأضرب عنه إلى عابر السبيل القاصد لبلد شاسع، وبينهما أودية مردية، ومفاوز مهلكة، وقطاع طريق، فإن من شأنه أن لا يقيم لحظة، ولا يسكن لمحة. (2) أي: بادر أيام صحتك بالعمل الصالح، فإن المرض قد يطرأ، فيمنع عن العمل، فيخشى على من فرط في ذلك أن يصل إلى المعاد بغير زاد، ولا يعارض ذلك الحديث الصحيح: " إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً " لأنه ورد في حق من يعمل، والتحذير الذي في حديث ابن عمر في حق من لم يعمل شيئاً، فإنه إذا مرض ندم على تركه العمل، وعجز لمرضه عن العمل، فلا يفيده الندم. (3) البخاري 11/199، 200 في الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " كن في الدنيا كأنك غريب "، والترمذي رقم (2334) في الزهد، باب ما جاء في قصر الأمل، وقد جاء في معنى قول ابن عمر عند الحاكم 4/306 من حديث ابن عباس مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: " اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ". وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وهو كما قالا، وقال الحافظ في " الفتح ": وإسناده حسن، وأخرجه ابن المبارك في " الزهد " والخطيب في " اقتضاء العلم العمل " ص (217) بسند صحيح، من مرسل عمرو بن ميمون الأودي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/24) (4764) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ليث. وفي (2/41) (5002) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا ليث. والبخاري (8/110) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي، عن سليمان الأعمش. وابن ماجة (4114) قال: حدثنا يحيى بن حبيب ابن عربي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ليث. والترمذي (2333) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن ليث. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ليث. كلاهما - ليث بن أبي سليم، والأعمش- عن مجاهد، فذكره. الحديث: 185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 186 - (ت) بُريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «هلْ تَدْرونَ ما مَثَلُ هذه وهذه؟» ورمى بِحَصَاتَيْن، قالوا: الله ورسُولُه أعلمُ، قال: «هذا الأمَلُ، وهذاك الأجَلُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2874) في أبواب الأمثال، باب ما جاء مثل ابن آدم وأجله وأمله، وقال: حسن غريب. وأقره المنذري على تحسينه في " الترغيب والترهيب ". نقول: في سنده: بشير بن المهاجر، قال الحافظ في " التقريب " صدوق لين الحديث، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2780) قال: ثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا خلاد بن يحيى، قال: ثنا بشير بن المهاجر، قال: أخبرنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه فذكره. قلت: في إسناده بشير بن المهاجر ضعفوه. الحديث: 186 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 187 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعْذَرَ اللهُ (1) إلى أمرئٍ أخَّرَ أجَلَهُ حتى بلغ ستين سنةً» . هذه رواية البخاري. [ص: 394] وفي رواية الترمذي، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «عُمْرُ أمَّتي ما بَيْنَ سِتِّين سنةً إلى سبعين» . زاد في رواية: «وأقَلُّهُم: مَنْ يَجوز ذلك» (2) . ووجدتُ لرزين روايةً لم أجدها في الأصول: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مُعْتَرَكُ المنايا: ما بين الستين إلى السبعين، ومَن أنْسَأ اللهُ في أجَلِهِ إلى أربعين، فقد أعْذَرَ إليه (3) » .   (1) الإعذار: إزالة العذر، والمعنى أنه لم يبق له اعتذار كأن يقول: لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به، يقال: أعذر إليه: إذا بلغه أقصى الغاية في العذر، ومكنه منه، وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر بالذي حصل له فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية، ونسبة الإعذار إلى الله مجازية؛ والمعنى أن الله لم يترك للعبد سبباً في الاعتذار يتمسك به؛ والحاصل أنه لا يعاقب إلا بعد حجة، قاله الحافظ في " الفتح ". وقال ابن بطال: إنما كانت الستون حداً لهذا، لأنها قريبة من المعترك وهي سن الإنابة والخشوع، وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار، لطفاً من الله بعباده حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم؛ ثم أعذر إليهم، فلم يعاقبهم إلا بعد الحجج الواضحة، وإن كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل، لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة، وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية. (2) البخاري 11/204 في الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر إلى الله، والترمذي رقم (2332) في الزهد، باب ما جاء في فناء العمر، ورقم (3545) في الدعوات، باب رقم (113) ، وأخرجه ابن ماجة رقم (4236) في الزهد، باب الأمل، وإسناده حسن، وحسنه الترمذي وابن حجر في " الفتح " 11/205. (3) أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " والخطيب في " التاريخ " وأبو يعلى، وإسناده ضعيف، وبعضه بمعنى الحديث السابق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/275) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعْمر، عن رجل من بني غفار. وفي (2/023) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. قال: حدثني محمد بن عجلان. وفي (2/405) قال: حدثنا خلف. قال: حدثنا أبو معشر. وفي (2/417) قال: حدثنا قُتَيبة. قال: حدثنا يعقوب، عن أبي حازم. والبخاري (8/111) قال: حدثني عبد السلام بن مُطَهَّر. قال: حدثنا عمر بن علي، عن معن بن محمد الغفاري، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12959) عن قُتَيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم. خمستهم - رجل من بني غفار، ومحمد بن عجلان، وأبو معشر، وأبو حازم، ومعن بن محمد- عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، فذكره. - ورواه أبو صالح عن أبي هريرة: أخرجه الترمذي (2331) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: ثنا محمد بن ربيعة، عن كامل أبي العلاء، عن أبي صالح. قلت: قال المزي: قيل: إنه أبو صالح ميناء مولى ضباعة، وليس بأبي صالح ذكوان. التحفة (9/12876) . - ورواه أبو سلمة، عن أبي هريرة: أخرجه ابن ماجة (4236) ، والترمذي (3550) . الحديث: 187 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 ترجمة الأبواب التي أولها همزة، ولم ترد في حرف الهمزة الاحتكار: في كتاب البيع، من حرف الباء . الأمان: في كتاب الجهاد، من حرف الجيم. الإحرام: في كتاب الحج، من حرف الحاء. [الأُضحية: في كتاب الحج.] الإهلال: في كتاب الحج، من حرف الحاء. الإفراد: في كتاب الحج أيضاً. الإفاضة: في كتاب الحج أيضاً. الإشعار: [في كتاب الحج أيضاً] . الاستسلام: في كتاب الحج أيضاً. الإحصار: في كتاب الحج، من حرف الحاء. إقامة الحدود: في كتاب الحدود: من حرف الحاء. الإمارة: في كتاب الخلافة، من حرف الخاء. اسم الله الأعظم: في كتاب الدعاء، من حرف الدال. الاستخارة: في الدعاء، وفي الصلاة، من حرف الدال. الاستعاذة: في كتاب الدعاء، من حرف الدال. [الأذان: في كتاب الصلاة، من حرف الصاد] الاستغفار: في كتاب الدعاء، من حرف الدال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 الإمامة والاقتداء: في كتاب الصلاة، من حرف الصاد. الاستسقاء: في كتاب الصلاة، من حرف الصاد. [الاستئذان: في كتاب الصحبة، من حرف الصاد] . الإفطار: في كتاب الصوم، من حرف الصاد. إسباغ الوضوء: في كتاب الطهارة أيضاً. الاستنثار، والاستنشاق: في كتاب الطهارة، من حرف الطاء. الاستنجاء: في كتاب الطهارة. الإحداد: في كتاب العدة، من حرف العين. الاستبراء: في كتاب العدة أيضاً إسلام جماعة من الصحابة: في كتاب الفضائل، من حرف الفاء. فضائل الإيمان: في كتاب الفضائل، من حرف الفاء. فضيلة الأذان: في كتاب الفضائل أيضاً. الأهواء: في كتاب الفتن، من حرف الفاء. أشراط الساعة: في كتاب القيامة، من حرف القاف. الإخلاص: في كتاب النية، من حرف النون. الإسراء: في كتاب النبوة: من حرف النون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 حرف الباء وفيه أربعة كتب: كتاب البرِّ، كتاب البيع، كتاب البخل وذم المال، كتاب البنيان والعمارات. الكتاب الأول: في البر ، وفيه: خمسة أبواب الباب الأول: في بر الوالدين 188 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، مَنْ أحَقُّ الناس بِحُسْن صَحابتي؟ قال: «أمُّك» ، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أمُّك» ، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أمُّك» ، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أبُوك» . [ص: 398] وفي رواية قال: «أمَّك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك» . أخرجه البخاري ومسلم. وزاد مسلم في رواية قال: فقال: «نعم وأبيك، لَتُنَبَّأَنَّ» (1) .   (1) البخاري 13/4 و 5 و 6 في الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة، ومسلم رقم (2548) في البر، باب بر الوالدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي [1118] قال: ثنا سفيان، قال: ثنا عمارة بن القعقاع. وأحمد (2/327) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا محمد، عن عبد الله بن شُبرمة. وفي (2/391) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن عمارة بن القعقاع. وفي (2/402) قال: حدثنا يَعْمر بن بشر قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. والبخاري (8/2) قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير، عن عمارة ابن القعقاع بن شبرمة. وفي «الأدب المفرد» قال: حدثنا سُليمان بن حرب، قال: حدثنا وُهَيب بن خالد، عن ابن شبرمة. وفي (6) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. ومسلم (8/2) قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع. (ح) وحدثنا أبو كُريب محمد بن العلاء الهمداني. قال: حدثنا ابن فُضَيل، عن أبيه، عن عمارة بن القعقاع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عمارة، وابن شبرمة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا محمد بن طلحة. (ح) وحدثني أحمد بن خراش. قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا وُهَيب. كلاهما عن ابن شبرمة. وابن ماجة (2706) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عمارة بن القعقاع وابن شبرمة. وفي (3658) قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن ميمون المكي. قال: حدثنا سُفيان بن عيينة، عن عمارة بن القعقاع. ثلاثتهم - عُمارة بن القعقاع بن شبرمة، وعبد الله بن شبرمة، ويحيى بن أيوب- عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. الحديث: 188 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 189 - (د) كليب بن منفعة عن جده أنه أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، مَنْ أبَرُّ؟ قال: «أمَّك وأباك، وأختك وأخاك، ومولاك الذي يلي ذلك، حقًّا واجِبًا، ورَحِمًا موصولة» .أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] البر: الإحسان، وهو في حق الوالدين والأقربين: ضد العقوق. وهو الإساءة إليهم، والتضييع لحقهم، يقال: بَرَّ يبرُّ، فهو بارٌّ، وجمعه: بررة، وبرٌّ: مثله، وجمعه: أبرار. رَحمًا موصولة: صلة الرحم: ضدُّه قطعها، وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين والأدنين، والتعطف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم وقطعها ضد ذلك.   (1) رقم (5140) في الأدب، باب في بر الوالدين، وكليب بن منفعة لم يوثقه غير ابن حبان، لكن يشهد له حديث بهز الآتي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود قال: ثنا محمد بن عيسى، ثنا الحارث بن مرة، ثنا كليب بن منفعة عن جده فذكره. قلت: في إسناده «كليب» تفرد ابن حبان بتوثيقه. الحديث: 189 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 190 - (ت د) بَهز بن حكيم عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، مَنْ أبَرُّ؟ قال: «أُمَّك» ، قال: قلت: ثم مَن؟ قال: [ص: 399] «أمَّك» ، قال: قلت: ثم مَن؟ قال: «أمك» ، قال: قلت: ثم مَن؟ قال: «أباك، ثم الأقربَ فالأقرب» . هذه رواية الترمذي. ورواية أبي داود قال: قلت: يا رسول الله، مَن أبَرُّ؟ قال: «أمَّك، ثم أمَّك، ثم أمَّك، ثم أبَاكَ، ثم الأقربَ فالأقربَ» ، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَسْألُ رجلٌ مولاه من فَضْلٍ هو عنده، فيمنَعَه إياه، إلا دُعِي له يوم القيامة فَضْلُه الذي مَنَعه شُجاعًا أقْرَعْ (1) » . قال أبو داود: الأقرع: الذي قَدْ ذهب شعر رأسه مِنَ السُّمِّ.   (1) الترمذي رقم (1897) في البر والصلة، باب ما جاء في بر الوالدين. وأبو داود رقم (5139) في الأدب، باب بر الوالدين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (5/3) قال: حدثنا يزيد. وفي (5/5) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري في الأدب المفرد (3) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (5139) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (1897) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. أربعتهم - يزيد، ويحيى، وأبو عاصم، وسفيان- عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، فذكره. الحديث: 190 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 191 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجل، فقال: يا رسول الله إنَّ لي مالاً ووَلَدًا، وإن أبي يَجْتَاحُ مالي، فقال: «أنت ومالُك لأبيك، إن أولادَكُم مِنْ أطْيَبِ كَسْبِكُم، فكُلُوا مِنْ كَسْبِ أوْلادِكُم» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يجتاح: الاجتياح: الاستئصال، ومنه سميت الجائحة، وهي الآفة التي [ص: 400] تصيب الزروع، وغيرها. فتُعفِّي أثرها.   (1) رقم (3530) في البيوع، باب في الرجل يأكل من مال ولده وأخرجه ابن ماجة رقم (2292) في التجارات، باب ما للرجل من مال ولده، وأخرجه أحمد رقم (6678) و (6902) و (7001) وإسناده حسن، وأخرجه ابن ماجة رقم (2291) من حديث جابر، وصححه البوصيري وابن القطان، وقال المنذري: رجاله ثقات، وفي الباب عن عائشة في صحيح ابن حبان وعن سمرة وعن عمر كلاهما عند البزار، وعن ابن مسعود عند الطبراني، وعن ابن عمر عند أبي يعلى. قال الحافظ في " الفتح " 5/155: فمجموع طرقه لا تحطه عن القوة وجواز الاحتجاج به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (2/179) (6678) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عُبيدالله بن الأخنس، وفي (2/204) (2/69) قال: حدثنا نصر بن باب، عن حجاج. وفي (2/214) (7001) قال: حدثنا عفان، قال: حدثني يزيد بن زريع، قال: حدثنا حَبيب المُعلم، وأبو داود (3530) قال: حدثنا محمد بن المنهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حبيب المعلم. وابن ماجة (2292) قال: حدثنا محمد بن يحيى، ويحيى ابن حكيم، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا حجاج. ثلاثتهم - عبيد الله، وحجاج بن أرطأة، وحبيب المعلم- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 191 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 192 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رَغِمَ أنْفُهُ، رَغِمَ أنفه، رَغِمَ أنفه» قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَنْ أدْرَكَ والديه عِنْدَ الْكِبَرِ (1) : أحدُهُما أو كلاهما ثمَّ لم يدخل الجنة» . هذه رواية مسلم. وأخرجه الترمذي مع فَصْلَيْن آخرين من غير هذا المعنى، وهو مذكور في موضعه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] رَغم أنفه: الرغام: التراب، ورغم أنفه، أي: لصق بالتراب.   (1) بالإضافة. و " أحدهما أو كلاهما " مرفوعان، هكذا هو في جميع روايات مسلم، وفي كتاب الحميدي وفي بعض نسخ المصابيح، وقد غيروا في بعضها إلى قوله " عنده " بالهاء، و " كليهما " بالنصب. نعم هو في الترمذي كذا عن أبي هريرة أنه قال صلى الله عليه وسلم: " رغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر، فلم يدخلاه الجنة ". قال الشيخ محيي الدين النووي: معناه: أن برهما عند كبرهما وضعفهما بالخدمة والنفقة وغير ذلك، سبب لدخول الجنة، فمن قصر في ذلك فاته دخول الجنة وأرغم الله أنفه. قال في المظهر: و " عند الكبر " ظرف في موضع الحال، والظرف إذا كان في موضع الحال: يرفع ما بعده " فأحدهما " مرفوع بالظرف، " أو كلاهما " معطوف على أحدهما. (2) مسلم رقم (2551) في الأدب، باب رغم أنف من أدرك أبويه فلم يدخل الجنة. والترمذي رقم (3539) في الدعوات، باب رقم (110) وحسنه وصححه ابن حبان، وفي الباب عن كعب بن عجرة عند الحاكم وصححه، وعن جابر عند الطبراني، من طرق، حسن أحدها الحافظ المنذري، وعن مالك بن عمرو القشيري عند أحمد في " المسند " من طرق، حسن أحدها المنذري أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة أبو صالح: أخرجه أحمد (2/346) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. والبخاري في الأدب المفرد (21) قال: حدثنا خالد بن مَخْلد. قال: حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (8/5) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا زُهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. وفي (8/6) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مَخْلد، عن سليمان بن بلال. ثلاثتهم - أبو عوانة، وسليمان بن بلال، وجرير- عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه فذكره. - ورواه عنه سعيد بن أبي سعيد المقبري «بنحوه» : أخرجه أحمد (2/254) ، والترمذي (3545) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي. كلاهما- أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي- قالا: حدثنا ربعي بن إبراهيم - قال أحمد بن حنبل: وهو أخو إسماعيل ابن إبراهيم، يعني ابن عُلَيَّة، وكان يفضل على أخيه- عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، فذكره. - ورواه عنه الوليد بن رباح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (646) قال: حدثنا محمد بن عُبيدالله، قال: حدثنا ابن أبي حازم. ابن خزيمة (1888) قال: حدثنا الربيع بن سليمان. قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني سليمان، وهو ابن بلال. كلاهما - ابن أبي حازم، وسليمان- عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره. الحديث: 192 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 193 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: [ص: 401] «لا يَجْزي وَلَدٌ وَالِدَهُ: إلا أنْ يجدَه مملوكًا فيشتريه فَيُعْتِقَهُ» . وفي رواية «لا يجزي ولَدٌ والِدًا» . أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فيعتقه: قوله: فَيُعْتِقَهُ: ليس، معناه: استئناف العتق فيه بعد الملك؛ لأن الإجماع منعقد على أن الأب يعتق على الابن إذا ملكه في الحال، وإنما معناه: أنه إذا اشتراه فدخل في ملكه، عتق عليه. فلما كان الشراء سببًا لعتقه، أضيف العتق إلى عقد الشراء، وإنما كان هذا جزاء له؛ لأن العتق أفضل ما ينعم به أحدٌ على أحدٍ، إذ خلَّصَهُ بذلك من الرق، وجبر به النقص الذي فيه، وكمل له أحكام الأحرار في جميع التصرفات.   (1) مسلم رقم (1510) في العتق، باب فضل عتق الوالد، وأبو داود رقم (5137) في الأدب، باب بر الوالدين، والترمذي رقم (1907) في البر والصلة، باب ما جاء في حق الوالدين، وأخرجه ابن ماجة رقم (3659) في الأدب، باب بر الوالدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/230) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زُهير. وفي (2/376) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا سفيان. وفي (2/445) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والبخاري في الأدب المفرد (10) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/218) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، قالا: حدثنا جرير. (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا ابن نُمير. قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، كلهم عن سفيان، وأبو داود (5137) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (3659) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. والترمذي (1906) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى. قال: أخبرنا جرير. والنسائي في الكبرى الورقة (64- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. وفي تحفة الأشراف (9/12660) عن علي بن خَشْرَم، عن عيسى بن يونس، عن سفيان. ثلاثتهم - سفيان، وزهير، وجرير- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 193 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 194 - (ت) ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «رِضَى الرَّبِّ في رضى الوالد، وسَخَطُ الرَّبِّ في سخط الوالد» .أخرجه الترمذي (1) . وأخرجه أيضًا، ولم يَرْفَعه، وقال: وهو أصح.   (1) رقم (1900) في البر والصلة، باب ما جاء في بر الوالدين، وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " 1/42، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم. وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً: " طاعة الله طاعة الوالد، ومعصية الله معصية الوالد "، أخرجه الطبراني في الأوسط، وفي سنده ضعف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الصواب وقفه: أخرجه الترمذي (1899) قال: حدثنا أبو حفص عمر بن علي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، فذكره. * وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (2) قال: حدثنا آدم، والترمذي (1899) ، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - آدم، ومحمد بن جعفر- عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره. موقوفًا. * قال الترمذي عقب الموقوف: وهذا أصح. قلت: وفي الباب من قول ابن عباس، أخرجه البخاري في الأدب المفرد وبسنده مستور، وهو محتمل، راجع فتح المجيد بتحقيقي. ط/ دار أهل السنة. الحديث: 194 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 195 - (خ م د ت س) وعنه قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَأذَنَهُ في الجهاد، فقال: «أحَيٌّ وَالِدَاك؟» قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد (1) » . أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» . وفي رواية لمسلم قال: أقبل رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أبَايِعُكَ على الهجرة والجهاد، أبتَغِي الأجرَ من الله، قال: «فهل من والديك أحدٌ حَيٌّ؟» قال: نعم، بل كلاهما حَيٌّ، قال: «فتبْتَغِي الأجرَ من الله؟» قال: نعم! قال: «فارجع إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُما» . وفي أخرى لأبي داود والنسائي قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: جئتُ أبَايِعُكَ على الهجرة، وتركتُ أبَوَيَّ يبكيان، قال: «فارجع إليهما، فأضْحِكْهُما كما أبْكَيْتَهُما (2) » .   (1) الجار والمجرور متعلق بمحذوف. تقديره: جاهد، والمذكور مفسر له، وتقديره: إن كان لك أبوان فجاهد فيهما. (2) البخاري 6/97، 98 في الجهاد، باب الجهاد بإذن الأبوين، و 13/6 في الأدب، باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين، وأخرجه مسلم رقم (2549) في البر والصلة، باب بر الوالدين، وأبو داود رقم (2530) في الجهاد، باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان وإسناده صحيح، والترمذي رقم (1671) في الجهاد، باب فيمن خرج في الغزو وترك أبويه، والنسائي 6/10 في الجهاد، باب الرخصة في التخلف لمن له والدان و 7/143 في البيعة، باب البيعة على الهجرة، قال جمهور العلماء: يحرم الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين، لأن برهما فرض عين عليه، والجهاد فرض كفاية، فإذا تعين الجهاد، فلا إذن، ويشهد له ما أخرجه ابن حبان رقم (258) من طريق أخرى عن عبد الله بن عمرو، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن أفضل الأعمال؟ قال " الصلاة " قال: ثم مه؟ قال: " الجهاد "، قال: فإن لي والدين، فقال: " آمرك بوالديك خيراً "، فقال: والذي بعثك بالحق نبياً لأجاهدن ولأتركنهما، قال: " فأنت أعلم ". وهو محمول على جهاد فرض [ص: 403] العين توفيقاً بين الحديثين. وقوله: " ففيهما فجاهد "، أي: خصصهما بجهاد النفس في رضاهما، ويستفاد منه جواز التعبير عن الشيء بضده، إذا فهم المعنى، لأن صيغة الأمر في قوله: " فجاهد " ظاهرها إيصال الضرر الذي كان يحصل لغيرهما لهما، وليس ذلك مراداً قطعاً، وإنما المراد القدر المشترك من كلفة الجهاد، وهو تعب البدن والمال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن ابن عمرو أبو العباس الشاعر: أخرجه الحميدي (585) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مِسْعَر. وأحمد (2/165) (6544) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا مَسعر. وفي (2/188) (6765) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/193) (6811) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر وسفيان. وفيه (2/193) (6812) قال: حدثنا بَهْز، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/197) (6858) قال: حدثنا عفان وبهز، قالا: حدثنا شعبة. وفي (2/221) (7062) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (4/71) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/3) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، وشعبة. (ح) قال: وحدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي الأدب المفرد (20) قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (8/3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد القطان، عن سفيان، وشعبة. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو كُريب، قال: أخبرنا ابن بشر، عن مسعر. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق. (ح) وحدثني القاسم بن زكرياء، قال: حدثنا حسين بن علي الجُعْفيّ، عن زائدة. كلاهما -أبو إسحاق الفزاري، وزائدة- عن الأعمش. وأبو داود (2529) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، والترمذي (1671) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، وشعبة. والنسائي (6/10) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، وشعبة. أربعتهم - مِسْعَر، وشعبة، وسفيان الثوري، والأعمش- عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس الشاعر السائب بن فروخ، فذكره. * في رواية آدم عن شعبة عند البخاري (4/71) قال حبيب بن أبي ثابت: سمعت أبا العباس الشاعر، وكان لا يتهم في حديثه. - ورواه عنه السائب: أخرجه الحميدي (584) وأحمد (2/160) (6490) قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/194) (6833) قال أحمد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (2/198) (6869) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/204) (6909) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (13) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (19) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2528) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (2782) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا المُحاربي، والنسائي (7/143) ، قال: أخبرنا يحيى بن حبيب ابن عربي قال: حدثنا حماد بن زيد وفي الكبرى (الورقة 116-ب) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وسفيان الثوري، وشعبة، وعبد الرحمن بن محمد المُحاربي، وحماد بن زيد- عن عطاء بن السائب، عن أبيه، فذكره. * أخرجه أحمد (2/197) (6859) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني يعلى بن عطاء، عن أبيه. (قال: أظنه عن عبد الله بن عمرو، قال: شعبة شك) . - ورواه عنه: ناعم مولى أم سلمة: أخرجه أحمد (2/163) (6525) قال: حدثنا محمد بن عُبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. ومسلم (8/3) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث. كلاهما - ابن إسحاق، وعمرو- عن يزيد بن أبي حبيب، عن ناعم مولى أم سلمة، فذكره. * رواية عمرو بن الحارث: «أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: أُبايعك على الهجرة والجِهاد، أَبتغي الأجر من الله. قال: «فهل من والديك أحد حي؟» قال: نعم. بل كلاهما. قال: «فتبتغي الأجر من الله؟» قال: نعم. قال: «فارجع إلى والديك، فأحسن صحبتهما» . الحديث: 195 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 196 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رجلاً من أهل اليمن هَاجَرَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: «هل لك أحدٌ باليمَن؟» قال: أبَوَايَ، قال: «أذِنَا لك؟» قال: لا، قال: «فارجع إليهما فاسْتَأذِنْهُما، فإن أذِنَا لك فجاهِدْ، وإلا فَبرَّهما» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2530) في الجهاد، باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان، وفيه دراج عن أبي الهيثم وهو ضعيف في روايته عنه، لكنه بمعنى حديث عبد الله بن عمرو المتقدم، وصححه ابن حبان، وسكت عليه الحافظ في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/75) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وأبو داود (2530) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث. كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو- عن دَرَّاج، عن أبي الهيثم، فذكره. قلت: هو من رواية درّاج عن أبي الهيثم، وقد تقدم الكلام فيه. الحديث: 196 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 197 - (س) معاوية بن جاهِمة - رضي الله عنهما - أنَّ جَاهِمَةَ جاءَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أرَدْتُ أن أغْزُوَ، وقد جِئْتُ أسْتَشيرك، فقال: «هل لك من أمٍّ؟» قال: نعم! قال: «فالْزَمْها، فإن الجنَّةَ عند رِجْلِها» .أخرجه النسائي (1) .   (1) 6/11 في الجهاد، باب الرخصة في التخلف لمن له والدة، وأخرجه أحمد في " المسند " 3/429 وإسناده حسن، وصححه الحاكم، وذكره الهيثمي في " المجمع " 8/138. وقال: رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن أو صحيح: أخرجه أحمد (3/429) قال: حدثنا روح، وابن ماجة (2781) قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال. قال: حدثنا حجاج بن محمد، والنسائي (6/11) قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق. قال: حدثنا حجاج. كلاهما - روح بن عبادة، وحجاج- عن ابن جريج. قال: أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أبيه طلحة، فذكره. * أخرجه ابن ماجة (2781) قال: حدثنا أبو يوسف محمد بن أحمد الرقي. قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن معاوية بن جاهمة السلمي، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت: يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد. . . فذكر نحوه. لم يقل محمد بن طلحة. فيه: (عن أبيه) . قلت: عزاه الهيثمي للطبراني في الأوسط ووثق رجاله. المجمع (8/138) . الحديث: 197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 198 - (ت د) ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كانت تَحْتي امرأةٌ أحِبُّها، وكان عمرُ يكرهُها، فقال لي طَلِّقْهَا، فأبَيْتُ، فأتى عمرُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «طَلِّقْهَا» . أخرجه [ص: 404] الترمذي وأبو داود (1) .   (1) الترمذي رقم (1189) في الطلاق باب ما جاء في الرجل يسأل أبوه أن يطلق زوجته، وأبو داود رقم (1538) في الأدب، باب بر الوالدين، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان رقم (2024) وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (4711) و (5011) و (5144) و (7471) وصحح إسناده العلامة أحمد شاكر رحمه الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/20) (4711) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/42) (5011) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/53) (5144) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، وفي (2/157) (6470) قال: حدثنا حماد (يعني الخياط) . وعبد بن حميد (835) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. وأبو داود (5138) قال: حدثنا مُسَدد، قال: حدثنا يحيى، وابن ماجة (2088) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، وعثمان بن عمر. والترمذي (1189) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أنبأنا ابن المبارك. والنسائي تحفة الأشراف (6701) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث. سبعتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، وعبد الملك بن عمرو، وحماد، وعثمان بن عمر، وابن المبارك، وخالد بن الحارث- عن ابن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 198 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 199 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه - أنَّ رجلاً أتاه، فقال: إن لي امرأةً، وإن أمِّي تأمرني بطلاقها، فقال له أبو الدرداء: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الوالِدُ أوسَطُ أبواب الجنة» ، فإن شِئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احْفَظْهُ. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1901) في البر والصلة، باب الفضل في بر الوالدين، وقال: حديث صحيح، وهو كما قال فإن سفيان قد سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وصححه ابن حبان رقم (2023) . وأخرجه أبو داود الطيالسي 2/34 من حديث شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ: " الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت حافظ على الباب أو ضيع " وإسناده صحيح، لأن شعبة روى عن عطاء قبل الاختلاط أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (395) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/196) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/197) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شريك. وفي (6/445، 447) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (6/451) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وابن ماجة (2089) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3663) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1900) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ثلاثتهم - سفيان، وشعبة، وشريك- عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره. قلت: قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث صحيح. الحديث: 199 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 200 - (م ت د) بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - قال: بينا أنا جالسٌ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذْ أتَتهُ امرأةٌ، فقالت: إني تصَدَّقْتُ على أمِّي بجارية، وإنَّها ماتَتْ، فقال: «وَجَبَ أجْرُك، وردَّها عليك الميراثُ» . قالت: يا رسول الله، إنِّها كان عليها صَومُ شَهْرٍ، أفَأصومُ عنها؟ قال: «صُومي عنها» ، قالت: إنها لم تَحُجَّ قط، أفَأحُجُّ عنها؟ قال: «حُجِّي عنها» وفي رواية: صومُ شهرين. أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود. [ص: 405] وفي أخرى لأبي داود: حديثُ الجاريةِ والميراثِ لا غير (1) .   (1) مسلم رقم (1149) في الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت، والترمذي رقم (667) في الزكاة، باب ما جاء في المتصدق يرث صدقته، وأبو داود رقم (2877) في الوصايا، باب ما جاء في الرجل يهب الهبة، رقم (1656) في الزكاة، باب من تصدق بصدقة ثم ورثها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن بريدة ابنه سليمان: أخرجه أحمد (5/349) ، ومسلم (3/157) قال: حدثني ابن أبي خلف. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1937) عن عبد الله بن محمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. أربعتهم- أحمد، وابن أبي خلف، وعبد الله، وعبد الرحمن- عن إسحاق بن يوسف، عن عبد الملك بن أبي سليمان. وأخرجه أحمد (5/359) قال: حدثنا ابن نمير. كلاهما - عبد الملك، وابن نمير- عن عبد الله بن عطاء المكي، عن سليمان بن بُريدة، فذكره. - ورواه عنه ابنه «عبد الله» : أخرجه أحمد (5/351، 361) قال: حدثنا وكيع، ومسلم (3/156) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. وفي (3/157) قال: حدثنيه إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. وابن ماجة (1759) قال: حدثنا زهير بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2394) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع. والترمذي (929) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الرزاق والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1980) عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن وكيع، ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى- عن سفيان. وأخرجه مسلم (3/156) ، والترمذي (667، 929) قالا: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا علي بن مُسْهر أبو الحسن. وأخرجه مسلم (3/156) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نُمير. وأخرجه أبو داود (1656، 2877، 3309) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1980) عن عبدة بن عبد الله، عن سويد بن عمرو الكلبي، وعن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش. ثلاثتهم- أحمد، وسويد، وحسين- عن زهير. وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1980) عن محمد بن المثنى، عن عُبيدالله بن موسى، عن ابن أبي ليلى. خمستهم - سفيان، وعلي بن مُسْهر، وعبد الله بن نمير، وزهير، وابن أبي ليلى- عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بُريدة، فذكره. الحديث: 200 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 201 - (خ م د) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: قَدِمَتْ عَلَيَّ أمِّي وهي مُشركةٌ في عَهْد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَاسْتَفْتَيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: «قَدِمَتْ عليَّ أمِّي وهي رَاغِبةٌ (1) ، أفأصِلُ أمِّي؟» قال: «نعم، صِلي أمَّك» . زاد في رواية، فأنزل الله فيها: {لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عن الذين لم يُقَاتِلُوكمْ في الدِّين} [الممتحنة: 8] . وفي رواية: قدمت عليَّ أمي، وهي مشركة في عهد قريشٍ - إذْ عَاهَدُوا رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ومُدَّتِهمْ (2) . هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود، قال: قدمت عَلَيَّ أمي راغِبةٌ، في عَهْدِ قُرَيْشٍ وهي راغِمَةٌ مشركة، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت عليَّ وهي راغمَةٌ [ص: 406] مُشرِكَةٌ، أفَأصِلُها؟ قال: «نعم، صِلي أمَّك (3) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] راغبة: الرغبة: الطلب، والمراد: أنها جاءت طامعة، تسألني شيئًا. أفأصل أمي؟ : الصلة: العطية والإنعام. مُدَّتِهم: أراد بمدتهم: الزمان الذي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك قتالهم فيها وَوَادَعَهُم. راغِمَةٌ: قوله: راغمة، أي: كارهة للإسلام ساخطة عليَّ.   (1) وفي رواية لمسلم: وهي " راغبة أو راهبة " على الشك، والطبراني " راغبة وراهبة " والمعنى: أنها قدمت راغبة في بر ابنتها لها خائفة من ردها إياها خائبة. ووقع في رواية عيسى بن يونس عن هشام عند أبي داود " راغمة " بالميم، وفسروه بأنها كارهة للإسلام ولم تقدم مهاجرة، وراغبة أظهر في معنى الحديث. (2) أي: المدة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عاهدهم على الهدنة ووضع الحرب فيها وهي عشر سنين، وكان ذلك في صلح الحديبية سنة ست. (3) البخاري 6/161، 162 في الهبة، باب الهدية للمشركين، و 7/91 في الجهاد، باب إثم من عاهد ثم غدر، و 13/17 و 18 في الأدب، باب صلة الوالد المشرك، وأخرجه مسلم رقم (1003) في الزكاة، باب فضل الصدقة على الأقربين ولو كانوا مشركين، وأبو داود رقم (1668) في الزكاة، باب الصدقة على أهل الذمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (318) ، وأحمد (6/344) قالا: حدثنا سفيان. وفي (6/344) قال أحمد: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد، وفي (6/347) قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم. قال: حدثنا أبو عقيل، يعني عبد الله بن عقيل الثقفي. وفي (6/347) قال: حدثنا ابن نُمير. وفي (6/355) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (3/215) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (4/126) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (8/5) ، وفي الأدب المفرد (25) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، ومسلم (3/81) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (1668) قال: حدثنا أحمد بن أبي شُعيب الحراني، قال: حدثنا عيسى بن يونس. تسعتهم - سفيان بن عيينة، وليث بن سعد، وأبو عقيل الثقفي، وعبد الله بن نُمير، وحماد بن سلمة، وحماد ابن أسامة أبو أسامة، وحاتم بن إسماعيل، وابن إدريس، وعيسى بن يونس- عن هشام بن عروة. وأخرجه أحمد (6/344) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا أبو الأسود. كلاهما - هشام، وأبو الأسود يتيم عُروة- عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 201 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 202 - (ت) ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني أصبتُ ذنبًا عظيمًا، فهل ليَ من توبة؟ فقال: «هَلْ لَكَ مِن أمٍّ؟» قال: لا، قال: «فهل لك من خَالةٍ؟» قال: نعم، قال: «فَبِرَّها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1905) في البر والصلة، باب بر الخالة ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان رقم (2022) والحاكم، وذكره الترمذي بإسناد آخر مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول بالإرسال: أخرجه أحمد (2/13) (4624) . والترمذي (1904) قال: حدثنا أبو كُريب. كلاهما - أحمد، وأبو كريب- قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا محمد بن سُوقة، عن أبي بكر بن حفص، فذكره. * أخرجه الترمذي (1904) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن أبي بكر بن حفص، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... نحوه، ولم يذكر فيه (عن ابن عمر) . قال الترمذي: وهذا أصح من حديث أبي معاوية. أه. الحديث: 202 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 203 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الخالةُ بمنزلةِ الأم (1) » . [ص: 407] قال الترمذي: وفي الحديث قصة طويلة، ولم يذكرها. قُلْتُ: القصة: هي حديثُ بنتِ حمزةَ بن عبد المطلب، وتشاجُرِ عليٍّ وجعفر وزيدٍ في أيِّهم يأخذها إليه يَكْفُلُها، والحديث مذكورٌ في عمْرَةِ القضاءِ من كتاب الغزوات، من حرف الغين (2) .   (1) الترمذي رقم (1905) في البر والصلة، باب بر الخالة، وقال: هذا حديث صحيح. (2) أخرجه البخاري في " صحيحه " وقد تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا حُجين. وفيه (4/298) أيضًا، قال: حدثناه أسود بن عامر، والدارمي (2510) قال: حدثنا محمد بن يوسف، والبخاري (3/21، 241) ، (5/179) قال: حدثنا عُبيدالله بن موسى. والترمذي (1904، 3716، 3765) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي. وفي (1904) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن مَدُّوَيْهِ، قال: حدثنا عُبيدالله بن موسى. وفي (3716، 3765) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. خمستهم - حجين، وأسود، ومحمد بن يوسف، وعبيد الله، ووكيع- عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 203 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 204 - (د) أبو أسيد مالك بن ربيعة الساعدي - رضي الله عنه - قال: بينا نحن جلوسٌ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جاءه رجُل من بني سَلِمة، فقال: يا رسول الله: «هل بَقِيَ من برِّ أبَوَيَّ شَيءٌ أبَرَّهُما بعد موتهما؟» فقال: «نعم، الصلاةُ عليهما، والاستغفار لهما، وإنْفَاذُ عهدهما من بعدهما، وصِلَة الرَّحِمِ التي لا تُوصَلُ إلا بهما، وإكرامُ صديقهما» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] إنفاذ عهدهما: إمضاء وصيتهما، وما عهدا به قبل موتهما.   (1) رقم (5142) في الأدب، باب بر الوالدين، وأخرجه ابن ماجة رقم (3664) في الأدب، باب صل من كان أبوك يصل، وابن حبان رقم (2030) وفي سنده علي بن عبيد الساعدي، الراوي عن أبي أسيد، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي السند رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهده: أخرجه أحمد (3/497) قال: حدثنا يونس بن محمد، والبخاري في الأدب المفرد (35) قال: حدثنا أبو نعيم، وأبو داود (5142) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، المعنى: قالوا: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن ماجة (3664) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. ثلاثتهم - يونس، وأبو نعيم، وعبد الله- عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن أسيد بن علي ابن عبيد مولى بني ساعدة، عن أبيه، فذكره. قلت: في إسناده علي بن عبيد الساعدي، تفرد ابن حبان بتوثيقه. الحديث: 204 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 205 - (م ت د) ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان إذا خَرَجَ إلى مكَّةَ، كان له حمارٌ يَتَرَوَّحُ عليه إذا مَلَّ ركوبَ الرَّاحِلَةِ، وعِمَامَةٌ يَشُدُّ بها رأسَه، فبينما هو يومًا على ذلك الحمار، إذْ مَرَّ به أعرابيٌّ، فقال: ألستَ ابْنَ فلانٍ؟ قال: بلى، فأعطاه الحمار، فقال: اركب هذا، والعمامة، وقال: [ص: 408] اشْدُدْ بها رأسَكَ، فقال له بعض أصحابه: غَفَرَ الله لك، أعطيتَ هذا الأعرابي حمارًا كنتَ تَرَوَّحُ عليه، وعِمَامَةً كنتَ تشُدُّ بها رأسَكَ. فقال: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ من أبَرِّ البرِّ صِلَةَ الرجل أهلَ وُدِّ أبيه بعد أن يُوَلِّيَ (1) » وإنَّ أباه كان وُدًّا لِعُمَر. أخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي مختصرًا، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ أبَرَّ البِرِّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أهْلُ وُدِّ أبيه» . وأخرج أبو داود المسنَد منه فقط، مثل مسند مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وُدّا) هذا على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامة، تقديره: كان ذا ود لعمر، والود: الحب، والمراد: أنه كان له صديقاً، فإن كانت الواو مكسورة، فلا يحتاج إلى حذف المضاف، فإن الود بالكسرِ: [ص: 409] الصديق بعد أن يولي: تولَّى الرَّجلُ وغيره: إذا ذهب، والمراد به هاهنا: بعد أن مات.   (1) يولي: أي: يموت، قال التوربشتي: هذه الكلمة " يولي ": مما يتخبط الناس فيها، والذي أعرفه: هو أن الفعل مسند إلى أبيه، أي: بعد أن يغيب أبوه أو يموت، من ولى: يولي، ويؤيده حديث أبي أسيد الساعدي " وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما " والمعنى: أن من جملة المبرات الفضلى: مبرة الرجل أحباء أبيه؛ أي: إذا غاب الأب أو مات يحفظ أهل وده؛ ويحسن إليهم؛ فإنه من تمام الإحسان إلى الأب؛ لأنه إذا حفظ غيبته فهو بحفظ حضوره أولى وأحرى. (2) مسلم رقم (2552) في البر والصلة: باب فضل صلة أصدقاء الوالد، والترمذي رقم (1904) في البر والصلة: باب ما جاء في إكرام صديق الوالد، وأبو داود رقم (5143) في الأدب: باب بر الوالدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن ابن عمر: عبد الله بن دينار: أخرجه أحمد (2/88) (5612) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. وفي (2/91) (5653) قال: حدثنا أبو نوح، قال: أخبرنا ليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. وفي (2/97) (5721) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة، قال: حدثنا أبو عثمان الوليد. وفي (2/111) (5896) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد. وعبد بن حميد (794) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقريء، قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: أخبرني أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد. والبخاري في الأدب المفرد (41) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة، قال: حدثني أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد. ومسلم (8/6) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد ابن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن الوليد ابن أبي الوليد. (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني حيوة بن شريح، عن ابن الهاد، (ح) وحدثنا حسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي والليث بن سعد. جميعًا عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. وأبو داود (5143) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. والترمذي (1903) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا حيوة بن شريح، قال: أخبرني الوليد بن أبي الوليد. كلاهما - يزيد بن الهاد، وأبو عثمان الوليد بن أبي الوليد- عن عبد الله بن دينار، فذكره. قلت: وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (40) من طريقه. الحديث: 205 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 206 - (د) عمر بن السائب بَلَغَهُ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا يومًا، فأقبل أبوه من الرَّضاعة، فوضع له بعضَ ثَوْبِهِ، فقعد عليه، ثم أقبلت أمُّه من الرَّضاعة، فوضع لها شِقَّ ثوبه من جانبه الآخر، فجلَسَتْ عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْه. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5145) في الأدب، باب بر الوالدين، ورجاله ثقات، لكنه مرسل، وأبوه صلى الله عليه وسلم من الرضاعة هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي زوج حليمة، وأخوه من الرضاعة عبد الله بن الحارث، وأخته من الرضاعة الشيماء بنت الحارث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5145) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب قال: حدثني عمرو بن الحارث، أن عمر بن السائب «بلغه» . قلت: وإسناده منقطع كما ترى. الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 207 - (د) أبو الطفيل - رضي الله عنه (1) - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْسِمُ لَحْمًا بِالجِعْرَانة، وأنا يومئذ غُلاَمٌ أحْمِلُ عَظْمَ الجزُور، إذْ أقْبَلَتِ امرأةٌ، حتى دَنَتْ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَبَسَطَ لها رِدَاءه، فَجَلَسَتْ عليه، فقلت: مَنْ هِيَ؟ فقالوا: هذه أمُّه التي أرضعته» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) أبو الطفيل: اسمه عامر بن واثلة، كناني ليثي، ولد عام أحد، وأدرك ثمان سنين من حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وكان شاعراً محسناً. وهو آخر من مات من الصحابة. (2) رقم (5144) في الأدب، باب بر الوالدين، وفي سنده من لا يعرف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف:أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1295) ، وأبو داود (5144) قال: حدثنا ابن المثنى. كلاهما - البخاري، وابن المثنى- قالا: حدثنا أبو عاصم، عن جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال: حدثني عمارة ابن ثوبان، فذكره. * في رواية ابن المثنى: جعفر بن يحيى بن عمارة بن ثوبان. قلت: جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال الذهبي: فيه جهالة، الكاشف (1/187) [815] . الحديث: 207 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 208 - (م) أنس - رضي الله عنه - قال: «انطلق النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أمِّ أيْمَنَ، فانطلقتُ معه فناوَلَتْهُ إناءاً فيه شَرابٌ، قال: فلا أدْري أصَادَفَتْهُ [ص: 410] صَائِمًا، أو لم يُرِدْهُ، فَجَعَلَتْ تَصْخَبُ عليه (1) . وتَذَمَّرُ عليه» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يصخب: الصَّخَبُ: الضجة والغلبة والجلبة، أراد: أنها تصيح عليه. وتذَمَّر: الذامر: الغاضب، وذمرت أذمُرُ: إذا غَضِبَتْ وتَهَدَّدتَ.   (1) قال النووي: أي: تصيح وترفع صوتها، إنكاراً لإمساكه عن شرب الشراب الذي قدمته و " تذمر " هو بفتح التاء والذال المعجمة والميم، أي: تتذمر، وتتكلم بالغضب، يقال: ذمر يذمر، كقتل يقتل: إذا غضب وإذا تكلم بالغضب، ومعنى الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم رد الشراب عليها، إما لصيام وإما لغيره، فغضبت وتكلمت بالإنكار والغضب، وكانت تدل عليه صلى الله عليه وسلم، لكونها حضنته وربته. (2) رقم (2453) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أم أيمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/144) قال: ثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: ثنا أبو أسامة، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 208 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 209 - () عمر بن السائب بلغه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَفَّعَ أمَّه التي أرْضَعَتْه فيما اسْتَشْفَعَتْ إليه فيه مِنْ وَفْدِ هَوَازِنَ، وأكرمَها وأباه مِنَ الرضاعة، بأنْ بَسَطَ لهما رِدَاءه، فأجلسهما عليه. هذا من أحاديث رزين التي لم أجدها في الأصول.   [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه: وهو غريب بهذا اللفظ، وقد تقدم قريبًا «بنحوه» . الحديث: 209 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 210 - () زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَجَّ عَنْ أحَدِ أبَوَيْهِ أجْزأ ذلك عنه، وبُشِّرَ رُوحُه بذلك في السماء، وكُتِبَ عند الله بارًّا، ولو كان عاقًّا» (1) . [ص: 411] وفي رواية قال: «مَنْ حَجَّ عن أحد أبويه كُتِبَ لأبيه بحجٍّ وله بسَبعٍ» . وهذا الحديث أيضًا لرزين، ولم أجده في الأصول. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] عاقّاً: العاق: اسم فاعل من عقَّ والِدهِ يعُقُّهُ، وهو ضد البر به.   (1) ذكره الهيثمي في " المجمع " 3/282 بلفظ: " من حج عن أبيه أو عن أمه أجزأ ذلك عنه وعنهما " وقال: رواه الطبراني في " الكبير " وفيه راو لم يسم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: الحديث غير مخرج في الأصول، عزاه الهيثمي للطبراني في الكبير، وقال: فيه راو لم يسم. المجمع (3/282) . الحديث: 210 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 الباب الثاني: في بر الأولاد والأقارب 211 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخلت عليَّ امرأة ومعها ابنتانِ لها، تَسأل، فلم تجد عندي شيئًا، غير تَمرة واحدةٍ، فَأعطيتُها إيَّاها، فقسمَتها بين ابنَتيها، ولم تأكل منها، ثم قامت فَخرجَت، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرتُه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنِ ابْتُلِيَ من هذه البَنَاتِ بشيءٍ، فأحْسَنَ (1) إليهنَّ، كُنَّ له سِتْرًا من النار» . [ص: 412] هذه رواية البخاري ومسلم. ولمسلم أيضًا، قالت: جاءتني مِسْكِينَةٌ تَحمِلُ ابنتين لها، فأطْعَمتُها ثَلاَثَ تمْراتٍ، فأعطت كلَّ واحدة منهما تمرةً، ورَفعت إلى فيها تمرةً لتأكُلَها، فَاسْتَطْعَمَتْها ابنَتَاها، فَشَقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلَها بينهما، فأعجبني شأنُها، فذكرتُ الذي صَنَعَتْ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إنَّ الله عز وجل قد أوجبَ لها بها الجنة، وأعتقها بها من النار» . وأخرجه الترمذي بمثل رواية البخاري ومسلم. وأخرجه أيضًا مختصرًا، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنِ ابْتُلِيَ بشيء من البناتِ فَصَبَرَ عليهنَّ، كُنَّ له حِجابًا من النَّار (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فاستطعمتها: الاستطعام: طلب الطعام.   (1) قال الحافظ: والذي يقع في أكثر الروايات بلفظ " الإحسان " وفي رواية: " فصبر عليهن " ومثله في حديث عقبة بن عامر في " الأدب المفرد " 1/159. وكذا وقع في ابن ماجة، وزاد " وأطعمهن وسقاهن وكساهن " وفي حديث ابن عباس عند الطبراني " فأنفق عليهن وزوجهن وأحسن أدبهن ". وفي حديث جابر عند أحمد، وفي " الأدب المفرد " 1/161 " يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن ". زاد الطبري فيه " ويزوجهن "، وله نحوه من حديث أبي هريرة في " الأوسط ". وللترمذي، وفي " الأدب المفرد " من حديث أبي سعيد " فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن ". وهذه الأوصاف يجمعها لفظ الإحسان الذي اقتصر عليه (يعني البخاري) في هذا الباب. (2) البخاري 4/26 في الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، وفي الأدب: باب رحمة الولد وتقبيله، وأخرجه مسلم رقم (2629) في البر والصلة، باب فضل الإحسان إلى البنات، والترمذي رقم (1916) في البر والصلة، باب ما جاء في النفقة على البنات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: الحديث ألفاظه ملفقة من رواية البخاري، وابن ماجة. - رواه عروة عن عائشة: أخرجه أحمد (6/87) قال: حدثنا بشر بن شعيب، قال: حدثني أبي، وفي (6/243) قال: حدثنا روح، قال: قال محمد بن أبي حفصة. والبخاري (2/136) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر، وفي (8/8) ، وفي الأدب المفرد (132) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (8/38) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن قُهْزَاذ. قال: حدثنا سلمة بن سليمان. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا مَعْمر. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام، وأبو بكر بن إسحاق، قالا: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. والترمذي (1915) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا معمر. ثلاثتهم - شعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن أبي حفصة، ومعمر بن راشد- عن ابن شهاب الزهري. قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عروة، فذكره. - ورواه صعصعة عم الأحنف عنها: أخرجه ابن ماجة (3668) قال: نثا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، عن مسعر، قال: أخبرني سعد بن إبراهيم، عن الحسن، عن صعصعة. - ورواه عراك بن مالك عنها: أخرجه أحمد (6/92) . ومسلم (8/38) قالا: حدثنا قُتيبة بن سعيد. قال: حدثنا بكر بن مُضَر، عن ابن الهاد، أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش حدثه، عن عِراك بن مالك، سمعته يحدث عُمر ابن عبد العزيز، فذكره. قلت: لفظ البخاري: «جاءتني امرأة» ، ولفظ ابن ماجة: «دخلت على عائشة امرأة» . ولم أجد في الأصول لفظ ابن الأثير!! . الحديث: 211 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 212 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن عَالَ جَارِيَتَيْن حَتَّى تَبْلُغَا، جاء يَوْمَ القيامة أنَا وهُوَ، وضَمَّ أصابعهُ» . هذه رواية مسلم. وأخرجه الترمذيّ قال: «مَن عالَ جاريَتَيْن، دخلتُ أنا وهو الجنَّة [ص: 413] كهاتين، وأشار بأصبُعَيْهِ» (1) .   (1) مسلم رقم (2631) في البر والصلة، باب فضل الإحسان إلى البنات، والترمذي (1917) في البر والصلة، باب ما جاء في النفقة على البنات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] يونس، ومحمد - عن حماد بن زيد. وأخرجه أحمد (3/156) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا محمد بن زياد البُرْجُمي. كلاهما - حماد، والبرجمي- عن ثابت، فذكره. الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 213 - (دت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كان له ثلاثُ بَنَاتٍ، أو ثَلاثُ أخواتٍ، أو بِنْتانِ، أو أختان، فأحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ، واتَّقَى الله فيهنَّ، فله الجنة» . وفي أخرى قال: لا يكون لأحدكم ثَلاثُ بنات، أو ثلاثُ أخواتٍ فيُحْسِنَ إليهنَّ إلا دخل الجنة. أخرجه الترمذي. وفي رواية أي داود قال: «من عال ثلاث بناتٍ، أو ثلاثَ أخواتٍ، أو أختين، أو ابنتين، فأدَّبَهُنَّ وأحسن إليهن وزَوَّجَهُنَّ، فله الجنة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] عَال: أهله يعولهم: إذا أنفق عليهم، وقام بأمرهم.   (1) أبو داود رقم (5147) في الأدب، باب في فضل من عال يتيماً، والترمذي رقم (1913) في البر والصلة، باب ما جاء في النفقة على البنات، وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " 1/162 بلفظ الرواية الثانية وفي سنده سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل الأعشى لم يوثقه غير ابن حبان، وأخرج حديثه هذا في " صحيحه " رقم (2044) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن بالمجموع:أخرجه أحمد (3/42) قال: حدثنا محمد بن الصبّاح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد. والبخاري في الأدب المفرد (79) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (5147) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا خالد. وفي (5148) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. أربعتهم - إسماعيل بن زكريا، وخالد، وعبد العزيز بن محمد، وجرير- عن سُهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن بن مُكْمِل الأعشى، عن أيوب بن بشير فذكره. * أخرجه الحميدي (738) ، والترمذي (1916) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك. كلاهما - الحميدي، وابن المبارك- عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أيوب بن بشير، عن سعيد الأعشى، عن أبي سعيد، فذكره. *وأخرجه الترمذي (1912) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن سُهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد، فذكره. ولم يذكر (أيوب) . قلت: مداره على سعيد بن عبد الرحمن الأعشى، تفرد ابن حبان بتوثيقه، وللمتن شواهد تقدمت من حديث أنس وعائشة - رضي الله عنهما-. الحديث: 213 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 214 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كانت له أنثى، فلم يَئِدْهَا ولم يُهنْها، ولم يُؤثِرُ ولده، يعني: الذُّكور عليها، أدخله الله الجنة» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 414] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يئدها: من الوأد، وهو دفن الرجل ابنته حية، كما كانوا يفعلون في الجاهلية، وهي الموؤدة التي ذكرها الله - عزَّ وجلَّ - فقال: {وإذا الموؤدة سُئلت. بأيِّ ذنب قُتلت} [التكوير: 8، 9] .   (1) رقم (5146) في الأدب، باب في فضل من عال يتيماً، وفي سنده ابن حدير وهو لا يعرف، وباقي رجال السند ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/223) (1957) ، وأبو داود (5146) قال: حدثنا عثمان، وأبو بكر ابنا أبي شيبة. ثلاثتهم - أحمد، وعثمان، وأبو بكر- قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، عن ابن حُدير، فذكره. قلت: مداره على «ابن حُدير» لا يعرف، وأصح ألفاظه عن ابن عباس. «مَن قَبض يتيمًا من بين مُسلِمِينَ بإطعامه وشرابه، حتى يغنيه الله- عز وجل- عنه، أوجب الله له الجنة البتة، إلا أن يعمل عملاً لا يُغْفَرُ له، ومن أذهب الله كريمتيه، فصبر، واحتسب، أوجب الله له الجنة البتة، قالوا: وما كريمتاه؟ قال: عيناه، ومن عال ثلاث بنات، فأنفق عليهن وأحسن إليهن، حتى يُبْنَ، أو يَمُتْنَ أوْجَبَ اللهُ لَهُ الجَنَّةَ أَلْبَتَّةَ، إلا أن يعمل عملاً لا يُغْفَرُ له، قال: فناداه رجل من الأعراب ممن هاجر: يا رسول الله، أو اثنتين؟ قال: واثنتين» . قال: وكان ابن عباس إذا حدث بهذا الحديث، قال: هذا والله: من غرائب الحديث وغرره. أخرجه عبد بن حميد (615) قال: حدثني علي بن عاصم، والترمذي (1917) قال: حدثنا سعيد ابن يعقوب الطالقاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي. كلاهما - علي بن عاصم، وسليمان- عن أبي علي الرحبي حنش، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 214 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 215 - (د) عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنا وامرأةٌ سَفْعَاءُ الخدَّيْنِ كهاتين يوم القيامة» وأوْمَأ بيده يزيدُ بنُ زُرَيع: الوُسطَى والسَّبَّابَة، «امرأةٌ آمَتْ من زوجها، ذاتُ مَنْصِبٍ وجمال، حَبَسَتْ نَفْسَها على يَتاماها، حتى بانوا أو ماتوا» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] سفعاء الخدين: السفعة: السواد، والمراد: أنها بذلت وجهها حتى اسودَّ، إقامة على ولدها بعد وفاة زوجها لئلا يضيعوا. آمت: آمت المرأة: إذا صارت أيمًا، وهي من لا زوج لها، بكرًا كانت أو ثيبًا، تزوجت أو لم تتزوج بعد. بانوا: البين: البعد والانفصال، أراد: حتى تفرقوا أو ماتوا.   (1) رقم (5149) في الأدب، باب في فضل من عال يتيماً، وفي سنده النهاس بن قهم بن الخطاب البصري، قال الحافظ في " التقريب ": ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/29) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفيه أيضًا (6/29) قال: حدثنا وكيع. والبخاري في الأدب (141) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (5149) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد ابن زريع. أربعتهم - محمد بن بكر، ووكيع، وأبو عاصم، ويزيد- عن النهاس بن قهم، قال: حدثني شداد أبو عمار، فذكره. قلت: مداره على النهاس بن قهم بن الخطاب البصري، ضعفوه. الحديث: 215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 216 - (ت) عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - قال: زَعَمَتِ المرأةُ [ص: 415] الصالحةُ، خَوْلَةُ بنتُ حكيم، قالت: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ - وهو مُحْتَضِنٌ أحدَ ابنَي ابنتِه - وهو يقول: «إنكم لَتُبَخِّلُونَ، وتُجَبِّنُونَ، وتُجَهِّلُونَ، وإنكم لَمِنْ رَيحان الله» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] لتبخلون: تُبَخِّلُون: أي تحملون الإنسان على البخل، وتُجَبِّنُونَ: تحملونه على الجبن، وتُجَهِّلُونَ: تحملونه على الجهل، فإن من ولد له ولد بخل بماله، ليخلّفه لولده، وجبن عن القتال ليعيش له يربِّيه، وجهل حفظًا لقلبه، ورعاية له. ريحان الله: الريحان: الرزق، وسمي الولد ريحانًا؛ لأنه من رزق الله تعالى.   (1) رقم (1911) في البر والصلة، باب ما جاء في حب الولد، وفي سنده انقطاع، لا يعرف لعمر بن عبد العزيز سماعاً من خولة، وفي الباب عن الأشعث بن قيس عند أحمد 5/211 من حديث بلفظ " إنهم لمجبنة محزنة، إنهم لمجبنة محزنة " وفي سنده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وعن أبي سعيد عن أبي يعلى والبزار: " الولد ثمرة القلب وإنه مجبنة مبخلة محزنة " وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. وعن يعلى بن مرة الثقفي عند ابن ماجة رقم (3666) بلفظ جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه وقال: " إن الولد مبخلة مجبنة " وفي سنده سعيد بن أبي راشد لم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فقد صححه العراقي، والبوصيري، والحاكم 3/164، وأقره الذهبي. وعن الأسود بن خلف عند البزار نحوه. قال الهيثمي في " المجمع " 8/155: رجاله ثقات نقول: والحديث بهذه الشواهد يصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه الحميدي (334) ، وأحمد (6/409) ، والترمذي (1910) قال: حدثنا ابن أبي عمر. ثلاثتهم: - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وابن أبي عمر- قالوا: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن ابن أبي سويد، عن عمر بن عبد العزيز، فذكره. قلت: عمر لا يعرف له سماع من خولة - رضي الله عنها -. وفي الباب عن الأشعث بسند ضعيف أخرجه أحمد (5/211) ، وأبي سعيد بسند ضعيف أيضًا به العوفي، وعن يعلى بن مرة يأتي في زوائد ابن ماجة الحديث: 216 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 217 - (د) البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: «دخلتُ مع أبي بكر - أوَّلَ مَا قَدِمَ من المدينَةِ على أهْلِهِ - فإذا عَائِشةُ ابنتُهُ مُضْطَجِعَةٌ، قد [ص: 416] أصَابَتْها الحُمَّى، فأتاها أبو بكر، فقال: كيف أنتِ يا بُنَيَّةُ؟ وقَبَّلَ خَدَّها» . أخرجه أبو داود (1) . وقد أخرجه البخاري ومسلم في جملة حديث.   (1) رقم (5222) في الأدب: باب في قبلة الخد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (5222) قال: ثنا عبد الله بن سالم، ثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء «فذكره» . قلت: في المطبوع من السنن: «قد أصابتها حمى» . الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 218 - (ت) سعيد بن العاص - رحمه الله - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا من نَحْلٍ أفضل من أدبٍ حَسَنٍ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] نحل: النِّحلة: العطية والهبة.   (1) رقم (1953) في البر والصلة: باب ما جاء في أدب الولد، وفي سنده مجهول وضعيف وصححه الحاكم ورده الذهبي عليه بقوله: بل مرسل ضعيف، وقال الترمذي: غريب مرسل، أي: لأن عمرو بن سعيد بن العاص لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم فهو تابعي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (1952) قال: ثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا عامر بن أبي عامر الخزاز، حدثنا أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده، فذكره. قال أبو عيسى الترمذي:هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز وهو عامر بن صالح بن رستم الخزاز، وأيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، وهذا عندي حديث مرسل. أه. الحديث: 218 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 219 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأنْ يُؤَدِّبَ الرجلُ وَلَدَه، خيرٌ من أن يتصدق بصاع» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بصاع: الصاع: مكيال معروف بالحجاز، وهو عندهم يسع أربعة أمداد، والمدُّ: رطل وثلث بالعراقي، والمد عند العراقيين: رطلان بالعراقي، فيكون الصاع عند الحجازيين: خمسة أرطال وثلث رطل، وعند العراقيين: ثمانية أرطال.   (1) رقم (1952) في البر والصلة، باب ما جاء في أدب الولد، وقال: هذا حديث غريب، وناصح بن علاء الكوفي أحد رواته ليس عند أهل الحديث بالقوي ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/96، 102) قال: حدثنا علي بن ثابت الجزري، والترمذي (1951) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يحيى بن يعلى. كلاهما - علي، ويحيى- عن ناصح أبي عبد الله، عن سماك بن حرب، فذكره. قال عبد الله بن أحمد: وهذا الحديث لم يخرجه أبي في مسنده من أجل ناصح؛ لأنه ضعيف في الحديث، وأملاه عليّ في النوادر. قلت: وقال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، وناصح بن علاء الكوفي، ليس عند أهل الحديث بالقوي، ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه. الحديث: 219 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 220 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي، وإذا مات صاحبُكم فدَعُوهُ» . أخرجه الترمذي (1) مُسندًا ومرسلاً عن عُروة.   (1) رقم (3892) في المناقب، باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه الدارمي ص 292 وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وروي هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل. ومعنى قوله " فدعوه " أي: اتركوا ذكر مساوئه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: ورواية وكيع: «إذا مات صاحبُكُم فدَعُوهُ لا تَقَعُوا فيه» . وأخرجه الدارمي (2265) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4899) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3895) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - وكيع، وسفيان الثوري- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. قلت: قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وروي هذا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل. الحديث: 220 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 الباب الثالث: في بر اليتيم 221 - (خ ت د) سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا وكافل اليتيم في الجنة (1) هكذا» ، وأشار بالسبابة والوسطى، وفَرَّج بينهما شيئًا. أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود. إلا أن أبا داود قال: وفرَّق َ بين أصبعيه، الوسطى والتي تلي الإبهام (2) .   (1) قال الطيبي: في " الجنة " خبر " أنا " " وهكذا " نصب على المصدر من متعلق الخبر، وأشار بالسبابة والوسطى، أي أشار بهما إلى ما في ضميره عليه الصلاة والسلام من معنى الانضمام، وهو بيان هكذا. (2) البخاري 13/43 في الأدب، باب من يعول يتيمين، والترمذي رقم (1919) في البر والصلة، باب ما جاء في كفالة اليتيم، وأبو داود رقم (5150) في الأدب، باب فيمن ضم اليتيم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/333) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، والبخاري (7/68) قال: حدثنا عمرو بن زُرَارة، قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (8/10) ، وفي الأدب المفرد (135) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، وأبو داود (5150) قال: حدثنا محمد بن الصَّبَّاح بن سفيان، قال: أخبرنا عبد العزيز -يعني ابن أبي حازم-. والترمذي (1918) قال: حدثنا عبد الله بن عمران أبو القاسم المكي القرشي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. الحديث: 221 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 222 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «كافِلُ اليتيم، له أو لغيره، أنا وهو كهاتَيْن في الجنة» . [ص: 418] وقال مالكُ بنُ أنسٍ: بإصبعيه السبَّابة والوسطى. هذه رواية مسلم، وأرسله مالك في «الموطأ» عن صَفْوَانِ بنِ سُلَيْم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] كافل اليتيم: هو الذي يقوم بأمره، ويعوله ويربيه، واليتيم من الناس: من مات أبوه، ومن الدواب: من ماتت أمه، والضمير في «له» و «لغيره» راجع إلى كافل اليتيم، يعني: أن اليتيم، سواء كان الكافل له من ذوي رحمه وأنسابه، كولد ولده ونحوه، أو كان أجنبيًا لغيره تكفل به، فإن أجره واحد.   (1) مسلم رقم (2983) في الزهد والرقائق، باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم، والموطأ 2/948 في الشعر، باب السنة في الشعر. وجاء في " تهذيب التهذيب " 4/425 صفوان بن سليم المدني: أبو عبد الله. وقيل: أبو الحارث القرشي الزهري، مولاهم الفقيه. روى عن ابن عمر وأنس، وأبي بصر ة الغفاري، وعبد الرحمن بن غنم، وأبي أمامة بن سهل وغيرهم. قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث عابداً. وقال أحمد: هذا رجل يستسقى بحديثه، وينزل القطر من السماء بذكره، من خيار عباد الله الصالحين. مات سنة 132 عن اثنتين وسبعين سنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/375) ، ومسلم (8/221) ، قال: حدثني زهير بن حرب. كلاهما -أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب- عن إسحاق بن عيسى. قال: حدثنا مالك، عن ثور بن زيد الديلي. قال: سمعت أبا الغيث يحدث، فذكره. قلت: رواه مسلم في الزهد (2983) ، مالك في الشعر (2/948) . الحديث: 222 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 223 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قَبَضَ يتيمًا من بين المسلمين إلى طَعامِه وشَرابِه أدخلَهُ اللهُ الجنًّةَ البتَّةَ، إلا أن يكون قد عمل ذنبًا لا يُغفر» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 419] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] قبض: أي تسلم وأخذ. البتة: البت: القطع، يقال: لا أفعل ذلك البتة، أي لا رجعة لي فيه.   (1) رقم (1918) في البر والصلة، باب ما جاء في رحمة اليتيم، وفي سنده حنش وهو الحسين بن قيس الرحبي، قال الترمذي: وهو ضعيف. وفي " التقريب ": متروك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي [1917] قال: ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. قلت: قال الترمذي: وحنش هو حسين بن قيس، وهو أبو علي الرحبي، وسليمان التيمي يقول: «حنش» وهو ضعيف عند أهل الحديث. أه. الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 الباب الرابع: في إماطة الأذى عن الطريق 224 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما رجلٌ يمشي بطريق وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ على الطريق، فأخَّرَهُ، فشَكَرَ الله له، فَغَفَرَ له» . هذه رواية البخاري ومسلم و «الموطأ» والترمذي. ولمسلم أيضًا قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لقد رأيت رجلاً يَتَقَلَّبُ في الجنة، في شَجَرَة قَطَعَها مِنْ طريق المسلمين، كانت تُؤذي الناس» . وفي أخرى له قال: مرَّ رجل بِغُصْنِ شَجَرَةٍ على ظَهْرِ الطريق، فقال: «والله لأنَحِّيَنَّ هذا عن المسلمين لا يُؤذيهم، فأُدْخِلَ الجنة» . وأخرجه أبو داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «نَزَعَ رجلٌ لم يَعْمَلْ خيرًا قطُّ غُصْنَ شَوْكٍ عن الطريق، إمَّا كان (1) في شجرة فَقَطَعَهُ، وإمَّا [ص: 420] كان موضوعًا، فأماطه عن الطريق، فشكر الله ذلك له فأدْخَلَه الجنَّة (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] نزع وأماط: بمعنى أزال وأذهب.   (1) في المطبوع والأصل: إما قال: كان. (2) البخاري 2/279 في صلاة الجماعة، باب فضل التهجير إلى الظهر، وفي المظالم، باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به، وأخرجه مسلم رقم (1914) في البر والصلة، باب فضل إزالة الأذى، ورقم (1914) في الإمارة، باب بيان الشهداء، والموطأ 1/131 في صلاة الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، والترمذي رقم (1959) في البر والصلة، باب ما جاء في إماطة الأذى، وأخرجه أبو داود رقم (5245) في الأدب، باب إماطة الأذى، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة أبو صالح: أخرجه الحميدي (1140) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا سُهيل بن أبي صالح. وأحمد (2/341) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سُهيل. وفي (2/404) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا ابن عياش، يعني إسماعيل، عن سُهيل بن أبي صالح. وفي (2/495) قال: حدثنا ابن نُمير. قال: أخبرنا الأعمش. وفي (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن أبيه. وفي (2/533) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن سُمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن. والبخاري (1/167) قال: حدثنا قُتَيبة، عن مالك، عن سُمي مولى أبي بكر. وفي (3/177) قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا مالك، عن سُمي. وفي الأدب المفرد (229) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا وُهَيب، عن سُهيل. ومسلم (6/51، 8/34) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن سُمي. وفي (8/34) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير، عن سُهيل. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شَيبة. قال: حدثنا عُبيدالله. قال: حدثنا شَيْبان، عن الأعمش. وأبو داود (5245) قال: حدثنا عيسى بن حمامد، قال: أخبرنا الليث، عن محمد بن عَجْلان، عن زيد بن أسلم. وابن ماجة (3682) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة. قال: حدثنا عبد الله بن نُمير، عن الأعمش. والترمذي (1958) قال: حدثنا قُتَيبة، عن مالك بن أنس، عن سُمي. خمستهم- سهيل بن أبي صالح، والأعمش، وعبد الله بن دينار، وسُمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، وزيد ابن أسلم- عن أبي صالح السمان، فذكره. * أخرجه أحمد (2/286) قال: حدثنا سفيان بن عُيَينة، عن سُهيل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رجلاً رفع غصن شوك ... موقوفًا. - ورواه عنه أبو رافع: وفي رواية بهز: «إن شجرة كانت تؤذي المسلمين ... » . أخرجه أحمد (2/304) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (2/343، 416) قال: حدثنا عفان. ومسلم (8/34) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بَهْز. ثلاثتهم - أبو كامل، وعفان، وبَهْز- عن حماد بن سلمة. قال: أخبرنا ثابت، عن أبي رافع، فذكره. قلت: ورواه عنه عروة بن الزبير أخرجه أحمد (2/286) ، (2/439) ، ورواه عنه عبد الرحمن ابن يعقوب، أخرجه أحمد (2/485) . الحديث: 224 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 225 - (م) أبو ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عُرِضَتْ عليّ أعمالُ أمَّتي: حَسَنُها وسَيِّئُها، فوجدتُ في مَحاسِنِ أعمالها: الأذى يُماطُ عن الطريق، ووجدتُ في مساوِئِ أعمالها: النُّخَامَةَ تكون في المسجد لا تُدْفَنُ» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] النخامة: ما يبصُقُه الإنسان مع تنخع، وهي من مخرج حرف الخاء.   (1) رقم (553) في المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن البصاق في المسجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/180) قال: حدثنا وهب بن جرير، وعارم ويونس. والبخاري في الأدب المفرد (230) قال: حدثنا موسى. ومسلم (2/77) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، وشيبان بن فَرُّوخ، وابن خزيمة (1308) قال: حدثنا أبو قدامة، قال: حدثنا وهب بن جرير. ستتهم - وهب بن جرير، وعَارم، ويونس، وموسى، وعبد الله بن محمد بن أسماء، وشيبان بن فروخ- عن مهدي بن ميمون، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدِّيلي، فذكره. * أخرجه أحمد (5/178) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا مهدي. (ح) وحدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. وابن ماجة (3683) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا هشام بن حسان. كلاهما - مهدي، وهشام- عن واصل مولى أبي عُيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يَعْمَر، فذكره. ليس فيه (أبو الأسود) . * وفي رواية مهدي بن ميمون (5/178) قال: «وكان واصل رُبما ذكر أبا الأسود الديلي» . الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 226 - (م) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا نبي الله: إنِّي لا أدْرِي، لَعَسَى أنْ تَمضِيَ وأبْقَى بعدَك، فَزَوِّدْني شيئًا يَنفعُني الله به، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «افعلْ كذا، افعلْ كذا، وأمِرَّ الأذى عن الطريق (1) » . [ص: 421] وفي أخرى قال أبو بَرْزَةَ: قلتُ: يا نبيَّ الله، علمني شيئًا أنتَفِعُ به، قال: «اعْزِل الأذى عن طريق المسلمين» . أخرجه مسلم (2) .   (1) قال النووي: " أمر الأذى عن الطريق " هكذا هو في معظم النسخ، وكذا نقله القاضي عياض عن عامة الرواة بتشديد الراء، ومعناه: أزله، وفي بعضها " وأمز " بزاي مخففة، وهو بمعنى الأول. (2) رقم (2618) في البر والصلة، باب إماطة الأذى عن الطريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/420) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ووكيع، قالا: حدثنا أبان بن صمعة. وفي (4/422) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا أبو بكر، يعني ابن شعيب بن الحبحاب. وفي (4/423) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا أبو هلال الراسبي محمد بن سليم. وفي (4/423) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبان بن صمعة. والبخاري في الأدب المفرد (228) قال: حدثنا أبو عاصم، عن أبان بن صَمعة. ومسلم (8/34) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبان بن صمعة. وفي (8/35) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب. وابن ماجة (3681) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن أبان بن صمعة. ثلاثتهم - أبان، وأبو بكر بن شعيب، وأبو هلال الراسبي- عن جابر بن عمرو الراسبي أبي الوازع، فذكره. الحديث: 226 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 الباب الخامس: في أعمالٍ من البر متفرقة 227 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «السَّاعي على الأرْمَلَةِ (1) ، والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله - وأحْسِبُهُ قال - وكالقائم لا يفْتُرُ، وكالصائم لا يُفْطِرُ» . وفي رواية عن صفوان بن سُلَيم، يَرْفَعُهُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «السَّاعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصومُ النهار، ويقوم الليل» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وأخرج النسائي الرواية الأولى إلى قوله: «في سبيل الله (2) » . [ص: 422] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الساعي: على القوم: هو الذي يسعى في أمورهم، ويقوم بمصالحهم. الأرملة: المرأة التي مات زوجها، والأرمل: الرجل الذي ماتت زوجته.   (1) قال النووي: " الأرملة ": هي من لا زوج لها، سواء كانت تزوجت قبل ذلك أم لا، وقيل: هي التي فارقها زوجها، قال ابن قتيبة: سميت أرملة، لما يحصل لها من الإرمال، وهو الفقر، وذهاب الزاد بفقد الرجل، يقال: أرمل الرجل، إذا فني زاده. (2) البخاري 11/426 في النكاح، باب النفقات، ومسلم رقم (2982) في الزهد، باب الإحسان إلى الأرملة، والترمذي رقم (1960) في البر والصلة، باب ما جاء في السعي على الأرملة، والنسائي 5/86 و 87 في الزكاة، باب فضل الساعي على الأرملة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال الحافظ المزي: البخاري في النفقات عن يحيى بن قزعة، وفي الأدب عن القعنبي، وعن إسماعيل ثلاثتهم عن مالك، عن ثور بن زيد، عن سالم، عن أبي هريرة. ومسلم في الأدب، عن القعنبي به، والترمذي في البر عن إسحاق بن موسى الأنصاري عن معن، عن مالك به، وقال: حسن صحيح غريب. والنسائي في الزكاة عن عمرو بن منصور، عن القعنبي به، وابن ماجة في التجارات عن ابن كاسب، عن عبد العزيز بن محمد، عن ثور به. الحديث: 227 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 228 - (خ د) أبو كبشة السلولي (1) - رحمه الله - أنَّ عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أربعون خَصْلَةً أعلاها: مَنِيحَةُ الْعَنْزِ، مَا مِنْ عامِلٍ يعمل بخَصلةٍ منها رجاءَ ثَوابِها وتصديقَ مَوْعُودِها إلا أدْخَلَهُ الله بها الجنَّة» . قال حسَّان بن عطية - الراوي عن أبي كبشة -: فَعَدَدْنا ما دون مَنيحَةِ الْعَنْزِ مِنْ: رَدِّ السلام، وتَشْمِيت العَاطِسِ، وإماطَةِ الأذَى عن الطَّريق، ونحوه، فما استَطَعْنَا أن نَصِلَ إلى خَمْس عَشَرَة خَصْلَةً (2) . أخرجه البخاري [ص: 423] وأبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] منيحة: المنيحة: هي الناقة أو الشاة يعطيها الرجل رجلاً آخر يحلبها، وينتفع بلبنها، ثم يعيدها إليه. تشميت العاطس: بالشين والسين، والشين أعلى، وهو أن تقول له: يرحمك الله، ونحو ذلك، وهو في الأصل: الدعاء، وكل داعٍ بخير: مشمِّت.   (1) قال في التهذيب 12/410 أبو كبشة الشامي السلولي. روى عن أبي الدرداء، وثوبان، وعبد الله بن عمرو، وسهل بن الحنظلية. ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام، وقال أبو حاتم: لا أعلم أنه يسمى. وسلول: فخذ من قيس، وهم بنو مرة بن صعصعة، وسلول أمهم. (2) قال الحافظ في " الفتح " 5/180، 181 قال ابن بطال: ليس في قول حسان ما يمنع من وجدان ذلك، وقد حض صلى الله عليه وسلم على أبواب من أبواب الخير والبر لا تحصى كثرة، ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان عالماً بالأربعين المذكورة، وإنما لم يذكرها لمعنى هو أنفع لنا من ذكرها، وذلك خشية أن يكون التعيين لها مزهداً في غيرها من أبواب البر، قال: وقد بلغني أن بعضهم تطلبها فوجدها تزيد على الأربعين، فمما زاده: إعانة الصانع، والصنعة للأخرق، وإعطاء شسع، [ص: 423] والستر على المسلم، والذب عن عرضه، وإدخال السرور عليه، والتفسح في المجلس، والدلالة على الخير، والكلام الطيب، والغرس، والزرع، والشفاعة، وعيادة المريض، والمصافحة، والمحبة في الله، والبغض لأجله، والمجالسة لله، والتزاور، والنصح، والرحمة، وكلها في الأحاديث الصحيحة وفيها ما قد ينازع في كونه دون منيحة العنز، وحذفت مما ذكره أشياء قد تعقب ابن المنير بعضها، وقال: الأولى أن لا يعتنى بعدها لما تقدم. (3) البخاري 6/172 في الهبة، باب فضل المنيحة، وأبو داود رقم (1683) في الزكاة، باب في المنيحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال الحافظ المزي: البخاري في الهبة عن مسدد، وأبو داود في الزكاة عن إبراهيم بن موسى، كلاهما عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي. الحديث: 228 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 229 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «على كُلِّ مسلمٍ صدقةٌ» ، قيل: أرأيت إنْ لم يَجِدْ؟ قال: «يَعْتَمِلُ بِيَديْه، فينفعُ نفسَهُ ويتصدَّقُ» قال: أرأيتَ إنْ لم يستَطِعْ؟ قال: «يُعينُ ذا الحاجة الملْهُوفَ» ، قال: قيل له: أرأيتَ إن لم يستطع؟ قال: «يأمُرُ بالمعروف، أو الخير» ، قال: أرأيت إنْ لم يفْعَل؟ قال: «يُمسِكُ عن الشَّرِّ، فإنَّها صدقة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 424] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الملهوف: المظلوم يستغيث.   (1) البخاري 4/50 في الزكاة، باب على كل مسلم صدقة و 10/374، 375 في الأدب، باب كل [ص: 424] معروف صدقة، وأخرجه مسلم رقم (1009) في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/395) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (4/411) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد بن حميد (561) قال: حدثني أبو الوليد، والبخاري (2/143) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، وفي (8/13) ، وفي الأدب المفرد (225) قال: حدثنا ادم بن أبي إياس. وفي الأدب المفرد (306) قال: حدثنا حفص بن عمر، ومسلم (3/83) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (5/64) قال: أخبرني محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. ثمانيتهم - عبد الرحمن، ومحمد بن جعفر، وأبو الوليد، ومسلم، وآدم، وحفص، وأبو أسامة، وخالد بن الحارث- عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة. الحديث: 229 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 230 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلُّ سلامى من الناس عليه صدقةٌ، كلَّ يومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمسُ» قال: تَعدِلُ بين الاثنين (1) صدقة، وتُعينُ الرَّجل في دابته، فتحمله عليها أو ترفع له عليها مَتاعَه، صدقةٌ» ، قال: «والكلمَةُ الطَّيِّبَةُ صدقة، وكلُّ خُطوةٍ تمشيها إلى الصلاة صَدَقة، وتُميطُ الأذى عن الطريق صدقة» . أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] سُلامى: واحدة السلاميات، وهي مفاصل الأنامل.   (1) قال الكرماني: يصلح بينهما بالعدل، والجملة في تأويل المصدر مبتدأ خبره صدقة. وفاعله الشخص أو المكلف، أو هو مبتدأ على تقدير: العدل، نحو " تسمع بالمعيدي خير من أن تراه " وقوله تعالى: {ومن آياته يريكم البرق} [الروم: 24] . " وكل يوم " بالنصب، ظرف لما قبله، وبالرفع مبتدأ، والجملة بعده خبره. والعائد يجوز حذفه. (2) البخاري 5/226 في الصلح، باب فضل الإصلاح بين الناس و 5/63 و 92 في الجهاد، باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر، وباب من أخذ بالركاب ونحوه، وأخرجه مسلم رقم (1009) في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة همام بن منبه: أخرجه أحمد (2/312) قالك حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن مبارك. وفي (2/316) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. وفي (2/374) قال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا ابن المبارك. والبخاري (3/245، 4/68) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا عبد الرزاق. وفي (4/42) قال: حدثني إسحاق بن نصر. قال: حدثنا عبد الرزاق، ومسلم (3/83) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. وابن خزيمة (1494) قال: حدثنا الحسين. قال: حدثنا ابن المبارك. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق- عن معمر، عن همام، فذكره. قلت: ورواه عنه الحسن، أخرجه أحمد (2/328) ، ورواه عنه أبو يونس سليم بن جبير، أخرجه أحمد (2/350) ، ورواه عنه خلاس، أخرجه أحمد (2/395) والألفاظ بنحوه. ك الحديث: 230 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 231 - (خ م) حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: يا رسولَ الله: أرأيتَ أمُورًا كُنْتُ أتحنَّثُ بها في الجاهلية: من صلاة، وعَتاقَة، وصدقة، [ص: 425] هل لي فيها أجرٌ؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أسْلَمتَ على ما سلَفَ لك من خير» (1) . [ص: 426] وفي رواية، قال عروة بن الزبير: إن حكيم بن حزام أعتَقَ في الجاهلية مائة رقبة، وحَمَلَ على مائة بعيرٍ، فلما أسلم حَمَلَ على مائةِ بعيرٍ، وأعتق مائة رقبة، قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: يا رسول الله، أشياءَ كُنتُ أصْنَعُها في الجاهلية، كنتُ أتحَنَّثُ بها - يعني أتَبَرَّرُ بها - قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أسلمت على ما سَلَف لك من خير» ، وفي أخرى: «أسلمت على ما أسلفتَ لك من خير» قلتُ: فوالله لا أدَعُ شيئًا صنعتُه في الجاهلية إلا فَعَلْتُ في الإسلام مثله. أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أَتَحنَّث: التحنث: التعبد، يقال: تحنث فلان: إذا فعل فعلاً يخرج به من الحنث، وهو الذنب والإثم. رَقَبَةً: الرقبة: العنق، وهي كناية عن ذات الإنسان، يقال: أعتق رقبة: إذا حرَّرَ عبدًا.   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 1/76، 77: اختلف في معناه. فقال الإمام أبو عبد الله المازري: ظاهره خلاف ما تقتضيه الأصول، لأن الكافر لا يصح منه القربة، فلا يثاب على طاعة. ويصح أن يكون مطيعاً غير متقرب، كنظره فيما يوصل إلى الإيمان، فإنه مطيع فيه من حيث إنه كان موافقا للأمر. والطاعة عندنا: موافقة الأمر، ولكنه لا يكون متقرباً، لأن من شرط المتقرب أن يكون عارفاً بالمتقرب إليه، وهو في حين نظره لم يحصل له العلم بالله تعالى. فإذا تقرر هذا، علم أن الحديث متأول، وهو يحتمل وجوهاً. أحدها: أن يكون معناه: اكتسبت طباعاً جميلة، وأنت تنتفع بتلك الطباع في الإسلام، وتكون تلك العادة تمهيداً لك ومعونة على فعل الخير. والثاني: معناه: اكتسبت بذلك ثناءً جميلاً، فهو باق عليك في الإسلام. والثالث: أنه لا يبعد أن يزاد في حسناته التي يفعلها في الإسلام، ويكثر أجره لما تقدم له من الأفعال الجميلة، وقد قالوا في الكافر: إنه إذا كان يفعل الخير فإنه يخفف عنه به، فلا يبعد أن يزاد هذا في الأجور. هذا آخر كلام المازري. وقال القاضي عياض: قيل معناه: ببركة ما سبق لك من خير هداك الله تعالى إلى الإسلام، وأن من ظهر منه خير في أول أمره، فهو دليل على سعادة أخراه وحسن عاقبته. هذا كلام القاضي. وذهب ابن بطال وغيره من المحققين: إلى أن الحديث على ظاهره، وأنه إذا أسلم الكافر؛ ومات على الإسلام يثاب على ما فعله من الخير في حال الكفر، واستدلوا بحديث أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه، كتب الله تعالى له كل حسنة كان زلفها، ومحا عنه كل سيئة كان زلفها، وكان عمله بعد: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها، إلا أن يتجاوز الله تعالى عنه ". ذكره الدارقطني في غريب حديث مالك، ورواه عنه من تسع طرق، وثبت فيها كلها: أن الكافر إذا حسن إسلامه يكتب له في الإسلام كل حسنة كان عملها في الشرك. وقال ابن بطال بعد ذكره الحديث: ولله تعالى أن يتفضل على عباده بما شاء، لا اعتراض لأحد عليه. قال: وهو كقوله عليه الصلاة والسلام لحكيم بن حزام " أسلمت على ما أسلفت من خير ". وأما قول الفقهاء: لا يصح من الكافر عبادة، ولو أسلم لم يعتد بها، فمرادهم أنه لا يعتد له بها في أحكام الدنيا، وليس فيه تعرض لثواب الآخرة. فإن أقدم قائل على التصريح بأنه إذا أسلم لا يثاب [ص: 426] عليها في الآخرة، رد قوله بهذه السنة الصحيحة. وقد يعتد ببعض أفعال الكافر في أحكام الدنيا، فقد قال الفقهاء: إذا وجب على الكافر كفارة ظهار أو غيرها، فكفر في حال كفره، أجزأه ذلك. وإذا أسلم لم يجب عليه إعادتها. واختلف أصحاب الشافعي فيما إذا أجنب واغتسل في حال كفره ثم أسلم، هل تجب عليه إعادة الغسل، أم لا؟ وبالغ بعض أصحابنا، فقال: يصح من كل كافر كل طهارة من غسل ووضوء وتيمم، فإذا أسلم صلى بها. والله أعلم. (2) البخاري 4/44 في الزكاة، باب من تصدق في الشرك ثم أسلم، وفي البيوع: باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه، وفي العتق، باب عتق المشرك، وفي الأدب، باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم، وأخرجه مسلم رقم (123) في الإيمان، باب حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (54) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/434) قال: قريء على سفيان. والبخاري (3/193) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (1/79) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو معاوية. وفي (1/79) أيضًا قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. أربعتهم - سفيان، وأبو أسامة، وأبو معاوية، وابن نمير- عن هشام بن عروة. 2 - وأخرجه أحمد (3/402) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (3/402) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. والبخاري (2/141) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: حدثنا معمر، وفي (3/107، 8/7) وفي الأدب المفرد (70) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (1/79) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا حسن الحُلْواني، وعبد بن حميد، قال الحلواني: حدثنا، وقال عبد: حدثني يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح، وفي (1/79) أيضًا قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، أربعتهم - معمر، ويونس، وشعيب، وصالح- عن الزهري. كلاهما - هشام بن عروة، والزهري- عن عروة، فذكره. الحديث: 231 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 232 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قُلتُ: يا رسول الله: إنَّ ابنَ جُدْعانَ كان في الجاهلية يَصِلُ الرحمَ، ويُطعم المسكينَ، فهل ذلك نَافِعُهُ؟ قال: «لا ينفعُهُ، إنه لم يقل يومًا: رب اغفِرْ لي خطيئتي يومَ الدين» .أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (214) في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/93) ، ومسلم (1/136) . كلاهما عن عبد الله بن محمد أبي بكر بن أبي شيبة (قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد- قال: حدثنا حفص بن غياث، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، فذكره. الحديث: 232 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 233 - (م) أبو ذرٍّ - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تحقِرَنَّ مِنَ المعروف شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاك بوجْهٍ طَلقٍ» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] طلق: الطلاقة: البشاشة والبشر.   (1) رقم (2626) في البر والصلة، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/173) قال: حدثنا روح. ومسلم (8/37) قال: حدثني أبو غسان المِسمَعي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. والترمذي (1833) قال: حدثنا الحسين بن علي بن الأسود البغدادي، قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي، قال: حدثنا إسرائيل. ثلاثتهم - روح بن عبادة، وعثمان بن عمر- وإسرائيل- عن صالح بن رستم أبي عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. الحديث: 233 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 234 - (خ م د ت) حذيفة وجابر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلُّ معْروفٍ صدقة» . أخرجه البخاري ومسلم عنهما (1) ، وأبو داود عن حذيفة وحده. وأخرجه الترمذي عن جابر، وزاد: «وإن من المعروف: أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْقٍ، وأن تُفرِغَ من دلْوكَ في إناءِ أخيك (2) » . [ص: 428] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] معروف: كل ما ندب إليه الشرع، أو نهى عنه من المحسنات، والمقبحات، فهو معروف.   (1) البخاري عن جابر، ومسلم عن حذيفة. (2) البخاري 13/55 في الأدب، باب كل معروف صدقة، ومسلم رقم (1005) في الزكاة، باب أن اسم الصدقة يقع على كل معروف، وأبو داود رقم (4947) في الأدب، باب في المعونة للمسلم [ص: 428] والترمذي رقم (1971) في البر والصلة، باب ما جاء في طلاقة الوجه. وقال: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/383) ، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/397) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/397، 398) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/405) قال: حدثنا يزيد بن هارون، والبخاري في الأدب المفرد (233) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (3/82) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عباد بن العوام. وأبو داود (4947) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. ستتهم - أبو معاوية، وشعبة، ويزيد، وسفيان، وأبو عوانة، وعباد بن العوام- عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي، فذكره. الحديث: 234 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 235 - (خ م ت) عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما منكم مِنْ أحدٍ إلا سَيكَلِّمُهُ ربُّه، ليس بينه وبينه تَرْجُمان، فَيَنْظُرُ أيمنَ منه، فلا يَرَى إلا ما قَدَّمَ، ويَنْظُرُ أشْأمَ منه، فلا يَرَى إلا ما قَدَّمَ، وينظر بين يديه، فلا يرى إلا النارَ تِلْقَاءَ وَجْهه، فَاتَّقُوا النَّار ولو بِشِقِّ تَمرةٍ» زاد في رواية: «فمن لم يجد فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبةٍ» . وفي رواية: أنه ذكر النار فتعوَّذ منها، وأشاح بوجهه ثلاث مرات ثم قال: «اتقوا النَّار ولو بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فإن لم تَجِدُوا فَبِكَلَمةٍ طيبة» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الأولى (1) . [ص: 429] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تَرْجُمان: الترجمان: ناقل الكلام من لغة إلى لغة. أيمن منه وأشأم منه: يعني عن يمينه، وشماله، واليد اليسرى تُسمَّى: الشُّؤمَى. فتعوَّذ منها: تعوَّذت من الشيء: إذا قلت: أعوذ بالله منك، والمعنى: لجأت منك إليه، وانتصرت به. أشاح: أي: أعرض.   (1) البخاري 17/254 و 255 في التوحيد، باب كلام الرب عز وجل، و (204) و (205) ، باب في قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة} ، و 4/24 في الزكاة، باب الصدقة قبل الرد، و 26 باب تصدقوا ولو بشق تمرة، و 7/423 و 424 في الأنبياء، باب في علامات النبوة، و 13/56 في الأدب، باب طيب الكلام، و 14/196 و 197 في الرقاق، باب من نوقش الحساب عذب، و (224) في باب صفة الجنة والنار، وأخرجه مسلم رقم (1016) في الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، والترمذي رقم (2427) في صفة القيامة في القيامة في شأن القصاص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/256) قال: حدثنا وكيع، وأبو معاوية. وفي (4/377) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (8/139) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (9/162) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (9/181) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. ومسلم (3/86) قال: حدثنا علي بن حُجْر السعدي، وإسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خَشْرم، قال ابن حُجر: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (185، 1843) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2415) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو السائب، قال: حدثنا وكيع. خمستهم -وكيع، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وأبو أسامة، وعيسى بن يونس - عن الأعمش. 2 - وأخرجه أحمد (4/256) قال: حدثنا عبد الرحمن، وابن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، والدارمي (1664) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/14) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، وفي (8/144) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/86) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (5/75) قال: أنبأنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، وابن خزيمة (2428) قال: حدثنا الحسين بن الحسن، وعتبة بن عبد الله، قالا: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا شعبة، كلاهما - شعبة، والأعمش- عن عمرو بن مرة. كلاهما - الأعمش، وعمرو بن مرة- عن خيثمة بن عبد الرحمن فذكره. الحديث: 235 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 236 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الكملة الطيبة صدَقةٌ» . هذا الحديث ذكره رَزينٌ، ولم أجده في الأصول (1) .   (1) وهو قطعة من حديث أبي هريرة الذي تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 237 - () البراء - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا رجلٌ يَمنَحُ أهْلَ بَيْتٍ نَاقَةً تَغْدُو بِعُسٍّ وتَرُوحُ بِعُسٍّ؟ إنَّ أجرها لَعَظيم» . وهذا الحديث أيضًا لرزين (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بِعُسٍّ: العُسُّ: القدحُ الكبير، أراد: أنها تحلب بكرة قدحًا حين تغدو إلى المرعى، وعشاء قدحًا حين تروح إلى البيت.   (1) وهو بمعنى حديث مسلم الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 237 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 238 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - يَبْلُغُ به (1) ، ألا رجلٌ يَمنَح (2) أهل بيت ناقةً تَغْدُو بِعَشَاءٍ (3) ، وتَرُوح بعشاءٍ؟ إنَّ أجرها لعظيم. أخرجه مسلم (4) .   (1) قال النووي: " يبلغ به " معناه: يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، فكأنه قال: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فلا فرق بين هاتين الصيغتين باتفاق العلماء ". (2) قال النووي: بفتح النون، أي: يعطيهم ناقة، يأكلون لبنها مدة، ثم يردونها إليه، وقد تكون المنيحة عطية للرقبة بمنافعها مؤبدة، مثل الهبة. (3) قال النووي في شرح مسلم 1/328: وفي نسخة " تغدو بعس وتروح بعس " وهو - بضم العين وتشديد السين المهملة - القدح الكبير، هكذا ضبطناه، وروي " بعشاء " بشين معجمة ممدوداً، قال القاضي: وهذه رواية أكثر رواة مسلم، قال: والذي سمعناه من متقني شيوخنا " بعس " وهو القدح الضخم. قال: وهذا هو الصواب المعروف، قال: وروي من رواية الحميدي بعساء بالسين المهملة، وفسره الحميدي بالعس الكبير وهو من أهل اللسان، قال: وضبطناه عن أبي مروان بن سراج: بكسر العين وفتحها معاً، ولم يقيده الجياني وأبو الحسن بن أبي مروان عنه إلا بالكسر وحده، هذا كلام القاضي، ووقع في كثير من نسخ بلادنا أو أكثرها من صحيح مسلم " بعساء " بسين مهملة ممدودة، والعين مفتوحة. (4) رقم (1019) في الزكاة، باب فضل المنيحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1061) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (3/216) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف، وإسماعيل، عن مالك، وفي (7/141) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، ومسلم (3/88) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ومالك، وشعيب- عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره. الحديث: 238 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 الكتاب الثاني: في البيع ،وفيه عشرة أبواب الباب الأول: في آدابه ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في الصدق والأمانة 239 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «التَّاجِرُ الأمينُ الصَّدُوقُ: مع النَّبيِّينَ والصِّدِّيقين والشُّهداء» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1209) في البيوع، باب ما جاء في التجار، وفي سنده أبو حمزة واسمه عبد الله بن جابر لم يوثقه غير ابن حبان، وللحديث شاهد عند ابن ماجة رقم (2139) في التجارات من حديث ابن عمر وفي سنده ضعف، ولذا قال الترمذي عن حديث أبي سعيد: هذا حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن بالمجموع: أخرجه الدارمي (2542) . قال: أخبرنا قبيصة. والترمذي (1209) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا قَبيصة. (ح) وحدثنا سُويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - قبيصة، وابن المبارك- عن سفيان الثوري، عن أبي حمزة، عن الحسن، فذكره. * قال عبد الله الدارمي: لا علم لي به، إن الحسن سمع من أبي سعيد. وقال: أبو حمزة هذا هو صاحب إبراهيم، وهو ميمون الأعور. قلت: وللحديث شواهد تأتي، إن شاء الله تعالى. الحديث: 239 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 240 - (ت) رفاعة بن رافع - رضي الله عنه - قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المصلى، فرأى الناس يَتبايَعُونَ، فقال: «يا مَعْشرَ التُّجَّار» ، [ص: 432] فاستجابوا، ورفَعُوا أعناقَهم وأبصارهم إليه، فقال: «إنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يوم القيامة فُجَّارًا إلا مَنِ اتَّقَى الله، وبَرَّ وصَدَقَ (1) » أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فاستجابوا: استجبت لفلان: إذا دعاك، فأجبت دعاءه، وأطعته فيما أمرك. فُجارًا: الفجار: جمع فاجر، والفاجر: المنبعث في المعاصي والمحارم.   (1) بأن لم يرتكب كبيرة ولا صغيرة من غش وخيانة، " وبر "، أي: أحسن إلى الناس في تجارته، وقام بمواساة الفقراء فتجاوز لهم " وصدق " أي: في يمينه وسائر كلامه، لوما كان الغرض من التجارة هو جمع المال، كان الشأن أن يغفل التجار عن مرضاة الله وعن حسابه، فندر فيهم البر الصادق، وكان الغالب عليهم التهالك على ترويج السلع بما ينفقها لهم من الأيمان الكاذبة ونحو ذلك من احتكار الطعام وحاجات المعيشة، ثم يتغالون في أثمانها بلا شفقة على الفقير، ولا رحمة بالمسلمين، حكم عليهم بالفجور، واستثنى منهم النادر، وهو من اتقى وبر وصدق في نيته وقوله وعمله. (2) رقم (1210) في البيوع، باب ما جاء في التجار، وأخرجه ابن ماجة رقم (2146) في التجارات، وابن حبان (1095) موارد، وفي سنده إسماعيل بن عبيد بن رفاعة لم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم، وأخرج أحمد في " المسند " 3/428 و 444 من حديث عبد الرحمن بن شبل مرفوعاً " إن التجار هم الفجار " قالوا: يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع؟ قال: " بلى، ولكنهم يحلفون فيأثمون، ويحدثون فيكذبون ". وقد جود المنذري إسناده وصححه الحاكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (2541) قال: أخبرنا أبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان، وابن ماجة (2146) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي. والترمذي (1210) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، قال: حدثنا بشر بن المفضل. ثلاثتهم - سفيان، ويحيى، وبشر- عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، فذكره. قال الدارمي: كان أبو نُعيم يقول: عبد الله بن رفاعة، وإنما هو إسماعيل بن عبيد بن رفاعة. الحديث: 240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 241 - (ت د س) قيس بن أبي غرزَة - رضي الله عنه - قال: كُنَّا في عَهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نُسَمَّى - قبل أن نُهاجِرَ - السَّماسِرة، فمرَّ بنا يومًا بالمدينة فَسَمَّانا باسمٍ هو أحسنُ منه (1) ، فقال: «يا مَعْشَرَ التُّجَّار، إنَّ البَيْعَ يَحْضُرُه [ص: 433] اللَّغْوُ والحَلِفُ» . وفي رواية: «الحَلِفُ والكَذِبُ» . وفي أخرى: «اللَّغْوُ والكذبُ، فَشُوبُوه بالصدقة (2) » . هذه رواية أبي داود. ورواية الترمذي نحوه، وفيه «إن الشيطانَ والإثْمَ يحضران البيع، فَشُوبُوا بَيْعَكم بالصدقة» . ورواية النسائي قال: كنا بالمدينة نَبيعُ الأوْسَاقَ ونبتاعُها، و [كُنَّا] نُسمِّي أنفسَنا السَّماسِرَةَ، ويُسمينا النَّاسُ، فخرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَسَمَّانا باسم هو خيرٌ من الذي سَمَّيْنا به أنْفُسَنا، فقال: «يا مَعْشَرَ التُّجَّار، إنه يشهَدُ بيعكم الحلِفُ واللَّغْوُ، فَشُوبُوه بالصدقة (3) » . [ص: 434] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] السماسرة: لفظ أعجمي، وكان أكثر من يعالج البيع، والشراء فيهم: العجم، فلُقِّبوا هذا الاسم عندهم، فسمَّاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اسمًا من التجارة التي هي اسم عربي. اللَّغْوُ: الكلام الرديء المطروح، وهو في الأصل: من لَغَا: إذا قال: هَذَرًا. فَشُوبُوه: الشَّوْبُ: الخلط، قال الخطابي: إنما أمرهم فيه بالصدقة، وأراد: صدقة غير معينةٍ في تضاعيف الأيام، لتكون كفارة لما يجري بينهم من اللغو والحلف، وليست بالصدقة الواجبة التي هي الزكاة.   (1) قيل: لأن اسم التاجر أشرف من اسم السمسار في العرف العام. ولعل وجه الأحسنية: أن [ص: 433] السمسرة تطلق الآن على المكاسين، أو لعل هذا الاسم كان يطلق في عهده عليه الصلاة والسلام على من فيه نقص. والأحسن ما قاله الطيبي: وذلك أن التجارة عبارة عن التصرف في رأس المال طلباً للربح، والسمسار كذلك، لكن الله تعالى ذكر التجارة في كتابه غير مرة على سبيل المدح، كما قال الله تعالى: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم} [الصف: 10] وقوله: {تجارة عن تراض} [النساء: 29] وقوله: {تجارة لن تبور} [فاطر: 29] . (2) " فشوبوه " بضم أوله، أي: اخلطوا بيعكم وتجارتكم بالصدقة، فإنها تطفئ غضب الرب " إن الحسنات يذهبن السيئات " كذا قيل، وهو إشارة إلى قوله تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم} [التوبة: 101] . (3) الترمذي رقم (1208) في البيوع، باب ما جاء في التجار، وأبو داود رقم (3326) و (3327) في البيوع، باب في التجارة يخالطها الحلف، والنسائي 7/15 في الأيمان، باب في اللغو والكذب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (438) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جامع بن أبي راشد، وعبد الملك بن أعين، وعاصم بن بهدلة، وأحمد (4/6) قالك حدثنا سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، وعاصم. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة. (ح) وحدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، قال: حبيب بن أبي ثابت أخبرني. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت. (ح) وحدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/6، 280) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وأبو داود (3326) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (3327) قال: حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي، وحامد بن يحيى، وعبد الله بن محمد الزهري، قالوا: حدثنا سفيان، عن جامع بن أبي راشد، وعبد الملك بن محمد الزهري، قالوا: حدثنا سفيان، عن جامع بن أبي راشد، وعبد الملك ابن أعين، وعاصم. وابن ماجة (2145) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، والترمذي (1208) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم. (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، والنسائي (7/14، 15) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان، عن عبد الملك، وعاصم، وجامع. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة. (ح) وأخبرنا علي بن حُجر، ومحمد بن قدامة. قالا: حدثنا جرير، عن منصور، وفي (7/247) قال: أخبرني محمد بن قدامة، عن منصور. سبعتهم - جامع بن أبي راشد، وعبد الملك بن أعين، وعاصم بن بهدلة، ومغيرة بن قسم، وحبيب بن أبي ثابت، وسليمان الأعمش، ومنصور بن المعتمر- عن أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكره. * أخرجه أحمد (4/6) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، قال: حدثني إبراهيم مولى صخير، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينهى عن بيع. فقالوا: يا رسول الله، إنها معايشنا، قال: «فلا خلاب إذًا» وكنا نُسمَّى السماسرة.. فذكر الحديث. الحديث: 241 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 242 - (م س) أبو قتادة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إيَّاكم وكثرة الحلِفِ في البيع، فإنه يُنَفِّقُ، ثم يَمحَقُ» . أخرجه مسلم والنسائيّ (1) .   (1) مسلم رقم (1607) في المساقاة، باب النهي عن الحلف في البيع، والنسائي 7/246 في البيوع، باب المنفق سلعته بالحلف الكاذب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/297) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، (ح) وحدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، وفي (5/301) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. ومسلم (5/56) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير. وابن ماجة (2209) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعل بن عياش، قالا: حدثنا محمد بن إسحاق، والنسائي (7/246) قال: أخبرني هارون عبد الله. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: أخبرني الوليد، يعني ابن كثير. كلاهما - محمد بن إسحاق، والوليد بن كثير- عن معبد بن كعب بن مالك، فذكره. الحديث: 242 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 243 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الحلِفُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ» . هذه رواية البخاري ومسلم. [ص: 435] وعند أبي داود: «مَمْحَقَةٌ لِلبرَكَة (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يمحق: المحق: النقص، ومنه قوله تعالى: {يمحق الله الربا ويُربي الصدقات} [البقرة: 276] أي: ينقص هذا ويزيد هذه، وقوله: «مَمْحَقَةٌ ومنفقة» أي مظنة للمحق والنفاق، ومجراة بهما.   (1) البخاري 5/219 في البيوع، باب {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} ، ومسلم رقم (1607) في المساقاة، باب النهي عن الحلف في البيع، وأبو داود رقم (3335) في البيوع، باب كراهية اليمين في البيع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1031) قال: حدثنا أبو ضمرة، والبخاري (3/78) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث. ومسلم (5/56) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا أبو صفوان الأموي، (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب، وأبو داود (3335) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عنبسة، والنسائي (7/246) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب. خمستهم - أبو ضمرة أنس بن عياض، والليث، وأبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وابن وهب، وعنبسة بن خالد- عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. قلت: ورواه عنه عبد الرحمن بن يعقوب، أخرجه الحميدي (1030) ، وأحمد (2/235) ، (2/242) ، (2/413) من طريق ابنه العلاء. الحديث: 243 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 244 - (خ م ت د س) حكيم بن حزام - رضي الله عنهما - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «البيِّعانِ بالخيار ما لم يَتَفَرَّقا» ، أو قال: «حتى يتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا، بُورِك لهما في بيعهما، وإن كَتَما وكَذَبا، مُحِقَت بَرَكَةُ بَيْعِهِما» . وفي رواية أخرى للبخاري: «فإن صَدَقَ البيِّعانِ وبيِّنا، بورِكَ لهما في بَيْعِهما، وإن كَتَما وكذَبا، فَعَسَى أنْ يَرْبَحا رِبحًا ما، ويَمحَقا بركَةَ بيْعِهما، اليمينُ الفَاجِرَةُ: مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ» . أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» (1) . [ص: 436] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] اليمين الفاجرة: هي الكاذبة التي يفجر بها حالفُها، أي: يعصي ويأثم.   (1) البخاري 5/214 و 215 في البيوع، باب إذا بين البيعان و 216، باب ما يمحق الكذب والكتمان في البيع و 232، باب البيعان في الخيار ما لم يتفرقا، وباب إذا كان البائع بالخيار هل يجوز البيع، وأخرجه مسلم رقم (1532) في البيوع، باب ثبوت خيار المجلس للمتبايعين، والترمذي رقم (1246) في البيوع، باب ما جاء في البيعين بالخيار، وأبو داود رقم (3459) في الإجارة، باب خيار المتبايعين، والنسائي 7/244 و 245 في البيوع، باب ما يجب على التجار من التوقية. وفي الحديث أن الدنيا لا يتم حصولها إلا بالعمل الصالح وأن شؤم المعاصي يذهب بخير الدنيا والآخرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/402، 434) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وفي (3/403) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والدارمي (2550) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. والنسائي (7/247) ، قال: أخبرنا أبو الأشعث، عن خالد. أربعتهم - إسماعيل، وابن جعفر، وسعيد، وخالد- عن سعيد، يعني ابن أبي عروبة. وأخرجه أحمد (3/402) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وأخرجه أحمد (3/403) قال: حدثنا عفان. والبخاري (3/83) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (3/84) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا حبان. ثلاثتهم - عفان، وحفص، وحبان- قالوا: حدثنا همام. وأخرجه أحمد (3/403) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وابن جعفر. وفي (3/403) أيضًا قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2551) قال: أخبرنا أبو الوليد، والبخاري (3/76) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وفي (3/76) أيضًا قال: حدثنا بدل بن المحبر. وفي (3/84) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا حبان. ومسلم (5/10) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (3459) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، والترمذي (1246) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (7/244) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن يحيى. سبعتهم -عبد الرحمن، وابن جعفر، وأبو الوليد، وسليمان بن حرب، وبدل، وحبان، ويحيى بن سعيد- قالوا: حدثنا شعبة. أربعتهم- سعيد، وحماد، وهمام، وشعبة- عن قتادة، قال: أخبرني صالح أبو الخليل. وأخرجه البخاري (3/84) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا حبان. ومسلم (5/10) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما -حبان، وعبد الرحمن- قالا: حدثنا همام، قال: حدثنا أبو التياح. كلاهما -أبو الخليل، وأبو التياح- عن عبد الله بن الحارث، فذكره. الحديث: 244 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 الفصل الثاني: في التساهل والتسامح في البيع والإقالة 245 - (خ ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «رَحِمَ اللهُ رجلاً سَمْحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقْتَضَى» . أخرجه البخاري. وعند الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «غَفرَ الله لرجل كان قبلكم: سهلاً إذا باع، سَهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا اقتضى (1) » .   (1) البخاري 5/210 و 211 في البيوع، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع، والترمذي رقم (1320) في البيوع، باب ما جاء في استقراض البعير، وقال: هذا حديث غريب صحيح حسن من هذا الوجه. وفي الحديث الحض على السماحة في المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحة؛ والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة وأخذ العفو منهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/340) والترمذي (1320) قال: حدثنا عباس الدوري. كلاهما -أحمد، والدوري- قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا إسرائيل بن يونس، عن زيد بن عطاء بن السائب. وأخرجه البخاري (3/75) قال: حدثنا علي بن عياش. وابن ماجة (2203) قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، قال: حدثنا أبي. كلاهما - علي بن عياش، وعثمان بن سعيد- قالا: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف. كلاهما - زيد بن عطاء، وأبو غسان- عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 245 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 246 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ اللهَ يُحِبُّ سَمْحَ البيع، سَمح الشراء، سَمح القضاء» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1319) في البيوع، باب ما جاء في استقراض البعير، وقال: هذا حديث غريب، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي [1319] قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن المغيرة بن مسلم، عن يونس، عن الحسن، فذكره. الحديث: 246 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 247 - (س) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص: 437] صلى الله عليه وسلم -: «أدخل الله عَزَّ وجلَّ رجلاً كان سهلاً - مُشْتريًا، وبائِعًا، وقاضيًا، ومُقْتَضِيًا - الجنة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7/318 و 319 في البيوع، باب حسن المعاملة والرفق في المطالبة، وفي سنده عطاء بن فروخ لم يوثقه غير ابن حبان، ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو نحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل للتحسين: أخرجه أحمد (1/58) (410) (1/70) (508) قالك حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (1/67) (485) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وعبد بن حُميد (47) قالك حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وابن ماجة (2202) حدثنا محمد بن أبان البلخي أبو بكر، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية. والنسائي (7/318) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن عُلية. كلاهما - إسماعيل، وحماد- عن يونس بن عُبيد، قال: حدثني عطاء بن فروخ، فذكره. قلت: وأخرجه أحمد (1/58) [414] قال: ثنا محمد بن جعفر، وحجاج قالا: ثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت رجلاً، فذكره. فالإسناد الأول مداره على عطاء بن فروخ تفرد ابن حبان بتوثيقه، وقد تقدم له شواهد، والإسناد الثاني لأحمد به «مبهم» . الحديث: 247 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 248 - (خ م) حذيفة، وأبو مسعود البدري، وعقبة بن عامر - رضي الله عنهم - قال رِبْعِيّ بنِ خِرَاش: قال حُذيفة: أتى اللهُ عز وجل بعبدٍ من عِبَادِهِ آتاه الله مالاً، فقال له: ماذا عملتَ في الدنيا؟ قال: {ولا يكتمون الله حديثًا} [النساء: الآية 41] . قال: يارب، آتَيْتَني مالاً، فكُنتُ أبايعُ النَّاسَ، وكان من خُلٍُقي الجوَازُ، فكنْتُ أتَيَسَّرُ على الموسِر، وأُنْظِرُ المُعْسِرَ، فقال الله عز وجل: أنا أحَقُّ به منك، تَجاوَزُوا عن عَبْدي، فقال عقبةُ (1) بن عامر الجهني، وأبو مسعود الأنصاري - رضي الله عنهما - هكذا سمعناه من فيّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه مسلم موقوفًا على حذيفة، ومرفوعًا على عُقبة بن عامر الجُهَنِيّ، وأبي مسعود الأنصاري. [ص: 438] وقد أخرج البخاريّ ومسلم عن حذيفة مرفوعًا، في جملة حديث يتضمن ذكر الدَّجال - وسيجيء في موضعه - هذا المعنى، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ رجلاً ممن كان قبلكم، أتاه الملَكُ، لِيَقْبِضَ رُوحَهُ. فقال: هل عملتَ من خير؟ قال: ما أعلمُ، قيل له: انظُر، قال: ما أعلم شيئًا غيرَ أني كنتُ أبايعُ النَّاسَ في الدُّنيا، فأُنْظِرُ الموسِرَ، وأتجَاوَزُ عن المعْسِرِ، فأدخله الجنة» . فقال أبو مسعود: وأنا سمعته يقول ذلك. وأخرج مسلم عن أبي مسعود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيءٌ، إلا أنه كان يُخالِطُ الناسَ، وكان موسِرًا، فكان يأمُرُ غِلْمَانَه أن يتجاوزا عن المُعْسِرِ، قال: قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه» . وفي رواية لمسلم عن حذيفة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَلَقَّتِ الملائكة رُوحَ رجلٍ ممن كان قبلكم، فقالوا: أعملتَ من الخير شيئًا؟ قال: لا. قالوا: تذَكَّر. قال: كنتُ أدايِنُ الناسَ، فآمُرُ فِتيانِي أن يُنْظِرُوا المعْسِرَ، ويَتَجَوَّزُوا عن الموسِرِ، قال: قال الله تعالى: تجاوزوا عنه» . وله في أخرى قال: اجتمع حُذيفةُ وأبو مسعود، فقال حُذيفة رجلٌ لقي رَبَّهُ، فقال: ما عَمِلْتَ؟ قال: ما عملتُ من الخير، إلا أني كنتُ رجلاً ذا مالٍ، فكنتُ أطالبُ به النَّاسَ، فكنتُ أقْبَلُ الْمَيْسُورَ، وأتجاوَزُ [ص: 439] عن المعسور، قال: تجاوزوا عن عبدي. قال أبو مسعود: هكذا سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول. وله في أخرى، عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنَّ رجلاً ماتَ، فَدَخل الجنَّةَ، فقيل له: ما كنت تعمل؟ قال: - فإمَّا ذَكَر، وإمَّا ذُكِّرَ - فقال: إني كنتُ أبايِعُ النَّاسَ، فكنت أُنظِر المعسر، وأتَجَوَّزُ في السِّكَّةِ، أو في النقد، فغُفِرَ له. فقال أبو مسعود: وأنا سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الجواز: في الشيء: المساهلة والتجاوز فيه. أتيسر: أي: أتسهل، وهي أتفعل، من اليُسر، ضد العُسر. وأنظر: الإنظار: الإمهال والتأخير.   (1) قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ " فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود " قال الحفاظ: هذا الحديث إنما هو محفوظ لأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري وحده، وليس لعقبة بن عامر فيه رواية، قال الدارقطني: والوهم في هذا الإسناد من أبي خالد الأحمر، قال: وصوابه " فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري " كذا رواه أصحاب أبي مالك سعد بن طارق، وتابعه نعيم ابن أبي هند، وعبد الملك بن نعيم ومنصور وغيرهم، عن ربعي عن حذيفة فقالوا في آخر الحديث: " فقال عقبة بن عمرو: أبو مسعود " وقد ذكر مسلم في هذا الباب حديث منصور ونعيم وعبد الملك والله أعلم. (2) البخاري 7/305 و 306 في الأنبياء، باب ذكر بني إسرائيل، و 4/391 في البيوع، باب من أنظر موسراً، وفي الاستقراض، باب حسن التقاضي، وأخرجه مسلم رقم (1560) في المساقاة، باب فضل إنظار المعسر. قال النووي: وفي هذه الأحاديث: فضل إنظار المعسر، والوضع عنه، إما كل الدين، وإما بعضه، من كثير أو قليل، وفضل المسامحة في الاقتضاء وفي الاستيفاء، سواء استوفى من موسر أو معسر، وفضل الوضع من الدين، وأنه لا يحتقر شيئاً من أفعال الخير، فلعله سبب السعادة والرحمة. وفيه جواز توكيل العبيد، والإذن لهم في التصرف، وهذا على قول من يقول: شرع من قبلنا شرع لنا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/395) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/399) قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (3/153) قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/205) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (5/32) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (2420) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما -أبو عوانة، وشعبة- عن عبد الملك بن عمير. 2 - أخرجه الدارمي (2549) . والبخاري (3/75) ، ومسلم (5/32) قالوا - الدارمي، والبخاري، ومسلم- حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا منصور بن المعتمر. كلاهما -عبد الملك، ومنصور- عن ربعي بن حراش، فذكره. * أما حديث أبي مسعود البدري، وعقبة بن عامر - رضي الله عنهم-: أخرجه أحمد (4/118) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا أبو مالك. ومسلم (5/32) قال: حدثنا علي بن حُجْر، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: حدثنا جرير، عن المغيرة، عن نُعيم بن أبي هند. كلاهما - أبو مالك، ونُعيم - عن ربعي بن حراش، فذكره. * أخرجه مسلم (5/33) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن سعد بن طارق، عن ربعي بن حراش، فذكره إلى أن قال: فقال عقبة بن عامر الجهني، وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعناه من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الحديث: 248 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 249 - (ط) عمرة بنت عبد الرحمن (1) قالت: ابتاعَ رجلٌ ثَمرَةَ [ص: 440] حائطٍ في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَعالَجهُ. وقام فيه، حتى تَبيَّنَ له النقصان، فسألَ ربَّ الحائط أن يَضَعَ له، أو يُقِيلَهُ، فحلف أن لا يفعل، فذهبت أمُّ المشتري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «تألَّى أن لا يفعل خيرًا» ، فسمع بذلك ربُّ الحائطِ، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، هو له. أخرجه «الموطأ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] حائطًا: الحائط هاهنا: النخل المجتمع. فعالجه: المعالجة الممارسة والمعاناة. تَأَلَّى: أي: حلف، وهي تَفَعَّل من الأليَّة، وهي اليمين.   (1) عمرة بنت عبد الرحمن بن سعيد بن زرارة الأنصارية المدنية الفقيهة. سيدة نساء التابعين، تروي عن عائشة وأم حبيبة وأم سلمة، وطائفة، وثقها ابن المديني وفخم أمرها، توفيت قبل المائة. خلاصة. (2) 2/621 في البيوع، باب الجائحة في بيع الثمار والزرع، وأخرجه البخاري موصولاً 6/235 و 236 في الصلح، باب هل يشير الإمام بالصلح نحوه: عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أن أمه عمرة بنت عبد الرحمن، قالت: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب عالية أصواتهم، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟ " فقال: أنا يا رسول الله، فله أي ذلك أحب. وأخرجه مسلم رقم (1557) في المساقاة، باب استحباب الوضع من الدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح من غير طريق مالك: قال الإمام مالك [1346] كتاب البيوع - باب الجائحة في بيع الثمار والزرع- عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن فذكرته. قال الإمام الزرقاني: مرسل وصله البخاري ومسلم بمعناه، كما يأتي من حديث عائشة. أه. الشرح (3/340) ط/ دار الكتب العلمية. قلت: أخرجه البخاري في الصلح (6/235، 236) ، ومسلم في المساقاة (1557) . الحديث: 249 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 250 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أقَالَ مُسلِمًا، أقالَهُ الله عَثْرَتَهُ» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 441] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أقال مسلمًا: الإقالة في البيع: هي فسخه، وإعادة المبيع إلى مالكه، والثمن إلى المشتري، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما.   (1) رقم (3460) في الإجارة، باب فضل الإقالة، وأخرجه ابن ماجة رقم (2199) في التجارات، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان رقم (1103) و (1104) والحاكم 2/45. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/252) ، وأبو داود (3460) قالا: حدثنا يحيى بن مَعين. قال: حدثنا حفص. وابن ماجة (2199) قال: حدثنا زياد بن يحيى أبو الخطاب. قال: حدثنا مالك بن سُعَير. كلاهما - حفص بن غياث، ومالك بن سُعير- عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * وزاد مالك بن سعيد: « ... يوم القيامة» . قلت: وصححه ابن حبان (1103/ الموارد) ، والحاكم في المستدرك (2/45) . الحديث: 250 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 الفصل الثالث: في الكيل والوزن 251 - (د س) ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «الوزْنُ وَزْنُ أهل مكة، والمكيال مكيالُ أهل المدينة» . وفي رواية: «وزنُ المدينة، ومكيالُ مكة» . أخرجه أبو داود والنسائي، وأخرجه أبو داود أيضًا عن ابن عباس، عِوَضَ ابن عمر (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الوزن وزن أهل مكة: قال الخطابي: معنى هذا القول: أن الوزن الذي يتعلق به حق الزكاة في النقود، وزن أهل مكة، وهي دراهم الإسلام المعدلة، كل عشرة وزن سبعة مثاقيل، فإذا ملك رجل منها مائتي درهم، وجب [ص: 442] عليه ربع عشرها؛ لأن الدراهم مختلفة الأوزان في البلاد، كالبَعْلَي والطَّبَري والخوارزمي، وغير ذلك، مما يصطلح عليه الناس. وكان أهل المدينة يتعاملون بالدراهم عند مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعدد، فأرشدهم إلى وزن مكة، وهو هذا الوزن المعروف، في كل درهم ستة دوانيق، وفي كل عشرة دراهم، سبعة مثاقيل، وأما الدنانير، فكانت تُحمل إلى العرب من الروم، وكانت العرب تسميها: الهِرَقْلية، ثم ضرب عبد الملك بن مروان الدنانير في زمانه، وهو أول من ضربها في الإسلام، فأما أوزان الأرطال والأمناء، فبمعزل عن ذلك. وللناس فيه عادات مختلفة، قد أُقروا في أحكام الشرع، والإقرارات عليها. وأما قوله: «المكيال مكيال أهل المدينة» فإنما هو الصاع الذي تتعلق به الكفارات والفطرة والنفقات، فصاع أهل المدينة، بل أهل الحجاز: خمسة أرطال وثلث بالعراقي، وبه أخذ الشافعي، وصاع العراق: ثمانية أرطال، وبه أخذ أبو حنيفة -رحمهما الله تعالى-. والصاع والمد قد ذكرناهما هنا وفي كتاب البر، فلا حاجة إلى إعادتهما.   (1) أبو داود رقم (3340) في البيوع، باب المكيال مكيال المدينة، والنسائي 7/284 في البيوع، باب الرجحان في الوزن، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان رقم (1105) والدارقطني والنووي وابن دقيق العيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه عبد بن حميد (803) ، وأبو داود (3340) قال: حدثنا عُثمان بن أبي شَيبة. والنسائي (5/54) قال: أخبرنا أحمد بن سُليمان. (7/284) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. (ح) وأنبأنا محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم. خمستهم - عبد بن حميد، وعثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن سليمان، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن إسماعيل- عن أبي نعيم، الفضل بن دُكين الملائي، قال: حدثنا سفيان، عن حنظلة، عن طاووس، فذكره. قلت: صححه ابن حبان (1105/موارد) . الحديث: 251 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 252 - (خ) المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «كِيلُوا طَعامكم يُبارَكُ لكم فيه» أخرجه البخاري (1) .   (1) 5/249 في البيوع، باب ما يستحب من الكيل، وصححه ابن حبان رقم (1105) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/131) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، والبخاري (3/88) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا الوليد. كلاهما - عبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم- عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، فذكره. الحديث: 252 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 253 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال لأهل الكيل والميزان: «إنَّكم قد وُلِّيتُم أمْرَين، هَلَكَتْ فيهما [ص: 443] الأمَمُ السَّالِفَةُ قبلكم (1) » . أخرجه الترمذي (2) ، وقال: وقد رُوي بإسناد صحيح موقوفًا عليه.   (1) يحتمل أن يكون الخطاب في " إنكم " للطائفتين من أهل مكة والمدينة جميعاً، والمراد بأصحاب الكيل: أهل المدينة، وبأصحاب الميزان: أهل مكة، وخاطب كلاً منهما في موضعه، وجمعهم ابن عباس اعتماداً على فهم السامع، فيكون كقوله تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} أو الخطاب لمن صنعته القيام بالكيل والوزن للبائع والمشتري. " وليتم " بضم الواو وتشديد اللام المكسورة، و " أمرين " أي: جعلتم حكماً في أمرين، أبهمه ونكره ليدل على التفخيم، ومن ثم قيل في حقهم {ويل للمطففين} . والأمم السابقة: كما حكى الله عن قوم شعيب كانوا يأخذون من الناس تاماً، وإذا أعطوهم أعطوهم ناقصاً. (2) الترمذي رقم (1217) في البيوع، باب ما جاء في المكيال والميزان، وفيه حسين بن قيس الرحبي وهو متروك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: قال الترمذي (1217) ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، قال: ثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن حسين بن قيس، عن عكرمة «فذكره» . قلت: قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث حسين بن قيس، وحسين يضعف في الحديث. وقد روي هذا بإسناد صحيح عن ابن عباس موقوفًا. أه. الحديث: 253 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 254 - (د) أم حبيب بنت ذُؤَيبٍ بن قيس المزنية - رضي الله عنها - قال ابنُ حرمَلَة: «وهَبَتْ لنا أمُّ حبيبٍ صاعًا، حدَّثتْنا عن ابن أخي صَفِيَّة، عن صفيةَ زَوْجِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه صاعُ النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال أنسٌ:فَجَرَّبتُهُ مُدَّيْن ونصفًا بِمدِّ هشام» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3279) في الأيمان والنذور، باب كم الصاع في الكفارة وفي سنده من لا يعرف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود [3279] قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: قرأت على أنس بن عياض، قال: حدثني عبد الرحمن بن حرملة، عن أم حبيبة بنت ذؤيب بن قيس المزنية، فذكرته. قلت: أم حبيبة لا تعرف. قال الحافظ في «التقريب» : مستورة من السادسة. الحديث: 254 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 255 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: بِعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعيرًا في سَفَرٍ، فلما أتينا المدينة قال: «ائتِ المسجدَ فَصَلِّ ركعتين» ، قال: فَوَزَنَ لي فَأرْجَح، فما زال منها شيءٌ حتَّى أصابها أهل الشَّام يومَ الحرَّةِ. أخرجه البخاريّ ومسلم. [ص: 444] وهو طريق من طرق عدة، أخرجاها بأطولَ من هذا، وسيجيء ذِكْرها في الفصل الثاني من الباب الثالث، من كتاب البيع (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بعيرًا: البعير في الإبل: يقع على الذكر والأنثى، كالإنسان في بني آدم. يوم الحرة: الحرة: الأرض ذات الحجارة السود، ويوم الحرة: يوم مشهور في الإسلام، وهو يوم أنهب المدينة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان عسكره من أهل الشام، الذين ندبهم لقتال أهل المدينة مع الصحابة والتابعين في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وقال ابن الكلبي: سنة اثنتين وستين، وأمَّر عليهم مسلم بن عقبة المري. والحرَّة هذه: أرض بظاهر المدينة، بها حجارة سود كثيرة، وكانت الوقعة بها شرقي المدينة.   (1) البخاري 6/153 في الهبة، باب الهبة المقبوضة، ومسلم رقم (1600) في المساقاة، باب بيع البعير واستثناء ركوبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن جابر محارب بن دثار: 1 - أخرجه الحميدي (1287) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/302) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/319) قال: حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (1100) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (1/120، 3/ 153) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. وفي (3/211) قال: حدثنا ثابت بن محمد، وأبو داود (3347) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (7/283) قال: أخبرنا محمد بن منصور، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان. ستتهم - سفيان، ووكيع، ويحيى، ومحمد بن عبيد، وخلاد بن يحيى، وثابت بن محمد- عن مِسْعر. 2 - وأخرجه أحمد (3/299) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/302) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/363) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1098) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وفي (1100) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، والدارمي (2587) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. والبخاري (3/211) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُندر. وفي (4/94) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (4/95) قال: حدثنا أبو الوليد، ومسلم (2/156، 5/53) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وفي (5/53) قال: حدثني يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، والنسائي (7/283) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2578) عن عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد. جميعهم -محمد بن جعفر، ووكيع، وعفان، ويزيد بن هارون، ومسلم بن إبراهيم، وسعيد بن الربيع، وسليمان بن حرب، وأبو الوليد، ومعاذ، وخالد بن الحرث، وبهز بن أسد- عن شعبة. 3 - وأخرجه مسلم (2/155) قال: حدثنا أحمد بن جوَّاس الحنفي، أبو عاصم، قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان. ثلاثتهم - مسعر، وشعبة، وسفيان- عن محارب، فذكره. - ورواه عن جابر عطاء بن أبي رباح: أخرجه أحمد (3/397) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. والبخاري (3/131) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. ومسلم (5/54) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. والنسائي (6/61) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا سفيان - وهو ابن حبيب -. ثلاثتهم - ابن أبي زائدة، والمكي، وسفيان بن حبيب- عن ابن جُريج، عن عطاء وغيره، فذكروه. - ورواه عن جابر نبيح: أخرجه أحمد (3/358) قال: ثنا عبيدة، قال: ثنا الأسود بن قيس عن نبيح، فذكره. - ورواه عنه أبو نضرة: 1- أخرجه أحمد (3/373) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، ومسلم (4/177) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. والنسائي (7/299) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. كلاهما - ابن أبي عدي، والمعتمر- عن سليمان التيمي. 2 - وأخرجه مسلم (5/53) قال: حدثنا أبو كامل الجَحْدَري، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وابن ماجة (2205) قال: حدثنا محمد بن يحيى (الذُّهلي) ، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما- عبد الواحد، ويزيد- عن الجُرَيْري. كلاهما - التيمي، والجريري- عن أبي نضرة، فذكره. - ورواه عنه أبو الزبير: 1 - أخرجه الحميدي (1285) . والنسائي (7/299) قال: أخبرنا محمد بن منصور. كلاهما -الحميدي، وابن منصور- قالا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه عبد بن حُميد (1069) قال: حدثني محمد بن الفضل، ومسلم (5/53) قال: حدثني أبو الربيع العَتَكي. كلاهما -ابن الفضل، وأبو الربيع- قالا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب. كلاهما - سفيان، وأيوب- عن أبي الزُّبير، فذكره. - ورواه عنه أبو هبيرة، أخرجه أحمد (3/303) . - ورواه عنه أبو المتوكل الناجي: 1 - أخرجه أحمد (3/325) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/362) قال: حدثنا عفان. كلاهما-عبد الصمد، وعفان- قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد. 2- وأخرجه أحمد (3/372) قال: حدثنا أبو سعيد. والبخاري (3/177) (4/36) قال: حدثنا مسلم. ومسلم (5/53) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق. ثلاثتهم - أبو سعيد، ومسلم بن إبراهيم، ويعقوب- قالوا: حدثنا أبو عقيل - يعني بشير بن عقربة الدورقي. كلاهما - علي بن زيد، وأبو عقيل الدورقي- عن أبي المتوكل الناجي، فذكره. الحديث: 255 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 256 - (خ) السائب بن يزيد - رضي الله عنهما (1) - قال: «كان الصاع [ص: 445] على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُدًّا وثُلُثًا بِمُدِّكُم اليومَ، وقد زيد [فيه] في زمن عمر بن عبد العزيز (2) » .   (1) هو السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي. وقال الزهري: من الأزد، عداده في كنانة، ويعرف بابن أخت نمر، صحابي ابن صحابي. له أحاديث اتفق الشيخان على حديث، وانفرد البخاري بخمسة. وعنه يزيد بن خصيفة وإبراهيم بن قارظ والزهري ويحيى بن سعيد. حج به أبوه حجة الوداع وهو ابن سبع سنين، مات بالمدينة سنة 86 اهـ خلاصة. (2) البخاري 11/516 في الأيمان والنذور، باب صاع المدينة و 13/258 في الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، وأخرجه النسائي 5/54 في الزكاة، باب كم الصاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/181) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وفي (9/129) قال: حدثنا عمرو بن زُرارة. والنسائي (5/54) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة. (ح) وحدثنيه زياد بن أيوب. ثلاثتهم - عثمان، وعمرو، وزياد- عن القاسم بن مالك المُزَني، عن الجعيد، فذكره. الحديث: 256 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 257 - (خ) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «إذا بِعْتَ فَكِلْ، وإذا ابْتَعْتَ فاكْتَلْ» ، أخرجه البخاري (1) .   (1) 5/247 في البيوع، باب الكيل على البائع والمعطي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري (5/403) البيوع باب الكيل على البائع والمعطي، وقال: «يذكر» بصيغة التضيعف. قال الحافظ: وصله الدارقطني من طريق عبيد الله بن المغيرة المصري عن منقذ مولى ابن سراقة عن عثمان بهذا، ومنقذ «مجهول الحال» ، لكن له طريقة أخرجها أحمد وابن ماجة، والبزار من طريق موسى بن وردان عن سعيد بن المسيب، وفيه ابن لهيعة، ولكنه قديم من حديثه؛ لأن ابن عبد الحكم أورده في «فتوح مصر» من طريق الليث عنه. أه. الفتح (5/404) . قلت: راجع المسند (560/ ط. شاكر) ، وقد عزاه الأرناؤوط للبخاري مما يوهم أن الحديث عنده مسند، وليس كذلك. الحديث: 257 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة 258 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ أحبَّ البلاد إلى الله المساجدُ، وأبغضَ البلاد إلى الله الأسواق» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (671) في المساجد، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح وفضل المساجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/133) قال: حدثنا هارون بن معروف وإسحاق بن موسى الأنصاري. قالا: حدثنا أنس بن عياض. وابن خزيمة (1293) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي. قال: حدثني ابن أبي مريم. قال: أخبرنا عثمان بن مكتل وأنس بن عياض. كلاهما - أنس بن عياض، وعثمان بن مكتل- عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عبد الرحمن بن مهران، فذكره. الحديث: 258 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 259 - (م) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: «لا تَكونَنَّ - إنِ اسْتَطَعْتَ - أولَ من يدخل السوقَ، ولا آخر مَن يخرج منها، فإنها مَعرَكَةُ الشيطان، وبها يَنصِبُ رايتَه» . أخرجه مسلم (1) . [ص: 446] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] معركة الشيطان: المعركة والمعترك: موضع القتال، والمراد: موطن الشيطان ومحله. وقوله: وبها ينصب رايته: كناية عن قوة طمعه في إغوائهم؛ لأن الرايات في الحروب لا تنصب إلا مع قوة الطمع في الغلبة، وإلا فهي مع اليأس من الغلبة تُحطُّ ولا تُرفع.   (1) رقم (2451) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أم سلمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم [2451] قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن عبد الأعلى القيسي كلاهما عن المعتمر قال ابن حماد: ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي، ثنا أبو عثمان عن سلمان فذكره. الحديث: 259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 260 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «لا يَبِعْ في سُوقنا، إلا مَن قَدْ تَفَقَّهَ في الدِّين» ، أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (487) من رواية العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: قال الترمذي [487] حدثنا عباس العنبري، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن جده. قال: قال عمر بن الخطاب. الحديث: 260 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 261 - () أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: «ما أوَدُّ أنَّ لي مَتْجَرًا على دَرَجةِ جامِع دمشق، أُصيبُ فيه كل يَوم خمسين دينارًا أتَصَدَّقُ بها في سبيل الله، وتفُوتُني الصلاةُ في الجماعة، وما بيَ تحريمُ ما أحلَّ الله، ولكن أكرهُ أنْ لا أكون من الذين قال الله فيهم: {رجالٌ لا تُلْهِيهِم تجارةٌ ولا بَيْعٌ عن ذِكْرِ الله} إلى {القلوبُ والأبصار} [النور: الآية 36] » . هذا من الأحاديث التي أخرجها رزين، ولم أجدها في الأصول، والله أعلم.   [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قلت: عزاه السيوطي في الدر المنثور لأحمد في الزهد، وعبد بن حميد. (5/57) ط/ التجارية. الحديث: 261 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 الباب الثاني: فيما لايجوز بيعه ولا يصح ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في النجاسات 262 - (خ م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول - عَامَ الْفَتْح بمكة -: «إنَّ الله ورسوله حرَّم (1) بَيْعَ الخمر والميْتَةِ، والخنزير، الأصنام» . فقيل: يا رسول الله، أرأيتَ شُحُومَ الميتة؟ فإنَّها تُطْلى بها السُّفُنُ، وتُدْهَنُ بها الجلود، ويَستَصْبِحُ بها الناس؟ [ص: 448] فقال: «لا، هو حَرامٌ (2) » . ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: «قاتل اللَّه اليَهُودَ، إنَّ الله لَمَّا حرَّم عليهم شُحومها أجْمَلوهُ (3) ، ثم باعوه، فأكلوا ثمنه» . أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» (4) . [ص: 449] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] ويستصبح بها: الاستصباح: استفعال من المصباح، وهو السراج، أي: يشعل بها الضوء.   (1) قال الحافظ: هكذا وقع في " الصحيحين " بإسناد الفعل إلى ضمير الواحد، وكان الأصل حرما، فقال القرطبي: إنه صلى الله عليه وسلم تأدب فلم يجمع بينه وبين اسم الله في ضمير الاثنين، لأنه من نوع مارد به على الخطيب الذي قال: " ومن يعصهما " كذا قال، ولم تتفق الرواة في هذا الحديث على ذلك، فإن في بعض طرقه في الصحيح " إن الله حرم " ليس فيه " ورسوله " وفي رواية لابن مردويه من وجه آخر عن الليث " إن الله ورسوله حرما " وقد صح حديث أنس في النهي عن أكل الحمر الأهلية " إن الله ورسوله ينهيانكم " ووقع في رواية النسائي في هذا الحديث: ينهاكم، والتحقيق جواز الإفراد في مثل هذا، ووجهه الإشارة إلى أن أمر النبي ناشئ عن أمر الله. وهو نحو قوله: " والله ورسوله أحق أن يرضوه " والمختار في هذا، أن الجملة الأولى حذفت لدلالة الثانية عليها، والتقدير عند سيبويه: والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه، وهو كقول الشاعر: نحن بما عندنا وأنت بما عنـ ... ـدك راض والرأي مختلف (2) قال النووي: قوله " لا، هو حرام " معناه: لا تبيعوها، فإن بيعها حرام، فالضمير في " هو " يعود إلى البيع، لا إلى الانتفاع، هذا هو الصحيح عند الشافعي وأصحابه: أنه يجوز الانتفاع بشحوم الميتة في طلي السفن والاستصباح، وغير ذلك مما ليس بأكل، ولا في بدن الآدمي، وأكثر العلماء حملوا قوله " هو حرام " على الانتفاع فقالوا: يحرم الانتفاع بالميتة أصلاً، إلا ما خص بالدليل وهو الجلد المدبوغ. (3) جملت الشحم، وأجملته: إذا أذبته واستخرجت دهنه حتى يصير ودكاً فيزول عنه اسم الشحم. وجملت أفصح من أجملت - والضمير راجع إلى الشحوم على تأويل المذكور، ويجوز أن يرجع إلى ما هو في معنى الشحوم، وهو الشحم، إذ لو قيل: حرم شحمها - لم يخل بالمعنى، نحو قوله تعالى: {فأصدق وأكن من الصالحين} [63: 10] . وقال الخطابي في " معالم السنن ": وفي هذا بطلان كل حيلة يحتال بها للتوصل إلى محرم، وأنه لا يتغير حكمه بتغيير هيئته، وتبديل اسمه. وفيه: جواز الاستصباح بالزيت النجس. فإن بيعه لا يجوز. وفي تحريمه ثمن الأصنام: دليل على تحريم بيع جميع الصور المتخذة من الطين والخشب والحديد والذهب والفضة وما أشبه ذلك من اللعب ونحوها. وفي الحديث: دليل على وجوب العبرة واستعمال القياس، وتعدية معنى الاسم إلى المثل أو النظير، خلاف ما ذهب إليه أهل الظاهر. (4) البخاري 5/229 و 230 في البيوع، باب بيع الميتة والأصنام، و 9/81 و 82 في المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم " الفتح "، ومسلم رقم (1581) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر والميتة، والترمذي رقم (1297) في البيوع، باب ما جاء في بيع جلود الميتة، وأبو داود رقم (3486) في الإجارة، باب في ثمن الخمر والميتة، والنسائي 7/309 و 310 في البيوع، باب بيع الخنزير، وأخرجه ابن ماجة رقم (2167) في التجارات، باب ما لا يحل بيعه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/324) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث. وفي (3/326) قال: حدثنا أبو عاصم، الضحاك بن مَخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، والبخاري (3/110) (5/190) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وفي (6/72) قال: حدثنا عمرو بن خالد، قال: حدثنا الليث. ومسلم (5/41) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وفي (5/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا الضحاك - يعني أبا عاصم - عن عبد الحميد. وأبو داود (3486) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وفي (3487) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر. وابن ماجة (2167) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (1297) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، والنسائي (7/177) (309) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، كلاهما - الليث، وعبد الحميد بن جعفر- قالا: حدثنا يزيد بن أبي حبيب. 2- وأخرجه أحمد (3/340) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة. كلاهما - يزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة- عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. * لفظ رواية جعفر بن ربيعة: «لما كان يومُ فتحِ مكة، أهراق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخمر، وكسر جراره، ونهى عن بيعه، وبيع الأصنام» . قلت: ورواه عن جابر أبو الزبير، أخرجه أحمد (3/370) . الحديث: 262 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 263 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما نزلت الآياتُ من أواخر سورة البقرة [275 - 281] في الربا، قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس، ثم حرَّم التجارة في الخمر. وفي رواية: لما نزلت، تَلاهُنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فحرَّم التجارة في الخمر. وفي أخرى: قالت: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: «حُرِّمت التجارة في الخمر» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود. وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) .   (1) البخاري 1/461 في المساجد، باب تحريم تجارة الخمر في المسجد، وفي البيوع، باب آكل الربا وشاهده وكاتبه، وباب تحريم التجارة في الخمر، وفي تفسير سورة البقرة، باب {وأحل الله البيع وحرم الربا} وباب {يمحق الله الربا} وباب {فأذنوا بحرب من الله ورسوله} وأخرجه مسلم رقم (1580) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر، وأبو داود رقم (3490) في الإجارة، باب في ثمن الخمر والميتة، والنسائي 7/308 في البيوع، باب بيع الخمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/46) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/46، 100) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2572) قال: أخبرنا يَعْلَى. والبخاري (1/124) قال: حدثنا عَبدان، عن أبي حمزة. وفي (3/108) قال: حدثنا مسلم. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/40) قال: حدثنا عمر بن حفص ابن غياث، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا بشر بن خالد. قال: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة. ومسلم (5/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (3490) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. وفي (3491) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3382) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17636) عن بشر بن خالد، عن محمد ابن جعفر، عن شعبة. (ح) وعن محمود بن غيلان، عن أبي داود، عن شعبة. خمستهم -أبو معاوية، وشُعبة، ويعلى بن عبيد، وأبو حمزة، وحفص بن غياث- عن سليمان الأعمش. 2 - وأخرجه أحمد (6/127) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وفي (6/186) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/190) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وفي (6/278) قال: حدثنا زياد بن عبد الله. والدارمي (2573) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا جرير، والبخاري (3/77) ، (6/40) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا غُنْدَر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/40) قال: حدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، قال زهير: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا جرير. والنسائي (7/308) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سُفيان. أربعتهم -سفيان الثوري، وشعبة، وزياد بن عبد الله، وجرير- عن منصور. 3- وأخرجه البخاري (6/40) قال: قال لنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن منصور والأعمش، كلاهما عن مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق «فذكره» . الحديث: 263 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 264 - (م ط س) عبد الرحمن بن وعلة (1) - رحمه الله - سأل ابن عباس - رضي الله عنهما - عَمَّا يُعْصَرُ من العِنَبِ؟ فقال: إنَّ رجلاً أهدَى [ص: 450] لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - راوِيَة خَمرٍ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل عَلمتَ أنَّ الله حَرَّمَها؟» قال: لا، قال: فَسَارَّ إنسانًا إلى جَنْبِهِ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بِمَ سارَرْتَهُ؟» قال: أمرتُه بِبيعِها، فقال: «إن الذي حرَّم شُرْبَها، حَرَّمَ بَيْعها، ففتَحَ المزَادَ حتى ذهب ما فيها» . أخرجه مسلم و «الموطأ» والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] المزاد: جمع مزادة: وهي الرَّاوية.   (1) عبد الرحمن بن وعلة السبائي - بفتح المهملة والموحدة - المصري، المعروف بابن السميفع، روى عن ابن عباس وابن عمر، وعنه أبو الخير اليزني، وزيد بن أسلم، وثقه ابن معين والعجلي والنسائي، له في الكتب حديثان، وقال أبو حاتم: شيخ. (2) مسلم رقم (1579) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر، والموطأ 2/846 في الأشربة، باب جامع تحريم الخمر، والنسائي 7/307 و 308 في البيوع، باب بيع الخمر. ورواية الموطأ والنسائي: " ففتح المزادتين حتى ذهب ما فيهما ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك (الموطأ) (528) . وأحمد (1/244) (2190) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا فليح. وفي (1/323) (2980) قال: حدثنا ربعي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، وفي (1/358) (3373) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. ومسلم (5/40) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة. (ح) وحدثنا أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، وغيره. والنسائي (7/307) قال: أخبرنا قُتيبة، عن مالك. أربعتهم -مالك، وفليح، وعبد الرحمن بن إسحاق، وحفص بن ميسرة- عن زيد بن أسلم. 2 - وأخرجه أحمد (1/230) (2041) والدارمي (2109) قالا: حدثنا يعلى، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والدارمي (2574) قال: أخبرنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا محمد وهو ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي يزيد، كلاهما - محمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن أبي يزيد- عن القعقاع بن حكيم. 3 - وأخرجه مسلم (5/40) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - زيد بن أسلم، والقعقاع، ويحيى بن سعيد- عن ابن وعلة، فذكره. الحديث: 264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 265 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الله حَرَّمَ الخَمْرَ وثَمَنَها، وحَرَّمَ الْمَيْتَةَ، وثَمَنَها، وحَرَّم الخِنزيرَ وثَمَنَه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3485) في الإجارة، باب في ثمن الخمر والميتة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال أبو داود: (3485) ثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا معاوية بن صالح، عن عبد الوهاب بن بُخت، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. قلت: معاوية بن صالح لا ينحط حديثه عن الحسن. الحديث: 265 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 266 - (خ م س) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بَلَغَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنَّ فلانًا باعَ خمرًا، فقال: قَاتَلَ الله فلانًا، ألم يعلم أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لعن الله اليهود، حُرِّمت عليهم الشُّحومُ، فَجَمَلوها، فباعوها» . هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرجه النسائي قال: بلغ عمر أن سَمُرَةَ بنَ جُنْدُبٍ باع خمرًا، فقال: [ص: 451] قاتل الله سمرة، ألم يعلم؟ ... الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] قاتل الله سمرة: أي قتله، وهو في الأصل: فاعل من القتل، ويستعمل في الدعاء على الإنسان، وقيل: معناه: عاداه الله، والأصل الأول. فجملوها: جَمَلْتُ الشحم وأجملتُهُ: إذا أذبته، وجملته أكثر.   (1) البخاري 5/319 و 320 في البيوع، باب لا يذاب شحم الميتة ولا يباع، ومسلم رقم (1582) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر والميتة، والنسائي 7/177 في الفرع والعتيرة، باب النهي عن الانتفاع بما حرم الله عز وجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (13) ، وأحمد (1/25) (170) ، والدارمي (2110) قال: حدثنا محمد بن أحمد، والبخاري (3/107) قال: حدثنا الحميدي، وفي (4/207) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (5/ 41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم. وابن ماجة (3383) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، والنسائي (7/177) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، سبعتهم -الحميدي، وأحمد، ومحمد بن أحمد، وعلي، وأبو بكر، وزهير، وإسحاق- عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه مسلم (5/41) قال: حدثنا أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح، يعني ابن القاسم. كلاهما - سفيان، وروح- عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، فذكره. * أخرجه الحميدي (14) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا مسعر، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، قال: أخبرني فلان، عن ابن عباس، قال: رأيت عمر بن الخطاب على المنبر يقول بيده على المنبر هكذا، يعني يحركها يمينًا وشمالاً: عُويمل لنا بالعراق، عُويمل لنا بالعراق خلط في فَيء المسلمين أثمان الخمر والخنازير، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَعنَ الله اليهودَ حُرِّمَتْ عليهم الشحومُ فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوها» يعني أذابوها. الحديث: 266 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 267 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «قاتَلَ الله اليهودَ، حرَّم الله عليهم الشُّحُومَ، فباعوها وأكلوا أثمانها» .أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 5/320 في البيوع، باب لا يذاب شحم الميتة ولا يباع، ومسلم رقم (1583) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر والميتة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/107) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يونس، ومسلم (5/41) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: أخبرنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. كلاهما - يونس، وابن جريج - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب فذكره. * أخرجه أحمد (2/512) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرنا ابن شهاب، عن سعيد ابن المسيب أنه حدثه عن أبي هريرة. لم يرفعه. قلت: ورواه أبو صالح عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (2/362) . الحديث: 267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 268 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا عند الرُّكنِ، فرفع بَصرهُ إلى السماءِ فضحِكَ، وقال: «لعن الله اليهود - ثلاثًا - إنَّ الله حرَّمَ عليهم الشحوم، فباعوها وأكلوا أثمانها، وإن الله عز وجل إذا حَرَّم على قومٍ أكْلَ شيءٍ حَرَّم عليهم ثمنه» .أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3488) في الإجارة، باب في ثمن الخمر والميتة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/247) (2221) قال: حدثنا علي بن عاصم، وفي (1/293) (2678) قال: حدثنا سريج، قالك حدثنا هُشيم. وفي (1/322) (2964) قال: حدثنا محبوب بن الحسن، وأبو داود (3488) قال: حدثنا مُسَدَّد، أن بشر بن المفضل، وخالد بن عبد الله حدثاهم. خمستهم - علي بن عاصم، وهشيم، ومحبوب، وبشر، وخالد بن عبد الله- عن خالد الحذَّاء، عن بركة ابن العريان المجاشعي، فذكره. قلت: إسناده صحيح. الحديث: 268 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 269 - (د) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ بَاع الْخَمْرَ فَلْيُشَقِّصِ الخنازير» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فَليشقِّص الخنازير: أي فليقطعها، وهو تفعَّل من الشِّقص، وهو الطائفة من الشيء، يعني من باع الخمرَ فليكن قصَّاباً للخنازير، أي: فلْيُقَطِّعْها ويَبِعْها، كما يبيع القصاب اللحم، فإنها ليست بدون بيع الخنزير.   (1) رقم (3489) في الإجارة، باب في ثمن الخمر والميتة، وفي سنده عمر بن بيان التغلبي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الحميدي (760) قال: حدثنا وكيع بن الجراح، وأحمد (4/253) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (2108) قال: أخبرنا سهل بن حماد. وأبو داود (3489) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس، ووكيع. ثلاثتهم - وكيع، وسهل، وابن إدريس- عن طعمة بن عمرو الجعفري، عن عُمر بن بيان التغلبي، عن عروة ابن المغيرة بن شعبة، فذكره. * في رواية أحمد: عمرو بن بيان، وقال الدارمي: إنما هو: «عمرو بن بيان» . قلت: مداره على عمرو بن بيان، يكاد لا يعرف، وتفرد ابن حبان بتوثيقه. الحديث: 269 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 270 - (ط) عبد الله بن أبي بكر قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «قاتل الله اليهودَ، نُهُوا عن أكل الشحم، فباعوه، فأكلوا ثمنه» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/931 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وهو مرسل، لكنه بمعنى حديث أبي هريرة المتفق عليه رقم (276) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: قال مالك [1796] كتاب الجامع - باب ما جاء في الطعام، والشراب- عن عبد الله بن أبي بكر. فذكره. قال الزرقاني: مرسل، وهو موصول في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة، وابن عمر، وجابر، وأبي داود عن ابن عباس. الشرح (4/394) ط/ دار الكتب العلمية. الحديث: 270 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 271 - (ت د) أبو طلحة - رضي الله عنه - قال: يا نبي الله، إني اشتريتُ خمرًا لأيتامٍ في حِجْري، فقال: «أهْرِقِ الخمرَ، واكسِر الدِّنان» ، هذه رواية الترمذي. قال الترمذي: وقد روي عن أنسٍ، أنَّ أبا طَلْحةَ كان عنده خمرٌ لأيتام، وهو أصح. [ص: 453] ورواية أبي داود: أنَّ أبا طلحة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أيتامٍ وَرِثُوا خمرًا؟ فقال: «أهْرِقْها» ، قال: ألا أجعلُها خلاًّ؟ قال: «لا (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أهرق: أي: أراق.   (1) الترمذي رقم (1293) في البيوع، باب ما جاء في بيع الخمر، وأبو داود رقم (3675) في الأشربة، باب ما جاء في الخمر تخلل، وإسناده قوي. قال الخطابي في " معالم السنن " 5/260: في هذا بيان واضح أن معالجة الخمر حتى تصير خلاً غير جائزة، ولو كان إلى ذلك سبيل لكان مال اليتيم أولى الأموال به لما يجب من حفظه وتثميره والحيطة عليه، وقد كان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال وفي إراقته إضاعة، فعلم بذلك أن معالجته لا تطهره، ولا ترده إلى المالية بحال، وهو قول عمر بن الخطاب، وإليه ذهب الشافعي وأحمد بن حنبل، وقال مالك: لا أحب لمسلم ورث خمراً أن يحبسها حتى يخللها، ولكن إن فسدت خمر قد تصير خلاً لم أر بأكله بأساً، ورخص في تخليل الخمر ومعالجتها عطاء بن أبي رباح وعمر بن عبد العزيز، وإليه ذهب أبو حنيفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1293) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت ليثًا يحدث عن يحيى بن عباد، عن أنس، فذكره. * قال الترمذي: روى الثوري هذا الحديث عن السُّدِّي، عن يحيى بن عباد، عن أنس، أن أبا طلحة كان عنده ... الحديث. وهذا أصح من حديث الليث. الحديث: 271 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 272 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كان عندنا خمرٌ ليتيم، فلما نزلت المائدة [90 - 93] سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه، وقلتُ: إنه ليتيم، قال: أهْرِقُه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1263) في البيوع، باب ما جاء في النهي للمسلم أن يدفع إلى الذمي الخمر يبيعها له وقال: حديث حسن، وهو كما قال، فإن حديث أنس السابق يشهد له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/26) قال: حدثنا يحيى. والترمذي (1263) قال: حدثنا علي بن خَشْرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. كلاهما - يحيى، وعيسى - عن مجالد، عن أبي الودّاك، فذكره. قلت: مداره على مجالد، وهو ضعيف بمرة، ومنهم من تكلم فيه. الحديث: 272 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 273 - () عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني اشتريتُ خمرًا لأيتامٍ في حجري، فقال: «أهْرِقْهَا، واكْسِر الدِّنانَ» . هذا أخرجه رزين، ولم أجده في الأصول (1) .   (1) وهو بمعنى حديث أبي طلحة المتقدم رقم (271) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 273 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 الفصل الثاني: في بيع ما لم يقبض، أو ما لم يملك 274 - (خ م ط د س) ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن اشترى طعامًا، فلا يَبِعهُ حتى يَستَوفِيَه» قال: وكُنا نشتري الطعام من الرُّكبانِ جُزافًا، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نبيعه حتى نَنْقُلَهُ من مكانه. وفي رواية إلى قوله: «حتى يَسْتَوْفِيَهُ» . وفي رواية قال: كنا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبتاعُ الطعام، فَيَبعثُ علينا من يأمرُنا بانتقالِهِ من المكان الذي ابتعناه فيه، إلى مكانٍ سواهُ، قبل أن نبيعَهُ. وفي أخرى قال: كانوا يشترونَ الطعام من الرُّكبان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيبعثُ عليهمْ منْ يمنعهم أن يبيعوه حيث اشْتَرَوْهُ حتى يَنْقُلُوه، حيث يُباع الطعام. وفي أخرى قال: كنا نَتلَقَّى الرُّكبان، فَنَشْتَرِي منهم الطَّعام، فَنَهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن نَبيعَه حتى نَبلُغَ به سوقَ الطعامِ. وفي أخرى قال: من ابتاع طعامًا فلا يَبِعْهُ حتى يَقْبِضَهُ. وفي أخرى قال: رأيت الناسَ في عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ابتاعوا الطعام جُزافًا، يُضْرِبونَ أن يبيعُوه في مكانه، حتى يُؤووه إلى رِحَالِهم. [ص: 455] وفي رواية: يُحَوِّلوه. وفي رواية: أنه كان يشتري الطعام جزافًا فَيَحْمِلُهُ إلى أهله. هذه روايات البخاري ومسلم. وأخرجه «الموطأ» منه ثلاثَ روايات: الثانية، والثالثة، والسادسة. وأخرج أبو داود: الثانية، والثالثة، والسابعة. وله في أخرى: أنَّهم كانوا يبتاعون (1) الطعام في أعلَى السوق، فَيَبِيعونَهُ في مكانهِ، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيعه في مكانه حتى يَنْقُلُوه. وأخرج النسائي نحوًا من هذه الروايات (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الركبان: جمع راكب، وهو الذي يركب الإبل خاصة، هذا في [ص: 456] الأصل، ثم اتسع فيه حتى صار يقال لكل من يركب دابة: راكب مجازًا، وإن لم يكن معروفًا، والمراد به في الحديث: الذين يجلبون الأرزاق وغيرها من المتاجر والبضائع للبيع. جُزافًا: الجُزاف والجَزْفُ: المجهول القدر. يُؤووه: أي: يضموه ويجمعوه، من آواه يؤويه: إذا ضمه إليه.   (1) " يبتاعون الطعام " أي: يشترونه " في أعلى السوق "، أي: في الناحية العليا منها " فيبيعونه " أي: الطعام " في مكانه "، أي: قبل القبض، على ما تفيده الفاء التعقيبية، وقبل الاستيفاء، كما تدل عليه إحدى روايات الحديث. (2) البخاري 4/288 في البيوع، باب الكيل على البائع والمعطي، وباب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة، وباب بيع الطعام قبل أن يقبض، وباب من رأى إذا اشترى طعاماً جزافاً أن لا يبيعه حتى يؤويه إلى رحله، وفي المحاربين، باب كم التعزير والأدب، وأخرجه مسلم رقم (1526) و (1527) في البيوع، باب بطلان بيع المبيع قبل القبض، ومالك 2/640 و 641 في البيوع باب العينة وما شابهها، وأبو داود رقم (3492) و (3493) و (3494) و (3495) و (3498) في الإجارة، باب بيع الطعام قبل أن يستوفى، والنسائي 7/286، 287 في البيوع، باب النهي عن بيع ما اشتري من الطعام بكيل حتى يستوفى، وباب بيع ما يشترى من الطعام جزافاً قبل أن ينقل من مكانه. وفي هذا الحديث مشروعية تأديب من يتعاطى العقود الفاسدة، وإقامة الإمام على الناس من يراعي أحوالهم، وجواز بيع الصبرة جزافاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك (الموطأ) (397) . وأحمد (1/56) (396) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (2/63) (5309) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2562) قال: أخبرنا خالد بن مَخْلد. والبخاري (3/88) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (3/90) قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلمة. ومسلم (5/7) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (3492) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة. وابن ماجة (2226) قال: حدثنا سُويد بن سعيد. والنسائي (7/285) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع- عن ابن القاسم. تسعتهم - إسحاق، وعبد الرحمن بن مهدي، وخالد بن مَخلد، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن يحيى، وسُويد بن سعيد، وابن القاسم- عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه أحمد (2/22) (4736) قال: حدثنا ابن نُمير. ومسلم (5/8) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مُسْهر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. كلاهما - ابن نمير، وعلي بن مُسْهر- عن عُبيدالله. 3 - وأخرجه البخاري (3/87) قالك حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة، قال: حدثنا موسى بن عقبة. 4 - وأخرجه مسلم (5/8) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني عمر ابن محمد. أربعتهم - مالك، وعُبيد الله، وموسى بن عقبة، وعمر بن محمد- عن نافع، فذكره. - ورواه عن ابن عمر عبد الله بن دينار: أخرجه مالك (الموطأ) (397) ، وأحمد (2/46) (5064) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/59) (5235) قالك حدثنا وكيع، وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/73) (5426) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/79) (5500) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وفي (2/108) (5861) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (3/89) قال: حدثني أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (5/8) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وعلي بن حُجْر، قال يحيى: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، وقال علي: حدثنا إسماعيل. والنسائي (7/285) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك. خمستهم - مالك، وشعبة، وسفيان، وعبد العزيز بن مسلم، وإسماعيل بن جعفر- عن عبد الله بن دينار، فذكره. - ورواه عن ابن عمر القاسم بن محمد: أخرجه أحمد (2/111) (5900) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، وأبو داود (3495) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا عمرو، عن المنذر بن عُبيد المديني، والنسائي (7/286) قال: أخبرنا سليمان بن داود، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن وهب، قالك أخبرني عمرو بن الحارث، عن المنذر بن عبيد. كلاهما عن القاسم بن محمد فذكره. الحديث: 274 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 275 - (د) ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «ابتعتُ زيتًا في السُّوق، فلما اسْتَوْجَبتُهُ لَقِيَني رجُلٌ، فأعْطاني به رِبحًا حَسنًا، فَأرَدتُ أنْ أضرِبَ على يَدِه، فأخذ رجلٌ من خلفي بذراعي، فَالتَفَتُّ، فإذا زيدُ بنُ ثابتٍ» ، فقال: «لا تَبِعه حيثُ ابتعتَه، حتى تَحُوزَهُ إلى رَحْلِكَ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى أنْ تُباعَ السِّلَعُ حتى يَحُوزَها التُّجَّارُ إلى رِحَالهم» ، أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] استوجَبته: استوجبت المبيع: إذا صار في ملكك بعقد التبايع. ضرب على يده: أي: عقد معه البيع؛ لأن من عادة المتبايعين أن يضع أحدهما يده في يد الآخر عند عقد البيع. تحوزه: حُزتُ الشيء أحوزه، إذا ضممته إليك، وصار في يدك.   (1) رقم (3499) في الإجارة، باب بيع الطعام قبل أن يستوفى، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان رقم (1120) والحاكم، وقال في " التنقيح ": سند جيد، فإن ابن إسحاق قد صرح بالتحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/191) قال: حدثنا يعقوب (ابن إبراهيم) قال: حدثنا أبي. وأبو داود (3499) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي، قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي. كلاهما - إبراهيم، وأحمد بن خالد- عن ابن إسحاق، عن أبي الزناد، عن عُبيد بن حنين، عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 275 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 276 - (ت د س) حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسولَ الله: إنَّ الرجلَ لَيَأتِيني، فَيُريدُ مني البيع، وليس عندي ما يَطْلُبُ، أفَأبِيع منه، ثم أبْتاعُه من السوق؟ قال: «لا تَبعْ ما لَيْسَ عندك» . هذه رواية الترمذي وأبي داود. وللترمذي في أخرى قال: نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ أبيعَ ما ليس عندي. وفي رواية للنسائي قال: ابتعتُ طعامًا من طعام الصدقة، فَتَرَبَّحْتُ فيه قَبلَ أنْ أقْبِضَهُ، فأتَيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرتُ ذلك له، فقال: «لا تَبِعْهُ حتَّى تَقْبِضَهُ» . وأخرج الرواية الأولى (1) .   (1) الترمذي رقم (1232) في البيوع، باب كراهية بيع ما ليس عندك، وأبو داود رقم (3503) في الإجارة، باب الرجل يبيع ما ليس عنده، والنسائي 7/289 في البيوع، باب بيع ما ليس عند البائع، وإسناده صحيح. وقال الحافظ في " التلخيص " 3/5: بعد أن أخرجه عن أحمد وأصحاب السنن وابن حبان في صحيحه من حديث يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام مطولاً ومختصراً: وصرح همام عن يحيى بن أبي كثير أن يعلى بن حكيم حدثه، أن يوسف حدثه، أن حكيم بن حزام حدثه ورواه هشام الدستوائي العطار وغيرهم عن يحيى بن أبي كثير، فأدخلوا بين يوسف وحكيم عبد الله بن عصمة، قال الترمذي: حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن حكيم، ورواه عوف عن ابن سيرين عن حكيم ولم يسمعه ابن سيرين منه، إنما سمعه من أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم، ميز ذلك الترمذي وغيره، وزعم عبد الحق أن عبد الله بن عصمة ضعيف جداً، ولم يتعقبه ابن القطان، بل نقل عن ابن حزم أنه قال: وهو مجهول وهو جرح مردود، فقد روى عنه ثلاثة، واحتج به النسائي. نقول: وفي الباب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً " لا يحل سلف وبيع، وشرطان في بيع، ولا ربح ما لم يضمن ولا بيع ما ليس عندك " أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] : 1 - أخرجه أحمد (3/402) قال: حدثنا هشيم بن بشير. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/402) أيضًا قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن شعبة. وفي (3/434) قال: حدثنا هشيم، وأبو داود (3503) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، وابن ماجة (2187) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (1232) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا هشيم، والنسائي (7/289) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. ثلاثتهم - شعبة، وهشيم، وأبو عوانة- عن أبي بشر جعفر بن إياس. 2 - وأخرجه أحمد (3/402) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والترمذي (1233) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1235) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وعبدة بن عبد الله الخزاعي البصري أبو سهل، وغير واحد قالوا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3436) عن الحسن بن إسحاق المروزي، عن خالد بن خداش، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، عن ابن سيرين، وعن قتيبة، عن حماد، وعن حميد بن مسعدة، عن عبد الوارث، أربعتهم - إسماعيل، وحماد، وابن سيرين، وعبد الوارث- عن أيوب. كلاهما - أبو بشر، وأيوب- عن يوسف بن ماهَك، فذكره. رواية الحسن بن إسحاق المروزي. قال حماد: وحدثنيه أيوب. * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3434) عن عمران بن يزيد، عن مروان الفزاري، عن عوف، وذكر آخر، كلاهما عن محمد بن سيرين، عن حكيم بن حزام، به. - ورواه عن حكيم عبد الله بن عصمة: 1 - أخرجه أحمد (3/403) قال: حدثنا روح. والنسائي (7/286) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج. كلاهما - روح، وحجاج- عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء. 2 - وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3428) عن إسحاق بن منصور، عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى، عن يعلى بن حكيم، عن يوسف بن مَاهَك. كلاهما - عطاء، ويوسف- عن عبد الله بن عصمة، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/402) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3428) عن إسحاق بن منصور، عن النضر بن شُميل، وعبد الصمد بن عبد الوارث. ثلاثتهم - يحيى، والنضر، وعبد الصمد- عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عصمة، فذكره. - ورواه عنه عبد الله بن محمد بن صيفي: أخرجه أحمد (3/403) ، قال: حدثنا روح. والنسائي (7/286) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج بن محمد. كلاهما - روح، وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن صفوان بن موهب، عن عبد الله بن محمد، فذكره. - ورواه عنه حزام بن حكيم: أخرجه النسائي (7/286) قال: أخبرنا سليمان بن منصور، قال: ثنا أبو الأحوص، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عطاء بن أبي رباح، عن حزام بن حكيم فذكره. الحديث: 276 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 277 - (م ت د س) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: أمَّا الذي [ص: 458] نَهى عنهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: فهو الطعام: أن يُباع حَتَّى يُقْبَض، قال ابن عباس: ولا أحْسِبُ كلَّ شيءٍ إلا مثله. وفي رواية قال: «من ابتاعَ طعامًا فلا يَبِعْهُ حتى يَستَوفِيَهُ» . وفي رواية طاوُوس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى أن يَبيعَ الرجلُ طعامًا حتَّى يَستَوفيَهُ، قال: قلتُ لابن عباس: كيف ذاكَ؟ قال: «ذاك دَرَاهِم بدراهم، والطَّعامُ مُرْجَأٌ» . وفي رواية: مَن ابتاع طعامًا، فلا يَبِعهُ حتى يَقْبِضَهُ، ومنهم من قال: حتَّى يَكْتالَهُ (1) . هذه روايات البخاري ومسلم. وأخرجه الترمذي مثل الرواية الأولى، وأخرجه أبو داود مثل الأولى أيضًا، وله في أخرى: مَن ابتاعَ طعامًا، فلا يَبِعهُ حتى يَكْتَاله. وفي أخرى له قال: قُلْتُ لابن عباس: لِمَ؟ قال: ألا ترى أنهم يَبْتَاعُونَ الذَّهَبَ بالذَّهَبِ، والطعامُ مُرجَأ؟. وأخرج النسائي الرواية الأولى والرابعة (2) . [ص: 459] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] مُرجأ: أي مؤجَّل، قال الخطابي: يُتَكَلَّمُ به مَهموزًا وغير مهموز، قال: وذلك مثل أن تشتري منه طعامًا إلى أجل، فتبيعه قبل أن تقبضه منه بدينارين، وهو غير جائز؛ لأنه في التقدير بيع ذهب بذهب، والطعام غائب غير حاضر؛ لأن المسلف إذا باعه الطعام الذي لم يقبضه، وأخذ منه ذهبًا، فكأنه قد باعه ديناره الذي أسلفه بدينارين، وذلك غير جائز؛ لأنه ربًا؛ ولأنه بيع غائب بناجز، ولا يصح.   (1) أي: يأخذه بالكيل، قال ابن ملك: أي من اشترى طعاماً مكايلة، فلا يبعه حتى يكتاله؛ وإنما قيدنا الشراء بالمكايلة لأنه لو كان جزافاً لم يشترط الكيل؛ وفهم منه أنه ولو ملك المكيل بهبة أو إرث أو غيرهما، جاز له أن يبيعه قبل؛ وهو قول محمد؛ وإنما نهي عن البيع قبل الكيل؛ لأن الكيل فيما يباع مكايلة من تمام قبضه؛ لأنه لو كان بحضرة المشتري لا يكفي؛ بل لابد من كيل آخر بعد قبضه؛ لكن الأصح أنه يكتفى به؛ لأن كيل البائع بحضرة المشتري كيل له. (2) البخاري 4/290 في البيوع: باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة، وباب بيع الطعام قبل أن يقبض وبيع ما ليس عندك، وأخرجه مسلم رقم (1525) في البيوع: باب بطلان بيع المبيع قبل [ص: 459] القبض، والترمذي رقم (1291) في البيوع: باب في كراهية بيع الطعام حتى يستوفيه، وأبو داود رقم (3496) و (3497) في الإجارة: باب بيع الطعام قبل أن يستوفى، والنسائي 7/285، 286 في البيوع: باب بيع الطعام قبل أن يستوفى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال الحافظ المزي (التحفة 5/10) [5707] البخاري في البيوع عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب، ومسلم عن إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد ثلاثتهم عن عبد الرزاق، عن معمر. وأبو داود في البيوع عن أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، كلاهما عن وكيع به، والنسائي في البيوع، عن محمد بن رافع به. وعن أحمد بن حرب، عن قاسم بن يزيد، عن سفيان به، وعن قتيبة، وسعيد بن عبد الرحمن (الكبرى) كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاوس عن أبيه، «فذكره» . الحديث: 277 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 278 - (ط) القاسم بن محمد (1) : قال: سمعتُ عبدَ الله بن عباس - رضي الله عنهما - ورجلٌ يسألُهُ عن رَجلٍ سَلَّفَ في سَبائِبَ فأرَادَ بَيعَها قبل أن يقبِضَها، فقال ابنُ عباسٍ: تلك الوَرِقُ بالورِق، وكَرِهَ ذلك، أخرجه «الموطأ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] سبائب: جمع سبيبة، وهي شُقة كِتان رقيقة.   (1) وهو أحد فقهاء المدينة السبعة، وهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وخارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، وسليمان بن يسار الهلالي، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. قال أبو الزناد: ما رأيت أحداً أعلم بالسنة من القاسم. مات رحمه الله سنة 106 هـ. (2) 2/659 في البيوع: باب السلفة في العروض، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الإمام مالك: [1402] كتاب البيوع - باب السلفة في العروض-: عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد «فذكره» . الحديث: 278 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 279 - (ط) نافع - رحمه الله -: قال: إنَّ حكيم بن حِزام باعَ طعامًا، أمَرَ به عُمَرُ للنَّاس في أعْطِياتِهم، قبل أن يستوفيَه، فسمع به عمر - رضي الله عنه - فَرَدَّهُ عليه، وقال: لا تَبِعْ طعامًا ابتَعتَهُ حتَّى تَستَوفيَه، أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/641 في البيوع: باب العينة وما يشبهها، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الإمام مالك [1375] عن نافع «فذكره» . قال الإمام الزرقاني: وفائدة ذكره - يعني الخبر - بعد المرفوع مع قيام الحجة به اتصال العمل، فلا يتطرق إليه احتمال النسخ. أه. الشرح (3/368) . قلت: وإسناد الأثر صحيح. الحديث: 279 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 280 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال:كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا ابْتَعْتَ طعامًا، فلا تبِعهُ حتى تستوفيَه» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1529) في البيوع: باب بطلان بيع المبيع قبل القبض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/327) قال: حدثنا زيد بن الحُباب، قال: أخبرنا حسين بن واقد. 2 - وأخرجه أحمد (3/392) قال: حدثنا أبو سعد الصاغاني. ومسلم (5/9) حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح، كلاهما - أبو سعد الصاغاني، وروح- قالا: حدثنا ابن جُريج. كلاهما عن أبي الزبير «فذكره» . الحديث: 280 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 281 - (م) سليمان بن يسار - رحمه الله -: قال: إنَّ أبا هريرة قال لمروان بن الحكم: أحْلَلْتَ بَيعَ الرِّبا؟ فقال: ما فعلتُ؟ قال أبو هريرة: أحْلَلْتَ بيع الصِّكاك، وقد نَهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الطعام حتى يُستَوفَى، فخطبَ مَروانُ، فَنَهى عن بَيعه. قال سليمان بنُ يَسار: فنظرتُ إلى حَرسٍ يأخذونها من أيدي الناس. وفي رواية مختصرًا: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من اشترى طعامًا، فلا يبعه حتى يكتاله» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الصكاك: جمع صك، وهو الكتاب، وذلك أنهم كانوا يكتبون للناس بأرزاقهم فيبيعونها قبل أن يقبضوها، ويعطون المشتري الصك بما ابتاعه، فمنعوا من ذلك.   (1) رقم (1528) في البيوع: باب بطلان بيع المبيع قبل القبض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/329) ، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، وفي (2/337) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (2/349) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي بمكة. ومسلم (5/8) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب. قالوا: حدثنا زيد بن حباب. وفي (5/9) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي. ثلاثتهم - أبو بكر الحنفي، وزيد بن الحباب، وعبد الله بن الحارث- عن الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، فذكره. الحديث: 281 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 282 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بَلَغَهُ أنَّ صُكُوكًا خَرَجَتْ للنَّاس في زَمَنِ مَروان بنِ الحكم من طعامِ الجارِ، فتبايع الناسُ تلك الصُّكوكَ بينهم قبل أن يَستوفوها، فدخل زيدُ بن ثابت ورجلٌ معه من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مروان بن الحكم، فقالا: أتُحِلُّ بيع الربا يا مَرَوان؟ فقال: أعوذ بالله، وما ذاك؟ قالا: هذه الصكوك، تَبايَعها الناسُ، ثم باعوها قبل أن يستوفُوها، فبعث مروان الحَرَسَ يتتبَّعُونَها، يَنتزِعونها من أيدي الناس، ويَردُّونَها إلى أهلها. قال ابن وضَّاح: الرجل الصحابي: رافِعُ بن خدَيج، أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الحرس: المستخدمون لحفظ السلطان، وأحدهم: حَرَسِي.   (1) 2/641 في البيوع: باب العينة وما يشبهها بلاغاً، لكنه بمعنى حديث أبي هريرة المتقدم الذي أخرجه مسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ [1376] . قال الزرقاني: وصله بمعناه مسلم من طريق الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة. أه. الشرح (3/369) . قلت: وهو حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المتقدم. الحديث: 282 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 283 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه أن رجلاً أراد أن يبتاع طعامًا من رجُلٍ إلى أجَلٍ، فذهب به إلى الرجل الذي يريدُ أن يبيعَهُ الطعامَ إلى السوق، فجعل يُريه الصُّبَرَ، ويقول له: مِن أيِّها تُحِبُّ أنْ أبتاع لك؟ فقال المبتاع: أتبيعني ما ليس عندك؟ فأتَيا عبد الله ابن عمر - رضي الله عنهما - فذكرا ذلك له، فقال عبد الله بن عمر للمُبتاع: لا تبتعْ منه ما ليس عندَه، وقال للبائع: لا تبع ما ليس عندك» أخرجه «الموطأ» (1) . [ص: 462] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الصُّبرَ: جمع صُبْرَةٍ، وهو: الكَومة من الطعام.   (1) 2/642 في البيوع: باب العينة وما يشبهها بلاغاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ: [1377] . الحديث: 283 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 284 - (خ) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَفَر، فكُنتُ على بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ، فكان يَغْلِبُني، فَيَتَقَدَّمُ أمَامَ القَوْمِ فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ، ويَرُدُّهُ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فيزجره، ويقول لي: أمْسِكْهُ، لا يَتَقَدَّمْ بين يَدَيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بِعنيهِ يا عمر» . فقال: هُو لك يا رسول الله، فباعَهُ منه، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هُو لك يا عبد الله، فاصنع به ما شئت» .أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] البكر: الفتيُّ من الإبل. صعب: الصعب: الذي لم يذلل بالركوب.   (1) 4/282 في البيوع، باب إذا اشترى شيئاً فوهب من ساعته قبل أن يتفرقا، و 5/167 في الهبة، باب من أهدي له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (2/674) والبخاري (3/85، 213) قال: قال الحميدي. وفي (3/212) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. كلاهما - الحميدي، وعبد الله بن محمد- عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 284 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 الفصل الثالث: في بيع الثمار والزروع ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في بيعها قبل إدراكها وأمنها من العاهة 285 - (خ م ط د س ت) ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله [ص: 463] صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تَبِيعوا الثَّمَرَ حتَّى يَبْدُوَ صلاحُه، ولا تَبِيعوا الثَّمَرَ بالتَّمرِ» . قال سالمٌ: وأخبرني عبد الله بن عمر عن زيد بن ثابت، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رخَّصَ بعد ذلك في بيع العَرِيَّةِ بالرُّطَبِ أو بالتَّمرِ، ولم يُرَخِّصْ في غَيره. وفي رواية: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن بيع الثمار حتى يَبدوَ صَلاحُها، ونهى البائع والمبتاع. وفي أخرى: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الثَّمَرَةِ حتى يَبدُوَ صلاحُها، وكان إذا سئل عن صلاحها قال: «حتى تذهب عاهَتُه» . هذه رواية البخاري ومسلم. ووفاقهما الموطأ وأبو داود على الرواية الثانية، وقال: «نهى البائع والمشتري» . ووافقهما النسائي على الأولى والثانية. وفي رواية لمسلم والترمذي وأبي داود والنسائي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن بيع النَّخْل حتى يَزْهُوَ، وعن السُّنْبُلِ حتى يَبْيَضّ ويأمَنَ العَاهَةَ، نَهى البائع والمشتري. وفي أخرى لمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَبْتاعُوا الثَّمَرَ حتَّى يَبدُوَ صَلاحُه، وتَذْهَبَ عنه الآفَةُ» ، قال: يبدو صَلاحُهُ: حُمْرَتُه وصُفْرَتُه. وفي أخرى له وللنسائي: حتى يبدُو صلاحُه، ولم يَزِدْ (1) . [ص: 464] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الثَّمَرُ: من كل شجرة معروف، وهو بثمر النخل أخص. العريَّة: وجمعها عرايا، قد مرَّ تفسيرها في متن الحديث، ونحن نذكر هنا ما يزيدها بيانًا: كان من لا نخل له من ذوي الحاجة، يفضل له من قوته تمر، فيدرك الرطب، ولا نقد في يده يشتري به الرطب لعياله، ولا نخل له، فيجيء إلى صاحب النخل، فيقول له: بعني ثمرة نخلةٍ أو نخلتين بخرصها تمرًا، فيعطيه ذلك الفضل من التمر الذي فضل عنده بثمر تلك النخلات، ليصيب رطبها مع الناس، فرَّخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيعها وواحدة العرايا: عَرِيَّةٌ، فعيلةٌ بمعنى مَفْعُولة. من عراه يعروه: إذا قصده وغشيه، أو من عرى يعري، كأنها عَريت من جملة التحريم، فَعَرِيت، أي خلت وخرجت، وهي فعيلة بمعنى: فاعلة. وقيل: العرية: النخلة التي يَعريها الرجل محتاجًا، أي يجعل له ثمرتها، فرخص للمُعرى أن يبتاع له ثمرتها من المعري بثمرها لموضع حاجته، وسميت عريَّة؛ لأنه إذا وهب ثمرتها فكأنه جردها من الثمرة، وعرَّاها منها. [ص: 465] عاهته: العاهةُ: العيب، والآفة التي تصيب الثمر. يزهو: زها النخل يزهو: إذا ظهرت ثمرته. وروي: «حتى تُزْهِي» يقال: أزهَى البُسر: إذا احمرَّ أو اصفرَّ، وذهب قوم إلى أنه لا يقال في النخل: يزهو، وإنما يقال: يُزهِي لا غير. قال الخطابي: هكذا روي الحديث «يَزهُو» والصواب في العربية «يُزهي» . قلت: هذا القول منه ليس عند كل أحد، فإن اللغتين قد جاءتا عند بعضهم. وبعضهم لا يعرف في النخل إلا «أزهى» كما قال إذا احمرَّ أو اصفرَّ» . ومنهم من قال: زَها النخل: إذا طال واكتمل، وكذلك النبات.   (1) البخاري 3/278 باب من باع ثماره أو نخله، و 5/288 في البيوع، باب بيع المزابنة، و (304) باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وفي السلم، باب السلم في النخل، وأخرجه مسلم رقم (1534) [ص: 464] و (1535) في البيوع، باب النهي عن بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وأبو داود رقم (3367) في البيوع، باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، والنسائي 7/262 و 263 في البيوع، باب بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه، و 7/270 و 271 في البيوع، باب بيع السنبل حتى يبيض، والترمذي رقم (1226) و (1227) في البيوع، باب ما جاء في كراهية بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها، والموطأ 2/618 في البيوع، باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه نافع، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما-: أخرجه مالك في الموطأ (382) . وأحمد (2/7) (4525) ، (2/63) (5292) قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني بن مهدي، وفي (2/56) (5184) قال: حدثنا يحيى: عن يحيى، يعني ابن سعيد، وفي (2/77) (5473) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، وفي (2/123) (6058) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا لَيث. والدارمي (2558) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/100) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. والبخاري (3/100) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (5/11) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأتُ على مالك. (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عُبيد الله. وفي (5/11) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير، عن يحيى بن سعيد، (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا عبد الوهاب، عن يحيى. (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فُدَيك، قال: أخبرنا الضحاك، وحدثنا سُويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن مَيسرة، قال: حدثني موسى بن عقبة. وأبو داود (3367) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة القَعنبي، عن مالك، وابن ماجة (2214) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد، والنسائي (7/262) قال: أخبرنا قُتيبة، قال: حدثنا الليث. ستتهم - مالك، ويحيى بن سعيد، وليث بن سعد، وعُبيدالله بن عمر، والضحاك بن عثمان، وموسى بن عقبة- عن نافع، فذكره. زاد جرير في روايته عن يحيى بن سعيد: «. وتذهب عنه الآفة» . قال: يبدو صلاحُهُ: حُمْرَتُهُ، وصفرته. وأخرجه أحمد (2/5) (4493) ، ومسلم (5/11) قال: حدثني علي بن حُجر السعدي، وزهير بن حرب، وأبو داود (3368) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النُّفيلي، والترمذي (1226، 1227) قال: حدثنا أحمد بن منيع. والنسائي (7/270) قال: أخبرنا علي بن حُجر. خمستهم - أحمد بن حنبل، وعلي بن حجر، وزهير بن حرب، وعبد الله بن محمد، وأحمد بن منيع- عن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية، قال: أخبرنا أيوب، عن نافع، فذكره. - ورواه عن سالم، عن ابن عمر: 1 - أخرجه الحميدي (622) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (2/8) (4541) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/150) (6376) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وفي (5/192) قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: أنبأنا سفيان بن حسين، والبخاري (3/98) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (5/12) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا ابن نُمير، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا سفيان. وفي (5/13) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (7/262، 266) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (7/263) قال: أخبرني يونس بن عبد الأعلى، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس. خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وسفيان بن حسين، وعُقيل، ويونس - عن ابن شهاب الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/32) (4869) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (737) قال: حدثنا محمد بن عبيد. كلاهما - يزيد، ومحمد بن عبيد- عن محمد بن عمرو. كلاهما - الزهري، ومحمد بن عمرو - عن سالم، فذكره. * أخرجه مسلم (5/13) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا حُجين بن المُثنى، قال: حدثنا اللَّيْث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره مرسلاً. ولكن المزي في تحفة الأشراف (5/6881) ساقه على أنه من رواية سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - متصلاً ولم يذكره في المراسيل في آخر التحفة، ولم يستدركه صاحب «النكتب الظراف» . - ورواه عبد الله بن دينار، قال: سمعت ابن عمر يقول: أخرجه أحمد (2/37) (4943) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/46) (5060) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/52) (5134) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/57) (5445) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/79) (5499) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/157) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/12) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقُتَيبة، وابن حُجر، قال يحيى بن يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. (ح) وحدثنا بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. خمستهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم، وإسماعيل بن جعفر- عن عبد الله بن دينار، فذكره. - ورواه عطية العوفي، عن ابن عمر، قال: أخرجه أحمد (2/41) (4998) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا حجاج. وفي (2/80) (5521) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي ليلى. كلاهما - حجاج، وابن أبي ليلى - عن عطية العوفي، فذكره. ورواه عثمان بن عبد الله بن سُراقة، قال: سألتُ ابن عمر عن بيع الثمار؟ : أخرجه أحمد (2/42) (5012) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/50) (5105) قال: حدثنا محمد بن عبد الله. وعبد بن حميد (836) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ثلاثتهم - يزيد، ومحمد بن عبد الله، وعبد الملك- عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، فذكره. - ورواه زيد بن جُبير، قال: سأل رجلٌ ابنَ عمرَ عن بيع النخل: أخرجه أحمد (2/46) (5061) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا شعبة، عن زيد بن جبير، فذكره. ورواه طاوس، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: أخرجه أحمد (2/61) (5273) ، (2/80) (5523) قال: حدثنا روح بن عبادة. والنسائي (7/263) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مَخْلد بن يزيد. كلاهما - روح، ومَخلد- قالا: حدثنا حنظلة، قال: سمعت طاوسًا يقول: فذكره. الحديث: 285 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 286 - (خ م ط س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن بيع الثِّمار حتَّى تَزُهوَ، فقلنا لأنَسٍ: ما زَهْوُها؟ قال: تَحْمَرُّ وتَصْفَرُّ، قال: أرأيتَ إنْ مَنَعَ الله الثَّمَرَةَ، بِمَ تَسْتَحِلُّ مالَ أخيكَ؟. وفي رواية: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنْ لم يُثْمِرها الله، فَبِمَ تَستَحِلُّ مَالَ أخيك (1) ؟» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي (2) .   (1) استدل بهذا الحديث على وضع الجوائح في الثمر يشترى بعد بدو صلاحه ثم تصيبه جائحة، فقال مالك: يضع عنه الثلث، وقال أحمد وأبو عبيد: يضع الجميع، وقال الشافعي والليث والكوفيون: لا يرجع على البائع بشيء، وقالوا: إنما ورد وضع الجائحة فيما إذا بيعت الثمرة قبل بدو صلاحها بغير شرط القطع. (2) البخاري 3/278 في الزكاة، باب من باع ثماره أو نخله أو أرضه أو زرعه، و 5/302 في البيوع [ص: 466] باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وباب بيع النخل قبل أن يبدو صلاحها، وباب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها ثم أصابته عاهة فهو من البائع، وباب بيع المخاضرة، وأخرجه مسلم رقم (1555) في المساقاة، باب وضع الجوائح، والموطأ 2/618 في البيوع، باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، والنسائي 7/264 في البيوع، باب شراء الثمار قبل أن يبدو صلاحها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عن حميد، عن أنس بن مالك: أخرجه أحمد (3/221) ، قال: حدثنا حسن. وفي (3/250) قال: حدثنا عفان، وأبو داود (3371) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو الوليد، وابن ماجة (2217) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا حجاج. والترمذي (1228) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو الوليد، وعفان، وسليمان بن حرب. خمستهم - حسن، وعفان، وأبو الوليد، وحجاج، وسليمان- قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، فذكره. - ورواه شيخ لسفيان، عن أنس، قال: أخرجه أحمد (3/161) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن شيخ لنا، فذكره. - واللفظ المذكور رواه حميد، قال: سئل أنس عن بيع الثمر: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (382) ، والبخاري (2/157) قال: حدثنا قتيبة. وفي (3/101) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/29) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. والنسائي (7/264) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن القاسم، أربعتهم - قتيبة، وابن يوسف، وابن وهب، وابن القاسم - عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه أحمد (3/115) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. 3- وأخرجه البخاري (3/103) قال: حدثنا ابن مقاتل، قال: أخبرنا ابن المبارك. 4- وأخرجه البخاري (3/101) قال: حدثني علي بن الهيثم، قال: حدثنا معلى، قال: حدثنا هُشيم. 5 - وأخرجه البخاري (3/103) قال: حدثنا قتيبة، ومسلم (5/29) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حُجر، ثلاثتهم قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر. 6- وأخرجه مسلم (5/29) قال: حدثني محمد بن عباد، قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي. ستتهم - مالك، ويحيى، وابن المبارك، وهُشيم، وابن جعفر، والدراوردي- عن حميد، فذكره. ك الحديث: 286 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 287 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَبتاعوا الثَّمرَ حتى يَبدُوَ صلاحُه، ولا تبتاعوا الثَّمَر بالتَّمْر» .أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) مسلم رقم (1538) في البيوع، باب النهي عن بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، والنسائي 7/263 في البيوع، باب بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/261) قال: حدثنا يعلى. ومسلم (5/12) قال: حدثني أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا محمد بن فضيل. كلاهما - يعلى، ومحمد بن فضيل- عن فضيل بن غزوان، عن ابن أبي نُعْم، فذكره. - ورواه عن أبي هريرة أبو كثير: أخرجه أحمد (2/363) قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا عمر بن راشد، قال: ثنا أبو كثير، فذكره. - ورواه عنه سعيد بن المسيب، وأبو سلمة - ولفظهما المذكور-: أخرجه مسلم (5/13) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. وابن ماجة (2215) قال: حدثنا أحمد بن عيسى المصري. والنسائي (7/263) قال: أخبرني يونس بن عبد الأعلى، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع. خمستهم - أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى، وأحمد بن عيسى، ويونس، والحارث- عن عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. * رواية أحمد بن عيسى المصري مختصرة على: «لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه» . الحديث: 287 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 288 - (خ م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله نَهى أنْ تُباعَ الثَّمَرَةُ حتى تُشْقِحَ، قيل: وما تُشْقِحُ؟ قال: «تَحْمَارُّ وتَصفَارُّ، ويؤكلُ منها» ، هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود، إلا أنَّ مسلمًا زاد في أوله زيادة تَجِيءُ في الفرع الثالث من هذا الفصل مع الحديث تامًّا، ورواية النسائي قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع النخل حتى يُطْعِمَ. وفي رواية لمسلم قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الثَّمَر حتى يَبدُوَ صلاحُه، وفي أخرى قال: نهى عن بيع الثَّمر حتى يَطيبَ. وفي أخرى لأبي داود قال: نهى عن بيع الثَّمر حتى يبدوَ صلاحُهُ، ولا يُباعُ إلا بالدِّينار والدرهم إلا العرايا (1) . [ص: 467] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تُشْقِحُ: إذا تغير البُسرُ إلى الحمرة أو الصفرة قيل: قد أشْقَحَ يُشْقِح وهي الشُّقْحَة، وشقح يُشَقِّحُ.   (1) البخاري 3/378 في الزكاة، باب من باع ثماره أو نخله أو أرضه أو زرعه، وفي البيوع، باب بيع الثمر على رؤوس النخل بالذهب أو الفضة، وباب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وأخرجه مسلم رقم (1536) في البيوع، باب النهي عن بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وأبو داود رقم (3370) و (3373) في البيوع، باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، والنسائي 7/264 في البيوع، باب بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عمرو بن دينار، أنه سمع جابر بن عبد الله: أخرجه مسلم (5/12) قال: حدثنا أحمد بن عثمان النَّوفلي، قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثني محمد ابن حاتم، قال: حدثنا روح. كلاهما - أبو عاصم، وروح - قالا: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره. - ورواه أيضًا عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، وابن عمر، وابن عباس: أخرجه أحمد (3/372) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: حدثني شبل، قال: سمعت عمرو بن دينار، فذكره. - ورواه أبي الزبير، عن جابر، قال: أخرجه أحمد (3/312) قال: حدثنا حسن. وفي (3/323، 395) قال: حدثنا أبو النضر، وفي (3/395) قال: حدثنا موسى بن داود، ومسلم (5/12) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. (ح) وحدثنا أحمد بن يونس. خمستهم - حسن، وأبو النضر، وموسى بن داود، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن يونس- عن زهير، عن أبي الزبير، فذكره. - ورواه سعيد بن ميناء، قال: سمعت جابر بن عبد الله: أخرجه أحمد (3/319) قال: حدثنا يحيى، وفي (3/361) قال: حدثنا بَهْز. والبخاري (3/101) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (5/18) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا بهز. وأبو داود (3370) قال: حدثنا أبو بكر، محمد بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى بن سعيد، وبهز- قالا: حدثنا سليم بن حيان، قال: حدثنا سعيد بن ميناء، فذكره. قلت: ولفظ «ابن ميناء» هو المذكور. الحديث: 288 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 289 - (خ د) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «كان الناسُ في عَهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبايعون الثِّمارَ، فإذا جَدَّ الناسُ، وحضر تَقاضِيهم، قال المبتاع: إنَّه أصاب الثَّمر الدَّمانُ، أصابه مُراضٌ، أصابه قُشامٌ، عاهاتٌ يَحْتجُّونَ بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -- لمَّا كَثُرَت عنده الخُصُومةُ في ذلك -: «إمَّالا، فلا تَبَايَعُوا حتَّى يبدوَ صلاحُ الثَّمَر» كالمشُورَةِ (1) يُشيرُ بِهَا، لكثرة خُصومَتهم» . هذه رواية البخاري. وأخرجه أبو داود بزيادة في أوله، بعد قوله: «يتبايعون الثِّمار» ، فقال: «قبل أن يبدُوَ صلاحُها» وزاد في آخره بعد قوله: «وخصومتهم» فقال: «واختلافهم (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] جَدَّ الناس: الجداد: صرام النخل، وهو قطع ثمرتها، وأخذها [ص: 468] من الشجر. الدَّمان: الدَّمان - بفتح الدال وتخفيف الميم -: عفن يصيب النخل فيسود ثمره (3) . المُراض: داء يقع في الثمرة فتهلك، يقال: أمرض الرجل: إذا وقع في ماله العاهة. قشام: القشام: هو أن ينتقص ثمر النخل قبل أن يصير بلحًا. إمالا: أصل قولهم: إمَّالا: «إن، وما، ولا» فأدغمت النون في الميم، وما في اللفظ زائدة لا حكم لها، والمعنى: إن لم تفعل هذا فليكن هذا (4) ، وقد أمالتها العرب إمالة خفيفة، فقالت: إمالى، والعوام يشبعون إمالتها. وهو خطأ.   (1) بضم الشين وسكون الواو، وبسكون الشين وفتح الواو لغتان، فعلى الأول هي فعولة، وعلى الثاني مفعلة، قال الحافظ: وزعم الحريري أن الإسكان من لحن العامة، وليس كذلك، فقد أثبتها الجامع والصحاح والمحكم وغيرهم. (2) البخاري 5/298 و 299 في البيوع، باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وأبو داود رقم (3372) في البيوع، باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها. (3) من الدمن وهو السرقين، ويقال: الدمال باللام بدل النون، وقيده الجوهري وابن فارس في " المجمل " بفتح الدال، وجاء في غريب الخطابي بالضم، قال المؤلف في " النهاية ": كأنه أشبه، لأن ما كان من الأدواء والعاهات فهو بالضم كالسعال والزكام. (4) قال ابن الأنباري: هي مثل قوله تعالى: {فأما ترين من البشر أحداً} فاكتفى بلفظه عن الفعل، وهو نظير قولهم: من أكرمني أكرمته، ومن لا، أي: ومن لم يكرمني لم أكرمه والمعنى: إن لا تفعل كذا فافعل كذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال الحافظ المزي: البخاري في البويع تعليقًا، وقال الليث، عن أبي الزناد، عن عروة، عن سهل بن أبي حثمة، عن زيد. وأدو داود في البيوع عن أحمد بن صالح، عن عنبسة بن خالد، عن يونس بن يزيد، عن أبي الزناد به. التحفة (3/216) [3719] . قلت: في طبعة الأرناؤوط (د، م) رمزا تخريج الحديث، بالرغم من كون المصنف عزا للبخاري. ورواه الإمام أحمد من طريق ابن أبي الزناد عن أبيه، ومن طريق الزهري كلاهما عن خارجة بن زيد عن زيد به. المسند (5/185) ، (5/190) . الحديث: 289 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 290 - (خ م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: سألَه سعيد بن فَيْرُوز، عن بَيْع النخل؟ فقال نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع النخل حتَّى يَأكُلَ منه، أو يُؤكَلَ، وحتَّى يُوزَن، قال: فقلتُ: مَا يُوزَنُ؟ فقال رجلٌ عنده: حتى [ص: 469] يُحْزَرَ (1) . أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) قال النووي: بتقديم الزاي على الراء، أي: يخرص، ووقع في بعض النسخ بتقديم الراء، وهو تصحيف، وإن كان يمكن تأويله لو صح. وهذا التفسير - عند العلماء، أو بعضهم - في معنى المضاف إلى ابن عباس، لأنه أقر قائله عليه، ولم ينكره، وتقريره له كقوله، والله أعلم. (2) البخاري 5/339 في البيوع، باب السلم إلى من ليس عنده أصل، ومسلم رقم (1537) في البيوع، باب النهي عن بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/341) (3173) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد بن حميد (699) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. والبخاري (3/112) قال: حدثنا آدم. وفي (3/112) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (3/113) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُندر، ومسلم (5/12) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم - محمد بن جعفر بن غندر، وعبد الملك بن عمرو، وآدم، وأبو الوليد - قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري الطائي، فذكره. * قال البخاري عقب حديث آدم: وقال معاذ: حدثنا شعبة، عن عمرو، قال: قال أبو البختري: سمعت ابن عباس، نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. الحديث: 290 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 291 - (ط) عمرة - رحمها الله (1) -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثِّمارِ حتَّى تَنْجُوَ من العاهة. أخرجه «الموطأ» (2) .   (1) عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية، كانت في حجر عائشة رضي الله عنها، روت عن عائشة، وأختها لأمها أم هشام بنت حارثة بن النعمان، وحبيبة بنت سهل، أم حبيبة حمنة بنت جحش. وروى عنها ابنها أبو الرجال، وأخوها محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، وابن أخيها يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن، وابن ابنها حارثة بن أبي الرجال، وابن أخيها أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وابنه عبد الله بن أبي بكر بن يحيى وسعيد وعبد ربه أولاد سعيد بن قيس الأنصاري، وعروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، والزهري وعمرو بن دينار وآخرون. قال ابن معين: ثقة حجة. وقال أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي: سمعت ابن المديني ذكر عمرة بنت عبد الرحمن ففخم أمرها، وقال: عمرة أحد الثقات، العلماء بعائشة، الأثبات فيها. ماتت سنة 103 هـ. (2) الموطأ 2/618 في البيوع، باب النهي عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه، وهو مرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: قال الإمام مالك [1342] كتاب البيوع - باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها - عن أبي الرجال عن أمه عمرة «فذكرته» . قال الإمام الزرقاني: وصله ابن عبد البر من طريق خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، عن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة. الشرح (3/336) . الحديث: 291 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 292 - (ت د) أنس - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن بيع العِنَب حتَّى يَسْوَدَّ، وعن بيع الحبِّ حتَّى يشْتَدَّ. أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [ص: 470] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يتشد: اشتداد الحب: قُوَّتُه وصلابته، والحَبُّ: الطعام.   (1) الترمذي رقم (1228) في البيوع، باب ما جاء في كراهية بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها، وأبو داود رقم (3371) في البيوع، باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وقال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث حماد بن سلمة، وصححه ابن حبان والحاكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد عن عفان، وأبو داود (3371) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو الوليد. وابن ماجة (2217) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا حجاج. والترمذي (1228) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو الوليد، وعفان، وسليمان بن حرب. خمستهم - حسن، وعفان، وأبو الوليد، وحجاج، وسليمان - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، فذكره. قلت: وحماد بن سلمة اعتمده مسلم من روايته عن ثابت، وأخرج له في الشواهد عن غيره. الحديث: 292 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 293 - (ط) خارجة بن زيد [بن ثابت]- رضي الله عنه - أنَّ أباه كان لا يبيع ثمارَه حتى تَطلُعَ الثُّرَيَّا. أخرجه «الموطأ» (1) . ٍ [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الثريا تطلع طلوع الثريا في النصف الآخر من أيار، وحينئذ يبدو صلاح الثمر ويظهر.   (1) الموطأ 2/619 في البيوع، باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، وإسناده صحيح، وقد روى الإمام محمد بن الحسن الشيباني في " الآثار " ص (159) عن الإمام أبي حنيفة عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً " إذا طلع النجم ذا صباح رفعت العاهة عن كل بلد " وإسناده صحيح، وذكره المرتضى الزبيدي في " عقود الجواهر المنيفة " 1/212 بلفظ " لا تباع الثمار حتى تطلع الثريا " وأورده الحافظ ابن حجر في " الفتح " 4/330 من رواية أبي داود بلفظ " إذا طلع النجم صباحاً رفعت العاهة عن كل بلد "، ثم قال: وفي رواية أبي حنيفة عن عطاء: " رفعت العاهة عن الثمار ". والنجم: هو الثريا وطلوعها صباحاً يقع في أول الصيف، وذلك عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز، وابتداء نضج الثمار، فالمعتبر في الحقيقة النضج، وطلوع النجم علامة له، وقد بينه في الحديث بقوله: يتبين الأصفر من الأحمر. وروى أحمد في المسند رقم (5012) من طريق عثمان بن عبد الله بن سراقة، سألت ابن عمر عن بيع الثمار، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة، قلت: ومتى ذلك؟ قال: " حتى تطلع الثريا "، وأخرجه الشافعي 2/167، والطحاوي، وإسناده صحيح، وصححه العلامة أحمد شاكر رحمه الله. نقول: ولا تغتر بما كتب الألباني عن رواية أبي حنيفة لهذا الحديث من تشغيب في كتابه " الأحاديث الضعيفة " رقم 397، فإن تحامله على الإمام أقعده عن التماس الطرق والشواهد التي تؤكد صحته ونفي التضاد عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الإمام مالك [1343] كتاب البيوع- باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها - عن أبي الزناد عن خارجة. قلت: وقد تقدم من حديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه - مرفوعًا. الحديث: 293 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 الفرع الثاني: في بيع العرايا 294 - (خ م ت د س) سهل بن أي حثمة (1) - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن بَيع الثَّمَر بالتَّمْر (2) ، ورَخَّص في العَرِيَّة أنْ تُبَاعَ بِخَرْصِها، يَأكُلُها أهْلُها رُطَبًا. وفي رواية عن سهلٍ ورافع بن خديج - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن بيع المزَابَنَةِ: بيع الثَّمَرِ بالتَّمْر، إلا أصحابَ العرايا، فإنه أذِنَ لهم. وفي رواية عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من أهل دَارِهِم - منهم سهل بن أبي حَثْمَة -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن بيع الثَّمَرِ بالتَّمْر، وقال: ذلك الرِّبا، تلك المزابنة، إلا أنه رخَّص في بيع العرِيَّة: النَّخلةِ والنخلتين، يأخُذُها أهلُ البيت بِخَرْصًها تَمرًا، يأكلونها رُطُبَاً. وفي أخرى عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنَّهم قالوا: رخَّص [ص: 472] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيع العَريَّةِ بخرصها تمرًا. هذه روايات البخاري ومسلم. ولمسلم عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مِن أهلِ دارِهِ، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى - فذكر مثله - إلا أنَّه جَعَلَ مكان «الرِّبَا» : «الزَّبْنَ» ، ووافقهما أبو داود على الأولى. وأخرجه الترمذي، وهذه روايته: قال: إن رافع بن خديج وسهل بن أبي حَثْمَة حدَّثَا بُشَيرَ (3) بنَ يَسارٍ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمُزَابَنَةِ: الثَّمَر بالتَّمر، إلا أصحابَ العرايا، فإنه قد أذِنَ لهم، وعن العنبِ بالزَّبيبِ، وعن كل ثَمَرَةٍ بِخَرصِها. وأخرج النسائي الرواية الأولى، ورواية مسلم والترمذي (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بخرصها: الخرص: حزر الثمرة وتقديرها. [ص: 473] المُزابنة: قد مر تفسير المزابنة في متون الأحاديث، وأصله من الزَّبْنِ: وهو الدفع، كأن كل واحد من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه، أي: يدفعه، وهو بيع الثمر في رؤوس النخل بالتمر.   (1) كنية سهل أبو يحيى، وقيل: أبو محمد، واختلف في اسم أبيه. فقيل: عبد الله. وقيل: عبيد الله. وقيل: عامر بن ساعدة، ينتهي نسبه إلى النبيت بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي. ولد سنة ثلاث من الهجرة. توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين، وتوفي سهل أول أيام معاوية. (2) قال علي ملا القاري: بالمثلثة. أي: الرطب، قاله الزركشي، " بالتمر " بالفوقية. هكذا ضبط في نسخة السيد وغيرها من الأصول المصححة بالمثلثة في الأول، وبالفوقانيتين في الثاني، وكذا ضبطه الزركشي، وقال ابن حجر العسقلاني: الأول بالمثناة، والثاني بالمثلثة وعكسه. (3) قال النووي: أما بشير: فبضم الباء الموحدة وفتح الشين، وأما يسار: فبالمثناة من تحت والسين المهملة، وهو بشير بن يسار المدني الأنصاري الحارثي مولاهم. قال يحيى بن معين: ليس هو بأخي سليمان بن يسار؛ قال محمد بن سعد: كان شيخاً كبيراً فقيهاً. قد أدرك عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قليل الحديث. (4) البخاري 5/293 في البيوع، باب بيع الثمر على رؤوس النخل بالذهب والفضة، وفي الشرب، باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط أو في نخل، وأخرجه مسلم رقم (1540) في البيوع، باب تحريم بيع الرطب بالتمر إلا في العرايا، والترمذي رقم (1303) في البيوع، باب ما جاء في العرايا والرخصة في ذلك، وأبو داود رقم (3363) في البيوع، باب في بيع العرايا، والنسائي 7/268 في البيوع: باب بيع العرايا والرطب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (402) ، وأحمد (4/2) والبخاري (3/99) قال: حدثنا علي بن عبد الله، ومسلم (5/15) قال: حدثنا عمرو الناقد، وابن نمير، وأبو داود (3363) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنسائي (7/268) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. * وأخرجه البخاري (3/151) قال: حدثنا زكريا بن يحيى، ومسلم (5/15) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وحسن الحُلواني، والترمذي (1303) قال: حدثنا الحسن بن علي الحُلواني الخلال، والنسائي (7/268) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى. أربعتهم - زكريا، وأبو بكر، وحسن الحلواني، والحسين بن عيسى- قال زكريا: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني الوليد بن كثير، قال: أخبرني بُشير بن يسار، مولى بني حارثة، أن رافع بن خَديج، وسهل بن أبي حَثْمَة حدثاه، فذكراه. * وأخرجه مسلم (5/14) قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمَة القعنبي، قال: حدثنا سليمان - يعني ابن بلال، عن يحيى - وهو ابن سعيد-، عن بُشير بن يسار، عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل دارهم، منهم سهل، فذكره. * وأخرجه مسلم (5/14) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، (ح) وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث، (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، جميعًا عن الثقفي، والنسائي (7/268) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، كلاهما - الليث، وعبد الوهاب الثقفي- عن يحيى بن سعيد، عن بُشير بن يسار، عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكروه. * وفي رواية الثقفي: عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل داره. * رواية الوليد بن كثير، عن بشير بن يسار: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المُزَابَنَةِ: بيعُ الثمر بالتمر إلا أصحاب العرايا فإنه أَذِنَ لهم» . عدا رواية الوليد عند الترمذي (1303) زاد فيها: « ... وعن بيع العنب بالزبيب، وعن كل ثمر بخرصه» . * وفي رواية عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، عن سفيان، عند النسائي (7/268) : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه، ورخص في العرايا أن العرايا تباع بخرصها يأكُلُها أهلها رُطبًا» . * وفي رواية سليمان بن بلال، عند مسلم (5/14) : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثمر بالتمر. وقال: ذلك الربا. تلك المُزَابَنة. إلا أنه رخص في بيع العَرِيَّةِ: النخلة والنخلتين يأخذها أهل البيت بخرصها تمرًا يأكلونها رُطبًا» . الحديث: 294 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 295 - (خ م ط د س ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَخَّصَ لصاحب الْعَرِيَّةِ: أن يَبيعَها بِخَرصها من التَّمْر. وفي أخرى: رخَّص في العرية يأخذها أهل البيت بخرصِها تَمرًا، يأكلونها رُطبًا. قال يحيى بن سعيد: والعَرِيَّةُ: النَّخْلَةُ تُجْعَلُ لِلْقَومِ فَيبيعونها بخرصِها تَمرًا. وقال في أخرى: العَريَّةُ: أن يشتري الرجل ثمر النَّخلات لطعام أهله رُطبًا بِخرصِها تمرًا. هذه روايات البخاري ومسلم، ووافقهما الترمذي على الرواية الأولى. وللترمذي أيضًا: أنه نهى عن الْمُحَاقَلَة والْمُزَابَنَةِ، إلا أنه أذِنَ لأهلِِ العرايا أنْ يَبِيعُوها بِمثْلِ خَرْصِها. ورواية أبي داود: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَخَّص في بَيْع العَرايَا بِالتَّمر والرُّطبِ، وأخرج النسائي نحوًا من هذه الروايات (1) . [ص: 474] ٍ [شَرْحُ الْغَرِيبِ] المحاقلة قد مر تفسيرها في متن الحديث، وهي مفاعلة من الحقل، وهو الأرض المعدة للزراعة، ويسميه العراقيون: القراح، وقد ذكر في الحديث: " أنها كراء الأرض بالحنطة " وقيل: هي المزارعة بالثلث والربع، وأقل من ذلك أو أكثر، وقيل: هي بيع الطعام في سنبله بالبر، وإنما وقع الحزر في المحاقلة والمزابنة لأنهما من الكيل، ولا يجوز شيء من الوزن والكيل إذا كانا من جنس واحد، إلا مثلاً بمثل، يداً بيد، وهذا مجهول لا يدرى: أيهما أكثر؟ وفيه النَّساء. وقيل: الحقل: الزرع إذا تشعب قبل أن تغلظ سوقه، فإن كانت المحاقلة من هذا، فهو بيع الزرع قبل إدراكه.   (1) البخاري 4/320 و 321 في البيوع، باب بيع المزابنة، وفي الشرب، باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط، وأخرجه مسلم رقم (1539) في البيوع، باب تحريم بيع الرطب بالتمر إلا في [ص: 474] العرايا، وأبو داود رقم (3362) في البيوع، باب في بيع العرايا، والنسائي في البيوع 7/267، 268، باب بيع العرايا بخرصها تمراً، وبيع العرايا بالرطب، والترمذي رقم (1302) في البيوع، باب ما جاء في العرايا والرخصة في ذلك، والموطأ 2/620 في البيوع، باب ما جاء في بيع العرية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك في الموطأ (383) ، وأحمد (2/5) (5/182) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، وفي (5/186) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي (5/188) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عُبيد الله. وفي (5/190) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. والبخاري (3/96) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، وفي (3/99) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا مالك. وفي (3/100) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا موسى بن عقبة. وفي (3/151) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، ومسلم (5/13، 5/14) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سُليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هُشيم، عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثناه محمد بن رُمح بن المهاجر، قال: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد، (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عُبيد الله. (ح) وحدثناه ابن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عُبيد الله. (ح) وحدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد، عن أيوب، (ح) وحدثنيه علي بن حُجر، قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، وابن ماجة (2269) قال: حدثنا محمد بن رُمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، والترمذي (1302) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، والنسائي (7/267) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عُبيد الله. (ح) وحدثنا عيسى بن حماد، قال: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد، خمستهم - مالك، وأيوب، وعبيد الله، ويحيى، وموسى- عن نافع. 2 - وأخرجه الحميدي (399، 622) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (5/182) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، وفي (2/8) (5/182) قال: حدثنا سفيان. وفي (5/192) قال: حدثنا محمد بن يزيد، أنبأنا سفيان بن حسين، والدارمي (2561) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن الأوزاعي، والبخاري (3/98) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، ومسلم (5/12) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا ابن نُمير، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا سفيان. وفي (5/113) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا حُجين بن المثنى، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وابن ماجة (2268) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصبّاح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، والنسائي (7/266، 7/267) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، وفي (7/267) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح، خمستهم - سفيان بن عيينة، والأوزاعي، وسفيان بن حسين، وعقيل، وصالح بن كيسان- عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر. كلاهما - نافع، وسالم- عن عبد الله بن عمر فذكره. المحاقلة: قد مر تفسيرها في متن الحديث، وهي مفاعلة من الحقل، وهو الأرض المعدة للزراعة، ويسميه العراقيون: القَراحَ، وقد ذكر في الحديث: «أنها كراء الأرض بالحنطة» وقيل: هي المزارعة بالثلث والربع، وأقل من ذلك أو أكثر، وقيل: هي بيع الطعام في سنبله بالبر، وإنما وقع الحزر في المحاقلة والمزابنة لأنهما من الكيل، ولا يجوز شيء من الوزن والكيل إذا كانا من جنس واحد، إلا مثلاً بمثل، يدًا بيد، وهذا مجهول لا يدرى، أيهما أكثر؟ وفيه النَّساء. وقيل: الحقل: الزرع إذا تشعب قبل أن تغلظ سوقه، فإن كانت المحاقلة من هذا، فهو بيع الزرع قبل إدراكه. الحديث: 295 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 296 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَخَّص في بَيع العرايا بِخَرصِها من التَّمرِ فيما دون خمسةِ أوْسُق، أو في خمسة أوسق (1) . [ص: 475] شَكَّ داودُ بنُ الحصَيْنِ في «خمسة» أو «دون خمسة» أخرجه الجماعة (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " 4/323: وقد اعتبر من قال بجواز بيع العرايا بمفهوم هذا العدد، ومنعوا ما زاد عليه واختلفوا في جواز الخمسة لأجل الشك المذكور، والخلاف عند المالكية والشافعية، والراجح عند المالكية: الجواز في الخمسة فما دونها، وعند الشافعية: الجواز فيما دون الخمسة ولا يجوز في الخمسة، وهو قول الحنابلة وأهل الظاهر، فمأخذ المنع أن الأصل التحريم، وبيع العرايا رخصة، فيؤخذ منه بما يتحقق منه الجواز، ويلغى ما وقع فيه الشك. (2) البخاري 4/323 في البيوع، باب بيع الثمر على رؤوس النخل بالذهب والفضة، وفي الشرب: باب الرجل يكون له ممر، وأخرجه مسلم رقم (1541) في البيوع، باب تحريم بيع الرطب بالتمر إلا في العرايا، وأبو داود رقم (3364) في البيوع، باب في مقدار العرية، والنسائي 7/268 في البيوع، باب بيع العرايا بالرطب، والترمذي رقم (1301) في البيوع، باب ما جاء في العرايا والرخصة في ذلك، والموطأ 2/620 في البيوع، باب ما جاء في بيع العرية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (383) وأحمد (2/237) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (3/99) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. وفي (3/151) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. ومسلم (5/15) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (3364) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، والترمذي (1301) قال: حدثنا أبو كُريب. قال: حدثنا زيد بن حباب. (ح) وحدثنا قتيبة. والنسائي (7/268) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، ويعقوب بن إبراهيم، عن عبد الرحمن. سبعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن عبد الوهاب، ويحيى بن قزعة، وعبد الله بن مسلمة، ويحيى ابن يحيى، وزيد بن حباب، وقتيبة- عن مالك-، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، فذكره. الحديث: 296 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 الفرع الثالث: في المحاقلة والمزابنة والمخابرة وما يجري معها 297 - (خ م ط س) أو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الْمُزَابَنَةِ والْمُحَاقلة، والمزابنة: اشتراء التَّمرِ في رؤوس النخل، والمحاقلة: كِراءُ الأرض. هذه رواية البخاري ومسلم. وعند «الموطأ» : المزابنةُ: اشتراء الثَّمَرِ بالتَّمْر في رُؤوس النخل، والمحاقلة: كراء الأرض بالحنطة. وعند النسائي: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عن المحاقلة والمزابنة ولم يَزِدْ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أوْسُق: الوَسق: وجمعه أوسق على القلة: ستون صاعًا بصاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو خمسة أرطال وثلث، أو ثمانية أرطال، على اختلاف [ص: 476] المذهبين، فيكون الوسق ثلاثمائة رطل وعشرين رطلاً، أو أربعمائة رطل وثمانين رطلاً.   (1) البخاري 4/322 في البيوع، باب بيع المزابنة، ومسلم رقم (1546) في البيوع، باب كراء الأرض، والموطأ 2/625 في البيوع، باب ما جاء في المزابنة والمحاقلة، والنسائي في المزارعة 7/39، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/95) ، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح، والبخاري (3/91) قال: حدثنا سعيد بن عُفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عُقيل، وفي (7/190) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. وفي الأدب المفرد (1175) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس، ومسلم (5/3) قال: حدثنا أبو الطاهر، وحَرْملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنيه عمرو الناقد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح، وأبو داود (3379) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عَنبَسَة، قال: حدثنا يونس. والنسائي (7/260) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. وفي (7/260) أيضًا قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وفي (7/261) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. ثلاثتهم - صالح، وعقيل، ويونس بن يزيد- عن ابن شهاب الزُّهري، قال: أخبرني عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 298 - (م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة والمزابنة» ، أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) .   (1) مسلم رقم (1545) في البيوع، باب كراء الأرض، والترمذي رقم (1224) في البيوع، باب ما جاء في النهي عن المحاقلة والمزابنة، والنسائي 7/39 في المزارعة، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة أبو سلمة: أخرجه أحمد (2/484) ، والنسائي (7/39) قال: أخبرنا عمرو بن علي، كلاهما - أحمد، وعمرو - قالا: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، فذكره. - ورواه عنه ابن سيرين: أخرجه أحمد (2/491) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرنا هشام، وفي (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أيوب، والبخاري (3/91) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا أيوب. كلاهما - هشام بن حسان، وأيوب- عن محمد بن سيرين، فذكره. * رواية عبد الوارث والد عبد الصمد مختصرة على: «أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيعتين: اللَّمْس وَالنّبَاذِ» . - ورواه عنه أبو صالح: أخرجه أحمد (2/380) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أنبأنا أبو زبيد، عن الأعمش. وفي (2/391) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا شريك، عن سهيل، وفي (2/419) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، ومسلم (5/2، 21) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن، عن سُهيل بن أبي صالح، وأبو داود (4080) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، والترمذي (1224، 1758) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن سهيل بن أبي صالح. كلاهما - سليمان الأعمش، وسهيل- عن أبي صالح، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 298 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 299 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة والمزابنة» . أخرجه البخاري (1) .   (1) في البيوع 4/322 باب بيع المزابنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/224) (1960) ، والبخاري (3/99) قال: حدثنا مُسدَّد. كلاهما - أحمد، ومسدد- قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الشيباني، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 299 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 300 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المزابنة، والمزابنة: بَيْعُ الثَّمَرِ بالتَّمر (1) كيلاً، وبَيْعُ الْكَرمِ بالزَّبيبِ كَيلاً. وفي رواية قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة: أن يبيع الرجل ثمر حائطه، إن كان نخلاً بتمرٍ كيلاً، وإن كان كرماً: أن يبيعه بزبيبٍ كيلاً، وإن كان زرعاً: أن يبيعه بكيل طعام، نهى عن ذلك كله. [ص: 477] وفي أخرى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة، قال: " والمزابنة: أن يباع ما في رؤوس النخل بتمر مسمى، إن زاد فلي، وإن نقص فعلي" هذه روايات البخاري ومسلم وزاد مسلم في بعضها، وعن كل ثمر بخرصة. وأخرجه الموطأ أيضًا قال: نهى عن المزابنة؟ والمزابنة أن يبيع الثمر بالتمر كيلاً، والكرم بالزبيب كيلاً. وأخرجه الترمذي، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المحاقلة والمزابنة ولم يَزِد. وأخرجه أبو داود وقال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الثمر بالتمر كيلاً، وعن بيع العنب بالزبيب كيلاً، وعن بيع الزرع بالحنطة كيلاً. وأخرج النسائي الرواية الأولى والأخيرة من روايات البخاري ومسلم (2) .   (1) قال الزركشي: الأول بمثلثة. والثاني بمثناة، وعكسه إن أريد بالبيع والشراء، مأخوذ من الزبن، وهو الدفع، وكأن كل واحد من المتبايعين في الغبن يدفع الآخر عن حقه، وحاصلها عن الشافعي: بيع مجهول بمجهول، أو بمعلوم من جنس الربا في نقده، وخالفه مالك في القيد الآخر، فقال: سواء كان ربوياً أو غير ربوي. (2) البخاري 4/315 في البيوع، باب بيع الزبيب بالزبيب و 321، باب بيع المزابنة، وباب بيع الزرع بالطعام كيلاً، وأخرجه مسلم رقم (1542) في البيوع، باب تحريم بيع الرطب بالتمر إلا في العرايا، وأبو داود رقم (3361) في البيوع، باب في المزابنة، والنسائي 7/266 في البيوع، باب بيع الكرم بالزبيب، والترمذي رقم (1300) في البيوع، باب ما جاء في العرايا والرخصة، والموطأ في البيوع: باب ما جاء في المزابنة والمحاقلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (386) ، وأحمد (2/5) (4490) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب، وفي (2/7) (4528) (2/63) (5297) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وفي (2/16) (4647) قال: حدثنا يحيى، عن عُبيد الله، وفي (2/64) (5320) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن أيوب، وفي (2/123) (6058) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، وعبد بن حميد (774) قال: حدثني سليمان ابن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، والبخاري (3/96) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، وفي (3/98) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، وفي (3/102) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. ومسلم (5/15) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأتُ على مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، قالا: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عُبيد الله. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن عُبيد الله. (ح) وحدثني يحيى بن معين، وهارون بن عبد الله، وحسين بن عيسى، قالوا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عُبيد الله. (ح) وحدثني علي بن حُجر السعدي، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن إبراهيم، عن أيوب، وفي (5/16) قال: حدثناه أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب، (ح) وحدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني محمد بن رُمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني يونس، (ح) وحدثناه ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فُديك، قال: أخبرني الضحاك. (ح) وحدثنيه سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة، قال: حدثني موسى بن عقبة. وأبو داود (3361) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن عُبيد الله. وابن ماجة (2265) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (7/266) قال: أخبرني زياد بن أيوب، قال: حدثنا ابن عُليَّة، قال: حدثنا أيوب، (ح) وأخبرنا قُتيبة، عن مالك. وفي (7/270) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. سبعتهم عن نافع مولى ابن عمر «فذكره» . الحديث: 300 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 301 - (خ م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المُخابَرَةِ والمحاقلة، وعن المزابنة، وعن بيع الثِّمر حتى يَبدُوَ صلاحُه، وأن لا يُباعَ إلا بالديِّنار والدّرهَم، إلا العَرايَا، وفي رواية: وعَن [ص: 478] بَيع الثَّمَرةِ حتَّى تُطْعِمَ. قال عطاء: فَسَّرَ لنا ذلك جابر قال: أمَّا المُخابرة، فالأرض البيضاء يدفَعُها الرَّجُلُ إلى الرجل، فَيُنفِقُ فيها. ثم يأخذ من الثمر. وزَعَمَ أنَّ: المزابنة بيعُ الرطب في النخل بالتَّمْرِ كَيلاً. والمحاقَلَة في الزرع على نحو ذلك، يبيعُ الزرع القائم بالحب كيلاً. وفي أخرى قال: نهى عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة، وأن يشتريَ النخل حتى يُشْقِهَ. و «الإشقاه» : أن يحمَرَّ أو يصْفَرَّ، أو يُؤكل منه شيءٌ، والمحاقلة: أن يُباع الحقلُ بكيلٍ من الطعام مَعلوم، والمزابنة: أن يباع النخل بأوساقٍ من التمر. والمخابرة (1) : بالثُّلُثِ والربع، وأشباه ذلك. قال زيد بن أبي أُنَيْسَةَ: قلت لعطاء: أسَمعْتَ جابرًا يذكُرُ هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. هذه روايات البخاري ومسلم. ولمسلم أيضًا قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المزابنة والمحاقلة والمخابرة، وعن بيع الثمر حتى تُشقِحَ، قال: قلت لسعيد: ما تُشقِحُ؟ قال: تَحْمَارُّ، أو تَصفارُّ، ويؤكلُ منها. [ص: 479] ووافقه البخاري على الفصل الأخير، دون الأول من هذه الرواية. وفي أخرى له قال: نهى عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومَةِ، والمخابرة، قال: بيع السنين هي المعاومة، وعن الثُّنْيَا، ورخَّص في العرايا. وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع السنين، وأخرجه الترمذي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، والثُّنْيَا، إلا أن يُعْلَم. وفي أخرى قال: نهى عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، والمعاومة، ورخَّص في العرايا. وأخرجه أبو داود، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: نهى عن بيع السنين، ووَضَعَ الجوائح. وفي أخرى له، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: نهى عن المعاومة، وقال أحدُ رُوَاتِه: بيع السنين. وفي أخرى له قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة، والمخابرة، والمزابنة، والمعاومة. زاد في رواية: وبيعِ السنين، ثم اتُّفقا، وعن الثُّنْيَا، ورَّخص في العرايا. وفي أخرى له وللنسائي، قال: نهى عن المزابنة والمحاقلة، وعن الثُّنْيَا، إلا أنْ يُعْلَم. وفي أخرى للنسائي: نهى عن المزابنة والمحاقلة، وبيع الثمر حتى [ص: 480] يُطْعِمَ، إلا العرايا. وفي أخرى له قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عن المزابنة، والمحاقلة والمُخَاضَرَةِ والمخابرة. قال: «المخاضرة: بيعُ الثَّمَر قَبُلَ أنْ يَزهُوَ، والمخابرةُ: بَيْعُ الكُدْسِ (2) بكذا وكذا صاعًا» . وله في أخرى: نهى عن بيع الثمر سنين، لم يَزِدْ. وأخرج نحو الرواية الأولى، وفي أخرى: نهى عن بيع السِّنين (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] المخابرة: المزارعة على نصيب معين، من الخبار، وهي الأرض اللينة، وقيل: إن أصلها من خيبر؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرَّ خيبر في يد أهلها: على النصف من ثمارهم وزرعهم، فقيل: خابرهم، أي: عاملهم في خيبر. يُشِقه: قد جاء في متن الحديث تفسيره، قال: والإشقاه: أن يحمرَّ أو يصفر، وهو من أشقح يُشْقِحُ: إذا صار كذلك، فأبدل من الحاء هاء لتقاربهما. [ص: 481] المعاومة: بيع النخل والشجر المثمر سنتين أو ثلاثًا، ونحو ذلك، يقال: عاومت النخلة: إذا حملت سنة، ولم تحمل أخرى. بيع السنين: بيع الثمرة للسنين: هو أن يبيعها لأكثر من سنة في عقد واحد، وهو بيع غَرَر؛ لأنه بيع ما لم يخلقه الله تعالى بعد. الثُّنيا إلا أن تعلم: الثنيا: أن يستثني من المبيع شيئًا مجهولاً، فيفسد البيع، وقيل: هو أن يبيع الشيء جزافًا، فلا يجوز أن يستثني منه شيئًا قلَّ أو كثر، وتكون الثُّنْيَا في المزارعة: أن يستثني بعد النصف أو الثلث كيلاً معلومًا.   (1) والمخابرة: كراء الأرض، أي إجارتها بالثلث والربع، والواو بمعنى أو، قال ابن حجر: والمعنى: أن يعطي الرجل أرضه لغيره ليزرعها، والبذر والعمل من الزارع ليأخذ صاحب الأرض ربع الغلة أو ثلثها من الخضرة - بالضم - أي: النصيب. وإنما فسد لجهالة الأجرة ولكونها معدومة. (2) الكدس - بضم الكاف وفتحها - العرمة من الطعام والتمر ونحوه. (3) البخاري 5/39 في الشرب، باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط، ومسلم رقم (1536) في البيوع، باب النهي عن المحاقلة والمزابنة، والترمذي رقم (1290) في البيوع، باب ما جاء في النهي عن الثنيا، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. ورقم (1313) في البيوع، باب ما جاء في المخابرة والمعاومة وقال: حديث حسن صحيح. وأبو داود رقم (3374) و (3375) وإسنادهما صحيحان، وفي البيوع، باب في بيع السنين، والنسائي في البيوع، باب بيع الزرع بالطعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن جابر، عطاء، وأبو الزبير: أخرجه الحميدي (1292) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/360) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا المفضل بن فضالة، وفي (3/381) قال: حدثنا يحيى بن زكريا، قال: أخبرنا حجاج. وفي (3/392) قال: حدثنا أبو سعد الصاغاني، محمد بن مُيَسَّر. والبخاري (3/99) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن وَهب. وفي (3/151) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة، وفي (2/157) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثني الليث، قال: حدثني خالد بن يزيد، ومسلم (5/17) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وزهير بن حرب، قالوا جميعًا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا أبو عاصم. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد الجزري. وأبو داود (3373) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، قال: حدثنا سفيان، وابن ماجة (2216) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/37، 263) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا المفضل، وفي (7/263) قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، وفي (7/270) قال: حدثنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد بن يزيد. ثمانيتهم - سفيان، والمفضل، وحجاج، والصاغاني، وابن وهب، وخالد بن يزيد، وأبو عاصم، ومخلد بن يزيد- عن ابن جُريج. * رواية المفضل، وحجاج، وابن وهب، وأبي عاصم، عن ابن جريج، عن عطاء، وأبي الزبير، عن جابر. * ورواية سفيان، وخالد بن يزيد، ومخلد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر (ليس فيها أبو الزبير) . * ورواية محمد بن ميسر، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، لم يذكر عطاء. * رواية حجاج عند أحمد (3/381) فيها زيادة: «وأن تُباعَ سنتين، أو ثلاثًا» . * الروايات مطولة ومختصرة. - ورواه عن جابر، أبو الزبير، وسعيد بن ميناء: 1 - أخرجه أحمد (3/313) قال: حدثنا إسماعيل، وفي (3/364) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد ابن زيد، ومسلم (5/18) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عبيد الغبري، قالا: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حُجر، قالا: حدثنا إسماعيل - وهو ابن علية - وأبو داود (3375) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد، وفي (3404) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا مسدد، أن حمادًا وعبد الوارث حدثاهم، وابن ماجة (2266) قال: حدثنا أزهر بن مروان، قال: حدثنا حماد بن زيد، والترمذي (1313) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوههاب الثقفي، والنسائي (7/296) قال: أخبرنا علي بن حُجر، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، (ح) وأخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا ابن علية، أربعتهم -إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وحماد بن زيد، وعبد الوارث، وعبد الوهاب الثقفي- عن أيوب. * رواية إسماعيل بن علية، وعبد الوارث، وعبد الوهاب، عن أيوب عن أبي الزبير فذكره، ولم يذكروا سعيد بن ميناء. * ورواية حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي الزبير، وسعيد بن ميناء، فذكراه. 2 - وأخرجه أحمد (3/356) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، عن أبي الزبير، فذكره. 3 - وأخرجه أحمد (3/391) قال: حدثنا عفان، ومسلم (5/18) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا بهز. كلاهما - عفان، وبهز- قالا: حدثنا سليم بن حيان، عن سعيد بن ميناء، فذكره. - ورواه عن جابر أبو الوليد المكي: أخرجه مسلم (5/17) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، كلاهما عن زكريا بن عدي، قال: أخبرنا عبيد الله، عن زيد بن أبي أنيسة، قال: حدثنا أبو الوليد المكي، وهو جالس عند عطاء بن أبي رباح، فذكره. الحديث: 301 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 302 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال نهى رسول الله عن المحاقلة، والمخاضرة، والملامسة، والمنابذة. أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] المخاضرة: اشتراء الثمار وهي مخضرة قبل أن يبدو صلاحها.   (1) 4/321 في البيوع، باب بيع المخاضرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/102) قال: ثنا إسحاق بن وهب، قال: ثنا عمر بن يونس، قال: حدثني أبي قال: حدثني إسحاق بن أبي طلحة الأنصاري، فذكره. الحديث: 302 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 303 - (س) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة، والمزابنة» ، أخرجه النسائي (1) .   (1) 7/267 في البيوع، باب بيع الكرم بالزبيب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (3400) قال: حدثنا مُسدَّد. وابن ماجة (2267، 2449) قال: حدثنا هناد بن السري، والنسائي (7/40، 267) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - مُسدد، وهَنَّاد، وقُتيبة - قالوا: حدثنا أبو الأحوص، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب فذكره. قلت: وفيه وقال: «إنما يزرع ثلاثة: رجل له أرض، فهو يزرعها، ورجل منح أرضًا، فهو يزرع ما منح، ورجل استكرى أرضًا بذهب أو فضة» . الحديث: 303 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 304 - (م س) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نهى عن المزابنة، والمحاقلة، والمزابنةُ: اشتراء الثَّمَر بالتَّمرِ، والمحاقلةُ: اشتراء الزرع بالقمح، واسْتِكْرَاءُ الأرض بالقمح. [ص: 482] قال: وأخبرني سالم بن عبد الله [بن عمر] عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا تَبْتَاعوا الثَّمَر حتى يَبْدُوَصَلاحُهُ، ولا تبتاعوا الثَّمر بِالتَّمْرِ» . وقال سالم: أخبرني عبد الله عن زيد بن ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رخَّص بعد ذلك في بيع العَريَّةِ بالرُّطَب، أوْ بالتمر، ولم يُرَخِّص في غير ذلك. أخرجه مسلم. وفي رواية النسائي، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نهى عن المحاقلة والمزابنة (1) .   (1) مسلم رقم (1539) في البيوع، باب تحريم بيع الرطب بالتمر، إلا في العرايا، والنسائي 7/41 في المزارعة، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه أول الباب. الحديث: 304 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 الفصل الرابع: في أشياء متفرقة لا يجوز بيعها أمهات الأولاد 305 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «أيُّمَا وَلِيدَةٍ وَلَدَتْ من سيِّدِها فَإنَّهُ لا يَبيعُها، ولا يَهَبُها، ولا يُوَرِّثُها، و [هو] يَسْتَمتِعُ بها ما عاش، فإذا مات فهي حُرَّة» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/776 في العتق و الولاء ، باب عتق أمهات الأولاد وجامع القضاء في العتاقة، وإسناده صحيح. قال الحافظ في " التلخيص " 4/219: أخرج عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني قال: سمعت علياً يقول: اجتمع رأيي ورأي عمر في أمهات الأولاد [ص: 483] أن لا يبعن، ثم رأيت بعد أن يبعن، قال عبيدة: فقلت له: فرأيك ورأي عمر في الجماعة أحب إلي من رأيك وحدك في الفرقة، وهذا الإسناد معدود في أصح الأسانيد. وأخرج عبد الرزاق بإسناد صحيح، أن علياً رجع عن ذلك، أي عن مخالفته لعمر والجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: قال الإمام مالك [1548] كتاب العتاقة والولاء. باب عتق أمهات الأولاد ... : عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن عمر بن الخطاب، فذكر الأثر. قال الإمام الزرقاني: وبهذا قال عثمان، وأكثر التابعين، والأئمة الأربعة، وجمهور الفقهاء لأن عمر لما نهى عنه فانتهوا صار إجماعًا فلا عبرة بندور المخالف بعد ذلك. أه. الشرح (4/105) . الحديث: 305 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 306 - () جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «بِعْنَا أمَّهَاتِ الأوْلادِ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، فلما كان عمر نهانا فانْتَهَيْنا» . ذَكَرَهُ رزينٌ ولم أجده في الأصول (1) .   (1) بل أخرجه أبو داود في سننه، رقم (3953) في العتق، باب في عتق أمهات الأولاد، وإسناده جيد، وأخرجه ابن ماجة رقم (2517) في العتق، باب أمهات الأولاد، والشافعي 2/139 من حديث ابن جريج أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا نبيع سرارينا وأمهات أولادنا والنبي صلى الله عليه وسلم فينا حي لا نرى بذلك بأساً. وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والبوصيري، وحسنه المنذري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: رواه عن جابر، عطاء: أخرجه أبو داود (3954) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن قيس، عن عطاء، فذكره. - ورواه عنه أبو الزبير: أخرجه أحمد (3/321) قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن ماجة (2517) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وإسحاق بن منصور، قالا: حدثنا عبد الرزاق، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (2835) عن إبراهيم ابن يعقوب، عن مكي بن إبراهيم، وعن عمرو بن علي، عن أبي عاصم. ثلاثتهم - عبد الرزاق، ومكي، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. قلت: وقول المؤلف - رحمه الله - لم أجده في الأصول، فيه نظر لما تقدم من رواية أبي داود، وهو من شرطه في الجميع دون ابن ماجة. الحديث: 306 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 الولاء 307 - (خ م ط ت د س) ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نهى عن بَيْعِ الولاءِ وعن هِبَتِهِ. أخرجه الجماعة (1) وأنكر ابنُ وَضَّاح (2) أن يكون «وعن هِبتِهِ» من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -.   (1) البخاري 5/121 في العتق، باب بيع الولاء وهبته، وفي الفرائض، باب إثم من تبرأ من مواليه، وأخرجه مسلم رقم (1506) في العتق، باب النهي عن بيع الولاء وهبته، وأبو داود رقم (2925) في الفرائض، في بيع الولاء، والنسائي 7/306 في البيوع، باب بيع الولاء، والترمذي رقم (1236) في البيوع، باب ما جاء في كراهية بيع الولاء وهبته، و " الموطأ " 2/782 في العتق والولاء، باب مصير الولاء لمن أعتق، وأخرجه ابن ماجة رقم (2747) في الفرائض، باب النهي عن بيع الولاء وهبته. (2) لم نقف على إنكار ابن وضاح هذا في المصادر التي بين أيدينا، ولم نجد أحداً تعرض له، ولا حجة له في ذلك. إن ثبت عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (488) . وأحمد (2/113) (5929) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، وفي (2/156) (6452) قال: حدثنا حماد بن خالد. والبخاري (3/96، 199) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، وفي (8/191) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. وفي (8/193) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، وأبو داود (2915) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. والنسائي (7/300) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد. خمستهم - إسحاق، وحماد، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن عبد الله، وقتيبة- عن مالك. 2 - وأخرجه أحمد (2/28) (4817) قال: حدثنا روح، وفي (2/144) (6313) قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - روح، وعبد الرزاق - عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى. 3- وأخرجه أحمد (2/30) (4855) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/100) (5761) قال: حدثنا عفان. وفي (2/153) (6415) قال: حدثنا عبد الصمد والبخاري (3/93) قال: حدثنا حسان بن أبي عباد. وفي (8/193) قال: حدثنا حفص بن عمر. خمستهم - يزيد، وعفان، وعبد الصمد، وحسان بن أبي عباد، وحفص- عن همام. ثلاثتهم - مالك، وسليمان، وهمام - عن نافع، فذكره. رواية حماد بن خالد، وإسماعيل بن عبد الله، عن مالك، ورواية سليمان بن موسى، مختصرة على: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الولاء لمن أعتق» . رواية همام: «أرادت عائشة أن تشتري بريرة. فقالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنهم يشترطون الولاء؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اشتريها، فإنما الولاء لمن أعتق» . الحديث: 307 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 الماءُ والمِلْحُ والْكَلأُ والنَّارُ 308 - (ت د س) إياس بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الماء» ، أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي. وقال في رواية أخرى: نهى عن بَيعِ فَضْلِ الماء (1) .   (1) الترمذي رقم (1271) في البيوع، باب ما جاء في بيع فضل الماء، وأبو داود رقم (3478) في البيوع، باب في بيع فضل الماء، والنسائي 7/307 في البيوع، باب بيع فضل الماء، وأخرجه ابن ماجة رقم (2476) في الرهون، باب النهي عن بيع الماء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (912) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (3/417) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (4/138) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (2615) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (3478) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار. وابن ماجة (2476) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1271) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، والنسائي (7/307) قال: أخبرنا قتيبة، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قالا: حدثنا سفيان، وفي (7/307) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا داود، وفي (7/307) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، عن حجاج، قال: قال ابن جريج. ثلاثتهم - سفيان، وابن جريج، وداود - عن عمرو بن دينار، قال: أخبرني أبو المنهال، فذكره. قال ابن عبد البر (الاستيعاب 127) : يعد في الحجازيين. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تبيعوا لماء» لا أحفظ له غير هذا الحديث، رواه عنه أبو المنهال، واسمه عبد الرحمن بن مطعم، وروى أبو المنهال هذا عن ابن عباس، والبراء، وأما أبو المنهال سيَّار بن سلامة الرياحي، فلا أعلم له رواية عن صاحب إلا أبي برزة الأسلمي. أه. قلت: إياس بن عبد بغير إضافة، هكذا هو في الأصول وترجم له ابن عبد البر بهذا الاسم، وسماه أباه الحافظ في الإصابة «عبد الله» والعبارة في المطبوع مضطربة للغاية. الحديث: 308 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 309 - (م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع فَضلِ الماء» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) مسلم رقم (1565) في المساقاة، باب تحريم بيع فضل الماء، والنسائي 7/306 و 307. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن جابر أبو الزبير: 1 - أخرجه أحمد (3/338، 339) قال: حدثنا حسن، وفي (3/356) قال: حدثنا يونس، وعفان. ثلاثتهم - حسن، ويونس، وعفان- قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. 2- وأخرجه مسلم (5/34) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: أخبرنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن ماجة (2477) قال: حدثنا علي بن محمد، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، قالا: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، ويحيى بن سعيد- عن ابن جريج. كلاهما - حماد بن سلمة، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره. - ورواه عن جابر، عطاء: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الماء. أخرجه النسائي (7/306) قال: أخبرنا الحسين بن حُريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني، عن حسين بن واقد، عن أيوب السختياني، عن عطاء، فذكره. الحديث: 309 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 310 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُبَاعُ فَضلُ الماءِ، ليُباعَ به الكلأُ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] ليباع به الكلأ: العشب، ومعنى الحديث: أن البئر تكون في بادية أو صحراء، ويكون قريبًا منها كلأ، فإذا ورد على مائها وارد، ومنع من يجيء بعده من الاستقاء منها، كان بمنعه الماء مانعًا له من الكلأ؛ لأنه متى أرعى ماشيته ذلك الكلأ، ثم لم يسقها قتلها العطش، فالذي يمنع ماء البئر يمنع [ص: 485] الكلأ القريب منها، وكذلك إذا باع ماء تلك البئر ليبيع به الكلأ.   (1) البخاري 5/24 في الشرب، باب من قال: إن صاحب الماء أحق بالماء حتى يروى، وفي الحيل، باب ما يكره من الاحتيال، وأخرجه مسلم رقم (1566) في المساقاة، باب تحريم بيع فضل الماء الذي يكون بالفلاة، واللفظ له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عن أبي هريرة الأعرج: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (464) ، والحميدي (1124) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (2/244) قال: حدثنا سفيان، وفي (2/463) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان، وفي (2/500) قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن الزبير. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (3/144) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (9/31) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك. ومسلم (5/34) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى، قال: قرأت على مالك، (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث، وابن ماجة (2478) حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (1272) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13811) عن محمد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك. أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، والليث- عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. - ورواه عنه أبو صالح: قال أبو داود (3473) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. - ورواه الأعرج بلفظ: «ثلاث لا يمنعن» : أخرجه ابن ماجة (2473) ، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: ثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. - ورواه عن أبي هريرة سعيد بن المسيب بلفظ: «لا تمنعوا فضل الماء ... الحديث» أخرجه البخاري (3/144) قال: ثنا يحيى بن بكير، قال: ثنا الليث، عن عُقيل، ومسلم (5/34) قالك حدثني أبو الطاهر وحرملة، واللفظ لحرملة، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. كلاهما - عقيل، ويونس - عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، وأبي سلمة، فذكراه. * أخرجه أحمد (2/273، 309) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، ومسلم (5/34) قال: حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني زياد بن سعد، أن هلال بن أسامة أخبره. كلاهما - يحيى، وهلال - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: (ابن المسيب) . * في رواية يحيى بن أبي كثير قال: «لا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -» . * رواية هلال: «لا يباعُ فضلُ الماء ليباع به الكلأ» . هكذا في المطبوع من صحيح مسلم، وفي تحفة الأشراف (11/15351) : «لا يمنع فضل الماء ليُمنَعَ به الكلأ» . الحديث: 310 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 311 - (خ م ط ت د) وعنه - رضي الله عنه -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تمنعوا فَضلَ الماءِ لتمنعوا به الكلأ» ، أخرجه الجماعة إلا النسائي (1) .   (1) البخاري 5/24 في الشرب، باب من قال: إن صاحب الماء أحق بالماء حتى يروى، وفي الحيل، باب ما يكره من الاحتيال، وأخرجه مسلم رقم (1566) في المساقاة، باب تحريم بيع فضل الماء، و " الموطأ " 2/744 في الأقضية، باب القضاء في المياه، والترمذي رقم (1272) في البيوع، باب ما جاء في بيع فضل الماء، وأبو داود رقم (3473) في الإجارة، باب في منع الماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم راجع الحديث [310] . الحديث: 311 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 312 - (ط) عمرة بنت عبد الرحمن - رحمها الله -: قالت: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يُمنَعُ نَقْعُ (1) البِئْرِ» . أخرجه «الموطأ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] نقع البئر: هو فضل مائها الذي يخرج منها، وقيل له: نقع؛ لأنه ينقع به، أي يُروَى به.   (1) في المطبوع " نفع " بالفاء وهو تصحيف. (2) 2/745 في الأقضية، باب القضاء في المياه، ورجاله ثقات، إلا أنه مرسل، وقد وصله أبو قرة موسى بن طارق، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي كلاهما عن مالك عن أبي الرجال، عن أمه عن عائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: قال الإمام مالك [1497] كتاب الأقضية - باب القضاء في المياه- عن أبي الرجال عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن «فذكرته» . قلت: قال الزرقاني: ووصله أبو قرة موسى بن طارق، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي كلاهما عن مالك، عن أبي الرجال، عن أمه، عن عائشة. أه. الشرح (4/39) . الحديث: 312 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 313 - (د) رجل من المهاجرين - رضي الله عنهم -: من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: غَزَوْتُ مَع رَسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا، أسمعه يقول: - وفي أخرى: غَزَوتُ معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوَةٍ فسمعته يقول: - «المسلمون شركاءُ في ثلاثٍ: في الماء، والكلأِ، والنار» . [ص: 486] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] وقوله: «الناس شركاء في ثلاث: في الماء، والكلأ، والنار» أراد بالماء: ماء السماء، والعيون التي لا مالك لها، وأراد بالكلأ: مراعي الأرضين التي لا يملكها أحد، وأراد بالنار: الشجر الذي يحتطبه الناس، فينتفعون به، وقد ذهب قوم إلى أن الماء لا يُمَلَك، ولا يصح بيعه مطلقًا، وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة، والصحيح الأول.   (1) رقم (3477) في الإجارة، باب في منع الماء، وإسناده صحيح، وقد وهم الخطيب التبريزي في المشكاة رقم (3001) فأورد الحديث بهذا اللفظ من حديث ابن عباس، ونسبه إلى أبي داود وابن ماجة، وهو ليس في أبي داود، وأقره على هذا الوهم الألباني في تعليقه، وزاد عليه في الوهم قوله: " وإسناده صحيح " مع أن في سنده عبد الله بن خراش. قال أبو زرعة: ليس بشيء ضعيف، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ذاهب الحديث، ضعيف الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال الحافظ في " التلخيص " 3 / 65: متروك. وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجة رقم (2473) في الرهون، باب المسلمون شركاء في ثلاث بلفظ " ثلاث لا يمنعن الماء والكلأ والنار "، وإسناده صحيح، وصححه البوصيري والحافظ ابن حجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، ولمتنه شواهد: أخرجه أبو داود (3477) قال: حدثنا علي بن الجعد اللؤلؤي، قال: أخبرنا حريز بن عثمان، عن حبان بن زيد الشرعبي، عن رجل من قرن، (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا حريز بن عثمان، قالك حدثنا أبو خداش - وهذا لفظ علي-، عن رجل من المهاجرين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. قلت: أبو خداش قال فيه الذهبي: شيخ، الكاشف (1/200) [905] ، وفي الأصول من حديث ابن عباس: رواه أبو داود في إسناده عبد الله بن خراش، وعن أبي هريرة رواه ابن ماجة، ويأتي في تكملة الكتاب. الحديث: 313 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 314 - (د) بهيسة (1) : قالت: استأذَنَ أبي النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فدخل بَيْنَهُ وبَيْنَ قَمِيصِهِ، فجعل يُقَبِّلُ ويَلْتَزِمُ، ثم قال: يا رسول الله، حَدِّثْني: مَا الشَّيءُ الذي لا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قال: «الماء» ، قال: ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: [ص: 487] «الْمِلْحُ» . [قال: ثم ماذا؟ قال: «النَّار» ] (2) قال: يا نبيَّ الله، ما الشيء الذي لا يحل منعُه؟ قال: «أنْ تَفْعَلَ الْخَيْرَ خَيْرٌ لَكَ» ، أخرجه أبو داود (3) .   (1) بهيسة - بالسين المهملة - بضم الباء وفتح الهاء وسكون الياء، الفزارية. قال الحافظ في الإصابة: قال ابن حبان: لها صحبة. ولولا قول ابن حبان لما كان في الخبر ما يدل على صحبتها، لأن سياق ابن مندة: " أن أباها استأذن النبي صلى عليه وسلم "، وسياق أبي داود والنسائي عن أبيها " أنه استأذن " وهو المعتمد. (2) هذه الزيادة وردت في الأصل، ولم نجدها في سنن أبي داود. (3) رقم (3476) في الإجارة، باب في منع الماء، وأخرجه أحمد في المسند 3/480 و 481 وفي سنده من لا يعرف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/480) قال: حدثنا وكيع، وأبو داود (1669) (3476) قال: حدثنا عُبيدالله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15697) عن سليمان بن سلم، عن النضر بن شميل. ثلاثتهم - وكيع، ومعاذ، والنضر - عن كهمس بن الحسن، عن سيار بن منظور، رجل من بني فزارة، عن أبيه، عن امرأة يقال لها بهيسة، فذكرته. * وأخرجه أحمد (3/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/481) قال: حدثنا يزيد. كلاهما - محمد بن جعفر، ويزيد- قالا: حدثنا كهمس، قال: سمعت سيار بن منظور الفزاري، قال: حدثني أبي، عن بُهَيْسة. قالت: استأذنت أبي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكره، ليس فيه: «عن أبيها» . * في رواية وكيع: «منظور بن سيار بن منظور الفزاري» . قلت: سيار بن منظور أو منظور بن سيار، لا يكاد يعرف، وفي إسناد الخبر اضطراب كما ترى، فهو غير محفوظ. وأحاديث الباب تغني عنه. الحديث: 314 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 القينات 315 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تَبِيعُوا القَيْنَات الْمُغَنِّيَاتِ، ولا تَشْتَرُوهُنَّ، ولا تُعَلِّمُوهُنَّ (1) ، ولا خَيرَ في تِجَارةٍ فيهن، وثَمنُهُنَّ حَرَامٌ، وفي مثلِ هذا أُنْزِلَتْ: {ومن الناس من يشتَري لَهْوَ الحَدِيث ... } [لقمان: الآية 6] الآية» . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] القَيْنَاتُ: جمع قَيْنَة: وهي الأَمَةُ المُغَنْيَةُ.   (1) في المطبوع " تعلمونهن " وهو خطأ. (2) رقم (1282) في البيوع، باب ما جاء في كراهية بيع المغنيات، ورقم (3193) في تفسير القرآن، من سورة لقمان، وأخرجه ابن ماجة رقم (2168) في التجارات، باب ما لا يحل بيعه، وقال الترمذي: حديث أبي أمامة إنما نعرفه مثل هذا الوجه، وقد تكلم بعض أهل العلم في علي بن يزيد وضعفه وهو شامي. وقال أيضاً عند الرواية الثانية في التفسير: هذا حديث غريب إنما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة، وعلي بن يزيد يضعف في الحديث، قاله محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/252) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا خالد الصفار، وفي (5/264) قال: حدثنا أبو سلمة، قال: أخبرنا بكر بن مُضر. والترمذي (1282، 3195) قال: حدثنا قتيبة، قال: أخبرنا بكر بن مضر. كلاهما - خالد الصفار، وبكر بن مُضر- عن عُبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، فذكره. * أخرجه الحميدي (910) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مُطَّرح، أبو المهلب، عن عُبيد الله بن زحر، عن القاسم أبي عبد الرحمن، فذكره. كذا في المطبوع من «مسند الحميدي» ليس فيه (علي بن يزيد) ولفظه: «لا يَحِلُّ ثمنُ المُغَنِّيَةِ ولا بيعها، ولا شراؤها، ولا الاستماع إليها» . * أخرجه ابن ماجة (2168) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن عاصم، عن أبي المهلب، عن عُبيدالله (بن زَحر) الإفريقي، عن أبي أمامة، فذكره، ليس فيه (علي بن يزيد، ولا القاسم أبي عبد الرحمن) قلت: والعمدة في الباب فتاوى أهل العلم بعدم الجواز لقواعد الشريعة في التعاون على البر والتقوى وعدم الضرار وغير ذلك. الحديث: 315 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 الغنائم 316 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 488] عن شراء الغَنَائِمِ (1) حتى تُقْسَم» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في الترمذي " المغانم ". (2) رقم (1563) في السير، باب ما جاء في كراهية بيع المغانم حتى تقسم، واستغربه، وفي سنده من لا يعرف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: قال الترمذي (1563) ثنا هناد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن جهضم بن عبد الله، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن زيد، عن شهر بن حوشب، فذكره. قلت: ابن حوشب ليس بذاك، سيما في بابة هذه الأخبار. الحديث: 316 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 317 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الغنائم حتى تُقْسَم، وعن بيع النَّخل حتى يُحْرزَ من كل عارضٍ، وأن يُصَلِّيَ الرجل بغير حزام» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بغير حزام: هذا مثل الحديث الآخر: «لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء» وإنما أمر به؛ لأنهم كانوا قلما يتسرولون، ومن لم يكن عليه سراويل، وكان جيبه واسعًا، ولم يتلبَّب، ربما وقع بصره أو بصر غيره على عورته.   (1) رقم (3369) في البيوع، باب في بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وفي سنده مجهول، وهو الراوي عن أبي هريرة، وباقي رجاله ثقات، وحديث أبي سعيد السابق يشهد لبعضه، وأخرج أحمد في " المسند " 4/108 من حديث رويفع بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: " لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبتاع مغنماً حتى يقسم، ولا أن يلبس ثوباً من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه، ولا إن ركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه "، وإسناده صحيح لولا عنعنة ابن إسحاق، وأخرج النسائي 7/301 من حديث ابن عباس: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغانم حتى تقسم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، للجهالة: أخرجه أحمد (2/387) قال: حدثنا بهز، وفي (2/458) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (2/472) قال: حدثنا وكيع، وأبو داود (3369) قال: حدثنا حفص بن عمر. أربعتهم - بهز، وابن جعفر، ووكيع، وحفص - قالوا: حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن مولى لقريش، فذكره. الحديث: 317 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 حبل الحبلة 318 - (خ م ط ت د س) ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله [ص: 489] صلى الله عليه وسلم - نهى عن بَيْع حَبلِ الحَبَلَةِ، وكان بَيْعًا يَتَبايَعُهُ أهلُ الجاهلية. وكان الرجلُ يَبْتَاعُ لَحْمَ الْجَزُور أي أن تُنْتِجَ النًّاقَةَ، ثم تُنْتَجَ التي في بطنها. هذه رواية «الموطأ» . وفي رواية البخاري ومسلم قال: كان أهلُ الجاهلية يَبْتَاعونَ لُحُومَ الْجَزورِ إلى حَبَل الْحَبْلَةِ، وحَبلُ الحَبْلَةِ: أن تُنْتَجَ الناقةُ ما في بَطْنِها، ثم تَحْمِل التي نُتِجَت، فَنَهَاهُم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك. وفي أُخرى للبخاري نحوه، وقال: ثم تُنْتَج التي في بَطْنِها. وفي أخرى له قال: كانوا يَبْتَاعون الجزُور إلى حَبَل الحَبْلةِ، فنهى - صلى الله عليه وسلم - عنه. ثم فَسَّرَهُ نافع: أن تُنْتَجَ النَّاقَةُ ما في بطنها. وأخرجه مسلم أيضًا، والترمذي، وأبو داود مختصرًا: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع حَبل الحبْلة. ولأبي داود أيضًا مثل البخاري ومسلم تاماً. وأخرج النسائي رواية الموطأ، وأخرج الرواية الأخيرة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] حَبَل الحَبَلَة: مصدر سمي به المحمول، كما سمي بالحمل، وإنما أُدخلت [ص: 490] عليه التاء للإشعار بمعنى الأنوثة فيه، وذلك أن معناه: أن يبيع ما سوف يحمله الجنين الذي في بطن الناقة، على تقدير أنه يكون أنثى، وإنما نهي عنه؛ لأنه غرر، والحبل الأول: يراد به ما في بطن النوق، والثاني: حبل الذي في بطن النوق.   (1) البخاري 4/298، 299 في البيوع، باب بيع الغرر والحبلة، وفي السلم، باب السلم إلى أن تنتج الناقة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية، وأخرجه مسلم رقم (1513) في البيوع، باب تحريم بيع حبل الحبلة، وأبو داود رقم (3380) و (3381) في البيوع، باب في بيع الغرر، والنسائي 7/293 و 294 في البيوع، باب بيع حبل الحبلة، والترمذي رقم (1229) في البيوع، باب ما جاء في بيع حبل الحبلة، والموطأ 2/653 و 654 في البيوع، باب ما لا يجوز من بيع الحيوان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن ابن عمر نافع: أخرجه مالك (الموطأ) (405) ، وأحمد (1/56) (394) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أنبأنا مالك. وفي (2/5) (4491) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، وفي (2/15) (4640) قال: حدثنا يحيى، عن عُبيدالله، وفي (2/63) (5307) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وفي (2/76) (5466) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد. وفي (2/80) (5510) قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا عُبيد الله، والبخاري () 3/91) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (3/114) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: أخبرنا جويرية. وفي (5/54) قال: حدثنا مُسَدد، قال: حدثنا يحيى، عن عُبيدالله. ومسلم (5/3) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رُمح، قالا: أخبرنا الليث، (ح) وحدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. وأبو داود (3380) قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمة، عن مالك. وفي (3381) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والترمذي (1229) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، والنسائي (7/293) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. (ح) وأخبرنا محمد ابن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع- عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (7552) عن قتيبة، عن حماد بن زيد، عن أيوب (ح) وعن زياد بن أيوب، عن إسماعيل بن عُلية، عن أيوب. ستتهم - مالك، أيوب، وعُبيدالله، ومحمد بن إسحاق، وجويرية بن أسماء، وليث بن سعد- عن نافع، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. - ورواه عنه سعيد بن جبير: أخرجه الحميدي (689) . وأحمد (2/10) (4582) . وابن ماجة (2197) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (7/293) قال: أخبرنا محمد بن منصور. أربعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وهشام، ومحمد بن منصور - عن سفيان، قال: سمعت أيوب السختياني، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 318 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 319 - (س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «السَّلَف في حَبَل الحَبَلَة ربًا» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7/293 في البيوع، باب بيع حبل الحبلة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح قوي: أخرجه أحمد (1/240) (2145) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/291) (2645) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (7/293) قال: أخبرنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وحماد بن زيد- عن أيوب، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 319 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 ضراب الجمل 320 - (م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ضِراب الجمل، وعن بيع الماء، وكِراء الأرض لِيَحْرثُهَا» ، فعَنْ ذلك نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه مسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] ضِراب الجمل: يقال: ضرب الفحل الأنثى: إذا ركبها للوِقاع، وعلا عليها.   (1) مسلم رقم (1565) في المساقاة، باب تحريم بيع فضل الماء، والنسائي 7/310 في البيوع، باب بيع ضراب الجمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم، راجع الحديث رقم [309] . رواية أبي الزبير عن جابر- رضي الله عنهما-. الحديث: 320 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 الصدقة 321 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «باع حَسَّانُ حِصَّتَهُ من بَيرْحَاء (1) من صدقةِ أبي طَلْحَة» ، فقيل له: «أتَبِيعُ صَدَقَةَ أبي طلحة؟» فقال: «ألا أبِيع صاعًا من تَمرٍ بصاع من دراهم؟» قال: «وكانت تلك الحديقة في موضعِ قَصْرِ بني جُدَيْلة الذي بناه معاوية» ، قال: «فباع حصته منها، واشترى بثمنها حدائق خيرًا منها مكانَهَا» ، أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بَيْرَحَاء: اسم أرض كانت لأبي طلحة، وكأنها فَيْعَلَى، من البراح: [ص: 492] وهي الأرض المنكشفة الظاهرة، وكثيرًا ما يجيء في كتب الحديث: بَيْرُحاء، بضم الراء والمد، فإن صحت الرواية، فإنها تكون فَيْعُلاء من البراح، والله أعلم. حدائق: جمع حديقة، وهي القطعة من النخل التي قد أحدق بها بناءٌ، أي: أحاط بها.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": " بيرحاء " بفتح الموحدة وسكون الياء التحتانية وفتح الراء وبالمهملة والمد. وجاء في ضبطه أوجه كثيرة - جمعها ابن الأثير في " النهاية " فقال: يروى بفتح الباء وبكسرها، وبفتح الراء وضمها، وبالمد، والقصر، فهذه ثمان لغات. وفي رواية حماد بن سلمة " بريحا " بفتح أوله وكسر الراء وتقديمها على التحتانية. وفي سنن أبي داود " باريحا " مثله، ولكنه بزيادة ألف. وقال الباجي: أفصحها بفتح الباء وسكون الياء، وفتح الراء مقصوراً، وكذا جزم به الصغاني، وقال: إنه فيعلى من البراح. قال: ومن ذكره بكسر الباء الموحدة وظن أنها بئر من آبار المدينة، فقد صحف. (2) 5/290 في الوصايا: باب من تصدق إلى وكيله ثم رد الوكيل إليه، وقد علق الحافظ على قوله: " باع حسان ... " بما نصه: هذا يدل على أن أبا طلحة ملكهم الحديقة المذكورة ولم يقفها عليهم، إذ لو وقفها ما ساغ لحسان أن يبيعها فيعكر على من استدل بشيء من قصة أبي طلحة في مسائل الوقف إلا فيما لا تخالف فيه الصدقة الوقف. ويحتمل أن يقال: شرط أبو طلحة لما وقفها عليهم أن من احتاج إلى بيع حصته منهم جاز له بيعها، وقد قال بجواز هذا الشرط بعض العلماء كعلي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال البخاري: وقال إسماعيل: أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن أبي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة - لا أعلمه إلا- عن أنس «فذكر الأثر» . قلت: قد اختلف في صنيع البخاري، هل مراد منه التعليق، وأفاد الحافظ في الفتح (5/455) أنه وقع في أصل الدمياطي بخطه «حدثنا» إسماعيل» . ونقل الحافظ الاختلاف في تعيين «إسماعيل» هذا. الحديث: 321 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 الحيوان باللحم 322 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: نهى عن بيع الحيوانِ باللَّحْمِ. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2/655 ورجاله ثقات، لكنه مرسل. قال ابن عبد البر: لا أعلمه يتصل من وجه ثابت، وروى البيهقي في السنن 5/297 من طريق الشافعي: ثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج، عن القاسم بن أبي بزة، عن رجل من أهل المدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يباع حي بميت. قال البيهقي: وهذا مرسل يؤكد مرسل ابن المسيب. ومن طريق الشافعي بسنده عن أبي بكر الصديق أنه نهى عن بيع اللحم بالحيوان، ومن طريق الشافعي أيضاً بسنده عن سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير وأبي بكر بن عبد الرحمن أنهم كرهوا ذلك. قال الشافعي: ولا نعلم أحداً من الصحابة قال بخلاف ذلك. وإرسال ابن المسيب عندنا حسن. وللحديث شاهد من رواية الحسن عن سمرة عند الحاكم والبيهقي وابن خزيمة. وقال البيهقي في السنن 5/296: إسناده صحيح. ومن أثبت سماع الحسن البصري من سمرة بن جندب عده موصولاً، ومن لم يثبت فهو مرسل جيد يضم إلى مرسل سعيد بن المسيب والقاسم بن أبي بزة وقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: قال الإمام مالك [1396] كتاب البيوع - باب بيع الحيوان باللحم. عن زيد بن أسلم، عن سعيد بن المسيب «فذكره» . قال الإمام الزرقاني: قال ابن عبد البر: لا أعلمه يتصل من وجه ثابت، وأحسن أسانيده مرسل سعيد هذا، ولا خلاف عن مالك في إرساله. ورواه يزيد بن مروان عن مالك، عن ابن شهاب، عن سهل بن سعد، وهذا إسناد موضوع لا يصح عن مالك ولا أصل له من حديثه، ورواه أبو داود في المراسيل عن القعنبي عن مالك به مرسلاً، وصححه الحاكم، وله شاهد أخرجه البزار من حديث ابن عمر. أه. الشرح (3/386) . قلت: أورد له البيهقي في الكبرى طريق آخر ولا يسلم للجهالة. راجع السنن (5/296) . الحديث: 322 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 الباب الثالث: فيما لايجوز فعله في البيع ، وفيه ثمانية فصول الفصل الأول: في الخداع - وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في مطلق الخداع 323 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -: «أَنَّ رجلاً ذَكَرَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه يُخْدَعُ في الْبُيُوع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ بَايَعْتَ فَقُلْ: لا خِلابَةَ» . زادَ في رواية للبخاري: فكان إِذا بايعَ قال: لا خِلابةَ، وفي رواية لمسلم: فكان إِذا بايعَ قال: لا خِيَابَةَ، وأَخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي مثلهما (1) . [ص: 494] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] لا خِلابة: الخلابة: الخداع، ومنه يقال: خَلَبَت المرأة قلب الرجل: إذا خدعته بألطف وجه. لا خيابَة: يجوز أن يكون ذلك لثغة من الراوي، أبدل اللام ياء.   (1) البخاري 4/283 في البيوع، باب ما يكره من الخداع في البيع، وفي الاستقراض، باب ما ينهى عن إضاعة المال، وفي الخصومات، باب من رد أمر السفيه والضعيف العقل، وفي الحيل، باب ما ينهى من الخداع في البيوع، وأخرجه مسلم رقم (1533) في البيوع، باب من يخدع في البيع، وأبو داود (3500) في الإجارة، باب في الرجل يقول عند البيع: لا خلابة، والنسائي 7/252 في البيوع، باب الخديعة في البيع، والموطأ 2/685 في البيوع، باب جامع البيوع. قال الحافظ في الفتح 4/283: قال العلماء: لقنه النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول ليتلفظ به عند البيع فيطلع به صاحبه على أنه ليس من ذوي البصائر في معرفة السلع، ومقادير القيمة، فيرى له كما [ص: 494] يرى لنفسه لما تقرر من حض المتابيعين على أداء النصيحة، واستدل بهذا الحديث لأحمد وأحد قولي مالك أنه يرد بالغبن الفاحش لمن لم يعرف قيمة السلعة، وتعقب أنه صلى الله عليه وسلم إنما جعل له الخيار لضعف عقله، ولو كان الغبن يملك من الفسخ لما احتاج إلى شرط الخيار، وقال ابن العربي: يحتمل أن الخديعة في قصة هذا الرجل كانت في العيب أو في الكذب أو في الثمن أو في الغبن، فلا يحتج بها في مسألة الغبن بخصوصها، وليست قصة عامة، وإنما هي خاصة في واقعة عين فيحتج بها في حق من كان بصفة الرجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (425) ، وأحمد (2/44) (5036) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شُعبة. وفي (2/61) (5271) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/72) (5405) قال: حدثنا أبو سلمة، قال: أخبرنا سليمان بن بلال، وفي (2/80) (5515) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/84) (5561) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا شعبة بن الحجاج، وفي (2/107) (5854) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، وفي (2/116) (5970) قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (3/85) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (3/157) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/159) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، وفي (9/31) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك. ومسلم (5/11) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقُتَيبة، وابن حجر. قال يحيى بن يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3500) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، والنسائي (7/252) قال: أخبرنا قُتَيبة بن سعيد، عن مالك. ستتهم - مالك، وشعبة، وسفيان، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن مسلم، وإسماعيل بن جعفر- عن عبد الله بن دينار فذكره. الحديث: 323 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 324 - (ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رجلاً كان يَبتَاعُ على عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي عُقْدَتِهِ ضَعْفٌ، فَأَتَى أَهلُه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، احْجُرْ على فُلانٍ فإِنه يبتَاع وفي عُقْدَتِهِ ضَعْفٌ. فنهاهُ، فقال الرجل: إِني لا أَصْبِرُ عَنِ البيع. فقال: إنْ كنتَ غير تاركٍ للبيع، فقل: هَاءَ وَهَاءَ، ولا خِلابَة. وأَخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي، ولم يذكر النسائي: هاءَ وهاءَ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] عُقدته: في عقدته ضعف: يعني في رأيه ونظره في مصالح نفسه. [ص: 495] احْجُرُ: الحجر: المنع من التصرف، ومنه حجر القاضي على فلان إذا منعه من التصرف في ماله. هاء وهاء: هو أن يقول كل واحد من المتبايعين: هاء، فيعطيه ما في يده، وقيل: معناه: هاك وهات، أي: خذ وأعط، مثل الحديث الآخر: «إلا يدًا بيدٍ» قال الخطابي: أصحابُ الحديث يروونه: «ها وها» ساكنة الألف، والصواب مدها وفتحها؛ لأن أصلها: هَاكَ، أي: خذ، فحذفت الكاف، وعوضت عنها المدة، يقال للواحد: هاء، وللاثنين: هَاؤُمَا، بزيادة الميم، والجمع: هَاؤم.   (1) الترمذي رقم (1250) في البيوع، باب ما جاء فيمن يخدع في البيع، وأبو داود رقم (3501) في الإجارة، باب في الرجل يقول عند البيع: لا خلابة، والنسائي 7/252 في البيوع، باب الخديعة في البيع، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/217) ، وأبو داود (3501) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأرزي، وإبراهيم بن خالد أبو ثور، ثلاثتهم -أحمد، والأرزي، وأبو ثور- قالوا: حدثنا عبد الوهاب. 2- وأخرجه ابن ماجة (2354) قال: حدثنا أزهر بن مروان. والترمذي (1250) ، والنسائي (7/252) كلاهما عن يوسف بن حماد، كلاهما - أزهر، ويوسف - عن عبد الأعلى. كلاهما -عبد الوهاب، وعبد الأعلى- عن سعيد، عن قتادة، فذكره. الحديث: 324 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 325 - (خ ت) العداء بن خالد (1) : قال عبد المجيد بن وهب: قال لي العَدَّاءُ بن خالد بن هَوْذَةَ: ألا أُقْرِئك كتابًا كتبه لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: بلى، فأَخرج إليَّ كتابًا: «هذا ما اشترى العدَّاءُ بن خالد بن هَوْذة من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اشترى منه عبدًا أو أمةً، لا دَاءَ، ولا غائِلَةَ، ولا خِبْثَةَ، بَيْعَ المُسْلِمِ المُسْلِمَ» (2) . [ص: 496] أخرجه الترمذي، وأخرجه البخاري، قال: ويُذْكَرُ عن العَدَّاء بن خالد، قال: كتب لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا ما اشترى مُحَّمدٌ (3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العداء بن خالد بيع المسلمِ المسلمَ، لا داءَ، ولا خِبْثَةَ، ولا غائلة، قال قتادة: الغائلة: الزنا، والسرقة، والإِباق (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] لا داء: الداء: المرض والعاهة. ولا خِبْثَةَ: والخِبْثَة: نوع من أنواع الخبيث، أراد به: الحرام، عبروا بالخبيث عن الحرام، كما عبروا بالطيب عن الحلال. والخِبثة: نوع من أنواع الخبيث. [ص: 497] ولا غائلة: الغائلة: الخصلة التي تَغُولُ المال، أي: تهلكه من إباق وغيره.   (1) العداء - بفتح العين وتشديد الدال المهملتين آخره همز -، صحابي قليل الحديث، أسلم بعد حنين، وهو من أعراب البصرة من بني ربيعة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو رجاء العطاردي، وعبد المجيد بن وهب، وجهضم بن الضحاك، وهو القائل " قاتلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلم يظهرنا الله ولم ينصرنا " ثم أسلم وحسن إسلامه. (2) قال ملا علي القاري: بيع المسلم المسلم، نصب على المصدر، أي إنما باعه بيع المسلم من المسلم، أضاف إلى الفاعل ونصب به المفعول، ذكره الطيبي، وفي نسخة برفع " بيع " على أنه خبر مبتدأ محذوف هو هو، أو هذا أو عكسه، قال التوربشتي: ليس في ذلك ما يدل على أن المسلم إذا بايع غير أهل ملته جاز له أن يعامله بما يتضمن غبناً أو عيباً، وإنما قال ذلك على سبيل المبالغة في النظر له، فإن المسلم [ص: 496] إذا بايع المسلم يرى له من النصح أكثر مما يرى لغيره، أو أراد بذلك بيان حال المسلمين إذا تعاقدا، فإن من حق الدين وواجب النصيحة: أن يصدق كل واحد منهما صاحبه، ويبين له ما خفي عليه، ويكون التقدير: باعه بيع المسلم المسلم، واشتراه شراء المسلم المسلم، فاكتفى بذكر أحد طرفي العقد على الآخر. (3) قال الحافظ في الفتح 4/262: هكذا وقع هذا التعليق، وقد وصل الحديث الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن الجارود وابن منده كلهم من طريق عبد المجيد ابن أبي يزيد عن العداء بن خالد، فاتفقوا على أن البائع النبي صلى الله عليه وسلم، والمشتري العداء، عكس ما هنا، فقيل: إن الذي وقع هنا مقلوب، وقيل: هو صواب، وهو من الرواية بالمعنى، لأن اشترى وباع بمعنى واحد، ولزم من ذلك تقديم اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم على اسم العداء. (4) البخاري تعليقاً 4/262 في البيوع، باب إذا بين البيعان ولم يكتما ونصحا، والترمذي رقم (1216) في البيوع، باب ما جاء في كتابة الشروط، وأخرجه ابن ماجة في التجارات رقم (2251) باب شراء الرقيق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه ابن ماجة (2251) ، والترمذي (1216) قالا: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9848) عن ابن مثنى. كلاهما - محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى- عن عباد بن ليث صاحب الكرابيسي البصري، قال: حدثنا عبد المجيد بن وهب، فذكره. قلت: علقه البخاري كما ذكر المؤلف - رحمه الله - في البيوع (4/262) باب إذا بين البيعان، ولم يكتما ونصحا. الحديث: 325 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 326 - (خ) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: «أنَّ رجلاً أَقَامَ سِلْعَةً في السوقِ، فَحَلَفَ باللهِ لقد أُعْطِيَ بها مَا لم يُعْطَ، لِيُوقِعَ فيها رجلاً من المسلمين، فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتُرونَ بِعَهدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَليلاً ... } إِلى آخر الآية، [آل عمران: 77] » . أخرجه البخاري (1) .   (1) 4/262 في البيوع، باب ما يكره من الحلف في البيع، وفي الشهادات، باب قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً} وفي تفسير سورة آل عمران باب {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/78) قال: حدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا هُشيم. وفي (3/234) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وفي (6/43) قال: حدثنا علي هو ابن أبي هاشم، سمع هُشيمًا. كلاهما - هُشيم، ويزيد- قالا: أخبرنا العوام بن حوشب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 326 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 الفرع الثاني: في إخفاء العيب 327 - (خ) عمرو بن دينار - رحمه الله -: قال: «كان ها هنا رجل اسمه نَوَّاسٌ (1) ، وكان عنده إِبلٌ هِيمٌ، فذهب ابن عمر واشترى تلك الإبل من شريك له، فجاء إليه شريكُه» ، فقال: «بِعْنَا تلك الإِبل» ، قال: «مِمَّنْ؟» قال: «من شيخٍ كذا وكذا» ، قال: «وَيْحَكَ؛ واللهِ ذَاك ابن عمر» ، فجاءه، فقال: «إِنَّ شريكي بَاعَكَ إِبلاً هِيمًا، ولم يُعرِّفْكَ» ، قال: «فاسْتَقْها» . فلما ذهب لِيَسْتَاقَها، قال: «دَعْها، رضينا بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا عَدْوَى (2) » . [ص: 498] أَخرجه البخاري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] إبل هيم: الهيم: العطاش، والهيام: داء يأخذ الإبل فتعطش وتهلك منه. فاستقها: أمرٌ بالسوق. لا عدوى: فَعْلَى من عدَاهُ يعدُوهُ: إذا تجاوزه إلى غيره، والمراد به: ما يُعدي كالجرب ونحوه.   (1) " نواس " بفتح النون وتشديد الواو لأكثرهم، وعند القاضي بكسر النون وتخفيف الواو، وعند بعضهم: نواسي بعد السين ياء نسب. (2) أي: رضيت بحكمه حيث حكم أن لا عدوى ولا طيرة، وقال بعضهم في تفسيره: أي: رضيت بهذا البيع على ما فيه من العيب، ولا أعدي على البائع حاكماً، واختار هذا التأويل ابن التين والزركشي. (3) 4/270 في البيوع، باب شراء الإبل الهيم، أو الأجرب، وفي الجهاد، باب ما يذكر من شؤم الفرس، وفي النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة، وفي الطب، باب الطيرة، وباب لا عدوى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (705) ، والبخاري (3/82) قال: حدثنا علي. كلاهما - الحميدي، وعلي بن المديني- قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 327 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 328 - (م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ في السوق على صُبْرَةِ طعامٍ، فأَدْخَلَ يده فيها، فنالتْ أَصابعه بَلَلاً، فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟» ، قال: يا رسول الله أَصابته السماء، قال: «أَفلا جعلتَه فوقَ الطعام حتى يراهُ الناسُ؟ !» ، وقال: «مَن غَشَّنا فليس منا» ، هذه رواية مسلم، والترمذي. وفي رواية أبي داود: أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ برجلٍ يَبِيعُ طعامًا، فسأله: «كيف تبيع؟» فأَخبره، فَأُوحِيَ إليه: أَنْ أَدْخِلْ يَدَكَ فيه، فأدخل يده فيه، فإذا هو مبلول، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من غَشَّ (1) » . [ص: 499] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] السماء أراد بالسماء: المطر، فسماه باسم مكانه. من غشنا الغش: ضد النصح، وهو من الغشش المشرب الكدر.   (1) مسلم رقم (101) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا " والترمذي [ص: 499] رقم (1315) في البيوع، باب ما جاء في كراهية الغش في البيوع، وأبو داود رقم (3452) في الإجارة، باب في النهي عن الغش، وأخرجه ابن ماجة رقم (2224) في التجارات، باب النهي عن الغش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عن أبي هريرة عبد الرحمن أبو العلاء: أخرجه الحميدي (1033) قال: ثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. ومسلم (1/69) قال: حدثني يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حُجر، جميعًا عن إسماعيل ابن جعفر، وأبو ادود (3452) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وابن ماجة (2224) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (1315) قال: حدثنا علي بن حُجْر. قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. كلاهما - سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن جعفر- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. السماء: أراد بالسماء: المطر، فسماه باسم مكانه. من غَشَّنَا: الغش: ضد النصح، وهو من الغَشَشِ المَشْرَبِ الكَدر. الحديث: 328 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 329 - (خ) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: «لا يَحِلُّ لامْرِيءٍ مسلمٍ يبيعُ سِلْعَةً يَعْلَمُ أَنَّ بها داءً إِلا أَخْبَرَ به» ذكره البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) 4/263 في البيوع، باب إذا بين البيعان ولم يكتما ونصحا ـ تعليقاً. وقد وصله أحمد وابن ماجة رقم (2246) ، والحاكم من طريق عبد الرحمن بن شماسة عن عقبة مرفوعاً بلفظ " المسلم أخو المسلم ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعاً فيه غش إلا بينه له " وإسناده حسن، وحسنه الحافظ في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: علقه البخاري في البيوع (4/263) باب: إذا بين ولم يكتما نصحا. ووصله أحمد، وابن ماجة -وسيأتي في تكملة الكتاب- والحاكم مرفوعًا، وحسنه الحافظ في الفتح. الحديث: 329 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 330 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُصَرُّوا» . وفي رواية: «لا تُصَرُّوا الإِبلَ والغنم، فمن ابتاعها فهو بخير النظرَيْن بعد أن يَحْلِبها، إِن شاء أمْسَكَ، وإنْ شاء رَدَّها وصاعًا من تَمرٍ» . وفي رواية للبخاري قال: «من اشترى غنمًا مُصَرَّاةً فاحتلبها، فإن رضيها أمسكها، وإن سَخِطها ففي حَلبتها صاعٌ من تمر» . وفي أخرى لمسلم قال: «مَنِ اشترى شَاةً مُصَرَّاةً فَلْيَنْقَلِبَ بِها فَلْيَحْلِبْها، فإِنْ رَضِيَ حلابها أَمسكها، وإِلا رَدَّها ومَعَها صاعٌ من تَمرٍ» . وفي أُخرى له قال: «مَنِ اشترى شاة مصراةً فهو فيها بالخيار ثَلاثَة أيَّامٍ، إِن شاء أمسكها، وإنْ شاء رَدَّها، [ص: 500] وردَّ معها صاعًا من تَمرٍ» . وفي أخرى له: «ردَّ معها صاعًا من طعامٍ، لا سَمْرَاء» . وفي أخرى: «مِن تَمرٍ، لا سمراء» . وفي أخرى لهما بزيادةٍ في أوله قال: «لا تُتَلَقَّى الرُّكبان للبيع، ولا يَبِعْ بعضكم على بيع بعض، ولا تَنَاجَشُوا، ولا يَبعْ حاضِرٌ لِبادٍ، ولا تُصَرُّوا الإِبل والغنم ... الحديث» . أخرج الموطأ هذه الرواية الآخرة. وأخرجه الترمذي، وأَبو داود، والنسائي بنحو من هذه الطرق، إِلا أَنَّ للنسائي في بعض طرقه: «من ابتاع مُحَفَّلَةً أَو مُصَرَّاةً ... » الحديث. وفي أخرى له: «إِذا باع أَحدكم الشاة أَو النَّعْجَةَ فلا يُحَفِّلْهَا» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] لا تُصَرُّوا: الصَّرُّ: الجَمْعُ والشَّدُّ، وقد تقدم شرحها في متن الحديث، وقال الأزهري: ذكر الشافعي المُصَرَّاة، وفسرها: أنها التي تُصَرُّ أَخْلافُها، ولا تُحْلَبُ أَيَّامًا، حتى يجتمع اللبن في ضرعها، فإذا حلبها المشتري استَغْزَرَها، قال الأزهري: جائز أن يكون سمِّيَت مُصَرَّاةً، من صَرّ أخلافها كما ذكر، إلا أنهم لما اجتمع لهم في الكلمة ثلاث راءات، قُلِبت إحداها ياء، كما قالوا: [ص: 501] تَظَنَّيْت في تظنَّنْت من الظن، فقلبوا إحدى النونات ياء، قال: وجائز أن يكون سميت مصراة من الصَّري- وهو الجمع- يقال: صَرَيْتُ الماء في الحوض: إذا جمعته، ويقال لذلك الماء: صَريً. قال أبو عُبَيْدة: المصراة: هي الناقة أو البقرة أو الشاة يُصَرَّى اللبن في ضرعها، أي: يُجْمَعُ ويحبس، فإن كان من الأول، فيكون: «لا تَصُرُّوا» بفتح التاء، وضم الصاد، وإن كان من الثاني، فيكون بضم التاء، وفتح الصاد. قوله: «لا تصروا الإبل» أي: لا تفعلوا بها ذلك، وإنما نهى عن بيعها وهي كذلك لأنه خداع. بخير النظرين: هو إمساك المبيع أو ردُّه، أيهما كان خيرًا له فعله. حِلابها: الحلاب، والمِحْلب: الإناء الذي تحلب فيه الألبان، وإنما أراد به في الحديث: اللبن نفسه. صاعًا من طعام: قد تقدم تفسيره، والطعام يطلق على ما يقتات به ويؤكل، ويدخل فيه الحنطة، وحيث استثناها، فقد أطلق الصاع في باقي الأطعمة، إلا أنه لم يرد به إلا التمر لأمرين: أحدهما: أنه كان الغالب على أطعمتهم. والثاني: أن معظم روايات الحديث إنما جاءت: «وصاعًا من تمر» وفي بعضها قال: «من طعام» ، ألا ترى أنه لما قال: «من طعام» استثنى فقال: «لا سمراء» حتى إن الفقهاء قد ترددوا فيها لو أخرج بدل التمر زبيبًا، أو قوتًا آخر، [ص: 502] فمنهم من تبع التوقيف، ومنهم من رَآهُ في معناه إجراء له مجرى صدقة الفطر. وهذا الصاع الذي يرده مع المصراة، فهو بدل عن اللبن الذي كان في الضرع عند العقد، وإنما لم يجب رد عين اللبن أو مثله أو قيمته؛ لأن عين اللبن لا تبقى غالبًا، وإن بقيت فتمتزج بآخر اجتمع في الضرع بعد جريان العقد إلى تمام الحلب. وأما المثلية؛ فلأن القدر إذا لم يكن معلومًا بمعيار الشرع كانت المقابلة من باب الربا، وإنما قدِّر من التمر، لا من جنس النقد؛ لفقد النقد عندهم غالبًا؛ ولأن التمر يشارك اللبن في المالية، وكونه قوتًا، وهو قريب منه، إذ يؤكل معه في بلادهم. ولفهم هذا المعنى نصَّ الشافعي - رحمه الله - على أنه لو ردَّ الشاة المصراة بعيب آخر سوى التصرية، ردَّ معها صاعًا من التمر لأجل اللبن. تلقي الركبان: قد تقدم تفسيره في الباب. وصورة ما نهي عنه: أن يستقبل الركبان، ويكذب في سعر البلد، ويشتري بأقل من ثمن المثل، وذلك تغرير محرم، ولكن الشراء منعقد، ثم إن كذب وظهر الغبن، ثبت الخيار للبائع، وإن صدق، ففيه وجهان، على مذهب الشافعي. لا يبع بعضكم على بيع بعض: قال في موضع آخر: «لا يبع بعضكم على بيع أخيه» والمعنى فيهما واحد، وفيه قولان: أحدهما: أن يشتري الرجل السلعة ويتم البيع، ولم يفترق المتبايعان عن [ص: 503] مقامهما ذلك، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعرض رجلٌ آخر سلعةً أخرى على ذلك المشتري، تشبه السلعة التي اشتراها ليبيعها له، لما في ذلك من الإفساد على البائع الأول، إذ لعله يرد للمشتري التي اشتراها أولاً، ويميل إلى هذه، وهما وإن كان لهما الخيار ما لم يتفرقا على هذا المذهب، فهو نوع من الإفساد. والقول الثاني: أن يكون المتبايعان يتساومان في السلعة، ويتقارب الانعقاد، ولم يبق إلا اشتراط النقد أو نحوه، فيجيء رجل آخر يريد أن يشتري تلك السلعة، ويخرجها من يد المشتري الأول، فذلك ممنوع عند المقاربة، لما فيه من الإفساد، ومباح أول العرض والمساومة. هذا تأويل أصحاب الغريب، وهو تأويل الفقهاء، إلا أن لفظ الفقهاء هذا: قالوا: إذا كان المتعاقدان في مجلس العقد، فطلب طالب السلعة بأكثر من الثمن ليرِّغب البائع في فسخ العقد، فهذا هو البيع على بيع الغير، وهو محرَّم لأنه إضرار بالغير؛ ولكنه منعقد؛ لأن نفس البيع غير مقصود بالنهي، فإنه لا خلل فيه، وكذلك إذا رغب المشتري في الفسخ بعرض سلعة أجود منها بمثل ثمنها، أو مثلها بدون ذلك الثمن، فإنه مثله في النهي. وأما السوم على سوم أخيك: فأن تطلب السلعة بزيادة على ما استقر الأمر عليه بين المتساومين قبل البيع، وإنما يحرم على من بلغه الخبر فإن تحريمه خفي، قد لا يعرفه. [ص: 504] لا تناجشوا: النجش في الأصل: المدح والإطراء، والمراد به في الحديث الذي ورد النهي عنه: أنه يمدح السلعة، ويزيد فيها وهو لا يريدها ليسمعه غيره فيزيده، وهذا خداع محرم، ولكن العقد صحيح من العاقدين، والآثم غيرهما. وقيل: هو تنفير الناس عن الشيء إلى غيره. والأصل فيه: تنفير الوحش من مكان إلى مكان، والأول هو الصحيح، وهو تأويل الفقهاء وأهل العلم. حاضر لباد: الحاضر: المقيم في المدن والقرى، والبادي: المقيم بالبادية، والمنهي عنه: هو أن يأتيَ البدوي البلدة، ومعه قوت يبغي التسارع إلى بيعه رخيصًا، فيقول له الحاضر: اتركه عندي لأغالي في بيعه، فهذا الصنيع محرم لما فيه من الإضرار بالغير، والبيع إذا جرى مع المغالاة منعقد، فهذا إذا كانت السلعة مما تعم الحاجة إليها، فإن كانت سلعة لا تعم الحاجة إليها، أو كثر بالبلد القوت، واستغني عنه، ففي التحريم تردد. يعوَّل في أحدهما على عموم ظاهر النهي وحَسم باب الضرر. وفي الثاني: على معنى الضرر، وقد جاء في بعض الأحاديث عن ابن عباس: أنه سئل عن معنى: لا يبع حاضر لباد؟ قال: لا يكون له سمسارًا. مُحَفَّلة: الناقة أو البقرة أو الشاة لا يحلبها صاحبها أيَّامًا حتى يجتمع لبنها في ضرعها، فإذا حلبها المشتري حسبها غزيرة فزاد في ثمنها، فإذا [ص: 505] حلبها بعد ذلك نقص لبنها عن الحالة الأولى، والمحفلة: هي المصراة، وقد تقدم شرحها.   (1) البخاري 4/309 في البيوع، باب إن شاء رد المصراة وفي حلبتها صاع من تمر، ومسلم رقم (1524) في البيوع: باب حكم بيع المصراة، وأبو داود رقم (3443) و (3444) و (3445) في الإجارة، باب من اشترى مصراة فكرهها، والنسائي 7/253، 254 في البيوع، باب النهي عن المصراة، والترمذي رقم (1251) و (1252) في البيوع: باب ما جاء في المصراة، و " الموطأ " 2/683 في البيوع، باب ما ينهى عن المساومة والمبايعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة ابن سيرين: أخرجه الحميدي (1029) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب، وأحمد (2/248) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، وفي (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن أيوب، وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام، (ح) ومحمد بن جعفر. قال: حدثنا هشام. والدارمي (2556) قال: حدثنا محمد بن المنهال. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا هشام بن حسان. ومسلم (5/6) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رَوَّاد، قال: حدثنا أبو عامر، يعني العَقَدي، قال: حدثنا قرة. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، (ح) وحدثناه ابن أبي عمر. قال: حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب، وأبو داود (3444) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن أيوب وهشام، وحبيب، وابن ماجة (2239) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن حسان، والترمذي (1252) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا قرة بن خالد. والنسائي (7/254) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب. أربعتهم - أيوب، وهشام بن حسان، وقرة بن خالد، وحبيب بن الشهيد - عن محمد بن سيرين، فذكره. * وأخرجه أحمد (2/259) قال: حدثنا عبد الواحد، عن عوف، عن خلاس بن عمرو، ومحمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكراه. - ورواه عنه موسى بن يسار: أخرجه أحمد (2/463) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (5/6) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، والنسائي (7/253) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن مسلمة، وعبد الله بن الحارث- قالوا: حدثنا داود بن قيس، عن موسى بن يسار، فذكره. - ورواه عنه ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد: أخرجه البخاري (3/93) قال: حدثنا محمد بن عمرو. وأبو داود (3445) قال: حدثنا عبد الله بن مخلد التميمي. كلاهما - محمد، وعبد الله - قالا: حدثنا المكي، يعني ابن إبراهيم، قال: ثنا ابن جريج، قال: حدثني زياد، أن ثابتًا مولى عبد الرحمن فذكره. - ورواه عنه محمد بن زياد: أخرجه أحمد (2/386، 406) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (2/430) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، وفي (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حماد، وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا حماد بن سلمة، والترمذي (1251) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن حماد بن سلمة. - كلاهما - حماد، وشعبة - عن محمد بن زياد، فذكره. - ورواه عنه أبو كثير: أخرجه أحمد (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا علي بن المبارك. والنسائي (7/252) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. كلاهما - معمر، وعلي- عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي كثير الغبري، فذكره. - ورواه عنه أبو صالح: أخرجه أحمد (2/417) ، ومسلم (5/6) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. - ورواه عنه همام: أخرجه أحمد (2/317) ، ومسلم (5/7) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما -أحمد، ومحمد بن رافع- عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 330 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 331 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: من اشترى محفَّلَةً فردَّها، فليَرُدَّ معها صاعًا، قال: ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن «تَلَقِّي البيوع» . أخرجه البخاري، ووافقه مسلم على «تلقي البيوع» وحده (1) .   (1) البخاري 4/309 في البيوع، باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل والبقر والغنم، وباب النهي عن تلقي الركبان، ومسلم رقم (1518) في البيوع: باب تحريم تلقي الجلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/430) (4096) قال: حدثنا يحيى، والبخاري (3/92) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا مُعتمر، وفي (3/95) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، ومسلم (5/5) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن ماجة (2180) قال: حدثنا يحيي بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وحماد بن مَسْعدة، (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، والترمذي (1220) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا ابن المبارك. خمستهم - يحيى بن سعيد، ومعتمر، ويزيد، وعبد الله بن المبارك، وحماد بن مسعدة- عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، فذكره. * في رواية أحمد، والبخاري، زاد في أوله من قول عبد الله بن مسعود، قال: «من اشترى شاةً مُحَفَّلَةً فردها فليرد معها صاعًا» . الحديث: 331 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 332 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن باع مُحَفَّلَةً فهو بالخيار ثلاثة أيام، فإِن ردَّها رَدَّ معها مثلَ، أَو مثْلَيْ لَبَنِها قَمْحًا» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] قمح: القمح: الحنطة.   (1) رقم (3446) في الإجارة: باب من اشترى مصراة فكرهها، وأخرجه ابن ماجة رقم (2240) وضعفه البيهقي والمنذري من أجل جميع بن عمير أحد رواته، وكذا الحافظ في " الفتح " 4/305. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (3446) قال: حدثنا أبو كامل، وابن ماجة (2240) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. كلاهما - أبو كامل، ومحمد بن عبد الملك- عن عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا صدقة بن سعيد الحنفي، قال: حدثنا جُميع بن عُمير، فذكره. قلت: مداره على جميع بن عمير، ضعفوه، والحديث ضعفه البيهقي والمنذري في المختصر. الحديث: 332 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 الفرع الأول: في النجش 333 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تَنَاجَشُوا» . هذا لفظ الترمذي، وأبو داود. وقد أخرج هذا الْقَدْرَ البخاري، ومسلم في الحديث الطويل الذي في الفرع [ص: 506] الثاني قبل هذا، فيكون هذا القدر أيضًا متفقًا عليه بينهم (1) .   (1) البخاري 4/309 في البيوع: باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل والبقر والغنم، ومسلم رقم (1515) في البيوع: باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه وسومه على سومه، وتحريمه النجش، والترمذي رقم (1304) في البيوع، باب ما جاء في النجش، وأبو داود رقم (3438) في البيوع: باب في النهي عن النجش، والنسائي 7/259 في البيوع، باب النجش، وأخرجه ابن ماجة في التجارات رقم (2174) باب ما جاء في النهي عن النجش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة أبو حازم: أخرجه البخاري (3/250) قال: حدثنا محمد بن عرعرة. ومسلم (5/4) قال: حدثنا عُبيدالله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وفي (5/4) قال: وحدثنيه أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. والنسائي (7/255) قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن تميم، قال: حدثنا حجاج. ستتهم - محمد بن عرعرة، ومعاذ العنبري، وغندر، ووهب، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وحجاج بن محمد- عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، فذكره. - ورواه عنه أبو صالح: أخرجه أحمد (2/512) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: أخبرنا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي صالح، فذكره. - ورواه عنه ابن المسيب: أخرجه الحميدي (1026) قال: ثنا سفيان. وأحمد (2/338) قال: ثنا سفيان. وفي (2/274) قال: ثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/487) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن معمر. والبخاري (3/90) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/94) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، قال: أخبرني ابن جريج. وفي (3/249) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع. قال: حدثنا معمر. ومسلم (4/138) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر، قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق، جميعًا عن معمر. وفي (5/5) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا سفيان. وأبو داود (2080، 3438) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا سفيان، وابن ماجة (1867، 2174) قال: حدثنا هشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة وفي (2172) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان. وفي (2175) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، والترمذي (1134، 1222، 1304) قال: حدثنا أحمد بن منيع وقتيبة. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (1190) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (6/71) قال: أخبرنا محمد بن منصور، وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان. وفي (6/73) قال: أخبرني يونس ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وفي (7/258) قال: حدثنا مجاهد بن موسى. قال: حدثنا إسماعيل، عن مَعمر. وفي (7/259) قال: حدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا معمر. أربعتهم - سفيان، ومَعمر، وابن جريج، ويونس- عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 333 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 334 - (خ م ط س) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - «عن النَّجَش» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والنسائي، وزاد الموطأ، قال: «والنَّجَشُ: أَن تُعْطِيَهُ بسلعته أَكْثَرَ مِنْ ثمنها، وليس في نفسك اشتراؤُها فيقتدي بك غيرُك» (1) .   (1) البخاري 4/298 في البيوع: باب النجش، وفي الحيل: باب ما يكره من التناجش، ومسلم رقم (1516) في البيوع: باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه وتحريم النجش، والموطأ 2/684 في البيوع: باب ما ينهى عنه من المساومة والمبايعة، والنسائي 7/258 في البيوع: باب النجش، وأخرجه ابن ماجة رقم (2173) في التجارات: باب ما جاء في النهي عن النجش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (424، 425) ، وأحمد (2/7) (4531) ، (2/63) (5304) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك، وفي (2/20) (4708) قال: حدثنا يحيى، عن عُبيد الله، وفي (2/22) (4738) ، (2/142) ، (6282) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله، وفي (2/91) (5652) قال: حدثنا أبو نوح قُرَاد، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/156) (6451) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا مالك. والدارمي (2570) قال: أخبرنا خالد بن مَخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/90) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. وفي (3/91) قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلمة، قال: حدثنا مالك، وفي (3/95) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (9/31) قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد، عن مالك، ومسلم (5/3، 5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأتُ على مالك، وفي (5/5) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي. كلهم عن عُبيدالله. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، وإسحاق بن منصور، جميعًا عن ابن مَهْدي، عن مالك، وأبو داود (3436) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، وابن ماجة (2171) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا مالك بن أنس، وفي (2173) قال: قرأت على مصعب بن عبد الله الزبيري: مالك. (ح) وحدثنا أبو حذافة، قال: حدثنا مالك بن أنس، وفي (2179) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن أحمد (2/108) (5863، 5870) قال: حدثنا مصعب، قال: حدثني مالك، والنسائي (7/257) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم عُبيد الله .... فأقر به أبو أسامة، وقال: نعم. وفي (7/258) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك، والليث (ح) وأخبرنا قتيبة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر. الروايات مطولة، ومختصرة، وألفاظها متقاربة. الحديث: 334 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 335 - (خ) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: النَّاجِشُ آكل ربًا خائِنٌ، وهو خِدَاعٌ باطل لا يحلُّ. ذكره البخاري تعليقًا (1) .   (1) 4/297 في البيوع: باب النجش ومن قال: لا يجوز ذلك البيع، وقد وصله في الشهادات 5/211 فقال: حدثني إسحاق أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام حدثني إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي سمع عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول: أقام رجل سلعته، فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطها، فنزلت: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً} قال ابن أبي أوفى: الناجش آكل رباً خائن، وأما قوله: " وهو خداع باطل لا يحل " فهو من كلام البخاري تفقهاً، وليس من تتمة كلام ابن أبي أوفى، نبه على ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قلت: بل أسنده البخاري في الشهادات، فقال: حدثني إسحاق أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام، حدثني إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي سمع عبد الله فذكر الأثر. وقوله: «وهو خداع ... لآخره» مدرج، قاله الحافظ في الفتح (5/211) . الحديث: 335 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 الفصل الثاني: في الشرط والإستثناء 336 - (ط) ابن مسعود - رضي الله عنه -: اشترى جاريةً من امرأتِهِ زينبَ الثَّقَفيَّةِ، واشترطت عليه: أَنَّكَ إِنْ بِعْتَها فَهِيَ لي بالثَّمنِ الذي تَبِيعُها بِهِ، فاستفتَى في ذلك ابنُ مسعود عمرَ بن الخطاب، فقال له عمر: لا تَقْرَبْها وفيها شرطٌ لأحَدٍ. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2/616 في البيوع: باب ما يفعل في الوليدة إذا بيعت والشرط فيها، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الإمام مالك [1335] كتاب البيوع - باب: ما يفعل بالوليدة إذا بيعت، والشرط فيها، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أخبره أن عبد الله بن مسعود «فذكر الأثر» . قلت: إسناده صحيح. الحديث: 336 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 337 - (ط د) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنهما -: قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع العُربَان. قال مالك: وذلك فيما نَرَى - والله أعلم - أنْ يشتريَ الرجل العبدَ أو الوليدةَ، أو يَتَكارَى الدَّابة، ثم يقول للذي اشترى منه أو تكارَى منه: أُعْطِيكَ دينارًا أو درهمًا أو أكثر من ذلك أو أقلَّ، على أَنِّي إن أَخَذْتُ السِّلعَةَ أو ركبتُ ما تَكارَيْتُ منك، فالذي أعطيْتُكَ هو من ثمن السلعة، أو من كراء الدابة، وإن تركتُ ابتياع السلعة، أو كراءَ الدَّابَّة، فما أعطيتُكَ باطل بغير شيء، أخرجه الموطأ وأبو داود (1) . [ص: 508] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] عربان: يقال: عُربان، وعُرْبُون، وعَرَبون، وهو أن يشتري شيئًا فيدفع إلى البائع مبلغًا، على أنه إن تم البيع احتُسِبَ من الثمن، وإن لم يتم كان للبائع ولم يُجْمَع منه، يقال: أعرب عن كذا وعرَّب وعربن؛ كأنه سمي بذلك؛ لأن فيه إعرابًا لعقد البيع، أي: إصلاحًا، وإزالة فساد، وقد ذكر تفسيره أيضًا في متن الحديث.   (1) الموطأ 2/609 في البيوع: باب ما جاء في بيع العربان، وأبو داود رقم (3502) في الإجارة: باب في العربان، وأخرجه ابن ماجة رقم (2192) في التجارات: باب بيع العربان. قال الحافظ في " التلخيص " 3/17: وفيه راو لم يسم، وسمي في رواية ضعيفة لابن ماجة رقم (2193) : عبد الله ابن عامر الأسلمي. وقيل: هو ابن لهيعة، وهما ضعيفان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (2193) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الرُّخامي، قال: حدثنا حبيب بن أبي حبيب أبو محمد كاتب مالك بن أنس، قال: حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * أخرجه مالك (الموطأ) (377) ، وأحمد (2/183) (6723) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك، قال: أخبرني الثقة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره * أخرجه أبو داود (3502) قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمة. وابن ماجة (2192) قال: حدثنا هشام بن عمار. كلاهما (عبد الله، وهشام) عن مالك بن أنس، قال: بلغني عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. قلت: شيخ مالك هو عبد الله بن عامر الأسلمي ضعفوه. وقد أبهمه بالتوثيق، لكنه لا يقبل كما هو معروف. الحديث: 337 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 338 - (ط) عبد الله بن أبي بكر (1) : أنَّ جده محمد بن عمرو بن حزم باع ثَمَر حائطٍ له، يقال له: «الأفرق، بأربعة آلاف درهم، واستثنى بثمانمائة درهم تمرًا» . أَخرجه الموطأ (2) .   (1) هو عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، أبو محمد المدني. روى عن أبيه وأنس وعباد بن تميم. وعنه الزهري ومالك والسفيانان وهشام بن عروة. مات سنة 135 هـ. (2) 2/622 في البيوع: باب ما يجوز في استثناء الثمر، وفيه انقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قاله الإمام مالك [1349] كتاب البيوع - باب ما يجوز في استثناء الثمر: عن عبد الله بن أبي بكر «فذكر الأثر» . الحديث: 338 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 339 - (ط) مالك بن أنس - رضي الله عنه -: بلغه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بَيْعٍ وسَلَفٍ. قال مالك: وتفسير ذلك: أن يقول الرجلُ للرجُلِ: آخُذُ سِلْعَتَكَ بكذا وكذا، على أَن تُسْلِفَني كذا وكذا فإنْ عَقَدَا بَيْعَهُما على هذا، فهو غير جائز. أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 2/657 في البيوع: باب السلف وبيع العروض بعضها ببعض، وقد وصله بنحوه أبو داود رقم (3504) في البيوع: باب في الرجل يبيع ما ليس عنده، والنسائي 7/282 في البيوع: باب [ص: 509] بيع ما ليس عند البائع، والترمذي رقم (1234) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قاله الإمام مالك [1401] كتاب البيوع - باب السلف، وبيع العروض بعضها ببعض. قال الزرقاني: وقد وصله أبو داود، والترمذي، قال: حسن صحيح، والنسائي من طريق أيوب السختياني عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. ورواه الطبراني في الكبير من حديث حكيم بن حزام بزيادة وشرطين. الشرح (3/389) . الحديث: 339 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 340 - (خ م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَفرٍ، وكنتُ على جَمَلٍ ثَفالٍ، إنما هو في آخر القوم، فمرَّ بيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَن هذا؟» . قُلتُ: جابرُ بن عبد الله، قال: «مالَكَ؟» قلت: إِن على جمل ثَفَالٍ (1) ، قال: أَمَعَكَ قَضيبٌ؟ قلتُ: نعم. قال: «أَعْطِنِيهِ» ، فأعْطَيْتُهُ، فَضَرَبه وزجره، فكان من ذلك المكان في أول القوم، قال: «بِعنِيهِ» ، فقلتُ: بَل هو لك يا رسول الله، قال: «بل بِعنِيهِ، قد أَخذتُهُ بأربعة دنانير، وَلَكَ ظَهْرُهُ (2) إِلى المدينة» ، فلما دنونا من المدينة [ص: 510] أَخذتُ أَرتَحِلُ، قال: أَيْنَ تُريدُ؟ قُلتُ: تزوجتُ امرأةً قد خَلا مِنْها، قال: «فهلا جاريةً تُلاعِبُها وتُلاعِبُكَ؟» قُلتُ: إِنَّ أَبي تُوفِّيَ وتَرَكَ بناتٍ، فَأَرَدتُ أَنْ أَتَزَوَّج امرأةً قد جَرّبتْ، وخلا منها، قال: «فذلك» ، قال: فلما قدمنا المدينة، قال: «يا بلالُ، اقْضِهِ، وزِدْهُ» ، فأعطاهُ أَربعةَ دنانير، وزاده قِيراطًا (3) ، قال جابر: لا تفارقُني زِيادَةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يكن القيراطُ (4) يُفَارِقُ قِرَابَ جابر بن عبد الله. هذا لفظ البخاري. وفي رواية له، ولمسلم قال: غزوتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَتَلاحَقَ بي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأَنا على ناضِحٍ لنا قد أَعْيَى، قال: فتَخَلَّفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فزجره ودعا له، فما زال بَين يَديَ الإِبل، قُدَّامَها يسير، فقال لي: «كيف ترى بعيرك؟» فقلتُ: بخير، قد أصابته بركَتُكَ، قال: «أَفَتَبِيعُنيهِ؟» ، قال: فاستحييت، ولم يَكُنْ لنا ناضِحٌ غيرَه، قال: فقلت: نعم! فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ، عَلى أنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرِهِ، حتى أَبلغَ المدينة. قال: فقلت: يا رسول الله، إِنِّي عروسٌ، [ص: 511] فاستأذنتُه، فأذن لي، فتقدمتُ الناسَ إلى المدينة، حتى أتيتُ المدينة، فلقيَني خالي، فسألني عن البعير، فأخبرتُه بما صنعتُ فيه فَلامَني، قال: وقد كانَ قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين استأذنتُه -: هل تزوجتَ بكرًا أم ثيبًا؟ قلت: تزوجتُ ثيبًا، فقال: «هلا تزوجتَ بكرًا تُلاعِبُها وتُلاعِبُكَ؟» قلتُ: يا رسول الله: تُوُفِّيَ والدي، أَو استُشهِدَ، ولي أَخواتٌ صِغَارٌ، فكرهتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ، فلا تُؤدِّبُهُنَّ، ولا تقومُ عليهنَّ، فتزوجتُ ثَيِّبًا لتقومَ عليهنَّ، وتؤدِّبَهُنَّ، قال: فلما قَدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَدَوتُ عليه بالبعير، فأعطاني ثمنه، ورَدَّهُ عَلَيَّ. وفي أخرى: أنه كان يسير على جمل له قد أعيَى، فَمَرَّ به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَضَرَبَهُ، ودَعَا له، فَسارَ بِسيْرٍ ليس يَسيرُ مثلَهُ، ثم قال: «بِعْنِيهِ بِأُوقيَّةٍ» ، قلت: لا، ثم قال: «بعنيه بأُوقية» ، فبعتُهُ، واستثنيتُ حُمْلانَهُ إِلى أهلي، فلما قدمنا أَتيتُه بالجمل، وَنَقَدَني ثَمنَهُ، ثم انصرفتُ، فأرسلَ على أثري، فقال: «ما كنتُ لآخُذَ جملكَ، فخذ جَمَلكَ، فهو مَالُكَ» . قال البخاري: قال جابر: أَفْقَرَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظَهْرَهُ إِلى المدينةَ (5) . وقال في أخرى: فبعتُه على أَنَّ لي فَقَارَ ظَهْرِهِ حتى أَبْلُغَ المدينَةَ (6) . [ص: 512] وقال في أُخرى: لَك ظَهْرُه إِلى المدينة (7) . وفي أُخرى: وَشَرَطَ ظَهْرَهُ إِلى المدينة (8) . قال البخاري: الاشتراط أكثر وأَصَحُّ عندي (9) . قال: وفي رواية: أنه اشتراه بأوقية. وفي أخرى: «بأربعة دنانير» . قال البخاري: وهذا يكون أوقية، على حساب الدنانير بعشرة. وقال في رواية: أوقية ذهبٍ، وفي أخرى: مائتي درهم. وفي أخرى قال: اشتراه بطريق تبوك، أحْسبُهُ قال: بأربع أواقيّ. [ص: 513] وفي أخرى: بعشرين دينارًا. قال البخاري: وقولُ الشَّعْبِيِّ: بأوقيةٍ، أكثر (10) . وفي رواية للبخاري ومسلم نحو الرواية الأولى، وفيه: فنزل فَحَجَنَهُ بِمحْجَنِهِ، ثم قال: اركَبْ - وذكر نحوه - وقال فيه: أمَا إنَّكَ قَادِمٌ، فإذا قَدِمْتَ فالْكَيْسَ الْكَيْسَ. وفيه: فاشتراه مني بأوقية، وفيه: فقدِمتُ بالغداة فجئتُ المسجدَ فوجدتُه على باب المسجد، فقال: الآن قَدِمَّتَ؟ قلتُ: نعم. قال: فَدَعْ جَمَلَكَ وادْخُل فصَلِّ ركعتين، فدخلتُ فَصَلَّيْتُ، ثم رجعتُ، فأمر بلالاً أنْ يَزِن لي أوقيةً، فَوَزَنَ لي بلال، فَرَجَحَ الميزان، فَانْطَلَقْتُ، فلَمَّا وَلَّيْتُ قال: ادْعُ لي جابِرًا، فَدُعِيتُ، فقلتُ: الآن يَرُدُّ عليَّ الْجَمَلَ، ولم يكن شيء أبغضَ إليهَ منه، فقال: خُذْ جَمَلَكَ، ولك ثَمنُه. وفي رواية لهما أيضًا، قال: كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ، فلما أقبلنا تَعَجَّلْتُ على بَعِيرٍ لي قَطُوفٍ، فلحقني راكبٌ من خلفي، فَنَخَس بَعِيري بِعَنزَةٍ كانت معه، فانطلق بعيري كأجودَ ما أنتَ راءٍ من الإبلِ، فَالتفتُّ، فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ما يُعْجِلُكَ يا جابرُ؟» قلتُ: يا رسول الله، إني حديثُ [ص: 514] عهد بعُرسٍ، قال: «أبِكْرًا تزوجتَها، أم ثيبًا؟» - فذكره - قال: فلما ذهبنا لِندخلَ قال: «أمْهِلوا، حتَّى نَدخُلَ ليلاً، أي: عِشاءً (11) ، كَيْ تَمتَشِطَ الشَّعِثَةُ، وتَستَحِدَّ المُغِيبَةُ» زاد مسلم: فإذا قدمتَ فالكَيْسَ الْكَيْسَ. وفي رواية لمسلم قال: أقبلنا من مكة إلى المدينة، مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعْيَى جملي - وذكر نحو حديث قبله - وفيه: ثم قال لي: «بِعْني جملَكَ هذا» ، قلتُ: لا، بل هو لك، قال: «لا، بل بِعنِيهِ» ، فقلتُ: لا، بل هو لك يا رسول الله، قال: «لا، بل بِعْنِيهِ» ، قُلتُ: فإنَّ لرجلٍ عليَّ أوقِيَّةً من ذَهَب، فهو لك بها، قال: «قد أخذتُه، فَتَبَلَّغْ عليه إلى المدينة» ، قلما قدمتُ المدينة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبلالٍ: «أعطِهِ أوقيةً من ذهبٍ وزِدْهُ» ، قال: فأعطاني أوقيةً من ذهبٍ، وزادني قيراطًا، قال: فقلتُ: لا تفارقُني زيادةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فكان في كِيسٍ لي، فأخذه أهل الشام يومَ الحَرَّةِ. وفي أخرى لمسلم نحو ذلك، وفيه قال: أتَبِعْنيه بكذا وكذا والله يغفر لَكَ؟ قلتُ: هو لك يا نبي الله، قال ذلك ثلاثًا، وذكر الحديث. وفي أخرى له، قال لي: ارْكَب بِسْم الله، وفيه: فما زال يزيدُني ويقول: واللهُ يَغْفِرُ لَكَ. وفي أخرى له قال: فَنَخَسَهُ، فَوَثَبَ، فكنْتُ بعد ذلك أحْبِسُ خُطامَهُ [ص: 515] لأسمعَ حديثَهُ، فما أقدِرُ عليه، فَلَحِقَني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «بِعْنِيهِ» ، فبعتُهُ، بِخَمْسٍ أواقيَّ، قال: قلت: على أنَّ لي ظهره إلى المدينة، فلما قَدِمْتُ المدينةَ أتَيْتُهُ، فزادني أوقيَّة، ثم وَهَبَه لي. وفي رواية لهما قال: سافرتُ معه في بعض أسفَارِهِ - قال أبو المتوكل: لا أدْري غَزْوَةً، أو عُمْرةً - فلما أن أقبلنا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أحَبَّ أنْ يَتَعَجَّلَ إلى أهله فَلْيَتَعَجَّلُ» ، قال جابر: فأقبلنا، وأنا على جمل لي أرمل، ليس فيه شِيَةٌ، والناس خَلْفي، فبينما أنا كذلك إذ قام عليّ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا جابر، اسْتَمْسِكْ» ، فضربه بِسوطِهِ، فوثبَ البعير مكانه، فقال: «أتبيع الجملَ؟» فقلت: نعم، فلما قَدِمنا المدينة، ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد في طوائفَ من أصحابه، دخلتُ إليه، وعَقَلْتُ الجمل في ناحية البَلاَطِ، فقلت له: هذا جملُك، فخرج فجعل يُطيفُ بالجمل، ويقول: الجملُ جَملُنا، فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه بأوَاقِيَّ من ذهَبٍ، فقال: «أعطوها جابرًا» ، ثم قال: «استوفَيْتَ الثَّمَنَ؟» قُلتُ: نعم؛ قال: «الثمنُ والجملُ لك» . وفي رواية قال: اشترى منِّي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعيرًا بِوُقيَّتين ودرهم أو درهمين، فلما قدمَ صِرارًا أمَرَ ببقرة فذُبِحَتْ، فأكلوا منها، فلما قدموا المدينة، أمَرَني أنْ آتيَ المسجدَ، فأصلي فيه ركعتين، وَوَزَنَ لي ثمن البعير. ومن الرواة مَنِ اقْتَصَرَ على ذِكْرِ الركعتين في المسجد. وفي رواية: أنه لما قدم المدينة نَحَرَ جَزُورًا. [ص: 516] هذه روايات البخاري ومسلم التي ذكرها الحُمَيْدِي في كتابه في ذكر بيع الجمل والاشتراط. وقد أضاف إليها روايات أخرى لهما، تَتَضَمَّنُ ذِكْرَ تزويج جابر، وسؤالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إيَّاه عنه، وذكر دخول الرجل على أهله طُروقًا، ولم يذكر فيها بيع الجمل، فلهذا لم نذكرها نحن ها هنا، وأخَّرْناها لتجيء في كتاب النكاح من حرف النون، وفي كتاب الصحبة من حرف الصاد، إن شاء الله تعالى. والمراد من ذكر هذا الحديث بطوله: ذكر الاشتراط في البيع، ولأجل ذلك أخرجوه، ولهذا السبب لم يخرِّج منه الترمذي وأبو داود إلا ذكر الاشتراط. وهذا لفظ الترمذي: إنَّ جابرًا باع من النبي - صلى الله عليه وسلم - بعيرًا، واشترط ظهره إلى أهله. وهذا لفظ أبي داود، قال جابر: بِعْتُهُ - يعني بعيره - من النبي - صلى الله عليه وسلم -، واشترطتُ حُمْلانه إلى أهلي. وقال في آخره: «تُراني إنما ما كَسْتُكَ لأذهب بجملك؟ خُذْ جملك وثمنَه، فهما لك» . وحيث كان المقصود من الحديث ذكر الاشتراط، وهو متفق عليه بين البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود، عَلَّمنا عليه علاماتهم الأربع، وإن لم يكن جميع الحديث متفقًا عليه. [ص: 517] وأخرج النسائي روايات متفرقة نحو هذه الروايات المتقدمة (12) . [ص: 518] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] ثفال: جمل ثفال، أي: بطيء في سيره. خلا منها: خلا من المرأة، أي: كبرت وخرجت من حد الشباب. الناضح: الجمل يستقى عليه الماء ليسقي النخل والزرع وغيره. فَقَار: الفقار: خَرَز الظهر، يقال: أفقرتك ناقتي، أي: أعرتك فقارها لتركبها. عروس: العروس: اسم يقع على الرجل والمرأة، إذا دخل أحدهما بالآخر، يقال: رجل عروس، وامرأة عروس. فنقدني: نقدته كذا، أي: أعطيته نقدًا، وقد ذكر مقدارها في متن الحديث، وكانت يومئذ أربعين درهمًا. محجن: المحجن: عصًا في طرفها انعقاف كالصولجان ونحوه. فالكَيْس: الكيس: هو الجماع والعقل، كأنه جعل طلب الولد عَقلاً. قطوفُ: جمل قطوف: سيء المشي، ضيق الخطوة. العنزة: شبه العكازة، يكون في طرفها الواحد شبه الحربة. [ص: 519] تمتشط الشعثة: الشعثة: المرأة البعيدة العهد بالغسل والتسريح، والامتشاط، تسريح الشعر: يعني: حتى تصلح من شأنها، بحيث إذا قدم عليها بعلها، وجدها متجملة، حسنة الحال. وتستحد المغيبة: المغِيبَةُ: المرأة التي غاب عنها زوجها، والاستحداد: أخذ الشعر بالموسى وغيرها، وهذا أيضًا كالأول. أرمل: جمع أرمل: يضرب لونه إلى الكدرة. لاشية فيه: أي: لا لون فيه يخالف كدرته. البلاط: ما يُفْرَشُ به الأرض من حجر أو غيره، ثم سمي المكان بلاطًا على المجاز. صرارًا: بكسر الصاد المهملة، والراءين المهملتين: موضع قريب من المدينة. جزورًا: الجزور من الإبل: يقع على الذكر والأنثى، والكلمة مؤنثة. ماكستك: فاعلتك من المكس: وهو انتقاص الثمن، وذكر الزمخشري في كتابه «الفائق» هذا الحديث، وقال: قد روي: «ماكستُك» من المكاس، ومعناه ظاهر، وقال: قد روي «أتُراني أنما كسْتُك» وهو من كايسته فكِسْتُهُ، أي كنت أكيس منه.   (1) بفتح الثاء: هو البعير البطيء السير، يقال: ثفال وثفيل؛ وأما الثفال بكسر الثاء، فهو ما يوضع تحت الرحى لينزل عليه الدقيق، وفي المطبوع " الثغال " وهو تصحيف. (2) وقد بوب له البخاري رحمه الله في الشروط بقوله: باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى جاز. قال الحافظ: هكذا جزم بهذا الحكم لصحة دليله عنده، وهو مما اختلف فيه وفيما يشبهه كاشتراط سكنى الدار؛ وخدمة العبد، فذهب الجمهور إلى بطلان البيع، لأن الشرط المذكور ينافي مقتضى العقد، وقال الأوزاعي وابن شبرمة وأحمد وإسحاق وأبو ثور، وطائفة: يصح البيع، ويتنزل الشرط منزلة الاستثناء، لأن المشروط إذا كان قدره معلوماً، صار كما لو باعه بألف إلا خمسين درهماً مثلاً، ووافقهم مالك في الزمن اليسير دون الكثير، وقيل: حده عنده ثلاثة أيام، وحجتهم حديث الباب، وقد رجح البخاري فيه الاشتراط كما سيأتي آخر كلامه، وأجاب عنه الجمهور بأن ألفاظه اختلفت، فمنهم من ذكر فيه الشرط، ومنهم من ذكر فيه ما يدل عليه، ومنهم من ذكر ما يدل على أنه كان بطريق الهبة، وهي واقعة عين يطرقها الاحتمال، فقد عارضه حديث عائشة في قصة بريرة، ففيه بطلان الشرط المخالف لمقتضى العقد، وصح من حديث جابر أيضاً النهي عن بيع الثنيا، أخرجه أصحاب السنن، وإسناده صحيح؛ وورد النهي عن بيع وشرط. وأجيب بأن الذي ينافي مقصود البيع، ما إذا اشترط مثلاً في بيع الجارية، أن لا يطأها، وفي الدار أن لا يسكنها، وفي العبد أن لا يستخدمه، وفي الدابة أن لا يركبها، أما إذا اشترط شيئاً معلوماً لوقت [ص: 510] معلوم فلا بأس به. وأما حديث النهي عن الثنيا، ففي نفس الحديث " إلا أن تعلم " فعلم أن المراد أن النهي إنما وقع عما كان مجهولاً. وأما حديث النهي عن بيع وشرط، ففي إسناده مقال، وهو قابل للتأويل. (3) قال ابن الجوزي: هذا من أحسن التكرم، لأن من باع شيئاً، فهو في الغالب محتاج، فإذا تعوض من الثمن، بقي في قلبه من المبيع أسف على فراقه كما يقول: وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... نفائس من رب بهن ضنين فإذا رد عليه المبيع مع ثمنه ذهب الهم عنه، وثبت فرحه، وقضيت حاجته، فكيف مع ما انضم إلى ذلك مع الزيادة في الثمن. (4) هو من قول عطاء، والقراب بكسر القاف: هو وعاء شبه الجراب، يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه، وقد يطرح فيه زاده من تمر ونحوه. (5) هذه الرواية وصلها البيهقي من طريق يحيى بن أبي كثير عن شعبة عن مغيرة عن عامر عن جابر. (6) وصلها البخاري في كتاب " الجهاد " من صحيحه. (7) وصلها أيضاً في الوكالة. (8) وصلها البيهقي من طريق المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه به، ووصلها الطبراني من طريق عثمان بن محمد الأخنسي عن محمد بن المنكدر بلفظ: فبعته إياه وشرطته، أي: ركوبه إلى المدينة. (9) أي: أكثر طرقاً وأصح مخرجاً، قال الحافظ رحمه الله: وأشار بذلك إلى أن الرواة اختلفوا عن جابر في هذه الواقعة، هل وقع الشرط في العقد عند البيع، أو كان ركوبه للجمل بعد بيعه إباحة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد شرائه على طريق العارية؟ والحاصل أن الذين ذكروه بصيغة الاشتراط أكثر عدداً من الذين خالفوه، وهذا وجه من وجوه الترجيح فيكون أصح، ويترجح أيضاً بأن الذين رووه بصيغة الاشتراط معهم زيادة وهم حفاظ، فتكون حجة، وليست رواية من لم يذكر الاشتراط منافية لرواية من ذكره، لأن قوله: لك ظهره، وأفقرناك ظهره، وتبلغ عليه، لا يمنع وقوع الاشتراط قبل ذلك. وقال ابن دقيق العيد: إذا اختلفت الروايات وكانت الحجة ببعضها دون بعض، توقف الاحتجاج بشرط تعادل الروايات، أما إذا وقع الترجيح لبعضها، بأن يكون رواتها أكثر عدداً أو أتقن حفظاً، فيتعين العمل بالراجح، إذ الأضعف لا يكون مانعاً من العمل بالأقوى، والمرجوح لا يمنع التمسك بالراجح. (10) أي: موفقه لغيره من الأقوال، والحاصل من الروايات أوقية، وهي رواية الأكثر، وأربعة دنانير وهي لا تخالفها، وأوقية ذهب وأربع أواق وخمس أواق ومائتا درهم وعشرون ديناراً، هذا ما ذكره البخاري، قال الحافظ: ووقع عند أحمد والبزار من رواية علي بن زيد عن أبي المتوكل ثلاثة عشر ديناراً وقد جمع عياض وغيره بين هذه الروايات، فقال: سبب الاختلاف أنهم رووا بالمعنى، والمراد: أوقية ذهب، والأربع أواق والخمس بقدر ثمن أوقية الذهب، والأربعة دنانير مع العشرين ديناراً محمولة على اختلاف الوزن والعدد، وكذلك رواية الأربعين درهماً مع المائتي درهم، قال: وكأن الإخبار بالفضة عما وقع عليه العقد وبالذهب عما حصل به الوفاء، أو بالعكس. (11) قال الحافظ: هذا التفسير في نفس الخبر، وفيه إشارة إلى الجمع بين هذا الأمر بالدخول ليلاً والنهي عن الطروق ليلاً، بأن المراد بالأمر الدخول في أول الليل، وبالنهي الدخول في أثنائه، أو أن الأمر بالدخول ليلاً لمن أعلم أهله بقدومه، فاستعدوا له، والنهي عمن لم يفعل ذلك. (12) البخاري في الوكالة 4/395، باب إذا وكل رجل رجلاً أن يعطي شيئاً ولم يبين كم يعطي، وفي المساجد 1/447، باب الصلاة إذا قدم من سفر، وفي البيوع 4/269، باب شراء الدواب والحمير، وفي الاستقراض 5/40، باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه، و 44، باب حسن القضاء، وفي المظالم 5/84، باب من عقل بعيره على البلاط أوباب المسجد، و (166) في الهبة، باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة، و (229، 236) في الشروط، باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى جاز، وفي الجهاد 6/49، 50، باب من ضرب دابة غيره في الغزو، و 86، باب استئذان الرجل الإمام، و 134، باب الصلاة إذا قدم من سفر، وفي النكاح 9/104، 106، باب تزويج الثيبات، و 297، 298 باب طلب الولد، و 298، باب تستحد المغيبة وتمتشط، و 449 في النفقات، باب عون المرأة زوجها في ولده، وفي الدعوات 11/161، باب الدعاء للزوج، وأخرجه مسلم رقم (715) في المساقاة، باب بيع البعير واستثناء ركوبه، وفي صلاة المسافرين، باب استحباب تحية المسجد بركعتين، وفي الرضاع، باب استحباب نكاح ذات الدين، وباب استحباب نكاح البكر، وفي الإمارة، باب كراهة الطروق لمن ورد من سفر، والترمذي رقم (1253) في البيوع، باب ما جاء في اشتراط ظهر الدابة عند البيع، وأبو داود رقم (3505) في الإجارة، باب شرط في بيع، والنسائي 7/297، 300، باب البيع يكون فيه الشرط فيصح البيع والشرط، وأخرجه ابن ماجة في التجارات، باب السوم رقم (2205) . وقال الحافظ في الفتح 5/236: وفي الحديث جواز المساومة لمن يعرض سلعته للبيع، والمماكسة في المبيع قبل استقرار العقد، وابتداء المشتري بذكر الثمن، وأن القبض ليس شرطاً في صحة البيع، وأن إجابة الكبير بقول: " لا " جائز في الأمر الجائز، والتحدث بالعمل الصالح للاتيان بالقصة على وجهها لا على وجه تزكية النفس وإرادة الفخر، وفيه تفقد الإمام والكبير لأصحابه وسؤاله عما ينزل بهم، وإعانتهم بما تيسر من حال أو مال أو دعاء، وتواضعه صلى الله عليه وسلم، وفيه جواز ضرب الدابة للسير وأن كانت غير مكلفة، ومحله إذا لم يتحقق أن ذلك منها من فرط تعب وإعياء، وفيه توقير التابع لرئيسه، وفيه الوكالة في وفاء الديون، والوزن على المشتري، والشراء بالنسيئة، وفيه رد العطية قبل القبض لقول جابر: هو لك، قال: لا بل بعنيه، وفيه جواز إدخال الدواب والأمتعة إلى رحاب المسجد، وحواليه، وفيه المحافظة على ما يتبرك به، لقول جابر: لا تفارقني الزيادة، وفيه جواز الزيادة في الثمن عند الأداء والرجحان في الوزن لكن برضا المالك [ص: 518] وهي هبة مستأنفة حتى لو ردت السلعة بعيب مثلاً لم يجب ردها، أو هي تابعة للثمن حتى ترد، فيه احتمال، وفيه فضيلة لجابر حيث ترك حظ نفسه وامتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم له ببيع جمله مع احتياجه إليه، وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم، وجواز إضافة الشيء إلى من كان مالكه قبل ذلك باعتبار ما كان، واستدل به على صحة البيع بغير تصريح إيجاب ولا قبول، لقوله فيه قال: بعنيه بأوقية فبعته، ولم يذكر صيغة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عن جابر أبو هبيرة: أخرجه أحمد (3/303) قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا سيَّار، عن أبي هبيرة «فذكره» . وتقدم تخريجه من رواية محارب بن دثار، ونبيح وأبي النضر وغيرهم. الحديث: 340 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 341 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءت بَرِيرةُ تستعين بها في كتابتها، ولم تكن قضت من كتابتها شيئًا، فقالت لها عائشة: ارجعي إلى أهلِكِ، فإنْ أحَبُّوا أنْ أقْضِيَ عنك كتابتك، ويكونَ ولاؤُك لي فعلتُ، فذكرتْ ذلك بَريرة لأهلها، فأبَوْا، وقالوا: إن شاءت أن تحتسبَ عليك، فلتفعل، ويكون لنا ولاؤك، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ابتاعي وأعتقي، فإنما الولاء لمن أعتق» ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَا بَالُ أُنَاسٍ يَشْتَرطون شُروطًا ليست في كتاب الله؟ يا مَن اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فليس له، وإن اشترط مائةَ مرَّة، شرطُ الله أحقُّ وأوثق» . هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرج «الموطأ» والترمذي وأبو داود والنسائي نحوها. وفي أخرى للبخاري، من حديث أيمن المكي (1) ، قال: دخلت على عائشة فقلت: كنتُ غلامًا لعُتبة بن أبي لَهب، ومات، وورثني بَنُوه، وإنهم باعوني من ابن أبي عمرو، واشترط بنو عتبة الولاء، فقالت: دخلتْ عليَّ بريرةُ. فقالت: اشتريني وأعتقيني، قلت: نعم! قالت: لا يبيعوني حتى يشترطوا [ص: 521] وَلائي، قلت: لا حاجة لي فيك، فسمع بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو بَلَغَهُ فقال:: «ما شأنُ بريرة؟» فذكرت عائشةُ ما قالت، فقال: «اشتريها فأعتقيها، ولْيَشْترطوا ما شاؤوا» قال: فاشتريتُها وأعتقتُها، واشترط أهلها ولاءها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الولاء لمن أعتق، وإن اشترطوا مائة شرط» . وللبخاري ومسلم وغيرهما رواياتٌ أخرى لهذا الحديث بزيادة تتضمن ذكر تخييرها في زوجها لما عَتَقَتْ، وذِكر لَحمٍ تُصُدِّق به عليها، وذِكرَ قدرِ ما كُوتِبَت عليه، وقد تركنا ذكرها لِتجيءَ في مواضعها من كتاب الفرائض، والكتابة، والصدقة، والنكاح، والطلاق (2) . [ص: 522] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] كتابتها: المكاتبة: أن يقول الرجل لعبده: كاتبتك على ألف درهم مثلاً، فإذا أديتها عتقت، ومعناه: كتبت لك على نفسي أن تعتق مني إذا وفيت المال، وكتبت عليَّ العتق. ولاءك: ولاء المعتق: أنه إذا مات المعتق، ولم يخلِّف وارثًا سوى معتقه، ورثه.   (1) قال في " تهذيب التهذيب " 1/394: هو أيمن الحبشي المكي والد عبد الواحد بن أيمن مولى ابن أبي عمر المخزومي، وقيل: مولى ابن أبي عمرة. روى عن جابر وعائشة وسعد بن أبي وقاص، وعنه ابنه عبد الواحد، وقال أبو زرعة: ثقة. قال البخاري في صحيحه: حدثنا أبو نعيم عن عبد الواحد عن أبيه قال " دخلت على عائشة فقلت: كنت غلاماً لعتبة بن أبي لهب، ومات، وورثني بنوه، وأنهم باعوني من عبد الله بن أبي عمرو بن عمر المخزومي فأعتقني - وذكر الحديث " قلت (القائل ابن حجر) : وذكره ابن حبان في الثقات. (2) البخاري 1/458 في المساجد، باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد، وفي الزكاة، باب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفي البيوع، باب البيع والشراء مع النساء، وباب إذا اشترط شروطاً في البيع لا تحل، وفي العتق، باب بيع الولاء وهبته، وباب ما يجوز من شروط المكاتب، وباب استعانة المكاتب وسؤال الناس، وباب بيع المكاتب إذا رضي، وباب إذا قال المكاتب: اشترني وأعتقني فاشتراه لذلك، وفي الهبة، باب قبول الهدية، وفي الشروط، باب الشروط في البيع، وباب ما يجوز من شروط المكاتب إذا رضي بالبيع على أن يعتق، وباب الشروط في الولاء، وباب المكاتب وما لا يحل من الشروط التي تخالف كتاب الله، وفي الطلاق، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في زوج بريرة، وفي الأيمان والنذور، باب إذا أعتق في الكفارة لمن يكون ولاءه، وفي الفرائض، باب الولاء لمن أعتق، وميراث اللقيط، وباب ميراث السائبة، وباب إذا أسلم على يديه، وباب ما يرث النساء من الولاء، وأخرجه مسلم رقم (1504) في العتق، باب الولاء لمن أعتق، والموطأ 2/780 في العتق والولاء، باب مصير الولاء لمن أعتق، وأبو داود رقم (3929) و (3930) في العتق، باب بيع المكاتب إذا فسخت الكتابة، والنسائي 7/300 في البيوع، باب البيع يكون فيه الشرط الفاسد فيصح البيع ويبطل الشرط، والترمذي رقم (1256) في البيوع، باب ما جاء في اشتراط الولاء والزجر عن ذلك، وأخرجه ابن ماجة رقم (2521) في العتق، باب المكاتب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (347) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأحمد (6/45) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن القاسم، وفي (6/115) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، قال: حدثنا سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن القاسم، وفي (6/161) قال: حدثنا معاوية بن هشام. قال: حدثنا سفيان، عن ربيعة، وفي (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت عبد الرحمن بن القاسم، وفي (6/178) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وفي (6/180) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا أسامة بن زيد، وفي (6/207، 209) قال: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، والدارمي (2295) قال: أخبرنا إسماعيل بن خليل، قال: حدثنا علي بن مُسهر، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن القاسم، وفي (2296) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الضحاك، عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن القاسم، والبخاري (3/203) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُنْدَر قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، قال: سمعته منه. وفي (7/11) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وفي (7/61) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ومسلم (3/120، 4/214، 215) قال: حدثنا زهير بن حرب، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سماك، عن عبد الرحمن بن القاسم، (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت عبد الرحمن بن القاسم، (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك بن أنس، عن ربيعة. وفي (4/215) قال: حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، وأبو داود (2234) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، والوليد بن عقبة، عن زائدة، عن سماك، عن عبد الرحمن بن القاسم، وابن ماجة (2076) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد. والنسائي (6/162) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك، عن ربيعة. (ح) وأخبرني محمد بن آدم، قال: حدثنا أبو معاوية، عن هشام، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/165) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير الكرماني قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، (ح) وأخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا حسين، عن زائدة، عن سماك، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (7/300) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت عبد الرحمن بن القاسم، وابن خزيمة (2449) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن القاسم. ثلاثتهم - ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن القاسم، وأسامة بن زيد- عن القاسم بن محمد، فذكره. * وأخرجه البخاري (7/100) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن ربيعة، أنه سمع القاسم بن محمد، يقول: كان في بريرة ثلاث سنن، فذكره. مرسل. * الروايات مطولة ومختصرة ومتقاربة المعنى. - ورواه عنها أيمن المكي: أخرجه البخاري (3/200) قال: ثنا أبو نعيم، وفي (3/250) قال: ثنا خلاد بن يحيى. كلاهما قالا: ثنا عبد الواحد بن أيمن المكي عن أبيه، فذكره. - ورواه عنها أبو سلمة: أخرجه أحمد (6/103) قال: ثنا يحيى بن إسحاق، وفي (6/121) قال: ثنا عفان كلاهما عن أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه فذكره. - ورواه عنها ابن عمر: أخرجه مسلم (4/213) قال: ثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. - وروته عنها عمرة: أخرجه الحميدي (241) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (6/135) قال: حدثنا جعفر بن عون، والبخاري (1/123، 3/259) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17938) عن أحمد بن سليمان وموسى بن عبد الرحمن، ومحمد بن إسماعيل، وهو ابن علية، عن جعفر بن عون، (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك، (ح) وعن محمد بن منصور، عن سفيان، (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن سفيان. كلاهما - سفيان، وجعفر بن عون - عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن فذكرته. * أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (488) ، والبخاري (3/200) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن بريرة جاءت تستعين عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- فقالت لها: إن أحب أهلك أن أصُبَّ لهم ثمنك صبة واحدة فأعتقك فعلت. فذكرت بريرة ذلك لأهلها. فقالوا: لا، إلا أن يكون ولاؤك لنا. قال مالك: قال يحيى: فزعمت عمرة أن عائشة ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اشتريها وأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق» . - ورواه عنها الأسود: أخرجه أحمد (6/42) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/170) قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (6/175) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (6/186) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور. وفي (6/189) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور. وفي (6/191) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم. والدارمي (2294) قال: أخبرنا سهل ابن حماد. قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، والبخاري (2/158) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا الحكم. وفي (3/192) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (8/182) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا شعبة عن الحكم. وفي (8/191) قال: حدثنا حفص ابن عمر. قال: حدثنا شعبة عن الحكم. وفي (8/192) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا أبو عوانة، عن منصور. وفي (8/193) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا جرير، عن منصور. ومسلم (3/120) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وأبو داود (2235) قال: حدثنا ابن كثير. قال: أخبرنا سفيان، عن منصور. وابن ماجة (2074) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، والترمذي (1155) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (1256، 2125) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان، عن منصور. والنسائي (5/107) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد. قال: حدثنا بهز بن أسد. قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا الحكم. وفي (6/163) ، (7/300) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا جرير عن منصور، وفي (6/163) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن. قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15930) عن بُندار، غُندر، عن شعبة، عن الحكم. ثلاثتهم - الأعمش، ومنصور، والحكم- عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. * أخرجه البخاري (8/193) قال: حدثنا ابن سلام، وأبو داود (2916) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى (الورقة 83ب) قال: أخبرنا محمود بن غيلان المروزي. ثلاثتهم - محمد بن سلام، وعثمان، ومحمود- عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الولاء لمن أعطى الوَرِقَ وولي النعمة» مختصرًا. * وأخره البخاري (7/62) قال: حدثنا عبد الله بن رجاء. قال: أخبرنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، أن عائشة أرادت أن تشتري بريرة. الحديث، في صورة المرسل. - ورواه عنها عروة: 1 - أخرجه أحمد (6/33) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، وفي (6/81) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. قال: حدثني ليث. وفي (6/183) قال: حدثنا علي. قال: أخبرني سفيان بن حسين. وفي (6/271) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والبخاري (3/93) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/198) قال: حدثنا قُتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي (3/247) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا الليث، ومسلم (4/213) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وأبو داود (3929) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة وقتيبة بن سعيد. قالا: حدثنا الليث. والترمذي (2124) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (7/305) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. (ح) وأخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب. قال: أخبرني رجال من أهل العلم منهم يونس، والليث. وفي عمل اليوم والليلة (233) قال: أخبرنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16466) عن أحمد بن محمد بن المغيرة، عن عثمان بن سعيد، عن شعيب. وفي (12/16667) عن نصر بن علي، عن عبد الأعلى، عن مَعمر. ستتهم -معمر، وليث بن سعد، وسفيان بن حسين، وابن أخي ابن شهاب، وشعيب، ويونس- عن الزهري. 2 - وأخرجه مالك (الموطأ) صفحة (488) وأحمد (6/170) قال: حدثنا جرير. وفي (6/206، 213) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (3/95) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (3/199) قال: حدثنا عُبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (3/251) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك. ومسلم (4/214) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كُريب. قالا: حدثنا ابن نُمير. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، جميعًا عن جرير. وأبو داود (2233) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير. وفي (3930) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (2521) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (1154) قال: حدثنا علي بن حُجر. قال: أخبرنا جرير بن عبد الله. والنسائي (6/164) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير. ستتهم -مالك، وجرير، ووكيع، وأبو أسامة، وعبد الله بن نُمير، ووهيب- عن هشام بن عروة. 3- وأخرجه أحمد (6/269) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن مسلم الزهري، وهشام بن عروة بن الزبير. 4 - وأخرجه مسلم (4/215) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. والنسائي (6/165) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم- ابن المثنى، وابن بشار، وإسحاق- عن المغيرة بن سلمة المخزومي أبي هشام. قال: حدثنا وُهَيب، عن عبيد الله بن عمر، عن يزيد بن رومان. ثلاثتهم - الزهري، وهشام بن عروة، ويزيد بن رومان- عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 341 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 342 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ عائشة أمَّ المؤمنين أرادت أنْ تشتريَ جارية فَتُعْتِقَها، فقال أهلها: نَبِيعُكِها على أنَّ ولاءَها لنا، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «لا يَمنَعْكِ ذلِك، فإنما الولاءُ لمن أعتق» . قال الحُمَيْدِيُّ: ذكره أبو مسعود الدمشقي في المتفق عليه، وهو في كتاب البخاري هكذا، وفي كتاب مسلم عن ابن عمر عن عائشة، فلا يكون حينئذ متفقًا عليه بينهما. قال الحميدي: ولعله قد وجده في نسخة «أنَّ عائشة» بَدَل «عن عائشة» . وفي رواية للبخاري أيضًا عن ابن عمر أن عائشة سَاوَمَتْ بَرِيرَةَ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة، فلما جاء قالت: «إنهم أبَوْا أنْ يبيعُوها إلا أن يَشْتَرِطُوا الولاءَ» ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما الولاءُ لمن أعتق» ، قيل لنافع: حُرًّا كان زوجُها أو [ص: 523] عبدًا؟ قال: ما يُدْريني؟. أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 4/315 في البيوع، باب إذا اشترط شروطاً في البيع لا تحل، وباب البيع والشراء مع النساء، وفي العتق، باب ما لا يجوز من شروط المكاتب، وفي الفرائض، باب الولاء لمن أعتق، وباب إذا أسلم على يديه، وباب ما يرث النساء من الولاء، وأخرجه مسلم رقم (1504) في العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق، وهو في الموطأ 2/781 في العتق، باب مصير الولاء لمن أعتق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك (الموطأ) (488) . وأحمد (2/113) (5929) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (2/156) (6452) قال: حدثنا حماد بن خالد. والبخاري (3/96، 199) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (8/191) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. وفي (8/193) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. وأبو داود (2915) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (7/300) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - إسحاق، وحماد، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن عبد الله، وقتيبة- عن مالك. 2 - وأخرجه أحمد (2/28) (4817) قال: حدثنا روح، وفي (2/144) (6313) قال: حدثنا عبد الرزاق، كلاهما - روح، وعبد الرزاق- عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى. 3 - وأخرجه أحمد (2/30) (4855) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/100) (5761) قال: حدثنا عفان. وفي (2/153) (6415) قال: حدثنا عبد الصمد، والبخاري (3/93) قال: حدثنا حسان بن أبي عباد. وفي (8/193) قال: حدثنا حفص بن عمر. خمستهم - يزيد، وعفان، وعبد الصمد، وحسان بن أبي عباد، وحفص- عن همام. ثلاثتهم - مالك، وسليمان، وهمام- عن نافع، فذكره. رواية حماد بن خالد، وإسماعيل بن عبد الله، عن مالك. ورواية سليمان بن موسى، مختصرة على: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الولاء لمن أعتق» . رواية همام: «أرادت عائشة أن تشتري بريرة. فقالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنهم يشترطون الولاء؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اشتريها، فإنما الولاء لمن أعتق» . الحديث: 342 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 الفصل الثالث: في النهي عن بيع الملامسة والمنابذة 343 - (خ م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن لِبْسَتَيْن، وعن بَيْعَتَيْنِ، ونهى عن الملامسة والمنابذة في البيع - صلى الله عليه وسلم - والملامسةُ: لمسُ الرجل ثوب الآخر بيده بالليل أو بالنهار، ولا يَقلِبُهُ إلا بذلك. والمنابذة: أن يَنْبِذَ الرجلُ إلى الرجل ثَوْبَهُ، ويَنْبِذَ الآخر بثوبِهِ، ويكون ذلك بيْعَهُمَا عن غير نَظَر ولا تَراضٍ، واللِّبْسَتَان: اشتمال الصماء، والصَّمَاءُ: أن يَجْعَل ثوبه على أحد عاتِقَيْه، فَيَبْدُوَ أحدُ شِقَّيه، ليس عليه ثوب، واللِّبسة الأخرى: احْتِبَاؤُهُ بثوبه وهو جالس، ليس على فرجه منه شيء. هذه رواية البخاري ومسلم، إلا أن اللفظ للبخاري، وهو أتَمُّ. وفي رواية أبي داود قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيعتين وعن لِبستين، أما البيعتان، فالملامسة والمنابذة، وأما اللبستان، فاشتمال الصماء، وأن يحتَبِيَ الرجل في [ص: 524] ثوبٍ واحدٍ، كاشِفَا عن فَرْجِهِ، وليس على فرجه منه شيء، واشتمال الصماء: أنْ يشتمل في ثوب واحد، يَضَعُ طَرَفَي الثوب على عاتقه الأيسر، ويُبْرِزُ شِقَّهُ الأيمن. قال: والمنابذة ... وذكر مثل البخاري ومسلم. وفي رواية النسائي قال: نهى عن الملامسة، وهو لمس الثوب لا ينظر إليه، وعن المنابذة، وهو طرح الرجل ثوبه إلى الرجل بالبيع قبل أن يقلبه، أو ينظر إليه. وله في أخرى مختصرًا قال: نهى عن الملامسة والمنابذة في البيع. وله في أخرى قال: عن لبستين وعن بيعتين، أما البيعتان: فالملامسة والمنابذة، والمنابذة: أن يقول: إذا نَبَذتُ هذا الثوب فقد وجب البيع، والملامسةُ: أن يَمَسَّهُ بِيَدِهِ ولا يَنشُرُهُ ولا يُقَلِّبُه، إذا مَسَّ وجَبَ البيعُ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الملامسة، والمنابذة: قد مرَّ تفسيرهما في الحديث، ونزيده هاهنا بيانًا، قال: هو أن يقول: إذا لمست ثوبي، أو لمستُ ثوبك، فقد وجب البيع، وقيل: [ص: 525] هو أن يلمس المبيع من وراء ثوب، ولا ينظر إليه، ثم يقع البيع عليه، وهذا هو بيع الغرر والمجهول. وأما المنابذة: فهي أن يقول أحد المتبايعين للآخر: إذا نبذت إليَّ الثوب أو نبذته إليك فقد وجب البيع، وقيل: هو أن يقول: إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع. وقال الفقهاء نحو ذلك في الملامسة والمنابذة، وهذا لفظهم: قالوا في الملامسة: أن يقول: مهما لمست ثوبي فهو مبيع منك، وهو باطل؛ لأنه تعليق، أو عدول عن الصيغة الشرعية، وقيل معناه: أن يجعل اللمس بالليل في ظلمة قاطعًا للخيار، ويرجع ذلك إلى تعليق اللزوم، وهو غير نافذ، قالوا: والمنابذة في معنى الملامسة، وقيل: معناه: أن يتنابذا السلع، وتكون معاطاة، فلا ينعقد بها البيع عند الشافعي - رحمه الله -. اشتمال الصماء: قد ذكر معناه في متن الحديث، إلا أن الفقهاء يقولون: هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه، فيضعه على إحدى منكبيه، والمراد به على هذا: كراهة التكشف، وإبداء العورة. وأهل الغريب يقولون: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلَّل جسده لا يرفع منه جانبًا، فتكون فيه فرجة يخرج منها يده، والمراد منه على هذا: كراهية أن يغطي جسده، مخافة أن يضطر إلى حالة تَسُدُّ مُتَنَفَّسَهُ فيتأذى. [ص: 526] الاحتباء: أن يجمع بين ركبتيه، وظهره بمنديل أو حبل، ويكون قاعدًا شبه المستند إلى شيء، وقد يكون الاحتباء باليدين.   (1) البخاري 10/235 في اللباس، باب اشتمال الصماء، وباب الاحتباء بثوب واحد، وفي الصلاة، باب ما يستر من العورة، وفي الصوم، باب صوم يوم الفطر، وفي البيوع، باب بيع الملامسة، وباب بيع المنابذة، وفي الاستئذان، باب الجلوس كيفما تيسر، وأخرجه مسلم رقم (1512) في البيوع، باب إبطال بيع الملامسة والمنابذة، وأبو داود رقم (3377) و (3378) في البيوع، باب بيع الغرر، والنسائي 7/260، 261 في البيوع، باب بيع المنابذة وتفسير ذلك، وأخرجه ابن ماجة في التجارات رقم (2170) ، باب ما جاء في النهي عن المنابذة والملامسة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (730) وأحمد (3/6) ، والدارمي (2565) قال: أخبرنا عمرو بن عون. والبخاري (8/78) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وأبو داود (3377) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأحمد بن عمرو بن السرح. وابن ماجة (2170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسهل بن أبي سهل، وفي (3559) قال: حدثنا أبو بكر. والنسائي (7/260، 8/210) قال: أخبرنا الحسين بن حُريث المروزي، تسعتهم- الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن عون، وعلي بن عبد الله، وقتيبة، وأحمد بن عمرو، وأبو بكر بن أبي شيبة، وسهل، والحسين- قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/6، 95) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/66) قال: حدثنا عبد الأعلى. والبخاري (3/92) قال: حدثنا عياش بن الوليد، قال: حدثنا عبد الأعلى. وأبو داود (3378) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (7/261) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، كلاهما- عبد الرزاق، وعبد الأعلى- قالا: حدثنا معمر. كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره. قلت: وحديث مسلم، تقدم تخريجه من رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبي سعيد - رضي الله عنه-. الحديث: 343 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 344 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن الملامسة والمنابذة. وفي رواية قال: نهى عن بيعتين: الملامسة والمنابذة، أما الملامسة: فأن يلمس كلُّ واحدٍ منهما ثوبَ صاحبه بغير تأمل. والمنابذة: أن ينبذ كل واحد منهما ثوبه إلى الآخر، ولم ينظر أحد منهما إلى ثوب صاحبه. وفي أخرى قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيامين وبيعتين: الفِطرِ والنحرِ، والملامسةِ والمنابذةِ. أخرج الرواية الأولى الجماعة إلا أبا داود، والثانية البخاري ومسلم والنسائي، والثالثةَ البخاري (1) .   (1) البخاري 4/300 في البيوع، باب بيع المنابذة، وباب بيع الملامسة، وفي الصلاة في الثياب، باب ما يستر من العورة، وفي مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، وباب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس، وفي الصوم، باب الصوم يوم النحر، وفي اللباس، باب اشتمال الصماء، وباب الاحتباء في ثوب واحد، وأخرجه مسلم رقم (1511) في البيوع، باب الملامسة والمنابذة، والموطأ 2/666 في البيوع، باب الملامسة والمنابذة، والترمذي رقم (1310) في البيوع، باب ما جاء في الملامسة والمنابذة، والنسائي 7/259 في البيوع، باب بيع الملامسة، وباب بيع المنابذة وتفسير ذلك، وأخرجه ابن ماجة رقم (2169) في التجارات، باب ما جاء في النهي عن المنابذة والملامسة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (413) عن محمد بن يحيى بن حبان، وعن أبي الزناد، وفي (571) عن أبي الزناد، وأحمد (2/379) قال: حدثنا محمد بن إدريس، يعني الشافعي، قال: أخبرنا مالك، عن محمد بن يحيى بن حبان، وأبي الزناد، وفي (2/464) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي الزناد، وفي (2/476، 480) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، وفي (2/529) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا مالك، عن محمد بن يحيى بن حبان، والبخاري (1/102) قال: حدثنا قبيصة ابن عقبة، قال: - صلى الله عليه وسلم -دثنا سفيان، عن أبي الزناد، وفي (3/92) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن محمد بن يحيى بن حبان، وعن أبي الزناد. وفي (7/191) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد. ومسلم (5/2) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك، عن محمد بن يحيى بن حبان. (ح) وحدثنا أبو كُريب، وابن أبي عمر. قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزناد، والترمذي (1310) قال: حدثنا أبو كريب، ومحمود بن غيلان. قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزناد، والنسائي (7/259) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن محمد بن يحيى بن حبان، وأبي الزناد. كلاهما - محمد بن يحيى، وأبو الزناد- عن الأعرج. فذكره. * رواية مالك في (الموطأ) صفحة (413) . وأحمد (2/379) ووكيع، والبخاري (3/92) ، ومسلم، والترمذي، والنسائي مختصرة على: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المُلامسة والمُنابذة» . قلت: وتقدم تخريجه من رواية همام بن منبه. الحديث: 344 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 345 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله [ص: 527] صلى الله عليه وسلم - عن لِبستين، ونهى عن بيعتين: عن المنابذة والملامسة، وهي بيوع كانوا يتبايعون بها في الجاهلية» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7/261 في البيوع، باب بيع المنابذة وتفسير ذلك، وفي سنده جعفر بن برقان، وقد قالوا: يخطئ في حديث الزهري وهذا عنه، لكن معنى الحديث ثابت في الصحاح كما تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه النسائي (7/261) وفي الكبرى (الورقة 129 - ب) قال: أخبرنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا جعفر بن برقان، قال: بلغني عن الزهري، عن سالم، فذكره. قلت: الراوي عن الزهري يخطيء في حديثه، وقد تفرد به، والله أعلم. الحديث: 345 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 الفصل الرابع: في النهي عن بيع الغرر والمضطر والحصاة 346 - (م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نهى عن بيع الغَرَر، وبيع الحَصَاةِ. أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي (1) .   (1) مسلم رقم (1513) في البيوع، باب بطلان بيع الحصاة والبيع الذي فيه غرر، والترمذي رقم (1230) في البيوع، باب ما جاء في كراهية بيع الغرر، وأبو داود رقم (3376) في البيوع، باب بيع الغرر، والنسائي 7/262 في البيوع، باب بيع الحصاة، وأخرجه ابن ماجة في التجارات رقم (2194) ، باب النهي عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/250، 436) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وفي (2/439، 496) قال: حدثنا ابن نُمير. والدارمي (2557) قال: أخبرنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا يحيى القطان. وفي (2566) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا عقبة بن خالد. ومسلم (5/3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس ويحيى بن سعيد، وأبو أسامة. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. وأبو داود (3376) قال: حدثنا أبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، قالا: حدثنا ابن إدريس، وابن ماجة (2194) قال: حدثنا مُحْرِز بن سلمة العدني. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والترمذي (1230) قال: حدثنا أبو كريب، قال: أنبأنا أبو أسامة. والنسائي (7/262) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى. ستتهم عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج «فذكره» . - ورواه عن أبي هريرة أبو سلمة: أخرجه أحمد (2/376) قال: ثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا عبيد الله، عن الزهري، عن أبي سلمة، «فذكره» . الحديث: 346 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 347 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن بيع الغرر. أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الغرر: ماله ظاهر تؤثره، وباطن تكرهه، فظاهره يغرُّ المشتري [ص: 528] وباطنه مجهول. بيع الحصاة: هو أن يقول: إذا نبذت الحصاة فقد وجب البيع، وقيل: هو أن يقول: بعتك من السلع ما تقع عليه حصاتك إذا رميت، أو بعت من الأرض إلى حيث تنتهي حصاتك والكل فاسد؛ لأنه من بيوع الجاهلية، وكلها غرر لما فيها من الجهالة.   (1) 2/664 في البيوع، باب بيع الغرر، وهو مرسل، لكنه بمعنى حديث أبي هريرة المتقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: قال الإمام مالك [1407] كتاب البيوع - باب بيع الغرر: عن أبي حازم بن دينار، عن سعيد بن المسيب «فذكره» . قال الزرقاني: مرسل باتفاق رواة الموطأ فيما علمت، ورواه أبو حذافة عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وهذا منكر، والصحيح ما في الموطأ، ورواه ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، وهو خطأ، وليس ابن أبي حازم بحجة إذا خالفه غيره وهو لين الحديث ليس بحافظ، وهذا الحديث محفوظ عن أبي هريرة ... قاله ابن عبد البر. أه. الشرح (3/396، 397) . الحديث: 347 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 348 - (د) شيخ من بني تميم قال: خطبنا علي بن أبي طالب، أو قال: قال لي عليُّ: سيأتي زَمان على الناس عَضُوضٌ، يَعَضُّ المُوسِرُ فيه على ما في يده، ويُبَايَع المضطرون، ولم يؤمروا بذلك، قال الله تعالى: {ولا تَنْسَوُا الفضلَ بينكم} [البقرة: الآية 238] ، وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع المضطر، وعن بيع الغرر، وعن بيع الثمرة قبل أنْ تُدرِك. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] العضوض: الكلب، ومنه مِلك عضوض: فيه عسف (2) وظلم. بيع المضطر: على وجهين: أحدهما: أن يضطر إلى العقد من طريق الإكراه، وهذا فاسد. والآخر: أن يضطر إلى البيع لدين ركبه، أو مؤونة ترهقه، فيبيع [ص: 529] ما في يده بالوَكْسِ، وهذا سبيله من جهة المروءة والدين، أن لا يبايع على هذا الوجه، ويعان، ويُقْرَض، ويمهل عليه إلى الميسرة، فإن عقد البيع على هذه الحالة، جاز ولم يُفسخ.   (1) رقم (3382) في البيوع، باب بيع المضطر، وفي سنده مجهول، وهو الشيخ من بني تميم. (2) العسف: الأخذ على غير الطريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف للجهالة: أخرجه أحمد (1/116) . وأبو داود (3382) قال: ثنا محمد بن عيسى. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عيسى- قالا: حدثنا هُشيم، قال: أنبأنا أبو عامر المزني، قال: حدثنا شيخ من بني تميم، فذكره. * في رواية محمد بن عيسى، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا صالح بن عامر. [قال أبو داود] كذا قال محمد. الحديث: 348 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 الفصل الخامس: في النهي عن بيع الحاضر للبادي، وتلقي الركبان 349 - (م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ (1) ، ودَعُوا الناس يرزُقُ الله بعضَهم من بعضٍ» . أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " 4/311: والجمهور على التحريم بشرط العلم بالمنهي، وأن يكون المتاع المجلوب مما يحتاج إليه، وأن يعرض الحضري ذلك على البدوي، فلو عرضه البدوي على الحضري لم يمنع، وزاد بعض الشافعية: عموم الحاجة، وأن يظهر ببيع ذلك المتاع السعة في تلك البلد. قال ابن دقيق العيد: أكثر هذه الشروط تدور بين اتباع المعنى أو اللفظ، والذي ينبغي أن ينظر في المعنى إلى الظهور والخفاء، فحيث يظهر يخصص النص أو يعمم، وحيث يخفى فاتباع اللفظ أولى. فأما اشتراط أن يلتمس البلدي ذلك، فلا يقوى لعدم دلالة اللفظ عليه، وعدم ظهور المعنى فيه، فإن الضرر الذي علل به النهي لا يفترق الحال فيه بين سؤال البلدي وعدمه، وأما اشتراط أن يكون الطعام مما تدعو الحاجة إليه، فمتوسط بين الظهور وعدمه، وأما اشتراط ظهور السعة، فكذلك أيضاً لاحتمال أن يكون المقصود مجرد تفويت الربح والرزق على أهل البلد، وأما اشتراط العلم بالمنهي فلا إشكال فيه، وقد جاء في كتب الحنيفة تفسير ذلك بأن المراد نهي الحاضر أن يبيع للبادي في زمن الغلاء شيئاً يحتاج إليه أهل البلد. (2) مسلم رقم (1522) في البيوع، باب تحريم بيع الحاضر للبادي، والترمذي رقم (1223) في [ص: 530] البيوع، باب ما جاء لا يبيع حاضر لباد، وأبو داود رقم (3442) في الإجارة، باب في النهي أن يبيع حاضر لباد، والنسائي 7/256 في البيوع، باب بيع الحاضر للبادي، وأخرجه ابن ماجة رقم (2176) في التجارات، باب النهي أن يبيع حاضر لباد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (1270) ، وأحمد (3/307) ، ومسلم (5/6) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. وابن ماجة (2176) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (1223) قال: حدثنا نصر بن علي، وأحمد بن منيع. سبعتهم -الحميدي، وأحمد، وابن أبي شيبة، والناقد، وهشام بن عمار، ونصر بن علي، وأحمد بن منيع- قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/312) قال: حدثنا هاشم، وحسن. وفي (3/386) قال: حدثنا حسن. وفي (3/386) قال: حدثناه موسى بن داود. ومسلم (5/5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي (ح) وحدثنا أحمد بن يونس، وأبو داود (3442) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النُّفَيْلي. ستتهم -هاشم، وحسن، وموسى بن داود، والتميمي، وأحمد بن يونس، والنفيلي- عن زهير. 3- وأخرجه أحمد (3/392) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا الحسن - يعني ابن صالح-. 4- وأخرجه النسائي (7/256) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جُريج. أربعتهم - ابن عيينة، وزهير، والحسن بن صالح، وابن جُريج- عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 349 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 350 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يَبِيعَ حاضِرٌ لبادٍ، وإنْ كان أخاه لأبيه وأمه» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود والنسائي قال: لا يبيعُ حاضِرٌ لبادٍ، وإن كانَ أخاه وأباهُ، وفي أخرى لأبي داود عن أنس قال: كان يُقال: لا يبيع حاضِرٌ لبادٍ، وهي كلمةٌ جامِعَةٌ، لا يَبيعُ له شيئًا، ولا يبتاعُ له شيئًا (1) .   (1) 4/312 البخاري في البيوع، باب لا يشتري حاضر لباد بالسمسرة، ومسلم رقم (1523) في البيوع، باب تحريم بيع الحاضر للبادي، وأبو داود في الإجارة، باب في النهي أن يبيع حاضر لباد رقم (3440) ، والنسائي 7/256 في البيوع، باب بيع الحاضر للبادي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري، ومسلم عن أبي موسى، عن معاذ بن معاذ، ومسلم عن أبي موسى، عن ابن أبي عتيك كلاهما عن ابن عون، وأبو داود عن حفص بن عمر، عن أبي هلال الراسبي - ثلاثتهم عن محمد بن سيرين عن أنس «فذكره» . قلت: وأخرجه أبو داود عن حفص بن عمر عن أبي هلال الراسبي عن ابن سيرين باللفظ المذكور. والنسائي عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث عن ابن عون عن ابن سيرين «فذكره» . الحديث: 350 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 351 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لبادٍ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 4/321 في البيوع، باب من كره أن يبيع حاضر لباد وبأجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/94) قال: حدثني عبد الله بن صباح، قال: حدثنا أبو علي الحنفي، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، قال: حدثني أبي، فذكره. قلت: ورواه نافع عن ابن عمر: أخرجه النسائي (7/256) . - ورواه مسلم الخبَّاط عن ابن عمر: أخرجه أحمد (2/42) [5010] . الحديث: 351 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 352 - (خ م د س) ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تلقي البيوع» هذه رواية مسلم. وله وللبخاري قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَلَقَّوا السِّلَعَ، حتى يُهْبَطَ بها إلى السوق» . وأخرجه أبو داود بزيادةٍ في أوله قال: لا يبع بعضُكم على بيع بعضٍ، ولا تَلَقَّوا السِّلَعَ ... الحديث. [ص: 531] وأخرجه النسائي وقال: «الْجَلَبَ» عِوَضَ «السِّلَع» . وله في أخرى: نهى عن النَّجَشِ والتَّلَقِّي، أو يَبيعَ حاضِرٌ لبادٍ، وفي أخرى: نهى عن التَّلَقِّي، لم يَزِدْ (1) .   (1) البخاري في البيوع 4/313، 314، باب النهي عن تلقي الركبان، ومسلم رقم (1518) في البيوع، باب تحريم تلقي الجلب، وأبو داود رقم (3436) في الإجارة، باب التلقي، والنسائي 7/257 في البيوع، باب التلقي، وأخرجه ابن ماجة في التجارات رقم (2179) في النهي عن تلقي الجلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (424، 425) . وأحمد (2/7) (4531) ، (2/63) (5304) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي (2/20) (4708) قال: حدثنا يحيى، عن عُبيدالله. وفي (2/22) (4738) ، (2/142) (6282) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/91) (5652) قال: حدثنا أبو نوح قُرَاد، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/156) (6451) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا مالك. والدارمي (2570) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/90) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، وفي (3/91) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا مالك. وفي (3/95) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (9/31) قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد، عن مالك. ومسلم (5/3، 5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي (5/5) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن أبي زائدة (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد. (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي. كلهم عن عُبيدالله. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، وإسحاق بن منصور، جميعًا عن ابن مهدي، عن مالك. وأبو داود (3436) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الله بن مَسْلمة، عن مالك. وابن ماجة (2171) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي (2173) قال: قرأت على مصعب بن عبد الله الزبيري: مالك. (ح) وحدثنا أبو حُذافة، قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي (2179) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر. وعبد الله بن أحمد (2/108) (5863، 5870) قال: حدثنا مصعب، قال: حدثني مالك. والنسائي (7/257) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم عبيد الله ... فأقر به أبو أسامة. وقال: نعم. وفي (7/258) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك والليث. (ح) وأخبرنا قتيبة، عن مالك. الحديث: 352 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 353 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَلَقَّوا الرُّكْبَان، ولا يَبيعُ حاضِرٌ لبادٍ» . فقال له طاووس: ما قوله: لا يبيع حاضِرٌ لبادٍ؟ قال: لا يكونُ له سِمْسارًا (1) . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، إلا أن أبا داود ليس عنده قوله: لا تَلَقَّوا الركبان (2) .   (1) قال الحافظ في الفتح 4/311 بمهملتين هو في الأصل: القيم بالأمر والحافظ له، ثم استعمل في متولي البيع والشراء للغير، وفي هذا التفسير تعقيب على من فسر بيع الحاضر للبادي، بأن المراد: نهي الحاضر أن يبيع للبادي في زمن الغلاء شيئاً يحتاج إليه أهل البلد، وهذا مذكور في كتب الحنفية، وقال غيرهم: صورته: أن يجيء البلد غريب بسلعة يريد بيعها بسعر الوقت في الحال، فيأتيه بلدي فيقول له: ضعه عندي لأبيعه لك على التدريج بأغلى من هذا السعر، فجعلوا الحكم منوطاً بالبادي ومن شاركه في معناه، وإنما ذكر البادي في الحديث لكونه الغالب، فألحق به من يشاركه في عدم معرفة السعر الحاضر وإضرار أهل البلد بالإشارة عليه بأن لا يبادر البيع، وهذا تفسير الشافعية والحنابلة، وجعل المالكية البداوة قيداً، وعن مالك: لا يلتحق بالبدوي في ذلك إلا من كان يشبهه، قال: فأما أهل القرى الذين يعرفون أثمان السلع والأسواق. فليسوا داخلين في ذلك. (2) البخاري 4/311 في البيوع، باب هل يبيع حاضر لباد بغير أجر، وفي الإجارة، باب أجر السمسرة، ومسلم رقم (1521) في البيوع، باب تحريم بيع الحاضر للبادي، وأبو داود رقم (3439) في الإجارة، باب النهي أن يبيع حاضر لباد، والنسائي 7/257 في البيوع، باب التلقي، وأخرجه ابن ماجة رقم (2177) في التجارات، باب النهي أن يبيع حاضر لباد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/368) (3482) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (3/94) قال: حدثنا الصلت بن محمد، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/120) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (5/5) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (3439) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور، وابن ماجة (2177) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (7/257) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: أنبأنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعبد الواحد، ومحمد بن ثور- عن معمر، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، فذكره. رواية محمد بن ثور، والعباس بن عبد العظيم مختصرة على: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيع حاضر لباد» . * أخرجه البخاري (3/95) قال: حدثني عياش بن الوليد، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: سألت ابن عباس: ما معنى قوله لا يبيعن حاضر لباد؟ فقال: لا يكن له سمسارًا. الحديث: 353 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 354 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تَلَقِّي البيوع: أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1220) في البيوع، باب ما جاء في كراهية تلقي البيوع، وأخرجه ابن ماجة رقم (2180) في التجارات، باب النهي عن تلقي الجلب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/430) (4096) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (3/92) قال: حدثنا مُسَدد، قال: حدثنا معتمر. وفي (3/95) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (5/5) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن مبارك. وابن ماجة (2180) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وحماد بن مَسْعدة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. والترمذي (1220) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا ابن المبارك. خمستهم -يحيى بن سعيد، ومعتمر، ويزيد، وعبد الله بن المبارك، وحماد بن مسعدة- عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان. فذكره. * في رواية أحمد، والبخاري، زاد في أوله من قول عبد الله بن مسعود، قال: «من اشترى شاةً مُحَفَّلة فردها، فليرد معها صاعًا» . قلت: وقد تقدم تخريجه. الحديث: 353 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 355 - (د) سالم المكي (1) - رضي الله عنه - أنَّ أعرابيًا حدَّثَهُ أنَّهُ قَدِمَ بِحَلُوبَةٍ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فنزل على طلحة بنِ عبيد الله، فقال له طلحةُ: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يبيع حاضِرٌ لبادٍ، ولكن اذهب إلى السوق، فانظر من يُبَايعُكَ، وشَاوِرني، حتَّى آمُرَكَ وأنهاك. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بحلوبة: يقال: ناقة حلوب: إذا كانت ذات لبن، فإن أردت الاسم قلت: هذه الحلوبة لفلان، وقيل: هما سواء، مثل ركوبة وركوب.   (1) قال الحافظ في " تهذيب التهذيب " 3/444: سالم المكي، وليس بالخياط، روى عن أعرابي، له صحبة، وعن موسى بن عبد الله بن قيس الأشعري، وعنه محمد بن إسحاق، روى له أبو داود حديثاً واحداً في بيع الحاضر للبادي. قال المزي: خلطه صاحب الكمال بسالم الخياط، وهو وهم. وأما هذا فيحتمل أن يكون سالم بن شوال. (2) رقم (3441) في الإجارة، باب النهي أن يبيع حاضر لباد، وفيه عنعنة ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/163) (1404) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا سالم ابن أبي أمية أبو النضر، فذكره. * وأخرجه أبو داود (3441) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن سالم المكي، أن أعرابيّاً حدّثه، أنه قدم بحلوبة له، فذكره مختصرًا عن رواية أحمد. قلت: رجاله ثقات وابن إسحاق احتج به البخاري لكنه عنعن الإسناد. الحديث: 355 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 356 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يُتَلَقَّى الْجَلَبُ، فَمَنْ تَلَقَّى فاشتراه منه، فإذا أتَى سَيِّدُهُ السُّوقَ، فهو بالخيار. [ص: 533] هذه رواية مسلم والترمذي وأبي داود، وفي رواية البخاري والنسائي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّلَقِّي وأنْ يبيع حاضِرٌ لبادٍ. وفي رواية الترمذي أيضًا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يبيع حاضر لبادٍ (1) » .   (1) البخاري 4/313 في البيوع، باب النهي عن تلقي الركبان، وفي البيوع، باب لا يبيع على بيع أخيه ولا يسوم على سوم أخيه حتى يأذن له أو يترك، وباب لا يبيع حاضر لباد بالسمسرة، وفي الشروط، باب ما لا يجوز من الشروط في النكاح، وباب الشروط في الطلاق، وأخرجه مسلم رقم (1519) في البيوع، باب تحريم تلقي الجالب، والترمذي رقم (1221) في البيوع، باب ما جاء في كراهية تلقي البيوع، و (1223) ، وأبو داود رقم (3437) في الإجارة، باب في التلقي، والنسائي 7/257 في البيوع، باب التلقي، وأخرجه ابن ماجة رقم (2178) في التجارات، في النهي عن تلقي الجلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/284) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح. قال: حدثنا معمر، عن أيوب، وفي (2/403) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن أيوب، وفي (2/487) قال: حدثنا إسماعيل ويزيد. قالا: حدثنا هشام. والدارمي (2569) قال: أخبرنا محمد بن المنهال. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا هشام بن حسان. ومسلم (5/5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم، عن هشام. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا هشام بن سليمان، عن ابن جريج، قال: أخبرني هشام القردوسي. وأبو داود (3437) قال: حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة. قال: حدثنا عبيد الله، يعني ابن عمرو الرقي، عن أيوب. وابن ماجة (2178) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن حسان. والترمذي (1221) قال: حدثنا سلمة بن شبيب. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن أيوب. والنسائي (7/257) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: أنبأنا ابن جريج. قال: أنبأنا هشام بن حسان القردوسي. كلاهما - أيوب، وهشام - عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 356 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 الفصل السادس: في النهي عن بيعتين في بيعة 357 - (ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بَيعتين في بيعةٍ. أخرجه الترمذي. وأخرجه «الموطأ» ، قال مالك: بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيعتين في بَيعة. وأخرجه أبو داود قال قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «من بَاعَ بَيْعَتَيْن في بَيْعَةٍ، فَلَهُ أوكَسُهُما، أو الربا» (1) . [ص: 534] وأخرج النسائي الرواية الأولى (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] بيعتين في بيعة: قال الشافعي - رحمه الله -: له تأويلان: أحدهما: أن يقول: بعتك بألفين نسيئة، وبألف نقدًا، فأيهما شئت أخذت به، فيأخذ بأحدهما، وهذا بيع فاسد؛ لأنه إبهام وتعليق. والآخر: أن يقول: بعتُك عبدي على أن تبيعني فرسك، وهو أيضًا فاسد؛ لأنه شرط لا يلزم، ويتفاوت بعدمه مقصود العقد، وقد نهى النبي [ص: 535] صلى الله عليه وسلم- مطلقًا عن بيع وشرط، وعن بيع وسلف، ومعناه: أن يشترط فيه قرضًا. أوكسهما، أو الربا: قال الخطابي: لا أعلم أحدًا من الفقهاء قال بظاهر هذا الحديث، وصحح البيع بأوكس الثمنين، إلا ما يحكى عن الأوزاعي، وهو مذهب فاسد، ويشبه أن يكون ذلك حكومة في شيء بعينه، كأنه أسلفه دينارًا في قفيز بُرٍّ إلى شهر، فلما حل الأجل فطالبه بالبُرِّ، قال: القفيز الذي لك عليَّ بقفيزين، فصار بيعتين في بيعة، فيرد إلى أوكسهما، فإن تبايعا البيع الثاني قبل أن يتناقضا البيع الأول، كانا مُربيين.   (1) قال ابن القيم في " تهذيب السنن " 5/105: وللعلماء في تفسيره قولان: أحدها: أن يقول: بعتك [ص: 534] بعشرة نقداً وعشرين نسيئة، وهذا هو الذي رواه أحمد عن سماك، ففسره في حديث ابن مسعود قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفقتين في صفقة، قال سماك: الرجل يبيع البيع، فيقول: هو علي نساء بكذا ونقداً بكذا، وهذا التفسير ضعيف، لأنه لا يدخل الربا في هذه الصورة، ولا صفقتين هنا، وإنما هي صفقة واحدة بأحد الثمنين، والتفسير الثاني أن يقول: أبيعكها بمائة إلى سنة على أن أشتريها منك بثمانين حالة، وهذا معنى الحديث الذي لا معنى له غيره، وهو مطابق لقوله، " فله أوكسهما أو الربا " فإنه إما أن يأخذ الثمن الزائد فيربي، أو الثمن الأول، فيكون هو أوكسهما، وهو مطابق لصفقتين في صفقة، فإنه قد جمع صفقتي النقد والنسيئة في صفقة واحدة ومبيع واحد، وهو قد قصد بيع دراهم عاجلة بدارهم مؤجلة أكثر منها، ولا يستحق إلا رأس ماله، وهو أوكس الصفقتين، فإن أبى إلا الأكثر كان قد أخذ الربا ... ومما يشهد لهذا التفسير ما رواه الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن بيعتين في بيعة، وعن سلف وبيع، فجمعه بين هذين العقدين في النهي، لأن كلاً منهما يؤول إلى الربا، لأنهما في الظاهر بيع، وفي الحقيقة ربا. (2) الموطأ 2/663 بلاغاً في البيوع، باب النهي عن بيعتين في بيعة، ووصله الترمذي رقم (1231) في البيوع، باب النهي عن بيعتين في بيعة وقال: حسن صحيح، وأبو داود رقم (3461) في الإجارة، باب فيمن باع بيعتين في بيعة، وإسناده صحيح، والنسائي 7/395، 396 في البيوع، باب بيعتين في بيعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/432) (475) قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (2/503) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (1379) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والترمذي (1231) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي (7/295) قال: أخبرنا عمرو بن علي ويعقوب بن إبراهيم ومحمد بن المثنى قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى، ويزيد، وعبدة- عن محمد بن عمرو. قال: حدثنا أبو سلمة، فذكره. * رواية الترمذي، والنسائي مختصرة على: «نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيعتين في بيعة» . * وفي رواية يزيد بن هارون: « ... وعن الصَّمَّاء اشتمال اليهود» . قلت: وبلاغ مالك في الموطأ «البيوع» - باب النهي عن بيعتين في بيعة. الحديث: 357 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 358 - (ط) مالك - رضي الله عنه - بَلَغَهُ أن رجلاً قال لرُجلٍ: ابْتَعْ لي هذا البعيرَ بنَقْدٍ، حتَّى أبتَاعه منك إلى أجَلٍ، فَسُئِلَ عن ذلك عبدُ الله بنُ عمر، فكرهَهُ، ونهى عنه. أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/663 بلاغاً في البيوع، باب النهي عن بيعتين في بيعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الإمام مالك [1405] كتاب البيوع - باب النهي عن بيعتين في بيعة. الحديث: 358 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 الفصل السابع: في أحاديث تتضمن منهيات مشتركة 359 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يَبِعْ بَعضُكُم على بيع بعض» . هذه رواية [ص: 536] البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي. وفي أخرى للبخاري والترمذي قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يَبيعَ الرَّجُلُ على بيع أخيه، أو يَخطُبَ. وفي أخرى لمسلم والنسائي وأبي داود: لا يَبِع الرَّجُلُ على بَيْعِ أخِيهِ، ولا يَخْطبُ على خطبة أخيه، إلا أنْ يَأذَنَ لَهُ. وفي أخرى للنسائي قال: لا يبع الرجل على بيع أخيه، حتَّى يبتاع أو يَذَرَ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] لا يبع على بيع أخيه: قد تقدم ذكره في قوله: لا يبع بعضكم على بيع بعض، فلا حاجة إلى إعادته. ولا يخطب على خطبة أخيه: قال مالك - رحمه الله -: هو أن يخطب الرجل المرأة، فتركن إليه، ويتفقان على صداق واحد معلوم، وقد تراضيا، فهي [ص: 537] تشترط عليه لنفسها، فتلك التي نُهي الرجل أن يخطبها على خطبة أخيه، ولم يعن بذلك: إذا خطب الرجل المرأة فلم يوافقها أمره. ولم تركن إليه أن لا يخطبها أحد، فهذا باب فاسد يدخل على الناس.   (1) البخاري في البيوع 4/313 في البيوع، باب النهي عن تلقي الركبان، وباب لا يبيع على بيع أخيه ولا يسوم على سوم أخيه، وفي النكاح، باب ما يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع، وأخرجه مسلم رقم (1412) في البيوع، باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه، ورقم (1412) في النكاح، باب تحريم الخطبة على خطبة أخيه، والموطأ 2/683 في البيوع، باب ما ينهى عنه من المساومة والمبايعة، والترمذي رقم (1292) في البيوع، باب ما جاء في النهي عن البيع على بيع أخيه، وأبو داود رقم (2080) في النكاح، باب كراهية أن يخطب الرجل على خطبة أخيه، والنسائي 7/258 في البيوع، باب بيع الرجل على بيع أخيه، وفي النكاح، 6/72، 73، 74 باب خطبة الرجل إذا ترك الخاطب أو أذن له، وأخرجه ابن ماجة في التجارات رقم (2171) ، باب لا يبيع الرجل على بيع أخيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه من رواية نافع عن ابن عمر، انظر الحديث رقم [352] . الحديث: 359 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 360 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن يَبيع حاضِرٌ لبادٍ، ولا تَناجَشُوا، ولا يبِع الرجل على بيع أخيه، ولا يَخْطُبْ على خِطبةِ أخيه، ولا تَسألِ المرأةُ طلاقَ أختها لتَكْفَأ ما في إنائها» . وفي رواية: ولا يزيدَنَّ على بيع أخيه. وفي رواية: ولا يَسُمِ الرجلُ على سَوْمِ أخيه. وفي أخرى قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَن التَّلَقِّي، وأنْ يبتاعَ المهاجرُ للأعرابي، وأن يشترط المرأة طلاق أختها، وأن يَسْتَام الرجل على سَوْمِ أخيه، ونهى عن النَّجَش والتَّصريَةِ، هذه روايات البخاري ومسلم. إلا أنَّ مسلمًا قال في هذه الأخيرة: نهى عن التَّلَقِّي، وأنْ يبيع حاضرٌ لبادٍ. وفي أخرى لهما وللموطأ قال: لا تَلَقَّوا الرُّكبان للبيع، ولا يبِعْ بعضكم على بيع بعض، ولا تناجشوا، ولا يبع حاضِرٌ لبادٍ، ولا تُصَرُّوا الإبل والغنَم، فمن ابتاعها بعد ذلك، فهو بخير النظرين، بعد أن يَحْلٍُبَها، فإن رضِيَها أمسَكَهَا وإن سَخِطَها ردَّها وصاعًا من تَمرٍ. وأخرجها أبو داود، ولم يذكر في روايته: ولا تناجشوا، ولا يبع [ص: 538] حاضِرٌ لباد. وفي رواية الترمذي قال: لا يَبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطُبُ على خِطبةِ أخيه. وله في أخرى: لا يبيعُ حاضرٌ لبادٍ. وأخرج النسائي الرواية الأولى من هذا الحديث، والرواية التي فيها: وأن يبتاع المهاجرُ للأعرابي. وأخرج أيضًا الأولى مرةً أخرى، وزاد فيها: فإنما لها ما كُتِبَ لها (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تكفأ ما في إنائها: هو من كفأت القدر: إذا كببتها لتفرغ ما فيها، وهذا مثل لإقالة الضرة حق صاحبتها من زوجها إلى نفسها. لا يسم على سوم أخيه: قد تقدم ذكر السوم [على السوم] في شرح قوله: لا يبع بعضكم على بيع بعض.   (1) البخاري في البيوع 4/295 في البيوع، باب لا يبيع على بيع أخيه، وباب لا يبيع حاضر لباد بالسمسرة، وباب النهي عن تلقي الركبان، وفي الشروط: باب ما لا يجوز من الشروط في النكاح، وباب الشروط في الطلاق، وأخرجه مسلم رقم (1515) في البيوع، باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه، والموطأ 2/683 في البيوع، باب ما ينهى عنه من المساومة والمبايعة، والترمذي رقم (1134) في النكاح، باب ما جاء في أن لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، وأبو داود رقم (2080) في النكاح، باب كراهية أن يخطب الرجل على خطبة أخيه، والنسائي 7/258 و 259 في البيوع، باب سوم الرجل على بيع أخيه، وباب النجش، وأخرجه ابن ماجة رقم (1272) في التجارات، باب لا يبيع الرجل على بيع أخيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه من رواية ابن المسيب عن أبي هريرة في النجش. وفي لفظ عن الأعرج: « ... ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه» . أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (424) ، و «الحميدي» (1027، 1028) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242، 243) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/379) قال: حدثنا محمد بن إدريس. قال: أخبرنا مالك. وفي (2/465) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (3/92) قال: حدثنا ابن بكير. قال: حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة. وفي (3/92) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (5/4) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وأبو داود (3443) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. والنسائي (7/253) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/256) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. ثلاثتهم - مالك، وسفيان، وجعفر بن ربيعة- عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. * رواية الحميدي (1027) : «لا تَلَقَّوُا الركبان للبيع، ولا تَنَاجشوا، ولا يبع حاضر لباد، ولا يبع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه» . الحديث: 360 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 361 - (م) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 539] قال: «المؤمنُ أخو المؤمن، فلا يَحِلُّ للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يَخْطُبَ على خِطْبَةِ أخيه، حتى يَذَرَ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1414) في النكاح، باب تحريم الخطبة على خطبة أخيه حتى يأذن أو يترك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن عقبة: أخرجه أحمد (4/147) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. والدارمي (2553) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الرقاشي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا محمد، هو ابن إسحاق. ومسلم (4/139) قال: وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن الليث وغيره. كلاهما - محمد بن إسحاق، وليث- عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة التجيبي، فذكره. وأخرجه أحمد (4/158) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا ابن لهيعة. وابن ماجة (2246) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب. كلاهما - ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب- عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، فذكره «بنحوه» . الحديث: 361 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 362 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تَسْتَقْبِلوا السُّوقَ، ولا تُجْفِلُوا، ولا يُنَفِّق بعضكم لبعض» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] ينفق بعضكم لبعض:هو كالنجش، فإن الناجش بزيادته في السلعة. يرغب السامع فيها، فيكون قوله سببًا لابتياعها، ومُنَفِّقًا لها.   (1) رقم (1268) في البيوع، باب بيع المحفلات، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا بيع المحفلة، وهي المصراة لا يحلبها صاحبها أياماً، أو نحو ذلك ليتجمع اللبن في ضرعها، فيغتر بها المشتري، وهذا ضرب من الخديعة والغرر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/256) (2313) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شَيبة (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد) . والترمذي (1268) قال: حدثنا هناد. كلاهما - أبو بكر بن أبي شيبة، وهناد- قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، فذكره. قلت: قال الترمذي: حديث حسن صحيح. الحديث: 362 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 363 - (ت د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَحِلُّ سَلَفٌ وبَيْعٌ، ولا شَرْطَان في بيع، ولا رِبْحُ ما لم يُضْمَن، ولا بيعُ ما ليس عندك» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] سلف وبيع: السلف والبيع: هو أن يقول: أبيعك هذا البعير مثلاً بخمسين دينارًا [ص: 540] على أن تسلفني ألف درهم في متاع أبيعه منك. ربح ما لم يُضْمَنُ: هو أن يبيعه سلعة قد اشتراها ولم يكن قبضها. فهي في ضمان البائع الأول، وليس من ضمانه. شرطان في بيع: الشرطان في بيع: هو بمنزلة بيعتين في بيعة، كقولك. بعتك هذا الثوب نقدًا بدينار، ونسيئة بدينارين. قال الخطابي: لا فرق بين شرط واحد أو شرطين أو ثلاثة في عقد البيع عند أكثر الفقهاء، وفرق بينهما أحمد. عملاً بظاهر الحديث.   (1) النسائي 7/288 و 295 في البيوع، باب سلف وبيع، وباب شرطان في بيع، وباب بيع ما ليس عند البائع، والترمذي رقم (1234) في البيوع، باب كراهية بيع ما ليس عندك، وأبو داود رقم (3405) في الإجارة، باب في الرجل يبيع ما ليس عنده، وإسناده حسن، وأخرجه ابن ماجة رقم (2188) في التجارات، باب النهي عن بيع ما ليس عندك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (2/174) (6628) قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان. 2 - وأخرجه أحمد (2/178) (6671) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وأبو داود (3504) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل، وابن ماجة (2188) قال: حدثنا أزهر بن مروان، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو كُريب، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية. والترمذي (1234) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، والنسائي (7/288) قال: أخبرنا عمرو بن علي، وحُميد ابن مَسْعدة، عن يزيد. وفي (7/295) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا ابن علية. (ح) وأخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، أربعتهم- إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وحماد ابن زيد، ويزيد بن زُريع، ومعمر- عن أيوب. 3 - وأخرجه أحمد (2/205) (6918) قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا ابن عَجلان. 4 - وأخرجه الدارمي (2563) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والنسائي (7/295) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن خالد. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (8692) عن إبراهيم بن محمد التيمي، عن يحيى بن سعيد، ثلاثتهم -يزيد، وخالد بن الحارث، ويحيى- عن حسين المعلم. 5 - وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8806) عن هارون بن إسحاق، عن عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن مطر الوراق. خمستهم - الضحاك، وأيوب، ومحمد بن عجلان، وحسين المعلم، ومطر الوراق- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * في رواية أيوب، عند أحمد (2/178) وأبي داود، والترمذي، والنسائي (7/295) قال: حدثنا عمرو بن شعيب، قال: حدثني أبي، عن أبيه، حتى ذكر عبد الله بن عمرو. الحديث: 363 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 364 - (م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الصُّبْرَةِ من التمر لا يُعْلَمُ مَكيلتها بالكيل الْمُسمَّى من التمر» . أخرجه مسلم والنسائي. وللنسائي: لا تباعُ الصبرة من الطعام بالصُّبْرَةِ من الطعام، ولا الصُّبْرة من الطعام بالكيل المسمَّى من الطَّعَام (1) .   (1) مسلم رقم (1530) في البيوع، باب تحريم بيع صبرة التمر، والنسائي 7/269 و 270 في البيوع، باب بيع الصبرة من التمر، وباب بيع الصبرة من الطعام. الحديث: 364 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 الفصل الثامن: في التفريق بين الأقارب في البيع 365 - (ت) أبو أيوب الأنصاري - خالد بن زيد - رضي الله عنه [ص: 541] قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ فَرَّقَ بين والدة، وَوَلَدِهَا فرَّق الله بينه وبين أحِبَّتِهِ يوم القيامة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1283) في البيوع، باب كراهية الفرق بين الأخوين أو بين الوالدة وولدها في البيع، وحسنه، وأخرجه أحمد والدارقطني، وصححه، قال الحافظ في " التلخيص " 3/15: وفي إسنادهم حيي بن عبد الله المعافري مختلف فيه، وله طريق أخرى عند البيهقي غير متصلة لأنها من طريق العلاء بن كثير الإسكندراني عن أبي أيوب ولم يدركه، وله طريق أخرى عند الدارمي في مسنده ص " 328 "، ولم يختلف أكثر أهل العلم في أن التفريق بين الولد الصغير ووالدته غير جائز، واختلفوا في الحد الذي يجوز بعده التفريق، فقال أبو حنيفة وأصحابه: متى بلغ الاحتلام جاز، وقال الشافعي: متى بلغ سبع سنين أو ثمانياً، وقال مالك: إذا أثغر، أي: نبتت أسنانه، وقال الأوزاعي: إذا استغني عن أمه، فقد خرج عن حد الصغير، وقال أحمد: لا يفرق بين الولد ووالدته أصلاً وإن كبر واحتلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: 1 - أخرجه أحمد (5/412) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة. وفي (5/414) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا رشدين، والترمذي (1283، 1566) قال: حدثنا عمر بن حفص بن عمر الشيباني، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. ثلاثتهم - ابن لهيعة، ورشدين، وابن وهب- عن حيي بن عبد الله المعافري. 2 - وأخرجه الدارمي (2482) قال: أخبرنا القاسم بن كثير، عن الليث بن سعد قراءة، عن عبد الرحمن بن جنادة. كلاهما - حيي، وابن جنادة- عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره. * روايتا أحمد (5/412) ، والدارمي (2482) فيهما قصة: عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال: كنا في البحر، وعلينا عبد الله بن قيس الفزاري، ومعنا أبو أيوب الأنصاري، فمر بصاحب المقاسم وقد أقام السبي، فإذا امرأة تبكي، فقال: ما شأن هذه؟ قالوا: فرق بينها وبين ولدها، قال: فأخذ بيد ولدها حتى وضعه في يدها، فانطلق صاحب المقاسم إلى عبد الله بن قيس، فأخبره، فأرسل إلى أبي أيوب، فقال: ما حملك على ما صنعت، ... فذكر الحديث. قلت: ابن لهيعة وشيخه مختلف فيهم، وشيخ الدارمي أظنه «ابن النعمان» صدوق من العاشرة، أخرج له النسائي والترمذي، وشيخه «عبد الرحمن بن جنادة» لم أهتد إلى ترجمته فيما بين يدي من مصادر. والحديث حسنه الترمذي، وصححه الدارقطني. الحديث: 365 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 366 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّهُ فَرَّقَ بين والدةٍ وولدها، فنهاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وردَّ البَيْعَ، أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2696) في الجهاد، باب التفريق بين السبي، وأعله بالانقطاع بين ميمون بن أبي شبيب وعلي، وأخرجه الحاكم وصحح إسناده، ورجحه البيهقي لشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف للانقطاع: أخرجه أبو داود (2696) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره. * قال أبو داود: ميمون لم يدرك عليّاً. الحديث: 366 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 367 - (ت) وعنه - رضي الله عنه - قال: وَهَب لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غُلاَمَيْن أخَوَيْنِ، فَبِعْتُ أحدَهُمَا، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما فَعَلَ غُلاَمَاك؟» فأخبرتُه، فقال: «رُدَّهُ، رُدَّهُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1284) في البيوع، باب ما جاء في كراهية الفرق بين الأخوين، وأخرجه ابن ماجة رقم (2249) في التجارات، باب النهي عن التفريق بين السبي، وأخرجه أحمد في المسند رقم (760) بلفظ: " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع غلامين أخوين، ففرقت بينهما، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " أدركهما وأرجعهما ولا تبعهما إلا جميعاً "، وإسناده صحيح. وذكره الهيثمي في " المجمع " 4/107 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وصححه أحمد شاكر أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف للانقطاع: أخرجه أحمد (1/102) (800) قال: حدثنا عفان وإسحاق بن عيسى. وابن ماجة (2249) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عفان، والترمذي (1284) قال: حدثنا الحسن بن قزعة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - عفان، وإسحاق، وعبد الرحمن- عن حماد بن سلمة، عن الحجاج، عن الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره. قلت: وهذه الرواية تغاير الرواية الأولى فكأن الحديث غير محفوظ، وله ألفاظ أخرى مغايرة فهو اضطراب فمنها: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب قال: «أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أبيع غُلامين أخوين، فبعتهما، ففرقت بينهما. فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أدركهما فارجعهما، ولا تبعهما إلا جميعًا» . أخرجه أحمد (1/97) (760) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/126) (1045) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن رجل، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. قلت: وإسناده ضعيف للجهالة، وسعيد «يدلس» . الحديث: 367 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 الباب الرابع: في الربا ، وفيه فصلان الفصل الأول: في ذمه وذم آكله وموكله 368 - (م ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - قال: «لَعَن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - آكلَ الرِّبا وموكله» . قال مغيرةُ: قلت لإبراهيم: وشَاهِدَيْهِ وكاتِبَهُ؟ فقال: إنَّما نُحَدِّثُ بما سمعنا. هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي وأبي داود: «لَعَن آكل الربا وموكله وشَاهدَيْهِ وكاتِبَه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الربا: في الأصل: الزيادة، وهو في الشريعة: الزيادة على أصل المال من غير بيع.   (1) مسلم رقم (1597) في المساقاة، باب لعن آكل الربا وموكله، والترمذي رقم (1206) في البيوع، باب ما جاء في آكل الربا، وأبو داود رقم (3333) في البيوع، باب في آكل الربا وموكله، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه ابن ماجة رقم (2277) في التجارات، باب التغليظ في الربا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/393) (3725) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، وفي (1/394) (3737) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا إسرائيل، وفي (1/402) (3809) قال: حدثنا حجاج، قال: أنبأنا شريك. وفي (1/453) (4327) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وأبو نُعيم، قال: حدثنا إسرائيل. وأبو داود (3333) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (2277) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (1206) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. خمستهم - شعبة، وإسرائيل، وشريك، وأبو عوانة، وزهير- عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، فذكره. * في رواية شريك زاد في آخره: «وقال: ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا أنفسهم عقاب الله عز وجل» . قلت: وهي زيادة مردودة فشريك ليس بذاك أن ينفرد عن الثقات. - ورواه عن ابن مسعود علقمة: أخرجه مسلم (5/50) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير، عن مغيرة، قال: سأل شِبَاكٌ إبراهيم، فحدثنا عن علقمة، فذكره. الحديث: 368 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 369 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - مثل رواية مسلم عن [ص: 543] ابن مسعود، إلا أنه لم يذكر مغيرةَ وإبراهيم. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1598) في المساقاة، باب لعن آكل الربا وموكله، ونصه: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ". وقال: " هم سواء ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قلت: لفظه: «عن أبي الزبير، عن جابر، قال: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا، ومُوكِلَهُ، وكَاتبه، وشَاهديه، وقال: هم سواء» . أخرجه أحمد (3/304) ، ومسلم (5/50) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وزهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة. أربعتهم - أحمد، وابن الصباح، وزهير، وابن أبي شيبة- قالوا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو الزبير، فذكره. الحديث: 369 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 370 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَيَأتِيَنَّ على الناس زمانٌ، لا يبقى أحدٌ إلا أكلَ الربا، فمن لم يأكل أصَابَهُ من بُخَارِهِ» - قال ابن عيسى (1) : أصابه من غباره. أخرجه أبو داود والنسائي (2) .   (1) هو محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي أبو جعفر ابن الطباع - شيخ أبي داود - قال أبو حاتم: ما رأيت من المحدثين أحفظ للأبواب منه. (2) أبو داود رقم (3331) في البيوع، باب في اجتناب الشبهات، والنسائي 7/243 في البيوع، باب اجتناب الشبهات في الكسب، وفيه انقطاع كما قال المنذري، لأنه من رواية الحسن عن أبي هريرة والحسن لم يسمع منه. نقول: وفي البخاري 4/253 في البيوع، باب من لم يبال ... من حديث أبي هريرة مرفوعاً " يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رجاله ثقات، منقطع: أخرجه أحمد (2/394) قال: حدثنا هشيم، عن عباد بن راشد، وأبو داود (3331) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عباد بن راشد، (ح) وحدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن داود، يعني ابن أبي هند، وابن ماجة (2278) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. قال: حدثنا داود بن أبي هند. والنسائي (7/243) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند. كلاهما - عباد، وداود- عن سعيد بن أبي خيرة، عن الحسن، فذكره. قلت: الحسن البصري لم يلق أبا هريرة - رضي الله عنه - والحديث أصله في البخاري، ولفظه: عن سعيد المْقُبرِيِّ، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليأتين على الناس زمان، لا يبالي المرءُ أبحلال أخذ المال أم بحرام» . أخرجه أحمد (2/435) ، قال: حدثنا يحيى. وفي (2/452) قال: حدثنا حجاج. (ح) وحدثنا يزيد. وفي (2/505) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (2539) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، والبخاري (3/71، 77) قال: حدثنا آدم. والنسائي (7/243) قال: حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. ستتهم - يحيى، وحجاج، ويزيد، وأحمد بن عبد الله، وآدم، وسفيان الثوري- عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 370 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 371 - (د) سليمان بن عمرو الأحوص الجشمي - رحمه الله -: عن أبيه قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في حَجَّةِ الوداع: «إنَّ كُلَّ ربًا من ربا الجاهلية موضوعٌ {لَكُمْ رُؤوسُ أموالِكُم، لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ} [البقرة: الآية 279] ألاَ وإنَّ كلَّ دمٍ من دماءِ الجاهلية موضوعٌ، وأولُ دمٍ أضَعُه دمُ الحارث بن عبد المطلب - وكان مسترضَعًا في بني ليث، فقتلته هُذيل - اللهم قد بلغتُ؟» قالوا: نعم، ثلاث مرَّاتٍ، قال: «اللهم اشهد، ثلاثَ مراتٍ» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 544] قال الخطابي: هكذا رواه أبو داود: دمَ الحارِثِ بنِ عبد المطلب، وإنما هو: دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، في سائر الروايات.   (1) رقم (3334) في البيوع، باب في وضع الربا، وسليمان بن عمرو بن الأحوص، لم يوثقه غير ابن حبان. قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن صحيح، [ص: 544] وهذا مذكور في حديث جابر بن عبد الله الطويل في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخرجه مسلم وأبو داود في الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في كتاب الإيمان - أول الكتاب. الحديث: 371 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 الفصل الثاني: في أحكامه ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في المكيل والموزون 372 - (خ م ط ت د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذَّهَبُ بالوَرِقِ ربًا،، إلا هَاءَ وهَاءَ، والبُرُّ بالبُرِّ ربًا، إلا هَاءَ وهَاءَ، والشعير بالشَّعيرِ ربًا، إلا هَاءَ وهَاءَ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ ربًا، إلا هَاءَ وهَاءَ» . وفي رواية: «الوَرِقُ بالوَرِقِ ربًا، إلا هَاءَ وهَاءَ، والذَّهَبُ بالذهب ربًا، إلا هاء وهاء» . هذا حديث البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري و «الموطأ» ، قال مالك بن أوس بن الحَدثَان النصْريّ: إنهُ التمس صرفًا بمائة دينارٍ، قال: فدعاني طَلحةُ بن عبيد الله، فتراوضْنا [ص: 545] حتى اصْطَرَفَ مِنِّي، وأخَذَ الذَّهَب يُقَلِّبُها في يَدِهِ، ثم قال: حتى يأتِيَني خازني من الغابَة، وعُمرُ بن الخطاب يسمعُ، فقال عمر: والله لا تُفَارِقُهُ حتى تأخُذَ منه. ثُمَّ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذَّهَبُ بالورِقِ ربًا، إلا هاءَ وهاءَ» وذكر الحديث مثل الرواية الأولى، إلا أنه قَدَّمَ التَّمْرَ على الشَّعير. وفي رواية لمسلم والترمذي، قال مالك: أقبلتُ أقول: من يَصْطَرِفُ الدراهم؟ فقال طلحة بن عبيد الله - وهو عند عمر بن الخطاب -: أرِنَا ذَهَبَكَ، ثُمَّ ائْتِنَا إذا جاءَ خادمنا، نُعْطِكَ وَرِقَكَ، فقال عمر: كلاَّ والله، لَتُعْطِيَنَّهُ وَرِقَهُ، أو لَتَرُدَّنَّ إليه ذَهَبه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الوَرِقُ بالذَّهَبِ ربًا، إلا هاءَ وهاءَ» وذكر مثل الأولى. وفي رواية أبي داود مثل الرواية الأولى. وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] هاء، وهاء: قد تقدم شرح هاء وهاء، في هذا الباب، فلا حاجة إلى إعادته. فتراوضنا: المراوضة: المجاذبة، وما يجري بين المتبايعين من الزيادة [ص: 546] والنقصان، وقيل: هو أن تواصف الرجل بالسلعة ليست عندك، وهو مكروه. الغابة: الأجمة والغَيْضة، وهي هاهنا: موضع مخصوص بالمدينة، كان لهم فيه أملاك.   (1) البخاري 4/291 في البيوع، باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة، وباب بيع التمر بالتمر، وباب بيع الشعير بالشعير، وأخرجه مسلم رقم (1586) في المساقاة، باب الصرف، وبيع الذهب بالورق نقداً، والموطأ 2/636، 637 في البيوع، باب ما جاء في الصرف، والترمذي رقم (1243) في البيوع، باب ما جاء في الصرف، وأبو داود رقم (3348) في البيوع، باب في الصرف، والنسائي 7/273 في البيوع، باب بيع التمر بالتمر، وأخرجه ابن ماجة رقم (2259) و (2160) في التجارات، باب صرف الذهب بالورق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (394) ، والحميدي (12) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار أولاً قبل أن نلقى الزهري. وسمعت الزهري، وأحمد (1/24) (162) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/35) (238) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/45) (314) قال: حدثنا عثمان بن عمر، وأبو عامر، قالا: حدثنا مالك. والدارمي (2581) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والبخاري (3/89) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان. قال: كان عمرو بن دينار يحدثه عن الزهري. قال سفيان: هو الذي حفظناه من الزهري ليس فيه زيادة - يعني ليس فيه قصة طلحة - وفي (3/96) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا الليث. وفي (3/96) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (5/43) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق عن ابن عيينة. وأبو داود (3348) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (2253) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد وهشام بن عمار ونصر بن علي ومحمد بن الصباح. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2259) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2260) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (1243) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائي (7/273) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - مالك، وعمرو، وسفيان، ومعمر، وابن إسحاق، والليث- عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره. * جاء في سنن النسائي (7/278) أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن حميد بن قيس المكي، عن مجاهد. قال: قال عمر: الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم، لا فضل بينهما، هذا عهد نبينا -صلى الله عليه وسلم- إلينا. وهذا تحريف في المطبوع. وصوابه: « ... مجاهد. قال: قال ابن عمر ... » وقد سبق على الصواب في مسند عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما-. الحديث رقم (7763) وقد جاء الحديث على الصواب في نسختنا الخطية من «السنن الكبرى» للنسائي (الورقة 80ب) و «تحفة الأشراف» (6/7398) . الحديث: 372 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 373 - (خ م ط ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كُنَّا نُرْزَقُ تمر الجمع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الخَلْطُ من التَّمْر، فكُنَّا نَبيعُ صاعَيْنِ بِصاعٍ، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «لا صاعين تمرًا بصاع، ولا صاعين حنطةً بصاع، ولا درهَمًا بدرهمين» . وفي رواية قال: جاء بلال إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بتَمْرٍ بَرْنِيٍّ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ أيُنَ هذا؟ فقال بلال: كان عندنا تمر رَدِيءٌ، فبعتُ منه صاعين بصاع لِمَطْعَمِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ ذلك: «أوَّهْ، عَيْنُ الرِّبَا، عين الربا، لا تفعل، ولكن إذا أردتَ أن تشتريَ فبِعِ التمر بيعًا آخر، ثم اشترِ به» . هذه رواية البخاري ومسلم. ولمسلم عن أبي نَضْرَةَ قال: سألت ابنَ عمر وابنَ عباسٍ عن الصَّرْفِ؟ فلم يريا به بأسًا، فإني لَقَاعدٌ عند أبي سعيد الخدري، فسألتُهُ عن الصرف؟ فقال: ما زاد فهو ربًا، فأنكَرْتُ ذلك لقولهما، فقال: لا أحَدِّثَكَ إلا ما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جاءه صاحبُ نَخْلَةٍ بصاع مِنْ تَمرٍ طيِّبٍ، وكان تَمرُ النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا اللَّوْنَ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنَّى لَكَ هذا؟» قال: انطلقْتُ [ص: 547] بصاعَيْنِ فاشتَرَيْتُ به هذا الصاع، فإنَّ سعر هذا في السوق كذا، وسِعرَ هذا كذا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَيْلَكَ، أرْبَيْتَ، إذا أرَدْتَ ذلك: فبِعْ تَمرَكَ بسلعة، ثم اشتر بسِلْعَتِكَ أيَّ تَمرٍ شِئْتَ» ، قال أبو سعيد: فالتَّمْرُ بالتَّمْرِ. أحَقُّ أن يكُونَ ربًا، أمِ الفضَّةُ بالفضَّةِ؟ قال: فأتَيتُ ابنَ عمر بعدُ، فنهاني، ولم آتِ ابنَ عبَّاسٍ، قال: فَحَدَّثني أبو الصَّهْباءِ: أنَّه سألَ ابنَ عباسٍ عنه بمكَّةَ، فكَرِهَهُ. ولمسلم من رواية أخرى عن أبي نَضْرةَ قال: سألت ابن عباس عن الصرف، فقال: أيدًا بيد؟ فقلت: نعم، قال: لا بأسَ، فأخبرتُ أبا سعيد فقلت: إني سألتُ ابن عباس عن الصرفِ؟ فقال: أيدًا بيد؟ قلتُ: نعم، قال: فلا بأس به، قال: أوَ قال ذلك؟ إنا سنكتب إليه فلا يُفْتِيكُمُوهُ، قال: فَوَاللهِ لقد جاء بعض فِتيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمر فأنكره، قال: كأنهَ هذا ليس من تمر أرضنا» ، أو في تمرنا، العامَ بعضُ الشيء، فأخذتُ هذا وزِدْتُ بعضَ الزيادة، فقال: «أضْعَفْتَ، أرْبَيْتَ، لا تَقْرَبَنَّ هذا، إذَا رَابَكَ من تَمرِكَ شيءٌ فَبِعْه، ثم اشْتَرِ الذي تُريدُ من التمر» . وفي رواية للبخاري ومسلم عن أبي سعيد موقوفًا: الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم. زاد في أخرى: مثلاً بمثل، من زادَ أو ازْدَادَ فقد أربَى. قال راويه: فقلتُ له: فإن ابن عباس لا يقوله، فقال أبو سعيد: سألتُه: فقلتُ: سَمِعتَهُ من النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو وجدته في كتاب الله؟ قال: كل ذلك لا أقول، [ص: 548] وأنتم أعلم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني (1) ، ولكن أخبرني أسامةُ بن زيد: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا ربا إلا في النَّسِيئَةِ» . وفي أخرى لمسلم: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ، ولا الورِقَ بالورِقِ، إلا وزنًا بِوَزْنٍ، مِثْلاً بمثل، سواءً بسواءٍ» . وفي أخرى له وللبخاري والموطأ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تبيعوا الذهب بالذهب، إلا مثلاً بمثل، ولا تُشِفُّوا بَعْضَهَا على بعض، ولا تَبيعوا الوَرِقَ بالوَرِق، إلا مِثْلاً بمثل، ولا تُشِفُّوا بعضَها على بعض، ولا تبيعوا منها غائبًا بِنَاجِزٍ» . زاد في رواية للبخاري: إلا يَدًا بِيدٍ. وفي أخرى للبخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه لَقِيَ أبا سعيد، فقال: يا أبا سعيد، ما هذا الذي تُحَدِّثُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال أبو سعيد: في الصرفِ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الذهب بالذهب مثلاً بمثل، والورِق بالورق مثلاً بمثل» . وفي أخرى لمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبُرُّ بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مِثْلاً بمثل، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربَى، الآخِذُ والمْعْطِي فيه سواء» . [ص: 549] وفي رواية الترمذي: قال نافع: انطلقتُ أنا وابنُ عمر إلى أبي سعيد، فحدَّثَنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال - سَمِعَتْهُ أذناي هاتان يقول -: «لا تبيعوا الذهب بالذهب، إلا مِثْلاً بمثل، والفضة بالفضة، إلا مِثلاً بمثل، لا تُشِفُّوا بعضَه على بعض، ولا تبيعوا منه غائبًا بناجز» . وأخرج النسائي الرواية الأولى والثانية، وأخرج رواية مسلم المفردَة والتي بعدها، وله روايات أخرى نحو ذلك. وأخرج قول أبي سعيد لابن عباس (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أَوَّه: كلمة يقولها الرجل عند الشكاية، وإنما هو من التوجع، إلا أنها ساكنة الواو، وربما قلبوا الواو ألفًا، فقالوا: آه من كذا، وربما شددوا الواو وكسروها وسكَّنوا الهاء، فقالوا: أَوِّهْ من كذا، وربما حذفوا مع التشديد الهاء، فقالوا: أَوٍّ من كذا، بلا مدٍّ، وبعضهم يقول: أَوَّه بفتح الواو، وتشديدها وسكون الهاء. [ص: 550] ولا تُشِفُّوا: أي: لا تزيدوا ولا تُفَضِّلوا أحدهما على الآخر. بناجز: الناجز: المعجل الحاضر.   (1) إنما قال ابن عباس ذلك لأبي سعيد، لكون أبي سعيد وأنظاره كانوا أسن منه وأكثر ملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ: وفي السياق دليل على أن أبا سعيد وابن عباس متفقان على أن الأحكام الشرعية لا تطلب إلا من الكتاب والسنة. (2) البخاري 4/264 في البيوع، باب بيع الخلط من التمر، وباب بيع الفضة بالفضة، وباب بيع الدينار بالدينار نساء، وأخرجه مسلم رقم (1594) و (1595) و (1596) في المساقاة، باب بيع الطعام مثلاً بمثل، والموطأ 2/632 في البيوع، باب بيع الذهب بالفضة تبراً وعيناً، والترمذي رقم (1241) في البيوع، باب ما جاء في الصرف، والنسائي 7/271 و 272 و 273 في البيوع، باب بيع التمر بالتمر متفاضلاً، وباب بيع الفضة بالذهب والذهب بالفضة، وأخرجه ابن ماجة رقم (2256) في التجارات، باب الصرف وما لا يجوز متفاضلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/48، 49، 50) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام. (ح) ويزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام. والبخاري (3/76) قال: حدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا شيبان. ومسلم (5/48) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن شيبان، والنسائي (7/272) قال: حدثني إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام. (ح) وأخبرنا هشام بن عمار، عن يحيى، وهو ابن حمزة، قال: حدثنا الأوزاعي، ثلاثتهم -هشام، وشيبان، والأوزاعي- عن يحيى بن أبي كثير. 2 - وأخرجه ابن ماجة (2256) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو. كلاهما - يحيى، ومحمد بن عمرو بن علقمة - عن أبي سلمة، فذكره. - ورواه سعيد بن المسيب عن أبي هريرة: 1 - أخرجه مالك في الموطأ (385) ، والدارمي (2580) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان بن بلال، والبخاري (3/102) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك. وفي (3/129) قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (5/178) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. وفي (9/132) قال: حدثنا إسماعيل، عن أخيه، عن سليمان بن بلال. ومسلم (5/47) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان -يعني ابن بلال-. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. والنسائي (7/271) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. كلاهما -مالك، وسليمان- عن عبد المجيد بن سُهيل بن عبد الرحمن بن عوف. 2 - وأخرجه أحمد (3/45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (3/67) قال: حدثنا يزيد، والنسائي (7/272) قال: أخبرنا نصر بن علي، وإسماعيل بن مسعود، عن خالد. ثلاثتهم - ابن جعفر، ويزيد، وخالد بن الحارث - عن سعيد، عن قتادة. كلاهما - عبد المجيد، وقتادة - عن سعيد بن المُسَيَّب، فذكره. * في رواية قتادة عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد، ولم يذكر أبا هريرة. - ورواية أبي النضر عن ابن عمر، وابن عباس في الصرف: أخرجه أحمد (3/3، 58) قال: حدثنا مُعتمر (ابن سليمان التيمي) ، عن أبيه. وفي (3/10) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا داود بن أبي هند، وفي (3/60) قال: حدثنا إسماعيل، عن الجُرَيْري. ومسلم (5/48) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل، عن أبي قَزَعَة الباهلي. (ح) وحدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن سعيد الجريري. وفي (5/49) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الأعلى، قال: أخبرنا داود. أربعتهم - سليمان، وداود، والجريري، وأبو قَزَعَة - عن أبي نضرة، فذكره. - ورواية ابن عمر عن أبي سعيد - رضي الله عنهما -: أخرجه أحمد (3/81) ، والبخاري (3/97) قال: حدثنا عُبيدالله بن سعد. قال أحمد بن حنبل: حدثنا يعقوب. وقال عُبيد الله بن سعد: حدثنا عمي (هو يعقوب بن إبراهيم) قال: حدثنا ابن أخي الزهري، عن عمه، قال: حدثني سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، فذكره. - والرواية التي قبلها لفظ نافع: أخرجه مالك في الموطأ (391) . وأحمد (3/4، 61) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أيوب، وفي (3/51) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن عون. وفي (3/53) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عُبيدالله. وفي (3/73) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى - يعني ابن أبي كثير -. والبخاري (3/97) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (5/42) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، (ح) وحدثنا محمد بن رُمح، قال: أخبرنا الليث، (ح) وحدثنا شيبان بن فَرُّوخ، قال: حدثنا جرير (يعني ابن حازم) (ح) وحدثنا محمد بن المُثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد، (ح) وحدثنا محمد بن المُثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون. والترمذي (1241) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: أخبرنا حسين بن محمد، قال: أخبرنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي (7/278) قال: أخبرنا قُتيبة، عن مالك، وفي (7/279) قال: أخبرنا حميد بن مَسْعَدة، وإسماعيل بن مسعود، قالا: حدثنا يزيد، وهو ابن زُريع، قال: حدثنا ابن عون. ثمانيتهم عن نافع «فذكره» . الحديث: 373 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 374 - (خ م ط س) أبو سعيد وأبو هريرة - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ رجلاً على خَيْبَرَ، فجاءهم بتمر جَنيبٍ، فقال: «أكُلَّ تمر خَيْبَر هكذا؟» قال: إنا لنأخذُ الصاعَ بالصاعين، والصاعين بالثلاث، قال: «لا تفعل: بِع الْجَمع بالدراهم، ثم ابْتَعْ بالدراهمِ جَنِيبًا» ، وقال في الميزان مثل ذلك (1) . هذه رواية البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تمر جنيب: بفتح الجيم، وكسر النون آخره باء معجمة بنقطة واحدة: نوع من جيد تمر. الجمع: تمر مختلط من أنواع متفرقة من التُّمُور، وليس مرغوباً [ص: 551] فيه؛ لما فيه من الاختلاط، وما يخلط إلا لرداءته، فإنه متى كان نوعًا جيدًا أُفْرِدَ على حدته، ليُرغَبَ فيه، وقال الهروي: كل لون من النخل لا يعرف اسمه، فهو جمع، يقال: كثُر الجمع في أرض بني فلان.   (1) قال القاري: بالرفع على أنه مبتدأ مؤخر، وفي بعض الروايات بالنصب، على أنه صفة مصدر محذوف: أي قال فيه قولاً مثل ذلك القول الذي قاله في الكيل، من أن غير الجيد يباع، ثم يشترى بثمنه الجيد، ولا يؤخذ جيد برديء مع تفاوتهما في الوزن واتحادهما في الجنس. (2) البخاري 4/333، 334 في البيوع، باب إذا أراد بيع تمر بتمر خير منه، وفي الوكالة، باب الوكالة في الصرف والميزان، وفي المغازي، باب استعمال النبي صلى الله عليه وسلم على أهل خيبر، وفي الاعتصام، باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم فأخطأ خلاف الرسول من غير علم، فحكمه مردود، وأخرجه مسلم رقم (1593) في المساقاة، باب بيع الطعام مثلاً بمثل، والموطأ 2/623 في البيوع، باب ما يكره من بيع التمر، والنسائي 7/271، 272 في البيوع، باب بيع التمر بالتمر متفاضلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه من رواية ابن المسيب عن أبي سعيد، انظر الحديث المتقدم. الحديث: 374 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 375 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله (1) - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «التمر بالتمر مثلاً بمثل» فقيل له: إنَّ عَامِلَكَ على خَيْبَر يأخذ الصاعَ بالصاعين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ادْعُوه لي» ، فَدُعِيَ له، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتأخذُ الصاعَ بالصاعين؟» فقال: يا رسول الله، لا يبيعونني الجنيب بالجمْع صاعًا بصاع، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «بِع الجمع بالدراهم، ثم ابتعْ بالدراهم جَنيبًا» .أخرجه «الموطأ» (2) .   (1) عطاء بن يسار الهلالي، أبو محمد المدني، أحد الأعلام، روى عن مولاته ميمونة أم المؤمنين وابن مسعود، وأبي بن كعب، وأبي ذر، وخلق، رضي الله عنهم. مات سنة سبع وتسعين، أو ثلاث ومائة. (2) 2/623 في البيوع، باب ما يكره من بيع التمر، مرسلاً، قال ابن عبد البر: وصله داود بن قيس عن زيد، عن عطاء، عن أبي سعيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: قال الإمام مالك [1351] كتاب البيوع - باب ما يكره في بيع التمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: وصله داود بن قيس، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري. أه. الشرح (3/342) ط/ دار الكتب العلمية بيروت. الحديث: 375 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 376 - (س) أبو صالح - رحمه الله (1) - أنَّ رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله: إنا لا نجد الصَّيْحَانِيَّ ولا العِذْقَ بجمع التمر، حتى [ص: 552] نزيدهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «بِعهُ بالورِق، ثم اشتر بِذلك» . أخرجه النسائي (2) .   (1) هو أبو صالح ذكوان السمان الزيات المدني، مولى جويرية بنت الأحمس الغطفاني، شهد الدار زمن عثمان، وسأل سعد بن أبي وقاص عن مسألة في الزكاة، وروى عنه وعن أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي سعيد الخدري وعقيل بن أبي طالب وجابر وابن عمر وابن عباس ومعاوية وعائشة وأم حبيبة وأم سلمة وغيرهم رضي الله عنهم. قال الإمام أحمد: ثقة ثقة من أجل الناس وأوثقهم، وكان يجلب الزيت إلى الكوفة. مات سنة إحدى ومائة. (2) 7/271 في البيوع، باب بيع السنبل حتى يبيض، وفيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت وباقي رجاله ثقات، ويشهد له حديث أبي سعيد وأبي هريرة السابق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: قال النسائي (7/271) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو الأحوص، عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح «فذكره» . قلت: حبيب بن أبي ثابت يدلس وقد عنعن وللحديث شواهد تقدمت. الحديث: 376 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 377 - (م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذهب بالذهب وَزْنًا بِوَزْنٍ، مِثلاً بمثل، والفضة بالفضة وَزْنًا بوزن، مثلاً بمثل، فَمَنْ زاد أو اسْتَزَاد فهو ربًا» . وفي رواية قال: «الدينار بالدينار لا فَضْلَ بينهما، والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما» . وفي أخرى قال: «التمر بالتمر، والحنطة بالحنطة، والشعير بالشعير، والملح بالملح، مِثلاً بمثل، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربَى، إلا ما اختلفت ألوانه (1) » . أخرجه مسلم. وفي رواية «الموطأ» قال: «الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم، لا فضل بينهما» . وأخرج النسائي الرواية الأولى. ورواية «الموطأ» (2) .   (1) أي: أجناسه. (2) مسلم رقم (1588) في المساقاة، باب بيع الذهب بالورق نقداً، والموطأ 2/632 في البيوع، باب بيع الذهب بالفضة تبراً وعيناً، والنسائي 7/278 في البيوع، باب بيع الدينار بالدينار، وباب بيع الدرهم بالدرهم، وأخرجه الشافعي في الرسالة فقرة (759) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/261) قال: حدثنا يعلى. وفي (2/437) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (5/45) قال: حدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى. قالا: حدثنا ابن فضيل. وابن ماجة (2255) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا يعلى بن عبيد. والنسائي (7/278) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد بن فضيل. ثلاثتهم - يعلى، ويحيى، وابن فضيل- عن فضيل بن غزوان، عن ابن أبي نعم، فذكره. * رواية أبي بكر بن أبي شيبة: «الفضة بالفضة، والذهب بالذهب، والشعير بالشعير، والحنطة بالحنطة مثلاً بمثل» . - والرواية الأخرى: أخرجه مسلم (5/44) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وواصل بن عبد الأعلى. قالا: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثنيه أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا المحاربي. والنسائي (7/273) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن فضيل. كلاهما - محمد بن فضيل، والمحاربي- عن فضيل بن غزوان، عن أبي زرعة، فذكره. الحديث: 377 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 378 - (م ت د س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبُرُّ بالبُرِّ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مِثْلاً بمثل، سواءا بسواءٍ، يدًا بيدٍ، فإذا اختلفت هذه الأصناف فَبِيعُوا كيف شِئْتُم - إذا كان يدًا بيد» . [ص: 553] وفي رواية أبي قلابة قال: كنتُ بالشام في حَلْقَةٍ فيها مسلمُ بنُ يَسَار، فجاء أبو الأشعث، فقالوا: أبو الأشعث، أبو الأشعث، فجلس، فقلت له: حَدِّثْ أخانا حَديثَ عُبادة بن الصامت. فقال: نعم، غَزَوْنَا غَزاةً، وعلى الناس معاوية، فَغَنِمْنَا غنائمَ كثيرة، فكان فيما غَنِمْنَا آنيةٌ من فِضَّة، فأمر معاويةُ رجلاً أن يبيعَها في أعْطيَاتِ الناس، فتسارع الناسُ في ذلك، فبلغ عُبادةَ بن الصامت، فقام فقال: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، إلا سواءا بسواء، عَينًا بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى، فردَّ الناسُ ما أخذُوا، فبلغ ذلك معاويةَ، فقام خطيبًا، فقال: ألا ما بالُ رجالٍ يتحدَّثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث، قد كُنَّا نشهدُه ونَصْحَبُهُ، فلم نسمعها منه، فقام عبادة بن الصامت، فأعاد القصة، وقال: لَنُحَدِّثَنَّ بما سمعنامن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن كَرِهَ معاويةُ، أو قال: وإن رَغِمَ، ما أبالي ألا أصحبَه في جُنده ليلةً سوداء. هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الذهب بالذهب، مِثْلاً بمثل، والفضة بالفضة مثلاً بمثل، والتمر بالتمر مثلاً بمثل، والبر بالبر مثلاً بمثل، والملح بالملح مثلاً بمثل، والشعير بالشعير مثلاً بمثل، فمن زاد أو ازداد فقد أربى، بِيعوا الذهب بالفضة كيف شِئْتُم يدًا بيد، وبيعوا البُرَّ بالتمر كيف شئتم يدًا بيد، وبيعوا الشعير بالتمر كيف شئتم يدًا بيد» . [ص: 554] وفي رواية أبي داود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الذهب بالذهب تِبْرُهَا وعَيْنُها، والفضة بالفضة تِبرها وعينها، والبر بالبر مُدَّين بمدين، والشعير بالشعير مُدَّين بمدين، والتمر بالتمر مُدَّين بمدين، والملح بالملح مدين بمدين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى» . وأخرج النسائي نحو روايات مسلم وأبي داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تبرها: التبر: الذهب قبل أن يضرب. وعينها: العين: الذهب مضروبًا.   (1) مسلم رقم (1587) في المساقاة، باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقداً، والترمذي رقم (1240) في البيوع، باب ما جاء أن الحنطة بالحنطة مثلاً بمثل، وأبو داود رقم (3349) و (3350) في البيوع، باب في الصرف، والنسائي 7/274 و 275 و 276 و 277 و 278 في البيوع، باب بيع البر بالبر، وبيع الشعير بالشعير، وأخرجه ابن ماجة رقم (2254) في التجارات، باب الصرف وما لا يجوز متفاضلاً يداً بيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/314) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد، وفي (5/320) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء. ومسلم (5/43) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (5/44) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، جميعًا عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء. وأبو داود (3350) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن خالد. والترمذي (1240) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا سفيان، عن خالد الحذاء، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5089) عن يعقوب بن إبراهيم، (وهو الدورقي) ، عن إسماعيل بن عُلية، عن خالد الحذاء، وعن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن يزيد بن زُريع، عن خالد الحذاء، كلاهما -خالد الحذاء، وأيوب- عن أبي قلابة. 2 - وأخرجه أبو داود (3349) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا بشر بن عمر، والنسائي (7/276) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، وإبراهيم بن يعقوب، قالا: حدثنا عمرو بن عاصم، كلاهما - بشر، وعمرو - قالا: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن أبي الخليل، عن مسلم المكي. كلاهما - أبو قلابة، ومسلم بن يسار المكي - عن أبي الأشعث، فذكره. * أخرجه النسائي (7/276) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن عبدة، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة بن الصامت، فذكره. ليس فيه (أبو الخليل) . - والروايات الأخرى: أخرجه أحمد (5/320) قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (2254) قال: حدثنا حميد بن مَسْعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا محمد بن خالد بن خِداش، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. والنسائي (7/274) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بَزيع، قال: حدثنا يزيد. وفي (7/275) قال: أخبرنا المؤمَّل ابن هشام، قال: حدثنا إسماعيل - وهو ابن علية - وفي (7/275) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضَّل. ثلاثتهم - إسماعيل بن علية، ويزيد، وبشر- قالوا: حدثنا سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين، قال: حدثني مسلم بن يسار، وعبد الله بن عبيد، فذكراه. * أخرجه الحميدي (390) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا علي بن زيد بن جدعان، عن محمد بن سيرين، عن مسلم بن يسار، عن عبادة بن الصامت، فذكره. ليس فيه (عبد الله بن عبيد) . * رواية محمد بن عبد الله بن بزيع، عن يزيد، قال: (عن مسلم بن يسار، وعبد الله بن عتيك) . الحديث: 378 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 379 - (خ م س) أبو المنهال - رحمه الله (1) -: قال: سألت زيد بن أرقم، والبراءَ بنَ عازب عن الصَّرْف، فكل واحد منهما يقول: هذا خير منِّي، وكلاهما يقول: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الذهب بالورِق دَيْنًا. وفي رواية قال أبو المنهال: باع شَريك لي ورِقًا بنسيئةٍ إلى الموسم أو إلى الحج، فجاءَ إليَّ، فأخبرني، فَقُلْتُ: هذا أمْرٌ لا يصلُح، قال: قد بعتُه [ص: 555] في السوق، فلم يُنْكِرْ ذلك عليَّ أحدٌ، قال: فائتِ البراءَ بن عازب، فأتيتُه، فسألته، فقال: قَدِمَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونحن نبيع هذا البيعَ، فقال: «ما كان يدًا بيدٍ فلا بأسَ به، وما كان نَسِيئَةً فهو ربًا، وائتِ زيد بن أرقم، فإنه أعظمُ تجارةً مني، فأتيته فسألته، فقال مثل ذلك» . هذه رواية البخاري ومسلم. وللبخاري عن سليمان بن أبي مسلم قال: سألت أبا المنهال عن الصرف يدًا بيد، فقال: اشتريتُ أنا وشريكٌ لي شيئًا يدًا بيد، ونسيئةً، فجاءنا البراءُ بن عازب، فسألناه، فقال: فعلتُه أنا وشريكي زيدُ بن أرقم، فَسَألْنَا النَّبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: «أمَّا ما كان يدًا بيد فخذوه، وما كان نسيئة فردُّوه» . وأخرج النسائي الرواية الثانية. وفي أخرى: سألتُ البراء بن عازب وزيدَ بن أرقم، فقالا: كنا تاجِرَيْنِ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصرف؟ فقال: «إن كان يدًا بيدٍ فلا بأس، وإن كان نسيئًة فلا يَصْلُحُ (2) » .   (1) هو عبد الرحمن بن مطعم البناني - بموحدة ونونين - أبو المنهال المكي. قيل: أصله من البصرة، روى عن ابن عباس، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، أخرج حديثه الجماعة، ووثقه ابن معين وأبو زرعة، والدارقطني، وابن حبان، وابن سعد، مات سنة ست ومائة. (2) البخاري 4/319 في البيوع، باب بيع الورق بالذهب نسيئة، وباب التجارة في البر، وفي الشركة باب الاشتراك في الذهب والفضة وما يكون فيه الصرف، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، وأخرجه مسلم رقم (1589) في المساقاة، باب النهي عن بيع الورق بالذهب ديناً، والنسائي 7/280 في البيوع، باب بيع الفضة بالذهب نسيئة. وفي الحديث ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم من التواضع وإنصاف بعضهم بعضاً، ومعرفة أحدهم حق الآخر، واستظهار العالم في الفتيا بنظيره في العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (727) ، والبخاري (5/89) ، قال: ثنا علي بن عبد الله. ومسلم (5/45) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون. والنسائي (7/280) قال: أخبرنا محمد بن منصور. أربعتهم - الحميدي، وعلي، وابن حاتم، وابن منصور- عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار. 2 - وأخرجه أحمد (4/289، 368) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/368) قال: حدثنا بهز وعفان. وفي (4/371) قال: حدثنا عفان. وفي (4/372) قال: حدثنا بهز. وفي (4/374) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. والبخاري (3/98) قال: حدثنا حفص بن عمر. ومسلم (5/45) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي (7/280) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن محمد (ابن جعفر) . ستتهم - يحيى، وبهز، وعفان، وحفص، ومعاذ، وابن جعفر- عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت. 3 - وأخرجه أحمد (4/368، 372) قال: حدثنا روح. والبخاري (3/72) قال: حدثني الفضل بن يعقوب، قال: حدثنا الحجاج بن محمد. والنسائي (7/280) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج. كلاهما - روح، وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، وعامر بن مصعب. 4 - وأخرجه البخاري (3/183) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عثمان -يعني ابن الأسود- قال: أخبرني سليمان بن أبي مسلم. أربعتهم - عمرو، وحبيب، وعامر، وسليمان- عن أبي المنهال، فذكره. * أخرجه أحمد (4/368، 373) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني حسن بن مسلم، عن أبي المنهال (ولم يسمعه منه) أنه سمع زيدًا والبراء، فذكرا الحديث. الحديث: 379 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 380 - (م ت د س) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: أُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبرَ بقلادة فيها خَرزٌ وذهبٌ، وهي من المغانم [ص: 556] تُباع، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالذهب الذي في القلادة، فَنُزِعَ وحدَه، ثم قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذهب بالذهب وَزْنًا بِوَزْنٍ» . وفي رواية قال: اشتريتُ يوم خيبرَ قِلادة باثني عشر دينارًا، فيها ذهب وخَرَزٌ، فَفَصَّلْتُها، فوجدتُ فيها أكثر من اثني عشر دينارًا، فذكرتُ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال: «لا تُبَاعُ حتى تُفَصَّلَ» . وفي أخرى قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر نُبَايِعُ اليهودَ الوُقِيَّة الذهب بالدينارين والثلاثة (1) ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا وَزنًا بِوَزْن» . وفي أخرى قال حَنَشٌ الصَّنْعَانِيّ: كنا مع فَضَالَةَ في غَزوة، فَطَارَتْ لي ولأصحابي قلادَةٌ، فيها ذهبٌ وورِق وجَوْهر، فأردتُ أنْ أشتريَها، فسألتُ فَضالة بنَ عُبيد، فقال: انْزِعْ ذهبها فاجْعَلْه في كِفَّة واجْعَل ذهبك في كِفَّةٍ (2) ، ثم لا تأخُذنَّ إلا مِثلاً بمثل، فإنِّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [ص: 557] «مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخُذَنَ إلا مثلاً بمثل» هذه روايات مسلم. وأخرج الترمذي الرواية الثانية. وأبو داود الرواية الثانية والثالثة، ولأبي داود أيضًا قال: أُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عامَ خيبر بقلادة فيها ذهب وخَزَزٌ، ابْتاعها رجلٌ بتسعة دنانير، أو بسبعة دنانير، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا، حتى تُميِّزَ بينه وبينه» ، فقال: إنما أردتُ الحجارة - وفي رواية: التجارة - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا، حتى تُميِّزَ بينهما» ، قال: فرَدَّه، حتى ميَّزَ بينهما. وأخرج النسائي الرواية الثانية. وفي أخرى قال: أصبتُ يوم خيبر قلادةً فيها ذهبٌ وخرزٌ، فأردتُ أن أبيعَها، فذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «افْصِلْ بَعْضها من بَعْضٍ، ثُمَّ بِعْها (3) » . [ص: 558] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فطارت: يقال: اقترعنا فطار لي كذا، أي: حصل لي سهمي كذا، والطائر: الحظُّ والنصيبُ المشهور.   (1) قال النووي: يحتمل أن مراده: أنهم كانوا يتبايعون الأوقية من ذهب وخزر وغيره بدينارين أو ثلاثة، وإلا فالأوقية وزن أربعين درهماً، ومعلوم أن أحداً لا يبتاع هذا القدر من ذهب خالص بدينارين أو ثلاثة، وهذا سبب مبايعة الصحابة رضي الله عنهم على هذا الوجه، ظنوا جواز اختلاط الذهب بغيره، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرام حتى يميز، ويباع الذهب بوزنه ذهباً. ووقع هنا في النسخ " الوقية الذهب " وهي لغة قليلة، إذ الأشهر " أوقية " بالهمز في أوله. (2) قال النووي: هي بكسر الكاف. قال أهل اللغة: كفة الميزان وكل مستدير بكسر الكاف؛ وكفة الثوب والصائد بضمها؛ وكذلك كل مستطيل، وقيل: بالوجهين فيهما جميعاً. (3) مسلم رقم (1591) في المساقاة، باب بيع القلادة فيها خرز وذهب، والترمذي رقم (1255) في البيوع، باب ما جاء في شراء القلادة وفيها ذهب وخرز، وأبو داود رقم (3351) و (3352) و (3353) في البيوع، باب في حلية السيف تباع بالدراهم، والنسائي 7/279 في البيوع، باب بيع القلادة فيها الخرز والذهب بالذهب. قال الخطابي في معالم السنن 5/231: وفي هذا الحديث النهي عن بيع الذهب بالذهب مع أحدهما شيء غير الذهب، وممن قال بفساد البيع حينئذ شريح وابن سيرين والنخعي والشافعي وأحمد وإسحاق، ولم يفرقوا بين أن يكون الذهب الذي هو ثمن أكثر من الذهب الذي هو مع السلعة أو مساوياً أو أقل. وقال أبو حنيفة: إن كان الذي جعل ثمناً أكثر جاز وإن كان مساوياً أو أقل لم يجز، وذهب مالك إلى نحو من هذا في القلة والكثرة، إلا أنه حد الكثرة بالثلثين والقلة بالثلث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن فضالة علي بن رباح اللخمي: أخرجه أحمد (6/19) قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا حيوة، وابن لهيعة، ومسلم (5/46) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا ابن وهب. ثلاثتهم - حيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة- وعبد الله بن وهب- عن أبي هانيء الخولاني، أنه سمع عُلَيَّ ابن رباح اللخمي، فذكره. - ورواه عنه حنش الصنعاني: أخرجه أحمد (6/21) قال: حدثنا هاشم ويونس، قالا: حدثنا ليث بن سعد. ومسلم (5/46) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كُريب. قالا: حدثنا ابن مبارك. وأبو داود (3351) قال: حدثنا محمد بن عيسى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، قالوا: حدثنا ابن المبارك. (ح) وحدثنا ابن العلاء، قال: أخبرنا ابن المبارك. وفي (3352) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، والترمذي (1255) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن المبارك. والنسائي (7/279) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. كلاهما - ليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك- عن أبي شجاع سعيد بن يزيد، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش الصنعاني، فذكره. * أخرجه النسائي (7/279) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا محمد بن محبوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش، عن فضالة بن عبيد، نحوه، ولم يذكر -سعيد بن يزيد أبا شجاع -. الحديث: 380 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 381 - (خ م س) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الفضة بالفضة، والذهب بالذهب، إلا سواءً بسواء، وأمرنا أن نشتريَ الفضة بالذهب كيف شئنا، ونشتريَ الذهب بالفضة كيف شئنا، قال: فسأله رجل، فقال: «يدًا بيد؟» فقال: هكذا سَمِْعتُ. وأخرجه البخاري ومسلم. وأخرج النسائي إلى قوله: «كيف شئنا (1) » .   (1) البخاري 4/319، 320 في البيوع، باب بيع الذهب بالورق يداً بيد، وباب بيع الذهب بالذهب، ومسلم رقم (1590) في المساقاة، باب النهي عن بيع الورق بالذهب ديناً، والنسائي 7/280، 281 في البيوع، باب بيع الفضة بالذهب وبيع الذهب بالفضة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/38، 49) قال: حدثنا إسماعيل، والبخاري (3/97) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا إسماعيل بن عُلية. وفي (3/98) قال: حدثنا عمران بن ميسرة، قال: حدثنا عباد بن العوام. ومسلم (5/45) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا عباد بن العوام. وفي (5/46) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا معاوية، عن يحيى- وهو ابن أبي كثير- والنسائي (7/280) قال: وفيما قُريءَ علينا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عباد بن العوام. ثلاثتهم - إسماعيل، وعباد، ويحيى بن أبي كثير- عن يحيى بن أبي إسحاق، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره. * وأخرجه النسائي (7/281) ، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني، قال: حدثنا أبو توبة، قال: حدثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره. ليس فيه (يحيى بن أبي إسحاق) . الحديث: 381 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 382 - (م ط) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال - وفي رواية: قال لي -: «لا تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين» . أخرجه مسلم و «الموطأ» (1) .   (1) الموطأ 2/633 في البيوع، باب بيع الذهب بالذهب تبراً وعيناً عن مالك أنه بلغه عن جده مالك بن أبي عامر أن عثمان ... ، وقد وصله مسلم رقم (1585) في المساقاة، باب الربا من طريق ابن وهب عن مخرمة بن بكير عن سليمان بن يسار عن مالك بن أبي عامر عن عثمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (5/42) قال: ثنا أبو الطاهر، وهارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى، قالوا: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني مخرمة، عن أبيه، قال: سمعت سليمان بن يسار يقول: إنه سمع مالك بن أبي عامر «فذكره» . الحديث: 382 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 383 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله -: قال: أمَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السَّعْدَيْنِ يوم خيبر أن يبيعا آنية من المغنم من ذهب أو فضة، فباعا كلَّ ثلاثةٍ بأربعة عَينًا، أو كلّ أربعةٍ بثلاثة عينًا، فقال لهما: «أرَبَيْتُما فَرُدَّا» .أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] السعدين: إذا قيل: السعدان، إنما يراد بهما: سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري، وسعد بن عبادة الخزجي الأنصاري، وسعد بن معاذ كان قد مات قبل غزوة خيبر، وهذا الحديث مذكور أنه كان في خيبر، ولعله سعد آخر، غير ابن معاذ، على أنه قد قيل: إنه سعد بن أبي وقاص.   (1) 2/632 في البيوع، باب بيع الذهب بالفضة تبراً وعيناً مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: رواه مالك، عن يحيى بن سعيد [1359] كتاب البيوع - بيع الذهب بالفضة تبرًا وعينًا-. قال الزرقاني: مرسل، ورواه ابن وهب عن الليث بن سعد وعمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد أنه حدثهما أن عبد الله بن أبي سلمة حدثه أنه بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره ... قاله أبو عمر - يعني ابن عبد البر-، الشرح (3/354) . الحديث: 383 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 384 - (ط س) مجاهد بن جبر - رحمه الله - قال: كنت مع ابن عمر فجاءه صائِغٌ، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني أصُوغُ الذهب، فأبيعه بالذهب بأكثر من وَزْنِه، فأسْتَفْضِلُ قَدْرَ عَمَلِ يدي [في صَنْعَتِهِ] (1) فنهاه عن ذلك، فجعل الصائغُ يُرَدِّدُ عليه المسألَةَ، وابنُ عُمَرَ ينهاه، حتى انتهى إلى باب المسجد، أو إلى دابته، يُريدُ أن يركبَها، فقال له - آخرَ ما قال- الدينار بالدينار، والدرهم [ص: 560] بالدرهم، لا فضل بينهما، هذا عَهْدُ نَبِيِّنَا إلينا وعهدُنا إليكم. أخرجه «الموطأ» ، وأخرج النسائي المسندَ منه فقط، وجعله من مسند عمر (2) .   (1) زيادة من الموطأ، وليست في الأصل. (2) الموطأ 2/633 في البيوع، باب بيع الذهب بالفضة تبراً وعيناً، وإسناده صحيح، والنسائي 7/278 في البيوع، باب بيع الدرهم بالدرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده قوي: أخرجه مالك [1362] عن حميد بن قيس، عن مجاهد «فذكره» . والنسائي (7/278) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك به. الحديث: 384 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 385 - (ط س) عطاء بن يسار - رحمه الله - قال: إنَّ معاويَةَ بن أبي سفيان باع سِقَايَةً من ذهب، أو وَرِقٍ، بأكثر من وزنها، فقال أبو الدرداء: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن مثل هذا، إلا مثلاً بمثل، فقال له معاوية: ما أرى بمثل هذا بأسًا، فقال أبو الدرداء: مَنْ يَعْذِرُني من معاوية؟ أنا أخبره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يخبرني عن رأيه، لا أسَاكِنُك بأرضٍ أنت فيها، ثم قدم أبو الدرداء على عمربن الخطاب، فذكر له ذلك، فكتب عمر بن الخطاب إلى معاوية: أن لا تَبِعْ ذَلِكَ إلا مثلاً بمثلٍ، وَزْنًا بِوَزْنٍ. أخرجه «الموطأ» . وأخرج النسائي منه إلى قوله: مثلاً بمثل (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] سقاية: السقاية: إناء يشرب فيه. يعذرني: يقال: من يَعذِرني من فلان، أي: من يقوم بعذري إن كافأته على صنيعه.   (1) الموطأ 2/634 في البيوع، باب بيع الذهب بالفضة تبراً وعيناً، والنسائي 7/279 في البيوع، باب بيع الذهب بالذهب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك [1364] عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار «فذكره» . والنسائي (7/279) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك به. الحديث: 385 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 386 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر بن الخطاب قال: لا تبيعوا الذهب بالذهب، إلا مثلاً بمثل، ولا تُشِفُّوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا الوَرِق بالوَرِق، إلا مثلاً بمثل، ولا تُشِفُّوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا الورِق بالذهب، أحدُهما غائبٌ والآخر ناجز، وإن اسْتَنْظَرَكَ إلى أن يَلِجَ بَيتَهُ فلا تُنْظِرْهُ، إني أخافُ عليكم الرَّمَاء. والرَّمَاءُ: هو الرِّبا. وفي رواية عن القاسم بن محمد قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم، والصاع بالصاع، ولا يُبَاعُ كالِئٌ بناجزٍ. أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] استنظر: الاستنظار: استفعال من الإنظار: التأخير. الرِّماء: الربا: وهو الزيادة على ما يحل لك. كاليء: الكالىء بالهمز: النسيئة.   (1) 2/634 في البيوع، باب بيع الذهب بالفضة تبراً وعيناً، وإسناده صحيح، وتقدم الحديث مرفوعاً عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أثر صحيح: أخرجه مالك [1366] عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر «فذكره» . الحديث: 386 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 387 - (خ م س) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الربا في النسيئة» . وفي رواية: «إنما الربا في النسيئة» . وفي أخرى قال: «لا ربا فيما كان يدًا بيدٍ» . [ص: 562] أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .   (1) البخاري 4/318 في البيوع، باب بيع الدينار بالدينار نساء، ولفظه " لا ربا إلا في النسيئة "، ومسلم رقم (1596) في المساقاة، باب بيع الطعام مثلاً بمثل، والنسائي 7/281 في البيوع، باب بيع الفضة بالذهب والذهب بالفضة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (545) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/204) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (2583) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. ومسلم (5/49) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (7/281) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن عُبيد الله بن أبي يزيد. 2 - وأخرجه الحميدي (744) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (3/97) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا الضحاك بن مَخْلَد، قال: حدثنا ابن جريج. ومسلم (5/49) قال: حدثني محمد بن عباد، ومحمد ابن حاتم، وابن أبي عمر، جميعًا عن سفيان بن عيينة. وابن ماجة (2257) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (7/281) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. كلاهما -سفيان، وابن جريج- عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح، سمع أبا سعيد الخدري. 2 - وأخرجه أحمد (5/200) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، وعفان، وفي (5/201) قال: حدثنا عفان، ومسلم (5/50) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عفان (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، ثلاثتهم - يحيى بن إسحاق، وعفان، وبهز- قالوا: حدثنا وُهَيب، قال: حدثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه. 3 - وأخرجه أحمد (5/200) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (5/209) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، كلاهما - سفيان، وشعبة- عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح. 4 - وأخرجه أحمد (5/206) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا داود بن أبي الفرات، عن إبراهيم الصائغ، وفي (5/206) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا يحيى بن قيس المازني، ومسلم (5/50) قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال: حدثنا هِقْل، عن الأوزاعي. والنسائي في الكبرى (تحفة 94) عن إبراهيم ابن الحسن المقسمي، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج. أربعتهم -الصائغ، ويحيى بن قيس، والأوزاعي، وابن جريج- عن عطاء بن أبي رباح. 5 - وأخرجه أحمد (5/208) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا خالد الحذّاء، عن عكرمة. ستتهم - عُبيد الله، وأبو سعيد الخدري، وطاوس، وأبو صالح، وعطاء، وعكرمة- عن ابن عباس، فذكره. * ألفاظ الروايات متقاربة. - ورواه عن سعيد بن المسيب، قال: حدثني أسامة: أخرجه أحمد (5/202) ، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبيد الله ابن علي بن أبي رافع، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 387 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 388 - (ت د س) ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنت أبيع الإبلَ بالبَقيعِ، فأبيعُ بالدنانير، فآخُذُ مكانها الوَرِق، وأبيع الورِق، فآخذ مكانَها الدنانير، فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجدتُه خارجًا من بيت حَفْصَة، فسألته عن ذلك؟ فقال: «لا بأسَ به بالقيمة» . هذه رواية الترمذي، وقال الترمذي: وقد روي موقوفًا على ابن عمر. وفي رواية أبي داود قال: كنت أبيع الإبل بالبقيع، فأبيعُ بالدنانير وآخذُ الدراهم، وأبيعُ بالدراهم وآخذُ الدنانير، آخذُ هذه من هذه، وأعْطِي هذه من هذه، فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيت حفصة، فقلتُ: يا رسول الله رُويدَكَ أسْأْلك، إني أبيع الإبل بالبقيع، فأبيعُ بالدنانير، وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذُ الدنانيرَ، آخذ هذه من هذه، وأعطي هذه من هذه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا بأسَ أن تأخذها بسعر يومها، ما لم تفترقا وبينكما شيء» . وفي أخرى له بمعناه، والأول أتم، ولم يذكر «بسعر يومها» . وأخرج النسائي نحوًا من هذه الروايات. وله في أخرى: أنه كان لا يرى بأسًا في قبض الدراهم من الدنانير، [ص: 563] والدنانير من الدراهم (1) .   (1) الترمذي رقم (1242) في البيوع، باب ما جاء في الصرف، وأبو داود رقم (3354) و (3355) في البيوع، باب في اقتضاء الذهب من الورق، والنسائي 7/281، 282 في البيوع، باب بيع الفضة بالذهب وبيع الذهب بالفضة، وباب أخذ الورق من الذهب، وأخرجه ابن ماجة رقم (2262) في التجارات، باب اقتضاء الذهب من الورق ورجاله ثقات. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفاً، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم أن لا بأس أن يقتضي الذهب من الورق والورق من الذهب وهو قول أحمد وإسحاق، وقد كره بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ذلك. وقال الحافظ في " التلخيص " 3/26: وروى البيهقي من طريق أبي داود الطيالسي قال: سئل شعبة عن حديث سماك هذا، فقال شعبة: سمعت أيوب عن نافع عن ابن عمر ولم يرفعه، ونا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر ولم يرفعه، ونا يحيى بن أبي إسحاق عن سالم عن ابن عمر ولم يرفعه، ورفعه لنا سماك بن حرب وأنا أفرقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول بالوقف: أخرجه أحمد (2/33) (4883) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل، وفي (2/59) (5237) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل، وفي (2/83) (5555) ، (2/154) (6427) ، (2/89) (5628) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (2/83) (5559) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (2/101) (5773) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (2/139) (6239) قال: حدثنا بهز وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (2584) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (3354) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ومحمد بن محبوب، قالا: حدثنا حماد، وفي (3355) قال: حدثنا حسين بن الأسود، قال: حدثنا عُبيدالله، قال: أخبرنا إسرائيل، وابن ماجة (2262) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق، قال: أنبأنا حماد بن سلمة. والترمذي (1242) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. والنسائي (7/281) قال: أخبرني أحمد بن يحيى، عن أبي نُعيم، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (7/282) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، وفي (7/283) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا أبو المُعافى، عن حماد بن سلمة. ثلاثتهم - إسرائيل، وحماد، وأبو الأحوص- عن سِماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، فذكره. * أخرجه ابن ماجة (2262) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب وسفيان بن وكيع ومحمد بن عبيد بن ثعلبة الحماني، قالوا: حدثنا عمر بن عبيد الطَّنافسي، قال: حدثنا عطاء بن السائب، أو سماك، ولا أعلمه إلا سماكًا، عن سعيد بن جبير، فذكره. * وأخرجه النسائي (7/282) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: أنبأنا المُؤمَّل، قال: حدثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر (موقوفًا) . * وأخرجه النسائي (7/282) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وكيع. وفي (7/283) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. كلاهما -وكيع، وسفيان- عن موسى بن نافع، عن سعيد بن جبير. (قوله) . قلت: قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، وروى داود بن أبي هند هذا الحديث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر موقوفًا. أه. الحديث: 388 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 389 - (م) مَعمر بن عبد الله بن نافع - رضي الله عنه - أرسل غلامه بصاع قَمْحٍ، فقال: بِعْهُ، ثم اشْتَرِ به شعيرًا، فذهب الغلام، فأخذ صاعًا وزيادة بعضِ صاعٍ، فلما جاء مَعْمَرًا أخبره بذلك، فقال له معمرٌ: لِمَ فعلتَ ذلك؟ انطلق فَرُدَّه، ولا تأخذنَّ إلا مِثلاً بمثل، فإني كنتُ أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الطعامُ بالطعام مِثلاً بمثل» وكان طعامُنا يومئذ الشعير، قيل له: فإنه ليس بمثله، قال: إني أخاف أن يُضَارِعَ (1) . [ص: 564] أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] قمح: القمح: الحنطة. المضارعة: المشابهة، يعني أخاف أن يشبه الربا.   (1) قال النووي: يضارع، أي يشابهه، واحتج مالك بهذا الحديث في كون الحنطة والشعير صنفاً واحداً لا يجوز بيع أحدهما بالآخر متفاضلاً، ومذهبنا ومذهب الجمهور: أنهما صنفان يجوز التفاضل بينهما كالحنطة مع الأرز، ودليلنا: ما سبق من قوله صلى الله عليه وسلم " فإذا اختلفت هذه الأجناس فبيعوا كيف شئتم " مع ما رواه أبو داود والنسائي في حديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا بأس ببيع البر بالشعير، والشعير أكثرهما، يداً بيد " وأما [ص: 564] حديث معمر هذا، فلا حجة فيه، لأنه لم يصرح بأنهما جنس واحد، وإنما خاف من ذلك، فتورع عنه احتياطاً. (2) رقم (1592) في المساقاة، باب بيع الطعام مثلاً بمثل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/400) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، وفي (6/401) قال: حدثنا هارون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، ومسلم (5/47) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو. (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث- قالا: حدثنا أبو النضر، أن بسر بن سعيد حدثه، فذكره. الحديث: 389 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 390 - (ط) مالك - رحمه الله - بلغه أنَّ سليمان بن يسار قال: «فَنِيَ عَلَفُ حمارِ سعدِ بن أبي وَقَّاصٍ» فقال لغلامه: «خُذْ من حِنْطَة أهلك فابتع به شعيرًا، ولا تأخذْ إلا مثلَهُ» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/645 في البيوع، باب بيع الطعام بالطعام لا فضل بينهما، وفي سنده انقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ (2/645) البيوع - باب بيع الطعام بالطعام لا فضل بينهما. الحديث: 390 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 391 - (ط) سليمان بن يسار - رحمه الله: أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يَغُوثَ فَنِيَ عَلَفُ دابته، فقال لغلامه: خذ من حنطة أهلك طعامًا، فابْتَعْ به شعيرًا، ولا تأخذْ إلا مثله. أخرجه «الموطأ» . قال مالك: وبلغني عن القاسم بن محمد عن ابن مُعَيْقِيبٍ مثلُه (1) .   (1) 2/645، 646 في البيوع، باب بيع الطعام بالطعام لا فضل بينهما، وإسناده صحيح، وعبد الرحمن ابن الأسود مدني ثقة من كبار التابعين، ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة ممن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ (2/646) البيوع - باب بيع الطعام بالطعام لا فضل بينهما. الحديث: 391 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 392 - (ط ت د س) أبو عياش - رضي الله عنه - واسمه زيد - أنه [ص: 565] سأل سعد بن أبي وقاص عن البيضاء بالسُّلْتِ، فقال له سعدٌ: أيَّتُهُمَا أفْضَلُ؟ قال: البيضاءُ، فنهاه عن ذلك، وقال سعد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسْألُ عن اشتراء التمر بالرُّطَب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيَنْقُصُ الرُّطَبُ إذا يَبِسَ؟» قالوا: نعم! فنهاه عن ذلك. أخرجه «الموطأ» والترمذي وأبو داود والنسائي. وفي أخرى لأبي داود: أنه سمع سعدَ بنَ أبي وقاصٍ يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الرطب بالتمر نسيئةً. وفي أخرى له عن مولى لبني مخزوم عن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] البيضاء: الحنطة. بالسلت: السُلْتُ: ضرب من الشعير، رقيق القشر، صغار الحب. أينقص؟ : قال الخطابي: هذا لفظه - لفظ الاستفهام- ومعناه: [ص: 566] التقرير والتنبيه بكُنْهِ الحكم وعِلته، ليكون معتبرًا في نظائره، وإلا فلا يجوز أن يخفى مثلُ هذا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونحوٌ من هذا قوله تعالى: {أليس الله بكافٍ عبده؟} وأمثاله في القرآن كثير، وكقول جرير: أَلَسْتُم خَيْرَ من رَكِبَ المطايا؟   (1) الموطأ 2/624 في البيوع، باب ما يكره من بيع التمر، والترمذي رقم (1225) في البيوع، باب ما جاء في النهي عن المحاقلة والمزابنة، وأبو داود رقم (3359) في البيوع، باب في التمر بالتمر، والنسائي 7/269 في البيوع، باب اشتراء التمر بالرطب، وأخرجه ابن ماجة رقم (2264) في التجارات، باب بيع الرطب بالتمر، والشافعي في الرسالة فقرة (907) وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم 2/38، 39 وله شاهد مرسل جيد عند البيهقي في السنن 5/295 من حديث عبد الله بن أبي سلمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في (الموطأ) (386) والحميدي (75) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية. وأحمد (1/175) (1515) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا مالك بن أنس، وفي (1/179) (1544) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، وفي (1/179) (1552) قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل ابن أمية، وأبو داود (3359) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، وفي (3360) قال: حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، قال: حدثنا معاوية - يعني ابن سلام-، عن يحيى بن أبي كثير. وابن ماجة (2264) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، وإسحاق بن سليمان، قالا: حدثنا مالك بن أنس، والترمذي (1225) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن مالك. والنسائي (7/268) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيي، قال: حدثنا مالك. وفي (7/269) قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون، قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (3854) ، عن هارون بن عبد الله، عن معن، عن مالك. ثلاثتهم - مالك، وإسماعيل بن أمية، ويحيى بن أبي كثير- عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن زيد أبي عياش، فذكره. الحديث: 392 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 الفرع الثاني: في الحيوان 393 - (م ت د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما -: جاء عبدٌ فبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الهجرة، ولم يَشْعُرْ أنه عبدٌ، فجاء سَيِّدُهُ يُرِيدُهُ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بِعنيه» ، فاشتراه بِعَبْدَيْنِ أسْوَدَيْنِ، ثم لم يُبَايِعْ أحدًا بعدُ، حتى يسألَ: «أعَبْدٌ هو؟» . أخرجه مسلم والترمذي والنسائي. واختصره أبو داود فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى عبدًا بِعَبْدَيْنِ (1) .   (1) مسلم رقم (1602) في المساقاة، باب جواز بيع الحيوان بالحيوان من جنسه متفاضلاً، والترمذي رقم (1596) في البيوع، باب ما جاء في شراء العبد بالعبدين، وأبو داود رقم (3358) في البيوع، باب في ذلك إذا كان يداً بيد، والنسائي 7/292، 293. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/349) قال: حدثنا حجين، وإسحاق بن عيسى. وفي (3/372) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. ومسلم (5/55) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وابن رمح (ح) وحدثنيه قتيبة بن سعيد، وأبو داود (3358) قال: حدثنا يزيد بن خالد الهمداني، وقتيبة بن سعيد الثقفي، وابن ماجة (2869) قال: حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (1239، 1596) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (7/150، 292) قال: أخبرنا قتيبة. سبعتهم - حجين، وإسحاق، وأبو سعيد، ويحيى، وابن رمح، وقتيبة، ويزيد- عن الليث، عن أي بالزبير، فذكره. جاء مختصرًا عند أحمد (3/372) . وأبي داود (3358) : «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- اشترى عبدًا بعبدين» . الحديث: 393 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 394 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أمَرَهُ أنْ يُجَهِّزَ جيْشًا، فَنَفِدَتْ الإبلُ، فأمره أنْ يأخُذَ على قلائص (1) الصدقة، فكان يأخُذُ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة. أخرجه أبو داود (2) . [ص: 567] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] قلائص: جمع قلوص، وهي الناقة.   (1) في أبي داود: في قلاص. (2) رقم (3357) في البيوع، باب في الرخصة في ذلك، وفي سنده جهالة واضطراب، انظر نصب الراية [ص: 567] 4/47، لكن أخرجه البيهقي في " السنن " 5/287، 288 من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/171) (6593) قال: حدثنا حسين، يعني ابن محمد، قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم، وفي (2/216) (7025) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. كلاهما - جرير، وإبراهيم بن سعد، والد يعقوب- عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني أبو سفيان الحرشي، عن مُسلم بن جبير مولى ثقيف، عن عمرو بن حريش الزبيدي، فذكره. * أخرجه أبو داود (3357) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مسلم بن جُبير، عن أبي سفيان، عن عمرو بن حَريش، عن عبد الله بن عمرو: «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يُجهز جيشًا، فنفدت الإبل، فأمره أن يأخذ في قلاص الصدقة، فكان يأخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة» . قلت: نقل الحافظ الزيلعي عن ابن القطان قوله: هذا حديث ضعيف، مضطرب الإسناد، وفصَّل فيه القول. راجع نصب الراية (4/531، 532) بتحقيقي. الحديث: 394 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 395 - (ط) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: بَاعَ جَمَلاً لَهُ يُدْعَى عُصَيْفيرًا بعشرين بعيرًا إلى أجل. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2/652 في البيوع، باب ما يجوز من بيع الحيوان بعضه ببعض والسلف فيه، وأخرجه الشافعي 2/184، وفي سنده انقطاع، لأن الحسن بن محمد بن علي لم يسمع من جده أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وقد روي عنه ما يعارض هذا، فقد روى عبد الرزاق من طريق ابن المسيب عن علي أنه كره بعيراً ببعيرين نسيئة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف للانقطاع: أخرجه مالك [1391] كتاب البيوع - ما يجوز من بيع الحيوان بعضه ببعض والسلف فيه، عن صالح بن كيسان، عن حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب: أن عليّاً «فذكر الأثر» . قلت: الحسن ثقة فقيه وأبوه ابن الحنفية لكنه لم يدرك جده عليّاً رضي الله عنه. الحديث: 395 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 396 - (خ ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: اشترى راحلة بأربعة أبْعِرَةٍ مضْمُونَةٍ عليه، يُوفيها صاحبَها بالرَّبذَة. أخرجه «الموطأ» ، وأخرجه البخاري في ترجمة بابٍ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] راحلة: اسم للجمل والناقة، إذا كانا قويين على الأحمال والأسفار.   (1) البخاري 4/348 في البيوع، باب بيع العبد والحيوان بالحيوان نسيئة تعليقاً، ووصله مالك في الموطأ 2/652 في البيوع، باب ما يجوز من بيع الحيوان، وإسناده صحيح، وأخرجه الشافعي 2/184. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك [1392] عن نافع أن ابن عمر «فذكر الأثر» ، وعلقه البخاري (4/348) كتاب البيوع - باب بيع العبد والحيوان بالحيوان نسيئة. الحديث: 396 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 397 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يصلُح الحيوان اثْنَانِ بواحدٍ نَسيئةً، ولا بأسَ به يدًا بيد» . [ص: 568] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1238) في البيوع، باب ما جاء في كراهية بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، وقال: حديث حسن. نقول: وفي سنده الحجاج بن أرطاة وأبو الزبير وكلاهما مدلسان وقد عنعنا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/310) قال: حدثنا نصر بن باب، وفي (3/380، 382) قال: حدثنا يزيد، وابن ماجة (2271) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن غياث، وأبو خالد، والترمذي (1238) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حُريث، قال: حدثنا عبد الله بن نُمير. خمستهم - نصر، ويزيد، وحفص، وأبو خالد، وابن نُمير- عن الحجاج - وهو ابن أرطاة- عن أبي الزبير، فذكره. قلت: مداره على الحجاج بن أرطاة وشيخه أبو الزبير وقد عنعنا، وهما مدلسان. الحديث: 397 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 398 - (ت د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة» . أخرجه الترمذي وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) الترمذي رقم (1237) في البيوع، باب ما جاء في كراهية بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، والنسائي 7/292 في البيوع، باب بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، وأبو داود رقم (3356) في البيوع، باب في الحيوان بالحيوان نسيئة من حديث الحسن عن سمرة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وسماع الحسن من سمرة صحيح، هكذا قال علي بن المديني وغيره، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة وبه يقول أحمد، وقد رخص بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، وهو قول الشافعي وإسحاق. نقول: الحسن موصوف بالتدليس وقد عنعن في هذا الحديث، لكن في الباب عن ابن عباس عند ابن حبان رقم (1113) والدارقطني 3/319 ورجاله ثقات، إلا أن فيه عنعنة يحيى بن أبي كثير، وأخرجه البزار وقال: ليس في الباب أجل إسناداً من هذا، وعن ابن عمر عند الطبراني وفيه ضعف. وأخرج أحمد في المسند رقم (5885) حدثنا حسين بن محمد، ثنا خلف بن خليفة، عن أبي جناب عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين، فقال رجل: يا رسول الله أرأيت الرجل يبيع الفرس بالأفراس البختية وبالإبل؟ قال: " لا بأس إذا كان يداً بيد " وفيه ضعف لكن يصلح شاهداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (5/12) قال: حدثنا إسماعيل، وفي (5/19) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وابن جعفر. وفي (5/21) قال: حدثنا عبدة، والدارمي (2567) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، وجعفر بن عون. وابن ماجة (2270) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. النسائي (7/292) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ويزيد بن زريع، وخالد بن الحارث. (ح) وأخبرني أحمد بن فضالة بن إبراهيم، قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، قال: حدثنا الحسن بن صالح، تسعتهم - إسماعيل، ويحيى، ومحمد بن جعفر، وعبدة، وسعيد بن عامر، وجعفر، ويزيد بن زريع، وخالد، والحسن بن صالح، - عن سعيد بن أبي عَرُوبة. 2 - وأخرجه أحمد (5/22) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (3356) قال: حدثنا مُوسى بن إسماعيل، والترمذي (1237) قال: حدثنا أبو موسى، محمد بن مُثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - عفان، وموسى، وابن مهدي- عن حماد بن سلمة. كلاهما - سعيد، وحماد- عن قتادة، عن الحسن، فذكره. قلت: الإسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن رواية الحسن عن سمرة مختلف فيها، والحديث صححه الترمذي، وحسنه. الحديث: 398 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 399 - (ط) ابن شهاب - رحمه الله -: أنَّ سعيد بن المسيب كان يقول: لا رِبا في الحيوان، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما نهى في بيع الحيوان عن ثلاثٍ: المضامِين، والملاقيح، وحَبَلِ الْحَبَلَةِ، فالمضامين: ما في بطون إناث الإبل، والملاقيح: ما في ظهور الجمال، وحَبَل الحبَلة: هو بيع الجَزور إلى أن تُنْتَج [ص: 569] الناقة، ثم تُنْتَج التي في بطنها. أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الجزور: قد ذكر معناه في الباب. المضامين: جمع مضمون، وهو ما في صُلب الفَحل، يقال: ضمن الشيء بمعنى تضمنه، ومنه قولهم: مضمون الكتاب كذا وكذا. الملاقيح: جمع ملقوحٍ، وهو ما في بطن الناقة، يقال: لَقَحَتِ الناقة: إذا حملت، وولدها ملقوح به، إلا أنهم استعملوه بحذف الجارّ، هذا تأويل أرباب اللغة والغريب، والفقهاء. ووجدت في كتاب الموطأ في نسختين ظاهرتي الصحة، وهما اللتان قرأتهما: قد جاء في متن الحديث تفسير لمالك، فجعل المضامين: ما في بطون الإناث، والملاقيح: ما في ظهور الذكور. وحبل الحبلة: قد ذكر معناه فيما تقدم من الباب.   (1) 2/654 في البيوع، باب لا يجوز من بيع الحيوان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك [1395] عن ابن شهاب «فذكره» . الحديث: 399 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 400 - (خ) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: اشترى بعيرًا ببعيرين، فأعطاه أحدهما، وقال: آتيك بالآخر غدًا رهْوًا إن شاء الله. ذكره البخاري تعليقًا (1) . [ص: 570] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] رَهْوًا: أي: آتيك به سهلاً عفوًا، لا احتباس فيه، وهو من السير السهل المستقيم.   (1) 4/348 في البيوع، باب بيع العبد والحيوان بالحيوان نسيئة، قال الحافظ: وصله عبد الرزاق من طريق مطرف بن عبد الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري (4/348) في كتاب البيوع - باب بيع العبد، والحيوان بالحيوان نسيئة. وقال الحافظ: وصله عبد الرزاق. الحديث: 400 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 الفرع الثالث: في أحاديث متفرقة 401 - (ط) مالك - رضي الله عنه - قال: بلغني أنَّ رجلاً أتَى ابنَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فقال: إني أسلَفْتُ رجُلاً سلَفًا، واشترطتُ عليه أفْضَلَ مما أسلَفْتُهُ، فقال عبد الله ابن عمر: فذلك الربا، قال: فكَيْفَ تأمرني يا أبا عبد الرحمن؟ فقال عبد الله بن عمر: السلف على ثلاثة وُجوهٍ: سَلَفٌ تُسْلِفُهُ تُرِيدُ به وَجْهَ اللهِ، فَلَكَ وَجْهُ اللهِ تعالى، وسَلَفٌ تُسْلِفُهُ تُريدُ به وجهَ صاحبك، فلك وجهُ صاحبك، وسلَفٌ تُسْلِفُهُ لتأخُذَ خَبِيثًا بطيِّب، فذلك الربا، قال: فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أرى أن تَشُقَّ الصَّحِيفَة، فإن أعطاك مثلَ الذي أسْلَفْتَهُ قَبِلْتَهُ، وإن أعطاك دون الذي أسلفتَه فأخذَتَه أُجِرْتَ، وإن أعطاك أفضل مما أسلفته طيِّبَةً به نَفْسُهُ، فذلك شُكْرٌ شَكَرَهُ لَكَ، ولك أجرُ ما أنْظَرْتَهُ. أخرجه «الموطأ» (1) . [ص: 571] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] خبيثًا: الخبيث: الحرام، والطيب: الحلال، وأراد به هاهنا: الربا أو تركه. أنظرته: الإنظار: التأخير، قد ذكر معناه فيما تقدم من الباب.   (1) 2/681، 682 في البيوع، باب ما لا يجوز من السلف بلاغاً، وأخرج أيضاً عن ابن عمر بإسناد صحيح قال: من أسلف سلفاً فلا يشترط إلا قضاءه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ [1424] كتاب البيوع - باب ما لا يجوز من السلف. الحديث: 401 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 402 - (ط) مجاهد بن جبر - رحمه الله - أنَّ ابنَ عمر - رضي الله عنهما - استلف دراهم، فقضى صاحبَها خيرًا منها، فأبى أن يأخذَها، فقال: هذه خيرٌ من دراهمي، فقال ابن عمر: قد علمتُ، ولكن نفسي بذلك طيِّبة. أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/681 في البيوع، باب ما يجوز من السلف، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك [1422] عن حميد بن قيس المكي عن مجاهد «فذكر الأثر» قلت: إسناده صحيح. الحديث: 402 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 403 - (ط) سالم: أنَّ ابن عمر - رضي الله عنهما - «سُئِلَ عن الرجل يكون له على الرجل الدَّيْنُ إلى أجَلٍ، فيضَعُ عنه صاحبُ الحق ليُعجِّل الدَّيْنَ الذي هو عليه، فَكَرِهَ ذلك ابن عمر، ونهى عنه» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/672 في البيوع، باب ما جاء في الربا في الدين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك [1414] عن عثمان بن حفص بن خلدة، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكر الأثر. قلت: إسناد هذا الأثر صحيح أيضًا. الحديث: 403 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 404 - (ط) عبيد أبي صالح مولى السفاح -: قال: بعتُ بَزًّا (1) لي من أهل دارِ نَخْلَةَ إلى أجلٍ، فأردتُ الخروج إلى الكوفة، فعرضوا عليَّ أنْ أضعَ عنهم بعض الثمن ويَنْقُدُوني، فسألتُ زيد بن ثابت؟ فقال: لا آمُرَك أن تأكل هذا ولا تُوكِلَهُ. أخرجه «الموطأ» (2) .   (1) في المطبوع: براً. (2) 2/671 في البيوع، باب ما جاء في الربا في الدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك [1413] عن أبي الزناد، عن بسر بن سعيد، عن عبيد أبي صالح «فذكر الأثر» . قلت: إسناده صحيح. الحديث: 404 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 405 - () أم يونس قالت: جاءت أمُّ ولدِ زيد بن أرقم إلى عائشة، فقالت: بعتُ جاريةً من زيد بثمانمائة درهم إلى العطاء، ثم اشتريتُها منه قبل حلول الأجل بستمائة، وكنتُ شَرطتُ عليه: أنك إنْ بعتَها فأنا أشتريها منك. فقالت لها عائشة: بئسما شَريتِ، وبئسما اشتريت، أبلغي زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهادَه مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إن لم يَتُب منه، قالت: فما يصنع؟ قالت: فَتَلَتْ عائشة: {فمن جاءه مَوْعِظَةٌْ من رَبِّه فانتهى فله ما سَلف، وأمرُه إلى الله، ومن عادَ فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقرة: الآية 275] فلم ينكر أحدٌ على عائشة، والصحابةُ مُتَوَفِّرونَ. ذكره رزين ولم أجده في الأصول (1) . [ص: 573] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] العطاء: هو ما كان يعطيه الأمراء للناس من قرارتهم وديوانهم الذي يقررونه لهم في بيت المال، كان يصل إليهم في أوقات معلومة من السنة.   (1) أخرجه الدارقطني بنحوه 3/52 عن يونس بن أبي إسحاق الهمداني، عن أمه العالية بنت أنفع قالت " حججت أنا وأم محبة ـ وفي رواية: خرجت أنا وأم محبة إلى مكة ـ فدخلنا على عائشة، فسلمنا عليها، فقالت: من أنتن؟ قلنا: من أهل الكوفة. قالت: فكأنها أعرضت عنا، فقالت لها أم محبة: يا أم المؤمنين، كانت لي جارية، وإني بعتها من زيد بن أرقم الأنصاري بثمانمائة درهم إلى عطائه، وأنه أراد بيعها، فابتعتها منه بستمائة درهم نقداً ... الحديث " قال الشيخ شمس الحق العظيم أبادي في " التعليق المغني على سنن الدارقطني ": وأخرجه البيهقي وعبد الرزاق أيضاً، وأم محبة ـ بضم الميم وكسر الحاء المهملة ـ هكذا ضبطه الدارقطني في كتاب " المؤتلف والمختلف "، وقال: إنها امرأة تروي عن عائشة، روى حديثها أبو إسحاق السبيعي ـ عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي ـ عن امرأته العالية، ورواه أيضاً يونس بن إسحاق عن أمه العالية بنت أنفع عن أم محبة عن عائشة، وقال: أم محبة والعالية مجهولتان، لا يحتج بهما، وأخرجه الإمام أحمد في " المسند ": حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن امرأته " أنها دخلت على عائشة، هي وأم ولد زيد بن أرقم، فقالت أم ولد زيد لعائشة: إني بعت من زيد غلاماً بثمانمائة درهم نسيئة واشتريت بستمائة نقداً، فقالت: بلغي زيداً أن قد أبطلت جهادك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تتوب، بئسما اشتريت وبئسما شريت " قال في " التنقيح ": إسناده جيد، وإن كان الشافعي لا يثبت مثله عن عائشة، وكذلك الدارقطني قال في العالية: هي مجهولة، لا يحتج بها، وفيه نظر، [ص: 573] فقد خالفه غيره، ولولا أن عند أم المؤمنين عائشة علماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا حرام لم تستجز أن تقوله. وقال ابن الجوزي: قالوا: العالية امرأة مجهولة لا يحتج بها، ولا يقبل خبرها. قلنا: بل هي امرأة معروفة جليلة القدر، ذكرها ابن سعد في " الطبقات " فقال: العالية بنت أنفع بن شراحيل امرأة أبو إسحاق السبيعي، سمعت من عائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قلت: الحديث عند الدارقطني (3/52) بنحوه. والبيهقي (5/300) قال الدارقطني: أم محبة وعالية مجهولتان لا يحتج بهما. أه. وعزاه الحافظ الزيلعي لأحمد، ونقل تجوّيد ابن عبد الهادي لإسناده في التنقيح وتعقب قول الشافعي بعدم ثبوت الأثر، وتضعيف الدارقطني لرواته. راجع نصب الراية (4/467) بتحقيقي. ط/ دار الحديث. الحديث: 405 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 406 - () زيد بن أسلم قال: كان الربا الذي آذَنَ الله فيه بالحرب لمن لم يتركه، كان عند أهل الجاهلية على وجهين - كان يكون للرجل على الرجلِ حَقٌّ إلى أجلٍ، فإذا حل الحق، قال صاحب الحق: أتَقْضِي أم تُرْبي؟ فإذا قضاه أخذ منه، وإلا طَوَاهُ إنْ كان مما يُكالُ أو يُوزَن، أو يُذرَع أويُعَدُّ، وإن كان نَسِيئًا رفعه إلى الذي فوقه، وأخَّرَ عنه إلى أجل أبعدَ منه. فلما جاء الإسلام أنْزَلَ الله تعالى: {يا أيُّها الذينَ آمنُوا اتَّقُوا الله وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبَا، إنْ كُنْتُم مُؤمِنِينَ} إلى قوله - {وإنْ تُبْتُم فَلَكُم رُؤوسُ أمْوَالِكُم لا تَظْلِمُون ولا تُظْلَمُونَ، وإنْ كانَ ذُو عُسْرةٍ} - يعني الذي عليه رأس المال - {فَنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ، وأنْ تَصَدَّقُوا} - يعني برأس المال - {خَيْرٌ لَكُم إنْ كُنْتُم تَعْلَمُون} [البقرة: الآيات 278-280] ذكره رزين ولم أجده في الأصول. [ص: 574] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] آذن: أعلم، والإيذان: الإعلام بالشيء. طواه (1) :   (1) لم يذكر شرح الطي، وهو من طي الثوب، جعله طبقات فوق بعضه، فالمعنى أنه يؤجله بمضاعفة، وهو الزيادة والربا. الحديث: 406 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 الباب الخامس: من كتاب البيع، في الخيار 407 - (خ م ط د س ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن المتبايعين بِالخيار في بيعهما ما لم يَتَفَرَّقا، أو يكون البيعُ خيارًا» . قال نافع: فكان ابن عمر إذا اشترى شيئًا يُعْجِبُهُ فَارَق صاحبه. وفي رواية قال: البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا، أو يقول أحدهما للآخر: اخْتَرْ، وربما قال: أو يكون بيع خيار. وفي أخرى قال: المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار. وفي أخرى قال: إذا تبايعَ الرجلانِ فكلُّ واحدٍ منهما بالخيار، ما لم يتفرقا، وكانا جميعًا، أو يُخَيِّر أحدُهما الآخر، فإن خير أحدهما الآخر، فتبايعا على ذلك، فقد وجب البيع، وإن تفرقا بعد أن تبايعا ولم يترك واحدٌْ منهما البيع، فقد [ص: 575] وجب البيعُ، هذه روايات البخاري ومسلم. ولمسلم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلُّ بَيِّعَيْن لا بيعَ بينهما حتى يَتَفَرَّقَا، إلا بيع الخيار» . وللبخاري: قال ابن عمر: بِعتُ من أمير المؤمنين عثمان مالاً بالوادي بمال له بخيبر، فلما تبايعنا رجعتُ على عَقِبي، حتى خرجتُ من بيته، خَشْيَةَ أنْ يُرَادَّني البيع، وكانت السُّنَّةُ: أنَّ المتبايعين بالخيار، حتى يتفرَّقا، فلما وَجَبَ بيعي وبيعُه، رأيتُ أنِّي قد غَبَنْتُهُ بأني سُقْتُه إلى أرض ثمودَ بثلاثِ ليالٍ، وساقَني إلى المدينة بثلاثِ لَيَالٍ. ولمسلم قال: إذا تبايع المتبايعان فكلُّ واحدٍ منهما بالخيار من بيعه ما لم يتفرقا، أو يكون بَيْعُهما عن خيار فإذا كان بيعُهما عن خيارٍ فقد وَجَبَ، زاد في أخرى: قال نافع: فكان ابن عمر إذا بايع رجلاً، فأرَادَ ألا يُقِيلَهُ، قام فَمَشى هُنَيْهَةً، ثم رجع. وأخرج «الموطأ» الرواية الثالثة. وأخرج الترمذي قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا - أو قال: حتى يتفرقا - أو يختارا» . قال نافعٌ: وكان ابنُ عمر إذا ابتاعَ بيعًا، وهو قاعدٌ، قامَ لِيَجِبَ له وأخرج أبو داود الرواية الثانية والثالثة. وأخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية، ولم يذكر قول نافع. [ص: 576] والرابعة والخامسة والسابعة، ولم يذكر قول نافع أيضًا (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الخيار: اسم من الاختيار، وهو طلب خير الأمرين، وهو على ثلاثة أضرب: خيار المجلس، وخيار الشرط، وخيار النقيصة. أما خيار المجلس، فالأصل فيه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «البَيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار» ، معناه: إلا بيعًا شرط فيه الخيار، فلا يلزم بالتفرق، وقيل: معناه: إلا بيعًا شرط فيه نفي خيار المجلس، فيلزم بنفسه عند قوم. وأما خيار الشرط، فلا تزيد مدته على ثلاثة أيام عند الشافعي - رحمه الله - وأول مدته من حال العقد، وقيل: من حال التفرق. وأما خيار النقيصة، فمثل أن يظهر بالمبيع عيبٌ يوجب الردَّ، أو يلتزم البائع فيه شرطًا لم يكن فيه ونحو ذلك.   (1) البخاري 4/276 في البيوع، باب كم يجوز الخيار، وباب إذا لم يوقت في الخيار هل يجوز البيع، وباب إذا خير أحدهما صاحبه بعد البيع فقد وجب البيع، وباب إذا كان البائع بالخيار هل يجوز البيع، وباب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، وأخرجه مسلم رقم (1531) في البيوع، باب ثبوت خيار المجلس، و " الموطأ " 2/671 في البيوع، باب بيع الخيار، وأبو داود رقم (3454) في البيوع، باب خيار المتبايعين، والنسائي 7/248 في البيوع، باب وجوب الخيار للمتبايعين، والترمذي رقم (1245) في البيوع، باب رقم (26) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه نافع، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره 1 - أخرجه مالك (الموطأ) (416) ، وأحمد (1/56) (393) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، والبخاري (3/84) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/9) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (3454) قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلمة. والنسائي (7/248) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، خمستهم -إسحاق بن عيسى، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مَسلمة، وعبد الرحمن بن القاسم- عن مالك. 2 - وأخرجه الحميدي (654) ، ومسلم (5/10) قال: حدثني زُهير بن حرب، وابن أبي عمر. والنسائي (7/248) قال: أخبرنا علي بن ميمون. أربعتهم -الحميدي، وزهير، وابن أبي عمر، وعلي بن ميمون- عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا ابن جريج. 3 - وأخرجه أحمد (2/4) (4484) قال: حدثنا إسماعيل، وفي (2/73) (8413) قال: حدثنا عَفَّان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (3/84) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، ومسلم (5/9) قال: حدثني زهير بن حرب، وعلي بن حجر، قالا: حدثنا إسماعيل، (ح) وحدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد، وهو ابن زيد، وأبو داود (3455) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والنسائي (7/249) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا شعبة، وفي (7/249) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا ابن عُلية. أربعتهم - إسماعيل بن علية، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وشعبة- عن أيوب. 4 - وأخرجه أحمد (2/54) (5158) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (5/9) قال: حدثنا زُهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي، والنسائي (7/248) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. ثلاثتهم - يحيى القطان، ومحمد بن بشر، وعبد الله بن نمير- عن عبيد الله. 5 - وأخرجه أحمد (2/119) (6006) قال: حدثنا هاشم. والبخاري (3/84) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (5/10) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رُمح. وابن ماجة (2181) قال: حدثنا محمد بن رُمح المصري. والنسائي (7/249) قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم هاشم بن القاسم، وقُتَيبة بن سعيد، ومحمد بن رُمح - عن الليث بن سعد. 6 - وأخرجه البخاري (3/83) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا عبد الوهاب. ومسلم (5/10) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (1245) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن فضيل، والنسائي (7/249) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الوهاب، وفي (7/250) قال: أخبرنا علي بن حُجر. قال: حدثنا هشيم، ثلاثتهم -عبد الوهاب الثقفي، وابن فُضيل، وهشيم - عن يحيى بن سعيد الأنصاري. 7 - وأخرجه مسلم (5/10) قال: حدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك. 8 - وأخرجه النسائي (7/248) قال: أخبرنا محمد بن علي المروزي، قال: حدثنا مُحرز بن الوضاح، عن إسماعيل. ثمانيتهم -مالك، وابن جريج، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، وليث بن سعد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والضحاك بن عثمان، وإسماعيل- عن نافع، فذكره. * في رواية الليث بن سعد: «إذا تبايع الرجلان، فكل واحد منهما بالخيار، ما لم يتفرقا وكانا جميعًا، أو يخير أحدهما الآخر، فإن خَيَّرَ أحدهما الآخر، فتبايعا على ذلك، فقد وجب البيع، وإن تفرقا بعد أن تبايعا، ولم يترك واحد منهما البيع، فقد وجب البيع» . * وجاءت باقي الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة. - ورواه عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر: أخرجه الحميدي (655) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (2/9) (4566) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/51) (5130) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/135) (6193) قال: حدثنا الفضل بن دُكين، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (3/84) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، ومسلم (5/10) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حُجر. قال يحيى بن يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي (7/250) قال: أخبرنا علي بن حُجر، عن إسماعيل، (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن ابن الهاد. (ح) وأخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مَخلد، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا إسحاق بن بكر، قال: حدثنا أبي، عن يزيد بن عبد الله. وفي (7/251) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، عن بَهْز بن أسد، قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وسفيان الثوري، وإسماعيل بن جعفر، ويزيد بن عبد الله بن الهاد- عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 407 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 408 - (خ م ت د س) حكيم بن حزام - رضي الله عنه -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «البَيِّعَان بالخيار ما لم يفترقا (1) - أو قال: حتى [ص: 577] يتفرقا - فإن صَدَّقا وبَيَّنا، بُورِكَ لهما في بيعهما، وإن كَتَما وكَذَبا، مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما» . أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» (2) . وقال أبو داود: رواه همَّامٌ، فقال: «حتى يتفرقا، قال: أو يختار ثَلاثَ مرارٍ» .   (1) هذه رواية همام عند البخاري، وسائر الروايات عنده وعند مسلم " يتفرقا ". (2) البخاري 4/263 في البيوع، باب إذا بين البيعان ولم يكتما ونصحا، وباب ما يمحق الكذب والكتمان في البيع، وباب البيعان بالخيار ما لم يفترقا، وباب إذا كان البائع بالخيار هل يجوز البيع، وباب كم يجوز الخيار، وأخرجه مسلم رقم (1532) في البيوع، باب الصدق في البيع، والترمذي رقم (1246) في البيوع، باب البيعان بالخيار ما لم يفترقا، وأبو داود رقم (3459) في البيوع، باب خيار المتبايعين، والنسائي 7/244 في البيوع، باب ما يجب على التجار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/402، 434) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وفي (3/403) قال: حدثنا محمد ابن جعفر، والدارمي (2550) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. والنسائي (7/247) قال: أخبرنا أبو الأشعث، عن خالد. أربعتهم - إسماعيل، وابن جعفر، وسعيد، وخالد- عن سعيد، يعني ابن أبي عروبة. 2 - وأخرجه أحمد (3/402) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. 3 - وأخرجه أحمد (3/403) قال: حدثنا عفان. والبخاري (3/83) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (3/84) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا حبان. ثلاثتهم -عفان، وحفص، وحبان- قالوا: حدثنا همام. 4 - وأخرجه أحمد (3/403) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وابن جعفر. وفي (3/403) أيضًا قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2551) قال: أخبرنا أبو الوليد. والبخاري (3/76) قال: حدثنا سليمان ابن حرب. وفي (3/76) أيضًا قال: حدثنا بَدَل بن المحبر. وفي (3/84) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا حبان. ومسلم (5/10) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود (3459) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. والترمذي (1246) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والنسائي (7/244) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن يحيى، سبعتهم - عبد الرحمن، وابن جعفر، وأبو الوليد، وسليمان بن حرب، وبدل، وحبان، ويحيى بن سعيد- قالوا: حدثنا شعبة. أربعتهم - سعيد، وحماد، وهمام، وشعبة- عن قتادة، قال: أخبرني صالح أبو الخليل. وأخرجه البخاري (3/84) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا حبان. ومسلم (5/10) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما -حبان، وعبد الرحمن- قالا: حدثنا همام، قال: حدثنا أبو التياح. كلاهما - أبو الخليل، وأبو التياح- عن عبد الله بن الحارث، فذكره. الحديث: 408 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 409 - (د ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا، إلا أن تكون صفْقَةَ خيارٍ، ولا يَحِلُّ أن يُفَارِقَ صاحبَهُ خشيةَ أن يَسْتَقِيلَه» . أخرجه الترمذي وأبوداود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] صفقة: أصل الصفق: ضرب اليد على اليد في البيع، ثم جعل عبارة عن العقد. ما لم يتفرقا: قال الأزهري في قوله: «ما لم يتفرقا، وما لم يفترقا» ، [ص: 578] سئل أحمد بن يحيى - المعروف بثعلب - عن الفرق بين التَّفَرُّق والافتراق؟ فقال: أخبرني ابن الأعرابي عن المفضَّل قال: يقال: فرَقت بين الكلامين مخففًا فافترقا، وفرَّقت بين اثنين مشدَّدًا فتَفرَّقا، فجعل الافتراق في القول، والتفرُّق بالأبدان. وقال الخطابي: اختلف الناس في التفرق الذي يصح بوجوده البيع، فقالت طائفة: هو التفرق بالأبدان، وإليه ذهب معظم الأئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين والعلماء، وبه قال الشافعي، وأحمد، وقال أصحاب الرأي ومالك: إذا تعاقدا صح البيع. قال الخطابي: وظاهر الحديث يشهد للقول الأول، فإن راوي الحديث عبد الله بن عمر، وفي الحديث أن ابن عمر كان إذا بايع رجلاً فأراد أن يتم البيع، مشى خطوات حتى يفارقه، قال: ولو كان تأويل الحديث على القول الثاني، لخلا الحديث من الفائدة، وسقط معناه؛ لأن العلم محيط أن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع، فهو بالخيار، وكذلك البائع خياره ثابت في ملكه قبل أن يعقد البيع، وهذا من العلم العام الذي قد استقر بيانه، والخبر الخاص إنما يروى في الحكم الخاص، والمتبايعان هما المتعاقدان، والبيع من الأسماء المشتقة من أسماء الفاعلين، ولا يقع حقيقة إلا بعد حصول الفعل منهم.   (1) أبو داود رقم (3456) في البيوع والإجارة، باب في خيار المتبايعين، والترمذي رقم (1247) في البيوع، باب ما جاء في البيعين بالخيار ما لم يفترقا، والنسائي 7/251، 252 في البيوع، باب وجوب الخيار للمتبايعين قبل افتراقهما بأبدانهما، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وصححه ابن خزيمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/183) (6721) قال: حدثنا حماد بن مَسْعَدة. وأبو داود (3456) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. والترمذي (1247) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن سعيد. والنسائي (7/251) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: أنبأنا الليث. كلاهما - حماد، والليث- عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. قلت: إسناده حسن. الحديث: 409 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 410 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «البيِّعان بالخيار ما لم يفترقا» . هذه رواية الترمذي (1) . ورواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يفترقنَّ اثنان إلا عن تراضٍ (2) » .   (1) رواية الترمذي في النسخ التي بين أيدينا " لا يفترقن عن بيع إلا عن تراض ". (2) الترمذي رقم (1248) في البيوع، باب ما جاء في البيعين بالخيار ما لم يفترقا، وأبو داود رقم (3458) في البيوع، باب في خيار المتبايعين، واستغربه الترمذي، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه عن أبي هريرة أبو زرعة: أخرجه أحمد (2/536) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. وأبو داود (3458) قال: حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي، قال: مروان الفزاري أخبرنا. والترمذي (1248) قال: حدثنا نصر بن علي. قال: حدثنا أبو أحمد. كلاهما - أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير، ومروان- عن يحيى بن أيوب البجلي الكوفي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. - رواه عن أبي هريرة أبو كثير: أخرجه أحمد (2/311) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا أيوب، يعني ابن عتبة. قال: حدثنا أبو كثير السحيمي، فذكره. قلت: إسناده صحيح. الحديث: 410 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 411 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيَّرَ أعرابِيًّا بعد البيع. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1249) في البيوع، باب ما جاء في البيعين بالخيار، وفيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (1249) قال: ثنا عمر بن حفص الشيباني، حدثنا ابن وهب عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، «فذكره» . قلت: ابن جريج، وأبو الزبير مدلسان، وقد عنعنا!!! . الحديث: 411 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 412 - (ط ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا اخْتَلَفَ البيِّعان، فالقولُ قولُ البائع، والمبتاعُ بالخيار» . هذه رواية الترمذي. وأخرجه «الموطأ» ، قال مالك: بلغه أنَّ ابنَ مسعود كادَ يُحَدِّثُ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أيُّما بَيِّعَيْنِ تَبَايعَا، فالقولُ ما قال البائع، أو يَتَرَادَّانِ» (1) .   (1) الموطأ 2/671 في البيوع، باب بيع الخيار، والترمذي رقم (1270) في البيوع، باب إذا اختلف البيعان، وقال: هذا حديث مرسل، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود، وقد روي عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث أيضاً، وهو مرسل أيضاً، وأخرجه أحمد في المسند رقم (4442) و (4443) و (4444) و (4445) و (4446) و (4447) وقد أعل الحديث غير واحد من الحفاظ بالانقطاع، إلا أنه مشهور الأصل عند جماعة [ص: 580] العلماء، تلقوه بالقبول، وبنوا عليه كثيراً من فروعهم. وقال البيهقي: روي من أوجه بأسانيد مراسيل إذا جمع بينها صار الحديث قوياً. وأخرجه أبو داود رقم (3511) في البيوع، باب إذا اختلف البيعان والمبيع قائم، والنسائي 7/302، 303 في البيوع، باب اختلاف المتبايعين في الثمن، من طريق عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث عن أبيه عن جده قال: قال عبد الله بن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة، فهو ما يقول رب السلعة أو يترك " وصححه الحاكم وحسنه البيهقي، وأعله ابن القطان بجهالة عبد الرحمن وأبيه وجده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه أحمد (1/466) (4444) قال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبي: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (1270) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - يحيى، وسفيان- عن ابن عجلان، عن عون بن عبد الله، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث مرسل، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود. قلت: ذكره مالك (2/671) في البيوع - باب بيع الخيار. الحديث: 412 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 413 - (د) أبو الوضيء [عباد بن نُسيب]- رحمه الله - قال: غَزَوْنا غَزْوَةً لنا، فَنَزَلْنَا منزِلاً، فباع صاحبٌ لنا فرسًا بغلام، ثم أقاما بقيةَ يومِهما وليلتِهما، فلما أصبحنا من الغدِ حَضَرَ الرحِيلُ، فقام إلى فرسِهِ يُسْرِجُه، فنَدِم، فأتى الرجلَ وأخذه بالبيع، فأبى الرجلُ أنْ يدفعَه إليه، فقال: بيني وبينك أبو بَرْزَةَ، صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيا أبا بَرْزَةَ في ناحية العسكرِ، فقالا له هذه القصة، قال: أتَرْضَيَان أنْ أقْضِيَ بينكما بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «البَيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا» . قال هشام بن حَسَّان: حَدَّثَ جميلُ بنُ مُرَّةَ أنه قال: ما أراكُما افْتَرَقْتُما. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3457) في البيوع، باب خيار المتبايعين، وإسناده صحيح، وأخرجه ابن ماجة رقم (2182) في التجارات مختصراً بدون القصة، قال المنذري في مختصره: رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/425) قال: حدثنا أبو كامل. وأبو داود (3457) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (2182) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، وأحمد بن المقدام. أربعتهم - أبو كامل، ومسدد، وأحمد بن عبدة، وأحمد بن المقدام- عن حماد بن زيد، عن جميل بن مرة، عن أبي الوضيء، فذكره. قلت: قال المنذري في مختصر أبي داود: رجاله ثقات. الحديث: 413 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 414 - (س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «البيِّعان بالخيار حتى يتفرَّقا، ويأخذَ كُلُّ واحد منهما من البيع ما هَوِيَ، ويَتَخَايَرانِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ» . وفي أخرى: «ما رضيَ صاحبُه أوْ هَوِيَ» . [ص: 581] أخرجه النسائي (1) .   (1) 7/251 في البيوع، باب وجوب الخيار للمتبايعين قبل افتراقهما، ذكر الاختلاف على عبد الله بن دينار، وأخرجه ابن ماجة رقم (2183) ورجاله ثقات، لكن الحسن لم يسمع من سمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/12) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا سعيد. وفي (5/17) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، وفي (5/17، 22) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (5/21) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان قالا: حدثنا شعبة، وفي (5/22، 23) قال: حدثنا إسماعيل، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا سعيد. وابن ماجة (2183) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وإسحاق بن منصور قالا: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا شعبة. والنسائي (7/251) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا هَمّام. خمستهم - سعيد، وحماد، وهمام، وشعبة، وهشام - عن قتادة، عن الحسن، فذكره. قلت: رواية الحسن عن سمرة، مختلف فيها، راجع حديث العقيقة من فتح الباري. الحديث: 414 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 الباب السادس: في الشفعة 415 - (خ م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «قَضَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالشُّفْعَةِ في كل ما لم يُقْسَم، فإذا وقعت الحدودُ وصُرِفَتِ الطُّرُقُ فلا شُفْعَة» . هذه رواية البخاري والترمذي وأبو داود. وأخرجه مسلم، وهذا لَفْظُهُ، قال: «قَضَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالشُّفعة في كل شِرْكَةٍ لم تُقْسَم، رَبْعَةٍ أو حائطٍ، لا يَحِلُّ له أن يبيعَ حتَّى يُؤذِنَ شَريكه، فإنْ شاء أخذَ، وإن شاء تركَ، وإذا باع ولم يُؤذِنْهُ فهو أحقُّ به» (1) . وفي أخرى له قال: «الشفعة في كل شِرْكٍ من أرضٍ، أو رَبْعٍ [ص: 582] أو حائطٍ، لا يصْلُح أنْ يَبِيعَ حتى يَعْرِضَ على شريكه، فيأخُذَ أو يَدَعَ، فإن أبى فشريكه أحق به، حتى يُؤْذِنَه» . وافقه أبو داود أيضًا على روايته الأولى. وأخرجه الترمذي أيضًا قال: «مَنْ كان له شريكٌ في حائط، فلا يبيع نصيبَهُ من ذلك حتى يَعْرِضَهُ على شريكه» . وفي أخرى للترمذي وأبي داود: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «الجارُ أحَّقُّ بشُفْعَةِ جارِهِ، يُنتَظَرُ بها، وإن كان غائبًا، إذا كانَ طريقُهما واحدًا» . وفي أخرى للترمذي قال: «جارُ الدار أحق بالدار» . وأخرج النسائي روايتي مسلم. وله في أخرى: «أيُّكم كانتْ له أرضٌ، أو نَخْلٌ، فلا يَبِِعْها حتى يَعْرِضَها على شريكه» . وله في أخرى: «قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالشفعة والجِوَار» . رأيتُ الْحُمَيْدِيَّ - رحمه الله - قد جعل هذا الحديث في كتابه «الجمع بين الصحيحين» . من أفراد البخاري، وأفراد مسلم، ولم يذكره في المتفق عليه، وما أعلم السببَ في ذلك، لعله قد عرف فيه ما لم نَعْرِفْهُ (2) . [ص: 583] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الشُّفعة: عند الشافعي - رحمه الله -: لا تثبت إلا في الشركة، وعند أبي حنيفة - رحمه الله - تثبت للشريك والجار، وأصل الشفعة: هو الزيادة، وهو أن يشفعك فيما يشتري حتى تضمه إلى ما عندك، فتزيده عليه، أي: كان واحدًا، فضممت إليه ما زاد وجعلته به شفعًا. ربعة: الرَّبع والربعة: المنزل.   (1) قال الحافظ في الفتح 4/360 بعد أن أورد رواية مسلم هذه: وقد تضمن هذا الحديث ثبوت الشفعة في المشاع، وصدره يشعر بثبوتها في المنقولات، وسياقه يشعر باختصاصها بالعقار وبما فيه العقار، وقد أخذ بعمومها في كل شيء مالك في رواية وهو قول عطاء، وعن أحمد تثبت في الحيوانات دون غيرها من المنقولات. وروى البيهقي من حديث ابن عباس مرفوعاً " الشفعة في كل شيء " ورجاله ثقات إلا أنه أعل بالإرسال، وأخرج الطحاوي له شاهداً من حديث جابر بإسناد لا بأس برواته. (2) البخاري 4/360 في الشفعة، باب الشفعة فيما لم يقسم، وفي البيوع، باب بيع الشريك من شريكه، وباب بيع الأرض والدور والعروض مشاعاً، وفي الشركة، باب الشركة في الأرضين، وباب إذا قسم الشركاء الدور أو غيرها، وفي الحيل، باب الهبة والشفعة، وأخرجه مسلم رقم (1608) في المساقاة، باب الشفعة، والترمذي رقم (1370) في الأحكام، باب إذا حدت الحدود فلا شفعة [ص: 583] ورقم (1369) في الأحكام، باب الشفعة للغائب، ورقم (1312) في البيوع، باب ما جاء في أرض المشترك يريد بعضهم بيع نصيب بعض، وأبو داود رقم (3513) و (3514) في البيوع، باب في الشفعة، والنسائي 7/301 في البيوع، باب بيع المشاع، و 319، 320، باب الشركة في النخيل، و 321، باب الشركة في الرباع، وباب ذكر الشفعة وأحكامها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (1272) ، وأحمد (3/307) ، وابن ماجة (2492) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصبّاح. والنسائي (7/319) قال: أخبرنا قتيبة، خمستهم -الحميدي، وأحمد، وهشام، وابن الصبّاح، وقتيبة- قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (3/310) قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، وفي (2/382) قال: حدثنا يزيد. كلاهما - البكائي، ويزيد- عن حجاج بن أرطاة. 3 - وأخرجه أحمد (3/312) قال: حدثنا هاشم، وحسن بن موسى، وفي (3/397) قال: حدثنا يحيى ابن بُكير. ومسلم (5/57) قال: حدثنا أحمد بن يونس. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. خمستهم - هاشم، وحسن، ويحيى بن بكير، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى- عن زُهير. 4 - وأخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا إسماعيل، والدارمي (2631) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، ومسلم (5/57) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (5/57) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، وأبو داود (3513) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، والنسائي (7/301) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة، قال: أنبأنا إسماعيل، وفي (7/320) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: أنبأنا ابن إدريس، وفي الكبرى (تحفة المزيّ) (2806) عن يوسف بن سعيد، عن حجاج بن محمد. أربعتهم - إسماعيل، وابن إدريس، وابن وهب، وحجاج بن محمد- عن ابن جريج. أربعتهم - سفيان، والحجاج بن أرطأة، وزهير، وابن جريج- عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 415 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 416 - (ت د) أنس بن مالك وسمرة بن جندب - رضي الله عنهما - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «جَارُ الدَّارِ أحقُّ بالدار» أخرجه الترمذي، وفي رواية أبي داود عن سَمُرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «جار الدار أحقُّ بدار الجار والأرض» (1) .   (1) أبو داود رقم (3517) في البيوع والإجارات، باب الشفعة، والترمذي رقم (1368) في الأحكام من طريق الحسن عن سمرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان رقم (1153) من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس، وله شاهد عند أحمد في المسند 4/388 من حديث قتادة عن عمرو بن شعيب عن الشريد بن سويد الثقفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جار الدار أحق بالدار من غيره ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (5/8) قال: حدثنا بهز، وعفان قالا: حدثنا همام. وفي (5/12) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: حدثنا سعيد. وفي (5/13) قال: حدثنا إسماعيل، عن سعيد. وفي (5/17) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن حماد بن سلمة. وفي (5/18) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. (ح) وأبو داود، قال: أخبرنا هشام. وفي (5/18) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وأبو داود (3517) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، والترمذي (1368) قال: حدثنا علي بن حُجر، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية، عن سعيد، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4588) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المُفَضّل، عن شعبة. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، عن سعيد. خمستهم - همام، وسعيد، وحماد، وهشام، وشعبة- عن قتادة. 2 - وأخرجه أحمد (5/22) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن قتادة، وحميد. 3 - وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4610) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، عن عبد الرحيم بن مُطَرِّف، عن عيسى بن يونس، عن شعبة، عن يونس بن عبيد. ثلاثتهم - قتادة، وحميد، ويونس بن عبيد- عن الحسن، فذكره. قلت: تقدم الكلام في رواية الحسن عن سمرة. الحديث: 416 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 417 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: [ص: 584] «إذا قُسِمَتِ الأرضُ وحُدِّدَتْ، فلا شُفعَةَ فيها» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3515) في البيوع، باب في الشفعة، ورجاله ثقات، وأخرجه ابن ماجة رقم (2497) وانظر التعليق على الحديث رقم (422) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول: أخرجه ابن ماجة (2497) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن عمر. قالا: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثنا محمد بن حماد الطهراني. قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13241) عن سليمان بن داود، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون. كلاهما - أبو عاصم النبيل، وعبد الملك- عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة ابن عبد الرحمن، فذكراه. * في رواية محمد بن حماد الطِّهْراني. قال أبو عاصم: سعيد بن المسيب مرسل، وأبو سلمة، عن أبي هريرة متصل. * وأخرجه أبو داود (3515) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثنا ابن إدريس، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، أو عن سعيد بن المسيب، أو عنهما جميعًا، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قسمت الأرض وحدت فلا شفعة فيها» . * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13241) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد، وأبي سلمة، فذكراه، مرسلاً. * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13241) عن محمد بن حاتم، عن سُويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن مالك، ومعمر، كلاهما عن الزهري، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى بالشفعة فيما لم يقسم. * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13241) عن قُتيبة، عن بكر بن مُضَر، عن جعفر بن ربيعة، عن بكير بن الأشج، عن ابن المسيب، قوله. قلت: قال البيهقي: المحفوظ - روايته عن أبي سلمة - يعني الزهري - عن جابر موصولاً، وعن ابن المسيب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما سوى ذلك شذوذ ممن رواه. الحديث: 417 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 418 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «الشريك شفيعٌ، والشُّفعةُ في كل شيء» . أخرجه الترمذي (1) . قال: وقد رُوي عن ابن أبي مُلَيْكَةَ (2) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. وهو أصح.   (1) رقم (1371) في الأحكام، باب ما جاء أن الشريك شفيع، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في الشفعة 2/268 ورجاله ثقات إلا أنه أعل بالإرسال كما قال الترمذي، وأخرج الطحاوي له شاهداً من حديث جابر. قال الحافظ في " الفتح ": بإسناد لا بأس برواته. (2) هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة - زهير - بن عبد الله بن جدعان، أبو بكر، ويقال: أبو محمد التيمي المكي، كان قاضياً لابن الزبير ومؤذناً له. روى عن العبادلة الأربعة، وعبد الله ابن جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن السائب المخزومي، والمسور بن مخرمة، وأبي محذورة، وأسماء وعائشة ابنتي أبي بكر وغيرهم رضي الله عنهم قال البخاري: قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة. مات سنة سبع عشرة ومائة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول: أخرجه الترمذي (1371) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5795) عن إسحاق بن إبراهيم. كلاهما - يوسف، وإسحاق- عن الفضل بن موسى، عن أبي حمزة السكري، عن عبد العزيز بن رُفَيع، عن ابن أبي مُليكة، فذكره. * أخرجه الترمذي (1371) قال: حدثنا هنّاد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5795) عن محمد بن علي بن ميمون الرقي، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، ثلاثتهم - أبو بكر بن عياش، وأبو الأحوص، وإسرائيل- عن عبد العزيز بن رُفَيع، عن ابن أبي مليكة، مرسل (ليس فيه ابن عباس) . الحديث: 418 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 419 - (خ د س) عمرو بن الشريد (1) : قال: وقفتُ على سعد بن أبي وقَّاص، فجاء الْمِسْوَرُ بن مَخْرَمَة، فوضع يدَهُ على إحدى مَنْكِبيَّ، إذ جاء أبو رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا سعدُ، ابْتعْ مِني بَيتي في دارك، فقال سعدٌ: والله ما أبتاعها، فقال الْمِسْورُ: والله لَتَبْتَاعَنَّها، فقال سعدٌ: والله لا أزيد على [ص: 585] أربعة آلاف مَنَجَّمَةً، أو مقطَّعَةً. قال أبو رافع: لقد أُعطيتُ بها خمسمائة دينار، ولولا أني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الجار أحق بِصَقَبِهِ» لما أعطيتُهَا بأربعة آلاف، وأنا أعْطَى بها خمسمائة دينار، فأعطاها إياه، ومنهم من قال: بيتًا، وفي رواية مختصرًا: «الجار أحَقُّ بِصَقَبِه» . أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود: سَمعَ أبا رافع، سَمِعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الجار أحق بصَقَبه» . وأخرج النسائي المسند فقط (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] منجمة: تنجيم الدين: هو أن يقرر عطاءَه في أوقات معلومة. الجار أحق بصقبه: الصقَب: القرب والملاصقة، فإن حملته على الجوار، فهو مذهب أبي حنيفة، وإن حملته على الشركة، فهو مذهب الشافعي، والسقب بالسين: مثله. والجار: يقع في اللغة على أشياء متعددة: منها: الشريك، ومنها الملاصق. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الشُّفْعَة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود، وصرفت [ص: 586] الطرق فلا شفعة» ، يدل على حصر الشفعة في الشركة؛ لأن الجار لا يقاسم، وإنما يقاسم الشريك.   (1) ابن سويد الثقفي، أبو الوليد الطائفي. روى عن أبيه وأبي رافع، وسعد بن أبي وقاص، وابن عباس، والمسور بن مخرمة وآخرين، أخرج حديثه البخاري ومسلم. قال العجلي: حجازي تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. (2) البخاري 4/360، 361 في الشفعة باب عرض الشفعة على صاحبها قبل البيع، وفي الحيل، باب في الهبة والشفعة، وباب احتيال العامل ليهدى له، وأبو داود رقم (3516) في البيوع، باب في الشفعة، والنسائي 7/320 في البيوع، باب ذكر الشفعة وأحكامها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (552) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (6/10، 390) قال: حدثنا سفيان. وأحمد أيضًا عن عبد الرحمن، -هو ابن مهدي-، عن سفيان، هو الثوري، والبخاري (3/114) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن جريج، وفي (9/35) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان، وفي (9/35) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. وفي (9/36) قال: حدثنا أبو نُعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (9/37) قال: حدثنا مُسَدَّد. قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، وأبو داود (3516) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2495) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2498) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (7/320) قال: أخبرنا علي بن حُجر. قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12027) عن محمود بن غيلان، عن أبي نُعيم، عن سفيان الثوري. الحديث: 419 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 420 - (س) الشريد - رضي الله عنه -: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، أرْضِي لَيْس لأحدٍ فيها شَرِكَةٌ، ولا قِسمةٌ إلا الجوار، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الجار أحقُّ بسقَبِه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7/320 في البيوع، باب ذكر الشفعة وأحكامها، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (4/389) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا حُسين المُعلم. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا حسين المعلم. (ح) والخفاف، قال: أخبرنا حسين. وفي (4/390) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن حسين المعلم. وابن ماجة (2496) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن حسين المعلم، والنسائي (7/320) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا حسين المعلم، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4840) عن إسحاق بن إبراهيم، عن الوليد بن مُسلم، عن ابن جُريج. كلاهما - حسين المعلم، وابن جريج- عن عَمرو بن شعيب. 2 - وأخرجه أحمد (4/389) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، (ح) وأبو عامر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4840) عن محمد بن عبد الله بن عمار، عن المُعافى بن عمران، (ح) وعن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وعن محمد بن علي بن ميمون، عن الفِريابي، عن سفيان. خمستهم -إسحاق، بن سليمان، وأبو عامر، والمُعافى بن عمران، وابن مهدي، وسفيان- عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن يعلى الطائفي. 3- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4840) عن محمد بن حاتم، عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن مَعْمَر، عن إبراهيم بن ميسرة. ثلاتهم - عمرو بن شعيب، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، وإبراهيم بن ميسرة- عن عمرو بن الشريد، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4840) عن زكريا بن يحيى، عن محمد بن عُبَيد بن حساب، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن عمرو بن الشريد قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الجارُ أحقُّ بسقبه» ولم يقل: عن أبيه. * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4840) عن زكريا بن يحيى، عن أبي معمر، إسماعيل بن إبراهيم الهُذَلي، عن هشيم، عن منصور، عن الحكم، عن عمرو بن شعيب، عن رجل من آل الشَّريد، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره. * في رواية سفيان: قال: عن يعلى بن عبد الرحمن. * وأخرجه أحمد (4/388) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: أخبرنا قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن الشريد بن سويد «فذكره بنحوه» ، ولم يذكر بين عمرو بن شعيب، وابن الشريد أحدًا. الحديث: 420 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 421 - (ط) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: «إذا وقعت الحدود في الأرض فلا شُفْعَةَ فيها، ولا شُفعة في بئرٍ، ولا فَحْل النَّخْلِ» أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فحل النخل: وفُحَّالُهُ: هو الذكر الذي يُلَقِّحون منه الإناث، وقيل: لا يقال فيه: إلا فُحَّالُ النخل، وإنما لم تثبت فيه الشفعة؛ لأن القوم كانت تكون لهم نخيل في حائط، فيتوارثونها ويقتسمونها، ولهم فحل يلقحون منه نخيلهم، فإذا باع أحدهم نصيبه المقسوم من ذلك الحائط بحقوقه من الفُحَّال وغيره، فلا شفعة للشركاء في الفحال في حقه منه؛ لأنه لا ينقسم، ويجمع الفحل على فحولٍ، والفُحَّال على فحاحيل، وكذلك البئر تكون لجماعة يسقون منها نخيلهم، فإذا باع أحدهم سهمه من النخيل، فلا شفعة للشركاء في سهمه من البئر؛ لأنها لا تنقسم.   (1) 2/717 في الشفعة، باب ما لا تقع فيه الشفعة، ورجاله ثقات لكن في سنده انقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك [1459] كتاب الشفعة- باب ما لا تقع فيه الشفعة: عن محمد بن عمارة، عن أبي بكر بن حزم أن عثمان «فذكر الأثر» . الحديث: 421 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 422 - (ط س) سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمهما الله - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قَضَى بالشفعة فيما لم يُقْسَمْ بين الشركاء، فإذا وَقَعتِ الحدود بينهم؛ فلا شفعة فيه. أخرجه «الموطأ» ، وأخرجه النسائي عن أبي سلمة وحده (1) .   (1) الموطأ 2/718 في الشفعة، باب ما تقع فيه الشفعة، والنسائي 7/326 في البيوع، باب ذكر الشفعة وأحكامها مرسلاً ورجاله ثقات، وقال الحافظ في "الفتح " 4/360: اختلف على الزهري في هذا الإسناد، فقال مالك عنه عن أبي سلمة وابن المسيب، كذا رواه الشافعي وغيره، ورواه أبو عاصم والماجشون عنه، فوصله بذكر أبي هريرة، أخرجه البيهقي، ورواه ابن جريج عن الزهري كذلك، لكن قال: عنهما أو عن أحدهما، أخرجه أبو داود، والمحفوظ روايته عن أبي سلمة عن جابر موصولاً، وعن ابن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وما سوى ذلك شذوذ ممن رواه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك [1457] كتاب البيوع - باب ما تقع فيه الشفعة: عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب، وأبي سلمة «فذكراه» . قال ابن عبد البر: مرسل عن مالك لأكثر رواة الموطأ وغيرهم ووصله عنه عبد الملك بن الماجشون وأبو عاصم النبيل، ويحيى بن أبي قتيلة. وابن وهب بخلف عنه فقالوا: عن أبي هريرة. وذكر الطحاوي أن قتيبة وصله أيضًا عن مالك فالله أعلم. وكذا اختلف فيه رواية ابن شهاب فرواه ابن إسحاق عنه عن سعيد وحده عن أبي هريرة، ويونس عنه عن سعيد وحده مرسلاً، ورواه معمر الزهري عن أبي سلمة، عن جابر، قال أحمد: رواية معمر حسنة. وقال ابن معين: رواية مالك أحب إليّ وأصح، يعني مرسلاً عن سعيد وأبي سلمة. أه. شرح الموطأ للزرقاني (3/477، 478) . قلت: راجع التعليق على الحديث رقم [417] . الحديث: 422 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 الباب السابع: في السلم 423 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قَدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وهم يُسْلِفُون في التمر (1) العامَ والعامَيْنِ، فقال لهم: «مَنْ أسْلَفَ في تمر، ففي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، أو وزْنٍ معلومٍ، إلى أجَلٍ معلوم» . وفي أخرى: «ووزن معلوم» هذه رواية البخاري ومسلم. [ص: 588] وفي رواية الترمذي مثله، إلا أنه لم يذكر «العامَ والعامَين» ، وقال: «ووَزْنٍ معلوم» . وفي رواية أبي داود نحوه. وللبخاري في رواية نحوه، وقال: «السنتين والثلاث» وأخرجه النسائي وقال: «السنتين والثلاث» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] السلم: والسلف واحد، يقال: سَلَم وأسلم بمعنى، إلا أن السلف يكون أيضًا قرضًا.   (1) قال علي القاري: الجملة حالية، والإسلاف: إعطاء الثمن في بيع إلى مدة، أي: يعطون الثمن في الحال، ويأخذون السلعة في المآل. (2) البخاري 4/355 في السلم، باب السلم في كيل معلوم، وباب السلم في وزن معلوم، وباب السلم إلى أجل معلوم، وأخرجه مسلم رقم (1604) في المساقاة، باب السلم، والترمذي رقم (1311) في البيوع، باب ما جاء في السلف في الطعام والتمر، وأبو داود رقم (3463) في الإجارة، باب في السلف، والنسائي 7/290 في البيوع، باب السلف في الثمار، وأخرجه ابن ماجة في التجارات رقم (2280) باب السلف في كيل معلوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (510) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وأحمد (1/217) (1868) قال: حدثني إسماعيل ابن إبراهيم. وفي (1/222) (1937) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وفي (1/282) (2548) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (1/358) (3370) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وعبد بن حُميد (676) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان الثوري، والدارمي (2586) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . والبخاري (3/111) قال: حدثنا عمرو بن زُرارة، قال: أخبرنا إسماعيل بن عُلَيَّة. وفي (3/111) قال: أخبرنا محمد، قال: أخبرنا إسماعيل. وفي (3/111) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي (3/111) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وفي (3/111) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا سفيان (ابن عُيينة) وفي (3/113) قال: حدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان (الثوري) ومسلم (5/55) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، قال عمرو: حدثنا، وقال يحيى: أخبرنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا شَيْبان بن فَرُّوخ، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (5/56) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسماعيل بن سالم، جميعًا عن ابن عيينة. (ح) وحدثنا أبو كُريب، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان (الثوري) . وأبو داود (3463) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النُّفيلي، قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وابن ماجة (2280) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، والترمذي (1311) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . والنسائي (7/290) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . أربعتهم - سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن إبراهيم بن عُلية، وعبد الوارث، وسفيان الثوري- عن ابن أبي نَجيح، عن عبد الله بن كثير، عن أبي المنهال، فذكره. الحديث: 423 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 424 - (خ د س) محمد بن أبي المجالد - رحمه الله (1) -: قال: اختلف عبد الله بن شَدَّادِ بن الهادِ، وأبو بُرْدَةَ في السَّلَف، فبعثوني إلى ابن أبي أوفَى، فسألتُه، فقال: إنَّا كُنَّا نُسْلِفُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر وعمر في [ص: 589] الحِنْطَة والشَّعير، والزَّبيب والتمر، وسألتُ ابنَ أبْزَى، فقال مثل ذلك. وفي أخرى، فقال ابنُ أبي أوْفَى: إنَّا كنا نُسْلِفُ نَبِيطَ أهلِ الشَّام في الحنطة والشعير والزبيب في كيلٍ معلوم، إلى أجل معلوم، قلتُ: إلى مَنْ كانَ أصْلُهُ عِنْدَه؟ فقال: ما كنا نسألهم عن ذلك. قال: ثم بعثاني إلى عبد الرحمن بن أبْزى، فسألتُه، فقال: «كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسْلِفُون على عهدرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نسألهم، ألَهُم حَرْثٌ، أم لا؟» هذه رواية البخاري. وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وزاد فيها: «إلى قومٍ ما هو عندهم» . وفي أخرى له قال: «غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يأتينا أنْبَاطٌ من أنباط الشام، فنُسْلِفُهم في البُرِّ والزبيب سِعْرًا معلومًا، وأجلاً معلومًا» ، فقيل له: ممَّنْ له ذلك؟ قال: «ما كُنَّا نسألهم» . وأخرج النسائي الأولى والثانية، وزاد في الأولى «إلى قومٍ ما عندهم» (2) . [ص: 590] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] نبيط: النبط والنبيط والأنباط: جيل من الناس معروفون (3) . حرث: الحرث: الزرع.   (1) في رواية أبي الوليد عن شعبة " ابن أبي المجالد ": وسماه غيره عنه محمد بن أبي المجالد، ومنهم من أورده على الشك " محمد أو عبد الله " وذكر البخاري الروايات الثلاث، وأورده النسائي من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة عن عبد الله، وقال مرة: محمد، وقد أخرجه البخاري من رواية عبد الواحد بن زياد، وجماعة عن أبي إسحاق الشيباني، فقال: عن محمد بن أبي المجالد، ولم يشك في اسمه، قال الحافظ: وكذلك ذكره البخاري في تاريخه في " المحمديين " وجزم أبو داود بأن اسمه عبد الله، وكذا قال ابن حبان ووصفه بأنه كان صهر مجاهد، وبأنه كوفي ثقة، وكان مولى عبد الله بن أبي أوفى، ووثقه أيضاً يحيى بن معين وغيره، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث الواحد. (2) البخاري 4/356 في السلم، باب السلم في وزن معلوم، وباب السلم إلى من ليس عنده أصل، وباب السلم إلى أجل معلوم، وأخرجه أبو داود رقم (3464) في الإجارة، باب في السلف، والنسائي 7/290 في البيوع، باب السلم في الزبيب. واستدل بهذا الحديث على صحة السلم إذا لم يذكر مكان القبض، وهو قول أحمد وإسحاق وأبي ثور، وبه قال مالك، وزاد: ويقبضه في مكان السلم، فإن اختلفا، فالقول قول البائع، وقال الثوري وأبو حنيفة والشافعي: لا يجوز السلم فيما له حمل ومؤنة، إلا أن يشترط في تسليمه مكاناً معلوماً. واستدل به على جواز السلم فيما ليس موجوداً في وقت السلم إذا أمكن وجوده في وقت حلول السلم، وهو قول الجمهور، ولا يضر انقطاعه قبل المحل وبعده عندهم، وقال أبو حنيفة: لا يصح فيما ينقطع قبله، ولو أسلم فيما يعم فانقطع في محله، لم ينفسخ البيع عند الجمهور، وفي وجه للشافعية: ينفسخ، واستدل على جواز التفرق في السلم قبل القبض لكونه لم يذكر في الحديث، وهو قول مالك إن كان بغير شرط، وقال الشافعي والكوفيون: يفسد بالافتراق قبل القبض، لأنه يصير من باب بيع الدين بالدين. (3) كانوا ينزلون البطائح بين العراقين، وإنما سموا نبطاً لاستنبطاهم ما يخرج من الأرض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/354) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا حجاج. والبخاري (3/111) قال: حدثنا أبو الوليد. (ح) وحدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع. وفي (3/112) قال: حدثنا حفص بن عُمر. وأبو داود (3464) قال: حدثنا حفص بن عمر. (ح) وحدثنا ابن كثير. وفي (3465) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وابن مهدي، وابن ماجة (2282) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (7/289) قال: أخبرنا عُبيدالله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. وفي (7/290) قال: أخبرنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أبو داود، تسعتهم - محمد، وحجاج، وأبو الوليد، ووكيع، وحفص، وابن كثير، ويحيى، وابن مهدي، وأبو داود- عن شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (4/380) قال: حدثنا هُشيم، والبخاري (3/112) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/112) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (3/112) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (3/114) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا سفيان. خمستهم -هشيم، وعبد الواحد، وخالد، وجرير، وسفيان- عن سليمان الشيباني. كلاهما - شعبة، والشَّيباني- عن محمد، أو عبد الله بن أبي المجالد، فذكره. * في رواية محمد بن جعفر، وحجاج، ويحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: عن (عبد الله بن أبي المجالد) . * في رواية وكيع، عن شعبة، قال: عن (محمد بن أبي المجالد) . * في رواية حفص بن عمر، عن شعبة عند البخاري، قال: عن (محمد. أو عبد الله بن أبي المجالد) . * في رواية حفص بن عمر، وابن كثير عند أبي داود قال شعبة: (أخبرني محمد، أو عبد الله بن أبي المجالد) . * في رواية أبي الوليد الطيالسي، وابن مهدي عن شعبة. قال: عن (ابن أبي المجالد) . * في رواية أبي داود الطيالسي عن شعبة. قال: (عن ابن أبي المجالد. وقال مرة: عبد الله. وقال مرة: محمد) . * رواية سليمان الشيباني عن (محمد بن أبي المجالد) . ك الحديث: 424 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 425 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سَلَّفَ في طَعَامٍ، أو في شيءٍ، فلا يَصْرِفه إلى غيره قبل أن يقبِضَه» أخرجه أبو داود (1) .إلا أن هذا لفظه: «مَنْ أسْلَفَ في شيءٍ فلا يصرفه إلى غيره» والأولى ذكرها رَزين.   (1) رقم (3468) في الإجارة، باب السلف لا يحول، وأخرجه ابن ماجة رقم (2382) وفي سنده عطية بن سعد العوفي، قال المنذري: لا يحتج بحديثه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدًا: أخرجه أبو داود (3468) قال: حدثنا محمد بن عيسى، وابن ماجة (2283) قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير. كلاهما -ابن عيسى، ومحمد بن عبد الله بن نمير- قالا: حدثنا شجاع بن الوليد أبو بدر، عن زياد بن خَيْثَمة، عن سعد - يعني الطائي-، عن عطية بن سعد، فذكره. * وأخرجه ابن ماجة (2283) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة، عن عطية، عن أبي سعيد. ولم يذكر سعدًا الطائي. قلت: الراوي عن أبي سعيد، ضعفوه بشدة، وقد تكلم فيه. الحديث: 425 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 426 - (خ) أبو البختري - رحمه الله (1) -: قال: سألت ابنَ عمر عن السَّلَم في النخل، فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع النَّخْلِ حتى يصلح، ونهى عن بيع الورِق نسَاءً بناجز. وسألت ابن عباس عن السَلَمِ في النخل، فقال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بيع النخل حتى يؤكل منه، أو يأكل منه حتى يُوزن. وفي رواية قال: سألت ابن عمر عن السلم في النخل، فقال: نهى (2) [ص: 591] عن بيع الثمر حتى يصْلُحَ، ونهى عن الذهب بالورِق نَسَاءً بناجِزٍ، وسألتُ ابن عباس، فقال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - .... وذكر الحديث - قال: قلت: ما يُوزنُ؟ قال رجل عنده: حتى يُحْزَر (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] نسأ: نسأت الشيء نساءً: أخرته، وكذلك أنسأته، والنُّسَأة بالضم: التأخير، وكذلك النسيئة، والنساء في الدَّين والعمر.   (1) هو سعيد بن فيروز الطائي مولاهم الكوفي، روى عن أبيه وابن عباس وابن عمر، وأبي سعيد وأبي كبشة، وأبي برزة. وثقه أبو زرعة وابن معين، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق. قتل في وقعة الجماجم مع ابن الأشعث سنة ثلاث وثمانين و " البختري " بفتح الباء والتاء المثناة. (2) في الأصل والمطبوع: نهى عمر، والتصحيح من البخاري. (3) البخاري 4/357، 358 في السلم، باب السلم إلى من ليس عنده أصل، وباب السلم في النخل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/112) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (3/113) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُنْدَر. كلاهما - أبو الوليد، وغُنْدَر- قالا: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن أبي البَخْتَرِي، فذكره. الحديث: 426 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 427 - (ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: إنَّ رجلاً أسلَفَ في نخل، فلم يُخْرِجْ في تلك السنة شيئًا، فاختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «بِمَ تَسْتَحِلُّ مالَهُ؟ ارْدُدْ عليه مَالَهُ» ، ثم قال: «لا تُسْلِفُوا في النخلِ حتى يبْدُوَ صلاحُه» . هذه رواية أبي داود. وأخرجه «الموطأ» موقوفاً عليه، قال: لا بأسَ أنْ يُسْلِفَ الرجلُ الرجلَ في الطعام الموصوف بِسعرٍ معلوم، إلى أجلٍ مُسمّى، ما لم يكن ذلك في زَرْع لَمْ يبدُ صلاحُهُ، أو تَمرٍ لم يبدُ صلاحُه (1) ، وأخرجه البخاري في ترجمة باب (2) .   (1) الموطأ 2/644 في البيوع، باب السلفة في الطعام موقوفاً، وإسناده صحيح، وأبو داود رقم (3467) في الإجارة، باب في السلم في ثمرة بعينها، وفي سنده مجهول، وضعفه الحافظ في الفتح 4/358 وقال: ونقل ابن المنذر اتفاق الأكثر على منع السلم في بستان معين، لأنه غرر، وقد حمل الأكثر الحديث المذكور على السلم الحال، وقد روى ابن حبان والحاكم والبيهقي من حديث عبد الله بن سلام في قصة إسلام زيد بن سعنة - بفتح السين وسكون العين المهملتين ونون مفتوحة - أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم " هل لك أن تبيعني تمراً معلوماً إلى أجل معلوم من حائط بني فلان؟ قال: لا أبيعك من حائط مسمى، بل أبيعك أوسقاً مسماة إلى أجل مسمى ". (2) 4/359 في السلم، باب السلم إلى أجل معلوم تعليقاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] المرفوع ضعيف: أخرجه مالك [1382] عن نافع عن ابن عمر «موقوفًا» . وأبو داود [3467] قال: ثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن رجل نجراني، عن ابن عمر «فذكره مرفوعًا» . قلت: في إسناده مبهم، والصواب وقفه لرواية نافع عند الإمام مالك. الحديث: 427 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 428 - (ط) ابن عمر - رضي الله عنه - كان يقول: من أسلَفَ سَلَفًا فلا يَشترطْ إلا قضاءه. أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/682 في البيوع، باب ما لا يجوز من السلف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الإمام مالك [1425] عن نافع أنه سمع ابن عمر «فذكره» . الحديث: 428 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 429 - (ط) مالك - رضي الله عنه - قال: «بلغني أنَّ عُمر سُئِلَ في رَجُلٍ أسلفَ طعامًا على أنْ يُعْطيَهُ إيَّاهُ في بَلَدٍ آخرَ، فكَرِهَ ذلك عُمَرُ» ، وقال: «فأيْنَ كِراء الحمل؟» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/681 في البيوع، باب ما لا يجوز من السلف بلاغاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك في الموطأ [1423] كتاب البيوع - باب ما لا يجوز من السلف. الحديث: 429 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 430 - (ط) مالك - رضي الله عنه -: بلغه أن ابنَ مَسْعودٍ - رضي الله عنه - كان يَقُولُ: مَنْ أسُلَفَ سَلَفًا فلا يَشْتَرِطْ أفْضََلَ منه، وإن كانت قُبْضَةً من عَلَف فهو ربًا. أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/682 في البيوع، باب ما لا يجوز من السلف بلاغاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك في الموطأ [1426] كتاب البيوع - الباب السابق. الحديث: 430 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 الباب الثامن: في الإحتكار والتسعير 431 - (م ت د) ابن المسيب - رضي الله عنه -: أنَّ مَعْمَرَ بْنَ أبي مَعْمَرٍ وقيل: ابنَ عبد الله، أحَدَ بني عَدِيِّ بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «من احْتكَرَ طَعامًا فَهُوَ خاطئ» قيل لسعيد: فإنك تحتكر، [ص: 593] فقال: إنَّ مَعْمرًا - الذي كان يُحَدِّثُ بهذا الحديث - كان يَحْتَكِرْ. أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الاحتكار: حبس الطعام طلبَ غلائه، والاسم منه الحُكْرَةُ. خَطِيءَ الخاطىء: المذنب، يقال: خَطِيءَ يخطأ فهو خاطىء: إذا أذنب، وأخطأ يُخطيء فهو مخطيء: إذا فعل ضد الصواب، وقيل: المخطيء: من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطيء: من تعمد لما لا ينبغي.   (1) مسلم رقم (1605) في المساقاة، باب تحريم الاحتكار في الأقوات، والترمذي (1267) في البيوع، باب ما جاء في الاحتكار، وأبو داود رقم (3447) في الإجارة، باب النهي عن الحكرة. قال الصنعاني في " سبل السلام " 3/32: وظاهر حديث مسلم تحريم الاحتكار للطعام وغيره، إلا أن يدعى أنه لا يقال: احتكر إلا في الطعام، وقد ذهب أبو يوسف إلى عمومه، فقال: كل ما أضر بالناس حبسه فهو احتكار، وإن كان ذهباً أو ثياباً، وقيل: لا احتكار إلا في قوت الناس وقوت البهائم، وهو قول الهادوية والشافعية، ولا يخفى أن الأحاديث الواردة في منع الاحتكار وردت مطلقة ومقيدة بالطعام، وما كان من الأحاديث على هذا الأسلوب، فإنه عند الجمهور لا يقيد فيه المطلق بالمقيد لعدم التعارض بينهما، بل يبقى المطلق على إطلاقه، وهذا يقتضي أنه يعمل بالمطلق في منع الاحتكار مطلقاً، ولا يقيد بالقوتين إلا على رأي أبي ثور، وقد رده أئمة الأصول، وكأن الجمهور خصوه بالقوتين نظراً إلى الحكمة المناسبة للتحريم، وهي دفع الضرر عن عامة الناس، والأغلب في دفع الضرر عن العامة، إنما يكون في القوتين، فقيدوا الإطلاق بالحكمة المناسبة، أو أنهم قيدوه بمذهب الصحابي الراوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/453) ، (6/400) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/453) ، (6/400) قال: حدثنا عبده بن سليمان. وفي (3/453) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2546) قال: حدثنا أحمد بن خالد. وابن ماجة (2154) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (1267) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، أربعتهم - يزيد، وعبدة، وشعبة، وأحمد بن خالد- عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي. 2 - وأخرجه أحمد (3/453) قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، ومسلم (5/65) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن بلال. كلاهما -يحيى، وسليمان- عن يحيى بن سعيد الأنصاري. 3 - وأخرجه مسلم (5/56) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عجلان. (ح) وحدثني بعض أصحابنا، عن عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن عمرو بن يحيى. وأبو داود (3447) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن عمرو بن يحيى. كلاهما - محمد بن عجلان، وعمرو بن يحيى- عن محمد بن عمرو بن عطاء. ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن عمرو- عن سعيد بن المسيب «فذكره» . الحديث: 431 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 432 - (ط) مالك - رحمه الله -: بلغه أن عمر كان يقول: لا حُكْرَةَ في سُوقِنَا، لا يَعْمِدُ رِجالٌ بأيْديهم فُضولٌ من أذهاب إلى رِزقٍ من أرزاق الله يَنزلُ بساحتنا، فَيَحْتَكِرونَهُ علينا، ولكن أيُّما جَالبٍ جَلَبَ على [ص: 594] عَمُودِ كَبِدِه في الشتاء والصيف فذلك ضيفُ عمر، فَلْيَبِعْ كيف شاء الله، ولْيُمْسِكْ كيف شاء الله. أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] عمود كبده: أراد بعمود كبده: ظهره، وذلك أنه يأتي به على تعبٍ ومشقةٍ، وإن لم يكن جاء به على ظهره، وإنما هو مَثَل، وإنما سمي الظهر عمودًا؛ لأنه يعمدها، أي: يقيمها ويحفظها.   (1) 2/651 في البيوع، باب الحكرة والتربص بلاغاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك في الموطأ [1388] كتاب البيوع - باب الحكرة والتربص. قلت: وأخرجه الأصبهاني في ترغيبه [314] بتحقيقي. ط/ دار الحديث. الحديث: 432 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 433 - (ط) مالك - رحمه الله -: بلغه أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان ينهى عن الحُكْرَةِ. أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/651 في البيوع، باب الحكرة والتربص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك في الموطأ [1390] كتاب البيوع - الباب السابق. الحديث: 433 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 434 - (ط) ابن المسيب - رضي الله عنه -: أنَّ عمر بن الخطاب مرَّ بِحَاطِب بن أبي بَلْتَعَةَ، وهو يبيع زبيبًا له بالسوق، فقال له عمر: إمَّا أن تزيدَ في السِّعر وإما أن تُرْفَعَ من سُوقنا. أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2/651 في البيوع، باب الحكرة والتربص، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك [1389] عن يونس بن يوسف عن سعيد بن المسيب «فذكره» . قلت: إسناده قوي. الحديث: 434 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 435 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رجلاً جاء، فقال: يا رسول الله، سَعِّرْ لنا، فقال: «بلْ أدْعُو» ، ثم جاءه آخر، فقال: يا رسول الله سَعِّرْ، فقال: «بل الله يَخْفِضُ ويَرفع، وإني لأرجو أن ألقَى الله وليس لأحدٍ عندي مَظْلِمةٌ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3450) في الإجارة، باب في التسعير، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/337) قال: حدثنا منصور. قال: أخبرنا سليمان. وفي (2/372) قال: حدثنا سليمان. قال: أخبرنا إسماعيل، وأبو داود (3450) قال: حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي، أن سليمان بن بلال حدثهم. كلاهما - سليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 435 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 436 - (ت د) أنس - رضي الله عنه -: أنَّ الناس قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله: غَلا السِّعْرُ، فَسَعِّرْ لنا، فقال: «إنَّ الله هو المُسَعِّرُ، القابضُ، الباسط، الرازق، وإني لأرجو أن ألقى اللهَ وليس أحدٌ منكم يُطَالبني بِمَظْلَمَةٍ في دَمٍ ولا مَالٍ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) الترمذي رقم (1314) في البيوع، باب ما جاء في التسعير، وأبو داود رقم (3451) في الإجارة، باب التسعير، وأخرجه ابن ماجة رقم (2200) في التجارات، باب من كره أن يسعر، وإسناده صحيح، وصححه الترمذي وابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/286) ، وأبو داود (3451) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة كلاهما - ابن حنبل، وعثمان- قالا: حدثنا عفان. وأخرجه ابن ماجة (2200) قال: حدثنا محمد بن المثنى. والترمذي (3414) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما -ابن المثنى، وابن بشار- قالا: حدثنا حجاج بن منهال. كلاهما - عفان، وحجاج- عن حماد بن سلمة، عن قتادة، وثابت، وحميد، فذكروه. 2 - وأخرجه أحمد (3/156) قال: حدثنا سريج، ويونس بن محمد، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة وثابت، فذكراه. الحديث: 436 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 437 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن احْتَكَرَ طعامًا أرْبَعِينَ يَومًا (1) يُريد به الغلاءَ، فقد برئ من الله، وبرئ الله منه» . ذكره رزين ولم أجده (2) .   (1) قال علي القاري: لم يرد " بأربعين " التوقيت والتحديد، بل أرد أن المحتكر يجعل الاحتكار حرفته، ويريد به نفع نفسه، وضر غيره، وهو المراد بقوله: " يريد به الغلاء " لأن أقل ما يتمول فيه المرء في حرفته هذه المدة. (2) أخرجه أحمد 2/33 ذكره الهيثمي في المجمع 4/100 عن المسند، وزاد نسبته لأبي يعلى والبزار والطبراني في الأوسط، وقال: وفيه أبو بشر الأملوكي ضعفه ابن معين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/33) ، وعزاه الهيثمي في المجمع (4/100) له ولأبي يعلى والبزار والطبراني في الأوسط، وقال: فيه أبو بشر الأملوكي، ضعفه ابن معين. الحديث: 437 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 438 - () معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بِئسَ العبدُ الْمُحْتَكِرُ، إن أرخَصَ الله الأسْعارَ حَزِنَ، وإنْ أغْلاها فَرِحَ» . وفي رواية: «إنْ سَمِعَ بِرُخْصٍ سَاءهُ، وإن سمع بِغلاءٍ فَرِحَ» . ذكره رزين ولم أجده (1) .   (1) ذكره صاحب المشكاة رقم (2897) عن رزين، وزاد في نسبته للبيهقي في " شعب الإيمان ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان [11215] من طريق ابن عدي في الكامل (2/53) . الحديث: 438 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 439 - () أبو أمامة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «أهْلُ المدائن هُم الحُبساء في سبيل الله، فلا تحتكروا عليهم الأقوات، ولا تُغْلوا عليهم الأسعار، فإنَّ مَن احتكر عليهم طعامًا أربعين يومًا، ثم تصدق به، لم يكن له كفارة» ذكره رزين ولم أجده.   [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه، وانظر التعليق على الحديث رقم [440] الآتي بعد هذا. الحديث: 439 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 440 - () أبو هريرة ومعقل بن يسار - رضي الله عنهما -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُحشرُ الحَاكِرُون وقَتَلَةُ الأنْفُسِ في درجة، ومَنْ دخل في شيء مِنْ سِعْرِ المسلمين يُغْلِيه عليهم، كان حَقًا على الله أن يُعذِّبه في مُعْظَمِ النَّار يوم القيامة (1) » ذكره رزين ولم أجده.   (1) ذكره وما قبله الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 3/27 ثم قال: ذكره رزين، وهو مما انفرد به مهنا بن يحيى عن بقية بن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي هريرة، وفي هذا الحديث والحديثين قبله نكارة ظاهرة، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قلت: قال الحافظ المنذري: هو مما انفرد به مهنأ بن يحيى عن بقية بن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول عن أبي هريرة. وهذا الحديث، والحديثين قبله - حديث أبي أمامة [439] ، وحديث معاذ [438] فيهم نكارة ظاهرة، والله أعلم، الترغيب والترهيب [2670] بتحقيقي. ط/دار الحديث. الحديث: 440 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 441 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ عمر - رضي الله عنه - قال: الجالِبُ مَرزوقٌ، والمُحْتَكِرُ مَحْرُومٌ، ومن احْتَكَرَ على المسلمين طَعَامًا ضربه الله بالإفلاس، والجُذام. ذكره رزين ولم أجده (1) .   (1) أخرج قوله " الجالب مرزوق والمحتكر ملعون " ابن ماجة رقم (2153) في التجارات، باب الحكرة والجلب، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، والراوي عنه وهو علي بن سالم ضعيف أيضاً، وأخرج الباقي منه أيضاً ابن ماجة رقم (2155) وفي سنده أبو يحيى المكي لم يوثقه غير ابن حبان. وباقي الإسناد رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قلت: عزاه الحافظ المنذري لابن ماجة، والحاكم، وقال: كلاهما عن علي بن سالم بن ثوبان عن علي بن يزيد بن جدعان، وقال البخاري والأزدي: لا يتابع علي بن سالم على حديثه هذا. قال الحافظ المنذري: لا أعلم لعلي بن سالم غير هذا الحديث، وهو في عداد المجهولين. الترغيب والترهيب [2666] . قلت: وسيأتي في تكملة الكتاب. الحديث: 441 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 الباب التاسع: في الرد بالعيب 442 - (ت د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إن رجلاً ابتاع غُلامًا، فأقام عنده ما شاء اللهُ أن يُقيمَ، ثم وجدَ به عيبًا، فخاصمَه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فردَّه عليه. فقال الرجل: يا رسول الله، قد اسْتَغَلَّ غُلاَمي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الخراجُ بالضَّمَانِ (1) » هذه رواية أبي داود. وله في أخرى مختصرًا وللترمذي: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: قَضَى أنَّ الخراج بالضمان. [ص: 598] وأخرجه النسائي أيضًا مختصرًا، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى: أن الخراج بالضمان، ونهى عن ربح ما لم يُضمن (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] استغله: استغل: استفعل من الغلة: أي أخذ حاصله ومنفعته ومعيشته. الخراج بالضمان: الخراج: الدَّخلُ والمنفعة، فإذا اشترى الرجل أرضًا فاستعملها، أو دابة فركبها، أو عبدًا فاستخدمه، ثم وجد به عيبًا، فله أن يرد الرقبة، ولا شيء عليه؛ لأنها لو تلفت فيما بين مدة العقد والفسخ كانت من ضمان المشتري، فوجب أن يكون الخراج من حقه، وقيل: معناه: أنه لو مات العبد في العمل كان من المبتاع، ولم يكن له رجوع إلا في قدر العيب إن ثبتت له به بينه، وكذا الحكم في الدابة.   (1) قال علي القاري في شرح المشكاة: وقال الطيبي: الباء في بـ " الضمان " متعلقة بمحذوف، تقديره: الخراج مستحق بالضمان، أي: بسببه، وقيل: الباء للمقابلة، والمضاف محذوف، أي: منافع المبيع بعد القبض تبقى للمشتري في مقابلة الضمان اللازم عليه بتلف المبيع، ونفقته ومؤنته، ومنه قولهم: من عليه غرمه فله غنمه، والمراد بالخراج: ما يحصل من غلة العين المبتاعة: عبداً كان أو أمة أو ملكاً. قال الشافعي: فيما يحدث في يد المشتري من نتاج الدابة وولد الأمة ولبن الماشية وصوفها وثمر الشجر - أن الكل يبقى للمشتري، وله رد الأصل بالعيب، وذهب أصحاب أبي حنيفة إلى أن حدوث الولد والثمرة في يد المشتري يمنع رد الأصل بالعيب، بل يرجع بالأرش. وقال مالك: يرد الولد مع الأصل، ولا يرد الصوف، ولو اشترى جارية فولدت في يد المشتري بشبهة، أو وطئها ثم وجد بها عيباً، فإن كانت ثيباً ردها والمهر للمشتري، ولا شيء عليه إن كان هو الواطئ، وإن كانت بكراً فافتضها فلا رد له، لأن زوال البكارة نقص حدث في يده، بل يسترد من الثمن بقدر ما نقص من العيب من قيمتها، وهو قول مالك والشافعي. (2) الترمذي رقم (1285) في البيوع، باب ما جاء فيمن يشتري العبد ويستغله ثم يجد به عيباً، وأبو داود رقم (3508 و 3509 و3510) في الإجارة، باب فيمن اشترى عبداً فاستعمله ثم وجد به عيباً، والنسائي 8/254، 255 في البيوع، باب الخراج بالضمان. وصححه الترمذي وابن حبان وابن الجارود والحاكم وابن القطان، ولهذا الحديث في سنن أبي داود ثلاث طرق، اثنتان رجالهما رجال الصحيح، والثالثة قال أبو داود: إسنادها ليس بذاك، ولعل سبب ذلك أن فيه مسلم بن خالد الزغبي شيخ الشافعي، وقد وثقه يحيى بن معين وتابعه عمر بن علي المقدمي، وهو متفق على الاحتجاج به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/49) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/161) قال: حدثنا قران بن تمام، وفي (6/208) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/237) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (3508) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وفي (3509) قال: حدثنا محمود بن خالد، عن الفريابي، عن سفيان. وابن ماجة (2242) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (1285) قالك حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عثمان بن عمر، وأبو عامر العَقَدي، والنسائي (7/254) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عيسى بن يونس ووكيع. تسعتهم - يحيى، وقران، ووكيع، ويزيد، وأحمد بن يونس، وسفيان، وعثمان بن عمر، وأبو عامر العَقَدي، وعيسى بن يونس- عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن مخلد ابن خفاف بن إيماء بن رَحضة الغفاري. 2- وأخرجه أحمد (6/80) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. قال: حدثني مسلم. وفي (6/116) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا مسلم بن خالد. وأبو داود (3510) قال: حدثنا إبراهيم بن مروان. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي. وابن ماجة (2243) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي. والترمذي (1286) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، قال: أخبرنا عمر ابن علي المقدمي. كلاهما - مسلم بن خالد، وعمر بن علي- عن هشام بن عروة. كلاهما - مخلد بن خفاف، وهشام بن عروة - عن عروة، فذكره. * رواية مسلم بن خالد الزنجي: أن رجلاً اشترى عبدًا فاستغله، ثم وجد به عيبًا فرده، فقال: يا رسول الله إنه قد استغل غلامي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الخراج بالضمان» . * قال أبو داود عقب رواية مسلم بن خالد: هذا إسناد ليس بذاك. * الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. الحديث: 442 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 443 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «عُهْدَةُ الرقيق ثلاثة أيام» (1) . [ص: 599] زاد في رواية: «إنْ وجد دَاءً في الثَّلاثِ ليالٍ رَدَّ بغير بَيِّنة، وإن وجد داءً بعد الثلاث كُلِّف البينةَ: أنه اشتراه وبه هذا الداء» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] عهدة الرقيق: قال الخطابي: معنى قوله: «عهدة الرقيق» أن يشتري العبد أو الجارية، فلا يشترط البائع البراءة من العيب، فما أصاب المشتري به من العيب في الأيام الثلاثة، فهو من مال البائع، ويُرَدُّ بلا بينة، فإن وجد به عيبًا بعد الثلاث، لم يُردَّ إلا ببينة، قال: وإليه ذهب مالك، وقال مالك: عهدة الأدواء المُعضلة كالجذام، والبرص سنة، فإذا مضت السنة بريء البائع من العهدة، وكان الشافعي لا يعتبر الثلاث ولا السنة في شيء منها، وينظر إلى العيب، فإن كان مما يحدث مثله في مثل هذه المدة التي اشتراه فيها إلى وقت الخصومة، فالقول قول البائع مع يمينه، وإن كان لا يمكن حدوثه في تلك المدة، رده [ص: 600] على البائع.   (1) رقم (3506 و 3507) في الإجارة، باب عهدة الرقيق. (2) قال أبو داود: هذا التفسير من كلام قتادة، وقال المنذري في مختصره 5/157: الحسن - روايه عن عقبة - لم يصح له سماع من عقبة بن عامر، ذكر ذلك ابن المديني وأبو حاتم الرازي، فهو منقطع، وقد وقع فيه أيضاً الاضطراب، فأخرجه الإمام أحمد في مسنده. وفيه " عهدة الرقيق أربع ليال " وأخرجه ابن ماجة في " سننه "، وفيه " لا عهدة بعد أربع "، وقيل فيه أيضاً " عن سمرة، أو عقبة " على الشك. فوقع الاضطراب في متنه وإسناده، وقال البيهقي: وقيل عنه عن سمرة. وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله - يعني ابن حنبل - عن العهدة، قلت: إلى أي شيء تذهب فيها؟ فقال: ليس في العهدة حديث يثبت، هو ذاك الحديث، حديث الحسن. وسعيد - يعني ابن أبي عروبة - أيضاً يشك فيه. يقول: عن سمرة أو عقبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول بالإرسال: 1 - أخرجه أحمد (4/150) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام. وفي (4/152) قال: حدثنا إسماعيل، عن سعيد. وفي (4/152) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2554) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان بن يزيد. وفي (2555) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، عن همام. وأبو داود (3506) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان. وفي (3507) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثني عبد الصمد، قال: حدثنا همام، خمستهم - هشام، وسعيد، وشعبة، وأبان، وهمام- عن قتادة. 2- وأخرجه أحمد (4/143) ، وابن ماجة (2245) قال: حدثنا عمرو بن رافع. كلاهما -أحمد، وعمرو- قالا: حدثنا هشيم، عن يونس بن عبيد. كلاهما - عن الحسن «فذكره» . قلت: قال أبو حاتم: ليس هذا الحديث عندي بصحيح. وهذا عندي مرسل. العلل (1/395) [1184] . الحديث: 443 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 444 - (ط) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما -: أن عبد الرحمن بن عوف، اشترى وليدة [من عاصم بن عديّ (1) ] ، فوجدها ذاتَ زوجٍ فردَّها. أخرجه «الموطأ» (2) .   (1) زيادة لم ترد في الموطأ. (2) 2/617 في البيوع، باب النهي عن أن يطأ الرجل وليدة ولها زوج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك [1338] كتاب البيوع- باب النهي عن أن يطأ الرجل وليدة لها زوج: عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. فذكر الأثر. الحديث: 444 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 445 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: باع غلامًا بثمانمائة درهم. وباعه على البراءة، فقال الذي ابتاعه لعبد الله بن عمر: بالغلام داءٌ لم تُسَمِّهِ لي، فاختصما إلى عثمان بن عفان، فقال الرجل: باعني عبدًا وبه داءٌ لم يُسَمِّهِ لي، فقال عبد الله: بِعْتُه بالبراءة، فقضى عثمان على عبد الله بن عمر أن يحلفَ له: لقد باعه وما به داءٌ يَعْلَمُهُ، فأبى عبدُ الله أن يحلفَ، وارتجع العبدَ، فصحَّ عنده، فباعه عبد الله بعد ذلك بألف وخمسمائة درهم. أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] البراءة: التبري من كل عيب يكون فيه.   (1) 2/613 في البيوع، باب العيب في الرقيق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أثر صحيح: أخرجه مالك [1334] كتاب البيوع - باب العيب في الرقيق: عن يحيى بنسعيد، عن سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر «فذكر الأثر» . الحديث: 445 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 الباب العاشر: في بيع الشجر المثمر، ومال العبد، والجوائح 446 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنِ ابْتَاعَ - وفي رواية: مَنْ بَاعَ - نَخْلاً قد أُبَّرَتْ فَثَمَرتُها للبائع، إلا أن يَشْتَرطَ المبتاع (1) ، ومن ابتاع عبدًا فَمالُهُ للذي باعه، إلا أن يشترط المبتاع» هذه رواية مسلم والترمذي وأبي داود، وأخرج البخاري المعنى الأول وحده. وأخرج المعنَيْين «الموطأ» مُفَرَّقًا، وأخرجه الترمذي أيضًا وأبو داود مُفَرَّقًا من رواية أخرى، إلا أنهم جعلوا المعنى الثاني موقوفًا على عمر، من رواية عبد الله ابنه عنه. وأخرج النسائي رواية مسلم، وله في أخرى ذكرُ النخل وحده (2) . [ص: 602] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أُبِّرت: أَبَّرْتُ النخلة: لقحتها وأصلحتها، والإبار: التلقيح، وكذلك التأبير، وتأبرت النخل قبلت الإبار.   (1) المراد بالمبتاع: المشتري بقرينة الإشارة إلى البائع بقوله: من باع، وقد استدل بهذا الإطلاق على أنه يصح اشتراط بعض الثمرة، كما يصح اشتراط جميعها، وكأنه قال: إلا أن يشترط المبتاع شيئاً من ذلك، وهذه هي النكتة في حذف المفعول. (2) البخاري 4/335، 336 في البيوع، باب من باع نخلاً قد أبرت، وباب بيع النخل بأصله، وفي الشرب، باب في الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط، وفي الشروط، باب إذا باع نخلاً قد أبرت، وأخرجه مسلم رقم (1543) في البيوع، باب من باع نخلاً عليها تمر، و " الموطأ " 2/617 في البيوع، باب ما جاء في ثمر المال يباع أصله، والترمذي رقم (1244) في البيوع، باب ما جاء في ابتياع النخل بعد التأبير، وأبو داود رقم (3433) و (3434) في الإجارة [ص: 602] باب العبد يباع وله مال، والنسائي 7/396 في البيوع، باب النخل يباع أصلها ويستثني المشتري ثمرها. وقال ابن القيم رحمه الله في " تهذيب السنن " 5/79: اختلف سالم ونافع على ابن عمر في هذا الحديث، فسالم رواه عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً في القضيتين: قضية العبد وقضية النخل جميعاً، ورواه نافع عنه ففرق بين القضيتين، فجعل قضية النخل عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وقضية العبد عن ابن عمر عن عمر، فكان مسلم والنسائي وجماعة من الحفاظ يحكمون لنافع، ويقولون: ميز وفرق بينهما، وإن كان سالم أحفظ منه، وكان البخاري والإمام أحمد وجماعة من الحفاظ يحكمون لسالم، ويقولون: هما جميعاً صحيحان عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى جماعة أيضاً عن نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قضية العبد، كما رواها سالم. منهم يحيى ابن سعيد، وعبد ربه بن سعيد، وسليمان بن موسى، ورواه عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر - يرفعه - وزاد فيه: " ومن أعتق عبداً وله مال، فماله له، إلا أن يشرط السيد ماله، فيكون له ". قال البيهقي: وهذا بخلاف رواية الجماعة، وليس هذا بخلاف روايتهم، وإنما هي زيادة مستقلة، رواها أحمد في " مسنده " واحتج بها أهل المدينة في أن العبد إذا أعتق فماله له، إلا أن يشترطه سيده، كقول مالك. ولكن علة الحديث أنه ضعيف، قال الإمام أحمد: يرويه عبيد الله بن أبي جعفر من أهل مصر، وهو ضعيف في الحديث، وكان صاحب فقه، فأما في الحديث، فليس هو فيه بالقوي، وقال أبو الوليد: هذا الحديث خطأ، وكان ابن عمر إذا أعتق عبداً لم يعرض لماله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواية مالك، عن نافع مولى ابن عمر عنه: أخرجه مالك (الموطأ) (382) ، وأحمد (2/6) (4502) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/54) (5162) قال: حدثنا يحيى، عن عُبيدالله. وفي (2/63) (5306) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وفي (2/78) (5487) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أيوب (يعني السختياني) ، وفي (2/78) (5491) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت عبد ربه بن سعيد. وفي (2/102) (5788) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (3/102) (247) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (3/102) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا الليث. ومسلم (5/16) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي، جميعًا عن عبيد الله (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا قُتَيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا ابن رُمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثناه أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل، كلاهما عن أيوب. وأبو داود (4334) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (2210) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث، وفي (2212) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. والنسائي (7/296) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (7753) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبدربه بن سعيد. وفي (8330) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك. خمستهم -مالك، وأيوب السختياني، وعبيد الله، وعبد ربه بن سعيد، وليث بن سعد- عن نافع، فذكره. * زاد في رواية عبدربه بن سعيد: « ... وأيما رجل باع مملوكًا وله مال، فماله لربه الأول، إلا أن يشترط المبتاع» . قال شعبة: فحدثته بحديث أيوب، عن نافع، أنه حدث بالنخل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والمملوك عن عمر. قال عبد ربه: لا أعلمهما جميعًا إلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال مرة أخرى: فحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يشك. قال أبو داود: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بقصة العبد وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصة النخل. - ورواية الباقين عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أخرجه الحميدي (613) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4552) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/82) (5540) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا معمر. وفي (2/150) (6380) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وعبد بن حميد (722) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخرنا سفيان ابن حسين، و «البخاري» (3 /150) قال: أخبرنا عبد الله بن سوف، قال: حدثنا الليث و «مسلم» (5 /17) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قالا: أخبرنا الليث (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، (ح) وحدثناه يحي بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (3433) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2211) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد (ح) وحدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. والترمذي (1244) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، النسائي (7/297) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا سفيان. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (6970) عن إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر. خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وسفيان بن حسين، والليث بن سعد، ويونس- عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، فذكره. قلت: ورواه عكرمة بن خالد عن ابن عمر: أخرجه أحمد في مسنده (2/30) [4852] . الحديث: 446 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 447 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «من باع عَبدًا وله مالٌ، فَمالُهُ للبائِع، إلا أن يَشتَرِطَ المبتاع» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3435) في الإجارة باب العبد يباع وله مال، وفي إسناده مجهول، وهو الراوي عن جابر وبقية رجاله ثقات، وهو بمعنى حديث ابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف للجهالة: أخرجه أحمد (3/301) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن. وأبو داود (3435) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى- عن سفيان، قال: حدثني سلمة بن كهيل، قال: حدثني من سمع جابر بن عبد الله، فذكره. الحديث: 447 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 448 - (م د س) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنْ بِعْتَ من أخيك ثَمرًا، فأصابَتْهُ جائحَةٌ، فَلاَ يَحِلُّ لَكَ أنْ تأخُذَ مِنْهُ شَيئًا، بِمَ تأخُذُ مَالَ أخيكَ بغير حق؟» . وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرَ بوضْعِ الْجَوَائِح. هذه رواية مسلم وأبي داود والنسائي. إلا أن أبا داود زاد في أول الرواية الثانية، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع السِّنين، ووضَعَ الجوائحَ. وفي أخرى للنسائي قال: من باع ثمرًا فأصابته جائحة، فلا يأخذ من أخيه شيئًا، عَلاَم يأكُلُ أحدُكُم مالَ أخيهِ المسلم؟ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الجائحة: واحدة الجوائح، وهي الآفات التي تصيب الثمار فتهلكها، يقال: جَاحَهُمُ الدهر، يجوحهم، واجتاحهم: إذا أصابهم مكروه عظيم. ووضعها: إسقاطها، وهو أمر ندب واستحباب عند الأكثرين، وقد أوجبه قوم. وقال مالك - رحمه الله -: توضع في الثلث فصاعدًا، ولا توضع فيما دون ذلك. أي: إن الجائحة إذا كانت دون الثلث كانت من مال المشتري   (1) مسلم رقم (1554) في المساقاة، باب وضع الجوائح، وأبو داود رقم (3374) و (3470) في الإجارة، باب وضع الجائحة، وباب بيع السنين، والنسائي 7/264، 265 في البيوع، باب وضع الجوائح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (2559) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. ومسلم (5/29) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا أبو ضمرة (ح) وحدثنا حسن الحلواني، قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (3470) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، وأحمد بن سعيد الهمداني، قالا: أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا أبو عاصم. وابن ماجة (2219) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثنا ثور بن يزيد. والنسائي (7/264) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج. وفي (7/265) قال: أخبرنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثنا ثور بن يزيد. ستتهم - عثمان بن عمر، وابن وهب، وأبو ضمرة، وأبو عاصم، وثور، وحجاج- عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. الحديث: 448 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 الكتاب الثالث: من حرف الباء في البخل وذم المال 449 - (خ م) الأحنف بن قيس - رضي الله عنه (1) - قال: قَدِمْتُ المدينة، فبينا أنا في حَلْقةٍ فيها مَلأُ من قُريش، إذْ جاء رجُلٌ أخْشَنُ الثياب، أخشنُ الجسَدِ، أخشنُ الوجه (2) ، فقام عليهم، فقال: بَشِّرِ الكانِزينَ برَضْفٍ يُحْمَى عليه، في نار جهنم، فيوضَعُ على حَلَمةِ (3) ثَدْي أحَدِهِم حتى يَخْرُجَ من نُغْضِ كَتِفِهِ، ويُوضَعُ على نُغْضِ كَتِفِهِ حتى يخرجَ من حَلَمة ثديه، يَتَزَلْزَلُ (4) ، قال: فوضع القومُ رؤُوسهم، فما رأيت أحدًا منهم رجع إليه شيئًا، قال: فأدْبَرَ، فاتَّبعتُه، حتى جلس إلى ساريةٍ، فقلتُ: ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلتَ [ص: 605] لهم، فقال: إن هؤلاء لا يعقلون شيئًا، إنَّ خَليلي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - دعاني فأجبتُه، فقال: «أتَرى أُحُدًا؟» فنظرتُ ما عليَّ من الشَّمْسِ، وأنا أظُنُّ أنَّهُ يَبْعَثُني في حاجةٍ له، فقلت: أراه، فقال: «ما يَسُرُّني أن لي مثله ذَهبًا أُنُفِقه كُلَّه، إلا ثلاثة دنانير، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا، لا يعقِلُون شيئًا» قال: قلت: ما لك ولإخوانك من قريش لا تَعْتَرِيهِم وتُصيبُ منهم؟ قال: «لا، ورَبِّكَ، لا أسألُهم عن دُنيا (5) ، ولا أستفيهم عن دِين، حتى ألْحَقَ بالله ورسوله» . هذا لفظ مسلم، وهو عند البخاري بمعناه. وفي رواية: أن الأحنف قال: كنت في نَفَر من قريش، فمرَّ أبو ذَرٍّ وهو يقول: بَشِّر الكانزين بكَيٍّ في ظُهُورهم، يخرُجُ من جُنوبهم. وبَكَيٍّ من قِبَلِ أقفائهم يخرج من جِبَاههم، ثم تنحَّى، فقعد، فقلتُ: من هذا؟ قالوا: هذا أبو ذر. قال: فقمتُ إليه. فقلت: ما شَيءٌ سَمِعْتُك تقول قُبَيْلُ؟ قال: ما قلتُ إلا شيئًا سمعتُهُ من نبِيِّهم - صلى الله عليه وسلم -، قال: قُلتُ: ما تَقُولُ في هذا العطاء؟ قال: خُذه، فإن فيه اليوم مَعونةً، فإذا كان ثمنًا لدِينك فدعْهُ. وفي أخرى بعض هذا المعنى قال: كنتُ أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو ينظُرُ إلى أُحُدٍ، فقال: ما أُحِبُّ أن يكون لي ذهبًا تُمسِي عليَّ ثالثةٌ وعندي منه شَيءٌ. وفي رواية: وعندي منه دينار، إلا دينارًا أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ، إلا أن [ص: 606] أقولَ به في عباد الله، هكذا، حَثَا بين يَديه، وهكذا عن يمينه، وهكذا عن شماله (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الكنَّازين: الكنَّازون: جمع كناز: وهو الذي يكنز الذهب والفضة: أي يجعلهما كنزًا، والكنز: المال المدفون. بِرَضْفٍ: الرَّضفُ: جمع رضفة. وهي الحجر يحمى ويترك في اللبن ليُحْمى. حلمة ثديه: حلمة الثدي: هي الحبة على رأسه. نغض الكتف: غضروفه. تعتريهم: عراه واعتراه: إذا قصده يطلب رفده وصلته. أرصده: رصدت فلانًا: ترقبته، وأرصدت له: أعددت له.   (1) الأحنف: لقب له لحنف كان برجله. واسمه الضحاك، وقيل: صخر بن قيس بن معاوية التميمي، أبو بحر السعدي، أدرك النبي صلى لله عليه وسلم، ودعا له. كان أحد الحكماء الدهاة العقلاء، توفي بالكوفة سنة سبع وستين في إمارة مصعب بن الزبير على العراق، فمشى في جنازته، وكان له ولد يدعى بحراً، وبه كان يكنى، وتوفي بحر وانقرض عقبه من الذكور. (2) في البخاري: خشن الشعر والثياب والهيئة. (3) قال النووي: فيه جواز استعمال " الثدي " في الرجل، وهو الصحيح، ومن أهل اللغة من أنكره، وقال: لا يقال " ثدي " إلا للمرأة، ويقال: في الرجل " ثندوة " وقد سبق بيان هذا مبسوطاً في كتاب الإيمان في حديث الرجل الذي قتل نفسه بسيفه، فجعل ذبابه بين ثدييه، وسبق أن الثدي يذكر ويؤنث. (4) يضطرب ويتحرك وهو للرضف، أي: يتحرك من نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثدييه. (5) قال النووي: بحذف عن، وهو الأجود، أي لا أسألهم شيئاً من متاعها. (6) البخاري 3/218 في الزكاة، باب ما أدى زكاته فليس بكنز، وفي الاستقراض، باب أداء الديون، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الاستئذان، باب من أجاب لبيك وسعديك، وفي الرقاق، باب المكثرون هم المقلون، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم " ما أحب أن لي مثل أحد ذهباً " وأخرجه مسلم رقم (992) في الزكاة، باب في الكانزين للأموال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/160) قال: حدثنا إسماعيل، عن الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير. وفي (5/167) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو الأشهب، قال: حدثنا خليد العصري، قال أبو جري: أين لقيت خليدًا؟ قال: لا أدري. وفي (5/169) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا أبو نعامة. وفي (5/169) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا أبو نعامة السعدي، والبخاري (2/133) قال: حدثنا عياش، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا الجريري، عن أبي العلاء. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الجريري، قال: حدثنا أبو العلاء بن الشخير، ومسلم (3/76) قال: حدثني زهير ابن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي العلاء. وفي (3/77) قال: وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو الأشهب، قال: حدثنا خليد العصري. ثلاثتهم - أبو العلاء بن الشيخر يزيد بن عبد الله، وخليد، وأبو نعامة السعدي- عن الأحنف بن قيس، فذكره. الحديث: 449 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 450 - (خ م ت س) أبو ذر - رضي الله عنه - قال: انْتَهَيْتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جَالِسٌ في ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فلما رآني قال: «هُمُ الأخسرون ورَبِّ الْكَعْبَةِ» قال: فجئتُ حتى جَلَسْتُ، فلم أتَقَارَّ أن قُمتُ، فقلتُ: يا رسول الله فِدَاكَ أبي وأمي مَن هُمْ؟ قال: «هُمُ الأكثرون أموالاً، إلا من قال هكذا، [ص: 607] وهكذا، وهكذا، - من بَيْنِ يديه - ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله - وقليلٌ ما هم، ما من صاحب إبلٍ ولا بقرٍ ولا غنمٍ، لا يُؤدِّي زكاتَها، إلا جاءتْ يومَ القيامة أعظمَ ما كانت وأسمنَه، تَنْطَحُه بِقُرُونِها، وتَطؤُه بأظْلافها، كلما نَفِدَت أُخْراها عادت عليه أُولاها حتى يُقضى بين الناس. هذه رواية مسلم، وفرَّقه البخاري في موضعين» . وأخرجه الترمذي والنسائي بطوله: وفيه - بعد قوله: وقليلٌ ما هم -، ثم قال: والذي نفسي بيده، لا يموتُ رجلٌ فيدَعُ إبلاً ولا بقرًا لم يُؤَدِّ زَكاتَها.. وذكر الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] أَتَقَارُّ: بمعنى أقَرُّ وأَثْبُتُ: أي لم أَلْبَث أن سألته. بأظلافها: الظِّلْفُ للبقر والغنم: بمنزلة الحافر للفرس والبغل، وبمنزلة الخف للبعير.   (1) البخاري 11/460 في الإيمان، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، و 3/256 في الزكاة، باب زكاة البقر، ومسلم رقم (990) في الزكاة، باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة، والترمذي رقم (617) في الزكاة، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في منع الزكاة، والنسائي 5/10، 11 في الزكاة، باب التغليظ في حبس الزكاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (140) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (5/152) قال: حدثنا محمد بن عبيد، وابن نمير. وفي (5/157، 158) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/169) قال: حدثنا أبو معاوية. والدارمي (1626) قال: أخبرنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا أبو الأحوص، والبخاري (2/148) ، وفي (8/162) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (3/74) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وفي (3/75) قال: وحدثناه أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (1785) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (617) قال: حدثنا هناد بن السري التميمي الكوفي، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (5/10) قال: أخبرنا هناد بن السري في حديثه، عن أبي معاوية، وفي (5/29) قال: أخبرنا محمد ابن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (2251) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وجعفر بن محمد التغلبي، قالا: حدثنا وكيع. سبعتهم - سفيان، ومحمد بن عبيد، وابن نمير، ووكيع، وأبو معاوية، وأبو الأحوص، وحفص بن غياث- عن الأعمش، عن المعرور بن سويد، فذكره. الحديث: 450 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 451 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إيَّاكم والشُّحَّ، فإنَّما هَلَكَ من كان قَبلكُم بالشُّحِّ، أمَرَهم بالبُخْلِ [ص: 608] فَبَخِلُوا [وأمرهم بالقَطيعة فَقَطعوا] (1) وأمَرهم بالفُجُور فَفَجَرُوا» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الشح: أشد البخل، وقيل: هو بخل مع حرص. الفجور: هنا: العصيان والفسق. يسفكوا: السفك: الإراقة والإجراء. محارمهم: المحارم: كل ما حرم عليهم ونُهوا عنه.   (1) زيادة من سنن أبي داود. (2) رقم (1698) في الزكاة، باب في الشح، وإسناده صحيح، وأخرجه الحاكم مطولاً وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود [1698] قال: ثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو «فذكره» . الحديث: 451 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 452 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَصْلَتَانِ لا تَجْتَمعانِ في مُؤمنٍ: الْبُخْل، وسوءُ الخُلُقِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1963) في البر والصلة، باب ما جاء في البخل وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى، وصدقة ضعيف ضعفه ابن معين وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (996) قال: حدثنا سليمان بن داود. والبخاري في الأدب المفرد (282) قال: حدثنا مسلم. والترمذي (1962) قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: أخبرنا أبو داود. كلاهما - سليمان بن داود، وأبو داود، ومسلم بن إبراهيم- عن صَدَقَة بن موسى أبي المغيرة السلمي، قال: حدثنا مالك بن دينار، عن عبد الله بن غالب الحُدّاني، فذكره. قلت: قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى، وصدقة ضعيف، ضعفه ابن معين. الحديث: 452 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 453 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوْ كان عِنْدِي أُحُدٌ ذَهَبًا، لأحْبَبْتُ أنْ لا تَأتِيَ ثلاثٌ وعِنْدِي منه دينار، لَيْسَ شَيْئًا أُرْصِدُهُ في دَيْنٍ عليَّ، أجِدُ من يَقْبَلُهُ» . [ص: 609] وفي رواية: «لَوْ كان عندي مثلُ أُحُدٍ ذَهَبًا، لَسَرَّني أن لا يَمرَّ عليَّ ثَلاثُ لَيَالٍ وعندي منه شَيءٌ، إلا شَيئًا أُرْصِدُهُ لدَينٍ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 5/42 في الاستقراض، باب أداء الديون، وفي الرقاق 11/225، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهباً "، وفي التمني، باب تمني الخير، ومسلم رقم (991) في الزكاة، باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة وإسناده: قال البخاري (3/152، 8/118) قال: حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد. قال: حدثنا أبي، عن يونس. قال: قال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. - ورواه مسلم من حديث محمد بن زياد، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا حماد. ومسلم (3/57) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، قال: حدثنا الربيع، يعني ابن مسلم. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - شعبة، وحماد بن سلمة، والربيع بن مسلم- عن محمد بن زياد، فذكره. - ورواه مالك بن أبي عامر، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/419) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (4132) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب. كلاهما - قتيبة بن سعيد، ويعقوب بن حميد- عن عبد العزيز بن محمد، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، فذكره. الحديث: 453 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 454 - (د س) بهز بن حكيم - رضي الله عنهما -: عن أبيه عن جدِّه قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يَأتي رجلٌ مولاه يسألُه مِن فضلٍ عندَهُ، فَيَمْنَعُهُ إيَّاهُ، إلا دُعِيَ له يومَ القيامَةِ شُجَاعٌ يَتَلَمَّظُ فَضْلَه الذي مَنَعَهُ (1) » .أخرجه النسائي. وأخرجه أبو داود في جملة حديث يتضمن بِرِّ الوالدين، وقد ذُكر في كتاب البِرِّ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] شُجاع: الشجاع هاهنا: الحية. يتلمظ: التلمظ: تطعم ما يبقى في الفم من أثر الطعام.   (1) الشجاع - بضم الشين وكسرها - الحية الذكر، والجمع: أشجعة وشجعان، وشجعان، وهو أجرأ الحيات، والتلمظ: الأخذ باللسان ما يبقى في الفم من أثر الطعام وتتبعه، واللماظة: أثر الطعام، والتمطق بالشفتين. (2) النسائي 5/82 في الزكاة، باب من يسأل ولا يعطي، وأبو داود رقم (5139) في الأدب، باب بر الوالدين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (5/2) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن بهز بن حكيم. وفي (5/3) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا أبو قزعة الباهلي. وفي (5/3) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا بهز بن حكيم. وفي (5/5) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن بهز ابن حكيم، وأبو داود (5139) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان، عن بهز بن حكيم. والنسائي (5/82) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت بهز ابن حكيم. كلاهما - بهز، وأبو قزعة- عن حكيم بن معاوية، فذكره. الحديث: 454 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 455 - (ت) كعب بن عياض - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله [ص: 610] صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن لِكُلِّ أمَّةٍ فِتْنَةً ووإن فتْنَةَ أمَّتي المالُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2337) في الزهد، باب ما جاء أن فتنة هذه الأمة المال، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم وأقره الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/160) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار. والترمذي (2336) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا الحسن بن سوار. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11129) عن عمرو بن منصور، عن آدم. كلاهما - الحسن، وآدم - عن ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير، عن أبيه، فذكره. الحديث: 455 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 456 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فترغَبُوا في الدنيا» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الضَّيعة: هاهنا: المعيشة والحرفة التي يعود الإنسان بحاصلها على نفسه.   (1) رقم (2329) في الزهد، باب لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا، وإسناده قوي، وحسنه الترمذي. وأخرجه أحمد رقم (3579) والحاكم 4/322 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (122) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/377) (3579) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/426) (4048) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/443) (4234) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2328) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وسفيان الثوري- عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، فذكره. قلت: هو من بابة الزهد والرقائق، والمغيرة بن سعد «مقبول» . الحديث: 456 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 457 - (م ت س) عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه - قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ: {ألْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} فقال: «يقولُ ابنُ آدمَ: مالي، مَالي، وهَلْ لَكَ يا ابْن آدَمَ مِنْ مَالِكَ إلا ما أكلتَ فأفْنَيتَ، أو لَبِستَ فأبْلَيْتَ، أو تصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ» . أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] فأمضيت: أي أنفذت فيه عطاءك.   (1) مسلم رقم (2958) في الزهد، باب الزهد، والترمذي رقم (3351) في تفسير القرآن، باب من سورة ألهاكم التكاثر، والنسائي 6/238 في الوصايا، باب الكراهية في تأخير الوصية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/24) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام، وفي (4/24) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج، قال: حدثني شعبة. وفي (4/26) قال: أخبرنا عبد الوهاب، قال: أخبرنا سعيد، وفي (4/26) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وفي (4/26) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (4/26) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا همام، وعبد بن حميد (513) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (8/211) قال: حدثنا هَدّاب بن خالد، قال: حدثنا همام، (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وقالا جميعًا: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. والترمذي (2342، 3354) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (6/238) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (5346) عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن سعيد، عن شعبة. خمستهم -هشام، وشعبة، وسعيد، وأبان، وهمام- عن قتادة. 2 - وأخرجه أحمد (4/26) قال: حدثنا عبد الله بن محمد -قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة-. وعبد بن حميد (515) قال: حدثني ابن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5346) عن أحمد بن مصرف بن عمرو. كلاهما - عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، وأحمد بن مُصَرِّف - عن زيد بن الحُباب، عن شداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي، عن غَيلان بن جرير. كلاهما - قتادة، وغيلان- عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره. * لفظ رواية غير ابن جرير: «أتيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يُصلي قاعدًا، أو قائمًا وهو يقرأ: {ألهاكم التكاثر} حتى ختمها» . الحديث: 457 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 458 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «يقُولُ العَبْدُ: مَالي، مَالي، وإنَّما لَه من مَالِهِ ثَلاثٌ: ما أكَلَ فأفْنَى، أو لَبِسَ فأبْلَى، أو أعْطَى فأقْنَى، وما سوى ذلك، فَهُوَ ذَاهِبٌ وتاركُهُ لِلنَّاسِ» . [ص: 611] أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2959) في الزهد، باب الزهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/368) قال: حدثنا هيثم. قال: أخبرنا حفص بن ميسرة. وفي (2/412) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ومسلم (8/211) قال: حدثني سويد بن سعيد. قال: حدثني حفص بن ميسرة. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - حفص بن ميسرة، وعبد الرحمن بن إبراهيم، ومحمد بن جعفر- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 458 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 459 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لُعِنَ عَبدُ الدِّينارِ، ولُعِنَ عَبْدُ الدِّرْهَم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2376) في الزهد، باب لعن عبد الدينار. وحسنه الترمذي مع أن فيه عنعنة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف للانقطاع: أخرجه الترمذي (2375) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن يونس، عن الحسن، فذكره. قلت: والصحيح لفظ: «تَعِس عبدُ الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أُعْطِيَ رضي، وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس، إذا شيك فلا انتَقَشَ، طوبى لعبد آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مُغْبَرةٍ قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في السَّاقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يُشَفَّع» . أخرجه البخاري (4/41، 8/114) قال: حدثنا يحيى بن يوسف، قال: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين. وفي (4/41) قال: وزادنا عمرو، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه. وابن ماجة (4135) قال: حدثنا الحسن بن حماد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، وفي (4136) قال: حدثنا يعقوب بن حميد، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد، عن صفوان، عن عبد الله بن دينار. كلاهما - أبو حصين، وعبد الله بن دينار- عن أبي صالح، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة، واللفظ لعبد الله بن دينار عند البخاري. * قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (4/41) : لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين. الحديث: 459 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 460 - (خ س) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيُّكُم مالُ وارِثِه أحبُّ إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله، ما مِنَّا أحدٌ إلا مالُه أحبُّ إليه، قال: «فإنَّ مَالَهُ ما قَدَّمَ،، مالَ وَارِثِهِ ما أخَّرَ» . أخرجه البخاري والنسائي (1) .   (1) البخاري 11/221 في الرقاق، باب ما قدم من ماله فهو له، والنسائي 6/237، 238 في الوصايا، باب الكراهية في تأخير الوصية. قال ابن بطال وغيره: وفي الحديث التحريض على تقديم ما يمكن تقديمه من المال في وجوه القربة والبر لينتفع به في الآخرة، فإن كل شيء يخلفه المورث يصير ملكاً للوارث، فإن عمل فيه بطاعة الله اختص بثواب ذلك، وكان ذلك الذي تعب في جمعه ومنعه، وإن عمل فيه بمعصية الله، فذاك أبعد لمالكه الأول من الانتفاع به وإن سلم من تبعته، ولا يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم لسعد " إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة " لأن حديث سعد محمول على من تصدق بماله كله أو معظمه في مرضه، وحديث ابن مسعود في حق من يتصدق في صحته وشحه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/382) (3626) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (8/116) قال: حدثني عمر ابن حفص، قال: حدثني أبي، وفي الأدب المفرد (153) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا أبو معاوية. والنسائي (6/237) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية. كلاهما - أبو معاوية، وحفص بن غياث- عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، فذكره. * صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث به. الحديث: 460 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 461 - (ت س) أبو وائل - رضي الله عنه - قال: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عُتْبَةَ - وهو مريضٌ يعوده - فوَجَدَهُ يَبْكي، فقالَ: يا خَالُ، ما يُبْكِيكَ؟ أوَجَعٌ يُشْئِزُكَ، أمْ حِرْصٌ على الدنيا؟ قال: كَلاَّ، ولكنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إلينا عَهْدًا لم آخُذْ به، قال: وما ذلك؟ قال: سَمِعْتُهُ يقول: [ص: 612] «إنَّما يَكْفي مِنْ جَمعِ المال خادمٌ، ومَركبٌ في سبيل الله، وأجِدُني اليومَ قد جمعت» . هذه رواية الترمذي. وأخرجه النسائي عن أبي وائل عن سَمُرة بن سَهْمٍ - رجل من قومه - قال: نزلتُ على أبي هاشم بن عُتْبَةَ - وهو طَعينٌ - فأتاهُ معاوية يعودُه، فبكى أبو هاشم ... وذكر الحديث (1) . ورأيتُ قد زاد فيه رزين: فلما ماتَ حُصِّلَ ما خَلَّفَ، فبلغَ ثلاثين درهمًا، وحُسِبَتْ فيه القَصْعَةُ التي كان يَعْجِنُ فيها، وفيها كان يأكُلُ، ولم أجد هذه الزيادة. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] يُشْئِزُكَ: يُقْلِقُكَ، يقال: أَشأزني الشيء، فشئِزْتُ، أي: أقلقني فقلقت. [ص: 613] طعين: المطعون، وهو الذي أصابه الطاعون.   (1) وذكره الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 4/123 في عيش السلف وقال: رواه الترمذي والنسائي، ورواه ابن ماجة عن أبي وائل عن سمرة بن سهم عن رجل من قومه، لم يسمه، قال: " نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو مطعون، فأتاه معاوية - وذكر الحديث " ورواه ابن حبان في " صحيحه " عن سمرة بن سهم قال: نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو مطعون، فأتاه معاوية ... فذكر الحديث. وأبو هاشم: هو أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، القرشي العبشمي، خال معاوية بن أبي سفيان، وأخو أبي حذيفة لأبيه، وأخو مصعب بن عمير لأمه، أمهما: خناس بنت مالك القرشية العامرية، قيل: اسمه شيبة، وقيل: هشيم، وقيل: مهشم، أسلم يوم الفتح، وسكن الشام، وتوفي في خلافة عثمان، وكان من زهاد الصحابة وصالحيهم، وكان أبو هريرة إذا ذكره قال: " ذاك الرجل الصالح ". والحديث أخرجه الترمذي رقم (2328) في الزهد، باب في هم الدنيا وحبها، والنسائي 8/218، 219 في الزينة، باب اتخاذ الخادم والمركب، وابن ماجة رقم (4103) في الزهد، باب الزهد في الدنيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/290) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وابن ماجة (4103) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا جرير. والنسائي (8/218) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير. كلاهما - زائدة، وجرير- عن منصور، عن أبي وائل، عن سمرة بن سهم، رجل من قومه، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/443) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (3/444) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش. ومنصور. والترمذي (2327) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن منصور والأعمش. والنسائي من الكبرى (الورقة 130 ب) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن منصور والأعمش. كلاهما - الأعمش، ومنصور- عن شقيق أبي وائل. قال: دخل معاوية على أبي هاشم بن عتبة، وهو مريض يبكي، فذكره بمعناه. ليس فيه (سمرة بن سهم) . قلت: الإسناد الأول به «مبهم» ، والثاني فيه الأعمش وقد دلسه كما ترى. الحديث: 461 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 الكتاب الرابع: في البنيان والعمارات 462 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: لقد رأيتُني مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ينيتُ بيتًا بيدَيَّ، يُكِنُّني من المطرِ، ويُظِلُّني من الشمس، ما أعانني عليه أحدٌ من خلق الله. وفي رواية: قال عمرو بن دينار: سمعتُ ابن عمر يقول: ما وضَعْتُ لَبِنَةً على لَبِنَةٍ مُنذُ قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال سُفيان: فَذَكَرتُهُ لِبَعض أهله، فقال: والله لقد بَنَى، فقلتُ: لَعَلَّهُ قَبلُ. أخرجه البخاري (1) .   (1) البخاري 11/78 في الاستئذان، باب ما جاء في البناء، وأخرجه ابن ماجة رقم (4162) في الزهد، باب في البناء والخراب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/82) . وابن ماجة (4162) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما - البخاري، ومحمد بن يحيى- قالا: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه سعيد، فذكره. الحديث: 462 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 463 - (خ م) قيس بن أبي حازم (1) - رحمه الله -: قال: دَخلْنا على خَبَّاب بن الأرَتِّ نَعودُه، وقد اكْتَوَى سبع كَياتٍ - زاد بعض الرواة: في [ص: 614] بطنه - فقال: إن أصحابَنا الذين سلفوا مَضَوْا ولم تنقُصُهُم الدُّنيا، وإنا أصبنا ما لا نجدُ له موضِعًا إلا التُّراب، ولولا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندعُوَ بالموتِ لدَعَوتُ به، ثم أتيناه مرَّةً أخرى - وهو يبني حائِطًا له - فقال: إن المُسلِم يُؤجَرُ في كلِّ شيء يُنْفِقُهُ إلا في شيءٍ يجعلُهُ في هذا التراب، أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري (2) .   (1) قيس بن أبي حازم - واسمه حصين - بن عوف البجلي الأحمسي، أبو عبد الله الكوفي، أدرك الجاهلية، ورحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق، وأبوه له صحبة. روى عن أبيه وأبي بكر وعثمان وعلي، وعن بقية العشرة، إلا عبد الرحمن بن عوف. قال ابن عيينة: ما كان بالكوفة أحد أروى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قيس، وقال الآجري عن أبي داود: أجود الناس إسناداً قيس بن أبي حازم، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين. (2) البخاري 10/108، 109 في المرضى، باب تمني المريض الموت، وفي الدعوات، باب الدعاء بالموت والحياة، وفي الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، وفي التمني، باب ما يكره من التمني، وأخرجه مسلم رقم (2681) في الذكر والدعاء، باب تمني كراهية الموت لضر نزل به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (154) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/109) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/110) قال: حدثنا يزيد. وفي (5/111) قال: حدثنا محمد بن يزيد. وفي (5/112، 6/395) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (7/156) ، وفي الأدب المفرد (454) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/94) وفي الأدب المفرد (687) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، وفي (8/94، 114) قال: حدثنا محمد ابن المثنى، قال: حدثنا يحيى، وفي (8/113) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا وكيع. وفي (9/104) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عبدة. ومسلم (8/64) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (8/64) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان بن عُيينة، وجرير بن عبد الحميد، ووكيع. (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا عُبيد الله بن معاذ، ويحيى بن حبيب، قالا: حدثنا مُعتمر، (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (4/4) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. جميعهم - سفيان، ووكيع، ويزيد، ومحمد بن يزيد، ويحيى بن سعيد، وشعبة، وعبدة، وابن إدريس، وجرير، وابن نُمير، ومعتمر، وأبو أسامة- عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، فذكره. الحديث: 463 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 464 - (ت) أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «النَّفَقَةُ كلُّها في سَبِيلِ اللهِ إلا البنَاءَ فلا خير فيه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2484) في أبواب صفة القيامة، باب النهي عن تمني الموت، وسنده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2482) قال: حدثنا محمد بن حُميد الرازي، قال: حدثنا زافر بن سليمان، عن إسرائيل، عن شبيب بن بشير، قال الترمذي: هكذا قال (شبيب بن بشير) ، وإنما هو (شبيب بن بشر) فذكره. الحديث: 464 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614 465 - (د) أنس - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يَوْمًا ونحن مَعَهُ، فَرَأى قُبَّةً، مُشْرِفَةً، فقال: «مَا هَذِهِ؟» قال أصْحَابُهُ: هذه لفلانٍ - رجل من الأنصار - فسَكَت وحملها في نفسه، حتى لما جاء صاحِبُها، سَلَّمَ عليه في الناس، فأعرض عنه - صنع ذلك مرارًا - حتى عرف الرجلُ الغضبَ فيه، والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: واللهِ، إني لأُنكر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: خرَجَ، فرأى قُبَّتَكَ، فرجعَ الرجلُ إلى قُبَّتِهِ فهَدَمَهَا، حتى سوَّاها بالأرض، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذَات يومٍ، فلم يَرَها قال: «ما فعلَتِ القُبَّةُ؟» قالوا: شكا إلينا صاحِبُها إعراضَك عنه، [ص: 615] فأخبرناه فهدمها، فقال: «أمَا إنًَّ كلَّ بِنَاءٍ وبالٌ على صاحبِهِ، إلا مالا، إلا مالا» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] إلا مالا: أي: إلا ما لابد للإنسان منه مما تقوم به الحياة.   (1) رقم (5237) في الأدب، باب ما جاء في البناء، وفي سنده أبو طلحة الأسدي الراوي عن أنس لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: 1 - أخرجه أحمد (3/220) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن عبد الملك بن عمير. 2 - وأخرجه أبو داود (5237) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عثمان بن حكيم، قال: أخبرني إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي. كلاهما - عبد الملك، وإبراهيم- عن أبي طلحة الأسدي، فذكره. أخرجه ابن ماجة (4161) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فَروة، قال: حدثني إسحاق بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 465 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614 466 - (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «مَرَّ بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أُطَيِّنُ حائِطًا لِي من خُص - فقال: ما هذا يا عبد الله؟ قلتُ: حائطًا أصْلحُهُ يا رسولَ الله، قال: الأمْرُ أيسَرُ من ذَلِكَ» أخرجه الترمذي. وأخرجه أبو داود نحوه، وقال: ونحنُ نُصْلحُ خُصًا لنا، وقَدْ وَهَى، فقال: ما أرى الأمرَ إلا أعْجَلَ من ذلك. وفي رواية أخرى لأبي داود نحوه، وفيه: أنا وأمِّي، وفيه: الأمْرُ أسرعُ من ذَلِكَ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] خُصٌٌ: الخص: البيت من القصب. وَهى: وهَى الشيء: إذا قارب الهلاك، ومنه: وهى السقاء: إذا تَخَرَّق.   (1) الترمذي رقم (2336) في الزهد، باب ما جاء في قصر الأمل، وأبو داود رقم (5235 و 5236) في الأدب، باب ما جاء في البناء، وأخرجه ابن ماجة رقم (4160) في الزهد، باب في البناء والخراب، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح، لولا تدليس الأعمش: أخرجه أحمد (2/161) (6502) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري في الأدب المفرد (456) قال: حدثنا عمر، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (5235) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا حفص. وفي (5236) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وهناد (المعنى) ، قالا: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (4160) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (2335) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. كلاهما - أبو معاوية، وحفص بن غياث- قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي السفر، فذكره. الحديث: 466 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615 467 - (د) دكين بن سعيد المزني - رضي الله عنه - (1) قال: «أتَيْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألنَاهُ الطَّعَامَ، فقال: يا عُمَرُ اذْهَبْ فأعْطِهِم، فارْتَقَى بِنَا إلَى عِلِّيَّةٍ، فأخرجَ المفتاحَ مِنْ حُجْزَتِهِ فَفَتَحَ» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] حجزته: حجزة السراويل معروفة.   (1) قال الحافظ في " تهذيب التهذيب " 3/212 دكين بن سعيد، ويقال: ابن سعيد - بالضم - ويقال: ابن سعد المزني، ويقال: الخثعمي، له صحبة، عداده في أهل الكوفة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه قيس بن أبي حازم، روى عنه أبو داود حديثاً واحداً في معجزة تكثير التمر القليل، قلت: (القائل ابن حجر) قال مسلم وغيره: لم يرو عنه غير قيس، وأخرج ابن خزيمة وابن حبان حديثه في " صحيحهما " وذكره الدارقطني في الإلزامات وأبو ذر في مستدركه. (2) رقم (5238) في الأدب، باب في اتخاذ الغرف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (893) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/174) . قال: حدثنا وكيع. وفي (4/174) قال: حدثنا يعلى بن عُبيد. وفي (4/174) قال: حدثنا محمد بن عُبيد. وفي (4/174) قال: حدثنا يعلى، ومحمد، ابنا عبيد. وأبو داود (5238) قال: حدثنا عبد الرحيم بن مطرف الرؤاسي، قال: حدثنا عيسى. خمستهم - سفيان، ووكيع، ويعلى، ومحمد، وعيسى- عن إسماعيل - ابن أبي خالد- عن قيس، فذكره. الحديث: 467 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 468 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا تَدَارأتُم - وفي رواية - تَشَاجَرْتم في الطَّريقِ، فاجْعَلُوهُ سَبْعَةَ أذْرُع» . وفي أخرى: قالَ: قَضَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تَشَاجَرُوا في الطَّريق -: «بسَبْعَة أذْرُعٍ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] تدارأتم: المدارأة مهموزة: المدافعة. تشاجرتم: المشاجرة: المخاصمة.   (1) البخاري 5/85 في المظالم، باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء، ومسلم رقم (1613) في المساقاة، باب قدر الطريق إذا اختلفوا فيه، والترمذي رقم (1356) في الأحكام، باب ما جاء في الطريق إذا اختلفوا فيه، وأبو داود رقم (3633) في الأقضية، باب من أبواب القضاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عكرمة عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/495) ، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (3/177) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - إسحاق، وموسى- قالا: حدثنا جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت، عن عكرمة، فذكره. - ورواه بشير بن كعب العدوي عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/429، 474) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/466) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (3633) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وابن ماجة (2338) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، والترمذي (1356) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى، ووكيع، ومسلم بن إبراهيم- عن المثنى بن سعيد الضبعي، عن قتادة، عن بشير بن كعب العدوي، فذكره. - ورواه عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة: أخرجه مسلم (5/59) قال: حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. قال: حدثنا خالد الحذاء، عن يوسف بن عبد الله، عن أبيه، فذكره. الحديث: 468 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 ترجمة الأبواب التي أولها باء، ولم ترد في حرف الباء البيعة: في كتاب الإيمان، من حرف الهمزة. بَدْءُ الخلق: في خلق العالم، من حرف الخاء. البول: في كتاب الطهارة، من حرف الطاء. البُكاء: في كتاب الموت، من حرف الميم. بدء الوحي: في كتاب النبوة، من حرف النون. تم - بعون الله وتوفيقه - الجزء الأول من كتاب " جامع الأصول في أحاديث الرسول " - صلى الله عليه وسلم - ويليه الجزء الثاني، وأوله: حرف التاء ويبدأ بكتاب تفسير القرآن الكريم وأسباب نزوله، وهو على نظم سور القرآن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 حرف التاء وفيه سبعة كتب كتاب التفسير، كتاب تلاوة القرآن، كتاب ترتيب القرآن، كتاب التوبة، كتاب التعبير، كتاب التفليس، كتاب تمني الموت الكتاب الأول: في تفسير القرآن، وأسباب نزوله وهو على نَظْم سور القرآن 469 - (ت د) - جُندب بن عبد الله - رضي الله عنه-: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ فِي كِتَابِ الله - عز وجل - برأْيهِ فأصابَ، فقد أَخطأَ» . أخرجه الترمذي وأبو داود، وزاد رزين زيادة لم أجدْها في الأُصول، «ومن قالَ بِرأْيِهِ فأَخطأ، فقَد كَفَرَ» . (1) [ص: 4] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَن قَالَ فِي كِتَابِ اللهِ بِرَأْيِهِ) [النهي عن تفسير القرآن بالرأي] لا يخلو: إِمَّا أن يكون المراد به: الاقتصار على النقل والمسموع، وترك الاستنباط، أو المراد به: أمر آخر، وباطل أَنْ يكونَ المراد به: أن لا يتكلَّم أحد في القرآن إلا بما سمعه، فإنَّ الصحابة -رضي الله عنهم- قد فسروا القرآن، واختلفوا في تفسيره على وجوه، وليس كل ما قالوه سَمعوهُ من النبي صلى الله عليه وسلم وإنَّ النَّبيَّ دعا لابن عباس فقال: «اللهم فقهه في الدِّين وعلِّمهُ التأويل» فإن كان التأويل مسموعاً كالتنزيل، فما فائدة تخصيصه بذلك؟. وإنما النهي يحمل على أحد وجهين: أحدهما: أن يكون له في الشيء رأي، وإليه ميْل من طبعه وهواه، فيتأوَّل القرآن على وفْقِ رأيه وهواه، ليحتجَّ على تصحيح غرضه، ولو لم يكن له ذلك الرأي والهوى لكان لا يلوح له من القرآن ذلك المعنى. وهذا النوع يكون تارة مع العلم، كالذي يحتج ببعض آيات القرآن على تصحيح بدعته، وهو يعلم أنْ ليس المراد بالآية ذلك، ولكن يُلَبِّسُ على خصمه. وتارة يكون مع الجهل، وذلك إذا كانت الآية محتملة، فيميل فهمُه إلى الوجه الذي يوافق غرضه، ويترجَّحُ ذلك الجانب برأيه وهواه فيكون قد فسَّرَ برأيه، أي رأيُه هو الذي حمله على ذلك التفسير، ولولا رأيه لما كان يترجح [ص: 5] عنده ذلك الوجه. وتارة يكون له غرض صحيح، فيطلب له دليلاً من القرآن، ويستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به، كمَن يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي، فيقول: قال الله تعالى: {اذهبْ إلى فرعوْنَ إنهُ طغَى} ويشيرُ إلى قلبه، ويومئُ إلى أنه المراد بفرعون. وهذا الجنس قد استعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحيحة، تحسيناً للكلام، وترغيباً للمستمع، وهو ممنوع. وقد استعمله الباطنية في المقاصد الفاسدة، لتغرير الناس، ودعوتهم إلى مذهبهم الباطل، فَيُنَزِّلون القرآن على وفق رأيهم ومذهبهم، على أمور يعلمون قطعاً: أنها غير مرادة به. فهذه الفنون: أحد وجهي المنع من التفسير بالرأي. والوجه الثاني: أن يسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية من غير استظهار بالسماع والنقل فيما يتعلق بغرائب القرآن وما فيه من الألفاظ المبهمة والمبدلة، وما فيه من الاختصار، والحذف والإضمار، والتقديم والتأخير، فمن لم يُحكم ظاهر التفسير، وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية، كَثُر غلطه، ودخل في زمرة مَنْ فسَّر القرآن بالرأي. فالنقل والسماع لابد منه في ظاهر التفسير أولاً، ليتقى به مواضع الغلط، ثم بعد ذلك يتسعُ التفهم والاستنباط، والغرائب التي لا تُفهم إلا [ص: 6] بالسماع كثيرة، ولا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر، ألا ترى أن قوله تعالى: {وآتينا ثمودَ النَّاقةَ مبصرةً فظلموا بها} معناه: آية مبْصرة فظلموا بها أنفسهم بقتلها، فالناظر إلى ظاهر العربية، يظن أن المراد به: أن الناقة كانت مبصرة ولم تكن عمياء، ولا يدري بماذا ظلموا، وأنهم ظلموا غيرهم أو أنفسهم، فهذا من الحذف والإضمار، وأمثال هذا في القرآن كثير، وما عدا هذين الوجهين، فلا يتطرق النهي إليه، والله أعلم.   (1) الترمذي رقم (2953) في التفسير، باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه، وأبو داود رقم (3652) في العلم، باب الكلام في كتاب الله بغير علم، وأخرجه الطبري في " جامع البيان " رقم (80) ، وفي سنده سهيل بن أبي حزم لا يحتج به، ضعفه البخاري وأحمد وأبو حاتم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3652) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق المقرىء الحضرمي. والترمذي (2952) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا حبان بن هلال. والنسائي في «فضائل القرآن» (111) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي. كلاهما -يعقوب، وحبان- عن سهيل بن مهران القطعي، عن أبي عمران، فذكره. وزيادة رزين تأثر عن أبي بكر - رضي الله عنه -. الحديث: 469 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 3 470 - (ت) - ابن عباس- رضي الله عنهما -: قال: قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال في القرآن بِغَيْرِ عِلمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مقعدَه من النَّارِ» . وفي رواية: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «اتَّقُوا الحديثَ عني إلا ما عَلِمْتُم، فمن كَذَبَ علَيَّ مُتَعَمِّدا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقعَده من النَّارِ، وَمن قال في القرآن بِرأْيِهِ، فَليتَبَوَّأْ مقعده من النار» . أخرجه الترمذي. (1) [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليتبوأ) أي: فليتخذ له مباءة، يعني منزلاً.   (1) رقم (2951) في التفسير، باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه، ورقم (2952) وأخرجه أحمد في المسند رقم (2069) و (3025) ، والطبري في " جامع البيان " رقم (73) و (74) و (75) ومداره على عبد الأعلى بن عامر الثعلبي وقد تكلموا فيه. قال أحمد: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، ربما رفع الحديث، وربما وقفه، وقال ابن عدي: يحدث بأشياء لا يتابع عليها، وقد حدث عن الثقات، وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه لين، وهو ثقة، وقال الدارقطني: يعتبر به، وحسن له الترمذي، وصحح له الحاكم، وهو من تساهله، وصحح حديثه في الكسوف، انظر " تهذيب التهذيب " 6 / 94، 95. الحديث: 470 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 فاتحة الكتاب 471 - (ت) - عدي بن حاتم- رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المغضوب عليهم: اليهود، والضالِّينَ: النَّصَارى» . هذا لفظ الترمذي (1) ، وهو طرفٌ من حديثٍ طويل يتضمَّنُ إسلامَ عَدِيِّ بن حاتم، وهو مذكور في كتاب «الفضائل» من حرف «الفاء» .   (1) رقم (2957) في التفسير، باب فاتحة الكتاب، ورقم (2956) الحديث بطوله، وأخرجه أحمد في " المسند " 4 / 378، 379، والطبري رقم (194) و (208) وفيه عباد بن حبيش الكوفي لم يوثقه غير ابن حبان، لكن تابعه مري بن قطري عند الطبري رقم (195) و (209) فالحديث حسن، وقد حسنه الترمذي وصححه ابن حبان رقم (1715) وقول الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب، يدفعه رواية الطبري للحديث رقم (193) و (207) من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الترمذي في التفسير (2 فاتحة الكتاب: 3) عن عبد بن حميد، عن عبد الرحمن بن سعد، عن عمرو ابن أبي قيس، عن سماك بن حرب، عنه به، و (2فاتحة الكتاب: 4) عن ابن مثنى، وابن بشار -كلاهما- عن غندر، عن شعبة، عن سماك بطوله، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك. (7/280/19870 تحفة الأشراف) . الحديث: 471 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 سورة البقرة 472 - (خ م ت) - أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «قيل لبني إسرائيل: {ادخُلُوا البابَ سُجَّداً وقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} فبدَّلُوا، فدَخلوا البابَ يَزْحَفونَ على اسْتاهِهِم، وقالوا: حَبَّةٌ في شَعْرَةٍ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . وفي رواية الترمذي في قول الله تعالى: {ادْخلُوا البَابَ سُجَّداً} قال: [ص: 8] «دَخَلُوا مُتَزَحِّفِينَ عَلى أَورَاكِهِمْ: أي مُنْحَرِفِينَ» . قال: وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَولاً غيرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} قال: قَالُوا: حَبَّةٌ في شعْرَةٍ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِطة) فِعْلة، من حَطَّ، وهي مرفوعة على معنى: أَمْرُنا حِطَّة، أي: حط عنا ذنوبنا.   (1) البخاري 6 / 312 في الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام، و 8 / 125 في التفسير، باب {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً} و 288، باب قوله " حطة " في سورة الأعراف، وأخرجه مسلم رقم (3015) في التفسير، والترمذي رقم (2959) في التفسير، باب ومن سورة البقرة. (2) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 229: كذا للأكثر. وكذا في رواية الحسن المذكورة " في شعرة " بفتحتين. وللكشميهني " في شعيرة " بكسر العين المهملة وزيادة تحتانية بعدها، والحاصل أنهم خالفوا ما أمروا به من الفعل والقول، فإنهم أمروا بالسجود عند انتهائهم شكراً لله تعالى وبقولهم " حطة " فبدلوا السجود بالزحف، وقالوا " حنطة " بدل " حطة " أو قالوا: حطة، وزادوا فيها " حبة في شعيرة " وروى الحاكم من طريق السدي عن مرة عن ابن مسعود قال: قالوا: " هطى سمقا " وهي بالعربية: حنطة حمراء قوية، فيها شعيرة سوداء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/312) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا ابن المبارك. وفي (2/318) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (4/190) قال: حدثني إسحاق بن نصر. قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/22) قال: حدثني محمد. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك. وفي (6/75) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا عبد الرزاق. ومسلم (8/237) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (2956) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14680) عن محمد بن عبيد بن محمد، عن ابن المبارك. كلاهما - ابن المبارك، وعبد الرزاق- عن معمر، عن همام بن منبه، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14680) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن مَهْدي، عن ابن المبارك، عن مَعْمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة به موقوفا. الحديث: 472 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 473 - (ت) - عامر بن ربيعة - رضي الله عنه -: قال: كنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ في ليلةٍ مُظْلِمةٍ، فلم نَدْرِ أين القبلةُ؟ فصلى كلُّ رجلٍ منا على حياله، فلما أصْبَحْنا ذكرنا ذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت: {فأينما تُوَلُّوا، فَثمَّ وجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] أخرجه الترمذي. [ص: 9] (1) [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِياله) حيال الشيء: تلقاؤه وحذاؤه.   (1) رقم (2960) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان عن أبي الربيع عن عاصم بن عبيد الله، وأشعث يضعف في الحديث. ووصفه الحافظ في " التقريب " بقوله: متروك، وقال الحافظ ابن كثير: قلت: وشيخه عاصم أيضاً ضعيف، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ضعيف لا يحتج به، وقال ابن حبان: متروك. وأخرجه الطبري رقم (1841) وقد حسنه العلامة أحمد شاكر في شرحه للترمذي، ثم رجع [ص: 9] عن ذلك في تخريج أحاديث الطبري، وأخرج مسلم في " صحيحه " رقم (700) من حديث ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه، قال: وفيه نزلت {فأينما تكونوا فثم وجه الله} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حُميد (316) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (1020) قال: حدثنا يحيى ابن حكيم، قال: حدثنا أبو داود، والترمذي (، 345 2957) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم -يزيد، وأبو داود، ووكيع- قال يزيد: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أشعث بن سعيد أبو الربيع السمان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، فذكره. الحديث: 473 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 474 - (خ م ت) - أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله، لو صلَّينا خلفَ المقامِ؟ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا (1) من مَقامِ إِبراهِيمَ مُصلّى} [البقرة: 125] . هذا طرفٌ من حديثٍ أَخْرَجه البخاري ومسلم. وَأَوَّلُ حديثهما، قال عمر: «وافقت ربِّي في ثلاثٍ» هذا أحدها. والحديثُ مذكورٌ في فضائل عمر، في كتاب الفضائل من حرف الفاء، والذي أخرجه الترمذي: هو هذا القدر مُفرَداً، فيكون متفقاً بينهم. وفي رواية أخرى للترمذي. قال: قال عمر، قلت: يا رسولَ الله، لو اتخذتَ من مقامِ إبراهيمَ مُصَلَّى؟ فنزلت (2) .   (1) قال الحافظ: الجمهور على كسر الخاء من قوله " واتخذوا " بصيغة الأمر، وقرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء بصيغة الخبر، والمراد: من اتبع إبراهيم، وهو معطوف على قوله: جعلنا ... وتوجيه قراءة الجمهور أنه معطوف على ما تضمنه قوله " مثابة " كأنه قال: ثوبوا واتخذوا، أو معمول لمحذوف، أي: وقلنا: اتخذوا، ويحتمل أن تكون الواو للاستئناف. (2) البخاري 8 / 128 في التفسير، باب {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ، وفي القبلة، باب ما جاء في القبلة، ومن لا يرى الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة، وفي تفسير سورة الأحزاب، باب قوله تعالى {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} ، وفي تفسير سورة التحريم، وأخرجه مسلم رقم [ص: 10] (2399) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، من حديث ابن عمر، والترمذي رقم (2962) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، ورقم (2963) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأخرجه ابن ماجة رقم (1009) في الصلاة، باب القبلة. قال ابن الجوزي: إنما طلب عمر الاستنان بإبراهيم عليه السلام مع النهي عن النظر في كتاب التوراة، لأنه سمع قول الله تعالى في حق إبراهيم: {إني جاعلك للناس إماماً} وقوله تعالى: {أن اتبع ملة إبراهيم} فعلم أن الإئتمام بإبراهيم من هذه الشريعة، ويكون البيت مضافاً إليه وأن أثر قدميه في المقام كرقم الباني في البناء ليذكر به بعد موته، فرأى الصلاة عند المقام كقراءة الطائف بالبيت اسم من بناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر» . أخرجه مسلم (7/115) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثنا جويرية بن أسماء، أخبرنا عن نافع، عن ابن عمر فذكره. الحديث: 474 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 475 - (خ م ت س) - البراء بن عازب - رضي الله عنهما-: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوَّلَ ما قدِمَ المدينة نزَل على أجدادِه - أو قال: أَخوالِه (1) - من الأنصارِ، وأنَّهُ صلَّى قِبَلَ بَيْتِ المقدِسِ ستَّةَ عَشرَ شهراً، أو سبعةَ عشر شَهراً، وكان يُعجِبُهُ أَن تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البيتِ، وَأَنَّهُ صلَّى أَوَّل (2) صلاةٍ صلَّاها صلاةَ العصر، وصلَّى معه قومٌ، فخرجَ رجلٌ (3) مِمَّنْ صلَّى معه، فمرَّ عَلى أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أَشهدُ باللهِ لقد صلَّيتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ [ص: 11] الكعبةِ، فدارُوا - كما هُم قِبلَ البيت - وكانت اليهودُ قد أعجَبَهُم ; إذ كان يُصلِّي قِبَلَ بيت المقدس، وأهلُ الكتابِ، فلمَّا ولَّى وجهَه قبلَ البيتِ، أَنْكَرُوا ذلك. قال: وفي رواية: أنه ماتَ على القِبْلَةِ - قبلَ أَنْ تُحَوَّلَ - رجالٌ وقُتِلُوا (4) فلم نَدْرِ ما نقول فيهم؟ فأنزل اللهُ عز وجل {ومَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} . [البقرة: 143] . وفي أخرى: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَن يُوَجَّهَ إِلَى الكعْبةِ، فأنزلَ اللَّهُ عز وجل {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ} فتوجَّهَ نحو الكعبة، فقال السُّفَهاءُ - وهم اليهودُ -: {ما وَلَّاهم عن قِبْلَتِهِم التي كانوا عليها قلْ لِلَّهِ المشرقُ والمغربُ يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم} [البقرة: 142] هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرجه الترمذي قال: لمَّا قدمَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، صلَّى نحو بيت المقدس ستَّةَ - أو سبعةَ - عشرَ شهراً، وكان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إلى الكعبة، فأنزل الله تبارك وتعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فولِّ وَجْهكَ شَطْرَ المسجِدِ الحرامِ} فوُجِّه نحو الكعبة، وكان يحبُّ ذلك، فصَلَّى رجلٌ معهُ العصرَ، قال: ثم مرَّ على قومٍ من الأنصارِ وهم رُكوعٌ في صلاة العصرِ نَحو بَيْتِ المقدسِ. فقال: هو [ص: 12] يشهدُ أَنَّهُ صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد وُجِّهَ إلى الكعبة، فانْحَرفوا وهم رُكُوعٌ. وأخرجه النسائي قال: قدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فصلى نحو بيت المقدس ستَّةَ عشر شَهراً، ثمَّ إِنَّه وُجِّهَ إلى الكعبة، فمرَّ رجلٌ قد كانَ صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم على قومٍ من الأنصارِ، فقال: أشهدُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد وُجِّه إِلى الكعبة، فانحرفوا إلى الكعبة (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِبَل البيت) أي: حذاءَه، وجهتَه التي تقابله. (شطر الشيء) جهته ونحوه.   (1) قال الزركشي: شك من الراوي، وكلاهما صحيح، لأن هاشماً جد أبي رسول الله تزوج من الأنصار. (2) قال الحافظ: " أول " بالنصب لأنه مفعول " صلى "، وصلاة العصر كذلك على البدلية، وأعربه ابن مالك بالرفع، وفي الكلام مقدر لم يذكر لوضوحه، أي: أول صلاة صلاها متوجهاً إلى الكعبة: صلاة العصر. وعند ابن سعد " حولت القبلة في صلاة الظهر أو العصر " على التردد، وساق ذلك من حديث عمارة بن أوس قال: " صلينا أحد صلاتي العشي " والتحقيق: أن أول صلاة كانت في بني سلمة لما زار أم بشر بن البراء بن معرور وهي الظهر، وأول صلاة صلاها بالمسجد النبوي العصر، وأما الصبح فهو من حديث ابن عمر لأهل قباء ... (3) هو عباد بن بشر، أو ابن نهيك. (4) قال الحافظ: ذكر القتل لم أره إلا في رواية زهير، وباقي الروايات إنما ذكر فيها الموت، وكذلك روى أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس. (5) البخاري 1/ 88 في الإيمان، باب الصلاة من الإيمان، وفي القبلة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان، وفي تفسير سورة البقرة، باب {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} ، وباب قوله تعالى: {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات} وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، وأخرجه مسلم رقم (525) في المساجد، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، والترمذي رقم (2966) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، والنسائي 1 / 243 في الصلاة، باب فرض القبلة، وأخرجه ابن ماجة رقم (1010) في الصلاة، باب القبلة.. وفي هذا الحديث من الفوائد الرد على من ينكر تسمية أعمال الدين إيماناً، وفيه تمني تغيير بعض الأحكام جائز إذا ظهرت المصلحة في ذلك، وفيه بيان شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وكرامته على ربه لإعطائه له ما أحب من غير تصريح بالسؤال، وفيه بيان ما كان في الصحابة من الحرص على دينهم والشفقة على إخوانهم، وفيه العمل بخبر الواحد لأن الصحابة الذين كانوا يصلون إلى جهة بيت المقدس تحولوا عنه بخبر الذي قال لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يستقبل الكعبة وصدقوا خبره، وعملوا به في تحولهم عن جهة بيت المقدس إلى جهة الكعبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا حسن بن موسى، والبخاري (1/16) قال: حدثنا عمرو بن خالد، وفي (6/25) قال: حدثنا أبو نعيم، ثلاثتهم -حسن، وعمرو، وأبو نعيم- عن زهير بن معاوية. 2 - وأخرجه أحمد (4/304) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (1/110) قال: حدثنا عبد الله بن رجاء. وفي (9/108) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (340، 2962) قال: حدثنا هنّاد، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (433) قال: حدثنا سَلْم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. كلاهما -وكيع، وعبد الله بن رجاء- قالا: حدثنا إسرائيل. 3 - وأخرجه مسلم (2/65) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. 4- وأخرجه النسائي (1/243، 2/60) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق ابن يوسف الأزرق، عن زكريا بن أبي زائدة. 5 - وأخرجه النسائي في الكبرى -تحفة الأشراف- (1865) عن محمد بن حاتم بن نُعيم، عن حِبّان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (437) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي. كلاهما - ابن المبارك، والوهبي- عن شريك. خمستهم -زهير، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وزكريا، وشريك- عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 475 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 476 - (م د) - أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص: 13] كان يصلِّي نحو بيت المقدس، فنزلت: {قد نَرى تقَلُّبَ وجهِكَ في السماء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً ترضاها فولِّ وجهَك شَطرَ المسجدِ الحرامِ} فمرَّ رجلٌ من بني سَلِمةَ وهم ركوعٌ في صلاة الفجرِ قد صَلَّوا ركعة، فنادى: ألا إنَّ القِبْلةَ قد حُوِّلَت، فمالوا كما هُم نحو القبلةِ. أخرجه مسلم، وأخرجه أبو داود، وقال: فيه نزلت الآيةُ، فمرَّ رجلٌ من بني سَلِمَةَ، وهم ركوعٌ في صلاة الفجر، نحو بيت المقدس. فقال: ألا إنَّ القبلةَ قد حُوِّلت إلى الكعبةِ - مرَّتَيْنِ - قال: فمالُوا كما هُم ركوعاً إلى الكعبةِ (1) .   (1) مسلم رقم (527) في المساجد، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، وأبو داود رقم (1045) في الصلاة، باب من صلى لغير القبلة ثم علم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الصلاة (55: 5) عن أبي بكر، عن عفان. وأبو داود فيه (الصلاة 207) عن موسى بن إسماعيل. والنسائي في التفسير (في الكبرى) عن أبي بكر بن نافع، عن بهز، ثلاثتهم عنه به، وفي حديث موسى عنه عن ثابت، وحميد (ح622) كلاهما عن أنس. (1/117/314) تحفة الأشراف. الحديث: 476 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 477 - (ت د) - ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: لما وُجِّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قالوا: يا رسول الله، كيفَ بإخواننا الذي ماتوا وهم يصلُّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ ليضِيعَ إِيمَانَكُم ... } الآية، أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) الترمذي رقم (2968) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (4680) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان رقم (1718) وأخرجه أحمد في المسند (2691) و (2771) و (2966) و (3249) والطبري رقم (2219) ومعنى الحديث ثابت في الصحيح عن البراء، وقد تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: 1- أخرجه أحمد (1/347) (3249) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/295) (2691) قال: حدثنا شاذان. وفي (1/304) (2776) قال: حدثنا خلف. وفي (1/322) (2966) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (2964) قال: حدثنا هناد، وأبو عمار، قالا: حدثنا وكيع. أربعتهم -وكيع، وشاذان (أسود بن عامر) ، وخلف، ويحيى بن آدم- عن إسرائيل. 2- وأخرجه أبو داود (4680) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. كلاهما - إسرائيل، وسفيان- عن سِمَاك، عن عكرمة، فذكره. أخرجه الدارمي (1238) قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن عكرمة، فذكره (كذا في المطبوع من سنن الدارمي) ليس فيه سماك بن حرب. الحديث: 477 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 478 - (خ ت) - أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجيءُ نوحٌ وأُمَّتُه، فيقول اللهُ: هل بَلَّغْتَ؟ فيقولُ: نعم، أيْ رَبِّ، [ص: 14] فيقول لأمته: هل بلَّغَكُمْ؟ فيقولونَ: لا، ما جاءنا من نبيٍّ، فيقول لنوح: من يشهدُ لكَ؟ فيقول: محمدٌ وأُمَّتُهُ، فنشهدُ أَنَّهُ قد بَلَّغَ، وهو قوله عز وجلَّ: {وكذلكَ جعلناكُم أُمَّةً وسطاً لتكونوا شُهداءَ على الناسِ} [البقرة: 143] » . أخرجه البخاري والترمذي. إلا أن في رواية الترمذي. فيقولون: «ما أَتانا من نذير، وما أتانا من أحدٍ» وذكر الآية إلى آخرها - ثم قال: والوسطُ: العدْلُ. واختصره الترمذي أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وكذلكَ جعلناكُم أُمَّةً وسطاً} قال: عدلاً (1) .   (1) البخاري 8 / 130في التفسير، باب قوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً} ، وفي الأنبياء، باب قوله تعالى {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} ، وفي الاعتصام، باب قوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً} ، والترمذي رقم (2965) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وقال: حسن صحيح، وأخرجه أحمد 3 / 9 و 32 والطبري رقم (2165) وقوله " عدلاً " وصف بالمصدر يستوي فيه المذكر والمؤنث والمثنى والجمع، قال في " اللسان ": فإن رأيته مجموعاً أو مثنى أو مؤنثاً، فعلى أنه قد أجري مجرى الوصف الذي ليس بمصدر. وقال الطبري: وأما الوسط فإنه في كلام العرب الخيار. يقال منه: فلان وسط الحسب في قومه، أي: متوسط الحسب إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه، وهو وسط في قومه وواسطة، قال: وأنا أرى أن الوسط في هذا الموضع هو الوسط الذي بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين، مثل وسط الدار، والمعنى أنهم وسط لتوسطهم في الدين، فلم يغلو كغلو النصارى، ولم يقصروا كتقصير اليهود، ولكنهم أهل وسط واعتدال، قال الحافظ: لا يلزم من كون الوسط في الآية صالحاً لمعنى التوسط أن لا يكون أريد به معناه الآخر، كما نص عليه الحديث، فلا مغايرة بين الحديث وبين ما دل عليه معنى الآية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في ذكر نوح عليه السلام (الأنبياء 3: 3) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد الواحد ابن زياد، وفي التفسير (2: 13) عن يوسف بن راشد وهو يوسف بن موسى بن راشد القطان عن جرير، وأبي أسامة، وفي الاعتصام (20: 1) عن إسحاق بن منصور، عن أبي أسامة، (20: 1) جعفر بن عون -فرقهما - أربعتهم «عن سليمان الأعمش عن ذكوان عن سعد بن مالك» ، الترمذي في التفسير (3 البقرة: 10) عن محمد بن بشار و (3/9) عبد بن حميد - فرقهما - كلاهما عن جعفر بن عون به، و (3/8) عن أحمد بن منيع عن أبي معاوية عنه ببعضه في قوله: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} (2: 143) قال: «عدلا» وقال: حسن صحيح، والنسائي فيه - التفسير في الكبرى- عن محمد بن آدم بن سليمان عن أبي معاوية بتمامه -ولم «نوحا» وعن محمد بن المثنى عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك عن أبي معاوية بمثل حديث أحمد بن منيع، وابن ماجة في الزهد (34: 3) عن أبي كريب، وأحمد بن سنان كلاهما عن أبي معاوية بتمامه -وأوله «يجيء النبي ومعه الرجل» . الحديث: 478 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 479 - (خ م ط ت س) - ابن عمر - رضي الله عنهما: قال: بينما الناسُ بقباء، في صلاة الصُّبح، إذ جاءهم آتٍ، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أُنزل عليه [ص: 15] الليلةَ قُرآنٌ، وقد أُمرَ أن يستقبلَ القبلةَ، فاستَقْبِلُوهَا، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستدَاروا إلى الكعبة. أخرجه الجماعة إلا أبا داود (1) .   (1) البخاري 1 / 424 في الصلاة، باب ما جاء في القبلة، و 8 / 131 في التفسير، باب قول الله تعالى {وما جعلنا القبلة ... } ، وباب {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب} ، وباب {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه} ، وباب {ومن حيث خرجت فول وجهك} ، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، ومسلم رقم (526) في المساجد، باب تحويل القبلة، ومالك 1 / 195 في القبلة، باب ما جاء في القبلة، والترمذي رقم (341) في الصلاة، باب ما جاء في ابتداء القبلة، والنسائي 2 / 61 في القبلة، باب استبانة الخطأ بعد الاجتهاد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك (الموطأ) (138) . وأحمد (2/113) (5934) قال: حدثنا إسحاق. والبخاري (1/111) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (6/27) قال: حدثنا يحيى بن قَزَعة. وفي (6/27) أيضا قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد. وفي (9/108) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/66) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. والنسائي (1/244، 2/61) ، وفي الكبرى (859) قال: أخبرنا قُتَيبة بن سعيد. وابن خزيمة (435) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: حدثنا أبو عاصم، ستتهم -إسحاق، وعبد الله ابن يوسف، ويحيى بن قَزعة، وقُتيبة بن سعيد، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس، وأبو عاصم- عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه أحمد (2/16) (4642) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/26) (4794) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/105) (5827) قال: حدثنا إسماعيل بن عُمر. والبخاري (6/26) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى. والترمذي (341، 2963) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم -يحيى بن سعيد، ووكيع، وإسماعيل بن عُمر- عن سُفيان الثوري. 3- وأخرجه الدارمي (1237) قال: أخبرنا يحيى بن حَسَّان. والبخاري (6/26) قال: حدثنا خالد بن مَخْلد. كلاهما -يحيى بن حسان، وخالد بن مَخْلد- قالا: حدثنا سُليمان، هو ابن بلال. 4 - وأخرجه البخاري (6/27) قال: حدثنا مُوسى بن إسماعيل. ومسلم (2/66) قال: حدثنا شَيْبَان بن فَرُّوخ. كلاهما -موسى، وشيبان- قالا: حدثنا عبد العزيزبن مُسلم. 5- وأخرجه مسلم (2/66) قال: حدثني سُوَيد بن سعيد، قال: حدثني حَفْص بن مَيْسرة، عن موسى بن عُقبة. خمستهم -مالك، وسفيان، وسُليمان بن بلال، وعبد العزيزبن مُسلم، ومُوسى بن عُقبة- عن عبد الله بن دينار، فذكره. * رواية هَنَّاد، عن وكيع، عن سُفيان، مُختصرة على: «كَانُوا رُكُوعا فِي صَلاةِ الْفَجْرِ» . الحديث: 479 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 480 - (ط) - ابن المسيب - رضي الله عنه -: قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدِمَ المدينةَ ستَّة عشر شهراً نحو بيت المقدس، ثم حُوِّلَتِ القبلَةُ قبْلَ بدْرٍ بشهرين. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 196في القبلة، باب ما جاء في القبلة وهو مرسل، ومعناه ثابت من حديث البراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره الزرقاني في شرحه على الموطأ (2/559) . وقال: أرسله في «الموطأ» ، وأسنده محمد بن خالد من عنده عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة، لكن انفرد به عن محمد بن عبد الرحمن ابن خالد بن نجيح، وعبد الرحمن ضعيف لا يحتج به، وقد جاء معناه مسندا من حديث البراء وغيره، قاله في «التمهيد» (2/559) . الحديث: 480 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 481 - (خ م ط ت د س) - عروة بن الزبير - رضي الله عنهما: قال: سألتُ عائشة - رضي الله عنها -، فقلتُ لها: أَرَأَيْتِ قولَ الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَن حجَّ البيت أَوِ اعْتَمَرَ فلا جناحَ عليه أنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] فواللهِ (1) ما على أحدٍ جناحٌ أن لا يطَّوَّفَ بالصَّفَا وَالمَرْوَةِ، قالت: [ص: 16] بئسما قُلْتَ يا ابن أُخْتِي، إن هذه لو كانت على ما أَوَّلْتَهَا: كانت لا جناحَ عليه أن لا يطَّوَّف بهما، ولكنها أُنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يُسلِموا يُهِلُّونَ لِمَناةَ (2) الطَّاغِيَةِ، التي كانوا يعبدونها عند المُشلَّل، وكان مَن أهَلَّ لها يتحرَّجُ أنْ يطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالمَرْوَة، فلما أسلَموا سألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقالوا: يا رسول الله، إنَّا كُنَّا نتحرَّجُ أن نطَّوَّفَ بين الصَّفَا والمروَةِ؟ فَأنزلَ اللَّهُ عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} ... الآية [البقرة: 158] ، قالت عائشة - رضي الله عنها -: [ص: 17] وقد سَنَّ (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم الطَّوافَ بينهما، فليس لأحدٍ أن يترك الطواف بينهما. قال الزهري: فأخبرتُ أبا بكر بن عبد الرحمن، فقال: إن هذا العِلْم (4) ما كنتُ سمعتُه، ولقد سمعتُ رجالاً من أهل العلم يذكرون أنَّ الناس - إلا من ذكرتْ عائشةُ (5) ممن كان يُهِلُّ لِمَنَاةَ - كانوا يطوفون كلُّهم بالصفا والمروةِ، فلما ذكر الله الطَّوافَ بالبيت، ولم يذكُر الصَّفَا والمروة في القرآن، قالوا: يا رسول الله، كُنَّا نطُوف بالصفا والمروةِ، وإن الله أنزل الطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا، فهل علينا من حرجٍ أن نطَّوَّف بالصفا والمروة؟ فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية ... قال أبو بكر: فأَسمَعُ (6) [ص: 18] هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما، في الذين كانوا يتحرَّجون أن يطَّوَّفوا في الجاهلية بين الصفا والمروة، والذين كانوا يطَّوَّفُونَ ثم تحرَّجُوا أن يطَّوَّفُوا بِهِما في الإسلام، من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت (7) . وفي رواية: «أنَّ الأنصار كانوا - قبل أن يُسْلِمُوا - هم وغسَّانُ يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ، فَتَحَرَّجُوا أَن يَطَّوَّفوا بين الصفا والمروة، وكان ذلك سُنَّة في آبائِهم، من أحْرمَ لمناةَ لم يطُفْ بين الصفا والمروةِ، وإنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك حين أسلموا، فأنزل الله تعالى في ذلك {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} وذكر إلى آخر الآية» . أخرجه البخاري ومسلم. ولهما رواياتٌ أُخر لهذا الحديث، تجيء في كتاب الحج من حرف الحاء. وأخرجه الترمذي والنسائي بنحوٍ من الرواية الأولى، وهذه أتمُّ. وأخرجه الموطأ وأبو داود نحوها، وفيه: وكانت مناة حذْوَ قُدَيدٍ، وكانوا يتحرَّجونَ أن يطَّوَّفوا بين الصَّفا والمروة ... الحديث. [ص: 19] وهذه الرواية قد أخرجها البخاري ومسلم، وستَرِدُ في كتاب الحج (8) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصفا والمروة) : هما الجبلان بمكة، وهما منتهى المسعى من الجانبين. وحقيقة الصفا في اللغة: جمع صفاة، وهي الحجر الأملس، والمروة: الحجرُ الرَّخو. (يُهِلُّون لِمَنَاةَ) مناة: صنم كان لهذيل وخزاعة، بين مكة والمدينة، والهاء فيها للتأنيث، والوقف عليها بالتاء، والإهلالُ، رفع الصوت بالتلبية. (يَتَحَرَّجُونَ) التَّحَرُّجُ تَفَعُّلٌ من الحرج، وهو الضيق والإثم، يعني: أنهم كانُوا لا يسعَوْنَ بين الصفا والمروة خُروجاً من الحرج والإثم. (شَعائِر) جمع شعيرة، وهي معالم الإسلام. (المُشَلَّلُ) : موضع بين مكة والمدينة، وكذلك قُدَيْد.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 398 تعليقاً على قوله: " فو الله ما على أحد جناح ألا يطوف بهما ... الخ " محصله: أن عروة احتج للإباحة باقتصار الآية على رفع الجناح، فلو كان واجباً، لما اكتفى بذلك؛ لأن رفع الإثم علامة المباح، ويزداد المستحب بإثبات الأجر، ويزداد الوجوب عليهما بعقاب التارك، ومحصل جواب عائشة: أن الآية ساكتة عن الوجوب وعدمه، مصرحة برفع الإثم عن الفاعل، وأما المباح فيحتاج إلى رفع الإثم عن التارك، والحكمة في التعبير بذلك مطابقة جواب السائلين؛ [ص: 16] لأنهم توهموا من كونهم كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية أنه لا يستمر في الإسلام، فخرج الجواب مطابقاً لسؤالهم، وأما الوجوب فيستفاد من دليل آخر، ولا مانع أن يكون الفعل واجباً، ويعتقد إنسان امتناع إيقاعه على صفة مخصوصة، فيقال له: لا جناح عليك في ذلك، ولا يستلزم ذلك نفي الوجوب، ولا يلزم من نفي الإثم عن الفاعل نفي الإثم عن التارك، فلو كان المراد مطلق الإباحة لنفي الإثم عن التارك، وقد وقع في بعض الشواذ باللفظ الذي قالت عائشة " أنها لو كانت للإباحة لكانت كذلك " حكاه الطبري وابن أبي داود في " المصاحف " وابن المنذر وغيرهم عن أبي بن كعب وابن مسعود وابن عباس، وأجاب الطبري بأنها محمولة على القراءة المشهورة، و " لا " زائدة، وكذا قال الطحاوي، وقال غيره: لا حجة في الشواذ إذا خالفت المشهور، وقال الطحاوي أيضاً: لا حجة لمن قال: السعي مستحب بقوله {فمن تطوع خيراً} ؛ لأنه راجع إلى أصل الحج والعمرة لا إلى خصوص السعي، لإجماع المسلمين على أن التطوع بالسعي لغير الحاج والمعتمر غير مشروع. (2) قال الحافظ 3 / 398 بفتح الميم والنون الخفيفة: صنم كان في الجاهلية، وقال ابن الكلبي: كانت صخرة نصبها عمرو بن لحي لهذيل، وكانوا يعبدونها، و " الطاغية " صفة لها إسلامية، و " المشلل " بضم أوله وفتح المعجمة وفتح اللام الأولى مثقلة: هي الثنية المشرفة على قديد. زاد سفيان عن الزهري: " بالمشلل من قديد " أخرجه مسلم، وأصله للمصنف كما سيأتي في تفسير النجم. وله في تفسير البقرة من طريق مالك عن هشام بن عروة عن أبيه قال: " قلت لعائشة - وأنا يومئذ حديث السن - فذكر الحديث " وفيه " كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد " أي: مقابله، وقديد بقاف مصغراً: قرية جامعة بين مكة والمدينة كثيرة المياه. قاله أبو عبيد البكري. (3) أي: فرضه بالسنة، وليس مراده نفي فريضتها، ويؤيده قولها " لم يتم الله حج أحد ولا عمرته ما لم يطف بينهما " قاله الحافظ. (4) قال الحافظ: كذا للأكثر، أي أن هذا هو العلم المتين، وللكشمهيني " إن هذا لعلم " بفتح اللام وهي المؤكدة وبالتنوين على أنه الخبر. (5) قال الحافظ: إنما ساغ له هذا الاستثناء مع أن الرجال الذين أخبروه أطلقوا ذلك، لبيان الخبر عنده من رواية الزهري له عن عروة عنها، ومحصل ما أخبر به أبو بكر بن عبد الرحمن: أن المانع لهم من التطوف بينهما: أنهم كانوا يطوفون بالبيت وبين الصفا والمروة في الجاهلية، فلما أنزل الله الطواف بالبيت، ولم يذكر الطواف بينهما، ظنوا رفع ذلك الحكم، فسألوا: هل عليهم من حرج إن فعلوا ذلك؟ بناء على ما ظنوه من أن التطوف بينهما من فعل الجاهلية، ووقع في رواية سفيان المذكورة " إنما كان من لا يطوف بينهما من العرب يقولون: إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية "، وهو يؤيد ما شرحناه أولاً. (6) كذا في معظم الروايات بإثبات الهمزة وضم العين، بصيغة المضارعة للمتكلم، وضبطه الدمياطي في نسخته بالوصل وسكون العين بصيغة الأمر، والأول أصوب، وقد وقع في رواية سفيان المذكورة [ص: 18] " فأراها نزلت " وهو بضم الهمزة أي: أظنها. قال الحافظ: وحاصله أن سبب نزول الآية على هذا الأسلوب: كان للرد على الفريقين الذين تحرجوا أن يطوفوا بهما، لكونه عندهم من أفعال الجاهلية، والذين امتنعوا من الطواف بهما. (7) قال الحافظ يعني: تأخر نزول آية البقرة في الصفا والمروة عن آية الحج، وهو قوله تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق} ، ووقع في رواية المستملي وغيره " حتى ذكر بعد ذلك ما ذكر الطواف بالبيت " وفي توجيهه عسر، وكأن قوله " الطواف بالبيت " بدل من قوله ما ذكر. (8) أخرجه البخاري 3 / 398، 411 في الحج، باب وجوب الصفا والمروة. وباب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} ، وفي تفسير سورة النجم، وأخرجه مسلم رقم (1277) في الحج، باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به، والموطأ 1 / 373 في الحج، باب جامع السعي، والترمذي رقم (2969) في تفسير القرآن، في باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (3901) في المناسك، باب أمر الصفا والمروة، والنسائي 5 / 238 و 239 في الحج، باب ذكر الصفا والمروة، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2986) في المناسك، باب السعي بين الصفا والمروة، وأحمد في المسند 6 / 144 و 227، والطبري رقم (2350) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (243) ، والبخاري (3/، 7 6/28) قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف، قال: أخبرنا مالك، ومسلم (4/68) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة، و «أبو داود» (1901) قال: حدثنا القعنبي عن مالك (ح) وحدثنا ابن السرح قال: حدثنا ابن وهب عن مالك، و «ابن ماجه» (2986) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17151) عن محمد بن سلمه، والحارث بن مسكين كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم عن مالك، و «ابن خزيمة» (2769) قال: حدثنا محمد بن العلاء ابن كريب قال: حدثنا عبد الرحيم يعني ابن سليمان. أربعتهم -مالك، وأبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الرحيم بن سليمان- عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه الحميدي (219) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (6/144) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: أخبرنا إبراهيم يعني ابن سعد، وفي (6/162) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، وفي (6/227) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم. والبخاري (2/193) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شُعيب. وفي (6/176) قال: حدثنا الحُميدي. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/69) قال: حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عُمر، جميعا عن ابن عُيَيْنة. قال ابن أبي عُمر: حدثنا سُفيان. (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا حُجَين بن المثنى. قال: حدثنا لَيْث، عن عُقيل. وفي (4/70) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والترمذي (2965) قال: حدثنا ابن أبي عُمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (5/237) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (5/237) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سُفيان. وفي (5/238) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. قال: حدثنا أبي، عن شُعيب. وابن خزيمة (2766) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سُفيان. (ح) وحدثنا المخزومي. قال: حدثنا سُفيان. وفي (2767) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. ستتهم - سفيان بن عُيَيْنَة، وإبراهيم بن سعد، ومَعْمَر، وشُعيب بن أبي حمزة، وعُقيل ابن خالد، ويونس بن يزيد- عن ابن شهاب الزهري. كلاهما -هشام، والزهري- عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 481 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 482 - (خ م ت) - عاصم بن سليمان الأحول - رحمه الله -: قال: قُلتُ [ص: 20] لأنسٍ: أكُنتُم تكْرهون السَّعْيَ بين الصَّفا والمروة؟ فقال: نعم؛ لأنها كانت من شعائر الجاهلية، حتى أنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فمن حجَّ البيت أو اعْتَمَرَ فلا جناح عليه أن يطَّوَّفَ بِهِما} . وفي رواية: كنا نرى ذلك من أمر الجاهلية، فلما جاء الإسلام، أمسكنا عنهما، فأنزل الله عز وجل، وذكر الآية. وفي رواية قال: كانت الأنصار يكرهُونَ أن يطَّوَّفُوا بين الصَّفا والمروة، حتى نزلت: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .   (1) البخاري 3 / 402 في الحج، باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} ، ومسلم رقم (1278) في الحج، باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به، والترمذي رقم (2970) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأخرجه ابن جرير رقم (2338) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج (80: 4) عن أحمد بن محمد، عن ابن المبارك - وفي التفسير (2: 21) عن محمد بن يوسف عن الثوري، ومسلم في المناسك (الحج) (43: 6) عن أبي بكر، عن أبي معاوية، والترمذي في التفسير (2: 16) عن عبد بن حميد، عن يزيد بن أبي حكيم، عن سفيان الثوري، وقال: حسن صحيح، النسائي في الحج (في الكبرى) عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي زائدة -أربعتهم عن «عاصم بن سليمان الأحول عن أنس» (1/245- 929) تحفة الأشراف. الحديث: 482 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 483 - (خ س) - مجاهد - رحمه الله -: قال: سمعتُ ابن عبَّاس يقول: كان في بني إسرائيل القِصاصُ، ولم تكن فيهم الدِّيَةُ، فقال الله -عزَّ وجَلَّ -لهذه الأُمَّةِ: {كُتِبَ عليكُمُ القِصَاصُ في القتْلَى الحُرُّ بالحُرِّ والعبدُ بالعبدِ والأُنثَى بالأُنثى فمن عُفِيَ لَهُ من أَخِيهِ شَيْءٌ فاتِّبَاعٌ بالمعْرُوفِ وأَدَاءٌ إِليه بإحسانٍ} فالعفو: أَن يَقْبَلَ الرجُلُ الدِّيةَ في العمد، و {اتِّباع بالمعروفِ وأداءٌ إليه بإحسانٍ} أن يطلُبَ هذا بمعْرُوفٍ، ويُؤدِّي هذا بإِحْسانٍ {ذلك تخفيفٌ من ربِّكُمْ ورحمةٌ} مما كُتِبَ على من كان قبلكم {فمن اعْتدى بعد [ص: 21] ذلك} قَتَلَ بعد قَبول الدِّية. أخرجه البخاري، والنسائي (1) .   (1) البخاري 8 / 133 في تفسير سورة البقرة، باب {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} و 12 / 183 في الديات، باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين، والنسائي 8 / 36، 37 في القسامة، باب تأويل قوله عز وجل: {فمن عفي له من أخيه شيء ... } ورواه الطبري رقم (2593) وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 1 / 173 وزاد نسبته لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في التفسير (2: 23: 1) عن الحميدي، وفي الديات (8: 2) عن قتيبة -كلاهما عن سفيان عن عمرو بن دينار عن مجاهد عن ابن عباس، والنسائي في القصاص (القود والديات 23: 1) عن الحارث بن مسكين، وفي التفسير (في الكبرى) عن عبد الجبار بن العلاء -كلاهما عن سفيان عن عمرو ابن دينار عن مجاهد عن ابن عباس، وفيه عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن حفص المدائني، عن ورقاء، عن عمرو، عن مجاهد نحوه - ولم يذكر «ابن عباس» . (5/223/6415) تحفة الأشراف. الحديث: 483 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 484 - (خ د س) - عطاء - رحمه الله -: أنه سمع ابن عباس يقرأُ: {وعلى الذين يُطَوَّقونَهُ (1) فِديةٌ طَعامُ مِسكِينٍ} قال ابن عباس: ليستْ بمنسوخةٍ (2) ، هي للشَّيخ الكبير والمرأةِ الكبيرةِ، لا يستطيعانِ أن يصوما، فيُطعمانِ مكانَ كُلِّ يومٍ مسكيناً، هذه رواية البخاري. وفي رواية أبي داود قال: {وعلى الذين يُطيقُونَهُ فديةٌ طعامُ مسكينٍ} فكان من شاءَ منهم أن يفتديَ بطعامِ مسكينٍ افتدى، وتمَّ له صومُه، فقال [ص: 22] الله تبارك وتعالى: {فمن تطَوَّعَ خيراً فهُوَ خيرٌ لَهُ وأَن تصومُوا خيرٌ لكم} ثم قال: {فمن شهِدَ منكم الشَّهرَ فَلْيَصُمْهُ ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فَعِدَّةٌ مِن أيامٍ أُخَر} . وفي أخرى له: أُثبِتَتْ لِلْحُبَلى والمُرضِعِ، يعني الفِديَةَ والإفطارَ. وفي أخرى له: {وعلى الذين يُطيقُونَهُ فديةٌ طعامُ مسكينٍ} قال: كانت رُخصةً للشَّيخ الكبير والمرأة الكبيرة - وهما يُطيقان الصِّيامَ - أن يفطِرَا، ويُطعِمَا مكان كل يومٍ مسكيناً، والحُبْلَى والمُرضِع: إذا خافتَا - يَعني على أولادِهِما - أفطرتَا وأَطْعمتا. وأخرجه النسائي قال: في قول الله عزَّ وجلَّ {وعلى الذين يُطيقُونَهُ فديةٌ طعامُ مسكينٍ} قال: يُطِيقونَه: يُكلَّفونه، فِديَةٌ طعامُ مسكين واحد، فمن تطوَّع: فزاد على مسكينٍ آخرَ، ليست بمنسوخة، فهو خير له {وأن تصوموا خير لكم} لا يرخص في هذا إلا للذي لا يُطيقُ الصِّيام أو مريضٍ لا يُشفى (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُطَوَّقُونَه) أي: يُكَلَّفونه، كأنه يُجعلُ في أعناقهم مثل الطَّوقِ.   (1) بفتح الطاء وتخفيفها وتشديد الواو مبنياً للمفعول، وهي قراءة ابن مسعود أيضاً قال الحافظ في " الفتح " 8 / 135: وقد وقع عند النسائي من طريق ابن أبي نجيح عن عمرو بن دينار: يطوقونه: يكلفونه، وهو تفسير حسن، أي: يكلفون إطاقته، وقد رد الطبري في تفسيره 3 / 438 هذه القراءة بقوله: وأما قراءة من قرأ ذلك {وعلى الذين يطوقونه} فقراءة لمصاحف أهل الإسلام خلاف، وغير جائز لأحد من أهل الإسلام الاعتراض بالرأي على ما نقله المسلمون وراثة عن نبيهم صلى الله عليه وسلم نقلًا ظاهراً قاطعاً للعذر، لأن ما جاءت به الحجة من الدين هو الحق الذي لا شك فيه أنه من عند الله، ولا يعترض على ما قد ثبت وقامت به حجة أنه من عند الله بالآراء والظنون والأقوال الشاذة. (2) قال الحافظ: هذا مذهب ابن عباس، وخالفه الأكثر. وفي حديث ابن عمر الذي في الصحيح ما يدل على أنها منسوخة ونص حديث ابن عمر أنه قرأ: {فدية طعام مسكين} قال: هي منسوخة ورجحه ابن المنذر من جهة قوله: {وأن تصوموا خير لكم} قال: لأنها لو كانت في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصيام لم يناسب أن يقال له: {وأن تصوموا خير لكم} مع أنه لا يطيق الصيام. (3) البخاري 8 / 135 في التفسير، باب قوله تعالى {أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر} ، وأبو داود رقم (2316) وإسناده حسن، في الصيام، باب نسخ قوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية} ، ورقم (2317) في الصوم، باب من قال: هي مثبتة للشيخ والحبلى، وإسناده حسن، ورقم (2318) ، وإسناده قوي، والنسائي 4 / 190، 191، وإسناده صحيح، في الصيام، باب تأويل قول الله عز وجل {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/30) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا، و (ح) قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، و «النسائي» (4/190) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا ورقاء. كلاهما -زكريا، وورقاء- عن عمرو بن دينار، عن عطاء فذكره. وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5945) عن محمد بن عبد الوهاب عن محمد بن سابق عن ورقاء عن يحيى بن أبي يحيى عن عمرو بن دينار عن عطاء، عن ابن عباس ببعضه زاد فيه يحيى بن أبي يحيى. - ورواه عن ابن عباس سعيد بن جبير: أبو داود (2318) ، وفي «تحفة الأشراف» (5565) . - ورواه عن ابن عباس عكرمة: أبو داود (2316) ، (2317) . الحديث: 484 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 485 - (خ م ت د س) - سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: قال: لما نزلت هذه الآية: {وعلى الذين يُطيقُونَهُ فديةٌ طعامُ مسكينٍ} كان من أراد أن يُفطِر ويفتديَ، حتَّى نزلت الآية التي بعدها فَنَسختها. وفي رواية: حتَّى نزلت هذه الآية: {فمن شهِد منكم الشَّهرَ فليصُمْهُ} أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .   (1) البخاري 8 / 136 في التفسير، باب {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} ، ومسلم رقم (1145) في الصيام، باب بيان نسخ قوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية} ، وأبو داود رقم (2315) في الصيام، باب نسخ قوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية} ، والترمذي رقم (798) في الصوم، باب نسخ قوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه} ، والنسائي 4 / 190 في الصوم، باب تأويل قول الله عز وجل {وعلى الذين يطيقونه} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الدارمي (1741) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. والبخاري (6/30) قال: حدثنا قُتيبة. ومسلم (3/154) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. وأبو داود (2315) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. والترمذي (798) قال: حدثنا قُتيبة. والنسائي (4/190) قال: أخبرنا قُتيبة. كلاهما -عبد الله بن صالح، وقتيبة- قالا: حدثنا بكر بن مُضر. 2- وأخرجه مسلم (3/154) قال: حدثني عمرو بن سَوَّاد العامري. و «ابن خزيمة» (1903) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. كلاهما -عمرو، وأحمد بن عبد الرحمن - عن عبد الله بن وهب. كلاهما -بكر، وابن وهب- عن عمرو بن الحارث، عن بُكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن يزيد مولى سلمة، فذكره. * سقط من المطبوع من «سنن الدارمي» : بُكير بن عبد الله بن الأشج. الحديث: 485 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 486 - (خ) - عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما -: قرأ {فدية طعام مساكين} ، قال: هي منسوخة، أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 136 في التفسير، باب {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} ، وانظر التعليق على حديث ابن عباس رقم (482) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/45،6/30) قال: حدثنا عياش بن الوليد، قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع فذكره. الحديث: 486 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 487 - (خ س) عبد الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله -: عن أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم قالوا: نزل شهرُ رمضان، فشقَّ عليهم، فكان من أطعمَ كُلَّ يومٍ مسكيناً ترَك الصَّومَ، ممن يُطيقُه، ورُخِّص لهم في ذلك، فنسختها {وأن تَصُومُوا خيرٌ لكم} فأُمِروا بالصَّوْمِ. أخرجه البخاري (1) .   (1) 4 / 164 في الصوم، باب {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} من حديث ابن نمير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى. تعليقاً، قال الحافظ: وصله أبو نعيم في " المستخرج " والبيهقي من طريقه، ولفظ البيهقي " قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولا عهد لهم بالصيام، فكانوا يصومون ثلاثة أيام من كل شهر حتى [ص: 24] نزل شهر رمضان، فاستكثروا ذلك وشق عليهم، فكان من أطعم مسكيناً كل يوم ترك الصيام ممن يطيقه، ورخص لهم في ذلك، ثم نسخه {وأن تصوموا خير لكم} فأمروا بالصيام " وهذا الحديث أخرجه أبو داود رقم (506) في الصلاة، باب كيف الأذان، من طريق شعبة والمسعودي عن الأعمش مطولاً في الأذان والقبلة والصيام، واختلف في إسناده اختلافاً كثيراً، وطريق ابن نمير هذه أرجحها. الحديث: 487 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 488 - (ت د) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما-: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الدُّعاءُ: هو العبادة. وقرأَ {ادْعُونِي أَستجِبْ لكُمْ إنَّ الَّذِينَ يسْتَكِبرُونَ عن عِبادَتي سيدخُلُونَ جَهنَّم داخِرينَ} [غافر: 60] فقال أصحابُهُ: أَقرِيبٌ ربُّنَا فنناجِيهِ، أم بعيد فنُناديهِ؟ فنزلتْ {وإذا سألكَ عبادي عنِّي فإِنِّي قريبٌ أجيبُ دعوةَ الداع إذا دعَانِ} [البقرة: 186] » .الآية. أخرجه الترمذي إلى قوله: «داخرين» وأبو داود إلى قوله: «أستجب لكم» والباقي: ذكره رزين، ولم أجده في الأصول (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دَاخِرِينَ) الدَّاخِر: الذليل.   (1) الترمذي رقم (2973) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، ورقم (3244) في تفسير سورة المؤمن، و (3369) في الدعوات، وأبو داود رقم (1479) في الصلاة، باب الدعاء، وأخرجه ابن ماجة رقم (3828) في الدعاء، باب فضل الدعاء، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/267) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش، ومنصور. وفي (4/271) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، وفي (4/271) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش، وفي (4/276) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، وفي (4/276) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، والأعمش، وفي (4/277) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. والبخاري في الأدب المفرد (714) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. وأبو داود (1479) قال: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة، عن منصور. وابن ماجة (3828) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. والترمذي (2969) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (3247) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان عن منصور، والأعمش. وفي (3372) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن الأعمش. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11643) عن هناد عن أبي معاوية، عن الأعمش، (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله، عن شعبة، عن منصور كلاهما -الأعمش، ومنصور - عن ذر بن عبد الله الهمداني، عن يسمع الحضرمي فذكره. الحديث: 488 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 489 - (خ) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: لمَّا نزل صومُ رمَضان، كانوا لا يقرَبُونَ النساءَ رمضان كُلَّه، وكان رجالٌ يخونون [ص: 25] أنفسَهُم، فأَنزَلَ اللَّهُ تعالى: {علمَ اللَّهُ أَنَّكُم كُنتُم تَختَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُم وعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187] الآية» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يخونون) أنفسهم: أي: يظلمونها بارتكابِ ما حُرِّم عليهم. ويَختانُونَ: يفتَعِلون منه.   (1) 8 /136 في التفسير، باب قول الله تعالى {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/295) قال: حدثنا أسود بن عامر، وأبو أحمد. والدارمي (1700) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. والبخاري (3/36، 6/31) قال: حدثنا عبيد الله. وأبو داود (2314) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا أبو أحمد. والترمذي (2968) قال: حدثنا عبد بن حُميد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. ثلاثتهم -أسود، وأبو أحمد، وعبيد الله- عن إسرائيل. 2 - وأخرجه أحمد (4/295) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. والنسائي (4/147) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين بن عَيَّاش. قالا -أحمد، وحسين-: حدثنا زُهير. 3 - وأخرجه البخاري (6/31) قال: حدثنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شُريح بن مَسْلَمة، قال: حدثني إبراهيم بن يوسف، عن أبيه. 4 - وأخرجه ابن خزيمة (1904) قال: حدثنا سعيد بن يحيى القرشي، قال: حدثني عمي عُبيد بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل. أربعتهم - إسرائيل، وزهير، ويوسف، وإسماعيل- عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 489 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 490 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما-: قال: {يا أَيُّهَا الذين آمنوا كُتِبَ عليكُمُ الصِّيامُ كما كُتِبَ علَى الذين من قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] قال: وكان الناسُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّوا العتَمَةَ حرُمَ عليهم الطعامُ والشرابُ والنساءُ، وصاموا إلى القابلة، فاختانَ (1) رجُلٌ نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاءَ ولم يُفطِرْ، فأراد الله أن يجعل ذلك يسراً لمنْ بقي ورخصة ومنفعة، فقال: {عَلِمَ اللَّه أنكم كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ - الآية} [البقرة: 187] فكان هذا ممَّا نفع الله بِهِ الناسَ، ورخص لهم ويسَّرَ. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القابلة) الليلة الآتية، وكذلك السنة الآتية.   (1) افتعل من الخيانة. (2) رقم (2313) في الصيام، باب مبدأ فرض الصيام، وإسناده حسن، وانظر الطبري 3 / 493، 503. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2313) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شبويه قال: حدثني علي بن حسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي،عن عكرمة فذكره. الحديث: 490 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 491 - (خ ت د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، إذا كان الرجلُ صائماً، فحضرَ الإفطارُ، فنامَ قبل أن يفطرَ، لم يأكلْ ليلتهُ ولا يومهُ، حتى يمسيَ، وإن قيس بنَ صرْمةَ الأنصاري كانَ صائماً، فلما حضر الإفطارُ، أتى امرأتهُ، فقال: أعندَكِ طعامٌ؟ قالت: لا، ولكن أنطَلِقُ فأطلبُ لك، وكان يومَهُ يعملُ، فغلبتهُ عينهُ، فجاءتِ امرأَتُهُ، فلما رأتهُ، قالتْ: خيْبَةً لكَ، فلما انتصفَ النهارُ، غُشِي عليه، فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية {أُحِلَّ لكم ليلةَ الصيامِ الرفَثُ إلى نسائكم} [البقرة: 187] ففرحوا بها فرحاً شديداً، ونزلت {وكلُوا واشربُوا حتى يتبيَّنَ لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفَجْرِ} . هذه رواية البخاري والترمذي. وزاد أبو داود بعد قوله: «غشي عليه» قال: «فكان يعملُ يومَهُ في أرضهِ» . وعنده: أنَّ اسم الرجُلِ «صِرْمةُ بنُ قيسٍ» (1) . وفي رواية النسائي: أن أحدهم: كان إذا نام قبلَ أَنْ يتعَشَّى، لم يَحِلَّ له أن يأكلَ شيئاً، ولا يشربَ ليلتَهُ ويومَه من الغدِ حتى تغرُبَ الشمسُ، [ص: 27] حتى نزلت هذه الآية {وكلُوا واشربُوا حتى يتبيَّنَ لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ} قال: ونزلت في قيس بن عمرو، أتى أهله وهو صائم بعد المغرب، فقال هلْ من شيءٍ؟ فقالت امرأته: ما عندنا شيءٌ. وذكر الحديث (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرَّفَثُ) هاهنا: الجماع. وقيل: هو كلمة جامعة لكل ما يريده الرَّجل من المرأة.   (1) رجح الحافظ بعد بيان الاختلاف في اسم هذا الأنصاري في " الفتح " 4 / 111 والروايات في ذلك أنه أبو قيس صرمة بن أبي أنس قيس بن مالك بن عدي، وأنه على هذا جاء الاختلاف فيه، فبعضهم أخطأ اسمه وسماه بكنيته، وبعضهم نسبه لجده، وبعضهم قلب اسمه، وبعضهم صحفه ضمرة بن أنس، وأن صوابه صرمة بن أبي أنس. (2) البخاري 4 / 911، 912 في الصوم، باب {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} ، والترمذي رقم (2972) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (2314) في الصيام، باب مبدأ فرض الصيام، والنسائي 4 / 147، 148 في الصيام، باب تأويل قول الله عز وجل {كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تم تخريجه. راجع الحديث رقم (489) . الحديث: 491 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 492 - (خ م) سهل بن سعيد - رضي الله عنه -: قال: أنزلت {وكلُوا واشربُوا حتى يتبيَّنَ لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ} ولم ينزل {مِنَ الفَجْر} فكان رجالٌ إذا أَرادوا الصومَ ربطَ أَحَدُهُمْ في رجْلَيْهِ الخيطَ الأبيضَ، والخيطَ الأسودَ، ولا يزالُ يأكلُ حتى يتبينَ لَهُ رِئْيُهما (1) ، فأنزل [ص: 28] الله تعالى بعدُ {مِنَ الفَجرِ} فَعَلِمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يعني الليلَ والنَّهارَ. أخرجه البخاري، ومسلم (2) .   (1) قال النووي: وهذه اللفظة ضبطت على ثلاثة أوجه: أحدها: رئيهما - براء مكسورة ثم همزة ساكنة ثم ياء - ومعناه: منظرهما، ومنه قول تعالى {أحسن أثاثا ورئياً} [مريم: 74] ، والثاني: " زيهما " - بزاي مكسورة وياء مشددة بلا همز - ومعناه: لونهما، والثالث: " رئيهما " - بفتح الراء وكسر الهمزة وتشديد الياء - قال القاضي عياض: هذا غلط هنا، لأن الرئي: هو التابع من الجن، قال: فإن صح رواية فمعناه مرئيهما، ورواية أبي ذر في البخاري " رؤيتهما ". (2) البخاري 4 / 114، 115 في الصوم، باب قول الله تعالى {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ، وفي التفسير، باب قول الله تعالى {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ، ومسلم رقم (1091) في الصوم، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/36) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا ابن أبي حازم. وفي (3/، 36 6/31) قال: حدثني سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غَسَّان محمد بن مُطَرِّف. ومسلم (3/128) قال: حدثنا عُبَيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا فُضَيْل بن سليمان، (ح) وحدثني محمد ابن سهل التميمي، وأبو بكر بن إسحاق، قالا: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا أبو غسان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4750) عن أبي بكر بن إسحاق، عن ابن أبي مريم، عن أبي غَسَّان. ثلاثتهم -ابن أبي حازم، وأبو غسان، وفُضَيل- عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 492 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 493 - (خ م ت د س) عدي بن حاتم الطائي - رضي الله عنه -: قال: نزلت: {حتَّى يتبيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيْطِ الأسودِ} ، عمدتُ إلى عِقالٍ أسودَ، وإلى عقالٍ أبيضَ، فجعلْتُهما تحت وسادتِي، وجعَلْتُ أنظُرُ من اللَّيْل، فلا يستبينُ لي، فغدوتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرتُ ذلك له، فقال: «إنَّما ذلكَ سوادُ الليْل وبياضُ النَّهارِ» . هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود. واختصر النسائي: أن عدي بن حاتم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {حتى يتبيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجرِ} قال: «هو سوادُ الليل وبياض النَّهار» . وفي رواية الترمذي مختصراً مثله. وله في أخرى بطوله، وفيه «فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئاً - لم يحفظْه سفيانُ - فقال: إنَّما هو الليلُ والنَّهار» . وفي رواية البخاري، قال: أخذ عَديٌّ عقالاً أبيض وعقالاً أسودَ، [ص: 29] حتى كان بعضُ الليلِ نَظرَ، فلم يَستَبينا، فلما أصبحَ، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جعلتُ تحت وسادتِي خيطاً أبيضَ، وخيطاً أسودَ، قال: «إنَّ وِسادك لعريضٌ (1) ، أنْ كان الخيطُ الأبيضُ والخيطُ الأسودُ تحت وِسادك» . وفي أخرى له قال: قلتُ: يا رسول الله، ما الخيطُ الأبيضُ، من الخيطِ الأسودِ، أهُما الخيطان؟ قال: «إنكَ لعريضُ القفا؛ أنْ أبصرتَ الخيطين» ، ثم قال: «لا، بل هما سوادُ الليلِ وبياض النهار (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِقَال) العقال: الحُبَيْلُ الذي تُشَدُّ به رُكبة البعير لئلا يهرب. (وِسادي) الوسادُ والوسادة: المخَدَّةُ. (لَعَرِيض) والمراد بقوله: إنك لعريضُ الوسادة: إن نومك لعريض [ص: 30] فكَنَّى بالوسادة عن النوم؛ لأن النائم يتوسد، كما يُكنى بالثوب عن البدن، لأن الإنسان يلبسه، وقيل: كنى بالوساد عن موضع الوساد من رأسه وعنقه، يَدلُّ عليه قوله الآخر: «إنك لعريض القفا» وعرضُ القفا: كناية عن السِّمَن الذي يُذهِبُ الفِطْنَة، وقيل: أراد مَنْ أكلَ مع الصبح في صومه: أصبح عريض القفا؛ لأن الصوم لا يُضعفه ولا يؤثر فيه.   (1) قال الخطابي في " المعالم " فيه قولان، أحدهما: يريد أن نومك لكثير، وكنى بالوسادة عن النوم، لأن النائم يتوسد، أو أراد: إن ليلك لطويل إذا كنت لا تمسك عن الأكل حتى يتبين لك العقال، والقول الآخر: كنى بالوسادة عن الموضع الذي يضعه من رأسه وعنقه على الوسادة إذا نام، والعرب تقول: فلان عريض القفا: إذا كان فيه غباء مع غفلة، وقد روي في هذا الحديث من طريق أخرى إنك لعريض القفا، وجزم الزمخشري بالتأويل الثاني، فقال: إنما عرض النبي صلى الله عليه وسلم قفا عدي لأنه غفل عن البيان، وعرض القفا مما يستدل به على قلة الفطنة. (2) البخاري 4 / 113 في الصوم، باب قول الله تعالى {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ، وفي التفسير، باب قوله {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ، وأخرجه مسلم رقم (1090) في الصوم، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، والترمذي رقم (2973) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (2349) في الصيام، باب وقت السحور، والنسائي 4 / 148 في الصيام، باب تأويل قول الله عز وجل {كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصوم (16: 1) عن حجاج بن منهال، عن هشيم، وفي التفسير (2: 28: 1) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، ومسلم في الصوم (8: 1) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن إدريس، وأبو داود فيه (الصوم 17: 4) عن مسدد، عن حصين بن نمير، و (17: 4) عن عثمان بن أبي شيبة، عن عبد الله بن إدريس، أربعتهم عن «حصين بن عبد الرحمن السلمي عن الشعبي عن عدي بن حاتم» .، والترمذي في التفسير (3 البقرة: 220) عن أحمد بن منيع، عن هشيم به، وقال: حسن صحيح (7/275/9856) تحفة الأشراف. الحديث: 493 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 494 - (خ م) البراء بن عازب - رضي الله عنهما -: قال: نزلت هذه الآية فينا، كانت الأنصار إذا حجُّوا فجاءوا لم يدخُلوا من قِبَِلِ أبوابِ البُيوتِ، فجاء رجلٌ من الأنصارِ فدخل من قِبَلِ بابِهِ، فكأنَّهُ عُيِّرَ بذلِك فنزلت: {وليسَ البِرُّ بِأَنْ تَأتوا البُيُوتَ من ظُهورِهَا ولكنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وائتُوا البُيوتَ مِن أَبوابِهَا} [البقرة: 189] . وفي رواية قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله: {وليس البِرُّ بِأَنْ تَأتُوا البُيُوتَ من ظُهورِهَا ولكنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وائتُوا البُيوتَ من أَبوابِهَا} أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 3 / 494 في الحج، باب قول الله تعالى {وأتوا البيوت من أبوابها} ، وفي التفسير، باب قوله {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} ، ومسلم رقم (3026) في التفسير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج (170) عن أبي الوليد، ومسلم في آخر الكتاب (التفسير 1:27) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي موسى، وبندار، ثلاثتهم عن غندر، والنسائي في الحج (لعله في الكبرى) وفي التفسير (في الكبرى) عن علي بن الحسين الدرهمي، عن أمية بن خالد ثلاثتهم عن شعبة بن الحجاج عن السبيعي عن البراء بن عازب، ومعنى حديثهم واحد (2/53/1874) الأشراف. الحديث: 494 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 495 - (خ) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما- قال: {وأَنفِقُوا فِي سبيل اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بأيديكُمْ إِلى التهْلُكَةِ} [البقرة: 195] قال: نزلت في النفقة. [ص: 31] أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 138 في التفسير، باب قوله {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} ، قوله " وفي النفقة " أي: في ترك النفقة في سبيل الله عز وجل، كما جاء مفسراً في حديث أبي أيوب الذي سيذكره المصنف بعد هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/33) قال: حدثنا إسحاق قال: أخبرنا النضر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا وائل فذكره. الحديث: 495 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 496 - (ت د) أسلم أبو عمران - رحمه الله - قال: «كُنَّا بمدينةِ الرُّوم، فأخرجوا إلينا صَفًّا عظيماً من الرومِ، فَخَرَجَ إليهم مِِن المسلمينَ مِثْلُهم أو أكثرُ، وعلى أهلِ مِصرَ: عُقْبةُ بن عامرٍ، وعلى الجماعة (1) : فضالة بن عبيد، فحملَ رجل من المسلمين على صفِّ الرُّوم، حتَّى دخل فِيهم، فصاحَ النَّاسُ، وقالوا: سُبْحانَ الله! يُلْقِي بِيَدِيهِ إِلى التهْلُكةِ؟! فقام أبو أيُّوب الأنصاري، فقال: يا أيها النَّاس، إنكم لتؤوِّلونَ هذه الآية هذا التأويلَ؟! وإنما نزَلتْ هذه الآية فينا -معشر الأنصار -: لما أعزَّ اللهُ الإسلامَ، وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سراً - دون رسول الله صلى الله عليه وسلم -: إنَّ أموالنا قد ضاعت، وإن اللَّهَ قد أعز الإسلامَ، وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا، فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله -تبارك وتعالى- على نبيه، يردُّ علينا ما قلنا: {وأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بأيديكُمْ إِلى التَّهْلُكَةِ} وكانت التهلكة: الإقامة على الأموال وإصلاحها، وترْكنا الغزوَ، فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله، حتى دفن بأرض الرُّومِ» . هذه رواية الترمذي. [ص: 32] وفي رواية أبي داود قال: «غزونا من المدينةِ نريدُ القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمنِ بنُ خالد بن الوليد (2) ، والرومُ مُلْصقُو ظهورهمْ بحائط المدينة، فحملَ رجلٌ على العدوِّ، فقال الناس - مَهْ مَهْ، لا إله إلا الله يُلْقي بيديه إلى التَّهْلُكَةِ! فقال أبو أيوب: إنما أنزلت هذه الآية فينا -معشر الأنصار -لما نصر الله نبيَّه، وأظهر الإسلام، قُلْنا، هَلُمَّ نُقيم في أموالنا ونُصْلِحُها، فأنزل الله عزَّ وجلَّ {وأَنْفِقُوا فِي سبيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بأيديكُمْ إِلى التَّهْلُكَةِ} فالإلقاءُ بالأيدي إلى التَّهْلُكَةِ: أنْ نقيمَ في أموالنا ونصْلِحَها، وندعَ الجهادَ، قال أبو عمران: فلم يزلْ أبو أيوب يجاهدُ في سبيلِ الله حتى دُفنَ بالقُسطنطينية» (3) . [ص: 33] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شاخِصاً) : شخَص الرجل من بلد إلى بلد: إذا انتقل إليه، والمراد به: لم يزل مُسَافراً.   (1) رواية الطيالسي وابن عبد الحكم والحاكم: وعلى الشام، وهو الصواب إن شاء الله. (2) قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله: هذا يدل على أن هذه الغزوة كانت في سنة 46 أو قبلها، لأن عبد الرحمن مات تلك السنة، وهذه الغزوة غير الغزوة المشهورة التي مات فيها أبو أيوب الأنصاري وقد غزاها يزيد بن معاوية بعد ذلك سنة 49 ومعه جماعات من سادات الصحابة، ثم غزاها يزيد سنة 52 وهي التي مات فيها أبو أيوب رضي الله عنه وأوصى إلى يزيد أن يحملوه إذا مات ويدخلوه أرض العدو ويدفنوه تحت أقدامهم حيث يلقون العدو، ففعل يزيد ما أوصى به أبو أيوب، وقبره هناك إلى الآن معروف، انظر " طبقات ابن سعد " 3 / 2 / 49، 50، " تاريخ الطبري " 6 / 128، 130 و " تاريخ ابن كثير " 8 / 30، 31، 32، 58، 59، و " تاريخ الإسلام " للذهبي 2 / 231، 327، 328. (3) الترمذي رقم (2976) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (2512) في الجهاد، باب في قول الله عز وجل {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} ، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح. وأخرجه ابن جرير رقم (3179) و (3180) ، وأبو داود الطيالسي في مسنده 2 / 12، 13، وابن عبد الحكم في فتوح مصر: 269، 270 والحاكم 2 / 275 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أبو داود (2512) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال: حدثنا ابن وهب عن حيوة بن شريح، وابن لهيعة. 2- وأخرجه الترمذي (2972) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3452) عن عبيد الله بن سعيد، عن أبي عاصم، (ح) وعن محمد بن حاتم بن نعيم، عن حبان بن موسى، عن ابن المبارك كلاهما -الضحاك أبو عاصم، وابن المبارك- عن حيوة بن شريح. كلاهما -حيوة، وابن لهيعة- عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران فذكره. في رواية أبي داود قال: وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بدلا من فضالة بن عبيد. الحديث: 496 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 497 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن معقل - رضي الله عنهما - قال: قعدتُ إلى كعب بن عجرَةَ في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - فسألتُهُ عن «فدْيةٍ من صيامٍ؟ فقال: حُمِلْتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والقمْلُ يتناثَرُ على وجهي، فقال: ما كنتُ أُرَى أنَّ الجَهْد بَلَغَ بِك هذا؟ أمَا تجد شاة؟ قلتُ: لا. قال: صُمْ ثلاثة أيام واحلِقْ رأسَك، فنزلَتْ فيَّ خاصَّة، وهي لكم عامة» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وللبخاري ومسلمٍ رواياتٌ أُخر تردُ في كتاب الحجِّ من حرف الحاء. وأخرجه الموطأ وأبو داود والنسائي بمعناه، وترِدُ ألفاظُ رواياتهم هناك. (1) [ص: 34] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجَهدُ) بالفتح: المشقة، وبالضم: الطاقة. (الصَّاع) : مكيال يسعُ أَربعةَ أمداد، والمُدُّ بالحجاز: رطل وثلث، وبالعراق: رطلان.   (1) البخاري 4 / 138 في الحج، باب قوله تعالى {فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية} ، وباب قوله تعالى {أو صدقة} ، وباب الإطعام في الفدية نصف صاع، وباب النسك شاة، وفي المغازي، غزوة الحديبية، وفي التفسير، باب {فمن كان منكم مريضاً} ، وفي المرضى، باب قول المريض: إني وجع أو وارأساه أو اشتد بي الوجع، وفي الطب، باب الحلق من الأذى، وفي الأيمان والنذور، باب كفارات الأيمان، ومسلم رقم (1201) في الحج، باب جواز حلق الرأس للمحرم، والموطأ 1 / 471 في الحج، باب فدية من حلق قبل أن ينحر، وأبو داود رقم (1856) و (1857) و (1858) و (1859) و (1860) و (1861) في الحج، باب الفدية، والترمذي رقم (2977) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، والنسائي 5 / 194، 195 في الحج، باب في المحرم يؤذيه القمل في رأسه، وأخرجه ابن ماجة رقم (3079) في الحج، باب فدية المحصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/242) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، (ح) وحدثنا عفان قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني (ح) وحدثنا بهز قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني. وفي (4/242) أيضا، قال: حدثنا مؤمل ابن إسماعيل قال: حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. وفي (4/243) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن قرم، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. وفي (4/243) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أشعث، عن الشعبي. والبخاري (3/13) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. وفي (6/33) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. ومسلم (4/21، 22) قال: قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني. وابن ماجة (3079) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن الوليد. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. والترمذي (2973) قال: حدثنا علي بن حُجْر، قال: حدثنا هشيم، عن أشعث بن سوار، عن الشعبي. والنسائي في الكبرى (الورقة 54) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد ابن بشار. قالا: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. كلاهما -عبد الرحمن بن الأصبهاني، وعامر الشعبي- عن عبد الله بن معقل، فذكره. الحديث: 497 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 498 - (خ د) عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما -: قال كانت عُكاظُ، ومَجَنَّةُ، وذو المجاز (1) : أَسْواقاً في الجاهِليَّةِ، فلمَّا كانَ الإسلام، فكأنهم تأثموا أن يتجِروا في المواسِم، فنزلت: {ليسَ عليكم جُناحٌ أنْ تَبْتَغُوا فضلاً من رَبِّكُمْ في مواسم الحجِّ} قرأها ابن عباس هكذا (2) [البقرة: 198] . وفي رواية: {أَنْ تبتَغوا في مواسِمِ الحجِّ فضلاً من ربِّكُمْ} أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود، أنه قرأ: {ليس عليكم جُناحٌ أنْ تَبْتَغُوا فضلاً من ربكم} قال: كانوا لا يتَّجرون بمنى، فأمِروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات. وفي أخرى له قال: إن الناس في أولِ الحجِّ كانوا يتبايعون بمنى، وعرفة، وسوقِ ذي المجازِ، وهي مواسِمُ الحجِّ، فخافوا البيْعَ وهم حُرُمٌ، فأَنزل [ص: 35] الله عزَّ وجلَّ: {لا جناحَ عليكم أن تَبْتَغُوا فضلاً من رَبِّكُمْ في مواسم الحجِّ} قال عطاء بن أبي ربَاح: فحدثني عبيد بن عُمير، أنه كان يقْرَؤُها في المصحف (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتأثَّموا) فعلوا ما يخرجهم من الإثم، أو لأنهم اعتدُّوا فِعْلَ ذلك إثماً. (أَفاضوا) الإفاضةُ: الزحف والدفع بكثرة، ولا تكون إلا عن تفرق وكثرة. (المواسم) جمع مَوسم، وهو الزمان الذي يتكرر في كل سنة، لاجتماع أو بيع أو عيد أو نحو ذلك، ومنه: موسم الحج.   (1) " عكاظ " بضم المهملة وخفة الكاف وبالمعجمة، " ومجنة " بفتح الميم والجيم وشدة النون، و " ذو المجاز " ضد الحقيقة: أسواق كانت للعرب، وسمي موسم الحج موسماً؛ لأنه معلم تجتمع الناس إليه. (2) قال الحافظ: وقراءة ابن عباس " في مواسم الحج " معدودة من الشاذ الذي صح إسناده وهو حجة وليس بقرآن. (3) البخاري 3 / 473، 474 في الحج، باب التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية، وفي البيوع، باب ما جاء في قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} ، وباب الأسواق التي كانت في الجاهلية، وفي التفسير، باب {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} ، وأبو داود رقم (1732) في الحج، باب التجارة في الحج، ورقم (1734) باب الكري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/222) قال: حدثنا عثمان بن الهيثم قال: أخبرنا ابن جريج، وفي (3/69) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان، وفي (3/81) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان، وفي (6/34) قال: حدثني محمد، قال: أخبرني ابن عيينة، كلاهما - ابن جريج، وسفيان بن عيينة - عن عمرو بن دينار فذكره. - ورواه أيضا عن ابن عباس عبيد بن عمير: أخرجه أبو داود (1734) ، (1735) . - ورواه أيضا عن ابن عباس مجاهد: أخرجه أبو داود (1731) . الحديث: 498 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 499 - (خ د) عبد الله بن عباس: - رضي الله عنهما - قال: كان أهلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ، فلا يَتَزَوَّدُونَ، ويقولونَ: نحن المتوكِّلونَ، فإذا قَدِمُوا مَكَّةَ سألُوا الناسَ، فأنزل الله عز وجل: {وتزوَّدُوا فإِن خير الزَّادِ التَّقوَى} [البقرة: 197] . أخرجه البخاري، وأبو داود (1) .   (1) البخاري 3 / 303، 304 في الحج، باب قول الله تعالى {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} ، وأبو داود رقم (1730) في الحج، باب التزود في الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/164) قال: حدثنا يحيى بن بشر، قال: حدثنا شبابة، عن ورقاء، وأبو داود (1730) قال: حدثنا أحمد بن الفرات -يعني أبا مسعود الرازي-، ومحمد بن عبد المخرمي، قالا: حدثنا شبابة عن ورقاء، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6166) عن سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان كلاهما - ورقاء وسفيان- عن عمرو بن دينار عن عكرمة فذكره. الحديث: 499 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 500 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال كان يطُوفُ الرجلُ بالبيْتِ ما كانَ حلالاً، حتى يُهِلَّ بالحجِّ، فإذا ركبَ إلى عرفَةَ، فمن تيَسَّرَ له هَدْيُهُ من الإِبل، أو البقر، أو الغنم ما تيسَّرَ له من ذلك (1) ، أيَّ ذلك شاءَ، غيرَ أنْ لم يَتَيَسَّرْ له، فعليه ثلاثةُ أيَّامٍ في الحجِّ، وذلك قبْلَ يوم عرفةَ، فإن كانَ آخر يومٍ من الأيام الثلاثةِ يومَ عَرَفَةَ، فلا جُناح عليه، ثم لينطلِقْ حتى يقفَ بعرفاتٍ من صلاة العصْرِ، إلى أنْ يكونَ الظلامُ، ثم ليَدْفَعُوا من عرفاتٍ فإذا أَفَاضُوا منها، حتى يَبْلُغُوا جمْعاً، الَّذِي يُتَبَرَّرُ فيه، ثم ليَذْكُرُوا اللهَ كثيراً، ويكثِرُوا من التَّكبيرِ والتهْليلِ، قبلَ أنْ يُصبِحُوا {ثُمَّ أَفِيضُوا} فإنَّ النَّاسَ كانُوا يُفِيضونَ، وقال الله عز وجل: {ثُمَّ أَفيضُوا من حيث أفاض النَّاسُ واسْتَغْفِرُوا الله إن الله غفُورٌ رحيم} [البقرة: 199] حتَّى يرْموا الجمْرَةَ. أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَدْيُهُ) الهدي: السَّمْتُ والطريقة والسيرة.   (1) قوله: ما تيسر له، جزاء للشرط، أي ففديته ما تيسر، أو عليه ما تيسر، أو بدل من الهدي، والجزاء بأسره محذوف، أي: ففديته ذلك، أو ليفد بذلك. (2) 8 / 139، 140 في التفسير، باب {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/34) قال: حدثني محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا فضيل بن سليمان، قال: حدثنا موسى بن عقبة، قال: أخبرني كريب، فذكره. الحديث: 500 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 501 - (د) أبو أمامة التيمي - رحمه الله - قال: كنتُ رجلاً أكْري في هذا الوجهِ، وكان الناسُ يقولون لي: إنه ليس لك حجٌّ فلقيتُ ابن [ص: 37] عمر، قلتُ: يا أبا عبد الرحمن، إني رجل أكري في هذا الوجه، وإن ناساً يقولون: إنه ليس لك حجٌّ، فقال ابنُ عمر: أَليس تُحرِمُ وتُلبي، وتطوفُ بالبيت، وتفيض من عرفاتٍ، وترمي الجمارَ؟ قلتُ: بلى، قال: فإن لك حجًّا، جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عنْ مِثْلِ ما سأَلتَني، فسكتَ رسولُ اللهِ فلم يُجِبْه حتى نزلت الآية: {ليس عليكم جناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فضلاً من ربكم} فأرسلَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وقال: «لك حجٌّ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1733) في الحج، باب الكري، وإسناده قوي، وأخرجه أحمد في المسند رقم (6435) والطبري رقم (3789) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/155) (6434) قال: حدثنا أسباط، قال: حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي. وأبو داود (1733) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا العلاء بن المسيب. وابن خزيمة (3051) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا مروان بن معاوية، قال: حدثنا العلاء بن المسيب. (ح) وحدثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن العلاء بن المسيب، وفي (3052) قال: حدثنا الزعفراني قال: حدثنا أسباط بن محمد القرشي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، وأنا بريء من عهدته -كلاهما الحسن بن عمرو، والعلاء بن المسيب - عن أبي أمامة التيمي فذكره. * أخرجه أحمد (2/155) (6435) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد -يعني العدني- قال: حدثنا سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن رجل من بني تيم الله، قال: جاء رجل إلى ابن عمر، فقال: إنا قوم نكرى فذكر مثل معنى حديث أسباط ولم يسمه. الحديث: 501 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 502 - (سعيد بن المسيب - رحمه الله -) : قال: «أقبلَ صهيبٌ مهاجراً من مكّةَ، فاتَّبعه رجالٌ من قريشٍ، فنزل عن راحلته، وانتَثلَ ما في كنانَتِهِ، وقال: واللهِ، لا تَصِلُونَ إِليَّ أَو أَرميَ بكلِّ سهمٍ معي، ثم أضرِبُ بسيفي ما بقي في يديَّ، وإن شئتم دَللتُكم على مالٍ دفنتُهُ بمكَةَ، وخَلَّيْتُم سبيلي، ففعلوا» ، فلما قدمَ المدينةَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نزلتْ: {ومن الناس مَن يشْري نفسه ابتغاء مرضاة الله ... } الآية، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رَبِحَ البيعُ أَبا يحيى» ، وتلا عليه الآية [البقرة: 207] ذكره رزين، ولم أجده في الأصول (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (راحلته) الراحلة: البعير القوي على الأسفار والأحمال، وسواء فيه [ص: 38] الذكر والأنثى. (وانتثل) الانتثال: استخراج ما فيها من النُّشاب. (كِنانته) الكنانة: الجُعبة.   (1) ذكره البغوي وابن كثير في تفسير الآية بلا سند. الحديث: 502 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 503 - (د س) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما نزل قوله تعالى: {ولا تقربوا مالَ اليتيم إلا بالتي هي أحسنُ} [الإسراء: 34] وقولهُ: {إنَّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظُلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصْلَوْنَ سعيراً} [النساء: 10] انْطلقَ من كان عندهُ يتيم، فعزلَ طعامَهُ من طعامِهِ، وشرابَهُ من شرابِهِ، فإذا فَضَل من طعامِ اليتيم وشرابهِ شَيءٌ، حُبِسَ له، حتى يأكلهُ أو يَفسُدَ، فاشتدَّ ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأنزل اللهُ تعالى: {ويسألونَكَ عن اليتامى قُلْ إصلاحٌ لهم خيرٌ وإن تُخالِطُوهم فإخوانُكم} [البقرة: 220] «فخلطوا طعامَهُمْ بطعامِهم، وشرابَهُم بشرابهم» .أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) أبو داود رقم (2871) في الوصايا، باب مخالطة اليتيم في الطعام، وأخرجه ابن جرير رقم (4183) والنسائي 6 / 256، 257 في الوصايا، باب ما للوصي من مال اليتيم إذا قام عليه، ورجاله ثقات إلا أن عطاء بن السائب قد اختلط بآخره، والراوي عنه - وهو جرير - قد سمع منه بعد الاختلاط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الوصايا (7) عن عثمان، عن جرير، والنسائي فيه (الوصايا 10:2) عن أحمد ابن عثمان بن حكيم الأودي عن محمد بن الصلت عن أبي كدينة يحيى بن المهلب -كلاهما «عن عطاء عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس» (5569) تحفة الأشراف. الحديث: 503 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 504 - (خ) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كان ابنُ عُمر إذا قرأَ القرآنَ لم يتكلمْ حتى يفرُغَ منهُ، فأخذتُ عليه يوماً (1) ، فقرأ سورة [ص: 39] البقرة، حتى انتهى إلى مكانٍ، فقال: أَتدري فيمَ أُنزلتْ؟ قلتُ: لا، قال: نزلت في كذا وكذا، ثم مضى» . أخرجه البخاري (2) .   (1) أي: أمسكت عليه، واستمعت لقراءته. (2) 8 / 140 في التفسير، باب {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} ، قال الحافظ: وقد أخرج هذه الرواية إسحاق بن راهويه في مسنده وفي تفسيره بالإسناد المذكور يعني إسناد البخاري. وقال بدل قوله: حتى انتهى إلى مكان، حتى انتهى إلى قوله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فقال: أتدرون فيم أنزلت هذه الآية؟ قلت: لا، قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن، وهكذا أورده ابن جرير رقم (4326) من طريق إسماعيل بن علية عن ابن عون مثله، ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون نحوه. وانظر التعليق على الحديث الآتي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في تفسير قوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم} 2: 223 التفسير 2: 39: 1) عن إسحاق، عن النضر بن شميل، عن عبد الله بن عون عن نافع عن ابن عمر. الأشراف (7747) . الحديث: 504 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 505 - (خ) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ ابنَ عمر قال: {فَائتُوا حرثَكمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال: يَأْتِيها في ... قال الحميدي: يعني في الفرج (1) . أخرجه البخاري (2) . [ص: 40] وفي رواية ذكرها رزين - ولم أجدها - قال: {فَائْتُوا حرثَكمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ، يأتيهَا في الفرج، إنْ شاء مُجَبِّية (3) ، أو مُقْبِلَة، أو مُدبِرَة، غيرَ أنَّ ذلكَ في صِمامٍ واحدٍ (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَرثكم) الحرث: كَنى به عن المرأة وإتيانها. (أَنَّى شِئتم) بمعنى: متى شئتم، وقد يكون «أَنَّى» بمعنى: أين في غير هذا الموضع. (مُجَبِّيَة) التَّجبية: أن ينكب الإنسان على وجهه، باركاً على ركبتيه. [ص: 41] (صِمام واحد) الصمام: ما تُسدُّ به الفُرجة، فسمي به الفرج، ويجوز أن يكون على حذف المضاف، أي: في موضع صمام.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 141: وهو من عنده بحسب ما فهمه، ثم وقفت على سلفه فيه وهو البرقاني فرأيت في نسخة الصغاني: زاد البرقاني: يعني الفرج، وليس مطابقاً لما في نفس الرواية عن ابن عمر.. وقد قال أبو بكر بن العربي في " سراج المريدين ": أورد البخاري هذا الحديث في التفسير فقال: يأتيها في.. وترك بياضاً، والمسألة مشهورة صنف فيها محمد بن سحنون جزءاً، وصنف فيها محمد بن شعبان كتاباً، وبين أن حديث ابن عمر في إتيان المرأة في دبرها. (2) 8 / 140، 141 في التفسير، باب {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} ، قال الحافظ: وقد أخرجه ابن جرير في التفسير رقم (4331) عن أبي قلابة الرقاشي عبد الرحمن بن عبد الوارث حدثني أبي ... فذكره بلفظ " يأتيها في الدبر " وهو يؤيد قول ابن العربي، ويرد قول الحميدي. نقول: وقد أنكر على ابن عمر رضي الله عنه ذلك، وبين أنه أخطأ في تأويل الآية ابن عباس رضي الله عنه فقد روى أبو داود رقم (2164) بسند حسن من طريق محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إن ابن عمر - والله يغفر له - أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار ... الحديث، وسيذكره المصنف رحمه الله بنصه قريباً، والأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تحرم وطء المرأة في دبرها ترد هذا التأويل وتخطئ قائله، وسيذكر المصنف بعضها. [ص: 40] وقد اتفق العلماء على أنه يجوز للرجل إتيان الزوجة في قبلها من جانب دبرها، وعلى أي صفة كانت، وعليه دل قوله تعالى {نساؤكم حرث لكم فائتوا حرثكم أنى شئتم} أي هن لكم بمنزلة الأرض تزرع، ومحل الحرث: هو القبل. وفي " الكشاف ": " حرثكم " مواضع حرث لكم، شبههن بالمحارث: لما يلقى في أرحامهن من النطف التي منها النسل كالبذور، وقوله {فائتوا حرثكم} معناه: فائتوهن كما تأتون أراضيكم التي تريدون أن تحرثوها، من أي جهة شئتم، لا يحظر عليكم جهة دون جهة، وهو من الكنايات اللطيفة والتعريضات الحسنة. وقال الطيبي: وذلك أنه أبيح لهم أن يأتوها من أي جهة شاؤوا، كالأراضي المملوكة، وكنى بالحرث ليشير إلى أن لا يتجاوز البتة موضع البذر، ويتجانف عن موضع الشهوة، فإن الدبر موضع الفرث لا محل الحرث، ولكن الأنجاس بموجب غلبة الأجناس يميلون إليه، ويقبلون عليه. (3) أصل التجبية: أن يقوم الإنسان على هيئة الركوع، وقيل: هي الانكباب على الوجه كهيئة السجود. (4) أخرجها مسلم في صحيحه رقم (1435) (19) بمعناها من حديث جابر في النكاح، باب جواز جماع امرأته في قبلها من قدامها ومن ورائها من غير تعرض للدبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (2: 39: 1) ، عن إسحاق، عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن أيوب عن نافع عن ابن عمر. (57560) الأشراف. الحديث: 505 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 506 - (خ م ت د) جابر - رضي الله عنه - قال: كانت اليهود تقول: إذا جَامعها من ورائها (1) جاءَ الولدُ أَحوَلَ، فنزلت: {نِساؤُكم حَرْثٌ لكمْ فَائتُوا حَرْثَكُم أَنَّى شئْتُم (2) } أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود. وأخرجه الترمذي قال: كانت اليهودُ تقولُ: مَنْ أَتى امرأَة في قُبُلِهَا من دُبُرِهَا ... وذكر الحديث (3) .   (1) يعني من خلفها في الفرج كما ورد مصرحاً به في رواية الإسماعيلي من طريق يحيى بن أبي زائدة عن سفيان الثوري بلفظ "باركة مدبرة في فرجها من ورائها "، ولمسلم من طريق ابن المنكدر " إذا أتيت المرأة من دبرها في قبلها، ثم حملت ... " وقد أكذب الله اليهود في زعمهم، وأباح للرجال أن يتمتعوا بنسائهم كيفما شاءوا. (2) زاد ابن أبي حاتم والبيهقي 7 / 195 والواحدي ص 53: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج " (3) البخاري 8 / 143 في التفسير، باب {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} ، ومسلم رقم (1435) في النكاح، باب جواز جماع المرأة في قبلها من قدامها ومن ورائها من غير تعرض للدبر، والترمذي رقم (2982) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (2163) في النكاح، باب جامع النكاح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (1263) ، ومسلم (4/156) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. وابن ماجة (1925) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، وجميل بن الحسن. والترمذي (2978) قال: حدثنا ابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3030) عن إسحاق بن إبراهيم. ثمانيتهم -الحميدي، وقتيبة، وابن أبي شيبة، والناقد، وسهل، وجميل، وابن أبي عمر، وإسحاق- عن سفيان (ابن عيينة) . 2 - وأخرجه الدارمي (2220) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. 3 - وأخرجه البخاري (6/36) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (4/156) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود (2163) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن. كلاهما -أبو نعيم، وعبد الرحمن بن مهدي- قالا: حدثنا سفيان (الثوري) . 4- وأخرجه مسلم (4/256) قال: حدثنا محمد بن رمح. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3039) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث بن سعد. كلاهما -ابن رمح، وشعيب بن الليث- عن الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن أبي حازم. 5 - وأخرجه مسلم (4/156) ، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3091) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. 6 - وأخرجه مسلم (4/156) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن أيوب. 7 - وأخرجه مسلم (4/156) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. 8 - وأخرجه مسلم (4/156) قال: حدثني عبيد الله بن سعيد، وهارون بن عبد الله، وأبو معن الرقاشي، قالوا: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان بن راشد، يُحدث عن الزهري. 9- وأخرجه مسلم (4/156) قال: حدثني سليمان بن معبد، قال: حدثنا مُعلَّى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز، وهو ابن المختار، عن سهيل بن أبي صالح. 10 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3064) عن هلال بن بشر، عن حماد بن مسعدة، عن ابن جريج. 11 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3092) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، عن سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، وذكر آخر، كلاهما عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. جميعهم -ابن عيينة، ومالك، والثوري، وأبو حازم، وأبو عوانة، وأيوب، وشعبة، والزهري، وسهيل، وابن جريج، وابن الهاد- عن محمد بن المنكدر، فذكره. * رواية الزهري فيها زيادة: «إن شاء مُجَبِّيَة وإن شاءَ غَيْرَ مَجبية، غير أن ذلك في صمام واحد» . الحديث: 506 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 507 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، هلكتُ، قال: «وما أَهلكَك؟» قال: حَوَّلتُ رَحْلي اللَّيْلَة، قال: فلم يَرُدَّ عليه شيئاً، قال: فأُوحِي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {نساؤُكم حرْثٌ لكم فائْتُوا حرثكم أَنَّى شِئْتُمْ} أَقْبِلْ، وأَدْبِرْ، واتَّقِ [ص: 42] الدُّبُرَ والحيضَةَ (1) . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حوَّلت رحلي) كنى بتحويل الرحل عن الإتيان في غير المحل المعتاد. كذا الظاهر، ويجوز أن يريد به، أنه أتاها في المحل المعتاد، لكن من جهة ظهرها، كما قد جاء في التفسير.   (1) " الحيضة " بكسر الحاء: اسم من الحيض. وهي الحال التي تلزمها الحائض، من التجنب والتحيض، كالجلسة والقعدة: من الجلوس والقعود. أما الحيضة بفتح الحاء فهي المرة الواحدة من دفع الحيض ونوبه. (2) رقم (2984) في التفسير، باب ومن سورة البقرة وحسنه، وأخرجه أحمد في " المسند رقم (2703) ، والواحدي ص 53، والنسائي في العشرة ورقة 76 وجه ثاني، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/297) (2703) قال حدثنا حسن. «الترمذي» (2980) قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا الحسن بن موسى. و «النسائي» في الكبرى (تحفه الأشراف) 5469) عن أحمد بن الخليل عن يونس بن محمد (ح) وعن علي بن معبد بن نوح البغدادي، عن يونس بن محمد كلاهما -الحسن بن موسى، ويونس بن محمد - عن يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبيره فذكره. الحديث: 507 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 508 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنَّ ابنَ عمرَ - واللهُ يغْفِرُ له - أوْهَمَ (1) : إنَّمَا كان هذا الحيّ من الأنصار - وهم أهلُ وَثَنٍ - مع هذا الحيِّ من يهودَ - وهم أَهلُ كتابٍ - فكانوا يَرَوْنَ أنَّ لَهم فضْلاً عليهم في العِلم، فكانوا يقتَدُونَ بكثير من فِعلِهِمْ، وكان من أمرِ أَهْلِ الكتاب: أن لا يأتُوا النساءَ إلا على حَرْفٍ، وذلك أسْتَرُ ما تكون المرأَةُ، فكان هذا الحيُّ من الأنصار قد أخذوا بذلك من فِعلهم، وكان هذا الحيُّ من قريش يَشرَحونَ النِّساءَ شرحاً منكراً، ويتلذَّذُونَ منهُنَّ مُقْبِلاتٍ ومدْبِراتٍ، ومُسْتَلْقياتٍ، [ص: 43] فَلمَّا قَدِم المهاجرون المدينةَ: تزوَّج رجلٌ منهن امرأة من الأنصارِ، فذَهَب يصْنَعُ بها ذلك، فأَنكرتْهُ عليه، وقالت: إِنَّا كُنَّا نُؤتَى على حَرْفٍ، فاصنعْ ذلك، وإلا فاجْتَنِبْنِي، حتَّى شريَ أَمْرُهُمَا، فبلغَ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأنزلَ اللهُ -عز وجل-: {نساؤكم حرث لكم فائتُوا حرثَكم أَنَّى شِئْتُمْ} ، أي: مُقْبِلاتٍ، ومدْبِراتٍ ومُستَلْقِياتٍ، يعني بذلك موضعَ الولدِ. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوْهَمَ) وَهِم بسكر الهاء: غلط، وبفتحها: ذهب وهمهُ إليه. قال الخطابي: الذي وقع في رواية هذا الحديث «أوْهَمَ» والصواب «وَهِمَ» بغير ألف. (الوثن) الصنم، وقيل: الصورة لا جثة لها. (الحرف) : الجانب، وحرفُ كل شيء: جانبه. (يشرحون) قال الهروي، يقال: شرح فلان جاريته،: إذا وطئها على قفاها، وأصل الشَّرْح: البَسْط، ومنه: انشراح الصدر بالأمر، وهو انفتاحه، وانبساطه. (شري) أمرهما: أي ارتفع وعظم وتفاقم، وأصله: من شري [ص: 44] البرق: إذا لج في اللمعان، واستشرى الرجل: إذا ألح في الأمر.   (1) قال الخطابي: هكذا وقع في الرواية، والصواب " وهم " بغير ألف. يقال: وهم الرجل: إذا غلظ في الشيء كفرح، ووهم مفتوحة الهاء إذا ذهب وهمه إلى الشيء، وأوهم بالألف: إذا أسقط من قراءته أو كلامه شيئاً. (2) رقم (2164) في النكاح بسند حسن، وصححه الحاكم 2 / 195، 279، ووافقه الذهبي، وله شاهد بنحوه عن ابن عمر عند النسائي في العشرة الورقة 76وجه ثاني، وسنده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2164) قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ، قال: حدثنا محمد- يعني ابن سلمة - عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد فذكره. الحديث: 508 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 509 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها - أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم فائتُوا حرثَكم أَنَّى شِئْتُمْ} : «في صمامٍ واحدٍ» ويروى: «في سمامٍ واحد» بالسين. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2983) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وقال: حسن صحيح. وأخرجه أحمد في المسند 6 / 305 و 310 و 318 ولفظه: عن أم سلمة قالت:لما قدم المهاجرون المدينة على الأنصار تزوجوا من نسائهم، وكان المهاجرون يجبون، وكانت الأنصار لا تجبي، فأراد رجل من المهاجرين امرأته على ذلك، فأبت عليه حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فأتته، فاستحيت أن تسأله، فسألته أم سلمة، فنزلت " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم "، وقال: " لا إلا في صمام واحد " وإسناده صحيح، وصححه البيهقي في السنن 7 / 195، وفي الباب عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه مرفوعاً " إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن " أخرجه الشافعي 2 / 360، والطحاوي 2 / 25، وصححه ابن حبان رقم (1299) وغير واحد من الأئمة. وعن أبي هريرة مرفوعاً " من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " أخرجه أحمد 2 / 408 و 476، والترمذي رقم (135) ، وابن ماجة رقم (639) ، وإسناده صحيح، وعن علي عند أحمد رقم (655) لا تأتوا النساء في أعجازهن، وعن عبد الله بن عمرو عنده أيضاً رقم (6706) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي يأتي امرأته في دبرها: " هي اللوطية الصغرى "، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2979) قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط عن حفطه بنت عبد الرحمن فذكرته. * وأخرجه أحمد (6/305) قال حدثنا عفان قال حدثنا وهيب وفي (6/310) قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر وفي (6/318) قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان وفي (6/318) قال حدثنا عبد الرحمن عن سفيان. و «الدارمي» (1124) قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا وهيب، الاثنان، - وهيب ومعمر- عن عبد الله بن عثمان بن خثيم،عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط عن حفصة بنت عبد الرحمن فذكرته، ولكن سياق أحمد والدارمي يختلف عن سياق الترمذي. الحديث: 509 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 510 - (خ ط د) - عائشة - رضي الله عنها - قالت: «نزل قوله تعالى: {لا يُؤاخِذُكُم اللهُ باللَّغْوِ فِي أيمانِكم} [البقرة: 225] في قول الرجُلِ: لا واللهِ، وَبلى واللهِ» . هذه رواية البخاري والموطأ. وفي رواية أبي داود قال: اللَّغو في اليمين، قالت عائشة: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هو قولُ الرجل في بيتهِ: كَلا واللهِ، وبَلى واللهِ» ورواه [ص: 45] أيضاً عنها موقوفاً (1) . قال مالك في الموطأ: «أحسنُ ما سمعتُ في ذلك: أنَّ اللغْوَ: حلْفُ الإنسان على الشيء يَسْتيقنُ أنه كذلك، ثم يوجد بخلافه، فلا كفَّارة فيه (2) ، قال: والذي يحلفُ على الشيء وهو يعلم أنَّه فيه آثِمٌ كاذبٌ ليُرضِيَ به أحداً، أو يَعْتَذِرَ لمخلوق أو يقْتَطِعَ به مالاً، فهذا أعظم [من] أن تكون فيه كفارةٌ، قال: وإنما الكفارةُ على من حَلَفَ أن لا يَفْعَلَ الشَّيْءَ المباحَ لَهُ فِعْلُه، ثم يفعله، أو أن يفعله، ثم لا يفعله، مثل أَنْ حَلَفَ لا يَبيعُ ثَوْبَهُ بعَشْرَةِ دَرَاهِمَ، ثُمَّ يبيعهُ بذلِكَ، أو يَحْلِفَ لَيضْرِبَنَّ غُلامَهُ، ثم لا يضربه» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يقتطع) يفتعل من قطع، أي: يأخذه لنفسه متملكاً.   (1) البخاري 8 / 207 في التفسير سورة المائدة، باب قوله: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} ، وفي الأيمان والنذور، باب {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} ، والموطأ 2 / 477 في الأيمان والنذور، باب اللغو في اليمين، وأبو داود رقم (3254) و (2195) في الأيمان والنذور، باب لغو اليمين. (2) وهو قول أبي حنيفة وأصحابه، وربيعة ومكحول والأوزاعي والليث، وعن أحمد روايتان، ونقل ابن المنذر وغيره عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما من الصحابة، وعن القاسم وعطاء والشعبي وطاوس والحسن نحو ما دل عليه حديث عائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/66) قال حدثنا علي بن سلمة قال حدثنا مالك بن سعيد وفي (8/168) قال حدثني محمد بن المثني قال حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17316) عن شعيب بن سويف عن يحي بن سعيد كلاهما - مالك بن سعيد، ويحيى بن سعيد - عن هشام بن عروة عن أبيه فذكره. - ورواه عن عائشة عطاء. أخرجه أبو داود (3254) . الحديث: 510 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 511 - (د س) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: في قوله تعالى: {وَالمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَة قُرُوءٍ} [البقرة: 228] الآية، وذلك أن الرجل كان إذا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فهو أَحق برجعتها وإن طَلَّقَهَا ثلاثاً، فَنُسخَ ذلك، فقال: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} [البقرة: 229] الآية. [ص: 46] أخرجه أبو داود، وأخرجه النسائي نحوه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتربص) التربص: المكث والانتظار. (قُرُوء) جمع قرء: وهو الطهر عند الشافعي، والحيض عند أبي حنيفة، فيكون من الأضداد.   (1) أبو داود رقم (2195) في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، والنسائي 6 / 212 في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، وإسناده لا بأس به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2282، 2195) قال حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت. و «النسائي (6/187و212) » قال أحبرنا زكريا بن يحيى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم كلاهما - أحمد بن محمد، وإسحاق بن إبراهيم - عن علي بن الحسين بن واقد قال حدثني أبي قال حدثنا يزيد النحوي عن عكرمة، فذكره. الروايات مطوله ومختصرة. الحديث: 511 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 512 - (ط ت) - عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: قال: كان الرجل إذا طلق امرأَتَه ثم ارتَجَعَها قَبْلَ أن تَنقَضِيَ عِدَّتُهَا، كان ذلك له وإن طلَّقَها ألفَ مرة، فَعَمَدَ رجُلٌ إلى امرأَتِهِ، فَطلَّقها حتى إذا شَاَرفَتْ انقضاءَ عِدَّتِهَا ارتَجَعَهَا، ثم قال: لا والله، لا آويك إليَّ، ولا تَحِلِّينَ أَبداً، فَأنزل الله {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فإمْسَاكٌ بِمعروفٍ أو تَسْريحٌ بإِحْسانٍ} فاستقبلَ الناس الطلاق جديداً من ذلك: منْ كان طلَّقَ أو لم يُطَلِّق. أخرجه الموطأ والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شارفتُ) الشيء: قربتُ منه، وأشرفتُ عليه. [ص: 47] (آويك) أضمك إليّ، وهو من المأوى: المنزل.   (1) الموطأ 2 / 588 في الطلاق، باب جامع الطلاق، وإسناده صحيح، ووصله الترمذي رقم (1192) في الطلاق، باب الطلاق مرتان، وفيه يعلى بن شبيب المكي مولى آل الزبير، وهو لين الحديث كما في التقريب، ثم قال الترمذي: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، ثنا عبد الله بن إدريس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، نحو هذا الحديث بمعناه، ولم يذكر فيه عن عائشة، وهذا أصح من حديث يعلى بن شبيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1192) قال حدثنا قتيبة قال حدثنا يعلى بن شبيب، عن هشام بن عروة عن أبيه فذكره. قال الترمذي: حدثنا أبو كريب قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام بن عروة عن أبيه نحو هذا الحديث بمعناه ولم يذكر فيه عن عائشة، قال أبو عيسى: وهذا أصح من حديث يعلي بن شبيب وأخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1282) عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال ... قال الزرقاني في شرحه على الموطأ (3/281) وهذا مرسل تابع مالكا على إرساله عبد الله بن إدريس وعبدة بن سليمان وجرير بن عبد الحميد وجعفر بن عون كلهم عن هشام عن أبيه مرسلا، ووصله الترمذي، والحاكم وغيرهما من طريق يعلي بن شبيب وابن مردويه من طريق محمد بن إسحاق كلاهما، عن هشام عن أبيه عن عائشة. الحديث: 512 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 513 - (خ ت د) معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: كانت لي أُخْتٌ تُخْطَبُ إليَّ، (وأَمْنَعُها من النَّاس) ، فأَتاني ابنُ عمٍّ لي، فأنكَحْتُها إيَّاه (فاصطحبا ما شاء الله) ، ثم طلَّقَها طلاقاً له رَجْعَة، ثم تركَها حتَّى انقَضَتْ عدَّتُها، فَلَّما خُطِبتْ إليَّ أَتَانِي يخطُبهَا (مع الخُطَّابِ) فقلتُ له: (خُطِبَتْ إِلَيَّ فَمنَعْتُهَا النَّاسَ، وَآثَرْتُكَ بِهَا، فَزوَّجْتُكها، ثم طلَّقْتَها طلاقاً لكَ رَجْعَةٌ، ثم تركتها حتى انقضت عدَّتُها، فلما خُطبت إليَّ أتيتني تخطبها مع الخُطَّابِ) ؟! والله، لا أَنْكَحْتُكهَا أبداً، قال: فَفِيَّ نزلت هذه الآية: {وَإذَا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} الآية [البقرة: 232] ، فَكفَّرْتُ عن يميني، وأَنْكَحْتُها إيَّاهُ. هذه رواية البخاري، وأخرجه الترمذي وأبو داود نحوه بمعناه (1) . [ص: 48] وفي أخرى للبخاري نحوه، وفيها: فَحَمِيَ مَعْقِلٌ من ذلك أنَفاً (2) وقال: خَلا عنها، وهو يقدرُ علَيها، ثم يخطبها، فحال بينه وبينها، فأنزل الله هذه الآية، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه، فَتَرَكَ الحَمِيَّةَ، واستقاد لأمر الله عز وجل (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَعضُلُوهُنَّ) أي تمنعونهن أن ينكحن من يجوز لهن نكاحه. (فكفَّرت) تكفير اليمين: إخراج الكفارة التي تلزم الحالف إذا حنث، كأنها تغطي الذنب الذي يوجبه الحنث، والتكفير: التغطية. (فَحمِيَ) أي: أخذته الحميَّة، وهي الأنفة والغيرة.   (1) لفظ الترمذي: عن الحسن، عن معقل بن يسار " أنه زوج أخته رجلاً من المسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - فكانت عنده ما كانت - ثم طلقها تطليقة لم يراجعها حتى انقضت العدة، فهويها وهويته -ثم خطبها مع الخطاب - فقال له: يا لكع، أكرمتك بها وزوجتكها، فطلقتها! والله لا ترجع إليك أبداً آخر ما عليك، قال: فعلم الله حاجته إليها، وحاجتها إلى بعلها، فأنزل الله تبارك وتعالى {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن - إلى قوله - وأنتم لا تعلمون} فلما سمعها معقل قال: سمع لربي وطاعة، ثم دعاه، فقال: أزوجك وأكرمك ". قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وقد روي من غير وجه عن الحسن، ثم قال: وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا يجوز النكاح بغير ولي، لأن أخت معقل بن يسار كانت ثيباً، فلو كان الأمر إليها دون وليها لزوجت نفسها، ولم تحتج إلى وليها معقل بن يسار، وإنما خاطب الله في هذه الآية الأولياء، فقال: {لا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} ففي هذه الآية دلالة على أن الأمر إلى الأولياء في التزويج مع رضاهن اهـ. [ص: 48] وقال ابن جرير: في هذه الآية الدلالة الواضحة على صحة قول من قال: لا نكاح إلا بولي من العصبة. وقال الخطابي: هذه أدل آية في كتاب الله تعالى على أن النكاح لا يصح إلا بعقد ولي. وقال المنذري في " مختصر السنن " 3 / 34، وقال الشافعي: وهذا أبين ما في القرآن، من أن للولي مع المرأة في نفسها حقاً، وأن على الولي أن لا يعضلها، إذا رضيت أن تنكح بالمعروف. قال: وجاءت السنة بمثل معنى كتاب الله. (2) بفتح الهمزة والنون منون، أي: ترك الفعل غيظاً وترفعاً. (3) البخاري 8 / 143 في التفسير، باب {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن} ، وفي النكاح 9 / 160، 161، باب من قال: لا نكاح إلا بولي، و 9 / 425، 426 في الطلاق، باب وبعولتهن أحق بردهن في العدة، والترمذي رقم (2985) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (2087) في النكاح، باب في العضل، وما بين الأقواس، زيادات ليست في البخاري والترمذي وأبو داود، ولعلها من زيادات الحميدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/36) قال حدثنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا عباد بن راشد وفي (7/21) قال حدثنا أحمد بن أبي عمرو قال: حدثني أبي قال حدثني إبراهيم عن يونس وفي (7/75) قال حدثني محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال حدثنا يونس (ح) وحدثني محمد بن المثني قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة. و «أبو داود» (2087) قال حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني أبو عامر قال حدثنا عباد بن راشد، و «الترمذي» (2981) قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا هاشم بن القاسم عن المبارك بن فضالة. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/14465) عن سوار بن عبد الله العنبري عن أبي داود الطيالسي عن عباد بن راشد (ح) وعن أبي بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي عن سريج بن يوسف عن هشيم عن يونس بن عبيد. أربعتم - عباد بن راشد، ويونس بن عبيد، وقتادة، والمبارك بن فضالة - عن الحسن فذكره. وأخرجه البخاري (6/36) قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا يونس عن الحسن أخت معقل بن يسار طلقها زوجها فذكره مرسلا. قلت: رواية «جامع الأصول» هي رواية وسياق أبي داود. الحديث: 513 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 514 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: في قوله تعالى: {فِيما [ص: 49] عَرَّضْتُم بِهِ من خِطْبَةِ النِّساءِ} [البقرة: 235] ، هو أنْ يقول: إنِّي أُريدُ التَّزَوُّجَ، [وإِنَّ النِّساءَ لِمَن حاجَتي (1) ] ، وَلَودِدْتُ أن تُيَسَّرَ لي امرأَةٌ صالِحةٌ. أخرجه البخاري (2) .   (1) زيادة ليست عند البخاري. (2) 9 / 154 في النكاح، باب قول الله عز وجل {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الكناح (35 تعليقا) قال لي طلق بن غنام عن زائدة عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن عبد الله بن عباس (تحفة الأشراف 5/6426) . الحديث: 514 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 515 - (خ م ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب - وفي رواية يوم الخندق -: «مَلأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وبُيُوتَهُمْ نَاراً (1) ، كما شَغَلونَا عن الصلاةِ الوُسطى حتَّى غابتِ الشَّمْسُ» . وفي رواية: شغلونا عن الصلاة الوسطى: صلاةِ العصر، وذكر نحوه. وزاد في أخرى: ثم صلاها بين المغرب والعشاء. هذه رواية البخاري ومسلم والترمذي، ولأبي داود والنسائي نحوُها (2) .   (1) قال شارح المشكاة: هذا دعاء عليهم بعذاب الدارين من خراب بيوتهم في الدنيا، فتكون " النار " استعارة للفتنة، ومن اشتعال النار في قبورهم. (2) البخاري 6 / 76 في الجهاد، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، وفي المغازي، باب غزوة الخندق، وفي تفسير سورة البقرة، في باب {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} ، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، ومسلم رقم (627) ، باب التغليظ في تفويت صلاة العصر، وباب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، والترمذي رقم (2987) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (409) في الصلاة، باب وقت صلاة العصر، والنسائي 1 / 236 في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر، وأخرجه ابن ماجة رقم (684) في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/79) (591) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد. وفي (1/135) (1134) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد. وفي (1/137) (1150) قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وفي (1/137) (1151) قال: حدثنا حجاج،قال: حدثني شعبة. وفي (1/152) (1307) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا سعيد وفي (1/153) (1313) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا همام، وفي (1/154) (1326) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، و «مسلم» (2/111) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار. قال ابن المثني: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنات شعبة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. «والترمذي» 2984) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن سعيد. و «النسائي» (1/236) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - سعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وهمام - عن قتادة عن أبي حسان الأعرج. 2- وأخرجه أحمد (1/122) (994) قال: حدثنا يحيى، وفي (1/ 144) (1220) قال: حدثنا يزيد. و «عبد بن حميد» (77) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. و «الدارمي» (1235) قال: حدثنا يزيد ابن هارون. والبخاري (4/52) قال حدثنا إبراهيم بن موسى،قال: أخبرنا عيسى. وفي (5/141) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا روح وفي (6/37) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يزيد (ح) وحدثني عبد الرحمن، قال حدثنا يحيى بن سعيد، وفي (8/105) قال: حدثنا محمد بن المثني، قال: حدثنا الأنصاري. و «مسلم» (2/111) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثننا أبو أسامة (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثناه إسحاق بن أبراهيم، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان. و «أبو داود» (409) قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة،ويزيد بن هارون. و «ابن خزيمة» (1335) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر. ثمانيتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، وعيسى، وروح، ومحمد بن عبد الأنصاري،وأبو أسامة، ومعتمر، ويحيى بن زكريا - عن هشام بن حسان،عن محمد بن سيرين. كلاهما - أبو حسان، وابن سيرين- عن عبيدة عن عمرو السلماني فذكره. - ورواه عن علي يحيى بن الجزار: أخرجه أحمد (1/.135) (1132) ، و «مسلم» (2/111 و 112) . - ورواه عن علي زر بن حبيش: أخرجه أحمد (1/150) (1287) و «ابن ماجه» (684) و «النسائي» تحفة الأشراف (10093) و «ابن خزيمة» (1336) .ورواه عن علي أيضا شتير بن شكل: أخرجه أحمد (1/81/ (617) ، و «مسلم» (2/112) ، و «النسائي» في الكبرى (342) و «ابن خزيمة» (337) . الحديث: 515 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 516 - (م) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: حَبسَ المشركون [ص: 50] رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن صلاةِ العصرِ حتى احْمَرَّتِ الشمس أو اصفرَّت، فقال رسولُ صلى الله عليه وسلم: «شَغلُونَا عن الصلاةِ الوُسطى: صلاةِ العصر؛ ملأَ اللهُ أجوافَهُمْ وقُبُورَهُم ناراً، أو حشا الله أجوافَهُم وقُبُورهم ناراً» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (628) في المساجد ومواضع الصلاة، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، وأخرجه ابن ماجة رقم (686) في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر، وأخرجه الطبري رقم (5420) ، وأحمد رقم (3716) و (3829) و (4365) ، والبيهقي 1 / 460. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/392) (3716) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/403) (3829) قال: حدثنا خلف بن الوليد، وفي (1/456) (4365) قال: حدثنا هاشم، «مسلم» (2/112) قال: حدثنا عون ابن سلام الكوفي. و «ابن ماجة» (686) قال: حدثنا حفص بن عمرو، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يزيد بن هارون، «والترمذي» (181) و (2985) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، وأبو النضر. ستتهم يزيد، وخلف، وهاشم بن القاسم أبو النضر، وعون بن سلام، وابن مهدي، وأبوداود الطيالسي عن محمد بن طللحة بن مصرف، عن زبيد عن مرة الهمداني، فذكره. رواية الترمذي مختصرة على: «صلاة الوسطى صلاة العصر» . الحديث: 516 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 517 - (ت) سمرة بن جندب وابن مسعود - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصلاةُ الوُسطى: صلاةُ العصر» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2986) و (2988) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، ورقم (181) و (182) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الوسطى أنها العصر، وإسناده عن ابن مسعود حسن، وصححه الترمذي، وأخرجه الطبري رقم (5417) ، وأحمد 5 / 7، 12، 13 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، وقد حسنه الترمذي. وفي الباب عن علي وعائشة وحفصة وأبي هريرة وأبي هاشم بن عتبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: عن الحسن عن سمرة. 1- أخرجه أحمد (5/7) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وروح. وفي (5/12) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. وفي (5/13) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «الترمذي» (182) قال: حدثنا هناد، قال حدثنا عبده. وفي (2983) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع - ستتهم - محمد ابن جعفر،وروح، وعبد الوهاب وعبدة، ويزيد - عن سعيد. 2- وأخرجه أحمد (5/8) قال:حدثنا بهز، وعفان، قالا:حدثنا أبان. 3- وأخرجه أحمد (5/22) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا هشام. ثلاثتهم (سعيد، وأبان، وهمام- عن قتادة، قال: حدثنا الحسن، فذكره ابن مسعود، مسلم في الصلاة (89: 6) . الترمذي فيه (الصلاة 19) وفي التفسير (3 البقرة: 39) . وابن ماجة، الصلاة (6: 3) . الحديث: 517 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 518 - (م ط د ت س) أبو يونس - مولى عائشة - رضي الله عنهما - قال: أمَرَتْنِي عائشة - رضي الله عنها - أن أَكْتُبَ لها مُصْحَفاً، وقالت: إذا بَلَغْتَ هذه الآية فآذِنِّي {حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوسطى} [البقرة: 238] قال: فَلمَّا بَلَغْتُها آذَنْتُها، فأمْلَتْ عَليَّ {حَافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاةِ العصرِ وقوموا لله قانتين} قالت عائشة: سمعتُها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الجماعة إِلا البخاري (1) . [ص: 51] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فآذنِّي) أعلمني، والإيذان، الإعلام.   (1) مسلم رقم (629) في المساجد ومواضع الصلاة، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر [ص: 51] والموطأ 1 / 138، 139 في صلاة الجماعة، باب الصلاة الوسطى، وأبو داود رقم (410) في الصلاة، باب وقت صلاة العصر، والترمذي رقم (2986) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، والنسائي 1 / 236 في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (105) » وأحمد « (6/73) قال: حدثنا إسحاق، وفي (6/178) قال: قرأت على عبد الرحمن، و» مسلم « (2/113) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. و» أبو داود « (410) قال: حدثنا القعنبي. و» الترمذي « (2982) قال: حدثنا قتيبة (ح) وحدثنا الأنصاري قال: حدثنا معن.» والنسائي (1/236) وفي الكبرى (345) قال: أخبرنا قتيبة، وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/ 17809) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم سبعتهم- إسحاق، وعبد الرحمن، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وقتيبة ومعن، وابن القاسم، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس، فذكره. الحديث: 518 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 519 - (ط) عمرو بن رافع - رحمه الله - أَنَّه كان يكتبُ مُصْحفاً لحفصةَ فقالت له: إذا انتَهَيْتَ إلى {حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوسطى} فآذنِّي، فآذنتُها، فقالت: اكتُب {والصلاةِ الوسطى وصلاةِ العصرِ وقُومُوا لِلهِ قانتين} أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 139 في صلاة الجماعة، باب الصلاة الوسطى، وعمرو بن رافع وثقه ابن حبان، وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب " 8 / 32: وأخرج الحديث المذكور إسماعيل القاضي في " أحكام القرآن " من طريق سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن عبد الله عن نافع أن عمرو بن رافع أو نافع مولى عمر أخبره أنه كتب مصحفاً لحفصة، ومن طريق موسى بن عقبة عن نافع: أمرت حفصة، ولم يذكر عمرو بن رافع، وأخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (1722) من طريق ابن إسحاق قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي ونافع أن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب حدثهما أنه كان يكتب المصاحف أيام أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فاستكتبتني حفصة مصحفاً وقالت: إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني منها فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما بلغتها جئتها بالورقة التي أكتبها فقالت: اكتب {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده قوي: أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (312) عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع. الحديث: 519 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 520 - (م) شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «نزلت هذه الآية: {حافظوا على الصلواتِ وصلاةِ العصر} فقرأناها ما شاء الله ثم نسخها اللهُ، فنزلت: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} فقال [ص: 52] رجل - كان جالساً عند شقيق - له: فهي إذاً صلاة العصر؟ قال البراءُ: قد أخبرتُك كيف نزلت، وكيف نسخها الله، والله أعلم» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (630) في المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/301) ومسلم (2/112) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، كلاهما أحمد، وإسحاق عن يحيى بن آدم قال قال حدثنا فضيل بن مرزوق عن شقيق فذكره. الحديث: 520 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 521 - (ط ت) مالك - رضي الله عنه - بلغه أنَّ عليَّ بن أبي طالب وعبدَ اللهِ ابن عَبَّاس - رضي الله عنهم -كانا يقولان: «الصلاةُ الوسْطى: صلاةُ الصبحِ» أخرجه الموطأ، وأخرجه الترمذي عن ابن عباس وابن عمر تعليقاً (1) .   (1) الموطأ 1 / 137 في صلاة الجماعة، باب الصلاة الوسطى، والترمذي تعليقاً في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الوسطى أنها صلاة العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (314) قال الزرقاني: روى ابن جرير من طريق عوف الأعرابي عن أبي رجاء العطاردي قال صليت خلف ابن عباس الصبح فقنت فيها، ورفع يديه ثم قال: هذه الصلاة الوسطى التي أمرنا أن نقوم فيها قانتين. وأخرجه أيضا من وجه آخر عند ابن عمر وأما علي فالمعروف عنه أنها العصر عنه رواه مسلم من طريق ابن سيرين ومن طريق عبيدة السلماني عنه يحيى التميمي. والترمذي والنسائي من طريق زر بن حبيش قال قلنا لعبيدة سل عليا عن الصلاة الوسطى فسأله فقال كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول يوم الأحزاب» شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر «كذا في» الفتح الزرقاني في شرحه على الموطأ (1/406) . الحديث: 521 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 522 - (ط ت د) زيد بن ثابت وعائشة - رضي الله عنهما - قالا: «الصلاة الوسطى: صلاةُ العصر» . أخرجه الموطأ عن زيد، والترمذي عنهما تعليقاً. وأخرجه أبو داود عن زيد قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي الظهرَ بالهاجِرَةِ، ولم يكن يصلي صلاة أشدَّ على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- منها، فنزلت: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} وقال: إنَّ قَبْلها صلاتين، وبعدها صلاتين (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالهاجرة) الهاجرة: شدَّة الحرِّ.   (1) الموطأ 1 / 139 في صلاة الجماعة، باب الصلاة الوسطى، والترمذي في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الوسطى أنها العصر تعليقاً، وأبو داود رقم (411) في الصلاة، باب وقت صلاة العصر، وإسناد أبي داود صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة 105 و «أحمد» (6/73) قال حدثنا إسحاق وفي (6/178) قال قرأت على عبد الرحمن. و «مسلم» (2/112) قال حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. و «أبوداود» (410) قال حدثنا القعنبي. و «الترمذي» (2982) قال حدثنا معن «والنسائي» قتيبة (ح) وحدثنا الأنصاري قال حدثنا معنو «النسائي» (1/236) وفي الكبرى (345) قال أخبرنا قتيبة وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17809) عن الحاث بن مسكين عن ابن القاسم سبعتهم - إسحاق، وعبد الرحمن، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وقيتبة، ومعن، وابن القاسم - عن مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس فذكره. الحديث: 522 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 523 - (خ) ابن الزبير - رضي الله عنهما - قال: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة: {والَّذِينَ يُتَوفَّوْنَ مِنْكُمْ ويذَرُونَ أَزواجاً - إلى قوله - غير إخراجٍ} قد نسختْها الآيةُ الأُخرى، فلِمَ تكْتُبُها،؟ قال: تدعُها (1) يا ابن أخي، لا أُغَيِّرُ شيئاً [منه] من مكانهِ. أخرجه البخاري (2) .   (1) في رواية البخاري " فلم تكتبها أو تدعها؟ " قال: يا ابن أخي لا أغير شيئاً منه من مكانه "، قال الحافظ تعليقاً على هذه الرواية: كذا في الأصول بصيغة الاستفهام الإنكاري كأنه قال: لم تكتبها وقد عرفت أنها منسوخة أو قال: لم تدعها، أي: تتركها مكتوبة وهو شك من الراوي، أي اللفظين قال، ووقع في الرواية الآتية: فلم تكتبها؟ قال: تدعها يا ابن أخي، وفي رواية الإسماعيلي: لم تكتبها، وقد نسختها الآية الأخرى، وهو يؤيد التقدير الذي ذكرته، وله من رواية أخرى، قلت لعثمان: هذه الآية {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج} قال: نسختها الآية الأخرى، قلت: تكتبها أو تدعها؟ قال: يا ابن أخي لا أغير منها شيئاً عن مكانه، وهذا السياق أولى من الذي قبله، و " أو " للتخيير لا للشك. (2) 8 / 144 و 150 في تفسير سورة البقرة، باب {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً} ، وباب {فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/36) قال حدثني أمية بن بسطام قال حدثنا بن يزيد بن زريع. وفي (6/39) قال حدثني عبد الله بن أبي الأسود قال حدثنا حميد بن الأسود ويزيد بن زريع كلاهما - يزيد وحميد - عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة قال قال ابن الزيبير فذكره. الحديث: 523 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 524 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: نزل قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ في الدِّينِ} في الأنصار، كانت تكونُ المرأةُ ِمقلاة، فتَجْعَل على نفسها إن عاشَ لهَا ولدٌ أن تُهَوِّدَهُ، فلما أُجْليَتْ بنو النَّضِير، كان فيهم كثير من أبناء الأنصار، فقالوا: لا نَدَعُ أبناءنا، فأنزل الله تعالى: {لا إكرَاه في الدِّين قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ} . أخرجه أبو داود (1) ، وقال: المقلاة: التي لا يعيش لها ولدٌ. [ص: 54] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مِقْلاة) المقلاة: المرأة التي لا يعيش لها ولد.   (1) رقم (2682) في الجهاد، باب الأسير يكره على الإسلام، وأخرجه الطبري (5813) ، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان رقم (1725) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2682) قال حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي، قال حدثنا أشعث بن عبد الله يعني السجستاني (ح) وحدثنا ابن بشار قال حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثنا الحسن بن علي قال حدثنا وهب ابن جرير، و «النسائى» في الكبرى تحفة الأشراف (5459) عن بندار عن ابن أبي عدي (ح) وعن إبراهيم بن يونس بن محمد عن عثمان بن عمر. أربعتهم - أشعث، وابن أبي عدي، ووهب، وعثمان ابن عمر عن شعبة - عن أبي بشر عن سعيد بن جبير فذكره، أبو داود المقلات التي لايعيش لها ولد،. الحديث: 524 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 525 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «نَحْنُ أَحَقُّ بالشَّكِّ (1) من إبراهيم إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كيف تُحْيِي الموتَى قال أَوَلَم تُؤْمِنْ قال بَلى ولكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلبِي} وَيَرْحَمُ اللهُ لُوطاً، لقد كان يأوي إلى رُكْنٍ شديدٍ، ولو لَبِثْتُ في السِّجْنِ طول ما لَبِثَ يوسفُ، لأَجَبتُ الدَّاعيَ» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الكَرِيمَ بْنَ الكَريم بْنَ الكَريمِ: يوسف بنُ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ولو لبِثتُ في السِّجْنِ ما لبِثَ، ثم جاءني الرسولُ: أجبتُ» ، ثم قرأَ « {فَلَمَّا جاءهُ الرَّسُولُ [ص: 55] قال ارجِعْ إلى ربك فاسأله ما بالُ النِّسْوَةِ اللَّاتي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50] قال: ورحمة الله على لوطٍ، إنْ كان ليأوي إلى ركْنٍ شديدٍ فما بعثَ الله من بَعْدِهِ نبيّاً إلا في ثَرْوةٍ من قومِهِ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نحن أحق بالشك من إبراهيم) لما نزلت {رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحيِي الموْتَى} [البقرة: 260] قال بعض من سمعها: شك إبراهيم عليه السلام: ولم يشك نبينا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: تواضعاً منه وتقديماً لإبراهيم على نفسه، «نحن أحق بالشك منه» والمعنى: إننا لم نشك ونحن دونه فكيف يشك هو؟.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 6 / 294، 295: اختلفوا في معنى قوله صلى الله عليه وسلم " نحن أحق بالشك " فقال بعضهم: معناه: نحن أشد اشتياقاً إلى رؤية ذلك من إبراهيم، وقيل: معناه: إذا لم نشك نحن، فإبراهيم أولى أن لا يشك، أي: لو كان الشك متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به منهم، وقد علمتم أني لم أشك، فاعلموا أنه لم يشك، وإنما قال ذلك تواضعاً منه، أو من قبل أن يعلمه الله بأنه أفضل من إبراهيم، وهو كقوله في حديث أنس عند مسلم " أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خير البرية، قال: ذاك إبراهيم "، وقيل: إن سبب هذا الحديث: أن الآية لما نزلت قال بعض الناس " شك إبراهيم ولم يشك نبينا " فبلغه ذلك، فقال: " نحن أحق بالشك من إبراهيم " أراد: ما جرت به العادة في المخاطبة لمن أراد أن يدفع عن آخر شيئاً. قال: مهما أردت أن تقوله لفلان فقله لي، ومقصوده: لا تقل ذلك. (2) البخاري في الأنبياء 6 /293، 295، باب قوله عز وجل {ونبئهم عن ضيف إبراهيم} ، وباب {ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون} ، وباب قوله تعالى {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي التفسير، باب {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى} ، وتفسير سورة يوسف، باب {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك} وفي التعبير، باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك، ومسلم رقم (151) في الإيمان، باب زيادة طمأنينة القلب، ورقم (151) في الفضائل، باب فضائل إبراهيم الخليل عليه السلام، والترمذي رقم (3115) في التفسير، باب ومن سورة يوسف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (2: 46: 1) وفي أحاديث الأنبياء (12: 1) عن أحمد بن صالح عن ابن وهب - وفي التفسير أيضا (12: 5:1) عن سعيد بن تليد عن عبد الرحمن بن القاسم عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث - كلاهما عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة (ح 15313) كلاهما عن أبي هريرة به (مسلم) في الإيمان (68: 1) وفي الفضائل (3: 97) عن حرملة بن يحيى- (وابن ماجة) في الفتن (33: 4) عن حرملة بن يحيى - ويونس ابن عبد الأعلى - كلاهما عن ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. الأشراف (10/63/13325) . الحديث: 525 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 526 - (خ) عبيد بن عمير - رحمه الله - قال: قال عمرُ بن الخطاب يوماً لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: فيم تَرَوْنَ هذه الآيةَ نزلت {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أنْ تكُونَ لَه جَنَّةٌ من نخيلٍ وأَعنابٍ} [البقرة: 266] قالوا: الله أعلم فغضبَ [ص: 56] عمرُ فقال: قولوا: نعلمُ، أو لا نعلمُ، فقال ابنُ عباس: في نفسي منها شيءٌ يا أَميرَ المؤمنين، قال عُمَرُ: يا ابن أَخِي، قُلْ ولا تَحْقِرْ نفْسَكَ، قال ابنُ عبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثلاً لعملٍ، قال عُمَرُ، أيُّ عَملٍ؟ قال ابن عباسٍ، لِعَمَلٍ، قال عمرُ: لرجلٍ غنيّ يَعْمَلُ بطاعَةِ الله، ثم بَعَثَ الله عزَّ وجَلَّ له الشَّيطانَ فَعمِلَ بالمَعَاصي حتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ " أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أغرق أعماله) الصالحة: أضاعها بما ارتكب من المعاصي.   (1) 8 / 151 في تفسير سورة البقرة، باب قوله: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب} ، قال الحافظ: وقوله: " أغرق أعماله " أي: أعماله الصالحة، وأخرج ابن المنذر هذا الحديث من وجه آخر عن ابن أبي مليكة وعنده بعد قوله: " أي عمل " قال ابن عباس: شيء ألقي في روعي فقال: صدقت يا ابن أخي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (47: 2) عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف عن ابن جريح قال سمعت ابن أبي مليكة عبد الله يحدث عن ابن عباس (ح 5802) وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي ملكه يحدث عن عبيدة بن عمير قال: قال: عمر..فذكره، (؟) عن الحسن بن محمد الزعفراني عن حجاج عن ابن جريج قال سمعت أبا بكر بن أبي مليكة يخبر عن عبيد بن عمير نحوه، وعن ابن جريج قالسمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث عن ابن عباس مثل هذا وزاد فذكره عنه زيادة. تحفة الأشراف (8/46/10506) . الحديث: 526 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 527 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: في قوله تعالى: {ولا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ منْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] نزلت فينا معشر الأنصار، كُنَّا أصحابَ نخلٍ، فكان الرجلُ يأتي من نَخْلِهِ على قدْرِ كَثْرَتِهِ وِقِلَّتِهِ، وكانَ الرجلُ يأتي بالقِنْوِ والقنْوَيْنِ، فيُعَلِّقُهُ في المسجدِ، وكانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ ليس لهم طعامٌ، فكانَ أَحَدُهُمْ إذا جاعَ أَتى القِنْوَ، فضرَبهُ بعصاهُ، فسقطَ البُسْرُ والتَّمر، فيأكلُ، وكان ناسٌ مِمَّن لا يرغبُ في الخيرِ، يأتي الرجلُ بالقِنْوِِ فيه الشيصُ والحشَفُ، وبالقِنْو قد انكسرَ، فيُعَلِّقُهُ، فأنزل الله تبارك وتعالى: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِن طَيِّباتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا [ص: 57] لَكُم من الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بآخِذِيهِ إلا أن تُغْمِضُوا فيهِ} قال لو أنَّ أحدكم أُهديَ إليه مثلُ ما أَعْطَى، لم يأْخذه إلا على إغماضٍ، أو حياء، قال: فكُنَّا بعد ذلك يأتي أَحَدُنَا بصَالحِ ما عندهُ " أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَيمَّموا الخبيث) التيمم: القصد، والخبيث: الرديء والحرام. (بالقِنو) العذق من الرطب (2) . (أهل الصُّفة) : هم الفقراء من الصحابة الذين كانوا يسكنون صفة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، لا مسكن لهم، ولا مكسب ولا مال ولا ولد، وإنما كانوا متوكلين ينتظرون من يتصدق عليهم بشيء يأكلونه ويلبسونه (3) . (الإغماض) : المسامحة والمساهلة، يقول في البيع: أغمض لي: إذا [ص: 58] استزدته من البيع، واستحطته من الثمن. (الشِّيص) : الرديء من البُسر.   (1) رقم (2990) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وإسناده حسن، وقال: حديث حسن صحيح غريب، وأخرجه ابن ماجة رقم (1822) في الزكاة، باب النهي أن يخرج في الصدقة شر ماله، والطبري رقم (6139) ، والحاكم 2 / 285، وقال: هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. (2) وهو في التمر بمنزلة العنقود من العنب وجمعه أقناء. (3) ظاهر هذا التفسير: أنهم كانوا جماعة خاصة منقطعين للصفة. وهذا خطأ، فإن صريح الأحاديث الواردة في ذلك: أنهم الذين كانوا يقدمون المدينة مهاجرين ينزلون الصفة ريثما يتخذون المنزل فيتحولون، فكانت الصفة كالمنزل في المدينة، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الأربعة سادات المتوكلين، ولم يجلسوا ينتظرون صدقات الناس، بل لقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر عن ذلك أشد التحذير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2987) قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي عن أبي مالك -غزوان - فذكره. ورواه عن البراء أيضا عدي بن ثابت. وأخرجه ابن ماجة (1822) قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحي بن سعيد القطان قال حدثنا عمرو بن محمد قال: حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن عدي بن ثابت فذكره. الحديث: 527 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 528 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ للشَّيْطانِ لَمَّة بابْنِ آدَمَ، ولِلْمَلَكِ لَمَّة، فأَمَّا لَمَّةُ الشيطانِ، فإيعادٌ بالشَّرِّ وتكذيبٌ بالحق، وأمَّا لَمَّةُ الملَكِ، فإيعادٌ بالخَير، وتصديقٌ بالحق، فمن وجد ذلك، فلْيعْلَم أنَّه من الله، فيحْمَدُ الله، ومَن وجد الأخرى، فَلْيَتَعَوَّذْ بالله من الشيطان الرجيم» ، ثم قرأ: {الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأمُرُكُمْ بالفَحْشاءِ .... الآية} . [البقرة: 268] أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللمة) : المرة الواحدة من الإلمام، وهو القرب من الشيء، والمراد بها: الهمة التي تقع في القلب من فعل الخير والشر والعزم عليه.   (1) رقم (2991) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وقال:هذا حديث حسن غريب، وفي بعض النسخ: حسن صحيح غريب، وأخرجه الطبراني (6170) ، وابن حبان في صحيحه رقم (40) وفي سنده عطاء بن السائب، وقد رمي بالاختلاط في آخر عمره فمن سمع منه قديماً فحديثه صحيح، وقد استظهر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله من مجموع كلام أئمة الجرح والتعديل أن اختلاطه كان حين قدم البصرة، وعطاء كوفي، والراوي عنه في هذا الحديث أبو الأحوص كوفي أيضاً، فالظاهر أنه سمع منه قبل الاختلاط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2988) ، و «النسائي» في الكبرى تحفة الأشراف (9550) كلاهما عن هناد قال حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني فذكره. الحديث: 528 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 529 - (خ) مروان الأصفر - رحمه الله - عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو ابن عمر- قال: {وإنْ تُبْدُوا ما في أَنْفُسِكم أو تُخفوهُ [ص: 59] يُحاسِبْكُم به اللَّهُ فيغْفِرُ لمنْ يشاءُ ويعذِّبُ منْ يشاءُ واللَّهُ على كلِّ شيء قَديرٌ} [البقرة: 284] إنها قد نسخت. وفي رواية: «نسختها الآية التي بعدها» أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 154 في تفسير سورة البقرة، باب {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} ، وباب {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} ، قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " وهو ابن عمر ": لم يتضح لي من هو الجازم بأنه ابن عمر، فإن الرواية الآتية بعد هذه وقعت بلفظ: أحسبه ابن عمر، وعندي في ثبوت كونه ابن عمر توقف، لأنه ثبت أن ابن عمر لم يكن اطلع على كون هذه الآية منسوخة، فروى أحمد من طريق مجاهد قال: دخلت على ابن عباس فقلت: كنت عند ابن عمر فقرأ {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} فبكى، فقال ابن عباس: إن هذه الآية لما أنزلت غمت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غماً شديداً، وقالوا: يا رسول الله هلكنا، فإن قلوبنا ليست بأيدينا، فقال: قولوا: سمعنا وأطعنا، فقالوا، فنسختها هذه الآية {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} ، وأصله عند مسلم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس دون قصة ابن عمر، وأخرج الطبري رقم (6459) بإسناد صحيح عن الزهري أنه سمع سعيد بن مرجانة يقول: كنت عند ابن عمر فتلا هذه الآية {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} فقال: والله لئن آخذنا الله بهذا لنهلكن، ثم بكى حتى سمع نشيجه، فقمت حتى أتيت ابن عباس فذكرت له ما قال ابن عمر، وما فعل حين تلاها، فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري لقد وجد المسلمون حين نزلت مثل ما وجد، فأنزل الله {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} ، وروى مسلم من حديث أبي هريرة قال: لما نزلت {لله ما في السماوات وما في الأرض ... } الآية، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر القصة وفيها: فلما فعلوا نسخها الله فأنزل الله {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} إلى آخر السورة، ولم يذكر قصة ابن عمر، ويمكن أن ابن عمر كان أولاً لا يعرف القصة ثم لما تحقق ذلك جزم به، فيكون مرسل صحابي، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/41) قال حدثنا محمد قال حدثنا النفيلي قال حدثنا مسكين وفي (6/41) قال حدثني إسحاق بن منصور قال أخبرنا روح كلاهما - مسكين وروح - عن شعبة عن خالد الحذاء عن مروان الأصفر في رواية روح عن رجل من أصحاب رسول الله قال أحسبه ابن عمر {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} قال نسختها الآية التي بعدها.. الحديث: 529 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 530 - (ت) السديّ - رحمه الله - قال: حدثني من سمع علياً يقول: لما نزلتْ هذه الآية: {وإنْ تُبدوا ما في أنفُسِكمْ أو تُخْفوهُ يحاسِبْكمْ بهِ اللَّهُ فيَغْفِرُ لمنْ يشاءُ ويعذِّبُ من يشاءُ واللَّهُ على كلِّ شيءٍ قَديرٌ} . [ص: 60] أحزنتْنا قال: قُلنا، يُحَدِّثُ أحدُنَا نفسهُ، فيُحاسبُ به؟ لا يدْري ما يُغْفرُ مِنْهُ وما لا يغفرُ؟ فنزلت هذه الآية بعدها فَنَسَخَتْها {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نفساً إلا وُسْعَها لها ما كسبتْ وعليها ما اكْتَسبتْ} [البقرة: 286] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2993) في التفسير، باب ومن سورة البقرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2990) قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي قال حدثنا من سمع عليّا فذكره. الحديث: 530 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 531 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {للهِ ما في السمواتِ وما في الأرضِ وإنْ تُبدوا ما في أنفُسِكم أو تُخفوهُ يحاسِبْكم به اللهُ ... الآية} [البقرة: 284] اشْتدَّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ بَرَكوا على الرُّكبِ» ، فقالوا: أيْ رسول الله، كُلِّفْنا مِنَ الأعمال ما نطيقُ، الصلاة والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أُنزلت عليك هذه الآية، ولا نطيقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غُفرانكَ ربنا وإليكَ المصير» [قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير] فلما اقترأها القومُ، وذَلَّتْ بها أَلسِنتُهم أنزلَ اللهُ في إِثْرِها: {آمَنَ الرسولُ بما أُنزِلَ إليهِ مِنْ رَبِّهِ والمُؤْمِنونَ كُلٌّ آمَن باللَّهِ وملائكَتهِ وكتبِهِ ورسُلِه لا نفرِّقُ بين أحدٍ من رُسُله وقالوا سمعْنا وأَطعْنا غُفرانكَ ربنا وإليكَ المصيرُ} فلما فعلوا ذلك: نسَخَها اللهُ تعالى، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {لا يُكلِّفُ اللَّهُ نفْساً إلا وُسْعَهَا لها ما كسبَتْ [ص: 61] وعليها ما اكْتَسَبَتْ ربنا لا تُؤاخِذْنا إنْ نسِينا أو أخطأْنا} قال: نعم {ربَّنا ولا تحْمِلْ عليْنا إِصْراً كما حَملْتَهُ على الذين منْ قبْلِنا} قال: نعم {ربَّنا ولا تُحَمِّلْنا ما لا طاقةَ لنا به} قال: نعم {واعْفُ عنا واغفرْ لنا وارحمْنا أنتَ موْلانا فانْصُرنا على القومِ الكافرينَ} قال: نعم. أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اقترأها) بمعنى قرأها، وهو افتعل من القراءة.   (1) رقم (125) في الإيمان، باب بيان: أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/412) قال حدثنا عفان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. و «مسلم» (1/80) قال حدثني محمد بن منها الضرير وأمية بن بسطام العيشي قالا: حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح وهو ابن القاسم كلاهما - عبد الرحمن، وروح - عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه فذكره. الحديث: 531 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 532 - (م ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما نزلتْ هذه الآية {وإِن تبدُوا ما في أَنفسكم أَو تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُم به اللَّهُ} دخلَ قُلُوبَهُم منها شيءٌ، لم يَدْخُلْ قُلوبَهُمْ من شيْء، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا» ، قال: فألقى الله الإيمانَ في قُلُوبِهم، فأنزل الله عز وجل: {لا يُكلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلا وُسْعَهَا لها ما كَسبَتْ وعليْها ما اكْتَسَبَتْ ربَّنَا لا تُؤاخِذْنا إنْ نسينا أَوْ أَخْطَأْنا} قال: قد فعلتُ {ربَّنَا ولا تَحمِلْ علينا إِصراً كما حملتَه على الذين من قبلنا} قال: قد فعلتُ: {واغْفِرْ لنا وارحَمنَا أنْتَ مَوْلانا} قال: فعلتُ. أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي مثلُه، وقال: فأنزَلَ اللهُ {آمَنَ الرَّسُولُ بما أُنْزِلَ إليه من ربِّهِ والمُؤْمِنُونَ ... } . الآية، وزاد فيه: {ولا تحمل علينا إصْراً كما حَمَلْتَه على الذين من قَبْلِنا ربنا ولا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لنا بِهِ وَاعْفُ عنَّا واغْفِرْ [ص: 62] لنا} ... الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإصر) : العهد والميثاق، وقيل: الحمل والثقل.   (1) مسلم رقم (126) في الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق، والترمذي رقم (2995) في التفسير، باب ومن سورة البقرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد: (1/233) (2070) . و «مسلم» (1/81) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم. و «الترمذي» (2992) قال حدثنا محمود بن غيلان. و «النسائي» في الكبرى تحفة الأشراف، (5434) عن محمود بن غيلان خمستهم- أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق ومحمود - عن وكيع قال: حدثنا سفيان عن آدم بن سليمان ومولى خالد بن خالد عن سعيد بن جبير فذكره. الحديث: 532 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 533 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله تعالى تجاوزَ لأُمَّتِي ما حدَّثَثْ به أنفُسَها (1) ، ما لم يَعْمَلُوا به أَو يتكلَّمُوا (2) » . وفي رواية «ما وسْوَستْ به صُدُورها» .أخرجه الجماعة إلا الموطأ (3) . ولفظُ أبي داود: «إنَّ الله تجاوزَ لأُمَّتِي ما لم تَكلَّم به أو تعمَل به، وما حدَّثتْ به أنفُسَها» .   (1) قال النووي رحمه الله: ضبطه العلماء بالنصب والرفع، وهما ظاهران، إلا أن النصب أشهر وأظهر، قال القاضي عياض: " أنفسها " بالنصب، ويدل عليه قوله: " إن أحدنا يحدث نفسه " قال: قال الطحاوي: وأهل اللغة يقولون: " أنفسها " بالرفع، يريدون بغير اختيارها، كما قال الله تعالى: {ونعلم ما توسوس به نفسه} . (2) وفي صحيح مسلم " ما لم يتكلموا أو يعملوا به ". (3) البخاري 11 / 478 في الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، وفي العتق، باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق، وفي الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون، ومسلم رقم (127) في الإيمان، باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر، والترمذي رقم (1183) في الطلاق، باب ما جاء فيمن يحدث بطلاق امرأته، وأبو داود رقم (2209) في الطلاق، باب الوسوسة في الطلاق، والنسائي 6 / 156، 157 في الطلاق، باب من طلق في نفسه، وأخرجه ابن ماجة رقم (2540) في الطلاق، باب من طلق في نفسه ولم يتكلم به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الطلاق (11:1) عن مسلم بن إبراهيم عن هشام، وفي العتق (؟) عن محمد بن عرعرة عن شعبه -و (6:1) عن الحميدي عن سفيان عن مسعر - وفي النذور والأيمان (15:1) عن خلاد عن يحي بن مسعر - ثلاثتهم عن قتادةعن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة في حديث خلاد عن أبي هريرة يرفعه. (مسلم) في الإيمان (5:17) عن قتيبة وسعيد بن منصور ومحمد بن عبيد بن حساب ثلاثتهم عن أبي عوانة عن قتادة به (5:27) عن عمرو الناقد وزهير بن حرب كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم و (5:27) عن ابن مثنى وابن بشار كلاهما عن ابن أبي عدي. و (57:2) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن مسهر وعبدة بن سليمان أربعتهم عن سعيد بن أبي عروبة. و (57:3) عن زهير بن حرب عن وكيع عن مسعر - وهشام و (5:37) عن إسحاق بن منصور عن حسين بن علي عن زائدة عن شيبان أربعتهم عن قتادة به د وفي الطلاق (15:1) عن مسلم بن إبراهيم به (والترمذي) في النكاح (بل في الطلاق 8) عن قتيبة به وقال حسن صحيح (مسلم) في الطلاق (22:2) معن عبيد الله بن سعيد عن ابن إدريس عن مسعر به،و (22:3) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي عن حسين بن علي الجعفي به (وابن ماجة) فيه (الطلاق 14) عن أبي بكر بن أبي شيبة به و (14) عن حميد بن مسعدة عن خالد بن الحارث عن سعيد بن أبي عروبة به و (16:1) عن هشام بن عمار عن سفيان بن عيينة بإسناده وزاد: «وما استكرهوا عليه» . الحديث: 533 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 سورة آل عمران 534 - (خ م ت د س) عائشة - رضي الله عنها-: قالت: تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ علَيْكَ الكِتابَ منه آياتٌ محكماتٌ} - وقرأَتْ إلى - {ومَا يَذَّكَّرُ إلا أُولُو الأَلبابِ} [آل عمران: 7] فقال: «فإذا رَأَيْتُم الَّذِين يَتَّبِعُونَ ما تشابَهَ منه، فأُولئكَ الذين سمَّى اللهُ فاحذَرُوهم» . هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود. وفي رواية الترمذي، قالت: سُئِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - وفيها - «فإذا رأيتُمُوهُم فاعْرِفوهُم» قالها مَرَّتَيْنِ، أو ثلاثاً (1) .   (1) البخاري 8 / 157، 159 في التفسير، باب {منه آيات محكمات} ، ومسلم رقم (2665) في العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن، والترمذي رقم (2996) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، ورقم (2997) ، وأبو داود رقم (4598) في السنة، باب النهي عن الجدال واتباع المتشابه من القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/،124 132) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد. وفي (6/356) فال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم: و «الدارمي» (147) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا حماد بن سلمة ويزيد بن إبراهيم. و «البخاري» (6/42) وفي خلق أفعال العباد (30) قال: حدثنا عبد الله بن سلمة: قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري. و «مسلم» (8/56) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا يزيد بن ابراهيم التستري: و «أبو داود» (4598) قال: حدثنا القعنبي. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري. و «الترمذي» (2993) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. وفي (2994) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. كلاهما -حماد بن سملة، ويزيد بن إبراهيم- عن عبد الله بن أبي ملكية عن القاسم بن محمد، فذكره. * أخرجه أحمد (6/48) قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب. و» ابن ماجة « (47) قال:حدثنا محمد ابن خالد بن خداش. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا أحمد بن ثابت الجحدري ويحيى بن حكيم. قالا: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا أيوب. و «الترمذي» (2993) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. قال: حدثنا أبو عامر، وهو الخزاز. كلاهما -أيوب،وأبو عامر الخزاز - عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة، نحوه، ليس فيه القاسم بن محمد. الحديث: 534 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 535 - (خ) سعيد بن جبير - رحمه الله - قال: قال رجلٌ لابن عبَّاسٍ: إني أجدُ في القرآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ، قال: ما هُوَ؟ (1) قال: {فلا أَنْسَابَ بينهم يومئذٍ ولا يتَساءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، وقال: {وأَقْبَلَ بعضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يتساءَلُونَ} [الصافات: 27] ، وقال: {ولا يَكْتُمونَ اللَّهَ حديثاً} [النساء: 42] ، وقال: {واللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكين} [الأنعام: 23] ، وقد كتموا في هذه الآية، [ص: 64] وفي [النازعات: 27] {أَم السماءُ بناها. رفعَ سمْكها فسوَّاها. وأَغْطش ليلها وأَخرج ضُحاها. والأرضَ بعد ذلك دَحَاها} فذكر خلقَ السماء قبلَ خلقِ الأرضِ، ثم قال: {أَئِنَّكم لتكْفُرون بالذي خلق الأرضَ في يومين - إلى - طائعينَ} [فصلت: 9 - 11] فذكر في هذه خلْقَ الأَرض قبلَ خلقِ السَّماءِ، وقال: {وكان اللَّهُ غفوراً رحيماً} [الأحزاب: 50] وقال: {وكان اللَّهُ عزيزاً حكيماً} [الفتح: 19] وقال: {وكان اللَّهُ سميعاً بصيراً} [النساء: 134] فكأنه كان، ثمَّ مضى، قال ابن عباس: {فَلا أَنساب بينهم} في النفخة الأولى، يُنفخ في الصور، فيصعقُ منْ في السموات ومَن في الأرضِ إلا من شاء اللهُ، فلا أَنسابَ بينهم عند ذلك، ولا يتساءلون، ثم في النَّفخَةِ الآخرةِ: أقبلَ بعضُهم على بعض يتساءلون، وأما قوله: {واللَّهِ ربِّنا ما كنَّا مُشْركين} {ولا يكْتُمونَ اللَّهَ حديثاً} ، فإنَّ الله يغفرُ لأهل الإخلاص ذنوبَهُمْ، فيقولُ المُشْركُ: تعالَوْا نقولُ: ما كُنَّا مُشركين، فيخْتِمُ اللَّهُ على أفواهِهِمْ، فتَنطِقُ جوارِحُهُمْ بأعمالهم، فعند ذلك عُرفَ أنَّ الله لا يُكْتُمُ حديثاً، وعندهُ: {رُبَما يوَدُّ الذينَ كفرُوا لَوْ كانوا مُسلمين} وخلق الأرضَ في يومين، ثُمَّ استوى إلى السماء، فسواهن سبع سمواتٍ في يومين آخرين، ثم دحى الأرض، أي: بسَطها، وأخرج منها الماء والمرعى، وخلق فيها الجبال والأشجارَ، والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله: {والأرض بعدَ ذلكَ دَحَاها} [النازعات: 30] فخُلِقت الأرضُ وما فيها من شيءٍ في [ص: 65] أربعةِ أيامٍ، وخُلِقَتِ السَّمواتُ فِي يومَيْنِ، وقولُه: {وكانَ اللَّهُ غفُوراً رحيماً} سمَّى نفسهُ ذلك، أي: لم يزلْ، ولا يزالُ كذلكَ، وإن الله لم يُرِدْ شيئاً إلا أصابَ بهِ الذي أرادَ. وَيْحَكَ، فلا يختلفْ عليك القرآنُ، فإنَّ كُلاً من عند الله. أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دحاها) دحا الأرض: بسطها. (فصعق) صعق الإنسان: إذا غشي عليه. وإذا مات. (الآكام) : جمع أكمة، وهي الروابي الصغار. (جوارحهم) الجوارح: جمع جارحة، وهي الأعضاء، كاليد والرجل ونحو ذلك.   (1) قال الحافظ: زاد عبد الرزاق في رواية عن معمر عن رجل عن المنهال بسنده، فقال ابن عباس: ما هو أشك في القرآن؟ قال: ليس بشك، ولكنه اختلاف، فقال: هات ما اختلف عليك من ذلك قال: أسمع الله يقول. (2) 8 / 427، 429 في تفسير سورة حم السجدة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري - في التفسير (41: 1: 2) حدثني يوسف بن عدي حدثنا عبيد الله بن عمروهعن زيد بن أبي أنيسه عن المنهال عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس تحفة الأشراف (4/452) الحديث: 535 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 536 - (د) ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: لما أصابَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قُريشاً يومَ بدْرٍ، وَقَدِمَ المدينَةَ، جمعَ اليهودَ في سُوقِ بني قينُقَاعٍ، فقال: يا معشر يهود، أسلموا قبلَ أن يصيبكم مثلُ ما أصابَ قُريشاً، قالوا: يا محمد، لا يغرَّنكَ من نفِسكَ أنْ قتلْتَ نفراً من قريشٍ كانوا أغماراً لا يعرفون القتالَ، إنَّكَ لو قاتلتنَا لعرفتَ أنَّا نحنُ الناسُ، وأَنَّكَ لم تلْقَ مِثْلَنا، فأنزَلَ اللَّهُ تعالى في ذلك: {قُلْ لِلَّذِينَ كفرُوا ستُغْلَبُونَ [ص: 66] إلى قوله: {فئةٌ تقاتِلُ في سبيل الله} - ببدْرٍ - {وأُخْرى كافرةٌ} [آل عمران: 12، 13] . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أغماراً) الأغمار: جمع غُمر بضم الغين، وهو الجاهل الغر الذي لم يجرب الأمور.   (1) رقم (3001) في الخراج، باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة، وأخرجه الطبري رقم (6666) ، وفي سنده محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه الطبري رقم (6667) من حديث ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر عن قتادة قال: لما أصاب الله قريشاً يوم بدر جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود في سوق بني قينقاع حين قدم المدينة، ثم ذكر نحو حديث ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري: في خلق أفعال العباد (53) قال حدثنا عمرو بن زرارة قال حدثنا زياد. و «أبو داود» (3001) قال حدثنا مصرف بن عمرو الأيامي، قال حدثنا يونس يعني ابن بكير كلاهما -زياد، ويونس -عن محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير وعكرمة فذكراه في رواية زياد: محمد بن إسحاق قال حدثني مولي لزيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير. الحديث: 536 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 537 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ لكلِّ نبيٍ وُلاةً من النبِيِّينَ، وإنَّ ولِيِّي أبي وَخليلُ ربِّي إبراهيمُ» ، ثم قرَأَ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بإبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68] أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولاة) الولاة: جمع ولي، وهو الذي يوالي الإنسان، وينضم إليه ويكون من جملته وأتباعه والناصرين له.   (1) رقم (2998) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وإسناده صحيح، وأخرجه الطبري رقم (7216) والحاكم في المستدرك 2 / 292، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2995) قال: حدثنا محمود بن غيلان،قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن مسروق فذكره. أخرجه أحمد (1/400) (3800) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/429) (4088) قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن. و «الترمذي» (2995) قال: حدثنا محمود، قال: حدثنا أبو نعيم (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع. أربتتهم -وكيع، ويحيى، وعبد الرحمن، وأبو نعيم - عن سفيان عن أبيه، عن أبي الضحى،عن عبد الله،فذكره ليس فيه مسروق. وقال الترمذي: هذا أصح من حديث أبي الضحى، عن مسروق،وأبو الضحى،اسمه: مسلم بن صبيح. الحديث: 537 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 538 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: وآلُ عمران: المؤمنون من آلِ إِبراهيم، وآل عمران، وآل ياسين، وآل محمد، يقول: {إِنَّ أوْلى النَّاس بإِبراهيمَ لَلَّذِين اتَّبَعُوهُ} وهم المؤمنون. أخرجه البخاري بغير إسناد (1) .   (1) 6 / 338 في أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم ... } ، قال الحافظ: وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه. وحاصله أن المراد بالاصطفاء بعض آل عمران وإن كان اللفظ عاماً فالمراد به الخصوص. نقول: وعلي بن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس، فروايته عنه منقطعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: الحديث: 538 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 539 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: تفسير قول المرأَةِ الصَّالِحَةِ {إِنِّي نَذَرتُ لَكَ ما في بطني مُحَرَّراً} [آل عمران: 35] أي: خالصاً للمسجد يخدُمُهُ. أخرجه البخاري في ترجمة بابٍ (1) .   (1) 1 / 461 في الصلاة، باب الخدم للمسجد تعليقاً، قال الحافظ: وهذا التعليق وصله ابن أبي حاتم بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: (1/461) في الصلاة باب الخدم للمسجد تعليقا. الحديث: 539 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 540 - (خ) ابن عباس- رضي الله عنهما - قال: {إذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} [آل عمران: 44] ، اقتَرَعُوا فَجَرَتْ أَقْلامُهمْ مع الجرْيَةِ (1) ، فَعالَ قَلَمُ زكريَّا الجرْيَةَ. أخرجه البخاري في ترجمة بابٍ من أبوابِ كتابِهِ بغير إسنادٍ (2) .   (1) بكسر الجيم، والمعنى أنهم اقترعوا على كفالة مريم أيهم يكفلها، فأخرج كل واحد منهم قلماً وألقوها كلها في الماء، فجرت أقلام الجميع مع الجرية إلى أسفل، وارتفع قلم زكريا فأخذها. (2) 5 / 216 في الشهادات، باب القرعة في المشكلات، وقوله عز وجل {إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم} ، وقد أشار البخاري إلى الاحتجاج بهذه القصة في صحة الحاكم بالقرعة بناء على أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا لم يرد في شرعنا ما يخالفه، ولاسيما إذا ورد في شرعنا تقريره، وساقه مساق الاستحسان والثناء على فاعله، وهذا منه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: (5/216) في الشهادات باب الفرعة في المشكلات. الحديث: 540 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 541 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنه - قال: {إِنِّي مُتَوفِّيكَ} أي مُميتُكَ، أَخْرَجه البخاري في ترجمة بابٍ (1) .   (1) 8 / 213 في تفسير سورة المائدة، ولا يصح، والمحققون من العلماء فسروا التوفي بأنه الرفع إلى السماء، وهو الصحيح المتعين، قال الطبري 6 / 55 بعد أن ذكر أقاويل العلماء في معنى " متوفيك ": وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قول من قال: معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إلي لتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدة ذكرها، اختلفت الرواية في بعضها ثم يموت، فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه، ثم قال: ومعلوم أنه لو كان قد أماته الله عز وجل لم يكن بالذي يميته ميتة أخرى فيجمع عليه ميتتين، لأن الله عز وجل إنما أخبر عباده أنه يخلقهم ثم يميتهم ثم يحييهم، كما قال جل ثناؤه: {الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء} فتأويل الآية إذاً: قال الله لعيسى: يا عيسى، إني قابضك من الأرض ورافعك إلي، ومطهرك من الذين كفروا، فجحدوا نبوتك. وانظر كتاب " عقيدة الإسلام في حياة عيسى عليه السلام " للعلامة محمد أنور الكشميري، ففيه مقنع وكفاية لمن أراد الله له الهداية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: (8/213) في تفسير سورة المائدة. الحديث: 541 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 542 - (س) ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كان رجلٌ من الأنصار أسلَمَ، ثم ارتدَّ، ولَحِقَ بالشِّرْكِ، ثُمَّ ندم، فأرسل إلى قومِهِ: سَلُوا لي رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- هل لي من تَوبَةٍ؟ فنزلت: {كيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قوماً كَفَرُوا بعد إيمانهم - إلى قوله - غفورٌ رحيمٌ} [آل عمران: 86، 89] . فأرسل إليه فأسلم، أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 107 في تحريم الدم، باب توبة المرتد، وأخرجه الطبري رقم (7360) ، وسنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/247) قال حدثنا علي بن عاصم و «النسائي» (7/107) قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال حدثنا يزيد - وهو ابن زريع كلاهما -علي، ويزيد - عن داود بن أبي هند عن عكرمة فذكره. الحديث: 542 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 543 - (ت) أبو غالب - رحمه الله- (1) : قال: رأى أبو أُمامة رُؤوساً [ص: 69] مَنْصُوبَة على درج دمشق، فقال أبو أُمامةَ: كلابُ النَّارِ، شَرُّ قتلى تحت أديم السماءِ، خيْرُ قَتلَى مَنْ قَتَلُوهُ، ثم قَرأ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتسْوَدُّ وُجُوهٌ} إلى آخر الآية [آل عمران: 106] ، قلتُ لأبي أُمامة: أنتَ سَمَعْتَهُ من رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لوْ لمْ أَسْمَعْه إلا مرَّة أو مرَّتين أو ثلاثاً، [أو أربعاً] حتَّى عدَّ سَبْعاً، ما حدَّثْتُكُمُوهُ. أَخْرَجَهُ الترمذي (2) .   (1) أبو غالب اسمه: حروز الباهلي البصري، أعتقه عبد الرحمن بن الحضرمي، وقد قيل: إنه مولى خالد بن عبد الله القسري، روى عن أبي أمامة ولقيه بالشام، وروى عنه ابن عيينة وحماد بن زيد. (2) رقم (3003) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وأخرجه أحمد في المسند 5 / 253 و 256، وابن ماجة رقم (176) في المقدمة، باب ذكر الخوارج. وأبو غالب صدوق يخطئ، ومع ذلك فقد حسن الترمذي حديثه هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في تفسير (4آل عمران: 10) عن أبي كريب عن وكيع عن ربيع بن صبيح وحماد ابن سلمة كلاهما عنه به وقال حسن (وابن ماجة) في السنة (12: 10) عن سهل بن أبي سهل عن سفيان ابن عيينة مختصرا شر قتلى تحت أديم السماء إلى آخره تابعه أبو عزة الدباغ عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة تحفة الأشراف (4/183) . الحديث: 543 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 544 - (ت) بهز بن حكيم - رضي الله عنه - عن أبيه عن جده أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول في قوله تعالى: {كُنتم خيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجتْ للناس} [آل عمران: 110] قال: «أَنتم تُتِمُّونَ سبعين أُمَّة، أنتم خيرها، وأكرمها على الله» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3004) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن، وأخرجه الطبري رقم (7622) ، وابن ماجة رقم (4288) في الزهد، وأحمد في المسند 5 / 255، والحاكم في المستدرك 4 / 84 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال الحافظ في " الفتح " 8 / 169: وهو حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجة والحاكم وصححه، وله شاهد مرسل عن قتادة عند الطبري رجاله ثقات، وفي حديث علي عند أحمد بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وجعلت أمتي خير الأمم "، وقد ورد معناه أيضاً ضمن حديث مطول عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً أخرجه أحمد في " المسند " 3 / 61. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] (أخرجه الترمذي) في التفسير (14 آل عمران: 11) عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر عن بهز بن حكيم عن حكيم بن معاوية عن معاوية بن حيدة. وقال حسن وروى غير واحد هذا الحديث عن بهز بن حكيم نحو هذا ولم يذكر فيه {كنتم خير أمة أخرجت للناس ... } (3: 110) (وابن ماجة) في الزهد (334: 6) عن عيسى بن محمد بن النحاس الرملي وأيوب بن محمد الرقي كلاهما عن ضمرة بن ربيعة عن عبد الله ابن شوذب و (24: 7) عن محمد بن خالد بن خداش عن إسماعيل بن عليه - كلاهما عنه نحوه - ولم يذكروا قوله: كنتم خير أمة أخرجت للناس 3: 10) تحفة الأشراف (8/430/11387) . الحديث: 544 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 545 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: {كونوا ربَّانيِّينَ} [آل عمران: 79] قال: حلماء (1) فقهاء علماء، أخرجه البخاري في ترجمة [ص: 70] باب (2) .   (1) في المطبوع " حكماء ". (2) 1 / 148 في العلم، باب العلم قبل القول والعمل تعليقاً، قال الحافظ: وهذا التعليق وصله ابن أبي عاصم أيضاً بإسناد حسن والخطيب بإسناد آخر حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: (1/148) في العلم، باب العلم قبل القول والعمل تعليقا. الحديث: 545 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 546 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: فينا نزَلتْ {إذْ هَمَّتْ طائفتان منكم أن تفْشَلا واللَّهُ وليُّهُما} [آل عمران: 122] قال: نحن الطَّائفتانِ: بَنو حارثَة، وبنُو سَلِمَةَ، وما يسُرُّنِي أنها لم تنزل، لقولِ الله {واللَّهُ وليُّهُما} أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تفشلا) الفشل: الفزع والجبن والضعف.   (1) البخاري 7 / 275 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، وفي التفسير، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، ومسلم رقم (2505) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1253) و «البخاري» (5/123) قال حدثنا محمد بن يوسف وفي (6/47) قال حدثنا علي بن عبد الله. و «مسلم» (7/173) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأحمد بن عبدة. خمستهم - الحميدي، ومحمد بن يوسف، وعلي بن عبد الله، والحنظلي، وأحمد بن عبدة - عن سفيان ابن عيينة عن عمرو فذكره. الحديث: 546 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 547 - (خ ت س) ابن عمر- رضي الله عنهما - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يدْعو على صفوان بْنِ أُمَيَّة، وسُهيل بن عمرو، والحارثِ بن هشامٍ» ، فنزلت: {ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ - إلى قوله - فإنَّهُم ظالِمونَ} [آل عمران: 128] . هذه رواية البخاري. وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم أُحدٍ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ أبا سفيان، اللهمَّ العن الحارث بن هشامٍ، اللهم العن صفوان بن أُميَّة» ، فنزلت: {ليس لَكَ من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم أو يعذِّبَهم} فتابَ عليهم، [ص: 71] فأسلموا، فحسنَ إسلامُهُمْ. وفي رواية النسائي: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حين رفع رأسه من صلاة الصبح من الركعة الأخيرة - قال: «اللهم العنْ فلاناً وفلاناً، يدعو على أناسٍ من المنافقين» ، فأنزل الله هذه الآية. وقد أخرج البخاري أيضاً نحو رواية النسائي. وفي أخرى للترمذي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو على أربعة نفرٍ، فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيءٌ} إلى {ظالمونَ} فهداهم الله للإسلام (1) .   (1) البخاري 7 / 281 في المغازي،، باب {ليس لك من الأمر شيء} ، عن سالم بن عبد الله وهذه الرواية مرسلة، وأخرجه موصولاً في تفسير آل عمران، باب {ليس لك من الأمر شيء} ، وفي الاعتصام، باب {ليس لك من الأمر شيء} ، عن عبد الله بن عمر، لكن لم يفصح عن الأسماء في كلتا الروايتين، بل قال: " اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً "، والترمذي رقم (3007) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وفي سنده عمر بن حمزة وهو ضعيف، ورجح الشيخ أحمد شاكر في المسند توثيقه، وقد قال الترمذي عقب إخراجه: هذا حديث حسن غريب، يستغرب من حديث عمر بن حمزة عن سالم، وكذا رواه الزهري عن سالم عن أبيه، والنسائي 2 / 203 في الصلاة، باب لعن المنافقين في القنوت، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (5674) ، والطبري رقم (7819) ، ورواية الزهري عن سالم التي أشار إليها الترمذي، أخرجها أحمد في " المسند " رقم (6349) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، وإسنادها صحيح، وأخرجه أحمد أيضاً رقم (6350) عن علي بن إسحاق، عن ابن المبارك، عن معمر، عن سالم، عن أبيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/423) قال: وعن حنظلة بن أبي سفيان، سمعت سالم بن عبد اللهيقول فذكره. وأخرجه أحمد (2/93) (5674) قال حدثنا أبو النضر قال حدثنا أبو عقيل - قال عبد الله بن أحمد قال أبي وهو عبد الله بن عقيل صالح الحديث ثقه و «الترمذي» (3004) قال حدثنا أبو السائب سلم ابن جنادة الكوفي قال حدثنا أحمد بن بشير كلاهما -أبو عقيل عبد الله بن عقيل، وأحمد بن بشير - عن عمر ابن حمزة عن سالم بن عبد الله فذكره. ورواه أيضا عن ابن عمر نافع: أخرجه أحمد (2/104) (5812) وفي (2/104) (5813) و «الترمذي» (3005) ، و «ابن خزيمة» (623) وأخرجه أحمد (2/118) (5997) . الحديث: 547 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 548 - (ت د) ابن عباس- رضي الله عنهما - قال: نزلت هذه الآية: {وما كان لِنَبيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161] في قطيفة حمراء فُقِدَت يوم بدْرٍ، فقال بعض القوم: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أخذها، فأنزل الله هذه [ص: 72] الآية إلى آخرها، أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَغُل) الغل: الخيانة، وقد قُرئ (يَغَلُّ - ويُغَلُّ) (2) ، أي يخون، ويُخان. (قطيفة) : دثار له خُمَيْلَة (3) .   (1) الترمذي رقم (3012) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وأبو داود رقم (3971) في الحروف والقراءات أول باب كتاب الحروف، وحسنه الترمذي مع أن فيه خصيف بن عبد الرحمن الجزري وهو سيء الحفظ وقد خلط بأخره. (2) قال ابن الجوزي في " زاد المسير " 1 / 161: واختلف القراء في " يغل" فقرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو: بفتح الياء وضم الغين، وقرأ الباقون: بضم وفتح الغين. (3) في نسخة أخرى: خميل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وفي الحروف (3) (الترمذي) في التفسير (4 آل عمران: 20) جمعيا عن قتيبه عن عبد الواحد بن زياد عن عبد الحميد عن مقسم عن ابن عباس به. وقال (الترمذي) حسن غريب وقد روى عبد السلام بن حرب عن خصيف نحو هذا وروى بعضهم هذا عن حضيف عن مقسم - ولم يذكروا ابن عباس تحفة الأشراف (5/246/6487) . الحديث: 548 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 549 - (خ) ابن عباس- رضي الله عنه - قال: في قوله تعالى: {إنَّ النَّاسَ قدْ جَمعوا لكُم فاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ} قالها إبراهيمُ حينَ أُلقِيَ فِي النَّارِ، وَقالَها محمدٌ حين قال لهم الناس: {إنَّ النَّاسَ قد جَمَعُوا لَكُم} [آل عمران: 173] . أَخْرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 173 في تفسير سورة آل عمران، باب {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/48) قال حدثنا أحمد بن يونس أراه قال حدثنا أبو بكر (ح) وحدثنا مالك بن أسماعيل قال حدثنا إسرائيل. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (603) قال أخبرني هارون بن عبد الله قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا أبو بكر بن عياش وفي الكبرى تحفة الأشراف (6456) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن يحي بن أبي بكير عن أبي بكر بن عياش كلاهما - أبو بكر بن عياش وإسرائيل - عن أبي حصين عن أبي الضحى فذكره. رواية إسرائيل مختصرة علي «كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار حسبي الله ونعم الوكيل» . الحديث: 549 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 550 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رجالاً من المنافقين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كانوا إذا خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الغزْوِ تَخَلَّفُوا عنه، وفرِحُوا بمقعدهم خلافَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فإذا قدمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- اعتذروا إليه، وحَلَفوا له، وأَحبوا أن يُحْمدُوا بما لم يفعَلُوا، فنزلت: {لا تَحْسَبَنَّ الذين يفرَحُونَ بما أَتوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بما لم يَفْعَلُوا ... } [ص: 73] الآية [آل عمران: 188] ، أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خلاف رسول الله) قعدت خلاف فلان: إذا قعدت خلفه أو تأخرت بعده.   (1) البخاري 8 / 175 في تفسير سورة آل عمران، باب {لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا} ، ومسلم رقم (2777) في صفات المنافقين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/50) . و «مسلم» (8/. 121) حدثنا الحسن بن علي الحلواني ومحمد بن سهل التميمي ثلاثتهم - البخاري، والحلواني، وابن سهل - قالوا: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا محمد بن جعفر قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار فذكره. الحديث: 550 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 551 - (خ م ت) حميد بن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما - أنَّ مرْوان قال لبوَّابهِ: اذْهبْ يا رَافِعُ إلى ابن عباسٍ، فقُلْ: لئن كان كلُّ امْرئ مِنَّا فَرِحَ بما أَتى، وأحب أن يحمدَ بما لم يفْعَلْ: مُعَذباً لَنُعْذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ، فقالَ ابنُ عباسٍ: ما لكم ولهذه الآية؟ إنما نزلتْ هذه الآيةُ في أهل الكتاب، ثم تلا ابنُ عباسٍ: {وإِذْ أَخَذَ اللَّهُ ميثاقَ الذين أُوتُوا الكتاب لَتُبَيِّنُنَّهُ للنَّاسِ ولا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم واشْتَرَوْا بِهِ ثمناً قليلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ. لا تَحْسَبَنَّ الذين يفرحُونَ بما أَتَوْا ويُحِبُّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يفْعَلُوا} [آل عمران: 187، 188] وقال ابنُ عباسٍ: سألَهُم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن شيءٍ، فكتَمُوهُ إيَّاهُ، وأَخْبَرُوهُ بغيرِه، فأَرَوْهُ أنْ قدِ اسْتُحْمِدُوا إِلَيه بما أَخبروه عنه فيما سألهم، وفرِحوا بما أَتوا من كتمانهم إيَّاه ما سألهم عنه. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .   (1) البخاري 8 / 175 في تفسير سورة آل عمران، باب {لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا} ، ومسلم رقم (2778) في أول كتاب صفات المنافقين، والترمذي رقم (3018) في التفسير، باب ومن سورة [ص: 74] آل عمران واللفظ لمسلم والترمذي. وقال الحافظ في " الفتح ": ومروان هو ابن الحكم الذي ولي الخلافة، وكان يومئذ أمير المدينة من قبل معاوية، و " رافع " هذا لم أر له ذكراً في كتب الرواة، إلا ما جاء في هذا الحديث. والذي يظهر من سياق الحديث: أنه توجه إلى ابن عباس، فبلغه الرسالة، وعاد إلى مروان بالجواب، فلولا أنه معتمد عند مروان ما قنع برسالته، لكن قد ألزم الإسماعيلي البخاري أن يصحح حديث بسرة بنت صفوان في نقض الوضوء من مس الذكر، فإن عروة ومروان اختلفا في ذلك، فبعث مروان حرسيه إلى بسرة، فعاد إليه بالجواب عنها. فصار الحديث من رواية عروة عن رسول مروان عن بسرة، ورسول مروان مجهول الحال، فتوقف عن القول بصحة الحديث جماعة من الأئمة لذلك، فقال الإسماعيلي: إن القصة التي في حديث الباب شبيهة بحديث بسرة، فإن كان رسول مروان معتمداً في هذه فليعتمد في الأخرى، فإنه لا فرق بينهما، إلا أنه في هذه القصة سمي رافعاً، ولم يسم في قصة بسرة، قال: ومع هذا فاختلف على ابن جريج في شيخ شيخه، فقال عبد الرزاق وهشام عنه عن ابن أبي مليكة عن علقمة، وقال حجاج بن محمد: عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن حميد بن عبد الرحمن، ثم ساقه من رواية محمد بن عبد الملك بن جريج عن أبيه عن ابن أبي مليكة عن حميد، فصار لهشام متابع، وهو عبد الرزاق، ولحجاج متابع، وهو محمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/298) (2712) . و» البخاري (6/51) قال حدثنا ابن مقاتل. و «مسلم» (8/122) قال حدثنا زهير بن حرب وهارون بن عبد الله و، الترمذي (3014) قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. «النسائي» في الكبرى تحفه الأشراف (5414) عن الزعفراني، ويوسف بن سعيد بن مسلم ستتهم -أحمد، وابن مقاتل، وزهير، وهارون، والحسن بن محمد الزعفراني، ويوسف بن سعيد عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج قال أخبرني ابن أبي ملكية أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره فذكره. الحديث: 551 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 552 - () (رافع بن خديج - رضي الله عنه -) قال: إنَّهُ كان هو وزَيد بنُ ثابتٍ عند مروان بن الحكم - وهو أمير المدينة - فقال لي مروان: في أيِّ شيءٍ نزلت هذه الآية: {لا تحسبنَّ الذين يفرحون بما أتَوْا ويُحِبُّونَ أن يُحْمَدُوا بما لم يَفعلوا} قال: قلت: نزلت في ناسٍ من المنافقين، كانوا إذا خرجَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وأصحابُهُ إلى سفرٍ تخَلَّفوا عنهم، فإذا قَدِمَ اعتذروا إليه، وقالوا: ما حَبَسَنَا عنك إلا السَّقَمُ، والشُّغْلُ، وََلوَدِدْنا أنَّا كُنَّا معكم، فأنزل [ص: 75] الله هذه الآية فيهم، فكأنَّ مروانَ أَنكرَ ذلك، فقال: ما هذا هكذا؟ فجزعَ رافعٌ من ذلك، فقال لِزيدٍ: أنشُدُكَ الله، ألم تعلم ما أَقول؟ فقال زيدٌ: نعم، فلما خرجنا من عند مروان. قال زيدٌ - وهو يمزَحُ -: أما تحمدني كما شهدتُ لك؟ فقال رافع: وأَين هذا من هذا، أنْ شهدتَ بالحق؟ قال زيد: حَمِدَ اللهُ على الحقِّ أهلَهُ. أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنشُدُك الله) أي: أسألك وأقسم عليك أن ترفع نشيدي (2) . يعني، صوتي، بأن تجيبني وتلبي دعوتي.   (1) لم يذكر ابن الأثير من أخرجه، وقد ذكره الحافظ ابن كثير في تفسير الآية 2 / 317، 318 من رواية ابن مردويه في تفسيره من حديث الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: قال أبو سعيد ورافع بن خديج وزيد بن ثابت " كنا عند مروان ... الحديث " إلا بعض اختلاف في لفظتين - ثم قال: ثم رواه من حديث مالك عن زيد بن أسلم عن رافع بن خديج " أنه كان هو وزيد بن ثابت عند مروان بن الحكم، وهو أمير المدينة. فقال مروان: يا رافع، في أي شيء نزلت هذه الآية؟ - فذكره كما تقدم " قال ابن كثير: ولا منافاة بين ما ذكره ابن عباس وما قاله هؤلاء، لأن الآية عامة في جميع ما ذكر، وانظر الفتح 8 / 176. (2) في نسخة أخرى: نشدتي. الحديث: 552 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 553 - () (ابن عباس - رضي الله عنهما -) قال: مَا مِن بَرٍّ ولا فاجِرٍ، إلا والموتُ خيرٌ له، ثم تلا {إِنَّما نُملي لهم لِيَزْدَادُوا إِثْماً} [آل عمران: 178] وتلا {وما عِنْدَ اللَّهِ خيْرٌ للأَبْرَارِ} [آل عمران: 198] . أخرجه (1) . [ص: 76] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُملي) الإملاء: الإمهال وإطالة العمر.   (1) لم يذكر ابن الأثير من خرجه أيضاً، وقد رواه بنحوه ابن جرير رقم (8267) و (8373) من حديث عبد الله بن مسعود موقوفاً عليه، وإسناده صحيح، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2 / 298 [ص: 76] وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 2 / 104 وزاد نسبته لابن أبي شيبة وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وأبي بكر المروزي في الجنائز، وابن المنذر، والطبراني. الحديث: 553 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 554 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قلت: يا رسولَ الله، لا أسمعُ الله -تعالى- ذكر النِّساء في الهِجْرَةِ بشيءٍ؟ فأنزل الله تعالى: {أنِّي لا أُضِيعُ عملَ عاملٍ منكم من ذكر أَو أُنثَى بعضُكُم مِنْ بَعْضٍ - إلى - واللَّهُ عندهُ حسنُ الثوابِ} [آل عمران: 195] . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3026) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأخرجه الطبري رقم (8368) ، وفي سنده رجل من بني سلمة، وقد بينه الحاكم في المستدرك، فرواه 2 / 300 من طريق يعقوب بن حميد حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، عن سلمة بن أبي سلمة رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة، وصححه على شرط البخاري وليس كما قال، فإن سلمة بن أبي سلمة وهو سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة لم يخرج له سوى الترمذي، ولم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (301) ، و «الترمذي» (3023) قال حدثنا ابن أبي عمر كلاهما الحميدي، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن رجل من ولد أم سلمة فذكره. في رواية الحميدي «حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سملة رجل من ولد أم سلمة» . الحديث: 554 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 سورة النساء 555 - (خ م د س) عائشة رضي الله عنها قالت: إنَّ رجلاً كانَتْ له يتيمةٌ فنكحها، وكان له عذْقُ نَخْلٍ، فكانت شريكَتَهُ فيه وفي مالِه، فكانُ يمسِكُهَا عليه، ولم يَكُنْ له من نفسه شيءٌ، فنزلَتْ: {وإنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسطُوا في اليتَامَى ... } الآية [النساء: 3] . [ص: 77] وفي رواية: أنَّ عُرْوَةَ سأَلَها عن قوله تعالى: {وإِن خِفْتُم ألَّا تُقْسِطُوا في اليتامى فانكحوا - إلى قوله - أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} قالت: يا بنَ أُخْتِي، هذه اليتيمَةُ تكون في حجْر وَلِيِّها، فيرغَب في جمالها ومالها ويريد أن ينتَقِص صداقَها، فنُهوا عن نكاحهن، إلا أن يُقْسِطوا لهن في إكمال الصَّداقِ، وأُمرُوا بنكاح مَن سِواهُنَّ، قالت عائشة: فاسْتفتى النَّاسُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك، فأنزل الله تعالى: {ويستَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ - إلى - وترغبون أنْ تنكحوهن} فبيَّن الله لهم أنَّ اليتيمة إذا كانت ذاتَ جمالٍ ومالٍ رَغِبُوا في نكاحِها، ولم يُلْحِقوها بِسُنَّتها في إكمال الصَّداق، وإذا كانت مرغوباً عنها في قلَّةِ المال والجمال، تركوها، والتمسوا غيرها من النساء، قالت: فكما يتركونها حين يرغبونَ عنها، ليس لهم أن ينكحوها إذا رَغِبُوا فيها إلا أن يُقسِطُوا لها، ويُعْطُوها حقَّها الأَوْفى من الصداقِ. وفي رواية نحوه، وفيه قالت: يا ابن أُخْتِي، هي اليتيمة تكون في حُجْر ولِيهَا، تشاركه في ماله، فيُعْجِبُهُ مالُهَا وجمالُها، ويريد أن يتزوَّجها بغير أن يُقسِطَ في صداقها، فيعْطِيها مثلَ ما يُعْطِيها غَيْرُهُ، فَنُهُوا عن نكاحهن، إلا أن يُقْسِطُوا لَهُنَّ، وَيَبْلُغوا بهن أَعْلَى سُنَّتِهِنَّ من الصداق. وفيه: قالت عائشة، والذي ذكر اللهُ أنَّهُ {يُتْلَى عليكم في الكتاب .... } الآية الأولى، التي قال فيها: {وإن خِفْتم ألَّا تقسطوا في اليتامى فانكحوا [ص: 78] ما طابَ لكم} قالت: وقول الله عز وجل في الآية الآخرة (1) {وترغبون أن تنكحوهن} : رغبة أَحدهم عن يتيمته التي في حجْره حين تكون قليلةَ المال، فنُهُوا أنْ ينْكِحوا ما رَغِبُوا في مالها وجمالها من يتامى النساء، إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن. زاد في روايةٍ آخرة: من أَجل رغبتهم عنهن، إذا كُنَّ قليلات المال والجمال. وفي أُخرى عنها في قوله: {ويستفتونك في النساء قل الله يُفْتِيكُمْ فيهن..} إلى آخر الآية. قال: هي اليتيمة تكون في حجْر الرجلِ، قد شَرِكَتْهُ في ماله، فيرغب عنها أَن يتزوجها، ويكره أن يُزوِّجها غيرَه، فيدخل عليه في ماله، فيَحْبِسُها، فنهاهم الله عن ذلك. هذه روايات البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود، والنسائي أتمها. وزاد أبو داود: قال يونس، وقال ربيعة في قول الله: {وإن خِفتم أن لا تُقْسِطُوا في اليتامى} قال: يقول: اتركُوهُنَّ إن خِفْتم، فقد أحْلَلْتُ لكم أرْبعاً (2) . [ص: 79] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عذق) بفتح العين: النخلة مع حملها، وهو المراد هاهنا، وبكسرها: القنو بما فيه من الرطب. (تُقسطوا) قَسَط الرجل: إذا جار، وأَقْسط: إذا عدل، والمراد ها هنا: العدل. (حَجْر وليها) الحجر: حجر الإنسان، وهو معروف، والحَجر: المنع من التصرف، والولي هاهنا: هو القائم بأمر اليتيم. والمعروف هاهنا: هو القصد في النفقة، وترك الإسراف، أي فليقتصد.   (1) وهي قوله تعالى {قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن} . (2) البخاري 2 / 295 في الوصايا، باب قول الله تعالى {وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب} ، وفي تفسير سورة النساء، باب {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى} ، وباب قوله {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن} وفي النكاح، باب الترغيب في النكاح، وباب الأكفاء في المال وتزويج المقل المثرية، وباب لا يتزوج أكثر من أربع، وباب لا نكاح إلا بولي، وباب إذا [ص: 79] كان الولي هو الخاطب، وباب تزويج اليتيمة، وفي الحيل، باب ما ينهى من الاحتيال للولي في اليتيمة المرغوبة وأن لا يكمل صداقها، وأخرجه مسلم رقم (3018) في التفسير، وأبو داود رقم (2068) في النكاح، باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، وإسناده صحيح، والنسائي 6 / 115 و 116 في النكاح، باب القسط في الأصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/53) قال حدثنا إبراهيم بن موسى قال أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني هشام بن عروة عن أبيه فذكره، وأخرجه البخاري (3/182و5316) و «مسلم» (8/239) وفي (8/240) و «أبو داود» (2068) و «النسائي» (6/115) . الحديث: 555 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 556 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - في قوله: {ومَن كان غَنيًّا فلْيَسْتَعْفِفْ ومن كان فقيرًا فلْيأكُلْ بالمعروف} [النساء: 6] ، إِنّمَا نزلت في والي اليتيم إذا كان فقيراً: أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف. وفي رواية: أن يُصيبَ من مالِهِ إذا كان محتاجاً بِقَدرِ مالِهِ بالمعروف. [ص: 80] أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليستعفف) العفة: وهي النزاهة عن الشيء.   (1) البخاري 4 / 339 في البيوع، باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم، وفي الوصايا، باب وللوصي أن يعمل في مال اليتيم وأن يأكل منه بقدر عمالته، وفي تفسير سورة النساء، باب {ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم} ، ومسلم رقم (3019) في التفسير، وأخرجه الطبري رقم (8658) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/103) قال حدثني إسحاق. قال: حدثنا أبو نمير (ح) وحدثني محمد. قال: سمعت عثمان بن فرقد. وفي (4/12) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (6/54) قال: حدثني إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. و «مسلم» (8/241، 240) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير. أربعتهم - ابن نمير، وعثمان، وأبو أسامة، وعبدة - عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره الحديث: 556 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 557 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ القِسْمَةَ أُولُوا القُرْبَى واليتامَى والمساكينُ فارْزُقُوهُم مِنه} [النساء: 8] قال: هي مُحْكمَةٌ، وليست بمنسوخةٍ. وفي رواية قال: إن ناساً يزعمون أن هذه الآية نُسخت، ولا والله ما نُسخت، ولكنها مما تهاون الناس بها، هما واليان: والٍ يرث، وذلك الذي يُرْزَقُ، ووالٍ لا يرث، وذلك الذي يقول بالمعروف، ويقول: لا أملك لك أن أُعطيك، أخرجه البخاري (1) .   (1) 5 / 290 في الوصايا، باب قول الله تعالى: {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه} ، وفي تفسير سورة النساء، باب {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/456) قال حدثنا محمد بن الفضل أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره. الحديث: 557 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 558 - (خ م ت د) جابر - رضي الله عنه - قال: مرضْتُ، فأتاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَعُودُني وأبو بكرٍ، وهما ماشيان فوجداني أُغْمِيَ عليَّ، فتوضأَ النبِّيُّ - صلى الله عليه وسلم- ثم صَبَّ وَضُوءه عليَّ، فأَفَقْتُ، فإذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: يا رسولَ الله، كيف أصنع في مالي؟ كيف أَقضِي في مالي؟ فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ [ص: 81] حتى نزلت آية الميراث. وفي رواية: فَعقلْتُ، فقلت: لا يرثني إلا كَلالة، فكيف الميراث؟ فنزلت آية الفرائض. وفي أخرى، فنزلت: {يوصِيكم الله فِي أولادكم} (1) [النساء: 11] . وفي أخرى، فلم يرُدَّ عليَّ شيئاً حتى نزلتْ آية الميراث {يستفتونك قُلِ اللهُ يُفْتِيكم في الكلالة} [النساء: 176] . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي: فقلت: يا نبيَّ الله، كيف أقسم مالي بين ولدي؟ فلم يردَّ عليَّ، فنزلت {يوصيكم الله ... } الآية (2) . [ص: 82] وفي رواية مثل رواية البخاري ومسلم، وزاد فيها: وكان لي تسعُ أخواتٍ، حتى نزلت آية الميراث {يستفتونك قُلِ اللَّهُ يفتِيكم في الكلالة} . وفي رواية أبي داود نحو الأولى، وقال فيها: أُغْمي عليَّ، فلم أُكَلِّمْهُ، وقال في آخرها: فنزلت آية الميراث: {يستفتونك قُلِ اللهُ يفتِيكم في الكلالة} مَن كان ليس له ولدٌ وله أخوات. وفي أخرى قال: اشتكيتُ وعندي سبْعُ أخوات، فدخلَ عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فنفخ في وجهي، فأَفَقتُ، فقلت: يا رسول اللهِ، ألا أُوصِي لأخواتي بالثلثين؟ قال: أَحْسِن، قلتُ: بالشطْرِ؟ قال: أحْسِنْ، ثم خرج وتركني، فقال: يا جابر، لا أُرَاك مَيِّتاً مِنْ وجَعك هذا، وإنَّ الله قد أنزل، فَبَيَّن الذي لأخواتك، فجعل لهن الثُّلُثَينِ، قال: فكان جابرٌ يقول: أُنزلِتْ فيَّ هذه الآية {يستفتونك قُلِ اللهُ يفتِيكم في الكلالة} (3) . [ص: 83] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كلالة) الكلالة: هو أن يرث الميتَ غيرُ الوالد والولد، وتطلق على مَنْ ليس بوالد، ولا ولد من الوارثين.   (1) وقال الحافظ في " الفتح " 8 / 182: هكذا وقع في رواية ابن جريج، وقيل: إنه وهم في ذلك، وأن الصواب: أن الآية التي نزلت في قصة جابر هذه الآية الأخيرة من النساء، وهي: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ؛ لأن جابراً يومئذ لم يكن له ولد ولا والد، والكلالة: من لا ولد له ولا والد. وقد أخرجه مسلم عن عمرو الناقد، والنسائي عن محمد بن منصور، كلاهما عن ابن عيينة عن ابن المنكدر فقال في هذا الحديث " حتى نزلت عليه آية الميراث: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ، ولمسلم أيضاً من طريق شعبة عن ابن المنكدر، قال في آخر هذا الحديث " فنزلت آية الميراث " فقلت لمحمد بن المنكدر: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ؟ قال: " هكذا أنزلت ". وقد تفطن البخاري لذلك، فترجم في أول الفرائض " قوله: {يوصيكم الله في أولادكم - إلى قوله - والله عليم حليم} ثم ساق حديث جابر المذكور عن قتيبة عن ابن عيينة، وفي آخره " حتى نزلت آية الميراث " ولم يذكر ما زاده الناقد، فأشعر أن الزيادة عنده مدرجة من كلام ابن عيينة، وانظر تمام الكلام على هذا في " الفتح ". (2) هذه رواية الترمذي في الفرائض، وقد رواه في التفسير نحو ما في " الصحيحين "، قال الشيخ المباركفوري: كذا وقع في رواية الترمذي هذه، بزيادة لفظ " ولدي " ولم يقع هذا اللفظ في [ص: 82] الرواية الآتية في التفسير، ولا في رواية واحد من بقية الأئمة الستة، بل وقع في بعض طرق حديث جابر المذكور في " الصحيحين " فقلت: يا رسول الله " إنما يرثني كلالة "، ووقع في رواية البخاري: " إنما لي أخوات " فبين رواية الترمذي هذه وروايات الصحاح مخالفة ظاهرة، فما في الصحاح مقدم. اهـ. (3) البخاري 1 / 261 في الوضوء، باب صب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءه على المغمى عليه، وفي تفسير سورة النساء، باب {يوصيكم الله في أولادكم} ، وفي المرضى، باب عيادة المغمى عليه، وباب عيادة المريض راكباً وماشياً وردفاً على الحمار، وباب وضوء العائد للمريض، وفي الفرائض في فاتحته، وباب ميراث الأخوات والإخوة، وفي الاعتصام، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول: لا أدري أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي، ومسلم رقم (1616) في الفرائض، باب ميراث الكلالة، والترمذي رقم (2098) في الفرائض، باب ميراث الأخوات [ص: 83] ، ورقم (3019) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (2886) ، ورقم (2887) ، ورجاله ثقات، في الفرائض، باب في الكلالة، وأخرجه الطبري رقم (10867) ، والطيالسي 2 / 17، والبيهقي 6 / 231، وذكره السيوطي في " الدر " 2 / 250 وزاد نسبته لابن سعد والنسائي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1-أخرجه الحميدي (1229) . وأحمد (3/307) . والبخاري (7/150) وفي «الأدب المفرد» (511) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (8/184) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وفي (9/124) قال: حدثنا على بن عبد الله. و «مسلم» (5/60) قال: حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد. و «أبو داود» (2886) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، و «ابن ماجة» (1436) قال: حدثنا محمد ابن عبد الأعلى الصنعاني وفي (2728) قال: حدثنا هشام بن عمار، و «الترمذي» (2097و3015) قال: حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي. وفي (3015) أيضا قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يحي بن آدم. و «النسائي» (8711) وفي «الكبرى» (71) قال: أخبرنا ابن منصور. وفي «الكبرى» أيضا «تحفة الأشراف» (3028) عن قتيبة. و «ابن خزيمة» (106) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. جميعهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الله بن محمد، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن عبد الله، وعمرو الناقد، ومحمد بن عبد الأعلى، وهشام بن عمار، والفضل بن الصباح، ويحيى بن آدم، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/373) . و «البخاري» (7/154) قال: حدثنا عمرو بن عباس. و «مسلم» (5/60) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري. و «أبو داود» (3096) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. و «الترمذي» (3851) . وفي «الشمائل» (338) . قال: حدثنا محمد بن بشار. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (3021) عن عمرو بن على، خمستهم - أحمد، وعمرو بن عباس، والقواريري، ومحمد بن بشار، وعمرو بن علي - عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان الثوري. 3- وأخرجه أحمد (3/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. و «الدارمي» (739) : قال أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، وأبو زيد سعيد بن الربيع. «والبخاري» (1/60) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (7/157) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (8/190) قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، قال: أخبرنا عبد الله - ابن المبارك -، و «مسلم» (5/60) قال: حدثني محمد بن حاتم قال: حدثنا بهز، وفي (5/61) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل. وأبوعامر العقدي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (3043) عن محمد بن عبد الأعلى. عن خالد بن الحارث عشرتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، والطيالسي، وسعيد بن الربيع، وابن المبارك، وبهز، وابن شميل، والعقدي، ووهب بن جرير وخالد بن الحارث- عن شعبة. 4- وأخرجه البخاري (6/54) قال حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: حدثنا هشام. و «مسلم» (5/60) قال حدثني محمد بن حاتم بن ميمون قال حدثنا الحجاج بن محمد. و «النسائي» في الكبري «تحفة الأشراف» (3060) عن الحسن عن الحسن بن محمد الزعفراني عن حجاج بن محمد كلاهما -هشام، وحجاج-عن ابن جريج. 5- وأخرجه الترمذي (2096) قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال أخبرنا عمرو بن أبي قيس. خمستهم - ابن عيينة، والثوري، وشعبة، وابن جريج، وعمرو بن أبي قيس - عن محمد بن المنكدر فذكره. الحديث: 558 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 559 - (ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى جِئنا امرأَة من الأنصار في الأسواف، فجاءتِ المرأةُ بابنتين لها، فقالت: يا رسولَ الله، هاتان ابنتا ثابت بن قيس (1) ، قُتِلَ معك يومَ أُحُدٍ، وقد استفاءَ عمُّهما مالَهُما وميراثَهُما كُلَّهُ فَلم يدَعْ لهما مالاً إلا أخذَه، فما ترى يا رسول الله؟ فو اللهِ لا يُنْكَحان أبداً إلا ولهما مالٌ، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يَقضِي الله في ذلك، قال: ونزلت سورة النساء {يوصيكم الله في أَولادكم ... } الآية، فقال رسول الله صلى لله عليه وسلم: ادعوا لي المرأة وصاحبها، فقال لعمّهما: أعطهما الثلثين، وأعط أمهما الثُّمن، وما بقي فلك. هذه رواية أبي داود. وأخرجه أيضاً، أنَّ امرأةَ سعد بن الربيع قالت: يا رسول الله، إنَّ سَعْداً هلك وترك ابنتين. [ص: 84] وساق نحوه، قال أبو داود: هذا هو الصواب. وأخرجه الترمذي قال: جاءت امرأةُ سعد بن الربيع بابنَتيها من سَعْدٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، هاتان ابنتا سعد بن الربيع، قُتِلَ أَبُوهما معك يوم أُحدٍ شهيداً، وإن عمَّهُما أَخذ مالهما، فلم يدَعْ لهما مالاً، ولا تُنْكحَان إلا ولهما مالٌ، قال: يَقْضي الله في ذلك، فنزلت آية الميراث، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى عمهما، فقال: أعطِ ابنتيْ سعْدٍ- الثلثين، وأعطِ أُمّهما الثُّمن، وما بقي فهو لك (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالأسواف) الأسواف: موضع بالمدينة كان يومئذ معروفاً. (استفاءه) أي: أخذه لنفسه، يعني: جعله فيئاً له.   (1) قال أبو داود: أخطأ بشر بن المفضل فيه، إنما هما ابنتا سعد بن الربيع، وثابت بن قيس قتل يوم اليمامة وكذا قال الخطابي، ورواية الترمذي وابن ماجة على الصواب. (2) الترمذي رقم (2093) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث البنات، وأبو داود رقم (2891) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الصلب، وأخرجه ابن ماجة رقم (2720) في الفرائض، باب فرائض الصلب، وإسناده قوي، وحسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/352) ، و «الترمذي» (2092) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما -أحمد، وعبد - عن زكريا بن عدي، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو.. 2- وأخرجه «أبو داود» (2891) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وقال في حديثه «امرأة ثابت بن قيس» 3- وأخرجه أبو داود (2892) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، قال أخبرني داود بن قيس، وغيره من أهل العلم. 4- وأخرجه ابن ماجة (2720) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. أربعتهم - عبيد الله، وبشر، وداود، وابن عيينة - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره. الحديث: 559 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 560 - (م) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أُنزِلَ عليه كُرِبَ (1) لذلك وتَرَبَّدَ وَجْهُهُ، قال: فَأُنزِلَ عليه ذاتَ يوَمٍ فَلُقِي كذلك، فلما سُرِّيَ عنه، قال: خُذُوا عَنِّي، خُذوا عني، فقد جعل [ص: 85] الله لهن سبيلاً (2) ، البكْرُ بالبِكْر، جَلدُ مائةٍ ونفْيُ سَنَةٍ، والثَّيِّبُ بالثَّيِّبِ، جَلدُ مائةٍ والرجم. أخرجه مسلم (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تربَّد وجهه) : أي تغير حتى صار كلون الرماد، والرَّبدة: لون بين السواد والغبرة. (سُرِّيَ عنه) أي: كُشف ما نزل به من شدة الوحي.   (1) قال النووي: هو بضم الكاف وكسر الراء، وتربد وجهه: أي علته غبرة و " الربد ": تغير البياض إلى السواد، وإنما يحصل له ذلك لعظم موقع الوحي، قال الله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً} . (2) قال النووي في " شرح مسلم ": أما قوله صلى الله عليه وسلم: " فقد جعل الله لهن سبيلا " فأشار إلى قوله تعالى: {فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً} فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا هو ذلك السبيل. واختلف العلماء في هذه الآية، فقيل: هي محكمة، وهذا الحديث مفسر لها، وقيل: منسوخة بالآية التي في أول سورة النور، وقيل: إن آية النور في البكرين، وهذه الآية في الثيبين، وأجمع العلماء على وجوب جلد الزاني البكر مائة، ورجم المحصن وهو الثيب، ولم يخالف في هذا أحد من أهل القبلة، إلا ما حكى القاضي عياض وغيره عن الخوارج وبعض المعتزلة، كالنظام وأصحابه فإنهم لم يقولوا بالرجم. وأما قوله عليه الصلاة والسلام " البكر بالبكر، والثيب بالثيب " فليس هو على سبيل الاشتراط، بل حد البكر: الجلد والتغريب، سواء زنا ببكر أم بثيب، وحد الثيب: الرجم، سواء زنا بثيب أم ببكر، فهو شبيه بالتقييد الذي يخرج على الغالب. واعلم أن المراد بالبكر من الرجال والنساء: من لم يجامع في نكاح صحيح، وهو بالغ عاقل، سواء كان جامع بوطء شبهة أو نكاح فاسد أو غيرهما أم لا، والمراد بالثيب: من جامع في دهره مرة في نكاح صحيح، وهو بالغ عاقل حر، والرجل والمرأة في هذا سواء، وسواء في هذا كله: المسلم والكافر، والرشيد والمحجور عليه لسفه. (3) رقم (1690) في الحدود، باب حد الزنى، وأخرجه أحمد 5 / 318، وأبو داود رقم (4415) في الحدود، باب في الرجم، والترمذي رقم (1434) في الحدود، باب ما جاء في الرجم على الثيب، والطبري رقم (8806) و (8807) ، والبيهقي 8 / 210. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 5/313) و «الدارمي» (2333) قال: أخبرنا عمرو بن عون. و «مسلم» 5/115) قال حدثنا يحيى بن يحيى التميمي (ح) وحدثنا عمرو والناقد و «أبو داود» (4416) قال حدثنا وهب بن بقية ومحمد بن الصباح بن سفيان، و «الترمذي» (1434) قال حدثنا قتيبة و «النسائي» «في الكبرى» «تحفة الأشراف» (5083) عن قتيبة سبعتهم - أحمد، وعمرو بن عون، ويحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، ووهب، وابن الصباح، وقتيبة - عن هشيم قال أخبرنا منصور، هو ابن زاذان. 2- وأخرجه أحمد (5/317) قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد قال أخبرنا قتادة وحميد. 3- وأخرجه أحمد (5/318) قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا سعيد - هو ابن أبي عروبة -وفي (5/320) قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة (ح) وحدثنا حجاج قال سمعت شعبة. وفي (5/320) قال حدثنا عبد الله بن بكر قال حدثنا سعيد. و «الدارمي» (2332) قال أخبرنا بشر بن عمر الزهراني قال حدثنا حماد بن سلمة. و «مسلم» (5/115) قال حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن عبد الأعلى قال حدثنا سعيد (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي (7/82) قال: حدثنا محمد بن المثني، وقال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، وقال: حدثنا أبي. و «أبو داود» (4415) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سعيد بن أبي عروبة، و «النسائي» في فضائل القران (5) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا سيف ابن عبيد الله، قال: حدثنا سرار، -هو ابن مجشر - عن سعيد، وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5083) عن محمد بن عبد الأعلى، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، (ح) وعن شعيب بن يوسف، عن يحيى القطان، عن سعيد بن أبي عروبة، خمستهم - سعيد، وشعبة، وحماد، وهشام، وسرار - عن قتادة. 4- وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5083) عن أحمد عن حرب الموصلي، عن قاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان، عن سفيان عن يونس بن عبيد. أربعتهم - منصور، وقتادة، وحميد، ويونس - عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، فذكره. أخرجه عبد الله بن أحمد (5/327) قال: -حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير بن حازم، قال: حدثنا الحسن، قال: قال عبادة، فذكره، ليس فيه حطان بن عبد الله الرقاشي. وأخرجه ابن ماجة (2550) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله عن عبادة بن الصامت، فذكره. الحديث: 560 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 561 - (خ د) ابن عباس - رضي الله عنهما - {يا أيها الذين آمنوا [ص: 86] لا يَحِلُّ لكم أن تَرثُوا النِّسَاءَ كَرهاً ولا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهنَّ} [النساء: 19] قال: كانوا إذا ماتَ الرجل، كان أولياؤه أحقَّ بامرأَته، إن شاء بعضُهم تزوَّجها، وإن شاءوا زوَّجوها، وإن شاءوا لم يزوِّجوها، فهم أَحقُّ بها من أَهْلِها، فنزلت هذه الآيةُ في ذلك. أخرجه البخاري وأبو داود. وفي أخرى لأبي داود، قال: {لا يَحِلُّ لكم أن ترثُوا النساء كرهاً ولا تَعْضُلوهُنَّ لتذهبوا ببعض ما آتيتُموهن إلا أنْ يأتين بفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} وذلك أنَّ الرجل كان يرثُ امرأَةَ ذي قرابته، فيعضِلُها حتَّى تموتَ، أو تَرُدَّ إليه صداقَها، فأحكم الله عن ذلك، ونهى عن ذلك (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تعضلوهن) العضل: قد مَرّ في سورة البقرة.   (1) البخاري 8 / 185، 186 في تفسير سورة النساء، باب {لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً} ، وفي الإكراه، باب من الإكراه، وأبو داود رقم (2089) في النكاح، باب قوله تعالى: {لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن} ، وأخرجه ابن جرير الطبري رقم (8869) ، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 2 / 131 وزاد نسبته إلى ابن المنذر والنسائي وابن أبي حاتم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجة البخاري (6/55) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. وفي (9/27) قال: حدثنا حسن اين منصور. و «أبو داود» (2089) قال: حدثنا أحمد بن منيع. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (6100) عن أحمد بن حرب. أربعتهم - محمد بن مقاتل، وحسين بن منصور، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حرب - عن أسباط بن محمد، قال: حدثنا الشيباني سليمان بن فيروز، وعن عكرمة، فذكره. قال الشيباني: وحدثني عطاء أبو الحسن السوائي، ولا أظنه إلا ذكره عن ابن عباس -رضي الله عنهما- الحديث: 561 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 562 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الله تعالى: {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارةً عن تراضٍ منكم} [النساء: 29] فكان الرجلُ يَحْرَجُ أن يأكلَ عند أحدٍ من الناس بعد ما نزلت هذه الآية، فنُسِخَ ذلك بالآية الأخرى التي في النور، فقال: {ولا على أَنفسكم أَن تأكلوا من بيوتِكم - إلى قوله - أَشتاتاً} [النور: 61] فكان الرَّجل الغنيُّ يدعُو الرَّجُل من أهله إلى طعام، فيقولُ: إني لأجنَحُ أن آكلَ منه - والتَّجَنُّحُ [ص: 87] : الحرَج - ويقولُ: المسكِينُ أَحقُّ به مني، فأُحِلَّ في ذلك أن يأكلوا مما ذكر اسمُ الله عليه، وأُحلَّ طعامُ أهل الكتاب. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَحْرَجُ) التَّحَرُّجُ: قد مر أيضاً تفسيره فيها. (أجْنح) أي: أرى جناحاً وإثماً أن آكله. (أشْتاتاً) : جمع شت، وهم المتفرقون.   (1) رقم (3753) في الأطعمة، باب نسخ الضيف يأكل من مال غيره، وفي سنده علي بن الحسين بن واقد، وعلي وأبوه الحسين كلاهما ثقتان، لكنهما يهمان بعض الشيء، فالإسناد محتمل للتحسين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3753) ، قال حدثنا أحمد بن محمد المروزي قال حدثني علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي، عن عكرمة فذكره. الحديث: 562 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 563 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها- قالت: قلتُ: يا رسولَ الله، يغزو الرجالُ، ولا تَغزو النساء، وإنما لنا نِصْفُ الميراث؟ فأنزل الله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ الله بهِ بَعضَكُم على بعْضٍ} [النساء: 32] . قال مجاهد: وأنزل فيها: {إنَّ المسلمين والمسلمات} [الأحزاب: 35] وكانت أمُّ سلمةَ أَوَّلَ ظعينَةٍ قَدِمت المدينة مهاجرة. أخرجه الترمذي، وقال: هو مُرْسَلٌ (1) . [ص: 88] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الظعينة) : المرأة، وهي في الأصل: ما دامت في الهودج، ثم صارت تطلق على المرأة وإن لم تكن في هودج.   (1) رقم (3025) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأخرجه أحمد 6 / 322، والحاكم 2 / 305، 306، وابن جرير رقم (9241) ، والواحدي في أسباب النزول ص 110، وقال الحاكم بعد روايته: مجاهد عن أم سلمة: هذا حديث على شرط الشيخين، إن كان سمع مجاهد من أم سلمة، ووافقه الذهبي على تصحيحه، وقد رد العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الطبري قول الترمذي: "حديث مرسل " فقال: إنه جزم بلا دليل، ومجاهد أدرك أم سلمة يقيناً وعاصرها، فإنه ولد [ص: 88] سنة 21 هـ وأم سلمة ماتت بعد سنة 60 على اليقين، والمعاصرة من الراوي الثقة تحمل على الاتصال إلا أن يكون الراوي مدلساً، ولم يزعم أحد أن مجاهداً مدلس، إلا كلمة قالها القطب الحلبي في شرح البخاري، حكاها عنه الحافظ في " التهذيب " 10 / 44، ثم عقب عليها بقوله: ولم أر من نسبه إلى التدليس، وقال الحافظ في " الفتح " أيضاً 6 / 194 رداً على من زعم أن مجاهداً لم يسمع من عبد الله بن عمرو: لكن سماع مجاهد من عبد الله بن عمرو ثابت، وليس بمدلس، فثبت عندنا اتصال الحديث وصحته والحمد لله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجة أحمد (6. /322) ، و «الترمذي» (3022) قال: حدثنا ابن أبي عمر. كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن أبي عمر قالا: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد فذكره. (*) في رواية ابن أبي عمر: «مجاهد، عن أم سلمة أنها قالت» وزاد في آخره: قال مجاهد فانزل فيها: إن المسلمين والمسلمات وكانت أمل سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة. (*) قال الترمذي: هذا حديث مرسل، ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مرسل، أن أم سلمة قالت كذا وكذا. الحديث: 563 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 564 - (خ د) ابن عباس - رضي الله عنهما - {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوالِيَ} ورثَة {والَّذين عاقدت أَيمانكم} [النساء: 33] كان المهاجرون لما قَدِمُوا المدينَةَ يرثُ المهاجريُّ الأنصاريَّ، دونَ ذَوِي رَحِمِهِ، للأُخُوَّةِ التي آخَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بينهم، فلما نزلت: {ولكلٍ جعلنا موالي} ، نسختْها ثم قال: {والذين عَقَدَتْ أَيمانُكُمْ} إلا (1) النَّصْرَ والرِّفادَةَ والنَّصِيحَةَ، وقد ذَهبَ الميراثُ، ويُوصِى له. أخرجه البخاري وأبو داود. وفي أخرى لأبي داود قال: {والذين عَاقَدَتْ أَيمانُكم فآتوهم نَصِيبَهُم} كان الرَّجُلُ يُحالِفُ الرَّجُلَ، ليس بيْنَهُما نَسَبٌ، فيرثُ أَحدُهما الآخر، فنَسَخَ [ص: 89] ذلك الأنفالُ، فقال: {وأُولو الأرحام بعضُهم أَولى ببعضٍ} (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عاقدت أيمانكم) المعاقدة: المعاهدة والميثاق، و «الأيمان» جمع يمين: القسم أو اليد. (ذوي رحمه) ذوو الرحم: الأقارب في النسب.. (الرِّفادة) : الإعانة، رفدت الرجل: إذا أعنته، وإذا أعطيته.   (1) رواية البخاري في التفسير " من النصر ... "، قال الحافظ تعليقاً: كذا وقع فيه، وسقط منه شيء بينه الطبري رقم (9277) في روايته عن أبي كريب، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد - أي: إسناد البخاري - ولفظه: ثم قال: والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم من النصر، فقوله: من النصر يتعلق بـ " آتوهم " لا بـ " عاقدت " ولا بـ " أيمانكم " وهو وجه الكلام. (2) البخاري 4 / 386 في الكفالة، باب قول الله تعالى: {والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} ، وفي تفسير سورة النساء، باب {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون} ، وفي الفرائض، باب ذوي الأرحام، وأبو داود رقم (2922 و 2921) في الفرائض، باب نسخ ميراث العقد بميراث الرحم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/6، 125/55) قال: حدثنا الصلت بن محمد. وفي (8/190) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم. و «أبو داود» (2922) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. و «النسائي» في الكبرى- تحفة الأشراف - (5523) عن هارون بن عبد الله. ثلاثتهم - الصلت، وإسحاق، وهارون - قالوا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني إدريس بن يزيد، قال: حدثنا طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير فذكره. الحديث: 564 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 565 - (د) داود بن الحصين - رحمه الله - قال: كنتُ أَقْرَأُ على أم سعْد بنت الربيع - وكانت يتيمَة في حَجْر أَبِي بكر - فقرأتُ: {والذين عَاقَدَت أَيمانُكم} فقالت: لا تقرأ {والذين عاقدت أَيمانكم} إنما نزلت في أبي بكرٍ وابنِهِ عبد الرحمن، حين أبى الإسلامَ، فحلف أبو بكر أن لا يُوَرِّثَهُ، فلما أسْلَمَ أَمَرهُ الله أن يؤتيَه نصيبَه. زاد في رواية: فما أَسلم حتى حُمل على الإسلام بالسيف. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2923) في الفرائض، باب نسخ ميراث العقد بميراث الرحم، ورجاله ثقات، لكن ابن إسحاق عنعن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2923) قال حدثنا أحمد بن حنبل، وعبد العزيز بن يحيى قال أحمد حدثنا محمد ابن سلمة عن ابن إسحاق عن داود بن الحصين، فذكره. الحديث: 565 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 566 - (م) أنس بن مالك -رضي الله عنه - {إنَّ اللهَ لا يَظْلِم مِثْقَاَل [ص: 90] ذَرَّةٍ وإِنْ تكُ حسنةً يُضاعِفْها} [النساء: 40] قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة، يُعطى بها في الدنيا، ويُجزي بها في الآخرة، وَأَمَّا الكافر فيُطْعَمُ بحسناتِ ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرةِ، لم تكُن له حسنةٌ يجزى بها (1) . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مثقال ذرة) الذرة: النملة الصغيرة (3) ، والمثقال: مقدار من الوزن، أي شيء كان، والناس يطلقونه على الدينار خاصة، وليس كذلك.   (1) يعني أن الكافر إذا عمل حسنة في الدنيا كأن فك أسيراً، فإنه يجازى في الدنيا بما فعله من قربة لا تحتاج لنية، وقال النووي في " شرح مسلم ": أجمع العلماء على أن الكافر الذي مات على كفره، لا ثواب له في الآخرة، ولا يجازى فيها بشيء من عمله في الدنيا متقرباً إلى الله تعالى، وصرح في هذا الحديث: بأنه يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات، أي: بما فعله متقرباً به إلى الله تعالى، مما لا تفتقر صحته إلى النية، كصلة الرحم والصدقة والعتق والضيافة وتسهيل الخيرات ونحوها، وأما المؤمن فيدخر له حسناته وثواب أعماله في الآخرة، ويجزى بها مع ذلك أيضاً في الدنيا، ولا مانع من جزائه في الدنيا والآخرة، وقد ورد الشرع به فيجب اعتقاده. وقوله: " إن الله تعالى لا يظلم مؤمناً حسنة " معناه: لا يترك مجازاته بشيء على حسناته، والظلم: يطلق بمعنى النقص، وحقيقة الظلم مستحيلة من الله تعالى، كما سبق بيانه. ومعنى: أفضى إلى الآخرة، صار إليها، وأما إذا فعل الكافر مثل هذه الحسنات ثم أسلم، فإنه يثاب عليها في الآخرة على المذهب الصحيح. (2) رقم (2808) في صفات المنافقين، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة. (3) الذرة: هي الوحدة الدقيقة، أدق من الهباءة، تتكون منها الأشياء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: (أخرجه مسلم في المغازي (36: 10) عن أبي موسى عن أبي داود عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك. تحفة الأشراف (1/362/1418) . الحديث: 566 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 567 - (ط) مالك - رضي الله عنه - بلغه، أنَّ عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال في الحَكَمَيْنِ اللَّذَيْنِ قال الله فيهما: {وَإِن خِفْتم شِقاق بينهِما [ص: 91] فابْعَثُوا حَكَماً من أَهْلِهِ وحكماً من أهلها إن يُريدا إصلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بينهما إن الله كان عليماً خبيراً} : إنَّ إليهما الفُرقَةَ بينهما والاجتماع. أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شقاق) الشقاق: الخلاف.   (1) 2 / 584 في الطلاق، باب ما جاء في الحكمين بلاغاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجة مالك في الموطأ (3/275) بشرح الزرقاني وقال: رواها عبد الرزاق وغيره عن عبيدة السلماني الحديث: 567 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 568 - (د) أبو حُرَّةَ الرقاشي - رضي الله عنه - عن عمه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «فإنْ خِفْتُم نُشُوزَهُن فاهجرُوهُنَّ في المضاجع» . قال حماد: يعني النكاح. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُشُوزهن) النشوز من المرأة: استعصاؤها على زوجها، وبغضها له،ومن الرجل: إذا ضربها وجفاها.   (1) رقم (2145) في النكاح، باب في ضرب النساء، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود في النكاح (43: 1) عن موسى بن حماد عن علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي تحفة الأشراف (11/142/15558) . الحديث: 568 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 569 - (ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: صَنَعَ لنا ابنُ عوفٍ طعاماً، فدَعانا فأكلنَا، وسَقَانَا خَمْراً قَبْل أن تُحَرَّمَ، فأَخَذَتْ مِنَّا، وَحَضَرتِ الصلاةُ، فقدَّموني، فقرأتُ: {قُلْ يا أَيُّها الكافرون. لا أَعبد ما تعبدُون} : ونحن نَعْبُدُ ما تَعْبُدُون، قال: فخَلَّطْتُ، فنزلت: [ص: 92] {لا تقْرَبُوا الصَّلاةَ وأنتُم سُكارى حَتَّى تَعلموا ما تقُولونَ} [النساء: 43] ، أخرجه الترمذي. وأخرجه أبو داود " أن رجلاً من الأنصار دعاه وعبد الرحمن بن عوف، فسقاهما قبل أن تحرم الخمر، فحضرت الصلاة، فأمهم علي في المغرب فقرأ {قُلْ يا أَيُّها الكافرون} فخَلَّط فيها، فنزلت {لا تقْرَبوا الصلاةَ وأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعلموا ما تقُولونَ} " (1) .   (1) الترمذي رقم (3029) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (3671) في الأشربة، باب تحريم الخمر، وأخرجه ابن جرير الطبري رقم (9524) ، وإسناده صحيح، فإن الراوي عند أبي داود والطبري، عن عطاء بن السائب سفيان، وقد سمع منه قبل الاختلاط، وصححه الحاكم 2 / 307، وأقره الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه عبد بن حميد (82) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سعد، قال أخبرنا أبو جعفر الرازي و «أبو داود» (3671) قال: حدثنا مسدد، وقال: حدثنا يحيى، عن سفيان. و «الترمذي» (3026) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد، عن أبي جعفر الرازي. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10175) عن عمرو بن علي، وعن ابن مهدي، عن سفيان. كلاهما -أبو جعفر، وسفيان - عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره. الحديث: 569 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 570 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ما في القرآن آية أحبُّ إليَّ من هذه الآية: {إنَّ الله لا يغفر أن يُشْرَكَ بِه ويغفِرُ ما دونَ ذلك لمن يشاء} [النساء: 48] . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3040) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وحسنه مع أن فيه ثويراً، وهو ابن أبي فاختة وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في التفسير (النساء: 25) عن خلاد بن أسلم عن النضربن شميل عن إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة] عن أبيه وقال حسن غريب (7/378،10110) تحفة الأشراف. الحديث: 570 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 571 - (خ م ت د س) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: نزلت قوله تعالى {أَطيعوا الله وأَطِيعوا الرسولَ وأُولِي الأمر منكم ... } الآية، [النساء: 59] ، في عبد الله بن حُذَافة بن قَيس بن عَدِيّ السهمي، إذ بعثَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) . [ص: 93] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السرية) : الطائفة من الجيش، يُنفَّذُون إلى بعض الجهات للغزو.   (1) البخاري 8 / 191 في تفسير سورة النساء، باب {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ومسلم [ص: 93] رقم (1834) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وأبو داود رقم (2624) في الجهاد، باب في الطاعة، والترمذي رقم (1672) في الجهاد، باب ما جاء في الرجل يبعث وحده سرية، والنسائي 7 / 154 و 155 في البيعة، باب قوله تعالى {وأولي الأمر منكم} ، وأخرجه ابن جرير الطبري رقم (9858) ، وأحمد رقم (3124) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (4: 11) عن صدق بن الفضل، في رواية أبي علي بن السكن «عن سنيد بن داود» بدل «صدقة بن الفضل» - ومسلم في الجهاد - (61: 1) عن زهير بن حرب وهاون بن عبد الله وأبو داود فيه (الجهاد 96: 1) عن زهير بن حرب، والترمذي، (الجهاد 29) عن محمد بن يحيى، والنسائي في البيعة (28) وفي السير (الكبرى 96: 1) وفي التفسير (في الكبرى) عن الحسن بن محمد الزعفراني. خمستهم عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عنه عن يعلى بن مسلم المكي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وقال حسن صحيح غريب لانعرفه إلا من حديث ابن جريج تحفة الأشراف (4/457 /5651) . الحديث: 571 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 572 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنه - {وما لكم لا تُقَاتِلُونَ في سبيل اللهِ والمستضعفين - إلى قوله - الظَّالِمِ أَهْلُها} [النساء: 75] قال: كنتُ أَنا وأُمِّي من المستضعَفِينَ. وفي روايةٍ قال: تلا ابنُ عباسٍ {إلا المستَضعَفِينَ من الرجالِ والنساءِ والوِلْدَانِ} فقال: كنت أنا وأمي ممَّن عَذَرَ اللهُ، أَنا من الولدان، وأمي من النساء. أخرجه البخاري (1) .   (1) البخاري 8 / 192 في تفسير سورة النساء، باب {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله} ، وباب {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان} ، وفي الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، وهل يعرض الإسلام على الصبي، وقوله " أنا من الولدان وأمي من النساء " لم يذكر في البخاري، وقد ذكر الحافظ في " الفتح " أن الإسماعيلي أخرجه من طريق إسحاق بن موسى عن ابن عيينة بلفظ: كنت أنا وأمي من المستضعفين، أنا من الولدان، وأمي من النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/58) قال حدثني عبد الله بن محمد قال:حدثنا سفيان عن عبيد الله فذكره. الحديث: 572 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 573 - (س) ابن عباس - رضي الله عنه - أنَّ عبد الرحمن بن عوفٍ وأصحاباً له أَتَوُا النبي - صلى الله عليه وسلم- بمكة، فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّا كُنَّا في عِزٍّ، ونحنُ مُشرِكُونَ، فلما آمنَّا صِرْنا أذلَّة، فقال: إِني أُمِرْتُ بالعفوِ، فلا تُقَاتِلوا، فلما حوَّلَه الله إلى المدينة أُمرَ بالقِتال، فكفُّوا، فأنزل الله [ص: 94] عز وجل {ألم تَرَ إلى الذين قِيْلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيدِيَكُمْ وأَقِيمُوا الصلاةَ} إلى قوله: {ولا تظلمونَ فَتِيلاً} [النساء: 77] . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتيلاً) الفتيل: ما يكون في شق النواة: وقيل: هو ما يُفْتَلُ بين الإصبعين من الوسخ.   (1) 6 / 3 في الجهاد، باب وجوب الجهاد، وأخرجه ابن جرير الطبري رقم (9951) ، والحاكم في المستدرك 2 / 307 وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، نقول: وفي سنده الحسين بن واقد، ولم يخرج له البخاري، وإنما خرج له مسلم، وقد وصفه الحافظ بقوله: ثقة، له أوهام، ورواه البيهقي في السنن 9 / 11، ورواه ابن كثير في تفسيره 2 / 514 من طريق ابن أبي حاتم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/2) قال أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال أنبأنا أبي قال أنبأنا الحسن ابن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة فذكره. الحديث: 573 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 574 - (د س) خارجة بن زيد - رضي الله عنه - قال: سمعتُ زيد بن ثابت في هذا المكان يقُولُ: أنزلت هذه الآية: {ومَنْ يَقْتُلْ مُؤمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤه جَهَنَّمُ خالداً فيها} [النساء: 93] بعد التي في الفُرقان {والَّذِين لا يَدْعُونَ مع الله إلهاً آخر ولا يَقْتُلونَ النَّفْسَ التي حَرَّمَ الله إلا بالحق} بستة أشهر. أخرجه أبو داود والنسائي. وفي أخرى للنسائي: «بثمانية أشهر» . وفي أخرى له، قال: لما نزلت، أشْفقْنا منها، فنزلت الآية التي في [ص: 95] الفرقان: {والَّذِينَ لا يدْعُونَ مع الله إلهاً آخر ... } الآية (1) [الفرقان: 68] .   (1) أبو داود رقم (4272) في الفتن، باب تعظيم قتل المؤمن، والنسائي 7 / 87 و 88 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4272) والنسائي (7/87) قال: أخبرنا عمرو بن علي. كلاهما -أبو داود، وعمرو - عن مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن ابن إسحاق، عن أبي الزناد، عن مجالد بن عوف، عن خارجة بن زيد، فذكره. وأخرجه النسائي (7/87) قال: أخبرني محمد بن بشار، عن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد. -ولم يذكر مجالد بن عوف -. وأخرجه النسائي (7/87) قال: أخبرنا محمد بن المثني، قال: حدثنا الأنصاري، قال حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد -ولم يذكر موسى بن عقبة، ولا مجالد بن عوف. الحديث: 574 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 575 - (خ م د س) سعيد بن جبير - رحمه الله - قال: قلت لابن عباسٍ: أَلِمنْ قَتَلَ مؤْمناً مُتَعَمِّداً من تَوْبَةٍ؟ قال: لا (1) ، فَتَلوْتُ عليه هذه الآية التي في الفرقان {والَّذِينَ لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التي حَرَّمَ الله إلّا بالحَقِّ ... } إلى آخر الآية، قال: هذه آية مكية، نسختها آية مدنية {ومن يَقْتُلْ مُؤمِناً مُتَعَمِّداً فجزاؤهُ جهنَّم} . وفي رواية، قال: اخْتلَفَ أَهْلُ الكُوفَة في قَتْل المؤمن، فرحَلْتُ فِيه إلى ابن عبَّاسٍ، فقال: نزلت في آخر ما نزَل، ولم ينسخها شيء. وفي أخرى، قال ابن عباس: نزلت هذه الآية بمكة {والَّذِينَ لا يدعُونَ [ص: 96] مَعَ الله إلهاً آخر} - إلى قوله -: {مُهَاناً} فقال المشركون: وما يغني عنا الإسلامُ وقد عدَلنا باللهِ، وقد قتلنا النَّفْسَ التي حرَّم الله، وأتينا الفواحش، فأنزل الله عز وجل {إلا مَنْ تَابَ وآمن وعَمِل عملاً صالحاً} ... إلى آخر الآية [الفرقان: 70] . زاد في رواية: فأمَّا من دخل في الإسلام وعَقَلهُ، ثم قتل، فلا توبة له. هذه روايات البخاري ومسلم، ولهما روايات أُخر بنحو هذه. وأخرجه أبو داود: أنَّ سعيد بن جبير سأل ابن عباسٍ؟ فقال: لما نزلت الآية التي في الفرقان - وذكر الحديث - نحو الرواية الأولى. وله في أخرى: قال في هذه القصة: في الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخرَ: أَهل الشرك، قال: ونزل {يا عِبَادِيَ الذين أَسرفوا على أَنفسهم} [الزمر: 53] . وفي أخرى، قال: {ومن يقتل مؤمناً متعمِّداً} ما نسخها شيء. وأخرجه النسائي مثل الرواية الأولى من روايات البخاري ومسلم. وفي أخرى لهما وله، قال سعيد: أمرني عبد الرحمن بن أبْزَى أنْ أسأل ابن عباسٍ عن هاتين الآيتين؟ {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم} فسألته، فقال: لم ينسخها شيء، وعن هذه الآية {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حَرَّم الله إلا بالحق} قال: نزلت في أهل [ص: 97] الشرك (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عدلنا بالله) : أشركنا به، والعدل: الميل (3) . (الفواحش) جمع فاحشة، وهي المعصية، وقيل: الزنا خاصة، والأصل فيها: الشيء المستقبح بين الناس.   (1) قال النووي: قوله: لا، أي: لا توبة له، واحتج بقوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها} . هذا هو المشهور عن ابن عباس، وروي عنه: أن له توبة، وجواز المغفرة له، لقوله تعالى: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً} [النساء: 110] فهذه الرواية الثانية: هي مذهب جميع أهل السنة والصحابة والتابعين ومن بعدهم، وما روي عن بعض السلف مما يخالف هذا، محمول على التغليظ والتحذير من القتل، والتأكيد في المنع منه، وليس في هذه الآية - التي احتج بها ابن عباس - تصريح بأنه يخلد في النار، وإنما فيها جزاؤه، ولا يلزم منه أنه يجازى. نقول: إن باب التوبة لم يغلق دون كل عاص، بل هو مفتوح لكل من قصده ورام الدخول فيه، وإذا كان الشرك – وهو أعظم الذنوب وأشدها – تمحوه التوبة إلى الله تعالى، ويقبل من صاحبه الخروج منه، والدخول في باب التوبة، فكيف بما دونه من المعاصي التي من جملتها القتل عمداً؟! (2) البخاري 7 / 127 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة، وفي تفسير سورة النساء، باب {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم} ، وفي تفسير سورة الفرقان، {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر} ، وباب {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً} ، وباب {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً} ، ومسلم رقم (3023) في التفسير، وأبو داود رقم (4273 و 4274 و 4275) في الفتن، باب تعظيم قتل المؤمن، والنسائي 7 / 85 و 86 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم. (3) والعدل: المعادل والمساوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/57) قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير وفي (6/138) قال حدثنا آدم قال حدثنا شعبة وفي (6/138) قال حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان. وفي (6/139) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا أبي، عن شعبة، و «مسلم» (8/242) قال: حدثنا محمد ابن المثني، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثني هارون ابن عبد الله، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي، قال: حدثنا أبو معاوية - يعني شيبان -، و «أبو داود» (4273) قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير، و «النسائي» (7/86) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - جرير بن عبد الحميد، وشعبة، وشيبان أبو معاوية -عن منصور بن المعتمر. 2- وأخرجه البخاري (6/59) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/138) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، وقال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (8/241) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثني، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا ابن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر، قالا جميعا: حدثنا شعبة. و «أبو داود» (4275) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. و «النسائى» (7/85) قال: أخبرني أزهر بن جميل البصري، قال: حدثا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة. كلاهما -شعبة، وسفيان - عن المغيرة بن النعمان. 3- وأخرجه البخاري (6/157) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف. و «مسلم» (1/79) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، وإبراهيم بن دينا، قال: حدثا حجاج- وهو ابن محمد -و «أبو داود» (4274) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا حجاج و «النسائي (7/86) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: ثنا حجاج بن محمد. كلاهما - هشام بن يوسف، وججاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني يعلى بن مسلم. 4- وأخرجه البخاري (6/138) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف. و «مسلم» (8/242) قال: حدثني عبد الله بن هاشم، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، قالا: حدثني يحيى - وهو ابن سعيد القطان - و «النسائي» (7/85) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5599) عن الحسن بن محمد، عن حجاج بن محمد. ثلاثتهم - هشام، ويحيى، وحجاج - عن ابن جريج، قال: حدثني القاسم بن أبي بزة. 5- وأخرجه النسائى (7/86) قال: أخبرنا حاجب بن سليمان المنبجي قال: حدثنا ابن أبي رواد، قال: حدثنا ابن جريج، عن عبد الأعلى الثعلبي. خمستهم - منصور، والمغيرة، ويعلي بن مسلم، والقاسم، وعبد الأعلى - عن سعيد بن حبير، فذكره. (*) في رواية جريرعن منصور قال: حدثني سعيد بن جبير، أو قال حدثني الحكم عن سعيد بن جبير. الحديث: 575 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 576 - (ت س) ابن عباس - رضي الله عنهما - سُئِل عَمَّنْ قَتَلَ مؤمناً متعمِّداً، ثم تاب وآمن، وعملَ صالحاً، ثم اهتدى؟ فقال ابن عباس: فأَنَّى له بالتوبة؟ سمعتُ نبيَّكم - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يجيءُ المقتول متعلقاً بالقاتل، تشخُبُ أَودَاجُهُ دماً، فيقول: أي رَبِّ، سَلْ هذا فيمَ قَتلَني؟» ثم قال: «واللهِ، لقد أنزلها الله، ثم ما نسخها» . هذه رواية النسائي. وفي رواية له أيضاً وللترمذي: أَنَّ ابنَ عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يجيء المقتول بالقاتِل يوم القيامةِ، ناصيتُه ورأسُه بيده، وأوداجُهُ [ص: 98] تشْخُبُ دماً، يقول: يا ربِّ، قَتَلَني هذا، حتى يدْنِيَهُ من العرشِ، قال: فذكروا لابن عبَّاسٍ التَّوْبَةَ، فَتَلا هذه الآية: {وَمَن يقْتُلْ مؤمِناً مُتَعَمِّداً} قال: ما نُسِخَتْ هذه الآية، ولا بُدِّلَتْ، وأَنَّى له التوبة (1) ؟ !» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تشخب ناصيته) أي: تسيل، والناصية: شعر مقدم الرأس.   (1) الترمذي رقم (3032) في التفسير، باب ومن سورة النساء، والنسائي 7 / 85 و 87 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وإسناده قوي. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد رقم (2142) و (2683) ، والطبري رقم (10188) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3029) قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. و «النسائى» 7/87 قال: أخبرنا محمد بن رافع كلاهما - الحسن، ومحمد رافع - قالا: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا ورقاء بن عمر عن عمرو دينار فذكره. الحديث: 576 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 577 - (د) أبو مجلزٍ (1) - رحمه الله - في قوله تعالى: {ومنْ يقْتُلْ مؤمِناً مُتَعَمِّداً فجزاؤه جَهَنَّمُ} قال: هي جزاؤه، فإن شاءَ الله أن يتجاوزَ عن جزائِهِ فَعَلَ. أخرجه أبو داود (2) .   (1) هو لاحق بن حميد بن سعيد، ويقال: شعبة بن خالد بن كثير بن حبيش بن عبد الله السدوسي البصري، روى عن أبي موسى الأشعري والحسن بن علي وعمران بن حصين، وسمرة بن جندب، وابن عباس وغيرهم. وثقه ابن سعد، وأبو زرعة، وابن خراش، والعجلي، وأخرج له الجماعة مات سنة ست. وقيل: تسع ومائة. (2) رقم (4276) في الفتن، باب تعظيم قتل المؤمن، ورجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4276) قال حدثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن سليمان التيمي عن أبي مجلز فذكره. الحديث: 577 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 578 - (خ م ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لَقِيَ ناسٌ من المُسلِمِينَ رجلاً في غُنَيْمَةٍ له، فقال: السَّلام عليكم، فأخذُوه فَقَتَلُوه، وأَخَذُوا تلك الغُنَيْمَة، فنزلت: {ولا تَقُولُوا لمنْ أَلْقَى إليْكُمُ السَّلَم (1) لَسْتَ مؤمناً} [ص: 99] وقرأها ابن عباس: السلامَ. هذا لفظ البخاري ومسلم. ولفظ الترمذي قال: مَرَّ رجلٌ من بني سُلَيْم على نَفَرٍ من أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- " ومَعَهُ غَنَمٌ له، فَسَلَّمَ علَيْهِم، فقَالوا: ما سَلَّمَ عليكم إلا ليتَعَوَّذَ مِنْكُم، فقاموا فَقَتلُوه، وأَخَذوا غنمَهُ، فأَتوا بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله الآية. وفي رواية أبي داود نحوٌ من لفظ البخاري ومسلم إلا أنه لم يذكر: وقرأ ابن عباس: السلام (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليتعوذ) التعوذ: الالتجاء والاحتماء.   (1) في الأصل والمطبوع " السلام " والتصحيح من صحيح مسلم، وهي قراءة نافع، وابن عامر، وحمزة، وخلف، وجبلة عن المفضل، عن عاصم، وهي بفتح السين واللام من غير ألف من الاستسلام، وقرأ ابن كثير، وأبو [ص: 99] عمرو، وأبو بكر، وحفص عن عاصم والكسائي " السلام " بالألف مع فتح السين، قال الزجاج: يجوز أن يكون بمعنى التسليم، ويجوز أن يكون بمعنى الاستسلام، راجع " زاد المسير " 2 / 172 طبع المكتب الإسلامي. (2) البخاري 8 /194 في تفسير سورة النساء، باب {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً} ، ومسلم رقم (3025) في التفسير، والترمذي رقم (3033) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (3974) في الحروف والقراءات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/59) قال حدثني علي بن عبد الله، و «مسلم» (8/243) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وأحمد بن عبدة الضبي. و «أبو داود» (3974) قال: حدثنا محمد بن عيسى. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (5940) عن محمد بن عبد الله ابن يزيد. ستتهم - علي، وأبو بكر، وإسحاق، أحمد بن عبدة، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن عبد الله - عن عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، فذكره. الحديث: 578 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 579 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- للمقداد: «إذا كان رجلٌ مؤمن يُخْفِي إيمانه مَعَ قَوْمٍ كفارٍ فَأَظْهَرَ إِيمانَهُ، فَقَتَلْتَهُ، فكذلك كنت أنت تُخفي إيمانك بمكة من قَبلُ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 12 / 168 في الديات، باب أول كتاب الديات، وقال حبيب بن أبي عمرة عن سعيد عن ابن عباس تعليقاً، قال الحافظ: وهذا التعليق وصله البزار والدارقطني في " الأفراد " والطبراني في " الكبير " من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم والد محمد بن أبي بكر المقدمي عن حبيب، وفي أوله: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها [ص: 100] المقداد، فلما أتوهم وجدوهم تفرقوا، وفيهم رجل له مال كثير لم يبرح، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فأهوى إليه المقداد فقتله ... الحديث، وفيه: فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا مقداد قتلت رجلاً قال: لا إله إلا الله، فكيف لك بـ " لا إله إلا الله " فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ... } الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمقداد: كان رجلاً مؤمناً يخفي إيمانه ... قال الدارقطني: تفرد به حبيب، وتفرد به أبو بكر عنه، قلت – القائل الحافظ -: قد تابع أبا بكر سفيان الثوري لكنه أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عنه، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الثوري كذلك، ولفظ وكيع بسنده عن سعيد بن جبير: خرج المقداد بن الأسود في سرية ... فذكر الحديث مختصراً إلى قوله: فنزلت، ولم يذكر الخبر المعلق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (12/194) قال: وقال حبيب بن أبي عمرة عن سعيد عن ابن عباس فذكره. الحديث: 579 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 580 - (خ ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: {لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] عَنْ بَدْرٍ والخارجون إليها. هذه رواية البخاري. وزاد الترمذي: لما نزلت غزوةُ بدرٍ، قال عبد بن جَحْشٍ (1) ، وابن أُمِّ مكتومٍ: إِنَّا أعمَيَان يا رسولَ الله، فهل لنا رُخْصةٌ؟ فنزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضَّرَرِ} و {فَضَّلَ الله المجاهدين على القاعدين درجةً} فهؤلاء القاعدون غير أولي الضَّرَرِ، {وفَضَّلَ الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً. درجاتٍ منه} على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر (2) .   (1) عبد بن جحش، بدون إضافة، أبو أحمد، وكان أعمى، وهو مشهور بكنيته، وهو أخو عبد الله بن جحش، كما حققه العلماء، كالحافظ ابن حجر العسقلاني، والعيني، وغيرهما. (2) البخاري 7 / 226 في المغازي، باب قول الله تعالى {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} ، وفي تفسير سورة النساء، باب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} ، والترمذي رقم (3035) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وحسنه، وقوله في الحديث: فهولاء القاعدون غير أولي الضرر ... إلى آخره، مدرج في الخبر. قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " 8 / 197: هو من كلام ابن جريج، بينه الطبري فأخرج من طريق حجاج نحو ما أخرجه الترمذي إلى قوله " درجة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/93، 6/60) قال حدثني إبراهيم بن موسى قال أخبرنا هشام وفي (6/60) قال حدثني إسحاق قال أخبرنا عبد الرزاق، و «الترمذي» (3032) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا الحجاج بن محمد. ثلاثتهم - هشام، وعبد الرزاق، والحجاج - عن ابن جريج قال أخبرني عبد الكريم أنه سمع مقسما مولى عبد الله بن الحارث فذكره. الحديث: 580 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 581 - (خ ت د س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسول الله [ص: 101] أَمْلى عَليَّ: {لا يستوي القاعدُون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} فجاءه ابنُ أُم مكتومٍ - وهو يُمِلُّها عَليَّ فقال: واللهِ يا رسولَ اللهِ، لو أَستطيعُ الجهادَ لجاهدتُ - وكان أَعمى - فأنزل الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وفخِذُهُ على فَخِذِي - فثَقُلَتْ علَيَّ، حَتَّى خِفْتُ أَن تُرَضَّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عنه، فأنزل الله عز وجل: {غيرُ أُولِي الضَّرَرِ} . أخرجه البخاري والترمذي والنسائي. وفي رواية أبي داود قال: كنتُ إلى جَنبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَغَشِيَتْهُ السَّكِينةُ، فَوَقَعَتْ فَخِذُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سُرِّيَ عنه، فقال لي: «اكتُبْ» ، فكَتَبْتُ في كَتِفٍ: {لا يسْتَوِي القَاعِدُونَ ... } إلى آخر الآية. فقام ابن أم مَكْتُومٍ - وكان رجلاً أَعمى - لمَّا سمع فضيلة المجاهدين، فقال: يا رسول الله، فكيف بمن لا يستَطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلمَّا قَضَى كلامَه غَشِيَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم السَّكِينَةُ، فوَقعَتْ فَخِذُهُ على فخذي، ووجدتُ من ثِقلِها في المرة الثانية كما وجدتُ في المرة الأولى، ثم سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:: اقرأ يا زيدُ، فقَرأْتُ: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ... } الآية كلها، قال زيد: أنزلَها اللَّهُ وَحْدَها، فَألْحَقَها: «والذي نفسي بيده، لَكَأَنِّي أَنظُرُ إِلى مُلْحَقِها عِنْدَ صَدْعٍ في كَتِفٍ» (1) . [ص: 102] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يرض) الرَّضُّ: شبه الدَّقِّ والكسر من غير إبانة. (السكينة) فعيلة من السكون، والمراد بها: ما كان يأخذه صلى الله عليه وسلم عند الوحي من ذلك. (كتف) الكتف: عظم كتف الشاة العريض.   (1) البخاري 6 / 34 في الجهاد، باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} ، وفي تفسير سورة النساء، باب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} [ص: 102] ، والترمذي رقم (3036) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (2507) في الجهاد، باب الرخصة في القعود من العذر، وإسناده حسن. والنسائي 6 / 9 و 10 في الجهاد، باب فضل المجاهدين على القاعدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/184) قال: حدثنا يعقوب - ابن إبراهيم. و «البخاري» (4/30) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، وفي (6/59) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. و «الترمذي» (3033) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. و «النسائي» (6/9) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثلاثتهم - يعقوب، وعبد العزيز إسماعيل قالوا: حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان. 2- وأخرجه النسائى (6/9) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيع قال: حدثنا بشر- يعني ابن الفضل - قال: أنبأنِا عبد الرحمن بن إسحاق. كلاهما - صالح بن كيسان، وعبد الرحمن - عن الزهري، عن سهل بن سعد، عن مروان بن الحكم فذكره. الحديث: 581 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 582 - (خ م ت س) البراء بن عازب- رضي الله عنهما- قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْداً، فجاءَ بِكَتِفٍ، وكتبها، وشكا ابنُ أمِّ مكتوم ضرارته، فنزلت {لا يستوي القاعدُونَ من المؤمنين غير أُولي الضرر} . وفي أخرى قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ادْعُوا فُلاناً، فجاءه، ومعه الدواةُ واللوح أَو الكتف» ، فقال: اكتُبْ {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} وخَلْفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ابنُ أمِّ مكتوم، فقال: يا رسول الله، أنا ضريرٌ، فنزلت مكانها {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أُولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} ، هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ائتُوني بالكتف - أو اللوح-» [ص: 103] فَكَتَبَ (1) {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} وعمرو بنُ أمِّ مكتومٍ خلْفَ ظهره، فقال: هل لي رخصةٌ؟ فنزَلت {غَير أُولي الضَّرَرِ} . وفي أخرى له وللنسائي بنحوها، قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم - وكان ضَريرَ البَصَرِ - فقال: يا رسول الله، ما تأمُرُنِي؟ إني ضرير البصر، فأنزل الله {غير أُولي الضَّرَرِ} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضرارته) الضرارة هاهنا: العمى.   (1) يعني: أمر بالكتابة، كما هو مصرح به في غير هذه الرواية. (2) البخاري 6 / 34 في الجهاد، باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} ، وفي تفسير سورة النساء، باب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون} ، وفي فضائل القرآن، باب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1898) في الإمارة، باب سقوط فرض الجهاد عن المعذورين، والترمذي رقم (1670) في الجهاد، باب ما جاء في الرخصة لأهل العذر في القعود، ورقم (3034) في التفسير، باب ومن سورة النساء، والنسائي 6 / 10 في الجهاد، باب فضل المجاهدين على القاعدين، وأخرجه الطبري رقم (10223) ، وابن حبان رقم (40) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/299، 282) قال حدثنا محمد بن جعفر وفي (4/284) قال حدثنا عفان وفي (4/299) قال حدثنا عبد الرحمن، و «الدارمي» (2425) قال: أخبرنا أبو الوليد. و «البخاري» (4/30) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (6/60) قال: حدثنا حفص بن عمر. و «مسلم» (6/43) قال: حدثنا محمد بن المثني، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر.. خمستهم - ابن جعفر، وعفان، وعبد الرحمن، وأبو الوليد، وحفص - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (4/299290) ، والترمذي (3031) قال: حدثنا محمود بن غيلان. كلاهما - أحمد، ومحمود - قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري. 3- وأخرجه أحمد (4/301) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا زهير. 4- وأخرجه البخاري (6/60) قال: حدثنا محمد بن يوسف. وفي (6/227) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. كلاهما - محمد، وعبيد الله - عن إسرائيل. 5- وأخرجه مسلم (6/43) قال: حدثنا أبو كريب، وقال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر. 6- وأخرجه الترمذي (1670) ، والنسائي (6/10) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائى: أخبرنا نصر ابن على، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه.. 7- وأخرجه النسائي (6/10) قال: أخبرنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. سبعتهم -شعبة، وسفيان، وزهير، وإسرائيل، ومسعر، وسليمان التيمي، وأبو بكر بن عياش - عن أبي أسحاق فذكره. الحديث: 582 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 583 - (خ) محمد بن عبد الرحمن [وهو أبو الأسود من تَبَع التابعين]- رحمه الله - قال: قُطعَ على أَهل المدينةِ بَعْثٌ فَاكْتُتِبْتُ فيه، فلقيتُ عِكْرِمةَ موْلى ابن عباسٍ فأخبرتُهُ، فنهاني عن ذلك أَشدّ النهي، ثم قال: أَخبرني ابنُ عباسٍ - رضي الله عنهما- أنَّ ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين، يُكَثِّرُونَ سوادَ المشركِينَ على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: يأتي [ص: 104] السَّهْمُ يُرْمَى به، فيُصيبُ أَحَدَهُمْ فيقتُله، أو يُضْرَبُ فَيُقتَلُ، فأنزل اللهُ {إنَّ الذين تَوَفَّاهُم الملائِكةُ ظالمِي أَنْفُسِهم ... } [النساء: 97] . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 197، 198 في تفسير سورة النساء، باب {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} ، وفي الفتن، باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم، وأخرج الطبري رقم (10260) من حديث عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا فكانوا يستخفون بالإسلام فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين، وأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم ... } الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية: لا عذر لهم، قال: فخرجوا، فلحقهم المشركون، فأعطوهم الفتنة، فنزلت {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله ... } الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك، فحزنوا وأيسوا من كل خير، ثم نزلت فيهم {إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجاً فخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم حتى نجا من نجا وقتل من قتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجة البخاري (6/، 60 9/65) و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (6210) عن زكريا بن يحيى عن إسحاق بن إبراهيم كلاهما -البخاري وإسحاق بن إبراهيم - عن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد عبد الرحمن أبو الأسود فذكره. الحديث: 583 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 584 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: {إنْ كَانَ بِكمْ أَذَى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى} [النساء: 102] قال عبد الرحمن بن عوف: وكان جريحاً، أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 199 في تفسير سورة النساء، باب قول الله تعالى {ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر ... } الآية، وقوله: " وكان جريحاً " أي: فنزلت الآية فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/61) قال حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن و «النسائي ( «) في الكبري» «تحفة الأشراف» (3653) عن أحمد بن الخليل والعباس بن محمد. ثلاثتهم - محمد بن مقاتل، وأحمد بن الخليل، والعباس بن محمد - عن حجاج بن محمد عن ابن جريج قال أخبرني يعلي عن سعيد بن جبير فذكره لم يقل العباس بن محمد - وكان جريحا. الحديث: 584 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 585 - (م ت د س) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - قال: قُلت لعمر بن الخطاب {فليس عليكم جناحٌ أن تَقْصُروا من الصلاةِ إن خِفتُم أن يَفتِنَكم الذين كفروا} [النساء: 101] فقد أَمنَ النَّاسُ؟ فقال: عجبتُ مما عجِبتَ منه، فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: «صدَقةٌ تَصَدَّقَ الله [ص: 105] بها عليكم، فاقبلوا صدَقَتَه» . أخرجه الجماعة إلا البخاري والموطأ. وأول حديث أبي داود قال: قلت: لعمر: إقْصارُ النَّاسِ الصلاةَ اليومَ؟ وإنما قال الله ... وذكر الحديث (1) .   (1) مسلم رقم (686) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، والترمذي رقم (3037) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (1199) في الصلاة، باب صلاة المسافر، والنسائي 3 / 116 في الصلاة، باب تقصير الصلاة في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/25) (174) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (1/36) (244) قال: حدثنا يحيى. وفي (245) قال: حدثنا عبد الرزاق. و «الدارمي» (1513) قال: أخبرنا أبو عاصم. و «مسلم» (2/143) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا وقال الأخرون: حدثنا عبد الله بن إدريس (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدس قال: حدثنا يحيى. و «أبو داود» (1199) قال: حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد، قالا: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا حشيش، يعني ابن أصرم، قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (1200) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر. «وابن ماجة» (1065) قال: حدثنا أبو بكر أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «الترمذي» (3034) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. و «النسائي» (3/116) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الله بن إدريس. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (8/10659) عن شعيب بن يوسف، عن يحيى بن سعيد، وابن خزيمة (945) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ومحمد بن هشام. قالا: حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثنا على بن خشرم، قال أخبرنا عبد الله، يعني ابن إدريس. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. (ح) وقرأته على بندار، أن يحيى حدثهم. خمستهم - ابن إدريس، ويحيى القطان، وعبد الرزاق، وأبو عاصم ومحمد بن بكر - عن ابن جريج، قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار، عن عبد الله بن بابيه، عن يعلي بن أميه، فذكره. (*) في رواية شعيب بن يوسف عند النسائي: (عبد الله بن بابي) الحديث: 585 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 586 - (س) [أمية بن] عبد الله بن خالد بن أسيد - رحمه الله - أنه قال لابن عمر: كيف تقصر الصلاة؟ وإنما قال الله -عز وجل-: {فليس عليكم جناح أَنْ تقصروا من الصلاة إن خِفْتُمْ} فقال ابن عمر: يا ابن أَخي، إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَتَانَا ونحن ضُلالٌ فعلَّمَنا، فكان فيما علمنا: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَرنَا أنْ نُصَلِّيَ ركعتين في السَّفَرِ. أخرجه النسائي (1) .   (1) الحديث عند النسائي 3 / 117 بمعناه من حديث أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وسنده صحيح، ولعله بهذا اللفظ عند النسائي في السنن الكبرى، ورواه بمعناه عبد بن حميد، وابن ماجة، وابن حبان، وابن جرير، والبيهقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/94) (5683) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني ليث، قال: حدثني ابن شهاب. وفي (2/148) (6353) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، و «ابن ماجة» (1066) قال: حددثنا محمد بن رمح، قال:أنبأنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب، و «النسائي» (1/226) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال حدثنا محمد بن عبد الله الشعيثي وفي (3/117) قال: أخبرنا قتيبة،قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب. و «ابن خزيمة» (496) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا شعيب، يعني ابن الليث، عن أبيه، عن ابن شهاب. كلاهما - ابن شهاب الزهري، والشعيثي - عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله ابن خالد بن أسيد، فذكره. وأخرجه مالك (الموطأ) صفحة (109) . وأحمد (2/65) (5333) قال: حدثنا عبد الرحمن،قال: حدثنا مالك عن ابن شهاب عن رجل من آل خالد بن أسيد، قال: قلت لابن عمر. فذكره. الحديث: 586 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 587 - (ت) قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - قال كان أهل بيتٍ منَّا يقال لهم: بَنُو أُبَيْرق: بِشْرٌ، وبَشِيرٌ، ومبَشِّرٌ، وكان بشير رجلاً منافِقاً، يقول الشِّعْرَ يَهْجُو به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يَنْحَلُهُ بعض العرَبِ، ثم يقول: قال فلان كذا وكذا، قال فلان كذا وكذا، فإذا سمع أَصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشِّعْرَ، قالوا: واللهِ، ما يقول هذا الشِّعْرَ إلا هذا الخَبيثُ - أو كما قال الرجل - وقالوا: ابنُ الأُبَيْرق قالها: وكانوا أهلَ بيتِ حاجةٍ وفاقةٍ في الجاهلية والإسلامِ، وكان النَّاسُ إنما [ص: 106] طعامهم بالمدينة التمرُ والشَّعِيرُ، وكان الرجلُ إذا كان له يَسارٌ فقدمت ضافِطةٌ من الدَّرمَك، ابتاع الرجلُ منها، فخصَّ بها نفسه، وأما العيالُ: فإنما طعامهم التمرُ والشعيرُ. فقدمت ضافِطَةٌ من الشام، فابتاع عَمِّي رِفاعَةُ بنُ زيد حِمْلاً من الدَّرمك، فجعله في مَشْرَبةٍ له، وفي المشربة سلاحٌ: دِرْعٌ وسيف، فَعُدِي عليه من تحت البيت فَنُقِبَتِ المشربةُ، وأُخذَ الطعام والسلاح، فلما أصبح أتاني عَمِّي رِفاعَةُ، فقال: يا بن أخي، إنه قد عُدِيَ علينا في ليلتنا هذه، فنُقِبتْ مَشرَبتُنا، وذُهِبَ بطعامنا وسلاحنا، قال: فتحَسّسْنَا في الدارِ، وسألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني أُبيرق استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم، قال: وكان بنُو أُبيرق قالوا - ونحن نسأل في الدَّار -: والله ما نَري صاحبكم إلا لَبِيدَ بنَ سَهْلٍ - رجل منَّا له صلاحٌ وإسلامٌ - فلمَّا سمع لبيدٌ اختَرط سيفَه: وقال: أَنا أَسرِق؟ فَوالله ليخالطنَّكم هذا السيف، أَو لتُبِّينُنَّ هذه السرقة، قالوا: إليك عنا أيها الرجل، فما أنت بصاحبها، فسألنا في الدار، حتى لم نَشُكَّ أنهم أصحابها، فقال لي عمي: يا ابن أخي لو أتيْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرتَ ذلك لَهُ؟ قال قتادة: فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: إن أهل بيت منَّا، أَهلَ جفاءٍ عَمَدُوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقَّبُوا مَشْرَبَة لهُ، وأخذوا سلاحه وطعامه، فليَرُدُّوا علينا سلاحنا، فأمَّا الطعام فلا حاجة لنا فيه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: سآمرُ في ذلك، فلما سمعَ بَنُو أُبَيْرِقَ أَتَوْا رجلاً منهم، يقال له: أسَيْد بن عروة فكلَّموه في ذلك، واجتمع [ص: 107] في ذلك أناسٌ من أَهل الدار، فقالوا: يا رسول الله، إن قتادة بن النعمان وعمَّهُ عمداً إلى أَهل بيت منَّا أهلِ إسلامٍ وصلاحٍ يرمونهم بالسرقةِ من غير بَيِّنَةٍ ولا ثَبتٍ. قال قتادة: فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلَّمته، فقال: عمدْتَ إلى أَهل بيت ذُكرَ منهم إسلامٌ وصلاحٌ، ترميهم بالسرقة من غير ثبتٍ ولا بينة؟ قال: فرجعت، ولودِدْتُ أَنِّي خرجت من بعض مالي، ولم أكلِّم رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأتاني عمي رفاعةُ، فقال: يا ابن أَخي، ما صنعتَ؟ فأَخبرتُه بما قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهُ المستعانُ، فلم نَلْبَثْ أن نزل القرآنُ {إنَّا أَنْزَلنا إليْكَ الكِتابَ بالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بما أَرَاكَ اللَّهُ ولا تكُنْ لِلْخَائِنينَ خَصِيماً} بني أُبَيْرق {وَاسْتَغْفِرِ اللهَ} مما قلت لقتادة {إنَّ الله كان غفوراً رحيماً. ولا تُجَادِلْ عن الَّذِينَ يَخْتَانُون أَنْفُسَهُمْ إِنَّ الله لا يُحِبُّ مَنْ كان خَوَّاناً أَثِيماً. يسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ ولا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُم إذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى من القولِ وكان الله بما يعملون محيطاً. هاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا فمَنْ يُجادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ أَمْ مَنْ يكونَ عَلَيْهِم وكيلاً. ومن يعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يسْتَغْفِرِ الله يجدِ اللَّهَ غَفوراً رحيماً} أي: لو استغفروا الله لغفرَ لهم {ومَنْ يَكسِبْ إِثْماً فإِنَّما يَكْسِبُهُ على نَفْسِهِ وكان الله عليماً حكيماً. ومَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَو إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بريئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وإِثْماً مبيناً} قولهم لِلبَيدٍ {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ منْهُم أن يُضِلُّوكَ وما يُضِلُّونَ إلَّا أَنفُسَهُمْ وما يَضُرُّونَكَ مِنْ شيءٍ [ص: 108] وأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتابَ والحِكمةَ وعَلَّمك ما لم تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظيماً. لا خَيْرَ فِي كثيرٍ من نَجْواهم إلا من أمرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصلاحٍ بين النَّاس ومَنْ يفْعَلْ ذَلِك ابْتِغَاءَ مَرْضاةِ اللهِ فَسوفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 105- 114] ، فلمَّا نزل القرآن أُتِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح، فَرَدَّهُ إلى رفاعة، قال قتادة: لما أتيتُ عمِّي بالسلاح - وكان شيخاً قد عسا، أو عشا - الشك من أبي عيسى - في الجاهلية، وكنت أرى إسلامه مدخولاً، فلما أتيته قال لي: يا ابن أخي، هو في سبيل الله - فعرفتُ أنَّ إِسلامه كان صحيحاً - فلما نزلَ القرآنُ لِحقَ بُشَيْرٌ بالمشركين فنزل على سُلافة بنت سعد بن سُمَيَّةَ (1) ، فأنزل الله {ومَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّه ما تَولَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً. إنَّ الله لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمْن يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بالله فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعيداً} [النساء: 115، 116] ، فلمَّا نزل على سُلافةَ، رماها حَسَّانُ بن ثابتٍ بأبياتٍ من شِعْرٍ (2) ، فأخذَتْ رَحْلَهُ [ص: 109] فَوَضَعَتْهُ عَلى رأسها، ثم خرجت به فرمت به في الأبطَحِ، ثم قالت: أَهْدَيْتَ إليَّ شِعْرَ حسَّان، ما كنتَ تأتيني بخير. أخرجه الترمذي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينحله) النحلة: الهبة والعطية. (فاقة) الفاقة: الحاجة والفقر. (ضافطة) بضاد معجمة: ناس يجلبون الدقيق والزيت، ونحوهما. وقيل: هم الذين يُكْرون من منزل إلى منزل. (الدرمك) الدقيق الحواري. (مشربة) بضم الراء وفتحها: الغرفة. (عُدِي عليه) أي: سرق ماله، وهو من العدوان، أي: الظلم. (عسا أو عشا) عسا بالسين غير المعجمة، أي: كبر وأسن، وبالمعجمة، أي: قَلّ بصره وضعف. (مدخولاً) الدَّخل: العيب والغش، يعني: أن إيمانه متزلزل فيه نفاق.   (1) كذا وقع في الترمذي، وفي المستدرك " سلامة بنت سعد بن سهل "، وفي الطبري " بنت سعد بن سهيل "، والصواب: سلافة بنت سعد بن شهيد، كما في " الدر المنثور "، و " ديوان حسان بن ثابت ". وسلافة هذه هي زوج طلحة بن أبي طلحة وهي أم مسافع والجلاس وكلاب بنو طلحة بن أبي طلحة، وقد قتلوا يوم أحد هم وأبوهم قتل مسافعاً والجلاس عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح حمي الدبر، فنذرت سلافة لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن في قحفه الخمر، فمنعته الدبر ـ النحل ـ حين أرادت هذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة. راجع ابن هشام 3 / 66 و 180. (2) هو في ديوانه: 271 يقول في أوله يذكر سلافة بالسوء من القول: وما سارق الدرعين إن كنت ذاكراً ... بذي كرم من الرجال أوادعه فقد أنزلته بنت سعد فأصبحت ... ينازعها جلد استها وتنازعه (3) رقم (3039) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأخرجه الطبري رقم (10411) ، والحاكم في " المستدرك " 4 / 385 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. نقول: وفي سنده عمر بن قتادة الظفري الأنصاري لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وأخرجة الترمذي (3036) قال حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب أبو مسلم الحراني قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني، قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لانعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني، وروى يونس بن بكير وغير واحد هذا الحديث عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، مرسل لم يذكروا فيه - عن أبيه عن جده. الحديث: 587 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 588 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] بَلَغتْ مِنَ المسلمين مَبْلغاً شديداً، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قَارِبُوا وَسَددوا ففي كلِّ ما يُصَابُ بِهِ المُسلمُ كفارةٌ، حتَّى النَّكْبةُ يُنْكبُهَا، وَالشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا» . أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي مثلُهُ، وفيه: شَقَّ ذلك على المسلمين، فشَكوْا ذلك إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قاربوا) المقاربة: الاقتصاد في العمل. (سددوا) السداد: الصواب.   (1) مسلم رقم (2574) في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض، أو نحو ذلك، والترمذي رقم (3041) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأخرجه الطبري رقم (10520) ، وأحمد رقم (7380) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في القدر -لا بل في الأدب (14:13) عن قتيبة - وأبي بكر بن أي شببة - والترمذي في التفسير (النساء: 26) عن ابن أبي عمر - وعبد الله بن أبي زياد - النسائي فيه التفسير في الكبرى - عن أبي بكر بن علي عن يحيى بن معين. خمستهم عن سفيان بن عيينة عن ابن محيص عن محمد بن قيس عن أبي هريرة وقال (ت) حسن غريب وابن محيص اسمه عمر بن عبد الرحمن بن محيص تحفة الأشراف (10./365/14598) . الحديث: 588 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 589 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ به ولا يَجِدْ له مِنْ دون الله وليّاً ولا نصيراً} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر، ألا أُقرئك آية أنزلت عليَّ؟» قلتُ: بَلى يا رسول الله، قال: «فأقرأَنيها» ، فلا أعلمُ إلا أَنِّي وجدت في ظهري انفصاماً، فتمطَّيتُ لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما شأنُك يا أبا بكر؟» قُلْتُ: يا رسول الله بأبي أنت وأُمي، وأَيُّنا لم يَعْمَلْ سُوءاً؟ وإنَّا لمَجْزِيُّون بما عَمِلْنا، [ص: 111] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أنت يا أبا بكر والمؤمنون فتُجزونَ بذلك في الدنيا، حتى تلْقوُا الله وليس لكم ذنوبٌ، وأما الآخرون: فيجتمع ذلك لهم حتى يجْزَوا به يوم القيامة» . أخرجه الترمذي، وقال: في إسناده مقالٌ وتضعيفٌ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انفصاماً) الفاصمة: الكاسرة، والانفصام: الانقطاع.   (1) رقم (3042) في التفسير، باب ومن سورة النساء، ونص كلام الترمذي بعد أن أخرجه: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومولى بن سباع مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/6) (23) مختصرا. قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن زياد الجصاص، عن علي بن زيد، عن مجاهد، و «عبد بن حميد» (7) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا موسى بن عبيدة الربذي، قال أخبرني مولي ابن سباع. و «الترمذي» (3039) قال: حدثنا يحيى بن موسى، وعبد ابن حميد قال: حدثنا روح بن عبادة عن موسى بن عبيدة، قال: أخبرني مولى ابن سباع. كلاهما - مجاهد، ومولى ابن سباع - عن عبد الله بن عمر، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، موسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول، وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر، وليس له إسناد صحيح، أيضا. الحديث: 589 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 590 - (ت) علي بن زيد - رحمه الله - عن أمية (1) ، أنها سألت عائشةَ عن قول الله تبارك وتعالى: {إن تُبْدُوا ما في أَنفُسكم أَو تُخْفُوه يُحاسِبْكُم به الله} [البقرة: 284] وعن قوله تعالى: {مَن يعملْ سوءاً يُجْزَ به} فقالت: ما سألني أحدٌ منذُ سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «هذه معاتبةُ (2) اللهِ العبدَ فيما يُصيبه من الحمَّى والنَّكْبَةِ، حتى البِضاعةَ يضعُها في كُمِّ قميصهِ، فيفقدها، فيفزع لها، حتى إن العبدَ ليخرج من ذنوبه، كما يخرج التِّبْر الأحمر من الكِير» . أخرجه الترمذي (3) .   (1) في المطبوع: " عن أمه ". (2) في الطبري والمسند متابعة الله العبد، يعني: ما يصيب الإنسان مما يؤلم، يتابعه الله به ليكفر عنه من سيئاته، وفي أبي داود والترمذي والدر المنثور، معاتبة الله كما هنا، ومعناه: قريب من هذا، وفي رواية للطبري رقم (10531) ذلك مثابة الله للعبد. (3) رقم (2993) في التفسير في آخر سورة البقرة، وقال: حديث حسن غريب، من حديث عائشة لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، وأخرجه أبو داود الطيالسي 2 / 15، وأحمد في " المسند " 6 / 218 [ص: 112] ، والطبري رقم (6495) ، وفي سنده عندهم علي بن زيد بن جدعان، قال ابن كثير: ضعيف يغرب في رواياته، وهو يروي هذا الحديث عن امرأة أبيه أم محمد أمية بنت عبد الله، عن عائشة، وليس له عنها في الكتب سواه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (3 البقرة: 46) عن عبد عن حميد بن الحسن بن موسى وروح بن عبادة كلاهما عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أمية أنها سألت عائشة فذكره، قال: حسن غريب من حديث عائشة، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة. وقال المزي: هكذا وقع في عدة من الأصول الصحاح القديمة ووقع في بعض النسخ المتأخرة «عن أمه» ، وهو خطأ ووقع في بعض الروايات «عن علي بن زيد عن أم محمد» وذكره أبو القاسم في ترجمة أم محمد - امرأة زيد بن جدعان عن عائشة - تحفة الأشراف 12/386) . الحديث: 590 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 591 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ إنِّي لأعلمُ أشَدَّ آيةٍ في كتابِ الله- عز وجل-قولَ الله تعالى: {مَن يعمل سُوءاً يُجْزَ بهِ} فقال: «أما علمتِ يا عائشةُ، أنَّ المسلم تُصِيبُهُ النَّكْبَةُ أَو الشَّوكَةُ، فيحاسَبُ، أو يكافأ، بأَسوإِ أَعماله، ومن حُوسِب عُذِّبْ؟» قالت: أليس يقول الله عز وجل {فسوفَ يُحاسَبُ حساباً يسيراً} [الانشقاق: 8] قال: «ذاكُمُ العرْضُ يا عائشة، ومن نُوقِشَ الحسابَ عُذِّبَ» .أخرجه أبو داود (1) . وقد أخرج أيضا قصة الحساب البخاريُّ، ومسلم وهي مذكورة في كتاب القيامة من حرف القاف.   (1) رقم (3093) في الجنائز، باب عيادة النساء، وأخرجه الطبري رقم (10530) ، وفي سنده أبو عامر الخزاز، واسمه: صالح بن رستم المزني، قال الحافظ في " التقريب ": صدوق كثير الخطأ، وقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما: " أليس يقول الله " وما بعده ... إلى آخر الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود وفي الجنائز (3:2) عن مسدد بن مسرهد عن يحيى و (3:2) عن محمد بن بشار عن عثمان بن عمر وأبي داود ثلاثتهم عن صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن عائشة (تحفة الأشراف 11/454) . الحديث: 591 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 592 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خشيتْ سَودَةُ أنْ يُطَلِّقَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تُطلِّقْنِي، وأَمسِكْنِي، واجعلْ يومي لعائشةَ، ففعل، فنزلت {فلا جُناحَ عليهما أن يُصْلحا بينَهُمَا صُلحاً والصُّلحُ خيرٌ} [النساء: 128] فما اصطلحا عليه من شيءٍ فهو جائزٌ. [ص: 113] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3043) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. نقول: وفي سنده سليمان بن معاذ، وقد وصفه الحافظ في التقريب بسوء الحفظ، وسماك صدوق إلا في روايته عن عكرمة، فهي مضطربة، وقد روى هذا الحديث عن عكرمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (النساء: 27) عن ابن المثنى عن أبي داود عن سليمان بن معاذ عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس. وقال: حسن غريب تحفة الأشراف (5/141) . الحديث: 592 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 سورة المائدة 593 - (خ م ت س) طارق بن شهاب - رحمه الله - قال: قالت اليهود لعمر - رضي الله عنه- إِنَّكُمْ تقْرءونَ آية لو نزلتْ فينا لاتخذناها عيداً، فقال عمر: إني لأعْلَمُ حيثُ أُنزِلتْ، وأينَ أُنزلت (1) ، وأَينَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين أُنزلت: يومَ عرفةٍ (2) وإنا-واللهِ- بعرفة. قال سفيان: وأشكُّ (3) : كان يومَ الجمعة أم لا {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] . وفي رواية قال: جاء رجلٌ من اليهود إلى عمر بن الخطاب، فقال: يا أَميرَ المؤمنين، آيةٌ في كتابكم تقرؤونها، لو علينا نزَلتْ - مَعْشَرَ اليهود - لاتخذنا ذلك اليومَ عيداً، قال: فأَيُّ آية؟ قال: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُم دينَكُمْ [ص: 114] وأَتممتُ عليكم نعمتي ورضِيتُ لكم الإسلامَ ديناً} ، فقال عمر: إِنِّي لأعْلَمُ اليومَ الذي نزَلتْ فيه، والمكانَ الذي نزلت فيه: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات، في يوم جمعةٍ. أخرجه الجماعة إلا الموطأ وأَبا داود (4) .   (1) في رواية أحمد ومسلم " حيث أنزلت وأي يوم أنزلت " وبها يظهر أن لا تكرار في قوله " حيث " و " أين " بل أراد بإحداهما المكان، وبالأخرى: الزمان. (2) قال الحافظ: هكذا لأبي ذر ولغيره " حيث " بدل " حين "، وفي رواية أحمد " وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت، أنزلت يوم عرفة " بتكرار " أنزلت " وهي أوضح، وكذا لمسلم عن محمد بن المثنى عن عبد الرحمن في الموضعين. (3) وقد جاءت الرواية في الإيمان والاعتصام على سبيل الجزم، بأن ذلك كان يوم الجمعة. (4) البخاري 1 / 97 في الإيمان، باب زيادة الإيمان ونقصانه، وفي المغازي، باب حجة الوداع، وفي تفسير سورة المائدة، باب {اليوم أكملت لكم دينكم} ، وفي الاعتصام في فاتحته، ومسلم رقم (3017) في أول التفسير، والترمذي رقم (3046) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، والنسائي 8 / 114 في الإيمان، باب زيادة الإيمان، و 5 / 251 في الحج، باب ما ذكر في يوم عرفة، وأخرجه أحمد رقم (272) ، والطبري (11094) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (78: 12) عن محمد بن يوسف وفي التفسير (5: 1) عن بندار عن ابن مهدي كلاهما عن سفيان الثوري وفي الأيمان (34: 2) عن الحسن بن الصباح عن جعفر ابن عون عن أبي العميس وفي الاعتصام (1: 1) عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن مسعر وغيره كلهم عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر به، (م) في آخر الكتاب (التفسير 1: 3) عن زهير بن حرب ومحمد بن المثنى كلاهما عن ابن مهدي به و (1: 5) عن عبد بن حميد عن جعفر بن عون به و (1: 4) عن أبي بكر وأبي كريب كلاهما عن عبد الله بن إدريس عن أبيه عن قيس بن مسلم به 0 والترمذي في التفسير (16 المائدة: 1) عن بن أبي عمر عن سفيان بن عيينه به وقال حسن صحيح «النسائي» في الحج (194: 1) عن إسحاق ابن إبراهيم عن عبد الله بن إدريس به وفي الأيمان (18: 3) عن أبي داود الحراني عن جعفر بن عون به. الحديث: 593 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 594 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قرأ: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُم دينَكُمْ وأتممتُ عليكم نعمتي ورضِيتُ لكم الإسلامَ ديناً} وعنده يهوديٌّ فقال: لو نزلتْ هذه الآية علينا لاتَّخَذْناها عيداً، فقال ابنُ عباس: «فإنها نزلت يوم عيدين: في يوم جمعة، ويوم عرفة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3047) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وحسنه وهو كما قال، وأخرجه أبو داود الطيالسي 2 / 17، 18، والطبري رقم (11097) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (6 المائدة: 2) عن عبد بن حميد عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس. وقال: حسن غريب من حديث ابن عباس. الحديث: 594 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 595 - (د س) ابن عباس - رضي الله عنه - قال: {إِنَّما جزاء الذين يُحارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ في الأرْضِ فَسَاداً أنْ يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَو يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلكَ لَهُمْ خِزْيٌ في الدُّنيا ولَهمْ في الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم. إلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 33، 34] نزلت [ص: 115] هذه الآية في المشركين، فمن تابَ منهم قبلَ أن يُقدَرَ عليه لم يَمنعهُ ذلك أنْ يُقام فيه الحد الذي أصابه. أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) أبو داود رقم (4372) في الحدود، باب ما جاء في المحاربة، والنسائي 7 / 101 في تحريم الدم، باب تأويل قول الله عز وجل {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً} ، وإسناده لا بأس به، وأخرجه الطبري رقم (11805) من قول عكرمة والحسن البصري، وقد ضعف القرطبي هذا القول، ورده بقوله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} ، وبقوله صلى الله عليه وسلم: " الإسلام يهدم ما كان قبله " رواه مسلم، وقال أبو ثور: وفي الآية دليل على أنها نزلت في غير أهل الشرك، وهو قوله جل ثناؤه: {إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم} وقد أجمعوا على أن أهل الشرك إذا وقعوا في أيدينا فأسلموا أن دماءهم تحرم، فدل ذلك على أن الآية نزلت في أهل الإسلام، وقال ابن كثير 2 / 48 وتبعه الشوكاني في " فتح القدير " 2 / 32: والصحيح أن هذه الآية عامة في المشركين وغيرهم ممن ارتكب هذه الصفات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو دواد وفي الحدود (3: 9) بإسناد الذي قبله والنسائي في المحاربة (7-ب 12) بإسناد الذي قبله. الحديث: 595 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 596 - (م د) البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: مُرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي، محمَّماً مجلوداً، فدعاهم صلى الله عليه وسلم، فقال: «هكذا تجدون حدَّ الزاني في كتابكم؟» قالوا: نعم. فدعا رجلاً من علمائهم، فقال: «أنشدُكَ بالله الذي أنزل التوراةَ على موسى، أهكذا تجدون حدَّ الزاني في كتابكم» ؟ قال: لا، ولولا أنكَ نَشَدتَني بهذا لم أُخْبرْك، نَجِده الرجمَ، ولكنه كَثُرَ في أشرافنا، فكنَّا إذا أخذنا الشريفَ تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أَقمنا عليه الحدَّ، فقلنا: تعالَوْا فَلْنَجْتَمِعْ على شيءٍ نقيمُهُ على الشريف والوَضيع، فَجَعلْنا التَّحْميم والجلدَ مكان الرَّجمِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهم إنِّي أولُ من [ص: 116] أحيَا أمْرَكَ إذْ أَمَاتُوهُ، فأَمرَ بِهِ فَرُجِمَ» ، فأنزل الله عز وجل: {يا أَيُّها الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الذين يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بأَفْواهِهِمْ ولم تُؤمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لمْ يأتُوكَ يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ منْ بَعْدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إنْ أُوتيتُمْ هذا فَخُذُوهُ} [المائدة: 41] يقول: ائتُوا محمداً، فإنْ أمركُمْ بالتَّحْمِيم والجلد فخُذوه، وإن أَفتَاكم بالرَّجْم فاحذَروا، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ومن لم يَحْكُم بما أَنْزَلَ اللهُ فأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ - ومَنْ لَم يَحْكُمْ بما أنزَلَ الله فأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ - ومَنْ لمْ يَحْكم بما أَنزل الله فأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} في الكفَّار كُلها. هذه رواية مسلم. وفي رواية أبي داود مِثلُهُ، وقال في آخرها: فأَنزلَ الله: {يا أيُّها الرَّسُولُ لا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ في الكفْرِ} - إلى قوله - {يَقُولونَ إنْ أُوتيتُمْ هذا فخذوه وإن لم تُؤتَوْهُ فاحْذَرُوا} إلى قوله جل ثَناؤه {ومَنْ لم يَحْكُم بما أَنزلَ اللهُ فأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ} في اليهود إلى قوله: {ومَنْ لَم يَحْكُمْ بما أنزَلَ الله فأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} في اليهود، إلى قوله - {ومَن لم يَحْكم بما أَنزل الله فأُولَئكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} قال: هي في الكفار كُلها، يعني: هذه الآي (1) . [ص: 117] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تحمم) التحميم: تسويد الوجه، من الحميم، جمع: حممة، وهي: الفحمة. (أنشدك بالله) أحلف عليك وأقسم، وقد تقدم تفسيره في هذا الباب.   (1) مسلم رقم (1700) في الحدود، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى، وأبو داود رقم (4448) في الحدود، باب رجم اليهوديين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/286) مطولا ومختصرا قال: حدثنا معاوية. وفي (4/300، 290) قال حدثنا وكيع. و «مسلم» (5/122) قال حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن أبي معاوية. وفي (5/123) قال: حدثنا ابن نمير، وأبوسعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. «وأبوداود» (4447) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي (4448) قال: حدثنا محمد ابن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. و «ابن ماجة» (2558، 2327) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. و «النسائي» في الكبري «تحفة الأشراف» (1771) عن محمد بن العلاء، عن أبي معاوية. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، عن أبي معاوية. ثلاثتهم - أبو معاوية، ووكيع، وعبد الواحد - عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، فذكر هـ. الحديث: 596 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 597 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: {ومن لم يحكم بما أنزل اللَّه فأولئك هم الكافرون} إِلى قوله: {الفاسقون} ؛ هذه الآيات الثلاث نزلت في اليهود خاصة: قريظة، والنضير. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3576) في الأقضية، باب في القاضي يخطئ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تخريجه في الذي بعده. الحديث: 597 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 598 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان قُريْظةُ والنضيرُ: - وكان النضير أَشرفَ من قريظة - فكان إذا قَتَلَ رجلٌ من قريظة رجلاً من النضير: قُتِلَ به، وإذا قتلَ رجلٌ من النضير رجلاً من قريظة، فُودِيَ بمائَةِ وَسْقٍ منْ تَمرٍ، فلما بُعِثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: قَتَلَ رجلٌ من النضير رجلاً من قريظة، فقالوا: ادفَعُوهُ إلينا نقْتُلْهُ، فقالوا: بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وسلم، فأَتَوْهُ، فنزلت: {وإن حَكَمتَ فاحْكُم بينهم بالقِسط} [المائدة: 42] والقسطُ: النفسُ بالنَّفسِ، ثم نزلت {أَفَحُكْمَ الجاهلية يَبْغُونَ} [المائدة: 50] . هذه رواية أبي داود والنسائي. [ص: 118] ولأبي داود قال: {فإن جاءوك فَاحْكم بَيْنَهُمْ أوْ أعْرِضْ عنهم} [المائدة: 42] فنسِختْ قال: {فاحكم بينهم بما أَنزلَ اللهُ} . وفي أخرى لهما قال: لما نزلت هذه الآية {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أَعْرض عنهم وإن تُعرضْ عنهم فلن يَضُرُّوك شيئاً وإن حكمت فَاحْكُمْ بينهم بالقسط إنَّ الله يحب المقسطين} قال: كان بنو النضير إذا قتلوا من بني قريظة: أَدَّوْا نِصْفَ الدِّيةِ وإذا قَتلَ بنو قريظةَ من بني النضير: أَدَّوْا إليهم الدية كاملة، فسوَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينهم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فودي بمائة) الفدية: ما يعطاه أهل القتيل عوض الدم. (وسق) الوسق: ستون صاعاً، والصاع قد تقدم ذكره. (يبغون) يطلبون، والبِغَاء الطلب.   (1) أبو داود رقم (4494) في الديات، باب النفس، وفي الأقضية رقم (3591) ، باب الحكم بين أهل الذمة، والنسائي 8 / 18 في القسامة، باب تأويل قول الله تعالى: {وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط} ، وأخرجه أحمد رقم (3434) ، والطبري رقم (11974) ، وإسناده حسن، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند الطبري، وداود بن الحصين لم ينفرد به عن عكرمة، بل تابعه سماك عند أبي داود والنسائي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/246) (2212) قال حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. و «أبو داود» (3576) قال حدثنا إبراهيم من حمزة بن أبي يحيى الرملي قال حدثنا زيد بن أبي الزرقاء كلاهما -إبراهيم بن أبي العباس. وزيد بن أبي الزرقاء - عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبه فذكره ورواية زيد بن أبي الزرقاء مختصرة على «ومن لم يحكم بها أنزل الله فأولئك هم الكافرون - إلى قوله الفاسقون هؤلاء الآيات الثلاث نزلت في اليهود خاصة في قريظة والنضير» . الحديث: 598 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 599 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحْرَسُ ليْلاً، حتى نزل {واللَّهُ يَعْصِمُكَ من النَّاس} [المائدة: 67] فأخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسهُ من القُبَّةِ، فقال لهم: «يا أَيُّها الناسُ، انصرفوا، فقد [ص: 119] عَصمَنِي الله» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3049) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وأخرجه بنحوه ابن جرير (12276) ، وصححه الحاكم 2 / 213 ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ ابن حجر في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (6 المائدة: 4) عن عبد بن حميد، و (6 المائدة: 5) عن نصر بن علي الجهضمي - كلاهما عن مسلم بن إبراهيم عن الحارث بن عبيد عن الجريري به وقال: غريب وروي بعضهم هذا عن الجريري عن ابن شقيق قال: كان النبي ولم يذكرو ا «عائشة» . الحديث: 599 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 600 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللهِ، إني إذا أصبْتُ اللحمَ انتشرْتُ للنساء، وأخذَتني شهْوَتي فحَرَّمتُ عليَّ اللَّحْمَ، فأنزل الله تعالى: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبات ما أحلَّ الله لكم ولا تعتدوا إنَّ الله لا يحب المعتدين. وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً} [المائدة: 87، 88] . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3052) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وقال: هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم من غير حديث عثمان بن سعد مرسلاً ليس فيه عن ابن عباس، ورواه خالد الحذاء عن عكرمة، وأخرجه الطبري رقم (12350) ، وأخرج البخاري 8 / 207 من حديث عبد الله بن مسعود قال: كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء، فقلنا: ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك، فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب، ثم قرأ {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3054) قال حدثنا عمرو بن علي الفلاس قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عثمان بن سعد قال حدثنا عكرمة فذكره. الحديث: 600 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 601 - (م ت) ابن مسعود- رضي الله عنه - قال: لما نزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جُناحٌ فيما طَعِمُوا ... } الآية [المائدة: 93] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قيلَ لي: أَنت منهم» . هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي: قال عبد الله: لما نزلت: - وقرأَ الآية - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنت منهم (1) » .   (1) مسلم رقم (2459) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، [ص: 120] والترمذي رقم (3056) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وأخرجه الطبري (12531) ، والحاكم 4 / 143، 144، وقد قال الطبري في تفسير الآية: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات منكم حرج فيما شربوا من ذلك – أي: من الخمر – في الحال التي لم يكن الله تعالى حرمه عليهم إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم في الفضائل (68: 1) عن منجاب بن الحارث، وسهل بن عثمان، وعبد الله بن عامر ابن زرارة وسويد بن سعيد والوليد بن شجاع خمستهم عن علي بن مسهر عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. والترمذي فيه التفسير (16 المائدة: 15) عن سفيان بن وكيع والنسائي فيه التفسير عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي كلاهما عن خالد بن مخلد عن علي بن مسهر به وقال الترمذي حسن صحيح تحفة الأشراف (7/102) . الحديث: 601 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 602 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: مات رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تحرَّمَ الخمرُ، فلما حُرِّمت الخمر، قال رجالٌ: كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر؟ فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طَعِموا إذا ما اتَّقَوْا وآمنوا وعملوا الصالحات} [المائدة:93] .أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3054) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أبو داود الطيالسي 2 / 18، والطبري رقم (12529) ، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان رقم (1740) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3050) قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل وفي (3051) قال حدثنا بندار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة، وكلاهما -إسرائيل، وشعبة - عن أبي إسحاق فذكره. الحديث: 602 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 603 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالوا: يا رسول الله، أَرأيتَ الذين ماتوا وهم يشربون الخمر، لما نزل تحريم الخمر؟ فنزلت: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طَعِموا إذا ما اتَّقَوْا وآمنوا وعملوا الصالحات} . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3055) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وإسناده حسن، وقال: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/234) (2088) قال حدثنا وكيع وفي (1/272) (2452) وفي (1/295) (3691) قال حدثنا أسود بن عامر- شاذان - وفي (1 /304) (2775) قال حدثنا خلف بن الوليد، و «الترمذي» 3052) قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا عبد العزيز بن أبي رزمة. أربعتهم - وكيع، وأسود، وخلف،وعبد العزيز - عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة فذكره. الحديث: 603 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 604 - (د) ابن عباس - رضي الله عنه -: قال: {يا أَيُّها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سُكارَى حتى تعلموا ما تقولون} [النساء: 44] [ص: 121] و {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثْمٌ كبير ومنافع للناس} [البقرة: 219] نسخَتها التي في المائدة {إنما الخمر والميسر والأنصابُ والأزْلام رِجْسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة: 90] . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الميسر) القمار. (والأنصاب) الأحجار التي كانوا ينصبونها، ويذبحون عليها لأصنامهم، وقيل: هي الأصنام.   (1) رقم (3672) في الأشربة، باب تحريم الخمر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في الأشربة (1: 4) الحديث تحفة الأشراف (5/178) . الحديث: 604 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 605 - (ت د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنه قال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانَ شِفاءٍ، فنزلت التي في البقرة: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثْمٌ كبير ومنافع للناس ... } الآية فدُعِيَ عمر، فقُرِئت عليه، فقال: «اللهم بَيِّن لنا في الخمر بيانَ شِفاءٍ» فنزلت التي في النساء {يا أيُّها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سُكارَى حتى تعلموا ما تقولون} فدُعِيَ عمرُ، فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاءٍ، فنزلت التي في المائدة {إنما يريدُ الشيطانُ أن يُوقِع بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمر والميسر ويَصُدَّكُم عن ذِكر اللَّهِ وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [المائدة: 91] فدُعي [ص: 122] عمر فقُرئتْ عليه، فقال: انتهينا، انتهينا. أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي. إلا أن أبا داود زاد بعد قوله: {وأَنتم سكارى} : فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أقيمت الصلاة ينادي: ألا لا يَقْرَبَنَّ الصلاةَ سكرانٌ. وعنده: «انتهينا» ، مرة واحدة (1) .   (1) الترمذي رقم (3053) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وأبو داود رقم (3670) في الأشربة، باب تحريم الخمر، والنسائي 8 / 286 و 287 في الأشربة، باب تحريم الخمر، وإسناده حسن، وأخرجه أحمد رقم (378) ، والطبري رقم (12512) ، والبيهقي 8 / 285، والنحاس في " الناسخ والمنسوخ " ص 39، وصححه الترمذي وابن المديني، والحاكم 2 / 278، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (531) (378) قال: حدثنا خلف بن الوليد. و «أبوداود» (3670) قال: حدثنا عباد بن موسى الختلي، قال: أخبرنا إسماعيل، يعني ابن جعفر، و «الترمذي» (3049) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، و «النسائي» (8/286) قال: أنبأنا أبو داود، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. أربعتهم - خلف، وإسماعيل، ومحمد بن يوسف، وعبيد الله - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، فذكره. أخرجه الترمذي (3049) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، أن عمر بن الخطاب، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء ... فذكر نحوه - يعني مرسلا ثم قال: وهذا أصح من حديث محمد بن يوسف. الحديث: 605 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 606 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: خَطبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خُطْبة ما سمعتُ مثلَها قَطٌّ، فقال: «لو تعلمون ما أعلمُ لضَحِكتم قليلاً، ولبَكَيْتمْ كثيراً» ، قال: فَغَطَّى أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم، ولهم خنين (1) ، فقال رجل: من أبي؟ قال: فلان، فنزلت هذه الآية {لا تسأَلوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسُؤْكُم} [المائدة: آية 101] . وفي رواية أخرى أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغتِ الشمسُ، فصلى الظُّهْرَ، فقام على المنبر فذكر الساعةَ، وذكَرَ أَنَّ فيها أُمُوراً [ص: 123] عظاماً، ثم قال: «من أحبَّ أن يسألَ عن شيءٍ فلْيَسألْ، فلا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتُكم ما دمتُ في مَقامي، فأكثَرَ الناسُ البكاءَ، وأكثر أن يقول: سَلُوا» فقام عبدُ الله بنُ حُذافَةَ السَّهْمِيُّ، فقال: مَن أَبِي؟ فقال: أبوكَ حُذافَةُ، ثم أَكْثَرَ أنْ يقول: سَلُوني، فَبَرَكَ عمرُ على رُكبتيه، فقال: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ نبيّاً، فَسَكَتَ (2) ثم قال: عُرِضَتْ عليَّ الجنةُ والنارُ آنفاً في عُرْض هذا الحائط، فلم أرَ كاليوم في الخير والشَّرِّ قال: ابن شهابٍ: فأخبرني عُبَيْدُ الله بنُ عبد الله بن عُتْبَةَ قال: قالت أم عبد الله بنُ حُذَافة لعبد اللهِ بْنِ حُذافَةَ: ما سمعتُ قَطُّّ أَعَقَّ منك، أمِنْتَ أن تكون أُُمُّكَ قَارفتْ بعضَ ما يُقارفُ أهل الجاهلية فَتَفضَحَهَا (3) على أعين الناس؟ فقال عبد الله بن حذافة: لو ألحقَني بعبدٍ أَسودَ لَلَحِقْتُهُ. وفي أخرى قال: بلغ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيءٌ، فخطَبَ، [ص: 124] فقال: «عُرِضَتْ عليَّ الجنةُ والنَّارُ، فلم أرَ كاليوم في الخير والشَّرِّ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، قال: فما أَتَى على أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومٌ أَشدُّ منه، قال: غَطوْا رءوسهم، ولهم خنينٌ..» ، ثم ذَكَر قيامَ عمر وقولَه، وقولَ الرجل: مَنْ أَبِي؟ ونزولَ الآية. وفي أخرى قال: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتَّى أحْفَوْهُ في المسأَلِة، فصَعِد ذاتَ يومٍ المنبرَ، فقال: لا تسألوني عن شيء إلا بَيَّنْتُهُ لكم، فلما سمعوا ذلك أرَمُّوا (4) ورَهِبُوا أن يكون بين يديْ أمْرٍ قد حَضَرَ، قال أَنس: فجعلتُ أنْظُرُ يميناً وشمالاً، فإذا كلُّ رجلٍ لافٌّ رأسَهُ في ثوبه يَبْكِي، فأنشأ رجل -كان إذا لاحَى يُدْعَى إلى غير أبيه - فقال: يا نبيَّ الله، منْ أبي؟ قال: أبوك حُذافةُ، ثم أنشأ عمر، فقال: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ رسولاً، نعوذُ بالله من الفِتن، فقال رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيتُ في الخير والشر كاليوم قطُّ، إني صُوِّرتْ لي الجنةُ والنارُ، حتى رأيتُهما دون الحائط» . قال قتادة: يُذكرُ هذا الحديثُ عند هذه الآية {لا تسألوا عن أشياء إنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكُمْ} أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي منه طَرفاً يسيراً، قال: قال رجل: يا رسولَ اللهِ، منْ أبي؟ قال: أبوك فلان: فنزلت: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تسألوا عن [ص: 125] أشياء إنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم} (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آنفاً) فعلت الشيء آنفاً، أي: الآن. (الخنين) بالخاء المعجمة، شبيه بالبكاء مع مشاركة في الصوت من الأنف. (عرض) عرض الشيء: جانبه. (المقارفة) هاهنا: الزنا، وهي في الأصل: الكسب والعمل. (أحفوه) الإحفاء في السؤال: الاستقصاء والإكثار. (أرَمُّوا) أرمَّ الإنسان: إذا أطرق ساكتاً من الخوف. (رهبة) الرهبة: الخوف والفزع.   (1) قال النووي 15 / 113: هكذا هو في معظم النسخ " خنين "، ولبعضهم بالحاء المهملة. وممن ذكر الوجهين: القاضي وصاحب التحرير وآخرون، قالوا: معناه بالمعجمة: صوت البكاء: وهو نوع من البكاء دون الانتحاب، وأصله: خروج الصوت من الأنف كالحنين بالمهملة من الفم. وقال الخليل: هو صوت فيه غنة. (2) وفي رواية عند البخاري في كتاب الاعتصام 13 / 230 وعند مسلم في باب توقير النبي صلى الله عليه وسلم " فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله: أولى والذي نفس محمد بيده، لقد عرضت علي الجنة والنار آنفاً ". (3) قال النووي: معناه: لو كنت من زنا فنفاك عن أبيك حذافة فضحتني. وأما قوله: " لو ألحقني بعبد أسود للحقته " فقد يقال: هذا لا يتصور، لأن الزنا لا يثبت به النسب. ويجاب عنه: بأنه يحتمل وجهين: أحدهما: أن ابن حذافة ما كان بلغه هذا الحكم، وكان يظن أن ولد الزنا يلحق بالزاني، وقد خفي هذا على أكبر منه، وهو سعد بن أبي وقاص، حين خاصم في ابن وليدة زمعة، فظن أنه يلحق أخاه بالزنا. والثاني: أنه يتصور الإلحاق بعبد وطئها بشبهة، فيثبت النسب منه. والله أعلم. (4) " أرموا " بفتح الراء وتشديد الميم المضمومة: أي سكتوا، وأصله من المرمة: وهي الشفة؛ أي: ضموا شفاهم بعضها على بعض فلم يتكلموا، ومنه رمت الشاة الحشيش: ضمته بشفتها. (5) البخاري 8 / 211 في تفسير سورة المائدة، باب قوله تعالى {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} ، وفي الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً "، وفي الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال، ومسلم رقم (2359) في الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3058) في التفسير، باب ومن سورة المائدة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/206) ، والبخاري (9/118) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، و «مسلم» (7/93) ، و «الترمذي» (3056) قالا: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي. ثلاثتهم -أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم ومحمد بن معمر - قالوا: حدثنا روح بن عبادة. 2- وأخرجه أحمد (3/210) قال: حدثنا سُليمان، وأبو سعيد مولى بني هاشم. 3- وأخرجه أحمد (3/268) قال: حدثنا عفان. 4- وأخرجه الدارمي (2738) قال: حدثنا أبو الوليد. 5- وأخرجه البخاري (6/68) قال: حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبي. 6- وأخرجه البخاري (8/127) قال: حدثنا سليمان بن حرب. 7- وأخرجه مسلم (7/92) قال: حدثنا محمود بن غيلان، ومحمد بن قدامة السلمي، ويحيى بن محمد اللؤلؤي، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1608) عن محمود بن غيلان، ثلاثتهم عن النضر ابن شميل. ثمانيتهم -روح، وسليمان بن داود، وأبو سعيد، وعفان، وأبو الوليد، والوليد بن عبد الرحمن، وسليمان بن حرب والنضر -عن شعبة، عن موسى بن أنس، فذكره. (*) رواية روح مختصرة على سؤال الرجل، ونزول الآية. (*) رواية سليمان بن داود، وأبي سعيد، وعفان، وأبي الوليد، وسليمان بن حرب مختصره علي «لو تعلمون ماأعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ... » . الحديث: 606 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 607 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كان قومٌ يَسْأَلونَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استهزاءاً، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقولُ الرجلُ، تَضِلُّ ناقَتُهُ: أَين ناقتي؟ فأنزل اللهُ تعالى فيهم هذه الآية {يا أيُّها الذين آمنوا لا تسأَلوا عن أشياء إنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكُمْ ... } الآية كلها. أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 212 في تفسير سورة المائدة، باب قوله تعالى {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} ويفهم [ص: 126] من مجموع ما تقدم من الأحاديث وغيرها أن هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب مسائل كان يسألها إياه أقوام امتحاناً له أحياناً واستهزاءاً أحياناً، فيقول له بعضهم " من أبي؟ " ويقول له بعضهم إذا ضلت ناقته " أين ناقتي؟ " فقال لهم تعالى ذكره: لا تسألوا عن أشياء من ذلك إن أبدينا لكم حقيقة ما تسألون عنه ساءكم إبداؤها وإظهارها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/68) قال حدثنا الفضل بن سهل، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا أبو الجويرية فذكره. الحديث: 607 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 608 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أَشياء كَرِهَها، فلما أُكْثِرَ عليه غَضِبَ، ثم قال للناس: سلوني عما شئتم، فقال رجل: من أبي؟ فقال: أبوك حُذافةُ، فقام آخر، فقال: يا رسولَ الله، منْ أبي؟ قال:أبوك سالمٌ مولى شيبةَ، فلما رأى عمرُ بن الخطاب ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغَضَبِ، قال: يا رسول اللهِ، إنَّا نتوبُ إلى الله عز وجل. أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 1 / 168 في العلم، باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره، وفي الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه، ومسلم رقم (2360) في الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/34) قال حدثنا محمد بن العلاء. في (9/117) قال حدثنا يوسف بن موسى،و «مسلم» (7/94) قال حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني. ثلاثتهم - محمد بن العلاء، ويوسف بن موسى، وعبد الله بن براد - قالوا حدثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي بردة فذكره. الحديث: 608 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 609 - (خ م) سعيد بن المسيب -رحمه الله -: قال: البَحيِرَةُ: التي يُمنعُ دَرُّها لِلطَّواغيت، فلا يَحْلِبهُا أحدٌ من الناس، والسائبة: كانوا يُسَيِّبونها لآلهتهم، لا يُحمَل عليها شيء، وقال: قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيتُ عمرو ابن عامر الخزاعي يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّار، وكان أولَ من سَيَّبَ السوائب» . والوصيلة: الناقَةُ البكر تُبَكِّرُ في أول نِتاجِ الإبل بأُنْثى، ثم تُثَنِّي بعدُ بأُنثى، وكانوا يسيِّبونها لطواغيتهم إن وصَلَتْ إحداهما بالأخرى، ليس بينهما ذَكَر، والحام: فحلُ الإبل يَضْرِبُ الضِّرابَ [ص: 127] المعدود، فإذا قضَى ضِرابَهُ، وَدَعُوه للطَّواغيت، وأَعْفَوْه من الحمل، فلم يُحْمَل عليه شيءٌ، وسمَّوْهُ الحاميَ. وفي رواية قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيتُ عمرو بنَ لُحَيٍّ بْن قَمَعَةَ بن خِنْدِفٍ، أخا بني كعبٍ، وهو يَجُرُّ قُصْبَهُ في النار» . وفي أخرى مثله، وقال «أبو خزاعة» (1) أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البحيرة والسائبة) كانت العرب إذا تابعت الناقة بين عشر إناث. لم يُركب ظهرها، ولم يُجزّ وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف، وهي السائبة، أي أنهم يسيِّبونها ويخلُّونها لسبيلها، فما نتجت بعد ذلك من أنثى: شقوا أذنها، وخلوا سبيلها مع أمها في الإبل، وحرم منها ما حرم من أمها، وهي البحيرة بنت السائبة. والبحيرة: هي المشقوقة الأذن، وقيل: البحيرة كانوا إذا ولد لهم سَقْب، بَحَروا أذنه، وقالوا: اللهم إن عاش ففتيّ، وإن مات فذكي، فإذا مات أكلوه. [ص: 128] وأما السائبة: فكان الرجل يُسيِّب من ماله، فيجيء به إلى السدنة، فيدفعه إليهم، فيطعمون منها أبناء السبيل، إلا النساء، فلا يطعمونهن منها شيئاً حتى يموت، فيأكله الرجال والنساء جميعاً. (دَرُّهَا) الدَّر: اللبن. (للطواغيت) والطواغيت: الأصنام التي كانوا يعبدونها، واحدها: طاغوت. (قُصْبَه) القُصْب: المِعَى. وجمعها: الأقصاب.   (1) يعني أن خندفاً هو أبو خزاعة قاله الحافظ. (2) البخاري 6 / 399 و 400 في الأنبياء، باب قصة خزاعة، وفي تفسير سورة المائدة، باب {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} ، ومسلم رقم (2856) في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/366) قال: حدثنا الخزاعي. قال: أخبرنا ليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، و «البخاري» (4/224 6/69) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/68) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان. و «مسلم» (8/155) قال: حدثني عمرو الناقد وحسين الحلواني وعبد بن حميد،. قال عبد: أخبرني. وقال الآخران: حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي عن صالح. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13177) عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان. ثلاثتهم - يزيد بن الهاد، وشعيب، وصالح - عن ابن شهاب الزهري. قال: سمعت سعيد بن المسيب فذكره. وأخرجه أحمد (2/275) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر.، عن الزهري، عن أبي هريرة، فذكره نحوه، ليس فيه الكلام الذي في أول الحديث. الحديث: 609 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 610 - (خ) عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً، ورأيت عَمْراً يجر قُصْبَه في النار، وهو أول من سيَّب السوائب» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يحطم) الحطم: الكسر   (1) 8 / 214 في التفسير، باب {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (5: 12: 2) عن محمد بن أبي يعقوب الكرماني عن حسان ابن إبراهيم عن يونس. الحديث: 610 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 611 - (خ) ابن مسعود - رضي الله عنه -: إنَّ أهل الإسلام لا يسيِّبونَ، وإن أَهل الجاهليَّةِ كانوا يُسَيِّبُونَ. أخرجه البخاري (1) .   (1) 12 / 35 في الفرائض، باب ميراث السائبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/191) قال حدثنا قبية بن عقبة قال حدثنا سفيان بن أبي قيس عن هزيل فذكره. ومعناه في العبد يعتق سائبة فيموت وله مال وليس له وارث انظر: «فتح الباري» (12/41) . الحديث: 611 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 612 - (خ ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: خرج رجلٌ من بني سَهْم مع تمِيمٍ الدارِيِّ، وعديِّ بن بدَّاءٍ، فمات السهميُّ بأرضٍ ليس بها مسلمٌ، فلما قَدِمَا بتَرِكته، فَقَدوا جَاماً من فِضَّةٍ مُخَوَّصاً بذهبٍ، فأحْلَفَهُما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثم وُجِدَ الجَامُ بمكة، فقالوا: ابْتَعْناه من تميمٍ وعدي بن بدَّاءٍ، فقام رجُلان من أَوليائه فحلفا: لشهادتُنا أحقُّ من شهادتِهِما، وأنَّ الجامَ لصاحبهم، قال: وفيهم نزلت هذه الآية: {يا أيُّها الذين آمنوا شهادةُ بينِكم إذا حضَرَ أحدَكُم الموتُ} [المائدة: 106] ، أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود (1) .   (1) البخاري 5 / 308 في الوصايا، باب قول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} ، والترمذي رقم (3062) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وأبو داود رقم (3606) في الأقضية، باب شهادة أهل الذمة، وفي الوصية في السفر، وأخرجه البيهقي 10 / 165، والطبري رقم (12966) ، وقد جاء في " شرح المفردات " ص 333: إذا كان مسلم مع رفقة كفار مسافرين ولم يوجد غيرهم من المسلمين، فوصى وشهد بوصيته اثنان منهم، قبل شهادتهما، ويستحلفان بعد العصر: لا نشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى، ولا نكتم شهادة الله، وأنها وصية الرجل بعينه، فإن عثر على أنهما استحقا إثماً، قام آخران من أولياء الموصي فحلفا بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما ولقد خانا وكتما، ويقضى لهم. قال ابن المنذر: وبهذا قال أكابر العلماء. وممن قاله، شريح، والنخعي والأوزاعي، ويحيى بن حمزة، وقضى بذلك عبد الله بن مسعود في زمن عثمان، رواه أبو عبيد، وقضى به أبو موسى الأشعري، رواه أبو داود والخلال، وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي: لا تقبل، لأن من لا تقبل شهادته على غير الوصية لا تقبل في الوصية كالفاسق وأولى. ولنا (أي الحنابلة) قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم ... } الآية، وهذا نص الكتاب، وقد قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس، وحمل الآية على أنه أراد: من غير عشيرتكم لا يصح، لأن الآية نزلت في قصة عدي وتميم بلا خلاف بين المفسرين، ودلت عليه الأحاديث، ولأنه لو صح ما ذكروه لم تجب الأيمان لأن الشاهدين من المسلمين لا قسامة عليهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري وأبو داود في الوصايا (35) وقال لي علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. قال وقال على لا أعرف محمد بن أبي القاسم وقال على هو حديث حسن وفي القضايا (19: 2) عن الحسن بن علي -والترمذي في التفسير (المائدة: 20) عن سفيان بن وكيع - كلاهما عن يحيى بن آدم به وقال (حسن غريب وهو حديث ابن أبي زائدة الأشراف (4/425) . الحديث: 612 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 613 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه -: قال: عن تميمٍ الداري في هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا شهادةُ بينِكم إذا حضَر أحدَكُمُ الموتُ} قال: بَرِئ الناسُ منها غيري وغير عَدِي بن بدَّاء وكانا نصرانيَّيْن يختلفان إلى الشام قبل الإسلام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني سهمٍ يقال له: بُدَيل بن أبي مريم بتجارةٍ، ومعه جامٌ من فضةٍ، يريد به الملك، وهو عُظْمُ تجارته، فمرض، فأوصى به إليهما، وأمر أن يُبْلِغا ما ترك أَهلَه، قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجامَ، فبعناه بألف درهمٍ، ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بدَّاء، فلما قَدِمنا إلى أهله، دفعنا إليهم ما كان معنا، ففقدوا الجام، فسألونا عنه؟ فقلنا: ما ترك غير هذا، وما دفع إلينا غيره، قال تميم: فلما أسلمتُ بعد قُدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، تأثَّمتُ من ذلك، فأتيْتُ أهلَه، فأخبرتُهم الخبرَ، وأدَّيْتُ إليهم خمسمائة درهم، وأخبرتُهم أنَّ عند صاحبي مِثْلَها، فأَتوْا به رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فسألهم البَيِّنة، فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفُوهُ بما يَعْظُم به على أَهل دينه. فحلف، فأنزل الله: {يأيها الذين آمنوا شهادةُ بينِكم إذا حضَر أحدَكُمُ الموتُ} إلى قوله {أو يخافوا أن تُردَّ أَيْمانٌ بعد أَيْمانهم} فقام عمرو بن العاص، ورجلٌ آخر، فحلفا، فَنُزِعَتِ الخمسمائة درهم من عدي بن بدَّاء. أخرجه الترمذي، وقال: إنه غريب، وليس إسناده بصحيح (1) . [ص: 131] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تأثمت) التأثم: تفعل من الإثم، فإما أنه فعل ما يخرج به من الإثم، أو أنه اعتدَّ ما فعلَه إثماً.   (1) رقم (3061) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وتمام كلامه: وأبو النضر (يريد أحد رواته) [ص: 131] الذي روى عنه محمد بن إسحاق هذا الحديث هو عندي محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر، وقد تركه أهل العلم بالحديث وهو صاحب التفسير سمعت محمد بن إسماعيل يقول: محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر، ولا نعرف لسالم أبي النضر المدني رواية عن أبي صالح باذان مولى أم هانئ، وقد روي عن ابن عباس شيء من هذا على الاختصار من غير هذا الوجه، ثم ساق الترمذي الأثر السالف بإسناده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (المائدة 5: 19) عن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني عن محمد ابن سلمة الحراني عن محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق عن أبي النضر عن باذان - مولى أم هانئ - عن ابن عباس به. وقال: غريب. وليس إسناده صحيح، وأبو النضر الذي روى عنه ابن إسحاق هو عندي «محمد بن السائب الكلبي» سمعت محمدا يقول: محمد بن السائب يكني أبا النضر ولا نعرف لأبي النضر سالم رواية عن أبي صالح - مولى أم هانئ. الحديث: 613 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 614 - (ت) عمار بن ياسر -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُنزلت المائدة من السماء خبزاً ولحماً، وأُمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغدٍ فخانوا، وادَّخروا ورفعوا لغدٍ،فمسخوا قردة وخنازير» أخرجه الترمذي، وقال: وقد روي عن عمار بن ياسر من غير طريق موقوفاً (1) .   (1) رقم (3063) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وإسناده حسن، وقال الترمذي عقب إخراجه: هذا حديث غريب رواه أبو عاصم وغير واحد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن خلاس عن عمار موقوفاً، ولا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الحسن بن قزعة. ثم قال: حدثنا حميد بن مسعدة أخبرنا سفيان بن حبيب، عن سعيد بن أبي عروبة نحوه ولم يرفعه، وهذا أصح من حديث الحسن بن قزعة، ولا نعلم للحديث المرفوع أصلاً. وأخرجه الطبري رقم (13012) و (13014) مرفوعاً وموقوفاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3061) قال الحسن بن قزعة قال: حدثنا سفيان بن حبيب، قال حدثنا سعيد، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث قد رواه أبو عاصم وغير واحد عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن خلاس، عن عمار بن ياسر. موقوفا. ولانعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسن بن قزعة: حدثنا حميد ابن مسعدة، قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن سعيد بن أبي عروبة. نحوه ولو يرفعه. وهذا أصح من حديث الحسن بن قزعة. ولا نعلم للحديث المرفوع أصلا. الحديث: 614 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 سورة الأنعام 615 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أنَّ أَبا جهل قال للنبي [ص: 132] صلى الله عليه وسلم: إنا لا نُكذِّبك ولكن نكذِّبُ بما جئتَ به، فأنزل الله فيهم: {فإنَّهمْ لا يُكذِّبونَك (1) ، ولكِنَّ الظالمِينَ بآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 32] . أخرجه الترمذي [من طريقين] (2) .   (1) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة وابن عامر " يكذبونك " بالتشديد وفتح الكاف، وقرأ نافع والكسائي " يكذبونك "بالتخفيف وتسكين الكاف، وفي معنى القراءة الثانية قولان: أحدهما: لا يلفونك كاذباً، قاله ابن قتيبة، والثاني: لا يكذبون الشيء الذي جئت به، إنما يجحدون آيات الله ويتعرضون لعقوباته. (2) رقم (3066) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام، ثم رواه هو والطبري مرسلاً عن ناجية بن كعب الأسدي دون ذكر علي وقال: وهذا أصح (يعني المرسل) ، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 2 / 315 موصولاً بإسناد آخر غير إسناد الترمذي، وصححه على شرط الشيخين، قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في " عمدة التفسير " 5 / 25: فالوصل زيادة من ثقتين، فهي مقبولة على اليقين. وقد تعقب الذهبي تصحيح الحاكم إياه على شرط الشيخين بأنهما لم يخرجا لناجية شيئاً، وهذا صحيح، فإن الشيخين لم يخرجا لناجية بن كعب شيئاً، ولكنه تابعي ثقة، فالحديث صحيح وإن لم يكن على شرطهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3064) قال: حدثنتا أبو كريب، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، وع وعن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، فذكره. وأخرجه الترمذي (3064) أيضا قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية، أن أباجهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم ... فذكر نحوه، ولم يذكر فيه (عن علي) وهذا أصح. الحديث: 615 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 616 - (م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: كُنَّا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ نفرٍ، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطْرُدْ هؤلاءِ لا يَجْتَرئون علينا، قال: وكنتُ أَنا وابُن مسعودٍ ورجل من هُذَيْل وبلالٌ ورَجُلاَن - لستُ أَسمِّيهِما - فوَقَعَ في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقعَ، فحدَّثَ نفسَه، فأنزل الله: {ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغدَاةِ والعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} . [الأنعام: 52] . أخرجه مسلم (1) . [ص: 133] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يجترئون) الاجتراء: افتعال من الجرأة، وهي الإقدام في الشيء والسرعة إليه.   (1) رقم (2413) في فضائل الصحابة، باب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وأخرجه الطبري (13263) ، وابن ماجة بنحوه رقم (4128) ، وأخرجه السيوطي في " الدر المنثور " 3 / 13 -[133] – وزاد نسبته لأحمد والفريابي وعبد بن حميد والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه والحاكم وأبي نعيم في " الحلية " والبيهقي في " دلائل النبوة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه عبد بن حميد (131) قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان، قال: حدثنا إسرائىل. و «مسلم» (7/127) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن إسرائيل. و «ابن ماجة» (824 (r)) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا قيس بن الربيع. و «النسائي» في - فضائل الصحابة - (116) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال حدثنا سفيان. وفي (162، 133) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل. وفي (160) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم -إسرائيل، وسفيان، وقيس - عن المقدام بن شريح، عن أبيه فذكره. الحديث: 616 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 617 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -:في هذه الآية: {قُلْ هو القادر على أَن يبعثَ عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أَرجلكم} [الأنعام: 65] فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أمَا إنَّها لكائنة، ولم يأتِ تأويلُها بعدُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3068) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام، وفي سنده أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم النسائي الشامي وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (7 الأنعام: 4) عن الحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص. وقال:غريب. الحديث: 617 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 618 - (خ ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما نزلت: {قُلْ هو القادرُ على أَن يَبْعَثَ عليكم عذاباً من فوقكم} قال: أعوذ بوجهك {أو من تحت أرجلكم} قال: أَعوذ بوجهك، قال: فلما نزلت: {أو يَلبِسَكم شِيَعاً ويُذيقَ بعضَكم بأسَ بعضٍ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هاتانِ أهوَن، أو أيسرُ» . أخرجه البخاري. وفي رواية الترمذي: «هاتانِ أهْوَن، أو هاتان أيسرُ» (1) . [ص: 134] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يلبسكم شيعاً) الشِّيع: جمع شيعة، وهي الفرقة من الناس، واللبس: الخلط، والمراد: أنه يجعلكم فرقاً مختلفين.   (1) البخاري 8 / 218 في تفسير سورة الأنعام، باب قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم} ، وفي الاعتصام، باب قول الله تعالى: {أو يلبسكم شيعاً} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} ، والترمذي رقم (3067) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وأخرجه الطبري رقم (13366) بنحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1259) . وأحمد (3/309) . و «البخاري» (9/125) قال: حدثنا علي بن عبد الله. و «الترمذي» (3065) قال: حدثنا ابن أبي عمر أربعتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وابن أبي عمر - قالوا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه البخاري (6/71) . وفي «خلق أفعال العباد» (40) قال: حدثنا أبو النعمان. وفي (9/148) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (2516) عن قتيبة، ومحمد بن النضر بن مساور، ويحيى بن حبيب بن عربي. أربعتهم - أبو النعمان، وقتيبة، وابن النضر، ويحيى بن حبيب - عن حماد بن زيد. 3- وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2568) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر بن راشد. ثلاثتهم - سفيان، وحماد، ومعمر - عن عمرو، فذكره. الحديث: 618 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 619 - (خ م ت) ابن مسعود - رضي الله عنه – قال: لما نزلت {الذين آمنوا ولم يَلبِسوا (1) إيمانَهُمْ بظلم} [الأنعام: 82] شَقَّ ذلك على المسلمين، وقالوا: أيُّنَا لا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس ذلك، إنَّما هو الشِّركُ، أَلم تَسمَعُوا قولَ لقمان لابنه» : {يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ باللَّه إنَّ الشِّرْكَ لظُلْمٌ عظيم} [لقمان: 13] . وفي أخرى: «ليس هو كما تظنُّونَ، إنما هو كما قال لقمان لابنه» . وفي أخرى: «ألم تسْمَعُوا قولَ العَبْدِ الصالِح» . أخرجه البخاري، ومسلم [ص: 135] والترمذي (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": أي لم يخلطوا، تقول: لبست الأمر - بالتخفيف -، ألبسه بالفتح في الماضي، والكسر في المستقبل، أي: خلطته، وتقول: لبست الثوب - ألبسه - بالكسر في الماضي، والفتح في المستقبل. وقال محمد بن إسماعيل التيمي في شرحه: خلط الإيمان بالشرك لا يتصور، فالمراد: أنهم لم تحصل لهم الصفتان: كفر متأخر عن إيمان متقدم، أي: لم يرتدوا، ويحتمل أن يراد أنهم لم يجمعوا بينهما ظاهراً وباطناً، أي: لم ينافقوا. وهذا أوجه ... وفي المتن من الفوائد: الحمل على العموم، حتى يرد دليل الخصوص، وأن النكرة في سياق النفي تعم، وأن الخاص يقضي على العام، والمبين عن المجمل، وأن اللفظ يحمل على خلاف ظاهره لمصلحة دفع التعارض، وأن درجات الظلم تتفاوت، وأن المعاصي لا تسمى شركاً، وأن من لم يشرك بالله شيئاً فله الأمن وهو مهتد. فإن قيل: فالعاصي قد يعذب، فما هو الأمن والاهتداء الذي حصل له؟ فالجواب: أنه آمن من التخليد في النار، مهتد إلى طريق الجنة. (2) البخاري 1 / 81 و 82 في الإيمان، باب ظلم دون ظلم، وفي الأنبياء، باب قوله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وباب قوله تعالى {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله} ، وفي تفسير سورة الأنعام، باب {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} ، وفي تفسير سورة لقمان، وفي استتابة المعاندين والمرتدين في فاتحته، وباب ما جاء في المتأولين، ومسلم رقم (124) في الإيمان، باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده، والترمذي رقم (3069) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (3589) و (4031) و (4240) ، والطبري رقم (13476) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/378) (3589) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/424) (4031) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/444) (4240) قال: حدثنا وكيع. «والبخاري» (1/15) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثني بشر بن خالد أبو محمد العسكري، قال حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي (4/171) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (4/198) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/198) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وفي (6/71) قال: حدثني محمد بن بشار قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (6/143) و (9/17) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (9/23) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع (ح) وحدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» (1/80) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وأبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى، وهو ابن يونس (ح) وحدثنا مِنجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا ابن مُسْهِر (ح) وحدثنا أبو كُريب، قال: أخبرنا ابن إدريس. و «الترمذي» (3067) قال: حدثنا علي بن خَشْرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9420) عن علي بن خَشْرم، عن عيسى بن يونس. (ح) وعن بشر بن خالد، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. تسعتهم -أبو معاوية، وعبد الله بن تميز، ووكيع، وشعبة، وحفص بن غياث، وعيسى بن يونس، وجرير، وعبد الله بن إدريس، وعلي بن مسهر- عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. * قال أبو كريب: قال ابن إدريس: حدثنيه أولا أبي، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش، ثم سمعته منه. (صحيح مسلم) . * صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عند البخاري. الحديث: 619 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 620 - (ت د س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: أتى نَاسٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، أَنأكلُ ما نقتلُ ولا نأكل ما يقتلُ اللهُ؟ فأنزل الله {فكُلوا مِمَّا ذُكِرَ اسمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إن كُنتم بآياته مُؤمِنينَ. وما لكمْ ألَّا تأكلُوا مِمَّا ذْكَرِ اسمُ اللَّه عليه وقد فَصَّل لكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكمْ إلا ما اضْطُّرِرْتُمْ إلَيْهِ وإنَّ كثيراً ليُضِلُّون بأهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إنَّ رَبَّك هُوَ أعْلَمُ بالْمُعْتَدِين. وذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وبَاطِنَه إنَّ الذينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ. ولا تأكُلوا مِمَّا لم يُذْكرِ اسْمُ اللَّه عليه وإنَّهُ لَفِسْقٌ وإنَّ الشياطينَ لَيُوحُونَ إلى أوْلِيائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وإنْ أطَعْتُمُوهُمْ إنكُمْ لمُشْرِكون} [الأنعام: 118 - 121] . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: نأكلُ مما قَتَلْنَا، ولا نأكل مما قَتلَ الله؟ فنزلت: {ولا تأكُلوا مِمَّا لم يُذْكرِ اسْمُ اللَّه عليه} [الأنعام: 121] إلى آخر الآية. [ص: 136] وفي أخرى له: في قوله: {وإنَّ الشياطينَ لَيُوحُونَ إلى أوْلِيائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام: 121] قال: يقولون: ما ذَبحَ الله - يعنون الميتَةَ - لم لا تأكلونه؟ فأنزل الله {وإنْ أطَعْتُمُوهُمْ إنكُمْ لُمشْرِكون} ثم نزل: {ولا تأكُلوا مِمَّا لم يُذْكرِ اسْمُ اللَّه عليه} . وفي رواية أخرى قال: {فكُلوا مِمَّا ذُكِرَ اسمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} ، {ولا تأكُلوا مِمَّا لم يُذْكرِ اسْمُ اللَّه عليه} . فنُسِخَ، واستُثني من ذلك، فقال: {وطعامُ الذين أوتوا الكتاب حِلٌّ لكم وطعامُكم حِلٌّ لهم} [المائدة: 5] . وفي رواية النسائي: في قوله: {ولا تأكُلوا مِمَّا لم يُذْكرِ اسْمُ الله عليه} قال: خاصَمهمُ المشركون، فقالوا: ما ذَبحَ الله لا تأكلُونه وما ذبحتُم أَنتم أَكلتُمُوه؟ (1) .   (1) الترمذي رقم (3071) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام وحسنه، وفيه عطاء بن السائب وقد رمي بالاختلاط والراوي عنه وهو زياد بن عبد الله البكائي فيه لين، وأبو داود رقم (2817) ، وإسناده لا بأس به، و (2818) وفي سنده سماك، وفي روايته عن عكرمة اضطراب، و (2819) في الأضاحي، باب ذبح أهل الكتاب، والنسائي 7 / 237، وإسناده حسن، في الأضاحي، باب تأويل قول الله عز وجل: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} وطرق هذا الحديث يشد بعضها بعضاً فيتقوى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في الذبائح (بل في الضحايا 13: 3) عن عثمان بن أبي شيبة عن عمران بن عيينة، والترمذي في التفسير (7 الأنعام: 7) عن محمد بن موسى الحرشي البصري عن زياد بن عبد الله الكبائي كلاهما عنه عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال الترمذي: حسن غريب رواه بعضهم عن عطاء عن سعيد عن النبي مرسلا تحفة الأشراف (4/430) . الحديث: 620 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 621 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: إذا سَرَّكَ أن تَعْلَمَ جهلَ العرب (1) ، فاقْرَأْ ما فوقَ الثلاثين ومائة من سورة الأنعام {قد خَسِرَ الذي قتلوا أَولادهم سَفَهاً بغير علم وحَرَّموا مَا رَزَقَهُمُ اللَّه افتراءً على اللَّه قد [ص: 137] ضَلُّوا وما كانوا مُهْتَدِينَ} . أخرجه البخاري (2) .   (1) أي: في الجاهلية قبل الإسلام. (2) 6 / 401 في الأنبياء، باب قصة زمزم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في مناقب قريش (المناقب 13) عن أبي النعمان عن أبي عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.. الحديث: 621 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 622 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: من سرَّه أَنْ ينظُرَ إلى الصحيفة التي عليها خاتَمُ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فليقرأ هؤلاء الآيات: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ ربُّكُمْ عليْكم أَلَّا تُشْرِكوا به شيئاً وبالوَالِدَيْنِ إحْسَاناً ولا تَقْتُلوا أَوْلادَكم مِنْ إِملاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وإِيَّاهم ولا تَقْربُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْها ومَا بَطَنَ ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّه إلا بالحقِّ ذَلِكمْ وصَّاكمْ بِهِ لَعَلَّكم تَعْقِلونَ. ولا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيم إلا بالتي هي أَحْسنُ حتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وأوْفُوا الكَيْلَ والمِيزَانَ بالقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إلا وُسعَها وإذا قُلْتُم فاعْدِلوا ولَوْ كان ذَا قُرْبَى وبِعَهْدِ اللَّه أوْفُوا ذلكم وصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكم تَذكَّرُونَ. وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقيماً فاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [الأنعام: 151، 153] . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3072) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام، وقال: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (7 الأنعام: 8) عن الفضل بن الصباح البغدادي عن ابن فضيل عن داود الأودي عن عبد الرحمن عن علقمة عن ابن مسعود. وقال حسن غريب، تحفة الأشراف (7/113) . الحديث: 622 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 623 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثٌ إذا خَرجنَ لا ينْفَعُ نفساً إيمانُها لم تكن آمنتْ من قبلُ: طُلوعُ الشَّمْسِ من مغربها، والدَّجَّالُ، ودابَّةُ الأرض» . أخرجه مسلم والترمذي (1) . [ص: 138] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دابة الأرض) هي التي ذكرت في أشراط الساعة وعلاماتها، وهي دابة تخرج من جبل الصفا، يتصدع فتخرج منه، وقيل: من أرض الطائف. طولها: ستون ذراعاً، وهي ذات قوائم ووبر، وقيل: هي مختلفة الخلقة، تشبه عدة من الحيوانات، معها عصا موسى، وخاتم سليمان عليهما السلام، لا يدركها طالب، ولا يعجزها هارب، وتضرب المؤمن بالعصا، وتكتب في وجهه مؤمن، وتطبع الكافر بالخاتم، وتكتب في وجهه كافر، وروي: «أنها تخرج ليلة جمع والناس سائرون إلى منى» .   (1) مسلم رقم (158) في الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، والترمذي رقم (3074) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/445) قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» (1/95) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا وكيع. ح وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق. ح وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن فضيل. و «الترمذي» (3072) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا يعلى بن عبيد. أربعتهم -وكيع، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن فضيل، ويعلى بن عبيد- عن فضيل بن غَزوان الضبي، عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 623 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 624 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {أَوْ يَأْتِيَ بعضُ آياتِ ربِّكَ} [الأنعام: 158] قال: «طُلُوعُ الشَّمْس من مغربها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3073) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام، وأخرجه أحمد 3 / 31، والطبري رقم (14201) ، وفي سنده عطية العوفي، وهو ضعيف. والراوي عنه هو ابن أبي ليلى سيء الحفظ، لكن يشهد له حديث أبي هريرة المتقدم، وحديث صفوان بن عسال عند أحمد 4 / 240، وأبي داود الطيالسي 2 / 220، والطبري رقم (14206) بلفظ: " إن من قبل مغرب الشمس باباً مفتوحاً للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه، فإذا طلعت الشمس من نحوه، لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً "، وإسناده حسن، وحديث أبي ذر عند الطبري رقم (14222) و (14223) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (7 الأنعام: 8) عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن مطرف عن عطية عن سعد بن مالك. وقال: غريب ورواه بعضهم ولم يرفعه تحفة الأشراف (3/424) . الحديث: 624 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 سورة الأعراف 625 - (م س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كانت المرأة تطُوفُ بالبيتِ وهي عُرْيانَةٌ، فتَقُولُ: من يُعِيرُني تطْوَافاً (1) ؟ تَجْعَلُهُ على فرجها، وتقُولُ: اليومَ يَبدُو بعضُهُ أو كُلُّهُ ... وما بَدَا منه فَلا أُحِلُّهُ فنزلت هذه الآية {خذوا زينتَكم عند كُلِّ مسجدٍ} [الأَعراف: 31] أخرجه مسلم والنسائي (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 18 / 162: هو بكسر التاء المثناة: ثوب تلبسه المرأة تطوف به، وكان أهل الجاهلية يطوفون عراة، ويرمون ثيابهم ويتركونها ملقاة على الأرض، ولا يأخذونها أبداً، ويتركونها تداس بالأرجل حتى تبلى، وتسمى: اللقى، حتى جاء الإسلام، فأمر الله تعالى بستر العورة. فقال تعالى: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: 31] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يطوف بالبيت عريان ". (2) مسلم رقم (3028) في التفسير، باب قوله تعالى: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} ، والنسائي 5 / 233 و 234 في الحج، باب قوله عز وجل: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/243) قال: حدثنا محمد بن بشار (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع و «النسائي» (5/233) قال: أخبرنا محمد بن بشار. كلاهما -محمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع- عن محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير فذكره. الحديث: 625 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 626 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {فلما تَجَلَّى ربه للجبل جعله دَكًّا} [الأَعراف: 143] قال حماد: هكذا - وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنْمُلَة إصبعه اليمنى - قال: فساخ الجبلُ {وخَرَّ موسى صَعِقاً} . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 140] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فساخ) ساخت قوائم الدابة في الأرض: إذا غاصت. (فخرَّ) خر إلى الأرض: إذا سقط لوجهه. (صعقاً) الصعقة: الغشي والموت.   (1) رقم (3076) في التفسير، باب ومن سورة الأعراف، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. وأخرجه الطبري رقم (15087) ، وأخرجه أيضاً الطبري رقم (15088) ، والحاكم 2 / 320، وقال: هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/125) قال: حدثنا أبو المثني معاذ بن معاذ العنبري، وفي (3/209) قال: حدثنا روح. و «الترمذي» (3074) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا سليمان بن حرب، وفيه أيضا قال: حدثنا عبد الوهاب الوراق قال: حدثنا معاذ بن معاذ. ثلاثتهم -معاذ، وروح، وسليمان قالوا: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت فذكره. الحديث: 626 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 627 - (ت ط د) مسلم بن يسار الجهني -رحمه الله -: أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه سئل عن قوله تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرَّياتِهم ... } الآية [الأَعراف: 172] قال: سُئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «إن الله تبارك وتعالى خلق آدمَ، ثم مسح ظهرهُ بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقتُ هؤلاء للجنة، وبعمل أَهل الجنة يعملون، ثم مسَحَ ظهره، فاستخرج منه ذرية، فقال: خَلَقتُ هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله، ففيمَ العملُ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا خَلَقَ العبد للجنَّةِ، استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموتَ على عملٍ من أعمال أهلِ الجنة، فيدِخلَهُ به الجنة، وإذا خلق العبْدَ للنَّار، استعمله بعمل أهل النَّار، حتَّى يموت على عملٍ من أعمال أهل النَّار، فيُدْخِلَهُ به النَّار» . أخرجه الموطأ والترمذي وأبو داود (1) . [ص: 141] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذرياتهم) الذريات: جمع الذرية. وهم نسل الإنسان وولده.   (1) الموطأ 2 / 898 و 899 في القدر، باب النهي عن القول بالقدر، والترمذي رقم (3077) في التفسير، باب ومن سورة الأعراف، وأبو داود رقم (4703) في السنة، باب في القدر. وأخرجه أحمد رقم (311) ، والحاكم في المستدرك 1 / 27، والطبري رقم (15357) ، وقال الترمذي: حديث حسن، ومسلم بن يسار: لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن – [141]- يسار وبين عمر رجلاً. وقد ذكر أبو حاتم الرازي بينهما: نعيم بن ربيعة، وكذا رواه أبو داود في سننه عن محمد بن مصفى، عن بقية، عن عمرو بن جعثم القرشي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة قال: كنت عند عمر بن الخطاب: وقد سئل عن هذه الآية - الحديث ... ، قال الحافظ المنذري: قال أبو عمر بن عبد البر النمري: هذا حديث منقطع بهذا الإسناد، لأن مسلم بن يسار هذا، لم يلق عمر بن الخطاب، وبينهما في هذا الحديث نعيم بن ربيعة. وهذا أيضاً مع الإسناد لا تقوم به حجة، ومسلم بن يسار هذا مجهول، وقيل: إنه مدني، وليس بمسلم بن يسار البصري، وقال أيضاً، وجملة القول: إنه حديث ليس إسناده بالقائم، لأن مسلم بن يسار ونعيم بن ربيعة جميعاً غير معروفين بحمل العلم، ولكن معنى هذا الحديث له شواهد كثيرة يتقوى بها، فهو صحيح لغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (560) ، وأحمد (1/44) (311) قال: حدثنا روح. (ح) وحدثنا إسحاق. قال عبد الله بن أحمد: وحدثنا مصعب الزبيري. و «أبو داود» (4703) قال: حدثنا القعنبي. و «الترمذي» (3075) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10654) عن قتيبة. ستتهم -روح، وإسحاق، ومصعب، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ومعن، وقتيبة- عن مالك، عن زيد بن أبي أنيسة، أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني، فذكره. * أخرجه أبو داود (4704) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني عمر بن جعثم القرشي، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة. قال: كنت عند عمر بن الخطاب .... بهذا الحديث. قال الترمذي عقب حديث مالك: هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر. وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا مجهولا. الحديث: 627 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 628 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما خلق الله آدم مسحَ ظهره، فسقط من ظهره كل نَسَمَةٍ هو خالقُها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عَيْنَيْ كل إنسانٍ منهم وَبيصاً من نورٍ، ثم عرضهم على آدَمَ، فقال: أيْ ربِّ، مَنْ هؤلاء؟ قال: ذريتُك، فرأي رجلاً منهم فأعجبه وَبيصُ ما بين عينيه، قال: أَيْ ربِّ، من هذا؟ قال: داود. فقال: يا رب، كم جعلت عُمُره؟ قال: ستين سنَة، قال: رَبِّ، زده من عمري أربعين سنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما انقضى عمرُ آدم إلا أربعينَ، جاءه مَلَك الموت، فقال آدمُ: أوَ لم يبق من عمري أربعين سنة؟ قال: أوَلَمْ تُعْطِها ابنَكَ داودَ؟ فَجَحَدَ آدَمُ، فجحدت ذريتُه، ونسي آدم، فأكل من الشَّجَرَةِ [ص: 142] فنَسِيتْ ذريتُه، وخَطئَ فخطئَتْ ذريتُه» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نسمة) النسمة: النفس، وكل دابة فيها روح فهي نسمة. (وَبيصاً) الوبيص: البريق والبصيص.   (1) رقم (3078) في التفسير، باب ومن سورة الأعراف، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 2 / 325 وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (8 الأعراف: 4) عن عبد بن حميد عن أبي نعيم عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ذكوان عن أبي هريرة، وقال: حسن صحيح، تحفة الأشراف (9/345) الحديث: 628 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 629 - (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما حَمَلَتْ حَوَّاءُ، طافَ بها إبليسُ، وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سَمِّيه عبدَ الحارث، فسمَّتهُ،فعاش» ، وكان ذلك من وَحْي الشيطان وأمْرِه. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3079) في التفسير، باب ومن سورة الأعراف، وأخرجه أحمد 5 / 11، والحاكم 2 / 545 وصححه، ووافقه الذهبي، والطبري رقم (15513) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبد الصمد بن عبد الوارث، ولم يرفعه. نقول: والحسن قد عنعن عند الجميع وهو مدلس، وهو لم يسمع من سمرة، فالحديث ضعيف، وقد أخرجه الحافظ ابن كثير، وأعله من ثلاثة وجوه: الأول: أن عمر بن إبراهيم - هذا - هو البصري - أحد رجل السند - لا يحتج به، إلا أنه استدرك فقال: ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعاً. الثاني: أنه قد روي قول سمرة نفسه، ليس مرفوعاً، كما قال ابن جرير، حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر عن أبيه، حدثنا بكر بن عبد الله عن سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب قال: سمى آدم ابنه عبد الحارث. الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعاً لما عدل عنه، قال – [143]- ابن جرير: حدثنا ابن وكيع، حدثنا سهل بن يوسف، عن عمرو عن الحسن: {جعلا له شركاء فيما آتاهما} قال: كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن بآدم - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن ثور عن معمر قال: قال الحسن: عنى بها ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده. يعني: {جعلا له شركاء فيما آتاهما} ، وحدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى: رزقهم الله الأولاد فهودوا ونصروا. وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن: أنه فسر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير، وأولى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره، ولاسيما مع تقواه لله وورعه، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي. ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب من آمن منهم، مثل كعب أو وهب بن منبه وغيرهما. كما سيأتي بيانه إن شاء الله، إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (8 الأعراف: 5) عن محمد بن مثنى عن عبد الصمد بن عبد الوراث عن عمر بن إبراهيم عن قتادة بن دعامة عن الحسن عن سمرة بن جندب، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه، تحفة الأشراف (4/73) . الحديث: 629 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 630 - (خ م) ابن الزبير - رضي الله عنهما -: قال: ما نزلت {خُذِ العفوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ وأعرض عن الجاهلين} [الأَعراف: 199] إلا في أخلاق الناس (1) . وفي رواية قال: أمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يأخذ العفو من أخلاق الناس. أخرجه البخاري، وأبو داود (2) . [ص: 144] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العفو) هاهنا: السهل الميسر، وقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ من أخلاق الناس ويقبل منها ما سهل وتيسر، ولا يستقصي عليهم. (خطئ) الرجل يخطأ: إذا أذنب، والخطأ: الذنب.   (1) هذه رواية البخاري 8 / 229، في تفسير سورة الأعراف، باب {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} ، ولفظها عنده عن عبد الله بن الزبير {خذ العفو وأمر بالعرف} قال: ما أنزل الله - يعني هذه الآية - إلا في أخلاق الناس، وكذا أخرجها ابن جرير في تفسير سورة الأعراف: 199، وسندها صحيح. وهذه الرواية لم يروها أبو داود، وإنما روى الرواية الثانية عن ابن الزبير بمعناها رقم (15538) بلفظ: ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس {خذ العفو وأمر بالعرف ... } الآية. (2) رواه البخاري 8 / 229، في تفسير سورة الأعراف، باب {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} ، قال البخاري: وقال عبد الله بن براد: حدثنا أبو أسامة، قال هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس، أو كما قال، وأبو داود (4787) من حديث الطفاوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير. قال الحافظ في " الفتح ": وعبد الله بن براد: هو عبد الله بن عامر بن براد بن يوسف بن أبي – [144]- بردة بن أبي موسى الأشعري، ما له في البخاري سوى هذا الموضع، وقال الحافظ: وقد اختلف عن هشام في هذا الحديث، فوصله من ذكرنا عنه، وتابعهم عبدة بن سليمان عن هشام عند ابن جرير، والطفاوي عن هشام عند الإسماعيلي، وخالفهم معمر وبن أبي الزناد وحماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه من قوله موقوفاً. وقال أبو معاوية: عن هشام عن وهب بن كيسان عن ابن الزبير، أخرجه سعيد بن منصور عنه، وقال عبيد الله بن عمر: عن هشام عن أبيه عن ابن عمر، أخرجه البزار والطبراني، وهي رواية شاذة، وكذا رواية حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه عن عائشة عند ابن مردويه. وأما رواية أبي معاوية فشاذة أيضاً مع احتمال أن يكون لهشام فيه شيخان. وأما رواية معمر ومن تابعه فمرجوحة بأن زيادة من خالفهما مقبولة لكونهم حفاظاً. ثم قال: وإلى ما ذهب إليه ابن الزبير من تفسير الآية، ذهب مجاهد، وخالف في ذلك ابن عباس، فروى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه قال: خذ العفو، يعني خذ ما عفا لك من أموالهم، أي: ما فضل، وكان ذلك قبل فرض الزكاة، وبذلك قال السدي، وزاد: نسختها آية الزكاة، وبنحوه قال الضحاك وعطاء وأبو عبيدة، ورجح ابن جرير الأول واحتج له. وروي عن جعفر الصادق قال: ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها، ووجهوه بأن الأخلاق ثلاثة، بحسب القوى الإنسانية: عقلية، وشهوية، وغضبية. فالعقلية الحكمة، ومنها الأمر بالمعروف، والشهوية: العفة، ومنها أخذ العفو، والغضبية، الشجاعة، ومنها الإعراض عن الجاهلين. وروى الطبري مرسلاً وابن مردويه موصولاً من حديث جابر وغيره: لما نزلت {خذ العفو وأمر بالعرف} سأل جبريل، فقال: لا أعلم حتى أسأله، ثم رجع فقال: " إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/76) قال: حثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع (ح) وقال عبد الله بن براد: حدثنا أبو أسامة. و «أبو داود» (4787) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (5277) عن هارون بن إسحاق عن عبدة بن سليمان، أربعتهم: وكيع، وأبو أسامة، ومحمد، وعبدة عن هشام بن عروة عن أبيه فذكره. الحديث: 630 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 سورة الأنفال 631 - (خ م) سعيد بن جبير -رحمه الله -: قال: قلت لابن عبَّاسٍ: سورة الأنفال؟ قال: نزلت في بَدْرٍ. أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 8 / 230 في أول تفسير سورة الأنفال، ومسلم رقم (3031) في التفسير، باب ومن سورة براءة والأنفال والحشر، ولفظه: تلك سورة بدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في موضعين من التفسير عن محمد بن عبد الرحيم عن سعيد بن سليمان عن هشيم عنه به، بتمامه في تفسير الحشر (59:1:1) وببعضه في سورة الأنفال) (8:1) وفيه (التفسير 59:1:2) وفي المغازي (14:2) عن الحسن بن مدرك عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عنه ببعضه، قلت: لابن عباس سورة الحشر، قال: قل سورة النضير،ومسلم في آخر الكتاب (التفسير 6) عن عبد الله بن مطيع عن هشيم عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، تحفة الأشراف (4/399،398) . الحديث: 631 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 632 - (م ت د) عن مصعب بن سعد - رضي الله عنهما -: عن أبيه قال: لمَّا كان يومُ بدْرٍ، جِئْتُ بسيفٍ، فقلت: يا رسول الله، إن اللهَ قد شَفَى صدري من المشركين - أو نحو هذا - هَبْ لي هذا السيفَ، فقال: «هذا ليس لي ولا لَك» ، فقلتُ: عسى أن يُعْطَى هذا مَنْ لا يُبْلي بلائي، فجاءني الرسولُ صلى الله عليه وسلم [فقال] : «إنك سألتني وليس لي، وإنه قد صارَ لي، وهو لك، قال: فنزلت {يسألونك عن الأَنفال ... } الآية» [الأنفال: 1] . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) . وقد أخرجه مسلم في جملة حديث طويل، يجيءُ في فضائل سَعْدٍِ، في كتاب الفضائل من حرف الفاء (2) . [ص: 146] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُبْلي بلائي) أبليت بلاءاً حسناً، أي: صنعت، والأصل فيه: الابتلاء والاختبار، أي: فعلت فعلاً اختُبِرْت فيه، وظهر به خيري وشري.   (1) الترمذي رقم (3080) في تفسير سورة الأنفال، وأبو داود في الجهاد، باب في النفل، رقم (2740) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه سماك بن حرب عن مصعب أيضاً، وفي الباب عن عبادة، وسنده حسن، ورواه مسلم مختصراً رقم (1748) في الجهاد والسير، باب الأنفال. (2) رواه مسلم في فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه 4 / 1877. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مسلم في الفضائل (51: 9) عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهما عن الحسن بن موسى عن زهير بن معاوية و (51: 10) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار كلاهما عن محمد بن جعفر عن شعبة كلاهما عن سماك بن حرب عنه به، وفي المغازي (14: 1) عن قتيبة عن أبي عوانة عن سماك بقصة الأنفال مختصرا و (14: 2) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار بهذه القصة، وأبو داود وفي الجهاد (156: 3) عن هناد بن السرى عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عنه بقصة الأنفال الترمذي في التفسير (9 الأنفال: 1) عن أبي كريب عن أبي بكر بن عياش بهذه القصة وقال: حسن صحيح و (30 العنكبوت: 1) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار بعضه أنزلت في أربع آيات ... فذكر قصة وقالت: أم سعد: أليس قد أمر الله بالبر ... الحديث بهذه القصة وقال: حسن صحيح. والنسائي فيه (التفسير، في الكبرى) عن هناد به تحفة الأشراف (3/316، 317) . الحديث: 632 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 633 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: نزلت: {ومَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمئذٍ دُبُرَه} [الأنفال: 16] في يوم بَدْرٍ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2648) في الجهاد، باب التولي يوم الزحف، وفي سنده داود بن أبي هند، ثقة متقن، كان يهم بأخرة، ورواه الحاكم في " المستدرك " 2 / 327 وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أبو داود في الجهاد (106:3) عن محمد بن هشام المصري. والنسائي في التفسير (في الكبرى) عن حميد بن مسعدة السامي كلاهما عن بشر بن المفضل. وفيه (التفسير) وفي السير (كلاهما في الكبرى) عن أبي داود سليمان بن سيف عن أبي زيد سعيد بن الربيع عن شعبة كلاهما عن داو عن المنذر عن سعد بن مالك، تحفة الأشراف (3/،455 456) . الحديث: 633 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 634 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: {إن شَرَّ الدواب عند اللَّه الصُّمُّ البُكم الذين لا يعقلون ... } الآية [الأنفال: 22] قال: هم نفر من بني عبد الدار. أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصم) جمع الأصم، وهو الذي لا يسمع، والبكم: جمع الأبكم، وهو الذي لا ينطق خرساً.   (1) 8 / 231 في تفسير سورة الأنفال، باب {إن شر الدواب عند الله الصم البكم} ، ورواه الطبري رقم (15860) من طريق شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح، وزاد: لا يتبعون الحق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في التفسير (8:2) عن محمد بن يوسف عن ورقاءعن عبد الله عن مجاهد عن ابن عباس.. الحديث: 634 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 635 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال أَبو جهل: {اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمْطِرْ علينا حِجارةً من السماء ... } [ص: 147] الآية [الأنفال: 32] فنزلت {وما كان اللَّهُ ليُعَذِّبَهُمْ وأنت فيهم ... } الآية [الأنفال: 33] فلما أخرجوه، نزلت {وما لهم أَلَّا يُعَذِّبَهم اللَّه وهم يَصُدُّونَ عن المسجد الحرام ... } الآية [الأنفال: 34] أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 8 / 232 في تفسير سورة الأنفال، باب قوله: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء} ، وباب {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} ، ومسلم رقم (2796) في صفات المنافقين، باب قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} وليس عند البخاري ومسلم: جملة " فلما أخرجوه " ولعلها من زيادات الحميدي، وهو عند الطبري رقم (15990) من طريق ابن أبزى: فلما خرجوا أنزل الله عليه {وما لهم ألا يعذبهم ... } الآية. قال الحافظ في " الفتح ": قوله: قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا ... إلخ: ظاهر في أنه القائل ذلك، وإن كان هذا القول نسب إلى جماعة، فلعله بدأ به ورضي الباقون فنسب إليهم. وقد روى الطبراني من طريق ابن عباس أن القائل ذلك هو النضر بن الحارث، قال: فأنزل الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع} ، وكذا قال مجاهد وعطاء والسدي، ولا ينافي ذلك ما في الصحيح لاحتمال أن يكونا قالاه، ولكن نسبته إلى أبي جهل أولى. وعن قتادة قال: قال ذلك سفهة هذه الأمة وجهلتها. وروى ابن جرير من طريق يزيد بن رومان أنهم قالوا ذلك، ثم لما أمسوا ندموا فقالوا: غفرانك اللهم، فأنزل الله: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في التفسير (8: 4) عن أحمد هو ابن النضر أخو محمد وهما من نيسابور و (8: 5) عن محمد بن النضر كلاهما عن عبيد الله بن معاذ. مسلم ذكر المنافقين والكفار (التوبة 19) عن عبيد الله (بن معاذ) نفسه عن أبيه عن شعبة عن عبد الحميد بن دينار، عن أنس، تحفة الأشراف (1/265) . الحديث: 635 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 636 - (م د ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: « {وأَعِدُّوا لهم ما استطعتم من قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] ، أَلاَ إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ - ثلاثاً» . أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود (1) . [ص: 148] وزاد الترمذي ومسلم: ألا إن الله سيَفتحُ لكم الأرض، وستُكْفوْنَ المؤوَنة، فلا يَعْجِزَنَّ أحدُكم أن يَلْهُوَ بأسْهُمِهِ. إلا أنَّ مسلماً أَفرد هذه الزيادة حديثاً برأسه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرمي) هاهنا خاص، يريد به: رمي السهام عن القسي.   (1) مسلم رقم (1917) في الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه، والترمذي رقم (3083) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال، وأبو داود رقم (2514) في الجهاد، باب في الرمي. ورواه ابن ماجة رقم (2883) ، والحاكم 2 / 328 وصححه، ووافقه الذهبي. (2) رقم (1918) بلفظ " ستفتح عليكم أرضون، ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/156) قال: حدثنا هارون بن معروف، وسريج. و «مسلم» (6/52) قال: حدثنا هارون بن معروف. و «أبو داود» (2514) قال: حدثنا سعيد بن منصور. و «ابن ماجة» (2813) ، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. أربعتهم -هاورن بن معروف، وسريج، وسعيد بن منصور، ويونس بن عبد الأعلى- عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي علي الهمداني، فذكره. * أخرجه الدارمي (2409) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن عقبة ابن عامر. (موقوفا) . الحديث: 636 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 637 - (خ د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: لما نزلت {إنْ يَكُنْ منكم عشرون صابرونَ يَغْلِبُوا مائتين} [الأنفال: 65] كُتِبِ عليهم أن لا يَفِرَّ واحدٌ من عشَرةٍ، ولا عِشْرُونَ من مائتين، ثم نزلت: {الآن خفَّفَ اللَّه عنكم وعلم أنَّ فيكم ضَعْفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين} [الأنفال: 66] فكُتِبَ أن لا يفرَّ مائة من مائتين. أخرجه البخاري. وفي أخرى له، ولأبي داود قال: لمَّا نزلت {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} شَقَّ ذلك على المسلمين، فنزل {الآن خَفَّفَ اللَّه عنكم ... } الآية، قال: فلمَّا خَفَّفَ الله عنهم من العِدَّة نقص عنهم من الصَّبْرِ بقدر ما خفَّف عنهم (1) .   (1) البخاري 8 / 233، 234 في تفسير سورة الأنفال، باب {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال} ، وباب {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً} ، وأبو داود رقم (2646) في الجهاد، باب التولي يوم الزحف، ورواه ابن جرير الطبري رقم (16280) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في التفسير (8:7) عن علي عن سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، تحفة الأشراف (5/188) . الحديث: 637 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 638 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لم تَحِلَّ الغنائمُ لأحدٍ سُودِ الرُّءوسِ من قَبْلِكم،إنما كانت تَنزِلُ نارٌ من السماء فتأكلُها» .قال سليمان الأعمش: فَمنْ يقول هذا إلا أبو هريرة الآن؟ فلما كان يوم بَدْرٍ، وَقَعُوا في الغنائم قبل أَنْ تَحِلَّ لهم، فأنزل الله {لولا كتابٌ من اللَّه سَبَقَ لَمَسَّكُم فيما أَخذْتُم عذابٌ عَظِيمٌ} [الأنعام: 68] . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3084) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش. ورواه الطبري رقم (16301) و (16302) ، والبيهقي 6 / 290، وأورده السيوطي في " الدر " 3 / 203 وزاد نسبته إلى النسائي، وابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه. وروى الشيخان من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني منكم رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ... " الحديث، وفيه " حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت - يعني النار - لتأكلها "، وفيه " فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، ثم رأى ضعفنا وعجزنا، فأحلها لنا ". قال الحافظ في " الفتح ": وفيه اختصاص هذه الأمة بحل الغنائم، وكان ابتداء ذلك من غزوة بدر. وفيها نزل قول الله تعالى: {فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً} فأحل الله لهم الغنائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] النسائي في التفسير (في الكبرى) عن محمد بن عبد الله المخرميعن أبي معاوية عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة، الأشراف (9/383) . الحديث: 638 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 639 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: لما كان يومُ بَدْرٍ، وأخذ- يعني النبي صلى الله عليه وسلم - الفِداءَ، أنزل الله عز وجل {ما كان لنَبِيٍّ أن يكونَ له أَسْرَى حتى يُثْخِنَ في الأرض تُريدون عَرَض الدنيا واللَّه يريد الآخرة واللَّه عزيز حكيم. لولا كتاب من اللَّه سبق لمسّكُمْ فيما أخذتُمْ} من الفداء {عذابٌ عظيمٌ} [الأنفال: 67، 68] ثم أُحِلَّ لهم الغنائم. [ص: 150] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يثخن) الإثخان في الشيء: المبالغة فيه والإكثار، يقال: أثخنه المرض: إذا أثقله وأوهنه، والمراد به هاهنا: المبالغة في قتل الكفار، والإكثار من ذلك.   (1) رقم (2690) في الجهاد، باب فداء الأسير بالمال، وسنده لا بأس به. وروى هذا المعنى مسلم في حديث طويل في الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، وإباحة الغنائم رقم (1763) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مسلم في المغازي (20) عن هناد بن السرى عن ابن المبارك، و (20) عن زهير بن حرب عن عمر بن يونس كلاهما عن عكرمة بن عمار عنه به. وأبو داود في الجهاد (131: 1) عن أحمد بن حنبل عن أبي نوح عن عكرمة بن عمار، ببعضه: كما كان يوم بدر فأخذ النبي الفداء أنزل الله: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} 8: 67) بهذه القصة، والترمذي في التفسير (9 الأنفال: 2) عن ابن بشار عن عمر بن يونس بالقصة الأولى إلى قوله: فأيدهم الله بالملائكة، وقال: حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث عمر إلا من حديث عكرمة بن عمار عن أبي زميل، تحفة الأشراف (8: 44) الحديث: 639 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 640 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله عز وجل: {والذين آمنوا وهَاجروا} وقوله: {والذين آمنوا ولم يهَاجروا} قال: كان الأعرابيُّ لا يَرِثُ المهاجِرَ، ولا يرثه المهاجرُ، فَنُسِخَتْ، فقال: {وأولوا الأرحام بعضُهم أَولى ببعض} [الأنفال: 72 - 75] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2924) في الفرائض، باب نسخ ميراث العقد بميراث الرحم، من حديث علي بن حسين بن واقد، وعلي وأبوه الحسين ثقتان، ولكنهما يهمان بعض الشيء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1921، 2924) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت قال: حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة فذكره في (2924) {والذين آمنوا وهاجروا .... } . الحديث: 640 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 سورة براءة 641 - (ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قُلْتُ لعُثمانَ: ما حَمَلَكُم على أنْ عَمَدْتُم إلى الأنفال، وهي من المثاني؟ وإلى براءة وهي من المئين (1) ؟ فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر: بسم الله الرحمن الرحيم [ص: 151] ووضعتموها في السبع الطِّول؟ ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان، وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية، فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطول. أخرجه الترمذي وأبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عمدتم) العمد: القصد إلى الشيء. (المثاني) جمع مثنى، وهي التي جاءت بعد الأولى. (السَّبعُ الطِّوَلُ) جمع طُولَى، فأما السبع المثاني الطول: فهي البقرة، [ص: 152] وآل عمران، والمائدة، والأنعام، والأعراف، وبراءة. وسميت الأنفال من المثاني، لأنها تتلو الطول في القدر، وقيل: هي التي تزيد آياتها على المفصل وتنقص عن المئين، والمئين: هي السور التي تزيد كل واحدة منها على مائة آية.   (1) المئين: جمع مئة، وأصل مئة: مئى، بوزن: معى، والهاء عوض عن الواو، وإذا جمعت المئة قلت: مئون، كما قلت: مئات. (2) الترمذي رقم (3086) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، وأبو داود رقم (786) في الصلاة، باب من جهر بها، أي: بسم الله الرحمن الرحيم، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عوف عن يزيد الفارسي عن ابن عباس، ويزيد الفارسي: هو من التابعين من أهل البصرة، قد روى عن ابن عباس غير حديث. نقول: ويزيد الفارسي: لم يوثقه غير ابن حبان، وكذا رواه أحمد والنسائي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم من طرق أخر عن عوف الأعرابي به، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/57) قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/69) (499) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، و «أبو داود» (786) قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم. وفي (787) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا مروان، يعني بن معاوية، و «الترمذي» (3086) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وابن أبي عدي، وسهل بن يوسف. و «النسائي» في (فضائل القرآن) (32) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد. سبعتهم -محمد بن جعفر، وإسماعيل، وهشيم، ومروان، ويحيى، وابن أبي عدي، وسهل- عن عوف بن أبي جميلة، قال: حدثني يزيد الفارسي، قال: سمعت ابن عباس، فذكره. الحديث: 641 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 642 - (خ م) سعيد بن جبير -رحمه الله -: قال: قلت لابن عباسٍ: سورةُ التَّوبة؟ فقال: بل هي الفَاضِحَةُ، مازالتْ تنزل {ومنهم} ، {ومنهم} حتى ظنُّوا أن لا يبقي أحدٌ إلا ذُكِرَ فيها، قال: قلت: سورةُ الأنفال؟ قال: نَزَلتْ في بَدْرٍ، قال: قلتُ: سورة الْحَشْرِ؟ قال: نزلت في بني النَّضِيرِ. وفي رواية: قلت لابن عباس: سورةُ الحشرِ؟ قال: قل: سورةَ النَّضير. أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 8 / 483 في تفسير سورة الحشر، وفي تفسير سورة الأنفال في فاتحتها، وفي المغازي، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ودية الرجلين، ومسلم رقم (3031) في التفسير، باب ومن سورة براءة، قال الحافظ: قوله: ما زالت تنزل، ومنهم، ومنهم، أي: كقوله: {ومنهم من عاهد الله} ، {ومنهم من يلمزك في الصدقات} ، {ومنهم الذين يؤذون النبي} ، وقوله: قل: سورة النضير، كأنه كره تسميتها بالحشر لئلا يظن أن المراد: يوم القيامة، وإنما المراد به هنا: إخراج بني النضير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/113) و (6/183) قال: حدثني الحسن بن مدرك، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة. وفي (6/77) و (183) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا سعيد ابن سليمان، قال: حدثنا هشيم. و «مسلم» (8/245) قال: حدثني عبد الله بن مطيع، قال: حدثنا هشيم. كلاهما -أبو عوانة، وهشيم- عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، فذكره. * رواية أبي عوانة مختصرة على: «قلت لابن عباس سورة الحشر؟ قال: قل سورة النضير» . الحديث: 642 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 643 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ أبا بكرٍ بَعثَه في الحجَّةِ التي أمَّرَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قَبْل حَجَّةِ الوَداعِ، في رَهْطٍ يُؤذِّنُون في النَّاس يوم النَّحر: أن لا يَحُجَّ (1) بعد العام مُشْرِكٌ، ولا يطوفَ بالبيت [ص: 153] عُرْيانٌ. وفي رواية: ثم أرْدَفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَلِيِّ بن أبي طالب، فأمرهُ أن يُؤذِّن بـ «براءة» ، فقال أبو هريرة: فأذَّن معنا في أهل مِنى ببراءة: أن لا يَحُجَّ بعد العام مُشْرِكٌ، ولا يطوف بالبيت عريانٌ. وفي رواية: ويومُ الحجِّ الأكبر: يومُ النَّحْر، والحجُّ الأَكْبرُ: الحجُّ، وإنما قيل: الحجُّ الأكبر، من أَجلِ قول النَّاسِ: العمرةُ: الحجُّ الأصغَرُ، قال: فَنَبَذَ أبو بكرٍ إلى الناس في ذلك العام، فلم يحُجَّ في العام القابل الذي حَجَّ فيه النبي صلى الله عليه وسلم حَجَّةَ الوداع مُشْرِكٌ. وأنزل الله تعالى في العام الذي نَبَذَ فيه أبو بكر إلى المشركين {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنَّما المُشْرِكونَ نَجَسٌ فلا يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحرَامَ بعدَ عَامِهِمْ هذا وإنْ خِفْتُمْ عَيْلة فَسوْفَ يُغْنِيكُمُ الله مِن فَضْلِهِ ... } الآية [التوبة: 28] وكان المشركون يُوَافُون بالتجارة، فينتفعُ بها المسلمون، فلما حَرَّمَ الله على المشركين أنْ يقرَبوا المسْجِدَ الحرامَ، وجَدَ [ص: 154] المسلمون في أنفسهم مما قُطِعَ عليهم من التجارة التي كان المشركون يُوَافُون بها، فقال الله تعالى: {وإنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فسَوْفَ يُغنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه إنْ شاء} ثم أحلَّ في الآية التي تَتْبعُها الجِزْيةَ، ولم [تكن] تُؤخَذْ ُقبْلَ ذلك، فجعلها عوضاً ممَّا مَنَعُهم من موافاة المشركين بتجاراتهم، فقال عز وجل: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ باللَّهِ ولا بِاليَوْمِ الآخِرِ ولا يُحَرِّمونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسولُهُ ولا يَدِينُونَ دِينَ الحقِّ مِنَ الذينَ أُوتُوا الكِتاب حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُم صَاغِرُون} [التوبة: 29] فلما أحلَّ الله عز وجل ذلك للمسلمين: عَرَفُوا أَنَّهُ قد عاضَهُم أفْضَل مما خافوا ووَجَدُوا عليه، مما كان المشركون يُوافُون به من التجارة. هذه رواية البخاري ومسلم (2) . وفي رواية أبي داود، قال: بعثني أبو بكرٍ فيمن يُؤذِّنُ يومَ النَّحْرِ بمنى: أن لا يَحُجَّ بعد العام مُشْرِكٌ، ولا يطوفَ بالبيت عريانٌ، ويومُ الحجِّ الأكبر: يومُ النحر، والحجُّ الأكبر: الحجُّ. وفي رواية النسائي مثل رواية أبي داود، إلى قوله: «عُرْيانٌ» . وله في رواية أخرى، قال أبو هريرة: جِئتُ مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة، قيل: ما كنتم تنادونَ؟ قال: كُنَّا ننادي: إنه لا يدخل الجنة إلا نفسٌ مؤمنة، ولا يطوَفنَّ بالبيت عرْيانٌ، ومن [ص: 155] كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عَهدٌ، فأجَلُهُ - أو أمَدُه - إلى أربعةِ أشهر، فإذا مَضتِ الأربعةُ الأشهر، فإنَّ الله بَريءٌ من المشركين ورسولُهُ، ولا يَحُجُّ بعد العام مشركٌ، فكنت أُنادي حتى صَحِلَ صوتي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رهط) الرهط: الجماعة من الرجال: ما بين الثلاثة إلى التسع، ولا تكون فيهم امرأة. (يؤذن) الإيذان: الإعلام. (نبذ) الشيء إذا ألقاه، ونبذت إليه العهد، أي: تحَّللتُ من عهْده. (عَيْلة) العَيْلَةُ: الفَقْر والفاقة. (الجزية) : هي المقدار من المال الذي تعقد للكتابي عليه الذمة. (وجد المسلمون) وجد الرجل يجد: إذا حزن. (عَاضَهم) عضت فلاناً كذا: إذا أعطيته بدل ما ذهب منه. (صَحل) الصحل في الصوت: البحة.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 225: ألا يحج - بفتح الهمزة وإدغام النون في اللام، قال الطحاوي – [153]- في " مشكل الآثار " هذا مشكل، لأن الأخبار في هذه القصة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعث أبا بكر بذلك، ثم أتبعه علياً، فأمره أن يؤذن، فكيف يبعث أبو بكر أبا هريرة ومن معه بالتأذين، مع صرف الأمر عنه في ذلك إلى علي؟ ثم أجاب بما حاصله: أن أبا بكر كان الأمير على الناس في تلك الحجة بلا خلاف، وكان علي بن أبي طالب هو المأمور بالتأذين بذلك، وكأن علياً لم يطق التأذين بذلك وحده، واحتاج إلى من يعينه على ذلك، فأرسل معه أبو بكر أبا هريرة وغيره ليساعدوه على ذلك، ثم ساق من طرق المحرر بن أبي هريرة عن أبيه قال: كنت مع علي رضي الله عنه حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، فكنت أنادي معه بذلك حتى يصحل صوتي ... فالحاصل: أن مباشرة أبي هريرة لذلك كانت بأمر أبي بكر، وكان ينادي بما يلقيه إليه علي مما أمر بتبليغه. (2) الرواية الأخيرة " وأنزل الله تعالى في العام القابل الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين ... " إلى هنا، ليست في البخاري ومسلم، ولعلها من زيادات الحميدي، وقد ذكرها السيوطي في " الدر المنثور " 3 / 227، 228 بنصها، ونسبها لابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه. (3) البخاري 1 / 403 في الصلاة في الثياب، باب ما يستر من العورة، وفي الحج، باب لا يطوف بالبيت عريان، وفي الجهاد، باب كيف ينبذ إلى أهل العهد، وفي المغازي، باب حج أبي بكر بالناس، وفي تفسير سورة براءة، باب قوله: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} ، وباب قوله: {وأذان من الله ورسوله} ، وباب قوله: {إلا الذين عاهدتم من المشركين} ، ومسلم رقم (1347) ، باب لا يحج البيت مشرك، وأبو داود رقم (1946) ، وإسناده صحيح، في الحج، باب يوم الحج الأكبر، والنسائي 5 / 234، وإسناده صحيح، في الحج، باب قوله عز وجل: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/103) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (2/188) ، قال: حثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث. قال: قال يونس. وفي (4/124) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/212) ، قال: حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع. قال: حدثنا فليح. وفي (6/81) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني الليث. قال: حدثنثي عقيل. وفي (6/81) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (6/81) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن صالح. و «مسلم» (4/106) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس و «أبو داود» (1946) ، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أن الحكم بن نافع حدثهم قال: حدثنا شعيب. و «النسائي» (5/234) قال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح، و «ابن خزيمة» (2702) قال: حدثنا عيسى ابن إبراهيم الغافقي. قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد وعمرو بن الحارث. سبعتهم -محمد بن عبد الله بن أخي ابن شهاب، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، وفليح بن سليمان، وعقيل بن خالد، وصالح بن كيسان، وعمرو بن الحارث -عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 643 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 644 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: سألتُ رسولَ الله [ص: 156] صلى الله عليه وسلم عن يوم الحجِّ الأكبر؟ فقال: «يومُ النَّحْرِ» ، ورُوِيَ مَوْقوفاً عليه. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3088) في التفسير، باب ومن سورة براءة، ورقم (957) في الحج، باب يوم الحج الأكبر، وفي سنده الحارث بن الأعور، وهو ضعيف. ولكن الحديث حسن بشواهده، منها حديث ابن عمر الآتي. واختار ابن جرير أن يوم الحج الأكبر، هو يوم النحر، وهو قول مالك والشافعي والجمهور، وقال آخرون، منهم: عمر، وابن عباس، وطاووس إنه يوم عرفة، والأول أرجح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (957 و3088) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. * أخرجه الترمذي (958 و 3089) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر. * قال الترمذي: ولم يرفعه، وهذا أصح من الحديث الأول. ورواية ابن عيينة موقوفا أصح من رواية محمد ابن إسحاق مرفوعا. هكذا روى غير واحد من الحفاظ عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي موقوفا، وقد روى شعبة عن أبي إسحاق قال: عن عبد الله بن مرة، عن الحارث عن علي موقوفا. الحديث: 644 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 645 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: وقد سئل: بأيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ في الحَجَّةِ؟ قال: بُعِثْتُ بِأرْبَعٍ: لا يطوفَنَّ بالبيت عُريانٌ، ومن كان بينه وبينَ النبي صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فهو إلى مُدَّتِهِ، وَمَنْ لم يكن له عهدٌ، فَأجَلُهُ أرْبَعَةُ أَشْهُرٍ (1) ، ولا يَدُخلُ الجنَّة إلا نفسٌ مُؤمنَةٌ، ولا يجتمع المشركون والمؤمنونَ بعد عامهم هذا. أخرجه الترمذي (2) .   (1) قال الحافظ: استدل بهذا على أن قوله تعالى: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} يختص بمن لم يكن له عهد مؤقت، أو لم يكن له عهد أصلاً، وأما من له عهد مؤقت، فهو إلى مدته، وانظر تمام البحث فيه. (2) رقم (3091) في التفسير، باب ومن سورة براءة، وإسناده قوي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد رقم (594) ، والطبري رقم (16372) ، وأخرج أحمد في مسند أبي بكر رقم (4) نحو هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (48) . وأحمد (1/79) (594) . والدارمي (1925) قال: أخبرنا محمد بن يزيد البزار. و «الترمذي» (871) و (3092) قال: حدثنا علي بن خشرم. وفي (872) قال: حدثنا ابن أبي عمر ونصر بن علي. وفي (3092) قال: حدثنا ابن أبي عمر، (ح) وحدثا نصر بن علي وغير واحد. ستتهم -الحميدي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن يزيد، وعلي، وابن أبي عمر، ونصر- عن سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع أو أثيع، فذكره. الحديث: 645 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 646 - (د) ابن عمر - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقَفَ يَوْمَ النَّحْر بَيْنَ الجَمَراتِ في الحجَّةِ التي حَجَّ فيها، فقال: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» فقالوا: يومُ النَّحْر، فقال: «هذا يوم الحج الأكبر» . [ص: 157] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجمرات) : هي المواضع التي ترمى بالحصا في منى.   (1) رقم (1945) في الحج، باب يوم الحج الأكبر، وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري تعليقاً، وابن ماجة رقم (3058) ، والطبري رقم (16447) والبيهقي 5 / 139. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الحج (133: 4 تعليقا) عقيب حديث عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر (ح 7418) وقال هشام بن الغاز .... فذكره وأبو داود (المناسك 67: 1) عن مؤمل بن الفضل عن الوليد بن مسلم وابن ماجة فيه (المناسك 76: 4) عن هشام بن عمار عن صدقه بن خالد كلاهما به، تحفة الأشراف (6/249) . الحديث: 646 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 647 - (د) ابن أبي أوفي - رضي الله عنه -: كان يقول: يومُ النحرِ: يومُ الحجِّ الأكبر، يُهراقُ فيه الدمُ، ويوضع فيه الشَّعَرُ، ويُقْضى فيه التَّفَثُ، وتَحِلُّ فيه الحُرُمُ. أخرجه (1) .   (1) كذا أورده المؤلف ولم يذكر من أخرجه وفي المطبوع: أخرجه أبو داود، وهو خطأ، وقد أخرجه مختصراً الطبري في تفسيره 14 / 117 من طرق عنه، وإسناده صحيح. ولفظه عن عبد الملك بن عمير: سئل عن قوله " يوم الحج الأكبر " قال: " هو اليوم الذي يراق فيه الدم ويحلق فيه الشعر ". الحديث: 647 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 648 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حين رجعَ مِنْ عُمْرَةِ الجعْرانَةِ بَعَثَ أَبَا بكرٍ عَلى الحجِّ، فأَقْبَلْنا معه، حتى إذا كُنَّا بالعَرْجِ، ثَوَّبَ بالصبح (1) ، ثم استوى ليُكَبِّر، فسمع الرَّغْوَةَ خَلْفَ ظهره، فَوقفَ عن التَّكْبِير، فقال: هذه رَغوَةُ ناقَةِ رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجَدْعاء، لقد بَدَا لرُسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الحجِّ، فَلَعَلَّهُ [أن] يَكُونَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم، [ص: 158] فَنُصَلِّيَ مَعَهُ، فإذَا عليٌّ عَلَيْها، فقال أبو بكرٍ: أمِيرٌ، أمْ رَسُولٌ؟ قال: لا، بل رُسولٌ، أرْسَلَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بـ «براءة» ، أقْرَؤُها على النَّاس في مَواقِف الحجِّ فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فلمَّا كان قَبْلَ التَّرْوِيَة بيَوْمٍ، قَامَ أبو بكرٍ فخَطَبَ النَّاسَ فحَدَّثَهُمْ عَنْ مناسكهم، حتى إذا فرغَ قام علي رضي الله عنه فقرأَ على الناسِ (بَراءة) ، حتى خَتمها، ثم خرجنا معه، حتى إذا كان يومُ عَرفة قام أبو بكر، فخطب الناس، فحدَّثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام عليٌّ، فقرأَ على الناس «براءة» حتى خَتمها، ثم كان يومُ النَّحْرِ، فأَفَضْنَا، فلمَّا رجعَ أبو بكرٍ خَطَبَ النَّاسَ، فحَدَّثَهُمْ عَنْ إفَاضَتِهِمْ، وعن نَحْرِهم، وعن مناسكهم، فلما فرغ قام عليٌّ، فقرأ على الناس «براءةَ» حتى خَتمها، فلما كان يومُ النَّفْرِ الأول، قَامَ أبو بكرٍ، فَخَطَبَ الناس، فحدَّثَهُم كيف يَنْفِرون؟ وكيف يَرْمُونَ؟ فَعَلَّمَهُمْ مناسكهم، فلما فرغَ، قام عليٌّ، فقَرأَ على النَّاسِ «بَرَاءةَ» حتى خَتَمَها. أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجعرانة) : موضع قريب من مكة، اعتمر منه النبي صلى الله عليه وسلم، يُخَفَّف ويُثَقَّل. (العَرْج) بسكون الراء: موضع بين مكة والمدينة. [ص: 159] (ثوَّب) إذا نادى بأعلى صوته، والأصل فيه: المستصرخ يلوح بثوبه، فسمي الدعاء تثويباً، ومنه التثويب في صلاة الفجر، وهو أن يقول: «الصلاة خير من النوم» . (الرَّغوة) : المرة الواحدة من الرغاء، وهو صوت ذوات الخف، والمراد به ها هنا: صوت الناقة. (الجَدْعاء) : الناقة التي جدع أنفها، أي: قطع، وكذلك الأذن واليد والشفة. (مناسكهم) المناسك: معالم الحج ومتعبداته. (فأفضنا) الإفاضة: الدفع، ولا يكون إلا في كثرة.   (1) العرج: - بفتح العين وسكون الراء - قرية جامعة من عمل الفرع على أيام من المدينة، و " التثويب " هو رفع الصوت بالأذان. وأصله من دعاء الناس ليثوبوا ويرجعوا إلى المكان الذي تعودوا أن يجتمعوا فيه. (2) 5 / 247 و 248 في الحج، باب الخطبة قبل يوم التروية، والدارمي 2 / 66، 67، وصححه ابن خزيمة وابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1921) . و «النسائى» (5/247) . و «ابن خزيمة» (2974) قال: حدثنا محمد بن يحيى بحديث غريب. ثلاثتهم -الدارمي، والنسائي، ومحمد- عن إسحاق بن إبراهيم، قال: قرأت على أبي قرة موسى بن طارق، عن ابن جريج، قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: ابن خثيم ليس بالقوي في الحديث، وإنما أخرجت هذا لئلا يجعل (ابن جريج، عن أبي الزبير) وما كتبناه إلا عن إسحاق بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد القطان لم يترك الحديث ابن خثيم، ولا عبد الرحمن، إلا أن علي بن المديني قال: ابن خثيم منكر الحديث، وكان علي بن المديني خُلِق للحديث. الحديث: 648 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 649 - (خ) زيد بن وهب -رحمه الله -: قال: كُنَّا عِندَ حُذَيْفَةَ، فقال: ما بَقِيَ من أصحابِ هذه الآية يعني {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمانَ لهُم} [التوبة: 12] إلا ثلاثةٌ (1) ، ولا بقي من المنافقين إلا أربعة، [ص: 160] فقال أعرابيٌّ: إنكم أصحابَ محمدٍ، تخبرونا أخباراً، لا ندري ما هي؟ تزعمون أن لا مُنافقَ إلا أربعة، فما بالُ هؤلاء الذي يَبْقُرون بيوتنا، ويَسْرِقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفُسَّاق، أجَلْ لم يبق منهم إلا أربعةٌ: أحدهم: شيخ كبير لو شَربَ الماءَ الباردَ لما وجدَ بَرْدَهُ (2) . أخرجه البخاري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يبقرون) أي: يفتحون ويوسعون، يقال: بقرت الشيء: إذا فتحته. (أَعْلاقنا) الأعلاق: جمع عِلق، وهو الشيء النفيس مما يقتنى.   (1) لم تذكر الآية في الحديث، وإنما جاءت مبهمة، ولعل المصنف ذكرها في الحديث اعتماداً على الباب، فقد أورده البخاري تحت قوله تعالى: {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم} الذي أورد فيه الحديث، وقال الحافظ: تعليقاً على ذلك: هكذا وقع مبهماً، ووقع عند الإسماعيلي من رواية ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد بلفظ: " ما بقي من المنافقين من أهل هذه الآية {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ... } الآية، إلا أربعة نفر، إن أحدهم لشيخ كبير. قال الإسماعيلي: إن كانت الآية ما ذكر في خبر ابن عيينة فحق هذا الحديث أن يخرج في سورة الممتحنة. وقد وافق البخاري على إخراجها عند آية براءة النسائي وابن مردويه، فأخرجا من طرق عن إسماعيل، وليس عند أحد منهم تعيين الآية، وانفرد عيينة بتعيينها، إلا أن عند الإسماعيلي من رواية خالد الطحان [ص: 160] عن إسماعيل في آخر الحديث. قال إسماعيل: يعني الذين كاتبوا المشركين، وهذا يقوي رواية ابن عيينة، وكأن مستند من أخرجها في آية براءة، ما رواه الطبري من طريق حبيب بن حسان عن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة فقرأ هذه الآية {فقاتلوا أئمة الكفر} قال: ما قوتل أهل هذه الآية بعد، ومن طريق الأعمش عن زيد بن وهب نحوه، والمراد بكونهم لم يقاتلوا، أن قتالهم لم يقع لعدم وقوع الشرط، لأن لفظ الآية {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا} فلما لم يقع منهم نكث ولا طعن لم يقاتلوا. وروى الطبري من طريق السدي قال: المراد بأئمة الكفر كفار قريش. ومن طريق الضحاك قال: أئمة الكفر: رؤوس المشركين من أهل مكة. قال الحافظ: وقوله: إلا ثلاثة ، سمي منهم في رواية أبي بشر عن مجاهد أبو سفيان بن حرب، وفي رواية معمر عن قتادة: أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وأبو سفيان، وسهيل بن عمرو، وتعقب بأن أبا جهل وعتبة قتلا ببدر، وإنما ينطبق التفسير على من نزلت الآية المذكورة وهو حي، فيصح في أبي سفيان وسهيل بن عمرو، وقد أسلما جميعاً. (2) قال الحافظ: أي: لذهاب شهوته، وفساد معدته، فلا يفرق بين الألوان والطعوم. (3) 8 / 243 في تفسير سورة براءة، باب {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (9: 5: 1) عن محمد بن المثنى عن يحيى القطان، والنسائي فيه (التفسير، وفي الكبرى) عن إسحاق بن إبراهيم عن المعتمر بن سليمان كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد عنه به، والمعنى متقارب، الأشراف (3/33) . الحديث: 649 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 650 - (م) النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: قال: كنتُ عند [ص: 161] مِنْبَرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال رجلٌ: ما أبالي أن لا أعمل عَملاً بعد الإسلام، إِلا أنْ أسْقيَ الحاجَّ، وقال آخر: ما أُبالي أنْ لا أعملَ عملاً بعد الإسلام، إِلاَّ أنْ أَعْمُرَ المسجدَ الحرام، وقال آخر: والجهادُ في سبيل الله أَفْضَلُ مِما قُلتم، فزجَرَهم عُمَرُ، وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند مِنْبرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومُ الجُمُعةِ ولكن إذا صليتُ الجمعةَ دخلتُ فاستَفْتَيْتُه فيما اختلفتم فيه، فأنزل الله عز وجل: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ وعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ باللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ} إلى آخرها [التوبة: 19] . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1879) في الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الجهاد (2: 5) عن الحسن الحلواني عن أبي توبة الربيع بن نافع، و (2/6) عن عبد الله بن عبد الرحمن عن يحيى بن حسان كلاهما عن معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام عن جده أبي سلام، تحفة الأشراف (9/29) . الحديث: 650 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 651 - (ت) عدي بن حاتم [الطائي]- رضي الله عنه -: قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وفي عُنُقي صليبٌ من ذهبٍ، فقال: يا عديُّ، اْطرَحْ عنك هذا الوثَنَ، وسمعته يقرأُ {اتَّخَذوا أَحْبارَهم ورُهبانَهم أرباباً من دون اللَّه} [التوبة: 31] قال: إِنَّهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنَّهم كانوا إذا أَحَلُّوا لهم شيئاً اسْتَحَلُّوهُ، وإذا حَرَّمُوا عليهم شيئاً حَرَّمُوهُْ. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوثن) : ما يعبد من دون الله تعالى، وأراد به ها هنا الصليب. [ص: 162] (أحبارهم) الأحبار: جمع حَبْر، وهو العالم.   (1) رقم (3094) في التفسير، باب ومن سورة براءة، وأخرجه ابن جرير رقم (16631) و (16632) و (16633) ، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 3 / 230 وزاد نسبته لابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في سننه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث. نقول: لكن في الباب عن حذيفة موقوفاً أخرجه الطبري رقم (16634) وبما يتقوى به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3095) قال: حدثنا الحسين بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن غطيف بن أعين عن مصعب بن سعد فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث. الحديث: 651 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 652 - (خ) زيد بن وهب -رحمه الله -: قال: مررتُ بالرَّبَذَةِ، فإذا بأبي ذَرٍّ، فقلت له: ما أنزَلكَ منزِلك هذا؟ قال: كنتُ بالشام، فاختلفتُ أنا ومعاويةُ في هذه الآية: {والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنْفِقُونَها في سبيل اللَّه فَبشِّرْهُمْ بعذابٍ أليمٍ} [التوبة: 34] فقال [معاوية] : نزَلتْ في أهل الكتاب، فقلتُ: نزلتْ فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذلك كلام، فَكَتبَ إلى عثمان يَشكُوني، فكتَب إليَّ عثمانُ: أنْ اقدَم المدينةَ، فقدِمْتُها فكثُر عليَّ الناسُ، حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرتُ ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئتَ تنحَّيت (1) ، فكنتُ قريباً، فذاك الذي أنزلني هذا المنزِلَ ولو أمَّرُوا عليَّ حَبشيّاً لَسَمِعْتُ وأَطَعْتُ. أخرجه البخاري (2) . [ص: 163] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الربذة) : موضع قريب من المدينة. (يكنزون) الكنز: الادخار والجمع. مصدر كنز المال يكنزه كنزاً.   (1) في رواية الطبري، فقال لي: تنح قريباً، قلت: والله لن أدع ما كنت أقول. (2) 3 / 217 و 218 في الزكاة، باب ما أدي زكاته فليس بكنز، وفي تفسير سورة براءة، باب {والذين يكنزون الذهب والفضة} ، وأخرجه الطبري رقم (16678) ، قال الحافظ في " الفتح ": وفي هذا الحديث من الفوائد: أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة لاتفاق أبي ذر ومعاوية على أن الآية نزلت في أهل الكتاب. وفيه ملاطفة الأئمة للعلماء، فإن معاوية لم يجسر على الإنكار عليه، حتى كاتب من هو أعلى منه في أمره، وعثمان لم يحنق على أبي ذر، مع كونه كان مخالفاً له في تأويله. وفيه التحذير من الشقاق والخروج على الأئمة، والترغيب في الطاعة لأولي الأمر، وأمر الأفضل بطاعة المفضول خشية المفسدة، وجواز الاختلاف في الاجتهاد، والأخذ بالشدة في الأمر بالمعروف وإن أدى ذلك إلى فراق الوطن، وتقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة، لأن في بقاء أبي ذر بالمدينة مصلحة كبيرة من بث علمه في طالب العلم، ومع ذلك فرجح عند عثمان دفع ما يتوقع من المفسدة من الأخذ بمذهبه الشديد في هذه المسألة، ولم يأمره بعد ذلك بالرجوع عنه، لأن كلاً منهما كان مجتهداً. وقال ابن كثير رحمه الله 4 / 157، 158: وكان من مذهب أبي ذر رضي الله عنه، تحريم ادخار [ص: 163] ما زاد على نفقة العيال، وكان يفتي بذلك ويحثهم عليه، ويأمرهم به، ويغلظ في خلافه، فنهاه معاوية فلم ينته، فخشي أن يضر بالناس في هذا، فكتب يشكوه إلى أمير المؤمنين عثمان وأن يأخذه إليه، فاستقدمه عثمان إلى المدينة، وأنزله بالربذة وحده، وبها مات رضي الله عنه في خلافة عثمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/133) قال حدثنا علي سمع هشيما، وفي (6/82) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا جرير. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/11916) عن محمد بن زنبور عن محمد ابن فضيل ثلاثتهم -هشيم، وقتيبة، وابن فضيل- عن حصين عن زيد بن وهب فذكره. الحديث: 652 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 653 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: لما نزلت هذه الآية: {والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ} كَبُرَ ذلك على المسلمين، فقال عمر: أَنا أُفَرِّجُ عنكم، فانطلق، فقال: يا نَبِيَّ اللهِ، إِنه كَبُرَ عَلى أَصحابك هذه الآية، فقال [رسول الله صلى الله عليه وسلم] : «إِن الله لم يَفْرِض الزكاة إِلا لِيطيبَ ما بقي من أموالكم، وإنما فرضَ المواريثَ لتكون لمن بعدكم» ، فكبَّرَ عُمَرُ، ثم قال له: «ألا أُخْبرك بخير ما يَكْنِزُ المرءُ؟ المرأة الصالحة: إذا نظر إليها سَرَّتْهُ، وإذا أمَرَهَا أطاعتْه، وإذا غاب عنها حفظتْه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1664) في الزكاة، باب في حقوق المال، وإسناده حسن، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 4 / 333 وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1664) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا غيلان عن جعفر بن إياس عن مجاهد فذكره. الحديث: 653 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 654 - (خ ط) ابن عمر [بن الخطاب]- رضي الله عنهما -: قال له أعرابيٌّ: أخبرني عن قول الله- تعالى -: {والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنْفِقُونَها في سبيل اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بعذابٍ أليم} قال ابن عمر: مَنْ كَنَزها فلم يُؤَدِّ زكاتها [ص: 164] ويلٌ له، هذا كان قبلَ أن تَنْزِل الزكاةُ، فلما أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا الله طُهْراً للأمْوالِ. أخرجه البخاري. وفي رواية الموطأ، قال عبد الله بن دينارٍ: سمعتُ عبد الله بن عمر وهو يُسأَل عن الكنز ما هو؟ فقال: هو المال الذي لا تُؤدَّى منهُ الزكاةُ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ويل له) دعاء عليه بالعذاب، وقيل: ويل: واد في جنهم.   (1) البخاري 3 / 216 في الزكاة، باب ما أدي زكاته فليس بكنز، وفي تفسير سورة براءة، باب قوله: {والذين يكنزون الذهب والفضة} ، والموطأ 1 / 156 في الزكاة، باب ما جاء في الكنز. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الزكاة (4 تعليقا) وفي التفسير (9: 7 تعليقا) وقال أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري، وابن ماجة في الزكاة (3: 1) عن عمرو بن سواد عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري نحوه. الحديث: 654 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 655 - (ت) ثوبانُ - رضي الله عنه -: قال: لما نزلت: {والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنْفِقُونَها في سبيل اللَّه} كُنَّا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: أُنزلت في الذهب والفضة، فلو علمنا: أيُّ المالِ خيرٌ اتخذناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفْضَلهُ: لِسانٌ ذَاكرٌ، وقلبٌ شاكرٌ، وزوجةٌ صالحةٌ تُعين المؤمِنَ على إيمانه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3093) في التفسير، باب ومن سورة براءة، من طريق سالم بن أبي الجعد عن ثوبان، وقال: حديث حسن، وقال: سألت محمد بن إسماعيل، فقلت له: سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان؟ فقال: لا. قلت له: ممن سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: سمع من جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك. وذكر غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي " تهذيب التهذيب " في ترجمة سالم بن أبي الجعد: وقال الذهلي عن أحمد: لم يسمع سالم من ثوبان ولم يلقه، بينهما معدان بن أبي [ص: 165] طلحة، وليست هذه الأحاديث بصحاح. وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 278 و 282، والطبري رقم (16662) و (16666) ، وقال الحافظ ابن كثير بعد إيراده ونقل كلام الترمذي: قلت: ولهذا رواه بعضهم عنه مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الترمذي في التفسير (التوبة 9: 12) عن عبد بن حميد، عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عنه به، وقال: حسن، سألت محمدا فقلت: سمع سالم من ثوبان، فقال: لا. وابن ماجة في النكاح (5: 2) عن محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمس عن وكيع عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه نحوه، تحفة الأشراف (2/130) . الحديث: 655 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 656 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال:: {لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذين يؤمنون باللَّه واليوم الآخر أن يُجاهدوا بأموالهم وأَنفسهم والله عليمٌ بالمتَّقين} [التوبة: 44] ، نَسَخَتْها التي في النُّورِ: {إنما المؤمنون الذين آمنوا باللَّه ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إِن الذين يستأذنونك أَولئك الذين يؤمنون باللَّه ورسوله فإذا استأذنوك لبعضِ شأنهم فائْذَنْ لمن شئتَ منهم واستغفر لهم اللَّه إِن اللَّه غفور رحيم} [النور: 62] . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2771) في الجهاد، باب في الإذن في القفول بعد النهي، بإسناد لا بأس به، وأخرجه بنحوه ابن جرير رقم (16769) ، وذكره السيوطي في " الدر " 3 / 247 ونسبه إلى أبي عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي، ولم ينسبه إلى أبي داود وابن جرير، ونقل ابن الجوزي في " زاد المسير " 4 / 446 طبع المكتب الإسلامي، عن أبي سليمان الدمشقي: أنه ليس للنسخ هاهنا مدخل، لإمكان العمل بالآيتين، وذلك أنه إنما عاب على المنافقين أن يستأذنوه في القعود عن الجهاد من غير عذر، وأجاز للمؤمنين الاستئذان لما يعرض لهم من حاجة، وكان المنافقون إذا كانوا معه، فعرضت لهم حاجة ذهبوا من غير استئذان. وانظر " تفسير الطبري " 14 / 274، 276 و " الناسخ والمنسوخ " ص 168، 169 لأبي جعفر النحاس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أبو داود في الجهاد (171) الحديث عن أحمد بن محمد بن ثابت المروزي عن علي بن حسين بن واقد عن أبيه عن يزيد بن أبي سعيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس فذكره، تحفة الأشراف (5/176) . الحديث: 656 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 657 - (خ م س) أبو مسعود البدري [عقبة بن عامر]- رضي الله عنه - قال: لما نزلت آيةُ الصَّدَقِة، كُنَّا نُحامِلُ على ظهورنا، فجاء رجل فتصدَّق بشيءٍ كثير (1) ، فقالوا: مُرَاءٍ، وجاء رجل فتصدق بِصَاعٍ، فقالوا: [ص: 166] إِن الله لَغَنِيٌّ عن صاع هذا، فنزلت {الذين يَلْمِزُون المطَّوِّعِينَ من المؤمنين في الصدقات والذين لا يَجِدُونَ إلّا جُهْدَهُمْ ... } الآية [التوبة: 79] . وفي رواية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أَمَرَنا بالصدقة انْطَلَقَ أحَدُنا إلى السُّوق، فَيُحَامِلُ، فَيُصيبُ المُدَّ، وإنَّ لبعضهم اليومَ لَمِائَةَ ألفٍ. زاد في رواية: كأنَّهُ يُعَرِّضُ بنفسه (2) . وفي أخرى: لمَّا أَمر رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة كُنَّا نَتَحَامَلُ، فجاء أبو عَقيلٍ بِنصْفِ صاعٍ، وجاء إنسانٌ بأَكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغنيٌّ عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخرُ إلا رياء، فنزلت. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. [ص: 167] وزاد النسائي بعد قوله: لِمَائَةَ ألفٍ: وما كان له [يومئذ] دِرْهَمٌ (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُحَامِلُ) بمعنى الحمل، أي: نتكلف الحمل، وكذلك التحامل: تكلف الشيء على مشقة. (بصاع) قد تقدم ذكره في هذا الكتاب. (اللمز) : العيب (المطوعين) المطَّوِّع: المتطوع: وهو الذي يفعل الشيء تبرعاً من نفسه، من غير أن يجبر عليه، فأدغمت التاء في الطاء. (جهدهم) الجهد: بضم الجيم: الطاقة والوسع. (المد) : قد تقدم ذكره.   (1) هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، ذكره الحافظ في " الفتح " من رواية البزار. (2) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 251: كأنه يعرض بنفسه، هو كلام شقيق الراوي عن أبي مسعود، بيّنه إسحاق ابن راهويه في مسنده، وهو الذي أخرجه البخاري عنه، وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن إسحاق، فقال في آخره " وإن لأحدهم اليوم لمائة ألف "، قال شقيق: " كأنه يعرض بنفسه "، وكذا أخرجه الإسماعيلي من وجه آخر، وزاد في آخر الحديث: قال الأعمش: وكان أبو مسعود قد كثر ماله. قال ابن بطال: يريد أنهم كانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يتصدقون بما يجدون، وهؤلاء مكثرون ولا يتصدقون، كذا قال، وهو بعيد. وقال الزين بن المنير: مراده: أنهم كانوا يتصدقون مع قلة الشيء، ويتكلفون ذلك، ثم وسع الله عليهم فصاروا يتصدقون من يسر، ومع عدم خشية عسر. قلت (القائل ابن حجر) : ويحتمل أن يكون مراده: أن الحرص على الصدقة الآن لسهولة مأخذها بالتوسع الذي وسع عليهم، أولى من الحرص عليها مع تكلفهم، أو أراد: الإشارة إلى ضيق العيش في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لقلة ما وقع من الفتوح والغنائم في زمانه، وإلى سعة عيشهم بعده لكثرة الفتوح والغنائم. (3) البخاري 6 / 224 في الزكاة، باب " اتقوا النار ولو بشق تمرة، وفي الإجارة، باب من آجر نفسه ليحمل على ظهره، وفي تفسير سورة براءة، باب {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين} ، ومسلم رقم (1018) في الزكاة، باب الحمل أجرة يتصدق بها، والنسائي 5 / 59 و 60 في الزكاة، باب جهد المقل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/136) قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو النعمان الحكم، هو ابن عبد الله البصري. وفي (6/84) قال: حدثني بشر بن خالد أبو محمد، قال: أخبرنا محمد بن جعفر. و «مسلم» (3/88) قال: حدثني يحيى بن معين، قال: حدثنا غندر ح وحدثنيه بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثني سعيد بن الربيع (ح) وحدثنيه إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو داود. و «النسائي» (5/59) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا غندر. أربعتهم - أبو النعمان، ومحمد بن جعفر غندر، وسعيد بن الربيع، وأبو داود- عن شعبة، عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره. الحديث: 657 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 658 - (خ م س) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: لمَّا تُوُفِّيَ عبدُ الله يعني: ابنَ أُبَيّ بن سَلُولَ (1) جاء ابنُه عبد الله [ص: 168] إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم (2) ، فسأله أنْ يُعْطِيَهُ قميصَهُ يُكَفِّنُ فيه أباه؟ فأعطاه، ثم سأله أَن يُصلِّيَ عليه؟ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُصَلِّيَ عليه، فقام عمرُ، فأخَذَ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، تُصلِّي عليه وقد نهاكَ ربُّك أَن تُصليَ عليه (3) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما خَيَّرني الله عز وجل، فقال: {استغفِرْ لهم أَو لا تَسْتَغْفِرْ لهم إِن تستغفر لهم سبعين مَرَّةً} [التوبة: 80] وسأَزيد على السبعين، قال: إنه منافق، فصَلَّى عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (4) قال: [ص: 169] فأنزل الله عز وجل {ولا تُصلِّ على أحدٍ منهم ماتَ أبداً ولا تَقُمْ على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} [التوبة: 84] . زاد في رواية: فترك الصلاة عليهم. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (5) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 251: ذكر الواقدي، ثم الحاكم في " الإكليل ": أن عبد الله بن أبي مات بعد منصرفهم من تبوك، وذلك في ذي القعدة سنة تسع، وكانت مدة مرضه عشرين يوماً، ابتداؤها من ليال بقيت من شوال، قالوا: وكان قد تخلف هو ومن تبعه عن غزوة تبوك، وفيهم نزلت: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً} [التوبة: 47] وهذا يدفع قول ابن التين: أن هذه القصة كانت في أول الإسلام قبل تقرير الأحكام. (2) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 251: وقع في الطبري من طريق الشعبي " لما احتضر عبد الله، جاء ابنه عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إن أبي قد احتضر، فأحب أن تشهده وتصلي عليه. قال: ما اسمك؟ قال: الحباب. قال: بل أنت عبد الله الحباب: اسم الشيطان. وكان عبد الله بن عبد الله بن أبي: من خيار الصحابة وفضلائهم، شهد بدراً وما بعدها. واستشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه. (3) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 252: كذا في هذه الرواية إطلاق النهي عن الصلاة، وقد استشكل جداً حتى أقدم بعضهم، فقال: هذا وهم من بعض رواته. وعاكسه غيره، فزعم أن عمر اطلع على نهي خاص في ذلك. وقال القرطبي: لعل ذلك وقع في خاطر عمر، فيكون من قبيل الإلهام، ويحتمل أن يكون فهم ذلك من قوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} . قلت: - القائل الحافظ - القول الثاني - يعني ما قاله القرطبي - أقرب من الأول، لأنه لم يتقدم النهي عن الصلاة على المنافقين، بدليل أنه قال في آخر هذا الحديث: فأنزل الله {ولا تصل على أحد منهم} ، والذي يظهر: أن في رواية الباب تجوزاً، بينته الرواية التي في الباب بعده من وجه آخر عن عبيد الله بن عمر بلفظ: " فقال: تصلي عليه وقد نهاك الله أن تستغفر لهم؟ ". (4) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 253: أما جزم عمر بأنه منافق، فجرى على ما كان يطلع عليه من أحواله، وإنما لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله، وصلى عليه، إجراءاً له على ظاهر حكم الإسلام، كما تقدم تقريره، واستصحاباً لظاهر الحكم، ولما فيه من إكرام ولده، الذي تحققت صلاحيته، ومصلحة الإستئلاف لقومه، ودفع المفسدة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر يصبر على أذى المشركين، ويعفو ويصفح، ثم أمر بقتال المشركين فاستمر صفحه وعفوه عمن يظهر الإسلام ولو [ص: 169] كان باطنه على خلاف ذلك، لمصلحة الإستئلاف وعدم التنفير، ولذلك قال: " لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه " فلما حصل الفتح، ودخل المشركون في الإسلام، وقل أهل الكفر وذلوا، أمر بمجاهدة المنافقين، وغير ذلك مما أمر فيه بمجاهدتهم، وبهذا التقدير يندفع الإشكال عما وقع في هذه القصة بحمد الله تعالى. (5) البخاري 3 / 110 في الجنائز، باب الكفن في القميص الذي يكف أو لا يكف، وفي تفسير سورة التوبة، باب {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} ، وباب {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً} ، وفي اللباس، باب لبس القميص، ومسلم رقم (2400) في فضائل الصحابة، باب فضائل عمر، ورقم (2774) في صفات المنافقين وأحكامهم، والنسائي 4 / 67 و 68 في الجنائز، باب الصلاة على المنافقين. وقد توسع الحافظ في " الفتح " 8 /255، 257 في الكلام على هذا الحديث فانظره فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/18) (4680) . و «البخاري» (2/96) قال: حدثنا مسدد. وفي (7/185) قال: حدثنا صدقة. و «مسلم» (7/116) و (8/120) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، و «ابن ماجة» (1523) قال: حدثنا أبو بشر، بكر بن خلف. و «الترمذي» (3098) قال: حدثنا محمد ابن بشار. و «النسائى» (4/36) قال: أخبرنا عمرو بن علي. ثمانيتهم-أحمد بن حنبل، ومسدد، وصدقة ابن الفضل، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، وبكر بن خلف، ومحمد بن بشار، وعمرو بن علي- عن يحيى بن سعيد القطان. 2- وأخرجه البخاري (6/85) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. و «مسلم» (7/116) و (8/120) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما -عبيد بن إسماعيل، وأبو بكر بن أبي شيبة- عن أبي أسامة. 3- وأخرجه البخاري (6/86) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس بن عياض. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد القطان، وأبو أسامة، وأنس بن عياض- عن عبيد الله، قال: حدثني نافع، فذكره. * في رواية صدقة بن الفضل، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، وعمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، زادوا: «فترك الصلاة عليهم» . الحديث: 658 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 659 - (خ ت س - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-) : قال: لمَّا مَاتَ عبدُ اللهِ بن أُبيِّ بن سَلول (1) ودُعيَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِيُصليَ عليه، فلما قامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِليه، فقلتُ: يا رسولَ الله، أَتُصلِّي على ابن أُبَيٍّ وقد قال يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ ! أُعَدِّدُ عليه قولَهُ، فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقال: أَخِّرْ عَني يا عُمَرُ، فلما أَكْثَرْتُ عليه، قال: أما إني خُيِّرْتُ، فاخترتُ، لو أَعلمُ أَني إن زدتُ على السبعين يُغْفرْ له، لَزِدْتُ عليها، [ص: 170] قال: فصلىَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انْصرَفَ، فلم يَمكُثْ إِلا يسيراً حتى نزلت الآيتان من براءة {ولا تُصَلِّ على أحدٍ منهم ماتَ أَبداً ولا تقم على قبره إِنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} قال: فعجبتُ بعدُ من جُرْأَتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ، والله ورسولُهُ أعلم (2) . أخرجه البخاري، والترمذي، والنسائي. وزاد الترمذي: فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق، ولا قام على قبره، حتى قَبضَهُ اللهُ (3) .   (1) سلول: بفتح المهملة وضم اللام وسكون الواو بعدها لام - هو اسم امرأة، وهي والدة عبد الله، وأبوه: أبي، وهي خزاعية، وأما هو فمن الخزرج إحدى قبيلتي الأنصار. (2) ظاهره: أنه قول عمر، ويحتمل أن يكون من قول ابن عباس رضي الله عنهما. قاله الحافظ. (3) البخاري 3 / 181 في الجنائز، باب ما يكره من الصلاة على المنافقين، وفي تفسير سورة براءة، باب {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} ، والترمذي رقم (3096) في التفسير، باب ومن سورة براءة، والنسائي 4 / 68 في الجنائز، باب الصلاة على المنافقين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/16) (95) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. و «عبد بن حميد» (19) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق. و «البخاري» (2/121) وفي (6/85) قال: حدثني يحيى بن بكير، قال: حدثني الليث، عن عقيل. و «الترمذي» (3097) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق. و «النسائي» (4/67) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا حجين بن المثنى، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10509) عن محمد بن عبد الله بن عمار ومحمد ابن رافع، عن حجين، عن الليث عن عقيل. كلاهما -ابن إسحاق، وعقيل- عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن عباس، فذكره. الحديث: 659 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 660 - (ت د) - أبو هريرة- رضي الله عنه-: قال: نزلت هذه الآية في أَهل قُباءَ {فيه رجالٌ يُحبُّونَ أَن يَتطَهروا والله يُحبُّ المُطَّهِّرين} [التوبة: 108] قال: كانوا يَسْتَنجُونَ بالماء، فنزلت هذه الآية فيهم. أَخرجه الترمذي وأَبو داود (1) .   (1) الترمذي رقم (3099) في التفسير، باب ومن سورة براءة، وأبو داود رقم (44) في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء، وضعفه الحافظ في " التلخيص" 1 / 112 وقال: وروى أحمد وابن خزيمة والطبراني والحاكم عن عويم بن ساعدة نحوه، وأخرجه الحاكم من طريق مجاهد عن ابن عباس، لما نزلت الآية بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة، فقال: ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم به؟ قال: ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل دبره، فقال عليه السلام: هو هذا، وأخرج [ص: 171] بنحوه ابن ماجة رقم (355) في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء من حديث عتبة بن أبي حكيم، عن طلحة بن نافع، قال: حدثني أبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك، قال الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " 1 / 219: وسنده حسن، وعتبة بن أبي حكيم فيه مقال، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وضعفه النسائي، وعن ابن معين فيه روايتان، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 2 / 234 وصححه. ورواه أحمد 6 / 6 وابن أبي شيبة من حديث محمد بن عبد الله بن سلام، وحكى أبو نعيم في " معرفة الصحابة " الخلاف فيه على شهر بن حوشب، ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة. نقول: وهذه شواهد يشد بعضها بعضاً، فيقوى الحديث بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/99) (771) قاك: حدثنا يحيى بن آدم، وفي (1/130) (1085) قال: حدثنا وكيع. وحدثنا عبد الرحمن. و «الترمذي» (3101) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، و «النسائي» (4/91) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عدالرحمن. ثلاثتهم يحيى بن آدم، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الخليل، فذكره. الحديث: 660 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 661 - (ت س) - علي بن أَبي طالب -رضي الله عنه -:قال: سمعت رَجُلاً يستغْفِرُ لأبوْيهِ وهما مشركانِ، فقلتُ له: أَتستغْفِرُ لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفرَ إِبراهيمُ لأَبيه وهو مشرك، فذكرتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت {ما كان لِلنَّبِيِّ والَّذِين آمنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكينَ} [التوبة: 113] أخرجه النسائي والترمذي (1) .   (1) الترمذي رقم (3100) في التفسير، باب ومن سورة براءة، والنسائي 4 / 91 في الجنائز، باب النهي عن الاستغفار للمشركين. وقال الترمذي: حديث حسن، وفي الباب عن سعيد بن المسيب عن أبيه. اهـ. وحديث سعيد بن المسيب عن أبيه أخرجه أحمد 5 / 433 والبخاري 3 / 176، 177 و 8 / 258 و 389، ومسلم رقم (24) في الإيمان " أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب: أي عم، قل: " لا إله إلا الله " أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فنزلت {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} . اهـ. الحديث: 661 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 662 - (خ م ت د س) ابن شهاب الزهري-رحمه الله -: قال: أخْبَرَني [ص: 172] عبد الرحمن بنُ عبد الله بن كعب بن مالِكٍ: أنَّ عبدَ الله بن كَعْبٍ، كان قائدَ كعبٍ من بنيه حين عَمِيَ - قال: وكان أعلمَ قومه وأوعاُهم لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: سمعتُ كعبَ بنَ مالكٍ يُحدِّثُ حديثَهُ حين تَخَلَّفَ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غَزْوةِ تَبُوكَ، قال كعبٌ: لم أتخلَّفُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قَطُّ إِلا في غزوة تبوك، غير أنِّي تخلَّفتُ في غزوة بَدْرٍ، ولم يُعاتِبْ أحداً تَخلَّفَ عنها، إِنما خرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عِيرَ قُرَيْشِ، حتى جَمَع الله بينهم وبين عَدُوِّهمْ على غير ميعادٍ، ولقد شهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العَقَبة (1) ، حين تواثَقْنَا (2) على الإِسلام، وما أُحِبُّ أَنَّ لي بها (3) مَشْهَدَ بَدْرٍ وإن كانت بدرٌ أذْكَرَ في الناس منها، وكان مِنْ خَبَري حين تخَلَّفْتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، أنِّي لم أكُنْ قَطُّ أقوَى، ولا أيْسرَ منِّي حين تَخَلَّفْتُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوةِ، واللهِ ما جمعتُ قَبْلَها راحلتين قَطُّ، حتى جَمَعْتُهُما في تلك الغزوة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسولُ الله [ص: 173] صلى الله عليه وسلم في حَرٍّ شَديدٍ، واستقْبَلَ سفراً بعيداً ومفازاً، واستقبل عَدُوّاً كثيراً فَجَلَّى للمسلمين أمرهم ليتأهَّبوا أُهْبَةَ (4) غزوهم، وأخبرهم بوجْهِهم الذي يريدُ، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير (5) لا يجمعهم كتابُ حافظٍ - يريد بذلك الديوانَ (6) - قال كعبٌ: فقلَّ رجل يريد أن يَتَغَيَّبَ، إلا ظَنَّ أنَّ ذلك سَيَخْفى ما لم ينزل فيه وحيٌ من الله عز وجل، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمارُ والظِّلالُ، فأنا إِليها أصعَرُ، فتهجر (7) رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، وطَفِقْتُ أغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ معهم، فأرجعُ ولم أَقضِ شيئاً، وأقول في نفسي: أَنا قادرٌ على ذلك إِذا أردتُ، فلم يزل ذلك يتمادَى بي، حتى استمرَّ بالناس الجِدُّ، فأَصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غادِياً، والمسلمون معه، ولم أقضِ من جَهازي شيئاً، ثم غدوتُ فرجعتُ، ولم أقض شيئاً، فلم يزل ذلك يتمادى [بي] حتى أسرعوا، وتفارطَ الغزوُ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فأُدْرِكَهُمْ، فيا ليتني فَعَلْتُ، ثم لم يُقدَّر ذلك لي، فَطَفِقْتُ إِذا خرجت في الناس - بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحْزُنُني أني لا أرى لي أُسْوَة، إِلا رجلاً مغموصاً عليه في النِّفاق، أَو [ص: 174] رجلاً ممن عذَرَ اللهُ من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغَ تبوكاً (8) فقال وهو جالس في القوم بتبوك: «ما فعل كعبُ بن مالك؟» ، فقال رجل من بني سَلِمَةَ: يا رسول الله، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ، والنَّظَرُ في عِطْفَيْهِ، فقال له معاذ بن جَبَل: بِئْسَ ما قُلْتَ (9) ، والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إِلا خيراً، فسكتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو على ذلك رأى رجُلاً مُبَيِّضاً (10) يَزُول به السَّرابُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُنْ أَبا خَيثَمَة (11) » ، فإِذا هُوَ أبو خَيثمةَ الأنصاريُّ، وهو الذي تصدَّق بصاعِ التمرِ حين لمزَه المنافقون، قال كعبٌ: فلما بلغني أَن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد توَجَّه قافِلاً من تبوك، حضرني بَثِّي، فطفقتُ أَتذكَّرُ الكذبَ، وأَقول: بم أَخرجُ من سَخَطِهِ غداً؟ وأستعينُ على ذلك [ص: 175] بكلِّ ذي رأيٍ من أَهلي، فلما قيل: إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد أَظَلَّ قادماً، زاحَ عنِّي الباطِلُ، حتى عرفتُ أني لن أَنجوَ منه بشيءٍ أبداً، فأجمعْتُ صِدْقَهُ (12) ، وَصَبَّحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قادماً، وكان إِذا قَدِمَ من سفرٍ بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناسِ، فلَمَّا فَعل ذلك جاءهُ المُخَلَّفُونَ، فطَفِقُوا يعتذرون إِليه، ويحلفون له، وكانوا بِضعة وثمانين رجُلاً، فقَبِلَ منهم عَلانيتَهم، وبايَعهم، واستغفر لهم، ووَكَل سرائرهم إِلى الله، حتى جئتُ، فلمَّا سلَّمتُ تَبَسَّمَ تَبَسُّم المُغْضَبِ، ثم قال: «تعالَ» ، فجئتُ أَمْشي، حتى جَلَسْتُ بين يديْهِ، فقال لي: «ما خَلَّفَكَ؟ ألم تكن قدِ ابتعتَ ظَهرَكَ؟» قلتُ: يا رسول الله، إِنِّي - واللهِ- لو جلستُ عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيتُ أَنِّي سأخرُجُ من سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، لقد أُعطِيتُ جَدَلاً، ولكني -والله- لقد علمتُ لَئنْ حَدَّثْتُك اليومَ حَديثَ كذِبٍ ترضى به عني، ليوشكنَّ اللهُ أن يُسخِطَكَ عليَّ، ولئَن حَدَّثتُكَ حديثَ صِدقٍ تَجِدُ عليَّ فيه، إِني لأرجو فيه عُقْبى الله عز وجل - وفي رواية: عفو الله -[والله] ما كان لي من عُذْرٍ، والله ما كنتُ قَطُّ أَقْوَى ولا أيْسرَ منِّي حين تَخَلَّفْتُ عنك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا هَذا فقد صدق، فَقُمْ حتى يَقْضيَ اللهُ فيك» ، فقمتُ، وثارَ رجالٌ من بني سَلِمةَ، فاتَّبعوني، فقالوا لي: واللهِ ما علمناكَ أَذنبتَ ذنباً قَبلَ هذا، لقد عَجَزتَ في أن لا تكونَ اعتَذَرْتَ [ص: 176] إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذَرَ إِليه المُخَلَّفون، فقد كان كافِيَكَ (13) ذَنْبَكَ استغفارُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لك، قال: فَوَ الله ما زالوا يُؤنِّبُونَني حتى أردتُ أَنْ أرجعَ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأُكَذِّبُ نَفسي، قال: ثم قُلتُ لهم: هل لَقِي هذا مَعي من أحَدٍ؟ قالوا: نعم، لَقِيهُ مَعَكَ رَجُلانِ، قالا مِثلَ ما قُلتَ، وقيل لهما مثلَ ما قِيلَ لكَ، قال: قلتُ: مَن هما؟ قالوا: مُرارةُ بن الرَّبيع العامِريُّ (14) ، وهِلالُ ابنُ أُمَيَّة الواقِفيُّ (15) ، قال: فذكروا لي رجُلين صالحَيْنِ قد شَهِدا بَدراً، ففيهما أُسْوَةٌ، قال: فمضيتُ حين ذكروهما لي، قال: ونهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أَيُّها الثلاثةُ (16) من بينِ من تَخَلَّفَ عنه، قال: فَاجْتَنَبَنَا [ص: 177] الناسُ - أو قال: تغيَّرُوا لنا - حتى تنكَّرَتْ ليَ في نفسي الأرضُ، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبِثْنَا على ذلك خمسين ليلة، فأمَّا صاحِبايَ فاستكانا، وقَعَدَا في بيوتهما يَبكيان، وأَما أَنا فكنتُ أَشَبَّ القومِ وأَجلَدَهُمْ، فكنتُ أخرُجُ، فأَشهَدُ الصلاةَ، وأطوفُ في الأسواق، فلا يكلِّمُني أحدٌ، وآتِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَأُسَلِّمُ عليه - وهو في مجلِسِهِ - بعدَ الصلاةِ، فأقولُ في نفسي: هل حرَّكَ شَفَتَيْهِ بِردِّ السلام، أمْ لا؟ ثُمَّ أُصَلِّي قريباً منه، وأُسَارِقُهُ النَّظَرَ، فإِذا أَقْبَلْتُ على صَلاتِي نَظَرَ إِليَّ، وإِذا الْتَفَتُّ نحوه أَعْرَضَ عنّي، حتى إِذا طَالَ عليَّ ذلكَ مِن جَفْوَةِ المُسلمينَ، مَشَيْتُ حتَّى تَسَوَّرْتُ جِدارَ حائِطِ أَبي قتادة - وهو ابنُ عَمِّي، وأحَبُّ النَّاس إِليَّ - فسلَّمْتُ عليه، فو اللهِ ما رَدَّ عليَّ السلام، فقُلْتُ له: يا أَبَا قتادة، أَنشُدُكَ بالله، هل تَعْلَمَنَّ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ ورَسولَه؟ قال: فسكتَ، فعُدتُ فناشَدْتُهُ، فسكتَ، فعدتُ فناشدْتُهُ، فقال: اللهُ ورسولُهُ أعلم (17) ، ففاضت عَيْنَايَ، وتوَّليتُ حتى تَسوَّرتُ الجدارَ، فبينا أَنا أَمْشي في سُوقِ المدينة، إِذا نَبَطِيٌّ من نَبَطِ أَهل الشام (18) ، مِمَّنْ قَدِمَ بِطعامٍ يبيعه بالمدينةِ، يقول: مَنْ يَدَلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ؟ قال: فَطَفِقَ النَّاسُ يُشيرونَ له إِليَّ، حتى جاءني، فدفعَ إِليَّ كتاباً من ملك غسانَ، وكنتُ كاتباً، فقرأتُهُ، فإِذا فيه: [ص: 178] أَما بعد، فإِنَّهُ قد بلغنا أن صاحبك قد جَفاك، ولم يجعلك اللهُ بدارِ هوانٍ، ولا مَضيَعةٍ، فالْحَقْ بنا نُوَاسِكَ (19) ، قال: فقلتُ حين قرأتُها (20) : وهذه أَيضاً من البلاءِ، فَتَيَمَّمْتُ بها التَّنُّورَ، فسَجَرْتُها، حتى إِذا مَضتْ أَربعون من الخمسين، واسْتَلْبَثَ الوَحْيُ، فَإِذا رسولُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يأتيني، فقال: «إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يأمْرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امرأَتكَ» ، قال: فقلتُ: أُطَلِّقُها، أمْ ماذا أفعلُ؟ قال: «لا، بل اعتَزِلها فلا تقرَبَنَّها» ، قال: وأَرسل إِلى صَاحِبيَّ بمثل ذلك، قال: فقلتُ لامرأتي: الْحَقِي بأَهلِك، فكوني عندهم حتى يَقْضِيَ اللهُ في هذا الأمرِ، قال: فجاءَتْ امرأةُ هلال بنِ أُميةَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إِنَّ هِلالَ بن أُمَيَّةَ شيخٌ ضائِعٌ، ليس له خادمٌ، فهل تكرهُ أَن أَخْدُمَه؟ قال: «لا، ولكن لا يَقْرَبنَّكِ» ، فقالت: إِنَّهُ واللهِ ما به حَرَكةٌ إِلى شيءٍ، ووَاللهِ ما زال يبكي، منذُ كان من أَمرِهِ ما كان إِلى يومه هذا، قال: فقال لي بعْضُ أَهلي: لو اسْتَأْذَنتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في امرأَتِكَ، فقد أذِنَ لامْرَأةِ هلالِ بن أُمَيَّةَ أنْ تَخْدُمَه؟ قال: فقلتُ: لا أَسْتَأْذِن فيها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وما يُدْريني ما يقولُ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا استأذْنتُهُ فيها، وأنا رجلٌ شابٌّ؟ قال: فَلبِثْتُ بذلك عَشْرَ ليالٍ، فكَمُل لنا خمسونَ ليلة من حين نُهي عن كلامنا، قال: [ص: 179] ثم صليتُ صلاةَ الفجر صَبَاحَ خمسين ليلة، على ظَهْرِ بيتٍ من بُيُوتنا، فَبَيْنما أنا جالسٌ على الحالِ التي ذكرَ اللهُ عز وجل منَّا: قد ضاقَتْ عَليَّ نَفْسي، وضاقَتْ عليَّ الأرضُ بما رَحُبَتْ، سمعتُ صوتَ صارخٍ أَوْفَى على سَلْعٍ (21) يقول بأعلى صوتِهِ: يا كَعْبَ بنَ مالِكٍ، أَبْشِرْ، قال: فَخَرَرْتُ ساجداً، وعلمتُ أَنْ قد جاءَ فَرَجٌ، قال: وآذَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بتوبَةِ اللهِ علينا حين صلَّى صلاةَ الفجر، فذهب النَّاسُ يُبَشِّرُونَنا، فذهبَ قِبَلَ صاحِبيَّ مُبَشِّرون، وركَضَ رَجلٌ إِليَّ فرساً، وسعَى ساعٍ من أَسْلَمَ قِبَلي، وأوْفَى على الجبل، وكانَ الصوتُ أَسرعَ من الفرسِ، فلما جاءني الذي سمعتُ صوتَهُ يُبَشِّرُني، نَزَعتُ له ثَوْبَيَّ، فَكَسَوْتُهُما إِيَّاهُ بِبِشَارَتِهِ، والله ما أَمْلِكُ غيرَهُما يومئذٍ، واستَعَرْتُ ثوبين فلَبِسْتُهُما، وانْطَلَقْتُ أَتَأمَّمُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَتَلَقَّاني النَّاسُ فَوْجاً فَوْجاً، يُهَنِّؤوني بالتَّوْبةِ، ويقولون: لِتَهْنِئْكَ توبةُ الله عليك، حتَّى دخلتُ المسجد، فإِذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حَوْلَهُ النَّاسُ، فقام طَلْحَةُ بنُ عُبيْدِ اللهِ (22) يُهَرْوِلُ، حتى صافَحَني وهَنَّأَنِي، والله ما قام رجلٌ من المهاجرين غيرُهُ، قال: فكان كعبٌ لا يَنْسَاها لِطَلْحةَ، قال كعبٌ: فلما سلَّمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال- وهو يَبْرُقُ وجْهُهُ من السرور -: «أَبْشِر بِخَيْرِ يومٍ مرَّ عليك منذُ وَلَدتْكَ أُمُّكَ» [ص: 180] ، قال: فقلتُ: أمِن عندِكَ يا رسولَ اللهِ، أَم من عنْدِ الله؟ فقال: «بلْ مِن عِنْدِ اللهِ» ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذا سُرَّ اسْتَنَارَ وجهُهُ، حتى كأنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمرٍ، قال: وكُنَّا نَعْرِفُ ذلك، قال: فلمَّا جلستُ بين يديه، قلتُ: يا رسولَ الله، إِنَّ من تَوْبَتي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مالي صَدَقَة إِلى الله وإِلى رسول الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَمْسِكْ بعْضَ مَالِكَ، فهو خيرٌ لك» ، قال: فقلتُ: فإني أُمْسِكُ سَهْمي الذي بِخَيْبَرَ، قال: وقلت: يا رسول الله، إِن الله إِنَّمَا أَنجاني بالصِّدق، وإِن من توبتي أَن لا أُحَدِّثُ إِلا صِدْقاً ما بَقِيتُ، قال: فوالله ما علمتُ أَحداً من المسلمين أَبْلاهُ الله في صِدق الحديث منذُ ذكرْتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ مما أبلاني الله (23) ، وَوَاللهِ ما تَعَمَّدْتُ كَذْبَة مُنْذُ قلت ذلك لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِلى يومي هذا، وإِني لأرْجو أن يَحْفَظَنِيَ اللهُ فيما بَقِيَ، قال: فأنزل الله عز وجل: {لَقَد تابَ اللهُ على النبيِّ والمُهَاجرينَ والأَنصارِ الذينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ العُسْرَةِ مِن بعدِ ما كَادَ يَزِيغُ قُلوبُ فريق منهم ثم تابَ عليهم إِنَّهُ بهم رؤوفٌ رَحيمٌ. وعلى الثلاثة الذين خُلِّفُوا حتى إِذَا ضَاقَتْ عليهمُ الأرضُ بِمَا رَحُبَتْ وضاقَتْ عليهم أَنفُسُهُم وظنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلا إِليه ثم تابَ عليهم ليتوبوا إِنَّ اللهَ هو التَّوابُ الرحيم. يا أيُّها الذين آمنوا اتقوا اللهَ وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 117 - 119] ، قال كعبٌ: واللهِ ما أَنعمَ اللهُ عليَّ [ص: 181] من نِعْمَةٍ قَطُّ - بعدَ إِذْ هداني للإِسلام - أعْظَمَ في نفسي من صِدْقِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أَنْ لا أكونَ (24) كَذَبْتُهُ فأهْلِكَ كما هَلَكَ الذين كَذَبُوا، إِنَّ اللهَ قال للذينَ كَذَبوا حين أَنْزَلَ الوْحيَ شَرَّ ما قال لأَحَدٍ، فقال الله: {سَيَحْلِفُونَ باللهِ لكم إِذا انقَلَبْتُم إِليهم لِتُعْرِضُوا عنهم فأَعْرِضُوا عنهم إِنَّهُم رِجْسٌ ومأْواهم جهنَّمُ جزاءً بِمَا كانوا يكسبون. يحلفون لكم لتَرْضَوْا عنهم فإِن تَرْضَوْا عنهم فَإِنَّ اللهَ لا يَرضَى عن القومِ الفاسقين} [التوبة: 95 - 96] ، قال كعب: كُنَّا خُلِّفْنا - أَيُّها الثلاثةَ - عن أمْرِ أُولئِكَ الذين قَبِلَ منهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين حَلفُوا له، فبايَعَهُم واستغفر لهم، وأَرجأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمْرَنا، حتى قَضَى اللهُ تعالى فيه بذلك، قال اللهُ عز وجل: {وَعلى الثلاثةِ الذين خُلِّفُوا} [التوبة: 118] ، وليس الذي ذُكِرَ مما خُلِّفْنا عن الغَزْو، وإِنَّمَا هو تَخْلِيفه إِيَّانا، وإِرجاؤه أَمْرَنا عَمَّن حَلَفَ له، واعتذر إِليه فَقَبِلَ منه. وفي رواية: ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن كلامي وكلام صاحبَيَّ، ولم يَنْهَ عن كلامِ أَحدٍ من المتخلِّفين غيرِنا، فاجْتَنَبَ الناسُ كلامَنَا، فَلَبِثْتُ كذلك، حتى طال عليَّ الأمْرُ، وما من شيءٍ أَهَمُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ، فلا يُصَلِّي عليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أو يموتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأَكون من النَّاسِ بتلكَ المنزلَةِ، فلا يكلِّمني أَحَدٌ [ص: 182] منهم، ولا يُسَلِّمُ عليَّ، ولا يُصَلِّي عليَّ، قال: فأَنزل الله تَوْبَتنا على نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم، حين بقي الثلثُ الأَخيرُ من الليل، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند أُمِّ سَلَمَةَ، وكانتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَة في شأني مَعْنيَّة (25) بأمري، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يا أُمَّ سَلَمَةَ، تِيبَ على كَعْبٍ» ، قالت: أَفلا أُرْسِلُ إِليه فأُبَشِّرُهُ؟ قال: إِذاً يَحْطِمُكُمُ الناسُ، فيمنعونكم النوْمَ سائرَ الليْلِ، حتى إِذا صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الفجر، آذَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بتوبةِ الله علينا. وفي رواية: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ يومَ الخميس في غزوة تبوك، وكان يحبُّ أن يخرجَ يومَ الخميس. وفي رواية طَرَفٌ من هذا الحديث، وفيها زيادة معنى: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان لا يَقْدَمُ من سَفَرٍ إِلا نهاراً في الضُّحَى، فإِذا قَدِمَ بدأَ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس فيه. هذه روايات البخاري ومسلم (26) . [ص: 183] وأَخرج الترمذي طَرَفاً من أوَّلِهِ قليلاً: ثم قال ... وذكر الحديث بطوله، ولم يذكر لفظه ... ثم أَعادَ ذِكْر دُخُولِ كعبٍ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المسجد، بعد نزول القرآن في شأنه ... إِلى آخر الحديث. وأَخرجه أبو داود مُجْمَلاً، وهذا لفظُهُ: أَنَّ عبد الله بن كعبٍ - وكان قائدَ كعبٍ من بَنيه حين عَمِيَ - قال: سمعتُ كعبَ بن مالك - وذكر ابنُ السَّرحِ قِصَّةَ تَخَلُّفِهِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةِ تبوك - قال: ونهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيُّهَا الثلاثةُ، حتى إِذا طالَ عليَّ تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حائط أبي قتادة - وهو ابنُ عَمي- فسلَّمتُ عليه، فو الله ما ردَّ عليَّ السلامَ - ثم ساق خبر تنزيل تَوْبته، هذا لفظ أبي داود. وأَخرج أيضاً منه فصلاً في كتاب الطلاق، وهذا لفظه: أنَّ عبد اللهِ بن كعب - وكان قائدَ كعب من بَنِيهِ حين عَميَ - قال: سمعتُ كعب بن مالك - وساق قصته في تبوك - قال: حتى إذا مَضَتْ أربعون من الخمسين إذا رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَأْتِيني، فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يأْمُركَ أن [ص: 184] تعتزل امرأَتَك، قال: فقلتُ: أُطَلِّقها، أم ماذا أَفْعَلُ؟ قال: لا، بل اْعتَزِْلها فلا تَقْرَبَنَّها، فقلتُ لامرأَتي: الحقي بأهلك، وكوني عندهم حتى يَقْضيَ الله في هذا الأمر. وأخرج أيضاً منه فصلاً في كتاب الجهاد، في باب إعطاء البشير، قال: سمعتُ كعبَ بن مالك يقول: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قَدِمَ مّنْ سَفَرٍ بدأَ بالمسجد فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، - قال أبو داود: وقَصَّ ابنُ السَّرْح الحديثَ - قال: ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أَيُّها الثلاثةُ، حتى إذا طالَ علي، تَسَوَّرْتُ جدار حائط أبي قتادة - وهو ابن عَمِّي - فسَّلمتُ عليه، فو الله ما رَدَّ عليَّ السلامَ، ثم صلَّيتُ الصبْح صباحَ خمسين ليلة، على ظَهْر بيتٍ من بيوتنا، سَمعْتُ صارخاً: يا كعبَ بن مالكٍ، أبْشِرْ، فلما جاء الذي سَمِعْتُ صوتهُ يُبشِّرُني نزَعْتُ له ثوبَيَّ، فكَسَوْتُهُما إيِّاهُ، فانطلقتُ، حتى إذا دخلتُ المسجدَ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ، فقام إليَّ طَلْحَةُ بنُ عبيد الله يُهَرْوِلُ، حتى صافحني وهنَّأني. وأخرج أيضاً منه فصلاً آخر في كتاب النذُور، قال: فقلتُ: يا رسول الله، إِنِّي أَنْخَلِعُ من مالي صدَقة إلى الله عز وجل، وإلى رسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَمْسك عليك بعض مالك فهو خَيْرٌ لك، قال: فقلتُ: إني مُمْسِكٌ سَهْمِي الذي بخَيْبَرَ. وفي أخرى له قال: قال كعب للنبي صلى الله عليه وسلم أوْ أبُو لُبَابَةَ، أو مَنْ [ص: 185] شاء الله -: إِنَّ من توبتي: أَن أهجُر دارَ قَوْمي التي أصبتُ فيها الذَّنْبَ، وأن أَنْخَلِعَ من مالي كُلِّهِ صدَقة، قال: ويُجْزئُ عنك الثُّلُثُ. وأخرج النسائي منه فصلاً، قال: عبدُ اللهِ بنُ كعبٍ: سمعت كعبَ بن مالك يحدِّثُ حديثه، حين تَخلَّفَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزْوة تبُوكَ، قال: وصَبَّحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قادماً - وكان إذا قَدِمَ من سفرٍ بَدأَ بالمسجد فركعَ فيه ركعتين، ثم جلس للناس - فلما فعل ذلك: جاءهُ المُخلَّفُونَ، فَطَفِقُوا يعتذرون إليه، ويَحلِفُونَ له، وكانوا بِضْعاً وثمانين رجلاً، فقبل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلانيتَهم، وبايعهم، واسْتَغْفَرَ لهم، وَوَكَلَ سَرائرهم إلى الله تعالى، فجئُت حتى جلستُ بين يديه، فقال: مَا خَلَّفكَ؟ أَلم تكنِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟ قلتُ: يا رسولَ اللهِ، واللهِ لو جلستُ ... وذكر الحديث إلى قوله: قُمْ، حتى يقْضِي اللهُ فيك، فَقُمْتُ فَمضيْتُ. وأخرج منه أيضاً: أمْرَه باعتزال امرأته. وأخرج منه فصلاً في كتاب النذور، مثلَ ما أخرجَ أبو داود (27) . [ص: 186] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عير) العير: الإبل والحمير تحمل الميرة والتجارة، ونحو ذلك. (تواثقنا) التواثق: تفاعل من الميثاق، وهو العهد والحلف. (راحلتين) الراحلة: الجمل والناقة القويان على الأسفار والأحمال، والهاء فيه للمبالغة. كداهية (28) ، وراوية، وقيل: إنما سميت راحلة، لأنها تُرَحَّل، أي: تحمّل، فهي فاعلة بمعنى مفعولة، كقوله تعالى {في عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة: 21] أي: مرضية. (ورّى) عن الشيء: إذا أخفاه وذكر غيره. (مفازاً) المفاز والمفازة: البرية القفر، سميت بذلك تفاؤلاً بالفوز والنجاة، وقيل: بل هو من قولهم: فوَّز: إذا مات. (فجلا) جلا الشيء: إذا كشفه، أي: أظهر للناس مقصده. (بوجههم) وجه كل شيء: مستقبله، ووجههم: جهتهم التي يستقبلونها ومقصدهم. (أصعر) : أميل. (فتهجّر) التهجير: معناه: المبادرة إلى الشيء في أول وقته، ويجوز أن [ص: 187] يريد به وقت الهاجرة. (استمر الجد) أي تتابع الاجتهاد في السير. (يتمادى) التمادي: التطاول والتأخر. (تفارط) الغزو: تقدم وتباعد: أي بعد ما بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المسافة. (طفقت) مثل جعلت. (أسوة) الأسوة - بكسر الهمزة وضمها-: القدوة. (مغموصاً) المغموص: المعيب المشار إليه بالعيب. (والنظر في عِطْفيه) يقال: فلان ينظر في عطفيه. إذا كان معجباً بنفسه. (يزول به السراب) زال به السراب يزول: إذا ظهر شخصه خيالاً فيه. (لمزه) اللمز: العيب، وقد ذُكر. (قافلاً) القافل: الراجع من سفره إلى وطنه. (بثي) البث: أشد الحزن، كأنه من شدته يبثه صاحبه: أي يظهره. (أظل) الإظلال: الدنو، وأظلك فلان: أي دنا منك، كأنه ألقى عليك ظله. (زاح) عني الأمر: زال وذهب. [ص: 188] (فأجمعت) أجمعت على الشيء: إذا عزمت على فعله. (المخلَّفون) جمع مخلَّف، وهم المتأخرون عن الغزو، خلفهم أصحابهم بعدهم فتخلَّفوهم. (بضعة) البضع: ما بين الثلاث إلى التسع من العدد. (ووكل سرائرهم) وكلت الشيء إليك: أي رددته إليك، وجعلته إليك. والمراد به: أنه صرف بواطنهم إلى علم الله تعالى. (ظهرك) الظهر هنا: عبارة عما يركب. (ليوشكن) أوشك يوشك: إذا أسرع. (تجد) تجد من الموجدة: الغضب. (يؤنبونني) التأنيب: الملامة والتوبيخ. (فاستكانا) الاستكانة: الخضوع. (تسوَّرت) الجدار: إذا ارتفعت فوقه وعلوته. (مَضِيعَة) المضيعة: مفعلة من الضياع: الاطراح والهوان، كذا أصله، فلما كانت عين الكلمة ياء، وهي مكسورة، نقلت حركتها إلى الفاء وسكنت الياء، فصارت بوزن معيشة، والتقدير فيهما سواء، لأنهما من ضاع وعاش. (نُواسِك) المواساة: المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق ونحو ذلك. [ص: 189] (فتيممت) التيمم: القصد. (استلبث) : استفعل، من لبث: إذا قام وأبطأ. (رحب) الرحب: السعة. (أوفى) على الشيء: إذا أشرف عليه. (سَلع) : جبل في أرض المدينة. (ركض) الركض: ضرب الراكب الفرس برجليه ليسرع في العدو. (آذن) : أعلم. (أتأمم) بمعنى: أتيمم: أي أقصد. (فوجاً) الفوج: الجماعة من الناس. (يبرق) برق وجهه: إذا لمع وظهر عليه أمارات السرور والفرح. (أنخلع) أنخلع من مالي: أي أخرج من جميعه، كما يخلع الإنسان قميصه. (ساعة العسرة) سمي جيش تبوك جيش العسرة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب الناس إلى الغزو في شدة الحر، فعسر عليهم. وكان وقت إدراك الثمار. (رِجْس) الرجس: النجس. (إرجاء) الإرجاء: التأخير. [ص: 190] (يحطمكم) الناس: أي يطؤونكم ويزدحمون عليكم، وأصل الحطم: الكسر.   (1) " ليلة العقبة " هي الليلة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الأنصار على الإسلام والإيواء والنصر، وذلك قبيل الهجرة، والعقبة هي التي في طرف منى من ناحية مكة، التي تضاف إليها جمرة العقبة، وكانت بيعة العقبة مرتين، كانوا في السنة الأولى: اثني عشر، وفي الثانية: سبعين، كلهم من الأنصار. (2) أي: تعاقدنا وتعاهدنا. (3) أي: بدلها ومقابلها، وذلك لأنها كانت سبب قوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهور الإسلام، وإعلاء الكلمة. (4) بضم الهمزة وإسكان الهاء - أي: ليستعدوا بما يحتاجون إليه في سفرهم ذلك. (5) وفي رواية لمسلم " وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بناس كثير يزيدون على عشرة آلاف، ولا يجمعهم ديوان حافظ ". (6) قال النووي: هو بكسر الدال على المشهور، وحكي فتحها. وهو فارسي، وقيل: عربي. (7) في رواية للبخاري ومسلم: فتجهز. (8) قال النووي: " حتى بلغ تبوكاً " هكذا هو في أكثر النسخ: تبوكاً بالنصب، وكذا هو في نسخ البخاري، وكأنه صرفها لإرادة الموضع دون البقعة. (9) قال النووي: هذا دليل لرد غيبة المسلم الذي ليس بمنهمك في الباطل، وهو من مهمات الآداب، وحقوق الإسلام. (10) قال النووي: المبيض بكسر الياء: هو اللابس الأبيض، ويقال: هم المبيضة والمسودة، بالكسر فيهما: أي لابسوا البيض والسود. وقوله يزول به السراب، أي: يتحرك وينهض، والسراب: هو ما يظهر للإنسان في الهواجر في البراري كأنه ماء. (11) قال النووي: قيل: معناه: أنت أبو خيثمة، قال ثعلب: العرب تقول: كن زيداً، أي: أنت زيد، قال القاضي عياض: والأشبه أن " كن " هنا للتحقيق والوجود، أي: يوجد هذا الشخص أبا خيثمة حقيقة، وهذا الذي قاله القاضي هو الصواب، وهو معنى قول صاحب التحرير، تقديره: اللهم اجعله أبا خيثمة، وليس في الصحابة من يكنى أبا خيثمة إلا اثنان. أحدهما: هذا. والثاني: عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي. (12) قال النووي: أي: عزمت عليه، يقال: أجمع أمره وعلى أمره وعزم عليه بمعنى. (13) بنصب الياء من " كافيك " خبر كان، واسمها " استغفار " و " ذنبك " منصوب بإسقاط الخافض، قاله الزركشي. (14) قال النووي: مرارة بن الربيع العامري، هكذا هو في جميع نسخ مسلم " العامري " وأنكره العلماء، وقالوا: هو غلط، إنما صوابه العمري - بفتح العين وإسكان الميم - من بني عمرو بن عوف، وكذا ذكره البخاري، وكذا نسبه محمد بن إسحاق، وابن عبد البر وغيرهما من الأئمة، قال القاضي: هذا هو الصواب، وان كان القابسي قد قال، لا أعرفه إلا العامري، فالذي ذكره الجمهور أصح. وأما قوله: مرارة بن الربيع، فهو رواية البخاري، ووقع في نسخ مسلم، وكذا نقله القاضي عن نسخ مسلم: مرارة بن ربيعة، قال ابن عبد البر: يقال بالوجهين، و " مرارة " بضم الميم وتخفيف الراء المكررة. (15) قال النووي: هو بقاف ثم فاء، منسوب إلى بني واقف، بطن من الأنصار، وهو هلال بن أمية بن عامر بن كعب بن واقف، واسم واقف: مالك بن امرئ القيس بن مالك بن أوس الأنصاري. (16) قال النووي: بالرفع، وموضعه نصب على الاختصاص، قال سيبويه نقلاً عن العرب: " اللهم اغفر لنا أيتها العصابة " وهذا مثله، وفي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، دليل على لزوم هجران أهل البدع والمعاصي. (17) قال القاضي: لعل أبا قتادة لم يقصد بهذا تكليمه، لأنه منهي عن كلامه، وإنما قال ذلك لنفسه، لما ناشده الله، فقال أبو قتادة: مظهراً لاعتقاده، لا لسمعه، ولو حلف رجل لا يكلم رجلاً، فسأله عن شيء؟ فقال: الله أعلم، يريد إسماعه وجوابه: حنث. (18) يقال: النبط والأنباط والنبيط، وهم فلاحو العجم. (19) قال النووي: في بعض النسخ " نواسيك " بزيادة ياء، وهو صحيح. أي: ونحن نواسيك، وقطعه عن جواب الأمر، ومعناه: نشاركك فيما عندنا. (20) أنث الضمير الراجع إلى الكتاب: على معنى الصحيفة، قاله الزركشي. (21) أي: صعد على جبل سلع الذي يشرف على دار كعب. والصارخ: هو أبو بكر رضي الله عنه، تعجل ذلك ليكون أسبق بالبشارة ممن ركض الفرس. (22) وكعب وطلحة أخوين في الله، آخى بينهما صلى الله عليه وسلم. (23) قال النووي: أي: أنعم عليه، والبلاء والإبلاء: يكون في الخير والشر، لكن إذا أطلق كان للشر غالباً، وإذا كان في الخير قيد كما قيده هنا، فقال: أحسن مما أبلاني. (24) قال النووي: هكذا هو في جميع نسخ مسلم، وكثير من روايات البخاري، قال العلماء: لفظة " لا " في قوله " أن لا أكون " زائدة، ومعناه: أن أكون كذبته، كقوله تعالى: {ما منعك ألّا تسجد إذ أمرتك} [الأعراف: 12] وقوله: " فأهلك " هو بكسر على الفصيح المشهور، وحكى فتحها، وهو شاذ. (25) بفتح الميم وسكون العين، أي: ذات اعتناء بي، كذا عند الأصيلي. ولغيره بضم الميم وكسر العين من العون، والأول أليق بالحديث، قاله الزركشي. (26) في هذا الحديث فوائد كثيرة منها: إباحة الغنيمة لهذه الأمة، إذ قال: يريدون عيراً لقريش، وفضيلة أهل بدر والعقبة، والمبايعة مع الإمام، وجواز الحلف من غير استحلاف، وتورية المقصد إذا دعت إليه ضرورة، والتأسف على ما فات من الخير، وتمني المتأسف عليه، ورد الغيبة، وهجران أهل البدعة، وأن للإمام أن يؤدب بعض أصحابه بإمساك الكلام عنه، واستحباب صلاة القادم، ودخوله المسجد أولاً، وتوجه الناس إليه عند قدومه، والحكم بالظاهر وقبول المعاذير، واستحباب البكاء على نفسه، وأن مسارقة النظر في الصلاة لا تبطلها، وفضيلة الصدق، وأن السلام ورده كلام، وجواز دخول بستان صديقه بغير إذنه، وأن الكتابة لا يقع بها الطلاق ما لم ينوه، وإيثار طاعة [ص: 183] الله ورسوله على مودة القريب، وخدمة المرأة لزوجها، والاحتياط بمجانبة ما يخاف منه الوقوع في منهي عنه، إذ كعب لم يستأذن في خدمة امرأته لذلك، وجواز إحراق ورقة فيها ذكر الله تعالى إذا كان لمصلحة، واستحباب التبشير عند تجدد النعمة واندفاع الكربة، واجتماع الناس عند الإمام في الأمور المهمة، وسروره بما يسر أصحابه، والتصدق بشيء عند ارتفاع الحزن، والنهي عن التصدق بكل المال عند خوف عدم الصبر، وإجازة التبشير بخلعة، وتخصيص اليمين بالنية، وجواز العارية ومصافحة القادم، والقيام له، واستحباب سجدة الشكر، والتزام مداومة الخير الذي انتفع به، وانظر " فتح الباري " 8 / 293 - 295 و " دليل الفالحين " لابن علان 1 / 121، 122. (27) البخاري 5 / 289 في الوصايا، باب إذا تصدق ووقف بعض ماله، وفي الجهاد، باب من أراد غزوة فورى بغيرها، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وفي المغازي، باب قصة غزوة بدر، وباب غزوة تبوك، وفي تفسير سورة براءة، باب {لقد تاب الله على النبي} ، وباب {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} ، وباب {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ، وفي الاستئذان، باب من لم يسلم على من اقترف ذنباً، وفي الأيمان والنذور، باب إذا أهدى ماله على وجه النذر والمثوبة، وفي الأحكام، باب هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة، ومسلم رقم (2769) في التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك، والترمذي رقم (3101) [ص: 186] في التفسير، باب ومن سورة براءة، وأبو داود رقم (2202) في الطلاق، باب فيما عني به الطلاق والنيات، وفي الجهاد، باب إعطاء البشير، وفي النذور، باب من نذر أن يتصدق بماله، والنسائي 6 / 152 في الطلاق، باب الحقي بأهلك، وفي النذور، باب إذا أهدى ماله على وجه النذر، وأخرجه أحمد 3 / 459، 460، والطبري رقم (17447) . (28) في المطبوع: ككراهية، وهو تحريف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/456) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي (3/456) قال: حدثنا يعقوب بن إبرهيم، قال: حدثنا ابن أخي الزهري محمد بن عبد الله. وفي (3/459) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث بن سعد. قال: حدثني عقيل بن خالد. و «البخاري» (4/9) و (58) و (529) و (5/69) و (92) و (6/3) و (86) و (89) و (8/70) و (9/102) قال: حدثنا يحيى ابن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (5/96) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة. قال: حدثنا يونس. وفي (6/87) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) قال أحمد (بن صالح) : وحدثنا عنبسة. قال: حدثنا يونس. وفي (6/88) قال: حدثني محمد قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب. قال: حدثنا موسى بن أعين. قال: حدثنا إسحاق بن راشد. وفي (8/175) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي «الأدب المفرد» (944) قال البخاري: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل. و «مسلم» (8/105) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح مولى بني أمية. قال: أخبرني ابن وهب. قال: أخرني يونس. وفي (8/112) قال: وحدثنيه محمد بن رافع. قال: حدثنا حجين بن المثنى. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. و «أبو داود» (2202) و (3317) قال: حدثنا أحمد بن عمرو ابن السرح، وسليمان بن داود. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (2773 و4600) قال: حدثنا ابن السرح. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (3321) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا حسن بن الربيع. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: قال ابن إسحاق. و «النسائي» (2/53) و (6/152) و (7/22) . وفي الكبرى (721) قال: أخبرنا سليمان بن داود. قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. وفي (6/153) قال: أخبرني محمد بن جبلة ومحمد بن يحيى بن محمد. قالا: حدثنا محمد بن موسى بن أعين. قال: حدثنا أبي، عن إسحاق بن راشد. وفي (6/153) و (7/23) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد. قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: حدثنا الليث بن سعد. قال: حدثني عقيل. خمستهم (يونس، وابن أخي الزهري، وعقيل، وإسحاق بن راشد، ومحمد بن إسحاق) عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عبد الله بن كعب، فذكره. * أخرجه أحمد (3/455) و (6/386) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. و «الدارمي» (1528) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. قال: أخبرنا أبو عاصم. و «البخاري» (4/94) قال: حدثنا أبو عاصم. و «مسلم» (2/156) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا الضحاك، يعني أبا عاصم (ح) وحدثني محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. و «أبو داود» (2781) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني والحسن بن علي. قالا: حدثنا عبد الرزاق. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 118) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا أبو عاصم. ثلاثتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وأبو عاصم- قالوا: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني ابن شهاب، أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أخبره عن أبيه عبد الله بن كعب. وعن عمه عبيد الله بن كعب، عن عبد الله بن كعب، فذكره. * في مسند أحمد (3/455) قال ابن بكر في حديثه: (عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب) عن أبيه عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه. * وأخرجه أبو داود (3318) قال: حدثنا أحمد بن صالح. و «النسائي» (7/22) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. و «ابن خزيمة» (2442) قال أخبرني: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. (ح) وأخبرنا يونس. ثلاثتهم -أحمد، ويونس، ومحمد-عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره. ليس فيه (عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب) . * قال أبو عبد الرحمن النسائي: يُشبه أن يكون الزهري سمع هذا الحديث من (عبد الله بن كعب) ومن (عبد الرحمن) عنه. * وأخرجه أحمد (3/454) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (6/390) قال: حدثنا يحيى ابن آدم. قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر ويونس. و «البخاري» (4/95) قال: حدثني أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. و «النسائي» (6/152) قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم. قال: حدثنا محمد بن مكي بن عيسى. قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا يونس. وفي الكبرى (الورقة 118) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن. قال: حدثنا الحجاج. قال: قال ابن جريج: أخبرني معمر. ثلاثتهم -ابن جريج، ويونس، ومعمر - عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن جده كعب بن مالك. فذكره. ليس فيه (عبد الله بن كعب) . * وأخرجه أحمد (3/455) و (6/387) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. وفي (3/456) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا يونس. وفي (3/456) قال: حدثنا عامر بن صالح. قال: حدثني يونس بن يزيد. وفي (6/386) قال: حدثنا أبو أسامة. قال: أخبرنا ابن جريج. و «عبد بن جميد» (375) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. و «الدارمي» (2454) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الحزامي. قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر. وفي (2441) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. و «البخاري» (4/59) قال: حدثني عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا معمر. و «أبو داود» (2605) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. عن يونس بن يزيد. و «ابن ماجة» (1393) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. و «الترمذي» (3102) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «النسائي» (6/154) قال: أخبرني محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد، وهو ابن نور، عن معمر، وفي الكبرى (الورقة 118) قال: أخبرنا أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس. ثلاثتهم -معمر، ويونس، وابن جريج - عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/455) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عقيل. وفي (3/455) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/390) قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن الطباع. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب. ثلاثتهم - عقيل، ومعمر، ويزيد- عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره. * وأخرجه مسلم (8/112) قال: حدثني عبد بن حميد. قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا معقل، وهو ابن عبيد الله. و «النسائي» (6/153) و (7/23) قال: أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى. قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا معقل. كلاهما -ابن أخي الزهري، ومعقل- عن الزهري. قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه عبيد الله بن كعب. قال: سمعت أبي كعبا. فذكره. * جميع روايات هذا الحديث جاءت مطولة ومختصرة، ومنها من اقتصر على جملة منه. * وأخرجه أبو داود (3319) قال: حدثني عبيد الله بن عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه؛ أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أو أبو لبابة، أو من شاء الله: إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي كله صدقة. قال: يجزئ عنك الثلث. الحديث: 662 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 663 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: في قوله تعالى: {إلّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُم عَذاباً أَليماً} [التوبة: 39] و {ما كانَ لأهْلِ المدينَةِ ومَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يتَخَلَّفُوا عن رسولِ اللَّه} [التوبة: 120] قال: نَسَخَتْها {وما كان المؤمنون لِيَنْفِرُوا كافَّةً} [التوبة: 122] . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2505) في الجهاد، باب نسخ تفسير العامة بالخاصة، وفي سنده علي بن الحسين، وقد قالوا فيه: ثقة له أوهام، وقد جنح غير ابن عباس، إلى أن الآيتين محكمتان، وأن قوله سبحانه: {إلا تنفروا يعذبكم} معناه: إذا احتيج إليكم، وهذا مما لا ينسخ، وقوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} محكم أيضاً، لأنه لابد أن يبقى بعض المؤمنين لئلا تخلو دار الإسلام من المؤمنين فيلحقهم مكيدة، قال الإمام الطبري في تفسيره 14 / 563، 564 بعد أن ذكر قول من قال بالنسخ، وقول من قال بالإحكام: والصواب من القول في ذلك عندي أن الله عنى بها الذين وصفهم بقوله: {وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم} ثم قال جل ثناؤه: {ما كان لأهل المدينة} الذين تخلفوا عن رسول الله ولا لمن حولهم من الأعراب الذين قعدوا عن الجهاد معه أن يتخلفوا خلافه، ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ندب في غزوته تلك كل من أطاق النهوض معه إلى الشخوص، إلا من أذن له، أو أمره بالمقام بعده، فلم يكن لمن قدر على الشخوص التخلف، فعدد جل ثناؤه من تخلف منهم، فأظهر نفاق من كان تخلفه منهم نفاقاً، وعذر من كان تخلفه لعذر، وتاب على من كان تخلفه تفريطاً من غير شك ولا ارتياب في أمر الله، أو تاب من خطأ ما كان منه من الفعل، فأما التخلف عنه في حال استغنائه فلم يكن محظوراً، إذا لم يكن عن كراهة منه صلى الله عليه وسلم ذلك، وكذلك حكم المسلمين اليوم إزاء إمامهم، فليس بفرض على جميعهم النهوض معه، إلا في حال حاجته إليهم، لما لا بد للإسلام وأهله من حضورهم واجتماعهم واستنهاضه إياهم، فيلزمهم حينئذ طاعته، وإذا كان ذلك معنى الآية، لم تكن إحدى الآيتين اللتين ذكرنا ناسخة للأخرى، إذ لم تكن إحداهما نافية حكم الأخرى من كل وجوهه، ولا جاء خبر يوجه الحجة بأن إحداهما ناسخة للأخرى. وانظر " زاد المسير " لابن الجوزي 3 / 515، 516 طبع المكتب الإسلامي، و " نواسخ القرآن " له أيضاً ورقة 97، 98. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الجهاد (19:1) عن أحمد بن ثابت المروزي، عن علي بن حسين بن واقد عن أبيه، تحفة الأشراف (5/176) . الحديث: 663 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 664 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: نَجْدَةُ بنُ نُفَيْع: سألتُ ابن عباس عن هذه الآية: {إلّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُم عَذاباً أَليماً} ؟ قال: فأمسكَ عنهم المطرَ، فكان عذابَهُم. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2506) في الجهاد، باب نسخ تفسير العامة بالخاصة، وفي سنده مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (682) وأبو داود (2506) قال حثنا عثمان بن أبي شيبة. كلاهما -عبد بن حميد، وعثمان- قالا:حدثنا زيد بن حباب عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي قال: حدثني نجدة بن نفيع فذكره. الحديث: 664 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 سورة يونس 665 - (ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى في الحياةِ الدُّنيا} [يونس: 64] قال: «هي الرؤيا الصالحة، يَرَاها المؤمِنُ، أَو تُرَى له» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2276) في الرؤيا، باب قوله: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} ، وأخرجه أحمد 5 / 315، والدارمي 2 / 123، والطبري (17718) و (17719) و (17720) و (17721) ورجاله ثقات، لكن أعل بالانقطاع فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع من عبادة، وله طريق أخرى عند الطبري (17725) وفيها انقطاع أيضاً. لكن في الباب أحاديث تشهد له وتقويه. ومنها حديث أبي الدرداء الآتي ولذا حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/315) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا علي بن المبارك. (ح) وحدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وفي (5/321) قا: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا حرب. و «الدارمي» (2142) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان. و «ابن ماجة» (3898) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك. ثلاثتهم - علي، وأبان، وحرب بن شداد- عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة فذكره. * أخرجه الترمذي (2275) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا حرب بن شداد، وعمران القطان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: نُبِّئتُ عن عبادة بن الصامت، فذكره. * قال المزي: أبو سلمة لم يسمع من عبادة. «تحفة الأشراف» (5123) . الحديث: 665 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 666 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: سأَلَهُ رَجُلٌ من أهل مِصْرَ عن هذه الآية {لَهُمُ الْبُشْرَى في الحياةِ الدُّنيا} ؟ قال: ما سألني عنها أحدٌ منذُ سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما سأَلني عنها أحد غيرك منذُ أُنْزِلت: هي الرؤيا الصالحة، يَراها المسلم، أو تُرى له» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2274) في الرؤيا، باب قوله: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} ، ورقم (3105) في التفسير، [ص: 192] باب ومن سورة يونس، وأخرجه الطبري رقم (17722) و (17723) و (17724) و (17733) و (17734) ، وأحمد 6 / 447، وفي سنده رجل مجهول، وباقي رجاله ثقات، وهو يتقوى بما قبله، ولذا حسنه الترمذي. وأخرجه الطبري رقم (17736) من طريق جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن أبي الدرداء ... ، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (391 و392) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن عبد العزيزبن رفيع، عن أبي صالح قال سفيان: ثم لقيت عبد العزيز بن رفيع، وحدثنيه عن أبي صالح و «أحمد» (6/445) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان. وفي (6/446) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن ذكوان. وفي (6/447) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر. (ح) وعبد العزيزبن رفيع، عن أبي صالح. وفي (6/447 و542) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح. و «الترمذي» (2373 و3106) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر. وفي (3106) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن عبد العزيزبن رفيع، عن أبي صالح السمان. كلاهما - أبو صالح السمان ذكوان، ومحمد بن المنكدر- عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، فذكره. * أخرجه الترمذي (3106) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وليس فيه (عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر) . الحديث: 666 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 667 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لمَّا أَغْرَقَ اللهُ فِرْعَوْنَ، قال: {آمنتُ أَنه لا إِلَه إِلّا الذي آمَنَتْ به بنو إِسرائيل} [يونس: 90] » قال جبريل: يا محمَّدُ، فلو رأَيْتَني وأَنا آخُذُ من حالِ البحْرِ فأدُسُّهُ في فيه، مخافَةَ أن تُدْرِكَهُ الرَّحمةُ. وفي رواية: أنه ذكر أَنَّ جبريل جَعلَ يدُسُّ في فِي فرعون الطينَ خَشْيَةَ أنْ يقُولَ: لا إله إلا الله، فيرحمه الله، أَوْ خَشْيَةَ أنْ يرحمه. أخرجه الترمذي (1) . [ص: 193] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حال البحر) الطين الأسود الذي يكون في أرضه.   (1) رقم (3106) في التفسير، باب ومن سورة يونس، وأخرجه أحمد رقم (2821) ، وابن جرير وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، وحسنه الترمذي. وقد رواه أحمد رقم (2144) و (3154) ، والترمذي رقم (3107) ، وأبو داود الطيالسي، وابن جرير رقم (17859) من طريق شعبة عن عطاء بن السائب عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، رفعه أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... ، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. وذكر ابن كثير في تفسيره 2 / 430 الحديث من طريق ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الأشج عن أبي خالد الأحمر عن عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما أغرق الله فرعون أشار بأصبعه ورفع صوته: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} قال: فخاف جبريل أن تسبق رحمة الله فيه غضبه، فجعل يأخذ الحال بجناحيه فيضرب به وجهه فيرمسه، وكذا رواه ابن جرير عن سفيان بن وكيع، عن أبي خالد به موقوفاً، وقد روي من حديث أبي هريرة أيضاً، فقال ابن جرير رقم (17860) حدثنا ابن حميد، حدثنا حكام عن عنبسة هو ابن أبي سعيد، عن كثير بن زاذان عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال لي جبريل: يا محمد، لو رأيتني وأنا أغطه وأدس من الحال في فيه مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له " يعني فرعون. وكثير بن زاذان هذا، قال ابن معين: لا أعرفه، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: مجهول، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/245) (2203) قال: حدثنا يونس. وفي (1/309) (2821) قال: حدثنا سليمان ابن حرب و «عبد بن حميد» (644) قال: حدثنا حجاج بن منهال و «الترمذي» (3107) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا الحجاج بن منهال. ثلاثتهم - يونس، وسليمان، وحجاج- قالوا: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران فذكره. الحديث: 667 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 سورة هود 668 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال أبو بكر يا رسول الله، قد شبْتَ، قال: شَيَّبَتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعَمَّ يتساءلون، وإذا الشمس كُوِّرَتْ. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3293) في التفسير، باب ومن سورة الواقعة، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس، إلا من هذا الوجه. وروى علي بن صالح هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة نحو هذا. وقد روي عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة، شيء من هذا مرسل. وصححه الحاكم. وفي الباب عن عقبة بن عامر، وعن أبي جحيفة عند الطبراني، وعن أنس عند ابن مردويه. قال العلماء: لعل ذلك لما فيهن من التخويف الفظيع والوعيد الشديد لاشتمالهن مع قصرهن على حكاية أهوال الآخرة وعجائبها وفظائعها، وأحوال الهالكين والمعذبين مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3297) وفي الشمائل (41) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة فذكره. الحديث: 668 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 669 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال محمدُ بنُ عَبَّادِ بنِ جعفر المخزوميُّ: إِنه سمع ابنَ عباس يقرأ {أَلا إِنهم تَثْنَوْني صَدُورُهُمْ (1) } [هود: 5] قال: فسألته عنها؟ فقال: كان أُناس يَسْتَحْيُونَ أنْ يَتَخَلَّوْا [ص: 194] فَيُفْضُوا إلى السماء، وأَن يُجامِعُوا نساءهم فَيُفْضُوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم. وفي رواية عمرو بن دينارٍ قال: قرأ ابن عباس {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ليستخفوا منه ألا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُم} قال: وقال غيره: يَسْتَغْشُونَ: يُغَطُّونَ رُؤوسَهمْ. أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تثنوني) تفعوعل: من الانثناء. (يتخلوا) أي يخلون بأنفسهم، من الخلاء عند قضاء الحاجة. (فيفضوا) الإفضاء: الوصول إلى الشيء، وأراد به: الانكشاف.   (1) نقل ابن الجوزي في " زاد المسير " 4 / 77 عن ابن الأنباري: تثنوني: تفعوعل، وهو فعل للصدور، معناه: المبالغة في تثني الصدور، كما تقول العرب: احلولى الشيء يحلولي: إذا بالغوا في وصفه بالحلاوة قال عنترة: ألا قاتل الله الطلول البواليا ... وقاتل ذكراك السنين الخواليا وقولك للشيء الذي لا تناله ... إذا ما هو احلولى ألا ليت ذاليا (2) 8 / 264 في تفسير سورة هود في فاتحتها، وقوله في آخر الحديث: وقال غيره: أي: غير عمرو بن دينار عن ابن عباس، وهو معلق، وقد وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رقم (17958) وعلي بن أبي طلحة يرسل عن ابن عباس ولم يره. قال الحافظ ابن حجر في " الفتح ": وتفسير التغشي بالتغطية متفق عليه، وتخصيص ذلك بالرأس يحتاج إلى توقيف، وهذا مقبول من مثل ابن عباس. يقال منه: استغشى بثوبه وتغشاه. قال الشاعر: ((وتارة أتغشى فضل أطماري)) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/91) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن صباح، قال: حدثنا حجاج (ح) وحدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام. كلاهما (حجاج، وهشام) عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر فذكره. الحديث: 669 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 670 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللهُ لُوطاً، لقَدْ كان يأْوِي إلىِ رُكنٍ شديدٍ، ولو لَبِثْتُ في السجنِ ما لبثَ يوسفُ، ثم أتاني الداعي، لأَجبتُ» . أخرجه البخاري، ومسلم. [ص: 195] وللبخاري أيضاً أَنه صلى الله عليه وسلم قال: «يغْفِر الله لِلُوطٍ، إنْ كان لَيَأْوِي إلى رُكنٍ شَديدٍ» وأخرج الترمذي هذا المعنى بنحوه. وقد تقدم بزيادةٍ في أوله، وهو مذكور في تفسير سورة البقرة (1) .   (1) البخاري 6 / 295 في الأنبياء، باب قوله عز وجل: {ونبئهم عن ضيف إبراهيم} ، وباب {ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون} ، وباب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي تفسير سورة البقرة {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى} ، وتفسير سورة يوسف، باب قوله {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك} ، وفي التعبير، باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك، ومسلم رقم (151) في الإيمان، باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة، والترمذي رقم (3115) في التفسير، باب ومن سورة يوسف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/326) قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي. و «البخاري» (4/179) و (6/39) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. وفي (6/97) قال: حدثنا سعيد بن تليد. قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث. و «مسلم» (1/92) و (7/97) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. و «ابن ماجة» (4026) قال: حدثنا حرملة ابن يحيى، ويونس بن عبد الأعلى. قالا: حدثنا عبد الله بن وهب. ثلاثتهم -جرير بن حازم، وابن وهب، وعمرو- عن يونس يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، فذكراه. * أخرجه البخاري (4/183) و (9/42) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ابن أخي جويرية. قال: حدثنا جويرية بن أسماء، عن مالك. و «مسلم» (1/92) و (7/98) قال: حدثني به إن شاء الله عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي. قال: حدثنا جويرية، عن مالك. وفي (1/92) قال: حدثناه عبد بن حميد. قال: حدثني يعقوب، يعني ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبو أويس. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12931) عن عمرو بن منصور، والعباس بن عبد العظيم بن العنبري فرقهما كلاهما عن عبد الله بن محمد بن أسماء، عن جويرية، عن مالك. كلاهما (مالك، وأبو أويس) عن الزهري، أن سعيد بن المسيب وأبا عبيد أخبراه عن أبي هريرة فذكراه. وجعل مكان أبي سلمة بن عبد الرحمن أبا عبيد. الروايات مطولة ومختصرة. وفي رواية أخرى عن الأعرج عن أبي هريرة أخرجها أحمد (2/322) و «البخاري» (4/180) ، و «مسلم» (7/98) . وفي رواية أخرى عن أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة عن رسول الله أنه قال: «يرحم الله لوطا فإنه كان يأوي إلى ركن شديد» . أخرجه أحمد (2/350) . الحديث: 670 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 671 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله لَيُمْلي لِلظَّالمِ، حتَّى إذا أَخذه لم يُفْلِتْهُ (1) » ، ثم قرأَ {وكَذلِكَ أَخْذُ ربِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَليمٌ شَديدٌ} [هود: 102] . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (2) . وقال الترمذي: وربما قال: «لَيُمْهِلُ» . [ص: 196] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليملي) الإملاء: الإطالة والإمهال.   (1) أي: يمهله، قال تعالى: {وأملي لهم إن كيدي متين} [الأعراف: 183] أي: أطيل لهم المدة، وقوله: " لم يفلته " هو من أفلت، الرباعي: أي: لم يخلصه: أي: إذا أهلكه لم يرفع عنه الهلاك، وهذا على تفسير الظلم بالشرك على إطلاقه، وإن فسر بما هو أعم، فيحمل على كل بما يليق به. (2) البخاري 8 / 267 في التفسير، باب قوله: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} ، ومسلم رقم (2583) في البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، والترمذي رقم (3109) في التفسير، باب ومن سورة هود، وأخرجه ابن ماجة رقم (4018) في الفتن، باب العقوبات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه البخاري (6/93) قال: حدثنا صدقة بن الفضل و «مسلم» (8/19) قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير. و «ابن ماجة» (4018) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد. و «الترمذي» (3110) قال: حدثنا أبو كريب. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (9037) عن أبي بكر بن علي عن يحيى بن معين. خمستهم -صدقة، وابن نمير، وعلي بن محمد، وأبو كريب، ويحيى- عن أبي معاوية. 2 وأخرجه الترمذي (3110) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي أسامة. كلاهما -أبو معاوية، وأبو أسامة- عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة فذكره. الحديث: 671 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 672 - (خ م ت د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: أَنَّ رُجلاً (1) أصَابَ من امرأَةٍ قُبْلَة، فأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فَنزلت {وأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرين} [هود: 114] فقال الرجل: يا رسول الله، أَلِيَ هذه؟ قال: «لَمِنْ عمل بها من أُمَّتي» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. ولمسلم أيضاً قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إِني عَالجْتُ امرأة في أَقْصَى المدينِة، وإِني أَصَبْتُ مِنْها ما دونَ أنْ أمَسَّها، فأنا هذا، فاقْضِ فيَّ ما شِئتَ، فقال له عمر: لقد سَتَرَكَ الله، لَوْ سَتَرْتَ عَلِى نَفْسِكَ؟ قال: ولم يَرُدَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقام الرجلُ فانطلقَ، فأتْبَعَهُ النبيُّ رُجلاً، فدعاهُ وتلا عليه هذه الآية: {وأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلكَ ذِكْرى لِلذاكِرين} فقال رجلٌ من القوم: يا نبيَّ الله، هذا له خاصَّة؟ قال: «بَلْ للناسِ كافَّة» . وأخرج الترمذي الروايتين، وأبو داود الرواية الثانية (2) . [ص: 197] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زلفاً) الزلف: جمع زلفة: وهي الطائفة من الليل. (عالجت) المعالجة: الممارسة. (أمسها) المس هاهنا: كناية عن الجماع.   (1) هو أبو اليسر كعب بن عمرو. روى الترمذي والنسائي " أنه شهد العقبة مع السبعين، وشهد بدراً وهو ابن عشرين، وأسر العباس يومئذ " وكان رجلاً قصيراً دحداحة، ذا بطن، توفي بالمدينة سنة خمس وخمسين وله عقب. (2) البخاري 2 / 7 في مواقيت الصلاة، باب الصلاة كفارة، وفي تفسير سورة هود، باب {وأقم [ص: 197] الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} ، ومسلم رقم (2763) في التوبة، باب قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} ، والترمذي رقم (3111) في التفسير، باب ومن سورة هود، وأبو داود رقم (4468) في الحدود، باب في الرجل يصيب من المرأة ما دون الجماع، وأخرجه أحمد رقم (4250) و (4290) و (4291) ، وأبو داود الطيالسي 2 / 20، والطبري رقم (18668) و (18669) و (18670) و (18671) و (18672) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/385) (3653) و (1/430) (4094) قال: حدثنا يحيى. و «البخاري» (1/140) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (6/94) قال: حدثنا مسدد، وقال: حدثنا يزيد، هو ابن زريع. و «مسلم» (8/101) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، كلاهما عن يزيد بن زريع. وفي (8/102) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. و «ابن ماجة» (1398) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية. وفي (4254) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب، قال: حدثنا المعتمر. و «الترمذي» (3114) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «النسائي» في الكبرى (318) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (تحفة الأشراف) (9376) عن قتيبة، عن ابن أبي عدي. وعن إسماعيل وبشر بن المفضل. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود، عن يزيد بن زريع. و «ابن خزيمة» (312) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قالا: حدثنا المعتمر. (ح) وحدثناه الصنعاني، قال: حدثنا يزيد بن زريع. سبعتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد بن زريع، والمعتمر، وجرير، وإسماعيل بن علية، وابن أبي عدي، وبشر ابن المفضلعن سليمان التيمي - عن أبي عثمان، فذكره. وفي رواية أخرى عن علقمة والأسود عن عبد الله أخرجه أحمد (1/445) (4250) وفي (1/449) (4290) وفي (1/449) (4291) و «مسلم» (8/102) و «الترمذي» (3112) و «ابن خزيمة» (313) وأخرجه أحمد (1/452) (4325) و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9162) . وفي رواية أخرى عن عبد الرحمان بن يزيد عن عبد الله أخرجه أحمد (1/406) (3854) و «الترمذي» (3112) و «النسائي» في الكبيرى (الورقة 96-ا) وأخرجه الترمذي (3112) ، «النسائي» في الكبرى (الورقة 96-أ) ، أخرجه النسائى في الكري (الورقة 96- أ) . الحديث: 672 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 673 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ رجلاً لَقيَ امرأة ليس بينهما معرفةٌ، فليس يأتي الرجلُ إلى امرأته شيئاً إِلا قَدْ أتَى هو إليها، إلا أنه لم يجامعها؟ قال: فأنزل الله عز وجل: {وأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِين} فأمره أَن يتوضَّأَ ويُصلِّيَ، قال معاذ: فقلت: يا رسُولَ اللهِ، أهيَ له خاصَّة، أم للمؤمنين عامَّة؟ قال: «بل للمؤمنين عامة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3113) في التفسير، باب ومن سورة هود، وأخرجه الطبري رقم (18678) ورجاله ثقات، لكن أعله الترمذي بأن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، وهو بمعنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/244) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو سعيد. و «الترمذي» (3113) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا حسين الجعفي. ثلاثتهم - ابن مهدي، وأبو سعيد، وحسن الجعفي - عن زائدة عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلي، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بمتصل، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ. * أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 96) قال:أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة. عن عبد الملك، عن ابن أبي ليلي، أن رجلا أتي النبي صلى الله عليه وسلم .... فذكره نحوه مرسلا - ليس فيه - عن معاذ. الحديث: 673 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 674 - (ت) أبو اليسر - رضي الله عنه -: قال: أتَتْني اْمْرَأةٌ تَبْتاعُ [ص: 198] تَمْراً، فقلتُ: إنَّ في البيتِ تمراً أطْيَبَ منه، فدَخلتْ معي في البيتِ، فأهويتُ إليها، فقبَّلْتُها، فأَتيتُ أَبا بكرٍ، فذكرتُ ذلك له، فقال: اسْتُرْ على نفسك وتُبْ، فأتيتُ عمر، فذكرت ذلك له، فقال: اسْتُر على نفسك وتُبْ، ولا تُخبِرْ أحداً، فلم أصبِرْ، فأتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذكرتُ ذلك له، فقال: أخلَّفْتَ غازياً في سبيل الله في أهله بمثل هذا؟ حتى تَمنَّى أنه لم يكن أَسْلمَ إلا تِلْكَ الساعة، حتى ظَنَّ أنَّه مِنْ أَهل النار، قال: وأطرقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طويلاً، حتى أوحى الله إليه {وأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرين} قال أبو اليسرِ: فأتيْتُهُ، فقرأها عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال أصحابه: يا رسول الله، ألِهذا خاصَّة، أمْ للنَّاسِ عامَّة؟ فقال: «بل للناس عامة» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأهويت) يقال: أهوى بيده إلى شيء: أي مدها إليه والمراد: عزمت عليه، وانبعثت على فعله. (أخلفت) خلفت الرجل: إذا قمت بعده وقمت عنه فيما كان يفعله.   (1) رقم (3114) في التفسير، باب ومن سورة هود، وأخرجه الطبري رقم (18684) و (18685) وقيس بن الربيع (أحد رواته) ضعفه وكيع وغيره، وروى شريك عن عثمان بن عبد الله هذا الحديث مثل رواية قيس بن الربيع، وفي الباب عن أبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3115) قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا قيس بن الربيع. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 96) قال أخبرنا سويد قال أخبرنا عبد الله عن شريك كلاهما -قيس، وشريك - عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسي بن طلحة فذكره. الحديث: 674 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 سورة يوسف 675 - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: أنهُ سألَ عائشة عن قوله تعالى: {حَتَّى إذا اسْتيْأسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أنَّهمْ قد كُذِّبوا (1) } [يوسف: 110] أَو كُذِبُوا؟ قالت: بلْ كَذَّبَهُم قَوْمُهُم، فقُلْتُ: واللهِ، لقَد اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبوهُم، وما هو بالظَّنِّ، فقالت: يا عُرَيَّةُ أجَلْ، لقد استيقنوا بذلك، فقلتُ: لعلَّها {قد كُذِبُوا} فقالت: معاذ الله (2) ، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أَتْباعُ الرُّسُلِ الذين آمنوا بربهم وصدَّقوهم، وطال عليهم البلاءُ، واسْتأْخَرَ عنهم النصرُ، حتى إذا اسْتَيْأَسَ الرسُلُ ممن كَذَّبَهُم مِن قومهم، وظَنُّوا أنَّ أتْباعَهم كَذَّبُوهُم، جاءهم نصرُ الله عند ذلك. وفي رواية عبْدِ اللهِ بن عُبَيْدِ الله بن أبي مُلَيْكَة قال: قال ابن عباس: [ص: 200] {حَتَّى إذا اسْتيْأسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أنَّهمْ قد كُذِبوا} خَفِيفة، قال: ذهبَ بها هُنالك، وتلا {حتَّى يقولَ الرَّسولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا معه مَتَى نَصْرُ الله ألا إنَّ نَصْرَ الله قَريب} [البقرة: 214] ، قال: فلقيتُ عروةَ بنَ الزبير فذكرتُ ذلك له، فقال: قالت عائشة: مَعاذَ الله، والله ما وَعدَ اللهُ رسوله من شيء قَطُّ إِلا عَلِمَ أَنَّه كائِنٌ قبلَ أَنْ يَمُوتَ، ولكن لم تزَل البلايا بِالرُّسُلِ، حتى خافوا أَن يكون مَن معهم مِن قومهم يُكَذِّبُونَهم، وكانت تَقْرَؤها {وظَنُّوا أَنَّهمْ قد كُذِّبُوا} مُثَقَّلَة. أخرجه البخاري (3) .   (1) جاء في " زاد المسير " 4 / 296 قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر " كذبوا " مشددة الذال مضمومة الكاف، والمعنى: وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم، فيكون الظن هاهنا بمعنى اليقين، وهذا قول الحسن وعطاء وقتادة وقرأ عاصم وحمزة والكسائي " كذبوا " خفيفة، والمعنى: ظن قومهم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر، لأن الرسل لا يظنون ذلك. (2) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 267: وهذا ظاهر في أنها أنكرت القراءة بالتخفيف، بناء على أن الضمير للرسل، وليس الضمير للرسل على ما بينته، ولا لإنكار القراءة بذلك معنى بعد ثبوتها، ولعلها لم تبلغها ممن يرجع إليه في ذلك، وقد قرأها بالتخفيف أئمة الكوفة من القراء: عاصم ويحيى بن وثاب، والأعمش، وحمزة، والكسائي، ووافقهم من الحجازيين: أبو جعفر بن القعقاع، وهي قراءة ابن مسعود وابن عباس، وأبي عبد الرحمن السلمي، والحسن البصري، ومحمد بن كعب القرظي في آخرين. (3) 8 / 299 في الأنبياء، باب قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي تفسير سورة البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم} ، وفي تفسير سورة يوسف، باب قوله {حتى إذا استيأس الرسل} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجة البخاري في أحاديث الأنبياء (20: 8) عن يحي بن بكير عن ليث عن عقيل عن محمد الزهري عن عروة عن عائشة تحفة الأشراف (12/66) . الحديث: 675 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 676 - () ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله: {وما يُؤمِنُ أكثَرُهُمْ بالله إِلاّ وهم مشركون} [يوسف: 106] ، قال: تسألهم: مَنْ خَلَقَهُم، ومن خلق السموات والأرضَ؟ فيقولون: اللَّه. وفي رواية: فيُقرُّونَ أَنَّ الله خالقُهم، فذلك إيمانُهُم، وهم يعبدون غيره، فذلك شركهم. أخرجه (1) .   (1) لم يذكر المصنف رحمه الله من أخرجه. وقد روى ابن جرير 13 / 51 من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) قال: من إيمانهم أنهم إذا قيل لهم: من خلق السماء، ومن خلق الأرض، ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله. وهم مشركون. وهو قول مجاهد وعكرمة وقتادة وعطاء والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن اسلم. الحديث: 676 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 سورة الرعد 677 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {ونُفَضِّلُ بعضَها على بعض في الأُكُلِ} [الرعد: 4] ، قال: «الدَّقَلُ والفارِسيُّ والحلوُ والحامضُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3117) في التفسير، باب ومن سورة الرعد، وأخرجه ابن جرير 13 / 69، وقال الترمذي: حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3118) قال حدثنا محمود بن خداش البغدادي. قال: حدثنا سيف بن محمد الثوري عن الأعمش عن أبي صالح فذكره. الحديث: 677 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 سورة إبراهيم 678 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {ويُسقَى من ماءٍ صَديدٍ. يتَجَرَّعُه} [إبراهيم: 16] ، قال: «يُقَرَّبُ إلى فِيه، فيكْرَهُه، فإِذا أُدْنِي منه شَوَى وجْهَهُ، ووَقعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِه، فإذا شرِبَه قَطَّعَ أمْعاءهُ، حتَّى يخرج من دُبُره» ، قال تعالى: {وَسُقُوا ماءً حَميماً فَقَطَّعَ أَمعاءَهم} [محمد: 15] ، وقال: {وإنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بماءٍ كالمُهْلِ يَشْوي الوُجُوهَ بئسَ الشَّرابُ وساءَتْ مُرْتَفقاً} [الكهف: 29] . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 202] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صديد) الصديد: ما يسيل من القيح من الجراحات، ومن أجساد الموتى. (فروة رأسه) فروة الرأس: هي جلدته بما عليها من الشعر. (حميم) الحميم: الماء المتناهي حره. (كالمهل) المهل: النحاس المذاب.   (1) رقم (2586) في أبواب صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، من حديث صفوان بن عمرو عن عبيد الله بن بسر عن أبي أمامة، وقال: هذا حديث غريب، وهكذا قال محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن عبيد الله بن بسر، ولا نعرف عبيد الله بن بسر إلا في هذا الحديث. وقد روى صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث، [ص: 202] وعبد الله بن بسر له أخ قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وأخته قد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم، وعبيد الله بن بسر الذي روى عنه صفوان بن عمرو حديث أبي أمامة لعله أن يكون أخا عبد الله بن بسر. وقال الحافظ في " التقريب ": قال الترمذي: لعله أخو عبد الله بن بسر المازني الصحابي. وقد جزم أبو نعيم في " الحلية " 8 / 182 بأن رواية صفوان هنا عن عبد الله بن بسر المازني الصحابي، فإن صح ما قال زال الإشكال، والله أعلم. والحديث رواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 265، وابن جرير 13 / 131، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 73، 74، وزاد نسبته للنسائي، وابن أبي الدنيا في صفة النار، وأبي يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في " البعث والنشور ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجة أحمد (5/265) قال حدثنا علي بن إسحاق. و «الترمذي» (2583) قال حدثنا سويد بن نصر و «النسائي» في الكبرى « (تحفة الأشراف» (4894) عن سويد بن نصر. كلاهما - علي، وسويد - قالا: أخبرنا عبد الله قال أخبرنا صفوان بن عمرو عن عبيد الله بن بسر فذكره. الحديث: 678 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 679 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: أُتِيَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِقناعٍ فيه رُطَبٌ، فقال: مثلُ كلمةٍ طيِّبةٍ {كشجرةٍ طيِّبَةٍ أَصْلُها ثابتٌ وفَرْعُها في السَّمَاءِ. تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حين بإذن ربِّها} [إبراهيم: 24، 25] قال: «هي النَّخْلةُ» ، {ومَثَلُ كلمةٍ خبيثةٍ كشجَرَةٍ خبيثَةٍ اجتُثَّتْ من فوق الأرض مالها من قَرارٍ} [إبراهيم: 26] قال: «هي الحنْظَل» . أخرجه الترمذي. وقال: وقد رَوَاهُ غيرُ واحدٍ موقوفاً، ولم [ص: 203] يرفَعُوهُ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بقناع) القناع: طبق يؤكل عليه. (مرتفقاً) المرتفق: المتكأ. وأصله من المرفق.   (1) الترمذي رقم (3118) من حديث حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وزاد فيه - يعني شعيباً - كما صرح بذلك في رواية أبي يعلى: فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: صدق وأحسن، وقال الترمذي: حدثنا قتيبة، حدثنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك نحوه بمعناه، ولم يرفعه، ولم يذكر قول أبي العالية، وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة. وروى غير واحد مثل هذا موقوفاً، ولا نعلم أحداً رفعه غير حماد بن سلمة، ورواه معمر، وحماد بن زيد، وغير واحد، ولم يرفعوه. حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا حماد بن زيد، عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك نحو حديث عبد الله بن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب ولم يرفعه. قال ابن كثير: وكذا نص عليه مسروق، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والضحاك، وقتادة، وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3119) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا أبو الوليد، «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (916) عن إسحاق بن إبراهيم عن النضر بن شميل. كلاهما - أبو الوليد، والنضر - عن حماد بن سلمة عن شعيب فذكره. الحديث: 679 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 680 - (خ م ت د س) البراء بن عازب - رضي الله عنهما -: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم إذا سُئلَ في القبر: يشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسولُ الله، فذلك قوله: {يُثبِّتُ اللَّهُ الذين آمنوا بالقولِ الثَّابتِ} » [إبراهيم: 27] . وفي رواية قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الذين آمنوا بالقولِ الثَّابتِ} نزلت في عذاب القبر، يقالُ له: مَن رَبُّك؟ فَيقُولُ: ربِّيَ اللهُ، ونَبِيِّي محمدٌ. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي. [ص: 204] إلا أنَّه قال: «هي في القبر، يُقال له: من ربُّك؟ وما دينُك؟ ومَن نَبِيُّكَ؟» (1) .   (1) البخاري 3 / 184 في الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، وفي تفسير سورة إبراهيم، باب {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} ، ومسلم رقم (2871) في صفة الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار، والترمذي رقم (3119) في التفسير، باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام، وأبو داود رقم (4750) في السنة، باب المسألة في القبر وعذاب القبر، والنسائي 6 / 101 في الجنائز، باب عذاب القبر، وأخرجه ابن ماجة رقم (4269) في الزهد، باب ذكر القبر والبلى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/282) قال: حدثنا عفان. وفي (291) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «البخاري» (2/122) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (6/100) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (2/ 122) و «مسلم» 8/162) . و «ابن ماجة» (4269) ، «والنسائي» (4/101) قالوا: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «أبو داود» (4750) قال: حدثنا أبو الوليد. و «الترمذي» (3120) قال حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. خمستهم - عفان، وابن جعفر، وحفص، وأبو الوليد، وأبو داود - عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، وعن سعد بن عبيدة، فذكره. الحديث: 680 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 681 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {ألم تر إلى الذين بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً} [إبراهيم: 28] قال: هم كُفَّارُ أهْلِ مَكَّةَ. وفي روايةٍ قال: هم والله كُفَّارُ قُريْشٍ، قال عَمرو (1) هم قُرَيْشٌ، ومحمدٌ: نعمةُ الله، {وأَحَلُّوا قومَهم دار البَوار} قال: النَّارَ يومَ بَدْرٍ. أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البوار) : الهلاك.   (1) هو عمرو بن دينار، وهو موصول بالإسناد، كما في الرواية التي قبلها. (2) 7 / 235 في المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، وفي تفسير سورة إبراهيم، باب {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً} ، قال الحافظ في " الفتح ": وقوله: يوم بدر، ظرف لقوله " أحلوا " أي: أنهم أهلكوا قومهم يوم بدر فأدخلوا النار، والبوار: الهلاك، وسميت جهنم دار البوار لإهلاكها من يدخلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في المغازي (8: 18) عن الحميدي - وفي التفسير (14:3) عن علي بن عبد الله كلاهما عن سفيان والنسائي في التفسير «في الكبرى» عن قتيبه عن سفيان نحوه. الحديث: 681 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 682 - (م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {يوم تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرض والسمواتُ} [إبراهيم: 48] [ص: 205] قلت: أيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يومئذ يا رسول الله؟ قال: «على الصراطِ» . أخرجه مسلم، والترمذي (1) .   (1) مسلم رقم (2791) في صفات المنافقين وأحكامهم، باب في البعث والنشور، والترمذي رقم (3120) في التفسير، باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (274) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (6/35) قال: حدثنا ابن أبي عدي. و «الدارمي» (2812) قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: أخبرنا خالد. و «مسلم» (8/127) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر. و «ابن ماجة» (4279) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر. و «الترمذي» و (3242) قال: حدثنا ابن أبي عمر: قال حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وابن أبي عدي، وخالد بن الحارث، وعلي بن مسهر - عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، فذكره. أخرجه أحمد (6/134) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (6/218) قال: حدثنا إسماعيل. كلاهما - وهيب، وإسماعيل بن علية - عن داود، عن الشعبي. قال: قالت عائشة، فذكره، ليس فيه: - مسروق. الحديث: 682 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 سورة الحجر 683 - (ت س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كانت امْرَأةٌ تُصلِّي خَلْفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حسناءُ من أحْسنِ النَّاسِ - وكان بعضُ القومَ يتقَدَّمُ، حتى يكونَ في الصفِّ الأول لئلا يراها، ويتأخر بعضهم حتى يكون في الصفِّ المؤَّخرِ، فإذا رَكعَ نظر من تحت إِبطَيهِ، فأنزل الله تعالى: {ولَقَدْ عَلِمْنا المُسْتَقْدِمينَ مِنْكُمْ ولقَدْ عَلِمْنا المُسْتَأخِرين} [الحجر: 24] . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .   (1) النسائي 2 / 18 في الصلاة، باب المنفرد خلف الصف، والترمذي رقم (3122) في التفسير، باب ومن سورة الحجر من حديث نوح بن قيس الحداني عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس، قال الترمذي: وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عباس، وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح. وقد استظهر ابن كثير بعد أن ذكر كلاماً طويلاً عن هذا الحديث أنه كلام أبي الجوزاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/305) قال: حدثنا سريج. و «ابن ماجة» (1046) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، وأبو بكر بن خلاد. و «الترمذي» (3122) قال: حدثنا قتيبة. و «النسائي» (2/118) ، وفي الكبري (853) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، و «ابن خزيمة» (1696) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. وفي (1697) قال: حدثنا أبو موسى. (ح) وحدثناه الفضل بن يعقوب. سبعتهم - سريج، وحميد، وابن خلاد، وقتيبة، ونصر، وأبو موسى،والفضل - عن نوح بن قيس، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، فذكره. الحديث: 683 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 684 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «اتَّقُوا فِراسَةَ المؤمن، فإِنه يَنظُرُ بنورِ الله» ، ثم قرأ {إنَّ في ذلك لآياتٍ للمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75] . [ص: 206] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3125) في التفسير، باب ومن سورة الحجر، وفي سنده عطية العوفي، وهو ضعيف. وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 103 وزاد نسبته لابن جرير وابن أبي حاتم والبخاري في " التاريخ " وابن السني وأبي نعيم معاً في " الطب " وابن مردويه والخطيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (16 الحجر: 6) عن محمد بن إسماعيل البخاري عن أحمد بن أبي الطيب عن مصعب بن سلام، وقال: غريب إنما نعرفه من هذا الوجه. الحديث: 684 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 685 - (س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني الطول. وفي رواية: في قوله {سبعاً من المثاني} [الحجر: 87] ، قال: السبع الطُّوَلُ. أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المثاني الطول) قد تقدم ذكر المثاني والطول، في تفسير سورة براءة.   (1) 2 / 139 في الصلاة، باب تأويل قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} من حديث جرير عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وإسناده حسن. وأخرجه أيضاً من حديث علي بن حجر عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأخرجه أبو داود رقم (1459) بلفظ: أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني الطول، وأوتي موسى عليه السلام ستاً، فلما ألقى الألواح رفعت اثنتان وبقي أربع "، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 105 وزاد نسبته إلى الفرياني وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم والبيهقي في " شعب الإيمان ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1459) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. و «النسائي» (2/139) وفي الكبرى (897) قال: أخبرني محمد بن قدامة. كلاهما - عثمان، ومحمد بن قدامة - قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، فذكره. أخرجه النسائى (2/140) ، وفي الكبرى (898) قال: أخبرنا علي بن حجر المروزي، قال: حدثنا شريك. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5590) عن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. كلاهما - شريك، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله- سبعا من المثاني - قال: السبع الطول. الحديث: 685 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 686 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: {الذينَ جَعَلُوا القرآن عِضينَ} [الحجر: 91] قال: هم أهل الكتاب: اليهودُ والنَّصارَى، جَزَّؤوهُ أَجزاء، فآمنوا بِبَعْضٍ، وكفروا بِبَعْضٍ. [ص: 207] أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِضِين) جمع عِضَة: من عَضَيت الشيء: إذا فرقته، وقيل: الأصل عِضْوة، فنقصت الواو وجمعت، كما فعل في عِزِين: جمع عِزوة.   (1) 8 / 290 في تفسير سورة الحجر، باب قوله عز وجل: {الذين جعلوا القرآن عضين} ، و 8 / 279 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الهجرة (المناقب: 112: 5) عن زياد بن أيوب وفي التفسير (15: 4:1) عن يعقوب بن إبراهيم كلاهما عن هشيم. الحديث: 686 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 687 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى: {لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعينَ. عَمَّا كانُوا يعْمَلونَ} [الحجر: 92، 93] قال: عن قول: «لا إله إلا اللهُ» . أخرجه الترمذي (1) . وأخرجه البخاري في ترجمة باب.   (1) رقم (3126) في التفسير، باب ومن سورة الحجر، وفي سنده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (15: 5) عن أحمد بن عبدة الضبي عن المعتمر بن سليمان، عن ليث ابن أبي سليم وقال: غريب إنما نعرفه من حديث ليث واقد رواه ابن إدريس عن ليث عن بشر عن أنس نحوه ولم يرفعه. الحديث: 687 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 سورة النحل 688 - (س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: {مَنْ كفر باللَّه من بعد إِيمانه إلّا مَنْ أُكْرِهَ وقَلبُهُ مُطمئنٌّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضبٌ من اللَّه ولهم عذاب عظيم} واستثنى من ذلك {ثُمَّ إنَّ ربَّكَ لِلَّذينَ هاجَرُوا مِنْ بعْدِ ما فُتِنُوا ثمَّ جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها [ص: 208] لغفور رحيم} [النحل: 110] وهو عبد الله بن أبي السَّرْح (1) - الذي كان على مصرَ - كان يكتُبُ الوْحيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فَأزلَّهُ الشيطانُ، فَلَحِقَ بالكفار، فأمر به أن يُقتل يوم الفتح، فاسْتجارَ له عثمان بن عفان، فأجارَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه النسائي (2) .   (1) عبد الله بن سعد بن أبي السرح: أحد بني عامر بن لؤي، كان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد ولحق بمكة، ثم أسلم وحسن إسلامه، وعرف فضله وجهاده، وكان على ميمنة عمرو بن العاص حين فتح مصر، وهو الذي فتح إفريقية سنة سبع وعشرين. وغزا الأساود من النوبة، ثم هادنهم الهدنة الباقية إلى اليوم. ولما خالف محمد بن أبي حذيفة على عثمان، اعتزل الفتنة، ودعا الله أن يقبضه إثر صلاة الصبح، فصلى بالناس الصبح، فلما ذهب يسلم الثانية، قبضت نفسه بعسفان. عن الروض الأنف (274) للسهيلي. (2) 7 / 107 في تحريم الدم، باب توبة المرتد، وأخرجه أبو داود رقم (4358) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، وفي سنده علي بن الحسين بن واقد، وهو وإن كان ثقة له أوهام، وباقي رجاله ثقات، ومع ذلك فقد صححه الحاكم 2 / 356، 357 ووافقه الذهبي. وروى الحاكم أيضاً في " المستدرك " 2 / 357 من حديث عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر آلهتهم بخير، ثم تركوه، فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما وراءك؟ قال: شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، قال: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان، قال: " إن عادوا فعد " وقال: هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. وقد ذكره الحافظ في " الفتح " 12 / 278، وقال: وهو مرسل ورجاله ثقات، وذكره من عدة طرق مرسلة، وقال: وهذه المراسيل يقوى بعضها ببعض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود وفي الحدود (1: 8) . النسائي في المحاربة (12: 2) . - في حديث أوله قال في سورة النحل - من كفر بالله من بعد إيمانه (16: 106) الحديث تحفة الأشراف (5/176) . الحديث: 688 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 689 - (ت) أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لما كان يومُ أُحُدٍ: أُصيب من الأنصار أربعةٌ وستُّون رُجلاً، ومن المهاجرين ستةٌ - منهم حمزة بن [ص: 209] عبد المطَّلب - فمثَّلُوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوماً مثلَ هذا لَنُرْبِيَنَّ عليهم التمثيل، فلما كان يومُ فتح مكة أَنزل الله {وإن عاقبتُم فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به ولئن صبرتُم لهو خيرٌ للصابرين} [النحل: 126] فقال رجل: لا قُرَيْشَ بعد اليوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُفُّوا عن القوم إلا أَربعة (1) » . أخرجه الترمذي (2) . [ص: 210] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مثّلوا بهم) مثل به يمثل: إذا نكَّل به، ومثل بالقتيل: إذا جدعه. وشوه خلقته، والاسم: المُثلة. (لنربين) أي: لنزيدن.   (1) هم: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح. أما عكرمة بن أبي جهل: فهرب إلى اليمن، وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فاستأمنت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه. فخرجت في طلبه إلى اليمن، حتى أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه. وأما عبد الله بن خطل: فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي، اشتركا في دمه. وابن خطل: رجل من بني تميم بن غالب. وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، لأنه كان مسلماً - فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً، وبعث معه رجلاً من الأنصار، وكان معه مولى من المسلمين يخدمه فنزل منزلاً، وأمر ابن خطل المولى أن يذبح له تيساً فيصنع له طعاماً، فنام فاستيقظ ولم يصنع المولى له شيئاً، فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركاً. وكان له قينتان - فرتنى وسارة - وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهما معه. فقتلت فرتنى، وهربت صاحبتها، وبقيت حتى أوطأها رجل فرسه فقتلها في زمن عمر. ويقال: إن فرتنى أسلمت، وإن سارة أمنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما مقيس بن صبابة: فقتله نميلة بن عبد الله، رجل من قومه بني ليث، حي من بني كعب. (2) رقم (3128) في التفسير، باب ومن سورة النحل {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} ، وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بن كعب، وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد 5 / 135 ولفظه: كان يوم أُحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلاً، ومن المهاجرين ستة، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنربين عليهم، فلما كان يوم الفتح قال رجل لا يعرف: لا قريش بعد اليوم، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمن [ص: 210] الأسود والأبيض إلا فلاناً وفلاناً، ناساً سماهم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نصبر ولا نعاقب» ... [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3129) ، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف 13» كلاهما عن أبي عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، و «عبد الله بن أحمد» (5/135) قال: حدثنا أبو صالح هدبة بن عبد الوهاب قال: حدثنا الفضل. وفي (3/135) قال: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي قال: حدثنا أبو تميلة. كلاهما - الفضل، وأبو تميلة - عن عيسى بن عبيد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، فذكره. الحديث: 689 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 سورة بني إسرائيل 690 - (خ) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: في بني إسرائيل والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: إِنَّهُنَّ من العتاقِ (1) الأُوَل، وهُنَّ من تِلادي. أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العِتاق الأول) أراد بالعتاق الأول: السور التي نزلت أولاً بمكة، [ص: 211] ولذلك قال: «تلادي» يعني: من أول ما تعلمته، والتِّلاد والتالد: المال الموروث القديم، والطريف: المكتسب.   (1) بكسر المهملة وتخفيف المثناة: جمع عتيق، وهو القديم، أو هو كل ما بلغ الغاية في الجودة، وبالثاني: جزم جماعة في هذا الحديث، وبالأول: جزم أبو الحسن بن فارس، وقوله " الأول " بتخفيف الواو، وقوله " هن من تلادي " بكسر المثناة وتخفيف اللام، أي: مما حفظ قديماً، والتلاد، والتليد: قديم المال، وهو بخلاف الطارف، والطريف، ومراد ابن مسعود: أنهن من أو ما تعلم من القرآن، وأن لهن فضلاً لما فيهن من القصص وأخبار الأنبياء والأمم. (2) 8 / 294 في فاتحة تفسير سورة بني إسرائيل، وفي فاتحة تفسير سورة الأنبياء، وفي فضائل القرآن، باب تأليف القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (1021) عن بندار عن غندر وفيه - التفسير (17: 1) وفي فضائل القرآن (6: 2) عن آدم كلاهما عن شعبة عن أبي إسحاق عنه به الأشراف (7/ 88) . الحديث: 690 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 691 - (خ ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله عز وجل {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناسِ} [الإسراء: 60] ، قال: هي رؤيا (1) عَيْنٍ أُرِيها (2) النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسْريَ به إلى بيتِ المقدس، {والشجرة الملعونة في القرآن} هي شَجرة الّزَّقُّوم (3) . أخرجه البخاري، والترمذي (4) . [ص: 212] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إلا فتنة للناس) الفتنة: الاختبار والابتلاء، وقيل: أراد به: الافتتان في الدِّين. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به، وحدث الناس بما رأى من العجائب، صدقه بعض الناس، وكذبه بعضهم، فافتتنوا بها.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 278: واستدل به على إطلاق لفظ " الرؤيا " على ما يرى بالعين في اليقظة، وقد أنكره الحريري تبعاً لغيره، وقالوا: إنما يقال: " رؤيا " في المنام، وأما التي في اليقظة فيقال رؤية، وممن استعمل الرؤيا على التي في اليقظة المتنبي في قوله: ((ورؤياك أحلى في العيون من الغمض)) وهذا التفسير يرد على من خطأه. (2) قال الحافظ: لم يصرح بالمرئي، وعند سعيد بن منصور من طريق أبي مالك قال: هو ما أري في طريقه إلى بيت المقدس. (3) قال الحافظ: هذا هو الصحيح، وذكره ابن أبي حاتم عن بضعة عشر نفساً من التابعين. وأما الزقوم: فقد قال أبو حنيفة الدينوري في " كتاب النباتات " الزقوم شجرة غبراء، تنبت في السهل، صغيرة الورق مدورته، لا شوك لها، ذفرة مرة، لها كعابر في سوقها كثيرة ولها وريد ضعيف جداً يجرسه النحل، ونورتها بيضاء، ورأس ورقها قبيح جداً. وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: " قال المشركون: يخبرنا محمد أن في النار شجرة، والنار تأكل الشجر، فكان ذلك فتنة لهم ". وقال السهيلي: الزقوم وزن فعول، من الزقم: وهو اللقم الشديد، وفي لغة تميمية: كل طعام يتقيأ منه، يقال له: زقوم، وقيل: هو كل طعام ثقيل. (4) البخاري 7 / 170، 171 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب المعراج، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} ، وفي القدر، باب {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} ، والترمذي رقم (3133) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/221) (1916) . و «البخاري» (5/.، 69 8/156) قال حدثنا الحميدي وفي (6/107) قال حدثنا علي بن عبد الله. و «الترمذي» (3134) قال حدثنا ابن أبي عمر. و «النسائي» في الكبرى. «تحفة الأشراف» (1667) عن محمد بن منصور خمستهم - أحمد، والحميدي وعلي بن عبد الله، وابن أبي عمر، ومحمد بن منصور - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (1/370) (3500) قال حدثنا روح قال حدثنا زكريا بن إسحاق. كلاهما- سفيان، وزكريا - قالا: حدثنا عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة، فذكره. الحديث: 691 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 692 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:في قوله عز وجل: {أَمَرْنا مُتْرَفِيها} [الإسراء: 16] قال: كنا نقولُ للحيِّ في الجاهلية - إذا كَثُرُوا - قد أَمِرَ (1) بنُو فُلانٍ. أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قد أمِرَ بنو فلان) يقال: أمر بنو فلان، أي: كثروا وزادوا.   (1) وأخرجه البخاري عن الحميدي عن سفيان وقال: " أمر " وضبطه الحافظ فقال الأولى بكسر الميم، والثانية بفتحها، وقال: كلاهما لغتان، وأنكر ابن التين فتح الميم في أمر بمعنى كثر، وغفل في ذلك، ومن حفظه حجة عليه. وقال ابن الجوزي في " زاد المسير " 5 / 18 في تفسير الآية: قرأ الأكثرون " أمرنا " مخففة على وزن " فعلنا " وفيها ثلاثة أقوال: أحدها: أنه من الأمر، وفي الكلام إضمار تقديره: أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا، هذا مذهب سعيد بن جبير، قال الزجاج: ومثله في الكلام: أمرتك فعصيتني، فقد علم أن المعصية مخالفة الأمر. والثاني: أكثرنا، يقال: أمرت الشيء وآمرته، أي: كثرته، ومنه قولهم: مهرة مأمورة، أي: كثيرة النتاج: يقال: أمر بنو فلان يأمرون أمراً: إذا كثروا، هذا قول أبي عبيدة وابن قتيبة، والثالث: أن معنى: أمرنا أمرنا، يقال: أمرت الرجل بمعنى أمرته، والمعنى: سلطنا مترفيها بالإمارة. ذكره ابن الأنباري. (2) 8 / 299 في تفسير سورة بني إسرائيل، باب {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (17: 3- ألف) عن علي بن عبد الله عن سفيان. قال: وقال الحميدي:حدثنا سفيان .... فذكره وقال: أمر. تحفة الأشراف (7./57) . الحديث: 692 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 693 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: في قوله تعالى: [ص: 213] {أولئك الذين يَدْعُون يبتغون إلى ربهم الوسيلة} [الإسراء: 57] قال: كان نَفَرٌ من الإنس يعبدون نفراً من الجن، فأسلم (1) النَّفَرُ من الجِنِّ، فاسْتمْسَك الآخرون بعبادتهم، فنزلت {أولئك الذين يَدْعون (2) يبتغون إلى ربهم الوسيلة} أخرجه البخاري ومسلم (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يبتغون إلى ربهم الوسيلة) الوسيلة: ما يتوسل به إلى الشيء، أي: يطلبون القربة إلى الله تعالى.   (1) قال الحافظ: أي: استمر الإنس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن، والجن لا يرضون بذلك، لكونهم أسلموا، وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة، وروى الطبري من وجه آخر عن ابن مسعود فزاد فيه " والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم " وهذا هو المعتمد في تفسير الآية. (2) مفعول " يدعون " محذوف، تقديره: أولئك الذين يدعونهم آلهة يبتغون إلى ربهم الوسيلة، وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه " تدعون " بالمثناة الفوقية، على أن الخطاب للكفار، وهو واضح، قاله الحافظ. (3) البخاري 8 / 301 في تفسير سورة بني إسرائيل، باب {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه} ، وباب قوله: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة} ، ومسلم رقم (3030) في التفسير، باب قوله تعالى: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة} ، واللفظ لمسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/107) قال: حدثني عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، و «مسلم» (8/244) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنيه بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر، عن شعبة. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (9337) عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن سفيان. (ح) وعن محمد بن العلاء، عن ابن إدريس. (ح) وعن محمد ابن منصور، عن سفيان بن عيينة. أربعتهم - سفيان الثوري، وشعبة، وعبد الله بن إدريس، وسفيان بن عيينة- عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، فذكره. الحديث: 693 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 694 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي صلى الله عليه وسلم {يومَ نَدعو كلَّ أُناسٍ بإِمامهم} [الإسراء: 71] قال: «يُدْعى أحدُهم، فيُعطى كتابَه بيمينه، ويمُدُّ له في جِسْمِهِ سِتُّون ذراعاً، ويَبْيضُّ وجهْهُ، ويُجعلُ على رأسِه تَاجٌ من لؤلؤٍ يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه الذين كانوا يجتمعون إليه [ص: 214] فيرَونه من بعيد، فيقولون، اللهم ائْتِناَ بهذا، فيأتيهم، فيقول: أبْشرُوا لكُلِّ رجُلٍ منكم مثلُ هذا المتبوع على الهُدَى، وأما الكافر: فيُعْطَى كتابَه بشماله، ويَسوَدُّ وجهه، ويُمدُّ له في جسمه سِتونَ ذراعاً، ويُلبس تاجاً من نارٍ، فإذا رآه أصحابُهُ يقولون: نعوذُ بالله من شر هذا، اللَّهُمَّ لا تأتِنا به، فيأتيهم، فيقولون: اللهم أّخِّرْه، فيقول لهم: أبعَدكُمُ الله، فإنَّ لكلِّ رجلٍ منكم هذا» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3135) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، وفي سنده عبد الرحمن بن أبي كريمة، والد السدي الكبير، وهو مجهول الحال، لم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فقد حسن الترمذي حديثه هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3136) قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي عن أبيه فذكره. الحديث: 694 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 695 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: كان يقولُ: دُلُوكُ الشَّمْسِ: مَيْلُها. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 11 في وقوت الصلاة، باب ما جاء في دلوك الشمس إلى غسق الليل، وإسناده صحيح. وهو قول أبي برزة وأبي هريرة والحسن والشعبي وسعيد بن جبير وأبي العالية ومجاهد وعطاء وعبيد بن عمير وقتادة والضحاك ومقاتل، وهو اختيار الأزهري. وروى الحاكم 2 / 363 عن ابن مسعود أنه غروبها، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقد قال بهذا القول النخعي وابن زيد، وعن ابن عباس كالقولين، قال الفراء: ورأيت العرب تذهب في الدلوك إلى غيبوبة الشمس، وهذا اختيار ابن قتيبة، قال: لأن العرب تقول: ذلك النجم: إذا غاب، قال ذو الرمة: مصابيح ليست باللواتي تقودها ... نجوم ولا بالافلات الدوالك وتقول في الشمس: دلكت براح، يريدون: غربت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/44/18) وقال الزرقاني: وكذا روى عن ابن ابن عباس وأبي هريرة وأبي برزة وعن خلق من التابعين ورى ابن أبي حاتم عن علي: دلوكها غروبها ورجح الأول بأن نافعا وإن وقفه فقد رواه سالم نافعا عن أبيه ابن عمر عن النبي، أخرجه ابن مردويه فلا يعدل عنه،وبأنه يدل أيضا قوله صلى الله عليه وسلم «أتاني جبريل لدلوك الشمس حين زالت فصلى بهم الظهر» أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده وابن مردويه في تفسيره والبيهقي في المعرفة من حديث أبي مسعود الأنصاري. الحديث: 695 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 696 - (ط) ابن عباس - رضي الله عنهما -: كان يقولُ: دُلُوكُ الشَّمْسِ: إذا فاءَ الفَيْئُ، وغَسَقُ اللَّيل: اجتماعُ اللَّيْلِ وظُلْمتُهُ. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 11 في وقوت الصلاة، باب ما جاء في دلوك الشمس إلى غسق الليل، وفي سنده مجهول، وأورده السيوطي في " الدر " 4 / 195، ونسبه لابن أبي شيبة وابن المنذر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/45) وقال الزرقاني - مالك بن داود بن الحصين - وثقه ابن معين وابن سعد والعجلي وابن إسحاق وأحمد بن صالح المصري. والنسائي وقال أبوحاتم:ليس بقوى لولا أن مالكا روى عنه لترك حديثه وقال الباجي: منكر الحديث متهم برأسه الخوارج قال ابن حبان لم يكن داعية وقال بن عدي هو عندي صالح الحديث مات سنة خمس وثلاثين ومائة. الحديث: 696 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 697 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -:في قوله تعالى: {إِنَّ قرآن الفجر كان مَشْهوداً} [الإسراء: 78] أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «تشهدُهُ ملائكةُ الليل وملائكة النهار» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3134) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وأخرج البخاري 8 / 312، ومسلم رقم (649) من حديث أبي هريرة مرفوعاً " فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، ويجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح، يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً} قال ابن كثير: فعلى هذا تكون هذه الآية: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً} قد دخل فيها أوقات الصلوات الخمس. فمن قوله: {لدلوك الشمس إلى غسق الليل} وهو ظلامه: أخذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ومن قوله {وقرآن الفجر} يعني صلاة الفجر، وقد ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواتراً من أقواله وأفعاله بتفاصيل هذه الأوقات على ما هي عليه اليوم عند أهل الإسلام مما تلقوه خلفاً عن سلف وقرناً بعد قرن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/474) والبخاري في جزءالقراءة خلف الإمام (251) قال حدثنا عبيد بن أسباط و «ابن ماجة» (670) قال حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي، «الترمذي» (3135) قال حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد قرشي كوني. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/.12332) عن عبيد بن أسباط بن محمد. كلاهما - أحمد بن حنبل، وعبيد - عن أسباط بن محمد، عن الأعمش عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 697 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 698 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: في قوله تعالى: {عسى أن يبعثَك ربُّكَ مقاماً محموداً} قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود؟ قال: «هو الشفاعة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3136) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، وفي سنده ضعيف ومجهول، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (18 بني إسرائيل: 9) عن أبي كريب عن وكيع عن داود بن يزيد عن أبيه وقال: حسن تحفة الأشراف (10/423) . الحديث: 698 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 699 - (خ) آدم بن علي- رحمه الله (1) -: قال: سمعتُ ابن عمر يقول: [ص: 216] إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُون جُثى (2) ، كلُّ أُمَّة تَتْبَعُ نَبِيّها، يقولون: يا فلانُ اشْفَع، يا فلان اشفع، حتَّى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يومَ يَبْعَثُهُ الله المقام المحمود. أخرجه البخاري. وأخرجه البخاري أيضاً، عن حمزة، عن أبيه عبد الله بن عُمَرَ مَرْفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُثى) الجثى: جمع جثوة، وهي الجماعة.   (1) هو آدم بن علي العجلي. ويقال: الشيباني، ويقال: البكري. روى عن ابن عمر، وعنه شعبة والأحوص وأيوب بن جابر وغيرهم. وهو بصري ثقة، وليس له في البخاري إلا هذا الحديث، كما قال الحافظ ابن حجر في " الفتح ". (2) بضم الميم وفتح المثلثة، مقصوراً، أي: جماعات، واحدها: جثوة، وكل شيء جمعته من تراب ونحوه فهو جثوة، وأما الجثي في قوله تعالى: {ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياً} فهو جمع الجاثي على ركبتيه ... . (3) 8 / 302، 303 في التفسير، في تفسير سورة بني إسرائيل، باب قوله {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} ، وفي الزكاة، باب من سأل الناس تكثراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/108) قال: حدثني إسماعيل بن أبان: و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (6644) عن العباس بن عبد الله بن العباس، عن سعيد بن منصور. كلاهما - إسماعيل بن أبان، سعيد بن منصور - عن أبي الأحوص، عن آدم ابن علي، فذكره. سعيد بن منصور رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث: 699 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 700 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بِمكَّةَ أُمِرَ بالهجرِةِ، فنزلت عليه {وقُلْ رَبِّ أَدْخلني مُدْخَل صِدْقٍ وأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ واجعلْ لي من لدُنْك سُلطاناً نَصيراً} [الإسراء: 80] . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3138) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل. وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (1948) ، وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان، لينه الحافظ في " التقريب " قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/223) (1948) والترمذي (3139) قال حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - قالا: حدثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه فذكره. الحديث: 700 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 701 - (خ م ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: بَينَا أنا مع [ص: 217] رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوكَّأُ على عَسيبٍ - مَرَّ بنفَرٍِ من اليهود، فقال بعضُهُمْ: سلوهُ عن الروح؟ وقال بعضهم: لا تسألوه لا يُسمِعكم ما تَكرهُون، فقاموا إليه فقالوا: يا أبا القاسم، حَدِّثنا عن الروح، فقام ساعة ينظُرُ، فعرفتُ أَنه يوَحى إليه فتأَخرتُ حتى صَعِد الوحيُ، ثم قال: {ويسألونك عن الروح قُل الرُّوحُ من أمْرِ (1) رَبِّي وما أُوتيتُم من العلم إلا قليلاً} [الإسراء: 85] فقال بعضهم لبعض: قد قلنا لكم: لا تسألوه. وفي رواية: «وما أوتوا من العلم إلا قليلاً» قال الأعمش: هكذا في قراءتنا (2) . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (3) . [ص: 218] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عسيب) العسيب: سعف النخل، وأهل العراق يسمونه الجريد.   (1) قال ابن القيم: ليس المراد هنا بالأمر الطلب اتفاقاً، وإنما المراد به المأمور، والأمر يطلق على المأمور كالخلق على المخلوق، ومنه {لما جاء أمر ربك} ، وقال ابن بطال: معرفة حقيقة الروح مما استأثر الله بعلمه بدليل هذا الخبر، والحكمة في إبهامه اختبار الخلق ليعرفهم عجزهم عن علم ما لا يدركونه حتى يضطرهم إلى رد العلم إليه. (2) ليست هذه القراءة في السبعة، بل ولا في المشهور من غيرها، قال الحافظ: وقد أغفلها أبو عبيد في كتاب القراءات له من قراءة الأعمش. (3) البخاري 1 / 198 في العلم، باب قول الله تعالى: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} ، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب {ويسألونك عن الروح} ، وفي الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال، وفي التوحيد، باب {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، وفي التوحيد، باب قوله تعالى: {إنما أمرنا لشيء إذا أردناه} ، ومسلم رقم (2794) في صفات المنافقين، باب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح، والترمذي رقم (3140) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (3688) . قال ابن كثير في تفسيره 5 / 227: وهذا السياق يقتضي فيما يظهر بادي الرأي أن هذه الآية مدنية، وأنها نزلت حين سأله اليهود عن ذلك بالمدينة، مع أن السورة كلها مكية، وقد يجاب عن هذا بأن تكون نزلت عليه بالمدينة مرة ثانية، كما نزلت عليه بمكة قبل ذلك، أو أنه نزل عليه الوحي بأنه يجيبهم عما سألوه بالآية المتقدم إنزالها عليه، وهي هذه الآية: {ويسألونك عن الروح} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/389) (3688) ، (1/444) (4248) قال: حدثنا وكيع. و «البخارى» (1/43) قال: حدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا عبد الواحد، في (6/108) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (9/119) قال: حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (9/166) قال: حدثنا يحي، قال: حدثنا وكيع. وفي (9/1167) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن عبد الواحد. و «مسلم» (8/، 128 129) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، وقال أبي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس، و «الترمذي» (3141) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» . (9419) عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس. أربتعتهم - وكيع، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن غياث، وعيسى بن يونس - عن الأعمش، قال: حدثني إبراهيم، عن علقمة، فذكره. (*) صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عنه، عند البخاري. ورواه أيضا عن عبد الله، مسروق. أخرجه أحمد (1/410) (3898) . و «مسلم» (8/129) . الحديث: 701 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 702 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه عن الروح، فأنزل الله تعالى: {ويسألونك عن الروح قُل: الرُّوحُ من أمْرِ رَبِّي وما أُوتيتُم من العلم إلا قليلاً} قالوا: أوتينا علماً كثيراً، أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيراً كثيراً، فأنزل الله: {قُل لو كانَ البحْرُ مِداداً لكلمات ربِّي لنَفِدَ البحرُ قبل أَن تَنْفَدَ كلماتُ ربي ولو جئنا بمثله مَدَداً} [الكهف: 109] . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3139) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (2309) ، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 199، وزاد نسبته للنسائي وابن المنذر وابن حبان وأبي الشيخ في " العظمة " والحاكم وابن مردويه، وأبي نعيم والبيهقي كلاهما في " الدلائل " عن ابن عباس رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي والنسائي: جميعا في التفسير (ت 18بني إسرايئل:،12 والنسائي في الكبرى) عن قتيبه عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. تحفة الأشراف (5./133) . الحديث: 702 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 703 - (خ م ت س) ابن عباس - رضي الله عنه -: في قوله تعالى: {وَلا تَجْهَرْ بِصلاتِكَ ولا تُخافِتْ بها} [الإسراء: 110] قال: أُنْزِلتْ ورسول الله صلى الله عليه وسلم مُتَوارٍ بمكَّةَ (1) ، وكان إذا رفَعَ صوتَهُ، سَمِعَهُ المشركون فسبُّوا القرآن ومَنْ أنْزَلَهُ ومَنْ جاءَ بِهِ، فقال الله عز وجل: {ولا تَجْهَرْ بِصلاتِكَ} ، أي: [ص: 219] بقراءتك، حتى يَسْمَعَها المشركون {ولا تُخافِتْ بها} : عن أصْحابِكَ، فلا تُسْمِعُهُم {وَابْتَغِ بين ذلك سَبيلاً} : أسْمِعْهُم، ولا تجهر حتى يأخُذوا عنك القرآن. وفي رواية: {وَابْتَغِ بين ذلك سَبيلاً} يقول: بين الْجَهْرِ والمخَافَتَةِ. أخرجه الجماعة إلا الموطأ، وأبا داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تخافت) المخافتة: المساررة: والتخافت: السرار.   (1) يعني: في أول الإسلام. (2) البخاري 8 / 307 في تفسير سورة بني إسرائيل، باب {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} ، وفي التوحيد، باب قوله {أنزله بعلمه} ، وباب قول الله تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به} ، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن "، ومسلم رقم (446) في الصلاة، باب التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية، والترمذي رقم (3144) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، والنسائي 2 / 177 و 178 في الصلاة، باب قوله عز وجل {ولا تجهر بصلاتك} ، ورواه أحمد في " المسند "، والطبري 15 / 123، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 206، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن مردويه، والطبراني والبيهقي في سننه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1-أخرجه أحمد (1/، 23 1/215) (1853) . و «البخاري» (6/109) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وفي (9/1743) قال: حدثنا مسدد. وفي (9/188) قال: حدثني عمرو بن زرارة. وفي (9/194) قال: حدثنا حجاج بن منهال. و «مسلم» (2/34) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح. وعمرو الناقد. و «الترمذي» (3146) قال: حدثنا أحمد بن منيع و «الترمذي» أيضا «تحفة الأشراف» (5451) عبد بن حميد، عن سليمان بن داود. و «النسائي» (2/177) . وفي الكبرى (993) قال: أخبرنا أحمد بن منيع، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. و «ابن خزيمة» (1587) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن منيع. تسعتهم - أحمد بن حنبل، ويعقوب، ومسدد، وعمرو بن زرارة، وحجاج، ومحمد بن الصباح، وعمرو الناقد، وأحمد بن منيع، وسليمان بن داود - عن هشيم. كلاهما - هشيم، والأعمش - عن أبي بشر جعفر بن إياس، وهو ابن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، فذكره. 2- أخرجه الترمذي (3145) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا سليمان بن داود، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، ولم يذكر - عن ابن عباس. الحديث: 703 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 704 - (خ م ط) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: أُنْزِلَ هذا في الدُّعاء {ولا تَجْهَرْ بِصلاتِكَ ولا تُخافِتْ بها} . أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرجه الموطأ عن عروة بن الزبير، فجعله من كلامه (1) .   (1) البخاري 8 / 307 في تفسير سورة بني إسرائيل، باب {ولا تجهر بصلاتك} ، وفي الدعوات، باب الدعاء في الصلاة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به} ، ومسلم رقم (447) في الصلاة، باب التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية، والموطأ 1 / 218 في القرآن، باب العمل في الدعاء، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 207، وزاد نسبته إلى سعيد [ص: 220] بن منصور، وابن أبي شيبة في المصنف، وأبي داود في " الناسخ "، والبزار، والنحاس، وابن نصر، وابن مردويه، والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها. قال الحافظ في " الفتح ": قوله: أنزل ذلك في الدعاء، هكذا أطلقت عائشة وهو أعم من أن يكون ذلك داخل الصلاة أو خارجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/109) قال: حدثني طلق بن غنام. قال: حدثنا زائدة. وفي (8/89) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا مالك بن سعير. وفي (9/188) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. و «مسلم» (2/34) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يحيى بن زكريا. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حماد، يعن ابن زيد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثناأبو أسامة ووكيع (ح) وحدثنا أبو كريب. وقال: حدثنا أبو معاوية. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17094) عن هارون بن إسحاق، عن عبدة بن سليمان. وفي (12/17332) عن شعيب بن يوسف. وعن يحيى بن سعيد القطان. و «ابن خزيمة» (707) قال: حدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث. عشرتهم - زائدة، ومالك بن سعير، وأبو أسامة، ويحيى بن زكريا، وحماد بن زيد، ووكيع، وأبو معاوية، وعبدة، ويحيى بن سعيد، وحفص - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 704 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 سورة الكهف 705 - (ط) سعيد بن المسيب -رحمه الله -: قال: {الباقيات الصالحات} [الكهف: 46] هي قولُ العبدِ، اللهُ أَكَبرُ، وسبحان الله، والحمد للهِ، ولا إلهَ إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 210 في القرآن، بل ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (513) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وسنده صحيح، وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 1 / 297 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 235 وزاد نسبته لابن جرير وابن المنذر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (2/39) بشرح الزرقاني في القرآن باب ماجاء في ذكر الله تبارك وتعالى وأخرجه أحمد رقم (513) عن عثمان بن عفان. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/297) وقال: رواه أحمد وأبو يعلي البزار. وأورده السيوطي في الدر المنثور (4 /235) وزاد نسبته لابن جرير وابن المنذر. الحديث: 705 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 706 - (خ م ت) سعيد بن جبير -رحمه الله -: قال: قلتُ لابن عباسٍ -رضي الله تعالى عنهما: إنَّ نَوْفاً البِكاليُّ (1) يزْعُمُ أنَّ مُوسى - صاحبَ بني إسرائيل - ليس هو صاحبَ الخَضِرِ (2) . [ص: 221] فقال: كذبَ عَدُوُّ الله (3) ، سَمِعتُ أُبَيَّ بن كَعْبٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قام موسى -عليه السلام -خَطيباً في بني إسرائيل» ، فسُئل: أَي الناس أعلمُ؟ فقال: أنا أعلم، قال: فعتَبَ الله عليه إذْ لم يَرُدَّ العلمَ إليه، فأَوحْى الله إليه: إنَّ عبداً من عبادي بمجْمَع البحرين، هو أعلم منك (4) ، قال موسى، أيْ ربِّ، كَيْفَ لي به؟ فَقِيلَ له: احْمِلْ حُوتاً في مِكْتَلٍ، فحيثُ تَفْقِدُ الحُوتَ، فهو ثَمَّ، فانطلق وانطلق معه فتاهُ (5) ، وهو يُوشَعُ بنُ نونٍ، فحملَ مُوسَى حوتاً في مِكتَلٍ، فانطلق هو وفتاه يَمشِيانِ، حتى أَتيا الصخرةَ، فَرقَدَ موسى وفتاه، فاضطرب الحوتُ في المكتل، حتى خرجَ من المكتلِ، فسقط في البحر، [ص: 222] قال: وأَمْسك الله عنه جِرْيَةَ الماء حتى كان مِثلَ الطَّاق (6) فكان للحوت سَرباً وكان لموسى وفتاهُ عَجباً، فانطلقا بقيةَ ليلتهما ويومَهما (7) ، ونسي صاحبُ موسى أنْ يُخبِرَهُ، فلما أَصبح موسى عليه السلام قال لفتاه: {آتنا غَداءنا لقد لَقِينا من سفرنا هذا نَصباً} [الكهف: 62] قال: ولم ينَصبْ حتى جاوزَ المكانَ الذي أُمِرَ به {قال أرأيتَ إذْ أوَيْنا إلى الصخرةِ فإني نسيتُ الحوتَ ومَا أنْسانِيهُ إلا الشيطانُ أَن أذكره واتَّخذَ سبيلَه في البحر عَجباً} قال موسى: {ذلك ما كُنَّا نَبْغ (8) فارتَدَّا على آثارهما قَصَصاً} [الكهف: 63، 64] قال: يَقُصَّان آثارَهُما، حتى أتَيا الصخرةَ، فرأى رجلاً مُسجّى عليه بثوب، فسلَّم عليه موسى، فقال له الخضر: أنَّى بأرضك السلام (9) ؟ قال: أنا موسى، قال: [ص: 223] موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: إنَّك على علمٍ من علم الله علَّمَكَهُ اللهُ لا أعْلَمُهُ، وأَنا على علم من علم الله عَلمنِيهِ لا تَعْلَمُهُ، قال له موسى: {هل أتَّبِعُكَ على أن تُعلِّمني (10) مما عُلِّمتَ رُشْداً. قال إنك لن تَسْتطيع معي صَبْراً. وكيف تَصْبِرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْراً. قال سَتَجِدُني إنْ شاءَ اللَّهُ صابراً ولا أعصي لك أمراً} قال له الخضر: {فإن اتَّبَعْتَني فلا تَسألني عن شيء حتى أُحْدِثَ لك منه ذكراً} [الكهف: 66 - 70] قال: نعم، فانطلق موسى والخَضر يَمشِيانِ على ساحل البحر، فمرَّت بهما سفينةٌ، فكَلَّموهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُما، فَعَرَفُوا الخَضِرَ، فحملوهما بغير نَوْلٍ، فَعَمَدَ الخضرُ إلى لوْحٍ من ألواح السفينة، فنزعه، فقال له موسى: قومٌ حملونا بغير نولٍ، عمدت إلى سفينتهم، فخرقتها {لتُغْرِق أَهلها لقد جئت شيئاً إمْراً (11) . قال ألم أقل إنَّك لن تستطيع معي صبراً. قال لا تُؤَاخِذني بما نَسيتُ ولا تُرْهِقْني من أمري عُسْراً} [الكهف: 71، 73] ، [ص: 224] ثمَّ خرجا من السفينة، فبينما هما يمشيان على الساحل، إذا غُلامٌ يلعبُ مع الغلمان، فأخذَ الخضرُ برأْسِهِ، فاقْتلَعَهُ بيده، فقتله، فقال موسى: {أقَتَلْتَ نَفْساً زاكيةً (12) بغير نفسٍ لقد جئتَ شيئاً نُكْراً. قال ألم أقُلْ لك إنك لن تستطيع معي صبراً} [الكهف: 74، 75] قال: وهذه أشَدُّ من الأولى {قال إِن سألتُكَ عن شيءٍ بعدها فلا تُصاحبنِي قد بَلَغْتَ من لَّدُنِّي عُذْراً. فانطلقا حتى إذا أَتَيا أهلَ قَريةٍ اسْتَطْعَمَا أهْلها فأبَوْا أَن يُضَيِّفُوهما فَوَجَدا فيها جِداراً يُرِيدُ أن يَنْقَضَّ} يقول: مائل، قال الخضر بيده هكذا {فأقامَه قال} له موسى: قومٌ أتَيناهُمْ، فلم يضيفونا، ولم يُطْعمونا {لو شِئتَ لاتَّخذتَ عليه أجراً. قال هذا فِراقُ بيني وبينِك سأُنَبِّئُك بتأويلِ ما لم تَسْتَطِعْ عليه صَبراً} [الكهف: 76 - 78] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحُم الله موسى لوَدِدْتُ أنه كانَ صَبَرَ، حتى كان يقصُّ علينا من أخبارهما» قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كانت الأولى من موسى نسياناً» قال: وجاءَ عُصْفُورٌ حتى وقع على حرفِ السَّفِينةِ، ثُمَّ نَقَرَ في البحر، فقال له الخضرُ: ما نَقَصَ علمي وعلمُك من علم الله، إلا مثلَ ما نَقَصَ هذا العُصفُور من البحر. زاد في رواية: «وعِلْمُ الخلائِقِِ» ثم ذكر نحوه. قال سعيد بن جبير: وكان يقرأ «وكان أمامَهُم (13) ملك يأخذ كل سفينةٍ غَصْباً» وكان يقرأ «وأما الغلام فكان كافراً» . [ص: 225] وفي رواية قال: «بينما موسى- عليه السلام - في قومه يُذَكِّرُهم بأيَّام الله، وأيَّامُ الله: نَعماؤه وبلاؤه، إذْ قالَ: ما أعلمُ في الأرض رجلاً خَيْراً أو أعلمَ مِنِّي» قال: ... وذكر الحديث. وفيه «حُوتاً مالِحاً» . وفيه: «مُسَجّى ثَوْباً، مستلقياً على القفا، أو على حُلاَوَةِ الْقَفَا» . وفيه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «رحمةُ الله علينا وعلى مُوسَى، لَوْلاَ أَنَّهُ عَجَّلَ لَرأى العجبَ، ولكنَّه أخذَتْهُ من صاحِبِه ذَمامَةٌ، قال: {إِن سألتُكَ عن شيءٍ بعدها فلا تُصاحبنِي قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً} ولو صبَر لرأى العجبَ، قال: وكان إذا ذَكرَ أَحدا من الأنبياءِ بَدأَ بنفسه، ثم قال: {فانطلقا حتى إذا أتيا أهلَ قريةٍ} لئِامٍ، فطافا في المجلس، فاسْتَطعَما أهلها {فأَبَوْا أَن يُضيِّفُوهما} إلى قوله: {هذا فِرَاقُ بيني وبينِك} قال: وأخذ بثوبه، ثم تلا إلى قوله: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} إلى آخر الآية [الكهف: 79] ، فإذا جاء الذي يُسَخِّرُها وجدها مُنْخرِقَةً، فتجاوزها، فأصلحوها بخشبَةٍ وأما الغلام فطُبِعَ يومَ طُبعَ كافراً، وكان أبواه قد عَطفا عليه، فلو أنه أدرك {أرْهَقهما طُغياناً وكفراً فأردنا أن يُبدِلهما ربُّهما خَيراً منه زكاةً وأقربَ رُحْماً} » . وفي رواية قال: «وفي أصل الصَّخْرةِ عَينٌ يقال لها: الحياةُ لا يُصيِبُ من مائها شيءٌ إلا حَيِيَ، فأصابَ الحوتَ من ماءِ تلك العين فتحرَّكَ، وانْسلَّ [ص: 226] من المِكْتل» . وذكر نحوه. وفي رواية: «أنه قيل له: خُذْ حوتاً، حتى تُنْفَخَ فيه الروحُ، فأخذ حوتاً، فجعله في مكتل، فقال لفتاهُ: لا أُكَلِّفُكَ إلا أن تُخْبِرَني بحيثُ يُفارِقُكَ الحوتُ، فقال: ما كَلَّفْتَ كبيراً» ... وذكر الحديث. وفيه «فوَجدا خَضِراً على طُنْفُسَةٍ (14) خضراءَ على كَبِدِ الْبَحْرِ، وأن الْخَضِرَ قال لموسى: أما يَكْفيكَ أنَّ الْتَّوْرَاةَ بِيَدَيْكَ، وأَنَّ الْوَحْيَ يأتيك، يا موسى، إنَّ ليَ عِلْماً لا ينبغي لك أن تعلَمه، وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعْلَمه (15) » . وفيه في صفة قتل الغلام «فأضجعَهُ فذبحه بالسِّكين» . وفيه «كان أبواه مؤمنين، وكان كافراً {فَخشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً} يحملهما حُبُّهُ على أن يُتَابِعَاهُ على دينه {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً - لقوله: {قتلت نفساً زكية} - وَأقْرَبَ رُحْماً} أَرحمُ بهما من الأول الذي قَتلَ الخضرُ» . وفي رواية «أَنهما أُبْدِلا جَارِية» . [ص: 227] وفي رواية عُبَيْد الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ بن مسعود أنَّ ابن عباسٍ تَمارَى هو والحُرُّ (16) بنُ قيس بن حِصْنٍ الفزَاريُّ في صاحبِ موسى عليه السلام، فقال ابن عباس: هو الْخَضِرُ، فمرَّ بهما أُبَيُّ بن كعبٍ، فَدعاهُ ابنُ عباسٍ فقال: يا أبا الطُّفيل، هَلُمَّ إلينا فإنِّي قد تماريتُ أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيلَ إلى لُقِيِّهِ، فهل سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يذكُرُ شأْنَهُ؟ فقال أُبيٌّ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بَيْنا موسى في ملأٍ من بني إسرائيل، إذ جاءهُ رَجُلٌ، فقال له: هل تَعْلم أحداً أعلمَ منك؟ قال موسى: لا، فأوْحى الله تعالى إلى موسى: بلى، عبدُنا الخضر (17) ، فسأَل موسى السبيلَ إلى لُقِيِّهِ، فجعل الله له الحوتَ آية ... وذكر الحديث إلى قوله: {فَارْتَدَّا عَلَى آثارِهِما قَصَصاً} فوجدا خضراً، فكان مِن شأنِهما ما قصَّ اللهُ في كِتابِهِ» . هذه رواياتُ البخاري، ومسلم. ولمسلم رواية أخرى بطولها، وفيها فانطلقا، حتى إذا لَقيا غِلْماناً يَلْعَبون، قال: فانطلقَ إلى أحدهم بَادِيَ الرأْي، فقتَله، قال: فَذُعِرَ عندها [ص: 228] موسى ذُعْرَة مُنْكَرَة، قال: {أقَتَلْتَ نَفْساً زَاكِيَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند هذا المكان: «رحمةُ الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عَجَّلَ لرأى العجبَ، ولكنه أَخَذَتْهُ منْ صَاحِبهِ ذَمَامَةٌ» . وعند البخاري فيه ألفاظ غير مسندة، منها: «يزعمون أن الملك كان اسمه: هُدَدُ بنُ بُدَدَ، وأنَّ الغلام المقتول: كان اسمه فيما يزعمون: حَيْسُور» (18) . وفي رواية في قوله قال: {ألَمْ أَقُلْ إنَّكَ لَنْ تَستَطِيعَ مَعيَ صَبْراً} قال: «كانت الأولى نسياناً، والوسطى: شَرْطاً، والثالثةُ عمْداً» (19) . وأخرجه الترمذي مثل الرواية الأولى بطولها. (وفيها (20) قال سفيان: «يَزْعُمُ ناسٌ أنَّ تِلكَ الصخرةَ عندها عَيْنُ الحياةِ، لا يُصيبُ ماؤها مَيتاً إلا عاش. قَالَ: وكان الحوتُ قد أُكِلَ منه، فلما قُطِرَ عليه الماء عاشَ» ... وذكر الحديث إلى آخره) . وفي رواية لمسلم أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ {لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أجْراً} . وعنده قال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «الغلامُ الذي قتله الخضرُ طُبِع كافراً، ولو عاش لأَرْهَق أبويه طُغياناً وكفراً» . وفي رواية الترمذي أيضاً: قال «الغُلام الذي قتله الخضرُ: طُبعَ يَومَ طُبع كافراً ... لم يَزِدْ» . [ص: 229] وأخرج أبو داود من الحديث طَرَفَيْنِ مختصرَيْنِ عن أبُيِّ بن كعبٍ: الأول، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الغلام الذي قتله الخضر: طُبِع يوم طبع كافراً ولو عاش لأَرْهَق أبويه طُغياناً وكفراً» . والثاني: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «أبْصرَ الخَضِر غُلاماً يلعبُ مع الصبيان، فَتَناول رأسَه فقَلَعه، فقال موسى: {أقتلت نفساً زَكِيَّةً ... } الآية» . وحيث اقتصر أبو داود على هذين الطرفين من الحديث بطوله لم أُعْلِمْ عَلامَتهُ (21) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مِكْتَل) المكتل: شبه الزنبيل، يسع خمسة عشر صاعاً. (سَرَباً) السرب: المسلك. (نصباً) النصب، التعب. (أوينا) أي: يأوي إلى المنزل: إذا انضم إليه ورجع. [ص: 230] (فارتدا) افتعلا من الارتداد: وهو الرجوع. (قَصَصاً) القصص: تتبع الأثر شيئاً بعد شيء، والمعنى: رجعا من حيث جاءا، يقصان الأثر. (مسجى) المسجى: المغطى. (رَشَداً) الرَّشَد والرُّشْد: الهدى. (نول) النَّوْل: العطية والجعل. تقول: نِلْت الرجل أنوله نولاً: إذا أعطيته، ونلت الشيء أناله نيلاً: وصلت إليه. (إمْراً) الإمر: الأمر العظيم المنكر. (حُلاوة القَفا) قال الجوهري: حُلاوة القفا بالضم: وسطه، وكذلك حلاوى القفا: فإن مددت، فقلت: حَلاواء القفا: فتحت. (ذَمامَة) الذمامة بالذال المعجمة: الحياء والإشفاق من الذم، وبالدال غير المعجمة: قبح الوجه، والمراد الأول. (أرهقهما طغياناً) يقال: رَهِقَه - بالكسر، يَرْهَقه رهقاً، أي: غشيه وأرهقه طغياناً وكفراً، أي أغشاه أياه، ويقال: أرهقني فلان إثماً حتى رهَقْتُه، أي: حملني إثماً حتى حملته له، والطغيان: الزيادة في المعاصي. (طنَْفسه) الطنفسة: واحدة الطنافس: وهي البُسُط التي لها خَمَل رقيق. (كبد البحر) كبد كل شيء: وسطه. وكأنه أراد به ها هنا: جانبه. (تمارى) المماراة: المجادلة والمخاصمة.   (1) جاء في " الفتح " 8 / 311 نوف: بفتح النون وسكون الواو بعدها فاء، والبكالي بكسر الموحدة مخففاً، وبعد الألف لام، ووقع عند بعض رواة مسلم: بفتح أوله وتشديد الكاف والأول هو الصواب، واسم أبيه: فضالة - بفتح الفاء، وتخفيف المعجمة - وهو منسوب إلى بني بكال ابن دعمي بن سعد بن عوف. بطن من حمير، ويقال: إنه ابن امرأة كعب الأحبار، وقيل: ابن أخيه، وهو تابعي صدوق. وفي التابعين: جبر - بفتح الجيم وسكون الموحدة - ابن نوف البكيلي - بفتح الموحدة وكسر الكاف مخففاً بعدها تحتانية بعدها لام - منسوب إلى بكيل بطن من همدان، ويكنى: أبا الوداك، بتشديد الدال، وهو مشهور بكنيته، ومن زعم أنه ولد نوف البكالي، فقد وهم. (2) قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة ": ثبت في " الصحيحين ": أن سبب تسميته الخضر " أنه جلس على [ص: 221] فروة بيضاء، فإذا هي تهتز تحته خضراء " هذا لفظ الإمام أحمد من رواية ابن المبارك عن معمر عن همام عن أبي هريرة. و " الفروة " الأرض اليابسة. (3) قال العلماء: هو على وجه الإغلاظ والزجر عن مثل قوله، لا أنه يعتقد أنه عدو الله حقيقة. إنما قاله مبالغة في إنكار قوله لمخالفته قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ذلك في حال غضب ابن عباس لشدة إنكاره، وفي حال الغضب تطلق الألفاظ، ولا يراد بها حقائقها. (4) قال في " الفتح " 1 / 194 قوله " هو أعلم منك " ظاهر في أن الخضر نبي، بل مرسل، إذ لو لم يكن كذلك للزم تفضيل العالي على الأعلى، وهو باطل من القول ومن أوضح ما يستدل به على نبوة الخضر قوله: {وما فعلته عن أمري} وينبغي اعتقاد كونه نبياً، لئلا يتذرع بذلك أهل الباطل في دعواهم: أن الولي أفضل من النبي، حاشا وكلا. (5) قال النووي: " فتاه " صاحبه. و " نون " معروف، كنوح. وهذا الحديث يرد قول من قال من المفسرين: إن فتاه: عبد له، وغير ذلك من الأقوال الباطلة. قالوا: هو يوشع بن نون بن إفراييم بن يوسف. (6) قال النووي: قوله: " وأمسك الله عنه جرية الماء، حتى كان مثل الطاق " الجرية: بكسر الجيم، والطاق: عقد البناء، وجمعه: طوق وأطواق، وهو الأزج، وما عقد أعلاه من البناء، وبقي ما تحته خالياً. (7) قال الحافظ في " الفتح " 1 / 195، قوله " فانطلقا بقية ليلتهما " بالجر على الإضافة و " يومهما " بالنصب على إرادة سير جميعه، ونبه بعض الحذاق على أنه مقلوب، وأن الصواب: بقية يومهما وليلتهما، لقوله بعده " فلما أصبح "؛ لأنه لا يصبح إلا عن ليل. انتهى. ويحتمل أن يكون المراد بقوله: " فلما أصبح " أي من الليلة التي تلي اليوم الذي سارا جميعه. والله أعلم. (8) قال الحافظ في " الفتح " 1 / 154 قوله: " ذلك ما كنا نبغي " أي: نطلب؛ لأن فقد الحوت جعل آية، أي: علامة على الموضع الذي فيه الخضر. وفي الحديث جواز التجادل في العلم إذا كان بغير تعنت، والرجوع إلى أهل العلم عند التنازع، والعمل بخبر الواحد الصدوق، وركوب البحر في طلب العلم، بل في طلب الاستكثار منه، ومشروعية حمل الزاد في السفر، ولزوم التواضع في كل حال، ولهذا حرص موسى على الالتقاء بالخضر وطلب العلم منه، تعليماً لقومه أن يتأدبوا بأدبه. وتنبيهاً لمن زكى نفسه أن يسلك مسلك التواضع. (9) قال الحافظ في " الفتح " 1 / 195 قوله: " أنى " أي: كيف بأرضك السلام. ويؤيده ما في التفسير [ص: 223] " هل بأرضي من سلام؟ " أو من أين، كما في قوله تعالى: {أنى لك هذا} ، والمعنى: من أين السلام في هذه الأرض التي لا يعرف فيها، وكأنها كانت بلاد كفر، أو كانت تحيتهم بغير السلام، وفيه دليل على أن الأنبياء ومن دونهم، لا يعلمون من الغيب إلا ما علمهم الله، إذ لو كان الخضر يعلم كل غيب لعرف موسى قبل أن يسأله. (10) قراءة ابن كثير بإثبات الياء، وعاصم بحذفها. (11) قال النووي: في الحديث: الحكم بالظاهر حتى يتبين خلافه لإنكار موسى عليه السلام عليه. قال القاضي: اختلف العلماء في قول موسى: {لقد جئت شيئاً إمراً} و {شيئاً نكراً} أيهما أشد؟ فقيل " إمراً " لأنه العظيم، ولأنه في مقابلة خرق السفينة الذي يترتب عليه في العادة هلاك الذين فيها وأموالهم، وهلاكهم أعظم من قتل الغلام، فإنها نفس واحدة. وقيل: " نكراً " أشد. لأنه قاله عند مباشرة القتل حقيقة. وأما القتل في خرق السفينة فمظنون، وقد يسلمون في العادة، وقد سلموا في هذه القضية فعلاً، وليس فيها ما هو محقق إلا مجرد الخرق. والله أعلم. (12) قرأه الكوفيون وابن عامر " زكية " بغير ألف، والباقون بألف، وهما بمعنى واحد. (13) هذه القراءة كالتفسير، لا أنها تكتب في المصحف، قاله الزركشي. (14) " الطنفسة " فراش صغير، وهي بكسر الطاء والفاء بينهما نون ساكنة، وبضم الطاء والفاء، وبكسر الطاء وبفتح الفاء - لغات. (15) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 316: قوله: (يا موسى، إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه) أي: جميعه (وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه) أي: جميعه، وتقدير ذلك متعين، لأن الخضر كان يعرف من الحكم الظاهر ما لا غنى بالمكلف عنه، وموسى كان يعرف من الحكم الباطن ما يأتيه بطريق الوحي. ووقع في رواية سفيان " يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت " وهو بمعنى الذي قبله. (16) قال الحافظ في " الفتح " قوله " تمارى هو والحر " سقط " هو " من رواية ابن عساكر، فعطف على المرفوع المتصل بغير توكيد ولا فصل، وهو جائز عند البعض. (17) قال الحافظ: قوله: (بلى، عبدنا) أي: هو أعلم منك، وللكشميهني " بل " بإسكان اللام، والتقدير: فأوحى الله إليه: لا تطلق النفي بل قل: خضر، وإنما قال عبدنا وإن كان السياق يقتضي أن يقول: عبد الله، لكونه أورده على طريق الحكاية عن الله تعالى، والإضافة فيه للتعظيم. (18) البخاري 8 / 319. (19) البخاري 8 / 318. (20) يعني رواية الترمذي، ولا تصح لانقطاع سندها، وكون الذين يزعمون ذلك مجهولين. (21) البخاري 8 / 310 - 322 في تفسير سورة الكهف، باب {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين} ، وباب {فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما} ، وباب {فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا} ، وفي العلم، باب ما ذكر في ذهاب موسى في البحر، وباب الخروج في طلب العلم، وباب ما يستحب للعالم إذا سئل، وفي الإجارة، باب إذا استأجر أجيراً على أن يقيم حائطاً، وفي الشروط، باب الشروط مع الناس بالقول، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، ومسلم رقم (2380) في الفضائل، باب فضائل الخضر عليه السلام، والترمذي رقم (3148) في التفسير، باب ومن سورة الكهف، وأبو داود رقم (4705) و (4706) و (4707) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/118) قال: حدثنا بهز بن أسد. و «البخاري» (1/41) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (4/50، 6/ 110، 8/170) قال: حدثنا الحميدي. وفي (4/188) قال: حدثنا علي بن عبد الله..و «مسلم» (7/103) قال: حدثنا عمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم. وعبيد الله بن سعد، ومحمد بن أبي عمر. «وأبو داود» 4707» قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي. و «الترمذي» (3149) قال: حدثنا ابن أبي عمر، و «عبد الله بن أحمد» (5/117) قال: حدثني عمرو الناقد. و «النسائى» في الكبرى «تحفة الأشراف» (39) عن قتيبة. عشرتهم - بهز، وعبد الله بن محمد، والحميدي، وعلي، وعمرو، وإسحاق، وعبيد الله، وابن أبي عمر، ومحمد بن مهران، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار. وأخرجه أحمد (5/119) قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم المروزي. و «البخاري» (3/، 117، 251 6/112) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. كلاهما - عبد الله، وإبراهيم - عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج، قال: أخبرني يعلي بن مسلم، وعمرو بن دينار. وأخرجه عبد بن حميد (169) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل بن يونس. و «مسلم» (7/105) قال: حدثني محمد بن عبد الأعلى القيسي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن رقبة. وفي (7/107) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. كلاهما عن إسرائيل. و «عبد الله بن أحمد» (5/118) قال: حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، وفي (5. /121) قال: حدثني محمد بن يعقوب أبو الهيثم، قال حدثنامعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، قال: حدثنا رقبة. و «النسائى» في الكبرى «تحفة الأشراف» (39) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر، عن أبيه، عن رقبة (ح) وعن أحمد ابن سليمان الرهاوي، عن عبد الله بن موسى، عن إسرائيل. كلاهما -إسرائيل، ورقبة - عن أبي إسحاق السبيعي. ثلاثتهم - عمرو بن دينار، ويعلي بن مسلم، وأبو إسحاق - عن سعيد بن جبير. 2- وأخرجه أحمد (5/116) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، ومحمد بن مصعب القرقساني. قال الوليد: حدثني الأوزاعي. قال أحمد: حدثنا الأوزاعي. و «البخاري» (1/28) قال حدثني محمد بن غرير الزهري قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح. وفي (1/29) قال حدثنا أبو القاسم خالد بن خلي قال حدثنا محمد بن حبر قال: قال الأوزاعي وفي (4/187) قال: حدثنا عمرو بن محمد قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح وفي (9/171) قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو حفص عمرو قال: حدثنا الأوزاعي، و «مسلم» (7/107) قال حدثني حرملة بن يحيى قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس. و «عبد الله بن أحمد» (5/122) قال حدثنا محمد بن عباد المكي قال: حدثنا عبد الله بن ميمون القداح، قال حدثنا جعفر بن محمد الصادق، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (39) عن عمران بن يزيد عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة عن الأوزاعي أربعتهم - الأوزاعي وصالح، ويونس بن يزيد، وجعفر -عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. كلاهما - سعيد بن جبير، وعبيد الله -عن ابن عباس فذكره. الحديث: 706 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 707 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «كانَ الكَنْزُ ذَهباً وَفِضَّة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3153) في التفسير، باب ومن سورة الكهف، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3152) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد، عن يزيد بن يوسف الصنعاني، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن أم الدرداء، فذكرته. (*) وأخرجه الترمذي أيضا (3152) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الجزري وغير واحد. قالوا: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن يوسف الصنعاني،عن مكحول، عن أم الدرداء، فذكرته. ليس فيه -يزيد بن يزيد بن جابر -. الحديث: 707 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 708 - (خ م ت) زينب بن جحش - رضي الله عنها -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْها فَزِعاً يقول: «لا إله إلا الله، ويَلٌ لِلْعَرَبِ (1) من شَرّ قد اقْتَرَب، فُتِحَ اليوم من رَدْم يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذه - وحَلَّقَ بأصْبَعِهِ: الإبهام والتي تَليِها-» فقالت زينب بنتُ جَحْشٍ: فقلت: يا رسول الله أَنَهْلِكُ وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كَثُرَ الْخَبَثُ (2) . هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية الترمذي قالت: اسْتَيْقَظَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّومِ مُحْمَرّاً وَجْهُهُ، يقول: «لا إله إلا الله ... » وذكر نحوه. وفيه «وَعَقَدَ عَشْراً (3) » . [ص: 232] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَدْم) ردمت الثلمة ردماً: إذا سددتها، والاسم والمصدر سواء: الردم. (حلَّق وعقد عشراً) حلق: أي جعل أصبعه كالحلقة، وعقد عشراً: هي من مواضعات الحساب، وهو أن تجعل رأس أصبعك السبابة في وسط أصبعك الإبهام من باطنها شبه الحلقة، وعقد التسعين مثلها.، إلا أنها أضيق منها، حتى لا يبين في الحلقة إلا خلل يسير. (الخُبْث) بضم الخاء وسكون الباء الموحدة: الفسق والفجور.   (1) قوله: " ويل للعرب " إنما خص الويل بهم، لأن معظم مفسدتهم راجع إليهم، وقد وقع بعض ما أخبر به صلى الله عليه وسلم حيث قال: " إن يأجوج ومأجوج هم الترك " وقد أهلكوا الخليفة المستعصم، وجرى ما جرى ببغداد، قاله الكرماني. (2) قال النووي: " الخبث " هو بفتح الخاء والباء، وفسره الجمهور: بالفسوق والفجور، وقيل: المراد به: الزنا خاصة، وقيل: أولاد الزنا، والظاهر: أنه المعاصي مطلقاً. و " نهلك " بكسر اللام على اللغة الفصيحة المشهورة، وحكي فتحها. وهو ضعيف أو فاسد. ومعنى الحديث: أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام، وإن كان هناك صالحون. (3) البخاري 6 / 274 في أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {ويسألونك عن ذي القرنين} ، وباب علامات النبوة في الإسلام، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل للعرب من شر قد [ص: 232] اقترب "، وباب يأجوج ومأجوج، ومسلم رقم (2880) في الفتن، باب اقتراب الفتن، والترمذي رقم (2188) في الفتن، باب ما جاء في خروج يأجوج ومأجوج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي: (308) . و «أحمد» (6/428) . و «مسلم» (8/166) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن أبي عمر. و «ابن ماجة» (3953) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. و «الترمذي» (2187) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأبو بكر بن نافع وغير واحد و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15880) عن عبيد الله بن سعيد. تسعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وسعيد بن عمرو، وزهير، وابن أبي عمر، وأبو بكر بن نافع، وعبيد الله بن سعيد - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن أم حبيبة، فذكرته. (*) في رواية الحميدي. قال سفيان.: أحفظ في هذا الحديث أربع نسوة من الزهري، وقد رأين النبي صلى الله عليه وسلم ثنتين من أزواجة: أم حبيبة، وزينب بنت جحش، وثنتين ربيبتاه: زينب بنت أم سلمة، وحبيببة بنت أم حبيبة، أبوها عبد الله بن جحش، مات بأرض الحبشة. وأخرجه أحمد (6/428) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح، يعني ابن كيسان. وفي (6/429) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. و «البخاري» (4/168) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (4/240) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/60) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. قال: حدثنا ابن عيينة. وفي (9/76) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب (ح) وحدثنا إسماعيل. قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. و «مسلم» (8/165) قال حدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (8/166) قال: حدثني حرملة بن يحيى قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث قال حدثني أبي عن جدي قال حدثن عقيل بن خالد (ح) وحدثنا عمرو الناقد قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن صالح. و «النسائي في الكبري «تحفة الأشراف» (11/15880) عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن أبيه عن صالح سيعتهم -محمد بن إسحاق، وعقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن أبي عتيق، ويونس بن يزيد، وصالح بن كيسان عن الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة فذكرته ليس فيه: «حبيببة بنت أم حبيبة» . الحديث: 708 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 709 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال: «فُتِحَ اليومَ مِنْ رَدْمِ يأجوج ومأجوج مثل هذه، وعقد بيده تسعين (1) » . أخرجه البخاري، ومسلم (2) .   (1) قال النووي: " فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه " وعقد سفيان بيده عشرة، هكذا وقع في رواية سفيان عن الزهري، ووقع بعده في رواية يونس " وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها "، وفي حديث أبي هريرة بعده " وعقد وهب بيده تسعين " فأما روايتا سفيان ويونس، فمتفقتان في المعنى، وأما رواية أبي هريرة فمخالفة لهما، لأن عقد التسعين أضيق من العشرة. قال القاضي: لعل حديث أبي هريرة متقدم، فزاد قدر الفتح بعد هذا القدر، قال: أو يكون المراد: التقريب للتمثيل، لا حقيقة التحديد، و " يأجوج ومأجوج " غير مهموزين ومهموزان، قرئ في السبع بالوجهين، والجمهور بترك الهمزة. (2) البخاري 6 / 274 في الأنبياء، باب {ويسألونك عن ذي القرنين} ، وفي الفتن، باب يأجوج ومأجوج، ومسلم رقم (2881) في الفتن، باب اقتراب الفتن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (8:2) عن مسلم بن إبراهيم وفي الفتن (29:2) عن موسى بن إسماعيل - ومسلم في القتن (1:5) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أحمد بن إسحاق الحضري ثلاثتهم عن وهيب عن ابن طاوس تحفة الأشراف (10/121) . الحديث: 709 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 710 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال في السَّدِّ: «يَحْفِرُونَه كُلَّ يومٍ، حتى إذا كادوا يَخْرِقونه، قال الذي عليهم: ارْجِعُوا، فَستَحْفِرُونه غداً، قال: فيُعيدُهُ اللهُ كأَشَدِّ ما كان، حتى إذا بلغ مُدَّتَهُمْ، وأَراد الله أَن يبعثَهم على الناس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحْفِرونه غداً إن شاء الله، واستثنى، قال: فيرجعون، فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقِونه، فيخرجون على الناس، فَيَشْتَفُّونَ المياه، ويَفِرُّ الناسُ منهم، فيرمون بسهامٍ إلى السَّماءِ، فترجع مُخَضَّبة بالدماء، فيقولون: قَهَرْنا مَنْ في الأرض، وعَلَوْنا مَنْ في السَّماء، قَسْوَة وَعُلُوًّا، فيبعِثُ اللهُ عليهم نَغَفَاً في أقْفَائِهمْ، فَيَهْلِكونَ فيُصْبِحُونَ فَرْسَى، قال: فوالذي نَفْسُ محمدٍ بيدهِ، إنَّ دوابَّ الأرض تَسْمَنُ وتَبْطَرُ، وتشْكُرُ شُكراً من لُحومِهِمْ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 234] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قسوة) القسوة: الغلظة والفظاظة. (النغف) دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدتها: نغفة. (فَرْسى) جمع فريس بمعنى: مفروس، من فرس الذئب الشاة: إذا قتلها.، فمعنى فرسى: قتلى، مثل: قتيل وقتلى. (تشكر) شكرت الشاة تشكر شكراً: إذا امتلأ ضرعها لبناً، فالمعنى: تمتلئ أجسادها لحماً وتسمن.   (1) رقم (3151) في التفسير، باب ومن سورة الكهف، وقال: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه، مثل هذا، والحديث أخرجه أيضاً أحمد في " المسند " من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة، ومن طريق حسن بن موسى الأشهب عن سفيان عن قتادة به ... وكذا رواه ابن ماجة عن أزهر بن مروان عن عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 5 / 333: وإسناده جيد قوي، ولكن متنه في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى [ص: 234] منه إلا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو كما كان، فيلحسونه ويقولون: غداً نفتحه، ويلهمون أن يقولوا: إن شاء الله، فيصبحون وهو كما فارقوه. قال ابن كثير: وهذا متجه ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب الأحبار، فإنه كثيراً ما يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع فرفعه، والله أعلم. ثم قال ابن كثير: ويؤيد ما قلناه من نكارة هذا المرفوع ومن أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه، حديث زينب بنت جحش (يعني الذي تقدم رقم (708)) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/510) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وفي (2/511) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا شيبان، و «ابن ماجة» (4080) قال: حدثنا أزهر بن مروان. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا سعيد. و «الترمذي» قال حدثنا محمد بن بشار وغير واحد قالوا: حدثنا هشام بن عبد الملك. قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - سعيد بن أبي عروبة، وشيبان بن عبد الرحمن، وأبو عوانة - عن قتادة، عن أبي رافع، فذكره. الحديث: 710 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 711 - (خ) مصعب بن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما -: قال: سألتُ أبي عن قوله تعالى: {هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً} [الكهف: 103] أهُم الحَرُوريّةُ (1) ؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أمَّا اليهود: [ص: 235] فكَذَّبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم، وأما النَّصَارى: فكذَّبوا بالجَنَّةِ، قالوا: لا طعام فيها ولا شرابَ، والحَرورية {الذين يَنْقُضُونَ عَهدَ اللَّه مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ} [البقرة: 27] (2) ، وكان سعدٌ يُسَمِّيهمُ: الفاسقين (3) أخرجه البخاري (4) .   (1) قال في " الفتح " 8 / 323: " الحرورية " بفتح الحاء المهملة وضم الراء نسبة إلى حروراء، وهي القرية التي كان ابتداء خروج الخوارج على علي منها. ولابن مردويه من طريق حصين عن مصعب " لما خرجت الحرورية، قلت لأبي: أهؤلاء الذين أنزل الله فيهم؟ " وله من طريق القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل عن علي في هذه الآية، قال: " أظن أن بعضهم الحرورية ". [ص: 235] وللحاكم من وجه آخر عن أبي الطفيل قال: " قال علي " منهم أصحاب النهروان " وذلك قبل أن يخرجوا، ولعل هذا هو السبب في سؤال مصعب إياه عن ذلك. وليس الذي قاله علي بن أبي طالب ببعيد، لأن اللفظ يتناوله وإن كان السبب مخصوصاً. (2) قال في " الفتح " 8 / 323: قوله: " والحرورية الذين ينقضون إلخ ... "، وفي رواية النسائي " والحرورية الذين قال الله تعالى: {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل - إلى - الفاسقين} " قال يزيد: هكذا حفظت. قال الحافظ: وهو غلط منه، أو ممن حفظه عنه، وكذا وقع عند ابن مردويه " أولئك هم الفاسقون " والصواب " الخاسرون " ووقع على الصواب، كذلك في رواية الحاكم. (3) لعل هذا السبب في الغلط المذكور، وفي رواية الحاكم " الخوارج قوم زاغوا، فأزاغ الله قلوبهم "، وهذه الآية هي التي آخرها " الفاسقين " فلعل الاختصار اقتضى ذلك الغلط، وكأن سعداً ذكر الآيتين التي في البقرة، والتي في الصف. وقد روى ابن مردويه من طريق أبي عون عن مصعب قال: " نظر رجل من الخوارج إلى سعد، فقال: هذا من أئمة الكفر، فقال له سعد: كذبت، أنا قاتلت أئمة الكفر، فقال له آخر: هذا من الأخسرين أعمالاً، فقال له سعد: كذبت {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ... } الآية. قال ابن الجوزي: وجه خسرانهم: أنهم تعبدوا على غير أصل، فابتدعوا فخسروا الأعمار والأعمال. (4) 8 / 323، 324 في تفسير سورة الكهف، باب {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (18: 5) عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة عن عمرو بن مرة والنسائي فيه - التفسير في الكبرى - عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن يزيد عن شعبة نحوه. تحفة الأشراف (3. /320) . الحديث: 711 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 712 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يومَ القيامة لا يَزِنُ عِنْدَ الله جَناحَ بَعُوضةٍ، وقال: اقْرَؤوا {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} [الكهف: 105] » . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 236] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بعوضة) البعوضة، وجمعها البعوض: صغار البق.   (1) البخاري 8 / 324 في تفسير سورة الكهف، باب {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه} ، ومسلم رقم (2785) في صفة القيامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/117) قال: حدثنا محمد بن عبد الله. قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. (ح) وعن يحيى بن بكير. و «مسلم» (8/125) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا يحيى بن بكير. كلاهما - سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير - عن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 712 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 713 - (ت) أبو سعيد بن أبي فَضالةَ - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذَا جَمعَ الله النَّاسَ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فيه، نادى مُنادٍ: مَنْ كانَ يُشْرِكُ في عملٍ عمله لله أحَداً فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْهُ، فإنَّ الله أَغْنى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3152) في التفسير، باب ومن سورة الكهف، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن بكر. نقول: وسنده حسن، وقد رواه أيضاً ابن ماجة وابن حبان والبيهقي، وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/،466 4/215) . و «ابن ماجة» (4203) قال: حدثنا محمد بن بشار وهارون ابن عبد الله الحمال وإسحاق بن منصور. و «الترمذي» (1354) قال: حدثنا محمد بن بشار وغير واحد. أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار، وهارون، وإسحاق - قالوا: حدثنا محمد بن بكر البرساني. قال: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر. قال: أخبرنا أبي، عن زياد بن ميناء، فذكره. (*) في رواية أحمد والترمذي: (عن أبي سعيد بن أبي فضالة) . الحديث: 713 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 سورة مريم 714 - (م ت) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: قال: لما قدمت نَجرَانَ سألُوني، فقالوا: إِنكم تقرؤون {يا أُخْتَ هارون} [مريم: 28] وموسى قبلَ عيسى بكذا وكذا؟ فلما قَدِمْتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهُ عن ذلك؟ فقال: «إنهم كانوا يُسَمُّون بأنبيائهم (1) ، والصالحين قبلَهم» . [ص: 237] هذه رواية مسلم. وأخرجه الترمذي قال: بَعَثَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى نَجْرَانَ، فقالوا: ألَسْتُم تَقْرَءونَ ... وذكر الحديث (2) .   (1) قال النووي: " إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم الخ ... " استدل به جماعة على جواز التسمية بأسماء الأنبياء، وأجمع عليه العلماء، إلا ما قدمناه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسبق تأويله، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم، وكان في أصحابه خلائق مسمون بأسماء الأنبياء. قال القاضي: وقد كره بعض العلماء: التسمي بأسماء الملائكة، وهو قول الحارث بن مسكين، قال: وكره مالك التسمي بجبريل وياسين. (2) مسلم رقم (2135) في الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم، وبيان ما يستحب من الأسماء، والترمذي رقم (3154) في التفسير، باب ومن سورة مريم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن إدريس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/252) . و «مسلم» (6/171) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى العنزي. و «الترمذي» (3155) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11519) عن محمد بن يحيى بن أيوب الثقفي. ستتهم - أحمد، وأبو بكر، ومحمد بن عبد الله، وأبو سعيد، وابن المثنى، ومحمد بن يحيى - عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل، فذكره. الحديث: 714 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 715 - (ت) قتادة -رحمه الله -: في قوله تعالى {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} [مريم: 57] قال: قال أنسٌ: إنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لما عُرِجَ بِي رأَيْتُ إدْريسَ في السماء الرابِعَة» . أخرجه الترمذي. وقال: هذا طرف من حديث المعراج. وسيَرِدُ الحديثُ بطوله في كتاب النبوة: من حرف النون (1) .   (1) رقم (3156) في التفسير، باب ومن سورة مريم، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى سعيد بن أبي عروبة وهمام وغير واحد عن قتادة عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث المعراج بطوله، وهذا عندي مختصر من ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (مريم: 19:3) عن أحمد بن منيع عن حسين بن محمد وقال: حسن صحيح قال وهو عندي مختصر من حديث قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة يعني حديث المعراج، ورواه عبد الأعلى بن حماد عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس مختصرا نحوه،ولم يذكر «مالك بن صعصعة» تحفة الأشراف (1/338) . الحديث: 715 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 716 - (خ ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: «ما يَمنَعُكَ أنْ تَزَورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟» فنزلت: {وما نَتَنَزَّلُ إلّا بأمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلكَ ومَا كانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} [مريم: 64] قال: هذا كان الجواب لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. [ص: 238] أخرجه البخاري، والترمذي (1) .   (1) البخاري 8 / 326 في تفسير سورة مريم، باب قوله {وما نتنزل إلا بأمر ربك} ، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي التوحيد، باب {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، والترمذي رقم (3157) في التفسير، باب ومن سورة مريم، وقوله في آخر الحديث " قال: هذا كان الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم " زيادة ليست في البخاري ولا في الترمذي، ولعلها من زيادات الحميدي، وهي عند أحمد في " المسند " رقم (2043) وكذلك هي عند ابن جرير وابن أبي حاتم، وقد أورد الحديث السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 278 وزاد نسبته لمسلم، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن المنذر، وابن مردويه، والحاكم، والبيهقي في " الدلائل ". نقول: ولم نجد الحديث عند مسلم كما ذكر السيوطي، ولعله وهم منه رحمه الله. قال الحافظ في " الفتح ": قوله: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك} قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: ما بين أيدينا: الآخرة، وما خلفنا: الدنيا، وما بين ذلك: ما بين النفختين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/231) (2043) قال: حدثنا يعلي. وفي (1/233) (2078) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/457) (3365) قال: حدثنا عبد الرحمن. و «البخاري» (4/137) قال: حدثنا أبو نعيم (ح) قال: حدثني يحيى بن جعفر قال: حدثنا وكيع. وفي (6/118) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (9/166) قال: حدثنا خلاد بن يحى. وفي (خلق أفعال العباد) صفحة (72) قال: حدثنا أبو نعيم وخلاد بن يحيى. و «الترمذي» (3158) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يعلي بن عبيد (ح) وحدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا وكيع. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (5505) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي عامر العقدي (ح) وعن إبراهيم بن الحسن، عن حجاج بن محمد. سببعتهم - يعلي، ووكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيي، وأبو عامر، وحجاج بن محمد - عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 716 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 717 - (م) أمُّ مبشرٍ الأنصارية (1) - رضي الله عنها -: أنَّها سَمعَت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: «لا يدْخُلُ النَّارَ - إن شاءَ اللهُ - من أصحاب الشَجَرَةِ أحدٌ (2) : الذين بايَعُوا تَحْتَها، قالت: بلى يا رسول الله، فانْتَهَرَها، فقالتْ حَفصةُ: {وإنْ منكم إلّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد قال الله تعالى: {ثم نُنَجِّي الذين اتَّقَوْا ونَذَرُ الظَّالمين فيها جِثِيّاً} » [ص: 239] [مريم: 72] . أخرجه مسلم (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أصحاب الشجرة) هم الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية، وكانت الشجرة سمرة. (جثياً) جمع جاث: وهو الذي يقعد على ركبتيه.   (1) هي امرأة زيد بن حارثة رضي الله عنها. (2) قال النووي: قوله: " لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد ... الخ " قال العلماء: معناه: لا يدخلها أحد منهم قطعاً: كما صرح به في غير هذا الحديث، وإنما قال: " إن شاء الله " للتبرك، لا للشك، وأما قول حفصة: " بلى " وانتهار النبي صلى الله عليه وسلم لها، فقالت: {وإن منكم إلا واردها} فقال عليه الصلاة والسلام: وقد قال: " {ثم ننجي الذين اتقوا} " ففيه دليل للمناظرة والاعتراض، والجواب على وجه الاسترشاد، وهو مقصود حفصة، لا أنها أرادت رد مقالته صلى الله عليه وسلم. والصحيح: أن المراد بالورود في الآية: المرور على الصراط، وهو جسر منصوب على جهنم، فيقع فيها أهلها وينجو الآخرون. (3) رقم (2496) في فضائل الصحابة، باب فضائل أصحاب الشجرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/362) قال: حدثنا ابن إدريس. قال: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان. وفي (6/420) قال: حدثنا حجاج. قا ل: أخبرني ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير. و «مسلم» (7/169) قال: حدثني هارون بن عبد الله قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (13 /18356) عن هارون بن عبد الله والحسن ابن محمد، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن أبي الزبير. كلاهما - أبو سفيان، وأبو الزبير - عن جابر، فذكره. (*) في رواية أبي سفيان: «لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية .... » الحديث. الحديث: 717 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 718 - (ت) السدي -رحمه الله -: قال:سألتُ مُرَّةَ الهَمَدانِيَّ عن قول اللهِ تعالى: {وإنْ منكم إلا وارِدُهَا} ؟ فحدثني: أنَّ عبدَ الله بنَ مسعودٍ حَدَّثهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَرِدُ الناسُ، ثم يَصْدُرُون عنها بأعمالهم، فأَوَّلُهُم كلمْحِ البَرْقِ، ثم كالريح، ثم كَحُضْرِ الفَرَسِ ثم كالرَّاكب في رَحْله، ثم كَشَدِّ الرَّجُل، ثم كَمَشْيِهِ» . أخرجه الترمذي. وقال: وقد روي عن السدي ولم يرفعه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كحُضْر الفرس) الحُضْر: العَدْو، والشد أيضاً: العَدْو.   (1) رقم (3158) في التفسير، باب ومن سورة مريم، ورواه أحمد في " المسند "، وقال الترمذي: حديث حسن، ورواه شعبة عن السدي ولم يرفعه، والسدي هذا، هو أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي القرشي، وهو السدي الكبير، كان يقعد في سدة باب الجامع، فسمي السدي وهو صدوق يهم، وذكره ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم عن أسباط عن السدي عن مرة عن عبد الله بن مسعود موقوفاً عليه. ومن رواية ابن جرير عن ابن مسعود بمعناه، ثم قال: ولهذا شواهد في الصحيحين وغيرهما من رواية أنس وأبي سعيد وأبي هريرة وجابر وغيرهم من الصحابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/434) (4141) قال: حدثنا عبد الرحمن، و «الدارمي» (2813) قال: أخبرنا عبيد الله، و «الترمذي» (3159) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. كلاهما - عبد الرحمن،وعبيد الله - عن إسرائيل، عن السدي، فذكره. أخرجه أحمد (1/433) (4128) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. و «الترمذي» (3160) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - عبد الرحمن، ويحيى - عن شعبة، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود {وإن منكم إلا واردها} قال: يردونها ثم يصدرون بأعمالهم موقوفا قال عبد الرحمن: قلت لشعبة: إن إسرائيل حدثني عن السدي، عن مرة، عن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شعبة: وقد سمعته من السدي مرفوعا ولكني عمدا أدعه. الحديث: 718 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 719 - (خ م ت) خَباب بن الأرت - رضي الله عنه -: قال: كنْتُ قَيْناً في الجاهلية، وكان لي على العَاص بن وائل السهمي (1) دَينٌ، فأتيْتُه أَتَقَاضَاهُ - وفي رواية قال: فعمِلتُ للعَاصِ بن وائل سيفاً، فجئتُهُ أتَقَاضَاهُ فقال: لا أعطيك، حتى تكْفُرَ بِمُحمدٍ، فقلتُ: والله لا أكفرُ حتى يُميتكَ الله ثمَّ تبعث (2) ، قال: وإني لميِّتٌ ثم مبعوث؟ قُلْتُ: بلى، قال: دَعْني حتى أمُوتَ وأُبعث، فسأُوتَى مالاً وولداً فَأَقْضيِكَ، فنزلت: {أَفرأيتَ الذي كَفر بآياتنا وقال لأُوتَيَنَّ مالاً وولداً. أَطَّلَعَ الغيبَ أم اتخذَ عند الرحمن عَهْداً. كلَّا سَنَكْتُبُ ما يقول ونَمُدُّ له من العذاب مَدّاً. ونَرِثُهُ ما يقولُ ويأتينا فَرْداً} [مريم: 77 - 80] أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه الترمذي قال: جئتُ العاصَ بنَ وائلٍ السَّهميَّ أَتَقاضاه حَقّاً لي عنده، فقال: لا أُعطيك حتى تكفر بِمحمَّدٍ ... الحديث (3) . [ص: 241] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَيْناً) القين عند العرب: الحدَّاد.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": هو والد عمرو بن العاص: الصحابي المشهور، وكان له قدر في الجاهلية، ولم يوفق للإسلام. قال ابن الكلبي: كان من حكام قريش، وكان موته بمكة قبل الهجرة، وهو أحد المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله بن عمرو: سمعت أبي يقول: عاش أبي خمسا وثمانين سنة، وإنه ليركب حماراً إلى الطائف، يمشي عنه أكثر مما يركب، ويقال: إن حماره رماه على شوكة، فأصابت رجله، فانتفخت فمات منها. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " حتى تموت، ثم تبعث " مفهومه: أنه يكفر حينئذ، لكنه لم يرد ذلك، لأن الكفر حينئذ لا يتصور، فكأنه قال: لا أكفر أبداً، والنكتة في تعبيره بالبعث: تعيير العاص بأنه لا يؤمن به، وبهذا التقرير يندفع إيراد من استشكل قوله هذا، فقال: علق الكفر، ومن علق الكفر كفر، وأصاب بأنه خاطب العاص بما يعتقده، فعلق على ما يستحيل بزعمه، والتقرير الأول يغني عن هذا الجواب. (3) البخاري 8 / 327 في تفسير سورة مريم، باب قوله {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين [ص: 241] مالاً وولداً} ، وباب {أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً} ، وباب {كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مداً} ، وباب: {ونرثه ما يقول ويأتينا فرداً} ، وفي البيوع، باب ذكر القين والحداد، وفي الإجارة، باب هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب، وفي الخصومات، باب التقاضي، ومسلم رقم (2795) في صفات المنافقين وأحكامهم، باب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح، والترمذي رقم (3161) في التفسير، باب ومن سورة مريم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 01أخرخه أحمد (5/110) قال: حدثنا عبد الرزاق. و «البخاري» (118) قال: حدثنا محمد بن كثير. كلاهما - عبد الرزاق. وابن كثير - عن سفيان الثوري. 2- وأخرجه أحمد (5/111) . و «مسلم» (8/129) قال: حدثنا أبو كريب. و «الترمذي» (3162) قال: حدثنا هناد. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (3520) عن محمد بن العلاء. ثلاثتهم - أحمد، وأبو كريب، وهناد - قالوا: حدثنا أبو معاوية. 3- وأخرجه أحمد (5/111) . و «مسلم» (8/129) قال حدثنا ابن نمير - وهو محمد بن عبد الله بن نمير - كلاهما - أحمد، وابن نمير - عن عبد الله بن نمير. 4- وأخرجه البخاري (3/79) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/162) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم. وفي (6/119) قال: حدثنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر ثلاثتهم - ابن أبي عدي، ووهب، وابن جعفر - عن شعبة 5- وأخرجه البخاري (3/120) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. 6- وأخرجه البخاري (6/118) قال: حدثنا الحميدي. و «مسلم» (8/129) . و «الترمذي» (3162) قالا: - مسلم. والترمذي- حدثنا ابن أبي عمر كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر - قالا: حدثنا سفيان - ابن عيينة -. 7- وأخرجه البخاري (6/119) قال: حدثنا يحيى. و «مسلم» (8/129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وعبد الله بن سعيد الأشج. ثلاثتهم -يحيى، وابن أبي شيبة، والأشج - قالوا: حدثنا وكيع. 8- وأخرجه مسلم (8/129) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير. ثمانيتهم - الثوري، وأبو معاوية، وابن نمير، وشعبة، وحفص، وابن عيينة، ووكيع، وجرير - عن الأعمش عن مسلم أبي الضحى عن مسروق فذكره. الحديث: 719 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 سورة الحج 720 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: {ومن النَّاسِ من يَعْبُد اللَّهَ على حَرْفٍ} [الحج: 11] كان الرَّجلُ يَقدَمُ المدينةَ [فَيُسْلِمُ] ، فإن وَلَدَت امرأتُه غُلاماً، ونُتِجَتْ خَيْلُهُ (1) . قال: هذا دِينٌ صالحٌ، وإن لم تَلدِ امرأَتُهُ، ولم تُنْتَجْ خَيلُهُ، قال: هذا دينُ سوءٍ. أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (على حرف) حرف كل شيء: جانبه.   (1) " نتجت " بضم النون، فهي منتوجة، مثل: نفست، فهي منفوسة. (2) 7 / 336 في تفسير سورة الحج، باب {ومن الناس من يعبد الله على حرف} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/123) قال: حدثني إبراهيم بن الحارث، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير فذكره. الحديث: 720 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 721 - (خ) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: أنا أولُ من يَجثُو للخُصومَةِ بين يَدي الرحمن يومَ القيامة، قال قَيْسُ بن عُبادٍ: فيهم نزلت: {هذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهم} [الحج: 19] قال: هم الذين [ص: 242] تَبارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: عليٌّ، وحمزَةُ، وعُبيدةُ بن الحارث، وشيبَةُ بن رَبيعة، وعُتبةُ بن ربيعة، والوليد بن عُتبة. وفي رواية أنَّ عليّاً قال: نزلت هذه الآيةُ في مُبارزَتنا يومَ بدْرٍ {هذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهم (1) } أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يجثو) أي: يقعد على ركبتيه.   (1) قال الزركشي: قوله: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} نزلت في حمزة وصاحبيه، يعني علياً وعبيدة بن الحارث، وهم الفريق المؤمنون، وعتبة وصاحبيه، أي: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وهم الفريق الآخر. فعتبة وشيبة قتلهما علي وحمزة، وقطع الوليد رجل عبيدة بن الحارث فمات في الصفراء، ومال علي وحمزة على الوليد فقتلاه. فإن قيل: كيف نزلت هذه في يوم بدر، والسورة مكية؟ قلنا: السورة مكية، إلا ثلاث آيات، وهي {هذان خصمان ... } الخ. (2) 8 / 336، 337 في تفسير سورة الحج، باب {هذان خصمان اختصموا في ربهم} ، وفي المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، و 7 / 231 في قصة غزوة بدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (22: 3: 2) عن حجاج بن المنهال. وفي المغازي (8: 7) عن محمد بن عبد الله الرقاشي كلاهما عن معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه وفيه المغازي (8: 9) عن إسحاق بن إبراهيم الصواف عن. يوسف بن يعقوب السدوسي بن سليمان اليتمي به والنسائي في التفسير (الكبري (49: 2) عن هلال بن بشر البصري عن يوسف بن يعقوب به، تحفة الأشراف (7/439) . الحديث: 721 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 722 - (خ م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال قَيْسُ بن عُبَادٍ (1) : سَمعْتُ أَبا ذَرّ يُقسِمُ قَسماً: أنَّ [هذه الآية] {هذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهم} نزلت في الذين بَرَزُوا يوم بَدرٍ: حمزةَ، وعليّ، وعُبيدَةَ بنِ الحارث، وعُتبة وشيبةَ ابنَيْ ربَيعةَ، والوليدِ بن عُتبةَ. أخرجه البخاري، ومسلم. [ص: 243] وهذا الحديث آخرُ حديث في «صحيح مسلم» (2) .   (1) بضم العين وتخفيف الباء. (2) البخاري 8 / 336، 337 في تفسير سورة الحج، باب قوله {هذان خصمان اختصموا} ، وفي المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، ومسلم رقم (3033) في التفسير، باب قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} . قال النووي: وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني فقال: أخرجه البخاري عن أبي مجلز عن قيس عن علي رضي الله عنه قال: " أنا أول من يجثو للخصومة "، قال قيس: وفيهم نزلت الآية ولم يجاوز به قيساً، ثم قال البخاري: وقال عثمان: عن جرير عن منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز قال، وقال الدارقطني: فاضطرب الحديث. هذا كلامه. قلت: (القائل النووي) فلا يلزم من هذا ضعف الحديث واضطرابه؛ لأن قيساً سمعه من أبي ذر، كما رواه مسلم هنا، فرواه عنه، وسمع من علي بعضه، وأضاف قيس إليه ما سمعه من أبي ذر، وأفتى به أبو مجلز تارة، ولم يقل: إنه من كلام نفسه ورأيه، وقد عملت الصحابة فمن بعدهم بمثل هذا، فيفتي الإنسان منهم بمعنى الحديث عند الحاجة إلى الفتوى دون الرواية ولا يرفعه، فإذا كان وقت آخر وقصد الرواية، رفعه وذكر لفظه، ولا يحصل بهذا اضطراب، والله أعلم، وله الحمد والنعمة. وقال الحافظ في " الفتح ": وقد روى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس، أنها نزلت في أهل الكتاب والمسلمين، ومن طريق الحسن قال: هم الكفار والمؤمنون، ومن طريق مجاهد: هو اختصام المؤمن والكافر في البعث، واختار الطبري هذه الأقوال في تعميم الآية قال: ولا يخالف المروي عن علي وأبي ذر، لأن الذين تبارزوا ببدر كانوا فريقين: مؤمنين وكفاراً، إلا أن الآية إذا نزلت في سبب من الأسباب لا يمتنع أن تكون عامة في نظير ذلك السبب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجة البخاري (5/95) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. وفي (5/96) قال: حدثنا يحيى بن جعفر. قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا هشيم. وفي (6/123) قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا هشيم. و «مسلم» (8/245) قال: حدثنا عمرو بن زرارة. قال: حدثنا هشيم. وفي (8/246) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثني محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الرحمن. جميعا عن سفيان. و «ابن ماجة» (2835) قال: حدثنا يحيى بن حكيم وحفص بن عمرو قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، (ح) حدثنا محمد بن إسماعيل قال: أنبأنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. و «النسائي» في فضائل الصحابة (51) قال: فيما قرأ علينا أحمد بن منيع. عن هشيم. وفي (99، 69) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11974) عن سليمان بن عبيد الله بن عمرو الغيلاني، عن بهز، عن شعبة. ثلاثتهم - سفيان، وهشيم، وشعبة - عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، فذكره.. الحديث: 722 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 723 - (ت) ابن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّما سُمِّيَ البَيْتُ الْعَتيقُ؛لأنهُ لم يَظْهَرْ عَلَيْهِ جَبَّارٌ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3169) في التفسير، باب ومن سورة الحج، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقد روي عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. نقول: ورجاله ثقات، خلا عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث فإنه سيء الحفظ. وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 357 وزاد نسبته للبخاري في تاريخه، والطبري، والطبراني، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي في " الدلائل ". والعتيق في لغة العرب: القديم والنفيس والكريم والشريف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3170) قال حدثنا محمد بن إسماعيل وغير واحد قالوا:حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث عن عبد الرحمن بن خالد عن بن شهاب عن محمد بن عروة فذكره. الحديث: 723 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 724 - (ت س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: لمَّا خَرَجَ [ص: 244] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من مكَّة، قال أبو بكر: آذَوْا نَبِيَّهُمْ حتى خرج، لَيَهْلِكُنَّ فأنزل الله تعالى {أُذِنَ لِلَّذِين يُقاتَلونَ بأنَّهم ظُلِمُوا وإِنَّ اللَّه على نَصْرِهم لقديرٌ} [الحج: 39] فقال أَبو بكرٍ: لقد علمتُ أَنه سيكونُ قِتالٌ. هذه رواية الترمذي. وفي رواية النسائي قال: لمَّا أُخْرِجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكة، قال أبو بكرٍِ: أخْرَجوا نَبِيَّهُمْ، إنَّا للهِ وإِنا إليه راجعون، فنزلت {أُذِنَ لِلَّذين يُقاتَلونَ ... } الآية. فعرفتُ أَنهُ سيكون قتالٌ. قال ابن عباسٍ: هي أَوَّلُ آيةٍ نزلتْ في القتال (1) .   (1) الترمذي رقم (3170) في التفسير، باب ومن سورة الحج، والنسائي 6 / 2 في الجهاد، باب وجوب الجهاد: وقال الترمذي: حديث حسن، وقد رواه عبد الرحمن بن مهدي وغيره عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير فيه عن ابن عباس، وقد رواه غير واحد عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير مرسلاً، وليس فيه: عن ابن عباس. وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (1865) ، وإسناده صحيح وصحح إسناده العلامة أحمد شاكر، ونقل كلام الترمذي وقال: وكأنه يريد تعليل الحديث، ولذلك حسنه فقط، وما هذه بعلة، فالوصول زيادة من ثقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/216) (1865) قال: حدثنا إسحاق. و «الترمذي» (3171) قال: حدثنا سفيان ابن وكيع قال: حدثنا أبي، وإسحاق بن يوسف الأزرق. و «النسائي» (6/2) قال أخبرنا عبد الرحمان بن محمد بن سلام قال: حدثنا إسحاق الأزرق كلاهما إسحاق الأزرق، ووكيع - عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير فذكره. الحديث: 724 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 سورة قد أفلح المؤمنون 725 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قُلتُ: يا رسول الله، {والَّذين يُؤتُونَ ما آتَوْا وقُلُوبُهُمْ وجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أَهُمُ الذين يَشْربَون الخمرَ ويَسْرِقُونَ؟ قال: «لا، يا بنْتَ الصِّدِّيق، ولكن هم الذي يَصُوُمون [ويصلُّون] ويَتَصَدَّقون، ويخافُون أَنْ لا يُتقَبَّلَ منهم {أولئك يُسارِعونَ في الخيرات وهم لها سابقون} [المؤمنون: 61] » . [ص: 245] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3174) في التفسير، باب ومن سورة المؤمنين، وفي سنده انقطاع، فإن عبد الرحمن بن وهب الهمداني - الراوي عن عائشة رضي الله عنها لم يدركها، لكن له شاهد يتقوى به من حديث أبي هريرة عند ابن جرير 18 / 26، وقد صححه الحاكم 2 / 394 ووافقه الذهبي. قال ابن كثير في معنى الآية: يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لا يتقبل منهم لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط العطاء، وهذا من باب الإشفاق والاحتياط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (275) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (6/159) حدثنا بن آدم. وفي (6/205) قال حدثنا وكيع. و «ابن ماجة» (4198) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا وكيع. و «الترمذي» (3175) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم -سفيان، ويحيى، ووكيع - عن مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن سعيد قال ابن وهب الهمداني، فذكره. الحديث: 725 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 726 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: عن النبي صلى الله عليه وسلم {وَهُمْ فيها كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] قال: «تَشْويِهِ النَّارُ، فَتَقَلَّصَ شَفَتُهُ الْعُلْيا حتى تبْلُغَ وسْطَ رأْسِهِ، وتَسْتَرخِي شَفَتُهُ السُّفْلى حتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3175) في التفسير، باب ومن سورة المؤمنين، وقال: حديث حسن غريب، وأخرجه أحمد في " المسند " 3 / 88، والحاكم 2 / 395 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، نقول: وفي سنده دراج أبو السمح، وهو وإن كان صدوقاً، إلا أنه في روايته عن أبي الهيثم ضعيف، وهذا منها. وقد أورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 16 وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في صفة النار، وأبي يعلى وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم في " الحلية ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/88) قال حدثنا علي بن إسحاق. و «الترمذي» (2587) و (3176) قال: حدثنا وسويد كلاهما - علي، وسويد - عن عبد الله بن المبارك عن سعيد بن يزيد أبي شجاع عن أبي السمح عن أبي الهيثم فذكره. الحديث: 726 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 سورة النور 727 - (ت د س) عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنهما -: قال: كان رجلٌ يقالُ له: مَرْثَدُ بنُ أَبي مرثَدٍ، وكان رجلاً يَحمل الأُسَراءَ من مكة، حتى يأتِيَ بهم المدينة، قال: وكانت امرأَةٌ بَغِيٌّ بمكة، يقال لها: [ص: 246] عَنَاقُ، وكانت صَديقَة له، وإنه كان وَعَدَ رجلاً من أُسَارَى مكةَ يحمله، قال: فجئتُ حتى انتهيتُ إلى ظِلِّ حائطٍ من حَوائط مكة، في ليلةٍ مُقْمِرَةٍ، قال: فجاءت عَناقُ، فأبْصَرَتْ سوادَ ظِلِّي بجنْبِ الحائطِ، فلما انْتَهتْ إليَّ عَرَفَتْني، فقالت: مَرْثَدُ؟ فقلت: مرثد، فقالت: مَرْحباً وأهلاً، هَلُمَّ فبِتْ عندنا، قال: قلتُ: يا عناق: حَرَّمَ الله الزنا، قالت: يا أهلَ الخِيام، هذا الرجلُ يحمل أُسْراءكُمْ، قال: فَتبِعَني ثمانيةٌ، وسَلَكْتُ الْخَنْدَمَةَ (1) ، فانتهيتُ إلى غارٍ، أَو كَهْفٍ، فدخلتُ، فجاءوا حتَّى قامُوا على رأْسِي، فَبَالُوا، فَظلَّ بَوْلُهُمْ على رأسي، وعَمَّاهُم الله عَنِّي، قال: ثم رجعوا، ورجعتُ إلى صاحِبي، فَحمَلْتُهُ وكانَ رجلاً ثقيلاً - حتى انتهيتُ إلى الإذْخِرِ، ففكَكْتُ عنه أَكْبُلَهُ، فجعلتُ أَحملُه، ويُعْيِيني (2) حتى قَدِمتُ المدينةَ، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أَنْكِحُ عناقَ؟ فأمسكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فلم يَرُدَّ شيئاً، حتى نزلت {الزَّاني لا يَنْكِحُ إِلّا زانِيةً أَو مُشْركَةً والزانيةُ لا ينكحُها إِلّا زانٍ أو مُشْركٌ} [النور: 3] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا مَرْثَدُ {الزَّاني لا يَنْكِحُ إِلّا زانِيةً أَو مُشْركَة والزانيةُ لا ينكحُها إِلّا زانٍ أو مُشْركٌ} فلا تَنْكِحْها» . هذه رواية الترمذي. وأخرجه النسائي بنحوه. ورواية الترمذي أتمّ. [ص: 247] واختصره أبو داود قال: إنَّ مرثَدَ بنَ أبي مَرْثَد الغَنَويَّ كان يحملُ الأُسارى بمكَّةَ، وكان بمكةَ بَغيٌّ يقال لها: عَنَاقُ، وكانت صديقَتهُ، قال: فجئتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسولَ الله، أنكحُ عناقَ؟ قال: فسكتَ، فنزلت: {الزانيةُ لا ينكحُها إِلّا زانٍ أو مُشْركٌ} فدعاني فَقَرأها، وقال لي: لا تَنْكِحها (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بغيّ) بغت المرأة تبغي بغاء، فهي بغي: إذا زنت، ويقال للأمة: بغي، وإن لم يرد به الذم، وإن كان في أصل التسمية ذماً. (أكْبُله) الأكبل: جمع كبل: وهو القيد الضخم، يقال: كَبَلته، وكبَّلته.   (1) جبل بمكة، أي: سلك طريق الخندمة. (2) من الإعياء، وهو الكلال والتعب. (3) الترمذي رقم (3176) في التفسير، باب ومن سورة النور، وأبو داود رقم (2051) في النكاح، باب قوله تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية} ، والنسائي 6 / 66 في النكاح، باب تزويج الزانية، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وصححه الحاكم 2 / 396. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2051) قال حدثنا إبراهيم بن محمد اليتمي قال حدثنا يحيى. و «الترمذي» (3177) قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا روح بن عبادة. و «النسائى» (6/66) قال أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي قال حدثنا يحيى هو ابن سعيد. كلاهما - يحيى بن سعيد، وروح بن عبادة - عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فذكره. الحديث: 727 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 728 - (خ د ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ هلالَ بنَ أُميةَ قَذفَ امْرأَتهُ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بَشريك بن سَحْمَاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «البَيِّنَةَ (1) [ص: 248] أو حَدٌّ في ظَهرك» ، قال: يا رسولَ الله إذا رأَى أَحدُنا على امْرأتِهِ رَجلاً يَنطلقُ يلتمسُ البينةَ؟ فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: البينة، وإلا حدٌّ في ظهرك، فقال هلالُ: والذي بعثكَ بالحقِّ، إني لصادقٌ، وَلَيُنْزِلَنَّ الله ما يُبرئُ ظَهرِي من الحدِّ، فنزل جبريل عليه السلام، وأَنزل عليه {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ باللهِ إنَّهُ لَمِنَ الْصَّادِقينَ. والْخَامِسَةُ أنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إنْ كان منَ الْكاذِبِينَ. وَيَدْرَأُ عَنْها الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهادَاتٍ باللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبينَ. والْخَامِسةَ أَنَّ غضب اللَّه عَليها إِنْ كان مِنَ الصادقين} (2) [النور: 6 - 9] [ص: 249] فانصرف النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأرْسَلَ إليهما، فجاء هلالٌ فَشهد، والنبيُّ يقُولُ: إِنَّ اللهَ يعلمُ أنَّ أَحدَكُما كاذبٌ، فهلْ مِنكُما تائبٌ؟ ثم قامتْ فَشهدَتْ، فلما كانتْ عند الخامسةِ وقَفُوَها، وقالوا: إنها مُوجِبةٌ، قال ابن عباسٍ: فَتلكَّأت ونَكصتْ، حتَّى ظَنَنَّا أَنَّها تَرْجِعُ، ثم قالت: لا أَفْضحُ قَوْمي سائرَ الْيومِ فمضتْ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبْصِرُوها، فإن جاءتْ به أكحل الْعَيْنَيْنِ، سَابغَ الألْيَتَيْن، خَدَلَّج السَّاقَيْن، فهو لشريك بن سحماء، فجاءت به كذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لولا ما مضى من كتاب الله عز وجل لكان لي ولها شأْنٌ» . أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي. وسيرد في كتاب «اللعان» من حرف اللام - أَحاديثُ في سببِ نُزولِ هذه الآيات عن ابنِ عباسٍ وغيره (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قذف) القذف: رميُ الإنسان بالزنا، أو ما كان في معناه. (موجبة) الموجبة: هي التي توجب لصاحبها الجنة أو النار. (فتلكأت) التلكؤ: التوقف والتباطؤ في الأمر. (نكصت) النكوص: الرجوع إلى وراء. [ص: 250] (سابغ) الأليتين: ضخمها، تامهما. (أكحل العينين) الكحَل في العين: هو سواد في الأجفان خلقة. (خدلج الساقين) أي: ممتلئهما. (لكان لي ولها شأن) أراد بقوله: «لكان لي ولها شأن» يعني: لولا ما حكم الله تعالى من آيات الملاعنة وأنه أسقط عنها الحد. لأقمت عليها الحد حيث جاءت بالولد شبيهاً بالذي رميت به.   (1) قال في " الفتح " 8 / 341: قال ابن مالك: ضبطوا " البينة " بالنصب على تقدير عامل، أي: أحضر البينة، وقال غيره: روي بالرفع، والتقدير: إما البينة، وإما حد في ظهرك، وقوله في الرواية المشهورة " أو حد في ظهرك " قال ابن مالك: حذف منه فاء الجواب وفعل الشرط بعد " إلا "، والتقدير: وإلا تحضرها فحد في ظهرك، قال: وحذف مثل هذا لم يذكر النحاة أنه يجوز إلا في الشعر لكن يرد عليهم وروده في هذا الحديث الصحيح. (2) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 341: كذا في هذه الرواية أن آيات اللعان نزلت في قصة هلال بن أمية، وفي حديث سهل، أنها نزلت في عويمر - يعني العجلاني - ولفظه، فجاء عويمر فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلاً يقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك، فأمرهما بالملاعنة. وقد اختلف الأئمة في هذا الموضع، فمنهم من رجح أنها نزلت في شأن عويمر، ومنهم من رجح أنها نزلت في شأن هلال، ومنهم من جمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر أيضاً، فنزلت في شأنهما معاً في وقت واحد، وقد جنح النووي إلى هذا، وسبقه الخطيب فقال: لعلهما اتفق كونهما جاءا في وقت واحد، ثم قال الحافظ: ولا مانع أن تتعدد القصص ويتحد النزول، ويحتمل أن النزول سبق بسبب هلال، فلما جاء عويمر ولم يكن علم بما وقع لهلال، أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم. ولهذا قال في قصة هلال: فنزل جبريل، وفي قصة عويمر: قد أنزل الله فيك، فيؤول قوله: قد أنزل الله فيك، أي: وفيمن كان مثلك، وبهذا أجاب ابن الصباغ في " الشامل " قال: نزلت الآية في هلال، وأما قوله لعويمر: قد نزل فيك وفي صاحبتك، فمعناه: ما نزل في قصة هلال، ويؤيده أن في حديث أنس عند أبي يعلى قال: أول لعان كان في الإسلام أن شريك بن سحماء قذفه هلال بن أمية بامرأته ... الحديث. (3) البخاري 8 / 341 في تفسير سورة النور، باب {ويدرأ عنها العذاب} ، وفي الشهادات، باب إذا ادعى أو قذف فله أن يلتمس البينة، وفي الطلاق، باب يبدأ الرجل بالتلاعن. وأبو داود رقم (2254) في الطلاق، باب في اللعان، والترمذي رقم (3178) في التفسير، باب ومن سورة النور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/238) (2131) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/245) (2199) قال: حدثنا محمد بن ربيعة. و «أبو داود» (2256) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما -يزيد، ومحمد بن ربيعة - قالا: حدثنا عباد بن منصور. 2- وأخرجه أحمد (1/273) (2468) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا جرير. و «النسائي» في فضائل الصحابة (122) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد، قال: حدثنا أبو الربيع.، قال: حدثنا حماد. كلاهما - جرير، وحماد - عن أيوب. 3- وأخرجه البخاري (3/233و6/126و7/69) . و «أبو داود» (2254) . و «ابن ماجة» (2067) ، «الترمذي» (3179) قالوا: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، قال: حدثنا هشام بن حسان. ثلاثتهم - عباد، وأيوب، وهشام - عن عكرمة، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 728 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 729 - (خ م ت س) محمد بن شهاب الزُّهريُّ عن عُرْوةَ بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعَلْقمَةَ بنِ وقَّاصٍ الليثيِّ، وعُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ بن عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ: عن حديثِ عائشةَ- زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها - حين قال لها أهل الإِفْكِ ما قالوا، فبرَّأهَا اللهُ مما قالُوا، قال الزُّهريُّ: وكُلُّهُمْ حدثني طائفة من حديثها، وبعضُهم كان أوعى له من بعضٍ، وأَثْبَتَهمْ له اقتصاصاً، وقد وَعيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الذي حدَّثني عن عائشة، وبعضُ حديثهم (1) يُصَدِّقُ بعْضاً، قالوا: قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أَرادا أَنْ يَخْرُج [ص: 251] سَفراً، أَقْرَعَ بيْنَ أَزْواجِهِ، فأيَّتُهُنَّ خرجَ سَهْمُهَا، خرجَ بها معَهُ، قالت: فأقْرَعَ بيْنَنَا في غَزاةٍ غَزَاها، فخرجَ فيها سهْمي، فخرجتُ معه - بعدَ ما أُنزِلَ الحِجابُ - وأَنا أُحْمَلُ في هوْدَجي وأُنْزَلُ فيه، فسِرْنا حتى إذا فرغ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من غزْوِتهِ تلكَ، وقفلَ، ودنونا من المدينة، آذَن (2) ليلة بالرَّحيل فقُمتُ حين آذَنُوا بالرحيل، فمشَيتُ حتى جاوزتُ الجيش، فلَمَّا قَضَيْتُ من شَأني، أَقْبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فَلمَسْت صَدْري، فإذا عِقْدٌ لِي من جَزْع أَظْفَارٍ (3) . [ص: 252] وفي رواية: جَزع ظَفارٍ (4) قد انقطعَ، فرجعتُ، فالتمستُ عِقْدي، فحبَسني ابْتِغاؤُهُ، وأَقْبَلَ الرهطُ الذين كانوا يَرْحَلونَ لي، فاحْتَمُلوا هوْدَجِي فرحلوه على بعيري الذي كُنْتُ أَرْكَبُ، وهم يَحْسِبُونَ أَنِّي فيه، وكان النساءُ إِذْ ذاكَ خِفافاً لم يَثْقُلْنَ - ومنهم مَن قال: لم يُهَبَّلْنَ (5) - ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ وإنَّما يأْكلن العُلْقة (6) من الطعام، فلم يسْتَنْكِرِ القومُ حين رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهوْدَجِ، ومنهم من قال: خِفَّةَ الهودج - فحملوُه، وكنتُ جارية حديثَةَ السِّنِّ، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدتُ عِقْدِي بعد ما اسْتَمَرَّ الجيشُ، فجئتُ منزلَهم وليس فيه أحد - ومنهم من قال: فجئتُ منازلهم وليس بها منهم دَاعٍ ولا مجيبٌ - فتَيَمَّمْتُ منزلي الذي كنتُ فيه، وظَنَنْتُ أَنهم سَيفْقِدُوني فيرجعون إِليَّ، فَبيْنا أَنا جالِسةٌ غلبَتْني عيْنايَ فنِمْتُ، وكان صَفْوانُ بنُ المُعطِّلِ السُّلَمِيُّ، ثم [ص: 253] الذَّكْوَانِيُّ: عَرَّسَ (7) من وراء الجيش، فادَّلَجَ (8) فأصبح عند منزلي، فرأى سوادَ إِنسانٍِ نائمٍ، فأتاني فَعَرفني حين رآني - وكان يراني قبل الحجابِ - فاسْتيْقَظْتُ باسترجاعه حين عرَفني، فخمَّرْتُ وجْهي بِجِلْبابي، والله ما كلَّمَني بكلمةٍ، ولا سمعتُ منه كلمة غير استرجاعه، وهَوَى حتى أَناخَ راحلتَهُ، فَوطِئَ على يَدَيْهَا فركِبْتُها، فانْطلق يقُودُ بي الراحلةَ، حتى أتيْنا الجيش، بعْد ما نَزلوا مُعرِّسين - وفي رواية مُوغِرِين في نَحْرِ الظهيرة - قال أَحدُ رُواتِهِ: والْوَغْرَةُ: شِدَّةُ الحر - قالت: فهَلَك مَنْ هَلك في شأني، وكان الذي تَولَّى كبْرَ [ص: 254] الإفكِ: عبدُ الله بن أُبَيِّ بن سلُولٍ، فقدِمنا المدينةَ، فاشتكيتُ بها شَهْراً، والناسُ يُفِيِضُونُ في قولِ أَصحاب الإفْكِ ولا أشْعُرُ، وهو يَريبُني في وجَعي: أَنِّي لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدُخلُ فيُسلِّمُ، ثم يقولُ: كيْف تِيْكُمْ (9) ؟ ثم ينصرف، فذلك الذي يَرِيبُني منه، ولا أَشْعُرُ بالشَّرِّ حتى نقهْتُ، فخرجتُ أَنا وأُمُّ مِسْطَحٍ قِبلَ المَنَاصِع، وهي مُتَبَرَّزُنا، وكُنَّا لا نخرج إلا ليلاً إلى لَيْلٍ، وذلك قبلَ أن نَتَّخِذَ الكُنُف (10) قريباً من بُيُوتنا، وأمْرُنا أَمْرُ العربِ الأُوَلِ في التَّبَرُّزِ قِبَلَ الغائط، وكنا نتأذَّى بالكُنُفِ أنْ نَّتخذَها عند بيوتِنا، فأقْبَلتُ أَنا وأْمُّ مِسطَحٍ - وهي ابنةُ أبي رُهُم (11) بن عبد المطلب بن عبد مناف، وأُمُّها بنْتُ صَخْر بن عامِرٍ (12) ، خالةُ أبي بكر الصِّدِّيق (13) ، - رضي الله عنه - وابْنُها: مِسطَحُ بنُ أُثَاثَةَ (14) بن عَبَّادِ [ص: 255] ابن المطلب - حين فَرغْنا من شأننا نَمشي، فعثَرتْ أُمُّ مِسطَح في مِرْطِها، فقالت: تعِسَ مِسطَحٌ (15) ، فقُلْت لها: بئْسما قُلْتِ، أَتسبُيِّينَ رجُلاً، شَهِدَ بْدراً؟ فقالت: يا هَنْتاهْ ألمْ تَسْمَعي ما قال؟ قلتُ: وما قال؟ فأَخْبَرَتْني بقولِ أهلِ الإفْكِ، فازْدَدْتُ مرضاً إلى مَرضي، فلمَّا رجعتُ إلى بيتي، دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّم، وقال: كيف تيكُم؟ فقلت: ائْذَنْ لي إلى أبَوَيَّ، قالت: وأنا حينئذ أُريدُ أنُ أسْتَيقِنَ الخبرَ من قِبَلهمِا، فأذنَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ أبويَّ، فقلت لأُمِّي: يا أُمَّتاه، ماذا يتحدَّثُ الناسُ به؟ فقالت: يا بُنيَّةُ، هوِّني على نَفِسكِ الشَّأْنَ، فوالله لَقلَّمَا كانتِ امْرأَةٌ قَطُّ وَضِيْئةٌ عند رجلٍ يُحبُّها ولها ضَرَائرُ إلا أَكثْرنَ عليها، فقلتُ: سبحان الله (16) ! ولقد تَحدثَ النَّاسُ بهذا؟ قالت: فبكيتُ تلكَ الليلة، حتى أصبحتُ لا يَرْقأُ لي دمْعٌ ولا أكتحِلُ بنوْمٍ، ثمَّ أَصبحتُ أَبكي، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بنَ أبي طالبٍ (17) ، وأُسامةَ [ص: 256] ابْنَ زيدٍ، حين اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ (18) ، يسْتَشيِرُهما في فراقِ أهْلهِ، قالتْ: فأما أُسامةُ فأشارَ عليه بما يعلمُ من براءةِ أهله، وبالذي يعلم في نفسه من الوُدِّ لهم، فقال أُسامةُ: هم أهلُكَ (19) يا رسولَ الله، ولا نعلمُ واللهِ إِلا خيراً. وأَما عليّ بن أبي طالبٍ فقال: يا رسولَ الله، لم يُضَيِّق اللهُ عليك والنساءُ سواها كثير (20) ، وسَلِ الجاريةَ تَصْدُقْكَ، قالت: فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بريرةَ، فقال: أيْ بَرِيرَةُ، هلْ رأيتِ فيها شيئاً يَرِيبُكِ؟ قالت له بريرةُ: لا والذي بعثَك بالحقِّ، إنْ رأَيتُ (21) منها أمراً أَغْمِصُهُ (22) عليها أكْثرَ منْ [ص: 257] أنَّها جاريَةٌ حدِيثَةُ السِّنِّ، تنامُ عن عجينِ أهْلِها (23) ، فيأتي الدَّاجِنُ فيأكله قالت: فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من يومِهِ فاستعذرَ من عبد الله بن أُبيِّ بن سلولٍ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر -: مَنْ يَعْذِرُني من رجلٍ بَلغني أذاه في أَهلي؟ - ومن الرُّواةِ من قال: في أهل بيتي - فو اللهِ ما علمتُ على أَهلي إلا خيراً، ولقد ذَكرُوا رَجُلاً ما علمتُ عليه إلا خيراً، وما كان يدَخُلُ على أهلي إلا معي، قالت: فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ أحدُ بني عبدِ الأشهلِ، فقال: يا رسولَ الله، أَنا واللهِ أعْذِرُك منه، إنْ كان من الأوْس ضربنا عُنُقَهُ (24) ، وإن كان مِن إخواننا من الخَزْرَج (25) أمرْتَنَا ففعلنا فيه أمْرَكَ، فقام سعدُ بنُ عُبادة - وهو سيد الخزرج -، وكانت أُمُّ حسانٍ بنتَ عَمِّهِ من فَخِذِهِ (26) وكان قبل ذلك رجُلاً صالحاً (27) ، ولكن احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ - وَمِنَ الرواةِ مَنْ قال: اجْتَهلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فقال لسعد بن معاذٍ: كذبتَ، لَعمْرُ الله لا تقتُلُه، ولا [ص: 258] تقْدِر على ذلك، فقام أُسيْد بن حُضَيْرٍ - وهو ابن عَمِّ سعْدٍ، يعني ابن معاذٍ - فقال لسعد بن عُبادة: كَذبتَ، لعمر الله لَنَقْتُلَنَّهُ، فإِنَّك منافقٌ تُجادِلُ عن المنافقين (28) ، فتثاوَر الحيَّانِ الأوسُ والخزرجُ حتى هَمُّوا أنْ يقْتتِلُوا - ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ على المنبر - فلم يَزَلْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُخفِّضُهمْ حتَّى سَكتُوا وسكتَ، وبَكَيْتُ يومي ذلك، لا يرْقَأُ لي دَمْعٌ، ولا أَكْتحِل بنوْمٍ، ثم بكَيْتُ ليلتي المقبلة، لا يرقأ لي دَمْعٌ، ولا أَكْتحِل بنوْمٍ، فأصبحَ عِندي أبواي (29) ، وقد بكَيْتُ ليْلتَينْ ويوماً، حتى أُظنُّ أَنَّ البكاءَ فَالِقٌ كبِدي - ومن الرُّواةِ من قال: وأبوايَ يظُنَّانِ أنَّ البكاء فالقٌ كبدي- قالت: فبينما هما جالسان عندي، وأنا أبكي، إذ اسْتَأْذنتِْ امرأَةٌ من الأنصار، فأذِنتُ لها، فجلستْ تبكي معي، فبيْنا نحن كذلك، إذْ دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّم، ثم جلسَ، قالت: ولم يجْلِسْ عندي من يوم قيل لي ما قيلَ قبْلَها، وقد مكثَ شهراً لا يُوحَى إليه في شأني بشيء، قالت: فتَشهَّدَ [ص: 259] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين جلس، ثم قال: أما بعدُ، يا عائشةُ، فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كُنتِ بريئة فسيُبَرِّئكِ الله، وإن كُنتِ أَلْمَمْتِ بذنبٍ فاسْتغْفري الله، وتُوبي إليه، فإِنَّ العبدَ إذا اعترف بذنبه، ثم تابَ تاب الله عليه (30) . فلما قضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مقالتَهُ قَلَصَ دَمْعِي، حتَّى ما أُحِسُّ (31) منه قطْرَة، فقلتُ لأبي: أجِبْ عَنِّي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما قالَ: قالَ: والله ما أدْري ما أقُولُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقُلْتُ لأُمِّي: أَجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله، قالت: وأَنا جاريةٌ حديثَةُ السِّنِّ، لا أَقْرأُ كثيراً من القرآن (32) ، فقلتُ: إِني والله، لقد علمتُ أنَّكُم سمعتُمْ ما تَحدَّثَ به الناسُ، حتى استقَرَّ في أنفسكم، وصدَّقْتُم به، ولِئنْ قلْتُ لكم: إني بريئة - واللهُ يعلم أني لبريئَةٌ - لا تُصدِّقوني بذلك، ولئن اعْترفتُ لكم بأمْرٍ- والله يعلم أني بريئة- لتُصدِّقُنِّي، فو الله ما أَجدُ لي ولكم مثلاً إلا أَبا يوسفَ إذا قال: {فصبْرٌ جميلٌ واللَّهُ الْمُستعانُ على ما تَصفُون} [ص: 260] [يوسف: 18] ثم تحوَّلتُ، فاضْطجعْتُ على فراشي، وأنا والله حينئذٍ أعلم أني بريئةٌ، وأَنَّ الله مُبَرِّئِي بِبَراءتي، ولكن والله ما كنت أظُنُّ أنَّ الله يُنْزِل في شأني وحْياً يُتْلى، ولشَأني في نفسي كان أَحقَرَ من أنْ يتكلَّم اللهُ فِيَّ بأَمْرٍ يُتْلى - ومن الرواة من قال: ولأنا أَحْقَرُ في نفسي منْ أن يتَكلَّمُ اللهُ بالقرآن في أمري- ولكن كنتُ أرجُو أَنْ يَرَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في النوم رُؤْيا يُبرِّئني الله بها، فو الله ما رام (33) رسولُ الله مَجْلِسَهُ، ولا خرج أحَدٌ من أهل البيت، حتى أَنْزَلَ الله على نبيِّهِ، فأخذه ما كان يأخُذُه من البُرَحاء (34) ، حتى إِنَّهُ ليتَحَدَّرُ منه مثْلُ الْجُمانِ من العرَقِ في يومٍ شاتٍ من ثِقَل القولِ الذي أُنْزِلَ عليه، قالت: فَسُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضْحَكُ، وكان أَوَّل كلمَةٍ تكلَّم بها، أَنْ قال لي: يا عائشةُ، احْمَدِي الله - ومن الرواةِ من قال: أبْشِري يا عائشة، أمَّا الله فقَدْ بَرَّأَكِ- فقالت لي أُمِّي: قُومِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقُلْت: لا والله لا أقومُ إليه، ولا أحْمَد إلا الله، هو الذي أنزلَ بَرَاءتي، فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ جاءُوا بالإِفْكِ عُصْبَةٌ منكم} العَشْرَ الآيات (35) ، [النور: 11 - 19] [ص: 261] فلما أنزلَ اللهُ هذا في بَراءتي، قال أبو بكر الصديق: وكان ينُفِقُ على مِسْطحِ بن أُثَاثةَ - لقرابته منه وفَقْرهِ - والله لا أُنْفِقُ على مسطحٍ شيئاً أَبداً، بعد ما قال لعائشة، فأَنزل اللهُ: {وَلَا يَأْتَلِ (36) أُولُوا الْفَضْلِ منكم والسَّعَةِ أن يُؤتوا أولي القُرْبى والمساكينَ والمهاجرينَ في سبيل اللَّه ولْيَعْفُوا ولْيَصْفَحُوا ألا تحبُّون أن يغفر اللَّه لكم واللَّه غَفُورٌ رحيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكر: بَلى والله إنِّي لأُحِبُّ أَن يَغْفِرَ اللهُ لي، فرجعَ إلى مِسطَحٍ الذي كان يُجري عليه، وقال: واللهِ لا أَنْزِعُها منه أَبداً. قالت عائشة: وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سألَ زينبَ بنتَ جحشٍ عنْ أمْرِي، فقال: يا زينب، مَا علمتِ؟ ما رأَيتِ؟ فقالت: يا رسولَ اللهِ، أَحْمِي سَمْعي وبصري، واللهِ [ص: 262] ما عَلمتُ عليها إلا خيراً، قالتْ عائشةُ: وهي التي كانت تُسامِيني من أزْواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَصمها اللهُ بالورَعِ، قالت عائشةُ: وطَفِقَتْ (37) أختُها حَمْنَةُ تُحارب لها (38) ، فَهلكَتْ فيمن هَلكَ من أصحاب الإفك. قال ابن شهاب: فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرَّهْطِ. ومن الرواة من زاد: قال عُرْوةُ: قالت عائشةُ: والله إِنَّ الرجُلَ الذي قيل له ما قيل، ليقولُ: سُبحانَ اللهِ! فو الذي نفسي بيده، ما كشفتُ مِنْ كَنَفِ (39) أُنْثى، قالت: ثم قُتلَ بعد ذلك في سبيل الله. وفي رواية أُخرى عن عُرْوةَ عن عائشة قالت: لما ذُكِرَ من شأني الذي ذُكِرَ، وما علمتُ به، قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خطيباً، فتَشَهَّدَ، فَحَمِدَ الله وأثْنَى عليه بما هُو أَهْلُه، ثم قال: أما بعدُ، فأَشِيرُوا عليَّ في أُناسٍ أبَنُوا أَهْلي، وايْمُ الله، ما علمتُ على أهْلي من سوءٍ قط، وأَبَنُوهُمْ بِمنْ واللهِ ما عملتُ عليه من سوءٍ قطُّ، ولا دَخَلَ بيْتَي قطُّ إلا وأَنا حاضِرٌ، ولا غِبْتُ في سفَرٍ إلا غابَ مَعي، فقام سعدُ بنُ معاذٍ، فقال: إِئذَنْ لي يا رسولَ الله: أنْ نَضربَ أَعناقَهمْ وقام رجلٌ من بني الخزرج - وكانت أُمُّ حسانٍ من رَهْطِ ذلك الرجل [ص: 263] فقال: كذبتَ والله: أنْ لو كانُوا من الأوْسِ ما أحْببتَ أن تُضرَبَ أعناقُهم حتى كادَ يكُون بيْن الأوسِ والخزرج شرٌّ في المسجد، وما علمتُ، فلمَّا كان مساءُ ذلك اليومِ خرجتُ لبعضِ حاجتي ومعي أُمُّ مِسْطَحٍ، فعَثَرت، فقالتْ: تَعِسَ مِسطحٌ، فقلتُ لها: أي أُمِّ، أتَسُبِّينَ ابْنكِ؟ فسكتتْ، ثم عَثَرَت الثانية، فقالتْ: تَعِسَ مِسطحٌ، فقلتُ لها: أي أُمِّ، أتَسُبِّينَ ابْنكِ؟ فسكتتْ، ثم عَثَرَت الثالثة، فقالتْ: تَعِسَ مِسطحٌ، فانْتَهرْتُها، فقالت: والله ما أسُبُّهُ إلا فيك، فقلتُ: في أيِّ شَأْني؟ فذكرتْ - وفي رواية: فَبَقَرَتْ - لي الحديثَ، فقلتُ: وقد كانَ هذا؟ قالت: نعمْ والله، فرجعْتُ إلى بيتي كأنَّ الذي خرجتُ له لا أجد منه قليلاً ولا كثيراً، وَوُعِكْتُ، وقلتُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أرسلني إلى بيتِ أمي، فأرسلَ معي الغلامَ، فدخلتُ الدارَ، فوجدْتُ أمَّ رُومانٍ في أَسفلِ البيتِ، وأَبا بكرٍ فوقَ البيتِ يقرأ، فقالت أُمي: ما جاءَ بكِ يا بُنيَّةُ؟ فأخبرتُها، وذكرتُ لها الحديث. وإذا هو لم يَبْلُغْ منها مِثلَ ما بلغَ مني، فقالت: أَيْ بُنيَّةُ، خَفِّضِي عليكِ الشَّأْنَ، فإنَّهُ واللهِ لَقَلَّما كانت امرأةٌ حَسناءُ عند رجلٍ يُحبُّها لها ضَرائرُ، إِلا حَسَدْنَها، وقيلَ فيها، قلت: وقد علمَ به أبي؟ قالت: نعم، قلت: ورسُولُ الله؟ قالت: نعم، ورسولُ اللهِ، فَاسْتَعْبَرْتُ وبَكَيت، فسمعَ أبو بكرٍ صَوْتي وهو فوق البيت يقرأُ فنزل. فقال لأُمي: ما شأْْنُها؟ فقالت: بَلَغها الذي ذُكِرَ في شأْنِها، فَفاضت عيناهُ، وقال: أَقْسمتُ عليك يا بُنَيَّةُ إِلا رجعْتِ إِلى بَيتكِ [ص: 264] فَرَجعت، ولقدْ جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فسألَ عني خادمي؟ فقالت: لا واللهِ، ما علمتُ عليها عيباً، إلا أنَّها كانت تَرْقُدُ، حتى تدخلَ الشَّاةُ فتأْكلَ خُبْزَها أو عَجينها - وفي رواية: عجينها أو خَمِيرَها - شكَّ هشام. فانْتَهَرها بعضُ أَصحابه، فقال: اصْدُقي رسولَ الله، حتى أسْقَطُوا لها بِهِ، فقالت: سبْحانَ الله! والله ما علمتُ عليها إلا ما يعلمُ الصائغ على تِبْرِ الذهب الأحمر (40) وبلغ الأمرُ ذلك الرجلَ الذي قيل له، فقال: سُبحانَ الله! واللهِ ما كشفتُ كَنفَ أُنثى قط، قالت عائشةُ: فقُتلَ شهيداً في سبيل اللهِ، قالت: وأصْبحَ أَبوايَ عِندي، فلم يزالا، حتى دخلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقد صلَّى العصر ثم دخلَ، وقد اكْتَنَفَني أَبواي عن يميني وعن شمالي، فحمد الله وأثْنى عليه ثم قال: أمَّا بعدُ، يا عائشةُ إنْ كُنْتِ قارْفتِ سُوءاً أَو ظَلمْتِ، فتُوبي إلى الله، فإِنَّ اللهَ يقْبلُ التَّوبة عن عباده، قالت: وقد جاءت امرأَةٌ من الأَنصارِ، فهي جالسةٌ بالبابِ، فقلتُ: أَلا تسْتحيي من هذه المرأةِ: أَنْ تذكُرَ شيئاً؟ قالت: فوعَظَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فالتفَتُّ إلَى أَبي، فقلتُ: أجِبْهُ، قال: فماذا أَقُولُ؟ فالْتفتُّ إلى أُمِّي فقلتُ: أَجِيبيِه، فقالت: أَقولُ ماذا؟ فلمَّا لم يُجيباهُ تشهَّدْتُ، فحمِدتُ الله وأثْنَيْتُ عليه بما هو أهُله، ثم قُلْتُ: أَما بعد [ص: 265] فو الله، لَئِنْ قُلْتُ لكم: إِني لم أُفْعلْ - واللهُ يعْلَم إني لصادقةٌ - ما ذاك بنافِعي عندكم، لقد تكلَّمتُمْ به، وأُشْرِبتْهُ قُلُوبُكم، وإنْ قُلْتُ: إني قد فعلت - واللهُ يعْلُم أنِّي لم أفعلْ - لتَقُولُنَّ: قد باءتْ به على نفسها، وإِني والله ما أَجد لي ولكم مثلاً - والْتمسْتُ اسم يعقُوب، فلم أَقْدرْ عليه - إلا أَبا يُوسُف، حين قال: {فصبْرٌ جميلٌ واللَّهُ الْمُستعانُ على ما تَصفُون} وأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منْ ساعتِه، فسكتْنا، فرُفعَ عنه، وإِني لأََتبيَّنُ السُّرور في وجْهه، وهُو يمْسحُ جَبينَهُ ويقول: أَبشري يا عائشة، فقد أنزل الله براءتك، قالت: وكُنْت أَشَدَّ ما كُنتُ غضباً، فقال: لي أبوايَ: قُومي إليه، فقُلت: والله لا أَقوم إليه، ولا أحْمَدُهُ، ولا أَحْمدكما، ولكن أحْمدُ الله الذي أنْزلَ بَراءتي ولقد سَمِعْتُمُوهُ فما أنْكرْتُموهُ ولا غيَّرْتُموهُ، وكانت عائشة تقول: أمَّا زينبُ بنتُ جحْشٍ: فعَصَمها اللهُ بدينها فلم تقُلْ إِلا خيْراً، وأَما أخْتُها حَمْنةُ: فهلَكتْ فيمن هَلك، وكان الذي يتكلمُ فيه: مِسْطحٌ، وحسَّانُ بن ثابتٍ، والمنافقُ: عبدُ الله بْن أُبَيّ بْنَ سَلُول، وهو الذي كان يسْتوْشِيهِ ويجْمعُهُ، وهو الذي تولَّى كِبْرَهُ منهم هو وحَمْنَةُ، قالت: فحلَفَ أبو بكرٍ أَلاّ ينْفعَ مسْطحاً بنافعةٍ أبداً، فأنزل الله عز وجل: {وَلاَ يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ منكم والسَّعَةِ ... } إلى آخر الآية، يعني أبا بكرٍ {أنْ يُؤتوا أُولي القُرْبى والمساكينَ} يعني مِسْطحاً، إلى قوله: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغفر اللَّه لكم واللَّه غَفُورٌ رحيمٌ} فقال أبو بكر: بلى والله يا ربَّنا، إِنا لنُحبُّ أنْ تغفِر لنا، وعادَ له بما كان يصْنعُ. [ص: 266] وفي رواية: أن عائشةَ لمَّا أُخْبِرتْ بالأمر قالت: يا رسول الله، أَتأذنُ لي أنْ أنطَلقَ إلى أهْلي؟ فأذِن لها، وأرسل معها الغلامَ، وقال رُجلٌ من الأنصار (41) : {سبحانك ما يكون لنا أن نتَكلَّمَ بهذا سُبحانك هذا بُهتانٌ عظيم} لمْ يَزِد على هذا. هذه روايات البخاري، ومسلم. وعند البخاري قال: قال الزهري: كان حديثُ الإفكِ في غزوةِ المُرَيْسِيعِ، ذكره البخاري في غزوة بني المُصْطَلِق من خُزاعَةَ، قال: وهي غزوَةِ المُرَيْسِيعِ، قال ابن إسحاق: وذلك سنة ستٍ، وقال موسى بنُ عُقْبة: سنَة أربعٍ، إلى هنا ما حكاه البخاري. وأخرج البخاري من حديث الزُّهري قال: قال لي الوليدُ بن عبد الملك: أبَلَغَكَ أنَّ عليًّا كان فيمن قَذَف عائشة؟ قُلتُ: لا، ولكن قد أخبرني رُجلان من قومِك: - أبو سلمةَ بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام - أنَّ عائشة قالت لهما: كان عليٌّ مُسَلِّما (42) في شأنِها. وأخرج البخاري أيضاً من حديث الزهري عن عروة عن عائشة {والَّذي [ص: 267] تولَّى كِبْرَهُ منهم} : عبد الله بن أُبيّ. زاد في رواية: قال عُروة: أُخبرتُ أنه كان يُشاعُ، ويُتحدَّثُ به عندَه، فيُقِرُّه ويُشيعُهُ ويَسْتوشِيهِ، قال عروةُ: لم يُسمَّ من أهْلِ الإفك أيضاً إلا حسَّانُ بن ثابتٍ، ومِسْطحُ بنُ أُثاثة، وحَمْنةُ بنت جحش، في ناسٍ آخرين، لا عِلْم لي بهم، غير أَنهم عُصْبةٌ، كما قال الله تعالى، قال عروةُ: وكانت عائشةُ تكره أَنْ يُسبَّ عِندها حَسّانُ، وتقول: إنه الذي قال: فإنَّ أبي ووَالِدَهُ وعِرْضي ... لعِرْضِ محمدٍ منكم وِقاءٌُ وفي رواية لهما: قال مسروق بن الأجْدع: دخلتُ على عائشة، عندها حسانُ يُنْشِدُها شعراً، يُشبِّبُ (43) من أبياتٍ، فقال: حَصانٌ رَزانٌ، ما تُزَنُّ برِيبةٍ ... وتُصِبحُ غَرْثَى من لُحُوم الغوافلِ فقالت له عائشة: لكِنَّك لست كذلك، قال مسروق: فقلت لها: أتأذنين (44) له أن يدخُل عليك؟ وقد قال الله تعالى: {والذي تولَّى كِبْرَهُ منهم له عذابٌ عظيمٌ} ؟ قالت: وأَيُّ عذابٍ أَشدُّ من العمى؟ وقالت: إنه كان يُنافحُ [ص: 268] أو يُهاجِي - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي الرواية الثانية من الروايتين الطويلتين عن عروة عن عائشة بطولها، وقال: وقد رواه يونس بن يزيد، ومعمرٌ، وغيرُ واحد عن الزهري عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بنِ وَقَّاص الليثيِّ، وعبيد الله بن عبد الله - عن عائشة أَطولَ من حديث هشام بن عروة وأتمَّ، يعني بذلك: الرواية الأولى بطولها. وأخرج النسائي من الرواية الأولى إلى قوله: «فلم يستنكِرِ القومُ خِفَّةَ الهوْدج حين رفَعوهُ وحملوهُ، وكنت جارية حديثةَ السِّنِّ» ، ثم قال: وذكر الحديث، ولم يذكر لفظه. وأخرج أبو داود منه طرفين يسيرين. أحدهما: عن ابن شهاب قال: أَخبرني عروةُ بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن، وقَّاصٍ الليثي، وعبيد الله بن عبد الله، عن حديث عائشة، وكُلٌّ حدَّثني طائفة من الحديث «قالت: ولشَأني في نفسي كان أحقرَ من أن يتكلَّم الله فيَّ بأمْرٍِ يُتْلى» . والطرف الآخر: أخرجه في باب الأدب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبْشِري يا عائشة، فإن الله -عزَّ وجلَّ- قدْ أنزلَ عُذْرَكِ، وقرأ عليها القرآنَ، فقال أبوايَ: قُومي فقَبِّلي رأسَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: أَحْمَدُ الله، لا إِيَّاكُما» . [ص: 269] وحيث اقْتَصَر على هذين الطرَفين اليسيرين، لم أُثْبِتْ علامته مع الجماعة، ونبَّهْتُ بِذِكْرِهِما ها هنا؛ لِئَلا يُخِلَّ بِهِما (45) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإفك) الكذب، أراد به: قذف عائشة -رضي الله عنها -. (أوعى) أحفظ. [ص: 271] (آذن) أي أعلم، يعني: نادى بالرحيل. [ص: 272] (جزع أظفار) الجزع هنا: الحجر اليماني المعروف، وإضافته إلى أظفار: تخصيص له، وفي اليمن موضع يقال له: ظِفار، والرواية في الحديث «أظفار - وظِفَار» . (لم يُهَبَّلن) أي: لم يكثر لحمهن من السمن فيثقلن، والمهبَّل: الكثير اللحم. الثقيل الحركة من السمن، وقد روى «لم يُهَبِّلن» . (العُلقة) بضم العين: البلغة من الطعام قدر ما يمسك الرمق. تريد القليل. (داعٍ ولا مجيب) أي ليس بها أحد لا من يدعو، ولا من يرد جواباً. (عرَّس فادَّلج) التعريس: نزول آخر الليل نزلة الاستراحة، والادِّلاج - بالتشديد -: سير آخر الليل. (الاسترجاع) هو قول القائل: (إنا لله وإنا إليه راجعون) . (بجلبابي) الجلباب: ما يتغطى به الإنسان من ثوب أو إزار. (وهوي) هوي الإنسان: إذا سقط من علو، والمراد: أنه نزل من بعيره عجلاً. (موغرين) الوغرة: شدة الحر.، ومنه يقال: وغر صدره يوغر: إذا [ص: 273] اغتاظ وحمي، وأوغره غيره، فيكون قوله: موغرين، أي: داخلين في شدة الحر. (نحر الظهيرة) الظهيرة: شدة الحر، ونحرها: أولها. ونحر كل شيء: أوله. (كبر الإفك) الكبر - بكسر الكاف وضمها هاهنا - معظم الإفك. (يفيضون) الإفاضة في الحديث: التحدث به والخوض فيه بين الناس. (يريبني) رابني الشيء يريبني: شككت فيه، ولا يكون ريباً إلا في شك مع تهمة. (المناصع) : المواضع الخالية تقضى فيها الحاجة من الغائط والبول، وأصله: مكان فسيح خارج البيوت، واحدها: منصع. (مرطها) المرط: كساء من صوف أو خز يؤتزر به، وجمعه: مروط. (تعس) الإنسان: إذا عثر: ويقال في الدعاء على الإنسان: تعس فلان، أي: سقط لوجهه. (هنتاه) يقال امرأة هنتاه، أي بلهاء، كأنها منسوبة إلى البله وقلة المعرفة بمكائد الناس، وفسادهم. (وضيئة) الوضاءة: الحسن، ووضيئة: فعيلة بمعنى: فاعلة. (أغمصه) الغمص: العيب. [ص: 274] (الداجن) الشاة التي تألف البيت وتقيم به، يقال: دجن بالمكان أذا أقام به. (فاستعذر) يقال: من يعذرني من فلان، أي: من يقوم بعذري إن كافأته على سوء صنيعه، فلا يلومني، واستعذر: استفعل من ذلك، أي قال: من يعذرني؟ فقال له سعد بن معاذ: أنا أعذرك، أي أقوم بعذرك. (من فخذه) الفخذ في العشائر: أقل من البطن أولها: الشَّعب، ثم القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ، كذا قال الجوهري. (اجتهلته الحمية) الاجتهال: افتعال: من الجهل، أي: حملته الحمية، وهي الأنفة والغضب على الجهل، واحمتلته: افتعلته من الحمل. (فتثاور) تثاور الناس، أي: ثاوروا ونهضوا من أماكنهم، طلباً للفتنة. (يخفضهم) : يهون عليهم ويسكنهم. (فالق) فاعل، من فلق الشيء: إذا شقه. (ألممت) الإلمام: المقاربة، وهو من اللمم: صغار الذنوب، وقيل: اللمم: مقاربة المعصية من غير إيقاع فعل (46) . [ص: 275] (قلص) قلص الدمع: انقطع جريانه. (ما رام) أي ما برح من مكانه، يقال: رام يريم: إذا برح وزال وقلَّما يستعمل إلا في النفي. (البرحاء) الشدة. (الجمان) جمع جمانة: وهي الدرة، وقيل: هي خرزة تعمل من الفضة مثل الدرة. (سري عنه) أي كشف عنه. (ولا يأتَل) يأتل: يفتعل: من الألية: وهي القسم، يقال: آلى وائتلى وتألى. (أحمي سمعي) حميت سمعي وبصري: إذا منعتهما من أن أنسب إليهما ما لم يدركاه. (تساميني) المساماة: مفاعلة من السمو والعلو: أي أنها تطلب من السمو والعلو مثل الذي أطلب. (فعصمها الله بالورع) أي منعها بالمعدلة: ومجانبة مالا يحل. (كنف) الكنف: الجانب، والمراد: ما كشفت على امرأة ما سترته من نفسها، إشارة إلى التعفف. (أبنوا أهلي) التأبين على وجهين: فتأبين الحي: ذكره بالقبيح، [ص: 276] ومنه قوله: أبنوا أهلي: أي ذكروهم بسوء. والثاني تأبين الميت: وهو مدحه بعد موته. (فبقرت) البَقْر: الفتح والتوسعة والشق، والمعنى: ففتحت لي الحديث وكشفته وأوضحته. (وايم الله) من ألفاظ القسم، وفيها لغات كثيرة. (وأسقطوا لها به) أسقطوا به: أي: قالوا لها السقط من القول، وهو الرديء، يريد: أنهم سبوها، وقوله «به» أي بسبب هذا المعنى: وهو الذي سئلت عنه من أمر عائشة -رضي الله عنها - فيكون المعنى سبوها بهذا السبب. وقد روي هذا اللفظ على غير ما قلناه، والصحيح المحفوظ: إنما هو ما ذكرناه. والله أعلم. (قارفت) المقارفة: الكسب والعمل في الأصل، ويقال لمن باشر معصية أو ألم بها. (وأشربته قلوبكم) أي: تداخل هذا الحديث قلوبكم، كما يتداخل الصبغ الثوب فيشربه. (باءت به) أي: رجعت به وتحملته. (يستوشيه) أي: يستخرجه بالبحث عنه والاستقصاء، كما يستوشي الرجل فرسه: إذا ضرب جنبيه بعقبيه ليجري، يقال: أوشى فرسه، واستوشاه. [ص: 277] (حصان رزان) امرأة حصان: بينة الحصانة، أي: عفيفة حيية: وامرأة رزان: ثقيلة ثابتة. (تُزن) تُرمى وتقذف. (بريبة) أي: بأمر يريب الناس، كالزنا ونحوه. (غرثى) أي: جائعة، والمذكر: غرثان. (الغوافل) جمع غافلة، والمراد به: الغفلة المحمودة، وهي مالا يقدح في دين أو مروءة. (منافح) المنافحة: المناضلة والمخاصمة. (أكنف) الأكنف: الأستر الأصفق، ومن هاهنا قيل للوعاء الذي يحرز فيه الشيء: كَنَف، والبناء الساتر لما وراءه: كنيف.   (1) قال النووي: هذا الذي فعله الزهري من جمعه الحديث عنهم جائز، لا منع منه ولا كراهة فيه، لأنه قد بين أن بعض الحديث عن بعضهم، وبعضه عن بعضهم، وهؤلاء الأربعة أئمة حفاظ ثقات، من أجل التابعين، فإذا ترددت اللفظة من هذا الحديث بين كونها عن هذا أو ذاك لم يضر، وجاز الاحتجاج بها لأنهما ثقتان. وقد اتفق العلماء على أنه لو قال: حدثني زيد أو عمرو - وهما ثقتان معروفان بالثقة عند المخاطب - جاز الاحتجاج به. وقوله " وبعضهم أوعى لحديثها من بعض، وأثبت اقتصاصاً " أي: أحفظ وأحسن إيراداً وسرداً للحديث. (2) " آذن " روي بالمد وتخفيف الذال، وبالقصر وتشديدها: أي أعلم. (3) قال الحافظ في " الفتح " 8 /347: كذا في هذه الرواية " أظفار " بزيادة ألف، وكذا في رواية فليح، لكن في رواية الكشميهني من طريقه " ظفار "، وكذا في رواية معمر وصالح. وقال ابن بطال: الرواية " أظفار " بألف، وأهل اللغة لا يعرفونه بألف، ويقولون: " ظفار "، وقال ابن قتيبة: " جزع ظفاري "، وقال القرطبي: وقع في بعض روايات مسلم " أظفار " وهي خطأ. قلت: - القائل ابن حجر - لكنها في أكثر روايات أصحاب الزهري، حتى إن في رواية صالح بن أبي الأخضر عند الطبراني " جزع الأظافير " فأما " ظفار " بفتح الظاء المعجمة، ثم فاء بعدها راء مبنية على الكسر، فهي مدينة باليمن، وقيل: جبل، وقيل: سميت به المدينة، وهي في أقصى اليمن إلى جهة الهند، وفي المثل: من دخل ظفار حمر، أي: تكلم بالحميرية، لأن أهلها كانوا من حمير، وإن ثبتت الرواية أنه " جزع أظفار " فلعل عقدها كان من الظفر أحد أنواع القسط، وهو طيب الرائحة يتبخر به، فلعله عمل مثل الخرز، فأطلقت عليه جزعاً تشبيهاً به، ونظمته قلادة، إما لحسن لونه أو لطيب ريحه، وقد حكى ابن التين: أن قيمته كانت اثني عشر درهماً. وهذا يؤيد أنه ليس جزعاً ظفارياً، إذ لو كان كذلك لكانت قيمته أكثر من ذلك. ووقع في رواية الواقدي " فكان في عنقي عقد من جزع ظفار، كانت أمي أدخلتني به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ". قال النووي: وأما ظفار، فبفتح الظاء المعجمة، وكسر الراء، وهى مبنية على الكسر. تقول: هذه ظفار، ودخلت ظفار، وسافرت إلى ظفار - بكسر الراء بلا تنوين في الأحوال كلها -، وهي قرية باليمن. (4) قال الحافظ في " الفتح ": وهو أصوب. (5) قال النووي: " لم يهبلن " ضبطوه على أوجه. أظهرها: بضم الياء وفتح الهاء والباء المشددة، أي: يثقلن باللحم والشحم. والثاني: يهبلن، بفتح الياء والباء وإسكان الهاء بينهما. والثالث: بفتح الياء وضم الباء الموحدة. ويجوز بضم أوله وإسكان الهاء وكسر الموحدة. قال أهل اللغة: هبله اللحم وأهبله: إذا أثقله وكثر لحمه وشحمه. وفي رواية البخاري " لم يثقلن " وهو بمعناه: وهو أيضاً المراد بقولها " ولم يغشهن اللحم ". (6) بضم العين، القليل، ويقال لها أيضاً: البلغة. (7) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 350: قال أبو زيد: التعريس: النزول في السفر في أي وقت كان. وقال غيره: أصله: النزول من آخر الليل في السفر للراحة. ووقع في حديث ابن عمر: بيان سبب تأخر صفوان، ولفظه " وكان صفوان سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة، فكان إذا رحل الناس قام يصلي، ثم اتبعهم، فمن سقط له شيء أتاه به ". وفي حديث أبي هريرة " وكان صفوان يتخلف عن الناس، فيصيب القدح والجراب والإداوة "، وفي مرسل مقاتل بن حيان " فيحمله فيقدم به فيعرفه أصحابه "، وكذا في مرسل سعيد بن جبير نحوه. (8) قال الحافظ في " الفتح " 8 /322: " أدلج " بسكون الدال في روايتنا، وهو كادلج بتشديدها. وقيل: معناه بالسكون: سار من أوله. وبالتشديد: سار من آخره. وعلى هذا: فيكون الذي هنا بالتشديد، لأنه كان في آخر الليل، وكأنه تأخر في مكانه حتى قرب الصبح، فركب ليظهر له ما يسقط من الجيش مما يخفيه الليل، ويحتمل أن يكون سبب تأخيره: ما جرت به عادته من غلبة النوم عليه، كما في سنن أبي داود، إذ شكته امرأته. (9) بالمثناة المكسورة، وهي للمؤنث مثل ذاكم للمذكر. واستدلت عائشة بهذه الحالة على أنها استشعرت منه بعض جفاء، ولكنها لما لم تكن تدري السبب لم تبالغ في التنقيب عن ذلك حتى عرفته. ووقع في رواية أبي أويس " إلا أنه يقول وهو مار: كيف تيكم؟ ولا يدخل عندي ولا يعودني، ويسأل عني أهل البيت "، وفي حديث ابن عمر: " وكنت أرى منه جفوة، ولا أدري من أي شيء؟ ". (10) جمع كنيف. وهو الساتر، والمراد به هنا: المكان المتخذ لقضاء الحاجة. (11) بضم الراء وسكون الهاء. (12) ابن كعب بن سعد بن تميم بن بكر. (13) قال الحافظ: اسمها رائطة، حكاه أبو نعيم. (14) بضم الهمزة ومثلثتين، الأولى خفيفة، بينهما ألف، ابن عباد بن المطلب، فهو مطلبي من أبيه [ص: 255] وأمه. وأصل المسطح: عود من أعواد الخباء، وهو لقب، واسمه: عوف، وقيل: عامر. والأول هو المعتمد، وكان هو وأمه من المهاجرين الأولين، وكان أبوه مات وهو صغير، فكفله أبو بكر لقرابة أم مسطح منه، وكانت وفاة مسطح سنة أربع وثلاثين، وقيل: سنة سبع وثلاثين، بعد أن شهد صفين مع علي رضي الله عنه. قاله الحافظ في " الفتح ". (15) أي كب لوجهه، أو هلك ولزمه الشر، أو بعد. (16) قال الحافظ في " الفتح " قوله: " فقلت: سبحان الله " استغاثت بالله متعجبة من وقوع مثل ذلك في حقها مع براءتها المحققة عندها. (17) قال الحافظ: ظاهره: أن السؤال وقع بعد ما علمت بالقصة، لأنها عقبت بكاءها تلك الليلة بهذا، ثم عقبت هذا بالخطبة. ورواية هشام بن عروة تشعر بأن السؤال والخطبة وقعا قبل أن تعلم عائشة بالأمر، فإن في أول رواية هشام عن أبيه عن عائشة " لما ذكر من شأني الذي ذكر، وما علمت به [ص: 256] قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً " فذكر قصة الخطبة الآتية؛ ويمكن الجمع بأن الفاء في قوله " فدعا " عاطفة على شيء محذوف، تقديره: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك قد سمع ما قيل، فدعا علياً. (18) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " استلبث الوحي " بالرفع: أي طال لبث نزوله، وبالنصب: أي استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم نزول الوحي. (19) قال الحافظ في " الفتح ": " هم أهلك " أي العفيفة اللائقة بك، ويحتمل أن يكون قال ذلك متبرئاً من المشورة، ووكل الأمر إلى رأي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لم يكتف بذلك، حتى أخبر بما عنده، فقال: " ولا نعلم إلا خيراً " وإطلاق " الأهل " على الزوجة شائع، قال ابن التين: أطلق عليها أهلاً، وذكرها بصيغة الجمع، حيث قال: " هم أهلك " إشارة إلى تعميم الأزواج بالوصف المذكور. اهـ، ويحتمل أن يكون جمع لإرادة تعظيمها. (20) وإنما قال علي رضي الله عنه ذلك: تسهيلاً للأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإزالة لما هو متلبس به، وتخفيفاً لما شاهده فيه، لا عداوة لها، حاشاهم عن ذلك، قاله الكرماني. (21) أي: ما رأيت فيها مما تسألون عنه شيئاً أصلاً، وأما من غيره: ففيها ما ذكرت من غلبة النوم لصغر سنها ورطوبة بدنها، قاله الحافظ في " الفتح ". (22) أي: أعيبه. (23) قال الحافظ في" الفتح ": وفي رواية مقسم " ما رأيت منها مذ كنت عندها إلا أني عجنت عجيناً، فقلت: احفظي هذه العجينة حتى أقتبس ناراً لأخبزها، فغفلت، فجاءت الشاة فأكلتها "، وهو يفسر المراد بقوله في رواية الباب: " حتى تأتي الداجن ". (24) وإنما قال ذلك: لأنه سيدهم، فجزم أن حكمه فيهم نافذ. (25) " من " الأولى تبعيضية والأخرى بيانية، ولهذا سقطت من رواية فليح، قاله الحافظ في " الفتح ". (26) هي الفريعة بنت خالد بن حبيش بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصارية. (27) أي: كامل الصلاح، وفي رواية الواقدي " وكان صالحاً لكن الغضب بلغ منه، ومع ذلك لم يغمص عليه في دينه ". قاله الحافظ في " الفتح ". (28) قال الحافظ في " الفتح ": أطلق أُسيد ذلك مبالغة في زجره عن القول الذي قاله، وأراد بقوله: " فإنك منافق " أي: تصنع صنيع المنافقين، وفسره بقوله: " تجادل عن المنافقين " وقابل قوله لسعد بن معاذ: " كذبت، لا تقتله " بقوله هو: " كذبت لنقتلنه ". وقال المازري: إطلاق أسيد لم يرد به نفاق الكفر، وإنما أراد: أنه كان يظهر المودة لقومه الأوس، ثم ظهر منه في هذه القصة ضد ذلك. فأشبه حال المنافق، لأن حقيقة النفاق: إظهار شيء وإخفاء غيره، ولعل هذا هو السبب في ترك إنكار النبي صلى الله عليه وسلم. (29) قال الحافظ في " الفتح ": أي أنهما جاءا إلى المكان الذي كنت به من بيتهما، لا أنها رجعت من عندهم إلى بيتها. ووقع في رواية محمد بن ثور عن معمر " وأنا في بيت أبوي ". (30) قال الداودي: أمرها بالاعتراف، ولم يندبها إلى الكتمان، للفرق بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن، فيجب على أزواجه الاعتراف بما يقع منهن، ولا يكتمنه إياه، لأنه لا يحل لنبي إمساك من يقع منها ذلك. بخلاف نساء الناس، فإنهن يندبن إلى الستر. وتعقبه عياض بأنه ليس في الحديث ما يدل على ذلك، ولا فيه أنه أمرها بالاعتراف، وإنما أمرها أن تستغفر الله وتتوب إليه، أي فيما بينها وبين ربها، فليس صريحا في الأمر لها بأن تعترف عند الناس بذلك، قال الحافظ: وسياق جواب عائشة يشعر بما قال الداودي، لكن المعترف عنده ليس إطلاقه فليتأمل. ويؤيد ما قال عياض: أن في رواية ابن حاطب، قالت " فقال أبي: إن كنت صنعت شيئاً فاستغفري الله، وإلا فأخبري رسول الله صلى الله عليه وسلم بعذرك ". (31) أي: أجد. (32) قالت هذا، توطئة لعذرها، لكونها لم تستحضر اسم يعقوب عليه السلام. (33) أي: ما فارق، ومصدره: الريم بالتحتانية، بخلاف رام، بمعنى: طلب. فمصدره: الروم. (34) " البرحاء " بضم الموحدة وفتح الراء ثم مهملة ثم مد: هي شدة الحمى، وقيل: شدة الكرب، وقيل: شدة الحر، ومنه برح بي الهم: إذا بلغ غايته. (35) قال الحافظ في " الفتح ": آخر العشرة قوله {والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ، لكن وقع في رواية عطاء الخراساني عن الزهري " فأنزل الله {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم - إلى قوله - أن يغفر [ص: 261] الله لكم والله غفور رحيم} ، وعدد الآي إلى هذا الموضع: ثلاث عشرة آية، فلعل في قولها " العشر الآيات " مجازاً بطريق إلغاء الكسر. وفي رواية الحكم بن عيينة مرسلاً عند الطبري " لما خاض الناس في أمر عائشة " فذكر الحديث مختصراً، وفي آخره: فأنزل الله خمس عشرة آية من سورة النور - حتى بلغ - {الخبيثات للخبيثين} [النور: 26] وهذا منه تجوز، فعدد الآي إلى هذا الموضع ست عشرة. وفي مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم والحاكم في " الإكليل ": فنزل ثماني عشرة آية متوالية كذبت من قذف عائشة {إن الذين جاءوا - إلى قوله - رزق كريم} ، وفيه ما فيه أيضاً. وتحرير العدة: سبع عشرة آية. قال الزمخشري: لم يقع في القرآن من التغليظ في معصية ما وقع في قصة الإفك بأوجز عبارة وأشبعها، لاشتماله على الوعيد الشديد، والعقاب البليغ، والزجر العنيف، واستعظام القول في ذلك، واستشناعه بطرق مختلفة، وأساليب متقنة، كل واحد منها كاف في بابه، بل ما وقع من وعيد عبدة الأوثان، إلا بما هو دون ذلك، وما ذلك إلا لإظهار علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير من هو منه بسبيل. (36) أي: لا تحلفوا، إذ الألية هي اليمين، قاله النووي. (37) بكسر الفاء، وحكي فتحها. أي: جعلت أو شرعت. (38) أي: تجادل لها وتتعصب، وتحكي ما قال أهل الإفك، أي: لتنخفض منزلة عائشة، وتعلو منزلة أختها زينب. (39) هو بفتح النون: الستر، والمراد هنا: ثوبها الذي يكنفها، كناية عن الجماع، ومنه: هو في كنف الله وحفظه، والكنف أيضاً: الجانب، قاله الزركشي. (40) قال الحافظ: أي: كما لا يعلم الصائغ من الذهب الأحمر إلا الخلوص من العيب، فكذلك أنا: لا أعلم منها إلا الخلوص من العيب. وفي رواية ابن أبي حاطب عن علقمة " فقالت الجارية الحبشية: والله لعائشة أطيب من الذهب، ولئن كانت صنعت ما قال الناس، ليخبرنك الله. قالت: فعجب الناس من فقهها ". (41) قال الحافظ في مقدمة " الفتح ": هو أبو أيوب الأنصاري، رواه الحاكم في " الإكليل ". (42) بكسر اللام، كذا رواه القابسي، من التسليم وترك الكلام في إنكاره، وفتحها الحموي [[وبعضهم]] من السلامة من الخوض فيه. [[ورواه النسفي وابن السكن مسيئا من الإساءة في الحمل عليها وترك التحزب لها وكذا رواه ابن أبي خيثمة وعليه تدل فصول الحديث في غير موضع رواه ابن أبي شيبة، وعليه يدل فصول الحديث في غير موضع]] (*) ، وهو رضي الله عنه منزه أن يقول ما قال أهل الإفك. كما نص عليه في الحديث، ولكن أشار بفراقها، وشدد على بريرة في أمرها، قاله الزركشي. (43) أي: ينشد شعراً يتغزل به. (44) قال الحافظ: هذا مشكل، لأن ظاهره: أن المراد بقوله {والذي تولى كبره منهم} هو: حسان بن ثابت. وقد تقدم قبل هذا: أنه عبد الله بن أبي. وهو المعتمد. وقد وقع في رواية أبي حذيفة عن سفيان الثوري عند أبي نعيم في " المستخرج " وهو ممن تولى كبره فهذه الرواية أخف إشكالاً. (45) البخاري 5 / 198 - 201 في الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضاً، وباب القرعة في المشكلات، وفي الهبة، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها. وفي الجهاد، باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وباب غزوة النساء، وفي تفسير سورة يوسف، باب {بل سولت لكم أنفسك أمراً} ، وفي تفسير سورة النور، باب {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً} ، وباب {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا} ، وفي الأيمان والنذور، باب اليمين فيما لا يملك، وفي الاعتصام، باب قول الله تعالى {وأمرهم شورى بينهم} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة "، ومسلم رقم (2770) في التوبة، باب حديث الإفك وقبول توبة القاذف، والترمذي رقم (3179) في التفسير، باب ومن سورة النور، والنسائي 1 / 163 - 164 في الطهارة، باب بدء التيمم. قال العلماء: في هذا الحديث من الفوائد: جواز الحديث عن جماعة ملفقاً مجملاً، وفيه مشروعية القرعة حتى بين النساء، وفي المسافرة بهن، والسفر بالنساء حتى في الغزو، وجواز حكاية ما وقع للمرء من الفضل ولو كان فيه مدح ناس وذم ناس إذا تضمن ذلك إزالة توهم النقص عن الحاكي إذا كان بريئاً عند قصد نصح من يبلغه ذلك لئلا يقع فيما وقع فيه من سبق، وأن الاعتناء بالسلامة من وقوع الغير في الإثم أولى من تركه يقع في الإثم، وتحصيل الأجر للموقوع فيه، وفيه استعمال التوطئة فيما يحتاج إليه من الكلام، وأن الهودج يقوم مقام البيت في حجب المرأة، وجواز ركوب المرأة الهودج على ظهر البعير، ولو كان ذلك مما يشق عليه حيث يكون مطيقاً لذلك، وفيه خدمة الأجانب للمرأة من وراء الحجاب، وجواز تستر المرأة بالشيء المنفصل عن البدن، وتوجه المرأة لقضاء حاجتها وحدها وبغير إذن خاص من زوجها، بل اعتماداً على الإذن العام المستند إلى العرف العام، وجواز تحلي المرأة في السفر بالقلادة ونحوها، وصيانة المال ولو قل للنهي عن إضاعة المال، فإن عقد عائشة لم يكن من ذهب [ص: 270] ولا جوهر، وفيه شؤم الحرص على المال لأنها لو لم تطل في التفتيش لرجعت بسرعة فلما زاد على قدر الحاجة أثر ما جرى، وتوقف رحيل الجند على إذن الأمير، والاسترجاع عند المصيبة، وتغطية المرأة وجهها عن نظر الأجنبي، وإغاثة الملهوف، وعون المنقطع، وإنقاذ الضائع، وإكرام ذوي القدر وإيثارهم بالركوب، وتجشم المشقة لأجل ذلك، وحسن الأدب مع الأجانب خصوصاً النساء، لا سيما في الخلوة، والمشي أمام المرأة ليستقر خاطرها وتأمن مما يتوهم من نظره لما عساه ينكشف منها في حركة المشي، وفيه ملاطفة الزوجة وحسن معاشرتها، والتقصير من ذلك عند إشاعة ما يقتضي النقص وإن لم يتحقق، وفائدة ذلك أن تتفطن لتغير الحال فتعتذر أو تعترف، وأنه لا ينبغي لأهل المريض أن يعلموه بما يؤذي باطنه لئلا يزيد ذلك في مرضه، وفيه السؤال عن المريض والإشارة إلى مراتب الهجران بالكلام والملاطفة، وفيه أن المرأة إذا خرجت لحاجة تستصحب من يؤنسها أو يخدمها ممن يؤمن عليها، وفيه ذب المسلم عن المسلم خصوصاً من كان من أهل الفضل، وردع من يؤذيهم ولو كان منهم بسبيل، وبيان مزيد فضيلة أهل بدر، وفيه البحث عن الأمر القبيح إذا أشيع، وتعرف صحته وفساده بالتنقيب على من قيل فيه، واستصحاب حال من اتهم بسوء إذا كان قبل ذلك معروفاً بالخير إذا لم يظهر عنه بالبحث ما يخالف ذلك، وفيه فضيلة قوية لأم مسطح لأنها لم تحاب ولدها في وقوعه في حق عائشة، بل تعمدت سبه على ذلك، وفيه مشروعية التسبيح عند سماع ما يعتقد السامع أنه كذب، وفيه توقف خروج المرأة من بيتها على إذن زوجها ولو كانت إلى أبويها، وفيه البحث عن الأمر المقول ممن يدل عليه المقول فيه، والتوقف في خبر الواحد ولو كان صادقاً، وطلب الارتقاء من مرتبة الظن إلى مرتبة اليقين، وأن خبر الواحد إذا جاء شيئاً بعد شيء أفاد القطع، لقول عائشة: " لأستيقن الخبر من قبلهما " وأن ذلك لا يتوقف على عدد معين، وفيه استشارة المرء أهل بطانته ممن يلوذ به بقرابة وغيرها، وتخصيص من جربت صحة رأيه منهم بذلك ولو كان غيره أقرب، والبحث عن حال من اتهم بشيء، وحكاية ذلك للكشف عن أمره، ولا يعد ذلك غيبة، وفيه استعمال " لا نعلم إلا خيراً " في التزكية، وأن ذلك كاف في حق من سبقت عدالته ممن يطلع على خفي أمره، وفيه التثبت في الشهادة، وفطنة الإمام عند الحادث المهم، والاستنصار بالأخصاء على الأجانب، وتوطئة العذر لمن يراد إيقاع العقاب به أو العتاب له، واستشارة الأعلى لمن هو دونه، وأن من استفسر عن حال شخص فأراد بيان ما فيه من عيب فليقدم ذكر عذره في ذلك إن كان يعلم، كما قالت بريرة في عائشة حيث عابتها بالنوم عن العجين فقدمت قبل ذلك أنها جارية حديثة السن، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحكم لنفسه إلا بعد نزول الوحي، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يجزم في القصة بشيء قبل نزول الوحي، وأن الحمية لله ورسوله لا تذم، وفيه فضائل جمة لعائشة ولأبويها ولصفوان ولعلي بن أبي طالب وأسامة وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وفيه أن التعصب لأهل الباطل يخرج عن [ص: 271] اسم الصلاح، وجواز سب من يتعرض للباطل، ونسبته إلى ما يسوءه وإن لم يكن ذلك في الحقيقة فيه، وإطلاق الكذب على الخطأ، والقسم بلفظ " لعمر الله "، وفيه الندب إلى قطع الخصومة وتسكين ثائرة الفتنة، وسد ذريعة ذلك، واحتمال أخف الضررين بزوال أغلظهما، وفضل احتمال الأذى، وفيه مباعدة من خالف الرسول ولو كان قريباً حميماً، وفيه أن من آذى النبي صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل يقتل؛ لأن سعد بن معاذ أطلق ذلك ولم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه مساعدة من نزلت فيه بلية بالتوجع والبكاء والحزن، وفيه تثبت أبي بكر الصديق في الأمور لأنه لم ينقل عنه في هذه القصة مع تمادي الحال فيها شهراً كلمة فما فوقها، وفيه ابتداء الكلام في الأمر المهم بالتشهد والحمد والثناء، وقول: " أما بعد "، وتوقيف من نقل عنه ذنب على ما قيل فيه بعد البحث عنه، وأن قول: " كذا وكذا " يكنى بها عن الأحوال كما يكنى بها عن الأعداد ولا تختص بالأعداد، وفيه مشروعية التوبة، وأنها تقبل من المعترف المقلع المخلص، وأن مجرد الاعتراف لا يجزئ فيها، وأن الاعتراف بما لم يقع لا يجوز ولو عرف أنه يصدق في ذلك، ولا يؤاخذ على ما يترتب على اعترافه، بل عليه أن يقول الحق أو يسكت، وأن الصبر تحمد عاقبته ويغبط صاحبه، وفيه تقديم الكبير في الكلام، وتوقف من اشتبه عليه الأمر في الكلام، وفيه تبشير من تجددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة، وفيه الضحك والفرح والاستبشار عند ذلك، ومعذرة من انزعج عند وقوع الشدة لصغر سن ونحوه، وإدلال المرأة على زوجها وأبويها، وتدريج من وقع في مصيبة فزالت عنه لئلا يهجم على قلبه الفرح من أول وهلة فيهلكه، وفيه أن الشدة إذا اشتدت أعقبها الفرج، وفضل من يفوض الأمر لربه، وأن من قوي على ذلك خف عنه الهم والغم، وفيه الحث على الإنفاق في سبيل الخير خصوصاً في صلة الرحم، ووقوع المغفرة لمن أحسن إلى من أساء إليه أو صفح عنه، وأن من حلف أن لا يفعل شيئاً من الخير استحب له الحنث، وجواز الاستشهاد بآي القرآن في النوازل، والتأسي بما وقع للأكابر من الأنبياء وغيرهم، وفيه التسبيح عند التعجب واستعظام الأمر، وذم الغيبة وذم سماعها وزجر من يتعاطاها لاسيما إن تضمنت تهمة المؤمن بما لم يقع منه، وذم إشاعة الفاحشة، وتحريم الشك في براءة عائشة رضي الله عنها. (46) قال في " اللسان ": الإلمام في اللغة، يوجب أنك تأتي في الوقت. ولا تقيم على الشيء. فهذا معنى اللمم. قال أبو منصور: ويدل على صواب قوله قول العرب: ألممت بفلان إلماماً، وما تزورنا إلا لماماً. قال أبو عبيد: معناه: في الأحيان، على غير مواظبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/194) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/197) قال: حدثنا بهز. قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح. قال: بهز قلت له: ابن كيسان؟ قال: نعم. و «البخاري» (3/219، و4/40، و5/110، و6/96، و8/، 168، 172 و9/176) قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا عبد الله بن عمر النميري. قال: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي. وفي (3/227) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود. وأفهمني بعضه أحمد. قال: حدثنا فليح بن سليمان. وفي (5/148) ، (6/، 95 و8/، 168، 162 و9/139) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله -الأويسي -. قال: حدثنا إبر اهيم بن سعد، عن صالح وفي (6/172) 9، /193) ، وفي خلق أفعال العباد (صفحة 35) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن يونس. وفي خلق أفعال العباد (35) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يونس. و «مسلم» (8/112) قال: حدثنا حبان بن موسى. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وقال: أخبرنا يونس بن يزيد الأيلى. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وعبد بن حميد. قال ابن رافع: حدثنا. وقال الأخران: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (8/118) قال: حدثني أبو الربيع العتكي قال: حدثنا فليح بن سليمان. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد. قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. و «أبو داود» (4735) قال حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16126) عن أبي داود سليمان بن سيف الحراني، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور. عن معمر. وفي (11/16129) عن سليمان بن داود المهري. عن ابن وهب. عن يونس وذكر آخر. أربعتهم - معمر بن راشد، وصالح بن كيسان، ويونس بن يزيد، وفليح ابن سليمان - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود، فذكره. * وأخرجه الحميدي (284) قال: حدثنا سفيان. عن وائل بن داود، عن ابنه بكر بن وائل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، فذكره مختصرا. ليس فيه - عروة بن الزبير، ولا علقمة بن وقاص، ولا عبيد الله بن عبد الله -. وأخرجه أحمد (6/198) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثني أبي عن صالح بن كيسان. قال: قال ابن شهاب: حدثني عروة فذكر الحديث. وأخرجه أحمد (6/264) قال: حدثنا محمد بن يزيد، يعني الواسطي، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ياعائشة، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار. وأخرجه البخاري (3/231) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود قال: وحدثنا فليح، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله. وأخرجه البخاري (6/127) قال: حدثنا أبو نعيم. قال حدثنا سفيان عن معمر، عن الزهري عن عروة، عن عائشة، -رضي الله عنها- {والذي تولى كبره} قالت: عبد الله بن أبي بن سلول. وأخرجه النسائي في الكبير «تحفة الأشراف» (11/16311) عن الربيع عن سليمان، عن الشافعي، عن محمد بن علي بن شافع، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة فذكره. وأخرجه أحمد (6/59) قال: حدثنا أبو أسامة. و «البخاري» (9/139) قال: حدثني محمد ب حرب. قال: حدثنا يحيى بن أبي زكرياء الغساني. و «مسلم» (8/118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد ابن العلاء قالا حدثنا أبوأسامة. و «أبو داود» (5219) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال حدثنا حماد. و «الترمذي» (3180) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة. ثلاثتهم -أبو أسامة، ويحيى، وحماد - عن هشام بن عروة، عن أبيه فذكره. وأخرجه أبو داود (4008) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا هشام ابن عروة، أن عائشة، -رضي الله عنها- نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا: {سورة أنزلناها وفرضناها} حتى أتى على هذه الآيات. قال أبو داود: يعني مخففة. - ورواه أيضا عن عائشة، القاسم بن محمد بن أبي بكر. أخرجه البخاري (3/231) . ورواه أيضا عن عائشة عروة أخرجه أبو داود (785) وراه أيضا عنه عائشة، أبو سلمة أخرجه أحمد (6/30و 6/103) . (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كان في العبارة خلل ونقص أصلحناه من مشارق الأنوار للقاضي عياض الحديث: 729 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 730 - (خ) أمُّ رُومان (1) - رضي الله عنهما -: وهي أُمُّ عائشةَ -رضي الله عنها - قالت: بيْنا أَنا قاعدَةٌ أنا وعائشةُ، إذْ وَلَجت امرأَةٌ من الأنصار، فقالت: فعَلَ الله بفُلانٍ وفعَلَ، فقالت: أُمُّ رُومان: ومَا ذَاك؟ قالت: ابْنِي فِيمَنْ حَدَّثَ الحَدِيِثَ، قالت: وما ذاكَ؟ قالت: كذا وكذا، قالت عائشةُ: وسَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، قالت: وأبو بكرٍ؟ قالت: نعم، فَخرَّتْ مَغْشِيًّا عليها، فَما أفاقَت إلا وعليها حُمَّى بنافِضٍ، فطرَحْتُ عليها ثيابَها، [ص: 278] فَغَطَّيْتُها، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما شأْنُ هذه؟» قُلْتُ: يا رسول الله، أَخذتْها الحُمَّى بنافِضٍ، قال: فلعلَّ في حديثٍ تُحُدِّثَ بَهِ؟ قالت: نعم، فقعدتْ عائشةُ، فقالت: واللهِ لئن حلَفتُ لا تُصدِّقوني، ولئن قلتُ لا تعذِروني، مثَلي ومثلُكم كيعقوبَ وبنَيه {واللَّهُ الْمُستعانُ على ما تَصفُون} قالت: فانْصرفَ، ولم يقل لي شيئاً، فأنزل الله عُذْرها، قالت: بحمدِ اللهِ، لا بحمدِ أحدٍ، ولا بحمْدِكَ. أخرجه البخاري. قال الحميدي، في كتاب «الجمع بين الصحيحين» : كان بعضُ مَن لقينا من الحفَّاظ البغداديِّين يقول: إِن الإرسالَ في هذا الحديثِ أبْيَنُ، واستدلَّ على ذلك بأنَّ أُمَّ رُومانٍ توفِّيتْ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. ومَسْرُوقُ بن الأجْدَعِ - راوي هذا الحديثِ عن أُمِّ رومانِ - لم يُشاهدِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بلا خِلافٍ (2) .   (1) أم رومان: - بفتح الراء وضمها - هي أم عائشة وعبد الرحمن، ولدي أبي بكر الصديق رضي الله عنهم. (2) 7 / 337 في المغازي، باب حديث الإفك، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي تفسير سورة يوسف، باب {قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً} ، وفي تفسير سورة النور، باب قوله {ولولا فضل الله عليكم ورحمته} وقد استشكل قول مسروق: حدثتني أم رومان مع أنها ماتت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومسروق ليست له صحبة، لأنه لم يقدم من اليمن إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر أو عمر. قال الحافظ: قال الخطيب: لا نعلمه روى هذا الحديث عن أبي وائل غير حصين (بن عبد الرحمن الواسطي) ومسروق لم يدرك أم رومان، وكان يرسل هذا الحديث عنها، ويقول: سئلت أم رومان، فوهم حصين فيه حيث جعل السائل لها مسروقاً، أو يكون بعض النقلة كتب: " سئلت " بألف فصارت " سألت " فقرئت بفتحتين، على أن بعض الرواة قد رواه عن حصين على الصواب، يعني بالعنعنة، وأخرج البخاري هذا الحديث بناء على ظاهر الاتصال، ولم يظهر له علة. وقد حكى المزي كلام الخطيب هذا في التهذيب وفي الأطراف ولم يتعقبه، بل أقره، وزاد أنه روى عن مسروق عن ابن مسعود عن أم رومان، وهو أشبه بالصواب. كذا قال. وهذه الرواية شاذة وهي من " المزيد في متصل الأسانيد " على ما سنوضحه، والذي ظهر لي بعد التأمل أن الصواب مع البخاري، لأن عمدة الخطيب ومن [ص: 279] تبعه في دعوى الوهم، الاعتماد على قول من قال: إن أم رومان ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سنة أربع، وقيل: سنة خمس، وقيل: ست، وهو شيء ذكره الواقدي، ولا يتعقب الأسانيد الصحيحة بما يأتي عن الواقدي، وذكره الزبير بن بكار بسند منقطع فيه ضعف أن أم رومان ماتت سنة ست في ذي الحجة، وقد أشار البخاري إلى رد ذلك في تاريخه الأوسط والصغير، فقال بعد أن ذكر أم رومان في فصل من مات في خلافة عثمان: روى علي بن يزيد عن القاسم قال: ماتت أم رومان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سنة ست، قال البخاري: وفيه نظر، وحديث مسروق أسند، أي أقوى إسناداً وأبين اتصالاً. انتهى. وقد جزم إبراهيم الحربي بأن مسروقاً سمع من أم رومان وله خمس عشرة سنة، فعلى هذا يكون سماعه منها في خلافة عمر، لأن مولد مسروق كان في سنة الهجرة، ولهذا قال أبو نعيم الأصبهاني: عاشت أم رومان بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تعقب ذلك كله الخطيب معتمداً على ما تقدم عن الواقدي والزبير، وفيه نظر لما وقع عند أحمد من طريق أم سلمة عن عائشة قالت: " لما نزلت آية التخيير، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة فقال: يا عائشة إني عارض عليك أمراً فلا تفتاتي فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان ... الحديث، وأصله في الصحيحين دون تسمية أم رومان، وآية التخيير نزلت سنة تسع اتفاقاً، فهذا دال على تأخر موت أم رومان عن الوقت الذي ذكره الواقدي والزبير أيضاً، فقد تقدم في علامات النبوة من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر في قصة أضياف أبي بكر، قال عبد الرحمن: وإنما هو أنا وأبي وأمي وامرأتي وخادم، وفيه عند المصنف (يعني البخاري) في الأدب، فلما جاء أبو بكر قالت له أمي: احتبست عن أضيافك ... الحديث، وعبد الرحمن إنما هاجر في هدنة الحديبية، وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وهجرة عبد الرحمن في سنة سبع في قول ابن سعد، وفي قول الزبير فيها أو في التي بعدها، لأنه روي أن عبد الرحمن خرج في فئة من قريش قبل الفتح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتكون أم رومان تأخرت عن الوقت الذي ذكراه فيه، وفي بعض هذا كفاية في التعقب على الخطيب ومن تبعه فيما تعقبوه على هذا الجامع الصحيح، والله المستعان. وقد تلقى كلام الخطيب بالتسليم صاحب المشارق والمطالع والسهيلي وابن سيد الناس، وتبع المزي الذهبي في مختصراته والعلائي في المراسيل وآخرون، وخالفهم صاحب " الهدي ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/376) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا أبو جعفر، يعني الرازي. وفي (6/367) قال: حدثنا علي بن عاصم. و «البخاري» (4/183) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال أخبرنا ابن فضيل. وفي (5/154) و (6/96) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عوانة، وفي (6/132) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سليمان. خمستهم -أبو جعفر الرازي، وعلي بن عاصم، وابن فضيل، وأبو عوانة، وسليمان بن كثير - عن حصين، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن مسروق بن الأجدع، فذكره. (*) لفظ رواية سليمان بن كثير: «رميت عائشة خرت مغشية عليها» . الحديث: 730 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 731 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: لمَّا أُنْزِلَ عُذْرِي، قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، وذكرَ ذلك،وتلا القُرآنَ، قالت: وأَمرَ بِرَجُلَيْنِ وامرأَةٍ، فَجُلِدوا الحدَّ. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3180) في التفسير، باب ومن سورة النور، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، نقول: وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس لكن قد صرح بالتحديث كما ذكر الحافظ في " الفتح "، فالحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/61،35) . و «أبو داود» (4474) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، ومالك ابن عبد الواحد المسمعي. و «ابن ماجة» (2567) قال: حدثنا محمد بن بشار. و «الترمذي» (3181) قال: حدثنا محمد بن بشار،.و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17898) عن قتيبة. أربعتهم -أحمد، وقتيبة،ومالك، ومحمد بن بشار - عن محمد بن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، فذكرته. وأخرجه أبو داود (4475) قال:حدثنا النفيلي. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق بهذا الحديث لم يذكر عائشة. قال: فأمر برجلين وامرأة ممن تكلم بالفاحشة: حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة. قال النفيلي: ويقولون: المرأة حمنة بنت جحش. الحديث: 731 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 732 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: يَرْحَمُ الله نِساء المُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ (1) ، لَمَّا أُنزل {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ... } الآية [النور: 31] شَقَقْنَ، مُرُوطَهُنَّ فاخْتَمَرْنَ بها. وفي أخرى قالت: «أَخَذْنَ أُزُرَهُنَّ، فَشَقَقْنَها مِنْ قِبَلِ الْحَوَاشي، واخْتَمَرْن بها (2) » . أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود، قال: «شَقَقْنَ أَكْنُفَ مُرُوطِهِنَّ (3) ، فاخْتََمَرْنَ بِهَا (4) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مروطهن) المروط: جمع مرط، وهو كساء من خز أو صوف يتغطى به.   (1) قال الحافظ: أي: السابقات من المهاجرات، وهذا يقتضي أن الذي صنع ذلك نساء المهاجرات، لكن في رواية صفية بنت شيبة عن عائشة: أن ذلك في نساء الأنصار. كما سأنبه عليه. انظر التعليق رقم (4) . (2) أي: غطين وجوههن؛ وصفة ذلك: أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر، وهو التقنع، قال الفراء: كانوا في الجاهلية تسدل المرأة خمارها من ورائها وتكشف ما قدامها، فأمرن بالاستتار، والخمار للمرأة كالعمامة للرجل. (3) قال أبو داود: قال ابن صالح: أكثف مروطهن. ومعنى أكنف مروطهن: أي أشدها ستراً لصفاقته، والأكثف: الأغلظ والأثخن. (4) البخاري 8 / 376 في تفسير سورة النور، باب {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} ، وأبو داود رقم (4102) في اللباس، باب قول الله تعالى {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} ، قال الحافظ في " الفتح ": [ص: 281] قوله: " لما نزلت هذه الآية: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} أخذن أزرهن " هكذا وقع عند البخاري الفاعل ضميراً، وأخرجه النسائي من رواية ابن المبارك عن إبراهيم بن نافع بلفظ - أخذ النساء - وأخرجه الحاكم من طريق زيد بن الحباب عن إبراهيم بن نافع بلفظ - أخذ نساء الأنصار - ولابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن صفية ما يوضح ذلك، ولفظه - ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن، فقالت: إن نساء قريش لفضلاء، ولكني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً بكتاب الله ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان، ويمكن الجمع بين الروايتين، بأن نساء الأنصار بادرن إلى ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في التفسير ترجمة الباب 34: 13 تعليقا وقال أحمد بن شبيب ثنا أبي عن يونس تحفة الأشراف (12/112) . وأبو داود في اللباس (22: 1) عن أحمد بن صالح وسليمان بن داود المهدي وابن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني أربعتهم عن ابن وهب عن قرة بن عبد الرحمن المعافري به و (32: 2) عن ابن السرح قال قرأت في كتاب خالي عن عقيل عن بن شهاب بإسناده ومعناه. تحفة الأشراف (12- 70) . الحديث: 732 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 733 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -:، {وقُلْ لِلْمُؤمِناتِ يَغْضُضْنَ [ص: 281] مِنْ أَبصارِهِنَّ ... } الآية [النور: 31] فَنُسِخَ، واستُثْني من ذلك، {والْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتي لا يَرْجُونَ نِكاحاً ... } الآية [النور: 60] ، أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4111) في اللباس، باب قوله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} ، وفي سنده الحسين بن واقد، وهو ثقة له أوهام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود في اللباس (36: 1) عن أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، عن علي بن حسين بن واقد عن أبيه الأشراف (5/178) . الحديث: 733 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 734 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كان عبدُ الله بنُ أُبيِّ بن سلُول يقولُ لجاريةٍ له: اذهبي فابْغينا شيْئاً، قال: فأَنزلَ الله عز وجل: {ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ على الْبِغَاءِ إنْ أَرَدْنَ (1) تَحصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الحياةِ الدُّنْيا ومَنْ يُكْرهْهُّنَّ فإن اللَّه من بعد إكراهِهنَّ [ص: 282] لَهُنَّ (2) - غَفُورٌ رَحيمٌ} [النور: 33] . وفي أخرى: أنَّ جارية لعبدِ الله بن أُبّيٍ يُقال لها: مُسَيْكَةُ، وأخرى يقال لها أُمَيْمةُ، كان يُريدُهما على الزِّنا، فَشَكتا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل {ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ على الْبِغَاءِ - إلى قوله - غَفُورٌ رَحيمٌ} أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: جاءتْ مُسيكةُ لبعضِِ الأنصار، فقالت: إنَّ سيدي يُكْرِِهُني على البغاء، فنزل في ذلك: {ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ على الْبِغَاءِ} . قال أبو داود: وروى مُعُتَمِرٌ عن أبيه: {ومَنْ يُكْرِهْهُّنَّ فإن اللَّه من بعد إكراهِهنَّ غَفُورٌ رَحيمٌ} قال: قال سعيدُ بنُ أبي الحسَنِ: غَفُورٌ لُهَنَّ: المُكْرَهَات (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البغاء) : الزنا وهو في الأصل: الطلب.   (1) قال النووي: قوله تعالى: {إن أردن تحصناً} خرج على الغالب، لأن الإكراه إنما هو لمريدة التحصن، أما غيرها فهي تسارع إلى البغاء من غير حاجة إلى إكراه، والمقصود: أن الإكراه على الزنا حرام، سواء أرادت تحصناً أم لا، وصورة الإكراه - مع أنها لا تريد التحصن -: أن تكون هي مريدة للزنا بإنسان، فيكرهها على الزنا بغيره، فكله حرام. (2) قال النووي: هكذا وقع في النسخ كلها: " لهن " وهذا تفسير، ولم يرد: أن لفظة " لهن " منزلة، فإنه لم يقرأ بها أحد، وإنما هي تفسير وبيان: أن المغفرة والرحمة لهن، لكونهن مستكرهات، لا لمن أكرههن. (3) مسلم رقم (3029) في التفسير، باب قوله تعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} ، وأبو داود رقم (2311) في الطلاق، باب تعظيم الزنا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/244) قال حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وأبو كريب جميعا عن أبي معاوية (ح) وحدثني أبو كامل الجحدري قال: حدثنا أبو عوانة كلاهما -أبو معاوية، وأبو عوانة -عن الأعمش عن أبي سفيان فذكره. الحديث: 734 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 735 - (د) عكرمة بن أبي جهل - رضي الله عنه -: أنَّ نَفراً من أْهلِ [ص: 283] العراق قالوا: يا ابنَ عباسٍ، كيف ترى في هذه الآية التي أُمِرْنا بها ولا يعمل بها أَحدٌ؟ قَول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الذين مَلَكَتْ أيمانكم ... } الآية [النور: 58] فقال ابن عباسٍ: إن الله حَليمٌ رحيمٌ بالمؤمنين، يُحبُّ السِّتْرَ. وكان الناسُ ليس لِبُيُوتِهمْ سُتورٌ ولا حِجالٌ، فربما دخلَ الخادم، أو الولدُ، أو يتيمةُ الرَّجُلِ، والرجلُ على أهله، فأمرهم الله تعالى بالاستئذان في تلك العَوراتِ، فجاءهم الله بالسُّتُورِ والخيرِ، فلم أرَ أحداً يعمل بذلكَ بَعْدُ. وفي رواية عن ابن عباس: «أنه سُمِعَ يقول: لم يُؤمَرْ (1) بها أَكثرُ الناس: آية الإذن، وإِني لآمرُ جاريتي هذه تستأْذِنُ عَليَّ» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في بعض النسخ: لم يؤمن. (2) رقم (5191) و (5192) في الأدب، باب الاستئذان في العورات الثلاث، وسنده حسن. وهذه الآية من العلماء من قال بنسخها، ومنهم من قال: إنها محكمة، والأكثرون على أنها محكمة، قال ابن الجوزي في " نواسخ القرآن: الورقتان 110، 111 بعد أن أسند القول بالنسخ إلى سعيد بن المسيب: وهذا ليس بشيء، لأن معنى الآية: {وإذا بلغ الأطفال منكم} أي من الأحرار {الحلم فليستأذنوا} أي في جميع الأوقات في الدخول عليكم {كما استأذن الذين من قبلهم} يعني كما استأذن الأحرار الكبار الذين بلغوا قبلهم، فالبالغ يستأذن في كل وقت، والطفل والمملوك يستأذنان في العورات الثلاث. وقال في " زاد المسير " 6 / 62: وأكثر علماء المفسرين على أن هذه الآية محكمة، وممن روي عنه ذلك: ابن عباس، والقاسم بن محمد، وجابر بن زيد، والشعبي، وحكي عن سعيد بن المسيب أنها منسوخة، والأول أصح. وقال ابن كثير: ولما كانت هذه الآية محكمة ولم تنسخ بشيء وكان عمل الناس بها قليلاً جداً أنكر عبد الله بن عباس على الناس، وذكر بعض الروايات الدالة على أنها محكمة، منها رواية ابن أبي حاتم [ص: 284] بسند صحيح إلى ابن عباس، ثم قال: ومما يدل على أنها محكمة لم تنسخ قوله تعالى: {كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم} ، ثم قال تعالى: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم} يعني إذا بلغ الأطفال الذين إنما كانوا يستأذنون في العورات الثلاث، إذا بلغوا الحلم، وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال، يعني بالنسبة إلى أجانبهم، وإلى الأحوال التي يكون الرجل على امرأته، وإن لم يكن في الأحوال الثلاث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5192) قال حدثنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا عبد العزير- يعني ابن محمد - عن عمروبن أبي عمرو عن عكرمة فذكره. الحديث: 735 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 سورة الفرقان 736 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {ويَوْمَ يَعَضُّ الظَّالمُ على يَدَيْهِ} [الفرقان: 27] قال: الظَّالمُ: عُقْبةُ بن أَبي مُعَيْط {يقول يا ليتني اتخذْتُ مع الرسولِ سَبيلاً. يا ويْلَتا ليْتني لم أتَّخِذْ فُلاناً خليلاً} يعني: أُميَّةَ بن خلفٍ، وقيل: أُبيّ» .أخرجه (1) .   (1) بياض في الأصل، وقد أخرجه بمعناه ابن جرير 18 / 6 من رواية حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس، وحجاج ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، وابن جريج ثقة فقيه فاضل ولكنه كان يدلس ويرسل، وعطاء الخراساني صدوق يهم كثيراً، والحديث رواه أيضاً الواحدي في " أسباب النزول " 191، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 68 وزاد نسبته لابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس، ورواه ابن جرير أيضاً عن ابن عباس، وفي سنده عطية العوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً. قال ابن كثير: وسواء كان سبب نزولها في عقبة بن أبي معيط أو غيره من الأشقياء، فإنها عامة في كل ظالم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه الواحدي في أسباب النزول (683) بتحقيقي،وذكره السيوطي في الدر المنثور (5/68) وزاد نسبته لا بن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس، وقد أخرجه بمعناه ابن جرير (19/6) من رواية حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس وحجاج ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته وابن جريج ثقة فاضل لكنه كان يدلس ويرسل، وعطاء الخراساني صدوق يهم كثيرا. الحديث: 736 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 737 - (ابن عباس - رضي الله عنهما -) : قال: صَنعَ عُقْبةُ بن أبي مُعيط طعاماً، فدعا أَشْراف قُرَيْشٍ - وكان فيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - فامتنع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يَطْعَمَ، أو يشْهَد عُقبةُ شهادةَ التوحيد، ففَعلَ، فأتاه أُبيٌّ، [ص: 285] أو أُميَّةُ - وكان خَلِيلَهُ - فقال: أَصَبَأْتَ؟ قال: لا ولكن اسْتَحْيَيْت أن يَخرج من منزلي، أو يَطْعَمَ من طعامي، فقال: ما كنتُ أَرضَى أو تبْصُقَ في وجهه، ففعَلَ عقُبةُ، وقُتِل يوم بدرٍ صَبْراً كافراً. أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خليلاً) الخليل: الصديق (2) . (أصبأت) يقال: صبأ من دين إلى دين: إذا خرج من هذا إلى هذا. (صبراً) الصبر حبس القتيل على القتل، فكل من قُتل في غير حرب ولا غيلة، فقد قُتل صبراً.   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. وقد ذكره السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 68 بمعناه من رواية أبي نعيم في " الحلية " من طريق الكلبي عن ابن عباس. والكلبي، هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي أبو النضر الكوفي النسابة المفسر، متهم بالكذب. (2) هو الذي تخللت محبته القلب. الحديث: 737 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 738 - (خ م د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: سألتُ - أو سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - أيُّ الذَّنبِ عند الله أَعْظَمُ؟ قال: أنْ تَجْعَلَ للهِ ندّاً وهو خَلَقَكَ، قال: قُلْتُ: إن ذلك لعظيمٌ؛ قلتُ: ثم أَيٌّ؟ قال: أنْ تقتُلَ ولَدَكَ مخافَةَ أنْ يَطْعَمَ معك، قلت: ثم أيٌّ؟ قال أنْ تُزَاني حَلِيلَةَ جارِك، قال: ونزلت هذه الآية، تصْديقاً لقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: {والذين لا يدْعُونَ مع اللَّهِ إِلهاً آخَرَ ولا يقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلّا بِالْحَقِّ ولا يَزْنونَ} [ص: 286] [الفرقان: 68] . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ندّاً) الند: المثل (حليلة) الحليلة: المرأة، والحليل: الزوج   (1) البخاري 8 / 378 في تفسير سورة الفرقان، باب قوله: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً} ، وفي الأدب، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه، وفي المحاربين، باب إثم الزناة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك} ، ومسلم رقم (86) في الإيمان، باب كون الشرك أقبح الذنوب، وأبو داود رقم (2310) في الطلاق، باب تعظيم الزنا، ورواه الترمذي من طريقين رقم (3181) ولم يرمز له المؤلف. وأخرجه الترمذي في التفسير أيضاً من طريقين عن ابن مسعود، وقال: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/434) (4131) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان عن منصور، والأعمش، وواصل. وفي (1/434) (4134) قال: حدثنا علي بن حفص، قال: حدثنا ورقاء، عن منصور. و «البخاري» (6/22) ، وفي (خلق أفعال العباد) (61) قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير عن منصور، وفي (6/137) وفي خلق أفعال العباد (61) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني منصور، وسليمان. وفي (8/9) وفي (خلق أفعال العباد) (61) قال: حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان، عن منصور. وفي (8/204) قال: حدثنا عمرو ابن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني منصور، وسليمان. وفي (9/، 2 190) وفي (خلق أفعال العباد) (61) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، وفي (9 / 186) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير، عن منصور، و «مسلم» (1/63) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا جرير، وقال عثمان: حدثنا جرير، عن منصور (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير عن الأعمش. و «أبو داود» (2310) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان عن منصور. «والترمذي» (3182) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان عن واصل (ح) وحدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: ثنا سفيان عن منصور، والأعمش. «النسائي» (7/89) قال: أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن يحيى عن واصل. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9480) عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن سفيان عن منصور، والأعمش (ح) وعن قتيبة، عن جرير، عن منصور. (ح) وعن محمد بن بشار، عن ابن مهدي،. عن سفيان، عن واصل. ثلاثتهم - منصور، وسليمان الأعمش، وواصل الأحدب - عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، فذكره. وأخرجه أحمد (1/380) (3612) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/431) (4102) قال: حدثنا وكيع، وأبو معاوية، قالا: حدثنا الأعمش. وفي (1/434) (4132) قال: حدثا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا واصل الأحدب. وفي (1/434) (4133) ، (1/464) (4423) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن واصل. وفي (1/462) (4411) قال حدثنا عفان، قال: حدثنا مهدي، قال: حدثنا واصل الأحدب. والبخاري» (6/137) قاال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني واصل. وفي (8/204) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: قال يحيى: وحدثنا سفيان، قال: حدثني واصل. و «الترمذي» (3/318) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا سعيد بن الربيع أبو زيد، قال: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن واصل. و «النسائى» (7/90) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال حدثني واصل (ح) وأخبرنا عبدة قال: أنبأنا يزيد، قال: أنبأنا شعبة، عن عاصم، وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9271) عن هناد بن السري، عن أبي معاوية عن الأعمش. وفي (9311) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن أبي أسامة، عن مالك بن مغول عن واصل. ثلاثتهم - الأعمش، وواصل الأحدب، وعاصم بن بهدلة -. عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، فذكره. -ليس فيه عمرو بن شرحبيل -. (*) قال النسائي عقب رواية عاصم: حديث يزيد هذا خطأ، إنماه هو واصل والله تعالى أعلم. (*) قال عمروبن علي - عقب حديث يحيى، عن سفيان، عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله - فذكرته لعبد الرحمن، وكان حدثنا عن سفيان عن الأعمش، ومنصور، وواصل، عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، قال: دعه دعه. الحديث: 738 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 سورة الشعراء 739 - (خ م ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: لما نزَلتْ: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] (1) صَعِدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على [ص: 287] الصَّفا، فجعل يُنادي: يا بني فِهْرٍ، يا بني عدِيّ - لِبُطونِ قُريشٍ - حتى اجتمعوا. فجعل الرجلُ إذا لم يستْطِعْ أَن يخرجَ أرسل رسولاً، ليَنْظرَ ما هو؟ فجاء أبو لهبٍ وقُريشٌ، فقال: أرأيْتَكُم لو أخبَرْتُكم أن خَيْلاً بالوادي، تُريدُ أن تغير عليكم، أَكُنْتمْ مُصدِّقيَّ؟ (2) قالوا: نعم، ما جرَّبنا عليكَ إلا صِدقاً، قال: فإِنِّي نذيرٌ لكم بين يديْ عذاب شديدٍ، فقال أبو لهب: تَبّاً لك سائرَ اليومِ، أَلهذا جمَعْتنَا؟ فنزلت {تَبَّتْ يدَا أبي لهبٍ وتبَّ. ما أغنى عنه مالُه وما كَسَبَ} . وفي بعض الروايات: «وقد تَبَّ» كذا قرأَ الأعمش (3) . وفي رواية: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ إلى البَطْحاء، فصَعِدَ الجبَلَ، فنَادى: «يا صَبَاحاهْ، يا صباحاهْ» ، فاجتمعت إليه قُريشٌ فقال: «أرأيتُم إِنْ [ص: 288] حَدَّثْتُكُم: أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكمْ، أو مُمَسِّيكُمْ، أَكنتُم تُصَدِّقوني؟» قالوا: نعم، قال: «فإني نذِيرٌ لكم بْين يدَيْ عذابٍ شديدٍ» - وذكر نحوه. هذه رواية البخاري، ومسلم. وللبخاري أيضاً قال: لما نزل: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربين} جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعوهم قَبَائِِلَ، قَبَائِلَ. وأخرج الترمذي الرواية الثانية. وفي رواية للبخاري: لما نزلت: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربين. ورهْطَك منهم المُخْلَصيِن} (4) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صِعد الصَّفا، فهتفَ: يا صَباحَاه، فقالوا: مَنْ هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتم إنْ أخبرتُكم أنَّ خيلاً تخرجُ من سَفْح هذا الجبلِ، أكنتم مُصدِّقيَّ (5) ؟ قالوا: ما جرَّبنا عليك كذباً ... وذكر الحديث (6) . [ص: 289] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البطحاء) : الأرض المستوية. (تباً لك) التب: الهلاك: أي هلاكاً لك، وهو منصوب بفعل مضمر. (صباحاه) كلمة يقولها المنهوب والمستغيث، وأصله: من يؤم الصباح، وهو يوم الغارة.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 385: " قوله: عن ابن عباس: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} : هذا مرسل من مراسيل الصحابة، وبذلك جزم الإسماعيلي، لأن أبا هريرة إنما أسلم بالمدينة، وهذه القصة وقعت بمكة، وابن عباس كان حينئذ إما لم يولد، وإما طفلاً، ويؤيد الثاني نداء فاطمة، فإنه يشعر بأنها كانت حينئذ بحيث تخاطب بالأحكام ". قال الحافظ: وقد قدمت في " باب من انتسب إلى آبائه " في أوائل السيرة النبوية احتمال أن تكون هذه القصة وقعت مرتين، لكن الأصل عدم تكرار النزول، وقد صرح في هذه الرواية بأن ذلك وقع حين نزلت. نعم وقع عند الطبراني من حديث أبي أمامة قال: " لما نزلت {وأنذر عشيرتك} [ص: 287] جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم ونساءه وأهله، فقال: يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار، واسعوا في فكاك رقابكم، يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة ... فذكر حديثاً طويلاً، فهذا إن ثبت دل على تعدد القصة، لأن القصة الأولى وقعت بمكة لتصريحه في حديث الباب أنه صعد الصفا، ولم تكن عائشة وحفصة وأم سلمة عنده ومن أزواجه إلا بالمدينة، فيجوز أن تكون متأخرة عن الأولى، فيمكن أن يحضرها أبو هريرة وابن عباس أيضاً، ويحمل قوله: " لما نزلت، جمع "، أي بعد ذلك، لأن الجمع وقع على الفور، ولعله كان نزل أولاً {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع قريشاً فعم، ثم خص، كما سيأتي، ثم نزل ثانياً: " ورهطك منهم المخلصين " فخص بذلك بني هاشم ونساءه، والله أعلم. (2) قال الحافظ: أراد بذلك تقريرهم بأنهم يعلمون صدقه إذا أخبر عن الأمر الغائب. (3) قال الحافظ: ليست هذه القراءة فيما نقل الفراء عن الأعمش، فالذي يظهر أنه قرأها حاكياً لا قارئاً، ويؤيده قوله في هذا السياق: يومئذ، فإنه يشعر بأنه كان لا يستمر على قراءتها كذلك، والمحفوظ أنها قراءة ابن مسعود وحده. (4) قوله: " ورهطك منهم المخلصين " هذه الرواية في تفسير سورة تبت من رواية أبي أسامة عن الأعمش بهذا السند، قال الحافظ: وهذه الزيادة: وصلها الطبراني من وجه آخر، عن عمرو بن مرة: أنه كان يقرؤها كذلك. قال القرطبي: لعل هذه الزيادة كانت قرآناً، فنسخت تلاوتها، ثم استشكل ذلك، بأن المراد: إنذار الكفار، والمخلص صفة المؤمن، والجواب عن ذلك: أنه لا يمتنع عطف الخاص على العام، وقوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} عام فيمن آمن منهم ومن لم يؤمن؛ ثم عطف عليه الرهط المخلصين تنويهاً بهم وتأكيداً. وقال الحافظ أيضاً: وفي هذه الزيادة تعقب على النووي حيث قال في " شرح مسلم ": إن البخاري لم يخرجها، أعني " ورهطك منهم المخلصين " اعتماداً على ما في سورة الشعراء، وأغفل كونها موجودة عند البخاري في سورة تبت. (5) " مصدقي " بتشديد الياء، أدغمت الياء في الياء، وحذفت النون للإضافة. (6) البخاري 8 / 385 في تفسير سورة الشعراء، باب {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، وفي الجنائز، باب ذكر شرار الموتى، وفي الأنبياء، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، وفي تفسير سورة سبأ، وفي تفسير سورة تبت، ومسلم رقم (208) في الإيمان، باب قوله تعالى {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، والترمذي رقم (3360) في التفسير، باب ومن سورة تبت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1-أخرجه أحمد (1/281) (2544) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/307) (2802) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. و «البخاري» (2/129) وفي 4/224) وفي (6/140و6/222) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. في (6/153) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن خازم. وفي (6/221) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (6/221) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا أبو معاوية. و «مسلم» (1/134) قال: حدثنا أبوكريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية. و «الترمذي» (3363) قال: حدثنا هناد، وأحمد بن منيع قالا، حدثنا أبو معاوية. و «والنسائى» في عمل اليوم واللية» (983) قال: أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: أخبرنا أبو معاوية. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5594) عن هناد بن السري، عن أبي معاوية (ح) وعن إبراهيم ابن يعقوب، عن عمر بن حفص، عن أبيه. أربعتهم - أبو معاوية محمد بن خازم، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، وأبو أسامة - عن الأعمش، عن عمرو بن مرة. 2- وأخرجه البخاري (4/224) قال: وقال لنا قبيصة. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (8922) قال أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا معاوية وهو ابن هشام القصار. وفي الكبري «تحفة الأشراف» (5476) عن أحمد بن سليمان، عن معاوية بن هشام،. كلاهما- قبيصة، ومعاوية - عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت. كلاهما - عمرو، وحبيب - عن سعيد عن جبير، فذكره. (*) الروايات مطولحة ومختصرة. الحديث: 739 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 740 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} قال: «يا معْشر قُريشٍ - أو كلمة نحوها - اشْتَرُوا أَنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئاً (1) . يا بني عبد منافٍ، لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباسَ بنَ عبْد المطلبِ، لا أغني عنك من الله شيئاً. ويا صفِيَّةُ (2) عمَّةَ رسُولِ الله، لا أغني عنكِ من [ص: 290] الله شيئاً. ويا فاطمةُ بنْتَ محمَّدٍ، سَلِيني ما شِئْتِ مِنْ مالي، لا أغني عنْكِ من الله شيئاً» . وفي رواية نحوه، ولم يذكر فيه «يا بني عبدٍ منافٍ» وذكر بدله: «بني عبد المطلب» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وللبخاري أيضاً قال: يا بني عبدِ منافٍ، اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ من الله، يا بني عبدِ المطلب، اشتروا أنفسكم من الله، يا أُمَّ الزُّبَيْرِ عَّمةَ رسولِ الله، يا فاطمةُ بنتَ مُحمَّدٍ، اشْتَرِيا أَنفُسَكُما من الله، لا أملك لَكُما من الله شيئاً، سَلاني مِنْ مالي ما شِئْتما. ولمسلم أيضاً قال: لمَّا نَزلت هذه الآية {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقَربينَ} دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فاجتمُعوا، فعَمَّ وخَصَّ، فقال: يا بني كعبِ بنِ لُؤيّ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا بني مُرَّة بنِ كَعبٍ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا بني عبدِ شمسٍ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدِ المطلب، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا فَاطِمَةُ (3) ، أنِقذُي نفُسَكِ مِنَ النَّارِ، [ص: 291] فإنَّي لا أملك لكم من الله شيْئاً، غير أنَّ لكم رَحِماً، سَأبُلُّها بِبَلالِها (4) . وأخرجه الترمذي قال: لما نزلت {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} جَمَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فخصَّ وعمَّ، فقال «يا مَعْشَر قريْشٍ أنْقِذوا أنَفْسَكم مِنَ النَّارِ فإني لا أملك لكم من الله ضَرًّا ولا نفعاً، يا معشر بني عبدٍ منافٍ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لكم من الله ضرًّا ولا نفعاً، يا معشر بني قُصيّ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لكم من الله ضرًّا ولا نفعاً، يا معشرَ بني عبد المطلب، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لكم من الله ضرًّا ولا نفعاً، يا فاطمة بنتَ محمد أنِقذي نفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لك من الله ضرًّا ولا نفعاً، إِنَّ لكِ رَحِماً، سأبُلُّها ببِلالها» . وأخرج النسائي الرواية الأولى من روايات البخاري، ومسلم، والرواية التي أخرجها مسلم وحْدَهُ (5) . [ص: 292] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنقذوا) أنقذت فلاناً: أذا خلصته مما يكون قد وقع فيه أو شارف أن يقع فيه. (سأبلها) البلال: ما يبل به، وإنما قالوا في صلة الرحم: بلَّ رحمه؛ لأنهم لما رأوا بعض الأشياء يتصل ويختلط بالنداوة، ويحصل بينهما التجافي والتفرق باليُبس، استعاروا البل لمعنى الوصل، واليبس لمعنى القطيعة، والمعنى: سأصل الرحم بصلتها، وقيل: البلال: جمع بل.   (1) قال الحافظ: أي باعتبار تخليصها من العذاب ليكون ذلك كالشراء، كأنهم جعلوا الطاعة ثمن النجاة. وأما قوله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم} فهناك المؤمن بائع باعتبار تحصيل الثواب، والثمن: الجنة، وفيه إشارة إلى أن النفوس كلها ملك لله تعالى، وأن من أطاعه حق طاعته في امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وفي ما عليه من الثمن. (2) يجوز في " صفية " الرفع والنصب، وكذا القول في " يا فاطمة بنت محمد ". وقال النووي: والنصب أفصح وأشهر، وأما " بنت وابن " فمنصوب لا غير، وهذا - وإن كان ظاهراً معروفاً - فلا بأس بالتنبيه عليه لمن لا يحفظه، وأفردهم صلى الله عليه وسلم لشدة قرابتهم. (3) قال النووي: هكذا وقع في بعض الأصول " يا فاطمة " وفي بعضها أو أكثرها: " يا فاطم " بحذف الهاء، على الترخيم، وعلى هذا يجوز: ضم الميم وفتحها كما عرف في نظائره. (4) قوله: " ببلالها " قال النووي: ضبطناه بفتح الباء الثانية وكسرها، وهما وجهان مشهوران ذكرهما جماعات من العلماء، والبلال: الماء، ومعنى الحديث: سأصلها، شبهت قطيعة الرحم بالحرارة، ووصلها بإطفاء الحرارة ببرودة الماء، ومنه " بلوا أرحامكم " أي: صلوها. (5) البخاري 8 / 386 في تفسير سورة الشعراء، باب {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، وفي الوصايا، باب هل يدخل النساء والأولاد في الأقارب، وفي الأنبياء، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، ومسلم رقم (206) في الإيمان، باب قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، والترمذي رقم (3184) في التفسير، باب ومن سورة الشعراء، والنسائي 6 / 248 في الوصايا، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجة الدارمي (2735) قال: حدثنا الحكم بن نافع، عن شعيب. و «البخاري» (4/7و6/140) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. و «مسلم» (1/133) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. و «النسائي» (6/349) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا محمد بن خالد. قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه. كلاهما -شعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. - ورواه أيضا موسى بن طلحة عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (2/، 333 2/، 360 2/519) والبخاري في الأدب المفرد (48) و «مسلم» (1/133) و «الترمذي» (3185) ، و «النسائي» (6/248) . - ورواه أيصا عن أبي هريرة الأعرج، أخرجه أحمد (2/350) وفي (2/448) و «البخاري» (4/224) و «مسلم» (1331) . الحديث: 740 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 741 - (م ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: لما نزلت: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الصَّفا، فقال: «يا فاطمةُ بنتَ محمد، يا صفيةُ بنَت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئاً، سَلُوني مِنْ مالي ما شئُتْم» .أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي (1) .   (1) مسلم رقم (205) في الإيمان، باب قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، والترمذي رقم (3183) في التفسير، باب ومن سورة الشعراء، والنسائي 6 / 250 في الوصايا، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح أخرجه أحمد (6/ 136و187) . قال:حدثنا وكيع. و «مسلم» (1/133) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا وكيع ويونس بن بكير. و «الترمذي» (2310) ، (3184) قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. و «النسائي» (6/250) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال:أنبأنا أبو معاوية. أربعتهم - وكيع، ويونس بن بكير، ومحمد بن عبد الرحمن، وأبو معاوية الضرير - قالوا: حدثنا هشام ابن عروة،عن أبيه، فذكره. الحديث: 741 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 742 - (ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: لما نزلت: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأقْربينَ} وضعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصبعيهِ في أُذنَيْهِ، فرفع صوتهُ، فقال: «يا بني عبد منافٍ، يا صَباحاهُ» . [ص: 293] أخرجه الترمذي، وقال: وقد رُوي مرسلاً، ولم يُذْكَر الأشعريُّ، قال: وهو أصحُّ (1) .   (1) رقم (3185) في التفسير، باب ومن سورة الشعراء، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أبي موسى، وقد رواه بعضهم عن عوف عن قسامة بن زهير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وهو أصح، ولم يذكر فيه عن أبي موسى. وقد ذاكرت فيه محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) فلم يعرفه من حديث أبي موسى. ورواه ابن جرير مرسلاً وموصولاً. ورواه السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 59 وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3186) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد. قال: حدثنا أبو زيد، عن عوف، عن قسامة بن زهير، فذكره.. (*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حدث غريب من هذا الوجه، من حديث أبي موسى. وقد رواه بعضهم عن عوف، عن قسامة بن زهير، عن النبيصلى الله عليه وسلم مرسلا. ولم يذكروا فيه عن أبي موسى وهو أصح. ذاكرت به محمد بن إسماعيل البخاري فلم يعرفه من حديث أبي موسى. الحديث: 742 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 743 - (م) قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو - رضي الله عنهما -: قالا: لما نزلت {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} انطلقَ نبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى رَضْمَةِ جَبلٍ، فعَلا أعْلاها حَجَراً، ثم نادى: «يا بني عبدٍ منافٍ إِني نَذِيرٌ لكم، إِنما مَثَلي ومَثَلُكُم كمَثَلِ رَجُلٍٍ رأَى العَدُوَّ، فانْطَلَق يَرْبَأُ أَهْلَهُ، فخشِيَ أَن يسبقوهُ، فجعل يَهْتِفُ: «يا صاحباهُ» .أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَضمة) الرَّضمة: واحدة الرضم: وهي الحجارة والصخور بعضها على بعض. (يربأ) الربيئة: الذين يحرسُ القوم، ويتطلع لهم، خوفاً [من] أن يكبسهم العدو.   (1) رقم (207) في الإيمان، باب قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/476) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سليمان، يعني التيمي، عن أبي عثمان، يعني النهدي، فذكره. قال أحمد: قال ابن أبي عدي في هذا الحديث -عن قبيصة بن مخارق، أو وهب بن عمرو- وهو خطأ، إنما هو -زهير بن عمرو- فلما أخطأت تركت -وهب بن عمرو-. الحديث: 743 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 744 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {وَالشُّعَراءُ [ص: 294] يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] قال: اسْتَثْنَى الله منهم {الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً} [الشعراء: 227] . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغاوون) جمع غاو: وهو ضد الراشد.   (1) رقم (5016) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، وفي سنده الحسين بن واقد، وهو ثقة له أوهام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الأدب (95: 8) عن أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، عن علي بن حسين بن واقد عن أبيه. تحفة الأشراف (5/178) . الحديث: 744 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 سورة النمل 745 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَخْرُجُ الدَّابَّةُ ومَعها خاتَمُ سُلَيْمان، وعَصَا موسى، فتجْلُو وجْهَ المُؤمِنِ، وتَخْطِمُ أنفَ الكافِرِ بالخاتم، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْخُوَانِ (1) لَيجْتَمِعُونَ، فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر، ويقول هذا: يا كافر، ويقول هذا: يا مؤمن» . أخرجه الترمذي (2) . [ص: 295] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدابة) : هي التي تخرج من الأرض، وهي من أشراط الساعة، وقد مرَّ ذكرها في سورة الأنعام. (وتخطم) يريد: أنها تَسِمُ أنفه بسِمَة يعرف بها، والخطام: سمة في عرض الوجه إلى الخد، يقال: جمل مخطومُ [خطامٍ، ومخطوم] خطامين، بالإضافة، وربما وُسِمَ بخطام، وربما وسم بخطامين.   (1) " الخوان " بضم الخاء وكسرها: ما يؤكل عليه. (2) رقم (3186) في التفسير، باب ومن سورة النمل، ولفظه: ها ها يا مؤمن، ويقال: ها ها يا كافر، ويقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر. وأخرجه الطبري 20 / 15، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي وقال: وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه في دابة الأرض، وفي الباب عن أبي أمامة، وحذيفة بن أسيد، وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجة وأبو داود الطيالسي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 116 وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في " البعث " عن أبي هريرة رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد. (ح) وعفان. وفي (2/491) قال: حدثنا بهز. وابن ماجة (4066) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يونس بن محمد. والترمذي (3187) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا روح بن عبادة. خمستهم -يزيد بن هارون، وعفان، وبهز بن أسد، ويونس بن محمد، وروح بن عبادة - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، فذكره. قال أبوالحسن القطان -راوي السنن عن ابن ماجة - عقب هذا الحديث: حدثناه إبراهيم بن يحيى قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد بن سلمة فذكر نحوه، وقال فيه مرة: فيقول هذا: يا مؤمن، وهذا يا كافر. الحديث: 745 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 سورة القصص 746 - (خ) سعيد بن جبير -رحمه الله -: قال: سألني يهوديّ من أهلِ الحيَرَةِ (1) ، أيَّ الأَجَلَيْنِ قضَى موسى عليه السلام؟ قلتُ: لا أَدري، حتى أقدَم على حَبْرِ العرب (2) فأسأَلَه، فقدِمتُ، فسألتُ ابن عباس؟ فقال: قضَى أكثرَهما وأطيبهما، إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا قال فَعلَ (3) . [ص: 296] أخرجه البخاري (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَبْر) الحَبْرُ: العالمُ.   (1) بلد معروف بالعراق. (2) المراد به العالم الماهر. (3) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال فعل: المراد برسول الله صلى الله عليه وسلم من اتصف بذلك، ولم يرد شخصاً بعينه، وفي رواية حكيم بن جبير: إن النبي إذا وعد لم يخلف، زاد الإسماعيلي من الطريق التي أخرجها البخاري، قال سعيد: فلقيني اليهودي فأعلمته بذلك، فقال: صاحبك والله عالم. والغرض من ذكر هذا الحديث بيان توكيد الوفاء بالوعد، لأن موسى صلى الله عليه وسلم لم يجزم بوفاء العشر، ومع ذلك فوفاها، فكيف لو جزم. قال ابن الجوزي: لما رأى موسى عليه السلام طمع شعيب عليه السلام متعلقاً بالزيادة لم يقتض كريم أخلاقه أن يخيب ظنه فيه. (4) 5 / 213، 214 في الشهادات، باب من أمر بإنجاز الوعد، من رواية سالم الأفطس عن سعيد بن جبير. قال الحافظ في " الفتح ": سالم الأفطس، هو ابن عجلان الجزري شامي ثقة، ليس له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في الطب، وكذا الراوي عنه مروان بن شجاع، وقد تابع سالماً على روايته لهذا الحديث حكيم بن جبير، وتابع سعيداً عكرمة عن ابن عباس، ورواه أيضاً أبو ذر وأبو هريرة وعتبة بن النذر (بضم النون وتشديد الذال المعجمة المفتوحة بعدها راء) وجابر وأبو سعيد، رفعوه كلهم، وجميعها عند ابن مردويه في التفسير، وحديث عتبة وأبي ذر عند البزار أيضاً، وحديث جابر عند الطبراني في الأوسط، ورواية عكرمة في مسند الحميدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في الشهادات (29: 4) عن محمد بن عبد الرحيم عن سعيد بن سليمان عن مروان ابن شجاع. تحفة الأشراف (4/415) . الحديث: 746 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 747 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: {إنَّك لا تَهْدي مَنْ أَحبَبْتَ} [القصص: 56] نزلتْ في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، حيثُ يُرَاوِدُ عَمَّهُ أبا طالبٍ على الإسلام. أخرجه مسلم، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُرَاوِدُ) المراودة: المراجعة في طلب الحاجة والغرض.   (1) مسلم رقم (25) في الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضر الموت، والترمذي رقم (3187) في التفسير، باب ومن سورة القصص، ورواه البخاري مطولاً من حديث ابن المسيب عن أبيه في قصة موت أبي طالب في باب قوله: {إنك لا تهدي من أحببت} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/434) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/441) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (1/41) قال: حدثنا محمد بن عباد، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا مروان. (ح) وحدثنا محمد بن حاتم بن ميمون. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والترمذي (3188) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم -يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبيد، ومروان بن معاوية- عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، فذكره. الحديث: 747 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 748 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {لرَادُّكَ إلى معَادٍ} [القصص: 85] قال: إلى مكة. أخرجه البخاري (1) . [ص: 297] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لرادُّكَ إلى معاد) أي: لراجعك إلى مكة، كذا جاء في التفسير.   (1) 8 / 392 في تفسير سورة القصص، باب {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في التفسير (28: 2) ، عن محمد بن مقاتل، والنسائي فيه التفسير في الكبرى عن أبي داود الحراني كلاهما عن يعلى بن عبيد. تحفة الأشراف (5/135) . الحديث: 748 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 سورة العنكبوت 749 - (ت) أم هانئ - رضي الله تعالى عنها -: قالت: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المنكر الذي كانوا يأتونه في ناديهم؟ فقال: كانوا يَحْبِقونَ فيه، والخذْفُ والسُّخْرِيُّ بِمنْ مَرَّ بهم في أَهل الأرض. هذه روايةٌ. وفي رواية الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وتأتونَ في نادِيكم المنْكَرَ} [العنكبوت: 29] قال: كانوا يَخْذِفون أَهل الأرض، ويسْخَرونَ منهم (1) . [ص: 298] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَحْبِقُونَ) الحَبْقُ: الضرط. (الخذف) رَمي الحصاة من طرف الإصبعين.   (1) الرواية الأولى لم أجدها بهذا اللفظ، والرواية الثانية هي رواية الترمذي رقم (3189) في التفسير، باب ومن سورة العنكبوت، وقال: حديث حسن، إنما نعرفه من حديث حاتم بن أبي صغيرة عن سماك. ورواه أحمد في " المسند " 6 / 341 و 424، وابن جرير الطبري 20 / 493، والحاكم 2 / 409 وصححه ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 144 وزاد نسبته للفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن أبي الدنيا في كتاب " الصمت "، وابن المنذر، والشاشي في " مسنده " والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في " شعب الإيمان "، وابن عساكر عن أم هانئ رضي الله عنها. قال ابن كثير: قوله: {وتأتون في ناديكم المنكر} أي: يفعلون (يعني قوم لوط) ما لا يليق من الأقوال والأفعال في مجالسهم التي يجتمعون فيها، لا ينكر بعضهم على بعض شيئاً من ذلك، فمن قائل: كانوا يأتون بعضهم بعضاً في الملأ قاله مجاهد، ومن قائل: كانوا يتضارطون ويتضاحكون، قالته عائشة، رضي الله عنها والقاسم، ومن قائل: كانوا يناطحون بين الكباش، ويناقرون بين الديوك، وكل ذلك [ص: 298] كان يصدر عنهم، وكانوا شراً من ذلك. وقال ابن جرير الطبري: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: وتخذفون في مجالسكم المارة بكم، وتسخرون منهم، لما ذكر من الرواية بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/341) قال: حدثنا حماد بن أسامة، (ح) وروح. وفي (6/424) قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (3190) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة، وعبد الله بن بكر السهمي (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا سليم بن أخضر. أربعتهم -حماد بن أسامة أبو أسامة، وروح، وعبد الله بن بكر، وسليم بن أخضر- عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن أبي صالح مولى أم هانيء، فذكره. الحديث: 749 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 750 - (ابن عباس - رضي الله عنهما -) : في قوله: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أكْبَرُ} [العنكبوت:45] قال: ذِكْرُ الْعَبْدِ اللهَ بلسانِه كَبِيرٌ، وذِكره له وخوفه منه، إذا أشْفَى على ذَنْبٍ، فتركَهُ من خَوْفِه: أكَبرُ من ذِكره بلسانه، من غَيْرِ نزْعٍ عن الذَّنبِ. أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. ولم أر من ذكره بهذا اللفظ عن ابن عباس من المفسرين وغيرهم، قال ابن جرير الطبري: اختلف أهل التأويل في قوله تعالى: {ولذكر الله أكبر} فقال بعضهم: معناه: ولذكر الله إياكم أفضل من ذكركم إياه، وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولذكركم الله أفضل من كل شيء، وقال آخرون: محتمل للوجهين جميعاً. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وللصلاة التي أتيت أنت بها، وذكرك الله فيها أكبر مما نهتك الصلاة من الفحشاء والمنكر، ثم قال: وأشبه هذه الأقوال بما دل عليه ظاهر التنزيل: قول من قال: ولذكر الله إياكم أفضل من ذكركم إياه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الأثر رواه عبد الرزاق في تفسيره (2/82/2256) عن الثوري، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن ربيعة، عن ابن عباس، قال: سألني عن هذه الآية: {ولذكر الله أكبر} قال: قلت: التكبير والتسبيح، فقال ابن عباس: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، ورواه أيضا سفيان الثوري في تفسيره، (ص،235 رقم 758) وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (2/409) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (5/146) . الحديث: 750 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 سورة الروم 751 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: لما كان يومُ بدْرٍ ظَهَرَتِ الرُّومُ على فارس، فأعجَبَ ذلك المؤمنين، فنزلت: {الم. غُلِبَتِ [ص: 299] الرُّوم. في أدْنَى الأرض وهُمْ من بعْدِ غَلَبِهم سيَغْلِبون. في بِضْعِ سنينَ للَّه الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ ويومئذٍ يَفْرَحُ المؤمنون} [الروم: 1- 4] قال: ففرح المؤمنون بظهور الروِم على فارس. أخرجه الترمذي. وقال: هكذا قال نصرُ بنُ عليٍّ: {غَلَبَتْ} (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِضْع) البضعُ: ما بين الثلاث إلى التسع من العدد.   (1) رقم (3190) في التفسير، باب ومن سورة الروم، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. أقول: وفي سنده عطية بن سعد العوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، ونصر بن علي: هو الجهضمي شيخ الترمذي، وهو ثقة. وقد قرأ " غلبت " بفتح الغين واللام، وقراءة حفص عن عاصم " غلبت " بضم الغين وكسر اللام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (، 2935 3192) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن سليمان الأعمش عن عطية فذكره. الحديث: 751 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 752 - (ت) نيار بن مُكرِم الأسلمي - رضي الله عنه - (1) : قال: لما نزلت {الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. في أدْنَى الأرض وهُمْ من بعْدِ غَلَبِهم سيَغْلِبون. في بِضْعِ سنينَ} فكانت فارس يوم نزلت هذه الآيةُ قاهِرينَ للرومِ، وكان المسلمون يُحِبُّون ظُهُورَ الروم عليهم، لأنهم وإِيَّاهم أَهلُ كِتابٍ، وفي ذلك (2) قولُ اللهِ: {ويومئذ يَفْرَحُ المؤمنون بنصر اللَّه ينصُر من يشاء وهو العزيز الحكيم} [الروم: 4 -5] وكانت قريشٌ تُحِبُّ ظهورَ فارسَ، لأنهم [ص: 300] وإيَّاهم ليسُوا بأهلِ كتابٍ، ولا إيمانٍ ببعْثٍ، فلما أنزلَ الله هذه الآية، خرج أبو بكرٍ الصِّدِّيق يصيحُ في نواحي مكة: {الم. غُلِبَتِ الرُّوم. في أدْنَى الأرض وهُمْ من بعْدِ غَلَبِهم سيَغْلِبون. في بِضْعِ سنينَ} قال ناسٌ من قُريشٍ لأَبي بكرٍ: فذلك بيننا وبينك، زعَمَ صاحبُكَ أنَّ الروم سَتَغْلِبُ فارسَ في بضعِ سنين، أفلا نُراهنُكَ على ذلك؟ قال: بلى، - وذلك قبل تحريم الرِّهان - فارْتهنْ أبو بكرٍ والمشركون، وتواَضعُوا الرِّهانَ، وقالوا لأبي بكرٍ، كم تجعلُ البِضْعَ: ثلاثَ سنين إلى تسعِ سنين، فسَمِّ بيننا وبينك وسطاً ننتهي إليه، قال: فسمَّوا بينهم سِتَّ سنين، قال: فمضَتِ السِّتُّ سنينَ قبلَ أن يظهروا، فأخذَ الْمُشركونَ رَهْن أبي بكرٍ، فلما دخلتِ السَّنَةُ السابعُة، ظهرتِ الرومُ على فارسَ، فعابَ المسلمونَ على أبي بكرٍ تسْمِيَةَ سِتّ سِنين، قال: لأنَّ الله قال: {في بضْعِ سِنينَ} قال: وأسلم عند ذلك ناسٌ كثير. أخرجه الترمذي (3) .   (1) " نيار بن مكرم " بكسر النون وتخفيف الياء، و " مكرم " بضم الميم وسكون الكاف وكسر الراء: له صحبة عاش إلى أول خلافة معاوية وقد أنكر ابن سعد أن يكون سمع من النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال: سمع من أبي بكر، وكان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في الصحابة وفي ثقات التابعين أيضاً، وهذه عادته فيمن اختلف في صحبته. (2) في بعض النسخ: وذلك. (3) رقم (3192) في التفسير، باب ومن سورة الروم، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد. أقول: وعبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيهاً. قال ابن كثير: وقد روي نحو هذا مرسلاً عن جماعة من التابعين، مثل عكرمة، والشعبي، ومجاهد، وقتادة، والسدي، والزهري، وغيرهم. أقول: وهو حديث حسن بشواهده. وقد ذكره السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 151 وزاد نسبته للدارقطني في " الأفراد "، والطبراني، وابن مردويه، وأبي نعيم في " الحلية "، والبيهقي في " شعب الإيمان ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3194) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني ابن أبي الزناد عن أبي الزناد عن عروة بن الزبير فذكره. الحديث: 752 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 753 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {الم. [ص: 301] غُلِبَتِ الرُّوم. في أدْنَى الأرض} قال: غُلِبتْ وغَلَبت، قال: كان المشركون يُحبُّون أن يظهرَ أهلُ فارسَ على الرومِ لأنهم وإيَّاهم أهل الأوثانِ، وكان المسلمون يحبون أن يظهرَ الرومُ على فارس لأنهم أهلُ كتابٍ، فذكروهُ لأبي بكرٍ، فذكرهُ أبو بكرٍ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أَما إنهُمْ سَيَغْلِبُونَ، فذكره أبو بكرٍ لهم، فقالوا: اجعلْ بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرْنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتُم كان لكم كذا وكذا، فجعل أَجلَ خمسِ سنينَ، فلم يظهروا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أَلا جَعَلْتهُ إلى دون العشْرِ؟ - قال سعيد بن جبير: والبِضْعُ، ما دونَ العشْرِ - قال: ثم ظهرتِ الرومُ بعدُ فذلك قوله: {الم. غُلِبَتِ الرُّوم - إلى قوله - ويومئذ يَفْرَحُ المؤمنون. بنصر الله} قال سفيان: سمعتُ أنَّهُمْ ظهروا عليهم يومَ بدْرٍ. وفي رواية: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكرٍ في مُنَاحَبَةٍ {الم. غُلِبَتِ الرُّوم} : أَلاَّ أَخْفَضْتَ (1) يا أبا بكرٍ؟ فإِنَّ البِضعَ، ما بين ثلاث إلى تسْعٍ. أخرجه الترمذي (2) . [ص: 302] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأوثان) الأصنام. (مُنَاحَبة) المناحبة: المراهنة.   (1) وفي رواية: ألا احتطت. (2) رقم (3191) في التفسير، باب ومن سورة الروم، وقال عن الرواية الأولى: هذا حديث حسن صحيح غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة. أقول: وإسناده صحيح، وقد رواه أحمد، وابن جرير وغيرهما، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 150 وزاد نسبته للنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني في " الكبير "، وابن مردويه، والبيهقي في " الدلائل "، والضياء. والرواية الثانية: قال عنها الترمذي: هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه من حديث الزهري عن عبد الله بن عباس، أقول: وفي سندها عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي أبو سعيد [ص: 302] المدني، قال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: كيف هو؟ فقال: لا أعرفه، قلت (ابن حجر) وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/276) (2495) ، (1/304) (2770) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. والبخاري في «خلق أفعال العباد» صفحة (16) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية، (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد أبو سعيد التغلبي، والترمذي (3193) . والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5489) . كلاهما -الترمذي، والنسائي- عن الحسين بن حريث، قال: حدثنا معاوية بن عمرو. كلاهما -معاوية بن عمرو، وأبو سعيد التغلبي محمد بن أسعد- قالا: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جُبير، فذكره. الحديث: 753 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 سورة لقمان 754 - (خ) ابن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَفاتِيحُ الغيب خمسٌ، ثم قرأَ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} إلى آخر الآية» [لقمان: 34] أخرجه البخاري. وفي أُخرى له: «مفاتيحُ الْغَيْبِ خمسٌ لا يعْلَمُها إلاَّ الله: لا يعلمُ أحدٌ ما يكونُ في غدٍ إِلاَ اللهُ، ولا يعلمُ أَحدٌ ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفسٌ ماذا تَكْسِبُ غداً؟ ولا تدري نفسٌ بأي أَرضٍ تموتُ؟ وما يدْري أحدٌ متى يَجيء المطرُ؟» . وفي رواية أُخرى: مفاتيحُ الْغَيْبِ خمسٌ لا يعْلَمُها إلا الله: لا يعلمُ ما تَغِيضُ الأَرحامُ إلا اللهُ، ولا يعْلَمُ ما في غَدٍ إلا الله، ولا يعلم مَتَى يأتي المطَرُ أَحدٌ إلا الله، ولا تدري نفسٌ بأيِّ أَرضٍ تَموت إلا الله، ولا يعلم متى [ص: 303] تقومُ الساعة إلا اللهُ (1) .   (1) 8 / 395، 396 في تفسير سورة لقمان، باب قوله: {إن الله عنده علم الساعة} ، وفي الاستسقاء، باب لا يدري متى يجيء المطر إلا الله، وفي تفسير سورة الأنعام، باب {وعنده مفاتح الغيب} ، وفي تفسير سورة الرعد، باب {الله يعلم ما تحمل كل أنثى} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً} . قال ابن كثير: هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها؛ فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل، ولا ملك مقرب، {لا يجليها لوقتها إلا هو} ، وكذلك إنزال الغيث لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه، وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه الله تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى، أو شقياً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون ومن شاء الله من خلقه، وكذلك لا تدري نفس ماذا تكسب غداً في دنياها وأخراها، {وما تدري نفس بأي أرض تموت} في بلدها أو غيره من أي بلاد الله كان، لا علم لأحد بذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/24) (4766) ، (2/58) (5226) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/52) (5133) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وعبد بن حميد (791) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الزبيري أبو أحمد، والبخاري (2/41) قال: حدثنا محمد بن يوسف، أربعتهم -وكيع، وعبد الرحمن، وأبو أحمد، وابن يوسف- عن سفيان. 2- وأخرجه البخاري (6/99) ، قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا معن، قال: حدثني مالك. 3- وأخرجه البخاري (9/142) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال. 4- وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7146) عن علي بن حُجر، عن إسماعيل بن جعفر. أربعتهم -سفيان، ومالك، وسليمان، وإسماعيل- عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 754 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 سورة السجدة 755 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: في قوله تعالى: {تَتَجافى جُنُوبُهُم عن المضاجع} [السجدة: 16] نزلت في انتظار الصلاة التي تُدْعى الْعَتَمَة. هذه رواية الترمذي (1) . وفي رواية أَبي داود قال: كانوا يَتَنَفَّلُونَ ما بيْنَ المغرب والعِشاء، ويُصَلُّونَ وكان الحسن يقول: «قيامُ الليل (2) » .   (1) رقم (3194) في التفسير، باب ومن سورة السجدة، وقال: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه. أقول: وإسناده جيد، ورواه كذلك الطبري 21 / 63، 64 وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 174 وزاد نسبته لابن أبي حاتم، وابن مردويه، ومحمد بن نصر في " كتاب الصلاة ". (2) رقم (1321) في الصلاة، باب أي الصلاة أفضل، وإسناده قوي، ورواه الطبري 20 / 63 [ص: 304] وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 175 وزاد نسبته لابن أبي شيبة، ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في سننه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (السجدة 1: 32) عن عبد الله بن أبي زياد، عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي عن سليمان بن بلال، وقال: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. تحفة الأشراف (1/429) . الحديث: 755 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 756 - (م) أُبيُّ بن كعب - رضي الله عنه -: في قوله تعالى: {وَلنُذِيقَنَّهُمْ من العَذابِ الأَدْنَى دُونَ العذابِ الأكْبَر} [السجدة: 21] قال: مصائبُ الدنيا، والرُّوم، والْبَطْشَةُ أَو الدُّخان. شك شعبَةُ في البطشَةِ أو الدُّخان. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2799) في صفة القيامة، باب الدخان، فسر العذاب الأدنى، بمصائب الدنيا والروم والبطشة أو الدخان، والعذاب الأكبر، هو عذاب الآخرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:مسلم في التوبة (20) عن أبي بكر وأبي موسى بندار كلهم عن غندر، عن شعبة، عن قتادة، عن عزره العرني عن يحيى بن الجزار عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. تحفة الأشراف (1/33) . الحديث: 756 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 سورة الأحزاب 757 - (خ م ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: إِنَّ زَيدَ بن حارثَةَ مَوْلَى رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ما كُنَّا ندُعوهُ إِلا زيدَ بنَ محمدٍ، حتَّى نَزَلَ القرآنُ {ادْعُوهُمْ لآبائهم هو أقْسَطُ عند اللَّه ... } الآية. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) . [ص: 305] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَقْسَطَ) الرجلُ: إذا عدل، وقسط: إذا جار.   (1) البخاري 8 / 397 في تفسير سورة الأحزاب، باب {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} ، ومسلم رقم (2425) في فضائل الصحابة، باب فضائل زيد بن حارثة، والترمذي رقم (3207) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب. قال النووي: قال العلماء: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيداً ودعاه ابنه، وكانت العرب تفعل ذلك؛ يتبنى الرجل مولاه أو غيره فيكون ابناً له يورثه، وينتسب إليه، حتى نزلت الآية، فرجع كل إنسان إلى نسبه، إلا من لم يكن له نسب معروف فيضاف إلى مواليه، كما قال تعالى: {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/77) (5479) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري (6/145) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيزبن المختار. ومسلم (7/130) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري. وفي (7/131) قال: حدثني أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا وهيب. والترمذي (3209) ، (3814) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (7021) عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن. (ح) وعن الحسن بن محمد، عن حجاج، عن ابن جريج. أربعتهم -وهيب، وعبد العزيزبن المختار، ويعقوب، وابن جريج- عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 757 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 758 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِن مُؤمنٍِ، إلا وأنا أولَى الناس به في الدنيا والآخرة، اقْرؤُوا إنْ شئتم {النبيُّ أَوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم} [الأحزاب: 6] فأيُّما مُؤمنٍ تَركَ مالاً فَلْيَرِثْهُ عَصَبتُه من كانوا، فإِن ترك دَيناً أو ضَياعاً، فَليأتِني فأنا مولاه» أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَصَبة) الميت: من يرثُهُ، سوى من له فرض مقدر. (ضياعاً) الضياع: العيال، وقيل: هو مصدر ضاع يضيع.   (1) البخاري 8 / 397 في تفسير سورة الأحزاب في فاتحتها، وفي الكفالة، باب الدين، وفي الاستقراض، باب الصلاة على من ترك ديناً، وفي النفقات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من ترك كلاً أو ضياعاً فإلي "، وفي الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من ترك مالاً فلأهله "، وباب ابني عم أحدهما أخ للأم والآخر زوج، وباب ميراث الأسير، ومسلم رقم (1619) في الفرائض، باب من ترك مالاً فلورثته، وفي رواية لمسلم " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل الميت عليه الدين فيسأل: هل ترك لدينه من قضاء، فإن حدث أنه ترك وفاءاً صلى عليه، وإلا قال: صلوا على صاحبكم، فلما فتح الله عليه الفتوح قال: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي وعليه دين فعلي قضاؤه، ومن ترك مالاً فهو لورثته " أي إذا لم يترك وفاءاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (1:33) عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن فليح، عن أبيه، عن هلال بن علي، وفي الاستقراض (11:2) عن عبد الله بن محمد، عن أبي عامر العقدي، عن فليح به، تحفة الأشراف (10/4478) . وأخرجه مسلم في كتاب الفرائض باب من ترك مالا فلورثته رقم (1619) . الحديث: 758 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 759 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {ما جَعلَ الله لِرَجلٍ من قَلبَيْن في جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] قال أبو ظبيان: قُلنا لابنِ [ص: 306] عباسٍ: أرأَيت قولَ الله تعالى {ما جَعلَ اللَّهُ لِرَجلٍ من قَلبَيْن في جَوْفِهِ} ما عَنَى بذلك؟ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يُصلّي، فَخطَرَ خَطْرَة، فقال المنافقون الذي يُصلون معه: أَلا ترى أنَّ له قلْبَين: قلباً معكم، وقلباً معهم؟ فأنزل الله تعالى: {ما جَعلَ اللَّه لِرَجلٍ من قَلبَيْن في جَوْفِهِ} أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3197) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب بسندين، وقال: هذا حديث حسن، أقول: وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان، وفيه لين كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب "، ورواه الحاكم 2 / 415 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: قابوس ضعيف. ورواه أيضاً أحمد وابن جرير الطبري وابن أبي حاتم، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " وزاد نسبته لابن المنذر، وابن مردويه، والضياء في " المختارة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (34 الأحزاب: 1) عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن صاعد الحراني، و (34 الأحزاب: 2) عن عبد بن حميد، عن أحمد بن يونس كلاهما عن زهير، عن قابوس عن أبيه. وقال: حسن. تحفة الأشراف (4/379) . الحديث: 759 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 760 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: في قوله تعالى {إذْ جاءُوكم من فَوْقِكُم ومن أسْفَلَ منكم وإذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ وبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجرَ} [الأحزاب: 10] قالت: كان ذلك يومَ الخَنْدَق. أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زاغت الأبصار) : مالت عن مكانها، وذلك كما يعرض للإنسان عند الخوف. (الحناجر) : جمع الحنجرة، وهي الحلقوم.   (1) البخاري 7 / 307 في المغازي، باب غزوة الخندق، ولم نجده في مسلم، وربما يكون وهماً من المؤلف فإن السيوطي أورده في " الدر المنثور " 5 / 185 ولم يعزه إلى مسلم، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، والنسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والبيهقي في " الدلائل ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/139) قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى (6/429) (11398) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق. ثلاثتهم -عثمان، وأبو بكر، وهارون- عن عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 760 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 761 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: نَرى هذه الآية نزلت في عَمِّي أنَسِ بن النَّضِر (1) {من المؤمنين رجال صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عليه} [الأحزاب: 23] . أخرجه البخاري (2) . وقد أخرج هو ومسلم، والترمذيُّ هذا الحديثَ بأَطْوَلَ مِنْهُ،وهو مذكورٌ في غزوةِ أُحدٍ، من كتاب الغزَوات، من حرفِ الغين (3) .   (1) قتل أنس بن النضر يوم أحد شهيداً، ووجد في جسده بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف ورمية بسهم وطعنه برمح، حتى قالت أخته الربيع بنت النضر: ما عرفت أخي إلا ببنانه. (2) 8 / 398 في تفسير سورة الأحزاب، باب {فمنهم من قضى نحبه} . (3) مسلم رقم (1903) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، والترمذي رقم (3198) و (3199) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/146) ، قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي، عن ثمامة فذكره. الحديث: 761 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 762 - (ت) أمُّ عمارَة الأنصارية - رضي الله عنها -: قالت: أَتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما أرَى كُلَّ شيءٍ إلا للرجال، وما أرى النساءَ يُذْكرْنَ بشيءٍ، فنزلت {إِن المسلمين والمسلمات - إلى قوله -: أَعدَّ اللَّه لهم مغفرةً وأَجراً عظيماً} [الأحزاب: 35] . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3209) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، وقال: هذا حديث حسن غريب، وإنما نعرف هذا الحديث من هذا الوجه. أقول: وسنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3211) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان بن كثير عن حصين عن عكرمة، فذكره. الحديث: 762 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 763 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: لو كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم [ص: 308] كاتماً شيئاً من الوَحْي، لكَتَم هذه الآية: {وإذْ تقولُ للذي أنْعَمَ اللَّه عليه} [الأحزاب: 37] يعني: بالإِسلام {وأنعمتَ عليه} : بالعتق فَأَعْتَقْتَهُ {أمْسِكْ عليك زوجَكَ واتَّقِ اللَّه وتُخفي في نفسك مَا اللَّهُ مُبدِيهِ وتَخْشى النَّاسَ واللَّهُ أحَقُّ أنْ تَخْشاهُ فلما قَضى زيدٌ منها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْلَا يكون على المؤمنين حَرَجٌ في أزواج أَدْعِيائهم إذا قَضَوْا منهن وطَراً وكان أمرُ اللَّهِ مفعولاً} [الأحزاب: 37] فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما تَزَوَّجَها، قالوا: تَزوَّجَ حَلِيلةَ ابْنِهِ، فأنزل الله تعالى {ما كان محمدٌ أبا أَحدٍ من رجالكم ولكن رسولَ اللَّهِ وخاتَمَ النبيين} [الأحزاب: 40] وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تَبَنَّاهُ وهو صغيرٌ، فَلبِثَ حتى صارَ رَجُلاً، يقالُ له: زَيْدُ بنُ مُحمَّدٍ، فأنزل الله تعالى: {ادْعُوهم لآبائهم هو أقْسَطُ عند اللَّه فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانُكم في الدِّينِ ومَواليكم} فُلانٌ مولى فُلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ {هو أقْسَطُ عند اللَّه} يعني: أعدلُ عند الله (1) . وفي رواية مختصراً: لو كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوَحْي، لكَتَم هذه الآية: {وإذ تقولُ للذي أنْعَمَ اللَّه عليه وأنعمتَ عليه} لم يَزِدْ. [ص: 309] أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَلِيلَة) قد ذكرت في سورة الفرقان.   (1) رواه الترمذي رقم (3205) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، وقال: هذا حديث غريب. أقول: وفي سنده داود بن الزبرقان الرقاشي البصري نزيل بغداد، وهو متروك، وكذبه الأزدي كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب ". وقول عائشة في أول الحديث: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية، هذا القدر ثابت. وقال الحافظ في " الفتح ": وأظن الزائد بعده مدرجاً في الخبر، فإن الراوي له عن داود - يعني بن أبي هند - لم يكن بالحافظ - يريد به داود بن الزبرقان -. (2) رقم (3206) وقال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه مسلم رقم (177) في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {ولقد رآه نزلة أخرى} ، والطبري 22 / 11، ورواه البخاري من حديث أنس 13 / 347 في التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} . قال الحافظ: وفي مسند الفردوس عن عائشة من لفظه صلى الله عليه وسلم: " لو كنت كاتماً شيئاً من الوحي ... " الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/241) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (6/266) قال: حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (3207) قال: حدثنا علي بن حُجْر. قال: أخبرنا داود بن الزبرقان. ثلاثتهم -ابن أبي عدي، وعبد الوهاب، وداود بن الزبرقان- عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، فذكره. وأخرجه الترمذي (3207) قال: حدثنا عبد الله بن وضاح الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (3208) قال: حدثنا محمد بن أبان. قال: حدثنا ابن أبي عدي. كلاهما -عبد الله بن إدريس، وابن أبي عدي- عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة -رضي الله عنها- مختصرا على أوله. وزاد فيه: «عن مسروق» . الحديث: 763 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 764 - (خ ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: جاءَ زيدُ بن حارثةَ يشْكُو، فجعل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: اتقِ اللهَ، وأمْسِكْ عليك زوجكَ، قال أنسٌ لو كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوَحْي، لكَتَم هذه الآية: قال: وكانت تَفْخَرُ على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول: زَوَّجَكُنَّ أَهِالِيكنَّ، وزوجني اللهُ من فوق سَبع سمواتِ. وفي رواية قال: {وتُخفي في نفسك مَا اللَّهُ مُبدِيهِ} نزلت في شأن زينب بنت جَحْشٍ وزيد بن حارثة. أخرجه البخاري. وفي رواية الترمذي قال: لما نزلت هذه الآية {وتُخفي في نفسك مَا اللَّهُ مُبدِيهِ} في شأن زينب بن جحش، جاء زيدٌ يَشكُو، فهمَّ بِطلاَقِها، فاستأْمَرَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَمْسِكْ عليك زوجك، واتق الله. وفي أخرى له قال: لما نزلت هذه الآية في زينب بن جحش {فلما قَضى [ص: 310] زيدٌ مِنهَا وَطَراً زَوَّجْناكَها} قال: فكانت تَفْخرُ على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زَوَّجَكُنَّ أَهْلوكنَّ، وزوجني اللهُ من فوق سَبع سمواتٍِ. وفي رواية النسائي قال: كانت زينب تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول: أنْكَحَني من السَّمَاءِ، وفيها نزلت آية الحجاب (1) .   (1) البخاري 13 / 347، 348 في التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} ، وفي تفسير سورة الأحزاب، باب {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} ، والترمذي رقم (3212) و (3210) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، والنسائي 6 / 80 في النكاح، باب صلاة المرأة إذا خطبت واستخارتها ربها، وأخرجه أحمد، والحاكم 2 / 417 وصححه ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 201 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في سننه. قال الحافظ في " الفتح ": وقد أخرج بن أبي حاتم هذه القصة من طريق السدي فساقها سياقاً واضحاً حسناً، ولفظه: بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يزوجها زيد بن حارثة، فكرهت ذلك، ثم أنها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه، ثم أعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بعد أنها من أزواجه فكان يستحي أن يأمر بطلاقها، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون من الناس، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ويقولوا: تزوج امرأة ابنه، وكان قد تبنى زيداً، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: جاء زيد بن حارثة فقال: يا رسول الله إن زينب أشتد علي لسانها، وأنا أريد أن أطلقها، فقال له: اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال: والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس. قال الحافظ: ووردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها، والذي أوردته منها هو المعتمد. والحاصل أن الذي كان يخفيه النبي صلى الله عليه وسلم هو إخبار الله إياه أنها ستصير زوجته، والذي كان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس: تزوج امرأة ابنه، وأراد الله إبطال ما كان أهل الجاهلية عليه من أحكام التبني بأمر لا أبلغ في الإبطال منه، وهو تزوج امرأة الذي يدعى ابناً ووقوع ذلك من إمام المسلمين ليكون أدعى لقبولهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/149) قال: ثنال مؤمل بن إسماعيل. وعبد بن حميد (1207) وقال: ثنا محمد بن الفضل. و «البخاري» (6/147) قال: ثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: ثنا معلي بن منصور وفي (9/152) قال: ثنا أحمد، قال: ثنا محمد بن أبي بكر المقدسي. و «الترمذي» 3212 قال: ثنا عبد بن حميد، قال: ثنا محمد ثنا بن الفضل. و «النسائي» في الكبري «تحفة الأشراف» (296) عن محمد بن سليمان، لوين. خمستهم - مؤمل، وابن الفضل، ومعلى، والمقدمي، ولوين - قالوا: ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره. والرواية الأخرى أخرجها أحمد (3/226) . و «البخاري» (9/152) . و «النسائي» (6/79) وفي الكبرى تحفة الأشراف (1124) عن عيسى بن طهران فذكره. الحديث: 764 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 765 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّهُ كان ابنَ عَشْرِ سنين مَقْدَمَ (1) رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: وَكُنَّ أُمَّهاتِي يُواظِبْنَني (2) على خدمِة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَخَدْمتُهُ عَشْر سِنينَ، وتُوُفِّيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وأنا ابنُ عشرين سنة، وكنتُ أعلَم النَّاسِ بشأنِ الحجاب حين أُنْزِلَ، وكان أول ما نزل في مُبْتَنَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش: أصْبَحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَروساً بها فدعا القومَ فأصابوا الطعام، ثم خرجوا وبقي رَهْطٌ منهم عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأطالوا المُكْثَ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج وخرجتُ معه لِكَيْ يخرجوا، فمشى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ومَشَيْتُ، حتَّى جاءَ عَتَبَةَ حُجْرةِ عائشة، ثم ظَنَّ أنهم خرجوا، فرجع ورجعتُ معه، حتى إذا دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يقوموا، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ورجعت معه، حتى إذا بلغ عَتبةَ حُجْرة عائشة ظنَّ أَنهم خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم قد خرجوا، فضربَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيني وبينه بالسِّتْرِ، وأُنْزِلَ الحِجابُ. زاد في رواية: أَنا أَعْلَمُ النَّاسِ بالحِجَابِ، وكان أُبَيُّ بن كعب يَسألُني [ص: 312] عنه. هذه رواية البخاري ومسلم. وللبخاري من رواية الجَعْد عن أنس، قال: مَرَّ بنا أنَسٌ في مسجد بني رِفاعة، فسمعتُه يقولُ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُليم (3) دَخلَ [عليها] فَسَلَّمَ عليها، ثم قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَروساً بزينبَ، فقالت لي أُمُّ سُلَيم: لَوْ أَهْدَينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم هَدِيَّة؟ فقلتُ لها: افْعَلي، فعمَدَتْ إلى تَمرٍ وسَمْنٍ وأَقِطٍ، فاتخذتْ حَيْسَة في بُرْمَةٍ، فأرسلتْ بها مَعي إليه، فانطلقْتُ بها إليه، فقال [لي] : ضَعْها، ثُمَّ أمرني، فقال: ادْعُ لي رجالاً سمَّاهم، وادْعُ لي من لَقِيتَ، قال: ففعلْتُ الذي أَمرني، فرجعتُ، فإذا البيتُ غاصٌّ بأهله، ورأَيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وضَعَ يدَهُ على تِلْكَ الْحَيْسَةِ، وتَكلَّمَ بما شاء اللهُ، ثم جعل يدْعُو عشرة عَشرَة، يأكلونَ منه، ويقولُ لهم: اذكروا اسم الله، وليأكلْ كُلُّ رُجل ممَّا يلِيه، حتى تصدَّعُوا كلُّهم، فخَرجَ مَنْ خَرَجَ، وبَقيَ نَفرٌ يتحدَّثون، ثم خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم نحو الحُجراتِ، وخَرجتُ في إِثْرِهِ، فقلتُ: إنهم قد ذَهبُوا، فرجع فدخل البيتَ وأَرْخَى السِّتْرَ، وإنِّي لَفي الحجرة، وهو يقول: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيُوتَ النبيِّ إِلّا أنْ يُؤذَن لكم إلى طعامٍ غيرَ ناظرين إِناهُ ولكن إِذا دُعِيتُمْ فادخلوا فإِذا طَعِمْتُم فانْتَشِروا ولا مُسْتَأنِسين لحديثٍ إِن ذلكم كان يُؤذي النبيَّ فيستحيي منكم واللَّه لا يستحيِي من الْحَقِّ} [الأَحزاب: 53] . [ص: 313] وقال الجعدُ (4) : قال أنس: إِنَّهُ خدم النبي صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سنين. ولمسلم من رواية الْجَعْدِ أيضاً قال: تزوج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فدخلَ بأهله، قال: فَصنَعَتْ أُمِّي أُمُّ سُلَيْم حَيْساً، فجعلتْهُ في تَوْرٍ، فقالت: يا أَنسُ، اذْهبْ بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقل: بعَثَتْ بهذا إليك أُمِّي، وهي تُقْرِئُكَ السلام، وتقول: إِنَّ هذا لَكَ منَّا قليلٌ، فقال: ضَعْهُ، ثم قال: «اذهب فادْعُ لي فُلاناً وفُلاناً [وفلاناً] ومَنْ لِقيتَ» ، قال: فدعوتُ من سَمَّى ومن لقيتُ، قال: قُلْتُ لأنسٍ: عَدَدَ (5) كَمْ كانوا؟ قال: زُهاءَ ثَلاثِمائةٍ (6) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنسُ، هاتِ التَّوْرَ (7) ، قال: فدخلوا حتى امتلأتِ الصُّفَّةُ والحُجْرَةُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لِيتَحلَّقْ عشرةٌ عشرة، وليأكلْ كلُّ إنسانٍ مما يليه، قال: فأكلوا حتى شبعوا، قال: فخرجتْ طائفةٌ، ودخلت طائفة، حتى أكلوا كلُّهم، فقال لي: يا أنسُ، ارفع، فرفعتُ، فما أدري حين وضعتُ كان أكثرَ، أم حين رفعتُ؟ قال: وجلس طوائفُ منهم يتحدَّثون في بيت [ص: 314] رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ، وزوجتُهُ مُوَلِّيَةٌ وجهها (8) إلى الحائطِ، فثقُلوا (9) على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلَّمَ على نسائه ثم رجع، فلما رأوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد رجعَ، ظنُّوا أنهم قد ثقُلوا [عليه] ، قال: فابتدروا الباب، فخرجوا كلُّهم، وجاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حتى أرخى السِّترَ، ودخلَ وأنا جالسٌ في الحُجْرة، فلم يلْبَثْ إلا يسيراً، حتى خرج عليَّ، وأُنزلت هذه الآية، فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقرأَهُنَّ على الناس: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تدخلوا بُيوتَ النبيِّ إلا أن يُؤذَنَ لكم ... } إلى آخر الآية، قال: الجعد: قال أنس: أنا أَحْدَثُ الناسِ عهداً بهذه الآيات، وحُجِبْنَ نساءُ النبي صلى الله عليه وسلم. وفي أخرى للبخاري قال: بنى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بزينبَ، فأوْلَمَ بخبزٍ ولحمٍ، فأُرْسِلْتُ على الطعام داعياً، فيجيءُ قومٌ فيأكلونَ ويخرجونَ، ثم يجيءُ قومٌ فيأَكلونَ ويخرجونَ، فدعوتُ حتى ما أجِدُ أَحداً أَدْعُو، فقلتُ: يا نبيَّ الله، ما أَجدُ أحداً أَدعو، قال: «ارفعوا طعامكم» وبقي ثلاثةُ رهْطٍ يتحدَّثونَ في البيت، فخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فانطلق إلى حُجْرة عائشة، فقال: «السلام عليكم أهلَ البيت ورحمةُ الله» ، وقالت: وعليك السَّلامُ ورحمة الله، [ص: 315] كيف وجدتَ أهلكَ؟ باركَ اللهُ لك، فتقرَّى حُجَرَ نسائه (10) كُلِّهِنَّ، يقولُ لهن كما يقولُ لعائشة، ويقُلْنَ له كما قالت عائشةُ، ثمَّ رجعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فإذا رهطٌ ثلاثةٌ في البيتِ يتحدَّثونَ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم شديدَ الحياء، فخرج مُنْطلقاً نحو حُجرةِ عائشة، فما أدري أخبَرْتُهُ أو أُخْبِرَ أنَّ القومَ قد خرجوا، فرجع حتى وضع رِجْلهُ في أُسْكُفَّةِ البابِ داخلة، وأُخرى خارجة، أَرْخى السِّتر بيني وبينه، وأُنزلَ الحجابُ. وفي أخرى له قال: أوْلَمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ بَنَى بزَينَبَ بِنْتِ جحشٍ، فأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزاً ولَحماً، وخرجَ إلى حُجَرِ أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ، كما كان يصَنْعُ صَبِيحَة بنائهِ، فَيُسَلِّمُ عليهنَّ ويدْعُو لهنَّ، ويُسَلِّمْنَ عليه ويدعون له، فلما رجع إلى بيْتِهِ، رأى رجلين، جرى بهما الحديث، فلما رآهما رجَعَ عن بيته، فلما رأى الرَّجُلانِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجع عن بيته وثَبا مُسْرِعيْنِ، فما أدْرِي أَنا أخبرتُه بخُرُوجِهمِا أو أُخْبِر؟ فرجع حتَّى دخلَ الْبيْتَ، وأرْخَى السِّتْرَ بيْني وبينَهُ، وأُنْزِلت آيَةُ الحجابِ. وأخرج الترمذي من هذه الروايات رواية الجعد التي أخرجها مسلم. ولَهُ في رواية أُخرى قال: بنى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ مِن نسائِهِ، فأرْسَلَني، فدعوتُ له قوماً إلى الطعامِ، فلمَّا أَكلوا وخرجُوا، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنْطلقاً قِبَلَ بيت عائشة، فرأى رجلين جالسيْنِ، فانصرفَ راِجعاً، فقام [ص: 316] الرَّجُلانِ فخرجا، فأنزلَ الله {يا أَيُّها الذين آمنوا لا تدخُلوا بُيُوتَ النبيِّ إلّا أنْ يُؤذَنَ لكم إلى طعامٍ غيْرَ ناظِرينَ إِناهُ (11) } . قال: وفي الحديث قصةٌ. وقد أَخرج البخاري هذه الرواية مختصرة قال: بنى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ، فأرسلني، فدعوتُ رجالاً إلى الطعامِ، لم يَزِدْ على هذا، ولم يُسَمِّها. وللترمذي من طريق آخر قال: كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأتَى بابَ امرأةٍ عَرَّسَ بها، فإذا عندها قومٌ، فانطلق يقضي حاجته واحْتُبِسَ، ثم رجع وعندها قومٌ، فانطلقَ، فقضى حاجتهُ، فرجع وقد خرجوا، قال: فدخلَ وأَرْخى بيني وبينه سِتْراً، قال: فذكرتُه لأبي طلحة، قال: فقال: لئن كان كما تقولُ لِيْنزِلَنَّ في هذا شيءٌ. قال: فنزلت آية الحجاب. وأخرج النسائي من هذه الروايات: رواية مسلم من طريق الجعد (12) . [ص: 317] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مبتنى) الابتناء بالمرأة: الدخول بها، وكذلك البناء، والأصل فيه: أن الرجل كان إذا تزوج امرأة، بنى عليها قبة ليدخل بها فيها. قال الجوهري: ولا يقال: بنى بأهله، إنما يقال: بنى على أهله. (عروساً) العروس: يطلق على الرجل وعلى المرأة أيام دخول أحدهما بالآخر. (رهط) الرهط: ما بين الثلاث إلى التسع من الرجال. (بجنبات) جنبات الإنسان: نواحيه. (أقط) الأقط: لبن مجفف يابس صلب. (حيسة) الحيسة: خلط من تمر وسمن وأقط. (برمة) البرمة: القدر من الحجر المعروف بالحجاز، والبرمة: القدر مطلقاً. (زُهاء) يقال: القوم زهاء مائة، أي: قدر مائة. (تصدَّعوا) أي: تفرقوا. (ليتحلق) التحلق: أن يصير القوم حلقة مجتمعة. (أولم) الوليمة: طعام العرس. (فتقرَّى) تقرَّى: مثل استقرى، أي: تتبَع شيئاً فشيئاً. (إناه) الإنا مقصور: النضج.   (1) أي زمان قدومه. (2) قال الحافظ في " الفتح ": يواظبنني، كذا للأكثر بظاء مشالة وموحدة ثم نونين من المواظبة، وللكشميهني بطاء مهملة بعدها تحتانية مهموزة بدل الموحدة من المواطأة وهي الموافقة. وفي رواية الإسماعيلي " يوطنني " بتشديد الطاء المهملة ونونين، الأولى: مشددة بغير ألف بعد الواو، ولا حرف آخر بعد الطاء، من التوطين، وفي لفظ له مثله لكن بهمزة ساكنة بعدها النونان من التوطئة، يقول: وطأته على كذا: أي حرضته عليه. (3) " الجنبات " بفتحتين: النواحي، ويحتمل أن يكون مأخوذاً من الجناب، وهو الفناء. وأم سليم: هي أم أنس. (4) هو أبو عثمان الجعد بن دينار اليشكري الصيرفي، من أهل البصرة، وهو ثقة مشهور تابعي، روى عن أنس بن مالك وأبي رجاء العطاردي، سمع منه يونس وشعبة وحماد بن زيد، ويقال له: صاحب الحلي. قال ابن حبان في الثقات: يخطئ. (5) كلمة " عدد " مقحم. (6) قوله: " زهاء " بضم الزاي وفتح الهاء والمد ومعناه: نحن ثلاثمائة، وفيه: أنه يجوز في الدعوة أن يأذن المرسل في ناس معينين وفي مبهمين، لقوله: " من لقيت، من أردت "، وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتكثير الطعام، قاله النووي. (7) " هات " هو بكسر التاء، كسرت للأمر، كما تكسر الطاء من: أعط، والتور: إناء يشرب فيه. (8) قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ " وزوجته " بالتاء، وهي لغة قليلة تكررت في الحديث والشعر، والمشهور: حذفها. (9) هو بضم القاف المخففة. (10) أي: تتبعهن واحدة واحدة، يقال منه: قروت الأرض: إذا تتبعتها أرضاً بعد أرض، وناساً بعد ناس، قاله الزركشي. (11) " إناه " أي إدراكه ووقت نضجه. يقال: أنى الحميم: إذا انتهى حره، وأنى أن يفعل ذلك: إذا حان، إنى - بكسر الهمزة مقصورة - فإذا فتحتها مددت، فقلت: الأناء. وفيه لغتان: أنى يأني وآن يئين، مثل حان يحين. (12) البخاري 8 / 405 - 407 في تفسير سورة الأحزاب، باب قوله: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} ، وفي النكاح، باب الوليمة حق، وباب الهدية للعروس، وفي الأطعمة، باب قول الله تعالى: {فإذا طعمتم فانتشروا} ، وفي الاستئذان، باب آية الحجاب، وباب من قام من مجلسه أو بيته ولم يستأذن أصحابه، وفي التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} ، ومسلم رقم (1428) في النكاح، باب زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب، والترمذي رقم (3215) و (3216) و (3217) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/168) قال: ثنا حجاج بن محمد. و «البخارى» (7/30) قال: ثنا يحيى بن بكير. وفي «الأدب المفرد» . (105) قال البخاري، ثنا عبد الله بن صالح. ثلاثتهم - حجاج، وابن بكير، وعبد الله بن صالح - قالوا: ثنا الليث بن سعد عن عقيل. 2- وأخرجه أحمد (3/236) . و «البخاري « (7/107) قال: ثني عبد الله بن محمد. و «مسلم» (4/105) قال: ثني عمرو الناقد. و «النسائى» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1505) عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. أربعتهم- أحمد، وعبد الله بن محمد، وعمرو الناقد، وعبيد الله- عن يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا أبي، عن صالح بن كيسان. 3- وأخرجه البخاري 8/65 قال: ثنا يحيى بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: عن يونس. ثلاثتهم - عقيل، وصالح بن كيسان، ويونس - عن الزهري، فذكره. والرواية الأخرى. أخرجها أحمد (3/163) ، ومسلم (4/152، 151) ، «والترمذي» (3218) ، «والنسائى» 6/، 136وفي «الكبرى» «تحفة الأشراف» (513، 1721) عن الجعد، فذكره. والرواية الأخرى أخرجها أحمد (3/868، 236) و «البخاري» (307، 82107 / 65) وفي «الأدب المفرد» 1061 و «مسلم» 4/، 150و «النسائي» في الكبرى تحفة الأشراف1505» عن الزهري، فذكره. الحديث: 765 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 766 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قال عروةُ: كانت خولةُ بنتُ حكيمٍ من اللاتي وهبْنَ أنفَسهُنَّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالت عائشةُ: أما تستحي المرأةُ أن تهبَ نفسها للرجلِ، فلما نزلت: {تُرْجي من تشاءُ مِنْهُنَّ} قلت: يا رسولَ اللهِ، ما أرى ربَّكَ إِلا يُسارِعُ في هواكَ (1) . وفي أخرى، قالت: كنتُ أغارُ على اللاتي وهبْنَ أنفسَهُنَّ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم (2) ، وذكر نحوه. وفي أخرى، قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يسْتأْذِنُنَا إذا كان في يومِ المرأةِ مِنَّا، بعد أنْ نزلت هذه الآية: {تُرْجي منْ تشاءُ مِنْهُنَّ وتُؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممَّنْ عزلتَ فلا جُناح عليك} فقلتُ لها: ما كنتِ تقولين؟ قالت: كنتُ أقول لهُ: إن كان ذلك إليَّ، فإنِّي لا أُريدُ يا رسولَ الله [ص: 319] أنْ أُوثِرَ عليك أحداً. وفي رواية: لم أُوثِرْ على نفسي أحداً. أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، ووافقهم على الرواية الثالثة، أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ترجي) الإرجاء: التأخير.   (1) أي: ما أرى الله إلا موجداً لما تريد بلا تأخير، منزلاً لما تحب وتختار. (2) قال الحافظ: ووقع عند الإسماعيلي من طريق محمد بن بشر عن هشام بن عروة بلفظ: كانت تعير اللاتي وهبن أنفسهن، بعين مهملة وتشديد. قال النووي: هذا من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو زواج من وهبت نفسها له بلا مهر، قال الله تعالى: {خالصة لك من دون المؤمنين} واختلف العلماء في هذه الآية، وهي قوله: {ترجي من تشاء} فقيل: ناسخة لقوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد} ومبيحة له أن يتزوج ما شاء. وقيل: بل نسخت تلك الآية بالسنة، قال زيد بن أرقم: " تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية ميمونة، ومليكة، وصفية، وجويرية "، وقالت عائشة رضي الله عنها: " ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء "، وقيل: عكس هذا، وأن قوله تعالى: {لا يحل لك النساء} ناسخة لقوله {ترجي من تشاء} والأول: أصح. قال أصحابنا: الأصح: أنه صلى الله عليه وسلم ما توفي حتى أبيح له النساء مع أزواجه. (3) البخاري 8 / 404 في تفسير سورة الأحزاب، باب قوله {ترجي من تشاء منهن} ، وفي النكاح، باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد، ومسلم رقم (1464) في الرضاع، باب جواز هبتها نوبتها لضرتها، وأبو داود رقم (2136) في النكاح، باب في القسم بين النساء، والنسائي 6 / 54 في النكاح، باب ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في النكاح وأزواجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/134) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/158) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي (6 /261) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «البخاري» (6/147) قال: حدثنا زكريا بن يحيى. وقال: حدثنا أبو أسامة. وفي (7/15) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا ابن فضيل. و «مسلم» (4/174) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العباس. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شبيب. قال: حدثناه عبدة بن سليمان. و «ابن ماجة» (2000) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. و «النسائي» (6/54) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. قال: حدثنا أبو أسامة. خمستهم -حماد بن سلمة، ومحمد بن بشر، وأبو أسامة، ومحمد بن فضيل، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. - والرواية الأخرى: أخرجها أحمد (6/76) . و «البخارى» (6/147) . و «مسلم» (4/186) . و «أبو داود» (2136) . و «النسائى» في الكبرى تحفة الأشراف (12 / 17665) عن معاذه، فذكرته. الحديث: 766 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 767 - (ت) أم هانئ - رضي الله عنها -: قالت: خطَبني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فاعتذَرْتُ إليه، فعذرَني، ثم أَنزل الله: {إِنا أحْلَلْنا لك أزواجَكَ اللَّاتي آتيْتَ أجُورهُنَّ وما ملكتْ يمينُكَ ممَّا أفاءَ اللَّه عليك وبناتِ عَمِّكَ وبناتِ عمَّاتك وبناتِ خالك وبنات خالاتك اللَّاتي هاجَرْنَ معك ... } الآية [الأحزاب: 50] فلم أكُنْ لأحِلَّ له؛ لأني لما هاجرتُ كنتُ من الطُّلقاءِ. أخرجه الترمذي (1) . [ص: 320] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطلقاء) جمع طليق: وهم أهل مكة الذين عفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، فقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» والطليق: الأسير إذا خلي سبيله.   (1) رقم (3211) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، وقال: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث السدي، أقول: والسدي هذا، هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي الكبير أبو محمد الكوفي، وهو صدوق يهم كما قال الحافظ في " التقريب "، وفي سنده أيضاً أبو صالح باذام مولى أم هانئ، وهو ضعيف مدلس، ومع ذلك فقد صححه الحاكم 2 / 420 ووافقه الذهبي، قال الحافظ في " تخريج الكشاف ": رواه الترمذي، والحاكم، وابن أبي شيبة، وإسحاق، والطبري، والطبراني، وابن أبي حاتم، كلهم من رواية السدي عن أبي صالح عن أم هانئ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3214) قال: ثنا عبد بن حميد. قال: ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل عن السدي، وعن أبي صالح، فذكره. الحديث: 767 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 768 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: نُهيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن أَصنافِ النِّساءِ، إلا ما كان من المؤمناتِ المهاجرَاتِ بقوله: {لا يحل لك النِّساءُ من بعدُ ولا أَن تَبَدَّلَ بِهنَّ مِنْ أزواجٍ ولو أَعْجَبكَ حُسْنُهُنَّ إلا ما ملكتْ يمينُك} فأحلَّ اللهُ فتياتِكم المؤمناتِ {وامرأَةً مؤمِنَةً إِنْ وهبَتْ نفسها للنبيِّ} وحرَّم كُلَّ ذات دِينٍ غير الإسلام، قال: {ومن يَكْفُرْ بالإيمانِ فقد حبط عملُهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين} [المائدة: 5] وقال: {يا أَيُّها النبيُّ إنا أحللنا لك أَزواجَكَ اللَّاتي آتيتَ أُجورَهنَّ وما ملكت يمينك مِمَّا أفاءَ اللَّه عليك - إلى قوله - خالصةً لك من دون المؤمنين} وحرَّم ما سِوى ذلك من أصنافِ النِّساءِ. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حبط عمله) أي: بطل.   (1) رقم (3213) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب وقال: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث عبد الحميد بن بهرام قال: سمعت أحمد بن الحسن يقول: قال أحمد بن حنبل: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب. أقول: وشهر بن حوشب صدوق كثير الإرسال والأوهام، ومع ذلك فقد حسن حديثه بعضهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/318) (25 29) و (4/164) قال: ثنا أبو النضر..و «الترمذي» (3215) قال: ثنا عبد، قال: ثنا روح. كلاهما - أبو النضر، وروح- عن عبد الحميد بن بهرام، قال: ثني شهر ابن حوشب، فذكره. الحديث: 768 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 769 - (ت س (1) - عائشة - رضي الله عنها -: قالت: ما ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أُحِلَّ له النساء. أخرجه الترمذي والنسائي. وللنسائي أيضاً: حتَّى أُحِلَّ له أَنْ يَتَزوَّجَ من النساء ما شاءَ (2) .   (1) في الأصل: خ م، وهو خطأ. (2) الترمذي رقم (3214) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، والنسائي 6 / 56 في النكاح، باب ما افترض الله عز وجل على رسوله عليه السلام وحرمه على خلقه من حديث سفيان، عن عمرو عن عطاء عن عائشة، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، والحاكم من طريق ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة، وله شاهد عند ابن أبي حاتم كما نقله عنه ابن كثير 6 / 512 من حديث أم سلمة أنها قالت: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم ... . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد 6/180 قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. و «الدارمي» 2247 قال: أخبرنا المعلى. و «النسائي» 6/56 قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا أبو هشام، وهوالمغيرة بن سلمة المخزومي. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، والمعلى، وأبو هشام - قالوا: حدثنا وهيب، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، فذكره. وأخرجه الحميدي (25) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو. و «أحمد» (6/14) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو. وفي (6 /201) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج. و «الترمذي» (3216) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو. و «النسائى» (6/56) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان. قال: حفظناه من عمرو. كلاهما - عمرو بن دينار، وابن جريج- عن عطاء، قال: قالت عائشة مثله، وليس فيه - عبيد بن عمير - وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 769 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 770 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ أزواجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كُنَّ يَخْرُجْنَ باللَّيلِ قِبَلَ الْمَناصِع - وهو صَعيدٌ أَفيح - وكان عمرُ يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: احْجُبْ نِساءك، فلم يكن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زوجُ النبي صلى الله عليه وسلم، ليلة من الليالي عِشاءاً - وكانت امرأَة طويلة - فناداها عمر: ألاَ قد عَرفْناكِ يا سودةُ، حِرْصاً على أن ينزلَ الحجابُ. وفي رواية: كان أَزواجُ النبي صلى الله عليه وسلم يَخْرُجْنَ ليلاً إلى ليْلٍ قِبَلَ المناصع، وذكر نحوه. وفي أخرى قالت: خرَجتْ سودةُ بعد ما ضُرِبَ الحجَابُ (1) لحاجَتِها [ص: 322] وكانَت امرأَة جسيمة تفرَعُ النِّساءَ جِسْماً (2) ، لا تَخْفَى على مَنْ يعْرِفُها (3) - فرآها عمرُ بنُ الخطاب، فقال: يا سَوْدةُ، [أما وَاللهِ] ما تَخْفَيْنَ علينا، فانظُري كيفَ تخرُجينَ؟ قالت: فانْكَفَأتْ راِجعة ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وإنه ليتَعَشَّى وفي يدِهِ عَرْقٌ، فدَخلَتْ، فقالتْ: يا رسول اللهِ، إني خَرَجْتُ، فقال لي عمرُ كذا وكذا، قالت: فأُوحِي إليه، ثُمَّ رُفِعَ عنه وإنَّ العَرْق في يَدِهِ ما وضَعهُ، فقال: إِنهُ قد أُذِنَ لكُنَّ أَن تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ، قال هشامٌ: يعني: البَراز (4) . أخرجه البخاري، ومسلم (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المناصع) : المواضع الخالية لقضاء الحاجة من الغائط والبول، وقد ذكرت. [ص: 323] (صعيد) الصعيد: وجه الأرض. (أفيح) الأفيح: الواسع. (جسيمة) امرأة جسيمة: عظيمة الجسم. (تفرع) النساء طولاً، أي: تطولهن. (فانكفأت) الانكفاء: الرجوع. (عَرْق) العَرْق: العظم الذي يقشر عنه معظم اللحم، ويبقى [عليه] منه بقية.   (1) قال الحافظ 8 / 408 قوله: " بعد ما ضرب الحجاب " وقد تقدم في كتاب الطهارة من طريق هشام بن عروة عن أبيه ما يخالف ظاهره رواية الزهري هذه عن عروة. قال الكرماني: فإن قلت: وقع هنا " أنه كان بعد ما ضرب الحجاب " وتقدم في الوضوء " أنه كان قبل الحجاب " فالجواب: لعله وقع مرتين. قلت: (القائل ابن حجر) بل المراد بالحجاب الأول غير الحجاب الثاني. والحاصل: أن عمر رضي الله عنه وقع في قلبه نفرة من اطلاع الأجانب على الحريم النبوي، حتى صرح بقوله له -عليه الصلاة والسلام -: " احجب نساءك " وأكد ذلك، إلى أن نزلت آية الحجاب، ثم قصد بعد [ص: 322] ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلاً، ولو كن مستترات، فبالغ في ذلك، فمنع منه، وأذن لهن في الخروج لحاجتهن، دفعاً للمشقة، ورفعاً للحرج. (2) أي: تطولهن، فتكون أطول منهن، والفارع: المرتفع العالي. (3) أي: إذا كانت متلففة في ثيابها ومرطها، في ظلمة الليل ونحوها، على من قد سبقت له معرفة طولها، لانفرادها بذلك. (4) " البراز " بفتح الباء: هو كناية عن قضاء حاجة الإنسان، والبروز لها من البيوت إلى الخلاء. (5) البخاري 1 / 218 في الوضوء، باب خروج النساء إلى البراز، وفي التفسير، في تفسير سورة الأحزاب، باب قوله: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} ، وفي الاستئذان، باب آية الحجاب، ومسلم رقم (2170) في كتاب السلام، باب إباحة الخروج للنساء لقضاء حاجة الإنسان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/56) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا هشام. وفي (6/223) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب ثنا. وفي (6/271) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. قال: قال ابن شهاب. و «البخاري» (1/49) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب. وفي (1/49) و (6/150) قال: حدثني زكرياء بن يحيى. قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة. وفي (7/49) قال حدثنا فروة بن أبي المعراء. قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام. وفي (8/66) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا يعمر بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب. و «مسلم» (7/6، 7) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة، عن هشام. (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا بن نمير. قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنيه سويد بن سعد. قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام. (ح) وحدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب. و «ابن خزيمة» (54) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، عن الطفاوي، قال: حدثنا هشام بن عروة. (ح) وحدثنا أبو بكر قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام. كلاهما -هشام بن عروة، وابن شهاب الزهري - عن عروة بن الزبير. الحديث: 770 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 771 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل يغتسِلونَ عُراة ينظُر بعضُهُمْ إلى سوْأَةِ بعضٍ، وكان موسى - عليه السلام- يغتسلُ وحدهُ، فقالوا: واللهِ ما يمْنَعُ موسى أَنْ يغتسلَ معنا إلا أنهُ آدَرُ، قال: فذهبَ مرَّة يغتسلُ، فوضع ثوبهُ على حجرٍ، ففرَّ الحجَرُ بثوْبِه، قال: فجمحَ موسى -عليه السلام - بإثْره، يقول: ثوْبي حَجَرُ، ثوبي حَجَرُ، حتى نظرتْ بنو إسرائيل إلى سوأَةِ موسى. فقالوا: والله ما بموسى من بأْسٍ. فقام الحجرُ حتى نُظِرَ إليه، قال: فأَخذَ ثوبَهُ، فطفِقَ بالحجر ضرباً (1) ، قال أَبو هريرة: والله إنَّ بالْحَجَر نَدَباً - ستَّة أو سبعة - من ضربِ موسى بالحجرِ» . [ص: 324] هذه رواية البخاري، ومسلم. وللبخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ موسى كانَ رجلاً حَييّاً سِتِّيراً، لا يُرى شيءٌ من جلده، استحياء منه، فآذاه مَنْ آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يَسْتَتِرُ هذا السِّتر إلا من عَيبٍ بجِلده: إِمَّا بَرَصٍ، وإِمَّا أُدْرَةٍ، وإِمَّا آفةٍ، وإِنَّ الله أراد أن يُبَرِّئهُ مِمَّا قالوا لموسى، فخَلا يوماً وحده، فوضع ثيابه على الحجر ثم اغْتَسَلَ، فلمَّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخُذَها، وإنَّ الحجَرَ عدَا بثوبه، فأخذ موسى عصاهُ، وطلب الحجر، وجعل يقول: ثوْبي حَجَرُ، ثوبي حَجَرُ، حتى انتهى إلى مَلإِ بني إسرائيل، فرأوه عُرْياناً أحسنَ ما خلق اللهُ، وأبْرَأَهُ مما يقولون، وقام الحجرُ؛ فأَخذه بثوبه فلبِسَه، وطَفِقَ بالحجرِ ضرباً بعصاهُ، فو اللهِ إنَّ بالحجر لنَدَباً من أَثَرِ ضرْبِه - ثلاثاً أو أَرْبعاً أو خمساً - فذلك قوله تعالى: {يا أَيُّها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذَوْا موسى فَبرَّأَهُ اللَّهُ مما قالوا وكان عند اللَّه وَجِيهاً} (2) » . ولمسلم قال: وكان موسى رجلاً حَيِيّاً، قال: فكان لا يُرَى [ص: 325] متجرِّداً، قال: فقالت بنو إسرائيل: إنهُّ آدَرُ، قال: فاغتْسَلَ عند مُوَيْهٍ، فوضع ثوبهُ على حجرٍ، فانطلقَ الحجرُ يَسْعى، واتَّبعَهُ بعصاه يضْرِبه: ثوْبي حَجَرُ، ثوبي حَجَرُ، حتى وقفَ على ملأٍ من بني إسرائيل، فنزلت: {يا أَيُّها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذَوْا موسى فَبرَّأَهُ اللَّهُ مما قالوا وكان عند اللَّه وَجِيهاً} ، وأخرجه الترمذي مثْلَ روايةِ البخاري المفردة (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سوأة) السوأة: كل ما يستحي الإنسان منه إذا انكشف. (آدر) الأدرة: نفخة في الخصية، والرجل آدر. (فجمح) جمح: إذا أسرع. (ندباً) الندب: أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد، فشبه به أثر الضرب في الحجر. (ملأ) الملأ: أشراف الناس إذا كانوا مجتمعين.   (1) أي: جعل يضرب، يقال: طفق يفعل كذا، وطفق - بكسر الفاء وفتحها - وجعل وأخذ وأقبل بمعنى واحد. (2) قال الحافظ: وقد روى أحمد بن منيع في مسنده، والطبري وابن أبي حاتم بإسناد قوي عن ابن عباس عن علي قال: " صعد موسى وهارون الجبل، فمات هارون، فقال بنو إسرائيل لموسى: أنت قتلته، كان ألين لنا منك، وأشد حياء، فآذوه بذلك، فأمر الله الملائكة فحملته، فمروا به على بني إسرائيل، فعلموا بموته "، قال الطبري: يحتمل أن يكون هذا هو المراد بالأذى في قوله: {لا تكونوا كالذين آذوا موسى} ، قال الحافظ: وما في الصحيح أصح من هذا، لكن لا مانع أن يكون للشيء سببان فأكثر، كما تقدم تقريره غير مرة. (3) البخاري 1 / 330 في الغسل، باب من اغتسل عرياناً وحده، وفي الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام، وفي تفسير سورة الأحزاب، باب قوله {لا تكونوا كالذين آذوا موسى} ، ومسلم رقم (339) في الحيض، باب جواز الاغتسال عرياناً في الخلوة، ورقم (339) في الفضائل، باب فضائل موسى عليه السلام، والترمذي رقم (3219) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/315) . و «البخاري» (781) قال: ثنا إسحاق بن نصر. و «مسلم» (1/183) ، (7/99) قال: ثنا محمد بن رافع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: ثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/492، 514، 535) ، والبخاري (4/190) ، (6/151) «الترمذي» (3221) ، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12302) عن خلاس، عن عمار بن أبي عمار، فذكره. الحديث: 771 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 سورة سبأ 772 - (ت د) - (فروةُ بن مُسيكٍ المرادي - رضي الله عنه - (1) : قال: أَتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألا أُقاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ من قومي بمن أقبَلَ منهم؟ فأذِنَ لي في قتالهم وأمَّرَني، فلما خرجتُ من عنده، سأَل عني، ما فعل الغُطَيْفيُّ؟ فأُخبِرَ أني سِرْتُ، فأرسل في إثْري فرَدَّني، فأتيْتُهُ - وهو في نفرٍ من أصحابه - فقال: ادْعُ القوم، فمن أسلمَ منهم فاقْبَلْ منه، ومن لم يُسِلم فلا تَعْجَلْ حتى أُحَدِّث إليك، قال: وأُنزِلَ في سبأٍ ما أنزلَ، فقال رجل: يا رسولَ الله، وما سبَأ؟ أَرضٌ، أَو امرأة؟ قال: «ليس بأَرضٍ، ولا امرأة، ولكنه رجلٌ وَلدَ عشرة من العرب، فتَيَامَنَ منهم ستةٌ وتشاءمَ منهم أربعةٌ، فأما الذين تشاءموا: فلَخْمٌ، وجُذامٌ، وغسان، وعامِلةُ. وأما الذين تَيَامنُوا: فالأزدُ، والأشْعريون (2) ، وحِمَيرُ، وكِنْدَة، ومِذْحجُ، وأنمارُ» . فقال رجلٌ: وما أنمارُ؟ قال: «الذين منهم خَثْعَمُ وبَجيلةُ» . هذه رواية الترمذي. وأخرجه أبو داود مختصراً في كتاب الحروف، وهذا لفظُهُ، قال: أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث، ولم يذكر لفظه - فقال رجل من القومِ: يارسولَ الله، [ص: 327] أخبِرنا عن سبأٍ، ما هو: أرضٌ، أو امرأةٌ؟ قال: «ليس بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولكنه رجلٌ وَلدَ عشرة من العرب، فتيامَنَ ستةٌ، وتشاءمَ أربعةٌ» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتيامن وتشاءم) تيامن، أي: قصد جهة اليمن، وتشاءم، أي: قصد جهة الشام.   (1) فروة بن مسيك - بضم الميم، مصغر - المرادي ثم الغطيفي أبو عمر له صحبة، أسلم سنة تسع وسكن الكوفة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه هانئ بن عروة، والشعبي، وأبو سبرة النخعي وغيرهم، قال ابن سعد: استعمله عمر رضي الله عنه على صدقات مذحج. ثم سكن الكوفة، وكان من وجوه قومه. (2) في الأصل والمطبوع: الأشعرون، والتصحيح من الترمذي. (3) الترمذي رقم (3220) في التفسير، باب ومن سورة سبأ، وأبو داود رقم (3978) في الحروف والقراءات، وفي سنده أبو سبرة النخعي الكوفي، لم يوثقه غير ابن حبان، وأخرجه الحاكم 2 / 423 من طريق آخر، وله شاهد عنده من حديث ابن عباس 2 / 423 وصححه ووافقه الذهبي، ولذا قال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال، وأخرجه أحمد 3 / 451، وابن جرير الطبري 22 / 52، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 231 وزاد نسبته لعبد بن حميد، والبخاري في تاريخه، وابن المنذر، وابن مردويه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3988) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهارون بن عبد الله. و «الترمذي» 3222 قال: حدثنا أبو كريب وعبد بن حميد وغير واحد. و «عبد الله بن أحمد» قال: حدثنا خلف ابن هشام. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد. ستتهم - عثمان، وهارون، ومحمد بن العلاء أبو كريب، وعبد بن حميد، وخلف، وعبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي شيبة - عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الحسن بن الحكم النخعي، قال: حدثناه أبو سيبرة النخعي، فذكره. أخرجه أحمد. قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شيبان، قال: حدثنا الحسن بن الحكم، عن عبد الله ابن عايش، عن فروة بن مسيك، فذكره. الحديث: 772 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 773 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قضى اللهُ الأمرَ في السماءِ ضرَبت الملائكةُ بأجنحتها خُضْعاناً لقوله، كأنه سِلْسِلةٌ على صفوان، فإذا فُزِّعَ عن قلوبِهمْ قالوا: ماذا قال ربُّكُمْ؟ قالوا للذي قال: الحقَّ (1) ، وهو العليُّ الكبيرُ، فَيَسمعُها مُستَرِقُ السَّمْعِ، ومسترقُو السَّمع (2) هكذا، بعضُه فوق بعض - ووَصفَ سُفيانُ (3) بِكفِّهِ فحرَّفَها، وبدَّدَ بين أصابعه - فيَسْمعُ الكلمةَ [ص: 328] فَيُلْقيها إلى من هو تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيها على لِسانِ السَّاحِر أو الكاهِنِ، فرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أن يُلْقِيَها، وربما ألقَاهَا قَبْلَ أن يُدْرِكَهُ، فيَكْذِبُ معها مائَةَ كذْبةٍ، فيقال: أَليسَ قد قال لنا يومَ كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيُصَدَّقُ بتلك الكلمة التي سُمِعَتْ من السماء» . أخرجه البخاري. وأخرجه الترمذي قال: إذا قَضَى اللهُ في السَّمَاءِ أَمْراً، ضَرَبتِ الملائكةُ بأجْنِحَتها خُضَّعاً لقوله، كأنها سِلْسِلةٌ على صفوان فإذا فُزِّعَ عن قلوبِهمْ قالوا: ماذا قال ربُّكُمْ؟ قالوا: الحقَّ، وهو العليُّ الكبيرُ، قال: والشَّيَاطين بعضُهم فوقَ بعضٍ (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فُزِّع) عن قلوبهم: كشف عنها الفزع. (خُضَّعاً) جمع خاضع، وهو المنقاد المتطامن، وخضعاناً: مصدر، ويجوز أن يكون جمع خاضع. (صفوان) الصفوان: الحجر الأملس، وجمعه: صُفِيٌّ، وقيل: هو جمع واحدته صفوانة والصفا أيضاً: جمع صفاة، وهي الحجر الأملس.   (1) أي للذي قال القول الحق، وهو الله سبحانه وتعالى. (2) قال الحافظ: في رواية علي عند أبي ذر: ومسترق السمع، بالإفراد، وهو فصيح. (3) هو سفيان بن عيينة. (4) البخاري 8 / 413، 414 في تفسير سورة سبأ، باب {حتى إذا فزع عن قلوبهم} ، وفي تفسير سورة الحجر، باب قوله: {إلا من استرق السمع} ، والترمذي رقم (3221) في التفسير، باب ومن سورة سبأ، وقال: حديث حسن صحيح. الحديث: 773 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 774 - (د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: إذا تكَلَّمَ الله بِالْوَحْيِ سَمِعَ أهلُ السماءِ صَلْصَلَة كجرّ السّلْسِلَةِ على الصَّفَا، فيَصْعَقُونَ، فلا يزالونَ [ص: 329] كذلك، حتَّى يأتِيَهُمْ جبريلُ، فإذا جاء فُزّع عن قُلوبهم، فيقولون: يا جبريلُ ماذا قال ربك (1) ؟ فيقول: الحقَّ، فيقولونَ: الحقَّ الحقَّ. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صلصلة) الصلصلة: صوت الأجرام الصلبة بعضها على بعض.   (1) في الأصل: ربكم، والتصحيح من أبي داود. (2) رقم (4738) وسنده حسن، وعلقه البخاري موقوفاً على ابن عباس في التوحيد 13 / 381، باب قول الله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} . قال الحافظ في "الفتح ": وقد وصله البيهقي في " الأسماء والصفات " من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح وهو أبو الضحى عن مسروق، وهكذا أخرجه أحمد عن أبي معاوية، وأخرجه البخاري في كتاب " خلق أفعال العباد "، وابن أبي حاتم في كتاب " الرد على الجهمية "، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 236 وزاد نسبته لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ " في العظمة "، وابن مردويه، والبيهقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4738) قال: ثنا أحمد بن أبي سريح الرازي، وعلي بن الحسين بن أبراهيم، علي ابن مسلم، قالوا: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، فذكره. الحديث: 774 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 سورة فاطر 775 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتابَ الذين اصْطَفيْنا من عِبادِنا فمنهم ظالمٌ لِنَفْسِهِ ومنهم مُقْتَصِدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32] قال: «هؤلاءِ كُلُّهُم بمنزلةٍ واحدَةٍ، وكُلُّهُم في الْجَنَّةِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3223) في التفسير، باب ومن سورة الملائكة وقال: حديث غريب حسن. وأبو داود الطيالسي 2 / 22، والطبري 22 / 90، وفي سنده من لم يسم، وله شاهد عند أحمد 5 / 198 و 6 / 444 من حديث أبي الدرداء، وأبي داود الطيالسي 2 / 22 من حديث عائشة، وغيرهما، وهذه الطرق يشد بعضها بعضاً كما قال ابن كثير، فتقوى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/78) . و «الترمذي» (3225) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار. ثلاثتهم - أحمد، وابن المثني، وابن بشار - قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الوليد بن العيزار، أنه سمع رجلا من ثقيف، يحدث عن رجل من جرير كنانة، فذكره. الحديث: 775 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 776 - ابن عباس رضي الله عنهما قال: {وجاءكُم النذير} [فاطر: 37] : الرسول بالقرآن. أخرجه رزين (1) .   (1) قال ابن جرير الطبري: قال ابن زيد في قوله تعالى: {وجاءكم النذير} قال النذير: النبي، وقرأ {هذا نذير من النذر الأولى} . وقال ابن كثير: وهذا هو الصحيح عن قتادة فيما رواه شيبان عنه أنه قال: احتج عليهم بالعمر والرسل، وهذا اختيار ابن جرير، وهو الأظهر، لقوله تعالى: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون. لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون} أي: لقد بينا لكم الحق على ألسنة الرسل فأبيتم وخالفتم. الحديث: 776 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 سورة يس 777 - (ت) (أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -) : قال: كانت بنُو سَلِمَةَ في ناحِيَةِ المدينة، فأرادوا النُّقْلَةَ إلى قُرب المسجد، فنزلت هذه الآية {إنَّا نَحنُ نُحْييِ الموتَى ونكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وآثارهُمْ} [يس: 12] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّ آثاركم تُكْتَب، فلم ينْتَقِلُوا» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 331] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آثاركم) الآثار: آثار أقدامهم في الأرض، أراد به: مشيهم إلى العبادة.   (1) رقم (3224) في التفسير، باب ومن سورة يس، وقال: هذا حديث حسن غريب، من حديث الثوري. وقال ابن كثير 7 / 84: وقد روي من غير طريق الثوري. فقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عباد بن زياد الساجي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن بني سلمة شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد منازلهم من المسجد، فنزلت: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} ، فأقاموا في مكانهم، وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا الجريري، عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، وفيه غرابة من حيث ذكر سبب نزول الآية، والسورة بكمالها مكية، فالله أعلم. اهـ. وللحديث شاهد أيضاً عند ابن جرير 22 / 100 من طريق إسرائيل عن سماك عن عكرمة [ص: 331] عن ابن عباس بنحوه فيتقوى الحديث به، ولذلك حسنه الترمذي، وصححه الحاكم 2 / 428، 429 ووافقه الذهبي، وأصل الحديث عند مسلم رقم (665) من حديث جابر دون سبب النزول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3226) قال: ثنا محمد بن وجرير الواسطي. قال: ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان، والثوري، عن أبي سفيان السعدي، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 777 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 778 - () (ابن عباس - رضي الله عنهما -) قال: كان بمدينة أنطاكِيةَ فرعونٌ من الفراعِنة، فبعثَ اللهُ إليهم المرسَلين، وهم ثلاثةٌ، قدَّمَ اثنين، فكذَّبوهُمَا فقوَّاهم بثالث، فلما دعتْهُ الرُّسلُ، وصَدَعت بالذي أُمِرتَ به، وعابَتْ دينَهُ، قال لهم: {إنَّا تَطَيَّرْنَا بكم} {قالوا طائرُكم معكم} [يس: 18-19] ، أي: مصائبكُم. أخرجه رزين (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تطيرنا بكم) : تشاءمنا بكم   (1) ورواه ابن جرير الطبري بمعناه 22 / 101 من رواية ابن إسحاق بسند معضل فيما بلغه عن ابن عباس، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه. الحديث: 778 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 779 - () (ابن عباس - رضي الله عنهما -) في قوله تعالى: {وجاء من أقْصى المدينةِ رَجُلٌ يسعى - إلى قوله - وجَعلني من المُكْرَمين} [يس: 20 - 27] قال: نَصَحَ قومَهُ حيّاً وميِّتاً. [ص: 332] أخرجه رزين (1) .   (1) ذكره ابن كثير عن ابن عباس بلفظ: نصح قومه في حياته بقوله: {يا قوم اتبعوا المرسلين} ، وبعد مماته في قوله: {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} ، وقال: رواه ابن أبي حاتم. الحديث: 779 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 780 - (خ م ت) أبو ذَرٍ الغفاري - رضي الله عنه -: قال: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، عند غروب الشمسِ، فقال: «يا أبا ذَرٍّ، أتَدري أينَ تذهبُ هذه الشمس؟» قلتُ: الله ورسولُه أعلم، قال: «تذهب تسجُد تحتَ العرش، فتستأذِنُ، فيُؤذَنُ لها، ويوشكُ أَن تسجُدَ فلا يُقْبَل منها، وتستأذِنَ فلا يُؤذَن لها، فيقال لها: ارجعِي مِن حيثُ جِئتِ، فتطلُع من مَغرِبِها، فذلك قوله عز وجل: {والشمسُ تجري لمستقرٍّ لها ذلك تقدير العزيز العليم} [يس: 38] » . وفي رواية: ثم قرأَ: {ذلك مُسْتَقَرٌّ لها} في قراءِة عبد الله (1) . وفي أخرى: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تَدْرُونَ مَتى ذاكُم؟ ذاكَ حين لا يَنْفَعُ نفساً إيمانُها، لم تكن آمنتْ مِنْ قبلُ، أو كسَبتْ في إيمانها خَيراً. وفي رواية مُخْتَصراً، قال: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن قوله: {والشمسُ تجرى لمستقرٍّ لها} ؟ قال: مُسْتَقَرُّها: تحت العرش. أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية الترمذي نحو ذلك (2) . [ص: 333] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يوشك) الإيشاك: الإسراع.   (1) أي عبد الله بن مسعود، وقرأها كذلك عكرمة، وعلي بن الحسين، والشيزري عن الكسائي، كما في زاد المسير 7 / 19 لابن الجوزي. (2) البخاري 8 / 416، في تفسير سورة يس، وفي بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، وفي التوحيد، [ص: 333] باب {وكان عرشه على الماء} ، وباب قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} ، ومسلم رقم (159) في الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، والترمذي رقم (3225) في التفسير، ومن سورة يس. قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن العربي: أنكر قوم سجودها، وهو صحيح ممكن، وتأوله قوم على ما هي عليه من التسخير الدائم، قال الحافظ: ويحتمل أن يكون المراد بالسجود، سجود من هو موكل بها من الملائكة، أو تسجد بصورة الحال، فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك. وقال ابن كثير: في معنى قوله: {لمستقر لها} قولان: أحدهما: أن المراد: مستقرها المكاني، وهو تحت العرش مما يلي الأرض في ذلك الجانب، وهي أينما كانت فهي تحت العرش وجميع المخلوقات، لأنه سقفها، والقول الثاني: أن المراد بمستقرها، هو منتهى سيرها، وهو يوم القيامة يبطل سيرها وتسكن حركتها، وتكور، وينتهي هذا العالم إلى غايته، وهذا هو مستقرها الزماني. وقال الحافظ: وقال الخطابي: يحتمل أن يكون المراد باستقرارها تحت العرش، أنها تستقر تحته استقراراً لا نحيط به نحن، ويحتمل أن يكون المعنى: أو علم ما سألت عنه - يعني أبا ذر - من مستقرها تحت العرش في كتاب فيه ابتداء أمور العالم ونهايتها، فينقطع دوران الشمس وتستقر عند ذلك ويبطل فعلها، وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/145) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. قال: حدثنا يونس. وفي (5/152) قال حدثنا: محمد عبد عبيد. قال: حدثنا الأعمش والبخاري (4/131) قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان عن الأعمش. وفي (5/158، 177) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/165) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا سفيان، يعني ابن حسين، عن الحكم. وفي (5/177) قال: حدثنا سفيان عن الأعمش. وفي (6/154) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/154) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. وفي 9/153 قال: حدثنا يحيى بن جعفر. قال: حدثنا أبو معاوية. عن الأعمش. وفي (9/155) قال: حدثنا عياش ابن الوليد. قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. و «مسلم» 1/96 قال: حدثنا يحيى بن أيوب وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن ابن علية. قال: حدثنا يونس (ح) وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال: أخبرنا خالد، يعني بن عبد الله، عن يونس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، وإسحاق بن إبراهيم. قال: إسحاق: أخبرنا. وقال الأشج: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. و «أبو داود» (4402) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وعبيد الله بن ميسرة. قالا: حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان حسين، عن الحكم بن عتيبة. و «الترمذي» (3227، 2186) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن إسماعيل بن علية، عن يونس بن عبيد. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم عن أبي نعيم، عن أبيه، عن الأعمش. ثلاثتهم - يونس بن عبيد، والأعمش، والحكم بن عتيبة - عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، فذكره. (*) في رواية ابن علية قال: (حدثنا يونس، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، سمعه فيما أعلم عن أبيه) الحديث: 780 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 سورة الصافات 781 - (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: في قوله تعالى: {وجعلنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الباقين} [الصافات: 77] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حَامٌ، وسَامٌ، ويافث، ويقال: يافث بالثاء والتاء، ويقال: يَفَث» (1) . [ص: 334] وفي رواية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سامٌ: أَبو العرب، وحام: أبو الحبش، ويافث: أبو الرومِ» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) الترمذي رقم (3228) في التفسير، باب ومن سورة الصافات، وفي سنده سعيد بن بشير الأزدي، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب ". (2) رقم (3229) ، وفيه عنعنة الحسن عن سمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3230) قال: ثنا محمد بن المثني، قال: ثنا محمد بن خالد بن عثمة، قال: ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة عن الحسن، فذكره. - والرواية الثانية: أخرجها أحمد (5/9) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد (ح) وحدثنا حسين، قال: حدثنا شيبان. وفي (5/10) قال: حدثنا روح في كتابه، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. و «الترمذي» (، 3231 و3931) قال: أخبرنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة. كلاهما (سعيد، وشيبان) عن قتادة، عن الحسن، فذكره. الحديث: 781 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 782 - () (ابن عباس وابن مسعود - رضي الله عنهما -) : يُذكَرُ عنهما:أَنَّ إلْياسَ: هو إدْرِيسُ، وكان ابنُ مسعودٍ يقرأُ: {سلام على إدْراسين} [الصافات: 130] . أخرجه رزين (1) .   (1) ذكره ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم، وذكر هذه القراءة ابن الجوزي في " زاد المسير " عن عبد الله بن مسعود. الحديث: 782 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 783 - (ت) (أبي بن كعب - رضي الله عنه -) : قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وأَرسلناه إلى مائة أَلفٍ أو يزيدونَ} [الصافات:147] قال: «يزيدُون عِشْرينَ ألفاً» .أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3227) في التفسير، باب ومن سورة الصافات وقال: هذا حديث غريب، ورواه ابن جرير الطبري 23 /67، وفي سنده مجهول وضعيف، وأورده السيوطي في "الدر المنثور " 2 / 219 وزاد نسبته لابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3229) قال: ثنا علي بن حجر قال:ثنا الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد، عن رجل، عن أبي العالية،فذكره. الحديث: 783 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 784 - () (ابن عباس - رضي الله عنهما -) : في قوله تعالى: {وإنا لنحن الصَّافُّونَ} [الصافات: 165] قال: الملائكةُ تُصَفُّ عند ربها بالتسبيح. أخرجه رزين (1) .   (1) ذكره بمعناه ابن جرير الطبري 23 / 72 وابن عباس قوله: {وإنا لنحن الصافون} قال: يعني [ص: 335] الملائكة {وإنا لنحن المسبحون} قال: الملائكة صافون تسبح لله عز وجل، وفي سنده عطية العوفي، وهو ضعيف، وفي صحيح مسلم رقم (522) في المساجد ومواضع الصلاة، من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء، وذكر خصلة أخرى ". الحديث: 784 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 سورة ص 785 - (ت) (ابن عباس - رضي الله عنهما -) : قال: مرضَ أبو طالبٍ فجاءتْهُ قريشٌ، وجاءه النبي صلى الله عليه وسلم - وعند أبي طالبٍ مجلسُ رجُلٍ - فقام أبو جهلٍ كي يمنَعه من الجلوس فيه، قال: وشكَوْه إلى أبي طالبٍ. فقال: يا ابن أَخي، ما تُريدُ من قومِكَ؟ قال: أُريدُ منهم كلمة تدينُ لهم بها العربُ، وتُؤدِّي إليهم العجمُ الجِزيةَ. قال: كلمة واحدة؟ قال: كلمة واحدة، فقال: يا عمِّ. قولوا: لا إله إلا الله. فقالوا: إلهاً واحداً؟ ما سمعنا بهذا في المِلَّة الآخرة. إنْ هذا إلا اختلاقٌ. قال: فنزل فيهم القرآن {ص. والقرآنِ ذي الذِّكْر. بل الذين كفروا في عِزَّةٍ وشقاقٍ. كم أَهلكنا من قبلِهم من قَرْنٍ فنادَوْا ولاتَ حين منَاص. وعجبوا أنْ جاءهم منْذِرٌ منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذَّاب. أجعلَ الآلهة إلهاً واحداً إنَّ هذا لشيءٌ عُجاب. وانطلقَ الملأُ منهم أن امْشُوا واصبروا على آلهتِكم إن هذا لشيءٌ يُراد. ما سمعنا بهذا في الْمِلَّةِ الآخِرة إنْ هذا إلا اخْتِلاق} [ص: 1 - 7] . [ص: 336] أَخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تدين) دان له يدين: إذا أطاعه، ودخل تحت حكمه. (اختلاق) الاختلاق: الكذب.   (1) رقم (3230) في التفسير، باب ومن سورة ص، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (2008) ، وفي سنده يحيى بن عمارة الكوفي لم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، ورواه الحاكم 2 / 432 وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 295 وزاد نسبته لابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/227) (2008) قال: حدثنا يحيى. و «الترمذي» (3232) قال: حدثنا محمود بن غيلان، وعبد بن حميد،. قالا: حدثنا أبو أحمد. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) 5647 عن إبراهيم بن محمد التيمي، عن يحيى بن سعيد. (ح) عن ابن بشار عن عبد عبد الرحمن. ثلاثتهم- يحيى، وأبو أحمد، وعبد الرحمن -عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (1/228) (2008) ، (1/362) (3419) . و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) (5647) عن الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني، عن محمد بن عبد الله بن نمير. كلاهما -أحمد، ومحمد -عن حماد بن أسامة أبي أسامة. كلاهما (سفيان، وحماد) عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، فذكره. في رواية يحيى (يحيى بن عمارة) . في رواية محمود بن غيلان (يحيى) ولم ينسبه. في رواية عبد بن حميد (يحيى بن عباد) . في رواية حماد بن أسامة (عباد بن جعفر) . الحديث: 785 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 سورة الزمر 786 - (ت) (عبد الله بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -) : قال: لما نزلت {ثم إنَّكم يومَ القيامة عند ربكم تَخْتصِمون} [الزمر: 31] قال الزبير: يا رسول الله، أتُكَرَّرُ علينا الخصومةُ بعد الذي كان بيننا في الدنيا؟ قال: «نعم» فقال: «إنَّ الأمرَ إذاً لشديدٌ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3234) في التفسير، باب ومن سورة الزمر، وإسناده حسن إن شاء الله، وقال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه الحاكم 2 / 435 وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 327 وزاد نسبته لأحمد، وعبد الرزاق، وابن منيع، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في " البعث والنشور "، وأبي نعيم في " الحلية ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (60) قال: حدثنا سفيان. وفي (62) قال: حدثنا أبو ضمرة، أنس بن عياض الليثي. و «أحمد» (1/164) (1405) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/167) (1434) قال حدثنا ابن نمير و «الترمذي» (3236) قال حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم -سفيان، وأبو ضمرة، وابن نمير - عن محمد بن عمرو بن علقمة،عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 786 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 787 - (س) (ابن عباس - رضي الله عنهما -) : قال: إِنَّ قَوْماً قَتَلوا فأكْثَرُوا، وزنُوا فَأكثَرُوا وانتَهَكُوا، فأتَوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمدُ، إِنَّ الذي تقولُ وتدعو إليه لَحسَنٌ، لو تُخْبِرنا أَنَّ لَمِا عَمِلْنا كفَّارة؟ فنزلت: {والذين [ص: 337] لا يَدْعون مع اللَّه إلَهاً آخر - إلى قوله - فأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّه سيِّئاتِهم حَسَناتٍ} [الفرقان: 68-70] قال: يُبَدِّلُ الله شركَهُم إيماناً، وزِناهم إحصْاناً، ونزلَت {قُلْ يا عباديَ الذين أسْرفوا على أنفسهم لا تقْنَطُوا من رحمة اللَّهِ} [الزمر: 53] أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انتهكوا) يقال: انتهكت محارم الشرع: إذا فعلت ما حرمه عليك ولم تلزم أوامره. (كفارة) الكفارة: التي تجب على الحالف إذا حنث، ونحو ذلك من الأحكام الشرعية، التي أوجب فيها الشرع كفارة، كالصوم والظهار، وسميت كفارة، لأنها تغطي الذنب وتمحوه. (تقنطوا) القنوط: اليأس من الشيء.   (1) 7 / 86 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وهو بمعناه واختلاف يسير في ألفاظه في البخاري 8 / 422 في تفسير سورة الزمر، باب قوله: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} ، ومسلم رقم (122) في الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله، وأبو داود رقم (4273) في الفتن والملاحم، باب تعظيم قتل المؤمن، والنسائي 7 / 86، والحاكم 2 / 403 وصححه ووافقه الذهبي، كلهم من حديث ابن جريج عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 77 وزاد نسبته لابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي. الحديث: 787 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 788 - (ت) (أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها -) : قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {يا عباديَ الذين أَسْرفوا على أنفسهم لا تقْنَطُوا من [ص: 338] رحمة اللَّهِ إن اللَّه يغفرُ الذُّنوبَ جميعاً} ولا يبالي. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3235) في التفسير، باب ومن سورة الزمر، ورواه أحمد 6 / 454، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ثابت عن شهر بن حوشب. نقول: وشهر بن حوشب ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/454) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (6/459) قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي (6/460) قال: حدثنا عفان. وفي (6/461) قال: حدثنا عبد الصمد. و «عبد بن حميد» (1577) قال: حدثني حبان بن هلال وسليمان بن حرب وحجاج بن منهال. و «الترمذي» (3237) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا حبان بن هلال وسليمان بن حرب، وحجاج بن منهال، سبعتهم -يزيد، وحجاج بن محمد، وعفان، وعبد الصمد بن عبد الوراث، وحبان بن هلال، وسليمان بن حرب. وحجاج بن منهال - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ثابت، عن شهر بن حوشب. الحديث: 788 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 789 - (خ م ت) (ابن مسعود - رضي الله عنه -) : قال: جاء حَبْرٌ (1) إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمدُ، إن الله يضَع السَّماءَ على إِصْبَعٍ، والأرضِينَ على إصْبَعٍ، والجبال على إصبعٍ. والشَّجرَ والأنهار على إصبعٍ، وسائرَ الخلقِ على إِصبع، ثم يقول: أنا الملكُ، فضَحِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال: {وما قَدَروا اللَّه حقَّ قدره} [الزمر: 67] . وفي رواية نحوه، وقال: والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، ثم يَهُزُّهُنَّ - وفيه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، تَعَجُّباً وتصديقاً لَهُ (2) ، ثم قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدَروا الله حقَّ قدرهِ ..... } الآية. أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي، فقال: يا محمد، إن الله يُمسِكُ السمواتِ على إصبعٍ، والجبالَ على إصبعٍ، والأرضينَ على إصبع، والخلائق على إصْبَعٍ، ثم يقول: [ص: 339] أَنا الملِكُ، قال: فضحِكَ النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذُه، قال: {وما قَدَروا اللَّه حقَّ قدرِهِ} . وفي رواية قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تعجباً وتَصديقاً (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نواجذ) النواجذ: الأضراس التي تلي الأنياب، وهي الضواحك، وقيل: هي أواخر الأسنان.   (1) بفتح الحاء المهملة وكسرها: واحد الأحبار، وهو العالم. (2) قال القرطبي في " المفهم ": وأما من زاد " تصديقاً له " فليست بشيء، فإنها من قول الراوي، وهي باطلة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصدق المحال. وقال الحافظ في " الفتح " 13 / 336: عن الخطابي: إن قول الراوي " تصديقاً له " ظن منه وحسبان، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها، فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل، وبصفرته على الوجل، ويكون الأمر بخلاف ذلك، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم، والصفرة كثوران خلط من مرار وغيره، وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظاً، فهو محمول على تأويل قوله تعالى: {والسموات مطويات بيمينه} أي: قدرته على طيها وسهولة الأمر عليه في جمعها بمنزلة من جمع شيئاً في كفه، واستقل بحمله من غير أن يجمع كفه عليه، بل يقله ببعض أصابعه، وقد جرى في أمثالهم: فلان يقل كذا بأصبعه، ويعمله بخنصره (*) . (3) البخاري 8 / 423 في تفسير سورة الزمر، باب قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} ، وفي التوحيد، باب قوله تعالى: {لما خلقت بيدي} ، وباب قول الله تعالى: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} ، وباب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء، ومسلم رقم (2786) في صفة القيامة، والترمذي رقم (3239) في التفسير، باب ومن سورة الزمر. وقد أفاض الحافظ ابن حجر في " الفتح " 13 / 336، 337 في شرح هذا الحديث فارجع إليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/378) (3590) قال: حدثنا أبو معاوية. و «البخاري» (9/151) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (9/164) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. و «مسلم» (8/125) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (8/126) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبومعاوية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلى بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9422) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس. خمستهم - أبو معاوية، وحفص بن غياث، وأبو عوانة، وعيسى بن يونس، وجرير - عن الأعمش. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9459) عن أحمد بن الأزهر، عن عبد الرزاق، عن سفيان ابن عيينة، فضيل بن عياض، كلاهما عن منصور. كلاهما الأعمش، ومنصور عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. والرواية الأخرى. 1- أخرجها أحمد 1/429 (4087) . و «البخارى» 9/150 قال: حدثنا مسدد. و «الترمذي» (3238) قال: حدثنا محمد بن بشار. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9404) عن محمد بن مثنى. أربعتهم - أحمد، ومسدد، وابن بشار، وابن مثنى - عن يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدثني منصور وسليمان. 2- وأخرجهما أحمد (1/457) (4368) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا شيبان. وفي (1/457) (4369) قال: حدثناه أسود، وقال: حدثنا إسرائىل. و «البخاري» 6/157 قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شيبان. وفي (9/181) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. و «مسلم» (8/125) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا فضيل (يعني ابن عياض) . (ح) وحدثنا عثمان ابن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاها عن جرير. و «الترمذي» (3239) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا فضيل بن عياض. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9404) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير. (ح) وعن علي بن حجر، عن جرير. أربعتعهم - شيبان، وإسرائيل، وجرير، وفضيل -عن منصور. كلاهما - منصور، وسليمان الأعمش - عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، فذكره. في رواية أحمد (1/429) ، ومسدد، ومحمد بن المثنى، قال: يحيى بن سعيد، وزاد فيه: فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، وعن عبيدة، عن عبد الله، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا وتصديقا له. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في الهامش، نقل الشيخ عبد القادر - رحمه الله - عن القرطبي في المفهم والحافظ في الفتح أقوال المتأولين لصفة الأصابع ولم ينبه ويبين مذهب أهل السنة في إثبات الأصابع لله سبحانه وتعالى على صفة تليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. قال الشيخ البراك: من العجب إفراط الحافظ عفا الله عنا وعنه في نقل أقوال المتأولين من النفاة لحقائق كثير من الصفات مع ما فيها من التمحلات والتكلفات في صرف الكلام عن وجهه بشبهات واهية؛ مثل التشكيك في تفسير ابن مسعود رضي الله عنه لضحك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "تصديقًا له"، وتخطئة ابن مسعود رضي الله عنه في خبره ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المشاهد للقصة والأعلم بدلالة حال النبي صلى الله عليه وسلم ومقاله ... إلخ (التعليق 121) وينظر (التعليق 119) [تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري - نقله على الشبكة العنكبوتية عبد الرحمن بن صالح السديس] وينظر التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري - لعلي الشبل وهو إكمال لما بدأه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على الفتح بإشارته ومتابعته ومراجعته وقراءته - ص 115 - 116 الحديث: 789 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 790 - (خ م د) (ابن عمر - رضي الله عنهما -) : قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَطوِي الله - عز وجل - السمواتِ يوم القيامة، ثم يأخُذُهُنَّ بيده اليُمنى، ثم يقول: أَنا الملكُ، أَيْن الجبَّاروُن؟ أينَ المتَكبِّرون؟ ثم يطوِي الأرض بشِماله، ثم يقول: أنا الملكُ، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟» . هذه رواية مسلم. وفي رواية البخاري قال: «إن الله -عز وجل- يَقبِضُ يومَ القيامةِ [ص: 340] الأرَضينَ، وتكونُ السموات بِيَمِينهِ، ثم يقولُ: أنا الملكُ» . ثم قال البخاري: وقال عمر بنُ حمزة (1) : سمعتُ سالماً (2) سمعتُ ابنَ عُمَرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا. وفي أخرى لمسلم من حديث عبيد الله بن مِقْسَم، أَنه نَظَر إلى عبد الله بن عمر كيف يَحكي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يأخُذُ الله - عَز وجل- سماواتِهِ وأَرَضيهِ بيَديه، ويقول: أنا الله - ويَقْبِضُ أصَابعه (3) ويَبْسطُها - ويقول: [ص: 341] أنا الملكُ، حتى نظرتُ إلى المنبر يَتَحرَّكُ من أسْفَلِ شيءٍ منه (4) ، حتى إني أقولُ: أَساقِطٌ هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟. وفي أخرى نحوه، وفي آخره: «يأخذ الجبَّارُ عز وجل سماواتِه وأرَضيهِ بيديه» . وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وقال في حديثه: بيده الأخرى، ولم يقل: بشماله (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجبارون) : جمع جبار، وهو القهار المتسلط، وقيل: العظيم الذي يفوت الأيدي فلا تناله.   (1) يعني ابن عبد الله بن عمر. (2) هو ابن عبد الله بن عمر، عم عمر بن حمزة وشيخه، وهذه الرواية ذكرها البخاري تعليقاً، وقد وصلها مسلم رقم (2788) من رواية أبي أسامة عن عمر بن حمزة بلفظ " يطوي الله عز وجل السموات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ". قال الحافظ في " الفتح ": قال البيهقي: تفرد بذكر الشمال فيه عمر بن حمزة، وقد رواه عن ابن عمر أيضاً نافع وعبيد الله بن مقسم بدونها، ورواه أبو هريرة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، وثبت عند مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه " المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين "، وكذا في حديث أبي هريرة قال: " اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين " ثم قال: وقال القرطبي في " المفهم ": كذا جاءت هذه الرواية بإطلاق لفظ الشمال على يد الله تعالى على المقابلة المتعارفة في حقنا، وفي أكثر الروايات وقع التحرز عن إطلاقها على الله، حتى قال: " وكلتا يديه يمين " لئلا يتوهم نقص في صفته سبحانه وتعالى، لأن الشمال في حقنا أضعف من اليمين. (3) قال القاضي عياض: وفي هذا الحديث ثلاثة ألفاظ " يقبض، ويطوي، ويأخذ " وكله بمعنى الجمع، لأن السموات مبسوطة، والأرضين مدحوة ممدودة، ثم يرجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة، وتبديل الأرض غير الأرض والسموات، فعاد كله إلى معنى ضم بعضها إلى بعض، ورفعها وتبديلها بغيرها، قال: وقبض النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه وبسطها: تمثيل لقبض هذه المخلوقات وجمعها بعد بسطها، وحكاية للمقبوض المبسوط، وهو السموات والأرضون، لا إشارة إلى القبض والبسط [ص: 341] الذي هو صفة للقابض والباسط سبحانه وتعالى، ولا تمثيل لصفة الله تعالى السمعية المسماة باليد التي ليست بجارحة. ثم قال: والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم فيما ورد في هذه الأحاديث من مشكل، ونحن نؤمن بالله تعالى وصفاته، ولا نشبه شيئاً به، ولا نشبهه بشيء، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت عنه، فهو حق وصدق، فما أدركنا علمه فبفضل الله تعالى، وما خفي علينا آمنا به، ووكلنا علمه إليه سبحانه وتعالى، وحملنا لفظه على ما احتمل في لسان العرب الذي خوطبنا به، ولم نقطع على أحد معنييه، بعد تنزيهه سبحانه عن ظاهره الذي لا يليق به سبحانه وتعالى، وبالله التوفيق. (4) أي: من أسفله إلى أعلاه، لأن بحركة الأسفل يتحرك الأعلى، ويحتمل أن تحركه بحركة النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الإشارة، ويحتمل أن يكون تحرك بنفسه هيبة لسمعه، كما حن الجذع، قاله النووي. (5) البخاري 13 / 334 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {لما خلقت بيدي} ، ومسلم رقم (2788) في صفات المنافقين، باب صفة القيامة، وأبو داود رقم (4738) في السنة، باب الرد على الجهمية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه عبد بن حميد (744) قال: ثني ابن أبي شيبة. و «مسلم» (8/126) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة. و «أبو داود» 4732 قال: ثنا عثمان بن أبي شبية، ومحمد بن العلاء. ثلاثتهم - أبو بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وابن العلاء - عن أبي أسامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم فذكره. ورواية أخرى أخرجها البخاري (9/150) قال: ثنا مقدم بن محمد بن يحيى، قال: ثنى عمى القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، فذكره. ورواية مسلم: 1- أخرجها أحمد 2/72 (5414) قال: حدثنا عفان. وفي 2/87 (5608) قال: حدثنا بهز، وحسن ابن موسى. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 7315 عن عمرو بن منصور، عن حجاج ابن منهال (ح) وعن أبي داود الحراني، عن عفان، أربعتهم - عفان، وبهز، وحسن وحجاج - عن حماد ابن سلمة، قال: أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. 2- وأخرجها مسلم (8/126) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن. وفي (8/127) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. و «ابن ماجة» (198، 4275) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (7315) عن الحسين بن حريث، عن عبد الله بن نافع الزبيري، عن عبد العزيز بن أبي حازم (ح) وعن قتيبة عن يعقوب. كلاهما - يعقوب، وعبد العزيز - عن أبي حازم. كلاهما - إسحاق، وأبو حازم - عن عبيد الله بن مقسم، فذكره. الحديث: 790 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 791 - (خ) (أبو هريرة - رضي الله عنه -) : قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يقْبِضُ الله الأَرضَ، ويطوي السماءَ بيمينه، ثم يقول: أنا الملِكُ، أَيْنَ ملوك الأرض؟» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 423 في تفسير سورة الزمر، باب قوله تعالى: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/374) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا ابن المبارك. و «البخاري» (8/135) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. وفي (9/142) قال: حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب. و «مسلم» (8/126) قال: ثنى حرملة بن يحيى قال: نا ابن وهب. و «ابن ماجة» (192) قال: ثنا حرملة بن يحيى ويونس بن عبد الأعلى. قال:ثنا عبد الله بن وهب. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13322) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك. (ح) وعن سليمان بن داود المهري، عن ابن وهب. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن بن وهب. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب - عن يونس، عن ابن شهاب. قال:ثنى سعيد بن المسيب، فذكره. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أخرجه الدارمي (2802) قال: حدثنا الحكم بن نافع. قال: حدثنا شعيب. و «البخاري» (6/158) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثنى الليث. قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر كلاهما. -شعيب بن أبي حمزة. وعبد الرحمن بن خالد- عن ابن شهاب الزهري. قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 791 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 792 - (ت) (ابن عباس - رضي الله عنهما -) : قال: مَرَّ يهودِيٌّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا يَهوديّ، حدِّثنا» ، قال: كيف تقولُ يا أبا القاسم إذا وَضَع الله السمواتِ على ذِهْ، والأرضَينَ على ذِهْ، والماءَ على ذِهْ، والجبال على ذِهْ، وسائر الخلائقِ على ذِهْ - وأشار محمد بن الصَّلت بخِنْصَره أولاً، ثم تابع حتى بلغَ الإبهامَ - فأنزلَ اللهُ {وما قَدَرُوا اللَّه حَقَّ قدره} .أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3238) في التفسير، باب ومن سورة الزمر، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وأبو كدينة - أحد الرواة - اسمه: يحيى بن المهلب، ورأيت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - روى هذا الحديث عن الحسن بن شجاع عن محمد بن الصلت، ورواه أحمد في " المسند " رقم (2267) من رواية حسين الأشقر، عن أبي كدينة عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس، وإسناده ضعيف، لكن طريق الترمذي تقويه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/251) (2267) و (1/324) (2990) قال: حدثنا حسين بن حسن الأشقر. و «الترمذي» (3240) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا محمد بن الصلت. كلاهما -حسين ومحمد بن الصلت - قالا: حدثنا أبو كدينة عن عطاء بن السائب،عن أبي الضحى. فذكره. الحديث: 792 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 سورة حم: المؤمن 793 - (خ) (العلاء بن زياد - رحمه الله - (1) : كان يُذَكِّرُ بالنَّارِ (2) ، فقال [ص: 343] رجلٌ: لِمَ تُقَنِّطُ الناسَ؟ قال: وأنا أقدِرُ أنْ أُقَنِّط الناسَ، والله يقول: {يا عبادِيَ الذين أَسْرَفوا على أنفُسهم لا تَقْنَطُوا من رحمةِ اللَّه} [الزمر: 53] ويقول: {وأَنَّ المُسْرفين هُم أَصحابُ النارِ} [غافر: 43] ولكِنَّكم تُحبون أن تُبَشَّروا بالجنة على مَساوِئِ أعْمالِكم، وإِنما بعَثَ الله- عز وجل- محمداً صلى الله عليه وسلم مُبشِّراً بالجنة لِمَن أَطاَعَهُ، ومُنذِراً بالنار لمن عَصاهُ. ذكره البخاري، ولم يذكر له إسناداً (3) .   (1) هو أبو نصر العلاء بن زياد بن مطر العدوي البصري، تابعي ثقة زاهد، قليل الحديث، قال الحافظ: ليس له في البخاري ذكر إلا في هذا الموضع، ومات قديماً سنة أربع وتسعين. (2) أي: يخوفهم بها. (3) 8 /426 في تفسير سورة حم المؤمن. الحديث: 793 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 سورة حم: السجدة 794 - (خ م ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: اجتَمعَ عند البيتِ ثلاثةُ نَفرٍ: ثَقَفِيَّانِ، وقُرَشِيٌّ (1) ، أوْ قُرَشِيَّانِ، وثَقَفِيٌّ، كثيرٌ شَحْمُ بُطونِهِم، قليلٌ فِقْهُ قلوبهم، فقال أَحَدُهُمْ: أَتُرَوْنَ أَنَّ الله يَسْمَعُ ما نقُولُ؟ فقال الآخرُ: يَسْمع إِنْ جَهَرْنا، ولا يسمع إِنْ أَخْفَيْنا، وقال الآخرُ: إنْ كان يَسْمَعُ إذا جَهرنا، فهو يسْمعُ إذا أَخفَيْنا، فأنزل الله عز وجل {وما كنتُم تَستَتِرُونَ أَن يشهدَ [ص: 344] عليكم سمعُكم ولا أَبصارُكم ... } الآية [فُصِّلت: 22] . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (2) . وللترمذي أيضاً، قال: كنتُ مُسْتَتِراً بأسْتَارِ الكَعْبةِ، فجاء ثلاثَةُ نَفَرٍ، كثيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ، قليلٌ فقْهُ قُلوبِهِمْ: قُرَشِيٌّ، وخَتَنَاهُ ثَقَفِيَّانِ، أو ثَقَفِيٌّ وخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ، فتَكَلَّمُوا بِكلام لم أَفْهَمْهُ، فقال أحدُهُمْ: أَتُرَوْنَ أَنَّ الله يَسمَعُ كلامنا هذا، فقال الآخرُ: إِنَّا إذا رفَعْنا أَصْواتَنا سَمِعَهُ، وإذا لم نرفعْ أصواتَنا لمْ يسمعه، فقال الآخر: إنْ سَمِعَ منه شيئاً سَمِعَهُ كُلَّهُ، قال عبد الله: فذكرتُ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {وما كُنتُم تَسْتَتِرُونَ أَنْ يشْهَدَ عليكم سَمْعُكم ولا أَبْصَارُكم ولا جُلُودُكم ولكن ظَنَنْتُم أن اللَّهَ لا يعلمُ كثيراً مما تعملون. وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الذي ظَننتم بربكم أَرْداكُم فأصْبَحْتُم من الخاسرين} (3) [فُصِّلت: 22، 23] .   (1) البخاري 8 / 431 في التفسير " كان رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف، أو رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش في بيت - الحديث ". قال الحافظ: هذا الشك من أبي معمر راويه عن ابن مسعود، وهو عبد الله بن سخبرة، وقد أخرجه عبد الرزاق من طريق وهب بن ربيعة عن ابن مسعود بلفظ: ثقفي وختناه قرشيان، ولم يشك. (2) البخاري 8 / 431 في تفسير حم السجدة، باب {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم} ، وباب قوله: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم} ، ومسلم رقم (2775) في صفات المنافقين، والترمذي رقم (3245) في التفسير، باب ومن سورة حم السجدة، وقال: حديث حسن صحيح. (3) الترمذي رقم (3246) وحسنه، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (3614) ، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 362 وزاد نسبته لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في " الأسماء والصفات ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (87) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/143) (4238) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. و «البخاري» (161) قال: حدثنا الصلت بن محمد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم. وفي (6/161) و (9/186) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/161) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان الثوري. و «مسلم» (8/121) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثني أبوبكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. و «الترمذي» (3248) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9335) عن محمد بن منصور، عن سفيان ابن عيينة. (ح) وعن محمد بن بشار، عن يحيى، عن سفيان الثوري. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وروح بن القاسم -عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (1/381) (3614) و1/426 (4047) و1/442 (4222) . و «الترمذي» (3249) قال: ثنا هناد. كلاهما - أحمد بن حنبل، وهناد - قالا: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. الحديث: 794 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 795 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قرأ {إِنَّ الذين قالوا رَبُّنا اللَّهُ ثم استقاموا} [فُصِّلت: 30] قال: قد [ص: 345] قال الناسُ، ثم كَفَرَ أكْثَرُهم، فَمنْ مات عليها، فهو مِمَّنِ استقامَ. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3247) في التفسير، باب ومن سورة حم السجدة، من حديث عمرو بن علي الفلاس، عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة عن سهيل بن أبي حازم عن ثابت عن أنس، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، نقول: وسهيل بن أبي حزم القطعي ضعيف، وذكره ابن كثير 7 / 335 من رواية أبي يعلى الموصلي، وقال: وكذا رواه النسائي في تفسيره، والبزار وابن جرير عن عمرو بن علي الفلاس عن سلم بن قتيبة، عن سهيل بن أبي حزم به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3250) ، والنسائى في الكبرى «تحفة 433» كلاهما عن عمرو بن علي الفلاس، قال: ثنا أبو قيتية مسلم بن قتيبة، قال ثنا سهيل بن أبي حزم القطعي، قال: ثنا ثابت فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 795 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 796 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {ادْفَعْ بالتي هي أَحْسَنُ} [فُصِّلت: 34] قال: الصَّبْر عند الغَضَبِ، والعَفْوُ عند الإساءة، فإذا فَعَلوا عَصَمَهُمُ الله،وخَضَعَ لهم عَدُوُّهُم. ذكره البخاري، ولم يذكر له إسناداً (1) .   (1) 8 / 431 في تفسير حم السجدة، وقد وصله الطبري 24 / 76 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره البخاري تعليقا في التفسير - باب سورة حم السجدة،وقال الحافظ ابن حجر: وقد وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. الحديث: 796 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 سورة حم عسق 797 - (خ ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: سُئِلَ عن قوله تعالى: {إِلا الْمَوَدَّةَ في القُرْبى} [حم عسق: 23] فقال سعيد بن جبير: قُرْبى آل محمدٍ، فقال ابن عباس: عَجِلْتَ، إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكن بَطْنٌ من قريش إلا كان له فيهم قَرابةٌ، فقال: إلا أَنْ تَصِلُوا ما بَيْني وبينْكم من القرابة. أخرجه البخاري، والترمذي، إلا أن الترمذي قال عوضَ «عَجِلتَ» [ص: 346] «أعَلمْتَ؟» (1) .   (1) البخاري 8 / 433 في تفسير حم عسق، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى {إلا المودة في القربى} ، والترمذي رقم (3248) في التفسير، باب ومن سورة الشورى، وفي تفسير هذه الآية أقول أخرى، قال ابن جرير بعد أن سردها: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، وأشبهها بظاهر التنزيل قول من قال: معناه: قل لا أسألكم عليه أجراً يا معشر قريش إلا أن تودوا لي في قرابتي منكم وتصلوا الرحم التي بيني وبينكم. وقال ابن كثير في تفسيرها: قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش: لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم مالاً تعطونيه، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني، وتذروني أبلغ رسالات ربي، إن لم تنصروني، فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/229 (2024) قال: حدثنا يحيى (ح) وسليمان بن داود. وفي (1/286) (2599) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «البخارى» (4/217) قال: حدثنا مسدد، قال: حثنا يحيى. وفي (6/162) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «الترمذي» (3251) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد ابن جعفر. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (31 57) عن إسحاق بن إبراهيم، عن غندر. ثلاثتهم - يحيى، وسليمان بن داود، ومحمد بن جعفر غندر عن شعبة، قال: حدثني عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس، فذكره. الحديث: 797 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 798 - (د) ابن عوْن -رحمه الله -: قال: كنتُ أَسألُ عن الانتصارِ؟ وعن قوله: {وَلَمنِ انْتَصَرَ بعدَ ظُلْمِهِ فأولئك ما عليهم مِنْ سَبيلٍ} [الشورى: 41] فحدَّثني علي بنُ زيد بن جُدعان عن أمِّ مُحَمَّدٍ - امرأة أبيه - قال ابنُ عونٍ: وزَعُموا أَنَّها كانت تدْخُلُ على أُمِّ المؤمنين عائشة، قالت: قالَت عائشة أُمُّ المؤمنين: دخَلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وعندنا زينبُ بنت جَحْشٍ، فَجعلَ يَصْنَعُ بيدِه شيئاً (1) ، فقلتُ بيده حتى فَطَّنْتُهُ لها (2) ، فأمْسَكَ، وأقْبَلَتْ زينبُ تُقَحِّمُ لعائشة، فنهاها، فأبَتْ أنْ تنتهيَ، فقال لعائشة: «سُبِّيها» فسَبَّتْها، فَغَلَبَتْها، فانْطَلَقتْ زينبُ إلى عليّ، قالت: إِنَّ عائشَة وقَعتْ بكم (3) ، وفَعلتْ، فجاءتْ [ص: 347] فاطمة، فقال لها (4) : إِنَّها حِبَّةُ أَبيك - ورَبِّ الكعبةِ - فانْصَرفَتْ، فقالت لهم: إني قلتُ له كذا وكذا، فقال لي: كذا وكذا، قال: وجاء عليٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكلَّمه في ذلك. أخرجه أبو داود (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تقحم) : تعرض لشتمها، وتدخل عليها، ومنه قولهم: فلان تقحم في الأمور: إذا كان يقع فيها من غير تثبت ولا روية. (حبة) الحبة بكسر الحاء: المحبوبة، والحب: المحبوب.   (1) أي: جعل النبي صلى الله عليه وسلم يصنع شيئاً بيده من المس ونحوه مما يجري بين الزوج وزوجه. (2) أي: نبهته إلى وجود زينب، فتنبه. (3) تعني في بني هاشم، لأن أم زينب: هي عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (4) أي: فقال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته. (5) رقم (4898) في الأدب، باب الانتصار، وعلي بن زيد بن جدعان لا يحتج بحديثه، وأم محمد امرأة زيد بن جدعان مجهولة، فالحديث ضعيف. الحديث: 798 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 سورة حم: الزخرف 799 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: {ولَوْلا أنْ يكونَ النَّاسُ أُمَّةً واحدةً} [الزخرف: 33] : لَوْلا أنْ جعل النَّاس كُلَّهُم كُفَّاراً، لَجَعلتُ لبيوتِ الكفارِ سُقُفاً من فضَّةٍ، ومعارجَ من فضَّةٍ - وهي الدُّرُجُ - وسُرُراً من فضَّةٍ ذكره البخاري، ولم يذكرْ له إسناداً (1) .   (1) 8 / 435 في تفسير سورة حم الزخرف، وقد وصله الطبري 25 / 41، وابن أبي حاتم في تفسيره من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في التفسبر - باب سورة حم الزخزف. وقال الحافظ في «الفتح» وصله الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. الحديث: 799 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 سورة حم: الدخان 800 - (خ م ت) عن مسروق بن الأجدع -رحمه الله -: قال: كُنَّا جلوساً عند عبد الله بن مسعودِ - وهو مُضْطجِعٌ بيننا - فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنَّ قاصًّا عند أبواب كِنْدَة يَقُصُّ، ويَزعمُ: أنَّ آيةَ الدُّخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار، وَيأْخُذُ المؤمنين منها كهيئة الزُّكام، فقال عبد الله - وَجلَسَ وهو غَضْبانُ-: يَا أُيُّها الناس، اتقوا الله، مَنْ عَلِمَ منكم شيئاً فلْيَقُلْ بما يعْلَمُ، ومن لا يعْلَمُ، فَلْيَقُل: الله أعلم، فإِنه أَعلمُ لأَحدِكم أنْ يقولَ لما لا يعْلَمُ: الله أعلمُ، فإِن الله تعالى قال لنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ ما أَسْأَلُكُمْ عليه من أجْرٍ وما أنا مِن المُتَكلِّفين} [ص: 86] إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لمَّا رأَى من الناس إِدْباراً قال: اللهم سَبْعٌ (1) كسَبْعِ يُوسُفَ. وفي رواية: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشاً كَذَّبُوه، واسْتعْصَوْا عليه، فقال: اللهم أعِنِّي عليهم بسبعٍ كسبْعِ يُوسف، فأَخذتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شيءٍ، حتى أكلوا الجُلودَ والمَيْتَةَ من الجوع، ويْنظُرُ إلى السماء أحدُهم، فَيرى كهَيْئَةِ الدُّخان، فأتاه أبو سفيان، فقال: يا محمد، إِنَّك جئتَ تأَمرُ بطاعةِ اللهِ [ص: 349] وبصِلةِ الرَّحِمِ، وإِنَّ قَوْمَك قد هَلَكوا، فادْعُ الله- عَزَّ وجلَّ - لهم، قال الله تعالى {فارْتَقِبْ يومَ تأتي السَّماءُ بدُخَانٍ مُبين. يَغْشَى الناسَ هذا عذابٌ أليم. ربَّنا اكشِفْ عنا العذابَ إنا مؤمنون. أَنَّى لهم الذكرى وقد جاءهم رسولٌ مُبين. ثم تَولَّوْا عنه وقالوا مُعَلَّمٌ مجنونٌ. إِنَّا كاشِفُوا العَذَابِ قَليلاً إِنَّكُمْ عائدون} [الدخان: 10- 15] قال عبدُ الله: أفَيُكْشَفُ عذابُ الآخرة {يوم نَبْطِش البَطْشَةَ الكبرى إِنَّا منتقمون} فالبطشَةُ: يومُ بدرٍ. وفي رواية قال: قال عبد اللهِ: إنما كان هذا؛ لأن قريشاً لما اسْتَعْصَوا على النبي صلى الله عليه وسلم، دعا عليهم بِسِنِينَ كَسِني يوسفَ فأصابهم قَحْطٌ وجَهْدٌ، حتى أكلوا العظامَ، فجعل الرجلُ ينظرُ إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجَهدِ، فأنزل الله عز وجل {فارْتَقِبْ يومَ تأتي السَّماءُ بدُخَانٍ مُبين. يَغْشَى الناسَ هذا عذابٌ أليم} قال: فأُتي (2) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسولَ الله، اسْتَسْقِ الله لِمُضَرَ (3) ، فإنها قد هَلَكَتْ. قال: [ص: 350] لِمُضَرَ (4) ؟ إنك لجريء فاستسقى لهم، فَسُقُوا، فنزلت: {إنكم عَائدون} فلما أصابهم الرفاهيةُ، عَادُوا إلى حالهم، حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل {يوم نَبْطِش البَطْشَةَ الكبرى إِنَّا منتقمون} قال: يعني يومَ بدر. وفي رواية نحوه، وفيها: فقيل له: إِنْ كَشَفنا عنهم عادوا، فدعا ربَّه فكشف عنهم، فعادوا، فانتقم الله منهم يومَ بدرٍ، فذلك قولُه: {فارْتَقِبْ يومَ تأتي السَّماءُ بدُخَانٍ مُبين - إلى قوله - إنا منتقمون} . هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية الترمذي مثل الرواية الأولى إلى قوله: {فارْتَقِبْ يومَ تأتي السَّماءُ بدُخَان مُبين. يَغْشَى الناسَ هذا عذابٌ أليم} قال أحد رواتِهِ: هذا كقوله: {ربنا اكشف عنَّا العذابَ} فهل يكشفُ عذابُ الآخرة؟ قد مضى البطشةُ واللِّزامُ والدخانُ، وقال أحدهم: القمر، وقال الآخر: الرومُ واللزام يوم بدرٍ. وقد أخرج البخاري في أحد طُرقِه هذا الذي ذكره الترمذي. وفي أخرى للبخاري ومسلم قال: قال عبد اللهِ: خمسٌ قد مَضَيْنَ: [ص: 351] الدخانُ، واللِّزامُ، والرومُ، والبطشةُ، والقمرُ (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بسبع كسبع) أراد بالسبع: سبع سنين التي كانت في زمن النبي يوسف عليه السلام المجدبة التي ذكرها الله تعالى في القرآن. (حصت) حلقت واستأصلت. (قحط) القحط: احتباس المطر. (جهده) الجهد - بفتح الجيم -: المشقة. (الرفاهية) : الدعة وسعة العيش.   (1) هذه رواية مسلم، وللبخاري: سبعاً، قال الزركشي: والنصب هو المختار، لأن الموضع، موضع فعل دعاء، فالاسم الواقع فيه بدل من اللفظ بذلك الفعل، والتقدير: اللهم ابعث أو سلط، والرفع جائز على إضمار مبتدأ أو فعل رافع. (2) كذا بضم الهمزة على البناء للمجهول للجمهور، والآتي المذكور: هو أبو سفيان كما صرح به في الرواية المتقدمة. (3) إنما قال: لمضر، لأن غالبهم كانوا بالقرب من مياه الحجاز، وكان الدعاء بالقحط على قريش، وهم سكان مكة، فسرى القحط إلى من حولهم، فحسن أن يطلب الدعاء لهم، ولعل السائل عدل عن التعبير بقريش لئلا يذكرهم، فيذكر بجرمهم، فقال " لمضر ": ليندرجوا فيهم، ويشير أيضاً إلى أن المدعو عليهم قد هلكوا بجريرتهم، وقد وقع في الرواية الأخيرة " وإن قومك هلكوا " ولا منافاة بينهما، لأن مضر أيضاً قومه. (4) أي: أتأمرني أن أستسقي الله لمضر، مع ما هم عليه من المعصية والإشراك به؟ ! (5) البخاري 8 / 439 في تفسير حم الدخان، باب {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} ، وفي الاستسقاء، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اجعلها عليهم سنين كسني يوسف "، وباب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط، وفي تفسير سورة يوسف، باب {وروادته التي هو في بيتها عن نفسه} ، وفي تفسير سورة الروم، وفي تفسير سورة ص، ومسلم رقم (2798) في صفات المنافقين، باب الدخان، والترمذي رقم (3251) في التفسير، باب ومن سورة الدخان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (116) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/380) (3613) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/431) (4104) قال: حدثنا وكيع، وابن نمير. و «البخاري» (6/96) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/156) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (6/164) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/164) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع. وفي (6/165) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا جرير بن حازم. و «مسلم» (8/131) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: أخبرنا وكيع (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9574) عن أبي كريب، عن أبي معاوية. ستتهم -سفيان، وأبو معاوية، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وجرير بن عبد الحميد، وجرير بن حازم - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (1/441) (4206) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» (2/37 6، /142) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/165) قال: حدثنا بشر ابن خالد، قال: أخبرنا محمد، عن شعبة. «والترمذي» (3254) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9574) عن بشر بن خالد، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. (ح) وعن محمود بن غيلان، وعن النضر بن شميل، عن شعبة كلاهما -شعبة، وسفيان- عن منصور، والأعمش. 3- وأخرجه البخاري (2/33) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. و «مسلم» (8/130) قال: حدثنا إسحاق إبراهيم. كلاهما - عثمان، وإسحاق - عن جرير، عن منصور. كلاهما -الأعمش، ومنصور- عن مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة ويزيد بعضهم على بعض. * جاء مختصرا من قول عبد الله بن مسعود على: «خمس قد مضين الدخان، واللزام، الروم، والبطشة والقمر» أخرجه البخاري (6/139) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/164) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش. وفي (6/166) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. و «مسلم» (8/132) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9576) عن قتيبة، عن عمرو بن محمد، عن سفيان، عن منصور. (ح) وعن شعيب بن يوسف، عن يحيى بن سعيد، عن فطر بن خليفة. ثلاثتهم -الأعمش، ومنصور، وفطر - عن مسلم بن أبي الضحى، عن مسروق عن عبد الله، فذكره موقوفا. الحديث: 800 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 801 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُؤمِنٍ إلا وله بابانِ: بابٌ يَصعَدُ منه عَمَلُهُ، وبابٌ ينزلُ منه رِزْقُه. فإذا مات بَكيَا عليه، فذلك قوله: {فما بكَتْ عليهم السماءُ والأَرضُ وما كانوا مُنظرين} » . [ص: 352] أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه (1) .   (1) رقم (3252) في التفسير، باب ومن سورة الدخان، وتمام كلامه: وموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث، وقد أورده السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 30 وزاد نسبته لابن أبي الدنيا في " ذكر الموت "، وأبي يعلى، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم في " الحلية "، والخطيب. الحديث: 801 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 802 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: {كالمُهْلِ} [الدخان: 45] كَعَكَرِ الزَّيْتِ، إذا قَرَّبَهُ إلى وجههِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وجهه فيه» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فروة وجهه) فروة الوجه: هي جلدته.   (1) رقم (2584) و (2587) في أبواب صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، و (3319) في التفسير، باب ومن سورة سأل سائل، ورواه أحمد في " المسند " 3 / 70، 71، وفي سنده رشدين بن سعد أبو الحجاج المصري، وهو ضعيف، ودراج أبو السمح حديثه عن أبي الهيثم ضعيف، وهذا منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: 1- أخرجه (3/70) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. 2- إسناده ضعيف:وأخرجه عبد بن حميد (930) قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا ابن المبارك و «الترمذي» (2581، 3322) قال: حدثنا أبو كريب. وفي (2584) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - ابن المبارك. وأبو كريب - عن رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث. كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو - عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، فذكره. وقال الترمذي: هذا الحديث لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، ورشدين قد تكلم فيه. الحديث: 802 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 سورة حم الأحقاف 803 - (خ) يوسف بن مَاهَكْ (1) - رحمه الله -: قال: كان مَرْوانُ على الحجازِ (2) استعمله مُعاويةُ، فَخَطَبَ فجعل يذكُرُ يزيد بن مُعاوية؛ لكي [ص: 353] يُبايعَ له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بْنُ أبي بكرٍ شيئاً (3) ، فقال: خُذوهُ، فدَخلَ بيتَ عائِشَةَ فلم يقدرُوا عليه (4) ، فقال مروانُ: إنَّ هذا الذي أَنزل الله فيه {والذي قال لوالديه أُفٍّ لكُما} [الأحقاف: 17] فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن، إِلا ما أنزل في سورة النُّورِ من بَرَاءتِي (5) . أخرجه البخاري (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أف لكما) أفّ: صوت إذا صَوَّتَ به الإنسان علم أنه متضجر، واللام في (لكما) للبيان، ومعناه: هذا التأفيف لكما خاصة دون غيركما، [ص: 354] والمعنى: الكراهية، وقيل: الكلام الغليظ، وقيل: أصل الأف، من وسخ الإصبع إذا فُتل.   (1) بفتح الهاء وبكسرها، ومعناه: القمير، تصغير القمر، ويجوز صرفه وعدمه. (2) أي: أميراً على المدينة من قبل معاوية. (3) قال الحافظ في " الفتح ": والذي في رواية الإسماعيلي: فقال عبد الرحمن: ما هي إلا هرقلية، ولابن المنذر: أجئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم، ولأبي يعلى وابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد: حدثني عبد الله المدني قال: كنت في المسجد حين خطب مروان فقال: إن الله قد أرى أمير المؤمنين رأياً حسناً في يزيد وأن يستخلفه، فقد استخلف أبو بكر وعمر، فقال عبد الرحمن: هرقلية، إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولد ولا في أهل بيته، وما جعلها معاوية إلا كرامة لولده. (4) أي: امتنعوا من الدخول خلفه إعظاماً لعائشة. وفي رواية أبي يعلى " فنزل مروان عن المنبر، حتى أتى باب المسجد، حتى أتى عائشة، فجعل يكلمها وتكلمه، ثم انصرف " قاله الحافظ. (5) أي: الآية التي في سورة النور، في قصة أهل الإفك وبراءتها مما رموها به رضي الله عنها. قال الحافظ: وفي رواية الإسماعيلي: فقالت عائشة: كذب والله ما نزلت فيه. قال ابن كثير: ومن زعم أنها نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، فقوله ضعيف، لأن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أسلم بعد ذلك، وحسن إسلامه، وكان من خيار أهل زمانه. (6) 8 / 442 و 443 في تفسير سورة الأحقاف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/166) قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك فذكره. الحديث: 803 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 804 - (م ت د) علقمة -رحمه الله -: قال: قلت لابن مسعودٍ: هل صَحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجِنِّ منكم أحدٌ؟ قال: ما صحبه منَّا أحدٌ، ولكنَّا كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليْلَةٍ فَفقَدناهُ، فالتمسناه في الأودية والشِّعابِ، فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ، أَوِ اغْتِيلَ (1) ، فبِتْنا بشرِّ ليْلَةٍ باتَ بها قومٌ، فلما أَصبحنا إذا هُوَجَاءٍ من قِبلِ حِراءَ، قال: فقُلْنا: يا رسول الله، فَقَدْناكَ، فطلبناكَ، فلم نَجِدْكَ، فَبِتْنا بشَرِّ ليلةٍ باتَ بها قومٌ، قال: «أتَاني داِعي الجِنِّ، فذَهبْتُ معه، فقرأتُ عليهم القرآن» قال: فانطَلقَ بنا، فأرانا آثارهم، وآثار نِيرَانِهمْ (2) ، وسألُوهُ الزَّادَ، فقال: «لكم كلُّ عَظْمٍ ذُكر اسم الله عليه (3) يقع في أيديكم أوْفَرَ ما يكون لَحْماً، وكلُّ بَعْرَةٍ علَفٌ لِدَوَابِّكم» فقال- رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فلا تَسْتَنْجوا بهما، فإنهما طعامُ إخوانِكم» . [ص: 355] وفي رواية بعد قوله: «وآثار نيرانِهِم» قال الشعبيُّ: وسألُوهُ الزَّادَ؟ وكانُوا من جِنِّ الجزيرَةِ - إلى آخر الحديث من قول الشعبي مفصَّلاً من حديث عبد الله، هذه رواية مسلم. وأخرجه الترمذي، وذكر فيه قول الشعبي، كما سبق في هذه الرواية الآخرة، وزاد فيه: أَو رَوْثةٍ. وفي رواية لمسلم، أَنَّ ابنَ مسعود قال: لم أكن ليلَة الجنِّ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ََوَوَدِدْتُ أَنِّي كنتُ معَهُ، لم يزد على هذا. وأخرج أبو داود منه طرفاً، قال: قلتُ لعبد الله بن مسعودٍ: «مَنْ كان منكم ليْلَةَ الجن مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان معه منَّا أحَدٌ» . لم يزدْ على هذا (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استطير) : استفعل من الطيران، كأنه أخذه شيء وطار به. (اغتيل) : أُخِذَ غيلة، والاغتيال: الاحتيال.   (1) استطير، أي: طارت به الجن، و " اغتيل " أي: قتل سراً، والغيلة بكسر الغين: هي القتل خفية. (2) قال النووي: قال الدارقطني: انتهى حديث ابن مسعود عند قوله: " فأرانا آثارهم، وآثار نيرانهم " وما بعده من قول الشعبي، كذا رواه أصحاب داود الراوي عن الشعبي، وابن علية، وابن زريع، وابن أبي زائدة، وابن إدريس وغيرهم. هكذا قاله الدارقطني وغيره. ومعنى قوله: إنه من كلام الشعبي، أنه ليس مروياً عن ابن مسعود بهذا الإسناد، وإلا فالشعبي لا يقول هذا الكلام إلا بتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم. (3) قال بعض العلماء: هذا لمؤمنيهم، وأما غيرهم: فجاء في حديث آخر " أن طعامهم: ما لم يذكر اسم الله عليه ". (4) مسلم رقم (450) في الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح، والترمذي رقم (3254) في التفسير، باب ومن سورة الأحقاف، وأبو داود رقم (85) في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ، ورواه أحمد في " المسند "، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 44 وزاد نسبته لعبد بن حميد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/436) (4149) قال: حدثنا إسماعيل (ح) وابن أبي زائدة. و «مسلم» (2/36) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنيه علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «أبو داود» (85) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. «والترمذي» (3258) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 9463 عن أحمد بن منيع، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. و «ابن خزيمة» 82 قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الأعلى، وعبد الله بن إدريس، ووهيب عن داود أبي هند، عن عامر. 2- وأخرجه مسلم 2/37 قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن خالد، عن أبي معشر عن إبراهيم. كلاهما - عامر الشعبي، وإبراهيم - عن علقمة، فذكره. (*) رواية وهيب مختصرة على: «عن علقمة قال: قلت: لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ فقال: ما كان معه منا أحد» . (*) ورواية إبراهيم مختصرة على: «عن عبد الله قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وودت أني كنت معه» . الحديث: 804 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 سورة الفتح 805 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: {إِنَّا فَتَحنَا لك فَتْحاً [ص: 356] مبيناً} [الفتح: 1] قال: الحُدْيبِيَةُ (1) ، فقال أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: هَنيئاً مَريئاً، فَمالنا؟ فأنزل الله عز وجل: {لِيُدْخِلَ المؤمنين والمؤمناتِ جَناتٍ تجري من تحتها الأنهار} [الفتح: 5] قال شعبةُ: فقَدِمْتُ الكوفةَ، فحدَّثتُ بهذا كُلِّه عن قتادة، ثم رجَعتُ فذكرتُ له، فقال: أَمَّا {إِنَّا فَتَحنَا لك فَتْحاً مبيناً} فَعنْ أنسٍ، وأما «هنيئاً مريئاً» فَعنْ عِكْرِمَةَ. هذه رواية البخاري (2) . وأخرجه مسلم عن قَتادة عن أنس قال: لما نزلتْ {إِنَّا فَتَحنَا لك فَتْحاً مبيناً. ليغفر لَكَ اللَّهُ ما تقدَّمَ من ذنبك وما تأَخَّر ويُتمَّ نعمته عليك ويَهديَك صراطاً مستقيماً. ويَنْصُرَك اللَّه نصراً عزيزاً. هو الذي أنزل السَّكينةَ في قُلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً معَ إيمانهم وللَّه جنُودُ السموات والأرض وكان اللَّه عليماً حكيماً. لِيُدْخِلَ المؤمنين والمؤمناتِ جَنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويُكفِّرَ عنهم سَيِّئاتهم وكان ذلك عند اللَّه فَوزاً عظيماً} [الفتح: 1-5] مَرْجِعهُ من الحديبية - وهم يُخَالِطُهُم الحزنُ والكآبةُ [ص: 357] وقد نَحَر الهديَ بالحُدَيْبِية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أُنزِلَتْ عليَّ آيةٌ هي أحبُّ إليَّ من الدُّنيا جميعاً» . وأخرجه الترمذي عن قتادة عن أنس قال: أُنزِلَتْ على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقدَّمَ من ذنبك وما تأَخَّرَ} مرجِعَهُ من الحديبية، فقال النبي: «لقد أُنزلت عليَّ آيةٌ أحَبُّ إليَّ مِمَّا على الأرضِ» ، ثم قرأها النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هنيئاً مريئاً، يا رسولَ الله، لقد بَيَّنَ الله لك ما يُفعَل بك، فماذا يُفعَل بنا؟ فنزلت عليه {لِيُدْخِلَ المؤمنين والمؤمناتِ جَنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار - حتى بَلَغَ - فوزاً عظيماً} (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهدي) : ما يهديه الحاج أو المعتمر إلى البيت الحرام من النعم لينحره بالحرم.   (1) الحديبية: بالتخفيف، وكثير من المحدثين يشددونها، والصواب تخفيفها، وهي قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر عند الشجرة التي بايع الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها، أو بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع، بينها وبين مكة مرحلة، وبينها وبين المدينة تسع مراحل، وسمي ما وقع في الحديبية فتحاً، لأنه كان مقدمة الفتح وأول أسبابه. (2) قال الحافظ: أفاد هنا أن بعض الحديث عن قتادة عن أنس، وبعضه عن عكرمة، وقد أورده الإسماعيلي من طريق حجاج بن محمد عن شعبة، وجمع في الحديث بين أنس وعكرمة وساقه مساقاً واحداً. (3) البخاري 7 / 347 في المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي تفسير سورة الفتح، باب {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} ، ومسلم رقم (1786) في الجهاد، باب صلح الحديبية، والترمذي رقم (3259) في التفسير، باب ومن سورة الفتح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/122) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/134) قال: حدثنا بهز. وفي (3/252) قال: حدثنا عفان. و «مسلم» (5/176) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. أربعتهم - يزيد بن هارون، وبهز بن أسد، وعفان، وأبو داود - عن همام بن يحيى. 2- وأخرجه أحمد (3/197) ، الترمذي (3263) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد، وعبد - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 3- وأخرجه أحمد (3/173) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثني شعبة. 4- وأخرجه أحمد (3/215) قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثنا عبد الوهاب. و «مسلم» 5/176 قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. ثلاثتهم - ابن بكر، وعبد الوهاب، وخالد - عن سعيد بن أبي عروبة. 5- وأخرجه عبد بن حميد (1188) ، ومسلم (5/176) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يونس ابن محمد، قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن. 6- وأخرجه مسلم (5/176) قال: حدثنا عاصم بن النضر التيمي، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي (سليمان التيمي) . ستتهم -همام، ومعمر، وشعبة، وسعد، وشيبان، وسليمان- عن قتادة، فذكره ولفظ البخاري أخرجه (4172) قال ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عثمان بن عمر. وفي (34 48) قال: ثنا محمد بن بشار، ثنا غندر كلاهما - عثمان بن عمر، وغندر - قال عثمان: وأخبرنا، وقال غندر: ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة، فذكره. الحديث: 805 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 806 - (خ ط ت) أسلم - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يسيرُ في بعض أسفاره (1) - وعُمر بنُ الخطابِ يسيرُ معهُ ليلاً - فسأله عمرُ [ص: 358] عن شيء؟ فلم يُجِبْهُ، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عُمَرُ، نَزَرْتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ مَراتٍ، كلُّ ذلك لا يُجيبُكَ، قالَ عمرُ: فَحَرَّكتُ بعيري، حتى تقدَّمتُ أمامَ النَّاسِ، وخَشيتُ أنْ ينزلَ فيَّ قُرآنٌ، فما نَشِبْتُ أنْ سَمِعتُ صَارخاً يَصْرُخُ بي، فقلت: لقد خشيِتُ أن يكون قد نزلَ فِيَّ قرآن، فجئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّمت عليه، فقال: لقد أُنزِلت عليَّ الليلةَ سورةٌ، لهيَ أحبُّ إليَّ مما طلَعَتْ عليه الشمسُ، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحنَا لك فَتْحاً مبيناً} أخرجه البخاري، والموطأ هكذا. وأخرجه الترمذي عن أسْلَمَ، قال: سمعتُ عمر بن الخطاب يقول: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسْفَارِهِ ... الحديث (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نزرت) فلاناً: إذا ألححت عليه في السؤال. (فما نشبت) أي ما لبثت.   (1) قال الحافظ: هذا السياق صورته الإرسال، لأن أسلم لم يدرك زمان هذه القصة، لكنه محمول على أنه سمعه من عمر، بدليل قوله في أثنائه: قال عمر: فحركت بعيري ... إلى آخره، وإلى ذلك أشار القابسي، وقد جاء من طريق أخرى: سمعت عمر، أخرجه البزار من طريق محمد بن خالد بن عثمة عن مالك، ثم قال: لا نعلم رواه عن مالك هكذا، إلا ابن عثمة وابن غزوان. انتهى. ورواية ابن غزوان - وهو عبد الرحمن أبو نوح المعروف بقراد - قد أخرجها أحمد عنه، واستدركها مغلطاي على البزار ظاناً أنه غير ابن غزوان، وأورده الدارقطني في " غرائب مالك " من طريق هذين، ومن طريق يزيد بن أبي حكيم ومحمد بن حرب وإسحاق الْحُنَيْنِيِّ أيضاً، فهؤلاء خمسة رووه عن مالك بصريح الاتصال، قال الحافظ: وجاء في رواية الطبراني من طريق عبد الرحمن بن أبي علقمة عن ابن مسعود أن السفر المذكور هو عمرة الحديبية، وكذا في رواية معتمر عن أبيه [ص: 358] عن قتادة عن أنس قال: لما رجعنا من الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا، فنحن بين الحزن والكآبة فنزلت. قال: واختلف في المكان الذي نزلت فيه: فوقع عند محمد بن سعد بضجنان، وعند الحاكم في " الإكليل " بكراع الغميم، وعن أبي معشر بالجحفة، والأماكن الثلاثة متقاربة. (2) البخاري 8 / 447 و 448 في تفسير سورة الفتح، باب {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} ، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي فضائل القرآن، باب فضل سورة الفتح، والموطأ 1 / 203 و 204 في القرآن، باب ما جاء في القرآن، والترمذي رقم (3257) في التفسير، باب ومن سورة الفتح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (144) . وأحمد 1/31 (209) قال: حدثنا أبو نوح. و «البخاري» 5/160 قال: حدثني عبد الله بن يوسف. وفي (6/168) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة،. وفي 6/232 قال: حدثنا إسماعيل. و «الترمذي» 3262 قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن خالد ابن عثمة. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10387) عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن عبد الرحمن بن مهدي ستتهم - أبو نوح، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، وإسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن خالد، رابن مهدي - عن مالك، عن زيد بن أسلم عن أبيه، فذكره. الحديث: 806 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 807 - (م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ ثمانِينَ رجُلاً مِنْ أهْلِ مَكَّةَ، هَبَطُوا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من جَبَل التَنْعِيمِ مُسَلَّحِينَ - يُرِيدُونَ غِرَّةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم (1) - فأخَذَهم سلْماً، فاسْتَحْياهُم، وأنْزَلَ اللهُ عزَّ وجل: {وهو الذي كفَّ أَيديَهُمْ عنكم وأيدَيكم عنهم بِبَطْنِ مكة من بعد أنْ أظْفَرَكم عليهم} [الفتح: 24] هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي، أَنَّ ثمانِينَ نزلُوا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الصبح؛ يُرِيدونَ أَنْ يقْتُلُوهُ، فأُخِذُوا، فأَعتقهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {وهو الذي كفَّ أَيديَهُمْ عنكم وأيدَيكم عنهم ... } الآية. وأخرجه أبو داود بنحوه من مجموع الروايتين (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مسلحين) قوم مسلحون، أي: معهم سلاح. (غِرَّة) الغرة: الغفلة. (استحياهم) : استبقاهم ولم يقتلهم. (سِلماً) - السِّلْم بكسر السين وفتحها: الصلح، وهو المراد في الحديث، على ما فسره الحميدي في غريبه، وكذا يكون قد رواه بدليل شرحه. [ص: 360] وقال الخطابي: إنه السلم - بفتح السين واللام -يريد به الاستسلام والإذعان، ومنه قوله تعالى: {وأَلْقَوْا إليكم السَّلَمَ} أي: الانقياد. والذي ذهب إليه الخطابي هو الأشبه بالقصة، فإنهم لم يؤخذوا عن صلح وإنما أخذوا قهراً، فأسلموا أنفسهم عجزاً، على أن الأول له وجه، وذلك: أنه لم يَجْرِ لهم معهم حرب، إنما صالحوهم على أن يؤخذوا أسرى ولا يقتلوهم، فسمي الانقياد إلى ذلك صلحاً. وهو السِّلم، والله أعلم.   (1) أي: يريدون أن يصادفوا منه ومن أصحابه غفلة عن التأهب لهم ليتمكنوا من غدرهم والفتك بهم. (2) مسلم رقم (1808) في الجهاد، باب قوله تعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم} ، والترمذي رقم (3260) في التفسير، باب ومن سورة الفتح، وأبو داود رقم (2688) في الجهاد، باب في المن على الأسير بغير فداء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/122، 124) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/290) قال: حدثنا عفان و «عبد بن حميد» (1208) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «مسلم» (5/195) قال: حدثني عمر بن محمد الناقد، قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «أبو داود» (2688) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «الترمذي» (3264) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثني سليمان بن حرب. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف 390» عن أبي بكر بن نافع، عن بهز، وفيه أيضا عن إسحاق بن إبراهيم، عن عفان. خمستهم - يزيد بن هارون، وعفان، وسليمان، وموسى، وبهز - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 807 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 808 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: عن النبي صلى الله عليه وسلم {وألْزَمَهم كلمةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] قال: «لا إله إلا الله» .أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3261) في التفسير، باب ومن سورة الفتح، وفي سنده ثوير بن أبي فاختة، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الحسن بن فزعة، قال: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فلم يعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3265) وعبد الله بن أحمد (5/138) قالا: ثنا الحسن بن قزعة، قال: ثنا سفيان بن حبيب، عن شعبة، عن ثوير، عن أبيه،عن الطفيل فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسن بن قزعة وقال:وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فلم يعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. الحديث: 808 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 سورة الحجرات 809 - (خ س ت) عبد الله بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -: قال: قَدِمَ رَكْبٌ من بني تَميمٍ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أَبو بكْرٍ: أَمِّر الْقَعْقَاعَ ْبنَ مَعْبَد بنِ زُرَارة، وقال عمر: أَمِّر الأقْرَعَ بنَ حابسٍ، فقال أبو بكرٍ: ما أَرَدْتَ إِلا خِلافي (1) ، وقال عمر: ما أردتُ خِلافَكَ، فَتَمارَيا، حتى [ص: 361] ارْتَفَعَتْ أصواتُهُما، فنزل في ذلك: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تُقدِّمُوا بين يَدي اللَّه ورَسُولِه واتَّقُوا اللَّه إن اللَّه سميع عليم} [الحجرات: 1] . وفي رواية: قال ابنُ أبي مُلَيْكَةَ: كادَ الْخَيِّرَان أنْ يَهْلكا: أَبُو بكرٍ، وعُمَرُ، لمَّا قَدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفدُ بني تميم، أشَارَ أحَدُهُما بالأقْرَعِ بن حابِس الْحَنْظَلِيِّ، وأشار الآخر بغيره، ثم ذكره نحوه، ونزولَ الآية (2) . ثم قال: قال ابن الزبير: فكان عمرُ بعدُ إذا حدَّثَ بحديثٍ حدَّثَهُ كأخي السِّرارِ، لم يُسْمِعْهُ حتى يسْتَفهِمَهُ. وفي أخرى نحوه، وفيه قال ابن الزبير: فما كان عمر يُسْمِعُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى يستفهمه، ولم يذكرْ ذلك عن أبيه، يعني: أبا بكرٍ الصِّديق. أخرجه البخاري، وأخرج النسائي الرواية الأولى. وأخرجه الترمذي قال: إِنَّ الأقْرَعَ بنَ حابسٍ قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله، استعْمِلْهُ على قومه، فقال عمر: لا تستعْمِلْهُ [ص: 362] يا رسول الله، فتكلَّما عند النبي صلى الله عليه وسلم، حتى علَتْ أصواتُهُما، فقال أبو بكرٍ لعُمر: ما أَرَدْتَ إِلا خِلافي، فقال: ما أردتُ خِلافَكَ، قال: فنزلت هذه الآية: {يا أيُّها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوقَ صوتِ النبي} [الحجرات: 2] قال: فكان عمرُ بعد ذلك إذا تكلم عند النبي صلى الله عليه وسلم: لم يُسْمِعْ كلامَهُ، حتى يسْتَفْهِمَهُ. وما ذكرَ ابنُ الزُّبَيْرِ جدَّه: يعني أبا بكرٍ. وقال الترمذي: وقد رواه بعضُهم عن ابن أبي مُلَيْكَةَ مرْسَلاً، ولم يذكر ابنَ الزبير (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتماريا) التماري: المجادلة والمنازعة في الكلام. (كأخي السِّرار) أي كلاماً كمثل المساررة بخفض صوته، والكاف، صفة لمصدر محذوف، والضمير في «يُسْمعه» راجع إلى الكاف، ولا يسمعه: منصوب المحل بمنزلة الكاف.   (1) ولأحمد " إنما أردت خلافي ". (2) الآية التي ذكرت في هذا الحديث هي {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} . قال الحافظ في " الفتح " 8 / 453: زاد وكيع كما سيأتي في " الاعتصام " إلى قوله " عظيم "، وفي رواية ابن جريج: فنزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} إلى قوله {ولو أنهم صبروا} وقد استشكل ذلك، قال ابن عطية: الصحيح أن سبب نزول هذه الآية كلام جفاة الأعراب. قلت - القائل ابن حجر -: لا يعارض ذلك هذا الحديث، فإن الذي يتعلق بقصة الشيخين في تخالفهما في التأمير في أول السورة {لا تقدموا} لكن لما اتصل بها قوله: {لا ترفعوا} تمسك عمر منها بخفض صوته، وجفاة الأعراب الذين نزلت فيهم هم من بني تميم، والذي يختص بهم قوله: {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات} . (3) البخاري 8 / 452 - 454 في تفسير سورة الحجرات، باب {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} ، وباب {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} ، وفي المغازي، باب وفد بني تميم، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم، والترمذي رقم (3262) في التفسير، باب ومن سورة الحجرات، والنسائي 6 / 226 في القضاء، باب استعمال الشعراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/4) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (4/6) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» (6/171) قال: حدثنا بسرة بن صفوان بن جميل اللخمي. وفي (9 /120) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال أخبرنا وكيع. و «الترمذي» (3266) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثا مؤمل بن إسماعيل. أربعتهم - موسى، ووكيع، وبسرة، ومؤمل - عن نافع بن عمر الجمحي. 2- وأخرجه البخارى (5/213) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال حدثني هشام بن يوسف. وفي (6/172) قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال حدثنا حجاج. و «النسائي» (8/226) قال: أخبرنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا حجاج. كلاهما -هشام، وحجاج - عن ابن جريج. كلاهما (نافع بن عمر، وابن جريج) عن ابن أبي مليكة (قال ابن جريج: أخبرني ابن أبي مليكة) فذكره. الحديث: 809 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 810 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: في قوله {إنَّ الّذينَ يُنَادُونَك من وَرَاءِ الحُجُرَاتِ} [الحجرات: 4] قال: قام رجلٌ، فقال: يا رسول الله، إِنَّ حَمْدي زَيْنٌ، وذَمِّي شَيْنٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذاك الله [ص: 363] عز وجل» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شين) الشين: الذم والعيب.   (1) رقم (3263) في التفسير، باب ومن سورة الحجرات، وقال: هذا حديث حسن، وهو كما قال، فإن له شاهداً يتقوى به عند أحمد 3 / 488 و 6 / 393، 394 من حديث الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، فقال: يا رسول الله، فلم يجبه رسول الله، فقال: يا رسول الله، ألا إن حمدي زين، وإن ذمي شين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك الله عز وجل "، وسنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3267) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل ابن موسى. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف» (1829) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه. كلاهما- الفضل، وعلي بن الحسن، - عن الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 810 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 811 - (ت) أبو نَضرة (1) - رحمه الله -: قال: قرأَ أبو سعيد الخدري: {واعْلَمُوا أنَّ فيكم رسولَ اللَّه لو يُطيعُكُمْ في كثيرٍ من الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ (2) } [الحجرات: 7] قال: هذا نبيُّكمْ يُوَحى إليه، وخِيَارُ أئمَّتِكم (3) لو أَطاعهم في كثير من الأَمرِ لَعَنِتُوا، فكيف بكم اليوم؟. أخرجه الترمذي (4) . [ص: 364] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لعنتُّم) العنت: الإثم.   (1) بالنون المفتوحة والضاد الساكنة: المنذر بن مالك بن قطعة - بكسر القاف وسكون الطاء - العبدي العوفي البصري. وثقه أحمد وابن معين، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث. (2) أي: اعلموا أن بين أظهركم رسول الله فعظموه ووقروه وتأدبوا معه، وانقادوا لأمره، فإنه أعلم بمصالحكم، وأشفق عليكم منكم، ورأيه فيكم أتم من رأيكم لأنفسكم، ثم بين أن رأيهم سخيف بالنسبة إلى مراعاة مصالحهم فقال: {لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم} أي لو أطاعكم في جميع ما تختارونه لأدى ذلك إلى عنتكم وحرجكم. (3) يريد أبو سعيد بخيار الأئمة هنا: الصحابة رضي الله عنهم لو أطاعهم النبي صلى الله عليه وسلم لعنتوا، وقوله: " فكيف بكم اليوم " الخطاب فيه للتابعين، أي كيف يكون حالكم لو يقتدي بكم ويأخذ بآرائكم ويترك كتاب الله وسنة رسوله. (4) رقم (3265) في التفسير، باب ومن سورة الحجرات، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الترمذي (3269) قال: ثنا عبد بن حميد، قال ثنا عثمان بن عمر، عن المستمر ابن الريان، عن أبي نضرة، فذكره. وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب. وقال علي بن المديني: سألت يحيى بن سعيد القطان عن المستمر بن الريان، فقال: ثقة. الحديث: 811 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 812 - (ت د) أبو جبيرة (1) بن الضحاك - رضي الله عنه -: قال: فينا نزلت هذه الآيةُ - بني سَلِمَةَ - قال: قدِمَ علينا رسول صلى الله عليه وسلم - وليس مِنَّا رجلٌ إلا ولَهُ اسْمانِ، أو ثلاثَةٌ - فَجَعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «يا فلان» فيقولون: مَهْ يا رسول الله، إِنه يَغْضَبُ من هذا الاسم، فأُنزِلت هذه الآيةُ {ولا تَنابَزُوا بالألقَابِ بئْسَ الاسْمُ الفسوقُ بعد الإيمانِ} [الحجرات: 11] هذه رواية أبي داود. وأخرجه الترمذي قال: كان الرَّجلُ منَّا يكونُ له الاسمانِ والثلاثةُ، فَيُدْعَى بِبَعْضِها فعَسَى أنْ يكْرَهَ، قال: فنزلت هذه الآية {ولا تنابَزُوا بالألقَابِ} (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تنابزوا) التنابز: التداعي بالألقاب، والأصل: تتنابزوا، فحذف التاء الأولى، وهو حذف مطرد في العربية.   (1) بفتح الجيم وكسر الباء: ابن خليفة، من بني عبد الأشهل، أخو ثابت بن الضحاك. صحابي. وقيل: لا صحبة له. (2) الترمذي رقم (3264) في التفسير، باب ومن سورة الحجرات، وأبو داود رقم (4962) في الأدب، باب في الألقاب، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 2 / 463، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وأخرجه الطبري 16 / 132، وأحمد في " المسند " 5 / 380. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/260) قال: حدثنا إسماعيل. و «أبو داود» (4962) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل،قال: حدثنا وهيب. و «ابن ماجة» (3741) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «الترمذي» (3268) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري البصري، قال: حدثنا أبو زيد، عن شعبة. (ح) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف قال: حدثنا بشر بن المفضل و «النسائى» في الكبرى تحفة الأشراف (11882) عن حميد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل. خمستهم- إسماعيل ووهيب، وعبد الله بن إدريس، وشعبة، وبشر بن المفضل- عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/69، 5/380) قال: حدثنا حفص بن غياث،قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك الأنصاري،عن عمومة له، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو جبير،هو أخو ثابت بن الضحاك بن خليفة الأنصاري، وأبوزيد بن سعيد بن الربيع صاحب الهروي بصري ثقة. الحديث: 812 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 813 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: {وجعلناكم شُعُوباً وقَبائِلَ} [الحجرات: 13] قال: الشعوبُ: القبائِلُ الكبارُ العظامُ، والقبائِلُ: الْبُطُونُ (1) . أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الخطابي في " معالم السنن ": الشعوب: " جمع شعب - بفتح الشين - وهي رؤوس القبائل، مثل ربيعة ومضر والأوس والخزرج، سموا شعوباً لتشعبهم واجتماعهم، كتشعب أغصان الشجر، والشعب: من الأضداد، يقال: شعب أي: جمع، وشعب أي: فرق، و " قبائل " وهي دون الشعوب، واحدتها قبيلة، وهي كبكر من ربيعة، وتميم من مضر، ودون القبائل: العمائر، واحدتها: عمارة - بفتح العين - وهم كشيبان من بكر، ودارم من تميم، ودون العمائر: البطون، واحدها: بطن، وهم كبني غالب ولؤي من قريش، ودون البطون: الأفخاذ، واحدها: فخذ، وهم كبني هاشم، وأمية من بني لؤي، ثم الفصائل والعشائر، واحدتها: فصيلة وعشيرة، وليس بعد العشيرة حي يوصف. وقيل: الشعوب: من العجم، والقبائل من العرب، والأسباط من بني إسرائيل. وقال أبو روق: الشعوب الذين لا يعتزون إلى أحد، بل ينتسبون إلى المدائن والقرى، والقبائل: العرب الذين ينتسبون إلى آبائهم. (2) 6 / 382، 383 في الأنبياء، باب المناقب، وقول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} . الحديث: 813 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 سورة ق 814 - (خ) مجاهد بن جبر -رحمه الله -: قال ابنُ عباس: أمَرَهُ أن يُسَبِّحَ في أدْبار الصَّلواتِ كلِّها، يعني قوله: {وأَدْبَارَ السُّجُود} [ق: 40] . أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 459 في تفسير سورة ق، باب قوله: {فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4852) قال: ثنا آدم، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد،قال: فذكره. الحديث: 814 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 الذاريات 815 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: في قوله تعالى {كانوا قليلاً من الليل ما يَهْجَعون} [الذاريات: 17] قال: كانوا يُصَلُّونَ بين المغربِ والعشاء. زاد في رواية (1) وكذلك {تَتَجافى جنوبهم عن المضاجِع} [السجدة: 16] أخرجه أبو داود (2) . وقد أخرج الترمذي قْولَه: {تَتَجافى جنوبهم} وهو مذكور في سورة [السجدة: 16] (3) .   (1) هي رواية يحيى بن سعيد القطان. (2) رقم (1322) في الصلاة، باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، وإسناده قوي. (3) انظر صفحة 303. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم برقم 755. الحديث: 815 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 سورة الطور 816 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنهُ رأى البَيْتَ المعمورَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَومٍ سبعُونَ ألفَ مَلكٍ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 6 / 219 في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وجدته عن مالك بن صعصعة، وهو جزء من حديث طويل: صحيح: أخرجه أحمد 4/207قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال حدثنا هشام الدستوائي، وفي (4/208) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام بن يحيى. وفي (4/210) قال: حدثنا محمد بن جعفر،.قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وفي (4/120) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا سعيد. و «البخاري» (4/133، 185 و199و5/66) قال: حدثنا هدبة بن خالد. قال: حدثنا همام بن يحيى وفي (4/133) قال البخاري:وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثا سعيد وهشام. و «مسلم» (1/103) قال: حدثنا محمد بن المثني. قال: حدثنا ابن أبي عدي.، عن سعيد. وفي (1/104) قال:حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. و «الترمذي» (3346) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حثنا محمد بن جعفر وابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة. والنسائي» 1/217 قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال:حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي الكبرى (305) قال: حدثنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا هشام، يعني ابن أبي عبد الله وسعيد. و «ابن خزيمة» (301) ،قال:حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر وابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة وفي (302) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال حدثنا همام بن يحيى العوذي ثم المحملي. أربعتهم - هشام،وشيبان، وهمام، وابن أبي عروبة - عن قتادة، عن أنس ابن مالك، فذكره. الحديث: 816 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 817 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِدْبارُ النُّجُوم: الركَعَتان قَبْل الفجر، وأَدْبَارُ السُّجُودِ: الركعَتان بعد المغربِ» . [ص: 367] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3271) في التفسير، باب ومن سورة الطور، وفي سنده رشدين بن كريب، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3275) قال: ثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن رشدين بن كريب، عن أبيه فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن فضيل عن رشدين بن كريب وسألت محمد بن إسماعيل عن محمد ورشدين بن كريب أيهما أوثق؟ قال: ما أقربها، ومحمد عندي أرحج. قال: وسألت عبد الله بن عبد الرحمن عن هذا؟ فقال: ما أقربهما عندي، ورشدين بن كريب أرجحهما عندي. قال: والقول عندي ما قال أبو عبد الله، ورشدين أرجح من محمد وأقدم، وقد أدرك رشدين ابن عباس ورآه. الحديث: 817 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 سورة النجم 818 - (خ م ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: في قوله تعالى {فكانَ قابَ قوسَيْنِ أَو أَدْنَى} [النجم: 9] وفي قوله تعالى: {ما كَذَبَ الْفُؤَادُ ما رَأَى} [النجم: 11] وفي قوله تعالى: {لقد رأَى من آياتِ رَبِّه الكُبْرَى} [النجم: 18] قال: فيها كُلهَا: رَأَىَ جبريلَ عليه السلام، له ستمائة جَناح - زادَ في قوله تعالى: {لقد رأَى من آياتِ رَبِّه الكُبْرَى} أي جبريل في صورته. كذا عند مسلم. وعند البخاري في قوله تعالى: {فكانَ قابَ قوسَيْنِ أَو أَدْنَى (1) . فأَوْحَى إلى عبدِه ما أَوْحَى} قال: رأَى جبريلَ له ستمائة جناح. [ص: 368] ولمْ يذكر في سائر الآيات هذا، ولا ذكر منها غير ما أَوْرَدْنَا. وفي رواية الترمذي: {ما كذبَ الفؤادُ ما رأَى} قال: رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جبريلَ في حُلَّةٍ من رَفْرَفٍ قد مَلأ ما بين السَّماءِ والأرض. وللبخاري، والترمذي في قوله: {لقد رأَى من آياتِ رَبِّه الكُبْرَى} قال: رأَى رَفْرفاً أَخْضرَ سَدَّ أُفُقَ السماءِ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قاب قوسين) قاب الشيء: قدره، والمعنى: فكان قرب جبريل من محمد صلى الله عليه وسلم قدر قوسين عربيتين، وقيل: قاب القوس: صدرها، حيث يشد عليه السير. (رفرف) يقال: لأطراف الثياب والبسط وفضولها: رفارف ورفرف السحاب: هيدبه.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 469: و " القاب ": ما بين القبضة والسية من القوس، قال الواحدي: هذا قول جمهور المفسرين: أن المراد: القوس التي يرمى بها، قال: وقيل المراد بها: الذراع، لأنه يقاس بها الشيء، قلت: (القائل ابن حجر) وينبغي أن يكون هذا القول هو الراجح، فقد أخرج ابن مردويه بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: " القاب: القدر، والقوسان: الذراعان " ويؤيده أنه لو كان المراد به القوس التي يرمى بها لم يمثل بذلك ليحتاج إلى التثنية، فكان يقال مثلاً: قاب رمح ونحو ذلك. وقد قيل إنه على القلب، والمراد: فكان قاب قوس، لأن القاب: ما بين المقبض إلى السية، ولكل قوس قابان بالنسبة إلى خالفته، وقوله " أو أدنى ": أي أقرب، قال الزجاج: خاطب الله العرب بما ألفوا، والمعنى: فيما تقدرون أنتم عليه، والله تعالى عالم بالأشياء على ما هي عليه، لا تردد عنده، وقيل " أو " بمعنى " بل " والتقدير: بل هو أقرب من القدر المذكور. (2) البخاري 8 / 469 في تفسير سورة النجم، باب {فكان قاب قوسين أو أدنى} ، وباب قوله تعالى {فأوحى إلى عبده ما أوحى} ، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (173) في الإيمان، باب ذكر سدرة المنتهى، والترمذي رقم (3279) في التفسير، باب ومن سورة النجم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/398) (3780) قال: حدثنا حسن بن موسى.، قال: حدثنا زهير. و «البخارى» (4/140) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/176) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا عبد الواحد. (ح) وحدثنا طلق بن غنام، قا ل: حدثنا زائدة. و «مسلم» (1/109) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا عباد، وهو ابن العوام. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، وقال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. و «الترمذي» (3277) قال: أخبرنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عباد بن العوام. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9205) عن أحمد بن منيع، عن عباد بن العوام. وفي (9217) عن محمد بن منصور، عن سفيان. ثمانيتهم - زهير، وأبو عوانة، عبد الواحد بن زياد، وزائدة، وعباد بن العوام، وحفص بن غياث، وشعبة، وسفيان - عن أبي إسحاق الشيباني. 2- وأخرجه أحمد (1/ 412) (3915) قال: حدثنا عفان. وفي (4601) (96 43) قال: حدثنا حسن ابن موسى. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9216) عن يحيى بن حكيم، عن يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - عفان، وحسن، ويحيى -عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة. كلاهما، أبو إسحاق الشيباني، وعاصم بن بهدلة - عن زر بن حبيش فذكره. الحديث: 818 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 819 - (م ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: {ما كذبَ الفُؤَادُ ما رأَى} {ولقد رآه نَزْلَةً أُخرى} [النجم: 11 - 13] قال: [ص: 369] رآه بفؤاده، مرَّتينِ (1) . وفي رواية قال: رآه بقلبه، ولقد رآه نزلة أُخرى هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي قال: رأى محمدٌ ربَّه، قال عكرمة: قلتُ: أليسَ الله يقول: {لا تُدْرِكُهُ الأَبصارُ وهو يُدْركُ الأَبصارَ} [الأنعام: 103] قال: ويْحَكَ، ذاكَ إذا تَجَلَّى بنوره الذي هو نورُهُ، وقد رأى رَبَّهُ مرتين. وفي أخرى له: {ولقد رآه نَزْلَةً أُخرى. عند سِدرةَ المنتهى} ، {فأوحى إلى عبده ما أوحى} ، {فكان قابَ قوسين أو أدْنَى} قال ابن عباس: قد رآه صلى الله عليه وسلم. وله في أخرى {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه بقلبه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سدرة المنتهى) : السدر: شجر النبق. والمنتهى: الغاية التي ينتهي إليها علم الخلائق.   (1) هذا الخبر وما ماثله يقيد الأخبار المطلقة التي جاءت عن ابن عباس في الرؤية، فيجب حمل مطلقها على مقيدها، قال الحافظ: وأصرح من ذلك ما أخرجه ابن مردويه من طريق عطاء عن ابن عباس قال: لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينيه إنما رآه بقلبه. (2) مسلم رقم (176) في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {ولقد رآه نزلة أخرى} ، والترمذي رقم (3275) و (3276) و (3277) في التفسير، باب ومن سورة النجم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/223) (1956) قال: حدثنا أبو معاوية. و «مسلم» (1/109) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج جميعا، عن وكيع وفي (1/110) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (5423) عن أبي كريب، عن أبي معاوية عن الحسين بن منصور، عن عبد الله بن نمير. أربعتهم- أبو معاوية، ووكيع، وحفص، وعبد الله - عن الأعمش، عن زياد بن الحصين أبي جهمة، عن أبي العالية، فذكره. والرواية الأخرى: أخرجها مسلم (1/ 109) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا حفص، عن عبد الملك، عن عطاء، فذكره. * ورواية الترمذي المذكورة أخرجها الترمذي (3281) قال: ثنا عبد بن حميد، قال: ثنا عبد الرزاق، وابن أبي رزمة، وأبونعيم، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، فذكره. * والرواية الثانية: أخرجها الترمذي (3280) قال: ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: ثنا أبي قال: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكرة. الحديث: 819 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 820 - (م) أبوهريرة - رضي الله عنه - قال: {ولقد رآه نَزْلَةً أُخرى} قال: رأى جبريل عليه السلام. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (175) في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {ولقد رآه نزلة أخرى} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1/109) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا علي بن مسهر، عن عبد الملك، عن عطاء، فذكره. الحديث: 820 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 821 - (ت) الشعبي -رحمه الله -: قال: لقِيَ ابنُ عباسٍ كعْباً بعَرفَة، فسألَهُ عن شيء، فكبّرَ، حتى جاوبَتْهُ الجبالُ، فقال ابن عباس: إنَّا بنُو هاشمٍ، فقال كعبٌ: إِن الله قَسَمَ رُؤيَتَهُ وكلاَمه بين مُحمَّدٍ وموسى، فكلَّمَ موسى مرتين، ورآه محمد مرتين، قال مسروق: فدخلتُ على عائشة - رضي الله عنها -، فقلتُ: هل رأَى محمدٌ ربَّهُ؟ فقالت: لقد تكلَّمْتَ بشيءٍ قَفَّ له شَعري، قُلتُ: رويداً، ثم قرأتُ {لقد رأَى من آياتِ رَبِّه الكُبْرَى} فقالت: أيْن يُذْهَبُ بِكَ؟ إنما هو جبريل، مَن أخبَركَ أنَّ محمداً رأى ربَّهُ، أو كَتَم شيئاً ممَّا أُمِرَ به، أو يعلمُ الْخَمْسَ التي قال الله: {إنَّ اللَّه عنده علمُ الساعَةِ وينزِّلُ الغَيْثَ} [لقمان: 34] فقد أعظَمَ الفِرْيَة، ولكنه رأى جبريلَ، لم يره في صورِتِه إلا مرتين: مرة عند سِدرةِ المنتهى، ومرةَ في جيادٍ (1) له سِتُّمائَة جَناحٍ، قد سَدَّ الأُفُق. أخرجه الترمذي (2) . وقد أخرج هو والبخاري ومسلم هذا الحديثَ بأَلفاظٍ أُخرى، تتضمن زيادة، وهو مذكورٌ في كتاب القيامةِ من حرف القاف. [ص: 371] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قفَّ له شعري) : إذا سمع الإنسان أمراً عظيماً هائلاً قام شعر رأسه وبدنه، فيقول: قد قف شعري لذلك. (الفِرية) : الكذب. (جياد) : موضع بمكة.   (1) ويقال: أجياد: موضع معروف بأسفل مكة، من شعابها. (2) رقم (3274) في التفسير، باب ومن سورة النجم، وفي سنده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف. لكن الحديث ثابت بمعناه من طرق أخرى في " الصحيحين " كما ذكر المؤلف، فقد أخرجه البخاري 8 / 466 و 467 و 468 و 469 في تفسير سورة النجم في فاتحتها، وفي تفسير سورة المائدة، باب {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك} ، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً} ، وأخرجه مسلم رقم (177) في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {ولقد رآه نزلة أخرى} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الترمذي (3278) قال: ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان عن مجالد، عن الشعبي قال: مسروق، فذكره. وقال الترمذي: وقد روى داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق، وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث، وحديث داود أقصر من حديث مجالد. الحديث: 821 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 822 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: {أفرأَيتُم الَّلاتَ والعُزَّى} [النجم:19] قال: كان الَّلاتُ رجلاً يَلُتُّ سَويقَ الحاجِّ. أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 470 في تفسير سورة النجم، باب {أفرأيتم اللات والعزى} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4859) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبو الأشهب، ثنا أبو الجوزاء، فذكره. الحديث: 822 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 823 - (خ م د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: ما رأيتُ شيئاً أَشبَه باللَّمَمِ مما قال أبو هريرة: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الله كتبَ على ابن آدمَ حَظَّهُ من الزِّنا، أَدْرَكَ ذلك لا مَحالَةَ، فَزِنا العينين النظرُ، وزِنا اللسانِ النُّطْقُ، والنفسُ تَمنَّى وتَشْتهي، والْفَرْجُ يُصدِّقُ ذلك أو يُكَذِّبُهُ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. ولمسلم قال: كُتِبَ على ابن آدمَ نصيبُهُ من الزِّنا، مُدْرِكٌ ذلك لا مَحالَةَ، الْعينانِ زِنَاهُما النَّظَرُ، والأُذُنَانِ زناهُمَا الاستماعُ، واللِّسانُ زِناه الْكلامُ، والْيَدُ زِناها البْطَشُ، والرِّجْل زِناها الخُطَا، والْقَلْبُ يَهوى ويَتمنَّى، ويُصَدِّقُ ذلك الْفَرْجُ أو يُكَذِّبُهُ (1) . [ص: 372] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللمم) : صغار الذنوب، وقيل: مقاربة الذنب.   (1) البخاري 10 / 22 في الاستئذان، باب زنى الجوارح دون الفرج، وفي القدر، باب {وحرام [ص: 372] على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} ، ومسلم رقم (2657) في القدر، باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا، وأبو داود رقم (2152) في النكاح، باب ما يؤمر به من غض البصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/276) قال: حدثنا عبد الرزاق. و (البخارى) (8/67و156) قال: حدثني محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. و (مسلم) (8/52) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق. و (أبو داود) 2152 قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا ابن عبد الرزاق. و (النسائي) في الكبرى (تحفة الأشراف) 13573 عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، ومحمد بن ثور- عن معمر، قال: أخبرنا ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره. * أخرجه البخاري (678) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال: لم أر شيئا أشبه باللمم من قول أبي هريرة.. ورواية مسلم: أخرجها أحمد (2/343) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا سهيل بن أبي صالح. وفي (2/379) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث بن سعد.، عن ابن عجلان، عن القعقاع. وفي (2/536) قال: حدثنا عبد الصمد بن الوارث قال: حدثنا حماد، عن سهيل. و (مسلم) (8/52) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو هشام المخزومي. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح. و (أبو داود) (2153) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد، عن سهيل بن أبي صالح. وفي (2154) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم. كلاهما -سهيل، والقعقاع- عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 823 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 824 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: {الذينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثْمِ والفواحِشَ إِلّا اللَّمَمَ (1) } [النجم: 32] قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن تَغْفِر اللهمَّ تَغفِرْ جَمًّا، وأَيُّ عبدٍ لكَ لا أَلمَّا؟» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) قال الطيبي: استثناء منقطع، فإن اللمم ما قل وما صغر من الذنوب، ومنه قولهم: ألم بالمكان: إذا قل لبثه فيه، ويجوز أن يكون " إلا اللمم " صفة، و " إلا " بمعنى " غير " فقيل: هو النظرة والغمزة والقبلة، وقيل: الخطرة من الذنب، وقيل: كل ذنب لم يذكر الله فيه حداً ولا عذاباً. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهاداً بأن المؤمن لا يخلو من اللمم " إن تغفر اللهم تغفر جما " بألف بعد ميم مشددة: أي كثيراً كبيراً، " وأي عبد لك لا ألما " فعل ماض مفرد، والألف للإطلاق، أي: لم يلم بمعصية. (2) رقم (3280) في التفسير، باب ومن سورة النجم، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] : أخرجه الترمذي (3284) قال: ثنا أحمد بن عثمان البصري، قال: ثنا أبو عاصم، عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار. عن عطاء،فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن إسحاق. الحديث: 824 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 سورة القمر 825 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: جاء مُشركو قُريشٍ يُخاصِمونَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في الْقَدَرِ، فنزلت {يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النَّارِ على وُجوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ. إنا كلَّ شيءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 48، 49] . [ص: 373] أخرجه مسلم، والترمذي (1) .   (1) مسلم رقم (2656) في القدر، باب كل شيء بقدر، والترمذي رقم (3286) في التفسير، باب ومن سورة النجم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/444 و476) قال: حدثنا وكيع. و (البخاري) في خلق أفعال العباد (19) قال: حدثنا أبو نعيم. (ح) وحدثنا قبيصة. و (مسلم) (8/52) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. و (ابن ماجة) 83 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع. و (الترمذي) (2157، 3290) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - وكيع، وأبو نعيم، وقبيصة- عن سفيان الثوري، عن زياد بن إسماعيل، عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، فذكره. الحديث: 825 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 سورة الرحمن 826 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقرأَ عليهم سورة الرحمن، من أَولها إلى آخِرِها، فسَكَتُوا، فقال: «لقد قرأتُها على الجِنِّ ليلةَ الجنِّ، فكانُوا أحسنَ مردوداً منكم، كنتُ كُلَّما أتيتُ على قوله: {فبأيِّ آلاءِ ربِّكما تُكَذِّبان} قالوا: لا بشيء من نِعَمِكَ ربَّنَا نُكَذِّبُ، فَلكَ الحمدُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3287) في التفسير، باب ومن سورة الرحمن، وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد، نقول: والوليد مدلس وقد عنعن، وزهير بن محمد رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، وهذا منها، ورواه الحاكم 2 / 473 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3291) قال: حدثنا عبد الرحمان بن واقد، أبو مسلم السعدي، قال حدثنا الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد، عن محمد بن المنكدر، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد. قال ابن حنبل: كأن زهير بن محمد الذي وقع بالشام ليس هو يرى عنه بالعراق، كأنه رجل آخر قلبوا اسمه - يعني لما يروون عنه من المناكير. قلت: فيه الوليد بن مسلم، وهو مدلس، وقد عنعن. الحديث: 826 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 سورة الواقعة 827 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: في قوله: {وفُرُشٍ مرْفُوعةٍ} [الواقعة: 34] : أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ارتفاعها كما بيْن السماءِ والأرضِ، مسيرةُ ما بيْنِهما خمسمائة عام. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2543) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أهل الجنة، وأخرجه أحمد 3 / 75، والنسائي وابن أبي حاتم والضياء في صفة الجنة كلهم من حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، ودراج عن أبي الهيثم ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (3/75) قال:حدثنا حسن، قال:حدثنا ابن لهيعة. و (الترمذي) (2540،3294) قال: حدثنا أبوكريب، قال:حدثنا رشدين بن سعد، وعن عمرو بن الحارث. كلاهما - ابن لهيعة، وابن الحارث - عن دراج أبي السمح، عن أبي الهثم، فذكر هـ. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد. الحديث: 827 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 828 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: في قوله: {إِنَّا أنْشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً} [الواقعة: 35] إِنَّ مِنَ الْمُنْشَآتِ: الَّلاتِي كُنَّ في الدُّنْيا عَجَائِزَ عُمْشاً رُمْصاً. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إنشاء) الإنشاء: ابتداء الخلقة   (1) رقم (3292) في التفسير، باب ومن سورة الواقعة من حديث موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان عن أنس وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي 3296 قال: ثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي، قال: ثنا وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفرعا إلا من حديث موسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث. الحديث: 828 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 829 - (ط) عبد الله بن أبي بكر بن [محمد بن] عمرو بن حزمٍ -رحمه الله -: قال: إنَّ في الكتاب الذي كتبه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِعَمْرو بن حزمٍ: «أن لا يَمسَّ القرآنَ إلا طاهرٌ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 199 في القرآن، باب الأمر بالوضوء لمن مس القرآن مرسلاً، وإسناده صحيح، وهو قطعة من كتاب كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أقيال اليمن، وبعث به عمرو بن حزم وبقي بعده عند آله، وقد رواه الحاكم بطوله في " المستدرك " 1 / 395 من طريق الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه عن جده، وصححه هو وابن حبان رقم (793) وصححه غير واحد من الحفاظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه الدارمي (1628،1635،1642،2271،2357 2359، 2369، 2370،23716،2376، 2378، 2380) (مقطعا) . والنسائي (8/57) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. و (ابن حبان) (8/180) (6525) قال: أخبرنا الحسين سفيان وأبو يعلي وحامد بن محمد بن شعيب، في آخرين. خمستهم -الدارمي عبد الله بن عبد الرحمان، وعمرو بن منصور الحسن بن سفيان، وأبو يعلي، وحامد ابن محمد، عن الحكم بن موسى، قال: حدثنا يحيي بن حمزة، عن سليمان بن داود الخولاني، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، فذكره. أخرجه النسائي (8/58) قال: أخبرنا الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران العنسي، قال: حدثنا محمد بن بكار بن بلال، قال: حدثنا يحيى،قال:حدثنا سليمان بن أرقم، قال: حدثني الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمروبن حزم، عن أبيه، عن جده، فذكره. قال النسائي: وهذا أشبه بالصواب،والله أعلم وسليمان بن أرقم متروك الحديث. وأخرجه الدارمي (1629) قال: حدثنا بشر بن الحكم. و (ابن خزيمة) 2269 قال: حدثنا عبد الرحمان بن بشر بن الحكم. كلاهما -بشر، وعبد الرحمان - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه،عن جده، فذكره. * وأخرجه مالك مالك (الموطأ) 530. والنسائي (8/60) قال: قال الحارث بن مسكين،قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، قال: الكتاب الذي كتبه رسول الله لعمرو بن حزم في العقول..فذكره. ولم يقل (عن جده) . * وأخرجه النسائي (8/59) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن بن شهاب. قال: قرأت كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كتب لعمرو بن حزم فذكره. لم يذكر 0 أبا بكر بن محمد - ولا (أباه) ولا (جده) . * وأخرجه النسائي (8/59) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا مروان بن محمد، قال: حدثنا سعيد، وهو بن عبد العزيز، عن الزهري. قال: جاءني أبو بكر بن حزم بكتاب في رقعة من أدم، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره. لم يذكر (أباه) ولا (جده) . * وأخرجه النسائي (8/56) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب؛ أنه لما وجد الكتاب الذي عند آل عمرو بن حزم، الذي ذكروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب لهم. وجدوا فيه: وفيما هنالك من الأصابع عشرا عشرا. الحديث: 829 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 830 - (م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: مُطِرَ الناسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَصبحَ من الناس شاكرٌ، ومنهم كافر (1) ، قالوا: هذه رحمةُ الله، وقال بعضهم: لقد صدقَ نَوْءُ كذا وكذا، فنزلت: [ص: 375] هذه الآية: {فلا أُقْسِمُ بمواقِعِ النَّجُومِ. وإِنَّهُ لقَسَمٌ لو تعلمونَ عظِيمٌ. إنَّهُ لقُرآنٌ كريمٌ. في كتَابٍ مَكْنُونٍ. لا يَمسُّهُ إلَّا المُطَهَّرُونَ. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَالمِينَ. أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أنتمْ مُدْهِنُونَ. وتَجْعلونَ رِزْقَكُمْ أنَّكم تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 75 -82] أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بمواقع) : مواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها.   (1) المراد: كفر نعمة الله تعالى لاقتصاره على إضافة الغيث للكوكب، وهذا فيمن لا يعتقد تدبير الكوكب. انظر " شرح مسلم " 2 / 60، 61 للنووي. (2) رقم (73) في الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطر بالنوء، وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: ليس مراده أن جميع هذا نزل في قولهم في الأنواء، فإن الأمر في ذلك وتفسيره يأبى ذلك، وإنما النازل في ذلك قوله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} والباقي نزل في غير ذلك، ولكن اجتمعا في وقت النزول، فذكر الجميع من أجل ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1/60) قال: ثني عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: ثنا النضر بن محمد، قال: ثنا عكرمة وهو ابن عمار، قال: ثنا أبو زميل، فذكره. الحديث: 830 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 831 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « {وتَجْعَلونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُم تُكَذِّبُونَ} قال: شُكرَكُم، تقُولُونَ: مُطِرْنا بِنَوْءِ كذَا وكذا، وبِنَجْمِ كذا وكذا؟» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3291) في التفسير، باب ومن سورة الواقعة، وأخرجه أحمد في " المسند " 1 / 89 و 108 و 131، وفي سنده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وهو ضعيف، لكنه يتقوى بما قبله فإنه بمعناه، وذكره ابن كثير في التفسير 8 / 208 من رواية أحمد رقم (849) ثم قال: " وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن مخول بن إبراهيم النهدي وابن جرير عن محمد بن المثنى عن عبد الله بن موسى وعن يعقوب بن إبراهيم عن يحيى بن أبي بكير، ثلاثتهم عن إسرائيل به مرفوعاً، وكذا رواه الترمذي عن أحمد بن منيع عن حسين بن محمد وهو المروزي به. وقال: حسن غريب، وقد رواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى ولم يرفعه. وقرأ ابن عباس (وتجعلون شكركم أنكم تكذبون) أخرجه عنه ابن جرير بإسناد صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/89) (677) قال: ثنا أبو سعيد. وفي (1 /108) (849) قال: ثنا حسين بن محمد. و (الترمذي) (3295) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا الحسين بن محمد. و (عبد الله بن أحمد) (1/131) (1087) قال: ثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: ثنا يحيى بن أبي بكر. ثلاثتهم -أبو سعيد، وحسين، ويحيى- عن إسرائيل، عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وعن أبي عبد الرحمان، فذكره. * أخرجه أحمد (1/108) (850) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمان، عن علي رفعه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث إسرائيل ورواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي نحوه، ولم يرفعه. الحديث: 831 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 سورة الحديد 832 - (م) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: مَا كان بيْنَ إسْلاَمِنا وبيْنَ أنْ عاتَبَنا اللهُ تعالى بقوله: {أَلَمْ يأْنِ للذين آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذكْرِ اللَّه} [الحديد: 16] . إلا أربع سِنين. أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ألم يأن) : ألم يقرب. (الخاشع) والمنيب: الراجع إلى الله تعالى بالتوبة، وأناب: إذا رجع.   (1) رقم (3027) في التفسير، باب قوله تعالى {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/243) قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي. و (النسائى) في الكبرى (تحفة الأشراف) 9342 عن هارون بن سعيد. كلاهما - يونس، وهارون - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عون بن عبد الله، عن أبيه، فذكره. الحديث: 832 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 833 - () (ابن عباس - رضي الله عنهما -) : في قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيي الأرضَ بعْدَ مَوْتِها} [الحديد: 17] . قال: يُلَيِّنُ الْقُلُوبَ بعد قَسْوَتِها، فيَجْعلُها مُخْبِتَة منيبة، يُحْيي القلوبَ الميِّتَةَ بالعِلْمِ، والحكمةِ، وإِلا فقد عُلِمَ إحياءُ الأرضِ بالمطر مُشاهَدَة. أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مخبتة) المخبت: المطمئن.   (1) الذي في " الدر المنثور " 6 / 175 من رواية ابن المبارك عن ابن عباس مختصراً بلفظ: {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها} قال: يلين القلوب بعد قسوتها. الحديث: 833 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 834 - (س) (ابن عباس - رضي الله عنهما -) : قال: كانت مُلوكٌ بعد عيسى -عليه السلام- بدَّلوا التَّوراةَ والإنجيلَ، وكان فيهم مؤمنون يقرؤون [ص: 377] التوارة والإنجيل، قيل لِمُلوكِهِمْ: ما نجدُ شتماً أَشدَّ من شَتْمٍ يشتمُونا هؤلاء، إنهم يقرؤون {ومَنْ لمْ يحكُمْ بما أنزلَ اللَّه فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44] مع ما يعيبونا به في أعمالنا في قراءتهم، فادْعهُم فلْيَقرؤوا كما نَقْرَأُ، ولْيُؤْمِنُوا كَما آمَنَّا، فدَعَاهُمْ فَجَمَعَهُمْ، وعَرَضَ عليهم القتل أو يترُكوا قراءةَ التَّوراةِ والإنجيلِ، إلا ما بدَّلوا منها، فقالوا: ما تُريدون إلى ذلك؟ دَعُونا، فقالت طائفةٌ منهم: ابْنُوا لنا أُُسْطُواناً، ثم ارفعونا إليها، ثم أَعطونا شيئاً نرَفعُ به طعامَنا وشرابَنا، فلا نَرِدُ عليكم، وقالت طائفةٌ: دَعُونا نَسيحُ في الأرضِ، ونَهيمُ ونشرَبُ كما يشربُ الوحْشُ، فإن قَدَرْتُم علينا في أَرِضكُم فاقتُلونا، وقالت طائفةٌ منهم: ابْنُوا لنا دوراً في الفَيافِي، ونحتْفِرُ الآبارَ، ونَحْتَرِثُ البُقولَ، ولا نَرِدُ عليكم، ولا نَمُرُّ بكم، وليس أَحدٌ من القبائل إلا ولهُ حميمٌ فيهم، قال: فَفعلوا ذلك، فأنزل الله عز وجل: {ورَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كتبناها عليهم - إلا ابْتِغاءَ رضوانِ اللَّهِ (1) - فَما رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِها} [الحديد: 27] والآخَرُونَ قالوا: نَتَعَبَّدُ كما تَعَبَّدَ فُلانٌ، ونَسيحُ كما ساحَ فُلانٌ، وهم على شِرْكِهِمْ، ولا عِلْمَ لهم بإِيمانِ الذين اقْتَدَوْا بهم، فَلمَّا بُعِثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لمْ يَبْقَ منهم إلا قليلٌ، انْحَطَّ رجلٌ من صَوْمَعَتِهِ، وجاءَ سائِحٌ من [ص: 378] سياحَتِهِ، وصاحبُ الدَّيْرِ من دَيْرِهِ، فآمنُوا به وصدَّقوه، فقال الله تبارك وتعالى: {يا أيُّها الذين آمنُوا اتَّقُوا اللَّه وآمنوا برسولِهِ يُؤتِكُم كِفْلَيْنِ من رحمته} [الحديد: 28] : أجْرَينِ، بإيمانهم بعيَسى عليه السلام، وبالتوارة والإنجيل، وبإِيمانهم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم وتصديقهم، وقال: {ويجْعلْ لكم نوراً تمشُونَ بهِ} [الحديد: 28] : القرآن، واتِّباعَهُم النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أهلُ الكِتابِ} [الحديد: 29] الذين يَتَشبَّهون بكم {أَلَّا يقدرون على شيءٍ من فَضْلِ اللَّه} ... الآية. أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نهيم) هام في البراري: إذا ذهب لوجهه على غير جادة، ولا طالب مقصد. (الفيافي) البراري.   (1) فيه قولان: أحدهما: أنهم قصدوا بذلك رضوان الله، قاله سعيد بن جبير وقتادة. والآخر: ما كتبنا عليهم ذلك، إنما كتبنا عليهم ابتغاء رضوان الله، وقوله: {فما رعوها حق رعايتها} أي: فما قاموا بما التزموه حق القيام، وهذا ذم لهم من وجهين. أحدهما: الابتداع في دين الله بما لم يأمر به الله. والثاني: في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه قربة يقربهم إلى الله عز وجل. قاله ابن كثير. (2) 8 / 231 - 233 في القضاء، باب تأويل قول الله عز وجل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ، وإسناده قوي، فإن الراوي عن عطاء بن السائب فيه سفيان الثوري، وقد سمع منه قبل أن يختلط، كما نبه على ذلك غير واحد من النقاد، وذكره ابن كثير في تفسيره 4 / 316 عن النسائي وابن جرير ثم قال: وهذا السياق فيه غرابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه النسائي (8/231-233) قال: نا الحسين بن حريث، قال: نا الفضل بن موسى عن سفيان بن سعيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 834 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 835 - (خ س) (عائشة - رضي الله عنها -) : قالت: الحمد لله الذي وسعَ [ص: 379] سَمْعُهُ الأصواتَ، لقد جاءَتِ المُجادِلَةُ: خَوْلَةُ (1) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلَّمته في جانِبِ البيتِ، وما أسْمعُ ما تقول، فأنزل الله عز وجل {قد سمع اللَّه قولَ التي تجادِلُكَ في زوجها وتشتكي إلى اللَّهِ ... } إلى آخر الآية. [المجادلة: 1] . أخرجه البخاري والنسائي (2) .   (1) هي خولة بنت ثعلبة، وقيل: بنت حكيم، وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت، وقد مر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته والناس معه على حمار، فاستوقفته طويلاً ووعظته، وقالت: يا عمر: قد كنت تدعى عميراً، ثم قيل لك: عمر، ثم قيل لك: أمير المؤمنين، فاتق الله يا عمر، فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب، وهو واقف يسمع كلامها، فقيل له: يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف؟ قال: والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره، لا زلت إلا للصلاة المكتوبة، أتدرون من هذه العجوز؟ هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر؟ ! (2) البخاري 13 / 316 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {وكان الله سميعاً بصيراً} تعليقاً، ووصله النسائي 6 / 168 في النكاح، باب الظهار، وأخرجه أحمد في " المسند " 6 / 46، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم في " المستدرك " 2 / 481 ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن ماجة رقم (2063) من حديث عروة عن عائشة قالت: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، وإني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تقول: يا رسول الله، أكل شبابي ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني، وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك، فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله} ، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 2 / 481 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6 /46) قال: حدثنا أبو معاوية. و (عبد بن حميد) (1514) قال: حدثنا إبراهيم بن الأشعث. قال: حدثنا فضيل بن عياض. و (ابن ماجة) (188) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2063) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد ابن أبي عبيدة. قال: حدثنا أبي. و (النسائي) (6/168) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا جرير. أربعتهم - أبو معاوية، وفضيل بن عياض، وأبو عبيدة بن معن، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة بن الزبير، فذكره. * أما البخاري، فقد أخرجه تعليقا في التوحيد - باب قول الله تعالى: {وكان الله سميعا بصيرا} . الحديث: 835 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 836 - (ت) (علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -) : قال: لما نزلت {يا أيُّها الذي آمنوا إذا ناجيْتُمُ الرَّسولَ فقدِّمُوا بينَ يَدَيْ نجواكُمْ صدقَةً} [المجادلة: 12] قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرى؟ دينارٌ؟» قلتُ: لا يُطيقُونَه، قال: «فَنِصفُ [ص: 380] دينارٍ؟» قلت: لا يُطيقونه، قال: «فَكمْ؟» قلت: شَعيرة (1) ، قال: «إنك لَزهِيدٌ» ، قال: فنزلت: {أَأَشْفَقْتُمْ أنْ تُقَدِّمُوا بيْنَ يَدَيْ نَجْواكم صدقاتٍ ... } الآية [المجادلة: 13] ، قال: «فَبِي خَفَّفَ الله عن هذه الأمة» . أخرجه الترمذي (2) . وفي رواية ذكرها رزين: ما عمل بهذه الآية غيري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لزهيد) الزهيد: القليل.   (1) يعني وزن شعيرة من ذهب. (2) رقم (3297) في التفسير، باب ومن سورة المجادلة، أخرجه ابن جرير 28 / 15، وفي سنده علي بن علقمة الأنماري الراوي عن علي، وقد اختلف فيه. قال البخاري: في حديثه نظر، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً، وقد حسن الترمذي حديثه هذا. (3) ذكره الحافظ ابن كثير 4 / 326 عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن علي بنحوه، ولم يعزه لأحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (90) قال: حدثني ابن أبي شيبة. و (الترمذي) (3300) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. كلاهما -ابن أبي شيبة، وسفيان بن وكيع - قالا: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثني عبيد الله الأشجعي، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة الأنماري، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذ الوجه. الحديث: 836 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 سورة الحشر 837 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: حَرَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم نَخْلَ بني النَّضِير وقَطَعَ، وهي البُوَيْرَةُ، فأنزل الله: {ما قَطَعْتُمْ من لِينةٍ أو تَرَكْتُمُوهَا قَائمَةً على أصُولها فبِإِذْنِ اللَّه ولِيُخْزِيَ الفاسقين} . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود. وسيجيء لهذا الحديث رواياتٌ في كتاب الغَزَواتِ، من حرف [ص: 381] الغين (1) .   (1) البخاري 8 / 483 في تفسير سورة الحشر، باب قوله تعالى: {ما قطعتم من لينة} ، وفي الحرث والمزارعة، باب قطع الشجر والنخل، وفي الجهاد، باب حرق الدور والنخيل، وفي المغازي، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم في دية الرجلين، ومسلم رقم (746) في الجهاد، باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها، والترمذي رقم (3298) في التفسير، باب ومن سورة الحشر، وأبو داود رقم (2615) في الجهاد، باب الحرق في بلاد العدو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (685) قال: حدثنا سفيان، عن موسى بن عقبة. (قال سفيان ولم أسمعه منه) و (أحمد) 2/7 (4532) و2/52 (5136) قال: حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثا سفيان، عن موسى بن عقبة. وفي 2/80 (5520) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن موسى بن عقبة. وفي (2/86 (5582) قال: حدثنا موسى بن طارق أبو قرة الزبيدي، من أهل زبيد من أهل الحصيب باليمن، عن موسى، يعني ابن عقبة. وفي 2/123 (6054) قال: حدثنا يونس، قال حدثنا ليث وفي (2/140) (6251) قال: حدثنا حجاج وأبو النضر قالا: حدثنا ليث، و (الدارمي) (2463) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد،: حدثنا عقبة بن خالد، قال: حدثنا عبيد الله. و (البخاري) (3/136) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية. وفي 4/76 قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن موسى بن عقبة. وفي (5/113) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا الليث. وفي (5/113) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا جويرية بن أسماء. وفي (6/184) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث. و (مسلم) (5/145) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا سعيد بن منصور، وهناد بن السري، قالا: حدثنا ابن المبارك، عن موسى بن عقبة. (ح) وحدثنا سهل بن عثمان، قال: أخبرني عقبة بن خالد السكوني، عن عبيد الله. و (أبو داود) 2615 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا اليث، و (ابن ماجة) (2844) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. وفي (2845) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عقبة بن خالد، عن عبيد الله. و (الترمذي) (1552، 3302) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. و (النسائى) في الكبرى (الورقة /115-ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وأخبرنا عبد الرحمان بن خالد، حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، عن موسى بن عقبة. أربعتهم -موسى بن عقبة، والليث بن سعد، وعبيد الله بن عمر، وجويرية بن أسماء - عن نافع، فذكره الحديث: 837 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 838 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله الله عز وجل: {ما قَطَعْتُمْ من لِينةٍ أو تَرَكْتُمُوهَا قَائمَةً على أُصُولها} قال: اللِّينَةُ: النَّخْلَةُ، {ولِيُخْزِيَ الفاسقين} قال: اسْتَنْزلُوهم من حُصونهم، قال: وأُمِرُوا بقَطعِ النَّخْلِ قال: فَحَك (1) ذلك في صُدُورِهْم، فقال المسلمون: قد قطَعْنَا بعْضاً، وتَركْنا بعْضاً، فلَنَسْألنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: هل لنا فيما قَطَعْناهُ من أَجرٍ، وهَلْ علينا فيما تركْنَاهُ من وِزْرٍ؟ فأنزل الله {ما قَطَعْتُمْ من لِينةٍ أو تَرَكْتُمُوهَا قَائمَةً على أُصُولها ... } الآية. أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لينة) اللينة: مادون العجوة من النخل، والعجوة: نوع من التمر معروف بالمدينة. (وزر) الوزر: الحمل والثقل والإثم.   (1) يقال: حك الشيء في نفسي: إذا لم يكن منشرح الصدر به، وكان في قلبه شيء منه من الشك والريب، لتوهمه أنه ذنب أو خطيئة. (2) رقم (3299) في التفسير، باب ومن سورة الحشر، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ذكره ابن كثير 4 / 333 من رواية النسائي بنحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3303) ،و (النسائى) في الكبرى (تحفة الأشراف) (5488) . كلاهما -الترمذي، النسائي - عن الحسن بن محمد الزعفراني،قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: حثنا حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، فذكره. * أخرجه الترمذي (3303) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمان،قال: حدثنا هارون بن معاوية، عن حفص بن غياث، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. مرسلا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 838 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 839 - () (كعب بن مالك - رضي الله عنه -) : قال: نَزَلَ قولُهُ تعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بأَيْدِيهم وأيْدِي المؤمنين} [الحشر: 2] في اليهود، حين أجْلاهُم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، على أَنَّ لهم ما أقَلَّتْ الإبِلُ من أَمتعتهم، فكانُوا يُخْرِبُونَ الْبيْتَ عن عَتَبَتِهِ وبابِهِ وخَشَبِهِ، قال: فكان نَخْلُ بني النَّضِير لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم خاصة، أعطَاهُ اللهُ إِيَّاها، وخصَّهُ بها. أخرجه رزين (1) .   (1) ذكر معناه في حديث طويل أخرجه أبو داود رقم (3004) من حديث الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سنده محمد بن داود بن سفيان شيخ أبي داود وهو مجهول. الحديث: 839 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 840 - (د) محمد بن شهاب الزهري -رحمه الله -: في قوله: {فَما أوْجَفْتُمْ علَيْهِ من خَيْلٍ ولا رِكابٍ} [الحشر: 6] قال: صَالَحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ فَدَك وقُرى - قد سَمَّاها، لا أحفظُها - وهُو محاصِرٌ قَوْماً آخرين، فأرسَلُوا إليه بالصلح قال: {فَما أوْجَفْتُمْ علَيْهِ من خَيْلٍ ولا رِكابٍ} يقول: بغير قتالٍ، قال الزهريُّ: وكانت بنُو النضير للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خالصاً، لم يَفْتَحُوها عَنْوَة، افْتَتحوها عَلى صُلح، فَقسَمَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين، لم يُعْطِ الأَنصارَ منها شيئاً، إلا رجلين كانت بهما حاجة. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوجفتم) الإيجاف: سرعة السير. [ص: 383] (ركاب) الركاب: الإبل، واحدها: راحلة. (عنوة) فُتحت المدينة عنوة: إذا أُخذت قهراً من غير صلح.   (1) رقم (2971) في الخراج، باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، ورجاله ثقات، لكن لم يذكر الزهري ممن سمعه، فهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2971) قال حدثنا محمد بن عبيد، قال ثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري فذكره. الحديث: 840 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 841 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: إِنَّ أموالَ بني النَّضير مما أفاء الله على رسولِهِ مما لم يُوجف المسلمونَ عليه بخيل ولا رِكاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة - قرى: عُرَينَةَ، وفَدَكَ وكذا وكذا - يُنْفِقُ على أهله منها نَفقَة سَنَتِهم، ثُمَّ يَجْعَلُ ما بَقِيَ في السِّلاح، والكُراعِ عُدَّة في سبيل اللهِ، وتلا {ما أَفاءَ اللَّه على رسوله من أهْلِ القُرَى فَلِلَّهِ وللرسولِ ... } الآية، [الحشر: 7] وقال: استَوعَبَتْ هذه هؤلاءِ، وللفقراء الذين أُخْرِجُوا من ديارهم وأموالهم، والذين تَبَوَّءُوا الدارَ والإِيمانَ من قبلهم، والذين جاءوا من بعدهم، فاسْتَوْعبتْ هذه النَّاسَ، فلم يَبْقَ أَحدٌ من المسلمين، إلا له فيها حّظٌ وحقٌّ، إلا بعض من تَمِلكونَ من أَرِقَّائِكُمْ. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرقائكم) الأرقاء: العبيد والإماء، وقوله: «إلا بعض من تملكون من أرقائكم» أراد به: أرقاء مخصوصين، وذلك «أن عمر رضي الله عنه كان يعطي ثلاثة مماليك لبني غفار شهدوا بدراً، لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة [ص: 384] آلاف درهم» . قال أبو عبيد: أحسبه إنما أراد بهذا الاستثناء: هؤلاء المماليك الثلاثة حيث شهدوا بدراً. وقيل: أراد: جميع المماليك، وإنما استثنى من جملة المسلمين بعضاً من كل، فكان ذلك منصرفاً إلى جنس المماليك، وقد يوضع البعض موضع الكل، حتى قيل: إنه من الأضداد..   (1) رقم (2965) و (2966) في الخراج، باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، واللفظ الذي ساقه المصنف فلفق من الروايتين الأولى: منهما إسنادها صحيح وهي في الصحيحين، والثانية: فيها انقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الجزء الأول صحيح: الجزء الأول: أخرجه الحميدي (22) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار ومعمر. و (أحمد) (1/25) (171) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو ومعمر. وفي (1/48) (337) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو،. (البخاري) 4/46، 6 /184 قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو و (مسلم) (5/151) قال: حدثنا قتيبة بن سعد ومحمد بن عباد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق أخبرنا. وقال الأخرون: حدثنا سفيان، عن عمرو (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن معمر. و (أبوداود) (2965) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة أحمد بن عبدة بن سفيان بن عيينة أخبرهم، عن عمرو بن دينار. و (الترمذي) (1719) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار. و (النسائي) (7/132) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، يعني ابن دينار. وفي الكبرى (الورقة 124-أ) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمان، قال: حدثنا سفيان، عن معمر، (ح) وأخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو ومعمر وفي الكبرى أيضا (تحفة الأشراف 10631) عن عبيد الله بن سعد ويحيى بن موسي وهارون ابن عبد الله. ثلاثتهم عن سفيان، عن عمرو بن دينار. كلاهما (عمرو، ومعمر) عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره. * أخرجه البخاري (7/81) قال: حدثني محمد بن سلام، قال: أخبرنا وكيع، عن ابن عيينة، قال: قال لي معمر: قال لي الثوري: هل سمعت في الرجل يجمع لأهله قوت سنتهم، وأبو بعض السنة؟ قال معمر: فلم يحضرني. ثم ذكرت حديثا لابن شهاب الزهري، عن مالك بن أوس، عن عمر رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبيع نخل بني النضير، يحبس لأهله قوت سنتهم. والجزء الثاني: أخرجه أبو داود (2966) قال: ثنا مسدد، قال: ثتا إسماعيل بن إبراهيم قال: ثنا أيوب، عن الزهري، فذكره. الحديث: 841 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 842 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رجلاً من الأنصارِ باتَ به ضَيْفٌ، ولم يَكُنْ عندَهُ إلا قُوتُهُ وقُوتُ صِبْيانِهِ، فقال لامرأتِهِ: نَوِّمي الصِّبَيَة، وأَطْفِئِي السِّراَجِ، وقَرِّبي للضِّيْفِ ما عندكِ، فنزلت هذه الآية: {ويُؤثِرونَ على أنفسِهم ولو كان بهم خَصاصَةٌ} . أخرجه الترمذي (1) . وهو طرف من حديث طويل، أخرجه البخاري، ومسلم، والرجل: هو أبو طلحة الأنصاري، والحديث مذكور في كتاب الفضائل من حرف الفاء، في فضائل أبي طلحة.   (1) رقم (3301) في التفسير، باب ومن سورة الحشر، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (5/42) . وفي الأدب المفرد (740) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود،. وفي (6/185) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم بن كثير. قال: حدثنا أبو أسامة. و (مسلم) 6/127 قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (6/128) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا ابن فضيل. و (الترمذي) (3304) قال: حدثنا أبوكريب. قال: حدثنا وكيع. و (النسائى) في الكبرى (تحفة الأشراف) (10 /13419) عن هناد، عن وكيع. خمستهم - عبد الله بن داود، وأبو أسامة، وجرير، ووكيع، ومحمد بن فضيل - عن فضيل بن غزوان، عن أبي حازم، فذكره. (*) في رواية ابن فضيل: فقام رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة. الحديث: 842 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 843 - () (أنس بن مالك - رضي الله عنه -) : في قوله: {أَلمْ تَرَ إلى الذين نافَقوا يقولون لإخوانهم ... } الآية قال: إِنَّ ابنَ أُبِيّ قالَهُ ليهود بني النَّضِير، إذ أراد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إجلاءهُم، فنزلت. أخرجه. [ص: 385] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إجلاءهُم) الإجلاء: النفي من الموطن من غير اختيار. الحديث: 843 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 سورة الممتحنة 844 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُبايِعُ النساءَ بالكلام بهذا الآية {لا يُشْرِكْنَ باللَّه شْيئاً} [الممتحنة: 12] وما مَسَّتْ يَدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرأَةٍ لا يْملِكُها. وفي رواية: كان المؤمناتُ إذا هاجَرْنَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَمتَحِنُهُنَّ بقَولِ اللهِ: {يا أَيُّها الذين آمنُوا إذا جاءَكم المؤمناتُ مُهاجِراتٍ فامْتَحِنُوهُنَّ ... } إلى آخر الآية [الممتحنة: 10] قالت عائشة: فمن أقَرَّ بهذا الشَّرْطِ من المؤمِناتِ، فَقَدْ أَقَرَّ بالْمِحنِة، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أقْررْنَ بذلك من قَوْلِهِنَّ، قال لَهُنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انْطَلِقْنَ، فقد بايَعْتُكُنَّ» لاَ واللهِ، مَا مَسَّتْ يَدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غير أنه بايعهن بالكلام، والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء إلا بما أَمَرَهُ اللهُ، وكان يقولُ لهُنَّ إذا أخَذ عليهنَّ قد بايَعْتَكُنَّ كلاماً. هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية الترمذي، قالت: ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَمتَحِنُ إلا بالآيَةِ [ص: 386] التي قال الله: {إذا جاءك المؤمناتُ يُبَايِعْنَكَ ... } الآية [الممتحنة: 12] قال معمر: فأخبَرني ابن طاوُوسَ، عن أبيه قال: ما مَسَّتْ يَدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرأَةٍ، إلا [يد] امرأة يملكها (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يمتحنهن) الامتحان: الاختبار.   (1) البخاري 8 / 488 في تفسير سورة الممتحنة، باب {إذا جاءك المؤمنات مهاجرات} ، وفي الطلاق، باب إذا أسلمت المشركة والنصرانية تحت الذمي والحربي، وفي الأحكام، باب بيعة النساء، ومسلم رقم (1866) في الإمارة، باب كيفية بيعة النساء، والترمذي رقم (3303) في التفسير، باب ومن سورة الممتحنة، وقوله " للنساء " قال الحافظ: أي: على النساء. وقد اختلف في الشرط، والأكثر على أنه النياحة، كما في حديث أم عطية ... انظر " زاد المسير " لابن الجوزي طبع المكتب الإسلامي 8 / 245. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/114) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. وفي (6/153 و163) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (6/153) قال: حدثنا بن آدم. قال: حدثنا ابن مبارك، عن معمر. وفي 6/270 قال حدثنا يعقوب. قال: حدثنا يحيى ابن أخي ابن شهاب. و (البخاري) (5/162، 6/186) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي 7/63 قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي 9/99 قال: حدثنا محمود. قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. و (مسلم) (6/29) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وأبو الطاهر. قال أبو الطاهر: أخبرنا. وقال هارون: حدثنا وابن وهب. قال: حدثني مالك. و (أبو داود) (2941) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني مالك. و (ابن ماجة) (2875) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال أخبرني يونس. و (الترمذي) (3306) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. و (النسائى) في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16668) عن محمد بن يحيى بن عبد الله، عن عبد الرزاق، عن معمر (12/16697) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس. ستتهم - أبو أويس عبد الله بن عبد الله، ومعمر، وابن أخي ابن شهاب، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد، ومالك - عن ابن شهاب الزهر، قال: أخبرني عروة بن الزبير، فذكره.. * أخرجه أحمد 6/151 قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، أو غيره، عن عروة، عن عائشة، قالت: جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ عليها أن لا يشركن بالله شيئا .... الحديث. الحديث: 844 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 845 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله: {ولا يعْصِينَكَ في معروفٍ} [الممتحنة:12] إنَّما هو شَرْطٌ شَرَطهُ الله للنِّساءِ. أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 490 في تفسير سورة الممتحنة، باب {إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4893) قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي قال: سمعت الزبير، عن عكرمة فذكره. الحديث: 845 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 سورة الصف 846 - (ت) عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -: قال: كُنْتُ جالساً في نَفَرٍ من أصْحَابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نَتَذَاكَرُ، نقُولُ: لَوْ نَعْلَمُ أيُّ الأْعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ لعَمِلْناهُ؟ فأنزل الله تعالى {سَبَّح للَّه ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم. يا أيُّها الذين آمنوا لِمَ تَقُولُونَ مالا تَفْعَلونَ. كَبُرَ مَقْتاً عندَ اللَّهِ} أي: عَظُمَ {أنْ تقُولُوا مالا تفْعَلُونَ} [الصف: 1-3] فخرجَ [ص: 387] علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقرأَها علينا. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مقتاً) المقت: أشد البغض.   (1) رقم (3306) في التفسير، باب ومن سورة الصف، من حديث محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام، وذكره ابن كثير 8 / 336 من رواية ابن أبي حاتم عن العباس بن الوليد بن مزيد - وفي ابن كثير مرثد وهو خطأ - البيروتي عن أبيه، سمعت الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عبد الله بن سلام، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم 2 / 487، وأخرجه أحمد في " المسند " 5 / 452 من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، وعن عطاء بن يسار عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: تذاكرنا أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيسأله أي الأعمال أحب إلى الله، فلم يقم أحد منا، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً، فجمعنا، فقرأ علينا هذه السورة - يعني سورة الصف - كلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد 5/452 قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك. و (الدارمي) (2395) قال: أخبرنا محمد بن كثير. و (الترمذي) 3309 قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان، قال: أخبرنا محمد بن كثير. كلاهما - ابن المبارك، ومحمد بن كثير - عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير. 2- وأخرجه أحمد 5/452 قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن عطاء بن يسار. كلاهما - يحيى، وعطاء - عن أبي سلمة، فذكره * وأخرجه أحمد 5/452 قال: حدثنا يعمر قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني هلال بن أبي ميمونة، أن عطاء بن يسار حدثه، أن عبد الله بن سلام حدثه، أو قال (هلال) حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمان، فذكره. الحديث: 846 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 سورة الجمعة 847 - (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: بيْنَما (1) [ص: 388] نحن نُصَلِّي مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إذْ أَقْبلَتْ عِيرٌ تَحْمِلُ طعاماً، فالتَفَتُوا إليْها، حتَّى ما بَقِيَ مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عَشَرَ رُجلاً، فنزلت هذه الآيةُ {وإذا رَأَوْا تِجارَةً أَو لَهْواً انْفَضُّوا إليها وتَركُوك قَائِماً} [الجمعة: 11] . وفي رواية: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يخطُبُ قائماً، فجاءتْ عيرٌ من الشَّامِ وذكر نحوه. وفيه: إلا اثْنا عَشَرَ رجلاً، فيهم: أبو بكرٍ وعمر. وفي أخرى: إلا اثنا عشر رجلاً، أنا فيهم. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. وفي رواية لمسلم قال: كُنَّا معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ الْجُمُعَةِ، فَقَدِمتْ سُوَيْقَةٌ، فخرجَ الناسُ إليها، فلم يبق إلا اثْنا عَشَرَ رجلاً أنا فيهم، قال: فأنزل الله {وإذا رَأَوْا تِجارَةً أَو لَهْواً انْفَضُّوا إليها وتَركُوكَ قَائِماً ... } إلى آخر الآية (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العير) الإبل والحمير تحمل الميرة والأحمال. (انفضوا) : تفرقوا، وهو مطاوع قولك: فضضت.   (1) قال الحافظ في" الفتح " 2 / 338: في رواية خالد المذكورة عند أبي نعيم في " المستخرج " " بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة " وهذا ظاهر في أن انفضاضهم وقع بعد دخولهم في الصلاة، لكن وقع عند مسلم من رواية عبد الله بن إدريس، عن حصين " ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب " وله في رواية هشيم " بينا النبي صلى الله عليه وسلم قائم " زاد أبو عوانة في صحيحه والترمذي والدارقطني من طريقه " يخطب " ومثله لأبي عوانة من طريق عباد بن العوام، ولعبد بن حميد من طريق سليمان بن كثير، كلاهما عن حصين، وكذا وقع في رواية قيس بن الربيع وإسرائيل، ومثله في حديث ابن عباس، وفي حديث أبي هريرة عند الطبراني في " الأوسط " وفي مرسل قتادة عند الطبراني وغيره، فعلى هذا فقوله " نصلي " أي: ننتظر الصلاة، وقوله " في الصلاة " أي: في الخطبة مثلاً، وهو من تسمية الشيء بما قاربه، فبهذا يجمع بين الروايتين، ويؤيده: استدلال ابن مسعود على القيام في الخطبة بالآية المذكورة، كما أخرجه ابن ماجة بإسناد صحيح، وكذا استدل به كعب بن عجرة في " صحيح مسلم ". (2) البخاري 8 /493 و 494 في تفسير سورة الجمعة، باب {وإذا رأوا تجارة أو لهواً} ، وفي الجمعة، باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة، وفي البيوع، باب قول الله تعالى: {وإذا رأوا تجارة أو لهواً} ، ومسلم رقم (863) في الجمعة، باب قوله تعالى: {وإذا رأوا تجارة أو لهواً} ، والترمذي رقم (3308) في التفسير، باب ومن سورة الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/313) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (3/370) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. و (عبد بن حميد) (1110) قال: حدثني محمد بن كثير، قال حدثنا سليمان ابن كثير. و (البخاري) (2/16) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (3/71) قال: حدثنا طلق بن غنام، قال: حدثنا زائدة. وفي (3/73) قال: حدثني محمد، قال: حدثني محمد بن فضيل. و (مسلم) (3/9) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير. وفي (3/10) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و (الترمذي) (3311) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. و (النسائي) في الكبرى (تحفة الأشراف) (2239) عن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس، عن عبثر. و (ابن خزيمة) 1823 قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير سبعتهم - ابن إدريس، وزائدة، وسليمان بن كثير، وابن فضيل، وجرير، وهشيم، وعبثر - عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. * وأخرجه عبد بن حميد (1111) قال: حدثني عمرو بن عون، عن هشيم. و (البخاري) 6/189 قال: حدثني حفص بن عمر، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. و (مسلم) 3/10 قال: حدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي، قال: حدثنا خالد (يعني الطحان) . وفي 3/10 قال: حدثنا إسماعيل بن سالم، قال: أخبرنا هشيم. كلاهما - هشيم، وخالد - عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، وأبي سفيان، فذكراه. * وأخرجه الترمذي (3311) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 847 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 سورة المنافقين 848 - (خ م ت) جابر - رضي الله عنه -: قال: غَزَوْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقَدْ ثَابِ معه ناسٌ من المهاجرين حتى كَثُرُوا، وكان مِن المهاجرينَ رجلٌ لَعَّابٌ، فَكَسَعَ أنصاريّاً (1) ، فَغَضِبَ الأْنصَاريُّ غَضباً شديداً، حتى تَدَاعَوْا، وقال الأنصاريُّ: يَالِ الأنْصَارِ، وقال المهاجِريُّ: يالَ المهاجرينَ، فَخَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: مَا بَال دَعْوَى الجاهلية؟ ثم قال: مَا شَأْنُهُمْ؟ فأُخبر بكَسْعَةِ المهاجِريِّ الأنْصارِي، قال: فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: دَعُوها، فإنها خبيثةٌ، وقال عبدُ الله بنُ أُبَيّ بنِ سلولٍ: أَقَدْ تَدَاعَوْا علينا؟ لئن رََجَعْنَا إلى المدينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأذَلَّ، قال عمر: ألاَ نَقْتُلُ [ص: 390] يا نبي اللهِ هذا الخبيثَ؟ - لعبدِ اللهِ - فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كان يَقْتُلُ أصحابَهُ» . وفي رواية نحوه، إلا أَنه قال: فَأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَألهُ القَوَدَ؟ فقال: دعُوها، فإنها مُنتْنَةٌ (2) ... الحديث، هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية لمسلم قال: اقْتَتَلَ غُلامانِ: غُلامٌ من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فَنادَى المهاجِريُّ - أو المهاجرون -: يالَ الْمُهاجرين، ونادى الأنصاري: يالَ الأنصارِ، فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ دعوى [أهل] الجاهلية؟ قالوا: لا يا رسول الله، إلا أنَّ غُلامَيْن اقْتَتَلا، فكَسَعَ أحدُهما الآخر، فقال: لا بأس، وَلَينصُرِ الرُجلُ أخاهُ ظالماً، أو مظلوماً، إِنْ كان ظَالماً فَلْيَنْهَهُ، فإنَّهُ له نَصْرٌ، وإِن كان مظْلُوماً، فَلْيَنْصُرْهُ. وأخرجه الترمذي بنحوه، وفي أوله، قال سفيانُ: يَرَوْنَ أنَّها غزوة بني الْمُصْطَلِقِ. وفي آخرها: لا يتَحَدَّثُ النَّاسُ أنَّ مُحمَّداً يَقْتلُ أصْحابَهُ. وقال غيرُ عَمْرو بن دينار: فقال لَهُ ابْنُه عبدُ اللهِ بنُ عبد اللهِ: لا تَنْقَلِبُ حتَّى تُقِرَّ: أنَّكَ الذليل، ورسولُ اللهِ: العزيزُ، فَفَعَلَ (3) . [ص: 391] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثاب) : إذا رجع. (الكسع) أن تضرب دبر الإنسان بيدك، أو بصدر قدمك. (الخبيث) الرديء الكريه المنتنة والمنتن معروف، أراد: أن دعوى الجاهلية (يال فلان) كريهة رديئة في الشرع. (القود) القصاص.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 497، 498: المشهور فيه أنه ضرب الدبر باليد أو بالرجل. ووقع عند الطبري من وجه آخر عن عمرو بن دينار عن جابر " أن رجلاً من المهاجرين كسع رجلاً من الأنصار برجله، وذلك عند أهل اليمن شديد " والرجل المهاجري هو: جهجاه بن قيس، ويقال: ابن سعيد الغفاري، وكان مع عمر بن الخطاب يقود له فرسه، والرجل الأنصاري هو: سنان بن وبرة الجهني حليف الأنصار - وفي رواية عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مرسلاً، أن الأنصاري كان حليفاً لهم من جهينة، وأن المهاجري كان من غفار، وسماهما ابن إسحاق في المغازي عن شيوخه - وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عقيل عن الزهري عن عروة بن الزبير وعمرو بن ثابت أنهما أخبراه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة المريسيع - وهي التي هدم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مناة الطاغية، التي كانت بين قفا المشلل وبين البحر - فاقتتل رجلان فاستعلى المهاجري على الأنصاري، فقال حليف الأنصار: يا معشر الأنصار، فتداعوا إلى أن حجز بينهم، فانكفأ كل منافق إلى عبد الله بن أبي فقالوا: كنت ترجى وتدفع، فصرت لا تضر ولا تنفع، فقال: " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " فذكر القصة بطولها، وهو مرسل جيد. (2) قال الحافظ في " الفتح ": أي: دعوى الجاهلية. وأبعد من قال: المراد: الكسعة. ومنتنة - بضم الميم وسكون النون وكسر المثناة - من النتن، أي أنها كلمة قبيحة خبيثة. (3) أخرجه البخاري 6 / 398 في الأنبياء، باب دعوى الجاهلية، و 8 / 499 في تفسير سورة المنافقين، باب {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} ، وباب قوله تعالى: {سواء عليهم [ص: 391] استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم} ، وأخرجه مسلم رقم (2584) في البر والصلة، باب نصر الأخ ظالماً أو مظلوماً، والترمذي رقم (2312) في تفسير سورة المنافقين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي 1239. و (أحمد) 3/392 قال: حدثنا حسين بن محمد. و (البخاري) 6/191 قال: حدثنا علي. وفي 6/192 قال حدثنا الحميدي. و (مسلم) 8/19 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأحمد بن عبدة الضبي وابن أبي عمرو. و (الترمذي) 3315 قال: حدثنا ابن أبي عمر (النسائي) في عمل اليوم والليلة 977 قال أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار وفي الكبرى (تحفة الأشراف) 2525 عن محمد بن منصور تسعتهم - الحميدي، وحسين بن محمد، وعلي، وابن أبي شيبة، وزهير، الضبي، وابن أبي عمر، وعبد الجبار، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/338) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد (يعني ابن زيد) . 3- وأخرجه أحمد (3/385) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا سعيد (يعني ابن زيد) . 4- وأخرجه البخاري 4/223 قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد، قال: أخبرنا ابن جريج. 5- وأخرجه مسلم (8/19) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وإسحاق بن منصور، ومحمد بن رافع. قال ابن رافع: حدثنا، وقال الآخران: أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر، عن أيوب. خمستهم -ابن عيينة، وحماد بن زيد، وسعيد بن زيد، وابن جريج، وأيوب - عن عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 848 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 849 - (خ م ت) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: قال: خرجْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ - أَصَابَ الناسَ فيه شِدَّةٌ - فقال عبْدُ اللهِ بنُ أَبَيّ: لا تُنْفِقُوا على من عِنْد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، حتى يَنْفَضُّوا من حَوْلِه (1) ، وقال لئن رَجعنا إلى المدينة لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ منها الأذَلَّ، قال: فأَتَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأَخْبَرْتُهُ بذلك، فأرَسلَ إلى عبدِ الله بنِ أُبَيّ، فسألَهُ؟ فَاجْتَهَدَ يمينَهُ ما فَعَلَ، فقالوا: كَذَبَ زْيدٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال: فوقَعَ في نفْسِيِ ممَّا قالوا شدَّةٌ، حتى أنزل اللهُ تصديقي {إذا جاءكَ المنافقون} [المنافقون: 1] قال: ثم دعاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم لَيسْتَغَفِرَ لهم، قال: فَلَوَّوْا رؤوسهم، وقوله: {كأنهم خُشُبٌ [ص: 392] مُسَنَّدَةٌ} قال: كانوا رِجالاً أجْمَلَ شَيْءٍ. وفي رواية أن زيداً قَالَ: كُنْت في غزاةٍ فسمعتُ عبد الله بن أُبَيّ يقولُ - فذكره نحوه - قال: فذكرتُ ذلك لِعَمِّي - أو لِعُمَر (2) - فذكر ذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فدعاني فحدَّثْتُهُ، فأرسل إلى عبد الله بن أُبيّ وأصحابه، فحلفُوا ما قالوا، فصدَّقَهُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكَذَّبني، فأصابَني غَمٌّ لم يُصِبْني مثلُه قط، فجلستُ في بيتي، وقال عَمِّي: ما أرَدْتَ إلى أنْ كَذَّبَكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ومَقَتَكَ؟ فأنزل اللهُ عز وجل {إذا جاءكَ المنافقون - إلى قوله - لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ منها الأذَلَّ} [المنافقون: 1- 8] فأرسل إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأهَا عليَّ ثم قال: إنَّ اللهَ قد صَدَّقَكَ. أخرجه البخاري، ومسلم (3) . [ص: 393] وللبخاري أيضاً، قال: لما قال عبد الله بن أُبّيٍ: لا تُنْفِقُوا عَلَى من عندَ رسولِ الله، وقال أيضاً: لئن رََجَعْنَا إلى المدينَةِ أخْبرتُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَلامَني الأنصارُ، وحلفَ عبدُ الله ابن أُبّيٍ ما قال ذلك، فرجعتُ إلى المنزل، فنمتُ، فأَتاني رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأتَيْتُه، فقال: إنَّ اللهَ قد صَدَّقَكَ، فنزلت: {هُمُ الذين يقولُونَ لا تُنْفِقُوا على من عِندَ رسولِ اللَّه حتى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7] . وأخرجه الترمذي مثل الرواية الثانية، ونحو الرواية الثالثة التي أخرجها البخاري، وقال: «في غزوةِ تبوكَ» . وفي رواية أخرى له قال: غزونا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكان معنا أُناسٌ من الأعراب، فكُنَّا نَبْتَدِرُ الماءَ، وكان الأعرابُ يَسْبِقوننا إليه، فسبق أعرابيٌّ أصحابَهُ، فيسبِق الأعرابيُّ، فَيمْلأُ الحوضَ، فيجعلُ حَوْلَه حِجارَة، ويجعل النِّطْعَ عليه، حتى يَجيء أصحابه قال: فأَتى رَجُلٌ من الأنصارِ أعرابيّاً، فأرْخى زمام ناقته لتشربَ فأبى أن يدعه، فانتزع قباض الماء فرفع الأعرابي خشبة، فضرب بها رأْس الأنصاريِّ، فَشَجَّهُ فأتى عبدَ اللهِ بن أُبّيٍ رأسَ المنافقين فأخبرهُ - وكان من أصحابه - فَغَضِبَ عبدُ الله بنُ أُبَيٍّ، ثم قال: لا تُنْفِقُوا على من عندَ رسولِ الله حتى ينفضوا من حوله - يعني الأعراب- وكانوا يحضُرُون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عند الطَّعامِ قال عبْدُ الله: إِذا انفَضوا من عندِ محمدٍ، فائْتُوا محمداً بالطعام، فَليأْْكُلْ هو [ص: 394] ومن عندهُ، ثم قال لأصحابه: لئن رجعتم إلى المدينة فلَيُخْرِجَِ الأعَزُّ منها الأذَلَّ - قال زيدٌ: وأنا رِدْفُ عمّي - فسمعتُ عبد الله، فأَخبْرتُ عمي، فانطلقَ فَأخْبَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فحلف وجَحَد، قال: فصَدَّقهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكذَّبني، قال: فجاءَ عمي إليَّ فقال: ما أردْتَ إلى أنْ مَقَتَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكذَّبكَ والمسلمونَ، قال: فوقعَ عليَّ من الهمِّ ما لم يَقعْ على أحدٍ، قال: فبينما أنا أسيرُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قد خفقت برأسي من الهم. إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَعَرَكَ أُذُني وضحكَ في وجهي فما كان يَسُرُّني أنَّ لي بها الخُلدَ في الدنيا، ثم إِنَّ أبا بكرٍ لَحِقَني، فقال: ما قال لك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قلتُ: ما قال شيئاً، إلا أَنَّهُ عَركَ أُذُني، وضَحِكَ في وجهي، فقال: أبْشِرْ، ثم لحقني عمر، فقلتُ له مثلَ قَوْلي لأبي بكر، فلما أصبحنا قَرَأ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين (4) .   (1) قال النووي: هو كلام عبد الله بن أبي، ولم يقصد الراوي بسياقه التلاوة، وغلط بعض الشراح فقال: هذا وقع في قراءة ابن مسعود، وليس في المصاحف المتفق عليها، فيكون على ذلك، سبيله: البيان من ابن مسعود. قلت: ولا يلزم من كون عبد الله بن أبي قالها: أن ينزل القرآن بحكاية جميع كلامه. (2) قال الحافظ: كذا بالشك، وفي سائر الروايات الآتية " لعمي " بلا شك، كذا عند الترمذي من طريق أبي سعيد الأزدي عن زيد. ووقع عند الطبراني وابن مردويه: أن المراد بعمه: سعد بن عبادة وليس عمه حقيقة وإنما هو سيد قومه الخزرج، وعم زيد بن أرقم الحقيقي هو ثابت بن قيس له صحبة. ووقع في مغازي أبي الأسود عن عروة: أن مثل ذلك وقع لأوس بن أرقم، فذكره لعمر بن الخطاب، فلعل هذا سبب الشك في ذكر عمر. وجزم الحاكم في " الإكليل " أن هذه الرواية وهم، والصواب زيد بن أرقم. قال الحافظ: ولا يمتنع تعدد المخبر بذلك عن عبد الله بن أبي، إلا أن القصة لزيد بن أرقم. (3) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 495 و 496 وفي الحديث من الفوائد: ترك مؤاخذة كبراء القوم بالهفوات لئلا تنفر أتباعهم، والاقتصار على معاتباتهم وقبول أعذارهم وتصديق أيمانهم، وإن كانت القرائن ترشد إلى خلاف ذلك، لما في ذلك من التأنيس والتأليف، وفيه جواز تبليغ ما لا يجوز للمقول فيه، ولا يعد نميمة مذمومة إلا إن قصد بذلك الإفساد المطلق، وأما إذا كانت فيه مصلحة ترجح على المفسدة فلا. (4) أخرجه البخاري 8 / 494 في تفسير سورة المنافقون، في فاتحتها، وباب {اتخذوا أيمانهم جنة} ، وباب قوله: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم} ، وباب {إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم} ، وأخرجه مسلم رقم (2772) في صفات المنافقين، والترمذي رقم (3309) و (3310) في التفسير، باب ومن سورة المنافقين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/373) قال: حدثنا يحيى بن آدم، ويحيى بن أبي بكير. و (عبد بن حميد) (362) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. و (البخاري) (6/189) قال: عبد الله بن رجاء وفي (6/189) قال: حدثا آدم بن أبي إياس، وفي (6/191) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، و (الترمذي) 3312 قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. خمستهم - يحيى بن آدم، ويحيى بن أبي بكير، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن رجاء، وآدم عن إسرائيل. 2- وأخرجه أحمد (4/373) قال: حدثنا حسن بن موسى. و (البخارى) (6/190) قال: حدثنا عمرو ابن خالد. و (مسلم) 8/119 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الحسن بن موسى. و (النسائي) في الكبرى (تحفة الأشراف) 3678 عن أبي داود الحراني، عن الحسن بن محمد بن أعين. ثلاثتهم - حسن بن موسى، وعمرو، والحسن بن محمد - قالوا: حدثنا زهير بن معاوية. كلاهما -إسرائيل، وزهير - عن أبي إسحاق، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد 4/368 قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (4/370) قال: حدثنا هاشم. و (البخارى) 6/190 قال: حدثنا آدم. و (الترمذي) 3314 قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. و (عبد الله بن أحمد) (4/370) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (النسانى) في الكبرى (تحفة الأشراف) (3683) عن بندار محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر غندر، وابن أبي عدي. خمستهم - محمد بن جعفر، وهاشم، وآدم وابن أبي عدي، ومعاذ - عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن محمد بن كعب القرظي، فذكره. والرواية الثالثة: أخرجها الترمذي (3313) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي سعد الأزدي، فذكره. الحديث: 849 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 850 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: من كان له مالٌ يُبَلِّغُهُ حَجَّ بيْتِ ربِّهِ أوْ يَجِبُ عليه فيه زكاةٌ، فلم يفعل، سألَ الرَّجعَةَ عند الموتِ، فقال رجلٌ: يا ابنَ عبَّاسٍ، اتَّقِ اللهَ، فإِنما يسألُ الرجعةَ الكفُّارُ، قال: سأتْلُو عليك بذلك قُرْآناً {يا أيُّها الَّذينَ آمنُوا لا تُلْهِكُم أَمْوالُكُم ولا أَولادُكم عن ذِكْرِ [ص: 395] اللَّه ومَنْ يَفْعلْ ذَلكَ فأُوْلئِكَ هُمُ الخاسِرُون. وأنْفِقُوا مما رزَقْناكم مِنْ قَبلِ أن يأْتِيَ أحدَكُمُ الْموتُ فيقولَ ربِّ لولا أَخَّرْتني إلى أجلٍ قريبٍ فأَصَّدَّقَ وأَكُنْ مِنَ الصَّالحينَ. ولَنْ يُؤخِّرَ اللَّهُ نفساً إذا جاءَ أَجلُها واللَّهُ خبيرٌ بما تَعْملونَ} [المنافقون: 9- 11] قال: فما يُوجِبُ الزَّكاةَ؟ قال: إذا بلَغَ المالُ مائتين فَصَاعداً، قال: فما يوجِبُ الحجَّ؟ قال: الزَّادُ والبعيرُ. أخرجه الترمذي (1) . وفي رواية له عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، قال: والأول أصح (2) .   (1) رقم (3313) في التفسير، باب ومن سورة المنافقين، من حديث أبي جناب الكلبي، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس وأبو جناب الكلبي، واسمه يحيى بن أبي حية ضعيف، ورواية الضحاك عن ابن عباس فيها انقطاع. (2) لفظ الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن الثوري عن يحيى بن أبي حية عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. هكذا روى ابن عيينة وغير واحد هذا الحديث عن أبي جناب عن الضحاك عن ابن عباس قوله ولم يرفعه، وهذا أصح من رواية عبد الرزاق، وأبو جناب القصاب، اسمه يحيى بن أبي حية، وليس هو بالقوي في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3316) قال حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا جعفر بن عون قال: أخبرنا أبو جناب الكلبي عن الضحاك عن ابن عباس قال فذكره. الحديث: 850 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 سورة التغابن 851 - (خ) علقمة بن قيس -رحمه الله -: قال: شَهِدْنا عِنْدَ عبد الله بن مسعودٍ -رضي الله عنه- وعرَضَ المصاحِفَ، فأتَى على هذه الآية: {ومن يُؤمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11] قال: هي الْمصِيباتُ تُصيبُ الرَّجُلَ، [ص: 396] فيعلم أنها من عند الله، فَيُسَلِّمُ ويَرْضى. أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 500 في تفسير سورة التغابن تعليقاً، قال الحافظ: هذا التعليق وصله عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة مثله، لكن لم يذكر ابن مسعود. وكذا أخرجه الفريابي عن الثوري وعبد بن حميد عن عمر بن سعد عن الثوري عن الأعمش، والطبري من طرق عن الأعمش، نعم أخرجه البرقاني من وجه آخر فقال: عن علقمة قال: " شهدنا عنده - يعني عند عبد الله - عرض المصاحف، فأتى على هذه الآية {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} قال: هي المصيبات تصيب الرجل، فيعلم أنها من عند الله، فيسلم ويرضى ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في التفسير - باب سورة التغابن. وقال الحافظ في (الفتح) وصله عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الأعمش عن أبي ظبيان، عن علقمة مثله، لكن لم يذكر ابن مسعود، وكذا أخرجه الفريابي عن الثوري وعبد بن حميد، عن عمر بن سعد عن الثوري، عن الأعمش، والطبري من طريق عن الأعمش، نعم أخرجه البرقاني من وجه آخر فقال: (عن علقمة قال: شهدنا عنده - يعني عند عبد الله - عرض المصاحف فأتى على هذه الآية {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} قال: هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم ويرضي) وعند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: المعنى يهدي قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. الحديث: 851 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 852 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: سُئِلَ عن هذه الآية {يا أيُّها الذين آمنوا إنَّ من أَزواجِكم وأَولادكُم عَدُوًّا لكم فَاحذَروهم} ؟ [التغابن: 14] قال: هؤلاء رجالٌ أسلموا من مكة، وأرادوا أنْ يأتُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأبى أزواجُهُمْ وأولادُهم أنْ يَدْعُوُهم أنْ يأْتُوا النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أتَوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رأُوُا النَّاسَ قد فَقُهُوا في الدين، هَمُّوا أنْ يُعاقِبوهُم، فأنزل الله عز وجل {يا أيُّها الذين آمنوا إنَّ من أزواجِكم وأولادكُم عَدُوًّا لكم فاحْذَرُوهم ... } الآية. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3314) في التفسير، باب ومن سورة التغابن، من حديث إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس، وسماك بن حرب صدوق، إلا في روايته عن عكرمة فإنها مضطربة، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وذكره ابن كثير، من رواية ابن أبي حاتم وابن جرير والطبراني من حديث إسرائيل به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3317) قال حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا إسرائيل قال حدثنا سماك بن حرب عن عكرمة فذكره. الحديث: 852 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 سورة الطلاق 853 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قَرأ {يا أيها [ص: 397] النبيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبلِ (1) عِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1] قال مالك - رحمه الله-: يعني بذلك: أنْ يُطَلِّقَ في كلِّ طُهْرٍ مَرَّة. أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قُبُل) الشيء: ما أقبل منه. أي فطلقوهن مستقبلات عدتهن.   (1) قال النووي: هذه قراءة ابن عباس وابن عمر وهي شاذة لا تثبت قرآناً بالإجماع، ولا يكون لها حكم خبر الواحد عندنا وعند محققي الأصوليين. وقال الزرقاني: وهذه القراءة على التفسير لا للتلاوة. (2) 2 / 587 في الطلاق، باب جامع الطلاق، وإسناده صحيح، وفي رواية مسلم رقم (1470) في الطلاق، قال ابن عمر: وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) 1281 في الطلاق - باب جامع الطلاق قال: عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 853 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 854 - (س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قول الله عزَّ وجلَّ {يا أيها النبيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لعِدَّتِهِنَّ} قال ابن عباس: قُبُلِ عدَّتهنَّ. أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 139 و 140 في الطلاق، باب وقت الطلاق للعدة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/139، 140) قال أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عباس فذكره. الحديث: 854 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 سورة التحريم 855 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ العَسلَ والحَلْوَاءَ، وكان إذا انصرف من العَصْرِ دخلَ على نسائه فيدنُو من إحداهُنَّ، فَدَخَلَ على حفصةَ بنتِ عمر، فاحْتبسَ أكثر مما كان يحتبس، فَغِرْتُ [ص: 398] فسألتُ عن ذلك؟ فقيل لي: أهْدتْ لها امرأةٌ من قومها عُكَّة من عسلٍ، فَسَقَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم منهُ شَرْبَة، فقلتُ: أما واللهِ لَنَحتْالنَّ له، فقلتُ لسودةَ بنتِ زَمْعةَ: إِنهُ سَيدنو مِنكِ، إذا دنا منْكِ فَقولي له: يا رسولَ الله أكلتَ مَغَافيرَ؟ فإنه سيقُولُ لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ - زاد في رواية: وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَشْتَدُّ عليه أنْ يوجد منهُ الريحُ - فأنهُ سيقولُ لك: سقَتْني حفصةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فقولي له: جَرَسَتْ نَحلُهُ العُرْفُطَ، وسأَقولُ ذلك، وقُولي أَنْتِ يا صفيَّة مثل ذلك، قالت: تقولُ سَوْدَةُ: فَوَالله الَّذِي لا إلهَ إلا هو، ما هوَ إلا أن قام على البابِ، فأردتُ أنْ أُبادِئَهُ بما أمَرَتْني فَرَقاً منكِ، فلمَّا دَنا منها قالتْ له سَوْدةُُ: يا رسولَ الله، أَكَلْتَ مَغَافيَر؟ قال: «لا» قالت: فما هذه الريحُ التي أجِدُ منك؟ قال: «سَقَتْني حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَل» فقالت: جَرَستْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، فلما دارَ إِليَّ، قلت له نحو ذلك، فلمَّا دارَ إلى صَفِيَّةَ، قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حَفْصَةَ، قالت: يا رسولَ الله، أَلا أسقيك منه؟ قال: «لا حاجَةَ لِي فِيهِ» قالت: تقولُ سودَةُ: والله لقد حَرَّمْنَاهُ، قلتُ لها: اسْكُتي. وفي رواية قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يمكُثُ عندَ زينبَ بنتِ جَحْشٍ، فيَشْرَبُ عندَها عسلاً، قالت: فَتَواطَأت أَنا وحفصةُ، أَنَّ أيَّتنا مَا دَخَلَ عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَلْتَقُلْ له: إِنِّي أِجِدُ منك ريحَ مَغَافيرَ، أَكَلْتَ مَغَافيرَ؟ فدخل على إحداهما، فقالت ذلك له، فقال: بل شَرِبْتُ عسل عند [ص: 399] زينب بنت جحش (1) ، ولن أَعودَ له، فنزل {يا أَيُّها النبيُّ لِمَ تَحرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لك} [التحريم: 1] {إنْ تَتُوبا إلى اللَّه} [التحريم: 4] لعائشة وحفصة {وإذْ أسَرَّ النبيُّ إلى بعض أَزواجهِ حديثاًً} [التحريم: 3] لقوله: بل شربتُ عسلاً ولن أعود له، وقد حَلَفتُ، فلا تُخْبِرِي بذلك أحداً. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. وأخرج النسائي الرواية الثانية (2) . [ص: 400] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عكة) العكة: الظرف الذي يكون فيه العسل. (مغافير) المغافير بالفاء والياء: شيء ينضجه العرفط، حلو كالناطف وله ريح كريهة. (جرست العرفط) جرست النحل العرفط: إذا أكلته، ومنه قيل للنحل: جوارس، والعرفط: جمع عرفطة، وهو شجر من العضاه زهرته مدحرجة، والعضاه: كل شجر يعظم وله شوك كالطلح والسمر والسلم ونحو ذلك. (فَرَقاً) الفرق: الفزع والخوف.   (1) وهذه الرواية من طريق عبيد بن عمير عن عائشة، في " الصحيحين " أيضاً من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وفيه أن شرب العسل كان عند حفصة بنت عمر، قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه من طريق ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن شرب العسل كان عند سودة، وأن عائشة وحفصة هما اللتان تواطأتا على وفق ما في رواية عبيد بن عمير، وإن اختلفا في صاحبة العسل، وطريق الجمع بين هذا الاختلاف الحمل على التعدد، فلا يمتنع تعدد السبب للأمر الواحد، فإن جنح إلى الترجيح، فرواية عبيد بن عمير أثبت لموافقة ابن عباس لها، على أن المتظاهرتين حفصة وعائشة على ما تقدم في التفسير، وفي الطلاق من جزم عمر بذلك، فلو كانت حفصة صاحبة العسل لم تقرن في التظاهر بعائشة، لكن يمكن تعدد القصة في شرب العسل وتحريمه، واختصاص النزول بالقصة التي فيها أن عائشة وحفصة هما المتظاهرتان، ويمكن أن تكون القصة التي وقع فيها شرب العسل عند حفصة كانت سابقة، ويؤيد هذا الحمل أنه لم يقع في طريق هشام بن عروة التي فيها: أن شرب العسل كان عند حفصة تعرض للآية، ولا يذكر سبب النزول، والراجح أيضاً أن صاحبة العسل زينب لا سودة، لأن طريق عبيد بن عمير أثبت من طريق ابن أبي مليكة بكثير، ولا جائز أن تتحد بطريق هشام بن عروة، لأن فيها أن سودة كانت ممن وافق عائشة على قولها: أجد ريح مغافير، ويرجحه أيضاً ما ثبت عن عائشة أن نساء النبي كن حزبين، أنا وسودة وحفصة وصفية في حزب، وزينب بنت جحش وأم سلمة والباقيات في حزب، فهذا يرجح أن زينب هي صاحبة العسل، ولهذا غارت منها لكونها من غير حزبها والله أعلم. (2) البخاري 9 / 331 و 332 و 333 في الطلاق، باب قوله تعالى: {لم تحرم ما أحل الله لك} ، وفي النكاح، باب دخول الرجل على نسائه في اليوم، وفي الأطعمة، باب الحلواء والعسل، وفي الأشربة، باب البازق ومن نهى عن كل مسكر، وباب شراب الحلواء والعسل، وفي الطب، باب الدواء بالعسل [ص: 400] وفي الحيل، باب ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج والضرائر، ومسلم رقم (1474) في الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق، وأبو داود رقم (3715) في الأشربة، باب شراب العسل، والنسائي 6 / 151 و 152 في الطلاق، باب قول الله عز وجل: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/59) . و (عبد بن حميد) 1489. و (البخارى) (7/100) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. وفي (7/140) قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة. وفي (7/143، 159) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (9/33) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. و (مسلم) (4/185) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وهارون بن عبد الله. و (أبو داود) (3715) قال: حدثنا الحسن بن علي. و (ابن ماجة) (3323) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وعلي بن محمد وعبد الرحمان بن إبراهيم. و (الترمذي) (1831) . وفي الشمائل (163) قال: حدثنا سلمة بن شبيب ومحمود بن غيلان وأحمد بن إبراهيم الدورقي. و (النسائى) في الكبرى (تحفة الأشراف) 12/16796 عن إسحاق بن إبراهيم (ح) وعن عبيد الله بن سعيد. جميعهم - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، وإسحاق، وأبوبكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، وعلي بن عبد الله، وعبيد بن إسماعيل، وأبوكريب، وهارون، الحسن، وعلي بن محمد، وعبد الرحمان ابن إبراهيم، وسلمة، ومحمود، وأحمد بن إبراهيم، وعبيد الله بن سعيد - عن أبي أسامة. 2- وأخرجه الدارمي (2081) قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء. و (البخارى) (7/، 44 57) قال حدثنا فروة بن أبي المغراء. و (مسلم) 4/185 قال: حدثنيه سويد بن سعيد. كلاهما -فروة، سويد - قالا: حدثنا علي بن مسهر. 3- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) 12/16793 عن محمد بن عبيد الكوفي، عن حفص بن غياث. ثلاثتهم - حماد بن أسامة أبو أسامة، وعلي بن مسهر، وحفص بن غياث- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة.. (*) جاء في صحيح مسلم عقب هذا الحديث: قال: أبو إسحاق إبراهيم (راوي الصحيح عن مسلم) : حدثنا الحسن بن بشر بن القاسم قال حدثنا أبو أسامة، بهذا سواء. والرواية الثانية أخرجها أحمد (6/131) قال: حدثنا عفان. وفي (6/261) قال: حدثنا يونس. كلاهما -عفان، ويونس - قالا: حدثنا حماد بعني ابن سلمة، عن ثابت عن شميسة، فذكرته. (*) قال عفان عقب روايته. حدثنيه حماد، عن شميسة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم سمعته بعد يحدثه عن شميسة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال بعد في حج أو عمرة قال: ولا أظنه إلا قال: في حجة الوداع. * أخرجه أحمد (6/338) قال: حدثنا عفان. و (أبو داود) (4602) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - عفان، وموسى بن إسماعيل - قالا: حدثنا حماد يعني ابن سلمة، عن ثابت البناني، عن سمية فذكرته. الحديث: 855 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 856 - (خ م ت س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: لم أزلْ حَريصاً على أنْ أسْأَلَ عُمرَ بنَ الخطابِ عن المرأتينِ من أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتَيْنِ قال الله عز وجل: {إِنْ تَتُوبا إلى اللَّهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما} (1) حتى حَجَّ عمرُ، وحَجَجْتُ مَعهُ، فلما كان بِبعضِ الطريقِ عَدَلَ عمرُ، وعَدَلْتُ [ص: 401] مَعهُ بالإِدَاوِة، فَتَبَرَّزَ ثمَّ أتاني، فسكبتُ على يَدَيْهِ، فَتَوَضَّأَ، فقلتُ: يا أمير المؤمنين، مَنِ المرأتانِ من أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتانِ قال الله عز وجل: {إنْ تَتُوبا إلى اللَّه فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما} ؟ فقال عمرُ: واعجباً لكَ يا ابْن العباس! قال الزهريُّ: كَرِهَ واللهِ ما سأله عَنْهُ ولم يكْتُمْه، فقال: هُما عائشَةُ وحفْصَةُ، ثم أخَذَ يسُوقُ الحديثَ - قال: كُنَّا معْشَرَ قُرَيْش قَوْماً نَغْلِبُ النِّساءَ، فلمَّا قَدِمْنا المدينَةَ، وجدْنا قوماً تغْلِبُهُمْ نِساؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِساؤُنا يتَعَلَّمْنَ من نِسائِهِمْ، قال: وكان مَنْزِلي في بني أُمَيَّةَ بن زيْدٍ بالعَوَالي، فَتَغَضَّبْتُ يوماً على امْرَأَتِي، فإِذا هي تُراجِعُني، فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني، فقالت: ما تُنْكِرُ أنْ أُراجعَك، فو اللهِ، إِن أزْواجَ النبي صلى الله عليه وسلم لُيرَاجِعْنَهُ، وتَهْجُرُهُ إحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إلى اللَّيْلِ، فانْطَلَقْتُ، فدَخلْتُ على حَفْصَةَ، فَقُلتُ: أتُراجِعِينَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: نعم، فقلتُ: أَتَهْجُرُهُ إِحْداكُنَّ الْيَوْمَ إلى اللَّيْلِ؟ قالت: نعم، قُلْتُ: قَدْ خابَ مَنْ فَعَلَ ذلك مِنْكُنَّ وخَسِرَتْ، أفَتَأَْمَنُ إِحْداكُنَّ أنْ يغْضَبَ اللهُ عليها لِغَضَبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فإِذا هيَ هَلَكَتْ، لا تُراجعي رسولَ الله، ولا تسْأَليه شَيْئاً، وسَلينيِ ما بَدَالك، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارَتُكِ هي أوْسَمُ (2) وأحبُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منكِ - يريِد عائشَةَ - وكان لي جارٌ من الأنصار، فكُنَّا نتَنَاوَبُ النزولَ إلى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فينزلُ يوماً، وأَنزِلُ يوماً، فيَأْتِيني بِخَبَرِ [ص: 402] الوَحْيِ وغيره، وآتِيهِ بِمثِلِ ذلك وكُنَّا نتحدثُ: أنَّ غسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِتَغْزُونَا، فَنزَلَ صاحبي، ثُمَّ أتَانِي عِشاء، فضَرَبَ بابِي، ثم ناداني، فخرجتُ إليه، فقال: حَدَثَ أمْرٌ عظيمٌ، فقلتُ: ماذا؟ جاءتْ غَسَّانُ؟ قال: لا، بلْ أعظمُ من ذَلِكَ وأهْوَلُ، طَلَّقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نساءهُ، قلتُ: وقد خَابَتْ حَفْصَةُ وخَسِرَتْ، وقد كُنْتُ أَظُنُّ هذا يُوشكُ أن يكونَ، حتى إذا صَلَّيْتُ الصبحَ شَدَدْتُ عليَّ ثيابي، ثم نزلتُ، فدخلتُ على حَفْصَةَ، وهي تبكي، فقلتُ: أطَلَّقكُنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: لا أَدري، هو هذا مُعْتَزِلٌ في هذه المشرُبةِ، فأتيتُ غلاماً له أسودَ، فقلت: اسْتأذِنْ لعمر، فدخلَ ثم خرج إليَّ، قال: قد ذكرتكَ له فَصَمَتَ، فانطلقتُ حتى إذا أتيتُ المنبرَ، فإذا عنده رهْطٌ جلوسٌ، يبكي بعضُهم، فجلستُ قليلاً، ثم غلبني ما أجِدُ، فأتيتُ الغلامَ، فقلتُ: استأذنْ لعمرَ، فدخلَ ثم خرجَ إليَّ، فقال: قد ذكرْتُكَ له فصَمَتَ، فخرجتُ فجلستُ إلى المنبر، ثم غلبني ما أجدُ، فأتيتُ الغلامَ، فقلتُ: استأذنْ لعمرَ، فدخلَ ثم خرجَ فقال: قد ذكرْتُكَ له فصَمَتَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِراً، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل فقد أذن لك، فدخلت، فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو مُتِّكىءٌ على رِمَالِ حَصِيرٍ، قد أثَّرَ في جنبِه، فقلتُ: أطلَّقتَ يا رسولَ اللهِ نِساءكَ؟ فرفع رأسه إليَّ، فقال: لا، فقلت: الله أكبر، لو رأيتَنا يا رسولَ الله، وكُنَّا معشر قريشٍ نغلِبُ النساء، فلمَّا قَدِمْنا المدينَةَ وجدْنا قوماً تغْلِبُهُمْ نِساؤُهُمْ، فطفِقَ نساؤنا يتعلَّمْنَ من نسائهم، فتغضَّبْتُ على امرأَتي يوْماً، فإذا هي [ص: 403] تراجعُني، فأنكرتُ أن تَراجعني، فقالت: ما تُنكرُ أن أُراجعَكَ؟ فو اللهِ إنَّ أزواجَ رسولِ الله لَيُرَاجِعْنَهُ، وتَهْجُرُهُ إِحداهنَّ اليومَ إِلى الليلِ، فقْلتُ: قد خابَ مَنْ فعلَ ذلكَ منهنَّ وخسِرَ، أَفتأْمَنُ إِحداهنَّ أنْ يَغْضبَ اللهُ عليها لِغضبِ رسولِ الله، فإِذا هِيَ قَدْ هلكت؟ فتبسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: يا رسول الله، قد دَخَلْتُ على حفصةَ فقلتُ: لا يغُرَّنَّكِ أَنْ كانت جارتُكِ هي أوسمُ وأَحبُّ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم منكِ، فتبسَّم أُخرى. فقلتُ: استأنِس يا رسولَ الله؟ قال: نعم، فجلستُ، فرفعتُ رأْسي في البيتِ، فو الله ما رأَيتُ فيه شيْئاً يَرُدُّ البصرَ، إِلا أُهبَة ثلاثة، فقلتُ: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ أَن يُوسِّعَ على أُمَّتك، فقد وسَّعَ على فارسَ والروم، وهم لا يعْبُدُون اللهَ. فاستوى جالساً، ثم قال: أَفي شكٍّ أَنتَ يا ابنَ الخطاب؟ أَولئك قومٌ عُجِّلتْ لهم طيِّباتُهم في الحياة الدنيا، فقلتُ: استغفرْ لي يا رسولَ اللهِ، وكان أقسَمَ أَلاَّ يدخُلَ عليهنَّ شهراً من أَجلِ ذلك الحديث، حين أفشَتْهُ حفصةُ إِلى عائشة، من شدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عليهن حتى عاتبهُ اللهُ تعالى. قال الزهري: فأخبرني عُروةُ عن عائشة قالت: لما مضت تسعٌ وعشرونَ ليلة، دخل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، بدأَ بي، فقلتُ: يا رسول الله، إِنك أَقْسَمْتَ أَنك لا تدخل عليْنا شهراً، وإِنَّكَ دخلت من تسعٍ وعشرينَ أَعُدُّهُنَّ؟ فقال: إِنَّ الشهر تسعٌ وعشرون - زاد في رواية: وكان ذلك الشهر تسعاً وعشرين ليلة، ثم قال: يا عائشة إِنِّي ذاكِرٌ لكِ أمراً، فلا علْيكِ أن لا تعجلي حتى تستأمِري أَبويكِ، ثم قرأَ: {يا أَيُّها النبيُّ قُلْ لأَزواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحياةَ الدُّنيا وزينتها [ص: 404] فَتَعَالَيْنَ أُمتِّعْكُنَّ وأُسرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جميلاً. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ ورسولَهُ والدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أجراً عظيماً} قالت عائشة: قد عَلِمَ والله أَنَّ أبويَّ لم يكونا لِيأْمُراني بِفِراقِهِ، فقلتُ: أَفي هذا أَستأمرُ أَبويَّ؟ فإني أُريدُ اللهَ ورسوله، والدار الآخرة. وفي روايةٍ: أنَّ عائشةَ قالت: لا تُخبِرْ نِساءكَ أَني اختَرْتُكَ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ أَرسلني مُبَلِّغاً، ولم يُرْسِلْني مُتَعَنِّتاً» ، هذه رواية البخاري، ومسلم، والترمذي. ولمسلم أَيضاً نحوُ ذلك، وفيه: «وذلك قبل أَن يؤمَرْن بالحجابِ» . وفيه: دخولُ عمرَ على عائشةَ وحفصة ولوْمُهُ لهما، وقوله لحفصةَ: «واللهِ لقد علمتُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لا يُحِبُّكِ، ولولا أَنا لطَلَّقَكِ» . وفيه: قولُ عمر عند الاستئذان - في إِحدى المرات - يا رباحُ، استأْذِنْ لي، فإني أُظُنُّ أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ظنَّ أني جئتُ من أَجل حفصة، والله لئن أمرني أن أضرِبَ عُنُقَها، لأضرِبَنَّ عُنُقَها، قال: ورفعتُ صوتي، وأنهُ أذِنَ له عند ذلك، وأَنهُ استأْذَنَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في أَن يخبر الناسَ أنهُ لم يُطلِّقْ نساءهُ، فأذِنَ له، وأنهُ قام على بابِ المسجدِ، فنادى بأعلى صوتِهِ: لم يُطَلِّقْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نساءهُ، وأَنَّهُ قال له - وهو يَرى الغضبَ في وَجهه-: يا رسولَ اللهِ، ما يشُقُّ عليك من شأنِ النساءِ، فإنْ كنتَ طلَّقْتَهُنَّ، فإنَّ اللهَ مَعَكَ، وملائكتَهُ وجبريلُ، وميكائيلُ، وأنا وأَبو بكرٍ والمؤمنون معكَ، [ص: 405] قال: وقَلَّمَا تكلَّمْتُ - وأحمدُ الله - بكلامٍ، إِلا رجوتُ أن يكونَ اللهُ يُصدِّقُ قولي الذي أَقولُ، فنزلت هذه الآية، آية التخيير: {عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزواجاً خَيراً مِنكُنَّ مُسلماتٍ مُؤْمِنَاتٍ قانتَاتٍ تَائِباتٍ عابِدَاتٍ سائحاتٍ ثيِّباتٍ وأَبكاراً} . وفيه أنه قال: فلم أزلْ أُحدِّثُهُ، حتى تحسَّر الغضبُ عن وجهه وحتى كشَرَ فضحِك - وكان من أَحسن الناسِ ثغْراً - قال: ونزلتُ أَتشبَّثُ بالجِذْع وهو جذعٌ يَرْقَى عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وينْحَدِرُ، ونزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرضِ، ما يمسُّهُ بيدهِ. فقلتُ: يا رسولَ الله، إِنَّمَا كُنتَ في الغرفةِ تسعاً وعشرين؟ فقال: إِنَّ الشهرَ يكون تسعاً وعشرين، قال: ونزلت هذه الآية: {وَإِذا جَاءهُم أَمرٌ مِن الأمنِ أو الخَوفِ أَذاعوا بهِ ولو رَدُّوه إِلى الرسولِ وإِلى أُولي الأَمرِ منهم لَعَلِمَهُ الذين يسْتَنْبِطونهُ منهم} [النساء: 83] قال: فكنتُ أنا الذي استنْبَطْتُ ذلك الأمر، فأنزل الله عز وجلَّ آية التخيير. وفي رواية للبخاري ومسلم قال: مكَثْتُ سنة أريدُ أَن أَسأَل عمر بن الخطاب عن آيةٍ، فما أستطيعُ أَن أَسأَلَهُ، هَيْبَة له، حتى خرجَ حاجّاً، فخرجتُ معه، فَلَمَّا رجعنا - وكنا بِبعْضِ الطريق - عَدَلَ إِلى الأراك لحاجةٍ له فوقفتُ له حتى فرغَ، ثم سِرتُ معه، فقلتُ: يا أَمير المؤمنين، مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم من أَزواجه؟ فقال: تلكَ حفصة وعائشةُ، فقلتُ: والله إِنْ كُنتُ لأُريدُ أَنْ أَسأَلكَ عن هذا مُنذُ سنةٍ، فما أستطيعُ، هَيْبة لك، قال: فلا تفْعَلْ، ما ظَنْنتَ أَنَّ عندي من علم، فسلني، فإن كان لي به علمٌ خَبَّرْتُكَ به، ثم قال عمر: واللهِ [ص: 406] إِنْ كُنَّا في الجاهليةِ ما نَعُدُّ لِلنِّساءِ أمْراً، حَتَّى أنزلَ اللهُ فيهنَّ ما أنْزَلَ، وقَسَمَ لهنَّ ما قسم، قال: فبينا أَنا في أَمرٍ أَتأمَّرُه، إِذْ قالت امرأتي: لو صنعتَ كذا وكذا؟ فقلتُ لها: مالكِ ولِمَا هاهنا! فيما تكلُّفُكِ في أَمرٍ أُرِيدُهُ! فقالت لي: عجباً لك يا ابن الخطابِ! ما تُريدُ أن تُراجَعَ أنتَ، وإنَّ ابنتكَ لتُرَاجِعُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى يظلَّ يومَهُ غضبان؟ فقام عمر، فأخذ رداءهُ مكَانَهُ، حتى دخلَ على حفصةَ، فقال لها: يا بُنيَّةُ، إِنَّكِ لتراجعِين رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يظلَّ يومَهُ غضبان؟ فقالت حفصةُ: واللهِ إِنَّا لنُراجِعُهُ، فقلتُ: تعلمينَ أَني أُحذِّركِ عقوبةَ اللهِ، وغضب رسولِهِ؟ يا بُنيَّةُ، لا يَغُرنَّكِ هذه التي أَعجَبَهَا حُسْنُهَا، وحُبُّ رَسولِ اللهِ إِيَّاهَا - يُريدُ عائشةَ - قال: ثُمَّ خرجتُ، حتى دخلتُ على أُم سلمةَ لقرابتي منها، فكلَّمتُها، فقالت أُمُّ سلمة: عجباً لكَ يا ابنَ الخطَّاب! ، دخلْتَ في كلِّ شيءٍ، حتى تبتغي أَن تَدْخُلَ بين رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَبَين أَزواجِهِ؟ قال: فأَخَذَتْني واللهِ أَخْذاً كَسَرَتْني بهِ عن بَعْضِ مَا كُنتُ أَجِدُ، فخرجتُ من عندها. وكان لي صاحبٌ من الأنصارِ، إِذا غِبتُ أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر، ونحن نتخوف مَلِكاً من ملوك غسان ذُكِرَ لنا: أنه يريدُ أن يسيرَ إِلينا، فقد امتلأتْ صُدورنا منه، فإِذا صاحبي الأنصاريُّ يَدُقُّ البابَ. فقال: افتحْ، افتحْ، فقلتُ: جاءَ الغسانيُّ؟ فقال: بل أشدُّ من ذلك، اعتزلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أزواجَهُ، فقلت: رَغِمَ أنفُ حفصةَ وعائشة، فأخذتُ ثوبي فأخرجُ حتى جِئتُ، فَإِذا [ص: 407] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مشرُبةٍ له، يَرْقى عليها بعجلةٍ، وغلامٌ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على رأس الدرجةِ، فقلتُ: قلْ: هذا عمرُ بن الخطاب، فَأَذِنَ لي، قال عمر: فَقَصَصْتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث، فلما بَلَغْتُ حديثَ أُمِّ سلمةَ، تبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وإِنَّهُ لعلى حصيرٍ، ما بينَهُ وبينَهُ شيءٌ، وتحت رأسه وسادةٌ من أَدم، حشْوُها ليفٌ، وإِن عند رجليْهِ قَرظاً مصْبُوراً، وعند رأْسِهِ أَهَبٌ مُعلَّقةٌ، فرأيتُ أَثَرَ الحصير في جنْبِهِ، فبكَيتُ. فقال: ما يُبكيك؟ فقلتُ: يا رسولَ الله، إِن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسولُ الله؟ ! فقال: «أَما ترضى أَن تكونَ لهم الدنيا، ولنا الآخرة؟» . وأخرجه النسائي مجملاً، وهذا لفظهُ: قال ابن عباس: لم أزلْ حريصاً أَن أسأَلَ عُمرَ بن الخطاب عن المرأَتين من أَزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اللَّتين قال الله عز وجل: {إِنْ تَتُوبَا إِلى اللهِ فقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] وساق الحديث. هكذا قال النسائي، ولم يذكر لفظه، وقال: واعتزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهُ - من أجل ذلك الحديث، حين أَفشَتْهُ حفصةُ إِلى عائشةَ - تسعاً وعشرين ليلة، قالت عائشةُ: وكان قال: ما أَنا بداخلٍ عليهنَّ شهراً، من شدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عليهنَّ حينَ حدَّثهُ اللهُ - عزَّ وجلَّ - حديثَهُنَّ، فلما مضت تِسعٌ وعشرون ليلة دخل على عائشة فبدأَ بها؛ فقالت له عائشة: قد كنتَ آليتَ يا رسولَ الله، أَن لا تدخُلَ علينا شهراً، وإِنَّا أصبحنا من تِسعٍ وعشرين ليلة، نعدُّها عَدّاً؟ [ص: 408] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الشهر تِسعٌ وعشرون ليلة» (3) . [ص: 409] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العوالي) جمع عالية: وهي أماكن بأعلى أراضي المدينة. (صغت) قلوبكما: مالت. (جارتك) الجارة هاهنا: الضرة، أراد بها عائشة رضي الله عنها. (أوسم منك) أكثر منك حسناً وجمالاً، والوسامة: الحسن والجمال. (أوضأ منك) أكثر منك وضاءة، والوضاءة: الحسن والنظافة، ومنه الوضوء. (نتناوب) التناوب: هو أن تفعل الشيء دفعة ويفعله الآخر دفعة أخرى، مرة بعد مرة. (المشربة) بضم الراء وفتحها: الغرفة. (رمال حصير) يقال: رملت الحصير: إذا ضفرته ونسجته، والمراد: أنه لم يكن على السرير وطاء سوى الحصير. (نقير) النقير: جذع ينقر، ويجعل فيه كالمراقي، يصعد عليه [ص: 410] إلى الغرف. (أهبة، وأهب) الأهب: جمع إهاب، كذلك الأهبة، والإهاب الجلد، ويجمع أيضا على أهب بالضم. (الموجدة) الغضب. (تحسر) الغضب، أي: انكشف وزال. (كشَرَ) عن أسنانه، أي: كشف. (أتأمَّره) التأمر: تدبر الشيء والتفكر فيه، ومشاورة النفس في شأنه. (قرظاً) القرظ: ورق السلم، يدبغ به الجلود. (مصبوراً) المصبور: المجموع، أي: جُعِل صبرة كصبرة الطعام.   (1) نقل القرطبي في تفسيره 6 / 173 و 174 قال الخليل بن أحمد والفراء: كل شيء يوجد من خلق الإنسان إذا أضيف إلى اثنين جمع. تقول: هشمت رؤوسهما وأشبعت بطونهما، و {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} ، ولهذا قال: {فاقطعوا أيديهما} ولم يقل: يديهما. (2) " أن كانت " بفتح الهمزة، والمراد بالجارة هنا: الضرة، و " أوسم " أحسن وأجمل، والوسامة: الجمال. (3) البخاري 8 / 503 و 504 في تفسير سورة التحريم، باب {تبتغي مرضاة أزواجك} ، وفي المظالم، باب الغرفة والعلية المشرفة، وفي النكاح، باب موعظة الرجل ابنته لحال زواجها، وباب حب الرجل بعض نسائه أفضل من بعض، وفي اللباس، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجوز من اللباس والبسط، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، وباب قول الله تعالى: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} ، ومسلم رقم (1479) في الطلاق، باب الإيلاء واعتزال النساء، والترمذي رقم (3315) في التفسير، باب ومن سورة التحريم، والنسائي 4 / 137 و 138 في الصوم، باب كم الشهر. وفي الحديث من الفوائد: سؤال العالم عن بعض أمور أهله وإن كان عليه فيه غضاضة إذا كان في ذلك سنة تنقل ومسألة تحفظ، وفيه توقير العالم ومهابته عن استفسار ما يخشى من تغيره عند ذكره، وترقب خلوات العالم ليسأل عما لعله لو سئل عنه بحضرة الناس أنكره على السائل، وفيه أن شدة الوطأة على النساء مذموم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بسيرة الأنصار في نسائهم وترك سيرة قومه، وفيه تأديب الرجل ابنته وقرابته بالقول لأجل إصلاحها لزوجها، وفيه سياق القصة على وجهها وإن لم يسأل السائل عن ذلك، إذا كان في ذلك مصلحة من زيادة شرح وبيان، لاسيما إذا كان العالم يعلم أن الطالب يؤثر ذلك، وفيه البحث في العلم في الطرق والخلوات وفي حال القعود والمشي، وفيه ذكر العالم ما يقع من نفسه وأهله بما يترتب عليه فائدة دينية وإن كان في ذلك حكاية ما يستهجن، وجواز ذكر العمل الصالح لسياق الحديث على وجهه، وبيان ذكر وقت التحمل، وفيه الصبر على الزوجات والإغضاء عن خطابهن والصفح عما يقع منهن من ذلك في حق المرء دون ما يكون من حق الله تعالى، وفيه جواز اتخاذ الحاكم عند الخلوة بواباً يمنع من يدخل إليه بغير إذنه، وفيه أن للإمام أن يحتجب عن بطانته وخاصة عند الأمر يطرقه من جهة أهله حتى يذهب غيظه ويخرج إلى الناس وهو منبسط إليهم، فإن الكبير إذا احتجب لم يحسن الدخول إليه بغير إذن ولو كان الذي يريد أن يدخل جليل القدر، عظيم المنزلة عنده، وفيه أن المرء إذا رأى صاحبه مهموماً استحب له أن يحدثه بما يزيل همه ويطيب نفسه، لقول عمر: لأقولن شيئاً يضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ويستحب أن يكون ذلك بعد استئذان الكبير في ذلك، كما فعل عمر، وفيه التجمل بالثوب والعمامة عند لقاء الأكابر، وفيه التناوب في مجلس العالم إذا لم تتيسر المواظبة على حضوره لشاغل شرعي من أمر ديني أو دنيوي، وفيه أن الأخبار التي تشاع ولو كثر ناقلوها إن لم يكن مرجعها إلى أمر حسي من مشاهدة أو سماع لا تستلزم الصدق، فإن جزم الأنصاري في رواية بوقوع التطليق، وكذا جزم الناس الذين رآهم عمر عند المنبر بذلك محمول على أنهم شاع بينهم ذلك من شخص بناء على التوهم الذي [ص: 409] توهمه من اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نساءه فظن لكونه لم تجر عادته بذلك أنه طلقهن فأشاع أنه طلقهن، فشاع ذلك فتحدث الناس به، وفيه أن الغضب والحزن يحمل الرجل الوقور على ترك التأني المألوف منه، لقول عمر: ثم غلبني ما أجد ثلاث مرات، وفيه كراهة سخط النعمة واحتقار ما أنعم الله به ولو كان قليلاً، والاستغفار من وقوع ذلك، وطلب الاستغفار من أهل الفضل، وإيثار القناعة، وعدم الالتفات إلى ما خص به الغير من أمور الدنيا الفانية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/33) (222) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. و (البخاري) (1/33 7/36) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/174) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. و (مسلم (4/192) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن أبي عمر. قال ابن أبي عمر: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. (الترمذي) (2461و3318) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر. و (النسائى) (4/137) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن نافع قال: أنبأنا شعيب. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10507) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر. أربعتهم - معمر، وشعيب، وعقيل، وصالح - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور. 2- وأخرجه أحمد (339) قال: حدثنا سفيان. و (البخاري) (6/194، 7/44، 9/110) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (6/196) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/197) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (7/196) و (9/109) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد بن زيد. و (مسلم) (4/190) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سليمان، يعني ابن بلال. وفي (4/191) قال حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/192) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. أربعتهم - سفيان، وسليمان، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة - عن يحيى عن سعيد، عن عبيد بن حنين. 3- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (835) قال حدثنا محمد بن المثنى. و (مسلم) (4/188) قال: حدثني زهير بن حرب. و (ابن ماجة) 4153 قال: حدثنا محمد بن بشار. و (الترمذي) 2691 قال: حدثنا محمود بن غيلان. و (ابن خزيمة) 1921، 78 21 قال: حدثنا محمد بن بشار. أربعتهم-ابن المثني، وزهير، وابن بشار، ومحمود - عن عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن سماك الحنفي أبي زميل. 4- وأخرجه أبو داود (5201) قال: حدثنا عباس العنبري. و (النسائى) في عمل اليوم والليلة (321) قال: أخبرنا الفضل بن سهل. كلاهما - عباس، والفضل - قالا: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حسن بن صالح، عن أبيه عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير (مختصرا على السلام فقط) أربعتهم -عبيد الله، وعبيد بن حنين، وأبو زميل، وسعيد -عن ابن عباس فذكره. ورواه ابن عباس عن عمر بن الخطاب أن رسول الله طلق حفصة ثم راجعها أخرجه عبد بن حميد (43) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال حدثنا يحيى بن آدم. و (الدارمي) (2269) قال: حدثنا إسماعيل بن خليل وإسماعيل بن أبان. و (أبو داود) (2283) قال: حدثنا سهل بن محمد بن الزبير العسكري و (ابن ماجة) (2016) قال: حدثنا سويد بن سعيد وعبد الله بن عامر بن زرارة ومسروق بن المرزبان. و (النسائي) (6/213) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: أنبأنا يحيى بن آدم (ح) وأنبأنا عمرو بن منصور قال: حدثنا سهل بن محمد أبو سعيد. سبعتهم - يحيى بن آدم، وإسماعيل بن خليل، وإسماعيل بن أبان، وسهل، وسويد، وعبد الله بن عامر ومسروق - عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن صالح بن صالح بن حي، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. فذكره. الحديث: 856 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 857 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانتْ له أَمَةٌ يَطَؤُها، فلم تَزَلْ به عائشَةُ وحفصة حتى حرَّمَها على نَفْسِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَا أيُّها النَّبيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ... } الآية. أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 71 في عشرة النساء، باب الغيرة، وإسناده قوي. وذكر ابن كثير في تفسيره 8 / 404: عن الهيثم بن كليب قال: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة: " لا تخبري أحداً، وإن أم إبراهيم علي حرام ". فقالت: أتحرم ما أحل الله لك؟ قال: " فوالله لا أقربها " قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، قال فأنزل الله: {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} ، وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه " المستخرج ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي 7/71 وفي الكبرى (تحفة الأشراف -382) قال: في إبراهيم بن يونس بن محمد، حرمي وهو لقبه، قال: ثنا أبي، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت فذكره. الحديث: 857 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 سورة ن 858 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (1) } [ن: 13] قال رجلٌ من قريش: كانت له زَنَمَةٌ مثل زَنَمَة الشاة. أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عتل) العتل: الفظ الغليظ، وقيل: الجافي الشديد الخصومة. (زنيم) الزنمة: الهناة المعلقة عند حلق المعزى، وهما زنمتان، والمراد بالزنيم: الدعي في النسب الملحق في القوم وليس منهم، تشبيهاً له بالزنمة.   (1) قال الحافظ في "الفتح " 8 / 467: " العتل " قال الفراء: الشديد الخصومة. وقيل الجافي عن الموعظة. وقال أبو عبيدة: الفظ الشديد، وقال الحسن: الفاحش الآثم. وقال الخطابي: الغليظ العنيف. وقال الداودي: السمين العظيم العنق والبطن. وقال الهروي: الجموع المنوع. و " الزنيم " الملصق في القوم ليس منهم. قال حسان: وأنت زنيم نيط في آل هاشم ... كما نيط خلف الراكب القدح الفرد قال الحافظ في " الفتح " 8 / 508: اختلف في الذي نزلت فيه، فقيل: هو الوليد بن المغيرة، ذكره يحيى بن سلام في تفسيره، وقيل: الأسود بن عبد يغوث، ذكره سنيد بن داود في تفسيره، وقيل: الأخنس بن شريق، ذكره السهيلي عن القعنبي، وزعم قوم: أنه أبو الأسود، وليس به، وأبعد من قال: إنه عبد الرحمن بن الأسود، فإنه يصغر عن ذلك، وقد أسلم، وذكر في الصحابة. (2) 8 / 507 في تفسير سورة ن والقلم، باب {عتل بعد ذلك زنيم} ، وقال الحافظ: زاد أبو نعيم في مستخرجه " في آخره يعرف بها "، وفي رواية سعيد بن جبير عند الحاكم 2 / 499: يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها، وللطبري من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: نعت فلم يعرف حتى قيل: زنيم فعرف، وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4917) قال حدثنا محمود قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي حصين عن مجاهد، فذكره. الحديث: 858 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 859 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يكْشِفُ ربُّنا عن ساقِهِ (1) ، فيسجُدُ له كُلُّ مؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ، ويَبْقى من كان يسجُدُ في الدُّنيا رِياء وسُمْعَة، فيذهبُ ليسجدَ، فيعودُ ظَهرُهُ طَبَقاً واحداً» . وأخرجه البخاري هكذا، وهو طرف من حديث طويل، وقد أخرجه هو ومسلم بطوله، وهو مذكور في كتاب القيامة من حرف القاف (2) . [ص: 413] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يكشف عن ساقه) الساق في اللغة: الأمر الشديد، و (كشف الساق) مثل في شدة الأمر. وأصله في الروع، كما يقال للأقطع الشحيح: يده مغلولة، ولا يد ثم ولا غل، وإنما هو مثل في البخل، وكذلك هذا: لا ساق هناك ولا كشف (*) . (طبقاً) الطبق: خرز الظهر، واحدتها: طبقة، يقال: صار فقارهم فقارة واحدة، فلا يقدرون على السجود، وقيل: الطبق: عظم رقيق يفصل بين الفقارين، أي: صار الظهر عظماً واحداً (رياء وسمعة) فعلت الشيء رياء وسمعة: إذا فعلته ليراك الناس ويسمعوك.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 508: " قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: (يوم يكشف عن ساق) قال: من شدة أمر، وعند الحاكم 2 / 499، 500 وصححه ووافقه الذهبي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: هو يوم كرب وشدة، قال الخطابي: فيكون المعنى: يكشف عن قدرته التي تنكشف عن الشدة والكرب. ووقع في هذا الموضع " يكشف ربنا عن ساقه " وهو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم، فأخرجها الإسماعيلي كذلك، ثم قال في قوله: " عن ساق " نكرة، ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ: " يكشف عن ساق " قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك، ليس كمثله شيء ". وقال النووي في " شرح مسلم ": وفسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث: الساق هنا: بالشدة. أي: يكشف عن شدة وأمر مهول. وقال العيني في " شرح البخاري " 9 / 234 في باب يوم يكشف عن ساق، أي: هذا باب في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} قيل: تكشف القيامة عن ساقها، وقيل: عن أمر شديد فظيع، وهو إقبال الآخرة وذهاب الدنيا، وهذا من باب الاستعارة، تقول العرب للرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج فيه إلى اجتهاد ومعاناة ومقاساة للشدة: شمر عن ساقه، فاستعير الساق في موضع الشدة وإن لم يكن كشف الساق حقيقة، كما يقال: أسفر وجه الصبح، واستقام له صدر الرأي. والعرب تقول لسنة الحرب: كشفت عن ساقها. (2) 8 / 508 في تفسير سورة ن والقلم، باب {يوم يكشف عن ساق} ، وفي تفسير سورة النساء، باب {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} ، وفي التوحيد، باب {وجوه يومئذ ناضرة} ، ورواية مسلم المطولة أخرجها في صحيحه رقم (183) في الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، وكذلك أحمد في " المسند " 3 / 16 و 17. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في شرح الغريب ذكر ابن الأثير رحمه الله معنى "يكشف ربنا عن ساقه" وأنه مثل في شدة الأمر ... إلخ ولم بيبن أن فيه إثبات صفة الساق لله عز وجل على صفة تليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وكذلك في الهامش ذكر الشيخ عبد القادر من فسرها بالشدة والكرب ونحوه ولم يذكر أن فيه إثبات لصفة الساق. قال الشيخ البراك وقوله في هذا الحديث: "يكشف ربنا عن ساقه" نص في إثبات الساق لله تعالى، والقول فيه كالقول في سائر صفاته تعالى، والآية وإن لم تكن نصا في إثبات صفة الساق لأنها جاءت بلفظ التنكير فالحديث مفسر لها. وإن صح أن يُختلف في دلالة الآية، فلا يصح أن يختلف في دلالة الحديث. وتأويل الساق في الحديث بالقدرة هو من سبيل أهل التأويل من النفاة لتلك الصفات، وهم بهذا التأويل يجمعون بين التعطيل والتحريف. وأهل السنة يمرون هذه الصفات على ظاهرها مؤمنين بما دلت عليه، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته سبحانه بصفات خلقه. (التعليق 52) قال الشيخ البراك: تفسير الكشف عن الساق بزوال الخوف والهول فيه نظر؛ فإن المشهور في معنى يكشف عن ساق أنه كناية عن شدة الأمر والهول كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، ويبدو أن الذي فسره بزوال الشدة توهمه من لفظ الكشف. والذي جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما محتمل في الآية، ولكن جاء في السنة ما يبين أن المراد كشف الله تعالى عن ساقه بلفظ الإضافة، فيدل على إثبات الساق لله سبحانه، وهو أولى ما تفسر به الآية؛ فإن سياق الحديث موافق لسياق الآية لفظًا ومعنى. (التعليق 88) وينظر (التعليق 136) [تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري - نقله على الشبكة العنكبوتية عبد الرحمن بن صالح السديس] وينظر التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري - لعلي الشبل وهو إكمال لما بدأه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على الفتح بإشارته ومتابعته ومراجعته وقراءته - ص 86 -87 [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1-أخرجه أحمد (3/16) قال: ثنا ربعي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. 2- وأخرجه أحمد (3/94) و (ابن ماجة) (60) قال: حدثنا محمد بن يحيى، (الترمذي) (2598) قال: حدثنا سلمة بن شبيب. و (النسائي) (8/112) قال: أخبرنا محمد بن رافع. أربعتهم -أحمد، وابن يحيى، وسلمة، وابن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. 3- وأخرجه البخاري (6/56) قال: حدثني محمد بن عبد العزيز. و (مسلم 1/114 قال: حدثني سويد ابن سعيد. كلاهما محمد، وسويد عن أبي عمر حفص بن ميسرة. 4- وأخرجه البخاري (6/198) قال: حدثنا آدم. وفي (9/158) قال: حدثنا يحيى بن بكير. و (مسلم) (1/117) قال: قرأت على عيسى بن حماد. ثلاثتهم - آدم، وابن بكير، وعيسى - عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. 5- وأخرجه مسلم (1/117) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا هشام بن سعد. خمستهم - عبد الرحمان، ومعمر، وحفص، وسعيد، وهشام -عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 859 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 سورة نوح 860 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: صارتِ الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعْدُ أمَّا «وَدّ» فكانتِ لكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ، وأما «سُواعٌ» فكانت لهذيل، وأما «يَغُوثُ» فكانت لِمُرادَ، ثم صارَت لِبَني غُطَيْفٍ بالْجُرفِ عِند سَبأ، وأمَّا «يَعُوقُ» فكانت لَهِمْدان، وأَمَّا «نَسْرٌ» فَلِحِمْيرَ، لآلِ ذي الْكَلاعَ، وكلُّها أسماءُ رجالٍ صالحينَ من قوْمِ نُوحٍ، فلَّما هَلَكوا أَوْحى [ص: 414] الشَّيطانُ إلى قَوْمِهِم: أنِ انْصِبُوا إلى مَجالِسِهِمْ التي كانوا يجلسون فيها أنْصاباً، وسَمُّوها بأسمائهم، ففعلُوا، فلم تُعبدْ، حتى إذا هلك أولئك، وتنَسَّخَ (1) العلمُ عُبِدَتْ. أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنصاباً) الأنصاب: الأصنام، وقيل: أحجار كانوا ينصبونها ويذبحون عليها لآلهتهم الذبائح.   (1) أي: علم تلك الصور بخصوصها. (2) 8 / 511 و 512 و 513 في تفسير سورة نوح، باب وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (492) حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام عن ابن جريج وقال عطاء عن ابن عباس فذكره. الحديث: 860 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 سورة الجن 861 - (خ م ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: ما قَرَأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجنِّ ولا رآهم (1) ، انْطَلَق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابهِ عامِدينَ إلى سوقِ عُكاظَ، وقد حِيلَ بيْنَ الشياطينِ وبيْنَ خَبَرِ السماء، وأُرسِلَ عليهُم الشُّهُبُ، فرَجعَتِ الشَّياطينُ إلى قَومِهِمْ، فقالوا: مالكم؟ قيل: حِيل بيننا وبْين خبر السماء، وأُرسلت علينا الشهب، قالوا: وما ذَاكَ إِلا من شيءٍ حَدَثْ، فاضرِبُوا مَشارِقَ الأرْضِ ومغارِبَها، فَمَرَّ النفَرُ الذين أخذُوا نحوَ [ص: 415] تِهامة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو بنَخْلٍ (2) عامدينَ إلى سوقِ عُكاظَ، وهو يُصَلِّي بأصحابهِ صلاةَ الفجر، فلما سمعوا القرآنَ، اسْتمعوا له، وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجَعُوا إلى قومهم، فقالوا: (يا قومنا إنا سمعنا قرآناً عجباً يَهْدِي إلى الرُّشْدِ فآمَنَّا به ولنْ نُشْركَ بربنا أحداً) فأنزل الله عز وجل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ أُوِحىَ إليَّ أنَّه اسْتَمعَ نَفَرٌ من الجن} [الجن: 1] . زاد في رواية: وإنما أُوحِيَ إليه قولُ الجنِّ (3) . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. قال الترمذي: وبهذا الإسناد قال: قولُ الجنِّ لقومِهِم {لما قام عبدُ اللَّه يدُعوهُ كادُوا يكونون عليه لِبَداً} [الجن: 19] قال: لما رأوْهُ يُصَلِّي، وأصحابُهُ يُصلونَ بصلاتِهِ، ويسجُدُون بسجودِهِ، قال: تعَجَّبُوا من طواعِيَةِ أصحابِهِ له، قالوا لقومهم: لما قام عبدُ اللَّه يدُعوهُ، كادُوا يكونون عليه لِبَداً (4) . [ص: 416] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عامدين) عمدت إلى الشيء: قصدت نحوه. (حِيل) حلت بين الشيئين: فصلت بينهما، ومنعت أحدهما من الآخر. (لبداً) أي: مجتمعين بعضهم على بعض، وهي جمع لبدة.   (1) قال النووي: لكن ابن مسعود أثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الجن: فكان ذلك مقدماً على نفي ابن عباس، وقد أشار إلى ذلك مسلم، فأخرج في " صحيحه " رقم (450) في الصلاة، عقب حديث ابن عباس هذا حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني داعي الجن فانطلقت معه فقرأت عليه القرآن. قال الحافظ: ويمكن الجمع بالتعدد. قال العلماء: هما قضيتان، وحديث ابن عباس في أول الأمر، وأول النبوة، ثم أتوا وسمعوا {قل أوحي} . (2) قال النووي: كذا وقع في مسلم " بنخل " بالخاء المعجمة. وصوابه " بنخلة " بالهاء، وهو موضع معروف هناك، كذا جاء صوابه في صحيح البخاري، ويحتمل أنه يقال فيه: نخل، ونخلة. وأما " تهامة " فبكسر التاء: وهو اسم لكل ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز، ومكة من تهامة. (3) قال الحافظ: هذه الزيادة من كلام ابن عباس، كأنه يقرر فيه ما ذهب إليه أولاً: أنه صلى الله عليه وسلم لم يجتمع بهم، وإنما أوحى الله إليه بأنهم استمعوا، ومثله قوله تعالى: {وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا ... } الآية [الأحقاف: 29] ولكن لا يلزم من عدم ذكر اجتماعه بهم حين استمعوا، أن لا يكون اجتمع بهم بعد ذلك. (4) البخاري 8 / 513، 518 في تفسير سورة الجن، وفي صفة الصلاة، باب الجهر بقراءة صلاة الفجر – [416] – ومسلم رقم (449) في الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح، والترمذي رقم (3320) في التفسير، باب ومن سورة الجن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/252) (2271) قال: حدثنا عفان، (والبخاري) (1/195) قال: حدثنا مسدد. وفي (6/199) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و (مسلم) (2/35) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. و (الترمذي) (3323) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثني أبو الوليد. و (النسائى) في الكبرى (تحفة الأشواف) (5452) عن أبي داود الحراني، عن أبي الوليد (ح) وعن عمرو بن منصور، وعن محمد ابن محبوب. ستتهم - عفان، ومسدد، وموسى، وشبيان، وأبو الوليد، ومحمد بن محبوب - عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (1/270) (2431) قال: حدثنا مؤمل. و (الترمذي) (3323) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثني أبو الوليد. و (النسائي) في الكبرى (تحفة الأشراف) (5452) عن أبي داود الحراني، عن أبي الوليد، وعن عمرو بن منصور عن محمد بن محبوب. ثلاثتهم -مؤمل، وأبو الوليد، ومحمد بن محبوب - عن أبي عوانة، قال: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير، فذكره. والرواية الثالثة: أخرجها أحمد (1/274) (2482) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق. وفي (1/323) (2979) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك. و (الترمذي) (3324) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا أبو إسحاق. و (النسائي) في الكبرى (تحفة الأشراف) (5588) عن أبي داود الحراني، عن عبيد الله ابن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. كلاهما - أبو إسحاق، وسماك-عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 861 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 862 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه -: قال: كان الجنُّ يصعَدُونَ إلى السماء يستمِعونَ الوحْيَ، فإِذا سَمِعُوا الكلمةَ، زَادُوا عليها تسْعاً، فأمَّا الكلمةُ فتكونُ حقّاً، وأمَّا ما زادُوا فيكُونُ باطِلاً، فلما بُعِثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُنِعُوا مقَاعِدَهُم، فذكروا ذلك لإبليس، ولم تكن النجومُ يُرمى بها قبل ذلك، فقال لهم إبليس: ما هذا إلا من أمرٍ قد حدث في الأرض، فبعث جنوده، فوجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائماً يُصلى بين جبلين - أُراه قال: بمكة - فأخبروه، فقال: هذا الحدثُ الذي حدثَ في الأرض.أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3321) في التفسير، باب ومن سورة الجن، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3324) حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن يوسف حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره. الحديث: 862 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 سورة المزمل 863 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {قُمِ الليل إلَّا قليلاً. نِصْفَهُ ... } الآية [المزمل: 2] قال: نسختها الآية التي فيها قوله تعالى: {عَلِمَ أنْ لنْ تُحصُوه فتابَ عليكم فَاقّْرَؤوا ما تيسر من القرآن} (1) [المزمل: 20] قال: وناشئة الليل: أوله، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك: أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {وأقْوَمُ قِيْلاً} [المزمل:6] يقول: هو أجدر أن تفقه في القرآن، قوله {إنَّ لك في النهار سَبْحاً طويلاً} [المزمل:7] . يقول فراغاً طويلاً. وفي رواية قال: لما نزل أول المزَّمّل كانوا يقومونَ نحواً من قيامهم في شهر رمضان، حتى نزل آخرها، وكان بين أولها وآخرها سَنَةٌ. أخرجه أبو داود (2) .   (1) وهو قول عكرمة ومجاهد والحسن وغير واحد من السلف، ويؤيده حديث مسلم في " صحيحه " رقم (746) في صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل، وفيه أن حكيم بن أفلح قال لعائشة: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ألست تقرأ {يا أيها المزمل} قلت: بلى، قالت: فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء حتى أنزل الله في آخر السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة. (2) رقم (1304) و (1305) في الصلاة، باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه، وسند الروايتين حسن. وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 286 وزاد نسبته لمحمد بن نصر، وابن مردويه، والبيهقي في " السنن ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (1304) قال: ثنا أحمد بن محمد المروزي بن شبويه، قال: ثني علي بن حسين،عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أبو داود (1305) قال: ثنا أحمد بن محمد - يعني المروزي قال: ثنا وكيع، عن مسعر، عن سماك الحنفي، فذكره. الحديث: 863 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 سورة المدثر 864 - (ت) - أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصَّعود: عقَبةٌ في النار، يتصعَّدُ فيها الكافر سبعين خريفاً، ثمَّ يهوي فيها سبعين خريفاً، فهو كذلك أبداً» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يهوي) هوى: إذا نزل إلى أسفل.   (1) رقم (3323) في التفسير، باب ومن سورة المدثر، وقال: هذا حديث غريب، إنما نعرفه مرفوعاً من حديث ابن لهيعة، وقد روي شيء من هذا عن عطية عن أبي سعيد. نقول: وفي سنده أيضاً دراج عن أبي الهيثم، وقد ذكرنا غير مرة أنه ضعيف في روايته عن أبي الهيثم، ومع ذلك فقد صححه ابن حبان رقم (3610) ، والحاكم 2 / 507 ووافقه الذهبي، وقد ذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 282 وزاد نسبته إلى أحمد وابن المنذر وابن أبي الدنيا وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي. وقال السيوطي أيضاً: أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن أبي سعيد قال: " إن صعوداً: صخرة في جهنم إذا وضعوا أيديهم عليها ذابت، فإذا رفعوها عادت، واقتحامها: فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة، وذكره الهيثمي في " المجمع " 7 / 131 وقال: رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه عطية، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف:أخرجه الترمذي (3326) حدثنا عبد بن حميد حدثنا الحسين بن موسى عن ابن لهيعة عن دارج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فذكره. قال الترمذي:هذا حديث غريب إنما نعرفه مرفوعا من حديث ابن لهيعة، وقد روي شيء من هذا عن عطية عن أبي سعيد قوله موقوف. الحديث: 864 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 865 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال ناسٌ من اليهود لأُناسٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هل يعلمُ نبيُّكم عدد خزنةِ جهنم؟ قالوا: لا ندري حتى نسألَه، فجاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا مُحَمَّدُ، غُلِبَ أصحابُكَ اليومَ، قال: «وبم غُلِبُوا؟» قال: سألهم يهودُ: هل يعلم نبيُّكم عَدَدَ خَزَنة جهنم؟ قال: «فما قالوا؟» قال: قالوا: لا ندري حتى [ص: 419] نسألَ نبيَّنا، قال: أَفغُلبَ قومٌ سُئِلوا عما لا يعلمون، فقالوا: لا نعلمُ حتى نسأَل نبينا؟ لكنهم قد سألوا نبيَّهم، فقالوا: أَرِنا الله جهْرة، علي بأعداءِ الله، إني سائلُهم عن تُربةِ الجنة - وهي الدَّرْمَكُ -؟ قال: فلما جاءوا، قالوا: يا أبا القاسم، كم عددُ خزنةِ جهنم؟ قال: هكذا وهكذا - في مرة عشرةٌ وفي مرٍة تسعةٌ - قالوا: نعم، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «ما تُرْبةُ الجنةِ؟» قال: فسكتوا هُنَيْهَة (1) ، ثم قالوا: أخبرنا يا أبا القاسم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الخبْزُ من الدَّرْمكِ» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) قوله " هنيهة " تصغير هنة، ثم زيد فيها هاء، وقال النووي في شرح الحديث من كتاب الصلاة: " هنية " بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء بغير همزة، وهي تصغير هنة، أصلها: هنوة، فلما صغرت صارت: هنيوة، فاجتمعت واو وياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فوجب قلب الواو ياء، فاجتمعت ياءان، فأدغمت إحداهما في الأخرى، فصارت: هنية، ومن همزها فقد أخطأ. ورواه بعضهم: هنيهة، وهو صحيح أيضاً. (2) رقم (3324) في التفسير، باب ومن سورة المدثر، وقال: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث مجالد. نقول: ومجالد ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره، لكن يشهد لبعضه ما أخرجه السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 283، 284 من رواية ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن البزار، أن رهطاً من اليهود سألوا رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم، فقال: الله ورسوله أعلم، فجاء فأخبر صلى الله عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ {عليها تسعة عشر} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/361) قال: ثنا علي. و «الترمذي» (3327) قال: ثنا ابن أي عمر. كلاهما -علي، وابن أبي عمر - قالا: ثنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث مجالد. الحديث: 865 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 866 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية: {هو أَهلُ التَّقْوى وأهلُ المغفرة} [المدثر: 56] قال: قال الله تبارك وتعالى: «أنا أَهلٌ أَنْ أُتَّقى، فمن اتَّقاني فلم يجعلْ معي إلهاً، [ص: 420] فأنا أهلٌ أن أغفِرَ له» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3325) في التفسير، باب ومن سورة المدثر، وأخرجه ابن ماجة رقم (4299) في الزهد، باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة، والدارمي في سننه 2 / 302 و 303 في الرقاق، باب في تقوى الله، وأحمد في مسنده 3 / 242 و 243 كلهم من حديث سهيل بن عبد الله القطعي، وقال الترمذي: حديث غريب، وسهيل ليس بالقوي في الحديث، وقد تفرد سهيل بهذا الحديث عن ثابت، وذكره ابن كثير في تفسيره 9 / 55 وزاد نسبته لابن أبي حاتم عن أبيه عن هدبة بن خالد عن سهيل به، وقال: هكذا رواه أبو يعلى والبزار والبغوي وغيرهم من حديث سهيل القطعي به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3328) حدثنا الحسن بن الصباح البزاز حدثنا زيد بن حباب أخبرنا سهيل بن عبد الله القطعي وهو أخو حزم بن أبي حزم القطيعي عن ثابت عن أنس بن مالك فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب وسهيل ليس بالقوى في الحديث وقد تفرد بهذا الحديث عن ثابت. الحديث: 866 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 سورة القيامة 867 - (خ م ت س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله عز وجل: {لا تُحرِّك به لسانَك لتَعْجَلَ به} [القيامة: 16] قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعالِجُ (1) من التنزيل شِدَّة، وكان مما يُحرِّكُ به شفتيه - فقال ابن [ص: 421] عباسٍ: أنا أُحَرِّكُهُما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرِّكُهما، وقال سعيد بن جُبير: وأنا أَحركهما كما كان ابن عباس يحركهما. فحرَّكَ شَفَتَيْهِ، فأنزل الله تعالى: {لا تُحرِّك به لسانَكَ لِتَعْجَلَ به. إِنَّ علينا جَمْعَهُ وقرآنه} [القيامة: 16، 17] قال: جمعه لك في صدرك، ثم تقرؤه: {فإذا قرأناه فاتبِعْ قرآنه} [القيامة: 18] قال: فاستَمِعْ وأَنصتْ، ثم علينا أن تقرأَه، قال: فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاهُ جبريلُ عليه السلام، بعد ذلك اسْتَمَعَ، فإذا انطلقَ جبريل قرأَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم كما أقرأه. وفي رواية: كما وعده الله عز وجل. أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أُنزِلَ عليه القرآنُ يحرِّكُ به لسانَهُ، يُرِيدُ أن يَحفْظَهُ، فأنزل الله تبارك وتعالى: {لا تُحرِّك به لسانَك لتَعْجَلَ به} قال: فكان يُحَرِّك به شَفَتيه، وحَرَّك سفْيَانُ شَفَتَيْهِ. وفي رواية النسائي: نحوٌ من رواية البخاري ومسلم، إلاَّ أَنه لم يذكر حكاية ابن عباسٍ تحريكَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم شفَتَيْهِ، ولا حكايةَ سعيدٍ (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " 1 / 28: المعالجة: محاولة الشيء بمشقة، وقوله: " مما يحرك به شفتيه " أي: كان العلاج ناشئاً من تحريك الشفتين، أي: مبدأ العلاج منه، أو " ما " موصولة، وأطلقت على من يعقل مجازاً، هكذا قرره الكرماني، وفيه نظر؛ لأن الشدة حاصلة قبل التحريك، والصواب ما قاله ثابت السرقسطي: أن المراد كان كثيراً ما يفعل ذلك، قال: وورودهما في هذا كثير، ومنه حديث الرؤيا " كان مما يقول لأصحابه: من رأى منكم رؤيا ... "، ومنه قول الشاعر: وإنا لمما نضرب الكبش ضربة ... على وجهه تلقي اللسان من الفم قلت: ويؤيده أن رواية المصنف في التفسير من طريق جرير عن موسى بن أبي عائشة ولفظها " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي، فكان مما يحرك به لسانه وشفتيه ". فأتى بهذا اللفظ مجرداً عن تقدم العلاج الذي قدره الكرماني، فظهر ما قال ثابت. ووجه ما قال غيره: أن " من " إذا وقع بعدها " ما " كانت بمعنى ربما، وهي تطلق على القليل والكثير، وفي كلام سيبويه مواضع من هذا، منها قوله: اعلم أنهم مما يحذفون كذا. والله أعلم. ومنه حديث البراء: " كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم مما نحب أن نكون عن يمينه ... " الحديث. (2) البخاري 8 / 523 و 524 في تفسير سورة القيامة، باب {إن علينا جمعه وقرآنه} ، وباب {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} ، و 1 / 28 في بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل القرآن، باب الترتيل في القراءة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى {لا تحرك به لسانك لتعجل به} ، ومسلم رقم (448) في الصلاة، باب الاستماع للقراءة، والترمذي رقم (3326) في التفسير، باب ومن سورة القيامة، والنسائي 2 / 149 و 150 في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (527) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/220) (1910) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/343) (3191) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن أبي عوانة. و «البخاري» (1/4) وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (45) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/202) وفي خلق أفعال العباد صفحة (46) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان..وفي (6/202) وفي خلق أفعال العباد صفحة (45) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وفي (6/203، 240) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (9/187) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي خلق أفعال العباد صفحة (54) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة، وجرير. و «مسلم» (2/34) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلهم عن جرير بن عبد الحميد. وفي (2/35) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. و «الترمذي» (3329) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» 2/149. وفي السنن الكبرى. (917) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانة وفي فضائل القرآن (3) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن عبيدة خمستهم - سفيان، وأ بو عوانة، وإسرائيل، وجرير وعبيدة ابن حميد - عن موسى بن أبي عائشة. 2- وأخرجه النسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (5585) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار. 3- وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5591) عن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. ثلاثتهم - موسى، وعمرو، وأبو إسحاق - عن سعيد بن جبير، * وأخرجه الحميدي (528) قال: حدثنا سفيان، قال عمرو: عن سعيد بن جبير، ولم يذكر فيه - عن ابن عباس - قال: كان النبي ..... فذكره. الحديث: 867 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 سورة المرسلات 868 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: {إِنها تَرْمِي بشَرَرٍ كالْقَصرِ (1) } [المرسلات: 32] كُنَّا نرفعُ الخشَبَة للشتاء ثلاثَةَ أذْرُعٍ أو أَقَلَّ، ونُسَمِّيهِ: الْقَصْر {كأنه جِمالاتٌ صُفْرٌ} [المرسلات: 32] حبالُ السُّفن تُجْمَعُ، حتَّى تكُونَ كأوْسَاطِ الرجالِ. أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 528: بسكون الصاد وبفتحها، وهو على الثاني جمع قصرة، أي: كأعناق الإبل، ويؤيده قراءة ابن عباس كالقصر بفتحتين، وقيل: هو أصول الشجر، وقيل: أعناق النخيل، وقال ابن قتيبة: القصر: البيت، ومن فتح أراد: أصول النخل المقطوعة، شبهها بقصر الناس، أي: أعناقهم، فكأن ابن عباس فسر قراءته بالفتح بما ذكر، وأخرج أبو عبيدة من طريق هارون الأعرج عن حسين المعلم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بشرر كالقصر بفتحتين، قال هارون: وأنبأنا أبو عمرو أن سعيد وابن عباس قرأ كذلك، وأسنده أبو عبيد عن ابن مسعود بفتحتين. وأخرج ابن مردويه من طريق قيس بن الربيع عن عبد الرحمن بن عابس " سمعت ابن عباس: كانت العرب تقول في الجاهلية: اقصروا لنا الحطب، فيقطع على قدر الذراع والذراعين "، وقد أخرج الطبراني في " الأوسط " من حديث ابن مسعود في قوله تعالى {إنها ترمي بشرر كالقصر} قال: ليست كالشجر والجبال، ولكنها مثل المدائن والحصون. (2) في تفسير سورة المرسلات، باب ومن قوله {ترمي بشرر كالقصر} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4933) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال حدثنا يحيى قال: أخبرنا سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن عابس فذكره. الحديث: 868 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 سورة عم يتساءلون 869 - (خ) عكرمة - رحمه الله-: في قوله تعالى: {وكأساً دِهاقاً} [النبأ: 34] قال: مَلأَى متتابعة (1) قال: وقال ابن عباس: سمعتُ أبِي في [ص: 423] الجاهلية يقول: اسْقِنا كأساً دِهاقاً (2) . أخرجه البخاري (3) .   (1) كذا جمع بينهما، وهما قولان لأهل اللغة، تقول: أدهقت الكأس: إذا ملأتها، وأدهقت له: إذا تابعت له السقي، وقيل: أصل الدهق، الضغط: والمعنى: أنه ملأ اليد بالكأس حتى لم يبق فيها متسع لغيرها. (2) قال الحافظ في " الفتح " في رواية الإسماعيلي من وجه آخر عن حصين عن عكرمة عن ابن عباس: سمعت أبي يقول لغلامه: أدهق لنا، أي: املأ لنا أو تابع لنا. وهو بمعنى ما ساقه البخاري. (3) 7 / 115 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3839، 3840) قال: ثني إسحاق بن إبراهيم قال: قلت لأبي إسامة، حدثكم يحيى بن المهلب، ثنا حصين عن عكرمة، فذكره. الحديث: 869 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 سورة عبس 870 - (ط ت) عروة بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهم -: أنَّ عائشة -رضي الله عنها - قالت: أُنزلتْ {عَبَسَ وتَولَّى} [عَبَسَ: 1] في ابن أُم مكتومٍ الأعمَى، أَتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول: يا رسول الله، أرْشدِْني - وعند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من عُظماءِ المشركين - فجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعرِضُ عنه ويُقْبِلُ على الآخرينَ، ويقول: «أتَرى بما أقولُ بأساً؟» فيقول: لا، ففي هذا أُنزلَ. أخرجه الموطأ والترمذي عن عروة، ولم يذكرا عائشة. وأخرجه الترمذي أيضاً عن عائشة (1) .   (1) الموطأ 1 / 203 في القرآن، باب ما جاء في القرآن مرسلاً، ورجاله ثقات. ووصله الترمذي عن عائشة رضي الله عنها رقم (3328) في التفسير، باب ومن سورة عبس، وقال: حديث حسن غريب، وصححه ابن حبان رقم (1769) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/21) عن هشام بن عروة عن أبيه فذكره. وأخرجه الترمذي (3331) حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثني أبي قال: هذا ماعرضنا على هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكره. الحديث: 870 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 871 - (خ) أنس بن مالك -رضي الله عنه -: أن عُمرَ قرأ: {وفاكهةً وأَبّاً} [عبس: 31] قال: فما الأبُّ؟ ثم قال: ما كُلِّفْنا بهذا، أو قال: ما أُمِرْنَا بهذا. أخرجه البخاري (1) . [ص: 424] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أبّاً) الأب: المرعى، وقيل: هو للدواب كالفاكهة للإنسان.   (1) لم يذكره البخاري بهذا السياق، وإنما هو من زيادات الحميدي، ولفظ البخاري 13 / 229 في – [423] – الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال عن أنس: كنا عند عمر فقال: نهينا عن التكلف، قال الحافظ: هكذا أورده مختصراً. وذكر الحميدي: أنه جاء في رواية أخرى عن ثابت عن أنس، أن عمر قرأ {وفاكهة وأباً} فقال: ما الأب؟ ثم قال: ما كلفنا أو قال ما أُمرنا بهذا. قلت (القائل ابن حجر) : هو عند الإسماعيلي من رواية هشام عن ثابت، وأخرجه من طريق يونس بن عبيد عن ثابت بلفظ: أن رجلاً سأل عمر بن الخطاب عن قوله {وفاكهة وأباً} ما الأب؟ فقال عمر: نهينا عن التعمق والتكلف. وهذا أولى أن يكمل به الحديث الذي أخرجه البخاري، وأولى منه، ما أخرجه أبو نعيم في " المستخرج " من طريق أبي مسلم الكجي عن سليمان بن حرب شيخ البخاري فيه، ولفظه: عن أنس: كنا عند عمر وعليه قميص في ظهره أربع رقاع، فقرأ: {وفاكهة وأبّاً} فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم قال: مه نهينا عن التكلف، وأخرج الحاكم في مستدركه 2 / 514 عن ابن شهاب عن أنس رضي الله عنه أخبره: أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: {فأنبتنا فيها حباً. وعنباً وقضباً. وزيتوناً ونخلاً. وحدائق غلباً. وفاكهة وأبّاً} قال: فكل هذا قد عرفناه، فما الأب؟ ثم نفض عصا كانت في يده، فقال: هذا لعمر الله التكلف، اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري مختصرا (7293) قال: ثنا سليمان بن حرب، ثا حماد بن زيد فذكره. وقال الحافظ في «الفتح» وذكر الحميدي أنه جاء في رواية أخرى فذكره. الحديث: 871 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 سورة إذا الشمس كورت 872 - (د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الْوَائِدَةُ والمَوْؤُدة في النار» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 425] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الموؤدة) البنت الصغيرة، كانوا في الجاهلية إذا ولد لهم بنت دفنوها في التراب وهي حية لتموت، فحرم الإسلام ذلك.   (1) رقم (4717) في السنة، باب في ذراري المشركين، وفي سنده أبو إسحاق السبيعي قد خلط بأخره، لكن له طريقان آخران عند الطبراني في " الكبير " ويحيى بن صاعد، يتقوى بهما، وشاهد عند أحمد 3 / 478 من حديث سلمة بن يزيد الجعفي، وإسناده صحيح، وفي قوله " الموؤودة " إشكال أجاب عنه العلماء بعدة أجوبة. انظر " مرقاة المفاتيح " 1 / 152 لملا علي القاري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو ادود (4717) حدثنا إبراهيم بن موسى (الرازي) ثنا ابن أبي زائدة قال حدثني عن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. الحديث: 872 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 سورة المطففين 873 - (ت) أبو هريرة -رضي الله عنه -: أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذا أخْطَأَ خطيئَة، نُكِتَتْ في قلبه نُكْتَةٌ، فإِذا هو نَزَعَ واسْتَغْفَرَ وتابَ، صُقِلَ قلبُه، وإنْ عادَ، زِيدَ فيها، حتى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وهو الرَّانُ الذي ذكره الله {كلا بل رانَ على قُلُوبِهمْ ما كانوا يكْسِبُونَ} [المطففين: 14] » . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نكت) النكت: الأثر في الشيء. (الران) ران على قلبه، أي: غطى، وقيل غلب.   (1) رقم (3331) في التفسير، باب ومن سورة ويل للمطففين، وأخرجه ابن ماجة رقم (4244) في الزهد، باب ذكر الذنوب، وأحمد في مسنده 2 / 297، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان رقم (1771) ، وأخرجه الحاكم في مستدركه 2 / 517 وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 325 وزاد نسبته لابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في " شعب الإيمان ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (2/297) قال:حدثنا صفوان بن عيسى. و «ابن ماجة» (4244) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، والوليد بن مسلم، و «الترمذي» (3334) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. و «النسائى» في عمل اليوم والليلة (418) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث أربعتهم-صفوان بن عيسى، وحاتم بن إسماعيل، والوليد بن مسلم، والليث - عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح فذكره. وقال الترمذي:هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 873 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 سورة إذا السماء انشقت 874 - (خ) - ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله تعالى: {لتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عن طَبَقٍ (1) } [الانشقاق: 19] قال: حالاً بعد حَالٍ، قال هذا نبيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري (2) .   (1) هذا التفسير من ابن عباس على قراءة فتح الباء من قوله {لتركبن} وبها قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي. وقد أخرج الطبري 30 / 78 الحديث المذكور عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم بلفظ: " أن ابن عباس كان يقرأ: {لتركبن طبقاً عن طبق} يعني نبيكم حالاً بعد حال " قال الحافظ: وأخرجه أبو عبيد في كتاب " القراءات " عن هشيم وزاد: - يعني بفتح الباء -. قال الطبري: قرأها ابن مسعود وابن عباس وعامة قراء مكة والكوفة بالفتح، والباقون بالضم، على أنه خطاب للأمة، ورجحها أبو عبيد لسياق ما قبلها وما بعدها، ثم أخرج عن الحسن وعكرمة وسعيد بن جبير وغيرهم قالوا: {طبقاً عن طبق} يعني: حالاً بعد حال. ومن طريق الحسن أيضاً وأبي العالية ومسروق قالوا: السموات. وأخرج الطبري أيضاً، والحاكم من حديث ابن مسعود إلى قوله: {لتركبن طبقاً عن طبق} قال: السماء. وفي لفظ الطبري عن ابن مسعود قال: " السماء تصير مرة كالدهان، ومرة تنشق ". وفي لفظ: " تنشق ثم تحمر ثم تنفطر " ورجح الطبري الأول. وأصل الطبق: الشدة، والمراد بها هاهنا: ما يقع من الشدائد يوم القيامة. والطبق: ما طابق غيره، يقال: ما هذا بطبق كذا. أي: لا يطابقه، ومعنى قوله: " حالاً بعد حال " أي: حال مطابقة للتي قبلها في الشدة، وهو جمع طبقة، وهي المرتبة، أي: هي طبقات بعضها أشد من بعض. (2) 8 / 536 في تفسير سورة إذا السماء انشقت، باب {لتركبن طبقاً عن طبق} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4940) حدثنا سعيد بن عبد النضر أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشر جعفر بن إياس عن مجاهد فذكره. الحديث: 874 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 سورة البروج 875 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: [ص: 427] «اليومُ الموعودُ: يومُ القيامة، واليومُ المشهودُ، يومُ عرفة، والشاهدُ: يومُ الجمعة» قال: «وما طلعتِ الشمسُ ولا غَرَبت على يومٍ أفْضَلَ منه، فيه ساعةٌ لا يُوافقُها عبْدٌ مؤمِنٌ يدعو الله بخير إلا استجابَ الله له، ولا يستعيذُ من شَرّ إلا أَعاذَه الله منه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) في التفسير، باب ومن سورة البروج، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره من قبل حفظه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري وغير واحد من الأئمة عن موسى بن عبيدة. نقول: لكن ثبت في " صحيح مسلم " رقم (854) في الجمعة، باب فضل يوم الجمعة من حديث أبي هريرة مرفوعاً " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة "، وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة: " إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه " فيتقوى بهما بعض حديث الباب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف مرفوعا: أخرجه الترمذي (3339) قال: ثنا عبد بن حميد، ثماروح بن عبادة وعبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، فذكره. وقال: ثنا علي بن حجر. ثنا قران بن تمام الأسدي، عن موسى بن عبيدة بهذا الإسناد نحوه. وموسى بن عبيدة الربذي يكني أبا عبد العزيز، وقد تكلم فيه يحيى وغيره من قبل حفظه. وقد روى شعبة والثوري وغير واحد من الأئمة عنه وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إلا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة، يضعف في الحديث ضعفه يحيى بن سعيد، وغيره ولكن تابعه عمار مولى بني هاشم، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد 2/298 قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان، عن عمار مولى بني هاشم، عن أبي هريرة. أما علي فرفعه. أن النبي صلى الله عليه وسلم وأما يونس فلم يعد أبا هريرة، أنه قال في هذه الآية، فذكره. وأخرجه أحمد 2/298 قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن يونس. قال: سمعت عمارا مولى بني هاشم يحدث، أنه قال قي هذه الآية: {وشاهد ومشهود} . قال: الشاهد يوم الجمعة. والمشهود يوم عرفة، والموعود يوم القيامة. الحديث: 875 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 سورة سبح اسم ربك الأعلى 876 - () (أبو ذَرّ الغفاري - رضي الله عنه -) : قال: دخلتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ للمسجد تحية» قلتُ: وما تَحِيَّتُه، يا رسول الله؟ قال: «ركْعَتانِ تَرْكَعُهُما» قلتُ: يا رسولَ الله، هل أنْزَلَ الله عَليْكَ شَيئاً مِمَّا كان في صُحفِ إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذَرّ، اقرأ {قَدْ أَفلح من تَزَكَّى. وذَكرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلى. بَلْ تُؤثِرونَ الحياة الدنيا. والآخرةُ خيرٌ وأبْقى. إنَّ هذا لفي الصُّحفِ الأولى. صُحُفِ إبراهيم وموسى} [سبح اسم ربك الأعلى: 14 - 19] قلتُ: يا رسول الله، فما كانَتْ صحفُ [ص: 428] مُوسى؟ قال: «كانت عِبراً كلُّهَا: عَجِبْتُ لمن أَيْقَنَ بالموتِ، ثم يفرحُ، عجبتُ لمن أيقن بالنَّارِ ثم يضحك، عجبتُ لمن رأَى الدنيا وتَقَلُّبَها بأهلها ثم يطمئن، عجبت لِمَنْ أيْقَنَ بالقَدَرِ ثم يَنصبُ، عجبتُ لمن أيْقَنَ بالحساب، ثم لا يعمل» . أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِبراً) العبر: جمع عبرة، وهي الموعظة ونحوها. (ينصب) النصب: التعب.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الدر " 6 / 341 بأطول من هذا، ونسبه إلى عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر. الحديث: 876 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 سورة الفجر 877 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئلَ عن الشَّفْعِ والوَتْرِ؟ قال: هي الصلاة، بعضُها شفع، وبعضها وَتْرٌ. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شفع) الشفع: الزوج. [ص: 429] (وتر) الوتر: الفرد، تكسر واوه وتفتح.   (1) رقم (3339) في التفسير، باب ومن سورة الفجر، وأخرجه أحمد في مسنده 4 / 437 و 438 و 442، والحاكم في مستدركه 2 / 522 وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 346 وزاد نسبته لعبد بن حميد وعبد الرزاق وابن مردويه وابن جرير وابن أبي حاتم، نقول: في سنده عمران بن عصام، لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد 4/437 قال: حدثنا أبو داود. وفي 4/438 قال: حدثنا بهز. وفي 2/442 قال: حدثنا يزيد وعفان وعبد الصمد. و «الترمذي» 3342 قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود. ستتهم- أبو داود، وبهز، ويزيد بن هارون، وعفان، وعبد الصمد، وابن مهدي - عن همام، عن قتادة، عن عمران بن عصام، عن رجل من أهل البصرة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث قتادة. وقد رواه خالد بن قيس الحراني، عن قتادة أيضا. الحديث: 877 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 سورة الشمس 878 - (خ م ت) عبد الله بن زمعة (1) - رضي الله عنه -: أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يخطُب - وذكَرَ النَّاقَةَ والذي عَقَرَهَا - فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم {إِذِ انْبعثَ أشقاها} [الشمس: 12] انبعثَ لها رجلٌ عزيزٌ عَارِمٌ مَنيعٌ في رهطهِ، مثل أبي زَمعة، وذكر النِّساء - وفي رواية: ثم ذكر النساءَ - فوعظ فيهن. فقال: يَعْمِدُ أحدُكم فَيَجْلِدُ امرأتَهُ جَلدَ العبدِ، فلعلَّهُ يُضَاجِعُها من آخر يومه، ثم وعظهم في ضحِكِهم من الضَّرْطةِ، قال: لِمَ يضحكْ أَحدكم مما يفعل؟. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، هكذا. وفرقه البخاري أيضاً في مواضع من كتابه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عقرها) العقر: الجرح، وعقر ناقته: ضرب قوائمها بالسيف فقطعها. [ص: 430] (انبعث) مضى لشأنه، وثار ذاهباً لقضاء حاجته وأربه. عارم: العارم: الشديد الممتنع.   (1) هو عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، صحابي مشهور، وأمه قريبة: أخت أم سلمة أم المؤمنين. (2) البخاري 8 / 542 في تفسير سورة الشمس، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} ، وفي النكاح، باب ما يكره من ضرب النساء، وفي الأدب، باب قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} ، ومسلم رقم (2855) في الجنة وصفة نعيمها، والترمذي رقم (3340) في التفسير، باب ومن سورة الشمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (569) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/17) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/17) قال: حدثنا أبو معاوية. وفيه (4/17) قال: حدثنا ابن نمير. وفيه (4/17) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. و «الدارمي» (2226) قال: أخبرنا جعفر بن عون. و «البخارى (4/180) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/210) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. وفي (7/42) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/18) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. و «مسلم» (8/154) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا ابن نمير. و «ابن ماجة» (1983) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. و «الترمذي» 3343 قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) 5294 عن محمد بن رافع، وهارون بن إسحاق عن عبدة بن سليمان (ح) وعن محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبو معاوية، وابن نمير، وجعفر، ووهيب، وسفيان الثوري، وعبدة- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 878 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 سورة والضحى 879 - (خ م ت) جُندُب بن سفيان البجلي - رضي الله عنه - قال: اشْتكى (1) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يَقُمْ لَيْلَة أَو ليْلَتِيْن، وفي رواية: ليلتين أو ثلاثاً - فجاءتهُ امرأَةٌ، فقالت: يا محمد، إِني لأرجو أنْ يكونَ شَيْطانُكَ قد تركَكَ، لم أرَهُ قَرَبَكَ مُنْذُ ليْلَتَيْنِ، أَو ثلاثٍ قال: فأنزل الله عز وجل {والضُّحَى. واللَّيْلِ إذا سَجَى. ما وَدَّعَكَ ربُّكَ ومَا قَلَى} [الضُّحى: 1- 3] . وفي رواية قال: أبطأ جبريل على رسولٍِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال المشركونَ: قد وُدِّعَ مُحَمَّدٌ، فأنزل اللهُ عز وجل: {والضُّحَى. واللَّيْلِ إذا سَجَى. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ ومَا قَلَى} . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه الترمذي قال: كُنتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غارٍ، فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَنتِ إلا إصْبَعٌ دَميتِ ... وفي سبيل الله ما لقيتِ؟ قال: فأبطأَ عليه جبريل عليه السلام، فقال المشركون: قد وُدِّعَ [ص: 431] محمدٌ، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ما وَدَّعَكَ ربُّكَ ومَا قَلَى (2) } . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قلا) قلاه: إذا هجره، والاسم: القِلى.   (1) أي: مرض، والمرأة: هي أم جميل – بفتح الجيم – امرأة أبي لهب وأخت أبي سفيان، و " قرب " بالضم لازم، يقال: قرب الشيء، أي دنا، وبالكسر: متعد، يقال: قربته، أي: دنوت منه. (2) البخاري 8 / 545 في تفسير سورة الضحى، باب قوله تعالى: {ما ودعك ربك وما قلى} ، وفي التهجد، باب ترك القيام للمريض، وفي فضائل القرآن، باب كيف نزول الوحي، ومسلم رقم (1797) في الجهاد، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المنافقين، والترمذي رقم (3342) في التفسير، باب ومن سورة الضحى، وقال: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (777) . ومسلم (5/182) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. و «الترمذي» (3345) قال: حدثنا ابن أبي عمر. ثلاثتهم - الحميدي وإسحاق، وابن أبي عمر- قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «البخاري» (6/213) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر- غندر - و «مسلم» (5/182) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى وابن بشار، قالوا: حدثنا محمد بن جعفر. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف -3249) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل. كلاها - ابن جعفر، وبشر - عن شعبة. 3- وأخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا بحيى بن آدم. و «البخارى» (6/213) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «مسلم» (5/182) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، قال: إسحاق: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما - يحيى، وأحمد بن يونس - قالا: حدثنا زهير. 4- وأخرجه أحمد (4/12) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (4/313) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» (2/62، 6/224) قال: حدثنا أبونعيم. وفي (2/62) قال: حدثنا محمد بن كثير. و «مسلم» (5/182) قال: حدثا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا الملائي. ثلاثتهم - أبو نعيم الملائي، ووكيع، ومحمد - قال: محمد أخبرنا. وقال الأخران: حدثنا سفيان (هو الثوري) . أربعتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وزهير، والثوري - عن الأسود بن قيس، فذكره. الحديث: 879 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 سورة أقرأ 880 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فجاءَ أبو جهلٍ، فقال: ألم أنهك عن هذا؟ أَلم أنْهَكَ عن هذا؟ فانصرف النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَزَبَرَهُ، فقال أبو جهلٍ: إنك لتَعْلَمُ ما بِها نَاد أَكْثَرَ منِّي، فأنزل الله تبارك وتعالى: {فلْيَدْعُ نادِيَهْ. سَنَدْعُ الزَّبَانيةَ} [اقرأ: 17، 18] قال ابن عباس: والله لو دعَا نَادِيَه لأَخَذَتهُ زَبانِيَةُ اللهِ. أخرجه الترمذي (1) . [ص: 432] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ناد) النادي: مجتمع القوم.   (1) رقم (3346) في التفسير، باب ومن سورة اقرأ باسم ربك، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (2321) و (3045) ، وأخرج مسلم في صحيحه رقم (2797) في صفات المنافقين، باب قوله تعالى: {إن الإنسان ليطغى} من حديث أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً [ص: 432] عضواً» قال: فأنزل الله عز وجل - لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه - {كلا إن الإنسان ليطغى} إلى آخر السورة، وأخرجه أحمد والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3349) حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس فذكره. وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، وفيه - أي الباب - عن أبي هريرة رضي الله عنه. الحديث: 880 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 سورة القدر 881 - (ت) يوسف بن سعد -رحمه الله-: قال: قام رجلٌ إلى الحسن بن علي، بعد ما بَايَعَ مُعاوِيَةَ، فقال: سَوَّدْتَ وُجُوهَ المؤمنين، أَو يا مُسَوِّد وجوهِ المؤمنين، فقال: لا تُؤنِّبْني - رحمك الله - فإِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُرِي بني أُمَيَّةَ على مِنْبَرِهِ، فساءهُ ذلك، فنزلت: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] يا محمدُ، يعني نهراً في الجنة، ونزلت: {إنا أَنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر} [القدر: 1 - 3] يملكها بعدك بَنُو أُمَيَّة يا مُحمدُ، قال القاسم بنُ الْفَضْلِ: فعدَدْنا، فإِذا هي ألفُ شهرٍ، لا تزيدُ يوماً ولا تنقُص. أخرجه الترمذي (1) . [ص: 433] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تؤنبني) التأنيب: اللوم والتعنيف. (خير من ألف شهر) قد جاء في متن الحديث «أن مدة ولاية بني أمية كانت ألف شهر» ، وألف شهر هي: ثلاث وثمانون سنة، وأربعة أشهر، وكان أول ولاية بني أمية منذ بيعة الحسن بن علي-رضي الله عنهما - لمعاوية بن أبي سفيان، وذلك على رأس ثلاثين سنة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في آخر سنة أربعين من الهجرة وكان انقضاء دولتهم على يد أبي مسلم الخراساني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فيكون ذلك اثنتين وتسعين سنة، يسقط منها مدة خلافة عبد الله بن الزبير، وهي ثماني سنين وثمانية أشهر، يبقى ثلاث وثمانون سنة، وأربعة أشهر، وهي ألف شهر (2) .   (1) رقم (3347) في التفسير، باب ومن سورة القدر، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل. وقد قيل: من حديث أبي داود الطيالسي عن القاسم بن الفضل الحداني عن يوسف عن سعيد عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن، وأخرجه الحاكم في مستدركه 3 / 170 و 171، وإسناده صحيح، ووافقه الذهبي، وقد رد الحافظ ابن كثير هذا الحديث في تفسيره 9 / 251 من جهة متنه، وقال: إنه منكر، ونقل تضعيفه عن شيخه الحافظ أبي الحجاج المزي، فراجعه إن شئت. (2) من العجيب أن يسوق المصنف هذا مساق الدليل القاطع، مع أن الحديث قد تقدم القول: أنه منكر، ومع أن السورة لا تمت إلى هذا الذي قاله بأي سبب من الأسباب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3350) قال: ثنا محمود بن غيلان، قال: ثنا أبو داود الطيالسي، قال: ثنا القسام بن الفضل الحداني، عن يونس بن سعد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لانعرفه إلا من هذه الوجه من حديث القاسم بن الفضل. وقد قيل عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن. والقاسم بن الفضل الحراني هو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويوسف بن سعد رجل مجهول، ولانعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه. الحديث: 881 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 سورة إذا زلزلت 882 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية» {يومئذ تُحَدِّثُ أخبارها} [إذا زلزلت: 4] قال: «أتَدرون ما أخبارُها؟» قالوا الله ورسولُهُ أعلم. قال: «فإنَّ أخبارها: أنْ تَشْهَدَ على كُلِّ عَبْدٍ أو أمَةٍ بما عَمِلَ على ظَهرها، تقول: عَمِلَ يومَ كذا، كذا وكذا، فهذا أخْبارُها» . [ص: 434] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3350) في التفسير، باب ومن سورة إذا زلزلت، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وأخرجه أحمد في مسنده 2 / 374، والحاكم في مستدركه 2 / 532 وقال: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، نقول: وفي سنده يحيى بن أبي سليمان المدني، لينه الحافظ في " التقريب " وباقي رجاله ثقات، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 380 وزاد نسبته لعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3353) حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا سعيد بن أبي أيوب عن يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فذكره. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 882 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 433 سورة التكاثر 883 - (ت) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: لما نزلت {ثم لَتُسْألُنَّ يومَئذٍ عن النَّعيم} [التكاثر: 8] قال الزبير: يا رسولَ الله، وأيُّ نَعيم نُسْأَلُ عنه، وإنما هما الأسودان: التمرُ والماء؟ قال: أمَا إنهُ سيكونُ. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3354) في التفسير، باب ومن سورة ألهاكم التكاثر، وأخرجه ابن ماجة رقم (4158) في الزهد، باب معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحمد في مسنده 1 / 164 وهو حديث صحيح، وقد حسنه الترمذي، ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي، وحديث محمود بن لبيد عند احمد 5 / 429. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه الحميدي (61) وأحمد (1/164) (1405) . وابن ماجة (4158) والترمذي (3356) قال: (ابن ماجة، والترمذي) حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد- قالوا: حدثنا سفيان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 883 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 884 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: لما نزلت هذه الآية {ثم لَتُسْألُنَّ يومَئذٍ عن النَّعيم} قال الناس: يا رسول الله، عن أيِّ النَّعِيم نُسْألُ، وإنما هما الأسودان، والعدوُّ حاضرٌ، وسيُوفُنا على عواِتقِنا؟ قال: إنَّ ذلك سيكون. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3354) في التفسير، باب ومن سورة التكاثر، وهو بمعنى الحديث السابق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3357) حدثنا عبد بن حميد حدثنا أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن فذكره. الحديث: 884 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 885 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أولُ ما يسأَلُ عنه العبد يوم القيامةِ من النعيم، أنْ يُقَالَ له: ألمْ نُصِحَّ لك جِسْمَكَ؟ ونُرْوِكَ من الماء البارِدِ؟. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3355) في التفسير، باب ومن سورة ألهاكم التكاثر، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان رقم (2585) ، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 388 وزاد نسبته لأحمد في " زوائد الزهد " وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه والبيهقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3358) قال: ثنا عبد بن حميد، ثنا شبابة عن عبد الله بن العلاء عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم الأشعري، فذكره. وقال الترمذي: هذا: حديث غريب، والضحاك: هو ابن عبد الرحمن بن عرزب، ويقال ابن عرزم. وابن عرزم أصح. الحديث: 885 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 سورة أرأيت 886 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كُنَّا نَعُدُّ الماعون على عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عاريَةَ الدَّلْوِ والْقِدْرِ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1657) في الزكاة، باب حقوق المال، وإسناده حسن، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 400 وزاد نسبته لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في " الأوسط " وابن مردويه والبيهقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1657) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو عوانة عن عاصم بن أبي النجود، عن شقيق عن عبد الله فذكره. الحديث: 886 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 سورة الكوثر 887 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ بيْنَ أَظْهُرِنا في المسجدِ، إِذْ أَغْفَى إِغفاءة، ثم رفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّماً، فقلنا: ما أضْحَكَكَ يا رسولَ الله؟ قال: «نزلت عليَّ آنفاً سورةٌ، فقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم. إِنا أعطيناك الكَوْثَرَ. فصَلِّ لربِّك وانْحَرْ. إن شانِئَك هو الأبْتَرُ} [الكوثر: 1- 3] ثم قال: أتَدْرُون ما الكوثر؟ فقلنا: [ص: 436] الله ورسوله أعلم، قال: فإِنه نَهْرٌ وَعدَنيهِ ربِّي عزَّ وجلَّ، عليه خيْرٌ كثيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يومَ القيامة، آنيتُه عَدَدَ نُجُومِ السماءِ (1) فيُخْتَلِجُ العبدُ منهم، فأقولُ: ربِّ، إِنهُ من أُمَّتي، فيقول: ما تَدْرِي ما أحْدَثَ بعدَك؟» . وفي رواية نحوه، وفيه إنه نَهرٌ وعَدنيه رَبِّي في الجنَّةِ، عليه حَوْضي ولم يذْكُرْ: «آنيتُه عَدَدُ النُّجُوم» . هذه رواية مسلم. وقد أخرجه هو أيضاً، والبخاري مختصراً، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليَرِدَنَّ عليَّ الحوض رَجالٌ مِمَّنْ صاحَبَني، حتى إذَا رأَيتُهم ورُفِعُوا إليَّ: اخْتُلجُوا دُونِي، فَلأَقُوَلنَّ، أيْ ربِّ، أُصَيْحابي، أُصَيْحابي، فَلَيُقَالنَّ لي، إنَّكَ لا تدْري ما أحْدَثُوا بعْدَكَ» . وفي رواية للبخاري: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لمَّا عرجُ بِي إلى السَّماءِ، أَتيْتُ على نَهْرٍ حافَتاهُ قِبابُ اللُّؤلُؤِ الْمُجَوَّفِ، فَقُلْتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: الكوثرُ. وفي أخرى له، قال: «بينا أنا أسِيرُ في الجنَّةِ، إذا أنا بِنَهْرٍ حافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤلُؤِ الْمُجَوَّفِ، قلت: ما هذا يا جبريل؟» قال: الكوثرُ الذي أعطاك ربُّكَ، فإذا طِيبُهُ - أو طِينُهُ - مِسْكٌ أَذْفَرُ، شَكَّ الراوي. وأخرجه الترمذي قال: بينا أنا أَسيرُ في الْجَنَّةِ إذ عَرَضَ لي نَهرٌ حافَتاهُ قِبابُ اللؤْلُؤِ، قلتُ لِلْمَلكِ: مَا هذا؟ قال: هذا الكوثَرُ الذي أَعطاكَهُ اللهُ، قال: ثم ضَرَبَ بيده إلى طينه، فاسْتَخْرَجَ لي مِسكاً، ثم رُفِعَتْ لي سِدْرةُ [ص: 437] المنْتَهى، فرأيتُ عندها نوراً عظيماً. [وله في أخرى: [في قوله] : {إِنا أعطيناك الكَوْثَرَ} أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: هو نهرٌ في الجنة، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيتُ نَهْراً في الجنة، حافتاهُ قِبابُ اللُّؤلؤِ، قلتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثَرُ الذي أعطاكَهُ اللهُ» ] . وأخرجه أبو داود مثل رواية مسلم الأولى إلى قوله: عليه خيرٌ كثير. وفي أخرى له: «أَنَّهُ نَهرٌ وعَدَنيهِ رَبِّي في الجنةِ» . ولم يذكر الإغْفاء، ولا أنه «كان بين أظْهُرِنا في المسجد» . وفي أخرى له: لما عَرَجَ بنبيِّ اللهِ في الجنَّةِ - أو كما قال: - عَرَض له نَهرٌ في الجنَّةِ، حَافَتاهُ الياقُوتُ المُجَيَّبُ - أو قال: المُجَوَّف - فَضَرَبَ المَلك الذي مَعَهُ يَدَهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِسكاً، فقال محمد صلى الله عليه وسلم لِلمَلكَ الذي مَعَهُ: ما هذا: قال: الكوثر الذي أعطاكَهُ اللهُ» . وأخرجه النسائي بنحوٍ من هذه الروايات المذكورة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آنفاً) يعني الآن والساعة. [ص: 438] (الأبتر) المقطوع النسل الذي لا ولد له، وقيل: المنقطع من كل خير. والشانئ: المبغض والعدو. (فيختلج) الاختلاج: الاستلاب والاجتذاب. (المجيَّب) الذي جاء في كتاب البخاري «المجوف» ومعناه ظاهر، يعني أنها قباب مجوفة من لؤلؤ، والذي جاء في كتاب أبي داود «المجيب» أو «المجوف» كذا جاء بالشك فإن كان بالفاء: فهو كما سبق. والذي رأيته في كتاب الخطابي «المجيَّب» - أو «المجوف» - بالباء، وقال معناه، الأجوف، وأصله من جُبتُ الشيء: إذا قطعته، والشيء، مجيَّب ومجوَّب، كما قالوا: مشوَّب ومشيَّب، وانقلاب الياء عن الواو كثير في كلامهم. كذا فسره الخطابي رحمه الله تعالى.   (1) ولفظ مسلم: آنيته عدد النجوم. (2) البخاري 8 / 562 و 563 في تفسير سورة {إنا أعطيناك الكوثر} ، وفي الرقاق، باب الحوض، ومسلم رقم (400) في الصلاة، باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة، والترمذي رقم (3357) في التفسير، باب ومن سورة {إنا أعطيناك الكوثر} ، وأبو داود رقم (4747) و (4748) في السنة، باب في الحوض، والنسائي 3 / 133 و 134 في الصلاة، باب قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/102) (مرتين) ومسلم (2/، 13 7/71) قال: ثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، و «أبو داود» (، 784 4747) قال: ثنا هناد بن السري: ثلاتهم - أحمد، وأبوكريب، وهناد - عن محمد بن فضيل. 2- وأخرجه مسلم (2/12، 7/71) قال: ثنا علي بن حجر، وأبو بكر بن أبي شيبة، و «النسائي» 2/133 وفي الكبرى (887) قال: ثنا علي بن حجر. كلاهما - علي، وأبو بكر - قالا: ثنا علي بن مسهر. كلاهما - ابن الفضيل، وعلي بن مسهر - عن المختار بن فلفل، فذكره. والرواية الثانية: 1- أخرجها أحمد (3/207) قال: ثنا يونس. و «البخارى 6/219 قال: ثنا آدم كلاهما (يونس، وآدم قالا: ثنا شيبان. 2- وأخرجه أحمد (3/191) قال: ثنا بهز، وعفان. وفي 3/289 قال: ثنا بهز. و «البخاري» (8/149) قال: ثنا أبو الوليد. وفي 8/149 قال: ثنا هدبة بن خالد. أربعتهم قالوا: ثنا همام بن يحيى. 3- وأخرجه أحمد (3/164) وعبد بن حميد (1190) ، والترمذي (3359) قال: ثنا عبد بن حميد. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف 1338) عن إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم عن عبد الرزاق - عن معمر. 4- وأخرجه أحمد (3/231، 232) قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة. 5- وأخرجه أبو داود (4748) قال: ثنا عاصم بن النضر، ثنا المعتمر، قال: سمعت أببي. 6- وأخرجه الترمذي (3360) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا سريج بن النعمان، قال: ثنا الحكم ابن عبد الملك. ستتهم -شيبان، وهمام، ومعمر، وسعيد، وسليمان التميي، والحكم - عن قتادة، فذكره. والرواية الثالثة: أخرجها أحمد (3/152) قال: ثنا عبد الصمد. وفي 3/247 قال: ثنا عفان. كلاهما قالا: ثنا حماد، عن ثابت فذكره. والرواية الرابعة: أخرجها أحمد (3/103) قال: ثنا ابن أبي عدي. وفي (3/115) قال: ثنا يحيى. وفي (3/263) قال: ثنا عبد الله بن بكر. ثلاثتهم عن حميد، فذكره. الحديث: 887 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 888 - (خ) أبو بشر جعفر بن إِياس اليشكري -رحمه الله-: عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباسٍ، قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه الله إِيَّاهُ، قُلْتُ لسعيدٍ: فإِنَّ ناساً يزعُمُون أنَّهُ نَهْرٌ في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاهُ اللهُ إياه. أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 563 في تفسير سورة {إنا أعطيناك الكوثر} ، وفي الرقاق، باب الحوض. قال الحافظ في " الفتح ": هذا تأويل من سعيد بن جبير، جمع به بين حديثي عائشة وابن عباس رضي الله عنهما، وكأن الناس الذين عناهم أبو بشر: أبو إسحاق وقتادة، ونحوهما ممن روى ذلك صريحاً: أن الكوثر، هو النهر. ثم قال: وحاصل ما قاله سعيد بن جبير: أن قول ابن عباس: إنه الخير الكثير، لا يخالف قول غيره: إن المراد به نهر في الجنة، لأن النهر فرد من أفراد الخير الكثير، ولعل سعيداً أومأ إلى أن تأويل ابن عباس أولى لعمومه، لكن ثبت تخصيصه بالنهر، من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، فلا معدل عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4966) حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد ابن جبير فذكره. الحديث: 888 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 438 889 - (ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الكوثرُ: نهرٌ في الجنَّةِ حافتاهُ من ذهَبٍ، ومَجْراهُ على الدُّرِّ والْيَاقُوتِ، تُرْبَتُهُ أطْيَبُ من الْمِسْكِ، ومَاؤُهُ أَحْلى من الْعَسَلِ، وأَبَيضُ من الثَّلْجِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3358) في التفسير، باب ومن سورة الكوثر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن ماجة رقم (4334) في الزهد، باب صفة الجنة، وأحمد في مسنده 2 / 112، وإسناده صحيح، فإن الراوي عن عطاء عنده هو حماد بن زيد، وقد سمع منه قديماً، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 /403 وزاد نسبته لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه وابن أبي حاتم وابن جرير. الحديث: 889 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 890 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: قال عامرُ بنُ عبدِ الله بنِ مسعودٍ (1) سألتُ عائِشَةَ عن قوله تعالى {إِنا أعطيناك الكَوْثَرَ} فقالت: الكَوْثَرُ نهر أُعْطِيهُ نَبِيُّكُم، شَاطِئَاهُ (2) عليه دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنيتُه كعَددِ النجوم. أخرجه البخاري (3) .   (1) هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي، روى عنه إبراهيم النخعي، ومجاهد ونافع بن جبير وأبو إسحاق السبيعي، وعمرو بن مرة، وروى هو عن أبي موسى الأشعري وعائشة وكعب بن عجرة، قال عمرو بن مرة: سألت عامراً: هل تذكر عن أبيك عبد الله شيئاً؟ قال: لا. (2) قال العيني: " عليه " يرجع إلى جنس الشاطئ، ولهذا لم يقل: عليهما، و " در " مرفوع على أنه مبتدأ، و " مجوف " صفته، وخبره " عليه " والجملة خبر المبتدأ الأول، أعني: " شاطئاه ". (3) 8 / 563 في تفسير سورة {إنا أعطيناك الكوثر} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه البخاري (4965) حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة،فذكره. الحديث: 890 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 891 - (عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -) قال: قالت قُرَيشٌ: ليس له ولَدٌ، وسيموتُ وينْقَطِع أَثَرُهُ، فأنزل اللهُ تعالى سورة الكوثَر، إلى [ص: 440] قوله {إِنَّ شَانِئَكَ هُو الأبْتَرُ} - يعني: شَانىء محمد صلى الله عليه وسلم: هو الأبتَرُ. أخرجه رزين. الحديث: 891 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 سورة النصر 892 - (خ ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان عمر يُدخِلُني مَعَ أَشْياخِ بدْرٍ، فكأنَّ بعضَهُمْ وجَدَ في نفسه، فقال: لِمَ تُدْخِل هذا مَعنا، ولنا أبناءٌ مثْلُه؟ فقال عُمرُ إنَّهُ مَنْ علمتُم، فدعاه ذَاتَ يومٍ، فأدَخَله معُهم، قال: فما رُئِيتُ (1) أنه دعاني يوماً، إلاَّ لِيُريَهُمْ، قال: ما تقولون في قول الله عز وجل {إذا جاء نَصْرُ اللَّه والفتح} [النصر: 1] فقال بعضُهم: أُمِرْنا بأنْ نَحْمَدَ الله ونَسْتَغْفِرَهُ، إذا نُصِرْنا وفُتِحَ عَلَيْنا، وسكتَ بعضُهم، فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذَاك تقولُ يا ابن عباسٍ؟ قلتُ: لا، قال: فما تقول؟ قلتُ: هو أَجلُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَعْلمهُ [له] ، فقال: {إذا جاء نَصْرُ اللَّهِ والفتحُ} فذلك علامةُ أجَلِكَ {فَسبحْ بحمدِ رَبِّكَ واستغفره إِنه كان توّاباً} فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول. وفي رواية: أنَّ عُمرَ كان يُدني ابنَ عباس، فقال له عبد الرحمن بن [ص: 441] عَوفٍ، إِنَّ لَنا أبناء مثلَه، فقال: عمر: إِنَّهُ من حيثُ تَعلمُ، فسألَ عمرُ ابنَ عباسٍ عن هذه الآية؟ قال: أَجلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أَعْلَمَهُ إِيَّاه، قال: ما أَعْلمُ منها إِلا ما تَعْلَمُ. وفي أخرى: أنَّ عمر سألهم عن قوله: {إذا جاء نَصْرُ اللَّه والفتحُ} قالُوا: فتح المدائن والقُصُورِ، قال: يا ابنَ عباسٍ، ما تقول، قال: أَجَلٌ أو مثَلٌ ضُرِبَ لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، نُعيِتْ إليه نَفْسُهُ. أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي الرواية الوُسْطَى (2) .   (1) قوله " فما رئيت " على صيغة المجهول، بضم الراء وكسر الهمزة. وفي غزوة الفتح في رواية المستملى " أُريته " بتقديم الهمزة والمعنى واحد. وقوله " إلا ليريهم " بضم الياء من الإراءة. (2) البخاري 8 / 565 و 566 في تفسير سورة {إذا جاء نصر الله} ، باب قوله {فسبح بحمد ربك واستغفره} ، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وباب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، والترمذي رقم (3359) في التفسير، باب ومن سورة الفتح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 1/337 (3127) قال: حدثنا هشيم. و «البخارى» (4/248) وفي (6/11) . قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/198) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/220) قال حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. «الترمذي» 3362 قال: حدثنا عبد بن حميد، قال حدثنا سليمان بن داود، عن شعبة (ح) حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - هشيم، وشعبة، وأبو عوانة- عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير فذكره. * أخرجه البخاري 6/22 قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن عمر -رضي الله عنه - سألهم عن قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح} قالوا:: فتح المدائن والقصور. قال: ماتقول يا ابن عباس؟ قال أجل: أو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم نعيت له نفسه. الحديث: 892 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 440 سورة الإخلاص 893 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: أنَّ المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: انْسُبْ لَنا ربكَ، فأنزل الله تباركَ وتعالى: {قُلْ هو اللَّه أَحدٌ. اللَّه الصَّمَدُ. لم يَلدْ ولم يُولَدْ} [الإخلاص: 1] لأنه ليس شيءٌ يولد إلا سَيمُوتُ، وليس شيءٌ يموتُ إلا سيُورَثُ، وإنَّ الله لا يموتُ ولا يورَثُ {ولم يكن له كُفُواً أَحدٌ} قال: لم يكُنْ له شَبِيهٌ ولا عِدْل، وليس كمثله شيءٌ. [ص: 442] أخرجه الترمذي (1) . وأخرجه أيضاً، عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر عن أُبيّ، قال: وهذا أصحُّ (2) .   (1) رقم (3361) و (3362) في التفسير، باب ومن سورة الإخلاص، وهو في " المسند " 5 / 134 وفي سند الروايتين أبو جعفر الرازي، وهو صدوق سيء الحفظ. (2) يعني الترمذي: أن حديث عبيد الله بن موسى مرسلاً أصح من حديث أبي سعد متصلاً، لأن عبيد الله بن موسى ثقة، وأبا سعد وهو محمد بن ميسر الصاغاني ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (5/133) والترمذي (3364) قال: ثنا أحمد بن منيع. كلاهما - ابن حنبل، وابن منيع - قالا: ثنا محمد بن ميسرة الصاغاني، قال: ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس. عن أبي العالية فذكره. الحديث: 893 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 894 - (خ) أبو وَائل -رحمه الله -: قال: الصَّمَدُ: السَّيِّدُ الذي انتهى سُؤْدُدُهُ. أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 568 في تفسير سورة {قل هو الله أحد} ، باب قول الله (الصمد) تعليقاً، قال الحافظ: وقد وصله الفريابي من طريق الأعمش عنه، وجاء أيضاً من طريق عاصم عن أبي وائل فوصله بذكر ابن مسعود فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (8/612) باب قوله: الله الصمد. قال الحافظ وقد وصله الفريابي من طريق الأعمش عنه، وجاء أيضا من طريق عاصم عن أبي وائل فوصله يذكر ابن مسعود فيه. الحديث: 894 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 895 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عز وجل: يَشْتُمُني ابنُ آدمَ، وما ينبغي له أَنْ يَشْتُمَني، ويُكذِّبُني وما ينبغي له، أمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ، فَقَوْلُهُ: إنَّ لي ولَداً، وأمَّا تَكْذِيِبُهُ، فَقَولَه: ليس يُعيدُني كما بَدَأني» . وفي رواية قال: قال الله عز وجل: كَذَّبَني ابن آدمَ، ولم يكُنْ له ذلك، وشَتَمَني، ولم يكنْ له ذلك، فأَمَّا تكذِيبه إياي، فقوله: لن يُعيدني كما بَدَأني. وليس أوَّل الخلقِ بأهوَنَ عَلَيَّ من إعَادتَهِ، وأمَّا شَتْمُهُ إيايَ، فقوله: اتَّخذَ اللهُ وَلَداً، وأنا الأحَدُ الصَّمَدُ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُواً [ص: 443] أَحَدٌ. أخرجه البخاري، والنسائي (1) .   (1) البخاري 8 / 568 في تفسير سورة {قل هو الله أحد} ، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} ، والنسائي 4 / 112 في الجنائز، باب أرواح المؤمنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان و «البخارى» 4/129 قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة، عن أبي أحمد، عن سفيان. وفي (6/222) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. و «النسائي» (4/112) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب ابن الليث، قال: حدثا الليث، عن ابن عجلان. وفي الكبرى (الورقة 101 -أ) قال: أخبرنا عمران ابن بكار، قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب. ثلاثتهم - سفيان الثوري. وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن عجلان -عن عبد الله بن ذكوان بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. والرواية الثانية أخرجها أحمد (2/317) . و «البخارى» (6/222) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. كلاهما - أحمد بن حنبل، إسحاق - عن عبد الرزاق بن همام قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 895 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 896 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى كَذَّبَني ابن آدمَ، ولم يكُنْ له ذلك (1) ، وشَتَمَني، ولم يكنْ له ذلك، فأَمَّا تكذِيبه إياي، فَزَعَمَ أنِّي لا أقدِرُ أن أُعِيدَهُ كما كان، وأمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ، فقوله: لِيَ ولَدٌ، فَسُبْحاني أنْ أَتَّخذَ صاحِبَة أو وَلَداً» .أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الكرماني: التكذيب نسبة المتكلم إلى أن خبره خلاف الواقع، والشتم: توصيف الشخص بما هو إزراء ونقص فيه، وإثبات الولد له كذلك، لأنه قول بما يستلزم الإمكان والحدوث، فسبحانه ما أحلمه وما أرحمه {وربك الغفور ذو الرحمة} وهذا من الأحاديث القدسية. (2) 9 / 234 في تفسير سورة البقرة، باب {وقالوا اتخذ الله ولداً} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4482) حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس فذكره. الحديث: 896 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 سورة المعوذتين 897 - (خ) زِرُّ بن حبيش - رحمه الله: قال: سألتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عن الْمُعَوِّذَتَيْنِ، قُلْتُ: يا أبا الْمُنْذِر، إنَّ أخَاكَ ابنَ مسْعُودٍ يقول: كذا وكذا (1) ؟ [ص: 444] فقال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: قيل لي: فقلت: فنحن نقول كما قال: [ص: 445] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. وفي أخرى: مِثْلُها، ولم يذكُرْ فيه ابنَ مَسْعُودٍ. أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 570: هكذا وقع اللفظ مبهماً، وكأن بعض الرواة أبهمه استعظاماً له. وأظن ذلك من سفيان، فإن الإسماعيلي أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الإبهام، كنت أظن أولاً أن الذي أبهمه البخاري، لأنني رأيت التصريح به في رواية أحمد عن سفيان، ولفظه: " قلت لأبي بن كعب: إن أخاك يحكمها من المصحف "، وكذا أخرجه الحميدي عن سفيان، ومن طريقه أبو نعيم في " المستخرج " وكأن سفيان كان تارة يصرح بذلك وتارة يبهمه، وقد أخرجه أحمد أيضاً وابن حبان من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بلفظ: [ص: 443] " إن عبد الله بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه " وأخرج أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بلفظ: " إن عبد الله يقول في المعوذتين " وهذا أيضاً فيه إبهام، وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات " المسند "، والطبراني، وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: " كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه، ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله " قال الأعمش: وقد حدثنا عاصم عن زر عن أبي بن كعب، فذكر نحو حديث قتيبة الذي في الباب الماضي، وقد أخرجه البزار، وفي آخره يقول: " إنما أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما " قال البزار: ولم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه قرأهما في الصلاة ". قلت: - القائل ابن حجر - هو في صحيح مسلم عن عقبة بن عامر، وزاد فيه ابن حبان من وجه آخر عن عقبة " فإن استطعت أن لا تفوتك قراءتهما في صلاة فافعل "، وأخرج أحمد من طريق أبي العلاء بن الشخير عن رجل من الصحابة " أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه المعوذتين، وقال له: إذا أنت صليت فاقرأ بهما "، وإسناده صحيح، ولسعيد بن منصور من حديث معاذ بن جبل " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ فيهما بالمعوذتين ". وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب " الانتصار " وتبعه عياض وغيره ما حكي عن ابن مسعود فقال: لم ينكر ابن مسعود كونهما من القرآن، وإنما أنكر إثباتهما في المصحف، فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئاً إلا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أذن في كتابته فيه، وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك، قال: فهذا تأويل منه وليس جحداً لكونهما قرآناً. وهو تأويل حسن، إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك، حيث جاء فيها: " ويقول إنهما ليستا من كتاب الله " نعم يمكن حمل لفظ: " كتاب الله " على المصحف، فيتمشى التأويل المذكور ... وأما قول النووي في شرح " المهذب ": أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن، وأن من جحد منهما شيئاً كفر، وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح، ففيه نظر، وقد سبقه لنحو ذلك أبو محمد بن حزم، فقال في أوائل " المحلى ": ما نقل عن ابن مسعود من إنكار قرآنية المعوذتين فهو كذب باطل. وكذا قال الفخر الرازي في أوائل تفسيره: الأغلب على الظن أن هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل. والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل، بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل، والإجماع الذي نقله إن أراد شموله لكل عصر فهو مخدوش، وإن أراد استقراره فهو مقبول. (2) 8 / 570 - 572 وفي تفسير {قل أعوذ برب الفلق} ، وفي تفسير {قل أعوذ برب الناس} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4977) قال: ثنا علي بن عبد الله، قال: ثنا سفيان، ثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش ح. وثنا عاصم عن زر، فذكره. الحديث: 897 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 898 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إلى القَمَرِ فقال: «يا عائشةُ، استعيذي بالله من شَرِّ هذا، فإنَّ هذا هو الغَاسِقُ إذا وقَبَ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغاسق) الليل: ووقب: إذا طلع، وإنما سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم القمر غاسقاً، لأنه إذا أخذ في الطلوع والمغيب يُظلم لونه، لما يعرض دونه من الأبخرة المتصاعدة من الأرض عند الأفق، والغسوق: الظلام.   (1) رقم (3363) في التفسير، باب ومن سورة المعوذتين، وأخرجه أحمد في " المسند " 6 / 61 و 206 و 215 و 237 و 252، وإسناده قوي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم 2 / 541 ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3366) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الملك بن عمرو العقدي، عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة فذكره، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 898 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 899 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال (1) : الْوَسْوَاسُ: إِذا [ص: 446] وُلِدَ خَنَسهُ الشَّيطانُ، فإذا ذُكِرَ اللهُ ذَهَبَ، وإذا لم يُذْكَرِ اللهُ ثبت على قَلْبهِ، ذكره البخاري بغير إسناد (2) . وفي رواية قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الشَّيطانُ جَاثِمٌ على قَلْبِ ابنِ آدَمَ، فإذا ذكرَ الله خَنَسَ وإذا غَفَلَ وَسْوَسَ» (3) . والله أعلم [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خنسه) الخنوس: التأخر، والانقباض.   (1) قال الحافظ: كذا لأبي ذر ولغيره: ويذكر عن ابن عباس وكأنه أولى، لأن إسناده إلى ابن عباس ضعيف، أخرجه الطبري والحاكم، وفي إسناده حكيم بن جبر، وهو ضعيف ولفظه: ما من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإذا عمل فذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس ورويناه في الذكر لجعفر بن أحمد بن فارس من وجه آخر عن ابن عباس، وفي إسناده محمد بن حميد الرازي، وفيه مقال، ولفظه: يحط الشيطان فاه على قلب بن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس. (2) 8 / 570 في تفسير {قل أعوذ برب الناس} . (3) أخرجه الطبري 30 / 228 من حديث جرير عن منصور عن سفيان عن ابن عباس، وهو منقطع، وذكره الحافظ بنحوه ونسبه لسعيد بن منصور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في التفسير - باب سورة {قل أعوذ برب الناس} . وقال الحافظ. أخرجه الطبري والحاكم وفي إسناده حكيم بن جبير، وهو ضعيف، ولفظه «من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإذا عمل فذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس» ورويناه في الذكر لجعفر بن أحمد بن فارس من وجه آخر عن ابن عباس، وفي إسناده محمد بن حميد الرازي، وفيه مقال، ولفظه: «يحط الشيطان فاه على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس» وأخرجه سعيد بن منصور من وجه أخر عن ابن عباس ولفظه: «يولد الإنسان والشيطان جاثم علي قلبه، فإذا عقل ذكر اسم الله خنس، إذا غفل وسوس» . الحديث: 899 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 الكتاب الثاني: في تلاوة القرآن وقراءته ، وفيه بابان الباب الأول: في التلاوة ، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في الحث عليها 900 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَعاهَدُوا هذا القرآن، فَوَ الَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتاً (1) من الإبل في عُقُلِها (2) » . أخرجه البخاري، ومسلم (3) .   (1) رواية البخاري " تفصياً " بفتح الفاء وكسر الصاد المشددة، وهو بمعنى التفلت. (2) بضمتين، ويجوز سكون القاف جمع عقال بكسر أوله وهو الحبل، ووقع في رواية الكشميهني " من عقلها " ووقع في رواية الإسماعيلي " بعقلها "، قال القرطبي: من رواه " من عقلها " فهو على الأصل الذي يقتضيه التعدي من لفظ التفلت، وأما من رواه بالباء أو بالفاء فيحتمل أن يكون بمعنى: من، أو للمصاحبة أو الظرفية. (3) البخاري 9 / 739 في فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده، ومسلم رقم (791) في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 4/497 قال:حدثنا أبو أحمد. وفي 4/411 قال: حدثنا محمد بن الصباح (قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته أنا من محمد بن الصباح) قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. و «البخارى» 6/238 قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. و «مسلم» 2/192 قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري.، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو أسامة.. ثلاثتهم - أبو أحمد، وإسماعيل، وأبو أسامة -عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 900 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447 901 - (خ م ط س) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مَثَلُ صاحِبِ القُرآنِ كمَثَلِ صاحِبِ الإبلِِ المُعَقَّلَةِ (1) ، إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإن أطْلَقَها ذَهَبَتْ» . أخرجه الجماعة إلا الترمذي، وأبا داود. وزادَ مسلم في رواية أخرى: وإذا قام صاحبُ القرآن فقرأه بالليل والنهار ذَكَرَهُ، وإنْ لم يقُمْ بهِ نَسِيَه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المعقلة) هي: الإبل التي شدت بالعقال لئلا تهرب، والعقال حبيل صغير يشد به ساعد البعير إلى فخذه ملويّاً. (تعاهدوا) التعاهد والتعهد: المراجعة والمعاودة، قاله الهروي.   (1) أي: مع الإبل المعقلة، شبه درس القرآن، واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشرود، فما دام التعهد موجوداً فالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال، فهو محفوظ. وقال العلماء: خص الإبل بالذكر، لأنها أشد الحيوان الانسي نفوراً، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة. (2) البخاري 9 / 70 في فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده، ومسلم رقم (789) في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن، والموطأ 1 / 202 في القرآن، والنسائي 2 / 154 في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) 143. و «أحمد» 2/17 (4665) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/23) (4759) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري. حدثنا إسحاق قال: وفي 2/30 (4845) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي 2/35 (4923) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وفي 2/64 قال (5315) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك وفي 2/112 (5923) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا مالك. و «البخاري» 6/237 قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. و «مسلم» (2/190) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي 2/191 قال: حدثنا زهير بن حرب.، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالوا: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن. (ح) وحدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثنا أنس، يعني ابن عياض، جميعا عن موسى بن عقبة. و «ابن ماجةة» 3783 قال: حدثنا أحمد ابن الأزهر،قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أبنأنا معمر، عن أيوب. و «النسائى» 2/154، وفي الكبرى (924) ،وفي فضائل القرآن (66) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (فضائل القرأن) 68 قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا يعقوب، عن موسى بن عقبة. خمستهم -مالك، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري، وأيوب السختياني،وموسى بن عقبة- عن نافع، فذكره. الحديث: 901 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 448 902 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بِئْسما (1) لأحَدِهِمْ أن يقول: نَسيتُ آيةَ كَيْتَ [ص: 449] وكَيْتَ (2) ، بل هو نُسِّيَ (3) ، واسْتَذْكِرُوا القرآن؛ فإنه أشَدُّ تَفَصِّياً من صُدُورِ الرجال من النَّعم من عُقُلِها» . وفي رواية قال: لا يَقُلْ أحدُكُم: نَسِيتُ آية كذا وكذا، بَلْ هو نُسِّي. أخرجه الجماعة إلا الموطأ وأبا داود (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تفصيًّا) كل شيء كان لازماً لشيء ففُصِل عنه، قيل: تفصَّى منه، [ص: 450] كما يتفصى الإنسان من البلية أي: يتخلص منها.   (1) اختلف العلماء في متعلق الذم من قوله صلى الله عليه وسلم " بئسما " قيل: هو على نسبة الإنسان إلى نفسه، وهو لا صنع له فيه، فإذا نسبه إلى نفسه أوهم أنه انفرد بفعله، فكان ينبغي أن يقول [ص: 449] أنسيت، أو نسيت بالتثقيل، على البناء للمجهول فيهما، أي: أن الله هو الذي أنساني، كما قال: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} لكن الذي يظهر أن ذلك ليس متعلق بالذم، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نسب النسيان إلى نفسه، وكذا نسبه يوشع إلى نفسه، حيث قال: {إني نسيت الحوت} ، ونسبه موسى إلى نفسه حيث قال: {لا تؤاخذني بما نسيت} ، وقد سبق قول الصحابة {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} مساق المدح، وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله} ، وقال بعضهم: سبب الذم ما فيه من الإشعار بعدم الاعتناء بالقرآن، إذ لا يقع النسيان إلا بترك التعاهد وكثرة الغفلة، فلو تعاهده بتلاوته والقيام به في الصلاة لدام حفظه وتذكره، فإذا قال الإنسان: نسيت الآية الفلانية، فكأنه شهد على نفسه بالتفريط، فيكون متعلق الذم ترك الاستذكار والتعاهد، لأنه الذي يورث النسيان، وقال النووي: الكراهة فيه للتنزيه. (2) قال القرطبي: " كيت وكيت " يعبر بهما عن الجمل الكثيرة، والحديث الطويل، ومثلها " ذيت وذيت " وقال ثعلب: " كيت " للأفعال، و " ذيت " للأسماء. وفي " الصحاح " قال أبو عبيدة: يقال " كان من الأمر كيت وكيت - بالفتح - وكيت وكيت - بالكسر - أي: كذا وكذا، والتاء فيهما هاء في الأصل، فصارت تاء في الوصل. (3) ضبطوه بالتشديد والتخفيف، قال القرطبي: معنى التثقيل أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره، ومعنى التخفيف: أن الرجل ترك غير ملتفت إليه، وهو كقوله تعالى {نسوا الله فنسيهم} أي: تركهم في العذاب أو تركهم من الرحمة. (4) البخاري 9 / 70، 72 في فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده، ومسلم رقم (790) في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن، والترمذي رقم (2943) في القراءات، باب ومن سورة الحج، والنسائي 2 / 154 في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (91) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» 1/417 (3960) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/423 (4020) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي 1/429 (4085) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، وشعبة. وفي 1/438 (4176) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج قالا: حدثنا شعبة، و «الدرمي» 3350 قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد، عن شعبة. و «البخارى» 6/238 قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير وفي 6/239 قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. و «مسلم» (2/191) قال: حدثنا زهير بن حرب.، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال: إسحاق: أخبرنا، وقال الآخرن: حدثنا جرير. و «الترمذي» 2942 قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. و «النسائى» 2/154 وفي الكبرى (925) . وفي عمل اليوم والليلة (726) وفي فضائل القرآن (64) قال: أخبرنا عمران بن موسى.، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة.. وفي عمل اليوم والليلة (727) . وفي فضائل القرآن (67) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: أخبرنا أبو نعيم، ومعاوية، قالا: حدثنا سفيان. وفي فضائل القرآن (65) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. وفي (67) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وسفيان الثوري، وجرير - عن منصور. 2- وأخرجه أحمد (1/381) (362) قال: حدثنا أبو معاوية. و «مسلم» 2/191 قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، وأبو معاوية ح وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية. و «النسائي» في عمل اليوم واليلة (725) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية. كلاهما -أبو معاوية وعبد الله بن نمير - عن الأعمش. 3- وأخرجه أحمد 1/449 (4288) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. و «مسلم» (2/191) قال: حدثني محمد بن حاتم.، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (724) قال: أخبرنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثني عبد الوراث، قال: حدثني محمد بن جحادة. كلاها - ابن جريج، ومحمد بن جحادة - عن عبدة بن أبي لبابة. 4- وأخرجه أحمد 1/463 (4416) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عاصم ابن بهدلة، وحدثنا منصور بن المعتمر.. أربعتهم -منصور، والأعمش، وعبدة بن أبي لبابة، وعاصم بن بهدلة) عن شقيق أبي وائل، فذكره. * أخرجه النسائى في عمل اليوم والليلة (728) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثناحماد، عن منصور، وعاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فذكره موقوفا. الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 902 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 448 903 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقْرَأُ القُرآنَ، وفينا الأعرَابيُّ والعجمِيُّ، فقال: اقرؤوا، فكلٌّ حَسَنٌ (1) ، وَسيجيءُ أقوامٌ يُقيمونهُ كما يُقامُ القِدْحُ، يَتَعجَّلونهُ ولا يتأجَّلُونَهُ. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأعرابي) : ساكن البادية من العرب. و «العجمي» : المنسوب إلى العجم، وهم الفرس. (القدح) السهم قبل أن يعمل له ريش ولا نصل. (يتأجلونه) التأجل: تَفَعُّل من الأجل، أي: يؤخرونه إلى أجل، والأجل: مدة معينة.   (1) أي: فكل قراءة من قراءتكم حسنة مرجوة للثواب، إذا آثرتم الآجلة على العاجلة، ولا عليكم ألا تقيموا ألسنتكم إقامة القدح، وهو السهم قبل أن يراش، فإنه سيجيء أقوام يقيمون حروفه وألفاظه، ويجودونها بتفخيم المخارج وتمطيط الأصوات، يطلبون بقراءته العاجلة من عرض الدنيا والرفعة فيها، ولا يريدون به الآجلة وهو جزاء الآخرة. قال الطيبي: وفي الحديث رفع الحرج وبناء الأمر على المساهلة في الظاهر، وتحري الحسبة والإخلاص في العمل، والتفكر في معاني القرآن، والغوص في عجائب أمره. (2) رقم (830) في الصلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة، وإسناده قوي، وأخرجه أحمد في " المسند " 3 / 397. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد 3/357 قال: حدثنا عبد الوهاب.-يعني ابن عطاء - قال: أنبانا أسامة بن زيد الليثي. 2- وأخرجه أحمد 3/397 قال: حدثنا خلف بن الوليد. و «أبو داود» 830 قال: حدثنا وهب بن بقية. كلاهما - خلف، ووهب- عن خالد، عن حميد الأعرج. كملاهما - أسامة الليثي، وحمد الأعرج - عن محمد بن المكندر فذكره. الحديث: 903 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 904 - (د) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: خرج علينا رسولُ الله [ص: 451] صلى الله عليه وسلم ونحن نَقْتَرِئُ، فقال: «الحمدُ لله، كتابُ الله واحدٌ، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود، اقْرَأوهُ قبل أن يَقْرأَهُ أقْوامٌ يُقيمونه كما يُقَامُ السَّهمُ، يتعجَّلُ أجرهُ، ولا يتأجَّله» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يقترئ) الاقتراء: افتعال من القراءة. [ص: 452] (الأحمر) : كناية عن الأبيض، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «بُعثت إلى الأحمر والأسود» (والأسود) : العرب لأن الغالب على ألوانهم الأدمة، والأدمة قريبة من السواد. والأحمر: العجم، لأن الغالب على ألوانهم البياض والحمرة.   (1) رقم (831) في الصلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة، وفي سنده وفاء بن شريح الحضرمي الصدفي الراوي عن سهل بن سعد، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، لكن يتقوى بحديث جابر المتقدم، وفي الباب عن عمران بن حصين مرفوعاً " من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون الناس به " أخرجه الترمذي رقم (2918) وعن عبد الرحمن بن شبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به " أخرجه أحمد 3 / 428 و 444، قال الهيثمي في " المجمع ": رجاله ثقات، وقواه الحافظ في " الفتح " وعن أبي بن كعب قال: علمت رجلاً القرآن فأهدى لي قوساً، فقيل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن أخذتها أخذت قوساً من نار " فرددتها، أخرجه ابن ماجة رقم (2158) وعن معاذ عند الحاكم والبزار بنحو حديث أبي، وعن أبي الدرداء عند الدارمي بإسناد على شرط مسلم بنحوه أيضاً، وعن عبادة بن الصامت قال: علمت ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن فأهدى إلي رجل منهم قوساً، فقلت: ليست بمال وأرمي عليها في سبيل الله عز وجل، لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنه رجل أهدى إلي قوساً ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن، وليست بمال وأرمي عليها في سبيل الله، فقال: " إن كنت تحب أن تطوق طوقاً من نار فأقبلها " أخرجه أبو داود وابن ماجة، وذكر الحافظ في " الفتح " 9 / 86 حديث أبي سعيد عن أبي عبيد في " فضائل القرآن " قال: وصححه الحاكم ورفعه " تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله "، وقد استدل بهذه الأحاديث من قال: إنها لا تحل الأجرة على تعليم القرآن، وهو أحمد بن حنبل وأصحابه، وأبو حنيفة، وبه قال الضحاك بن قيس والزهري، وإسحاق وعبد الله بن شقيق، وأجابوا عن حديث " إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله " بأنه خاص بأخذ الأجرة على الرقية فقط، كما يشعر به السياق جمعاً بينه وبين الأحاديث المتقدمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (831) حدثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو وبن لهيعة عن بكر ابن سوادة عن وفاء بن شريح الصدفي عن سهل بن سعد الساعدي فذكره. الحديث: 904 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 905 - (خ ت د) عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُكمْ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ» . أخرجه البخاريُّ والترمذي، وأبو داود (1) .   (1) البخاري 9 / 66، 67 في فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، والترمذي رقم (2909) في أبواب ثواب القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن، وأبو داود رقم (1452) في الصلاة، باب ثواب قراءة القرآن، وأخرجه البخاري أيضاً بلفظ: " إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه "، وللترمذي " خيركم وأفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 1/58 (412) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز وحجاج، قالوا: حدثنا شعبة. وفي 1/58 (413) قال:حدثنا عفان، قال:حدثنا شعبة. وفي 1/69 (500) قال:حدثنا يحيى ابن سعيد، عن سفيان وشعبة. و «الدارمي» 41 33 قال: حدثنا الحجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» 6/236 قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة. و «أبو داود «» 1452 قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. و «ابن ماجة» 211 قال:حدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا شعبة وسفيان. و «الترمذي» 2907 قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. وفي (2908) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان وشعبة و «النسائي» في (فضائل اقرآن) 61 قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. وفي (62) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة وسفيان. كلاهما - شعبة وسفيان - قالا: حدثنا علقمة بن مرثد، قال: سمعت سعد بن عبيدة، وعن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره. * أخرجه أحمد (571) (405) قال: حددثنا وكيع. (ح) وحدثنا عبد الرحمن. و «البخاري» (6/236) قال: حدثنا أبو نعيم. و «ابن ماجة» (212) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. «الترمذي» (2908) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري. و «النسائي» في (فضائل القرآن) 63 قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. خمستهم - وكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم، وبشر، وعبد الله - عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن االسلمي، فذكره ليس فيه (سعد بن عبيدة) . الحديث: 905 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 906 - (م) أبو الأسود الدؤلي -رحمه الله -: قال: بُعِث أبو مُوسى إلى قُرَّاءِ أهلِ البصرَةِ، فدخل عليه ثلاثُمائة رجل قد قَرَؤوا القرآن، فقال: أَنتم خِيارُ أهلِ البصْرَةِ، وقُرَّاؤهُمْ، فَاتلوهُ، ولا يَطُولَنَّ عليكم الأمَدُ، فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، كما قَستْ قُلُوبُ مَنْ كانَ قَبْلَكُم، وإنا كُنَّا نَقْرأُ سورة نشبِّهُها في الطُّولِ والشِّدَّةِ ببراءة، فَأُنْسِيتُهَا، غيرَ أني قد حَفِظْتُ منها: «لو كان لابنِ آدمَ واديانِ من مالٍ لابْتَغَى وادياً ثالثاً، ولا يَمْلأُ جَوْفَ ابن آدمَ إلا الترابُ» ، وكُنَّا نقرأ سورة كُنَّا نُشَبِّهُها بإحدَى المُسبِّحاتِ فأُنْسِيتُها، غير أني حَفِظتُ منها: «يا أيُّها الذين آمنوا، لم تقولونَ ما لا تفعلون فَتُكْتبُ [ص: 453] شَهادَة في أعناقكم فتُسَأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ القيامة» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1051) في الزكاة، باب لو أن لابن آدم واديان لابتغى ثالثاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1050) حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال: فذكره. الحديث: 906 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 907 - (خ م ت د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثل المُؤمِنِ الَّذي يقرأُ القُرآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، ريحُها طَيِّبٌ، وطَعْمُها طيِّبٌ، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مَثَلُ التمرة، لا ريحَ لها وطعمها حلوٌ، ومَثَلُ الْمنافِقِ الَّذِي يقرأُ القرآنَ مَثلُ الرَّيْحانَةِ، ريحها طيب، وطعمها مُرٌّ، ومَثَلُ المنافِقِ الذي لا يقرأُ القرآن كمثَل الْحَنْظَلةِ، لا ريحَ لها، وطعمها مُرٌّ» . وفي رواية: «ومَثَلُ الْفَاجِرِ» في الموضعين. أخرجه الجماعة إلا الموطأ، إلا أنَّ الترمذيَّ قال في الحنظلة: «وَرِيحُها مُرٌّ (1) » .   (1) البخاري 9 / 58، 59 في فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام، وباب من راءا بالقرآن أو تأكل به أو فخر به، وفي الأطعمة، باب ذكر الطعام، وفي التوحيد، باب قراءة الفاجر والمنافق، ومسلم رقم (797) في صلاة المسافرين، باب فضيلة حافظ القرآن، والترمذي رقم (2869) في الأمثال، باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ للقرآن وغير القارئ، وأبو داود رقم (4820) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، والنسائي 8 / 124 و 125 في الإيمان، باب مثل الذي يقرأ القرآن من مؤمن ومنافق، وأخرجه ابن ماجة رقم (214) في المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 4/397 قال: حدثنا روح، «النسائى» (8/124) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما -روح ويزيد - قالا: ثنا سعيد 2- وأخرجه أحمد 4/403 قال:حدثنا عفان،وبهز. و «عبد بن حميد» (565) قال حدثنى أبو الوليد. و «البخارى» (6/234، 9/198) قال: حدثنا هدبة بن خالد و «مسلم» (2/194) قال: حدثنا هداب بن خالد. أربعتهم - عفان،وبهز، وأبو الوليد وهدبة (هداب) - عن همام بن يحيى. 3- وأخرجه أحمد 4/404 قال: ثنا عفان،قال:حدثنا أبان. 4- وأخرجه أحمد 4/408 قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» 6/244 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. و «مسلم» 2/194 قال وحدثنا محمد بن المثنى،قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «أبو داود» 483 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى ح وحدثنا ابن معاذ،قال: حدثنا أبي. و «ابن ماجة» 214 قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثني، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. و «النسائي» في فضائل القرآن (106) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. كلاهما -يحيى، ومعاذ - عن شعبة. 5- وأخرجه الدارمي (3366) قال: حدثنا أبو النعمان. و «البخاري» (7/99) قال: حدثنا قتيبة. و «مسلم» (2/194) قال: حدثنا قتبية بن سعيد، وأبو كامل الجحدري. والترمذي (2865) قال: حدثنا وقيتبة. و «النسائي» في فضائل القرآن (107) قال:أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - أبو النعمان، وقتيبة، وأبو كامل - عن أبي عوانة. خمستهم - سعيد، وهمام، وأبان، وشعبة، وأبو عوانة - عن قتادة، قال حدثنا أنس بن مالك، فذكره. * صرح قتادة بالسماع في رواية ورح بن عبادة عند أحمد (4/397) ورواية هدبة بن خالد عند البخاري (6/324،9/198) . الحديث: 907 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 453 908 - (س) السائب بن يزيد -رحمه الله -: أنَّ شُرَيْحاً الْحَضْرَمِيّ ذُكِرَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَتَوَسّدُ القرآن» . أخرجه النسائي (1) . [ص: 454] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] قال الهروي: قال ابن الأعرابي: قوله: «لا يتوسد القرآن» يجوز أن يكون مدحاً وأن يكون ذماً. فالمدح: أنه لا ينام الليل عن القرآن، فيكون القرآن متوسداً معه، لم يتهجد به. والذم: أنه لا يحفظ من القرآن شيئاً، فإذا نام لم يتوسد معه القرآن يقال: توسد فلان ذراعه: إذا نام عليها، وجعلها كالوسادة له.   (1) 3 / 257 في الصلاة، باب وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائى (3/257) أخبرنا سويد بن نصر قال: حدثنا عبد الله قال أنبأنا يونس عن الزهري قال: أخبرني السائب بن يزيد، فذكره. الحديث: 908 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 453 الفصل الثاني: في آداب التلاوة ، وفيه خمسة فروع الفرع الأول: في تحسين القراءة والتغني بها 909 - (د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «زَيِّنُوا الْقُرآنَ بأصواتكم (1) » . [ص: 455] أخرجه أبو داود، والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زينوا القرآن بأصواتكم) قال الخطابي في قوله: «زينوا القرآن بأصواتكم» قد فسره غير واحد من أئمة الحديث: زينوا أصواتكم بالقرآن، وقالوا: هذا من باب المقلوب، كما قالوا: عرضت الناقة على الحوض، وإنما هو: عرضت الحوض على الناقة. قال: ورواه معمر عن منصور عن طلحة، فقدم الأصوات على القرآن، وهو الصحيح. قال: ورواه طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «زينوا أصواتكم بالقرآن» أي: الهجوا بقراءته، واشغلوا أصواتكم به، واتخذوه شعاراً وزينة.   (1) ويكون ذلك بتحسين الصوت عند القراءة، فإن الكلام الحسن يزيد حسناً وزينة بالصوت الحسن، وفي أدائه بحسن الصوت وجودة الأداء بعث للقلوب على استماعه والإصغاء إليه، قال التوربشتي: هذا إذا لم يخرجه التغني عن التجويد، ولم يصرفه عن مراعاة النظم في الكلمات والحروف، فإن انتهى إلى ذلك، عاد الاستحباب كراهة، وأما ما أحدثه المتكلفون بمعرفة الأوزان والموسيقى فيأخذون في [ص: 455] كلام الله مأخذهم في التشبيب والغزل، فإنه من أسوأ البدع، فيجب على السامع النكير، وعلى التالي التعزير. (2) أبو داود رقم (1468) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي 2 / 179 و 180 في الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، وإسناده صحيح، وأخرجه الدارمي 2 / 474، وأحمد 4 / 283، 285، 296، 304، وابن ماجة رقم (1342) وصححه ابن حبان والحاكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الأعمش وفي (4/285) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا محمد بن طلحة. وفي 4/296 قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، والأعمش. وفي (4/304) قال: حدثنا يحيى، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة. وفي (4/304) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا الأعمش. و «الدارمي» 3503 قال: حدثنا عبيد الله، عن سفيان، عن منصور، والبخارى في خلق العباد (صفحة33) قال: حدثان عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. (ح) وحدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، عن منصور. (ح) وحدثنا محمد، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة وفي (34) قال: حدثنا محمود قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا قرة بن حبيب، قال: حدثنا شعبة، ومحمد بن طلحة. و «أبوداود» 1468 قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. و «ابن ماجة» 1342 قال: حدثنا محمد بن بشار.، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، و «النسائى» 2 /179 قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفيه 2/179 قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. أربعتهم - الأعمش، ومحمد بن طلحة، ومنصور، وشعبة- عن طلحة بن مصرف، قال: سمعت عبد الرحمن بن، عوسجة، فذكره الحديث: 909 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 454 910 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أذِنَ اللهُ لشيءٍ ما أَذِنَ لِنَبيٍّ أنْ يتَغنَّى (1) بالقُرآن» . [ص: 457] وفي رواية: لنَبيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بالقرآن يجْهرُ به. هذه رواية البخاري ومسلم، وأبي داود، والنسائي. ولمسلم أيضاً: لنَبيٍّ يتَغَنَّى بالقُرآنِ يَجْهَر به. وللبخاري أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا مَنْ لم يتَغَنَّ بالقُرآنِ» زاد غيره (2) «يَجْهَرُ به» . كذا في كتاب البخاري (3) . [ص: 458] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما أذن لنبي يتغني بالقرآن) وقوله: «ما أذن الله لنبي، ما أذن لنبي يتغني بالقرآن» يعني: ما استمع، يقال: أذن إلى الشيء وللشيء، يأذن أذناً، أي استمع له، والتغني: تحزين القراءة، وترقيقها، ومنه قوله: «زينوا القرآن بأصواتكم» وقيل: المراد به: رفع الصوت بها، وقد جاء في بعض الروايات كذلك، أي يجهر بها. وجاء في بعضها عن سفيان «يتغنى» أي: يستغني.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": كذا لهم، وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه بدون " أن "، وزعم بن الجوزي أن الصواب حذف " أن " وأن إثباتها وهم من [ص: 456] بعض الرواة، لأنهم كانوا يروون بالمعنى، فربما ظن بعضهم المساواة، فوقع في الخطأ، لأن الحديث لو كان بلفظ " أن " لكان من الإذن - بكسر الهمزة وسكون الذال - بمعنى الإباحة والإطلاق، وليس ذلك مراداً هنا، وإنما هو من الأذن - بفتحتين - وهو الاستماع. وقوله " أذن " أي: استمع والحاصل: أن لفظ " أذن " بفتحة ثم كسرة في الماضي، وكذا في المضارع مشترك بين الإطلاق والاستماع. تقول: أذنت آذن – بالمد - فإن أردت الإطلاق فالمصدر بكسرة ثم سكون، وإن أردت الاستماع فالمصدر بفتحتين. وقال القرطبي: أصل الأذن – بفتحتين - أن المستمع يميل بإذنه إلى جهة من يسمعه، وهذا المعنى في حق الله لا يراد به ظاهره، وإنما هو على سبيل التوسع على ما جرى به عرف المخاطب، والمراجعة في حق الله تعالى إكرام القارئ وإجزال ثوابه، لأن ذلك ثمرة الإصغاء. ووقع عند مسلم من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة في هذا الحديث " أذن لشيء كأذنه " بفتحتين، ومثله عند أبي داود من طريق محمد بن أبي حفصة عن عمرو بن دينار عن أبي سلمة، وعند أحمد وابن ماجة والحاكم - وصححه - من حديث فضالة بن عبيد " أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته " وما أنكره ابن الجوزي ليس بمنكر، بل هو موجه، وقد وقع عند مسلم في رواية أخرى كذلك، ووجهها عياض بأن المراد: الحث على ذلك والأمر به. وقد ذكر البخاري عقيب حديث أبي هريرة " قال سفيان: تفسيره: يستغني به ". قال الحافظ: كذا فسره سفيان، ويمكن أن يستأنس له بما أخرجه أبو داود وابن الضريس وصححه أبو عوانة، عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك " لقيني سعد بن أبي وقاص وأنا في السوق فقال: تجار كسبة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن "، وقد ارتضى أبو عبيد تفسير " يتغن " بـ " يستغني " وقال: إنه جائز في كلام العرب، وأنشد للأعشى: وكنتُ أمرءاً زمناً بالعِرَاقِ ... خَفِيفَ المُنَاخِ طَويلَ التغنّي أي: كثير الاستغناء، وقال المغيرة بن حبناء: كِلانا غَنيٌّ عن أخيه حَياتَه ... ونحْنُ إذا مِتْنا أشَدُّ تَغَانِيا قال: فعلى هذا يكون المعنى: من لم يستغن بالقرآن عن الإكثار من الدنيا فليس منا، أي على طريقتنا، واحتج أبو عبيد أيضاً بقول ابن مسعود " من قرأ سورة آل عمران فهو غني " ونحو ذلك. [ص: 457] وقال ابن الجوزي: اختلفوا في معنى قوله " يتغنى " على أربعة أقوال أحدها: تحسين الصوت. والثاني: الاستغناء. والثالث: التحزن، قاله الشافعي. والرابع: التشاغل به. تقول العرب: تغنى بالمكان: أقام به. قال ابن الأعرابي: كانت العرب إذا ركبت الإبل تتغنى، وإذا جلست في أفنيتها وفي أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون هجيراهم القرآن مكان التغني. وفيه قول آخر حكاه ابن الأنباري في " الزاهر " قال: المراد به: التلذذ والاستحلاء له، كما يستلذ أهل الطرب بالغناء، فأطلق عليه " تغنياً " من حيث أنه يفعل عنده ما يفعل عند الغناء، وهو كقول النابغة: بكاءَ حمَامَةٍ تَدْعُو هَديلا ... مفَجَّعةٍ على فَنَنٍ تُغَنِّي أطلق على صوتها غناء، لأنه يطرب كما يطرب الغناء، وإن لم يكن غناء حقيقة. (2) أي: غير الزهري الراوي عن أبي سلمة، وهذا الغير المبهم، هو محمد بن إبراهيم التيمي، كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري في التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة ". (3) البخاري 9 / 60، 61 في فضائل القرآن، باب من لم يتغن بالقرآن، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} ، وباب قول الله تعالى {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور} ، وقد أبعد الألباني النجعة في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ص 106 فعزاه إلى أبي داود، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة "، ومسلم رقم (792) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، وأبو داود رقم (1473) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي 2 / 180 في الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (949) قال حدثنا سفيان قال سمعت الزهري. و «أحمد» (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حد ثنا معمر، عن الزهري وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق. قالا: أخبرنا ابن جريج. قال عبد الرزاق في حديثه: أخبرني ابن شهاب. وفي 2/450 قال: حدثنا يزيد. وقال: أخبرنا محمد بن عمرو. و «الدارمي» 1496 3500، قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (1499) قال: أخبرنا محمد بن أحمد. قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (3493) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب. و «البخارى» (6/235، 9/173) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وفي (6/236) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (9/193) ، في (خلق أفعال العباد) صفحة 32 قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثني ابن أبي حازم عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم. وفي (خلق أفعال العباد) صفحة 32 قال: حدثني يحيى بن يوسف. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري. و «مسلم» (2/2192) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو كلاهما عن ابن شهاب. (ح) وحدثني بشر بن الحكم. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. قال حدثنا يزيد، وهو بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم. (ح) وحدثني ابن أخي ابن وهب. قال حدثنا عمي عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمر بن مالك وحيوة بن شريح، عن ابن الهاد بهذا الإسناد مثله سواء. (ح) وحدثنا الحكم بن موسى. قال: حدثنا هقل، عن الأوزاعي، عن يحى بن أبي كثير. (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو بن جعفر، عن محمد بن عمرو. و «أبو داود» (1473) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: حدثني عمر بن مالك وحيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث. و «النسائي» (2/180) ، في الكبرى (999) ، وفي فضائل القرآن (77) قال: أخبرنا محمد المكي. قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن يزيد بن عبد الله، عن محمد بن إبراهيم. وفي (2/180) وفي الكبرى (1000) ، وفي فضائل القرآن (73) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (فضائل القرآن) 78 قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. أربعتهم - ابن شهاب الزهري، وأ حمد بن عمرو، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويحيي بن أبي كثير - عن أبي سملة بن عبد الرحمن، فذكره. * أخرجه الدارمي (3494) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني يونس. عن ابن شهاب. قال: أخبرني أبو سلمة، أن أبا هريرة قال: «ماأذن الله لشيء كما أذن لنبي يتغنى بالقرآن» . موقوف. الحديث: 910 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 455 911 - (د) عبد الله بن أبي يزيد - رحمه الله -: قال: مَرَّ بنا أبُو لُبَابَةَ فاتَّبعْنَاهُ، حتى دَخلَ بيتَهُ، فدَخلْنا عليه، فإذا رَجُلٌ رَثُّ الهيئَةِ، فسمعتُه يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس منَّا من لم يتَغَنَّ بالقُرآن» ، قال: فقُلتُ لابن أبي مُلَيْكَةَ: يا أبا محمد، أرأيتَ إذا لم يكُنْ حَسَنَ الصَّوْتِ؟ قال: يُحَسِّنُهُ ما استطاع. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1471) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (1471) قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال: عبيد الله بن أبي يزيد، فذكره. الحديث: 911 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 458 912 - (د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليْس مِنَّا من لم يَتَغَنَّ بالقُرآن» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 459] وقال: قال لي قُتَيْبَةُ: هو في كتابي عن سعيد بن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وذكر الحديث.   (1) رقم (1469) و (1470) و (1471) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد رقم (1476) وابن ماجة رقم (1337) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (76) قال حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار وفي (77) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا ابن جريج. و «أحمد» (1/172) (1476) قال: حدثنا وكيع قال حدثنا سعيد بن حسان المخزومي. وفي (1/175) (1512) قال: حدثنا حجاج قال: أنبأنا ليث (ح) وأبو النضر قال: حدثنا الليث. وفي (1/179) (1549) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، و «عيد بن حميد» (151) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا ليث بن سعد. و «الدارمي» 1498 قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو -يعني ابن دينار - وفي (3491) قال الدارمي: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا ليث بن سعد. و «أبو داود» 1469 قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، عن الليث. وفي (1470) قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو. أربعتهم -عمرو، وا بن جريج، وسعيد بن حسان، والليث - عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن أبي نهيك، فذكره. * في رواية عمرو بن دينار، وسعيد بن حسان، والليث عند أبي داود: (عبيد الله بن أبي نهيك) . وفي رواية الليث عند أحمد، وعبد بن حميد (عبد الله بن أبي نهيك) . وفي رواية الليث عند الدارمي: (ابن أبي نهيك) وفي رواية ابن جريج في المطبوع من مسند الحميدي: (عبد الله بن أبي نهيك) . بينما قال المزي: رواه الحميدي عن سفيان عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله، عن سعد «تحفة الأشراف» 3905. * في رواية أبي داود (1469) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وقتيبة بن سعيد، ويزيد بن خالد بن موهب الرملي. أن الليث حدثهم عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص. وقال يزيد -ابن خالد الرملي -: عن ابن أبي مليكة، عن سعيد بن أبي سعيد. وقال قتيبة: هو في كتابي عن سعيد بن أبي سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» . الحديث: 912 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 458 913 - () (حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما -) : أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «اقرؤوا القُرآنَ بِلُحُونِ العَرَبِ وأصواتِها، وإيَّاكم ولُحون أَهْلِ العِشْق، ولُحُون أهْلِ الكتابيْنِ، وسيجيءُ بعدي أقْوَامٌ يُرَجِّعُونَ بالقرآن تَرْجِيعَ الغِناءِ والنَّوْح، لا يُجَاوِزُ حَناجِرَهم، مَفْتُوَنةٌ قُلُوبُ الذين يُعْجِبُهُمْ شَأْْنُهُمْ» . أخرجه رزين (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بلحون العرب) اللحون والألحان: جمع لحن: وهو التطريب وترجيع الصوت، وتحسين قراءة القرآن، أو الشعر، أو الغناء، ويشبه أن يكون هذا الذي يفعله قراء زماننا بين يدي الوعاظ في المجالس من اللحون الأعجمية، التي يقرؤون بها، مما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. (يرجعون) الترجيع في القراءة: ترديد الحروف، كقراءة النصارى.   (1) ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " وعزاه للطبراني في " الأوسط "، والبيهقي في " الشعب " من حديث بقية عن الحصين الفزاري عن أبي محمد عن حذيفة. قال ابن الجوزي في " العلل: حديث لا يصح " وأبو محمد مجهول، وبقية يروي عن الضعفاء ويدلسهم، وقال الهيثمي في " المجمع ": فيه راو لم يسم. وفي " الميزان " للذهبي في ترجمة حصين بن مالك الفزاري: تفرد عنه بقية، وليس بمعتمد. والخبر منكر، ومثله في " لسان الميزان " للحافظ ابن حجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: ذكره الهيثمي في «المجمع» البحرين قال: ثنا محمد بن جابان، ثنا محمد بن مهران الجمال، ثنا بقبية بن الوليد، عن حصين بن مالك الفزراري، قال: سمعت شيخان -؟ قديما يكني بأبي محمد يحدث عن حذيفة بن اليمان، فذكره. وقال أي الطبراني: لا يروي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية قلت: وبقية مدلس، وقد عنعنه. الحديث: 913 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 459 الفرع الثاني: في الجهر بالقراءة 914 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: اعْتَكَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرون بالقراءةِ، فكشَفَ السِّتْرَ، وقال: «ألا إنَّ كُلَّكُمْ يُناجِي رَبَّهُ، فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكم بعضاً، ولا يَرفَعْ بعضُكم على بعض في القراءةِ» أو قال: «في الصلاة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1332) في الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3 /94) . و «عبد بن حميد» 883.و «أبو داود» 1332 قال حدثنا الحسن بن علي و «النسائى» في (فضائل القرآن) 117 قال: أخبرنا محمد بن رافع. و «ابن خزيمة» 1162 قال: حدثنا محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر. ستتهم- أحمد، وعبد بن حميد، والحسن، وابن رافع،وابن يحيى، وابن بشر - عن عبد الرزاق قال حدثنا معمر، عن إسماعيل بن أمية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 914 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 460 915 - (خ م د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سَمِعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقرأُ في سُورةٍ بالليل، فقال: «يرحمُهُُ الله، لقَدْ أذْكَرَني كذا وكذا آية كنتُ أُنسيِتُها (1) من سورة كذا وكذا» . [ص: 461] وفي رواية: «أسْقَطْتُهُنَّ من سورَةِ كذا» . وفي أخرى قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَسمَعُ قراءةَ رُجلٍ في المسجد، فقال: «رحمه الله، لقد أذْكرني آية كُنتُ أُنسِيتُها» . هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود، قالت: إنَّ رُجلاً قَامَ من اللَّيْلِ، فقَرأَ، فرفَعَ صوتَهُ بالقُرآنِ، فلمَّا أصْبَح، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يرحمُ الله فلاناً، كَأيِّنْ من آيةٍ أَذْكَرَنِيهَا اللَّيْلَةَ، كُنْتُ قد أسقطتها (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كأيِّن) كأين وكائن بمعنى كم، وهي كاف التشبيه، دخلت علي «أي» التي للاستفهام، ولم يظهر للتنوين صورة في الخط إلا في هذه الكلمة.   (1) نقل الحافظ عن الإسماعيلي، أن النسيان من النبي صلى الله عليه وسلم لشيء من القرآن يكون على قسمين: أحدهما: نسيانه الذي يتذكره عن قرب، وذلك قائم بالطباع البشرية، وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود في السهو " إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون "، والثاني: أن يرفعه الله عن قلبه على إرادة نسخ تلاوته، وهو المشار إليه بالاستثناء في قوله تعالى {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله} . فأما القسم الأول، فعارض سريع الزوال لظاهر قوله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} . وأما الثاني، فداخل في قوله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها} على قراءة من قرأ بضم أوله من غير همز. قال الحافظ: وفي الحديث: دليل لمن أجاز النسيان على النبي صلى الله عليه وسلم فيما ليس طريقه البلاغ مطلقاً، وكذا فيما طريقه البلاغ، بشرط أنه لا يقع إلا بعد ما يقع التبليغ، وبشرط أنه لا يستمر على نسيانه، بل يحصل له تذكره، إما بنفسه وإما بغيره. فأما قبل تبليغه فلا يجوز عليه فيه النسيان أصلاً. (2) البخاري 9 / 75، 76 في فضائل القرآن، باب نسيان القرآن، وباب من لم ير بأساً أن يقول: سورة البقرة وسورة كذا وكذا، وفي الشهادات، باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه، وفي الدعوات، قول الله تعالى {وصل عليهم} ، ومسلم رقم (788) في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن، وأبو داود رقم (1331) في الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 6/62و138 قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» (2253 و6/239) قال: حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون. قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وفي 6/238 قال: حدثا ربيع بن يحيى قال: حدثنا زائدة. وفي 6/239 قال: حدثنا أحمد بن أبي رجاء. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي 6/240 قال: حدثنا بشر بن آدم. قال: أخبرنا علي بن مسهر. وفي 8/91 قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة. و «مسلم» (2/190) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبدة وأبو معاوية. و «أبو داود» (1331، 3970) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. و «النسائي» في فضائل القرآن (31) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عبدة بن سليمان. ثمانيتهم - وكيع، وعيسى بن يونس، وزائدة بن قدامة، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعلي بن مسهر، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية الضرير، وحماد بن سلمة - عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره. الحديث: 915 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 460 916 - (س) أم هانىءٍ - رضي الله عنها -: قالت: كنتُ أسمع قراءةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي. أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 178 - 179 في الصلاة، باب رفع الصوت بالقرآن، وفي سنده أبو العلاء، واسمه هلال بن خباب العبدي، وهو وإن كان صدوقاً فإنه تغير بأخره، وبقية رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/179،178) أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن وكيع قال:حدثنا مسعر عن أبي العلاء عن يحيى بن جعدة عن أم هانئ فذكره. الحديث: 916 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 917 - (ت د س) عبد الله بن أبي قيس -رحمه الله - قال: سألتُ [ص: 462] عائشة -رضي الله عنها- كيف كانت قراءةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، أكان يُسِرُّ بالقراءةِ، أم يَجْهر؟ فقالت: كُلُّ ذلك قد كان يفعَلُ، رُبَّما أسَرَّ بالقرِاءةِ، ورُبَّما جَهَرَ، فقلتُ: الحمد لله الذي جَعَلَ في الأمرِ سَعَة. أخرجه الترمذي. وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه هو وأبو داود، وهو مذكور في موضعه. وأخرجه النسائي إلى قوله «وَرُبمَّا جهر (1) » .   (1) الترمذي رقم (449) في الصلاة، باب ما جاء في قراءة الليل، ورقم (2925) في أبواب ثواب القرآن، باب كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1437) في الصلاة، باب وقت الوتر، والنسائي 3 / 224 في صلاة الليل، باب كيف القراءة بالليل، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2294، 449) ، و «أبو داود» 1437 قالا: ثنا قتيبة، قال: ثنا الليث بن سعد، و «النسائي» 3/224 قال: نا شعيب بن يوسف، قال: ثنا عبد الرحمن كلاهما الليث بن سعد، وعبد الرحمن - عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس - فذكره. وأخرجه أحمد (6/153) قال: ثنا يحيى بن آدم. قال: ثنا ابن المبارك، وفي (6/167) قال: ثنا عبد الرزاق. كلاهما - ابن المبارك، وعبد الرزاق - عن معمر، عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر، فذكره. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وفي الأخري: حسن غريب من هذا الوجه. الحديث: 917 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 الفرع الثالث: في كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم 918 - (خ د س) قتادة -رحمه الله -: قال: سأَلتُ أَنَساً عن قراءةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يمَدُّ مَدّاً، ثم قرأَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم: يَمُدُّ ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. هذه رواية البخاري. وأخرجه أبو داود، والنسائي، وانتهت روايتهما عند قوله: «يَمُدُّ مَدّاً» (1) .   (1) البخاري 9 / 79 في فضائل القرآن، باب مد القراءة، وأبو داود رقم (1456) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي 2 / 179 في الصلاة، باب مد الصوت بالقراءة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/119) قال: حدثنا وكيع. وفي 3/127 قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، وفي 3/131 قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي 3/192، 289 قال: حدثنا بهز وفي 3/198 قال: حدثنا زيد بن حباب. و «االبخاري» 6/241، وفي خلق أفعال العباد (37) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (38) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وأبو النعمان. و «أبوداود» 1465 قال:حدثا مسلم بن إبراهيم. و «ابن ماجة» (1353) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. «الترمذي» في الشمائل (315) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير و «النسائي» 2/179، وفي الكبرى 996 قال: أخبرنا عمرو بن علي،قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. تسعتهم - وكيع، والمقرئ، وابن مهدي،وبهز، وزيد، ومسلم،وسليمان، وأبو النعمان، ووهب - عن جرير بن حازم.. 2- وأخرجه البخاري 6/،241وفي خلق أفعال العباد (38) قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام بن يحيى. كلاهما - جرير، وهمام - عن قتادة، فذكره. الحديث: 918 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 919 - (ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها -: سألها يَعْلى بنُ مَمْلك عن قراءةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وصلاتِهِ؟ قالت: ما لَكُمْ وصلاته؟ ثم نَعَتَتْ [ص: 463] قراءتهُ، فإذا هي تَنْعَتُ قرَاءة مُفسَّرَة حَرْفاً حرفاً. هذه رواية النسائي. وفي رواية الترمذي، قالت: ما لَكُمْ وصلاته؟ كان يصلِّي، ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى، حتى يُصبحَ، ثُمَّ نَعَتَتْ قراءتهُ، فإذا هي تَنعَتُ قراءة مُفَسَّرَة حرفاً حرفاً. وللترمذي من رواية ابن أبي مُليكة عنها قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُقَطِّعُ قراءتهُ: يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، الرحمن الرحيم، ثم يقف، وكان يقرأُ: مَلكِ يوم الدين. وأخرجه أبو داود قال: قالت: قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: بِسْم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مَلكِ يوم الدين، يُقَطِّعُ قراءتهُ آية آية (1) .   (1) الترمذي رقم (2924) في أبواب ثواب القرآن، باب ما جاء كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1466) في الصلاة، باب استحباب ترتيل القراءة، والنسائي 2 / 181 في الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، من حديث الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك، ويعلى بن مملك لم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه أحمد في " المسند " 6 / 302، وأبو داود رقم (4001) من حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة، أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأخرجه حمزة بن يوسف في " تاريخ جرجان " ص 64 وصححه ابن خزيمة والدارقطني ص 181 والحاكم 2 / 231 وأقره الذهبي، وأخرجه أبو عمرو الداني في " المكتفى في الوقف والابتداء " الورقة 5 وجه ثاني، وقال: ولهذا الحديث طرق كثيرة، وقال الجزري في " النشر " 1 / 226: وهو حديث حسن، وسنده صحيح. وقد عد بعضهم الوقف على رؤوس الآي في ذلك سنة، وقال أبو عمرو: وهو أحب إلي، واختاره أيضاً البيهقي في " شعب الإيمان " وغيره من العلماء، وقالوا: الأفضل الوقوف على رؤوس الآيات، وإن تعلقت بما بعدها، قالوا: واتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته أولى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/294 300،) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرني ليث بن سعد. وفي (6/297) قال: حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق قالا: حدثنا ابن جريج. وفي (6/308) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج. «البخارى» في خلق أفعال العباد (23) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. ويحيى بن بكير قال: حدثنا الليث..وفي (23) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثني الليث. و «أبوداود» (1466) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي. قال: حدثنا الليث. و «الترمذي» (2923) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (2/181) (3/214) ، وفي الكبرى (، 1004 1284) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. وابن خزيمة (1158) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا الليث. كلاهما - ليث، وابن جريج - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، فذكره. وأخرجه النسائي (3/214) ، وفي الكبرى (1233) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، عن أبيه، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن يعلى بن مملك أخبره، فذكر نحوه. زاد فيه: «والد ابن جريج» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة. وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته، وحديث الليث أصح. قلت: فيه يعلى بن مملك، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 919 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 920 - (خ م د) عبد الله بن مُغَفُلٍ - رضي الله عنه -: قال: رََأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومَ فتح مكة على ناقته يَقْرَأُ سورةَ الفَتْح، فَرَجَّعَ في قراءتهِ (1) ، قال: فقرأَ ابنُ مُغَفَّلٍِ ورَجَّعَ، وقال معاويَةُ بنُ قُرَّةَ: لَوْلاَ النَّاسُ لأَخَذْتُ لَكُمْ بذلك الذي ذكرهُ ابن مُغَفَّلٍِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته يقْرَأُ سورة الفتح، وهو يُرَجِّعُ (2) .   (1) الترجيع: هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله: الترديد، وترجيع الصوت: ترديده في الحلق، وقد جاء تفسيره في حديث عبد الله بن مغفل في كتاب التوحيد من صحيح البخاري " أاأ " بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم همزة أخرى، كذا ضبطه الحافظ وغيره، وقال العلامة علي القاري: الأظهر أنها ثلاث ألفات ممدودات. ثم قالوا: يحتمل أمرين: أحدهما: أن ذلك حدث من هز الناقة. والآخر: أنه أشبع المد في موضعه فحدث ذلك، قال الحافظ: وهذا الثاني أشبه بالسياق، فإن في بعض طرقه " لولا أن يجتمع الناس، لقرأت لكم بذلك اللحن " أي: النغم. وقد ثبت الترجيع في غير هذا الموضع، فأخرج الترمذي في " الشمائل " والنسائي وابن ماجه وابن أبي داود، واللفظ له من حديث أم هانئ " كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي يرجع القرآن "، وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: معنى الترجيع: تحسين التلاوة، لا ترجيع الغناء، لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة. (2) البخاري 9 / 73 في فضائل القرآن، باب القراءة على الدابة، وباب الترجيع، وفي المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، وفي تفسير سورة الفتح، باب {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} ، وفي التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وروايته عن ربه، ومسلم رقم (497) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، وأبو داود رقم (1467) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/85) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (5/54) قال: حدثنا وكيع، (ح) وحدثنا شبابة، وأبو طالب بن جابان القارئ، وفي (5/55) قال: حدثنا عفان. وفي (5/56) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. والبخاري (5/187) ، وفي خلق أفعال العباد (37) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (6/169) ، وفي خلق أفعال العباد (36) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (6/238) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي (6/2421) وفي خلق أفعال العباد (36) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، وفي (9/192) قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج، قال: أخبرنا شبابة. ومسلم (2/193) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، ووكيع (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، وأبو داود (1467) قال: حدثنا حفص بن عمر. والترمذي في الشمائل (319) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9666) عن أبي قدامة، عن ابن إدريس (ح) وعن بُندار (ح) وعمرو بن علي، كلاهما عن يحيى بن سعيد. جميعهم - عبد الله بن إدريس، ووكيع، وشبابة، وأبو طالب، وعفان، ومحمد بن جعفر، وبهز، وأبو الوليد، ومسلم بن إبراهيم، وحجاج، وآدم، وخالد بن الحارث، ومعاذ، وحفص، وأبو داود، ويحيى - عن شعبة، عن أبي إياس معاوية بن قرة، فذكره. الحديث: 920 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 464 921 - () (عائشة - رضي الله عنها -) : سُئلتْ عن قراءةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أوَ تَقْدِرُون على ذلك؟ كان يقرأُ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، يُرَتِّلُ آية آية. أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُرتلُ) ترتيل القراءة: التأني والتمهل، وتبيين الحروف والحركات تشبيهاً بالثغر المرتل، وهو المُشَبَّهُ بنور الأقحوان.   (1) لم يذكر مخرجه، ولم نقف عليه. الحديث: 921 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 465 الفرع الرابع: في الخشوع والبكاء عند القراءة (1) 922 - (خ م ت د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اقْرأْ عَليَّ القرآنَ» ، فقلتُ: يا رسولَ الله، أقرَأُ عَليْكَ وعَليْكَ أُنزِلَ؟ قال: «إني أُحِبُّ أن أسمَعَهُ من غيري» ، قال: فقرأتُ عليه سورةَ النساءِ، حتى جئتُ إلى هذه الآية {فَكيفَ إذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشهِيدٍ وجِئنا بكَ على هؤلاءِ شهيداً} [النساء: 41] قال: «حسبُك الآن» ، [ص: 466] فالتَفَتُّ إليه، فإذا عيناهُ تذرِفانِ (2) . هذه رواية البخاري ومسلم. وزاد مسلم في أُخرى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «شهيداً [عليهم] ما دمتُ فيهم» أو «ما كنتُ فيهم» . شكَّ أحد رواته. وأخرجه الترمذي وأبو داود، وقال الترمذي: «تَهْمِلان» بدل «تذرِفان» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَسْبك) بمعنى: اسكت، وحقيقته: كافيك. (تَذْرِفَان) ذرَفَ الدَّمعُ: إذا جرى.   (1) قال النووي رحمه الله: البكاء عند قراءة القرآن، صفة العارفين وشعار الصالحين، قال الله تعالى {ويخرون للأذقان يبكون} {خروا سجدا وبكياً} والأحاديث فيه كثيرة، قال الغزالي رحمه الله: يستحب البكاء مع القراءة وعندها، وطريق تحصيله: أن يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود، ثم ينظر تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن فليبك على فقد ذلك، فإنه من أعظم المصائب. (2) قال ابن بطال: إنما بكى صلى الله عليه وسلم عند تلاوته هذه الآية، لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة وشدة الحال الداعية إلى شهادته لأمته بالتصديق، وسؤاله الشفاعة لأهل الموقف، وهو أمر يحق له طول البكاء. وقال الحافظ: والذي يظهر أنه بكى رحمة لأمته، لأنه علم أنه لا بد أن يشهد عليهم بعملهم، وعملهم قد لا يكون مستقيماً، فقد يفضي إلى تعذيبهم. (3) البخاري 9 / 85 في فضائل القرآن، باب البكاء عند قراءة القرآن، وباب من أحب أن يسمع القرآن من غيره، وباب قول المقرئ للقارئ: حسبك، ومسلم رقم (800) في صلاة المسافرين، باب فضل استماع القرآن، والترمذي رقم (3027) و (3028) في تفسير القرآن، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (3668) في العلم، باب في القصص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (101) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا المسعودي، عن القاسم فذكره. - ورواه أيضا عن عبد الله بن مسعود، علقمة: أخرجه ابن ماجة (4194) ، والترمذي (3024) ، والنسائي في فضائل القرآن (101) ثلاثتهم عن هناد بن السري. وابن خزيمة (1454) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا الحسن بن الربيع. كلاهما - هناد، والحسن - قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. * قال الترمذي: هكذا روى أبو الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وإنما هو إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله. - ورواه أيضا عن عبد الله، زر: أخرجه النسائي في فضائل القرآن (102) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله قال: أنبأنا حسين عن زائدة، عن عاصم عن زر فذكره. - ورواه أيضا عن ابن مسعود، أبو حيان الأشجعي: أخرجه أحمد (1/374) (3550) قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا حصين، عن هلال بن يساف عن أبي حيان فذكره. - ورواه أيضا عن ابن مسعود، أبو رزين: أخرجه أحمد (1/374) (3551) قال: حدثنا هشيم، قالك أنبأنا مغيرةج، عن أبي رزين فذكره. - ورواه أيضا عن عبد الله بن مسعود عبيدة: 1 - أخرجه أحمد (1/380) (3606) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/432) (4118) قثال: حدثنا وكيع. والبخاري (6/57) (243) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا يحيى، وفي (6/241) قال: حدثنا محمد ابن يوسف وفي (6/243) قال: حدثنا مُسَدَّد، عن يحيى، والترمذي (3025) ، وفي الشمائل (323) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا معاوية بن هشام، وفي (3026) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك، والنسائي في فضائل (103) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، وفي (104) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، خمستهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، ومحمد بن يوسف، ومعاوية بن هشام، وعبد الله بن المبارك - عن سفيان الثوري. 2 - وأخرجه البخاري (6/241) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، ومسلم (2/195) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وأبو داود (3668) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنسائي في فضائل القرآن (100) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان. خمستهم - عمر بن حفص، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد العزيز- عن حفص بن غياث. 3 - وأخرجه البخاري (6/243) قال: حدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا عبد الواحد. 4 - وأخرجه مسلم (2/196) قال: حدثنا هناد بن السري، ومِنجاب بن الحارث التميمي. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9402) عن هناد بن السري، كلاهما - هناد، ومنجاب - عن علي بن مسهر. أربعتهم - سفيان الثوري، وحفص بن غياث، وعبد الو احد بن زياد، وعلي بن مسهر - عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم، عن عَبيدة السلماني، فذكره. * في رواية أحمد (1/380) (3606) ، ومسدد، عن يحيى، عن سفيان، قال الأعمش: وبعض الحديث عن عمرو بن مرة. قال سفيان: وحدثني أبي، عن أبي الضحى، عن عبد الله.. الحديث. * وفي رواية صدقة، ويعقوب بن إبراهيم، قال يحيى: وبعض الحديث عن عمرو بن مرة. * أخرجه مسلم (2/196) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني مسعر، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: اقرأ علي ... فذكره مرسلا. الحديث: 922 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 465 923 - () (عائشة - رضي الله عنها -) قالت: كان أبو بكر إذا قرأ القرآن كثيرَ البكاءِ. زاد بعضهم: في صلاة وغيرها. أخرجه.   [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين. الحديث: 923 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 924 - () (عائشة - رضي الله عنها -) قالت: القرآن أكرَمُ من أن يُزيلَ [ص: 467] عُقُولَ الرجالِ. أخرجه.   [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين. الحديث: 924 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 925 - () (أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها -) قالت: ما كان أحَدٌ من السَّلَفِ يُغْشَى عليه، ولا يُصْعَقُ عندَ قراءةِ القرآنِ، وإنما يَبكْونَ ويَقْشَعِرُّونَ، ثم تلينُ جُلودُهم وقُلوبُهُم لذكْرِ الله. أخرجه (1) .   (1) أخرجه البغوي 7 / 238 في تفسير الآية عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: " قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون إذا قرئ عليهم القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله عز وجل: تدمع عيونهم، وتقشعر جلودهم، قال: فقلت لها: إن ناساً اليوم إذا قرئ عليهم القرآن خر أحدهم مغشياً عليه، فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ". وروي عن ابن عمر أنه مر برجل من أهل العراق ساقط، فقال: ما بال هذا؟ قالوا: إنه إذا قرئ عليه القرآن أو سمع ذكر الله سقط، قال ابن عمر: " إنا لنخشى الله، وما نسقط "، وقال ابن عمر: " إن الشيطان يدخل في جوف أحدهم، ما كان هذا صنيع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثرمن زيادات رزين العبدري،على الأصول. الحديث: 925 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 467 الفرع الخامس: في آداب متفرقة 926 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قَرَأ منكم {والتِّين والزَّيْتُون} فانتهى إلى قوله: {أَلَيسَ اللهُ بأحْكَمِ الحاكمين} فلْيقُلْ: وأنا على ذلك من الشاهدين، ومَنْ قَرأَ {لا أُقسِمُ بيوم القيامة} [القيامة: 1 - 40] فانتهى إلى قوله: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يُحْيِيَ الموتَى} فليَقُلْ: بَلى، وعِزَّةِ رَبِّنا، ومن قرأ {والمرسلات} فبلغ {فبأَيِّ حديثٍ بعدَهُ يُؤمِنُونَ} [المرسلات: 1 - 50] فليقل: آمنا بالله» ، قال [ص: 468] إسماعيل (1) : ذهبتُ أعيدُ على الرَّجُلِِ الأعْرابيِّ الذي رواه عن أبي هريرة، وأنْظُرُ لَعَّلُه (2) قال: يا ابن أخي، أتَظُنُّ أنِّي لم أحفَظْهُ، لقد حَجَجْتُ سِتِّينَ حَجَّة، ما فيها حجةٌ إلا وأنا أعرِفُ البعيرَ الذي حَجَجْتُ عليه. هذه رواية أبي داود. وأخرجه الترمذي إلى قوله: «وأنا على ذلك من الشاهدين» (3) .   (1) هو إسماعيل بن أمية بن عمرو بن العاص الراوي عن الأعرابي لهذا الحديث. (2) أي: لعله نسي أو أوهم في شيء، فأعاد عليه يمتحن ذاكرته. (3) الترمذي رقم (3344) في التفسير، باب ومن سورة التين، وأبو داود رقم (887) في الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود، والأعرابي الذي رواه عن أبي هريرة لا يعرف، وقد قال ابن كثير: وقد رواه شعبة عن إسماعيل بن أمية قال: قلت: من حدثك؟ قال: رجل صدق عن أبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف لايثبت: أخرجه الترمذي (3347) حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية، قال سمعت رجلا بدويا أعرابيا يقول: سمعت أبا هريرة يرويه يقول: فذكره. وأخرجه أبو داود (887) حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، ثنا سفيان، حدثني إسماعيل بن أمية، سمعت أعرابيا يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث إنما يروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي عن أبي هريرة، ولا يسمى. الحديث: 926 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 467 927 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قَرأ: {سَبِّح اسمَ ربك الأعلى} قال: «سبحان رَبِّي الأَعْلَى» . أخرجه أبو داود. وقال: وروي موقوفاً على ابن عباس -رضي الله عنهما - (1) .   (1) رقم (883) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، من حديث وكيع عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأخرجه أحمد رقم (2066) ، وهذا سند حسن، وقد قال أبو داود: خولف وكيع في هذا الحديث، رواه أبو وكيع وشعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً، كأنه يريد تعليل المرفوع بذلك، قال أحمد شاكر: وما هذه بعلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموقوف أرجح: أخرجه أحمد (1/232) (2066) ،وأبو داود (883) قال: حدثنا زهير بن حرب. كلاهما - أحمد، وزهير - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مُسلم البَطِين، عن سعيد بن جُبير، فذكره. * قال أبو داود: خولف وكيع في هذا الحديث، رواه أبو وكيع، وشُعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مو قوفا. قلت: إسحاق يدلس وقد عنعن.. الحديث: 927 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 468 928 - (د) موسى بن أبي عائشة -رحمه الله -: قال: كان رجلٌ يُصلي فوقَ بيته، وكان إذا قرأ {أليس ذلك بقادرٍ على أنْ يحيي الموْتَى} [ص: 469] [القيامة: 40] قال: سبحانك. فَبَلى، فسألوهُ عن ذلك؟ فقال: سمعتُه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (884) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، ورجاله ثقات، لكن موسى بن أبي عائشة لم يرو عن أحد من الصحابة، فهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (884) حدثنا محمد بن المثنى، حدثني محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة، قال: فذكره. الحديث: 928 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 468 929 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم من الليلِ فاسْتَعْجَمَ القرآنُ على لسانِه، فلم يدْرِ ما يقول، فَلْيَضْطَجِعْ» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَاسْتَعْجْمَ) استعجم القرآن على القارئ: إذا أُرْتِجَ عليه، فلم يقدر أن يقرأه.   (1) مسلم رقم (787) في صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته، وأبو داود رقم (1311) في الصلاة، باب النعاس في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/318) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، ومسلم (2/190) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، وأبو داود (1311) قال: حدثنا أحمد بن حَنبل. قال: حدثنا عبد الرزاق، والنسائي في فضائل القرآن (69) قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن نُعيم، قال: أخبرنا حِبان، قال: أخبرنا عبد الله. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك - عن معمر، عن همام بن مُنبه، فذكره. وعن يحيى بن النضر: أخرجه ابن ماجة (1372) قال: حدثنا يعقوب بن حُميد بن كاسب، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن أبي بكر بن يحيى بن النضر، عن أبيه، فذكره. الحديث: 929 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 930 - (ط) محمد بن سيرين -رحمه الله -: أن عمرَ بنَ الخطاب كان في قومٍ يقْرؤونَ القُرآنَ، فذهبَ لحاجته، ثم رجع وهو يقرأ القرآن، فقال رجلٌ (1) : يا أمير المؤمنين، أتقْرَأُ القْرآن، ولَسْتَ على وُضُوءٍ؟ فقال له عمر: مَنْ أفتاك بهذا؟ أَمُسَيْلمَةُ؟. أخرجه الموطأ (2) .   (1) قالوا: إن اسم هذا الرجل: إياس بن صبيح، وهو من بني حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب، ولذلك عرض به عمر رضي الله عنه. (2) 1 / 200 في القرآن، باب الرخصة في قراءة القرآن على غير وضوء، ورجاله ثقات، لكن ابن سيرين لم يسمع من عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/12) عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين، أن عمر بن الخطاب فذكره. الحديث: 930 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 931 - (د) عروةُ بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -: عن عائشة -رضي الله عنها - وذُكِرَ الإفْكُ قالت: جلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكَشَفَ عنِ وجهِهِ، وقال: أعُوذُ بالله السميع العليم، من الشَّيطانِ الرجيم، {إنَّ الذينَ جاؤُوا بالإفكِ عُصبةٌ منكم ... } [النور: 11] (1) . قال أبو داود: هذا حديث منكر، وقد روى هذا الحديثَ جماعٌة، عن الزهري، لم يذكروا هذا الكلام على الشرح، وأخاف أن يكونَ أمْرُ الاستعاذة من كلام حُمَيْدٍ (2) .   (1) رقم (785) في الصلاة، باب من لم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. (2) قال ابن القيم في " تهذيب السنن " 1 / 379: قال ابن القطان: حميد بن قيس أحد الثقات , وإنما علته أنه من رواية قطن بن نسير عن جعفر بن سليمان، عن حميد , وقطن - وإن كان روى عنه مسلم - فكان أبو زرعة يحمل عليه ويقول: روى عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس أحاديث مما أنكر عليه , وجعفر أيضاً مختلف فيه , فليس ينبغي أن يحمل على حميد وهو ثقة بلا خلاف في شيء جاء به عنه من يختلف فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (785) قال: ثنا قطن بن نسير، ثنا جعفر، ثنا حميد الأعرج المكي، عن ابن شهاب، عن عروة، فذكره. الحديث: 931 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 932 - (خ م) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤوا القرآن مَا ائْتَلَفتْ عليه قُلُوبُكُم، فإذَا اخْتلَفْتُمْ (1) فَقُومُوا عنه» . [ص: 471] أخرجه البخاري، ومسلم (2) .   (1) أي: في فهم معانيه " فقوموا عنه " أي: تفرقوا، لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر، قال عياض: يحتمل أن يكون النهي خاصاً بزمنه صلى الله عليه وسلم، لئلا يكون ذلك سبباً لنزول ما يسوؤهم، كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} ، ويحتمل أن يكون المعنى: اقرؤوا القرآن والزموا الائتلاف على ما دل عليه، وقاد إليه، فإذا وقع الاختلاف، أو عرض عارض شبهة يقتضي المنازعة الداعية إلى الافتراق، فاتركوا القراءة وتمسكوا بالمحكم الموجب للألفة، وأعرضوا عن المتشابه المؤدي إلى الفرقة، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: " فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم ". ويحتمل أنه ينهى عن القراءة إذا وقع الاختلاف في كيفية الأداء بأن يتفرقوا عند الاختلاف، [ص: 471] ويستمر كل منهم على قراءته، ومثله ما تقدم عن ابن مسعود لما وقع بينه وبين الصحابيين الآخرين الاختلاف في الأداء، فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " كلكم محسن ". قاله الحافظ في " الفتح " 9 / 87. (2) البخاري 9 / 87 في فضائل القرآن، باب اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، وفي الاعتصام، باب كراهية الاختلاف، ومسلم رقم (2667) في العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/313) ، والبخاري (6/244) قال: حدثنا عمرو بن علي. وفي (9/136) قال: حدثنا إسحاق، والنسائي في فضائل القرآن (122) قال: أخبرنا عمرو بن علي. ثلاثتهم - أحمد، وعمرو، وإسحاق- قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع. 2 - وأخرجه الدارمي (3362) قال: حدثنا أبو النعمان، والنسائي في فضائل القرآن (123) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم، قال: حدثنا مسلم، كلاهما - أبو النعمان، ومسلم - قالا: حدثنا هارون بن موسى الأعور. 3 - وأخرجه الدارمي (3364) قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ومسلم (8/57) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. كلاهما - أبو غسان، ويحيى - قال أبو غسان: حدثنا. وقال يحيى: أخبرنا أبو قدامة الحارث بن عبيد. 4 - وأخرجه البخاري (6/244) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد. 5 - وأخرجه البخاري (9/136) ومسلم (8/57) قالا: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام. 6 - وأخرجه مسلم (8/57) قال: حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا أبان. 7 - وأخرجه النسائي في فضائل القرآن (121) قال: أخبرنا هارون بن زيد، قال: حدثنا أبي. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3261) عن محمد بن عبد الله بن عمار، عن المعافى. كلاهما - زيد، والمعافى - عن سفيان، عن حجاج بن فُرافِصة. سبعتهم - سلام، وهارون، وأبو قدامة، وحماد، وهمام، وأبان، وحجاج - عن أبي عمران الجوني فذكره. الحديث: 932 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 933 - (خ) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما -: قال: يا مَعْشَرَ الْقُراء، استَقيِموا (1) فَقَدْ سُبِقْتُمْ (2) سَبقاً بَعيداً، وإن أخذُتم يميناً وشمالاً، لقد ضَلَلْتُمْ ضلالاً بَعيداً. أخرجه البخاري (3) .   (1) أي: اسلكوا طريق الاستقامة، وهي كناية عن التمسك بأمر الله تعالى فعلاً وتركاً. (2) المخاطب بهذا من أدرك أوائل الإسلام، فإذا تمسك بالكتاب والسنة، سبق إلى كل خير، لأن من جاء بعده إن عمل بعمله لم يصل إلى ما وصل إليه من سبقه إلى الإسلام، وإلا فهو أبعد منه حساً وحكماً. (3) 13 / 217 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7282) قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم ابن همام، فذكره. الحديث: 933 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 471 الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده 934 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَمْ أُخْبَرْ أنَّك تصومُ الدَّهرَ، وتقرأُ القرآنَ كُلَّ لَيلَة؟» قلتُ: بلَى يا نبيَّ الله، ولَم أُرِدْ بذلك إلا الخيرَ، قال: «فصُمْ صَوْمَ [ص: 472] داود وكان أعْبَدَ النَّاسِ واقرأ القرآن في كل شَهْرٍ» ، قال: قلت: يا نبيَّ الله، إني أُطيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: «فاقْرَأْهُ في كلِّ عشرين» ، قال: قلت: يا نبيَّ الله، إني أُطيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: «فاقْرَأْهُ في كلِّ عشر» ، قال: قلت: يا نبيَّ الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأْهُ في كل سَبْعٍ، لا تَزِدْ على ذلك» . قال: فشدَّدْتُ؛ فشُدِّدَ عَلَيَّ، وقال لي: «إنك لا تدري، لعلك يَطُولُ بك عُمرٌ» ، قال: فَصِرْتُ إلى الذي قال [لي] النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كَبِرْتُ وَدِدْتُ أَنِّي كُنتُ قَبِلْتُ رُخْصَة نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم. هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية الترمذي قال: قلتُ: يا رسولَ الله، في كَمْ أقْرَأ القرآنَ؟ قال: اخْتِمْهُ في شهرٍ، قلتُ: إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، قال: اخْتِمْهُ في عشرين، قلتُ: إني أُطيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: اختمهُ في خَمْسَةَ عَشرَ، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: اختمه في عشرٍ، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: اختمه في خمسٍ، قلتُ: أنِّي أُطيق أفضل من ذلك، قال: «فما رَخَّصَ لي» . وفي أخرى له قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ القرآن في أربعين. وفي أخرى له ولأبي داود: «أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: لم يَفْقَهْ مَنْ قَرَأ القُرآنَ في أقَلَّ من ثَلاثٍِ» . وفي أخرى لأبي داود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «اقرأ القرآن في شهرٍ» . [ص: 473] قال: إني أَجِدُ قُوَّة، قال: «اقرأه في عشرين» وذكر الحديث نحو الترمذي وقال: «اقرأ في سبعٍ، ولا تزيدنَّ على ذلك» . وفي أخرى له قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن في شهرٍ» قلت: أجِدُ قُوَّة، فَنَاقَصَني وناقَصْتُهُ، إلى أن قال: «اقرأهُ في سَبْعٍ، ولا تَزِد على ذلك» ، قلتُ: إني أجدُ قُوَّة، قال: «اقرأ في ثلاثٍ، فإنه لا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَه في أَقَلَّ من ثلاثٍ» . وفي أخرى له قال: «اقرأ القرآن في شهرٍ» قلتُ: إني أَجِدُ قُوَّةً، قال: «اقْرَأْ في ثلاثٍ» . وفي أخرى له: أنه سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، في كمْ يُقرَأُ القرآنُ؟ قال: «في أربعين» ، ثم قال: «في شهرٍ» ، ثم قال: «في عشرين» ، ثم قال: «في خمسة عشر» ، ثم قال: «في عشرة» ، ثم قال: «في سَبعَةٍ» ، ولم ينزل عن سبعةٍ. وقد أخرج البخاري، ومسلم وأبو داود والنسائي طُرُقاً أُخرى لهذا الحديث، مع زيادة ذكرِ الصَّوْمِ، وهي مذكورة في «كتاب الاعتصام» من حرف الهمزة، وبعضها يُذكر في «كتاب الصوم» من حرف الصاد، ولم يُفْرِد النسائي ذكْرَ القراءةِ في حديثٍ، حتى كُنَّا نذكُرُه هاهنا، وإن كان قد وافقهم على هذا المعنى، بما أخرجه في تلك الروايات؛ ولذلك لم نُثبت علامته على هذا [ص: 474] الحديث (1) .   (1) البخاري 9 / 472 - 474 في فضائل القرآن، باب كم يقرأ من القرآن، وفي التهجد، باب من نام عند السحر، وباب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، وفي الصوم، باب حق الضيف في الصوم، وباب صوم الدهر، وباب حق الأهل في الصوم، وباب صوم يوم وإفطار يوم، وباب صوم داود، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبوراً} ، وفي النكاح، باب لزوجك عليك حق، وفي الأدب، باب حق الضيف، وفي الاستئذان، باب من ألقي له وسادة، ومسلم رقم (1159) في الصيام، باب النهي عن صوم الدهر، والترمذي رقم (2947) في القراءات، باب في كم يختم القرآن، وأبو داود رقم (1388) و (1389) و (1390) و (1391) و (1395) في الصلاة، باب في كم يقرأ القرآن، وأخرجه النسائي 4 / 209 - 210 في الصوم، باب صوم يوم وإفطار يوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/188) (6762) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام، وفي (2/198) (6867) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، والبخاري (3/51) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا هارون بن إسماعيل، قال: حدثنا علي، وفيه (3/51) ، (7/40) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا الأوزاعي، وفي (8/38) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا رَوح بن عُبادة، قال: حدثنا حسين، ومسلم (3/، 162 163) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن الرومي، قال: حدثنا النضر بن محمد قال: حدثنا عكرمة، وهو ابن عمار. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا روح بن عُبادة، قال: حدثنا حسين المعلم. والنسائي (4/210) قال: أخبرنا يحيى بن دُرُسْت، قال: حدثنا أبو إسماعيل، وفي الكبرى -تحفة الأشراف - (8960) عن إسحاق بن منصور، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن الأوزاعي (ح) وعن حُميد بن مَسْعَدة، عن يزيد ابن زُريع، عن حسين المعلم، وابن خزيمة (2110) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، ستتهم - هشام، وعلي بن المبارك، والأوزاعي، وحسين المعلم، وعكرمة بن عمار، وأبو إسماعيل القناد - عن يحيى بن أبي كثير. 2 - وأخرجه أحمد (2/200) (6876) قال: حدثنا محمد بن عُبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، وفي (2/200) (6880) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. والبخاري في خلق أفعال العباد (46) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن يزيد، وأبو داود (1388) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل، قالا: أخبرنا أبان، عن يحيى. والنسائي (4/211) قال: أخبرني أحمد ابن بكار، قال: حدثنا محمد، وهو ابن سلمة، عن ابن إسحاق، أربعتهم - محمد بن إسحاق، وإبراهيم ابن سعد والد يعقوب، ويزيد بن الهاد، ويحيى بن أبي كثير- عن محمد بن إبراهيم بن الحارث. 3 - وأخرجه أحمد (2/200) (6878) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرني محمد بن عمرو. ثلاثتهم - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن إبراهيم، ومحمد بن عمرو- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. * أخرجه البخاري (6/243) قال: حدثنا سعد بن حفص، (ح) وحدثني إسحاق، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. ومسلم (3/163) قال: حدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. كلاهما -سعد، وعبيد الله- عن شيبان، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زُهرة، عن أبي سلمة، قال يحيى: وأحسبني سمعت أنا من أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن في شهر. قلت: إني أجد قوة حتى قال: فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك» . وقال سعد بن حفص في روايته: حدنثا شيبان، عن يحيي، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «في كم تقرأ القرآن» . * ورواية محمد بن إبراهيم بن الحارث: «ألم يبلغني يا عبد الله، أنك تقولُ: لأصومن الدهر، ولأقرأن القرآن في كل يو م وليلة؟ قلت: بلى قلت ذاك يا نبي الله، قال: فلا تفعل، صم من كل شهر ثلاثة أيام، قال: فقلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال: فصم الاثنين والخميس، قال: فقلت: إني أقوى على أكثر من ذلك، يا نبي الله، قال: .... » . * رواية يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم مختصرة على قصة قراءة القرآن. * في رواية النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمار، زاد قصة قراءة القرآن. وقال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر. قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم فلما كبرت، وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم. * في رواية محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، ورواية محمد بن عمرو، فصم من كل جمعة ثلاثة أيام. - وفي رواية حسين المعلم. وإن لولدك عليك حقا، في رواية أبي إسماعيل القناد: وإن لضيفك عليك حقا، وإن لصديقك عليك حقا. - ورواه مجاهد بن جبر عن عبد الله بن عمرو: 1 - أخرجه أحمد (2/158) (6477) ، والنسائي (4/209) قال: وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - قالا: حدثنا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، ومغيرة الضبي. 2 - وأخرجه أحمد (2/188) (6764) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وفي (2/210) (6958) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، والنسائي (4/210) قال: أخبرنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا عَبْثَر. وابن خزيمة (197) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2105) قال: حدثنا محمد بن أبان، قال: حدثنا ابن فُضيل. ثلاثتهم - شعبة، وعَبثَر بن القاسم، ومحمد بن فضيل - عن حصين. 3 - وأخرجه أحمد (2/198) (6863) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (3/52) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُنْدَر، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/242) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عَوَانَة، والنسائي (4/209) قال: أخبرنا محمد بن مَعْمَر، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عَوَانَة. وفي فضائل القرآن (91) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وأبو عوانة - عن مغيرة. كلاهما - حصين بن عبد الرحمن، ومغيرة بن مِقسم الضبي - عن مجاهد، فذكره. * ورواية هشيم عند أحمد: «زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت عليَّ، جعلتُ لا أنْحَاشُ لها، مما بي من القوة على العبادة، من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كَنَّتِهِ، حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجَدْتِ بَعْلَكِ؟ قالت: خيرُ الرجال، أو كخير البُعولة، من رجل لم يفتش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا، فأقبل علي، فعذَمني، وعضني بلسانه. فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها، وفعلت وفعلت، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل إليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته ...... قال مجاهد: فكان عبد الله بن عمرو حيث ضعف وكبر يصوم الأيام كذلك، يصل بعضها إلى بعض، ليتقوى بذلك، ثم يفطر بعد تلك الأيام، قال: وكان يقرأ في كل حزبه كذلك، يزيد أحيانا وينقص أحيانا عذم: قَرَّعَ، ولامَ. * في رواية أبي عوانة عن مغيرة: ... قال: صُم ثلاثة أيام في الجمعة. قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: أفطر يومين وصم يوما. قال: قُلتُ: أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أفضل الصوم صومَ داودَ صيام يو م وإفطار يوم. * في رواية عبثر، عن حصين: « ... صُمْ صوم داود، عليه السلام، صوم يوما، وأفطر يوما. قلتُ: أنا أقوى من ذلك. قال: اقرأ القرآن في كل شهر ثم انتهي إلى خمس عشرة، وأنا أقول أنا أقوى من ذلك» . * رواية ابن خزيمة (197) مختصرة على: «من رغب عن سنتي فليس مني» . * في رواية ابن فضيل عن حصين: « ... فصم صم داود، صم يوما، وأفطر يوما. واقرإِ القرآن في كل شهر. قلت: يا رسول الله، أنا أقوى من ذلك. قال: اقرأه في خمس عشرة. قلت: يا رسول الله، أنا أقوى من ذلك. قال حصين: فذكر لي منصور، عن مجاهد، أنه بلغ سبعا .... » . - ورواه سعيد بن ميناء قال: قال عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/194) (6832) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، (ح) وحدثناه عفان، وفي (2/197) (6862) قال: حدثنا عفان، ومسلم (3/166) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن حاتم، جميعا عن ابن مهدي، قال زهير: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - عبد الرحمن، وعفان - قالا: حدثنا سليم بن حيان، قال: حدثنا سعيد بن ميناء، فذكره. - ورواه ابن أبي ربيعة عن عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/224) (7087) قال: حدثنا عارم، والنسائي (4/212 قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. كلاهما - عارم محمد بن الفضل، ومحمد بن عبد الأعلى - قالا: حدثنا المعتمر، عن أبيه، قال: حدثنا أبو العلاء، عن مُطرف، عن ابن أبي ربيعة، فذكره. * وأخرجه أحمد (2/200) (6877) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرني الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو فذكره. ليس فيه (ابن أبي ربيعة) ، وفيه (فما زال يَحُطُّ لي، حتى قال: إن أفضل الصومِ صوم أخي داود، أو نبي الله داود - شك الجريري -: صم يوما، وأفطر يوما. فقال عبد الله لما ضعف: ليتني كنت قنعت بما أمرني به النبي،» . - ورواه أبو عياض عن عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/205) (6915) قال: حدثنا روح. وفي (2/225) (7098) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومسلم (3/166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غُنْدَر (ح) وحدثنا محمد بن المُثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي (4/212) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد. وفي (4/217) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي الكبرى - تحفة الأشراف- (8896) عن عمرو بن علي، عن أبي داود، وابن خزيمة (، 2106 2121) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري، قال: حدثني أبي. خمستهم - روح بن عُبداة، ومحمد بن جعفر غُندر، وحجاج، وأبو داود الطيالسي، وعبد الصمد - عن شعبة، عن زياد بن فياض، قال: سمعت أبا عياض، فذكره. - ورواه أبو قلابة عن أبي المليح قال: دخلت مع أبيك زيد على عبد الله بن عمرو فحدث: أخرجه البخاري (3/63) قال: حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي. وفي (8/76) قال: حدثنا إسحاق. (ح) وحدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن عو ن. وفي الأدب المفرد (1176) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي المسندي، قال: حدثنا عمرو بن عون. ومسلم (3/165) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (4/215) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا وهب بن بقية. أربعتهم - إسحاق بن شاهين، وعمرو، ويحيى، ووهب- عن خالد بن عبد الله، عن خالد بن مهران الحذاء، عن أبي قلابة فذكره. - ورواه هلال بن طلحة أو طلحة بن هلال قال: سمعت عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/205) (6914) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم، عن هلال بن طلحة أو طلحة بن هلال فذكره. - ورواه يزيد بن عبد الله بن الشخير عن عبد الله بن عمرو: 1 - أخرجه أحمد (2/164) (6535) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/165) (6546) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/189) (6775) قال: حدثنا بَهز. وأبو داود (1390) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد، أربعتهم - وكيع، ويزيد، وبهز، وعبد الصمد - عن همام. 2 - وأخرجه أحمد (2/1495) (6841) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والدارمي (1501) قال: أخبرنا محمد بن المنهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع، وابن ماجة (1347) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا خالد بن الحارث، والترمذي (2949) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا النضر بن شُميل. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي في فضائل القرآن (92) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، أربعتهم - محمد بن جعفر، ويزيد، وخالد بن الحارث، والنضر - قالوا: حدثنا شعبة. 3 - وأخرجه أبو داود (1394) قال: حدثنا محمد بن المنهال، قال: أخبرنا يزيد بن زريع، قال: أخبرنا سعيد. ثلاثتهم - همام، وشعبة، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، فذكره. * أخرجه أحمد (2/193) (681120) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن رجل: يزيد، أو أبي أيوب، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن في أقل من ثلاث، لم يفقهه» . * ورواية وكيع عن همام، ورواية شعبة، وسعيد مختصرة على: «لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث» . * في رواية أحمد (6775) زاد: قال يحيى قال: في سبع، لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث، وقال: كيف أصومُ؟ قال: صم من كل عشر ثلاثة أيام، من كل عشرة أيام يوما، ويكتب لك أجر تسعة أيام. - ورواه السائب عن عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/162) (6506) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/216) (7023) قال: حدثنا عبيدة بن حُميد أبو عبد الرحمن، وأبو داود (1389) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: أخبرنا حماد. ثلاثتهم - إسماعيل بن عُلية، وعبيدة، وحماد بن زيد - عن عطاء بن السائب، عن أبيه، فذكره. * رواية إسماعيل: «اقرأ القرآن في شهر، ثم ناقصني، ونَاقَصْتُهُ، حتى صار إلى سبع» . * رواية حماد: «صم من كل شهر ثلاثة أيام، واقرأ القرآن في شهر، فناقصني، وناقصته، فقال: صم يوما، وأفطر يوما» قال عطاء: واختلفنا عن أبي، فقال بعضنا: سبعة أيام. وقال بعضنا: خمسا. الحديث: 934 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 471 935 - (د) أوسِ بن حُذَيفةَ - رضي الله عنه -: قال: قَدِمْنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في وَفْدِ ثقيف، فنزلتِ الأحْلافُ على المغيرةِ بن شُعْبةَ، وأنزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَني مالكٍ في قُبَّةٍ له - قال مُسَدَّدٌ: وكان في الوفدِ الذين قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف- فكان يأتينا بعد العشاء، فيحدَّثنا قائماً، حتى لَيُرَاوِحُ بين رِجْلَيْهِ من طول القيام، وكان أكثرُ ما يُحَدِّثُنا: ما لَقِيَ من قومْه قُرِيْشٍ، ثم يقول: «لا سواء (1) ، كُنَّا مُستْضعفين مُسْتذَلِّينَ» -قال مُسَدَّدٌ: بمكةَ - فلما خرجنا إلى المدينة: كانت سِجالُ الحربِ بيننا وبينهم، نُدَالُ عليهم، ويُدَالونَ علينا، فلما كانت ليلةٌ أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقُلْنا: لقد أبطأتَ عليْنا الليلةَ، فقال: إنه طرَأ عَليَّ جُزْئي (2) [ص: 475] مِن القُرآن، فكَرِهتُ أنْ أجِيءَ حتى أُتِمَّهُ، قال أوسٌ: وسأْلتُ أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآن؟ قالوا: ثَلاَثٌ، وخَمْسٌ، وسَبْعٌ، وتِسْعٌ، وإحْدَى عَشْرَة، وثَلاَثَ عَشْرَةَ، وحزب الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ. أخرجه أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأحْلاف) : القوم يتحالفون على النُّصرة، وهم في هذا الحديث: قوم من ثقيف؛ لأن ثقيفاً فرقتان: بنو مالك، والأحلاف. (لَيُراوح) رَاوح بين رجليه: إذا خالف بينهما، يرفع رجلاً، ويقف على الأخرى يُريحها. (سِجال) يقال: الحرب سجال: أي لنا مرة، ولهم مرة. (تُدَال) الإدالة: الغلبة، يقال: أديل لنا على أعدائنا: أي نصرنا عليهم، وكانت الدولة لنا. [ص: 476] (يُحَزِّبُونَ) الحزب: ما يجعله الإنسان على نفسه من قراءة أو صلاة، والحزب: الطائفة.   (1) كذا في أكثر النسخ، وفي المسند وابن ماجة، أي: نحن لا سواء، والمعنى: حالنا الآن غير ما كانت عليه قبل الهجرة، وفي بعض النسخ: " لا أنسى " والمعنى: لا أنسى أذيتهم وعداوتهم. (2) في المطبوع: حزبي. قال الزمخشري: أي بدأت في حزبي، وهو الورد الذي فرض على نفسه أن [ص: 475] يقرأ كل يوم، فجعل بداءته فيه طروءاً منه عليه، والحزب في الأصل: الطائفة من الناس، تسمى الورد به، لأنه طائفة من القرآن. (3) رقم (1393) في الصلاة، باب تحزيب القرآن، وأخرجه أحمد 4 / 9 و 343، وابن ماجة رقم (1345) في إقامة الصلاة، باب كم يستحب أن يختم القرآن، كلهم من حديث عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده أوس بن حذيفة. وعبد الله بن عبد الرحمن صدوق يخطئ ويهم، وعثمان بن عبد الله لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/، 9 343) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود (1393) قال: ثنا مسدد، قال: أنبأنا قرّان بن تمام. وفي (1393) قال: ثنا عبد الله بن سعيد، قال: نا أبو خالد، وابن ماجة (1345) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا أبو خالد الأحمر، ثلاثتهم - ابن مهدي، وقُرَّان، وأبو خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس - فذكره. قلت: فيه عثمان بن عبد الله بن أوس لم يوثقه غير ابن حبان، وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي: صدوق، يخطيء ويهم. الحديث: 935 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 474 936 - (د) شداد بن الهاد -رحمه الله - قال: سألني نافع بن جبير بن مطعم، فقال لي: في كم تقرأُ القرآن؟ فقلت: ما أٌُحَزِِّبُه، فقال لي نافع: لا تقلْ: ما أحزِّبُهُ- وفي نسخةٍ: ما أجزِّئهُ- فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قرأْت جزءاً من القُرآن» قَال: حسبت أنَّهُ ذكره عن المغيرة بن شعبة. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1392) في الصلاة، باب تحزيب القرآن، ورجاله ثقات، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (13492) حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أخبرنا ابن أبي مريم، أخبرنا يحيى ابن أيوب، عن ابن الهاد، قال: سألني نافع بن جبير بن مطعم، فقال: فذكره. الحديث: 936 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 476 937 - (ط) يحيى بن سعيد -رحمه الله - (1) قال: كُنْتُ أنَا ومحمدُ بنُ يَحْيَى ابن حَبَّان (2) جالسَيْنِ، فدَعا محمَّدٌ رَجُلاً، فقال: أَخْبِرْني بالَّذي سَمِعتَ من أبيك، فقال الرَّجُلُ: أَخْبَرَني أبِي: أنَّهُ أتَى زَيدَ بن ثابتٍ، فقال له: كَيْفَ تَرى في قراءة القرآن في سَبْعٍ؟ قال زيدٌ: حَسَنٌ، ولأنْ أَقْرَأَه في نِصْفِ شَهرٍ أو عَشْرٍ أحَبُّ إليَّ، وسَلْني: لِمَ ذاك؟ قال: فإني أسأَلُكَ؟ قال زْيدٌ: لكَيْ أتَدَبَّرَهُ وأقِفَ عليه. أخرجه الموطأ (3) .   (1) هو يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، أبو سعيد الأحول القطان البصري الحافظ الحجة، أحد أئمة الجرح والتعديل. أخرج له الجماعة، مات سنة 298 هـ. (2) محمد بن يحيى بن حبان - بفتح الحاء المهملة والباء - بن منقذ بن عمرو الأنصاري المازني، أبو عبد الله المدني الثقة الفقيه، كانت له حلقة بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، توفي سنة 121 هـ. (3) 1 / 200 و 201 في القرآن، باب ما جاء في تحزيب القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (473) قال: عن يحيى بن سعيد فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : قال ابن عبد البر: كذ ارواه يحيى، وأظنه وهما، ورواه ابن وهب، وابن بكير، وابن القاسم: «لأن أقرأه في عشرين أو نصف شهر أحب إليّ» ، وكذا رواه شعبة. الحديث: 937 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 476 938 - (م ط ت د س) عبد الرحمن بن عبد القارئ -رحمه الله -: قال: سمعتُ عمر بنَ الخطاب -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نامَ عَنْ حِزْبِهِ من الليل، أو عن شيءٍ منه، فقرأَه ما بيْنَ صَلاةِ الفجرِ وصَلاة الظُّهرِ، كُتِبَ له كأنما قَرأَهُ من الليْلِ» . أخرجه الجماعة إلا البخاري. إلا أنَّ في رواية الموطأ، «فقرأَهُ حين تَزُولُ الشَّمْسُ إلى صَلاةِ الظُّهرِ، فإنه لم يَفُتْهُ [أو] كَأنَّهُ أدْرَكَهُ» (1) .   (1) مسلم رقم (747) في صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل، والموطأ 1 / 200 في القرآن، باب ما جاء في تحزيب القرآن، والترمذي رقم (581) في الصلاة، باب ما ذكر فيمن فاته حزبه من الليل، وأبو داود رقم (1313) في الصلاة، باب من نام عن حزبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (1/32) (2200) ، و (1/53) (377) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، والدارمي (1485) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، ومسلم (2/171) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (1313) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان. (ح) وحدثنا سليمان بن داود ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (1343) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، والترمذي (581 قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو صفوان، والنسائي (3/259) ، وفي الكبرى (1371) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان. أربعتهم - ابن المبارك، والليث، وعبد الله بن وهب، وأبو صفوان - عن يونس، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة. 2 - وأخرجه النسائي (3/259) ، وفي الكبرى (1373) قال: أخبرنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة. ثلاثتهم - السائب، وعبيد الله، وعروة بن الزبير - عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره. * أخرجه النسائي (3/260) ، وفي الكبرى (1374) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن داود بن الحصين، عن الأعرج، وفي (1372) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن ابن شهاب، أن السائب بن يزيد،وعبيد الله أخبراه. ثلاثتهم - الأعرج، والسائب، وعبيد الله - عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أن عمر بن الخطاب قال: «من فاته حزبه ... » فذكره، موقوفا. الحديث: 938 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 477 الباب الثاني: في القراءات ، وفيه فصلان الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة 939 - (خ م ط ت د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ هِشامَ بنَ حكيم بنِ حِزامٍ يقرأُ سورة الفرقانِ، في حَياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاسْتمَعْتُ لقراءته، فإذا هو يقرأُ على حروفٍ كثيرة، لم يُقْرئْنيها [ص: 478] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصلاة، فَتَربصْتُ حتى سلَّم، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدائِهِ (1) ، فَقُلْتُ: مَنْ أقْرأَكَ هذه السورة التي سَمِعْتُكَ تَقٍرَؤهَا؟ قال: أقْرَأنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلتُ: كذْبتَ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد أقْرَأنيها على غَيْرِ ما قَرأْتَ، فانطلقْتُ به أقودُهُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنِّي سَمِعتُ هذا يقْرَأُ سُورة الفرقان على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَرْسِلْهُ، اقْرأْ يا هِشامُ» فقرأَ عليه القراءة التي كنْتُ سمعتُه يقرأُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هَكَذا أُنْزِلتْ» ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأْ يا عمرُ» فقرأْتُ القراءةَ التي أقْرأَنِي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هكذا أُنْزِلتْ، إنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سَبْعَةِ أحرُفٍ (2) ، فَاقرَؤوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ» . أخرجه الجماعة (3) . [ص: 479] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُسَاورُهُ) أي: أُواثِبُهُ وأغالبه، ويقال للمعربد: سَوَّار. (فتربصت) تربص فلان بفلان: أي: انتظره، وأخره إلى وقت ما. (فَلَبَّبْتُه) يقال: أخذت بتلبيبه: إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه، وقبضت عليه تَجرُّه. (سبعة أحرف) أراد بالحرف: اللغة، يعني: على سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه: أن يكون في الحرف [الواحد] سبعة أوجه، ولكن نقول: هذه اللغات السبع مُفَرَّقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن. قال الخطابي: على أنَّ في القرآن ما قد قُرئَ بسبعة أوجه، وهو قوله: {وَعَبَدَ الطَّاغُوت} [المائدة: 60] وقوله: {أرسِلْهُ مَعَنا غداً يَرتَعْ ويَلْعَبْ} [يوسف: 12] وذكر وجوهاً، كأنه يذهب: إلى أن بعضه أنزل على سبعة أحرف، لا كله.   (1) قال الزركشي: أي: جررته، بتشديد الباء الأولى، وعليه اقتصر النووي، وحكى المنذري التخفيف، وقال: إنه أعرف، مأخوذ من اللبة بفتح اللام، ومعناه: جمعت الرداء في موضع لبته، أي: في عنقه، وأمسكته وجذبته به. ووقع عند أبي داود " فلببته بردائي " فيمكن الجمع بأن التلبيب بالردائين جميعاً. وقال الحافظ: وكان عمر شديداً في الأمر بالمعروف، وفعل ذلك عن اجتهاد منه، لظنه أن هشاماً خالف الصواب، ولهذا لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم. (2) يراجع في بيان المراد من الأحرف السبعة بتفصيل " جامع البيان " 1 / 21، 67 و " النشر في القراءات العشر " 1 / 19 - 33 و " فتح الباري " 9 / 23 - 36. (3) البخاري 9 / 20، 21 في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، وباب من لم ير بأساً أن يقول: سورة البقرة وسورة كذا، وفي الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، [ص: 479] وفي التوحيد، باب قول الله تعالى {فاقرؤوا ما تيسر منه} ، وأخرجه مسلم رقم (818) في الصلاة، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وأبو داود رقم (1475) في الصلاة، باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف، والترمذي رقم (2944) في القراءات، باب ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، والنسائي 2 / 150 - 152 في الصلاة، باب جامع القرآن، والموطأ 1 / 201 في القرآن، باب ما جاء في القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (142) . وأحمد (1/40) (277) قال: حدثنا عبد الرحمن، والبخاري (3/160) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم (2/202) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (1475) قال: حدثنا القعنبي، والنسائي (2/150) ، وفي الكبرى (919) وفي فضائل القرآن (10) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع عن ابن القاسم. خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، والقعنبي عبد الله بن مسلمة، وابن القاسم - عن مالك، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/40) (278) ، (1/42) (296) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/43) (297) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أنبأنا شعيب، وفي (1/263) (2375) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، والبخاري (276) قال: قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، وفي (6/239) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، وفي (9/194) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، ومسلم (2/202) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والترمذي (2943) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وغير واحد، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والنسائي (2/151) . وفي الكبرى (920) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. خمستهم -معمر، وشعيب، وابن أخي ابن شهاب، وعقيل، ويونس - عن الزهري، قال: أخبرني عروة ابن الزبير، أن المِسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه، أنهما سمعا عمر بن الخطاب، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/24) (158) . والنسائي (2/150) ، وفي الكبرى (918) فقال: أخبرنا نصر ابن علي. كلاهما - أحمد بن حنبل، ونصر - عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، فذكره. ليس فيه (عبد الرحمن بن عبد القاري) . الحديث: 939 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 477 940 - (م ت د س) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: كنتُ في [ص: 480] المسجد، فدخل رجلٌ يُصَلِّي، فقرأ قِراءة أنْكَرْتُها، ثم دخل آخرُ، فقرأ قراءة سوىِ قراءةِ صَاحبه، فلمَّا قَضَيْنا الصلاةَ، دَخَلْنا جميعاً على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: إنَّ هذا قرأ قراءة أنكرتُها عليه، فدخل آخرُ فقرأ سِوى قراءةِ صَاحبهِ، فأمَرَهُما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَآ، فَحَسَّنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شأْنَهُما، فَسُقِطَ في نَفسيِ منَ التَّكْذيِبِ، ولا إذْ كُنْتُ في الجاهلية (1) ، فلما رأَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما قد غَشِيَني، ضَرَبَ في صَدْرِي، فَفِضْتُ عَرَقاً، وكأنما أنظرُ إلى الله -عز وجل- فَرَقاً، فقال لي: يا أُبيُّ، أُرْسِلَ إليَّ: أنْ اقرأ القُرْآن على حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إليه: أنْ هَوِّنْ علي أُمَّتي، فردَّ إلي الثانية: أن اقْرأْهُ على حرفين، فردَدْتُ إليه: أنْ هَوِّنْ على أمتي، فردَّ إليَّ الثالثة: أنِ اقْرَأْهُ على سَبْعَةِ أحرفٍ، وَلَكَ بكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَها (2) مَسْأَلَةٌ تسْألُنيِها، فقلتُ: اللهم اغْفِرْ لأُمَّتي، وأخَّرْتُ الثالثةَ ليومٍ يَرْغَبُ إليَّ الْخَلقُ كلُّهُمْ حتى إبراهيمُ. وفي رواية أخرى قال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان عندَ أَضاةِ بَنيِ غِفارٍ (3) ، [ص: 481] فأتاه جبريلُ -عليه السلام -، فقال: إنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أنْ تَقَرَأَ أُمَّتُكَ القرآن على حرفٍ، فقال: أَسألُ اللهَ مُعَافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك، ثم أتاه الثانية، فقال: إنَّ اللهَ يأْمُرَكَ أنْ تقرأ أمَّتُكَ القرآنَ على حرفين، فقال: أَسألُ اللهَ مُعَافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك، ثم جاء الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمَّتُكَ القرآن على ثلاثِة أَحرفٍ، فقال: أَسألُ اللهَ مُعَافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك، ثم جاءه الرابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتُك القرآن على سبعة أحرفٍ، فَأَيُّما حَرْفٍ قرَؤوا عليه فقد أصابُوا. هذه رواية مسلم. وفي رواية أَبي داود مثل الرواية الثانية، إلى قوله في أول مرة: «لا تُطيقُ ذلك» ، وقال: ثم أتاه ثانية فذكر نحو هذا حتى بَلَغَ سبعةَ أحرفٍ، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أُمتك على سبعة أحرفٍ، فَأيُّمَا حرفٍ قرؤوا عليه فقد أصابُوا. وفي أُخرى له قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أُبيُّ، إني أُقْرِئتُ القرآن» ، فقيل لي: على حرفٍ أو حرفين؟ فقال المَلكُ الذي معي: قل: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثٍ؟ فقال المَلكُ الذي معي: قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة، ثم قال: ليس منها إلا شَاف كافٍ، إنْ قلتَ: سَمِيعاً عَليماً، عزيزاً حكيماً، ما لم تَخْتِمْ آيَةَ عذابٍ برَحْمَةٍ أو آيةَ رَحْمَةٍ بِعَذابٍ. وأخرج النسائي في الرواية الثانية من [ص: 482] روايتي مسلم. وله في أخرى قال: أقْرأَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُورة، فَبَيْنا أنا في المسجد جالسٌ، إذْ سمعتُ رُجلاً يَقْرَؤها بخلاف قِراءتي، فقلتُ له من علَّمكَ هذه السورة؟ فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا تُفارِقُني حتى نَأْتَيَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا خالفَ قراءتي في السورةِ التي علَّمْتني، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اقْرأْها أُبيُّ، فقرأَتُها، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أحْسَنتَ، ثم قال للرَّجُلِ: اقْرَأْ، فَخالفَ قِراءتي، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أحْسَنتَ، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا أُبيُّ، أُنزلَ على سبعةِ أحرفٍ كُلُّها شافٍ كافٍ. وفي أخرى له قال: مَا حاكَ في صدري مُنذُ أَسلمتُ، إلا أنِّي قرأْتُ آية، وقرأها آخرُ غيرَ قراءتي، فقلت، أقرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: أقرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ النبيَّ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أقرأْتَني آيةَ كذا، وكذا؟ قال: نعم، وقال الآخر: ألمْ تُقْرئِْني آية كذا وكذا؟ قال: نعم، إنَّ جبريل وميكائيل، أتياني، فقعد جبريل عن يميني، وميكائيل عن يَساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرفٍ، وقال ميكائيل: اسْتَزِدْهُ، حتى بلغَ سبعة أحرفٍ، وكلُّ حرفٍ شافٍ كافٍ. وأخرج الترمذي عن أبيِّ بن كعبٍ هذا المعنى بغير هذا اللفظِ مخْتَصراً قال: لَقيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جبريلَ، فقال: يا جبريلُ، بُعِثتُ إلى أمَّة أمِّيِّينَ، فيهم العجوزُ والشيخُ الكبيرُ، والغلامُ والجاريةُ، والرجلُ الذي لم يقرأ [ص: 483] كتاباً قَطُّ، فقال: يا مُحَمَّدُ، إنَّ القرآن أُنزلَ على سبعةِ أَحرفٍ (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شاف كاف) شاف: من الشفاء، وكاف: من الكفاية. (فرقاً) الفرق: الفزغ. (الأضاة) الغدير: وجمعها أَضَىً، مثل حَصَاة وحصى. (أُمِّيِّينَ) الأُمِّيُّونَ: جمع أمي، وهو الذي لا يكتب، منسوب إلى ما عليه أمة العرب، وكانوا لا يكتبون. وقيل: الأمي: الذي على أصل ولادة أمه لم يتعلم الكتابة، فهو على جبلته التي ولد عليها.   (1) معناه: ووسوس لي الشيطان تكذيباً للنبوة، أشد مما كنت عليه في الجاهلية، لأنه في الجاهلية كان غافلاً أو متشككاً، فوسوس له الشيطان الجزم بالتكذيب. (2) قوله: " ولك بكل ردة رددتكها " هذا يدل على أنه سقط في الرواية الأولى ذكر بعض الروايات الثلاث. وقد جاءت مبينة في الرواية الثانية. وقوله: " ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها " معناه: مسألة مجابة قطعاً. (3) قال النووي: هي بفتح الهمزة، وبضاد معجمة مقصوراً، وهي الماء المستنقع كالغدير، وجمعها أضاً، كحصاة وحصى، وإضاء - بكسر الهمز والمد - كأكمة وإكام. (4) أخرجه مسلم رقم (820) في الصلاة، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وأبو داود رقم (1477) و (1478) في الصلاة، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، والترمذي رقم (2945) في القراءات، باب ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وإسناده حسن. وأخرجه النسائي 2 / 152 و 154 في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن، والرواية الثانية: سندها حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/127) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومسلم (2/202) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (2/203) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد ابن بشر، وعبد الله بن أحمد (5/128) قال: حدثني وهب بن بقية، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. أربعتهم - يحيى، وابن نُمير، وابن بشر، وخالد - عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثني عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. - ورواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب: 1 - أخرجه أحمد (5/127) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومسلم (2/203) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غُندر (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، وفي (2/204) قال: وحدثناه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، وأبو داود (1478) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن أحمد (5/128) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر، والنسائي (2/152) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، كلاهما - محمد بن جعفر، ومعاذ العنبري- عن شعبة. وأخرجه أحمد (5/128) قال: حدثنا جعفر بن مهران السباك، قال: حدثنا عبد الوارث، عن محمد بن جحادة. كلاهما - شعبة، وابن جِحادة - عن الحكم، عن مجاهد. 2 - وأخرجه أحمد (5/128) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأسدي «لو ين» ، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، قال: حدثنا عمر بن سالم الأفطس، عن أبيه، عن زبيد. كلاهما - مجاهد، وزبيد - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. - ورواه أيضا سليمان بن صرد عن أبي بن كعب: أخرجه أحمد (5/124) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وفي (5/124) قال: حدثنا بهز، وأبو داود (1477) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وعبد الله بن أحمد (5/124) قال: حدثنا هدبة بن خالد. أربعتهم - عبد الرحمن، وبهز، وأبو الوليد، وهدبة - عن همام، قال: حدثنا قتادة عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد، فذكره. - ورواه سليمان بن صرد أيضا عن أبي بن كعب: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (670) ، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا العوام. وعبد الله بن أحمد (5/125) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، قال: أخبرنا شريك. كلاهما - العوام، وشريك - عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صُرَد، فذكره. - ورواه زر بن حبيش أيضا عن أبي بن كعب: أخرجه أحمد (5/132) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، وفي (5/132) قال: حدثنا أبو سعيد موسى بن هاشم، قال: حدثنا زائدة، والترمذي (2944) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان. كلاهما - زائدة، وشيبان - عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش فذكره. - ورواه ابن عباس أيضا عن أبي بن كعب: أخرجه النسائي (2/153) قال: أخبرني عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو جعفر بن نفيل، قال: قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره. - ورواه أنس أيضا عن أبي بن كعب: أخرجه أحمد (5/1114، 122) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد بن حميد (164) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وعبد الله بن أحمد (5/122) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا بشر بن المفضل، وفي (5/122) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا المعتمر، والنسائي (2/154) قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، وفي فضائل القرآن (11) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يزيد بن هارون. أربعتهم - يحيى، ويزيد، وبشر، ومعتمر - عن حميد الطويل عن أنس فذكره. الحديث: 940 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 479 941 - (خ م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأَني جبريلُ على حرفٍ، فراجَعْتُهُ فَزادني، فلم أزلْ أسْتَزِيدُه وَيَزيِدُني، حتى انتَهى إلى سبعه أحرفٍ» ، قال ابنُ شهابٍ: بلغني أنَّ تلكَ السبعةَ الأحرف: إنما هي في الأمْرِ الذي يكون واحداً، لا يختِلفُ في حلالٍ ولا حرام. أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) أخرجه البخاري 9 / 20، 21 في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (819) في الصلاة، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وقوله في الحديث: قال ابن شهاب: هو من رواية مسلم فقط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/263) (2375) ، (1/299) (2717) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، وفي (1/313) (2860) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والبخاري (4/137) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني سليمان، عن يونس، وفي (6/227) قال: حدثنا سعيد ابن عُفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، ومسلم (2/202) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. أربعتهم - ابن أخي ابن شهاب، ومعمر، ويونس، وعقيل - عن ابن شهاب، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. الحديث: 941 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 483 942 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أنهُ سَمِعَ رجلاً يقرأُ آية، سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقْرؤهَا على خِلافِ ذلك، قال: فأخذتُ بيَدِهِ، فاْنطَلَقْتُ بهِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكَرتُ ذلك له، فَعَرَفْتُ في وجْهِهِ الكراهِيَةَ وقال: «اقْرَآ، فَكِلاكُما مُحْسِنٌ، ولا تَخْتَلِفُوا، فإنَّ مَنْ كان قبلكم اختلفوا فَهَلَكُوا» . أخرجه البخاري (1) .   (1) البخاري 9 / 88 في فضائل القرآن، باب اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، وفي الخصومات، باب ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي الحديث الحض على الجماعة والألفة، والتحذير من الفرقة والاختلاف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/393) (3724) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (1/411) (3907) قال: حدثنا عفان، وفي (1/412) (3908) قال: حدثنا بهز. وفي (1/456) (4361) قال: حدثنا هاشم، والبخاري (3/158) قال: حدثنا أبو الوليد، وفي (4/213) قال: حدثنا آدم. وفي (6/245) قال: حدثنا سليمان بن حرب، والنسائي في فضائل القرآن (119) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. ستتهم - محمد بن جعفر، وعفان، وبهز، وهاشم، وأبو الوليد، وخالد بن الحارث - عن شعبة، قال: حدثنا عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال بن سبرة، فذكره. * في رواية محمد بن جعفر، وعفان وهاشم، قال: شعبة، وحدثني مسعر عنه، ورفعه إلى عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «فلا تختلفوا» . - ورواه أبو وائل أيضا عن عبد الله: أخرجه أحمد (1/401) (3803) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن همام، عن عاصم، عن أبي وائل فذكره. - ورواه زر أيضا عن ابن مسعود: أخرجه أحمد (21/419) (3981) ، (1/421) (3993) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر. وفي (1/421) (23992) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان، قالا: حدثنا حماد، وفي (1/452) (4322) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما - أبو بكر بن عياش، وحماد - عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش فذكره. الحديث: 942 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 484 943 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال عمر: أُبَىٌّ أقرأُنا وإنَّا لنَدَعُ مِنْ لَحْنِ أُبَي (1) ، وأُبيٌّ يقول: أخَذْتُ مِنْ في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أتركُه لشيءٍ، وقال الله: {ما نَنْسخْ من آيةٍ أَو نُنْسِها} [البقرة: 106] . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَحْن أُبَيّ) : هو أبي بن كعب الأنصاري، ولَحْنهُ: لغته وقراءته [ص: 485] وطريقته التي يقرأ بها القرآن.   (1) أي: من قراءته، ولحن القول: فحواه ومعناه، والمراد به هنا: القول. قال الحافظ: وكان أبي بن كعب لا يرجع عما حفظه من القرآن الذي تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أخبره غيره أن تلاوته نسخت، لأنه إذا سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل عنده القطع به، فلا يزول عنه بإخبار غيره أن تلاوته نسخت، وقد استدل عليه عمر بالآية الدالة على النسخ وهو من أوضح الاستدلال في ذلك. (2) البخاري 9 / 49 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة البقرة، باب قول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري [4481] قال: ثنا عمرو بن علي، وفي (5005) قال: ثنا صدقة بن الفضل. قالا: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 943 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 484 944 - (خ م) علقمة - رضي الله عنه - قال: كُنَّا بِحِمْصَ، فقرَأَ ابنُ مسعودٍ سورة يوسفَ، فقال رجلٌ: ما هكذا أُنزِلتْ، فقال عبدُ الله: والله لقدَ قرَأْتُها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أحْسَنْتَ» فبَيْنا هو يُكلِّمُهُ، إذْ وجَدَ مِنْه ريحَ الْخَمْرِ، فقال: أتَشْرَبُ الْخَمْرَ، وتُكَذِّبُ بالكتاب؟ فَضَرَبهَ الحَدَّ. أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) البخاري 9 / 44 و 45 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (801) في الصلاة، باب فضل استماع القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (112) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (1/378) (3591) قال: حدثنا أبو معاوية، وفي (1/424) (4033) قال: حدثنا ابن نمير، ويعلى. والبخاري (6/230) قال: حدثني محمد ابن كثير، قال: أخبرنا سفيان الثوري، ومسلم (2/196) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خَشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كُريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في فضائل القرآن (105) قال: أخبرنا علي بن خشرم قال: أنبأنا عيسى. سبعتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وابن نمير، ويعلى، وسفيان الثوري، وجرير، وعيسى بن يونس- عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة فذكره. الحديث: 944 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلا ً 945 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأبا بكْرٍ وعُمَرَ وأُرَاهُ قال: وعثمان- كانوا يَقْرَءون {مَالِكِ يوم الدين} [الفاتحة: 3] بالألفِ. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2929) في القراءات، باب فاتحة الكتاب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (2928) قال: ثنا أبو بكر محمد بن أبان، قال: ثنا أيوب بن سويد الرملي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الزهري عن أنس بن مالك،إلا من حديث هذا الشيخ أيوب بن سويد الرملي. قلت: سويد قال عنه الحافظ ابن حجر: صدوق يخطيء. الحديث: 945 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 946 - (د) ابن شهاب الزُّهريّ -رحمه الله - قال: مَعْمَرٌ: وربمَّا ذَكَرَ ابنَ المسيِّبِ، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ وعُمَرُ وعُثْمان يقْرؤون [ص: 486] {مَالِكِ يوم الدين} وأوَّل مَنْ قَرأ {مَلِكِ} مروانُ (1) . قال أبو داود: هذا أصح من حديث الزهري عن أنسٍ، والزهريّ عن سالم عن أبيه (2) .   (1) بل أول من قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخرجه ابن أبي داود في " المصاحف " 7 / 2، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " 1 / 104، وصححه الحاكم 2 / 232، ووافقه الذهبي. وهي قراءة متواترة ثابتة كالأولى، قرأ بها جمهور القراء، سوى عاصم والكسائي وخلف ويعقوب. (2) رقم (4000) في الحروف والقراءات، ورجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4000) حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، قال معمر: وربما ذكر ابن المسيب قال: فذكره. قال أبو داود: هذا أصح من حديث الزهري، عن أنس، والزهري، عن سالم عن أبيه. الحديث: 946 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 947 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله لبَني إسرائيلَ» : {ادْخُلُوا البابَ سُجَّداً وقُولوا حِطَّةٌ تُغْفَرْ (1) لكم خَطاياكُم} [البقرة: 58] . أخرجه أبو داود (2) .   (1) هي قراءة ابن عامر، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي " نغفر " بالنون مع كسر الفاء، وقرأ نافع وأبان عن عاصم " يغفر " بياء مضمومة وفتح الفاء. (2) رقم (4006) في الحروف والقراءات، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (4006) قال: ثنا أحمد بن صالح، قال: ثنا ابن وهب (ح) وثنا سليمان ابن داو د المهري، قال: نا ابن وهب، وفي (4007) قال: ثنا جعفر بن مسافر، قال: ثنا ابن أبي فديك، كلاهما - ابن وهب، وابن أبي فديك - عن هاشم بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 947 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 948 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأ {واتَّخِذوا (1) من مقام إبراهيم مُصَلَّى} [البقرة: 125] زاد في نسخة، بكسر الخاء. أخرجه أبو داود (2) .   (1) هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي، وقرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر. (2) رقم (3969) في الحروف والقراءات، وإسناده صحيح، وفي حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم رقم (1218) ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3969) حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا حاتم بن إسماعيل (ح) وثنا نصر بن عاصم، ثنا يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر أن النبي، فذكره. الحديث: 948 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 949 - (د) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ {غَيْرَ (1) أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] زاد في نسخة، بنصب الراء. أخرجه أبو داود (2) .   (1) بنصب الراء، وهي قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي، وخلف، والمفضل، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة (غير) برفع الراء. قال أبو علي: من رفع الراء جعل " غير " صفة للقاعدين، ومن نصبها جعلها استثناء من القاعدين. (2) رقم (3975) وفي آخره: ولم يقل سعيد - يعني سعيد بن منصور -: كان يقرأ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (3975) قال: ثنا سعيد بن منصور، ثنا ابن أبي الزناد (ح) وثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا حجاج بن محمد، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، فذكره. الحديث: 949 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 950 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأَ: {هَلْ تَسْتَطِيعُ (1) ربَّكَ} [المائدة: 112] . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَستطيعُ ربك) بالياء وضم باء «ربك» فأما بالتاء ونصب الباء، فمعناه: هل تستطيع أن تسأل ربك؟.   (1) هذه قراءة الكسائي " تستطيع " بالتاء ونصب " الرب " قال الفراء: معناه: هل تقدر أن تسأل ربك، وقرأ الباقون: {هل يستطيع ربك} بالياء ورفع " الرب ". (2) رقم (2931) في القراءات، باب فاتحة الكتاب، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، وليس إسناده بالقوي. ورشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي يضعفان في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2930) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عتبة بن حميد، عن عبادة بن نُسيّ، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين، وليس إسناده بالقوي، رشدين بن سعد والإفريقي، يُضَعَّفَان في الحديث. الحديث: 950 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 951 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {والْعَيْنُ بالَعينِ (1) } [المائدة: 45] [بالرفع في الأولى] . أخرجه الترمذي، [ص: 488] وأبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العين بالعين) الرفع في العين، معطوف على محل {أن النفس بالنفس} لأن المعنى: وكتبنا عليهم أن النفس بالنفس لإعطاء «كتبنا» معنى «قلنا» .   (1) قال ابن الجوزي في " زاد المسير " 2 / 367 قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن} ينصبون ذلك كله ويرفعون {والجروح} [ص: 488] وكان نافع وعاصم وحمزة ينصبون ذلك كله، وكان الكسائي يقرأ {أن النفس بالنفس} نصباً ويرفع ما بعد ذلك، قال أبو علي: وحجته أن الواو لعطف الجمل، لا للاشتراك في العامل، ويجوز أن يكون حمل الكلام على المعنى، لأن معنى {وكتبنا عليهم} قلنا لهم: النفس بالنفس، فحمل العين على هذا، وهذه حجة من رفع " الجروح ". (2) الترمذي رقم (2930) في القراءات، وأبو داود رقم (3976) و (3977) في الحروف والقراءات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (3/215) قال: ثنا يحيى بن آدم، وأبو داود (3976) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء. وفي (3977) قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا أبي. و «الترمذي» 2929 قال: ثنا أبو كريب (ح) وثنا سويد بن نصر. خمستهم - يحيى وعثمان وأبو كريب محمد بن العلاء، وعلى بن نصر، وسويد- قالوا: ثنا عبد الله ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن أبي على بن يزيد أخي يونس بن يزيد، عن [ ... ] ، فذكره. قال محمد: تفرد ابن المبارك بهذا الحديث عن يونس بن يزيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب قلت: فيه أبو على بن يزيد أخو يونس بن يزيد، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال عنه أبو حاتم: مجهول. الحديث: 951 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 952 - (د) أبيُّ بن كعبٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قرأ: {قُلْ بفضْلِ الله وبرحمته فبذلك فَلْتَفْرحُوا (1) } [يُونس: 58] بالتاء. وفي رواية: موقوفاً عليه. أخرجه أبو داود (2) .   (1) وهي قراءة أبي مجلز وقتادة وأبي العالية ورويس عن يعقوب. (2) رقم (3981) ، وفي سنده الأجلح الكندي، واسمه يحيى بن عبد الله ولا يحتج بحديثه، و (3980) ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3981) حدثنا محمد عبد الله ثنا المغيرة بن سلمة ثنا بن المبارك عن الأجلح حدثناعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي أن النبي فذكره. الحديث: 952 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 488 953 - (ت د) أسماء بنت يزيد وأم سلمة - رضي الله عنهما -: قال الترمذي: عن أُمِّ سلمة: أنَّ النبَّي صلى الله عليه وسلم كان يُقْرِئُها {إنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صالِحٍ (1) } [هُود: 46] ، وقال الترمذي: قد رُوي هذا الحديث عن أسماء بنت يزيد [ص: 489] قال: وسمعت عبْدَ بْنَ حُمَيْدٍ يقولُ: أسماء بنت يزيد: هي أُمُّ سَلَمَة الأنْصَارِيَّة، وِكَلاَ الحديثين عندي واحدٌ. قال: وقد رُوِىَ عن عائشة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوُ هذا. وأخرجه أبو داود عن أسماء وحدها، ولم يذكر أم سلمة (2) .   (1) هي قراءة الكسائي، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر {إنه عمل} رفع منون {غير صالح} برفع الراء. (2) أخرجه الترمذي رقم (2932) في القراءات، باب ومن سورة هود، وأبو داود رقم (3982) و (3983) في الحروف والقراءات، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو مختلف فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (6/454) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (6/459) قال: حدثنا حجاج وفي (6/450) قال: حدثنا عفان. و «أبو داود» (3982) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم-يزيد، وحجاج بن محمد، وعفان، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شهر ابن حوشب، فذكره. * أخرجه أبو داود (3983) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن المختار. و «الترمذي» (2931) قال: حدثنا الحسين بن محمد البصري. قال: حدثنا عبد الله بن حفص. وفي (2932) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا وكيع وحبان بن هلال. قالا: حدثنا هارون النحوي. ثلاثتهم- عبد العزيز، وعبد الله بن حفص، وهارون - عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة؛ فذكرته. (*) قال الترمذي: هذا حديث قد رواه غير واحد عن ثابت البناني نحو هذا. وأخرجه أحمد 6/294، 322 قال: ثنا وكيع. قال: ثنا هارون النحوي، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، فذكره قال: أبو عيسى: كلا الحديثين عندي واحد، وقد روى شهر بن حوشب غير حديث عن أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد، وقد روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه هذا. قلت: فيه شهر بن حوشب. الحديث: 953 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 488 954 - (خ د) ابن مسعود - رضي الله عنهما -: قرأَ {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] وقال: إنما نَقْرأُُ كما عُلِّمْنا. وعنه: {بَلْ عَجِبْتُ ويَسْخَرُونَ} [الصافات: 12] يعني بالرفع (1) . هذه رواية البخاري. وفي رواية أبي داود، أنهُ قرأََ {هَيْتَ لَكَ (2) } [فقال شَقيق: إنَّا نَقْرَؤُهَا {هئتُ} فقال: ابن مسعودٍ: أقْرَؤُهَا كما عُلِّمْتُ أحَبُّ إليَّ. وفي روايةٍ له قال: قِيلَ لعَبْدِ اللهِ: إنَّ أُنَاساً يقرَؤُونَ هذه الآية {وقالت هِئْتُ لَكَ} ؟ فَقَال: إني أقرأُ كما عُلِّمْتُ أَحَبُّ إلَيَّ، {وقالت هَيْتَ لَكَ} (3) . [ص: 490] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هيت لك) هيت: فيها لغات، ومعناها جميعها هلم، وادن. (عجبت) من ضم تاء «عجبت» ردها إلى الله تعالى: أي عجبت من أن ينكروا البعث ممن هذه أفعاله وهم يسخرون بمن يصف الله بالقدرة عليه. والتعجب من الله: أن يجري لمعنى الاستعظام، أو على تقدير الفرض.   (1) في الأصل والمطبوع " بالنصب " وهو خطأ، قال ابن الجوزي في " زاد المسير ": وفي " عجبت " قراءتان، قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر " بل عجبت " بفتح التاء، وقرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وعكرمة وقتادة وأبو مجلز والنخعي وطلحة بن مصرف والأعمش وابن أبي ليلى وحمزة والكسائي في آخرين " بل عجبت " بضم التاء، فمن فتح أراد: بل عجبت يا محمد ويسخرون هم. قال ابن السائب: أنت تعجب منهم وهم يسخرون منك. ومن ضم أراد الإخبار عن الله أنه عجب. (2) في هذه اللفظة خمس قراءات، فنافع وابن ذكوان وأبو جعفر بكسر الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة، وابن كثير بفتح الهاء وياء ساكنة وتاء مضمومة. وهشام بهاء مكسورة وهمزة ساكنة وتاء مفتوحة، أو مضمومة، والباقون بفتح الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة. (3) البخاري 8 / 274 و 275 في تفسير سورة يوسف، باب {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه} ، وأبو داود رقم (4004) و (4005) في الحروف والقراءات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/96) قال: حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا شعبة. و «أبو داود» (4004) قال: حدثنا أبومعمر عبد الله بن عمر بن أبي الحجاج، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا شيبان. وفي (4005) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. ثلاثتهم -شعبة، وشيبان، وأبو معاوية محمد بن خازم- عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره. الحديث: 954 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 489 955 - (ت د) أبيُّ بن كعب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأ: « {بلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً} [الكهف: 76] مُثَقَّلة» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود مثلُها. وفي أخرى له قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دَعا بدأَ بِنَفْسِهِ، وقال: «رحمةُ الله علينا وعَلى مُوسَى، لو صَبَرَ لرَأى مِنْ صاحِبِهِ الْعَجَبَ» ، ولكنه قال: {إن سألتُكَ عن شيءٍ بعدها فلا تُصاحِبني قد بلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي (1) عُذْراً} . طَوَّلَها حَمْزَة الزَّيَّات (2) .   (1) قال ابن الجوزي في " زاد المسير " 5 / 174: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي {من لدني} مثقل، وقرأ نافع {من لدني} بضم الدال مع تخفيف النون. وروى أبو بكر عن عاصم {من لدني} بفتح اللام مع تسكين الدال. وفي رواية أخرى عن عاصم {لدني} بضم اللام وتسكين الدال. قال الزجاج: وأجودها تشديد النون، لأن أصل (لدن) الإسكان، فإذا أضفتها إلى نفسك زدت نوناً، ليسلم سكون النون الأولى. تقول: من لدن زيد، فتسكن النون، ثم تضيف إلى نفسك، فتقول: من لدني، كما تقول: عن زيد وعني، فأما إسكان دال (لدني) فإنهم أسكنوها، كما تقول في عضد: عضد، فيحذفون الضم. (2) أخرجه الترمذي رقم (2934) في القراءات، باب ومن سورة الكهف، وأبو داود رقم (3985) [ص: 491] و (3986) في الحروف والقراءات. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وأمية بن خالد ثقة. وأبو الجارية العبدي شيخ مجهول ولا نعرف اسمه. ورواية أبي داود الثانية رقم (3984) المطولة رواها مسلم في صحيحه رقم (2380) في الفضائل، باب من فضائل الخضر عليه السلام في حديث طويل. وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة (حياء وإشفاق من الذم واللوم) قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً " ولو صبر لرأى العجب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3985) وعبد الله بن أحمد (5/121) قالا: ثنا أبو عبد الله العنبري محمد بن عبد الرحمن. و «الترمذي» 2933 قال: ثنا أبو بكر بن نافع. كلاهما -العنبري، وأبو بكر - عن محمد بن خالد، قال: ثنا أبو الجارية العبدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، وعن سعيد بن جبير عن أبي عباس، فذكره. الرواية الثانية: أخرجها أحمد (5/121) قال: ثني يحيى بن آدم. وفي (5/122) قال: ثنا حجاج، وأبو قطن عمرو بن الهيثم. و «أبو داود» (3984) قال: ثنا إبراهيم بن موسى، قال: ثنا عيسى. و «الترمذي» (3385) قال: ثنا ابن عبد الرحمن الكوفي، قال: ثنا أبو قطن. و «عبد الله بن أحمد» (5/121) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير.، قال: ثنا أبو داود عمر بن سعد، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. و «النسائى» في الكبرى «تحفة الأشراف41» عن أحمد بن حنبل، عن حجاج بن محمد. خمستهم - يحيى بن آدم، وحجاج، وأبو قطن، وعيسى، ويحيى بن زكريا - عن حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وأبو قطن اسمه عمرو بن الهيثم. الحديث: 955 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 490 956 - (ت د) أُبيُّ بن كعب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأ {في عَيْنٍ حَمِئَةٍ (1) } مخَفَّفَة [الكهف: 86] . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود: أنَّ ابنَ عباسٍ قال: أقْرَأَني أُبيٌّ كما أَقْرأهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {في عَيْنٍ حَمِئَةٍ (2) } . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حمئة) ذات حمأة: وهي الطين الأسود.   (1) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وحفص عن عاصم (حمئة) ، وهي قراءة ابن عباس، وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم (حامية) ، وهي قراءة عمرو، وعلي وابن مسعود، والزبير، ومعاوية، وأبي عبد الرحمن، والحسن، وعكرمة، والنخعي، وقتادة، وأبي جعفر، وشيبة، وابن محيصن، والأعمش كلهم لم يهمز. قال الزجاج: فمن قرأ (حمئة) أراد في عين ذات حمأة، ومن قرأ (حامية) بغير همز أراد: حارة، وقد تكون حارة ذات حمأة. (2) أخرجه الترمذي رقم (2935) في القراءات، باب ومن سورة الكهف، وأبو داود رقم (3976) في الحروف والقراءات. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والصحيح ما روي عن ابن عباس قراءته لا النبي صلى الله عليه وسلم. ويروى أن ابن عباس وعمرو بن العاص اختلفا في قراءة هذه الآية وارتفعا إلى كعب الأحبار في ذلك، فلو كانت عنده رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لاستغنى بروايته، ولم يحتج إلى كعب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3934) حدثنا يحيى بن موسى حدثنا معلى بن منصورحدثنا محمد بن دينار عن سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى عن ابن عباس عن أبي بن كعب أن النبي فذكره. قال: أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والصحيح ما روى عن ابن عباس قراءته ويروى أن ابن عباس وعمر بن العاصي، اختلفا في قراءة هذه الآية وارتفعا إلى كعب الأحبار في ذلك فلو كانت عنده رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لاستغني بروايته ولم يحتج إلى كعب. أخرجه أبو داود (3986) حدثنا محمد بن مسعود «المصييصية» ثنا عبد الصمد عبد الورث ثنا محمد دينار ثنا سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى قال: سمعت ابن عباس يقول أقرأني أبي بن كعب فذكره. الحديث: 956 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 957 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأَ: [ص: 492] {وتَرَى النَّاسَ سُكارى (1) وما هُمْ بِسُكارى} (2) [الحج: 2] . قال الترمذي: وهذا عندي مُخْتَصرٌ من حديثٍ قال: كُنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فقرأ: {يا أَيُّها النَّاسُ اتقوا ربَّكم} [الحج: 1] . الحديث بطوله. كذا قال الترمذي، ولم يذكر الحديث (3) .   (1) هذه قراءة الجمهور. وقرأ حمزة والكسائي وخلف {سكرى وما هم بسكرى} ، وهي قراءة ابن مسعود. قال الفراء: وهو وجه جيد، لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى. (2) الترمذي رقم (2942) في القراءات، باب ومن سورة الليل. وحسنه مع أن في سنده الحكم بن عبد الملك القرشي، وهو ضعيف، وفيه أيضاً عنعنة الحسن. (3) لكنه ذكره في سننه رقم (3168) في التفسير، باب ومن سورة الحج. وقال: حديث حسن صحيح. وفيه أيضاً عنعنة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (2941) قال: حدثنا أبو زرعة والفضل بن أبي طالب، وغير واحد قالوا: حدثنا الحسن بن بشر، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن، لانعرف لقتادة سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث أنس وأبي الطفيل، وهو عندي حديث مختصر إنما يروى عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، (يعني الحديث السابق) . الحديث: 957 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 958 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: نَزَلَ الوَحْيُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ علينا: {سُورَةٌ أَنزْلناها وفَرَضْنَاهَا} (1) . قال أبو داود: يعني مخففة الراء، حتى أتى على هذه الآيات (2) .   (1) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو (فرضناها) بالتشديد. وقرأ ابن مسعود، وأبو عبد الرحمن السلمي، والحسن، وعكرمة، والضحاك، والزهري، ونافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وابن يعمر، والأعمش، وابن أبي عبلة (فرضناها) بالتخفيف. قال الزجاج: من قرأ بالتشديد فعلى وجهين أحدهما: على معنى التكثير، أي: إننا فرضنا فيها فروضاً. والثاني: على معنى بينا وفصلنا ما فيها من الحلال والحرام. ومن قرأ بالتخفيف فمعناه: ألزمناكم العمل بما فرض فيها، وقال غيره: من شدد أراد: فصلنا فرائضها، ومن خفف فمعناه: فرضنا ما فيها. (2) رقم (4008) في الحروف والقراءات؛ من حديث حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة، وهذا سند حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو دا ود (4008) حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، هشام بن عروة عن عروة أن عائشة قالت: فذكرته. قال أبو داود: يعني مخففة الراء حتى أتى على هذه الآيات. الحديث: 958 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 492 959 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: أنها كانت تَقرأُ {إذْ تَلِقُونَهُ (1) بألسنتكم} [النور: 15] وتقول: الْوَلَقُ: الكذبُ. قال ابن أَبي مُلَيْكَةَ: وكانت أعلمَ بذلك من غيرها؛ لأنه نَزَلَ فيها. أخرجه البخاري (2) .   (1) بتاء واحدة خفيفة مفتوحة وكسر اللام ورفع القاف. قال ابن الجوزي: وهي قراءة أبي بن كعب، وعائشة، ومجاهد، وأبو حيوة. (2) 8 / 371 في تفسير سورة النور، باب {إذ تلقونه بألسنتكم} ، وفي المغازي، باب غزوة أنمار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري 4752 قال: ثنا إبراهيم بن موسى، قال: ثنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال ابن أبي مليكة، فذكره دون الجزء الأخير. الحديث: 959 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 960 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: وذكرَ حديثَ الوحي قال: [فذلك] قوله جل ثناؤه {حتى إذا فُزِّعَ عن قُلُوبهمْ} (1) [سبأ: 23] . أخرجه أبو داود (2) .   (1) كذا بالأصل " فزع " بالزاي والعين على القراءة المشهورة. وهو في نسخة " مختصر سنن أبي داود " للمنذري " فرغ " وفي هامشها: قرأ الحسن " فرغ " من الفراغ. وفي " عون المعبود " فزع " بتشديد الزاي - بصيغة المبني للمجهول - من التفزيع: هكذا هو في جميع النسخ. وقال السيوطي: هو في نسختي - بالزاي والعين المفتوحة - ويحتمل أنه - بالراء والغين المعجمة - فإن أبا هريرة كان يقرؤها كذلك " فرغ " وقال ابن الجوزي: قرأ الأكثرون (فزع) بضم الفاء وكسر الزاي. وقرأ ابن عامر ويعقوب وأبان (فزع) بفتح الفاء والزاي. وقرأ الحسن وقتادة وابن يعمر (فرغ) بالراء غير معجمة وبالغين معجمة. (2) رقم (3979) في الحروف والقراءات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (3989) حدثنا أحمد بن عبدة وإسماعيل بن أبراهيم أبو معمر «الهذلي» عن سفيان عن عمرو عن عكرمة قال: حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. الحديث: 960 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 961 - (ت د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنهُ قرأَ [ص: 494] على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم {مِنْ ضَعْفٍ} فقال: {من ضُعْفٍ} . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود، قال عَطِيَّةُ بنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ: قرأَتُ على عبد الله بن عُمر {اللَّه الذي خَلَقكم مِنْ ضَعْفٍ} فقال: {مِنْ ضُعْفٍ (1) } قرأتُها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما قرأتَها عَلَيَّ، فأخَذَ عليَّ كما أخذتُها عليك (2) .   (1) قال ابن الجزري في " النشر " 2 / 230، 231: واختلفوا في " ضعف " و " من ضعف " و " ضعفاً " وقرأ عاصم، وحمزة - بفتح الضاد في الثلاثة - واختلف عن حفص، فروى عنه عبيد وعمرو أنه اختار فيها الضم خلافاً لعاصم للحديث ... وروينا عنه من طريق أنه قال: ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف، وقد صح عنه الفتح والضم جميعاً ... وقرأ الباقون بضم الضاد فيها. (2) أخرجه الترمذي رقم (2937) في القراءات، باب ومن سورة الروم، وأبو داود رقم (3978) في الحروف والقراءات. وفي سنده عطية بن سعد العوفي، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] من ضعف: أخرجه أحمد (2/58) (5227) قال: ثنا وكيع ويزيد وأبو داود (3978) قال: ثنا النفيلي قال: ثنا زهير. والترمذي (2936) قال ثنا محمد بن حميد الرازي: قال: حدثنا نعيم بن ميسرة النحوى (ح) حدثنا عبد بن حميد قال: ثنا يزيد بن هارون أربعتهم - وكيع، ويزيد بن هارون، وزهير بن معاوية، ونعيم بن ميسرة - عن فضيل بن مرزوق، عن عطية بن سعد العوفي، فذكره. * رواية نعيم بن ميسرة مختصرة على: «عن ابن عمر، أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم: {خلقكم من ضعف} فقال: «من ضعف» . * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق. الحديث: 961 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 962 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: عن النبي صلى الله عليه وسلم {مِنْ ضَعْفٍ} . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3979) في الحروف والقراءات. وفي سنده عطية بن سعد العوفي أيضاً، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو دود (3979) حدثنا محمد بن يحيى القطعي، ثنا عبيد عن هاون عن عبد الله بن جابر عن عطية عن أبي سعيد فذكره. وفي سنده عطية العوفي قال الحافظ في التقريب (2/24) صدوق يخطيءكثيرا كان شيعيا مدلسا. الحديث: 962 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 963 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: قِراءةُ النبي صلى الله عليه وسلم {بَلَى قد جاءتْكِ آياتي فكذَّبتِ بها واسْتَكْبَرْتِ وكُنْتِ من الكافرين} [الزمر: 59] . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3990) في الحروف والقراءات. وقال: هذا مرسل. الربيع - وهو الراوي عن أم [ص: 495] سلمة - لم يدرك أم سلمة. وقراءة الجمهور - بفتح التاء – (جاءتَك) (فكذبتَ) (واستكبرتَ) (وكنتَ) وذكر ابن سريج عن الكسائي بكسر التاء فيهن، مخاطبة للنفس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه داود (3990) قال: ثنا محمد بن رافع النيسابوري. قال: ثنا إسحاق بن سليمان الرازي. قال: سمعت أبا جعفر يذكرعن الربيع بن أنس فذكره. قال أبو داود: هذا مرسل، الربيع لم يدرك أم سلمة. الحديث: 963 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 964 - (خ م د ت) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ {ونَادَوْا يا مَالِكُ لِيَقضِ علينا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] ، قال سفيان: في قراءة عبد الله {ونَادَوْا يَامَالِ (1) } . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية أبي داود، والترمذي: {يا مَالِكُ} . قال أبو داود: يعني: بِلا تَرْخِيمٍ (2) .   (1) قال ابن الجوزي: وهي قراءة علي بن أبي طالب وابن يعمر. قال الزجاج: وهذا يسميه النحويون الترخيم، ولكني أكرهها لمخالفة المصحف. (2) البخاري 8 / 437 في تفسير سورة الزخرف، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وباب صفة النار، ومسلم رقم (871) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأبو داود رقم (3992) في الحروف والقراءات، والترمذي رقم (508) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة على المنبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (787) . و «أحمد» (4./223) و «البخارى» (4/139) قال: حدثنا على ابن عبد الله. وفي (4./147) .وفي خلق أفعال العباد (76) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (6/163) .وفي خلق أفعال العباد (76) قال: حدثنا حجاج بن منهال. و «مسلم» 3/13 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق الحنظلي. و «أبو داود» 3992 قال: حدثنا أحمد بن حنبل وأحمد ابن عبدة. و «الترمذي» 508 قال: حدثنا قتيبة. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) 9/11838 عن قتيبة (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، وقتيبة، وحجاج، وأبو بكر، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وأحمد بن عبدة - عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن ردينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان ابن يعلي، فذكره. الحديث: 964 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 965 - (ت د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: أقْرَأَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم {إِنِّي أنَا الرزَّاق ذُو القوة المتين} [الذاريات: 58] ، أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .   (1) الترمذي رقم (2941) في القراءات، باب ومن سورة الذاريات، وأبو داود رقم (3993) في القراءات، وسنده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/394) (3741) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (1/397) (3771) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي 1/418 (3970) قال: حدثنا يحيى بن آدم، ويحيى بن أبي بكير. و «أبو داود» 3993 قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا أبو أحمد. و «الترمذي» 2940 قال: حدثنا عبد ابن حميد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 9389 عن نصر بن علي، عن أبي أحمد. (ح) وعن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله. خمستهم - يحيى بن آدم، وأبو سعيد، ويحيى بن أبي بكير، وأبو أحمد، وعبيد الله بن موسى- عن إسرائيل،عن أبي إسحاق،عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 965 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 966 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرَأُ: {فَرُوحٌ (1) ورَيحان وجنةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 89] . أخرجه الترمذي، [ص: 496] وأبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فروح) روح بضم الراء، بمعنى: الرحمة.   (1) قراءة الجمهور بفتح الراء، وقرأ أبو بكر، وأبو رزين، والحسن، وعكرمة، وابن يعمر، وقتادة، ورويس عن يعقوب، وابن أبي سريج عن الكسائي برفع الراء. (2) الترمذي رقم (2939) في القراءات، باب ومن سورة الواقعة، وأبو داود رقم (3991) في القراءات، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد 6/64 قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي (6/213) قال: حدثنا وكيع و «أبو داود» (3991) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. و «الترمذي» 2938 قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 11/16204 عن بشر ابن هلال عن جعفر بن سليمان أربعتهم - يونس، ووكيع، ومسلم، وجعفر - عن هارون بن موسى النحوي الأعور عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق فذكره. الحديث: 966 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 967 - (خ م ت) علقمة -رحمه الله - قال: قَدِمَ أصحابُ عبد الله بن مسعود على أبي الدَّرْداءِ -رضي الله عنهما-، فطلبهم فوجدَهُمْ، فقال: أيُّكم يقرأُ قراءة عبد الله؟ قالوا: كُلُّنا، قال: فأيُّكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، فقال: كيف سمعته يقرأُ {واللَّيْلِ إذا يَغْشَى. والنهار إذا تَجَلى} [الليل: آية 1-2] قال: {والذَّكَر والأنثى} (1) قال أبو الدرداء: والله لا أُتابعُهم، ثم قال أبو الدرداء: أنت سمعتَه مِنْ في صاحبك؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعتُ من في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء يأبَونَ علينا. وفي رواية: أشهدُ أني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء [ص: 497] يريدونَنِي أنْ أقرأ {وما خَلَقَ الذَّكَر والأنثى} والله، لا أُتابِعُهُمْ عليه. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. ولمسلم قال: أتَى عَلْقَمَةُ الشَّامَ، فدخل مسجداً، فصلى فيه، ثم قام إلى حَلْقةٍ، فَجَلَسَ فيها، قال: فجاء رجلٌ فَعَرَفْتُ فيه تَحَوُّشَ (2) القومِ وَهَيْئَتَهُمْ، قال: فجلس إلى جَنْبي، ثم قال: أتحفظُ كما كان عبد الله يقرأُ؟ - فذكر بمثله - هكذا قال مسلم (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تحوش) احتوش القوم على فلان: إذا جعلوه وسطهم. وتحوش القوم عني: تنحوا.   (1) قال الحافظ: وهذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر في هذا الحديث. ومن عداهم قرؤوا {وما خلق الذكر والأنثى} ، وعليها استقر الأمر مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه. ولعل هذا مما نسخت تلاوته، ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه والعجب من نقل الحفاظ الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء، ولم يقرأ أحد منهم بهذا. فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت. (2) هو بمثناة في أوله مفتوحة، وحاء مهملة وواو مشددة وشين معجمة. أي: انقباضهم. قال القاضي: ويحتمل أن يريد: الفطنة والذكاء ... يقال: رجل حوشي الفؤاد. أي: حديده. قاله النووي. (3) البخاري 8 / 543 في تفسير سورة {والليل إذا يغشى} ، وباب {والنهار إذا تجلى} ، وباب {وما خلق الذكر والأنثى} ، ومسلم رقم (824) في صلاة المسافرين، باب ما يتعلق بالقراءات، والترمذي رقم (2940) في القراءات، باب ومن سورة الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (396) قال: حدثنال سفيان عن الأعمش، عن إبرهيم. و «أحمد» 6/448 قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا داود بن أبي هند. عن الشعبي. وفي 6/449 قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم. (ح) وحدثنا عفان، قال حدثنا شعبة قال: أخبرني مغيرة، قال: سمعت إبرهيم. وفي 6/450 قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن المغيرة، عن إبراهيم. وفي (6/451) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة، أنه سمع إبراهيم. وفي (6/451) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. والبخاري 4/151، (، 1525 5/31) قال حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا إسرائيل، عن المغيرة، عن إبراهيم. وفي (4/، 151 152 5، /31) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، وفي (5/35) قال: حدثنا موسى، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم. وفي (6/120) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي (8/77) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا يزيد، عن شعبة، عن مغير ة، عن إبراهيم (ح) وحدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة عن إبراهيم. و «مسلم» 2. /206 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، وعن مغيرة عن إبراهيم. (ح) حدثنا على بن حجر السعدي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الأعلى، قال: حدثنا داود، عن عامر. و «الترمذي» 2939 قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبومعاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى (فضائل الصحابة - 194) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أخبرنا مسكين بن بكير، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم. وفي الكبرى أيضا (تحفة الأشراف) 8/10955 عن علي بن حجر (نحو روايته عند مسلم) . وعن الحسن بن قزعة، عن مسلمة بن علقمة، عن داود (نحو روايته عند أحمد ومسلم) . كلاهما -إبراهيم بن يزيد النخعي، وعامر الشعبي - عن علقمة، فذكره. (*) في رواية عفان - مسند أحمد 6/9449 وأبي الوليد (صحيح البخاري 8/77) عن شعبة. ليس فيهما ما يدل على سماع أو رواية إبراهيم عن علقمة. * وأخرجه البخاري 6/120 قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. عن إبراهيم. قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء. فطلبهم فوجدهم، ففال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا قال: فأيكم أحفظ: فأشاروا إلى علقمة ... الحديث. الحديث: 967 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 496 968 - (خ م ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قَرَأْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم {مُذَّكِر} [القمر: 15] فَرَدَّهَا عليَّ {مُدَّكِر} . وفي أخرى: سمعتُه يقول: {مدَّكِر} دَالاً. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. [ص: 498] وفي رواية أبي داود: [أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان قرأَ: {فهل من مدَّكِر} قال أبو داود] : مضمومة الميم، مفتوحة الدال، مكسورة الكاف (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُدَّكر) أصل هذه الكلمة: مفتعل من ذكر، تقول: ذكر، يذكر ذكراً، فهو ذاكر، واذتكر فهو مذتكر، فلما أرادوا أن يدغموها ليخف النطق بها، قلبوا التاء إلِى ما يقاربها من الحروف، وهو الدال غير المعجمة، لأن التاء والدال من مخرج واحد، فصارت اللفظة، مذدكر، بذال معجمة أولى، ودال غير معجمة، وهي الثانية، وإنما قلبوها دالاً ليجانسوا بين الدال والذال، ولهم حينئذ مذهبان. أحدهما: تقلب الذال المعجمة دالاً غير معجمة وتدغم، فيصير الحرفان في النطق والخط دالاً واحدة مشددة غير معجمة. والثاني: تقلب الدال غير المعجمة ذالاً معجمة، وتدغم، فينطق بها ذالاً معجمة مشددة، فتقول في الأولى: مُدَّكر، وفي الثاني: مُذَّكر، وهذا. [ص: 499] الفعل مطرد في العربية.   (1) البخاري 8 / 475 في تفسير سورة {اقتربت الساعة} ، وفي الأنبياء، باب قول الله عز وجل {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} ، وباب قول الله عز وجل {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية} ، وباب {فلما جاء آل لوط المرسلون} ، ومسلم رقم (823) في صلاة المسافرين، باب ما يتعلق بالقراءات، والترمذي رقم (2938) في القراءات، باب ومن سورة الواقعة، وأبو داود رقم (3994) في القراءات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/395) (3755) قال: حدثناحجاج. وفي (1/831) (4105) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» (4/167) ، وفي (خلق أفعال العباد) (75) قال: حدثنا خالد بن يزيد، وفي (6/179) قال: حدثنا يحيى، وقال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - حجاج، ووكيع، وخالد بن يزيد - عن إسرائيل. 2- وأخرجه أحمد (1/406) (3853) . و «البخاري» 4/164، وفي (خلق أفعال العباد) 75 قال: حدثنا نصر بن علي بن نصر. وفي (4/180) قال: حدثنا محمود. و «الترمذي» 2937 قال: حدثنا محمود بن غيلان. ثلاثتهم - أحمد، ونصر، ومحمود - عن أبي أحمد، قال: حدثنا سفيان. 3- وأخرجه أحمد (1/413 (3918) قال: حدثنا عفان. وفي 1/437 (4163) قال: حدثنا محمدبن جعفر. و «البخاري» 6. /، 178وفي (خلق أفعال العباد) 75 قال: حدثنا حفص بن عمر وفي 6/178 قال: حدثنا مسدد عن يحيى. وفي 6/179 وفي (خلق أفعال العباد) (759) قال حدثنا عبدان قال أخبرناأبي وفي (6/179) قال: حدثنا محمد قال حدثنا غندر. و «مسلم» 2/206 قال: حدثنامحمد بن المثنى: وابن بشار قال ابن المثني حدثنا محمد بن جعفر. و «أبوداود» 3994 قال: حدثنا حفص بن عمر. و «النسائى» في الكبري (تحفة الأشراف) (9179) عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد خمستهم - عفان، ومحمد بن جعفر غندر، وحفص بن عمر، ويحيى بن سعيد، وعثمان بن جبلة والدعبدان عن شعبة. 4- وأخرجه أحمد 1. /461 (4401) قال: حدثنا أبو كامل -و «البخارى» 6. /178، وفي (خلق أفعال العباد) 74 قال: حدثنا أبو نعيم و «مسلم» 2. /205 قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. ثلاثتهم -أبو كامل أبو نعيم، وأحمد بن عبد الله - قالوا: حدثنا زهير. أربعتهم - إسرائىل، وسفيان، وشعبة، وزهير- عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد - فذكره. (*) صرح أبو إسحاق في رواية عفان عن شعبةت عند أحمد 1/413 (3918) . الحديث: 968 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 497 969 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله -: أنه سألَ ابنَ شِهاب عن قولِ الله تعالى: {يا أيُّها الذين آمنوا إذا نُودي للصلاة من يوم الجُمُعةِ فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] فقال ابنُ شهابٍ: كان عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - يقرؤها: {إذا نوديَ للصلاة من يوم الجمعة فامْضُوا إلى ذِكْرِ الله} . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 106 في الجمعة، باب ما جاء في السعي يوم الجمعة. وسنده إلى ابن شهاب صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح إلى الزهري: أخرجه مالك (الموطأ) 36 في الصلاة - باب ماجاء في السعي يوم الجمعة فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» والزهري لم يدرك عمر، وقد وصله عبد بن حميد في تفسيره أخبرنا عبد الرزاق،عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: لقد توفى عمر وما يقرأ هذه الآية التي في سوة الجمة إلا: فامضوا إلى ذكر الله، وأخرج مثله عن أبي وابن مسعود. الحديث: 969 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 970 - (د) أبو قلابة -رحمه الله -: عَمَّنْ أَقْرَأَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {فيومئذٍ لا يُعَذَّبُ عذابه أحدٌ. ولا يوثَق وَثاقَهُ أَحدٌ (1) } [الفجر: 25، 26] . وفي رواية [أو مَن] أقْرَأهُ مَنْ أقْرَأهُ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود (2) .   (1) اختلفوا في (لا يعذب) (ولا يوثق) فقرأ يعقوب والكسائي والمفضل بفتح الذال والثاء، وقرأ الباقون بكسرهما. (2) رقم (3996) و (3997) في القراءات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3996) حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن خالد عن أبي قلابة عمن قرأة فذكره.. الحديث: 970 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 971 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {يَحسِبُ أنَّ مَالَهُ أَخْلدَه} [الهمزة: 3] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3995) في القراءات. قال المنذري في " مختصر السنن " 6 / 10 في إسناده عبد الملك ابن -[500] – عبد الرحمن، أبو هشام الذماري الأنباري، وثقه عمرو بن علي الفلاس. وقال أبو زرعة الرازي: منكر الحديث، وقال أحمد بن حنبل: كان يصحف، ولا يحسن يقرأ كتابه، وقال أبو حاتم الرازي وأبو الحسن الدارقطني: ليس بقوي. وقال الموصلي: أحاديثه عن سفيان مناكير. نقول: وهذا منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود 3995 قال: ثنا أحمد بن صالح. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3026 عن نوح بن حبيب كلاهما - أحمد، ونوح - عن عبد الملك بن عبد الرحمن الزمادي - قال: ثنا سفيان، قال: ثنى محمد بن المنكدر، فذكره. في رواية نوح بن حبيب، عن عبد الملك عن هشام، والزماري. قال المزي: كذا قال قلت: عينه عبد الملك بن عبد الرحمن الزماري، صدوق، يصحف. الحديث: 971 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 972 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله أمَرَني أن أقرأ عليك [القرآن] فقرأ عليه {لم يكن الذين كفروا} [البينة: آية 1-8] » وقرأ فيها: إنَّ الدِّينَ عند اللهِ الْحَنِيِفيَّةُ المسْلمة، لا اليهودية، ولا النصرانيةُ، ولا المجوسِيَّةُ، ومَنْ يَعْمَلْ خيرا فَلنْ يُكْفَرهُ، وقرأ عليه: لو أنَّ لابنِ آدمَ وادياً منْ مالٍ، لابْتَغى إليه ثانياً، ولو أنَّ له ثانياً، لابتغى إليه ثالثاً، ولا يَمْلأُ جوفَ اَبْنِ آدمَ إلا التُّرَابُ، ويتوبُ اللهُ على من تابَ. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3894) في المناقب، باب فضل أبي بن كعب، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3898) حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن عاصم قال: سمعت زرين حبيش يحدث عن أبي بن كعب أن رسول الله قال فذكره. قال: أبو عيسى: هذا حديث حسن: وقد روى من غير هذا الوجه، رواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب أن النبي قال له:إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن. وقد رواه قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأبي بن كعب إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن. الحديث: 972 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 500 973 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: حَدَّثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حديثاً ذكر فيه [جبريل وميكال، فقال:] جبرائل ومكائل. وفي روايةٍ قال: ذكر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَاحِبَ الصُّورِ، فقال: عن يمينه جبرائل، وعن يساره ميكائل. [ص: 501] أخرجه أبو داود في كتاب الحروف (1) ولذلك أوردناه ها هنا، وكأنه طَرفٌ من حديثٍ.   (1) رقم (3998) و (3999) في القراءات، وفي السندين عطية العوفي، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد 3/9 قال: ثنا أبو معاوية. وأبو داود 3998 قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، محمد بن العلاء وأن محمد بن أبي عبيدة حدثهم، قال: ثنا أبي. وفي 3999 قال: ثنا يزيد بن أخزم، قال: ثنا بشر (يعني ابن عمر) قال: ثنا محمد بن خازم. كلاهما - أبو معاوية محمد بن خازم، وأبو عبيدة - عن الأعمش، عن سعد الطائر، عن عطية العوفي، فذكره في رواية أبي عبيدة لم يذكر (صاحب الصور) وفي إسناده عطية العوفي ضعفوه. الحديث: 973 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 500 الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه 974 - (خ ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: أرسلَ إليَّ أبو بكْرٍ، مَقْتَلَ أهْلِ الْيَمامَةِ، فإذا عُمَرُ جالسٌ عنده، فقال أبو بكر: إنَّ عمرَ جاءني، فقال: إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يومَ اليمامَةِ (1) بِقُرَّاءِ الْقُرآنِ، وأنّي أَخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بالقُرَّاءِ في كُلِّ الْمواطِنِ، فيذهَبَ من القرآن كثيرٌ، وإني أرَى أنْ تأمُرَ بِجَمْعِ القرآنِ، قال: قلتُ لعُمَر: كيف أفْعلُ شَيْئاً لم يفعلْه رسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هو واللهِ خَيْرٌ، فلم يَزَلْ يُرَاجِعُني في ذلك، حتى شَرَحَ الله صَدْرِي للَّذي شرح له صَدْرَ عمر، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: فقال لي أبو بكر (2) : إنَّكَ رُجلٌ شَابٌّ عاقلٌ، لا نَتَّهِمُك، قد كُنْتَ تكْتُبُ [ص: 502] الْوَحْي لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَتَتَبَّعِ القُرآنَ فَاْجَمعْهُ، قال زيدٌ: فَواللهِ لو كلَّفَني نَقلَ جَبَلٍ من الجبالِ ما كان أثقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أمَرَني به مِنْ جَمْعِ القُرآنِ، قال: قلتُ: كيف تَفْعَلانِ شَيئاً لم يفعلْهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خيْرٌ، قال: فلم يزل [أبو بكرٍ] يُرَاجعني وفي أُخرى: فلم يزل عُمَرُ يراجِعُني حتَّى شرحَ اللهُ صَدْرِي للذي شرحَ له صَدْرَ أبي بَكرْ وعُمَرَ، قال: فتتبَّعت الْقُرآنَ أجْمَعُهُ من الرِّقاعِ والْعُسُبِ، واللّخافِ، وصُدُور الرِّجالِ، حتى وجدتُ آخرَ سورة التوبة مع خُزَيْمةَ - أو أبي خُزيْمَة الأنصاري - لَمْ أجِدْهَا مع أحدٍ غيرِه (3) {لَقدْ جَاءَكُم رسولٌ من أنفُسِكم} [التوبة: 128] خاتمَة بَراءة، قال: فكانت الصُّحُفُ عند أبي بكْرٍ، حتى تَوَفَّاهُ الله، ثم عند عمر، حتى تَوَفَّاهُ الله، ثم عند حَفْصَةَ بنت عمر. [ص: 503] قال بعضُ الرواة فيه: اللخافُ: يعني: الْخَزَف (4) . أخرجه البخاري، والترمذي (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مقتل أهل اليمامة) هو مفعل من القتل، وهو ظرف زمان هاهنا، يعني: أوان قتلهم، واليمامة: أراد الوقعة التي كانت باليمامة، في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهم أهل الردة. (استحر القتل) كثر واشتد. (العسب) جمع عسيب، وهو سعف النخل. (اللخاف) جمع لخفة، وهي حجارة بيض رقاق.   (1) وكان في سنة اثنتي عشرة للهجرة، وفيه دارت رحى الحرب بين المسلمين وأهل الردة من أتباع مسيلمة الكذاب، وكانت معركة حامية الوطيس، استشهد فيها كثير من قراء الصحابة وحفظتهم للقرآن، ينتهي عددهم إلى السبعين، من أجلهم سالم مولى أبي حذيفة ... . (2) ذكر له أربع صفات مقتضية لخصوصيته بذلك: كونه شاباً، فيكون أنشط لما يطلب منه، وكونه [ص: 502] عاقلاً، فيكون أوعى له، وكونه لا يتهم، فتركن النفس إليه، وكونه كان يكتب الوحي، فيكون أكثر ممارسة له. وهذه الصفات التي اجتمعت له قد توجد في غيره، لكن متفرقة. (3) لقد ثبت كونها قرآناً بأخبار كثيرة، غامرة من الصحابة عن حفظهم في صدورهم، وإن لم يكونوا كتبوه في أوراقهم. ومعنى قول زيد " لم أجدها مع أحد غيره " أنه لم يجدها مكتوبة عند أحد إلا عند خزيمة. فالذي انفرد به خزيمة هو كتابتها لا حفظها، وليست الكتابة شرطاً في المتواتر، بل المشروط فيه أن يرويه جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب، ولو لم يكتبه واحد منهم. وقال الحافظ في " الفتح " 9 / 12 تعليقاً على قوله " لم أجدها مع أحد غيره " أي: مكتوبة لما تقدم من أنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة، ولا يلزم من عدم وجدانه إياها حينئذ أن لا تكون تواترت عند من لم يتلقها من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان زيد يطلب التثبت عمن تلقاها بغير واسطة. (4) وفي الترمذي " يعني: الحجارة ". (5) البخاري 9 / 9 و 10 و 11 و 12 و 13 في فضائل القرآن، باب جمع القرآن، وباب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة براءة، باب {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} ، وفي الأحكام، باب ما يستحب للكاتب أن يكون أميناً، والترمذي رقم (3102) في التفسير، باب ومن سورة التوبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 1/101 (57) ، 5/188 قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي 1/13 (76) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. و «البخارى» (6/89) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي 6/225، 9/153 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد. وفي 6/277 قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس..وفي (9/92) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت.، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «الترمذي (3/130) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «النسائي» في فضائل القرآن (20) قال: أخبرنا الهيثم بن أيوب. قال: حدثني إبراهيم، يعني ابن سعد. ثلاثتهم - إبراهيم، ويونس، وشعيب - عن الزهري، عن عبيد بن السياق، فذكره. الحديث: 974 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 501 975 - (خ ت) محمد بن شهاب الزُّهريُّ - رحمه الله -: عن أنسٍ، أَنَّ حُذَيفَة بن اليمان قَدِمَ على عثمان وكان يُغازِي أهْل الشَّامِ في فَتْحِ إِرْمِينِيَّةَ، وأذْربِيجان مع أهل العراقِِ، فَأفْزَعَ حُذَيفَةَ اخْتِلافُهُمْ في القراءةِ، فقال حذيفةُ لعثمان: يا أميرَ المؤمنين، أدْرِكْ هذه الأمَّة قبل أن يخَتلفُوا في الكتاب اختلافَ اليهودِ والنَّصارَى، فأرسَل عثمانُ إلى حفصةَ: أنْ أرْسِلي إلينا بالصُّحُفِ [ص: 504] نَنْسَخُها في المصاحفِ، ثُمَّ نَرُدُّها إليْكِ، فأرسلت بها إليه، فأمَرَ زَيَد بن ثابتٍ وعبدَ الله بنَ الزبير، وسعيد بن العاص، وعبدَ الرحمن بنَ الحارثِ بن هشامٍ، فَنسَخُوها في المصاحفِ، وقال عثمان للرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ: إذا اخْتَلَفْتُم أنُتم وزَيدُ بنُ ثابتٍ في شيءٍ من القرآن (1) ، فاكْتُبُوهُ بلِسانِ قُريشٍ، فإنما نزل بلسانهمِ، فَفَعَلُوا، حتى إذَا نَسَخُوا الصحفَ في المصاحف، رَدَّ عثمانُ الصحفَ إلى حفصَةَ، وأَرْسَل إلى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مما نَسَخُوا (2) ، وأمَرَ بما سِوَى ذلك من القرآن، في كل صحيفةٍ أو مُصْحفٍ أن يُحرقَ. قال ابن شهاب: وأخبَرَني خارِجة بنُ زيدٍ بن ثابت: أنه سمع زيدَ بنَ ثابت يقول: فَقَدْتُ آية من سورة الأحزاب حين نَسَخْتُ الصحفَ قد كنتُ أسمعُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرأُ بها، فالتَمَسْناها، فَوَجَدنَاها مع خزْيمةَ بن ثابتٍ [ص: 505] الأنصاري (3) {من المؤمنين رجالٌ صدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عليه} [الأحزاب: 23] ، فألَحقْناها في سورتها من المصحف. قال في رواية أبي اليمان: خُزيمةُ بنُ ثابتٍ الذي جعل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شهادَتهُ شهادة رجلْين (4) . [ص: 506] زاد في رواية أخرى: قال ابن شهابٍ: اختلفوا يومئذ في (التابوت) فقال زيدٌ: (التَّابُوهُ) وقال ابن الزُّبير وسعيدُ بنُ العاص (التابوت) فَرُفِعَ اختلافُهم إلى عثمانَ، فقال: اكْتُبُوه (التابوت) فإنَّهُ بِلِسان قُريشٍ. أخرجه البخاري، والترمذي. وزاد الترمذي (5) : قال الزهري. فأخبرني عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله، أنَّ عَبدَ الله بن مسعودٍ - رضي الله عنه- كرهَ لزيدِ بن ثابت نسخَ المصاحفِ، وقال: يا مَعْشَرَ المسلمين، أُعْزَلُ عن نسْخِ الْمصاحِفِ، ويَتَولاها رُجلٌ، واللهِ لقد أَسْلَمْتُ وإنه لفي صُلْبِ رُجلٍ كافر يريد: زيد بن ثابتَ ولذلك قال عبد الله بنُ مسعودٍ: يا أهْلَ العراقِ، اكْتُمُوا المصاحِفَ التي عندكم وغُلُّوها، فإنَّ الله يقولُ: {ومَنْ يغْلُلْ يأْتِ بما غَلَّ يومَ القيامةِ} [آل عمران: 161] ، فاتَّقُوا الله بالْمَصَاحِفِ. قال الزهري: فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ من [ص: 507] أفَاضِلِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غلوها) أي: اكتموها واخفوها، وأصله من الغل بمعنى: الخيانة.   (1) وللبخاري من رواية شعيب بن أبي حمزة: " في عربية من عربية القرآن ". (2) واختلف في عدد المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق. فالمشهور: أنها خمسة. وقد أخرج ابن أبي داود في كتاب " المصاحف " ص 34 من طريق حمزة الزيات قال: " أرسل عثمان أربعة مصاحف " وبعث منها إلى الكوفة بمصحف، فوقع عند رجل من مراد، فبقي حتى كتبت مصحفي منه. وقال ابن أبي داود " وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: «كتب سبعة مصاحف، فبعث واحداً إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحداً» ، وأخرج ص 35، بإسناد صحيح إلى إبراهيم النخعي قال: قال رجل من أهل الشام: مصحفنا ومصحف أهل البصرة أحفظ من مصحف أهل الكوفة، قال: قلت: لم؟ قال: إن عثمان رضي الله عنه لما كتب المصاحف بلغه قراءة أهل الكوفة على حرف عبد الله، فبعث به إليهم قبل أن يعرض، وعرض مصحفنا ومصحف أهل البصرة قبل أن يبعث به ... . (3) قال الحافظ في " الفتح " 9 / 17: وظاهر حديث زيد بن ثابت هذا، أنه فقد آية الأحزاب من الصحف التي كان نسخها في خلافة أبي بكر، حتى وجدها مع خزيمة بن ثابت. ووقع في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب، أن فقده إياها إنما كان في خلافة أبي بكر، وهو وهم منه، والصحيح ما في الصحيح، وأن الذي فقده في خلافة أبي بكر الآيتان من آخر براءة، وأما التي في الأحزاب ففقدها لما كتب المصحف في خلافة عثمان. قال العلماء: الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان: أن جمع القرآن في عهد أبي بكر كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتب الآيات، مقتصراً فيه على ما لم تنسخ تلاوته، مستوثقاً له بالتواتر والإجماع. وكان الغرض منه تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة، مجموعاً مرتباً خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه. وأما الجمع في عهد عثمان فقد كان عبارة عن نقل ما في تلك الصحف في مصحف واحد إمام، واستنسخ مصاحف منه ترسل إلى الآفاق الإسلامية، ملاحظاً فيها ترتيب سوره وآياته جميعاً، وكتابته بطريقة تجمع وجوه القراءات المختلفة، وتجريده من كل ما ليس قرآناً، والغرض منه إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وتوحيد كلمتهم والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل. (4) قصته في الشهادة أخرجها أبو داود رقم (3607) والنسائي 7 / 301 و 302 من طريق الزهري عن عمارة بن خزيمة عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع من أعرابي فرساً، فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت مبتاعاً هذا الفرس وإلا بعته، فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي، فقال: " أوليس قد ابتعته منك؟ " فقال الأعرابي: لا والله ما بعتكه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " بلى قد ابتعته منك " فطفق [ص: 506] الأعرابي يقول: هلم شهيداً. فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال: " بم تشهد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين، وإسناده صحيح. (5) هذه الزيادة مرسلة، لأن عبيد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، لكن أخرجه ابن أبي داود في " المصاحف " ص 14 و 16 من طريق خمير - ووقع في المصاحف حميد وهو تصحيف - بن مالك، سمعت ابن مسعود يقول: فذكره بنحوه. ومن طريق أبي وائل عن ابن مسعود ومن طريق زر بن حبيش عنه مثله. قال الحافظ: والعذر لعثمان في ذلك أنه فعله بالمدينة، وعبد الله بالكوفة، ولم يؤخر ما عزم عليه من ذلك إلى أن يرسل إليه ويحضر، وأيضاً فإن عثمان إنما أراد نسخ الصحف التي كانت جمعت في عهد أبي بكر، وأن يجعلها مصحفاً واحداً، وكان الذي نسخ ذلك هو زيد بن ثابت، وكان كاتب الوحي، فكانت له في ذلك أولية ليست لغيره. (6) أخرجه البخاري 9 / 14 و 15 و 16 و 17 و 18 و 19 في فضائل القرآن، باب جمع القرآن، وباب نزل القرآن بلسان قريش، وفي الأنبياء، باب نزل القرآن بلسان قريش، وأخرجه الترمذي رقم (3103) في التفسير، باب ومن سورة التوبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4987) قال: حدثنا موسى. و «الترمذي» (3104) قال: ثنا محمد ابن بشار، قال: ثنتا عبد الرحمن ابن مهدي كلاهما - موسى، وعبد الرحمن بن مهدي- قالا: ثنا إبراهيم، قال: ثنا ابن شهاب، فذكره. ومن رواية زيد بن ثابت قال: نسخت الصحف في المصاحف ففقعدت آية من سورة الأحزاب: أخرجه أحمد (5/188) (قال: عبد الله وجدت هذه الحديث في كتاب أبي بخط يده) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب: وفيه 5/188 قال: ثنا أبو كامل، قال: ثنا إبراهيم. وفي (5/198) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وعبد بن حميد (246) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر والبخاري (4/، 23 6. /146) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: ثنا شعيب. وفي (4/24) قال: ثني إسماعيل: قال ثنى أخي عن سليمان أراه عن محمد بن أبي عتيق. وفي (5/122 / 2266) قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا إبراهيم ابن سعد. و «الترمذي» 3104 قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثناعبد الرحمن بن مهدي، قال ثنا إبراهيم بن سعد، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3703 عن الهيثم بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد. أربعتهم- شعيب، إبراهيم بن سعد، ومعمر، ومحمد بن أبي عتيق -عن الزهري، عن خارجة بن زيد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو حديث الزهري لا نعرفه إلا من حديثه. الحديث: 975 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 503 976 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: جَمَعَ القرآن على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أربعَةٌ كُلُّهم من الأنصار أُبيُّ بن كَعْبٍ، ومعاذُ بن جَبَلٍ، وأبو زيد، وزيدٌ يعني: ابن ثَابتٍ، قلتُ لأنسٍ: مَنْ أبو زْيدٍ؟ قال: أحَدُ عُمُومَتي. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. وفي أخرى للبخاري قال: ماتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولمْ يَجْمَعِ القُرآنَ غيْرُ أربعَةٍ (1) : أبو الدرداء، ومعاذُ بن جَبَلٍ، وزيدُ بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ونَحنُ وَرِثْناهُ. وفي أخرى له: ماتَ أبو زيدٍ، ولم يتْرُك عَقِباً، وكانَ بدْرِيّاً [ص: 508] واسمُ أبِي زيدٍ: سَعْدُ بنُ عُبَيْد (2) .   (1) هذا الحصر إضافي، وليس بحقيقي، فإن في الرواية الأولى أبي بن كعب، بدلاً من أبي الدرداء في هذه الرواية، وأخرج النسائي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن، وقرأت به كل ليلة، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اقرأه في كل شهر ... " وقد ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعداً وابن مسعود وحذيفة وسالماً، وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة ... ، قال الحافظ: ولكن بعض هؤلاء أكمله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. (2) أخرجه البخاري 8 / 46 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب زيد بن ثابت، ومسلم رقم (2465) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بن كعب، والترمذي رقم (3796) في المناقب، باب مناقب معاذ وزيد وأُبي وأبي عبيدة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 3/277 قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وحجاج. و «البخاى 5/45، و «الترمذي» 3794، و «النسائى ش في فضائل القرآن (25) ثلاثتهم - عن محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «مسلم» 7/149 قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. و «النسائي» في فضائل القرآن (25) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي فضائل الصحابة (181) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن إدريس. أربعتهم - يحيى، وحجاج، وأبو داود، وابن إدريس- عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد 3/233 قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد بن أبي عروبة. 3- وأخرجه البخاري 6/230 قال: حدثنا حفص بن عمر. و «مسلم» 7/149 قال: حدثنا أبو داود سليمان بن معبد، قال: حدثنا عمرو بن عاصم كلاهما عن همام بن يحيى. ثلاثتهم - شعبة، وسعيد، وهمام - عن قتادة، فذكره. الحديث: 976 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 507 977 - (خ) سعيد بن جبير - رحمه الله -: قال: إنَّ الذي تدْعُونَهُ المُفَصَّلَ هُوَ الْمُحكَمُ، قال: وقال ابنُ عباسٍ: تُوُفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد قَرَأتُ المُفَصَّل الْمُحْكَمَ. وفي روايةٍ، أنه قال: جمعتُ المحكَم في عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلتُ له: وما المحكم؟ قال: الْمُفَصَّلُ. أخرجه البخاري (1) .   (1) 9 / 74 في فضائل القرآن، باب تعليم الصبيان القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5035) قال: ثنى موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير،فذكره. والرواية الثانية:هي عند البخاري (5036) قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا هشيم، قال: أبو بشر،عن سعد بن جبير، فذكره. الحديث: 977 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 508 الكتاب الرابع: في التوبة 978 - (خ م ت) الحارث بن سويد - رحمه الله -: قال: حدَّثَنا عبدُ الله بْنُ مسعود حَديثين: أحدهما: عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، والآخر: عن نفسه. قال: إنَّ المؤمِنَ يَرى ذُنُوبَهُ كأنه قاعدٌ تَحتَ جَبلٍ يَخافُ أنْ يَقَعَ عليه (1) [ص: 509] وإنُّ الفاجرَ يَرى ذنُوبَهُ كَذُبابٍ مَرَّ على أنفهِ (2) ، فقال به هكذا (3) - أي بيده- فَذبّه عنه، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: لَلّهُ أَفْرَحُ بِتوبةِ عَبدهِ المؤمن مَنْ رجلٍ نزلَ في أرض دَوِّيَّةٍ مُهلِكَةٍ، معه راحلتُهُ عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، فَطلبها، حتى إذا اشتدَّ عليه الحرُّ والعطشُ أو - ما شاءَ الله - قال: أرْجِعُ إلى مكاني الذي كُنْتُ فيهِ فأنامُ حتى أموتَ، فوضعَ رأسهُ على ساعدِهِ ليمُوتَ فاستيقظَ، فإذا راحلتُهُ عندهُ، عليها زادُهُ وشَرابُهُ، فاللهُ أَشدُّ فَرحاً بتوبةِ العبد المؤمنِ من هذا بِراحلتهِ وزادِهِ. أخرجه البخاري، وأخرج مسلم المسند منه فقط. وحديث الترمذي نحو حديث البخاري، إلا أن لفظ البخاري أتم (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دَوِّيَّة) الدوية: الفلاة والمفازة. (راحلته) الراحلة: البعير الذي يركبه الإنسان ويحمل عليه متاعه.   (1) قال العيني: السبب فيه أن قلب المؤمن منور، فإذا رأى من نفسه ما يخالف ذلك عظم الأمر عليه. والحكمة في التمثيل بالجبل: أن غيره من المهلكات قد يحصل منه النجاة، بخلاف الجبل إذا سقط عليه، فإنه لا ينجو عادة. (2) قال النووي: وفي رواية الإسماعيلي " يرى ذنوبه كأنها ذباب مر على أنفه " أراد: أن ذنبه سهل عليه، لأن قلبه مظلم، فالذنب عنده حقير. (3) أي: نحاه بيده، وهو من إطلاق الإشارة على الفعل. (4) البخاري 11 / 88 و 89 و 90 في الدعوات، باب التوبة، ومسلم رقم (2744) في التوبة، باب في الحض على التوبة، والترمذي رقم (2499) و (2500) في صفة القيامة، باب المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 1/383 (3629، 3627) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي. و «البخارى 8/83 قال: حدثنا أحمد بن يونس.، قال: حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. و «مسلم» 8/92 قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال: إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا عمارة بن منصور، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا عمار بن عمير. و «الترمذي» 2497، 2498 قال: حدثنا هناد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. و «النسائي» في الكبرى (الورقة102-أ) قال: أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي. (ح) وأخبرنا محمد بن عبيد بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. كلاهما (إبراهيم التيمي، وعمارة) عن الحارث بن سويد، فذكره. (*) أخرجه أحمد1/383 (3639، 3628) قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 102-ز أ) قال: أخبرنا أحمد ابن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة، عن الحارث بن سويد، والأسود، قالا: حدثنا عبد الله، فذكره. (*) رواية النسائي مختصرة على قصة التوبة. واللفظ الذي أثبتناه من «مسند أحمد» (1/383) (3627) . الحديث: 978 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 508 979 - (م) البراء بن عازبٍ - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَيفَ تقولون بِفَرحِ رَجُلٍ انْفَلتَتْ منه راحلتُه، تَجُرُّ زِمَامَها بأرضٍ قَفْرٍ، ليس بها طعامٌ ولا شرابٌ، وعليها طعامٌ وشرابٌ فطلبَهَا حتى شَقَّ عليه، ثُمَّ مَرَّتْ بِجَذْلِ شَجَرةٍ فتعلقَ زِمَامُها، فوجدَها مُعَلَّقَة بِهِ؟» قُلْنا: شَدِيداً يا رسولَ اللهِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما وَاللهِ، لَلّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبدهِ من الرجل براحلته» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بجذل شجرة) جذل الشجرة: أصلها، وجذل كل شي: أصله.   (1) رقم (2746) في التوبة، باب في الحض على التوبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 4/283 قال: ثنا أبو الوليد، وعفان. (وقال عبد الله بن أحمد: وثناه جعفر بن حميد) . «مسلم» 8/93 قال: ثنا يحيى بن يحيى، وجعفر بن حميد. أربعتهم (أبو الوليد، وعفان، ويحيى، وجعفر) عن عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن أبيه، فذكره. الحديث: 979 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 510 980 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَلّهُ أَفْرَحُ بتوبة عبده، مِنْ أحدِكم سَقَطَ على بعيرهِ، وقد أَضلَّهُ في أرضٍ فلاةٍ» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَلّهُ أشدُّ فْرَحاً بتوبةِ عبده - حين يَتُوبُ إليه- من أحدِكم كان على راحلته بأرضٍ فلاةٍ فَانْفَلَتتْ منه، وعليها طعامُه وشرابهُ فَأَيسَ منها، فأتَى شَجرة فاضطَجَع في ظِلِّها قد أيسَ من راحلته فبينا هو كذلك، إذا هو بها قائمةٌ عنده، فأخذ بخِطامِها، ثم قال من شِدَّة الفرح: اللهم أنت عَبْدي وأنا ربكَ، أخطأ من شدة الفرح» (1) . [ص: 511] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فلاة) الفلاة: المفازة والأرض القفر.   (1) البخاري 11 / 91 و 92 في الدعوات، باب التوبة، ومسلم رقم (2747) في التوبة، باب في الحض على التوبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 3/213 قال: حدثا عبد الصمد، قال: حدثنا عمر بن إبراهيم. 2- وأخرجه البخاري 8/48 قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا حبان وفي 8/48 قال: ومسلم، 8/93 قالا (البخاري ومسلم) : حدثنا هدبة. و «مسلم» 8/93 قال: حدثنيه أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان. كلاهما - حبان وهدبة - قال: حدثنا همام بن يحيى. كلاهما - عمر، وهمام - قالا: حدثنا قتادة، فذكره. ورواه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أيضا عن أنس. أخرجه مسلم 8/93 قال: حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حر ب قالا: حدثنا عمر بن يونس قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله، فذكره. الحديث: 980 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 510 981 - (م) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - خَطَبَ فقال: لَلّهُ أشدُّ فرَحاً بتوبة عبده، من رُجلٍ حَمَلَ زَادَهُ ومَزَادَهُ على بعيرٍ، ثم سَارَ حَتّى كان بَفَلاةٍ من الأرض، فأدركته الْقَائلَةُ فَنَزَل، فقال تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَغلَبََتْهُ عَيْنُهُ وانسَلَّ بعيرُهُ، فاستيقظ فسعى شَرَفاً، فلم يَرَ شيئاً، ثم سعى شرفاً ثانياً، فلم يَرَ شيئاً، ثم سعى شرفاً ثالثاً، فلم يَر شيئاً، فأقبل، حتى أتى مكانه الذي قَال فيه، فبينا هو قاعِدٌ، إذْ جاءهُ بعيرُه يمشي، حتى وضعَ خطامهُ في يَده، فلَلَّهُ أشَدُّ فرحاً بتوبةِ العبد من هذا، حين وجَدَ بعيرهُ على حاله. قال سِمَاك: فزعم الشَّعْبيُّ أَن النعمان رَفَعَ الحديثَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمَّا أنا فلم أَسْمَعْهُ. أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مزادة) المزادة: ظرف الماء من الجلود. (فقال) قال من القيلولة: وهو نزول وسط النهار، لتذهب شدة الحر. ويكون للمسافر والمقيم. (شرفاً) الشرف: الموضع العالي المرتفع.   (1) رقم (2745) في التوبة، باب في الحض على التوبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح موقوفا: أخرجه أحمد 4./273 قال: حدثنا حسن، وبهز، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، في 4/275 قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك،يعني الحراني، قال: حدثنا شريك. «الدارمي» 2731 قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما - حماد، وشريك - عن سماك بن حرب. فذكره. *) في رواية أحمد قال بهز: قال حماد: أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. * أخرجه مسلم 8/29 قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري.، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو يونس، عن سماك،قال: خطب النعمان بن بشير، فقال:لله أشد فرحا بتوبة عبده، فذكره موقوفا. قال سماك: فزعم الشعبي أن النعمان رفع هذا الرحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أوأما أنا فلم أسمعه. الحديث: 981 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 511 982 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَلّهُ أشَدُّ فْرَحاً بِتَوْبَةِ أحَدِكم [مِنْ أحَدِكم] بِضَالَّتِهِ إذا وجَدَها» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضالته) الضالة: البهيمة أو غيرها، يعدمها صاحبها ويفقدها، وهي فاعلة من ضل يضل: إذا ضاع، والمؤنث والمذكر فيها سواء.   (1) رقم (3532) في الدعوات، باب فرح الله تعالى بتوبة العبد، وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقال: وفي الباب عن ابن مسعود، والنعمان بن بشير، وأنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (8/91) قال:حدثني عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي. قال: حدثنا المغيرة، يعني ابن عبد الرحمن الحزامي، «ابن ماجة» (4247) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شبابة. قال: ورقاء. و «الترمذي» 3538 قال:حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة عبد الرحمن كلاهما (المغيرة بن عبد الرحمن، وورقاءبن عمر) عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. ورواه أيضا عن أبي هريرة همام بن منبه:أخرجه أحمد (2/316) .و «مسلم» (8/91) قال حدثنا محمد بن رافع كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع- عن عبد الرزاق بن همام قال حدثنا معمر عن همام بن منبه فذكره. ورواه أيضا موسى بن يسار عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/500) قال حدثنا يزيد قال: أخبرنا محمد عن موسى بن يسار فذكره. الحديث: 982 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 983 - (ت) زِرُّ بن حُبيشٍ - رحمه الله -: قال: حَدَّثنا صَفْوانُ بن عَسَّالٍ المُرادِيُّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَابٌ من قِبَلِِ الْمغْرِبِ، مَسيرَةُ عَرْضِهِ - أو قال-: يسيرُ الراكبُ في عَرِضهِ أرْبعينَ أو سَبْعينَ سنَة، خَلَقَهُ الله يومَ خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ، مَفْتوحاً لِلتَّوْبةِ، لا يُغْلَقُ، حتى تطلُعَ الشَّمْسُ منه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3529) في الدعوات، باب ما جاء في فضل التوبة والاستغفار، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه أيضاً المنذري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (881) ، وأحمد (4/240) . و «ابن ماجة» (478) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. و «الترمذي» (3535) قال: حدثنا ابن أبي عمر. و «النسائي» (1/83) . وفي الكبرى (143) قال: أخبرنا قتيبة. و «ابن خزيمة» (17) قال: حدثنا علي بن خشرم (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، وابن أبي عمر، وقتيبة، وابن خشرم، والمخزومي- قال ابن خشرم: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. * وأخرجه أحمد (4/239) قال: حدثنا عفان. وفي (4/240) قال: حدثنا يونس. و «الدارمي» (363) قال: أخبرنا عمرو بن عاصم.» ثلاثتهم - عفان، ويونس، وعمرو- قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. * وأخرجه أحمد (4/239) . و «الترمذي» (2387) قال: حدثنا محمود بن غيلان. و «ابن خزيمة» (196) قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن رافع. أربعتهم - أحمد، ومحمود، والمخرمي، وابن رافع - قالوا: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . * وأخرجه أحمد (4/239) . و «ابن ماجة» (226) قال: حدثنا محمد بن يحيى. و «ابن خزيمة» (193) قال: حدثنا محمد بن يحيى، ومحمد بن رافع» ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن يحيى، وابن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. * وأخرجه أحمد (4/241) قال: حدثنا حسن بن موسى. و «الترمذي» (2387 3536،) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (4952) عن محمد بن النضر بن مساور. و «ابن خزيمة» (17) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. ثلاثتهم -حسن، وابن عبدة، وابن النضر - عن حماد بن زيد. * وأخرجه ابن ماجة (4070) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. * وأخرجه الترمذي (96) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص. * وأخرجه النسائي (1/83) ، وفي الكبرى (143) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان الثوري، ومالك ابن مغول، وزهير، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة. * وأخرجه النسائي (1/98) ، وفي الكبرى (131، 144) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي (1/98) قال: أخبرنا عمرو بن علي، وإسماعيل بن مسعود، قالا: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما -خالد، ويزيد - قالا: حدثنا شعبة. جميعهم - ابن عيينة، وحماد بن سلمة، والثوري، ومعمر، وحماد بن زيد، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وابن مغول، وزهير، وأبو بكر بن عياش، وشعبة - عن عاصم بن أبي النجود، قال: أخبرنا زر بن حبيش، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 983 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 984 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تابَ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مَغْربها، تابَ الله عَليهِ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2703) في الذكر والدعاء، باب استحباب الاستغفار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/275) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن أبي عروة معمر، عن أيوب. وفي (2/395) قال: حدثنا هوذة. قال:حدثنا عوف. وفي (2/427) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا هشام بن حسان. وفي (2/495) قال: حدثنا أبو معاوية، عن هشام بن حسان. و «مسلم» (8/73) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد، يعني سليمان بن حيان. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث. كلهم عن هشام. (ح) وحدثني أبو خيثمة زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام بن حسان. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14491) عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، عن عوف الأعرابي. ثلاثتهم- أيوب، وعوف الأعرابي، وهشام بن حسان-عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 984 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 985 - (ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم [ص: 513] قال: «إنَّ اللهَ يقبلُ توبة العبدِ ما لم يُغَرغِرْ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3531) في الدعوات، باب: باب التوبة مفتوح قبل الغرغرة، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (6160) و (6408) ، والحاكم في " المستدرك " 4 / 257، وأبو نعيم في " الحلية " 5 / 19، وابن ماجة رقم (4253) كلهم من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير عن ابن عمر، وإسناده حسن، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، وابن حبان رقم (2449) ، وله شاهد بمعناه عند أحمد 5 / 174، وصححه ابن حبان رقم (2450) ، والحاكم 4 / 257 ووافقه الذهبي من حديث ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم عن أسامة بن سلمان عن أبي ذر، والطبري رقم (8857) من حديث بشير بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر "، و (8858) من حديث قتادة عن عبادة بن الصامت وهو منقطع، لأن عبادة مات سنة 24 هـ وقتادة ولد سنة 61 هـ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (2/132) (6160) قال: حدثنا علي بن عياش، وعصام بن خالد. وفي (2/153) (6408) قال: حدثنا سليمان بن داود. و «عبد بن حميد» (847) قال: حدثنا سليمان بن داود، وموسى بن داود. و «ابن ماجة» (4253) قال: حدثنا راشد بن سعيد الرملي، قال: أنبأنا الوليد بن مسلم. و «الترمذي» (3537) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن عياش. (ح) وحدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي. ستتهم - علي بن عياش، وعصام، وسليمان بن داود، وموسى بن داود، والوليد بن مسلم، وأبو عامر العقدي - عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. * قلت: فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال عنه الحافظ: صدوق، يخطىء، وقال صالح بن محمد. شامي صدوق، وأنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه، عن مكحول. الحديث: 985 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 986 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يبْسُطُ يدَهُ باللَّيْلٍ ليَتوبَ مُسيءُ النهار، ويبسُطُ يدَه بالنَّهار ليتُوبَ مُسيء الليلِ، حتى تطْلُعَ الشمسُ من مغرِبِها» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2760) في التوبة، باب غيرة الله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/395) قال:حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة (ح) وابن جعفر، قال: أخبرنا شعبة. وفي (4/404) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. و «عبد بن حميد» (562) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (8/99) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/100) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9145) عن محمد بن زنبور، عن فضيل بن عياض، عن الأعمش. كلاهما -شعبة، والأعمش - عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، فذكره. الحديث: 986 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 513 987 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ نبَيّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «كانَ فيمنْ كان قبلكم رجلٌ قَتَلَ تِسْعة وتسعين نفْساً، فسألَ عن أعْلمِ أهلِ الأرضِ؟ فَدُلَّ على راهبٍ، فأتاهُ، فقال: إنَّهُ قتل تِسْعة وتسعين نفْساً، فهل له من تَوْبَةٍ؟ فقال: لا، فَقَتله، فَكَمَّلَ به مائة، ثم سألَ عن أعْلمِ أهلِ الأرضِ؟ فَدُلَّ على رجُلٍ عالِمٍ، فقال: إنه قَتَلَ مائَةَ نفسٍ، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومَن يحُولُ بينَهُ وبيْن التوبةِ؟ انْطلِقْ إلى أرضِ [ص: 514] كذا وكذا، فإنَّ بها ناساً يعْبُدُونَ الله، فاعبُدِ اللهَ مَعهُمْ، ولا ترجع إلى أرضِكَ، فإنها أرض سُوءٍ، فانطلقَ حتى إذا نصَفَ الطريق، أتاه الموتُ، فَاخْتصمتْ فيه ملائكَةُ الرَّحمة، وملائكةُ العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً، مُقْبِلاً بقَلبِهِ إلى اللهِ، وقالت ملائكةُ العذابِ: إنه لم يعْمَلْ خيراً قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ في صورةِ آدَمِيٍّ فَجَعلوهُ بينهم، فقال: قِيسوا ما بَيْنَ الأرضَينِ، فإلى أَيِّتهِمَا كان أدنى فهو له، فقاسوا فَوجدُوهُ أدْنى إلى الأرض التي أرادَ، فَقَبضَتْهُ مَلائكةُ الرَّحمةِ» . وفي رواية نَحْوه، وفيه: «فلما كان في بعْضِ الطريقِ أدركه الموتُ فَنَاءَ بِصَدْرِه نحوها. وفيه: فكان إلى القرية الصالحة أقربَ منها بِشِبْرٍ، فجُعِل من أهلِها» . وفي أخرى نحوه، وزاد: «فأوحى الله إلى هَذه: أنْ تَبَاعدي، وإلى هذه: أنْ تَقَرَّبي، وقال: قيسُوا ما بينهما، فَوُجدَ إلى هذه أَقْربَ بشبرٍ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ناء بصدره) ناء بالشيء: إذا نهض به، والمراد: أنه مال بصدره [ص: 515] وأنهض نفسه، حتى قرب من الأرض الأخرى.   (1) البخاري 6 / 373 و 374 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2766) في التوبة، باب قبول توبة القاتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/20) قال: ثنا يزيد. وفي (3/72) قال: ثنا عفان. وابن ماجة (2622) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا يزيد بن هارون. كلاهما - يزيد، وعفان - عن همام ابن يحيى. * وأخرجه البخاري (4/211) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد ابن أبي عدي. و «مسلم» (8/104) قال: ثنى عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: ثنا أبي. (ح) وثنا محمد بن بشار، قال ثنا ابن أبي عدي. كلاهما - ابن أبي عدي، ومعاذ العنبري -قالا: ثنا شعبة. * وأخرجه مسلم (8/103) قال: ثنا محمد بن المثنى. ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: ثنى ابي. ثلاثتهم - همام، وشعبة، وهشام - عن قتادة، عن أبي الصديق الناجي، فذكره. الحديث: 987 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 513 988 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -:أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ بَني آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخَطَّائينَ التَّوابونَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2501) في صفة القيامة، باب المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه، وأخرجه ابن ماجة رقم (4251) في الزهد، باب ذكر التوبة، والدارمي 2 / 303 في الرقاق، باب في التوبة، وأحمد 3 / 198، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/198) ، عبد بن حميد (1197) قال: حدثني ابن أبي شيبة. و «ابن ماجة» (4251) ، و «الترمذي» (2499) قالا: حدثنا أحمد بن منيع، ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وابن منيع - قالوا: حدثنا زيد بن الحباب. * وأخرجه الدارمي (2730) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. كلاهما - زيد، ومسلم - قالا:حدثنا علي بن مسعدة قال حدثنا قتادة،فذكره. الحديث: 988 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 515 الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا ، وفيه فصلان الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها 989 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا اقْتَربَ الزَّمانُ، لم تَكَدْ رُؤْيَا المُؤمن تكذب (1) - ومنهم من قال: لَمْ تَكذبْ رُؤْيَا المؤمن - ورُؤيا المؤمِنِ جُزءٌ من سِتَّةٍ وأَرْبَعينَ جُزْءاً مِنَ النُّبوّةِ» . [ص: 516] وزادَ بعضُهُم: [وما كان من النُّبُوَّةِ] فإِنَّهُ لا يَكْذِبُ. قال محمد بن سيرين: وأنا أَقُول هذه، قال (2) : وكان يُقَالُ: الرؤيا ثَلاثَةٌ: حديث النفس، وتخويفُ الشَّيطانِ، وبُشْرَى من الله، فمن رأَى منكم شيئاً يكرهه، فلا يَقُصَّهُ على أَحَدٍ، ولْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، قال: وكان يكره الغُلَّ في النوم، وكان يعجبهم القَيدُ، ويُقالُ: القيدُ ثباتٌ في الدِّين. قال البخاري: رواه قتادة ويونس، وهُشيم، وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. وقال يونس: لا أَحْسِبُهُ إِلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في القَيْد. وفي رواية لمسلم قال: إذا اقتربَ الزمانُ لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدَقُكم رؤيَا: أَصدقُكم حديثاً (3) ، ورُؤْيَا المسلم جزء من خمسٍ [ص: 517] وأربعينَ جُزْءاً من النُّبوَّةِ، والرؤيا ثلاثٌ فالرؤيَا الصالحةُ: بُشْرى من الله، ورؤيا: تَحْزينٌ من الشيطان، ورؤيا: مما يُحدِّثُ المرءُ نَفْسَهُ، فإن رأى أحدُكم ما يكره، فليقم فليصلِّ، ولا يُحدِّثْ بها الناسَ، قال: «وأُحِبُّ القَيْد، وأكره الغُلَّ، والقيد ثبات في الدين» فلا أَدْرِي: هُوَ في الحديث، أو قاله ابن سيرين؟ وفي رواية نحوه، وفيه قال أبو هريرة، فَيُعْجِبُني القَيدُ، وأكرهُ الغُلَّ، والقيدُ: ثباتٌ في الدِّين. وفي أخرى: إذا اقتربَ الزمانُ - وساق الحديث - ولم يذكر فيه النبيَّ صلى الله عليه وسلم. وفي أخرى نحوه: وأدرج في الحديث قوله: «وأكرهُ الغُلَّ» إلى تمام الكلام، ولم يذكر: «رؤيا المؤمن جُزْءٌ من ستةٍ وأَربعين جزْءاً من النُّبوة» . وفي أخرى مختَصَراً، قال: «رؤيا المؤمِنِ جزْءٌ مِن ستَّةٍ وأربعين جزءاً من النُّبوَّة» . وفي أخرى «رؤيا الرجل الصالح» . وفي رواية الترمذي مثلَ رواية مسلم المفردة بطولها، إلى قوله: «ثباتٌ في الدِّين» وقال بَدَلَ «فَلْيُصَلِّ» : «فَلْيَتْفُلْ» ولم يذكر قوله: «فلا أدري أَهو في الحديث، أو قاله ابن سيرين؟» . [ص: 518] وفي أخرى له، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «الرؤيا ثلاثٌ: فرؤيا حق، ورؤيا يُحدِّثُ بها الرَّجُل نَفْسَهُ، ورؤيا تَحْزينٌ من الشَّيْطانِ، فَمنْ رأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ، فَلْيصَلِّ» ، وكان يقُولُ: «يُعْجبْني القَيْدُ، وأَكرهُ الغُلَّ، القَيْدُ: ثباتٌ في الدين» ، وكان يقول: «من رآني فإنِّي أَنَا هو، فإنَّهُ لَيْسَ للشيطانِ أنْ يَتَمَثَّلَ بِي» ، وكان يقُول: «لا تُقَصُّ الرُّؤيا إلا على عالمٍ أو ناصح» . وفي رواية أبي داود مثل رواية مسلم أيضاً، إلا أَنَّه أَسقط منها قوله: «جزءاً من سِتَّةٍ وأَربعين جزءاً من النبوة» ، وقال فيها «وأُحِبُّ القَيْدَ وأَكرهُ الغُلَّ، القيدُ: ثباتٌ في الدِّين» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اقتراب الزمان) : هو عند اعتدال الليل والنهار في فصلي الربيع والخريف، وقيل: أراد باقتراب الزمان: قرب الساعة، ودنو القيامة في آخر الزمان. (جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) : كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر الروايات الصحيحة ثلاثاً وستين سنة، وكانت مدة نبوته منها ثلاثاً وعشرين سنة، لأنه بعث عند استيفائه أربعين سنة، وكان صلى الله عليه وسلم في أول أمره [ص: 519] يرى الوحي في المنام، ودام كذلك نصف سنة، ثم رأى الملك في اليقظة، فإذا نسبت المدة التي أوحي إليه فيها في النوم - وهي نصف سنة - إلى مدة نبوته، وهي ثلاث وعشرون سنة - كانت نصف جزء من ثلاثة وعشرين جزءاً، وذلك جزء من ستة وأربعين جزءاً، وقد تعاضدت الروايات في أحاديث الرؤيا أنها جزء من ستة وأربعين جزءاً. فأما من رواه: «خمسة وأربعين جزءاً» فهو قليل، على أن للخمسة والأربعين وجه مناسبة، من أن يكون عمره لم يكمل ثلاثاً وستين سنة، ومات صلى الله عليه وسلم في أثناء السنة الثالثة والستين، ونسبة نصف السنة إلى اثنتين وعشرين سنة وبعض الأخرى: نسبة جزء من خمسة وأربعين جزءاً. فأما من رواه: «من أربعين جزءاً» فيكون محمولاً على من روى: أن عمر النبي صلى الله عليه وسلم كان ستين سنة، فيكون نسبة نصف سنة إلى عشرين سنة نسبة جزء إلى أربعين جزءاً. وأما من روى: «من سبعين جزءاً» فما أعلم له وجهاً، ولا يحضرني الآن له وجه. والله أعلم.   (1) فيه إشارة إلى غلبة الصدق على الرؤيا، وإن أمكن أن شيئاً منها لا يصدق، والراجح أن المراد نفي الكذب عنها أصلاً، لأن صرف النفي الداخل على " كاد " ينفي قرب حصوله، والنافي لقرب حصول الشيء أدل على نفيه. ذكره الطيبي. (2) القائل هو محمد بن سيرين، وقد أبهم القائل في هذه الرواية وهو أبو هريرة وقد رفعه بعض الرواة، ووقفه بعضهم، وقد أخرجه أحمد عن هوذة بن خليفة عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً " الرؤيا ثلاث ... " مثله، وأخرجه الترمذي والنسائي من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا ثلاث: فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل بها نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان "، وأخرجه مسلم رقم (2263) ، وأبو داود رقم (5019) ، والترمذي رقم (2271) من طريق عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، عن محمد بن سيرين مرفوعاً أيضاً بلفظ: " الرؤيا ثلاث، فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ... " والباقي نحوه. (3) إنما كان كذلك، لأن من كثر صدقه تنور قلبه وقوي إدراكه، فانتقشت فيه المعاني على وجه الصحة، وكذلك من كان غالب حاله الصدق في يقظته استصحب ذلك في نومه فلا يرى إلا صدقاً، وهذا بخلاف الكاذب والمخلط، فإنه يفسد قلبه ويظلم، فلا يرى إلا تخليطاً وأضغاثاً، وقد يرى الصادق ما لا يصح، ويرى الكاذب ما يصح، ولكن الأغلب الأكثر هو ما تقدم. (4) البخاري 12 / 356 و 357 و 358 و 359 في التعبير، باب القيد في المنام، ومسلم رقم (2263) في الرؤيا، والترمذي رقم (2271) في الرؤيا، باب أن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وأبو داود رقم (5019) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1145) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب. و «أحمد» (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وفي (2/395) قال: حدثنا هوذة ابن خليفة. قال: حدثنا عوف. وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. و «الدارمي» (1249، 2150) قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن مخلد بن حسين، عن هشام، وفي (2153، 2166) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الرقاشي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا سعيد. عن قتادة. و «البخاري» (9/47) قال: حدثنا عبد الله بن صباح. قال: حدثنا معتمر. قال: سمعت عوفا. و «مسلم» (7/52) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني. (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي، عن قتادة. و «أبو داود» (5019) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب. و «ابن ماجة» (3906) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا هوذة بن خليفة. قال: حدثنا عوف. وفي (3917) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال: حدثنا بشر بن بكر. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (3926) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أبو بكر الهذلي و «الترمذي» (2270) قال: حدثنا نص ربن علي. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. قال: حدثنا أيوب وفي (2280) قال: حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (2291) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. و «النسائي» في (الكبرى / الورقة 100-ب) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة. وفي (عمل اليوم والليلة) (910) قال: أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله. قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ستتهم -أيوب السختياني، وعوفبن أبي جميلة، وهشام بن حسان، وقتادة، والأوزاعي، وأبو بكر الهذلي- عن محمد بن سيرين، فذكره. * أخرجه مسلم (7/52) قال: حدثني أبو الربيع. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، قال: حدثنا أيوب وهشام، عن محمد، عن أبي هريرة. قال: إذا اقترب الزمان ... وساق الحديث، ولم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم. * في رواية معمر، عن أيوب: «قال أبو هريرة: يعجبني القيد، وأكره الغل. القيد. ثبات في الدين» جعله من قول أبي هريرة. * في رواية هشام، عن قتادة عند مسلم، أدرج في الحديث قوله: «وأكره الغل» إلى تمام الكلام. * قال البخاري عقب حديث عوف: وروى قتادة ويونس وهشام وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: وأدرجه بعضهم كله في الحديث وحديث عوف أبين. وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، في القيد. * الروايات مطوله ومختصرة. وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» . أخرجه أحمد (2/369) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا حسين، عن يحيى، وفي (2/438) قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، عن محمد بن عمرو. و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير. قال: سمعت أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا علي يعني ابن المبارك. (ح) وحدثنا أحمد ابن المنذر. قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب، يعني ابن شداد. كلاهما عن يحيى بن أبي كثير. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (904) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل، عن محمد. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره. * صرح يحيى بن أبي كثير بالسماع في رواية حسين المعلم، ورواية ابنه عبد الله بن يحيى بن أبي كثير. * في رواية يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو: «الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له ... » الحديث. * أثبتنا لفظ عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه عند مسلم وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» . * أخرجه أحمد (2/223) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، و «البخاري» (9/39) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر و «ابن ماجة» (3894) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. كلاهما (معمر، وإبراهيم) عن الزهري، عن سعيدبن المسيب، فذكره. وعن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» . * أخرجه أحمد (2/314) . و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع) عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. * وهذا لفظ أحمد بن حنبل. -وعن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا المسلم، أو ترى له، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» . * وفي رواية ابن مسهر: «الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» . * أخرجه أحمد (2/495) قال: حدثنا ابن نمير. و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل. قال: أخبرنا علي بن مسهر. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. كلاهما- عبد الله بن نمير، علي بن مسهر - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. -وعن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذالك. يعني بمثل حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» . * أخرجه مالك (الموطأ) (593) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمثل ذالك. ولم يسق متنه. الحديث: 989 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 515 990 - (خ م ط ت د) أبو قتادة الحارث بن رِبْعي الأنصاري - رضي الله عنه-: وكان من أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفُرْسانِه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا من الله، والْحُلْمُ من الشيطان، فإذا حلَمَ [ص: 520] أحدُكُم، الْحُلْمَ يَكْرَهُهُ: فَلْيَبْصُقْ عن يسارِهِ، وليَسْتَعِذْ بالله منه، فلَنْ يَضُرَّه» . وفي رواية: قال أبو سَلمة: إنْ كنتُ لأرَى الرؤيا تُمْرِضُني، حتى سمعتُ أبا قتادة يقول: وأنا كنتُ أرَى الرؤيا تُمْرِضُني، حتى سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا الصّالحَةُ من الله، والرؤيا السوءُ من الشَّيطَان، فَإذَا رأَى أحَدُكُم ما يُحبُّ، فلا يحدِّثْ بها إلا مَنْ يُحب، وإذا رأى ما يكرهُ، فَلْيَتْفُلْ عن يَسارِهِ ثلاثاً، وليتعوَّذ بالله من شَرِّ الشَّيطَانِ وشَرِّها، ولا يُحَدِّثُ بها أحداً فإنها لن تَضُرَّه» . هذه رواية البخاري ومسلم، وأخرجه الموطأ، وزاد بعد قوله: لن تضرّه: إن شاء الله. قال أبو سلمة: إن كنتُ لأرَى الرُّؤيَا، هِيَ أثقلُ عليَّ من الجبلِ، فلما سمعتُ هذا الحديث، فما كنتُ أُبالِيها. وأخرجه الترمذي مثل الرواية الأولى. وأخرجه أبو داود من الرواية الثانية: المسندَ مِنها فقط، ولم يذكر: إن شاء الله. وفي أخرى لمسلم عن أبي سلمة، قال: كنتُ أَرىَ الرؤيا أُعْرى منها، غير أني لا أُزَمَّلُ، حتى لقيتُ أبا قتادة، فذكرتُ ذلك له ... الحديث (1) . [ص: 521] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعرى) العرواء: مثال الغلواء، قرة الحمى ومسها في أول ما تأخذه الرعدة، وقد عُرِي الرجل، على ما لم يسم فاعله، والعَراة أيضاً: شدة البرد. (لا أزمل) التزميل: التدثير والتغطية من البرد، قال: «كان يعرض لي من رؤيتها البرد والرعدة، إلا أني ما كنت أتدثر وأتغطى» .   (1) أخرجه البخاري 10 / 177 و 178 في الطب، باب النفث في الرقية، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي التعبير، باب الرؤيا من الله، وباب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين [ص: 521] جزءاً من النبوة، وباب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وباب الحلم من الشيطان فإذا حلم فليبصق عن يساره، وباب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها، ومسلم رقم (2262) في الرؤيا، والموطأ 2 / 957 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا، والترمذي رقم (2288) في الرؤيا، باب ما جاء إذا رأى في المنام ما يكره، وأبو داود رقم (5021) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (593) عن يحيى بن سعيد. و «الحميدي» (418) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الزهري. وفي (419) قال: حدثنا سفيان، قال: وحدثناه أربعة محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وعبد ربه ويحيى ابنا سعيد ومحمد بن عمرو بن علقمة. و «أحمد» (5/296) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. وفي (5/303) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. قالا: حدثنا شعبة، عن عبد رب. (وقال حجاج: عن عبد ربه) . وفي (5/304) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (5/305) قال: حدثنا بشر بن شعيب. قال: حدثني أبي، عن الزهري. وفي (5/309) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا حرب. قال: حدثنا يحيى وفي (5/310) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عن يحيى بن سعيد. و «الدارمي» (2148) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. و «البخاري» (7/172) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان، عن يحيى بن سعيد. وفي (9/39) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير قال: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد. وفي (9/39) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، وأثنى عليه خيرا، لقيته باليمامة، عن أبيه. وفي (9/42) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر. وفي (9/45) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وفي (9/54) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. و «مسلم» (7/50، 51) قال: حدثنا عمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر، جميعا عن ابن عيينة، عن الزهري. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وعبد ربه ويحيى ابني سعيد ومحمد بن عمرو بن علقمة (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن الزهري (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال أخبرنا معمر، عن الزهري (ح) وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال حدثنا سليمان، يعني ابن بلال، عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثناه قتيبة ومحمد بن رمح، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد ابن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي، عن يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا بأبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي وأحمد بن عبد الله ابن الحكم. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. و «أبو داود» (5021) قال: حدثنا النفيلي. قال: سمعت زهيرا. يقول: سمعت يحيى بن سعيد. و «ابن ماجة» (3909) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد. و «الترمذي» (2277) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد. و «النسائي» في عمل اليوم الليلة (894) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت عبد رب بن سعيد. وفي (897) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى. وفي (899) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا بشر بن شعيب. قال: حدثني أبي، عن الزهري. وفي (900) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد. وفي (901) قال: أخبرنا علي بن حرب. قال: حدثنا ابن فضيل، عن يحيى بن سعيد. وفي (898) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا أبو عمرو. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12135) عن علي بن شعيب، عن معن، عن مالك، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك، عن يحيى بن سعيد. سبعتهم - يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وعبد ربه بن سعيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، ويحيى بن أبي كثير، وعبيد الله بن أبي جعفر - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. * قال الحميدي عقب حديث محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وعبد ربه ويحيى ابني سعيد ومحمد ابن عمرو بن علقمة: حدثنا سفيان ولم يذكر أول الحديث كما ذكره الزهري. والزهري أحفظ منهم كلهم. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (895) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى رؤيا تعجبه، مرسل. الحديث: 990 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 519 991 - (خ ت) أبو سعيد الخُدْرِيّ - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأى أحدُكم الرؤيا يُحِبُّها، فإنها من الله، فلْيحْمَد الله عليها، وليُحدِّثْ بها، وإذا رأَى غير ذلك مما يكره، فإنمّا هي من الشيطان، فليستعذ بالله من شرِّها، ولا يذكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لنْ تَضُرَّهُ» . أخرجه البخاري، والترمذي (1) .   (1) البخاري 12 / 327 في التعبير، باب الرؤيا من الله، وباب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها، والترمذي رقم (3449) في الدعوات، باب ما يقول إذا رأى رؤيا يكرهها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/8) قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا بكر بن نضر. و «البخاري» (9/39) قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا الليث، وفي (9/55) قال: ثنا إبراهيم بن حمزة، قال: ثنى ابن أبي حازم، والدرواوردي. و «الترمذي» (3453) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا بكر بن مضر. و «النسائي» في (عمل اليوم والليلة) (893) قال: نا قتيبة بن سعيد، قال: نا بكر (يعني ابن مضر) . أربعتهم (بكر، والليث، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي) عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن العماد الليثي، عن عبد الله بن خباب، فذكره. قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وابن العماد اسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن العماد المدني، وهو ثقة روى عنه مالك والناس. الحديث: 991 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 992 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأى أحدُكم الرؤيا يكرهُها فَلْيبصُقْ عن يسَارِهِ ثلاثاً، وليستَعِذْ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً، ولْيتحوَّلْ عن جَنْبِهِ الذي كان عليه» . [ص: 522] أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .   (1) مسلم رقم (2262) في الرؤيا في فاتحته، وأبو داود رقم (5022) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. و «عبد بن حميد» (1047) قال: حدثني أحمد بن يونس. و «مسلم» (7/52) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا ابن رمح. و «أبو داود» (5022) قال: حدثنا يزيد بن خالد الهمداني، وقتيبة بن سعيد، و «ابن ماجة» (3908) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. و «النسائي» في «عمل اليوم والليلة» (911) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ستتهم - حجين، ويونس، وأحمد بن يونس، وقتيبة، وابن رمح، ويزيد بن خالد - عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 992 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 993 - (ت د) أبو رزين العُقَيْليّ لقيط بن عامر بن صَبِرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا المؤمن جزءٌ من أربعين جزءاً من النبوة، وهي على رِجْلِ طائر، ما لم يتَحَدَّثْ بها، فإذا تحدَّثَ بها سَقَطتْ قال: وأَحْسِبُهُ قال: ولا يحدِّثْ بها إلا لبيباً أو حبيباً (1) » . وفي رواية قال: «رؤيا المؤمن جزءٌ من سِتَّةٍ وأربعين جزءاً من النبوة، وهي على رِجلِ طائرٍ ما لم يُحَدِّثْ بها، فإذا حدَّثَ بها وقعت» ، لم يزد. هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود: مثلُها، إلا أنه أسقَط قوله: «جُزْءٌ من أربعين [ص: 523] جزءاً من النبوة (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رجل طائر) كل حركة من كلمة أو شيء يجري لك. فهو طائر، يقال: اقتسموا داراً، فطار سهم فلان في ناحيتها، أي: خرج وجرى، والمراد في الرؤيا: أنها على قدر جار، وقضاء ماض من خير أو شر، وهي لأول عابر يحسن عبارتها (3) .   (1) لأبي داود " ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي "، قال الطيبي: يشبه أن يراد به: أنه إذا أخبر بها من لا يحبه، ربما حمله البغض والحسد على تفسيرها بمكروه، فيقع على تلك الصفة، فإن الرؤيا على رجل طائر. ومعناه: أنها إذا كانت محتملة وجهين، ففسرت بأحدهما، وقعت على وفق تلك الصفة، وقد يكون ظاهر الرؤيا مكروهاً وتفسر بمحبوب وعكسه، وهذا أمر معروف لأهله. وقوله: " أو ذي رأي " قال الزجاج: معناه: ذو العلم بعبارة الرؤيا، فإنه يخبرك بحقيقة تفسيرها، أو بأقرب ما يعلم منه. قال التوربشتي: فإن قيل: كيف يتأتى له التخير فيمن يعبر على ما ورد به الحديث ولا يقصها إلا على واد أو ذي رأي، والأقضية لا ترد بالتوقي عن الأسباب، ولا تختلف أحكامها باختلاف الدواعي؟ قلنا: هو مثل السعادة والشقاء، والسلامة والآفة، المقضي بكل واحدة منها لصاحبها، ومع ذلك فقد أمر العبد بالتعرض للمحمود منها، والحذر عن المكروه منها. (2) حديث حسن، وهو في الترمذي رقم (2279) و (2280) في الرؤيا، باب ما جاء إذا رأى في المنام ما يكره، وأبو داود رقم (5020) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا، وفي سنده وكيع بن عدس لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. وقد حسنه الحافظ في " الفتح " 1 / 377، وصححه الحاكم 4 / 390 ووافقه الذهبي. وفي الباب عن أنس عند الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي 4 / 391 بلفظ " إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً "، وأخرج الدارمي 2 / 130، 131 بسند حسنه الحافظ عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت: كانت امرأة من أهل المدينة، لها زوج تاجر يختلف - يعني في التجارة - فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي غائب، وتركني حاملاً فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاماً أعور. فقال: خير، يرجع زوجك إن شاء الله صالحاً، وتلدين غلاماً براً، فذكرت ذلك ثلاثاً، فجاءت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب، فسألتها فأخبرتني بالمنام، فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها. (3) قال الطيبي: أقول: التركيب من باب التشبيه التمثيلي، شبه الرؤيا بالطائر السريع طيرانه، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة، فينبغي أن يتوهم للمشبه حالات متعددة مناسبة لهذه الحالات، وهي أن الرؤيا مستقرة على ما يسوقه التقدير إليه من التعبير، فإذا كانت في حكم الواقع قيض وألهم من يتكلم بتأويلها على ما قدر فيقع سريعاً، وإن لم يكن في حكمه، لم يقدر لها من يعبرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/10) قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/12) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وبهز. قالا: حدثنا شعبة. وفي (4/13) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «الدارمي» (2154) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. و «أبو داود» (5020) قال: حدثنا أحمد ابن حنبل، قال: حدثنا هشيم. و «ابن ماجة» (3914) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا هشيم. و «الترمذي» (2278) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. وفي (2279) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. ثلاثتهم - هشيم، وحماد، وشعبة - عن يعلى بن عطاء، قال: سمعت وكيع بن عدس، فذكره. * أخرجه أحمد (4/11) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن يعلى بن عطاء، عن أبي رزين بن لقيط، عن عمه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث. * وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 993 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 994 - (خ م ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا الحسنة من الرجلِ الصالح، جزءٌ من ستة وأربعين جزءاً من النبوة (1) » . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ. وللبخاري أيْضاً: زيادةٌ في روايةٍ قال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ رَآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي (2) ، ورُؤيَا الْمُؤمنِ جُزْءٌ من سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جزءاً من النُّبُوَّةِ» (3) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وقد استشكل كون الرؤيا جزءاً من النبوة، مع أن النبوة انقطعت بموت النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل في الجواب: إن وقعت الرؤيا من النبي صلى الله عليه وسلم، فهي جزء من أجزاء النبوة حقيقة، وإن وقعت من غير النبي، فهي جزء من أجزاء النبوة على سبيل المجاز، وقال الخطابي: قيل: معناه: أن الرؤيا تجيء على موافقة النبوة، لا أنها جزء من النبوة، وقال المازري: يحتمل أن يراد بالنبوة في هذا الحديث الخبر بالغيب لا غير، وإن كان يتبع ذاك إنذار أو تبشير، فالخبر بالغيب أحد ثمرات النبوة، وهو غير مقصود لذاته، لأنه يصح أن يبعث نبي يقرر الشرع ويبين الأحكام، وإن لم يخبر في طول عمره بغيب، ولا يكون ذلك قادحاً في نبوته ولا مبطلاً للمقصود منها، والخبر بالغيب من النبي لا يكون إلا صدقاً، ولا يقع إلا حقاً، وأما خصوص العدد فهو مما أطلع الله عليه نبيه، لأنه يعلم من حقائق النبوة ما لا يعلمه غيره. (2) في الأصل والمطبوع: لا يتخيل بي، وهو خطأ، والتصحيح من " الصحيحين " وفي مسند أحمد 1 / 279، 450 و 2 / 232 لا يتخيل بي. (3) البخاري 12 / 318 في التعبير، باب رؤيا الصالحين، وباب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ومسلم رقم (2264) في الرؤيا، والموطأ 2 / 956 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ /593) وأخرجه أحمد (3/126) قال حدثنا روح وفي (3/149) قال حدثنا إسحاق بن عيسى و «البخاري» (9/38) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة و «ابن ماجة» (3/389) قال حدثنا هشام بن عمار. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف -206» عن قتيبة وعن الحارث ابن مسكين عن ابن القاسم. خمستهم -روح، وإسحاق، وابن مسلمة، وهشام، وابن القاسم - عن مالك عن إسحاق بن عبد الله فذكره. ورواه عن أنس أيضا حميد: أخرجه أحمد (3/106) قال: حدثنا بن أبي عدي عن حميد فذكره. * ورواه ثابت عن أنس أخرجه أحمد (3/185، 5/319) قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي و «مسلم» (7/53) قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثني أبي. كلاهما (عبد الرحمن، ومعاذ) قالا حدثنا شعبة عن ثابت فذكره. الحديث: 994 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 995 - (خ م ت د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا المؤمن جزءٌ من سِتَّةٍ وأربعين جزءاً من النبوة» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود (1) .   (1) البخاري 12 / 330 في التعبير، باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، ومسلم رقم (2264) في الرؤيا، في فاتحته، والترمذي رقم (2272) في الرؤيا، باب أن رؤيا [ص: 525] المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وأبو داود رقم (5068) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/185) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (5/316) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. وفي (5/319) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحجاج. و «الدارمي» (2143) قال: أخبرنا الأسود بن عامر. و «البخاري» (9/39) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. و «مسلم» (7/52، 53) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، وأبو داود. (ح) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. و «أبو داود» (5018) قال: حدثنا محمد بن كثير. و «الترمذي» (2271) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (5069) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل، ثمانيتهم (عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر غندر) ، وحجاج، والأسود، وأبو داود، ومعاذ، ومحمد بن كثير، وبشر بن المفضل) عن شعبة. * وأخرجه أحمد (5/316) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد. كلاهما (شعبة، وسعيد) عن قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 995 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 996 - (خ ط) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا المؤمن جزءٌ من سِتَّةٍ وأربعين جزءاً من النبوة» .أخرجه البخاري، والموطأ (1) .   (1) البخاري 12 / 331 في التعبير، باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، بلفظ " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة "، واللفظ الذي ساقه المصنف أخرجه البخاري 1 / 331 من حديث أبي هريرة وعبادة بن الصامت، ثم إن الحديث لم نقف عليه في الموطأ برواية يحيى الليثي، من حديث أبي سعيد كما ذكر المصنف، وإنما هو عنده 2 / 956 من حديث أنس وأبي هريرة بلفظ " الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة "، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (3895) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا:حدثنا عبيد الله بن موسى قال أنبأنا شيبان عن ضراس عن عطية،فذكره. * ورواه عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري: أخرجه البخاري (9/39) قال حدثني إبراهيم بن حمزة قال حدثني ابن أبي حازم. والدراوردي عن يزيد عن عبد الله بن خباب، فذكره. الحديث: 996 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 997 - (م) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا الصالحةُ جزءٌ من سبعين جزءاً من النبوة» . أخرجه مسلم (1) .   (1) مسلم رقم (2265) في الرؤيا في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح * زاد في رواية سعيد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله: «فمن رأى خيرا فليحمد الله عليه وليذكره، ومن رأى غير ذلك فليستعذ بالله من شر رؤياه، ولا يذكرها فإنها لا تضره» . * أخرجه أحمد (2/18) (4678) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/49) (5104) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز. وفي (2/119) (6009) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا الليث. وفي (2/122) (6035) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرني شعيب. وفي (2/137) (6215) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله. و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. قالا جميعا: حدثنا عبيد الله. وفي (7/54) قال: حدثناه ابن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد الله (ح) وحدثناه قتيبة، وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. و «ابن ماجة» (3897) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة، وعبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 100-أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله. خمستهم -عبيد الله بن عمر، وعبد العزيز بن أبي رواد، وليث بن سعد، وشعيب بن أبي حمزة، والضحاك بن عثمان- عن نافع، فذكره. الحديث: 997 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 998 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لم يَبْقَ بعدي من النبوة إلا الْمُبَشِّرَاتُ، قالوا: وما الْمُبَشِّرَاتُ؟ قال: الرؤيا الصالحة، يراها الرجل المسلم، أو تُرى له: جزءٌ من سِتَّةٍ وأربعين جزءاً من النبوة» .أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 957 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا، وهو مرسل، وقد وصله البخاري من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وهو الحديث الآتي بعد هذا، وقد أخرج مسلم في صحيحه رقم (479) في الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود من طريق إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: " يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ... " الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/451) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار. فذكره،قال الزرقاني مرسل وصله البخاري من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. الحديث: 998 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 999 - (خ ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لم يَبْق بعدي إلا المبشِّراتُ، قالوا: وما المبشِّراتُ؟ قَالَ: الرَّؤْيَا الصالحة» .هذه رواية البخاري. وفي رواية الموطأ، وأبي داود قال: كان النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاةِ الغداة يقول: «هلْ رأَى أحدٌ منكم الليلة رُؤْيَا؟» ويقول: «ليس يَبْقى بَعْدِي من النبُوَّةِ إلا الرؤيا الصالحة (1) » .   (1) البخاري 12 / 331 في التعبير، باب المبشرات، والموطأ 2 / 957 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا، وأبو داود رقم (5017) في الأدب، ما جاء في الرؤيا، وإسناد الموطأ وأبي داود صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (9/40) قال: ثنا أبو اليمان. قال: نا شعيب، عن الزهري. قال ثنى سعيد بن المسيب، فذكره. والرواية الثانية أخرجها مالك (الموطأ) (593) وأحمد (2/325) قال: حدثنا روح وأبو المنذر. و «أبو داود» (5017) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. أربعتهم - مالك، وروح بن عبادة، وأبو المنذر إسماعيل بن عمر، وعبد الله بن مسلمة - عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن زفر بن صعصعة بن مالك، عن أبيه، فذكره. * أخرجه النسائي في (الكبرى / الورقة 100-أ) قال: أخبرنا علي بن شعيب. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. (ح) والحارث بن مسكين - قراءة عليه - عن ابن القاسم. قال: أخبرنا مالك، عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة، عن زفر بن صعصعة بن مالك، عن أبي هريرة، فذكره، ليس فيه (عن أبيه) . الحديث: 999 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 1000 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرسالة والنبوةُ قد انقطعت، فلا رسولَ بعدي ولا نبيَّ» ، قال: فَشَقَّ ذلك على الناسِِ، فقال: «لكن المبشِّرات» ، فقالوا: يا رسولَ الله، وما المبشِّراتُ؟ قَالَ: «رؤيا المسلم، وهي جزءٌ من أجزاء النبوة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2273) في الرؤيا، باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2272) حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد حدثنا المختار بن فلفل حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. * قال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل. الحديث: 1000 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 1001 - (ط) عروة بن الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: في قوله تعالى: {لهُمُ البُشْرى في الحَيَاةِ الدنيا} [يونس: 64] قال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو تُرَى له. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 958 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (1850) قال: عن هشام بن عروة، فذكره. * وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» وهذا قد جاء مرفوعا عند أحمد عن أبي الدرداء، فذكره، وعنده أيضا عن عبادة بن الصامت. الحديث: 1001 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 1002 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «أصدقُ الرؤيا بالأسحارِ» ،أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2275) في الرؤيا، باب قوله: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} ، وأحمد في " المسند " 3 / 68، والدارمي 2 / 125، وابن حبان رقم (1799) كلهم من حديث دراج عن أبي الهيثم، وهذا إسناد ضعيف، فقد قال الآجري عن أبي داود: أحاديث دراج أبي السمح مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/29) قال: حدثنا حسن. و «عبد بن حميد» (927) قال: حدثني الحسن ابن موسى. و «الترمذي» (2274) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما (حسن وقتيبة) قالا: حدثنا ابن لهيعة. * وأخرجه أحمد (3./68) قال: حدثنا سريج. و «الدارمي» (2152) قال أخبرنا مروان بن محمد كلاهما (سريج، ومروان) قالا: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. كلاهما (ابن لهيعة، وعمرو) عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، فذكره. الحديث: 1002 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 1003 - (خ ت د) ابن عباس وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَحَلَّمَ بحُلْم لم يره، كُلِّفَ أنْ يعقد بين شعيرتين، ولَنْ يَفْعَل ... » الحديث. ويأتي ذِكرُه في لواحِقِ آفاتِ النفس في آخر الكتاب، إن شاء الله. أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود، عن ابن عباس، والبخاري وحده، عن أبي هريرة (1) .   (1) البخاري 12 / 374 و 375 في التعبير، باب من كذب في حلمه، والترمذي رقم (2284) في الرؤيا، باب في الذي يكذب في حلمه، وأبو داود رقم (5024) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (531) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/216) (1866) قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (1/359) (3383) قال: حدثنا إسماعيل. و «عبد بن حميد» (601) قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد ابن زيد. و «البخاري» (9/54) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان وفي الأدب المفرد (1159) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، و «أبو داود» (5024) قال: حدثنا مسدد، وسليمان بن داود، قالا: حدثنا حماد و «ابن ماجه» (3916) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. و «الترمذي» (1751) ، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2283) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب. و «النسائي» (8/215) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد ستتهم (سفيان، وعباد، وإسماعيل، وحماد بن زيد، وعبد الوارث، وعبد الوهاب) عن أيوب. * وأخرجه أحمد (1/246) (2213) قال: حدثنا علي بن عاصم. و «الدارمي» (2711) قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد يعني ابن عبد الله. و «البخاري» (9/54) ، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا خالد. كلاهما (علي بن عاصم، وخالد بن عبد الله) عن خالد الحذاء. كلاها -أيوب، وخالد- عن عكرمة، فذكره * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 1003 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 1004 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَذَبَ في حُلمه، كُلِّفَ يومَ القيامَةِ عقدَ شعيرةٍ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2282) في الرؤيا، باب في الذي يكذب في حلمه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/76) (568) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/90) (694) قال: حدثنا حجين، قال: حدثنا إسرئيل، وفي (1/91) (699) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد وأبو أحمد الزبيري، قالا: حدثنا سفيان. وفي (1/101) (789) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. و «عبد ابن حميد» (86) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا إسرائيل. و «الترمذي» (2281) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال:حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. وفي (2282) قال: حدثنا قتية، قال:حدثنا أبو عوانة. و «عبد الله بن أحمد» (1/129) (1070) قال: حدثنا خلف بن هشام البزار، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/131) (1088) قال: حدثني إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، وفي (1089) قال: حدثني إبراهيم بن الحسن المقري الباهلي، قال: حدثنا أبو عوانة. ثالثتهم -إسرائيل، وسفيان، وأبو عوانة -عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره. * في رواية سفيان. قال: لا أعلمه إلا قد رفعه. الحديث: 1004 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 1005 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ [ص: 528] اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مِنْ أفْرَى الْفِرَى: أنْ يُرِيَ الرَّجُلُ عَيْنَيْهِ ما لم تَرَيَا» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفرى الفرى) أكذب الكذبات، والفرية: الكذب، والجمع: الفرى.   (1) 12 / 376 و 377 في التعبير، باب من كذب في حلمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/96) (5711) قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر. وفي (2/118) (5998) قال: ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا عبد الله بن وهب، قال: قال حيوة: أخبرني أبو عثمان. و «البخاري» (9/55) قال: ثنا علي بن مسلم، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر كلاهما (عبد الرحمن، وأبو عثمان) عن عبد الله بن دينار. فذكره. * رواية عبد الرحمن مختصرة على: «إن من أفرى الفرى أن يرى عينيه في المنام ما لم ترى» . الحديث: 1005 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 1006 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن رَآني في المنام فَسَيرَانِي في الَيقَظَة (1) ، أوْ لَكأَنَّما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي (2) » . [ص: 529] زاد في رواية قال: وقال أبو سلمةَ: قال أبو قتادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رآني، فقد رأى الحقَّ» . هذه رواية البخاري، وأبي داود، ومسلم. ولمسلم أيضاً: «من رآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشيطان لا يتمثَّل بي» . وأخرج الترمذي هذا المعنى في جملة حديث طويل، قد ذُكِر في أَول هذا الفصل (3) .   (1) قال النووي: فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، ومعناه: أن من رآه في النوم، ولم يكن هاجر، يوفقه الله تعالى للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً، وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة، لأنه يراه في الآخرة جميع أمته، وثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك. (2) جاء في هامش " مختصر المنذري " 6 / 301 تعليقاً على قوله: " فسيراني في اليقظة " يحتمل أهل عصره ممن لم يهاجر إليه صلى الله عليه وسلم، أو يراه في الآخرة، إذ يراه في الآخرة جميع المهتدين بهدي سنته من أمته، من رآه ومن لم يره. وقد روى البخاري بعد رواية حديث أبي هريرة: قال ابن سيرين " إذا رآه في صورته "، وقال الحافظ في " الفتح " 12 / 310: رويناه موصولاً من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سليمان بن حرب - وهو من شيوخ البخاري - عن حماد بن زيد عن أيوب قال: " كان محمد بن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: صف لي الذي رأيته، فإن وصفه له صفة لا يعرفها، قال: لم تره "، وسنده صحيح، ووجدت له ما يؤيده: فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب: حدثني أبي قال: قلت لابن عباس " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال: صفه لي، قال: ذكرت الحسن بن علي، فشبهته به، قال: قد رأيته "، وسنده جيد. (3) مسلم رقم (2266) في الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأني في المنام فقد رآني "، والترمذي رقم (2281) في الرؤيا، باب في تأويل الرؤيا ما يستحب منها وما يكره، وأبو داود رقم (5023) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/261) قال: حدثنا يعلى ويزيد. قالا: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (2/425) قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب، عن محمد بن شهاب. و «البخاري» (9/42) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري. و «مسلم» (7/54) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أخي الزهري. قال: عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. كلاهما - محمد بن عمرو، ومحمد بن شهاب الزهري - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. * رواية محمد بن عمرو: «من رآني في المنام فقد رأى الحق، إن الشيطان لا يتشبه بي» . ورواه عن أبي هريرة أيضا محمد بن سيرين: أخرجه أحمد (2/411) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا هشام وفي (2/472) قال: حدثنا يحيى وابن جعفر. قالا: حدثنا هشام. و «مسلم» (7/54) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. قال: حدثنا أيوب وهشام. كلاهما (هشام، وأيوب) عن محمد بن سيرين. فذكره. -ورواه عن أبي هريرة أيضا عبد الرحمن بن يعقوب: أخرجه ابن ماجة (3901) قال حدثنا أبو مروان العثماني قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه فذكره. -ورواه عن أبي هريرة أيضا كليب: أخرجه أحمد (2/232) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/342) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد. و «الترمذي» في الشمائل (409) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. كلاهما (ابن فضيل، وعبد الواحد) قالا: حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره. * رواية عبد الواحد بن زياد زاد في آخره: قال عاصم: قال أبي: فحدثنيه ابن عباس. فأخبرته أني قد رأيته. قال: رأيته؟ قلت: إي والله، لقد رأيته. قال: فذكرت الحسن بن علي. قال: إني والله قد ذكرته ونعته في مشيته. قال: فقال ابن عباس: إنه كان يشبهه. الحديث: 1006 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 528 1007 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «من رآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشيطان لا يتمثَّل بي» .أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2277) في الرؤيا، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأني في المنام فقد رآني "، وإسناده قوي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/375) (3559) قال: ثنا إسحاق، هو الأزرق، قال: ثنا سفيان. وفي (40011) (3799) قال: ثنا وكيع، عن سفيان وفي (1/440) (4193) قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان. وفي (1/450) (4304) قال: ثنا يحيى بن زكريا، عن أبيه، و «الدارمي» (2145) قال: نا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان. و «ابن ماجة» (3900) قال: ثنا علي بن محمد، قال: ثنا وكيع، عن سفيان. و «الترمذي» (2276) وفي الشمائل (406) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا سفيان. كلاهما-سفيان، وزكريا بن أبي زائدة - عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، فذكره. * وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 1007 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 1008 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ رآني في النوم فقد رآني، فإنَّهُ لا ينبغي للشيطان أن يتمثَّل في صُورتي» ، وقال: «إذا حَلَمَ أحدُكم فلا يُخْبِرْ أحداً بِتَلعُّبِ الشيطان به في المنام» . وفي رواية: «أنْ يَتَشَبَّهَ بي» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2268) في الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأني في المنام فقد رآني ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. و «عبد بن حميد» (1046) قال:حدثني أحمد بن يونس. و «مسلم» (7/54) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا بن رمح و «ابن ماجه» (3902) قال حدثنا محمد بن رمح و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (2914) عن قتيبة خمستهم -حجين، ويونس، وأحمد بن يونس، وقتيبة، وابن رمح) -عن الليث بن سعد. * وأخرجه مسلم (7/54) قال حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا روح قال حدثنا زكريا بن إسحاق. كلاهما (الليث، وزكريا) عن أبي الزبير فذكره. الحديث: 1008 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 1009 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - سَمِعَ رسولَ الله [ص: 530] صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ رآني، فقد رأى الحقَّ، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَكَوَّنُني» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 12 / 344 في التعبير، باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/55) قال: ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا ابن وهب، قال: قال حيوة. و «البخاري» (9/42) قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا الليث كلاهما (حيوة، والليث) عن ابن العماد، عن عبد الله بن خباب، فذكره. الحديث: 1009 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 1010 - (خ م) أبو قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رآني، فقد رأى الحقَّ» . وفي رواية: «فإنَّ الشيطانَ لا يَتَرَاءى بي» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) البخاري 12 / 344 في التعبير، باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وباب الرؤيا من الله، وباب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وباب الحلم من الشيطان وإذا حلم فليبصق عن يساره وليستعذ بالله، وباب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الطب، باب النفث والرقية، ومسلم رقم (2267) في الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأني في المنام فقد رآني ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب. و «الدارمي» (2146) قال: أخبرنا محمد بن المصفى قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. و «مسلم» (7/54) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أخي بن شهاب. و «الترمذي» في الشمائل (412) قال: حدثنا عبد الله ابن أبي زياد. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. ثلاثتهم - ابن أخي ابن شهاب، والزبيدي، ويونس - عن محمد بن شهاب الزهري. قال: قال أبوسلمة، فذكره. الحديث: 1010 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم 1011 - (خ م ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ لأصحابه: هل رأَى أحدٌ منكم من رؤيا؟ فَيَقُصُّ عليه ما شاء الله أن يقصَّ، وإنه قال لنا ذَاتَ غَدَاةٍ: إنه أتاني اللَّيْلَةَ آتيان، وإنَّهُما ابْتَعَثَانِي، وإنَّهُمَا قالا لي: انطَلِقْ، وإنَّي انطلقتُ [ص: 531] معهما، وإنَّا أتَيْنا على رَجُلٍ مُضْطَّجِعٍ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بصَخْرةٍ، وإذا هو يَهْوِي بالصخرةِ لرأْسِهِ، فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَدَهْدَهُ الحَجرُ ها هنا، فَيَتْبَعُ الحجرَ فيأخُذُهُ، فلا يرجِعُ إليه حتَّى يصِحَّ رأْسُهُ كما كان، ثم يعود عليه، فيفعلُ به مثلَ ما فعلَ المرةَ الأولى، قال: قلتُ لهما: سبحانَ الله! ما هذا؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فأتينا على رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لقفاهُ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بِكَلُّوبٍ من حديد، وإذا هو يأتي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ، فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إلى قَفاهُ، ومِنْخَرَهُ إلى قفاهُ، وَعَينَهُ إلى قفاهُ - قال: ورُبَّما قال أبُو رجاءٍ: فَيَشُقُّ - قال: ثم يتحَوَّلُ إلى الجانب الآخر، فَيَفْعَلُ به مثل ما فَعَل بالجانب الأول، قال: فما يفْرَغُ من ذلك الجانب حتى يصِحَّ ذلك الجانبُ كما كان، ثم يعود عليه، فيفعَلُ مثلَ ما فَعَلَ المرّةَ الأولى، «قال: قلتُ: سبحان الله!! ما هذا؟» قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلَقنا، فَأَتيْنا على مثل التَّنُّورِ، قال: فَأحْسِبُ أنه كان يقول: فإذا فيه لَغَطٌ وأصواتٌ، قال: فاطَّلَعْنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عُراةٌ، وإذا هُمْ يأتيهم لَهبٌ من أسفلَ منهم، فإذا أَتاهم ذلك اللَّهبُ ضَوْضَوْا، قال: قلتُ [لهما] : ما هؤلاء؟ قال: قالا لي انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، قال: فانطَلَقنا، فَأتينَا على نَهْرٍ حَسِبْتُ أنَّهُ كان يقول: أحْمَرَ مِثْل الدَّم وإذَا في النَّهْرِ رجُلٌ سابِحٌ يسْبَحُ، وإذا على شط النهر رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عنْدهُ حِجَارَة كَثيرة، وإذا ذلك السابح يسْبَحُ ما سَبَحَ، ثم يأتي ذلك الذي قَد جَمَعَ عنْده الحجارة، فَيَفْغَرُ فَاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَراً، فيَنْطَلِقُ فيَسْبَحُ، ثم يرجعُ إليه، كُلَّما رَجع إليه فَغَر فَاهُ، فأَلْقَمَهُ [ص: 532] حجراً، قال: قلتُ لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلَقْناَ، فَأَتيْنا على رَجُل كَرِيه المَرْآة، - أَو كَأكْرَهِ مَا أنت رَاءٍ رجُلاً مَرْأى - وإذا عندَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا ويَسْعَى حَوْلَهَا، قال: قلتُ لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلقنا، فَأَتيْنا على رَوْضَةٍ مُعَتَّمَةٍ مُعْشِبَةٍ، فيها من كل نَوْر الرَّبيع، وإذَا بيْنَ ظَهْرَيْ الرَّوَضةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لا أكادُ أرى رَأْسَهُ طُولاً في السَّمَاءِ، وإذا حَوْلَ الرَّجُلِ من أكثر ولْدَانٍ رأيتُهم قَطُّ (1) قال: قلتُ [لهما] : ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلقنا، فَأَتيْنا على دوْحةٍ عَظيَمة، لم أرَ دَوْحَة قطُّ أعظَم منها ولا أحْسَن، قال: قالا لي: ارْق فيها، قال: فَارتَقَيْنَا فيها إلى مَدينةٍ مبنيَّة بلبِنٍ ذَهَبٍ ولَبِنٍ فِضَّةٍ، قال: فَأتينا بابَ المدينةِ، فَاْستفتحنا، ففُتِحَ لنا، فدخلناهَا، فَتَلَقَّانَا رِجالٌ شَطْرٌ من خَلقِهم كأحْسَنِ ما أنتَ رَاءٍ، وشَطْر منهم كأقْبَح ما أنتَ رَاءٍ، قال: قالا لهم: اذْهَبُوا فَقَعُوا في ذلك النهر، قال: وإذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يجري كأنَّ مَاءهُ الْمحض في البياض، فَذَهَبَوا، فَوَقَعُوا فيه، ثم رَجعوا إلينا قد ذَهب ذلك السوءُ عنهم، فصارُوا في أحْسَنِ صُورَةٍ، قال: قالا لي: هذه جَنَّةُ عَدْنٍ، [ص: 533] وهَذَاك منزلكَ، قال: فَسَما بَصري صُعُداً، فإذا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابةِ البيضاء، قال: قالا لي: هَذاك منزلُك، قال: قلتُ لهما: بارك اللهُ فيكما، فَذَرَانِي فأدْخُلَهُ، قالا: أما الآنَ فلا، وأنت دَاخِلُهُ، قال: قلت لهما: فإني رأَيتُ منذُ الليلة عجباً، فما هذا الذي رأيتُ؟ قال: قالا لي: أمَا إنَّا سَنُخْبِرُك، أمَّا الرجل الأول الذي أتيتَ عليه يُثْلَغُ رأْسُه بالحجَرِ، فإنَّهُ الرجلُ يأخذ القرآن، فيرفُضُه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيتَ عليه يُشَرْشَرُ شِدْقُه إلى قفاه، ومِنْخَرُه إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يَغْدُو من بيته، فيكذِبُ الكَذْبة تبلغُ الآفاق، وأما الرِّجال والنساءُ العراةُ الذين هم في مثل بناء التَّنُّور، فإنهم الزُّنَاةُ والزَّواني، وأما الرَّجُلُ الذي أتيتَ عليه يَسبْحُ في النهر، ويُلْقَمُ الحجارةَ، فإنه آكلُ الرِّبا، وأما الرجلُ الكريه المرْآة الذي عند النار يَحُشُّها ويسعى حولها، فإنه مالِكٌ خازنُ جهنم، وأَما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم، وأما الْوِلْدَانُ الذين حَوْلَه، فكل مولود مات على الفِطْرة، قال: فقال بعضُ المسلمين: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولادُ المشركين، وأَما القوم الذين كانوا شَطْرٌ منهم حَسَنٌ، وشطر منهم قبيحٌ، فإنهم قومٌ خَلَطُوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، تجاوَزَ اللهُ عنهم» . وفي رواية نحو منه، وفيه «رأيتُ اللَّيلْةَ رجلين أتياني، فأخرجاني إلى أرضٍ مُقَدَّسَةٍ» . [ص: 534] وفيه: «فانطلقنا إلى ثَقْبٍ مثلِ التَّنُّور، أعلاهُ ضَيِّق، وأسفله واسعٌ تَتَوقَّدُ تحته نارٌ، فإذا ارتقت (2) ارتفعوا، حتى كادوا أن يخرُجوا، وإذا خَمَدَتْ رَجَعُوا فيها، وفيها رجالٌ ونساءٌ عُرَاةٌ» . وفيه: «حتى أتينا عَلَى نَهَرٍ من دَمٍ - ولم يَشُكَّ -فيه رجلٌ قائم على وَسَطِ النهر، وعلى شاطئ النهر رجلٌ، وبين يديه حِجارةٌ، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أرادَ أنْ يخرج رمى الرجلُ بحجرٍ في فيه، فردَّهُ حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رَمَى في فيه بحجر، فيرجع كما كان» . وفيه: «فصعِدَا بِيَ الشَّجَرَةَ، فأدْخَلاني داراً، لم أرَ قطُّ أَحسن منها، فيها رِجالٌ شُيُوخٌ وشبابٌ» . وفيه: «الذي رأيتَه يُشَقُّ شِدْقُه، فكذَّابٌ يُحَدِّثُ بالكَذبة، فتُحْمَل عنه، حتى تَبْلُغَ الآفاق، فيُصْنَعُ به ما رأَيت إلى يوم القيامة (3) ، والذي رَأيْتَه يُشْدَخُ رأسُه، فرجلٌ علَّمه اللهُ القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، يُفْعَلُ به إلى يوم القيامة، والدَّارُ الأولى التي دخلتَ، دارُ عامةِ المؤمنين، وأمَّا هذه الدَّارُ، فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل، فارفع رأسَك، فرفعتُ رأسي، فإذا فَوقي مثلُ السحاب، قالا: ذاك منزِلك، قلت: دعاني أدخلُ، قالا: إنَّهُ بَقيَ لك عُمرٌ لم تستكمله، فلو استكملته أتَيْتَ منزِلك» . هذه رواية البخاري. وأخرج مسلم من أوله طرفاً يسيراً، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلى [ص: 535] الصبحَ أقبَلَ عليهم بوجهه، فقال: «هل رأى أحدٌ منكم البارحة رؤيا؟» . هذا القدر أخرجه منه، ولذلك لم نثبت عليه علامته. وأخرج الترمذي هذا الفصل أَيضاً مثل مسلم. وأخرجه أيضاً من رواية أُخرى عن سَمُرَة، وقال: وفيه قصة طويلة، ولم يذكرها يعني بها هذا الحديث بطوله (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ابتعثاني) الابتعاث: افتعال من البعث، وهو الإنباه والإثارة من النوم. (يهوي) الهوي: الوقوع من العلو إلى السفل. (فيثلغ) الثلغ: الشدخ، وقيل: هو أن يضرب الشيء اللين بالشيء الصلب حتى ينشدخ. (فيتدهده) التدهده: التدحرج، ويروى: «يتدهدى» بياء، [ص: 536] وهو مثله. (بكلوب) الكلوب: حديدة معوجة الرأس. (فيشرشر) يشرشر: يقطع ويشق. (لغط) اللغط: الضجة والجلبة. (ضوضوا) الضوضاة [والضوضاء] : أصوات الناس وغلبتهم، يقال منه: ضوضوا بلا همز. (فغر فاه) إذا فتحه. (كريه المرآة) فلان كريه المرآة، أي: قبيح المنظر، يقال: امرأة حسنة المرآة والمرأى، أي: حسنة المنظر، وفلان حسن في مرآة العين، أي: في المنظر، ووزنها في الأصل: مَفْعَلَة. (يحشُّها) حش النار يحشها: إذا أوقدها. (معتمَّة) أي: طويلة النبات، يقال: اعتم النبت: إذا طال. (نور) النور بفتح النون: الزهر. (ظهري) يقال: قعدت بين ظهري القوم وظهرانيهم، أي: بينهم، وقد تقدم شرح ذلك مستقصى في حرف الهمزة. (دوحة) الدوح: الشجر العظام. (المحض) من كل شيء: الخالص منه، وهو اللبن الخالص، كأنه سمي بالصفة، ثم استعمل في الصفاء، فقيل: عربي محض، أي: خالص، ونحو ذلك. [ص: 537] (جنة عدن) عدن بالمكان: إذا أقام به وثبت، يعني: جنة إقامة. (صُعُداً) يقال: نما النبت صعداً: أي: ازداد طولاً، يريد: ارتفع بصره إلى فوق. (الربابة) السحابة، وجمعها: رباب، وتكون بيضاء وسوداء، والمراد بها في الحديث: البيضاء.   (1) قال ابن مالك: جاز استعمال قط في المثبت في هذه الرواية وهو جائز، وغفل عن ذلك أكثرهم، فخصوه بالماضي المنفي، وقال الطيبي: أصل التركيب: وإذا حول الرجل ولدان ما رأيت ولداناً قط أكثر منهم، يشهد له قوله: لم أر روضة قط أعظم منها، ولما كان هذا التركيب يتضمن معنى النفي جازت زيادة " من " و " قط " التي تختص بالماضي المنفي، وقال الكرماني: يجوز أن يكون اكتفى بالنفي الذي يلزم التركيب، إذ المعنى: ما رأيتهم أكثر من ذلك، أو يقال: إن النفي مقدر، وسبق نظيره في قوله في صلاة الصبح: فصلى بأطول قيام رأيته قط. (2) في البخاري: فإذا اقترب. (3) في الأصل: فيصنع بها إلى يوم القيامة. (4) البخاري 12 / 385 و 386 و 387 و 388 في التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، وفي صفة الصلاة، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم، وفي التهجد، باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل من الليل، وفي الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، وفي البيوع، باب آكل الربا وشاهده وكاتبه، وفي الجهاد، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وفي تفسير سورة براءة، باب {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} ، وفي الأدب، باب قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ، ومسلم رقم (2275) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2295) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/8) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/9) قال: سمعت من عباد بن عباد. وفي (5/10) قال: حدثنا عبد الوهاب. و «البخاري» (2/65، 4/170، 6/86، 9/55) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (4630) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر. (ح) وعن بندار، عن يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، وغندر، وعبد الوهاب الثقفي. و «ابن خزيمة» (942) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الوهاب (يعني ابن عبد المجيد) ، ومحمد (يعني ابن جعفر) (ح) وحدثناه بندار نحوه من كتاب يحيى بن سعيد، قال: حدثنا يحيى (وقرأه علينا من كتابنا) . سبعتهم - محمد بن جعفر غندر، وعباد بن عباد، وعبد الوهاب، وإسماعيل، ومعتمر، ويحيى، وابن أبي عدي -عن عوف بن أبي جميلة. * وأخرجه أحمد (5/14) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «البخاري» (1/214، 2/125، 3/77، 4/20، 140، 8/30) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «مسلم» (7/58) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير. و «الترمذي» (2294) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم. ثلاثتهم (يزيد، وموسى، ووهب) عن جرير بن حازم. كلاهما (عوف، وجرير) قالا: حدثنا أبو رجاء، فذكره. الحديث: 1011 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 1012 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «نحن الآخِرون السابقون، وبيْنا أنا نائم، إذ أُوتيتُ خزائنَ الأرض فوُضِعَ في يَدَيَّ سِوَارانِ من ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ، وأهَمَّاني، فأُوحِيَ إلَيَّ: أنِ انْفُخْهُما، فَنَفَخْتُهُما فَطَارَا، فأوَّلْتُهُما: الكَذَّابَيْن اللَّذَيْنِ أنَا بينهما: صَاحبَ صَنْعَاءَ، وصاحبَ اليمامةِ» . هذه رواية البخاري. ولمسلم مثله، بإسقاط قوله، «نحن الآخِرون السابقون» . وللترمذي قال: «رأيتُ في المَنَامِ كأنَّ في يَدَيَّ سِوارين، فأوَّلْتُهُما: كَذَّابَين يخرجان من بَعدي، يقال لأحدهما: مُسَيْلِمةُ صاحبُ اليمامة، والْعَنْسِيُّ: صاحب صنعاء (1) » . [ص: 538] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أن انفخهما) [يقال] : نفحت الشيء: إذا رميته، وهو من نفحت الدابة برجلها: أي رمحت ورفست، وإن كانت بالخاء المعجمة. فيريد: أنه رماهما، وهو قريب من الأول.   (1) البخاري 12 / 371 و 372 في التعبير، باب النفخ في المنام، وفي المغازي، باب وفد بني حنيفة، ومسلم رقم (2274) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2293) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/319) ، و «البخاري» (5/216) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. وفي (9/53) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. و «مسلم» (7/58) قال: حدثنا محمد بن رافع. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن نصر، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق ابن همام. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 1012 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 537 1013 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ في المنام أنِّي أُهَاجِرُ من مكة إلى أرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنها الْيَمَامَةُ، أو هَجَرُ، فإذا هي المدينةُ يَثْرِبُ، ورأيتُ في رُؤْيايَ هذه: أنِّي هَزَزْتُ سَيْفاً، فانقطع صدرهُ، فإذا هو ما أُصيب به المؤمنونَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى، فَعادَ أحْسَنَ ما كانَ، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيتُ فيها أيضاً بَقَراً (1) ، واللهُ خَيْرٌ (2) ، فإذا هم النَّفرُ من [ص: 539] المؤمنينَ يوم أُحُدٍ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعدُ، وثوابُ الصِّدْقِ الذي آتَانَا اللهُ بعدُ يومَ بدْرٍ» أخرجه البخاري، ومسلم. إلا أَنَّ عند البخاري عن أبي موسى: أُرى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم - بالشك. وعند مسلم: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «بغير شك (3) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أهاجر) الهجرة عند العرب: خروج البدوي من البادية إلى المدن، ليقيم بها. يقال: هاجرت إلى مدينة كذا: أي قصدتها للإقامة فيها. (وهلي) يقال: وهل إلى الشيء بالفتح، يهل [ويوهل] : بالكسر، وهلاً بالسكون: إذا ذهب وهمه إليه (4) .   (1) جاء في رواية لأحمد والنسائي والدارمي من حديث حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر، وفي رواية لأحمد: حدثنا جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقراً تنحر ". (2) قال القاضي عياض: ضبطنا هذا الحرف عن جميع الرواة " والله خير " برفع الهاء من " الله " والراء من " خير " على المبتدأ والخبر و " بعد يوم بدر " بضم دال " بعد " ونصب " يوم " قال: وروي بنصب الدال. قالوا: ومعناه: ما جاءنا الله به بعد بدر الثانية من تثبيت قلوب المؤمنين، لأن الناس جمعوا لهم وخوفوهم، فزادهم ذلك إيماناً {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} وتفرق العدو عنهم هيبة لهم. قال القاضي: قال أكثر شراح الحديث: معناه: ثواب الله خير. أي: صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا. قال القاضي: والأولى قول من قال: " والله خير " من جملة الرؤيا وكلمة ألقيت إليه وسمعها في الرؤيا عند رؤيا البقر، بدليل تأويله لها بقوله صلى الله عليه وسلم: " وإذا الخير ما جاء الله به " نقله عنه النووي في " شرح مسلم " [ص: 539] ووقع في رواية ابن إسحاق: وإني رأيت والله خيراً، رأيت بقراً. قال الحافظ: وهي أوضح. (3) البخاري 12 / 369 و 370 في التعبير، باب إذا رأى بقراً تنحر، وباب إذا هز سيفاً في المنام، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وباب من قتل من المسلمين يوم أحد، ومسلم رقم (2272) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم. (4) هذا التفسير على أن " وهلي " بسكون الهاء، وقد نقل ابن حجر في " الفتح " عن ابن التين أنه رواه " وهلي " بفتح الهاء، ومعناه: الفزع، قال: ولعله وقع في الرواية على مثل ما قالوه في البحر بحر بالتحريك، وكذا النهر والنهر والشعر والشعر، قال الحافظ: وبهذا جزم أهل اللغة: ابن فارس والفارابي والجوهري والقالي وابن القطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (2164) قال: نا عبد الله بن سعيد. و «البخاري» (24714، 5/100،، 131 5219) قال: ثنا محمد بن العلاء. و «مسلم» (7/57) قال: ثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري، وأبو كريب محمد بن العلاء. و «ابن ماجة» (3921) قال: ثنا محمود بن غيلان. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (9043) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي خمستهم - عبد الله ابن سعيد - وأبو كريب، وأبو عامر، ومحمود، وموسى) عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة فذكره. * رواية عبد الله بن سعيد، والبخاري (5/131) لم يذكر قصة الهجرة. * رواية البخاري (5/100) مختصرة على آخره. وفي روايات البخاري: (عن أبي بردة، عن أبي موسى- أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم) . * وهذا لفظ صحيح مسلم. الحديث: 1013 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 538 1014 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رأيتُ اللَّيْلَةَ - وفي رواية: رأيتُ ذَات ليْلَةٍ- فيما يَرَى النَّاِئمُ، كأنَّا في دَارِ عُقْبَةَ بن رافعٍ، وأُتينا بِرُطَبٍ من رُطَبِ ابنِ طَابٍ، [ص: 540] فأوَّلْتُ: أنَّ الرِّفْعَةَ لنَا في الدُّنيا، والعاقبة في الآخرةِ، وأنَّ ديننا قد طَابَ» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رطب ابن طاب) تمر معروف بالمدينة، ويقال لها أيضاً: عذق ابن طاب.   (1) مسلم رقم (2270) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (5026) في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/213) قال: حدثنا عبد الصمد وحسن. وفي (3/286) قال: حدثنا عفان. و «عبد بن حميد» (1314) قال: حدثنا محمد بن الفضل. و «مسلم» (7/56) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. و «أبو داود» (5025) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف -316» عن عمرو بن منصور، عن القعنبي. ستتهم (عبد الصمد، وحسن، وعفان، وابن الفضل، والقعنبي، وموسى) قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 1014 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 539 1015 - (خ ت) ابن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ امْرأة سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ، خرَجتْ من المدينَةِ، حتَّى نَزَلَتْ بِمَهْيَعَةٍ (1) ، وهي الْجُحْفَةُ (2) ، فَأَوَّلْتُ: أنَّ وبَاءَ المديِنَةِ نُقِلَ إلَيْها» . أخرجه البخاري، والترمذي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثائرة الرأس) أي: شعثة الشعر، بعيدة العهد بالتسريح والغسل.   (1) بفتح الميم وسكون الهاء بعدها ياء مفتوحة ثم عين مهملة: هو موضع بالحجاز على ثلاث مراحل من مكة على طريق المدينة: وهي ميقات أهل الشام. (2) قال الحافظ: أظن قوله " وهي الجحفة " مدرجاً من قول موسى بن عقبة - وهو أحد الرواة في هذا الحديث - فإن أكثر الروايات خلا عن هذه الزيادة، وثبت في رواية سليمان وابن جريج. (3) البخاري 12 / 372 في التعبير، باب إذا رأى أنه خرج الشيء من كورة فأسكنه موضعاً آخر، وباب المرأة السوداء، وباب المرأة الثائرة الرأس، والترمذي رقم (2291) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/107) (5849) قال: ثنا عفان، قال: ثنا وهيب. وفي (2/ 117) (5976) قال: ثنا روح، قال: ثنا ابن جريج. وفي (2/137) (6216) قال: ثنا سليمان بن داود، قال: ثنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد. و «الدارمي» (2167) قال: نا سليمان بن داود الهاشمي، قال: ثنا ابن أبي الزناد. و «البخاري» (9/53) قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنى أخي عبد الحميد، عن سليمان بن بلال. وفي (9/53) قال: ثنا أبو بكر المقدمي، قال: ثنا فضيل بن سليمان. وفي (9/53) قال: ثنى إبراهيم ابن المنذر، قال: ثنى أبو بكر بن أبي أوس، قال: ثنى سليمان. و «ابن ماجة» (3924) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا ابن جريج. و «الترمذي» (2290) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا ابن جريج. و «النسائي» في الكبرى (الورقة /100-ب) قال: نا يوسف بن سعيد، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج. خمستهم - وهيب، وابن جريج، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسليمان بن بلال، وفضيل بن سليمان- عن موسى بن عقبة، قال: أخبرني سلام بن عبد الله فذكره. كذا في «سنن ابن ماجة» «أبو عامر» قال المزي: وهو وهم، إنما الصواب: «أبو عاصم» كما قال الترمذي. «تحفة الأشراف» (5/7023) قال الترمذي: هذا حيث حسن صحيح غريب. الحديث: 1015 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 540 1016 - (خ م) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: كان الرَّجُلُ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا رَأى رُؤْيا قَصَّها على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَمَنَّيْتُ أنْ أرَى رُؤْيا أقُصُّها على النبي صلى الله عليه وسلم، وكُنتُ غُلاماً شَاباً عَزَباً أنام في المسجد على عهد رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فرأيتُ في المنام كأنَّ مَلَكَيْنِ أخَذَاني فَذَهَبا بِي إلى النَّارِ، فإذا هي مَطْوَّيةٌ كطيِّ البئرِ، وإذا لها قَرْنانِ كَقَرْنَيِ البئرِ، وإذا فيها أُناسٌ قد عَرَفْتُهُمْ، فجعلتُ أَقولُ: أعوذُ بالله من النار. ولمسلم في أخرى: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، ثَلاث مَرَّاتٍ، فَلَقِيهُما مَلَكٌ آخرُ، فقال لي: لمْ تُرَعْ، فَقَصَصْتُها على حَفصة، فقصَّتْها حفصةُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نِعمَ الرجلُ عبدُ الله (1) ، لو كانَ يُصلِّي من اللَّيل» قال سالم: فكان عبد الله لا ينامُ من اللَّيْل إلا قليلاً. هذه رواية البخاري، ومسلم. وللبخاري أيضاً: أنَّ ابنَ عُمَرَ قال: رَأَيتُ في النَّومِ: كأنَّ في كَفِّي سَرَقَة مِنْ حريرٍ، لا أهْوي بها إلى مكانٍ في الجنةِ إلا طَارتْ بي إليه، فَقَصَصْتُها على حَفصة، فقصَّتْها حفصةُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّ أَخاكِ رجلٌ صالحٌ» ، أو قَالَ: «إنَّ عبدَ الله رجلٌ صالحٌ. [ص: 542] وفي أخرى له قال: إِنَّ رِجَالاً من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كانُوا يَرْونَ الرؤيا على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَيقُصُّونَها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيقُولُ [فيها] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم [ما شاء الله] وأنا غلامٌ حديثُ السنِّ، بيتي المسجدُ قبلَ أنْ أَنْكِحَ، فقلتُ في نفسي: لو كان فيكَ خيرٌ، لَرَأيْتَ ما يَرَى هؤلاء، فلمَّا اضْطَجعتُ ليلة قلتُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنتَ تَعلمُ فيَّ خَيراً، فَأرِني رؤْيا، فَبينا أنا كذلك إذْ جاءني مَلَكانِ، في يدِ كل واحدٍ منهما مِقْمَعَةُ حَدِيدٍ، فحملاني إلى جَهَنمَ، وأنا بينهما أدُعو الله: اللهم إنِّي أعُوذُ بِكَ من جَهَنَّم، ثم أُرَاني لَقِيني مَلَكٌ في يدِه مِقْمعةٌ من حديدٍ، فقال: لمْ تُرَعْ، نِعْمَ الرجلُ أنتَ، لَوْ تُكْثِرُ الصَّلاة، فَانْطلقُوا بِي، حتى وقَفُوا بي على شَفِير جَهنمَ، فإذا هي مَطْوِيّةٌ كطيِّ البئرِ، لها قُرُونٌ كقُرُونِ البئرِ (2) ، بينَ كلِّ قَرْنَينِ مَلَكٌ بيدِهِ مقمعةٌ من حديدٍ، وأرى فيها رجالاً مُعلَّقِينَ بالسَّلاسِلِ، رُؤُوُسُهمْ أسْفَلُهُم، عَرَفْتُ فيها رجالاً من قُريْشٍ، فَانصَرفُوا بي [عن] ذات اليمين، فَقَصَصْتُها على حَفصة، فقصَّتْها حفصةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صالِحٌ» ، قال نافِعٌ: فلم يَزلْ بعدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ. وفي رواية لمسلم: رأيتُ في المنامِ كأنَّ في يَدِي قِطْعَةَ إسْتَبْرَقٍ، وليس [ص: 543] مَكانٌ من الجنَّةِ أُريدُ إلا طَارَتْ بي إليه، فَقَصَصْتُهُ على حَفصة، فقصَّتْهُ حفصةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرَى عبدَ اللهِ رجُلاً صالِحاً» . وفي أخرى قال: رأيتُ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأنَّ بِيَدي قِطعَةَ إسْتبْرَقٍ، فكأنِّي لا أُريِدُ مكاناً من الجنَّةِ إلا طَارتْ بي إليه، ورأيتُ كأنَّ اثْنَيْنِ أتياني أرَادَا أنْ يَذْهَبَا بي إلى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ فَقَالَ: لم تُرَعْ، خَلِّيا عنه، فََقصّتْ حَفْصَةُ إحْدَى رْؤيَتَيَّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللهِ، لو كان يُصَلِّي باللَّيْلِ» ، فكان عبدُ اللهِ يُصَلِّي من الليل، وكانوا لا يَزَالونَ يَقُصُّوَن على النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا: أنها في الليلة السابعة من الْعَشْرِ الأَواخِرِ - يعني ليلةَ القَدْرِ - فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرَى رؤْياكُمْ قَدْ تَواطَأتْ في العشر الأواخر، فمن كان مُتَحَرِّياً، فَلْيَتَحَرَّها في العشْر الأواخِرِ» . هكذا أخرج الحميدي هذا الحديث في مسند حَفْصَةَ، وجعله حديثاً واحداً كما سَرَدْناهُ، وكأنَّهُ حديثان؛ لأن المنامَيْن في مَعنيَين. أحدهما: ذِكرُ المْلَكَينِ، والنار، والآخر: ذكر السَّرَقةِ الحرير والجنة. إلا أن يكون حيث اشتملت هذه الرواية الأخيرة على المعنيين جَعَلهُ حديثاً واحداً، فَنَعَمْ، ولذلك اقْتَدَيْنا به، فذكرناه حديثاً واحداً كما ذكر (3) . [ص: 544] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سرقة) السرقة [بفتحتين] : الحرير، وجمعها: سرق. (لم ترع) : أي لم تفزع. (أهوى) بيده إلى الشيء: مدها إليه ليأخذه. (مقمعة) المقمعة: واحدة المقامع، وهي سياط تعمل من حديد رؤوسها معوجة. (شفير جهنم) شفير الوادي: جانبه وحرفه. (إستبرق) الإستبرق: ما غلظ من الديباج. (تواطأت) المواطأة: الموافقة، كأن كلاً منهما وطىء ما وطئه الآخر. (متحرياً) التحري: القصد وطلب الشيء بجد واجتهاد.   (1) هي هنا للتمني، لا للشرط، ولذلك لم يذكر الجواب. قال المهلب: إنما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا في قيام الليل من أجل قول الملك " لم ترع " أي لم تعرض عليك النار، لأنك مستحقها، وإنما ذكرت بها، ثم نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحواله، فلم ير شيئاً يغفل عنه من الفرائض فيدني من النار، وعلم مبيته في المسجد، فعبر ذلك بأنه تنبيه له على قيام الليل فيه. (2) القرون: جمع قرن، وهو ما يقام على فم البئر من حجارة توضع عليها خشبة معترضة لتعلق بها بكرة الدلو. (3) البخاري 12 / 355 في التعبير، باب الاستبرق ودخول الجنة في المنام، وباب الأمن وذهاب الروع في المنام، وباب الأخذ على اليمين في النوم، وفي المساجد، باب نوم الرجال في المسجد، وفي التهجد، باب فضل قيام الليل، وباب من تعار من الليل فصلى، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن عمر، ومسلم رقم (2478) و (2479) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/146) (6330) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال ك أخبرنا معمر. و «البخاري» (2/61، 9/51) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، وفي (2/61) قال: حدثني محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/30) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (5/31) . وفي (رفع اليدين) (41) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. و «مسلم» (7/158) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «ابن ماجة» (3919) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر و «الترمذي» (321) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. كلاهما - معمر، ويونس -عن الزهري، عن سالم، فذكره. * رواية يونس مختصرة على: «عن ابن عمر، عن أخته حفصة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إن عبد الله رجل صالح.» . * ورواية الترمذي مختصرة على: «عن ابن عمر قال: كنا ننام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ونحن شباب» . * أخرجه أحمد (2/5) (4494) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/12) (4607) قال: حدثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا عبيد الله، وفي (2/106) (5839) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري، و «الدارمي» (1407) قال: حدثنا موسى بن خالد، عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر. وفي (2158) قال: أخبرنا أبو علي الحنفي، قال: حدثنا عبد الله هو ابن عمر. وفي (2159) قال: حدثنا موسى بن خالد، عن إبراهيم بن محمد الفزاري، عن عبيد الله. و «البخاري» (1/120) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/69) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (9/47) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب وفي (9/51) قال: حدثني عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا صخر بن جويرة. و «مسلم» (7/158) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، وخلف بن هشام، وأبو كامل الحجدري، كلهم عن حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب. وفي (7/159) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا موسى بن خالد ختن الفريابي، عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر. و «ابن ماجة» (751) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: أنبأنا عبيد الله بن عمر، و «الترمذي» (3825) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب. و «النسائي» (2/50) . وفي الكبرى (712) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي فضائل الصحابة (184) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب، قال: حدثني الحارث بن عمير، قال: حدثنا أيوب. و «ابن خزيمة» (1330) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبيد الله. أربعتهم - أيوب، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري، وصخر ابن جويرية - عن نافع، فذكره* الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 1016 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 541 1017 - (خ م ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: إنَّ رجُلاً أَتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رأيتُ الليلةَ في المنام: كأنَّ ظُلَّة تَنْطِفُ السَّمْنَ والعَسَلَ، وأرى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ منها بأيديهم، فالمُسْتكْثِرُ (1) والمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا بِسَبَبٍ واصِلٍ من الأرضِ إلى السماءِ، فأراكَ أخَذْتَ به فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ به رجُلٌ آخر فعلا بِهِ، ثُمَّ أخذَ به رجل آخرُ، [ص: 545] فانْقَطَع به، ثُمَّ وُصِِلَ له فَعَلا، فقال أبو بكر: يا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بِأبي أنتَ، واللهِ لَتَدَعَنِّي فَأعْبُرَها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اعْبُرْها» ، قال أبو بكرٍ: أمَّا الظُّلَّةُ، فَظُلَّةُ الإسلام، وأمَّا الذي يَنْطِفُ من العسلِ والسَّمْنِ، فالقرآنُ: حَلاوَتُهُ وَليِنُهُ. وأمَّا ما يَتَكَفَّفُ النَّاسُ من ذلك، فالمستكثِر من القرآن والمستقِل، وأما السَّبَبُ الواصل من السماء إلى الأرض، فالحقُّ الذي أنتَ عليه، تأخُذُ به فَيعليِكَ اللهُ [به] ، ثُمَّ يأخُذُ به رجلٌ من بعدِكَ فَيَعْلُو به، ثم يأخذ به رجلٌ آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجلٌ آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخْبِرْني يا رسولَ الله، بأبِي أَنتَ، أصَبْتُ، أمْ أَخْطَأْتُ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أصَبْتَ بعضاً، وأَخطَأْتَ بعْضاً» ، قال: فواللهِ لتُحَدِّثَنِّي بالذي أَخْطَأْتُ، قال: «لا تُقسِمْ» . وفي رواية قال: جاء رَجُلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ من أُحُدٍ، فقال: يا رسول الله، إنِّي رأَيتُ اللَّيْلَةَ ... وذكر الحديث بمعناه. وفي رواية عن ابن عباس أو أبي هريرة وكان مَعْمَرٌ يقولُ أحْياناً: عن ابن عباسٍ، وأحياناً: عن أبي هريرة. وفي رواية: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ مِمَّا يقولُ لأصحابِهِ: مَنْ رأى منكم رؤيا فَلْيَقُصَّها أَعْبُرُها، قال: فجاء رجلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، رأيتُ ظُلَّة - وذكر نحوه. أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرج الترمذي، وأبو داود الرواية الأولى، وجَعَلاهُ عن ابنِ عباسٍ، عن أبي هريرة. [ص: 546] وأخرجه أبو داود أيضاً في رواية أخرى عن ابن عباسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد في آخره: فأَبَى أن يُخْبِرَهُ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظلة) الظلة: كالسحابة، تظل من تحتها. (تنطف) أي: تقطر. (يتكففون) التكفف: مد الأيدي للأخذ، أي: يأخذون بأكفهم. (السبب) : الحبل، وكل ما يتوصل به إلى ما يتعذر الوصول إليه، فهو سبب. (فاعبرها) عَبَرت الرؤيا وعَبَّرْتها - مخففاً ومثقلاً - أَعْبُرها [وأُعَبِّرُها] عَبْراً وتعبيراً: إذا أخبرت بما يؤول إليه أمرها.   (1) قال العيني: هو مرفوع على الابتداء وخبره محذوف. أي: فمنهم المستكثر في الأخذ، أي: يأخذ كثيراً، و " المستقل " أي: ومنهم المستقل في الأخذ، أي: يأخذ قليلاً. (2) البخاري 12 / 379 و 380 و 381 في التعبير، باب من لم ير الرؤيا لأول عابر، وباب رؤيا الليل، ومسلم رقم (2269) في الرؤيا، باب تأويل الرؤيا، والترمذي رقم (2294) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4632) في السنة، باب في الخلفاء، وابن ماجة رقم (3918) في الرؤيا، باب تعبير الرؤيا، والدارمي في سننه 2 / 128 و 129 في الرؤيا، باب في القمص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (536) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/219) (1894) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/236) (2113) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. وفي (1/236) (2114) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «الدارمي» (2162) قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان - هو ابن كثير. و «الدارمي» (2162) قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان - هو ابن كثير - وفي (2349) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس. و «البخاري» (9/43، 55) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. و «مسلم» (7/55) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (7/56) قال: حدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان وهو ابن كثير. و «أبو داود» (3267) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان. وفي (3269، 4633) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سليمان بن كثير. و «ابن ماجة» (3918) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (5838) عن محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة. خمستهم (سفيان بن عيينة، وسفيان بن حسين، ومعمر، وسليمان بن كثير، ويونس) عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. * أخرجه مسلم (7/55) قال: حدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. وفي (7/56) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. كلاهما -الزبيدي، ومعمر - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عباس، أو أبا هريرة، كان يحدث، فذكره. قال عبد الرزاق: كان معمر أحيانا يقول: (عن ابن عباس) . وأحيانا يقول: (عن أبي هريرة) . الحديث: 1017 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 544 1018 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: رأيتُ ثلاثةَ أَقْمَارٍٍ سَقَطْن في حُجْرَتي، فقَصَصْتُ رُْؤيايَ على أبي بكرٍ فسكتَ، فَلَّما تُوُفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ودُفِنَ في بيتي، قال أبو بكرٍ: هذا أحدُ أقمارِكِ، وهو خَيرُها. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 232 في الجنائز، باب ما جاء في دفن الميت عن يحيى بن سعيد، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره، ورجاله ثقات، إلا أن يحيى بن سعيد لم يدرك عائشة، فهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/93) عن يحيى بن سعيد أن عائشة فذكره. * قال الزرقاني -كذا الأكثر رواة الموطأ مرسلا ووصله قتيبة بن سعيد عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد ابن المسيب عن عائشة وكذا أخرجه ابن سعد من طريق يزيد بن هارون والبيهقي من طريق ابن عيينة كلاهما عن يحيى عن ابن المسيب عن عائشة. الحديث: 1018 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 546 1019 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ وَرَقَةَ؟ فقالت له خديجةُ: إنه كانَ قد صَدَّقَكَ وإنه مات قبل أن تظهر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أُريِتُهُ في المنام وعليه ثيابُ بَياضٍ، ولو كان من أَهل النَّارِ لَكانَ عليه لِباسٌ غَيْرُ ذلك» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2289) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن عروة عن عائشة، وقال: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي. نقول: وقد قال الحافظ في " التقريب ": متروك، وكذبه ابن معين. وأخرجه أيضاً أحمد من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة أن خديجة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل، فقال: قد رأيته، فرأيت عليه ثياباً بيضاً، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بيض " وابن لهيعة سيء الحفظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا أبو الأسود. و «الترمذي» (2288) قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري. قال: حدثنا يونس بن بكير. قال: حدثني عثمان بن عبد الرحمن. عن الزهري. كلاهما (أبو الأسود يتيم عروة، والزهري) عن عروة، فذكره. * وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي. الحديث: 1019 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 1020 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لأعْرَابيٍّ جَاءهُ فقال: إنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رأْسِي قُطِعَ، فأنا أتْبعهُ، فَزَجَرهُ النبيُّ، وقال: «لا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطان بِكَ في المنام» . وفي رواية: أنَّ أعْرابيًّا قال: يا رسولَ الله، رأيتُ في المنام كأَنَّ رأْسِي ضُرِبَ فتَدحرَجَ، فاشَتَدَدْتُ في أثرِهِ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تُحَدِّثِ الناسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطان بِكَ في مَنامِكَ» ، وقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعدُ يَخطُبُ، فقال: «لا يُحَدِّثَنَّ أحَدُكُمْ بِتَلعُّبِ الشيطانِ بهِ في منَامه» . زاد في رواية: فَضحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم (1) . [ص: 548] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاشتددت) عدوت من الشد: وهو العدو.   (1) رقم (2268) في الرؤيا، باب لا يخبر بتلعب الشيطان في المنام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1286) ، وأحمد (3/307) كلاهما (الحميدي، وأحمد) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. * وأخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. و «عبد بن حميد» (1046) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «مسلم» (7/54) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا ابن رمح. و «ابن ماجة» (3913) قال: حدثنا محمد بن رمح. و «النسائي» في «عمل اليوم والليلة» (912) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد. خمستهم (حجين، وأحمد بن يونس، وقتيبة، وابن رمح) عن الليث بن سعد. * وأخرجه أحمد (3/383) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. ثلاثتهم (ابن عيينة، والليث، وزكريا) عن أبي الزبير، فذكره. * رواية أحمد (3/350) ، وعبد بن حميد (1046) ومسلم (7/54) ، وابن ماجه (3913) مختصرة على: «إذا حلم أحدكم، فلا يخبر الناس بتلعب الشيطان به في المنام» . رواية زكريا بن إسحاق، فيها زيادة: «فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فلا يقصها على أحد، وليستعذ بالله من الشيطان» . رواه أبو سفيان أيضا عن جابر: أخرجه أحمد (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية. و «عبد بن حميد» 1031- قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» (7/55) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. و «ابن ماجة» (3912) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. ثلاثتهم (أبو معاوية، ووكيع، وجرير) عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 1020 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 1021 - (خ) أم العلاء الأنصارية - رضي الله عنها -: قالت: لمَّا قَدِمَ المُهاجِرُونَ، طَارَ لَنا عُثمانُ بنُ مَظْعْون في السُّكْنى، فاشْتكى، فَمَرَّضناهُ حتِى تُوُفِّيَ، ثم جَعلناهُ في أَثوابهِ- وذَكَرَتِ الحديثَ- قالت: فَنِمْت فرأيتُ لعثمانَ عَيْنَاً تَجْري، فأخبرتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ذَلِكَ عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طار لنا) كذا: أي حصل لنا، وجرى سهمنا، وقد تقدم ذكرها آنفاً. (فمرضناه) تمريض العليل: معالجته وتدبيره في مرضه.   (1) 12 / 346 في التعبير، باب رؤيا النساء، وباب العين الجارية في المنام، وفي الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أُدرج في كفنه، وفي الشهادات، باب القرعة في المشكلات، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/436) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد (ح) ويعقوب. قال: حدثنا أبي. وفي (6/436) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «عبد بن حميد» (1593) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «البخاري» (2/91) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (2/91، 9/44) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (3/238، 9/44) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/85) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (9/48) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (13/18338) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر. أربعتهم (إبراهيم بن سعد والد يعقوب، ومعمر، وعقيل، وشعيب) عن ابن شهاب الزهري، عن خارجة ابن زيد بن ثابت، فذكره. الحديث: 1021 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 548 الكتاب السادس: في التفليس 1022 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «منْ أدْرَكَ مَالَهُ (1) بِعَيْنِهِ (2) عندَ رجلٍ أَفْلسَ أو عندَ إنسانٍ قد أَفْلسَ- فهو أحقُّ به من غيره» . وفي رواية: قال في الرَّجُلِ الذي يَعْدَمُ إذَا وُجِدَ عنْدَهُ المتاعُ ولم يُفَرِّقْهُ: إنَّهُ لصاحبهِ الذي باعهُ» . وفي أخرى قال: «إذا أفلسَ الرجلُ، فوجدَ الرجلُ متاعهُ بِعينِهِ، فهو أحقُّ به من الغُرَماءِ. وفي أخرى: «فوجد عنده سِلْعتَه بعَينها» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية الموطأ، والترمذي، وأبي داود: «أيُّما رجلٍ أفلس، فأدرك الرجلُ مالهُ بعينه، فهو أحقُّ به من غيره» . قال الموطأ: مَالهُ، وقال أبو داود: متاعَهُ، وقال الترمذي: سِلعتَهُ. وأخرجه الموطأ، وأبو داود أيضاً، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث [ص: 550] ابن هشام عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر أبا هريرة (3) . وهذا لفظ الموطأ: قال أبو بكرٍ: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَيُّما رجلٍ باع متاعاً، فأفلس الذي ابتاعَهُ منه، ولم يقْضِ الذي باعه من ثمنِه شيئاً، فوجده بعينهِ، فهو أحقُّ به، وإن ماتَ الذي ابتاعهُ، فصاحبُ المتاعِ فيه أُسوةُ الغُرماءِ (4) » . ولفظُ أبي داود مثله، وله في أخرى عن أبي بكر أيضاً نحوه، وزاد: «وإن كان قضى من ثمنها شيئاً، فما بقي فهو أُسوةُ الغُرماءِ» . وله في أُخرى عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة نحوه، وقال: «فإنْ كان قضاهُ من ثمنِها شيئاً، فما بَقِيَ فهو أُسوةُ الغرماء، وَأَيُّما امرئٍ هَلَكَ، وعندهُ متاعُ امرئ بعينه، اقْتَضى منه شيئاً أو لم يقْتَضِ، فهو أُسوة الغرماءِ» . وأخرج النسائي نَحْواً من هذه الروايات (5) . [ص: 551] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفلس) الرجل: إذا لم يبق له مال، ومعناه: صارت دراهمه فلوساً وزيوفاً، ويجوز أن يراد: صار إلى حال يقال: ليس معه فلس.   (1) يعم من كان له مال عند الآخر بقرض أو بيع، وإن كانت قد وردت أحاديث مصرحة بلفظ البيع، لأن الخاص الموافق للعام لا يخصص العام عند جماهير العلماء. (2) أما إذا وجده وقد تغير بصفة من الصفات أو بزيادة أو نقصان، فإنه ليس صاحبه أولى به، بل يكون أسوة الغرماء. (3) وقد وصله أبو داود رقم (3522) ، وسنده صحيح. (4) قال اللكنوي في " التعليق الممجد " ص 34: ومذهب الحنفية في ذلك أن صاحب المتاع ليس بأحق لا في الموت ولا في الحياة، لان المتاع بعد ما قبضه المشتري صار ملكاً خاصاً له، والبائع صار أجنبياً منه كسائر أمواله، فالغرماء شركاء للبائع فيه في كلتا الصورتين، وإن لم يقبض، فالبائع أحق لاختصاصه به، وهذا معنى واضح لولا ورود النص بالفرق، وسلفهم في ذلك علي، فإن قتادة روى عن خلاس بن عمرو عن علي أنه قال: هو أسوة الغرماء إذا وجدها بعينها، وأحاديث خلاس عن علي ضعيفة، وروي مثله عن إبراهيم النخعي. (5) البخاري 5 / 47 في الاستقراض، باب إذا وجد ماله عند مفلس في البيع والقرض، ومسلم رقم (1559) في المساقاة، باب من أدرك ما باعه عند المشتري وقد أفلس، والموطأ 2 / 678 في البيوع، باب ما جاء في إفلاس الغريم، والترمذي رقم (1262) في البيوع، باب ما جاء إذا [ص: 551] أفلس للرجل غريم، وأبو داود رقم (3519) و (3520) و (3522) في البيوع، باب في الرجل يفلس فيجد الرجل متاعه بعينه، والنسائي 7 / 311 في البيوع، باب الرجل يبتاع فيفلس، وابن ماجة رقم (2358) و (2359) في الأحكام، باب من وجد متاعه بعينه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم: هو أسوة الغرماء، وهو قول أهل الكوفة. وراجع شرح هذا الحديث في " عمدة القاري " 6 / 53، 59 و " فتح الباري " 5 / 47، 49. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (421) عن يحيى بن سعيد. و «الحميدي» (1036) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «أحمد» (2/228) قال: حدثنا هشيم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/247، 249) قال: حدثنا سفيان، عن يحيى. وفي (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا يحيى، يعني ابن سعيد. وفي (2/474) قال حدثنا يحيى، عن يحيى. و «الدارمي» (2593) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا يحيى. و «البخاري» (3/155) قال: حدثنا أحمد ابن يونس. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «مسلم» (5/31) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، جميعا عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا أبو الربيع ويحيى بن حبيب الحارثي. قالا: حدثنا حماد، يعني ابن زيد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث، كلا هؤلاء عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا هشام ابن سليمان، وهو ابن عكرمة بن خالد المخزومي، عن ابن جريج. قال: حدثني ابن أبي حسين. و «أبو داود» (3519) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك (ح) وحدثنا النفيلي. قال: حدثنا زهير. كلاهما عن يحيى بن سعيد. و «ابن ماجة» (2358) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد، جميعا عن يحيى بن سعيد. و «الترمذي» (1262) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد. و «النسائي» (7/311) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن يحيى. (ح) وأخبرني عبد الرحمن بن خالد وإبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج. أخبرني ابن أبي حسين. كلاهما -يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن أبي حسين وهو عبد الله بن عبد الرحمن - عن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، عن عمر بن عبد العزيز. * وأخرجه أبو داود (3522) قال: حدثنا محمد بن عوف. قال: حدثنا عبد الله بن عبد الجبار، يعني الخبائري. قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن عياش، عن الزبيدي. و «ابن ماجة» (2359) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة. كلاهما (الزبيدي، وموسى بن عقبة) عن الزهري. كلاهما - عمر بن عبد العزيز، والزهري - عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فذكره. * وأخرجه أبو داود (3520) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (3521) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن وهب. قال: أخبرني يونس. كلاهما -مالك، ويونس -عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره مرسلا. * قال أبو داود: حديث مالك أصح، يعني حديث مالك عن الزهري أصح من حديث الزبيدي، عن الزهري. -ورواه هشام بن يحيى المخزومي أيضا عن أبي هريرة: أخرجه الحميدي (1035) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (2/249) قال: حدثنا سفيان. و «عبد بن حميد» (1441) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. كلاهما -سفيان، وأيوب- عن عمرو بن دينار. قال: أخبرني هشام بن يحيى المخزومي، فذكره. ورواه بشير بن نهيك عن أبي هريرة.. * أخرجه أحمد (2/347) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (2/385) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/410) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/413) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا أبان بن يزيد. وفي (2/468) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج. قال: حدثني شعبة. وفي (2/487) : قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وفي (2/508) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سعيد. و «مسلم» (5/، 31 32) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي. قالا: حدثنا شعبة (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثني زهير بن حرب. أيضا. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. ستتهم - همام، وحماد بن سلمة، وشعبة، وأبان، وسعيد، وهشام الدستوائي - عن قتادة، عن النضر ابن أنس، عن بشير بن نهيك، فذكره. -ورواه الحسن أيضا عن أبي هريرة. * أخرجه أحمد (2/525) قال حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن إدريس عن هشام عن الحسن، فذكره. ورواه عن أبي هريرة عرك بن مالك. * أخرجه مسلم (5/32) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف وحجاج بن الشاعر. قالا: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال حجاج: منصور بن سلمة. قال: أخبرنا سليمان بن بلال، عن خثيم بن عراك، عن أبيه، فذكره. ورواه عن أبي هريرة أيضا عمر بن خلدة:. أخرجه أبو داود (3523) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود. و «ابن ماجة» (2360) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قالا: حدثنا ابن أبي فديك. كلاهما - أبو داود الطيالسي، وابن أبي فديك - عن ابن أبي ذئب، عن أبي المعتمر بن عمرو بن رافع، عن عمر بن خلدة، فذكره. الحديث: 1022 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 549 1023 - (د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «منْ وجد عَيْنَ مالِهِ عِندَ رجلٍ، فهو أحقُّ، ويَتْبَعُ المتاع مَنْ باعهُ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عين ماله) عين المال: نفسه وذاته. (أسوة) الأسوة: القدوة، يعني: أنهم في المال الموجود للمفلس سواء، لا ينفرد به أحدهم دون الآخر.   (1) أبو داود رقم (3531) في البيوع، باب الرجل يأخذ حقه من تحت يده، والنسائي 7 / 313 و 314 في البيوع، باب الرجل يبيع السلعة فيستحقها مستحق، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (5/13) قال: ثنا زكريا بن أبي زكريا. و «أبو داود» (3531) قال: ثنا عمرو بن عون. و «النسائي» (7/313) قال: ثنا محمد بن داود قال: ثنا عمرو بن عون. كلاهما (زكريا، وعمرو) قالا: ثنا هشيم، عن موسى بن السائب، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. وبنحوه:. * أخرجه أحمد (5/10) قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا عمر بن إبراهيم، قال: ثنا قتادة، عن الحسن، فذكره. قلت: فيه موسى بن السائب، قال عنه الحافظ صدوق، ومتابعة عمر بن إبراهيم له، ضعيفة لأن في روايته عن قتادة ضعف. الحديث: 1023 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 551 1024 - (م ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: أصيب رجلٌ في عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمارٍ ابتاعها، فكَثُرَ دَيْنُهُ فأفلس، [ص: 552] فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تصَدَّقوا عليه، فتصدَّق الناسُ عليه، فلم يبْلُغْ ذلك وفاءَ دَيْنِهِ، فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لغُرمائِه: خُذوا ما وجدتُمْ، وليس لكم إلا ذلك» أخرجه الجماعة إلا البخاري، والموطأ (1) .   (1) مسلم رقم (1556) في المساقاة، باب استحباب الوضع من الدين، والترمذي رقم (655) في الزكاة، باب ما جاء فيمن تحل له الصدقة، وأبو داود رقم (3469) في البيوع، باب وضع الجائحة، والنسائي 7 / 265 في البيوع، باب وضع الجوائح، و 312، باب الرجل يبتاع فيفلس، وأخرجه ابن ماجة رقم (2356) في الأحكام، باب تفليس المعدم والبيع عليه لغرمائه، وأحمد في مسنده 3 / 36. قال النووي: وفي الحديث التعاون على البر والتقوى، ومواساة المحتاج ومن عليه دين، والحث على الصدقة عليه، وأن المعسر لا تحل مطالبته ولا ملازمته ولا سجنه، وبه قال الشافعي ومالك وجمهورهم. وحكي عن ابن شريح حبسه حتى يقضى الدين، وإن كان قد ثبت إعساره، وعن أبى حنيفة ملازمته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مسلم في البيوع (، 25 1) عن قتيبة عن الليث و (، 25 3) عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث كلاهما عن بكير بن الأشج؟ أبو داود فيه (البيوع 60، 1) عن قتيبة به الترمذي في الزكاة (24) عن قتيبة به وقال حسن صحيح النسائي في البيوع (28، 4) عن قتيبة به و (، 93 3) عن أبي الطاهر بن السرح عن ابن وهب عن الليث وعمرو بن الحارث به وابن ماجة في الأحكام (، 25 1) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شبابة عن ليث به الأشراف (3/438) . الحديث: 1024 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 551 1025 - (ط) عمر بن عبد الرحمن بن دلاف المزني - رحمه الله -: عن أبيه، أنَّ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ كان [يسبق الحاجَّ فـ] يشْتري الرَّواَحل فَيُغالي بها ثُمَّ يُسْرِعُ في السَّيْر فَيَسْبِقُ الحاجَّ فَأَفْلَسَ، فَرُفِعَ أمْرُهُ إلى عمر [بن الخطاب] فقال: أمَّا بعدُ، أيها الناسُ، فَإِنَّ الأُسَيْفِعَ - أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ- رَضِيَ من دِينِهِ وأَمانَتِهِ أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الحاجَّ، ألا وإنَّهُ قد ادَّانَ مُعْرِضاً، فأصْبَحَ قَدْ رِينَ بهِ، فَمنْ كان له عليه دَيْنٌ، فَلْيَأْتِنا بالغَداةِ، نَقْسِمُ مَالَهُ بين غُرَمائِهِ، وإيَّاكُمْ والدَّيْنَ، فإنَّ أوَّلَهُ هَمٌّ، وآخِرَهُ حَرْبٌ. أخرجه الموطأ (1) . [ص: 553] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرواحل) جمع راحلة، يعني الإبل. (أسيفع) تصغير أسفع، والسفعة في اللون: السواد. (قد ادَّان) أدنت الرجل، وداينته: إذا بعت منه بأجل، وادنت منه: إذا اشتريت منه إلى أجل. (مُعْرِضاً) المعرض هاهنا بمعنى: المعترض، أي: اعترض لكل من يقرضه. يقال: عرض لي الشيء وأعرض وتعرض واعترض بمعنى واحد. وقيل: معناه: ادَّان معرضاً عمن يقول له: لا تستدن، فلا يقبل. [ص: 554] وقيل: معناه: أخذ الدين معرضاً عن الأداء. (قدْ رِيْن به) رين به: أي: أحاط به الرين، كأن الدين قد علاه وغطاه. يقال: رين بالرجل ريناً: إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه. (حرب) الحرب بسكون الراء: معروف، يعني: أنه يعقب الخصومة والنزاع. وبفتح الراء: السلب والنهب. والله أعلم.   (1) 2 / 770 في الوصية، باب جامع القضاء وكراهيته، وسنده منقطع، وقال الحافظ في " التلخيص " 3 / 40: وصله الدارقطني في " العلل " من طريق زهير بن معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، عن عمر، وهو عند مالك، عن ابن دلاف، عن أبيه، أن رجلاً، ولم يذكر بلالاً. قال الدارقطني: والقول قول زهير [ص: 553] ومن تابعه. وقال ابن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس عن العمري عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف عن أبيه، عن عمه بلال بن الحارث المزني - فذكر نحوه -. وقال البخاري في " تاريخه ": عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني المدني: روى عن أبي أمامة، وسمع أباه. وأخرج البيهقي القصة من طريق مالك، وقال: رواه ابن علية، عن أيوب قال: " نبئت عن عمر " فذكر نحو حديث مالك، وقال فيه: " فقسم ماله بينهم بالحصص ". قال الحافظ: وقد رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب قال: " ذكر بعضهم: كان رجل من جهينة ... " فذكره بطوله، ولفظه: " كان رجل من جهينة يبتاع الرواحل فيغلي بها، فدار عليه دين حتى أفلس، فقام عمر على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا لا يغرنكم صيام رجل ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدقه إذا حدث، وإلى أمانته إذا اؤتمن، وإلى ورعه إذا استغنى - ثم قال -: ألا إن الأسيفع أسيفع جهينة، فذكر نحو سياق مالك ". قال عبد الرزاق: وأخبرنا ابن عيينة، أخبرني زياد، عن ابن دلاف، عن أبيه مثله. وروى الدارقطني في " غرائب مالك " من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف، عن أبيه، عن جده، قال: قال عمر، فذكره نحو سياق أيوب إلى قوله: " استغنى " ولم يذكر بعده من قصة الأسيفع وقال: رواه ابن وهب، عن مالك، ولم يقل في الإسناد: عن جده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (1540) فذكره. * وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» وصله الدارقطني وابن أبي شيبة من طريق عبيد الله بن عمر عن ابن بلال، عن أبيه عن بلال بن الحارث عن عمر. الحديث: 1025 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 552 1026 - () (سعيد بن المسيب) : قال: قَضَى عُثْمانُ - رضي الله عنه-: أنَّ مَنِ اقْتَضى حَقَّهُ قَبْلَ أنْ يُفْلِسَ غَرِيُمهُ شَيئاً، فهو له. أخرجه (1) .   (1) لم يذكر من أخرجه وهو في " سنن البيهقي " 6 / 46 ورجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البيهقي (6/46) أخبرنا محمد بن أحمد بن زكريا أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل ثنا جدي محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا محمد بن أبي حرملة أنه سمع سعيد ابن المسيب. الحديث: 1026 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 554 الكتاب السابع: في تمني الموت 1027 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَتمَنَّينَّ أَحَدُكُمُ الموتَ مِنْ ضُرٍّ أَصابَهُ، فَإنْ كانَ لا بُدَّ فَاعِلاً، فَلْيَقُلْ: اللَّهمَّ أحْيِني ما كانَتِ الحْياةُ خَيْراً لي، وتَوَفَّني إذَا كانتِ الْوَفَاةُ خَيْراً لي» . وفي رواية قال أنسٌ: لَوْلا أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَتمَّنَينَّ أحدُكُم [ص: 555] الموتَ، لتَمَنَّيْتُهُ» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .   (1) البخاري 10 / 107 و 108 في المرضى، باب تمني المريض الموت، وفي الدعوات، باب الدعاء بالموت والحياة، ومسلم رقم (2680) في الذكر والدعاء، باب كراهة تمني الموت، والترمذي رقم (971) في الجنائز، باب في النهي عن تمني الموت، وأبو داود رقم (3108) و (3109) في الجنائز، باب كراهية تمني الموت، والنسائي 4 / 3 في الجنائز، باب تمني الموت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/163) ، و «عبد بن حميد» (1246) كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر. مختصر على أوله (لا يتمنى أحدكم الموت) . * وأخرجه أحمد (3/195) ، قال: ثنا حجاج. وفي (3/208) قال: ثنا روح. و «عبد بن حميد» (1372) قال: ثنا هاشم بن القاسم. و «البخاري» (7/156) قال: ثنا آدم. و «مسلم» (8/64) قال: ثنا ابن أبي خلف، قال: ثنا روح. أربعتهم - حجاج، وروح هاشم، وآدم - عن شعبة. * وأخرجه أحمد (3/247) ، ومسلم (8/64) قال: ثنى زهير بن حرب كلاهما - أحمد، وزهير- قالا: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة. * وأخرجه النسائي (4/3) قال: نا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: ثنى أبي، قال: ثنى إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج، وهو البصري، عن يونس. أربعتهم - معمر، وشعبة، وحماد، ويونس بن عبيد- عن ثابت، فذكره. وعن عبد العزيز بن صهيب عنه: * أخرجه أحمد (3/101) ، والبخاري (8/94) قال: ثنا ابن سلام. و «مسلم» (8/64) قال: ثنا زهير بن حرب. و «الترمذي» (971) ، و «النسائي» (4/3) ، وفي عمل اليوم والليلة (1057) كلاهما - الترمذي والنسائي - عن علي بن حجر. أربعتهم - أحمد، وابن سلام، وزهير، وعلي - عن إسماعيل بن علية. * وأخرجه أحمد (3/208) قال: ثنا روح. وفي (3/281) قال: ثنا محمد بن جعفر. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (1059) قال: نا محمد ابن بشار، قال: ثنا محمد. كلاهما -روح، وابن جعفر- قالا: ثنا شعبة. * وأخرجه أبو داود (3108) قال: ثنا بشر بن هلال، و «ابن ماجة» (4265) قال: ثنا عمران بن موسى. و «النسائي» (4/3) قال: أنبأنا عمران بن موسى. كلاهما -بشر، وعمران - عن عبد الوارث ابن سعيد. ثلاثتهم -إسماعيل، وشعبة، وعبد الوارث - عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. -وعن حميد، عنه: أخرجه أحمد (3/104) قال: ثنا ابن أبي عدي. و «عبد بن حميد» (1398) قال: نا يزيد بن هارون. و «النسائي» (4/3) قال: نا قتيبة، قال: ثنا يزيد بن زريع. ثلاثتهم - ابن أبي عدي، وابن هارون، وابن زريع - عن حميد، فذكره. وعن علي بن زيد، عنه: * أخرجه أحمد (3/171) قال: ثنا محمد بن جعفر. وفي (3/208) قال: ثنا روح. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (1061) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا أبو النضر. ثلاثتهم - ابن جعفر، وروح، وأبو النضر - قالوا: ثنا شعبة، قال: سمعت علي بن زيد، فذكره. وعن قتادة، عنه: * أخرجه أبو داود (3109) قال: ثنا محمد بن بشار. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (1060) قال: نا عبد الله بن الهيثم بن عثمان. كلاهما -ابن بشار، وعبد الله - قالا: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، فذكره. -وعن النضر بن أنس، عنه: * أخرجه أحمد (3/258) قال: ثنا عفان، قال: ثنا عبد الواحد. و «البخاري» (9/104) قال: ثنا حسن بن الربيع، قال: ثنا أبو الأحوص. و «مسلم» (8/64) قال: ثنى حامد بن عمر، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد. كلاهما - عبد الواحد، وأبو الأحوص - عن عاصم الأحول، قال: ثنى النضر بن أنس، فذكره. الحديث: 1027 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 554 1028 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَتَمَنَّينَّ أحدُكُم الموتَ إِمَّا مُحسِناً، فَلَعلَّهُ يَزْدادُ، وإما مسيئاً، فلعله يستَعْتِبُ» . هذا رواية البخاري والنسائي. وأخرجه مسلم قال: «لاَ يَتَمنَّيَنَّ أحدُكُمُ الموتَ، ولا يدْعُ بهِ من قَبْلِ أنْ يَأْتِيَهُ، إنَّهُ إذا ماتَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ (1) ، وإنه لا يزيدُ الْمؤمِنَ عُمُرُهُ إلا خَيْراً (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يستعتب) استعب الرجل: إذا استقال من شيء فعله، أو قاله، يقال: عتب عليه يعتب: إذا وجد عليه، فإذا فاوضه فيما عتب عليه فيه، قيل: عاتبه، فإذا رجع إلى مسرته: فقد أعتب، والاسم العتبى، وهو رجوع المعتوب عليه إلى ما يرضى العاتب. والله أعلم   (1) قال النووي: هكذا هو في بعض النسخ " عمله "، وفي كثير منها " أمله "، وكلاهما صحيح، لكن الأول أجود، وهو المكرر في الأحاديث والله أعلم. (2) البخاري 10 / 109 و 110 في المرضى، باب تمني المريض الموت، وفي الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، ومسلم رقم (2682) في الذكر والدعاء، باب كراهة تمني الموت، والنسائي 4 / 2 و 3 في الجنائز، باب تمني الموت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في الطب (بل في المرض 19، 3) عن أبي اليمان عن شعيب وفي التمني (6:3) عن عبد الله بن محمد عن هشام بن يوسف عن معمر (س) في الجنائز (1:2) عن عمرو بن عثمان عن بقية عن الزبيدي ثلاثتهم عن الزهري عن أبي عبيد به قال (س) هذا عندي أولى بالصواب يعني من حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة. قال:والزبيدي أثبت في الزهرى وأعلم به من إبراهيم،وإبراهيم ثقة. الأشراف (9/464) . الحديث: 1028 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 555 1029 - (ت) عمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه -: عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لِيَنْظُرَنَّ أحَدُكُم الذي يتمَنَّى، فإنَّهُ لا يدْرِي ما يُكْتَبُ له مِنْ أُمْنِيَّتِهُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3605) في الدعوات، باب تحسين الأمنية، وإسناده حسن، وحسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3605) قال: ثنا يحيى بن موسى، قال: نا عمرو بن عون، قال: نا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة، فذكره وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 1029 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 556 1030 - (ت س) حارثة بن مُضرِّب - رضي الله عنه -: قال: دخَلْتُ عَلى خَبَّابٍ - وقد اكْتَوَى في بطنِه- فقال: ما أعلمُ أحداً من أصْحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَقِيَ من الْبلاءِ ما لقيتُ، لقد كنتُ ومَا أجِدُ دِرْهماً على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وفي ناحِيَةِ بَيْتي أرْبعونَ أَلفاً، ولولا أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نهانا - أو نهى - أنْ نتَمَنَّى الموت لتَمَنَّيْتُ. وفي رواية: أتيْنا خَبَّاباً نعودُهُ وقد اكتوَى سَبْع كيَّاتٍ فقال: لقد تطَاوَلَ مَرَضِي، ولوْلا أنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تَمنَّوْا الموتَ لتمَنَّيْتُهُ» ، وقال: «يُؤْجَرُ الرَّجلُ في نَفَقَتِهِ كُلِّها إلا التُّرابَ» أو قال: «في البناءِ» . أخرجه الترمذي (1) . وفي رواية النسائي (2) : قال قيْسٌ: دَخلتُ على خَبَّابٍ وَقدِ اكتوَىَ في بَطْنِهِ سَبْعاً، وقال: لَوْلا أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهانا أنْ ندْعُوَ بالموت لدعوتُ به.   (1) رقم (970) في الجنائز، باب النهي عن تمني الموت، و (2485) في صفة القيامة، باب النهي عن تمني الموت، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (2) 4 / 4 في الجنائز، باب الدعاء بالموت، وإسناده صحيح، وقد أخرج هذه الرواية أيضاً البخاري في صحيحه 10 / 108 في المرضى، باب تمني المرضى الموت، وفي الدعوات، باب الدعاء بالموت والحياة، وفي الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، وفي التمني، باب ما يكره من التمني، ومسلم رقم (2681) في الذكر، باب كراهة تمني الموت لضر نزل به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (0/109) قال: حدثنا أسود بن عامر. و «ابن ماجة» (4163) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى. و «الترمذي» (2483) قال: حدثنا علي بن حجر، ثلاثتهم -أسود،وإسماعيل، وابن حجر - عن شريك. * وأخرجه أحمد (5/110) و «الترمذي» (970) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما -أحمد، وابن بشار - قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. * وأخرجه أحمد (5/،111 6/395) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل. ثلاثتهم (شريك، وشعبة، وإسرائيل) عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، فذكره. * في رواية أحمد (5/111، 6/395) زيادة: «ثم أتى بكفنه، فلما رآه بكى وقال: لكن حمزة لم يوجد له كفن، إلا بردة ملحا، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه، وجعل على قدميه الإذخر» . الحديث: 1030 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 556 ترجمة الأبواب التي أولها تاءٌ، ولم ترد في حرف التاء (التسعير) في كتاب البيع، من حرف الباء. (التَّلْبِيةُ (1) في كتاب الحج، من حرف الحاء. (التمتع) في كتاب الحج، من حرف الحاء. (التَّحَلُّل) في كتاب الحج، من حرف الحاء. (التقصير) في كتاب الحج، من حرف الحاء. (التعزير) في كتاب الحدود، من حرف الحاء. (التسبيح والتهليل) في الدعاء، من حرف الدال. (الترجيل) في الزينة، من حرف الزاي. (تقليم الأظافر) في الزينة، من حرف الزاي. (التعاضُد والتساعد) في كتاب الصحبة، من حرف الصاد. (التوقير) في كتاب الصحبة، من حرف الصاد. (التَّثَاؤب) في كتاب الصحبة، من حرف الصاد. (التيمم) في كتاب الطهارة، من حرف الطاء. (التمائم) في كتاب الطب، من حرف الطاء. (توبةُ كَعْبٍ بنِ مالكٍ) في سورة التوبة، من حرف التاء.   (1) في نسخة أخرى (التطيب والتلبية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 557 حرف الثاء ، وفيه كتاب الثناء والشكر 1031 - (ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صُنِعَ إليه مَعْرُوفٌ، فقال لفَاعِلهِ: جَزاكَ الله خَيْراً، فقد أبلغ في الثَّناء» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2036) في البر والصلة، باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه، وإسناده قوي، وقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2035) قال: ثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري قالا: ثنا الأحوص بن جواب عن سعيد بن الخمس عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن جيد غريب،لا نعرفه إلا من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وسألت محمد فلم يعرفه. الحديث: 1031 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 558 1032 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُعْطِي عَطاء فَلْيَجْزِ به إنْ وجَدَ، وإنْ لم يجد فَلْيُثْنِ به، فإنَّ منْ أَثْنَى به فَقَدْ شَكَرَهُ، ومن كَتَمَهُ فقد كفَرَهُ، ومن تَحَلَّى بما لم يُعطَ، كان كلابِس ثَوْبَيْ زُورٍ» . هذه رواية الترمذي. وأخرجه أبو داود إلى قوله: «فقد كَفرهُ» . ولأبي داود أيضاً قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُبْلِيَ فذكرَهُ فقد شَكَره، وإنْ كَتمَهُ فقد كَفَره» (1) . [ص: 559] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليجز به) أي: فليكافئه بمثله. (كفره) كفران النعمة: جحدها. (كلابس ثوبي زور) إنما شبه المتحلي بما ليس عنده، بلابس ثوبي الزور، أي: بثوب ذي زور، وهو الذي يزور على الناس. بأن يتزيا بزي أهل الزهد، ويلبس ثياب أهل التقشف رياء، أو أنه يظهر أن عليه ثوبين، وليس عليه إلا ثوب واحد. وقال الأزهري: لابس ثوبي الزور: هو أن يخيط كمًّا على كم، فيظهر لمن رآه: أن عليه قميصين، وليس عليه إلا قميص واحد له كمَّان من كل جانب. (من أبلي) الإبلاء: الإنعام، يقال، أبليت الرجل، وأبليت عنده بلاء حسناً.   (1) حديث حسن وهو عند الترمذي رقم (2035) في البر والصلة، باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه [ص: 559] وحسنه، وأبي داود رقم (4813) و (4814) في الأدب، باب شكر المعروف، وصححه ابن حبان رقم (2073) ، وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (215) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2034) قال حدثنا علي بن حجر قال أخبرنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن أبي الزبير فذكره. قال الترمذي هذا حديث غريب. الحديث: 1032 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 558 1033 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يشْكُرُ الله منْ لا يشْكُرُ النَّاسَ (1) » . [ص: 560] وفي رواية عنه قال: «مَنْ لمْ يشْكُر النَّاسَ لَمْ يشْكُر الله» . أخرج الأولى أبو داود، والثانية الترمذي (2) . وقوله: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» معناه: أن كل من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس، وترك الشكر لهم، كان من عادته كفر نعمة الله، وترك الشكر له. وقيل: معناه: أن الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه، إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس، ويكفر معروفهم، لاتصال [أحد] الأمرين بالآخر.   (1) قال ابن العربي: روي برفع الجلالة و " الناس " ومعناه: من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وبنصبهما أي: من لا يشكر الناس بالثناء بما أولوه، لا يشكر الله، فإنه أمر بذلك عبيده، أو من لا يشكر الناس كمن لا يشكر الله، ومن شكرهم كمن شكره، وبرفع " الناس " ونصب لفظ الجلالة وبرفع لفظ الجلالة ونصب " الناس " ومعناه: لا يكون من الله شكر إلا لمن كان شاكراً للناس، وشكر الله: زيادة النعم وإدامة الخير والنفع منها لدينه ودنياه. (2) أبو داود رقم (4811) في الأدب، باب شكر المعروف، والترمذي رقم (1955) في البر والصلة، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد 2 / 258، 259، 303، 388، 461، 492. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (2/295) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/302، 461) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/388) قال: حدثنا عفان. وفي (2/492) قال: حدثنا بهز. و «البخاري» في الأدب المفرد (318) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «أبو داود» (4811) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. و «الترمذي» (1954) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. ثمانيتهم عبد الواحد، ويزيد، وعبد الرحمن، وعفان، وبهز، وموسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، وابن المبارك عن الربيع بن مسلم. قال: حدثنا محمد بن زياد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حيث حسن صحيح. الحديث: 1033 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 559 1034 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لا يشْكُر النَّاسَ لَمْ يشْكُر الله» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1956) وحسنه، وفي سنده عطية وهو ضعيف، لكنه بمعنى الذي قبله، وأخرجه أحمد 3 / 32 و 74، وفي الباب عن النعمان بن بشير عند أحمد في " المسند " 4 / 278 و 375 والأشعث بن قيس عند أحمد أيضاً 5 / 211، 212. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه الترمذي (1954) حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك حدثنا الربيع بن مسلم حدثنا محمد بن زياد عن أبي هريرة فذكره. قال هذا حديث حسن صحيح. * وأخرجه الترمذي (1955) حدثنا أبو معاوية عن ابن أبي ليلى وحدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواس عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وفي الباب عن أبي هريرة والأشعث بن قيس والنعمان بن بشير. قال أبو عيسى: هذا:حديث حسن صحيح. الحديث: 1034 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 560 1035 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: لما قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، أَتاهُ المهاجرونَ، فقالوا: يا رسولَ الله، ما رأينا قوماً أَبْدَلَ من كثير، ولا أَحسنَ مواساة من قليل، من قومٍ نَزَلنا بين أظهُرِهم، لقَد كَفَوْنا المُؤنَةَ، وأشركونا في الْمَهْنإ، حتى لقد خِفْنا أَن يذَهبُوا بالأجرِ كُلِّهِ، قال: [ص: 561] «لا ما دَعوْتُمُ الله لهم، وأثْنَيْتُم عليه» . هذه رواية الترمذي. واختصره أبو داود، وقال: إنَّ المهاجرين قالوا: يا رسولَ الله، ذهب الأنصار بالأجْرِ كلِّهِ، قال: «لا، ما دَعَوْتُم الله لهم وأَثنيتم عليهم» (1) .   (1) الترمذي رقم (2489) في صفة القيامة، باب مواساة الأنصار والمهاجرين، وأبو داود رقم (4812) في الأدب، باب شكر المعروف، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/200) قال: ثنا يزيد. وفي (3/204) قال: ثنا معاذ. و «الترمذي» (2487) قال: ثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال ثنا ابن أبي عدي. ثلاثتهم - يزيد، ومعاذ، وابن أبي عدي - عن حميد فذكره. قال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن غريب من هذا الوجه. الحديث: 1035 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 560 1036 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ، بمنزلَةِ الصَّائِم الصَّابِرِ» .أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطاعم) الآكل، يقال: طعم يطعم طعماً، فهو طاعم: إذا أكل، أو ذاق.   (1) رقم (2488) في صفة القيامة، باب الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر وحسنه، وأخرجه ابن ماجة رقم (1769) في الصيام، باب فيمن قال: الطاعم الشاكر كالصائم الصابر، وأحمد 2 / 283 و 289، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وعلقه البخاري، وله شاهد من حديث سنان بن سنة عند أحمد 4 / 343، والدارمي 2 / 95، وابن ماجة رقم (1765) ، ورجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2486) حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا محمد بن معن المدني الغفاري حدثني أبي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة،فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 1036 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 561 1037 - () (أبو هريرة - رضي الله عنه -) : أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أسْدى إليه أخوه معروفاً، فقال له: جزاك الله خَيراً، فقد أبلغ في الثناء» . وفي رواية قال: «مَنْ أُوليَ مَعْرُوفاً - أو قال: أُسديَ إليه معروف [ص: 562] فقال لِلّذي أسداهُ إليه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء» . أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أسدى معروفاً) أسدى وأولى بمعنى: أعطى، والمعروف: صفة لمحذوف: أي شيئاً معروفاً، والمراد به: الجميل والبر، والإحسان في القول والعمل.   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى حديث زيد بن ثابت المتقدم. الحديث: 1037 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 561 حرف الجيم ويشتمل على كتابين: كتاب الجهاد، وكتاب الجدال والمِرَاء الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم ، وفيه بابان الباب الأول: في الجهاد وما يختص به ، وفيه خمسة فصول الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه 1038 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجهادُ واِجبٌٌ عليكم مع كلِّ أمير: بَراً كانَ أو فاَجِراً، والصلاةُ واجبة عليكم خلفَ كل مسلم: براً كان أَو فاجراً، وإن عَمِلَ الكبائر، والصلاة واجبة على كل مسلم: براً كان أو فاجراً، وإن عمل الكبائرَ» [ص: 564] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (براً) البر: اسم جامع للخير كله، ومنه: رجل بار وبر، فجمع بار: بررة وجمع بر: أبرار. (فاجراً) الفجور: الفسق والكذب، وبالجملة: فكل ما في البر من الخير. ففي الفجور من الشر. (الكبائر) جمع كبيرة، وهي ما كبر من المعاصي، وعظم من الذنوب.   (1) رقم (2533) في الجهاد، باب الغزو مع أئمة الجور، من حديث ابن وهب عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن مكحول عن أبي هريرة، ورجاله ثقات، إلا أن العلاء بن الحارث كان قد اختلط، ومكحول لم يسمع من أبي هريرة، لكن للجملة الأولى، وهي " الجهاد واجب عليكم مع كل أمير براً كان أو فاجراً " شاهد عند أبي داود رقم (2533) من حديث أنس تتقوى به بلفظ: " ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال: لا إله إلا الله، ولا تكفره بذنب، ولا تخرجه عن الإسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار "، وفي سنده يزيد بن أبي نشبة الراوي عن أنس، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2533) حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن العلاء ابن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 1038 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 563 1039 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «جَاِهدُوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» (1) . أخرجه أبو داود والنسائي. [ص: 565] وفي أخرى للنسائي: «جاهدوا بأَيديكم وألسنتكم وأموالكم» (2) .   (1) قال المنذري: يحتمل أن يريد بقوله: " وألسنتكم " الهجاء، ويؤيده قوله " فلهو أسرع فيهم من نضح النبل "، ويحتمل أن يريد به حض الناس على الجهاد وترغيبهم فيه وبيان فضائله لهم. (2) أبو داود رقم (2504) في الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، والنسائي 6 / 7 في الجهاد، باب وجوب الجهاد، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 213 في الجهاد، باب جهاد المشركين باللسان واليد، وأحمد في مسنده 3 / 124 و 153 و 251، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان رقم (1618) موارد، والحاكم في " المستدرك " 2 / 81 وصححه ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً النووي في " رياض الصالحين " في آخر باب الجهاد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (3/124) قال: ثنا يزيد. وفي (3/153) قال: ثنا حسن. وفي (3/251) قال: ثنا عفان. و «الدارمي» (2436) قال: نا عمرو بن العاصم. و «أبو داود» (2504) قال: ثنا موسى ابن إسماعيل. و «النسائي» (6/7) قال: نا هارون بن عبد الله، ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، قالا: ثنا يزيد. وفي (6/51) قال النسائي: نا عمرو بن علي، قال: ثنا عبد الرحمن. ستتهم - يزيد بن هارون، وحسن بن موسى، وعفان، وعمرو، وموسى، وعبد الرحمن بن مهدي- عن حماد بن سلمة، عن حميد، فذكره. الحديث: 1039 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 564 1040 - (خ م ت د س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جِهادٌ ونيّةٌ، وإذا اْستُنْفِرْتُم فاْنِفِرُوا» أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهجرة) : مفارقة الوطن إلى جهة أخرى بنية المقام فيها، وكان المهاجر في الشريعة: من فارق أهله ووطنه متوجهاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم رغبة في الإسلام. (جهاد) الجهاد: محاربة الكفار. (نية) النية: إخلاص الجهاد لله تعالى، يعني أنه لم يبق بعد الفتح هجرة، إنما هو الإخلاص في الجهاد وقتال الكفار. (استنفرتم فانفروا) الاستنفار: الاستنجاد والاستنصار، أي: إذا طُلِب منكم النصرة فأجيبوه، أو انفروا خارجين إلى نصرته.   (1) البخاري 6 / 28، 29 في الجهاد، باب وجوب التنفير، وباب فضل الجهاد، وباب لا هجرة بعد الفتح، وباب إثم الغادر للبر والفاجر، وفي الحج، باب فضل الحرم، وباب لا يحل القتال بمكة، ومسلم رقم (1353) في الإمارة، باب المبايعة بعد فتح مكة، ورقم (1353) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها، وهو في جملة حديث طويل، والترمذي رقم (1590) في السير، [ص: 566] باب ما جاء في الهجرة، والنسائي 8 / 146 في الجهاد، باب الاختلاف في انقطاع الهجرة، وأبو داود رقم (2480) في الجهاد، باب في الهجرة هل انقطعت، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 239 في الجهاد، باب لا هجرة بعد الفتح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/226) (1991) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/ 259) (2353) قال: حدثنا عبيدة. وفي (1/315) (2898) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (1/355) (3335) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. و «الدارمي» (2515) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، و «البخاري» (2/، 180 4/127) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حثنا جرير بن الحميد. وفي (3/18) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4/17) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/28) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/92) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شيبان. و «مسلم» (4/109) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (6/28) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، وابن رافع، عن يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل (يعني ابن مهلهل) (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. و «أبو داود» (2018، 2480) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير و «الترمذي» (1590) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله. و «النسائي» (5/203) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير وفي (5/204) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (7/146) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. سبعتهم - سفيان، وعبيدة، ومفضل، وإسرائيل، وجرير، وشيبان، وزياد بن عبد الله - عن منصور ابن المعتمر، عن مجاهد، عن طاووس، فذكره. * أخرجه أحمد (1/266) (2396) قال: حدثنا زياد بن عبد الله، قال: حدثنا منصور عن مجاهد عن ابن عباس فذكره. (ليس فيه طاووس) . الحديث: 1040 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 565 1041 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - مثله - ولم تذكر: يوم الفتح. أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 6 / 132 في الجهاد، باب لا هجرة بعد الفتح، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، وفي المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، ومسلم رقم (1864) في الإمارة، باب المبايعة بعد فتح مكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/92) قال: ثنا علي بن عبد الله. قال: ثنا سفيان قال: قال عمرو وابن جريج. وفي (5/72، 193) قال: ثنا إسحاق بن يزيد. قال: ثنا يحيى بن حمزة. قال: ثني الأوزاعي. ثلاثتهم - عمرو بن دينار، وابن جريج، والأوزاعي - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. وبنحوه:. * أخرجه مسلم (6/28) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ثنا أبي. قال: ثنا عبد الله بن حبيب ابن أبي ثابت، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عطاء، فذكره. الحديث: 1041 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 566 1042 - (س) صفوان بن أمية - رضي الله عنه -: قال: «قلت: يا رسولَ الله، يقولون: الجنَّةُ لا يدخلها إلا مَنْ هاجر؟ قال: لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن جهادٌ ونيةٌ، وإذا اسْتُنُفِرتُمْ فانفِرُوا» .أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 145 و 146 في البيعة، باب ذكر الاختلاف، في انقطاع الهجرة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/401، 6/465) قال: حدثنا عفان. و «النسائي» (7/145) قال: أخبرني محمد بن داود، قال: حدثنا معلى بن أسد. كلاهما (عفان، ومعلى) قالا: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن طاووس. * وأخرجه النسائي (8/70) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا، وذكر حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار. كلاهما - ابن طاووس، وعمرو - عن طاووس، فذكره. * رواية معلى بن أسد، عن وهيب بن خالد، مختصرة على آخر الحديث. الحديث: 1042 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 566 1043 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغزُ، ولم يُحدِّثْ به نَفْسَهُ، مات على شُعْبَة من النفاق» . قال ابن المبارك (1) فنرَى أنَّ ذلك كان على عهدِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. إلا أنَّ أبا داود قال: «شُعْبَةُ نِفاقٍ» (2) . [ص: 567] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشعبة) : الطائفة من كل شيء، والقطعة منه.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هذا الذي قاله ابن المبارك محتمل، وقد قال غيره: إنه عام، والمراد أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف، فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق. وفي هذا الحديث: أن من نوى فعل عبادة فمات قبل فعلها، لا يتوجه عليه من الذم ما يتوجه على من مات ولم ينوها. (2) مسلم رقم (1910) في الإمارة، باب ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، وأبو داود [ص: 567] رقم (2502) في الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، والنسائي 6 / 8 في الجهاد، باب التشديد في ترك الجهاد، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 374. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/374) قال: حدثنا إبراهيم. و «مسلم» (6/49) قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي. و «أبو داود» (2502) قال: حدثنا عبدة بن سليمان المروزي. و «النسائي» (6/8) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم. قال: حدثنا سلمة بن سليمان. أربعتهم -إبراهيم بن إسحاق، ومحمد بن عبد الرحمن، وعبدة بن سليمان، وسلمة بن سليمان - عن عبد الله بن المبارك، عن وهيب بن الورد المكي. قال: أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر، عن سمي، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 1043 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 566 1044 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «من لَقيَ الله تعالى بغير أَثرٍ من جهاد، لَقِيَ الله وفي إيمانهِ ثُلْمَةٌ» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1666) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابط، وأخرجه ابن ماجة والحاكم، وفي سنده إسماعيل بن رافع ضعيف الحفظ، وفيه تدليس الوليد بن مسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1666) حدثنا علي بن حجر،حدثنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة فذكره. قال أبو عيسى:هذا حديث غريب من حديث الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع، وإسماعيل بن رافع قد ضعفه بعض أصحاب الحديث قال وسمعت محمد يقول هو ثقة مقارب الحديث وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث سلمان إسناده ليس بمتصل، محمد بن المنكدر لم يدرك سلمان الفارسي وقد روى هذا الحديث عن أيوب بن موسى عن مكحول عن شرحبيل بن السمط عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم. الحديث: 1044 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 567 1045 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يَغْزُ، ولم يُجَهِّزْ غَازِياً، أَو يُخَلِّفْ غَازياً في أهله بِخَيْرٍ، أَصابه اللهُ بِقَارِعَةٍ» . زاد في رواية: «قبل يوم القيامة» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يجهز) التجهيز: التحميل وإعداد ما يحتاج الغازي إليه، وكذلك تجهيز الميت، وتجهيز العروس ونحو ذلك. (يخلف) خلفت الرجل في أهله: إذا صرت له خليفة تقوم في شأنهم مقامه. [ص: 568] (بقارعة) القارعة العذاب والبلاء ينزل بالإنسان من الله تعالى.   (1) رقم (2503) في الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، وفيه تدليس الوليد بن مسلم، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الدارمي (2423) قال: نا محمد بن المبارك، و «أبو داود» (2503) قال: ثنا عمرو بن عثمان، وقرأته على يزيد بن عبد ربه الجرجي. و «ابن ماجة» (2762) قال: ثنا هشام بن عمار. أربعتهم - ابن المبارك، وعمرو، ويزيد، وهشام - قالوا: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، فذكره. قلت: فيه القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، صدوق يرسل كثيرا. الحديث: 1045 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 567 1046 - (خ م د) أبو النصر سَالِمٌ (1) مَوْلَى عمر بن عبيد الله، وكان كاتباً لَه - رضي الله عنه- قال: كَتَبَ إليه عَبْدُ اللهِ بنُ أبي أوْفَى، فقرأتُه حين سَارَ إلى الحَرُوريَّةِ، يخبره: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعض أيَّامِهِ التي لَقيَ فيها الْعَدُوَّ انْتَظَرَ حتَّى إذا مالت الشَّمْسُ، قام فيهم فقال: «يا أيها الناس، لا تتمنَّوْا لقاءَ العدوِّ، واسألُوا اللهَ العافِية، فإذا لَقِيتُمُوُهمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أن الجنَّة تحتَ ظِلالِ السُّيُوفِ، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهمَّ مُنْزِلَ الكتاب، ومُجْريَ السحاب، وهازمَ الأحزاب، اهْزِمهُمْ وانْصُرْنا عليهم» ، أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. ولم يذكر أبو داود «انتِظارَهُ حتى مَالَتِ الشَّمْسُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظلال السيوف) الظلال: جمع ظل، وهذا من باب الكناية والاستعارة، وهو حث على الجهاد، لأن الإنسان يميل إلى الظل طلباً للراحة، [ص: 569] فقيل له: إن الجنة تحت ظلال السيوف، فمن أرادها فليدخل تحت السيف، بأن يحمله ويقاتل به، ويصبر على ألم وقعه. (الأحزاب) جمع حزب، وهم الذين يجتمعون من طوائف متفرقة، يتعاضدون على شيء.   (1) هو سالم بن أبي أمية التيمي أبو النضر المدني: مولى عمر بن عبيد الله التيمي، والد: بردان. قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة ثبت، مات في خلافة مروان بن محمد سنة تسع وعشرين ومائة. " تهذيب ". (2) البخاري 6 / 109 و 110 في الجهاد، باب لا تتمنوا لقاء العدو، وباب الجنة تحت ظلال السيوف، وباب الصبر عند القتال، وباب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، وفي التمني، باب كراهية تمني لقاء العدو، ومسلم رقم (1742) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو، وأبو داود رقم (2631) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/26، 30، 62) وفي (9/105) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية بن عمرو. وفي (4/77) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي. و «أبو داود» (2631) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى. ثلاثتهم - معاوية، وعاصم، ومحبوب - عن أبي إسحاق الفزاري. * وأخرجه مسلم (5/143) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. كلاهما - أبو إسحاق، وابن جريج - عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر، فذكره. * أخرجه أحمد (4/356) قال: حدثنا الحكم بن موسى (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم) قال: حدثنا ابن عياش، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن عبيد الله بن معمر، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم، يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس» . * ورواه أيضا عن عبد الله بن أبي أوفى شيخ بالمدينة: أخرجه أحمد (4/353) قال: حدثنا إسماعيل وهو ابن إبراهيم قال: حدثنا أبو حيان عن شيخ، فذكره. ورواه أيضا عن عبد الله بن أبي أوفى إسماعيل بن أبي خالد:. أخرجه الحميدي (719) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/353) قال: حدثنا وكيع، ويعلى - وهو ابن عبيد - وفي (4/355) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/381) قال: حدثنا يحيى. و «عبد بن حميد» (523) قال: حدثنا جعفر بن عون. و «البخاري» (4/53) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (5/142) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا الفزاري، وعبدة. وفي (8/104) قال: حدثنا ابن سلام قال: أخبرنا وكيع. وفي (9/174) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، وفي (9/174) قال البخاري: زاد الحميدي: حدثنا سفيان و «مسلم» (5/143) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا خالد بن عبد الله (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. وفي (5/144) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، جميعا عن ابن عيينة. و «ابن ماجة» (2796) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يعلى بن عبيد. و «الترمذي» (1678) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (602) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. و «ابن خزيمة» (2775) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد -. عشرتهم - سفيان، ووكيع، ويعلى، ويزيد، ويحيى، وجعفر، وعبد الله بن المبارك، ومروان بن معاوية الفزاري، وعبدة بن سليمان، وخالد - عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره. الحديث: 1046 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 568 1047 - (خ م) أبو هريرة - رضي اللهُ عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَتمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وإذا لَقِيتُمُوهم فاصبروا» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) البخاري 6 / 110 في الجهاد، باب لا تتمنوا لقاء العدو، وفي التمني، باب كراهية تمني لقاء العدو، ومسلم رقم (1741) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/523) . و «مسلم» (5/143) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13874) عن أبي الجوزاء أحمد بن عثمان البصري. أربعتهم - أحمد بن حنبل، والحسن بن علي، وعبد بن حميد، وأحمد بن عثمان - عن أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، عن المغيرة، وهو ابن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وعن موسى بن يسار، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تمنوا لقاء العدو. فإنكم لا تدرون ما يكون في ذالك» . * أخرجه أحمد (2/400) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، ختن سلمة الأبرش. قال: حثنا سلمة ابن الفضل. قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عمه موسى بن يسار، فذكره. الحديث: 1047 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 569 1048 - (س) سلمة بن نفيل الكندي - رضي الله عنه - (1) : قال: كنتُ جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رَجُلٌ: يا رسولَ الله، أَذال الناسُ الخْيلَ، ووضَعوا السلاح، قالوا: لا جهادَ، قد وضَعَتِ الحربُ أوْزارَها، فأَقْبلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بوجهه، وقال: «كذَبوا، الآنَ جاءَ القتالُ، ولا تزالُ من أُمَّتي أُمَّةٌ يقاتلون على الحق، ويُزيغُ الله لهم قلوب أقوام [ص: 570] ويرزُقُهم منهم، حتى تقوم الساَّعةُ، وحتى يأْتِي وعدُ اللهِ، الخْيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، وهو يُوحى إليَّ: إني مقبوضٌ غيرُ مُلَبَّث، وأَنتم تتَّبِعوني، أَلاَ، فلا يضربْ بعضُكم رِقَابَ بعضٍ (2) ، وعُقْرُ دارِ المؤمنين الشامُ» . أخرجه النسائي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أذال) الإذالة: الإهانة والابتذال. (أوزراها) الأوزار: الأثقال، ومعنى «حتى تضع الحرب أوزارها» أي: ينقضي أمرها، وتخف أثقالها، ولا يبقى قتال. (يزيغ) زاغ الشيء يزيغ: إذا مال. (نواصي) جمع ناصية، وهو شعر مقدم الرأس. (عقر الدار) أصلها بالفتح، وهو محلة القوم، وأهل المدينة يقولون: عقر الدار، بالضم.   (1) هو سلمة بن نفيل السكوني، ويقال: التراغمي من أهل حمص له صحبة. روى عنه جبير بن نفير وضمرة بن حبيب ويحيى بن جابر. والتراغمي: منسوب إلى التراغم، واسمه مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون، بطن من السكون. والسكون من كندة. " أسد الغابة ". (2) في النسائي: وأنتم تتبعوني أفناداً يضرب بعضكم رقاب بعض. (3) 6 / 214 و 215 في الخيل، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد في " المسند " 4 / 214 و 215. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/104) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم بن سليمان، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي. و «النسائي» (6/214) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا مروان (وهو ابن محمد) قال: حدثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4563) عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن أبي علقمة نصر بن علقمة. كلاهما -الوليد، وأبو علقمة - عن جبير بن نفير، فذكره. الحديث: 1048 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 569 الفصل الثاني: في آدابه 1049 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان رسول الله [ص: 571] صلى الله عليه وسلم إذا غَزَا قالَ: «اللَّهُمَّ أنت عَضُدي ونصيري، بِكَ أَحُول، وبِكَ أَصُولُ، وبك أقُاتلُ» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية الترمذي: «أَنت عَضُدي، وأنت نصيري، وبك أقاتلُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أحول) قال الخطابي معنى قوله: «بك أحول» : أحتال: قال: وقال ابن الانباري: الحول في كلام العرب: معناه: الحيلة، قال: ومنه قولك: «لا حول ولا قوة إلا بالله» أي: لا حيلة لي في رفع سوء ولا درك قوه إلا بالله. وقيل: معناه: الدفع والمنع، من قولك: حال بين الشيئين: إذا منع أحدهما عن الآخر، (أصول) أي: أسطو.   (1) الترمذي رقم (3578) في الدعوات، باب في الدعاء إذا غزا، وأبو داود رقم (2632) في الجهاد، باب ما يدعى عند اللقاء، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 184، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/184) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي. و «أبو داود» (2632) ، و «الترمذي» (3584) قالا: ثنا نصر بن علي، قال: نا أبي. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (604) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا أزهر بن القاسم. ثلاثتهم -عبد الرحمن، وعلي بن نصر، وأزهر -قالوا: ثنا المثنى بن سعيد، قتادة، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ومعنى قوله عضدي يعني عوني. الحديث: 1049 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 570 1050 - (د) ابن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان هو وجُيوشُهُ إذا عَلَوُا الثَّنايا كبَّرُوا، وإذا هبطوا سَبّحُوا، فوُضِعَتِ الصلاة على ذلك» ، أخرجه أبو داود (1) . [ص: 572] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الثنايا) جمع ثنية، وهي ما ارتفع من الأرض كالنشز.   (1) رقم (2595) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر، وهو معضل كما حققه الحافظ في " أمالي الأذكار " فقد جاء في " شرح الأذكار " 5 / 140 لابن علان ما نصه: قال الحافظ: وقع في هذا [ص: 572] الحديث خلل من بعض رواته، وبيان ذلك أن مسلماً وأبا داود وغيرهما أخرجوا هذا الحديث من رواية ابن جريج عن أبي الزبير عن علي الأزدي عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً ... الحديث، إلى قوله: " لربنا حامدون "، فاتفق من أخرجه على سياقه إلى هنا. ووقع عند أبي داود بعد " حامدون ": وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه ... إلى آخره. وظاهره أن هذه الزيادة بسند التي قبلها، فاعتمد الشيخ - أي النووي - على ذلك وصرح بأنها عن ابن عمر، وفيه نظر، فإن أبا داود أخرج الحديث عن الحسن بن علي عن عبد الرزاق عن ابن جريج بالسند المذكور إلى ابن عمر، فوجدنا الحديث في " مصنف عبد الرزاق " قال فيه: باب القول في السفر: أخبرنا ابن جريج فذكر الحديث إلى قوله: " لربنا حامدون "، ثم أورد ثلاثة عشر حديثاً بين مرفوع وموقوف، ثم قال بعدها: أخبرنا ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا صعدوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك، هكذا أخرجه معضلاً، ولم يذكر فيه لابن جريج سنداً، فظهر أن من عطفه على الأول أو مزجه أدرجه، وهذا أدق ما وجد في المدرج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (9951) حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أن عليا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. الحديث: 1050 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 571 1051 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: كان شِعَارُ المهاجِرين: عَبْدَ اللهِ، وشِعَارُ الأنصارِ: عبدَ الرحمن. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شعار) الشعار: العلامة.   (1) رقم (2595) في الجهاد، باب الرجل ينادي بالشعار، وفي سنده الحجاج بن أرطأة، وهو كثير الخطأ والتدليس وقد عنعن، وفيه أيضاً عنعنة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (2595) قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن الحجاج، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. قلت: فيه الحجاج بن أبي زينب. قال عنه الحافظ: صدوق يخطئ. الحديث: 1051 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 572 1052 - (د) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: قال: أمَّرَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مرة أَبا بكرٍ في غَزَاةٍ، فَبَيَّتْنا ناساً، من المشركين نقْتُلُهم، [ص: 573] وقتلتُ بيدي تلك الليلة سبْعة أهْلِ أبياتٍ من المشركين، وكان شعارنا: أَمِتْ. وفي رواية أُخرى: يا منصُورُ أَمِتْ، يا منصُ أَمِتْ. أخرجه أبو داود، وانتهت روايته عند «أَمِت» الأولى. وفي أخرى لأبي داود أيضاً قال: غزوْنا مع أبي بكرٍ زمَنَ النبي صلى الله عليه وسلم فكان شِعارنُا: أمِتْ، أمِتْ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فبيَّتْنا) التبييت الطروق ليلاً على غفلة، للغارة والنهب. (أمِت، أمِت) أمر بالموت، وقوله: يا منص، ترخيم منصور، بحذف الراء والواو، والمراد التفاؤل بالنصر، مع حصول الغرض بالشعار، لأنهم جعلوا هذا اللفظ بينهم علامة يعرف بعضهم بعضاً بها، لأجل ظلمة الليل.   (1) أبو داود رقم (2596) في الجهاد، باب ما جاء في الرجل ينادي بالشعار، ورقم (2638) في الجهاد، باب في البيات من حديث عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة، عن أبيه، وسنده حسن، وأخرجه أحمد في مسنده 4 / 46، والدارمي في سننه 2 / 219 من حديث أبي عميس عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: بارزت رجلاً فقتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه، فكان شعارنا مع خالد بن الوليد: أمت، يعني اقتل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (2596) قال: حدثنا هناد، عن ابن المبارك. وفي (2638) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الصمد، وأبو عامر. وابن ماجة (2840) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أنبأنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4516) عن أحمد بن سليمان، عن زيد بن الحباب. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن مهدي. ستتهم - ابن مهدي، وابن المبارك، وعبد الصمد، وأبو عامر، ووكيع، وزيد بن الحباب - عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، فذكره. الحديث: 1052 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 572 1053 - (ت د) المهلب [بن أبي ُصفْرة]- رحمه الله- عَمَّنْ سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ بَيَّتَكُمْ العدوُّ فقولُوا: حم، لاَ ينْصَرونَ» . [ص: 574] ورُوِي عن المُهَلبِ مُرْسَلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين، ولم أجدها في الأصول، قال: سمعتُ المهلَّبَ -وهو يخافُ أن يُبَيِّتَهُ الخوارجُ - يقول: سمعتُ عَلِيَّ بنَ أَبى طالبٍ يقول: - وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ الحَرُوريَّةُ - سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ أبو سفيان - «إنْ بُيِّتُمْ، فَإنَّ شِعارَكُم: حَم لا يُنْصرُون (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحرورية) طائفة من الخوارج نُسبوا إلى حروراء: اسم قرية [ص: 575] يُمَد ويقصر، كان أول مجتمعهم بها، وتحكيمهم فيها. (حم لا يُنصَرون) هذه أيضاً علامة لهم في الحرب كالأول، وقال أبو عبيدة: معناه: اللهم لا ينصرون، وقال ثعلب: هو إخبار، معناه: والله لا ينصرون، قال: ولو كان دعاء لكان مجزوماً، وإنما جعله قسماً بالله، لأن «حم» فيما يقال: اسم من أسماء الله، فكأنه قال: والله لا ينصرون.   (1) الترمذي رقم (1682) في الجهاد، باب ما جاء في الشعار، وأبو داود رقم (2597) في الجهاد، باب في الرجل ينادي بالشعار، وأخرجه أحمد في مسنده 4 /65 و 5 / 377، وذكره ابن كثير في تفسيره 7 / 276 عن أبي داود والترمذي وقال: وهذا إسناد صحيح. (2) قال القاري في " شرح المشكاة " 7 / 234 قال القاضي: أي علامتكم التي تعرفون بها أصحابكم هذا الكلام، والشعار في الأصل: العلامة التي تنصب ليعرف بها الرجل رفقته و " حم لا ينصرون " معناه: بإيماننا بما في هذه السور وما أفادنا من الثقة بربنا، لا ينصرون. والحواميم السبع لها شأن، قال حميد بن زنجويه: حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلاً، فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه، إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب وأعجب. فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن، وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات، مثل آل حم في القرآن " ذكره ابن كثير 7 / 275. قال القاري: فنبه صلى الله عليه وسلم على أن ذكرها لعظم شأنها وشرف منزلتها عند الله تعالى، مما يستظهر به المسلمون على استنزال النصر عليهم، والخذلان على عدوهم، وأمرهم أن يقولوا: " حم " ثم استأنف وقال " لا ينصرون " جواباً لسائل عسى أن يقول: ماذا يكون إذا قلت هذه الكلمة؟ فقال: لا ينصرون. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/65) و (5/377) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وأبو داود (2597) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (1682) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (617) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثناأبو نعيم. قال: حدثنا شريك. كلاهما (شريك، وسفيان) عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أي صفرة، فذكره. * في رواية شريك: «عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» . * وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (618) قال: أخبرني هلال بن العلاء. قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا أبو إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة. قال: وهو يخاف أن تبيته الحرورية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حفر الخندق، وهو يخاف أن يبيته أبو سفيان، إن بيتم فإن دعواكم حم لا ينصرون. مرسل. الحديث: 1053 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 573 1054 - (خ م ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ» . أخرجه الجماعة، إلا الموطأ والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحرب خدعة) يعني: أن أمرها ينقضي بمرة واحدة من الخداع، قال الخطابي: هذا الحرف يُرْوى بفتح الخاء وسكون الدال، وهو أفصحها وأصوبها، [وبضم الخاء وسكون الدال] ، وبضم الخاء وفتح الدال، فمعنى الأولى: المرة الواحدة من الخداع: أي أن المقاتل إذا خُدع مرة واحدة، لم يكن لها إقالة، ومعنى الثانية: الاسم من الخداع، ومعنى الثالثة: أراد أن [ص: 576] الحرب تخدع الرجال، وتُمَنِّيهم، ولا تفي لهم، كما يقال: فلان رجل لُعَبَة: إذا كان يكثر اللعب، وضُحكة: للذي يكثر الضحك.   (1) البخاري 6 / 110 في الجهاد، باب الحرب خدعة، ومسلم رقم (1739) في الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب، والترمذي رقم (1675) في الجهاد، باب في الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب، وأبو داود رقم (2636) في الجهاد، باب المكر في الحرب. قال الحافظ: وفي الحديث التحريض على أخذ الحذر في الحرب، والندب إلى خداع الكفار، وأن من لم يتيقظ لذلك لم يأمن أن ينعكس الأمر عليه، وفيه الإشارة إلى استعمال الرأي في الحرب، بل الاحتياج إليه آكد من الشجاعة. كما قال المتنبي: الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1237) . وأحمد (3/308) والبخاري (4/77) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. ومسلم (5/143) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي. وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. وأبو داود (2636) قال: حدثنا سعيد بن منصور. والترمذي (1675) قال: حدثنا أحمد بن منيع، ونصر بن علي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2523) عن محمد بن منصور المكي، والحارث بن مسكين. جميعهم (الحميدي، وأحمد، وصدقة، وابن حجر، والناقد، وزهير، وسعيد بن منصور، وأحمد بن منيع، ونصر، ومحمد بن منصور، والحارث) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره. - ورواه عن جابر أيضا أبو الزبير: أخرجه أحمد (3/297) قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. الحديث: 1054 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 575 1055 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سَمَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحرْب خُدَعة. وفي رواية أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحرْبُ خَدْعَةٌ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) البخاري 6 / 110 في الجهاد، باب الحرب خدعة، ومسلم رقم (1740) في الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (2/312) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن مبارك. وفي (2/314) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (4/77) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أصرم. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (5/143) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. كلاهما (ابن المبارك، وعبد الرزاق) قالا: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 1055 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 1056 - (د) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا غَزا نَاحِيَة وَرَّى بغيرها، وكان يقول: «الحربُ خَدْعَةٌ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ورّى بغيرها) ستر وأخفى، يعني: أنه كان إذا أراد أن يقصد جهة أظهر أنه يريد غيرها، لئلا ينتهي خبره إلى مقصده، فيستعدوا للقائه.   (1) رقم (2637) في الجهاد، باب المكر في الحرب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2637) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، فذكره. متن هذا الحديث في «تحفة الأشراف» (8/2637) «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا ورى بغيره وكان يقول: الحرب خدعة» . الحديث: 1056 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 1057 - (ط د س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْغَزْوُ غزْوانِ، فأمَّا من اْبَتغَى وجْهَ اللهِ، وأَطاعَ الإمامَ، وأنْفَقَ الكَريمة، وياسَرَ الشَّريكَ، واْجتنَبَ الفَسادَ، فإنَّ نَوْمَهُ ونُبْهَهُ أْجرٌ [ص: 577] كُلُّهُ، وأَّما من غَزَا فَخْراً، ورَيِاءً، وسُمْعَة، وعَصَى الإمام، وأفسد في الأرضِ، فإنَّهُ لم يرَجِعْ بالكَفافِ» . هذه رواية أبي داود، والنسائي (1) . وفي رواية الموطأ قال: «الغَزْوُ غَزْوانِ، فَغَزْوٌ: تُنفَقُ فيه الكريمةُ، ويُيَاسَرُ فيه الشريك، ويُطَاعُ فيه ذو الأمْرِ، ويُجتْنَبُ فيه الفساد، فذلك الغزوُ خيرٌ كُلُّهُ، وغَزّوٌ: لا تُنفَقُ فيه الكريمةُ، ولا ييَاسرُ فيه الشريك، ولا يُطَاعُ فيه ذُو الأَمرِ، ولا يُجتْنَبُ فيه الفسادُ، فذلك الغَزْو لا يَرْجِعُ صاحِبُهُ كَفافاً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكريمة) : النفيسة الجيدة من كل شيء. (وياسر الشريك) مياسرة الشريك: هي التساهل معه، واستعمال اليُسر معه، وترك العسر، وهي مفاعلة من اليسر. (سمعة ورياء) يقال: فلان فعل الشيء رياء وسمعة، أي فعله ليراه الناس ويسمعوه. (كفافاً) الكفاف: السواء والقدر، وهو الذي لا يفضل عنه ولا يعوزه.   (1) أبو داود رقم (2515) في الجهاد، باب من يغزو ويلتمس الدنيا، والنسائي 6 / 49 في الجهاد، باب فضل الصدقة في سبيل الله عز وجل، و 7 / 155 في البيعة، باب التشديد في عصيان الإمام، والدارمي 2 / 208، وأحمد 5 / 234، وإسناده صحيح، فقد صرح بقية بالتحديث عند أبي داود وأحمد وفي الرواية الثانية للنسائي. (2) الموطأ 2 / 466 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد موقوفاً على معاذ، وهو في معنى رواية أبي داود والنسائي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (5/243) قال: حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه. والدارمي (2422) قال: أخبرنا نعيم بن حماد. وأبو داود (2515) قال: حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي. والنسائي (6/49) و (7/155) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد. أربعتهم - حيوة، ويزيد بن عبد ربه، ونعيم، وعمرو بن عثمان - عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، فذكره. الحديث: 1057 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 1058 - (خ) موسى بن أنس - رضي الله عنهما -: قال: وذَكرَ يومَ اليمامة. قال: أَتَى أنسٌ ثَابتَ بن قيسٍ وقد حَسَرَ عن فَخِذَيْه، وهو يَتَحَنَّطُ فقال: يا عَمِّ، ما يَحْبِسُك؟ ألا تَجِيءَ؟ (1) قال: الآن يا ابن أخي، وجعل يتَحَنَّطُ من الحَنُوطِ، ثم جاءَ فجلَسَ - يعني: في الصف - فذكر في الحديث انكشافاً من الناس، فقال: هكذا عن وُجُوهِنَا حتى نُضَاربَ الْقَوْم، ما هكذا كُنَّا نَفْعَلُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بِئْسَ ما عَوَّدْتُمْ أقْرَانَكم. قال الحميدي: هكذا فيما عندنا من كتاب البخاري، أنَّ موسى بن أنس قال: أتى أنسٌ ثابتَ بن قيس، ولم يقل: عن أنس. قال: وأخرجه البخاري أَيضاً تعْليقاً عن ثابت عن أنس (2) ، ولم يذكُرْ لفظ الحديث (3) . [ص: 579] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حسر) عن رأسه ويده: أي كشفهما. (يتحنط) يستعمل الحنوط: وهو ما يطيب به كفن الميت خاصة، فكأنه أراد بذلك: الاستعداد للموت، وتوطين النفس على ذلك، والصبر على القتال. (أقرانكم) جمع قرن بكسر القاف، وهو نظيرك في الحرب، وكفؤك في القتال.   (1) قوله " ألا تجيء " بالنصب، و " لا " زائدة، وبالرفع وتخفيف اللام. (2) قال الحافظ: كذا قال، وكأنه أشار إلى أصل الحديث، وإلا فرواية حماد أتم من رواية موسى بن أنس، وقد أخرجه ابن سعد والطبراني والحاكم من طرق عنه، ولفظه أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ولبس ثوبين أبيضين يكفن فيهما، وقد انهزم القوم، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، ثم قال: بئس ما عودتم أقرانكم، منذ اليوم خلوا بيننا وبينهم ساعة، فحمل فقاتل حتى قتل، وكانت درعه قد سرقت، فرآه رجل فيما يرى النائم، فقال: إنها في قدر تحت إكاف بمكان كذا، فأوصاه بوصايا، فوجدوا الدرع كما قال، وأنفذوا وصاياه. (3) البخاري 6 / 38 في الجهاد، باب التحنط عند القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/33) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: حدثنا خالد بن الحارث. قال: حدثنا ابن عون عن موسى بن أنس، فذكره. الحديث: 1058 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 578 1059 - (د) قيس بن عُباد - رحمه الله- (1) : قال: كان أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَكرهُونَ الصوت عندَ القِتالِ. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يكرهون الصوت) كراهية الصوت في القتال: مثل أن يُناديَ بعضهم بعضاً. أو يفعل أحدهم فعلاً له أثر، فيصيح ويعرف نفسه على جهة الفخر والعجب، ونحو ذلك.   (1) قيس بن عباد - بضم العين وفتح الباء مخففة - القيسي الضبعي - بضم الضاد المعجمة - أبو عبد الله البصري مخضرم ثقة، روى عن عمر وعلي وعمار، وعنه ابنه عبد الله والحسن البصري وابن سيرين، مات بعد الثمانين. (2) رقم (2656) في الجهاد، باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء، إسناده حسن ورجاله ثقات، ويشهد له الحديث الآتي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2656) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا هشام، (ح) وثنا عبيد الله بن عمر،ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا هشام، قال: ثنا قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، فذكره. الحديث: 1059 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 579 1060 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه-: عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذلك. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2657) في الجهاد، باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء، ولا بأس بإسناده، رجاله كلهم ثقات، خلا مطر بن طهمان الوراق فإنه وإن كان صدوقاً فإنه كثير الخطأ، وأخرج له مسلم في صحيحه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2657) حدثنا عبيد الله بن عمر، ثنا عبد الرحمن، عن همام حدثني مطر عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك. الحديث: 1060 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 1061 - () (أبو الدرداء - رضي الله عنه-) : كان يَقِف حين يَنْتَهي إلى الدَّرْبِ في مَمرِّ النَّاسِ إلى الجهادِ، فَينادي نِداء، يُسْمِعُ النَّاسَ: أَيهُّا الناسُ مَنْ كان عليه دَيْنٌ ويَظُنُّ أنهُ إنْ أُصيبَ في وجههِ هذا لم يَدَعْ له قَضاء فَلْيَرْجِعْ ولا يَتَعَنّى، فَإَّنهُ لا يعُودُ كفافاً. أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (في وجهه هذا) : مُنْصَرَفُه والجهة التي يريد أن يتوجه إليها.   (1) في الأصل: بياض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر والذي يليه من زيادات رزين. الحديث: 1061 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 1062 - () (عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -) : قَالَ له رجلٌ: أُريدُ أن أبيعَ نفْسي مِنَ اللهِ، فَأُجَاهِدَ حتى أُقْتَلَ، فقال: ويْحَكَ، وأَينَ الشُّرُوط؟ أيَن قوله تعالى {التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحامدُونَ السَّائِحُون الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُون الآمِرُونَ بالمعروفِ والنَّاهُونَ عن المنكر والحَافِظُون لِحُدودِ الله وبَشِّرِ المؤمنين} [التوبة: 112] . أخرجه (1) . [ص: 581] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وأين الشروط؟) أراد بالشروط: ما ذكره من التوبة والعبادة والحمد، وباقي الأشياء التي عدها في الآية جميعها.   (1) في الأصل بياض. الحديث: 1062 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص 1063 - (خ م ت د س) أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الرَّجُلِ: يُقاتِلُ شَجاعَة، ويُقاتِلُ حَمِيَّة، ويقاتِلُ رياء: أيُّ ذلك في سَبيلِ الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من قَاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العُلْيا» . زَاد في رواية «فهو في سبيل الله» . هذه رواية البخاري، ومسلم، والترمذي. وفي رواية أبي داود، والنسائي قال: إنَّ أعْرابيًّا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الرجلُ يُقاتِلُ للذِّكْرِ، ويقاتل ليُحْمَد، ويقاتِل لِيَغْنَمَ، ويقاتل لِيُرَى مَكانُهُ، فَمنْ في سبيل الله؟ قال: «من قاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العُليا فهو في سبيل الله» . [ص: 582] ولم يذكر النسائي: «ويُقاتِلُ لِيُحْمَدَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَمية) الحمية الأنفة، والاحتماء لمن يلزمك أمره. (للذكر) : أي ليُذكر بين الناس، ويوصف بالشجاعة.   (1) البخاري 6 / 21 و 22 في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وباب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره، وفي العلم، باب من سأل الله وهو قائم عالماً جالساً، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، ومسلم رقم (1904) في الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، والترمذي رقم (1646) في فضائل الجهاد، باب فيمن يقاتل رياء وللدنيا، وأبو داود رقم (2517) في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، والنسائي 6 / 23 في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وابن ماجة رقم (2783) في الجهاد، باب النية في القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/392) قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا زهير. وفي (4/417) قال: ثنا زياد بن عبد الله، يعني البكائي. وفي (4/417) قال: ثنا حسن بن موسى، قال: ثنا زهير. والبخاري (1/42) قال: ثنا عثمان، قال: نا جرير. ومسلم (6/46) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا جرير. ثلاثتهم زهير، وزياد بن عبد الله، وجرير عن منصور بن المعتمر. 2 - وأخرجه أحمد (4/397) و (405) قال: ثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (553) قال: نا عبد الرزاق، قال: نا الثوري. والبخاري (9/166) قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا سفيان. ومسلم (6/46) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن العلاء، قال إسحاق: نا، وقال الآخرون: ثنا أبو معاوية. (ح) وثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: عيسى بن يونس. وابن ماجة (2783) قا: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: ثنا أبو معاوية. والترمذي (1646) قال: ثنا هناد، قال: ثنا أبو معاوية. ثلاثتهم - أبو معاوية، وسفيان الثوري، وعيسى بن يونس - عن الأعمش. 3 - وأخرجه أحمد (4/401) قا: ثنا محمد بن جعفر، وعفان. والبخاري (4/24) قال: ثنا سليمان بن حرب. وفي (4/105) قال: ثني محمد بن بشار، قال: ثنا غندر. ومسلم (6/46) قال: ثنا محمد ابن المثنى، وابن بشار، قالا: ثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (2517) قال: ثنا حفص بن عمر. وفي (2518) قال: ثنا علي بن مسلم، قال: ثنا أبو داود. والنسائي (6/23) قال: نا إسماعيل بن مسعود، قال: ثنا خالد. ستتهم - محمد بن جعفر غندر، وعفان، وسليمان بن حرب، وحفص بن عمر، وأبوداود، وخالد بن الحارث - عن شعبة، عن عمرو بن مرة. ثلاثتهم - منصور، والأعمش، وعمرو بن مرة - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، فذكره. قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح. الحديث: 1063 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 581 1064 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رَجُلاً قال: يا رسولَ الله رجلٌ يريدُ الجهاد في سبيل الله، وهو يَبْتَغِي عَرضاً من عَرضِ الدُّنيا؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا أجْرَ لَهُ» ، فأعْظَمَ ذلك الناسُ، وقالوا للرَّجُلِ: عُدْ لِرَسولِ الله، لَعَلَّك لم تُفْهِمهُ، فقال: يا رسول الله، رجلٌُ يرُيد الجهادَ في سبيل الله، وهو يبتغي عرضاً من عَرضِ الدنيا؟ قال: «لا أَجرَ له» ، فقالوا للرَّجل: عُدْ لرسول الله، فقال له الثالثةَ، فقال: لا أجرَ لهُ. أخرجه أبو داود (1) . [ص: 583] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَرَض) عرض الدنيا: متاعها. وقيل: هو ما عدا الدينار والدرهم.   (1) رقم (2516) في الجهاد، باب فيمن يغزو ويلتمس الدنيا، وفي سنده ابن مكرز الراوي عن أبي هريرة، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات، وفي الباب ما يشهد له، وسيذكر بعضه المصنف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/290) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/366) قال: حدثنا حسين بن محمد. وأبو داود (2516) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، عن ابن المبارك. ثلاثتهم (يزيد بن هارون، وحسين بن محمد، وابن المبارك) عن ابن أي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن ابن مكرز، فذكره. * في رواية حسين بن محمد: «عن يزيد بن مكرز» وفي رواية ابن المبارك: «عن ابن مكرز رجل من أهل الشام» . الحديث: 1064 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 582 1065 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قُلْتُ: يا رسول الله، أَخْبِرني عن الجِهادِ والغَزْوِ، فقال: «يا عَبدَ الله بْنَ عَمرو إنْ قاتلتَ صابراً مُحتْسِباً بعَثكَ الله صابراً محتسباً، وإن قَاتلتَ مرائياً مُكاثِراً، بَعَثَكَ الله مرائياً مكاثِراً، يا عبدَ اللهِ بنَ عمرو، عَلى أي حالٍ قاتلتَ أو قُتِلت، بعَثَك الله على تلك الحالِ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (محتسباً) الاحتساب في الأعمال الصالحات، وعند المكروهات: هو البدار إلى طلب الأجر، وتحصيله بالصبر والتسليم، أو باستعمال أنواع البر ومراعاتها، والقيام بها على الوجه المرسوم فيها، طلباً للثواب المرجو منها. ومنه يقال: احتسب فلان ابناً له: إذا مات كبيراً: أي جعل أجره له عند الله ذخيرة، والحسبة: الاسم، وهي الأجر.   (1) رقم (2519) في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وفي سنده العلاء بن عبد الله بن رافع وحنان بن خارجة لم يوثقهما غير ابن حبان، لكن يشهد له حديث أبي موسى المتقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2519) قال: ثنا مسلم بن حاتم الأنصاري، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن العلاء بن عبد الله بن رافع، عن بن خارجة، فذكره. الحديث: 1065 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 1066 - (س) أبو أمامة الباهلي- رضي الله عنه-: قال: جاء رَجُلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أَرَأَيتَ رجلاً غَزَا يلْتَمِسُ الأَجْرَ والذِّكْرَ، مَالَهُ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا شْيء له» فأعَادها ثلاث مرارٍ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لاشيء له» ثم قال: «إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لا يقْبَلُ منَ العْمَلِ إلا ما كان له خالصاً، وَابتُغِيَ به وجْهُهُ» .أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 25 في الجهاد، باب من غزا يلتمس الأجر والذكر، وسنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/25) قال: أخبرنا عيسى بن هلال الحمصي. قال: حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا معاوية بن سلام عن عكرمة بن عمار عن شداد أبي عمار، فذكره. الحديث: 1066 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 1067 - (س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَزَا في سَبيل الله، وَلم ينْوِ إلا عِقَالاً، فَله ما نَوى» . وفي أخرى: «وهو لا يُريِدُ إلا عِقالاً فله ما نوى» . أخرجه النسائيُّ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عقالاً) العقال: حُبَيل صغير تشد به ركبة البعير لئلا يفر، يقول: من جاهد وكان نيته أن يغنم ولو عقالاً، فإن ذلك أجره.   (1) 6 / 24 و 25 في الجهاد، باب من غزا في سبيل الله ولم ينو من غزاته إلا عقالاً، وهو حديث حسن في الشواهد، في سنده يحيى بن الوليد حفيد عبادة بن الصامت، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/315) قال: ثنا يزيد بن هارون. وفي (5/320) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، وبهز. والدارمي (2421) قال: نا الحجاج بن منهال. وعبد الله بن أحمد (5/329) قال: ثنا عبد الواحد بن غياث، وإبراهيم بن الحجاج الناجي. والنسائي (6/24) قال: نا عمرو بن علي، قال: ثنا عبد الرحمن. وفي (6/254) قال: ني هارون بن عبد الله، قال: ثنا يزيد بن هارون. ستتهم (يزيد، وعبد الرحمن، وبهز، والحجاج، وعبد الواحد، وإبراهيم بن الحجاج) عن حماد بن سلمة، قال: ثنا جبلة بن عطية، عن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره. الحديث: 1067 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 1068 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ طَلَبَ الشَّهادة صادقاً أُُعطِيها، وإنْ لمْ تُصِبْهُ (1) » . [ص: 585] أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشهادة) القتل في سبيل الله تعالى، وإنما سمي القتيل فيه شهيداً، لأن الله وملائكته شهود له بالجنة، وقيل: لأنه ممن يستشهد به يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأمم.   (1) وفي الرواية الأخرى: " من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه "، قال النووي: معنى الرواية الأولى مفسر من الثانية. ومعناهما جميعاً: أنه إذا سأل الشهادة بصدق، أعطي من ثواب الشهداء، وإن مات على فراشه. وفيه استحباب سؤال الشهادة، واستحباب نية الخير. (2) رقم (1908) في الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (6/48) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت، فذكره. الحديث: 1068 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 1069 - (د) يعلى بن مُنيةَ - رضي الله عنه -: قال: آذَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالغَزْوِ، وأَنا شيخٌ كبير، ليسَ لي خَادِمٌ، فالتَمَسْتُ أَجيراً يَكْفيني، وَأُجْري له سَهْمَهُ، فوجدتُ رجلاً، فَلمَّا دنا الرحيلُ أتاني، فقال: ما أدْرِي ما السُّهْمانُ؟ وما يبْلغُ سَهْمِي؟ فَسَمِّ ليَ شيئاً، كان السهمُ أَوْ لم يكُن، فسمَّيْتُ له ثلاثَةَ دنانيرَ، فلما حَضَرَتْ غَنِيمَةٌ أَردْتُ أن أجري له سَهْمَهُ، فذكرتُ الدنانيرَ، فجئْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرتُ له أمْرَهُ، فقال: «ما أجِدُ له في غَزْوَتِهِ هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيرَهُ التي سَمَّى» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سُهمان) جمع سهم: وهو النصيب.   (1) رقم (2527) في الجهاد، باب الرجل يغزو بأجر الخدمة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2527) قال: ثنا أحمد بن صالح. قال: ثنا عبد الله بن وهب. قال: ني عاصم بن حكيم، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن الديلمي، فذكره. الحديث: 1069 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 1070 - (س) شداد بن الهاد - رضي الله عنه -: أن رجلاً من الأْعرابِ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآمن به وَاتَّبَعَهُ، ثم قال: أُهاجِرُ معك، فأوْصى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعضَ أَصْحابِه، فلما كانت غَزاة، غَنِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئا، [ص: 586] فَقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعْطَى أصحابَهُ ما قَسَمَ له، وكان يَرْعى ظَهْرَهم، فلمَّا جاء دَفَعُوهُ إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قِسْمٌ قَسَمَ لَكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخَذَهُ، فجاء به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: «قَسمْتُهُ لَكَ» ، قال: ما على هذا اتَّبَعْتُكَ، ولكن اتَّبَعْتُكَ على أنْ أُرْمى إلى هَا هُنا - وأشارَ إلى حَلْقِهِ - بِسَهْمٍ فأموتَ، فأَدْخلَ الْجنَّةَ، فقال: «إنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ» ، فلَبِثُوا قليلاً، ثم نهَضُوا في قتال العَدُوِّ، فأُتِيَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحْمَلُ قد أصَابهُ سَهْمٌ حيثُ أشار، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَهُوَ هُوَ؟» قالوا: نعم، قال: «صَدَقَ الله فَصَدقَهُ» ، ثم كفَّنَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جُبَّتِهِ، ثم قدَّمهُ فَصَلَّى عليْه، فكانَ ممَّا ظَهَرَ مِنْ صلاتِهِ: «اللَّهُمَّ هذا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهاجِراً في سبيلك، فَقُتِل شَهيداً، أنا شهيدٌ على ذَلك» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 60 و 61 في الجنائز، باب الصلاة على الشهداء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/60) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن ابن جريج، قال: أخبرني عكرمة بن خالد أن ابن أبي عمار أخبره، فذكره. الحديث: 1070 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 1071 - (د) عبد الرحمن بن أبي عقبة -رحمه الله- عن أبيه: وكان مَوْلى من أهْلِ فارِس - قال: شهدتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُُحُداً، فَضَرْبتُ رجلاً من المشركين، فقلتُ: خُذْها، وأنا الغُلامُ الفَارِسيُّ، فالتَفَتَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هَلاّ قُلْتَ: وأنا الغلامُ الأنصاريُّ، ابنُ أُختِ القوم منهم» . أخرجه أبو داود وانتهت روايته عند قوله «الأنصاري» (1) .   (1) رقم (5123) في الأدب، باب في العصبية، وأخرجه ابن ماجة رقم (2784) في الجهاد، باب النية في القتال، وفي سنده ابن إسحاق وقد عنعن، وعبد الرحمن بن أبي عقبة لم يوثقه غير ابن حبان، وقوله " ابن أخت القوم منهم " أخرجه أبو داود رقم (5122) من حديث أبي موسى الأشعري، وهو في " الصحيحين " مختصراً ومطولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (5/295) . وأبو داود (5123) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحميم. وابن ماجة (2784) . قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم، وأبو بكر بن أبي شيبة -. قالوا: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن داود بن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي عقبة. فذكره. قلت: فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعنه، وعبد الرحمن بن أبي عقبة، لم يوثقه غير ابن حبان. أما الزيادة، فهي عند أبي داود (5122) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا أبو أسامة، عن عوف، عن زياد بن نمراق،عن أبي كنانة، عن أبي موسى،فذكره. (*) تحرف في المطبوع من سنن ابن ماجة إلى جرير بن حازم بن إسحاق. انظر «تحفة الأشراف» (9/12070) . الحديث: 1071 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 1072 - (د) قيس بن بشر التغلبي - رحمه الله- قال: أخبرني أبي - وكان جليساً لأبي الدَّرْداءِ - قال: كان بدمشق رَجُلٌ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، يقالُ لهُ: ابنُ الحَنْظَلِيَّةِ (1) ، وكان رجلاً مُتَوحِّداً، قَلمَّا يُجالسُ الناسَ، إنمَّا هو صلاةٌ، فإذا فرغَ فإنما هو تَسبيحٌ وتكبيرٌ، حتى يَأْتَي أهلَهُ قال: فَمرَّ بنا ونحنُ عندَ أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّكَ، قال: بَعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فَقَدِمَتْ، فجاء رجلٌ منهم فجلسَ في المجلسِ الذي يَجلِسُ فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال لرجلٍ إلى جَنبِهِ: لو رأيْتَنا حين الْتَقَيْنا مع العدوِّ، فحملَ فُلانٌ فَطعنَ رجلاً منهم، فقال: خُذها مِني وأنا الغلامُ الغِفارِيُّ، كيف ترى في قوله؟ فقال: مَا أُراهُ إلا قَدْ بَطَلَ أَجْرُهُ، فَسمِعَ بذلك آخرُ، فقال: ما أرى بما قال بَأْساً، فَتنَازعَا حتى سمعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: سُبحانَ الله؟ لا بأْسَ أنْ يُؤْجَرَ ويُحْمدَ، قال أبي: فرأيتُ أبا الدرْداءِ سُرَّ بذلك، وجعلَ يَرْفعُ رأسه إليه ويقولُ: أَأَنْتَ سمعتَ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم فما زالَ يُعيِدُ ذلك عليه، حتى إنِّي لأقول: لَيَبْرُكَنَّ على رُكبتيه، قال: ثم مَرَّ بنا يوماً آخرَ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّك، [ص: 588] قال: نَعم، قال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: المُنفِقُ على الخيْلِ، كالبَاسِط يَدَهُ بالصَّدَقَةِ لا يَقْبِضُها، ثُمَّ مَرَّ بنا يوماً آخرَ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنفعُنا ولا تضرُّكَ، قال: نعم، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نِعمَ الرجلُ خُرَيمٌ الأسدي (2) ، لَوْلا طولُ جُمَّتهِ، وإسْبالُ إزارِهِ، فَبَلَغَ ذلك خُريْماً فَعَجلَ وأخذ شفْرةً، فقطع بها جُمَّتهُ إلى أُذُنَيْه، ورفع إزارهُ إلى أنْصَافِ سَاقَيْهِ، ثم مرّ بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعُنا ولا تضرّك، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكُم قادِمُونَ على إخوانكم، فَأصْلحُوا رِحَالَكُم، وأصلحوا لِبَاسَكُم، حتى تكونوا كأنَّكم شَامَةٌ في النَّاسِ، فَإنَّ الله لا يُحبُّ الفُحشَ ولا التَّفَحُّشَ» . أخرجه أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (متوحداً) المتوحد متفعل من الوحدة، وهو المنفرد وحده، لا يخالط الناس ولا يجالسهم. (كلمةً تنفعنا) نصب «كلمة» بإضمار فعل تقديره: حدِّثنا، أو أسمعنا كلمة تنفعنا. [ص: 589] (سرية) السرية طائفة من الجيش، يبلغ أقصاها أربعمائة رجل. (جُمَّتَهُ) الجمة مجتمع شعر الرأس. (إسبال إزاره) إسبال الإزار: إرخاؤه على القدم لينال الأرض، وهو من زي المتكبرين. (شامة) الشامة في الجسد: معروفة، أراد: كونوا بين الناس أحسنهم زيّاً وهيئة. حتى ينظروا إليكم فتظهروا لهم، كما يُنظر إلى الشامة وتظهر للرائين، دون باقي الجسد من الإنسان. (الفحش) : الرديء من القول القبيح. (والتفحش) : التفعل منه.   (1) قال المنذري في " مختصر السنن " 6 / 53: ابن الحنظلية: هو سهل بن الربيع بن عمرو، ويقال: سهل بن عمرو، أنصاري حارثي، سكن الشام، والحنظلية أمه. وقيل: هي أم جده، وهو من بني حنظلة بن تميم. (2) " خريم " - بضم الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها ميم - هو ابن فاتك - بالفاء، وبعد الألف تاء ثالث الحروف مكسورة وكاف - ولخريم ولأبيه فاتك صحبة. وكنيته: أبو يحيى، ويقال: أبو أيمن. (3) رقم (4089) في اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، وإسناده حسن، وحسنه النووي في " الرياض "، وأخرجه أحمد 4 / 179، 180. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4089) حدثنا هارون بن عبد الله. ثنا أبو عامر - يعني عبد الملك بن عمرو -ثنا هشام بن سعد، عن قيس بن بشر التغلبي. قال: أخبرني أبي وكان جليسا لأبي الدرداء، فذكره. الحديث: 1072 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 الفصل الرابع: في أحكام القتال والغزو 1073 - (م د ت) بُرَيْدةُ - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّرَ أميراً على جيشٍِ، أو سريَّةٍ، أوْصَاهُ في خاصَّته بتقْوى الله، ومَنْ معهُ من المسلمين خيراً، ثم قال: اغْزُوا باسْمِ الله في سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كفر بالله، اغزوا ولا تغُلُّوا، ولا تغْدِروا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقْتُلوا وَليداً، وإذا لَقِيتَ عدوَّك من المُشْركين، فادْعُهُمْ إلى ثلاثِ خصالٍ - أو خلالٍ - فَأيَّتُهُنَّ [ص: 590] ما أجابوك فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم، ثُمَّ ادعهم (1) إلى الإسلام، فإنْ أجابوك فاقبل منهم وكُفَّ عنهم، ثم ادْعهم إلى التَّحَوُّلِ مِنْ دارِهم إلى دار المهاجرين، وأَخبِرْهُمْ، أَنَّهَمْ إنْ هم فعلوا ذلك، فلهم ما لَلمُهاجرينَ، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحوَّلوُا منها، فأخبِرْهِمْ: أنَّهُمْ يكونُون كأعرابِ المسلمين يَجْرى عليهم حُكْم اللهِ الذي يجرى على المؤمنين، ولا يكونُ لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أَنْ يجاهدُوا مع المسلمين، فإنْ هُمْ أبوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيةَ، فَإنْ هُمْ أجابُوكَ فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم (2) ، فإنْ [هم] أبَوْا فَاْستَعِنْ بالله عليهم [ص: 591] وقاتلهم، وإذا حَاصَرْت أهل حصْنٍ، فأرادُوكَ أنْ تجعلَ لهم ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّة نبيِّه، فلا تجعلْ لهم ذِمَّة اللهِ ولا ذمّة نبيِّهِ، ولكن اجعل لهم ذِمَّتَكَ وذِمَّةَ أصحابِكَ، فإنَّكمْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَمكم وذِمَّةَ أصحَابِكمْ أهْوَنُ مِنْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ رسولِه، وإذا حاَصرْتَ أَهلَ حِصْنٍ، وأرادُوكَ أن تُنْزِلهم على حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلهمْ على حُكمِ الله، ولكن أَنْزِلْهم على حكمك، فإنك لا تدري: أتُصيبُ فيهم حُكمَ اللهِ، أم لا؟ هذه رواية مسلم. وأخرجه الترمذي مختصراً، وهذا لفظه: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ أميراً على جَيشٍ أوصاه في خاصَّةِ نفسِهِ بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، فقال: «اغْزُوا باسمِ الله، وفي سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كَفَرَ بالله، اغزُوا ولا تغُلُّوا، ولا تغدِرُوا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقتُلوا وَليداً» ، قال: وفي الحديث قِصَةٌ. وأخرجه أيضاً في موضع آخر من كتابه مثل مسلم بطوله، وأسقط منه: ذِكْرَ الجزية وطلبَها مِنْهُمْ، والباقي مثلهُ. وقال بعده: من رواية أُخرى نحوه بمعناه، ولم يذكر لفظه، إلا أنه قال: وزاد ... وذكر حديث الجزية. وأخرجه أبو داود، نحو رواية مسلمٍ بتغيير بعض ألفاظهِ وأسقط منه [ص: 592] حديث: «ذمَّةَ الله ورسوله» وزاد في آخره: «ثم اقضوا فيهم بعدُ ما شئتُم» وأسقط من أوله من قوله: «اغْزُوا باسم الله» إلى قوله: «وليداً» ، ثم عاد وأخرجه عقيبَ هذا الحديث مُفرداً، فصار الجميع مُتَّفَقاً عليه (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خاصته) خاصة الإنسان: نفسه ومن يلزمه أمره من أهله وأقاربه وأصحابه. (لا تغلوا) الغل الخيانة، والغُلول: ما يخفيه أحد الغزاة من الغنيمة، ولم يُحضره إلى أمير الجيش ليدخله في القسمة. (لا تمثِّلوا) المثلة: تشويه خلقة القتيل، والتنكيل به. (وليداً) الوليد الصبي الصغير، والجمع ولدان. (خِلال) جمع خَلَّة، وهي الخصلة. (أعراب) الأعراب ساكنو البادية من العرب. (الغنيمة) ما حصله الغزاة بسيوفهم عن قتال. (الفيء) ما حصل لهم من أموال العدو عن غير قتال. [ص: 593] (الجزية) البراءة، وهي فعلة، من جزيت. (يُخفروا الذمة) الذمة، الأمانة، وإخفارها: نقضها وترك العمل والوفاء بها. (تنزلهم) أي: تلجئهم، وأصله كأنه يضطره إلى أن ينزل من العلو إلى السفل.   (1) قال النووي: هو في جميع نسخ مسلم " ثم ادعهم " قال القاضي عياض: صواب الرواية " ادعهم " بإسقاط " ثم " وقد جاء بإسقاطها على الصواب في كتاب أبي عبيد، وفي سنن أبي داود وغيرهما؛ لأنه تفسير للخصال الثلاث، وليست غيرها. وقال المازري: ليست " ثم " هنا زائدة، بل دخلت لاستفتاح الكلام. ومعنى الحديث: أنهم إذا أسلموا يستحب لهم أن يهاجروا إلى المدينة، فإن فعلوا كانوا كالمهاجرين قبلهم في استحقاق الفيء والغنيمة، وإلا فهم كسائر أعراب المسلمين الساكنين في البادية من غير هجرة ولا غزو، فيجري عليهم أحكام الإسلام، ولا حق لهم في الغنيمة والفيء، وإنما يكون لهم نصيب من الزكاة إن كانوا بصفة استحقاقها. قال الشافعي: الصدقات للمساكين ونحوهم ممن لا حق لهم في الفيء، والفيء للأجناد، ولا يعطى أهل الفيء من الصدقات، ولا أهل الصدقة من الفيء، واحتج بهذا الحديث، وقال مالك وأبو حنيفة: المالان سواء ويجوز صرف كل واحد منهما إلى النوعين. وقال أبو عبيد: هذا الحديث منسوخ، وإنما كان هذا الحكم أول الإسلام لمن لم يهاجر، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} ، وهذا الذي ادعاه أبو عبيد لا يسلم له. (2) قال النووي: هذا مما يستدل به مالك والأوزاعي وموافقوهما في جواز أخذ الجزية من كل كافر، عربياً كان أو عجمياً، كتابياً أو مجوسياً أو غيرهما. وقال أبو حنيفة: تؤخذ الجزية من جميع الكفار، إلا مشركي العرب ومجوسهم، وقال الشافعي: لا تقبل إلا من أهل الكتاب والمجوس، عرباً كانوا أو عجماً، ويحتج بمفهوم آية الجزية، [ص: 591] وبحديث " سنوا بهم سنة أهل الكتاب "، ويتأول هذا الحديث على أن المراد بأخذ الجزية أهل الكتاب؛ لأن اسم المشرك يطلق على أهل الكتاب وغيرهم، وكان تخصيصهم معلوماً عند الصحابة. (3) مسلم رقم (1731) في الجهاد، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث، والترمذي رقم (1617) في السير، باب ما جاء في وصيته صلى الله عليه وسلم في القتال، ورقم (1408) في الديات، باب ما جاء في النهي عن المثلة، وأبو داود رقم (2612) في الجهاد، باب دعاء المشركين، ومختصراً رقم (2613) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/352) قال: ثنا وكيع. وفي (5/358) قال: ثنا عبد الرحمن. والدارمي (2444) و (2447) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. ومسلم (5/139) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم. (ح) وحدثني عبد الله بن هاشم، قال: حدثني عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -. وأبو داود (2612) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا وكيع. وفي (2613) قال: حدثنا أبو صالح الأنطاكي محبوب ابن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. وابن ماجة (2858) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، والترمذي (1408 و 1617) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1617) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1929) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن إسحاق الأزرق. سبعتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ومحمد بن يوسف، ويحيى بن آدم، وأبو إسحاق، وأبو أحمد، وإسحاق الأزرق - عن سفيان. 2 - وأخرجه مسلم (5/140) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. وفي (5/140) قال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، عن الحسن بن الوليد. والنسائى في الكبرى «تحفة الأشراف» (1929) عن أحمد بن حفص، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان. (ح) وعن محمود بن غيلان، عن عبد الصمد بن عبد الوارث. ثلاثتهم (عبد الصمد، والحسين، وإبراهيم) عن شعبة. 3 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1929) عن أحمد بن سليمان، عن يعلى بن عبيد، عن إدريس الأودي. ثلاثتهم - سفيان، وشعبة، وإدريس - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره. في رواية سفيان. قال: قال علقمة: فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيان، فقال: حدثني مسلم، هو ابن هيصم، عن النعمان بن مقرن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث سليمان بن بريدة. قال الترمذي: وحديث بريدة حديث حسن صحيح. الحديث: 1073 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 589 1074 - (خ م د) عبد الله (1) بن عونٍ - رحمه الله- قال: كَتَبْتُ إلى نَافِعٍ أسأله عن الدُّعاءِ قبلَ القتالِ؟ فكَتَبَ إَليَّ: إنما كان ذلك في أول الإسلام، وقد أغارَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بني المصْطَلِقِ وهُمْ غَارُّونَ، وأنعامُهُم تُسْقَى على الماء، فَقَتلَ مُقَاتِلَتَهمْ، وسَبَى ذَرَاريَّهُمْ، وأصاب يومَئِذٍ جُوَيْرِية. حدَّثني به عبدُ اللهِ بن عمر، وكان في ذلك الجيش. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (2) . إلا أنَّ في كتاب مسلم: قال يحيى: أحسِبُه قال: - جُوَيْرِيَة - أو: البتّةَ ابنة الحارث (3) . [ص: 594] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدعاء قبل القتال) أراد بالدعاء: الإنذار، وأن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم. (غارُّون) الغِرَّة الغفلة، ورجل غار، وقوم غارون. (سبيهم) سبيت العدو سبياً، إذا أسرته، واستوليت عليه. (جويرية) تصغير جارية، هي زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي جويرية بنت الحارث.   (1) هو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم البصري أبو عون الخراز أحد الأعلام، روى عن عطاء ومجاهد وسالم والحسن والشعبي وخلق، وعنه شعبة والثوري وابن علية ويحيى القطان. قال ابن مهدي: ما أحد أعلم بالسنة بالعراق من ابن عون مات سنة 151 هـ. (2) البخاري 5 / 122 و 123 في العتق، باب من ملك من العرب رقيقاً فوهب، ومسلم رقم (1730) في الجهاد، باب جواز الإغارة على الكفار، وأبو داود رقم (2633) في الجهاد، باب في دعاء المشركين، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (4857) و (4875) و (5124) . (3) قال النووي في " شرح مسلم " 12 / 36: أما قوله: " أو البتة " فمعناه: أن يحيى بن يحيى أحد [ص: 594] رواة الحديث قال: أصاب يومئذ بنت الحارث، وأظن شيخي سليم بن أخضر سماها في روايته: جويرية، أو أعلم ذلك وأجزم به وأقوله: البتة، وحاصله: أنها جويرية فيما أحفظه إما ظناً وإما علماً، ثم قال: وفي هذا الحديث: جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم الدعوة من غير إنذار بالإغارة، وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب حكاها المازري والقاضي، أحدها: يجب الإنذار مطلقاً، قاله مالك وغيره، وهذا ضعيف. والثاني: لا يجب مطلقاً، وهذا أضعف منه أو باطل. والثالث: يجب إن لم تبلغهم الدعوة، ولا يجب إن بلغتهم، لكن يستحب، وهذا هو الصحيح، وبه قال نافع مولى ابن عمر، والحسن البصري والثوري والليث والشافعي وأبو ثور وابن المنذر والجمهور، قال ابن المنذر: وهو قول أكثر أهل العلم، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على معناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/31) (4857) قال: حدثنا معاذ. وفي (2/32) (4873) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/51) (5124) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (3/194) قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (5/139) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: حدثنا سليم بن أخضر. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وأبو داود (2633) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى «الورقة / 114 - ب» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. سبعتهم - معاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن إبراهيم، وعبد الله بن المبارك، وسليم بن أخضر، وابن أبي عدي، ويزيد بن زريع - عن ابن عون، فذكره. الحديث: 1074 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 593 1075 - (ت) أبو البختري [سعيد بن فيروز]- رحمه الله-: أنَّ جيْشاً مِنْ جُيُوش المسلمين كان أَميرهم سَلْمَانُ الفارِسِيُّ - حَاصَرُوا قَصْراً مِنْ قُصُورِ فَارِسَ، فقال المسلمُون: ألاَ ننْهَدُ إليهم؟ قال: دَعوني أدعوهم، كما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُو، فأتاهم فقال: «إنَّما أَنا رجلٌ منكم فارسِيٌّ، وتَرُون أن [ص: 595] العربَ يُطيعوننِي، فَإنْ أسْلَمْتُم فَلكم مِثْلُ الذي لنا، وعليكم مِثلُ الذي عَليْنَا، وإنْ أبيْتُمْ إلا دِينَكم تَرَكْناكم عليه، وأعطُونا الجزيةَ عن يدٍ وأنتم صاغِرون وَرَطَنَ [إليهم] بِالفارِسِيَّةِ: وأَنتم غَيْرُ مَحُمودِينَ - وإنْ أبيْتُمْ نَابذْناكم على سَوَاءٍ» ، قالوا: ما نحن بالذي نُعطِي الجزْيةَ، ولكنَّا نقاتِلُكُم، قالوا: يا أَبا عبدَ الله، ألا نَنْهَدُ إليهم؟ قال: لا فَدَعاهُمْ ثلاثةَ أَيام إلى مِثْلِ هذا، ثم قال: انْهَدُوا إليهم، فَنَهَدُوا إليهم، فَفَتَحُوا ذلك الْقَصْرَ. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ننهد) نهد إلى العدو: إذا زحف إليه ليقاتله. (عن يد) إن أُريد باليد: يد المُعطي. فالمعنى: عن يد مواتية غير ممتنعة، لأن من أبى وامتنع لم يُعْط يده، وإن أُريد بها يد الآخذ، فالمعنى: عن يد قاهرة مستولية، أو عن إنعام عليها، لأن قبول الجزية منهم، وترك أرواحهم لهم نعمة عليهم. (صاغرون) الصغار، الذل، والصاغر: اسم فاعل منه. (رطن) الرطانة، الكلام بالأعجمية، والأعجمية: كل لغة خالفت العربية. [ص: 596] (نابذناكم على سواء) نابذناكم الحرب: كاشفناكم وقابلناكم. والسواء: المستوي، أي على طريق مستقيم، وهو أن يُظهر لهم العزم على القتال، ويخبرهم به إخباراً مكشوفاً. وقيل: على استواء في العلم بالمنابذة منا ومنكم.   (1) رقم (1548) في السير، باب ما جاء في الدعوة قبل القتال، وقال: وفي الباب عن بريدة والنعمان بن مقرن، وابن عمر وابن عباس، وحديث سلمان حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب: سمعت محمداً - يعني البخاري - يقول: أبو البختري لم يدرك سلمان، لأنه لم يدرك علياً، وسلمان مات قبل علي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (1548) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا أبو عوانة، عن عطاء بن السائب عن أبي البختري، فذكره. وقال الترمذي: وحديث سلمان حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب، وسمعت محمدا يقول: أبو البختري لم يدرك سلمان، لأنه لم يدرك عليا، وسلمان مات قبل عليّ. الحديث: 1075 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 1076 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا بعثَ جيشاً قال: «انطلقوا باسمِ اللهِ، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طِفلاً صغيراً، ولا امْرأة، ولا تَغُلُّوا، وضمُّوا غَنائمَكم، وأَصلِحُوا وأحْسِنُوا، إن اللهَ يُحِبُّ المحْسِنينَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2614) في الجهاد، باب دعاء المشركين، وفي سنده خالد بن الفزر الراوي عن أنس لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات، وله شواهد يتقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2614) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن آدم، وعبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن خالد بن الفزر حدثني أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 1076 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 1077 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ أحداً من أَصحابهِ في بعض أمرِهِ، قَالَ: «بشِّروا، ولا تُنَفِّرُوا، ويسِّروا ولا تُعَسِّروا» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1732) في الجهاد، باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1732) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب «واللفظ لأبي كريب» . قالا: ثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 1077 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 1078 - (ط) مالك بن أنس - رضي الله عنه -: بَلَغَهُ: أنَّ عمر بن عبد العزيز كتبَ إلى عامِلٍ من عُمَّالِهِ: إنَّهُ بلَغَنَا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعثَ سَرِيَّة يقولُ لهم: «اغزوا باسم الله، في سبيل الله، تُقَاتلُونَ من كَفَرَ بالله، لا تغُلُّوا ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمثِّلوا، ولا تَقْتُلُوا وليداً، فَقُلْ ذلك لجيُوشِكَ وسَراياكَ، [ص: 597] إنْ شاءَ الله، والسلامُ عليْكَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 448 في الجهاد، باب النهي عن قتل النساء والولدان في الغزو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (17/3) بلغه أن عمر بن عبد العزيز، فذكره. قال الزرقاني (3/17) : وصله أحمد ومسلم وأصحاب السنن من طريق سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. الحديث: 1078 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 1079 - (ت د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «اقتُلوا شُيوخَ المشركين، واستَبْقُوا شَرخَهُمْ» . يعني: مَنْ لم يُنْبِتْ منهم. أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شرخهم) الشرخ جمع شارخ، وهو الشاب، كصاحب وصحب، أراد بهم الصغار الذين لم يبلغوا الحلم. وقيل: أراد بالشرخ: أهل الجلَد الذين يصلحون للملك والخدمة. وقيل: الشرخ أول الشباب، فهو واحد يكفي من التثنية والجمع، كصوم وعدل.   (1) أبو داود رقم (2670) في الجهاد، باب قتل النساء، والترمذي رقم (1583) في السير، باب ما جاء في النزول على الحكم، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وصححه ابن حبان مع أن فيه عنعنة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: 1 - أخرجه أحمد (5/12) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/20) قال: حدثنا هشيم. وأبو داود (2670) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا هشيم. كلاهما - أبو معاوية، وهشيم -عن الحجاج بن أرطأة. 2 - وأخرجه الترمذي (1583) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، أبو الوليد الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير. كلاهما - الحجاج، وسعيد - عن قتادة، عن الحسن، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه الحجاج بن أرطأة، عن قتادة نحوه. قلت: فيه الوليد بن مسلم، والحجاج بن أرطأة وهما مدلسان، وقد عنعنا، وكذلك الحسن البصري. الحديث: 1079 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 1080 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: وُجِدَتِ امرأَةٌ مَقْتُولُة في بعض مَغازي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَنَهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قَتْلِ النِّساءِ والصِّبْيانِ. وفي رواية: فَأنْكَرَ. أخرجه الجماعة إلا النسائي غيرَ أَنَّ الموطأَ أَرسله عن نافع عن [ص: 598] النبي صلى الله عليه وسلم (1) .   (1) البخاري 6 / 104 في الجهاد، باب قتل الصبيان في الحرب، وباب قتل النساء في الحرب، ومسلم رقم (1744) في الجهاد، باب تحريم قتل النساء والصبيان، والموطأ 2 / 447 في الجهاد، باب ما جاء في النهي عن قتل النساء والصبيان والولدان، والترمذي رقم (1569) في الجهاد، باب ما جاء في النهي عن قتل النساء والصبيان، وأبو داود رقم (1668) في الجهاد، باب في قتل النساء، والدارمي في سننه 2 / 223 في السير، باب النهي عن قتل النساء والصبيان، وابن ماجة رقم (2841) في الجهاد، باب الغارة والبيات وقتل النساء، وأحمد 2 / 122 و 123. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (277) . وأحمد (2/22) (4739) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/23) (4746) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن مبارك، قال: أنبأنا مالك بن أنس. وفي (2/75) (5458) قال: حدثنا إؤسحاق بن سليمان، قال: حدثنا مالك. وفي (2/91) (5658) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا ليث. وفي (2/100) (5753) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن قرم، عن زيد، يعني ابن جبير. وفي (2/115) (5959) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شريك، عن محمد بن زيد. وفي (2/122) (6037) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا الليث بن سعد. وفي (2/123) (6055) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. والدارمي (2465) قال: أخبرنا محمد بن عيينة، عن علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم. والبخاري (4/74) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: حدثكم عبيد الله. ومسلم (5/144) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قالا: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر، وأبو أسامة، قالا: حدثنا عبيد الله بن عمر. وأبو داود (2668) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب وقتيبة - يعني ابن سعيد - قالا: حدثنا الليث. وابن ماجة (2841) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا عثمان ابن عمر. قال: أخبرنا مالك بن أنس. والترمذي (1569) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائى في الكبرى «الورقة / 115 - ب» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. خمستهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، وزيد بن جبير، ومحمد بن زيد - عن نافع، فذكره. الحديث: 1080 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 1081 - (د) رباحُ بن الربيع - رضي الله عنه -: قال: كُنَّا مع رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في غَزْوةٍ، فرأى النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ على شيءٍ، فبعثَ رجُلاً فقال: انظُرْ عَلامَ اجتَمَعَ هؤلاء؟ فجاء، فقال: على امرأةٍ قتيلٍ، فقال: ما كانت هذه لتقُاتِلَ، قال: وعلى المقدِّمَة خالدُ بنُ الوليد، قال: فَبَعَثَ رجلاً، فقال: قُل لخالد: لا تَقْتُلُنَّ امرأَة ولا عَسِيفاً. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عسيفاً) العسيف: الأجير.   (1) رقم (2669) في الجهاد، باب في قتل النساء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: 1- أخرجه أحمد (3/488 و 4/346) قال: حدثنا أبو عامر، عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا المغيرة ابن عبد الرحمن. وفي (3/488 و 4/178) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد. وفي (3/488) و (4/178) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (4/346) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. وابن ماجة (2842) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3600) عن قتيبة، عن المغيرة بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - المغيرة، وابن أبي الزناد، وابن جريج - عن أبي الزناد. 2 - وأخرجه أبو داود (2669) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3600) عن عمرو بن منصور. كلاهما - أبو داود، وعمرو - عن أبي الوليد الطيالسي، قال: حدثنا عمر بن المرقع بن صيفي. كلاهما - أبو الزناد، وعمر بن المرقع - قالا: حدثني المرقع بن صيفي، فذكره. الحديث: 1081 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 1082 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله-: أنَّ أبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - بَعَثَ جُيوشاً إلى الشامِ، فَخرجَ يُشَيِّعُهم: فمشى مع يَزيد بنِ أبي سُفيان، وكان أميرَ رُبْعٍ من تلكَ الأرْباعِ، فَقال يزيدُ لأبي بكر: إمَّا أنْ تركبَ وإِمَّا أن أَنزِلَ، فقال له: ما أنتَ بِنازِلٍ، ولا أنا براكبٍ، إنِّي أحْتَسِبُ خُطايَ [ص: 599] في سبيل اللهِ، ثم قال: إنك سَتجدُ قوماً زَعَموا أَنَّهُمْ حَبَسُوا أنفُسَهمْ لله، فَدَعْهُمْ وما زَعمُوا أَنهم حَبَسُوا أنفُسَهم له، وستجدُ قوماً فَحصُوا عن أوساط رؤوسِهمْ الشَّعر، فاضربْ ما فَحَصوا عنه بالسيف، وإنِّي مُوصِيكَ بعَشْرٍ: لا تَقْتُلَنَّ امرأةً، ولا صبِياً، ولا كبيراً هَرماً، ولا تَقْطَعْ شَجَراً مُثْمِراً، ولا تُخَرِّبَنَّ عامِراً، ولا تَعْقِرَنَّ شاة ولا بعيراً إلا لِمَأْكَلَةٍ، ولا تُغرِّقنَّ نَخْلاً ولا تُحَرِقَنَّه، ولا تَغُلُّوا، ولا تَجْبُنُوا. أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأرباع) جمع رُبع، يعني ربع الجيش، كأنه قسم الجيش أربعة أقسام، وكان هذا أمير قسم واحد منها. (احتسب) الاحتساب قد تقدم شرحه آنفاً [صفحة: 583] . (حبسوا أنفسهم) أراد بالذين حبسوا أنفسهم: الرهبان الذين تديَّروا الصوامع، وأقاموا بها، ولم يخرجوا منها، وتُسَمِّيه النصارى: الحبيس. (فحصوا) كشفوا: أراد الذين يحلقون وسط رؤوسهم فيتركونها مثل أفحوص القطا، وهو مجثمها، وهم الشمامسة. (لا تعقرن) العقر ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف، وهو قائم، والمراد النهي عن قتل الحيوان لغير حاجة إليه.   (1) 2 / 447 و 448 في الجهاد، باب النهي عن قتل النساء والصبيان في الغزو، وفيه انقطاع، لأن يحيى بن سعيد لم يدرك أبا بكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/16) عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر، فذكره. الحديث: 1082 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 1083 - (ت د) النعمان بن مقرن - رضي الله عنه -: قال: غَزوْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم غَزواتٍ، فكان إذا طَلَعَ الفجرُ أَمْسَكَ عن القتالِ، حتى تطلعَ الشمسُ، فإذا طَلَعَتْ قَاتَلَ، حتى إذا انْتَصَفَ النَّهارُ أمسك حتى تَزُولَ الشَّمْسُ، فإذا زالَتْ قاتلَ حتى اْلعَصْر، ثم أَمسك حتى يُصَلِّيَ العصرَ، ثم قاتل [قال (1) ] : وكان يقول: عند هذه الأوقاتِ تَهيجُ رياحُ النَّصرِ، ويدعُو المؤمنون لجيوشِهم في صلواتهم. هذه رواية الترمذي. واختصره أبو داود، وقال: شَهِدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يُقاتِلْ في أوَّل النَّهارِ، أَخَّرَ القتالَ حتَّى تَزُولَ الشَّمسُ، وتَهُبَّ الرِّياحُ، وينْزِلَ النَّصر (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ريح النصر) العرب تسَمِّي الريح: النصر. يقولون: كانت الريح لفلان، أي النصرة، ومنه قوله تعالى: {وتَذْهَبَ رِيحُكُم} .   (1) أي: قتادة، وهو الراوي عن النعمان بن مقرن. (2) الترمذي رقم (1612) في السير، باب ما جاء في الساعة التي يستحب فيها القتال، من حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن النعمان بن مقرن، ورجاله ثقات، إلا أن قتادة لم يسمع من النعمان بن مقرن، وأخرج الرواية المختصرة هو (1613) ، وأبو داود رقم (2655) في الجهاد، باب في أي وقت يستحب اللقاء، من حديث أبي عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار عن النعمان بن مقرن، وإسناده صحيح، وقد وقع في كلام الضحاك في آخر حديث أخرجه البخاري في صحيحه 6 / 201 في الجزية باب الجزية والموادعة: " ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يقتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات " وسيورده المصنف قريباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الرواية الثانية صحيحة: أخرجه الترمذي (1612) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، فذكره. * قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن النعمان بن مُقرن بإسناد أوصل من هذا، وقتادة لم يدرك النعمان بن مقرن، ومات النعمان بن مقرن في خلافة عمر. والرواية الثانية أخرجها أحمد (5/444) قال: حدثنا عبد الرحمن، وبهز. وأبو داود (2655) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (1613) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا عفان بن مسلم، والحجاج بن منهال. والنسائي في الكبرى «الورقة 115 - ب» قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. خمستهم - عبد الرحمن، وبهز، وموسى، وعفان، والحجاج - عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وعلقمة بن عبد الله هو أخو بكر بن عبد الله المزني. الحديث: 1083 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 1084 - (م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يُغيرُ عِنْدَ صَلاةِ الصُّبحِ، وكان يَستْمِعُ، فإذا سَمِع أَذَاناً أمْسَكَ، وَإلاَّ أَغارَ. هذه رواية أبي داود. وفي رواية مسلم، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إنما يُغِيرُ إذا طَلَعَ الفَجْرُ، وكان يستمِعُ الأذان، فإنْ سمع أذاناً أَمْسكَ، وإلا أغارَ، فسمع رجلاً يقولُ: الله أكبر، الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على الفِطْرَةِ» ، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَرَجْتَ من النار» ، فَنَظَرُوا فإذا هو رَاعي مِعْزى. وأخرجه الترمذي مثل مسلم إلى قوله: «من النار» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يغير) الإغارة: معروفة، تقول منه: أغار يغير إغارة، والغارة: الاسم. (الفطرة) الخلقة يعني ما خلقه الله تعالى عليه من الإيمان.   (1) مسلم رقم (382) في الصلاة، باب الإمساك عن الإغارة إذا سمع فيهم الآذان، والترمذي رقم (1618) في السير، باب ما جاء في وصيته صلى الله عليه وسلم في القتال، وأبو داود رقم (2634) في الجهاد، باب في دعاء المشركين، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 217 في السير، باب الإغارة على العدو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:مسلم في الصلاة عن زهير بن حرب عن يحيى القطان أبو داود في الجهاد (100:2) عن موسى بن إسماعيل. الترمذي في السير (48: 3) عن الحسن بن علي بن الخلال عن عفان. و (48: 3) أبو الوليد فرقهما. أربعتهم وقال الترمذي: حسن صحيح. الأشراف (1/117) . الحديث: 1084 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 1085 - (خ م ط ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين خرجَ إلى خَيْبَرَ، أَتاها ليْلاً، وكان إذا أتَى قوماً بليلٍ لم يغِرْ حتى يُصْبِحَ، فخرجتْ يَهودُ بِمسَاحِيهِمْ ومَكاتِلِهِمْ، فلما رأوه قالوا: مُحمَّدٌ واللهِ، محمدٌ والخميسُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أكبر، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلنَا بِساحَةِ قومٍ فساءَ صَباحُ المُنذرِينَ» . أخرجه الموطأ والترمذي هكذا. وهُوَ طرف من حديث طويل، قد أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وهو مذكور في كتاب الغَزَواتِ، في غزوة خيبر، من حرف الغين (1) . [ص: 603] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بمساحيهم) المساحي جمع مسحاة، وهي المِجرفة من الحديد. (ومكاتلهم) المكاتل: جمع مكتل، وهو كالزِّنبيل يسع خمسة عشر صاعاً، والصاع: خمسة أرطال وثلث عند أهل الحجاز، وثمانية أرطال عند أهل العراق، على اختلاف المذهبين. (والخميس) : الجيش.   (1) البخاري 1 / 404 و 405 و 406 في الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ، وفي الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء، وفي صلاة الخوف، باب التكبير والغلس بالصبح، وفي الجهاد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وباب التكبير عند الحرب، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، ومسلم رقم (1365) في الجهاد، باب غزوة خيبر، والموطأ 2 / 468 و 469 في الجهاد، باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينها، والترمذي رقم (1550) في السير، باب في البيات والغارات، وأبو داود رقم (2995) و (2996) و (2997) و (2998) في الخراج، باب ما جاء في سهم الصفي، وفي النكاح رقم (2054) ، باب الرجل يعتق أمته فيتزوجها، ورقم (2123) في النكاح، باب في المقام عند البكر، والنسائي 1 / 271 و 272 في الصلاة، باب التغليس في السفر، و 6 / 131 و 132 و 133 و 134 في النكاح، باب البناء في السفر، الحديث بطوله، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 102 و 110 و 164 و 186 و 206 و 246 و 263. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/101 و 186) . والبخاري (1/103) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. ومسلم (4/145 و5/185) قال: حدثنا زهير بن حرب. وأبو داود (2998) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وفي (3009) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد بن أيوب. والنسائي (6/131) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. وفي الكبرى «تحفة الأشراف - 990» عن إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (351) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. أربعتهم - أحمد، ويعقوب، وزهير، وزياد - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 2 - وأخرجه أبو داود (2998 و 3009) قال: حدثنا داود بن معاذ، قال: حدثنا عبد الوارث. كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث -عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. -ورواه أيضا ثابت البناني عنه: 1 - أخرجه أحمد (3/186) قال: حدثنا يونس. في (3/242) قال: حدثنا سُريج بن النعمان. والبخاري (2/19) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (4/146) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني. وابن ماجة (1957) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي في الكبرى «تحفة - 1-3» عن مخلد بن خداش. ستتهم- يونس، وسريج، ومسدد، وأبو الربيع، وأحمد بن عبدة، ومخلد- قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، وثابت، فذكراه. 2 - وأخرجه البخاري (3/109) . والنسائي (1/271) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. كلاهما - البخاري، وإسحاق - عن سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره «ولم يذكر عبد العزيز بن صهيب» . 3 - وأخرجه أبو داود (2996) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. و «ولم يذكر ثابتا البناني» . ورواه أيضا حميد الطويل عنه: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (290) . والبخاري (4/58) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (5/167) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. والترمذي (1550) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف - 734» عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين. كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم. أربعتهم - ابن مسلمة، وابن يوسف، ومعن، وعبد الرحمن - عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه أحمد (3/159) قال: حدثنا سليمان. والبخاري (1/158 و 4/58) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما (سليمان وقتيبة) قالا: حدثنا إسماعيل بن جعفر. 3 - وأخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا ابن أبي عدي. 4- وأخرجه أحمد (3/236 و 237) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. 5 - وأخرجه أحمد (3/263) قال: حدثنا عبد الله بن بكر. 6 - وأخرجه البخاري (4/58) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق. ستتهم - مالك، وإسماعيل، وابن أبي عدي، وابن إسحاق، وابن بكر، وأبو إسحاق الفزاري - عن حميد الطويل، فذكره. -ورواه أيضا محمد بن سيرين عنه: 1- أخرجه الحميدي (1198) ، وأحمد (3/111) . والبخاري (4/68) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (4/253) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (5/167) قال: أخبرنا صدقة بن الفضل. والنسائي (7/203) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. ستتهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الله بن محمد، وعلي، وصدقة، ومحمد بن عبد الله - عن سفيان ابن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (3/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. كلاهما - سفيان، ومعمر - عن أيوب، عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 1085 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 602 1086 - (ت د) عِصامُ المُزَنِيُّ - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ جيْشاً أو سَريَّة، يقولُ لهم: «إذا رأَيتُم مَسْجِداً، أو سمعتُم مُؤذِّناً، فلا تقتلوا أحداً» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) الترمذي رقم (1549) في السير، باب رقم 2، وأبو داود رقم (2635) في الجهاد، باب في دعاء المشركين، وفي سنده من لا يعرف، ومع ذلك حسنه الترمذي ولعل ذلك لشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (820) . وأحمد (3/448) . وأبو داود (2635) قال: حدثنا سعيد بن منصور. والترمذي (1549) . قال: حدثنا محمد بن يحيى العدني المكي. ويكنى بأبي عبد الله الرجل الصالح، هو ابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى «الورقة / 119 - أ» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. (ح) وأخبرنا سعيد بن عبد الرحمن. ستتهم - الحميدي، وأحمد، وسعيد بن منصور، ومحمدبن يحيى بن أبي عمر، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، وسعيد بن عبد الرحمن- عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عبد الملك بن نوفل بن مساحق، أنه سمع رجلا من مزينة يقال له: ابن عصام، فذكره. * رواية أحمد بن حنبل، وسعيد بن منصور، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، مختصرة على: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا، أو سرية، يقول لهم: «إذا رأيتم مسجدا، أو سمعتم مؤذنا، فلا تقتلوا أحدا» . الحديث: 1086 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 603 1087 - (د) مسلم بن الحارث بن مسلم [التميمي] قال: إنَّ أبَاهُ قال: بعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ، فلما بلغنا المُغَارَ، اسْتَحثَثْتُ فَرَسِي، فسَبقْتُ أصحابي، فَتَلَقَّاني أَهلُ الْحيِّ بالرَّنينِ، فقلتُ لهمْ: قُولوا، لا إلهَ إلا اللهُ، تُحرَزُوا، فقالُوها، فلامني أصحابي، وقالوا: حَرَمْتَنَا الْغَنيِمَة، فَلَمَّا قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أخْبَرُوهُ بالذَِّي صَنعْتُ، فدَعاني، فَحسَّنَ لي ما صنعْتُ، وقال: «أمَا إنَّ اللهَ قد كَتَبَ لك من كُلِّ إنسان منهم كذا وكذا» ، قال عبد الرحمن: أنا نَسِيتُ الثَّوابَ، ثم قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: [ص: 604] «أَما إنِّي سَأكتُبُ لك بالوصَاةِ بعْدِي» ، فَفَعَلَ وَخَتَم عليه، ودفَعَهُ إليَّ. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استحثثت) استفعلت من الحث، وهو الاستعجال في الشيء. (الرنين) الصوت والاستغاثة.   (1) رقم (5080) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ومسلم بن الحارث لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الدارقطني: مجهول، وبقية رجاله ثقات، وقد اختلف في اسمه، قيل فيه: مسلم بن الحارث، وقيل الحارث بن مسلم، كما ذكره أبو داود عن محمد بن المصفى أحد رواته، وصحح غير واحد: أنه مسلم بن الحارث، وسئل أبو زرعة الرازي عن مسلم بن الحارث، أو الحارث بن مسلم؟ فقال: الصحيح: مسلم بن الحارث عن أبيه، وقال أبو حاتم الرازي: الحارث بن مسلم تابعي. وقيل للدارقطني: مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: مسلم مجهول، لا يحدث عن أبيه إلا هو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: 1- أخرجه أحمد (4/234) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وفيه (4/234) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (5080) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ومؤمل بن الفضل الحراني وعلي بن سهل الرملي ومحمد بن المصفى الحمصي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (111) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. ستتهم - يزيد، وعلي بن بحر، وعمرو، ومؤمل، وعلي بن سهل، ومحمد بن المصفى- قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم. 2 - وأخرجه أبو داود (5079) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أبو النضر الدمشقي، قال: حدثنا محمد بن شعيب. كلاهما - الوليد، ومحمد - عن عبد الرحمن بن حسان الكناني، عن مسلم بن الحارث، فذكره. * رواية علي بن بحر عند أحمد مختصرة على الوصية. * زاد محمد بن شعيب في روايته قال: أخبرنا أبو سعيد، عن الحارث أنه قال: أسرَّها إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن نخص بها إخواننا. قلت: فيه عبد الرحمن بن حسان الكناني، قال عنه الحافظ: لا بأس به، ومسلم بن الحارث، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 1087 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 603 1088 - (خ ت) جبير بن حية - رحمه الله- (1) : قال بعثَ عمرُ النَّاسَ في أَفناءِ الأمصار، يُقاتِلُونَ المشركين، فأسلم الهُرْمُزانُ (2) ، قال: إني مستشيركَ [ص: 605] في مغازيَّ هذه (3) ، قال: نعم، مَثَلُها ومَثلُ مَنْ فيها [منَ الناس، من عدُوِّ] المسلمين: مَثلُ طائرٍ له رأسٌ، ولهُ جَناحَانِ، ولَهُ رجلانِ، فإنْ كُسِرَ أَحدُ الَجْناحَينِ، نهضَتِ الرِّجلانِ بِجناحٍ والرأسُ، فإنْ كُسِرَ الَجْناحُ الآخرُ، نهضت الرجلان والرأسُ، وإن شُدِخَ الرأسُ، ذهبت الرجلانِ والجناحانِ والرأسُ، فالرأسُ: كِسرَى، والجناح: قَيْصرُ، والجناح الآخر: فاَرسُ، فَمُرِ المسلمينَ أنْ يَنْفِرُوا إلى كسرى، قال جُبَيْرُ بن حَيَّةَ: فَنَدبنا عُمَرُ، واسْتَعْملَ علينا النُّعْمانَ بنَ مُقرِّنِ (4) ، حتى إذا كُنَّا بأَرْضِ العدوِّ، خَرجَ علينا [ص: 606] عاملُ كِسرى في أَربعين ألفاً، فقام تَرْجُمان (5) ، فقال: لِيُكَلِّمْني رَجلٌ مِنكم، فقال المغيرةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ، فقال: ما أنتم؟ قال: نحن ناسٌ من العربِ، كُنَّا في شَقاءٍ شديدٍ وبلاءٍ شديدٍ: نَمُصُّ الجِلدَ والنَّوى من الجوعِ، ونَلْبَسُ الوبَرَ والشَّعَرَ، ونعبدُ الشَّجرَ والحجرَ، فَبيْنا نحنُ كذلك، إذَ بعثَ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضين - تَعَالَى ذكْرُهُ وجَلَّت عظمته - إلينا نَبِيّاً من أَنْفُسِنا، نَعرفُ أَباَهُ وأُمَّهُ، فأمَرنا نبيُّنا، رَسُولُ رَبِّنا صلى الله عليه وسلم: أن نقاتِلكمْ حتى تعبدُوا الله وحده، أو تُؤدُّوا الجزيةَ، وأخبرنا نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم عن رسالةِ رَبِّنا: أنهُ من قُتل مِنَّا صارَ إلى الجنة، في نعيمٍ لم يُرَ مِثلُه، ومَنْ بَقي منا مَلَكَ رِقابَكُمْ، فقال النُّعمانُ: ربما أَشهدكَ الله مِثْلَها (6) مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلم يُنْدِمْكَ، ولم يُخْزِكَ ولكني شهدت القتال [ص: 607] مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا لم يُقاتِل في أوَّلِ النَّهار، انْتَظَرَ حتى تَهُبَّ الأرواحُ، وتَحْضُرَ الصلاةُ (7) هذه رواية البخاري. وأخرج الترمذي طرفاً من هذا الحديث عن معقل بن يسار، وهذا لفظه: قال معقل بن يسار: إنَّ عمرَ بنَ الخطابِ بَعَثَ النُّعْمانَ بن مقرن إلى الهُرمزان - فذكر الحديث بطوله - فقال النعمان بن مقرن: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا لم يُقَاتِلْ أوَّلَ النهار، انتظر حتى تَزُولَ الشَّمسُ، وتَهُبَّ الرياحُ، ويَنزلَ النَّصْرُ. هذا لفظ الترمذي. وقد قال فيه: فذكر الحديث بطوله، ولم يذكره (8) . [ص: 608] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفناء) الأفناء جمع فناء، وهو ما امتد من نواحي الأرض. (فندبنا) أي بعثنا إلى الغزاة والجهاد. (ولم يخزك) من الخزاية الاستحياء، أو هو من الخزي: الهوان. (الأرواح) جمع ريح، لأن ياءها منقلبة عن واو، فعادت في الجمع إلى الأصل.   (1) قال الحافظ: " جبير بن حية " بفتح الحاء المهملة ثم ياء مثناة من تحت مفتوحة مشددة، وهو من كبار التابعين، واسم جده مسعود بن معتب بمهملة ومثناة ثم باء موحدة، ومنهم من عده في الصحابة وليس ذلك عندي ببعيد، لأن من شهد الفتوح في وسط خلافة عمر يكون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مميزاً، وقد نقل ابن عبد البر أنه لم يبق في سنة حجة الوداع من قريش وثقيف أحد إلا أسلم وشهدها وهذا منهم، وهو من بيت كبير فإن عمه عروة بن مسعود كان رئيس ثقيف في زمانه، والمغيرة بن شعبة ابن عمه. (2) في السياق اختصار كثير، لأن إسلام الهرمزان كان بعد قتال كثير بينه وبين المسلمين بمدينة تستر، ثم نزل على حكم عمر فأسره أبو موسى الأشعري، وأرسل به إلى عمر مع أنس، فأسلم فصار عمر يقربه ويستشيره، ثم اتفق أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب اتهمه بأنه واطأ أبا لؤلؤة على قتل عمر، فعدا على الهرمزان فقتله بعد قتل عمر. (3) قال الحافظ: ووقع في رواية ابن أبي شيبة من طريق معقل بن يسار " أن عمر شاور الهرمزان في فارس وأصبهان وأذربيجان " أي: بأيها يبدأ، وهذا يشعر بأن المراد أنه استشاره في جهات مخصوصة، والهرمزان كان من أهل تلك البلاد وكان أعلم بأحوالها من غيره، وعلى هذا ففي قوله في حديث الباب " فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس " نظر، لأن كسرى هو رأس أهل فارس، وأما قيصر صاحب الروم، فلم يكن كسرى رأساً لهم، وقد وقع عند الطبري من طريق مبارك بن فضالة قال: " فإن فارس اليوم رأس وجناحان " وهذا موافق لرواية ابن أبي شيبة وهو أولى، لأن قيصر كان بالشام ثم ببلاد الشمال، ولا تعلق لهم ببلاد العراق وفارس والمشرق. ولو أراد أن يجعل كسرى رأس الملوك وهو ملك المشرق وقيصر ملك الروم دونه ولذلك جعله جناحاً لكان المناسب أن يجعل الجناح الثاني ما يقابله من جهة اليمين كملوك الهند والصين مثلاً، لكن دلت الرواية الأخرى على أنه لم يرد إلا أهل بلاده التي هو عالم بها، وكأن الجيوش إذ ذاك كانت بالبلاد الثلاثة، وأكثرها وأعظمها بالبلدة التي فيها كسرى لأنه كان رأسهم. (4) هو المزني، كان من أفاضل الصحابة، هاجر هو وإخوة له سبعة وقيل عشرة، وقال ابن مسعود: " إن للإيمان بيوتاً، وإن بيت آل مقرن من بيوت الإيمان "، وكان النعمان قدم على عمر بفتح القادسية، فدخل عمر المسجد فإذا هو بالنعمان يصلي، فقعد، فلما فرغ قال: " إني مستعملك، قال: أما جابياً فلا، ولكن غازياً، قال: فإنك غاز " فبعث معه الزبير وحذيفة وابن عمر والأشعث بن قيس وعمرو بن معد يكرب "، وقد كان عمر أراد المسير بنفسه، فبعث النعمان ومعه [ص: 606] جماعة، وكتب إلى أبي موسى أن يسير بأهل البصرة، وإلى حذيفة أن يسير بأهل الكوفة، حتى يجتمعوا بنهاوند، وأميرهم النعمان بن مقرن. (5) قال الحافظ: وفي رواية الطبري من الزيادة " فلما اجتمعوا أرسل بندار إليهم: أن أرسلوا إلينا رجلاً نكلمه، فأرسلوا إليه المغيرة بن شعبة "، وفي رواية ابن أبي شيبة " وكان بينهم نهر. فسرح إليهم المغيرة، فعبر النهر، فشاور ذو الجناحين أصحابه كيف نقعد للرسول؟ فقالوا: اقعد له في هيئة الملك وبهجته، فقعد على سريره ووضع التاج على رأسه، وقام أبناء الملوك حوله سماطين، عليهم أساور الذهب والقرطة والديباج، قال: فأذن للمغيرة، فأخذ بضبعيه رجلان، ومعه رمحه وسيفه، فجعل يطعن برمحه في بسطهم ليتطيروا "، وفي رواية الطبري " قال المغيرة: " فمضيت ونكست رأسي، فدفعت فقلت لهم: إن الرسول لا يفعل به هذا ". (6) الخطاب في " أشهدك " للمغيرة، وكان على ميسرة النعمان، أي: أحضرك الله مثل تيك المغازي، أو هذه المقاتلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولم يندمك " من الإندام. يقال: أندمه الله فندم. " ولم يخزك " من الإخزاء. يقال: خزي - بالكسر - إذا ذل وهان، وكأنه إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس " غير خزايا ولا ندامى ". (7) وزاد الطبري في رواية 4 / 119: ويطيب القتال، فما منعني إلا ذلك، اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام، وذل يذل به الكفار، ثم اقبضني إليك بعد ذلك على الشهادة، وقال الحافظ في " الفتح ": قد بين مبارك بن فضالة في روايته عن زياد بن جبير ارتباط كلام النعمان بما قبله، وبسياقه يتبين أنه ليس قصة مستأنفة، وحاصله أن المغيرة أنكر على النعمان تأخيره القتال، فاعتذر النعمان بما قاله، ولفظ مبارك ملخصاً " أنهم أرسلوا إليهم: إما أن تعبروا إلينا النهر، أو نعبر إليكم، قال النعمان: اعبروا إليهم، قال: فتلاقوا وقد قرن بعضهم بعضاً، وألقوا حسك الحديد خلفهم لئلا يفروا، قال: فرأى المغيرة كثرتهم، فقال: لم أر كاليوم فشلاً: إن عدونا يتركون يتأهبون، أما والله لو كان الأمر إلي لقد أعجلتهم "، وفي رواية ابن أبي شيبة " فصاففناهم، فراحفونا حتى أسرعوا فينا، فقال المغيرة للنعمان: إنه قد أسرع في الناس فلو حملت؟ فقال النعمان: إنك لذو مناقب، وقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلها "، وفي رواية الطبري " قد كان الله أشهدك أمثالها، والله ما منعني أن أناجزهم إلا شيء شهدته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ". (8) البخاري 6 / 188 و 189 و 190 في فرض الخمس، باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك} ، والترمذي رقم (1613) في السير، باب ما جاء في الساعة التي يستحب فيها القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/298) حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر الرقى حدثنا المعتمر بن سليمان. حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي حدثنا بكر بن عبد الله المزني، وزياد بن جبير، عن جبير بن حية. قال، فذكره. وأخرجه الترمذي (1613) حدثنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا عفان بن مسلم والحجاج بن منهال، قالا: حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبوعمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن عمر ابن الخطاب، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وعلقمة بن عبد الله هو أخو بكر بن عبد الله المزني مات النعمان ابن مقرن في خلافة عمر بن الخطاب. الحديث: 1088 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 1089 - (د) جندب بن مكيث - رضي الله عنه -: قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الله بن غالبٍ اللَّيْثِيّ في سرية - وكنتُ فيهم - وأمَرَهُمْ: أنْ يَشُنُّوا الغارَةَ على بني المُلوَّحِ بالكَدِيدِ، فخرَجنا حتى إذا كُنَّا بالكديد، لَقِينَا الحارث بن الْبَرْصاءِ اللَّيْثِيَّ، فأَخَذْناهُ، فقال: إنما جِئْتُ أُريدُ الإسلامَ، وإنَّما خَرَجْتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقُلْنَا: إنْ تَكُ مُسْلِماً لنْ يضُرَّكَ رِباطُنَا يوماً وليلة، وإنْ تَكُ غيْرَ ذلك نَسْتَوثقُ مِنكَ، فَشَدَدْناهُ وثَاقاً. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شنوا الغارة) شن الغارة: النهب، والأصل من التفريق، أي فرَّقُوا الغارة عليهم من كل جهة، وأوقعوها بهم من جميع نواحيهم.   (1) رقم (2678) في الجهاد، باب الأسير يوثق، وفي مسلم: ابن عبد الله الجهني، وهو مجهول وعنعنه ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (3/467) قال: حدثنا يعقوب. قال: قال أبي. وأبو داود (2678) «مختصرا» قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث. كلاهما - إبراهيم بن سعد والد يعقوب، وعبد الوارث - قالا: حدثنا محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن مسلم بن عبد الله، فذكره. قلت: فيه عنعنة ابن إسحاق. الحديث: 1089 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 608 1090 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثاً إلى بني لَحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ، فقال: «لِيَنْبَعِثْ من كلِّ رجلين أَحدُهُمَا، والأَجرُ بينهما» . وفي رواية: لِيَخْرُجْ من كل رجلين رجلٌ، ثم قال لِلْقَاعِدِ: أَيُّكم خَلَفَ الَخْارِجَ في أهْلِهِ ومالِهِ بخيْرٍ، كان له مثلُ نِصْفِ أجْرِ الخَارِِجِ. أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .   (1) مسلم رقم (1896) في الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وأبو داود رقم (2510) في الجهاد، باب ما يجزئ من الغزو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/15) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو. وفي (3/55) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا ابن لهيعة. ومسلم (6/42) . وأبو داود (2510) قالا - مسلم، وأبو داود -: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث. كلاهما -عمرو بن الحارث، وابن لهيعة - عن يزيد بن أبي حبيب، عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري. 2 - وأخرجه أحمد (3/49) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا حرب بن شداد. ومسلم (6/42) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن علي بن المبارك. (ح) وحدثنيه إسحاق ابن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد - يعني ابن عبد الوارث - قال: سمعت أبي، عن الحسين. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبيد الله - يعني ابن موسى - عن شيبان. أربعتهم (حرب وعلي بن المبارك، والحسين المعلم، وشيبان) عن يحيى بن أبي كثير. كلاهما - يزيد بن أبي سعيد، ويحيى بن أبي كثير- عن أبي سعيد مولى المهري، فذكره. الحديث: 1090 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 1091 - (د ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنه كان في سَرِيَّةٍ من سَرايَا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فَحاصَ النَّاسُ حَيْصَة، فكُنْتُ فيمن حاصَ، فلمَّا نَفَرنا، قُلْنَا: كيف نَصْنَعُ، وقد فَرَرْنا من الزَّحْفِ، وبُؤنا بالغَضَبِ؟ فقُلْنَا: نَدْخُلُ المدينَةَ فلا يَرَانا أَحَدٌ، قال: فَلَمَّا دَخلْنا المدينَةَ، قُلْنَا: لو عَرضْنَا أَنفُسَنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنْ كانَ لنَا تَوْبَةٌ أقُمْنَا، وإنْ كانَ غيرَ ذلك ذَهبْنَا، قال: فَجَلَسْنَا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الغداةِ، فلمَّا خَرَجَ قُمنا إليه، فقلْنا: نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، فأقْبَل عَلَيْنَا، وقال: لا، بل أنُتْم الْعكَّارُونَ، قال: فَدَنَوْنا، فَقَبَّلْنَا يدَهُ، فقال: أنا فِئَةُ المسلمين. هذه رواية أبي داود. ورواية الترمذي قال: بعثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ، فحاصَ [ص: 610] الناسُ حيصةً، فقدِمنا المدينة، فَاْختبأنا بها، وقلنا: هَلَكْنا، ثم أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، نَحْنُ الفرَّارُون، قَالَ: بل أنتم العَكَّارُون، وأنا فئَتُكُمْ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فحاص) حصت عن الشيء: حدت عنه، وملت عن جهته، هكذا قال الخطابي، وقال الهروي: فحاص الناس حيصة: أي: حملوا حملة، قال: وحاص يحيص: إذا مال والتجأ إلى جهة، قال: وجاض بالجيم والضاد المعجمة قريب منه، وكذا قرأته في كتاب الترمذي مضبوطاً بالجيم والضاد. (وبؤنا) باء بالشيء يبوء به: إذا رجع، والمراد: أننا رجعنا من مقصدنا بغضب الله تعالى، حيث فررنا. (العكَّارون) هم الذين يعطفون إلى الحرب، وقيل: إذا حاد الإنسان عن الحرب، ثم عاد إليها. يقال: قد عكر، وهو عكَّار. (فئة المسلمين) الفئة: الجماعة الذين يرجعون إليهم عن موقف الحرب، ويحتمون بهم، أي يفيئون إليهم.   (1) أبو داود رقم (2647) في الجهاد، باب التولي يوم الزحف، والترمذي رقم (1716) في الجهاد، باب ما جاء في الفرار يوم الزحف، وأخرجه أحمد في " المسند " 2 / 70، 86، 111، وفي سنده يزيد بن أبي زياد، وهو سيء الحفظ، وبقية رجاله ثقات، وقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الحميدي (687) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/23) (4750) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/58) (5220) قال: حدثنا وكيع، عن علي بن صالح. وفي (2/70) (5384) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (2/86) (5591) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/99) (5744) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2/100) (5752) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا خالد - يعني الطحان -. وفي (2/110) (5895) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، وأسود بن عامر، قالا: حدثنا شريك. والبخاري في «الأدب المفرد» (972) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (2647) و (5223) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (3704) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. والترمذي (1716) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن فضيل، وعلي بن صالح، وزهير، وشعبة، وخالد الطحان، وشريك، وأبو عوانة - عن يزيد بن أبي زياد، أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد. قلت: ويزيد هذا قال عنه الحافظ: إنه ضعيف. الحديث: 1091 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 1092 - (د) عبد الله بن كعب بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ جيْشاً من [ص: 611] الأنصار كانوا بأرضِ فارِس مع أميرهم، وكان عمرُ يعَقِّبُ الجيوش في كل عامٍ، فَشُغِلَ عنهم عمر - رضي الله عنه - فلمَّا مرَّ الأَجلُ، قَفلَ أهلُ ذلك الثَّغْرِ، فاشتدَّ عليهم وأوعَدَهم، وهم أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا عُمَرُ، إنكَ غفلْتَ وتركتَ فينا الذي أمَرَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من عِقابِ بعض الغَزِيَّة بعضاً. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يعقب) عقب الجيش: إذا نفذ عِوضه قوماً يقومون مقامهم، ويجيء أولئك. (الثَّغْر) الموضع الذي يكون حداً وفاصلاً بين بلاد الإسلام والكفار.   (1) رقم (2960) في الإمارة، باب تدوين العطاء، ورجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2960) حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا إبراهيم يعني ابن سعد، ثنا ابن شهاب عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، فذكره. الحديث: 1092 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 610 1093 - (م ت د) نَجدَةُ بن عامر الحروري: كَتَبَ إلى ابن عباس يَسأُلُه عن خَمْسِ خِصالٍ؟ فقال ابنُ عباس: لوْلا أن أَكتُمَ عِلماً ما كتَبْتُ إليه (1) - كتبَ إليه نَجْدَةُ: أما بعد، فأخْبِرْني: هل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بالنِّساء؟ [ص: 612] وهل كان يضرِبُ لَهُنَّ بسَهْمٍ؟ وهل كان يقْتُلُ الصبيان؟ ومتى ينقضِي يُتْمُ اليتيم؟ وعن الخُمْسُ: لمن هو؟ فَكَتبَ إليه ابنُ عباس: كتبتَ تسألُني: هل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يغْزُو بالنساء؟ وقد كان يغْزُو بهنَّ، فَيُداوِينَ الجَرْحَى ويُحذَيْنَ مِنَ الغنيمَةِ، وأمَّا سهمٌ؟ فَلَمْ يضرِب لَهُنَّ، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يَقْتُلُ الصبيانَ، فلا تَقْتُل الصبيان، وكتبتَ تسأُلني: متى ينْقَضي يُتْمُ اليَتيم؟ فلعَمْرِي، إنَّ الرجلَ لتَنْبُتُ لحْيَتُهُ، وإنه لضعِيفُ الأخذ لنفسه، ضعيفُ العطاءِ منها، وإذَا أَخَذَ لنفسه من صالح ما يأخذُ النَّاسُ فقد ذهب عنه اليُتْمُ (2) وكتبتَ تسألني عن الخُمْسِ لمن هو؟ وإنَّا نقولُ: هُوَ لنا، فأَبى عليْنا قومُنا ذَاك (3) . [ص: 613] وفي رواية: فلا تَقْتُل الصبيان، إلا أن تكون تعلمُ ما عَلِمَ الخَضِرُ من الصَّبيِّ الذي قَتَلَ (4) . زاد في أخرى: وتُميِّزُ المؤمنَ من الكَافِرِ، فتقتُل الكافر، وتدعَ المؤْمِن (5) . وفي رواية قال: كتبَ نَجْدَة بن عامر الحروري إلى ابن عباس يسأله عن العبد والمرأةِ يَحْضُرانِ المغْنَم: هل يُقْسَمُ لهما - وذكر باقي المسائل نحوه - فقال ابنُ عباس ليَزيد بن هرمز: اكتُبْ إليه، فلولا أن يقعَ في أُحْمُوقَةٍ ما كتبتُ إليه، كتبْتَ تسألني عن العبد والمرأةِ يَحْضُرانِ المغنَم، هل يُقسمُ لهما شيءٌ، وإنه ليس لهما شيءٌ إلا أن يُحذَيا، وقال في اليتيم: إنَّه لا ينقطع عنه اسم اليُتْمِ، حتى يبلغ، ويُؤنَسَ منه الرُّشْدُ، والباقي نحوه. وفي أخرى: ولولا أن أرُدَّهُ عن نَتْنٍ يقعُ فيه، ما كتبتُ إليه، ولا [ص: 614] نُعْمَةَ عَيْنٍ ... الحديث. هذه رواية مسلم. وأخرج الترمذي منه طرفاً، وهو ذِكْرُ الْغَزْوِ بالنِّساءِ، والضَّرْب لُهنَّ بِسَهْمٍ والجواب عنه. وأخرج أبو داود منه طرفاً، وهذا لفظُهُ، قال: كتبَ نَجْدَةُ إلى ابنِ عباسٍ يسأله عن أشياءَ؟ وعن المملوك: أَلَهُ في الفَيْء شيءٌ؟ وعن النساء: هل كُنَّ يَخْرُجْنَ مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل لَهُنَّ نصيبٌ؟ فقال ابنُ عباسٍ: لولا أن يأتِيَ أحْمُوقَة ما كتبتُ إليه، أمَّا المملوكُ: فكانَ يُحْذَى، وأَمَّا النساءُ: فقد كُنَّ يُدَاوِينَ الجرَحى، ويَسْقِين الماءَ. وفي أخرَى له قال: كَتَبَ نجدة الحرُورِيُّ إلى ابن عباسٍ يسألُه عن النساء: هل كُنَّ يَشْهدْنَ الحربَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل كان يَضرِبُ لهنَّ بسَهْم؟ قال يزيدُ: فأَنا كتَبْتُ كتاب ابن عباس إلى نجدة: قد كنَّ يَحْضُرنَ الحربَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأمَّا أنْ يضْرِبَ لَهُنَّ بسهمٍ؟ فَلا، وقد كان يَرْضَخُ لهنَّ (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُحذَين) أحذيته أحذيه إحذاءاً: إذا أعطيته، والحذية والحُذيَّا: العطية. [ص: 615] (أحموقة) أفعولة من الحمق، أي خصلة ذات حمق. (يؤنس) آنست من فلان كذا: إذا علمته منه، وعرفته فيه، والرشد: السداد والعقل وحسن التصرف.   (1) قال النووي: يعني: إلى نجدة الحروري، معناه: أن ابن عباس يكره نجدة لبدعته، وهي كونه من الخوارج الذين مرقوا من الدين مروق السهم من الرمية، ولكن لما سأله عن العلم، لم يمكنه كتمه، فاضطر إلى جوابه، وقال: " لولا أن أكتم علماً ما كتبت إليه " أي: لولا أني إذا تركت الكتابة أصير كاتماً للعلم، مستحقاً لوعيد كاتمه لما كتبت إليه. (2) قال النووي: معنى هذا: متى ينقضي حكم اليتيم ويستقل بالتصرف في ماله؟ وأما نفس اليتم فينقضي بالبلوغ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يتم بعد الحلم ". وفي هذا دليل للشافعي ومالك وجماهير العلماء: أن حكم اليتيم لا ينقطع بمجرد البلوغ، ولا بعلو السن، بل لا بد أن يظهر منه الرشد في دينه وماله، وقال أبو حنيفة: إذا بلغ خمساً وعشرين سنة زال عنه حكم الصبيان، وصار رشيداً يتصرف في ماله، ويجب تسليمه إليه وإن كان غير رشيد. وأما الكبير إذا طرأ تبذيره فمذهب مالك وجماهير العلماء وأبي يوسف ومحمد وأحمد وإسحاق: وجوب الحجر عليه، وقال أبو حنيفة: لا يحجر عليه، وقال ابن القصار وغيره: الصحيح الأول، وكأنه إجماع. (3) معناه: خمس خمس الغنيمة الذي جعله الله لذوي القربى، وقد اختلف العلماء فيه، فقال الشافعي مثل قول ابن عباس، وهو: أن خمس الخمس من الفيء والغنيمة يكون لذوي القربى، وهم عند الشافعي والأكثرين: بنو هاشم وبنو المطلب. وقوله: " فأبى علينا قومنا ذاك " أي: رأوا لا يتعين صرفه إلينا، بل يصرفونه في المصالح، وأراد بقوله " ولاة الأمر " من بني أمية. [ص: 613] وقد صرح في سنن أبي داود في رواية أنس له بأن سؤال نجدة لابن عباس عن هذه المسائل كان في فتنة ابن الزبير، وكانت فتنة ابن الزبير بعد بضع وستين سنة من الهجرة. وقد قال الشافعي: يجوز أن ابن عباس أراد بقوله: " فأبى علينا قومنا " من بعد الصحابة، وهم يزيد بن معاوية وأهله، والله أعلم. (4) معناه: أن الصبيان لا يحل قتلهم، ولا يحل لك أن تتعلق بقصة الخضر وقتله الصبي، فإن الخضر ما قتله إلا بأمر الله تعالى على اليقين، كما قال في آخر القصة: {وما فعلته عن أمري} فإن كنت أنت تعلم من صبي ذلك، فاقتله، ومعلوم أنه لا علم له بذلك، فلا يجوز لك القتل. قاله النووي. (5) أي: تدع من يكون إذا عاش إلى البلوغ مؤمناً، ومن يكون إذا عاش كافراً فاقتله، كما علم الخضر أن ذلك الصبي لو بلغ لكان كافراً، وأعلمه الله تعالى ذلك، ومعلوم أنك أنت لا تعلم ذلك، فلا تقتل صبياً. قاله النووي. (6) مسلم رقم (1812) في الجهاد، باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم، والترمذي رقم (1556) في السير، باب من يعطى الفيء، وأبو داود رقم (2727) و (2728) في الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: لفظ الباب أخرجه أحمد (1/224) (1967) قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الحجاج، عن عطاء، فذكره. وبنحوه: 1- أخرجه الحميدي (532) . وأحمد (1/349) (3264) . ومسلم (5/197) قال: حدثنا ابن أبي عمر. وفي (7/198) قال: حدثناه عبد الرحمن بن بشر العبدي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6557) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. خمستهم - الحميدي، وأحمد، وابن أبي عمر، وابن بشر، والمقرئ - عن سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. 2 - وأخرجه أحمد (1/248) (2235) قال: حدثنا عفان. وفي (1/294) (2685) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. وفي (1/334) (3200) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (2474) قال: أخبرنا أبو النعمان. ومسلم (5/198) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جرير ابن حازم (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6557) عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي. ستتهم - عفان، وعبد الوهاب، وابن مهدي، وأبو النعمان، ووهب، وبهز - عن جرير بن حازم، قال: أخبرنا قيس بن سعد. 3 - وأخرجه أحمد (1/308) (2812) قال: حدثنا محمد بن ميمون الزعفراني. ومسلم (5/197) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن بلال. وفي (5/197) قا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل. والترمذي (1556) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. ثلاثتهم (ابن ميمون، وابن بلال، وحاتم) عن جعفر بن محمد، عن أبيه. 4 - وأخرجه أحمد (1/320) (2943) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وأبو داود (2982) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة. والنسائي (7/128) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله الحمال، قال: حدثنا عثمان بن عمر. كلاهما (عثمان، وعنبسة) عن يونس بن يزيد، عن الزهري. 5 - وأخرجه أحمد (1/352) (3299) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (2728) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا أحمد بن خالد - يعني الوهبي -. والنسائي (7/129) قال: أخبرنا عمرو ابن علي، قال: حدثنا يزيد وهو ابن هارون. كلاهما (يزيد، وأحمد بن خالد) عن محمد بن إسحاق عن محمد بن علي، والزهري. 6 - وأخرجه مسلم (5/199) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2727) قال: حدثنا محبوب بن موسى أبو صالح، قال: حدثني أبو إسحاق الفزاري. كلاهما - أبو أسامة، وأبو إسحاق -عن زائدة، عن الأعمش، عن المختار بن صيفي. خمستهم -سعيد، وقيس، ومحمد بن علي بن الحسين، والزهري، والمختار -عن يزيد بن هرمز، فذكره * جاءت الروايات مختصرة ومطولة. الحديث: 1093 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 1094 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بأُمِّ سُليم ونسوةٌ (1) من الأنصار معه، فَيَسْقِينَ الماءَ، ويُدَاوين الجَرْحَى. أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) .   (1) " ونسوة " إن روي بالجر عطفاً على أم سليم، لم يكن لقوله: " معه " زيادة فائدة، لأن الباء في " بأم سليم " بمعناه. والوجه: أن يكون مرفوعاً على الابتداء، و " معه " خبره، والجملة حالية. (2) الترمذي رقم (1575) في السير، باب ما جاء في خروج النساء في الحرب، وأبو داود رقم (2531) في الجهاد، باب في النساء يغزون. وأخرجه مسلم رقم (1810) في الجهاد، باب غزوة النساء مع الرجال، وقد فات المؤلف عزوه إليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (5/196) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (2531) قال: حدثنا عبد السلام بن مطهر. والترمذي (1575) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (261) عن بشر بن هلال. ثلاثتهم - يحيى، وعبد السلام، وبشر - عن جعفر بن سليمان عن ثابت، فذكره. الحديث: 1094 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 1095 - (خ) الرُّبَيِّع بنت معوذ - رضي الله عنها -: قالت: لقد كُنَّا نَغْزُو مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِنَسقيَ القومَ ونَخدِمَهم، ونَرُدَّ القتلى والجرحى إلى المدينة. أخرجه البخاري (1) .   (1) 6 / 60 في الجهاد، باب مداواة النساء الجرحى في الغزو، وباب رد النساء الجرحى والقتلى، وفي الطب، باب هل يداوي الرجل المرأة والمرأة الرجل، وفي الحديث جواز معالجة المرأة الأجنبية الرجل الأجنبي للضرورة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/358) . والبخاري (4/41) قال: حدثنا علي بن عبد الله (ح) وحدثنا مسدد. وفي (7/158) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15835) عن عمرو بن علي. خمستهم - أحمد بن حنبل،وعلي بن عبد الله، ومسدد، وقتيبة بن سعيد، وعمرو بن علي - قالوا: حدثنا بشر بن المفضل، عن خالد بن ذكوان، فذكره. الحديث: 1095 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 1096 - (م) أم عطية - رضي الله عنها -: قالت: غَزَوْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبعَ غَزواتٍ، أخْلُفُهُمْ في رِحالهمْ، فَأصْنَعُ لهمُ الطعام [ص: 616] وأُداوي الجَرْحى، وأقومُ على المرَضَى. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1812) في الجهاد، باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/84) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/407) قال: حدثنا إسحاق. والدارمي (2427) قال: أخبرنا عاصم بن يوسف. قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري. ومسلم (5/199) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (2856) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم ابن سليمان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18137) عن محمد بن زُنبُور، عن عيسى بن يونس. ستتهم - محمد بن جعفر، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأبو إسحاق الفزاري، وعبد الرحيم بن سليمان، ويزيد، وعيسى بن يونس - عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، فذكرته. الحديث: 1096 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 1097 - (خ د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: بَعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بعثٍ، فقال: إنْ وجدتُمْ فُلاناً وفلاناً - لرجلين من قريش سَمَّاهُمَا - فَأحْرِقُوهُما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروجَ: إنِّي أَمَرْتُكمْ أن تُحَرِّقوا فلاناً وفلاناً، وإنَّ النَّارَ لا يُعذِّبُ بها إلا اللهُ، فإنْ وَجَدْتُمُوهُما فاقْتُلوهُما. أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود (1) .   (1) البخاري 6 / 104 و 105 في الجهاد، باب لا يعذب بعذاب الله، وأبو داود رقم (2674) في الجهاد، باب كراهية حرق العدو بالنار، والترمذي رقم (1571) في السير، باب الحرق بالنار، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 222 في السير، باب النهي عن التعذيب بعذاب الله، وأخرجه أحمد في مسنده 2 / 307 و 338 و 453، قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث جواز الحكم بالشيء اجتهاداً، ثم الرجوع عنه، واستحباب ذكر الدليل عند الحكم لرفع الإلباس، والاستنابة في الحدود ونحوها، وأن طول الزمان لا يرفع العقوبة عمن يستحقها. وفيه نسخ السنة بالسنة وهو اتفاق. وفيه جواز الحكم قبل العمل به، أو قبل التمكن من العمل به، وهو اتفاق إلا عن بعض المعتزلة فيما حكاه أبو بكر بن العربي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/307) قال: حدثني هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. وفي (2/338) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. وفي (2/453) قال: حدثنا حجاج، عن ليث. والبخاري (4/74) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وأبو داود (2674) قال: حدثنا يزيد بن خالد وقتيبة، أن الليث بن سعد حدثهم. والترمذي (1571) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائى «الكبرى / الورقة - 115 ب» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. وفي «الورقة / 118 - ب» قال: الحارث بن مسكين - قراءة عليه - عن ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، وذكر آخر. وفي «الورقة / 119 - إ» قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، وذكر آخر. كلاهما (الليث بن سعد، وعمرو بن الحارث) عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، فذكره. -وعن أبي إسحاق الدوسي، عن أبي هريرة الدوسي، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فقال: إن ظفِرتم بفلان وفلان فأحرقوهما بالنار، حتى إذا كان الغد بعث إلينا فقال: إني قد كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين، ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله، فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما» . أخرجه الدارمي (2464) قال: أخبرنا عبد الله بن عمرو بن أبان، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبي إسحاق الدوسي، فذكره. الحديث: 1097 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 1098 - (د) حمزة الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمَّرَهُ على سَرِيَّةٍ، قال: فَخَرَجْتُ فيها، وقال: إنْ وجَدْتُمْ فلاناً، فأحرقوه بالنار، فَولَّيتُ، فنَاداني، فرجعتُ إليه، قال: إنْ وَجَدْتُمْ فلاناً فاقتلوه، ولا تُحَرِّقُوهُ، فإنهُ لا يُعذِّبُ بالنَّارِ إلا ربُّ النار. [ص: 617] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2673) في الجهاد، باب كراهية حرق العدو بالنار، وفي سنده محمد بن حمزة الأسلمي لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات، ويشهد له حديث أبي هريرة المتقدم فيتقوى به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/494) . وأبو داود (2673) . كلاهما قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد. قال: حدثني محمد بن حمزة، فذكره. الحديث: 1098 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 1099 - (د) عروة بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهم -: قال: حدثني أسامة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عَهِدَ إليه، قال: أَغِرْ على أُبْنى صَباحاً، وحَرِّقْ. قيل لأبي مسهر: أُبْنَى؟ قال: نَحنُ أعْلَمُ، هي: يُبْنَى: فِلَسْطِين. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أبْنَى) ويُبنَى: اسم موضع بين عسقلان والرملة من أرض فلسطين.   (1) رقم (2616) في الجهاد، باب الحرق في بلاد العدو، وفي سنده صالح بن أبي الأخضر، وهو ضعيف يعتبر به، كما قال الحافظ في " التقريب "، وبقية رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (2616) قا: ثنا هناد بن السري، عن ابن المبارك،عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، فذكره. وفي (2617) قال: ثنا عبد الله بن عمرو الغزي، سمعت أبا مسهر فذكر الرواية الثانية. قلت: فيه صالح بن أبي الأخضر، قال عنه الحافظ: ضعيف يعتبر به. الحديث: 1099 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 1100 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قاتَلَ أحَدُكُمْ، فَليَجْتَنِبِ الوجهَ» . أخرجه البخاري ومسلم. وزاد في رواية «إذا قاتلَ أحدُكُمْ أَخَاهُ» . وفي رواية أخرى «فلاَ يلْطِمَنَّ الوَجْهَ» . وفي أخرى «فَلْيَتَّقِ الوَجْهَ» (1) .   (1) البخاري 5 / 132 في العتق، باب إذا ضرب العبد فليتق الوجه، ومسلم رقم (2613) في البر والصلة، باب النهي عن ضرب الوجه، وأخرجه أحمد في مسنده في جملة حديث طويل 2 / 313 و 327 و 337 و 347 و 449 و 463 و 519 عن أبي هريرة، وأخرجه أيضاً 3 / 93 عن أبي سعيد الخدري بلفظ " إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/327 و 337) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. ومسلم (8/31) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا أبو عوانة. كلاهما -حماد، وأبو عوانة - عن سهيل، عن أبيه، فذكره. *أخرجه أحمد (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، عمن سمع أبا صالح السمان يحدث، عن أبي هريرة، فذكره. أخرجه البخاري (3/197 و 198) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن همام، فذكره. الحديث: 1100 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 1101 - (د) عبيد بن تعلي الفلسطيني - رحمه الله -: قال: غَزَوْنا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأُتيَ بأربعةِ أعْلاجٍ من العدوِّ، فأَمَر بهم فقُتِلُوا صَبْراً. وفي رواية: بالنَّبلِ صَبراً، فَبلغَ ذلك أبا أيوب الأنصاري - رضي الله عنه- فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ينهى عن قَتْلِ الصَّبْرِ، فوالذي نفسي بيده، لو كانت دجاجةٌ ما صَبَرْتُها، فبلغَ ذلك عبد الرحمن بن خالد، فأعْتقَ أربعَ رقابٍ. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعلاج) جمع علج: وهو الرجل من كفار العجم، ويجمع أيضاً على علوج وعلجة. (صبراً) صبرت القتيل على القتل: إذا حبسته عليه لتقتله بالسيف وغيره [ص: 619] من أنواع السلاح وسواه، وكل من قُتل أيَّ قِتلة كانت إذا لم يكن في حرب ولا على غفلة ولا غِرة فهو مقتول صبراً.   (1) رقم (2687) في الجهاد، باب قتل الأسير بالنبل، ورجاله ثقات. وقال الحافظ في " التهذيب " في ترجمة عبيد بن تعلي: قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في " الثقات " قلت: [القائل ابن حجر] روى أبو داود الحديث عن أحمد بن صالح عن بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكر بن عبيد، وقد رواه الطبراني في " الكبير " عن أحمد بن رشدين عن أحمد بن صالح، وقال فيه: عن أبيه وكذا رواه غير واحد عن بن وهب، وكذا رواه يزيد بن أبي حبيب وعبد الحميد بن جعفر عن بكير، والذي رواه بإسقاط والد بكير محمد بن إسحاق وهو منقطع، قاله بن المديني. قال: وإسناده حسن، إلا أن عبيد بن تعلي لم يسمع به في شيء من الأحاديث. قال: ويقويه رواية ابن الأشج عنه، لأن بكيراً صاحب حديث، قال: ولا نحفظه عن أبي أيوب إلا من هذا الطريق، وقد أسنده عبد الحميد بن جعفر وجوده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: 1 - أخرجه أحمد (5/422) قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب. وفي (5/422) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا ابن لهيعة. والدارمي (1980) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب. كلاهما (يزيد، وابن لهيعة) عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبيه. 2 - وأخرجه أحمد (5/422) قال: حدثنا سريج. وأبو داود (2687) قال: حدثنا سعيد بن منصور. كلاهما -سريج، وسعيد- قالا: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير. ولم يذكر عن أبيه. كلاهما (عبد الله بن الأشج، وبكير) عن عبيد بن يعلى، فذكره. ولفظ رواية سريج، وسعيد، هي اللفظ المذكور. الحديث: 1101 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 618 1102 - (د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعَفُّ النَّاسِ قِتْلَة: أهْلُ الإيمانِ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِتلة) القتلة بكسر القاف: الحالة من القتل، وبفتحها: المرة من القتل. (والعفة) النزاهة.   (1) أبو داود رقم (2666) في الجهاد، باب النهي عن المثلة، وأخرجه ابن ماجة رقم (2681) في الديات، باب أعف الناس قتلة أهل الإيمان، وأحمد في مسنده 1 / 393 ورجاله ثقات، إلا أن المغيرة بن مقسم الضبي مدلس ولا سيما عن إبراهيم بن يزيد، وقد روى في هذا الحديث، ولم يصرح بالسماع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2666) حدثنا محمد بن عيسى وزياد بن أيوب قالا: ثنا هشيم أخبرنا مغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هنى بن نويرة عن علقمة عن عبد الله قال، فذكره. الحديث: 1102 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 1103 - (خ) عبد الله بن يزيد الأنصاري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَهى عن المُثْلَةِ والنُّهْبَى» . وقد رواه ابن جبير عن ابن عباس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النُّهبى) النُّهْبة: المنهوب، والنُّهْبَى: اسم ما أُنهِب من الأشياء.   (1) 5 / 86 في المظالم، باب النهبى بغير إذن صاحبه، وفي الذبائح والصيد، باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/307) قال: حدثنا وكيع، وابن جعفر. وفي (4/307) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري (3/177) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي (7/122) قال: حدثنا حجاج بن منهال. خمستهم - وكيع،وابن جعفر، وإسماعيل، وآدم، وحجاج -عن شعبة، قال: حدثنا عدي بن ثابت، فذكره. الحديث: 1103 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 1104 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كان المشركون على مَنْزِلَتيْنِ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، كانوا مُشْرِكي أهْلِ حَرْبٍ يُقاتِلُهُمْ ويُقاتِلُونَهُ، ومُشرْكي أهَل عَهْدٍ، لا يُقاتِلُهُم ولا يُقاتلُونَهُ، وكان إذا هاجَرَتِ المرأةُ من الحربِ لم تُخْطَبْ حتى تَحيضَ وتَطْهُرَ، فإذا طَهُرَتْ، حَلَّ لها النكاح، فإنْ هاجرَ زَوْجُها قبْلَ أن تُنْكَحَ رُدَّتْ إليهِ، وإن هاجَرَ عبدٌ منهم أو أمَةٌ فهما حُرَّانِ، ولهما مَا لِلْمُهاجِرِينَ - ثم ذكر من أهل العهدِ مثْلَ حديثِ مُجاهد- وإنْ هاجَرَ عبْدٌ أو أمةٌ للمشركين من أهل العهدِ لم يُرَدُّ [وا] ، ورُدَّتْ أَثْمانُهُمْ، قال: وكانت قُرَيْبَةُ (1) بنتُ أبي أمية [عند عمر بن الخطاب فطلقها، فَتَزوَّجها معاوية بن أبي سفيان، وكانت أم الحكم بنتُ أبي سفيان] تَحْتَ عياض بن غنم الفهري فطلقها، فَتَزَوجها عبدُ الله بن عثمان الثقفي. أخرجه البخاري (2) .   (1) بضم الهمزة وتخفيف الميم وتشديد التحتانية أخت أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها تزوجها معاوية بن أبي سفيان لما أسلم. وقال ابن سعد: هي قريبة الصغرى، أمها عاتكة بنت عتبة بن ربيعة، قال: وتزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر فولدت له عبد الله وحفصة وأم حكيم، وساق ابن سعد بسند صحيح أن قريبة قالت لعبد الرحمن، وكان في خلقه شدة: لقد حذروني منك، قال: فأمرك بيدك. قالت: لا أختار على ابن الصديق أحداً، فأقام عليها. " وأم الحكم " بالمهملة والكاف المفتوحتين، ابنة أبي سفيان أخت معاوية بن أبي سفيان أسلمت يوم الفتح. (2) 9 / 368 في الطلاق، باب نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/62) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، عن ابن جريج، قال: قال عطاء، فذكره. * قال أبو مسعود:هذا الحديث والذي قبله في تفسير ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس. والبخاري ظنه «ابن أبي رباح» . وابن جريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني، إنما أخذ الكتاب من ابنه، اسمه عثمان بن عطاء، ونظر فيه وروى. «قال المزي» : وقال علي بن المديني: سمعت هشام بن يوسف، قال: قال لي ابن جريج: سألت عطاء عن التفسير من البقرة وآل عمران. فقال: اعفني من هذا. قال هشام: فكان بعد إذا قال: «عطاء، عن ابن عباس» قال: الخراساني. قال هشام: فكتبنا ما كتبنا، ثم مللنا. قال علي: يعني كتبنا أنه عطاء الخراساني. قال علي بن المديني: وإنما كتبت هذه القصة، لأن محمد بن ثور كان يجعلها «عطاء، عن ابن عباس» فظن الذين حملوها عنه، أنه عطاء ابن أبي رباح. «تحفة الأشراف» (5924) . الحديث: 1104 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 620 الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد متفرقة 1105 - (م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِنْ غازَيِةٍ أو سَريَّةٍ تغْزُو في سبيل الله، فَيَسْلَمونَ ويُصيبونَ، إلا تعَجَّلوا ثُلُثَيْ أجْرِهم، وما من غازيةٍ أو سرِيَّةٍ تخْفقُ (1) وتُخَوَّفُ وتُصَابُ، إلا تَمَّ أجْرُهُم» . وفي رواية: «ما مِنْ غازَيِةٍ تغْزُو في سبيل الله، فيُصيبونَ الغنيمَةَ إلا تعَجَّلوا ثُلَثيْ أجْرِهم من الآخرةِ، ويبقى لهم الثُّلُثُ، وإن لم يُصيبوا غنيمَةَ تَمَّ لهم أجرُهُمْ» . أخرجه مسلم. وأخرج الرواية الثانية أبو داود والنسائي (2) . [ص: 622] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غازية) تأنيث غاز، وهو صفة لجماعة غازية. (تُخفق) أخفق الغازي: إذا غزا ولم يغنم أو لم يظفر. (تصاب) أصيبت السرية: إذا نيل منها.   (1) قال النووي: قال أهل اللغة: الإخفاق أن يغزو فلا يغنموا شيئاً، وكذلك كل طالب حاجة، إذا لم تحصل له فقد أخفق، ومنه أخفق الصائد إذا لم يقع له صيد. وأما معنى الحديث: فالصواب الذي لا يجوز غيره: معناه: أن الغزاة إذا سلموا وغنموا يكون أجرهم أقل من أجر من لم يسلم، أو سلم ولم يغنم، وأما الغنيمة: فهي في مقابلة جزء من أجر غزوهم، فإذا حصلت لهم فقد تعجلوا ثلثي أجرهم المرتب على الغزو، وتكون هذه الغنيمة من جملة الأجر وهذا موافق للأحاديث الصحيحة المشهورة عن الصحابة كقوله " منا من مات ولم يأكل من أجره شيئاً، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها " أي: يجتنيها، فهذا الذي ذكرناه هو الصواب، وهو ظاهر الحديث، ولم يأت حديث صريح صحيح يخالف هذا، فتعين حمله على ما ذكرنا، وقد اختار القاضي عياض معنى هذا الذي ذكرناه. (2) مسلم رقم (1906) في الإمارة، باب بيان قدر ثواب من غزا فغنم ومن لم يغنم، وأبو داود رقم (2497) في الجهاد، باب في السرية تخفق، والنسائي 6 / 17 و 18 في الجهاد، باب ثواب السرية تخفق، وأخرجه ابن ماجة رقم (2785) في الجهاد، باب النية في القتال، وأحمد 2 / 169. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/169) (6577) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا حيوة وابن لهيعة. ومسلم (6/47 و 48) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا حيوة بن شريح. (ح) وحدثني محمد بن سهل التميمي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد. وأبو داود (2497) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة وابن لهيعة، وابن ماجة (2785) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. والنسائي (6/17) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حيوة، وذكر آخر. ثلاثتهم - حيوة، وابن لهيعة، ونافع - قالوا: حدثنا أبو هانئ الخولاني، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلى، فذكره. الحديث: 1105 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 1106 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ بالمدينةِ رجالاً ما سِرتُمْ مسيراً، ولا قَطَعْتُم وادياً، إلا كانوا معكم، حبَسَهُم المرضُ» .أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قطعتم وادياً) قطعت الوادي: إذا جُزته وعبرته، أراد به: مسيرهم في غزوهم ومقصدهم.   (1) رقم (1911) في الإمارة، باب ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1911) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، فذكره. وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج. قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثناإسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد غير أن حديث وكيع «إلا شركوكم في الأجر» . الحديث: 1106 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 1107 - (خ د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: رجَعْنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنَّ قوْماً خَلْفنَا بالمدينةِ، مَا سَلَكنْا شِعْباً، ولا وَادِياً: إلا وهم معنا، حَبَسَهُم الْعُذْرُ» . هذه رواية البخاري. وفي رواية أبي داود: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لقد تركتم بالمدينةِ أقواماً، ما سِرْتُم مَسيراً، ولا أَنْفَقُتمْ من نفقةٍ، ولا قَطَعْتم من وادٍ إلا وهم معكم [ص: 623] فيه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونُونَ معنا، وهم بالمدينةِ؟ قال: حَبَسَهُمُ العُذْرُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شِعباً) الشِّعب: الفرق بين الجبلين كالوادي ونحوه. (حبسهم العُذر) أي منعهم من المسير معكم ما كان من أعذارهم، كالمرض وغيره.   (1) البخاري 6 / 34 في الجهاد، باب من حبسه العذر عن الغزو، وفي المغازي، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر، وأبو داود رقم (2508) في الجهاد، باب في الرخصة في القعود من العذر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/182) قال: حدثنا يحيي. وعبيد بن حميد (1402) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (4/31) قال: حدثنا سليمان ابن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/31) أيضا قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير بن معاوية. وفي (6/9) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وابن ماجة (2764) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. ستتهم - ابن أبي عدي، ويحيى بن سعيد، ويزيد، وحماد، وزهير، وعبد الله بن المبارك- عن حميد، فذكره. ورواه أيضا موسى بن أنس بن مالك عنه: 1 - أخرجه أحمد (3/160 و 214) قال: حدثنا عفان. وفي (3/160) قا: حدثنا أبو كامل. وأبو داود (2508) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قالوا- عفان، وأبو كامل، وموسى -: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا حميد، عن موسى بن أنس، فذكره. الحديث: 1107 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 1108 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «عَجِبَ رَبُّنا تعالى مِنْ قَومٍ يُقادونَ إلى الجنَّة في السَّلاسِلِ» . أخرجه البخاري، وأبو داود. وللبخاري: عَجِبَ اللهُ من قومٍ يدخلون الجنَّةَ في السلاسل (1) . قال أبو داود: يعني: الأسير يُوثَقُ ثم يُسْلِمُ (2) .   (1) البخاري 6 / 101 في الجهاد، باب الأسارى في السلاسل، وأبو داود رقم (2677) في الجهاد، باب الأسير يوثق. (2) وقال إبراهيم الحربي: المعنى: يقادون إلى الإسلام مكرهين، فيكون ذلك سبباً لدخولهم الجنة، وليس المراد أن ثمت سلسلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أبو داود في الجهاد (124: 1) عن موسى بن إسماعيل؟ «الأشراف (10/321) » . الحديث: 1108 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 623 1109 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما الإمامُ جُنَّةٌ يُقاتَلُ به» أخرجه أبو داود. [ص: 624] وقد أخرج البخاري، ومسلم، والنسائي هذا المعنى في جملة حديثٍ يَرِدُ في كتاب الخلافة والإمارةِ من حرف الخاء (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُنَّة) الجنة: ما يسُتَجَنُّ به، أي تُتَّقى به الحوادث، ويكون كالمِجَنِّ لمن وراءه وهو التُّرس.   (1) البخاري 6 / 82 في الجهاد، باب يقاتل من وراء الإمام ويتقى به، وفي الأحكام، باب قول الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ، ومسلم رقم (1841) في الإمارة، باب الإمام جنة يقاتل به من ورائه ويتقى به، وأبو داود رقم (2757) في الجهاد، باب في الإمام يستجن به في العهود، والنسائي 8 / 155 في البيعة، باب ما يجب للإمام وما يجب عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/523) قا: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا المغيرة. والبخاري (4/60) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (6/17) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثني ورقاء. وأبو داود (2757) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. والنسائي (7/155) قال: أخبرنا عمران بن بكار. قال: حدثنا علي بن عياش. قال: حدثنا شعيب. أربعتهم - المغيرة بن عبد الرحمن، وشعيب بن أبي حمزة، وورقاء بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي الزناد - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 1109 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 623 1110 - (م د) أَنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ فَتى مِنْ أسْلمَ قال: إني أريدُ الغزوَ يا رسولَ الله، وليس معي مالٌ أتَجهَّزُ به، قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: آئت فلاناً، فإنه كان قد تَجهَّزَ فَمَرِضَ، فأتاه، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرِئُكَ السلام ويقولُ: «أعطنِي الذَي تجهَّزتَ به، فقال: يا فُلاَنةُ - لأهِلِه - أعطيِه الذي تجهزْتُ به، ولا تَحْبِسِي عنه شيئاً منه، فواللهِ لا تَحْبِسِي منه شيئاً فيُبارَك لكِ فيه» .أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) مسلم رقم (1894) في الإمارة، باب فضل إعانة الغازي، وأبو داود رقم (2780) في الجهاد، باب فيما يستحب من إنفاد الزاد في الغزو إذا قفل، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 207. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/207) قال: حدثنا روح وعفان وعبيد بن حميد (1330) قال: حدثني سليمان ابن حرب. ومسلم (6/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان (ح) وحدثني أبو بكر ابن نافع قال: حدثنا بهز. وأبو داود (2780) قال: حدثني موسى بن إسماعيل. خمستهم - روح، وعفان،وسليمان، وبهز، وموسى -عن حماد بن سلمة عن ثابت، فذكره. الحديث: 1110 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 1111 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: أمَّا بعدُ، فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّى خَيْلنَا خيلَ الله إذا فزعنا، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأمرُنا - إذا فزِعنا - بالجماعةِ والصَّبرِ، والسَّكينة إذا قاتلنا. أخرجه أبو داود (1) . [ص: 625] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السكينة) : فعيلة من السكون. (خيل الله) هذا على حذف المضاف، تقديره: خيل أولياء الله، أو لما كانت يقاتل عليها في سبيل الله، ومن أجله، جعلت له.   (1) رقم (2560) في الجهاد، باب في النداء عند النفير: يا خيل الله اركبي، وفي سنده لين ومجاهيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (2560) قال: ثنا محمد بن داود بن سفيان، قال: ثني يحيى ابن حسان، قال: نا سليمان بن موسى أبوداود، قال: ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، قال: ثني حبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، فذكره. الحديث: 1111 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 1112 - (ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُ الصحابةِ: أربعةٌ وخيرُ السرايا: أربعُمائةٍ، وخيرُ الجيوشِ: أربعةُ آلافٍ، ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفاً مِنْ قِلَّةٍ» . أخرجه التَّرمِذِي، وأبو داود (1) .   (1) الترمذي رقم (1555) في السير، باب ما جاء في السرايا، وأبو داود رقم (2611) في الجهاد، باب ما يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا، وابن ماجة رقم (2728) في الجهاد، باب في السرايا، والدارمي 2 / 215 في السير، باب في خير الأصحاب والسرايا والجيوش، وسنده حسن، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (1/294) (2682) . وعبد بن حميد (652) . وأبوداود (2611) قال: حدثنا زهير بن حرب أبو خيثمة. والترمذي (1555) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري، وأبو عمار، وغير واحد. وابن خزيمة (2538) قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، وإبرهيم بن مرزوق، وعمي ابن إسماعيل بن خزيمة. ثمانيتهم (أحمد، وعبد، وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى، وأبو عمار الحسين بن حريث، ومحمد بن خلف، وإبراهيم بن مرزوق، وابن إسماعيل) عن وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يونس بن يزيد الأيلي. 2 - وأخرجه أحمد (1/299) (2718) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حبان بن علي، قال: حدثنا عقيل بن خالد. 3 - وأخرجه الدارمي (2443) قال: حدثنا محمد بن الصلت، قال: حدثنا حبان بن علي، عن يونس. وعقيل. كلاهما - يونس، وعقيل - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. * قال أبو داود: والصحيح أنه مرسل. الحديث: 1112 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 625 1113 - (خ) سليمان بن حبيب المحاربيُّ- رحمه الله- قال: سمعتُ أبَا أُمَامَةَ يقولُ: لقد فَتَحَ الفُتُوحَ قَوْمٌ، ما كانَتْ حلْيَةُ سيُوفِهمُ الذَّهب وَلا الفضّة، إنَّما كانت حِلْيَتْهُمُ الْعَلابي والآنكَ والحديدَ. أخرجه البخاري (1) . [ص: 626] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العلابي) جمع عِلباء، وهو عصب العنق، وهما علباوان، كانت العرب تَشُدُّ العصب على غلف سيوفها وهو رطب، ثم يجف فيصير كالقدِّ. (الآنك) الرصاص الأسود.   (1) 6 / 80 في الجهاد، باب ما جاء في حلية السيوف. وفي الحديث أن تحلية السيوف وغيرها من آلات الحرب بغير الفضة والذهب أولى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/47) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وابن ماجة (2807) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما - عبد الله، والوليد - عن الأوزاعي، قال: سمعت سليمان بن حبيب، فذكره. الحديث: 1113 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 625 1114 - (خ م ت د) أبو طلحة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا ظَهَر على قَومٍ، أَقَامَ باْلعَرْصَةِ ثَلاثَ لَيَالٍ. أخرجه الجماعةُ إلا الموطأ والنسائي. إلا أنَّ أبا داود قال: «غَلَبَ» بَدَلَ «ظَهَرَ» . وفي أخرى له «إذا غَلبَ قَوماً أحَبَّ أَنْ يُقِيم بِعَرْصَتِهمْ ثلاثاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالعرصة) العرصة: وسط الدار، والمراد به: موضع الحرب.   (1) البخاري 6 / 126 في الجهاد، باب من غلب العدو وأقام على عرصتهم ثلاثاً، وفي المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، ومسلم رقم (2875) في صفة النار، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار، والترمذي رقم (1551) في السير، باب في البيات والغارات، وأبو داود رقم (2695) في الجهاد، باب الإمام يقيم عند الظهور، وأخرجه الدارمي 2 / 222 في السير، باب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة، وأحمد في مسنده 3 / 145 و 4 / 29. قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن الجوزي: إنما كان يقيم ليظهر تأثير الغلبة وتنفيذ الأحكام وقلة الاحتفال، فكأنه يقول: من كانت فيه قوة منكم فليرجع إلينا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/29) قا: حدثنا معاذ بن معاذ. وفيه قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. وفيه قال: حدثنا روح. والدارمي (2462) قال: أخبرنا المعلى بن أسد،قال: حدثنا معاذ بن معاذ. والبخاري (4/89) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا روح بن عبادة. وفي (5/97) قال: حدثني عبد الله بن محمد، سمع روح بن عبادة. ومسلم (8/164) قال: حدثني يوسف ابن حماد، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم،قال: حدثنا روح بن عبادة. وأبوداود (2695) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا روح. والترمذي (1551) قال: حدثنا قتيبة ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن معاذ. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (377) عن أبي قدامة، عن معاذ بن معاذ. أربعتهم - معاذ، وعبد الوهاب، وروح، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره. الحديث: 1114 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 626 1115 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: كان [ص: 627] إذا أعطَى شيئاً في سبيل الله، يقولُ لصاحبه: إذا بَلَغْتَ بِهِ وادِيَ الْقُرى: فَشَأْنكَ به. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 449 في الجهاد، باب العمل فيمن أعطى شيئاً في سبيل الله، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (998) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 1115 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 626 1116 – [ (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله-: أنَّ سعيدَ بن المسيِّبِ كان يقولُ: إذا أعطيَ الرجلُ الشَّيءَ في الغزوِ، فيبلغَ بهِ رأسَ مَغْزَاتِهِ فهو له. أخرجه الموطأ (1) ] .   (1) 2 / 449 في الجهاد، باب العمل فيمن أعطى شيئاً في سبيل الله، وإسناده صحيح إلى سعيد بن المسيب، ويحيى بن سعيد هو ابن قيس بن عمرو بن النجار، ولم يرد هذا الأثر في أصولنا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (3/19) بشرح الزرقاني عن يحيى بن سعيد، أن سعيد بن المسيب كان يقول، فذكره. الحديث: 1116 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 627 1117 - (م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: كانت ثقيف (1) حُلفَاءَ لِبَني عُقَيْلٍ، فأسَرَتْ ثقيف رَجُلَيْنِ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسَرَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني عُقَيْلٍ، وأصَابُوا معه الْعَضْباءَ، فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق، فقال: يا محمدُ، فأتاه، فقال: ما شاْنُك؟ فقال: بِمَ أخَذْتني وأخذتَ سابقَة الحاجِّ؟ يعني: العَضباءَ - فقال: أخَذْتُكَ بجِريرة (2) حُلفائك ثقيف، ثم انصرف عنه، فناداه، فقال: يا محمد، يا محمد، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رقيقاً - فرجع إليه، فقال: «ما شأنُك؟» قال: إني مُسلمٌ، قال: «لو قُلْتَها وأنت تملكُ أمرَك أفلحتَ كُلَّ الفلاح» ، ثم انصرف عنه، فناداه: يا محمد، يا محمد، فأتاه فقال: «ما شأنُك؟» فقال: إني جائعٌ [ص: 628] فأطعمني، وظمآنُ فأسقنِي، قال: «هذه حاجتُكَ» ، فَفُدِي بالرجلين، قال: وأُسِرَتِ امْرأةٌ من الأنصار (3) ، وأُصيبت العضباءُ، فكانت المرأَة في الوثَاقِ، وكان القومُ يَريحونَ نَعَمَهم بين يدَيْ بُيوتِهم، فانفلتت ذَات ليلةٍ من الوَثاقِ، فأتتِ الإبلَ، فجعَلتْ إذا دَنت من البعير رَغا، فَتَتركُهُ حتى تنتهيَ إلى العَضباءِ، فلم تَرْغُ، قال: وهي ناَقةٌ مُنوَّقَةٌ - وفي رواية: ناقةٌ مُدَرَّبةٌ -. وعند أبي داود: ناقةٌ مُجَرَّسةٌ - فقعدتُ في عَجُزها، ثم زَجَرْتُها فانطلقتْ ونَذِرُوا بها، فَطلبوها، فأعجَزتهم، قال: ونَذرتْ لله، إنْ نجَّاها الله عليها لتنْحرنَّها، فلما قَدِمَت المدينةَ رآها الناسُ، فقالوا: العَضْباءُ، ناقةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنها نذرت إن نجاها الله عليها أن تنحرها، فأتوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: «سبحان الله! بِئْسَما جَزَتْهَا، نذَرَت لله إن نَجَّاها الله عليها لتَنْحرنَّها؟ لا وَفاءَ لِنَذْرٍ في معصيةٍ (4) ، ولا فيما لا يملك العبدُ» . أخرجه مسلم وأبو داود. وأخرج الترمذي منه طرفاً قال: إَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فدَى رجلين من [ص: 629] المسلمين برجُلٍ من المشركين - يعني: الأسير المذكور. ولقلة ما أخرج منه لم نعلم عليه علامَتَه (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حلفاء) جمع حليف، وهو الذي يحالفك على شيء، أي: يعاهدك عليه. (العضباء) اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والناقة العضباء: المشقوقة الأذن، ولم تكن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عضباء، إنما كان هذا اسماً لها. (سابقة الحاج) أراد بسابقة الحاج: ناقته، كأنها كانت تسبق الحاج لسرعتها. (بجريرة حُلَفائك) يعني أنه كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ثقيف موادعة، فلما نقضوها ولم ينكر عليهم بنو عقيل صاروا مثلهم في نقض العهد، وإنما رده إلى دار الكفر بعد إظهار كلمة الإسلام، لأنه علم أنه غير صادق، وأن ذلك لرغبة أو رهبة، وهذا خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: معناه أُخذت لتُدفع بك جريرة حلفائك من ثقيف، ويدل على صحة ذلك: أنه فُدي بعدُ بالرجلين اللذين أسرهما ثقيف من المسلمين. [ص: 630] وقوله: «لو قُلْتَها وأنت تملك أمرك، أفلحت كل الفلاح» يريد إذا أسلمت قبل الأسر أفلحت الفلاح التام: بأن تكون مسلماً حراً، لأنه إذا أسلم بعد الأسر كان مسلماً عبداً. (ففُدي) فدى الأسير: إذا أعطى عوضه مالاً أو غيره، وأطلق سبيله. (رُغاء) صوت ذوات الخف، يقال: رغا البعير: إذا صاح. (منوَّقة) ناقة منوقة مذللة مؤدبة. (مدرَّبة) المدربة: المخرجة التي قد ألِفت الركوب والسير. (مجرَّسة) المجربة في الركوب والسير. (نذروا بها) أي: علموا بها.   (1) في الصحاح: " ثقيف " أبو قبيلة من هوازن، واسمه: قسي. والنسبة إليه ثقفي. (2) " الجريرة " بفتح الجيم: الجناية. ومنه قوله: " بجريرة قومك " أي: بجنايتهم. (3) وهي امرأة أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما. (4) قال النووي: وفي هذا دليل على أن من نذر نذر معصية كشرب الخمر ونحو ذلك، فنذره باطل لا ينعقد، ولا تلزم كفارة يمين ولا غيرها، وبهذا قال مالك والشافعي وأبو حنيفة وأبو داود وجمهور العلماء، وقال أحمد: تجب فيه كفارة اليمين للحديث المروي عن عمران بن الحصين، وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين ". واحتج الجمهور بحديث عمران بن حصين المذكور، وأما حديث " كفارته كفارة يمين " فضعيف باتفاق المحدثين. نقول: وحديث عائشة أخرجه أحمد وأصحاب السنن. وحديث عمران أخرجه النسائي، وراجع ما قاله المناوي في " فيض القدير ". (5) مسلم رقم (1641) في النذر، باب لا وفاء لنذر في معصية الله، وأبو داود رقم (3316) في الأيمان والنذور، باب في النذر فيما لا يملك، والترمذي رقم (1568) في السير، باب ما جاء في قتل الأسارى والفداء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (829) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/430) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/426 و 432 و 433) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/432) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والدارمي (2332 و 2469 و 2508) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا حماد ابن زيد. ومسلم (5/78و 79) قال: حدثني زهير بن حرب، وعلي بن حجر السعدي. قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح) وحدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وبن أبي عمر، عن عبد الوهاب الثقفي. وأبو داود (3316) قال: حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى، قالا: حدثنا حماد. وعن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن علية. وابن ماجة (2124) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1568) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائى (7/19) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، وفي الكبرى «الورقة 116 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وعبد الوهاب - عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمه أبي المهلب، فذكره. الحديث: 1117 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 627 1118 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن المشركين أرادوا أن يشتروا جسَدَ رجل من المشركين، فأبى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعَهم. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1715) في الجهاد، باب ما جاء لا تفادى جيفة الأسير، وفي سنده عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1715) حدثنا محمود بن غيلان،حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم. ورواه الحجاج بن أرطأة أيضا عن الحكم. وقال أحمد بن حنبل: ابن أبي ليلى لا يحتج بحديثه. وقال محمد بن إسماعيل: ابن أبي ليلى صدوق،ولكن لا نعرف صحيح حديثه من سقيمه ولا أروي عنه شيئا وابن أبي ليلى صدوق فقيه وإنما يهم في الإسناد حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عبد الله بن داود عن سفيان الثوري قال: فقهاؤنا ابن أبي ليلى وعبد الله بن شبرمة. الحديث: 1118 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 630 الباب الثاني: في فروع الجهاد ، وما يترتب عليه، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في الأمانة والهدنة ، وفيه فرعان الفرع الأول: في جوازهما وأحكامهما 1119 - (د) عثمان بن أبي حازم - رحمه الله -: عن أبيه، عن جده صخر: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غزا ثَقِيفاً، فلما أنْ سمع ذلك صَخْرٌ ركب في خيلٍ يُمِدُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فوجد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد انصرف ولم يفتحْ، فجعَلَ صخرٌ يومئذ عهدَ الله وذِمَّتهُ: أن لا يفارق هذا القصر، حتى ينزلوا على حُكْمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يُفارِقْهُمْ حتى نزلوا على حُكمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. فكتب إليه صخرٌ: أما بعدُ؛ فإنَّ ثَقيفاً قد نزلَت على حُكْمِكَ يا رسول الله، وإني مُقبِلٌ بهم، وهم في خيلٍ، فأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «بالصلاةُ جامعةٌ» ، فَدعَا لأحمسَ عشرَ دعواتِ: اللهم بارك لأحمس في خيلها، ورجالها، وأتاه القومُ، فتكَلَّم المغيرةُ بن شعبة فقال: يا نبي الله، إن صخراً أخذ عمَّتي، وقد دخلتْ [ص: 632] فيما دخل فيه المسلمون، فدعاهم، فقال: يا صخرُ؛ إن القومَ إذا أسلموا فقد أحرزوا دماءهم وأموالهم، فادفع إلى المغيرة عمَّتَهُ، فدفعها إليه، وسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم ماء كان لبني سُلَيمُ، قد هربوا عن الإسلام، وتركوا ذلك الماء: - أنزل فيه أنا وقومي؟ فأنزله، وأسلموا - يعني السُّلَمِييِّن- فأَتوا صخراً وسألوه: أن يدفع إليهم الماء فأَبَى فأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبيَّ الله، أسْلَمْنا، وأتينا صخراً ليدْفَعَ إِلَيْنَا ماءنا، فأبى علينا، فدعاه، فال: يا صَخْرُ، إن القوم إذا أسلموا فقد أحرزوا أموالهم ودِماءهُمْ، فادفع إلى القوم مَاءهُمْ، قال: نعم يا نبيَّ الله، قال: ورأيتُ وجَه رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يتغيَّرُ عند ذلك حُمْرَة، حياء من أخذه الجارية، وأخذه الماء. أخرجه أبو داود (1) . قال الخطابي: يُشبه أن يكونَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إنما أمرَهُ بردِّ الماء، على معنى الاستطابةِ والسؤال، ولذلك كان يظهرُ في وجهه أثرُ الحياء. والأصل: أنَّ الكافرَ إذا هربَ عن مالهِ، فإنِّه يكونُ فيئاً لرسولِ الله، [ص: 633] ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم جعله لِصَخْرٍ، وحيث ملكهُ صخراً، فإنما ينتقلُ مِلْكُهُ عنه برضاهُ. وإنما ردَّهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إليهم تأَلُّفاً لهم على الإسلام. وأما ردُهُ المرأةَ: فيحتمل أن يكون ذلك، كما فعله في سَبْيِ هَوازِنَ، بعد أنِ استطَابَ أنْفُسَ الغانمينَ عنها. وقد يحتمل: أن ذلك لأنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأَى أنْ يَرُدَّ المرأةَ، وأن لا تُسبَى؛ لأن أموالهم ودماءهم وسَبْيَهُم كان موقوفاً على ما يريه الله فيهم، فكان ذلك حكمه. والله أعلم.   (1) رقم (3067) في الخراج والإمارة، باب في إقطاع الأرضين، وفي سنده عثمان بن أبي حازم بن صخر بن العيلة، لم يوثقه غير ابن حبان، وأبوه مجهول - هو أبو حازم: صخر بن العيلة الهذلي الأحمسي، عداده في الكوفيين - له صحبة. والعيلة: اسم أمه - وهي بفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها لام مفتوحة وتاء تأنيث - وقال أبو القاسم البغوي: وليس لصخر بن العيلة غير هذا الحديث فيما أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الدارمي (1681) . وأبو داود (3067) قال: حدثنا عمر بن الخطاب، أبو حفص. كلاهما - الدارمي، وعمر بن الخطاب أو حفص - عن محمد بن يوسفالفريابي، قال: حدثنا أبان بن عبد الله بن أي حازم، قال: حدثني عثمان بن أي حازم، عن أبيه، فذكره. * أخرجه الدارمي (1680 و 2483) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبان ببن عبد الله البجلي، قال: حدثنا عثمان بن أبي حازم، عن صخر بن العَيْلَة، فذكره «ليس فيه أبو حازم» . قلت: فيه عثمان بن أبي حاتم، صدوق، وأبيه، قال عنه ابن القطان: لا يعرف حاله. الحديث: 1119 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 631 1120 - (د س) يزيد بن عبد الله - وهو ابن الشِّخِّير - رضي الله عنه - قال: كنا بالْمِرْبَدِ بالبَصْرة، فإذا رَجُلٌ أشعثُ الرأس، بيدهِ قِطعةُ أديمٍ أحمرَ، فقلنا، كأَنَّك من أهل البادية؟ فقال: أجل، قلنا: ناوِلْنا هذه القطعةَ الأدِيم التي في يدِكَ، فنَاوَلْنَاها، فإذا فيها: مِنْ محمَّدٍ رسولِ اللهِ، إلى بني زُهَيرٍ بن أُقَيْش، إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأقمتُم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأَدَّيْتُم الخُمْسَ من المغنم، وسهمَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وسهمَ الصَّفيِّ: أنتم آمِنُونَ بأمانِ الله ورسولِه، فقلنا: مَنْ كتبَ لك هذا الكتاب؟ قال: رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) أبو داود رقم (2999) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي، والنسائي 7 / 134 في الفيء، وأخرجه أحمد في مسنده 5 / 77 و 78 و 363 ورجاله ثقات، وقال المنذري في [ص: 634] " مختصر السنن " 4 / 231: ورواه بعضهم عن يزيد عن عبد الله، وسمى الرجل: النمر بن تولب الشاعر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال: إنه ما مدح أحداً ولا هجا أحداً، وكان جواداً، لا يكاد يمسك شيئاً، وأدرك الإسلام وهو كبير. والمربد: محلة بالبصرة، من أشهر محالها وأطيبها. وقوله: " وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وسهم الصفي " السهم في الأصل: واحد السهام التي يضرب بها في الميسر، وهي القداح. ثم سمي ما يفوز به الفالج سهما، ثم كثر حتى سمي كل نصيب سهماً. قيل: كان للنبي صلى الله عليه وسلم سهم رجل شهد الوقعة أو غاب عنها. والصفي: هو ما اصطفاه من عرض المغنم قبل القسمة: من فرس، أو غلام، أو سيف، أو ما أحب، وخمس الخمس، خص بهذه الثلاثة عوضاً من الصدقة التي حرمت عليه. وأُقيش - بضم الهمزة وفتح القاف، وسكون الياء آخر الحروف وشين معجمة -: حي من عكل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2999) حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا قرة قال: سمعت يزيد بن عبد الله قال: كنا بالمربد، فذكره. وأخرجه النسائى (7/134) أخبرنا عمرو بن يحيى، قال: حدثنا محبوب، قال: أنبأنا أبو إسحاق عن سعيد الجريري عن يزيد بن الشخير، قال، فذكره. الحديث: 1120 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 633 1121 - (د) عامر بن شهر (1) - رضي الله عنه -: قال: لمَّا خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قالت لي هَمْدَان: هل أنتَ آتٍ هذا الرجل، ومُرتْادٌ لنا، فإن رضِيتَ لنا شيئاً قَبِلْناهُ، وإن كَرِهْتَ شيئاً كَرِهْناه؟ قلت: نعم، فجئتُ، حتَّى قَدِمْتُ على رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فرضِيتُ أمْرَهُ، وأسلَمَ قومِي، وكَتبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتابَ إلى عمير ذي مُرَّان، قال: وبعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مالك بن مرارة الرهاويّ إلى اليمن جميعاً، فأسلم عَكُّ ذو خَيْوان (2) ، قال: فقيل لعَكٍّ: انطِلقْ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وخُذْ منه الأمانَ على بلدكَ ومالك، فقدمَ فكتبَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بسم الله الرحمن الرحيم، من مُحمَّدٍ رسولِ الله، لِعَكٍّ ذِي خَيْوان (2) ، إن كان صادقاً، في أَرْضِهِ ومالِهِ ورَقيقِهِ، فَلهُ الأمانُ، وذمَّة [ص: 635] الله، وذمَّةُ محمدٍ رسولِ الله، وكتب خالد بن سعيد بن العاص» . أخرجه أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُرتاداً) : المرتاد طالب الكلأ في الأصل، ثم نُقل إلى متطلب أمراً، من راد يرود، فهو رائد. (الرهاوي) بفتح الراء: منسوب إلى قبيلة، كذا ذكر عبد الغني بن سعيد المصري، وسيجيء مُبَيّناً في كتاب الأنساب.   (1) قال المنذري في " مختصر السنن " 4 / 245: في إسناده مجالد - وهو ابن سعيد - وفيه مقال. وعامر بن شهر: له صحبة، وعداده في أهل الكوفة، ولم يرو عنه غير الشعبي. وشهر: بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء، وبعدها راء مهملة. (2) في الأصل: ذي خيران، والتصحيح أبي داود. (3) رقم (3027) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض اليمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (3027) قال: ثنا هناد بن السرى، عن أبي أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 1121 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 634 1122 - (د) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ كعب بن الأشرف، كان يَهْجُو رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ويُحَرِّضُ عليه كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ قدِمَ المدينة، وكان أَهْلُها أَخْلاطاً، منهم المُسْلمون، والمشركون يعبدونَ الأوثانَ، واليهودُ، فكانوا يُؤْذُونَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأمَرَ اللهُ عز وجل نبيَّهُ بالصَّبْرِ والعَفْوِ، ففيهم أنزل الله {ولَتَسْمَعُنَّ من الَّذين أُوتُوا الكتابَ من قَبْلِكم ومِنَ الَّذينَ أشْركُوا أَذًى كثيراً} [آل عمران: 186] ، فأبَى كعب بن الأشرف أنْ ينْزِعَ عن أذَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سعْدَ بن معاذٍ أنْ يَبعثَ إليه من يقْتُلُهُ فقتله محمد بن مسلمة - وذكر قصَّةَ قتله - فَلمَّا قتلوهُ فَزِعتِ اليهودُ والمشركونَ، فَغَدَوْا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: طُرِقَ صاحبُنا وَقُتِلَ، فذكرَ لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقولُ، ثم دعاهم [ص: 636] إلى أن يَكتُبَ بينه وبينهم كتاباً، ينتهون إلى ما فيه، فكتبَ بينه وبينهم وبين المسلمين عَامَّة صَحيفَة. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أخلاطاً) الأخلاط: المختلطون من أقوام شتى متفرقين. (الأوثان) جمع وثن، وهو الصنم، وقيل: الصنم: الصورة، والوثن: يكون صورة وغير صورة. (طرق) طرقت الرجل: إذا أتيته ليلاً.   (1) رقم (3000) في الخراج والإمارة، باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة: من حديث شعيب عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه، ورجاله ثقات، وقال المنذري: قوله " عن أبيه " فيه نظر، فإن أباه عبد الله بن كعب ليست له صحبة ولا هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، ويكون الحديث على هذا مرسلاً، ويحتمل أن يكون أراد بأبيه جده، وهو كعب بن مالك، وقد سمع عبد الرحمن من جده كعب بن مالك فيكون الحديث على هذا مسنداً، وكعب هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم. وقد وقع مثل هذا في الأسانيد في غير موضع يقول فيه " عن أبيه " وهو يريد به الجد، وقد أخرج البخاري 7 / 259 - 261، ومسلم وأبو داود والنسائي حديث قتل كعب بن الأشرف من حديث جابر أتم من هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3000) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن الحكم بن نافع حدثهم قال: أخبرنا شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، فذكره. الحديث: 1122 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 635 1123 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: صالحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهْلَ نَجْرانَ على ألفَيْ حُلَّةٍ: النصفُ في صفر، والنصفُ في رجَبٍ، يُؤدُّونَها إلى المسلمين، وعارية ثلاثين دِرْعاً، وثلاثين فَرَساً، وثلاثين بعيراً، وثلاثين من كل صِنفٍ من أصنافِ السلاح يغزُونَ بِها، والمسلمونَ ضامنونَ لها حتى يَرُدَّوها عليهم، وإن كان باليمن كَيْدٌ أو غدرةٌ (1) ، على أن لا يُهْدَمَ لهم [ص: 637] بِيعَةٌ، ولا يُخرجَ لهم قَسٌّ، ولا يُفْتَنُونَ عن دينهم، ما لم يُحْدِثُوا حَدَثاً، أو يأكلُوا الرِّبا. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حدثاً) الحدث: الأمر الحادث الذي ينكر فعله.   (1) في الأصل: كيد إذاً يعذره. (2) رقم (3041) في الخراج والإمارة، باب في أخذ الجزية، من حديث يونس بن بكير عن أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن ابن عباس، وإسناده ضعيف، وفي سماع إسماعيل من عبد الله بن عباس نظر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (3041) قال: ثنا مصرف بن عمرو اليامي، قال: ثنا يونس - يعني ابن بكير -، قال: نثا أسباط بن نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي، فذكره. وقال الحافظ في «التهذيب» : وأخرج هذا الحديث الذي ذكره أبو داود الحافظ ضياء الدين في «المختارة» من طريق أبي داود. قلت: وإسماعيل بن عبد الرحمن القرشي هذا قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق يهم، وكذلك أسباط بن نصر، صدوق كثير الخطأ، وكذلك يونس بن بكير يخطئ. الحديث: 1123 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 636 1124 - (د) زياد بن حدير - رحمه الله - (1) : قال: قال عليٌّ: لِئنْ بقِيتُ لنَصارَى بني تغْلِبَ لأقْتُلَنَّ المُقَاتِلَةَ، ولأسْبِينَّ الذُّرِّيَّة، فإني كتبتُ الكتابَ بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يُنَصِّرُوا أولادَهم. قال أبو داود: هذا حديث منكر. كذا ذكره رزين، ولم أجده في كتاب أبي داود (2) .   (1) زياد بن حدير - بضم الحاء المهملة وفتح الدال - الأسدي، أبو المغيرة. ويقال: أبوه. روى عن عمر وعلي وابن مسعود، والعلاء بن الحضرمي. وعنه: إبراهيم بن مهاجر، وأبو صخرة ابن شداد وغيرهم. قال أبو حاتم: ثقة. (2) بل هو موجود في " سنن أبي داود " رقم (3040) في الإمارة، باب في أخذ الجزية. قال المنذري 4 / 250: قال أبو داود: هذا حديث منكر، بلغني عن أحمد - يعني ابن حنبل - أنه كان ينكر هذا الحديث إنكاراً شديداً. قال أبو علي - يعني اللؤلؤي -: ولم يقرأه أبو داود في العرضة الثانية. هذا آخر كلامه، وفي إسناده: إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي، وشريك بن عبد الله النخعي. وقد تكلم فيهما غير واحد من الأئمة. وفيه أيضاً: عبد الرحمن بن هانئ النخعي. قال الإمام أحمد: ليس بشيء، وقال ابن معين: كذاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3040) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن هانئ أبو نعيم النخعي، قال: أخبنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن زياد بن حدير،فذكره. قال أبو داود: هذا حديث منكر بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارا شديدا. قال أبو علي اللؤلؤي «راوي السنن عن أبي داود» : ولم يقرأه أبو داود في العرضة الثانية. الحديث: 1124 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 637 1125 - (د) العرباض بن سارية [السلمي]- رضي الله عنه -: قال: نَزَلْنَا [ص: 638] مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ - ومعه من معه من أصحابهِ - وكان صاحبُ خَيبرَ رَجلاً مارداً مُنْكراً، فأقبل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، ألكم أن تَذْبَحُوا حُمُرَنا، وتأكلوا ثَمرَنا، وتضربوا نساءنا؟ فَغَضِبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «يا ابْن عوف، اركبْ فرسَكَ، ثم نَادِ: إنَّ الجنَّةَ لا تَحلُّ إلا لِمُؤمِنٍ، وإنِ اجتمِعوا للصلاة» قال: فاجتمعوا، ثم صلَّى بهم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام فقال: أيَحسِبُ أحدُكم - مُتَّكئاً على أريكتِهِ - قد يظن أن اللهَ لم يُحرِّمْ شيئاً إلا ما في هذا القرآن؟ ألا إنِّي والله، لقد وعظْتُ وأمرتُ ونهَيْتُ عن أشياء، إنها لَمِثْلُ القرآنِ أو أكثر، وإنَّ الله لم يُحِلَّ لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذْنٍ (1) ، ولا ضربَ نسائهم، ولا أكل ثمارهم، إذا أعْطَوُا الذي عليهم. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مارداً) المارد من الرجال: العاتي الشديد. (أريكته) السرير في الحجلة.   (1) في الأصل: لم يحل لكم ضرب أهل الكتاب إلا بإذن، والتصحيح من أبي داود. (2) في الخراج والإمارة، باب في تفسير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، وفي سنده أشعث بن شعبة المصيصي لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. ولبعضه شاهد من حديث المقدام بن معد يكرب بإسناد صحيح، وقد تقدم برقم (68) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (0051) قال: ثنا محمد بن عيسى، قال: ثنا أشعث بن شعبة، قال: ثنا أرطأة بن المنذر، قال: سمعت حكيم بن عمير الأحوص يحدث، فذكره. قلت: فيه حكيم بن عمير الأحوص، قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق يهم، وأشعب بن شعبة، قال عنه الحافظ: مقبول. الحديث: 1125 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 637 1126 - (د) رجل من جهينة: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لعلكم تُقاتِلونَ قوماً فتظْهرونَ عليهم، فَيتَّقُونَكم بأموالهم دونَ أنفسهم وذرَارِيهِمْ، [ص: 639] فيُصَالحونَكُمْ على صُلحٍ، فلا تُصيِبوا منهم فوق ذلك، فإنه لا يَصْلُحُ لكم» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَيَتَّقُونكم) أي: يجعلون أموالهم لدمائهم وقاية.   (1) رقم (3051) في الخراج والإمارة، باب في تفسير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، وفي سنده رجل مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3051) حدثنا مسدد وسعيد بن منصور عن هلال عن رجل من ثقيف عن رجل من جهينة، فذكره. الحديث: 1126 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 638 1127 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الصُّلْحُ جائزٌ بين المسلمين، إلا صُلْحاً حرَّمَ حلالاً، أو حلَّل حراماً، قال: والمسلمونَ على شُروطِهِمْ، إلا شرطاً حرَّمَ حلالاً، أو حلَّل حراماً» . أخرجه الترمذي، وأبو داود. إلا أن أبا داود انتهت روايته عند قوله " شروطهم " (1) .   (1) أبو داود رقم (3594) في الأقضية، باب في الصلح، وسنده حسن، وصححه ابن حبان رقم (1199) ، وأخرجه الترمذي رقم (1352) في الأحكام، باب ما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلح بين الناس من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد نوقش الترمذي في تصحيح هذا الحديث، لأن كثير بن عبد الله المزني ضعيف جداً، وقد اتهمه بعضهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/366) قال: حدثني الخزاعي. وأبو داود (3594) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما - أبو سلمة الخزاعي، وابن وهب -عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره. * أخرجه أبو داود (3594) قال: حدثنا أحمد بن عبد الواحد الدمشقي. قال: حدثنا سليمان بن بلال، أو عبد العزيز بن محمد، شك الشيخ، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره. * زاد أحمد بن عبد الواحد: « ....... إلا صلحا أحل حراما، أو حرم حلالا» . وزاد سليمان بن داود: « ............. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون على شروطهم» . وأخرجه الترمذي (1352) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 1127 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 639 1128 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: ليهود خيبرَ - يوم افتتح خَيْبَرَ -: «أقِرُّكُمْ ما أقرَّكم اللهُ، عَلَى أن الثَّمرَ بيننا وبينكم، قال: فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبعثُ عبدَ الله بنَ رَوَاحةَ الأَنْصَارِيَّ، [ص: 640] فيخرِصُ بَيْنَهُ وبينهم، ثم يقول: إنْ شئتُم فلكم، وإن شئتم فلي، فكانوا يأخُذُونَهُ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فيخرص) خرص الرطب: حزر ما فيه تخميناً وتقديراً.   (1) 2 / 73 في المساقاة، باب ما جاء في المساقاة، وإسناده صحيح، لكنه مرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» (3/458) بشرح الزرقاني، قال ابن عبد البر: أرسله جميع رواة «الموطأ» وأكثر أصحاب ابن شهاب ووصله منهم طائفة منهم صالح بن أبي الأخضر، أي وهو ضعيف فزاد أبي هريرة. الحديث: 1128 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 639 1129 - (خ) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: لما فَدَع أهلُ خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيباً، فقال: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عامَلَ يهودَ خيبر على أموالهِمْ، وقال: نُقِرُّكُمْ ما أقرَّكم اللهُ، وإِنَّ عبد اللهِ بن عمر: خرج إلى مالِه هناك، فعُدِيَ عليه من الليل، فَفُدِعَتْ يداهُ ورِجْلاهُ، وليسَ له هناك عدُوٌّ غيرهم، هُمْ عدُوُّنا وتُهْمَتُنا (1) ، وقد رأيتُ إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك، أتاه أحد بني أبي الحقَيْقِ، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخْرِجُنا وقد أقرَّنا محمدٌ، وعامَلَنا على الأموالِ، وشرطَ ذلك لنا؟ فقال عمر: أظنَنْتَ أني نسِيتُ قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لك: كيف بك إذا أُخرِجْتَ من خيبر، تعدو بك قَلُوصُكَ ليلة بَعْدَ لَيْلةٍ؟ فقال: كان [ص: 641] ذلك هزيلة من أبي القاسم، قال: كذَبْتَ يا عدوَّ الله {إِنه لقَوْلٌ فصلٌ. وما هو بالهزل} [الطارق: 13، 14] ، فأجلاهم عُمرُ، وأعطاهم قيمةَ ما كان لهم من الثَّمَر: مالاً وإبلاً وعَرُوضاً من أقْتابٍ وحبالٍ وغير ذلك. أخرجه البخاري (2) . ولم أجد في كتاب الحميدي قول عمر: «كذبتَ يا عدوَّ الله» ، إلى قوله: «بالهزل» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فُدِع) رجل أفدع: بين الفدع، وهو المعوج الرسغ من اليد أو الرِّجل، فيكون منقلب الكف أو القدم إلى ما يلي الإبهام، وذلك الموضع هو الفدعة. (فعُدِيَ عليه) عُدِيَ عليه، أي: ظلم، والعدوان: الظلم المجاوز للحد. (هُزَيْلة) تصغير هَزْلة، وهو المرة الواحدة من الهزل ضد الجِد. (قول فصل) أي: قاطع، لا تردد فيه. (أجلاهم) الإجلاء: الإخراج من الوطن كُرْهاً. (قَلوصَك) القلوص: الناقة الشابة، وقيل: القوية على السير، ولا يسمى الذكر قلوصاً.   (1) قوله: " تهمتنا " بفتح الهاء. وقيل: بسكونها. وأصله: وهمتنا، فقلبت الواو تاء، نحو التكلان. وقوله: " أجمع " أي: عزم. وأبو الحقيق: بضم المهملة وفتح القاف الأولى وسكون الياء، و " أخرجت " بصيغة المجهول. (2) 5 / 240 في الشروط، باب إذا اشترط في المزارعة: إذا شئت أخرجتك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/15) (90) قال: ثنا يعقوب، قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق. والبخاري (3/252) قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني، قال: نا مالك. وأبو داود (3007) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق. كلاهما (محمد بن إسحاق، ومالك) غن نافع، عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 1129 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 640 1130 - (خ د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: أتَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ خيبر، فقاتلهم حتى ألجأَهُمْ إلى قَصرِهِمْ، وغلبَهُم على الأرض والزَّرْعِ والنخل، فصالحوه على أن يُجْلَوْا منها، ولهم ما حملتْ رِكابهم، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراءُ والبيضاءُ والحلقةُ، وهي السلاح، ويخرُجون منها. واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يُغيِّبوا شيئاً، فإن فعلوا فلا ذِمَّة لهم ولا عهد، فغيَّبوا مَسْكاً فيه مالٌ وحُليٌّ لحييِّ بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النَّضيرُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعمِّ حُيَيّ - واسمه سعية -: ما فعل مَسْكُ حُيىٍّ الذي جاء به من بني النَّضير؟ فقال: أذْهَبَتْهُ النفقاتُ والحروبُ، فقال: العهدُ قريبٌ، والمال أكثر من ذلك، وقد كان حُيَيٌّ قُتِل قبل ذلك، فدفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سعْيَةَ إلى الزُّبيرِ، فمسَّه بعذابٍ، فقال: قد رأيتُ حُيَيّاً يطوفُ في خَرِبةٍ ها هنا، فذهبوا فطافوا، فوجدُوا المسكَ في الخربة، فقتلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابني أبي الحقيق، أحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءهم وذراريَّهُم، وقَسم أموالهم بالنَّكْثِ الذي نَكثوا، وأراد أن يجليَهم منها، فقالوا: يا محمد، دعْنا نكون في هذه الأرض نُصْلحُها ونقوم عليها، ولم يكن لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمانٌ يقومون عليها، وكانوا لا يفْرُغون أن يقوموا عليها، فأعطاهُمْ خيبر، على أنَّ لهم الشَّطْرَ من كلِّ زرع وشيءٍ، ما بدا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم في كل عامٍ فيخْرصُها [ص: 643] عليهم، ثم يضمِّنُهُمُ الشَّطْرَ، فشكوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شِدَّةَ خرصه، وأرادوا أن يرْشُوهُ، فقال عبد الله: تطعمونني السُّحْتَ، والله لقد جئتكم من أحبِّ الناس إليَّ، ولأنتم أبْغَضُ إليَّ من عدَّتِكُمْ من القِردَةِ والخنازير، ولا يحْمِلُني بُغضي إياكم على أن لا أعدل عليكم، فقالُوا: بهذا قامت السماوات والأرض، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعطي كلَّ امرأةٍ من نسائه ثمانين وَسْقاً من تَمْرٍ كلَّ عامٍ، وعشرين وَسْقاً من شعير، فلما كان زمنُ عمر بن الخطاب غشُّوا المسلمين، وألقوْا ابنَ عُمر من فوْقِ بيتٍ، ففدعوا يدَيْه، فقال عمرُ بنُ الخطاب: من كان له سهمٌ بخيبر فليحْضُرْ، حتى نقْسِمها بينهم، فقسمها عمرُ بينهم، فقال رئيسُهُم: لا تُخرِجْنا، دعنا نكونُ فيها كما أقرَّنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ، فقال عمر - رضي الله عنه- لرئيسهم: أتراهُ سقط عليَّ قولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كيف بك إذا رقصت بك راحلتُك نحو الشام يوماً ثم يوماً، ثم يوماً؟ وقسمها عمرُ بين من كان شهِدَ خيبر من أهل الحديبية. أخرجه البخاري (1) . وأخرجه أبو داود (2) ، ولم يذكر حديثَ ابن رواحة، ولا حديث فدع [ص: 644] ابن عمر وإجلائهم، ولفظ البخاري أتَمُّ. وفي أخرى لأبي داود (3) قال: إنَّ عمر قال: أيها الناسُ، إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عامَلَ يهود خَيْبرَ على أن يُخْرجَهُم إذا شَاءَ، فمن كان له مالٌ فلْيَلْحَقْ به، فإني مُخرِجٌ يهودَ، فأخرجهم. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصفراء والبيضاء) الصفراء: الذهب، والبيضاء: الفضة. (الحلقة) بسكون اللام: الدروع. وقيل: هو اسم للسلاح جميعه. (مَسكاً) المسك: الجلد، والمراد به هاهنا: ذخيرة من صامت وحلي كانت لحُيَيِّ بن أخطب، وكانت تدُعى مَسك الجمل، ذكروا أنها قُوِّمت عشرة آلاف دينار، وكانت لا تُزف امرأة إلا استعير لها ذلك الحلي. قيل: إنها كانت في مسك جمل، ثم في مسك ثور، ثم في مسك حمل. (فمسه) بعذاب، أي: عاقبه. (يرشوه) الرشوة: البِرطيل. (وَسْقاً) الوسق: ستون صاعاً، والصاع قد تقدم ذكره.   (1) لم يذكره البخاري بنصه، وإنما أشار إليه عقب رواية الحديث المتقدم 5 / 241 بقوله: رواه حماد بن سلمة، عن عبيد الله، أحسبه عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم اختصره. وقد قال الحافظ ابن حجر: إنه وقع للحميدي نسبة رواية حماد بن سلمة مطولة جداً إلى البخاري، فكأنة نقل السياق من مستخرج البرقاني كعادته، وذهل عن عزوه إليه، وقد نبه الإسماعيلي على أن حماداً كان يطوله تارة، ويرويه تارة مختصراً. (2) رقم (3006) في الإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده قوي. (3) رقم (3007) ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (2730) حدثنا أبو أحمد حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر، وأخرجه أبو داود (3006) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أي الززرقاء، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر، قال: أحسبه عن نافع، فذكره. ولم يذكره البخاري بنصه وإنما أشار إليه عقب رواية الحديث المتقدم (5/385) بقوله رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله أحسبه عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم اختصره وقد قال الحافظ ابن حجر: إنه وقع الحميدي نسبه رواية حماد بن سلمة مطولة جدا إلى البخاري وكأنه نقل السياق من «مستخرج البرقاني» كعادته وذهل عن عزوه إليه وقد نبه الإسماعيلي على أن حمادا كان يطوله تارة ويرويه تارة مختصرا. الحديث: 1130 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 642 1131 - (خ م) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: إنَّ عمر أجْلَى اليهُودَ والنَّصَارَى من أرضِ الحجازِ، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لمَّا ظَهرَ على [ص: 645] خيْبرَ أرادَ إخراجَ اليَهُودِ منها، وكانت الأرضُ لمَّا ظهرَ عليها للهِ ولرسوله وللمسلمين، فَأرَادَ إخْراجَ اليهود منها، فسألتِ اليهودُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِرَّهُمْ بها، على أنْ يَكفُوا العملَ، ولهم نِصْفُ الثَّمَرِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لهم: «نُقِرُّكم بها على ذلك ما شِئْنَا (1) » فقُرُّوا بها، حتى أجلاهم عمرُ في إمارته إلى تَيْمَاءَ وأَرِيحاءَ (2) . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية لمسلم نحوه، وفي آخره قال: وكانَ الثَّمَرُ يُقسَمُ على السُّهْمان من نِصفِ خَيْبَرَ، فيأْخُذُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الْخُمُسَ. وفي رواية لَهُ: أَنَّهُ دَفَعَ إلى يَهُود خيْبَرَ نَخلَ خَيْبَرَ وأرضها، على أنَ يعْتَمِلُوهَا من أموالهم، ولرسولِ الله صلى الله عليه وسلم شَطْرُ ثَمرِها، لمْ يَزِدْ (3) . [ص: 646] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يعتملونها) الاعتمال: افتعال من العمل، يعني: أنهم يقومون بما تحتاج إليه من عمارة وحراسة وتلقيح وزراعة، ونحو ذلك.   (1) قال النووي: قال العلماء: هو عائد إلى مدة العهد، والمراد: إنما نمكنكم من المقام في خيبر ما شئنا، ثم نخرجكم إذا شئنا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان عازماً على إخراج الكفار من جزيرة العرب، كما قام به في آخر عمره. (2) تيماء: بلدة معروفة بين الشام والمدينة على سبع أو ثمان مراحل من المدينة. وأريحا: مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام، بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسالك. (3) البخاري 6 / 181 في المغازي، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم، وفي الإجارة، باب إذا استأجر أرضاً فمات أحدهما، وفي المزارعة، باب المزارعة بالشطر ونحوه، وباب إذا لم يشترط السنين في المزارعة، وباب المزارعة مع اليهود، وفي الشركة، باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة، وفي الشروط، باب الشروط في المعاملة، وفي المغازي، باب معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر، ومسلم رقم (1551) في المساقاة، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع. قال الحافظ في " الفتح ": هذا الحديث هو عمدة من أجاز المزارعة والمخابرة لتقرير النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، واستمراره على عهد أبي بكر إلى أن أجلاهم عمر. واستدل [ص: 646] به على جواز المساقاة في النخل والكرم وجميع الشجر الذي من شأنه أن يثمر بجزء معلوم يجعل للعامل من الثمرة، وبه قال الجمهور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/149) (6368) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا ابن جريج. والبخاري (3/140) و (4/116) قال: ثنا أحمد بن المقدام، قال: ثنا فضيل بن سليمان. ومسلم (5/27) قال: ثني محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور، قالا: ثنا عبد الرزاق، قال: نا ابن جريج. كلاهما - ابن جريج، وفضيل - عن موسى بن عقبة، قال: نا نافع، فذكره. الحديث: 1131 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 644 1132 - (د) محمد بن شهاب الزهري وعبَدُ الله بنُ أبي بكرِ، وبعضُ ولد محمد بن مسلمة - رحمهم الله – قالوا: بِقِيَتْ بقيَّةٌ من أهل خيْبَر، فتحصَّنُوا، فسألُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يَحْقِنَ دماءهُمْ ويُسَيِّرَهُم، فَفَعَلَ، فَسَمِعَ بذلك أَهلُ فَدَكَ، فنزلُوا على مِثْلِ ذلك، فكانت فَدَكُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم خَاصَّة؛ لأنَّهُ لم يُوجَفْ عليها بِخَيْلٍ ولا ركابٍ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3016) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وهو حديث مرسل، وفي سنده الحسين بن علي العجلي، قال الحافظ في " التقريب ": وهو صدوق يخطئ كثيراً، فيه أيضاً عنعنة ابن أبي زائدة وابن إسحاق وكلاهما موصوف بالتدليس، وله شاهد بمعناه عند أبي داود رقم (2971) عن الزهري مرسلاً أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3016) حدثنا حسين بن علي العجلي، ثنا يحيى - يعني ابن آدم ثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن الزهري، وعبد الله بن أبي بكر، وبعض ولد محمد بن مسلمة، فذكره. الحديث: 1132 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 646 1133 - (د) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: أزَّ بعض خيْبَرَ مِمَّا فُتِحَ عَنْوَة، وبعضاً صُلْحاً، والكَتيبَة: أكْثَرُها عَنْوَة، وفيها صُلْحٌ، قيل لمالك: ما الْكَتِيبَةُ؟ قال: أرض خيبر، وهي أربعون ألفَ عَذْقٍ. أخرجه أبو داود (1) . [ص: 647] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عنوة) العنوة: أن تؤخذ البلاد من أهلها عن ذل وخضوع، من عنا يعنو: إذا ذل وخضع، ومنه قوله تعالى: {وعَنَتِ الوجُوهُ} [طه: 111] . (عَذق) العذق بفتح العين: النخلة نفسها، وبكسر العين: مجمع الشماريخ التي يكون فيها الرطب مع العُرجون.   (1) رقم (3017) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر من رواية ابن المسيب مرسلاً، وفيه انقطاع. [ص: 647] قال أبو داود: وقرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد: أخبركم ابن وهب قال: حدثني مالك عن ابن شهاب أن خيبر كان بعضها عنوة، وبعضها سلماً، والكتيبة أكثرها عنوة، وفيها صلح. قلت لمالك: وما الكتيبة؟ قال: أرض خيبر، وهي أربعون ألف عذق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (3017) قال: ثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الله بن محمد، عن جويرية، عن مالك، عن الزهري، فذكره. الحديث: 1133 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 646 الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان 1134 - (ت د) سليم بن عامر- رحمه الله -: قال: كان بين معاوية وبين الروم عهدٌ، وكان يسيرُ نحو بلادهم لِيَقْرُبَ، حتى إذا انْقضَى العَهْدُ غَزاهم، فجاء رجلٌ على فرسٍ- أو بِرْذَوْنٍ - وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وَفاءٌ لا غَدْرٌ (1) ، فإذا هو عمرو بن عبسة، فأرْسلَ إليه معاوية فسأله؟ فقال: [ص: 648] سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ كان بينه وبين قومٍ عهدٌ فلاَ يشُدُّ عُقْدَة ولا يَحُلُّها حتى ينقَضِيَ أمَدُها، أوْ ينبذ إليهم على سَواء» ، فَرجعَ معاوية. أخرجه الترمذي، وأبو داود، إِلا أنَّ في رواية الترمذي: الله أَكبرُ - مرة واحدة. وفيها: على داَّبةٍ، أو فَرَسٍ. وأخرج أبو داود عن سُليم بن عامر عن رجل من حمير، والترمذي عن سليم نفسه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنبِذ إليهم على سواء) قد تقدم في الباب معنى النبذ على السواء.   (1) قوله: " وفاء لا غدر " فيه اختصار وحذف، لضيق المقام، أي ليكن منكم وفاء لا غدر، يعني: بعيد من المؤمنين وأمة محمد صلى الله عليه وسلم ارتكاب الغدر، وللاستبعاد صدر الجملة بقوله: " الله أكبر، الله أكبر ". وإنما كره عمرو بن عبسة ذلك، لأنه إذا هادنهم إلى مدة وهو مقيم [ص: 648] في وطنه، فقد صارت مدة مسيره بعد انقضاء المدة الضرورية، كالمشروط مع المدة في أن يغزوهم فيها، فإذا صار إليهم في أيام الهدنة كان إيقاعه قبل الوقت الذي يتوقعونه، فعد عمرو ذلك غدراً، وإن نقض أهل الهدنة أو ظهر منهم خيانة، فله أن يسير إليهم على غفلة منهم. (2) الترمذي رقم (1580) في السير، باب ما جاء في الغدر، وأبو داود رقم (2759) في الجهاد، باب في الإمام يكون بينه وبين العدو عهد فيسير إليه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/111) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/113) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وابن جعفر. وفي (4/385) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2759) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري. والترمذي (1580) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في الكبرى «الورقة 117 - أ» قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. ستتهم (ابن جعفر، وابن مهدي، ووكيع، وحفص، وأبو داود، ومعتمر) عن شعبة، قال: أخبرني أبو الفيض، قال: سمعت سُليم بن عامر، فذكره. الحديث: 1134 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 647 1135 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: كَيْفَ أنُتْم إذا لم تَجْتَبُوا دِرْهماً ولا ديناراً؟ فقيل له: وكيف تَرَى ذلك كائناً يا أبا هريرة؟ قال: إي والذي نفسُ أبي هريرة بيده، عن الصادق المصدوق، قالوا: عَمَّ ذلك؟ قال: تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ الله وذمَّةُ رسوله، فَيَشُدُّ الله قُلوبَ أهلِ الذِّمَّةِ، فيمنعونَ [ص: 649] ما في أيديهم (1) . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تجتبوا) الاجتباء: افتعال من جباية الأموال، وهي استخراجها من مظانها وتحصيلها من جهاتها. (الصادق المصدوق) هو النبي صلى الله عليه وسلم صدق فيما قال، وصُدِّق فيما قيل له. (تُنْتَهَك ذمة الله) انتهاك الحرمة والذمة: تناولها بما لا يحل. (فيشد الله) أي: يُقوِّي قلوب أهل الذمة، كأنها مشدودة.   (1) أي: يمتنعون من أداء الجزية وقد أخرج معنى هذا الحديث مسلم من وجه آخر في الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب رقم (2896) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «منعت العراق درهمها وقفيزها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم» . شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه. وقد ساق الحديث بلفظ الماضي، والمراد به المستقبل مبالغة في الإشارة إلى تحقق وقوعه. وروى مسلم أيضاً رقم (2913) في الفتن من حديث جابر مرفوعاً: " يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك " الحديث، وهو عند أحمد في " المسند " 3 / 317، قال الحافظ في " الفتح " 6 / 201: وفي الحديث علم من أعلام النبوة، والتوصية بالوفاء لأهل الذمة، لما في الجزية التي تؤخذ من نفع المسلمين، وفيه التحذير من ظلمهم، وأنه متى وقع ذلك نقضوا العهد فلم يجتب المسلمون منهم شيئاً فتضيق أحوالهم. (2) 6 / 200 في الجهاد، باب إثم من عاهد ثم غدر، وأخرجه أحمد في " المسند " 2 / 332. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/332) قال: ثنا أبو النضر. قال: ثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه، فذكره. قلت: أخرجه البخاري تعليقا (3180) قال: قال أبو موسى، قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا إسحاق بن سعيد، فذكره. وقال الحافظ في «الفتح» : وقد تكرر نقل الخلاف في هذه الصيغة، هل تقوم مقام العنعنة فتحمل على السماع؟ أو لا تحمل على السماع إلا ممن جرت عادته أن يستعمله فيه؟ وبهذا الأخير جزم الخطيب. وهذا الحديث قد وصله أبو نعيم في «المستخرج» من طريق موسى بن عباس، عن أبي موسى مثله، ووقع في بعض نسخ البخاري «ثنا أبو موسى» والأول هو الصحيح، وبه جزم الإسناعيلي، وأبو نعيم، وغيرهما. الحديث: 1135 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 648 1136 - (د س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله [ص: 650] صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل مُعَاهَداً في غيرِ كُنْهِهِ، حرَّم الله عليه الجنة» . أخرجه أبو داود. وأخرجه النسائي، وزاد في رواية: «أن يَشُمَّ ريحَها» . وفي أخرى له قال: «من قتل رجلاً من أهل الذِّمةِ لم يجدْ ريحَ الجنَّة، وإن ريحها ليُوجَدُ من مسيرةِ سبعين عَاماً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كنهه) كنه الأمر: وقته وحقيقته، والمراد به هنا: الوقت. (معاهداً) المعاهد: الذي بينك وبينه عهد وأمان.   (1) أبو داود رقم (2760) في الجهاد، باب في الوفاء للمعاهد وحرمة ذمته، والنسائي 8 / 24 و 25 في القسامة، باب تعظيم قتل المعاهد، وسنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/36) قال: حدثنا وكيع، وأبو عبد الرحمن. وفي (5/38) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (2507) قال: أخبرنا عبد اللله بن يزيد، وأبو داود (2760) قال: حدثنا عثمان بن أي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (8/24) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. أربعتهم - وكيع، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد، وخالد بن الحارث - عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، عن أبيه، فذكره. - ورواه أيضا الأشعث بن ثرملة عن أبي بكرة: أخرجه أحمد (5/36) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/38) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (5/52) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (8/25) قال: أخبرنا الحسين بن حريث. قال: حدثنا إسماعيل. كلاهما - سفيان، وإسماعيل بن علية - عن يونس بن عبيد، عن الحكم بن الأعرج، عن الأشعث بن ثرملة، فذكره. - ورواه أيضا الحسن عن أبي بكرة: أخرجه أحمد (5/46) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، وغير واحد. والنسائى في الكبرى «الورقة 117 - ب» قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس. كلاهما (قتادة، ويونس) عن الحسن، فذكره. * في رواية قتادة: «مسيرة مائة عام» . * قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ، والصواب حديث ابن علية، وابن علية أثبت من حماد بن سلمة والله أعلم. الحديث: 1136 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 649 1137 - (خ س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل مُعَاهِداً لم يَرَحْ رائحة الجنة، وإنَّ ريحها يوجدُ من مسيرةِ أربعين عاماً» . هذه رواية البخاري. وأخرجه النسائي، وقال: «من قتل قتيلاً من أهل الذِّمَّةِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يَرحْ رائحة) أي: لم يجد لها ريحاً، وفيه ثلاث لغات: لم يَرَحْ، [ص: 651] ولم يَرِحْ، ولم يُرَحْ. وأصلها: رِحْتُ الشيءَ أراحُهُ وأرِيحُهُ وأرَحْتُهُ إذا وجَدْتَ رائحتَهُ.   (1) البخاري 6 / 193 و 194 في الجهاد، باب إثم من قتل معاهداً بغير جرم، وفي الديات، باب إثم من قتل ذمياً بغير جرم، والنسائي 8 / 25 في القسامة، باب تعظيم قتل المعاهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/186) (6745) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد، يعني أبا إبراهيم المعقب. والنسائي (8/25) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم. كلاهما (إسماعيل، وعبد الرحمن) قالا: حدثنا مروان، قال: حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن جنادة بن أبي أمية، فذكره. * أخرجه البخاري (4/120) و (9/16) قال: حدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا عبد الواحد. وابن ماجة (2686) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. كلاهما (عبد الواحد بن زياد، وأبو معاوية) عن الحسن بن عمرو، قال: حدنثا مجاهد، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من قتل معاهدا ...... » الحديث، وليس فيه «جنادة بن أبي أمية» . الحديث: 1137 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 650 1138 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَلا مَنْ قَتَلَ نَفْساً مُعاهَدَة له ذِمَّةُ الله وذمة رسوله، فقد أخْفَرَ بِذمَّةِ اللهِ، فلا يُرَحْ رائحَةَ الجنة، وإنَّ رِيحها ليُوجَدُ من مَسيرة سبعين خريفاً» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خريفاً) الخريف: الزمان المعروف الفاصل بين الصيف والشتاء، والمراد به هاهنا: السنة جميعها، لأن من أتى عليه عشرون خريفاً مثلاً. فقد انقضى عليه عشرون سنة.   (1) رقم (1403) في الديات، باب ما جاء فيمن يقتل نفساً معاهدة، وابن ماجة رقم (2687) في الديات، باب من قتل معاهداً، وفي سنده معدي بن سليمان صاحب الطعام، وهو ضعيف الحديث، لكن يشهد له حديث أبي بكرة وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص فهو حسن بهما، ولذلك قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1403) حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معدي بن سليمان هو البصري عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة، فذكره. قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث: 1138 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 651 1139 - (د) صفوان بن سليم - رحمه الله-: عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عن آبائهم [دِنيَة (1) ] ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «ألا مَنْ ظَلَمَ مُعاهِداً، أو انتَقَصَهُ، أو كلَّفَهُ فوق طاقَتِه، أو أخَذَ منه شيئاً بغير طيب نفْسٍ، فَأنا حَجِيجُهُ يومَ القيامةِ» أخرجه أبو داود (2) . [ص: 652] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حجيجه) الحجيج: فعيل من المحاجَّة: المغالبة وإظهار الحجة.   (1) " دنية " بكسر الدال وسكون النون وفتح الياء المثناة من تحت - مصدر في موضع الحال - ومعناه: لاصقي النسب. (2) رقم (3052) في الخراج والإمارة، باب في تعشير أهل الذمة. وفي إسناده مجاهيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3052) قال: ثنا سليمان بن داود المهري، نا ابن وهب، قال: ثني أبو صخر المديني، أن صفوان بن سليم، أخبره، فذكره. الحديث: 1139 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 651 1140 - (د) أبو رافع - رضي الله عنه -: قال: بعثَتني قُرَيشٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أُلقِيَ في قلبي الإسلامُ، فقلتُ: يا رسول اللهِ، لا أرْجِعُ إليهم أبداً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إني لا أخِيسُ بالعهدِ، ولا أحْبِسُ البُرُدَ، ولكنِ ارْجع، فإن كان في نَفْسِكَ الذي في نفسك الآن فارْجِعْ» ، قال: فذهبتُ، ثم أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمتُ. قال أبو داود: وكان أبو رافع قبْطِيًّا، قال: وإنما كانوا يُرَدُّونَ أُوَّلَ الزمان، وأما الآن فلا يصلح. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أخيس بالعهد) يقال: خاس بالعهد: إذا نقضه، وخاس بوعده (2) : إذا أخلفه. (أحبس البُرد) البُرد: جمع بريد، وهو الرسول الوارد عليك من جهة، يقول: لا أحبسهم عن أصحابهم، وأمنعهم من العود إليهم.   (1) رقم (2758) في الجهاد، باب في الإمام يستجن به في العهود، وإسناده صحيح. (2) في الأصل: بوده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2758) حدنثا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو عن بكير بن الأشج عن الحسن بن علي بن أبي رافع أن أبا رافع أخبره قال، فذكره. الحديث: 1140 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 652 1141 - (د) سلمة بن نعيم [بن مسعود بن الأشجعي]- رحمه الله -: عن أبيه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول - حين قرأ كتابَ مُسَيْلمة - للرُّسُلِ: [ص: 653] «ما تقولان أنتما؟ قالا: نقولُ كما قال، قال: أمَا واللهِ لولا أن الرُّسُلَ لا تُقْتَلُ لضَرَبْتُ أعناقَكُما» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2761) في الجهاد، باب في الرسل، ورجاله ثقات، إلا أن فيه عنعنة ابن إسحاق، لكن صرح بالتحديث عند أحمد 3 / 487، 488، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/487) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي. وأبو داود (2761) قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي. كلاهما (إسحاق، ومحمد بن عمرو) عن سلمة بن الفضل الأنصاري، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني سعد بن طارق الأشجعي، وهو أبو مالك، عن سلمة بن نعيم، فذكره. الحديث: 1141 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 652 1142 - (ط) مالك بن أنس - رضي الله عنه -: عن رُجلٍ من أهلِ الكوفةِ، أنَّ عمر بن الخطاب كتبَ إلى عاملِ جيشٍ، كان بعثه: إنه بلغني أنَّ رِجالاً منكم يطلبون العِلْجَ، حتى إذا أسْنَدَ في الجبل وامتنع، قال رجلٌ: «مَتْرَسْ» (1) يقول: لا تخفْ، فإذا أدركه قَتَلهُ، وإني- والذي نفسي بيده - لا أعلمُ مكانَ أحدٍ فعلَ ذلك إلا ضَربْتُ عُنُقَهُ. أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَتْرَس) كلمة فارسية، معناه: لا تخف.   (1) في " الموطأ ": مطرس بالطاء. (2) 2 / 448 و 449 في الجهاد، باب ما جاء في الوفاء بالأمان، وفي سنده مجهول. ولذلك قال مالك في آخر الحديث: ليس هذا الحديث بالمجتمع عليه، وليس عليه العمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» (3/18) بشرح الزرقاني عن رجل من أهل الكوفة أن عمر بن الخطاب فذكره. هذا الرجل قال الزرقاني: يقال هو سفيان الثوري ولا يبعد ذلك فقد روى مالك عن يحيى بن مضر الأندلسي عن الثوري. قال مالك في آخر الحديث: ليس هذا الحديث بالمجتمع عليه وليس عليه العمل. الحديث: 1142 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 653 1143 - (خ م ط ت د) أم هانئ - رضي الله عنه -: أختُ علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -، قالت: ذهبتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامَ الفتح، فوجدتُه يَغْتَسِلُ، وفاطمةُ ابنتُه تَسْتُرهُ بثوبٍ، فسَّلمتُ عليه، فقال: «مَنْ هذه» ؟ فقلتُ: أنا أمُّ هانئ بنْت أبي طالب، فقال: مَرْحباً بأُمِّ هانئٍ، فلما فرغ من غُسْلِهِ، قام فصلَّى ثمانِي ركعات مُلْتَحِفاً في ثوبٍ واحدٍ، فلما انصرفَ قُلْتُ: يا رسول [ص: 654] الله، زَعَمَ ابن أمي عليٌّ: أنه قاتِل رجلاً قد أجَرْتُهُ - فلان بن هُبَيْرة (1) - فقالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قد أجرْنا مَنْ أجَرْتِ يا أُمَّ هانئٍ» ، قالت أم هانئ: وذلك ضحى. هذه رواية البخاري، ومسلم، والموطأ. ورواية الترمذي: أن أم هانئ قالت: أجرتُ رجلين من أحمائي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد آمَنَّا مَنْ آمَنَتِ» . [ص: 655] وفي رواية أي داود: أنَّها أجَارَتْ رجلاً من المشركين يومَ الفتح، فأتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: «قد أجرْنا مَنْ أجَرتِ، وآمنَّا من آمَنْتِ (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أجرنا) أجرتُ الرجل: منعت من يريده بسوء، وآمنته شره وأذاه.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: فلان بن هبيرة، بالنصب على البدل، أو الرفع على الحذف، وعند أحمد والطبراني من طريق أخرى عن أبي مرة عن أم هانئ: إني أجرت حموين لي، قال أبو العباس بن شريح وغيره: هما جعدة بن هبيرة ورجل آخر من بني مخزوم كانا فيمن قاتل خالد بن الوليد، ولم يقبلا الأمان، فأجارتهما أم هانئ وكانا من أحمائها. وقال ابن الجوزي: إن كان ابن هبيرة منهما فهو جعدة، كذا قال، وجعدة معدود فيمن له رؤية ولم تصح له صحبة، وقد ذكره من حيث الرواية في التابعين: البخاري وابن حبان وغيرهما، فكيف تهيأ لمن هذه سبيله في صغر السن أن يكون عام الفتح مقاتلاً حتى يحتاج إلى الأمان، ثم لو كان ولد أم هانئ لم يهم علي بقتله، لأنها كانت قد أسلمت وهرب زوجها وترك ولدها عندها، وجوز ابن عبد البر أن يكون ابناً لهبيرة من غيرها مع نقله عن أهل النسب إنهم لم يذكروا لهبيرة ولداً من غير أم هانئ، وجزم ابن هشام في "تهذيب السيرة " بأن اللذين أجارتهما أم هانئ هما: الحارث ابن هشام وزهير بن أبي أمية المخزوميان، وروى الأزرقي بسند فيه الواقدي في حديث أم هانئ هذا أنهما: الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة، وحكى بعضهم أنهما: الحارث بن هشام وهبيرة بن أبي وهب، وليس بشيء، لأن هبيرة هرب عند فتح مكة إلى نجران فلم يزل بها مشركاً حتى مات، كذا جزم به ابن إسحاق وغيره، فلا يصح ذكره فيمن أجارته أم هانئ. وقال الكرماني: قال الزبير بن بكار: فلان بن هبيرة: هو الحارث بن هشام اهـ. وقد تصرف في كلام الزبير، وإنما وقع عند الزبير في هذه القصة موضع فلان بن هبيرة: الحارث بن هشام. ثم قال الحافظ أخيراً: والذي يظهر لي أن في رواية الباب حذفاً، كأنه كان فيه: فلان ابن عم هبيرة، فسقط لفظ عم، أو كان فيه: فلان قريب هبيرة، فتغير لفظ قريب بلفظ ابن، وكل من الحارث بن هشام، وزهير بن أبي أمية، وعبد الله بن أبي ربيعة يصح وصفه بأنه ابن عم هبيرة وقريبه لكون الجميع من بني مخزوم. (2) البخاري 1 / 331 في الغسل، باب التستر في الغسل عند الناس، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفاً به، وفي الجهاد، باب أمان النساء وجوراهن، وفي الأدب، باب ما جاء في زعموا، ومسلم رقم (336) في الحيض، باب تستر المغتسل بثوب ونحوه، وفي صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان، والموطأ 1 / 152 في قصر الصلاة، باب صلاة الضحى، والترمذي رقم (2735) في الاستئذان، باب ما جاء في مرحباً، وأبو داود رقم (1290) في الصلاة، باب صلاة الضحى ورقم (2763) في الجهاد، باب في أمان المرأة، والنسائي 1 / 126 في الطهارة، باب ذكر الاستتار عند الاغتسال، وأخرجه الدارمي في سننه 1 / 339 في الصلاة، باب صلاة الضحى، وأحمد في مسنده 6 / 343 و 423 و 425. قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على جواز أمان المرأة، إلا شيئاً ذكره عبد الملك بن الماجشون صاحب مالك لا أحفظ ذلك عن غيره، قال: إن أمر الأمان إلى الإمام، وتأول ما ورد مما يخالف ذلك على قضايا خاصة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: (6/341) قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري. وفي (6/342) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد، يعني ابن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين. وفي (6/343) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي. قال: حدثني الضحاك بن عثمان، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين. وفي (6/343) قال: حدثنا وكيع. وقال: حدثنا ابن أبي ذئب. عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. وفي (6/343 و 423) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن أبي النضر. وفي (6/343) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث: مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله. وفي (6/423) قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد. وفي (6/425) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك، عن أبي النضر. وفي (6/425) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا مالك، عن موسى بن ميسرة. والدارمي (1461) و (2505) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا مالك، عن أبي النضر. والبخاري (1/78 و 8/46) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله. وفي (1/100) قال: حدثنا إسماعيل بن أبى أويس. قال: حدثني مالك بن أنس، عن أبيالنضر، مولى عمر بن عبيد الله. وفي (4/122) . وفي «الأدب المفرد» (1045) قال: حدنثا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله. ومسلم (1/182 و 2/157) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن أبي النضر. وفي (1/182 و 183) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. قال: أخبرنا الليث. عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هند. (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن سعيد بن أبي هند. وفي (2/158) قال: حدثني حجاج بن الشاعر. قال: حدثنا مُعَلَّى بن أسد، قال: حدثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه. وابن ماجة (465) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هند. والترمذي (1579) قال: حدثنا أبو الوليد الدمشقي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري. وفي (2734) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك، عن أبي النضر. والنسائى (1/126) . وفي الكبرى (222) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الرحمن، عن مالك، عن سالم. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18018) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري. ستتهم - موسى بن ميسرة، وسالم أبو النضر، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، وسعيد بن أبي هند، ومحمد بن علي بن الحسين - عن أبي مرة، مولى عقيل بن أبي طالب، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 1143 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 653 1144 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنْ كانت المرأة لَتُجيرُ على المسلمين فيجوزُ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2764) في الجهاد، باب في أمان المرأة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2764) حدنثا عثمان بن أبي شيبة ثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، فذكره. الحديث: 1144 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 655 1145 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ المرأْةَ لتأخُذ على القوْمِ، يعني تُجيرُ على المسلمين» . [ص: 656] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1579) في السير، باب ما جاء في أمان العبد والمرأة، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1579) قال: حدثنا يحيي بن أكثم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: حدثنا كثير بن زيد، قال: حدثنا الوليد بن رباح، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 1145 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 655 1146 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: قال: بَلَغَني: أنَّ عبدَ الله بن عباس قال: ما خَتر قومٌ بالعهدِ إلا سُلِّطَ عليهم العدوُّ. أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَتْر) الختر: الغدر.   (1) 2 / 460 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول، و 2 / 449 في الجهاد، باب ما جاء في الوفاء بالأمان، وإسناده منقطع بين يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن مالك بن النجار وبين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» (3/19) بشرح الزرقاني عن رجل من أهل الكوفة أن عمر، فذكره. الحديث: 1146 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 656 الفصل الثاني: في الجزية وأحكامها 1147 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا وَجَّهَهُ إلى اليمن، أمَرَهُ: أن يأخُذ من كُلِّ حالمٍ - يعني: مُحْتَلِمٍ - ديناراً، أَوْ عَدْلَهُ من المعافِرِي (1) : ثِياب تكون باليمن. [ص: 657] أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عدلُه) عِدل الشيء: ما يعادله ويماثله. (من المعافري) منسوب إلى معافر - بفتح الميم - وهو موضع باليمن، وهي ثياب تكون به.   (1) نسبة إلى معافر، علم قبيلة من همدان، وإليهم تنسب الثياب المعافرية. (2) رقم (3038) في الإمارة، باب في أخذ الجزية، من رواية الأعمش عن أبي وائل عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورقم (3039) من رواية الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وأخرجه الترمذي رقم (623) في الزكاة، باب ما جاء في زكاة البقر، وقال: هذا حديث حسن. وقال: وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني مرسلاً، وقال: وهذا أصح، ورواه النسائي 5 / 25، 26 في الزكاة، باب زكاة البقر، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 230 و 233 و 247، وابن حبان في صحيحه رقم (794) موارد، والحاكم 1 / 398 وصححه وأقره الذهبي. وقال الحافظ في " التلخيص " 2 / 152: يقال: إن مسروقاً لم يسمع من معاذ، وقد بالغ ابن حزم في تقرير ذلك، وقال ابن القطان: هو على الاحتمال، وينبغي أن يحكم لحديثه بالاتصال على رأي الجمهور، وقال ابن عبد البر في " التمهيد ": إسناده متصل صحيح ثابت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/230) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. والدارمي (1630) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق (ح) والأعمش، عن إبراهيم. وأو داود (1577) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنفيلي، وابن المثنى، قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي (1578) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. وفي (3039) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. وابن ماجة (1803) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يحيى بن عيسى الرملي، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق. والتمذي (623) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. والنسائى (5/25) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل، وهو ابن مُهَلهَل، عن الأعمش، عن شقيق. وفي (5/26) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا يعلى، وهو ابن عبيد. قال: حدثنا الأعمش. عن شقيق (ح) والأعمش، عن إبراهيم. (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم. وابن خزيمة (2267) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، قال: حدثنا الأعمش، عنشقيق بن سلمة وإبراهيم (ح) وحدثنا محمد بن الوزير الواسطي، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل (ح) وحدثنا عيد بن أبي يزيد، قال: حدثنا محمدبن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. كلاهما -شقيق بن سلمة أبو وائل، وإبراهيم -عن مسروق، فذكره. * أخرجه أحمد (5/233) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا أبو بكر - يعني ابن عياش - قال: حدثنا عاصم. وفي (5/247) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شريك، عن عاصم. والدارمي (1631) قال: أخبرنا عاصم بن يوسف، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، وفي (1632) قال: حدثنا أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم. وأبو داود (1576) و (3038) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي (5/26) قال: أخبرنا محمد بن منصور الطوسي، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني سليمان الأعمش. وفي (5/42) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر وهو ابن عياش، عن عاصم. كلاهما - عاصم، والأعمش - عن أبي وائل، فذكره ليس فيه «مسروق» ولفظه «بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمرني أن آخذ من كل حالم دينارا أو عِدلة مَعَافر، وأمرني أن آخذ من كل أربعين بقرة مُسَنَّة، ومن كل ثلاثين بقرة تَبيعا حُوليّا، وأمرني فيما سَقَتِ السماء العُشر، وما سُقِيَ بالدوالي نصف العشر» . * وأخرجه الدارمي (1674) قال: أخبرنا عاصم بن يوسف. وابن ماجة (1818) قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما - عاصم بن يوسف، ويحيى بن آدم» عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن مسروق، فذكره. ولفظه: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمرني أن آخذ مما سقت السماء، وما سُقي بَعلا: العشر، وما سُقي بالدوالي نصف العشر» . الحديث: 1147 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 656 1148 - (ط) أسلم -رحمه الله -: أنَّ عُمر بن الخطاب ضربَ الجزْيَةَ على أهلِ الذَّهب: أربعةَ دَنانيرَ، وعلى أهلِ الوَرِقِ، أربعين درهماً، مع ذلك أرزاقُ المسلمين وضيافَةُ ثلاثَةِ أيامٍ. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 279 في الزكاة، باب جزية أهل الكتاب والمجوس، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (2/187) بشرح الزرقاني عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، فذكره. الحديث: 1148 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 657 1149 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: جاءَ رجلٌ مِنَ [ص: 658] الأسْبَذِيِّينَ (1) من أهل البحرين - وهم مجوس هَجَر - إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمكثَ عنده، ثم خرجَ، فسألتُه: مَا قَضَى الله ورسولُهُ فيكم؟ قال: شَرٌّ، قلتُ، مَهْ؟ قال: الإسلامُ، أو القَتْلُ، قال: وكان عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عبدُ الرحمن بن عوفٍ، فَلَمَّا خَرَجَ سُئِلَ؟ فقال: قَبِلَ منهم الجزية، فقال ابن عباس: فأخَذَ النَّاسُ بقول عبد الرحمن، وتركوا حَدِيثي أنا عن الأسْبَذيِّ. أخرجه أبو داود (2) .   (1) " أسبذ " بالذال المعجمة، على وزن أحمد: بلدة بهجر. قال في كتاب " الفتوح ": وصاحبها المنذر بن ساوى. وقد اختلف في الأسبذيين من بني تميم لم سموا بذلك؟ قال هشام بن محمد بن السائب: هم ولد عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، قال: وقيل لهم: الأسبذيون، لأنهم كانوا يعبدون فرساً. قال ياقوت: الفرس بالفارسية: اسمه " أسب " زادوا فيه ذالاً، تعريباً. وقيل: كانوا يسكنون مدينة يقال لها: " أسبذ " بعمان، فنسبوا إليها. وقال الهيثم بن عدي: إنما قيل لهم: الأسبذيون، أي: الجماع، وهم من بني عبد الله بن دارم، منهم: المنذر بن ساوى صاحب هجر، الذي كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء في شعر طرفة ما كشف المراد، وهو يعتب على قومه: فأقسمت عند النصب، إني لهالك ... بملتفة، ليست بغبط ولا خفض خذوا حذركم أهل المشقر والصفا ... عبيد أسبذ والقرض يجزى من القرض وقال أبو عمرو الشيباني: " أسبذ " اسم ملك كان من الفرس ملكه كسرى على البحرين، فاستعبدهم وأذلهم. وإنما اسمه بالفارسية " أسبيدويه " يريد: الأبيض الوجه، فعربه، فنسب العرب أهل البحرين إلى هذا الملك على جهة الذم. (2) رقم (3044) في الإمارة والفيء، باب في أخذ الجزية، وفي سنده قشير بن عمرو، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (3044) قال: ثنا محمد بن مسكين اليمامي، قال: ثنا يحيي بن حسان، قال: ثنا هشيم، قال: نا داود بن أبي هند، عن قشير بن عمرو، عن بجالة بن عبدة، فذكره. قال الحافظ في «التهذيب» : ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان: مجهول الحال. الحديث: 1149 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 657 1150 - (خ ت د) بجالة بن عبد - ويقال: ابنُ عبدة - رحمه الله-: قال: كُنْتُ كاتباً لجَزْءِ بن مُعاوِيَةَ - عَمِّ الأحْنفِ بن قيس- فجاء كتابُ عُمرَ، قَبْلَ [ص: 659] مَوِتِهِ بسنةٍ: أن اقتُلُوا كُلَّ ساحِرٍ وساحِرَةٍ، وفَرِّقُوا بين كلِّ ذِي محرَمٍ من المجوسِ، وانْهَوْهُمْ (1) عن الزَّمْزَمَة، فقتلنا ثلاثة سَوَاحِرَ، وجعلنا نُفَرِّقُ بين كُلِّ رُجلٍ من المجوسِ وحَريمهِ في كتاب الله، وصَنَعَ طعاماً كثيراً، فدعاهُمْ فَعَرَضَ السَّيْفَ على فَخذِهِ، فأكلوا، فلم يُزَمْزِمُوا، فألْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أو بغْلَيْنِ من الوَرِقِ، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس، حتى شَهِدَ عبد الرحمن بن عوف: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخذَها من مَجُوسِ هَجَرَ. هذا رواية أبي داود. وفي رواية البخاري مختصراً قال: كنتُ كاتباً لجزْء بن معاوية عَمِّ الأحنف، فأتانا كتابُ عمر بن الخطاب، قبل موته بسنة: فَرِّقُوا بين كل ذِي مَحْرَمٍ من المجوس، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حَتَّى شهدَ عبد الرحمن بن عوفٍ: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخَذَها من مجوس هَجَرَ. وفي رواية الترمذي مختصراً أيضاً قال: كنت كاتِباً لِجَزْءِ بن معاوية على مَنَاذِرَ (2) ، فجاءنا كِتَابُ عُمَرَ: اْنظُرْ مَجُوسَ مَنْ قِبَلكَ، فَخُذ مِنْهُمُ الجزية، فإنَّ عبد الرحمن بْنَ عوفٍ أخبرني أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخَذَ الجِزْيةَ من مجوسِ هجر (3) . [ص: 660] قال الترمذي: وفي الحديث كلام أكثر من هذا، ولم يذكرْهُ. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذو محرم) ذو المحرم: من لا يحل نكاحه. (زمزمة) الزمزمة: كلام المجوس عند أكلهم وصوتهم الخفي. (وِقْر) الوقر: الحمل، أي الثقل، يريد: ألقوا حمل بغل أو بغلين، أخلة من الورق، كانوا يأكلون بها، ولم يمنعهم عمر رضي الله عنه من هذه الأشياء، وحملهم على هذه الأحكام فيما بينهم وبين أنفسهم إنما منعهم من إظهار ذلك بين المسلمين، فإن أهل الكتاب متى ترافعوا إلينا ألزمناهم حكم الإسلام، ومتى لم يتحاكموا إلينا فلا يُلزمون بحكم الإسلام، وهم ودينهم أعرف فيما بينهم.   (1) في الأصل: وانههم، وما أثبتنا من أبي داود. (2) " مناذر " بوزن: مساجد، بلدتان بنواحي خوزستان من الأهواز كبرى وصغرى. أول من كوره وحفر نهره: اردشير بن بهمن الأكبر. (3) البخاري 6 / 185 في الجهاد، باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب، والترمذي [ص: 660] رقم (1586) في السير، باب ما جاء في أخذ الجزية من المجوس، وأبو داود رقم (3043) في الخراج والإمارة، باب في أخذ الجزية من المجوس، وأخرجه أحمد في مسنده 1 / 190 و 191. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] البخاري في الجزية (1: 2) عن علي بن عبد الله عن سفيان عن عمرو بن دينار، قال: كنت جالسا بين جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة فذكره، وأبو داود في الخراج «الإمارة 31: 2» عن مسدد عن سفيان أتم منه. الترمذي في «السير 31: 1» عن أحمد بن منيع عن أبي معاوية عن الحجاج عن عمرو بن دينار عنه بقصة الجزية مختصرة. و (31: 2) عن ابن أبي عمر، عن سفيان عن عمرو عن بجالة أن عمر كان لا يأخذ الجزية من المجوس حتى أخبره عبد الرحمن، فذكره. وقال: حسن صحيح، النسائي فيه «السير، الكبرى 113: 3» عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه عن سفيان به مختصرا. «الأشراف 7/208» . الحديث: 1150 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 658 1151 - (ط) جعفر بن محمد - رحمه الله-: عن أبيه أنَّ عمرَ بن الخطاب ذكر المجوسَ، فقال: مَا أدري كيف أصنَعُ في أمرِهم؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهدُ لَسمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سُنُّوا بهم سُنَّةَ أَهلِ الكتابِ» . أخرجه الموطأَ (1) . [ص: 661] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سُنُّوا بهم) أي اسلكوا بهم مسلك أهل الكتاب في قبول الجزية منهم.   (1) 1 / 278 في الزكاة، باب جزية أهل الكتاب والمجوس، ورجاله ثقات، لكنه منقطع، فإن محمد بن علي لم يلق عمر، وله شاهد من حديث مسلم بن العلاء الحضرمي من رواية الطبراني بلفظ " سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب في أخذ الجزية فقط " ذكره الشوكاني في " نيل الأوطار " وقال: وروى [ص: 661] أبو عبيد في كتاب " الأموال " بسند صحيح عن حذيفة: لولا أني رأيت أصحابي أخذوا الجزية من المجوس ما أخذتها ". وفي الصحيحين عن عمرو بن عوف الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها. قال الشوكاني: وقوله: يأتي بجزيتها، أي بجزية أهلها، وكان غالب أهلها إذ ذاك المجوس ففيه تقوية للحديث، ومن ثم ترجم عليه النسائي: أخذ الجزية من المجوس. وذكر ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد قسمة الغنائم بالجعرانة، أرسل العلاء إلى المنذر بن ساوى عامل الفرس على البحرين يدعوه إلى الإسلام، فأسلم وصالح مجوس تلك البلاد على الجزية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك «الموطأ» (621) قال: عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : قال ابن عبد البر: هذا منقطع، لأن محمدا لم يلق عمر، ولا عبد الرحمن إلا أن معناه متصل من وجوه حسان. وقال الحافظ: هذا منقطع مع ثقة رجاله، ورواه ابن المنذر والدارقطني من طريق أبي علي الحنفي، عن مالك فزاد فيه عن جده، وهو منقطع أيضا، لأن علي بن الحسين لم يلق عبد الرحمن ولا عمر، فإن عاد ضمير جده على محمد بن علي كان متصلا، لأن جده الحسين سمع من عمرو من عبد الرحمن، وله شاهد من حديث مسلم بن العلاء الحضرمي عند الطبراني بلفظ: سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب. الحديث: 1151 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 660 1152 - (ط) ابن شهاب - رحمه الله -: قال: بَلَغَنِي: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخذَ الجزيةَ مِنْ مجوسِ البَحْرَيْنِ، وأنَّ عمر بن الخطاب أخذها من مجوس فارسَ، وأنَّ عثمانَ بن عفَّانَ أخذها من البَرْبِر (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) البربر: هم قبائل المغرب يسكنون مراكش والصحراء الغربية وما حولها. (2) 1 / 278 في الزكاة، باب جزية أهل الكتاب بلاغاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (2/185) بشرح الزرقاني عن ابن شهاب، قال: بلغني. قال الزرقاني: أخرجه الدارقطني وابن عبد البر من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد. قال ابن عبد البر: وقد ولد السائب في عهده صلى الله عليه وسلم وحفظ عته وحج معه وتوفي عليه السلام وهو ابن سبع سنين وأشهر. الحديث: 1152 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 661 1153 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خالدَ بن الوليد إلى أكيْدرَ دُومَةَ (1) فَأخَذُوهُ، فأَتوْا به، فَحَقَنَ له [ص: 662] دَمَهُ وصَالَحَهُ على الجزيةِ. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دومة الجندل) بفتح الدال وضمها: موضع. (أكيدر) هو صاحبها، وهو أكَيدر بن عبد الملك. (حقن) حقنت دمه: إذا منعت من قتله، والحقن: الجمع.   (1) قال الخطابي: أكيدر دومة: رجل من العرب يقال: هو من غسان. ففي هذا من أمره دلالة على جواز أخذ الجزية من العرب كجوازه من العجم. وأكيدر هو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل - بفتح الدال وضمها - وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي قرى وحصن بين الشام والمدينة قرب جبل طيء، كان ينزلها بنو كنانة من كلب، وبينها وبين وادي القرى أربع ليال إلى تيماء. (2) رقم (3039) في الخراج والإمارة، باب في أخذ الجزية، ورجال إسناده ثقات، وابن إسحاق وإن عنعن في رواية أبي داود هذه، فقد صرح بالتحديث في رواية البيهقي 9 / 187 فانتفت شبهة تدليسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (3037) قال: ثنا العباس بن عبد العظيم، قال: ثنا سهل بن محمد، قال: ثنا يحيي بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، فذكره. قلت: فيه محمدبن إسحاق، وقد عنعنه. الحديث: 1153 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 661 1154 - (د) عيسى بن يونس - رحمه الله - عن ابن لعدي بن عَدِيِّ الكْنديِّ: أنَّ عُمَرَ ابنَ عبد العزيز كَتَبَ إلى مَنْ سَألَهُ عن أَمورٍ من الفيءِ: ذلك ما حَكَمَ فيه عمرُ بنُ الخطاب، فَرَآهُ المؤمنون عَدْلاً، مُوافِقاً لقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم - جعلَ اللهُ الحق على لسانِ عمر وقَلْبِهِ - فَرَضَ الأُعْطِيَةَ وعَقدَ لأهْلِ الأَدْيانِ ذِمَّة فيما فَرَضَ عليهم من الجزية، ولم يَضْرِبْ فيها بِخُمُسٍ ولا مَغْنَمٍ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2961) في الخراج والإمارة، باب في تدوين العطاء، وفي سنده مجهول، وعمر بن عبد العزيز لم يدرك عمر بن الخطاب، فهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2961) حدثنا محمود بن خالد، ثنا محمد بن عائذ ثنا الوليد ثنا عيسى بن يونس حدثنا فيما حدثنا ابن لعدي بن عدي الكندي أن عمر بن عبد العزيز، فذكره. الحديث: 1154 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 662 1155 - (د) حرب بن عبيد الله - رحمه الله- عن جَدِّه أبي أُمِّه عن أبيه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّما الخراجُ على اليَهُودِ والنَّصَارى، وليس على المسلمين خَرَاجٌ» . [ص: 663] وفي رواية «عُشُورٌ» مكان «خراج» . وفي رواية قال: أتيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْتُ، فَعَلَّمَنيَ الإسلام، وعَلّمَني كيف آخذُ الصَّدَقَةَ مِنْ قَوْمِي مِمَّنْ أَسْلمَ، ثم رجعتُ إليه، فقلت: يا رسول الله كلُّ ما عَلَّمْتَني فقد حَفِظْتُهُ، إلا الصَّدَقَة، أَفَأَعْشُرُهُمْ؟ قال: «إنَّما العُشُورُ على النَّصَارى واليهود» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُشُور) العشور جمع عُشر، وهو واحد من عشرة، والمعنى: لا تؤخذ من المسلم ضريبة، ولا شيء يُقَرر عليه في ماله ولا مكس، لأنه يصير كالجزية. قال الخطابي: لا يؤخذ من المسلم شيء من ذلك، دون عشور الصدقات، فأما اليهود والنصارى، فالذي يلزمهم من العشور: هو ما صولحوا عليه وقت العقد، فإن لم يصالحوا على شيء، فلا عشور عليهم، ولا يلزمهم شيء أكثر من الجزية، فأما عشور أراضيهم، وغلاتهم، فلا تؤخذ منهم عند الشافعي. [ص: 664] وقال أبو حنيفة: إن أخذوا منا عشوراً في بلادهم إذا ترددنا إليهم في التجارات أخذنا منهم، وإن لم يأخذوا لم نأخذ.   (1) رقم (3046) و (3047) و (3048) و (3049) في الخراج والإمارة، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، ورواه أحمد 3 / 474 و 4 / 322، وفي سنده حرب بن عبيد الله بن عمير الثقفي وهو لين الحديث، ونقل ابن القيم في " تهذيب السنن " 4 / 253 عبد الحق الإشبيلي أنه قال: في إسناده اختلاف، ولا أعلمه من طريق يحتج به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3049) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البزاز. قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا عبد السلام، عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله بن عمير الثقفي، فذكره. * وأخرجه أبو داود (3046) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. قال: حدثنا عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد الله، عن جده أبي أمه، عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما العشور على اليهود والنصارى، وليس على المسلمين عشور» . * وأخرجه أبو داود (3047) قال: حدثنا محمدبن عبيد المحاربي. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه. قال: «خراج» مكان «العشور» . * وأخرجه أحمد (3/474) قا: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان، عن عطاء، عن حرب بن عبيد الله الثقفي، عن خاله. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له أشياء فسأله. فقال: أعشرها. قا: إنما العشور على اليهود ولانصارى، وليس على أهل الإسلام عشور. * وأخرجه أحمد (3/474) و (4/322) . وأبو داود (3048) قا: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار - قالا: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن عطاء، يعني ابن السائب، عن رجل من بكر بن وائل، عن خاله. قال: قلت يا رسول الله، أعشر قومي؟. قال: «إنما العشور على اليهود والنصارى، وليس على أهل الإسلام عشور» . قلت: مدار الحديث على حرب بن عبيد الله، وقال عنه الحافظ: لين الحديث. الحديث: 1155 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 662 1156 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما-: أن عُمَرَ بن الخطاب كان يأْخُذُ من النَّبَطِ من الْحِنْطَةِ والزَّبِيبِ نصْفَ الْعُشْرِ، يُريِدُ بذلك: أن يَكْثُرَ الحمْلَ إلى المدينَةِ، ويأْخُذُ من الْقِطِنِّيةِ الْعُشْرَ. أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القِطنية) بالكسر: واحدة القطاني كالعدس وشبهه.   (1) 1 / 281 في الزكاة، باب عشور أهل الذمة، وإسناده صحيح، ووقع في المطبوع من الموطأ: الزيت، قال الزرقاني في " شرح الموطأ "، وفي بعض إحدى النسخ: والزبيب، بدل " والزيت " وصوبت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» ، بشرح الزرقاني (2/190) عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه، أن عمر بن الخطاب، فذكره. الحديث: 1156 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 664 1157 - (ط) السائب بن يزيد - رحمه الله-: قال: كنتُ [غلاماً] عامِلاً مع عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ في زَمَنِ عمر بن الخطاب، فكُنَّا نأْخُذُ من النَّبَط (1) العشرَ، مالك: سألتُ ابنَ شِهَابٍ: على أيِّ وجْهٍ كان يأُخذُ عمرُ من النبط الْعُشْرَ؟ فقال: كان ذلك يُؤخَذُ منهم في الجاهلية، فألزمهم ذلك عُمَرُ. أخرجه الموطأ (2) .   (1) " النبط " محركة: جيل ينزلون بالبطائح بين العراقين، كالنبيط والأنباط، وهو نبطي: محركة، ونباطي مثلثة، ونباط: كثمان، وتنبط: تشبه بهم، أو انتسب إليهم. (2) 1 / 281 في الزكاة، باب عشور أهل الذمة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (626) قا: عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، فذكره. الحديث: 1157 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 664 1158 - (ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ (1) في أرضٍ وَاِحدَةٍ، وليس على مسلم جزْيَةٌ» . [ص: 665] قال سفيان: معناه: إذا أسلم الذِّميُّ بعد ما وجبت الجزية عليه، بَطَلَتْ عنه. أخرجه الترمذي. وأخرج أبو داود منه: لا تكونُ قبلتان في بلدٍ واحدٍ. وأخرج في حديث آخر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على مسلمٍ جِزيةٌ (2) » قال: وسُئِلَ سفيانُ عن ذلك؟ قال: إذا أسلم، فلا جزية عليه (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليس على مسلم جزية) له تأويلان: أحدهما: أن معنى الجزية، الخراج، مثل أن يكون ذمياً أسلم، وكان [ص: 666] في يده أرض صولح عليها، فتوضع عن رقبته الجزية، وعن أرضه الخراج. والثاني: الذمي الذي أسلم، وقد مر بعض الحول، لم يطالب بحصة ما مضى من السنة.   (1) قوله: " لا تصلح قبلتان " قال التوربشتي: أي: لا يستقيم دينان بأرض على سبيل المظاهرة والمعادلة [ص: 665] أما المسلم: فليس له أن يختار الإقامة بين ظهراني قوم كفار، لأن المسلم إذا صنع ذلك فقد أحل نفسه محل الذمي فينا، وليس له أن يجر إلى نفسه الصغار والذلة، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وأما الذي يخالف دينه دين الإسلام: فلا يمكن من الإقامة في بلاد الإسلام إلا ببذل الجزية، ثم لا يؤذن له في الإشادة والإعلان بدينه. ووجه التناسب بين الفصلين: أن الذمي إنما أقر على ما هو عليه ببذل الجزية، فالذمي عليه الجزية، وليس على المسلم جزية، فصار ذلك رافعاً لأحدى القبلتين واضعاً لإحداهما. (2) الترمذي رقم (633) في الزكاة، باب ما جاء ليس على المسلمين جزية، وأبو داود رقم (3053) في الخراج والإمارة، باب تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا، وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان، وهو لين كما في " التقريب ". وقال الترمذي: حديث ابن عباس قد روي عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. (3) أبو داود رقم (3054) في الخراج والإمارة، باب تعشير أهل الذمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أبو داود في الخراج (34: 1) عن عبد الله بن الجراح القهستاني - الترمذي في الزكاة (11: 1) عن يحيي بن أكثم و (11: 2) أبي كريب (ر قرقهما) ثلاثتهم عن جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه به. الأشراف (4/367) . الحديث: 1158 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 664 1159 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: مَنْ عَقَدَ الجزْيَةَ في عَنُقهِ فقد بَرِئَ مِمَّا جاءَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عقد الجزية) تقريرها على نفسه، كما يعقد الذمة للكتابي على الجزية، كنى بالجزية عن الخراج الذي يؤدي عنها، كأنه لازم لصاحب الأرض، كما تلزم الجزية الذمي.   (1) رقم (3081) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في الدخول في أرض الخراج، من رواية أبي عبد الله عن معاذ، واسم أبي عبد الله هذا مسلم، وهذا مستور لم يذكر فيه جرح ولا تعديل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (3081) قال: ثنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، قال: نا محمد بن عيسى، يعني ابن سميع، قال: ثنا زيد بن واقد،قال: ثني أبو عبد الله، فذكره. قلت: فيه أبو عبد الله الأشعري، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 1159 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 666 1160 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَخَذَ أَرْضاً بِجِزْيَتِها فقد استقَالَ هِجْرَتُه، ومن نَزَعَ صَغَارَ كافرٍ من عُنُقِهِ فَجَعَلهُ في عُنُقِ نفسه، فقد وَلَّى الإسلامَ ظَهْرَهُ» . قال سِنَانُ بْنُ قَيْسٍ: فَسَمِعَ مِنِّى خالدُ بنُ مَعْدَانَ هذا الحديثَ، فقال لي: أشَبِيبٌ حدّثَكَ؟ قُلْتُ: نعَمْ، قال: فإذا قَدِمَتْ فاَسْألهُ فَلْيَكْتُبْ لي [ص: 667] بالحديث، قال: فَكَتبَهُ لَهُ، فلمَّا قَدِمْتُ سَألني ابنُ مَعْدَانَ القرطاسَ، فأعْطَيْتُهُ فلمَّا قرأَهُ: ترك ما في يده من الأرضِ حين سمع ذلك. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استقال هجرته) أي رجع عنها، وطلب أن يقال منها. (صغار) الصغار: الذل والهوان.   (1) رقم (3082) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في الدخول في أرض الخراج، وفي سنده سنان بن قيس وشبيب بن نعيم، وهما مجهولان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3082) حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي، ثنا بقية، حدثني عمارة بن أبي الشعثاء حدثني سنان بن قيس حدثني شبيب بن نعيم حدثني يزيد بن خمير حدثني أبو الدرداء، فذكره. قال أبو داود: هذا يزيد بن خمير اليزني ليسهو صاحب شعبة. الحديث: 1160 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 666 الفصل الثالث: في الغنائم والفيء ، وفيه ستة فروع الفرع الأول: في القسمة بين الغانمين 1161 - (د) مُجَمِّع بن جارية الأنصاري - رضي الله عنه -: وكان أَحدَ القُرَّاءِ الذي قَرَؤوا القُرآن - قال: شَهِدْنا الحُدَيْبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا اْنصَرفْنَا عنْهَا، إذَا النَّاسُ يَهُزُّونَ الإبِلَ، فَقُلْنا: مَا للنَّاس؟ فقالوا: أُوحيَ إلي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَسِرنْا مع الناسِ نُوجِفُ الإبلَ، فوَجدْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم [ص: 668] بِكُراعِ الْغَمِيمِ، واقفاً على راحلته، فلمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قرأ علينا {إنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح: 1] قال رجلٌ: أفَتْحٌ هو؟ قال: نعم والَّذِي نَفسُ مُحمَّدٍ بيدهِ، إنَّهُ لَفتْحٌ، حتى بلَغَ {وَعدَكُم اللهُ مَغَانِمَ كثيرةً تأْخذُونَها فَعَجَّلَ لكُم هَذِهِ} [الفتح: 20] يعني: خَيْبَرَ، فَلمَّا اْنصَرفْنَا غَزَوْنا خيْبرَ، فَقُسِمَتْ على أهل الحُديبيَةِ، وكانوا ألفاً وخمسمائة، منهم ثلاثمائة فارس، فَقَسَمَها على ثمانِيَة عَشَرَ سهماً، فأعْطَى الفارِس سَهْمَيْنِ، والرَّاجِلَ سَهْماً (1) . [ص: 669] وفي أخرى مُخْتصراً قال: قُسِمَتْ خيَبرُ على أهل الحُدَيِبية، فَقَسَمها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر سهماً ... الحديث. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يوجف) الإيجاف: ضرب من سير الإبل سريع. (راحلته) الراحلة: الركوبة من الإبل، ذكراً أو أنثى.   (1) قوله " فأعطى الفارس سهمين " قال الطيبي: قال القاضي البيضاوي: هذا الحديث مشعر بأنه قسمها ثمانية عشر سهماً، فأعطى ستة أسهم منها الفرسان، على أن يكون لكل مائة منهم: سهمان، وأعطى الباقي - وهو اثنا عشر سهماً - الرجالة، وهم كانوا ألفاً ومائتين، فيكون لكل مائة: سهم، فيكون للراجل: سهم، وللفارس: سهمان، وإليه ذهب أبو حنيفة. ولم يساعده في ذلك أحد من مشاهير الأئمة [الثوري والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وابن المبارك] حتى القاضي أبو يوسف ومحمد، لأنه صح عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم " وليس في هذا الحديث ما يدل صريحاً، بل ظاهراً، على أن للفارس سهمين، فإن ما ذكرناه شيء يقتضي الحساب والتخمين، مع أن أبا داود السجستاني هو الذي أورده في كتابه، وأثبته في ديوانه، وهو قال: " وهذا وهم، وإنما كانوا مائتي فارس " فعلى هذا يكون مجموع الغانمين ألفاً وأربعمائة نفر. ويؤيد ذلك قوله: " قسمت خيبر على أهل الحديبية، وهم كانوا ألفاً وأربعمائة " على ما صح عن جابر، والبراء بن عازب، وسلمة بن الأكوع وغيرهم، فيكون للراجل سهم، وللفارس ثلاثة أسهم على ما يقتضيه الحساب. وأما ما يروى عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن نافع عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للفارس سهمان وللراجل سهم " فلا يعارض ما رويناه، فإنه يرويه أخوه عبيد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن ابن عمر، وهو أحفظ وأثبت باتفاق أهل الحديث كلهم، ولذلك أثبته الشيخان في جامعيهما، ورويا عنه ولم يلتفتا إلى رواية عبد الله. (2) رقم (2736) في الجهاد، باب فيمن أسهم له سهماً، ورقم (3015) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وأخرجه أيضاً أحمد والدارقطني رقم (469) ، والحاكم في " المستدرك " 2 / 131، وفي سنده عندهم يعقوب بن مجمع لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وضعفه ابن القطان والحافظ في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (3/420) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وأبو داود (2736) و (3015) قال: حدثنا محمد بن عيسى. كلاهما - إسحاق بن عيسى، ومحمد بن عيسى - عن مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد الأنصاري، قال: سمعت أبي يعقوب بن مجمع يذكر عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، فذكره. وقال أبو داود: حديث أبي معاوية أصح، والعمل عليه، وأرى الوهم في حديث مجمع «أنه» قال: ثلثمائة فارس، وكانوا مائتي فارس. الحديث: 1161 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 667 1162 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَسَمَ في النَّفَل للفرس سهمين، وللراجل سهماً. وفي رواية بإسقاط لفظة «النَّفَل» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أسْهَمْ للرجل ولِفَرَسِهِ ثلاثَةَ أَسْهُمٍ: سهْماً له، وسهْمَيْنِ لفرسِهِ (1) . [ص: 670] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سهماً له وسهمين لفرسه) اللام في «له» لام الملك، وفي قوله «لفرسه» : لام التسبب: أي أنه أعطاه لأجل فرسه سهمين ينفقهما عليه.   (1) البخاري 6 / 51 في الجهاد، باب سهام الفرس، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وقال عقب الرواية الأخيرة: وفسره نافع فقال: إذا كان مع الرجل فرس، فله ثلاثة أسهم، فإن لم يكن له فرس، فله سهم، ومسلم رقم (1762) في الجهاد، باب كيفية قسمة الغنيمة بين الحاضرين، والترمذي رقم (1554) في السير، باب ما جاء في سهم الخيل، وأبو داود رقم (2733) في الجهاد، باب في سهمان الخيل، وابن ماجة رقم (2854) في الجهاد، باب قسمة الغنائم، والدارمي في سننه 2 / 225 و 226 في السير، باب في سهمان الخيل، وأحمد في مسنده 2 / 2 و 62 و 72 و 80. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/2) (4448) قال: حدثنا هُشَيم بن بشير. وأبو معاوية. وفي (2/41) (4999) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/62) (5286) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سُليم بن أخضر. وفي (2/72) (5412) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سُليم بن أخضر. وفي (2/80) (5518) و (2/152) (6394) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، وفي (2/143) (6297) قال: حدثنا ابن نمير..والدارمي (2475) قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية. وفي (2476) قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (4/37) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة. وفي (5/174) قال: حدثنا الحسن بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا زائدة. ومسلم (5/156) قال: حدثنا يحيي بن يحيى، وأبو كامل فضيل بن حسين، كلاهما عن سليم. قال يحيى: أخبرنا سليم بن أخضر. (ح) وحدثناه ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (2733) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثناأبو معاوية. وابن ماجة (2854) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (1554) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، وحميد بن مسعدة، قالا: حدثنا سليم بن أخضر. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سليم بن أخضر. سبعتهم - هشيم، وأبو معاوية محمد بن حازم، وسليم بن أخضر، وسفيان الثوري، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وزائدة -عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. الحديث: 1162 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 669 1163 - (س) ابن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -: قال: ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَامَ خيْبَرَ لِلزُّبَيْرِ، أربعةَ أَسْهُم: سَهْمٌ للزبير، وسَهْمٌ لذِي الْقُرْبى بصَفِيَّةَ بِنْتِ عبد المطَّلِبِ أُمِّ الزُّبيْرِ، وسَهْمانِ للفرس. أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 228 في الخيل، باب سهمان الخيل، وإسناده حسن، وأخرجه الدارقطني 4 / 110، 111. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/228) قال: قال الحارث بن مسكين قراء ة عليه، وأنا أسمع عن ابن وهب قال: ني سعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن جده، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (1/166) (1425) قال: ثنا عتاب، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا فليح بن محمد، عن المنذر بن الزبير، فذكره. الحديث: 1163 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 670 1164 - (د) ابن أبي عمرة (1) - رحَمهُ اللهُ -: عن أبيه، قال: أَتيْنَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أرْبعَة نَفَرٍ، ومَعنَا فَرَسٌ، فأعْطَى كلَّ إنسَانٍ مِنَّا سَهْماً، وأعطَى الفرسَ سَهْمَيْنِ. وفي رواية بمعناه، إلا أنَّه قال: ثَلاثَةَ نَفَرٍ. وزاد قال: فَكانَ للفَارسِ ثَلاثَةُ أسهُمٍ. أخرجه أبو داود (2) .   (1) ابن أبي عمرة: هو عبد الرحمن بن أبي عمرة قاضي المدينة من ثقات التابعين، وهو مشهور الحديث عندهم، وروى عن أبيه وعن أبي هريرة وعثمان بن عفان، وأبوه أبو عمرة: صحابي أنصاري نجاري واسمه: عمرو بن محصن. وقيل: ثعلبة بن عمرو بن محصن قتل مع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بصفين. (2) رقم (2734) و (2735) في الجهاد، باب في سهمان الخيل، وأخرجه أحمد في مسنده 4 / 138، وفي سنده المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي صدوق، اختلط قبل موته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2734) حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الله بن يزيد، حدثني المسعودي، حدثني أبو عمرة، عن أبيه، فذكره. و (2735) حدثنا مسدد ثنا أمية بن خالد ثنا المسعودي عن رجل من آل أبي عمرة عن أبي عمرة بمعناه. الحديث: 1164 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 670 1165 - (د) سهل بن أبي حَثَمَة - رضي الله عنه -: قال: قسم رسولُ الله خَيْبَرَ نِصْفَيْنِ: نصْفاً لِنَوائبِهِ وَحاجاتِهِ، ونِصفاً بيْنَ المُسْلِمين، قَسَمَهَا بينهم على ثمانية عَشَر سهماً. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لنوائبه) النوائب: جمع نائبة، وهو ما ينوب الإنسان، أي ينزل به من المهمات والحوائج، والظاهر من أمر خيبر أنها فتحت عنوة، وإذا كانت عنوة فهي مغنومة، وحصة النبي صلى الله عليه وسلم من الغنيمة خمس الخمس، فكيف جعل نصيبه منها النصف حتى يصرفه في حوائجه ومهامه؟ ووجه ذلك عند من تتبع الأخبار المروية في فتح خيبر واضح. وذلك: أن خيبر كانت لها قرى، وضياع خارجة عنها، مثل: الوطيحة، والكتيبة، والشق، والنطاة، والسلاليم، فكان بعضها مغنوماً، وهو ما غلب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وسبيل ذلك القسمة، وكان بعضها فيئاً لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وذلك خاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يضعه حيث شاء، فنظروا إلى مبلغ ذلك كله، فكان نصفه بقدر ما يخص النبي صلى الله عليه وسلم من الفيء، وسهمه من الغنيمة، فجعل النصف له، والنصف للغانمين، وقد بين ذلك ابن شهاب، قال: «إن خيبر كان بعضها عنوة وبعضها صلحاً» .   (1) رقم (3010) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3010) قال: ثنا الربيع بن سليمان المؤذن، قال: ثنا أسد بن موسى، قال: ثنا يحيى بن زكريا، قال: ثني سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، فذكره. الحديث: 1165 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 671 1166 - (د) بشير بن يسار - رحمه الله -: قال: لمَّا أفاءَ اللهُ على رسوله خيْبرَ قَسَمَهَا على ستةٍ وثلاثين سهماً، جمعَ كلَّ سهْمٍ مائةَ سهمٍ، فعزلَ نصفِهَا لنَوَائِبِهِ، وما ينزلُ بهِ: من الوَطِيحَةِ، والكُتَيْبَةِ، وما أحيزَ مَعَهُما، وعزل النِّصفَ الآخر، فَقَسَمَهُ بين المسلمين: الشِّقَّ، والنَّطَاةَ، وما أُحيزَ مَعَهما، وكان سهمُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيما أُحيِزَ معَهُما. وفي رواية: أنَّهُ سَمِعَ نَفَراً من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا - فَذكَر هذا الحديث - قال: فكان النصفُ سهامَ المسلمين، وسهمَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعَزلَ النصفَ الآخر لِمَا يَنُوبُهُ من الأُمُورِ والنوائبِ. وفي أخرى عن رجالٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا ظَهَرَ على خَيْبرَ، قَسَمَها على ستَّةٍ وثلاثين سهماً، جَمعَ كلَّ سَهمٍ مائَةَ سهمٍ، فكان لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين النِّصفُ من ذلك، وعَزلَ النصف الباقي لمن يَنْزِلُ به من الْوُفُودِ والأُمورِ، ولنوائبِ النَّاسِ. وفي رواية: لمَّا أَفاءَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - خيبرَ، قسمها ستَّة وثلاثينَ سهماً، جمع فَعَزَلَ للمسلمين الشَّطر: ثمانَيةَ عَشَرَ سهماً، فَجَمَعَ كلَّ سهمٍ مائة النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم معهم، له سهمٌ كَسَهْمِ أحدِهِمْ، وعَزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثمانِيةَ عَشَرَ سَهْماً، وهو الشَّطْرُ، لِنوائبِه وما يَنزلُ به من أمْرِ المسلمين، فكان ذلك: الْوَطيحَ، والكُتَيْبَة، والسَّلاليمَ وتوابعها، فلمَّا صَارتِ الأموالُ بِيدِ [ص: 673] النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين، لم يكن لَهُم عمَّالٌ يَكْفُونَهم عَملها، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اليَهُودَ، فَعَامَلَهُمْ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3011) و (3012) و (3013) و (3014) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده صحيح، إلا أن الرواية الأولى مرسلة، وكذا الأخيرة. والوطيح - بفتح الواو وكسر الطاء - حصن من حصون خيبر هو أمنعها وأحصنها وآخرها فتحاً. والكتيبة - بضم الكاف، على صورة مصغرة، وقيل: بفتحها، وبعد الكاف تاء مثلثة - وهي إحدى قرى خيبر. والشق - بفتح الشين أو كسرها. والكسر أعرف وأشهر -حصن من حصون خيبر. والنطاة - بفتح النون والطاء وآخره تاء تأنيث - حصن بخيبر، أو عين تسقي بعض نخيل قراها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3011) حدثنا حسين بن علي بن الأسود أن يحيى بن آدم حدثهم عن أبي شهاب عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، فذكره. وأخرجه أبو داود (3012) حدثنا حسين بن علي، ثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار مولى الأنصار عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه أبو داود (3013) حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي ثنا أبو خالد - يعني سليمان - عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، فذكره. وأخرجه أبو داود (3014) حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، ثنا يحيى بن حسان ثنا سليمان - يعني ابن بلال - عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، فذكره. الحديث: 1166 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 672 1167 - (د) ابن شهاب - رحمه الله -: قال: خَمَّسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيبرَ، ثم قَسَمَ سائرَها على مَنْ شَهِدَها، ومن غابَ عنها من أهل الحُديْبِيّةِ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3019) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وهو مرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (3019) قال: ثنا ابن السرح، قال: ثنا ابن وهب، قال: ني يونس بن يزيد، فذكره. الحديث: 1167 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 673 1168 - (د) حشرج بن زياد - رحمه الله -: عن جَدته أمِّ أبيه: أنَّها خَرَجتْ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غزاةِ خيْبرَ، سادِسةَ سِتِّ نِسْوَةٍ، قالت: فَبَلَغَ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ إليْنَا فجِئْنا، فرأينا فيه الغَضبَ، فقال: «مَعَ مَنْ خَرَجْتُنَّ؟ وَبإذْنِ مَنْ خَرْجتُنَّ؟» فقُلْنَا: يا رسول الله، خرْجنا نَغْزِلُ الشَّعْر، ونُعينُ به في سبيل الله، ونُنَاوِلُ السِّهامَ - ومعنا دواءٌ للجَرْحى - ونَسْقِي السَّوِيقَ، قال: «قُمْنَ إذاً، حتَّى إذا فتح الله عليه خيْبرَ أَسْهَمَ لنا، كما أَسْهم للرجال» قال: فقلتُ لها: يا جدَّةُ، ما كان ذلك؟ قالت: تَمْراً. [ص: 674] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2729) في الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة، وحشرج - بفتح الحاء وسكون الشين - لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن حزم وابن القطان: إنه مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2729) حدثنا إبراهيم بن سعيد وغيره أخبرنا زيد بن الحباب. قال: ثنا رافع بن سلمة بن زياد، حدثني حشرج بن زياد عن جدته أم أبيه، فذكره. الحديث: 1168 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 673 1169 - (ت د) عمير، مولى آبي اللحم - رضي الله عنه -: قال: شَهِدْتُ خَيْبَرَ مع سادَتي، فَكَلَّمُوا فِيَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم [فأمَرَ بي] فقُلِّدْتُ سيْفاً، فإذَا أنا أجُرُّهُ، وَأُخْبِرَ: أنِّي مملوك، فأمَرَ لي بشيءٍ مِنْ خُرِْثْيِّ المَتَاع، وعَرَضتُ عليه رُقْيَة كنْتُ أرقْي بها المجانين، فأمرني بطرْحِ بعضها وحبْسِ بعضها. أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . إِلا أنَّ رواية أبي داود انتهتْ عند قوله: المتاع. وقال أبو داود: قال أبو عُبَيْدٍ: كانَ حَرَّمَ اللَّحْمَ على نَفْسِهِ، فسُمِّيَ آبي اللحم. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خُرْثِي) المتاع: أثاث البيت.   (1) الترمذي رقم (1557) في السير، باب هل يسهم للعبد، وأبو داود رقم (2730) في الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد 5 / 223، وابن ماجة رقم (2855) في الجهاد، باب العبيد والنساء يشهدون مع المسلمين، والحاكم 2 / 131 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (5/223) قال: حدثنا بشر بن المفضل. (ح) وحدثنا ربعي بن إبراهيم، أخو إسماعيل بن علية، وأثنى عليه خيرا. قال: وكان يفضل على إسماعيل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. والدارمي (2478) قال: أخبرنا إسماعيل بن خليل، قال: أخبرنا حفص. وأبوداود (2730) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا بشر - يعني ابن المفضل -. وابن ماجة (2855) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن سعد. والترمذي (1557) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بشر بن المفضل. والنسائي في الكبرى «الورقة 99 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بشر. أربعتهم (بشر، وعبد الرحمن بن إسحاق، وحفص بن غياث، وهشام بن سعد) عن محمد بن زيد بن المهاجر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 1169 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 674 1170 - (ت) الزهري - رحمه الله -: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسْهَمَ لِقَوْم من اليهود قاتَلوا مَعَهُ. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1858) في السير، باب ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم؟ قال البيهقي: [ص: 675] إسناده ضعيف ومنقطع، وقال صاحب " التنقيح " مراسيل الزهري ضعيفة، كان يحيى القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئاً، ويقول: هي بمنزلة الريح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الترمذي (1558) ويروى عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره. قال: حدثنا بذلك قتيبة بن سعيد أخبرنا عبد الوارث بن سعيد عن عروة بن ثابت عن الزهري. هذا حديث حسن غريب. الحديث: 1170 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 674 1171 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كُنْتُ أَمِيحُ أصْحابي الماءَ يومَ بدْرٍ. وفي نسخة: «أمنَحُ أصحابي الماءَ يوْمَ بدْرٍ» . قال أبو داود: معناه: أنَّهُ لمْ يُسْهِمْ له (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أمنح، أميح) المانح: المعطي، والمائح: الذي ينزل إلى أسفل البئر، فيملأ الدلو، ويدفعها إلى الماتح، وهو الذي يستقي الدلو.   (1) رقم (2731) في الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة، وإسناده قوي. وعبارة (قال أبو داود: معناه: أنه لم يسهم له) هي عند أبي داود في بعض النسخ، ومحلها عنده عقب حديث عمير مولى آبي اللحم رقم (1169) عند قوله: خرثي المتاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2731) قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. قلت: فيه الأعمش، وهو مدلس، وقد عنعنه. الحديث: 1171 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 675 1172 - (ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قَدِمْتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في نفرٍ من الأشعريِّينَ، بعد أن افتتح خيبر، فقسَم لنا، ولم يقْسِمْ لأحدٍ لم يشهدِ الفَتْحَ غيرِنا. هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: قَدِمْنا فوافَقْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسْهَم لنا - أو قال: فأعطانا منها - وما قَسم لأحد غاب عن فتْحِ خيبر منها شيئاً، إلا لِمَنْ شَهِدَ معه، إلا أصحاب سفينَتِنا: جعْفر وأصحابه، فأسهم لهم معهم (1) .   (1) الترمذي رقم (1559) في السير، باب ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم؟ ، وأبو داود رقم (2725) في الجهاد، باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه البخاري ومسلم بنحوه مختصراً ومطولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1559) حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا حفص بن غياث حدثنا بزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى قال: قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب والعمل على هذا عند بعض أهل العلم. قال الأوزاعي: من لحق بالمسلمين قبل أن يسهم للخيل أسهم له، وبريد يكنى أبا بريدة وهو ثقة، وروى عنه سفيان الثوري وابن عيينة وغيرهما. وأخرجه أبو داود (2725) حدثنا محمد بن العلاء، قال: ثنا أبو أسامة، ثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى، قال، فذكره. الحديث: 1172 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 675 1173 - (خ د) عنبسة بن سعيد - رحمه الله -: قال: قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد ما افتتحوها، فقلتُ: يا رسولَ الله، أسْهِم لي، فقال بعضُ بني سعيد بن العاص: لا تُسْهِمْ له يا رسولَ الله، فقال أبو هريرة: هذا قاتلُ ابن قَوْقَلٍ (1) ، فقال ابن سعيد بن العاص: واعجباً لَوَبْرٍ تَدَلَّى علينا من قَدُومِ ضَأْنٍ. وفي رواية: تدَأْدَأ من قَدُومِ ضَأْنٍ، ينْعَى عليَّ قتلَ رَجُلٍ مسلمٍ، أكرمه الله على يَدَيَّ ولم يُهنِّي على يديه، قال: فلا أدري؛ أسْهَمَ لهُ أو لم يُسْهِمْ له. قال البخاري: ويذَكَرَ عن الزُّبَيدي (2) ، عن الزهري، عن عنْبَسَةَ: أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيدَ بنَ العاص؛ قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبانَ على سريَّةٍ من المدينةِ قِبَل نجدٍ، قال أبو هريرة: فقَدِم أبانُ وأصحابه على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بخَيْبَرَ بعد ما افتتحها، وإنَّ حُزُمَ خَيْلِهِم اللِّيفُ، قال أبو هريرة: قُلْتُ: يا رسولُ الله، لا تَقْسِمْ لهم، فقال أبانُ: وأنتَ بهذا يا وَبْرُ تَحدَّرُ من رأسِ ضأْنٍ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبانُ، اجلسْ، فلم يقْسِمْ له (3) » . [ص: 677] هذه رواية البخاري وأبي داود، إلا أن أبا داود قال في الروايتين: «قَدُوم ضالٍ» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لوَبْر تَدَلَّى من قدوم ضال) تدلى: تعلق من فوق إلى أسفل، والقدوم: ما تقدم من الشاة، وهو رأسها، وقادمة الرجل: خلاف آخرته، وإنما أراد احتقاره، وصغر قدره عنده، وأنه مثل الوبر الذي يتدلى من رأس الضأن، يعني: الشاء، في قلة المنفعة والمبالاة. وفي الرواية الأخرى «تدأدأ» إن كانت صحيحة، فنُرى: أنها من الديداء، وهو أشد عدو البعير، يقال: دأدأ وتدأدأ دأدأة وديداء. وقال الخطابي: الوبر: جمع وبرة، وهي دويبة في مقدار السنور أو نحوه. وقوله: " وأنت بها " كلام فيه اختصار وإضمار، معناه: وأنت المتكلم بهذه الكلمة. و «ضال» باللام: جبل أو موضع فيما يقال، يريد بهذا الكلام: تصغير شأنه، وتوهين أمره. [ص: 678] (ينعَى عليّ أمراً) يقال: فلان ينعَى على فلان كذا: إذا عابه ووبخه. وقوله: " أكرمه الله بيدي " أي: قتلته فنال الشهادة، ومنعه أن يُهينني بيده، أي: لو قتلني لكنت قدمت كافراً، ولا هوان أشد من ذلك.   (1) هو النعمان بن مالك بن ثعلبة، وثعلبة يسمى: قوقل. وقيل: هو النعمان بن ثعلبة بن دعد بن ثعلبة بن فهر بن غنم بن عوف السالمي الأنصاري، شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً. (2) قال الحافظ: هو محمد بن الوليد، وهذه الرواية معلقة عنده، وقد وصلها أبو داود عن إسماعيل بن عياش عنه، وإسناده صحيح، لأنه من روايته عن أهل بلده، ووصلها أيضاً أبو نعيم في " المستخرج " من طريق إسماعيل أيضاً، ومن طريق عبد الله بن سالم كلاهما عن الحميدي. (3) في نسخ البخاري وأبي داود التي بأيدينا: فلم يقسم لهم. (4) البخاري 7 / 376 في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الجهاد، باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل، وأبو داود رقم (2723) و (2724) في الجهاد، باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1109) قال: ثنا سفيان. والبخاري (4/29) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2723) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي. وفي (2724) قال: حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال: حدثنا سفيان. كلاهما (سفيان بن عيينة، ومحمدبن الوليد الزبيدي) عن الزهري. قال: أخبرني عنبسة بن سعيد بن العاص، فذكره. * زاد في رواية الحميدي: قال سفيان: وحدثنيه السعيدي أيضا، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. *أخرجه البخاري (5/176) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: سمعت الزهري - وسأله إسماعيل بن أمية - قال: أخبرني عنبسة بن سعيد، أن أبا هريرة - رضي الله عنه - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ... فذكر الحديث نحوه «مرسل» . * وأخرجه البخاري (5/177) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد. قال: أخبرني جدي، أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم عليه، فقال أبو هريرة: يا رسول الله، هذا قاتل ابن قوقل ... «مرسل» . الحديث: 1173 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 676 1174 - (د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قامَ - يعني: يوم بدرٍ - فقال: إنَّ عُثْمانَ انطلق في حاجة الله، وحاجة رسوله، وإنِّي أُبايعُ له، فضربَ له صلى الله عليه وسلم بسَهْمٍ، ولم يضْرِبْ لأحَدٍ غابَ غيره، أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2726) في الجهاد، باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له، وفي سنده هانئ بن قيس لم يوثقه غير ابن حبان، وأخرج أحمد والبخاري والترمذي وصححه من حديث ابن عمر قال: لما تغيب عثمان عن بدر كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لك أجر رجل وسهمه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2726) حدثنا محبوب بن موسى أبو صالح أخبرنا أبو رسحاق الفزاري عن كليب بن وائل عن هانئ بن قيس عن حبيب بن أبي مليكة عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 1174 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 678 1175 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّما قَرْيةٍ أَتيتُموها، أو أقمتُمْ فيها، فَسَهْمُكُمْ فيها، وأَيُّما قريةٍ عصتِ الله ورسولَه، فإنَّ خُمُسهَا لله ولرسوله، وهي لكم» .أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .   (1) مسلم رقم (1756) في الجهاد، باب حكم الفيء، وأبو داود رقم (3036) في الخراج والإمارة، باب في إيقاف أرض السواد وأرض العنوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/317) ومسلم (5/151) قال: حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن رافع. وأبو داود (3036) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمدبن رافع) قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا مَعْمر،عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 1175 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 678 1176 - (س) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: قال: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يجعلُ في قَسْمِ المغانم عشراً من الشاءِ ببَعيرٍ. أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 221 في الضحايا، باب ما تجزئ عنه البدنة في الضحايا، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 464، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/221) أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا سفيان الثوري عن أبيه عن عبابة بن رفاعة بن رافع عن جده رافع بن خديج. قال في نهاية الحديث: قال شعبة وأكبر علمي أني سمعته من سعيد بن مسروق وحدثني به سفيان عنه. الحديث: 1176 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 678 الفرع الثاني: في النفل 1177 - (د) أبو وهب (1) : قال: سمعتُ مكحولاً يقولُ: كنتُ عبْداً بمصرَ لامرأَةٍ من هُذَيْلٍ فأعْتقَتْني، فما خرجتُ من مِصر وبها علْمٌ، إلا وقد حويْتُ عليه، فيما أُرى، ثم أتيتُ الحجازَ، فما خرجتُ وبه عِلْمٌ، إلا وقد حويتُ عليه فيما أُرى، ثم أَتيتُ العراق، فما خرجتُ منها وبها عِلْمٌ، إِلا وقد حويتُ عليه، فِيمَا أُرى، ثم أتيتُ الشَّامَ، فغَرْبَلْتُهَا، كلُّ ذلك أَسألُ عن النَّفَلِ؟ فما أجِدُ أحداً يُُخبِرُني فيه بشيءِ حتى لقيتُ شيخاً يقال له: زيادُ بن جارِيةَ التَّميميُّ، فقلتُ له: هل سمعتَ في النَّفَلِ شيْئاً؟ قال: نعم، سمعتُ حَبِيبَ بنَ مَسْلَمَةَ الفِهرْيَّ يقولُ: شَهِدْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الرُّبُعَ في البَدْأَةِ، والثُّلُثَ في الرّجْعَةِ. وفي رواية مختصراً، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّلُ الثُّلُثَ بعد الخُمُس. وفي أخرى: كان يُنَفِّلُ الرُّبُعَ بعد الْخُمُسِِ [والثلث بعد الخمس] إذا قَفَلَ. أخرجه أبو داود (2) . [ص: 680] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّفَل) بفتح الفاء وقد تُسَكَّن: الزيادة، وهو ما يخص به رئيس الجيش بعض الغزاة زيادة على نصيبه من المغنم. (فغربلتها) أي: كشفت حال من بها وخبرتهم كأنه جعلهم في غربال، ففرق بين الجيد والرديء. (الربع في البدأة) بدأة الأمر: أوله ومبتدؤه، وهي في الأصل: المرة من البدء، والمعنى: كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو فأوقعت نفلها الربع مما غنمت وإذا فعلت ذلك عند عود العسكر نفلها الثلث، لأن الكرَّة الثانية أشق، والخطر فيها أعظم. قال الخطابي: قال ابن المنذر: إنما فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين البدأة والقفول، لقوة الظهر عند دخولهم، وضعفه عند خروجهم، لأنهم وهم داخلون أنشط وأشهى للسير والإمعان في بلاد العدو، وهم عند القفول أضعف، لضعف دوابهم وأبدانهم، وهم أشهى للرجوع، فزادهم في القفول لذلك. قال الخطابي: وكلام ابن المنذر في هذا ليس بالبين، لأن فحواه يوهم أن معنى الرجعة: هو القفول إلى أوطانهم، وليس المعنى كذلك، إنما البدأة: هي ابتداء سفر لغزو، فإذا نهضت سرية من جملة العسكر نفلها الربع، فإن قفلوا من الغزاة ثم رجعوا، فأوقعوا بالعدو ثانية، كان لهم الثلث من الغنيمة، لأن نهوضهم بعد القفول أشق عليهم وأخطر.   (1) هو عبيد الله بن عبيد الكلاعي الدمشقي، صدوق من الطبقة السادسة. (2) رقم (2748) و (2749) و (2750) في الجهاد، باب فيمن قال: الخمس قبل النفل، وإسناده صحيح، وأخرجه ابن ماجة رقم (2851) و (2852) و (2853) بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الثُّلُثَ بعد الخُمُس» . * رواية سفيان بن عيينة: «شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّلُ الثُّلُثَ في بَدْئِه» . * رواية العلاء بن الحارث، وعبيد الله بن عبيد الكلاعي، وسليمان بن موسى، عن مكحول، ورواية سليمان بن موسى: «شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الرُّبُعَ بعد الخُمُسِ في البَدْأةِ، والثلث في الرجعة» . أخرجه الحميدي (871) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي. وأحمد (4/159) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر. وفيه (4/159) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز. وفيه (4/159) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: حدثني زياد - يعني ابن سعد-، عن يزيد بن يزيد بن جابر. وفي (4/160) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: حدثني يزيد بن يزيد بن جابر. وفيه (4/160) قال: حدثنا حماد بن خالد - وهو الخياط - عن معاوية - يعني ابن صالح - عن العلاء بن الحارث. وفيه (4/160) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن عبد العزيز. والدارمي (2486) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن سفيان، عن يزيد بن جابر. وأبو داود (2748) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر الشامي. وفي (2749) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث. وفي (2750) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، ومحمود بن خالد الدمشقيان، قالا: حدثنا مروان بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: سمعت أبا وهب - هو عبيد الله بن عبيد الكلاعي -. وابن ماجة (2851) قال: حدنثا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر. أربعتهم (يزيد، وسعيد، والعلاء، والكلاعي) عن مكحول، عن زياد بن جارية، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/160) مرتين. قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثنا سليمان بن موسى، عن زياد بن جارية، فذكره. (ولم يذكر فيه مكحولا) . * وأخرجه ابن ماجة (2853) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسين، قال: أخبرنا رجال بن أبي سلمة، قال: فسمعت سليمان بن موسى يقول: حدثني مكحول، عن حبيب بن مسلمة، (ليس فيه زياد بن جارية) . الحديث: 1177 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 679 1178 - (ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّلُ في البَدَأَةِ الرُّبُعَ. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1561) في السير، باب ما جاء في النفل وحسنه، وهو كما قال، وذكر أن في الباب عن ابن عباس وحبيب بن مسلمة، ومعن بن يزيد، وابن عمر وسلمة بن الأكوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1561) حدثني محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت. قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس وحبيب بن مسلمة ومعن بن يزيد وابن عمر وسلمة بن الأكوع. وحديث عبادة حديث حسن وقد روي هذا الحديث عن أبي سلام عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا هناد حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تنفل سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث ابن أبي الزناد. الحديث: 1178 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 681 1179 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يُنَفِّلُ بعضَ من يبْعَثُ من السَّرايا لأنفسهم خاصَّة، سوى قَسْمِ عامَّةِ الجيشِ. زاد في رواية: والخُمُسُ في ذلك كلِّهِ واجبٌ. وفي رواية قال: نفَّلَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نَفَلاً، سوى نصيبنا من الخُمُسِ، فأصابني شارفٌ. والشَّارِفُ [من الإبل] : المُسِنُّ الكبيرُ. وفي أخرى قال: بعثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سريَّةٍ قِبَلَ نجْدٍ، فبلَغَتْ سُهْمَانُنَا أَحَدَ عشرَ بعيراً - أو اثنْي عشرَ بعيراً - ونفَّلنا بعيراً بعيراً. وفي رواية: ونُفِّلوا بعيراً بعيراً، فلم يغيَّرْهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم. وفي أخرى: فأصَبْنا إبلاً وغنماً، فبلغت سهُماننا اثني عشر (1) بعيراً. [ص: 682] ونفَّلنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعيراً بعيراً. هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ وأبو داود ونحوَهَا. ولأبي داود أيضاً، قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة إلى نجدٍ، فخرجتُ معها، فأصَبْنا نَعَماً كثيراً، فنفَّلنا أميرُنا بعيراً بعيراً لكلِّ إنسانٍ، ثم قَدِمْنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقسمَ بيْننا غنيمتَنا، فأصاب كلَّ رجُلٍ منَّا اثنا عشر بعيراً، بعد الخُمُسِ، وما حاسَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالذي أعطانا صاحِبُنا، ولا عاب عليه ما صنعَ، فكان لكلِّ رجلٍ منَّا ثلاثة عشر بعيراً بِنَفَلِهِ (2) .   (1) قال النووي: هو في أكثر النسخ " اثنا عشر " وفي بعضها " اثني عشر " وهذا ظاهر، والأول صحيح على من يجعل إعراب المثنى بالألف، سواء كان مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً، وهي لغة أربع قبائل من العرب، وقد كثرت في كلام العرب، ومنها قوله تعالى: {إن هذان لساحران} [طه: 63] . (2) البخاري 6 / 168 و 169 في الجهاد، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين، وفي المغازي، باب السرية التي قبل نجد، ومسلم رقم (1749) في الجهاد، باب الأنفال، والموطأ 2 / 450 في الجهاد، باب جامع النفل في الغزو، وأبو داود رقم (2741) و (2742) و (2743) و (2744) و (2745) و (2746) في الجهاد، باب في نفل السرية تخرج من العسكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/140) (6250) قال: حدنا حجاج، قال: حدثنا ليث، عن عقيل. والبخاري (4/109) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: أخبرنا الليث، عن عقيل. ومسلم (5/147) قال: حدثنا سريج بن يونس، وعمرو الناقد، قالا: حدثنا عبد الله بن رجاء، عن يونس. وفي (5/147) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد. وأبو داود (2746) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي. (ح) وحدثنا حجاج بن أبي يعقوب، قال: حدثني حجين، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. كلاهما (يونس بن يزيد، وعقيل بن خالد) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره. * أخرجه مسلم (5/147) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا ابن المبارك. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما عن يونس، عن ابن شهاب، قال: بلغني عن ابن عمر، قال: نفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية .... فذكره. الحديث: 1179 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 681 1180 - (د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: نفَّلَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوْمَ بدرٍ سيف أبي جهلٍ - كان قتَلهُ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2722) في الجهاد، باب من أجاز على جريح مثخن ينفل من سلبه، من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، ورجاله ثقات، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2722) حدثنا هارون بن عباد «الأزدي» قال: ثنا وكيع عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود، فذكره. الحديث: 1180 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 682 1181 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله -: قال: سمعتُ رَجُلاً يسألُ عبدَ الله بن عباس عن الأنفالِ؟ فقال ابنُ عباس: الفَرَسُ من النَّفَلِ، والسَّلَبُ من النَّفَلِ. قال: ثم عاد لمسألتهِ؟ فقال ابن عباسٍ ذلك أيضاً، ثم [ص: 683] قال الرجلُ: الأنفالُ التي قال الله في كتابه، ما هي؟ قال القاسِمُ: فلم يزل يسألُهُ حتى كادَ أن يُحْرِجَهُ، فقال ابنُ عباس: أتدرون ما مثَلُ هذا؟ مَثَلُه مثلُ صَبِيغٍ (1) الذي ضربهُ عمرُ بن الخطاب. أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سلبه) السلب: ما يؤخذ من القرن في الحرب من سلاح وثياب وغير ذلك. (يحرجه العُبيد) الحرج: الضيق والإثم.   (1) صبيغ - بوزن أمير - ابن عسيل: رجل كان يسأل عن متشابه القرآن، ويعارض ببعضه بعضاً. عناداً منه ومراءاً، فضربه عمر ونفاه إلى البصرة تأديباً، فقد روى الدارمي في سننه 1 / 54 عن سليمان بن يسار أن رجلاً يقال له: صبيغ قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر، وقد أعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن صبيغ، قال: وأنا عبد الله بن عمر، فجعل له ضرباً حتى دمى رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي ثم نفاه إلى البصرة. (2) 2 / 455 في الجهاد، باب ما جاء في السلب في النفل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1006) قال: عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 1181 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 682 1182 - (د) أبو الجويرية الجرمي - رحمه الله-: قال: أصَبْتُ بأرض الرُّومِ جَرَّة حمراءَ فيها دنَانيرُ، في إمْرةِ مُعاوِيَةَ، وعلينا رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بَني سُلَيْمٍ يُقال له: مَعْنُ بنُ يَزيد، فأتيْتُه بها، فَقَسَمَهَا بيْنَ المسلمين، وأعْطاني مثْلَ ما أعطى رجلاً منهم، ثم قال: لولا أنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا نَفَلَ إلا بعد الخُمُسِ لأعْطَيْتُكَ، ثم أخَذَ يعْرِض [ص: 684] عَلَيَّ من نَصيبه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2753) و (2754) في الجهاد، باب في النفل من الذهب والفضة ومن أول مغنم، وإسناده صحيح، وصححه الإمام الحافظ أبو جعفر الطحاوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2753) حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن عاصم ابن كليب عن أبي الجويرية الجرمي، فذكره. وأخرجه أبو داود (2754) حدثنا هناد عن ابن المبارك عن أبي عوانة عن عاصم بن كليب بإسناده ومعناه. الحديث: 1182 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 683 1183 - (خ م د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: أَعْطَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَهْطاً، وأنا جالسٌ، فَتَرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلاً، هو أعْجَبُهُمْ إليَّ (1) فَقُمْت فقلتُ: مالَكَ عن فلانٍ؟ والله إنِّي لأُراهُ مُؤمناً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوْ مُسْلِماً» - ذَكَر ذلك سعدٌ ثلاثاً، وأجابه بمِثْلِ ذلك - ثم قال: «أنِّي لأعْطِي الرجل وغيرهُ أحَبُّ إليَّ منه خَشْيَةَ أنْ يُكَبَّ في النَّارِ على وجْهِهِ» . وفي رواية، قال الزهري: فَنُرَى أنَّ الإسلامَ: الكلمةُ، والأيمانَ: العملُ. أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية لمسلم قال: أعْطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَهْطاً، وأنا جالِسٌ فيهم، فَتَرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلاً لم يُعطِه، وهو أعْجَبُهُمْ إليَّ، فَقٍمْتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَسَارَرْتُهُ، فقلتُ: مالَكَ عن فُلانٍ؟ واللهِ إني لأُرَاهُ مُؤمناً، قال: «أوْ مُسْلِماً (2) ؟» فَسَكَتُّ قليلاً، ثم غَلَبني ما أعلمُ منهُ، فقلتُ: [ص: 685] يا رسولَ الله مالكَ عن فلانٍ؟ فواللهِ، إنِّي لأراهُ مُؤمناً، قال: «أوْ مُسلِماً» ، فَسَكَتُّ قَليلاً، ثم غَلَبَني ما أَعْلَمُ فيه، فقلتُ: يا رسولَ الله، مالك عن فُلان؟ فوالله: إنِّي لأُرَاهُ مؤمناً، قال: «أو مُسْلماً، إنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ العَطَاءَ وغيرهُ [ص: 686] أحبُّ إليَّ منه، خَشْيَةَ أنْ يُكَبَّ في النَّار على وجْهِهِ» . وفي رواية تكرارُ القول مرَّتيْنِ. وفي أخرى: فضربَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم بيده بين عُنُقي وكتفي، ثم قال: أقِتالاً أي سعدُ؟ إني لأُعطي الرَّجُل. وفي رواية أبي داود، قال: قَسم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قَسْماً، فقلتُ: أَعْطِ فلاناً، فإنهُ مؤمنٌ، قال: أوْ مسلم. قلتُ: أعطِ فُلاناً، إنه مؤمنٌ، قال: أوْ مسلمٌ، إني لأُعطي الرَّجُلَ العطاءَ وغيرُه أحبُّ إليَّ منه، مخافةَ أن يُكَبَّ على وجهِهِ. وله في أخرى، وللنسائي قال: أعطى النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجالاً، ولم يعطِ رجلاً منهم شيئاً، فقال سعد: يا رسول الله - أعطيتَ فلاناً وفلاناً ولم تعط فلاناً شيئاً، وهو مؤمن؟ فقال النبيُّ: «أوْ مسلم» حتى أعادها سعدٌ ثلاثاً، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «أوْ مسلم» . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعطي رجالاً، وأدعُ مَنْ هو أحبُّ إليَّ منهم؛ لا أعطيه شيئاً مخافةَ أنْ يُكَبُّوا في النار على وجوههم» (3) . [ص: 687] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرهط) الجماعة دون العشرة من الرجال، لا يكون فيهم امرأة، وليس له واحد من لفظه.   (1) هو جعيل بن سراقة الغفاري، وقيل: الضمري، ويقال: الثعلبي، من أهل الصفة، أسلم قديماً وشهد أحداً، وأصيبت عينه يوم قريظة. أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ووكله إلى إيمانه. (2) قال الحافظ في " الفتح " 1 / 74 قوله: " إني لأراه " وقع في روايتنا من طريق أبي ذر وغيره بضم الهمزة هنا - يعني في كتاب الإيمان من صحيح البخاري - وفي الزكاة، وكذا هو في رواية الإسماعيلي وغيره. [ص: 685] وقال الشيخ محيي الدين النووي: بل هو بفتحها: أي أعلمه، ولا يجوز ضمها فيصير بمعنى: أظنه، لأنه قال بعد ذلك: " غلبني ما أعلم منه. انتهى " ولا دلالة فيما ذكر على تعين الفتح، لجواز إطلاق العلم على الظن الغالب، ومنه قوله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} . سلمنا، لكن لا يلزم من إطلاق العلم أن لا تكون مقدماته ظنية، فيكون نظرياً لا يقينياً، وهو الممكن هنا، وبهذا جزم صاحب " المفهم " في شرح مسلم فقال: الرواية بضم الهمزة. وقوله: " أو مسلماً؟ " هو بإسكان الواو لا بفتحها، فقيل: هي للتنويع، وقال بعضهم: هي للتشريك، وأنه أمره أن يقولهما معاً؛ لأنه أحوط. ويرد هذا رواية ابن الأعرابي في معجمه في هذا الحديث فقال: " لا تقل: مؤمن، بل: مسلم " فوضح أنها للإضراب، وليس معناه الإنكار، بل المعنى: أن إطلاق " المسلم " على من لم يختبر حاله الخبرة الباطنة أولى من إطلاق " المؤمن "؛ لأن الإسلام معلوم بحكم الظاهر، قاله الشيخ محيي الدين ملخصاً. وتعقبه الكرماني بأنه يلزم منه أن لا يكون الحديث دالاً على ما عقد له الباب، ولا يكون لرد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد فائدة. وهو تعقب مردود. وقد بينا وجه المطابقة بين الحديث والترجمة قبل، ومحصل القصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوسع العطاء لمن أظهر الإسلام تألفاً، فلما أعطى الرهط - وهم من المؤلفة - وترك جعيلاً - وهو من المهاجرين - مع أن الجميع سألوه، خاطبه سعد في أمره، لأنه كان يرى أن جعيلاً أحق منهم لما اختبره منه دونهم، ولهذا راجع فيه أكثر من مرة، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمرين: أحدهما: إعلامه بالحكمة في إعطاء أولئك، وحرمان جعيل مع كونه أحب إليه ممن أعطى؛ لأنه لو ترك إعطاء المؤلف لم يؤمن ارتداده، فيكون من أهل النار، وثانيهما: إرشاده إلى التوقف عن الثناء بالأمر الباطن دون الثناء بالأمر الظاهر، فوضح بهذا فائدة رد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد، وأنه لا يستلزم محض الإنكار عليه، بل كان أحد الجوابين على طريق المشورة بالأولى، والآخر على طريق الاعتذار. (3) البخاري 3 / 270 في الزكاة، باب قول الله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافاً} ، وفي الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل، ومسلم رقم (150) في الإيمان، باب تألف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه، وأبو داود رقم (4683) و (4684) و (4685) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، والنسائي 8 / 103 و 104 في الإيمان، باب تأويل قوله عز وجل: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (68) قال: حدثنا سفيان. وفي (69) عن عبد الرزاق. وأحمد (1/176) (1522) وعبد بن حميد (140) قالا: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (3/104) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، وأبو داود (4683) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور. وفي (4685) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (8/103) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد، وهو ابن ثور. وفي (8/104) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3891) عن موسى بن سعيد، عن مسدد بن مُسَرْهَد، عن المعتمر بن سليمان. خمستهم (سفيان، وعبد الرزاق، ومحمد بن ثور، وسلام، والمعتمر) عن معمر. 2 - وأخرجه أحمد (1/182) (1579) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا ابن أبي ذئب. 3 - وأخرجه البخاري (1/13) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. 4 - وأخرجه البخاري (2/153) قال: حدثنا محمد بن غرير الزهري. ومسلم (1/92 و 3/104) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد. ثلاثتهم (محمد بن غرير، والحسن، وعبد بن حميد) قالوا: حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعد) قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. 5 - وأخرجه مسلم (1/91 و 3/104) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. 6 - وأخرجه مسلم (1/91 و 3/104) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. ستتهم (معمر، وابن أبي ذئب، وشعيب، وصالح، وسفيان، وابن أخي ابن شهاب) عن الزهري، قال: أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص، فذكره. * جاءت الروايات مطولة ومختصرة. * قال المزي: قال أبو مسعود: كذا رواه ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن الزهري «يعني بدون ذكر معمر بين ابن عيينة والزهري» . ورواه الحميدي، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وسعيد بن عبد الرحمن، عن ابن عيينة، عن معمر، عن الزهري، زادوا فيه «معمرا» «تحفة الأشراف» (3891) . قال ابن حجر: وجدته في «مسند» ابن أبي عمر بإثبات «معمر» فيه. وكذا أخرجه أبو نعيم في «المستخرج» من طريقه بإثباته «النكت الظراف» (3891) . * وقال المزي: قال أبو القاسم «يعني ابن عساكر» في حديث المعتمر، عن معمر: سقط منه «عبد الرزاق» . «تحفة الأشراف» (3891) . قال ابن حجر: كذا وقع لنا في الجزء الثاني من حديث أبي الطاهر المخلص (محمد بن عبد الرحمن الذهبي) حدثنا البغوي، حدثنا صالح بن حاتم، حدثنا معتمر، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر. «النكت الظراف» (3891) . الحديث: 1183 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 684 1184 - (م) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: قال: أعطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب يوم حُنَين، وصفوانَ بنَ أُمَيَّةَ، وَعُيَينَةَ بنَ حِصْنٍ، والأقرعَ بن حابسٍ، وعَلْقَمةَ بن عُلاثَةَ: كُلَّ إنسان منهم مائة من الإِبلِ، وأعطى عباسَ بنِ مرْداسٍ دون ذلك، فقال عباسُ بنُ مرداس: أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ الْعُبَيـ ... ـدْ بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟ (1) فَما كانَ بَدْرٌ ولا حَابِسٌ ... يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ وما كُنْتُ دُون امرىءٍ منهما ... وَمَنْ تَخْفِضِ اليومَ لا يُرْفَعِ قال: فأتمَّ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مائة. وفي رواية نحوه: وأسقط علقمةَ بنُ علاثَةَ، وصفوان بن أمية، ولم يذكر الشعْر. أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العُبيد) بضم العين وفتح الباء الموحدة: اسم فرس العباسي بن مرداس السلمي.   (1) النهب بمعنى المنهوب تسميته بالمصدر، وعبيد - مصغراً - اسم فرس العباس بن مرداس. (2) رقم (1060) في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (412) . ومسلم (3/107) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. وفي (3/108) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. (ح) وحدثنا مخلد بن خالد الشعيري. أربعتهم (الحميدي، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة، والشعيري) عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية، فذكره. فيرواية أحمد بن عبدة: زاد «وأعطى علقمة بن عِلاثة مائة» . في رواية مخلد بن خالد: لم يذكر في الحديث علقمة بن علاثة، ولم يذكر الشعر. الحديث: 1184 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 687 1185 - (خ م ط ت د) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قتل قتيلاً، لَهَ عليه بيَّنةٌ، فله سَلَبُه» . [ص: 688] أخرجه الترمذي، وقال: في الحديث قصة ولم يذكرْها. والقصةُ: هِي حديثٌ طويلٌ قد أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود، وهو مذكور في غزوة حنين من كتاب الغزوات، في حرف الغين، وهذا القدر الذي أخرجه الترمذي طرفٌ منه (1) .   (1) البخاري 6 / 177 في الجهاد، باب من لم يخمس الأسلاب، وفي البيوع، باب بيع السلاح في الفتنة، وفي المغازي، باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} ، وفي الأحكام، باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء أو قبل ذلك للخصم، ومسلم رقم (1571) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، والموطأ 2 / 454 في الجهاد، باب ما جاء في السلب في النفل، والترمذي رقم (156) في السير، باب ما جاء فيمن قتل قتيلاً فله سلبه، وأبو داود رقم (2717) في الجهاد، باب في السلب يعطى القاتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (281) . والحميدي (423) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/295) قال: حدثنا هشيم. وفي (5/296) قال: حدثنا سفيان. وفي (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. قال: حدثني ابن إسحاق. والدارمي (2488) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان بن عيينة. والبخاري (3/82) و (4/112) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (5/196) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (9/86) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. (ح) وقال لي عبد الله: عن الليث. ومسلم (5/147) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: سمعت مالك بن أنس. وأبو داود (2717) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (2837) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1562) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وهشيم، ومحمد بن إسحاق، والليث بن سعد -عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن نافع أبي محمد مولى أبي قتادة، فذكره. * رواية سفيان بن عيينة مختصرة على: «بارزت رجلا يوم حنين فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه» . وفي رواية الحميدي قال: سفيان والحديث طويل فحفظت منه هذا. الحديث: 1185 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 687 1186 - (خ م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: قال: أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْنٌ من المُشركين، وهو في سَفَرٍ، فجلس عند أصْحَابِه يتحدَّثُ ثمَّ انْفتلَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوهُ فاقتلوه» فقتلْتُهُ، فنَفَّلَني سَلبَهُ. أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عين) العين: الجاسوس.   (1) البخاري 6 / 116، 117 في الجهاد، باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان، ومسلم رقم (1754) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، وأبو داود رقم (2653) في الجهاد، باب في الجاسوس المستأمن، وابن ماجة رقم (2836) في الجهاد، باب المبارزة والسلب، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 219 في الجهاد، باب الشعار، وأحمد في مسنده 4 / 45، 51. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/49) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد. وفيه (4/49) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4/51) قال: حدثنا بهز بن أسد. ومسلم (5/150) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي. وأبو داود (2654) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، أن هاشم بن القاسم، وهشاما حدثاهم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4514) عن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء، عن شعيب بن حرب. ستتهم (عبد الرحمن، وهاشم، وبهز، وعمر، وهشام بن عبد الملك، وشعيب) عن عكرمة بن عمار. 2 - وأخرجه أحمد (4/50) قال: حدثنا جعفر بن عون. والبخاري (4/84) قال:حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (2653) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أو نعيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4514) عن أحمد بن سليمان، عن جعفر بن عون. كلاهما (جعفر، وأبو نعيم) قالا: حدثنا أبو العميس. كلاهما (عكرمة، وأبو العميس) عن إياس بن سلمة، فذكره. الحديث: 1186 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 688 1187 - (د) عوف بن مالك وخالد بن الوليد - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضى في السَّلَبِ لِلْقَاتِلِ، ولم يُخَمِّسِ السَّلَبَ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2721) في الجهاد، باب في السلب لا يخمس، وإسناده صحيح، فإن إسماعيل بن عياش قد رواه عن أهل بلده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/90) و (6/26) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (2721) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. كلاهما (أبو المغيرة، وإسماعيل) عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1187 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 689 الفرع الثالث: في الخمس ومصارفه 1188 - (د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قيل له: هل كنتم تُخَمِّسُونَ الطعام على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أصَبْنا طعاماً يوم خيبرَ، فكانَ الرجلُ يجيءُ، فيأخُذُ منه مقْدارَ ما يكفيه ثم ينصرِفُ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2704) في الجهاد، باب في النهي عن النهبى إذا كان في الطعام قلة في أرض العدو، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2704) حدثنا محمد بن العلاء ثنا أبو معاوية ثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن أبي مجالد عن عبد الله بن أبي أوفى، فذكره. الحديث: 1188 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 689 1189 - (د) عبد الله عمر - رضي الله عنهما -: أن جيشاً غنموا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً وعَسَلاً، فلم يؤخذْ منه الخُمس. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2701) في الجهاد، باب في إباحة الطعام في أرض العدو، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان [ص: 690] رقم (1670) موارد، والبيهقي 9 / 59 في السير، باب السرية تأخذ العلف في الطعام. وقال الخطابي: لا أعلم بين الفقهاء خلافاً في أن الطعام لا يخمس في جملة ما يخمس من الغنيمة، وأن لواجده أكله ما دام الطعام في حد القلة وقدر الحاجة، وما دام واجده مقيماً في دار الحرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن نافع عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: «كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب، فنأكله ولا نرفعه» . وفي رواية عبيد الله بن عمر: «أن جيشا غنموا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما وعسلا، فلم يؤخذ منهم الخمس» . أخرجه البخاري (4/116) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وأبو داود (2701) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، قال: ثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله. كلاهما (أيوب، وعبيد الله) عن نافع، فذكره. الحديث: 1189 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 689 1190 - (د) القاسم مولى عبد الرحمن - رحمه الله-: عن بعض أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: كُنَّا نأكُل الْجَزَرَ (1) في الغَزْوِ، ولا نَقْسِمُهُ، حتى إن كنا لنرجعُ إلى رِحالنِا وأخْرِجَتُنا منه مَمْلُوءةٌ (2) . أخرجه أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجزر) جمع جزور، وهو الواحد من الإبل، يقع على الذكر والأنثى.   (1) قال في " نيل الأوطار ": هو " الجزر " بفتح الجيم: جمع جزور: وهي الشاة التي تجزر: أي تذبح، كذا قيل. وقد قيل: إن الجزر في الحديث بضم الجيم والزاي: جمع جزور، ووقع في بعض نسخ أبي داود " الجزور " وكذلك في المشكاة، وفي بعضها " كنا نأكل الحزر " بالحاء المهملة والزاي ثم الراء، قال في " النهاية ": " لا تأخذوا من جزرات أموال الناس " أي ما يكون قد أعد للأكل، والمشهور بالحاء المهملة. (2) قال في " النهاية ": الأخرجة: جمع الخرج، وهو من الأوعية، والصواب فيه: الخرجة - بكسر الخاء وتحريك الراء، على وزن حجرة، وفي نسخة " مملأة " بدل " مملوءة ". (3) رقم (2706) في الجهاد، باب في حمل الطعام من أرض العدو من حديث عمرو بن الحارث، عن ابن حرشف الأزدي، عن القاسم مولى عبد الرحمن، وابن حرشف الأزدي مجهول، والقاسم تكلم فيه غير واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2706) حدثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحرث أن ابن حرشف الأزدي حدثه عن القاسم مولى عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره. الحديث: 1190 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 690 1191 - (د) عمرو بن عبسة - رضي الله عنه -: قال: صَلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بعيرٍ من المغنم، فلمَّا صَلَّى أخذَ وبَرَة من جَنَبِ البعيرِ، ثم قال: لا يَحلُّ لي من غنائمكم مثلُ هذا، إلا الخمسُ، والخُمسُ مردودٌ فيكم. [ص: 691] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2755) في الجهاد، باب في الإمام يستأثر بشيء من الفيء لنفسه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (2755) قال: ثنا الوليد بن عتبة، قال: ثنا الوليد «ابن مسلم» ، قال: ثنا عبد الله بن العلاء، أنه سمع أبا سلام الأسود، فذكره. الحديث: 1191 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 690 1192 - (س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: أخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم خَيْبَرَ (1) وَبَرَة من جَنْبِ بعيِرهِ. فقال: «أيها الناس، إنه لا يحلُّ لي مِمَّا أَفَاءَ الله عليكم قَدْرَ هذه، إلا الخُمُسُ، والخمسُ مَرْدُودٌ عليكم» .أخرجه النسائي (2) .   (1) في سنن النسائي: حنين. (2) 7 / 131 في الفيء، وإسناده حسن، وحسنه الحافظ في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/131، 132) أخبرنا عمرو بن يزيد. قال: حدثنا ابن أبي عدي. قال: حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فذكره. الحديث: 1192 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 1193 - (س) عمرو بن شعيب، عن جده، - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وذكر نحوه. أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 131 و 132 في قسم الفيء، وإسناده حسن، وحسنه الحافظ في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (2/184) (6729) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. وفي (2/218) (7037) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (2694) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والنسائي (6/262) . و (7/131) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي. قال: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما -حماد، وإبراهيم بن سعد والد يعقوب - عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. قلت: فيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعنه. الحديث: 1193 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 1194 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: لوفْدِ عبدِ الْقَيْسِ: «آمُرُكُمْ أَنْ تُؤدُّوا خُمُسَ ما غَنِمْتُمْ» . قال الترمذي (1) : وفي الحديث قِصّةٌ، ولم يذكرها. والقصَّةُ: هي حديث طويل قد ذُكِر بطوله في كتاب الإيمان من حرف الهمزة (2) .   (1) رقم (1599) في السير، باب ما جاء في الخمس. (2) راجع الحديث رقم (8) في الإيمان والإسلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1599) حدثنا قتيبة حدثنا عباد بن عباد المهلبي عن أبي جمرة عن ابن عباس، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح حدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد عن أبي جمرة عن ابن عباس نحوه. الحديث: 1194 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 1195 - (خ د س) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: مَشَيْتُ أنا [ص: 692] وعثمان بنُ عفَّانَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله، أعطيتَ بني المطلب وتركْتَنَا، ونحنُ وهُمْ بمنزلةٍ واحدةٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما بنُو المطَّلِبِ وبنُو هاشمٍ شيءٌ واحدٌ» . وفي رواية، فقلنا: أعطَيْتَ بني المطَّلِب من خُمُس خيبر وتركْتَنَا - وزادَ: قال جبيرٌ - ولم يَقسِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم لبني عبد شَمْسٍ، ولا لبنِي نَوْفَلٍ شيْئاً. وقال ابن إسحاق: عبدُ شمسٍ وهاشمٌ والمطلب: إخْوَةٌ لأُمٍّ، وأُمُّهُمْ: عاتِكَةُ بنتُ مُرَّة، وكان نَوفلٌ أخاهُم لأبيهم. هذه رواية البخاري. وفي رواية أبي داود، أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يكُنْ يَقْسِمُ لِبَني عبد شمْسٍ، ولا لبني نَوفَلٍ من الخُمسُ شيئاً، كما قسَمَ لِبَنِي هاِشم وبني المطَّلب، قال: وكان أبو بكرٍ يقْسِم الخُمُس نحو قَسْم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، غَيْرَ أنه لم يكُنْ يُعْطِي منه قُرْبَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كما يُعْطيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمرُ يُعْطِيهم ومن كان بعده مِنْهُ. وفي أخرى له أن جُبَيْرَ بن مُطْعِم جاء هو وعثمانُ بنُ عفَّانَ يُكلِّمان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيما يَقْسِمُ من الخُمُس في بَني هاشمٍ وبني المطَّلِبِ فقلتُ: يا رسولَ الله، قسمتَ لإخْوَانِنَا بَني المطلب، ولم تُعْطِنَا شيئاً، وقَرابتُنا وقَرَابَتُهُمْ واحدةٌ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّما بنُو هاشم وبنُو المطلب شيءٌ واحدٌ» ، قال جُبَيْرٌ: ولم يَقْسِمْ لبني عبد شمسٍ، ولا لبني نوفَلٍ من ذلك [ص: 693] الخُمُسَ، كما قَسَمَ لبَنِي هاشم وبَنِي المطَّلب، قال: وكان أبو بكرٍ يَقْسِمُ الخُمُس نحو قَسْمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، غَيْرَ أنه لم يكن يُعْطِي قُرْبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كان النَّبيُّ يُعْطِيهِمْ، قال: وكان عمر يُعْطِيهِمْ منه، وعثمانُ بعدَهُ. وفي أخرى له وللنسائي قال: لمَّا كان يومُ خَيْبَرَ، وضَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى في بني هاشم وبني المطَّلب، وتَرَكَ بني نَوْفَلٍ وبني عبدِ شَمْسٍ، فَاْنطَلَقْتُ أنا وعُثمانُ بن عفَّانَ، حتى أتينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلْنَا: يا رسولَ الله هَؤلاء بنو هِاشمٍ لا نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ لِلْمَوْضعِ الذي وَضَعَكَ الله به منهم، فَما بَالُ إْخواننا بني المطَّلب أعْطَيْتَهُمْ وتركْتَنا، وقَرابَتُنا واحدةٌ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّا وبنُو المطلب لا نَفْتَرِقُ في جاهليةٍ ولا إسلامٍ، وإنما نحنُ وَهُمْ شيءٌ واحدٌ» وشبَّكَ بين أصابعه. وأخرجه النسائي أيضاً بنحو من هذه الروايات من طُرقٍ عدَّةٍ بتغيير بعض ألفاظها، واتِّفاق المعنى (1) .   (1) البخاري 6 / 174 في الجهاد، باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام وأنه يعطي بعض قرابته دون بعض ما قسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني المطلب وبني هاشم من خمس خيبر، وفي الأنبياء، باب مناقب قريش، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وأبو داود رقم (2978) و (2979) و (2980) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، والنسائي 7 / 130، 131 في الفيء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/81) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (2980) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا هشيم. والنسائى (7/130) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما (يزيد، وهشيم) عن محمد بن إسحاق. 2 - وأخرجه أحمد (4/83) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (4/85) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثني عبد الله بن المبارك. والبخاري (5/174) قال: حدثنا يحيي بن بكير، قال: حدثنا الليث. وأبو داود (2978) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك وفي (2979) قال: حثنا عبيد الله عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا عثمان بن عمر. وابن ماجة (2881) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أيوب بن سويد. والنسائي (7/130) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا شعيب بن يحيى، قال: حدثنا نافع بن يزيد. خمستهم - عثمان، وابن المبارك، والليث، وأيوب بن سويد، ونافع بن يزيد - عن يونس بن يزيد. 3 - وأخرجه البخاري (4/111) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (4/218) قال: حدثنا يحيى بن بكير. كلاهما (ابن يوسف، وابن بكير) قالا: حدثنا الليث، عن عقيل. ثلاثتهم (ابن إسحاق، ويونس، وعقيل) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1195 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 1196 - (د) عبد الرحمن بن أبي ليلى -رحمه الله-: قال: سمعتُ عليًّا [ص: 694] يقولُ: ولأني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على خُمُسِ الخُمُسِ، فوضعتُه مواضِعَهُ حياتَهُ وحياةَ أبي بكرٍ، وحياةَ عمر، فأُتِي عمرُ بمالٍ آخرَ حياتِهِ، فدعاني، فقال: خُذه، فقلتُ: لا أُرِيدُهُ، فقال: خُذْهُ، فأنتم أحقُّ به، قلتُ: قد اسْتَغْنَيْنا عنه، فجعله في بيت المال. وفي رواية قال: اجتمعتُ أنا والعباسُ وفَاطِمةُ وزيدُ بنُ حارثَةَ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول الله، إنْ رأَيْتَ أنْ تُوَلِّيَني حَقَّنا من هذا الخُمُسِ في كتاب الله، فأَقْسِمَهُ في حياتِك كَيْلا يُنازِعَني أحدٌ بعدَك فَاْفَعلْ. قال: فَفَعَلَ ذلك [قال] فقَسَمْتُه حياةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثم وَلانِيهِ أبو بكرٍ، حتى إذا كانت آخرَ سنةٍ من سنيِّ عمر فإنه أتاه مالٌ كثيرٌ، فَعزلَ حقَّنا، ثم أرْسلَ إليَّ فقلتُ: بِنَا عَنْهُ العامَ غِنى، وبالمسلمين إليه حاجةٌ، فَاردُدْه عليهم [فردَّهُ عليهم، ثم لم يَدْعُني إليه أحدٌ بعدَ عمر] فلقيتُ العباسَ بعد ما خرْجتُ من عند عمر فأخبرَتُهُ. فقال: لقد حرَمْتَنا الغَدَاةَ شيئاً لا يُرَدُّ علينا أبداً، وكان رجُلاً داهياً. أخرجه أبو داود (1) . [ص: 695] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (داهياً) الداهي من الرجال: الفطن الجيد الرأي. قال الخطابي: الرواية " إنما بنو هاشم وبنو عبد المطلب شيء واحد " بشين معجمة، قال: وكان يحيى بن معين يرويه بسين غير معجمة، مكسورة مشددة الياء، أي: سواء، يقال: هذا سِيّء هذا، أي مثله ونظيره.   (1) رقم (2983) و (2984) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، وهو حديث حسن، في سند الرواية الأولى أبو جعفر الرازي واسمه عيسى بن ماهان صدوق لكنه سيء الحفظ وبقية رجاله ثقات، وقد تابعه في الرواية الثانية حسين بن ميمون الخندقي، وهو وإن كان لين الحديث فإنه يصح للمتابعة، وباقي رجال الإسناد ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2983) حدثنا عباس بن عبد العظيم ثنا يحيى بن أبي كثير ثنا أبو جعفر الرازي عن مطرف عن عبد الرحمن بن أي ليلى قال: سمعت عليّا يقول، فذكره. وأخرجه أبو داود (2984) حدنثا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير ثنا هاشم بن البريد ثنا حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: سمعت عليّا، فذكره. الحديث: 1196 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 693 1197 - (س د) يزيد بن هرمز - رحمه الله-: أنَّ نَجْدَةَ الحْرُوريَّ حين حجَّ في فتنة ابن الزُّبَيْرِ، أرسل إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي الْقُرْبى، [ويقول] : لِمَنْ تراهُ؟ فقال ابن عباس: لِقُرْبَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَسَمَهُ رسولُ الله لهم، وقد كان عمرُ عرضَ علينا من ذلك عَرْضاً رَأَيْنَاهُ دون حقِّنا، فَردَدْناهُ عليه، وأبَيْنا أَنْ نقبَلهُ. هذه رواية أبي داود (1) . وفي رواية النسائي قال: كتبَ نَجْدَةُ إلى ابنِ عباسٍ يسأله عن سهم ذي القُرْبَى: لمن هو؟ قال يزيدُ بنُ هرمز: فأنا كتبتُ كتابَ ابن عباسٍ إلى نَجْدةَ، كتبَ إليه: كَتَبْتَ تسْألُني عن سهمٍ ذي القُربى: لمن هو؟ وهو لنا أهلَ الْبَيْت، وقد كان عمرُ دَعانا إلى أنْ يُنْكِحَ منه أَيِّمنَا، ويَحْذِيَ منهُ عَائِلَنَا، ويقضيَ منه عن غارِمنا، فأَبيْناَ إلا أنْ يُسَلِّمَهُ إلينا، وأبى ذلك، فتركناه عليه. وفي أخرى له مثل أبي داود، وفيه: كان الذي عَرضَ عليهم: أنْ [ص: 696] يُعِيَن ناكِحَهُمْ، ويَقْضِيَ عَنْ غارمِهِمْ، ويُعْطِي فقيرَهم، وأَبى أن يزيدَهُمْ، على ذلك (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أيِّماً) الأيم من الرجال والنساء: الذي لم يتزوج، ذكراً كان أو أنثى بكراً أو ثيباً. (يُحذي) يعطي. (غارِمنا) الغارم: المديون.   (1) وأخرجه أيضاً مسلم في صحيحه بمعناه رقم (1812) في الجهاد، باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم. (2) أخرجه أبو داود رقم (2982) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، والنسائي 7 / 128، 129 في قسم الفيء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم برقم الحديث: 1197 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 695 الفرع الرابع: في الفيء، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم 1198 - (د) عامر الشعبي - رحمه الله-: قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سَهْمٌ يُدْعَى: الصَّفِيَّ، إنْ شاءَ عبداً، أو أمة، أو فَرَساً، يختارُه قبلَ الخُمُس. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصفي) ما كان يصطفيه رئيس الجيش من الغنائم لنفسه، يأخذه [ص: 697] خارجاً عن القسمة، وهو الصفية أيضاً، والجمع: الصفايا.   (1) رقم (2991) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي، ورجاله ثقات، لكنه مرسل، عامر الشعبي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (2991) حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن مطرف عن عامر الشعبي، فذكره. عامر الشعبي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث: 1198 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 696 1199 - (د) ابن عون - رحمه الله-: قال: سألتُ محمداً - وهو ابنُ سيرين - عن سَهْمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّفيَّ؟ قال: كانَ يُضرَبُ له مع المسلمين بسهم، وإن لم يَشْهَدْ، والصَّفيُّ: يؤخَذُ له رأْسٌ من الخُمُسِ، قبل كلِّ شيء. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2992) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي، ورجاله ثقات أيضاً، لكنه مرسل كسابقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (2992) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم وأزهر، قالا: ثنا ابن عون، فذكره. الحديث: 1199 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 1200 - (د) قتادة - رحمه الله -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا غَزَا بِنَفْسِهِ كان له سهْمُ صفيٍّ، يأخُذُهُ من حيثُ شاءَ، فكانت صَفِيَّةُ من ذلك السَّهْمِ وكان إذا لم يَغْزُ بنفسه ضُرِبَ له بسهمِ، ولم يُخَيَّر. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2993) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي مرسلاً، وفيه سعيد بن بشير، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2993) حدثنا محمود بن خالد السلمي ثنا عمر يعني ابن عبد الواحد عن سعيد - يعني ابن بشير - عن قتادة، فذكره. الحديث: 1200 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 1201 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كانت صَفِيَّةُ من الصَّفيِّ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2994) ، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2994) قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا أبو أحمد، قال: نا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1201 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 1202 - (خ م ت د س) مالك بن أَوْس بن الحدثان - رضي الله عنه -: قال: أرسلَ إليَّ عُمَرُ، فَجِئْتُهُ حين تعالَى النَّهارُ، قال: فوجدتُهُ في بَيْتِه جالساً على سَرِيرٍ، مُفْضِياً إلى رِمالِهِ، مُتَّكِئاً على وِسادةٍ من أدَمٍ، فقال لي: يا مَالِ، [ص: 698] إنَّهُ قَدْ دَفَّ أهلُ أبْياتٍ من قومك، وقد أمرْتُ فيهم برَضْخٍ، فَخُذْهُ فَاقْسِمْهُ بينهم، قال: قلتُ: لو أمرتَ بهذا غيري؟ قال: خُذْهُ يا مالِ، قال: فجاءَ يَرْفا (1) ، فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في عثمانَ وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد؟ فقال عمر: نعم، فَأذِنَ لهم فدخَلُوا، ثم جاء، فقال: هل لك في عباس وعلي؟ قال: نعم، فَأذِنَ لهما، فقال العباسُ: يا أمير المؤُمنين: اقض بيني وبين هذا، فقال القوم: أجَلْ، يا أمير المؤمنين، فاقْضِ بينهم وأرِحْهُمْ، قال مالك بنُ أوسٍ: فَخُيِّلَ إليَّ أنهم قد كانوا قَدَّمُوهُمْ لذلك، فقال عمر: اتئِدُوا، أنْشُدُكم باللهِ الذي بإِذنِه تقوُم السماء والأرضُ، أتَعْلَمُونَ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ ما تركْنَا صدقة (2) ؟» قالوا: نعم، ثم أَقْبَلَ على العبَّاسِ، وعليّ، فقال: أنْشُدُكما باللهِ الذي بإذْنِه تَقومُ السماءُ والأرض، أتَعْلَمَانِ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة؟» قالا: نعم، قال عمر: إنَّ الله [ص: 699] كان خَصَّ رسولَهُ صلى الله عليه وسلم بخاصَّةٍ لم يَخْصُصْ بها أحداً غيره (3) ، فقال: {ما أَفَاءَ الله على رسولِهِ مِنْ أَهْلَ القُرَى فَلِلَّهِ وللرَّسولِ} [الحشر: 7] . وفي رواية وقال: {وما أفاءَ الله على رسوله منهم فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا ركاب} [الحشر: 6] ، قال: فَقَسمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموالَ بَني النَّضِير، فواللهِ ما اسْتَأْثَرَها عليكم، ولا أخَذها دُونكم حتى بَقيَ هذا المالُ، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأْخُذُ منه نَفَقة سنَةٍ، ثم يجعلُ ما بقي أسْوَةَ المال - وفي رواية: ثم يجعلُ ما بقي مَجْعَلَ مالِ الله - ثم قال: أنشُدُكمْ بالله الذي بإذْنِهِ تَقَومُ السماء والأرض، أتَعْلَمُونَ ذلك؟ قالوا: نعم، ثم نَشدَ عَباساً وعليّاً بمثل ما نَشَدَ به القومَ: أتَعْلَمَانِ ذلك؟ قالا: نعم، قال: فلما تُوفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: أنا وَليُّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم - زاد في رواية: فَجِئْتُمَا، تَطْلُبُ أَنت ميراثكَ من ابنِ أخِيكَ، ويطلبُ هذا ميراث امرأتهِ من أبيها؟ فقال أبو بكرٍ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَةٌ، ثم اتَّفَقا - ثم تُوفِّيَ أَبو بكرٍ، وأنا وَليُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَوَليُّ أبي بكْرٍ، فَوَلِيتُها، ثم جئتَني أنت وهذا، وأنْتما جميعٌ، وأمرُكما واحدٌ، فَقُلتُمْ: ادْفَعْها إلينا، فقلتُ: إنْ شِئتُمْ دَفعْتُها إليكم، على أنَّ [ص: 700] عليكما عهدَ الله وأَنْ تَعْمَلا فيها بالذي كانَ يعملُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فَأَخذْتُماها بذلك، أكَذَلكَ؟ قالا: نعم، قال: ثم جئتُماني لأقضيَ بينكما، ولا والله، لا أَقْضِي بينكما بغير ذلك، حتى تقومَ الساعةُ، فإنْ عَجَزْتُما عنها فَرُدَّاها إليَّ. وفي رواية: وأنَّ عمر قال: كانت أموالُ بني النضيرِ مِمَّا أفاءَ الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يُوجِفْ عليه المسلمون بخيلٍ، ولا ركابٍ، فكانت للنبيِّ خاصة، فكان يُنفِقُ على أهله نَفقَةَ سَنةٍ. وفي رواية: ويَحْبِسُ لأهلِه قُوتَ سَنَتِهمْ، وما بقيَ جَعَلهُ في الكُراعِ والسلاح، عُدَّة في سبيل الله. هذه رواية البخاري ومسلم بموجب ما أخرجه الحميدي. وقال الحميدي: وقد تركنا من قول عمر - في مُعاتبتِهما ومن قولهما ألفاظاً ليستْ من المُسْنَد. والذي وجدتُه في كتاب البخاري من تلك الألفاظ - زيادة على ما أخرجه الحميدي بعد قوله: اْقضِ بَيْني وبين هذا الظالم - اسْتَبَّا، قال: وهما يختصمانِ فيما أفَاءَ الله على رسوله من بني النضير. فقال الرَّهطُ - عُثمانُ وأصحابه -: يا أمير المؤمنين، اقْض بينهما، وأرحْ أحدهما من الآخر. - وبعد قوله: فقال أبو بكرٍ: أنا وَلِيُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبضها فعمل فيها [ص: 701] بما عمل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأنتما حينئذ - وأقْبلَ على عَلِيٍّ وعباس - تَزْعُمَانِ: أن أبا بكر فيها كذا، واللهُ يَعْلَمُ إنَّه فيها صادقٌ، بارٌّ رَاشِدٌ، تابعٌ للحقِّ، وكذلك زاد في حق نفسه، قال: والله يعلم إنِّي فيها صادق، بارٌّ راشد، تابع للحق. وزادَ في آخر الحديث: فإنْ عَجَزْتُمَا عنها، فادْفَعَاهَا إليَّ، فأنا أكْفِيكُماهَا. وفي كتاب مسلم: فقال عَبَّاسٌ: يا أميرَ المؤمنين: اقْضِ بيْني وبين هذَا الكاذِبِ الْغَادِرِ الخَائِن (4) . [ص: 702] وفيه قال أبو بكرٍ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا [ص: 703] صَدقَة» فَرَأَيْتُماهُ كاذِباً آثماً، غادراً خائناً، واللهُ يعلم إنَّهُ لصادقٌ، بارٌّ راِشدٌ، تابِعٌ للحَقِّ، ثم تُوُفِّي أبو بكر، فقلتُ: أنا وليُّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ووليُّ أبي بكرٍ، فرأيْتُماني كاذِباً آثماً، غادِراً خائناً، واللهُ يعلمُ إنِّي لصادقٌ، بَارٌّ راِشدٌ، تابعٌ للحق، فَوَلِيتُها. وأخرجه الترمذي مختصراً، وهذا لفظه: قال مالكُ بن أوس: دخلتُ على عمرَ بن الخطاب، ودخل عليه عثمانُ بنُ عفَّان، والزبيرُ بنُ العوام، وعبدُ الرّحمن بنُ عوفٍ، وسعدُ بن أبي وقَّاصٍ، ثم جاء عليٌّ والعبَّاسُ [ص: 704] يختصمان، فقال عمر لهم: أنْشُدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتَعْلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَةٌُ؟» قالوا: نعم، قال عمر: فلمَّا تُوفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكرٍ: أنا وليُّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجئتَ أنتَ وهذا إلى أبي بكرٍ، تطلبُ أنتَ ميراثكَ من ابن أخيك، ويطلبُ هذا ميراثَ امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة» والله يعلمُ إنه صادقٌ، بارٌّ راشدٌ، تابع للحقِّ. قال الترمذي: وفي الحديث قِصة طويلة، ولم يذكرها. وأخرجه أبو داود بطوله، وزاد فيه: «والله يعلم إنه صادق، بارٌّ راشدٌ، تابعٌ للحق» . ثم قال أبو داود: إنما سألا: أن يُصَيِّرَه نصفين بينهما؟ لا أنهما جهلا عن ذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة» فإنهما كانا لا يطلبان إلا الصواب، فقال عُمرُ: لا أوقِعُ عليه اسم القَسْمِ، أدَعُهُ على ما هو. وفي رواية أخرى له بهذه القصة: قال: «وهما - يعني عليّاً والعباس - يخْتصمان فيما أفاءَ اللهُ على رسَوُلهِ من أموالِ بني النضير» . وأخرجه النسائي بنحوٍ من هذه الرواية، وهذه أتمُّ لفظاً. وزاد: ثم قال: {واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ من شيءٍ فأَنَّ للَّه خُمُسَهُ [ص: 705] وللرَّسُولِ ولذي القُربى واليتامى والمساكين} [الأَنْفَال: 41] هذه لهؤلاء {إنَّما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلَّفَةِ قلوبهم وفي الرِّقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل} [التوبة: 60] هذه لهؤلاء {وما أَفَاءَ الله على رسوله منهم فَمَا أَوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا ركابٍ} [الحشر: 6] قال: قال الزهري: هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصَّة، قُرى عُرَيْنَة (5) . قال: كذا وكذا {ما أفَاءَ اللَّه على رسولِهِ مِنْ أَهْل القُرَى فَلِلَّهِ وللرَّسُولِ ولذي الْقُرْبى واليتامَى والمساكين} [الحشر: 7] و {لِلْفُقَراءِ المهاجرينَ الذين أُخرِجُوا من ديارهم وأَموالهم} [الحشر: 8] ، {والذين تَبوّءُوا الدَّارَ والإيمان من قبلهم} [الحشر: 9] ، {والذين جاءُوا من بعدهم} [الحشر: 10] ، فاسْتَوَعبَتْ هذه الآيةُ النّاسَ، فلم يبق رَجُلٌ من المسلمين إلا وله في هذا المالِ حقٌٌّ- أو قال: حظٌٌّ- إلا بَعضَ مَنْ تَمْلِكُونَ من أَرِقَّائِكمْ، ولَئنْ عِشتُ - إن شاء اللهُ - لَيأْتِيَنَّ على كلِّ مُسلمٍ حقُّهُ - أو قال: حظُّهُ. وأخرج أبو داود عن الزهري قال: قال عمر: {فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا ركابٍ} . وذكر مثل ما قد ذكره النسائي في حديثه ... إلى آخره (6) . [ص: 706] وفي رواية أخرى لأبي داود (7) . قال أبو البُختري: سمعتُ حديثاً من رجلٍ، فأعجبني. فقلت: اكتُبْه لي، فَأتَى به مكتوباً مُذَبَّراً (8) : دَخلَ العباسُ وعليٌّ على عمرَ، وعنده طلْحَةُ، والزبيرُ، وعبدُ الرحمن، وسعدٌ، وهما يختصمان، فقالَ عمرُ لطلحةَ، والزبير، وعبد الرحمن، وسعدٍ: ألم تعلموا: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّ مالِ النبيِّ صَدقَةٌ، إلا ما أطعمهُ أهلَه، أو كَسَاهُم، إنا لا نُورَث؟» قالوا: بَلى، قال: فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ من ماله على أهله، ويتصدَّقُ بِفَضْلِهِ، ثمَّ توفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فولِيها أبو بكرٍ سَنَتَيْن، وكان يَصَنعُ الذي كان يصنعُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ... ثم ذكر شيئاً من حديثِ مالك بن أوس. وفي رواية أخرى عن مالك بن أوس قال: كان فيما احْتَجَّ به عمر أنْ قال: كانتْ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثُ صَفَايا: بَنُو النَّضير وخَيْبَر وفدكُ، فأمَّا بَنُو النَّضير: فكانت حَبْساً لِنَوائبِه، وأما فدكُ: فكانَتْ حَبْساً لأبناءِ السبيل، وأما خيبر فجزَّأها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثَة أجزاءٍ: جُزْئينِ بين المسلمين، وجزءاً نفقة لأهله، فما فَضَلَ عن نَفَقَةِ أَهْلِه، جعله بين فُقراءِ المهاجرين. قال الزهري: وكانت بنُو النَّضير لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، لم يَفْتَحُوهَا عَنْوة افتتحُوهَا على صُلحٍ، فَقَسَمَها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين، ولم يُعْطِ [ص: 707] الأنصارَ منها شيئاً، إلا رُجلَيْن كانت بهما حَاجَةٌ. وفي رواية مختصرة للترمذي، وأبي داود، والنسائي، عن مالك بن أوس قال: سمعتُ عمرَ بن الخطاب يقولُ: كانت أموالُ بَني النضير، مِمَّا أفَاء الله على رسولِهِ، مِمَّا لم يُوجِفْ عليه المسلمونَ بخَيْلٍ ولا ركابٍ، وكانت لرسوِلِ الله صلى الله عليه وسلم خالِصاً، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعْزِلُ نَفَقَةَ أهلِهِ سنة، ثم يجعلُ ما بقَي في الكُراع والسِّلاحِ: عُدَّة في سبيلِ الله (9) . قال الحميديُّ في كتابه: زادَ البَرْقاني في روايته: قال: فَغَلَبَ على هذه الصدقِة عليٌّ - رضي الله عنه -، فكانت بيدِ عليٍّ، ثم كانت بيد حسنِ بن عَلِيّ، ثم كانت بيد حُسينٍ، ثم كانت بيد علي بن حسْينٍ، ثم كان بيد الحسنِ بن الحسن، ثم كانت بيدِ زيد بن الحسن، ثم كانت بيد عبد الله بن الحسن، ثمَّ ولَيها بنُو العبَّاسِ [ص: 708] . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إلى رمال) رمال السرير: هي الخيوط التي تُضْفَر على وجهه مشبكة. (مفضياً) أفضى إليه: أي ألقى نفسه عليها، لا حاجز بينهما. (وسادة) الوسادة: المِخَدّة. (يا مال) : ترخيم مالك. (دَفَّت) يقال: دفَّت دافَّة من الأعراب بدال مهملة: إذا جاؤوا إلى المصر. (بِرَضْخ) الرضخ: العطاء ليس بالكثير. (اتَّئِد) : أمر بالتأني والتثبت في الأمر. (أنشدكم) : أسألكم وأقسم عليكم. (بإذنه) : أي بأمره وعلمه. (أفاء) أي: جعله فيئاً، وهو ما أعطاه الله من أموال الكفار من غير قتال. (استأثرها) الاستئثار: الاستبداد بالشيء والانفراد به. قال الخطابي: قول عمر لعلي وعباس: فجئت أنت وهذا، وأمرُكما واحد، وأنتما جميع، يُبَيِّن أنهما إنما اختصما إليه في أسباب الولاية والحفظ، وأن يُوَلِّي كلاًّ منهما نصفاً، ولم يسألاه: أن يقسمها بينهما ميراثاً ومِلْكاً، بعد أن كانا سلماها أيام أبي بكر، وكيف يجوز ذلك وعمر يناشدهما الله: هل [ص: 709] تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث، ما تركنا صدقة» يعترفان به، والحاضرون يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك؟ فأراد عمر أن لا يوقع عليها اسم القسمة، احتياطاً للصدقة، لئلا يجيء مَن بعد علي وعباس، وهي مقسومة، فيدَّعيها مِلكاً وميراثاً. (أرِقَّائِكم) الأرقاء: جمع رقيق، وهم العبيد والإماء. (حَبْساً) الحبس: الوقف. (لنوائبه) النوائب: قد تقدم ذكرها.   (1) في رواية البخاري " فجاء حاجبه يرفا " وهو بفتح المثناة من تحت وإسكان الراء، وفاء غير مهموز. هكذا ذكره الجمهور، ومنهم من همزه. وفي " سنن البيهقي " في باب الفيء: تسميته: اليرفا، بالألف واللام: هو حاجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يرد ذكره إلا في هذه القصة في الكتب الستة. (2) ولمسلم من حديث عائشة رفعته " لا نورث ما تركنا فهو صدقة ". قال النووي: قال العلماء: والحكمة في أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يورثون: أنه لا يؤمن أن يكون في الورثة من يتمنى موته فيهلك، ولئلا يظن بهم الرغبة في الدنيا لوارثهم، فيهلك الظان، وينفر الناس عنهم. اهـ. (3) ذكر القاضي في معنى هذا احتمالين أحدهما: تحليل الغنيمة له ولأمته. والثاني: تخصيصه بالفيء إما كله أو بعضه، كما سبق من اختلاف العلماء. قال: وهذا الثاني أظهر، لاستشهاد عمر على هذا بالآية. (4) قال المازري: هذا اللفظ الذي وقع لا يليق ظاهره بالعباس، وحاشا لعلي رضي الله عنه أن يكون فيه بعض هذه الأوصاف، فضلاً عن كلها، ولسنا نقطع بالعصمة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم أو لمن شهد له بها، لكنا مأمورون بحسن الظن بالصحابة رضي الله عنهم، ونفي كل رذيلة عنهم، وإذا انسدت طرق تأويلها نسبنا الكذب إلى رواتها. وإذا كان هذا اللفظ لا بد من إثباته، ولم نضف الوهم إلى رواته، فأجود ما حمل عليه: أنه صدر من العباس على جهة الإدلال على ابن أخيه، لأنه بمنزلة ابنه، وقال مالا يعتقده، وما يعلم براءة ابن أخيه منه. ولعله قصد بذلك ردعه عما يعتقد أنه مخطئ فيه، وأن هذه الأوصاف يتصف بها لو كان يفعل ما يفعله عن قصد، وأن علياً رضي الله عنه كان لا يراها إلا موجبة لذلك في اعتقاده. قال المازري: وكذلك قول عمر " إنكما جئتما أبا بكر فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً "، وكذلك ذكر عن نفسه أنهما رأياه كذلك. وتأويل هذا على نحو ما سبق، وهو أن المراد: أنكما تعتقدان أن الواجب أن نفعل في هذه القضية خلاف ما فعلته أنا وأبو بكر، فنحن على مقتضى رأيكما، لو أتينا ما أتينا ونحن معتقدان ما تعتقدانه لكنا بهذه الأوصاف، أو يكون معناه: أن الإمام إنما يخالف إذا كان على هذه الأوصاف، ويتهم في قضاياه، فكأن مخالفتكما لنا تشعر من رآها أنكم تعتقدان ذلك فينا. والله أعلم. قال المازري: وأما الاعتذار عن علي والعباس رضي الله عنهما في أنهما ترددا إلى الخليفتين، مع قوله صلى الله عليه وسلم: " لا نورث، ما تركنا فهو صدقة "، وتقرير عمر رضي الله عنه أنهما يعلمان ذلك، فأمثل ما فيه ما قاله بعض العلماء: أنهما طلبا أن يقسماها بينهما نصفين ينتفعان بها على حسب [ص: 702] ما ينفعهما الإمام بها لو وليها بنفسه، فكره عمر أن يوقع عليها اسم القسمة لئلا يظن مع تطاول الأزمان أنها ميراث وأنهما ورثاها، لا سيما وقسمة الميراث بين البنت والعم نصفان، فيلتبس ذلك، ويظن أنهم تملكوا ذلك. ومما يؤيد ما قلناه: ما قاله أبو داود: " أنه لما صارت الخلافة إلى علي رضي الله عنه لم يغيرها عن كونها صدقة " وبنحو هذا احتج السفاح، فإنه لما خطب أول خطبة قام بها في الناس، قام إليه رجل قد علق في عنقه المصحف فقال: " أنشدك الله إلا ما حكمت بيني وبين خصمي بهذا المصحف " فقال: من هو خصمك؟ قال: أبو بكر، في منعه فدك. قال: أظلمك؟ قال: نعم. قال: فمن بعده؟ قال: عمر. قال: أظلمك؟ قال: نعم. وقال في عثمان كذلك. قال: فعلي ظلمك؟ فسكت الرجل فأغلظ له السفاح ". قال القاضي عياض: وقد تأول قوم طلب فاطمة رضي الله عنها ميراثها من أبيها على أنها تأولت الحديث - إن كان بلغها - قوله صلى الله عليه وسلم: " لا نورث " على الأموال التي لها بال، فهي التي لا تورث ... لا ما يتركون من طعام وأثاث وسلاح. وهذا التأويل خلاف ما ذهب إليه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " ما تركت بعد نفقة نسائي، ومؤنة عاملي " فليس معناه: إرثهن منه، بل لكونهن محبوسات عن الأزواج لسببه، أو لعظم حقهن في بيت المال لفضلهن، وقدم هجرتهن، وكونهن أمهات المؤمنين. وكذلك اختصصن بمساكنهم لم يرثها ورثتهن. قال القاضي: وفي ترك فاطمة رضي الله عنها منازعة أبي بكر رضي الله عنه بعد احتجاجه عليها بالحديث: التسليم للإجماع على القضية، وأنها لما بلغها الحديث، وبين لها التأويل تركت رأيها، ثم لم يكن منها ولا من ذريتها بعد ذلك طلب الميراث. ثم لما ولي علي الخلافة لم يعدل بها عما فعله أبو بكر وعمر فدل على أن طلب علي والعباس رضي الله عنهما إنما كان طلب تولي القيام بها بأنفسهما، وقسمتها بينهما كما سبق. قال: وأما ما ذكر من هجران فاطمة أبا بكر رضي الله عنهما فمعناه: انقباضها عن لقائه، وليس هذا من الهجران المحرم الذي هو ترك السلام والإعراض عند اللقاء. وقوله في الحديث: " فلم تكلمه " يعني: في هذا الأمر. أو لانقباضها لم تطلب منه حاجة ولا اضطرت إلى لقائه وتكليمه، ولم ينقل قط أنهما التقيا فلم تسلم عليه ولا كلمته. [ص: 703] قال: وأما قول عمر: " جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة، جئت يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك؟ وجاءني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها؟ " ففيه إشكال، مع إعلام أبي بكر لهم قبل هذا الحديث، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا نورث ". وجوابه: أن كل واحد إنما طلب القيام وحده على ذلك، ويحتج هذا بقربه بالعمومة، وهذا بقرب امرأته بالبنوة وليس المراد: أنهما طلبا ما علما منع النبي صلى الله عليه وسلم لهما منه، ومنعهما منه أبو بكر رضي الله عنه، وبين لهما دليل المنع، واعترفا له بذلك. قال العلماء: وفي هذا الحديث: أنه ينبغي أن يولي أمر كل قبيلة سيدهم، وتفوض إليه مصلحتهم، لأنه أعرف بهم وأرفق بحالهم، وأبعد من أن يأنفوا من الانقياد له. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: {فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها} [النساء: 35] ، وفيه جواز نداء الرجل باسمه من غير كنية، وفيه جواز احتجاب المتولي في وقت الحاجة لطعامه أو وضوئه أو نحو ذلك. وفيه: جواز قبول خبر الواحد، وفيه استشهاد الإمام على ما يقوله بحضرة الخصمين العدول، لتقوى حجته في إقامة الحق وقمع الخصم، والله أعلم. وانظر " مختصر المنذري " (الأحاديث رقم 2843 - 2847) . (5) زاد أبو داود: " فدك " بعد قوله: عرينة. (6) رقم (2971) ، وفيه انقطاع، فإن الزهري لم يسمع من عمر. (7) رقم (2975) ، وفي إسنادها رجل مجهول غير أن له شواهد صحيحة. (8) أي: منقوطاً، سهل القراءة. (9) أخرجه البخاري 12 / 4، 5 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، وفي الجهاد، باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه وفرض الخمس، وفي المغازي، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم في دية الرجلين، وفي تفسير سورة الحشر، باب قوله تعالى: {ما أفاء الله على رسوله} ، وفي النفقات، باب حبس الرجل قوت سنة على أهله، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع، ومسلم رقم (1757) في الجهاد، باب حكم الفيء، والترمذي رقم (1610) في السير، باب ما جاء في تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (2963) ، وإسناده صحيح، و (2964) ، وإسناده صحيح، و (2965) ، وإسناده صحيح، و (2967) ، وإسناده صحيح، وفي الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، والنسائي 7 / 136، 137 في قسم الفيء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/25) (172) و (1/48) (336) و (1/162) (1391) و (1/164) (1406) و (1/179) (1550) و (1/191) (1658) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. وفي (1/47) (333) و (1/60) (425) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (1/208) (1781) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. وفي (1/208) (1782) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والبخاري (4/96) قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي (5/113) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، وفي (7/81) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. وفي (8/185) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (9/121) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. ومسلم (5/151) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن إسماء الضبعي، قال: حدثنا جويرية، عن مالك، وفي (5/153) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد، قال ابن رافع: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (2963) قال: حدثنا الحسن ابن علي ومحمد بن يحيى بن فارس. قالا: حدثنا بشر بن عمر الزهراني، قال: حدثني مالك بن أنس. وفي (2964) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر. والترمذي (1610) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: أخبرنا بشر بن عمر، قال: حدثا مالك بن أنس. والنسائي في الكبرى «الورقة 82 ب» قال: أخبرني هلال بن العلاء بن هلال الرقي، قال: حدثنا محمد بن حاتم وهو الجرجرائي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر ويونس. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن عيينة، عن معمر وعمرو بن دينار. (ح) وأخبرنا محمد بن منصور المكي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار (ح) وأخبرنا عمرو بن علي أبو حفص، قال: حدثني بشر بن عمر بن الحكم، وهو الزهراني، قال: حدثنا مالك. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (8/10633) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر. سبعتهم - عمرو بن دينار، ومعمر، وشعيب، وابن أخي ابن شهاب، ومالك، وعقيل، ويونس - عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره. * في رواية عقيل عن الزهري، قال: أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان. «قال الزهري» : وكان محمد ابن جبير بن مطعم ذكر في حديثه: فانطلقت حتى دخلت على مالك بن أوس فسألته. * الروايات مطولة ومختصرة. * أخرجه أحمد (1/49) (349) . والنسائي (7/135) قال: أخبرنا علي بن حجر. كلاها (أحمد، وعلي) عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن عكرمة بن خالد، عن مالك بن أوس ابن الحدثان. قال: جاء العباس وعلي إلى عمر يختصمان. فقال العباس: اقض بيني وبين هذا. فقال الناس: افصل بينهما. فقال عمر: لا أفصل بينهما. قد علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث. ما تركنا صدقة» . * أخرجه أبو داود (2975) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. قال: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري. قال: سمعت حديثا من رجل فأعجبني. فقلت: اكتبه لي فأتى به مكتوبا مُذَبَّرا: «دخل العباس وعلي على عمر، وعنده طلحة والزبير وعبد الرحمن، وسعد، وهما يختصمان. فقال عمر لطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل مال النبي صلى الله عليه وسلم صدقة إلا ما أطعمه أهله وكساهم، إنا لا نورث» ؟ قالوا: بلى. قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق من ماله على أهله ويتصدق بفضله. ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أبو بكر سنتين، فكان يصنع الذي كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... » ثم ذكر شيئا من حديث مالك بن أوس. الحديث: 1202 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 1203 - (د) المغيرة بن حكيم (1) - رحمه الله -: أنَّ عُمَر بن عبد العزيز جمع بني مَرْوان حين اسْتُخْلِفَ، فقال: إِنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانت لَهُ فَدَكُ، فكان يُنْفِقُ منها، ويَعُود منها على صَغِير بني هاشم، ويُزَوِّجُ منها أيِّمَهُمْ، وإنَّ فَاطِمَةَ - رضي الله عنها- سألته: أَنْ يجعلها لها، فَأبى، فكانت كذلك في حياةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتَّى مَضَى لسبيله، فَلَمَّا أنْ وَلِيَ أبو بكرٍ، عمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، حتى مضى لسبيله، فلما أن ولي عمر بن الخطاب عمل فيها بمثل ما عملا، حتى مضى لسبيله، ثم أقْطعَهَا مَرْوانُ، ثم صارتْ لعُمَرَ بنِ عَبدِ العزيز، فرأيتُ أمراً منعه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاطمةَ، ليسَ لي بِحَقٍّ، وإنِّي أُشْهِدُكُم، أنِّي رَدَدْتُهَا على ما كانتْ - يعني: على عهد رسول الله [ص: 710] صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر-. أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: المغيرة بن شعبة، وهو تحريف قبيح، وقد وقع مثله وأشد منه في النصوص والتعليقات، الشيء الكثير، ومن شاء أن يقف على كل ذلك، فليقارن بين الطبعتين. (2) رقم (2972) في الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، وإسناده صحيح إلى عمر بن عبد العزيز. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: إلى عمر: أخرجه أبو داود (2972) قال: ثنا عبد الله بن الجراح، قال: ثنا جرير، عن المغيرة، فذكره. الحديث: 1203 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 709 1204 - (د) مالك بن أوس - رضي الله عنه -: قال: ذَكَرَ عُمَرُ يْوماً الْفَيْءَ، فقال: مَا أَنَا أَحقُّ بهذا الْفَيْءِ منكم، وما أَحَدٌ مِنَّا أحقُّ به مِنْ أَحَدٍ إلا أنَّا على منازلنا من كتاب الله، وقِسْمَة رسولِهِ، والرَّجلُ وقِدَمُهُ، والرَّجُلُ وبلاؤُهُ، والرَّجلُ وَعِيَالُهُ، والرَّجُلُ وحَاجتُهُ. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِدَمه) أراد بقدمه: قدمه في الإسلام وسبقه. (بلاؤه) آثاره في الإسلام وأفعاله.   (1) رقم (2950) في الخراج والإمارة، باب فيما يلزم الإمام من أمر الرعية، وإسناده صحيح، لولا تدليس ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2950) حدثنا النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره. قلت: ابن إسحاق مدلس، وقد عنعن الحديث: 1204 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 710 1205 - (خ) نافع - رضي الله عنه -: أن عمر كان فَرَضَ للمهاجِرِينَ الأولين: أرْبَعَةَ آلاف، وفرضَ لابن عُمَرَ: ثَلاثَة آلافٍ وخمسمائة، فقيل لهُ: هو من المهاجرين، فِلِمَ نَقَصْتَهُ من أربعةِ آلافٍ؟ قال: إنَّما هاجرَ به أبوهُ - يقول: ليس هو مِمَّنْ هاجَرَ بِنَفْسِهِ. أخرجه البخاري (1) . [ص: 711] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هاجر) المهاجرة، قد تقدم ذكرها في الباب (2) .   (1) 7 / 198 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة. (2) انظر الصفحة (241) و (565) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/80) قال: ثنا إبراهيم بن موسى، قال: نا هشام، عن ابن جريج، قال: ني عبيد الله بن عمر، عن نافع، يعني عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 1205 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 710 1206 - (خ) قَيْسُ بن أبي حازمٍ - رحمه الله -: قال: كان عَطَاءُ البدْرِيِّينَ: خمسةَ آلافٍ، خَمْسَةَ آلافٍ، وقال عمر: لأُفَضِّلَنَّهُمْ على مَنْ بعدَهُمْ. أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 249 في المغازي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4022) حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل عن إسماعيل عن قيس، فذكره. الحديث: 1206 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 711 1207 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: أتَي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمالٍ من البحريْنِ، فقال: اْنثُرُوهُ في المسجدِ - وكان أَكثرَ مالٍ أُتي به رسولُ اللهِ - فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاةَ، جاءَ فَجَلَسَ إليه، فما كان يرى أحداً إلا أعطاه، إذ جاَءهُ العباسُ، فقال: يا رسولَ الله، أَعْطِني، فإني فَاَديتُ نفسي وفاديتُ عَقِيلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خُذْ، فَحَثا في ثوبه، ثم ذهب يُقِلُّه، فلم يستطعْ. فقال: يا رسول الله مُرْ بعضهم يرفعه إليَّ، قال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ، قال: لا، فنثر منه ثم ذهب يُقِلُّه، فلم يستطعْ، فقال: مُرْ بعضهم يرفعه عليَّ، فقال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ، قال: لا، فنثر منه ثم احتمله، فألقاه على كاهله، ثم انطلق، فما زالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُتْبِعُهُ بَصَرهُ حتى خفيَ علينا، عَجَباً من حِرْصِهِ، [ص: 712] فما قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثَمَّ منها دِرهمٌ. أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فحثى) حثى: إذا سفى بيده في حجره. (أقله) أقله يُقله: إذا رفعه وحمله.   (1) 1 / 431 و 432 في الصلاة، باب القسمة وتعليق القنو في المسجد، وفي الجهاد، باب ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية ولمن يقسم الفيء والجزية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (421 و 3165) قال: وقال إبراهيم عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، فذكره. وقال الحافظ في «الفتح» وقد وصله أبو نعيم في «مستخرجه» ، والحاكم في «مستدركه» من طريق أحمد ابن حفص بن عبد الله النيسابوري، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان. الحديث: 1207 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 711 1208 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الفيءُ قَسَمَهُ في يَوْمِهِ، فأْعطَى الآهِلَ حَظَّيْنِ، وأَعْطَى العَزَبَ حَظًّا. زاد في رواية: فَدُعِينَا - وكُنْتُ أُدْعى قَبْلَ عَمَّار - فدُعيتُ فأعطاني حظَّيْن، وكان لِيَ أهْلٌ، ثم دُعِيَ بعدي عمَّارُ بنُ ياسرٍ، فَأُعْطِيَ حظًّا وَاحِداً. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الآهل) الذي له زوجة. (حَظَّيْن) الحظ: السهم والنصيب.   (1) رقم (2953) في الخراج والإمارة، باب في قسم الفيء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/52) قال: حدثنا أبو المغيرة. وفي (6/29) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك. وأبو داود (2953) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك (ح) وحدثنا ابن المصفى، قال: حدثا أبو المغيرة. كلاهما - أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وعبد الله بن المبارك - عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1208 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 712 1209 - (خ م د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: أَعْطَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ بِشَطْرِ ما يَخْرُجُ منها من ثَمرٍ أو زَرْعٍ، فكان [ص: 713] يُعْطِي أَزْواجَهُ كلَّ سنَةٍ مائَةَ وَسْقٍ: ثمانين وَسْقاً من تمرٍ، وعشرين من شعير، فَلمَّا وَلِيَ عمر، قسم خيبرَ حينَ أجْلَى منها اليهود، فَخَيَّرَ أَزْواجَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُقْطِعَ لَهُنَّ من الماءِ والأَرْضِ، أو يُمضِيَ لهن الأَوساقَ، فَمِنْهُنَّ من اختارَ الأرضَ والماء - ومنهنَّ عائشةُ وحفصةُ - واختارَ بَعْضُهُنَّ الوَسْقَ (1) . هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية أبي داود قال: لما فتحت خيبر سألت اليهودُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أن يُقِرَّهُمْ على أن يَعْمَلُوا على النِّصف مِمَّا خرجَ منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نُقِرُّكُمْ فيها على ذلك ما شئنا، فكانوا على ذلك، وكان التَّمرُ يُقْسَمُ على السُّهْمان من نصيب خيبر، ويأخذُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الخُمُسَ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أطعمَ كلَّ امْرَأةٍ من أزواجهِ من الخمسِ مائةَ وَسْقٍِ شَعيرٍ، فلما أراد عمرُ إخراج اليهود، أرسل إلى أزواجِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهن: مَنْ أحبَّ مِنْكُنَّ أنْ أَقْسِمَ لهُنَّ نَخلاً بخَرْصِها مائة وسْقٍ، فيكون لها أصلها وأرْضها وماؤُها، ومن الزَّرْع مَزْرعةَ خَرْصِ عشرين وسقاً [ص: 714] ، فَعَلْنَا، ومَنْ أحَبَّ أنْ نَعْزِلَ الذي لها في الخُمُسِ كما هو، فعلنا (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأوساق) جمع وسق، وهي ستون صاعاً، والصاع قد تقدم ذكره (3) .   (1) استدل بهذا الحديث على جواز المساقاة والمزارعة مجتمعتين، وجواز كل واحدة منهما منفردة، وهو قول أحمد وابن أبي ليلى وأبي يوسف ومحمد وفقهاء الحديث. قال النووي: وهذا هو الظاهر المختار لحديث خيبر، ولا يقبل دعوى كون المزارعة في خيبر، إنما جازت تبعاً للمساقاة، بل جازت متنقلة، ولأن المعنى المجوز للمساقاة موجود في المزارعة قياساً على القراض، فإنه جائز بالإجماع، وهو كالمزارعة في كل شيء، ولأن المسلمين في جميع الأمصار والأعصار مستمرون على العمل بالمزارعة. (2) البخاري 5 / 10 و 11 في المزارعة، باب المزارعة بالشطر ونحوه، وباب إذا لم يشترط السنين في المزارعة، وباب المزارعة مع اليهود، وفي الإجارة، باب إذا استأجر أرضاً فمات أحدهما، وفي الشركة، باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة، وفي الشروط، باب الشروط في المعاملة، وفي المغازي، باب معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر، ومسلم رقم (1551) في المساقاة، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع، وأبو داود رقم (3008) في الخراج، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده حسن، وأخرجه ابن ماجة مختصراً رقم (2467) في الرهون، باب معاملة النخيل والكرم. (3) انظر الصفحة (475) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/17) (4663) قال: ثنا يحيى. وفي (2/22) (4732) قال: ثنا ابن نمير. وفي (2/37) (4946) قال: ثنا حماد بن أسامة. والدارمي (2617) قال: ثنا مسدد. قال: ثنا يحيي. والبخاري (3/137) قال: ثنا إبراهيم بن المنذر، قال: ثنا أنس بن عياض. وفي (3/138) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/138) قال: ثنا محمد بن مقاتل، قال: نا عبد الله. ومسلم (5/26) قال: ثنا أحمد بن حنبل وزهير بن حرب، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان (ح) وحدثني علي ابن حجر السعدي، قال: حدثنا علي، وهو ابن مسهر. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (3408) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2467) قال: حدثنا محمد بن الصباح. وسهل بن أبي سهل، وإسحاق بن منصور، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والترمذي (1383) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى بن سعيد القطان، وابن نمير، وحماد بن أسامة، وأنس بن عياض، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مسهر - عن عبيد الله بن عمر. 2 - وأخرجه أحمد (2/157) (6469) قال: حدثنا حماد بن خالد، عن عبد الله. 3 - وأخرجه البخاري (3/123) و (184 و 249 و 5/179) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية بن أسماء. 4 - وأخرجه مسلم (5/26) قال: حدثني أب والطاهر. وأبو داود (3008) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. كلاهما- أبو الطاهر، وسليمان بن داود -عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد الليثي. 5 - وأخرجه مسلم (5/27) قال: حدثنا ابن رمح. وأبو داود (3409) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (7/53) قال: أخبرنا قتيبة. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا شعيب بن الليث. ثلاثتهم - ابن رمح، وقتيبة، وشعيب بن الليث - عن الليث بن سعد، عن محمد بن عبد الرحمن «يعني ابن غنج» . خمستهم -عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وجويرية بن أسماء، وأسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الرحمن- عن نافع، فذكره. *الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة. الحديث: 1209 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 712 الفرع الخامس: في الغلول 1210 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم «غَزَا نَبيّ مِن الأْنبِياءِ (1) ، فقال لقومه: لا يَتْبَعُني رَجُلٌ ملك بُضْعَ امرأَةٍ (2) ، وهو يريدُ أنْ يَبْني بها، ولَمَّا يَبْنِ بِهَا، ولا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتاً ولم يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، [ص: 715] ولا رجلٌ اشترى غَنَماً أو خَلِفَاتٍ وهو يَنْتظِرُ وِلادَهَا، فَغَزَا، فَدَنَا من القريَةِ صلاةَ العصر، أو قريباً من ذلك، فقال للشَّمْسِ: إنَّكِ مَأمُورَةٌ، وَأنا مأمُورٌ (3) اللهمَّ احْبِسْهَا علينَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءتْ - يعني النَّارَ - لتَأكلَها، فلم تَطْعَمْها، فقال: إنَّ فيكم غُلولاً: فَلْيُبَايعْني من كلِّ قَبِيلَةٍ رجلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رجلٍِ بيدهِ، فقال: فيكم الغُلول، [فَلْتُبايعْني قبيلَتُكَ، فَلَزَقَتْ يَدُ رجلينْ أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول] فجاؤُوا برأسٍ مِثْلِ رَأسِ بَقَرةٍ من الذَّهَبِ، فَوَضَعَهَا، فجاءتِ النَّارُ فأكلتها» . زاد في رواية: فلم تَحِلَّ الغنائمُ لأَحدٍ قَبْلَنَا، ثم أَحَلَّ الله لنَا الغَنَائِمَ، رأى ضَعْفَنَا، وعَجْزَنا فأحَلَّهَا لنَا. أخرجه البخاري، ومسلم (4) . [ص: 716] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغلول) قد تقدم ذكره. (البُضع) النكاح، وقيل: الفرج نفسه. (يبني بها) بنى الرجل بأهله: إذا دخل بها. قال الجوهري: لا يقال: بنى بأهله، إنما يقال بنى على أهله، والأصل فيه: أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة. (خَلِفات) جمع خَلِفَة، وهي الناقة الحامل.   (1) قوله: " غزا نبي من الأنبياء " هو يوشع بن نون، رواه الحاكم في " المستدرك " عن كعب الأحبار والمدينة التي فتحت هي أريحا، وهي بيت المقدس والمكان الذي قسمت فيه الغنيمة، سمي باسم الذي وجد عنده الغلول وهو عاجز. فقيل للمكان: غور عاجز، رواه الطبراني - انظر مقدمة فتح الباري -. (2) قوله: " لا يتبعني " بلفظ النهي والنفي، قاله الكرماني. (3) قوله: " إنك مأمورة " أي: بالغروب " وأنا مأمور " أي: بالصلاة، أو القتال قبل الغروب. فإن قلت: لم قال: " لم تطعمها " وكان الظاهر أن يقال: فلم تأكلها. قلت: للمبالغة، إذ معناه: لم تذق طعمها، كقوله تعالى: {ومن لم يطعمه فإنه مني} [البقرة: 249] وكان ذلك المجيء علامة للقبول، وعدم الغلول. وفيه: أن الأمور المبهمة ينبغي أن لا تفوض إلا إلى أولي الحزم وأصحاب الفراسة، لأن تعلق القلب بغيرها يفوت كمال بذل وسعه. قال القاضي: اختلف في حبس الشمس. فقيل: الرد على أدراجها، وقيل: إبطاء الحركة، وقد يقال: الذي حبست عليه هو يوشع بن نون وقد روي: أنها حبست للرسول صلى الله عليه وسلم مرتين: آخر يوم الخندق حين شغلوه عن صلاة العصر، فردها الله تعالى حتى صلاها، وصبيحة الإسراء، حين انتظر العير التي أخبر بوصولها مع شروق الشمس، قال الكرماني والنووي 12 / 252. (4) البخاري 6 / 154 - 156 في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أحلت لكم الغنائم، وفي النكاح، باب من أحب البناء قبل الغزو، ومسلم رقم (1747) في الجهاد، باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة، وأخرجه أحمد في " المسند " 2 / 318. وفي الحديث فوائد ذكرها الحافظ في " الفتح " 6 / 156، 157 فانظرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/317 و 318) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (4/104 و 7/27) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن المبارك. ومسلم (5/145) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن المبارك. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وابن المبارك - عن معمر، عن همام بن منبه، فذكره. -ورواه أيضا عن أبي هريرة سعيد بن المسيب: أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 119» قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي عن قتادة عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1210 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 714 1211 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يومٍ، فَذَكَرَ الْغُلولَ، فَعَظَّمَهُ وعَظَّمَ أمْرَهُ، ثم قال: لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم (1) يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ بعيرٌ له رُغاءٌ، يقول: يا رسولَ الله، أَغِثْني، فأقولُ: لا أملكُ لك شيئاً، قد أبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِينَّ أَحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ على رقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فيقول: يا رسول الله، أغِثْني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أَبلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ شَاةٌ لها ثُغَاءٌ، يقول: يا رسول الله، أغِثْني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد [ص: 717] أبلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ نَفْسٌ لَها صِيَاحٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثْني، فأقُول: لا أملكُ لك شيئاً قد أبلغتُكَ. لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ رِقاعٌ تَخْفِقُ، فيقول: يا رسول الله، أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتُك، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ صامتٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول، لا أَمْلك لك شيئاً، قد أبلغتُك. أخرجه البخاري ومسلم. وهذا لفْظُ مسلم، وهو أتَمُّ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرغاء) : صوت الإبل، وذوات الخف. (ثغاء) الثغاء: صوت الشاء. (رقاع) يريد بالرقاع: ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع. (تخفق) خفوقها: حركتها.   (1) قال النووي 12 / 216 قوله: " لا ألفين أحدكم " هكذا ضبطناه: ألفين - بضم الهمزة وبالفاء المكسورة - أي: لا أجدن أحدكم على هذه الصفة، ومعناه: لا تعملوا عملاً أجدكم بسببه على هذه الصفة. قال القاضي: ووقع في رواية العذري " ألقين " - بفتح الهمزة والقاف - وله وجه كنحو ما سبق. والصامت: الذهب والفضة. (2) البخاري 6 / 129 في الجهاد، باب الغلول وقول الله عز وجل: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} ، ومسلم رقم (1831) في الإمارة، باب غلظ تحريم الغلول، وأخرجه أحمد في " المسند " 2 / 426. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/426) قال: ثنا إسماعيل. قال: ثنا أبوحيان. والبخاري (4/90) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن أبي حيان. ومسلم (6/10) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي حيان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أبي حيان. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير، عن أبي حيان وعمارة بن القعقاع. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي. قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب، عن يحيى بن سعد. قال حماد: ثم سمعت يحيى بعد ذلك يحدثه، فحدثنا بنحو ما حدثنا عنه أيوب. (ح) وحدثني أحمد بن الحسن بن خراش. قال: حدثنا أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أيوب، عن يحيى بن سعيد بن حيان. كلاهما: -أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان، وعمارة بن القعقاع- عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. الحديث: 1211 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 716 1212 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: أمَّا بعد، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كَتَم غالاًّ فإنه مثله. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2716) في الجهاد، باب النهي عن الستر على من غل، وفيه ثلاثة مجاهيل وضعيفان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2716) حدثنا محمد بن داود بن سفيان. قال: ثنا يحيى بن حسان. قال: ثنا سليمان بن موسى أبو داود قال: ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب، فذكره. الحديث: 1212 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 717 1213 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أصَابَ غَنِيمَة أمَرَ بِلالاً، فَنادى في النَّاسِ، فَيَجيِئُونَ بغنائمهم، فيُخْمِسُه، ويَقْسِمُهُ، فجاء رجلٌ يوماً بعد َالنِّداءِ بزمامٍ من شعَرٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، هذا كان فيما أَصبْناهُ من الغَنيمة، فقال: أَسمعتَ بلالاً يُنادي ثلاثاً؟ قال: نعم، قال: فما مَنَعَكَ أن تجيءَ به، فَاعْتذَرَ إليهِ، فقال: كلاَّ، أنتَ تَجيءُ به (1) يومَ القيامة، فَلَنْ أقبلهُ عنك. أخرجه أبو داود (2) .   (1) في سنن أبي داود المطبوع: كن أنت تجيء به. (2) رقم (2712) في الجهاد، باب في الغلول إذا كان يسيراً يتركه الإمام ولا يحرق رحله، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (2/213) (6996) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله -يعني ابن مبارك -. وأبو داود (2712) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. كلاهما -عبد الله بن المبارك، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري - عن عبد الله بن شَوْذب، قال: حدثني عامر بن عبد الواحد،عن عبد الله بن بريدة، فذكره. قلت: مدار الحديث على عامر بن عبد الواحد، قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق يخطئ. الحديث: 1213 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 718 1214 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَرَ، ففتح الله علينا، فلم نَغنَمْ ذَهباً وَلا وَرِقاً، غنمْنَا المتاعَ، والطَّعَامَ والثِّيَابَ، ثُمَّ انْطَلَقْنا إلى الوادي - يعني: وادِي الْقُرَى - ومَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عَبْدٌ له، وهَبَهُ له رجُلٌ من جُذام يُدْعى رِفَاعَة بن زَيدٍ، من بني الضُّبَيْبِ، فلمَّا نَزَلنَا الوادي قام عبدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ، فكان فيه حَتْفُهُ، فَقُلْنَا: هنيئاً له الشَّهادةُ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلاَّ، والذِي نَفْسُ محمد بيَدِه، إنَّ الشَّمْلَةَ لَتلْتهِبُ عليهِ ناراً، أخَذَها من الغنَائِم يوْم خَيْبَر، لم تُصبِهَا المقاسِمُ» قال: فَفَزِعَ النَّاسُ، [ص: 719] فجاءَ رجُلٌ بِشِراكٍ، أوْ شِراكَيْنِ، فقال: أَصَبْتُهُ يومَ خَيْبر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «شِراكٌ من نارٍ، أو شِراكانِ من نارٍ» . وفي رواية نحوه، وفيه: ومَعهُ عبْدٌ يُقالُ له: مِدْعَمٌ، أَهْدَاهُ له أحَدُ بني الضِّباب، إذْ جاءهُ سَهْمٌ عائِرٌ. أخرجه الجماعة إلا الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشملة) إزار يُتَّشَح به. (بشراك) الشراك، سير من سيور النعل التي على وجهها. (سهم عائر) : إذا لم يدر من أين جاء.   (1) أخرجه البخاري 7 / 374 و 375 في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الأيمان والنذور، باب هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم والزروع والأمتعة، ومسلم رقم (115) في الإيمان، باب غلظ تحريم الغلول، وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، والموطأ 2 / 459 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول، وأبو داود رقم (2711) في الجهاد، باب في تعظيم الغلول، والنسائي 7 / 24 في الأيمان والنذور، باب هل تدخل الأرضون في المال إذا نذر؟ . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في الأيمان والنذور (33) عن إسماعيل بن عبد الله. وفي المغازي (39: 35) عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري. كلاهما عن مالك عن ثور بن زيد به. مسلم عن القعنبي وعن زهير بن حرب عن إسحاق بن عيسى وفي الإيمان (47: 2) عن أبي الطاهر بن السرح عن ابن وهب. ثلاثتهم عن مالك به و (47: 2) عن قتيبة عن عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد به وأبو داود في الجهاد (143: 2) عن القعنبي بن سلمة والحارث بن مسكين. كلاهما عن ابن القاسم عن مالك به. قال أبو الحسن الدارقطني: قال موسى بن هارون: وهم ثور بن زيد في هذا الحديث، لأن أبا هريرة لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم يعني إلى خيبر وإنما قدم المدينة بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقد فتح الله عليه خيبر. قال أبو مسعود الدمشقي: وإنما أراد البخاري ومسلم من نفس هذا الحديث قصة مدعم في غلول الشملة التي لم تصبها المقاسم وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنها لتشتعل عليه نارا» . وقد روى الزهري عن عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد ما افتتحوها. فقلت: اسهم لي. ورواه أيضا عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص عن جده عن أبي هريرة ولا يشك أحد من أهل العلم أن أبا هريرة قد شهد قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم خيبر هو وجعفر بن أبي طالب وجماعة من مهاجرة الحبشة الذين قدموا في السفينة فإن كان ثور وهم في قوله «خرجنا» فإن القصة المرادة من نفس الحديث صحيحة. قال أبو القاسم: حديث مسلم عن القعنبي وزهير ولا ذكرهما أبو مسعود. «الأشراف» (9/458، 459) . الحديث: 1214 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 718 1215 - (خ) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: كان على ثَقَل (1) النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَال له: كِرْكِرَةُ، فماتَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هو في النارِ» فَذَهَبُوا يَنْظُرونَ إليه، فَوَجَدُوا عَباءة قَد غَلَّهَا. [ص: 720] أخرجه البخاري، وقال: قال ابنُ سَلاَّمٍ: كَرْكَرَةُ (2) .   (1) الثقل: بفتح المثلثة والقاف: متاع المسافر وحشمه. و" كركرة " بكسر الكافين، وسكون الراء الأولى، وقال محمد بن سلام الجمحي: بفتح الكافين، قاله الكرماني. (2) 6 / 130 في الجهاد، باب القليل من الغلول، وابن ماجة رقم (2849) في الجهاد، باب الغلول، وأخرجه أحمد في مسنده 2 / 160، وفي الحديث تحريم قليل الغلول وكثيره. وقوله: في النار، أي: يعذب على معصيته. أو المراد: هو في النار إن لم يعف الله عنه، قاله الحافظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/160) (6493) . والبخاري (4/91) قال: ثنا علي بن عبد الله. وابن ماجة (2849) قال: ثنا هشام بن عمار. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله المديني، وهشام - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. الحديث: 1215 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 719 1216 - (س) أبو رافع - رضي الله عنه-: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «إذا صَلَّى الْعَصْرَ ذَهبَ إلى بني عبدِ الأشْهَلِِ، فيتحدثُ عندهم حتَّى ينْحَدِرَ للمغرب» ، قال أبو رافع: فبينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُسْرِعٌ إلى المغرب مَرَرْنا بالنَّقِيع، فقال: «أُفٍّ لك، أُفٍّ لك، أُفٍّ لك» قال: فَكَبُرَ ذلك في ذَرْعِي، فَاسْتَأْخَرْتُ وظَننْتُ أَنهُ يُرِيدُني، فقال: «مالك؟ امْشِ» قلتُ: أحَدَثَ حَدَثٌ؟ فقال: «ما ذَاكَ؟» قلتُ: أفَّفْتَ بي، قال: «لا، ولكنَّ هذا فُلانٌ، بَعَثْتُهُ ساعياً على بني فُلانٍ، فَغَلَّ نَمِرَة، فَدُرِّعَ الآن مِثْلَهَا من نارٍِ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النقيع) بالنون، موضع حِمَى بالمدينة لإبل الصدقة، وليس بالبقيع - بالباء الموحدة -، فإن ذلك مقبرة المدينة. (ذرعي) يقال: ضاق ذرعي بهذا الأمر، وكبر هذا الأمر في ذرعي، أي عظم عندي وقعه، وجل لدي. [ص: 721] (أفّفْت) بفلان: إذا قلت له: أف لك. (ساعياً) الساعي: الذي يجبي الصدقة، ويستوفيها من أربابها. (النمرة) بردة من صوف تلبسها الأعراب. (فدُرِّع) دُرِّع كذا وكذا، أي ألبس، يعني جعل له درعاً.   (1) 2 / 115 في الإمامة، باب الإسراع إلى الصلاة من غير سعي، وفي سنده منبوذ المدني من آل أبي رافع، والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع المدني، لم يوثقهما غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/115) أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أنبأنا ابن جريج عن منبوذ عن الفضل بن عبيد الله عن أبي رافع، فذكره. الحديث: 1216 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 720 1217 - (ط د س) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفي يوم خيْبر فذكروا [ذلك] لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «صَلُّوا على صاحبكم» فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: «إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله، ففتشنا في متاعه، فوجدنا خرزاً من خرز يهودَ، لا يساوي درهمين» . أخرجه الموطأ وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) الموطأ 2 / 458 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول، وأبو داود رقم (2710) في الجهاد، باب في تعظيم الغلول، والنسائي 4 / 64 في الجنائز، باب الصلاة على من غل، وأخرجه ابن ماجة رقم (2848) في الجهاد، باب الغلول، وأحمد في مسنده 4 / 114 و 5 / 192، وإسناده عند مالك وابن ماجة صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (815) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/114) قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا يزيد. وفي (5/192) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وعبد بن حميد (272) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (2710) قال: حدثنا مسدد، أن يحيى بن سعيد. وبشر بن المفضل حدثناه. وابن ماجة (2848) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (4/64) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ستتهم - سفيان، وابن نمير، ويزيد، ويحيى القطان، وبشر، والليث - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي عمرة، فذكره. * أخرجه مالك في «الموطأ» (284) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، أن زيد بن خالد الجهني قال: توفي رجل يوم حنين .... الحديث (ليس فيه أبو عمرة) . * في رواية ابن نمير عند أحمد: «محمد بن يحيى، عن ابن أبي عمرة» . قلت: مدار الحديث على أبي عمرة مولى زيد بن خالد، لم يرو عنه غير محمد بن يحيى بن حبان. الحديث: 1217 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 721 1218 - (ط) عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني- رحمه الله-: بلَغَهُ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتَى النَّاسَ في قبائلهم يَدْعُو لهم، وأنه نزلَ قبيلة من القَبائِلِ، وأنَّ الْقَبيلَةَ وَجدُوا في بَرْذَعة رَجُلٍ منهم عقْدَ جَزْعٍ غُلولاً، فأتاهُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ عليهم كما يُكَبِّر على الميت. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 458 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول بلاغاً، وإسناده منقطع. قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث روي مسنداً بوجه من الوجوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/40) عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني أنه بلغه، فذكره. الحديث: 1218 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 721 1219 - (م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: حدَّثني عمرُ قال: لمَّا كان يومُ خيْبرَ أَقْبلَ نفَرٌ من صحابةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، وفلانٌ شهيدٌ، حتى مَرُّوا على رجُلٍ فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كلاَّ، إنِّي رأيتُهُ في النارِ في بُرْدَةٍ غَلَّها - أو عَباءةٍ - ثُمَّ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا ابْنَ الخطابِ، اذْهبْ فَنادِ في الناسِ: أنَّهُ لا يدخلُ الجَّنةَ إلا المؤمنون - ثلاثاً - قال: فخرجتُ، فناديتُ: ألا، إنهُ لا يَدْخُلُ الجنَّةَ إلا المؤمنونَ، ثلاثاً. أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) مسلم رقم (114) في الإيمان، باب غلظ تحريم الغلول، والترمذي رقم (1574) في السير، باب ما جاء في الغلول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/30) (203) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/47) (328) قال: حدثنا أبو سعيد. والدارمي (2492) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (1/.75) قال: حدثني زهير ابن حرب،قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والترمذي (1574) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. أربعتهم - هاشم، وأبو سعيد،وأبو الوليد، وعبد الصمد- عن عكرمة بن عمار، قال: حدثنا أبو زميل سماك الحنفي، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 1219 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 722 1220 - (ت د) صالح بن محمد بن زائدة - رحمه الله-: قال: دخلتُ معَ مَسْلَمَةَ أرضَ الرُّوم، فأُتِي برجلٍ قد غلَّ، فسأل سالماً عن ذلك؟ فقال: إني سمعتُ أَبِي يُحدِّثُ عن أبيه عمر - رضي الله عنه-: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَلَّ فَأَحْرِقُوا مَتاعَهُ واضْرِبُوهُ» قال: فَوجَدْنَا في متاعهِ مُصْحَفاً. فَسألَ سالماً عنه، فقال: بِيعوهُ وتَصدَّقُوا بثمنهِ. أخرجه أبو داود، والترمذي (1) . [ص: 723] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأحرقوا متاعه) قال الخطابي: لا أعلم خلافاً بين العلماء في تأديب الغال في بدنه بما يراه الإمام، وأما إحراق متاعه فقد اختلف العلماء فيه، فمنهم من قال به، ومنهم من لم يقل به، وإليه ذهب الأكثرون، ويكون الأمر بالإحراق على سبيل الزجر والوعيد لا الوجوب، والله أعلم.   (1) الترمذي رقم (1461) في الحدود، باب ما جاء في الغال ما يصنع به، وأبو داود رقم (2713) في الجهاد، باب في عقوبة الغال، وفي سنده صالح بن محمد بن زائدة، وهو ضعيف، ولذلك قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمداً - يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال: إنما روى هذا صالح بن محمد بن زائدة، وهو أبو واقد الليثي، وهو منكر الحديث. [ص: 723] قال محمد - يعني البخاري - وقد روي في غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يأمر فيه بحرق متاعه اهـ. ورواه أبو داود أيضاً رقم (2714) عن صالح بن محمد قال: غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر، وعمر بن عبد العزيز، فغل رجل متاعاً، فأمر الوليد بمتاعه فأحرق، وطيف به ولم يعطه سهمه، وقال أبو داود: وهذا أصح الحديثين، رواه غير واحد أن الوليد بن هشام أحرق رحل زياد بن سعد، وكان قد غل وضربه، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول الأوزاعي، وأحمد، وإسحاق، وقال أبو حنيفة والشافعي ومالك: لا يعاقب في ماله، لأن الله جعل الحدود على الأبدان لا على الأموال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منكر: أخرجه الترمذي (1461) حدثنا محمد بن عمرو السواق. وأخرجه أبو داود (2713) حدثنا النفيلي وسعيد بن منصور. ثلاثتهم - محمد بن عمرو، والنفيلي، سعيد بن منصور- عن صالح بن محمد بن زائدة: دخلت مع مسلمة أرض الروم، فأتى برجل، فذكره. قال أبو عيسى: هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول الأوزاعي وأحمد وإسحاق. قال: وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: إنما روى هذا صالح بن محمد ابن زائدة وهو أبو واقد الليثي وهو منكر الحديث. قال محمد: وقد روي في غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغال فلم يأمر فيه بحرق متاعه. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. الحديث: 1220 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 722 1221 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعمر حَرّقوا متاع الغالِّ وضربوه. زاد في رواية ومنعوه سَهْمَهُ. أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (2715) في الجهاد، في عقوبة الغال، وفي سنده زهير بن محمد، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (2715) قال: ثنا محمد بن عوف، قال: ثنا موسى بن أيوب، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا زهير بن محمد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه،فذكره. وأخرجه أبو داود (2715) قال: وحدثنا به الوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن نجدة، قالا: ثنا الوليد، عن زهير بن محمد، عن عمرو بن شعيب،قوله،ولم يذكر عبد الوهاب بن نجدة الحوطي «منع سمهم» . قلت: فيه الوليد بن مسلم، وهو مدلس، وقد عنعنه. وكذلك زهير بن محمد، قال عنه الحافظ في «التهذيب» : قال البيهقي في حديث زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في حرق رجل الغال هو الخراساني نزيل مكة، قال: ويقال إنه غيره، وإنه مجهول. قلت: وعلى كلا الحالين فالحديث ضعيف، فإن كان زهير هذا الخراساني فرواية أهل الشام عنه مناكير، وفي هذا يقول البخاري: قال أحمد: كان زهير الذي روى عنه أهل الشام زهيرا آخر، قال البخاري: ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح. الحديث: 1221 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 723 الفرع السادس: في أحاديث متفرقة تتعلق بالغنائم والفيء 1222 - (د) عاصم بن كليب - رحمه الله -: عن أبيه عن رَجُلٍ من [ص: 724] الأنصارِ قال: خرْجنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فأصاب الناسَ حاجةٌ شديدةٌ، وجَهْدٌ، فأصابُوا غَنماً، فانْتَهَبُوها، فإنَّ قُدُورَنا لَتَغْلي، إذْ جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَمْشي [على قَوسه] ، فأكْفَأ قُدورَنا بقَوْسِهِ، ثم جعلَ يُرَمِّلُ اللَّحْمَ بالتُّرابِ، ثم قال: إنَّ النُّهْبةَ ليستْ بأحَلَّ من المَيْتَةِ- أو إنَّ المَيْتَة ليست بأحلَّ من النُّهْبَةِ - الشَّكُّ من هَنَّادٍ، وهو ابن السريِّ. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جهد) الجهد بالفتح: المشقة، وبالضم: الطاقة. (فأكفأ) أكفأ القدر: إذا قلبها وكبها. (يُرمِّل) رمَّلْتُ اللحم: أي مرغته في الرمل. (النهبة) قد تقدم ذكرها (2) .   (1) رقم (2705) في الجهاد، باب في النهي عن النهبى إذا كان في الطعام قلة في أرض العدو، وإسناده جيد، وهو بمعنى الحديث الذي بعده. (2) انظر الصفحة (619) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2705) حدنثا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن عاصم يعني ابن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار. قال، فذكره. الحديث: 1222 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 723 1223 - (خ م ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فَتَقَدَّمَ سَرعَانُ النَّاسِ، فَتَعَجَّلوا من الغنائِمِ فاطَّبَخُوا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في أُخرى الناسِ، فَمَرَّ بالقُدُورِ فأمَرَ بها [ص: 725] فأُكْفِئَتْ (1) ثمَّ قسَمَ بينهم، فعدل بعيراً بِعشر شياهٍ (2) . هذا لفظ الترمذي. [ص: 726] وهو طَرفٌ من حديثٍ طويلٍ قد أخرجه البخاري ومسلم تاماً. وقد ذكرناه في كتاب الذبائح من حرف الذال، وقد أخرج الترمذي الحديثَ جميعَه متفرِّقاً في ثلاثة مواضع، كلُّ مَعْنى منه في باب يَتعلّقُ به (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاطبخوا) افتعلوا من الطبخ، فأدغمت التاء في الطاء.   (1) أي: قلبت وأفرغ ما فيها. قال الحافظ في " الفتح " 9 / 539: وقد اختلف في هذا المكان في شيئين: أحدهما: سبب الإراقة، والثاني: هل أتلف اللحم أم لا؟ فأما الأول، فقال عياض: كانوا قد انتهوا إلى دار الإسلام والمحل الذي لا يجوز فيه الأكل من مال الغنيمة المشتركة إلا بعد القسمة، وأن محل جواز ذلك قبل القسمة، إنما هو ما داموا في الحرب، قال: ويحتمل أن سبب ذلك كونهم انتهبوها، ولم يأخذوها باعتدال وعلى قدر الحاجة، وأما الثاني، فقال النووي: المأمور به من إراقة القدور، إنما هو إتلاف المرق عقوبة لهم، وأما اللحم فلم يتلفوه، بل يحمل على أنه جمع ورد إلى المغنم، ولا يظن أنه أمر بإتلافه، مع أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال، وهذا من مال الغانمين، وأيضاً فالجناية بطبخه لم تقع من جميع مستحقي الغنيمة، فإن منهم من لم يطبخ، ومنهم المستحقون للخمس، فإن قيل: لم ينقل أنهم حملوا اللحم إلى المغنم؟ قلنا: ولم ينقل أنهم أحرقوه أو أتلفوه، فيجب تأويله على وفق القواعد ولا يقال: لا يلزم من تتريب اللحم إتلافه، لإمكان تداركه بالغسل، لأن السياق يشعر بأنه أريد المبالغة في الزجر عن ذلك الفعل، فلو كان بصدد أن ينتفع به بعد ذلك لم يكن فيه كبير زجر، لأن الذي يخص الواحد منهم نزر يسير، فكان إفسادها عليهم مع تعلق قلوبهم بها وحاجتهم إليها وشهوتهم لها أبلغ في الزجر. (2) قال الحافظ: وهذا محمول على أن هذا كان قيمة الغنم إذ ذاك، فلعل الإبل كانت قليلة أو نفيسة، والغنم كانت كثيرة أو هزيلة بحيث كانت قيمة البعير عشر شياه، لأن ذلك هو الغالب في قيمة الشاة والبعير المعتدلين، وأما هذه القسمة فكانت واقعة عين، فيحتمل أن يكون التعديل لما ذكر من نفاسة الإبل دون الغنم، وحديث جابر عند مسلم صريح في الحكم حيث قال فيه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بدنة، والبدنة تطلق على الناقة والبقرة، وأما حديث ابن عباس: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فحضر الأضحى، فاشتركنا في البقرة تسعة وفي البدنة عشرة، فحسنه الترمذي وصححه ابن حبان، وعضده بحديث رافع بن خديج هذا. والذي يتحرر في هذا الأصل أن البعير بسبعة ما لم يعرض عارض من نفاسة ونحوها، فيتغير الحكم بحسب ذلك، وبهذا تجتمع الأخبار الواردة في ذلك. ثم الذي يظهر من [ص: 726] القسمة المذكورة أنها وقعت فيما عدا ما طبخ وأريق من الإبل والغنم التي كانوا غنموها، ويحتمل إن كانت الواقعة تعددت أن تكون القصة التي ذكرها ابن عباس، أتلف فيها اللحم لكونه كان قطع للطبخ، والقصة التي في حديث رافع طبخت الشياه صحاحاً مثلاً، فلما أريق مرقها ضمت إلى المغنم لتقسم ثم يطبخها من وقعت في سهمه، ولعل هذا هو النكتة في انحطاط قيمة الشياه عن العادة، والله أعلم. (3) البخاري 5 / 98 في الشركة، باب قسمة الغنم، وباب من عدل عشرة من الغنم بجزور في القسمة، وفي الجهاد، باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم، وفي الذبائح والصيد، في باب تسميته على الذبيحة، وباب ما أنهر الدم من القصب والمروة والحديد، وباب لا يذكى بالسن والعظم والظفر، وباب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش، وباب إذا أصاب قوم غنيمة فذبح بعضهم غنماً أو إبلاً بغير أمر أصحابهم لم تؤكل، وباب إذا ند بعير لقوم فرماه بعضهم بسهم فقتله وأراد إصلاحه فهو جائز، وأخرجه مسلم قم (1968) في الأضاحي، باب جواز الذبح بكل ما أنهر الدم، والترمذي رقم (1600) في السير، باب ما جاء في كراهية النهبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (410 و 411) . ومسلم (6/79) قال: ثنا ابن أبي عمر. والنسائي (7/226) قال: أخبرنا محمد بن منصور. ثلاثتهم (الحميدي، وابن أبي عمر، ومحمد) قالوا: حدثنا سفيان «ابن عيينة» قال: حدثنا عمر بن سعيد بن مسروق. 2 - وأخرجه أحمد (3/463 و 4/142) قال: حدثنا سعيد بن عامر. وفي (3/464) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. والبخاري (7/119) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرني أبي. ومسلم (6/79) قال: حدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/228) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. أربعتهم: (سعيد، وابن جعفر، وعثمان، وخالد) عن شعبة. 3 - وأخرجه أحمد (4/140) قال: حدثنا وكيع، وفي (4/140) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (1983) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والبخاري (3/185) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا وكيع. وفي (7/119) قال: حدثنا قبيصة. وفي (7/120) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال حدثنا يحيى ومسلم (6/78) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/78) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. وابن ماجة (3137) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا المحاربي، وعبد الرحيم. والترمذي (1491) قال: حدنثا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1492 و 1600) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (7/221) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (7/228) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: أنبأنا يحيى بن سعيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3561) عن محمود بن غيلان، عن وكيع، سبعتهم - وكيع، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن يوسف، وقبيصة، والمحاربي، وعبد الرحيم، وشعبة - عن سفيان الثوري. 4 - وأخرجه البخاري (3/181) قال: حدثنا علي بن الحكم الأنصاري، وفي (4/91) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما (علي، وموسى) قالا: حدثنا أبو عوانة. 5 - وأخرجه البخاري (7/127) قال: حدثنا ابن سلام. وابن ماجة (3178) و (3183) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. كلاهما - ابن سلام، وابن نمير - عن عمر بن عبيد الطنافسي. 6 - وأخرجه مسلم (6/79) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن مسلم. 7 - وأخرجه مسلم (6/79) قال: حدثنيه القاسم بن زكريا. وابن ماجة (3137) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي (7/191) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. ثلاثتهم (القاسم، وأبو كريب، وأحمد) قالوا: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. سبعتهم - عمر بن سعيد، وشعبة، وسفيان الثوري، وأبو عوانة، وعمر بن عبيد، وإسماعيل، وزائدة -عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، فذكره. في النسائي (7/221) قال شعبة: وأكبر علمي أني سمعته من سعيد بن مسروق، وحدثني به سفيان عنه، والله تعالى أعلم. عن رفاعة، عن رافع بن خَديج، قال: «قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إننا نلقى العدو غدا وليس معنا مُدى، فقال: ما أنهر الدم وذُكر اسم الله فكلوا ما لم يكن سن ولا ظُفُر، وسأحدثكم عن ذلك، أما السن فعظم، وأما الظفر فمُدَى الحبشة، وتقدم سَرَعَان الناس فأصابوا من الغنائم، والنبي صلى الله عليه وسلم في آخر الناس، فنصبوا قدورا فأمر بها فأكفئت، وقسم بينهم وعدل بعيرا بعشر شياه، ثم ند بعير من أوائل القوم، ولم يكن معهم خيل، فرماه رجل بسهم فحبسه الله، فقال: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما فعل منها هذا فافعلوا مثل هذا» . أخرجه البخاري (7/127) وأبو داود (2821) قالا - البخاري، وأبو داود -: حدثنا مسدد. والترمذي (1491و 1492و 1600) . والنسائي (7/226) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا هناد بن السري. كلاهما -مسدد، وهناد -قالا: حدثنا أبو الأحوص، قال: حدثنا سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1223 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 724 1224 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا (1) » أخرجه الترمذي (2) .   (1) أي: ليس من المطيعين لأمرنا، لأن أخذ مال المعصوم بغير إذنه ولا علم رضاه حرام. (2) رقم (1601) في الجهاد، باب ما جاء في كراهية النهبة، وإسناده صحيح. ورواه أحمد وغيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه الترمذي (1601) حدنثا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس. الحديث: 1224 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 726 1225 - (د) عبد الرحمن بن غنم - رضي الله عنه -: قال: رَابطنَا مدِينَةَ قِنَّسْرِينَ مع شُرَحْبِيل بن السِّمْط، فلمَّا فَتحَها أصابَ فيها غَنَماً وبَقَراً، فَقَسَمَ فينَا طائفَة مِنْهَا، وجَعَلَ بَقِيَّتَهَا في المَغْنَم، فَلقِيتُ مُعاذَ بن جَبل، فَحَدَّثتُهُ فقال مُعاذ: غَزَوْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيْبر، فأصبنا فيها غَنماً، فَقَسَمَ فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طائفة، وجَعلَ بقيَّتَهَا في المغنم. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طائفة) أراد بالطائفة: قدر الحاجة للطعام، وترك الباقي. (قسم بيننا) فقسمه بينهم على قدر السهام، لكن ضرورة حاجتهم إلى الطعام والعلف أباحت لهم ذلك.   (1) رقم (2707) في الجهاد، باب في بيع الطعام إذا فضل عن الناس في أرض العدو، وفي سنده أبو العزيز شيخ من أهل الأردن، لم يوثقه غير ابن حبان، ومحمد بن مصفى بن بهلول الحمصي صدوق له أوهام، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (2707) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا محمد بن المبارك، عن يحيى بن حمزة، قال: حدثنا أبو عبد العزيز شيخ من أهل الأردن، عن عبادة بن نُسَي، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره. قلت: فيه محمد بن المصفى، وهو ممن يدلس تدليس تسوية، وأبو عبد العزيز قال عنه الحافظ في «التقريب» : مقبول. الحديث: 1225 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 727 1226 - (د) أبو لبيد -رحمه الله-: قال: كُنَّا مَعَ عبد الرحمن بنِ سَمُرَةَ بِكابُلَ، فأصابَ النَّاسُ غَنيمَة، فانْتَهَبُوها، فقامَ خَطيباً، فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عن النُّهْبَى، فَرَدُّوا ما أَخَذُوا، فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2703) في الجهاد، باب في النهي عن النهبى إذا كان في الطعام قلة في أرض العدو، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2703) حدثنا سليمان بن حرب. قال: ثنا جرير -يعني ابن حازم - عن يعلى ابن حكيم عن أبي لبيد قال، فذكره. الحديث: 1226 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 727 1227 - (ط) عمرو بن شعيب (1) أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين صَدَرَ من حُنِيْنٍ، وهو يُرِيدُ الْجِعْرَانَةَ سأله النَّاسُ؟ حتى دَنَتْ بهِ ناَقتُهُ من شَجَرَةٍ، فَتَشَبَّكَتْ بِرِدِائِه، فَنَزَعَتْهُ عن ظَهْرِهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائي، أتَخَافُونَ أنْ لا أقْسِمَ بينكمُ ما أفَاءَ اللهُ عليكُمْ؟ والَّذِيَ نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أفَاءَ اللهُ عليكم مثْلَ سَمُرِ تِهَامَةَ نَعَماً لقَسَمْتُهُ بينكم، ثم لا تَجِدُوني بَخِيلاً ولا جَباناً ولا كَذَّاباً» ، فلمَّا نزل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس، فقال: «أدُّوا الخائِطَ والخَيْطَ، فإن الغُلُولَ عارٌ وشَنَارٌ على أهْلِه يوم القِيامَةِ» قال: ثُمَّ تَنَاوَلَ منَ الأرضِ وَبَرَة من بعير- أو شيئاً – قال: «والَّذي نَفْسِي بيدِهِ، مَالِيَ مِمَّا أفَاءَ اللهُ عليكم وَلا مِثْلُ هذه، إلا الْخُمُسُ، والْخُمُسُ مردودٌ عليكم» أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّمُر) شجر معروف. [ص: 729] (الخائط) الإبرة والخيط: معروف. (شنار) الشنار والعار سواء.   (1) في الأصل: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وهو خطأ، صوابه: عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صدر ... الحديث، كما في الموطأ. (2) 2 / 457 و 458 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول، وهو مرسل، فإن عمرو بن شعيب، لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروي عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرساله، وقد وصله النسائي 7 / 131، 132 في قسم الفيء، مختصراً عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بعيراً فأخذ من سنامه وبرة بين أصبعيه، ثم قال: إنه ليس لي من الفيء شيء ولا هذه إلا الخمس، والخمس مردود فيكم "، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك «الموطأ» (1009) قال: عن عبد الرحمن بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : لا خلاف عن مالك في إرساله، ووصله النسائي. قال الحافظ: بإسناد حسن من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وأخرجه النسائي أيضا بإسناد حسن من حديث عبادة بن الصامت. الحديث: 1227 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 728 1228 - (د) رويْفِعُ بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركبْ دَابَّة من فَيْءِ المسلمين، حتى إذا أعْجَفَهَا، رَدَّها فيه، ومَنْ كانَ يُؤمِن بالله واليَوْمِ الآخر فلا يَلْبَسْ ثَوْباً من فَيْءِ المسلمين، حتى إذا أَخْلَقَهُ، رَدَّهُ فيه» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعجفها) أي جعلها عجفاء، وهي الهزيلة التي ذهب سمنها.   (1) رقم (2708) في الجهاد، باب في الرجل ينتفع من الغنيمة بالشيء، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2708) حدثنا سعيد بن منصور وعثمان بن أي شيبة المعنى قال أبو داود وأنا الحديثه أتقن قالا: ثنا أبو معاوية عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني عن رويفع بن ثابت الأنصاري، فذكره. الحديث: 1228 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 729 1229 - (خ ط) أسلم مولى عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ عُمرَ اسْتَعْمَلَ مَوْلى له يُدْعى: هُنَيَّا (1) ، على الصدقَةِ (2) ، فقال: يا هُنَيُّ، ضُمَّ جَنَاحَك عن النَّاسِ (3) ، واتَّقِ دَعوَة المظلوم، فإنَّها مُجَابةٌ، وأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ وَرَبَّ [ص: 730] الْغُنَيْمةِ، وإيَّاكَ (4) ونَعَمَ ابْنِ عفَّان وابْنِ عوْفٍ، فإنَّهُما إنْ تَهْلِكْ مَوَاشِيهِما يَرْجِعَانِ إلى زَرْعٍ ونَخْلٍ، وإنَّ ربَّ الصُّرَيْمةِ والْغُنَيْمةِ إنْ تَهْلكْ ماشِيَتُهمَا يأتيني بِبَنِيهِ (5) ، فيقُول: يا أميرَ المؤمنين، يا أمير المؤمنين، أفَتَارِكُهُ أَنا لا أبا لَكَ؟ (6) فالماءُ والكَلأُ أَيْسَرُ عَليَّ من الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، وايْمُ الله، إنَّهُمْ لَيَرَونَ أنَّا قَد ظَلمْنَاهُمْ، إنَّها لَبِلادُهُمْ ومياههم، قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسْلَمُوا عليها في الإسلام، واللهِ، لولا المالُ الذي أحْمِل عليه في سبيل الله (7) ما حَمَيْتُ على النَّاسِ منَ بلادهم شِبْراً. أخرجه البخاري، والموطأ (8) . [ص: 731] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اضمُم) اضمم جناحك: أي ألن جانبك وارفق بهم. (الصريمة) تصغير الصرمة، وهي القطعة من الإبل، نحو الثلاثين. (وربها) صاحبها. (الكلأ) العشب، سواء رطبه ويابسه.   (1) بالنون مصغر بغير همز، وقد يهمز. قال الحافظ: وهذا المولى لم أر من ذكره في الصحابة مع إدراكه، وقد وجدت له رواية عن أبي بكر وعمر وعمرو بن العاص، روى عنه ابنه عمير، وشيخ من الأنصار وغيرهما، شهد صفين مع معاوية، ثم تحول إلى علي لما قتل عمار، ثم وجدت في مكة لعمر بن شبة أن آل هني ينتسبون في همدان، وهم موالي آل عمر. انتهى. ولولا أنه كان من الفضلاء النبهاء الموثوق بهم لما استعمله عمر. (2) وفي البخاري " على الحمى " بدل " على الصدقة "، والمقصود بالحمى: حمى الربذة. (3) في البخاري: ضم جناحك عن المسلمين. (4) في البخاري: وإياي. قال الحافظ: قوله: وإياي، تحذير المتكلم نفسه، وهو شاذ عند النحاة، كذا قيل، والذي يظهر أن الشذوذ في لفظه، وإلا فالمراد في التحقيق، إنما هو تحذير المخاطب، وكأنه بتحذير نفسه حذره بطريق الأولى، فيكون أبلغ. ونحوه: نهي المرء نفسه ومراده: نهي من يخاطبه. (5) في الأصل: ببينة، والتصحيح من البخاري. وفي بعض النسخ: ببيته، والمعنى متقارب. (6) قال الحافظ: قوله: " لا أبالك " ظاهره الدعاء عليه، لكنه على مجازه لا على حقيقته، وهو بغير تنوين، لأنه صار شبيهاً بالمضاف، وإلا فالأصل: لا أبالك. (7) أي: من الإبل التي كان يحمل عليها من لا يجد ما يركب، وجاء عن مالك أن عدة ما كان في الحمى في عهد عمر بلغ أربعين ألفاً من إبل وخيل وغيرهما. (8) البخاري 6 / 121 و 123 في الجهاد، باب إذا أسلم قوم في الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم، وهو في الموطأ 2 / 1003 في دعوة المظلوم، باب ما يتقى من دعوة المظلوم، خلافاً لما قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " 6 / 123: وهذا الحديث ليس في الموطأ. قال الدارقطني في " غرائب مالك ": هو حديث غريب صحيح، ولعله غير موجود في بعض نسخ الموطأ. وفي الحديث ما كان فيه عمر من القوة وجودة النظر والشفقة على المسلمين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1954) ، ومن طريق البخاري (4/87) قال: ثنا إسماعيل، قال: ثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1229 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 729 1230 - (خ د) أسلم مولى عمر - رضي الله عنه -: أنَّهُ سَمعَ عمر يقول: أمَا والذي نفْسِي بيدِهِ، لَوْلا أن أتْرُكَ آخِرَ النَّاس بَبَّاناً، ليس لهم من شيءٍ، ما فُتِحَتْ عليَّ قَرْيةٌ إلا قسَمْتُها، كما قسَم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خيبرَ، ولكني أتْرُكُهَا خِزانة لهم يقْتَسِمُونَهَا. هذه رواية البخاري. وفي رواية أبي داود قال: قال عمر: لولا آخِرُ النَّاسِ، ما فتَحْتُ قرية إلا قسَمْتُها كما قسمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيْبرَ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ببَّاناً) بباناً: واحداً: أي شيئاً واحداً، مثل قوله: باجاً واحداً، ومعنى الحديث: أنه قال: لولا أن أترك آخر الناس - وهم الذي يجيؤون [ص: 732] بعده - شيئاً واحداً متساويين في الفقر، ليس لهم شيء، لكنت كلما فتحت على المسلمين قرية قسمتها، كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وذلك أنه قسمها على الغانمين، فصار لكل واحد منهم حصة مفردة من أرض خيبر، يتصرف فيها. فقال عمر: لو قسمتها كقسمة خيبر، جاء آخر الناس وليس لهم حصة في البلاد المفتتحة، فيكونون ببَّاناً واحداً، ليس لهم شيء، فلذلك جعل عمر البلاد في أيدي المسلمين يتولونها لبيت المال، ولم يقسم على الغانمين إلا الغنائم وحدها دون البلاد.   (1) أخرجه البخاري 5 / 13 و 14 في الحرث والمزارعة، باب أوقاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأرض الخراج ومزارعتهم ومعاملتهم، وفي الجهاد، باب الغنيمة لمن شهد الوقعة، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وأبو داود رقم (3020) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/31) (213) قال: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام، يعني ابن سعد. وفي (1/40) (284) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. والبخاري (3/139 و 4/105) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا عبد الرحمن، عن مالك، وفي (5/176) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمدبن جعفر. وفيه (5/176) قال: حدثني محمدبن المثنى، قال: حدثنا ابن مهدي، عن مالك بن أنس. وأبو داود (3020) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. ثلاثتهم - هشام، ومالك، ومحمد بن جعفر - عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1230 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 731 1231 - (خ م ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ الصَّعْب بن جَثَّامة قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالأَبْواءِ- أوْ بِودَّانَ- وسُئِلَ عن أَهْلِ الدار من المشركين يُبَيَّتُونَ، فيُصابُ مِنْ نِسائِهمْ وذَرَاريهم، قال: هم منهم، وسمعتُه يقول: لا حِمَى إلا للهِ ولِرُسولِهِ. وفي رواية: هم من آبائِهِمْ. هذه رواية البخاري، ووافقَهُ مسلم على الفصل الأول، ولم يذكر الْحِمَى. وفي رواية الترمذي قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ خَيْلَنا أُوطِئَتْ من نساءِ المشركين وأولادهم؟ قال: هُمْ من آبائِهم. وفي رواية أبي داود قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدَّارِ من المشركين يُبَيَّتُونَ، فَيصابُ من ذرارِِيهمْ ونِسَائِهمْ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هم منهم. [ص: 733] وفي رواية (1) : هم من آبائهم. قال الزهريُّ: ثم نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عن قتل النساء والولدان (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُبَيّتون) التبييت: طروق العدو ليلاً على غفلة، للغارة والنهب. (هم منهم) أي حكمهم وحكم أهلهم سواء، وكذلك قوله: «هم من آبائهم» .   (1) هي رواية عمرو بن دينار. (2) أخرجه البخاري 6 / 102 في الجهاد، باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري، ومسلم رقم (1745) في الجهاد، باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد، والترمذي رقم (1570) في السير، باب ما جاء في النهي عن قتل النساء والصبيان، وأبو داود رقم (2672) في الجهاد، باب في قتل النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (781) قال: ثنا سفيان. وأحمد (4/37) قال: ثنا سفيان، وفي (4/38) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار. وفي (4/38) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (4/74) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (5/144) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وعمرو الناقد، عن ابن عيينة، قال يحيى: أخبرنا سفيان بن عيينة. وفي (5/144) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار. وأبو داود (2672) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2839) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1570) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، وهوالمقدمي، قال: حدثنا محمد بن ثابت العبدي، قال: حدثنا عمرو بن دينار. وفي (4/71) قال: حدثني أبو خيثمة، زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/72) قال: حدثني أبو حميد، قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثني جعفر بن الحارث، عن محمد بن إسحاق، وفي (4/72) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور الكوسج، من أهل مرو في سنة ثمان وعشرين ومائتين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة.. وفي (4/72) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج، قال: أخبرنا ابن شُميل «يعني النضر» قال: أخبرنا محمد، هو ابن عمرو. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير «يعني الحميدي» قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4939) عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، والحارث بن مسكين، كلاهما عن سفيان. (ح) وعن يوسف بن سعيد بن مسلم، وإبراهيم بن الحسن المقسمي، كلاهما عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار. (ح) وعن أبي كريب، عن عبد الله بن إدريس «ووقع في التحفة: عبد الله بن نمير» عن مالك. سبعتهم (سفيان بن عيينة، وعمرو بن دينار، ومعمر، ومحمد بن إسحاق، ومسلم بن خالد، ومحمد بن عمرو، ومالك) عن ابن شهاب الزهري. 2 - وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/73) قال: حدثنا داود بن عمرو، أبو سليمان الضبّي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث. كلاهما -الزهري، وعبد الرحمن بن الحارث - عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، فذكره. * أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، فذكره. ليس فيه (الزهري، ولا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود) . * في رواية محمد بن عمرو، عن الزهري زيادة: «وقد نهى عنهم يوم خيبر» . الحديث: 1231 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 732 1232 - (خ د) الصعب بن جثامة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا حِمَى إلا للهِ ولرَسولِهِ» قال: وبَلَغَنا: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَمَى النَّقِيعَ، وأَنَّ عُمرَ حَمَى سَرِفَ (1) والرَّبَذَةَ. هذه رواية البخاري. وعند أبي داود: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا حِمَى إلا للهِ ولرسوله» . [ص: 734] قال ابنُ شِهابٍ: وَبَلَغَنِي: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَمى النَّقِيعَ. وفي رواية: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَمَى النَّقِيعَ، وقال: «لا حمِى إِلا للهِ» (2) .   (1) قيده بعضهم " سرف " - بفتح السين وكسر الراء المهملتين - وقيده بعضهم " الشرف " - بفتح الشين المعجمة وفتح الراء المهملة - وهو الصواب كما في " الفتح ". (2) البخاري 5 / 34 و 35 في الحرث والمزارعة، باب لا حمى إلا لله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الجهاد، باب أهل الدار يبيتون فيصاب الوالدان والذراري، وأبو داود رقم (3083) و (3084) في الخراج والإمارة، باب في الأرض يحميها الإمام أو الرجل. والرواية الأخيرة لأبي داود سندها لا بأس به، وله شاهد عند أبي عبيد في " الأموال " صفحة (298) ، وقد ذكرها البخاري 5 / 34، 35 عن الزهري بلاغاً فقال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع، وأن عمر حمى الشرف والربذة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (782) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (4/38) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/71) قال: حدثنا عامر بن صالح الزبيري، سنة ثمانين ومائة، قال: حدثني يونس بن يزيد. والبخاري (3/148) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. وفي (4/74) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (3083) قال: حدثنا ابن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (3084) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن الحارث. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر - وهو المقدمي- قال: حدثنا محمد بن ثابت العبدي، قال: حدثنا عمرو بن دينار. وفي (4/71) قال: حدثني أبو خيثمة، زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان. في (4/71) قال: حدثني مصعب، هو الزبيري، قال: حدثني عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج، قال: أخبرنا ابن شميل «يعني النضر» قال: أخبرنا محمد، هو ابن عمرو. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير «يعني الحميدي» ، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4941) عن أبي كريب، محمد بن العلاء، عن ابن إدريس، عن مالك.. سبعتهم -سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس بن يزيد، وعبد الرحمن بن الحارث، وعمرو بن دينار، ومحمد بن عمرو، ومالك - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، فذكره. * أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، فذكره. ليس فيه «ابن شهاب الزهري، ولا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود» . الحديث: 1232 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 733 1233 - (ط د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كلُّ قَسْمٍ قُسِمَ في الجاهلية فهو على ما قُسِمَ، وكلُّ قَسْمٍ أدْرَكهُ الإسلامُ ولم يُقْسَمِ فهو على قَسْم الإسلامِ. أخرجه أبو داود (1) . وأخرجه الموطأ مرسلاً عن ثور بن يزيد الديلي قال: بلغني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما دارٍ أو أرضٍ قُسِمَتْ في الجاهلية فهي على قَسْم الجاهلية، وأيُّما دارٍ أو أرض أدركها الإسلام ولم تُقْسَم فهي على قسم الإسلام» (2) .   (1) رقم (2914) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر، وأخرجه ابن ماجة رقم (2485) في الرهون، باب قسمة الماء، وإسناده حسن. (2) الموطأ 2 / 746 في الأقضية، باب القضاء في قسم الأموال، وفي سنده انقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2914) قال: ثنا حجاج بن أبي يعقوب، وابن ماجة (2485) قال: ثنا العباس ابن جعفر. كلاهما (حجاج، والعباس) قالا: ثنا موسى بن داود، قال: ثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو ابن دينار،عن أبي الشعثاء، فذكره. ومالك «الموطأ» (1504) قال عن ثور بن زيد الديلي، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : قال أبو عمر: تفرد بوصله إبراهيم بن طهمان،وهو ثقة، عن مالك، عن ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس. الحديث: 1233 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 734 1234 - (خ ط د) نافع - رحمه الله -: عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: [ص: 735] أنَّ عبداً لابنِ عمرَ أبَقَ فَلَحِقَ بالرُّوم، فظهر عليهم خَالِدٌ، فردَّهُ إلى عبد الله، وأنَّ فَرَساً لعبدِ الله عارَ، فظَهَرُوا عليه، فردَّهُ إلى عبد الله. قال البُخَارِيُّ: وقال في رواية: في الفَرَسِ عَلى عَهْدِ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. وفي أخرى أنَّ خالدَ بنَ الْوَلِيد حين بعَثَهُ أبو بكرٍ أخذَ غُلاماً كان فَرَّ من ابن عمر إلى أرض الروم، فأَخذَه خالدٌ فردَّه عليه. وفي رواية الموطأ: أنَّ عبداً لابن عمر أبقَ، وأن فرساً له عَارَ فأصابهما المشركون، ثُمَّ غنِمهُما المسلمون، فَرُدَّا على عبد الله بن عمر، وذلك قبلَ أنْ تُصِيبَهُما المقاسِمُ. وأخرج أبو داود الحديث بطوله مثل البخاري. وأخرج من رواية أخرى حديث العبد، وقال فيه: فَرَدَّهُ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقْسِمْ (1) . [ص: 736] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أبق) أبق الغلام: إذا هرب. (عار) عار الفرس: إذا انفلت وذهب هاهنا وهاهنا من مرحه.   (1) أخرجه البخاري 6 / 126 و 127 في الجهاد، باب إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم، والموطأ 2 / 452 في الجهاد، باب ما يرد قبل أن يقع القسم مما أصاب العدو، وأبو داود رقم (2698) و (2699) في الجهاد، باب في المال يصيبه العدو من المسلمين ثم يدركه صاحبه في الغنيمة، وأخرجه ابن ماجة رقم (2748) في الجهاد، باب ما أحرز العدو ثم ظهر عليه المسلمون. وفي الحديث دليل على أن المشركين لا يحرزون على المسلم ماله، وأن المسلمين إذا استنفذوا من أيديهم شيئاً كان للمسلم، كان عليهم رده، ولا يغنمونه، وقد اختلف العلماء في ذلك ... . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3068) حدثنا محمد بن. بشار وأخرجه أبو داود (2698) حدثنا صالح بن سهيل.. كلاهما - محمد، صالح - حدثنا يحيى عن عبيد الله، قال: أخبرني نافع أن عبدا لابن عمر، فذكره. الحديث: 1234 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 734 1235 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: كنَّا نُصِيبُ في مغَازينا العَسَلَ والعِنَب فنأْكُلُهُ، ولا نرفعهُ (1) . أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الحافظ: أي: ولا نحمله على سبيل الادخار، ويحتمل أن يريد: ولا نرفعه إلى متولي أمر الغنيمة، أو إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نستأذنه في أكله اكتفاءاً بما سبق منه من الإذن. (2) 6 / 182 و 183 في الجهاد، باب ما يصيب من الطعام في أرض العدو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/116) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وأبو داود بنحوه (2701) قال: ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال: ثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله. كلاهما - أيوب، وعبيد الله - عن نافع، فذكره. الحديث: 1235 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 736 1236 - (د) زيد بن أسلم - رحمه الله-: أنَّ ابْن عَمرَ دخلَ على معاوية، فقال: ما حَاجتُك يا أبا عبدَ الرحمن؟ قال: عطاءُ المُحَرَّرين، فإني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أوَّل ما جاءه شيءٌ بدأَ بالمحَرَّرين. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المحرَّرون) قال الخطابي: المحررون المعتقون، وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم، وإنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إنما كان موضوعاً في بني هاشم، ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة، وكان هؤلاء مؤخرين في [ص: 737] الذِّكر، وإنما ذكرهم عبد الله بن عمر وتشفع لهم في تقديم أعطياتهم، لما علم من ضعفهم وحاجتهم.   (1) رقم (2951) في الخراج، باب في قسم الفيء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2951) حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ثنا أبي ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1236 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 736 1237 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِظَبْيَةٍ (1) فيها خَرَزٌ، فَقَسَمَهَا لِلْحُرَّةِ والأَمةِ، قالت عائشةُ: كان أبي يَقْسِمُ للحرِّ والعبد. أخرجه أبو داود (2) .   (1) الظبية: جراب صغير عليه شعر. (2) رقم (2952) في الخراج والإمارة، باب في قسم الفيء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/156) قال: ثنا أبو النضر. وفي (6/159) قال: ثنا عثمان بن عمر. وفي (6/238) قال: ثنا يزيد. وأبو داود (2952) قال: ثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: نا عيسى. أربعتهم -أبو النضر، وعثمان بن عمر، ويزيد، وعيسى بن يونس - عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عبد الله بن دينار، عن عروة، فذكره. الحديث: 1237 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 737 1238 - (خ م ت) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه -: أنَّ عمرو بنَ عوْفٍ أخْبَرَهُ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعثَ أبا عُبَيْدةَ بنَ الجرَّاح إلى البَحْرَيْن يأتي بجِزيتها، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم صالَحَ أهلَ البحرين، وأمَّر عليهم العلاءَ بنَ الْحَضْرَمِيِّ، فقَدِم أبو عبيدة بمالٍ من البحْرين، فسمعتِ الأنصارُ بقُدوم أبي عُبيدةَ، فَوافَوْا صلاةَ الفجر مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم انصرفَ، فَتَعرَّضوا له، فَتَبَسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: «أُظُنُّكُمْ سمعتُم أنَّ أبا عُبَيْدةَ قَدِم بشيءٍ من البحرين؟» فقالوا: أَجلْ يا رسولَ الله، فقال: «أبْشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ (1) ، فوالله مَا الْفقْرَ أخْشى عليكم، ولكني أخشى أنْ تُبْسَط الدُّنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فَتَنافَسُوها كما تَنافسوها وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. إلا أنَّ الترمذي لم يذكر الصلحَ، وتأمير الْعلاءِ (2) . [ص: 738] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تعرضوا له) تعرضت لفلان: إذا تراءيت له ليراك. (فتنافسوها) التنافس: تفاعل من المنافسة: الرغبة في الانفراد بالشيء والاستبداد به.   (1) في الأصل: ما سركم. (2) أخرجه البخاري 11 / 208 في الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، وفي [ص: 738] الجهاد، باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وأخرجه مسلم رقم (2961) في الرقاق، والترمذي رقم (2464) في صفة القيامة، باب خوف الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته أن تبسط لهم الدنيا. وفي الحديث أنه ينبغي لمن فتحت عليه الدنيا وزهرتها أن يحذر من سوء عاقبتها وشر فتنتها، فلا يطمئن إلى زخرفها، ولا ينافس غيره فيها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/137) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي عن صالح. (ح) وحدثنا سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح. وفي (4/327) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والبخاري (4/117) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/108) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر ويونس. وفي (8/112) قال: حدثنا إسماعيل ابن عبد الله، قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة. ومسلم (8/212) قال: حدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله يعني ابن حرملة بن عمران التجيبي قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد. جميعا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وابن ماجة (3997) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى المصري. قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والترمذي (2462) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن معمر ويونس. والنسائي في الكبرى «الورقة 117 ب» قال: أخبرنا يونس ابن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي الكبرى أيضا «تحفة الأشراف» (8/10784) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر ويونس. خمستهم - صالح بن كيسان، وشعيب، ومعمر، ويونس، وموسى بن عقبة - عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، فذكره. الحديث: 1238 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 737 1239 - (خ) ثعلبة بن أبي مالك - رضي الله عنه -: أنَّ عُمَرَ قَسَمَ مُرُوطاً بين نِساءِ أهل المدينَةِ، فَبَقِيَ منها مِرْطٌ جَيِّدٌ، فقال له بعضُ مَنْ عنده: يا أمير المؤمنين، أعْطِ هذا ابنةَ رسولِ الله التي عندك - يُريِدَون: أُمَّ كُلْثُوم بنتَ علي فقال: أُمُّ سَلِيطٍ (1) أحقُّ به، فإنها ممَّنْ بايعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، كانت تَزْفِرُ لنا الْقِرَبَ يومَ أُحُدٍ. أخرجه البخاري (2) . [ص: 739] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مروطاً) المروط جمع مِرط، وهو كساء من خز أو صوف يؤتزر به. (تزفر) زفر الحِملَ يزفِره: إذا حمله.   (1) هي والدة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، كانت زوجاً لأبي سليط بن أبي حارثة عمرو بن قيس من بني عدي بن النجار، فولدت له سليطاً فمات عنها أبو سليط قبل الهجرة فتزوجها مالك بن سنان الخدري، فولدت له أبا سعيد الخدري. ويقال لها: أم قيس، وهي بنت عبيد بن زياد بن ثعلبة من بني مازن. (2) 7 / 282 في المغازي، باب ذكر أم سليط، وفي الجهاد، باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/40) قال: ثنا عبدان، قال: نا عبد الله. وفي (5/127) قال: ثنا يحيي بن بكير، قال: ثنا الليث. كلاهما - عبد الله بن المبارك، والليث بن سعد - عن يونس، عن ابن شهاب، قال ثعلبة بن مالك الخشني، فذكره. الحديث: 1239 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 738 الفصل الرابع: من الباب الثاني من كتاب الجهاد في الشهداء 1240 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تَعُدُّونَ الشهيدَ فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، مَنْ قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيدٌ، قال: إنَّ شُهدَاءَ أُمَّتي إذاً لَقليلٌ، قالوا: فَمن هُمْ يا رسولَ الله؟ قال: من قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيدٌ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البَطْنِ فهو شهيد، قال ابنُ مِقْسَمٍ: أشهدُ على أبيك- يعني أبا صالح (1) - أنَّهُ قال: والغريق شهيدٌ» . هذه رواية مسلم. وفي رواية الموطأ، والترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الشهداءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، والْمَبْطُونُ، والغَرِقُ، وصاحبُ الَهدْمِ، والشهيدُ في [ص: 740] سبيل الله» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشهداء) جمع شهيد: وقد ذكر (3) . (المطعون) الذي عرض له الطاعون، وهو الداء المعروف. (المبطون) هو الذي يشكو بطنه. (صاحب الهدم) هو الذي يقع عليه بناء أو حائط فيموت تحته.   (1) يعني: قال ابن مقسم لسهيل بن أبي صالح. (2) مسلم رقم (1915) في الإمارة، باب بيان الشهداء، والموطأ 1 / 131 في صلاة الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، والترمذي رقم (1063) في الجنائز، باب ما جاء في الشهداء من هم. (3) انظر الصفحة (585) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/310) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/522) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. ومسلم (6/51) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال: حدثنا خالد. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (2804) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. ستتهم - معمر، وحماد، وجرير بن عبد الحميد، وخالد بن عبد الله، ووهيب بن خالد، وعبد العزيز ابن المختار -عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. * في رواية جرير: قال سهيل: قال ابن مِقْسَم: أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال: «والغريق شهيد» . * وفي رواية خالد بن عبد الله: قال سهيل: قال عبيد الله بن مِقسم: أشهد على أخيك أنه زاد في هذا الحديث: «ومن غرِق فهو شهيد» . * وفي رواية وهيب وعبد العزيز بن المختار: قال سهيل: أخبرني عبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح، وزاد فيه: «والغرق شهيد» . الحديث: 1240 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 739 1241 - (س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خَمسٌ مَنْ قُبضَ في شيءٍ منهنَّ فهو شهيد: المقتولُ في سبيل الله شهيدٌ، والْغَرِقُ في سبيل الله شهيد، والمبطونُ في سبيل الله شهيدُ، والمطعونُ في سبيل الله شهيد، والنُّفَساءُ في سبيل الله شهيدٌ» .أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 37 في الجهاد، باب مسألة الشهادة، وفي سنده عبد الله بن ثعلبة الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ويشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/37) قال: نا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، قال: ثني عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الله بن ثعلبة الحضرمي. أنه سمع ابن حجيرة، فذكره. قلت: فيه عبد الله بن ثعلبة الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 1241 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 740 1242 - (س) صفوان بن أمية - رضي الله عنه -: قال: الطَّاعُونُ، والمبطونُ، والغرِيقُ، والنُّفَساءُ، شَهادَةٌ. [ص: 741] قال: [وحدَّثنا] أبو عثمان مِراراً، ورفعه مَرَّة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 99 في الجنائز، باب الشهيد، وفي سنده عامر بن مالك بصري. وهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/99) أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن عامر عن مالك عن صفوان بن أمية، فذكره. الحديث: 1242 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 740 1243 - (ط د س) جابر [بن عتيك] (1) - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهداءُ سبعةٌ، سوى القَتْلِ في سبيل الله: المطعونُ، والمبطونُ، والغَرِقُ، والحَرِقُ، وصاحبُ ذاتِ الجنْب، والذي يموتُ تَحتَ الهَدْمِ، والمرأةُ تموتُ بِجُمْعٍ [شهيدةٌَ] » . أخرجه (2) . [ص: 742] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغرق) : الغريق، والحرق: المحترق، وهما اللذان يموتان بالماء والنار. (ذات الجنب) دمل أو قرحة تعرض في جوف الإنسان، تنفجر إلى داخل، فيموت صاحبها، وقد تنفجر إلى خارج. (بجُمع) ماتت المرأة بجُمع: إذا ماتت وولدها في بطنها، وقد تكون المرأة التي لم يمسها رجل.   (1) في الأصل: جابر، وهو إذا أطلق يراد به: جابر بن عبد الله. والمراد هبه هنا: جابر بن عتيك. (2) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد فات المؤلف رحمه الله أن الحديث رواه مالك في الموطأ 1 / 233 في الجنائز، باب النهي عن البكاء على الميت، وأبو داود رقم (3111) في الجنائز، باب في فضل من مات في الطاعون، والنسائي 4 / 13، 14 في الجنائز، باب في النهي عن البكاء على الميت، وابن ماجة رقم (2803) في الجهاد، باب ما يرجى فيه الشهادة، وابن حبان في صحيحه (1616) موارد، في الجهاد، باب جامع فيمن هو شهيد، كلهم من حديث جابر بن عتيك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غلب، فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: غلبنا عليك يا أبا الربيع، فصاح النسوة وبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن، فإذا وجب فلا تبكين باكية، قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟ قال: الموت، قالت ابنته: والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيداً، فإنك قد كنت قضيت جهازك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل الله، قال: الشهادة سبع - الحديث "، وفي سنده عتيك بن الحارث بن عتيك لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن له شاهد بنحوه، ذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " من رواية الطبراني عن ربيع الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد ابن أخي جابر الأنصاري فذكره بنحوه وقال: ورواته محتج بهم في الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هو جزء من حديث: أخرجه مالك «الموطأ» (161) . وأحمد (5/446) قال: ثنا روح. وأبو داود (3111) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (4/13) قال: أخبرنا عتبة بن عبد الله بن عتبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3173) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. أربعتهم - روح، والقعنبي، وعتبة، وابن القاسم- عن مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، أن عتيك بن الحارث، وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه، أخبره، فذكره. الحديث: 1243 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 741 1244 - () (عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -) : مِثلهُ - وزاد: ومَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فهو شهيد. أخرجه (1) .   (1) هكذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات زرين العبدري على الأصول. الحديث: 1244 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 742 1245 - (د) أم حرام - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «المائدُ في البحر، الذي يُصيبُهُ القَيءُ له أجر شهيد، والغَرِق لَهُ أَجْرُ شهيدَيْنِ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2493) في الجهاد، باب فضل الغزو في البحر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (349) . وأبو داود (2493) قال: حدثنا محمد بن بكار العيشي (ح) وحدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الجوبري الدمشقي. ثلاثتهم - الحميدي، ومحمد بن بكار، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم - عن مروان بن معاوية، قال: حدثنا هلال بن ميمون الجهني الرملى، عن يعلى بن شداد، فذكره. الحديث: 1245 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 742 1246 - (خ ت د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد» . أخرجه البخاري، والترمذي، والنسائي. وللنسائي في رواية: مَنْ قُتل دون ماله مظلوماً فهو شهيد. وفي رواية للترمذي وأبي داود والنسائي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص: 743] يقول: «مَنْ أُرِيدَ مالُه بغير حق، فَقاتلَ فَقُتِلَ، فهو شهيد» (1) .   (1) البخاري 5 / 88 في المظالم، باب من قاتل دون ماله، والترمذي رقم (1419) و (1420) في الديات، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد، وأبو داود رقم (4771) في السنة، باب قتال اللصوص، والنسائي 7 / 114 و 115 في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله، وأخرجه ابن ماجة رقم (2581) في الحدود، باب من قتل دون ماله فهو شهيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في المظالم (33) عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن؟؟. النسائي في المحاربة (18: 3) عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم عن المقرئ به و (18: 4) عن جعفر بن محمد بن الهذيل عن عاصم بن يوسف عن سعيد بن الخمس عن عبد الله بن الحسن عنه قال النسائي: سعيد خطأ يعني أن الصواب حديث عبد الله بن الحسن -أبو داود، والترمذي والنسائى- عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو. «الأشراف (6/367) » . وأبو داود في السنة (32: 1) عن مسدد عن يحيى عن سفيان حدثني عبد الله بن حسن حدثني عمي إبراهيم بن محمد بن طلحة به والترمذي في الديات (22: 4) عن «بندار» عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به. و (22: 3) عن هارون بن إسحاق الهمداني عن محمد بن عبد الوهاب عن سفيان عن عبد الله ابن الحسن عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال سفيان وأثنى عليه خيرا فذكر معناه. و (22: 2) عن بندار عن أبي عامر العقدي عن عبد العزيز بن المطلب عن عبد الله بن الحسن بمعناه. وقال: حسن صحيح «الأشراف (6/278، 279) » . الحديث: 1246 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 742 1247 - (س) بُريدُة الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتلَ دونَ مالهِ فهو شهيدٌ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 116 في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله، وفي سنده مؤمل بن إسماعيل البصري أبو عبد الرحمن، وهو سيء الحفظ، ولكن للحديث شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند البخاري، فهو حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/116) قال: نا أحمد بن نصر، قال: ثنا المؤمل عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة،فذكره. قلت: فيه المؤمل بن إسماعيل، قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق سيء الحفظ. الحديث: 1247 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 743 1248 - (ت د س) سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قُتلَ دُونَ مالهِ فهو شهيد، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهو شهيد، ومن قتلَ دون دِينه فهو شهيد، ومن قُتلَ دُونَ أهْلهِ فِهو شهيد» . أخرجه الترمذي، وأبو داود. وفي أخرى للترمذي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دونَ مالِه فهو شهيدٌ، ومن سَرَق من الأرض شِبراً طُوِّقَهُ يومَ القيامَةِ من سَبْعِ أرضين» . وفي رواية للنسائي: مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد. وفي أخرى له: مَنْ قَاتَلَ دُونَ مالِه فَقُتِلَ فهو شهيد، ومن قاتلَ [ص: 744] دون دمه فهو شهيدٌ، ومن قاتل دون أهله فهو شهيد. زاد في أخرى: ومن قاتَلَ دُونَ دِينهِ فهو شهيد (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طُوِّقَه من سبع أرضين) طوقه أي: جُعل له مثل الطوق في العنق. وقوله: «من سبع أرضين» يعني: أنه تُخسف به الأرضون السبع فيصير موضع ما اغتصبه كالطوق في رقبته. وقيل: هو من طوق التكليف، لا طوق التقليد، يقال: طوقته هذا الأمر، أي: كلفته حمله.   (1) الترمذي رقم (1418) و (1421) في الديات، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد، وأبو داود رقم (4772) في السنة، باب قتال اللصوص، والنسائي 7 / 115 و 116 في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله، وأخرجه ابن ماجة رقم (2580) في الحدود، باب من قتل دون ماله فهو شهيد، وأحمد في " المسند " رقم (1628) ، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه الحميدي (83) . وأحمد (1/187) (1628) قالا: حدثنا سفيان. وفي (1/189) (1642) قال أحمد: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وابن ماجة (258) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/115) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وقتيبة، قالا: أنبأنا سفيان. وفي (7/115) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبدة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. كلاهما (سفيان، وابن إسحاق) عن الزهري. 2 - وأخرجه أحمد (1/190) (1652) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. وفي (1/190) (1653) قال: حدثنا يعقوب. وعبد بن حميد (106) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وأبو داود (4772) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، وسليمان بن داود (يعني أبا أيوب الهاشمي) . والترمذي (1421) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم بن سعد. والنسائى (7/116) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (7/116) أيضا قال: أخبرنا محمد بن رافع، ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قالا: حدثنا سليمان (يعني ابن داود الهاشمي) . أربعتهم - سليمان بن داود الهاشمي، ويعقوب بن إبراهيم، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي- عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. كلاهما - الزهري، وأبو عبيدة - عن طلحة بن عبد الله بن عوف، فذكره. * قال الحميدي: قيل لسفيان: فإن معمرا يدخل بين طلحة وبين سعيد رجلا. فقال سفيان: ما سمعت الزهري أدخل بينهما أحدا. * رواية محمد بن إسحاق عند أحمد (1/189) ذكر فيها قصة أروى. الحديث: 1248 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 743 1249 - (س) سويدَ بن مُقَرِّن - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فهو شهيد» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 117 في تحريم الدم، باب من قاتل دون مظلمته، وفي سنده سوادة بن أبي الجعد، لم يوثقه غير ابن حبان، وأبو جعفر، شيخ لسوادة، مجهول، ولكن له شاهد عند أحمد من حديث ابن عباس رقم (2780) ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/117) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار،قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا عبثر، عن مطرف، عن سوادة بن أبي الجعد، عن أبي جعفر، فذكره. * أخرجه النسائي (7/116) قال: أخبرنا محمدبن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن علقمة، عن أبي جعفر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون مظلمته فهو شهيد» . مرسل. الحديث: 1249 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 744 1250 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أَرأيتَ إنْ جاء رجلٌ يريدُ أَخْذَ [ص: 745] مَالي؟ قال: «فلا تُعْطِهِ (1) مالَكَ» ، قال: أرأَيتَ إنْ قَاتَلَني؟ قال: «قاتِلْهُ» ، قال: أرأيتَ إنْ قَتَلني؟ قال: «فأنتَ شهيدٌ» ، قال: أرأَيتَ إنْ قتلتهُ؟ قال «هو في النار» (2) . أخرجه مسلم. وفي رواية النسائي قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، أرأَيت إنْ عُدِي على مالي؟ قال: «فانْشُدْ بالله» ، قال: فإنْ أَبَوْا عليَّ؟ قال: «فانْشُد بالله» ، قال: فإن أبوا عليَّ؟ قال: «فانشد بالله» ، قال: فإن أبَوْا علي؟ قال: فَقَاتِلْ، «فإنُ قُتِلتَ فَفي الجنة، وإنْ قَتلتَ فَفِي النار» . وفي أخرى له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قاتلَ دُونَ مَالهِ فَقُتِلَ فهو شهيد» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عدي على مالي) عدي على فلان: إذا ظلم وأخذ ماله.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله صلى الله عليه وسلم: " فلا تعطه " معناه: لا يلزمك أن تعطيه، وليس المراد: تحريم الإعطاء. (2) قال النووي: معناه: أنه يستحق ذلك، وقد يجازى، وقد يعفى عنه، إلا أن يكون مستحلاً لذلك بغير تأويل، فإنه يكفر ولا يعفى عنه، والله أعلم. (3) مسلم رقم (140) في الإيمان، باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم بحقه، والنسائي 7 / 114 في تحريم الدم، باب ما يفعل من تعرض لماله. قال النووي: وفي الحديث جواز قتل القاصد لأخذ المال بغير حق، سواء كان المال قليلاً أو كثيراً، لعموم الحديث، وهذا قول جماهير العلماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الإيمان (61: 1) عن أبي كريب عن خالد بن مخلد؟؟ «الأشراف (10/237) » والنسائي في المحاربة (17: 2) عن قتيبة عن الليث عن ابن الهاد عن عمرو بن فهيد به. و (17: 3) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب بن الليث عن الليث عن ابن الهاد عن قهيد بن. مطرف به رواه ابن وهب ويونس بن محمد المودب عن الليث كما رواه قتيبة ورواه ابن وهب أيضا عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن عمرو مولى المطلب عن قهيد بن مطرف وروى الحكم بن المطلب بن عبد الله عن أبيه عن قهيد الغفاري أنه قال: سأل سائل رسول الله، فذكره. مرسل. ولم يذكر «أبا هريرة» . الحديث: 1250 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 744 1251 - (م) ثابت مولى عمر بن عبد الرحمن - رحمه الله - (1) : قال: لمَّا كانَ بين [عبدِ الله] بنِ عَمْرو، وعَنْبَسَةَ بن أبي سفيان ما كان تَيَسَّرا (2) لِلْقِتالِ، فركبَ خالدُ بنُ العاصِ إلى ابْنِ عَمْرٍو، فوعَظَهُ، فقال له عبد الله بن عمرو: أمَا علمتَ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد؟» . أخرجه مسلم (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تيسَّرا للقتال) اعتدَّا له، وتهيَّئَا.   (1) لعله: ثابت بن عياض الأحنف الأعرج العدوي، وهو مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، روى عن ابن عمر، وابن عمرو، وابن الزبير، وأنس، وأبي هريرة، وعنه زياد بن سعد، وسليمان الأحول، وعمرو بن دينار، وفليح بن سليمان، ومالك بن أنس، وغيرهم، وهو ثقة. (2) في مسلم: تيسروا. (3) رقم (141) في الإيمان، باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/206) (6922) قال: حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق. ومسلم (1/87) قال: حدثني الحسن بن علي الحلواني وإسحاق بن منصور ومحمد بن رافع، وألفاظهم متقاربة. قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أبو عاصم. ثلاثتهم - محمد بن بكر، وعبد الرزاق، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني سليمان الأحول، أن ثابتا مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره، فذكره. عن عكرمة مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل دون ماله، فهو شهيد» . أخرجه أحمد (2/223) (7084) . والبخاري (3/179) قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني أبو الأسود. والنسائي (7/115) قال: أخبرني عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النيسابوري، قال: أنبأنا عبد الله، قال: حدثنا سعيد، قال: أنبأنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن. (ح) وأخبرنا جعفر بن محمد بن الهذيل، قال: حدثنا عاصم بن يوسف، قال: حدثنا سعير ابن الخِمس، عن عبد الله بن الحسن. كلاهما - أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن الحسن -عن عكرمة، فذكره. * رواية أحمد بن حنبل. وعبيد الله بن فضالة: «من قتل دون ماله مظلوما فله الجنة» . عن أبي قلابة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل دون ماله مظلوما، فهو شهيد» . أخرجه أحمد (2/163) (6522) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حجاج، عن قتادة. وفي (2/221) (7055) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب. كلاهما - قتادة،وأيوب - عن أبي قلابة، فذكره. الحديث: 1251 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 746 1252 - (د) أبو سلام الحبشي - رحمه الله - (1) : عَنْ رجُلٍ من أصْحَاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: أغَرْنا على حَيٍّ من جُهَيْنَةَ، فَطَلبَ رجلٌ من المسلمين رجلاً منهم، فَضربَهُ فأخطأهُ، وأصابَ نفْسَهُ [بالسيف] فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أخوكم يا مَعْشَرَ المسلمين» فابْتَدَرَهُ النَّاسُ، فوجَدُوهُ قد ماتَ، فَلَفَّهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بثيابه وَدِمائِه، وصلَّى عليه ودَفَنه، فقالوا: يا رسولَ الله، أشهيدٌ هو؟ قال: «نعم، وأنا له شهيدٌ» . أخرجه أبو داود (2) . [ص: 747] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شهيد) هاهنا، بمعنى: شاهد، والمراد: هو شهيد، من الشهادة في سبيل الله، وأنا له شاهد بذلك.   (1) هو ممطور الأسود الحبشي، نسبة إلى بطن من حمير، وهو ثقة. (2) رقم (2539) في الجهاد، باب في الرجل يموت بسلاحه. وفي إسناده سلام بن أبي سلام الحبشي الشامي، وهو مجهول، والوليد بن مسلم القرشي الدمشقي وهو ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2539) حدثنا هشام بن خالد [الدمشقي] ثنا الوليد عن معاوية بن أبي سلام، عن أبيه، عن جده أبي سلام، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال، فذكره. الحديث: 1252 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 746 1253 - (س) العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «يختصم الشهداء والمتوفَّوْنَ على فُرُشِهِمْ إلى رَبِّنا في الذين يُتوَفَّوْنَ من الطَّاعُونِ، فيقول الشهداء: قُتِلُوا كما قُتِلْنا، ويقول المُتوَفَّوْنَ على فُرشهم: إخوانُنا، ماتُوا على فرشهم كما مِتْنا، فيقول ربنا: انظرُوا إلى جِراحِهم، فَإِنْ أَشْبَهَتْ جِراحَ المقتولين فإنهم منهم ومعهم، فإذا جراحُهم قد أشْبهتْ جراحَهم» .أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 37 و 38 في الجهاد، باب مسألة الشهادة، وأخرجه أحمد في " المسند " 4 / 128 و 129، وفي إسناده عبد الله بن أبي بلال الخزاعي الشامي، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، لكن له شاهد بمعناه ذكره في " الترغيب والترهيب " 2 / 204 من رواية الطبراني في " الكبير " عن عتبة بن عبد، فهو حسن به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (4/128) قال: حدثنا حيوة بن شريح، يعني ابن يزيد الحضرمي، ويزيد بن عبد ربه، قالا: حدثنا بقية. وفي (4/128) قال:حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. والنسائي (6/37) قال:أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية. كلاهما - بقية، وإسماعيل - عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، فذكره. قلت: فيه عبد الله بن أبي بلال، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 1253 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 747 1254 - () (أنس بن مالك - رضي الله عنه -) قال: قُتِلَ رجُلٌ في المعركَةِ، وعاش بعدُ، ثم مات، ومات آخَرُ موتَهُ، فحضرتُ الصلاةَ عليهما، فمالَ أكثرُ الناس إلى الصلاة على المقتول، فقال رجل منهم: ما أُباَلي من أيِّهما بُعِثْتُ؛ لأنِّي أسمع الله تعالى يقول: {والذين هاجروا في سبيل الله ثم قُتِلُوا أو ماتوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ الله رزقاً حسناً} [الحج: 58] . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين ولم نر هذا المعنى عن [ص: 748] أنس، وإنما ذكره السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 369 بمعناه من رواية ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن فضالة بن عبيد الأنصاري الصحابي أنه كان برودس، فمر بجنازتين، أحدهما قتيل، والآخر متوفى، فمال الناس على القتيل، فقال فضالة: ما لي أرى الناس مالوا مع هذا، وتركوا هذا؟ فقالوا: هذا القتيل في سبيل الله، فقال: والله ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت، اسمعوا كتاب الله {والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ... } الآية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث بن زيادات رزين على الأصل. الحديث: 1254 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 747 1255 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنَّ عُمَرَ بن الخطاب- رضي الله عنه- غُسِّلَ وكُفِّنَ وصُلِّي عليه - وكان شهيداً - يرحمُهُ الله. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 463 في الجهاد، باب العمل في غسل الشهيد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1023) قال: عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1255 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 748 الكتاب الثاني من حرف الجيم في الجدال والمراء 1256 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ضَلَّ قَوْمٌ بعدَ هُدى كانوا عليه إلا أُوتُوا الجَدَال، ثم تَلاَ {ما ضَرَبُوهُ لَكَ إلا جَدَلاً بلْ هُمْ قومٌ خَصِمُون} [الزخرف: 58] » . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجدال والمراء) المخاصمة والمحاجة، وطلب المغالبة.   (1) رقم (3250) في التفسير، باب ومن سورة الزخرف، وأخرجه ابن ماجة رقم (48) في المقدمة، باب اجتناب البدع والجدل، وأحمد في " المسند " 5 / 252 و 256، وإسناده صحيح. وقد روي من غير وجه عن أبي أمامة، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 20 وزاد نسبته لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في " شعب الإيمان ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3253) حدثنا عبد بن حميد حدثنا محمد بن بشر ويعلى بن عبيد عن حجاج بن دينار عن أبي غالب عن أبي أمامة، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، إنما نعرفه من حديث حجاج بن دينار وحجاج ثقة مقارب الحديث. وأبو غالب اسمه حزور. الحديث: 1256 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 749 1257 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله [ص: 750] صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ترك المِراءَ وهو مُبْطِلٌ، بُني له بَيْتٌ في رَبَضِ الجنة، ومَنْ تركَهُ وهو مُحِقٌّ، بُني له في وَسَطِها، ومَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ بني له في أعلاها» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ربض الجنة) مشبه بربض المدينة، وهو ما حولها من العمارة.   (1) لم يخرجه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه كما ذكر المصنف رحمه الله، وإنما هو عن أبي أمامة عند أبي داود رقم (4800) في الأدب، باب في حسن الخلق بلفظ " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه "، وإسناده حسن. والذي في الترمذي عن أنس رضي الله عنه رقم (1994) في البر والصلة، باب ما جاء في المراء، من حديث سلمة بن وردان بلفظ " من ترك الكذب وهو باطل، بني له في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق، بني له في وسطها، ومن حسن خلقه، بني له في أعلاها ". وسلمة بن وردان، وهو أبو يعلى الليثي المدني، ضعيف، كما في " التقريب "، ولكن يشهد له حديث أبي داود، فهو حسن به. ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (51) في المقدمة، باب اجتناب البدع والجدل عن أنس، والنسائي بأطول منه 6 / 21 من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الحديث أخرجه أبو داود (4800) قال: حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي، أبو الجماهر، قال: حدثنا أبو كعب أيوب بن محمد السعدي، قال: حدثني سليمان بن حبيب المحاربي، فذكره. أما الذي أخرجه الترمذي فعن أنس. أخرجه الترمذي (1993) قال: ثنا عقبة بن مكرم العمر البصري، قال: ثنا ابن أبي فديك، قال: ثني سلمة بن وردان الليثي، عن أنس، فذكره. وقال الترمذي: هذا الحديث حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث وردان عن أنس بن مالك. الحديث: 1257 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 749 1258 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «المِرَاءُ في القرآنِ كُفْرٌ» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 751] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المراء في القرآن كفر) هو أن يكون في لفظ الآية روايتان مشتهرتان من السبع، أو في معناها، وكلاهما صحيح مستقيم، وحق ظاهر، فمناكرة الرجل صاحبه ومجاهدته إياه في هذا مما يزل به إلى الكفر. قال الخطابي: قال بعضهم: معنى المراء هاهنا: الشك فيه، والارتياب به. وقال بعضهم: أراد الشك في القراءة التي لم يسمعها الإنسان، وتكون صحيحة، فإذا أنكرها جاحداً لها، كان متوعداً بالكفر لينتهي عن مثل ذلك. وقال بعضهم: إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التي فيها ذكر القدَر ونحوه من المعاني، على مذهب أهل الكلام، دون ما تضمنته من الأحكام وأبواب التحليل والتحريم، فإن ذلك قد جرى بين الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من العلماء، وليس ذلك محظوراً. والله تعالى أعلم.   (1) رقم (4603) في السنة، باب النهي عن الجدال في القرآن، وأخرجه أحمد في مسنده 2 / 258 و 286 و 424 و 475 و 478 و 494 و 503 و 528، وإسناده حسن. وفي " الصحيحين " من حديث جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم به فقوموا ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4603) حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يزيد - يعني ابن هارون - أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 1258 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 750 1259 - (خ م ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أبغض الرجالِ إلى الله تَعَالَى: الأَلَدُّ الْخَصِمُ» . أخرجه الجماعةُ إلا الموطأ، وأبا داود (1) . [ص: 752] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الألد الخصم) الألد: الشديد الخصومة، والخصم: الذي يخصم أقرانه ويحاجهم.   (1) أخرجه البخاري 13 / 158 في الأحكام، باب الألد الخصم، وفي المظالم، باب قول الله تعالى: {وهو ألد الخصام} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب {وهو ألد الخصام} ، وأخرجه مسلم رقم (2668) [ص: 752] في العلم، باب في الألد الخصم، والترمذي رقم (2980) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، والنسائي 8 / 247 و 248 في القضاة، باب الألد الخصم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (273) قال: حدثنا سفيان وعبد الله بن رجاء. وأحمد (6/55) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/63) و (205) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (3/171) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (6/35) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. وفي (9/91) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (8/57) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2976) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (8/247) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا وكيع. (ح) وأنبأنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان. ستتهم - سفيان بن عيينة، وعبد الله بن رجاء، ويحيى بن سعد، ووكيع، وأبو عاصم النبيل، وسفيان الثوري- عن ابن جريج. قال: سمعت ابن أبي مليكة يحدث، فذكره. الحديث: 1259 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 751 1260 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتَنازَعُ في القَدَرِ، فَغَضِبَ، حتى كأنَّماَ فُقيء في وجهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ حُمْرَة من الغَضَب، فقال: أبِهَذا أُمِرْتُم؟ أَمْ بهذا أُرسِلتُ إليكم؟ إنَّما أَهْلَكَ من كان قبلَكم كَثْرَةُ التَّنَازُعِ في أمْرِ دِينهمْ، واخْتِلافُهمْ على أنبيائهم. وفي روايةٍ: إنَّما هَلَكَ مَنْ كان قبلَكُمْ حين تنازعوا في هذا الأمْرِ، عَزَمْتُ عليكم، عَزَمْتُ عليكم: أن لا تَنازَعُوا فيه. أخرجه الترمذي (1) . [ص: 753] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فُقئ) : فقص وبخص، ومنه: فقأت عينه، أي: بخصتُها. (عزمت) عزمت عليكم، بمعنى: أقسمت عليكم.   (1) رقم (2134) في القدر، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر، وفي سنده صالح بن بشير بن وادع المري، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ". ولكن للحديث شاهد عند ابن ماجة رقم (85) في المقدمة، باب في القدر من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب، فقال: " بهذا أمرتم، أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض، بهذا هلكت الأمم قبلكم " قال: فقال عبد الله بن عمرو: ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه، وهذا إسناد حسن، وله شاهد آخر ذكره الحافظ المنذري من رواية الطبراني عن أبي سعيد الخدري، وفي سنده سويد بن إبراهيم أبو حاتم، وهو صدوق سيء الحفظ، فالحديث حسن بهذه الشواهد، وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وعائشة وأنس رضي الله عنهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2133) حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري حدثنا صالح المري عن هشام ابن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، فذكره. قال أبو عيسى: وفي الباب عن عمر وعائشة وأنس وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث صالح المري وصالح المري له غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها. الحديث: 1260 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 752 1261 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: هَجَّرْتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فَسَمِعَ أصواتَ رجلين اختَلَفا في آيةٍ فَخَرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ في وجهه الغَضَبُ، فقال: إنَّما هَلَكَ مَنْ كانَ قبلكم باختلافهم في الكتاب. أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هجّرتُ) هجَّرت إليه: بكَّرت وقصدت، ويجوز أن يكون من الهاجرة، أي: قصدته وقت الهاجرة، وهو شدة الحر.   (1) رقم (2666) في العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/192) (6801) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (8/57) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري. والنسائي في فضائل القرآن (120) قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا داود بن معاذ. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وأبو كامل، وداود بن معاذ - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، قال: كتب إلي عبد الله بن رباح الأنصاري، فذكره. الحديث: 1261 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 753 1262 - () (عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -) قال: لا تُمارِ أخَاكَ فإنَّ الْمِرَاءَ لا تُفْهَمُ حِكْمَتُهُ، ولا تُؤمَنُ غائلتُه، ولا تَعِدْ وعْداً فَتُخْلِفَهُ. أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غائلته) الغائلة: ما يغول الإنسان، أي: يهلكه ويتلفه.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا رزين من زيادات العبدري. الحديث: 1262 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 753 1263 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الشَّيْطانَ قد أيسَ أنْ يَعْبُدَهُ المصلُّونَ، ولكن في التحريش بينهم» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التحريش) : الإغراء بين الناس بعضهم ببعض.   (1) رقم (1938) في البر والصلة، باب ما جاء في التباغض، وإسناده صحيح. وقد أبعد المصنف النجعة، فالحديث في مسلم رقم (2812) في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان، من حديث جابر بلفظ: " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم " أي: ولكنه يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " من حديث جابر 3 / 313 و 354 و 366 و 384، ومن حديث عم أبي حرة الرقاشي 5 / 73. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/313) قال: حدثنا أبو معاوية،وابن نمير. ومسلم (8/138) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (1937) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. أربعتهم - أبو معاويةح، وابن نمير، وجرير، ووكيع - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. عن ماعز التميمي، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم» . أخرجه أحمد (3/354) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا صفوان، عن ماعز، فذكره. وعن أبي الزبير، عن جابر،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس قد أيِسَ أن يعبدَه المصلون، ولكن في التحريش بينهم» . أخرجه أحمد (3/366) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (3/366) قال: حدثناه وكيع. كلاهما - أبو نعيم، ووكيع - عن سفيان، عن أبي الزبير، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/384) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني أبو الزبير، سمع جابر بن عبد الله،فذكره ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الحديث: 1263 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 754 1264 - (د) سعيد بن المسيب - رحمه الله-: قال: بينما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جالسٌ، ومعَهُ أَصْحَاُبهُ، وقعَ رجلٌ بأبي بكرٍ فآذاهُ، فَصَمَتَ عنه أبو بكرٍ، ثم آذاه الثانية، فَصَمَت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثالثة، فانْتَصرَ أبو بكرٍ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أوَجَدْتَ عَليَّ يا رسولَ الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: نَزَلَ مَلَكٌ من السَّماءِ يُكَذِّبُهُ بما قالَ لَكَ، فلمَّا اْنتَصَرْتَ ذَهبَ المَلَكُ، وقَعَدَ الشَّيْطانُ، فلم أكُنْ لأِجْلِسَ إذْ وقع الشَّيطانُ. أخرجه أبو داود (1) . [ص: 755] وأخرج أبو داود أيضاً، عن أبي هريرة: أنَّ رجلاً كان يَسُبُّ أبا بكر - رضي الله عنه - ... وساق نحوه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوَجَدْتَ) أي: أغَضِبْتَ؟ من الموجدة: الغضب.   (1) رقم (4896) و (4897) في الأدب، باب في الانتصار، وهو حديث مرسل. (2) وهذا مسند، ولكن في إسناده محمد بن عجلان المدني، وهو صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. وقال المنذري: وذكر البخاري في تاريخه المرسل، والمسند بعده، وقال: والأول أصح، يعني: المرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4896) حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن سعيد المقبري عن بشير بن المحي عن سعيد بن المسيب، فذكره. وأخرجه أبو داود (4897) حدثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا سفيان عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، فذكره. قال أبو داود: وكذلك رواه صفوان بن عيسى عن ابن عجلان كما قال سفيان. الحديث: 1264 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 754 ترجمة الأبواب التي أولها جيم ولم تَرِدْ في حرف الجيم (الجار) في كتاب الصحبة من حرف الصاد. (الجلود) في كتاب الطهارة من حرف الطاء. (الجنابة) في كتاب الطهارة من حرف الطاء. (الجنة) في كتاب القيامة من حرف القاف. (الجنازة) في كتاب الموت من حرف الميم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 756 تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء الثاني من كتاب " جامع الأصول في أحاديث الرسول " صلى الله عليه وسلم ويليه الجزء الثالث، وأوله حرف الحاء ويبدأ بكتاب: الحج والعمرة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 757 حرف الحاء ويشتمل على ستة كتب كتاب الحج والعمرة، كتاب الحدود، كتاب الحضانة، كتاب الحياء، كتاب الحسد، كتاب الحرص الكتاب الأول: في الحج والعمرة ، وفيه أربعة عشر باباً (1) الباب الأول: في وجوبه، والحث عليه 1265 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: خَطبَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا أيها الناسُ، قد فُرِضَ عليكُم الحجُّ، فَحُجُّوا، فقال رجل: أفي كُلِّ عامٍ يا رسول الله؟ فَسَكَتَ حتى قالها ثَلاثاً، ثم قال: ذروني ما تركتُكم، ولو قلتُ: نَعمْ لوَجَبتْ، وَلَمَا اسْتَطَعتُم، [ص: 4] وَإِنَّمَا أهْلَكَ مَن كانَ قَبلَكم كَثرَةُ سُؤالِهِمْ، واختلافُهُمْ على أنبيائهم، فإذا أمَرْتُكُمْ بشيءٍ فائتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ، وإذا نهيتُكُمْ عن شيء فاجتنبوه» . أخرجه مسلم، والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الحج في اللغة: القصد إلى كل شيء. فجعله الشرع مخصوصاً بقصد معين ذي شروط معلومة، وفيه لغتان: فتح الحاء وكسرها، وقريء بهما في القرآن.   (1) في الأصل: أحد عشر باباً. وفي نسخة: عشرة أبواب. والصواب: أنها أربعة عشر باباً. (2) مسلم رقم (1337) في الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، ورقم (1337) في الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله، والنسائي 5 / 110 و 111 في الحج، باب وجوب الحج. ورواية المصنف هنا بالمعنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/447) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا حماد. وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/508) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي. و «مسلم» (4/102) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي. وفي (7/91) قال: حدثني عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. و «النسائي» (5/110) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. قال: حدثنا أبو هشام واسمه المغيرة بن سلمة. قال: حدثنا الربيع بن مسلم. وابن خزيمة (2508) قال حدثنا: محمد قال يحيى. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا الربيع بن مسلم. ثلاثتهم - حماد بن سلمة، وشعبة، والربيع بن مسلم القرشي- عن محمد بن زياد فذكره. الحديث: 1265 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 3 1266 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «لما نَزلت: {ولله على الناسِ حِجُّ البيتِ من استطاع إليه سَبيلاً} [آل عمران: 97] ، قالوا: يا رسولَ الله، كُلَّ عامٍ؟ فسكت، فقالوا: يا رسول الله، أفِي كُلِّ عامٍ؟ قال: لا، ولو قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنُوا لا تَسألُوا عن أشياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ... } الآية [المائدة: 101] » . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3057) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، ورقم (814) في الحج، باب ما جاء كم فرض الحج، وأخرجه ابن ماجة رقم (2884) في الحج، باب فرض الحج. وفي سنده منصور بن وردان الأسدي الكوفي، لم يوثقه غير ابن حبان، وأبو البختري وهو سعيد بن فيروز يرسل عن علي، ولم [ص: 5] يلقه ولم يسمعه منه فالسند منقطع، ولكن للحديث شواهد، دون ذكر سبب نزول الآيات عند مسلم وأحمد والنسائي من حديث أبي هريرة، وعند أحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي والحاكم من حديث ابن عباس، وعند ابن ماجة من حديث أنس ولذلك قال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث علي رضي الله عنه، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف أخرجه أحمد (1/113) (905) . وابن ماجة (2884) قال: حدثني محمد بن عبد الله ابن نمير وعلي بن محمد. و «الترمذي» (، 814 3055) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. أربعتهم (أحمد وابن نمير، وعلي، والأشج) عن منصور بن وردان الأسدي، قال: حدثنا علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبي البختري، فذكره. قال الزيلعي في «نصب الراية» (3/2) : قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه، انتهى. قال محمد - يعني البخاري: وأبو البختري لم يدرك عليا، انتهى كلام الترمذي. وكذلك رواه البزار في «مسنده» وقال: أبو البختري لم يسمع من علي، انتهى وأخرجه الحاكم في «المستدرك» في تفسير آل عمران» وسكت عنه، ولم يتعقبه الذهبي في «مختصره» بالانقطاع، ولكن أعله بعبد الأعلى، قال: وقد ضعفه أحمد، انتهى. وقال الشيخ في «الإمام» ، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه عبد الأعلى الثعلبي ضعيف الحديث، وقال ابن معين، وأبو حاتم: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، ربما رفع الحديث وربما وقفه، انتهى كلامه. الحديث: 1266 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 4 1267 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن الأقرعَ بن حابِس سألَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فقال: الحجُّ في كلِّ سَنةٍ، أَوْ مَرَّة واحدة؟ قال: «بَلْ مَرَّة وَاحِدة، فمن زاد فَتَطَوُّعٌ» . هذه رواية أبو داود. وفي رواية النسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله كتب عليكم الحج، فقال الأقرعُ بنُ حابس التَّميمي: كلَّ عامٍ يا رسولَ اللَّه؟ فقال: لو قلتُ: نعم لو جَبَت، ثُمَّ إذاً لا تَسْمَعُونَ ولا تُطيعُونَ، ولكنه حَجَّةُ واحِدَةُ» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (1721) في الحج، باب فرض الحج، والنسائي 5 / 111 في الحج، باب وجوب الحج، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2866) ، وفي سند أبي داود وابن ماجة، سفيان بن حسين الواسطي، وهو ثقة في غير الزهري. وروايته هنا عن الزهري، ولكن تابعه عند النسائي عبد الجليل بن حميد، وهو لا بأس به، وتابعه أيضاً عند أحمد رقم (2304) سليمان بن كثير العبدي البصري، وهو لا بأس به في غير الزهري. وله طرق أخرى عن الزهري، وللحديث شواهد كما ذكرنا في الحديث الذي قبله. ورواه الحاكم في أول المناسك 1 / 441 وصححه ووافقه الذهبي وانظر مسند أحمد رقم (2663) و (2741) و (2971) و (2998) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/255) (2304) ، (1/290) (2642) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سليمان بن كثير أبو داود الواسطي. وفي (1/352) (3303) قال:حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/370) (3510) قال: حدثنا رَوْح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. وفي (1/371) (3520) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زمعة، و «عبد بن حميد» (677) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. و «الدارمي» (1795) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: حدثنا سليمان بن كثير. و «أبو داود (1721) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين. و «ابن ماجة» (2886) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا سفيان بن حسين. و «النسائي» (5/111) قال: أخبرنا محمد بن يحيى ابن عبد الله النيسابوري، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أنبأنا موسى بن سلمة، قال: حدثني عبد الجليل بن حميد. خمستهم - سليمان بن كثير، وسفيان بن حسين، ومحمد بن أبي حفصة، وزمعة، وعبد الجليل بن حميد - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سنان، فذكره. وقال الزيلعي في «نصب الراية» (3/1-2) رواه الحاكم في «المستدرك» وقال: حديث صحيح الإسناد إلا أنهما لم يخرجا لسفيان بن حسين، وهو من الثقات الذين يجمع حديثهم، انتهى. وسفيان بن حسين الواسطي، تكلم فيه بعضهم في روايته عن الزهري، قال ابن حبان في «كتاب الضعفاء» سفيان بن حسين الواسطي يروي عن الزهري المقلوبات، وإذا روى عن غيره أشبه حديثه حديث الأثبات، وذلك أن صحيفة الزهري اختلطت عليه، وكان يأتي بها على التوهم، والإنصاف في أمره تنكب ما روى عن الزهري، والاحتجاج بما روى عن غيره، انتهى كلامه (تحرف في المطبوع إلى «يزيد بن إبراهيم» والصواب ما أثبتناه.) قلت -أي الزيلعي -: قد تابعه عليه عبد الجليل بن حميد، وسلمان بن كثير، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، ومحمد بن أبي حفصة، فرووه عن الزهري، كما رواه سفيان بن حسين، ورواه يزيد بن هارون عن أبي سنان أيضا بنحو ذلك. الحديث: 1267 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 1268 - (ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: [ص: 6] جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما يُوجب الحَجَّ؟ قال: «الزَّادُ والرّاحِلةُ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الراحلة) : الجمل -والناقة- الشديد الخلق مما يركب ويحمل عليه.   (1) رقم (813) في الحج، باب في إيجاب الحج. ورقم (3001) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران. وفي سنده إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك كما قال الحافظ في " التقريب ". ورواه ابن ماجة رقم (2897) في المناسك، باب ما يوجب الحج، من حديث ابن عباس وإسناده ضعيف. والدارقطني والحاكم والبيهقي من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس. قال الحافظ في " التلخيص " 2 / 221: قال البيهقي: الصواب عن قتادة عن الحسن مرسلاً - يعني الذي خرجه الدارقطني - وسنده صحيح إلى الحسن. ولا أرى الموصول إلا وهماً. وقد رواه الحاكم من حديث حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أيضاً، إلا أن الراوي عن حماد، هو أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني. وقد قال أبو حاتم: منكر الحديث. ثم قال الحافظ: ورواه ابن المنذر من قول ابن عباس. ورواه الدارقطني من حديث جابر، ومن حديث علي، ومن حديث ابن مسعود، ومن حديث عائشة، ومن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وطرقه كلها ضعيفة. وقد قال عبد الحق الإشبيلي: إن طرقها كلها ضعيفة. وقال أبو بكر بن المنذر: لا يثبت الحديث في ذلك مسنداً، والصحيح من الروايات رواية الحسن المرسلة. قال الشوكاني في " نيل الأوطار ": ولا يخفى أن هذه الطرق يقوي بعضها بعضاً فتصلح للاحتجاج بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف أخرجه ابن ماجة (2896) قال: حدثنا بن عمار، قال: حدثنا مروان بن معاوية (ح) وحدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع. و «الترمذي» (813) قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال حدثنا وكيع. و (2889) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. ثلاثتهم (مروان بن معاوية، ووكيع، وعبد الزراق) عن إبراهيم بن يزيد المكي، عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، فذكره. قال الزيلعي في «نصب الراية» (3/8) : قال الترمذي: حديث غريب لانعرفه إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم، من قبل حفظه، انتهى. ذكره في «التفسير» وفي «الحج» وإبراهيم بن يزيد قال في «الإمام» قال فيه أحمد، والنسائي، وعلي بن الجنيد: متروك، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال مرة: ليس بشيء. وقال الدارقطني: منكر الحديث، انتهى. ورواه الدارقطني ثم البيهقي في «سننهما» ، قال الدارقطني: وقد تابع إبراهيم بن يزيد عليه محمد بن عبد الله بن عمير الليثي، فرواه عن محمد بن عبادي عن ابن عمر عن النبي عليه السلام - كذلك، انتهى. وهذا الذي أشار إليه رواه ابن عدي في «الكامل» وأعله بمحمد بن عبد الله الليثي، واسند تضعيفه عن النسائي، وابن معين، ثم قال: والحديث معروف بإبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو من هذا الطريق غريب، انتهى. قال البيهقي: وإبراهيم بن يزيد الخوزي ضعفه ابن معين، وغيره، وروى من أوجه كلها ضعيفة، وروي عن ابن عباس من قوله، ورويناه من أوجه صحيحة عن الحسن عن النبي - عليه السلام - مرسلا، فيه قوة، فيه نظر، لأن المعروف عندهم أن الطريق إذا كان واحدا، ورواه الثقات مرسلا، وانفرد ضعيف برفعه أن يعللوا المسند بالمرسل، ويحملوا الغلط على رواية الضعيف، فإذا كان ذلك موجبا لضعف السند، فكيف يكون تقوية له؟! الحديث: 1268 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 1269 - (ت) علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ مَلَكَ راحلة، وزادا يُبَلَّغُهُ إلى بيت اللَّه الحرام، ولم يَحُجَّ، فلا عليه أن يموت يَهُودياً أو نصرانياً، وذلك أن الله تعالى يقول: {ولله على الناس حِجُّ البيت من استطاعَ إليه سبيلاً} [آل عمران: 97] » . [ص: 7] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (812) في الحج، باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث - يعني الأعور - يضعف في الحديث. وقال الحافظ في " التقريب ": هلال بن عبد الله الباهلي أبو هاشم البصري متروك. وقد ذكر الحديث الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات. وقال العقيلي والدارقطني: لا يصح فيه شيء. وللحديث طرق كلها ضعيفة، ذكر بعضها الحافظ في " التلخيص " ومنها مرسل ابن سابط ثم قال: وله طريق صحيحة، إلا أنها موقوفة: رواه سعيد بن منصور والبيهقي عن عمر بن الخطاب قال: لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جدة ولم يحج فيضربوا عليه الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين - لفظ سعيد. ولفظ البيهقي: أن عمر قال: ليمت يهودياً أو نصرانياً - يقولها ثلاث مرات - رجل مات ولم يحج ووجد لذلك سعة وخليت سبيله. قلت - القائل ابن حجر -: وإذا انضم هذا الموقوف إلى مرسل ابن سابط علم أن لهذا الحديث أصلاً، ومحمله على من استحل الترك، وتبين بذلك خطأ من ادعى أنه موضوع. والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف أخرجه الترمذي (812) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي البصري، قال: حدثنا مسلم ابن إبراهيم، قال: حدثنا هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي، قال: حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن الحارث، فذكره. قال أبو عيسى في «جامعه» (3/177) : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعف في الحديث. الحديث: 1269 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 1270 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ صرُّورَةَ في الإسلام» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 8] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا صرورة) الصرورة: الرجل الذي لم يحج قط، وكذلك المرأة.   (1) رقم (1729) في المناسك، باب لا صرورة في الإسلام، من حديث عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه أحمد في المسند رقم (2845) والحاكم في المستدرك 1 / 448. وقد اختلف العلماء في عمر بن عطاء في هذا الحديث، لأنه لم يقع منسوباً. قال الحافظ في " التلخيص ": قال ابن طاهر: هو عمر بن عطاء بن وراز، وهو ضعيف. لكن في رواية الطبراني: عمر بن عطاء بن أبي الخوار، وهو موثق. وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم (2845) هو عمر بن عطاء بن أبي الخوار، وهو ثقة. وقد أعل بعضهم هذا الحديث وضعفه بأن عمر بن عطاء فيه هو عمر بن عطاء بن وراز، وهو ضعيف. وأما ابن حبان فقد جمعهما رجلاً واحداً، فوهم، ذكره في الثقات باسم: عمر بن عطاء بن وراز بن أبي الخوار. وفي بعض نسخ أبي داود: عن عمر بن عطاء: يعني ابن أبي الخوار. وقد أخطأ المنذري فقال: في إسناده عمر بن عطاء، وهو ابن أبي الخوار. وقد ضعفه [ص: 8] غير واحد من الأئمة، مع أن ابن أبي الخوار ثقة، والضعيف هو عمر بن عطاء بن وراز. وقد صحح الحديث الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً أحمد شاكر في المسند، وضعفه الحافظ المناوي في " فيض القدير " لاختلافهم في عمر بن عطاء. والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف أخرجه أحمد (1/312) (2845) قال: حدثنا محمد بن بكر. و «أبو داود» (1729) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد -يعني سليمان بن حيان الأحمر كلاهما - محمد ابن بكر، وأبو خالد - عن ابن جريج، قال أخبرني عمر بن عطاء، عن عكرمة، فذكره. قلت: أخرجه الحاكم في «المستدرك» (1/448) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا أبو المثنى، ثنا مسدد بن قطن، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، .... فذكره ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وقلت: اختلف العلماء في عمر بن عطاء في هذا الحديث، لأنه لم يقع منسوبا فمن قال إنه ابن وراز فهو ضعيف، ومن قال: إنه ابن أبي الخوار فهو موثق. الحديث: 1270 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 1271 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أرادَ الحجَّ، فَلْيَتَعَجَّلْ» .أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1732) في المناسك، ورواه أيضاً أحمد في المسند رقم (1973) و (1974) والحاكم في المستدرك 1 / 448، والبيهقي في سننه 4 / 340، وفي سنده مهران أبو صفوان، وهو مجهول. قال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات. وقد صحح الحاكم الحديث وقال: أبو صفوان مهران مولى لقريش، ولا يعرف بجرح، ووافقه الذهبي على ذلك، وصححه أحمد شاكر في المسند. ويشهد له ما رواه أحمد في المسند رقم (1833) و (1834) وابن ماجة رقم (2883) والبيهقي 4 / 340 بسند ضعيف بلفظ " من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة " وله شواهد أخرى بهذا المعنى يرتقى بها إلى درجة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] يُحَسن أخرجه أحمد (1/225) (1973) قال:حدثنا أبو معاوية. وفي (21/225) (1974) قال: حدثنا عبد الرحمان بن محمد (يعني المحاربي) . و «عبد الله بن حميد» (720) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. و «الدارمي» (1791) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو معاوية. و «أبو داود» (1732) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم. كلاهما (أبو معاوية، والمحاربي) عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مهران أبي صفوان، فذكره. قلت: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/448) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا أبو المثني، ثنا مسدد ... ، فذكره، ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد، ولم يخرجاه، وأبو صفوان هذا سماه غيره مهران مولى لقريش ولا يعرف بالجرح. وأخرجه البيهقي «السنن الكبرى» (4/339-340) ، وذكر له شواهد أخرى (*) وقع في المطبوع من «سنن أبي داود» زيادة الأعمش بين محمد بن خازم والحسن ولعله وهم من الناسخ، وخاصة أنه لا يوجد للأعمش عنه رواية في أي من الكتب الستة التي من بينهما أبو داود. الحديث: 1271 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 1272 - (ت) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن العمرةِ: واجبةُ هي؟ قال: لا، وأن تَعْتمَرُوا هو أَفْضَلُ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 9] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العمرة) من الاعتمار، وهو الزيادة في الأصل، يقال: اعتمر فلاناً أي: زاره، وهو في الاستعمال الشرعي: زيارة البيت الحرام على الشرائط المعروفة.   (1) رقم (931) في الحج، باب ما جاء في العمرة أواجبة هي أم لا؟ ورواه أيضاً أحمد في المسند 3 / 316 والبيهقي في سننه 4 / 349. وفي سنده الحجاج بن أرطأة، وهو ضعيف. وقال الترمذي: حديث حسن. وفي بعض النسخ: حسن صحيح. وفي تصحيحه نظر كثير من أجل الحجاج، فإن الأكثر على تضعيفه والاتفاق على أنه مدلس، وقال النووي: ينبغي أن لا يغتر بكلام الترمذي في [ص: 9] تصحيحه، فقد اتفق الحفاظ على تضعيفه. وقال البيهقي: المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع. وروي عن جابر مرفوعاً بخلاف ذلك، - يعني حديث ابن لهيعة عن عطاء عن جابر مرفوعاً " الحج والعمرة فريضتان " قال الحافظ في " الفتح " أخرجه ابن عدي وابن لهيعة ضعيف، وقال في " التلخيص ": والمشهور عن جابر حديث الحجاج بن أرطأة. وعارضه حديث ابن لهيعة، وهما ضعيفان. والصحيح عن جابر من قوله، كذلك رواه ابن جريج عن ابن المنكدر عن جابر. وقال في " الفتح " أيضاً: روى ابن الجهم المالكي بإسناد حسن عن جابر: ليس مسلم إلا عليه عمرة، موقوف على جابر. والقول بوجوب العمرة، هو المشهور عن الشافعي وأحمد وغيرهما من أهل الأثر. والمشهور عن المالكية أن العمرة تطوع، وهو قول الحنفية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف أخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/357) قال: حدثنا يونس، وعفان، قالا: حدثنا معمر بن سلمان الرقي. و «الترمذي» (931) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا عمر بن علي و «ابن خزيمة» (3068) قال: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا عمر بن علي. ثلاثتهم (أبو معاوية، وممر، وعمر) عن الحجاج بن أرطاة، عن محمد بن المنكدر، فذكره. قلت: قال أبو عيسى في «جامعه» (3/270) : هذا حديث حسن صحيح، انتهى. وأخرجه البيهقي في «سننه» (4/349) : وقال: هذا هو المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع وروي عن جابر مرفوعا بخلاف ذلك وكلاهما ضعيف، انتهى. وقال الحافظ في «التخليص» (2/ 226) : ونقل جماعة من الأئمة الذين صنفوا في الأحكام المجردة من الأسانيد، أن الترمذي صححه من هذا الوجه، وقد نبه الكروخي فقط، فإن فيها حسن صحيح، وفي تصحيحه نظر كثير من أجل الحجاج، فإن الأكثر على تضعفه والاتفاق على أنه مدلس. قلت: هو عند الترمذي (3/271) بلاغا من الشافعي قائلا: وقد بلغنا عن ابن عباس أنه كان يوجبها. وهو عند البخاري (3/698) معلقا بلفظ وقال: ابن عباس -رضي الله عنهما - إنها لقرينتها في كتاب الله {وأتموا الحج والعمرة الله} وقال الحافظ في الفتح (3/699) : هذا التعليق وصله الشافعي وسعيد بن منصور كلاهما عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، سمعت طاوسا يقول سمعت ابن عباس يقول.. فذكره، وللحاكم من طريق عطاء عن ابن عباس: الحج والعمرة فريضتان. وإسناده ضعيف، انتهى. وزاد السيوطي في «الدر المنثور» (1/217) نسبته إلى سفيان بن عيينة والبيهقي انتهى وقال أيضا في نفس الصفحة، وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي عن ابن عباس قال: العمرة واجبة كوجوب الحج من استطاع إليه سبيلا. الحديث: 1272 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 1273 - (ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «العُمْرَةُ وَاجِبَةُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) هو عند الترمذي في آخر رقم (931) في الحج، باب ما جاء في العمرة أواجبة هي أم لا؟ من كلام الشافعي رحمه الله بلاغاً بلفظ: وقد بلغنا عن ابن عباس أنه كان يوجبها - يعني العمرة -. وقال البخاري تعليقاً 3 / 476 وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنها لقرينتها في كتاب الله عز وجل {وأتموا الحج والعمرة لله} . قال الحافظ في " الفتح ": هذا التعليق وصله الشافعي وسعيد بن منصور كلاهما عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمعت طاووساً يقول: سمعت ابن عباس يقول: والله إنها لقرينتها في كتاب الله {وأتموا الحج والعمرة لله} ، وللحاكم من طريق عطاء عن ابن عباس: الحج والعمرة فريضتان، وإسناده ضعيف. والضمير في قوله: لقرينتها للفريضة. وكان أصل الكلام أن يقول: لقرينته، لأن المراد الحج. وقال البخاري تعليقاً: وقال ابن عمر [ص: 10] رضي الله عنهما: ليس أحد إلا وعليه حجة وعمرة. قال الحافظ في " الفتح ": وهذا التعليق وصله ابن خزيمة والدارقطني والحاكم من طريق ابن جريج: أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: ليس من خلق الله أحد إلا عليه حجة وعمرة واجبتان، من استطاع سبيلاً، فمن زاد شيئاً فهو خير وتطوع. وقال سعيد بن أبي عروبة في المناسك عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: الحج والعمرة فريضتان. الحديث: 1273 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 1274 - () عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- كان يقرأ: {وأتِمُّوا الحجَّ والعمرةَ إلى البيت} (1) ، وكان يقول: لولا التَّحَرُّج، وأني لم أسمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك شيئًا، لقلت: «إن العمرة واجبة» . أخرجه ... (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التحرج) : التأثم، وهو تفعُّل من الحرج،والحرج: الإثم والضيق.   (1) قال أبو حيان في البحر المحيط: ينبغي أن يحمل هذا على التفسير. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال السيوطي في «الدر المنثور» (1/217-218) ، وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود أنه قرأ وأقيموا الحج والعمرة للبيت ثم قال: والله لولا التحرج أني لم أسمع فيها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا لقلنا أن العمرة واجبة مثل الحج. الحديث: 1274 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 الباب الثاني: في المواقيت والإحرام : وفيه فصلان الفصل الأول: في المواقيت : وفيه فرعان الفرع الأول: في الزمان 1275 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «أشْهُرُ الحجِّ: شَوَّالُ، وَذُو القَعدة، وعَشْرٌ من ذِي الحجَّةِ» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [ص: 12] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المواقيت) : جمع ميقات، وهو الوقت المضروب للفعل والموضع، والمراد به ها هنا: الوقت والمكان اللذان يحرم منهما الحاج ويُنشيء النية. (الإحرام) : مصدر أحرم الرجل يحرم إحراماً: إذا أهل بالحج أو العمرة، وباشر أسبابهما وشروطهما من خلع المخيط واجتناب الأشياء التي منعه الشرع منها، كالطيب والنكاح والصيد ونحو ذلك، والأصل فيه: المنع، وكأن المحرم مُنِع من هذه الأشياء. وأحرم الرجل: إذا دخل في الشهور الحُرُم، وإذا دخل الحَرَم.   (1) معلقاً بصيغة الجزم 3 / 333 في الحج، باب قول الله تعالى {الحج أشهر معلومات} إلى قوله {في الحج} وقوله: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} . وقد وصله ابن جرير الطبري في تفسيره رقم (3533) قال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ورقاء، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: {الحج أشهر معلومات} قال: شوال، وذو القعدة، وعشر ذي الحجة " وإسناده صحيح، كما قال الحافظ ابن كثير في التفسير. ورواه الحاكم في المستدرك 2 / 276 في التفسير، وصححه ووافقه الذهبي. قال ابن كثير: وهو مروي عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد الله بن الزبير، وابن عباس، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، وإبراهيم النخعي [ص: 12] والشعبي، والحسن، وابن سيرين، ومكحول، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان، وهو مذهب الشافعي، وأبي حنيفة، وأحمد بن حنبل، وأبي يوسف، وأبي ثور، رحمهم الله تعالى. واختار هذا القول ابن جرير قال: وصح إطلاق الجمع على شهرين وبعض الثالث للتغليب. كما تقول العرب: رأيته العام، ورأيته اليوم، وإنما وقع ذلك في بعض العام واليوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري معلقا في الحج- باب قوله الله تعالى {الحج أشهر معلومات} وقال الحافظ في «الفتح» (3/491) : وصله الطبري والدارقطني من طريق ورقاء عن عبد الله بن دينار عنه ... فذكره. وروى البيهقي من طريق عبد الله بن نمير عن عبد الله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر مثله، والإسنادان صحيحان، انتهى. وقال السيوطي في «الدر المنثور» (2271) : وأخرج وكيع وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، والبيهقي في «سننه» من طرق عن ابن عمر، فذكر الحديث. الحديث: 1275 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 1276 - (ط) هشام بن عروة بن الزبير -رضي الله عنهم- أن عبد الله بن الزبير: «أقَامَ بمكةَ تسعَ سنينَ يُهلُّ بالحج لهلالِ ذي الحجة، وعُرْوَةُ معه يَفْعلُ ذلك» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يهل) : الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد به في أحاديث الحج جميعها: أنه وقت ما يعقد النية بالحج أو العمرة، فإنه حينئذ يرفع [ص: 13] صوته ملبياً: «لبيك اللهم لبيك» .   (1) 1 / 339 في الحج، باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح أخرجه مالك في «الموطأ» (282) في الحج - باب: إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم. الحديث: 1276 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 1277 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- أن عمر قال: «يا أهل مَكَّةَ: ما شأْنُ النَّاس يأْتُونَ شُعثاً، وأَنتُم مُدَّهِنُونَ؟ أهلُّوا إذا رأيتم الهلال» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شُعْثاً) : جمع أشعث، وهو البعيد [العهد] بتسريح الشعر وغسله. (مدهنون) : الإدهان: استعمال الدهن،والأصل: مدتهنون، فأدغمت التاء في الدال وأظهرت الدال.   (1) 1 / 339 في الحج، باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم، وإسناده منقطع، فإن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق لم يدرك عمر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك منقطعا في «الموطأ» (282) في الحج - باب إهلال أهل مكة 130ومن بها من غيرهم. الحديث: 1277 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 1278 - (خ) عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- سئل عن المجاور: متى يلبي بالحج؟ فقال: «كان ابن عمر إذا أتى مُتَمتَّعاً يُلبَّي بالحجَّ يوم التَّروية، إذا صلَّى الظُّهرَ واستَوَى على راحلته» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [ص: 14] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُلَبِّي) التلبية: أن يقول: «لبيك اللهم لبيك» وما ورد به الشرع من ألفاظ التلبية. (يوم التَّروية) : هو اليوم الثامن من ذي الحجة، قال الجوهري: سمي يوم التروية، لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده.   (1) معلقاً بصيغة التمريض 3 / 404 في الحج، باب الإهلال من البطحاء وغيرها للمكي والحاج إذا خرج من منى. قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور من طريقه بلفظ: رأيت ابن عمر في المسجد، فقيل له: قد رئي الهلال، فذكر قصة فيها، فأمسك حتى كان يوم التروية، فأتى البطحاء، فلما استوت به راحلته أحرم. وروى مالك في الموطأ: أن ابن عمر أهل لهلال ذي الحجة. وذلك أنه كان يرى التوسعة في ذلك. ا. هـ وهو في الموطأ 1 / 340 في الحج، باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري معلقا في الحج - باب: الإهلال من البطحاء وغيرها ... وقال الحافظ في «الفتح» (3/591) : وصله سعيد بن منصور من طريقه بلفظ «رأيت ابن عمر في المسجد فقيل له: قد رؤي الهلال- فذكر قصة فيها - فأمسك حتى كان يوم التروية فأتى البطحاء، فلما استوت به راحلته أحرم» . وروى مالك في «الموطأ» أن ابن عمر أهل لهلال ذي الحجة، وذلك أنه كان يرى التوسعة في ذلك. قلت: هو عنده في الحج - باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم (ص283) . الحديث: 1278 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 1279 - (خ) ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «من السُّنَّةِ أن لا يُحرم بالحجِّ إلا في أشهُرِ الحجِّ» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) 3 / 333 معلقاً، في الحج، باب قول الله تعالى {الحج أشهر معلومات} . قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن خزيمة والحاكم والدارقطني من طريق الحاكم عن مقسم عنه قال: لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج، فإن من سنة الحج أن يحرم بالحج في أشهر الحج، ورواه ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس قال: لا يصلح أن يحرم أحد بالحج إلا في أشهر الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري معلقا في الحج - باب قول الله تعالى: {الحج أشهر معلومات} . وقال الحافظ: في «الفتح» (3/491) : وصله ابن خزيمة والحاكم والدارقطني من طريق الحاكم عن مقسم عنه، قال: لايحرم بالحج إلا في أشهر الحج، فإن من سنة الحج أن يحرم بالحج في أشهر الحج» وراه ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس قال: لايصلح أن يحرم أحد بالحج إلا في أشهر الحج» ، انتهى. وقال السيوطي في «الدر المنثور» (1/227) وأخرج ابن أبي شيبة، وقال ابن خزيمة، والحاكم وصححه، والبيهقي عن ابن عباس قال: لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج فإن من سنة الحج أن يحرم بالحج إلا في أشهر الحج» انتهى. الحديث: 1279 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 الفرع الثاني: في المكان 1280 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُهِلُّ أهلُ المدينة: من ذِي الحليفة، ويُهِلُّ أهلُ الشام: من الْجُحْفَةِ، ويُهل أهل نَجْدٍ: مِنْ قَرْنٍ» . قال ابن عمر: وذُكر لي، ولم أسمع: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ويُهِلُّ أهلُ اليمن: من يَلَمْلَمَ» . هذه رواية البخاري ومسلم. وللبخاري أيضاً عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلاً قام في المسجد، [ص: 15] فقال: يا رسول الله: «مِنْ أيْنَ تأمرُنا أنْ نُهِلَّ؟ قال: يُهِلُّ أهلُ المدينة: من ذي الْحُلَيْفَةِ» ... وذكر نحوه. وفي أخرى له، أن رجلاً سأله: من أين يجوز لي أن اعتمر؟ قال: فرضها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل نجد: قرناً، ولأهل المدينة: ذا الحليفة ولأهل الشام: الجحفة، لم يزد. وأخرجه الباقون بمثل ذلك، إلا أن الترمذي قال: إن رجلاً قال: «من أين نُهلُّ يا رسول الله؟» فذكر الحديث (1) .. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَلَمْلَم) وقد يُقال: أَلملم -: ميقات أهل اليمن.   (1) أخرجه البخاري 3 / 307 في الحج، باب ميقات أهل المدينة ولا يهلون قبل ذي الحليفة، وباب فرض مواقيت الحج والعمرة، وباب مهل أهل نجد، وفي العلم، باب ذكر العلم والفتيا في المسجد، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1182) في الحج، باب مواقيت الحج والعمرة، والموطأ 1 / 330 في الحج، باب مواقيت الإهلال، والترمذي رقم (831) في الحج، باب ما جاء في مواقيت الإحرام لأهل الآفاق، وأبو داود رقم (1737) في المناسك، باب المواقيت، والنسائي 5 / 122 في الحج، باب ميقات أهل المدينة، وباب ميقات أهل الشام، وباب ميقات أهل نجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح أخرجه الحميدي 1- عن سالم، عن أبيه (623) حدثنا سفيان. «وأحمد» (2/9) (4555) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/103) (6140) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب. وفي (2/151) (6390) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «البخاري» (2/165) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أحمد، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس «مسلم» (4/6) قال: حدثني زهير بن حرب، وابن أبي عمر. قال ابن أبي عمر: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «النسائي» (5/125) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان و «ابن خزيمة» (9/258) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمان، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم (سفيان بن عيينة، وابن أخي ابن شهاب، ومعمر، ويونس) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم ابن عبد الله فذكره. 2- عن نافع، عن أبيه أخرجه مالك (الموطأ) (218) و «أحمد» (2/3) (4455) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يحي بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وابن عون، وغير واحد. وفي (2/47) (5070) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/48) (5087) قال إسماعيل قال: أخبرنا أيوب وفي (2/55 (5172) قال: حدثنا يحيى بن عبيد الله حدثنا يحيى بن عبد الله. وفي (2/65) (5323) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب.، وفي (2/82) وفي (5542) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمان، قال: حدثنا أيوب. و «الدارمي» (1797) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا مالك. و «البخاري» (1/45) قال: حدثني قتيبة بن سعيد، قال: حدثني الليث بن سعد، وفي (2/165) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. و «مسلم» (4/6) قال: حدثنا يحي بن يحيى، قال: قرأت على مالك. و «أبو داود» (1737) قال: حدثنا القعنبي عن مالك (ح) وحدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا مالك. و «ابن ماجة» (2914) قال: حدثنا أبو مصعب، قال: حدثنا مالك بن أنس، والترمذي (831) ، قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، والنسائي (5/122) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، وفي (5/122) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد. سبعتهم -مالك، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وابن عون، وابن جُريج، وأيوب، والليث ابن سعد- عن نافع، فذكره. الحديث: 1280 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 1281 - (خ م د س) عبد اللَّه بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «وَقَّتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة: ذَا الحُلَيْفةَ، ولأهل الشام: الْجُحْفَةَ، ولأَهلِ نَجْدِ: قَرْنَ الْمَنازِلِ، ولأهل اليمن: يَلَمْلَمَ، قال: فَهُنَّ لَهُنَّ، ولَمِنْ أتى عليهنَّ من غير أهلهِنَّ، لمن كان يُريدُ الحجَّ والعُمْرَةَ، فَمنْ [ص: 16] كانَ دُونَهُنَّ، فمُهَلَّهُ مِنْ أهلِهِ، وكذلك، حتى أهلُ مَكَةَ يُهِلُّونَ منها» . وفي رواية: «ومن كان دوُنَ ذلك فمن حيثُ أنشأ، حتى أهلُ مَكةَ من مكة» . أخرجه الجماعة، إلا الموطأ والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قرن المنازل) : موضع بطريق مكة، وهو ميقات أهل نجد، والمشهور فيه: سكون الراء، وكذا جاء في شِعْر عمر بن أبي ربيعة، وبعض الفقهاء يفتحون راءه، وهو دائر بينهم كذلك، وأُخبرت عن بعض أكابر أئمة الفقه أنه قال: يُروى بالسكون والفتح.   (1) البخاري 3 / 307 في الحج، باب مهل أهل مكة للحج والعمرة، وباب مهل أهل الشام، وباب مهل من كان دون المواقيت، وباب مهل أهل اليمن، وباب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، ومسلم رقم (1181) في الحج، باب مواقيت الحج والعمرة، وأبو داود رقم (1738) في المناسك، باب في المواقيت، والنسائي 5 / 123 و 124 و 125 في الحج، باب ميقات أهل اليمن، وباب من كان أهله دون الميقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس أخرجه أحمد (1/238) (2128) قال: حدثنا يزيد، والبخاري (2/165) ، قال: حدثنا مُسَدّد. وفي (2/166) قال: حدثنا قتيبة، ومسلم (4/5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وخلف بن هشام، وأبو الربيع، وقتيبة، وأبو داود (1738) قال: حدثنا سليمان بن حرب، والنسائي (5/126) قال: أخبرنا قتيبة، و «ابن خزيمة» (2590) قال: حدثنا أحمد بن عَبْدَة الضبي. ثمانيتهم - يزيد، ومسدد، وقتيبة، ويحيى بن يحيى، وخلف، وأبو الربيع، وسليمان بن حرب، وأحمد ابن عبدة- عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار. 2 - عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس: أخرجه أحمد (1/249، 2240) ، (1/، 339 348) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا معمر. وفي (1/252) (2272) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وُهيب، وفي (1/332) (3066) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «الدارمي» (1799) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا وهيب، و «البخاري» (2/165) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، والبخاري (2/165) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، وفي (2/166) قال: حدثنا مُعلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، وفي (3/21) قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا وهيب. و «مسلم» (4/5) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا وهيب، والنسائي (5/123) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان صاحب الشافعي، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا وهيب، وحماد بن زيد. وفي (5/125) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا مَعْمر. وابن خزيمة (2591) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا محمد ابن جعفر (غُنْدَر) قال: حدثنا معمر. ثلاثتهم - معمر، ووهيب، وحماد بن زيد، - عن عبد الله بن طاوس، كلاهما -عمرو بن دينار، وعبد الله بن طاوس- عن طاوس، فذكره. في رواية عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال مرة: عن ابن عباس، فقلت: لم يجاوز به طاوسا؟ فقال: بلى، هو عن ابن عباس، قال: ثم سمعه يذكره بعد، ولا يذكر ابن عباس. وفي رواية أبي داود قال حماد: وعن ابن طاوس، عن أبيه، ليس فيه (ابن عباس) . الحديث: 1281 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 1282 - (م) أبو الزبير -رحمه الله-: أن جابراً - رضي الله عنه -: سئل عن المهل؟ فقال: «سَمِعْتُ - أحسبه رَفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (1) - قال: مُهَلُّ أهل [ص: 17] المدينة: من ذي الحُلَيْفَةِ، والطريق الآخر: الجُحفَةُ، ومُهَلُّ أهلِ العراق ذاتُ عِرقٍ، ومُهلُّ أهلِ نجدِ: من قَرْنٍ، ومُهلُّ أهلِ اليمن: من يَلَمْلَمَ» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُهل) : موضع الإهلال، يعني به: الميقات، وموضع الإحرام.   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 375: وقوله: أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. لا يحتج بهذا الحديث مرفوعاً، لكونه لم يجزم برفعه. اهـ. ولكن حديث عائشة والحارث بن عمرو السهمي رقم (1284) و (1285) يشهدان له. وقد قال الحافظ في " الفتح " 3 / 308: وقد أخرجه أحمد من رواية ابن لهيعة وابن ماجة من رواية إبراهيم بن يزيد كلاهما عن أبي الزبير فلم يشكا في رفعه. ووقع في حديث عائشة وفي حديث الحارث بن عمرو السهمي كلاهما عن أحمد وأبي داود والنسائي. وهذا يدل على أن للحديث أصلاً فلعل من [ص: 17] قال: إنه غير منصوص: لم يبلغه، أو رأى ضعف الحديث باعتبار أن كل طريق لا يخلو عن مقال، ولكن الحديث بمجموع الطرق يقوى. (2) رقم (1183) في الحج، باب مواقيت الحج والعمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: 1 - أخرجه أحمد (2/181) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حجاج. 2- وأخرجه أحمد (3/333) قال: حدثنا روح. ومسلم (4/7) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح بن عبادة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، وعبد بن حميد، كلاهما عن محمد بن بكر، و «ابن خزيمة» (2592) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا محمد (يعني ابن بكر) كلاهما -روح، وابن بكر) عن ابن جريج. 3 - وأخرجه أحمد (3/336) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. 4 - وأخرجه ابن ماجة (2915) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إبراهيم بن يزيد. أربعتهم -حجاج، وابن جريج، وابن لهيعة، وإبراهيم - عن أبي الزبير. فذكره. قلت: قوله: أخرجه مسلم صحيح، ولكنه لم يصرح برفعه، وفي ذلك يقول الزيلعي في «نصب الراية» (3/12) وهذا شك الراوي في رفعه، ثم ذكر رواية ابن ماجة، وقال فيها: وهذه الرواية ليس فيها شك من الراوي، إلا أن إبراهيم بن يزيد الخوزي لا يحتج بحديثه، وأخرجه الدارقطني في «سننه» وابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلى الموصلي في «مسانيدهم» عن حجاج، عن عطاء، عن جابر، وحجاج أيضا لا يحتج به. الحديث: 1282 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 1283 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: لما فُتِح هذان المصران، أتوا عمر فقالوا: يا أمير المؤمنين: «إن رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - حدَّ لأهلِ نَجدٍ قَرْناً، وُهوَ جَوْرٌ عَن طَريقِنا، وإنَّا إن أرَدْنا أنْ نَأتيَ قَرْناً شَقَّ علينا؟ قال: فْانظُروا حَذْوَها (1) من طريقكم، فَحَدَّ لهم ذاتَ عِرْقٍ (2) » . أخرجه البخاري (3) . [ص: 18] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المِصران) : المِصر: المدينة، ويريد بالمصران: الكوفة. والبصرة. (جَور) : الجَور: الميل عن القصد.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": أي: اعتبروا ما يقابل الميقات من الأرض التي تسلكونها من غير ميل فاجعلوه ميقاتاً. (2) ظاهر الحديث أن عمر رضي الله عنه حد لهم ذات عرق. وقد تقدم في التعليق على الحديث رقم (1282) أن التحديد بذات عرق ثبت في المرفوع، ويدل على ذلك حديث عائشة والحارث بن عمرو السهمي اللذين بعد هذا الحديث. (3) 3 / 308 في الحج، باب ذات عرق لأهل العراق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه «البخاري» (2/166) قال: حدثني علي بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، فذكره. الحديث: 1283 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 1284 - (د س) عائشة -رضي الله عنها-: «أنَّ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وَقَّتَ لأهل العراق: ذات عِرْقٍ» . هذه رواية أبي داود، لم يزد. وفي رواية النسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَقّتَ لأهل المدينة: «ذَا الحُلَيْفَةِ، ولأهلِ الشامِ ومصر: الجحْفَةَ، ولأهل العراق: ذاتَ عِرقٍ، ولأهل اليمن: يَلَمْلَم» (1) .   (1) أبو داود رقم (1739) في المناسك، باب في المواقيت، والنسائي 5 / 125 في الحج، باب ميقات أهل العراق من حديث المعافى بن عمران عن أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها، وإسناده صحيح. قال الحافظ في " التهذيب ": وقال ابن صاعد: كان الإمام أحمد ينكر على أفلح قوله: " ولأهل العراق ذات عرق " قال ابن عدي: ولم ينكر أحمد سوى هذه اللفظة، وقد تفرد بها عن أفلح معافى، وهو عندي صالح، وأحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1739) قال: حدثنا هشام بن بَهْرام المدائني، والنسائي (5/123) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا هشام بن بهرام. وفي (5/125) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: حدثنا أبو هاشم محمد بن علي. كلاهما (هشام بن بهرام، وأبو هاشم محمد بن علي) عن المعافى بن عمران، عن أفلح بن حُميد، عن القاسم بن محمد، فذكره. ويقول الحافظ في «التلخيص» (2/229) : تفرد به المعافى بن عمران، عن أفلح، والمعافى ثقة. ويقول الزيلعي في «نصب الراية» (3/13) : وروى ابن عدي في الكامل، ثم أسند عن أحمد بن حنبل أنه كان ينكر على أفلح بن حميد هذا الحديث. الحديث: 1284 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 1285 - (د) الحارث بن عمرو السهمي -رحمه الله- قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بمنى -أو بعرفات - وقد أطاف به الناس، فَتجِيءُ الأعرابُ، فإذا رأوْا وجهَهُ قالوا: هذا وجهُ مُبارَكٌ، قال: وَوَقَّتَ ذات عِرق لأهل العراق» . [ص: 19] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أطاف) به: إذا قاربه وألم به.   (1) رقم (1742) في المناسك، باب في المواقيت. وفي سنده عتبة بن عبد الملك السهمي، وهو مجهول، وفيه أيضاً زرارة بن كريم السهمي، لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد لهذا الحديث حديث عائشة الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه «البخاري» في الأدب المفرد (1148) ، وفي (خلق أفعال العباد) (52) ، وأبو داود (1742) قالا «البخاري، وأبو داود» : حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا عتبة بن عبد الملك، قال: حدثني زرارة السهمي فذكره، وقال الزيلعي في نصب الراية (3/13) : ورواه البيهقي، وقال: في إسناده من هو غير معروف - يقصد عتبة بن عبد الملك-، ورواه الدارقطني في «سننه» . قلت: فيه عتبة بن عبد الملك لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 1285 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 1286 - (ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «وَقَّتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، لأهلِ المشرِق: العقِيقَ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) الترمذي رقم (832) في الحج، باب ما جاء في مواقيت الإحرام، وأبو داود رقم (1740) في المناسك، باب في المواقيت، وأخرجه أحمد في المسند رقم (3205) . قال الحافظ في " الفتح ": تفرد به يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، وإن كان حفظه فقد جمع بينه وبين حديث جابر وغيره بأجوبة. منها أن ذات عرق ميقات الوجوب، والعقيق ميقات الاستحباب، لأنه أبعد من ذات عرق. ومنها أن العقيق ميقات لبعض العراقيين، وهم أهل المدائن، والآخر ميقات لأهل البصرة، وقع ذلك في حديث لأنس عند الطبراني، وإسناده ضعيف. ومنها أن ذات عرق كانت أولاً في موضع العقيق الآن، ثم حولت وقربت إلى مكة. فعلى هذا فذات عرق والعقيق شيء واحد. ويتعين الإحرام من العقيق ولم يقل به أحد، وإنما قالوا: يستحب احتياطاً. وقد صحح الحديث العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (1/344) (3205) ، «وأبو داود» (1740) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. و «الترمذي» (832) قال: حدثنا أبو كُريب. كلاهما -أحمد، وأبو كريب- قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن علي، فذكره. وقال الزيلعي في نصب الراية (3/13-14) : ورواه البيهقي في «المعرفة» ، وقال: تفرد به يزيد بن أبي زياد، وقال ابن القطان في «كتابه» هذا حديث أخاف أن يكون منقطعا، فإن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس إنما عهد يروي عن أبيه، عن جده ابن عباس، وقال مسلم في كتاب «التمييز» : لا نعلم له سماعا من جده، ولا أنه لقيه، ولم يذكر «البخاري» ، ولا ابن أبي حاتم أنه يروي عن جده، وذكر أنه يروي عن أبيه، انتهى. الحديث: 1286 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 1287 - (ط) نافع -رحمه الله-: أن «ابن عمر أهلَّ من الفُرع» (1) [ص: 20] أخرجه الموطأ (2) .   (1) الفرع - بضم الفاء والراء، وبإسكان الراء - موضع بناحية المدينة. قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: محمله عند العلماء أنه مر بميقات لا يريد إحراماً، ثم بدا له فأهل منه، أو جاء إلى الفرع من مكة أو غيرها، ثم بدا له في الإحرام، كما قاله الشافعي وغيره. وقد روى حديث المواقيت ومحال أن يتعداه مع علمه به فيوجب على نفسه دماً، هذا لا يظنه عالم. (2) 1 / 331 في الحج، باب مواقيت الإهلال، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (276) في الحج - باب مواقيت الإهلال، قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 1287 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 1288 - (ط) مالك -رحمه الله-: بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أهلَّ من الجِعْرانةِ بعُمرةٍ» .أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 331 في الحج، باب مواقيت الإهلال، وإسناده منقطع. ورواه موصولاً بأطول من هذا، أبو داود رقم (1996) في الحج، باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج، والترمذي رقم (935) في الحج، باب ما جاء في العمرة من الجعرانة، والنسائي 5 / 199 في الحج، باب دخول مكة ليلاً، من حديث محرش الكعبي، وفي إسناده مزاحم بن أبي مزاحم المكي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ولا نعرف لمحرش الكعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (276) في الحج- باب مواقيت الإهلال بلاغا. وموصولا أخرجه الحميدي (863) قال: ثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية و «أحمد» 3/426و (4/69) ، (5/380) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية. وفي (3/426) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي 3/427،426 قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. و «الدارمي» (1868) قال: أخبرنا محمد بن يزيد البزار، قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن ابن جريج. و «أبو داود» (1996) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم.. و «لترمذي» (935) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج و «النسائي» (5/199) قال: أخبرني عمران بن يزيد، عن شعيب، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (5/200) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن سفيان عن إسماعيل بن أمية. وفي الكبرى - تحفة الأشراف - (1122) عن قتيبة بن سعيد، عن سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم (ح) وعن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج (ح) وعن الحارث بن مسكين،عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية. ثلاثتهم (إسماعيل بن أمية، وابن جريج، وسعيد بن مزاحم، عن مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، عن محرش الكعبي فذكره. قال الحافظ في «التخليص» (2/230-231) نقلوا أنه -عليه السلام- اعتمر من الجعرانة مرتين: مرة في عمرة القضاء، ومرة في عمرة هوازن، كذا وقع فيه وهو غلط واضح، فإنه -صلى الله عليه وسلم- لم يعتمر في عمرة القضاء من الجعرانة، وكيف يتصور أنه يتوجه -صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى جهة الطائف حتى يحرم من الجعرانة، ويتجاوز ميقات المدينة؟ وكيف يلتئم هذا؟ مع قوله قيل: إنه -صلى الله عليه وسلم- لم يحرم إلا من الميقات، بل في الصحيحين من حديث أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- اعتمر أربع عُمر كلهن في ذلك في ذي القعدة إلا التي في حجته: عمرة من الحديبية أو زمن الحديبة في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل وفي ذي القعدة وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته، ولأبي داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان، والحاكم، من حديث ابن عباس قال: اعتمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربع عمر: عمرة الحديبية، والثانية حين تواطؤا على عمرة من قابل - الحديث - وذكر الواقدي أن إحرامه من الجعرانة كان ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة. قلت: فيه مزاحم بن أبي مزاحم المكي لم يوثقه غير ابن حبان الحديث: 1288 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 1289 - (ط) مالك -رحمه الله-: عن الثقة عنده (1) : «أن ابنَ عُمرَ أهلَّ بِحَجَّتِهِ من إيلْياء» . أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إيلياء) : اسم مدينة ببيت المقدس، وقد تخفف الياء الثانية وتمد الكلمة، [وقد تشدد الياء الثانية وتقصر الألف] .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قيل: هو نافع. (2) 1 / 331 في الحج، باب مواقيت الإهلال، وإسناده صحيح إن كان الثقة عنده نافعاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (ص276) في الحج باب مواقيت الإهلال قال: عن الثقة عنده فذكره. قال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/324) : قيل هو نافع. قلت: الإمام مالك إمام في الجرح والتعديل وتوثيقه معتمد لمقلدي المذهب. الحديث: 1289 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 1290 - (خ) عثمان بن عفان -رضي الله عنه - كره: «أن يُحرمَ الرَّجُلُ منْ خُراسان وكَرْمَان» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 3 / 333 في الحج، باب قول الله تعالى {الحج أشهر معلومات} . قال الحافظ في " الفتح ": [ص: 21] وصله سعيد بن منصور: حدثنا هشيم، حدثنا يونس بن عبيد، أخبرنا الحسن هو البصري، أن عبد الله بن عامر أحرم من خراسان، فلما قدم على عثمان رضي الله عنه، لامه فيما صنع وكرهه. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن أيوب، عن ابن سيرين قال: أحرم عبد الله بن عامر من خراسان، فقدم على عثمان فلامه، وقال: غزوت وهان عليك نسكك؟! . وروى أحمد بن سيار في تاريخ مرو من طريق داود بن أبي هند قال: لما فتح عبد الله بن عامر خراسان قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي هذا محرماً، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عثمان رضي الله عنه، لامه على ما صنع. قال الحافظ: وهذه أسانيد يقوي بعضها بعضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه «البخاري» معلقا في الحج باب قوله الله تعالى: {الحج أشهر معلومات} وقال الحافظ في «الفتح» (3/491-492-) : وصوله سعيد بن منصور «حدثنا هشيم حدثنا يونس بن عبيد أخبرنا الحسن هو البصري أن عبد الله بن عامر أحرم من خراسان، فلما قدم على عثمان لامه فيما صنع وكرهه» وقال عبد الرزاق: «أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: أحرم عبد الله بن عامر من خراسان، فقدم على عثمان فلامه وقال: «غزوت وهان عليك نسكك» وروى أحمد بن سيار في «تاريخ مرو» من طريق داود بن أبي هند قال: «لما فتح عبد الله بن عامر خراسان قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي هذا محرما، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عثمان لامه على ماصنع» وهذه أسانيد يقوي بعضها بعضا. الحديث: 1290 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 الفصل الثاني: في الإحرام : وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: فيما يحل للمحرم، ويحرم عليه ، وهو أحد عشر نوعاً النوع الأول: في اللباس 1291 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يلبس المحرم؟ قال: «لا يلبس المحرم القميص، ولا العمامة ولا البُرنسَ، ولا السراويل، ولا ثوباً مسه وَرْسٌ ولا زَعْفَران. ولا الخفين، إلا أن لا يجد نعلين فَليقْطعْهما [ص: 22] حتى يكونا أسفَلَ من الكعْبَين» . هذه رواية البخاري ومسلم. وللبخاري أيضاً قال: قام رجل فقال: «يا رسول الله، ماذا تَأمُرنا أنْ نَلْبَس من الثياب في الإحرام؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تَلْبَسُوا القُمُص، ولا السَّراويلات، ولا العمائم، ولا البَرانِسَ، ولا الخِفاف، إلا أن يكون أحدٌ لَيْسَتْ له نَعْلانِ، فَليلْبَسِ الخُفَّينِ، ولْيَقْطَعْهُما أَسْفلَ من الكعبين (1) ولا تَلبَسُوا شيئاً مَسَّهُ الزَّعْفرانُ والوَرْسُ، ولا تنتَقِبُ [ص: 23] المرأَةُ المُحرِمَةُ ولا تَلْبَس القُفَّازَيْنِ» . وفي أخرى لهما قال: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أنْ يَلْبَسَ المُحرْمُ ثَوباً مَصْبُوغاً بزعفرانٍ أو وَرسٍ، وقال: «من لم يَجِدْ نعلينِ، فَليلبس خُفينِ، وليقطعهما أسفل من الكعبين» . وأخرج الموطأ الرواية الثانية والثالثة. وأخرج أبو داود الأولى والثانية. وأخرج الترمذي الثانية. وأخرج النسائي الأولى والثانية. وله بمعناه في أخرى، ولم يذكر: «النقاب والقُفَّازين» . وقد أخرج الموطأ أيضاً عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يقول «لا تَنْتقِبُ المرأةُ المحرمةُ، ولا تلبسُ القفَّازَيْن» . فجعل هذا الفصل وحده موقوفاً على ابن عمر. وقد جاء في البخاري أيضاً كذلك. وقال أبو داود: وقد روي موقوفاً على ابن عمر نحوه. ورفعه من طريق أخرى (2) . [ص: 24] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البرنس) : قلنسوة طويلة كان الزهاد يلبسونها في صدر الإسلام (3) . (ورس) : الورس: نبت أصفر يكون باليمن، تتخذ منه المُغْرَة للوجه، وتُصبغ به الثياب. (قُفَّازَيْن) القُفَّاز، بالضم والتشديد: شيءٌ يُعْمَلُ لليدين، وقد يُحْشَى بِقُطْنٍ، وتكون له أزرارٌ تُزَرَّرُ على السَّاعِدَيْن من البَرْد، تَلْبَسُهُ المرأةُ في يَدَيْها. وقيل: تُغَطَّى بهما الكَفَّان والأصَابِعُ وقيل: هو ضَرْبٌ من الحُلْيِّ.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 320: قوله: وليقطعهما أسفل من الكعبين. والمراد كشف الكعبين في الإحرام، وهما العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم. ويؤيده ما روى ابن أبي شيبة عن جرير عن هشام عن عروة عن أبيه قال: إذا اضطر المحرم إلى الخفين خرق ظهورهما وترك فيهما قدر ما يستمسك رجلاه. وقال محمد بن الحسن ومن تبعه من الحنفية: الكعب هنا: هو العظم الذي في وسط القدم عند معقد الشراك. وقيل: إن ذلك لا يعرف عند أهل اللغة. وقيل: إنه لا يثبت عن محمد، وإن السبب في نقله عنه أن هشام بن عبيد الله الرازي سمعه يقول في مسألة المحرم إذا لم يجد النعلين حيث يقطع خفيه، فأشار محمد بيده إلى موضع القطع، ونقله هشام إلى غسل الرجلين في الطهارة. وبهذا يتعقب على من نقله عن أبي حنيفة كابن بطال أنه قال: الكعب: هو الشاخص في ظهر القدم، فإنه لا يلزم من نقل ذلك عن محمد بن الحسن على تقدير صحته عنه أن يكون قول أبي حنيفة، ونقل عن الأصمعي وهو قول الإمامية أن الكعب: عظم مستدير تحت عظم الساق، حيث مفصل الساق والقدم. وجمهور أهل اللغة على أن في كل قدم كعبين. ثم قال الحافظ: وظاهر الحديث أنه لا فدية على من لبسهما إذا لم يجد النعلين، وعن الحنفية: تجب، وتعقب بأنها لو وجبت لبينها النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه وقت الحاجة. واستدل به على اشتراط القطع خلافاً للمشهور عن أحمد، فإنه أجاز لبس الخفين من غير قطع، لإطلاق حديث ابن عباس بلفظ " ومن لم يجد النعلين فليلبس خفين" وتعقب بأنه موافق على قاعدة حمل المطلق على المقيد، فينبغي أن يقول بها هنا. (2) أخرجه البخاري 3 /318 و 319 و 320 و 321 في الحج، باب ما لا يلبس المحرم من الثياب، وباب ما ينهى من الطيب للمحرم والمحرمة، وباب لبس الخفين للمحرم إذا لم يجد النعلين، وفي العلم، باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في القميص [ص: 24] والسراويل والتبان والقباء، ومسلم رقم (1177) في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، والموطأ 1 / 324 و 325 و 328 في الحج، باب ما ينهى عنه من لبس الثياب في الإحرام، والترمذي رقم (833) في الحج، باب ما جاء فيما لا يجوز للمحرم لبسه، وأبو داود رقم (1823) و (1824) و (1825) و (1826) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، والنسائي 5 / 129 في الحج، باب النهي عن الثياب المصبوغة. قال الحافظ في " الفتح ": قال العلماء: والحكمة في منع المحرم من اللباس والطيب: البعد عن الترفه، والاتصاف بصفة الخاشع، وليتذكر بالتجرد: القدوم على ربه فيكون أقرب إلى مراقبته وامتناعه عن ارتكاب المحظورات. (3) قال في القاموس: هو قلنسوة طويلة، أو كل ثوب رأسه منه: دراعة كان أو جبة أو ممطراً. اهـ. ولم يكن في صدر الإسلام زي خاص بالزهاد ولا غيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن نافع، عن عبد الله بن عمر. 1- أخرجه مالك (الموطأ) (215) و «أحمد» 2/63 (5308) قال: حدثنا عبد الرحمان. و «الدارمي» (1807) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. «البخاري» (2/168) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (7/187) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (4/2) قال: حدثنا يحيى بن يحيى و «أبو داود» (1824) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. و «ابن ماجة» (2929، 2932) قال: حدثنا أبو مصعب. و «النسائي» (5/131، 133) قال: أخبرنا قتيبة. ثمانيتهم (عبد الرحمان بن مهدي) ، وخالد بن مخلد، وعبد الله ابن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مسلمة، وأبو مصعب، وقتيبة ابن سعيد) عن مالك بن أنس 2- وأخرجه الحميدي (627) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية، وأيوب السختياني، وأيوب بن موسى، عبيد الله بن عمر. 3- وأخرجه أحمد 2/3 (4456، 4454) قال: حدثنا هشيم. وفي 2/29 (4835) قال: حدثنا معاذ، «النسائي» 5/134 قال: أخبرنا أبو الأشعث، أحمد بن المقدام، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي 5/135 قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا هشيم (ح) وحدثنا محمد بن هشام، قال: حدثنا هشيم. ثلاثتهم -هشيم، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن زريع - عن ابن عون. 4- وأخرجه أحمد (2/4) (4482) قال: حدثنا إسماعيل. وفي 2/65 (5325) قال: حدثنا عبد الوهاب. و «البخاري» (7/184) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. و «النسائي» (5/134) قال: أخبرنا أبو الأشعث، قال: حدثنا يزيد بن زريع. و «ابن خزيمة» (2682) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا حماد. وفي (2684) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، وأحمد بن منيع، قالا: حدثنا إسماعيل. أربعتهم (إسماعيل ابن علية وعبد الوهاب الثقفي، وحماد، ويزيد بن زريع) عن أيوب. 5- وأخرجه أحمد 2/22 (4740) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (2/32) (4868) قال: حدثنا يزيد. و «أبو داود» 1827 قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم -يعلى بن عبيد، ويزيد، وإبراهيم بن سعد أبو يعقوب - عن محمد بن إسحاق. 6- وأخرجه أحمد 2/41 (5003) قال: حدثنا أبو معاوية..وفي 2/54 (5166) قال: حدثنا يحيى. و «النسائي» 5/132 قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (1355) قال: أخبرنا هناد ابن السري، عن ابن أبي زائدة. و «ابن خزيمة» 2684، 2597 قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (2598) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص بن غياث. خمستهم - أبو معاوية، ويحيى بن سعيد، وابن أبي زائدة، وبشر بن المفضل، وحفص بن غياث - عن عبيد الله بن عمر. 7- وأخرجه أحمد 2/59 (5243) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» 1/54 قال: حدثنا آدم. وفي 1/102 قال: حدثنا عاصم بن علي.. ثلاثتهم - وكيع، وآدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي-. قالوا: حدثنا ابن أبي ذئب.. 8- وأخرجه أحمد 2/77 (5472) . والدارمي (1805) . و «النسائي» 5/134 قال: أخبرني محمد ابن إسماعيل بن إبراهيم، وعمرو بن علي. أربعتهم (أحمد، والدارمي، ومحمد بن إسماعيل، وعمرو ابن علي) عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد الأنصاري، عن عمر بن نافع. 9- وأخرجه أحمد (2/119) (6003) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. و «البخاري» 3/19) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. و «أبو داود» 1825 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. و «الترمذي» 833 قال: حدثنا قتيبة. و «النسائي» 5/133 قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - هشام بن القاسم، وعبد الله بن يزيد، وقتيبة بن سعيد -، قالوا: حدثنا الليث. 10- وأخرجه «البخاري» 7/178 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا جويرية. 11- وأخرجه «أبو داود» (1826) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا، إبراهيم بن سعيد المديني. 12- وأخرجه «النسائي» 5/135 قال: أخبرنا سُويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. و «ابن خزيمة» 2599 قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس، عن ابن جريج. وفي (2600) قال: حدثنا أبو داود سليمان بن توبة، قال: حدثنا أبو بدر (ح) وحدثنا علي بن الحسين الدرهمي، قال: حدثنا شجاع، وهو ابن الوليد أبو بدر. ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، وابن جريج، وشجاع بن الوليد، أبو بدر - عن موسى بن عقبة. 13- وأخرجه «ابن خزيمة» (2684) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال أخبرنا ابن جريج. جميعهم- مالك، وإسماعيل بن أمية، وأيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عون، ومحمد بن إسحاق، ابن أبي ذئب، وعمر بن نافع، وليث بن سعد، وجويرية بن أسماء وإبراهيم بن سعيد المديني، وموسى بن عقبة، وابن جريج - عن نافع، فذكره ب- عن سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر. 1- أخرجه الحميدي (626) . و «أحمد» 82 (4538) . و «البخاري» (7/187) قال: حدثنا علي بن عبد الله. و «مسلم» 4/2 قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. و «أبو داود» (1823) قال: حدثنا مسدد، وأحمد بن حنبل. و «النسائي» 5/129 قال: أخبرنا محمد بن منصور. و «ابن خزيمة» 2685 قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمان، عشرتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، ومسدد بن مسرهد، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (2/34 (4899) . و «ابن خزيمة» 2601 قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. 3- وأخرجه أحمد (2/59 (5243) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» (1/45) قال: حدثنا آدم. وفي (1/ 102) قال: حدثنا عاصم بن علي. ثلاثتهم (وكيع، وآدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي) قالوا: حدثنا ابن أبي ذئب. 4-0 وأخرجه «البخاري» 3/20 قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. أربعتهم (سفيان بن عيينة، ومعمر، وابن أبي ذئب، وإبراهيم بن سعد) عن ابن شهاب الزهري، قال أخبرني سالم، فذكره. الحديث: 1291 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 1292 - (د) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما -: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ينهى النساء في إحرامِهنَّ عن القُفَّازَيْنِ والنَّقاب، ومَا مَسَّ الوَرْسُ والزعفرانُ من الثياب، ولْتَلْبَسْ بعدَ ذلكَ ما أحَبّتْ من ألوانِ الثياب: من مُعصْفرٍ، أو خزٍّ أو حلي، أو سَراويلَ، أو قَميص، [ص: 25] أو خُفٍّ (1) » . وفي رواية مختصراً إلى قوله: «من الثياب» أخرجه أبو داود (2) .   (1) لفظه في سنن أبي داود المطبوع: ولتلبس بعد ذلك ما أحبت من ألوان الثياب: معصفراً، أو خزاً، أو حلياً، أو سراويل، أو قميصاً، أو خفاً. (2) رقم (1827) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، من حديث إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن محمد بن إسحاق عن نافع مولى ابن عمر عن عمر، وقد صرح محمد بن إسحاق فيه بالتحديث، فالحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم فيماسبق برواية إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق تحت رقم (5) . الحديث: 1292 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 1293 - (د) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-: كان يصنع ذلك، يعني: «يَقطعُ الخفَّيْنِ للمرأة المحرمَةِ، ثم حدّثَتْه صَفِيَّةُ بنتُ أبي عُبيدٍ: أنَّا عائشة حَدّثتْها: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان رَخّص للنساء في الخفين، فَتُرِكَ ذلك» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1831) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه «أبو داود» 1831 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق، قال: ذكرت لابن شهاب، فقال: حدثني سالم بن عبد الله فذكره. الحديث: 1293 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 1294 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ لم يَجِدْ إزاراً فَلْيلْبَسْ سَراويلَ، ومَنْ لَم يجدْ نَعْلَيْنِ فَلْيلْبَسْ خُفَّيْنِ» . وفي رواية: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب بعرفات، وهو يقول .... الحديث أخرجه الجماعة إلا الموطأ. إلا أن لفظ الترمذي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المحرم إذا لم يجد الإزار فَلْيَلْبس السَّراويلَ، وإذا لم يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ» . [ص: 26] وفي رواية أبي داود قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «السَّراويلُ لمِنَ لا يجد الإزار، والخُفُّ: لمن لا يجد النَّعْليَّنِ» . وفي رواية النسائي مثل الترمذي (1) .   (1) أخرجه البخاري 10 / 231 في اللباس، باب السراويل: وباب النعال السبتية وغيرها، وفي الحج، باب الخطبة أيام منى، وباب لبس الخفين للمحرم إذا لم يجد النعلين، وباب إذا لم يجد الإزار فيلبس السراويل، وأخرجه مسلم رقم (1178) في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، والترمذي رقم (834) في الحج، باب ما جاء في لبس السراويل والخفين للمحرم، وأبو داود رقم (1829) في الحج، باب ما يلبس المحرم، والنسائي 5 / 132 و 133 في الحج، باب الرخصة في لبس السراويل لمن لا يجد الإزار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (469) قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. و «أحمد» 1/215 (1848) قال: حدثنا هشيم. وفي 1/221 (1917) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) قال حدثنا يحيى عن ابن جريج وفي (1/279) (2556) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/285 (2583) قال: حدنثا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/336 (3115) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وروح، قال حدثنا ابن جريج و «الدرامي» (1806) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. و «البخاري» 2/216 قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وفي 3/20 قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، وفي 3/21 قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي 7/187 قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وفي 7/198 قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . و «مسلم» 4/3 قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، جميعا عن حماد بن زيد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد (يعني ابن جعفر) (ح) وحدثني أبو غسان الرازي، قال: حدثنا بهز. قالا جميعا: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان (الثوري) (ح) وحدثنا على بن خشرم، عيسى بن يونس عن محمد بن جريج (ح) وحدثني بن حجر قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، و «أبو داود» 1829 قال حدثنا سليمان بن حرب، وقال: حدثنا حماد بن زيد. و «ابن ماجة» 2931 قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. و «الترمذي» 834 قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا أيوب (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حماد بن زيد قال: و «النسائي» 5/132 قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. وفي 5/133 قال: أخبرني أيوب ابن محمد الوزان، قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب. وفي 5/135 قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: أنبأنا أيوب. وفي 8/205 قال: حدثنا محمد ابن بشار قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) 5375 عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري. و «ابن خزيمة» 2681 قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، وعمران بن موسى القزاز، وأحمد المقدام العجلي، قالوا: حدثنا حماد بن زيد. سبعتهم - سفيان بن عيينة، وهشيم، وابن جريج، وشعبة، وحماد بن زيد، وسفيان الثوري، وأيوب- عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد أبي الشعثاء، فذكره. الحديث: 1294 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 1295 - (م) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، «من لم يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنٍ (1) ، ومن لم يجد إزاراً فَلْيَلْبَسْ سَراويلَ» . أخرجه مسلم (2) .   (1) وقد تقدم أن الجمهور من العلماء قالوا: لا يجوز لبس الخفين إلا بعد قطعهما أسفل من الكعبين وقال أحمد: يجوز، لحديث جابر هذا وابن عباس الذي قبله. وحديث جابر وما في معناه مطلق، فينبغي أن يحمل على المقيد. (2) رقم (1179) في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 3/323 قال:حدثنا يحيى بن آدم، وأبو النضر. وفي 3/395 قال: حدثنا موسى، ويحيى بن آدم. و «مسلم» 4/3 قال:حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. أربعتهم (يحيى، وأبو النضر، وموسى، وأحمد) قالوا: حدثنا زهير عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1295 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 1296 - (ط) يحيى بن يحيى -رحمه الله- سمعت مالكاً وقد سئل: عما ذكر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «فمن لم يَجِدْ إزاراً فَلْيَلْبَسْ سَراويلَ» . يقول لم أسمع بهذا، ولا أرى أن يلبس المحرم سراويل، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبس السراويلات، فيما نهى عنه من لبس الثياب التي لا ينبغي [ص: 27] للمحرم أن يلبسها، ولم يستثن فيها كما استثنى في الخفين. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 325 في الحج، باب ما ينهى عنه من لبس الثياب في الإحرام، وهذا رأي مالك، والجمهور على خلافه، ويؤيدهم حديث جابر وابن عباس اللذين قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هو في (الموطأ) 271 في الحج - باب - ماينهى عنه من لبس الثباب في الإحرام. الحديث: 1296 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 1297 - (د) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- أن ابن عمر وجد القُر (1) فقال: ألقِ عليَّ ثوباً يا نافع، فألقيت عليه بُرْنُساً، فقال: «تُلْقي عليَّ هذا وقد نَهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ يلْبَسَهُ المحرم؟!» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) أي: البرد. (2) رقم (1828) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، وإسناده حسن. قال المنذري: وأخرج البخاري والنسائي في المسند منه بنحوه أتم منه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (695) قال:حدثنا سفيان، قال:حدثنا أيوب. و «أحمد» 2/30 (4856) قال:حدثنا يزيد، قال: أخبرنا جرير بن حازم. وفي 2/57 (5198) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. وفي 2/141 (6266) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمان الطفاوي، قال: حدثنا أيوب. و «أبو داود» 1828 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. ثلاثتهم (أيوب، وجرير بن حازم، وابن عجلان) عن نافع، فذكره. الحديث: 1297 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 1298 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم - سمع أسلم مولى عمر يقول لابن عمر: «رأى عمر -رضي الله عنه- على طلحة ثوباً مصبوغاً، وهو محرم، فقال: ماهذا؟ قال: إنما هو مدر، قال: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناسُ، فلو أنَّ رجلاً جاهلاً رأى هذا الثوب لقال: إن طلحة بن عبيد الله كان يلبس الثيابَ المُصبَّغَةَ في الإحرام، فلا تلبسوا أيها الرهط من هذه الثياب المصبَّغَة» . أخرجه الموطأ (1) . [ص: 28] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَدَر) المدر: طين مستحجر   (1) 1 / 326 في الحج، باب لبس الثياب المصبغة في الإحرام، وإسناده صحيح. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": إنما كره عمر ذلك لئلا يقتدي به جاهل، فيظن جواز لبس المورس والمزعفر، وقد أجاز الجمهور لبس المعصفر للمحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه ملك (الموطأ) 272 قال: عن نافع فذكره. مدر: المدر: طين مستحجر. الحديث: 1298 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 1299 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنه- قال: «كانت أسماء بنت أبي بكر تلبس المعصفرات المشبعات، وهي محرمة، ليس فيها زعفران» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المعصفرات) : الثياب المصبوغة بالعصفر، وهو نبت أصفر معروف.   (1) 1 / 326 في الحج، باب لبس الثياب المصبغة في الإحرام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الوطأ) 272 قال: عن هشام بن عروة عن أبيه فذكره. الحديث: 1299 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 1300 - (خ م ط ت د س) يعلى بن أمية (1) -رضي الله عنه- قال: إن رجلاً أتي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو في الجعرانة، قد أهل بعمرة، وهو مصفر لحيته ورأسه وعليه جبة فقال: «يا رسول الله أحرمت بعمرة، وأنا كما ترى؟» فقال: «انزع عنك الجبة واغسل عنك الصفرة» (2) . [ص: 29] هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرجه الموطأ عن عطاء بن أبي رباح، أنأ عرابياً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بحُنَين ... وذكر الحديث بنحوه (3) . وأخرجه الترمذي مختصراً قال: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعرابيًّا قد أحرم، عليه جبة، فأمره أن ينزعها. قال الترمذي: وفي الحديث قصة. وأخرجه أبو داود، وفيه قال: اغسل عنك أثر الخلوق - أو قال: أثر الصفرة، واخلع الجبة، واصنع في عُمْرتك ما صنعت في حجتك. وفي أخرى له قال: وأمره أن ينزعها نزعاً، ويغسل، مرتين أو ثلاثاً. وفي أخرى: مثل الرواية الأولى. وأخرج النسائي نحواً من ذلك. وقد أخرج البخاري ومسلم والنسائي هذا الحديث أطول من هذا، بزيادة في أوله، أوجبت ذكره في كتاب «النبوة» من حرف النون (4) . [ص: 30] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخَلُوق) : ضرب من الطيب أحمر أو أصفر.   (1) التميمي، وهو المعروف بابن منية، وهي أمه، وقيل: جدته. (2) قال النووي: في الحديث أن العمرة يحرم فيها من الطيب واللباس وغيرهما من المحرمات ما يحرم في الحج. وفيه: أن من أصابه طيباً ناسياً أو جاهلاً ثم علم، وجبت المبادرة إلى إزالته، وأنه لا كفارة عليه. وهذا مذهب الشافعي، وبه قال عطاء والثوري وإسحاق وداود، وقال مالك وأبو حنيفة والمزني وأحمد في أصح الروايتين عنه: عليه الفدية، لكن الصحيح من مذهب مالك أنه إنما تجب الفدية على المتطيب ناسياً أو جاهلاً إذا طال لبثه عليه، والله أعلم. (3) وإسناده منقطع، ولكن وصله البخاري وغيره. (4) أخرجه البخاري 3 / 498 في العمرة، باب: يفعل بالعمرة ما يفعل بالحج، وباب إذا أحرم جاهلاً وعليه قميص، وباب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب، وفي المغازي، باب غزوة الطائف، وفي فضائل القرآن، باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب، ومسلم رقم (1180) في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، والموطأ 1 / 328 و 329 في الحج، باب ما جاء في الطيب في الحج، والترمذي رقم (835) و (836) في الحج، باب ما جاء في الذي يحرم وعليه قميص أو [ص: 30] جبة، وأبو داود رقم (1819) و (1820) و (1821) و (1822) في المناسك، باب الرجل يحرم في ثيابه، والنسائي 5 / 142 و 143 في الحج، باب في الخلوق للمحرم، وأخرجه أحمد في مسنده 4 / 224. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (790) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو. وفي (791) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن جريج. و «أحمد» 4/222 قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي 4/224 قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. و «البخاري» 2/167 قال: قال: أبو عاصم أخبرنا ابن جريج. وفي (3/6، 6/224) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا همام. وفي (3/21) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا همام. وفي 5/199 قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا ابن جريج. وفي 6/324 قال: قال مسدد حدثنا يحيى، عن ابن جريج. و «مسلم» (4/3 و5، 4) قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا همام. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا محمد بن بكر. قالا: أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرر م العمى ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا وهب بن جريج بن حازم. قال: حدثني أبي. قال: سمعت قيسا. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو علي عبيد الله بن عبد الحميد. قال: حدثنا رباح بن أبي معروف. و «أبو داود» 1819 قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا همام. وفي (1820) قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن هشيم، عن الحجاج. وفي (1821) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني الرملي. قال: حدثني الليث. وفي (1822) قال: حدثنا عقبة بن مكرم. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا أبي قال: سمعت قيس بن سعد. و «الترمذي» 836 قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار. و «النسائي» (5/130) . وفي فضائل القرآن (6) قال: أخبرنا نوح بن حبيب القوسي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (5/142) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار، عن سفيان، عن عمرو. وفي الكبري (55-ب) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. قال: أخبرنا الليث و «ابن خزيمة» (2670) قال حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عن ابن جريج. وفي (2671) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمان. قالا: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار. وفي (2672) قال: حدثنا محمد بن هشام. قال: حدثنا هشيم، عن الحجاج. سبعتهم - عمرو، وابن جريج، وهمام.، وقيس بن سعد، ورباح بن أبي معروف، والحجاح بن أرطاة، والليث - عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان ابن يعلي، عن أبيه، فذكره. في راوية الليث: (عن ابن يعلى بن منية، عن أبيه) . 2- وأخرجه أحمد (4/224) قال: حدثنا هشيم. قال: حدثنا منصور وعبد الملك. وفي 4/224 قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبد الملك. و «أبو داود» وفي (1820) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر، و «الترمذي» 835 قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عبد الملك بن أبي سليمان. و «النسائى» في الكبرى (55/ب) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا هشيم عن منصور. (ح) وحدثنا هشيم.، عن عبد الملك. و «ابن خزيمة» 2672 قال: حدثنا محمد بن هشام. قال: حدثنا هشيم، عن منصور، وعبد الملك وابن أبي ليلى. أربعتهم - منصور، وعبد الملك، وأبو بشر، وابن أبي ليلى- عن عطاء بن أبي رباح، عن يعلى بن أمية فذكره. ليس فيه (صفوان بن يعلى) . الحديث: 1300 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 1301 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «كان يكُرَهُ لُبس المنطقة للمحرم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 326 في الحج، باب لبس المحرم المنطقة، وإسناده صحيح. والمنطقة: ما يشد به الوسط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:مالك (الموطأ) (728) كتاب الحج - باب لبس المحرم المنطقة قال: عن نافع،عنه، فذكره. الحديث: 1301 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 1302 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- قال: «أخبرني الفُرَافصة بن عمير الحنفي: أنه رأى عثمان بن عفَّان بالعَرْج (1) يغطي وجهه، وهو محرم» (2) . أخرجه الموطأ (3) .   (1) العرج - بفتح ثم سكون - قرية على ثلاث مراحل من المدينة. (2) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": لأنه كان يرى ذلك جائزاً، وكذا ابن عباس، وابن عوف، وابن الزبير، وزيد بن ثابت، وسعيد، وجابر، وبه قال الشافعي. (3) 1 / 327 في الحج، باب تخمير المحرم وجهه، وفي سنده الفرافصة ابن عمير الحنفي، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: مالك (الموطأ) 730 كتاب الحج - باب تخمير المحرم وجهه قال: عن يحيى بن سعيد بن القاسم، عنه، فذكره. الحديث: 1302 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 1303 - (ط) نافع -رحمه الله- أن ابن عمر -رضي الله عنهما - كان يقول «ما فوق الذقن من الرأس، فلا يخمره المحرم» (1) . [ص: 31] أخرجه الموطأ (2) .   (1) لأنه كان يرى ذلك غير جائز، قال الزرقاني: وبه قال مالك، وأبو حنيفة، ومحمد بن الحسن، وفيه الفدية على مشهور المذهب، يعني: مذهب مالك. ولا يجوز تغطية الرأس إجماعاً. (2) 1 / 327 في الحج، باب تخمير المحرم وجهه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: مالك: (الموطأ) (731) كتاب الحج- باب تخمير المحرم وجهه قال: عن نافع، عنه فذكره. الحديث: 1303 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 1304 - (د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان الرُّكْبانُ يمُروُّن بنا، ونحنُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُحرمات، فإذا حاذوا بنا سَدَلَتْ إحْدانَا جِلْبابَها من رأسها على وجهها، فإذا جاوَزونا كشَفْناهُ» .أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جلبابها) : الجلباب: الإزار.   (1) رقم (1833) في المناسك، باب المحرمة تغطي وجهها. وفي سنده يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي الكوفي، وهو ضعيف، ولكن يشهد له حديث أسماء الذي بعده فيقوى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] يحسن: أخرجه أحمد (6/30) قال: حدثنا هشيم. و «أبو داود» 1833 قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا هشيم. و «ابن ماجة» 2935 قال: حدثنا أبو بكر أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن فضيل. (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال:حدثنا عبد الله بن إدريس. «ابن خزيمة» (2691) قال: حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن هشام. قال: حدثنا هشيم. أربعتهم- هشيم، ومحمد بن فضيل. وعبد الله بن إدريس، وجرير- عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، فذكره. وقال الحافظ في «التلخيص» (2/272) : «قال ابن خزيمة» : في القلب من يزيد بن أبي الزياد، ولكن ورد من وجه آخر،ثم أخرج من طريق فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر وهي جدتها نحوه، وصححه الحاكم، وروى ابن أبي خيثمة من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أمه قالت: كنا ندخل على أم المؤمنين يوم التروية، فقلت لها: يا أم المؤمنين،هنا امرأة تأبى أن تغطى وجهها وهي محرمة، فرفعت عائشة خمارها من صدرها فغطت به وجهها. الحديث: 1304 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 1305 - (ط) فاطمة بنت المنذر -رحمها الله- قالت: «كنا نُخمَّرُ وُجُوهنا ونحنُ مُحْرماتٌ مع أسماء بنتِ أبي بكر» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 328 في الحج، باب تخمير المحرم وجهه، وإسناده صحيح، ورواه الحاكم 1 / 454 وصححه ووافقه الذهبي. وفي الحديث مشروعية ستر الوجه للمرأة، لأنه كان معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يغطين وجوههن، حتى في الإحرام إذا مر الركبان بهن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (734) كتاب الحج- باب تخمير المحرم وجهه. قال: عن هشام بن عروة عنها. فذكر. الحديث: 1305 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 النوع الثاني: في الطيب 1306 - (خ م ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «طَيَّبْتُ [ص: 32] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَدَيَّ هاتَيْنِ حين أحْرَمَ (1) ، ولِحِلَّهِ حين أحلَّ (2) قبْلَ أن يَطُوفَ، وبَسَطتْ يدَيها» . وفي رواية نحوه، وفيه: «قَبْل أن يُفيضَ بِمِنى» . وفي أخرى: «كنتُ أُطيَّب النبيَّ، قبل أن يُحْرِمَ، ويوْمَ النَّحْر، قبل أن يطوفَ بالبيْت بطِيبٍ فيه مِسكٌ» . وفي أخرى قالت: «طيَّبْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدَيَّ بذريرةٍ في حَجّةِ الوداع لِلْحلِّ والإحرام» . وفي أخرى قالت: «كنتُ أطيَّبُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عند إحرامِهِ بأطيب ما أجدُ» . وفي أخرى قال: «سألتُ عائشةَ: بأيَّ شيء طَيَّبْتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند إحرامه؟ قالت: بأطيَب الطيَّب» . وفي أخرى: «كنتُ أطيَّبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأطيب ما أقدرُ عليه قبل أن يُحرِم ثم يحرم» . وفي أخرى: «بأطيب ما أجدُ، حتى أجدُ وبيصَ الطيِّب في رَأْسهِ وَلْحيته» . [ص: 33] وفي أخرى قالت: «كأني أنظرُ إلى وبَيص الطيِّب في مفارق (3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو مُحرِم» . وفي أخرى قال: كان ابنُ عمر يَدَّهنُ بالزَّيْت، فذَكرتُه لإبراهيم [النخعي] ، فقال: ما تَصنَعُ بقوله (4) : حدثني الأسود عن عائشة: «كأني اْنظُرُ إلى وبَيص الطيِّب في مفارق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم» (5) . زاد في رواية: «وذلك طيبُ إحرامه» . وفي أخرى: قال محمد بن المنتشر «سألتُ عبد الله بن عمر: عن الرجل يتطيَّبُ، ثم يُصبحُ محرماً؟ فقال: ما اْحبُ أن أصبح محرماً أنضحُ طيباً، لأن أَطَّلي بقطران أحبُّ إليَّ من أن أفعل ذلك. فدخلتُ على عائشة فأخبرتُها أن ابن عمر قال: ما أحِبُّ أن أصبح محرماً أنضَحُ طيباً، لأن أَطَّليَ بقطران أحبُّ إليَّ من أن أفعل ذلك، فقالت عائشة: أنا طَيَّبتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند إحرامه، ثم طاف في نسائه، ثم أصبح مُحرماً» . زاد في رواية: «ينْضَحُ طِيباً» . هذه روايات البخاري ومسلم. ولمسلم: «طيَّبْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحُرمِهِ، حين أحرم ولحلِّهِ قَبْلَ [ص: 34] أن يطوفَ بالبيت بيدَيَّ» . وفي أخرى: «طيَّبْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لِحِلَّهِ وحُرمهِ» . وفي أخرى: «كأني أنظرُ إلى وبيص الطيِّب في مفارق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يُلبَّي» . وأخرج الموطأ قالت: «كنتُ أطيَّبُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لإحرامه، حين يُحرِمُ، ولحِلَّهِ قبلَ أن يطوف بالبيْت» . وأخرج الترمذي الرواية الثالثة. وأخرج أبو داود الرواية الأولى والثامنة والتاسعة. وأخرج النسائي: الرواية الأولى والثالثة والسادسة والثامنة والتاسعة والحادية عشرة، وهي رواية ابن المنتشر. وله في أخرى: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أرادَ أن يحرمَ ادَّهن بأطيَّبَ دهنٍ يجدُ، حتى أرى وبيصهُ في رأسه ولحيته» . وفي أخرى: «لقد رأيتُ وبيصَ الطيَّب في مفارق رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بعد ثلاث» . وفي أخرى: «كنت أطيَّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند إحرامه بأطيب ما أجدُ» . زاد في أخرى: «لِحِلَّهِ وحُرمِهِ، وحين يريدُ أن يَزور البيت» . [ص: 35] وفي أخرى: «طيَّبْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحُرِمِهِ حين أحرَمَ، ولحلَّه بعد ما رمى العقبة، قبل أن يطوف بالبيت» . وفي أخرى: «طيبتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإحلاله، وطيَّبتُهُ لإحرامهِ طيباً لا يشبهُ طيبَكُم هذا- تعني: ليس له بقاء» . وفي أخرى: «كنتُ أطيَّبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطوفُ في نسائه، ثم يصبحُ محرماً، ينضَحُ طيباً» . وأخرج أيضاً الروايات التي انفرد بها مسلم (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تفيض) : الإفاضة: دفع الحجيج من عرفة ومن مزدلفة، ولا تكون الإفاضة إلا مسيراً (7) في كثرة. (بذريرة) : الذريرة: ضرب من الطيِّب مجموع من أخلاط. (أحل) : المحرم يحل إحلالاً، وحل يحل حلالاً، بمعنى: إذا حل له ما حرم عليه من محظورات الحج. ورجل حل من الإحرام، أي: [ص: 36] حلال. يقال: أنت حِلٌّ، وأنت حِرْم. والحل أيضاً: ما جاوز الحرم، وحل الهدي يحل حلةً وحلولاً: أي بلغ الموضع الذي يحل فيه نحره. وأحل الرجل إذا خرج إلى الحل، وأحللنا، أي دخلنا في شهور الحِل. (وَبيص) : الوبيص: البصيص والبريق. (ينضح) : يفوح، وأصله: الرشح، فشبه كثرة ما يفوح من طيبه بالرشح، والنَّضوح: ضرب من الطيِّب، فأما بالخاء المعجمة، فإنه أكثر من النضح بالحاء المهملة، قال: ولا يقال منه: فعل ولا يفعل، وقيل: النضخ بالخاء المعجمة: الأثر يبقى في الثوب وغيره، وبالمهملة: الفعل، وقيل: النضخ والنضح سواء، يقال نضحت أنضح بالفتح، ونضحت أنضح بالكسر، ونضحت القربة تنضح بالفتح: إذا رشحت، وقد جاء في بعض نسخ مسلم، «تنضخ» معجماً بالخاء. (الحُرْمَة) : الحُرْم - بضم الحاء وسكون الراء -: الإحرام - وبكسر الحاء: الرجل المحرم، يقال: أنت حِلٌّ، وأنت حِرْم.   (1) أي: حين أراد الإحرام. (2) أي: لما وقع الإحلال، وإنما كان كذلك، لأن الطيب بعد وقوع الإحرام لا يجوز، والطيب عند إرادة الحل لا يجوز، لأن المحرم ممنوع من الطيب. (3) جمع مفرق: وهو المكان الذي يفرق فيه الشعر في وسط الرأس. قيل: ذكرته بصيغة الجمع تعميماً لجوانب الرأس التي يفرق إليها الشعر. (4) أي: ما تصنع بقول ابن عمر حيث ثبت ما ينافيه من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله الكرماني. (5) أراد بذلك: قوة تحقيقها لذلك، بحيث إنها لشدة استحضارها له كأنها ناظرة إليه. (6) أخرجه البخاري 3 / 315 - 317 في الحج، باب الطيب عند الإحرام، وباب الطيب بعد رمي الجمار والحلق قبل الإفاضة، وفي اللباس، باب تطييب المرأة زوجها بيديها، وباب ما يستحب من الطيب، وباب الذريرة، ومسلم رقم (1189) في الحج، باب الطيب للمحرم عند الإحرام، والموطأ 1 / 328 في الحج، باب ما جاء في الطيب في الحج، والترمذي رقم (917) في الحج، باب ما جاء في الطيب عند الإحلال قبل الزيارة، وأبو داود رقم (1745) و (1746) في المناسك، باب الطيب عند الإحرام، والنسائي 5 / 136 و 137 و 138 و 139 و 140 و 141 في الحج، باب إباحة الطيب عند الإحرام، وباب موضع الطيب. (7) في الأصل: مسير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن القاسم بن محمد، عنها. بلفظ: «كنت أطيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحرمه قبل أن يحرم، ولعله قبل أن يطوف بالبيت» . 1- أخرجه مالك (الموطأ) (217) . و «الحميدي» 210 قال: حدثنا سفيان و «أحمد» 6/39 قال: حدثنا سفيان. وفي (6/181) قال: حدثني عبد الرحمان عن سفيان. وفي (6/186) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور. وفي (6/186) قال: حدثنا روح. حدثنا شعبة. وفي (6/186) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك وصخر وحماد. وفي (6/214) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، وفي 6/238 قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. و «الدارمي» 1810 قال: أخبرنا يزيد بن هارون وجعفر بن عون. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» 2/168 قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك. وفي (2/219) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/210) قال: حدثني أحمد ابن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. و «مسلم» (4/10) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى. قال: قرأت على مالك وفي 4/12 قال: حدثني أحمد بن منيع ويعقوب الدورقي. قالا: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور. و «أبو داود» (1745) قال: حدثنا العقنبي عن مالك. (ح) وحدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا مالك. و «ابن ماجة» (2926) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد. و «الترمذي» (917) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور. يعني ابن زاذان،. و «النسائى» (1375) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك (ح) وأخبرنا حسن بن منصور بن جعفر النيسابوري. قال أنبأنا عبد الله بن نمير. قا ل: حدثني يحيى بن سعيد. وفي (5/138) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا ابن إدريس، عن يحيى بن سعيد (ح) وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا هشيم قال: أنبأنا منصور. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17475) عن عبد الله بن محمد الضعيف، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. وفي (12/17500) عن المغيرة بن عبد الرحمن الحراني، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، وفي (12/17506) عن هارون بن موسى، عن أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر. وفي (12/17529) عن محمد بن بشار، عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، وفي (12/17514) عن قتيبة، عن ليث بن سعد، و «ابن خزيمة» 2581 قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا بن أبي عيينة. وفي (2933، 2582) قال: حدثناه عبد الجبار. قال: حدثنا سفيان. وفي (2583) قال حدثنا يعقوب الدورقي وأحمد بن منيع ومحمد بن هشام قالوا: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان. جميعهم -مالك وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، ومنصور، وشعبة، وصخر، وحماد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والليث بن سعد، وأيوب، والأوزاعي، وعبيد الله بن عمر - عن عبد الرحمان بن القاسم. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفه الأشراف 12/17564) عن أيوب بن محمد الوزان، عن عمرو بن أيوب الموصلى، عن أفلح بن حميد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كلاهما (عبد الرحمان بن القاسم، وأبو بكر) عن القاسم بن محمد، فذكره وأخرجه أحمد (6/98) قال: حدثنان محمد بن عبيد وفي (6/192) قال: حدثنا يحيى. و «مسلم» 4/10 قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. و «ابن ماجة» 3042 قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا خالي محمد وأبو معاوية وأبو أسامة.. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17538) عن محمد بن مثنى، عن يحيى. خمستهم -محمد بن عبيد، ويحيى، وعبد الله بن نمير، وأبو معاوية، وأبو أسامة -عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، فذكره ليس فيه - عبد الرحمان بن القاسم -. وأخرجه أحمد (6/216) . و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17345) عن يعقوب عن إبراهيم الدورقي. كلاهما- أحمد، ويعقوب - عن إسماعيل بن عليه. قال: ثنا أيوب قال: سمعت القاسم، فذكره. ليس فيه - عبد الرحمن بن القاسم -. وأخرجه أحمد (6/207) قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» 4/10 قال ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. كلاهما - وكيع، وعبد الله بن مسلمة - عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد فذكره. ليس فيه - أبو بكر بن محمد-. وأخرجه أحمد 6/186 قال: ثنا روح. قال: ثنا عباد بن منصور يذكرون عن عائشة أنها قالت: كنت أطيب رسول -صلى الله عليه وسلم- عند إحلاله وعند إحرامه. أخرجه الحميدي (212) ، و «أحمد» (6/107، 106) «النسائي» 5/136، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16091) و «ابن خزيمة» (2939، 2938، 2934) ، وعن علقمة بن قصاص، عنها، أخرجه أحمد (6/ 237) . أخرجه أحمد 6/237 وعن عروة بن الزبير عنها أخرجه الحميدي (، 211. 214، 213) ، و «أحمد» (6/، 38، 130، 161 207) و «الدارمي» (1808، 1809) ، و «البخاري» (7/211) ، و «مسلم» (4/، 10 11) و «النسائي» (5/138، 137) ، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (، 12 16768) . وعن ابن أبي مليكة، أخرجه أحمد (6/244) . وعن عمرة بنت عن الرحمان، عنها أخرجه مسلم (4/11) وعن أبي داود، عن عائشة أخرجه أحمد (6/258) . وعن عروة القاسم، عنها أخرجه أحمد (6/200) ، و «البخاري» (7/211) ، و «مسلم» (4/10) . وعن محمد بن المنتشر، عن عائشة أخرجه الحميدي (216) ، و «أحمد» 6/175. و «البخاري» (1/75، 76) و «مسلم» 4/12، 13، والنسائي (1/203، 209، 5/141) ، و «ابن خزيمة» 2588وعن الأسود، عن عائشة أخرجه الحميدي (215) ، و «أحمد» (6/38، 41، 109، 124، 128، 173، 175، 186، 191، 209، 212 (224) ، 230، 236، 245، 250، 254، 264، 264، 267، 280) و «البخاري 1/76 (2/168) و (7/209) 210،) و «مسلم» 4/11، 12. و «أبو داود 1746. و «النسائى» (5/138، 139، 140) و «ابن ماجة» 2928. و «ابن خزيمة» ، 2587، 2586، 2585 عن علقمة بن قيس، عنها، أخرجه 6/130، 212، 186. وعن مجاهد، عنها، أخرجه أحمد 6/264. الحديث: 1306 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 1307 - (د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كُنَّا نخرُجُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة، فَنُضَمِّدُ جِباهنا بالسُّكِّ المطَيَّبِ عند الإحرام، فإذا عَرِقَتْ إحدانا سالَ على وجْهِها، فيراهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا ينهانا» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 37] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السُّك) : نوع من الطيب معروف.   (1) رقم (1830) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/79) قال: حدثنا محمد بن عبد بن الله بن الزبير، «أبو داود» (1830) قال: حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني. قال: حدثنا أبو أسامة.. كلاهما - محمد بن عبد الله بن الزبيز، وأبو أسامة -. عن عمر بن سويد الثقفي. قال: حدثتني عائشة بنت طلحة، فذكرته. قلت: ذكره الزيلعي في «نصب الراية» (3/19) : ولم يذكر فيه شيئا. الحديث: 1307 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 1308 - (ط) الصلت بن زُيَيد -رحمه الله- (1) : عن غير واحد من أهله: أن عُمَرَ وجدَ رِيحَ طيبٍ، وهو بالشجرة (2) فقال: «ممَّن هذا الطيبُ؟ قال كَثيِرُ بن الصلت: منَّي، لبَّدْتُ رأسي، وأرَدْتُ أن أحلق. قال عمر: اذهب إلى شرَبَةٍ [من الشَّرَبات] فَادْلُكْ رَأسكَ، حتَّى تُنْقِيَهُ، ففعل كثير بن الصلت» . أخرجه الموطأ (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَرَبة) : الشربة - بفتح الشين والراء -: الماء المجتمع حول النخلة كالحوض. (الإنقاء) : مصدر أَنْقَيت الثوب أُنْقِيه إِنْقاءً: إذا بالغت في غسله.   (1) هو الصلت بن زييد - تصغير زيد - بن الصلت الكندي. روى عن سليمان بن سنان، وعن غير واحد من أهله. وروى عنه مالك وغيره. قال الحافظ بن حجر في " تعجيل المنفعة ": ذكره ابن خلفون في الثقات، ووثقه العجلي. وابن خلفون هو محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن بن مروان بن خلفون الأزدي، محدث حافظ عارف بالرجال، توفي رحمه الله سنة (636 هـ) . (2) الشجرة على ستة أميال من المدينة، كان النبي ينزلها في طريقه من المدينة إلى مكة، ويحرم منها. (3) 1 / 329 في الحج، باب ما جاء في الطيب في الحج. وفي سنده جهالة الذين روى عنهم من أهله، ولكن يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) 738 في كتاب الحج - باب ما جاء في الطيب في الحج قال: عن الصلت فذكره. الحديث: 1308 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 1309 - (ط) أسلم مولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: إن [ص: 38] عمر بن الخطاب وجد ريح طيب وهو بالشجرة، فقال: «ممَّنْ ريحُ هذا الطيب؟ فقال معاويةُ بنُ أبي سفيان: مِنَّي يا أمير المؤمنين، قال عمر: منْكَ لَعَمْرُ اللهِ!! فقال معاويةُ: إنما طيَّبَتْني أمَّ حبيبةَ يا أمير المؤمنين، قال عمر: عزمتُ عليك لَتَرْجِعَنَّ فَلْتَغْسلَنَّهُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 329 في الحج، باب ما جاء في الطيب في الحج، وإسناده صحيح. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": فهذا عمر رضي الله عنه قد أنكر على صحابيين وتابعي كبير الطيب بمحضر الجمع الكثير من الناس صحابة وغيرهم، وما أنكر عليه منهم أحد؛ فهذا من أقوى الأدلة على تأويل حديث عائشة -رضي الله عنها - يعني حديث عائشة الذي تقدم رقم (1306) برواية الموطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) 737) كتاب الحج - باب ما جاء في الطيب في الحج قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 1309 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 1310 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما -. «كَفّنَ ابنَهُ واقِداً، ومات بالجحْفَةِ محرماً، وخمَّرَ رأسَهُ ووجّهَهُ، وقال لَولا أنا حرُمُ لطيبناهُ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خمَّر رأسه) : تخمير الرأس: تغطيته.   (1) 1 / 327 في الحج، باب تخمير المحرم وجهه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) 732 كتاب الحج باب - تخمير المحرم وجهه. الحديث: 1310 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 1311 - (خ) نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كان ابنُ عمر إذا أرادَ الخروج إلى مكةَ ادَّهَنَ بدهنِ لَيْستْ له رائحةٌ طيَّبَةٌ، ثم يأتي مسجد ذا الحليفة، فيصلي، ثم يركب، فإذا استوت به راحلته قائِمَة أحرمَ، وكان يقول: هكذا رأَيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَفْعلُ» . [ص: 39] أخرجه البخاري (1) .   (1) 3 / 329 في الحج، باب من أهل حين استوت به راحلته قائمة، ورواه مالك في الموطأ 1 / 333 مختصراً، وإنما كان ابن عمر رضي الله عنه يدهن ليمنع بذلك القمل عن شعره ويجتنب ماله رائحة طيبة، صيانة لإحرامه. وقد رمز لهذا الحديث في المطبوع بـ (ط) في أوله، وقال في آخره: أخرجه الموطأ، وهو خطأ، لأن الحديث من رواية البخاري، وقد رواه مالك في " الموطأ " مختصراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري 2/171 قال: حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع، قال: حدثنا فليح، عن نافع، فذكره. الحديث: 1311 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 1312 - (ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يدَّهِنُ بِدْهْنٍ غيْرِ مُقتَّتٍ، يعني: غيْرَ مُطَيَّبٍ، والقَتُّ: تطْييبُ الدُّهنِ بالرّيحان» . وفي رواية: كان يدَّهن بالزيت - وهو محرم - غير المقتت. أخرج الترمذي الرواية الثانية (1) . والأولى ذكرها رزين ولم أجدها في الأصول. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُقتت) : الدهن المقتت: المطيب بالقت، وهو الذي تطبخ فيه الرياحين حتى يطيب.   (1) رقم (962) في الحج، وأخرجه ابن ماجة رقم (3083) في المناسك، باب ما يدهن به المحرم، وأحمد في مسنده 2 / 25 و 29 و 59 و 72 و 145، وأخرج أحمد في مسنده الرواية الأولى 2 / 126، وفي إسناده فرقد بن يعقوب السبخي، وهو ضعيف. وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث فرقد السبخي عن سعيد بن جبير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] (صحيح موقوفا، ضعيف مرفوعا) . أخرجه أحمد 2/25 (4783) و2/59 (5242) قال: ثنا وكيع. وفي 2/29 (4829) قال: ثنا روح. وفي 2/ 72 (5409) قال:ثنا أبو سلمة، وفي 2/126 (6089) قال: ثنا يونس. وفي 2/145 (6322) قال: ثنا أبو كامل. و «ابن ماجة» 3083 قال:ثنا علي بن محمد، قال: ثنا وكيع. و «الترمذي» 692 قال: ثنا هناد قال: ثنا وكيع. «ابن خزيمة» 2652 قال: ثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا عفان ابن مسلم، ويحيى بن عباد. وفي (2653) قال: ثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا حجاج بن منهال. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع. (ح) وحدثناه محمد بن يحيى، قال: ثنا الهيثم بن جميل تسعتهم- وكيع، وروح، وأبو سلمة، ويونس، وأبو كامل، وعفان ويحيى بن عباد، وحجاج بن منهال، والهيثم بن جميل- عن حماد بن سلمة عن فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث فرقد السبخي عن سعيد بن جبير، وقد تكلم يحيى بن سعيد في فرقد السبخي، وروى عنه الناس. وقال ابن خزيمة (2652) أنا خائف أن يكون فرقد السبخي واهما في رفعه هذا الخبر، فإن الثوري روى عن منصور عن سعيد بن جبير، قال: كان ابن عمر يدهن بالزيت حين يريد أن يحرم. وقال في (2653) : والصحيح الإدهان بالزيت في حديث سعيد بن جبير، إنما هو من فعل ابن عمر، لا من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنصور بن المعتمر أحفظ وأعلم بالحديث وأتقن من عدد مثل فرقد السبخي. الحديث: 1312 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 1313 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «يشُمُّ المحرِمُ [ص: 40] الرَّيحانَ، وينْظُرُ في المرآةِ، ويتداوى بما يأكُلُ: الزَّيتَ والسَّمْنَ» (1) . أخرجه البخاري في ترجمة باب (2) .   (1) قوله: " بما يأكل الزيت والسمن " المشهور فيهما: النصب. وعن ابن مالك: الجر، وصحح عليه، ووجه البدل من " ما " الموصولة، فإنها مجرورة، والمعنى عليه، وليس المعنى على النصب، فإن الذي يأكل هو الآكل لا المأكول، قاله الزركشي. قال الحافظ في " الفتح ": ولكن يجوز على الاتساع. (2) 3 / 314 معلقاً بصيغة الجزم في الحج، باب الطيب عند الإحرام، قال الحافظ في " الفتح ": أما شم الريحان فقال سعيد بن منصور " حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان لا يرى بأساً للمحرم بشم الريحان. وروينا في " المعجم الأوسط " مثله عن عثمان. وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر خلافه، واختلف في الريحان، فقال إسحاق: يباح، وتوقف أحمد. وقال الشافعي: يحرم، وكرهه مالك والحنفية. ومنشأ الخلاف أن كل ما يتخذ منه الطيب يحرم بلا خلاف، وأما غيره فلا. وأما النظر في المرآة فقال الثوري في جامعه: رواية عبد الله بن الوليد العدني عنه عن هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس قال: لا بأس أن ينظر في المرآة وهو محرم، وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن إدريس عن هشام به. ونقل كراهته عن القاسم بن محمد. وأما التداوي فقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو خالد الأحمر وعباد بن العوام عن أشعث عن عطاء عن ابن عباس أنه كان يقول: يتداوى المحرم بما يأكل، وقال أيضاً: حدثنا أبو الأحوص عن ابن إسحاق عن الضحاك عن ابن عباس، قال: إذا شققت يد المحرم أو رجلاه فليدهنهما بالزيت أو بالسمن. قال الحافظ: وفي هذا الأثر رد على مجاهد في قوله: إن تداوى بالسمن أو الزيت فعليه دم، أخرجه ابن أبي شيبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3/464) معلقا بصيغة الجزم في الحج - باب الطيب عند الإحرام. وقال الحافظ في «الفتح» أما شم الريحان، فقال سعيد بن منصور: «حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان لا يرى بأسا بشم الريحان» وروينا في «المعجم الأوسط» مثله عن عثمان، وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر خلافه. وأما النظر في المرآة فقال الثوري في جامعه رواية عبد الله بن الوليد العدني عنه عن هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس قال: لا بأس أن ينظر في المرآة وهو محرم» وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن إدريس عن هشام به، ونقل كراهته عن القاسم بن محمد. وأما التداوي فقال أبو بكر بن أبي شيبة «حدثنا أبو خالد الأحمر وعباد بن العوام عن أشعث عن عطاء عن ابن عباس أنه كان يقول: يتداوي المحرم بما يأكل. وقال أيضا: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الضحاك عن ابن عباس قال: إذا شققت يد المحرم أورجلاه فليدهنهما بالزيت أو بالسمن، ووقع في الأصل «يتداوى بما يأكل الزيت والسمن» . الحديث: 1313 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 النوع الثالث: في الغسل 1314 - (خ م ط د س) عبد الله بن حنين -رحمه الله- (1) «أنَّ ابن عباس [ص: 41] والمِسْورَ بْنَ مَخْرَمَةَ اْختلفا بالأبواء (2) ، فقال ابن عباس: يغُسلُ المحرمُ رأْسَهُ، وقال الْمِسْوَرُ،: لا يغْسِلُ رأسَهُ، قال: فأرسَلَني ابنُ عباس إلى أبي أيَّوب الأنصاري، فوجدتهُ يغْتَسِلُ بين الْقَرْنَيْنِ - وهو يُسْتَرُ بثوبٍ - فسلَّمتَ عليه، فقال: مَنْ هذا؟ قلتُ: أنا عبد الله بنُ حُنيْنِ أرسلني إليك ابنُ عباس يسألك: كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغْسِلُ رأسَهُ وهو محرمٌ؟ فوضع أبُو أيوبَ يدُهُ في الثوبِ فطأطأهُ، حتى بدا لي رأسُهُ، ثم قال لأنسان يصُبُّ عليه: اصْبُبْ، فَصَبَّ على رأسِهِ، ثم حَرَّكَ رأسَهُ بيدَيْيه، فأقْقبَلَ بهما وأدْبَرَ، فقال: هكذا رأيتُهُ -صلى الله عليه وسلم- يفْعلُ» . زاد في رواية: فقال المسور لابن عباس: لا أُماريك أبداً. أخرجه الجماعة إلا الترمذي، ولم يخرج الموطأ الزيادة (3) . [ص: 42] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قرنين) : قرنا البئر العضادتان المبنيتان على جانبيها لتعلق عليها البكرة. (أماريك) المماراة: المجادلة.   (1) هو عبد الله بن حنين الهاشمي، مدني ثقة. روى عن علي وابن عباس وأبي أيوب وابن عمر [ص: 41] والمسور بن مخرمة، وعنه ابنه إبراهيم، ومحمد بن المنكدر، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم. مات في أول خلافة يزيد بن عبد الملك. (2) بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة: قرية من الفرع من عمل المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً، سميت بذلك لتبوء السيول بها. (3) أخرجه البخاري 4 / 48 و 49 في الحج، باب الاغتسال للمحرم، ومسلم رقم (1205) في الحج، باب جواز غسل المحرم بدنه ورأسه، والموطأ 1 / 323 في الحج، باب غسل المحرم، وأبو داود رقم (1840) في المناسك، باب المحرم يغتسل، والنسائي 5 / 128 و 129 في الحج، باب غسل المحرم، وأخرجه ابن ماجة رقم (2934) في المناسك، باب المحرم يغسل رأسه، وأحمد في مسنده 5 / 418. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في «الموطأ» (214) . وأحمد (5/418) قال: ثنا عبد الرحمان بن مهدى. و «البخاري» (3/20) قال: ثنا عبد الله بن يوسف. و «مسلم» (4/23) قال: ثنا قتيبة بن سعيد. و «أبو داود» (1840) قال: ثنا عبد الله بن مسلمة. و «ابن ماجة» (2934) قال: ثنا أبو مصعب. و «النسائى» (5/128) قال: قتيبة بن سعيد. خمستهم - ابن مهدي، وعبد الله بن بن يوسف، وقتيبة، وعبد الله بن مسلمة، وأبو مصعب- عن مالك. 2- وأخرجه الحميدي (379) . وأحمد (5/416) . و «الدارمي» (1800) قال: ثنا محمد بن يوسف. و «مسلم» (4/23) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وقتيبة بن سعيد. و «ابن خزيمة» (2650) قال: ثنا عبد الجبار بن العلاء. ثمانينتهم - الحميدي وأحمد، وابن يوسف، وأبو بكر، والناقد، وزهير، وقتيبة، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه أحمد (5/421) قال: ثنا محمد بن بكر، وحجاج، و «مسلم» (4/23) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلى بن خشرم، قالا: عيسى بن يونس. أربعتهم - ابن بكر، وحجاج، وروح، وعيسى بن يونس - عن ابن جريج. ثلاثتهم - مالك وابن عيينة، وابن جريج - عن زيد بن أسلم، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، وعن أبيه، فذكره. الحديث: 1314 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 1315 - (ط) عطاء بن أبي رباح: أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - قال ليعلى بن منية (1) ، «وهو يصبُّ على عمر ماء، وهو يغتسل، اصْبُبْ على رأسي، فقال يعلى: أتُريدُ أن تجعلها بي؟ إن أَمرتَني صَبَبْتُ، قال عمر: اصْبُبْ، فلا يزيده الماء إلا شَعَثاً» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) ويقال له: يعلى بن أُمية التميمي الحنظلي، صحابي، ومنية أمه، وهي: منية بنت الحارث بن جابر، وقيل: اسم أم أبيه، أسلم يوم الفتح، وشهد حنيناً والطائف وتبوك، قتل مع علي رضي الله عنه بصفين. (2) 1 / 323 في الحج، باب غسل المحرم، وإسناده منقطع، فإن عطاء بن أبي رباح لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك في «الموطأ» 721 قال: عن حميد بن قيس، عن عطاء فذكره. قلت: عطاء لم يدرك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -. الحديث: 1315 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 1316 - (ت) خارجة بن زيد -رضي الله عنهما -: عن أبيه: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَجَرَّد لإهلاله (1) واغتسل» . هذه رواية الترمذي (2) . [ص: 43] وذكر رزين رواية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اغتسل لإحرامه ولطوافه باليبت ولوقوفه بعرفة.   (1) أي: لإحرامه. (2) رقم (830) في الحج، باب ما جاء في الاغتسال عند الإحرام. وفي إسناده عبد الله بن يعقوب المدني، وهو مجهول الحال كما قال الحافظ في " التقريب ": وقال الترمذي حسن غريب، وقد استحب بعض أهل العلم الاغتسال عند الإحرام، وهو قول الشافعي. قال الحافظ في " التلخيص " 2 / 235: ورواه الدارقطني والبيهقي والطبراني من حديث زيد بن ثابت، حسنه الترمذي [ص: 43] وضعفه العقيلي. قال: وروى الحاكم، والبيهقي من طريق يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس قال: اغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لبس ثيابه، فلما أتى ذا الحليفة صلى ركعتين، ثم قعد على بعيره، فلما استوى على البيداء أحرم بالحج، ويعقوب ضعيف، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، ويشهد للحديث من جهة المعنى، ما رواه مسلم في صحيحه رقم (109) في الحج، باب إحرام النفساء واستحباب اغتسالها للإحرام، وكذا الحائض، عن عائشة رضي الله عنها قالت: نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بالشجرة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتهل، ومسلم رقم (110) عن جابر بن عبد الله في حديث أسماء بنت عميس حين نفست بذي الحليفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر فأمرها أن تغتسل. قال النووي: اتفق العلماء على أنه يستحب الغسل عند إرادة الإحرام بحج أو عمرة أو بهما، سواء كان إحرامه من الميقات الشرعي أو غيره، ولا يجب هذا الغسل، وإنما هو سنة متأكدة يكره تركها، نص عليه الشافعي في الأم، واتفق عليه الأصحاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الدارمي (1801) ، وا لترمذي (830) ، و «ابن خزيمة» (2595) ثلاثتهم عن عبد الله بن أبي زياد، قال: ثنا عبد الله بن يعقوب المدني، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة فذكره. وقال الحافظ في «التلخيص» (2/34) رواه الدارقطني والبيهقي، والطبراني من حديث زيد بن ثابت، وحسنه الترمذي، وضعفه العقيلي، وروى الحاكم، والبيهقي من طريق يعقوب بن عطاء، عن أبيه عن ابن عباس قال: اغتسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم لبس ثيابه، فلما أتى ذا الحليفة صلى ركعتين، ثم قعد على بعيره فلما استوى به على البيداء أحرم بالحج، ويعقوب ضعيف. قلت: في إسناده: عبد الله بن يعقوب قال عنه الحافظ في «التهذيب» قال ابن القطان: أجهدت نفسي عن حاله فلم أجد أحدا ذكره، ولا أدري هو المذكور في حديث النهي عن الصلاة خلف النائم أو غيره؟. الحديث: 1316 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 1317 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- «أنَّ عبد الله بن عمر كان يَغْتَسِلُ لإحرامِهِ قبلَ أن يُحرِمَ، ولدخولِ مكةَ، ولوقوفه عَشيَّةً بعرَفَةَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 322 في الحج، باب الغسل للإهلال، وإسناده صحيح. وروى البخاري 3 / 346 في الحج، باب الاغتسال عند دخول مكة: عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنه إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثم يبيت بذي طوى ثم يصلي به الصبح ويغتسل، ويحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك. وروى الحاكم 1 / 447 عن ابن عمر أنه قال: إن من السنة أن يغتسل إذا أراد أن يحرم، وإذا أراد أن يدخل مكة، وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك:في «الموطأ» 719 في الحج -باب الغسل للإهلال، فذكره. الحديث: 1317 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 1318 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- «أنَّ ابن عمر كان إذا أحْرمَ لا يَغسلُ رأسهُ إلا مِنَ احتلامِ» . [ص: 44] أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 324 في الحج، باب غسل المحرم، وإسناده صحيح. قال الحافظ في " الفتح " 3 / 347: وظاهره أن غسله لدخول مكة كان لجسده دون رأسه. وقال الشافعية: إن عجز عن الغسل تيمم وقال ابن التين: لم يذكر أصحابنا الغسل لدخول مكة، وإنما ذكروه للطواف، والغسل لدخول مكة هو في الحقيقة للطواف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في «الموطأ» (723) في الحج - باب غسل المحرم، فذكره. الحديث: 1318 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 1319 - (د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَبَّدَ رَأسَهُ بالغسلِ» (1) . وفي رواية: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يهل ملبداً أخرجه أبو داود (2) . وأخرج النسائي الثانية (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَبَّد، مُلَبِّداً) : التلبيد: هو أن يسرح شعره ويجعل فيه شيئاً من صمغ، ليلتزق، ولا يتشعث في الإحرام. [ص: 45] (الغِسْل) : -بكسر الغين -ما يغتسل به من خطمي وغيره، وبالضم: اسم الفعل، وبالفتح: المصدر.   (1) وفي بعض النسخ: بالعسل. قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن عبد السلام: يحتمل أنه بفتح المهملتين، ويحتمل أنه بكسر المعجمة وسكون المهملة، وهو ما يغسل به الرأس من خطمي أو غيره. قلت - القائل ابن حجر - ضبطناه في روايتنا في سنن أبي داود بالمهملتين. (2) أبو داود (1747) في المناسك، باب التلبيد، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق، ومع ذلك فقد صححه الذهبي. (3) أخرج هذه الرواية أبو داود رقم (1748) في المناسك، باب التلبيد، والنسائي 5 / 136 في الحج، باب التلبيد عند الإحرام، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً بهذه الرواية البخاري 3 / 317 في الحج، باب من أهل ملبداً، ومسلم رقم (1184) في الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، وابن ماجة رقم (3047) في المناسك، باب من لبد رأسه، وأحمد في المسند 2 / 121. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (1748) قال: ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن نافع، فذكره. والرواية الثانية: 1- أخرجها أحمد (2/120) (6021) قال: ثنا علي بن إسحاق، قال: ثنا عبد الله، و «البخاري» (2/168) قال: ثنا أصبغ، قال: ثنا ابن وهب. وفي 7/209 قاال ثني حبان بن موسى، وأحمد بن محمد، قالا: ثنا عبد الله. و «مسلم» 4/8 قال: ثنى حرملة بن داود المهري، قال: ثنا أبو وهب. و «ابن ماجة» 3047 قال ثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: ثنا عبد الله بن وهب بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب. وفي (5/159) قال: ثنا عيسى بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب وكلاهما - عبد الله بن المبارك -، وعبد الله بن وهب) قالا: ثنا يونس. 2- وأخرجها أحمد 2/131 (6146) قال: ثنا يعقوب، قال: ثنى ابن أخي ابن شهاب. كلاهما - يونس، وابن أخي ابن شهاب - عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 1319 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 1320 - (خ) قيس بن سعد الأنصاري -رضي الله عنه- «وكان صاحب لواءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرادَ الحجَّ فَرجَّلَ» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَرَجَّلَ) : الترجيل: تسريح الشعر وغسله.   (1) 6 / 89 في الجهاد، باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: يأتي تخريجه الحديث: 1320 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 1321 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «يدْخُلُ الْمحُرِمُ الْحَمَّامَ» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 4 / 48 في جزاء الصيد، باب الاغتسال للمحرم. قال الحافظ في " الفتح ": وصله الدارقطني والبيهقي من طريق أيوب عن عكرمة عنه قال: المحرم يدخل الحمام، وينزع ضرسه، وإذا انكسر ظفره طرحه، ويقول: أميطوا عنكم الأذى، فإن الله لا يصنع بأذاكم شيئاً. وروى البيهقي من وجه آخر عن ابن عباس أنه دخل حماماً بالجحفة وهو محرم وقال: إن الله لا يعبأ بأوساخكم شيئاً. وروى ابن أبي شيبة كراهة ذلك عن الحسن وعطاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا بصيغة الجزم في جزاء الصيد - باب الاغتسال للمحرم. وقال الحافظ في «الفتح» (4/67) : وصله الدارقطني، والبيهقي من طريق أيوب عن عكرمة عنه قال: المحرم يدخل الحمام، وينزع ضرسه، وإذا انكسر ظفره طرحه ويقول: أميطوا عنكم الأذى، فإن الله لا يضع بأذاكم شيئا: وروى البيهقي من وجه آخر عن ابن عباس أنه دخل حماما بالجحفة وهو محرم، وقال: إن الله لا يعبأ بأوساخكم شيئا. وروى ابن أبي شيبة كراهة ذلك عن الحسن وعطاء. الحديث: 1321 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 النوع الرابع: في الحجامة والتداوي 1322 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «اْحتَجَمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وهو مُحْرِمٌ» . [ص: 46] هذه رواية البخاري ومسلم. وللبخاري أيضاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- «احتجَمَ وهو مُحرمٌ، واْحتجمَ وهو صائم» . وله في أخرى قال: «احتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- في رأسه وهو مُحْرِمٌ، من وَجعٍ كان به، بماءٍ يُقالُ له: لحَيُ جَمَلٍ» (1) . وفي أخرى من شقيقة كانت به. وأخرج الترمذي الرواية الأولى. وأخرج أبو داود الأولى والثالثة إلى قوله: كان به. وأخرج النسائي الأولى (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَقِيقة) : الشقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس.   (1) قوله: " لحي جمل " بكسر اللام وفتحها، هو موضع على سبعة أيام من المدينة. قال ابن وضاح: هو عقبة الجحفة. وفي رواية " لحييى جمل " بالتثنية. (2) أخرجه البخاري 4 / 43 في الحج، باب الحجامة للمحرم، وفي الطب، باب الحجم والسفر والإحرام، وباب الحجامة من الشقيقة والصداع، ومسلم رقم (1203) في الحج، باب جواز الحجامة للمحرم، وأبو داود رقم (1835) و (1836) في المناسك، باب المحرم يحتجم. والترمذي رقم (839) في الحج، باب ما جاء في الحجامة للمحرم، والنسائي 5 / 193 في الحج، باب الحجامة للمحرم، وأخرجه ابن ماجة رقم (3081) في المناسك، باب الحجامة للمحرم، والدارمي في سننه 2 / 37 في المناسك، باب الحجامة للمحرم، وأحمد في مسنده 1 / 90 و 134 و 135 و 241 و 244 و 250 و 258 و 292 و 293 و 316 و 324 و 327 و 333 و 351. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (500) ، وأحمد 1/221 (1922) و (1923) . و «عبد بن حميد» 622 قال: ثني ابن أبي شيبة. و «الدارمي» 1828 قال: ثنا إسحاق. و «البخاري» 3/19 قال: ثنا علي بن عبد الله. وفي 7/161 قال: ثنا مُسَدَّد. و «مسلم» 4/22 قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. و «أبو داود» 1835 قال: ثنا أحمد بن حنبل. و «الترمذي» 839 قال: ثنا قتيبة والنسائي قال: نا قتيبة 5/193 قال: نا محمد بن منصور. و «ابن خزيمة» 6251 قال: ثنا عبد الجبار بن العلاء.. عشرتهم (الحميدي، وأحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق، وعلي بن عبد الله، ومسدد، وزهير ابن حرب، وقتيبة، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، وعطاء، فذكراه. (*) أخرجه أحمد 1/372 (3524) . و «ابن خزيمة» 2657 قال: ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني. كلاهما (أحمد، ومحمد بن إسحاق) عن رَوح بن عبادة، قال: ثنا زكريا بن إسحاق، قال: حدثنا عمرو بن دينار عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره (ليس فيه عطاء) . في رواية الحميدي. قال سفيان: ثنا بهذا الحديث عمرو مرتين. مرة قال فيه: سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: فذكره، ومرة سمعته يقول: سمعت طاوسا يحدث عن ابن عباس يقول: فذكره. ولا أدري، أسمعه عمرو منهما، أو كانت إحدى المرتين وهما. وفي رواية علي بن المديني، وقال سفيان: قال عمرو: (أول شيء) سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: فذكره، ثم سمعته يقول: حدثني طاوس، عن ابن عباس، فقلت: لعله سمعه منهما. الحديث: 1322 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 1323 - (خ م ط س) عبد الله بن مالك بن بحينة -رضي الله عنه- (1) قال: «احتَجَمَ رسولُ اللهَّ -صلى الله عليه وسلم- وهو محرِمٌ بِلَحي جَمَلٍ من طريق مَكَّةَ، في وسط رأسه» (2) . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وأخرج الموطأ عن سليمان بن يسار مرسلاً: «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احْتَجمَ وهو محرِمٌ، فَوْقَ رأسِهِ، وهو يومئذٍ بلَحْي جَمَلٍ: مكان بطريق مكةَ» . وفي نسخة: «بلحْيَيْ جَمَلٍ» (3) .   (1) أبوه مالك، وأمه بحينة. (2) قوله: في وسط رأسه. قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 383: وفي هذا الحديث دليل لجواز الحجامة للمحرم، وقد أجمع العلماء على جوازها له في الرأس وغيره إذا كان له عذر في ذلك، وإن قطع الشعر حينئذ، لكن عليه الفدية؛ لقطع الشعر، فإن لم يقطع فلا فدية عليه. وهذا الحديث محمول على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له عذر في الحجامة في وسط الرأس؛ لأنه لا ينفك عن قطع شعر، أما إذا أراد المحرم الحجامة لغير حاجة، فإن تضمنت قلع شعر فهي حرام، كتحريم قطع الشعر، وإن لم تتضمن ذلك؛ بأن كانت في موضع لا شعر فيه، فهي جائزة عندنا وعند الجمهور، ولا فدية فيها، وعن ابن عمر ومالك كراهتها. قال الحافظ في " الفتح " 4 /44: وعن الحسن فيها الفدية وإن لم يقطع شعراً، وإن كان لضرورة، جاز قطع الشعر، وتجب الفدية. وخص أهل الظاهر الفدية لشعر الرأس. وقال الداودي: إذا أمكن مسك المحاجم بغير حلق لم يجز الحلق. واستدل بهذا الحديث على جواز الفصد، وبط الجرح والدمل، وقطع العرق وقلع الضرس، وغير ذلك من وجوه التداوي إذا لم يكن في ذلك ارتكاب ما نهي عنه المحرم من تناول الطيب وقطع الشعر، ولا فدية عليه في شيء من ذلك، والله أعلم. (3) البخاري 4 / 44 في الحج، باب الحجامة للمحرم، وفي الطب، باب الحجامة على الرأس، ومسلم رقم (1203) في الحج، باب جواز الحجامة للمحرم، والموطأ 1 / 349 في الحج، باب حجامة المحرم، والنسائي 5 / 194 في حجامة المحرم وسط رأسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد 5/345 قال: ثنا أبو سلمة الخزاعي. و «الدارمي» 1827 قال: ثنا مروان ابن محمد. و «البخاري» 3/19 قال: ثنا خالد بن مخلد. وفي 7/162 قال: ثنا إسماعيل. و «مسلم» 4/22 قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا المعلى بن منصور. و «ابن ماجة» 3481 قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا خالد بن مخلد. و «النسائي» 5/194 قال:حدثني هلال بن بشر، قال: ثنا محمد بن خالد، وهو ابن عَثْمة. ستتهم - أبو سلمة الخزاعي، ومروان بن محمد، وخلد بن مخلد، وإسماعيل بن أبي أويس، والمعلى بن منصور، ومحمد بن خالد بن عثمة - عن سليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. قلت: أخرجه مالك في «الموطأ» 792 مرسلا في الحج - باب حجامة المحرم، قال: عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار فذكره.. الحديث: 1323 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 1324 - (س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ من داء كان بهِ» (1) . أخرجه النسائي (2) .   (1) لفظه في النسائي المطبوع: من وثء كان به. (2) 5 / 193 في الحج، باب حجامة المحرم من علة تكون به، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:1 - أخرجه أحمد 3/305 قال: ثنا أبو قَطَن، وروح. وفي 3/357 قال: ثنا عبد الوهاب. وفي 3/382 قال: ثنا أبو قطن، وكثير بن هشام. و «أبو داود» 3863 قال: ثنا مسلم بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 2978 عن إبراهيم بن الحارث. و «ابن خزيمة» 2660 قال: ثنا محمد بن عبد الأعلى الضغاني قال:حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) 0ح وثنا بندار قال حدثني عبد الأعلى (ح) وثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: ثنا بِشر (يعني ابن المفضل) . تسعتهم- أبو قطن، وروح، وعبد الوهاب، وكثير، ومسلم، والحارث، وخالد، وعبد الأعلى، وبشر - عن هشام بن أبي عبد الله. 2 - وأخرجه أحمد 3/363 قال: ثنا عفان. و «النسائي» 5/193 قال: نا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: ثنا أبو الوليد. كلاهما (عفان، وأبو الوليد) قالا: ثنا يزيد بن إبراهيم. 3 - وأخرجه ابن ماجة 3082 قال: ثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: ثنا محمد بن أبي الضيف. و «ابن خزيمة» 2661 قال: ثناه الزيادي قال ثنا الفضيل بن سليمان كلاهما (محمد، والفضيل) عن ابن خيثم ثلاثتهم- هشام، ويزيد، وابن خيثم - عن أبي الزبير، فذكره. (*) في المطبوع: وثء كان به. الحديث: 1324 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 1325 - (د س) أنس بن مالك -رضي الله عنه- «أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، احْتَجَمَ وهو مُحرِمٌ على ظهْرِ القَدَم، مِنْ وَجَعٍ كان بهِ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: «مِنْ وَثْءٍ كانَ بهِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وُثِيَ) : وُثِئَت يده فهي موثوءة، ووثأتها أنا: أصابة وثء. والعامة تقول: وَثْيٌ، وهو أن يصيب العظم وصم لا يبلغ الكسر.   (1) أبو داود رقم (1837) في المناسك، باب المحرم يحتجم، والنسائي 5 / 194 في الحج، باب حجامة المحرم على ظهر القدم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه أبو داود في الحج عن أحمد بن حنبل، و «الترمذي» في «الشمائل» عن إسحاق بن منصور، والنسائي في الحج، وفي الطب (في الكبرى) عن إسحاق بن إبراهيم، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، عن معمر بن راشد، عن قتادة، عنه، فذكره. قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ابن أبي عروبة أرسله عن قتادة. الحديث: 1325 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 1326 - (ط) نافع: أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول: «لا يحْتَجمُ المحرِمُ، إلا أنْ يُضْطَرَّ إليه ممَّا لا بُد منه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 350 في الحج، باب حجامة المحرم، وإسناده صحيح، ولفظه في الموطأ المطبوع: لا يحتجم المحرم إلا مما لابد له منه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه مالك في «الموطأ» 793 في الحج - باب حجامة المحرم. فذكره. الحديث: 1326 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 1327 - (م د ت س) نبيه بن وهب -رحمه الله-: «أنَّ عمر بنَ عُبَيْد اللَّه بنِ مَعْمَرٍ اشتكى عيَنهُ، وهو محرِمٌ، فأراد أنْ يَكْحَلها، فَنهاهُ [ص: 49] أبانُ بنُ عثمان (1) ، وأَمَرَهُ أن يُضَمِّدَها بالصَّبِرِ (2) ، وحدَّثَهُ عن عثمان عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أنهُ كان يَفْعلُهُ» . أخرجه مسلم والترمذي. وفي رواية المسلم قال: «خرجنا مع أبانَ بنِ عثمانَ، حتى إذا كُنَّا بِمَلَلٍ (3) اشتكى عمرُ بنُ عُبيدِ الله عينَيْهِ، فلما كان بالرَّوْحاءِ اشْتدَّ وجعُهُ، فأرَسل إلى أبانَ بن عثمانَ يسأله؟ فأرسل إليه: أنْ اضْمِدْهُما (4) بالصَّبِرِ، فإن عثمانَ حدَّثَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرَّجُل إذا اشتكى عَيْنَيْهِ وهو محرِمٌ: ضَمَّدَهُما بالصَّبِرِ» . وفي رواية أبي داود قال: «اشتكى عَيْنَيهِ، فأرسل إلى أبانَ بن عثمانَ [ص: 50] وهو أميرُ المَوسِم، ما يصنعُ بهما؟ قال: اضْمِدْهما بالصَّبِرِ، فإني سمعتُ عثمانَ يُحدِّثُ ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . وأخرج النسائي منه المسند فقط، فقال: «للمحرم إذا اُشتكى عَيَنَيْه، أن يُضَمَّدَهُما بالصَّبِرِ» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَيَضْمد) : ضمدت الجرح: إذا جعلت عليه الدواء، وضمدته بالزعفران ونحوه: إذا لطَّخته به. (المَوْسِم) : مجتمع الحاج، سمي بذلك لأنه مَعْلَم لهم. فكأنه مفعل من الوسم.   (1) في " أبان " وجهان، الصرف وعدمه، والصحيح الأشهر: الصرف، فمن صرفه قال: وزنه فعال، ومن منعه قال: وزنه أفعل، قاله النووي. (2) " الصبر " - بفتح الصاد وكسر الباء - ويجوز إسكانها: دواء معروف. (3) ملل: على وزن جبل، موضع في طريق مكة على ثمانية وعشرين ميلاً من المدينة. وقيل: اثنان وعشرون، حكاهما القاضي عياض في المشارق. (4) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 383: قوله: " اضمدهما بالصبر " - هو بكسر الميم - وقوله بعده: " ضمدهما بالصبر " هو بتخفيف الميم وتشديدها، يقال: ضمَد وضمَّد بالتخفيف والتشديد، وقوله: " اضمدهما "، جاء على لغة التخفيف، ومعناه: اللطخ. واتفق العلماء على جواز تضميد العين وغيرها بالصبر ونحوه، مما ليس بطيب، ولا فدية في ذلك، فإن احتاج إلى ما فيه طيب جاز له فعله وعليه الفدية. واتفق العلماء: على أن للمحرم أن يكتحل بكحل لا طيب فيه إذا احتاج إليه، ولا فدية عليه فيه. وأما الاكتحال للزينة، فمكروه عند الشافعي وآخرين، ومنعه جماعة، منهم الإمام أحمد وإسحاق، وفي مذهب مالك قولان: كالمذهبين، وفي إيجاب الفدية عندهم بذلك خلاف. والله أعلم. (5) مسلم رقم (1204) في الحج، باب جواز مداواة المحرم عينيه، وأبو داود رقم (1838) في المناسك، باب يكتحل المحرم، والترمذي رقم (952) في الحج، باب ما جاء في المحرم يشتكي عينه، والنسائي 5 / 143 في الحج، باب الكحل للمحرم، وأخرجه الدارمي في سننه 2/ 71 في المناسك، باب ما يصنع المحرم إذا اشتكى عينيه، وأحمد في مسنده 1 / 60 و 65 و 69. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (34) قال: ثنا سفيان. و «أحمد» 1/65 (3465) قال: ثنا عفان، قال: ثنا عبد الوارث. وفي 1/68 (494) و1/69 (497) قال: ثنا سفيان بن عيينة، ومسلم 4/22 قال: ثنا أبوبكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب جميعا عن ابن عيينة. قال أبو بكر: ثنا سفيان بن عيينة. (ح) وثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ثني أبي. و «أبو داود» (1838) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا سفيان. و «الترمذي» 952 قال: ثنا ابن أبي عمر، قال: ثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» 5/143 قال: نا قتيبة، قال: ثنا سفيان. و «ابن خزيمة» (2654) قال: ثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان. كلاهما (سفيان، وعبد الوارث) عن أيوب بن موسى. 2 - أخرجه أحمد 1/59) (422) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر، و «أبو داود» (1839) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية. كلاهما - معمر، وإسماعيل - عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن نافع. كلاهما - أيوب بن موسى، ونافع - عن نُبَيْه بن وهب رجل من الحجبة، عن أبان بن عثمان، فذكره. الحديث: 1327 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 1328 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما: «نظرَ في مرآةِ لشكْوىً (1) بعيْنَيْهِ وهو محرِمٌ» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) وفي نسخة: لشكو. (2) 1 / 358 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أن يفعله من حديث أيوب بن موسى عن ابن عمر، وإسناده منقطع، فإن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص أبو موسى المكي لم يسمع من ابن عمر، وإنما يروي عن نافع عن ابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك في «الموطأ» (812) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، قال: عن أيوب بن موسى، فذكره. قلت: إسناده منقطع، فإن أيوب بن موسى لم يرو عن ابن عمر. الحديث: 1328 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 النوع الخامس: في النكاح 1329 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - «تَزوَّجَ ميمونةَ وهو مُحرِمٌ» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ. وفي راوية للبخاري قال: «تزوَّجَ مَيْمُوَنةَ في عُمْرَةِ القَضاء» . وفي أخرى له قال: «تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وهو مُحْرِمٌ، وبَنَى بها وهو حَلاَلٌ، ومَاتَتْ بسَرِف» . قال أبو داود: قال ابن المسيب: «وَهِم ابنُ عباس في تَزْويج ميمونَةَ وهو مُحْرِمٌ» . وفي رواية للنسائي قال: «تَزَوَّجَ نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم- ميمونَةَ وهما مُحْرِمان» . وفي أخرى له قال: «تَزَوَّجَ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- وهو مُحْرِمٌ، ولم يذْكُرْ ميْمُونَةَ» . وفي أخرى: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَكحَ حَرَاماً» . وزاد أيضاً في أخرى: «جَعلَتْ أمْرَها إلى الْعبَّاسِ، فأنْكَحَها إيّاه» (1) . [ص: 52] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَنَى بها) : بنى بزوجته: دخل بها، والمستعمل في اللغة: بنى عليها. قال الجوهري ولا يقال: بنى بها. (وَهَم) : بفتح الهاء: ذهب وهمُه إليه وبكسرها: غلط.   (1) أخرجه البخاري 4 /45 في الحج، باب تزويج المحرم، وفي المغازي، باب عمرة القضاء، وفي النكاح، باب تحريم نكاح المحرم، وأبو داود رقم (1844) و (1845) في المناسك، باب المحرم يتزوج، والترمذي رقم (842) في الحج، باب ما جاء في الرخصة في الزواج للمحرم. والنسائي 5 / 191 و 192 في الحج، باب الرخصة في النكاح للمحرم. أقول: وقد عارض حديث ابن عباس هذا حديث عثمان الآتي برقم (1333) ولفظه [ص: 52] " لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب " قال الحافظ في " الفتح ": ويجمع بينه وبين حديث ابن عباس بحمل حديث ابن عباس على أنه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عبد البر: اختلفت الآثار في هذا الحكم؛ لكن الرواية أنه تزوجها وهو حلال، جاءت من طرق شتى، وحديث ابن عباس صحيح الإسناد، لكن الوهم على الواحد أقرب إلى الوهم من الجماعة، فأقل أحوال الخبرين أن يتعارضا، فتطلب الحجة من غيرهما وحديث عثمان صحيح في منع نكاح المحرم فهو المعتمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - عن عكرمة، عن ابن عباس. أخرجه أحمد 1/245 (2200) قال: ثنا يونس، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، وفي 1/275 (2492) قال: ثنا عبد الله بن بكر، ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم. وفي 1/283 (2565) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن أيوب، وفي 1/286 (2592) ثنا عبد الأعلى عن خالد، وفي (1/354 (3319) قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا سعيد، عن يعلى بن حكيم. وفي 1/336 (3109) قال: ثنا عبد الله بن بكر، قال: نا سعيد (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، ويعلى ابن حكيم. وفي 1/346 (3233) قال: ثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: ثنا هشام. وفي 1/351 (3283) قال: ثنا يزيد، قال: نا هشام. وفي 1/359 (3384) و1/360 (3400) قال: ثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب «وعبد بن حميد» 584 قال: ثني أبو الوليد، قال: ثني حماد بن سلمة، عن حميد، و «البخاري» 5/181 قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وُهيب، قال: حدثنا أيوب. و «أبو داود» 1844 قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. و «الترمذي» (842) قال: حدثنا حميد بن مَسْعَدَة البصري. قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن هشام بن حسان. وفي (843) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. و «النسائي» (5/191) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الصاغاني، قال: حدثنا أحمد ابن إسحاق، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد. وفي (6/87) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن محمد بن سَوَاء، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، ويعلى بن حكيم. ستتهم - حُميد الطويل، ويعلى بن حكيم، وأيوب، وقتادة، وهشام بن حسان، وخالد- عن عكرمة، فذكره. رواية يعلى بن حكيم: «أنَّ نَبِيَّ الله -صلى الله عليه وسلم-، تَزَوَّج مَيْمُونةَ بِنتَ الْحَارِث بِمَاء، يُقَالُ له: سَرِفُ، وهُوَ مُحْرِم، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ الله -صلى الله عليه وسلم-، حَجَّتَهُ، أقْبل، حَتَّى إذَا كَانَ بِذَلِكَ الْمَاءِ، أعْرَسَ بِهَا» . وفي رواية ابن جريج، عن هشام، زاد: «واحْتَجَمَ وهُوَ محرم» . وفي رواية وهيب: زاد «وبنَى بها، وهو حلال» . وفي رواية يزيد عن هشام: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج ميمونة بنت الحارث بسرف، وهو محرم، ثم دخل بها بعد ما رجع بسرف» . وفي رواية أحمد 1/359: «زاد، وبنى بها حلالا بسرف، وماتت بسرف» . رواية حميد: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج ميمونة بنت الحارث وهما محرمان» . 2 - عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، عنه. أخرجه الحميدي (503) و «أحمد» 221 (9919) قالا: حدثنا سُفيان (ابن عيينة) . و «أحمد» (1/228) (2014) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جُريج. وفي 1/270 (2437) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان (الثوري) . وفي 1/285 (2581) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/362 (3413) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف عن سفيان (الثور ي) . وفي 1/337 (3116) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وحجاج، عن ابن جريج. و «الدارمي» 1829 قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» 7/16 قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: أخبرنا ابن عيينة. و «مسلم» 4/137 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نُمير، وإسحاق الحنظلي، جميعا عن ابن عيينة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا داود بن عبد الرحمن. و «ابن ماجة» (1965) قال: حثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، و «الترمذي» 844 قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار. و «النسائي» (5/191) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا داود (وهو ابن عبد الرحمن العطار) . وفي 5/191 قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن جريج، وفي (6/87) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . خمستهم - سفيان بن عيينة، وابن جريج، والثوري، وشعبة، وداود بن عبد الرحمن - عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، فذكره. الحديث: 1329 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 1330 - (ت) أبو رافع -رضي الله عنه- قال: «تَزَوَّجَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مَيْمُونَةَ وهو حَلالٌ، وبَنَى بها وهو حَلالٌ، وكنْتُ أنا الرَّسُولَ فيما بينهما» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (841) في الحج، باب ما جاء في كراهية تزويج المحرم، وأخرجه احمد في المسند 6 / 392، 393 وفي سنده مطر بن طهمان أبو رجاء الوراق السلمي، وهو صدوق، كثير الخطأ، كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن يشهد لبعضه الحديثان اللذان بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن:أخرجه أحمد (6/392) قال: ثنا عفان ويونس، و «الدارمي» (1832) قال: ثنا أبو نعيم. و «الترمذي» 841 قال: ثنا قتيبة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12017) عن قتيبة. أربعتهم (عفان ويونس، وأبو نعيم، وقتيبة) عن حما بن زيد، عن مطر الوراق، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن ولا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد عن مطر الوراق، عن ربيعة. وقال أيضا: وروي عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، قالت: تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو حلال، ويزيد بن الأصم هو ابن أخت ميمونة. الحديث: 1330 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 1331 - (م د ت) ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها قالت: «تَزَوَّجَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن حَلالاَنِ بِسَرِفَ» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تَزوجَها وهو حلالٌ» . قال الراوي- وهو زيد بن الأصم-، وكانت خالتي وخالة ابن عباس. وفي رواية الترمذي: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجها وهو حَلالٌ، وبَنَى بها [ص: 53] حلالاً، وماتت بِسرِف، ودفنَاها في الظُّلَّة التي بنى بِها فيها» (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1411) في النكاح، باب تحريم نكاح المحرم، وأبو داود رقم (1843) في المناسك، باب المحرم يتزوج، والترمذي رقم (845) في الحج، باب ما جاء في الرخصة في تزويج المحرم، وأخرجه أحمد في المسند 6 / 333 و 335. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/332) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حبيب، يعني ابن الشهيد، عن ميمون بن مهران. وفي (6/333) قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت أبا فزارة. وفي (6/335) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، و «الدارمي» (1831) قال: حدثنا عمرو ابن عاصم. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران. و «مسلم» (4/137) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا جرير بن حازم. قال: حدثنا أبو فزارة. و «أبو داود» (1843) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران. و «ابن ماجة» (1964) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا جرير بن حازم. قال: حدثنا أبو فزارة. و «الترمذي» 845 قال: حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قا: سمعت أبا فزارة. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18082) عن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري، عن أبيه، عن إبراهيم، وهو ابن طهمان عن الحجاج، وهو ابن الحجاج، عن الوليد بن زوران، عن ميمون بن مهران. كلاهما (ميمون بن مهران، وأبو فزارة راشد بن كيسان) عن يزيد بن الأصم، فذكره. الحديث: 1331 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 1332 - (ط) سليمان بن يسار -رحمه الله-: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَعثَ أبا رافِعٍ مولاهُ، ورُجلاً من الأنصار، فَزوَّجاهُ مَيمونَةَ بنْت الحارث، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمديَنةِ قَبُلَ أن يَخْرُجَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 348 في الحج، باب نكاح المحرم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل:أخرجه مالك «الموطأ» (787) في الحج - باب نكاح المحرم، قال: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. فذكره. الحديث: 1332 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 1333 - (م ط ت د س) عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَنْكِحُ الْمحْرِمُ ولا يُنْكِحُ ولا يَخْطُبُ» (1) . هذه رواية مسلم. وفي رواية له وللموطأ وأبي داود: أن نُبيه بن وهب، أخا بني عبد الدار، قال: إن عمر بن عبيد الله أرسل إلى أبان بن عثمان، وأبان يومئذ أمير الحاج، وهما محرمان: إني قد أردْتُ أنَّ أُنكِحَ طلحةَ بن عمرَ بنْتَ شَيبة بن جُبَيْرٍ، وأردْتُ أنْ تَحْضُر، فأنْكَرَ ذلك عليه وقال: سمعت عثمان بن عفانَ يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَنْكِحُ المْحْرِمُ، ولا يُنْكِحُ، ولا يَخْطُبُ» . [ص: 54] ولأبي داود أيضاً مثله، وأسقط منه «ولا يخطبُ» . وفي رواية الترمذي: قال نبيه: «أرادَ ابنُ مَعْمَرٍ: أنْ يُنْكِحَ ابْنَهُ، فَبعَثَني إلى أبان بن عثمان، وهو أميرُ الموسم، فقلتُ: إنَّ أخاكَ يريدُ: أنَّ يُنْكِحَ ابنه فأحب أن يُشهدك ذلك، قال: لا أُراه إلا أعرابياً جافياً إن المحرم لا يَنْكِح [ولايُنْكِحَ] أو كما قال، ثمَّ حدَّثَ عن عثمانَ مِثْلَهُ، يرفعهُ» . وفي رواية النسائي قال: «أرسل عمرُ بنُ عُبَيْدِ الله إلى أبانَ بنِ عثمانَ يسألهُ: أيَنْكِحُ المحْرِمُ؟ قال أبانُ: حدَّثَ عثمانُ: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يَنْكِحُ المحرِمُ، ولا يَخطُبُ» . وفي أخرى مختصراً مثل مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعرابياً جافياً) : الأعرابي: ساكن البادية، وهو موصوف بالجفاء والغلظة، لبعده من مجاورة الأكياس، ومعاشرة أهل الحضر.   (1) بالجزم والرفع في " ينكح " و " يخطب " على النفي والنهي. (2) أخرجه مسلم رقم (1409) في النكاح، باب تحريم نكاح المحرم، والموطأ 1 / 348 و 349 في الحج، باب نكاح المحرم، وأبو داود رقم (1841) في المناسك، باب المحرم يتزوج، والترمذي رقم (840) في الحج، باب ما جاء في كراهية تزويج المحرم، والنسائي 5 / 192 في الحج، باب النهي عن النكاح للمحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك في «الموطأ» صفحة (229) . و «أحمد» (1/57) (401) و (1/73) (534) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مالك. وفي (1/64) (462) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا سعيد، عن مطر ويعلى بن حكيم، وفي (1/68) (492) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. و «الدارمي» (1830) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. و «مسلم» (4/136) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (4/137) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، قال: حدثنا عبد الأعلى (ح) وحدثني أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا محمد ابن سواء، قالا جميعا: حدثنا سعيد، عن مطر، ويعلى بن حكيم. و «أبو داود» 1841 قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وفي (1842) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، أن محمد بن جعفر، حدثهم، قال: حدثنا سعيد، عن مطر، ويعلى بن حكيم. و «ابن ماجة» (1966) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي، عن مالك بن أنس. و «الترمذي» (840) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية، قال: حدثنا أيوب. و «عبد الله بن أحمد» (1/73) (535) قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. و «النسائي» (5/192) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن مالك، وفي (6/88) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك (ح) وحدثنا أبو الأشعث، قال: حدثنا يزيد - وهو ابن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن مطر، ويعلى بن حكيم، و «ابن خزيمة» (2649) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا مالك. أربعتهم - مالك، ومطر، ويعلى، وأيوب- عن نافع. 2 - وأخرجه الحميدي (33) قال: حدثنا سفيان، و «أحمد» (1/65) (466) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (1/69) (496) قال: حدثنا سفيان. و «الدارمي» (2204) قال: أخبرنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة. و «مسلم» 4/137 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب جميعا عن ابن عُيينة، قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» (5/192) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان. كلاهما (سفيان بن عيينة، وعبد الوارث) عن أيوب بن موسى. 3 - وأخرجه مسلم 4/137 قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني خالد بن يزيد، قال: حدثني سعيد بن أبي هلال. ثلاثتهم - نافع، وأيوب بن موسى، وسعيد - عن نُبَيْه بن وهب الحجبي، عن أبان بن عثمان، فذكره. الحديث: 1333 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 1334 - (ط) نافع: أن ابن عمر -رضي الله عنهما - كان يقول: «لا يَنْكِحُ المحرِم ولا يُنكِحَ، ولا يَخْطُبُ على نَفْسِه، ولا على غيرهِ» . [ص: 55] أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 349 في الحج، باب نكاح المحرم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في «الموطأ» 790 في الحج - باب نكاح المحرم، قال: عن نافع. فذكره. الحديث: 1334 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 1335 - (ط) - أبوغطفان المري -رحمه الله -: «أنَّ أباهُ طريفاً تَزَوَّجَ امرأةً وهو محرِمٌ، فردَّ عمرُ نِكاحَهُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 349 في الحج، باب نكاح المحرم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك في «الموطأ» 789 في الحج - باب نكاح المحرم قال: عن داود بن الحصين. فذكره. الحديث: 1335 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 النوع السادس: في الصيد 1336 - (خ م ط ت د س) أبو قتادة -رضي الله عنه- قال: «كنتُ يوماً جالساً معَ رِجالِ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، في منزلٍ في طريق مكة، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أمَامَنا، والقومُ مُحْرِمونَ، وأنَا غيرُ محرمٍ، عامَ الحُدَيْبيةِ، فَأَبْصَروُا حماراً وحشِيّاً، وأنا مَشْغُولٌ، أخْصِفُ نَعلي، فلم يُؤْذنُوني، وأحبُّوا لو أنَني أبْصَرْتُهُ، والتَفَتُّ فأَبصرتهُ، فقُمتُ إلى الفرس فأسْرَجْتُهُ، ثم ركبتُ ونسيتُ السَّوْطَ والرُّمْحَ، فقلتُ لهم: ناوِلُوني السَّوط والرُّمْحَ قالوا: لا، والله لا نُعينُكَ عليه، فَغضبتُ، فنزلتُ فأخَذْتُهما، ثم ركبتُ فَشَدَدْتُ على الحمار، فُعَقَرْتُهُ، ثم جئتُ به وقد ماتَ، فوقَعُوا فيه يأكلُونَهُ، ثمَّ إنهم شَكُّوا في أكْلِهِمِ إيَّاهُ وهُمْ حُرُمٌ، فَرُحْنا [ص: 56] وخبأتُ العَضُدَ معي، فأدْرَكْنا رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-، فسألناهُ عن ذلك، فقال: هل معكم منه شيءٌ؟ فقلتُ: نعم فَناولُتُهُ العَضُدَ، فأكَلَهَا وهو محرِمٌ» . زاد في رواية: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال لهم إنما هي طُعْمَةٌ أطُعَمَكُمُوهَا الله» . وفي أخرى: «هو حلالٌ فكُلوهُ» . وفي أخرى عن عبد الله بن أبي قتادة قال: انطلق أبي عام الحديبية فأحرم أصحابُهُ ولم يُحْرِم، وحُدِّثَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّ عَدُوّاً يَغْزُوهُ، فانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبينما أنا مع أصحابه يَضْحَكُ بعضُهم إلى بعضٍ (1) فنظرتُ [ص: 57] فإذا أنا بِحمارِ وحشٍ، فحملتُ عليه، فطعَنْتهُ فَأْثَبتُّهُ، واستعنت بهم، فأَبَوْا أن يُعينوني، فَأكَلْنَا من لَحْمِهِ، وخشِينا أنْ نُقْتَطَعَ، فطلبتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أُرَفِّعُ فَرَسِي شَأْواً، وأسيرُ شأْواً، فَلَقِيتُ رَجُلاً من بني غِفارٍ في جَوْفِ الليل فقلت: أين تركت النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: تركته بتَعْهِن، وهو قائل السقيا (2) ، [فلحقته] ، فقُلتُ: يارسول اللَّه، إنَّ أهْلَكَ - وفي رواية: أصحابَكَ - يقرؤونَ عليك السلام ورحمة الله، إنهم قد خَشُوا أَنْ يقْتَطَعُوا دُونَك، فَانْتَظِرْهُمْ، فَفَعلَ، قلتُ: يا رسول الله، إني أصبْتُ حِمارَ وحْشِ، وعندي منه فَاضِلَةٌ، فقال للقوم: «كُلوا، وهم محرِمُونَ» . [ص: 58] وفي أخرى قال: «كُنَّا مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بالْقَاحةِ (3) على ثَلاثٍ، ومِنَّا الْمحُرِم ومنَّا غير المحرِم (4) ، فرأيتُ أَصحابي يَتَراءَوْن شيئاً، فنظرتُ فإذا حمارُ وحشٍ» ... الحديث. وفي أخرى قال: «إنَّ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- خَرجَ حاجاً، فخرجُوا معه، فَصرَف طَائفَة منهم، فيهم أبو قَتادَةَ، قال: خُذُوا ساحِلَ الْبحْرِ، حتَّى نلْتَقي، فأخذُوا ساحل البحر، فلما أنصرَفُوا أحرُموا كلُّهمْ، إلا أبا قَتادةَ لم يُحْرِمْ، فَبَيْنا هم يسيرُون، إذْ رأوا حُمْرَ وحشٍ، فحمل أبو قتادة على الْحُمُر، فَعَقَر منها أتاناً» ... وذكر الحديث. وفيه: فقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أمِنْكُمْ أحدٌ أمرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عليها، أو أشارَ إليها؟» ، قالوا: لا، قال: «فَكُلُوا ما بقي من لحمها» . [ص: 59] هذه رواية البخاري ومسلم. ولمسلم [عن أبي قتادة] قال: «انطَلَقَ أبي مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عام الْحُدَيْبِيَةِ، فأحْرَمَ أصحابُهُ ولم يُحْرِمْ، وحُدِّثَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ عَدُواً بغَيْقَه (5) ، فانطلَقَ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر نحو الرواية التي فيها: وهو قائلٌ السُّقْيا، ... وفي آخرها: فقال للقوم: كلُوا وهم مُحْرِمُون» . وفي أخرى له قال: «أمِنكُمْ أحدٌ أمَرَهُ أنْ يَحْمِلَ عليها أو أشارَ إليها؟» . وفي أخرى قال: «أشرْتُمْ، أو أَعَنُتمْ، أَو أَصدْتُمْ؟ قال شعبةُ: لا أَدري قال: أعنتُم، أو أَصدْتُم» . وفي رواية الموطأ والترمذي وأبي داود والنسائي نحو من إحدى هذه الروايات. وللنسائي أيضا مثلُ رواية عبد الله بن أبي قتادة (6) . [ص: 60] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أخصف) : خصف نعله يخصفها: إذا أطبق طاقاً على طاق، وأصل الخصف: الضم والجمع. (فعقرته) عقرت الصيد: إذا أصبته بسهم أو غيره فقتلته. (فأثبته) أي: حبسته وجعلته ثابتاً في مكانه. (نُقتطع) اقتطعت الشئ: إذا أخذته لنفسك، والمراد: أن يحال بينك وبينهم. (شأواً) الشأو: الشوط والطلق. (بتَعْهن - والسقيا) : موضعان. (قائل السقيا) أي: أن يكون في القائلة عندها. (الأتان) : [الأنثى] من الحمير، ولايقال: أتانة، كذا قال الجوهري. (أصدتم؟) تقول: صدت الصيد وأصدت غيري: إذا حملته على الصيد وأغريته به.   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 380: وفي الرواية الأخرى: " يضحك بعضهم إلي؛ إذ بصرت فإذا أنا بحمار وحش ". هكذا وقع في جميع نسخ بلادنا " يضحك إلي " بتشديد الياء. قال القاضي: هذا خطأ وتصحيف، ووقع في رواية بعض الرواة عن مسلم. والصواب " يضحك بعضهم إلى بعض " فأسقط لفظة " بعض " والصواب: إثباتها كما هو مشهور في باقي الروايات؛ لأنهم لو ضحكوا إليه لكانت إشارة منهم. وقد قالوا: إنهم لم يشيروا إليه. قال النووي: لا يمكن رد هذه الرواية، فقد صحت هي والرواية الأخرى، وليس في واحدة منهما دلالة، ولا إشارة إلى الصيد، فإن مجرد الضحك ليس فيه إشارة. قال العلماء: وإنما ضحكوا تعجباً من عروض الصيد، ولا قدرة لهم عليه لمنعهم منه. والله أعلم. وقد صوب الحافظ في الفتح ما قاله القاضي، وقال: وقول النووي: "قد صحت الرواية" فيه نظر. انظر الفتح 4 / 20. (2) قال النووي: " تعهن " - بفتح التاء المثناة وسكون العين المهملة بعدها هاء مفتوحة -: هي عين ماء على ثلاث أميال من السقيا، وهي بتاء مثناة فوق مكسورة ومفتوحة، ثم عين مهملة ساكنة ثم هاء مكسورة ثم نون، قال القاضي عياض: هي بكسر التاء وفتحها، قال: وروايتنا عن الأكثرين بالكسر، قال: وكذا قيدها البكري في معجمه، قال القاضي: وبلغني عن أبي ذر الهروي أنه قال: سمعت العرب تقولها بضم التاء وفتح العين وكسر الهاء، وهذا ضعيف. وقال في النهاية قوله: " بتعهن " قال أبو موسى: هو بضم التاء والعين وتشديد الهاء - موضع فيما بين مكة والمدينة - ومنهم من يكسر التاء - وأصحاب الحديث يقولونه - بكسر التاء وسكون العين -. قوله " قائل ": روي بوجهين، أصحهما وأشهرهما: " قائل " بهمزة بين الألف واللام من القيلولة. ومعناه: تركته بتعهن، وفي عزمه أن يقيل بالسقيا. ومعنى " قائل ": سيقيل، ولم يذكر القاضي في " شرح مسلم " غير هذا المعنى، وكذلك صاحب المطالع والجمهور. والوجه الثاني: أنه " قابل " بالباء الموحدة، وهو ضعيف وغريب، وكأنه تصحيف، وإن صح فمعناه: إن " تعهن " موضع مقابل السقيا. والسقيا: - بضم السين وإسكان القاف وبعدها ياء مثناة من تحت وهي مقصورة - وهي قرية جامعة بين مكة والمدينة من أعمال الفرع - بضم الفاء وإسكان الراء وبالعين المهملة -. (3) قال النووي: قوله: " بالقاحة " القاحة - بالقاف وبالحاء المهملة المخففة - هذا هو الصواب المعروف في جميع الكتب، والذي قاله العلماء من كل طائفة. قال القاضي: كذا قيدها الناس كلهم، ورواه بعضهم عن البخاري بالفاء، وهو وهم، والصواب: بالقاف - وهو واد على نحو ميل من السقيا، وعلى ثلاث مراحل من المدينة. (4) قال النووي: قوله: " فمنا المحرم ومنا غير المحرم " قد يقال: كيف كان أبو قتادة وغيره غير محرمين وقد جاوزوا ميقات المدينة، وقد تقرر أن من أراد حجاً أو عمرة لا يجوز له مجاوزة الميقات غير محرم؟ قال القاضي في جواب هذا: قيل إن المواقيت لم تكن وقتت بعد، وقيل: لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا قتادة ورفقته لكشف عدو لهم بجهة الساحل، كما ذكره مسلم في الرواية الأخرى، وقيل: إنه لم يكن خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، بل بعثه أهل المدينة بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليعلمه أن بعض العرب يقصدون الإغارة على المدينة، وقيل: إنه خرج معهم ولكنه لم ينو حجاً ولا عمرة، قال القاضي: وهذا بعيد. والله أعلم. (5) قال النووي: " غيقة " هي بغين معجمة مفتوحة، ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، ثم قاف مفتوحة: موضع من بلاد بني غفار، بين مكة والمدينة، قال القاضي: وقيل: هي بئر ماء لبني ثعلبة. (6) أخرجه البخاري 4 /22 في الحج، باب إذا رأى المحرمون صيداً فضحكوا ففطن الحلال، وباب إذا صار الخلاف فأهدي للمحرم الصيد يأكله، وباب لا يعين المحرم الحلال في قتل الصيد. وباب لا يشير المحرم إلى الصيد لكي يصطاده الحلال، وفي الهبة، باب من استوهب من أصحابه شيئاً، وفي الجهاد، باب اسم الفرس والحمار، وباب ما قيل في الرماح، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي الأطعمة، باب تعرق العضد، وفي الذبائح، باب ما جاء في التصيد، وباب التصيد على الجبال، ومسلم رقم (1196) في الحج، باب تحريم الصيد للمحرم، والموطأ 1 / 350 في الحج، باب ما يجوز [ص: 60] للمحرم أكله من الصيد، والترمذي رقم (847) في الحج، باب ما جاء في أكل الصيد، وأبو داود رقم (1852) في المناسك، باب لحم الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 182 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، وأخرجه ابن ماجة رقم (3093) في المناسك، باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أ - عن نافع مولى أبي قتادة، عنه: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (230) . و «أحمد» (5/301) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي. و «البخاري» (4/49) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف وفي (7/115) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (4/15) قال: حدثنا يحيى بن يحيى (ح) وحدثنا قتيبة. و «أبو داود» (1852) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. و «الترمذي» (847) قال: حدثنا قتيبة. و «النسائي» (5/182) قال: أخبرنا قتيبة. ستتهم (عبد الرحمن، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، وعبد الله بن مسلمة) عن مالك بن أنس، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله التيمي. 2 - وأخرجه الحميدي (424) . و «أحمد» (5/296) . و «البخاري» (3/15) قال: حدثنا عبد الله بن محمد (ح) وحدثنا علي بن عبد الله. و «مسلم» (4/14) قال حدثنا قتيبة بن سعيد ح وحدثنا ابن أبي عمر. ستتهم (الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، وعلي بن عبد الله، وقتيبة، وابن أبي عمر) قالوا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا صالح بن كيسان. 3 - وأخرجه أحمد (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني عبد الله بن أبي سلمة مولى بني تميم. ثلاثتهم - سالم أبو النضر، وصالح بن كيسان، وعبد الله بن أبي سلمة - عن أبي محمد نافع مولى أبي قتادة، فذكره. (*) أخرجه البخاري (7/115) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرنا عمرو، أن أبا النضر حدثه، عن نافع مولى أبي قتادة وأبي صالح مولى التوأمة، سمعنا أبا قتادة. قال: فذكره. (*) أخرجه أحمد (5/308) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. قال: سمعت رجلا (قال سعد: كان يقال له: مولى أبي قتادة، ولم يكن مولى) يحدث عن أبي قتادة، فذكره. ب - عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه: 1 - أخرجه أحمد (5/301) قال: ثنا إسماعيل، عن هشام الدستوائي. وفي (5/304) قال: ثنا عبد الرزاق. قال: نا معمر. و «الدارمي» (1833) قال: نا يزيد بن هارون. قال: هشام الدستوائي. و «البخاري» (3/14) قال: ثنا معاذ بن فضالة، قال: ثنا هشام وفي (3/15) و (5/156) قال: ثنا سعيد بن الربيع. قال: ثنا على بن المبارك. و «مسلم» (4/15) قال: ثنا صالح السلمي، قال: ثنا معاذ بن هشام. قال: ثني أبي. وفي (4/16) قال: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: نا يحيى بن حسان. قال: ثنا معاوية، وهو ابن سلام. و «ابن ماجة» (3093) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر. و «النسائي» (5/185) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا هشام. وفي (5/186) . قال: أخبرنى عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي. قال: أنبأنا محمد، وهو ابن المبارك الصوري. قال: حدثنا معاوية، وهو ابن سلام. و «ابن خزيمة» (2642) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. أربعتهم - هشام الدستوائي، ومعمر، وعلي بن المبارك، معاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير. 2 - وأخرجه أحمد (5/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «الدارمي» (1834) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» (3/16) . قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عوانة. و «مسلم» (4/16) . قال: حدثني أبو كامل الجحدري. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثني القاسم بن زكريا. قال: حدثنا عبيد الله، عن شيبان، و «النسائي» (5/186) قال: أخرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة. و «ابن خزيمة» (2635) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن بزيغ. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2636) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن هارون، قال: أخبرنا شعبة. ثلاثتهم (شعبة، وأبو عوانة، وشيبان) عن عثمان بن عبد الله بن موهب. 3 - وأخرجه أحمد (5/305) قال: حدثنا عبيدة بن حميد. و «مسلم» (4/17) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص (ح) وحدثنا قتيبة وإسحاق. عن جرير. ثلاثتهم (عبيدة، وأبو الأحوص، وجرير) عن عبد العزيز بن رفيع. 4- وأخرجه أحمد 5/307 قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن صالح، يعني ابن أبي حسان. 5 - وأخرجه البخاري (3/202) و (7/95) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني محمد بن جعفر. وفي (4/34) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر. قال: حدثنا فضيل بن سليمان، وفي (7/95) قال: حدثني محمد بن المثنى. قال: حدثني عثمان بن عمر. قال: حدثنا فليح. و «مسلم» (4/17) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا فضيل بن سليمان النميري. و «النسائي» (7/205) قال: أخبرنا محمد بن وهب. قال: حدثنا محمد بن سلمة. قال: حدثني أبو عبد الرحيم. قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة. و «ابن خزيمة» (2643) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا ابن أبي حازم. خمستهم (محمد بن جعفر بن أبي كثير، وفضيل بن سليمان، وفليح بن سليمان، وزيد بن أبي أنيسة، وابن أبي حازم) عن أبي حازم. خمستهم - يحيى بن أبي كثير، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وعبد العزيز بن رفيع، وصالح بن أبي حسان، وأبو حازم سلمة بن دينار - عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره. ج - عن عطاء بن يسار، عنه: أخرجه مالك «الموطأ» ص (230) ، وأحمد (5/301) ، و «البخاري» (3/202) و (4/49) و (7/95) و (7/115) . و «مسلم» (4/15) . و «الترمذي» (848) .. الحديث: 1336 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 1337 - (خ م ط ت س) الصعب بن جثامة -رضي الله عنه-: «أنه أهدى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حِماراً وحْشياً، وهو بالأْبواءِ (1) أوْ بِوَدَّانَ - فَرَدَّهُ عليه، فَلمَّا رأى مَا في وجْهه، قال: إنّا لم نَرُدَّهُ عَلَيْكَ، إلا أنَّا حُرُمٌ» (2) . وفي رواية قال: فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما في وجهي قال: إنا لم نرده عليك، إلا أنا حُرُمٌ. ومن الرواة من قال: عن ابن عباس: «أنَّ الصَّعْب بنَ جثَّامَةَ أهدى [ص: 62] إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِمَارَ وحشٍ وهو محرم» . فجعله من مسند ابن عباس: هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ والترمذي والنسائي: الرواية الأولى. وفي أخرى للنسائي: قال ابن عباس: إن الصعب بن جثامة أهدى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل حمار وحش تقطر دماً، وهو محرم، وهو بقديد، فردها عليه (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رِجله) : أراد برجله: فخذه، وقد جاء في حديث آخر وعني به أحد شقي الذبيحة.   (1) قال النووي: الأبواء - بفتح الهمزة وإسكان الموحدة وبالمد - وودان - بفتح الواو، وتشديد الدال المهملة - وهما مكانان بين مكة والمدينة. (2) قال النووي: قوله " إنا لم نرده عليك " قال القاضي عياض رحمه الله: رواية المحدثين في هذا الحديث " لم نرده " - بفتح الدال - قال: وأنكره محققو شيوخنا من أهل العربية، وقالوا: هذا غلط من الرواة، وصوابه ضم الدال. قال: ووجدته بخط بعض الأشياخ بضم الدال، وهو الصواب عندهم، على مذهب سيبويه في مثل هذا من المضاعف إذا دخلت عليه الهاء: أن يضم ما قبلها في الأمر ونحوه من المجزوم، مراعاة للواو التي توجبها ضمة الهاء بعدها؛ لخفاء الهاء، فكأن ما قبلها ولي الواو، ولا يكون ما قبل الواو إلا مضموماً، هذا في المذكر. وأما المؤنث مثل " ردها " وجبها - فمفتوح الدال - ونظائرها مراعاة للألف. هذا آخر كلام القاضي، فأما " ردها " ونظائرها من المؤنث: ففتح الدال لازم بالاتفاق، وأما " رده " ونحوه للمذكر. ففيه ثلاثة أوجه، أصحها: وجوب الضم، كما ذكره القاضي، والثاني: الكسر، وهو ضعيف، والثالث: الفتح، وهو أضعف منه. وممن ذكره: ثعلب في الفصيح، لكن غلطوه؛ لكونه أوهم فصاحته ولم ينبه على ضعفه. وقوله: " إلا أنا حرم " قال النووي: هو بفتح الهمزة، و " حرم " - بضم الحاء والراء - أي: محرمون. (3) أخرجه البخاري 4 /26 و 27 و 28 في الحج، باب إذا أهدي للمحرم حماراً وحشياً حياً لم يقبل، وفي الهبة، باب قبول هدية الصيد، وباب من لم يقبل الهدية لعلة، ومسلم رقم (1193) في الحج، باب تحريم الصيد للمحرم، والموطأ 1 / 353 في الحج، باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد، والترمذي رقم (849) في الحج، باب ما جاء في كراهية لحم الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 183 و 184 و 185 في الحج، باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد، وأخرجه ابن ماجة رقم (3090) في المناسك، باب ما ينهى عنه المحرم من الصيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجها مالك «الموطأ» 232. و «الحميدي» 783 قال: ثنا سفيان، و «أحمد» 4/37 قال: ثنا سفيان. وفي 4/38 قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك بن أنس. وفي (4/38) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، وفي (4/38) قال: ثنا محمد بن بكر، قال: نا ابن جريج. وفي (4/38) قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا ابن أبي ذئب، والدارمي (1837) قال: نا محمد بن يوسف، قال: ثنا ابن عيينة. والبخاري (3/16) قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: نا مالك. وفي (3/203) قال: ثنا إسماعيل، قال: ثني مالك. وفي (3/208) قال: ثنا أبو اليمان، قال: نا شعيب، وفي (4/74) قال: ثنا علي بن عبد الله، قال: ثنا سفيان. ومسلم (4/13) قال: ثنا يحيى بن يحي، قال: قرأت على مالك. وفي (4/13) قال: ثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رُمح، وقتيبة، جميعا عن الليث بن سعد، (ح) وثنا عبد بن حميد، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر. وحدثنا حسين الحُلْواني، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. وابن ماجة (3090) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن رُمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (849) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا الليث. وعبد الله بن أحمد، في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، وهو المقدمي، قال: حدثنا محمد بن ثابت العبدي، قال: حدثنا عمرو بن دينار، وفي (4/71) قال: حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/71) قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: حدثني مالك بن أنس. (ح) وحدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا أبو أويس عبد الله بن أويس، سمعت منه في خلافة المهدي، وفي (4/72) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم (يعني ابن سعد) ، قال: أخبرنا أبي، عن صالح (يعني ابن كيسان) ، وفي (4/72) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، وفي (4/72) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو اليمان، الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج، قال: أخبرنا ابن شميل (يعني النضر) قال: أخبرنا محمد (هو ابن عمرو) وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير (يعني الحميدي) قال: حدثنا سفيان. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا روح بن عبادة مثله - يعني عن مالك والنسائي (5/183) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك. «وابن خزيمة» (2637) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، (ح) وحدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني، قال: أخبرنا ابن جريج. جميعهم (مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وابن جريج، وابن أبي ذئب، وشعيب، والليث بن سعد، وصالح بن كيسان، وعمرو بن دينار، وأبو أويس، وعبد الله بن أويس، وابن أخي ابن شهاب، ومحمد بن عمرو) عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، فذكره. (*) أخرجه الدارمي (1835) قال: أخبرنا محمد بن عيسى،، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري وفي (4/72) قال: حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب لوين. والنسائي (5/184) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم (محمد بن عيسى، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن سليمان، وقُتيبة (قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال: سمعت صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، فذكره: ليس فيه (ابن شهاب الزهري) . (*) أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر. وفي (4/72) قال: حدثنا محمد بن سليمان. كلاهما (محمد بن أبي بكر، ومحمد بن سليمان) قالا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، فذكره. ليس فيه (ابن شهاب الزهري، ولا عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود) . الحديث: 1337 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 1338 - (م د س) طاووس قال: قَدِم زَيْدُ بنُ أرقَمَ، فقال له [ص: 63] عبد الله بنُ عباس -رضي الله عنهما- يسْتَذْكِرُهُ: كيْفَ أَخْبَرْتَني عن لحم صَيْدٍ أُهْدِيَ لرسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو حرامٌ؟ قال: أُهْدِيَ له عُضْوٌ من لحم صَيْدِ، فَردَّهُ، وقال: «إنَّا لا نَأْكُلُهُ، إنَّا حُرُمٌ» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. وللنسائي أيضاً، قال ابن عباس لزيد بن أرقم: هل عَلِمْتَ أنَّ رسولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- أُهْدِيَ إليه عُضْوُ صَيْدٍ فلم يقْبَلْهُ، وقال: «إنَّا حُرُمٌ؟ قال: نعم» (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1195) في الحج، باب تحريم الصيد للمحرم، وأبو داود رقم (1850) في المناسك، باب لحم الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 184 في الحج، باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أ - عن طاوس: أخرجه الحميدي (784) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/367) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. وفي (4/374) قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وابن بكر. و «مسلم» 4/14 قال: حدثني زهير ابن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «النسائي» (5/184) قال: أخبرني عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى. وسمعت أبا عاصم. و «ابن خزيمة» (2639) قال: قرأت على بندار، عن يحيى. خمستهم (سفيان، ويحيى، وعبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وأبو عاصم) عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، فذكره. قلت: لم يخرجه أبو داود من طريق طاوس بل من طريق عطاء. ب - عن عطاء: 1 - أخرجه أحمد (4/369) قال: حدثنا عفان، ومؤمل، وفي (4/371) قال: حدثنا عفان. و «عبد بن حميد» (269) قال: حدثنا عفان بن مسلم، وأبو الوليد. و «أبو داود» (1850) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «النسائي» (5/184) ، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عفان. أربعتهم (عفان، ومؤمل، وأبو الوليد، وموسى) قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا قيس بن سعد. 2 - وأخرجه ابن خزيمة (2640) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد يعني ابن بكر، (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما (محمد بن بكر، وعبد الرزاق) عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم. كلاهما (قيس، والحسن) عن عطاء، عن ابن عباس. فذكره. الحديث: 1338 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 1339 - (د) عبد الله بن الحارث: وكان الحارث خليفة عثمان -رضي الله عنه- على الطائف: «فَصنَع لعثمانَ طعاماً من الْحَجَل والْيَعاقِيبِ، ولُحُوم الوحش، فبعث عثمانُ إلى علي، فجاءهُ الرَّسُولُ وهو يَخْبِطُ لأباعِر له، وهو ينْفُضُ الْخَبطَ عن يده، فقالوا له: كُلْ، فقال: أطْعِموهُ قوْماً حلالاً، فإنَّا حرُم، ثم قال عليٌّ: أَنشُدُ الله من كان ها هنا من أشْجَعَ، أتَعلمونَ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أُهْدي له رِجْلُ حِمار وحشٍ وهو مُحْرِمٌ، فأبَى أن يأكُلَهُ؟» . قالوا: نعم. أخرجه أبو داود (1) . [ص: 64] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اليعاقيب) : جمع: يعقوب، وهو ذكر الحجل. (يخبط) : خبطت الشجرة بالعصا خبطاً ليتناثر ورقها، واسم الورق المتناثر: الخبط، وهو من علف الإبل. (الأباعر) : الذكور والأناث من الإبل، واحدها بعير. (أنشد) : نشدتك الله، أي: سألتك به.   (1) رقم (1849) في الحج، باب لحم الصيد للمحرم، وإسناده حسن. ورواه أحمد في المسند بمعناه رقم (783) و (784) و (814) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (1/100) (783) قال: ثنا هاشم، قال: ثنا سليمان (يعني ابن المغيرة) عن علي بن زيد. وفي (1/103) (814) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: نا علي بن زيد. و «أبو داود» (1849) قال: ثنا محمد بن كثير قال: ثنا سليمان بن كثير عن حميد وعن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، «وعبد الله بن أحمد» (1/100) (784) قال: ثنا هدبة بن خالد، قال: ثنا همام، قال: ثنا علي بن زيد. كلاهما - علي، وإسحاق - عن عبد الله بن الحارث، فذكره. الحديث: 1339 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 1340 - (ت د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صَيْدُ الْبَرِّ لكم حلالٌ وأنتم حُرُمٌ، ما لم تَصِيدُوهُ، أو يُصادَ لكم» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .   (1) أبو داود رقم (1851) في المناسك، باب لحم الصيد للمحرم، والترمذي رقم (846) في الحج، باب ما جاء في أكل الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 187 في الحج، باب إذا أشار المحرم إلى الصيد فقتله الحلال. وفي إسناده المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب المخزومي، وهو صدوق كثير التدليس والإرسال. قال الترمذي: حديث جابر حديث مفسر، والمطلب لا نعرف له سماعاً من جابر. أقول: ولكن يشهد له حديث طلحة الذي بعده، وحديث أبي قتادة الطويل الذي قد تقدم رقم (1336) ولذلك قال الترمذي: وفي الباب عن أبي قتادة وطلحة. قال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم لا يرون بأكل الصيد للمحرم بأساً إذا لم يصده أو يصد من أجله. قال الشافعي: هذا أحسن حديث روي في هذا الباب، والعمل على هذا، وهو قول أحمد وإسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/362) قال: ثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن وفي (3/387) قال: ثنا الخزاعي، قال: ثنا عبد العزيز، وفي (3/389) قال: ثنا شريح، قال: ثنا ابن أبي الزناد. و «أبو داود» (1851) ، و «الترمذي» (846) ، و «النسائي» (5/187) ، ثلاثتهم (أبو داود، والترمذي، والنسائي) عن قتيبة، قال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن. و «ابن خزيمة» (2641) قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا بن وهب، قال: ثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن الزهري) ، ويحيى بن عبد الله بن سالم. (ح) وثنا نصر بن مرزوق، قال: ثنا أسد (يعني ابن موسى) قال: ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن عبد الله (وهو ابن سالم) . أربعتهم - يعقوب، وعبد العزيز، وابن أبي الزناد، ويحيى - عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، فذكره. (*) في رواية عبد العزيز: عن عمرو بن أبي عمرو، عن رجل من الأنصار. (*) في رواية ابن أبي الزناد: عن عمرو قال: أخبرني رجل ثقة عن بني سلمة. (*) في الترمذي: المطلب لا نعرف له سماعا من جابر، وقال النسائي: عمرو بن أبي عمرو ليس بالقوي في الحديث، وإن كان قد روى عنه مالك. قلت: وأخرجه ابن خزيمة (2641) قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، قال: ثنا يعقوب ويحيى بن عبد الله بن سالم. (ح) وثنا نصر بن مرزوق، قال: ثنا أسد، قال: ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن عبد الله. كلاهما (يعقوب، ويحيى) عن عمرو مولى المطلب، عن عبد الله بن حنطب، فذكره. الحديث: 1340 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 1341 - (م س) عبد الرحمن بن عثمان -رضي الله عنهما - قال: «كُنَّا مع طلحةَ ونحنُ حُرُمٌ، فأُهْدِيَ لنا طيْرٌ، وطلحةُ راقِدٌ، فَمِنَّا من أكَلَ، [ص: 65] ومنَّا من تَورَّعَ ولم يأْكُلْ، فلما اسْتَيْقَظَ طلحةُ، وَفَّقَ مَنْ أَكلَ (1) ، وقال، أكلْناهُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم والنسائي (2) .   (1) أي: صوبه. (2) مسلم رقم (1197) في الحج، باب تحريم الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 182 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/161) 13830) قال: ثنا محمد بن بكر. 2 - وأخرجه أحمد (1/162) (1392) . و «مسلم» (4/17) قال: ثني زهير بن حرب. و «النسائي» (5/182) قال: نا عمرو بن علي. و «ابن خزيمة» (2638) ، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. (ح) وقرأته على بندار. خمستهم (أحمد، وزهير، والدورقي، ومحمد بن بشار، وبندار) عن يحيى بن سعيد. 3 - وأخرجه الدارمي (1836) قال: نا أبو عاصم. ثلاثتهم (أبن بكر، ويحيى، وأبو عاصم) عن ابن جريج، قال: حدثني محمد بن المنكدر، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1341 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 1342 - (ط) عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: «رأَيتُ عُثمانَ -رضي الله عنه بالعَرْجِ (1) في يومٍ صائفٍ وهو محرمٌ، وقد غَطَّى وجْهَه بِقَطيفةٍ أُرْجُوانٍ، ثم أُتِيَ بلحم صيْدِ، فقال لأصحابه: كُلوا، فقالوا: أوَ لا تأكُلُ أنت؟ فقال: إني لستُ كَهَيئَتكم، إنَّما صِيدَ من أجلي» . أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بقطيفة) : كساء له خمل. (أُرجوان) : الأحمر الشديد الحمرة.   (1) العرج - بفتح ثم سكون -: هو موضع من أول تهامة. (2) 1 / 354 في الحج، باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد. وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» (802) في الحج - باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد، قال: عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن عامر، فذكره. (*) قلت: في نسخة «الموطأ» عبد الرحمن بن عامر بدلا من عبد الله. الحديث: 1342 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 1343 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- أن عائشة قالت له: - وقد سألها عن لحم صَيْدٍ لم يُصَدْ من أجله؟ -: يا ابْنَ أخْتي، إنَّما هيَ عَشْرُ ليالٍ، فإن تخلَّج في نفسك شيءٌ فَدَعْهُ» . أخرجه الموطأ (1) . [ص: 66] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَخَلَّجَ) : تَخَلَّجَ في صدري من هذا الأمر شيء، إذا ارتبت به وكذلك تخالج.   (1) 1 / 354 في الحج، باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد. وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (803) في الحج - باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد، قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها، فذكره. الحديث: 1343 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 1344 - (ط) سعيد بن المسيب قال: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- (1) : «أنَّهُ أقْبلَ من البحرين، حتى إذا كان بالرَّبذَةِ وجدَ رَكبْاً من أهل العِراقِ مُحْرِمينَ، فسألُوه عن صيدٍ وجَدُوهُ عندَ أهلِ الرَّبذَةِ؟ فأمرَهُمْ بأكْلِهِ، قال: ثم إني شككتُ فيما أمرتُهُمْ به، فَلَمَّا قَدِمْتُ المدينةَ، ذكَرتُ ذلك لعمر بن الخطاب، فقال عمر: ماذا أمرُتَهُمْ به؟ فقلتُ: أمرتُهُمْ بأكله، فقال عمر بن الخطاب: لو أمرتَهُمْ بغير ذلك لفَعَلتُ بك، يتَواعَدُهُ» .وفي رواية عن سالم بن عبد الله: «أنَّهُ سمعَ أبا هُريرةَ يُحَدِّثُ عبدَ الله ابن عُمر: أنَّهُ مرَّ بهِ قومٌ مُحْرِمُونَ بالرَّبذَةِ، فاسْتَفْتَوْهُ» ... وذكر نحوه. وفي آخره قال: «لو أفْتَيْتَهُمْ بغير ذلك، لأوْجَعتُكَ» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) أي: إني أحدث بهذا عن أبي هريرة. (2) 1 / 351 و 352 في الحج، باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد. وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل:أخرجه مالك «الموطأ» (798) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، عن يحيى بن سعيد، أنه سمع سعيد بن المسيب، فذكره. والرواية الثانية «الموطأ» (799) قال: عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 1344 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 1345 - (ط س) البهزي -رضي الله عنه-: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خَرجَ يُريدُ مكةَ وهو محرِم، حتى إذا كان بالرَّوحاء، إذا حمارٌ وحشيٌّ [ص: 67] عقيرٌ، فذُكِرَ ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «دَعوهُ، فإنُه يُوشكُ أنْ يأتيَ صاحبُه» ، فجاء البَهْزِيُّ، وهو صاحِبُهُ، إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله شأْنَكُمْ بهذا الحمار؟ فأمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكْرٍ، فَقسَمهُ بينَ الرِّفاق، ثم مضى، حتى إذا كان بالأُثايَةِ بينَ الروَيْثَةِ والعرْجِ، إذا ظَبيٌ حَاقِفٌ في ظلٍّ، وفيه سَهمٌ، فَزعمَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلاً [أن] يَقِفَ عنْدَهُ، لا يريبُهُ أحدٌ من النَّاس، حتى يُجاوزِوهُ. أخرجه الموطأ والنسائي. وفي أخرى للنسائي قال: «بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينَ أُثايةَ والرَّوْحاءِ (1) ، وهم حُرُمٌ، إذا حمارٌ وحشيٌّ مَعقوُرٌ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، دَعوهُ، فَيُوشِكُ صاحبُهُ أنْ يأتيهُ، فجاء رجل من بهز، هو الذي عَقَرَ الحمارَ، فقال: يا رسول الله، شَأنَكْم هذا الحمارُ، فأَمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَسَمَهُ بينَ النَّاسِ» (2) . [ص: 68] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شأنكم به) : أي: افعلوا به ما تحبون. (يوشك) : أوشك الشيء: قرب وأسرع. والوَشْك: السرعة. (حَاقِف) : الظبي الحاقف: الذي انحنى وتثنى في نومه. (لا يَريبه) : أي: لا يزعجه ولا يتعرض إليه. (معقور) : المعقور: المقتول أو المجروح.   (1) في النسائي المطبوع: ببعض أثايا الروحاء. (2) أخرجه الموطأ 1 / 351 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، والنسائي 5 / 182 و 183 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، و 7 / 205 في الصيد، باب إباحة أكل لحوم حمر الوحش، وإسناده صحيح. قال الحافظ في " الفتح " 4 / 28: وأخرجه مالك وأصحاب السنن. وصححه ابن خزيمة وغيره. والحديث من رواية عمير بن سلمة الضمري عن البهزي. وقال الحافظ في " التهذيب ": وجعل مالك في حديثه عن عمير بن سلمة عن البهزي. والصحيح أنه لعمير بن سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم والبهزي كان صائداً. وانظر " التهذيب " 8 / 147 والإصابة في ترجمة عمير بن سلمة، والزرقاني في " شرح الموطأ ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» (231) . و «النسائي» (5/182) قال: نا محمد بن سلمة، والحارث ابن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: ثني مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمير بن سلمة الضمري، فذكره. الحديث: 1345 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 1346 - (ط) عروة بن الزبير: أن الزبير-رضي الله عنه - «كان يَتَزَوَّدُ صَفِيفَ قَدِيدِ الظِّباءِ وهو محرم» (1) . أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صفيف) : الصفيف، والقديد: اللحم المجفف في الشمس، سمى صفيفاً، لأنه يُصف في الشمس ليجف.   (1) قال مالك: والصفيف: القديد. قال في القاموس: صفيف كأمير: ما صف في الشمس ليجف، وعلى الجمر لينشوي. (2) 1 / 350 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، وإسناده صحيح. الحديث: 1346 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 1347 - (د ت) أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: «خرجْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حَجّ أَوْعُمْرةٍ فاسْتقبَلَنا رِجْلٌ من جَرادِ (1) ، فجعلنا [ص: 69] نضْرِبُهُ بِأسْياطِنا وَقِسِيِّنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كُلُوه، فإنه من صَيْدِ البَحْرِ» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: «أصبنا ضرباً (2) من جَرادٍ فكان الرَّجُلُ منَّا يضْرِبُ بسَوْطِهِ وهو مُحْرِمٌ، فقيل له: إنَّ هذا لا يصلُحُ، فذُكِرَ ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «إنما هو من صيْدِ الْبحْرِ» (3) . وفي أخرى له: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الْجَرادُ من صيد البحر» ، لم يَزِدْ (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رجل) : الرجل من الجراد - بكسر الراء وسكون الجيم - القطعة منه. (بأسياطنا) : المعروف في جمع سوط: أسواط وسياط، والأصل في سياط: سِواط، فلما تحركت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء، وبقيت بحالها في أسواط لسكون ما قبلها، فأما أسياط، فشاذ، وقد جاء في جمع ريح: أرياح، شاذًّا، وجمعها المطرد: أرواح، ورياح.   (1) أجمع المسلمون على إباحة الجراد، ثم قال الشافعي وأبو حنيفة، وأحمد والجماهير بحله، سواء مات بذكاة أو باصطياد مسلم أو مجوسي، أو مات حتف أنفه، سواء قطع بعضه، أو أحدث فيه سبب. وقال مالك في المشهور عنه، وأحمد في رواية: لا يحل إلا إذا مات بسبب؛ بأن يقطع بعضه أو يسلق، أو يلقى في النار حياً، أو يشوى، فإن مات حتف أنفه أو في وعاء، لم يحل. والله أعلم، قاله النووي. (2) في بعض النسخ: صرماً، بكسر الصاد وسكون الراء، وهو القطعة من الجماعة الكبيرة. (3) أخرجه الترمذي رقم (850) في الحج، باب ما جاء في صيد البحر للمحرم، وأبو داود رقم (1854) في المناسك، باب في الجراد للمحرم. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي المهزم عن أبي هريرة، وأبو المهزم اسمه: يزيد بن سفيان، وقد تكلم فيه شعبة، وقال الحافظ ابن حجر في " التقريب ": متروك. (4) أبو داود رقم (1853) في المناسك، باب في الجراد للمحرم، وفي إسناده ميمون بن جابان، وهو مجهول. لم يوثقه غير ابن حبان. وقال المنذري: ميمون بن جابان لا يحتج به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (2/306) قال: ثنا أبو كامل وعفان. قالا: ثنا حماد. وفي (2/364) قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل. قال: ثنا حماد، يعني ابن سلمة. وفي (2/374) قال: ثنا سريج. قال: ثنا حماد. وفي (2/407) قال: ثنا عفان. قال: ثنا حماد بن سلمة. و «أبو داود» (1854) قال: ثنا مسدد. قال: ثنا عبد الوارث، عن حبيب المعلم. و «ابن ماجة» (3222) قال: ثنا علي بن محمد. قال: ثنا وكيع. قال: ثنا حماد بن سلمة. و «الترمذي» (850) قال: ثنا أبو كريب. قال: ثنا وكيع، عن حماد بن سلمة. كلاهما - حماد بن سلمة، وحبيب المعلم - عن أبي المهزم، فذكره. (*) قال: أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي المهزم. عن أبي هريرة، وأبو المهزم اسمه يزيد بن سفيان وقد تكلم فيه شعبة. (*) قال: أبو داود: أبو المهزم ضعيف والحديث وهم. الحديث: 1347 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 1348 - (ط) عطاء بن يسار -رحمه الله- «أنَّ كعبَ الأحْبارِ أقْبلَ من الشَّامِ في ركْب مُحْرِمين، حتى إذا كانُوا ببعْضِ الطريق، وجَدْوا لَحْمَ صيْدٍ، فأَفْتاهُمْ كعْبٌ بأكِلِهِ، قال: فلما قَدِمُوا على عمر- رضي الله عنه - ذكروا وذلك له، فقال: من أفتاكم بهذا؟ قالوا: كعب، قال: فإني قد أمَّرته عليكم حتى ترجعوا، ثم لما كانوا ببعض طريق مكة مرت بهم، رِجْل من جراد، فأفتاهم كعب، أن يأخذوه ويأكلوه، قال فلما قدموا على عمر بن الخطاب ذكرُوا ذلك له، فقال: ما حملك على أنْ تُفْتِيَهُمْ بهذا؟ قال: هو من صيد البحر، قال: وما يُدْريكَ؟ قال: يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده، إن هي إلا نَثْرَةُ حوتٍ ينثرُهُ في كل عامٍ مَرَّتين» أخرجه الموطأ (1) . [ص: 71] وأخرج أبو داود عن كعب قال: الجرادُ من صيد البحر (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نثرة) : النثرة للدواب: شبه العطسة للإنسان، يقال: نَثَرَت الشاةُ: إذا طرحت من أنفها الأَذَى.   (1) الموطأ 1 / 352 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، وإسناده إلى كعب الأحبار صحيح. ولكن لا ندري من أين أخذه كعب. وقد تقدم بعضه في الحديث الذي قبله مرفوعاً بمعناه: وقد علمت أنه ضعيف، وكذلك الذي بعده عن كعب الأحبار. وروى الترمذي (1824) في الأطعمة، وابن ماجة (3221) في الصيد، باب صيد الحيتان والجراد من حديث جابر وأنس مرفوعاً بلفظ " إن الجراد نثرة الحوت في البحر " وإسناده ضعيف أيضاً، فلا حجة في هذه الآثار لمن أجاز للمحرم صيده. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ولذا قال الأكثر كمالك والشافعي: إنه من صيد البر، فيحرم التعرض له وفيه قيمته. وقد جاء ما يدل على على رجوع كعب عن هذا. فروى الشافعي بسند صحيح أو حسن عن عبد الله بن أبي عمار: أقبلنا مع معاذ بن جبل وكعب الأحبار في أناس محرمين من بيت المقدس بعمرة، حتى إذا كنا ببعض الطريق، وكعب على نار يصطلي، فمرت به رجل جراد، فأخذ جرادتين فقتلهما وكان قد نسي إحرامه ثم ذكره فألقاهما، فلما قدمنا المدينة على عمر قص عليه كعب قصة الجرادتين. فقال ما جعلت على نفسك؟ قال: درهمين. قال: بخ، درهمان خير من مائة جرادة. نعم لو عم الجراد المسالك ولم يجد بداً من وطئه، فلا ضمان وليحتفظ منه، وقد توقف ابن عبد البر في أنه من نثرة الحوت: بأن المشاهدة تدفعه. وقد روى [ص: 71] الساجي عن كعب قال: خرج أوله من منخر حوت، فأفاد أن أول خلقه من ذلك لا تعلم صحته، ولم يكذبه عمر ولا صدقه لأنه خشي أنه علم ذلك من التوراة، والسنة فيما حدثوا به، أن لا يصدقوا ولا يكذبوا لئلا يكذبوا في حق جاؤوا به أو يصدقوا في باطل اختلقه أوائلهم وحرفوه عن مواضعه. (2) أبو داود رقم (1855) في المناسك، باب في الجراد للمحرم، وفي سنده ميمون بن جابان وهو لا يحتج به كما تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (800) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد. قال: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 1348 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 النوع السابع: في حكم الحائض والنفساء 1349 - (م د) عائشة -رضي الله عنها -: «أنَّ أسماء بنْتِ عُميْسٍ نُفِست (1) بِمُحَمَّد بن أبي بكر بالشجرة، فأمَر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر أن يأمُرها أن [ص: 72] تَغْتسِلَ وتُهِلَّ» . أخرجه مسلم وأبو داود (2) .   (1) قوله: " نفست بالشجرة "، وفي رواية: " بذي الحليفة "، وفي رواية: " بالبيداء " هذه المواضع الثلاثة متقاربة، فالشجرة بذي الحليفة، وأما البيداء: فهي طرف ذي الحليفة. قال القاضي: يحتمل أنها نزلت بطرف البيداء لتبعد عن الناس، وكان منزل النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة حقيقة، وهناك بات وأحرم، فسمي منزل الناس كلهم باسم منزل إمامهم. قاله النووي في " شرح مسلم ". (2) أخرجه مسلم رقم (1209) في الحج، باب إحرام النفساء، وأبو داود رقم (1834) في المناسك، باب الحائض تهل بالحج، وأخرجه ابن ماجة رقم (2911) في المناسك، باب النفساء والحائض تهل بالحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (1811) قال: ثني عثمان بن محمد. ومسلم (4/27) قال: ثنا هناد بن، وزهير السري بن حرب وعثمان بن أبي شيبة. وأبو داود (1743) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (2911) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة. ثلاثتهم - عثمان بن محمد بن أبي شيبة، وهناد، وزهير بن حرب - عن عَبْدة بن سليمان، عن عبيد الله ابن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1349 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 1350 - (ط س) أسماء بنت عميس -رضي الله عنها - أنَّها وَلَدتْ محمداً بالبيداء، فَذكرَ أبو بكرٍ ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «مُرها فَلتْغْتسِلْ، ثم تُهِلُّ» . وفي رواية: «أنها ولَدَتْ محمداً بذي الحليفة، فأمرها أبو بكرٍ أن تَغْتسِلْ، ثم تهلَّ» . أخرجه الموطأ وأخرج النسائي الأولى (1) .   (1) الموطأ 1 / 322 في الحج، باب الغسل للإهلال، والنسائي 5 / 127 في الحج، باب الغسل للإهلال، وهو مرسل؛ فإن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق لم يلق أسماء بنت عميس، ولكن وصله مسلم وأبو داود وابن ماجة من طريق عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم بن محمد ابن أبي القاسم عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت عميس نفست، كما في الحديث الذي قبله. الحديث: 1350 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 1351 - (س) أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أنهُ خَرَجَ حاجّاً مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع ومعه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية فلما كانوا بذي الحليفة ولدت أسماء محمد بن أبي بكر فأتى أبو بكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فأمره رسول -صلى الله عليه وسلم-: «أن يأمُرَها أن تَغتسل، ثم تُهِل بالحج، وتصنع ما يصنعُ الناس، إلا أنها لا تطوف بالبيت» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 128 في الحج، باب الغسل للإهلال، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه ابن ماجة (2912) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا خالد بن مخلد. والنسائي (5/127) قال: حدثني أحمد بن فضالة بن إبراهيم النسائي. قال: ثنا خالد بن مخلد. وابن خزيمة (2610) قال: ني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن أبي مريم حدثهم. كلاهما (خالد، وابن أبي مريم) عن سلمان بن بلال. قال: ثني يحيى وهو ابن سعيد الأنصاري، قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث عن أبيه، فذكره. الحديث: 1351 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 1352 - (م د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال في حديث أسماء بنت عُميْس حين نفست بذي الحليفة: «إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكرٍ: مُرْها أنْ تَغْتَسل وتُهِلَّ» . وفي رواية، قال جعفر بن محمد عن أبيه: «أتينا جابر بن عبد الله فسألناه عن حجّةِ النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فحدَّثنا أن رسولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- خَرَج لخْمسٍ بَقِينَ من ذي القعدة، وخرجنا معه، حتى إذا أتى ذاَ الحلَيْفَةِ ولدتْ أسماءُ بنتُ عُمَيْسٍ محمد بن أبي بكْرٍ، فأَرسلتْ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف أصْنَعُ؟» فقال: «اغتسلي واستثفري، ثُمَّ أهلِّي» . أخرجه النسائي، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم وأبو داود، يتضمن حجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو مذكور في الباب العاشر من كتاب الحج. وأخرج مسلم الرواية الأولى مختصراً أيضاً مثل النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُفِسَت) المرأة: بفتح النون وضمها إذا ولدت وبالفتح وحده: إذا حاضت. [ص: 74] (واسْتَثْفِري) : استثفرت المرأة الحائض: إذا شدَّت على فرجها خِرقة، وعطفت طَرْفَيْها إلى شيء مشدود في وسطها من مُقَدَّمها ومؤخرها. مأخوذ من ثفر الدابة، وهو ما يكون تحت ذَنَبِها.   (1) أخرجه مسلم رقم (1210) في الحج، باب إحرام النفساء، ورقم (1218) في الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1905) في المناسك، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 122 و 123 في الطهارة، باب الاغتسال من النفاس، وأخرجه ابن ماجة رقم (2913) في المناسك، باب النفساء والحائض تهل بالحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الدارمي (1812) قال: أخبرنا عثمان بن محمد. ومسلم (4/27) قال: حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو. والنسائي (1/122) و (195) قال: أخبرنا محمد بن قدامة. ثلاثتهم (عثمان، وأبو غسان، وابن قدامة) قالوا: حدثنا جرير - ابن عبد الحميد - عن يحيى بن سعيد الأنصاري. 2 - وأخرجه ابن ماجة (2913) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان. 3 - وأخرجه النسائي (1/154) و (208) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، ويعقوب بن إبراهيم «وابن خزيمة» (2594) قال: حدثنا بندار. أربعتهم - عمرو، وابن المثنى، ويعقوب.، وبندار، محمد بن بشار - عن يحيى بن سعيد القطان. 4 - وأخرجه النسائي (5/164) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: أنبأنا الليث، عن ابن الهاد. 5 - وأخرجه النسائي (5/164) قال: أخبرنا علي بن حُجْر، قال: أنبأنا إسماعيل - وهو ابن جعفر -. خمستهم - يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان، ويحيى بن سعيد القطان، وابن الهاد، وإسماعيل - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1352 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 1353 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- كان يقول: «المرأةُ الحائضُ التي تُهلُّ بالحجِّ أو العمرةِ: إنَّها تُهلُّ بحجِّها أو عُمرتها إذا أرادتْ، ولكن لا تطوف بالبيت، ولا بين الصَّفا والمروة، وهي تشهد المناسك كلَّها مع الناس، غير أنها لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة،ولا تَقْرَبُ المسجدَ حتى تَطْهُرَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 342 في الحج، باب ما تفعل الحائض في الحج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» (772) ، في الحج - باب ما تفعل الحائض في الحج، قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 1353 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 1354 - (ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «النُّفَساءُ والحائضُ - إذا أتتا على الميقات - تَغْتسلان وتحرمان، وتقضيان المناسك كلَّها، غير الطواف بالبيت» . وفي رواية مثله، وأسقط: كُلَّها، أخرجه أبو داود والترمذي (1) . [ص: 75] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المناسك) : جمع مَنْسك: وهو المتعبد، وأمور الحج كلها مناسك.   (1) أخرجه الترمذي مرفوعاً عن ابن عباس رقم (945) في الحج، باب ما جاء في ما تقضي الحائض من المناسك، وأبو داود رقم (1744) في المناسك، باب الحائض تهل بالحج، وفي إسناده خصيف بن عبد الرحمن المزني أبو عون، وهو صدوق سيء الحفظ خلط بآخره، كما قال الحافظ في " التقريب " وقال المنذري: ضعفه غير واحد، أقول: ولكن يشهد له الحديث الذي قبله. ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/363) (3435) . و «أبو داود» (1744) قال: ثنا محمد بن عيسى، وإسماعيل بن إبراهيم أبو معمر. و «الترمذي» (945) قال: ثنا زياد بن أيوب. أربعتهم -أحمد، ومحمد بن عيسى، وإسماعيل بن إبراهيم، وزياد بن أيوب - قالوا: ثنا مروان بن شجاع، قال: ثني خصيف، عن عكرمة، ومجاهد، وعطاء، فذكروه. لم يذكر محمد بن عيسى عكرمة، ومجاهد، قال: عن عطاء عن ابن عباس. (*) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. الحديث: 1354 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 النوع الثامن: فيما يقتله المحرم من الدواب 1355 - (خ م) زيد بن جبير -رحمه الله- (1) «أنَّ رجلاً سألَ ابن عمر عما يَقْتُلُ المحرمُ من الداوبِّ؟ فقال: أخْبَرتْني إحدى نِسْوةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه أمر - أو أُمِرَ - أن تُقْتلَ الفأرةُ، والعقْرَبُ، والحِدأةُ (2) ، والكلبُ العَقُور، والغراب» هذه. رواية البخاري ومسلم. ولمسلم: أنه كان يأمر بقتل الكلب العقور، والفأرة، والعقرب والحُديَّا، والغرابِ، والحيَّةٍ، قال: «وفي الصلاة (3) أيَضاً» (4) . [ص: 76] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العَقُور) : العضوض، فعول بمعنى فاعل، وهو من أبنية المبالغة، والمراد به: كل سبع عاقر كالكلب، والأسد والنمر ونحوها.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 4 / 39: هو زيد بن جبير الطائي الكوفي، ليس له في الصحيح رواية عن غير ابن عمر، ولا له فيه إلا هذا الحديث. وآخر تقدم في المواقيت. وقد خالف نافعاً وعبد الله بن دينار في إدخال الواسطة بين ابن عمر وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ووافق سالماً إلا أن زيداً أبهمها، وسالماً سماها. (2) الحدأ - بكسر الحاء المهملة، وفتح الدال المهملة، وبالهمز، مع التاء وعدمه - على وزن: عنبة وعنب، قاله الكرماني. (3) قال الحافظ في " الفتح ": وزاد مسلم في آخره ذكر الصلاة لينبه بذلك على جواز قتل المذكورات في جميع الأحوال. (4) أخرجه البخاري 4 / 29 في الحج، باب ما يقتل من الدواب، ومسلم رقم (1199) في الحج، [ص: 76] باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/17) قال: ثنا أصبغ. ومسلم (4/138) قال: ثني حرملة بن يحيى. والنسائي (5/210) قال: نا عيسى بن إبراهيم. وابن خزيمة (2665) قال: ثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي. ثلاثتهم (أصبغ، وحرملة، وعيسى) عن عبد الله وهب، عن يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (6/285) قال: ثنا سريج بن النعمان، قال: ثنا أبو عوانة، وفي (6/336) و (380) قال: ثنا عفان قال: ثنا أبو عوانة و «البخاري» (3/17) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا أبو عوانة، و «مسلم» (4/19) قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا زهير، (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: ثنا أبو عوانة. كلاهما (أبو عوانة، وزهير بن معاوية) قالا: ثنا زيد بن جبير، فذكره. الحديث: 1355 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 1356 - (ت د) أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال سُئِلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: عما يَقْتُلُ المحرِمُ؟ قال: «الحيةُ، والفُوَيْسِقَةُ، والكلبُ العقُورُ، والسَّبُعُ العادي، ويُرْمَى الغُرابُ ولا يُقتل، والحِدأةُ» . وفي أخرى: «الحيَّةُ والعقربُ، والحدأةُ، والفأرةُ، والكلبُ العقورُ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العادي) : الظالم المتجاوز الحد في العدوان والمراد به: الذي يعدو على الإنسان من السباع فيفترسه.   (1) الترمذي رقم (945) في الحج، باب ما جاء في ما يقتل المحرم من الدواب، وأبو داود رقم (1848) في المناسك، باب ما يقتل المحرم من الدواب. وفي سنده يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي، وهو ضعيف، كبر فتغير فصار يتلقن، وباقي رجاله ثقات. والرواية الثانية عند أبي داود رقم (1847) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي سندها محمد بن عجلان وهو صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. أقول: ولبعضه شواهد، ولذلك حسنه الترمذي وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم، قالوا: المحرم يقتل السبع العادي، والكلب، وهو قول سفيان الثوري والشافعي. وقال الشافعي: كل سبع عدا على الناس أو على دوابهم فللمحرم قتله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (3/3) قال: ثنا هشيم، وفي (3/32) قال: ثنا وكيع، قال: ثنا شريك، وفي (3/79) قال: ثنا عثمان بن محمد - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان - قال: ثنا جرير. والبخاري في الأدب المفرد (1223) قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا أبو بكر «وأبو داود» (1848) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا هشيم. و «ابن ماجة» (3089) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا محمد بن فضيل. «والترمذي» (838) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا هشيم. خمستهم - هشيم، وشريك، وجرير، وأبو بكر بن عياش، وابن فضيل - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، فذكره. وقال الزيلعي في نصب الراية (3/131) قال الترمذي فيه: حسن، وقال الشيخ في «الإمام» : وإنما لم يصححه من أجل يزيد بن أبي زياد. الحديث: 1356 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 1357 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما [ص: 77] «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: خَمْس (1) من الدَّواب، ليس على المحرمِ في قَتْلهِنَّ جُنَاحٌ: الغُرابُ، والحدأةُ، والعقربُ، والفأرةُ، والكلبُ العقُورُ» . وفي رواية: خمسٌ لا جُناحَ على من قَتلَهُنَّ في الحرم والإحرام. هذه رواية البخاري ومسلم والموطأ والنسائي. [ص: 78] وفي رواية أبي داود قال: «سُئِلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عما يَقْتُلُ المحرِمُ من الدَّواب؟ قال: خمسٌ، لا جُنَاحَ في قَتْلِهِنَّ على من قَتلهُنَّ في الحلِّ والحرم ... » . الحديث. وأخرج النسائي أيضاً رواية أبي داود. وسيجيءُ لما يجوزُ قتْلُه من الدوابِّ بابٌ في كتاب القتل من حرف القاف (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا جُناح) : الجناح: الإثم، وأصله: من جَنَحَ، إذا مال.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 4 / 30: قوله " خمس " التقييد بالخمس وإن كان مفهومه اختصاص المذكورات بذلك لكنه مفهوم عدد، وليس بحجة عند الأكثر، وعلى تقدير اعتباره فيحتمل أنه قاله صلى الله عليه وسلم أولاً، ثم بين بعد ذلك أن غير الخمس يشترك معها في الحكم. فقد ورد في بعض طرق عائشة رضي الله عنها بلفظ " وأربع " وفي بعض طرقها بلفظ " ست " فأما طريق " أربع " فأخرجها مسلم من طريق القاسم عنها، فأسقط " العقرب "، وأما طريق " ست " فأخرجها أبو عوانة في " المستخرج " من طريق المحاربي عن هشام عن أبيه عنها فأثبتها وزاد " الحية "، ويشهد لها طريق شيبان التي تقدمت من عند مسلم، وإن كانت خالية عن العدد، وأغرب عياض فقال: وفي غير كتاب مسلم ذكر الأفعى فصارت سبعاً. وتعقب بأن الأفعى داخلة في مسمى الحية. والحديث الذي ذكرت فيه أخرجه أبو عوانة في " المستخرج " من طريق ابن عون عن نافع في أحاديث الباب قال: قلت لنافع فالأفعى؟ قال: ومن يشك في الأفعى. انتهى. وقد وقع في حديث أبي سعيد عند أبي داود نحو رواية شيبان وزاد: السبع العادي فصارت سبعاً. وفي حديث أبي هريرة عند ابن خزيمة وابن المنذر زيادة ذكر الذئب والنمر على الخمس المشهورة فتصير بهذا الاعتبار تسعاً. لكن أفاد ابن خزيمة عن الذهلي أن ذكر الذئب والنمر من تفسير الراوي للكلب العقور. ووقع ذكر الذئب في حديث مرسل، أخرجه ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وأبو داود من طريق سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقتل المحرم الحية، والذئب " ورجاله ثقات. وأخرج أحمد من طريق حجاج بن أرطاة عن وبرة عن ابن عمر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الذئب للمحرم. وحجاج ضعيف. وخالفه مسعر عن وبرة فرواه موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة، فهذا جميع ما وقعت عليه في الأحاديث المرفوعة زيادة على الخمس المشهورة، ولا يخلو شيء من ذلك من مقال، والله أعلم. (2) أخرجه البخاري 4 / 29 في الحج، باب ما يقتل من الدواب، ومسلم رقم (1199) في الحج، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم، والموطأ 1 / 356 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وأبو داود رقم (1846) في المناسك، باب ما يقتل المحرم من الدواب، والنسائي 5 / 187 و 188 و 189 و 190 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، باب قتل الكلب العقور، وباب قتل الفأرة، وباب قتل العقرب، وباب قتل الحدأة، وباب قتل الغراب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أ - عن نافع، عنه: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (234) ، وأحمد (2/138) (6229) ، قال: ثنا إسحاق وفي (2/138) (6230) قال: قرأت على عبد الرحمن و «البخاري» (3/17) قال: ثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (4/17) قال: ثني يحيى بن يحيى. والنسائي (5/187) قال: نا قتيبة. خمستهم - إسحاق، وعبد الرحمن، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد - عن مالك. 2 - وأخرجه أحمد (2/3) (4461) قال: ثنا هشيم، قال: نا يحيى بن سعيد، وعبد الله بن عمر، وابن عون. 3 - وأخرجه أحمد (3/37) (4937) ومسلم (4/19) قال: ثنا هارون بن عبد الله. كلاهما (أحمد بن حنبل، وهارون بن عبد الله) قالا: ثنا محمد بن بكر، قال: نا ابن جريج. 4 - وأخرجه أحمد (2/48) (5091) قال: ثنا إسماعيل. وفي (2/65) (5324) قال: ثنا عبد الوهاب. وفي (2/82) (5541) قال: ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. و «مسلم» (4/19) قال: ثني أبو كامل، قال: ثنا حماد و «النسائي» (5/190) قال: نا زياد بن أيوب، قال: ثنا ابن علية. أربعتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَية، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وحماد ابن زيد - عن أيوب. 5 - وأخرجه أحمد (2/54) (5160) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/19) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3088) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي (5/190) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة، قال: حدثنا يحيى. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وعلي بن مسهر، وعبد الله بن نمير - عن عبيد الله. 6 - وأخرجه أحمد (2/77) (5476) قال: حدثنا يزيد. و «الدارمي» (1823) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. و «مسلم» (4/19) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «النسائي» (5/190) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم. كلاهما (يزيد بن هارون، وهشيم) قال يزيد: أخبرنا، وقال هشيم: حدثنا يحيى بن سعيد. 7 - وأخرجه مسلم (4/19) قال: حدثناه قتيبة، وابن رمح. والنسائي (5/189) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. كلاهما (قتيبة، وابن رمح) عن الليث بن سعد. 8 - وأخرجه مسلم (4/19) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا جرير (يعني ابن حازم) . ثمانيتهم (مالك، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عون، وابن جريج، وأيوب السختياني، والليث بن سعد، وجرير بن حازم) عن نافع، فذكره. (*) الروايات ألفاظها متقاربة. (*) أخرجه أحمد (2/32) (4876) . ومسلم (4/20) قال: حدثنيه فضل بن سهل. كلاهما (أحمد بن حنبل، وفضل) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن نافع، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، فذكره. ب - عن عبد الله بن دينار، عنه: أخرجه مالك «الموطأ» (234) . وأحمد (2/50) (5107) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال حدثنا سفيان. وفي (2/52) (5132) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/138) (6228) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق، قال: حدثنا مالك. و «البخاري» (3/17) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (4/157) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: أخبرنا مالك. و «مسلم» (4/20) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن جحر. قال يحيى بن يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل بن جعفر. أربعتهم - مالك، وسفيان، وشعبة، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره. (*) رواية سفيان، شعبة: «خَمس لَيس على حَرام جُنَاح في قَتْلِهِن: الكلب العقور، والغراب، والحُدَيّا والفأرة والحية» . الحديث: 1357 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 النوع التاسع: في حك الجسد 1358 - (ط) علقمة بن أبي علقمة: عن أمه قالت: «سمعتُ عائشةَ -رضي الله عنها زوْجَ النبي -صلى الله عليه وسلم- تُسْألُ عن المحرِم يَحُكُّ جسَدَهُ؟ قالت: نعم [ص: 79] فلْيَحكُكْهُ وَليَشْدُدْ (1) ، قالت عائشةُ: لو رُبِطَتْ يدَايَ، ولم أجِدْ إلا رِجْلَيَّ لَحَكَكْتُ» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) وفي بعض النسخ: " فليحكه ". (2) 1 / 358 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أن يفعل. وفي سنده مرجانة أم علقمة لو يوثقها عن ابن حبان والعجلي، وبقية رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (811) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، قال: عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، فذكره. الحديث: 1358 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 النوع العاشر: في الضرب 1359 - (د) أسماء بنت أبي بكر الصديق-رضي الله عنها- قالت: «خرَجْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حُجَّاجاً، حتَّى إذا كُنَّا بالعَرْجِ نَزلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ونَزَلنا، فَجَلَستْ عائشةُ إلى جنْبِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وجلَسْتُ إلى جَنْبِ أبي، وكانت زِمالَةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وِزمالَةُ أبي بكرٍ واحدَةً، مع غُلامٍ لأبي بكرٍ، فجلس أبو بكرٍ، ينْتَظِرُ أن يطْلُعَ عليه، فطلعَ عليه وليس معَهُ بعيرُهُ، فقال أبو بكرٍ، أينَ بعيرُكَ؟ قال: أضْلَلْتُهُ البارَحةَ، قال أبو بكرٍ: بعيرٌ واحدٌ تُضِلُّهُ؟ وطَفِقَ يضْربُهُ، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يتَبَسَّمُ، ويقولُ: انظرُوا إلى هذا المحرمِ ما يصنعُ (1) ؟ وما يَزِيد على ذلك، ويتَبَسَّمُ» . أخرجه أبو داود (2) . [ص: 80] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زِمالة) : الزِّاملة: البعير الذي يحمل الرجل عليه زاده وأداته، وما يركبه.   (1) الذي في أبي داود، قال ابن أبي رزمة: " فما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يقول: انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع؟! ويتبسم ". (2) رقم (1818) في المناسك، باب المحرم يؤدب غلامه، وأخرجه ابن ماجة رقم (2933) في المناسك، باب التوقي في الإحرام، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (6/344) . وأبو داود (1818) قال: ثنا أحمد بن حنبل. (ح) وثنا محمد بن عبد العزيز ابن أبي رزمَة. وابن ماجة (2933) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة. و «ابن خزيمة» (2679) قال: ثنا عبد الله ابن سعيد الأشج. وسَلّم بن جُنادة. (ح) وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويوسف بن موسى. سبعتهم - أحمد بن حنبل، وابن أبي رزمة، وأبو بكر، وعبد الله بن سعيد الأشج، وسلم، ويعقوب الدورقي، ويوسف بن موسى - عن عبد الله بن إدريس. قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد ابن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1359 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 النوع الحادي عشر: في تقريد البعير (1) 1360 - (ط) ربيعة بن عبد الله: أنه رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- «يُقَرِّدُ بَعيراً له في طينٍ بالسُّقْيا (2) ، وهو محرِمٌ (3) » . أخرجه الموطأ (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُقَرِّد بعيره) : قَرَّد بعيره: إذا نزع منه القُردان، جمع قراد، وهو دُويبة معروفة، تكون في أوبار الإبل ونحوها.   (1) تقريد البعير: تفليته وتنقيته من القراد. (2) قرية جامعة بين مكة والمدينة. (3) لأنه كان يرى حله. (4) 1 / 357 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، وإسناده حسن. قال مالك: وأنا أكرهه. قال الزرقاني: لأنها من دواب البعير، كالحلم والحمنان، فلا يلقيه المحرم عن البعير لأن ذلك سبب هلاكه - أي القراد - إلا أن يضر بالبعير فيزيلها ويطعم حفنة من طعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن:أخرجه مالك في «الموطأ» (810) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، قال عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن ربيعة بن أبي عبد الله بن الهدير، عنه، فذكره. الحديث: 1360 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 1361 - (ط) نافع مولى ابن عمر: قال: «كانَ ابنُ عمر -رضي الله عنهما- يكْرَهُ أنْ يَنْزعَ المحرِمُ حلَمَة أو قُراداً عن بعِيرهِ» . أخرجه الموطأ (1) . [ص: 81] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حلمة) : والجمع الحَلَم: وهو العظيم من القُراد.   (1) 1 / 358 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، وإسناده صحيح. وقال مالك وذلك أحب ما سمعت إلي في ذلك. قال الزرقاني: لأن تقريده سبب لإهلاكه ـ يعني إهلاك القراد ـ وهو لا يجوز، وهذا مما خالف ابن عمر أباه فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (813) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 1361 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 الفرع الثاني من الفصل الثاني: في التلبية والإهلال، وفيه نوعان النوع الأول: في وقتها ومكانها 1362 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «بَيْدَاؤُكُمْ هذه، التي تَكْذِبُون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها (1) ، ما أهلَّ [ص: 82] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من عندِ المسجدِ، يعني: مَسجدَ ذي الحلَيْفَةِ» . وفي رواية: «ما أهَلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من عندِ الشَّجَرَةِ، حين قامَ به بَعِيرُهُ» (2) . وفي أخرى قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا وضَعَ رِجْلهُ في الغَرزِ، واسْتَوَت بهِ راحِلَتُهُ قائمَة، أهلَّ من عندِ مَسْجِدِ ذي الحُلَيْفَةِ» . وفي أخرى: «رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَرْكبُ راحلتهُ بذي الحُليْفَةِ، ثم يُهِلُّ، حين تَسْتَوي به قائِمَةً» . هذه روايات البخاري ومسلم. وأخرج الباقون الرواية الأولى، وزاد فيها الترمذي: «من عند الشجرة» وأخرج النسائي أيضاً الرواية الآخرة. وفي أخرى للنسائي قال: «قلتُ لابنِ عمر: رأيْتُكَ تُهِلُّ إذا استوتْ بك ناقَتُكَ؟ قال: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُهلُّ إذا استوتْ به ناَقتُهُ وانْبَعَثَتْ» (3) . [ص: 83] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَيداؤكم) : البيداء: البرية، والمراد به في الحديث: موضع مخصوص بين مكة والمدينة. (الغَرْز) : رِكاب الرحل الذي تركب به الإبل، إذا كان من جلد، فإن كان من خشب أو حديد فهو ركاب.   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 376: قوله: " بيداؤكم هذه التي تكذبون على رسول الله - الخ " قال العلماء: هذه البيداء هي: الشرف الذي قدام ذي الحليفة إلى جهة مكة، وهي بقرب ذي الحليفة. وسميت بيداء؛ لأنه ليس فيها بناء ولا أثر. وكل مفازة تسمى: بيداء، وأما هنا فالمراد بالبيداء ما ذكرناه. وقوله: " تكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها " أي تقولون: إنه صلى الله عليه وسلم أحرم منها، ولم يحرم منها، وإنما أحرم قبلها من عند مسجد ذي الحليفة، ومن عند الشجرة التي كانت هناك، وكانت عند المسجد. وسماهم ابن عمر كاذبين؛ لأنهم أخبروا بالشيء على خلاف ما هو، وقد سبق في أول هذا الشرح في مقدمة " صحيح مسلم " أن الكذب عند أهل السنة: هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، سواء تعمده أم غلط فيه وسها. وفيه دلالة: أن ميقات أهل المدينة من عند مسجد ذي الحليفة، ولا يجوز لهم تأخير الإحرام إلى البيداء، وبهذا قال جميع العلماء. وفيه: أن الإحرام من الميقات أفضل من دويرة أهله؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ترك الإحرام من مسجده مع كمال شرفه [ص: 82] فإن قيل: إنما أحرم من الميقات لبيان الجواز. قلنا: هذا غلط من وجهين. أحدهما: أن البيان قد حصل بالأحاديث الصحيحة في بيان المواقيت. والثاني: أن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يحمل على بيان الجواز في شيء يتكرر فعله كثيراً، فيفعله مرة أو مرات على الوجه الجائز، لبيان الجواز، ويواظب غالباً على فعله على أكمل وجوهه، وذلك كالوضوء مرة ومرتين وثلاثاً كله ثابت، والكثير أنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً ثلاثاً. وأما الإحرام بالحج، فلم يتكرر، وإنما جرى منه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة، فلا يفعله إلا على أكمل وجوهه. والله أعلم. (2) وسيأتي توضيح ذلك في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس من رواية أبي داود رقم (1364) . (3) أخرجه البخاري 3 / 318 في الحج، باب الإهلال عند مسجد ذي الحليفة، ومسلم رقم (1186) [ص: 83] في الحج، باب أمر أهل المدينة بالإحرام من عند مسجد ذي الحليفة. والموطأ 1 / 332 في الحج، باب العمل في الإهلال، والترمذي رقم (818) في الحج، باب ما جاء من أي موضع أحرم النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1771) في الحج، باب وقت الإحرام، والنسائي 5 / 162 و 163 و 164 في الحج، باب العمل في الإهلال، وأخرجه ابن ماجة رقم (2916) في المناسك، باب الإحرام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (220) . والحميدي (659) قال: ثنا سفيان. وأحمد (2/10) (4570) قال: ثنا سفيان. وفي (2/28) (4820) قال: ثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/66) (5337) قال: قرأت على عبد الرحمن عن مالك. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا مالك. وفي (2/85) (5574) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/111) (5907) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/154) (6428) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قا: حدثنا زهير. والبخاري (2/168) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (4/8) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على ملك (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. وأبو داود (1771) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والترمذي (818) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. والنسائي (5/162) قال: أخبرنا قتيبة عن مالك. و «ابن خزيمة» (2611) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. ستتهم -مالك، وسفيان بن عيينة، وشعبة، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وحاتم بن إسماعيل -عن موسى بن عقبة، قال: سمعت سالم بن عبد الله، فذكره. (*) لفظ رواية شعبة: «كان عبد الله بن عمر يكاد أن يلعنَ البَيْداءَ، ويقول: أحْرَمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من المسجد» . (*) لفظ رواية سفيان الثوري: «كان ابن عمر إذا ذُكِرَ عِنده البيداء، يسُبُّها، أو كاد يسبها، ويقول: إنما أحرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذي الحُلَيفة» . (*) في رواية حاتم بن إسماعيل، ذكر الحديث، إلا أنه قال: «ما أهلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من عند الشجرة، حين قام به بَعيرُه» . والرواية الأخرى من طريق نافع، عنه: 1 - أخرجه أحمد (2/29) (4842) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (2/37) (4947) قال: حدثنا حماد بن أسامة. والدارمي (1935) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عقبة بن خالد. والبخاري (4/37) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة. ومسلم (4/9) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. وابن ماجة (2916) قال: حدثنا محرز بن سلمة العدني، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد بالدراوردي. خمستهم (محمد بن عبيد، وحماد بن أسامة، أبو أسامة، وعقبة بن خالد، علي بن مسهر، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي) عن عبيد الله بن عمر. 2 - وأخرجه أحمد (2/36) (4935) قال: حدثنا محمد بن بكر. والبخاري (2/171) قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (4/9) قال: حدثني هارون بن عبد الله. قال: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي (5/163) قال: أخبرنا عِمران بن يزيد، قال أنبأنا شعيب (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن يوسف. خمستهم - محمد بن بكر، وأبو عاصم النبيل، وحجاج بن محمد، وشعيب بن إسحاق، وإسحاق بن يوسف - عن ابن جريج، قال: أخبرني صالح بن كيسان. كلاهما - عبيد الله بن عمر، وصالح بن كيسان - عن نافع، فذكره. الحديث: 1362 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 1363 - (د س) أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: صلَّى الظهْر، ثم ركبَ راحِلَتهُ، فَلمَّا عَلا على جَبَلِ البَيْدَاءِ أهَلَّ» . أخرجه أبو داود والنسائي. وفي أخرى للنسائي: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-:صلى الظُّهْرَ بالبَيْداءِ، ثم رَكبَ وصَعِدَ جبلَ البيداءِ، وأهلَّ بالحجِّ والعُمرَةِ حين صلى الظُّهرَ» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (1774) في المناسك، باب وقت الإحرام، والنسائي 5 / 127 و 162 في الحج، باب البيداء، وباب العمل في الإهلال، وفيه عنعنة الحسن البصري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الحج (21:5) عن أحمد بن حنبل، عن روح، عن أشعث، عنه به. والنسائي فيه (الحج 25 و 56) عن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر بن شميل، عن أشعث معناه. و (143) عن أحمد بن الأزهر، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أشعث أتم منه. كلاهما عن الحسن بن أبي الحسن، عنه، فذكره. الحديث: 1363 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 1364 - (د) سعيد بن جبير قال: «قلت لابن عباسٍ -رضي الله عنهما-يا أبا العَباسِ، عَجِبْتُ لاختِلافِ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إهلالِ [ص: 84] رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حين أوجبَ، فقال: إني لأَعْلمُ الناس بذلك، إنَّها إنما كانت من رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حَجَّةٌ واحدةٌ، فمِنْ هناكَ اخْتَلَفُوا: خَرجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حاجّاً، فلما صلى في مسجدِهِ بذي الحُلَيفةِ ركْعَتَيْهِ، أوجبَهُ في مَجْلِسِهِ، فأهلَّ بالحجِّ حين فَرغَ من ركعتيهِ، فَسمِعَ ذلك منه أقوامٌ، فَحَفِظَتْهُ عنه، ثم ركبَ، فَلَمَّا استَقَلَّتْ به ناقتُهُ أهلَّ، وأَدْركَ ذلك منه أقوامٌ - وذلك: أنَّ النَّاسَ إنَّما كانُوا يأتُونَ أرْسالاً، فسمعوهُ حين استَقلَّتْ به ناَقتُهُ يُهلُّ، فقالوا: إنَّما أهَلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين استقلَّت بهِ ناقَتُهُ - ثم مضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلمَّا علا على شرَفِ البيْداءِ أهلَّ، وأدْرَكَ ذلك منه أقوامٌ، فقالوا: إنَّما أَهلَّ حين علا على شرف البيداءِ، وايمُ اللَّهِ، لقد أوجبَ في مُصَلاَّهُ، وأهلَّ حين استقَلَّتْ به ناقَتهُ، وأهلَّ حين عَلا على شرفِ البيداءِ» . قال سعيد بن جُبير: «فَمنْ أخذَ بِقولِ عبدِ الله بن عبَّاس: أهلَّ في مُصَلاَّه، إذا فرَغَ من رَكْعَتَيْه» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 85] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يوجِب) : أوجب الحج على نفسه، إذا باشر مقدِّماته كالإحرام والتلبية. (أرسالاً) : جاء القوم أرسالاً، أي متتابعين قوماً بعد قوم. (اسْتَقَلَّت) : به راحلته: أي نهضت به حاملة له.   (1) في المناسك، باب وقت الإحرام، وأخرجه أحمد في المسند رقم (2358) وفي سنده خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون الحضرمي الحراني، وهو صدوق سيء الحفظ، خلط بآخره، كما قال الحافظ في " التقريب ": وفيه أيضاً محمد بن إسحاق، ولكنه صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (1/260) (2358) . وأبو داود (1770) قال: ثنا محمد بن منصور. كلاهما عن (أحمد، ومحمد بن منصور) قالا: ثنا يعقوب (يعني ابن إبراهيم) قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: ثنا خصيف بن عبد الرحمن الجزري، عن سعيد بن جبير، فذكره. قلت: فيه خصيف، وهو ضعيف. الحديث: 1364 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 1365 - (د) سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كانَ إذا أَخذَ طريقَ الفُرْعِ أهلَّ إذا اسُتقَلَّتْ به راحِلتهُ، وإذا أخذَ طَريقَ أُحُدٍ، أهلَّ إذا أشرف على جبل البيداء» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1775) في المناسك، باب وقت الإحرام، وفي إسناده محمد بن إسحاق، ولكنه صرح بالتحديث، فالحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (1775) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا وهب (يعني ابن جرير) قال: ثنا أبي: قال: سمعت ابن إسحاق، يحدث عن أبي الزناد، عن عائشة بنت سعد، فذكرته. قلت: فيه ابن إسحاق، وقد عنعنه. الحديث: 1365 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 1366 - (خ ت) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: «أنَّ إهلالَ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- من ذي الحُليفِة، حين استَوتْ به راحلته» (1) . وفي رواية: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لما أرادَ الحجَّ أذَّنَ في النَّاسِ، فاجتَمَعُوا، فلما أتى البيداءَ أحرمَ» . أخرجه البخاري والترمذي (2) . [ص: 86] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أذن) : التأذين: الإعلام بالشيء والنداء به.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وغرضه منه الرد على من زعم أن الحج ماشياً أفضل، لتقديمه في الذكر على الراكب فبين أنه لو كان أفضل لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل أنه لم يحرم حتى استوت به راحلته. وقال الحافظ أيضاً: قال ابن المنذر: اختلف في الركوب والمشي في الحج أيهما أفضل؟ فقال الجمهور: الركوب أفضل لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولكونه أعون على الدعاء والابتهال، ولما فيه من المنفعة. (2) البخاري 3 / 301 في الحج، باب قول الله تعالى: {يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر} ، والترمذي رقم (817) في الحج، باب ما جاء من أي موضع أحرم النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/163) قال: ثنا إبراهيم بن موسى. و «ابن خزيمة» (2612) قال: ثنا علي بن سهل الرملي. كلاهما (إبراهيم، وعلي) عن الوليد (يعني ابن مسلم) قال: ثنا الأوزاعي، عن عطاء، فذكره. ورواية الترمذي (817) قال: ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان بن عيينة. عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: حديث جابر حسن صحيح. الحديث: 1366 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 1367 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُصلِّي في مسجِدِ ذي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، فإذا اسْتوَتْ به راحِلَتُهُ أَهلَّ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 332 في الحج، باب العمل في الإهلال، وهو مرسل، فإن عروة بن الزبير لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإسناد منقطع. وقد وصله البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر كما تقدم في الحديث رقم (1362) في إحدى رواياته: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب راحلته بذي الحليفة، ثم يهل حتى تستوي به قائمة، والموطأ 1 / 333، كما سيأتي رقم (1369) ووصله البخاري ومسلم أيضاً من حديث أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل:أخرجه مالك «الموطأ» (746) في الحج - باب العمل في الإهلال، قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1367 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 1368 - (ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- «أهَلَّ في دُبُرِ الصَّلاةِ» . أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) الترمذي رقم (819) في الحج، باب ما جاء متى أحرم النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 5 / 162 في الحج، باب العمل في الإهلال، وفي سنده خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون الحراني، وهو صدوق سيء الحفظ، خلط بآخره، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف:أخرجه أحمد (1/285) (2579) قال: ثنا الحكم، والدارمي (1813) قال: نا عمرو بن عون. والترمذي (819) قال: ثنا قتيبة، والنسائي (5/162) قال: نا قتيبة. ثلاثتهم (الحكم بن موسى، وعمرو بن عون، وقتيبة) عن عبد السلام بن حرب، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. لا نعرف أحدا رواه غير عبد السلام بن حرب. قلت: وفيه خصيف أيضا، وهو ضعيف. الحديث: 1368 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 1369 - (خ م ط) نافع مولى ابن عمر: قال: «كان ابنُ عمر -رضي الله عنهما- إذا دخَلَ أدْنَى الْحَرم: أمْسَكَ عن التَّلبِيةِ، ثم يبيت بذي طُوَى ثم يُصَلِّي بها الصُّبحَ ويغْتَسِلُ، ويحدِّثُ: أنَّ نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعلُ ذلك» . وفي رواية، كان إذا صلَّى الغداة بذي الحليفة أمرَ بِرَاحلتِهِ فَرُحِلتْ [ص: 87] ثم ركب، حتى إذا استَوَتْ به، استَقْبلَ القِبْلَةَ قائماً، ثم يلبي، حتى إذا بلَغَ الحرَمَ أمْسَكَ، حتى إذا أتى ذا طُوى باتَ به، فيُصلِّي بهِ الغَداةَ، ثم يغْتَسِلُ، وزعَمَ: «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلَ ذلك» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه الموطأ مختصراً، أن ابن عمر: «كان يُصلِّي في مسْجدِ ذي الْحُلَيْفَةِ، ثم يخرج فيركبُ، فإذا استوت به رَاحِلتُهُ أحرَمَ» (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 346 في الحج، باب الاغتسال عند دخول مكة، وباب دخول مكة نهاراً أو ليلاً، ومسلم رقم (1259) في الحج، باب استحباب المبيت بذي طوى عند إرادة دخول مكة، والموطأ 1 / 333 في الحج، باب العمل في الإهلال، قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن المنذر: الاغتسال عند دخول مكة مستحب عند جميع العلماء، وليس في تركه عندهم فدية. وقال أكثرهم: يجزئ منه الوضوء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/48) (5082) قال: ثنا إسماعيل، عن أيوب. وفي (2/16) (4656) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/157) (6462) قال: حدثنا حماد، عن عبد الله. والدارمي (1933) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قا: حدثنا عبيد الله. والبخاري (2/177) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/177) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. ومسلم (4/62) قال: حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد. قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان، عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب. وعن زهير بن حرب بن إسماعيل عن أيوب وأبو داود (1865) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أحمد بن حنبل، عن إسماعيل، عن أيوب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7513) عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب. و «ابن خزيمة» (2614) (2695) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن أيوب. وفي (2692) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2694) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو بكر (يعني الحنفي) ، قال: حدثنا عبد الله بن نافع. أربعتهم (أيوب، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن نافع) عن نافع، فذكره. ورواية مالك في «الموطأ» (749) في الحج - باب العمل في الإهلال، قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 1369 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 1370 - (د ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُلبِّي المقيمُ، أو المعتمر، حتى يستلم الحجر. هذه رواية أبي داود (1) . قال: وروى موقوفاً على ابن عباس (2) . وفي رواية الترمذي عن ابن عباس - يرفع الحديث، أنه كان يُمسكُ عن التلبية في العمرة، حين يستلم الحجر» (3) . [ص: 88] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يستلم) : الاستلام لمسُ الحجر الأسود، أو أحد الأركان، وسيجيء فيما بعد مُستقصى.   (1) لفظه في المطبوع من أبي داود: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر. وليس فيه لفظة " المقيم ". (2) لفظه عند أبي داود: رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً. (3) أخرجه أبو داود رقم (1817) في المناسك، باب متى يقطع المعتمر التلبية، والترمذي رقم [ص: 88] (919) في الحج، باب ما جاء في متى تقطع التلبية في العمرة. وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو صدوق سيء الحفظ جداً، كما قال الحافظ في " التقريب ". ومع ذلك فقد صححه الترمذي وقال: والعمل عليه عند أكثر أهل العلم. قالوا: لا يقطع المعتمر التلبية حتى يستلم الحجر. قال بعضهم: إذا انتهى إلى بيوت مكة قطع التلبية، والعمل على حديث النبي صلى الله عليه وسلم (يريد حديث ابن عباس هذا) . وبه يقول سفيان، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1817) قال: ثنا مسدد. والترمذي (19/9) قال: ثنا هناد. وابن خزيمة (2697) قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن هشام. أربعتهم (مسدد، وهناد، ويعقوب، ومحمد بن هشام) قالوا: ثنا هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، فذكره. قال أبو داود: رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام، عن عطاء، عن ابن عباس موقوفا. وقال الترمذي: حديث ابن عباس حسن صحيح. الحديث: 1370 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 النوع الثاني: في كيفيتها 1371 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُهِلُّ ملبِّداً (1) يقول «لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ (2) ، إنَّ الحمدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلّكَ، لا شَريك [ص: 89] لَكَ» (3) . لا يزيد على هذه الكلمات. زاد في رواية: «وأنَّ عبد الله بن عمر كان يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَركعُ بذي الْحُليْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثم إذا استوتْ به النَّاقةُ قائِمة، عند مسجد ذي الحلَيْفَةِ: أهَلَّ بهؤلاء الكلمات، وكان عبدُ الله بنُ عمر يقولُ: كان عمرُ بنُ الخطاب -رضي الله عنه- يُهِلُّ بإهْلال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هؤلاء الكلمات، [ص: 90] ويقول: لبَّيْك اللهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ (4) ، والخيرُ في يدَيْكَ لبَّيْكَ، والرَّغباءُ (5) إليكَ والعملُ» . وفي رواية قال: تَلَقَّفْتُ التَّلْبِيةَ (6) من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَذكر نحوه مع الزِّيادة. هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية الموطأ والترمذي وأبي داود والنسائي: «أنَّ تلْبِيةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْك لا شَرِيكَ لك لَبَّيْكَ، إنَّ الحمدَ والنَّعْمَةَ لَكَ والملك، لا شريك لك» . قال: وكان ابنُ عمر يزيدُ فيها: «لبَّيْكَ لبيك وسعْدَيْكَ، والخيرُ بِيديْك، لَبَّيْكَ والرَّغْباءُ إليك والعملُ» . إلا أنّ في رواية الموطأ وأبي داود: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، ثلاثَ مرات في زيادة ابن عمر. وفي رواية للنسائي مثل رواية البخاري ومسلم بالزيادة إلى قوله: [ص: 91] «بِهَؤلاءِ الكَلِمات» (7) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَبيك) : لفظ يجاب به الداعي، وهو في تلبية الحج إجابة لدعاء الله الناس إلى الحج في قوله: {وأَذِّنْ في النَّاسِ بالحَجِّ يأْتُوك رِجالاً وعلى كلِّ ضامِرٍ} [الحج: 27] ومعنى هذه التثنية فيه: أي: مرة بعد مرة، وهو من ألبَّ بالمكان: إذا أقام به، كأنه قال: إقامة على إجابتك بعد إقامة. (سعديك) : من الألفاظ المقرونة بلبيك، ومعناها: إسعاداً بعد إسعاد، والمراد: ساعدت على طاعتك مُساعدة بعد مساعدة، وهما منصوبان على المصدر. (الرغبى إليك) : الرُّغبى والرَّغباء: فالضم مع القصر، والفتح مع المد، كالنعمى والنعماء، ومعناهما: الرغبة. (تلقفت) : الشيء: إذا أخذته وتعلمته.   (1) وفيه: استحباب تلبيد الرأس قبل الإحرام. وقد نص عليه الشافعي وأصحابنا قاله النووي. (2) قال النووي 1 / 375: قال القاضي: قال المازري: التلبية مثناة للتكثير والمبالغة، ومعناه: إجابة بعد إجابة، ولزوماً لطاعتك، فثنى للتوكيد لا تثنية حقيقية. وقال يونس بن حبيب البصري: " لبيك " اسم مفرد لا مثنى. قال: وألفه إنما انقلبت ياء: لاتصالها بالضمير، كـ " لدي " و " علي " ومذهب سيبويه: أنه مثنى بدليل قلبها ياء مع المظهر. وأكثر الناس على ما قاله سيبويه. قال ابن الأنباري: ثنوا " لبيك " كما ثنوا " حنانيك " أي: تحنناً بعد تحنن [ص: 89] وأصل " لبيك ": لببك، فاستثقلوا الجمع بين ثلاث باءات، فأبدلوا من الثانية ياء، كما قالوا من الظن: تظنيت، والأصل: تظننت. واختلفوا في معنى " لبيك " واشتقاقها. فقيل: معناها: اتجاهي وقصدي إليك، مأخوذ من قولهم: داري تلب دارك، أي: تواجهها، وقيل: معناها: محبتي لك، مأخوذ من قولهم: أم لبة: إذا كانت محبة لولدها، عاطفة عليه، وقيل: معناها: إخلاصي لك، مأخوذ من قولهم: حسب لباب: إذا كان خالصاً محضاً، ومن ذلك لب الطعام ولبابه. وقيل: معناه: أنا مقيم على طاعتك وإجابتك، مأخوذ من قولهم: لب الرجل بالمكان وألب: إذا أقام فيه ولزمه. (3) قوله: " إن الحمد " يروى بكسر الهمزة من " إن " وفتحها، وجهان مشهوران لأهل الحديث وأهل اللغة، قال الجمهور: الكسر أجود، قال الخطابي: الفتح رواية العامة، وقال ثعلب: الاختيار الكسر وهو الأجود في المعنى من الفتح؛ لأن من كسر جعل معناه: إن الحمد والنعمة لك على كل حال، ومن فتح قال: معناه لبيك لهذا السبب. وقوله: " والنعمة لك " المشهور فيه نصب " النعمة ". قال القاضي: ويجوز رفعها على الابتداء، ويكون الخبر محذوفاً. قال ابن الأنباري: وإن شئت جعلت خبر " إن " محذوفاً تقديره: إن الحمد لك والنعمة مستقرة لك. (4) إعرابها وتثنيتها كما سبق في لبيك، ومعناه: مساعدة لطاعتك بعد مساعدة. (5) قال النووي: قال المازري: يروى بفتح الراء والمد، وبضم الراء مع القصر. ونظيره: العليا والعلياء، والنعمى والنعماء. قال القاضي: وحكى أبو علي فيه أيضاً: الفتح مع القصر، " الرغبى " مثل " سكرى " ومعناه هنا: الطلب والمسألة إلى من بيده الخير، وهو المقصود بالعمل المستحق للعبادة. (6) أي: أخذتها بسرعة. قال القاضي: وروي " تلقنت " بالنون، قال: والأول رواية الجمهور، وقال: وروي " تلقيت " بالياء ومعانيها متقاربة. قاله النووي. (7) أخرجه البخاري 3 / 324 و 325 في الحج، باب التلبية، وفي اللباس، باب التلبيد، ومسلم رقم (1184) في الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، والموطأ 1 / 331 و 332 في الحج، باب العمل في الإهلال، والترمذي رقم (825) في الحج، باب ما جاء في التلبية، وأبو داود رقم (1812) في المناسك، باب كيف التلبية، والنسائي 5 / 159 و 160 في الحج، باب كيف التلبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: لفظ الباب من رواية سالم عن أبيه: 1 - أخرجه أحمد (2/34) (4895) . وعبد بن حُميد (726) . قال أحمد: حدثنا وقال عَبد بن حميد: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. 2 - وأخرجه أحمد (2/120) (6021) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله. والبخاري (2/168) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (7/209) قال: حدثني حبان بن موسى، وأحمد بن محمد، قالا: أخبرنا عبد الله. ومسلم (4/8) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (1747) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (3047) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: أنبأنا عبد الله بن وهب. والنسائي (5/136) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن وهب. وفي (5/159) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب. وابن خزيمة (2656) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما (عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب) قالا: أخبرنا يونس. 3 - وأخرجه أحمد (2/131) (61646) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب. ثلاثتهم (معمر، ويونس، وابن أخي ابن شهاب) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره. (*) رواية أصبغ بن الفرج، وسليمان بن داود، وأحمد بن عمرو بن السرح، والحارث بن مسكين، ويونس ابن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس، مختصرة على: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُهل مُلَبِّدا» . - أما لفظ الموطأ فهو من رواية نافع، عن عبد الله بن عمر: 1 - أخرجه مالك (الموطأ) (219) . وأحمد (2/34) (4896) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (2/170) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم (4/7) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. وأبو داود (1812) قال: حدثنا القَعنبي، والنسائي (5/160) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم (عبد الرزاق، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وقتيبة بن سعيد) عن مالك. 2- وأخرجه الحميدي (660) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/34) (4896) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/48) (6083) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والترمذي (825) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وابن خزيمة (2621) قال: حدثنا أحمد بن منيع، ومؤمل بن هشام، قالا: حدثنا إسماعيل. ثلاثتهم -سفيان، ومعمر، وإسماعيل بن إبراهيم- عن أيوب السختياني. 3 - وأخرجه أحمد (2/28) (4821) قال: حدثنا روح. وفي (2/47) (5071) قال: حدثنا محمد بن بكر. كلاهما (روح بن عبادة، ومحمد بن بكر) قال روح: حدثنا. وقال ابن بكر: أخبرنا ابن جريج. 4 - وأخرجه أحمد (2/41) (4997) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/53) (5154) قال: حدثنا يحيى، ومسلم (4/7) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد. وابن ماجة (2918) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير. وابن خزيمة (2622) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. أربعتهم (أبو معاوية، ويحيى بن سعيد، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير) عن عبيد الله بن عمر. 5 - وأخرجه أحمد (2/43) (5019) ، والنسائي (5/160) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم. كلاهما (أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله بن الحكم) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت زيدا، وأبا بكر، ابني محمد بن زيد. 6 - وأخرجه أحمد (2/77) (5475) . والدارمي (1815) كلاهما (أحمد، والدارمي) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. 7 - وأخرجه الترمذي (826) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. ثمانيتهم (مالك، وأيوب، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وزيد بن محمد بن زيد، وأبو بكر بن محمد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والليث بن سعد) عن نافع، فذكره. الحديث: 1371 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 1372 - (د) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: أهلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر التلبية مثل حديث ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «والناس [ص: 92] يزيدون: ذا المعارج، ونحوه من الكلام، والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يسمْعُ، ولا يقول شيئاً» . أخرجه أبو داود هكذا عُقَيْبَ حديث ابن عمر (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذا المعارج) : المعارج: المراقي والدرج، وهذا اللفظ من صفات الله تعالى، قال - عز من قائل -: {مِنَ اللهِ ذي المَعارِجِ} [المعارج: 3] والمراد به: مصاعدُ السماء ومراقيها، أي: هو صاحبها.   (1) رقم (1813) في المناسك، باب كيف التلبية، وأخرجه ابن ماجة رقم (2919) في المناسك، باب التلبية، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أبو داود (1813) قال: ثنا أحمد بن حنبل. وابن خزيمة (2626) قال:: ثنا محمد بن بشار. كلاهما (أحمد، وابن بشار) قالا: ثنا يحيى بن سعيد. 2 - وأخرجه ابن ماجة (2919) قال: ثنا زيد بن أخرم، قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: ثنا سفيان. كلاهما (يحيى، وسفيان) عن جعفر بن محمد، عن أبيه فذكره. الحديث: 1372 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 1373 - (خ) عائشة رضي الله عنها- قالت: «إنِّي لأعلمُ كيفَ كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُلبي: لبَّيكَ اللَّهُمَّ لبَّيْك، إنَّ الحمدَ والنِّعْمة لك» . زاد في مسند ابن عمر (1) «والملكَ لا شريك لك» (2) ، هكذا قاله الحميدي. أخرجه البخاري (3) .   (1) أي: في حديث ابن عمر. (2) وفي حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم رقم (1218) في حجة النبي صلى الله عليه وسلم: فأهل بالتوحيد " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك " وأهل الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئاً منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته. (3) 3 / 325 و 327 في الحج، باب التلبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/32) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (6/181) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/229) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (2/170) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. أربعتهم (محمد بن فضيل، وسفيان، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير) عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. 2 - وأخرجه أحمد (6/،100 181، 243) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/243) قال: حدثنا روح. كلاهما (محمد بن جعفر، وروح) قالا: حدثنا شعبة. قال: حدثنا سليمان. قال: سمعت خيثمة. كلاهما (عمارة، وخيثمة) عن أبي عطية، فذكره. الحديث: 1373 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 1374 - (س) عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كان من تلبية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لبَّيْكَ اللَّهُمَّ لبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شريكَ لك لَبَّيْكَ، إنَّ [ص: 93] الحمدَ والنِّعْمَةَ لك» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 161 في الحج، باب كيف التلبية، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (1/410) (3897) قال: ثنا علي بن عبد الله. والنسائي (5/161) قال: نا أحمد بن عبدة. كلاهما - عن ابن عبد الله، وأحمد بن عبدة - قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أبان بن تغلب، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. الحديث: 1374 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 1375 - (س) أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: «كان من تَلْبيةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لَبَّيْكَ إلهَ الحَقِّ» . أخرجه النسائي (1) وقال: هذا مرسل، ولا أعلم أحداً أسنده إلا عبد العزيز بن أبي سلمة (2) .   (1) 5 / 161 و 162 في الحج، باب كيف التلبية. وإسناده صحيح. (2) عبارة النسائي: لا أعلم أحداً أسند هذا عن عبد الله بن الفضل، إلا عبد العزيز، رواه إسماعيل بن أمية عنه مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/341) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (2/352) قال: حدثنا حجين بن المثنى أبو عمر، وفي (2/476) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (2920) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (5/161) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، وابن خزيمة (2623) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع. وفي (2624) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. خمستهم -أبو سعيد مولى بني هاشم، وحجين بن المثنى، ووكيع، وحميد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن وهب- عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. (*) لفظ أبي عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أحدا أسند هذا عن عبد الله بن الفضل، إلا عبد العزيز. رواه إسماعيل بن أمية عنه مرسلا. الحديث: 1375 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 1376 - (ط ت د س) السائب بن خلاد الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ جبريلَ أتاني فأمرني أنْ آمُرَ أصحابي، أو مَنْ معيِ، أنْ يَرْفَعُوا أصْواتَهُمْ بالتَّلبْيةِ أو بالإهلال، يُريدُ أحَدَهما» . هذه رواية الموطأ والترمذي وأبي داود. وفي رواية النسائي قال: «جاءني جبريلُ، فقال لي: يا محمّد، مُرْ أصْحابَكَ: أنْ يرفَعُوا أصواتَهُمْ بالتَّلبيةِ» (1) .   (1) أخرجه الموطأ 1 / 334 في الحج، باب رفع الصوت بالإهلال، وأبو داود رقم (1814) في المناسك، باب كيف التلبية، والترمذي رقم (829) في الحج، باب ما جاء في رفع الصوت في التلبية، والنسائي 5 / 162 في الحج، باب رفع الصوت بالإهلال، وأخرجه ابن ماجة رقم (2922) و (2923) في المناسك، باب رفع الصوت بالتلبية، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن زيد بن خالد وأبي هريرة وابن عباس ورواه أيضاً الحاكم في المستدرك 1 / 450 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك في الموطأ (221) . والحميدي (853) ، وأحمد (4/56) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (4/56) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا مالك -يعني ابن أنس- وفي (4/56) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، (ح) وروح، قال: حدثنا ابن جريج، وأبو داود (1814) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، وابن ماجة (2922) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، والترمذي (829) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة، والنسائي (5/162) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا سفيان. وابن خزيمة (،2625 2627) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وأحمد بن منيع، قالا: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - مالك، وسفيان، وابن جريج - عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. 2 - وأخرجه أحمد (4/55) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والدارمي (1816) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. وفي (1817) قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة. كلاهما -مالك، وسفيان بن عيينة - عن عبد الله بن أبي بكر. كلاهما - عبد الملك، وعبد الله - عن خلاد بن السائب، فذكره. (*) في رواية ابن جريج، قال: كتب إليّ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقصة ذلك ذكرها سفيان بن عيينة، قال: كان ابن جريج كتمني حديثا، فلما قدم علينا عبد الله بن أبي بكر، لم أخبره به، فلما خرج إلى المدينة حدثته به. فقال لي: يا عوف، تخفي عنا الأحاديث فإذا ذهب أهلها أخبرتنا بها لا أرويه عنك. أتريد أن أرويه عنك، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر فكتب إليه به عبد الله بن أبي بكر وكان ابن جريج يحدث به: كتب إليّ عبد الله بن أبي بكر. (مسند الحميد) رقم (853) . الحديث: 1376 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 1377 - (م) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان المشركون يقولون: لَبَّيْكَ لا شريك لك، فيقول رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ويلكم قدْ قَدْ (1) ، فيقولون: إلا شَرِيكاً هو لك، تَمُلكُهُ وما مَلَك، يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَدْ، قَدْ) : قد بمعنى: حسبُ، وتكرارها لتأكيد الأمر. (الشريك) : يعنون بالشريك: الصنم، يريدون: أن الصنم وما يمكن من الآلات التي تكون عنده وحوله، والنُّذور التي كانوا يتقربون بها إليه ملك لله تعالى، فذلك معنى قولهم: «تَمْلِكُهُ وما مَلَكَ» .   (1) قال النووي: قوله " قدقد " قال القاضي: روى بإسكان الدال وكسرها مع التنوين. ومعناه: كفاكم هذا الكلام، فاقتصروا عليه ولا تزيدوا. وهنا انتهى كلام النبي صلى الله عليه وسلم ثم عاد الراوي إلى حكاية كلام المشركين فقال: " إلا شريكاً هو لك - الخ " ومعناه: أنهم كانوا يقولون هذه الجملة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اقتصروا على قولكم: لبيك لا شريك لك ". (2) رقم (1185) في الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (4/8) قال: ثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: ثنا النضر بن محمد اليمامي، قال: ثنا عكرمة -يعني ابن عمار - قال: ثنا أبو زميل، فذكره. الحديث: 1377 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 الفرع الثالث: فيمن أفسد إحرامه 1378 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله- قال: بلغني: «أنَّ عُمَرَ وعَليًّا وأبا هريرة -رضي الله عنهم- سُئلوا عن رَجُلٍ أصاب أهْله (1) وهو محرمٌ بالحج؟ [ص: 95] فقالوا: يَنْفُذانِ لوَجْهِهِما، حتى يقْضِيا حَجَّهُما (2) ، ثم عليهما حَجٌّ من قَابِلٍ، والْهَدْيُ (3) ، قال: وقال عليٌّ: وإذا أهَلاَّ بالحجِّ من عامِ قَابِلٍ تفَرَّقا، حتى يقْضِيا حجَّهُما» (4) . أخرجه الموطأ (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنْفُذان) : أي يُمضيان أمرهما على حالهما ولا يبطلانه. (الهدي) : ما يُهدى إلى البيت الحرام من النَّعَمِ، واحدها: هَدْيَة، وفيه لغة أخرى: «هَدي» بوزن: قَتِيل، وواحده: هَدِيَّة، بوزن: قَتيلَة، تقول: أهديت إلى البيت هدياً وهدية.   (1) أي: جامع أهله. (2) لوجوب إتمام فاسد الحج وكذا العمرة. (3) جبراً لفعلهما. (4) لئلا يتذكرا ما كان منهما أولاً. (5) 1 / 381 و 382 في الحج، باب هدي المحرم إذا أصاب أهله. وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بلاغا: أخرجه مالك (الموطأ) (879) في الحج، باب هدي المحرم إذا أصاب أهله، فذكره. الحديث: 1378 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 1379 - (ط) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- سُئِلَ عن رجلٍ وقَعَ بأهْلِهِ، وهو بِمِنى، قبلَ أنْ يُفيض؟ - فأمَرَهُ: «أن ينحرَ بَدَنَة» (1) . أخرجه الموطأ (2) . [ص: 96] وفي رواية له عن عكرمة قال: لا أظنُّه إلا عن ابن عباس، أنه قال: «الذي يصيب أهله قبل أن يفيض: يعتمر ويهدي» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَدَنَة) : البَدَنَةُ: الناقة أو البقرة تُنحر بمكة، سُميت بذلك لأنهم كانوا يُسمنونها، والبدانة: السمن والاكتناز، وقيل: البدنة لا تكون إلا من الإبل خاصة.   (1) وحجه صحيح لوقوع الخلل بعد التحلل برمي الجمرة. (2) 1 / 384 في الحج، باب من أصاب أهله قبل أن يفيض، من حديث أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس، وأبو الزبير صدوق إلا أنه يدلس، وعطاء بن أبي رباح ثقة فقيه فاضل إلا أنه كثير الإرسال، ولكن يشهد لهذه الرواية من جهة المعنى التي بعدها. (3) الموطأ 1 / 384 في الحج، باب من أصاب أهله قبل أن يفيض، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (883) في الحج باب هدي من أصاب أهله قبل أن يفيض، قاله عن أبي الزبير المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عنه، فذكره. قلت: ورجاله ثقات إلا أن أبا الزبير يدلس، وعطاء كثير الإرسال. الحديث: 1379 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 1380 - (ط) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن عمر -رضي الله عنه- «قَضَى في الضَّبُع بكَبشٍ، وفي الغزال بعنزٍ، وفي الأرنب بعناقٍ، وفي اليَرْبُوعِ (1) بجفْرةٍ» . أخرجه الموطأ مرسلاً عن أبي الزبير (2) ، أن عمر قضى (3) ... . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِعَنَاق) : العناق: الأنثى من ولد المعز. (بِجفرة) : الجفر: الذكر من أولاد المعز إذا بلغ أربعة أشهر، والأنثى، جفرة.   (1) وهو دويبة نحو الفأرة، لكن ذنبه وأذناه أطول منها ورجلاه أطول من يديه. (2) وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو صدوق، إلا أنه يدلس. (3) 1 / 414 في الحج، باب فدية ما أصيب من الطير والوحش، وإسناده منقطع، لأن أبا الزبير لم يدرك عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (الموطأ) (959) في الحج، باب فدية ما أصيب من الطير والوحش قال: عن أبي الزبير، أن عمر بن الخطاب، فذكره. الحديث: 1380 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 1381 - (ط) مالك بن أنس -رضي الله عنهما- قال في الجراد: «إنَّ مَنْ عَقَرَهُ عليه جَزاؤُهُ بِحُكْمِ حَكَمَيْنِ، لما رويَ عن زيدِ بن أسلم: أنَّ رجلاً قال لعمر -رضي الله عنه-: ياأمير المؤمنين، إني أصبتُ جَرادَة بِسَوطي، وأنا محرِمٌ، فقال له عمر: أَطْعمْ قُبْضة من طعامٍ» (1) . أخرجه الموطأ (2) . وفي رواية له: «أنَّ يَحْيَى بن سَعيد (3) قال: إنَّ رُجلاً جاءَ إلى عمر فسألَهُ عن جرادَةٍ قتلَها وهو محرِمٌ، فقال عمر لكعْبٍ: تعالَ حتى نحكم، فقال كعبٌ: درهم، فقال عمر لِكَعْبٍ (4) : إنَكَ لَتَجِدُ الدَّراهِمَ، لتَمْرَةٌ خيرٌ من جَرادَةٍ» (5) .   (1) قال الزرقاني: وهو مذهب مالك في المدونة وغيرها أن في الجراد قيمته، وفي الواحدة قبضة. أي: حفنة. (2) 1 / 416 في الحج، باب فدية من أصاب شيئاً من الجراد وهو محرم، وإسناده منقطع، فإن زيد بن أسلم لم يدرك عمر رضي الله عنه، والرجل الذي بينه وبين عمر مجهول. (3) هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن مالك بن النجار. (4) هو كعب بن ماتع المعروف بكعب الأحبار. (5) الموطأ 1 / 416 في الحج، باب فدية من أصاب شيئاً من الجراد وهو محرم، وإسناده منقطع، فإن يحيى بن سعيد لم يدرك عمر رضي الله عنه، والرجل الذي بينه وبين عمر مجهول. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وهذا يدل على رجوع كعب عن قوله في الجراد: إنه نثرة حوت يجوز للمحرم أكله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (الموطأ) (963) في الحج، باب فدية من أصاب شيئا من الجراد وهو محرم، قال: عن زيد بن أسلم، فذكره. والرواية الأخرى في (الموطأ) (964) . الحديث: 1381 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 1382 - (ط) محمد بن سيرين قال: قال رجلٌ لعمر -رضي الله عنه: « [إنِّي] أجْرَيْتُ أنا وصَاحبٌ لي فَرَسينِ، نَسْتَبِقُ إلى ثُغْرةِ ثَنِيَّةٍ، فَأصَبنا ظَبياً، ونحن مُحرِمان، فما تَرى؟ فقال عمرُ لرجلٍ إلى جَنْبِهِ: تعال [ص: 98] نَحْكُم، قال: فحَكَما عليه بِعَنْزٍ، فولَّى الرَّجُلُ، وهو يقولُ: هذا أميرُ المؤمنين، لا يستطيعُ أنْ يَحكُمَ في ظبيٍ، حتى دعا رجلاً [يحكم معه، فسمع عمر قول الرجل] ، فدَعاهُ عمر، فقال: هل تقرأ الْمَائِدةَ؟ قال: لا، قال: فهل تعرفُ هذا الرجل الذي حكم؟ قال: لا، قال: لو أَخْبَرْتَني أَنكَ تقْرَؤُها لأَوجعْتُكَ ضَرْباً، ثم قال: إنَّ الله قال في كتابه {يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عدْلٍ مِنْكُمْ، هدْياً بالغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95] وهذا عبدُ الرحمن بن عوفٍ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نستبق) : استباق: افتعال، من المسابقة. (ثغرة) : الثغرة في الأصل نقرة النحر التي بين الترقوتين. (ثنية) : الثنية: الموضع المرتفع في العقبة، وثغرتها: موضع متفرج فيها.   (1) 1 / 414 و 415 في الحج، باب فدية ما أصيب من الطير والوحش، من حديث عبد الملك بن قرير البصري عن محمد بن سيرين. وفي سنده انقطاع، فإن محمد بن سيرين لم يدرك عمر، والرجل الذي بينه وبين عمر مجهول. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال الأصيلي: هو قبيعة بن جابر الأزدي. قال: ورواه الحاكم في المستدرك عنه، فعلى هذا يكون السند موصولاً صحيحاً عند الحاكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (960) في الحاج - باب فدية ما أصيب من الطير والوحش، قال: عن عبد الملك بن قدير، عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 1382 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 1383 - (ط) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «مَنْ نَسِيَ شيئاً مِنْ نُسُكِهِ أو تَرَكَهُ، ممَّا بعدَ الْفرائضِ، فَلْيُهْرِقْ دَماً (1) ، قال أيوب: [ص: 99] لا أدْرِي، قال: تَرَكَ، أم نَسِيَ» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) وبذلك قال مالك وجماعة. (2) 1 / 419 في الحج، باب ما يفعل من نسي من نسكه شيئاً، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (968) في الحج - باب ما يفعل من نسي من نسكه شيئا قال: عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 1383 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 الباب الثالث: في الإفراد، والقران، والتمتع وأحكامها ، وفيه: ثلاثة فصول الفصل الأول: في الإفراد 1384 - (م ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَفْرَدَ الْحجَّ» . أخرجه مسلم والموطأ وأبو داود والترمذي والنسائي. وفي أخرى للنسائي: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، أهلَّ بالْحَجِّ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإفراد) : هو أن ينوي الحج مفرداً عن العمرة فيقول: لبيك بحج مفرد.   (1) أخرجه مسلم رقم (1211) في الحج، باب بيان وجوه الإحرام، والموطأ 1 / 335 في الحج، باب إفراد الحج، والترمذي رقم (820) في الحج، باب إفراد الحج، وأبو داود رقم (1777) في المناسك، باب إفراد الحج، والنسائي 5 / 145 في الحج، باب إفراد الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (221) عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن. وأحمد (6/107) قال: ثنا سريج. قال: ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، وهشام بن عروة. وفي (6/243) قال: ثنا روح. قال: ثنا مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وكان يتيما في حجر عروة بن الزبير. وفي (6/243) قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد. قال: «قرأت على مالك بن أنس» عن أبي الأسود. وابن ماجة (2965) قال: ثنا أبو مصعب، قال: ثنا مالك بن أنس، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وكان يتيما في حجر عروة بن الزبير. ثلاثتهم - أبو الأسود، وأبو الزناد، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 1384 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 1385 - (م ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «أهْلَلْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحجِّ مُفْرَداً» . وفي رواية: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، أهلَّ بالحجِّ مُفْرَداً» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) مسلم رقم (1231) في الحج، باب الإفراد والقران بالحج والعمرة، ولفظه في الترمذي رقم (820) عقب حديث عائشة الذي قبله: وروي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج، وأفرد أبو بكر، وعمر، وعثمان، حدثنا بذلك قتيبة، حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر بهذا. وعبد الله بن نافع الصائغ، ثقة صحيح الكتاب، وفي حفظه لين، ولكن تابعه عند مسلم عباد بن عباد المهلبي. وأخرجه أحمد في المسند رقم (5719) ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/97) (5719) قال: ثنا إسماعيل بن محمد. ومسلم (4/52) قال: ثنا يحيى بن أيوب، وعبد الله بن عون الهلالي. ثلاثتهم - إسماعيل، ويحيى، وعبد الله- عن عباد بن عباد المهلبي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. (*) أخرجه الترمذي (820) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا عبد الله بن نافع الصائغ، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 1385 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 1386 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-[أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -] قال: «افْصلوا بينَ حَجِّكُم وعُمْرَتِكُم (1) ، فإنَّ ذلك أَتَمُّ لِحَجِّ أحَدِكم، وأتَمُّ لِعُمْرَتِهِ: أنْ يَعْتَمرَ في غير أشهر الحج» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) أي: فرقوا بين حجكم وعمرتكم بأن تحرموا بكل منهما وحده. (2) 1 / 347 في الحج، باب جامع ما جاء في العمرة، وإسناده صحيح، وأخرجه مسلم في صحيحه مختصراً رقم (1217) في الحج، باب في المتعة بالحج والعمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (785) في الحج - باب جامع ما جاء في العمرة، قال: عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1386 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 1387 - (د) معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- قال: «يا أصحاب النبيِّ، هل تعلمون: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن كذا [وكذا] ، وعن رُكوبِ جُلُودِ النِّمار؟ قالوا: نعم، قال: فتعلمون: أنه نهى أنْ يُقْرَنَ بين الحجِّ [ص: 101] والعمرة؟ قالوا: أمَّا هذه فلا، قال: أمَا إنها مَعَهُنَّ، ولكنَّكم نَسيتُمْ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1794) في المناسك، باب في إفراد الحج، وأخرجه أحمد في المسند 4 / 95، 99 ورواه النسائي مختصراً 8 / 161 - 163. قال الحافظ ابن القيم في " تهذيب السنن " 2 / 317: وقال عبد الحق الإشبيلي: لم يسمع أبو شيخ من معاوية هذا الحديث , وإنما سمع منه " النهي عن ركوب جلود النمور " , فأما النهي عن القران، فسمعه من أبي حسان عن معاوية، ومرة يقول: عن أخيه حمان , ومرة يقول: جمان، وهم مجهولون. وقال ابن القطان: يرويه عن أبي شيخ رجلان: قتادة ومطرف , لا يجعلان بين أبي شيخ وبين معاوية أحداً. ورواه عنه بيهس بن فهدان. فذكر سماعه من معاوية لفظ النهي عن ركوب جلود النمور خاصة. قال النسائي: ورواه عن أبي شيخ: يحيى بن أبي كثير , فأدخل بينه وبين معاوية رجلاً اختلفوا في ضبطه. فقيل: أبو حمان , وقيل: حمان , وقيل: جمان، وهو أخو أبي شيخ. وقال الدارقطني: القول قول من لم يدخل بين أبي شيخ ومعاوية فيه أحداً - يعني قتادة ومطرفاً وبيهس بن فهدان. وقال غيره: أبو شيخ - هذا - لم نعلم عدالته وحفظه , ولو كان حافظاً لكان حديثه هذا معلوم البطلان , إذ هو خلاف المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعله وقوله , فإنه أحرم قارناً , رواه عنه ستة عشر نفساً من أصحابه , وخير أصحابه بين القران والإفراد والتمتع , وأجمعت الأمة على جوازه. ولو فرض صحة هذا عن معاوية , فقد أنكر الصحابة عليه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه , فلعله وهم , أو اشتبه عليه نهيه عن متعة النساء بمتعة الحج , كما اشتبه على غيره. والقران داخل عندهم في اسم المتعة، وكما اشتبه عليه تقصيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض عمره , بأن ذلك في حجته , وكما اشتبه على ابن عباس نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لميمونة , فظن أنه نكحها محرماً , وكان قد أرسل أبا رافع إليها , ونكحها وهو حلال , فاشتبه الأمر على ابن عباس. وهذا كثير. ثم قال: وعلى كل حال فليس أبو شيخ ممن يعارض به كبار الصحابة الذين رووا القران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخباره أن العمرة دخلت في الحج إلى يوم القيامة , وأجمعت الأمة عليه. والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: إلا النهي عن القران فهو شاذ: أخرجه أحمد (4/92) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. وفي (4/95) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة. وفي (4/98) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني بيهس بن فهدان. وفي (4/99) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وعبد بن حُميد (419) قال: حدثني أبو الوليد، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا قتادة. وأبو داود (1794) قال: حدثنا موسى أبو سلمة، قال: حدثنا حماد، عن قتادة. والنسائي (8/161) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: أنبأنا أسباط، عن مغيرة، عن مطر، وفي (8/163) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النضر بن شميل، قال: حدثنا بيهس بن فهدان. ثلاثتهم - قتادة، وبيهس، ومطر الوراق- عن أبي شيخ الهنائي خيوان بن خالد، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/96) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب يعني ابن شداد. النسائي (8/162) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب بن شداد. وفي (8/162) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الوهاب بن سعيد، قال: حدثنا شعيب، عن الأوزاعي. كلاهما - حرب، والأوزاعي- عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو شيخ الهنائي، عن أخيه حمان، فذكره. (*) أخرجه النسائي (8/162) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا علي ابن المبارك، عن يحيى، قال: حدثني أبو شيخ الهنائي، عن أبي حمان، فذكره. (*) وأخرجه النسائي (8/162) قال: أخبرنا نصير بن الفرج، قال: حدثنا عمارة بن بشر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو إسحاق، قال: حدثني حمان، فذكره. (*) وأخرجه النسائي (8/163) قال: أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، عن عقبة، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني أبو إسحاق، قال: حدثني أبو حمان، فذكره. (*) وأخرجه النسائي (8/163) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني حمان، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 1387 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 1388 - (م) جابر بن عبد اللَّه وأبو سعيد الخدري -رضي الله عنهما- قالا: «قَدِمْنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونحن نَصْرُخُ بالحجِّ صُرَاخاً» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1248) في الحج، باب التقصير في العمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/5) قال: ثنا ابن أبي عدي، وفي (3/71) قال: ثنا عفان، قال: ثنا يزيد بن زريع، ومسلم (4/59) قال: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. ثلاثتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، وعبد الأعلى- عن داود، عن أبي نضرة فذكره. وأخرجه أحمد (3/75) قال: ثنا عفان، ومسلم (4/59) قال: ثنا حجاج بن الشاعر، قال: ثنا معلى بن أسد. كلاهما - عفان، ومعلى - قالا: ثنا وهيب بن خالد، عن داود، عن أبي نضر، عن جابر، وعن أبي سعيد الخدري. (*) في مسند أحمد (3/75) عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، أو عن جابر بن عبد الله) . الحديث: 1388 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 الفصل الثاني: في القران [شَرْحُ الْغَرِيبِ] القران: في الحج: هو أن يجمع بين الحج والعمرة [بنية واحدة] فيقول: لبيك بحجة وعمرة. والشافعي يفضل الإفراد، وأبو حنيفة يفضل القران. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 1389 - (خ م د ت س) أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال بكرُ بنُ عبد اللَّه المزنيُّ: قال أنسٌ: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُلَبِّي بالحجِّ والعمرةِ جميعاً، قال بكرٌ: فحدَّثتُ بذلك ابنَ عمر، فقال: لَبَّى بالحجِّ وحده، فَلَقيتُ أنساً فَحَدَّثتُهُ، فقال أنسٌ: ما تَعُدُّونا إلا صِبياناً، سمعتُ رسولَ الله [ص: 103] صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَبَّيْكَ عُمرَة وحَجاً» (1) . هذه رواية البخاري ومسلم. ولمسلم أيضاً قال: «سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أهلَّ بهما: لَبَّيْكَ عُمْرَةً وحجاً» . وفي رواية: لَبَّيْكَ بِعُمْرةٍ وحجٍ. وأخرج أبو داود والنسائي: رواية مسلم المفردة. وفي رواية الترمذي قال: «سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: لَبَّيكَ بحجَّةٍ وعُمْرَةٍ» (2) .   (1) قال النووي: قوله: " لبيك عمرة وحجاً " يحتج به من يقول بالقران، والصحيح المختار في حجة النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان في أول إحرامه مفرداً؛ ثم أدخل العمرة على الحج، فصار قارناً. وجمعنا بين الأحاديث أحسن جمع. فحديث ابن عمر هنا: محمول على أول إحرامه عليه الصلاة والسلام، وحديث أنس: محمول على أواخره وأثنائه، وكأنه لم يسمعه أولاً. ولا بد من هذا التأويل أو نحوه، لتكون رواية أنس موافقة لرواية الأكثرين كما سبق، والله أعلم. (2) أخرجه البخاري 2 / 470 في تقصير الصلاة، باب يقصر إذا خرج من موضعه، وفي الحج، باب من بات بذي الحليفة حتى أصبح، وباب رفع الصوت بالإهلال، وباب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدابة، وباب من نحر بيده وباب نحر البدن قائمة، وفي الجهاد، باب الخروج بعد الظهر، وباب الإرداف في الغزو والحج، وأخرجه مسلم رقم (1232) في الحج، باب الإفراد والقران بالحج والعمرة واللفظ له، وأبو داود رقم (1795) في الحج، باب في الإقران، والترمذي رقم (821) في الحج، باب ما جاء في الجمع بين الحج والعمرة، والنسائي 5 / 150 في الحج، باب القران، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2968) و (2969) في الحج، باب من قرن الحج والعمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - عن يحيى بن أبي إسحاق، وحميد، وعبد العزيز بن صهيب، عنه: 1 - أخرجه أحمد (3/99) ، ومسلم (4/59) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1795) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي (5/150) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى. وفي (5/150) قال: أنبأنا يعقوب بن إبراهيم. وابن خزيمة (2619) قال: حدثنا علي بن حُجر. خمستهم (أحمد، ويحيى، ومجاهد، ويعقوب، وابن حجر) عن هُشيم. 2 - وأخرجه مسلم (4/59) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. 3 - وأخرجه أحمد (3/187) . وابن ماجة (2968) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. كلاهما (أحمد، ونصر) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى. وأخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. كلاهما (عبد الأعلى، وشعبة) عن يحيى بن أبي إسحاق فقط. في رواية إسماعيل بن علية: عن يحيى وحميد. رواية هشيم، عن الثلاثة، يحيى، وحُميد، وعبد العزيز. ب - عن حميد، عنه: أخرجه الحميدي (1215) وأحمد (3/111) قالا: ثنا سفيان. وأحمد (3/183) قال: ثنا يحيى بن سعيد، وفي (3/282) قال: ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. والدارمي (1930) قال: نا يزيد بن هارون. وابن ماجة (2969) قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا عبد الوهاب. والترمذي (821) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا حماد بن زيد. ستتهم -سفيان، ويحيى، وشعبة، ويزيد، وعبد الوهاب، وحماد -عن حميد، فذكره. الحديث: 1389 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 1390 - (د س) أبو وائل -رحمه الله- قال: «قال الصُّبَيُّ بنُ مَعْبَدٍ: كنتُ رجلاً أعرابياً نَصْرانيّاً، فأسلمتُ، فأتيتُ رجلاً من عشيرتي يقال له: هُدَيْمُ بْنُ ثُرْمُلَةَ، فقلتُ: يا هَناهُ، إنِّى حريصٌ على الجهاد، وإنِّي وجدتُ الحجَّ والعمرة مَكْتُوبَيْنِ عليَّ، فكيف لي بأنْ أجمع بينهما؟ فقال: اجمَعْهُما، واذْبَحْ ما استَيْسَرَ من الهَدْي، فأهللتُ بهما، فلما أَتَيْتُ العُذَيبَ لَقيني سَلمانُ بنُ ربيعةَ، وزيدُ بنُ صُوحَان، وأنا أُهِلُّ بهما معاً، فقال أحدهما للآخر: ما هذا بأَفقَه من بعيره، قال: فكأنّما أُلقيَ عليَّ جَبَلٌ، حتى أتيتُ عمرَ بنَ الخطاب، فقلتُ له: يا أمير المؤمنين، إنِّي كنتُ رجلاً أعرابياً نصرانياً، وإني أسلمتُ، وأنا حريصٌ على الجهاد، وإني وجَدْتُ الحجَّ والعمرةَ مكْتُوبَين عليَّ، فأتيتُ رجلاً من قومي، فقال لي: اجمعْهُما واذبح ما اسْتَيْسَرَ من الهَدْي، وإني أهللتُ بهما معاً، فقال عمر: هُديتَ لسُنَّةِ نَبِيكْ -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود والنسائي. إلا أنَّ النَّسائي قال: لما قال لعمر - وأعاد عليه قولَ الرَّجُل - أعادَ عليه أيضاً قول الرُجلين له، وسمَّاهُما، وأعاد اسمَهُما (1) . [ص: 105] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يا هَناه) : هذه اللفظة فيها لغات كثيرة، هذا أحدها، ومعناها جميعها: النداء بالشخص المطلوب.   (1) أخرجه وأبو داود رقم (1799) في المناسك، باب في الإقران، والنسائي 5 / 146 و 147 و 148 في الحج، باب القران، وأخرجه ابن ماجة رقم (2970) في المناسك، باب من قرن الحج والعمرة، وإسناده صحيح. قال البيهقي: وهذا الحديث يدل على جواز القران، فإنه ليس بضلال كما توهم زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، إلا أنه أفضل من غيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (18) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة- حفظناه منه غير مرة -. وأحمد (1/14) (83) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (1/25) (169) قال: حدثنا سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة. وفي (1/34) (227) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرني سيار. وفي (1/37) (254) قال: حدثنا يحيى، عن الأعمش. وفي (256) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان، عن منصور. وفي (1/53) (379) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وأبو داود (1798) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور. وفي (1799) قال: حدثنا محمد بن قدامة بن أعين. وعثمان بن أبي شيبة. قالا: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور. وابن ماجة (2970) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وهشام بن عمار. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. عن عبدة بن أبي لبابة. (ج) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية وخالي يعلى. قالوا: حدثنا الأْعمش. والنسائي (5/146) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا جرير، عن منصور. وفي (5/147) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا مصعب ابن المقدام، عن زائدة، عن منصور. (ح) وأخبرنا عمران بن يزيد، قال: أنبأنا شعيب، عني ابن إسحاق، قال: أنبأنا ابن جريج (ح) وأخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج. قال: قال ابن جريج، قال: أخبرني حسن بن مسلم، عن مجاهد وغيره. وابن خزيمة (3069) قال: حدثنا يوسف ابن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور. ستتهم -عبدة، والحكم، وسيار، والأعمش، ومنصور، ومجاهد - عن أبي وائل شقيق ابن سلمة، فذكره. الحديث: 1390 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 1391 - (ط) جعفر بن محمد -رحمه الله- عن أبيه: «أنَّ المقدادَ بْنَ الأسود دَخَلَ على علي بن أبي طالب بالسُّقْيا وهو يَنْجَعُ (1) بكَرَاتٍ له دقيقاً وخَبَطاً، فقال: هذا عثمان بنُ عفانٍ ينْهى: أنْ يُقْرَن بَيْنَ الحجِّ والعمرةِ، فَخرجَ عليٌّ، وعلى يدَيْهِ أثرُ الدَّقيق والخَبَط، فما أنْسى الخَبَطَ والدقيقَ عن ذِرِاعيْهِ، حتى دخلَ على عثمانَ بنِ عفانٍ، فقال: أنتَ تَنْهى عن أَنْ يُقْرنَ بَينَ الحجِّ والعمرةِ؟ فقال عثمان: ذلك رأْيي، فخرج عليٌّ مُغضَباً، وهو يقول: لبَّيْكَ اللهم لبَّيكَ بِحجَّةٍ وعُمرةٍ معاً» . أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنْجَعُ بَكَرات له) : البكرات: جمع بكرة، وهي الناقة [ص: 106] الفَتِيَّة من الإبل. والنجيع: خبط يُضرب بالدقيق وبالماء يوجر به الجمل. تقول: نجعت البعير، ونجع في الدابة العلف، ولا يقال: أنْجَع.   (1) أي: يعلفها النجيع. والنجيع والنجوع: أي يخلط العلف من الخبط والدقيق بالماء، ثم يسقيه الإبل. نهاية. (2) 1 / 336 في الحج، باب القران في الحج من رواية جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه محمد بن علي بن الحسين عن المقداد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وفي سنده انقطاع، فإن محمد بن علي بن الحسين لم يدرك المقداد ولا علياً. والحديث بمعناه في الصحيحين وغيرهما، وقد تقدم برقم (1389) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك «الموطأ» (757) في الحج - باب القران في الحج، قال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/339) : وفيه انقطاع، لأن محمدا لم يدرك المقداد. ولا عليا لكنه في الصحيحين وغيرهما من طرق بنحوه. الحديث: 1391 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 1392 - (ت س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: قرنَ الحجَّ والعُمرةَ، فطاف لهما طوافاً واحداً» . أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) الترمذي رقم (947) في الحج، باب ما جاء في أن القارن يطوف طوافاً واحداً، والنسائي 5 / 226 في الحج، باب طواف القارن، وإسناد النسائي حسن، وأخرجه ابن ماجة رقم (2973) في المناسك، باب طواف القارن. وحديث الترمذي وابن ماجة تدليس أبي الزبير، ولكنه متابع عند النسائي من حديث طاوس عن جابر. فالحديث حسن، وقد حسنه الترمذي، ويشهد له الذي بعده. واستدل بالحديث من قال بكفاية الطواف الواحد للقارن. وإليه ذهب الجمهور. قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم قالوا: القارن يطوف طوافاً واحداً، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: يطوف طوافين ويسعى سعيين، وهو قول الثوري وأهل الكوفة. قال النووي: ويحكى عن علي بن أبي طالب وابن مسعود والشعبي والنخعي. وقال الحافظ في " الفتح " 3 / 395: واحتج الحنفية بما روي عن علي أنه جمع بين الحج والعمرة، فطاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل، وطرقه عن علي عند عبد الرزاق والدارقطني وغيرهما ضعيفة. وكذا أخرج من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف نحوه، وأخرج من حديث ابن عمر نحو ذلك وفيه الحسن بن عمارة، وهو متروك. والمخرج في الصحيحين وفي السنن عنه من طرق كثيرة الاكتفاء بطواف واحد. وقال البيهقي: إن ثبتت الرواية أنه طاف طوافين فيحمل على طواف القدوم وطواف الإفاضة. قال النووي: وهو قول الجمهور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/317) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/36) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا محمد بن بكر. وأبو داود (1895) قال: حدثنا ابن حنبل، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (5/244) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال:حدثنا يحيى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2802) عن عمران بن يزيد الدمشقي، عن شعيب بن إسحاق. ثلاثتهم (يحيى، وابن بكر، وشعيب) عن ابن جريج. 2 - وأخرجه أحمد (3/387) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. 3 - وأخرجه ابن ماجة (2973) قال:حدثنا هناد بن السُّريّ، قال: حدثنا عَبْثَر بن القاسم، عن أشعث. 4 - وأخرجه الترمذي (947) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الحجاج. أربعتهم: (ابن جريج، وابن لهيعة، وأشعث، وحجاج) عن أبي الزبير، فذكره. * رواية حجاج «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَرَنَ الْحَجَّ والْعُمرة، فطاف لهما طوافا واحدا» . الحديث: 1392 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 1393 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ أحْرَمَ بالحجّ والعمرةِ أجزَأهُ طوافٌ واحدٌ، وسَعْيٌّ [ص: 107] واحدٌ عنهما، حتى يحلَّ منهما جميعاً» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية النسائي، «أنَّ ابن عمر: قَرَنَ الحجَّ والعمرةَ، فطافَ طوافاً واحداً، وقال هكذا رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَفْعَلُهُ» . وفي رواية البخاري ومسلم: أنَّ ابنَ عمر كان يقولُ: «مَنْ جمعَ بين الحجِّ والعمرةِ كفاهُ طوافٌ واحدٌ، ولم يَحِلَّ حتى يَحِلَّ منهما جميعاً» . وقد أخرجا هذا المعنى في جُملةِ حديثٍ طويلٍ يُذْكَر آنفاً (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 395 و 396 في الحج، باب طواف القارن، وباب من اشترى الهدي من الطريق، وباب إذا أحصر المعتمر، وباب النحر قبل الحلق في الحصر، وباب من قال ليس على المحصر بدل، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، ومسلم رقم (1230) في الحج، باب بيان جواز التحلل بالإحصار وجواز القران، والترمذي رقم (948) في الحج، باب ما جاء في أن القارن يطوف طوافاً واحداً، والنسائي 5 / 225 و 226 في الحج، باب طواف القارن، وأخرجه ابن ماجة رقم (2975) في المناسك، باب طواف القارن، والدارمي في سننه 2 / 43 في المناسك، باب طواف القارن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/67) (5350) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني. والدارمي (1851) قال: أخبرنا سعيد بن منصور. وابن ماجة (2975) قال: حدثنا محرز بن سلمة. والترمذي (948) قال: حدثنا خلاد بن أسلم البغدادي. وابن خزيمة (2745) . قال: حدثنا هشام بن يونس بن وابل ابن وضاح. خمستهم (أحمد بن عبد الملك، وسعيد بن منصور، ومحرز بن سلمة، وخلاد بن أسلم، وهشام بن يونس) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. قلت: رواية البخاري ومسلم ستأتي في الحديث الذي بعده. الحديث: 1393 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 1394 - (خ م ط س) نافع: أنَّ عبدَ الله بنَ عبدِ الله، وسالمَ بنَ عبد الله، كلَّما عبدَ اللهِ بنَ عمرَ - رضي الله عنهما -، حين نَزلَ الحَجَّاجُ لِقتالِ ابنِ الزُّبيرِ، قالا: لا يَضُرُّك أن لا تَحُجَّ العامَ، فإنَّا نَخْشى أنْ يكونَ بينَ الناسِ قِتالٌ، يُحالُ بَيْنَكَ وبينَ البيتِ، قال: إن حِيلَ بيني وبَيْنَهُ فَعلْتُ كما فَعَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا معهُ حين حالتْ قريشٌ بَينهُ وبيْنَ البَيْتِ: أُشْهِدُكم أنِّي قد أَوجَبْتُ عُمْرَة، فانْطَلَقَ حتى إذا أَتى ذا الحُلَيْفَةِ، فَلبَّى [ص: 108] بالعمرةِ، ثم قال: إنْ خُلِّي سَبيلي قَضَيْتُ عُمرتي، وإنْ حيلَ بَيني وبينهُ فَعَلتُ كما فعلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ثم تلا: {لقد كانَ لكم في رسولِ اللَّه أُسوةٌ حسنَةٌ} [الأحزاب: 21] ثمَّ سارَ، حتى إذا كان بظَهْرِ البَيْداء قال: «ما أَمْرُهما إلا واحدٌ، إنَّ حِيلَ بَيْني وبيْنَ العمرةِ حِيلَ بيني وبين الحجِّ، أُشهِدُكم: أني قد أوجبْتُ حجَّةً مع عُمْرتي، فانطلق، حتى ابتاع بِقُدَيْدٍ هَدْياً، ثم طاف لهما طوافاً واحِداً» . زاد في رواية: «وكان ابنُ عمر يقول: منْ جمعَ بينَ الحجِّ والعمرةِ كفاهُ طوافٌ واحدٌ، ولم يَحِلَّ حتى يَحِلَّ منهما جميعاً» . وفي أخرى نحوه، وفيه: «ثُمَّ انطلقَ يُهِلُّ بِهما جميعاً، حتى قَدِمَ مكةَ، فطاف بالبيت وبالصَّفا والمروةِ، ولم يَزِدَ على ذلك، ولم يَنْحَرْ، ولم يحْلِقْ، ولم يُقَصِّرْ، ولم يَحْلِلْ من شيءٍ حَرمُ عليه، حتى كانَ يومُ النَّحْرِ، فنَحَرَ وحلَقَ، ورأى: أنْ قد قَضى طوافَ الحجِّ والعمرة بِطَوافِهِ الأول. وقال ابنُ عمر: كذلك فعَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى بنحوه، وقال: «فطاف لهما طوافاً واحداً، ورأى أنْ ذلك مُجزيءٌ عنه وأهدى» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 395 و 396 في الحج، باب طواف القارن، وباب من اشترى هديه من الطريق، وباب إذا أحصر المعتمر، وباب النحر قبل الحلق، وفي الحصر، وباب من قال [ص: 109] ليس على المحصر بدل، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وأخرجه مسلم رقم (1230) في الحج، باب بيان جواز التحلل بالإحصار وجواز القران، والموطأ 1 / 337 في الحج، باب القران في الحج، والنسائي 5 / 158 في الحج، باب إذا أهل بعمرة هل يجعل معها حجاً، وباب طواف القارن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أ - عن نافع، أو عبد الله بن عبد الله، وسالم بن عبد الله، عنه. 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (236) . وأحمد (2/63) (5298) و (2/138) (6227) قال: ثنا عبد الرحمن، والبخاري (3/10) قال: ثنا عبد الله بن يوسف، وفي (3/12) قال: ثنا إسماعيل وفي (5/162) قال: ثنا قتيبة. ومسلم (4/50) قال: ثنا يحيى بن يحيى. خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى - عن مالك. 2 - وأخرجه الحميدي (678) قال: ثنا سفيان، قال: ثنا أيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني. 3 - وأخرجه أحمد (2/4) (4480) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/64) (5322) قال: حدثنا عبد الوهاب. والبخاري (2/192) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية. وفي (2/206) قال: حدثنا أو النعمان، قال: حدثنا حماد. ومسلم (4/52) قال: حدثنا أو الربيع الزهراني. وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثني إسماعيل. ثلاثتهم (إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وعبد الوهاب، وحماد بن زيد) عن أيوب. 4 - وأخرجه أحمد (2/11) (4595) و (2/12) (4596) . والنسائي (5/225) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (2743) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء -قالوا: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. 5 - وأخرجه أحمد (2/38) (4964) قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان. وفي (2/54) (5165) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/141) (6268) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (1900) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا أبو أسامة. والبخاري (5/162) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، ومسلم (4/51) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى (وهو القطان) . (ح) وحدثناه ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3102) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يحيى ابن يمان، عن سفيان. والترمذي (907) قال: حدثنا قتيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان. أربعتهم (سفيان، ويحيى القطان، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، حماد بن أسامة) عن عبيد الله. 6 - وأخرجه أحمد (2/151) (6391) والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7769) عن إسحاق بن إبراهيم. كلاهما (أحمد، وإسحاق بن إبراهيم) عن عبد الرزاق، قال: سمعت عبيد الله بن عمر، وعبد العزيز ابن أبي رواد. 7 - وأخرجه البخاري (2/192) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (4/51) قال: حدثنا محمد بن رمح (ح) وحدثنا قتيبة. والنسائي (5/158) قال: أخبرنا قتيبة. كلاهما (قتيبة، ومحمد بن رمح) قال قتيبة: حدثنا. وقال ابن رمح: أخبرنا الليث. 8 - وأخرجه البخاري (2/209) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة، وابن خزيمة (2746) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار. كلاهما (أبو ضمرة أنس بن عياض، وداود بن عبد الرحمن) عن موسى بن عقبة. 9 - وأخرجه البخاري (3/11) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا أبو بدر، شجاع بن الوليد، عن عمر بن محمد العمري. 10 - وأخرجه النسائي (5/226) قال: أخبرنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا سفيان عن أيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر. تسعتهم (مالك، وأيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، وعبد العزيز بن أبي رواد، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة، وعمر بن محمد العمري، وإسماعيل بن أمية) عن نافع، فذكره. * رواية أيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، عند الحميدي: ذكر الحديث وزاد: «ثم قَدِم مكة، فطاف بالبيت سبعا، وصلى ركعتين خلف المقام .... » . * في رواية عبد العزيز بن أبي رواد، والليث بن سعد، زيادة: ......... ولم ينحر، ولم يحلق، ولم يقصر، ولم يحلل من شيء حرم منه، حتى كان يوم النحر، فنحر وحلق ورأى أن قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول. وقال ابن عمر: «كذلك فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . * رواية عمر بن محمد العمري مختصرة على: «أن عبد الله وسالما، كلما عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، فقال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- معتمرين، فحال كفار قريش دون البيت، فنحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بُدْنَة، وحلق رأسه» . * باقي الروايات مطولة ومختصرة. ب -رواية عبيد الله بن عبد الله، وسالم بن عبد الله، عنه: أخرجه البخاري (3/10) و (5/162) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء. والنسائي (5/197) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا أبي. كلاهما -عبد الله بن محمد بن أسماء، وعبد الله بن يزيد المقرئ - قالا: حدثنا جويرية، عن نافع، أن عبيد الله بن عبد الله، وسالم بن عبد الله أخبراه، فذكراه. * أخرجه البخاري (3/11) و (5/163) قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية، عن نافع، أن بعض بني عبد الله قال له: لو أقمت. بهذا. * في رواية عبد الله بن يزيد المقرئ، سماه عبد الله بن عبد الله، بدلا من: عبيد الله بن عبد الله. الحديث: 1394 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 1395 - (خ م س) علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال سعيد ابنُ المُسَيِّبُ: «اجتمعَ عليُّ وعثمان بعُسفانَ، فكان عثمان ينهَى عن المُتْعةِ، أو العمرةِ، فقال له علي: ما تُريدُ إلى أَمرٍ فعَلَه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، تنهَى النَّاسَ عنه؟ فقال له عثمان: دَعْنا عنك، قال: إني لا أستطيعُ أنْ أدَعكَ، فلمَّا رأى ذلك [عليٌّ] أهلَّ بهما جميعاً» (1) . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري (2) : «قال مروانُ بنُ الحكم: إنَّه شَهِدَ عثمان وعليًّا بيْنَ مكَّةَ والمدينة، وعُثمانُ ينهَى عن المُتْعةِ، وأنْ يجمع بينهُما، فلمَّا رأى ذلك عليٌّ أهلَّ بهما: لبَّيكَ بعمرةٍ وحجَّةٍ، فقال عثمانُ: تَراني أنهَى الناسَ، وأنت تفعلُهُ؟ فقال: ما كنتُ لأدَعَ سُنَّةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقوْلِ أحدٍ» . وفي رواية النسائي، قال مروان: «كنتُ جالساً عنْد عثمان، فسمِع عليًّا يُلبِّي بحَجَّةٍ وعُمْرَةٍ، فقال: ألم تكُنْ تنْهَى عن هذا؟ قال: بلى، ولكنِّي [ص: 110] سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُلبِّي بهما جَميعاً، فلم أدَعْ قوْلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقولك» . وفي أخرى، أنَّ عثمان كان ينْهَى عن المُتعَةِ، وأن يُجمَع بيْنَ الحجِّ والعُمْرَةِ، فقال عليٌّ: لبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وعمرةٍ معاً، فقال عثمانُ: أتَفْعَلُها وأنا أنْهى عنها؟ فقال عليٌّ: «لم أكُنْ لأدَعَ سُنَّةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحَدٍ من النَّاس» (3) .   (1) قوله: " أهل بهما " أي: أحرم بالقران. فإن قلت: القران أيضاً نوع من التمتع، لأنه يتمتع بما فيه من التخفيف، أو كان القران كالتمتع عند عثمان، بدليل ما تقدم آنفاً، حيث قال " وأن يجمع بينهما " وكان حكمها واحداً عندهم جوازاً ومنعاً، والله أعلم. والمراد بالمتعة: العمرة في أشهر الحج، سواء كانت في ضمن الحج أو متقدمة عليه منفردة. وسبب تسميتها متعة: ما فيها من التخفيف الذي هو يمتع، قاله الكرماني. (2) في الأصل والمطبوع: وفي رواية لمسلم، وهي ليست عند مسلم، وإنما هي للبخاري، كما أثبتنا. (3) أخرجه البخاري 3 / 336 في الحج، باب التمتع والقران والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي، ومسلم رقم (1223) في الحج، باب جواز التمتع، والنسائي 5 / 148 في الحج، باب التمتع. قال الحافظ في " الفتح ": وفي قصة عثمان وعلي من الفوائد إشاعة العالم ما عنده من العلم وإظهاره، ومناظرة ولاة الأمور وغيرهم في تحقيقه لمن قوي على ذلك لقصد مناصحة المسلمين، والبيان بالفعل مع القول، وجواز الاستنباط من النص، لأن عثمان لم يخف عليه أن التمتع والقران جائزان، وإنما نهى عنهما ليعمل بالأفضل كما وقع لعمر. لكن خشي علي أن يحمل غيره النهي على التحريم فأشاع جواز ذلك، وكل منهما مجتهد مأجور. وفيه: أن المجتهد لا يلزم مجتهداً آخر بتقليده لعدم إنكار عثمان على علي مع كون عثمان الإمام إذ ذاك، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/136) (1146) قال: ثنا محمد بن جعفر. والبخاري (2/176) قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا حجاج بن محمد الأعور. ومسلم (4/46) قال: ثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قالا: ثنا محمد بن جعفر. وكلاهما (محمد بن جعفر، وحجاج) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، فذكره. أما رواية النسائي فعن مروان بن الحكم، عنه: أخرجه أحمد (1/95) (733) قال: ثنا وكيع، قال: ثنا الأعمش: عن مسلم البطين. وفي (1/135) (1139) قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم. والبخاري (2/175) قال: ثنا محمد ابن بشار، قال: ثنا غندر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم. والنسائي (5/148) قال: ني عمران بن يزيد، قال: ثنا عيسى، وهو ابن يونس، قال: ثنا الأْعمش، عن مسلم البطين. (ح) ونا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا أبو عامر، قا: ثنا شعبة، عن الحكم. (ح) ونا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنا النضر، عن شعبة، عن الحكم. كلاهما - مسلم، والحكم - عن علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم، فذكره. الحديث: 1395 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 الفصل الثالث: في التمتع وفسخ الحج [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التمتع) بالحج له شرائط معروفة في الفقه، والمراد به: أن يكون [ص: 111] قد أحرم في أشهر الحج بعمرة، فإذا وصل إلى البيت وأراد أن يحل ويستعمل ما حرم عليه من محظورات الحج، كالنكاح والطيب وغيرهما، فسبيله: أن يطوف ويسعى ويحل ويستعمل ما حرم عليه إلى يوم الحج، ثم يحرم بالحج إحراماً جديداً ويقف بعرفة ويطوف ويسعى ويحل بعد ذلك من الحج فيكون قد تمتع بالعمرة في زمن الحج. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 1396 - (م س) علي -رضي الله عنه- قال عبد الله بن شقيق: «كانَ عُثمانُ يَنْهى عَنِ الْمُتْعَةِ (1) ، وكانَ عليٌّ يأمر بها، فقال عثمانُ لِعَليٍّ كلمةً، فقال عليٌّ: لقَدْ علمتَ أنَّا تَمتَّعْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أجل، ولكنَّا كُنَّا خائِفِينَ» . هذه رواية مسلم. وفي رواية النسائي: قال ابن الْمُسَيَّبِ: «حَجَّ عليٌّ وعُثْمان، فلَمَّا كُنَّا ببعض الطريق: نهى عثمانُ عن التَّمَتُّع» ، فقال: «إذا رأيْتُمُوهُ قد ارْتَحَلَ فارتَحِلُوا، فَلبَّى عليٌّ وأصحابُهُ بالعمرةِ» ، فلم يَنْهَهُمْ عثمانُ، فقال عليٌّ: «ألم أُخْبَرْ أَنَّكَ تَنْهى عن التَّمَتُّع؟» قال: «بلى» ، قال له عليٌّ: «ألم تَسْمَعْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 112] تَمتَّع؟» قال: «بلى» (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": المختار أن المتعة التي نهى عنها عثمان هي التمتع المعروف في الحج، وكان عمر وعثمان ينهيان عنها نهي تنزيه لا تحريم. (2) أخرجه مسلم رقم (1223) في الحج، باب جواز التمتع، والنسائي 5 / 152 في الحج، باب التمتع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/61) (431) قال: ثنا روح. وفي (432) و (1/97) (756) قال: ثنا محمد بن جعفر. ومسلم (4/46) قال: ثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قال ابن المثنى: ثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: ثنا خالد، يعني ابن الحارث. ثلاثتهم (روح، وابن جعفر، وخالد) عن شعبة، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، فذكره. أما رواية النسائي، فعن سعيد بن المسيب، عنه: أخرجه أحمد (1/57) (402) قال: ثنا يحيى. وعبد الله بن أحمد (1/60) (424) قال: ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: ثني أبو معشر يعني البراء، واسمه يوسف بن يزيد، النسائي (5/152) قال: نا عمرو بن علي، قال: ثنا يحيى بن سعيد. كلاهما (يحيى، وأبو معشر) عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1396 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 1397 - (م) أبو نضرة: قال: كان ابن عباس -رضي الله عنه- يأمُرُ بالْمُتْعَة، وكان ابنُ الزُّبْيرِ يَنْهى عنها، قال: فذكرتُهُ لجابرٍ، فقال: عَلَى يَدِيَّ دارَ الحديثُ: تَمتَّعْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما قام عمر قال «: إنَّ الله كان يُحِلُّ لرسولِهِ ما شَاءَ بما شاءَ، وإنَّ الْقُرْآنَ قد نَزَلَ مَنازِلَهُ، فَأتِمُّوا الحجَّ والعمرةَ للهِ كما أمركم الله، وأَبِتُّوا نكاحَ هذه النساء، فلن أُوتَى بِرَجُلٍ نكح امرأة إلى أجلٍ إلا رجَمْتُهُ بالحِجارةِ» . وفي أخرى: «فافصِلُوا حَجَّكم من عُمرتكمْ فأنَّهُ أتمُّ لحَجِّكمْ، وأتمُّ لِعُمْرَتِكُمْ» . أخرجه مسلم (1) . قال الحميدي: وقد أخرج مسلم في كتاب النكاح قال: قدِم جابرٌ، فَجِئناهُ في منزلهِ، فَسألهُ القومُ عن أشياء - ثم ذكروا المتعة-؟ فقال: [نعم] استَمتَعْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكرٍ وعمر (2) . وظاهرُ هذا الحديث: أنّهُ عنى مُتْعَةَ الحجِّ. وقد تأول ذلك مسلم على متعة النِّساءِ. [ص: 113] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أبِتُّوا) : لغة في بِتُّوا، أي اقطعوا. يقال: بَتَّ الأمر، وأبتة إذا قطعه وفصله.   (1) رقم (1217) في الحج، باب في متعة الحج. (2) رواه مسلم رقم (1405) في النكاح، باب نكاح المتعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/298) قال: حدثن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (4/38) قال: حدثنا محد بن المثنى، وابن بشار، عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ج) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. كلاهما (شعبة، وهمام) عن قتادة. 2 - وأخرجه أحمد (3/325) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد. ومسلم (4/59) و (131) قال: حدثني حامد بن عمر البكراوي، قال: حدثنا عبد الواحد (يعني ابن زياد) . كلاهما (حماد، وعبد الواحد) عن عاصم. 3 - وأخرجه أحمد (3/356) قال: حدثنا يونس. وفي (3/363) قال: حدثنا عفان. كلاهما (يونس، وعفان) قالا: حدثنا حماد (ابن سلمة) عن علي بن زيد، وعاصم الأحول. ثلاثتهم (قتادة، وعاصم، وعلي) عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 1397 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 1398 - (ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال «: تَمتَّعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان، وأوَّلُ من نهى عنها: معاوية» (1) . أخرجه الترمذي وفي رواية النَّسائي عن طاوسٍ قال: «قال معاويةُ لابن عباس: أعَلِمْتَ أنِّي قَصَّرتُ من رأسِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عند المروة؟ قالَ: لا يَقُولُ ابْن عبَّاسٍ: هذه على مُعَاوَيةَ، يَنْهَى النَّاسَ عن الْمُتْعَة (2) ، وقَدْ تَمَتَّعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-» (3) .   (1) هذا الحديث يعارضه حديث مسلم الذي قبله رقم (1396) : كان عثمان ينهى عن المتعة، وكان علي يأمر بها، وقد نهى عنها عمر أيضاً، ويمكن أن يجاب: أن نهيهما محمول على التنزيه، ونهي معاوية على التحريم، فأوليته باعتبار التحريم. ويمكن الجمع بين فعلهما ونهيهما، بأن الفعل كان متأخراً لما علما جواز ذلك، ويحتمل أن يكون لبيان الجواز. (2) وفي النسائي المطبوع: هذا معاوية ينهى الناس عن المتعة. (3) أخرجه الترمذي رقم (822) في الحج، باب ما جاء في التمتع، والنسائي 5 / 153 و 154 في الحج، باب التمتع، وفي سنده عند الترمذي ليث بن أبي سليم وهو صدوق اختلط أخيراً ولم يتميز حديثه فترك، ولكن تابعه عند النسائي هشام بن حجير وهو صدوق له أوهام فالإسناد حسن، وقد قال الترمذي: حديث حسن، وفي الباب عن علي وعثمان وجابر وسعد وأسماء بنت أبي بكر وابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/292) (2664) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا عبد الواحد (يعني ابن زياد) . وفي (1/313) (2865) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/313) (2866) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/134) (2879) قال: حدثنا يحيى ابن آدم، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (822) قال: حدثني أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. ثلاثتهم - عبد الواحد، وسفيان، وعبد الله بن إدريس - عن ليث بن أبي سليم، عن طاوس، فذكره. وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن. قلت: فيه ليث بن أبي سليم. أما رواية النسائي: أخرجه الحميدي (605) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن حجير، عن طاوس. وأحمد (4/95) و (102) قال: حدثنا أبو عمرو مروان بن شجاع الجزري، قال: حدثنا خصيف، عن مجاهد، وعطاء. وفي (4/96) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وروح، قال: حدثني ابن جريج، قال: أخرني الحسن بن مسلم، عن طاوس. وفي (4/98) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: حدثني حسن بن مسلم، عن طاوس. والبخاري (2/213) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس. ومسلم (4/58) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج، قال: حدثني الحسن بن مسلم، عن طاوس. وأبو داود (1802) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس. وفي (1803) قال: حدثنا الحسن بن علي، ومخلد بن خالد، ومحمد بن يحيى، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه. وعبد الله بن أحمد (4/97) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، وفي (4/97) قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وفي (4/97) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان،عن جعفر، عن أبيه.. وفي (4/102) قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطي، قال: حدثني مؤمل، وأبو أحمد، أو أحدهما، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه. والنسائي (5/244) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال:أخبرني الحسن بن مسلم، أن طاوسا أخبره. وفي (5/245) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه. وفي الكبرى (الورقة 54 - أ) قال: أخبرنا محمد بن أبان البلخي، قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس. أربعتهم - طاوس، ومجاهد، وعطاء، ومحمد بن علي - عن ابن عباس، فذكره. * أخرجه عبد الله بن أحمد (4/97) قال: ثنا إسماعيل أبو معمر، ومحمد بن عباد. والنسائي (5/153) قال: نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - أبو معمر، ومحمد بن عباد، وعباد الله بن محمد - عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، فذكره. الحديث: 1398 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 1399 - (م ط ت س) سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: [ص: 114] «لَقَدْ تَمَتَّعنَا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا - يعني: معاوية - كافِرٌ بالْعُرُشِ» (1) . يعني بالْعُرُشِ: بُيُوتَ مَكَّةَ في الجاهِليَّةِ. هذه رواية مسلم (2) . وفي رواية الموطأ والترمذي والنسائي: عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الْمُطَّلِب: أنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بنَ أبي وقَّاصٍ، والضَّحَّاكَ ابنَ قَيْسٍ، عَامَ حَجَّ مُعَاوَيةُ، يَذْكُرَانِ التَّمَتُّعَ بالعمرةِ إلى الحجِّ، [ص: 115] فقال الضَّحَّاكُ: لا يصنع ذلك إلا مَنْ جَهلَ أمْرَ الله، فقال له سعد: بِئْسَ ما قُلْتَ يا ابْنَ أَخي، فقال الضَّحَّاكُ: إنَّ عمر قد نهى عن ذلك، فقال سعدٌ: قد صنعناها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمره، وصنعها هو -صلى الله عليه وسلم-. ليس عند الترمذي، «عَامَ حَجَّ معاويةُ» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالعُرُش) : العرش: جمع عريش:، المراد بها: بيوت مكة وإنما سميت بذلك لأنها كانت عيداناً تنصب وتظلل. وتسمى أيضاً عروشاً، واحدها عَرْش.   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 402 وفي الرواية الأخرى " المتعة في الحج " أما " العرش " بضم العين والراء: وهي بيوت مكة، كما فسره في الرواية. قال أبو عبيد: سميت بيوت مكة عرشاً لأنها عيدان تنصب وتظلل. قال: ويقال لها أيضاً " عروش " بالواو واحدها: عرش، كفلس وفلوس، ومن قال: عرش، فواحدها: عريش، كقليب وقلب. وفي حديث آخر " أن عمر رضي الله عنه: كان إذا نظر إلى عروش مكة: قطع التلبية ". وأما قوله: وهذا يومئذ كافر بالعرش، فالإشارة " بهذا " إلى معاوية بن أبي سفيان. وفي المراد بالكفر هنا وجهان، أحدهما - ما قاله المازري وغيره - المراد: وهو مقيم في بيوت مكة. قال ثعلب: يقال: اكتفر الرجل: إذا لزم الكفور، وهي القرى. وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه " أهل الكفور: هم أهل القبور " يعني: القرى البعيدة عن الأمصار، وعن العلماء. والوجه الثاني: المراد بالكفر: الكفر بالله تعالى، والمراد: أنا تمتعنا، ومعاوية يومئذ كافر على دين الجاهلية، مقيم بمكة، وهذا اختيار القاضي عياض وغيره، وهو الصحيح المختار. والمراد بالمتعة: العمرة التي كانت سنة سبع من الهجرة، وهي عمرة القضاء، وكان معاوية يومئذ كافراً، وإنما أسلم بعد ذلك عام الفتح سنة ثمان. وقيل: إنه أسلم بعد عمرة القضاء سنة سبع، والصحيح الأول. وأما غير هذه العمرة من عمر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن معاوية فيها كافراً، ولا مقيماً بمكة بل كان معه صلى الله عليه وسلم. قال القاضي عياض: وقال بعضهم " كافر بالعرش " بفتح العين وإسكان الراء، والمراد: عرش الرحمن. قال القاضي: هذا تصحيف. وفي هذا الحديث: جواز المتعة في الحج. (2) أخرجه مسلم رقم (1225) في الحج، باب جواز التمتع. (3) الموطأ 1 / 344 في الحج، باب ما جاء في التمتع، والترمذي رقم (823) في الحج، باب ما جاء في التمتع، والنسائي 5 / 152 و 153 في الحج، باب التمتع، وفي سنده محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب الهاشمي النوفلي المدني، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. قال الحافظ في " التهذيب ": جزم ابن عبد البر بأن الزهري تفرد بالرواية عنه، قال: ولا يعرف إلا برواية الزهري عنه، ومع ذلك فقد صححه الترمذي، ويشهد له حديث سالم بن عبد الله الآتي برقم (1401) وحديث ابن عباس المتقدم رقم (1398) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/181) (1568) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (4/47) قال: حدثنا سعيد بن منصور. وابن أبي عمر، عن مروان بن معاوية الفزاري. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني محمد بن أبي خلف، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة. أربعتهم- يحيى، ومروان، وسفيان، وشعبة - عن سليمان التيمي، عن غنيم بن قيس، فذكره. * - في رواية يحيى بن سعيد، قال: يعني معاوية. أما رواية «الموطأ» : أخرجه مالك في «الموطأ» (226) . وأحمد (1/174) (1503) قال: قرأت على عبد الرحمن: عن مالك (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا مالك بن أنس. والدارمي (1821) قال: أخبرنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والترمذي (823) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس، والنسائي (5/152) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك بن أنس. كلاهما (مالك، ومحمد بن إسحاق) عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الله بن الحارث، فذكره. * -رواية الدارمي ليست فيها قصة الضحاك بن قيس. الحديث: 1399 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 1400 - (س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «سمعتُ عمر يقول: والله لا أنْهاكُم (1) عن المتعة، فإنها لفي كتاب الله، ولقد فعلها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يعني: العمرةَ في الحجِّ» . أخرجه النسائي (2) .   (1) وفي النسائي المطبوع: لأنهاكم. (2) 5 / 153 في الحج، باب التمتع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه النسائي (5/153) قال: نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: أنا أبي، قال: أنا أبو حمزة، عن مطرف، عن سلمة بن كهيل، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 1400 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 1401 - (ت) سالم بن عبد الله -رحمه الله-: سمع رجلاً من أَهل الشام [ص: 116] وهو يَسْألُ عبدَ الله بنَ عمر عن التمتع بالعمرةِ إلى الحجِّ؟ فقال: عبد الله بن عمر: «أرأَيتَ إنْ كانَ أبي نَهَى عنها، وَصنَعَهَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَأَمْرُ أبي يُتَّبَعُ، أَمْ أَمْرُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال الرجل: بل أَمْرُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لقد صَنَعَها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (824) في الحج، باب ما جاء في التمتع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/95) (5700) قال: ثنا روح، قال: ثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (2/151) (6392) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر. والترمذي (824) قال: ثنا عبد بن حميد، قال: ني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: ثنا أبي، عن صالح بن كيسان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6965) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر. ثلاثتهم (صالح بن أبي الأخضر، ومعمر، وصالح بن كيسان) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره. الحديث: 1401 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 1402 - (خ م س) عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: «أُنْزِلتْ آيَةُ الْمُتعَةِ في كتَاب الله، فَفَعَلْنَاهَا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَنْزِلْ قُرْآنٌ يُحرِّمُهُ، ولم يَنْهَ عنها حَتَّى ماتَ، قال رَجُلٌ برأْيه ما شاء» (1) . قال البخاري، يقال: إنه عمر. وفي رواية «نَزَلتْ آيةَ المتعة في كتاب الله - يعني: مُتْعَةَ الحجِّ، [ص: 117] وأمرنا بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ثم لم تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعةِ الحجِّ، ولم يَنْهَ عنها حتى مات (2) » . وفي أخرى قال: «جَمَع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الحجِّ والعمرة، وتَمَتَّعَ نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتَمَتَّعْنَا مَعَه، وإن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد أَعْمَرَ طَائِفَة من أَهله في الْعشْرِ، فلم تَنْزِلْ آيةٌ تَنْسَخُ ذلك، ولم يَنْهَ عنه حتَّى مَضَى لوجهه» . [ص: 118] وفيها: «وقد كان يُسلَّمُ عَلَيَّ، حتى اكتَوَيتُ، فَتُرِكْت، ثم تَرَكْتُ الْكَي فَعَادَ» . هذه رواياتُ البخاري ومسلم. وفي رواية النسائي قال: «جَمَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بين حجَّةٍ وعُمرةٍ، ثم تُوُفِّي قبل أنْ يَنهى عنها، وقبل أَنْ يَنْزِلَ الْقُرْآنُ بتَحْرِيمِه» . وفي أَخرى «جَمَعَ بين حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ، ثم لم ينزلْ فيهما كِتَابٌ، ولم يَنْهَ عنهما النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال قائلٌ فيهما برأيه ما شاء (3) » . وفي أخرى «أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تَمَتَّعَ وتَمَتَّعْنا معه، قال فيها قائِلٌ برأيِهِ» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُسَلّمُ عليّ حتى اكْتَوَيتُ) : أراد بقوله «يُسلم عليّ» يعني: الملائكة كانوا يسلمون عليه. فلما اكتوى تركوا السلام عليه. يعني: أن الكيّ مكروه، لأنه يقدح في التوكل والتسليم إلى الله تعالى، والصبر على ما يبتلى به العبد، وطلب الشفاء من عند الله تعالى، وليس ذلك قادحاً في جواز الكي، وإنما هو قادح في التوكل، وهي درجة [ص: 119] عالية وراء مباشرة الأسباب.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 344: وفي رواية أبي العلاء، ارتأى كل امرئ بعد ما شاء أن يرتئي، قائل ذلك هو عمران بن حصين، ووهم من زعم أنه مطرف الراوي عنه، لثبوت ذلك في رواية أبي رجاء عن عمران. وحكى الحميدي أنه وقع البخاري في رواية أبي رجاء عن عمران قال البخاري: يقال: إنه عمر، أي الرجل الذي عناه عمران بن حصين، ولم أر هذا في شيء من الطرق التي اتصلت لنا من البخاري، لكن نقله الإسماعيلي عن البخاري كذلك، فهو عمدة الحميدي في ذلك، وبهذا جزم القرطبي والنووي وغيرهما، وكأن البخاري أشار بذلك إلى رواية الجريري عن مطرف فقال في آخره: ارتأى رجل برأيه ما شاء، يعني عمر، كذا في الأصل، أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم عن وكيع عن الثوري عنه. وقال ابن التين: يحتمل أن يريد عمر أو عثمان، وأغرب الكرماني فقال: ظاهر سياق كتاب البخاري أن المراد به عثمان، وكأنه لقرب [ص: 117] عهده بقصة عثمان مع علي جزم بذلك، وذلك غير لازم، فقد سبقت قصة عمر مع أبي موسى في ذلك، ووقعت لمعاوية أيضاً مع سعد بن أبي وقاص في صحيح مسلم قصة في ذلك، والأولى أن يفسر بعمر، فإنه أول من نهى عنها، وكأن من بعده كان تابعاً له في ذلك، وفي مسلم أيضاً أن ابن الزبير كان ينهى عنها، وابن عباس يأمر بها، فسألوا جابراً فأشار إلى أن أول من نهى عنها عمر، ثم في حديث عمران هذا ما يعكر على عياض وغيره في جزمهم أن المتعة التي نهى عنها عمر وعثمان هي فسخ الحج إلى العمرة، لا العمرة التي يحج بعدها، فإن في بعض طرقه عند مسلم التصريح بكونها متعة الحج، وفي رواية له أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمر بعض أهله في العشر. وفي رواية له: جمع بين حج وعمرة، ومراده التمتع المذكور وهو الجمع بينهما في عام واحد. قال: وفي الحديث من الفوائد: جواز نسخ القرآن ولا خلاف فيه، وجواز نسخه بالسنة وفيه اختلاف شهير، ووجه الدلالة منه قوله: ولم ينه عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مفهومه أنه لو نهى عنها لامتنعت، ويستلزم رفع الحكم. ومقتضاه جواز النسخ، وقد يؤخذ منه أن الإجماع لا ينسخ به لكونه حصر وجوه المنع في نزول آية أو نهي من النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه وقوع الاجتهاد في الأحكام بين الصحابة، وإنكار بعض المجتهدين على بعض بالنص. (2) وفي كتاب الحميدي بعد قوله " حتى مات ": " وهي رواية مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بمعناها لهما ". وفيه: " تمتعنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ". ولمسلم " مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " ومنهم من قال في رواية مسلم " جمع رسول الله - الخ " وحديث مطرف - هذا - من أفراد مسلم فليحرر. (3) هاتان الروايتان أيضاً عند مسلم بمعناهما رقم (1126) . (4) أخرجه البخاري 8 / 139 في تفسيره سورة البقرة، باب {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج} ، وفي الحج، باب التمتع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1226) في الحج باب جواز التمتع، والنسائي 5 / 149 و 155 في الحج، باب القران. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/436) قال: ثنا يحيى. والبخاري (6/33) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، ومسلم (4/48) و (49) قال: ثنا حامد بن عمر البكراوي، ومحمد بن أبي بكر المقدَّمي، قال: ثنا بشر بن المفضل. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: ثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/10872) عن محمد بن عبد الأعلى، عن بشر بن المفضل. كلاهما (يحيى، وبشر) عن عمران بن مسلم القصير، قال: ثنا أبو رجاء، فذكره. والرواية الأخرى، عن مطرف، عنه: أخرجها أحمد (4/427، 428، 429، 434) . والدارمي (1820) . والبخاري (762) . ومسلم (4/47، 48) . وابن ماجة (2978) . والنسائي (5/149، 155) . الحديث: 1402 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 1403 - (خ م د س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «تَمَتَّعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في حجَّةِ الوداعِ بالْعُمرَةِ إلى الحجِّ وأهْدَى، فَسَاقَ معه الهديَ من ذي الْحُلَيْفَةِ، وبدَأ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فأهلَّ بالعمرةِ، ثم أهلَّ بالحجِّ، وتَمَتَّعَ النَّاسُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعمرةِ إلى الحجِّ، فكانَ مِنَ النَّاسِ من أَهْدَى. [فساق الهدي] ومنهم مَنْ لَمْ يُهْدِ، فلمَّا قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ قال للنَّاس: مَنْ كانَ منكُمْ أهْدَى فإنَّهُ لا يَحِلُّ من شيءٍ حَرُمَ منه، حتى يَقْضيَ حَجَّهُ، ومن لم يكن منكم أهدى فَلْيطُفْ بالبيت وبالصَّفَا والمروة، ولْيُقَصِّرْ وَلْيَحْلِلْ، ثم ليُهِلَّ بالحجِّ ولْيُهْدِ، فمن لم يَجِدْ هَدْياً فَلْيَصُمْ ثَلاَثةَ أيَّامٍ في الحجِّ وسَبْعَة إذا رجع إلى أَهْلِهِ، وطافَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين قَدِمَ مَكَّةَ، فاسْتَلَمَ الرُّكْنَ أوَّلَ شيءٍ، ثم خَبَّ ثَلاَثَةَ أطوافٍ من السَّبْع، ومَشَى أرْبَعَةَ أَطْوَافٍ، ثم رَكَعَ حين قَضَى طَوَافَهُ بالْبَيْتِ عندَ المَقَامِ ركعتين، ثم سَلَّمَ، فانصَرَفَ فَأَتى الصَّفا فطاف بالصفا والمرْوَةِ سَبعَةَ أَطْوافٍ، ثم لم يَحْلِل من شيءٍ حَرُمَ منه حتى قَضى حَجَّه ونَحَرَ هَدْيَه يوم النحر، وأفاضَ فطاف بالبيت، ثم حَلّ من كلِّ شيء حرم منه، وفَعَلَ مثْلَ ما فَعَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، مَنْ أَهْدى فَسَاقَ الهدْيَ [ص: 120] من النَّاس» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَبَّ) : الخبب: ضرب من المشي سريع. (أطواف) : جمع طوف، والطوف مصدر: طُفْتُ بالشيء: إذا دُرْتَ حوله، وهو والطواف بمعنى.   (1) أخرجه البخاري 3 / 431 و 432 في الحج، باب من ساق البدن معه، وأخرجه مسلم رقم (1227) في الحج، باب وجوب الدم على المتمتع، وأبو داود رقم (1805) في الحج، باب في الإقران، والنسائي 5 / 151 و 152 في الحج، باب التمتع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/139) (6247) قال: ثنا حجاج. والبخاري (2/205) قال: ثنا يحيى بن بكير. ومسلم (4/49) . وأبو داود (1805) قالا: ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: ثني أبي. والنسائي (5/151) قال: نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: ثنا حجين بن المثنى. أربعتهم (حجاج، ويحيى بن أبي بكير، وشعيب بن الليث، وحجين بن المثنى) عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 1403 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 1404 - (خ) عكرمة: قال: «إنَّ ابْنَ عبَّاس -رضي الله عنهما- سُئل عن مُتْعَةِ الحجِّ؟ فقال: أهَلَّ المهاجِرُون والأنصَارُ، وأزواجُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجَّةِ الْوَدَاعِ، وأهْلَلْنَا، فَلَمَّا قَدِمنا مكة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اجْعَلُوا إهلالَكُمْ بالحجِّ عُمْرَة، إلا من قَلَّدَ الْهَدْيَ، طُفْنَا بالبَيْتِ (1) وبالصَّفَا والمروةِ، وأتيْنا النِّساءَ (2) ، ولَبَسْنَا الثِّيَابَ، وقال: مَنْ قلَّدَ الْهدْيَ فإنَّهُ لا يَحلُّ حتَّى يَبْلُغَ الهدْيُ مَحِلَّهُ، ثم أمَرَنَا عَشيَّةَ التَّرْوِيَةِ: أنْ نُهِلَّ بالحجِّ، فإذا فَرَغْنَا من الْمَنَاسِكِ جِئْنَا [ص: 121] فَطُفْنا بالبيْتِ، وبالصَّفَا والمروةِ، وقد تمَّ حجُّنا (3) ، وعلينا الهديُ، كما قال تعالى: {فما اسْتَيْسَرَ من الْهدْي فإن لم تجدوُا فصيامُ ثَلاَثةِ أَيامٍ في الحجِّ وسَبْعَةٍ إذا رَجعْتُمْ} إلى أمْصَارِكم. الشَّاةُ تُجْزيء، فَجَمَعَوُا نُسُكَيْنِ في عَامٍ بَيْن الحجِّ والعمرة، فإنَّ الله أنْزلَهُ في كتابه، وسَنَّه نَبِيُّهُ -صلى الله عليه وسلم-، وأباحهُ للنَّاس، غَيْر أهلِ مكة، قال الله تعالى: {ذلك لِمن لم يكن أهْلُهُ حاضِرِي المسجد الحرامِ} وأشْهُرُ الحجِّ التي ذكر الله: شوالُ، وذو القَعدةِ، وذو الحجةِ، فَمَنْ تَمَتَّعَ في هذه الأشهر: فعليه دَمٌ، أو صومٌ. والرَّفثُ: الجماعُ، والفسوقُ: المعاصي، والجدالُ: المِراءُ» . أخرجه البخاري تعليقاً فقال: وقال أبو كامل: عن أبي معشر عن عثمان بن غياث عن عكرمة. قال الحميدي: قال أبو مسعود الدمشقي، هذا حديث عزيز. ولم أره إلا عند مسلم بن الحجاج، ولم يخرجه مسلم في صحيحه من أجل عكرمة، فإنه لم يرو عنه في صحيحه، وعندي: أن البخاري أخذه [ص: 122] عن مسلم. والله أعلم (4) . قلت: ويشبه أن يكون البخاري إنما علق هذا الحديث حيث كان قد أخذه عن مسلم، فيما قاله أبو مسعود، والحميدي. والله أعلم. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَلَّد) : تقليد الهدي: أن يجعل في أعناقه القلائد من أي شيء كان، علامة أنه هدي.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": في رواية الأصيلي " فطفنا " بزيادة الفاء. وهو الوجه. ووجه الأول: بالحمل على الاستئناف. وهو جواب " لما " و " قال " جملة حالية. و " قد " مقدرة فيها. (2) قال الحافظ في " الفتح ": المراد به: غير المتكلم، لأن ابن عباس لم يكن إذ ذاك بالغاً. (3) قال الحافظ في " الفتح ": ومن هنا إلى آخر الحديث موقوف على ابن عباس، ومن هنا إلى أوله مرفوع. (4) 3 / 345 و 346 تعليقاً في الحج، باب قول الله تعالى {ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام} . قال الحافظ في " الفتح " (3 / 345) وصله الإسماعيلي، قال: حدثنا القاسم المطرز، حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أبو كامل - فذكره بطوله - لكنه قال " عثمان بن سعد " بدل " عثمان بن غياث " وكلاهما بصري. وله رواية عن عكرمة، لكن عثمان بن غياث ثقة، وعثمان بن سعد ضعيف. وقد أشار الإسماعيلي إلى أن شيخه القاسم وهم في قوله " عثمان بن سعد " ويؤيده أن أبا مسعود الدمشقي ذكر في " الأطراف " أنه وجده من رواية مسلم بن الحجاج عن أبي كامل، كما ساقه البخاري قال: فأظن البخاري أخذه عن مسلم؛ لأنني لم أجده إلا من رواية مسلم، كذا قال. وتعقب باحتمال أن يكون البخاري أخذه عن أحمد بن سنان، فإنه أحد مشايخه. ويحتمل أيضاً أن يكون أخذه عن أبي كامل نفسه فإنه أدركه، وهو من الطبقة الوسطى من شيوخه. ولم نجد له ذكراً في كتابه غير هذا الموضع. وأبو معشر البراء: اسمه يوسف بن يزيد. والبراء - بالتشديد - نسبة له إلى بري السهام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الحج - باب قول الله تعالى:» (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام «) . وقال الحافظ في «الفتح» (3/507) : وصله الإسماعيلي قال: ثنا القاسم المطرز، قال: ثنا أحمد بن سنان، قال: ثنا أبو كامل فذكره بطوله، لكنه قال: عثمان بن سعد بدل عثمان بن غياث، وكلاهما بصري، وله رواية عن عكرمة، لكن عثمان بن غياث ثقة، وعثمان بن سعد ضعيف، وقد أشار الإسماعيلي إلى أن شيخه القاسم وهم في قوله عثمان بن سعد، ويؤيده أن أبا مسعود الدمشقي ذكر في «الأطراف» أنه وجده من رواية مسلم بن الحجاج عن أبي كامل كما ساقه البخاري. قال: فأظن البخاري أخذه عن مسلم، لأنني لم أجده إلا من رواية مسلم، كذا قال: وتعقب باحتمال أن يكون البخاري أخذه عن أحمد بن سنان، فإنه أحد مشايخه، ولم نجد له ذكرا في كتابه غير هذا الموضع. اه. الحديث: 1404 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 1405 - (م) مسلم القري (1) قال: «سألتُ ابْنَ عبَّاسٍ -رضي [ص: 123] الله عنهما- عن مُتعةِ الحجِّ؟ فرخَّصَ فيها، وكان ابْنُ الزُّبَيْرِ يَنَهى عنها، فقال: هذه أمُّ ابنِ الزُّبيْرِ تُحَدِّثُ: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخَّصَ فيها، فَادْخُلُوا عليها فَاسْألَوهَا، قال: فدَخلْنَا عليها، فإذا هي امرأةٌ ضَخْمَةٌ عَمْياءُ، فقالت: قد رَخَّصَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فيها» . وفي رواية «عن المتعةِ» ولم يقل: «عن مُتْعَةِ الحجِّ» . وفي أخرى «لا أَدْرِي (2) : متعة الحج، أو متعة النِّساء؟» . أخرجه مسلم (3) .   (1) هو مسلم بن مخراق العبدي القري - بضم القاف وكسر الراء المهملة - أبو الأسود البصري العطار روى عن ابن عباس وابن الزبير، وابن عمر، ومعقل بن يسار، وأبي بكر الثقفي، وأسماء بنت أبي بكر، وعنه ابنه سوادة وابن عون وحزم بن أبي حزم القطعي والقاسم بن الفضل الحداني وشعبة. (2) القائل " لا أدري " هو مسلم القري، كما صرح بذلك مسلم في " صحيحه ". (3) رقم (1238) في الحج، باب في متعة الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/348) قال: ثنا روح. ومسلم (4/55) قال: ثنا محمد بن حاتم، قال: ثنا روح بن عبادة. (ح) وثناه ابن المثنى، قال: ثنا عبد الرحمن، وثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد يعني ابن جعفر. والنسائي في الكبرى (الورقة 71 - ب) قال: نا محمود بن غيلان المروزي. قال: ثنا أبو داود. أربعتهم: (روح، وعبد الرحمن، ومحمد بن جعفر، وأبو داود الطيالسي) عن شعبة، عن مسلم القري، فذكره. الحديث: 1405 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 1406 - (م د س) أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: «كانت لنا رُخْصَة «يعني المُتْعَةَ في الحجِّ» . وفي روايةٍ قال: «كانت المتْعَةُ في الحجِّ لأصحاب محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- خاصةً» . وفي أُخرى قال أبو ذرٍّ «لا تَصْلُحُ الْمتْعَتَان إلا لَنا خَاصَّةً، يعني: مُتْعَةَ النِّسَاءِ، ومُتعَةَ الحجِّ» (1) . وفي أخرى نحو الأولى قال: «إنَّما كاَنتْ لَنَا رُخْصَةً دُونَكُمْ» . [ص: 124] هذه رواية مسلم. وفي رواية أبي داود «أنَّ أَبا ذَرٍّ كانَ يقولُ فِيمَنْ حَجَّ، ثم فَسَخَهَا بِعُمْرَةٍ: لم يكن ذلك إلا للِرَّكْبِ الذين كانوا مع رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية النسائي، قال في مُتْعَةِ الحجِّ: ليستْ لكم، ولستُمْ منها في شيء. إنّما كانَتْ رُخْصَةً لَنَا أصحابَ مُحمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى مختصراً قال: «كانت الْمُتْعَةُ رُخْصَةً لَنَا» (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": معناه إنما صلحتا لنا خاصة في الوقت الذي فعلناهما، ثم صارتا حراماً بعد ذلك إلى يوم القيامة. والله أعلم. أقول: أما متعة النساء، فقد كانت مباحة، ثم نسخت وأصبحت حراماً إلى يوم القيامة، وأما متعة الحج، وهي فسخ الحج إلى العمرة، فهي عامة للناس جميعاً، وليست خاصة للصحابة في مذهب أحمد ومن تبعه. (2) أخرجه مسلم رقم (1224) في الحج باب جواز التمتع، وأبو داود رقم (1807) في المناسك، باب الرجل يهل بالحج ثم يجعلها عمرة، والنسائي 5 / 179 و 180 في الحج، باب إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي، وهذه الروايات موقوفة على أبي ذر رضي الله عنه. قال النووي في " شرح مسلم ": قال العلماء: معنى هذه الروايات كلها أن فسخ الحج إلى العمرة كان للصحابة في تلك السنة، وهي حجة الوداع، ولا يجوز بعد ذلك. وليس مراد أبي ذر إبطال التمتع مطلقاً، بل مراده: فسخ الحج إلى العمرة، كما ذكرنا، وحكمته إبطال ما كانت عليه الجاهلية من منع العمرة في أشهر الحج. أقول: وحديث " دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، لا بل لأبد أبد " معارض لهذه النصوص في مذهب أحمد ومن تبعه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أ - عن يزيد بن شريك، عنه: أخرجه مسلم (4/46) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، عن عياش العامري. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن فضيل، عن زبيد. وفي (4/47) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، عن بيان. وابن ماجة (2985) قال: حدثنا علي ابن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي (5/179) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، وعياش العامري. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت عبد الوارث بن أبي حنيفة. (ح) وأخبرنا بشر بن خالد، قال: أنبأنا غُندر، عن شعبة، عن سليمان. وفي (5/180) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل بن مهلهل، عن بيان، عن عبد الرحمن بن أبي الشعثاء. ستتهم- الأعمش، وعياش العامري، وزبيد، وبيان، وعبد الوارث بن أبي حنيفة، وعبد الرحمن بن أبي الشعثاء - عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، فذكره. * وفي حديث زبيد قال: «قال أبو ذر رضي الله عنه: لا تصلح المُتْعَتان إلا لنا خاصة يعني متعة النساء ومتعة الحج» . * ورواية عياش العامري: كانت لنا رخصة، يعني المتعة في الحج. ب - عن الموقع، عنه: أخرجه الحميدي (132 و 135) . ج - وعن سليم بن الأسود، عنه: أخرجه أبو داود (1807) . الحديث: 1406 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 1407 - (خ م) أبو جمرة (1) قال: «سألْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- عن الْمُتْعَةِ؟ فأَمَرَني بِهَا. وسألتُهُ عن الهدْي؟ فقال: فيها جَزُورٌ، أو بقَرَةٌ، أوْ شاةٌ، أو شِرْكٌ في دمٍ، قال: وكان ناسٌ كرِهُوهَا، فَنِمْتُ، فرأيْتُ في المنام: كَأنَّ إنْسَاناً يُنادي: [ص: 125] حَجٌّ مبرورٌ ومُتْعةٌ مُتَقَبَّلَةٌ (2) ، فأَتيْتُ ابنَ عباسٍ، فحدَّثْتُهُ، فقال: الله أكبرْ، الله أكبر، سُنَّةُ أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم-» . هذه رواية البخاري. وفي رواية مسلم: قال أبو جمرة «تَمتَّعْتُ، فَنَهاني نَاسٌ عَنْ ذِلكَ، فأَتيْتُ ابنَ عباس [فسألته عن ذلك] . فأمرني بها، قال: ثم انْطَلَقْتُ إلى الْبَيْتِ فنمتُ، فأتاني آتٍ في مَنامِي، فقال: عُمرة متقبلة، وحَج مبرور، فأتيت ابن عباس فأَخبرته، فقال: الله أكبر، سُنَّةُ أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم-» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جزور) : الجزور من الإبل: يقع على الذكر والأنثى، والجمع: الجُزْر، واللفظة مؤنثة. (مبرور) : الحج المبرور: هو الذي لا يخالطه شيء من المأثم.   (1) هو: نصر بن عمران الضبعي - بضم الضاد المعجمة - روى عن أبيه وابن عباس وابن عمر وطائفة: وعنه ابنه علقمة وأبو التياح والحمادان وخلق. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: متعة متقبلة. قال الإسماعيلي وغيره: تفرد النضر (الراوي عن شعبة عن أبي جمرة) بقوله: متعة، ولا أعلم أحداً من أصحاب شعبة رواه عنه إلا قال: عمرة، وقال أبو نعيم: قال أصحاب شعبة كلهم: عمرة، إلا النضر، فقال متعة. اهـ. ورواية مسلم التي بعدها: عمرة متقبلة. (3) أخرجه البخاري 3 / 426 و 427 و 428 في الحج، باب {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي} ، ومسلم رقم (1242) في الحج، باب جواز العمرة في أشهر الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/241) (2158) قال: ثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والبخاري (2/175) قال: ثنا آدم. وفي (2/204) قال: ثنا إسحاق بن منصور، قال: نا النضر. ومسلم (4/57) قال: ثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: ثنا محمد بن جعفر. أربعتهم (محمد بن جعفر، وحجاج، وآدم، والنضر) عن شعبة، قال: نا أبو حمزة نصر بن عمران الضُبعي، فذكره. الحديث: 1407 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 1408 - (ط) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان يقول: «مَنِ اعْتَمرَ في أشْهُرِ الحجِّ، في شوالٍ، أو ذي القَعدةِ، أو ذي الحجة، قبل الحج، ثمَّ أقام بمكة حتَّى يدركهُ الحجُّ، فهو متمتع إنَّ حَجَّ، وعليه [ص: 126] ما اسْتَيْسَرَ من الْهدْي، فإنْ لم يَجِدْ، فَصِيامُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ في الحجِّ وسبعة إذا رجع» . قال مالك: «وذلك إذا أقام حتى الحج، ثم حج [من عامه] » . أخرجه الموطأ. وفي رواية له قال: «والله، لأنْ أعْتَمرَ قَبْلَ الحجِّ وأُهْديَ: أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أعتَمِرَ بعد الحج، في ذي الحجَّةِ» (1) .   (1) 1 / 344 في الحج، باب ما جاء في التمتع، وإسناده صحيح، وفي حديث ابن عمر هذا مبالغة في جواز التمتع، وفيه رد على أبيه وعثمان في كراهته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (780) في الحج - باب ما جاء في التمتع، قال: عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 1408 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 1409 - (ط) عبد الرحمن بن حرملة الاسلمي -رحمه الله- أنَّ رجلاً سألَ سعيدَ بن المُسَيَّبِ قال: «أَعْتمِرُ قبْلَ أنْ أحجَّ؟ فقال سعيدُ: نعم، قد اعْتَمرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قبلَ أنْ يَحُجَّ» .أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 343 في الحج، باب العمرة في أشهر الحج. وهو مرسل، وأخرجه البخاري موصولاً عن ابن عمر 3 / 477 في العمرة، باب من اعتمر قبل الحج، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: يتصل هذا الحديث من وجوه صحاح، وهو أمر مجمع عليه لا خلاف بين العلماء في جواز العمرة قبل الحج لمن شاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» (775) في الحج - باب العمرة في أشهر الحج، قال: عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/353) : قال ابن عبد البر: يتصل هذا الحديث من وجوه صحاح. الحديث: 1409 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 1410 - (ط) سعيد بن المسيب: «أنَّ عمر بْنَ أبي سَلَمَةَ اسْتَأذَنَ عُمَرَ بن الخطَّاب -رضي الله عنه- أنْ يَعْتَمر في شَوَّالٍ، فأذنَ لَهُ، فاعْتَمرَ ثم قَفَلَ إلى أهله، ولم يَحُجَّ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 343 في الحج، باب العمرة في أشهر الحج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» (776) في الحج - باب العمرة في أشهر الحج، قال: عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1410 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 1411 - (ط) عائشة -رضي الله عنها-: كانت تقول «الصِّيام لَمِن [ص: 127] تَمتَّعَ بالْعُمرَةِ إلى الحجِّ لمن لم يَجِدْ هَدياً: ما بَيْنَ أَنْ يُهِلَّ بالحجِّ إلى يَوْمِ عَرَفَةَ، فإنْ لم يَصُمْ صامَ أيامَ مِنى» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 426 في الحج، باب صيام التمتع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (984) في الحج - باب صيام التمتع. قال: عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 1411 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 1412 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «أنه كان يقول في ذلك مِثْلَ قول عائشةَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 426 في الحج، باب صيام التمتع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» (985) في الحج - باب صيام التمتع. قال عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 1412 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 1413 - (خ م د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «أهلَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأَصحابُهُ بالحجِّ، وليس مع أَحدٍ منهم هديٌ غير النبيِّ وطَلْحَةَ، فقَدِمَ عليٌّ من اليمن مَعَهُ هديٌ، فقال: أَهللتُ بما أهلَّ به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فأمَرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أصحابَه: أن يَجْعَلُوهَا عمرةً ويَطُوفُوا، ثم يُقَصِّروا (1) ويَحلُّوا، إلا مَنْ كانَ مَعَهُ الهدْيُ، فقالُوا: نَنْطَلِقُ إلى مِنى وذكَرُ أحدِنا يَقْطُرُ، فَبَلَغَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لو اسْتَقْبَلْتُ من أَمْرِي ما استدْبَرتُ مَا أَهديْتُ (2) ، ولولاَ أنَّ مَعي الهدي لأحلَلْتُ. وحاضَتْ عائشَةُ، فَنَسَكَتِ المْنَاسِكَ كُلَّها، غيْرَ أنْ لم تَطُفْ بالْبَيْتِ، فلما طافتْ [ص: 128] بالبيْتِ، قالت: يا رسول الله، تَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وعمرةٍ، وَأنْطَلِقُ بحَجٍّ؟ فَأمَرَ عَبْدَ الرَّحمن بنَ أبي بكرٍ: أن يَخْرُجَ معها إلى التَّنْعيم، فاعْتَمَرتْ بعد الحجِّ» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري «أنَّهُ حَجَّ مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يوم ساَقَ الهديَ معه، وقد أَهلُّوا بالحجِّ مُفْرداً، فقال لهم: أحِلُّوا من إحْرامكم، واجْعَلُوا الَّتي قَدمتُمْ بِها مُتْعَة (3) ، فقالوا: كيفَ نجْعَلُها مُتْعَة وقد سمَّيْنَا الحج؟ فقال: افْعَلُوا ما أقولُ لكم، فلولا أنِّي سُقْتُ الهدْي لَفَعَلْتُ مثْلَ الذي أمرتُكُمْ، ولكن لا يحلُّ مني حَرَامٌ حَتَّى يَبْلغَ الهديُ مَحلَّهُ. فَفَعَلُوا» . وفي رواية له نحوه، وفيه «وقدمْنا مَكَّة لأرْبَعٍ خَلَوْنَ مَنْ ذي الحِجَّةِ، فأمَرنَا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أنْ نَطُوفَ بالْبيْت وبالصَّفا والمروة، ونَجْعَلَها عمْرة ونَحِلَّ، إلا مَنْ معه هديٌ» . وفيه «ولَقِيَهُ سُراقَةُ بنُ مالكٍ وهو يرمي الْجَمْرةَ بالْعَقَبَةَ، فقال: يا رسولَ الله، ألَنا هذه خاصة؟ قال: بل للأبد - وذكر قصة عائشة، واعتمارها من التَّنْعيم» . [ص: 129] وفي أخرى له قال: «أهْلَلْنَا -أصحابَ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- بالحجِّ خَالِصاً وَحْدَهُ. فقَدِم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- صُبْحَ رَابِعةٍ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّة، فأمَرَنَا: أَنْ نَحِلَّ» . وذكر نحوه، وقولَ سراقة، ولم يذكر قصة عائشة، وفي أخرى له: قال «أَهْلَلْنَا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحجِّ. فلما قدمنا مكة: أمرَنا أن نَحِلَّ ونَجْعَلَهَا عُمْرَةً، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْنَا، وضاقَتْ بِهِ صُدُورُنَا، فبَلَغَ ذَلِكَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فما نَدْرِي أشيءٌ بلَغَهُ من السَّماءِ، أمْ شيءٌ من قِبَلِ الناس؟ فقال: يا أيها الناسُ أحِلُّوا، فلولا الهدْيُ الذي مَعي فعلتُ كما فَعَلْتُمْ، قال: فأحْلَلْنَا، حتَّى وَطِئْنَا النِّسَاءَ، وفعَلْنَا ما يَفْعَلُ الْحَلالُ. حتى إذَا كان يومُ التَرْوِيَةِ، وجَعَلْنَا مَكَّة بِظَهْرٍ: أهْلَلْنا بالحجِّ» . وفي أخرى للبخاري ومسلم مختصراً، قال: «قَدِمْنَا مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ونحن نقول: لَبَّيكَ بالحجِّ، فأمرَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَجَعلْناهَا عُمْرَة» . وفي روايةٍ لمسلمٍ: قال: «أقْبَلْنَا مُهِلَّينَ مَعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحجٍّ مُفْرَدٍ، وأقْبَلَت عائشَةُ بِعُمْرةٍ، حتى إذا كُنَّا بِسَرِفَ عَركت، حتى إذا قَدِمْنَا طُفْنا بالْكَعْبةِ والصّفَا والمروةِ، فأمرنَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يَحِلَّ مِنَّا منْ لم يَكُنْ معه هَدْيٌ، قال: فَقُلْنَا: حِلُّ ماذا؟ قال: الحلُّ كلُّهُ، فَوَاقَعْنَا [ص: 130] النِّسَاءَ، وتَطَيَّبْنَا بالطِّيبِ، ولَبِسْنَا ثِيَاباً (4) ، وليس بَيْننا وبَيْنَ عَرَفَةَ إلا أربَعُ ليالٍ، ثم أَهْلَلْنَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، ثم دخلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على عائشةَ، فوجَدَها تَبْكي، فقال: ما شأْنُكِ؟ قالت: شَأني أَنِّي قد حضْتُ، وقد حَلَّ الناسُ، ولم أحْلِلْ، ولم أطُفْ بالبَيْتِ، والنَّاس يَذْهَبُونَ إلى الحجِّ الآنَ. فقال: إنَّ هذا أَمْرٌ كَتَبَهُ الله على بَنَاتِ آدَم، فَاغْتَسلي، ثم أهِلِّي بالحجِّ. ففعلتْ، ووقَفَتِ المواقِفَ كلَّها، حتَّى إذاَ طَهُرَتْ طافَتْ بالكعبة والصَّفا والمروَةِ، ثم قال: قد حلَلْتِ من حجَّكِ وعُمْرَتكِ جميعاً، فقالت: يا رسول الله، إنِّي أجدُ في نفسي: أنِّي لم أطُفْ بالبيت حينَ حجَجْتُ (5) ، قال: فَاذْهَبْ بها يا عبدَ الرحمن، فأَعْمرْها من التَّنْعيم (6) وذلك لَيْلَةَ الْحَصبَةِ (7) » . زاد في رواية «وكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً سَهْلاً، إذا هَويَتِ الشَّيء تابَعَهَا عليه» . وفي أخرى لمسلم نحوه، وقال: «فَلَمَّا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أهْلَلْنَا [ص: 131] بالحج، وكَفَانا الطَّواف الأولُ بين الصفا والمروةِ، وأمرَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن نشْتَرِكَ في الإبلِ والبقرِ: كُلُّ سَبْعةٍ منَّا في بَدَنَةٍ» . وفي أخرى له عن عطاء قال: سمعت جابر بن عبد الله في ناس معي، قال: «أهْلَلْنا- أَصحابَ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- (8) بالحج خالصاً وحده، قال عطاء: قال جابر: فقَدِم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- صُبْحَ رابِعَةٍ من ذي الحِجَّةِ، فأمرنا أن نَحِلَّ - قال عطاء-: قال: حِلُّوا وأصَيبوا النساء. قال عطاء: ولم يَعْزِم عليهم، ولكن أحَلَّهُنَّ لهم. فقلنا: لَمَّا لم يكن بيننا وبين عرفةَ إلا خمسٌ، أمرَنا أن نفضي إلى نِسائِنا، فنأَتي عرفةَ تَقْطُرُ مذاكيرُنا الْمَنِيَّ - قال: يقول جابرٌ بيده - كأنِّي أنظر إلى قوله بيده يُحَرِّكُهُا - قال: فقام النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فينا، فقال: قد علمتُمْ: أَنِّي أَتْقَاكُمْ للهِ عز وجلَّ، وأصدقُكُم وأَبرُّكمْ، ولَوْلا هَدْيي لَحَلَلْتُ كما تَحِلُّونَ، ولو اسْتقبلتُ من أمري ما اسْتَدْبَرْتُ لم أَسُقِ الْهَدي، فَحِلُّوا، فَحَلَلْنا، وسَمِعْنا وأطعنا، [قال عطاء:] قال جابرٌ: فَقَدِمَ عليٌّ من سعايَتهِ (9) فقال: بم أَهْلَلْتَ؟ قال: بما أَهلَّ به النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: فأهد، [ص: 132] وامْكُثْ حَرَاماً، [قال] وأهدى له عليٌّ هَدياً، فقال سُراقةُ بْنُ مالكِ بنِ جُعْشُم (10) يا رسول الله، لِعَامِنا هذا، أم لْلأَبَدِ؟ قال للأَبدِ» . وفي أخرى له قال: «أمرَنا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، لمَّا أَحْلَلْنا: أنْ نُحْرِمَ إذا توّجهْنا إلى منى، قال: فأهْلَلْنا من الأَبطَحِ» . وفي أخرى له قال: «لم يَطُف النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، ولا أصحابهُ بين الصفا والمروةِ، إلا طوافاً واحداً: طَوَافَهُ الأول» . وأخرج أبو داود الرواية الأولى، إلا أنه لم يذكر حيض عائشة وعُمرتَها. وأخرج أيضاً الرواية الأولى والثانية من أفراد مسلم. وأخرج أيضاً أخرى. قال: «أهْلَلْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحج خالصاً، لايُخَالطُهُ شيءٌ. فقَدِمْنَا مكَّةَ لأَربع ليالٍ خَلَوْنَ من ذي الحِجَّةِ. فَطُفنا وسعينا، فأمرَنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ نَحِلَّ، وقال: لولا الهديُ لحَلَلْتُ، فقامَ سُراقةُ بنُ مالكٍ، فقال: يارسولَ الله، أرأيتَ مُتعتنا هذه: [ص: 133] ألِعامِنا، أم للأَبدِ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: بل هي للأبد» (11) . [ص: 134] وأخرج النسائي الرواية الثالثة والرابعة من أفراد البخاري. والأولى من أفراد مسلم. وله في أخرى مختصراً قال: قال سراقةُ: «يا رسولَ الله، أرأيْتَ عُمرتنا هذه، لِعامِنا، أم للأبد؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لِلأَبَدِ» . وفي أخرى له قال: «تَمتَّعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتَمتَّعنا معه، فَقُلْنَا: ألنا خاصَّة، أم للأبد؟ قال: بل للأبد» (12) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَرَكَت) المرأة: إذا حاضت.   (1) وهو الأفضل للمتمتع أن يقصر من شعره، وأن يحلقه يوم النحر بعد فراغه من أعمال الحج. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله " ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت، ما سقت الهدي " هذا دليل على جواز قول " لو " في التأسف على فوات أمور الدين ومصالح الشرع. وأما الحديث الصحيح: في أن " لو تفتح عمل الشيطان " فمحمول على التأسف على حظوظ الدنيا ونحوها، فيجمع بين الأحاديث بما ذكرناه، والله أعلم. (3) قال الحافظ في " الفتح ": أي: اجعلوا الحجة المفردة التي أهللتم بها عمرة، تحللوا فيها فتصيروا متمتعين، فأطلق على العمرة متعة مجازاً، والعلاقة بينهما ظاهرة. (4) في مسلم المطبوع: ولبسنا ثيابنا. (5) في مسلم المطبوع: حتى حججت. (6) " التنعيم " أقرب الحل من طريق المدينة على فرسخين أو أربعة من مكة، وسمي بذلك، لأن عن يمينه جبلاً يقال له: نعيم. وعن شماله آخر يسمى: ناعم، والوادي بينهما نعمان. (7) قوله " ليلة الحصبة " أي: الليلة التي بعدها ليالي التشريق، التي ينزل فيها من المحصب، والمشهور فيها: سكون الصاد. وجاء فتحها وكسرها، و " الحصبة " أرض في طرف مكة من جهة منى، وتسمى الأبطح. (8) قال في " المفصل ": وفي كلامهم ما هو على طريقة النداء ويقصد به الاختصاص لا النداء، وذلك قولهم: نحن نفعل كذا أيها القوم. واللهم اغفر لنا أيتها العصابة، أي: نحن نفعل مختصين من بين الأقوام، واغفر لنا مخصوصين من بين العصائب. (9) " السعاية " العمل على جمع الصدقة. وكان علي قد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ساعياً، فقدم منها ومعه إبل ساقها هدياً. (10) هو سراقة بن مالك بن جشعم بن مالك بن عمرو بن مالك بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة المدلجي، يكنى أبا سفيان، من مشاهير الصحابة، وهو الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر حين خرجا إلى المدينة، وقصته مشهورة، ثم أسلم يوم الفتح، مات في خلافة عثمان رضي الله عنه، سنة أربع وعشرين. (11) وفي الحديث الذي بعده رقم (1414) عند مسلم " فإن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة ". قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 393: اختلف العلماء في معناه على أقوال، أصحها وبه قال جمهورهم: معناه: أن العمرة يجوز فعلها في أشهر الحج إلى يوم القيامة، والمقصود به بيان إبطال ما كانت الجاهلية تزعمه من امتناع العمرة في أشهر الحج، والثاني: معناه: جواز القران، وتقدير الكلام: دخلت أفعال العمرة في أفعال الحج إلى يوم القيامة، والثالث: تأويل بعض القائلين بأن العمرة ليست واجبة، قالوا: معناه: سقوط العمرة، قالوا: ودخولها في الحج معناه: سقوط وجوبها، وهذا ضعيف أو باطل، وسياق الحديث يقتضي بطلانه، والرابع: تأويل بعض أهل الظاهر أن معناه: جواز فسخ الحج إلى العمرة، وهذا أيضاً ضعيف. قال الحافظ في " الفتح " 3 / 485: وتعقب بأن سياق السؤال يقوي هذا التأويل (يعني فسخ الحج إلى العمرة) بل الظاهر أن السؤال وقع عن الفسخ، والجواب وقع عما هو أعم من ذلك حتى يتناول التأويلات المذكورة إلا الثالث. والله أعلم. أقول: والذي عليه الحنابلة هو استحباب فسخ الحج إلى العمرة لمن كان مفرداً أو قارناً إذا لم يسق الهدي، وقد اتفق جمهور العلماء على جواز الأنساك الثلاثة، واختلفوا في أفضليتها، فقال الشافعي ومالك وآخرون: أفضلها الإفراد، وقال أبو حنيفة وآخرون: أفضلها القران، وقال أحمد وآخرون: أفضلها التمتع، وهو أن يحرم بالعمرة أولاً، فإذا فرغ منها أحرم بحج. وقول أحمد ومن تبعه أقرب إلى الأدلة. وقد قال موفق الدين بن قدامة المقدسي الحنبلي في " المغني " 3 / 398: ومن كان مفرداً أو قارناً أحببنا له أن يفسخ إذا طاف وسعى ويجعلها عمرة، إلا أن يكون معه هدي فيكون على إحرامه، أما إذا كان معه هدي، فليس له أن يحل من إحرام الحج ويجعله عمرة بغير خلاف نعلمه. وأما من لا هدي معه ممن كان مفرداً أو قارناً فيستحب له إذا طاف وسعى أن يفسخ نيته بالحج، وينوي عمرة مفردة، فيقصر ويحل من إحرامه متمتعاً إن لم يكن وقف بعرفة. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر أصحابه في حجة الوداع الذين أفردوا الحج وقرنوا أن يحلوا كلهم ويجعلوها عمرة، إلا من كان معه الهدي، وثبت ذلك في أحاديث كثيرة. قال: وقد روى فسخ الحج: ابن عمر، وابن عباس، وجابر، وعائشة، وأحاديثهم متفق عليها ورواه غيرهم وأحاديثهم كلها صحاح. أقول: هذه هي أقوال جمهور الفقهاء باختصار في جواز الأنساك الثلاثة، وخلافهم في الأفضل منها فقط، وهو رأي جمهور المحدثين والمفسرين، وجل ما هنالك أن التمتع أفضل عند الإمام أحمد ومن تبعه، وقد خالف جمهور هؤلاء العلماء في هذا: ابن حزم في " المحلى " وابن قيم الجوزية في " زاد المعاد " فقالا [ص: 134] بوجوب فسخ الحج إلى العمرة لمن لم يسق الهدي، متبعين في ذلك بعض من خالف الجمهور قبلهم، وقلدهما في ذلك الأستاذ ناصر الدين الألباني في كتابه حجة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بوجوب فسخ الحج إلى العمرة، ووجوب التمتع بالعمرة لمن لم يسق الهدي وذلك يقتضي تأثيم كل من أحرم في الحج مفرداً أو قارناً، ولم يسق الهدي، ولا قائل به عند جمهور العلماء من السلف والخلف. (12) أخرجه البخاري 3 / 402 و 403 في الحج، باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، وإذا سعى على غير وضوء بين الصفا والمروة، وباب من أهل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، وباب التمتع والقران والإفراد بالحج، وباب من لبى الحج وسماه، وباب عمرة التنعيم، وفي الشركة، باب الاشتراك في الهدي والبدن، وفي المغازي، باب بعث علي وخالد إلى اليمن قبل حجة الوداع، وفي التمني، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو استقبلت من أمري ما استدبرت، وفي الاعتصام، باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التحريم إلا ما تعرف إباحته، وأخرجه مسلم رقم (1213) و (1214) و (1215) و (1216) في الحج، باب بيان وجوه الإحرام، وأبو داود رقم (1785) و (1786) و (1787) و (1788) و (1789) في المناسك، باب في إفراد الحج، والنسائي 5 / 178 و 179 في الحج، باب إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: لفظ الباب، عن عطاء، عنه: 1 - أخرجه أحمد (3/305) قال: ثنا عبد الوهاب الثقفي. والبخاري (2/195) و (3/4) قال: ثنا محمد ابن المثنى، قال: ثنا عبد الوهاب. قال: وقال لي خليفة: ثنا عبد الوهاب. وفي (9/103) قال: ثنا الحسن بن عمر، قال: ثنا يزيد. وأبو داود (1789) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا عبد الوهاب الثقفي. وابن خزيمة (2785) قال: ثنا محمد بن الوليد القرشي، قال: ثنا عبد الوهاب. كلاهما (عبد الوهاب، ويزيد) عن حبيب المعلم. 2 - وأخرجه أحمد (3/366) قال: ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله 0- يعني الزبيري - قال: ثنا معقل -يعني ابن عبيد الله الجزري -. كلاهما (حبيب، ومعقل) عن عطاء، فذكره. أما الرواية الأخرى عن عطاء أيضا عن جابر. 1 - أخرجه الحميدي (1293) قال: ثنا سفيان، وأحمد (3/317) قال: ثنا إسماعيل. والبخاري (2/172) و (5/208) و (9/137) قال: ثنا المكي بن إبراهيم. وفي (3/185) قال: ثنا أبو النعمان، قال: ثنا حماد بن زيد. ومسلم (4/36) قال: ثني محمد بن حاتم، قال: يحيى بن سعيد. وأبو داود (1787) قال: ثنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال: ني أبي، قال: ثني الأوزاعي. وابن ماجة (1074) قال: ثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو عاصم. والنسائي (5/157) و (202) قال: نا عمران بن يزيد، قال: ثنا شعيب. وفي (5/178) قال: نا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية. وابن خزيمة (957) و (2786) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن بكر. تسعتهم - سفيان، وإسماعيل، والمكي، وحماد، ويحيى، والأوزاعي، وأبو عاصم، وشعيب، وابن بكر - عن ابن جريج. 2 - وأخرجه أحمد (3/302) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/302) أيضا قال: حدثنا إسحاق. ومسلم (4/37) قال: حدثنا ابن نمير (وهو محمد بن عبد الله بن نمير) قال: حدثني أبي. والنسائي (5/248) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. أربعتهم (يحيى، وإسحاق، وعبد الله، وخالد) عن عبد الملك بن أبي سليمان. 3 - وأخرجه أحمد (3/362) قال: حدثنا عفان. وأبوداود (1788) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2473) عن هلال بن العلاء، عن حجاج بن منهال. ثلاثتهم (عفان، وموسى، وحجاج) عن حماد بن سلمة، عن قيس. 4 - وأخرجه البخاري (2/176) . ومسلم (4/37) قال: حدثنا ابن نمير. كلاهما (البخاري، وابن نمير) قالا: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا موسى بن نافع (أبو شهاب) . 5 - وأخرجه مسلم (4/38) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي، قال: حدثنا أبو هشام المغيرة ابن سلمة المخزومي، عن أبي عوانة، عن أبي بشر (جعفر بن إياس) . 6- وأخرجه ابن ماجة (2980) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي. ستتهم - عبد الملك، وابن جريج، وقيس، وأبو شهاب، وأبو بشر، والأوزاعي- عن عطاء، فذكره. الحديث: 1413 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 1414 - (خ م د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كانوا يَرَونَ (1) العمرةَ في أشهر الحجِّ من أَفْجرِ الْفُجُورِ في الأَرض، [ص: 135] وكانوا يُسَمُّونَ الْمُحَرَّمُ صفَر (2) ، ويقولون: إذا بَرَأ الدَّبَرْ، وعَفَا الأَثَرْ، وانْسَلَخَ صَفَرْ: حَلَّتِ العمرةُ لمن اعتَمَرْ، قال: فقَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابُهُ صَبيحَةَ رابعَةٍ، مُهلِّينَ بالحجِّ، فأمرَهُمْ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أن يَجْعَلُوها عُمْرَةً، فَتَعَاَظَمَ ذلك عندهم، فقالوا: يا رسول الله، أيُّ الْحِلِّ؟ قال: الحِلُّ كُلُّهُ» . قال البخاري: قال ابن المديني: قال لنا سفيان: «كان عَمْرو يقول: إنَّ هذا الحديث له شأْنٌ» . [ص: 136] وفي أخرى قال: «قَدِمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأصحابُهُ لِصُبْحِ رِابِعَةٍ يُلَبُّونَ بالحجِّ، فأمرهم: أن يجعلوها عمرةً، إلا من معه هَدْيٌ» . وفي أخرى قال: «أَهلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالحج، فقدِمَ لأربَعٍ مَضَيْنَ من ذي الحِجَّةِ، فَصَلَّى الصُّبْحَ، وقال -حين صلى -: مَنْ شَاء أن يَجْعلها عمرةً فليجعلها عمرةً» . ومنهم من قال: «فصلَّى الصبحَ بالْبَطْحَاءِ» . ومنهم من قال: «بذِي طوىً» (3) . هذه روايات البخاري ومسلم. وعند مسلم أيضاً قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذه عمرة اسْتمْتَعْنا بها، فمن لم يكنْ معه الهديُ فَلْيَحِلَّ الْحِلَّ كُلَّهُ، فَإنَّ العمرةَ قد دخلتْ في الحجِّ إلى يوم القيامةِ» . وأخرج أبو داود الرواية الأولى من الْمُتَّفَقِ، وأخرج الرواية التي انفرد بها مسلم. وأخرج أخرى قال: «والله، ما أعْمَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عائشة في ذي [ص: 137] الحجَّةِ إلا ليَقطَعْ بذاك أمْرَ أهْل الشِّركِ، فإنَّ هذا الحيَّ من قُرَيشٍ ومَن دَانَ بِدِينهم،، كانُوا يقَولُونَ: إذاَ عَفَا الْوَبَرْ، وبَرَأ الدَّبَرْ، ودَخَلَ صَفَرْ، فقد حَلَّتِ العمرةُ لمن اعْتَمَرْ، فكانُوا يُحَرِّمُونَ العمرةَ، حتَّى يَنْسَلِخَ ذُو الحِجة والمحرم» . وله في أخرى: قال: «أهَلَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-[بالحج] ، فلما قَدِمَ، طاف بالبَيْتِ، وبين الصفا والمروةِ - قال ابن شَوْكَرٍ: ولم يُقَصِّرْ، ثم أتَّفَقَا - قال: ولم يَحِلَّ من أجْلِ الهدْي، وأمَرَ مَنْ لَمْ يكن ساقَ الْهَدْيَ: أنْ يَطُوفَ ويَسْعَى، ويُقَصِّرِ، ثم يَحِلَّ- قال ابن منيع في حديثه: أو يَحْلِق، ثُمَّ يَحِلَّ» . وأخرج النسائيُّ الرِّوَايَةَ الأُولى، وقال: «عَفَا الْوَبَرْ» . بَدَلَ «الأثر» . وزاد بعد قوله: «وانْسَلَخَ صَفَر» أو قال: «دخَلَ صفر» . وأخرج الرواية التي انفرد بها مسلم. وفي أخرى للنسائي قال: «أَهَلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالعمرةِ، وأهَلَّ أصْحَابُهُ بالحجِّ، وأمر من لم يَكُنْ معه الهديُ: أن يَحِلَّ، وكان فيمن لم يكن معه الهديُ: طَلْحةُ بنُ عُبيد الله، ورجلٌ آخر، فَأحَلا» . وفي أخرى له قال: «قَدِمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأصحابُهُ لصبْحِ رابعةٍ، وهم [ص: 138] يُلَبُّونَ بالحجِّ، فأَمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يَحِلُّوا» . وفي أخرى له «لأرَبعٍ مَضَيْنَ من ذي الحِجَّةِ، وقد أهَلَّ بالحج وصلَّى الصبحَ بالبَطْحَاءِ، وقال: مَنْ شَاءَ أن يَجْعَلها عمرةً فَلْيَفْعَلْ» . وأخرج الترمذيُّ من هذا الحديث طرفاً يسيراً: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «دخَلتِ العمرةُ في الحج إلى يوم الْقِيامَةِ» . وحيث اقْتصَرَ على هذا القدر منه لم أُثبِت له علامة، وقنعْتُ بالتنبيه عليه في المتن (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليلة الحصبة) : التحصيب: النوم بالشعب الذي مخرجه إلى الأبطح ساعة من الليل، وكان موضعاً نزله النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير أن يسنه للناس، فمن شاء حصب، ومن شاء لم يُحَصِّب. والمحصب أيضاً: موضع الجمار بمنى، وليس هذا. [ص: 139] (أفجر الفجور) : الفجور: الميل عن الواجب يقال للكاذب: فاجر، وللمكذب بالحق: فاجر. (برأ الدَّبَر) : الدَّبَر: جمع دَبْرَة وهي العقر في ظهر البعير. تقول: دبر البعير بالكسر وأدْبره القَتَب. (عفا) الشيء: إذا زاد وكثر ونما. والوبر: وبر الإبل. وأما الرواية الأخرى وهي «عفا الأثر» : فإن عفا بمعنى درس. (حلّت العُمرة لمن اعتمر) : كانوا لا يعتمرون في الأشهر الحرم حتى تنسلخ، فذلك معنى قوله: «ودخل صفر حلت العمرة لمن اعتمر» لأن بدخول صفر تنسلخ الأشهر الحرم، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. (دان بدينهم) : الدِّين: الطاعة. ودان فلان بدِين كذا: أخذ به وتابعه واقتدى به. (دخلت العمرة في الحج) : قال الخطابي: اختلف الناس في تأويل ذلك. فقالت طائفة: إن العمرة واجبة، وإليه ذهب الشافعي، وقال أصحاب الرأي: ليست واجبة، واستدلوا على ذلك بقوله: «دخلت العمرة في الحج» فسقط فرضها بالحج. وقال الموجبون: إن عملها قد دخل في عمل الحج. فلا نرى على القارن أكثر من إحرام واحد. وقيل: بل معناه: أنها قد دخلت في وقت الحج وشهوره. وكان أهل الجاهلية لا يعتمرون في [ص: 140] أشهر الحج. فأبطل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك.   (1) قوله: " يرون " أي يعتقدون. والمراد: أهل الجاهلية. وقد روى ابن حبان عن ابن عباس [ص: 135] قال: " والله ما أعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة في ذي الحجة إلا ليقطع بذلك أمر أهل الشرك، فإن هذا الحي من قريش ومن دان دينهم: كانوا يقولون - فذكر نحوه " فعرف بهذا تعيين القائلين. قاله الحافظ في " الفتح ". (2) قال الحافظ في " الفتح " (ج 3 ص 337) قوله: " ويجعلون المحرم صفر " كذا هو في جميع الأصول من الصحيحين " صفر " من غير ألف بعد الراء. قال النووي: وكان ينبغي أن يكتب بالألف، ولكن على تقدير حذفها لا بد من قراءته منصوباً، لأنه مصروف. قال الحافظ: يعني: والمشهور عن اللغة الربيعية: كتابة المنصوب بغير ألف، فلا يلزم من كتابته بغير ألف: أن لا يصرف، فيقرأ بالألف. وسبقه عياض إلى نفي الخلاف فيه. لكن في " المحكم ": كان أبو عبيدة لا يصرفه. فقيل له: إنه لا يمتنع الصرف حتى يجتمع علتان فما هما؟ قال: المعرفة والساعة. وفسره المطرزي: بأن مراده بالساعة: أن الأزمنة ساعات، والساعة مؤنثة. اهـ. وحديث ابن عباس هذا حجة قوية لأبي عبيدة، ونقل بعضهم أن في صحيح مسلم " صفراً " بالألف: وأما جعلهم ذلك، فقال النووي: قال العلماء: المراد: الإخبار عن النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، فكانوا يسمون المحرم صفراً ويحلونه، ويؤخرون تحريم المحرم إلى نفس صفر، لئلا تتوالى عليهم ثلاثة أشهر محرمة، فيضيق عليهم فيها ما اعتادوه من المقاتلة والغارة بعضهم على بعض، فضللهم الله في ذلك، فقال {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا ... } الآية. اهـ. (3) قوله " بذي طوى " بفتح الطاء وضمها وكسرها. ثلاث لغات حكاهن القاضي وغيره. الأصح الأشهر: الفتح، ولم يذكر الأصمعي وآخرون غيره، وهو مقصور منون، وهو واد معروف بقرب مكة. قال القاضي: ووقع لبعض الرواة في البخاري بالمد، وكذا ذكره ثابت، قاله النووي. (4) أخرجه البخاري 3 / 337 و 338 في الحج، باب التمتع والقران والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية، وأخرجه مسلم رقم (1240) و (1241) في الحج، باب جواز العمرة في أشهر الحج، وأبو داود رقم (1987) في الحج، باب العمرة، ورقم (1792) في المناسك، باب في إفراد الحج، والنسائي 5 / 180 و 181 و 201 و 202 في الحج، باب الوقت الذي وافى فيه النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وباب إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي، وأخرجه أيضاً أحمد في مسنده 1 / 252. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: لفظ الحديث من رواية طاوس، عنه: 1 - أخرجه أحمد (1/252) (2274) قال: ثنا عفان. والبخاري (2/175) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (5/51) قال: حدثنا مسلم. ومسلم (4/56) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. والنسائي (5/180) قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثا أبو أسامة. خمستهم (عفان، وموسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، وبهز، وأبو أسامة) عن وهيب بن خالد، قال: حدثنا عبد الله بن طاوس. 2 - وأخرجه البخاري (3/185) قال: حدثنا أبو النعمان، قا: حدثنا حماد بن زيد، قال: أخبرنا عبد الملك بن جريج. كلاهما - ابن طاوس، وابن جريج - عن طاوس، فذكره. رواية ابن جريج مختصرة على آخره. ورواية مجاهد، عنه: أخرجه أحمد (1/236) (2115) و (1/341) (3172) . والدارمي (1863) . ومسلم (4/57) . وأبو داود (1790) . والنسائي (5/181) . * وقال أبو داود: هذا منكر، إنما هو قول ابن عباس. الحديث: 1414 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 1415 - (خ م ط د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أشهر الحج، وليالي الحج، وحُرُمِ الحج (1) . فَنَزْلْنَا بِسَرِفَ، قالت: فخرج إلى أصحابه، فقال: من لم يكن مِنْكُم مَعَهُ هَدْيٌ فأحبَّ أنْ يَجْعلَها عُمْرة فليفعلْ، ومن كان مَعَهُ الهدي فلا، قالت: فالآخذُ بها، والتَّارِكُ لها من أصحابه، قالت: فأمَّا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجالٌ من أصحابهِ، فكانُوا أهْلَ قُوَّةٍ، وكان معهم الهديُ، فلم يَقْدِروا على العمرةِ (2) ، فَدَخَلَ عليَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي، فقال: ما يُبْكِيكِ يا هَنتَاهُ؟ قُلْتُ: سمعتُ قولَك لأصحابك: فمُنِعْتُ العمرةَ، قال: وما شأْنُكِ؟ قُلْتُ: لا أُصَلِّي، قال: فلا يَضُرُّكِ، إنما أَنْتِ امرأةٌ من بنَات آدَمَ، كَتب اللَّه عليكِ ما كتبَ عليهنَّ، فَكُوني في حَجِّكِ، فَعَسَى الله أن يَرْزُقَكِيها، قالت: فَخَرجْنا في حَجَّتهِ» . [ص: 141] وفي روايةٍ: «فخرجت في حَجَّتي، حتَّى قدْمنا مِنى، فَطَهُرْتُ، ثم خَرَجْت من منى، فأفضْت بالبَيت، قالت: ثم خرجت معه في النَّفْر الآخر، حتَّى نَزَل الْمُحَصَّبَ (3) ، ونزلنا معه، فدعا عبدَ الرحمن بن أبي بَكْرٍ، فقال: اخرُج بأُخْتِكَ من الحرَمِ، فَلْتُهلَّ بِعُمْرَةٍ، ثم افْرُغا، ثم أئْتِيا هَاهُنا، فإني أَنْظِرُكما حتى تأتِيا، قالت: فخرجنا، حتَّى إذا فرْغتُ من الطوافِ جئْتُهُ بسَحَرٍ، فقال: هل فَرَغتُمْ؟ قلت: نَعَمْ، فأذَّنَ بالرحيل في أصحابِهِ، فارتحلَ الناسُ، فمرَّ متوجهاً إلى المدينة» . وفي أخرى نحوه، وفي آخره: «فأذّنَ في أصحابِهِ بالرحيلِ، فَخرج، فمرَّ بالبيت، فطافَ بِهِ قَبْلَ صلاةِ الصُّبْحِ، ثم خرج إلى المدينة» . وفي أخرى قالت: «خرجْنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لا نذكْرُ إلا الحج، حتَّى جِئْنا سَرِفَ، فَطَمِثْتُ، فدخلَ عليَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي، فقال: مايُبْكِيكِ؟ فقلتُ: والله لَوِدِدتُ: أنِّي لم أَكُنْ خَرجْتُ العامَ، فقال: مالَكِ، لَعَلَّكِ نَفِسْتِ (4) ؟ قلت: نعم. قال هذا شيءٌ كَتَبَهُ الله على [ص: 142] بَنَاتِ آدَمَ. افْعَلي ما يفعلُ الحاجُّ، غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبيْتِ حتى تَطْهري، قالت: فلما قدمتُ مَكَّةَ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اجْعَلُوها عُمْرةً، فأحَلَّ النَّاسُ، إلا من كان معه الهدْي. قالت: فكان الهدْيُ مع رسول الله وأبي بكرٍ وعمرَ، وذَوي الْيَسَارَةِ، ثم أَهَلُّوا حين أراحُوا، قالت: فلما كان يوم النَّحر طهُرت فأمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأفَضْتُ. قالت: فأُتِينا بلحم بقرٍ. فقلتُ: ما هذا؟ فقالوا: أَهْدَى رسولُ الله عن نسائِهِ بالبقر، فلما كانتْ لَيْلَةُ الحصبَةِ قُلْتُ: يا رسول الله، أَيرجِع النَّاسُ بِحَجَّةٍ وعمرةٍ، وأرجِع بِحَجَّةٍ؟ قالت: فأمَرَ عبدَ الرحمنِ بنَ أبي بكرٍ، فأرْدَفَني على جَمَلِهِ، قالت: فإني لأذكُرُ، وأَنا حديثةُ السِّنِّ أَنْعَسُ فيصيبُ وُجْهي مُؤخَّرَةَ الرَّحْلِ - حتَّى جئنا إلى التَّنعيم، فأَهْلَلْنا منها بعُمْرَةٍ، جزاء بِعُمْرَةِ الناس الَّتي اعْتَمَرُوا» . وفي أخرى قالت: «خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجَّةِ الودَاعِ، فمنَّا مَنْ أَهَلَّ بعمرةٍ، ومنَّا مَنْ أهلَّ بحج. فَقَدِمْنا مَكَّةَ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أحرمَ بعمرةٍ، ولم يُهْدِ، فَلْيَحلِلْ، ومن أحرم بِعُمْرةٍ وأهْدَى، [ص: 143] فلا يَحْلِلْ حتَّى يَحِلَّ نَحْرُ هدْيِهِ، ومن أهل بحج فلْيُتمَّ حجَّهُ، قالَتْ: فحِضْتُ، فلم أزلْ حائضاً حتَّى كان يومُ عرفةَ، ولم أُهْلِلْ إلا بعمرَةٍ، فأمَرَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ أَنْقُضَ رَأْسي، وأَمْتَشط وأُهِلَّ بالحج وأتركَ العمرةَ. ففعلتُ ذلك، حتَّى قضيتُ حَجِّي، فبعثَ معي عبد الرحمن بن أبي بكر، فأمرني: أن أعتمرَ مكانَ عمرتي من التنعيم» . وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حِجَّةِ الوداعِ، فأَهْلَلْنا بعُمرَةٍ، ثم قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: من كانَ معه هدْي فَلْيُهلَّ بالحج مع العمرة، ثم لا يَحلُّ حتى يَحِلَّ منهما جَمِيعاً. فقدمْتُ مَكَّة - وأنا حائض- ولم أَطُفْ بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشَكوتُ ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: انْقُضي رأْسَكِ وامْتَشِطِي، وأهِلِّي بالحج، ودعي العمرةَ، قالت: ففعلتُ. فلما قَضَيْنا الحج، أرَسلَني رسولُ الله مع عبد الرحمن بن أبي بكرٍ إلى التَّنعيم فاعتمرتُ، فقال: هذه مكانَ عمرتكِ، قالت: فطاف الذين كانوا أَهلُّوا بالعمرة بالبيت وبين الصَّفا والمروةِ، ثم حَلُّوا، ثم طافُوا طوافاً آخر، بعد أنْ رَجعوا من مِنى لحجِّهم. وأمَّا الذين جمعوا الحج والعمرةَ. طافوا طوافاً واحداً» . وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: مَنْ أراد منكم أن يُهلَّ بحج وعمرةٍ فليفعل، ومن أراد أن يُهلَّ بحج فَلْيُهلَّ، ومن [ص: 144] أراد أن يُهِلَّ بعمرة فليُهلَّ، قالتْ عائشةُ: فأهلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بحج، وأَهلَّ به ناسٌ مَعَهُ، وأهَلَّ معه ناس بالعمرة والحج، وأهلَّ ناسٌ بعمرةٍ، وكُنْت فيمن أهلَّ بعمرةٍ» . وفي أخرى قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُوافين لِهلالِ ذي الحجَّةِ (5) ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: من أحبَّ أنْ يُهِلَّ بعُمْرةٍ فليُهِلَّ، ومن أحبَّ أن يُهِلَّ بحَجَّة فليهل، فلولا أنِّي أهْدَيْت لأَهللت بعُمرةٍ، فمنهم من أهلَّ بعمرةٍ، ومنهم من أهلَّ بحج، وكنت فيمن أهلَّ بعمرة، فَحضْت قبل أن أدْخُل مكة فأدركني يومُ عَرَفةِ وأنا حائض، فشكوتُ ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذكر نحوَ ما سبق. وقال في آخره: «فَقَضَى اللهُ حَجَّها وعُمرَتَها، ولم يكن في شيءٍ من ذلك هديٌ ولا صدقة، ولا صومٌ» . وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمنا من أَهَلَّ بعمرةٍ، ومِنَّا مَنْ أهَلَّ بحج وعمرةٍ، ومنَّا من أهل بحج وأهلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالحج فأمَّا من أهَلَّ بعمرةٍ: فَحَلَّ. وأما من أهل بحج، أو جَمَعَ الحج والعمرة: فلم يَحلُّوا حتى كان يومُ النحر» . [ص: 145] وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا نَرَى إلا أَنهُ الحجُّ، فلما قَدِمنا [مَكَّةَ] تطَوَّفْنَا بالبيت، فأمر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من لم يكن ساقَ الْهَدي أن يَحِلَّ، قالت: فَحَلَّ من لم يكن ساقَ الهديَ، ونِساؤه لم يَسُقْن الهَدْيَ فأحْلَلْنَ. قالت عائشةُ: فَحِضْت فلم أطُف بالبيت، فلَمَّا كانت ليلةُ الحَصْبَةِ، قلت: يا رسول الله يرجعُ النَّاس بِحجَّةٍ وعمرةٍ، وأرجِعُ أنا بِحَجَّة؟ قال: أوَ ما كُنْتِ طُفْتِ لَيَاليَ قَدمنا مَكَّةَ؟ قلت: لا. قال: فَاذْهبي مع أخيك إلى التَّنعيم فأهلِّي بعُمرَةٍ، ثُمَّ مَوْعدُك مكان كذا وكذا، قالت صفيَّةُ: ما أرَاني إلا حابسَتَكُمْ، قال: عَقْرَى حَلْقى، أو ما كُنْتِ طُفْتِ يوم النَّحرِ؟ قالت بَلَى، قال: لا بأس عليك، انْفُري. قالت عائشة: فَلَقيَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو مُصْعِدٌ من مَكَّة، وأنا مُنهَبِطَةٌ عليها - أو أنا مُصْعِدة، وهو مُنْهَبِطٌ منها» . وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نُلَبِّي، لاَ نَذْكُرُ حجّاً ولا عُمْرة ... » وذكر الحديث بمعناه. وفي أخرى قالت: «قلت: يا رسولَ الله، يصْدُرُ النَّاسُ بنُسُكَينِ، وأصْدُرُ بِنُسُكٍ واحدٍ؟ قال: انتَظِري، فإذا طَهُرْتِ فاخْرُجِي إلى التَّنعيم، فأهِلّي مِنْهُ، ثمَّ ائْتيا بمكانِ كذا، ولكنها على قدر نَفَقَتِك، أو نَصَبِكِ» . [ص: 146] وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخمسٍ بقينَ من ذي القَعدة، ولا نُرَى إلا أنَّه الحجُّ (6) ، فلما كُنَّا بِسَرفَ حِضْت، حتَّى إذا دَنَوْنَا من مَكَّةَ: أمرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَنْ لَمْ يَكن معه هَدْيٌ - إذا طَافَ بالبَيْت وبين الصَّفا والمروة - أنْ يَحلَّ، قالت عائشةُ: فدُخِلَ علينا يومَ النَّحْرِ بِلَحمِ بَقَرٍ، فقلت: ما هذا؟ فقيل: ذَبَح رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أزْواجِهِ» . وفي أخرى قالت: «خرجنا لا نُرَى إلا الحجَّ، فلما كُنَّا بِسَرِفَ أو قريباً (7) منها حضْت، فدخَلَ عليَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي، فقال مَالَكِ: أنَفِسْتِ؟ قلت: نعم، قال: إنَّ هذا أمرٌ كَتَبَهُ اللهُ على بناتِ آدَمَ، فَاقْضي ما يَقْضي الحاجُّ، غيْرَ أنْ لا تَطُوفي بالبيت، قالت: وَضَحَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن نِسَائِهِ بالبقر» . هذه رواياتُ البخاري ومسلم. وللبخاري أطرافٌ من هذا الحديث، قالت عائشةُ: «منَّا مَنْ أهَلَّ [ص: 147] بالحج مُفْرداً، ومنَّا مَنْ قرَنَ، ومنَا من تَمَتَّعَ» . وفي رواية قال: «جاءتْ عائشةُ حاجَّة» لم يزدْ. وفي روايةٍ قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- «لو استَقبَلْتُ. من أمري ما اسْتَدْبَرْتُ، ما سُقْتُ الهديَ، ولَحَلَلْتُ مع النَّاسِ حيثُ حَلُّوا» . وفي رواية أنها قالت: «يا رسولَ الله، اعْتَمَرتَ ولم أَعْتَمِرْ؟ فقال: يا عبدَ الرحْمنِ، اذهب بأُخْتِكَ، فَأعْمِرْها من التَّنعيم، فأحقَبهَا على نَاقَةٍ فاعْتَمرَتْ» . وفي رواية: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بعثَ معها أخَاهَا عبدَ الرحمن، فأعمرها من التنعيم، وحملها على قَتَبٍ» . وفي أخرى زيادة «وانتظرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأَعلى مَكَّةَ حتَى جَاءتْ» . ولمسلم أيضاً أطراف من هذا الحديث، قالت: «قدم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لأربَعٍ مَضَينَ من ذي الحجَّةِ - أو خَمسٍ - فدخلَ عليَّ وهو غَضْبَانُ، فقلت: مَنْ أغضَبَكَ؟ -أدْخَلَهُ اللهُ النَّار - قال: أوَ مَا شَعَرْت: أنِّي أَمرتُ النَّاس بأمْرٍ، فإذا هم يَتَرَدَّدُونَ، ولو أني [ص: 148] استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما سُقتُ الهديَ معي، حتى أَشتريَه، ثم أحِلَّ كما حَلُّوا» . وفي رواية «أنها أهَلَّتْ بعمرةٍ فقَدِمتْ، فلم تَطُفْ بالبَيْتِ، حتَّى حَاضَتُ، فَنَسَكَتِ الْمَناسِكَ كُلَّها، وقد أهلَّت بالحج، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ النَّحْرِ: يَسَعُكِ طوافُكِ لِحَجِّكِ وعُمْرَتِكِ؟ فأبَت، فَبَعَثَ بها مع عبد الرحمن إلى التَّنعيم، فاعتمرتْ بعد الحج» . وفي رواية: أنها قالت: «يا رسول الله، أيَرْجعُ النَّاسُ بأجْرَيْنِ وأرجِع بأجر؟ فأمَرَ عبدَ الرحمن بنَ أبي بكرٍ: أن ينْطلِقَ بها إلى التَّنعيم، قالت: فأرْدَفَني خلْفَهُ على جَمَلٍ له، قالت: فَجَعَلْتُ أرفَعُ خِمَاري، أحْسرُهُ عَنْ عُنُقي، فَيَضْرِبُ رِجْلي بِعِلَّةِ الرَّاحلَةِ (8) ، فقلت: له وهل ترى من أحدٍ؟ [ص: 149] قالت: فأهللتُ بعمرةٍ، ثم أقْبَلْنا حتى أنْتَهَينا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بالْحَصْبَةِ» . وأخرج الموطأ من هذه الروايات: الرواية الخامسة والثامنةَ والثانيةَ عشرة من المتفق بين البخاري ومسلم. وله في أخرى قالت: «قدمت مَكَّة وأنا حائضٌ، فلم أطُفْ بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشكوتُ ذلك إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: افْعلي مَا يَفْعَلُ الحاجُّ، غيرَ أن لا تَطُوفي بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، حتى تطهري» . وأخرج أبو داود من هذه الروايات: الرواية الأولى من أفراد مسلم، والثالثة والخامسةَ والسابعة والثَّامِنةَ من المتفق بين البخاري ومسلم. وله في أخرى قالت: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نَرَى إلا أنَّهُ الحج، فلما قدمنا طُفْنا بالبيت، فأمرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من لم يَكُنْ ساقَ الهديَ: أن يَحِلَّ، فَحَلَّ من لم يكن ساقَ الهديَ» . [ص: 150] وفي أخرى مثل الثامنة، وأسقط منها: «فَأمَّا مَنْ أَهَلَّ بعُمْرَةٍ فحلَّ» . وفي أخرى: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو استقبلتُ من أمْري ما استدْبَرْتُ: لما سُقتُ الهديَ - قال أحدُ رواته: أَحْسِبُه قال: ولَحَللْتُ مع الذين أحلُّوا من العمرة - قال: أراد: أنْ يكون أمْرُ النَّاس وَاحِداً» . وأخرج النسائي من هذه الروايات: الرواية الرابعة والخامسة، وأخرج من السابعة طرفاً، إلى قوله: «أنْ يُهِلَّ بِحَجَّةٍ فَلْيُهِلَّ» . وأخرج الرواية التاسعة، ومن الثانية عشرة طرفاً، إلى قوله: «إذا طاف بالبيت أن يحِلَّ» . وأخرج الرواية الثالثة عشرة. وأما الترمذي: فإنه لم يُخرج من هذا الحديث شيئاً إلا طرفاً واحداً قالت: «حِضْت، فأمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أن أقضي المناسك كلَّها، إلا الطواف بالبيت» . وحيث اقتصر على هذا الطرف، لم أثبت علامته على الحديث، وقنعت بالتنبيه على ما ذكر منه (9) . [ص: 151] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَنَتَاهُ) : يا هَنَتَاه، كناية عن البَلَه وقلة المعرفة بالأمور. (لا يضيرك) : يقال: لا يضرك ولا يضيرك ولا يضِرك بمعنى. وماضي يضير ضارّ، وماضي يضر ضَرّ. (ويوم النفر الأول) : هو اليوم الثاني من أيام التشريق. (ويوم النفر الآخر) : هو اليوم الثالث. (فَطَمِثَت) طمثت المرأة: إذا حاضت. (ذوي اليسارة) : اليسار واليسارة: الجدّة والغنى. (عقرَى حَلْقى) : معنى «عقرى» عقرها الله تعالى، ومعنى «حلْقى» : حلقها. أي أصابها بالعقر وبوجع في حلقها. كما يقال: رأسها. أي أصابها في رأسها، وقيل: يقال للمرأة عَقْرَى حلقى أي مشؤومة مؤذية، وكذا يرويه المحدثون غير مُنَوَّن، وهو عند أهل اللغة منون. (لو استقْبَلْتُ من أمري ما اسْتَدْبَرْتُ ما سقتُ الهدي) : يقول: [ص: 152] لو عَنّ لي هذا الرأي الذي رأيته آخِراً وأمرتكم به في أول أمري لما سقت الهدي معي. أي لما جعلت عليّ هدياً وأشعرته وقلّدته وسقته بين يدي. فإنه إذا ساق الهدي لا يحل حتى ينحره، ولا ينحر إلا يوم النحر، فلا يصح له فسخ الحج بعمرة، فمن لم يكن معه هدي لا يلتزم هذا، ويجوز له فسخ الحج. قال الخطابي: إنما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا القول لأصحابه تطييباً لقلوبهم، وذلك أنه كان يشق عليهم أن يحلوا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- محرم، ولم يعجبهم أن يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ويتركوا الاقتداء به، فقال عند ذلك هذا القول لئلا يجدوا في أنفسهم، وليعلموا: أن الأفضل لهم ما دعاهم إليه. قال: وقد يستدل بهذا من يرى أن التمتع بالعمرة إلى الحج أفضل من الإفراد والقران. وقيل: بل كان قوله هذا مع تطييب قلوب أصحابه: دلالة على الجواز، وأن ما فعلوه جائز، وأنني لولا الهدي لفعلته. (فأحقبها) : أي: أردفها. والمحقب: المردف. (النسك) : ما يتقرب به إلى الله تعالى، وأرادت به ها هنا: الحج والعمرة. (أحسره) : حسرت اللثام عن وجهي: إذا كشفت وجهك. (بعلّة الراحلة) : أي: بسببها، يظهر أنه يضرب جنب البعير برجله. ومراده: عائشة رضي الله عنها.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": " وحرم الحج " هو بضم الحاء والراء كذا ضبطناه، وكذا نقله القاضي عياض في " المشارق " عن جمهور الرواة، قال: وضبطه الأصيلي بفتح الراء، قال: فعلى الضم كأنها تريد الأوقات والمواضع والأشياء والحالات، وأما بالفتح: فجمع حرمة: أي ممنوعات الشرع ومحرماته، وكذلك قيل للمرأة المحرمة بسبب حرمتها، وجمعها حرم. (2) الذي في شرح مسلم بشرح النووي (ج 8 ص 150) " فمنهم الآخذ بها والتارك لها ممن لم يكن معه هدي. فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكان معه الهدي، ومع رجال من أصحابه لهم قوة، فدخل علي - الخ ". (3) المحصب: بضم الميم وبالحاء والصاد المهملتين المفتوحتين، وبالموحدة: مكان متسع بين مكة ومنى، وسمي به لاجتماع الحصباء فيه بحمل السيل، فإنه موضع منهبط، وهو الأبطح والبطحاء، وحدوه: بأنه ما بين الجبلين إلى المقابر، وليست المقبرة منه. والمحصب أيضاً: موضع الجمار من منى، ولكنه ليس هو المراد ها هنا، قاله الكرماني. (4) قوله " نفست " بفتح النون، أي: حضت، أما بمعنى الولادة: فبضم النون وفتحها، والفاء مكسورة [ص: 142] فيهما، عزاه النووي للأكثرين، قاله الزركشي. وقال في " الفتح " " نفست " بضم النون وفتحها وكسر الفاء فيهما، وقيل: بالضم في الولادة، وبالفتح في الحيض، وأصله خروج الدم. لأنه يسمى نفساً. (5) قوله: " موافقين لهلال ذي الحجة " أي مقارنين لاستهلاله، وكان خروجهم قبله، لخمس بقين من ذي القعدة، كما صرحت به في رواية عمرة التي ذكرها مسلم بعد هذه، قاله النووي. وستأتي قريباً. (6) بضم النون في " نرى " أي: نظن، يحتمل أن ذلك كان اعتقادها من قبل أن تهل، ثم أهلت بعمرة، ويحتمل أن يريد به حكاية فعل غيرها من الصحابة، فإنهم كانوا لا يعرفون إلا الحج، ولم يكونوا يعرفون العمرة في أشهر الحج، فخرجوا محرمين بالذي لا يعرفون غيره، قاله الزركشي. وقال النووي: معناه لا نعتقد أننا نحرم إلا بالحج، لأنا كنا نظن امتناع العمرة في أشهر الحج. (7) في نسخة " أو قريب ". (8) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله " بعلة الراحلة " المشهور في النسخ: أنه بباء موحدة، ثم عين مهملة مكسورتين، ثم لام مشددة ثم هاء. وقال القاضي عياض: وقع في بعض الروايات " نعلة " يعني بالنون. وفي بعضها بالباء، قال: وهو كلام مختل، وقال بعضهم: صوابه " ثفنة الراحلة " أي: فخذها، يريد: ما خشن من مواضع مباركها. قال أهل اللغة: كل ما ولي الأرض من كل ذي أربع إذا برك: فهو ثفنة. قال القاضي: ومع هذا فلا يستقيم هذا الكلام، ولا جوابها لأخيها بقولها: «وهل ترى من أحد؟» ولأن رجل الراكب قل ما تبلغ ثفنة الراحلة، قال: وكل هذا وهم. قال: والصواب «فيضرب رجلي بنعلة السيف» يعني أنها لما حسرت خمارها ضرب أخوها رجلها بنعلة السيف، فقالت: «وهل ترى من أحد؟» هذا كلام القاضي. قلت: ويحتمل أن المراد: فيضرب رجلي بسبب الراحلة، أي يضرب رجلي عامداً لها في صورة من يضرب الراحلة، ويكون قولها «بعلة الراحلة» معناه: بسبب الراحلة، والمعنى: أنه يضرب رجلها بسوط [ص: 149] أو عصى، أو غير ذلك، حين تكشف خمارها عن عنقها، غيرة عليها، فتقول له هي: «وهل ترى من أحد؟» أي نحن في خلاء، ليس هنا أجنبي أستتر منه. وهذا التأويل متعين، أو كالمتعين، لأنه مطابق للفظ الذي صحت به الرواية، وللمعنى، ولسياق الكلام، فتعين اعتماده. (9) أخرجه البخاري 1 / 341 في الحيض، باب كيف بدأ الحيض، وباب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، وفي الحج، باب الحج على الرحل، وباب قول الله تعالى {الحج أشهر معلومات} ، وباب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، وباب المعتمر إذا طاف طواف العمرة ثم رجع هل [ص: 151] يجزئه من طواف الوداع، وباب أجر العمرة على قدر النصب، وفي الأضاحي باب الأضحية للمسافر والنساء، وباب من ذبح ضحية غيره. وأخرجه مسلم رقم (1211) في الحج، باب بيان وجوه الإحرام وأنه يجوز إفراد الحج، والموطأ 1 / 410 و 411 و 412 في الحج، باب دخول الحائض مكة، وأبو داود رقم 1778 و 1779 و 1780 و 1781 و 1782 و 1783 في المناسك، باب إفراد الحج، والنسائي 5 / 177 و 178 في الحج، باب إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (265) . والحميدي (203) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/140) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عقيل. وفي (6/35) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك، وفي (6/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/119) قال: حدثنا يعمر بن بشر. قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. وفي (6/163) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/177) قال: قرأت على عبد الرحمن: [عن] مالك. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا مالك. وفي (6/243) قال: حدثنا روح. قال: صالح بن أبي الأخضر. وفي (6/245) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. والبخاري (1/86) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم. وفي (1/87) و (2/205) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث. عن عقيل. وفي (2/172) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا مالك. وفي (2/191) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك. وفي (5/221) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال: حدثنا مالك. ومسلم (4/27) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا عبد الملك ابن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي. عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. وفي (4/28) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (1781) قال: حدثنا القعنبي. عن مالك. وفي (1896) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (5/165) قال: أخبرنا محمد بن مسلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك وفي (5/246) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أنبأنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله، عن يونس. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16591) عن محمد بن يحيى النيسابوري، عن بشر بن عمر، عن مالك. وفي (12/16591) و (16601) عن يعقوب الدورقي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك. وفي (12/16601) عن قتيبة. عن مالك. (ح) وعن هناد، عن يحيى بن أبي زائدة، عن مالك. وابن خزيمة (2605) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وزياد بن يحيى الحساني قالا: حدثنا سفيان. وفي (2744) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم ويحيى بن حكيم. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي (2784 و 2789 و 2948) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا بن وهب، أن مالكا أخبره (ح) وحدثنا الفضل بن يعقوب. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا مالك، يعني ابن أنس. وفي (2788) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. ثمانيتهم (مالك، وسفيان بن عيينة، وعقيل، ويونس بن يزيد، ومعمر، وصالح بن أبي الأخضر، وابن أبي ذئب، وإبراهيم بن سعد) عن ابن شهاب الزهري. 2 - وأخرجه أحمد (6/191) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/191) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (1/86) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة وفي (3/4) قال: حدثنا محمد ابن سلام. قال: أخبرنا أبو معاوية. وفي (3/5) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/28) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. وفي (4/29) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1778) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة (ح) وحدثنا موسى، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (3000) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي (5/145) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد، وابن خزيمة (2604) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي. قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد. وفي (3028) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. تسعتهم - يحيى، ووكيع، وأبو أسامة، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان، وعبد الله بن نمير، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، ووهيب - عن هشام بن عروة. 3 - وأخرجه النسائي (1/132) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17175) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. كلاهما (يونس، ومحمد بن عبد الله) عن أشهب ابن عبد العزيز، عن مالك، أن ابن شهاب، وهشام بن عروة، حدثاه. كلاهما - الزهري، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره. * قال النسائي عقب رواية يونس: هذا حديث غريب من حديث مالك عن هشام بن عروة لم يروه أحد إلا أشهب. وقال عقب رواية ابن الحكم: لم يقل أحد عن مالك، عن هشام غير أشهب. * وأخرجه ابن خزيمة (3029) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن تمام، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير. قال: حدثني ميمون بن مخرمة، عن أبيه. قال: وسمعت محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يقول: سمعت هشام بن عروة يحدث عن عروة. يقول: سمعت عائشة. قال: وقال: سمعت محمد بن عبد الرحمن يحدث، عن عروة، عن عائشة. أنها حدثتهم عن عمرتها بعد الحج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: حضت فاعتمرت بعد الحج، ثم لم أصم، ولم أهد. (هكذا ورد الإسناد في المطبوع) . * في «تحفة الأشراف» (12/17048) أشار المزي أن البخاري رواه في الحج عن محمد، هو ابن سلام، عن عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه. وهو غير موجود في المطبوع من «صحيح البخاري» . - وعن عمرة، عن عائشة: أخرجه مالك «الموطأ» (255) . والحميدي (207) . وأحمد (6/194) والبخاري (2/209 و211 و 4/59) . ومسلم (4/32) . وابن ماجة (2981) . والنسائي (5/121 و 5/178) وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17933) . وابن خزيمة (2904) . - وعن الأسود عنها: أخرجه أحمد (6/122 و 175 و 191 و 213 و 224 و 233 و 253 و 254 و 266) . والدارمي (1923و1924) . والبخاري (2/174و220 و 223و 7/75 و 8/45) . ومسلم (4/33 و 94 و95) . وأبو داود (1783) . وابن ماجة (3073) . والنسائي (5/146 و 177) وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15927 و 15946و 15993) . - وعن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عنها: أخرجه أحمد (6/141) . وابن ماجة (3075) . وابن خزيمة (2790) . - وعن عروة، عنها: أخرجه مالك «الموطأ» (121) . والحميدي (205) . وأحمد (6/36 و 104) . والبخاري (2/174 و 5/225) . ومسلم (4/29) . وأبو داود (1779و1780) . والنسائي (5/145) . الحديث: 1415 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 1416 - (خ م ت د) عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أمرني أَنْ أردِفَ عائشةَ وأُعْمِرَهَا من التَّنعيم» . هذه رواية البخاري ومسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعبد الرحمن: «يا عبدَ الرحمن، أرْدِف أُختَكَ فأعْمِرهَا من التَّنْعيم، فإذا هَبَطْتَ بها من الأكَمةِ فلْتُحْرِمْ، فإنها عمرةٌ مُتَقَبَّلَةٌ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الأكمة: الموضع المرتفع من الأرض.   (1) أخرجه البخاري 3 / 843 في الحج، باب عمرة التنعيم، وفي الجهاد، باب إرداف المرأة خلف أخيها، ومسلم رقم (1212) في الحج، باب بيان وجوه الإحرام، وأبو داود رقم 1995 في المناسك، باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج، والترمذي رقم 934 في الحج، باب ما جاء في العمرة من التنعيم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه الحميدي (563) . وأحمد (1/197) (1705) . والدارمي (1869) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. والبخاري (3/4) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (4/67) قال: حدثني عبد الله ابن محمد. ومسلم (4/34) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير. وابن ماجة (2999) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو إسحاق الشافعي إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع. والترمذي (934) قال: حدثنا يحيى بن موسى، وابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى (الورقة 55 - أ) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. جميعهم - الحميدي، وأحمد، وصدقة، وعلي بن عبد الله، وعبد الله بن محمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو إسحاق الشافعي، ويحيى بن موسى، وابن أبي عمر، الله - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، قال: أخبرني عمرو بن أوس الثقفي، فذكره. أما لفظ أبي داود فعن حفصة بنت عبد الرحمن، عن أبيها، أخرجه أحمد (1/198) (1710) . والدارمي (1870) . وأبو داود (1995) . الحديث: 1416 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 1417 - (خ م س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «قَدِمتُ على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مُنِيخٌ بالبَطْحَاءِ. فقال: بم أهْلَلْتَ؟ قُلْتُ: بإهلال النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: هل سُقْتَ الهدْيَ؟ قلتُ: لا. قال: فَطُفْ بالبَيْت وبالصفا والمروة، ثم حِلَّ. فَطُفْتُ بالبيت وبالصَّفا والمروة، ثم أتَيْتُ امرأةً من قومي فَمَشَطَتْني وغَسلت رأسي، وكنتُ أُفتي بذلك النَّاسَ، فلم أزَلْ أُفتي بذلك مَنْ يسألُني في إمارةِ أبي بكرٍ، فلما مات وكان [ص: 154] عمر: إنِّي لَقَائم في الموسِم، إذ جاءني رجلٌ، فقال: اتَّئِدْ في فُتْياكَ، إنك لا تدري ما يُحدِثُ أميرُ المؤمنين في شأنِ النُّسُكِ، فقلتُ: أيُّها النَّاس، مَنْ كُنَّا أفْتَيْناه بشيء فَلْيَتَّئِد، فهذا أمير المؤمنين قَادمٌ عليكم فَيِهِ فائْتمُّوا. فلما قدم قُلتُ له: يا أمير المؤمنين، ماهذا الذي بلغني، أحْدَثتَ في شَأنِ النُّسُكِ؟ فقال: إنْ نأُخذْ بِكتَابِ الله تعالى، فإنَّ الله يقول: {وأتِمُّوا الحجَّ والْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 961] ، وإنْ نَأَخُذْ بِسُنَّةِ رسول الله - وقد قال: «خُذوا عني مناسِكَكُمْ» فإنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لم يَحِلَّ حتَّى نَحَرَ الهديَ» (1) . هذه رواية البخاري والنسائي. وفي رواية مسلم والنسائي أيضاً «أنَّ أبا موسى كان يُفْتي بالمُتْعَةِ، فقال له رَجَلٌ: رُويْدكَ ببعض فُتْياك، فإنك لا تدري ما أحدثَ أمير المؤمنين، فلقيهُ بعدُ فسألهُ؟ فقال له عمر: قد علمتُ: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قد فعلَه وأصحابُه، ولكن كرهتُ: أنْ يظَلُّوا مُعْرِسِينَ (2) بِهِنَّ في الأراك، ثم يَرُوُحونَ في [ص: 155] الحجِّ تَقْطُرُ رُؤوسُهمْ» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اتئد) : أمر بالتؤدة: وهي التأني في الأمور والتثبُّتُ.   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 401: قال القاضي عياض رحمه الله: ظاهر كلام عمر هذا إنكار فسخ الحج إلى العمرة، وأن نهيه عن التمتع، إنما هو من باب ترك الأولى؛ لا أنه منع ذلك منع تحريم وإبطال، ويؤيد هذا قوله بعد هذا: قد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعله وأصحابه، لكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن في الأراك. (2) قال النووي: هو بإسكان العين وتخفيف الراء، والضمير في " بهن " يعود إلى النساء للعلم بهن وإن لم يذكرن، ومعناه كرهت التمتع لأنه يقتضي التحلل ووطء النساء إلى حين الخروج إلى عرفات. (3) أخرجه البخاري 3 / 491 في الحج، باب متى يحل المعتمر، وباب من أهل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وباب التمتع والقران والإفراد بالحج، وباب الذبح قبل الحلق، وفي المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وباب حجة الوداع، وأخرجه مسلم رقم (1221) في الحج باب نسخ التحلل من الإحرام والأمر بالتمام، والنسائي 5 / 153 في الحج، باب التمتع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/39) (273) و (4/397) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (4/393) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (4/410) قال: حدثنا أبو داود الحفري. والبخاري (2/173) قال: حدثنا محمد بن يوسف. ومسلم (4/45) . والنسائي (5/154) قال مسلم: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي. أربعتهم (عبد الرحمن، وعبد الرزاق، وأبو داود، ومحمد بن يوسف) عن سفيان الثوري. 2 - وأخرجه أحمد (4/395) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1822) قال: حدثنا سهل بن حماد. والبخاري (2/175) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا غندر. وفي (2/212) قال: حدثنا عبدان (يعني عبد الله بن عثمان بن جبلة) قال: أخبرني أبي. وفي (3/8) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (5/222) قال: حدثني بيان، قال: حدثنا النضر. ومسلم (4/44) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، عن محمد بن جعفر. (ح) وحدثناه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي (5/156) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. ستتهم (غندر، وسهل، وعثمان، والنضر بن شميل، ومعاذ، وخالد) عن شعبة. 3 - وأخرجه البخاري (5/205) قال: حدثني عباس بن الوليد، قال: حدثنا عبد الواحد، عن أيوب بن عائذ. 4 - وأخرجه مسلم (4/45) قال: حدثني إسحاق بن منصور، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا أبو عميس. أربعتهم (سفيان الثوري، وشعبة، وأيوب بن عائذ، وأبو عميس عتبة بن عبد الله) عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة الحديث: 1417 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 1418 - (خ م ت) أنسُ بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قدِمَ عليٌّ من اليَمَنِ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكةَ، فقال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:بم أَهْلَلْتَ؟ قال: بما أهَلَّ به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لَوْلا أنَّ مَعيَ الهدْيَ لأحلَلْتُ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 331 في الحج، باب من أهل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1220) في الحج، باب إهلال النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، والترمذي رقم (956) في الحج، باب رقم 109. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (3/185) قال: ثنا بهز. والبخاري (2/172) قال: ثنا الحسن بن علي الخلال، قال: ثنا عبد الصمد. ومسلم (4/59) قال: ثنى محمد بن حاتم، قال: ثنا ابن مهدي. (ح) وحدثنيه حجاج بن الشاعر، قال: ثنا عبد الصمد (ح) وثنا عبد الله بن هاشم، قال: ثنا بهز. والترمذي (956) قال: ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ثنا أبي. ثلاثتهم (بهز، وعبد الصمد، وابن مهدي) عن سليم بن حيان، عن مروان الأصفر، فذكره. الحديث: 1418 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 1419 - (د س) البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: «كنتُ مع عليٍّ، حين أمَّرَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على اليمن، فَأَصَبْتُ مَعَهُ أوَاقيَّ، فلما قَدِم عليٌّ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجَدَ فاطمَة قد نضَحَتِ الْبَيْتَ بِنَضُوحٍ، فغضبَ، فقالت: مالك؟ فَإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أمَرَ أصحابَهُ فأحَلُّوا، قال: [ص: 156] قلتُ لها إني أهللتُ بإهلالِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: فأتيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كَيف صَنَعْتَ؟ قلتُ: أهللتُ بإهلالِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: فإني سُقتُ الهدْيَ وقرنتُ، قال: وقال لي: انْحَرْ من الْبُدن سَبعاً وستين، أو ستاً وستينَ، وأمْسِك لِنَفْسِكَ ثلاثاً وثَلاثِين، أو أربعاً وثلاثين، وأمسك من ُكلِّ بَدَنَةٍ منها بَضْعة» . هذه رواية أبي داود. ورواية النسائي قال: «كنتُ مع عليِّ بن أبي طالب، حين أمَّرهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على اليمن، فلما قَدِمَ على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال عليٌّ: فأتيتُ رسولَ الله، فقال لي رسول الله: كَيْفَ صنَعْتَ؟ قلت: إنِّي أهْلَلْتُ بإهْلالِكَ، قال: فإني سُقْتُ الهدْيَ وقرنْتُ، قال: وقال لأصحابه: لو اسْتَقْبَلْتُ كما اسْتَدْبَرتُ: لفَعَلْتُ كما فَعَلْتُمْ، ولكن سُقْتُ الهدْيَ وقَرنْتُ» . وفي أخرى له بنحوه، وفيها: ذكر النَّضُوح، مثل رواية أبي داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِنَضُوح) : النضوح: ضرب من الطِّيب، ويقال: نضحت البيت بالماء: إذا رششته.   (1) أخرجه أبو داود رقم (1797) في المناسك، باب الإقران، والنسائي 5 / 149 في الحج، باب في القران، وباب الحج بغير نية يقصده المحرم. وفي سنده الحجاج بن محمد المصيصي الأعور، وهو ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، وأبو إسحاق السبيعي، وهو أيضاً ثقة لكنه اختلط بآخره، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (1797) ، والنسائي (5/148) . والنسائي (5/148) قال: ني معاوية ابن صالح. وفي (5/157) قال: ني أحمد بن محمد بن جعفر. ثلاثتهم - أبو داود، ومعاوية، وأحمد بن محمد - عن يحيى بن معين، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا يونس، عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره. الحديث: 1419 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 1420 - (خ س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «جاء عليٌّ من الْيَمَن في حجَّةِ الوَداع، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لِعَليٍّ:بم أَهللتَ؟ قال: أهللتُ بما أهَلَّ به النبيُّ؟ قال: أمسكْ فإنَّ مَعَنَا هَدياً» . وفي رواية قال: «أمَرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عليّاً: أن يُقيمَ على إحرَامِهِ» . وفي أخرى له «قال له: فأهْدِ، وامْكُثْ حَرَاماً» . أخرجه البخاري. وفي رواية النسائي قال: «قَدِمَ عَليٌّ من سِعَايَتِهِ، فقال له النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِمَ أهلَلْتَ؟ قال: بما أهلَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-. قال: فَأَهْدِ وامْكُثْ حَرَاماً. كما أنْتَ، قال: وأهْدَى عليٌّ لَهُ هَدْياً» (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 331 في الحج، باب من أهل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، وباب التمتع والقران والإفراد في الحج، وباب من لبى الحج وسماه، وباب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، وباب عمرة التنعيم، وفي الشركة، باب الاشتراك في الهدي والبدن، وفي المغازي، باب بعث علي وخالد إلى اليمن قبل حجة الوداع، وفي التمني، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو استقبلت من أمري ما استدبرت، وفي الاعتصام، باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التحريم إلا ما تعرف إباحته، والنسائي 5 / 157 في الحج، باب الحج بغير نية يقصده المحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:تقدم برقم (1413) . وهي في رواية البخاري (2/172 و 5/208) . والنسائي (5/157) مختصرة على هذه القصة. الحديث: 1420 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 1421 - (خ م) عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما [ص: 158] «كَانَ يسْمَعُ أَسْماءَ تَقول، كلَّما مرَّتْ بالحجونِ (1) : صلى الله على رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَقَد نَزَلْنَا مَعَهُ ها هنا، ونَحْنُ يومَئذٍ خفافُ الْحَقَائِبِ (2) ، قَليلٌ ظَهْرُنَا، قَليلَةٌ أَزْوَادُنَا، فَاعْتَمَرْنَا معه، أنا وأخْتي عائِشَةُ، وَمَعَنَا الزُّبيرُ، وفُلانٌ وفُلانٌ، فلما مَسَحْنَا أَحلَلْنا (3) ، ثم أهللنا من العشيِّ بالحج» . أخرجه البخاري ومسلم (4) .   (1) " الحجون " هو بفتح الحاء والجيم، وهو من حرم مكة، وهو الجبل المشرف على مسجد الحرس بأعلى مكة، على يمينك وأنت مصعد إلى المحصب. (2) قوله: " خفاف الحقائب " جمع حقيبة، وهو كل ما حمل في مؤخرة الرحل والقتب، ومنه احتقب فلان كذا، قاله النووي. (3) قوله: " فلما مسحنا أحللنا " أي: فلما مسحنا الركن أحللنا، وهذا متأول عن ظاهره، لأن الركن هو الحجر الأسود، ومسحه يكون في أول الطواف، ولا يحصل التحلل بمجرد مسحه بإجماع المسلمين. وتقديره: فلما مسحنا الركن وأتممنا طوافنا وسعينا وحلقنا أو قصرنا: أحللنا، ولا بد من تقدير هذا المحذوف، وإنما حذفته للعلم به، وقد أجمعوا على أنه لا يتحلل قبل إتمام الطواف، قاله النووي. (4) أخرجه البخاري 3 / 491 و 492 في الحج، باب متى يحل المعتمر، ومسلم رقم (1237) في الحج، باب ما يلزم من طاف بالبيت وسعى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/8) قال: ثنا أحمد بن عيسى. ومسلم (4/55) قال: ثنا هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى. كلاهما - أحمد بن عيسى، وهارون - قالا: ثنا ابن وهب، قال: ني عمرو، عن أبي الأسود، أن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر حدثه، فذكره. الحديث: 1421 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 1422 - (د س) أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «خرجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وَخَرَجْنا مَعهُ، فَلَّما بَلَغَ ذا الْحُلَيفَةِ صَلّى الظُّهر، ثم رَكِبَ راحِلَتَهُ، فلما اسْتَوَتْ بِهِ على البيداءِ أهلَّ بالحجِّ والعمرةِ جَمِيعاً، فَأهْلَلْنا مَعَهُ، فَلَّما قدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ، وطُفْنَا [ص: 159] أَمَرَ النَّاسَ: أَنْ يَحلُّوا فَهَابَ الْقومُ، فقال لهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لولا أنَّ مَعيَ الهديَ لأحْلَلْتُ، فَحَلَّ الْقَوْمُ، حتَّى حَلُّوا إلى النِّساَءِ، ولم يَحِلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يُقَصِّرْ إلى يوَمِ النَّحْرِ» . أخرجه النسائي. وفي رواية أبي داود قال: «باتَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بها -يعني بذي الحليفة - حتى أصبح، ثم ركبَ، حتى إذا استوتْ به راحلَتُهُ على البيداء حَمِدَ وسبَّحَ وكَبَّرَ، ثم أهَلَّ بِحجَّةٍ وعُمْرَةٍ، وأهَلَّ النَّاسُ بِهِما، فَلمَّا قَدِمَ أمرَ النَّاس فَحلُّوا، حتى إذا كانَ يومُ الترويةِ، أهلُّوا بالحج، فَلما قَضَى رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الحجَّ نَحَر سَبْعَ بدَناتٍ بيدِهِ قياماً» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (1796) في المناسك، باب في الإقران، والنسائي 5 / 225 في الحج، باب كيف يفعل من أهل بالحج والعمرة ولم يسق الهدي. ورواه البخاري بنحوه 3 / 327 في الحج، باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/142 و 207) قا: ثنا روح. والدارمي (1814) قال: نا إسحاق، قال: نا النضر. وأبو داود (1774) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا روح. والنسائي (5/127) و 162) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا النضر (هو ابن شميل) ، وفي (5/225) قال: نا أحمد ابن الأزهر، قال: ثنا محمدبن عبد الله الأنصاري. ثلاثتهم (روح بن عبادة، والنضر، والأنصاري) عن أشعث، عن الحسن، فذكره. الحديث: 1422 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 1423 - (د س) بلال بن الحارث - رضي الله عنه - قال: «قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، فَسْخُ الحج لنَا خاصَّة، أو لمن بعدَنا؟ قال: بلْ لكم خاصَّة» . هذه روايةُ أبي داود. وروايةُ النسائي قال: «قلتُ: يا رسول الله، أفسْخُ الحجِّ لَنَا خَاصَّة، [ص: 160] أم لِلنَّاسِ عامَّة؟ قال: بَلْ لنا خاصَّة» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (1808) في المناسك، باب الرجل يهل بالحج ثم يجعلها عمرة، والنسائي 5 / 179 في الحج، باب إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي. وفي سنده الحارث بن بلال وهو مجهول، قال الحافظ في " التهذيب ": وقال الإمام أحمد: ليس إسناده بالمعروف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (3/469) قال: حدثنا سريج بن النعمان، وفي (3/469) قال عبد الله ابن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال: حدثني قريش بن إبراهيم. والدارمي (1862) قال: أخبرنا نعيم بن حماد. وأبو داود (1808) قال: حدثنا النفيلي. وابن ماجة (2984) قال: حدثنا أبو مصعب (وهو أحمد بن أبي بكر الزهري) والنسائي (5/179) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ستتهم (سريج، وقريش، ونعيم، والنفيلي، وأبو مصعب، وإسحاق) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن الحارث بن بلال بن الحارث، فذكره. قلت: فيه الحارث بن بلال بن الحارث، قال فيه الحافظ في «التهذيب» قال الإمام أحمد: ليس إسناده بالمعروف. اهـ. كما أنه ليس له إلا هذا الحديث في السنن. الحديث: 1423 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 1424 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «أهَلَّ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بِعُمْرَةٍ، وأهَلَّ أصْحَابُهُ بِحج» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1804) في المناسك، في باب الإقران، وإسناده صحيح، وأخرجه بنحوه مسلم والنسائي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (1/240) (2141) قال: ثنا محمد بن جعفر، وروح. ومسلم (4/56) قال: ثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي. (ح) وثناه محمد بن بشار، قال: ثنا محمد (يعني ابن جعفر) . وأبو داود (1804) قال: ثنا ابن معاذ، قال: نا أبي. والنسائي (5/181) قال: ثنا محمد ابن بشار، قال: ثنا محمد. ثلاثتهم: - محمد بن جعفر، وروح، ومعاذ - قالوا: ثنا شعبة، عن مسلم القري، فذكره. الحديث: 1424 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 1425 - (خ) عكرمة بن خالد المخزوميّ -رحمه الله (1) - قال: سألتُ ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عن العمرةِ قبل الحج؟ قال: «لا بأسَ، اعْتَمَرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قبل الحج» . أخرجه البخاري (2) .   (1) هو عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي المكي، روى عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة، وروى عنه قتادة وأيوب ومحمد بن إسحاق، وخلق، وثقه النسائي وابن معين. (2) 3 / 477 في الحج، باب من اعتمر قبل الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/46) (5069) قال: حدثنا محمد بن بكر. والبخاري (3/2) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. (ح) وحدثنا عمر بن علي، قال:حدثنا أبوعاصم و (أبو داود) (1996) قال: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال:حدثنا مخلد بن يزيد، ويحيى بن زكريا. خمستهم -محمد بن بكر، وعبد الله بن المبارك،وأبو عاصم،ومخلد بن يزيد، ويحيى بن زكريا - عن ابن جريج. 2 - وأخرجه أحمد (2/158) (6475) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. كلاهما - ابن جريج، وابن إسحاق - عن عكرمة بن خالد، فذكره. الحديث: 1425 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 1426 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بَعَث أبَا بَكْرٍ على الحج، يُخْبِرُ النَّاسَ بِمَنَاسِكِهِمْ ويُبَلِّغُهُمْ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، حتَّى أتَوَا عَرَفَةَ من قِبَلِ ذي الْمَجَازِ (1) ، فَلم يَقْرَبِ الْكَعْبَةَ، ولكن شَمَّرَ إلى ذي المجاز، وذلك أَنهم لم يكونوا اسْتَمْتَعُوا بالْعُمْرَةِ إلى الحج» . أخرجه البخاري (2) . [ص: 161] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شمّر) : إلى ذي المجاز: قصد وصمم وأرسل إبله نحوها.   (1) ماء لهذيل كانت تقوم به أسواق الجاهلية، كانت تقوم بعرفة وتبقى ثمانية أيام. قال ياقوت: ذو المجاز موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب عن يمين الإمام على فرسخ من عرفة خلفها. (2) لم أره عند البخاري بهذا اللفظ. الحديث: 1426 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 1427 - (د) سعيد بن المسيب - رضي الله عنهما -: «أنَّ رَجُلاً من أصحاب النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أتى عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ -رضي الله عنه -، فَشَهِدَ عِنْدَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في مَرَضِهِ الذي قُبِضَ فيه - يَنْهى عن الْعُمْرَةِ قَبْلَ الحَجِّ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1793) في المناسك، باب في إفراد الحج، وفي إسناده أبو عيسى الخراساني التميمي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف:أخرجه أبو داود (1793) قال: ثنا أحمد بن صالح. قال: ثنا عبد الله بن وهب. قال: ني حَيْوة، قال: ني أبو عيسى الخراساني، عن عبد الله بن القاسم، عن سعيد بن المسيب، فذكره. قلت: الحديث منقطع، وفيه أبو عيسى الخراساني، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. الحديث: 1427 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 الباب الرابع: في الطواف والسعي ودخول البيت ، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في كيفية الطواف والسعي ، وفيه فرعان الفرع الأول: في الطواف ، وهو ثلاثة أنواع [النوع] الأول: في هيئته [ص: 162] 1428 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابُهُ مَكَّة، وقد وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فقال المشركُون: إنَّهُ يَقْدُمُ عليكُمْ غَداً قومٌ قد وَهَنتْهُمُ الحمى، ولَقُوا منها شِدَّةً، فَجَلَسُوا ممَّا يَلي الْحِجْرَ، وأَمرهُم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يَرْمُلُوا ثَلاثَةَ أشْواطٍ، ويَمْشُوا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، لِيرَى الْمُشْرِكُونَ جَلَدَهُم فقال المشركون: هؤلاء الذين زَعَمتم أن الحُمَّى قد وَهَنَتْهُمْ؟ هؤلاء أَجْلَدُ من كذا وكذا. قال ابنُ عبَّاسٍ: ولم يمنَعه [أنْ يأمرَهم] أنْ يَرْمُلُوا الأشواط كُلَّها: إلا الإبقاءُ عليهم (1) » . وفي رواية: قال البخاري: وزاد حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عن أيُّوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «لما قَدِمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِعَامِه الَّذي اسْتأْمَنَ فِيهِ، قال: ارْمُلُوا، لِيُريَ المُشْركِينَ قُوَّتَهُم، والمشركون من قِبَلِ قُعَيْقِعَان (2) » . وفي رواية مختصراً: قال ابنُ عباسٍ «إنما سَعَى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالبيت وبين الصفا والمروة لِيُرِيَ المشركين قُوَّتَهُ» . [ص: 163] هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي الرواية المختصرة الأخيرة. وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الأولى. إلا أن أبا داود قال في حديثه: «إنَّ هَؤلاء أجْلَدُ مِنَّا» . وفي أخرى لأبي داود «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أضْطَبَعَ، فاسْتَلَمَ وكبَّرَ، ثمَّ رَمَلَ ثَلاثَةَ أطْوَافٍ، فكانُوا إذا بَلَغُوا الرُّكْنَ اليمانيَّ، وتَغَيّبُوا عن قُريْشٍ، مَشَوْا، ثم يَطْلُعُونَ عليهم يَرْمُلُون، فتقول قُرَيْشٌ: كأنهم الغزلانُ، قال ابن عباس: فكانت سُنَّة» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وهنَتْهم) : أي أضعفتهم ووعكتهم. (أن يرملوا) : الرمل: سرعة المشي والهرولة. (أشواط) : جمع شوط، والمراد به: المرة الواحدة من الطواف بالبيت. [ص: 164] (جلَدَهم) : الجلد: القوة والصبر. (أطواف) : جمع طوف. والطوف: مصدر طُفت بالبيت أطوف به طوفاً وطوافاً. (استأمن) الرجل: طلب الأمان. (اضطبع) : الاضطباع المأمور به في الطواف: هو أن تُدخِلَ الرِّداء من تحت إبطك الأيمن وتجمع طرفيه على عاتقك الأيسر فيبدو منكبك الأيمن ويتغطى الأيسر. وسمي بذلك لإبداء الضبعين. وهما العضدان ما تحت الإبط.   (1) " إلا الإبقاء عليهم " بكسر الهمزة، وبالباء الموحدة والمد: أي الرفق بهم. يقال: أبقيت عليه إبقاءاً: إذا رحمته، وأشفقت عليه، والاسم: البقيا. نهاية. (2) " قعيقعان " على وزن: زعيفران: جبل بمكة، وجهه إلى أبي قبيس. قاموس. (3) أخرجه البخاري 3 / 376 في الحج، باب كيف كان بدء الرمل، وفي المغازي، باب عمرة القضاء، ومسلم رقم (1266) في الحج، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة، والترمذي رقم (863) في الحج، باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة، وأبو داود رقم (1866) و (1889) في المناسك، باب في الرمل، والنسائي 5 / 230 في الحج، باب العلة التي من أجلها سعى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 1 / 290 و 306 و 373. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/290) (2639) قال: حدثنا عفان. وفي (1/294) (2686) قال: حدثنا يونس. والبخاري (2/184 و 5/181) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (4/65) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني. وأبو داود (1886) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (5/230) قال: أخبرني محمد بن سليمان. ستتهم (عفان، ويونس، وسليمان بن حرب، وأبو الربيع، ومسدد، ومحمد بن سليمان) عن حماد بن زيد. 2 - وأخرجه أحمد (1/306) (2794) قال: حدثنا سُريج، ويونس، وفي (1/373) (3536) قال: حدثنا روح. وابن خزيمة (2720) قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد. أربعتهم (سريج، ويونس، وروح، وأسد بن موسى) عن حماد بن سلمة. كلاهما (حماد بن زيد، وحماد بن سلمة) عن أيوب، عن سعيد بن جبير، فذكره. في رواية عفان قال: (وقد سمعتُ حمادا يحدِّثه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أو عن عبد الله، عن سعيد بن جبير، لا شك فيه عنه) . الحديث: 1428 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 1429 - (م د) أبو الطفيل - رضي الله عنه - قال: قُلْتُ لابْنِ عبَّاسٍ: «أرأيْتَ هذا الرَّمَلَ بالبيت ثلاثَةَ أطْوَافٍ، ومَشْيَ أربْعَةِ أطوافٍ: أسُنَّةٌ هُوَ؟ فَإنَّ قومَكَ يَزعُمُونَ أنه سُنَّةٌ، قال: فقال: صَدَقُوا وكذَبُوا (1) ، قال: قلت: ماقولك: صَدَقُوا وكَذَبُوا؟ قال: إنَّ رسولَ الله [ص: 165] صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ مَكَّةَ، فقال المشركون: إنَّ مُحَمَّداً وأصحابَهُ لا يَسْتَطِيعونَ أنْ يَطُوفُوا بالبيت من الهُزَالِ، وكانُوا يَحْسُدُونهُ، قال: فأمرَهُمْ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يَرْمُلُوا ثَلاثاً، ويَمْشُوا أربعاً، قال: قلتُ له: أخْبِرْني عن الطَّوَافِ بيْنَ الصَّفا والمروةِ راكباً: أسُنَّةٌ هُوَ؟ فإنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أنه سُنَّةٌ، قال: صَدَقُوا وكذَبوا، قال: قُلْتُ: وما قولُكَ: صدقوا وكَذَبُوا؟ قال: إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كثُرَ عليه النَّاسُ، يقولون: هذا مُحَمَّدٌ، هذا محمدٌ، حتَّى خَرَجَ الْعَواتِقُ (2) مِنَ البُيُوتِ، قال: وكان رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لا يُضرَبُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا كثُرَ عليه رَكبَ، والمشيُ والسعيُ أفْضَلُ» . هذه رواية مسلم. وفي رواية أبي داود قال: قلت لابن عباس: «يَزْعُمْ قوْمُكَ: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد رَمَلَ بالْبيْتِ، وأنَّ ذلك سنَّةٌ؟ قال: صَدَقُوا وكذَبوا، قلتُ: ما صدقوا، وما كَذَبوا؟ قال: صدقوا: قد رَمَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وكَذَبُوا: لَيْس بسُنَّةٍ، إنَّ قُرَيشاً قالت - زَمنَ الحديبية -: دَعُوا محمداً وأصحابَهُ، حتى يمُوتُوا موتَ النَّغَفِ، فَلَمَّا صَالَحُوهُ على أنْ يَجيؤوا من [ص: 166] الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فيقيموا بمكة ثَلاثَةَ أيامٍ فَقَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، والمشركُونَ من قِبَل قُعَيْقعان: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابِهِ: ارْمُلُوا بالبَيْتِ ثَلاثاً، ولَيْسَ بسنَّةٍ، قُلْتُ: يزعم قومُك: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- طَافَ بين الصَّفا والمروةِ على بعيرٍ، وأَنَّ ذلك سُنَّةٌ؟ قال: صدقوا وكذَبوا، قلت: ما صدقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا، [قد] طَافَ رسولَ الله بَيْنَ الصَّفَا والمروةِ على بعير، وكذبوا، ليست بسُنَّة: كان النَّاسُ لا يُدَفعُونَ عَنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يُضْرَبُونَ عَنْهُ (3) ، فطافَ على بعيرٍ لِيَسْمَعُوا كلامَهُ، ولِيَرَوْا مَكَانهُ، ولا تَنَالُهُ أيْدِيهِمْ» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النغف) : جمع نغفة، وهي الدودة البيضاء التي تكون في أنف الغنم والإبل.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": يعني صدقوا في أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، وكذبوا في قولهم: إنه سنة مقصودة متأكدة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعله سنة مطلوبة دائماً على تكرر السنين، وإنما أمر به تلك السنة لإظهار القوة عند الكفار، وقد زال ذلك المعنى. هذا معنى كلام ابن عباس، وهذا الذي قاله من كون الرمل ليس سنة مقصودة هو مذهبه، وخالفه جميع العلماء من الصحابة والتابعين وأتباعهم من بعدهم، فقالوا: هو سنة في الطوفات الثلاث من السبع، فإن تركه فقد ترك سنة، وفاتته فضيلة، ويصح طوافه ولا دم عليه. (2) " العواتق " جمع عاتق، وهي البكر البالغة، أو المقاربة للبلوغ. وقيل: التي لم تتزوج، سميت بذلك لأنها عتقت من استخدام أبويها وابتذالها في الخروج والتصرف الذي تفعله الطفلة الصغيرة، قاله النووي. (3) في بعض النسخ: يصرفونه عنه. (4) أخرجه مسلم رقم (1264) في الحج، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة، وأبو داود رقم (1885) في المناسك، باب في الرمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (511) قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي حسين، وفطر. وأحمد (1/229) (3029) قال: حدثنا يحيى، عن فطر. وفي (1/233) (2077) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا فطر. وفي (1/297) (2707) و (1/373) (3535) قال: حدثنا سريج، ويونس، قالا: حدثنا حماد (يعني ابن سلمة) عن أبي عاصم الغنوي. وفي (1/298) (2708) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا أبو عاصم الغنوي، وفي (1/311) (2843) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد، عن عاصم الغنوي. (كذا قال روح، والناس يقولون أبو عاصم) وفي (1/369) (3492) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الجريري. وفي (1/372) (3534) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم. ومسلم (4/64) قا: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الجريري. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الجريري. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي حسين. وأبو داود (1885) قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد قال: حدثنا أبو عاصم الغنوي. وابن خزيمة (2719) (2779) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي، قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله، عن الجريري. خمستهم- ابن أبي حسين، وفطر، وأبو عاصم، والجريري، وابن خثيم - عن أبي الطفيل، فذكره. رواية ابن أبي حسين وفطر وابن خثيم، مختصرة على قصة الرمل. رواية الجريري مختصرة على- الرمل، والسعي بين الصفا والمروة -. رواية أبي عاصم الغنوي جاءت مطولة ومختصرة. الحديث: 1429 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 1430 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- حِينَ يَقْدُمُ مَكَّةَ: إذا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الأسودَ، أوّلَ ما يَطُوفُ: يَخُبَّ (1) ثَلاثَةَ أطْواف من السَّبْع» . [ص: 167] وفي رواية: «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانَ إذاَ طافَ بالبيتِ الطَّوافَ الأوَّلَ: خَبَّ ثَلاَثاً، ومَشَى أرَبعاً، وكان يَسْعَى ببَطْنِ المَسِيلِ، إذا طَاف بين الصَّفا والمروةِ، وكان ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ» . وفي أخرى قال: «رمَلَ رسَولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من الْحَجَرِ إلى الْحَجَرِ (2) ثلاثاً ومَشَى أربَعاً» . وفي أخرى بنحوه، وزاد «ثم يُصَلِّي سَجْدَتَيْن - يعني: بعد الطواف بالبيت - ثم يطوف بين الصفا والمروة» . وفي أخرى «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سعى ثلاثَةَ أشْوَاطٍ، ومَشَى أربعة في الحج والعمرةِ» . هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرجه الموطأ قال: «كان عبد الله بن عمر يَرْمُلُ من الحجَر الأسود إلى الحجَر الأسْودِ ثلاثَةَ أطوافٍ، ويَمشي أربعَة أطوافٍ» . فَجَعَلهُ موقوفاً عليه. وفي رواية أبي داود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كانَ إذا طَافَ في الحج [ص: 168] أو العمرة - أوَّلَ ما يَقْدُمُ - فإنَّه يَسْعَى ثلاثَةَ أطوافٍ، ويمشي أربعاً، ثم يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ» . وفي أخرى له ولمسلم قال: «إنَّ ابنَ عمر رَمَلَ من الْحَجَر إلى الحجَرِ وذَكَرَ: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَعَلَ ذلك» . وفي رواية النسائي مِثْلُ روايتي أبي داود، وزاد في الأُولى «ثم يطوفُ بين الصَّفا والمروةِ» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاستلام) : افتعال من السلام، وهو التحية، كما يقال: اقترأت، من القراءة، ولذلك أهل اليمن يسمون الركن الأسود: المُحَيّا، ومعناه: أن الناس يحيُّونه، وقيل: هو افتعال من السِّلام - بكسر السين - جمع سَلِمَة. وهي الحجر، تقول: استلمت الحجر: إذا لمسْتَه، كما تقول: اكْتحلْتُ من الكُحل.   (1) أي يسرع في مشيه، والخبب: العدو السريع، وهو والرمل بمعنى واحد. (2) أي من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود، و " الرمل ": سير سريع مع تقارب الخطا، لإظهار النشاط والقوة، قال النووي في " شرح مسلم ": واتفق العلماء على أن الرمل لا يشرع للنساء، كما لا يشرع لهن شدة السعي بين الصفا والمروة. (3) أخرجه البخاري 3 / 377 في الحج، باب استلام الحجر الأسود حين يقدم مكة، ومسلم رقم (1262) في الحج، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة، والموطأ 1 /365 في الحج، باب الرمل في الطواف، وأبو داود رقم (1893) في الحج، باب الدعاء في الطواف، ورقم (1891) في الحج، باب في الرمل، والنسائي 5 / 229 و 230 في الحج، باب الخبب في الثلاثة من السبع، وباب الرمل في الحج والعمرة، وأخرجه أيضاً الدارمي في السنن 1 / 42 كتاب المناسك، باب من رمل ثلاثاً ومشى أربعاً، وأحمد في المسند 2 / 30. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/13) (4618) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/30) (4844) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (2/75) (5444) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب. وفي (2/98) (5737) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (2/100) (5760) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سليم بن أخضر. وفي (2/123) (6047) قال: حدثنا أبو نوح. والدارمي (1848) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عقبة بن خالد. وفي (1849) قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والبخاري (2/187) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس ابن عياض، وفي (2/194) قال: حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون، قال: حدثنا عيسى بن يونس. ومسلم (4/63) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (4/63) قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، قال: حدثنا ابن المبارك، وفي (4/64) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا سليم بن أخضر. وأبو داود (1891) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حثنا سليم بن أخضر. وابن ماجة (2950) قال: حدثنا امحمدبن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أحمد بن بشير (ج) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي (5/229) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (2762) قال: حدثنا بشر ابن معاذ، قال: حدثنا أيوب، يعني ابن واقد جميعهم (يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبيد، ووهيب، وعيسى، وسليم، وأبو نوح قرّاد، وعقبة بن خالد، وعبد الله بن المبارك، وأنس بن عياض، وعبد الله ابن نمير وأيوب بن واقد) عن عبيد الله بن عمر. 2 - وأخرجه أحمد (2/40) (4983) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (2/59) (5238) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/71) (5401) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي. وفي (2/114) (5943) قال: حدثنا سريج. وفي (2/155) (6433) قال: حدثنا أسباط. وفي (2/157) (6463) قال: حدثنا حماد بن خالد. ستتهم (زيد بن الحباب، ووكيع، وأبو سلمة الخزاعي، وسريج بن النعمان، وأسباط، وحماد ابن خالد) عن عبد الله بن عمر العمري. 3 - وأخرجه أحمد (2/125) (6081) قال: حدثنا يونس وسريج. والبخاري (2/185) قال: حدثني محمد، قال: حدثنا سريج بن النعمان، كلاهما (يونس، وسريج) قالا: حدثنا فليح. 4- وأخرجه البخاري (2/187) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة أنس. ومسلم (4/63) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا حاتم (يعني ابن إسماعيل) . وأبو داود (1893) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب. والنسائي (5/229) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب. ثلاثتهم - أنس بن عياض، أبو ضمرة، وحاتم بن إسماعيل، ويعقوب - عن موسى بن عقبة. 5- وأخرجه النسائي (5/230) قال: أخبرني محمد وعبد الرحمن، ابنا عبد الله بن عبد الحكم، قالا: حدثنا شعيب بن الليث، عن أبيه، عن كثير بن فرقد. خمستهم - عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري، وفليح بن سليمان، وموسى بن عقبة، وكثير ابن فرقد -عن نافع، فذكره. الحديث: 1430 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 1431 - (م ط ت س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «لما [ص: 169] قَدِم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ: دَخَلَ المسجد. فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ، ثُمَّ مَضَى على يَمِينِهِ، فَرَملَ ثَلاثاً، ومَشَى أَربَعاً، ثم أتَى المقام. فقال: {واتَّخِذُوا من مَقام إبراهيم مُصلَّى} [البقرة: 125] وصلَّى رَكْعَتيْنِ، والمقام بينه وبين البيت، ثم أتَى الْحَجَر بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ، فاسْتَلَمَهُ، ثم خرجَ إلى الصَّفا، أظُنُّهُ قال: {إنَّ الصفا والمروة من شعائِرِ الله} [البقرة: 159] . أخرجه الترمذي والنسائي. وفي أخرى للترمذي: «أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَمَلَ من الحجَرِ إلى الحَجَرِ ثَلاَثاً، ومَشَى أربعاً» . وفي أخرى للنسائي قال: رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رَمَلَ من الحجَرِ الأسودِ حتَّى انْتَهى إليه، ثَلاثَةَ أطوافٍ» . وأخرج الموطأ هذه الرواية الآخرة التي للنسائي. وفي رواية مسلم: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا قَدِمَ مَكَّة أتَى الْحَجَر، فاسْتَلَمَهُ، ثم مَشَى على يمينه، فرَملَ ثَلاَثاً، ومَشَى أربعاً» . وفي أخرى: «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رَمَل الثَّلاثَةَ أطْواف (1) من الْحَجرِ [ص: 170] إلى الحَجَرِ» . وفي أخرى: «رَمَلَ مَن الحجر الأسود، حَتى انْتَهى إليه، ثَلاثَةَ أطوافٍ» (2) .   (1) في الأصل " الأطواف " وفي " صحيح مسلم " " أطواف " قال النووي: قوله: " رمل الثلاثة أطواف " هكذا هو في معظم النسخ المعتمدة، وفي نادر منها: " الثلاثة الأطواف "، وفي أندر منه " ثلاثة أطواف " فأما " ثلاثة أطواف " فلا شك في جوازه وفصاحته، وأما " الثلاثة الأطواف " بالألف واللام فيهما [ص: 170] ففيه خلاف مشهور بين النحويين، منعه البصريون، وجوزه الكوفيون. وأما " الثلاثة أطواف " بتعريف الأول وتنكير الثاني - كما وقع في معظم النسخ - فمنعه جمهور النحويين، وهذا الحديث دليل لمن جوزه، وقد سبق مثله في رواية سهل بن سعد في صفة منبر النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فعمل هذه الثلاث درجات " وقد رواه مسلم هكذا في كتاب الصلاة، وقد سبق التنبيه عليه. (2) أخرجه مسلم رقم (1218) في الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم ورقم (1263) في الحج، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة، والموطأ 1 / 364 في الحج، باب الرمل في الطواف، والترمذي رقم (856) في الحج، باب ما جاء كيف الطواف، و (857) في الحج، باب ما جاء الرمل من الحجر إلى الحجر، والنسائي 5 / 228 في الحج، باب طواف القدوم واستلام الحجر، وأخرجه ابن ماجة رقم (2951) في المناسك، باب الرمل حول البيت، والدارمي في السنن 1 / 42 كتاب المناسك، وأحمد في المسند 3 / 320 و 340 و 373 و 388 و 394 و 397. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك في «الموطأ» (239) . وأحمد (3/340) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي. وفي (3/373) قال: حدثنا حماد بن خالد. وفي (3/388) قال: حدثنا إسحاق. وفي (3/397) قال: حدثنا موسى بن داود. والدارمي (1847) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله. ومسلم (4/64) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجة (2951) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسين العكلي، والترمذي (857) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. والنسائي (5/230) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، ابولحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وابن خزيمة (2718) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب جميهم - أبو سلمة، وحماد بن خالد، وإسحاق، وموسى، وأحمد بن عبد الله، وابن مسلمة، ويحيى، وأبو الحسين، وابن وهب، وابن القاسم، وإسماعيل - عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه مسلم (4/64) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني مالك، وابن جريج. 3 - وأخرجه أحمد (3/340) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي. وفي (3/394) قال: حدثنا موسى بن داود. كلاهما (الخزاعي، وموسى) عن سليمان بن بلال. 4 - وأخرجه مسلم (4/43) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، والترمذي (856) قال: حدثنا محمود بن غيلان.. والنسائي (5/228) قال: أخبرني عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. ثلاثتهم (إسحاق، ومحمود، وعبد الأعلى) عن يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان الثوري. 5 - وأخرجه النسائي (5/236) قال: أخبرنا علي بن حُجر، قال: حدثنا إسماعيل. 6 - وأخرجه ابن خزيمة (2709) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى (يعني ابن سعيد) . 7 - وأخرجه ابن خزيمة (2717) قال: ثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة، قال: ثنا أبو عاصم. سبعتهم (مالك، وابن جريج، وابن بلال، والثوري وإسماعيل، ويحيى، وأبو عاصم) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. * وفي رواية أحمد (3/394) ، والترمذي (856) ، والنسائي (5/228) و (236) زيادة: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} . الحديث: 1431 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 168 1432 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وأصْحابَهُ اعْتَمَرُوا من الْجِعْرانَةِ، فَرَمَلُوا بالبَيْت، وجعلوا أَرْدِيَتَهُمْ تحتَ آباطهِمْ، قد قذَفُوها على عواتِقِهِمُ الْيُسْرَى» . وفي أخرى: «فَرَمَلُوا بالبَيْتِ ثلاثاً،ومَشَوْا أَرْبَعاً» .لم يَزِدْ على هذا. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1884) في المناسك، باب الاضطباع في الطواف، ورقم (1890) باب في الرمل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن:أخرجه أحمد (1/306) (2793) قال: ثنا سريج، ويونس. وفي (1/371) (3512) قال: ثنا روح. وأبو داود (1884) قال: ثنا أبو سلمة موسى. أربعتهم- سريج، ويونس، وروح، وأبو سلمة) قالوا: ثنا حماد (يعني ابن سلمة- عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 1432 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 1433 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- قال: «إنه رأى عبدَ الله بن الزُّبير أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ من التنعيم، قال: ثم رأيته يَسْعَى حَولَ البيت الأشْواطَ الثلاثَةَ» (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) أي: الأشواط الثلاثة الأول، لاستحباب ذلك لمن أحرم من التنعيم والجعرانة ونحوهما، بخلاف من أحرم من مكة فلا يستحب له ذلك، ولذا عقبه به. يريد الحديث الذي بعده. (2) 1 /365 في الحج، باب الرمل في الطواف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» من رواية أبي مصعب (1285) في الحج - باب الرمل في الطواف، قال: عن هشام بن عروة، فذكره. * الحديث عن هشام بن عروة، وليس عن عروة بن الزبير،وعبد الله هذا أخوه. الحديث: 1433 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 1434 - (ط) نافع مولى ابن عمر: «أنَّ ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- كانَ إذا أحْرَمَ من مكةَ لم يَطُفْ بالبَيْتِ، ولا بَينَ الصَّفَا والمروةِ، حتى يرجِعَ من مِنى، وكان لا يَرْمُلَ إذا طاف حَوْلَ البَيْتِ إذا أَحرمَ من مكة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 /365 في الحج، باب الرمل في الطواف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» (831) في الحج - باب الرمل في الطواف، قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 1434 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 1435 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما-: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَرْمُلْ في السبْعِ الذي أَفَاضَ فيه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2001) في المناسك، باب في الإفاضة في الحج، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3060) في المناسك، باب زيارة البيت، وفيه تدليس ابن جريج، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (2001) قال: ثنا سليمان بن داود، وابن ماجة (3060) قال: ثنا حرملة ابن يحيى، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5917) عن يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين. وابن خزيمة (2943) قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثلاثتهم -سليمان، وحرملة، ويونس - عن ابن وهب، قال: ثنا ابن جريج، عن عطاء، فذكره. الحديث: 1435 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 1436 - (د) أسلم مولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: سمعت عمر بنَ الخطاب يقول: «فِيمَ الرَّمَلانُ والكَشْفُ عن المناكِبِ، وقد أطَّأ الله الإسلامَ، ونَفى الكُفر وأهلَه، ولكن مع ذلك لا نَدَعُ شيئاً كُنَّا نُفْعَلُهُ مع [ص: 172] رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أطَّأ) : مهد وثبت، وإلا فهو وطَّا، والهمزة فيه مبدلة من الواو مثل وقَّتت وأقَّتت.   (1) رقم (1887) في المناسك، باب في الرمل، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2952) في المناسك، باب الرمل حول البيت، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (1/45) (317) قال: ثنا عبد الملك بن عمرو، وأبو داود (1887) قال: ثنا أحمد ابن حنبل، قال: ثنا عبد الملك بن عمرو. وابن ماجة (2952 قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا جعفر ابن عون. وابن خزيمة (2708) قال: ثنا محمد بن رافع، قال: ثنا ابن أبي فديك. ثلاثتهم - عبد المك، وجعفر، وابن أبي فديك - عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1436 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 1437 - (ت د) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - قال: «طافَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مُضْطَبعاً بِبُرْدٍ أْخضَرَ» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية الترمذي: «طافَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مُضْطَبِعاً عليه بُرْدٌ» (1) .   (1) أبو داود رقم (1883) في المناسك، باب الاضطباع في الطواف، والترمذي رقم (859) في الحج، باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعاً، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2954) في المناسك، باب الاضطباع، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] محمد بن يوسف، وقبيصة - قالا: حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير، عن ابن يعلى، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (4/222) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن رجل، عن ابن يعلى، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (4/223) قال: حدثنا عمر بن هارون البلخي أبو حفص. قال: حدثنا ابن جريج، عن بعض بني يعلى بن أمية، عن أبيه، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (4/،223 224) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1883) قال: حدثنا محمد بن كثير. كلاهما - وكيع، ومحمد بن كثير - عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن يعلى، فذكره. ليس بين ابن جريج، وابن يعلى أحد. وقال الترمذي: هذا حديث الثوري عن ابن جريج، ولا نعرفه إلا من حديثه. وهو حديث حسن صحيح، وعبد الحميد هو ابن جبيرة بن شيبة عن ابن يعلى، عن أبيه، وهو يعلى بن أمية. الحديث: 1437 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 1438 - (د) عبد الرحمن بن صفوان - رضي الله عنه - قال: «لما فَتَحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مكة. قلتُ: لألْبسَنَّ ثَيابي - وكانَتْ دَاري على الطريق - فَلأَنْظُرنَّ كَيفَ يَصنَعُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فانطلقْتُ، فرأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد خرج من الكعْبَةِ هو وأصحابُهُ، وقَدِ اسْتَلمُوا البيتَ من الباب إلى الحطيم، وَوَضْعُوا خُدُودَهم عليه، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وَسْطَهُمْ» . [ص: 173] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1898) في المناسك، باب الملتزم، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، كبر فتغير حتى صار يتلقن، كما قال الحافظ بن حجر في " التقريب "، وذكر الدارقطني أن يزيد بن أبي زياد تفرد به عن مجاهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (3/430) قال: حدثنا عبيدة بن حميد. وفي (3/431) قال: حدثنا أحمد ابن الحجاج، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وأبو داود (1898) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جريج بن عبد الحميد. وفي (2026) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (3017) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا علي بن المنذر الكوفي، قال: حدثنا ابن فضيل، (ح) وحدثنا أبو بشر الواسطي، قال: حدثنا خالد. أربعتهم - عبيدة بن حميد، وجرير، وابن فضيل، وخالد- عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، فذكره. (*) رواية عبيدة بن حميد مختصرة على: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الحجر والباب واضعا وجهه على البيت» . قلت: مدار الحديث على يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف. الحديث: 1438 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 [النوع] الثاني: في الإستسلام 1439 - (خ م ط ت د س) عابس بن ربيعة -رحمه الله (1) - قال: «رأَيتُ عُمَرَ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ، ويقول: إنِّي لأعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ ما تَنْفَعُ ولا تَضُرُّ، ولولا أنِّي رأَيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ» (2) . أخرجه الجماعة. [ص: 174] إلا أنَّ الموطأ أخرجه عن عروة «أنَّهُ رأَى عمَرَ» . وقد أخرجه البخاري أيضاً عن أسلم عن عمر. وأخرجه مسلم عن سالم [ابن عبد الله بن عمر] عن أبيه عن عمر، ونافع عن ابن عمر. ومن رواية غيرهما عنه. وزاد مسلم والنسائي في إحداهما: ولكن رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بِكَ حَفِيّاً، ولم يقُلْ: «رأَيتُ رسولَ الله يُقَبِّلُكَ» . وفي أخرى لمسلم عن عبد الله بن سَرْجِس -رضي الله عنه (3) - قال: «رأيتُ الأصْلَعَ - يعني: عمر - يُقَبِّلُ الحجَرَ ويقولُ: والله، إنِّي لأُقبِّلكَ، وإنِّي أعْلَمُ أنَّك حَجَرٌ، وأنَّكَ لا تضُرُّ ولا تَنْفَعُ، ولولا أنِّي رأَيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ» . وفي رواية: «رأيتُ الأُصَيْلِعَ» (4) . [ص: 175] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَفيّاً) : يقال: حفيت بالشيء حفاوة، وتحفَّيت به، فأنا به حفي: أي بالغت في إكرامه والعناية به.   (1) هو عابس بن ربيعة النخعي الكوفي، مخضرم. روى عن عمر وعلي وحذيفة وعائشة. وعنه ابنه عبد الرحمن وإبراهيم وأسماء، وأبو إسحاق السبيعي، وإبراهيم النخعي، وهو ثقة مخضرم. (2) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 370: قال الطبري: إنما قال ذلك عمر، لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام، فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر من باب تعظيم بعض الأحجار، كما كانت العرب تفعل في الجاهلية، فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا لأن الحجر ينفع ويضر بذاته، كما كانت تعتقده في الأوثان. وقال الحافظ: وفي قول عمر هذا التسليم للشارع في أمور الدين وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها، وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه، وفيه دفع ما وقع لبعض الجهال من أن في الحجر الأسود خاصة ترجع إلى ذاته، وفيه بيان السنن بالقول والفعل، وأن الإمام إذا خشي على أحد من فعله فساد اعتقاده أن يبادر إلى بيان الأمر ويوضح ذلك. (3) هو عبد الله بن سرجس - بفتح السين وكسر الجيم - المزني، حليف بني مخزوم، صحابي، سكن البصرة، له سبعة عشر حديثاً. انفرد له مسلم بحديث. (4) أخرجه البخاري 3 / 369 في الحج، باب ما ذكر في الحجر الأسود، وباب الرمل في الحج والعمرة، وباب تقبيل الحجر، ومسلم رقم (1270) في الحج، باب استحباب تقبيل الحجر الأسود، والموطأ 1 / 367 في الحج، باب تقبيل الركن الأسود في الاستلام، والترمذي رقم (860) في الحج، باب ما جاء في تقبيل الحجر، وأبو داود رقم (1873) في المناسك، باب في تقبيل الحجر، والنسائي 5 / 227 في الحج، باب تقبيل الحجر، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2943) في المناسك، باب استلام الحجر، والدارمي [ص: 175] 1 / 52 و 53 في المناسك، باب في تقبيل الحجر الأسود، وأحمد في المسند 1 / 21 و 26 و 34 و 35 و 39 و 46 و 51 و 53 و 54، وفي الباب من حديث عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن سرجس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/16) (99) قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا زهير. وفي (1/26) (176) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/46) (325) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (2/183) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، ومسلم (4/67) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، جميعا عن أبي معاوية. وأبو داود (1873) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (860) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (5/227) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس وجرير. ستتهم - زهير، وأبو معاوية، ومحمد بن عبيد، وسفيان الثوري، وعيسى، وجرير- عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، فذكره. (*) ومالك (الموطأ) (835) في الحج - باب تقبيل الركن الأسود في الاستلام، قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عمر فذكره. الحديث: 1439 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 1440 - (خ م د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «لَمْ أَرَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَلِمُ من الْبَيْت إلا الرُّكْنَيْنِ الْيَمانِيَّيْنِ (1) » . [ص: 176] وفي رواية «يمسح» مكان «يستلم» وفي رواية لمسلم: «لم يكن يستلم من أَركان البيت إلا الرُّكْنَ الأسْوَدَ، والَّذي يَليهِ، من نحو دورِ الْجُمَحِيِّينَ» . وفي أخرى للبخاري ومسلم قال: «ما تَرَكنَا اسْتلامَ هَذَيْن الرُّكنَيْنِ: اليمانيِّ والحجَرِ في شدَّةٍ ولا رَخاءٍ، مُنْذُ رأيتُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَلِمُهُما» . وفي أخرى لهما: قال نافع: «رأيتُ ابْنَ عمر يَسْتلم الحجَرَ بيدهِ، ثمَّ قَبَّلَ يَدَه، وقال: ما تَرَكْتُهُ مُنْذُ رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله» . وفي أخرى: قال: «قلتُ لنافعِ: أكان ابنُ عمر يَمْشي بين الركنين؟ قال: إنما كان يمشي ليكونَ أيسَرَ لاستِلامِهِ» . وأخرج أبو داود الرواية الأولى. وله في أخرى: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدَعُ أنْ يَسْتَلِمَ [ص: 177] الرُّكْنَ اليمانيَّ والحجَرَ في كُلِّ طوافه، قال: وكان عبد الله بن عمر يَفْعَلُهُ» . وأخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية، والثالثة. وله في أخرى «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يستَلِم الركن اليمانيَّ والحجَرَ في كُلِّ طوافِهِ» . وفي أخرى «كان لا يستلم إلا الحجرَ والركن اليمانيَّ» . وفي رواية للبخاري والنسائي: قال «سألَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عن استِلام الحجَرِ؟ فقال: رأَيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يستلمه ويُقَبِّلُهُ، قال: أرأيت: إن زُحِمْتُ؟ أرأَيتَ: إن غلِبْتُ؟ قال: اجْعَل «أرأيتَ» باليمنِ، رأيتُ رَسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يستَلمُهُ ويقبِّلُهُ» . ورأيتُ الحميديَّ قد أَخرج هذه الرواية في كتابه في أفراد البخاري، ولم يُضفها إلى الروايات التي أخرجها للبخاري ومسلم، المقدَّم ذِكْرُها، وحيث رأيتُ المعنى فيها واحداً، أضَفْتُ هذه الرواية إلى باقي الروايات، ونَبَّهْتُ على ما فعله الحميديُّ (2) . [ص: 178] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اجعل «أرأيت» باليمن) أي: اجعل سؤالك هذا واعتراضك بعيداً عنك حتى كأنه باليمن، وأنت بموضعك هذا.   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 412: فالركنان اليمانيان: هما الركن الأسود والركن اليماني، وإنما قيل لهما " اليمانيان " للتغليب، كما قيل في الأب والأم: الأبوان، وفي الشمس والقمر: القمران، وفي أبي بكر وعمر: العمران، وفي الماء والتمر: الأسودان، ونظائره مشهورة. واليمانيان: بتخفيف الياء، هذه اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى سيبويه والجوهري وغيرهما فيها لغة أخرى: بالتشديد، فمن خفف قال: هي نسبة إلى اليمن، فالألف عوض عن إحدى ياءي النسب، فتبقى الياء الأخرى مخففة، ولو شددناها لكان جمعاً بين العوض والمعوض عنه، وذلك ممتنع، ومن شدد قال: الألف في " اليمان " زائدة، وأصله: اليمني، فتبقى الياء مشددة، وتكون الألف زائدة، كما زيدت النون في " صنعاني، ورقباني " ونظائر ذلك، والله أعلم. وأما قوله: " يمسح " فمراده: يستلم. واعلم: أن للبيت أربعة أركان: الركن الأسود، والركن اليماني - ويقال لهما: اليمانيان كما سبق - وأما الركنان الآخران، فيقال لهما: الشاميان، فالركن الأسود فيه فضيلتان، إحداهما: كونه على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم، والثانية: كونه فيه الحجر الأسود. وأما اليماني: ففيه فضيلة واحدة، وهي كونه على قواعد إبراهيم عليه السلام. وأما الركنان الآخران: فليس فيهما شيء من هاتين الفضيلتين، فلهذا خص الحجر الأسود بشيئين: الاستلام والتقبيل، للفضيلتين، وأما اليماني فيستلمه ولا يقبله؛ لأن فيه فضيلة واحدة. وأما الركنان الآخران فلا يقبلان ولا [ص: 176] يستلمان، والله أعلم. وقد أجمعت الأمة على استحباب استلام الركنين اليمانيين، واتفق الجماهير على أنه لا يمسح الركنين الآخرين، واستحبه بعض السلف. وممن كان يقول باستلامهما: الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وابن الزبير، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعروة بن الزبير، وأبو الشعثاء جابر بن زيد رضي الله عنهم. قال القاضي أبو الطيب: أجمعت أئمة الأمصار والفقهاء على أنهما لا يستلمان، قال: وإنما كان فيه خلاف لبعض الصحابة والتابعين، وانقرض الخلاف، وأجمعوا على أنهما لا يستلمان، والله أعلم. (2) أخرجه البخاري 3 / 379 في الحج، باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين، وباب الرمل في الحج والعمرة، وباب تقبيل الحجر، ومسلم رقم (1267) في الحج، باب استحباب استلام الركنين اليمانيين، وأبو داود رقم (1874) في المناسك، باب تقبيل الحجر، والنسائي 5 / 231 و 232 في الحج، باب استلام الركنين في كل طواف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/98) ، 2 56 قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر. 2 - وأخرجه أحمد (2/120) (6017) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وإسحاق بن عيسى. والبخاري (2/186) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (4/65) قال: حدثنا يحيى بن يحيى (ح) وحدثنا قُتيبة. وأبو داود (1874) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي..والنسائي (5/232) قال: أخبرنا قُتيبة. خمستهم -هاشم ابن القاسم، وإسحاق بن عيسى، وأبو الوليد الطيالسي، ويحيى بن يحيى، وقُتيبة بن سعيد- عن الليث بن سعد. 3 - وأخرجه مسلم (4/65) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة. وابن ماجة (2946) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. والنسائي (5/232) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع. وابن خزيمة (2725) قال: حدثنا يونس. أربعتهم -أبو الطاهر أحمد بن عمرو، وحرملة، والحارث، ويونس بن عبد الأعلى- عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. ثلاثتهم - معمر، والليث، ويونس بن يزيد - عن الزهري، عن سالم، فذكره. والرواية الصحيحة الأخرى، فعن نافع عنه: أخرجها أحمد (2/3) (4463) ، و (2/33) (4888) ، و (2/40) (4986) ، (2/59) (5239) ، و (2/108) (5875) (والدارمي (1845) ، والبخاري (2/185) ، ومسلم (4/66) ، والنسائي (5/232) ، وابن خزيمة (2715) . - أما رواية: «أرأيت إن زحمت أرأيت إن غلبت» .. أخرجها أحمد (2/152) (6396) ، والبخاري (2/186) ، والترمذي (861) ، والنسائي (5/231) . عن حماد بن زيد، عن الزبير بن عربي، فذكره. الحديث: 1440 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 1441 - (د) عمرو بن شعيب عن أبيه -رضي الله عنهم (1) - قال: «طُفْتُ مع عبد الله - يعني أباه - فلما جِئْنَا دُبُرَ الكعبَةِ قلتُ: ألا تَتَعَوَّذُ؟ قال: نَعُوذُ بالله من النَّار، ثم مَضَى حتَّى استلم الْحَجَرَ، فأقام بين الركن والباب. فوضعَ صَدْرَهُ ووجهَهُ وذِراعَيْهِ وكَفَّيهِ هكذا - وبَسطهما بَسطاً - ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يفعلُه» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) ووقع عند ابن ماجة " عن أبيه عن جده " فيكون شعيب ومحمد طافا جميعاً مع عبد الله. (2) رقم (1899) في المناسك، باب الملتزم، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2962) في المناسك، باب الملتزم، وفي إسناده المثنى بن الصباح، وهو ضعيف اختلط بآخره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (1899) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا عيسى بن يونس، وابن ماجة (2962) قال: ثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق. كلاهما - عيسى، وعبد الرزاق- عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. قلت: فيه المثنى بن الصباح، وهو ضعيف. الحديث: 1441 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 1442 - (خ م ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أبو الطُّفَيْلِ: «كُنتُ مع ابن عباسٍ، ومعاويةُ لاَ يَمُرُّ بِرُكْنٍ إلا استلمه، فقال له ابن عباس: إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يستلم إلا الحجرَ الأسودَ والرُّكْنَ اليمانيَّ، فقال معاوية: لَيْسَ شيءٌ من البَيْتِ مَهجوراً» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية مسلم: أنَّه سَمِعَ ابنَ عَبَّاسٍ يقول «لم أر رسول الله [ص: 179] صلى الله عليه وسلم- يستَلِمُ غير الرُّكْنيْنِ اليمانِيَّيْنِ» . وفي رواية البخاري عن أبي الشَّعْثَاءِ - جابرِ بنِ زَيْدٍ - قال: «ومَنْ يَتَّقي شَيْئاً من البيت (1) ؟ وكان معاوَيةُ يستَلِمُ الأَركانَ، فقال له ابْنُ عباس: إنَّهُ لا يُستَلَمُ هَذَانِ الركنانِ، فقال: ليس شيءٌ من البيت مهجوراً، وكان ابنُ الزبَيْرِ يَسْتَلمُهُنَّ كُلَّهُنَّ» . هذا الحديث أخرجه الحميديُّ في أفراد البخاري، فذكر رواية البخاري، ثم قال عقيبه: وأخرج مسلم من حديث قتادة عن أبي الطفيل، وذكر رواية مسلم، وكان من حقه: أن يجعل الحديث في المتفق، لا في الأفراد، ثم لم يذكر رواية مسلم في أفراده، وهذا بخلاف عادته، والله أعلم (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": " من " في قوله: " ومن يتقي " استفهامية على سبيل الإنكار. (2) أخرجه البخاري 3 / 379 في الحج، باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين، ومسلم رقم (1269) في الحج، باب استحباب استلام الركنين اليمانيين، والترمذي رقم (858) في الحج، باب ما جاء في استلام الحجر والركن اليماني، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 1 / 332 و 372. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/246) (2210) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا أبو خيثمة. وفي (1/332) (3074) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، والثوري، وفي (1/372) (3533) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا الثوري، والترمذي (858) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، ومعمر، ثلاثتهم - أبو خيثمة، ومعمر، وسفيان الثوري - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم. 2 - وأخرجه أحمد (1/372) (3532) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد. (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد،، ومسلم (4/66) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث. كلاهما - سعيد، وعمرو بن الحارث - عن قتادة بن دعامة. كلاهما - عبد الله بن عثمان، وقتادة - عن أبي الطفيل، فذكره. رواية عمرو بن الحارث عن قتادة مختصرة على: «لم أر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستلم غير الركنين اليمانيين» ، وليس فيها ذكر (معاوية) . أما رواية مجاهد، عنه: أخرجها أحمد (1/217) 1877. الحديث: 1442 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 1443 - (س) حنظلة -رحمه الله (1) - قال: «رأيتُ طَاوُساً يَمُرُّ [ص: 180] بالرُّكن، فإن وَجَدَ عليه زِحاماً مَر ولم يُزَاحِمْ، وإذا رآه خالياً، قَبَّلَهُ ثلاثاً، ثم قال: رأيتُ ابن عباس فعل ذلك، وقال ابنُ عباس: رأيتُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فَعَل مثلَ ذلك، ثم قال: إنك حَجَرٌ لا تنفَعُ ولا تَضُرٌ، ولولا إنِّي رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَبَّلَكَ ما قَبَّلْتُكَ، ثم قال عمر: رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك» . أخرجه النسائي (2) .   (1) هو حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي المكي، روى عن سالم بن عبد الله بن عمر، وسعيد بن ميناء، وطاوس، وغيرهم، وعنه الثوري، وحماد بن عيسى الجهني، والوليد بن مسلم وغيرهم، وقد وقع في المطبوع بتحقيق الشيخ حامد الفقي: هو حنظلة بن خويلد العنزي، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. (2) 5 /227 في الحج، باب كيف يقبل الحجر، وفي إسناده الوليد بن مسلم وهو ثقة، ولكنه كثير التدليس والتسوية. ولكن يشهد لهذا الحديث حديث عابس بن ربيعة في الصحيحين، وقد تقدم برقم (1439) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه النسائي (5/227) قال: نا عمرو بن عثمان، قال: ثنا الوليد، عن حنظلة فذكره. قلت: فيه الوليد بن مسلم، وهو كثير التدليس. الحديث: 1443 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 179 1444 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما-: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لابْنِ عَوْفٍ: «كيف صَنَعتَ يا أبا محمد في استلام الركن الأسود؟ قال استلمتُ، وتَركْتُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أصَبْتَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 /366 في الحج، باب الاستلام في الطواف من حديث مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرسل، فإن عروة بن الزبير لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وقد أخرجه ابن عبد البر موصولاً من طريق سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (الموطأ) (833) في الحج - باب الاستلام في الطواف قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/406) : مرسل، أخرجه ابن عبد البر موصولا من طريق أبي نعيم الفضل ابن دكين، قال: ثنا سفيان الثوري، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن يونس، فذكره. الحديث: 1444 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 1445 - (د) عبد الله بن الخطاب -رضي الله عنهما- «أنَّهُ أُخْبِرَ بقول عائشَةَ (1) : إنَّ الْحجْرَ بَعْضُهُ لَيْسَ من [ص: 181] البَيْتِ (2) ، قال ابنُ عمر: والله، إني لأَظنُّ عائِشَةَ - إن كانت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنِّي لأَظنُّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَتْرُكِ اسْتلامَهُما إلا لأَنَّهما (3) ليسا على قواعِدِ البَيْت، ولا طَافَ الناسُ من وراء الحجْرِ إلا لذلك» . أخرجه أبو داود (4) .   (1) كذا في رواية أبي داود " عن سالم، عن ابن عمر أنه أخبر " بصيغة المجهول. ولفظه عن مالك 1 / 363 في الحج، باب ما جاء في بناء الكعبة، وعند البخاري 3 / 351 في الحج، باب فضل مكة وبنيانها، ومسلم رقم (1333) في الحج، باب نقض الكعبة وبنائها. " عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبر عبد الله " بفتح همزة " أخبر " ونصب " عبد الله " على المفعولية. قال الحافظ في " الفتح ": وظاهره أن سالماً كان حاضراً لذلك، فيكون من روايته عن عبد الله [ص: 181] ابن محمد، وقد صرح بذلك أبو أويس عن ابن شهاب، لكنه سماه عبد الرحمن بن محمد، فوهم. وقد ذكر الحديث الشيخ حامد الفقي في المطبوع من رواية مسلم وقال: هذا الحديث كان بهامش أصل الجامع، ولعل بعض من قرأ النسخة أضافه توضيحاً لرواية أبي داود، وليس في الأصول التي بين أيدينا. (2) لفظه في نسخ أبي داود المطبوعة: " إن الحجر بعضه من البيت ". وظاهر رواية البخاري أن الحجر كله من البيت، وانظر فتح الباري 3 / 354 في الحج، باب فضل مكة وبنيانها. (3) لفظه في نسخ أبي داود المطبوعة: إلا أنهما. (4) رقم (1875) في المناسك، باب استلام الأركان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود 1875 قال: ثنا مخلد بن خالد، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن الزهري، عن سالم، فذكره. وبنحوه عن عائشة: أخرجه مالك (الموطأ) (ص238) ، وأحمد (6/، 113، 176 247) والبخاري (2/، 179 4/، 177 6/24) ، ومسلم (4/97) ، والنسائي (5/214) ، وابن خزيمة 2726. الحديث: 1445 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 1446 - (ت س) عبيد بن عمير -رحمه الله- «أن ابْنَ عمر كان يُزاحِمُ على الركنين، فقلت: يا أبا عبْد الرحْمَنِ، إنك تُزاحِمُ على الركنينِ زِحَاماً ما رأيت أحَداً من أصحابِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُزاحمُهُ؟ فقال: إن أفْعَلْ، فإني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنَّ مَسْحَهما كَفَّارَةٌ لِلخَطايا، وسمعتُهُ يقول: من طاف بهذا البيت أُسْبُوعاً فأحصاهُ: كان كعتق رقبة يقول: لا يَرفَعُ قَدَماً، ولا يَضعُ قَدَماً، إلا حَطَّ الله عنه بها خِطِيئة، وكتب له بها حسنة» . هذه رواية الترمذي. وقال الترمذي: وروي أيضاً عن ابن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ، ولم يذكر: عن أبيه. [ص: 182] وفي رواية النسائي أنه قال له: «يا أبا عبد الرحمن، ما أراك تستلم إلا هذين الركنين؟ قال: إني سمعت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنَّ مَسْحَهُما يَحُطَّانِ الْخطيئةَ، وسمعتهُ يقول: من طَافَ سَبعاً، فهو كعِتْق رَقَبَةٍ» (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (959) في الحج، باب ما جاء في استلام الركنين، والنسائي 5 / 221 في الحج، باب ذكر الفضل في الطواف بالبيت، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 2 / 11 وفي سنده عطاء بن السائب، وهو صدوق، لكنه اختلط، وروايته عند الترمذي عن جرير عن عطاء بن السائب، وما سمع منه جرير ليس من صحيح حديثه. لكن روايته عند النسائي عن حماد بن زيد قبل أن يتغير، وروايته عنه جيدة، ولذلك قال الترمذي: حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/3) (4462) قال: حدثنا هشيم. وفي (2/88) (5621) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر والثوري، وفي (2/95) (5701) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا همام. وعبد بن حميد (831) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والثوري، وفي (832) قال: حدثنا عمر ابن سعد، عن أبي الأحوص. والترمذي (959) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، وابن خزيمة (2729) قال: حدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا هشيم، وفي (، 2730 2753) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل، وفي (2730) قال: حدثنا الحسن بن الزعفراني. سبعتهم - هشيم، ومعمر، والثوري، وهمام، وأبو الأحوص، وجرير، وابن فضيل - عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/11) (4585) قال: حدثنا سفيان، والنسائي (5/221) قال: أنبأنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. كلاهما - سفيان، وحماد- عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عمر فذكره. ليس فيه (عن أبيه) . وقال الترمذي: وروى حماد بن زيد عن عطاء بن السائب، عن ابن عبيد بن عمير، عن ابن عمر نحوه، ولم يذكر فيه عن أبيه، وقال أيضا: هذا حديث حسن. قلت: فيه العطاء بن السائب، قال عنه الإمام أحمد: ثقة رجل صالح، من سمع منه قديما فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثا فسماعه ليس بشيء، وقال أبو حاتم الرازي: قديم السماع من عطاء: سفيان وشعبة وقد استثنى غير واحد من الأئمة معهما حماد بن زيد. الحديث: 1446 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 1447 - (ط) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- كانَ يقولُ: «ما بَيْنَ الركْنِ والبابِ: الْمُلْتَزَمُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1/ 424 في الحج، باب جامع الحج بلاغاً، وإسناده منقطع. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": هكذا رواه ابن وضاح عن يحيى، وهو الصواب. وفي رواية ابنه عبيد الله: ما بين الركن والمقام، وهو خطأ لم يتابع عليه، وقد تقدم بمعناه رقم (1441) ، وسنده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه مالك (الموطأ) 980 بلاغا في الحجة - باب جامع الحج، فذكره. الحديث: 1447 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 1448 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله- قال بَلَغَني: أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان إذا قضى طَوافَهُ، وركع الرَّكعْتَيَنِ وأراد أن يَخْرُجَ إلى السَّعي (1) : استَلمَ الرُّكْنَ الأسْودَ قبل أن يَخْرُجَ» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) في الموطأ المطبوع: وأراد أن يخرج إلى الصفا والمروة. (2) 1 / 366 في الحج، باب الاستلام في الطواف بلاغاً، وإسناده منقطع، لكن صح هذا المعنى في رواية مسلم الطويلة في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم رقم (1218) ، وأبي داود رقم (1915) وابن ماجة (3074) : ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ {إن الصفا والمروة من شعائر الله} ... الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (832) بلاغا في الحج - باب الاستلام في الطواف، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/406) : صح في مسلم، وأبي داود وغيرهما في الحديث الطويل في صفة الحجة النبوية عن جابر. الحديث: 1448 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 1449 - () عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رجلاً يقول: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن الخطَّابِ: «يا أَبا حَفْصٍ، إنَّكَ فيك فَضْلُ قُوَّةٍ، فلا تُؤذِ الضَّعيِفَ، إذا رأَيتَ الرُّكنَ خِلْواً فاستلم، وإلا كَبِّرْ وامْضِ، قال: ثم سمعتُ عمر يقول لرجلٍ: لا تؤذ النَّاسَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الشافعي في مسنده 2 / 43 بدائع المنن في ترتيب السنن للبنا، في الحج، باب النهي عن الزحام على تقبيل الحجر الأسود. ورواه أيضاً أحمد في المسند عن عمر نفسه رقم (190) وفي إسناده رجل مجهول، وهو الذي روى عنه أبو يعفور العبدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذه من زيادات رزين على الأصول. وبنحوه أخرجه أحمد (1/28) (190) قال: ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان، عن أبي يعفور العبدي، قال: سمعت شيخا بمكة في إمارة الحجاج يحدث، فيذكره. الحديث: 1449 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 النوع الثالث: في ركعتي الطواف 1450 - (خ) نافع مولى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كان ابن عمر يصلي لكل أُسبوع (1) ركعتين» . أخرجه البخاري تعليقاً (2) . [ص: 184] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أسبوع) : الأسبوع: سبع مرات، ومنه أسبوع الأيام لاشتماله على سبعة أيام.   (1) في البخاري المطبوع: سبوع بضم السين والباء: لغة في الأسبوع، قال ابن التين: جمع سبع بضم السين وسكون الباء، كبرد وبرود. (2) 3 / 388 تعليقاً بصيغة الجزم في الحج، باب صلى النبي صلى الله عليه وسلم لسبوعه ركعتين. قال الحافظ في " الفتح ": وصله عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر أنه كان يطوف بالبيت سبعاً ثم يصلي ركعتين. وعن معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يكره قرن الطواف، ويقول: على كل سبع صلاة ركعتين، وكان لا يقرن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا بصيغة الجزم في الحج - باب صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لسبوعه ركعتين. وقال الحافظ في «الفتح» (3/567) : وصله عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر فذكره، وعن معمر، عن أيوب، عن نافع، أن ابن عمر كان يكره قرن الطواف ويقول: على كل سبع صلاة ركعتين، وكان لا يقرن. الحديث: 1450 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 1451 - () عروة بن الزبير قال: «كانَ عبدُ الله بن الزبير يَقْرِنُ بين الأَسابيع، ويُسْرِعُ المشيَ، ويذكرُ أَنَّ عائشةَ كانت تَفْعَلُهُ، ثُمَّ تُصَلِّي لِكُلِّ أُسْبُوعٍ رَكْعَتيْنِ» . وفي رواية: «أنَّهُ كان يطوفُ بعد الْفَجْرِ، ويُصَلِّي ركْعَتَيْنِ، وكان إذا طاف، يُسْرِعُ في المشي» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. الحديث: 1451 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 1452 - () امرأةٌ كاَنتْ تخدُمُ عائشةَ -رضي الله عنها- أنها طَافَتْ معها أربَعةَ أَسابِيعَ مَقرُونَة، ثم رَكَعَتْ لِكُلِّ أُسبُوعِ رَكعَتَينِ، قالت: «ويُستَحبُّ لِكُلِّ أُسبوعٍ ركعتانِ (1) ، ويُستَحَبُّ استلام الركن في كل وتْرٍ» . أخرجه (2) .   (1) في الأصل: ويستحب لكل أسبوع ركعتين. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. الحديث: 1452 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 1453 - (ط) عبد الرحمن بن عبد القاريُّ «أنَّهُ طَافَ بالبيت مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، بعد صلاة الصبح، فلما قَضَى عُمَرُ طَوَافَهُ نَظَرَ، فلم يَرَ الشَّمْسَ، فَرَكِبَ حتَّى أنَاخَ بِذِي طُوى، فَصَلَّى [ص: 185] ركعتين» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 369 في الحج، باب الصلاة بعد الصبح والعصر في الطواف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) 837 في الحج - باب الصلاة بعد الصبح والعصر في الطواف، قال: عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره. الحديث: 1453 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 1454 - (خ) إسماعيل بن أمية -رحمه الله- قال: «قُلْتُ للزهريِّ: إنَّ عطاء يقولُ تُجْزِئُهُ الْمكْتُوبَةُ من رَكْعتَي الطَّوافِ، فقال: اتِّبَاعُ السُّنةِ أَفْضَلُ، لم يَطُفْ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قَطُّ أُسبوعاً إلا صلَّى له رَكْعَتَينِ» . أخرجه البخاري تعليقاً (1) .   (1) 3 / 388 تعليقاً بصيغة الجزم في الحج، باب صلى النبي صلى الله عليه وسلم لسبوعه ركعتين. قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة مختصراً قال: حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن الزهري قال: مضت السنة أن مع كل أسبوع ركعتين، ووصله عبد الرزاق عن معمر عن الزهري بتمامه. وأراد الزهري أن يستدل على أن المكتوبة لا تجزئ عن ركعتي الطواف بما ذكره من أنه صلى الله عليه وسلم لم يطف أسبوعاً قط إلا صلى ركعتين، وفي الاستدلال بذلك نظر، لأن قوله: إلا صلى ركعتين، أعم من أن يكون نفلاً أو فرضاً، لأن الصبح ركعتان، فيدخل في ذلك، لكن الحيثية مرعية، والزهري لا يخفى عليه هذا القدر، فلم يرد بقوله: إلا صلى ركعتين، أي من غير المكتوبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا بصيغة الجزم في الحج - باب صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لسبوعه ركعتين. وقال الحافظ في الفتح (3/567) : وصله ابن أبي شيبة مختصرا، قال: ثنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل ابن أمية، عن الزهري، قال: «مضت السنة أن مع كل أسبوع ركعتين» ، ووصله عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري بتمامه. الحديث: 1454 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 1455 - (ت) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «قرأ في رَكْعتي الطَّوافِ: سُورتي الإخْلاصِ: {قل يا أيها الكافرون} ، و {قُلْ هو الله أحدٌ} » . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (869) في الحج، باب ما يقرأ في ركعتي الطواف، وفي سنده عبد العزيز بن عمران الزهري المدني الأعرج المعروف بابن ثابت، وهو متروك، كما قال الحافظ في " التقريب ": احترقت كتبه، فحدث من حفظه فاشتد خلطه. ولكن يشهد لهذا الحديث حديث جابر الطويل عند مسلم رقم (1218) في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقرأ (يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم) في الركعتين (أي ركعتي الطواف) قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح موقوفا: 1 - أخرجه الحميدي (1267) ، والترمذي (862) و (2967) قال: حدثنا ابن أبي عمر. وابن خزيمة (2756) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثلاثتهم -الحميدي، وابن أبي عمر،،وعبد الجبار- قالوا: حدثنا سفيان. 2 - وأخرجه أبو داود (3969) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. (ح) وحدثنا نصر بن عاصم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. 3 - وأخرجه ابن ماجة (1008) و (2960) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، والنسائي (5/236) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، كلاهما -العباس، وعمرو- عن الوليد بن مسلم، عن مالك. 4 - وأخرجه الترمذي (869) قال: أخبرنا أبو مصعب المدني، قراءة، عن عبد العزيز بن عمران. خمستهم -سفيان، ويحيى، وحاتم، ومالك، وعبد العزيز - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. (*) في رواية سفيان لم يذكر القراءة في ركعتي الطواف. (*) ورواية الترمذي مختصرة على القراءة في ركعتي الطواف. وقال الترمذي: وهذا -أي الحديث الذي ذكره بعده - أصح من حديث عبد العزيز بن عمران. وحديث جعفر ابن محمد عن أبيه في هذا أصح من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعبد العزيز ابن عمران ضعيف في الحديث. الحديث: 1455 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 الفرع الثاني: في كيفية السعي 1456 - (ت د س) كثير بن جمهان (1) -رحمه الله- قال: «رأيتُ عبدَ الله بنَ عمر -رضي الله عنهما- يَمْشي في السعي، فقلتُ له: أتَمشي في المسعى؟ قال: لئن سَعَيْتُ لقد رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَسْعَى، ولئن مَشَيْتُ لقد رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَمْشي، وأنا شيخٌ كبير» . هذه رواية الترمذي والنسائي. وفي رواية أبي داود عن كثيرٍ: أنَّ رَجُلاً قال لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- بين الصفا والمروة - «يا أبا عبد الرحمن، أرَاكَ تَمْشي والنَّاسُ يَسْعَونَ - وذكر الحديثَ - إلا أنَّه قَدَّم ذِكْر المشي على السعي» (2) .   (1) كثير بن جمهان - بضم الجيم وسكون الميم - السلمي، ويقال: الأسلمي، أبو جعفر الكوفي، روى عن أبي هريرة وابن عمر، وأبي عياض. وعنه عطاء بن السائب، وليث بن أبي سليم. (2) أخرجه الترمذي رقم (864) في الحج، باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة، وأبوداود رقم (1904) في المناسك، باب أمر الصفا والمروة، والنسائي 5 / 241 و 242 في الحج، باب المشي بينهما، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2988) في الحج، باب السعي بين الصفا والمروة، من حديث محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن كثير بن جمهان، وعطاء بن السائب صدوق، لكنه اختلط، وما روى عنه محمد بن فضيل، ففيه غلط واضطراب، وكثير بن جمهان، لم يوثقه غير ابن حبان. ولكن يشهد للحديث من جهة المعنى ما في الصحيحين من حديث ابن عمر: سعى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشواط، ومشى أربعة في الحج والعمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/53) (5143) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، وفي (2/60) (5257) ، (2/61) (5265) قال: حدثنا وكيع، عن أبيه. وفي (2/120) (6013) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا أبو خيثمة. وأبو داود (1904) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (2988) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبي. والترمذي (864) قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا ابن فضيل، والنسائي (5/241) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2770) قال: حدثنا علي ابن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (2771) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن سفيان. أربعتهم - سفيان، والجراح والدوكيع، وزهير بن معاوية أبو خيثمة، وابن فضيل - عن عطاء ابن السائب، عن كثير بن جهمان، فذكره. الحديث: 1456 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 1457 - (ط س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-،: «كانَ إذا نَزَلَ من الصَّفَا مَشَى، حتى إذا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بطْنِ الوادي: سعَى، حتى يخرجَ منه» . أخرجه الموطأ والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انصبت) : قدماه، أي: انحدرت في المسعى.   (1) الموطأ 1 / 374 في الحج، باب جامع السعي، والنسائي 5 / 243 في الحج، باب موضع المشي، وإسناده صحيح، وهو عند مسلم بمعناه في حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك في الموطأ (245) . وأحمد (3/388) قال: قرأت على عبد الرحمن، وحدثنا إسحاق. والنسائي (5/243) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن القاسم. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وإسحاق، وابن القاسم - عن مالك. 2 - وأخرجه الحميدي (1268) ، والنسائي (5/243) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما -الحميدي، وابن المثنى- عن سفيان. 3 - وأخرجه أحمد (3/333) قال: حدثنا روح. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (2624) عن عمران بن يزيد، عن شعيب بن إسحاق، كلاهما -روح، وشعيب- عن ابن جريج، 4- وأخرجه النسائي (5/243) قال: نا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا يحيى بن سعيد. أربعتهم -مالك، وسفيان، وابن جريج، ويحيى - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1457 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 1458 - (ط ت س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ -حين خرج من المسجد وهو يُريدُ الصَّفا - وهو يقولُ: «نَبْدَأُ بما بَدَأَ الله به، فَبدَأ بالصَّفا» . أخرجه الموطأ والنسائي. وفي رواية الترمذي والنسائي: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- حين قدم مكة - وطَافَ بالْبَيْتِ سَبعاً، فقرأ: {واتَّخِذُوا من مقام إبراهيم مُصَلَّى} [البقرة: 126] فَصلَّى خَلْفَ المقام، ثم أتى الحجَرَ فاسْتَلَمه، ثم قال: نَبْدَأُ بما بَدَأ الله بهِ، فَبدَأَ بالصَّفَا: وقرأ: {إنَّ الصَّفا والمروةَ من شعائر الله} [البقرة: 158] » (1) .   (1) أخرجه الموطأ 1 / 372 في الحج، باب البدء بالصفا في السعي، والترمذي رقم (862) في الحج، باب ما جاء أنه يبدأ بالصفا قبل المروة، والنسائي 5 / 235 في الحج، باب القول بعد ركعتي الطواف وباب ذكر الصفا والمروة، وقد أخرجه أيضاً بمعناه مسلم رقم (1218) وأبو داود رقم (1905) وابن ماجة رقم (3074) في الحج، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك في (الموطأ) (243) . وأحمد (3/388) قال: قرأت على عبد الرحمن، (ح) وحدثنا إسحاق، والنسائي (5/239) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن القاسم، ثلاثتهم - عبد الرحمن، وإسحاق، وابن القاسم - عن مالك. 2- وأخرجه النسائي (5/239) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - مالك، ويحيى - قالا: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. ورواية الترمذي: انظر حديث رقم 1431. الحديث: 1458 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 1459 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «لمَّا خرَجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السَّعْي تلا: {إنَّ الصَّفا والمروةَ من شعائر الله} ثم قال: نَبدَأ بما بَدَأَ الله به، فَلَمَّا عَلا على الصفا - حيثُ يَنظُرُ إلى الْبَيتِ- رفع يَدَيْهِ فَجَعَلَ يذْكُرُ الله بما شَاء» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى حديث جابر الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] من زيادات رزين العبدري. الحديث: 1459 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 1460 - () عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «السعي من دَارِ بني عبَّادٍ إلى زُقَاق بني أبي حُسَينٍ. قال: وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا طَافَ الطواف الأول خَبَّ ثلاثاً، ومَشَى أربعاً» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. ويشهد لبعضه، وهو قوله: " خب ثلاثاً ومشى أربعاً " ما في الصحيحين عن ابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] من زيادات رزين العبدري. الحديث: 1460 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 1461 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «ليس السَّعيُ في بطن الوادي بين الصَّفا والمروة سُنَّةً (1) ، إنما كان أهْلُ الْجَاهِليَّةِ يَسْعَوْنَها، ويقولون: لا نُجِيزُ البطحاءَ إلا شَدَّاً (2) » . أخرجه البخاري (3) . [ص: 189] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَدّاً) : الشد: العدو. (بالبطحاء) : المراد بالبطحاء هاهنا: بطن المسعى.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": إن أراد به أنه لا يستحب، فهو يخالف ما عليه الجمهور، وهو نظير إنكاره استحباب الرمل في الطواف. ويحتمل أن يريد بالسنة: الطريقة الشرعية، وهي تطلق كثيراً على المفروض، ولم يرد السنة باصطلاح أهل الأصول، وهو ما ثبت دليل مطلوبيته من غير تأثيم تاركه. (2) أي لا نقطع. والبطحاء: مسيل الوادي، تقول: جزت الموضع: إذا سرت فيه، وأجزته: إذا خلفته وراءك. وقيل: هما بمعنى. وقوله: الأشد: أي: لا نقطعها إلا بالعدو الشديد. قاله الحافظ في " الفتح ". (3) 7 /120 في مناقب الأنصار، باب أيام الجاهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري معلقا بصيغة الجزم في مناقب الأنصار - باب القسامة في الجاهلية. وقال الحافظ في «الفتح» : وصله أبو نعيم في «المستخرج» من طريق حرملة بن يحيى عن عبد الله بن وهب. الحديث: 1461 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 1462 - (س) صفية بنت شيبة -رضي الله عنها (1) - عن امرأة قالت: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يسعى في بطن المسيل، يقول: لا يُقْطَعُ الوادِي إلا شَدّاً» . أخرجه النسائي (2) .   (1) قال الحافظ في " التقريب ": هي صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، لها رؤية، وحدثت عن عائشة وغيرها من الصحابة، وفي البخاري التصريح بسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم. وأنكر الدارقطني إدراكها. (2) 5 / 242 في الحج، باب السعي في بطن المسيل، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2987) في المناسك، باب السعي بين الصفا والمروة، وأحمد في المسند 6 / 404 و 405 وجهالة الصحابية لا تضر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/404) قال: حدثنا عفان. والنسائي (5/242) قال: أخبرنا قتيبة. كلاهما - عفان، وقُتيبة - عن حماد بن زيد. قال: حدثنا بديل بن ميسرة، عن المغيرة بن حكيم، عن صفية بنت شيبة، فذكرته. (*) وأخرجه أحمد (6/404) قال: حدثنا روح وأبو نعيم. وابن ماجة (2987) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - روح، وأبو نعيم، ووكيع - عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن بُديل بن ميسرة، عن صفية بنت شيبة، عن أم ولد شيبة. قالت: رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسعى بين الصفا والمروة. وهو يقول: لا يُقْطَعُ الأبطحُ إلا شَدّا. ليس فيه: «المغيرة بن حكيم» . الحديث: 1462 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 1463 - (س) الزهري قال: سألُوا ابنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما-: «هل رأيتَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رَمَلَ بين الصفا والمروة؟ قال: كان في جماعةِ النَّاس، فَرَمَلُوا، فما أُراهم رَمَلُوا إلا بِرَمَلِهِ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 242 في الحج، باب الرمل بينهما، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه النسائي (5/242) قال: نا محمد بن منصور، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا صدقة ابن يسار، عن الزهري، فذكره. قال الحافظ في التهذيب (9/450) : وعن أحمد لم يسمع الزهري بن عبد الله بن عمر وقال أبو حاتم: لا يصح سماعه من ابن عمر ولا رآه. الحديث: 1463 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 1464 - (س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «إنما سعى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بين الصفا والمروة: لِيُرِيَ الْمُشْركينَ قُوّتَهُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 242 في الحج، باب السعي بين الصفا والمروة، وإسناده صحيح. وهو في صحيح البخاري 3 /402 في الحج، باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (497) . وأحمد (1/221) (1921) . والبخاري (2/195) قال: حدثنا علي بن عبد الله. (ح) وزاد الحميدي. وفي (5/181) قال: حدثني محمد. ومسلم (4/65) قال: حدثني عمرو الناقد، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة. والنسائي (5/242) قال: أخبرنا أبو عمار الحسين بن حريث، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (5943) عن قتيبة، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. وابن خزيمة (2777) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وأحمد بن منيع، والمخزومي. جميعهم -الحميدي، وابن حنبل، وعلي بن عبد الله، ومحمد، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة، والحسين بن حريث، وقتيبة، وعبد الله بن محمد، وعبد الجبار، وأحمد بن منيع، والمخزومي سعيد ابن عبد الرحمن - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، فذكره. وعن طاووس عنه: أخرجه الترمذي (863) . وعن عكرمة عنه: أخرجه أحمد (1/255) (2305) ، و (1/310) (2830) ، (1/311) (2836) . الحديث: 1464 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 الفصل الثاني: في أحكام الطواف والسعي ، وهي: عشرة [الحكم] الأول: الكلام في الطواف 1465 - (ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الطَّواف حولَ البَيْتِ مِثْلَ الصلاةِ، إلا أنكم تتكَلَّمونَ فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير» . هذه رواية الترمذي، وقال: وقد روي موقوفاً عليه (1) . [ص: 191] وفي رواية النسائي عن طاوس عن رجلٍ أدركَ النبي- صلى الله عليه وسلم -: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «الطواف بالبيتِ صلاة، فأقِلُّوا الكَلامَ» . هكذا ذكره النسائي، ولم يُسم الرجل، فيجوز أن يكون الرجل ابن عباس، ويجوز أن يكون ابن عمر، كما سيأتي حديثه، وهو الأظهر والله أعلم (2) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (960) في الحج، باب ما جاء في الكلام في الطواف، من طريق عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس مرفوعاً، قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن ابن طاوس وغيره عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً، ولا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء بن السائب. اهـ. وقد اختلف في رفعه ووقفه، فرجح بعضهم الموقوف، وله طرق أخرى في المرفوع، منها ما رواه الحاكم في " المستدرك " 2 / 266، 267 في أوائل تفسير سورة البقرة، من طريق القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: {طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} فالطواف قبل الصلاة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الطواف بالبيت بمنزلة الصلاة، إلا أن الله قد أحل فيه النطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير " وصححه الحاكم، وإسناد رجاله ثقات. ويعضد رواية عطاء بن السائب المرفوعة أيضاً رواية النسائي عن طاوس عن ابن عباس. (2) 5 / 222 في الحج، باب إباحة الكلام في الطواف، وإسناده حسن. قال الحافظ في " التلخيص ": والظاهر أن المبهم فيها هو ابن عباس، وعلى تقدير أن يكون غيره، فلا يضر إبهام الصحابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] موقوف: أخرجه الدارمي (1854) قال: أخبرنا الحميدي، قال: حدثنا الفضيل بن عياض. وفي (1855) قال: أخبرنا علي بن سعيد، عن موسى بن أعين. والترمذي (960) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، وابن خزيمة (2739) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. ثلاثتهم -الفضيل، وموسى، وجرير- عن عطاء بن السائب، عن طاووس، فذكره. وقال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن ابن طاوس وغيره، عن طاوس، عن ابن عباس موقوفا، ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن السائب. قلت: وجرير من روى عن عطاء بآخرة. الحديث: 1465 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 1466 - (س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «أَقِلُّوا من الكلام في الطوافِ، فإنما أنتم في صلاةٍ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) إسناده صحيح، وهو موقوف في حكم المرفوع، لأنه ليس للرأي فيه مجال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح وهو موقوف: أخرجه النسائي (5/222) قال: نا محمد بن سليمان، قال: أنا الشيباني عن حنظلة بن أبي سفيان عن طاوس، قال: قال عبد الله بن عمر فذكره. الحديث: 1466 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 [الحكم] الثاني: الركوب في الطواف والسعي 1467 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «طاف النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في حجَّةِ الوداع على بعير، يَسْتَلمُ الركنَ بِمحْجَنٍ» . هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي. وفي أخرى للبخاري والنسائي والترمذي قال: «طَاف النبيُّ -صلى الله عليه وسلم [ص: 192] بالبيت على بعير، كُلَّما أتَى على الرُّكن أشَارَ إليه» . زاد البخاري في رواية أخرى «بشيءٍ كانَ في يَدِهِ وكَبَّرَ» . ورأيتُ الحميدي -رحمه الله- قد أخرج هذا الحديث في موضعين من كتابه، فجعل الرواية الأولى في المتفق بين البخاري ومسلم، وجعل الثانية في أفراد البخاري، والحديث واحدٌ، ولعله أدرك ما لم ندركه. فلذلك قد نبهت عليه. وفي أخرى لأبي داود: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «قَدِمَ مَكَّةَ - وهو يشْتكي - فَطَاف على راحِلتِهِ، كُلَّما أتَى على الرُّكْنِ اسْتَلَمَهُ بِمحْجَنٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طوافِهِ أنَاخَ، وصلَّى رَكْعتَينِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بمحجن) : المحجن: عصا كالصولجان.   (1) أخرجه البخاري 3 / 378 في الحج، باب استلام الركن بالمحجن، وباب من أشار إلى الركن إذا أتى عليه، وباب التكبير عند الركن، وباب المريض يطوف راكباً، وفي الطلاق، باب الإشارة في الطلاق والأمور، ومسلم رقم (1272) في الحج، باب جواز الطواف على بعير وغيره واستلام الحجر بالمحجن، وأبو داود رقم (1877) في المناسك، باب الطواف الواجب، والنسائي 5 / 233 في الحج، باب استلام الركن بالمحجن، والترمذي رقم (865) في الحج، باب ما جاء في الطواف راكباً، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2948) في المناسك، باب من استلم الركن بمحجن، وأحمد في المسند 1 / 214 و 237 و 248 و 304. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: لفظ الحديث أخرجه البخاري (2/185) قال: حدثنا أحمد بن صالح، ويحيى بن سليمان، ومسلم (4/67) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى، وأبو داود (1877) قال: حدثنا أحمد بن صالح، وابن ماجة (2948) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. والنسائي (2/47) ، وفي الكبرى (703) قال: أخبرنا سليمان بن داود، وفي (5/233) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، وسليمان بن داود، وابن خزيمة (2780) قالل: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. ستتهم - أحمد بن صالح، ويحيى بن سليمان، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وحرملة بن يحيى، وسليمان بن داود، ويونس بن عبد الأعلى - عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (1/264) (2378) ، والدارمي (1852) ، والبخاري (2/186، 190، 7/66) ، والترمذي 865، والنسائي (5/233) ، وابن خزيمة، 2722، 2724، عن عكرمة، عنه. - أما رواية أبي داود: أخرجها أحمد (1/214) 1841، وفي (1/304) (2773) وعبد بن حميد (612) ، وأبو داود (1881) عن عكرمة عنه. الحديث: 1467 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 1468 - (م س) عائشة --رضي الله عنها- طَاف النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في حَجَّةِ [ص: 193] الوداع حولَ الكعبَةِ على بعيرٍ، يستلم الرُّكنَ، كراهِيةَ أنْ يُصرَفَ عنه الناسُ (1) . هذه رواية مسلم. وفي رواية النسائي قالت: «طاف رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حولَ الكَعْبَةِ، على بعيرِه ويَسْتَلمُ الرُّكْن بِمحْجَنهِ» (2) .   (1) الذي في مسلم " كراهية أن يضرب " وقال النووي: هكذا هو في معظم النسخ، يضرب بالباء، وفي بعضها " يصرف " بالصاد المهملة والفاء، وكلاهما صحيح. (2) أخرجه مسلم رقم (1274) في الحج، باب جواز الطواف على بعير وغيره، والنسائي 5 / 224 في الحج، باب الطواف بالبيت على الراحلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (4/68) قال: ثنا الحكم بن موسى القنطري، والنسائي (5/224) قال: ني عمرو بن عثمان. كلاهما - الحكم بن موسى، وعمرو بن عثمان - قالا: ثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن عروة، فذكره. الحديث: 1468 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 1469 - (د) صفية بنت شيبة -رضي الله عنها- قالت: «لمَّا طافَ (1) رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بمَكَّةَ عام الْفتْح، طافَ على بعيرٍ، يَستَلِمُ الرُّكْنِ بِمحْجَنٍ في يَدِهِ، قالت: وأنا أنظر إليه» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: لما اطمأن. (2) رقم (1878) في المناسك، باب الطواف الواجب، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2947) في الحج، باب من استلم الركن بمحجنه. وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف الإسناد: أخرجه أبو داود (1878) قال: حدثنا مُصرف بن عمرو اليامي، وابن ماجة (2947) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. كلاهما - مصرف بن عمرو اليامي، ومحمد بن عبد الله بن نمير- عن يونس بن بكير، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، فذكره. قلت: فيه محمد بن إسحاق، وقد عنعنه، وهو مدلس، وله شواهد الحديث الذي قبله صحيح، وكذلك الذي بعده. الحديث: 1469 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 1470 - (م د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «طاف رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في حَجَّةِ الودَاعِ على راحِلَتِهِ بالْبَيْتِ يَسْتَلِمُ الحجَرَ بمحجنَهِ، وبَيْنَ الصَّفا والمروة، لِيرَاهُ النَّاسُ، وليُشْرِف، وليسألُوهُ، فإن النَّاسَ غَشَوْهُ» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. إلا أنَّ أبا داود ليس عنده «ويَستَلِمُ الرُّكْنَ بِمحجَنِهِ» (1) . [ص: 194] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غشوه) : أي كثُرُوا عليه وازدحموا.   (1) أخرجه مسلم رقم (1273) في الحج، باب جواز الطواف على بعير، وأبو داود رقم (1880) في المناسك، باب الطواف الواجب، والنسائي 5 / 241 في الحج، باب الطواف بين الصفا والمروة على الراحلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/317) قال: ثنا يحيى بن سعيد، وفي (3/333) قال: ثنا روح، ومسلم (4/67) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا علي بن مسهر، (ح) وثنا علي بن خشرم، قال: نا عيسى بن يونس، (ح) وثنا عبد بن حميد، قال: نا محمد - يعني ابن بكر - وأبو داود (1880) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا يحيى، والنسائي (5/241) قال: ني عمران بن يزيد، قال: أنا شعيب، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (2803) عن عمرو بن علي، عن يحيى، وابن خزيمة (2778) قال: ثنا علي بن خشرم، قال: ني عيسى. (ح) وثنا عبد الرحمن بن بشر، قال: ثنا يحيى، (ح) وثنا محمد بن معمر، قال: ثنا محمد بن بكر. ستتهم - يحيى، وروح، وابن مسهر، وعيسى، وابن بكر، وشعيب - عن ابن جريج، قال: ني أبو الزبير، فذكره. الحديث: 1470 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 1471 - (م د) أبو الطفيل قال: «قلت لابن عباسٍ -رضي الله عنهما-: أرَاني قَدْ رأيْتُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فَصِفْهُ لي، قلتُ: رأيتُهُ عند المروةِ على ناقةٍ، وقد كَثُرَ النَّاسُ عليه، قال ابنُ عباسٍ: ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنَّهم كانوا لا يُدَعُّون عنهُ، ولا يُكْرَهُونَ» . وفي رواية قال: «رأيْتُ رسولَ اللهَ -صلى الله عليه وسلم- يَطوف بالْبيْتِ، ويستَلم الرُّكْنَ بِمحْجَنٍ معَهُ، ويُقَبِّلُ المِحْجَنَ» . أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الرواية الثانية، وزاد في بعض طُرُقِهِ «ثم خرج إلى الصَّفا والمروة، فطاف سبعاً على راحِلَتِهِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُدعَون) : يدفعون ويُطردون. (يُكرهون، يُكهرون) : الذي جاء في متن الحديث «يكرهون» بتقديم الراء على الهاء، ومعناه ظاهر من الإكراه، والذي رأيته في كتب [ص: 195] الغريب: بتقديم الهاء على الراء، ومعناه: يُنْهَرونَ ويُزْجَرُونَ، وهو أشبه بقوله: «يُدَعُّون» من الإكراه، وكذا رأيته في كتاب رزين بتقديم الهاء على الراء، وأما رواية مسلم التي أخرجها الحميدي - وهي التي قرأتها ونقلت منها - فإنها من الإكراه، ويدل على صحة النقل: أن هذه اللفظة لم يذكرها الحميدي في كتاب غريبه عند ذكره شرح «يُدعون» فإنه شرح «يُدعون» ولو كانت «يُكهرُون» لذكرها عقيب ذكره «يُدعون» ؛ لأنها لفظة تحتاج إلى شرح وبيان، فكونه لم يذكرها يدل على أنها «يُكرهون» لا «يُكهرُون» والله أعلم.   (1) أخرجه مسلم رقم (1265) في الحج، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة، ورقم (1275) باب جواز الطواف على بعير، وأبو داود رقم (1879) في المناسك، باب الطواف الواجب، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2949) في الحج، باب من استلم الركن بمحجنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: لفظ الحديث أخرجه مسلم (4/65) قال: ثنا محمد بن رافع، قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا زهير، عن عبد الملك بن سعيد بن الأبجر، عن أبي الطفيل، فذكره. واللفظ الآخر: أخرجه أحمد (1/372) 3532، ومسلم (4/66) عن أبي الطفيل، فذكره. واللفظ الأخير أخرجه ابن ماجة (2949، وأبو داود 1879 عن أبي الطفيل فذكره. الحديث: 1471 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 1472 - (خ م ط د س) أم سلمة -رضي الله عنهما- قالت: «شَكَوتُ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنِّي أشْتَكي، فقال: طوفي من وراء النَّاس وأنتِ رَاكِبةٌ (1) ، فَطُفْتُ، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي إلى جَنبِ البيتِ يقرأُ بـ {الطور. وكتاب مسطورٍ} » . أخرجه الجماعة إلا الترمذي (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": إنما أمرهما صلى الله عليه وسلم بالطواف من وراء الناس لشيئين. أحدهما: أن سنة النساء التباعد عن الرجال في الطواف، والثاني: أن قربها يخاف منه تأذي الناس بدابتها، وكذا إذا طاف الرجل راكباً، وإنما طافت في حال صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أستر لها. (2) أخرجه البخاري 3 / 392 في الحج، باب المريض يطوف راكباً، وباب طواف النساء مع الرجال، وباب من صلى ركعتي الطواف خارجاً من المسجد، وفي المساجد، باب إدخال البعير في المسجد للعلة، وفي تفسير سورة {والطور} ، ومسلم رقم (1276) في الحج، باب جواز الطواف على بعير وغيره، والموطأ 1 / 371 في الحج، باب جامع الطواف، وأبو داود رقم (1882) في المناسك، باب الطواف الواجب، والنسائي 5 / 223 في الحج، باب كيف طواف المريض، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2961) في المناسك، باب المريض يطوف راكباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك (الموطأ) (242) وأحمد (6/290) و (319) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (1/525) و (2/189) و (6/174) وفي خلق أفعال العباد (18) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (2/188) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/190) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (4/68) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1882) قال: حدثنا القعنبي. وابن ماجة (2961) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا مُعَلَّى بن منصور. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور وأحمد بن سنان، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. النسائي (5/223) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا عبد الرحمن. وابن خزيمة (2776) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم أيضا. قال: حدثنا بشر بن عمر. ثمانيتهم: -عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن يحيى، ومعلى بن منصور، وعبد الرحمن بن القاسم، وبشر بن عمر - عن مالك. 2 - وأخرجه ابن خزيمة (523) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي. قال: حدثنا ابن وهب، عن مالك وابن لهيعة. كلاهما - مالك، وابن لهيعة - عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزيبر، عن زينب ابنة أم سلمة، فذكرته. الحديث: 1472 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 [الحكم] الثالث: في وقت الطواف 1473 - (م س) وبْرَة بن عبد الرحمن -رحمه الله- قال: «كنتُ جَالِساً عندَ ابن عمر، فَجَاءهُ رجلٌ، فقال: أيصلُحُ لي أن أَطُوفَ بالبيت قبل أنْ آتيَ الموقفَ؟ قال: نعم، قال فإن ابنَ عباس يقول: لا تَطُفْ بالبيت حتى تأتيَ الموقفَ؟ فقال ابن عمر: فقد حَجَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فطاف بالبيت قبل أن يأتيَ الموقف، فَبقَولِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَحقُّ أن تأخذ، أو بقول ابْنِ عباسٍ إنْ كنْتَ صادقاً (1) ؟» . وفي رواية قال: «سألَ رجلٌ ابنَ عمر: أطوفُ بالبَيْتِ وقد أحرمتُ بالحجِّ؟ فقال: وما يمنعُك؟ قال: إنِّي رأيتُ ابنَ فُلانٍ يَكْرَهُهُ، وأنت أحبَّ إلينا منه، رأيناهُ قد فتنتْه الدنيا (2) ، قال: وأيُّنا - أو قال: [ص: 197] وأيُّكم - لَمْ تَفتِنه الدنيا؟ ثم قال: رأينا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أحرمَ بالحجِّ، وطَاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، فَسُنَّةُ الله ورسولِه أحَقُّ أَنْ تُتَّبَعَ من سُنَّةِ فلان إنْ كُنتَ صادقاً» . أخرجه مسلم. وأخرج النسائي نحو الرواية الثانية، إلا أنه سَمَّى ابن فلانٍ، فقال: «ابْنَ عَبَّاسٍ» (3) .   (1) معناه: إن كنت صادقاً في إسلامك، واتباعك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعدل عن فعله وطريقته إلى قول ابن عباس وغيره. قاله النووي. (2) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 405 هكذا هو في كثير من الأصول " فتنته الدنيا "، وفي كثير منها أو أكثرها " أفتنته الدنيا "، وكذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين، وهما لغتان صحيحتان: فتن، وأفتن، والأولى أفصح وأشهر، وبها جاء القرآن، وأنكر الأصمعي أفتن. ومعنى قولهم: " فتنته الدنيا " لأنه تولى البصرة، والولايات محل الخطر والفتنة، وأما ابن عمر فلم يتول شيئا. وأما قول ابن عمر: " وأينا لم تفتنه الدنيا؟ " فهذا من زهده وتواضعه وإنصافه رضي الله عنه. وفي بعض النسخ " وأينا، أو أيكم " وفي بعضها " وأينا - أو قال: وأيكم؟ " وكله صحيح. (3) أخرجه مسلم رقم (1233) في الحج، باب ما يلزم من أحرم بالحج، والنسائي 5 / 225 في الحج، باب طواف من أفرد الحج، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 2 / 6. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/6) (4512) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن بيان. وفي (2/56) (5194) قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل. ومسلم (4/53) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عَبْثَر، عن إسماعيل بن أبي خالد. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن بيان. والنسائي (5/224) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: حدثنا سويد، وهو ابن عمرو الكلبي، عن زهير، قال: حدثنا بيان. كلاهما - بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد - عن وبرة بن عبد الرحمن، فذ كره. الحديث: 1473 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 196 1474 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ مَكَّةَ فطاف وسعى بين الصفا والمروة، ولم يَقْرُب الكعبةَ بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 3 /389 في الحج، باب من لم يقرب الكعبة ولم يطف حتى يخرج إلى عرفة، وباب ما يلبس المحرم من الثياب والأردية والأزر، وباب تقصير المتمتع بعد العمرة. قال الحافظ في " الفتح ": وهذا لا يدل على أن الحاج منع من الطواف قبل الوقوف، فلعله صلى الله عليه وسلم ترك الطواف تطوعاً، خشية أن يظن أحد أنه واجب، وكان يحب التخفيف على أمته، واجتزأ عن ذلك بما أخبرهم به من فضل الطواف بالبيت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه البخاري (2/169 و 189 و 214) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا فضيل بن سليمان، قال: حدثني موسى بن عقبة، قال: أخبرني كريب، فذكره. رواية لبخاري في (2/189) مختصرة على: «قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة، فطاف وسعى بين الصفا والمروة ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها،حتى رجع من عرفة» ،ورايته، (2/214) مختصرة على: «لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة، أمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبالصفا والمروة، ثم يحلوا، ويحلقوا، أو يقصروا» . الحديث: 1474 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 1475 - (د) عائشة -رضي الله عنها- «أن أصْحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- الذين كانُوا مَعَهُ لم يَطُوفُوا حتى رَمَوْا الجَمْرَة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1896) في المناسك، باب طواف القارن، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أبو داود (1781) قال: ثنا القعنبي، عن مالك، وفي (1896) قال: ثنا قتيبة. قال: ثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 1475 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 1476 - (ت د س) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ -صلى الله [ص: 198] عليه وسلم- قال: «يَا بَني عبدِ منافٍ، لا تمنعوا أَحداً طاف بهذا الْبيْتِ، وصلَّى أَيَّةَ ساعةٍ شاءَ من ليلٍ أو نهارٍ» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (868) في الحج، باب ما جاء في الصلاة بعد العصر وبعد الصبح لمن يطوف، وأبو داود رقم (1894) في المناسك، باب الطواف بعد العصر، والنسائي 5 / 223 في الحج، باب إباحة الطواف في كل الأوقات، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن ابن عباس وأبي ذر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (561) ، وأحمد (4/80) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (4/81) قال: حدثنا محمد ابن عمرو، قال: أخبرنا ابن جريج، وفي (4/84) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: حدثنا ابن جريج. وأبو داود (1894) قال: حدثنا ابن السرح، والفضل بن يعقوب، قالا: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1254) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (868) قال: حدثنا أبو عمار، وعلي بن خشرم، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/284) وفي الكبرى (1478) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/223) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (1280) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وأحمد بن منيع، قالا: سفيان (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2747) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وعلي بن خشرم، وأحمد بن منيع، قالوا: حدثنا سفيان. كلاهما (سفيان، وابن جريج) عن أبي الزبير. 2 - وأخرجه أحمد (4/82) قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبي. وفي (4/83) قال: حدثنا محمد بن عبيد. كلاهما (إبراهيم، ومحمد) عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبي نجيح. كلاهما (أبو الزبير، وابن أبي نجيح) عن عبد الله بن باباه، فذكره. في بعض الروايات عبد الله بن بابيه. وقال الترمذي: حديث جبير حديث حسن صحيح. وقد رواه عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن باباه أيضا. الحديث: 1476 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 1477 - (ط) أبو الزبير قال: «رأيتُ ابنَ عباس -رضي الله عنهما- يطوفُ بعد العصر أُسبوعاً، ثم يدخلُ حُجْرَته، فلا ندري ما يصنع؟ قال: (1) ولقد رأيتُ البيتَ يخلو بعد صلاة الصبح، حتى تطلع الشمس، وبعد صلاة العصر، ما يطوفُ به أحَدٌ حتى عند الغروب» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) أي أبو الزبير المكي. (2) 1 / 369 في الحج، باب الصلاة بعد الصبح والعصر في الطواف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» (838 و 839) في الحج- باب الصلاة بعد الصبح والعصر في الطواف، فذكره. الحديث: 1477 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 1478 - () جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «إنَّ الكعبة كانت تَخْلُو بعد الصُّبْح من الطائفين حتى تطلعَ الشمس، وبعد العصر حتى تَغْرُبَ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى قول أبي الزبير الذي رواه مالك في الموطأ قبل هذا. ورواه أحمد في المسند 3 / 393 بمعناه من حديث ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه بمعناه الإمام مالك في «الموطأ» (2/839) من حديث ابن عباس بشرح الزرقاني، وذكر الزرقاني في شرحه على «الموطأ» أنه رواه أحمد بإسناد حسن عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره. ورواه أحمد (3/393) من حديث جابر فذكره. الحديث: 1478 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 [الحكم] الرابع: في طواف الزيارة 1479 - (ت د) عبد الله بن عباس وعائشة -رضي الله عنهم- «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أخَّرَ طَوافَ الزيارةِ إلى الليل» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود «أخَّرَ الطَّواف يَومَ النَّحْرِ إلى الليل» (1) . وأخرجه البخاري تعليقاً (2) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (920) في الحج، باب ما جاء في طواف الزيارة بالليل، وأبو داود رقم (2000) في المناسك، باب الإفاضة في الحج، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3059) في المناسك، باب زيارة البيت، وأحمد في المسند 1 / 288 و 309 و 6 / 215، وإسناده حسن. (2) 3 / 452 في الحج، باب الزيارة يوم النحر (أي زيارة الحاج البيت للطواف به، وهو طواف الإفاضة، ويسمى أيضاً: طواف الصدر، وطواف الركن) ، وقال البخاري أيضاً تعليقاً: ويذكر عن أبي حسان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت أيام منى. قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن القطان الفاسي: هذا الحديث (يريد حديث أبي الزبير عن عائشة وابن عباس) مخالف لما رواه ابن عمر وجابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه طاف يوم النحر نهاراً. اهـ. فكأن البخاري عقب هذا بطريق أبي حسان ليجمع بين الأحاديث بذلك، فيحمل حديث جابر وابن عمر على اليوم الأول، وحديث ابن عباس على بقية الأيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/288) (2612) و (1/309) (2816) و (6/215) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (2000) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن. وابن ماجة (3059) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (920) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6452) عن محمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما (عبد الرحمن، ويحيى) قال: حدثنا سفيان عن أبي الزبير، فذكره. أخرجه ابن ماجة (3059) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثني يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني محمد بن طارق عن طاوس مرسلا. انظر (تحفة الأشراف) (18845) كتاب المراسيل. الحديث: 1479 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 1480 - (خ م د) نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَفَاضَ يَومَ النَّحرِ ثُمَّ رَجَعَ، فَصلَّى الظُّهرَ بمنَى- قال نافع: وكان ابنُ عمرَ يُفيض يوم النحر، ثم يرجع، فيصلي الظهر بمنى، ويذكر: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فعله» . [ص: 200] أخرجه البخاري ومسلم وأخرجه البخاري أيضاً موقوفاً. وأخرجه أبو داود إلى قوله: «بمنى - وزاد- رَاجِعاً» (1) .   (1) لم أره عند البخاري مرفوعاً، وإنما هو عنده موقوف قال: وقال لنا أبو نعيم: حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه طاف طوافاً واحداً، ثم يقيل، ثم يأتي منى، يعني يوم النحر، قال البخاري: ورفعه عبد الرزاق قال: أخبرنا عبيد الله، وقال الحافظ في " الفتح " 3 / 452: وصله ابن خزيمة والإسماعيلي من طريق عبد الرزاق بلفظ أبي نعيم، وزاد في آخره: ويذكر (أي ابن عمر) أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، وفيه التنصيص على الرجوع إلى منى بعد القيلولة في يوم النحر. ومقتضاه أن يكون خرج منها إلى مكة لأجل الطواف قبل ذلك. ورواه مسلم رقم (1308) في الحج، باب استحباب طواف الإفاضة يوم النحر، وأبو داود رقم (1998) في المناسك، باب الإفاضة في الحج، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 3 / 34. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/34) (4898) . ومسلم (4/84) قال: حدثني محمد بن رافع. وأبوداود (1998) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8024) عن إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (2941) قال: حدثنا محمد بن رافع. ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وإسحاق بن إبراهيم) عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. الحديث: 1480 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 1481 - () عائشة -رضي الله عنها- قالت: «إنَّ صَفِيَّةَ زَارَتْ مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يَومْ النَّحر» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. وسيأتي شيء من هذا المعنى عن صفية رضي الله عنها في الحديث رقم (1488) . الحديث: 1481 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 200 [الحكم الخامس] : في طواف الوداع 1482 - (م د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان الناسُ ينصَرفونَ في كُلِّ وَجْهٍ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لا ينْفِرْ أحَدٌ حتى يكون آخرُ عَهْدِه بالبيتِ» . أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1327) في الحج، باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض، وأبو داود رقم [ص: 201] (2002) في المناسك، باب الوداع، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3070) في المناسك، باب طواف الوداع، والدارمي في السنن 2 / 72 في المناسك، باب طواف الوداع. قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 427: فيه دلالة لمن قال بوجوب طواف الوداع، وأنه إذا تركه لزمه دم، وهو الصحيح في مذهبنا، يعني الشافعية، وبه قال أكثر العلماء، منهم الحسن البصري، والحكم، وحماد، والثوري، وأبو حنيفة، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وقال مالك، وداود، وابن المنذر: هو سنة لا شيء في تركه، وعن مجاهد روايتان كالمذهبين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (502) . وأحمد (1/222) (1936) . والدارمي (1938) قال: أخبرنا محمد ابن يوسف. ومسلم (4/93) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وزهير بن حرب. وأبو داود (2002) قال: حدثنا نصر بن علي. وابن ماجة (3070) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5703) عن محمد بن منصور، والحارث بن مسكين. وابن خزيمة (3000) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. عشرتهم (الحميدي، وأحمد، ومحمد بن يوسف، وسعيد بن منصور، وزهير، ونصر بن علي، وهشام ابن عمار، ومحمد بن منصور، والحارث بن مسكين، ويونس) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا سليمان الأحول، عن طاوس، فذكره. الحديث: 1482 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 200 1483 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أنَّ عمر ابنَ الخطاب قال: «لا يصدرن أحد من الحاج حتى يطوف بالبيت،فإن آخر النسك: الطواف بالبيت» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 369 في الحج، باب وداع البيت، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» شرح الزرقاني (2/413) . الحديث: 1483 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 1484 - (ط) يحيى بن سعيد- أن عمر بن الخطاب قال: «ردَّ رَجُلاً من مَرِّ الظهرانِ، لم يكن ودَّعَ الْبَيْتَ، حتَّى وَدَّعَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 370 في الحج، باب وداع البيت، من حديث يحيى بن سعيد بن قيس بن النجار عن عمر رضي الله عنه، وإسناده منقطع، فإن يحيى بن سعيد لم يدرك عمر رضي الله عنه. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: يقولون: بين مر الظهران ومكة ثمانية عشر ميلاً، وهذا بعيد عن مالك، وأصحابه لا يرون رده لطواف الوادع من مثله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/413) . الحديث: 1484 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 1485 - (خ م) أم سلمة -رضي الله عنهما-: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وهو بمكة، وأراد الخروج، ولم تكن أُمَّ سلمة طَافَت بالبيت، وأرادت الخروج، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [ص: 202] «إذا أُقِيمَتْ صلاة الصُّبْحِ فَطوفي على بعيركِ والناسُ يُصَلُّونَ، فَفَعَلَتْ ذلك، فلم تُصَلِّ حتى خَرَجَتْ (1) » . أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) أي: من المسجد، أو من مكة، فدل على جواز ركعتي الطواف خارجاً من المسجد، إذ لو كان شرطاً لازماً لما أقرها النبي على ذلك، قاله الحافظ في الفتح. (2) أخرجه البخاري 3 / 389 و 390 في الحج، باب من صلى ركعتي الطواف خارجاً من المسجد، وفي طواف النساء مع الرجال، وباب المريض يطوف راكباً، وفي المساجد، باب إدخال البعير في المسجد للعلة، وفي تفسير سورة {والطور} ، وأخرجه مسلم رقم (1276) والنسائي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/189) قال: حدثني محمد بن حرب، قال: حدثنا أبو مروان يحيى ابن أبي زكريا الغساني. والنسائي (5/223) قال: أخبرنا محمد بن آدم عن عبدة. كلاهما (يحيى بن أبي زكريا، وعبدة بن سليمان) عن هشام بن عروة عن أبيه عروة، فذكره. لفظ رواية عبدة بن سليمان «عن أم سلمة قالت: يا رسول الله، والله ما طفت طواف الخروج، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أقيمت الصلاة فطوفي على بعيرك من وراء الناس» قال النسائي عقب الحديث: عروة لم يسمعه من أم سلمة. الحديث: 1485 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 1486 - (د) عائشة -رضي الله عنها- قالَتْ: «أحْرَمْتُ من التَّنْعيم بِعُمرةٍ، فدخلتُ، فَقَضَيْتُ عُمْرتي،وانتظرَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالأَبْطَح حتى فَرَغْتُ، وأمَرَ الناسَ بالرحيل، قالت: وأتى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- البيتَ، فَطَاف به ثم خرج» . وفي رواية قالت: فخرجْتُ معه - تعني النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في النَّفَرِ الآخِر، ونَزَلَ الْمُحَصَّبَ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2005) و (2006) في المناسك، باب طواف الوداع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الحج (86:1) عن وهب بن بقية عن خالد بن عبد الله الطحان عنه به. الأشراف (12/254) . الحديث: 1486 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 1487 - (خ م) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «رُخَّصَ لِلْحَائِضِ أنْ تَنْفِرَ إذا حاضَتْ، وكان ابْنُ عُمَرَ يقولُ في أَوَّلِ أمْرِه: إنَّها لا تَنْفِرُ، ثم سمعتُهُ يقول: تَنْفِرُ، إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رَخَّصَ لَهُنَّ» . [ص: 203] وفي رواية قال: «أُمِرَ النَّاسُ أنْ يكُونَ آخِرُ عَهْدِهم بالبَيْتِ، إلا أنه خُفِّفَ عن المرأةِ الحائضِ» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم أيضا: قال طَاوُسٌ: «كُنْتُ مع ابن عباسٍ، إذا قال له زيدُ بنُ ثابتٍ: تُفْتي أنْ تَصْدُرَ الحائضُ قَبْلَ أنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِها بالْبَيتِ؟ فقال له ابن عباسٍ: إمَّا لا، فَسَلْ فُلانَة الأْنصَاريَّةَ: هل أمَرَها بذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فَرَجَعَ زيدٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ يَضْحَكُ، وهو يقول: مَا أرَاكَ إلا وقد صَدَقْتَ» . وللبخاري أيضاً: «أنَّ أهْل الْمَدينَةِ سألُوا ابْنَ عَبَّاسٍ عن امرأةٍ طَافَتْ، ثم حَاضَتْ، قال لهم: تَنْفِرُ، قالوا: لا نأْخُذُ بقولِكَ وَنَدَعُ قولَ زيْدٍ، قال: إذا قَدِمتُمْ المدينَةَ فَسَلْوا، فَقَدمُوا المدينَةَ فَسأَلُوا، فكانَ فيمن سَألُوا أُمَّ سُلَيمٍ، فَذكَرْت حديثَ صَفِيَّةَ - تعني: في الإذْنِ لها بأنْ تَنْفِرَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إما لا) : أصل هذه الكلمة يدل أن تقول: إما لا فافعل كذا، بالإمالة. و «ما» [ص: 204] زائدة. ومعناه: إن لا يكن ذلك الأمر فافعل كذا.   (1) أخرجه البخاري 1 / 362 و 363 في الحيض، باب تحيض المرأة بعد الإفاضة، وفي الحج، باب طواف الوداع، وباب إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت، ومسلم رقم (1328) في الحج، باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الطهارة (135: 2) عن معلى بن أسد، وفي الحج (146: 3) عن مسلم ابن إبراهيم كلاهما عن وهيب وفيه (الحج 145: 1) عن مسدد عن سفيان. كلاهما عنه به في الحج (67: 2) عن سعيد بن منصور وأبي بكربن أبي شيبة. كلاهما عن سفيان به والنسائي فيه (المناسك الكبرى 279: 14) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري والحارث بن مسكين كلاهما عن سفيان به. و (279: 15) عن جعفر بن مسافر عن يحيى بن حسان عن وهيب به مختصرا. رخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للحائض أن تنفر إذا أفاضت، قال طاوس: وسمعت ابن عمر يقول: ينفرن، رسول الله رخص لهن. الأشراف (5/12) . الحديث: 1487 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 1488 - (خ م ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- «أنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ - زوج النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- حَاضَتْ، فَذُكِرَ ذِلكَ لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أحَابسَتُنا هِيَ؟ قَالُوا: إنها قد أفَاضَتْ، قال: فلا إذاً» . وفي رواية قالت: «حَاضَتْ صَفِيَّةُ بعد ما أفَاضَتْ، قالت عائشةُ: فذَكرتُ حِيضَتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أحابستُنا هي؟ قلتُ: يا رسولَ الله، إنَّها قَد كاَنتْ أَفَاضَتْ وطَافَتْ بالْبيْتِ، ثم حاضَتْ بعد الإفاضَةِ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: فَلتَنْفِرُ» . وفي أخرى «طَمثَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ في حَجَّةِ الْوداع بعد مَا أفَاضَتْ طاهراً» . وفي أخرى قالت: «لمَّا أراد النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنْ ينفِرَ، رأى صَفِيَّةَ على بابِ خِبَائها كَئيبَةً حَزينةً، لأنَّها حَاضَتْ، فقال: عَقْرى أو حَلْقى - لُغَةُ قُرْيشٍ- إنَّكِ لحابستُنا؟ ثم قال: أكُنْتِ أَفضتِ يوم النَّحْرِ؟ يَعني الطَّوَاف؟ قالت: نَعَمْ. قال: فَانْفري إذاً» . وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لا نَذْكُرُ إلا الحجَّ، فَلمَّا قدِمْنا أمَرَنَا أنْ نَحِلَّ، فَلَمَّا كانتْ لَيْلَةُ النَّفْرِ (1) . حاضتْ صَفِيَّةُ، فقال [ص: 205] النبي -صلى الله عليه وسلم-: حَلْقى عَقْرَى، ما أُراها إلا حَابِسْتُنا، ثم قال: كُنْتِ طُفُتِ يَومَ النحر؟ قالت: نعم، قال: فانفِري. قُلْتُ: يارسول الله، لم أكُنْ أَحللْتُ. قال: فَأعتَمري من التَّنْعيمِ، فخرج معها أخُوهَا، فَلَقِينَاهُ مُدّلِجاً، فقال: موعدُنا مكان كذا وكذا» . وفي أخرى نحوه: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَعلَّها تَحبسُنا، أَلَمْ تَكُنْ طَافَتْ مَعَكُنَّ بالْبَيْتِ؟ قالوا: بَلَى: قال: فَاخْرُجْنَ» . هذه روايات البخاري ومسلم. وللبخاري أيضاً: قالت: «حَجَجْنا مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأَفضْنا يومَ النَّحرِ، فحاضَت صَفِيَّةُ، فأرَادَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- منها ما يُريدُ الرَّجُلُ من أهلِهِ، فَقُلْتُ: يا رسول الله، إنها حائِضٌ، قال: حابِستُنا هي؟ قالوا: يا رسول الله، أفَاضَتْ يوم النحر، قال: أخْرجُوا» . ولمسلم بنحوٍ من هذه الرواية أيضاً، لكنَّها من تَرْجَمةٍ أُخْرَى. وأخرج الموطأ الرواية الأولى والثانية والسادسة. وله في أخرى «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذَكرَ صَفِيَّة بنتَ حُيَيِّ، فقيل له: إنَّها قد حاضت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لعلها حابستنا؟ قالوا يا رسول الله، إنها قد طَافتْ، فقال رسولُ الله: فلا إذاً (2) ، قال عُرْوةُ: قالت عائشةُ [ص: 206] : فلِمَ يُقَدّمُ النَّاسُ نِسَاءهْم، إنْ كان ذلك لا ينفُعهُم (3) ؟ ولو كان الذي يقولون لأصْبَحَ بمنى أكثَرُ من سِتَّةِ آلاف امْرَأةٍ حائِضٍ، كُلُّهُنَّ قد أَفضَنَ (4) » . وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الأولى. وأخرج النسائي الرواية الآخِرةَ من روايات البخاري ومسلم (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُدْلجاً) : أدلَجَ الساري: إذا سَرَى من أول الليل. وأدَّلج: إذا سرى من آخره.   (1) النفر: بفتح الفاء وإسكانها، قال الجوهري: يوم النفر وليلة النفر: لليوم الذي ينفر الناس فيه من منى، وهو بعد يوم القر. ويكون الثالث عشر لمن تأخر، والثاني عشر لمن تعجل. (2) قوله " فلا إذاً " أي: إذا كانت أفاضت فليست بحابستنا، لأنها أتت بالفرض الذي هو ركن الحج. (3) الذي في " الموطأ ": " لا ينفعهن ". (4) الذي في " الموطأ ": " قد أفاضت ". (5) أخرجه البخاري 1 / 453 في الحج، باب الزيارة يوم النحر، وباب إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت، وفي الحيض، باب المرأة تحيض بعد الإفاضة، وفي المغازي، باب حجة الوداع، ومسلم رقم (1211) في الحج، باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض، والموطأ 1 / 412 و 413 في الحج، باب إفاضة الحائض، والترمذي رقم (943) في الحج، باب في المرأة تحيض بعد الإفاضة، وأبو داود رقم (2003) في المناسك، باب الحائض تخرج بعد الإفاضة، والنسائي 1 / 194 في الحيض، باب المرأة تحيض بعد الإفاضة، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3072) في المناسك، باب الحائض تنفر قبل أن تودع، وأحمد في المسند 6 / 38 و 39 و 82 و 85 و 99 و 122 و 164 و 175 و 193 و 202 و 207 و 213 و 224 و 231 و 253. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (266) عن عبد الرحمن بن القاسم. والحميدي (202) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم. وأحمد (6/39) قال: حدثنا سفيان. عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/99) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (6/164) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (6/192) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (6/207) قال: حدثنا وكيع، عن أفلح. والبخاري (2/220) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم. ومسلم (4/94) قال: حدثنا قتيبة. يعني ابن سعيد. قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا سفيان ح وحدثني محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا أيوب. كلهم عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا أفلح. والترمذي (943) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن عبد الرحمن بن القاسم، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17474) عن يعقوب ابن إبراهيم، عن إسماعيل، عن أيوب، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (12/17512) عن قتيبة، عن الليث، عن عبد الرحمن بن القاسم. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن القاسم، وعبيد الله بن عمر، وأفلح بن حميد- عن القاسم بن محمد. ورواته أيضا عن عائشة عمرة بنت عبد الرحمن. أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (266) وأحمد (6/177) . والبخاري (1/90) . ومسلم (4/94) . والنسائي (1/194) . وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17949) . ورواه أيضا عن عائشة أبو سلمة وعروة أخرجه أحمد (6/82) والبخاري (5/223) ومسلم (4/93) . وابن ماجة (3072) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16587) عن قتيبة به عن الليث. وأخرجه مالك «الموطأ» صفحة (267) . والحميدي (201) . وأحمد (6/38) وفي (6/164) وفي (6/202) وفي (6/207) وفي (6/213) وفي (6/231) . وأبو داود (2003) . وابن ماجة (3072) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16450) . وابن خزيمة (3002) . وأخرجه أحمد (6/85) . وفي (6/185) . والبخاري (2/214) . ومسلم (4/94) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17733) . وابن خزيمة (2954) . ورواه أيضا عن عائشة مجاهد. أخرجه مسلم (4/34) . الحديث: 1488 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 1489 - (ط) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رضي الله عنه - «أنَّ أُم سُلَيْمٍ بنْتَ مِلحَانَ اسْتفْتَتْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، وحَاضَتْ - أو وَلَدَتْ- بعدَ ما أفَاضَتْ يومَ النَّحرِ، فأذِنَ لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَخَرَجت» . [ص: 207] أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 413 في الحج، باب إفاضة الحائض، وإسناده صحيح إن كان أبو سلمة قد سمع من أم سليم. قال ابن عبد البر: لا أعرفه عن أم سليم إلا من هذا الوجه، وتعقبه الزرقاني فقال: وهذا الحديث إن سلم أن فيه انقطاعاً لأن أبا سلمة لم يسمع من أم سليم، فله شواهد. اهـ. ثم ذكر بعضها، ومنها ما رواه مسلم عن طاوس كما في الحديث رقم (1488) الذي تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» شرح الزرقاني (2/505) وقال الزرقاني في تعليقه على الحديث: وهذا الحديث إن سلم أن فيه انقطاعا، لأن أبا سلمة لم يسمع أم سليم، فله شواهد فأخرج الطيالسي في مسنده حدثنا هشام هو الدستوائي عن قتادة عن عكرمة. قال: اختلف ابن عباس وزيد بن ثابت في المرأة إذا حاضت وقد طافت بالبيت يوم النحر، فقال زيد: يكون آخر عهدها بالبيت. وقال ابن عباس: تنفر إن شاءت. فقالت الأنصار: لا نتابعك يا ابن عباس وأنت تخالف زيدا. فقال: سلوا صاحبتكم أم سليم، فقالت: حضت بعد ما طفت بالبيت فأمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أنفر (2/505) . الحديث: 1489 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 1490 - (ت د) الحارث بن عبد الله بن أوسٍ قال: «أتيتُ عُمَرَ -رضي الله عنه-، فَسألتُهُ: عَنِ المرأَة تَطُوف بالبَيتِ يومَ النحر، ثم تحيض؟ قال: يَكُون آخِرُ عَهْدَها بالبيت، قال الحارثُ: كذلك أفْتاني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عمر: أرِبْت عن يَديَك، تسأَلني عن شيء سألت عنه رسولَ الله لكيْما أُخَالِفَ؟» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية الترمذي: قال الحارث بن عبد الله: «سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من حَجَّ هَذا البيتَ أو اعْتَمَرَ، فَلْيَكُنْ آخرُ عهده بالبيت، فقال له عمر: خَرِرْتَ مِنْ يَدَيْكَ، سمعتَ هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم تَخْبرْنا بِهِ؟» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] [ص: 208] (أربْتَ عن يَدَيْك) : دعاء عليه، كأنه يقول: سقطت آرابك، وهي جمع إرب. والإرب العضو. وكذلك خررت عن يديك، أي: سقطت. يقال: خرَّ الرجل يخر: إذا سقط لوجهه.   (1) أخرجه الترمذي رقم (946) في الحج، باب ما جاء فيمن حج أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت، وأبو داود رقم (2004) في المناسك، باب الحائض تخرج بعد الإفاضة، وإسناد أبي داود صحيح، وإسناد الترمذي ضعيف، فيه الحجاج بن أرطأة، وهو صدوق كثير التدليس، وعبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف، ولكن يشهد له حديث أبي داود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/416) قال: حدثنا بهز وعفان. وأبو داود (2004) قال: حدثنا عمرو بن عون. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3278) عن قتيبة. أربعتهم - بهز، وعفان، وعمرو، وقتيبة -عن أبي عوانة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن فذكره. الحديث: 1490 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 1491 - (ت) نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال ابنُ عمر -رضي الله عنهما-، «لا تَنْفِر الحائض حتى تُودِّعُ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ بعْدُ يقُولُ: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَرْخَصَ لهُنَّ» . وفي رواية قال: إنَّ ابْنَ عمرَ - رضي الله عنه - قال: «مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ فَلْيَكُنْ آخِرُ عهده بالبيت، إلا الحيَّض، رَخَّصَ لَهُنَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) الرواية الثانية عند الترمذي رقم (944) والأولى ليست عند الترمذي، ولعلها من رواية رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (944) قال: حدثنا أبو عمار. والنسائي في الكبرى (الورقة 55 - أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. كلاهما - أبو عمار الحسين بن حريث، وإسحاق بن إبراهيم - عن عيسى بن يونس عن عبيد بن عمر عن نافع، فذكره. الحديث: 1491 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 1492 - (ط) عمرة بنت عبد الرحمن: «أنَّ عائشة أُمَّ المؤمنين كانت إذا حَجَّت، ومَعَها نِساءٌ تَخَاف أنْ يَحِضْنَ، قَدَّمَتْهُنَّ يَومَ النَّحرِ فَأفَضنَ، فإنْ حِضْنَ بعْدَ ذلك لم تنْتظِرْهُنَّ تنفِرُ بِهِنَّ وهُنَّ حُيَّضٌ، إذا كنَّ قَدْ أفَضْن» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 413 في الحج، باب إفاضة الحائض، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/503) . الحديث: 1492 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 1493 - () أنس بن مالكٍ وعبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- [ص: 209] «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى بعدَ ثَالِثَةٍ في المُحَصَّبِ ورقَدَ رقْدَةً، ثم ركِبَ إلى الْبَيْتِ، فَطَاف به يُوَدِّعه» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعناه عن أنس في البخاري 3 / 470 في الحج، باب من صلى العصر يوم النفر بالأبطح، والدارمي 2 / 55 في الحج، باب كم يصلي بمنى حتى يغدو إلى عرفات، ولفظه عند البخاري: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ورقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه بمعناه عن ابن عمر أحمد (2/100) (5756) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2012) قال: حدثنا موسى أبو سلمة وفي (2013) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا عفان. كلاهما - عفان، وموسى بن إسماعيل - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حميد عن بكر بن عبد الله عن ابن عمر (ح) وأيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. أخرجه أحمد (2/110) (5892) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع وبكر بن عبد الله عن ابن عمر، فذكره. وأخرجه أحمد (2/28) (4828) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد عن حميد. وفي (2/124) (6069) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد يعني ابن سلمة، عن أيوب وحميد، كلاهما عن بكر ابن عبد الله عن ابن عمر. فذكره ليس فيه (نافع) . وهو بمعناه عن أنس في البخاري (3/470) في الحج. باب من صلى العصر يوم النفر بالأبطح. والدارمي (2/55) في الحج. باب كم يصلي بمنى حتى يغدى إلى عرفات ولفظه عند البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به. الحديث: 1493 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 1494 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «وَدّعَ الْبَيْتَ بعد صَلاةِ الصُّبحِ، فَلَمَّا رأَى قَد أسْفَرَ جدّاً، لَمْ يَرْكَعْ حتَّى أَتَى ذا طُوى أنَاخَ ورَكَعَ، وفعلتْه أُم سلمة، وركعت في الحِلِّ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه مالك في الموطأ بنحوه 1 / 368 من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عبد القاري أخبره أنه طاف بالبيت مع عمر بن الخطاب بعد صلاة الصبح فلما قضى عمر طوافه نظر فلم ير الشمس طلعت، فركب حتى أناخ بذي طوى، فصلى ركعتين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بنحوه بشرح الزرقاني (2/411) من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عبد القاريء أخبره أنه طاف بالبيت مع عمر بن الخطاب بعد صلاة الصبح فلما قضى عمر طوافه نظر فلم ير الشمس طلعت فركب حتى أناخ بذي طوى فصلى ركعتين سنة الطواف. الحديث: 1494 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 [الحكم السادس] : في طواف الرجال مع النساء 1495 - (خ) ابن جريج -رحمه الله- قال: «أخْبَرَني عطاءُ إذ منَعَ ابْنُ هِشامٍ (1) النساءَ الطواف مع الرجالِ، قال: كيف تَمْنَعهُنَّ وقد طاف [ص: 210] نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الرجال؟ قال: قلتُ: أبعْدَ الحجاب، أو قبله؟ قال: [إي لَعَمْري] ، لقد أدرَكْتُهُ بعد الحجاب. قلت: كيف يُخَالِطْنَ الرجالَ؟ قال: لم يكنَّ يُخَالِطْنَ، كانَت عائشةُ تطوف حَجْرة (2) من الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأةٌ: انْطَلِقي نَسْتَلِمُ يَا أمَّ المؤمنين، قالت: انطَلِقي عنْكِ، وَأبَتْ وكُنَّ يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بالليل، فَيَطُفْنَ مع الرجال، ولَكِنَّهُنَّ كُنَّ إذا دَخَلنَ الْبَيتَ قُمنَ حتَّى يَدْخُلْنَ، وأُخْرِجَ الرِّجالُ، وكنتُ آتي [ص: 211] عائشَةَ أنا وعُبَيْدُ بنُ عميرٍ، وهي مُجَاورَةٌ في جَوف ثَبيرٍ، قلت: وما حجابُها؟ قال: هي في قُبَّةٍ تُرْكيَّةٍ (3) لها غِشَاءٌ، وما بيننا وبينها غَيْرُ ذلك، ورأيْتُ عليها دِرعاً مُورَّداً (4) » . أخرجه البخاري (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حجرة) : قعد فلان حَجَرة من الناس: أي منفرداً.   (1) قال الحافظ في " الفتح " (3 / 384) هو إبراهيم أو أخوه محمد بن إسماعيل بن هشام بن الوليد [ص: 210] ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي، وكانا خالي هشام بن عبد الملك، فولى محمداً إمرة مكة، وولى أخاه إبراهيم بن هشام إمرة المدينة، وفوض هشام لإبراهيم إمرة الحج بالناس في خلافته، فلهذا قلت: يحتمل أن يكون المراد ثم عذبهما يوسف بن عمر الثقفي حتى ماتا في محنته في أول ولاية الوليد بن يزيد بن عبد الملك بأمره، سنة خمس وعشرين ومائة. قاله خليفة بن خياط في تاريخه. وظاهر هذا: أن ابن هشام أول من منع ذلك، لكن روى الفاكهي من طريق زائدة عن إبراهيم النخعي قال: " نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء. قال: فرأى رجلاً معهن فضربه بالدرة " وهذا - إن صح - لم يعارض الأول، لأن ابن هشام منعهن أن يطفن حين يطوف الرجال مطلقاً، فلهذا أنكر عليه عطاء، واحتج بصنيع عائشة، وصنيعها شبيه بهذا المنقول عن عمر، قال الفاكهي: ويذكر عن ابن عيينة: أن أول من فرق بين الرجال والنساء في الطواف خالد بن عبد الله القسري. اهـ. وهذا إن ثبت فلعله منع ذلك وقتاً ثم تركه، فإنه كان أمير مكة في زمن عبد الملك بن مروان، وذلك قبل ابن هشام بمدة طويلة. (2) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 385 "حجرة " بفتح المهملة وسكون الجيم بعدها راء: أي ناحية، قال القزاز: هو مأخوذ من قولهم: نزل فلان حجرة من الناس أي معتزلاً. وفي رواية الكشميهني: " حجزة " بالزاي، وهي رواية عبد الرزاق، فإنه فسره في آخره، فقال: يعني محجوزاً بينها وبين الرجال بثوب، وأنكر ابن قرقول " حجرة " بضم أوله وبالراء، وليس بمنكر، فقد حكاه ابن عديس وابن سيده، فقالا: يقال: قعد حجرة - بالفتح والضم - أي ناحية. (3) قال الحافظ في " الفتح ": قال عبد الرزاق: هي قبة صغيرة من لبود، تضرب في الأرض. (4) أي: قميصاً لونه لون الورد. (5) 3 / 384 و 385 في الحج، باب طواف النساء مع الرجال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] البخاري في الحج (64 تعليقا) قال لي عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء إذ منع (ابن) هشام النساء الطواف مع الرجال .... فذكره الأشراف (12/239) . الحديث: 1495 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 [الحكم] السابع: في الطواف وراء الحجر 1496 - (خ) أبو السفر سعيد بن محمد -رحمه الله (1) - قال: «سمعتُ ابنَ عباس يقول: يا أيها الناس، اسْمَعوا (2) مني ما أقول لكم، وأسْمِعُوني [ص: 212] ما تَقُولُونَ، ولا تَذْهبوا فتقولوا: قال ابنُ عباسٍ، قال ابنُ عباسٍ، مَنْ طَاف بالبيت فَلْيَطُفْ من وراء الحِجْرِ، ولا تقولوا: الْحَطِيمَ، فإنَّ الرجلَ في الجاهلية كان يَحْلِفُ، فيُلقي سَوطَهُ أو نعْلَهُ أو قَوْسَهُ» . أخرجه البخاري (3) .   (1) هو سعيد بن يحمد - بضم الياء المثناة وسكون الحاء المهملة وكسر الميم - الهمداني الثوري أبو السفر. روى عن ابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو بن العاص، والبراء بن عازب، وغيرهم، وأرسل عن أبي الدرداء، وعنه ابنه عبد الله بن أبي السفر، والأعمش، وشعبة وغيرهم، وهو ثقة، مات سنة 112 هـ. (2) قوله: " اسمعوا " أي: سماع ضبط وإتقان، ولا تقولوا: قال ابن عباس كذا، من غير أن تضبطوا قولي ". (3) 7 / 120 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] البخاري في أيام الجاهلية (المناقب 87: 3) عن عبد الله بن محمد عن سفيان عن مطرف عنه به الأشراف (4/466) . الحديث: 1496 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 [الحكم الثامن] : في السعي بين الصفا والمروة 1497 - (خ م ط ت د س) عروة بن الزبير قال: «قلتُ لِعَائشةَ -رضي الله عنها- وأنا يومَئِذٍ حديثُ السِّنِّ - أَرأيتِ قوْلَ الله تعالى: {إنَّ الصَّفَا والمرْوةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أو اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّف بِهِما} [البقرة: 158] ما أرَى على أحدٍ شيئاً أن لا يطَّوَّف بهما؟ فقالت عائشةُ: كَلا، لو كانت كما تقول كانت: فلا جناح عليه أن لا يطَّوَّف بهما، إنها إنما أُنْزِلَتْ هذهِ الآيةُ في الأنصار، كانوا يُهلُّون لمنَاةَ، وكانت مَناةُ حَذْوَ قُدَيْدٍ، وكانوا يَتَحَرّجونَ أنْ يَطَّوَّفوا بَيْنَ الصَّفا والمروةِ، فلما جاء الإسلام، سألُوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ فأنْزَلَ الله عزّ وَجلّ: {إنَّ الصَّفا والمرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ [ص: 213] أنْ يَطَّوَّف بِهِما} [البقرة: 158] » . أخرجه الجماعة (1) . وقد تقدَّم في كتاب تفسير القران من حرف التاء روايات أخرى لهذا الحديث أطول من هذا (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأنصار) : قال الخطابي: قد جاء في بعض روايات هذا الحديث «الأنصاب» فإن كانت محفوظة: فهي جمع نُصُب، وهي الأصنام التي كانوا ينصبونها ويعبدونها، قال: المشهور في الروايات، الأنصار، والله أعلم. (فيُهلُّون لمناة) : مناة صنم كان يُعبَد في الجاهلية، والإهلال: رفع الصوت بالتلبية، أي: كانوا يحجون لها. [ص: 214] (يتحرجون) : التحرج: التأثم. وهو الخروج من الإثم أو الضيق.   (1) أخرجه البخاري 3 / 398 و 399 في الحج، باب وجوب الصفا والمروة، وباب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج، وفي تفسير سورة البقرة باب قوله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} ، وفي تفسير سورة النجم، ومسلم رقم (1277) في الحج، باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به، والموطأ 1 / 372 في الحج، باب جامع السعي، والترمذي رقم (2969) في التفسير، وأبو داود رقم (1901) في المناسك، باب أمر الصفا والمروة، والنسائي 5 / 238 و 239 في الحج، باب ذكر الصفا والمروة، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2986) في المناسك، باب السعي بين الصفا والمروة. (2) انظر الحديث رقم (418) في تفسير سورة البقرة وشرح ألفاظه ومعانيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (243) . والبخاري (3/7) و (6/28) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/68) . قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (1901) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك ح وحدثنا ابن السرح. قال: حدثنا ابن وهب، عن مالك. وابن ماجة (2986) قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17151) عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك. وابن خزيمة (2769) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا عبد الرحيم، يعني ابن سليمان. أربعتهم (مالك، وأبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الرحيم بن سليمان) عن هشام بن عروة. 2 - وأخرجه الحميدي (219) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/144) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا إبراهيم. يعني ابن سعد وفي (6/162) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا مَعْمر. وفي (6/227) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم. والبخاري (2/193) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/176) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/69) قال: حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر، جميعا عن ابن عيينة. قال ابن أبي عمر: حدثنا سفيان (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا حُجَين بن المثنى. قال: حدثنا ليث، عن عقيل، وفي (4/70) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والترمذي (2965) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (5/237) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. وفي (5/238) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. قال: حدثنا أبي، عن شعيب. وابن خزيمة (2766) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا المخزومي. قال: قال: حدثنا سفيان وفي (2767) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن وهب عن يونس. ستتهم - سفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، ويونس ابن يزيد - عن ابن شهاب الزهري. كلاهما - هشام، والزهري - عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 1497 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 1498 - (د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «لم يَطُفِ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابُهُ بين الصَّفا والمروةِ إلا طوافاً واحداً، طوافَهُ الأول» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (1895) في المناسك، باب طواف القارن، والنسائي 5 / 244 في الحج، باب كم طواف القارن والمتمتع بين الصفا والمروة، وإسناده حسن، ورواه مسلم أيضاً رقم (1215) في الحج، باب بيان وجوه الإحرام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/317) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/36) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا محمد بن بكر. وأبو داود (1895) قال: حدثنا ابن حنبل، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (5/244) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (2802) عن عمران بن يزيد الدمشقي، عن شعيب بن إسحاق. ثلاثتهم (يحيى، وابن بكر، وشعيب) عن ابن جريج. 2 - وأخرجه أحمد (3/387) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. 3 - وأخرجه ابن ماجة (2973) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا عَبْثَر بن القاسم، عن أشعث. 4 - وأخرجه الترمذي (947) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الحجاج. أربعتهم - ابن جريج، وابن لهيعة، وأشعث، وحجاج - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1498 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 1499 - (د) عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال لها: «طَوَافُكِ بالبيتِ وبين الصفا والمروةِ: يَكْفِيكِ لَحجَّتِكِ وعُمْرَتِكِ» . أخرجه أبو داود (1) . وهو طرف من حديثٍ قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في الباب الثالث من هذا الكتاب.   (1) رقم (1897) في المناسك، باب طواف القارن، وإسناده حسن. وقد أخرج البخاري عن ابن عمر أنه طاف لحجته وعمرته طوافاً واحداً، وقد تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الحج (54: 3) عن الربيع بن سليمان المؤذن عن الشافعي عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن عائشة به. وقال الشافعي: كان سفيان ربما قال: عن عطاء، «عن عائشة» وربما قال: عن عطاء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «لعائشة» الأشراف (12/237) . الحديث: 1499 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 [الحكم التاسع] : في أحاديث متفرقة تتضمن أحكاماً 1500 - (خ د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ [ص: 215] صلى الله عليه وسلم- «رأى رجلاً يَطُوف بالْكَعْبَةِ بِزِمَامٍ أو غيره، فَقَطَعَهُ» . وفي رواية «يَقودُ إنْساناً بِخزَامَةٍ في أنْفِهِ، فَقَطعَها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم أمَرَهُ أنْ يَقُودَ بيده» . هذه رواية البخاري. وأخرج أبو داود والنسائي الثانية. وللنسائي أيضاً قال: «مرَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بِرَجُلٍ يقُودُ رجلاً بشيءٍ ذُكِر في يده، فتناولَه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقطَعَهُ فقال: إنَّهُ نذر» . وفي أخرى للنسائي: «مَرَّ بإنْسَانٍ رَبَطَ يَدَهُ إلى إنسانٍ بسَيْرٍ - أو بِخَيطٍ، أو بشيءٍ غير ذلك، فقطعه، ثم قال: قُدْهُ بِيَدِكَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بخزامة) : الخزامة: ما يجعل في أنف البعير من شعر، كالحلقة ليقاد به، والزمام للناقة كالرسن للدابة، يجعل على أنفها لتنقاد.   (1) أخرجه البخاري 3 / 386 في الحج، باب الكلام في الطواف، وباب إذا رأى سيراً أو شيئاً يكره في الطواف قطعه، وفي الأيمان والنذور، باب النذر فيما لا يملك وفي معصية، وأبو داود رقم (3302) في الأيمان والنذور، باب من رأى عليه كفارة إذا كان في معصية، والنسائي 5 / 221 و 222 في الحج، باب الكلام في الطواف و 7 / 18 في الأيمان والنذور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الأيمان والنذور (31: 3) وفي الحج (66) عن أبي عاصم النبيل والأيمان والنذور (31: 4) والحج (65) عن إبراهيم بن موسى عن هشام كلاهما عن ابن جريج عنه به. وفي الأيمان والنذور (33: 13) عن يحيى بن معين س فيه. (الأيمان والنذور 30: 2) وفي الحج (135: 1) عن يوسف بن سعيد بن مسلم كلاهما عن حجاج بن محمد و (135: 2) عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث كلاهما عن ابن جريج به وبعضهم يزيد على بعض. الأشراف (5/8) . الحديث: 1500 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 1501 - (ط) [عبد الله بن عبيد الله] بن أبي مليكة: «أنَّ عمر مرَّ بامرأةٍ مجذومةٍ - وهي تطوف بالبيت - فقال لها: يا أمة الله لا تُؤذي النَّاس، [ص: 216] لو جَلَسْتِ في بيتكِ لكانَ خيْراً لك، فجلستْ في بيتها، فمرَّ بها رجلٌ بعد ما مَاتَ عمرُ، فقال لها: إنَّ الَّذي نَهاكِ قَدْ مات فاخْرُجي، فقالت: والله، ما كنتُ لأُطِيعَهُ حَيّاً، وأعْصِيَهُ مَيِّتاً» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 424 في الحج، باب جامع الحج، وفي سنده انقطاع، فإن عبد الله بن أبي ملكية لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/531) . الحديث: 1501 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 1502 - (خ) عروة بن الزبير أنَّ عائِشَةَ -رضي الله عنها- «رأتْ أُناساً طَافُوا بالبيتِ بعد صَلاةِ الصُّبْح، ثم جَلَسُوا عند المُذَكِّرِ، حَتى بَدَا حاجِبُ الشَّمسِ قامُوا يُصلُّونَ، فقالت عائشة: قَعَدُوا حتى إذا كانت الساعَةُ الَّتي تُكْرَهُ فيها الصلاةُ (1) قاموا يُصلُّون؟» . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المذَكِّر) : موضع الذِّكر.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 391 و 392 أي التي عند طلوع الشمس، وكأن المذكورين كانوا يتحرون ذلك الوقت، فأخروا الصلاة إليه قصداً، فلذلك أنكرت عليهم عائشة. هذا إن كانت ترى أن الطواف سبب لا تكره مع وجوده الصلاة في الأوقات المنهية. ويحتمل أنها كانت تحمل النهي على عمومه، ويدل لذلك ما رواه ابن أبي شيبة عن عطاء عن عائشة أنها قالت: " إذا أردت الطواف بالبيت بعد صلاة الفجر أو صلاة العصر فطف، وأخر الصلاة حتى تغيب الشمس أو حتى تطلع، وصل لكل أسبوع ركعتين " وهذا إسناد حسن. (2) 3 / 391 في الحج، باب الطواف بعد الصبح والعصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/190) قال: حدثنا الحسن بن عمر البصري. قال: حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن عطاء عن عروة، فذكره. الحديث: 1502 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 1503 - (د س) عبد الله بن السائب: «أنَّهُ كان يَقودُ ابْنَ عباسٍ [ص: 217] رضي الله عنهما- فيقيمه عند الشُّقَّة الثالثة، مِمَّا يَلي الرُّكنَ الذي يَلي الْحَجَر مما يَلي البابَ، فيقول له ابن عباسٍ: أثَبَت (1) أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُصَلِّي ها هنا؟ فَيَقُولُ: نعَمْ، فَيَقُومُ فَيُصَلِّي» . أخرجه أبو داود والنسائي (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: أنبئت. وفي النسائي: أما أنبئت؟ . (2) أخرجه أبو داود رقم (1900) في المناسك، باب الملتزم، والنسائي 5 / 211 في الحج، باب موضع الصلاة من الكعبة. وفي إسناده محمد بن عبد الله السائب المخزومي، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/410) . وأبو داود (1900) قال: حدثني عبيد الله بن عمر بن ميسرة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5317) عن عمرو بن علي. ثلاثتهم - أحمد، وعبيد الله، وعمرو - عن يحيى بن سعيد، عن السائب بن عمر المخزومي، عن محمدبن عبد الله بن السائب، فذكره. الحديث: 1503 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 1504 - (ط) مالك بن أنس قال: «بَلَغَني أنَّ سَعْدَ بن أبي وَقَّاصٍ -رضي الله عنه- كان إذا دَخَلَ مَكَّةَ مراهِقاً خرجَ إلى عَرَفَةَ قبل أن يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم يطوف بعد أن يرجعَ» . قال مالك: وذلك أوسع لمن فعله مراهقاً. أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُراهِقاً) : يقال: أرهقت الصلاة: إذا أخَّرتَها إلى وقت الأخرى. والمراد به في الحديث: إذا ضاق عليه الوقت حتى يخاف فوت الوقوف بعرفه.   (1) 1 / 371 بلاغاً في الحج، باب جامع الطواف، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/416) بلاغا. الحديث: 1504 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 1505 - (ت د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول «إنما جُعِل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة، ورميُ الجمار: لإقَامِةِ ذكْرِ الله» . هذه رواية أبي داود. [ص: 218] وفي رواية الترمذي «إنما جُعِلَ رَميُ الجمَارِ، والسَّعيُ بَينَ الصفا والمروة، لإقامةِ ذِكْر الله» (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (902) في الحج، باب ما جاء في كيف يرمي الجمار، وأبو داود رقم (1888) في المناسك، باب في الرمل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/64) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/75) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (6/138) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والدارمي (1860) قال: أخبرنا أبو عاصم. وفي (1861) قال: أخبرنا أبو نعيم ومحمد بن يوسف، عن سفيان. وأبو داود (1888) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عيسى بن يونس. و «الترمذي» (902) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وعلي بن خشرم. قالا: حدثنا عيسى بن يونس. وابن خزيمة (2738) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد ح وحدثنا علي بن سعيد المسروقي. قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة ح وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا مكي بن إبراهيم ح وحدثنا سَلْم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2882 و 2970) قال: حدثنا علي بن خَشْرم، قال: حدثنا عيسى بن يونس. سبعتهم (سفيان، ومحمد بن بكر، وأبو عاصم النبيل، وعيسى، ويحيى بن سعيد، ويحيى بن أبي زائدة، ومكي) عن عبيد الله بن أبي زياد، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 1505 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 [الحكم العاشر] : الدعاء في الطواف والسعي 1506 - (د) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في الطواف ما بين الركنين: {ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النَّار} [البقرة: 102] » . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1892) في المناسك، باب الدعاء والطواف، وفي سنده عبيد مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/411) قال: حدثنا عبد الرزاق وروح (ح) وابن بكر وفي (3/411) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (1892) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا عيسى بن يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5316) عن يعقوب الدَّوْرَقِي.، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (2721) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد يعني ابن بكر البُرْسَاني (ح) وحدثنا الدورقي، قال: حدثنا أبو عاصم. ستتهم- عبد الرزاق، وروح، ومحمد بن بكر، ويحيى، وعيسى، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني يحيى بن عبيد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1506 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 1507 - (ط) نافع مولى ابن عمر بن الخطاب أنهَ سَمِع ابنَ عمر -رضي الله عنهما- يدعو على الصفا يقول: «اللهم إنَّكَ قلت: {ادْعُوني أَسْتَجِبْ لكم} [غافر: 60] وإنك لا تُخْلِفُ الميعادَ، وإني أسألُك كما هَدَيتني للإسلام: أن لا تَنْزِعه مِني، حتى تَتَوفَّاني وأنا مسلمٌ» . أخرجه الموطأ (1) . [ص: 219] وزاد رزين - ولم أجده في الموطأ - «وكان يكبر ثلاثَ تكبيراتٍ ويقول: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير» . يصنع ذلك سبع مراتٍ، ويصنع في المروة كذلك في كل شَوطٍ (2) . وأخرج رزين أيضاً عن نافع: «أنَّ ابن عمر كان إذا طاف بين الصفا والمروة فَرَقِيَ عليه، حتَّى يَبْدُو له البيت، فَيُكبِّرُ ثَلاثَ تكْبيرَاتٍ، ويقول: لا إلا إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير - يصنع ذلكَ سبْعَ مَرَّاتٍ، وذلك: إحدى وعشرون من التكبير، وسبعٌ من التَّهليل، ويدعُو فيما بين ذلك، يسألُ الله عزَّ وَجَلَّ، ويَهْبطُ حتَّى إذا كانَ ببطْن المسيل سَعَى حتى يظْهرَ منه، ثم يمشي حتى يأتي المروة فيرقى عليها، فيصنعُ عليها مثل ما صَنَعَ على الصَّفا، يصنَعُ ذلك سبع مراتٍ، حَتَّى يفْرُغَ من سَعيهِ» .   (1) 1 / 372 و 373 في الحج، باب البدء بالصفا في السعي، وإسناده صحيح. (2) انظر لفظ الموطأ في الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/419) . الحديث: 1507 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 1508 - (ط) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، «كان إذا وقفَ على الصَّفا يُكَبِّرُ ثلاثاً، ويقول: لا إله إلا الله، [ص: 220] وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، يصنع ذلك ثلاثَ مَرَّاتٍ، ويدعو، ويصنع على المروة مثل ذلك» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 372 في الحج، باب البدء بالصفا في السعي، ورواه أيضاً مسلم في صحيحه رقم (1218) ، وأبو داود رقم (1907) ، وابن ماجة رقم (3074) في المناسك، في حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/418) ورواه أيضا مسلم في «صحيحه» رقم (1218) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن حاتم قال أبو بكر حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني كلاهما (مالك، وحاتم بن إسماعيل) عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، فذكره. الحديث: 1508 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 1509 - (د س) عبد الرحمن بن طارق -رحمه الله- عن أُمِّهِ «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا جاز مكاناً مِنْ دَارِ يَعْلى - نَسيَهُ عُبَيْدُ الله بن أبي يزيد - اسْتَقْبلَ البيت فدعا» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (2007) في المناسك، باب طواف الوداع، والنسائي 5 / 213 في الحج، باب الدعاء عند رؤية البيت. وفي سنده عبد الرحمن بن طارق بن علقمة لو يوثقه غير ابن حبان وأمه مجهولة. وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود (ج 2 ص 430 حديث 192) : وأخرجه البخاري في ترجمة عبد الرحمن بن طارق بالإسناد الذي خرجه به أبو داود والنسائي، وقال: وقال بعضهم: عبد الرحمن عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/436) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (6/437) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/437) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج. قال: حدثنا عبد الله. (ح) وعلي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وأبو داود (2007) قال: حدثنا يحيى بن معين. قال: حدثنا هشام بن يوسف. والنسائي (5/213) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم. خمستهم - محمد بن بكر، وعبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك، وهشام بن يوسف، وأبو عاصم- عن ابن جريج. قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، أن عبد الرحمن بن طارق أخبره، فذكره. الحديث: 1509 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 1510 - (ط) [محمد] بن شهاب كان يقول: «كان عبدُ الله بنُ عمر -رضي الله عنهما- لا يُلبِّي وهو يطوف بالبيت» (1) . [ص: 221] أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": لعدم مشروعيتها في الطواف، ولذا كرهها ابنه سالم ومالك. وقال ابن عيينة: ما رأيت أحداً يقتدى به يلبي حول البيت، إلا عطاء بن السائب، وأجازه الشافعي سراً وأحمد، وكان ربيعة يلبي إذا طاف. وقال إسماعيل القاضي: لا يزال الرجل ملبياً حتى يبلغ الغاية التي يكون إليها استجابته، وهي الوقوف بعرفة، قاله أبو عمر، يعني ابن عبد البر. (2) 1 / 338 في الحج، باب قطع التلبية، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/344) . الحديث: 1510 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 الفصل الثالث: في دخول البيت 1511 - (ت د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خرجَ من عندها وهو مَسْرُورٌ، ثُمَّ رَجَعَ إليَّ وهو كئيبٌ، فقال: إنِّي دخلتُ الكعبةَ، ولو استقبلتُ من أمري ما اسْتَدْبرتُ ما دخلتُها، إني أخافُ أنْ أكْونَ قد شَقَقْتُ على أمَّتي» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية الترمذي قالت: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من عندي، وهو قريرُ العينِ، طَيِّبُ النفس، فرَجعَ وهو حزينٌ، فقُلْتُ له، فقال: إني دخلتُ الكعبة، ووددْتُ أني لم أكن فعلتُ، إني أخاف أَن أَكونَ أَتْعَبْتُ أُمَّتي من بعدي» (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (837) في الحج، باب ما جاء في دخول الكعبة، وأبو داود رقم (2029) في المناسك، باب دخول الكعبة، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3063) في المناسك، باب دخول الكعبة، وفي سنده إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفير، وهو صدوق كثير الوهم، وبقية رجاله [ص: 222] ثقات، ومع ذلك فقد صححه الترمذي: وقال: حديث حسن صحيح. اهـ. وفي الحديث دليل على أن دخول الكعبة ليس من مناسك الحج، وهو قول الجمهور، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن دخولها مستحب، ومحل الاستحباب ما لم يؤذ أحداً بدخوله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/137) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2029) قال: حدثنا مُسَدَّد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. وابن ماجة (3064) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (873) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (3014) قال: حدثنا سَلْم بن جُنادة. قال: حدثنا وكيع. كلاهما: (وكيع، وعبد الله بن داود) عن إسماعيل بن عبد الملك، عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره. الحديث: 1511 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 1512 - (خ م د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: «اعتمرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، واعتمرنا مَعَهُ، فلما دَخَلَ مَكَّةَ طَاف، فَطُفْنَا معه، وأتَى الصفا والمروةَ، وأتيناها معه، وكُنَّا نستُرُهُ مِنْ أهل مَكَّةَ: أنْ يَرْميهُ أحَدٌ، فقال له صاحبٌ لي: أكانَ دَخَلَ الكعبةَ؟ قال: لا» . هذه رواية البخاري. وأخرج مسلم السؤال عن دخول الكعبة فقط. وفي رواية قال: «اعتمر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فطاف بالبيت، وصَلَّى خَلْفَ المقام ركعتين، ومعه مَنْ يَستُرُه من الناس» . أخرج أبو داود: الرواية الثانية، وزاد فيها «سؤال الرجل عن دخول الكعبة» . وفي أخرى له قال: «اعتمرنا مع نبيِّ الله -صلى الله عليه وسلم-، فطاف بالبيت سَبعاً، وصَلَّى ركعتين عند المقام، ثم أتى الصفا والمروة فَسَعَى بينهما سبعاً، ثم حلق رأسهُ» (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 490 في الحج، باب متى يحل المعتمر، وباب من لم يدخل الكعبة، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية وعمرة القضاء، ومسلم رقم (1332) في الحج، باب استحباب دخول الكعبة، وأبو داود رقم (1902) و (1903) في المناسك، باب أمر الصفا والمروة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (721) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/353) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/355) قال: حدثنا يعلى. وفي (4/355) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/381) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (1928) قال: أخبرنا جعفر بن عون. والبخاري (2/184) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (3/7) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن جرير. وفي (5/163) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا يعلى. وفي (5/181) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (1902) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (1903) قال: حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف، قال: أخبرنا شريك، وابن ماجة (2990) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يعلى. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5155) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن يحيى ابن يعلى بن الحارث، عن أبيه، عن غَيلان بن جامع. وابن خزيمة (2775) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد -. عشرتهم (سفيان، ووكيع، ويعلى، ويزيد، ويحيى، وجعفر، وخالد، وجرير، وشريك، وغيلان) عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره. الحديث: 1512 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 1513 - (خ م س) أسامة بن زيد وابن عباس -رضي الله عنهم- قال ابنُ جريج: «قلت لعطاء: أَسمعت ابنَ عَبَّاس يقول: إنَّما أُمِرتُمْ بالطَّوافِ، ولم تُؤمَروُا بدخوله؟ قال: لم يكُن يَنْهى عن دخوله، ولكن سمعتُه يقول: أخبرني أُسامةُ بن زيد: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لمَّا دخَلَ البَيْت دعَا في نَواحيه كلِّها، ولم يُصَلِّ فيه حتى خَرَجَ، فلما خَرَجَ ركع في قُبُل البَيْت (1) ركْعتَينِ، وقال: هذه الْقِبْلةُ (2) ، قلت: ما نواحيها؟ أي: زواياها (3) ؟ قال: بل في كُلِّ قِبْلَةٍ من الْبَيت» . هذا لفظ مسلم. وأخرجه البخاري بنحوها عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكر أسامة. [ص: 224] وأخرج أخرى «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ الكعبةَ وفيها ست سَوَارٍ. فقَام عند كل سارية. فدعا، ولم يصلِّ» . وفي رواية النسائي عن ابن عباس عن أسامة -رضي الله عنهم- قال: «دخل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الكعبة، فَسَبَّحَ في نواحيها، ولم يصل، ثم خرج. فصلَّى خَلْف المقام ركعتين» . وفي أخرى له عن أُسامة أيضاً قال: «دخل هو ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأمرَ بِلالاً، فأجاف الباب، والبيْت إذ ذاك على ستة أعمدة، فمضى حتى إذا كان بين الأسْطُوانتَيْنِ اللَّتَين تليانِ الباب -باب الكعبة- جلس، فَحَمدَ الله، وأثنى عليه، وسأله، واستغَفَره، ثم قام حتَّى أتى ما استَقْبَلَ من دُبُر الكعبة، فوضع وَجْههُ وخَدَّهُ عليه، وحَمِدَ الله، وأثنى عليه، وسأله، واستغفره، ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة، فاسْتَقْبَلَهُ بالتَّكبير والتَّهْليل والتَّسْبيح، والثَنَاءِ على الله تعالى، والمسألة والاسْتِغْفارِ، ثم خرج فصلى ركعتين مُسْتَقبلَ وجْهِ الكعبة، ثم انصرف، فقال: هذه القبلةُ، هذه القبْلة (4) » . [ص: 225] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأجاف) : أجَفْتُ الباب: إذا رددته.   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 429: قوله: " قبل البيت " هو بضم القاف والباء، ويجوز إسكان الباء كما في نظائره. قيل: معناه ما استقبلك منها، وقيل: مقابلها. وفي رواية في الصحيح: " فصلى ركعتين في وجه الكعبة " وهذا هو المراد بقبلها، ومعناه: عند بابها. وأما قوله: ركع في البيت، فمعناه: صلى. وقوله: ركعتين دليل لمذهب الشافعي والجمهور: أن تطوع النهار يستحب أن يكون مثنى. (2) قال النووي: وقوله صلى الله عليه وسلم: " هذه القبلة " قال الخطابي: معناه: أن أمر القبلة قد استقر على استقبال هذا البيت فلا ينسخ بعد اليوم، فصلوا إليه أبداً. قال: ويحتمل: أنه علمهم سنة موقف الإمام، وأنه يقف في وجهها دون أركانها وجوانبها، وإن كانت الصلاة في جميع جهاتها مجزئة. هذا كلام الخطابي. قال النووي: ويحتمل معنى ثالثاً: وهو أن معناه: هذه الكعبة هي المسجد الحرام الذي أمرتم باستقباله، لا كل الحرم، ولا مكة، ولا كل المسجد الذي حول الكعبة، بل هي الكعبة نفسها فقط، والله أعلم. (3) في مسلم المطبوع: أفي زواياها؟ . (4) 3 / 375 في الحج، باب من كبر في نواحي الكعبة، و 8 / 14 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، وسيأتي رقم (1515) ، ومسلم رقم (1330) و (1331) في الحج، باب استحباب دخول الكعبة للحاج، والنسائي 5 / 219 و 220 في الحج، باب الذكر والدعاء في البيت، وباب موضع الصلاة من الكعبة، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 1 / 237 و 311 و 5 /208. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/201، 208) والنسائي (5/220) قال: أخبرنا أبو عاصم خُشيش بن أصرم النسائي. وابن خزيمة (432) قال: حدثنا محمد بن يحيى. ثلاثتهم (أحمد، وخشيش، ومحمد بن يحيى) قالوا: حدثنا عبد الرزاق. 2 - وأخرجه أحمد (5/208) قال: حدثنا روح بن عبادة. 3 - وأخرجه مسلم (4/96) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، وابن خزيمة (3003) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي. ثلاثتهم - إسحاق، وعبد، ومحمد بن معمر - عن محمد بن بكر البرساني. ثلاثتهم: -عبد الرزاق، وروح، والبرساني - عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: أسمعت ابن عباس يقول: إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله؟ قال: لم يكن ينهى عن دخوله، ولكني سمعته يقول، فذكره. الحديث: 1513 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 1514 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: دخل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الْبيت (1) هو وأُسامَةُ بن زَيدٍ، وبلالٌ، وعثمان ابنْ طلحةَ (2) ، فأغلَقوا عليهم (3) ، فلما فتحوا، كنتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ، فلقيتُ بلالاً، فَسَألْتُهُ: هل صَلَّى فيه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، بَيْنَ العَمُودَيْن اليمانيَّيْنِ» . [ص: 226] زاد في رواية: قال ابن عمر: «فَذَهبَ عَني أنْ أَسألَه: كم صَلَّى؟» . وفي رواية: «فسألتُ بلالاً: أَين صَلَّى؟ قال: بين العَمودين المقَدَّمَيْنِ» . وفي أخرى: «فسألتُ بلالاً - حين خرج -: ما صنع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: جَعَلَ عموداً عن يمينه، وعموداً عن يساره، وثلاثةَ أعمْدَةٍ وراءه - وكان البَيْتُ يومئذٍ على ستةِ أعمدةٍ - ثم صَلَّى» . وفي أخرى: «جعل عَمُوديْنِ عن يمينه» . وفي أخرى: «فسألتُه، فقلت: هل صلَّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في الكعبة؟ قال: نعم، ركعتين بين الساريتين عن يَسارِكَ إذا دخلتَ، ثم خَرَجَ فَصَلَّى في وَجه الكعبة ركعتين» . وفي أخرى قال: «أقبل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَامَ الْفَتح، وهو مُردِفٌ أُسَامَةَ على الْقَصواءِ، ومعه بلالٌ وعثمانُ، حتى أناخَ عند البيت، ثم قال لعثمان: إيتنَا بالمفتاح، فجاءه بالمفتاح، ففتح له الباب، فدخل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأُسامةُ وبلالٌ وعثمان، ثم أَغلقوا عليهم الباب، فمكث نهاراً طويلاً، ثم خرج، فَأبْتَدَرَ الناسُ الدخولَ، فَسَبَقْتُهمْ، فوجدتُ بلالاً قائماً من وَرَاءِ البابِ، فقلتُ له: أين صَلَّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: صَلَّى بين ذَيْنِكَ العَمودَيْنِ المُقْدَّمَين، وكان البيت على ستةِ أعمدة سَطْرَيْنِ - صَلَّى بين العَمودَيْنِ من السَّطْرِ المُقَدَّمِ، [ص: 227] وجعل بابَ البيت خَلفَ ظَهْرِه، واسْتَقُبَلَ بوجْهِه الذي يَسْتَقْبِلُكَ حين تَلِجُ البيت بيْنَهُ وبَيْنَ الجدار. قال: ونَسيت أنْ أَسأَلَهُ: كمْ صَلَّى؟ وعند المكان الذي صَلى فيه مَرَمرَةٌ حمراءُ» . وفي أخرى قال: «فأخبرني بلال - أو عثمان بن طلحة - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى في جوف الكعبةِ بين العمودين اليمانيين» . وفي أخرى لمسلم: «أقبل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عامَ الفتح على ناقة لأسامةَ، حتَّى أناخَ بفنَاءِ الكعبة، ثم دعا عثمانَ بن طلحةَ، فقال: إِيتني بالمفتاح، فذهب إلى أُمِّهِ، فأبت أن تُعْطِيَهُ. فقال: والله لتُعْطِينيهِ أو لَيَخْرُجَنَّ هذا السيفُ من صُلْبي، قال: فأعطتْهُ إيَّاه، فجاء به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-[فدفعه إليه] ففتح الباب - ثم ذكر نحوه» . هذه روايات البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ الرواية الثالثة، التي يذكر فيها «أنه جعل ثلاثة أعمدة وراءه» . وأخرج الترمذي نحواً من إحدى هذه الروايات الثلاث. وله في أخرى عن بلالٍ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلَّى في جَوف الكعبةِ. قال ابن عباس: لم يُصَلِّ، ولكنه كبَّر» . وأخرج أبو داود الرواية التي أخرجها الموطأ. [ص: 228] وفي أخرى له بنحوها، ولم يذكر السَّواري، قال: «ثم صلى وبينه وبين القبلة ثلاثةُ أذْرِعٍ» . زاد في رواية: «ونسيت أنْ أَسْأَلَهُ: كمْ صَلى؟» . وأخرج النسائي الرواية التي ذُكر فيها «الْمَرْمَرَةُ الحمراءُ» . إلى قوله «وبينه وبين الجدار» . ثم زاد «نحوٌ من ثلاثة أذْرُعٍ» . وأخرج الرواية الأولى، وأخرج الرواية التي ذكر في آخرها «فصَلَّى ركعتين في وَجْهِ الكعبة» . وفي أخرى له قال: «دَخَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- البيت، ومعه الْفَضْلُ ابْنُ العباس، وأُسامةُ بن زيد، وعثمانُ بن طلحة، وبلالٌ، فأجَافُوا عليهم البابَ، فمكث فيه ما شاء الله، ثم خرج، قال: فكان أولُ مَنْ لقيتُ بلالاً، فقلت: أيْنَ صَلَّى النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: بين الأُسْطُوَانَتْين (4) » . [ص: 229] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القَصْواء) : التي قُطع طَرَف أذنها، ولم تكن ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم- مقطوعة الأذن، وإنما كان هذا لَقَباً لها.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": كان ذلك في عام الفتح. (2) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 428: هو عثمان بن طلحة الحجبي - بفتح الحاء والجيم - منسوب إلى حجابة الكعبة، وهي ولايتها وفتحها وإغلاقها وخدمتها، ويقال له ولأقاربه: الحجبيون، وهو عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، واسم أبي طلحة: عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري، أسلم مع خالد بن الوليد وعمرو بن العاص في هدنة الحديبية، وشهد فتح مكة، ودفع النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة إليه وإلى شيبة بن عثمان بن طلحة، وقال: " خذوها يا بني طلحة، خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم " ثم نزل عثمان المدينة فأقام بها إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تحول إلى مكة، فأقام بها حتى توفي سنة اثنتين وأربعين، وقيل: إنه استشهد يوم أجنادين - بفتح الدال وكسرها - وهي موضع بقرب بيت المقدس، كانت غزوته في أوائل خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: " كل مأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي، إلا سقاية الحاج، وسدانة البيت " قال القاضي عياض: قال العلماء: لا يجوز لأحد أن ينزعها منهم، قالوا: وهي ولاية لهم عليها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبقى دائمة لهم، ولذرياتهم أبداً، لا ينازعون فيها، ولا يشاركون، ما داموا موجودين، صالحين لذلك. والله أعلم. (3) في مسلم - فأغلقها عليه، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال النووي في " شرح مسلم ": وإنما أغلقها عليه صلى الله عليه وسلم ليكون أسكن لقلبه وأجمع لخشوعه، ولئلا يجتمع الناس ويدخلوا ويزدحموا، فينالهم ضرر، ويتهوش عليه الحال بسبب لغطهم. والله أعلم. (4) أخرجه البخاري 3/ 371 و 372 في الحج، باب إغلاق البيت وباب الصلاة في الكعبة، وفي القبلة، باب قول الله تعالى {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ، وفي المساجد، باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد، وفي سترة المصلي، باب الصلاة بين السواري في غير جماعة، وفي التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، وفي الجهاد، باب الردف على الحمار، وفي المغازي، باب حجة الوداع، ومسلم رقم (1329) في الحج، باب استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره، والموطأ 1 / 398 في الحج، باب الصلاة في البيت وقصر الصلاة، وأبو داود رقم (2023) في المناسك، باب الصلاة في الكعبة، والترمذي رقم (874) في الحج، باب ما جاء في الصلاة في الكعبة، والنسائي 2 / 33 و 34 في المساجد، باب الصلاة في الكعبة، و 2 / 63 في القبلة، باب مقدار ذلك، و 5 / 217 في الحج، باب دخول البيت، وباب موضع الصلاة بالبيت. قال الحافظ في " الفتح " 3 / 373: وفي هذا الحديث من [ص: 229] الفوائد: رواية الصاحب عن الصاحب، وسؤال المفضول مع وجود الأفضل والاكتفاء به، والحجة بخبر الواحد، وفيه أيضاً اختصاص السابق بالبقعة الفاضلة، وفيه السؤال عن العلم والحرص فيه، وفضيلة ابن عمر لشدة حرصه على تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم ليعمل بها، وفيه أن الفاضل من الصحابة قد كان يغيب عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المشاهد الفاضلة ويحضره من هو دونه فيطلع على ما لم يطلع عليه، واستدل به على جواز الصلاة بين السواري في غير الجماعة، وعلى مشروعية الأبواب والغلق للمساجد، وفيه أن السترة إنما تشرع حيث يخشى المرور؛ فإنه صلى الله عليه وسلم صلى بين العمودين ولم يصل إلى أحدهما، والذي يظهر أنه ترك ذلك للاكتفاء بالقرب من الجدار، وفيه استحباب دخول الكعبة، وفيه استحباب الصلاة في الكعبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك في «الموطأ» (258) ، والحميدي (149 و 692) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب السختياني، وأحمد (2/3) قال: حدثنا هيثم، قال: أخبرنا غير واحد، وابن عون. وفي (2/33) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/55) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/113و138) و (6/13) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا مالك. وفي (2/113) أيضا قال: حدثنا إسحاق قال: أنبأنا مالك وفي (6/13) قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، وفي (6/15) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا ابن أبي رواد وفي (6/15) أيضا قال: حدثنا سفيان عن أيوب. وعبد بن حميد (360) قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا هشام بن سعد، وفي (777) قال: حدثني سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. والدارمي (1873) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب. والبخاري (1/126) قال: حدثنا أبو النعمان، وقتيبة، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (1/134) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل، قال حدثنا جويرية. وفي (1/134) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (1/134) قال البخاري: وقال لنا إسماعيل: حدثني مالك. وفي (1/134) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة، قال: حدثنا موسى بن عقبة. وفي (2/184) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا موسى بن عقبة. وفي (4/68) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، قال: قال يونس. وفي (5/222) قال: حدثني محمد، قال: حدثنا سريج ابن نعمان، قال: حدثنا فليح. ومسلم (4/95) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، وأبو كامل الجَحْدَري، كلهم عن حماد بن زيد، قال حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب السختياني. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا يحيى وهو القطان (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبدة. ثلاثتهم عن عبيد الله. وفي (4/96) قال: حدثني حميد بن مسعدة، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، قال: حدثنا عبد الله بن عون. وأبو داود (2023) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وفي (2024) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك. وفي (2025) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن عبيد الله. وابن ماجة (3063) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، قال: حدثني حسان بن عطية. والنسائي (2/63) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وفي (5/216) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا ابن عون. وفي (5/217) قال: أخبرنا يعقوب ابن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا ابن عون. وابن خزيمة (3009) قال: حدثنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، قال: حدثنا موسى بن عقبة، وفي (3010) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، ومحمد بن عمر بن العباس، قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب. وفي (3011) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد. جميعا (مالك، وأيوب، وابن عون، وعبيد الله، وهشام، وابن أبي رواد، وجويرية، موسى، ويونس، وفليح، وحسان) عن نافع. 2 - وأخرجه أحمد (2/120) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. والدارمي (1874) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا ليث. والبخاري (2/183) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. ومسلم (4/96) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (2/33) قال: أخبرنا قتيبة، قال حدثنا الليث. كلاهما (ليث، ويونس) عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله بن عمر. 3 - وأخرجه أحمد (6/12) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن السائب بن عمر. وفي (6/13) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا عثمان بن سعد. وفي (6/13) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا السائب بن عمر (ح) ومحمد بن بكر، قال: أخبرنا السائب بن عمر. والنسائى (5/217) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا السائب بن عمر. كلاهما (السائب، وعثمان) عن ابن أبي مليكة. 4 - وأخرجه أحمد (6/14) قال: حدثنا مروان بن شجاع، قال: حدثني خصيف، وفي (6/14) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا سيف بن سليمان. والبخاري (1/109) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سيف، وفي (2/71) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سيف. والنسائي (5/217) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سيف بن سليمان. وابن خزيمة (3016) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سيف. كلاهما (خصيف، وسيف) عن مجاهد. 5 - وأخرجه أحمد (6/14) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن سعيد يعني أباه. خمستهم - نافع، وسالم، وابن أبي مليكة، ومجاهد، وسعيد -عن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1514 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 1515 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لما قَدِمَ أبى أنْ يدخُلَ البيتَ وفيه الآلهةُ، فأمرَ بها فَأُخْرِجَت، فأخْرَجُوا صُورَةَ إبراهيمَ وإسماعيل، وفي أيديهما الأزْلام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قاتَلهم الله، أمَا والله،، لقد علموا: أنهما لم يَسْتَقْسِمَا بها قَطُّ، فدخل البيت، فكبَّر في نواحيه، ولم يُصَلِّ فيه» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] [ص: 230] (الأزلام) : القِداح التي كانوا يستقسمون بها.   (1) 3 / 375 و 376 في الحج، باب من كبر في نواحي الكعبة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، وفي المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، وأخرجه أيضاً أبو داود رقم (2207) في الحج، باب الصلاة في الكعبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/334) (3093) قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي، وفي (1/365) (3455) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (2/184) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (4/170) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال أخبرنا هشام عن معمر، وفي (5/188) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي. وأبو داود (2027) قال: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، قال: حدثنا عبد الوارث. كلاهما (عبد الوارث، ومعمر) عن أيوب، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 1515 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 1516 - (د) الأسلمية (1) -رضي الله عنها- قالت: «قلت لعثمان (2) : ما قال لك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين دَعَاكَ؟ قال: قال لي: إنِّي نَسيتُ أَنْ آمُرَكَ: أنْ تُخَمِّرَ الْقَرْنَينِ، فإنه ليس ينبَغي أن يكون في البيت شيءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّي» . أخرجه أبو داودَ (3) .   (1) هذا الحديث رواه أبو داود عن منصور الحجبي قال: حدثني خالي - مسافع بن أبي شيبة - عن أمي صفية بنت شيبة قالت " سمعت الأسلمية ". اهـ. قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (ج 2 ص 441 حديث 1947) : أم منصور. هي صفية بنت شيبة القرشية العبدرية، وقد جاءت مسماة في بعض طرق هذا الحديث، واختلف في صحبتها، وقد جاءت أحاديث ظاهرة في صحبتها. وقد اختلف في هذا الحديث، فروي كما سقناه، وروي عن منصور عن خاله مسافع عن صفية بنت شيبة عن امرأة من بني سليم، وروي عنه عن خاله عن امرأة من بني سليم ولم يذكر أمه. اهـ. (2) هو عثمان بن طلحة القرشي العبدري الحجبي. (3) رقم (2030) في المناسك، باب دخول الكعبة، وفي سنده جهالة المرأة الأسلمية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الحج (94: 3) عن أبي الطاهر بن السرح، وسعيد بن منصور، ومسدد ثلاثتهم عن سفيان عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي، قال: حدثني خالي سماه ابن السرح (مسافع بن شيبة) عن أمي - يعني صفية بنت شيبة - قالت: سمعت الأسلمية تقول: قلت بهذا. ورواه أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان عن منصور عن خاله مسافع بن عبد الله بن شيبة، عن صفية بنت شيبة، عن امرأة من بني سليم، ورواه عبيد الله بن عمر القواريري عن سفيان، عن منصور، عن خاله، ولم يسمه عن امرأة من بني سليم، ولم يذكر أمه صفية بنت شيبة. الحديث: 1516 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 1517 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال له عبدُ الرحمن بنُ صفوان: «كَيْفَ صَنَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، حين دخل الكعبة؟» قال: «صَلَّى فيه ركعتين» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2026) في المناسك، باب الصلاة في الكعبة، وفي سنده يزيد بن أبي زياد الهاشمي الكوفي، وهو ضعيف، كبر فتغير، فصار يتلقن، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله رقم (1514) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/430) قال: حدثنا عبيدة بن حميد. وفي (3/431) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وأبو داود (1898) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (2026) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (3017) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا علي بن المنذر الكوفي، قال: حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا ابن بشر الواسطي، قال: حدثنا خالد.. أربعتهم (عبيدة بن حميد، وجرير، وابن فضيل، وخالد) عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد، فذكره. * رواية عبيدة بن حميد مختصرة على: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الحجر والباب واضعا وجهه على البيت» . * ورواية عثمان بن أبي شيبة: (ليس فيها حديث عمر) . * ورواية زهير بن حرب مختصرة على: «حديث عمر» . * في رواية ابن فضيل، وخالد: «عن صفوان بن عبد الرحمن، أو عبد الرحمن بن صفوان» . الحديث: 1517 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 1518 - (ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كنتُ [ص: 231] أُحِبُّ أَنْ أَدْخُلَ الْبَيت فأُصلِّيَ فيه، فأخذ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِي فأدْخلني في الحِجْرِ، فقال لي: صلِّي فيه إنْ أرَدْتِ دُخُولَ الْبَيت، فإنما هو قِطعةٌ من البيت، وإنَّ قومَكِ اقْتَصَرُوا حين بَنَوْا الكَعبَةَ، فأخرجوه عن البيت» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) . وفي أخرى للنسائي قالت: «قُلتُ: يا رسولَ الله، أَلا أَدخُلُ البيتَ؟ قال: أدخُلي الْحِجْرَ، فإنه من البَيْتِ» (2) . وأخرج الموطأ عنها: هذا المعنى، أو قربياً منه، قالت: «مَا أُبالي: أصَلَّيتُ في الحِجْرِ، أم في البيت» (3) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (876) في الحج، باب ما جاء في الصلاة في الحجر، وأبو داود رقم (2028) في المناسك، باب الصلاة في الحجر، والنسائي 5 / 219 في الحج، باب الصلاة في الحجر، رواه الترمذي عن علقمة بن أبي علقمة عن أبيه عن عائشة، وأخرجه أبو داود: عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة. قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (ج 2 ص 440 حديث 1945) قال الترمذي: حسن صحيح، وعلقمة هذا هو مولى عائشة، تابعي مدني، احتج به البخاري ومسلم. وأمه: حكى البخاري وغيره: أن اسمها مرجانة. أقول: ومرجانة، لم يوثقها غير ابن حبان، ولكن يشهد له رواية النسائي التي بعده. (2) وإسناده صحيح. (3) وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/92) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (2028) قال: حدثنا القعنبي. قال: حدثنا عبد العزيز. والترمذي (876) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (5/219) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد العزيز بن محمد. وابن خزيمة (3018) قال: حدثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: حدثنا ابن أبي الزناد. كلاهما (عبد العزيز بن محمد، وابن أبي الزناد) عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، فذكرته. الحديث: 1518 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 1519 - (خ) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- قال: «كانَ ابنُ عمر إذا دَخَلَ الكعبة مَشَى قِبَل وَجْهِه، حين يدخُلُ، [ص: 232] ويجعَلُ البابَ قِبلَ ظَهْرِهِ، ويمشي حتى يكون بينه وبين الجدار الذي قِبَل وجهه قريب (1) من ثلاث أَذْرُعِ، فَيُصَلِّي، يَتَوَخَّى المكان الذي أَخبره بلالٌ: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى فيه، قال: وليس على أَحدٍ بَأْسٌ: أنْ يُصَلِّي في أي نَواحي البيت شاء» . أخرجه البخاري، ولم يذكره الحميدي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَتَوَخَّى) : تَوَخَّيت الشيء، إذا قصدته واعتمدت فعله.   (1) في نسخ البخاري المطبوعة: قريباً. قال الحافظ في " الفتح ": كذا وقع بالنصب على أنه خبر كان واسمها محذوف. (2) 3 / 374 في الحج، باب الصلاة في الكعبة، وباب إغلاق البيت، وفي القبلة، باب قول الله تعالى {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ، وفي المساجد، باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد، وفي سترة المصلي، باب الصلاة بين السواري بغير جماعة، وفي التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، وفي الجهاد، باب الردف على الحمار، وفي المغازي، باب حجة الوداع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج (52) عن أحمد بن محمد عن ابن المبارك، و (بل في الصلاة 97) عن إبراهيم بن المنذر، عن أنس بن عياض. كلاهما عنه به الأشراف (6/242) . الحديث: 1519 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 الباب الخامس: في الوقوف والإفاضة ، وفيه: ثلاثة فصول الفصل الأول: في الوقوف بعرفة وأحكامه [ص: 233] 1520 - (خ م ت د س) عائشة -رضي الله عنها-: قالت: «كانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ دَانَ دِينَها، يَقِفُونَ بالمزْدَلِفَةِ، وكانوا يُسَمَّونَ الْحُمْسَ، وكان سائرُ العربِ يقفون بعرفة، فلما جاء الإسلام أمر الله نَبِيَّهُ -صلى الله عليه وسلم- أنْ يَأتيَ عَرَفَاتٍ، فَيَقِفَ بها، ثم يُفِيضَ منها فذلك قوله عزَّ وجلَّ: {ثم أَفيضُوا مِنْ حيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] » . وفي رواية: قال عروة بن الزبير -رضي الله عنهما-: «كانت العربُ تطوف بالبيت عُرَاةً إلا الحُمْس، والحُمْس: قريش وماولدت، كانوا يطوفون عراة، إلا أنْ تُعطيهُمُ الْحُمْسُ ثياباً، فَيُعْطِي الرِّجالُ الرجال، والنِّساءُ النسَاءَ، وكانت الحُمْسُ لا يَخْرُجُونَ من المُزْدَلِفَةِ، وكان الناس كلهم يَبْلُغُون عَرَفَاتٍ - قال هشامٌ: فحدَّثني أبي عن عائشة قالت: الْحُمسُ: هم الذين أنْزَلَ الله فيهم {ثم افِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ الناس} - قالت: كان الناس يُفيِضُونَ من عَرَفاَتٍ، وكان الْحُمسُ يُفيضُونَ من المْزْدَلِفَةِ، يقولون: لا نُفِيضُ إلا من الحرم، فلما نزلت {أَفيضُوا مِنْ حَيْثُ أفاض الناس} رَجَعُوا إلى عرفاتٍ» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ. [ص: 234] وانفرد بالرواية الثانية البخاري ومسلم (1) . وذكر رزين روايةً: «: قالت كانت قريْشٌ ومَنْ دَان بِدِينِها - وهم الْحُمُسُ - يَقِفُونَ بالمُزدَلِفَةِ، ويقولون: نحنُ قَطِينُ الله - أي: جيرانُ بيت الله - فلا نخرجُ من حَرَمه، وكان يَدْفَعُ بالعربِ أبَو سَيَّارةَ على حمارٍ عُرْي من عَرَفة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحُمس) : جمع أحْمُس، وهم قريش، وأصلها: الشجاعة والشدة. (قطين الله) : يقال: قطن بالمكان، إذا أقام فيه، فهو قاطن. والجمع: [ص: 235] قُطّان وقَطين. والقطين: سكن الدار، فيكون على حذف المضاف، أي سكَنُ بيت الله.   (1) أخرجه البخاري 8 / 139 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} ، وفي الحج، باب الوقوف في عرفة، ومسلم رقم (1219) في الحج، باب في الوقوف وقوله تعالى: {أفيضوا من حيث أفاض الناس} ، والترمذي رقم (884) في الحج، باب ما جاء في الوقوف بعرفات والدعاء بها، وأبو داود رقم (1910) في المناسك، باب الوقوف في عرفة، والنسائي 5 / 255 في الحج، باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة. (2) لم أره بهذا اللفظ، وإنما رواه الترمذي بمعناه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كانت قريش ومن كان على دينها وهم الحمس يقفون بالمزدلفة، يقولون: نحن قطين الله، وكان من سواهم يقفون بعرفة، فأنزل الله عز وجل: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} . قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو كما قال. قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث أن أهل مكة كانوا لا يخرجون من الحرم، وعرفات خارج من الحرم، فأهل مكة كانوا يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن قطين الله يعني سكان الله، ومن سوى أهل مكة كانوا يقفون بعرفات، فأنزل الله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} والحمس: هم أهل الحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (2: 35: 1) عن علي بن عبد الله، مسلم في الحج (21: 1) عن يحيى بن يحيى - وفيه (المناسك 58) عن هناد بن السري والنسائي فيه (المناسك 202: 2) وفي التفسير (فيالكبرى) عن إسحاق بن إبراهيم. أربعتهم عن أبي معاوية الضرير به. تحفة الأشراف (12/202) . الحديث: 1520 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 1521 - (خ م س) جبير بن مطعم -رضي الله عنه-: قال: «أضْلَلْتُ بَعِيراً لي، فذهبتُ أطْلُبهُ يَوْمَ عَرَفة، فرأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَاقِفاً مع النَّاس بِعرفة، فقلتُ: هذا والله مِن الْحُمسِ، فما شأُنُه ها هنا؟ وكانت قريشُ تُعَدُّ من الْحُمْس» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 411 في الحج، باب الوقوف بعرفة، ومسلم رقم (1230) في الحج، باب في الوقوف وقوله تعالى: {أفيضوا من حيث أفاض الناس} ، والنسائي 5 / 255 في الحج، باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة، والجملة الأخيرة في الحديث " وكانت قريش تعد من الحمس " ليست عند البخاري، وإنما هي عند مسلم. قال الحافظ في " الفتح ": وهذه الزيادة توهم أنها من أصل الحديث، وليس كذلك، بل هي من قول سفيان، بينه الحميدي في مسنده عنه، ولفظه متصلاً بقوله: ما شأنه هاهنا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (559) . وأحمد (4/80) . والدارمي (1885) قال: حدثنا محمد بن يوسف. والبخاري (2/199) قال: حدثنا علي بن عبد الله. (ح) وحدثنا مسدد. ومسلم (4/44) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وعمرو الناقد. والنسائي (5/225) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (3060) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. تسعتهم (الحميدي، وأحمد، ومحمد بن يوسف، وعلي، ومسدد، وأبو بكر، وعمرو الناقد، وقتيبة، وعبد الجبار) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، قال: أخبرني محمد بن جبير بن مطعم، فذكره. * أخرجه أحمد (4/84) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، عن جبير بن مطعم، فذكره. ليس فيه (محمد بن جبير) . الحديث: 1521 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 1522 - (ت د س) عمرو بن عبد الله بن صفوان -رضي الله عنه- عن يزيد بن شيبان قال: «أتانا ابْنُ مِرْبَعٍ الأنصاريُّ - ونحن وُقُوفٌ بالموقف - مكاناً (1) يُبَاعِدُهُ عَمْرو [عن الإمام] (2) - فقال: إني رسولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إليكم، يقول: كُونُوا على مَشَاعِرِكُم فإنكم على إرثٍ من [ص: 236] إرث إبراهيم» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (3) ، إلا أن عند النسائي «على إرثٍ مِنْ إرْثِ أبيكم إبراهيم» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مشاعركم) : جمع مشعر، وهو المعلم، والمراد به: معالم الحج.   (1) أي في مكان، كما هو عند أبي داود وابن ماجة. (2) أي: يباعد ذلك المكان، عمرو بن عبد الله بن صفوان، من موقف الإمام، يعني يجعله بعيداً، والقائل ذلك عمرو بن دينار الراوي عن عمرو بن عبد الله بن صفوان. (3) أخرجه الترمذي رقم (883) في الحج، باب ما جاء في الوقوف بعرفات والدعاء بها، وأبو داود رقم (1919) في المناسك، باب موضع الوقوف في عرفة، والنسائي 5 / 255 في الحج، باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3011) في المناسك، باب الموقف بعرفات، وقال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال. (4) وهو كذلك عند أبي داود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (577) . وأحمد (4/137) . وأبو داود (1919) قال: حدثنا ابن نفيل. وابن ماجة (3011) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، والترمذي (883) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (5/225) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (2818) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. وفي (2819) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث وسعيد بن عبد الرحمن. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن نُفَيل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد، وعبد الجبار بن العلاء، والحسين بن حريث، وسعيد بن عبد الرحمن - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن عبد الله بن صفوان، عن خاله يزيد بن شيبان، فذكره. الحديث: 1522 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 1523 - (د س) نبيط ويكنى: أبا سلمة -رضي الله عنه- قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يومَ عرفة واقفاً عى جَمَلٍ أحمرَ يَخْطُبُ (1) » . [ص: 237] أخرجه أبو داود والنسائي. وزاد النسائي: «قبل الصلاة» (2) .   (1) أخرجه أبو داود عن سلمة بن نبيط عن رجل من الحي عن أبيه نبيط. قال المنذري (ج 2 ص 396 حديث 1836) : وأخرجه النسائي وابن ماجة عن سلمة بن نبيط عن أبيه، ولم يقولا: " عن رجل من الحي "، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (ج 2 ق 2 ص 137 ـ 138) وأبوه: نبيط بن شريط، له صحبة، ولأبيه شريط صحبة. (2) أخرجه أبو داود رقم (1916) في المناسك، باب الخطبة على المنبر بعرفة، والنسائي 5 / 253 في الحج، باب الخطبة يوم عرفة، وإسناد النسائي حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/305) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/306) قال: حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن أبو يحيى الحماني. وفي (4/306) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا رافع بن سلمة، يعني الأشجعي، وسالم بن أبي الجعد، عن أبيه. والدارمي (1616) قال: أخبرنا أبو نعيم. وابن ماجة (1286) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (5/253) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن آدم، عن ابن المبارك. ستتهم (وكيع، وأبو يحيى الحماني، وأبو الجعد، وأبو نعيم، وسفيان، وابن المبارك) عن سلمة بن نبيط، فذكره. * وأخرجه أبو داود (1916) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن سلمة بن نبيط، عن رجل من الحي، عن أبي نبيط، فذكره. الحديث: 1523 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 1524 - (د) العداء بن خالد بن هوذة -رضي الله عنه- قال: «رأَيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، يخطبُ النَّاسَ يومَ عَرَفَةَ على بعيرٍ. قائماً في الرِّكابَيْن» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1917) في المناسك، باب الخطبة على المنبر بعرفة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/30) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/30) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا عمر بن إبراهيم اليشكري. وأبو داود (1917) قال: حدثنا هناد بن السري، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا وكيع. وفي (1918) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا عثمان بن عمر. ثلاثتهم (وكيع، وعمر بن إبراهيم، وعثمان بن عمر) قال وكيع: وعثمان بن عمر: عن عبد المجيد أبي عمرو، وقال عمر بن إبراهيم: حدثنا شيخ كبير من بني عقيل يقال له عبد المجيد العقيلي، فذكره. * رواية وكيع، وعثمان بن عمر، مختصرة على: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائما في الركابين» . * في رواية هناد بن السري: - خالد بن العداء بن هوذة - قال أبو داود: رواه بن العلاء، عن وكيع كما قال هناد. * أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (52) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان بن نشيط، قال: حدثني عبد الكريم من بني عقيل، فذكره. وسماه (عبد الكريم) وزاد في آخره: «فليبلغ الشاهد الغائب» . الحديث: 1524 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 1525 - (د) زيد بن أسلم -رحمه الله- عن رجل من بني ضَمْرَةَ عن أبيه - أو عمِّهِ - قال: «رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر بعرفة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1915) في المناسك، باب الخطبة على المنبر بعرفة، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1915) قال: حدثنا هناد، عن ابن أبي زائدة ثنا سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضرة عن أبيه أو عمه، فذكره. الحديث: 1525 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 1526 - (د) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «غَدَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- منْ منى - حين صلَّى الصُّبْحَ صَبيحةَ يوم عرفة، حتى أتى عرفَةَ، فنزل بنمِرة - وهي منزل الآمر (1) ، الذي يَنْزِلُ فيه بعرفة، حتى إذا كان عند صلاة الظهر رَاحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مُهَجّراً، فَجمَعَ بين [ص: 238] الظُّهْرِ والْعَصْرِ، ثم خَطَبَ النَّاسَ (2) ، ثم راح فوقفَ على الموقِفِ من عَرَفَةَ» . أخرجه أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُهَجِّراً) : التهجير ها هنا: المسير عند الهاجرة، وهي شدة الحر.   (1) كذا في الأصل في نسخة (أ) وفي (ب) : الأمراء، وفي نسخ أبي داود المطبوع: فنزل الإمام، وقال في " عون المعبود شرح سنن أبي داود ": قال ابن الحاج المالكي: وهذا الموضع يقال له: الأراك. قال الماوردي: يستحب أن ينزل بنمرة حيث نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند الصخرة الساقطة بأصل الجبل على يمين الذاهب إلى عرفات. (2) قال في " عون المعبود شرح سنن أبي داود ": وقوله: ثم خطب الناس، فيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم خطب بعد الصلاة، وحديث جابر الطويل يدل على خلافه، وعليه عمل العلماء. قال ابن حزم: رواية ابن عمر لا تخلو عن وجهين لا ثالث لهما، إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خطب كما روى جابر، ثم جمع بين الصلاتين، ثم كلم صلى الله عليه وسلم الناس ببعض ما يأمرهم ويعظهم فيه، فسمى ذلك الكلام خطبة فيتفق الحديثان بذلك، وهذا أحسن، فإن لم يكن كذلك فحديث ابن عمر وهم. (3) رقم (1913) في المناسك، باب الخروج إلى عرفة. وفي إسناده محمد بن إسحاق، ولكنه صرح بالتحديث، فالسند حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود في الحج (60) عن أحمد بن حنبل عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عنه به الأشراف (6/225) . الحديث: 1526 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 1527 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم - «أنَّ ابْنَ عمرَ كانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ والعصرَ والمغربَ والعشَاءَ والصُّبْحَ بمنى، ثم يَغْدُو إذا طَلَعَتِ الشَّمسُ إلى عرفَةَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 400 في الحج، باب الصلاة بمنى يوم التروية والجمعة بمنى وعرفة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/476) . الحديث: 1527 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 1528 - (ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «صَلى بنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بِمنى: الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعِشَاءَ والفَجرَ، ثُمَّ [ص: 239] غَدَا إلى عرفات» . هذه رواية الترمذي (1) . وفي رواية أبي داود (2) قال: «صَلى رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرويَةِ، والفَجْرَ يومَ عرفَةَ بمنى» (3) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (879) في الحج، باب ما جاء في الخروج إلى منى والمقام بها، وفي إسناده إسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق. وهو ضعيف الحديث، ولكن يشهد له الرواية التي بعده. (2) وهو كذلك عند الترمذي رقم (880) بلفظ: " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى الظهر والفجر ثم غدا إلى عرفات ". (3) أبو داود رقم (1911) في المناسك، باب الخروج إلى منى، والترمذي رقم (880) في الحج، باب ما جاء في الخروج إلى منى والمقام بها، وفيه تدليس الأعمش، ولكن تشهد له الرواية التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (3004) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (879) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا عبد الله بن الأجلح. كلاهما (أبو معاوية، وعبد الله بن الأجلح) عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء، فذكره. الحديث: 1528 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 1529 - (ت د س) عروة بن مضرس الطائي -رضي الله عنه- قال: «أتيتُ رَسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بالمُزْدَلِفَة (1) ، حينَ أقَامَ الصلاةَ - وعند أبي داود: بالْمَوقف، يعني: بجَمع - فقلت: يا رسول الله، إني جئْتُ من جَبلي طَيِّءٍ، أكْلَلْتُ رَاحِلَتي - وعند أبي داودَ: مَطِيَّتي - وأَتَعبْتُ نَفْسيِ، والله، يا رسول الله، ما تركتُ من حَبْلٍ - وفي رواية: من جَبلٍ - إلا وقفْتُ عليه، فَهَل لي من حَجٍّ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَهِدَ صَلاتَنَا [ص: 240] هذه، ووَقَفَ معنا، حتى يدفع، وقد وقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذلك ليلاً أو نَهاراً، فقد تَمَّ حَجُّهُ، وقَضى تَفَثَهُ» . هذه رواية الترمذي وأبي داود. وفي رواية النسائي قال: «رأيت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- واقفاً بالمزدلفة. فقال: مَنْ صلَّى معنا صلاتنا هذه ها هنا، ثم أقام معنا، وقد وقف قبل ذلك بعرفة، ليلاً أو نهاراً، فقد تم حَجُّهُ» . وفي أخرى قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أدْركَ جَمْعَاً مع الإمام والنَّاس، حتى يُفيض منها، فقد أدْرَكَ الحجَّ، ومَنْ لم يُدرِك مع النّاسِ والإمامِ، فلم يُدْركْه» . وله في أخرى مِثْلُ رواية أبي داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حبل) : الحبل أحد حبال الرمل، وهو ما اجتمع منه واستطال، وارتفع. [ص: 241] (تَفَثَه) : التفث: كل ما يفعله المحرم إذا حل من الحلق والتقليم والطيب، ونحو ذلك.   (1) قال عطاء: إذا أفضت من عرفة: فهي المزدلفة. وسميت بذلك: لازدلاف القوم بها، أي اجتماعهم. وقيل: لأنها يتقرب ويزدلف إلى الله تعالى فيها بالدعاء. وقيل: غير ذلك. قاله الحافظ في مقدمة " فتح الباري ". (2) أخرجه الترمذي رقم (891) في الحج، باب ما جاء من أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج، وأبو داود رقم (1950) في الحج، باب من لم يدرك عرفة، والنسائي 5 / 263 في الحج، باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بالمزدلفة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3016) في الحج، باب من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمعة، والدارمي في السنن 2 /59، في المناسك، باب ما يتم الحج، وأحمد في المسند 4 / 261 و 262، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (900) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. وفي (901) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، قال: وكان أحفظهما لهذا الحديث. وأحمد (4/15) قال: حدثنا هشيم، عن ابن أبي خالد، وزكريا. وفي (4/15) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/261) قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل. وفي (4/261) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت عبد الله بن أبي السفر. وفي (4/261) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وفي (4/262) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: عبد الله بن أبي السفر حدثني. وفي (4/262) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. والدارمي (1895) قال: أخبرنا يعلى، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1896) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وأبو داود (1950) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل. وابن ماجة (3016) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. والترمذي (891) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن داود بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة. والنسائي (5/263) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل، وداود، وزكريا. (ح) وأخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثني جرير، عن مطرف، (ح) وأخبرنا علي بن الحسين، قال حدثنا أمية، عن شعبة، عن سيار وفي (5/264) قال: أخبرنا إسماعيل ابن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل. وابن خزيمة (2820) قال: حدثنا علي بن حُجر السعدي، قال: أخبرنا هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة. (ح) وحدثنا علي أيضا، قال: حدثنا علي ابن مسهر، وسعدان، يعني ابن يحيى، عن إسماعيل (ح) وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت إسماعيل. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، ويزيد بن هارون، قال يحيى: حدثنا وقال يزيد: أخبرنا إسماعيل (ح) وحدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، وسلم بن جنادة، قالا: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد. وفي (2821) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن زكريا. (ح) وحدثنا عبد الجبار في عقبه، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا داود. (قال ابن خزيمة: داود هذا هو ابن يزيد الأودي) . سبعتهم (إسماعيل بن أبي خالد، وزكريا، وعبد الله بن أبي السفر، وداود بن أبي هند، ومطرف، وسيار أبو الحكم، وداود بن يزيد الأودي) عن عامر الشعبي، فذكره. الحديث: 1529 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 1530 - (ت د س) عبد الرحمن بن يعمر الديلي -رضي الله عنه-: «أنَّ ناساً منْ أهلِ نَجْدٍ أتَوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بعرفة، فسألُوهُ؟ فَأمرَ مُنادياً يُنادي: الحجُّ عرفةُ، منْ جاءَ ليْلَة جمعٍ قبلَ طُلوع الفجر فقد أدْرَكَ الحجَّ، أيَّامُ مِنى: ثَلاثَةٌ، فمن تَعَجَّل في يَوْمَينِ فَلا إثْمَ عليه، ومَنْ تَأخّرَ فلا إثمَ عليه» . زاد في رواية «وأَردَفَ رجلاً، فَنادى» . هذه رواية الترمذي والنسائي. وفي رواية أبي داود قال: «أتيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بعرفة، فجاءَ ناسٌ - أو نَفَرٌ - من أهل نجدٍ، فأمَرُوا رجلاً فنادى رسولَ الله: كيف الحجُّ؟ فأمرَ رجلاً فنادى: [الحجُّ] الحجّ يومُ عرفة، ومنْ جاء قبل صلاة الصُّبْح مِنْ ليلة جَمعٍ تمَّ حَجُّهُ (1) » . وفي أخرى قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «الحجُّ عرفاتٌ، الحج [ص: 242] عرفاتٌ، أيَّامُ مِنَى ثَلاَثٌ، فمن تَعَجَّلَ في يومين فلا إثْمَ عليه، ومن تَأخرَ فلا إثمَ عْلَيْهِ، ومَن أدرَكَ عرفَةَ قَبْلَ أن يطْلُعَ الفجرُ فقد أدرَكَ الحجَّ» . وفي رواية النسائي قال: «شَهِدْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، وأتاهُ نَاسٌ فسألوه عن الحجِّ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: الحجُّ عرفةُ، فمن أدْرَكَ عَرَفَةَ قبلَ طُلوع الفجر من ليلة جَمعِ، فقد تَمَّ حَجُّهُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليلة جمع) : جمع: اسم علم للمزدلفة، وسمي به لاجتماع آدم عليه السلام بحواء فيه، كذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما.   (1) في أبي داود المطبوع " فتم حجه ". قال أبو داود: وكذلك رواه مهران عن سفيان قال: " الحج الحج " مرتين. ورواه يحيى بن سعيد القطان عن سفيان قال " الحج " مرة. وقال المنذري: وأخرجه ابن ماجة، وأخرجه الترمذي من حديث سفيان بن عيينة عن الثوري، وذكر أن ابن عيينة قال: وهذا أجود حديث رواه سفيان الثوري. (2) أخرجه الترمذي رقم (889) في الحج، باب ما جاء فيمن أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج، وأبو داود رقم (1949) في المناسك، باب من لم يدرك عرفة، والنسائي 5 /264 في الحج، باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بمزدلفة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3015) في المناسك، باب من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع، والدارمي في السنن 2 / 59، في المناسك، باب بم يتم الحج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (899) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/309 و 335) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1949) قال: حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجة (3015) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (889) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي. وفي (980) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (5/256) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا وكيع. وفي (5/264) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي الكبرى (الورقة 52 - ب) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقريء، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2822) قال: حدثنا محمد بن ميمون المكي، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ستتهم (سفيان بن عيينة، ووكيع، ومحمد بن كثير، وعبد الرزاق، ويحيى ابن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي) عن سفيان بن سعيد الثوري. 2 - وأخرجه أحمد (4/309) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/310) قال: حدثنا روح. وعبد ابن حميد (310) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (1894) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والنسائي في الكبرى (الورقة 54 - ب) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا سهل بن يوسف، وحماد بن مسعدة. ستتهم -محمد بن جعفر، وروح، ويزيد، وأبو الوليد، وسهل، وحماد - عن شعبة. كلاهما - سفيان الثوري، وشعبة - عن بكير بن عطاء الليثي، فذكره. الحديث: 1530 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 1531 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن ابنَ عمر كان يقولُ: «مَنْ لم يقِفْ بعرفةَ من ليلة المزْدَلفَةِ من قَبلِ أن يَطْلُعَ الفجرُ، فقد فاته الحجُّ، ومَنْ وقفَ بعرفةَ من ليلة المزْدلفَةِ مِن قَبلِ أن يَطْلُعَ الفجرُ، فقد أدركَ الحجَّ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 390 في الحج، باب وقوف من فاته الحج بعرفة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/451) . الحديث: 1531 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 1532 - (د) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال لَما وقَفَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بعرفةَ قال: «وقَفْتُ ها هنا، وعرفَةُ كُلُّها مَوقِفٌ، ووقفتُ ها هنا بجمعٍ، وجمعٌ كُلُّها موقِفٌ، ونَحرْتُ ها هنا، ومنَى كلها مَنْحَرٌ، فانحَروا في رِحَالِكُمْ» . وفي رواية أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «كُل عَرَفَةَ مَوْقِفٌ، وكلُّ مِنَى مَنحَرٌ، وكلُّ الْمُزْدلِفَةِ مَوقِفٌ، وكلُّ فِجَاج مَكةَ طريقٌ ومَنْحَرٌ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فجاج) : الفجاج: جمع فج، وهو المسلك والزُّقاق.   (1) رقم (1936) و (1937) في المناسك، باب الصلاة بجمع، وإسناده صحيح. والرواية الأولى عند مسلم أيضاً رقم (1218) في الحج، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف، والرواية الثانية عند ابن ماجة رقم (3048) في المناسك، باب الذبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه: أبو داود (1936) قال: حدثنا مسدد. وابن خزيمة (2858) و (2890) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. كلاهما - مسدد، والأشج- قالا: حدثنا حفص بن غياث. 2 - وأخرجه النسائي (5/225و265) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2596) عن محمد بن مثنى. وابن خزيمة (2815 و 2857) قال: حدثنا محمد بن بشار. ثلاثتهم (يعقوب، وابن مثنى، وابن بشار) قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما (حفص، ويحيى) عن جعفر بن محمد عن أبيه،فذكره. الحديث: 1532 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 243 1533 - (د) علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: «لَما أصْبَحَ -يعني رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وَقَفَ على قُزَحَ (1) . فقال: هذاَ قُزَحُ، وهو الموقفُ. وجَمْعٌ كُله مَوقِفٌ، ونحرتُ ها هنا، ومنَى كُلها منْحرٌ، فانْحَرُوا في رِحَالِكُمْ» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) قزح - بضم ففتح، بوزن عمر وزفر - موقف الإمام بمزدلفة، وهو ممنوع من الصرف للعلمية والعدل. (2) رقم (1935) في المناسك، باب الصلاة بجمع، ورواه أيضاً الترمذي مطولاً رقم (885) في [ص: 244] الحج، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف، وابن ماجة مختصراً رقم (3010) في المناسك، باب الموقف بعرفات، وفي إسناده عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المدني، وثقه بعضهم وضعفه الأكثرون، وقد قال الترمذي: حديث علي حديث حسن صحيح لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، وقد رواه غير واحد عن الثوري مثل هذا. أقول: ويشهد له من جهة المعنى حديث جابر الذي قبله، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/75) (562) قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/98) (768) و (1/156) (1347) قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان بن سعيد. وأبو داود (1922) و (1935) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3010) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان. والترمذي (885) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. وعبد الله بن أحمد (1/72) (525) و (1/76) (564) قال: حدثني أحمد بن عبدة البصري، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي. وفي (1/81) (613) قال: حدثنا سويد بن سعيد في سنة ست وعشرين ومائتين. قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي. وابن خزيمة (2837) (2889) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم (سفيان، والمغيرة، ومسلم بن خالد) عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره. الحديث: 1533 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 243 1534 - (ط) عبد الله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنهما- قال: «عرفَة كلُّها مَوْقِفٌ، إلا عُرَنَة، والمُزْدَلِفَة كلها موقِفٌ إلا مُحَسِّراً» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 388 في الحج، باب الوقوف بعرفة والمزدلفة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/448) . الحديث: 1534 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 1535 - (ط) مالك بن أنس -رضي الله عنه- بَلَغَهُ: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عَرفَةُ كلُّها مَوقِفٌ، وارتَفِعُوا عن بَطْنِ عُرَنَةَ، والْمزدَلِفةُ كلُّها موقفٌ، وارتَفعُوا عن بَطنِ مَحسِّرٍ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 388 بلاغاًَ في الحج، باب الوقوف بعرفة والمزدلفة، وإسناده منقطع. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وأخرجه ابن وهب في موطئه قال: أخبرني محمد بن أبي حميد، عن محمد بن المنكدر مرسلاً بلفظ الموطأ، ووصله عبد الرزاق بلفظه عن معمر عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة. أقول: ويشهد لهذا الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/447) قال الزرقاني: وأخرجه ابن وهب في «موطئه» قال: أخبرني محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر مرسلا بلفظ «الموطأ» ووصله عبد الرزاق بلفظه عن معمر عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة أن رسول الله، فذكره. الحديث: 1535 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 1536 - (ط) علقمة بن أبي علقمة عن أمِّهِ «أنَّ عائِشَةَ -رضي الله عنها - كانت تَنْزِلُ من عرفَةَ بنَمِرَةَ، ثُمَّ تَحَوَّلَتْ إلى الأراك (1) ، قالت: وكانت [ص: 245] عائشة تُهِلُّ ما كانت في مَنْزِلها، ومَنْ كان معها، فإذا ركِبَتْ فتوجَّهت إلى الْمَوقِفِ تَرَكَتِ الإهْلالَ، وكانت عائشةُ تَعْتمِرُ بعد الحجِّ من مَكَّةَ في ذِي الحجَّةِ، ثم تَرَكَتْ ذلك، فكانت تَخْرُجُ قَبلَ هِلالِ المُحَرَّم، حتى تأتي الجحْفَةَ، فتقيم بها، حتى ترى الهلالَ، فإذا رأت الهلال أهلَّت بعُمْرَةٍ» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) الأراك - بوزن سحاب - موضع بعرفة قرب نمرة. (2) 1 / 338 و 339 في الحج، باب قطع التلبية، وفي إسناده مرجانة والدة علقمة تكنى أم علقمة، لم يوثقها غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/345) عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة أم المؤمنين، فذكره. الحديث: 1536 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 الفصل الثاني: في الإفاضة من عرفة، ومزدلفة 1537 - (خ ط د س) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- قال: «كتَبَ عبدُ الملك إلى الحجاج: أنْ لا تُخَالِفَ ابن عمر في الحج، فجاء ابنُ عمر- وأنا معه يوم عرفة - حين زالت الشمسُ، فصاح عند سُرَادِقِ الحجاج (1) فخرج وعليه ملْحَفَةٌ معَصفَرَةٌ، فقال: مَالَكَ يا أبا عبد الرحمن؟ قال: الرَّواح إن كنتَ تُريدُ السُّنَّة (2) ، قال: هذه الساعةَ؟ قال [ص: 246] نعم، قال: فَأَنْظِرْني حتى أُفيضَ على رأسي ماء، ثم أَخْرُجَ، فَنَزَلَ حتى خَرَجَ الحُجَّاجُ، فَسارَ بَيني وبَيْنَ أبي، فقلتُ: إنْ كنتَ تُرِيد السُّنة فاقصُرِ الْخُطْبَةَ، وعَجِّل الوقوفَ، فجعل ينظُرُ إلى عبد الله، فلما رأى عبدُ الله ذلك، قال: صدَقَ» . وفي رواية «أنَّ الحَجَّاج - عامَ نَزَلَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ - سأل عبدَ الله: كيف تَصْنَعُ في الموقِفِ يوم عرفة؟ قال سالم: إن كنت تريد السُّنَّةَ، فَهَجِّرْ بالصلاةِ يوم عرفَةَ، فقال عبدُ الله: صدق إنهم كانوا يَجْمَعُون بين الظُّهرِ والعَصْرِ في السُّنَّة، فقلتُ لسالمٍ: أفَعَلَ ذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال سالم: وهل تَتَّبعُون في ذلك إلا سُنَّتَهُ؟» . أخرجه البخاري. وأخرج الموطأ والنسائي الرواية الأولى. وأخرج أبو داود قال: «لمَّا قَتَل الحَجَّاجُ ابنَ الزُّبيرِ، أرْسَلَ إلى ابن عمر أيَّةَ ساعةٍ كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَروحُ في هذا اليوم؟ قال: إذا كان ذاك رُحْنا، قال: فلما أراد ابنُ عمر أن يَروحَ، قال: قالوا: لم تَزغِ الشمسُ، قال: أزَاغتْ؟ قالوا: لم تَزغ، أَوْ زَاغتْ، فَلَمَّا قالوا: قد زاغتْ، ارتحل» (3) . [ص: 247] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنظروني) : الأنظار: التأخير. (زاغت) الشمس: إذا مالت عن وسط السماء، وهو وقت الزوال.   (1) أي: خيمته. (2) قال الحافظ في " الفتح " وفي رواية ابن وهب: إن كنت تريد أن تصيب السنة. (3) أخرجه البخاري 3 / 408 و 409 في الحج، باب التهجير بالرواح يوم عرفة، وباب قصر الخطبة [ص: 247] بعرفة. والموطأ 1 / 399 في الحج، باب الصلاة في البيت وقصر الصلاة وتعجيل الخطبة بعرفة، وأبو داود رقم (1914) في المناسك، باب الرواح إلى عرفة، والنسائي 5 / 252 في الحج، باب الرواح يوم عرفة، وباب قصر الخطبة بعرفة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3009) في المناسك، باب المنزل بعرفة. قال الحافظ في " الفتح " 3 / 409: قال ابن بطال: وفي هذا الحديث الغسل للوقوف بعرفة، لقول الحجاج لعبد الله: أنظرني، فانتظره، وأهل العلم يستحبونه. اهـ. ويحتمل أن يكون ابن عمر إنما انتظره لحمله على أن اغتساله عن ضرورة. نعم روى مالك في " الموطأ " عن نافع أن ابن عمر كان يغتسل لوقوفه عشية عرفة، قال: وفيه أن إقامة الحج إلى الخلفاء، وأن الأمير يعمل في الدين بقول أهل العلم، ويصير إلى رأيهم، وفيه مداخلة العلماء بالسلاطين وأنه لا نقيصة عليهم في ذلك. وفيه فتوى التلميذ بحضرة معلمه عند السلطان وغيره، وفيه الفهم بالإشارة، وفيه طلب العلو في العلم لتشوف الحجاج إلى سماع ما أخبره به سالم عن أبيه ابن عمر، ولم ينكر ذلك ابن عمر. وفيه تعليم الفاجر السنن لمنفعة الناس، وفيه احتمال المفسدة الخفيفة لتحصيل المصلحة الكبيرة، يؤخذ ذلك من مضي ابن عمر إلى الحجاج وتعليمه، وفيه الحرص على نشر العلم لانتفاع الناس به، وفيه صحة الصلاة خلف الفاسق، وأن التوجه إلى المسجد الذي بعرفة حين تزول الشمس للجمع بين الظهر والعصر في أول وقت الظهر سنة، ولا يضر التأخر بقدر ما يشتغل به المرء من متعلقات الصلاة كالغسل ونحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (259) . والبخاري (2/198) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (2/199) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي (5/252) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرني أشهب. وفي (5/254) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب. وابن خزيمة (2810) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (2814) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا أشهب. أربعتهم - عبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، وأشهب، وعبد الله بن وهب - قالوا: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 1537 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 1538 - (خ ت د س) عمرو بن ميمون -رحمه الله- قال: «قال عمر: كانَ أهلُ الجاهلية لا يُفيضُونَ من جمعٍ حتى تَطْلُعَ الشَّمسُ، وكانوا يقولون: أَشْرِقْ ثبيرْ (1) ، فخالَفَهُمُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فأفاض قَبَلَ طُلُوعِ الشمسِ» . [ص: 248] وفي رواية قال: «شَهِدْتُ عمَر صلّى بِجَمْعٍ الصُّبْحَ، ثم وقَفَ، فقال: إنَّ المشركين كانوا لا يُفيضُون حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ... الحديث» . هذه رواية البخاري. وأخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي، إلا أنّ الترمذي وأبا داود قالا فيه: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خَالَفَهُمْ، فأفاضَ عمر قبل أن تطلعَ الشَّمسُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أشرق ثبير) ثَبير: جبل عند مكة، والمعنى: ادخل أيها الجبل في الشروق، أي: في نور الشمس، لأنهم كانوا لا يفيضون من هناك إلا بعد ظهور نور الشمس على الجبال. يقال: شرقت الشمس: إذا طلعت. وأشرقت: إذا أضاءت. وقولهم: كيما نغير، أي: ندفع للنحر، يقال: أغار يغير إغارة: إذا أسرع ودفع في عدوه (3) .   (1) زاد أحمد، والدارمي، وابن ماجة " كيما نغير ". (2) أخرجه البخاري 3 / 424 في الحج، باب متى يدفع من جمع، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية، والترمذي رقم (896) في الحج، باب ما جاء أن الإفاضة من جمع قبل طلوع الشمس، وأبو داود رقم (1938) في المناسك، باب الصلاة بجمع، والنسائي 5 / 265 في الحج، باب وقت الإفاضة من جمع، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3022) في المناسك، باب الوقوف بجمع، والدارمي في السنن 2 / 60، في المناسك، باب وقت الدفع من المزدلفة، وأحمد في المسند 1 / 14 و 29 و 39 و 42 و 50 و 54. (3) كيما نغير، ليست في الأصل وإنما ذكرها المصنف زيادة في الإيضاح، كما في بعض الروايات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/14) (84) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/29) (200) و (1/39) (275) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (1/39) (275) و (1/42) (295) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان. وفي (1/50) (358) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وأبو داود، عن شعبة. وفي (1/54) (385) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والدارمي (1897) قال: أخبرنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا إسرائيل. والبخاري (2/204) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/53) قال: حدثني عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (1938) قال: حدثنا ابن كثير، قال: حدثنا سفيان وابن ماجة (3022) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج. والترمذي (896) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. والنسائي (5/265) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (2859) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - شعبة، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وحجاج بن أرطاة - عن أبي إسحاق. قال: سمعت عمرو ابن ميمون، فذكره. الحديث: 1538 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 247 1539 - (خ م د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: [ص: 249] «دَفَعَ مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عَرَفَةَ، فَسَمِعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وراءهُ زَجْراً شديداً، وَضَرباً للإبلِ وَرَاءهُ، فَأشَارَ بِسَوْطِهِ إليهم، وقال: أيها الناسُ عليكم بالسكينة، فإنَّ البِرَّ لَيسَ بالإيضاع (1) » . هذه رواية البخاري. وفي رواية مسلم والنسائي: عنه عن أخيه الْفَضْل - وكان رديِفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال في عَشيَّة عرفَة، وغَدَاةَ جَمْعِ للناسِ، حين دَفَعُوا: «عليكم بالسَّكِينةِ - وهو كافٌّ ناقَتَهُ - حتى دَخلَ مُحَسِّراً - وهو من مِنى - قال: عليكم بِحَصَى الخذْفِ، الذي يُرمى به الجَمرَةُ، وقال: لم يَزَلْ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُلبي حتى رَمى الْجَمْرَةَ» . زاد في رواية بعد قوله: «حَصَى الْخَذْفِ» قال " «والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُشِيرُ بيَدِهِ، كما يَخْذِفُ الإنسانُ» . وفي أخرى لمسلم عن ابن عباس: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أفَاضَ من عَرَفة، وأُسَامةُ رِدْفُهُ، قال أُسامَةُ: فما زالَ يَسِيرُ على هِينَتِهِ، حتَّى أتى جَمْعاً» . وفي رواية أبي داود قال: «أفاضَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من عَرَفَةَ، [ص: 250] وعليه السَّكينة، ورديفهُ أُسامةُ، فقال: يا أيُّها الناسُ، عليكم بالسكينة، فإنَّ البرَّ لَيْسَ بإيجَافِ الْخَيْلِ والإبِلِ، فما رأَيْتُها رافعةً يَدَيْها غاديةً، حتى أتَى جَمْعاً» . زاد في رواية: «ثم أردف الْفَضْل بْنَ عبّاسٍ، فقال: أيها الناس، إنَّ البِرَّ ... وذكر الحديث - وقال عِوض جمْع: مِنَى» . وفي رواية النسائي: عنه عن أخيه الفضل قال: «أفاض رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من عرفاتٍ، ورَدِيفُهُ أُسَامةُ بْنُ زيْدٍ، فجالتْ به الناقَةُ، وهو رافعٌ يديْه، لا تُجَاوزانِ رَأسَهُ، فما زالَ يسيرُ على هِينَتِه حَتَّى انْتَهَى إلى جَمْعِ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإيضاع) : ضرب من سير الإبل، سريع. (حصى الخذف) : الخذف بالخاء المعجمة: رمي الحصاة بطرفي [ص: 251] الإبهام والسبابة أو غيرها من الأصابع. (بإيجاف الخيل) : الإيجاف: حث الركائب على السير والسرعة فيه.   (1) بين صلى الله عليه وسلم: أن تكلف الإسراع في السير ليس من البر، أي: ليس مما يتقرب به إلى الله، ومن هذا أخذ عمر بن عبد العزيز قوله، لما خطب بعرفة: " ليس السابق من سبق بعيره وفرسه، ولكن السابق من غفر له ". (2) أخرجه البخاري 3 / 417 في الحج، باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسكينة عند الإفاضة وإشارته إليهم بالسوط، ومسلم رقم (1282) في الحج، باب استحباب إدامة الحاج التلبية حتى يشرع في رمي الجمرة، ورقم (1286) ، وأبو داود رقم (1920) في المناسك، باب الدفعة من عرفة، والنسائي 5 / 257 و 258 في الحج، باب الأمر بالسكينة في الإفاضة من عرفة، وأخرجه أيضاً الدارمي 3 / 60، في المناسك، باب الوضع في وادي محسر، وأحمد في المسند 1 / 211 و 244 و 269 و 277. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/201) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا إبراهيم بن سويد. قال: حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب. قال: أخبرني سعيد بن جبير. فذكره. ورواه أيضا عن ابن عباس عطاء: أخرجه أحمد (1/244) (2193) قال: حدثنا يونس. وابن خزيمة (2863) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو النعمان. كلاهما - يونس، وأبو النعمان - قالا: حدثنا حماد (يعني ابن زيد) عن كثير بن شنظير عن عطاء، فذكره. في رواية ابن خزيمة (عن عطاء، أنه قال: إنما كان بدء الإيضاع.. فذكره. وقال في آخره: وربما كان يذكره عن ابن عباس) ورواه أيضا عن ابن عباس مقسم: أخرجه أحمد (1/235) (2099) قال: حدثنا وكيع، عن المسعودي. وفي (1/251) (2264) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا المسعودي. وفي (1/269) (2427) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش. وفي (1/277) (2507) قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (1/326) (3005) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو الأحوص. والأعمش. وفي (1/353) (3309) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا المسعودي. وفي (1/371) (3513) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أبو بكر، عن الأعمش. وأبو داود (1920) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش (ح) وحدثنا وهب بن بيان، قال: حدثنا عبيدة، قال: حدثنا سليمان الأعمش. ثلاثتهم (المسعودي، والأعمش، وأبو الأحوص) عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، فذكره. ورواه أيضا عن ابن عباس أبو غطفان بن طريف. أخرجه النسائي (5/257) قال: أخبرنا محمد بن علي بن حرب، قال: حدثنا محرز بن الوضاح عن إسماعيل (يعني ابن أمية) عن أبي غطفان بن طريف، فذكره. الحديث: 1539 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 1540 - (خ م ط د س) أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: عروةُ: «سئِلَ أُسَامةُ بنُ زيدٍ - وأنا جالسٌ معه -: كيف كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يسيرُ في حجَّةِ الوداع حين دفع؟ فقال: كان يسيرُ العنق، فإذا وجدَ فُرْجَةً نصَّ - قال هشامُ: والنَّصُّ: فوق العنق (1) » . وفي رواية: «فجْوة» بدل «فرجَة» . وفي رواية نحوه، وفيه: «وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أرْدَفَه من عَرَفاتٍ، قال: كيف كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَسيرُ، حين أفاض من عَرَفاتٍ ... وذكره» . أخرجه الجماعة، إلا الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] [ص: 252] (العنق) : ضرب من السير السريع. (نَصّ) النَّص: ضرب من سير الإبل، وهو فوق العنق. (فجوة) : الفجوة: المتسع من الأرض.   (1) في النهاية: يقال: أعنق بعنق إعناقاً: إذا سار سريعاً يمد عنقه فيه. و " النص " تحريك الناقة حتى يستخرج أقصى سيرها. وأصل النص: أقصى الشيء وغايته. وقال الخطابي: هو من قولهم: نصصت الحديث: إذا رفعته إلى قائله، ونسبته إليه. ونصصت العروس: إذا رفعتها فوق المنصة. (2) أخرجه البخاري 3 / 413 و 414 في الحج، باب السير إذا دفع من عرفة، وفي الجهاد، باب سرعة السير، وفي المغازي، باب حجة الوداع، ومسلم رقم (1286) في الحج، باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، والموطأ 1 / 392 في الحج، باب السير في الدفعة، وأبو داود رقم (1923) في المناسك، باب الدفعة من عرفة، والنسائي 5 / 259 في الحج، باب كيف السير من عرفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج (93) عن عبد الله بن يوسف عن مالك، وفي الجهاد (135) عن أبي موسى. وفي المغازي (78) عن مسدد. كلاهما عن يحيى بن سعيد ومسلم في المناسك (الحج 47: 8) عن أبي الربيع الزهراني وقتيبة كلاهما عن حماد بن زيد و (47: 9) عن أبي بكر عن عبدة بن سليمان وعبد الله بن نمير وحميد بن عبد الرحمن. وأبو داود وفيه (المناسك 64) عن القعنبي عن مالك والنسائي فيه (المناسك 205) عن يعقوب ابن إبراهيم عن يحيى بن سعيد. وفي (الكبرى) عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن عن سفيان و (214: 4) عن محمد بن سلمة، المرادي والحارث بن مسكين المصريين كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم عن مالك وابن ماجة فيه (المناسك 58) عن علي بن محمد الطنافسي. وعمرو بن عبد الله الأودي. كلاهما عن وكيع ثمانيتهم عن هشام بن عروة عن أبيه به. الأشراف (1/52) . الحديث: 1540 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 1541 - (د) بن عاصم بن عروة -رحمه الله- أنه سمع الشَّرِيدَ [ابن سُويد الثقفي] يقولُ: «أَفَضْتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما مَسَّتْ قدَماهُ الأرضَ، حتى أتى جمعاً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) لم أره عند أبي داود، وقد نسبه إليه غير واحد، وهو عند أحمد في المسند 4 / 489، وفي سنده يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/389) . وأبو داود في «تحفة الأشراف» (4842) عن محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد، وابن المثنى) عن روح بن عبادة. قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. قال: أخبرنا إبراهيم ابن ميسرة أنه سمع يعقوب بن عاصم بن عروة، فذكره. الحديث: 1541 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 1542 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم- «أنَّ ابنَ عمر كان يُحَرِّكُ راحلتَهُ في بَطْنِ مُحَسِّرٍ قَدرَ رَمْيَةٍ بِحجَرٍ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 392 في الحج، باب السير في الدفعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/455) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1542 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 1543 - (ت د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أوْضَعَ في وادي مُحَسِّرٍ» . زاد فيه بِشْرُ بنُ السَّرِيِّ، «وأفَاضَ من جَمْعِ وعليه السَّكينةُ، وأمَرَهُمْ بالسّكينَةِ» . وزاد فيه أبُو نُعَيمٍ: «وأمَرَهُم: أنْ يَرْمُوا بِمثل حصى الْخذْفِ، وقال [ص: 253] لعلي لا أراكم بعدَ عامي هذا» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود والنسائي: «أَفَاض رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه السّكينَةُ، وأمَرَهُمْ أن يَرْمُوا بِمثْلِ حَصَى الْخَذْفِ، وأوْضَعَ في وادي مُحَسِّرٍ» . وفي أخرى للنسائي: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أفَاضَ منْ عَرفَةَ جَعَلَ يقولُ: السكينةَ عبادَ الله، ويقولُ بيده هكذا، وأشارَ أيُّوبُ بباطن كفِّه إلى السَّماءِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوضع) : إذا أسرع في السير، وقد تقدم.   (1) أخرجه الترمذي رقم (886) في الحج، باب ما جاء في الإفاضة من عرفات، وأبو داود رقم (1944) في المناسك، باب التعجيل من جمع، والنسائي 5 / 258 في الحج، باب الأمر بالسكينة في الإفاضة من عرفة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أسامة بن زيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/301) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/332) و (367) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (3/391) قال: حدثنا روح. والدارمي (1905) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. وأبو داود (1944) قال: حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجة (3023) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي، والترمذي (886) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، وبشر بن السري، وأبو نعيم. والنسائي (5/258) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (5/267) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا يحيى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2747) عن ابن مثنى، عن عبد الرحمن. وابن خزيمة (2862) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا محمد بن سفيان بن أبي الزرد الأيلي، قال: حدثنا أبو عامر (ح) وحدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا قبيصة. جميعا (وكيع، وأبو أحمد، وروح، وعبيد الله، ومحمد بن كثير، وعبد الله بن رجاء، وبشر، وأبو نعيم، ويحيى، وعبد الرحمن، وأبو عامر، وقبيصة) عن سفيان الثوري. 2 - وأخرجه أحمد (3/313) و (319) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/356) قال: حدثنا سليمان ابن حيان أبو خالد (يعني الأحمر) . ومسلم (4/80) قال: حدثني محمد بن حاتم، وعبد بن حميد، عن محمد بن بكر. والترمذي (897) . والنسائي (5/274) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرني محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. ثلاثتهم (يحيى، وسليمان، وابن بكر) عن ابن جريج. 3 - وأخرجه أحمد (3/355) قال: حدثنا يونس. والنسائي (5/258) قال: أخبرني أبو داود، قال: حدثنا سليمان بن حرب. كلاهما (يونس، وسليمان) قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. 4 - وأخرجه أحمد (3/371) قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا رباح المكي. 5 - وأخرجه النسائي (5/274) قال: أخبرني محمد بن آدم. وابن خزيمة (2875) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب بخبر غريب غريب. كلاهما (ابن آدم، وابن العلاء) عن عبد الرحيم، عن عبيد الله بن عمر. خمستهم - الثوري، وابن جريج، وأيوب، ورباح، وعبيد الله - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1543 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 1544 - (خ م ط د س) أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: «دفَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من عَرَفَةَ، حتَّى إذا كان بالشِّعْب نَزَل فَبالَ، ثم تَوَضَّأ، ولم يُسْبِغ الوضوءَ (1) فقلتُ: الصلاة (2) يا رسول الله، فقال [ص: 254] الصلاةُ أمامَكَ، فَرَكِبَ، فلما جاء المُزْدَلِفَةَ. نَزَلَ فَتَوضَّأ، فأسْبَغَ الوضوء (3) ، ثم أُقِيمت الصلاةُ، فَصَلَّى المغربَ، ثُمَّ أناخَ كلُّ إنسَانٍ بَعِيرَهُ في مَنْزِلِهِ، ثم أُقيمَتِ الْعِشَاءُ، فصلَّى، ولم يُصَلِّ بيْنَهُما» . وفي رواية قال: «ردِفْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عَرَفات، فَلَمَّا بَلَغَ الشِّعْبَ الأيسَر، الذي دُونَ المُزْدَلِفَةِ، أَناخَ فَبَالَ ثمَّ جاءَ، فَصَبَبْتُ عليه الوضوءَ، فَتَوضأ وضوءاً خفيفاً، فقلتُ: الصلاةَ يا رسول الله، فقال: الصلاةُ أمامَك، فَرَكِبَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتَّى يأتيَ المُزدَلِفَةَ، فصلى، ثم رَدَفَ الْفَضْلُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- غَدَاةَ جَمعٍ» . وفي أخرى نحوه، وفيه: «فركِبَ، حتى إذا جئنَا المُزْدِلفَةَ، فأقامَ المغربَ، ثم أناخَ النَّاس في منازلهم، ولم يحلُّوا، حتى أقام العشاء الآخِرَةَ، فَصَلَّى، ثم حَلُّوا، قلتُ: فكَيفَ فَعَلْتُم حين أصبحتُم؟ قال: رَدِفَهُ الفضْلُ بنُ عباس، وانطَلَقْتُ أنا في سُبَّاق قُريشٍ على رجْلي» . وفي أخرى: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، لما أتى النَّقْبِ الذي يَنْزِلُهُ الأُمراءُ، نَزَل فبال - ولم يَقُلْ: أهْراق - ثم دعا بِوَضُوءٍ فتوضأ وُضُوءاً [ص: 255] خفيفاً، فقلت: يا رسول الله، الصلاةَ، قال: الصلاةُ أمامَكَ» . وفي: أخرى نحو هذه، وفيها: «أنَاخَ راحِلتَه، ثم ذهبَ إلى الغائط. فلَمَّا رَجَعَ، صَبَبْتُ عليه من الإدَوَاة، فَتَوضأ، ثم رَكِبَ، ثم أتَى الْمزْدَلفَةَ، فَجَمَعَ بَيْن المغربِ والعشاء» . هذه روايات البخاري ومسلم. وفي رواية الموطأ وأبي داود والنسائي قال: «دَفَعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مِنْ عَرَفَةَ - وذكر مثل الرواية الأولى» . وفي أخرى لأبي داود والنسائي عن كُريْبٍ قال: «سألْتُ أسَامةَ بنَ زيد، قلتُ: أخْبرْني: كَيْفَ فَعَلْتُمْ - أو صَنَعْتُمْ - عَشِيَّةَ رَدِفْتَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: جِئنا الشِّعْبَ الذي يُنيخُ فيه الناسُ لِلْمُعَرَّس، فأناخ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ناقَتَهُ - وذكر الحديث» مثل الرواية الثالثة للبخاري ومسلم. وله في أخرى مختصراً قال: كُنتُ رديفَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فلما وقعت الشمس دفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي أخرى للنسائي قال: «أفاض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا رديفهُ، فَجَعَلَ يَكْبَحُ رَاحِلتَهُ، حتى إنَّ ذِفْرَاهَا لَتَكادُ تُصيبُ قَادَمةَ الرّحل، وهو يقول: يا أيها الناس، عليكم السَّكينة والوقَارَ، فَإنَّ البرَّ ليسَ في إيضاع الإبلِ» . وفي أخرى له مختصراً «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حيثُ أفاضَ من عرفة مَالَ [ص: 256] إلى الشِّعْبِ، فقلتُ له: صَلِّ المغرب، فقال: الْمُصَلَّى أَمامَكَ» . وفي أخرى له: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نزلَ الشِّعْبَ، الذي يَنْزِلُهُ الأُمَرَاءُ، فبال، ثم توضأ وضُوءاً خفيفاً فقلتُ: يا رسول الله، الصلاة، فقال: الصلاةُ أمامَكَ، فَلَمَّا أتَينا الْمُزْدَلِفَةَ، لم يَحِلَّ آخرُ النَّاس حتَّى صَلَّى» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُعَرَّس) : موضع التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل نزلة للاستراحة. (يكبح) : كبحتُ الدابة: إذا جذبتَ رأسها إليك [وأنت راكب] ومنعتها من الجماح وسرعة السير. (ذِفْرَى) البعير: هي الموضع الذي يعرق من قفاه خلف الأذن، وهي مؤنثة لا تنون. (قادمة الرحل) : الرحل: هو الكور الذي يركب به البعير وقادمته: الخشبة التي في مقدمته، بمنزلة قربوس السرج.   (1) يعني: لم يفعله على عادته صلى الله عليه وسلم، بل توضأ وضوءاً خفيفاً، بأن توضأ مرة مرة، وخفف استعمال الماء بالنسبة إلى غالب عادته، كما في الرواية الآتية، كذا فسره النووي في " شرح مسلم " رحمه الله. (2) " الصلاة " بالنصب: على أنه مفعول لفعل محذوف مقدر، وبالرفع: على الابتداء، وخبره محذوف تقديره: حاضرة، أو حانت، قاله الكرماني. (3) قال الحافظ في " الفتح ": فائدة: الماء الذي توضأ به صلى الله عليه وسلم ليلتئذ كان من ماء زمزم، أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زيادات مسند أبيه بإسناد حسن من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فيستفاد منه الرد على من منع استعمال ماء زمزم لغير الشرب. (4) أخرجه البخاري 1 / 211 في الوضوء، باب إسباغ الوضوء، وباب الرجل يوضئ صاحبه، وفي الحج، باب النزول بين عرفة وجمع، وباب الجمع بين الصلاتين بمزدلفة، ومسلم رقم (1280) في الحج، باب الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة، والموطأ 1 / 400 و 401 في الحج، باب صلاة المزدلفة، وأبو داود رقم (1925) في المناسك، باب الدفعة من عرفة، والنسائي 1 / 292 في المواقيت، باب كيف الجمع، و 5 / 259 في الحج، باب النزول بعد الدفع من عرفة، وباب فرض الوقوف بعرفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ (260) » ، وأحمد (5/208) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (5/208) قال: حدثنا روح. والبخاري (1/47) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (2/201) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (4/73) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1925) قا ل: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في الكبرى «تحفة 115) عن قتيبة ستتهم عن مالك بن أنس. وأخرجه الدارمي (1889) قال: أخبرنا حجاج، قال: حدثنا حماد. وأخرجه البخاري (1/56) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وفي (2/200) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد. ومسلم (4/73) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. والنسائي في الكبرى «تحفة 115» عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد. - ثلاثتهم -مالك، وحماد، ويحيى - عن موسى بن عقبة. 2 - وأخرجه البخاري (2/200) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (4/70) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة ابن سعيد، وابن حجر ويحيى بن يحيى. أربعتهم عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة. وزاد في روايته: « ....... ثم ردف الفضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غداة جمع ..... » . 3 - وأخرجه الحميدي (548) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا إبراهيم بن عقبة، ومحمد بن أبي حرملة، قال: سفيان: قال أحدهما: أخبرني كريب، عن ابن عباس، عن أسامة، وقال الآخر: أخبرني كريب عن أسامة. 4 - وأخرجه مسلم (4/73) قال: حدنثا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. والنسائي (5/260) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أنبأنا حبان. ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك. وأخرجه أحمد (5/210) قال: حدثنا يحيى. وفي (5/210) قال: حدثنا عبد الرزاق، وأبو داود (1921) قال: حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجة (3019) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (5/259) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (973) و (2850) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن. خمستهم عن سفيان الثوري. وأخرجه أحمد (5/210) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وأخرجه أحمد (5/199) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والدارمي (1888) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا يحيى بن آدم. وأبو داود (1921) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثلاثتهم عن زهير. وأخرجه النسائي (5/259) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد. خمستهم (ابن المبارك، وسفيان، ومعمر، وزهير، وحماد) عن إبراهيم بن عقبة. 5 - وأخرجه مسلم (4/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا وكيع. قال: حدثنا سفيان عن محمد بن عقبة. أربعتهم (موسى بن عقبة، وابن أبي حرملة، وإبراهيم بن عقبة، ومحمد بن عقبة) عن كريب، فذكره. ورواه عن أسامة بن زيد أيضا ابن عباس. أخرجه أحمد (5/200) . وابن خزيمة (2847) وأخرجه النسائي (1/292) . وابن خزيمة (64) . ورواه أيضا عن أسامة بن زيد ابن عباس: أخرجه أحمد (5/206) . ورواه أيضا عن أسامة بن زيد عطاء مولى ابن سباع. أخرجه مسلم (4/74) . ورواه أيضا عن أسامة بن زيد محمد بن المنكدر. أخرجه أحمد (5/202) . ورواه أيضا عن أسامة بن زيد ابن عباس. أخرجه البخاري (2/169، 2/204) . ورواه أيضا عن أسامة بن زيد ابن عباس. أخرجه أحمد (5/201) وفي (5/207) . الحديث: 1544 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 1545 - (د) علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: «ثم أُردف أُسامة فجعَلَ يُعْنِقُ على نَاقَتِهِ، والنَّاسُ يضربون الإبلَ يميناً وشِمَالاً، لا يَلْتَفِتُ إليهم، ويقول: السَّكِينَة، أَيها الناسُ، ودَفَعَ حين غابتِ الشَّمْسُ» . هكذا ذكره أبو داود عَقِيبَ حديث كُرَيْبٍ عن أُسامةَ الذي ذكرناه آنفاً، ولم يذكر أَوَّلَ الحديث، وإنما أوَّلُ لفظٍ أبي داود: «عن علي» كما ذكرناه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آنفاً) : فعلتُ الشيء آنفاً: أي الآن.   (1) رقم (1922) في المناسك، باب الدفعة من عرفة، ورواه الترمذي مطولاً رقم (885) في الحج، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف، وسنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه أبو داود في الحج (64: 3) عن أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم عن سفيان عن عبد الرحمن ابن عياش عن زيد بن علي عن أبيه عنه به و (65: 10) بهذا الإسناد. فلما أصبح وقف على قزح وقال: هذا قزح وهو الموقف» إلى قوله: «فانحروا في رحالكم» . والترمذي فيه (الحج 54) عن بندار عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان الحديث بطوله وأوله وقف بعرفة فقال: هذه عرفة وهو الموقف» وقال: حسن صحيح لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه وابن ماجة فيه (المناسك 55: 1) عن علي بن محمد عن يحيى بن آدم ببعضه وقف بعرفة فقال: هذا الموقف، وعرفة كلها موقف. الأشراف (7/428) . الحديث: 1545 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 1546 - (خ) عبد الرحمن بن يزيد -رحمه الله- قال: خرجتُ مع عبد الله بن مسعود إلى مَكَّةَ، ثُمَّ قَدِمنَا جمعاً، فَصَلَّى الصَّلاتَيْنِ، كُلّ صَلاةٍ بآذَانٍ وإقَامَةٍ، والعَشَاءَ بينهما، ثم صَلَّى الفجْرَ [حين طلع الفجر] ، وقائلٌ يقولُ: طَلَعَ [الفجر] ، وقائلٌ يقول: لا، ثم قال: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ هَاتَيْنِ الصَّلاتَيْنِ حُوِّلتا عن وقْتِهما في هذا المكان [المغربَ والعشاء] فلا يَقْدَمُ النَّاسُ جَمْعاً حتَّى يُعْتِموا (1) ، وصلاة الْفَجْرِ هذه الساعة، ثم [ص: 258] وقف حتَّى أسْفَرَ، ثم قال: لو أَنَّ أَمِيرَ المؤمنين أفَاضَ الآنَ أَصَابَ السُّنَّةَ فما أدْري (2) : أقَوْلُه كان أسْرعُ، أم دَفْعُ عُثْمانَ؟ فلم يَزَلْ يُلَبِّي حتى رمى جَمْرَةَ العَقَبةِ [يوم النحر] » . أخرجه البخاري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُعتموا) : أعتَمَ القوم: إذا دخلوا في العتمة، وهي ظلمة أول الليل.   (1) أي يدخلوا في العتمة، وهو وقت العشاء الآخرة. (2) هو قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (3) 3 / 418 و 419 في الحج، باب من أذن وأقام لكل واحدة منهما، وباب من يصلي الفجر بجمع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/410) (3893) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (1/418) (3969) قا: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/449) (4293) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل. وفي (1/461) (4399) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. والبخاري (2/202) قال: حدثنا عمور بن خالد، قال: حدثنا زهير. وفي (2/203) قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدثنا إسرائيل. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9390) عن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش، عن زهير. وابن خزيمة (2852) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثني أبي. أربعتهم - جرير، وإسرائيل، وزهير، وزكريا بن أبي زائدة والد يحيى - عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. الحديث: 1546 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 1547 - (ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أفَاضَ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ» . أخرجه الترمذي، وقال: «يعني: من جَمْعِ» (1) .   (1) رقم (895) في الحج، باب ما جاء أن الإفاضة من جمع قبل طلوع الشمس، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن وصحيح، وإنما كان أهل الجاهلية ينتظرون حتى تطلع الشمس ثم يفيضون. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/231) (2051) . والترمذي (895) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما (أحمد، وقتيبة) عن أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان. قال: سمعت الأعمش عن الحكم عن مقسم، فذكره. الحديث: 1547 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 1548 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «أنا ممَّنْ قَدَّمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ليلة المزدلفَةِ في ضَعفَةِ أهْلِهِ» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ. وفي أخرى للترمذي وأبي داود والنسائي مثلُه، وزاد: «وقال لهم: [ص: 259] لا تَرْمُوا الْجَمْرةَ، حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ» . وفي أخرى لأبي داود والنسائي قال: «قَدَّمَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةَ جَمْعٍ: أُغيلِمَة بَني عبد المُطَّلِبِ، على حُمُرَاتٍ، فجعل يَلْطَحُ أفْخاذَنا، ويَقُولُ: أُبَيْنى، لا تَرمْوا الجمرَةَ، حتى تطْلُعَ الشَّمسُ» (1) . وفي أخرى للنسائي عنه عن الْفَضْلِ: «أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أمَرَ ضَعَفَةَ بني هاشِمٍ: أنْ يَنْفِرُوا من جَمْعٍ بلَيلٍ» . وفي أخرى له عن عبد الله بن عباس قال: «أرسَلَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مع ضَعَفَةَ أهْلهِ، فَصَلَّيْنا الصُّبْحَ بِمنَى، ورمينا الجَمرةَ» (2) . [ص: 260] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضعفة) : جمع ضعيف، يريد بهم: النساء والصبيان والمرضى ونحوهم. (أُغيلمة) : تصغير أغلمة قياساً، ولم تجىء، كما أن أُصيبية تصغير أصبية، ولم تستعمل، إنما المستعمل صِبية وغِلمة (3) . (حُمُرات) : جمع حُمُر، والحُمُر: جمع حمار. (يلطح) : اللطح - بالحاء المهملة - ضرب لين ببطن الكف. (الأُبينى) : بوزن الأُعيمى: تصغير الأبنى بوزن الأعمى، وهو جمع ابن.   (1) رواية أبي داود والنسائي هذه من رواية الحسن بن عبد الله العرني البجلي الكوفي عن ابن عباس، وهو ثقة أرسل عن ابن عباس، كما قال الحافظ في " التقريب ". وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب ": قال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: صدوق لا بأس به، إنما يقال: إنه لم يسمع من ابن عباس، قال الحافظ: وقال أحمد بن حنبل: الحسن العرني لم يسمع من ابن عباس شيئاً، وقال أبو حاتم: لم يدركه، لكن له طرق يقوى بها. قال الحافظ في " الفتح ": وهو حديث حسن. أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وابن حبان من طريق الحسن العرني، وأخرجه الترمذي والطحاوي من طرق عن الحكم وعن مقسم عنه، وأخرجه أبو داود من طريق حبيب عن عطاء، وهذه الطرق يقوي بعضها بعضاً، ومن ثم صححه الترمذي وابن حبان. (2) أخرجه البخاري 3 / 421 في الحج، باب من قدم ضعفة أهله بليل فيقفون بالمزدلفة، ومسلم رقم (1293) في الحج، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن، والترمذي رقم (892) و (893) في الحج، باب ما جاء في تقديم الضعفة من جمع بليل، وأبو داود رقم (1939) و (1940) في المناسك، باب التعجيل من جمع، والنسائي 5 / 261 و 271 و 272 في الحج، باب تقديم النساء والصبيان إلى منازلهم بمزدلفة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3025) في المناسك، باب من تقدم من جمع إلى منى لرمي الجمار. (3) في اللسان: وتصغير صبية: أصيبية. وتصغير أصبية: صبية، كلاهما على غير قياس. وقال ابن سيده: وعندي أن صبية تصغير: صبية، وأصيبية: تصغير أصبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (463) ، وأحمد (1/222) (1939) قالا: حدثنا سفيان. والبخاري (2/202) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/23) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. ومسلم (4/77) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد. جميعا عن حماد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (1939) قال: حدثنا أحمد ابن حنبل، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (5/261) قال: أخبرنا الحسين بن حريث. قال: أنبأنا سفيان. وابن خزيمة (2872) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن جريج (ح) وحدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وحماد بن زيد، وابن جريج - عن عبيد الله بن أبي يزيد، فذكره. ورواه أيضا عن ابن عباس مقسم: أخرجه أحمد (1/326) (3008) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (1/344) (3203) قال: حدثنا وكيع، والترمذي (893) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - عبد الله بن يزيد، ووكيع - عن المسعودي، عن الحكم، عن مقسم، فذكره. الحديث: 1548 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 1549 - (خ م س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «استأذَنَتْ سَودَةُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ليلةَ جَمْعٍ، وكانت ثَقِيلَة ثبطَةً (1) فَأذِنَ لها» . [ص: 261] وفي رواية قالت: «كانت سودةُ امرأةً ضخمةً ثَبِطَة، فاستأذنتْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: أن تُفِيضَ مِنْ جَمْعٍ بلْيلٍ، فَأذِنَ لها، فقالت عائشة: فَلَيْتَني كُنْتُ استأذنتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كما اسْتَأْذَنتْهُ سودةُ، وكانت عائشةُ لا تُفيضُ إِلا مع الإِمام» . وفي أخرى قالت: «ودِدْتُ: أَنِّي كُنتُ استأْذنتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كما اسْتَأْذَنْتُهُ سودةُ، فأُصَلِّيَ الصُّبحَ بمنى، فأَرميَ الجَمْرَةَ قَبلَ أن يأتيَ الناس. قال القاسم: فقلتُ لعائشة: فكانت سودةُ اسْتَأْذنتْهُ؟ قالت: نعم، إنها كانت امرأَة ثَقيلَة ثَبِطَة، فاستأْذنت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأذِنَ لها» . وفي أخرى قالت: «نزلنا المزدلفَةَ، فاستأذَنت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سودَةُ: قبل حَطْمَةِ الناس (2) - وكانت امرأة بَطيئة - فأَذن لها، فدفعتْ قَبْلَ حطْمةِ النَّاس، وأَقْمنَا حتى أَصبَحْنا نحن، ثم دَفعنا بدَفْعِهِ (3) ، فَلأَنْ أَكُونَ استَأْذَنتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، كما اسْتَأذَنت سَودَةُ، أَحَبُّ إِليَّ مِن مَفْروحٍ بِهِ (4) » . وفي أخرى نحوه، وفيه يقول القاسم: «الثَّبْطَةُ: الثَّقِيلَةُ» . [ص: 262] وفيه: «وحُبِسنَا، حتى أصْبَحْنا» . وفيه: «كما استَأْذنتْهُ سَودة، فأكونَ أَدفعُ بِإِذْنِهِ» . هذه روايات البخاري، ومسلم. وأخرج النسائي الرواية الثالثة. وله في أخرى مختصراً قالت: «إِنَّمَا أَذِنَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لسودةَ في الإِفاضةِ قبلَ الصُّبحِ، لأنها كانتِ امرأة ثَبِطَة» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثَبِطَة) : امرأة ثبطة: أي [ثقيلة] بطيئة. (حطمة) : حطمة السيل: دَفعَتُهُ، والمعنى في الحديث: أن يدفع قبل دفع الناس.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 423: تنبيه: وقع عند مسلم عن القعنبي عن أفلح بن حميد ما يشعر بأن تفسير الثبطة بالثقيلة من القاسم راوي الخبر، ولفظه: وكانت امرأة ثبطة، يعني ثقيلة فعلى هذا فقوله في رواية محمد بن كثير عند المصنف: (يعني البخاري) وكانت امرأة ثقيلة ثبطة من الإدراج الواقع قبل ما أدرج عليه وأمثلته قليلة جداً، وسببه أن الراوي أدرج التفسير بعد الأصل، فظن الراوي الآخر أن اللفظين ثابتان في أصل المتن فقدم وأخر، والله أعلم. (2) في رواية مسلم: تدفع قبله وقبل حطمة الناس. (3) أي: بدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم. (4) أي: ما يفرح به من كل شيء. (5) أخرجه البخاري 3 / 423 في الحج، باب من قدم ضعفة أهله بليل، ومسلم رقم (1290) في الحج، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن، والنسائي 5 / 262 في الحج، باب الرخصة للنساء بالإفاضة من جمع قبل الصبح، وباب الرخصة للضعفة أن يصلوا يوم النحر الصبح بمنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/30) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور. وفي (6/94) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/98) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (6/133) . قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (6/164) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (6/213) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثني سفيان. (ح) وعبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (2/203) . وفي الأدب المفرد (756) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (4/76) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى جميعا عن الثقفي (قال ابن المثنى: حدثنا عبد الوهاب) . قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (4/77) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن، كلاهما عن سفيان. وابن ماجة (3027) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان. والنسائي (5/262) قال: أخبرنا يعقوب بن ابراهيم. قال: حدثنا هشيم. قال: أنبأنا منصور. وفي (5/266) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17473) عن عبد الله بن محمد الضعيف، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. وابن خزيمة (2869) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا أيوب. خمستهم: (منصور وحماد بن سلمة، وعبيد الله بن عمر، وسفيان الثوري، وأيوب السختياني) عن عبد الرحمن بن القاسم. 2 - وأخرجه الدارمي (1893) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. والبخاري (2/203) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (4/76) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ثلاثتهم (عبيد الله، وأبو نعيم، وعبد الله بن مسلمة) عن أفلح بن حميد. كلاهما (عبد الرحمن بن القاسم، وأفلح بن حميد) عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 1549 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 260 1550 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «أرسلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بأُمِّ سَلَمَة لَيْلَةَ النَّحْرِ، فَرَمَتِ الجمرةَ قبل الفجر، ثم مَضَتْ فَأفَاضَتْ، فكانَ ذلك اليومُ اليومَ الذي يكون رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- تعني: عندها» . أخرجه أبو داود. [ص: 263] وفي رواية النسائي: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أمر إحدى نسائه أن تَنفِرَ مِنْ جمْعٍ، فَتَأتيَ جمرة العقبةَ فَترمِيَها، وتصبحَ في منزلها» (1) . هكذا أخرجه النسائي، ولم يُسَمِّ المرأَةَ، فيحتمل حينئذ أنْ تكونَ «أمَّ سَلَمَةَ» فيكون من هذا الحديث، وأن تكون «سَودَةَ» فيكون من الحديث الذي قبله.   (1) أخرجه أبو داود رقم (1942) في المناسك، باب التعجيل في جمع، والنسائي 5 / 272 في الحج، باب الرخصة في ذلك للنساء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1942) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا ابن أبي فديك عن الضحاك يعني ابن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره. الحديث: 1550 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 1551 - (م س) أم حبيبة بنت أبي سفيان -رضي الله عنهما- «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بعثَ بها من جَمعٍ بليلٍ إلى مِنَى» . وفي روايةٍ قالت أمُّ حبيبة: «كُنّا نفعله على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نُغَلِّسُ من جَمعٍ إلى منَى» . وفي أخرى «نُغَلِّسُ مِنْ مُزْدلفَةَ» . أخرجه مسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُغَلِّس) : التغليس: القيام وقت الغلس، وهو ظلمة آخر الليل.   (1) أخرجه مسلم رقم (1292) في الحج، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن، والنسائي 5 / 262 في الحج، باب تقديم النساء والصبيان إلى منازلهم بمزدلفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (305) . وأحمد (6/426) . ومسلم (4/77) ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. (ح) وحدثنا عمرو الناقد، والنسائي (5/262) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء. خمستهم (الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر، وعمرو الناقد، وعبد الجبار) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار. 2 - وأخرجه أحمد (6/327) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/427) قال: حدثنا يحيى وروح ومحمد بن بكر. والدارمي (1892) قال: أخبرنا أبو عاصم. ومسلم (4/77) قال: حدثنا محمد بن حاتم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثني علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى. والنسائي (5/261) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. خمستهم (يحيى، وروح بن عبادة، ومحمد ابن بكر، وأبو عاصم، وعيسى بن يونس) عن ابن جريج. قال: أخبرني عطاء. كلاهما (عمرو بن دينار، وعطاء) عن سالم بن شوال، فذكره. الحديث: 1551 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 1552 - (خ م ط) سالم بن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم- «أنَّ [ص: 264] عبد الله ابن عمر: كان يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أهْلهِ (1) ، فيقفون عند الْمَشْعَرِ الحرام بالمزدلفة بالليل (2) ، فيذكرون الله مَا بَدَالهم، ثم يدْفَعُونَ قَبْلَ أنْ يقفَ الإمام، وقبل أن يدفع، فمنهم من يقدَم مِنى لصلاة الفجر، ومنهم مَنْ يَقْدمُ بعد ذلك، فإذا قَدِمُوا رمَوْا الجمرة، وكان ابنُ عمر يقولُ: أرخصَ في أُولئك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ عنه (3) وعن أخيه عبَيْدِ الله: «أنَّ أَباهما (4) كان يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهلهِ وصِبْيانَه من المزدَلفة، حتى يُصَلُّوا الصُّبْحَ بمنى، ويرموا قبل أن يأتي النَّاسُ» (5) .   (1) أي من نساء وغيرهم. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قال صاحب المغني: لا نعلم خلافاً في جواز تقديم الضعفة بليل من جمع إلى منى. (3) أي عن سالم بن عبد الله بن عمر. (4) عبد الله بن عمر رضي الله عنه. (5) أخرجه البخاري 3 / 420 في الحج، باب من قدم ضعفة أهله بليل، ومسلم رقم (1295) في الحج، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن، والموطأ 1 / 391 في الحج، باب تقديم النساء والصبيان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج (99: 1) عن يحيى بن بكير عن الليث ومسلم فيه (الحج 49: 12) عن أبي الطاهر وحرملة. كلاهما عن ابن وهب كلاهما عنه به. الأشراف (5/406) . وأخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/452) عن نافع عن سالم وعبد الله ابني عبد الله بن عمر أن أباهما عبد الله بن عمر كان يقدم أهله وصبيانه من المزدلفة إلى منى حتى يصلوا الصبح بمنى ويرموا قبل أن يأتي الناس. الحديث: 1552 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 1553 - (خ م ط د س) عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- قال: «إنَّ مَولاةَ أسماء بنت أبي بكرٍ أخْبرته قالت: جئنا مع أسماءَ بنتِ أبي بكر -رضي الله عنهما- مِنى بغَلَسٍ، قالتْ: فقلتُ لها: لقد جئْنا مِنى بغَلَس، فقالت: قد كُنَّا نصنعُ ذلك مع مَنْ هو خَيْرٌ منْكِ» . أخرجه الموطأ والنسائى. [ص: 265] وأخرج أبو داود: قال عطاء: أخْبَرَني مُخْبِرٌ عن أسماءَ: «أنها رمَتِ الجمرةَ، قُلْتُ (1) : إنَّا رمَيْنا الجمرة بلَيلٍ، قالت (2) : إنَّا كُنا نَصْنَعُ هذا على عهد رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» . وقد أخرج البخاري ومسلم والموطأ والنسائي هذا المعنى بزيادةٍ عن عبد الله مولى أسماءَ (3) ، «أنها نَزَلت ليلةَ جَمْعٍ عند المُزْدلفة، فقامتْ تُصلِّي، فَصَلَّتْ ساعَةً، ثم قالت: يا بُنيَّ، هل غَابَ القمرُ؟ قُلْتُ: لا، ثم صَلَّتْ ساعَةً، ثم قالت: هل غَابَ القمر؟ فقلت: نعم، قالت: فارتحِلوا (4) ، فَارْتحَلنا، فمضينا، حتى رَمَتِ الجمرة، ثم رَجَعَتْ، فصَلَّت الصبحَ في منزلها، فقلت لها: يا هَنْتاهُ (5) ، مَا أُرَانا إلا قد غَلَّسْنَا، قالت: يا بُنيَّ، إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد أذنَ للظُّعن» وفي رواية (6) «قد أذنَ لِظُعُنِهِ» . وهي التي أخرجها الموطأ (7) . [ص: 266] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الظُّعُن) : جمع ظعينة: وهي المرأة ما دامت في الهودج. [ص: 267] (والظَّعائن) : الهوادج على الجمال، كان فيها النساء أو لم يكُنَّ، وهو أيضاً جمع ظعينة للمرأة.   (1) القائل ذلك المخبر. (2) يعني أسماء. (3) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 421 هو ابن كيسان المدني، يكنى أبا عمر، ليس له في البخاري سوى هذا الحديث، وآخر سيأتي في أبواب العمرة. (4) في رواية مسلم: ارحل بي. (5) يعني: يا هذه. (6) هي عند مسلم رقم (1291) . (7) أخرجه البخاري 3 / 421 في الحج، باب من قدم ضعفة أهله بليل، ومسلم رقم (1291) في الحج، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن، والموطأ 1 / 391 في الحج، باب تقديم النساء والصبيان، وأبو داود رقم (1943) في المناسك، باب التعجيل في جمع، والنسائي 5 / 266 في الحج، [ص: 266] باب الرخصة للضعفة أن يصلوا يوم النحر الصبح بمنى ... . قال الحافظ في " الفتح ": واستدل بهذا الحديث على جواز الرمي قبل طلوع الشمس عند من خص التعجيل بالضعفة وعند من لم يخصص. وخالف في ذلك الحنفية فقالوا: لا يرمي جمرة العقبة إلا بعد طلوع الشمس، فإن رمى قبل طلوع الشمس وبعد طلوع الفجر جاز، وإن رماها قبل الفجر أعادها، وبهذا قال أحمد، وإسحاق، والجمهور، وزاد إسحاق: ولا يرميها قبل طلوع الشمس، وبه قال النخعي ومجاهد والثوري وأبو ثور، ورأى جواز ذلك قبل طلوع الفجر عطاء وطاوس والشعبي والشافعي، واحتج الجمهور بحديث ابن عمر الماضي (رقم 1553 عندنا) واحتج إسحاق بحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لغلمان بني عبد المطلب: " لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس " وهو حديث حسن. قال: وإذا كان من رخص له منع أن يرمي قبل طلوع الشمس، فمن لم يرخص له أولى. واحتج الشافعي بحديث أسماء هذا، ويجمع بينه وبين حديث ابن عباس، بحمل الأمر في حديث ابن عباس على الندب، ويؤيده ما أخرجه الطحاوي من طريق شعبة مولى ابن عباس عنه قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله وأمرني أن أرمي مع الفجر. وقال ابن المنذر: السنة أن لا يرمي إلا بعد طلوع الشمس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز الرمي قبل طلوع الفجر، لأن فاعله مخالف للسنة، ومن رمى حينئذ فلا إعادة عليه، إذ لا أعلم أحداً قال: لا يجزئه، واستدل به أيضاً على إسقاط الوقوف بالمشعر الحرام عن الضعفة، ولا دلالة فيه؛ لأن رواية أسماء ساكتة عن الوقوف، وقد بينه برواية ابن عمر التي قبلها. وقد اختلف السلف في هذه المسألة فكان بعضهم يقول: من مر بمزدلفة فلم ينزل بها فعليه دم، ومن نزل بها ثم دفع منها في أي وقت كان من الليل فلا دم عليه ولو لم يقف مع الإمام. وقال مجاهد وقتادة والزهري والثوري: من لم يقف بها فقد ضيع نسكاً وعليه دم، وهو قول أبي حنيفة وأحمد وإسحاق وأبي ثور، وروي عن عطاء. وبه قال الأوزاعي: لا دم عليه مطلقاً، وإنما هو منزل، من شاء نزل به، ومن شاء لم ينزل به. قال الحافظ: وذهب ابن بنت الشافعي وابن خزيمة إلى أن الوقوف بها ركن لا يتم الحج إلا به، وأشار ابن المنذر إلى ترجيحه، ونقله ابن المنذر عن علقمة والنخعي، والعجب أنهم قالوا: من لم يقف بها فاته الحج، ويجعل إحرامه عمرة، واحتج الطحاوي بأن الله لم [ص: 267] يذكر الوقوف وإنما قال: {فاذكروا الله عند المشعر الحرام} ، وقد أجمعوا على أن من وقف بها بغير ذكر أن حجه تام، فإذا كان الذكر المذكور في الكتاب ليس من صلب الحج، فالموطن الذي يكون الذكر فيه أحرى أن لا يكون فرضاً، قال: وما احتجوا به من حديث عروة بن مضرس رفعه قال: " من شهد معنا صلاة الفجر بالمزدلفة وكان قد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه " لإجماعهم أنه لو بات بها ووقف ونام عن الصلاة فلم يصلها مع الإمام حتى فاتته أن حجه تام. اهـ. وحديث عروة أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان والدارقطني والحاكم، ولفظ أبي داود عنه: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموقف - يعني بجمع - قلت جئت: يا رسول الله من جبل طيئ فأكللت مطيتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدرك معنا هذه الصلاة وأتى عرفات قبل ذلك ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه ". وللنسائي " من أدرك جمعاً مع الإمام والناس حتى يفيضوا فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك مع الإمام والناس، فلم يدرك " ولأبي يعلى " ومن لم يدرك جمعاً فلا حج له ". وقد صنف أبو جعفر العقيلي جزءاً في إنكار هذه الزيادة، وبين أنها من رواية مطرف عن الشعبي عن عروة، وأن مطرفاً يهتم في المتون، وقد ارتكب ابن حزم الشطط، فزعم أنه من لم يصل صلاة الصبح بمزدلفة مع الإمام أن الحج يفوته التزاماً لما ألزمه به الطحاوي، وعند الحنفية: يجب بترك الوقوف بها دم لمن ليس به عذر، ومن جملة الأعذار عندهم الزحام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/347) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/351) قال: حدثنا محمد بن بكر. (ح) وحدثنا روح. والبخاري (2/202) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى. ومسلم (4/77) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا يحيى وهو القطان. (ح) وحدثنيه علي ابن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وابن خزيمة (2884) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا محمد بن مَعمر، قال: حدثنا محمد. أربعتهم- يحيى، ومحمد بن بكر، وروح، وعيسى بن يونس- عن ابن جريج، عن عبد الله مولى أسماء، فذكره. ورواه أيضا عن أسماء مخبر: أخرجه أبو داود (1943) قال: حدثنا محمد بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج. قال: أخبرني عطاء. قال: أخبرني مخبر، فذكره. * أخرجه مالك «الموطأ» (254) . والنسائي (5/266) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: أنبأنا ابن القاسم. قال: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عطاء بن أبي رباح، أن مولىَ لأسماء بنت أبي بكر أخبره. قال: جئت مع أسماء بنت أبي بكر مِنى بغلس. فقلت لها: لقد جئنا منى بغَلَس. فقالت: قد كنا نصنع هذا مع من هو خير منكَ. * في رواية «الموطأ» : «أن مولاة لأسماء بنت أبي بكر أخبرته» . الحديث: 1553 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 1554 - (ط) مالك بن أنس -رضي الله عنه- بلغَهُ: «أن طلحَةَ ابْنَ عُبيدِ الله كانَ يُقدِّمُ نساءهُ وَصِبْيانَهُ من المُزدَلِفَةِ إلى مِنى» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 391 في الحج، باب تقديم النساء والصبيان، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/453) . الحديث: 1554 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 1555 - (ط) فاطمة بنت المنذر -رضي الله عنها (1) - كانت تَرى أسْماء بنت أبي بكرٍ بالمزدلفة، تأمُرُ الذي يصَلِّي لها ولأصحابها الصبْحَ: «يُصَلِّي لهم الصُّبحَ حين يطْلُعَ الفجرُ، ثم تَرْكَبُ، فَتَسيِرُ إلى مِنى، ولا تقفُ (2) » . أخرجه الموطأ (3) .   (1) هي زوجة هشام بن عروة وبنت عمه المنذر بن الزبير. (2) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": عملاً بالرخصة. (3) 1 / 391 في الحج، باب تقديم النساء والصبيان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/454) . الحديث: 1555 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 268 الفصل الثالث: في التلبية بعرفة والمزدلفة 1556 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ أُسَامَةَ كانَ رِدفَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من عَرَفَةَ إلى المُزْدلفة، ثم أردفَ الْفَضْلَ من المُزدلفة إلى مِنى، فَكلاهُما قال: لم يَزَلِ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُلبيِّ حتَّى رمى جَمْرة العقبَة» . هذه رواية البخاري ومسلم. وللبخاري أيضاً: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- «أرْدَفَ الفضلَ، فأخبَرَ الفضلُ: أنَّه لم يَزل يُلبيِّ حتَّى رمى الجمرةَ» . [ص: 269] وفي رواية الترمذي والنسائي قال: قال الفضلُ: «أردَفني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مِنْ جَمْعٍ إلى مِنى، فلم يَزَلْ يُلبيِّ، حتى رمى الجمرة» . وفي رواية أبي داود: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لَبَّى حتى رمى جمْرَةَ الْعَقَبَة» . وللنسائي مِثْلُها. وفي أخرى للنسائي قال: «كنتُ رَديفَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يَزَل يُلبيِّ حتَّى رمى جمرة العقبة، فرمى بِسَبع حَصياتٍ، يُكَبِّرُ مع كُلِّ حَصَاةٍ» . وفي أخرى له: مِثْلُه، ولم يذكر «سَبْعَ حصياتٍ» . وزاد «فَلَمَّا رمى قَطَعَ التَّلبية» (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 425 في الحج، باب التلبية والتكبير غداة النحر حتى يرمي الجمرة، وباب الارتداف في الحج، ومسلم رقم (1281) في الحج، باب استحباب إدامة الحاج التلبية حتى يشرع في رمي جمرة العقبة، والترمذي رقم (918) في الحج، باب ما جاء في متى تقطع التلبية في الحج، وأبو داود رقم (1815) في المناسك، باب متى تقطع التلبية، والنسائي 5 / 268 في الحج، باب التلبية في السير، وباب قطع المحرم التلبية إذا رمى جمرة العقبة. قال الحافظ في " الفتح ": وفي هذا الحديث أن التلبية تستمر إلى رمي الجمرة يوم النحر، وبعدها يشرع الحاج في التحلل. وروى ابن المنذر بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه كان يقول: التلبية شعار الحج، فإن كنت حاجاً فلبِ حتى بدء حلك، وبدء حلك أن ترمي جمرة العقبة. قال: وباستمرارها قال الشافعي وأبو حنيفة والثوري وأحمد وإسحاق وأتباعهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/169) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، وفي (2/204) قال: حدثنا زهير بن حرب كلاهما (عبد الله، وزهير) قالا: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثني أبي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، فذكره. ورواه أحمد (5/201) قال: حدثنا عفان وفي (5/207) قال: حدثنا أبو كامل. والنسائي (5/257) قال: أخبرنا إبراهيم بن يونس بن محمد. قال: حدثني أبي. ثلاثتهم- عفان، وأبو كامل، ويونس - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عباس، فذكره. ورواه أيضا عن أسامة بن زيد عطاء مولى ابن سباع. أخرجه مسلم (4/74) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عطاء مولى ابن سباع، فذكره. ورواه أيضا عن أسامة بن زيد الشعبي. أخرجه أحمد (5/206) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (1/213) . قال: حدثنا بهز. قالا: (عبد الصمد، وبهز) : حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثني عزرة، قال: حدثني الشعبي، فذكره. الحديث: 1556 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 268 1557 - (م د س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «غَدَونا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- من مِنى إلى عَرَفاتٍ، منَّا [ص: 270] المُلَبيِّ، ومنَّا المُكَبِّرُ» . وفي رواية «فَمِنَّا الْمُكَبِّرُ، ومنَّا المُهَلِّلُ، فأَمَّا نحن فَنُكَبِّرُ، قال: قلت: والله، لَعَجَباً منكم: كيف لم تَقُولُوا له: ماذا رأيتَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَصْنَعُ؟» . هذه رواية مسلم. وفي رواية أبي داود والنسائي إلى قوله: «ومِنَّا المُكَبِّرُ» (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1284) في الحج، باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات، وأبو داود رقم (1816) في المناسك، باب متى يقطع التلبية، والنسائي 5 / 250 في الحج، باب الغدو من منى إلى عرفات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/22) (4733) قال: حدثنا ابن نمير. ومسلم (4/72) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: حدثني أبي. وأبو داود (1816) قا: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وابن خزيمة (2805) قال: حدثنا أبو عمار، الحسين بن حريث، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. كلاهما (عبد الله بن نمير، ويحيى ابن سعيد الأموي) قالا: حدثنا يحيى بن سعيد (هو الأنصاري) . 2 - وأخرجه أحمد (2/30) (4850) . ومسلم (4/72) قال: حدثني محمد بن حاتم، وهارون بن عبد الله، ويعقوب الدورقي. أربعتهم (أحمد بن حنبل، ومحمد بن حاتم، وهارون بن عبد الله، ويعقوب الدورقي) عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عمر بن حسين. كلاهما (يحيى بن سعيد الأنصاري، وعمر بن حسين) عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره. وأخرجه أحمد (2/3) (4458) قال: حدثنا هشيم. والدارمي (1883) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان، والنسائي (5/250) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد. (ح) وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا هشيم. ثلاثتهم (هشيم، وسفيان، وحماد) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن ابن عمر، فذكره. ليس فيه: (عبد الله بن عبد الله بن عمر) . الحديث: 1557 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 1558 - (س) سعيد بن جبير قال: «كنتُ مع ابن عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- بعرفاتٍ، فقال: مالي لا أسْمَعُ الناسَ يُلَبُّونَ؟ قُلْتُ: يَخافُونَ مِنْ مُعَاوَيةَ، فخرج ابنُ عباسٍ مِنْ فُسْطَاطِهِ، فقال: لَبيكَ اللَّهم لبَّيْكَ، فإنَّهُم قد تَرَكُوا السُّنَّة عن بُغْضِ عَليّ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فسطاطه) : الفسطاط الخيمة الكبيرة دون السرادق.   (1) 5 / 253 في الحج، باب التلبية بعرفات، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/253) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي. وابن خزيمة (2830) قال: حدثنا علي بن مسلم. كلاهما - أحمد بن عثمان، وعلي بن مسلم - قالا: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا علي بن صالح عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 1558 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 1559 - (خ م ط س) محمد بن أبي بكر الثقفي -رحمه الله- قال: «سألتُ أنَسَ بنَ مالكٍ، ونحن غاديانِ مِن منَى إلى عرفاتٍ عن التلبيَة: [ص: 271] كيف كنتم تَصنْعُون مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: كان يُلبِّي المُلبيِّ، فَلا يُنكرُ عليه. ويُكَبِّرُ المُكَبِّرُ فلا يُنْكَرُ عليه» . وفي رواية قال: «قلتُ لأنسٍ - غَدَاةَ عَرَفَةَ -: ما تقولُ في التلبية هذا اليومَ؟ قال: سِرْتُ هذا المَسيرَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فمنَّا المُكبِّرُ، ومنَّا المُهللُ، لا يَعيبُ أحَدُنا على صَاحِبِهِ» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وأخرج الموطأ الرواية الأولى وَحدها (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 407 في الحج، باب التلبية والتكبير إذا غدا من منى إلى عرفات، وفي العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة، ومسلم رقم (1285) في الحج، باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات، والنسائي 5 / 250 في الحج، باب التكبير في المسير إلى عرفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (223) . وأحمد (3/110) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (3/240) قال: حدثنا أبو سلمة. والدارمي (1884) والبخاري (2/25) قالا: حدثنا أبو نعيم. وفي (2/198) قال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (4/72) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (5/250) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا الملائي - هو ابن نعيم -. خمستهم - عبد الرحمن، وأبو سلمة، وأبو نعيم، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى- عن مالك. 2 - وأخرجه الحميدي (1211) قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/72) قال: حدثني سريج بن يونس، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، والنسائي (5/251) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الله ابن رجاء. كلاهما (سفيان، وابن رجاء) قالا: حدثنا موسى بن عقبة. 3 - وأخرجه أحمد (3/147) قال: حدثنا حُجَين، قال: حدثنا عبد العزيز، وابن ماجة (3008) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: حدثنا سفيان. كلاهما (عبد العزيز، وسفيان) عن محمد بن عقبة. ثلاثتهم- مالك، وموسى بن عقبة، ومحمد بن عقبة - عن محمد بن أبي بكر الثقفي، فذكره. الحديث: 1559 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 1560 - (م س) عبد الرحمن بن يزيد -رحمه الله - قال: قال عبد الله بن مسعود - ونحن بجمع -: «سمعتُ الذي أُنْزلتْ عليه سورةُ البقرة يقول في هذا المقام: لَبيْكَ اللهم لبيك» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1283) في الحج، باب استحباب إدامة الحاج التلبية حتى يشرع في رمي الجمرة، والنسائي 5 / 265 في الحج، باب التلبية بمزدلفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/374) (3549) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/419) (3976) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/71) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا هشيم، وفي (4/72) قال: حدثناه حسن الحلواني، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (5/265) قال: أخبرنا هناد بن السري في حديثه، عن أبي الأحوص. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9391) ، عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن يحيى بن آدم، عن سفيان. ثلاثتهم (هشيم، وسفيان، وأبو الأحوص) عن حصين، عن كثير بن مدرك الأشجعي، عن عبد الرحمن ابن يزيد، فذكره. أخرجه مسلم (4/72) قال: حدثنيه يوسف بن حماد المعنِي، قال: حدثنا زياد، يعني البكائي، عن حصين، عن كثير بن مدرك الأشجعي، عن عبد الرحمن بن يزيد، والأسود بن يزيد، قالا: سمعنا عبد الله بن مسعود، يقول: بِجَمع: سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة، ها هنا يقول: لبيك اللهم لبيك. ثم لبى، ولبينا معه. الحديث: 1560 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 1561 - (ط) جعفر بن محمد -رحمهما الله- عن أبيه قال: «كانَ عليٌّ يُلبِّي في الحجِّ، حتَّى إذا زَاغَتِ الشَّمْسُ من يَومِ عرفةَ قَطَعَ التَّلْبيَة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 338 في الحج، باب قطع التلبية، وإسناده منقطع، لأن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر لم يدرك علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/343) عن جعفر بن محمد عن أبيه أن علي بن أبي طالب، فذكره. الحديث: 1561 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 1562 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- قال: «كانت عائِشةُ تَتْرُكَ التَّلْبيةَ، إذا رَاحَتْ إلى الموقِفِ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 338 في الحج، باب قطع التلبية، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/344) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة، فذكره. الحديث: 1562 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 1563 - (ط) نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كانَ ابن عمر يقطَعُ التلْبيةَ في الحجِّ، إذا انْتَهى إلى الحرم، حتى يطوفَ بالبَيتِ، ثُمَّ يَسعى، ثم يُلَبيِّ حين يَغْدو مِن مِنى إلى عرفَةَ، فإذا غَدَا تَرَكَ التَّلبيةَ، وكان يقطعُ التَّلبيَةَ في العمرةِ، حين يدخل الْحَرَمَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 338 في الحج، باب قطع التلبية، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/344) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1563 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 1564 - (س) أسامة بن زيد مولى رسولِ الله، -صلى الله عليه وسلم-ورضي الله عنه- قال: «كنُتُ رِدفَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بعرفَاتٍ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدعو فَمالَتْ بهِ نَاقَتُهُ، فَسَقَط خِطَامُهَا، فَتَنَاول الخِطامَ بإحدَى يَدَيْهِ، وهو رَافِعٌ يَدَهُ الأخرى» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 254 في الحج، باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/209) والنسائي (5/254) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. وابن خزيمة (2824) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. كلاهما - أحمد، ويعقوب- قالا: حدثنا هشيم، قال: حدثنا عبد الملك عن عطاء، فذكره. الحديث: 1564 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 الباب السادس: في الرمي ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في كيفية الرمي، وعدد الحصى 1565 - (خ س) سالم بن عبد الله -رحمه الله- «أنَّ ابنَ عمر كان يرمي الجمْرَةَ الدنيا بسبع حَصياتٍ، يُكَبِّرُ مع كُلِّ حَصاةٍ، ثم يتقَدَّمُ فيُسْهلُ، فَيقومُ مُستَقْبل القبلَةِ طَويلاً، ويدعو، ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشِّمال، فيُسْهِل، فيقوم مستقبل القبلة، ثم يدعو، ويرفع يديه، ويقومُ طويلاً، ثم يَرْمي الجمرَةَ ذاتَ الْعَقَبَة من بَطْنِ الوادي، ولا يقفُ عندها، ثم ينْصَرفُ، ويقولُ: هكذا رأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يفْعَلُهُ» . وفي رواية الزهري: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رمى الجمْرَةَ التي تلي الْمَنْحَرَ ومسجد مِنَى، رماها بسبْع حَصيات، يُكَبِّرُ كُلَّما رَمى بحصاةٍ، ثم تقدَّمَ أمامها، فوقف مستقبلَ القبلة رافعاً يديه يدعو، ويطيل [ص: 274] الوقوف، ثم يأتي الجمرة الثانية، فيرميها بسبع حَصياتٍ، يكبِّر كُلَّما رَمى بحصاة، ثم ينحَرفُ ذات الشِّمال، فَيَقفُ مُسْتَقبلَ البيْتِ، رافِعاً يديه يَدعو، ثم يأتي الجمرةَ التي عند العَقَبَةَ، فيرميها بسبعِ حَصياتٍ، ولا يقفُ عندها، قال الزهري: سمعتُ سالماً يحدِّثُ بهذا عن أبيه عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وكان ابن عمر يفعله» أخرجه البخاري، ووافقه على الثانية النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُسهل) : أسهل الرجل: إذا صار إلى السهل من الأرض، وهو ضد الحَزْن.   (1) أخرجه البخاري 3 / 465 في الحج، باب إذا رمى الجمرتين يقوم ويسهل مستقبل القبلة، وباب رفع اليدين عند جمرة الدنيا والوسطى، والنسائي 5 / 276 في الحج، باب الدعاء بعد رمي الجمار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/152) (6404) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والدارمي (1909) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. والبخاري (2/218) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا طلحة بن يحيى. وفي (2/219) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني أخي، عن سليمان. وفي (2/219) قال: وقال محمد: حدثنا عثمان بن عمر. وابن ماجة (3032) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا طلحة بن يحيى. والنسائي (5/276) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا عثمان بن عمر. وابن خزيمة (2972) قال: حدثنا محمد بن يحيى، والحسين بن علي البسطامي، قالا: حدثنا عثمان بن عمر. ثلاثتهم (عثمان بن عمر، وطلحة بن يحيى، وسليمان بن بلال) عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 1565 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 1566 - (د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أفاضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مِنْ آخِرِ يومِه يومَ النَّحْرِ، حين صَلى الظهر، ثم رجع إلى مِنَى، فمكث بها ليالي أيَّام التشريق، يرمي الجمرةَ إذا زالت الشَّمسُ، كُلَّ جَمْرَة بسبعِ حَصياتٍ، يُكَبِّرُ معَ كُلِّ حَصاةٍ، ويَقِفُ عند الأولى والثانية، فَيُطيلُ القيامَ ويتضَرَّعُ، ويرمي الثالثة، ولا يقفُ عندها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1973) في المناسك، باب في رمي الجمار، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/90) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (1973) قال: حدثنا علي بن بحر وعبد الله بن سعيد وابن خزيمة (2956) و (2971) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. كلاهما (علي بن بحر، وعبد الله بن سعيد الأشج) عن أبي خالد الأحمر وسليمان بن حيان عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، فذكره. الحديث: 1566 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 1567 - (خ م ت د س) عبد الرحمن بن يزيد -رحمه الله- قال: [ص: 275] «رمى عبدُ الله بنُ مسعودٍ -رضي الله عنه- جَمْرةُ العقبةِ (1) ، مِنْ بطْن الوادي، بسبع حَصياتٍ، يكَبرُ مع كل حَصاةٍ» . وفي رواية: «فجعل البيتَ عن يساره، ومِنَى عن يمينه، قال: فقيل له: إنَّ أُناساً يرمُونها من فوقها، فقال: هذا - والذي لا إله غَيْرُهُ - مَقامُ الذي أُنْزِلتْ عليه سورةُ البقَرةِ» (2) . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي والنسائي قال: «لمَّا أتى عبدُ الله جمرةَ العقبةِ اسْتَبطَنَ الوادي، واستقبلَ الكعبةَ، وجعل يرمي الجمرة على حاجبه الأيمَنِ، ثم رَمى بسَبع حصياتٍ، يُكَبِّرُ مع كل حصاةٍ، ثم قال: والله الذي لا إله غيرُهُ، مِنْ ها هنا رَمى الذي أُنْزِلتْ عليه سورةُ البقرة» . [ص: 276] وفي أخرى للنسائي: قال: «قيل لعبدِ الله: إنَّ ناساً يَرْمُونَ الجمرةِ من فوق العقبة؟ قال: فرمى عبد الله من بطْن الوادي، ثم قال: من ها هنا - والذي لا إله غيره - رمى الذي أُنزِلت عليه سورة البقرة» . وفي أخرى له قال: «رمى عبدُ الله الجمرةَ بسبع حَصياتٍ، جَعَلَ البَيتَ عن يسارِهِ، وعرفَةَ عن يمينه، ثم قال: ها هنا مقامُ الذي أُنزلت عليه سورة البقرة» ،. وفي رواية أبي داود: «قال: لما انْتَهى عبد الله إلى الجمرةِ الكبرى جعل البَيتَ عن يَسارهِ، وعرفَةَ عن يمينهِ، ورَمى الجمرة بسبعِ حصَياتٍ، وقال: هكذا رمى الذي أُنْزِلتْ عليه سورةُ البقرة» (3) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": هي الجمرة الكبرى، وليست من منى بل هي حد منى من جهة مكة، وهي التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار عندها على الهجرة. والجمرة: اسم لمجتمع الحصى، سميت بذلك لاجتماع الناس بها. يقال: تجمر بنو فلان، إذا اجتمعوا. وقيل: إن العرب تسمي الحصى الصغار جماراً، فسميت تسمية الشيء بلازمه. وقيل: لأن آدم وإبراهيم لما عرض له إبليس فحصبه جمر بين يديه، أي أسرع، فسميت بذلك. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن المنير: خص عبد الله سورة البقرة بالذكر، لأنها التي ذكر فيها الرمي، فأشار إلى أن فعله صلى الله عليه وسلم مبين لمراد كتاب الله تعالى. قلت (القائل ابن حجر) : ولم أعرف موضع ذكر الرمي من سورة البقرة، والظاهر أنه أراد أن يقول: إن كثيراً من أفعال الحج مذكور فيها، فكأنه قال: هذا مقام الذي أنزلت عليه أحكام المناسك، منبهاً بذلك على أن أفعال الحج توقيفية. وقيل: خص البقرة بذلك لطولها وعظم قدرها وكثرة ما فيها من الأحكام، أو أشار بذلك إلى أنه يشرع الوقوف عندها بقدر سورة البقرة، والله أعلم. (3) أخرجه البخاري 3 / 463 و 464 في الحج، باب رمي الجمار من بطن الوادي، وباب رمي الجمار بسبع حصيات، وباب من رمى جمرة العقبة فجعل البيت عن يساره، وباب يكبر مع كل حصاة، ومسلم رقم (1296) في الحج، باب رمي جمرة العقبة من بطن الوادي، والترمذي رقم (901) في الحج، باب ما جاء في كيف ترمى الجمار، وأبو داود رقم (1974) في المناسك، باب في رمي الجمار، والنسائي 5 / 273 و 274 في الحج، باب المكان الذي ترمى منه جمرة العقبة. قال الحافظ: واستدل بهذا الحديث على اشتراط رمي الجمرات واحدة واحدة، لقوله: يكبر مع كل حصاة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " خذوا عني مناسككم " وخالف في ذلك عطاء وصاحبه أبو حنيفة فقالا: لو رمى السبعة دفعة واحدة أجزأه، وفيه ما كان الصحابة عليه من مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم في كل حركة وهيأة، ولا سيما في أعمال الحج، وفيه التكبير عند رمي حصى الجمار، وأجمعوا على أن من لم يكبر، فلا شيء عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحمدي (111) قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت الأعمش، وأحمد (1/374) (3548) قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا مغيرة. وفي (1/408) (3874) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان عن الأعمش. وفي (1/415) (3941) قال: حدثنا روح، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة (قال روح) حدثنا الحكم. وفي (1/415) (3942) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد، عن حماد، وفي (1/422) (4002) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان عن الأعمش. وفي (1/436) (4150) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (1/456) (4359) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/457) (3470) قال: حدثنا سليمان بن حيان، قال: أخبرنا الأعمش، والبخاري (2/217) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش. وفي (2/218) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (2/218) قال: حدثنا مسدد، عن عبد الواحد، قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (4/78) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا ابن مُسْهر، عن الأعمش.. وفي (4/79) قال: حدثني يعقوب الدورقي، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، كلاهما عن الأعمش. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غُندر، عن شعبة، عن الحكم (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. (ح) وحدثنا عُبيدالله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وأبو داود (1974) قال: حدثنا حفص بن عمر، ومسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا شعبة، عن الحكم. والنسائي (5/273) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني، ومالك بن الخليل، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن الحكم، ومنصور. وفي (5/274) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، عن هشيم، عن مغيرة. وفي (5/274) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: أنبأنا ابن أبي زائدة، قال: حدثنا الأعمش. وابن خزيمة (2879) قال: حدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، وفي (2880) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. (ح) وحدثنا الزعفراني، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن الحكم، ومنصور. خمستهم -الأعمش، ومغيرة، والحكم، وحماد بن أبي سليمان، ومنصور- عن إبراهيم بن يزيد النخعي. 2 - وأخرجه أحمد (1/427) (4061) قال: حدثنا جرير، عن ليث، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد. 3 - وأخرجه أحمد (1/430) (4089) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/432) (4117) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (3030) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (901) قال: حدثنا يوسف ابن عيسى، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - يحيى، ووكيع- عن المسعودي، عن جامع بن شداد أبي صخرة. 4 - وأخرجه أحمد (1/458) (4378) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن سحاق، قال: حدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي. 5 - وأخرجه مسلم (4/79) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، والنسائي (5/273) قال: أخبرنا هناد بن السري. ثلاثتهم - أبو بكر، ويحيى، وهناد- عن يحيى بن يعلى أبي المحياة، عن سلمة بن كهيل. خمستهم -إبراهيم، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد، وجامع بن شداد، وعبد الرحمن بن الأسود، وسلمة بن كهيل- عن عبد الرحمن بن يزيد فذكره. الحديث: 1567 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 1568 - (د س) أبو مجلز قال: «سألتُ ابنَ عبَّاس -رضي الله [ص: 277] عنهما- عن شيءٍ من أمرِ الجمار؟ فقال: ما أدري: رماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بستٍ، أو سبعٍ» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجِمَار) : الحصى الصغار، وبه سميت جمار مكة، وهي المواضع المعروفة بمنى تُرمى بالجمار.   (1) أخرجه أبو داود رقم (1977) في المناسك، باب في رمي الجمار، والنسائي 5 / 275 في عدد الحصى التي رمى بها الجمار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/372) (3522) قال: حدثنا روح، وأبو داود (1977) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن المبارك، قال: حدثنا خالد بن الحارث، والنسائي (5/275) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد كلاهما -روح، وخالد- قالا: حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا مجلز فذكره. في رواية روح: «أن رجلا أتى ابن عباس فقال: إني رميت بست أو سبع ... الحديث» . الحديث: 1568 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 1569 - (س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «رَجعْنا في الحجَّةِ مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وبعضُنا يقول: رمَيْتُ بسَبْعٍ، وبعضُنا يقول: رمَيْتُ بستٍ فلم يَعِبْ بَعْضُهم على بعض» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 275 في الحج، باب عدد الحصى التي يرمى بها الجمار، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/168) (1439) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الوارث، والنسائي (5/275) قال: أخبرني يحيى بن موسى البلخي قال: حدثنا سفيان بن عيينة كلاهما -عبد الوارث، وسفيان- عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فذكره. الحديث: 1569 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 1570 - (ط) مالك بن أنس بلغَهُ: «أنَّ عُمَرَ بن الخطاب - رضي الله عنه- كان يَقِفُ عند الجمرتين وقوفاً طويلاً، حتى يَمَلَّ الْقَائِمُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 406 في الحج، باب رمي الجمار، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": أخرجه عبد الرزاق بسنده عن سليمان بن ربيعة أن عمر بن الخطاب ... الخ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في (الموطأ) بشرح الزرقاني (2/490) . قال الزرقاني: أخرجه عبد الرزاق بسنده عن سليمان بن ربيعة أن عمر بن الخطاب. الحديث: 1570 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 1571 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم- «أنَّ ابنَ عمر كان يَقِفُ عند الجمرتين الأُولييْن وقوفاً طويلاً، يُكَبِّرَ الله، [ص: 278] ويُسبِّحُهُ، ويَحْمَدُهُ، ويدعو الله، ولا يقفُ عند جمرة العقبة» . وفي رواية: «أَنَّ ابنَ عمر كان يُكَبِّرُ عند رمي الجمرةِ كُلَّما رمى بِحصاةٍ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1/ 407 في الحج، باب رمي الجمار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في (الموطأ) بشرح الزرقاني (2/490) عن نافع أن عبد الله بن عمر فذكره. الحديث: 1571 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 1572 - (س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- غَدَاةَ العقبَةِ، وهو على راحتله: «هاتِ، الْقُط لي، فَلَقَطْتُ حَصياتٍ من حصى الْخَذْفِ، فلمَّا وَضَعْتُهنَّ في يده، قال: بأمثالِ هؤلاءِ، وإياكم والغُلُوَّ في الدِّين، فإنما هلكَ من كان قبلكم بالْغُلُوِّ في الدِّين» (1) أخرجه النسائي (2) .   (1) في النسائي المطبوع: إنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. (2) 5 / 268 في الحج، باب التقاط الحصى، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/215) (1851) قال: حدثنا هشيم، وابن ماجة (3029) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة، والنسائي (5/268) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن عُلية. وفي (5/269) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، وابن خزيمة (2867) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عديّ، ومحمد بن جعفر، وعبد الوهاب بن عبد المجيد. سبعتهم -هشيم، وأبو أسامة، وابن عُلية، ويحيى، وابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر، وعبد الوهاب- عن عوف بن أبي جميلة، قال: حدثنا زياد بن حصين، عن أبي العالية، فذكره. (*) أخرجه أحمد (1/347) (3248) قال: حدثنا يحيى، وإسماعيل، وابن خزيمة (2868) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى، وإسماعيل- قالا: حدثنا عوف، قال: حدثني زياد بن حصين، عن أبي العالية الرياحي، عن ابن عباس، -قال يحيى: لا يدرى عوف، عبد الله أو الفضل- فذكر الحديث. وفي رواية ابن خزيمة: (قال عوف: لا أدري الفضل، أو عبد الله بن عباس) . الحديث: 1572 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 الفصل الثاني: في وقت الرمي 1573 - (م ت د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يرمي يومَ النَّحرِ ضُحى، وأمَّا بعد ذلك، فبَعْدَ [ص: 279] زوال الشَّمسِ» . أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي (1) . وأخرجه البخاري تعليقاً (2) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1299) في الحج، باب استحباب كون حصى الجمار بقدر حصى الخذف، والترمذي رقم (894) في الحج، باب ما جاء في رمي يوم النحر ضحى، وأبو داود رقم (1971) في المناسك، باب في رمي الجمار، والنسائي 5 / 270 في الحج، باب وقت رمي جمرة العقبة يوم النحر. (2) 3 / 462 في الحج، باب رمي الجمار. وقال الحافظ في " الفتح ": وصله مسلم، وابن خزيمة وابن حبان من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن جابر ... فذكره، وقد تقدم تخريجه في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/312) قال: حدثنا ابن إدريس، وفي (3/319) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/399) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -، والدارمي (1902) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. ومسلم (4/80) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، وابن إدريس. (ح) وحدثناه علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى. وأبو داود (1971) قال: حدثنا أحمد ابن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (3053) قال: حدثنا حرملة بن يحيى المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. والترمذي (894) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى بن يونس. والنسائي (5/270) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم الثقفي المروزي، قال: أنبأنا عبد الله بن إدريس. وابن خزيمة (، 2876 2968) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى. (ح) وحدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد - يعني ابن بكر -، وفي (2968) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثني ابن إدريس. ثمانيتهم - ابن إدريس، ويحيى، وحماد، وعبيد الله، وأبو خالد، وعيسى، وابن وهب، وابن بكر - عن ابن جريج. 2 - وأخرجه أحمد (3/341) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. كلاهما - ابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1573 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 1574 - (خ ط د) وبرة بن عبد الرحمن السلمي قال: «سألتُ ابنَ عمر -رضي الله عنهما-: متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمَامُكَ فَارْمِهْ (1) فأَعدتُ عليه المسألة؟ فقال: كُنَّا نَتَحَيَّنُ، فإذا زَالت الشَّمسُ رَمَيْنَا» . أخرجه البخاري وأبو داود. وفي رواية الموطأ عن نافع أنَّ ابنَ عمر كان يقول: «لا تُرْمى الجمارُ في الأيام الثلاثةِ حتى تزول الشمسُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نتحين) : تحينت الوقت: أي طلبتُ الحين، وهو الوقت.   (1) بهاء ساكنة للسكت. (2) أخرجه البخاري 3 / 462 في الحج، باب رمي الجمار، والموطأ 1 / 408 في الحج، باب الرخصة في رمي الجمار، وأبو داود رقم (1972) في المناسك، باب في رمي الجمار، قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث دليل على أن السنة أن يرمي الجمار في غير يوم الأضحى بعد الزوال، وبه قال الجمهور، وخالف فيه عطاء وطاوس فقالا: يجوز قبل الزوال مطلقاً، ورخص الحنفية في الرمي في يوم النفر قبل الزوال. وقال إسحاق: إن رمى قبل الزوال أعاد، إلا في اليوم الثالث فيجزئه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/217) قال: حدثنا أبو نعيم، وأبو داود (1972) قال: حدثنا عبد الله ابن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - أبو نعيم، وسفيان- عن مسعر، عن وبرة بن عبد الرحمن فذكره. الحديث: 1574 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 1575 - (ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «كان يَرمي الجِمار إذا زالت الشَّمسُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (898) في الحج، باب ما جاء في الرمي بعد زوال الشمس، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند رقم (2231) و (2635) ، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/328) (3039) ، (1/290) (2635) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الحجاج. وفي (1/248) (2231) قال: حدثنا نصر بن باب، قال: حدثنا الحجاج. وابن ماجة (3054) قال: حدثنا جُبارة بن المُغَلّس، قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة أبو شيبة، والترمذي (898) قال: حدثنا أحمد بن عَبْدة الضبي البصري، قال: حدثنا زياد بن عبد الله، عن الحجاج. كلاهما - الحجاج، وأبو شيبة - عن الحكم بن عُتيبة، عن مقسم، فذكره. زاد أبو شيبة: «قَدر ما إذا فرغ من رميه، صلى الظهر» . الحديث: 1575 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 1576 - (ط) نافع - مولى ابن عمر-رضي الله عنهما- «أنَّ ابْنَةَ أخٍ لصفيَّةَ بنتِ أبي عُبيْدٍ -امرأةِ عبد الله بن عمر- نُفِسَت بالمُزْدَلفةِ، فَتَخَلَّفَتْ هي وَصَفِيَّةُ، حتى أَتَتَا مِنَى، بعد أنْ غَرَبَتْ الشَّمسُ من يَوْمِ النَّحْر، فأمرهما ابنُ عمر: أنْ تَرْميا حين قَدِمتا مِنَى (1) ، ولم يَرَ عليهما شيئاً» أخرجه الموطأ (2) .   (1) في الموطأ المطبوع: أن ترميا حين أتتا. (2) 1 / 409 في الحج، باب الرخصة في رمي الجمار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/495) عن أبي بكر بن نافع عن أبيه فذكره. الحديث: 1576 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 1577 - (ط ت د س) أبو البداح عاصم بن عدي -رحمه الله- عن أبيه: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: «رخَّصَ لِرِعَاءِ الإبل في البَيْتُوتَةِ عن مِنى، يَرمونَ يومَ النَّحرِ، ثم يَرْمُونَ الغَدَ، ومِن بعدِ الغدِ لِيَوْمَيْنِ، ثم يَرمونَ يوْمَ النَّفْرِ» . قال مالك: تفسير ذلك - فيما نُرى، والله أعلم-: «أنهم يَرْمونَ يومَ النَّحرِ، فإذا مَضَى اليومُ الذي يَلي يومَ النَّحْرِ رَمَوْا من الغَدِ، وذلك يومُ النَّفْرِ الأول، ويَرْمُونَ لِلْيَومِ الذي مَضَى، ثم يَرْمُونَ ليومهم، ذلك لأنّهُ [ص: 281] لا يقضي أحَدٌ شيئاً حتى يجب عليه، فإذا وجبَ عليه وَمضى، كان القضاءُ بعد ذلك، فَإن بدا لهم في النَّفرِ فَقَدْ فَرَغُوا، وإن أَقاموا إلى الغد رَمَوْا مع الناس يوم النَّفْرِ الآخرِ، ونَفَرُوا» . أخرجه الموطأ. وفي رواية الترمذي قال: «أَرخص لِرِعَاءِ الإبلِ في البَيْتُوتَةِ عن مِنى، يَرمون يومَ النَّحرِ، ثم يَجمعونَ رَمْيَ يومين بعد يوم النحر، فيرمونه في أحدهما» . قال: قال مالك: ظَنَنْتُ: أنه قال: في الأول منهما، ثم يرمون يوم النَّفْرِ. وفي أخرى له ولأبي داود والنسائي: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ: أنْ يرموا يوماً، ويَدَعوا يوماً» . وفي أخرى للنسائي: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رخَّصَ لِلرِّعاء في البيْتُوتةِ، يرمون يوم النحرِ، واليَومين اللّذيْنِ بعده، يَجمعونهما في أحدهما» إسناد هذا الحديث في الموطأ: عن أبي البَدَّاح عاصم بن عدي عن أبيه. وفي نسخة أخرى: عن أبي البدَّاح بن عاصم بن عدي عن أبيه. وفي الترمذي: عن أبي البدَّاح بن عدي عن أبيه، وقال: وقد روى [ص: 282] مالك بن أنس عن أبي البدَّاح بن عاصم بن عَدِيٍّ عن أبيه. قال الترمذي: ورواية مالك أصح. وأخرجه أبو داود: عن أبي البداح بن عاصم عن أبيه. وأخرج أيضاً هو والترمذي، عن أبي البدَّاح بن عدي عن أبيه: الرواية الثانية. وأخرج النسائي مرةً: عن أبي البداح بن عدي عن أبيه، ومرةً: عن أبي البداح بن عاصم بن عدي عن أبيه (1) .   (1) أخرجه الموطأ 1 / 408 و 409 في الحج، باب الرخصة في رمي الجمار، والترمذي رقم (954) و (955) في الحج، باب ما جاء في الرخصة للرعاء أن يرموا يوماً، وأبو داود رقم (1975) و (1976) في المناسك، باب رمي الجمار، والنسائي 5 / 273 في الحج، باب رمي الرعاة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3036) و (3037) في المناسك، باب تأخير رمي الجمار من عذر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه مالك (الموطأ) (264) عن عبد الله بن أبي بكر، والحميدي (854) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر، وأحمد (5/450) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر. وفي (5/450) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر. وفي (5/450) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو، وأبو داود (1975) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك (ح) وحدثنا ابن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وفي (1976) قال: حدثنا مُسَدد، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر. وابن ماجة (3037) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا مالك بن أنس، (ح) وحدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، والترمذي (954) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. وفي (955) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مالك بن أنس، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، والنسائي (5/273) قال: أخبرنا الحسين بن حُريث، ومحمد بن المُثنى، عن سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحي، قال: حدثنا مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر، وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (45030) عن إسحاق بن منصور، عن ابن مهدي، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، وابن خزيمة (2976) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان عن عبد الله بن أبي بكر. وفي (2978) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلية، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن عبد الله بن أبي بكر، وفي (2979) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا أخبره، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد. كلاهما -عبد الله بن أبي بكر، ومحمد بن أبي بكر - عن أبيهما أبي بكر بن محمد بن عمرو بن. 2 - وأخرجه ابن ماجة (3036) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن خُزيمة (2977) قال: حدثنا علي ابن خشرم، كلاهما - أبو بكر، وعلي بن خشرم - قال أبو بكر: حدثنا. وقال ابن خشرم: أخبرنا سفيان ابن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر. كلاهما - أبو بكر بن محمد، وعبد الملك بن أبي بكر - عن أبي البداح بن عاصم بن عدي، فذكره. (*) أخرجه الدارمي (1903) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، وابن خزيمة (2975) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، كلاهما -عبد الله بن مسلمة، ووكيع- عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبي البداح بن عاصم، عن أبيه، فذكره. ليس فيه -أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم -. (*) وقال الدارمي: منهم من يقول: -عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن أبي البداح -. الحديث: 1577 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 1578 - (ط) نافع - مولى ابن عمر، أنَّ ابنَ عمر -رضي الله عنهما- كان يقول: «مَنْ غربتْ له الشمسُ من أوسط أيام التشريق وهو بمنَى، فلا يَنفِرنَّ حتى يرمي الجمارَ من الغَدِ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التشريق) : أيام التشريق: هي الأيام الثلاثة التي تلي عيد النحر، وإنما سميت بذلك لأنهم كانوا يُشرّقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقطعونها [ص: 283] ويقددونها، وتشريق اللحم: تقديده، وقيل: سميت بذلك لقولهم: أشرق ثبير كيما نغير، وقد مر ذكره، وقيل: سميت بذلك لأن الهدي لا ينحر حتى تُشرق الشمس (2) .   (1) 1 / 407 في الحج، باب رمي الجمار، وإسناده صحيح. (2) في اللسان: لأن لحم الأضاحي يشرق فيها للشمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/491) عن نافع أن عبد الله بن عمر فذكره. الحديث: 1578 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 282 الفصل الثالث: في الرمي: ماشياً، وراكباً 1579 - (ت د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رمى الجمارَ مَشى إليها ذاهباً وراجعاً» .أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: «أنَّ ابنَ عمر كان يأتي الجمارَ في الأيام الثلاثة بعد يوم النَّحرِ ماشياً: ذاهباً وراجعاً، ويُخبرُ: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك» (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (900) في الحج، باب ما جاء في رمي الجمار راكباً وماشياً، وأبو داود رقم (1969) في المناسك، باب رمي الجمار، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حسن صحيح، قال: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم. وقال بعضهم: يركب يوم النحر ويمشي في الأيام التي بعد يوم النحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/114) (5944) قال: حدثنا سُريج، قال: حدثنا عبد الله، وفي (2/138) (6222) قال: حدثنا نوح بن ميمون، قال: أخبرنا عبد الله -يعني ابن عُمر العُمري-، وفي (2/156) (6457) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا عبد الله. وأبو داود (1969) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا عبد الله -يعني ابن عمر-. والترمذي (900) قال حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا ابن نُمير، عن عُبيدالله بن عمر. كلاهما - عبد الله، وعُبيد الله، ابنا عُمر العُمريان- عن نافع، فذكره. الحديث: 1579 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 1580 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- «أنَّ الناس كانوا إذا رَمَوْا الجمارَ مَشَوْا ذاهبينَ وراجعين، وأَوَّل مَنْ ركِبَ: معاويةُ بن أبي [ص: 284] سفيان» (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": لعذره بالسمن، ولابن شيبة: أن جابر بن عبد الله كان لا يركب إلا من ضرورة. (2) 1 / 407 في الحج، باب رمي الجمار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/491) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه فذكره. قال الزرقاني: وقد روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن عمر وروى أبو داود عن ابن عمر أنه كان يأتي الجمار في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشيا ذاهبا وراجعا. الحديث: 1580 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 1581 - () عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رَمى يومَ النحرَ رَاكِباً، وسائرُ النَّاس مَاشياً» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله أخرجه. وهو عند أحمد في المسند بمعناه رقم (5944) من حديث ابن عمر أنه كان يرمي الجمرة يوم النحر راكباً، وسائر ذلك ماشياً، ويخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، وحديث ابن عمر المتقدم رقم (1580) بمعناه، وإسناده حسن. الحديث: 1581 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 1582 - (ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- مِثله، وزاد: «وكان يرمي الثلاثةَ الأيام بعد يوم النّحرِ، بعد الزوالِ» . وفي أخرى: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رمى الجمرةَ يومَ النحرِ راكِباً» . أخرج الترمذي: الرواية الثانية، وأخرج الأولى رزين (1) .   (1) رقم (899) في الحج، باب ما جاء في رمي الجمار راكباً وماشياً، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 1 / 232، وابن ماجة رقم (3034) في المناسك، باب في رمي الجمار راكباً، وفي سنده الحجاج بن أرطأة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله رقم (1580) ، والحديث الذي بعده رقم (1584) فالحديث حسن، ولذلك قال الترمذي: حديث حسن، والعمل عليه عند بعض أهل العلم. قال النووي: مذهب مالك والشافعي وغيرهما أنه يستحب لمن وصل منى راكباً أن يرمي جمرة العقبة يوم النحر راكباً، ولو رماها ماشياً جاز. وأما من وصلها ماشياً فيرميها ماشياً، وهذا في يوم النحر، وأما اليومان الأولان من أيام التشريق، فالسنة أن يرمي فيهما جميع الجمرات ماشياً، وفي اليوم الثالث: يرمي راكباً وينفر، هذا كله مذهب مالك والشافعي [ص: 285] وغيرهما، وقال أحمد وإسحاق: يستحب يوم النحر أن يرمي ماشياً، قال ابن المنذر: وكان ابن عمر وابن الزبير وسالم يرمون مشاة، قال: وأجمعوا على أن الرمي يجزئه على أي حال رماه إذا وقع في المرمى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/344) (3199) قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن حبيب، وابن ماجة (3039) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر قال: حدثنا حمزة بن الحارث بن عمير عن أبيه عن أيوب، والنسائي (5/268) قال: أخبرنا محمد بن بشار عن عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن حبيب وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (5485) عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم عن سفيان عن حبيب كلاهما - حبيب بن أبي ثابت، وأيوب- عن سعيد بن جبير فذكره. الحديث: 1582 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 1583 - (م د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَرمي على راحلته يومَ النَّحرِ، وهو يقول: خُذُوا (1) عَني مَناسِكَكُمْ، لا أدري لَعَلِّي لا أَحُجُّ بعد حَجَّتي هذه» (2) . أخرجه مسلم وأبو داود. وفي رواية النسائي: «فَإنِّي لا أدري؟ لَعَلي لا أعيشُ (3) بعدَ عَامي هذا» (4) .   (1) لفظه في مسلم وأبي داود: لتأخذوا، وقال النووي في " شرح مسلم ": هذه اللام لام الأمر. ومعناه: خذوا مناسككم، وتقديره: هذه الأمور التي أتيت بها في حجتي من الأقوال والأفعال والهيئات هي أمور الحج وصفته، وهي مناسككم فخذوها عني، واقبلوها واحفظوها، واعملوا بها وعلموها الناس. قال: وهذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج، وهو نحو قوله صلى الله عليه وسلم في الصلاة: " صلوا كما رأيتموني أصلي ". (2) قال النووي: فيه إشارة إلى توديعهم وإعلامهم بقرب وفاته صلى الله عليه وسلم، وحثهم على الاعتناء بالأخذ عنه، وانتهاز الفرصة من ملازمته وتعلم أمور الدين، وبهذا سميت حجة الوداع. (3) لفظه في نسخ النسائي المطبوعة والمخطوطة في دار الكتب الظاهرية: لعلي لا أحج. (4) أخرجه مسلم رقم (1297) في الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر، وأبو داود رقم (1970) في المناسك، باب في رمي الجمار، والنسائي 5 / 270 في الحج، باب الركوب إلى الجمار واستظلال المحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/301) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/،332 367) قال: حدثنا أبو أحمد. كلاهما -وكيع، وأبو أحمد- قالا: حدثنا سفيان. 2 - وأخرجه أحمد (3/318) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/378) قال: حدثنا محمد بن بكر. ومسلم (4/79) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، جميعا عن عيسى بن يونس، وأبو داود (1970) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (5/270) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن خزيمة (2877) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، (ح) وحدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد. ثلاثتهم -يحيى، ومحمد بن بكر، وعيسى- عن ابن جريج. 3 - وأخرجه أحمد (3/337) قال: حدثنا حسن بن موسى الأشيب، قال: حدثنا ابن لهيعة. ثلاثتهم - سفيان، وابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1583 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 1584 - (ت س) قدامة بن عبد الله (1) - رضي الله عنه - قال: [ص: 286] «رأَيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَرمي الجمارَ على ناقَتِهِ، ليس ضَرْبٌ ولا طَرْدٌ، ولا إليكَ إليكَ» . أخرجه الترمذي والنسائي. وزاد النسائي: «على ناقَةٍ له صَهْبَاءَ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صَهباء) : الصُّهْبة: من الألوان، وهي في الإبل: الذي يخالط بياضه حُمرة، وذلك أن يحمر أعلى الوَبر وتبيض أجوافه.   (1) هو قدامة بن عبد الله بن عمار بن معاوية العامري، الكلابي صحابي قليل الحديث، أسلم قديماً، وسكن مكة، ولم يهاجر، وشهد حجة الوداع. (2) أخرجه الترمذي رقم (903) في الحج، باب ما جاء في كراهية طرد الناس عند رمي الجمار، والنسائي 5 / 270 في الحج، باب الركوب إلى الجمار، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3035) في المناسك، باب رمي الجمار راكباً، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/412) قال: حدثنا موسى بن طارق أبو قرة الزبيدي، من أهل الحصيب، وإلى جانبها رمع، وهي قرية أبي موسى الأشعري. وكان أبو قرة قاضيا له باليمن. وفي (3/413) قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، (ح) وحدثنا قران.. وفيه أيضا (3/413) قال: حدثنا معتمر. والدارمي (1907) قال: أخبرنا أبو عاصم، والمؤمل وأبو نعيم. وابن ماجة (3035) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (903) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية. وعبد الله بن أحمد (3/413) قال: حدثني محرز بن عون، وعباد بن موسى. قالا: حدثنا قران بن تمام، والنسائي (5/270) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا وكيع. تسعتهم - موسى بن طارق، ووكيع، وأبو أحمد الزبيري، وقران، ومُعتمر، وأبو عاصم، ومؤمل، وأبو نعيم، ومروان- عن أيمن بن نابل، فذكره. الحديث: 1584 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 1585 - (د س) أم الحصين -رضي الله عنها - قالت: «حَجَجْنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حَجةَ الْودَاع، فرأيتُ أسامةُ وبلالاً، أحدهما: آخِذٌ بخِطامِ ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والآخر: رافعٌ ثَوبَهُ يَستُرُه من الحرِّ، حتى رَمى جمرةَ العقبة» . أخرجه أبو داود والنسائي. وزاد النسائي: «ثم خَطَبَ، فحمِدَ الله، وأثنى عليه، وذكر قولاً كثيراً» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (1834) في المناسك، باب في المحرم يظلل، والنسائي 5 / 269 و 270 في الحج، باب الركوب إلى الجمار واستظلال المحرم، وإسناده صحيح. وفي الحديث جواز تظليل المحرم على رأسه بثوب وغيره، وإلى ذلك ذهب الجمهور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/402) قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم. ومسلم (4/79) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا معقل. وفي (4/80) قال: حدثني أحمد بن حنبل. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم. وأبو داود (1834) قال: حدثنا أحمد ابن حنبل. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، والنسائي (5/269) قال: أخبرني عمرو بن هشام. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم. وابن خزيمة (2688) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيد الله - يعني ابن عمرو الرقي -. ثلاثتهم - أبو عبد الرحيم، ومعقل بن عبيد الله، وعبيد الله بن عمرو الرقي - عن زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن حصين، فذكره. الحديث: 1585 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 1586 - (د) سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه - هي أُمُّ جُنْدُب -رضي الله عنهما- قالت: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَرمي الجمرةَ مِنْ بَطْنِ الوادي وهو راكبٌ، يُكبِّرُ مع كُلِّ حصاةٍ، ورجلٌ من خلفه يَسْتُرهُ، فسألتُ عن الرجل؟ فقالوا: الفَضْلُ بْنُ عباس وازدحَمَ النَّاسُ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: يا أيها الناسُ، لا يَقْتُلْ بَعضُكم بَعضاً، وإذا رَمَيْتُمُ الجمرة فَارْمُوا بمثل حصى الخذف» . وفي رواية مختصراً قالت: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عند جمرة العقبة راكباً، رأيتُ بين أصَابعه حجَراً، فرمى، ورمى النَّاسُ» . زاد في أخرى: «ولم يقم عندها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1966) و (1967) و (1968) في المناسك، باب في رمي الجمار، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف كبر فتغير حتى صار يتلقن، كما قال الحافظ في " التقريب ". وسليمان بن عمرو بن الأحوص لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (358) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/503) قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (3/503) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (3/503) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/270) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/،379 6/376) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/379) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا يزيد بن عطاء. وفي (6/379) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. وعبد بن حميد (1567) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. وأبو داود (1966) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي. قال: حدثني علي بن مسهر. وفي (1967) قال: حدثنا أبو ثور إبراهيم بن خالد ووهب بن بيان. قالا: حدثنا عبيدة. وفي (1968) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن إدريس. وابن ماجة (،3028 3031) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (3031) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. عشرتهم - سفيان، وابن فضيل، ومعمر، وشعبة، ويزيد بن عطاء، وأبو عوانة، وعبد الرحيم، وعلي بن مسهر، وعبيدة، وابن إدريس- عن يزيد بن أبي زياد، أنه سمع سليمان بن عمرو بن الأحوص، فذكره. الحديث: 1586 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة 1587 - (م) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «الاسْتجْمَارُ تَوٌّ، ورَمْيُ الجمار تَوٌّ، والسَّعْيُ بين الصَّفا والمروة توٌّ، [ص: 288] والطواف تَوٌّ، وإذا اسْتَجْمَرَ أحَدُكم، فَليَستَجْمِرْ بتَوٍّ» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الاستجمار: رمي الجمار، واستعمال الحجارة في الاستنجاء أيضاً. تَوّ: التو: الفَرْدُ.   (1) رقم (1300) في الحج، باب بيان أن حصى الجمار سبع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (4/80) قال: حدثني سلمة بن شبيب قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل، وهو ابن عبيد الجزري، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1587 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 1588 - (م ت س) جابر - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: رمى الجمرةَ بمثلِ حَصَى الخَذْف» .أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1299) في الحج، باب استحباب كون حصى الجمار بقدر حصى الخذف، والترمذي رقم (897) في الحج، باب ما جاء أن الجمار التي يرمى بها مثل حصى الخذف، والنسائي 5 / 274 في الحج، باب المكان الذي ترمى منه جمرة العقبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في المناسك (52) ، عن محمد بن حاتم، وعبد بن حميد كلاهما عن محمد بن بكر،، الترمذي، والنسائي جميعا فيه (المناسك ت 61، س 2267: 6) عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد كلاهما عنه به، وقال: الترمذي: حسن صحيح. الأشراف (2/318) . الحديث: 1588 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 1589 - () عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «كان يقول حين يَرمي الجمارَ: اللهمَّ حَجٌّ مبرورٌ، وذَنبٌ مَغْفُورٌ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره محب الدين الطبري في كتابه " القرى لقاصد أم القرى " عن ابن عمر، وابن مسعود، وذكر عن إبراهيم النخعي أنهم كانوا يحبون للرجل إذا رمى جمرة العقبة أن يقول: اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً ... ثم قال: أخرجه سعيد بن منصور. وذكر هذا الدعاء أيضاً ابن الجزري القارئ الشهير في كتابه " عدة الحصن الحصين " من رواية ابن أبي شيبة في المصنف. ورواه أحمد في المسند رقم (4061) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه انتهى إلى جمرة العقبة، فرمى من بطن الوادي بسبع حصيات وهو راكب، يكبر مع كل حصاة، وقال: اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً " ثم قال: هاهنا كان يقوم الذي أنزلت عليه سورة البقرة. وإسناده حسن، وخص سورة البقرة بالذكر، لأن معظم أحكام الحج فيها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] .في رواية رزين، ولم أقف عليه الحديث: 1589 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 1590 - () عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «لولا مَا يُرفَعُ الذي يُتَقبَّلُ من الجمارِ كانت أَعظمَ من ثبيرٍ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد أورده المنذري في " الترغيب والترهيب "، باب الترغيب في رمي الجمار وما جاء في رفعها 2 / 131 من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول هذه الجمار التي ترمى كل سنة، فنحسب أنها تنقص، قال: " ما يقبل منها رفع، ولولا ذلك لرأيتموها مثل الجبال ". قال: رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال: صحيح الإسناد. قال المنذري: وفي إسنادهما: يزيد بن سنان التميمي مختلف في توثيقه. اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في " التقريب ": ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أورده المنذري في الترغيب والترهيب باب الترغيب في رمي الجمار، وما جاء في رفعها (2/187) من حديث أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله هذه الجمار التي ترمى كل سنة فنحسب أنها تنقص، قال: «ما تقبل منها رفع ولولا ذلك رأيتموها مثل الجبال» قال: رواه الطبراني في الأوسط والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، قال: المملي -رحمه الله-: وفي إسنادهما يزيد بن سنان التميلي مختلف في توثيقه وقال الهيثمي فيه يزيد بن سنان التميمي وهو ضعيف. المجمع (3/260) . الحديث: 1590 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 الباب السابع: في الحلق والتقصير 1591 - (خ م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «أتَى مِنَى، فَأَتَى الْجَمْرَةَ فَرَماهَا، ثم أتَى مَنْزِلَه بِمنى، ونَحَرَ، ثم قال لِلحلاقِ (1) : خُذْ، وأشارَ إلى جانبِهِ الأيمنِ، ثم الأَيسَرِ، ثم جعل يُعطِيه الناسَ» . [ص: 290] وفي رواية: «أنَّهُ قال للحلاق: ها، وأشار بيده إلى الجانب الأيمن، فقسم شعرهُ بين مَنْ يَليهِ، ثم أشارَ إلى الحلاقِ إلى الجانب الأيسَرِ، فَحَلَقَهُ، فأعطاهُ أُمَّ سُلَيمٍ» . وفي أخرى: أنه قال: «فَبَدَأ بالشِّقِّ الأيمن، فوزَّعَهُ: الشَّعرَةَ والشَّعْرَتَيْنِ بين النَّاس، ثم قال: بالأيسَرِ، فَصنَعَ مثلَ ذلك، ثم قال: ها هنا أبو طلحة؟ فدفعه إلى أبي طلحة» . وفي أخرى له: «أنَّهُ رمى جمرة العقبة، ثم انصرف إلى البُدْنِ فَنحرَها والحجَّامُ جالسٌ، وقال بيده- عن رأسه - فحلَقَ شِقَّهُ الأيمنَ فقسمه بين مَنْ يليه، ثم قال: احْلِقْ الشِّقَّ الآخرَ، فقال: أيْنَ أَبُو طلحَةَ؟ فأعطاه إياه» . وفي أخرى: «أنَّه لمَّا رمى الجمرةَ، ونَحَرَ نُسُكَهُ وحَلَق، ناوَلَ الحلاقَ شِقَّهُ الأيمن فحلقه. ثم دعا أبا طلحة الأنصاريَّ فأعطاه إياهُ، ثم نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأيسَرَ، فقال: احْلِقْ، فحلقه، فأعطاه أبا طلحة فقال: اقْسِمْهُ بين الناس» . وفي أخرى: «أنه لمَّا حلق رأَسَهُ كان أبو طلحةَ أوَّلَ مَنْ أخذَ مِنْ شَعْرِهِ» . هذه روايات البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي منها: الرواية الخامسة. وأخرج أبو داود منها: الرواية الثالثة، وأولُ روايته: أنَّ رسول الله [ص: 291] صلى الله عليه وسلم- «رمى جَمْرة العقبة يومَ النَّحرِ، ثم رجع إلى مَنْزِلِهِ بِمنَى، فَدَعَا بذبحٍ، فَذَبَحَهُ، ثم دعا بالحلاق ... وذكر نحوها» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَوزَّعَه) : توزيع الشيء: قسمته وتفريقه. (البُدْنُ) : جمع بدنة، وهي ما يهدى إلى البيت من الإبل والبقر، وقيل: من الإبل خاصة. (نُسُكَهُ) : النُّسُكُ هنا: الذبيحة. (بذبح) : بكسر الذال ما يُذْبَح، وهو المراد هنا - وبفتح الذال -: الفعل.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": اختلف في اسم الرجل الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فالصحيح المشهور: أنه معمر بن عبد الله العدوي. وفي " صحيح البخاري " قال: " زعموا أنه معمر بن عبد الله "، وقيل: اسمه خراش بن أمية بن ربيعة الكليبي: بضم الكاف، منسوب إلى كليب بن حبشية. والله أعلم. اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في " أسد الغابة ": وهو الذي حلق للنبي الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية. وقال في " الإصابة " عن ابن السكن أنه " حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة في عمرة القضية " وفي " الاستيعاب " لابن عبد البر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه يوم الحديبية سفيراً إلى قريش، فآذته قريش، وأرادوا قتله فمنعته الأحابيش، فبعث بعده عثمان ". (2) البخاري 1 / 228 في الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، ومسلم رقم (1305) في الحج، باب بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق، والترمذي رقم (912) في الحج، باب ما جاء بأي جانب الرأس يبدأ في الحلق، وأبو داود رقم (1981) في المناسك، باب الحلق والتقصير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (1220) ، وأحمد (3/111) ، ومسلم (4/82) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وأبو داود (1982) قال: حدثنا عبيد بن هشام، وعمرو بن عثمان، والترمذي (912) قال: حدثنا أبو عمار الحسين ابن حريث، وفي (912) أيضا قال: حدثنا ابن أبي عمر، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1456) عن الحسين بن حريث. وابن خزيمة (2928) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى. سبعتهم -الحميدي، وأحمد، وابن أبي عمر، وعبيد بن هشام، وعمرو بن عثمان، والحسين بن حريث، وزياد ابن يحيى - عن سفيان بن عُيينة. وأخرجه أحمد (3/208) قال: حدثنا روح. وأخرجه أحمد (3/214) ، وعبد بن حميد (1219) قالا: حدثنا وهب بن جرير. وأخرجه مسلم (4/82) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وفي (4/82) قال أيضا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير، وأبو كريب، وأبو داود (1981) قال: حدثنا محمد بن العلاء. أربعتهم - يحيى، وأبو بكر، وابن نمير، وأبو كريب محمد بن العلاء- قالوا: أخبرنا حفص بن غياث. وأخرجه مسلم (4/82) قال: حدثنا محمد بن المثنى، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1456) عن إسحاق بن إبراهيم كلاهما - ابن المثنى، وإسحاق- عن عبد الأعلى، خمستهم -سفيان، وروح، ووهب، وحفص، وعبد الأعلى- عن هشام بن حسان. 2 - وأخرجه أحمد (3/256) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب، وهشام ابن حسان. كلاهما - هشام، وأيوب- عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 1591 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 1592 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «حَلَقَ في حجَّةِ الْوَدَاعِ وأُناساً من أصحابه، وقَصَّرَ بَعْضُهُمْ» . هذه رواية البخاري ومسلم والترمذي. وفي رواية للبخاري ومسلم أيضاً، وأبي داود إلى قوله: «حجَّة الوداع» . لَم يَزدْ (1) .   (1) أخرجه البخاري 3/ 448 في الحج، باب الحلق والتقصير عند الإحلال، والمغازي باب حجة الوداع، ومسلم رقم (1304) في الحج، باب تفضيل الحلق على التقصير، والترمذي رقم (913) في الحج، باب ما جاء في الحلق والتقصير، وأبو داود رقم (1980) في المناسك، باب الحلق والتقصير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/33) (4890) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. 2 - وأخرجه أحمد (2/88) (5614) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، وفي (2/128) (6115) قال: حدثنا شجاع بن الوليد، وعبد بن حُميد (772) قال: حدثني أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، والبخاري (5/225) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة. وفي (5/225) قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا ابن جريج،ومسلم (4/81) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن القاريُّ. (ح) وحدثنا قُتيبة، قال: حدثنا حاتم - يعني ابن إسماعيل-، وأبو داود (1980) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا يعقوب، وابن خُزيمة (2930) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جُريج، وفي (3024) قال: حدثنا علي بن خَشرم، قال: أخبرنا عيسى، عن ابن جُريج. ستتهم - ابن جريج، وشجاع بن الوليد، وزهير، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ويعقوب بن عبد الرحمن، وحاتم بن إسماعيل- عن موسى ابن عقبة. 3 - وأخرجه البخاري (2/213) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. 4 - وأخرجه البخاري (2/213) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا جويرية بن أسماء. أربعتهم - أيوب، وموسى بن عقبة، وشعيب بن أبي حمزة، وجُويرية بن أسماء - عن نافع، فذكره. (*) في رواية موسى بن عقبة عند ابن خزيمة (2930) فيها زيادة: ... «وزعموا أن الذي حلق النبي -صلى الله عليه وسلم- معمر بن عبد الله بن نَضْلَةَ بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن عدي بن كعب» . (*) في رواية موسى بن عقبة عند ابن خُزيمة (3024) زاد:وكان الناس يحلقون في الحج، ثم يعتمرون عند النفر، فيقول:ما يحلق هذا؟ فنقول لأحدهم: أَمِرِّ المُوسَى على رأسك. وباقي الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 1592 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 1593 - (خ م د س) معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- قال: «قَصَّرتُ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- (1) بِمشْقَصٍ» هذه رواية البخاري ومسلم. وزاد أبو داود فيها «على المروةِ» . وفي أخرى له وللنسائي: قال: «رأيتُهُ يُقَصِّرُ على المروةِ بِمشْقَصٍ» . وفي أخرى له: «أنه قال لابن عباس: أما علمتَ: أنِّي قَصَّرْتُ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بِمشْقَصِ أعْرَابي على المروة لحجَّتِهِ؟» . [وفي أخرى لمسلم عن طاوس قال: قال ابن عباس: قال لي معاوية: «أعَلِمْتَ: أنِّي قَدْ قَصَّرْتُ من رأسِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عند المروة بِمشْقَصٍ؟ فقلت له: لا أعلم هذا إلا حُجَّةً عليك» . أخرجه مسلم في «صحيحه» ] (2) . [ص: 293] وفي أخرى للنسائي: «أنَّهُ قَصَّرَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بِمشقْصٍ في عُمرةٍ على المروة» . وفي أخرى له قال: «أخذتُ من أطراف شَعْرِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بِمشْقصٍ كانَ مَعي، بعدما طَافَ بالبيت، وبالصَّفا والمروة، في أيام الْعَشرِ» (3) . [ص: 294] قال قيسٌ: والناسُ يُنكِرون هذا على مَعاوية. وفي رواية طاوس قال: قال معاويةُ لابن عبَّاسٍ: «أعَلمْتَ: أني قَصَّرْتُ من رأس النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عند المروة؟ فقال: لا، يقول ابنُ عباسٍ هذه على معاوية: أنْ ينْهى النَّاسَ عن الْمُتْعَةِ، وقد تَمتَّعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- (4) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَصَّرْتُ) : التقصير: أخذ أطراف الشعر بمقص أو غيره. (بِمشْقَص) : المِشقَصُ: نصل طويل ليس بالعريض، وقيل: هو سهم له نصل عريض، وقيل: أراد هاهنا بالمشقص: الجلم، وهو أشبه بهذا الحديث.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": أخذت من شعر رأسه، وهو يشعر بأن ذلك كان في نسك، إما في حج أو عمرة، وقد ثبت أنه حلق في حجته فتعين أن يكون في عمرة. (2) هذه الرواية ليست في الأصل، وقد استدركناها من المطبوع ومن نسخ صحيح مسلم. قال النووي في " شرح مسلم ": وهذا الحديث محمول على أنه قصر عن النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة الجعرانة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان قارناً كما سبق إيضاحه، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم حلق بمنى، وفرق أبو طلحة رضي الله عنه شعره بين الناس، فلا يجوز حمل تقصير معاوية على حجة الوداع، ولا يصح حمله أيضاً على عمرة القضاء الواقعة سنة سبع من الهجرة، لأن معاوية لم يكن يومئذ مسلماً، إنما أسلم يوم الفتح سنة ثمان. هذا هو الصحيح المشهور، ولا يصح قول من حمله على حجة الوداع، وزعم أنه صلى الله عليه وسلم كان متمتعاً؛ لأن هذا غلط فاحش، فقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة السابقة في مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: ما شأن الناس حلوا ولم تحل أنت؟ فقال: " إني لبدت رأسي، وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر الهدي ". وفي رواية " حتى أحل من الحج " والله أعلم. [ص: 293] وقال الحافظ في الفتح 3 / 450: والذي رجحه النووي من كون معاوية إنما أسلم يوم الفتح صحيح من حيث السند، لكن يمكن الجمع بأنه كان أسلم خفية وكان يكتم إسلامه، ولم يتمكن من إظهاره إلا يوم الفتح. وقد أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق من ترجمة معاوية تصريح معاوية بأنه أسلم بين الحديبية والقضية، وأنه كان يخفي إسلامه خوفاً من أبويه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل في عمرة القضية مكة خرج أكثر أهلها عنها حتى لا ينظرونه وأصحابه يطوفون بالبيت، فلعل معاوية كان ممن تخلف بمكة لسبب اقتضاه، ولا يعارضه أيضاً قول سعد بن أبي وقاص فيما أخرجه مسلم وغيره " فعلناها - يعني العمرة - في أشهر الحج وهذا يومئذ كافر بالعرش " يعني بيوت مكة، يشير إلى معاوية؛ لأنه يحمل على أنه أخبر بما استصحبه من حاله ولم يطلع على إسلامه لكونه كان يخفيه. ويعكر على ما جوزه - أن تقصيره كان في عمرة الجعرانة - أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب من الجعرانة بعد أن أحرم بعمرة ولم يستصحب أحداً معه إلا بعض أصحابه المهاجرين، فقدم مكة فطاف وسعى وحلق ورجع إلى الجعرانة فأصبح بها كبائت، فخفيت عمرته على كثير من الناس. كذا أخرجه الترمذي وغيره، ولم يعدوا معاوية فيمن صحبه حينئذ، ولا كان معاوية فيمن تخلف عنه بمكة في غزوة حنين حتى يقال: لعله وجده بمكة، بل كان مع القوم، وأعطاه مثل ما أعطى أباه من الغنيمة مع جملة المؤلفين، وأخرج الحاكم في " الإكليل " في آخر قصة غزوة حنين أن الذي حلق رأسه صلى الله عليه وسلم في عمرته التي اعتمرها من الجعرانة أبو هند عبد بني بياضة، فإن ثبت هذا، وثبت أن معاوية كان حينئذ معه، أو كان بمكة فقصر عنه بالمروة أمكن الجمع بأن يكون معاوية قصر عنه أولاً، وكان الحلاق غائباً في بعض حاجته، ثم حضر فأمره أن يكمل إزالة الشعر بالحلق؛ لأنه أفضل، ففعل، وإن ثبت أن ذلك كان في عمرة القضية وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - حلق فيها جاء هذا الاحتمال بعينه، وحصل التوفيق بين الأخبار كلها، قال الحافظ: وهذا مما فتح الله علي به في هذا الفتح، ولله الحمد، ثم لله الحمد أبداً. (3) في هذه الرواية نظر، كما قال الحافظ في " الفتح ": 3 / 452 و 453، ولذلك قال قيس بن سعد عقبها: والناس ينكرون ذلك. قال الحافظ: وأظن قيساً رواها بالمعنى ثم حدث بها فوقع له ذلك. (4) أخرجه البخاري 3 / 450 في الحج، باب الحلق والتقصير عند الإحلال، ومسلم رقم (1246) في الحج، باب التقصير في العمرة، وأبو داود رقم (1802) و (1803) في المناسك، باب في الإقران، والنسائي 5 / 244 و 245 في الحج، باب أين يقصر المعتمر، وباب كيف يقصر، وباب التمتع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (605) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن حجير، عن طاووس، وأحمد (4/، 95 102) قال: حدثنا أبو عمرو مروان بن شجاع الجزري، قال: حدثنا خصيف، عن مجاهد، وعطاء، وفي (4/96) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، (ح) وروح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاووس، وفي (4/98) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: حدثني حسن بن مسلم، عن طاووس، والبخاري (2/213) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاووس. ومسلم (4/58) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: حدثني الحسن بن مسلم، عن طاووس. وأبو داود (1802) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج، (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاووس. وفي (1803) قال: حدثنا الحسن بن علي، ومخلد بن خالد، ومحمد بن يحيى، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، وعبد الله بن أحمد (4/97) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس، وفي (4/97) قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وفي (4/97) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، عن جعفر، عن أبيه، وفي (4/102) قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطي قال: حدثنا مؤمل، وأبو أحمد، أو أحدهما، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، والنسائي (5/244) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، أن طاووسا أخبره، وفي (5/245) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، وفي الكبرى (الورقة 54- أ) قال: أخبرنا محمد بن أبان البلخي، قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاووس. أربعتهم - طاووس، ومجاهد، وعطاء، ومحمد بن علي- عن ابن عباس، فذكره. وأخرجه عبد الله بن أحمد (4/97) قال: حدثنا إسماعيل أبو معمر، ومحمد بن عباد. والنسائي (5/153) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - أبو معمر، ومحمد بن عباد، وعبد الله بن محمد- عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير عن طاووس قال: قال معاوية لابن عباس: أعلمت أني قصرت من رأس رسول الله عند المروة؟ قال: لا يقول ابن عباس هذا معاوية ينهى الناس عن المتعة، وقد تمتع النبي. الحديث: 1593 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 1594 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «مَنْ عقَص رأْسَهُ، أو ضفَرَ، أولبّدَ، فقد وجَبَ عليه الحلاقُ» (1) . وفي أخرى قال: «منْ ضَفرَ فليَحْلِقْ، ولا تُشَبِّهوا بالتَّلبيدِ» (2) . [ص: 295] أخرجه الموطأ (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَقَص) شعره: لواه على رأسه وأدخل أطرافه في أصوله لئلا ينتشر. (لَبَّدَ) : تلبيد الشعر: قد تقدم ذكره. وإنما جُعل على من لبد أو عقص أو ضفر: الحلق دون التقصير؛ لأن هذه الأشياء تقي شعره من الشعث والغبار، فجعل عليه الحلق عقوبة له.   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ولا يجزيه التقصير، وإلى ذلك ذهب الجمهور، منهم: مالك، والثوري، وأحمد، والشافعي في القديم، وقال في الجديد كالحنفية: لا يتعين إلا إن نذره، أو كان شعره خفيفاً لا يمكن تقصيره. (2) أي: لا تشبهوا الضفر بالتلبيد؛ لأنه أشد منه فيجوز التقصير عند عمر رضي الله عنه لمن لبد دون من ضفر. (3) 1 / 398 في الحج، باب التلبيد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/467) عن نافع عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب فذكره. الحديث: 1594 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 1595 - (ط) نافع مولى ابن عمر «أنَّ ابنَ عمر -رضي الله عنهما - كان إذا حَلقَ في حجٍّ أو عمرةٍ أَخَذَ من لحيته وشارِبهِ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 396 في الحج، باب التقصير، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/465) عن نافع. الحديث: 1595 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 1596 - (ط) نافع «أنَّ ابن عمر كانَ إذا أفطَرَ من رمضان، وهو يُريدُ الحجَّ، لم يَأْخُذ من رأسه ولا من لحيته شيئاً، حتى يَحجَّ» . قال مالك: وليس ذلك على الناس (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) لما فيه من المشقة القوية. (2) 1 / 396 في الحج، باب التقصير، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/465) عن نافع أن عبد الله بن عمر فذكره. الحديث: 1596 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 1597 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَيْسَ على النساءِ الحلقُ، وإنما على النساءِ التقصيرُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1985) في المناسك، باب الحلق والتقصير، وإسناده حسن، قال الشوكاني في " نيل الأوطار": وأخرجه الطبراني أيضاً، وقد قوى إسناده البخاري في التاريخ، وأبو حاتم في العلل، وحسنه الحافظ ابن حجر، وأعله ابن القطان، ورد عليه ابن المواق فأصاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1911) قال: أخبرنا علي بن عبد الله المدني، وأبو داود (1985) قال: حدثنا أبو يعقوب البغدادي، ثقة. كلاهما - علي بن عبد الله، وأبو يعقوب - قالا: حدثنا هشام بن يوسف،عن ابن جريج،عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة، عن صفية بنت شيبة، قالت: أخبرتني أم عثمان بنت أبي سفيان، فذكرته. (*) أخرجه أبو داود (1984) قال: حدثنا محمد بن الحسن العتكي، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا ابن جريج، قال: بلغني عن صفية بنت شيبة بن عثمان، قالت: أخبرتني أم عثمان، فذكرته. مثله. الحديث: 1597 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 1598 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «نَهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَنْ تَحْلِقَ الْمَرأةُ رَأسَها» . أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزينٌ في كتابه في الحجِّ والعمرةِ فقال: «إنما عليها التقصيرُ» .   (1) رقم (914) في الحج، باب ما جاء في كراهية الحلق للنساء، من حديث همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو مسنداً بذكر علي رضي الله عنه، ومرة مرسلاً من غير ذكر علي، وإسناده حسن، ويشهد له الحديث الذي قبله. قال الترمذي: وروي هذا الحديث عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها. قال: والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون على المرأة حلقاً، ويرون أن عليها التقصير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (914) ، والنسائي (8/130) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن موسى الحرشي، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن خلاس، فذكره. (*) أخرجه الترمذي (915) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود، عن همام، عن قتادة، عن خلاس نحوه. ولم يذكر فيه (عن علي) . الحديث: 1598 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 1599 - () عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «لمَّا حَالَ كُفَّارُ قُرَيْش دونَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- والبيت، نحَرَ بالحديبية، وحَلَقَ رأسَهُ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في رواية رزين، ولم أقف عليه. الحديث: 1599 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 1600 - () محمد بن المنكدر -رحمه الله- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لاَتُوضَعُ النواصي تَذَللاً، إلا لله تعالى، في حجٍّ أو عمرةٍ» . أخرجه (1) . [ص: 297] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّواصي) : جمع ناصية، وهي شعر مقدَّم الرأس.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو منقطع، فإن محمد بن المنكدر لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد توفي سنة 130 هـ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] . في رواية رزين، ولم أقف عليه. الحديث: 1600 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 1601 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم ارْحم المُحَلّقينَ، قالوا: والمقَصِّرينَ يا رسول الله؟ قال: اللهم ارحم المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: والمقصرين» (1) . قال البخاري (2) : وقال اللَّيثُ عن نافعٍ: «رَحِمَ الله المُحلِّقين: مرة، أو مَرَّتَيْنِ (3) . وقال عُبَيْدُ الله (4) : حَدَّثني نافع قال في الرابعة: والمُقصِّرينَ» (5) . [ص: 298] وفي روايةِ (6) قال: «حَلَقَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وحَلَقَ طائِفَةٌ من أصحابهِ، وقَصَّرَ بَعْضُهمْ، فقال رسول الله: رَحِمَ الله المُحَلِّقينَ، مرة أو مَرَّتينِ، ثم قال: والمُقصِّرين» . أخرج الأولى: البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود، والثانية: مسلم والترمذي (7) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ارحم المُحَلِّقين) : المُحَلِّقُون: الذين حلقوا شعورهم يوم النحر بمنى، والمُقصر: قد ذكر. قال الخطابي: وإنما خص المحلقين بالدعاء [ص: 299] وقدمهم أولاً؛ لأنه كان أكثر من أحرم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة ليس معهم هدي، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ساق الهدي، ومن كان معه هدي فإنه لا يحلق حتى ينحر هديه، فلما أمر من ليس معه هدي أن يحلق ويحل وجدوا من ذلك في أنفسهم، وأحبوا أن يأذن لهم في المُقام على إحرامهم حتى يكملوا الحج، وكانت طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولى بهم، فلما لم يكن لهم بد من الإحلال، كان التقصير في نفوسهم أخف من الحلق، فمالوا إلى التقصير، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك أخرهم في الدعاء، وقدم عليهم من حلق وبادر إلى الطاعة ثم جمعهم بعد في الدعاء.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: قال: والمقصرين. كذا في معظم الروايات عن مالك (يعني البخاري عن مالك عن نافع عن ابن عمر) إعادة ذلك الدعاء للمحلقين مرتين، وعطف المقصرين عليهم في المرة الثالثة، وانفرد يحيى بن بكير دون رواة الموطأ بإعادة ذلك ثلاث مرات، نبه عليه ابن عبد البر في " التقصي " وأغفله في " التمهيد " بل قال فيه: أنهم لم يختلفوا على مالك في ذلك. وقد راجعت أصل سماعي من موطأ يحيى بن بكير فوجدته كما قال في " التقصي ". (2) تعليقاً. (3) قال الحافظ في " الفتح ": وصله مسلم، ولفظه: " رحم الله المحلقين مرة أو مرتين، قالوا: والمقصرين؟ ، قال: والمقصرين "، والشك فيه من الليث، وإلا فأكثرهم موافق لما رواه مالك. (4) وهو العمري. (5) قال الحافظ في " الفتح ": وصلها مسلم من رواية عبد الوهاب الثقفي عنه باللفظ الذي علقه البخاري، وأخرجه أيضاً عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عنه بلفظ " رحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين؟ [ص: 298] فذكر مثل رواية مالك سواء، وزاد: قال: رحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: والمقصرين "، وبيان أن كونها في الرابعة، أن قوله: والمقصرين، معطوف على مقدر، تقديره: يرحم الله المحلقين، وإنما قال ذلك بعد أن دعا للمحلقين ثلاث مرات صريحاً، فيكون دعاؤه للمقصرين في الرابعة، وقد رواه أبو عوانة في مستخرجه من طريق الثوري عن عبيد الله بلفظ: " قال في الثالثة: والمقصرين " والجمع بينهما واضح، بأن من قال: في الرابعة، فعلى ما شرحناه، ومن قال: في الثالثة أراد أن قوله: " والمقصرين " معطوف على الدعوة الثالثة، أو أراد بالثالثة مسألة السائلين في ذلك، وكان صلى الله عليه وسلم لا يراجع بعد ثلاث كما ثبت، ولو لم يدع لهم بعد ثالث مسألة ما سألوه في ذلك، وأخرجه أحمد من طريق أيوب عن نافع بلفظ " اللهم اغفر للمحلقين. قالوا: وللمقصرين، حتى قالها ثلاثاً أو أربعاً، ثم قال: والمقصرين ". ورواية من جزم مقدمة على رواية من شك. (6) تعليقاً أيضاً. (7) أخرجه البخاري 3/ 447 في الحج، باب الحلق والتقصير عند الإحلال، ومسلم رقم (1301) في الحج، باب تفضيل الحلق على التقصير، والموطأ 1 / 395 في الحج، باب الحلاق، والترمذي رقم (913) في الحج، باب ما جاء في الحلق والتقصير، وأبو داود رقم (1979) في المناسك، باب الحلق والتقصير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (256) ، وأحمد (2/79) (5507) ، قال: حدثنا روح. وفي (2/138) (6234) قال: قرأت على عبد الرحمن، (ح) وحدثنا إسحاق بن عيسى، والبخاري (2/213) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم (4/81) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (1979) قال: حدثنا القعنبي، ستتهم -روح، وعبد الرحمن، وإسحاق بن عيسى، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مسلمة القعنبي- عن مالك. 2 - وأخرجه أحمد (2/16) (4657) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/141) (6269) قال: حدثنا ابن نُمير، ومسلم (4/81) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، وابن ماجة (3044) قال: حدثنا علي بن محمد، وأحمد بن أبي الحَواري الدمشقي، قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8219) عن أبي قدامة، عُبيدالله بن سعيد، عن يحيى، وابن خزيمة (2929) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي-. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن نمير، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي - عن عبيد الله بن عمر. 3 - وأخرجه أحمد (2/34) (4897) ، (2/151) (6384) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. 4 - وأخرجه أحمد (2/119) (6005) قال: حدثنا هاشم، ومسلم (4/80) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، (ح) وحدثنا قتيبة، والترمذي (913) قال: حدثنا قُتيبة، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8269) عن قتيبة، أربعتهم - هاشم بن القاسم، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، وقتيبة ابن سعيد- عن الليث. 5 - وأخرجه الدارمي (1912) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله. خمستهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وأيوب، والليث بن سعد، وعبد الله - عن نافع، فذكره. الحديث: 1601 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 297 1602 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اغْفرْ للمحلِّقين، قالوا: يارسول الله، والْمُقَصِّرين؟ قال: اللهم اغفر للمحلِّقين، قالوا: يا رسول الله، ولِلْمُقَصِّرين؟ قال: [اللهم اغْفِر للمحلقين، قالوا: يا رسول الله، وللْمُقَصِّرين؟ قال:] ولِلْمُقَصرينَ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) أخرجه البخاري 3/ 448 في الحج، باب الحلق والتقصير عند الإحلال، ومسلم رقم (1302) في الحج، باب تفضيل الحلق على التقصير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/231) والبخاري (2/213) قال: حدثنا عياش بن الوليد. ومسلم (4/81) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، وأبو كريب، وابن ماجة (3043) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وعلي بن محمد. سبعتهم - أحمد بن حنبل، وعياش بن الوليد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، وأبو كريب، وعلي بن محمد - عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، فذكره. ورواه أيضا عن أبي هريرة عبد الرحمن بن يعقوب: أخرجه أحمد (2/411) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ومسلم (4/81) قال: حدثني أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح. كلاهما - عبد الرحمن بن إبراهيم، وروح - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1602 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 1603 - (م) أم الحصين -رضي الله عنها- «أنَّها سَمِعَت النبيَّ [ص: 300] صلى الله عليه وسلم- في حَجَّةِ الْوَدَاعِ (1) ، دَعَا للْمُحَلِّقينَ ثلاثاً، ولِلْمُقَصِّرينَ مرَّة واحدة» . أخرجه مسلم (2) .   (1) هذا الحديث يدل على أن هذه الواقعة كانت في حجة الوداع، قال النووي في " شرح مسلم ": هذا هو الصحيح المشهور، وحكى القاضي عياض عن بعضهم أن هذا كان يوم الحديبية حين أمرهم بالحلق، فما فعله أحد لطمعهم بدخول مكة في ذلك الوقت، وذكر عن ابن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية، وقصر آخرون، ثم قال النووي: فلا يبعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله في الموضعين، قال الحافظ في " الفتح ": بل هو المتعين؛ لتظافر الروايات بذلك في الموضعين إلا أن السبب في الموضعين مختلف، فالذي في الحديبية كان بسبب توقف من توقف من الصحابة عن الإحلال لما دخل عليهم من الحزن، لكونهم منعوا من الوصول إلى البيت مع اقتدارهم في أنفسهم على ذلك، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم وصالح قريشاً على أن يرجع من العام المقبل، فلما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإحلال توقفوا، فأشارت أم سلمة أن يحل هو صلى الله عليه وسلم قبلهم، ففعل، فتبعوه، فحلق بعضهم، وقصر بعض، وكان من بادر إلى الحلق أسرع إلى امتثال الأمر ممن اقتصر على التقصير، وقد وقع التصريح بهذا السبب في حديث ابن عباس، فإن في آخره عند ابن ماجة وغيره أنهم قالوا: يا رسول الله، ما بال المحلقين ظاهرت لهم بالرحمة؟ قال: لأنهم لم يشكوا. (2) رقم (1303) في الحج، باب تفضيل الحلق على التقصير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/70) ، (5/381) ، (6/402) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/452) قال: حدثنا روح، وفي (6/403) قال: حدثنا حجاج بن محمد. ومسلم (4/81) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، وأبو داود الطيالسي، والنسائي في الكبرى -تحفة الأشراف- (13/18312) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي. خمستهم -وكيع، وروح، وحجاج، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي- عن شعبة، عن يحيى بن حصين، فذكره. الحديث: 1603 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 الباب الثامن: في التحلل وأحكامه ، وفيه فصلان الفصل الأول: في تقديم بعض أسبابه على بعض 1604 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله [ص: 301] عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «وقف في حجة الوداع بمنَى للناس يسألونه، فجاء رجلٌ، فقال: لم أَشعُر، فَحلَقْتُ قبل أنْ أَذْبح؟ فقال: أذْبح ولا حَرجَ، فجاء آخر، فقال: لم أشعر، فنحرت قبل أن أرمي؟ قال: أرم، ولا حرج فما سُئِلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يومئذ عن شيءٍ قُدِّمَ ولا أُخِّرَ، إلا قال: افْعَلْ، ولا حَرَج» . وفي رواية: «أنَّهُ شَهِدَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَخطُبُ يوم النَّحْرِ، فقام إليه رجلٌ، فقال: كُنْتُ أحسِبُ أنَّ كذا قبل كذا، ثم قام آخر، فقال: كنت أحسِبُ أنَّ كذا قبل كذا، حَلَقْتُ قبل أَنْ أَنْحَرَ، نحرتُ قبل أَنْ أرميَ، وأشباه ذلك. فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، أفْعَلْ، ولا حَرَجَ، لَهُنَّ كُلّهُنَّ، فَمَا سُئِلَ يومئذٍ عن شيءٍ إلا قال: افْعَلْ، ولا حَرَجَ» . وفي أخرى قال: «وَقَفَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على ناقَتِهِ - ثم ذكر نحوه» . وفي أخرى قال: «فما سَمِعْتُهُ سُئِلَ يومئذ عن أمْرٍ ممَّا يَنْسى المرءُ، أو يَجْهَلُ: من تَقديم بَعْضِ الأمُورِ على بَعْضٍ، وأشْباهها، إلا قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: افْعَلُوا ذلك، ولا حَرَجَ» . وفي أخرى قال: «سمِعْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وأتاه رُجلٌ يومَ النَّحرِ وهو واقف عند الجمرة - فقال: يا رسول الله، حلقتُ قبل أنْ أرميَ؟ [ص: 302] قال ارمِ، ولا حَرَجَ، وأَتاه آخر، فقال: إني ذبَحتُ قبلَ أن أرْميَ؟ قال: ارمِ ولا حرج، وأتاه آخر، فقال: إني أفضْتُ إلى البيتِ، قبل أَنْ أرميَ؟ قال: ارْمِ ولا حَرَجَ» . هذه روايات البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ وأبو داود: الرواية الأولى، إلا أنَّ الموطأ لم يَذْكُرْ «حجَّةَ الْوداعِ» . وفي رواية الترمذي مختصراً: «أنَّ رجلاً سَألَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: حَلَقْتُ قبل أنْ أذْبَح؟ قال: اذْبَحْ؟ ولا حَرَجَ، وسَأَلَهُ آخر، فقال: نحرتُ ولم أرم؟ قال: أرمِ، ولا حَرَجَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا حرج) : الحرج: الإثم والضيق.   (1) أخرجه البخاري 3 / 454 و 455 في الحج، باب الفتيا وهو واقف على الدابة، وفي العلم، باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها، وباب السؤال عن الفتيا عند رمي الجمار، وفي الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، ومسلم رقم (1306) في الحج، باب من حلق قبل النحر، والموطأ 1 / 421 في الحج، باب جامع الحج، والترمذي رقم (916) في الحج، باب ما جاء فيمن حلق قبل أن يذبح، وأبو داود رقم (2014) في المناسك، باب فيمن قدم شيئاً قبل شيء في حجه، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3051) في المناسك، باب من قدم نسكاً قبل نسك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك الموطأ (271) ، وأحمد (2/192) (6800) قال: حدثنا عبد الرحمن، والدارمي (1914) قال: أخبرنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى، والبخاري (1/31) قال: حدثنا إسماعيل، وفي (2/215) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم (4/82) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (2014) قال: حدثنا القعنبي، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8906) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، ستتهم - عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مسلمة القعنبي - عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه الحميدي (580) ، وأحمد (2/160) (6489) ، ومسلم (4/84) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن ماجة (3051) قال: حدثنا علي بن محمد، والترمذي (916) ، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وابن أبي عمر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8906) عن قُتيبة. وابن خزيمة (2949) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن، تسعتهم -الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر، وزهير، وعلي، وسعيد، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، وقُتيبة بن سعيد، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة. 3 - وأخرجه أحمد (2/159) (6484) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (2/202) (6887) قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وعبد الرزاق. ومسلم (4/84) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، والنسائي في الكبرى 0 (تحفة الأشراف) (8906) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن غُنْدَر كلاهما - محمد بن جعفر غندر، وعبد الرزاق- عن معمر. 4 - وأخرجه أحمد (2/210) (6957) قال: حدثنا روح. ومسلم (4/84) قال: حدثني محمد بن عبد الله ابن قُهزاد، قال: حدثنا علي بن الحسن، عن عبد الله بن المبارك، كلاهما - روح بن عبادة، وعبد الله بن المبارك - عن محمد بن أبي حفصة. 5 - وأخرجه أحمد (2/217) (7032) ، والبخاري (2/215) قال: حدثنا إسحاق، ومسلم (4/83) قال: حدثنا حسن الحُلواني ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، وحسن - عن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. 6- وأخرجه الدارمي (1913) قال: أخبرنا أبو نُعيم، والبخاري (1/43) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة. 7 - وأخرجه البخاري (2/215) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، قال: حدثنا أبي. وفي (8/168) قال: حدثنا عثمان بن الهيثم - أو محمد عنه -، ومسلم (4/83) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثني سعيد بن يحيى الأموي، قال: حدثني أبي. وابن خزيمة (2951) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس (ح) وحدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن بكر أربعتهم - يحيى بن سعيد، وعثمان، وعيسى، ومحمد بن بكر - عن ابن جريج. 8 - وأخرجه مسلم (4/83) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. 9 - وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8906) عن أحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب، عن مالك، ويونس. ثمانيتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، ومحمد بن أبي حفصة، وصالح بن كيسان، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وابن جريج، ويونس - عن ابن شهاب، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، فذكره. الحديث: 1604 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 300 1605 - (خ م د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قِيلَ لَهُ في الذبحِ، والحَلْقِ، والرَّمي، والتَّقْدِيم، والتأْخير؟ [ص: 303] فقال: لا حَرجَ» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري أيضاً قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُسألُ يومَ النَّحرِ بمنَى؟ فيقول: لا حَرَجَ، فَسألُه رجلٌ، فقال: حَلَقْتُ قَبَلَ أَنْ أَذبَح؟ فقال: أذْبح، ولا حرج، قال: رَميتُ بعدما أَمْسَيْتُ؟ فقال: لا حَرَجَ» . وفي أخرى له «أنَّهُ سُئِلَ عَمَّن حَلَق قَبلَ أنْ يَذْبَحَ، ونحوهِ؟ فقال: لا حَرَجَ، لا حَرَجَ» . وفي أخرى له قال: «قال رجلٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم-: زُرتُ قَبلَ أن أرمي؟ قال: لا حَرَجَ،، قال: حَلَقتُ قبل أن أذَبحَ؟ قال: لا حَرَجَ، قال: ذَبَحْتُ قبل أن أرمي؟ قال: لا حرَجَ» . وفي أخرى: «أنَّهُ سُئِلَ في حَجَّتِهِ عن الذَّبحِ قَبْلَ الرَّمي؟ وعن الحلق قَبْلَ الذّبح؟ فَأَوْمأ بيده: لا حَرَجَ» . وأخرج أبو داود والنسائي: الرواية الثانية (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 453 في الحج، باب إذا رمى بعد ما أمسى أو حلق قبل أن يذبح ناسياً، وباب الذبح قبل الحلق، وفي العلم، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد، وفي الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، ومسلم رقم (1307) في الحج، باب من حلق قبل النحر، وأبو داود رقم (1983) في المناسك، باب الحلق والتقصير، والنسائي 5 /272 في الحج، باب الرمي بعد المساء، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3049) و (3050) في المناسك، باب من قدم نسكاً قبل نسك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/258) (2338) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، وفي (1/269) (2421) قال: حدثنا أبو سعيد. والبخاري (2/214) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ومسلم (4/84) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف- 5713) عن عمرو بن منصور، عن المُعلى بن أسد. خمستهم - يحيى بن إسحاق، وأبو سعيد، وموسى، وبهز، والمعلى - عن وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن طاووس، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1605 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 1606 - (خ) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «سُئِلَ رسولُ [ص: 304] الله -صلى الله عليه وسلم-: عَمَّنْ حَلَقَ قبل أَن يَذَبَح، ونحوه؟ فقال: لا حَرَجَ لا حَرَجَ» . أخرجه البخاري تعليقاً، بعد حديث ابن عباس المذكور (1) .   (1) 3 / 446 تعليقاً. قال: وقال حماد عن قيس بن سعد، وعباد بن منصور عن عطاء عن جابر. قال الحافظ في " الفتح ": هذه الطريق وصلها النسائي والطحاوي والإسماعيلي وابن حبان من طرق عن حماد بن سلمة به نحو سياق عبد العزيز بن رفيع، والطريق الرابعة من طريق عكرمة عن ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/326) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وعبد بن حميد (1004) ، والدارمي (1886) قال عبد: أخبرنا، وقال الدارمي: حدثنا عبيد الله بن موسى. وابن ماجة (3052) قال: حدثنا هارون بن سعيد المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، ثلاثتهم - عثمان، وعبيد الله، وابن وهب- عن أسامة بن زيد. 2 - وأخرجه أحمد (3/385) قال: حدثنا حسن بن موسى، وعفان، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف- 2472) عن أحمد بن سليمان، عن عفان، كلاهما - حسن، وعفان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد. كلاهما - أسامة، وقيس- عن عطاء، فذكره. قال الحافظ في الفتح (3/446) تعليقا: هذه الطريق وصلها النسائي والطحاوي والإسماعيلي، وابن حبان من طرق عن حماد بن سلمة به نحو سياق عبد العزيز بن رفيع، والطريق الرابعة من طريق عكرمة عن ابن عباس. الحديث: 1606 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 1607 - (د) أسامة بن شريك - رضي الله عنه - قال: «خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حَاجّاً، فكان النَّاسُ يأتُونَهُ، فَمِنْ قَائِلٍ: يا رسول الله، سَعَيْتُ قَبْلَ أنْ أطُوفَ، وأخرْتُ شَيْئاً؟ أو قدمت شيئاً فكان يقول: لا حَرَجَ، إلا على رجلٍ اقْتَرَضَ عِرضَ رجل مُسْلِمٍ وهو ظالمٌ، فذلك الذي حرِجَ وهلك» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اقْتَرَض) : الاقتراض: افتعال من القرض، وهو القطع، كأنه يقطع بالمقراض، والمراد به: الغيبة.   (1) رقم (2015) في المناسك، باب فيمن قدم شيئاً قبل شيء في حجه، وإسناده جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أبو داود (2015) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وابن خزيمة (2774) قال: حدثنا يوسف بن موسى. كلاهما - عثمان، ويوسف - قالا: حدثنا جرير، عن أبي إسحاق الشيباني. 2 - وأخرجه ابن خزيمة (2955) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثني عمرو بن عاصم، قال: حدثنا أبو العوام عمران بن داور القطان، قال: حدثني محمد بن جُحادة. - كلاهما -الشيباني، وابن جحادة- عن زياد بن علاقة، فذكره. الحديث: 1607 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 1608 - (ط) نافع مولى ابن عمر «أنَّ ابن عمر -رضي الله عنهما - لَقيَ رجلاً من أهله يُقَالُ له: المُجَبَّرِ، قد أفَاضَ، ولم يَحْلِقْ ولم يُقصِّرْ، جَهِلَ ذلك، فأمَرَهُ عبدُ الله بنُ عمر أنْ يَرْجِعَ فَيَحْلِقَ، أوْ يُقَصِّرَ، ثم يرجعَ [ص: 305] إلى البيت، فَيُفيضَ» (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) أي: ليأتي بالترتيب المطلوب باتفاق. (2) 1 / 397 في الحج، باب التقصير، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/466) عن نافع عن عبد الله بن عمر فذكره. الحديث: 1608 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 الفصل الثاني: في وقت التحلل وجوازه 1609 - (ط) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ عُمَرَ قال: «مَنْ رَمَى الجمرَةَ، ثم حلَقَ، أَو قَصَّر، ونَحَرَ هَدْياً - إن كانَ معه - فقد حَلَّ له ما حَرُمَ عليه، إلا النِّساءَ والطِّيب، حتَّى يطوفَ بالبَيْتِ» . وفي روايةٍ: «أنَّ عُمَرَ: خَطَبَ النَّاس في عَرَفَةَ، فَعَلَّمَهُمْ أمْرَ الحجِّ، فقال لهم فيما قال: إذا جئْتُمْ مِنَى غَداً، فمن رَمى الجمرة فقد حَلَّ له ما حَرُمَ على الحاجِّ إلا النِّساء والطِّيبَ، لا يَمسَّ أحدٌ نساءاً ولا طيباً حتّى يَطُوفَ بالبيت» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 410 في الحج، باب الإفاضة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/46) عن نافع وعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب فذكره. الحديث: 1609 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 1610 - (س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «إذا رَمَى الجمرَةَ فقد حَلَّ لَهُ كُلُّ شيءٍ إلا النّساءَ، قيل: والطِّيبَ؟ قال: أمَّا أنا فقد رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتضَمَحُّ بالمسك، أوَ طيبٌ هو؟» . [ص: 306] أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَتَضَمَّخُ) : التضمخ بالطيب: الإكثار من استعماله، وظهور أثره عليه.   (1) 5 / 277 في الحج، باب ما يحل للمحرم بعد رمي الجمار من حديث الحسن بن عبد الله العرني عن ابن عباس. وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3041) في المناسك، باب ما يحل للرجل إذا رمى جمرة العقبة. والحسن العرني لم يسمع من ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/234) (2090) قال: حدثنا وكيع، وفي (1/344) (3204) قال: حدثناوكيع، وعبد الرحمن. وفي (1/369) (3491) قال: حدثنا يزيد. وابن ماجة (3041) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، والنسائي (5/277) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. أربعتهم - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد، ويحيى - عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، فذكره. الحديث: 1610 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 1611 - (د) أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: كانت لَيْلَتي التي يَصِيرُ إليَّ فِيها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مَسَاءَ يومِ النَّحرِ، فصارَ إليَّ، فَدَخَل عَلَيَّ وهبُ بنُ زَمعَةَ، ودَخلَ معه آخرُ من آل أبي أُمَيَّةَ متَقَمِّصَين، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِوَهْب: «هل أفَضْت [أبا عبد الله؟] » قال: لا، [والله] يا رسول الله، قال: «انْزع عنك القميص» قال: فَنَزَعه من رأسهِ، ونَزَعَ صاحبُه قَمِيصَهُ من رأسه، ثم قال: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «إنَّ هذا يومٌ قد أُرخِصَ لكم إذا أَنْتُمْ رَمَيْتُمْ الجمْرَةَ: أنْ تَحِلُّوا - يعني: مِنْ كُلِّ شيء، إلا النِّسَاءَ - فإذا أَمْسيْتُمْ قَبلَ أَنْ تَطُوفوا بهذا البيت صِرْتُمْ حُرُماً كَهَيْئَتِكُم قبل أنْ تَرْمُوا، حتى تَطُوفُوا به» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1999) في المناسك، باب الإفاضة في الحج، وفي سنده أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، فإنه وإن كان قد خرج له مسلم، لم يوثقه أحد. قال ابن القيم في مختصر سنن أبي داود: واستشكله الناس. قال البيهقي: وهذا حكم لا أعلم أحداً من الفقهاء يقول به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/295) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، وفي (6/303) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني أبي. وأبو داود (1999) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، وابن خزيمة (2958) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. كلاهما - ابن أبي عدي، وإبراهيم بن سعد والد يعقوب - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، عن أبيه، وعن أمه زينب أبي سلمة، فذكراه. (*) أخرجه أحمد (6/303) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد ابن جعفر بن الزبير عن يزيد بن رومان، عن خالد مولى الزبير بن نوفل. قال: حدثتني زينب بنت أبي سلمة، فذكرته. ليس فيه: «عبد الله بن زمعة» . الحديث: 1611 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 1612 - (خ م س) عمرو بن دينار -رحمه الله- قال: «سَألنا ابنَ عُمَرَ: أَيقَعُ الرَّجُلُ على امْرأتِهِ في العُمرةِ قبلَ أنْ يطوفَ بين الصفا والمروة؟ فقال: قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَطافَ بالبيتِ سبعاً، ثم صَلَّى خَلْفَ المقام رَكْعَتَيْنِ، وطافَ بين الصَّفا والمروةِ وقال: {لقد كان لكم في رسولِ الله أُسوَةٌ حسنَةٌ} [الأحزاب: 21] . زاد في رواية: وسألتُ جابرَ بْن عبد الله؟ فقال: لا يقرُبُ امرأته، حتى يَطُوفَ بين الصَّفا والمروة» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج النسائي الأولى، ولم يذكر الزيادة (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 490 في الحج، باب متى يحل المعتمر، وباب صلى النبي صلى الله عليه وسلم لسبوعه ركعتين، وباب من صلى ركعتي الطواف خلف المقام، وباب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة، وفي القبلة، باب قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ، ومسلم رقم (1234) في الحج، باب ما يلزم من أحرم بالحج، والنسائي 5 /225 في الحج، باب طواف من أهل بعمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (668) ، وأحمد (2/15) (4641) ، (3/309) ، والبخاري (1/،109 3/8) قال: حدثنا الحميدي، وفي (2/189) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (2/194) قال: حدثنا علي بن عبد الله، ومسلم (4/53) قال: حدثني زهير بن حرب، والنسائي (5/225) قال: أخبرنا محمد بن منصور، وفي (5/235) قال: أخبرنا قتيبة، وفي الكبرى تحفة الأشراف (7352) قال عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري، وابن خزيمة (2760) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وقتيبة، وعلي بن عبد الله المديني، وزهير بن حرب، ومحمد بن منصور، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (2/85) (5573) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والدارمي (1937) قال: أخبرنا هاشم ابن القاسم، والبخاري (2/189) قال: حدثنا آدم، والنسائي (5/237) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وهاشم بن القاسم، وآدم بن أبي إياس- قالوا: حدثنا شعبة. 3 - وأخرجه أحمد (2/152) (6398) قال: حدثنا روح. والبخاري (2/195) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، ومسلم (4/53) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا محمد بن بكر. ثلاثتهم - روح بن عبادة، والمكي بن إبراهيم، ومحمد بن بكر - عن ابن جريج. 4 - وأخرجه مسلم (4/53) ، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع الزهراني، عن حماد بن زيد. 5- وأخرجه ابن ماجة (2959) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع، عن محمد بن ثابت العبدي. خمستهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وابن جريج، وحماد بن زيد، ومحمد بن ثابت العبدي - عن عمرو ابن دينار، فذكره. (*) في رواية محمد بن جعفر، وهاشم بن القاسم، عن شعبة، قال: وأخبرني أيوب، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، أنه قال: هو سُنَّة. الحديث: 1612 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 1613 - (خ م) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- كان يقول: «لا يطُوفُ بالبيت حاجٌّ ولا غَيْرُ حاجٍّ إلا حلَّ، قيل لعَطاءٍ: مِنْ أيْنَ يقولُ ذلك؟ قال: من قول الله عزَّ وَجلَّ: {ثُمَّ مَحِلُّها إلى البَيْتِ الْعَتيقِ} [الحج: 33] ، قيل: فإن ذلك بعد المُعرَّفِ؟ فقال: كان ابنُ عبَّاسٍ يقول: هو بعد المُعَرَّفِ وقَبْلَهُ، وكان يأخْذُ ذلك من أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 308] حين أمَرَهُمْ أنْ يَحِلُّوا في حَجَّةِ الوداع» (1) . وفي رواية «قال: قال له رجلٌ مِن بني الْهُجَيم: ما هذه الفُتيَا (2) التي تَشَغَّفَتْ - أو تشَعَّبَتْ - بالناس (3) : إنَّ مَنْ طافَ بالبيتِ فقد حلَّ؟ فقال: سُنَّةُ نبيِّكم -صلى الله عليه وسلم-، وإنْ رَغِمْتُم» . وفي أخرى: قال: «قيل لابن عباسٍ: إنَّ هذا الأمرَ قد تفَشَّغَ النَّاسَ.. وذكر الحديث» . أخرجه البخاري ومسلم (4) . [ص: 309] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُعَرَّف) : المعرف: شهود عرفة في الحج. (تشغفت) : أي دخلت شغاف قلوبهم - وهو حجاب القلب - فشغلتها. (تشعبت) : تفرقت بهم، وأخذتهم كل مأخذ من الآراء والمذاهب. (تفشغ) الأمر: إذا انتشر وظهر.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": وهذا الذي ذكره ابن عباس هو مذهبه، وهو خلاف مذهب الجمهور من السلف والخلف، فإن الذي عليه العلماء كافة سوى ابن عباس أن الحاج لا يتحلل بمجرد طواف القدوم، بل لا يتحلل حتى يقف بعرفات ويرمي ويحلق ويطوف طواف الزيارة، فحينئذ يحصل له التحللان، ويحصل التحلل الأول باثنين من هذه الثلاثة التي هي رمي جمرة العقبة، والحلق، والطواف. (2) يقال: فتيا وفتوى. (3) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله لابن عباس: ما هذا الفتيا التي قد تشغفت أو تشغبت بالناس. وفي الرواية الأخرى: إن هذا الأمر قد تفشغ بالناس. أما اللفظة الأولى [تشغفت] : فبشين ثم غين معجمة ثم فاء، والثانية [تشغبت] : كذلك لكن بدل الفاء باء موحدة، والثالثة [تفشغ] : بتقديم الفاء وبعدها شين ثم غين. ومعنى هذه الثالثة: انتشرت وفشت بين الناس. وأما الأولى فمعناها: علقت بالقلوب وشغفوا بها. وأما الثانية: فرويت أيضاً بالعين المهملة وممن ذكر الروايتين فيها - المعجمة والمهملة - أبو عبيد، والقاضي عياض. ومعنى المهملة: أنها فرقت مذاهب الناس وأوقعت الخلاف بينهم. ومعنى المعجمة: خلطت عليهم أمرهم. (4) أخرجه البخاري 8 / 81 في المغازي، باب حجة الوداع، ومسلم رقم (1244) و (1245) في الحج، باب تقليد الهدي وإشعاره عند الحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2275) قال: حدثني عمرو بن علي، قال: حدثني يحيى بن سعيد، ومسلم (4/58) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن بكر، كلاهما - يحيى بن سعيد، ومحمد بن بكر - عن ابن جريج، قال: حدثني عطاء فذكره. الحديث: 1613 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 1614 - (ط) عائشة -رضي الله عنها- «كانت تقول: المحرِم لايُحِلُّهُ شيءٌ، إلا البيتُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) رواه مالك عن يحيى بن سعيد بن قيس بن مالك بن النجار أنه بلغه عن عائشة 1 / 361 في الحج، باب ما جاء فيمن أحصر بغير عدو، وإسناده منقطع، فإن يحيى بن سعيد لم يدرك عائشة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/394) . الحديث: 1614 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 1615 - (خ م ط د س) حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: «إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أمَر أزْواجَهُ أنْ يَحْلِلْنَ عَامَ حَجَّةِ الوَداع، قالت حَفْصَةُ: فقلتُ: فما يَمْنَعُك أنْ تَحِلَّ؟ قال: إنِّي لَبّدْتُ رأْسي، وقَلّدْتُ هَدْيي، فلا أحِلُّ حتى أنْحَرَ هَدْيي» . وفي رواية: أنَّ حَفصةَ قالت: «قلتُ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. ما شأْنُ النَّاس حلُّوا ولَمْ تَحِلَّ من عُمْرِتكَ؟ قال: إني قَلَّدْتُ هَدْيي، ولَبَّدتُ رَأْسي» ، [ص: 310] فلا أَحِلُّ حتى أَحِلَّ من الحجِّ» . وفي رواية: «فلا أُحِلُّ حتى أَنْحَرَ» . هذه روايات البخاري ومسلم. وأخرج منها الموطأ وأبو داود الرواية الآخرة. وأخرج النسائي منها الرواية الثانية (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 343 في الحج، باب التمتع والإقران والإفراد في الحج، وباب قتل القلائد للبدن والبقر، وباب من لبد رأسه عند الإحرام وحلق، وفي المغازي، باب حجة الوداع، وفي اللباس، باب التلبيد، ومسلم رقم (1229) في الحج، باب بيان أن القارن لا يتحلل إلا في وقت تحلل الحاج المفرد، والموطأ 1 / 394 في الحج، باب ما جاء في النحر في الحج، وأبو داود رقم (1806) في المناسك، باب في الإقران، والنسائي 5 / 136 في الحج، باب التلبيد عند الإحرام، وباب تقليد الهدي، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3046) في المناسك، باب من لبد رأسه، وأحمد في المسند 6 / 283 و 284 و 285 و 2 / 124 من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (256) ، وأحمد (6/283) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. وفي (6/284) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، وفي (6/285) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب، يعني ابن أبي حمزة. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، والبخاري (2/، 175 7/209) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، وفي (2/، 175 213) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/207) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، وفي (5/222) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: أخبرنا أنس بن عياض، قال: حدثنا موسى بن عقبة، ومسلم (4/50) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، (ح) وحدثناه ابن نمير، قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن مالك. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عبيد الله، (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا هشام بن سليمان المخزومي، وعبد المجيد، عن ابن جريج، وأبو داود (1806) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، وابن ماجة (3046) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، والنسائي (5/136) قال: أخبرنا عبيد الله ابن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، وفي (5/172) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا ابن القاسم، قال: حدثني مالك. ستتهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وشعيب، ومحمد بن إسحاق، وموسى بن عقبة، وابن جريج - عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره. (*) في روايتي يحيى بن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة عند مسلم عن عبد الله بن عمر أن حفصة - رضي الله عنهم - زوج النبي قالت يا رسول الله. الحديث: 1615 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 1616 - (م) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «أهلَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بعمرةٍ، وأهَلَّ أَصحابُهُ بحجٍّ، فلم يَحلَّ النبيُّ ومَنْ سَاقَ الهديَ من أصحابه، وحَلَّ بَقيَّتهم، وكان طلحةُ بنُ عُبَيْدِ الله فيمن سَاقَ الهَديَ، فلم يَحِلَّ» . وفي رواية: «فكان مِمَّنْ لم يكن معه هديٌ طلحةُ بنُ عبيد الله، ورجلٌ آخرُ، فأحلا» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1239) في الحج، باب في متعة الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/240) (2141) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وروح، ومسلم (4/56) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر - وأبو داود (1804) قال: حدثنا ابن معاذ، قال: أخبرنا أبي، والنسائي (5/181) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وروح، ومعاذ، قالوا: حدثنا شعبة، عن مسلم القري، فذكره. الحديث: 1616 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 310 1617 - (د) الربيع بن سبرة بن معبد الجهني عن أبيه - رضي الله عنه [ص: 311] قال: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: حتى إذا كُنَّا بعُسفَانَ قال له سُراقةُ ابن مالك المُدْلجيُّ: يا رسول الله، اقضِ لنا قضاءَ قومٍ كأنّما ولدِوُا اليومَ فقال: إنَّ الله عَزَّ وجَلَّ قد أدخَلَ عليكم في حَجكم هذا عُمْرَةً، فإذا قَدمْتُمْ، فمن تطَوَّفَ بالبيت وبين الصفا والمروة فقد حَلَّ، إلا مَنْ كان معه هَدْيٌ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1801) في الحج، باب في الإقران، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/404) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، والدارمي (1864) قال: أخبرنا جعفر بن عون، وأبو داود (1801) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. ثلاثتهم - معمر، وجعفر، وابن أبي زائدة - عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن الربيع فذكره. الحديث: 1617 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 310 1618 - (خ م) محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما- «أنَّ رَجُلاً من أَهَل العراقِ قال له: سَلَ لي عُرْوَةَ بْنَ الزُّبير عن رجلٍ يُهِلُّ بالحجِّ فإذا طافَ بالبيت: أيَحِلُّ، أم لا؟ فإن قال لك: لا يَحِل، فقل له: إنَّ رجلاً يقولُ ذلك، قال: فسألته؟ فقال: لا يَحِلُّ مِنْ أهَلَّ بالحجِّ إلا بالحجِّ، فَقلتُ: إنَّ رجلاً كان يقول ذلك، قال: بئسَما قال: فَتَصدَّاني الرَّجُلُ (1) . فسألَني؟ فحدَّثتُه، قال: فقل له: إنَّ رجلاً كان يُخْبِرُ: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد فعلَ ذلك، وما شَأْنُ أسماء والزبير فَعَلا ذلك؟ فذكرتُ له ذلك، فقال: مَنْ هذا؟ فقلتُ: لا أدري، فقال: فما بَالُهُ لا يأتيني بنفسه يسألُني، أظُنُّهُ: عِرَاقيّاً؟ قلتُ: لا أدري: قال: فإنه قد كَذَب، قد حَجَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 312] فأخبَرْتني عائشَةُ: أَنَّ أَولَ شيء بَدَأ به حين قَدِمَ مكة: أنَّه تَوَضَّأ، ثم طافَ بالبيت. ثم حجَّ أبو بَكُرٍ، فكان أولَ شيء، بدأ به: الطوافُ، ثم لم تكن عمرةٌ (2) ، ثم معاويةُ وعبد الله بْنُ عمر، ثم حَجَجْتُ مع ابن الزُّبَيرِ بن العَوَّامِ، فكان أولَ شيء بدأ به: الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم رأيتُ المهاجرين والأنصار يفعلون ذلك، ثم لم تكن عمرة، ثم آخرُ مَنْ رأيتُ فعل ذلك: ابنُ عمر، ثم لم يَنْقُضْها بعمرةٍ، وهذا ابنُ عمر عندهم، أفَلا يسألونه؟ ولا أحدٌ ممن مَضى، ما كانوا يبدؤون بشيء حين يضعون أقْدَامَهُم (3) أول من الطواف بالبيت، ثم لا يَحِلُّون، قد رأيت أمي وخالتي حين تَقْدَمان لا تبدآن بشيء أولَ من الطواف بالبيت، يطوفان به، ثم لا تَحِلان، وقد أخبَرَتني أُمي: أنها أقبلَت هي وأُختُها، والزُّبير، وفلان، وفلان، بعمرةٍ [ص: 313] قَطٌّ، فلَمَّا مَسَحوا الركْنَ حَلُّوا (4) وقد كذب فيما ذَكَر من ذلك» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية: نحوهُ مُخْتصراً، وفيه: ذِكْرُ عمر وعثمان، مثل أبي بكرٍ ولم يذكر في أولها: حديث العراقي (5) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": " فتصداني الرجل " أي: تعرض لي، هو في جميع النسخ " تصداني " بالنون، والأشهر في اللغة: تصدى لي. (2) في نسخ مسلم المطبوعة: ثم لم يكن غيره. قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في جميع النسخ (غيره) بالغين المعجمة والياء. قال القاضي عياض: كذا هو في جميع النسخ. قال: وهو تصحيف، وجوابه: " ثم لم تكن عمرة " بضم العين المهملة وبالميم. وكأن السائل لعروة إنما سأله عن فسخ الحج إلى العمرة على مذهب من رآه، واحتج بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك في حجة الوداع، فأعلمه عروة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بنفسه، ولا من جاء بعده. هذا كلام القاضي. (3) قال النووي في " شرح مسلم ": فيه: أن المحرم بالحج إذا قدم إلى مكة ينبغي له أن يبدأ بطواف القدوم، ولا يفعل شيئاً قبله، ولا يصلي تحية المسجد، وهذا كله متفق عليه عندنا. وقوله: " يضعون أقدامهم " يعني: يصلون مكة. وقوله: " ثم لا يحلون " فيه: التصريح بأنه لا يجوز التحلل بمجرد طواف القدوم كما سبق. (4) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله: " فلما مسحوا الركن حلوا " هذا متأول عن ظاهره، لأن الركن: هو الحجر الأسود، ومسحه يكون في أول الطواف، ولا يحصل التحلل بمجرد مسحه بإجماع المسلمين. فلما مسحوا الركن، وأتموا طوافهم، وسعيهم، وحلقوا، أو قصروا: حلوا. ولا بد من تقدير هذا المحذوف، وإنما حذفته للعلم به. وقد أجمعوا على أنه لا يتحلل قبل إتمام الطواف. ومذهبنا ومذهب الجمهور: أنه ليس بواجب، ولا حجة لهذا القائل في هذا الحديث؛ لأن ظاهره غير مراد بالإجماع، فيتعين تأويله كما ذكرنا، ليكون موافقاً لباقي الأحاديث. ثم قال: والمراد بالماسحين: من سوى عائشة، وإلا فعائشة لم تمسح الركن قبل الوقوف بعرفات في حجة الوداع؛ بل كانت قارنة، ومنعها الحيض من الطواف قبل يوم النحر، وهكذا قول أسماء بعد هذا: " اعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان، فلما مسحنا البيت أحللنا، ثم أهللنا بالحج " المراد به أيضاً: من سوى عائشة، وهكذا تأوله القاضي عياض، والمراد: الإخبار عن حجتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم: حجة الوداع، على الصفة التي ذكرت في أول الحديث، وكان المذكورون سوى عائشة محرمين بالعمرة، وهي عمرة الفسخ، التي فسخوا الحج إليها، وإنما لم تستثن عائشة لشهرة قصتها. قال القاضي عياض: وقيل: يحتمل أن أسماء أشارت إلى عمرة عائشة التي فعلتها بعد الحج، مع أخيها عبد الرحمن من التنعيم. (5) أخرجه البخاري 3 / 397 في الحج، باب الطواف على وضوء، وباب طاف بالبيت إذا قدم مكة قبل أن يرجع إلى بيته، ومسلم رقم (1235) في الحج، باب ما يلزم من طاف بالبيت وسعى من البقاء على الإحرام وترك التحلل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (2/186) قال: حدثنا أصبغ. وفي (2/192) قال: حدثنا أحمد بن عيسى. ومسلم (4/54) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وابن خزيمة (2699) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. أربعتهم - أصبغ، وأحمد بن عيسى، وهارون، وأحمد بن عبد الرحمن - عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي، فذكره. الحديث: 1618 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 311 1619 - (م س) أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- قالت: خرجنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- مُحْرِمينَ، فلما قَدِمنا مكة، قال رسولُ الله: «مَنْ كان معه هديٌ فَليقِمْ على إحْرَامِهِ، ومن لم يكُن معه هديٌ فَلْيَحْلِلْ، فلم يكن معِي هَديٌ. فَحَلَلْتُ، وكان مع الزبير هَديٌ، فلم يِحلَّ، قالت: فَلَبسْتُ ثيابي، ثم خرجت، فَجَلَسْتُ إلى جَنْبِ الزُّبيرِ، فقال لي: قومي عَنِّي (1) . فقلتُ: أتخْشى أنْ أثِبَ عليك؟» . وفي رواية: قالت: «قَدِمنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، مُهِلِّين بالحج - وذكر الحديث - قال: فقال: اسَتَرْخي عَني، استرخي عني» (2) . أخرجه مسلم والنسائي، إلا أن عند النسائي «استأخِري عني» (3) .   (1) إنما أمرها بالقيام مخافة من عارض قد يبدر منه: كلمس بشهوة أو نحوه، فإن اللمس بشهوة حرام في الإحرام، فاحتاط لنفسه بمباعدتها، من حيث إنها زوجة متحللة، تطمع بها النفس. قاله النووي. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": " استرخي عني: هكذا هو في النسخ مرتين. أي: تباعدي. (3) أخرجه مسلم رقم (1236) في الحج، باب ما يلزم من طاف بالبيت وسعى، والنسائي 5 / 246 في الحج، باب ما يفعل من أهل بعمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/350) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا عمران بن يزيد، وفي (6/351) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وروح، قال: حدثنا ابن جريج، ومسلم (4/،54 55) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، (ح) وحدثني زهير ابن حرب، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج، (ح) وحدثني عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا أبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، قال: حدثنا وهيب، وابن ماجة (2983) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أنبأنا ابن جريج، والنسائي (5/246) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا أبو هاشم، قال: حدثنا وهيب بن خالد. ثلاثتهم - عمران بن يزيد، وابن جريج، ووهيب - قالوا: حدثنا منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية بنت شيبة، فذكرته. الحديث: 1619 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 1620 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله- عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن (1) قال: جاء رجلٌ إلى القاسم بن محمد فقال: «إنِّي أفضْتُ، [ص: 315] وأَفَضْتُ معي بأهلي، ثم عدلتُ إلى شِعْب، فذهبتُ لأدنُوَ منها، فقالت: إني لم أُقَصِّرْ من شعري بَعدُ، فأخذتُ من شعرها بأسْناني، ثم وقَعْتُ بها، فضحك القاسمُ، فقال: مُرْها فَلْتأْخُذ بالْجلَمَيْن (2) من شعرها» . قال مالك: وأنا أستحبُّ أن يُهراق في مثل هذا دمٌ، لقول ابن عباس: «مَنْ نَسيَ من نُسُكه شيئاً فَليُهْرِق دماً» . أخرجه الموطأ (3) .   (1) هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ التيمي أبو عثمان المدني المعروف بـ: ربيعة الرأي، وهو ثقة فقيه مشهور. (2) في الصحاح: الجلم - بالتحريك -: الذي يجز به، وهما جلمان. (3) 1 / 397 في الحج، باب التقصير، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/466) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن رجلا فذكره. الحديث: 1620 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 1621 - (ط) نافع - مولى ابن عمر أنَّ ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يقول: «المرأة المُحْرِمة: إذا أَحْلَّتْ لم تمتَشِط حتَّى تأخُذ من قُرُون رَأسِها، وإن كان لها هَدي لم تأخُذْ من شَعْرِها شيئاً حتى تَنْحَرَ هَدْيَهَا» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قُرون رأسها) : قرون الرأس: هي الضفائر من الشعر.   (1) 1 / 387 في الحج، باب جامع الهدي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/446) عن نافع أن عبد الله بن عمر فذكره. الحديث: 1621 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 1622 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أهَلَّ الرَّجُلُ بالحجّ، ثم قدِمَ مَكَّةَ، وطاف بالبيت وبين الصفا والمروة، فقد حَلَّ، وهي عمرةٌ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1791) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا النهاس عن عطاء فذكره. الحديث: 1622 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 الباب التاسع: في الهدي، والأضاحي ، وفيه اثنا عشر فصلاً الفصل الأول: في إيجابها واستنانها 1623 - (ت د س) مخنف بن سليم - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا وقوفاً مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعرفةَ، فسمعته يقول: يا أيها الناسُ، إنَّ على [أهلِ] كُلِّ بيتٍ في كل عام أضحِية وعتِيرة، هل تَدْرُونَ: ما العتيرةُ؟ هي التي تُسَمُّونَها الرَّجبيَّة» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) . [ص: 317] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَتيرة) : كانت العرب تنذر النذور فتقول: إن كان كذا وكذا، أو بلغ شأوه كذا وكذا: فعليه أن يذبح منها من كل عشرة كذا في رجب، وكانت تُسمى: العتائر. واحدها: عتيرة. والعتيرة منسوخة، وإنما كان ذلك في صدر الإسلام. قال الخطابي: العتيرة تفسيرها في هذا الحديث: شاة تُذبح في رجب، هذا هو الذي يشبه معنى الحديث، ويليق بحكم الدين، وأما العتيرة التي كانت تَعْتِرها الجاهلية، فهي الذبيحة تُذبح للأصنام فيصب دمها على رأسها. (الرَّجَبية) : هي العتيرة، وهي منسوبة إلى رجب.   (1) أخرجه الترمذي رقم (1518) في الأضاحي، باب 17، وأبو داود رقم (2788) في الضحايا، باب ما جاء في إيجاب الأضاحي، والنسائي 7 / 167 و168 في الفرع والعتيرة، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3125) في المناسك، باب الأضاحي واجبة هي أم لا؟ وأحمد في المسند 4 / 215، وفي سنده أبو رملة عامر شيخ لابن عون لا يعرف، ولكن قد جاء الحديث من وجه آخر عن عبد الرزاق عن مخنف بن سليم، فيقوى، ولذلك قال الترمذي: حديث حسن غريب. وقال الحافظ في " الفتح ": رواه أحمد والأربعة بسند قوي. وقد احتج بهذا الحديث من قال بوجوب الأضحية وكذلك حديث " من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يقربن مصلانا " رواه أحمد وابن ماجة والحاكم وغيرهم، وهو حديث حسن، وهذان الحديثان وما في معناهما حجة من قال بوجوب الأضحية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/215) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، وفي (5/76) قال: حدثنا معاذ بن معاذ، وأبو داود (2788) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد، (ح) وحدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر، وابن ماجة (3125) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، والترمذي (1518) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: دحثنا روح بن عبادة. والنسائي (7/167) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة، قال: حدثنا معاذ، وهو ابن معاذ. خمستهم - ابن أبي عدي، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، وروح - عن عبد الله بن عون، عن أبي رملة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (5/76) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم، عن حبيب بن مخنف، قال: انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة ... فذكر الحديث. كذا وقع هذا الإسناد في مسند أحمد. تحت ترجمة: حديث حبيب بن مخنف - رضي الله عنه -، والصواب أن هذا الحديث من رواية - حبيب بن مخنف، عن أبيه - هكذا جاء على الصواب في مصنف عبد الرزاق (4/386) (8159) . وهو شيخ أحمد في هذا الحديث، وانظر «تعجيل المنفعة» الترجمة (177) ، ولكن ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/108) (498) وقال: قال عبد الرزاق: لا أدري (عن أبيه) أم لا. وانظر أيضا «النكت الظراف على تحفة الأشراف» (8/11244) . الحديث: 1623 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 316 1624 - (ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلاً سَألَ ابنَ عمر عن الأُضْحِيةِ: أوَاجبةٌ هي؟ فقال: «ضَحى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون، فَأعَدَها عليه، فقال: أتَعقِل؟ ضَحَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1506) في الأضاحي، باب الدليل على أن الأضحية سنة، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3124) في الأضاحي، باب الأضاحي واجبة هي أم لا؟ من حديث حجاج بن أرطأة عن جبلة بن سحيم عن عبد الله بن عمر، والحجاج بن أرطأة، صدوق كثير الخطأ والتدليس لكن تابعه عند ابن ماجة رقم (3124) عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين قال: سألت ابن عمر عن الضحايا، أواجبة هي؟ قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون من بعده، وجدت به السنة فهو به حسن، ولذلك [ص: 318] قال الترمذي: حديث حسن، وذكر الحافظ في " الفتح " تحسين الترمذي وسكت عليه، والمراد بقوله: وجدت به السنة: الطريقة، لا السنة بالإصلاح التي تقابل الوجوب، وقد اختلف العلماء في الأضحية، فمنهم من قال: سنة مؤكدة، كسفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، ورواية عن أحمد وأبي يوسف، ومنهم من قال بالوجوب الذي بين الفرض والسنة، كأبي حنيفة، وأبي يوسف ومحمد وزفر، ومنهم من قال بالفرض الذي هو والوجوب شيء واحد، وهو رواية عم أحمد وقول بعض المحدثين، وحجتهم الحديث قبل هذا، وهو حجة قوية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (3124) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين، فذكره. ورواه عن ابن عمر أيضا جبلة بن سحيم. أخرجه ابن ماجة (3124) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، والترمذي (1506) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. كلاهما - إسماعيل، وهشيم - عن الحجاج بن أرطاة قال: حدثنا جبلة بن سحيم، فذكره. الحديث: 1624 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 1625 - (ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «أقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينَةِ عَشْرَ سِنينَ يُضَحِّي» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1507) في الأضاحي، باب الدليل على أن الأضحية سنة، ورواه أيضاً أحمد في المسند 2 / 38 من حديث الحجاج بن أرطأة عن نافع عن ابن عمر، والحجاج بن أرطأة، صدوق كثير الخطأ والتدليس، ورواه عن نافع بالعنعنة، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/38) (4955) والترمذي (1507) قال: حدثني أحمد بن منيع وهناد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وهناد - عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن حجاج بن أرطاة عن نافع، فذكره. الحديث: 1625 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 1626 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أُمِرتُ بيومِ الأَضْحى عيداً جَعَلُه الله لهذه الأمة، قال له رجلٌ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ لم أجِد إلا مَنِيحَة أُنثَى، أفَأُضَحِّي بها؟ قال: لا، ولكن خُذْ من شَعرِكَ وأظْفارِكَ، وتَقُصُّ شَارِبَكَ، وتَحْلِقُ عَانَتَكَ، فذلك تمامُ أُضْحِيَتِكَ عند الله» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَنيحة) : ناقة أو شاة تُعارُ ليُنْتَفَع بلبنها، وتعاد إلى صاحبها.   (1) أخرجه أبو داود رقم (2789) في الأضاحي، باب ما جاء في إيجاب الأضاحي، والنسائي 7 / 213 في الضحايا، باب من لم يجد الأضحية، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الأضاحي (1:2) عن هارون بن عبد الله عن المقري عن سعيد بن أبي أيوب، والنسائي فيه (الضحايا 2) عن يونس، عن ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، وذكر آخر كلاهما عن عياش بن عباس عنه به. الأشراف (6/374) . الحديث: 1626 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 1627 - (ط) نافع مولى ابن عمر «أنَّ ابنَ عمرَ -رضي الله عنهما- لم يكن يُضَحِّي عما في بَطْن المرأَةِ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 487 في الضحايا، باب الضحية عما في بطن المرأة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/104) عن نافع، أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1627 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 الفصل الثاني: في الكمية والمقدار ، وفيه فرعان الفرع الأول: في المتعين منها 1628 - (م ط ت د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «كنَّا نَتَمَتَّعُ معَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بالعمرةِ، فَنَذْبَحُ البَقَرةَ عن سَبْعةٍ، نَشْتَركَ فيها» (1) . وفي روايةٍ: قال: «نَحَرنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- عام الْحُدَيْبِيَةِ: البدَنَةَ عن سبعةٍ، والبقرةَ عن سبعةٍ» . وفي أخرى: قال: «خرجنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- مُهلِّينَ بالحجِّ، فَأمَرَنا [ص: 320] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أن نشترك في الإبل والبقر، كُلُّ سبعَةٍ منا في بَدَنةٍ» . وفي أخرى قال: «اشْتَرَكنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في الحج والعمرة، كُلُّ سبعةٍ في بدنَةٍ، فقال رجلٌ لجابر: أَيُشْتَرَكُ في البدنَةِ ما يُشْتَرَكُ في الْجَزُورِ (2) ؟ قال: ما هي إلا من الْبُدْنِ، وَخصَّ جابرٌ الْحُدَيْبِيَةِ. فقال: نَحَرْنَا يومَئِذٍ سَبعِينَ بَدنَةً، اشْتَرَكْنا: كُلُّ سبعةٍ في بَدَنَةٍ» . هذه روايات مسلم. وأخرج الموطأ والترمذي وأبو داود: الرواية الثانية وأخرج أبو داود أيضاً والنسائي: الأولى، والرابعة. وفي أخرى لأبي داود قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «البقَرَةُ عن سبعةٍ، والجزورُ عن سَبْعةٍ» (3) .   (1) وفي الحديث دليل المذهب الصحيح عند الأصوليين أن لفظة " كان " لا تقتضي التكرار؛ لأن إحرامهم بالتمتع بالعمرة إلى الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم، إنما وجد مرة واحدة، وهي حجة الوداع. قاله النووي. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": قال العلماء: الجزور - بفتح الجيم - وهي البعير. قال القاضي: وفرق هنا بين البدنة والجزور؛ لأن البدنة والهدي: ما ابتدئ إهداؤه عند الإحرام، والجزور: ما اشتري بعد ذلك لينحر مكانها، فتوهم السائل أن هذا أخف في الاشتراك، فقال في جوابه: إن الجزور لما اشتريت للنسك صار حكمها كالبدن. (3) أخرجه مسلم رقم (1318) في الحج، باب الاشتراك في الهدي، والموطأ 2 /486 في الضحايا، باب الشركة في الضحايا، والترمذي رقم (904) في الحج، باب ما جاء في الاشتراك في البدنة، وأبو داود رقم (2807) في الضحايا، باب في البقر والجزور عن كم تجزئ، والنسائي 7 / 222 في الضحايا، باب ما تجزئ عنه البقرة في الضحايا، وأخرجه أيضاً الدارمي في السنن 2 / 78، في الأضاحي، باب البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/304) قال: حدثنا هُشيم، وفي (3/318) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/88) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم، وأبو داود (2807) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا هشيم، والنسائي (7/222) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (2435) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، وعن شعيب بن يوسف، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (2902) قال: حدثنا بُندار، قال: حدثنا يحيى، (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، كلاهما - هشيم، ويحيى - عن عبد الملك. 2 - وأخرجه أحمد (3/363) قال: حدثنا عفان، وأبو داود (2808) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (2474) عن أبي داود، عن عفان، كلاهما - عفان، وموسى - قالا: حدثنا حماد، عن قيس بن سعد، كلاهما - عبد الملك، وقيس- عن عطاء، فذكره. ورواه عن جابر بن عبد الله سليمان بن قيس أخرجه أحمد (3/353 و364) قال: حدثنا عفان، وعبد بن حميد (1097) قال: حدثني أبو الوليد، كلاهما - عفان، وأبو الوليد - قالا: أبو عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس فذكره. الحديث: 1628 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 1629 - (ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كُنَّا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في سَفَرٍ، فَحَضَرَ الأَضْحَى، فاشْتَرَكْنا في البقَرَةِ: سبعةً، وفي البعِيرِ: عشرة (1) » . أخرجه الترمذي والنسائي (2) .   (1) " سبعة، وعشرة " منصوب بفعل محذوف، تقديره: أعني، بياناً لضمير الجملة. (2) أخرجه الترمذي رقم (905) في الحج، باب ما جاء في الاشتراك في البدنة والبقرة، والنسائي 7 / 222 في الضحايا، باب ما تجزئ عنه البدنة في الضحايا، وفي سنده الحسين بن واقد، وهو صدوق له أوهام، ولكن للحديث شاهد من حديث رافع بن خديج عند البخاري ومسلم وغيرهما في الغنائم والفيء، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فتقدم سرعان الناس فتعجلوا من الغنائم فاطبخوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في أخرى الناس، فمر بالقدور فأمر بها فأكفئت، ثم قسم بينهم فعدل بعيراً بعشر شياه، وانظر التعليق على الحديث رقم (1223) وكلام الحافظ ابن حجر في معناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/275) (2484) قال: حدثنا الحسن بن يحيى، وابن ماجة (3131) قال: حدثنا هدية بن عبد الوهاب، والترمذي (،905 1501) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حُريث، وغير واحد، والنسائي (7/222) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (6158) عن إسحاق بن إبراهيم، وابن خزيمة (2908) قال: حدثنا أبو عمار. جميعهم - الحسن، وهدية، وأبو عمار، وغير واحد، ومحمد بن عبد العزيز، وإسحاق- عن الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 1629 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 1630 - (ت) حجية بن عدي -رحمه الله- قال: قال علي -رضي الله عنه-: «البقَرة: عن سبعةٍ، قلت: فإنْ وَلَدَتْ؟ قال: اذبح ولدها معها. قُلْتُ: فالعَرجاءُ؟ قال: إذا بَلَغَت المَنْسِكَ، قُلْتُ: فمَكسورةُ الْقَرنِ؟ قال: لا بأسَ. أُمِرْنَا - أو أمَرنَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ نَستَشْرِفَ العَينَينِ والأذُنَيْنِ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 322] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَسْتَشْرِف) : الاستشراف: هو أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل [من] الشمس حتى يستبين الشيء. والمعنى في الحديث: أمرنا أن نختبر العين والأذن فنتأمل سلامتهما من آفة تكون بهما.   (1) رقم (1503) في الأضاحي، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء في الكوفة، وقد رواه ابن ماجة مختصراً بلفظ: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن، وإسناده حسن، وهو كذلك عند الترمذي رقم (1498) بمعناه، في الأضاحي، باب ما يكره من الأضاحي، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/95) (، 732 734) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/105) (826) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، وفي (1/125) (1021) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، وشعبة، وحماد بن سلمة. وفي (1/125) (1022) ، و (1/152) (1308) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وفي (1/152) (1311) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، والدارمي (1957) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، وابن ماجة (3143) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان الثوري، والترمذي (1503) قال: حدثنا علي بن حُجر، قال: أخبرنا شريك، والنسائي (7/217) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، وابن خزيمة (2914) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قالا: حدثنا شعبة، (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، وشعبة، وفي (2915) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدقنا وهب بن جرير، قال: حدثني أبي، عن أبي إسحاق. خمستهم - سفيان الثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة، وشريك، وأبو إسحاق، - عن سلمة بن كُهيل، عن حُجية، فذكره. ورواه عن علي شريح بن النعمان: أخرجه أحمد (1/80) (609) قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، وفي (1/108) (851) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير، وفي (1/128) (1061) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، وعلي بن صالح، وفي (1/149) (1274) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير، والدارمي (1958) . قال: أخبرنا عُبيدالله بن موسى، عن إسرائيل، وأبو داود (2804) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير، وابن ماجة (3142) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، والترمذي (1498) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك بن عبد الله، (ح) وحدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، والنسائي (7/216، 217) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن عبد الرحيم وهو ابن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة (ح) وأخبرنا أبو داود، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، قال: حدثنا زهير، (ح) وأخبرنا أحمد بن ناصح، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، (ح) وأخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا شجاع بن الوليد، قال: حدثني زياد ابن خيثمة. سبعتهم - أبو بكر بن عياش، وزهير، وإسرائيل، وعلي بن صالح، وشريك بن عبد الله، وزكريا، وزياد- عن أبي إسحاق، عن شريح بن النعمان، فذكره. الحديث: 1630 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 1631 - (ط) نافع مولى ابن عمر أنَّ ابنَ عمر -رضي الله عنهما- كان يقولُ في الضَّحايا والبُدْنِ «الثَّنيُّ، فما فَوقَهُ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الثَّنيُّ) من ذوات الظلف والحافر: ما دخل في السنة الثالثة، ومن ذوات الخف: ما دخل في السنة السادسة، والجمع: ثنيَّان، والأنثى: ثَنِيَّة، والجمع ثَنِيَّات.   (1) 1 / 380 في الحج، باب العمل في الهدي حين يساق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (870) في الحج - باب: العمل في الهدي حين يساق. الحديث: 1631 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 1632 - (ط ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «ما كُنَّا نضحي بالمدينةِ إلا بالشَّاةِ الواحدةِ، يَذْبحُها الرَّجُلُ عنه وعن أهلِ بيته، ثم تَبَاهى النَّاسُ بعدُ، فصارتْ مُبَاهَاةً» . أخرجه الموطأ والترمذي (1) .   (1) أخرجه الموطأ 2 / 486 في الضحايا، باب الشركة في الضحايا، والترمذي رقم (1505) في الضحايا، باب ما جاء أن الشاة الواحدة تجزئ عن أهل البيت، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3147) [ص: 323] في الضحايا، باب من ضحى بشاة عن أهله، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حسن صحيح، قال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق. اهـ. وكذلك هو قول مالك والليث والأوزاعي وغيرهم أن الشاة الواحدة تجزئ عن أكثر من واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه ابن ماجة (3147) قال: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: ثنا ابن أبي فديك، والترمذي (1505) قال: ثنا يحيى بن موسى، قال: ثنا أبو بكر الحنفي. كلاهما -ابن أبي فديك، وأبو بكر الحنفي- قالا: ثنا الضحاك بن عثمان، قال: ثنا عمارة بن عبد الله ابن صياد، عن عطاء فذكره. وفي «الموطأ» (1069) عن عمارة بن يسار، أن عطاء بن يسار أخبره أن أبا أيوب الأنصاري أخبره، فذكره. الحديث: 1632 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 1633 - (ط) محمد بن شهاب الزهري -رحمه الله- قال: «ما نَحَر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عَنْه وعن أهل بيته، إلا بدنَة واحدَة أو بَقَرَة واحدَة» . قال مالك: لا أدري: أيَّتَهُما قال ابن شهاب؟.أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 486 و 487 في الضحايا، باب الشركة في الضحايا، وإسناده صحيح إلى ابن شهاب. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال أبو عمر (يعني ابن عبد البر) : كذا لجميع أصحاب مالك عنه في الموطأ وغيره إلا جويرية، فرواه عن مالك عن الزهري قال: أخبرني من لا أتهم، عن عائشة ... فذكره على الشك، ورواه معمر ويونس والزبيدي عن الزهري عن عمرة عن عائشة قالت: ما ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آل محمد في حجة الوداع إلا بقرة، ورواه ابن أخي الزهري عن عمه قال: حدثني من لا أتهم عن عمرة عن عائشة ... فذكره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (1070) في الضحايا - باب الشركة في الضحايا عن ابن شهاب فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ: قال أبو عمر: كذا بجميع أصحاب مالك عنه في الموطأ وغيره إلا جويرية فرواه عن مالك، عن الزهري، قال: أخبرني من لا أتهم عن عائشة فذكره على الشك، ورواه معمر، ويونس، والزبيدي، عن الزهري، عن عمر، عن عائشة، ورواه ابن أبي أخي الزهري، عن عمه قال: ثني من لا أتهم عن عمرة، عن عائشة فذكره. الحديث: 1633 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 1634 - () عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- كان يقول: «لا تُذبَحُ البقرةُ إلا عن إنسانٍ واحدٍ، ولا تُذَبحُ الشَّاةُ، ولا البدَنةُ، إلا عن إنسانٍ واحدٍ» . وفي أخرى قال: «لا يَشتَركُ في النُّسُكِ الجماعةُ، إنما يكون ذلك في أهل البيت الواحدِ فقط» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] .لم أقف عليه الحديث: 1634 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 الفرع الثاني: فيما ليس بمتعين 1635 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نَحَرَ سَبْعَ بَدَنَاتٍ بِيَدِهِ قياماً، وضَحَّى في المدينة بِكبْشَيْنِ أقْرَنَيْنِ أمْلَحَينِ» . وفي رواية: «ضَحَّى بكَبْشَينِ أقْرَنَيْنِ أمْلَحَيْنِ، يَذْبَحُ، ويُكَبِّرُ، ويُسَمِّي، ويَضَعُ رِجْلَهُ على صَفْحتهما» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية البخاري ومسلم قال: «ضَحَّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِكَبشَينِ أملحَينِ، فَرَأيتُهُ واضعا قَدَمَهُ على صفَاحِهِما، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحهُما بيَدهِ» . زاد في روايةٍ: «أقْرَنَينِ» . وفي أخرى للبخاري: «أنَّهُ كان يضَحِّي بِكَبْشَينِ أَقْرَنَيْنِ، ويضعُ رِجْلَهُ على صَفْحتهما، ويَذْبَحُهُما بِيَدِهِ» . وفي أخرى لمسلم بِنَحوه، ويقول: «بسم الله، والله أكبر» . وفي أخرى له قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُضَحِّي بِكَبْشَينِ وأنا أُضَحي بِكَبْشَيْنِ» . وأخرج الترمذي نحو رواية البخاري ومسلم مع الزيادة. [ص: 325] وأخرج النسائي رواية مسلم الآخِرةَ. وللنسائي أيضاً قال: «خَطَبنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم انْكَفأ إلى كَبْشَينِ أمْلَحيْنِ، فَذَبحَهُما» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أملحين) كبش أملح: إذا كان بياضه أكثر من سواده، وقيل: هو النقي البياض.   (1) أخرجه البخاري 3 / 441 في الحج، باب من نحر بيده، وباب من بات بذي الحليفة حتى أصبح، وباب رفع الصوت بالإهلال، وباب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال، وباب نحر البدن قائمة، وفي الجهاد، باب الخروج بعد الظهر، وباب الإرداف في الغزو والحج، ومسلم رقم (1966) في الأضاحي، باب استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل، والترمذي رقم (1494) في الأضاحي، باب ما جاء في الأضحية بكبشين، وأبو داود رقم (2793) و (2794) في الأضاحي، باب ما يستحب من الضحايا ، والنسائي 7 / 219 و 220 في الضحايا، باب الكبش، وباب وضع الرجل على صفحة الضحية، وباب تسمية الله عز وجل على الضحية، وباب التكبير عليها، وباب ذبح الرجل أضحيته بيده، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3120) في الأضاحي، باب أضاحي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدارمي في السنن 2/ 75، في الأضاحي، باب السنة في الأضحية، وأحمد في المسند 1 / 101 و 115 و 130 و 178 و 183 و 189 و 211 و 214 و 222 و 255 و 258 و 268 و 272 و 279 و 281. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/، 99 272) قال: ثنا هشيم، وفي (3/115) قال: ثنا يحيى، وفي (3/، 118، 183 278) قال: ثنا وكيع. وفي (3/183) قال: ثنا وكيع، ومحمد بن جعفر، وفي (3/222) قال: ثنا هاشم، وفي (3/255) قال: ثنا محمد بن جعفر، وفي (3/272) قال: ثنا محمد بن جعفر، وحجاج، وفي (3/272) أيضا قال: ثنا وكيع، ويحيى بن سعيد، والدارمي (1951) قال: نا سعيد بن عامر، والبخاري (7/131) قال: ثنا آدم بن أبي إياس، ومسلم (6/77) قال: ثنا يحيى بن يحيى قال: نا وكيع، وفي (6/78) قال: ثنا يحيى بن حبيب، قال: ثنا خالد بن الحارث، وابن ماجة (3120) قال: ثنا نصر ابن علي الجهضمي، قال: ثنا أبي، وفي (، 3120 3155) قال ابن ماجة: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، والنسائي (7/230) قال: نا إسماعيل بن مسعود، قال: ثنا خالد، وفي (7/230) أيضا قال: نا أحمد بن ناصح، قال: ثنا هشيم، وفيه أيضا (7/230) قال: نا القاسم بن زكريا، قال: ثنا مصعب بن المقدام، عن الحسن بن صالح، وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على المسند (3/279) قال: ثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري أبو القاسم، قال: ثنا عمي يعقوب بن إبراهيم، عن شريك، وابن خزيمة (2895) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، وفي (2896) قال: ثنا علي بن خشرم، قال: نا عيسى بن يونس. جميعهم - هشيم، ويحيى بن سعيد، ووكيع، ومحمد بن جعفر، وهاشم، وحجاج، وسعيد بن عامر، وآدم، وخالد، وعلي الجهضمي، والحسن، وشريك، وعيسى - عن شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (3/144) قال: ثنا يونس، وفي (3/258) قال: ثنا عفان. كلاهما - يونس، وعفان- عن أبان بن يزيد العطار. 3 - وأخرجه أحمد (3/170) قال: ثنا محمد بن جعفر، وفي (3/189) قال: ثنا إسماعيل، ومسلم (6/78) قال: ثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عدي، والنسائي (7/231) قال: نا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا يزيد بن زريع. أربعتهم - ابن جعفر، وإسماعيل، وابن أبي عدي، وابن زريع- عن سعيد بن أبي عرويبة. 4 - وأخرجه أحمد (3/211) قال: ثنا عبد الصمد، وفي (3/214) قال: ثنا عبد الملك، والبخاري (9/146) قال: ثنا حفص بن عمر، وأبو داود (2794) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، أربعتهم -عبد الصمد، وعبد الملك، وحفص، ومسلم- عن هشام الدستوائي. 5- وأخرجه أحمد (3/258) قال: ثنا عفان، وبهز، والبخاري (7/133) (قال: ثنا حجاج بن منهال، ثلاثتهم - عفان، وبهز، وحجاج - عن همام بن يحيى. 6 - وأخرجه البخاري (7/133) ، ومسلم (6/77) ، والترمذي (1494) ، والنسائي (7/220) عن قتيبة ابن سعيد، قال: ثنا أبو عوانة. ستتهم - شعبة، وأبان، وسعيد، وهشام، وهمام، وأبو عوانة - عن قتادة، فذكره. الحديث: 1635 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 1636 - (ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُضَحِّي بِكَبْشٍ أقْرَنَ فَحِيلٍ، يَنْظُرُ في سوَادٍ، ويأكُلُ في سوادٍ، ويَمشي في سَوادٍ» . [ص: 326] أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَحِيل) الفحيل: هو الذي يشبه الفحولة في نبله وعِظَم خَلْقه. ويقال: هو المنجب في ضرابه. والذي يراد من الحديث: أنه اختار الفحل على الخصي والنعجة، وطلب نبله.   (1) أخرجه الترمذي رقم (1496) في الأضاحي، باب ما جاء فيما يستحب من الأضاحي، وأبو داود رقم (2796) في الضحايا، باب ما يستحب من الضحايا، والنسائي 7 / 221 في الضحايا، باب الكبش، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث حفص بن غياث. وقد روى مسلم رقم (1967) في الأضاحي، باب استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل والتسمية والتكبير من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد فأتي به يضحي به ... الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (2796) قال: ثنا يحيى بن معين، وابن ماجة (3128) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، والترمذي (1496) قال: ثنا أبو سعيد الأشج، والنسائي (7/220) قال: نا عبد الله بن سعيد الأشج. ثلاثتهم -ابن معين، ومحمد بن عبد الله، والأشج - قالوا: ثنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1636 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 1637 - (ت س) أبو بكرة - رضي الله عنه - «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ، ثم نزَلَ، فَدَعا بِكَبْشَيْنِ، فَذَبحَهُما» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية النسائي: «ثم انصَرَفَ يومَ النَّحْرِ إلى كبْشَينِ أمْلَحيْنِ، فَذَبَحهُما وإلى جُزَيعةٍ من الغنَمِ فَقَسَمها فينا» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جزيعة) الجزيعة القطيعة من الغنم. وفي حديث آخر «فتجزعوها» [ص: 327] أي اقتسموها، وأصله. من الجزع - القطع - هكذا ذكره الجوهري. والجزيعة بوزن: السميعة، فيما رأيناه من النسخ في كتابه على اختلافها. والذي جاء في «المجمل» لابن فارس: الجزيعة: بوزن: الفضيحة. وكأن ما ذكره الجوهري أشبه والله أعلم. ولكل منهما وجه يخرَّج عليه.   (1) الترمذي رقم (1557) " تحفة الأحوذي " في الأضاحي، باب رقم 19، والنسائي 7 / 220 في الضحايا، باب الكبش، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/37) قال: ثنا محمد بن أبي عدي، وفي (5/45) قال: ثنا هوذة بن خليفة، والدارمي (1922) قال: نا أبو حاتم أشهل بن حاتم، والترمذي (1520) قال: ثنا الحسن بن علي الخلال، قال: ثنا أزهر بن سعد السمان. والنسائي (7/220) قال: نا حميد بن مسعدة في حديثه، عن يزيد بن زريع، وفي الكبرى (الورقة 53-ب) قال: نا إسماعيل بن مسعود، قال: ثنا بشر، وفي الورقة (76-أ) قال: نا سليمان بن سلم، قال: نا النضر. خمستهم - محمد بن أبي عدي، وهوذة، وأشهل، وأزهر، والنضر بن شميل- عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره. الحديث: 1637 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 1638 - (ط) عبد الله بن دينار -رحمه الله- قال: «كان يَرَى عبدَ الله بنَ عمر يُهدي في الحجِّ بَدنَتَينِ، بَدَنتَينِ، وفي العُمرة بدَنةً، بدَنةً، قال: ورأيتُه في العُمرةِ ينحرُ بدَنة وهي قَائمة في دارِ خالد بن أسيدِ، وكان فيها مَنْزلُهُ، قال: ولقد رأيتُهُ طَعنَ في لَبَّةِ بَدَنَتِهِ، حتى خَرَجَتِ الْحَرَبةُ من تحتِ كَتِفِهِا» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 387 في الحج، باب ما يجوز من الهدي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (860) في الحج - باب: ما يجوز من الهدي، عن عبد الله بن دينار فذكره. الحديث: 1638 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 1639 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «خيْرُ الأُضْحيَةِ: الْكَبْشُ، وخَيْرُ الْكَفَنِ: الْحُلَّةُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1517) في الأضاحي، باب رقم 18، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3130) في الأضاحي، باب ما يستحب من الأضاحي، وفي سنده عفير بن معدان الحمصي المؤذن أبو عائذ، وهو ضعيف. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعفير بن معدان يضعف في الحديث. أقول: وله شاهد عند أبي داود رقم (3156) في الجنائز، باب في الكفن، بإسناد ضعيف منن حديث عبادة بن الصامت، فالحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه ابن ماجة (3130) قال: ثنا العباس بن عثمان الدمشقي، قال: ثنا الوليد بن مسلم، والترمذي (1517) قال: ثنا سلمة بن شبيب، قال: ثنا أبو المغيرة كلاهما - الوليد، وأبو المغيرة- عن أبي عائذ، عفير ابن معدان، عن سليم بن عامر، فذكره. الحديث: 1639 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 1640 - (م) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «نَحَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عَنْ نِسائِهِ في حَجَّتهِ بَقَرَة» . وفي روايةٍ قال: «نَحَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن عائشةَ بقرة يَومَ النَّحر» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1329) في الحج، باب الاشتراك في الهدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/378) قال: ثنا محمد بن بكر، وروح. ومسلم (4/88) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. (ح) وثنا محمد بن حاتم، قال: ثنا محمد بن بكر (ح) وثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثنا أبي. أربعتهم - ابن بكر، وروح، ويحيى بن زكريا، ويحيى الأموي- عن ابن جريج، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1640 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 1641 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ذَبحَ عَمَّن اعْتَمَرَ من نِسائِهِ بَقَرَة بَيْنَهُنَّ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1751) في المناسك، باب في هدي البقر، وفي إسناده الوليد بن مسلم، وهو ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، ويحيى بن أبي كثير الطائي، وهو ثقة ثبت لكنه يدلس، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1751) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، ومحمد بن مهران الرازي، وابن ماجة (3133) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15386) عن عمرو ابن عثمان، وابن خزيمة (2903) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية. أربعتهم - عمرو بن عثمان، ومحمد بن مهران، وعبد الرحمن بن إبراهيم،ومحمد بن عبد الله بن ميمون- عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. قلت: في إسناده الوليد بن مسلم، ويحيى بن أبي كثير، وهما ثقتان، ولكنهما يدلسان، ولكن للحديث شواهد. الحديث: 1641 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 1642 - (د) عائشة -رضي الله عنها- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نَحَرَ عن آل مُحَمَّدٍ في حَجَّةِ الوداعِ بَقَرَة واحدَة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1750) في المناسك، باب في هدي البقر، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3135) في الأضاحي، باب عن كم تجزئ البدنة والبقرة، وفي سنده يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، وهو ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً، فهو حديث حسن، وهو بمعنى الحديثين اللذين قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (1750) قال: حدثنا ابن السرج. قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وابن ماجة (3135) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري أبو طاهر. قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أنبأنا يونس، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17924) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس، (ح) وعن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر. كلاهما - يونس، ومعمر - عن ابن شهاب الزهري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته. (*) أخرجه أحمد (6/248) ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17924) عن يعقوب بن إبراهيم. كلاهما - أحمد،، ويعقوب- عن عثمان بن عمر، قال: حدثنا يونس، عن الزهري، وجدت في موضع عن عروة، وفي موضع آخر عن عمرة. كلاهما قاله عثمان عن عائشة، فذكرته. الحديث: 1642 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 1643 - (ت د) حنش بن المعتمر قال: «رأَيتُ عَلياً - رضي الله عنه - ضحَّى بكَبشَيْنِ، وقال: أحدهما عني، والآخر: عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت له، فقال: أمرَني به - يعني: النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أو قال: أوصاني به - فلا [ص: 329] أدَعُهُ أبداً» . هذه رواية الترمذي وفي رواية أبي داود: قال: «رأيتُ علياً ضَحَّى بكبْشَينِ، فقلْتُ له: ما هذا؟ فقال: إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أوصَاني: أنْ أُضَحِّيَ عنه، فأنا أُضَحِّي عنه» (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (1495) في الأضاحي، باب ما جاء في الأضحية عن الميت، وأبو داود رقم (2790) في الضحايا، باب الأضحية عن الميت، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وأبو الحسناء الكوفي مجهول، وحنش بن المعتمر، صدوق له أوهام، فهو حديث ضعيف. ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (1/107) (843) قال: حدثنا أسود بن عامر، وأبو داود (2790) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والترمذي (1495) قال: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي الكوفي، وعبد الله بن أحمد (1/149) (1278) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبيد المحاربي. وفي (1/150) (1285) قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة. أربعتهم - أسود، وعثمان، ومحمد بن عبيد، وأبو بكر - عن شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي الحسناء، عن الحكم، عن حنش، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. الحديث: 1643 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 1644 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- «كان يقول لِبَنِيهِ، يا بَنيَّ، لا يُهدِيَنَّ أَحدُكم مِنَ البُدْنِ شيْئاً يَسْتَحْيي أن يُهْدِيَهُ لكريمهِ، فإنَّ الله أكْرَمُ الكرَمَاءِ وأحقُّ من اختيرَ له» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لكريمه) : كريم الرجل: من يكرم عليه،ويعز عنده.   (1) 1 / 380 في الحج، باب العمل في الهدي حين يساق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (872) في الحج - باب العمل في الهدي حين يساق، فذكره. الحديث: 1644 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 الفصل الثالث: فيما يجزئ من الضحايا 1645 - (م د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال [ص: 330] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَذبَحُوا إلا مسِنِّة (1) إلا أنْ يعْسُر عليكم فتذبحوا جَذَعةً من الضأن» (2) . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مسنة) : المسنة: التي لها سنون، والمراد: الكبيرة التي ليست من الصغار. (جذعة) : الجذع من الشاء: ما دخل في السنة الثانية، ومن البقر و [ذوات] الحافر: ما دخل في الثالثة، ومن الإبل: ما دخل في الخامسة، والأنثى في الجميع: جذعة والجمع: جذعان، و [جذاع] ، وجذعات.   (1) قال النووي: قال العلماء: المسنة: هي الثنية من كل شيء من الإبل والبقر والغنم فما فوقها، وهذا تصريح بأنه لا يجوز الجذع من غير الضأن في حال من الأحوال، وهذا مجمع عليه على ما نقله القاضي عياض. قال النووي: وأما الجذع من الضأن فمذهبنا ومذهب كافة العلماء أنه يجزئ سواء وجد غيره أم لا. (2) الجذع من الضأن: ما أكمل سنة، وهو قول الجمهور، وقيل: دونها، والضأن أسرع إجذاعاً من الماعز، وأما الجذع من المعز: فهو ما دخل في السنة الثانية، ومن البقر: ما أكمل الثالثة، ومن الإبل ما دخل في الخامسة، قاله الحافظ في " الفتح ". (3) أخرجه مسلم رقم (1963) في الأضاحي، باب سن الأضحية، وأبو داود رقم (2797) في الضحايا، باب ما يجوز من السن في الضحايا، والنسائي 7 /218 في الضحايا، باب المسنة والجذعة، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 3 / 312 و 327، وفي سنده أبو الزبير المكي محمد بن مسلم بن تدرس، وهو صدوق إلا أنه يدلس، قال النووي في " شرح مسلم ": هذا الحديث محمول على الاستحباب والأفضل، وتقديره: يستحب لكم ألا تذبحوا إلا مسنة، فإن عجزتم فجذعة من الضأن، وليس فيه تصريح بمنع جذعة الضأن، وأنها لا تجزئ بحال، وقد أجمعت الأمة على أنه ليس على ظاهره؛ لأن الجمهور يجوزون الجذع من الضأن مع وجود غيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/312) قال: ثنا حسن، وفي (3/327) قال: ثنا هاشم، وحسن بن موسى، ومسلم (6/77) قال: حدثنا أحمد بن يونس، وأبو داود (2797) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، وابن ماجة (3141) قال: حدثنا هارون بن حيان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله. والنسائي (7/218) قال: أخبرنا أبو داود، سليمان بن سيف، قال: حدثنا الحسن (وهو ابن أعين) وأبو جعفر (يعني النفيلي) ، وابن خزيمة (2918) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا سنان بن مطاهر. تسعتهم - حسن، وهاشم، وأحمد بن يونس، وأحمد بن أبي شعيب، وعبد الرحمن بن عبد الله، وابن أعين، والنفيلي، وأبو نعيم، وابن مطاهر- عن زهير بن معاوية، قال: حدثنا أبو الزبير، فذكره. الحديث: 1645 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 1646 - (خ م ت س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَعْطاهُ غَنَماً يَقسِمُها على صحابته، فبَقيَ عَتُودٌ، أو جَدْيٌ، فذكره للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: ضَحِّ به أنت» (1) . وفي رواية قال: قَسم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بَيْن أصحابه ضحَايا، فَصَارَتْ لِعُقْبَةَ جَذَعةٌ، فقلت: يا رسول الله، أصَابَني جَذَعٌ، فقال: «ضَحِّ به» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عتود) العتود من أولاد المعز ما رعى وقوي وأتى عليه الحول.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": زاد البيهقي في روايته من طريق يحيى بن أبي كثير عن الليث: ولا رخصة فيها لأحد بعدك. قال البيهقي: إن كانت هذه الزيادة محفوظة، كان هذا رخصة لعقبة كما رخص لأبي بردة. (2) أخرجه البخاري 10 / 9 في الأضاحي، باب في أضحية النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين، وباب قسمة الإمام الأضاحي بين الناس، وفي الوكالة، باب وكالة الشريك، وفي الشركة، باب قسمة الغنم والعدل فيها، ومسلم رقم (1965) في الأضاحي، باب سن الأضحية، والترمذي رقم (1500) في الأضاحي، باب ما جاء في الجذع من الضأن والأضاحي، والنسائي 7 /218 في الضحايا، باب المسنة والجذعة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3138) في الأضاحي، باب ما تجزئ من الأضاحي، وأحمد في المسند 4 / 449. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/149) قال: حدثنا حجاج، والدارمي (1960) قال: أخبرنا أبو الوليد، والبخاري (3/128) ، (7/131) قال: حدثنا عمرو بن خالد. وفي (3/184) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، ومسلم (6/77) قال: حدثنا قتيبة، (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجة (3138) قال: حدثنا محمد بن رمح، والترمذي (1500) قال: حدثنا قتيبة، والنسائي (7/218) قال: أخبرنا قتيبة. خمستهم - حجاج، وأبو الوليد، وعمرو بن خالد، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح - عن ليث بن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، فذكره. والرواية الأخرى: أخرجها أحمد (4/،144 156) والدارمي (1959) ، والبخاري (7/129) ، ومسلم (6/77) ، والترمذي (1500) ، والنسائي (7/218) ، وابن خزيمة (2916) عن بعجة بن عبد الله الجهني، عن عقبة بن عامر. الحديث: 1646 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 1647 - (د) زيد بن خالد [الجهني]- رضي الله عنه - قال: «قَسمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في أصحابه ضحايا، فأعطاني عَتُوداً جذعاً، قال: فرجعتُ [ص: 332] به إليه، فقلت له: إنه جَذَعٌ. فقال: ضَحِّ به، فَضَحَّيْتُ به» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2898) في الضحايا، باب ما يجوز من السن في الضحايا. وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد في المسند، وصححه ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجها أحمد (5/194) قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا أبي. وأبو داود (2798) قال: ثنا محمد بن صدران، قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. كلاهما - إبراهيم، وعبد الأعلى - عن محمد بن إسحاق، قال: ثنا عمارة بن عبد الله بن طعمة، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1647 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 1648 - (ت) أبو كباس -رحمه الله- قال: «جلَبْتُ غنماً جُذْعاناً إلى المدينة، قُربَ الأضحى، فكَسَدَتْ عليَّ، فلقِيتُ أبا هريرة فسألتُه؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: نِعمَ - أو نِعْمَتِ - الأُضْحِيةُ الجذَعُ من الضأن، فانْتهبَها النَّاس» . أخرجه الترمذي وقال: وقد روي موقوفاً على أبي هريرة (1) .   (1) رقم (1499) في الأضاحي، باب ما جاء في الجذع من الضأن والأضاحي، وفي سنده كدام بن عبد الرحمن، وأبو كباش، وهما مجهولان، لكن يشهد له الحديثان اللذان قبله، والحديث الذي بعده، وكذلك عند النسائي بإسناد قوي بلفظ: ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بجذع من الضأن فهو حسن بهذه الشواهد. وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الجذع من الضأن يجزئ في الأضحية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] موقوف: أخرجه أحمد (2/444) ، والترمذي (1499) قال: ثنا يوسف بن عيسى. كلاهما - أحمد، ويوسف- قالا: ثنا وكيع. قال: ثنا عثمان بن واقد، عن كدام بن عبد الرحمن، عن أبي كباش، فذكره. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة، حديث حسن غريب، وقد روي هذا عن أبي هريرة، موقوفا. ملحوظة: في المطبوع من «مسند أحمد» وقع حدثنا سفيان بين وكيع، وعثمان بن واقد. الحديث: 1648 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 1649 - (د س) عاصم بن كليب عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا معَ رجلٍ من أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، يقال له: مُجَاشِعٌ من بني سُلَيمٍ، فعزت الغنمُ، فأمر منادياً فنادى: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: إنَّ الجذَع من الضأْنِ يُوفي مما يُوَفي منه الثَّنيُّ» . [ص: 333] وفي رواية: «الْجَذَعُ يُوفيِ مما يوفي منه الثني» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي: قال: «كُنَّا في سَفَرٍ، فحضر الأضحى، فَجَعلَ الرجلُ يَشْتَري منا المُسنَّةَ (1) بالجَذَعتين والثلاثة. فقال لنا رجلٌ من بني مُزيَنَةَ: كُنَّا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فحضر هذا اليومُ، فجعل الرجلُ يطلب المسنَّةَ بالجذعتين والثلاثة، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ الْجَذَع يُوفي ممَّا يُوفي منه الثَّنِيُّ» (2) .   (1) في سنن النسائي المطبوع: فجعل الرجل منا يشتري المسنة. (2) أخرجه أبو داود رقم (2799) في الضحايا، باب ما يجوز من السن في الضحايا، والنسائي 7 / 219 في الضحايا، باب المسنة والجذعة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3140) في الأضاحي، باب ما تجزئ من الأضاحي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (2799) قال: ثنا الحسن بن علي، وابن ماجة (3140) قال: ثنا محمد بن يحيى. كلاهما - الحسن بن علي، ومحمد بن يحيى - قالا: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره. ورواية النسائي: أخرجها أحمد (5/368) ، والنسائي (7/219) عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1649 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 الفصل الرابع: فيما لا يجزئ من الضحايا 1650 - (ط ت د س) عبيد بن فيروز -رحمه الله- قال: «سألنا البراء عمَّا لا يجوزُ في الأَضاحي؟ فقال: قام فينا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأصَابعي أقْصَرُ من أصابعه، وأناملي أقصرُ مِنْ أنَامِلِه - فقال: أَربعٌ - وأشار بأربع أصابعه- لا تجوزُ في الأضاحي: العَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، والمريضةُ بَيِّنٌ [ص: 334] مَرضُها، والْعَرْجاءُ بَيِّنٌ ظَلَعُها، والكسيرُ التي لا تنْقي قال: قلت: فإني أكرهُ أن يكونَ في السِّنِّ نَقْصٌ؟ قال ما كرهتَ فدَعْهُ، ولا تُحَرِّمهُ على أحَدٍ» . هذه رواية أبي داود والنسائي. وفي رواية الترمذي: أَنَّ البرَاءَ قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «لا يُضَحَّى بالْعَرْجاءِ بَيِّنٌ ظَلَعُها، ولا العَورَاءِ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، ولا بالمريضَةِ بَيِّنٌ مَرضُها، ولا بالعَجْفَاءِ التي لا تُنْقي» . وفي رواية الموطأ نحو رواية أبي داود والنسائي، إلى قوله «لا تُنْقي» . وجَعَلَ بَدَلَ «الكسير» : «الْعَجْفَاءَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظلعها) : الظلع، العرج، والظالع الغامز في مشيته. (تُنقي) : النِّقي، مخ العظم، يقال: أنقت الإبل وغيرها، أي: صار فيها نِقْي، ويقال: هذه ناقة مُنْقية، وهذه لا تُنْقي. [ص: 335] (بالعجفاء) : العجف - بالتحريك- الهزال والضعف.   (1) أخرجه الموطأ 2 / 482 في الضحايا، باب ما ينهى عنه من الضحايا، والترمذي رقم (1497) في الأضاحي، باب ما لا يجوز من الأضاحي، وأبو داود رقم (2802) في الضحايا، باب ما يكره من الضحايا، والنسائي 7 /214 و 215 في الضحايا، باب ما نهي عنه من الأضاحي العوراء، وباب العرجاء، وباب العجفاء، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم. وقال النووي: وأجمعوا على أن العيوب الأربعة المذكورة في حديث البراء لا تجزئ التضحية بها، وكذا ما كان في معناها، أو أقبح منها، كالعمى، وقطع الرجل، وشبهه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/، 284 289) قال: ثنا عفان، وفي (4/289) قال: حدثنا يحيى، وفي (4/300) قال: حدثنا وكيع، وابن جعفر، والدارمي (1956) قال: حدثنا سعيد بن عامر، وأبو داود (2802) قال: حدثنا حفص بن عمر، وابن ماجة (3144) ، والنسائي (7/215) كلاهما عن محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وأبو داود، ويحيى، وعبد الرحمن، وابن أبي عدي، وأبو الوليد، والترمذي (1497) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، والنسائي (7/214) ، قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، جميعا - عفان، ويحيى، وابن جعفر، وسعيد بن عامر، وحفص، وأبو داود، وعبد الرحمن، وابن أبي عدي، وأبو الوليد، ويحيى بن أبي زائدة، وخالد - عن شعبة. وأخرجه الترمذي (1497) قال: حدثنا علي بن حُجر، قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب. وأخرجه النسائي (7/215) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، والليث بن سعد. أربعتهم - شعبة، ويزيد، وعمرو، والليث- عن سليمان بن عبد الرحمن. 2 - وأخرجه مالك (الموطأ) (298) ، وأحمد (4/301) قال: حدثنا عثمان بن عمر، والدارمي (1955) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. كلاهما - عثمان، وخالد- قالا: حدثنا مالك، عن عمرو بن الحارث. كلاهما - سليمان، وعمرو - عن عُبيد بن فيروز، فذكره. الحديث: 1650 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 1651 - (د ت س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «أمَرَنَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ نَسْتشْرِفَ العينَ والأُذْنَ، وأن لا نُضَحِّيَ بمُقابَلَةٍ: ولا مُدابَرَةٍ، ولا شَرْقَاءَ» . زاد في رواية: «والمقابَلةُ: ما قُطعَ طَرَفُ أذنها، والمدابَرةُ: ما قُطِعَ من جانب الأذن، والشَّرْقَاءُ: المشْقُوقَةُ. والْخَرقَاءُ: المَثْقُوبَةُ» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود والنسائي قال: «أمَرَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أَنْ نَسْتَشْرِفَ العينَ والأَذنَ، ولا نُضحِّيَ بعَوْرَاءَ، ولا مُقابلَةٍ ولا مُدَابَرةٍ، ولا خَرْقَاءَ، ولا شَرْقَاءَ» . قال أبو داود: قال زهير -[وهو ابن معاوية]- فقلت لأبي إسحاق -[وهو السَّبِيْعِي]- أذكر «عَضْباءَ؟» قال: لا. قلت: فما المقابلةُ؟ قال: يُقطعُ طرفُ الأذن: قلتُ: فما المُدابَرَةُ؟ قال: يقطع من مُؤخَّر الأُذُن، قلتُ: فما الشرقاء؟ قال: تُشقُّ الأُذُن. قلت: فما الخرقاء؟ قال: تُخْرَقُ أذُنُها لِلسِّمةِ. وأخرج النسائي مثل رواية الترمذي الأولى بغير زيادة. [ص: 336] وفي أخرى لهم: «أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نَهَى أَن يُضَحَّى بِعضْباء الأُذُنِ والقَرْن» . قيل لابن الْمُسَيَّبِ: ما الأَعْضَبُ؟ قال: المكسورُ النِّصُفِ فما فَوقه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مقابلة) : شاة مقابلة: إذا قطع من مقدم أذنها قطعة وتركت معلقة فيها كأنها زنمة. (مدابرة) : المدابرة: التي فعل بها ذلك من مؤخر أذنها، واسم الجلدة فيها: الإقبالة والإدبارة. (شرقاء) : الشرقاء: التي شقت أذنها، وقد شرقت الشاة -بالسكر - فهي شاة شرقاء. (الخرقاء) : من الغنم: التي في أذنها خرق، وهو ثقب مستدير. (عضباء) : العضباء: المشقوقة الأذن والمكسورة القرن.   (1) أخرجه الترمذي رقم (1498) في الأضاحي، باب ما يكره من الأضاحي، وأبو داود رقم (2804) و (2805) و (2806) في الضحايا، باب ما يكره من الضحايا، والنسائي 7 /217 في الضحايا، باب الخرقاء وهي التي تخرق أذنها، وباب الشرقاء وهي مشقوقة الأذن، وباب العضباء، ورواه أيضاً ابن ماجة مختصراً رقم (3142) في الأضاحي، باب ما يكره أن يضحى به، وأحمد في المسند رقم (851) ، وفي إسناده أبو إسحاق السبيعي، وهو ثقة لكنه اختلط بآخره، والجملة الأولى منه رواها ابن ماجة بإسناد حسن، وهي أيضاً عند النسائي وأحمد في المسند. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود في الأضاحي (6، 3) عن النفيلي، عن زهير، عن أبي إسحاق، عن شريح بن النعمان - وكان رجل صدوق - به. والترمذي فيه (الأضاحي 6، 1) عن الحسن بن على الحلواني، عن يزيد بن هارون، عن شريك، و (6: 2) عن الحسن بن علي، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق نحوه، وقال: حسن صحيح. والنسائي فيه (الضحايا 8) عن محمد بن آدم، عن عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة، و (9) عن أبي داود الحراني، عن الحسن بن محمد بن أعين، عن زهير، كلاهما عن أبي إسحاق به، وزاد: وأن لانضحى بعوراء ولا مقابلة ولا مدابرة ولا شرفاء ولا خرقاء. و (10) عن أحمد بن ناصح، عن أي بكر بن عياش و (11، 1) عن هارون بن عبد اللله، عن شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة، كلاهما عن أبي إسحاق، بالزبادة دون المزيد عليه. وابن ماجة فيه (الأضاحي 1، 8) عن محمد بن الصباح، عن أبي بكر بن عياش نحوه. (تحفة الأشراف 7/383-384) . الحديث: 1651 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 1652 - (د) يزيد ذو مصر -رحمه الله (1) - قال: «أَتيتُ عُتْبَةَ بن عبدٍ السُّلَمي فقلت: يا أبا الوليد، إني خرجتُ ألتمسُ الضحايا، فلم أجد شيئاً يعْجِبُني غيرَ ثَرْماءَ، فكرهتُها، فما تقول؟ قال: أفلا جِئْتَني بها؟ قلتُ: سبحان الله! تجوز عنكَ، ولا تجوز عني؟ قال: نعم، إنك تَشُكُّ، ولا أشُك، إنما نَهى رسولُ الله عن الْمُصَفَّرة، والمُسْتَأْصِلَةِ والبَخْقَاءِ والمُشَيِّعَةِ والكَسراء. فالمصفَّرة: التي تسُتَأْصَلُ أُذُنُها حتى يَبْدو صِماخها، والمستأصِلة: التي اسْتُؤصِلَ قَرْنُها من أصله، والبخْقَاءُ: التي تُبْخَقُ عينُها، والمشيِّعة: التي لا تَتْبَعُ الغَنَمَ عَجْفَاً وَضَعفاً، والكسراءُ: الكسيرُة» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثرماء) ثرمت الشاة: إذا سقطت ثنيتها. (المصفَّرة) المستأصلة إذنها قطعاً، سميت بذلك لأن صماخها صفر من الأذن، أي خلا، والصماخ: ثقب الأذن، ويكتب بالسين، والصاد، لغتين. [ص: 338] (البخقاء) : المبخوصة العين. (المشيِّعة) : هي التي لا تتبع الغنم من الهزال والضعف، فهى إذاً تمشي وراءها، فكأنها أبداً تشيِّعُهم.   (1) (مصر) بكسر الميم وسكون الصاد المهملة: اسم البلد، وهو يزيد المقرئ الحمصي، كان من وجوه أهل الشام. (2) رقم (2803) في الضحايا، باب ما يكره من الضحايا، وفي إسناده أبو حميد الرعيني وهو مجهول، ويزيد ذو مصر، لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (4/185) قال: ثنا علي بن بحر. (ح) وثنا أحمد بن خباب، وأبو داود (2803) قال: ثنا إبراهيم بن موسى الرازي (ح) وحدثنا علي بن بحر. ثلاثتهم - علي بن بحر، وأحمد بن خباب، وإبراهيم بن موسى - عن عيسى بن يونس، قال: ثنا ثور بن يزيد، قال: ثنا أبو حميد الرعيني، قال: ني يزيد ذو معد، فذكره. الحديث: 1652 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 1653 - (ط) نافع [مولى ابن عمر] قال: «كان ابنُ عمر -رضي الله عنهما- يَنْفي منها ما لم تُسْنِنْ (1) - يعني: ما ليس بثَنيٍّ - وينفي منها ما نَقَصَ من خَلْقِها» .أخرجه الموطأ (2) .   (1) في الموطأ: " كان ابن عمر يتقي من الضحايا والبدن التي لم تسن " قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": روي بكسر السين من السن، لأن معروف مذهب ابن عمر أنه لا يضحي إلا بثني المعز والضأن والإبل والبقر. وروي بفتح السين. قال ابن قتيبة: أي لم تنبت أسنانها، كأنها لم تعط أسنانها. كما تقول: لم يلبن، ولم يسمن، ولم يعسل: أي لم يعط ذلك، وقال غيره: معناه: بل تبدل أسنانها. وهذا أشبه بمذهب ابن عمر، لأنه يقول بالأضاحي والبدن الثني فما فوقه، ولا يجوز عنده الجذع من الضأن، وهذا خلاف الآثار المرفوعة وخلاف الجمهور الذين هم حجة على من شذ عنهم. قاله ابن عبد البر. (2) رواه مالك في الموطأ 2 / 482 في الأضاحي، باب ما ينهى عنه من الضحايا، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (1061) في الضحايا-باب ما ينهى عنه من الضحايا، عن نافع، فذكره. الحديث: 1653 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 الفصل الخامس: في الإشعار والتقليد 1654 - (م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «صَلَّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الظُّهرَ بذِي الْحُلَيفَةِ، ثم دعا بناقتِهِ، فَأشْعَرَهَا (1) في [ص: 339] صَفحَةِ سَنَامها الأيمن، وسَلَتَ الدمَ عنها، وقَلدَهَا نَعْلَين، ثم ركب راحلته، فلما أستوَتْ به على البَيداء أهَلَّ بالحج» هذه رواية مسلم وأبي داود. وفي رواية الترمذي: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَلَّدَ نعلين، وأشعَر الهديَ في الشِّقِّ الأَيْمَنِ بذي الحليفة، وأمَاط عنه الدم» . وفي رواية لأبي داود بمعناه وقال: «ثم سَلَتَ الدمَ بيده» . وفي أخرى: «بإصبعه» . وفي رواية النسائي: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أشْعَرَ بُدْنَه من الجانب الأيمنِ وسلتَ الدمَ عنها وأشعرَها» . وفي أخرى له: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لمَّا كان بذي الْحُلَيْفَةِ أمَرَ بِبُدْنِهِ فأشْعَرَ في سَنامها من الشِّقِّ الأيمن، ثم سَلَتَ عنها الدم، وقَلَّدَهَا نَعْلَينِ فلما اسْتَوَتْ به راحلتُه (2) على البَيداء أهَلَّ» . زاد في أخرى: «فلما استوتْ به على البَيْدَاء، لَبَّى وأَحرم عند الظهرِ وأهلَّ بالحجِّ» (3) . [ص: 340] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإشعار) : إشعار الهدي: تعليمه بشيء يعرف به أنه هدي، فكانوا يشقون أسنمة الهدي ويرسلونها والدم يسيل منه، فيعرف أنه هدي فلا يتعرض إليه (سلت) الدم عنها: أي مسحه.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": إشعار الهدي علامة له. وهو مستحب ليعلم أنه هدي. فإن دخل رده واجده، وإن اختلط بغيره تميز، ولأن فيه إظهار شعار، وفيه تنبيه غير صاحبه على فعل مثل فعله. (2) لفظة " راحلته " ليست في النسائي المطبوع. (3) أخرجه مسلم رقم (1243) في الحج، باب تقليد الهدي وإشعاره، والترمذي رقم (906) في الحج، باب ما جاء في إشعار البدن، وأبو داود رقم (1752) في المناسك، باب في الإشعار، والنسائي 5 / 170 و 172 في الحج، باب أي الشقين يشعر، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3097) في المناسك، باب إشعار البدن، والدارمي 2 / 66، في المناسك، باب في الإشعار، وأحمد في المسند 1 / 216 و 254 و 280 و 339 و 344 و 347 و 372. قال النووي في " شرح مسلم ": في هذا الحديث استحباب الإشعار والتقليد في الهدايا من الإبل، [ص: 340] وبهذا قال جماهير العلماء من السلف والخلف. وقال أبو حنيفة: الإشعار بدعة لأنه مثلة، وهذا يخالف الأحاديث الصحيحة المشهورة في الإشعار وأما قوله: إنه مثلة، فليس كذلك، بل هذا كالفصد والحجامة والختان والكي والوسم، وأما محل الإشعار فمذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف أنه يستحب الإشعار في صفحة السنام اليمنى، وقال مالك: في اليسرى، وهذا الحديث يرد عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/216) (1855) قال: حدثنا هشيم، وفي (1/254) (2296) قال: حدثنا عفان. وفي (1/280) (2528) قال: حدثنا بَهز، وفي (1/339) (3149) قال: حدثنا حجاج، وفي (1/347) (3244) قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا روح، والدارمي (1918) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. ومسلم (4/57) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن ابن أبي عدي، وأبو داود (1752) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وحفص بن عمر، وفي (1753) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا يحيى، والنسائي (5/170) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، عن هشيم، وفي (5/170) أيضا قال: أخبرنا عمرو ابن علي، قال: حدثنا يحيى، وابن خزيمة (2575، 2609) قال: حدثنا بُندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وفي (2609) قال: حدثنا بُندار أيضا، قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر -. تسعتهم - هشيم، وعفان، وبهز، وحجاج، ويحيى بن سعيد، وروح، وأبو داود الطيالسي، وحفص بن عمر، ومحمد ابن جعفر - عن شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (1/344) (3206) قال: حدثنا وكيع، وفي (1/372) (525) قال: حدثنا روح، وأبو داود، ومسلم (4/58) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، وابن ماجة (3097) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، والترمذي (906) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، والنسائي (5/172) قال: أخبرنا عُبيدالله بن سعيد، قال: حدثنا معاذ، وفي (5/174) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَية. وابن خزيمة (2576) قال: حدثنا سَلم بن جُنادة، قال: حدثنا وكيع. خمستهم - وكيع، وروح، وأبو داود، ومعاذ بن هشام، وابن علية - عن هشيام الدستوائي. كلاهما - شعبة، وهشام - عن قتادة، قال: سمعت أبا حسان الأعرج فذكره. الحديث: 1654 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 1655 - (د س) المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم -رضي الله عنهما- قالا: «خَرَجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- زَمَنَ الْحُدَيبيةِ في بِضعَ عَشْرَةَ مائةٍ من أصحابه،حتى إذا كانوا بذي الحليفة قَلَّدَ رسولُ الله الهديَ، وأشْعَرَهُ، وأحرم بالعمرةِ» . هذه رواية النسائي. وأسقط منها أبو داود قوله: «بِضعَ عَشرَةَ مائةٍ من أصحابه» .وقوله: «بالعُمرَةِ» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (1754) في المناسك، باب في الإشعار، والنسائي 5 / 169 و 170 في الحج، باب إشعار الهدي، وإسناده صحيح، وقد أبعد المصنف النجعة، فالحديث في صحيح البخاري 3 / 433 في الحج، باب من أشعر وقلد بذي الحليفة ثم أحرم. قال الحافظ في " الفتح ": وفي هذا الحديث مشروعية الإشعار، وفائدته الإعلام بأنها صارت هدياً ليتبعها من يحتاج إلى ذلك، حتى لو اختلطت بغيرها تميزت، أو ضلت عرفت، أو عطبت عرفها المساكين بالعلامة فأكلوها، مع ما في ذلك من تعظيم الشرع وحث الغير عليه، وأبعد من منع الإشعار، واعتل باحتمال أنه كان مشروعاً قبل النهي عن المثلة، فإن النسخ لا يصار إليه بالاحتمال، بل وقع الإشعار في حجة الوداع، وذلك بعد النهي عن المثلة بزمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عرو بن الزبيز بن العوام، وعن المسوزي بن مخرمة. أخرجه أبوداود في الجهاد (168،1) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر، عن الأزهري، عنه به. وأعاد منه في السنة (9/24) قصة قيام المغيرة بالسيف. والنسائي في السير (الكبرى) عن محمد بن الأعلى ببعضه (تحفة الأشراف - 8/383) وعن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميه القرشي الأسدي. أخرجه البخاري في الشروط (15) عن عبد الله بن محمد - بطوله، وهو أتمها وليس فيه ذكر الإحرام -، وفي الحج (176/1) عن محمود، كلاهما عن عبد الرزاق، وفيه (107/) عن أحمد بن محمد - مختصر، عن عبد الله بن المابرك، كلاهما عن معمر، وفي المغازي (36/10) عن علي بن عبد الله - مختصر- عن سفيان. كلاهما عن الزهري، عن (المغازي 36/28) عن عبد الله بن محمد، عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت الزهري من حدث بهذا الحديث حفظت بعضه وبثتني معمر، عن الزهري بطوله. وأبو داود في الحج (15/3) عن عبد الأعلى بن حماد،عن سفيان، عن الزهري به. والنسائي في السير (الكبرى 162) عن يعقوب بن إبراهيم الدوري، عن يحيى بن سعيد، عن بن المبارك - ببعضه إلى قوله،من حال بيننا وبين البيت قاتلناه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «روحوا إذا» . و (1/2) عن سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان، عن الزهري - بهذه القصة. (تحفة الأشراف 8/371-372) . الحديث: 1655 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 340 1656 - (خ م ت د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أهْدَى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرَّة إلى البيت غَنماً فقلَّدَها» . هذه رواية مسلم والنسائى. وفي رواية البخاري ومسلم أيضاً وأبي داود مثله، وأسقط «فَقلَّدَها» . وفي أخرى للبخاري ومسلم قالت: «فَتَلْتُ لهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تَعني: الْقَلائِدَ- قبل أنْ يُحرِم» . وفي رواية الترمذي والنسائي، قالت: «كُنْتُ أفتِل قَلائِدَ هَدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كُلّها غنماً (1) ، ثم لا يُحْرِم» . وفي أخرى للنسائي إلى قوله «غنماً» . ولم يذكر الإحرام (2) .   (1) وفي نسخة (أ) : كلها غنم. وقوله: كلها، بالنصب تأكيد للقلائد، أو بالجر تأكيد للهدي، وقوله: غنماً، حال عن الهدي إلا أنه اشترط في الحال من المضاف إليه صحة وضعه موضع المضاف، وهو هاهنا مفقود إلا على قول من قال: إذا كان المضاف مثل جزء المضاف إليه فيجوز الحال منه، وفيما نحن فيه نظراً إلى اتصال القلائد بالهدي كجزئه، وأجاز بعض النحاة من المضاف إليه مطلقاً، فحينئذ لا إشكال. كذا في شرح الترمذي لأبي الطيب. (2) أخرجه البخاري 3 / 437 في الحج، باب تقليد الغنم، وفي الأضاحي، باب إذا بعث بهديه ليذبح، ومسلم رقم (1321) في الحج، باب استحباب بعث الهدي إلى الحرم، والترمذي رقم (909) في الحج، باب ما جاء في تقليد الغنم، وأبو داود رقم (1755) في المناسك، باب في الإشعار، والنسائي 5 / 173 و 174 في الحج، باب تقليد الغنم، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3096) في المناسك، باب تقليد الغنم. قال النووي في " شرح مسلم ": أما تقليد الغنم فهو مذهبنا ومذهب العلماء كافة من السلف والخلف إلا مالكاً؛ فإنه لا يقول بتقليدها، قال القاضي عياض: ولعله لم يبلغه الحديث الثابت في ذلك، قلت: [ص: 342] (القائل النووي) قد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة بالتقليد، فهي حجة صريحة في الرد على من خالفها، واتفقوا على أن الغنم لا تشعر لضعفها عن الجرح، ولأنه يستتر بالصوف، وأما البقرة فيستحب عند الشافعي وموافقيه الجمع فيها بين الإشعار والتقليد كالإبل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (217) قال: ثنا سفيان، وأحمد (6/41) قال: ثنا سفيان. وفي (6/42) قال: ثنا أبو معاوية، والدارمي (1917) قال: نا يعلى بن عبيد، وأبو نعيم، والبخاري (2/208) قال: ثنا أبو نعيم، ومسلم (4/90) قال: ثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قال يحيى: نا أبو معاوية، وابن ماجة (3096) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: ثنا أبو معاوية، والنسائي (5/173) قال: نا إسماعيل بن مسعود، قال: ثنا خالد، قال: ثنا شعبة. (ح) ونا هناد بن السري، عن أبي معاوية. خمستهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، ويعلى، وأبو نعيم، وشعبة - عن سليمان الأعمش. 2 - وأخرجه أحمد (6/208) ، وأبو داود (1755) قال: ثنا هناد، كلاهما - أحمد، وهناد- قالا: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور والأعمش، كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. الحديث: 1656 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 1657 - (س) وعنها -رضي الله عنها- قالت: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَشْعَرَ بُدْنَهُ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 170 في الحج، باب إشعار الهدي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه النسائي (5/170) قال: نا عمرو بن علي، قال: نا وكيع، عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 1657 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 1658 - (ط) نافع مولى ابن عمر أنْ ابنَ عمر -رضي الله عنهما- «كان إذا أهْدَى هَدْياً من المدينَةِ قَلَّدَةُ وأشعَرَه بذي الْحُلَيفَةِ، يُقَلِّدُهُ قَبْلَ أنْ يُشْعِرهُ، وذلك في مكان واحدٍ، وهو مُوَجهٌ للقبلة، يُقَلِّدُهُ بنَعلَينِ، ويُشْعِرهُ من الشِّقِّ الأيسَرِ، ثم يُسَاقُ مَعَه، حتى يُوقَفُ به مع الناس بعرفَةَ، ثم يَدْفَعُ به معهم إذا دفَعُوا، فإذا قَدِمَ مِنَى غَداةَ النَّحرِ نَحَرَهُ قبل أنْ يَحْلق أو يقَصِّرَ، وكان هو ينحر هَدْيَهُ بيدهِ، يَصفُّهُنَّ قِياماً، ويُوجِّهُهُنَّ إلى القبلةِ، ثم يأكلُ ويُطعِمُ» . وفي رواية: «أنَّ ابنَ عمر كان إذا طْعَن في سَنام هدْيِهِ وهو يُشْعِرُهُ، قال: بسم الله، والله أكبر» . وفي أخرى: «أنَّ ابنَ عمر كان يقولُ: الهديُ ما قُلِّدَ وأُشْعِرَ وَوُقِفَ به بعرفة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 379 في الحج، باب العمل في الهدي حين يساق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (865) في الحج - باب العمل في الهدي حين يساق، قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 1658 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 1659 - (ت) وكيعٌ -رحمه الله- قال: «إشْعَارُ الْبُدْنِ وتقليدُها سُنَّةٌ، فقال له رجل من أهل الرأي: روي عن إبراهيم النخعي، أنه قال: هو مُثْلَةٌ، فَغَضِبَ وكيعٌ، وقال: أقول لك: أشْعَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بُدْنَهُ، وهو سُنَّة، وتقول: قال إبراهيم؟ ما أحَقَّكَ أنْ تُحْبَسَ حتى تَنْزِعَ، ثم لا تخرج عن مثل هذا القول» (1) . أخرجه الترمذي، إلا أنَّ أولَ لفظه: «إنَّ وكيعاً قال لرجل مِمَّنْ يَنْظُرُ في الرأي:أشْعَر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ويقولُ أبو حنيفة: هو مُثْلَة، فقال الرّجُلُ: إنه قد رُوي عن إبراهيم ... » . وذكر الحديث (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المثلة) : الشهرة وتشويه الخلق كجدع الأنف.   (1) الذي في الترمذي المطبوع " ما أحقك بأن تحبس ثم لا تخرج حتى تنزع عن قولك هذا ". (2) ذكره الترمذي تعليقاً على الحديث رقم (906) في الحج، باب ما جاء في إشعار البدن، ولفظه. قال أبو عيسى الترمذي: سمعت يوسف بن عيسى - وهو شيخه - يقول: سمعت وكيعاً يقول حين روى هذا الحديث فقال: لا تنظروا إلى قول أهل الرأي في هذا، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي تعليقا على الحديث (606) . الحديث: 1659 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 الفصل السادس: في وقت الذبح ومكانه 1660 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 344] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ النَّحرِ: «مَنْ كان ذَبَحَ قبلَ الصَّلاة فَلْيُعد. فقامَ رجلٌ فقال: يارسولَ الله، هذا يومٌ يُشْتَهى فيه اللحمُ، وذكَرَ هَنَةً من جيرانه - يعني فقْراً وحاجةً - وأنه ذبح قبل الصلاة، كأن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صَدَّقَهُ. قال: وعندي جَذَعةٌ هي أحبُّ إليَّ من شَاتَيْ لَحْمٍ، أفأذبَحُها؟ فَرخَّص له. قال: فلا أَدري أَبلَغَتْ رُخْصتُهُ مَنْ سِواه، أَم لا؟ قال: وانْكفأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى كَبْشَيْن أَمْلَحَيْنِ، فَذَبَحَهُما، فقام الناس إلى غُنَيْمَةٍ فتوَزَّعُوها، أو قال: فَتجزَّعُوها» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . وقد تقدَّم شيء من هذا الحديث في الفرع الثاني من الفصل الثاني (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هنَة) : أي حالاً اضطروا فيها، وحاجة بهم. (انكفأ) : الرجل: إذا رجع منصرفاً. (فتوزعوها) : توزعوا الشيء: إذا اقتسموه، وكذلك تجزعوها.   (1) أخرجه البخاري 10 / 4 في الأضاحي، باب ما يشتهى من لحم يوم النحر، وباب سنة الأضحية، وباب من ذبح قبل الصلاة في العيدين، وباب الأكل يوم النحر، وباب كلام الإمام والناس في خطبة العيد، ومسلم رقم (1962) في الأضاحي، باب وقتها، والنسائي 2 / 192 في العيدين، باب ذبح الإمام يوم العيد وعدد ما يذبح، وفي الأضاحي، باب الكبش. (2) انظر الصفحة (325) من هذا الجزء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/113، 117) ، والبخاري (2/21) قال: حدثنا مسدد. وفي (7/129) قال: حدثنا صدقة. وفي (7/132) قال: حدثنا علي بن عبد الله، ومسلم (6/76) قال: حدثني يحيى بن أيوب، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن ماجة (3151) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنسائي (7/223) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. تسعتهم - أحمد، ومسدد، وصدقة، وعلي بن المديني، ويحيى بن أيوب، والناقد، وزهير، وعثمان بن أبي شيبة، ويعقوب - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية. وأخرجه البخاري (2/28) قال: حدثنا حامد بن عمر، عن حماد بن زيد. وأخرجه مسلم (6/76) قال: حدثني زياد بن يحيى الحساني. والنسائي (3/193) (7/220) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. كلاهما - زياد، وإسماعيل - قالا: حدثنا حاتم بن وَردان. ثلاثتهم - ابن عُلية، وحماد، وحاتم - عن أيوب بن أبي تميمة. 2 - وأخرجه مسلم (6/76) قال: حدثنا محمد بن عُبيد الغُبري، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، وهشام. كلاهما - أيوب، وهشام بن حسان - عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 1660 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 1661 - (خ م ت د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «ذَبح أبو بُرْدَةَ بنُ نِيَارٍ قبل الصلاة، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أبْدلها، فقال: يا رسول الله، ليس عندي إلا جَذَعةٌ؟ - قال شُعْبةُ: وأظُنُّهُ قال: هي خيرٌ من مُسِنَّةٍ - فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: اجعَلها مكانها، ولن تُجْزىء عن أحدٍ بعدك» . ومنهم من لم يذكر الشك في قوله: «هي خيرٌ من مُسِنَّةٍ» . وفي رواية: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أولَ ما نَبْدأُ به في يومنا هذا: نُصلِّي، ثم نَرجعُ فننْحَرُ، فمن فَعَلَ ذلك فقد أصاب سُنّتنَا، ومنْ ذَبَحَ قَبْلُ، فإنما هو لَحمٌ قدَّمهُ لأهله، ليس من النُّسُكِ في شيءٍ، وكان أبو بُرْدةَ بنُ نيارٍ قد ذبح، فقال: عندي جَذَعةٌ خيرٌ من مُسِنَّةٍ، فقال: اذبَحْها، ولن تُجزىء عن أحدٍ بَعدَكَ» . وفي أخرى قال: «ضَحّى خَالٌ لي - يقال له: أبو بُرْدَةَ - قبل الصلاةِ، فقال له رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: شَاتُكَ شَاةُ لحمٍ، فقال: يا رسولَ الله، إن عندي داجناً جذَعةً من المعز؟ قال: اذبحها ولا تَصْلُحُ لغيركَ، ثم قال: مَنْ ذَبحَ قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تَمَّ نُسُكُه، وأصاب سُنَّةَ المسلمين» . [ص: 346] وفي رواية: «عَنَاقَ لَبنٍ» . وفي أخرى: «عناق جَذَعةٍ» . وفي أخرى: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى صلاتنا، ونَسَكَ نُسُكَنَا: فلا يذبح حتى يُصلِّيَ، فقال خالي: قد نَسكْتُ عن ابْنٍ لي؟ فقال: ذلك شيءٌ عَجَّلْتَهُ لأهلك، قال إن عندي شَاةً خير من شاتَيْنِ؟ قال: ضَحِّ بها، فإنها خيرُ نَسِيكَتيْكَ» . هذه روايات البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قال: خَطَبَنَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في يومِ نَحْرٍ، فقال: «لا يَذْبَحَنَّ أحدُكم حتى يصلِّي، فقام خالي، فقال: يا رسول الله، هذا يومٌ اللَّحمُ فيه مكروهٌ، وإني عَجَّلتُ نَسيكتي لأُطْعِمَ أَهلي وأهلَ داري - أو جيراني - قال: فَأعِدْ ذَبحكَ بآخرَ، فقال: يا رسول الله، عندي عَناقُ لبَنٍ، هي خير من شاتَيْ لحمٍ، أَفَأذْبَحها؟ قال: نعم، وهي خيرُ نَسِكتيْكَ ولا تُجْزئ جَذَعةٌ بعدك» . وأخرج أبو داود الرواية الأولى. وأخرج النسائي الرواية الثانية. وفي أخرى لأبي داود والنسائي قال «خَطبَناَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يوم النَّحْرِ بعد الصلاة، فقال: من صلى صلاتَنَا، ونَسكَ نُسُكنَا فقد أصاب [ص: 347] النسُكَ، ومن نَسَك قبل الصلاة فتلك شاةُ لحم، فقام أبو بردةَ بَنُ نيار، فقال: يا رسول الله، لقد نسَكْتُ قبل أن أخرُجَ إلى الصلاةِ، وعرفتُ أنَّ اليوم يومُ أكلٍ وشرب، فَتَعَجَّلْتُ فأكلتُ، وأَطعمتُ أهلي وجيراني، فقال رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: تلك شاة لحم، فقال: إن عندي عَنَاقاً جَذَعَة وهي خيرٌ من شاتَيْ لحمٍ، فهل تُجزئ عني؟ قال نعم ولن تُجْزئ عن أحدٍ بعدك» (1) . [ص: 348] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (داجناً) : الداجن، الشاة التي تألف البيت وتستأنس بأهله، ويقال بالهاء، وتكون أيضا في غير الشاة. (عناق لبن) : العناق، الأنثى من ولد المعز، وأضافها إلى اللبن، أي: أنها بعد ترضع، فهى متربية على اللبن لا المرعى.   (1) أخرجه البخاري 10 /10 في الأضاحي، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز، وباب سنة الأضحية، وباب الذبح بعد الصلاة، وباب من ذبح قبل الصلاة أعاد، وفي العيدين، باب سنة العيدين لأهل الإسلام، وباب الأكل يوم النحر، وباب الخطبة بعد العيد، وباب التكبير إلى العيد، وباب استقبال الإمام الناس في خطبة العيد، وباب كلام الإمام والناس في خطبة العيد، ومسلم رقم (1961) في الأضاحي، باب وقتها، والترمذي رقم (1508) في الأضاحي، باب ما جاء في الذبح بعد الصلاة، وأبو داود رقم (2800) في الضحايا، باب ما يجوز من السن في الضحايا، والنسائي 7 / 222 و 223 في الضحايا، باب ذبح الضحية قبل الإمام، وأخرجه أيضاً الدارمي في السنن 2 / 80 في الأضاحي، باب في الذبح قبل الصلاة. قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث من الفوائد: أن المرجع في الأحكام إنما هو إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قد يخص بعض أمته بحكم ويمنع غيره عنه ولو كان بغير عذر، وأن خطابه للواحد يعم جميع المكلفين حتى يظهر دليل الخصوصية، وفيه أن الإمام يعلم الناس في خطبة العيد أحكام النحر، وفيه جواز الاكتفاء في الأضحية بالشاة الواحدة عن الرجل وعن أهل بيته، وبه قال الجمهور، وفيه أن العمل وإن وافق نية حسنة لم يصح إلا إذا وقع على وفق الشرع، وفيه جواز أكل اللحم يوم العيد من غير لحم الأضحية، لقوله: " إنما هو لحم قدمه لأهله "، وفيه كرم الرب سبحانه وتعالى؛ لكونه شرع لعبيده الأضحية مع ما لهم فيها من الشهوة بالأكل والادخار، ومع ذلك فأثبت لهم الأجر في الذبح، ثم من تصدق أثيب وإلا لم يأثم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والبخاري (7/131) ، ومسلم (6/76) قالا: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومسلم (6/76) قال: حدثناه ابن المثنى، قال: حدثني وهب -بن جرير (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو عامر العَقدي. ثلاثتهم - ابن جعفر، ووهب، وأبو عامر- قالوا: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كُهيل، عن أبي جُحيفة، فذكره. - ورواه عن البراء بن عازب الشعبي: 1 - أخرجه أحمد (4/281) ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1769) عن عثمان بن عبد الله، كلاهما -أحمد، وعثمان - عن عفان، عن شعبة، عن زبيد، ومنصور، وداود، وابن عون، ومجالد. 2 - وأخرجه أحمد (4/287) قال: حدثنا إسماعيل، وفي (4/297) قال: حدثنا يزيد، وابن أبي عدي، ومسلم (6/74) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والترمذي (1508) قال: حدثنا علي بن حُجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، والنسائي (7/222) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن ابن أبي زائدة (يحيى) . خمستهم - إسماعيل، ويزيد، وابن أبي عدي، وهُشيم، ويحيى بن زكريا- عن داود بن أبي هند. 3 - وأخرجه أحمد (4/297) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو الأحوص، والبخاري (2/21) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، وفي (2/28) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (6/75) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وهناد بن السري، قالا: حدثنا أبو الأحوص، (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير، وأبو داود (2800) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي (3/، 184، 190 7/223) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، وابن وابن خزيمة (1427) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، كلاهما - أبو الأحوص، وجرير- عن منصور. 4 - وأخرجه أحمد (4/303) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والبخاري (2/، 20 7/132) قال: حدثنا حجاج، وفي (2/23) قال: حدثنا آدم، وفي (2/24) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وفي (7/128) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُندر، ومسلم (6/75) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، والنسائي (3/182) قال: أخبرنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا بهز، ستتهم - ابن جعفر، وحجاج، وآدم، وسليمان، ومعاذ، وبهز - عن شعبة. وأخرجه البخاري (2/26) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن طلحة. كلاهما - شعبة، وابن طلحة -عن زبيد. 5 - وأخرجه الدارمي (1968) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، وزبيد. 6 - وأخرجه البخاري (7/131) وأبو داود (2801) قالا: حدثنا مُسدد. ومسلم (6/74) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى، كلاهما - مسدد، ويحيى- عن خالد بن عبد الله، عن مطرف. 7 - وأخرجه البخاري (7/132) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة، ومسلم (6/75) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، (ح) وحدثنا ابن نُمير (محمد) قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا، والنسائي (7/222) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن ابن أبي زائدة، (يحيى) قال: أنبأنا أبي. كلاهما - أبو عوانة، وزكريا - عن فراس بن يحيى. 8 - وأخرجه البخاري (8/170) قال: كتب إليّ محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا ابن عون. 9 - وأخرجه مسلم (6/75) قال: حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال: حدثنا أبو النعمان عارم ابن الفضل، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عاصم الأحول. ثمانيتهم - زبيد، ومنصور، وداود، وابن عون، ومجالد، ومطرف، وفراس، وعاصم- عن عامر الشعبي، فذكره وألفاظهم متقاربة. - ورواه عن البراء بن عازب: يزيد بن البراء بن عازب: أخرجه أحمد (4/282) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، وفيه (4/282) (مختصرا) قال: حدثنا سفيان، وفي (4/304) (مختصرا) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1145) (مختصرا) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيينة. ثلاثتهم - زائدة، وسفيان، ووكيع - عن أبي جَناب، عن يزيد بن البراء، فذكره. الحديث: 1661 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 1662 - (ط) بشير بن يسار «أنَّ أبا بُرْدَةَ بنَ نيَارٍ - رضي الله عنه - ذَبْحَ ضَحيَّتَهُ قَبلَ أن يَذْبحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الأضحى، فزعم أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أمَرَهُ أن يَعُودَ بضَحِيَّةٍ أُخرى، قال أَبو بردةُ: لا أجد إلا جَذَعاً، قال: وإن لم تَجدْ إلا جَذعاً فاذْبَحْ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 483 في الضحايا، باب النهي عن ذبح الضحية قبل انصراف الإمام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/95) عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، أن أبا بردة ابن نيار فذكره. الحديث: 1662 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 1663 - (خ م س) جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: «شهدتُ الأَضحى يوم النَّحْرِ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يَعدُ أنْ صَلَّى، وفَرَغَ من صلاته وسلَّم، فإذا هو يرَى لحمَ أضَاحِيَّ قد ذُبِحَتْ قبل أن يَفرُغَ من صلاتِهِ، فقال: من كان ذبحَ قبل أن يصلي - أو نُصَلِّي - فَليَذْبَحْ مكانَها أُخْرَى» . وفي أخرى قال: «صلَّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر، ثم خطب، ثم ذبح، [ص: 349] وقال: مَنْ ذَبَحَ قبل أن يُصلِّيَ فَلْيَذْبَحْ أخرى مكانها، ومن لم يَذْبَحْ فليذبح باسم الله» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فلم يعد) : لم يعد أن فعل كذا، أي: لم يجاوز أن فعله.   (1) أخرجه البخاري 10 /17 في الأضاحي، باب من ذبح قبل الصلاة أعاد، وفي العيدين، باب كلام الإمام والناس في خطبة العيد، وفي الذبائح والصيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " فليذبح على اسم الله "، وفي الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى، ومسلم رقم (1960) في الأضاحي، باب وقتها، والنسائي 7 / 224 في الضحايا، باب ذبح الضحية قبل الإمام، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (3152) في الأضاحي، باب النهي عن ذبح الأضحية قبل الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (775) ، ومسلم (6/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، وابن ماجة (3152) قال: حدثنا هشام بن عمار، أربعتهم - الحميدي، وإسحاق، وابن أبي عمر، وهشام - عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا عفان. وفي (4/313) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/313) أيضا قال: حدثنا يزيد، والبخاري (2/29) قال: حدثنا مسلم. وفي (7/132) قال: حدثنا آدم، وفي (8/171) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وفي (9/146) قال: حدثنا حفص بن عمر، ومسلم (6/74) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، ثمانيتهم - عفان، وابن جعفر، ويزيد، ومسلم، وآدم، وسليمان، وحفص، ومعاذ- قال يزيد: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا شعبة. 3 - وأخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا عبيدة بن حميد. 4 - وأخرجه أحمد (4/313) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان (هو الثوري) . 5- وأخرجه البخاري (7/118) ، ومسلم (6/74) ، والنسائي (7/224) قال النسائي: أخبرنا، وقال البخاري، ومسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. 6 - وأخرجه مسلم (6/73) قال: حدثنا أحمد بن يونس، (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، كلاهما - أحمد، ويحيى- قال أحمد: حدثنا، وقال يحيى: أخبرنا زهير. 7 - وأخرجه مسلم (6/73) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، والنسائي (7/214) قال: أخبرنا هناد بن السري، كلاهما -أبو بكر، وهناد- عن أبي الأحوص. سبعتهم - ابن عيينة، وشعبة، وعبيدة، والثوري، وأبو عوانة، وزهير، وأبو الأحوص- عن الأسود بن قيس، فذكره. الحديث: 1663 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 1664 - (م) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «صلى بنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يومَ النَّحرِ بالمدينة، فتقدَّم رجالٌ، فَنَحَرُوا، فَظَنوا أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قد نَحَرَ، فَأمَرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مَن كان نَحَرَ قبلَه أنْ يُعيدَ بنحرٍ آخَرَ، ولا يَنْحَرُوا حتى ينحرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1964) في الأضاحي، باب سن الأضحية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/294) قال: حدثنا عبد الرزاق، وفي (3/324) قال: حدثنا محمد بن بكر، ومسلم (6/77) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر. كلاهما -عبد الرزاق، وابن بكر- قالا: أخبرنا ابن جريج. 2 - وأخرجه أحمد (3/348) قال: حدثنا موسى، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا ابن لهيعة. كلاهما - ابن جريج، وابن لهيعة- عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1664 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 1665 - (ط) عويمر بن الأشقر - رضي الله عنه - «ذَبحَ ضحِيَّتَهُ قَبْلَ أنْ يَغْدُوَ يَوْمَ الأضحى، وأنه ذكر ذلك لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأمرَهُ أن يَعُودَ بِضَحيَّةٍ أخرى» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 484 في الضحايا، باب النهي عن ذبح الضحية قبل انصراف الإمام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/97) عن يحيى بن سعيد، عن عباد بن تميم، أن عويمر بن أشقر فذكره. الحديث: 1665 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 1666 - (خ د س) نافع [مولى ابن عمر] قال: «كان ابنُ عمر -رضي الله عنهما- يَنْحَرُ في المنحر. قال عُبَيْدُ الله، منحرِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية: «أنَّ ابن عمر كان يَبعَثُ بِهديه من جَمْعٍ من آخر الليل، حتى يدخل به مَنحَرَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مع حجَّاجِ، فيهم الحرُّ والمملوكُ» . هذه رواية البخاري. وفي رواية أبي داود والنسائي: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: كان يذبح أضحيته بالمصلى، وكان ابن عمر يفعله» وفي أخرى للنسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «نَحَرَ يومَ الأُضحى بالمدينَةِ» . قال: «وقد كان إذا لم يَنْحَرْ ذَبَحَ بالمصلَّى» (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 441 في الحج، باب النحر في منحر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأضاحي، باب الأضحى والنحر بالمصلى، وأبو داود رقم (2811) في الضحايا، باب الإمام يذبح بالمصلى، والنسائي 7 / 213 و 214 في الضحايا، باب ذبح الإمام أضحيته بالمصلى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/108) (5876) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. (قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد- قال: حدثنا أبو أسامة، عن أسامة. وفي (2/152) (6401) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: بلغني عن نافع. والبخاري (2/28) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني كثير بن فرقد. وفي (7/130) قال: حدثنا يحيى ابن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن كثير بن فرقد. وأبو داود (2811) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، أن أبا أسامة حدثهم، عن أسامة. وابن ماجة (3161) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا أسامة بن زيد. والنسائي (3/193) و (7/213) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن كثير بن فرقد. وفي (7/213) قال: أخبرنا علي بن عثمان النفيلي، قال: حدثنا سعيد بن عيسى، قال: حدثنا المفضل بن فضالة، قال: حدثني عبد الله بن سليمان. جميعهم (أسامة بن زيد، ومن بلّغ ابن جريج، وكثير بن فرقد، وعبد الله بن سليمان) عن نافع، فذكره. * أخرجه البخاري (2/209) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. وفي (7/130) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. كلاهما (إسحاق، ومحمد بن أبي بكر) عن خالد بن الحارث، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، قال: كان عبدُ الله ينحر في المنحر. قال عبيد الله: يعني منحر النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 1666 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 1667 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله- بَلَغَهُ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال بمنَى: «هذا المنحرُ، وكُلُّ منَى مَنحرٌ، وقال في العُمرَةِ: هذا المنحرُ - يعني: المروةَ - وكلُّ فجاج مكةَ وطرُقها مَنحرٌ» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فجاج) : الفجاج السكك والطرق، جمع فج.   (1) 1 / 393 في الحج، باب ما جاء في النحر في الحج، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/456) قال الزرقاني: وأخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجة وصححه الحاكم عن جابر. الحديث: 1667 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 1668 - (ط) نافع [مولى ابن عمر] أنَّ ابنَ عمر -رضي الله عنهما- قال: «مَنْ نَذَرَ بَدَنَةً فإنهُ يُقلِّدُهَا بِنَعلَيْن، ويُشْعِرُهَا ثم يَنحرُهَا عند البيت أو بمنَى يوم النحر، ليس لها محلٌّ دون ذلك، ومن نَذَر جَزُوراً من الإبل والبقر فَلْينحرها حيثُ شاء» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 394 في الحج، باب العمل في النحر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/461) . الحديث: 1668 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 1669 - (ط) نافع أنَّ ابنَ عمر -رضي الله عنهما- قال: «الأضْحى يَوُمَانِ بعد يوم الأضحى» . قال مالك: وبَلَغني عن علي بن أبي طالب مثله. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 487 في الضحايا، باب الضحية عما في بطن المرأة وذكر أيام الأضحى، وإسناده صحيح. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وإلى هذا ذهب مالك وأبو حنيفة وأحمد وأكثر العلماء، وقال الشافعي وجماعة: الأضحى يوم النحر، وثلاثة أيام بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/103) . الحديث: 1669 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 الفصل السابع: في كيفية الذبح 1670 - (م د) عائشة -رضي الله عنها- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «أَمرَ بكبشٍ أقرن، يَطأُ في سوادٍ، ويبْرُكُ في سَوادٍ، وينظْرُ في سَوادٍ، فَأُتيَ به ليُضَّحيَ به، فقال لها: يا عائشةُ، هَلُمِّي المدْيَةَ، ثم قال: اشْحذيها [ص: 352] بِحَجرٍ، فَفَعلَتْ، ثم أخذَهَا وأخَذَ الكَبْشَ فَأضْجَعهُ، ثُمَّ ذَبَحه، ثم قال بِسْم الله، اللَّهمَّ تَقَبّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، ومِنْ أمَّةِ محمد، ثُمَّ ضَحَّى» . أخرجه مسلم وأبو داود، إلا أنَّ أبا داود قال: «اشْحثِيها» بالثاء (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المدية) : السكين. (شحذتها) : شحذت السكين ونحوها: إذا حددتها بالمسن وغيره مما يستخرج به حدها، وكذلك شحثتها بالثاء - لأن الثاء والذال متقاربان.   (1) أخرجه مسلم رقم (1967) في الأضاحي، باب استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل، وأبو داود رقم (2792) في الضحايا، باب ما يستحب من الضحايا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/78) قال: حدثنا هارون. ومسلم (6/78) قال: حدثنا هارون بن معروف. وأبو داود (2792) قال: حدثنا أحمد بن صالح. كلاهما (هارون بن معروف، وأحمد بن صالح) قالا: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: قال حَيوة: أخبرني أبو صخر، عن يزيد بن قُسَيط، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 1670 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 1671 - (ت د) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: ذَبَحَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَومَ الذَّبح كَبْشَينِ أَقْرنَيْنِ أَمْلَحَينِ مَوجُوءَينِ، فَلمَّا وَجَّهَهُما قال: «إنِّي وَجَّهْتُ وَجْهيَ للذي فَطَرَ السَّمَاوات والأرضَ، عَلى مِلِّةِ إبْراهِيمَ حَنِيفاً، ومَا أنا مِنَ المشْركين، إنَّ صَلاتي ونسُكي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لله رَبِّ العالَمينَ، لا شَرِيكَ له، وبذلك أُمِرْتُ، وأنَا مِنَ المُسْلِمين، اللَّهُمَّ مِنْكَ ولَكَ، اللَّهُمَّ عَنْ مُحَمّدٍ، وأُمَّتِهِ، بسم الله والله أكبر، ثم ذَبَحَ» (1) . [ص: 353] وفي رواية قال: «شَهِدْتُ مَعَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- الأضحى بالمُصَلَّى، فلما قضى خُطْبتَهُ نَزَلَ عَنْ مِنْبَره، فأتى بكبش فذبحه بيده وقال: بسم الله والله أَكبر، هَذَا عَني وعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ من أُمَّتي» (2) . أخرجه أبو داود. وأخرج الرواية الثانية الترمذي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَوجوءين) : الوجاء نحو الخصاء. وهو أن يؤخذ الكبش فتُرَضّ خصياه، ولا تقطعا. وقيل: هو أن تقطع عروقهما وتتركا بحالهما.   (1) هذه رواية أبي داود، وفي سندها أبو عياش المعافري المصري، وهو مجهول، وفيه أيضاً عنعنة ابن إسحاق، وكذلك سند ابن ماجة. (2) أخرجه الترمذي رقم (1520) في الأضاحي، باب رقم 22، وأبو داود رقم (2795) في الضحايا، باب ما يستحب من الضحايا وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3121) في الأضاحي، باب أضاحي رسول الله صلى الله عليه وسلم. (3) وهذه رواية الترمذي، وفي سندها المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث المخزومي، وهو صدوق، ولكنه كثير التدليس والإرسال، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن يقول الرجل إذا ذبح: بسم الله والله أكبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/375) . وابن خزيمة (2899) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، وكتبته من أصله. كلاهما (أحمد بن حنبل، وأحمد بن الأزهر) قالا: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عياش، فذكره. * أخرجه الدارمي (1952) قال: أخبرنا أحمد بن خالد. وأبو داود (2795) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: حدثنا عيسى. وابن ماجة (3121) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. ثلاثتهم (أحمد بن خالد، وعيسى، وإسماعيل بن عياش) قالوا: حدثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عياش، عن جابر، فذكره، ليس فيه: (خالد بن أبي عمران) . الحديث: 1671 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 1672 - (د) غرفة (1) بن الحارث الكندي - رضي الله عنه - قال: «شَهِدْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- في حَجَّةِ الوَدَاعِ، وأُتِيَ بالبُدنِ فقال: ادْعُوا لي أبا حسَنٍ، فَدُعيُ لَهُ [علي -رضي الله عنه-] ، فقال: خُذْ بِأسفَل الحَرْبَةِ، فَفَعَلَ، وأخذ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بأعلاها، ثم طَعَنا بِها البُدْنَ [ص: 354] وَهِيَ مَعقُولةُ الْيدِ اليسرى، قائمةٌ على ما بقيَ مِنْ قوائمها، وذلك يومَ النَّحرِ بِمنَى، فَلمَّا فرغَ ركبَ بَغْلتَهُ وأردفَ عليّاً» . أخرجه أبو داود. إلا قوله: «وهي مَعْقولة - إلى قوله - بِمنَى» فإني لم أجدهُ فيما قرأْتهُ من كتابه، وذكره رزينٌ (2) .   (1) " غرفة " بالغين المعجمة والراء مفتوحتين - كما في " المشتبه " للذهبي، وضبطه بعضهم بسكون الراء، وضبطه بعضهم بالعين المهملة والراء مفتوحتين. والصواب الأول، ويكنى أبا الحارث، له صحبة. (2) رقم (1766) في المناسك، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ، وفي سنده عبد الله بن الحارث الكندي الأزدي المصري لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود ج 2 ص 96 حديث 1692: ذكر محمد بن يونس الحضرمي أن هذا الحديث لم يروه عن حرملة - يعني ابن عمران - غير ابن المبارك، ولم يروه عن ابن المبارك غير عبد الرحمن بن مهدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (1766) قال: حدثنا محمد بن حاتم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن حرملة بن عمران عن عبد الله بن الحارث الأزدي، فذكره. الحديث: 1672 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 1673 - (خ م د) زياد بن جبير قال: «رَأيتُ ابنَ عُمَر -رضي الله عنهما- أتى عَلى رَجُلٍ قد أناخ بَدَنَتَهُ يَنْحرُها، فقال: ابعثْها قِياماً [مُقَيَّدَةً] ، فهذه سُنَّةُ مُحمدٍ -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 441 في الحج، باب نحر الإبل مقيدة، ومسلم رقم (1320) في الحج، باب نحر البدن قياماً مقيدة، وأبو داود رقم (1768) في المناسك، باب كيف تنحر البدن. قال الحافظ في " الفتح ": وفي هذا الحديث استحباب نحر الإبل على الصفة المذكورة، وعن الحنفية: يستوي نحرها قائمة وباركة في الفضيلة، وفيه تعليم الجاهل وعدم السكوت على مخالفة السنة وإن كان مباحاً، وفيه أن قول الصحابي: من السنة كذا، مرفوع عند الشيخين لاحتجاجهما بهذا الحديث في صحيحيهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/3) (4459) قال: حدثنا هُشيم. وفي (2/86) (5580) قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/139) (6236) قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (1920) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (2/210) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (4/89) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. وأبو داود (1768) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا هشيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6722) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم. وابن خزيمة (2893) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الأعلى (ح) وحدثنا الصنعاني، قال: حدثنا يزيد بن زريع (ح) وحدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية. (ح) وحدثنا الدورقي، ومحمد بن هشام، قالا: حدثنا هشيم. سبعتهم (هشيم، وشعبة، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وسفيان، ويزيد بن زريع، وخالد بن عبد الله، وعبد الأعلى) عن يونس بن عبيد، قال: أخبرني زياد بن جبير، فذكره. الحديث: 1673 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 1674 - (د) جابر (1) -رضي الله عنهما- «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابهُ كانُوا يَنحَرُونَ البَدنَةَ مَعقولةَ اليُسْرى قائمة على ما بَقِي [ص: 355] من قوائِمها» . أخرجه أَبو داود (2) .   (1) في المطبوع: عبد الله بن جابر، وهو خطأ. (2) رقم (1767) في المناسك، باب كيف تنحر البدن، وفيه تدليس ابن جريج وأبي الزبير المكي، قال في " عون المعبود ": والحديث من مسند جابر كما ذكره أصحاب الأطراف وكتب الأحكام وغيرهم، لكن رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن سابط أن النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره مرسلاً، قال ابن القطان في كتابه بعد أن ذكره من جهة أبي داود: القائل: وأخبرني، هو ابن جريج، فيكون ابن جريج رواه عن تابعيين أحدهما أسنده وهو أبو الزبير، والآخر أرسله وهو عبد الرحمن بن سابط. أقول: وللحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، منها الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1767) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن جريج عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1674 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 1675 - (د) عبد الله بن قرط (1) - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أَعظمَ الأيام عند الله عزَّ وجلَّ يومُ النَّحر، ثُم يَومُ القَرِّ - قال ثور: وهو اليوم الثاني - قال: وَقُرِّبَ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بَدَنَاتٌ خمسٌ، أو سِتٌّ، فَطفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه، بأيَّتِهِنَّ يبْدَأُ؟ قال: فَلمَّا وجَبتْ جُنُوبُها - قال: فَتَكَلَّم بِكَلِمةٍ خَفيفةٍ (2) لَم أفهَمْها، فَقلتُ: ما قال؟ قال: من شَاءَ اقْتَطعَ» . أخرجه أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يوم القر) : هو اليوم الذي يلي يوم النحر، سمي بذلك، لأن الناس يقرون فيه بمنى، وقد فرغوا من طواف الإفاضة والنحر فاستراحوا، وقرُّوا. [ص: 356] (يزدلفن) : الازدلاف: الاقتراب. زلف الشيء: إذا قرب. (وجبت جنوبها) : أي سقطت إلى الأرض، لأنها تنحر قائمة.   (1) في المطبوع: عبد الله بن أقرط، وهو تحريف. (2) في نسخ أبي داود المطبوعة: خفية. (3) رقم (1765) في المناسك، باب الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/350) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (1765) قال: حدثنا إبراهيم ابن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى (ح) وحدثنا مسدد، قال: أخبرنا عيسى. وابن خزيمة (2866) (2917) (2966) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1977) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، ويعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى بن سعيد، وعيسى بن يونس - عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن عبد الله بن عامر بن لحي، فذكره. الحديث: 1675 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 1676 - (ط د) علي - رضي الله عنه - قال: «لمَّا نَحَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بُدنَهُ، فَنَحَرَ ثلاثين بِيَدِهِ، وأَمرَني فَنحَرْتُ سَائِرَهَا» . وفي رواية: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نَحَرَ بَعْضَ هَدْيِهِ ونَحرَ غَيرُهُ بَعضَهُ» أخرج الأولى أبو داود (1) والثانية الموطأ (2) .   (1) وفي سند أبي داود عنعنة محمد بن إسحاق. (2) أخرجه الموطأ 1 / 394 في الحج، باب العمل في النحر، وأبو داود رقم (1764) في المناسك، باب الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ، ورواية الموطأ عن يحيى عن مالك عن جعفر الصادق عن محمد الباقر عن علي رضي الله عنه، وهذا إسناد منقطع، فإن محمد الباقر لم يدرك علياً رضي الله عنه. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال أبو عمر: كذا ليحيى والقعنبي عن علي، ورواه ابن بكير وسعيد بن عفير، والقاسم، وابن نافع، وأبو مصعب، والشافعي عن مالك فقالوا: عن جابر، وهو الصحيح، وإنما جاء عن علي من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه، وأرسله ابن وهب لم يقل: عن جابر ولا عن علي، والمتن صحيح ثابت عن جابر وعلي. اهـ. وعلى رواية يحيى وموافقيه فيه انقطاع؛ لأن محمداً لم يدرك علياً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/460) عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب، فذكره. قال الزرقاني: قال أبو عمر كذا ليحيى والقعنبي عن علي. ورواه ابن بكير وسعيد بن عفير، وابن القاسم وابن نافع وأبو مصعب والشافعي عن مالك فقالوا عن جابر وهو الصحيح وإنما جاء عن علي من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه. وأرسله ابن وهب لم يقل عن جابر ولا عن علي والمتن صحيح ثابت عن جابر وعلي. انتهى وعلى رواية يحيى وموافقه فيه انقطاع، لأن محمدا لم يدرك عليا. * وأخرجه أبو داود (1764) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا محمد ويعلى ابنا عبيد. قالا: حدثنا محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، رضي الله تعالى عنه،. قال: «لما نحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدنه، فنحر ثلاثين بيده، وأمرني فنحرت سائرها» . مختصر. الحديث: 1676 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 1677 - () أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - «أمَرَ بنَاتِه أن يضحِّينَ بأيدِيهِنَّ، ووَضع القَدَم عَلى صَفْحَةِ الذَّبيحةِ، والتكبير والتَّسميةِ عِنْدَ الذَّبْح» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد تقدم هذا المعنى في أحاديث صحيحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين ولم أقف عليه. الحديث: 1677 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 الفصل الثامن: في الأكل منها والإدخار 1678 - (خ م ط س) عطاء [بن أبي رباح] قال: قال جابر -رضي الله عنهما-: «كُنَّا لا نَأْكُلُ مِنْ لُحُومِ بُدْننا فَوقَ ثَلاثٍ، فأَرخَصَ لنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: كلُوا وَتَزَوَّدوا. قال ابن جُرَيج: قلت لعطاء: قال جابر: حتى جئَنَا المدينةَ؟ قال: نعم» . كذا عند مسلم. وعند البخاري «قال: لا» ، وفي رواية قال: «كُنَا نَتَزَوَّدْ لُحُومَ الهدي على عَهدِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة» . وفي رواية: «لُحُومَ الأضاحي» . وفي أخرى قال: «كُنَّا لا نُمسِكُ لُحُومَ الأضاحي فَوقَ ثلاثٍ، فأمَر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أن نَتَزوَّدَ منها، وَنَأكُلَ منها - يعني: فَوقَ ثَلاث» . وفي أخري لمسلم: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عن أكل لُحُوم الضحايا بَعدَ ثلاثٍ، ثُمَّ قال بَعْدُ: كُلُوا وتَزَوّدوا وادَّخرُوا» . [ص: 358] وأخرج الموطأَ والنسائي هذه الرواية الآخرة، وزادا فيها: «وتَصَدَّقُوا» (1) . وفي رواية ذكرها رزين (2) زيادة قال: «فَشَكَوا إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنَّ لَهُم عِيالاً وحَشَماً وخدماً. فقال: كُلُوا وأَطْعِموا وادَّخِروا واحْبِسُوا» .   (1) أخرجه البخاري 3 / 445 في الحج، باب ما يؤكل من البدن وما يتصدق، وفي الجهاد، باب حمل الزاد في الغزو، وفي الأطعمة، باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره، وفي الأضاحي، باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منها، ومسلم رقم (1272) في الأضاحي، باب ادخار لحوم الأضاحي، والنسائي 7 / 233 في الأضاحي، باب الإذن في ذلك، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 3 / 317. (2) وهي عند مسلم رقم (1793) في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث، وسيأتي رقم (1684) من رواية مسلم والنسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (299) . وأحمد (3/388) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. ومسلم (6/80) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (7/233) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث ابن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. ثلاثتهم (إسحاق، ويحيى، وابن القاسم) عن مالك، عن أبي الزبير المكي، فذكره. وأخرجه البخاري (3/652) حدثنا مسدد، حدثنا يحيى عن ابن جريج. حدثنا عطاء سمع جابر بن عبد الله. الحديث: 1678 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 1679 - (خ م ت س) سالم [بن عبد الله]-رحمه الله- أنَّ ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- «كُلُوا مِنَ الأَضاحي ثلاثاً، فَكانَ عبدُ الله يأكل بالزَّيت حِينَ يَنْفِرُ مِنْ مِنَى، مِنْ أجلِ لُحُومِ الهدْي» . وفي رواية: أَنَّه -صلى الله عليه وسلم- «نَهى أنْ تُؤكَلَ لُحُومُ الأضَاحي فَوقَ ثلاثٍ، قال سالم: فكان ابن عمر لا يَأكُلُ لُحومَ الأضاحِي فَوقَ ثَلاَثٍ» . هذه رواية البخاري ومسلم. [ص: 359] ولمسلم من رواية نافع: أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَال: «لا يَأكُلْ أحَدٌ مِنْ أضحِيَتِهِ فَوقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ» . قال الحميدي: وزاد أبو مسعود الدمشقي: «أن ابنَ عُمرَ كان إذا كانَ بِمنى فأمْسى مِنْ اليومِ الثالث مِنْ أيَّامِ مِنى سَألَ الَّذي يَصْنَعُ طَعَامَهُ: مِن أَينَ لحمُهُ الذي قَدَّمَهُ؟ فإنْ أخبَرَهُ أنَّهُ مِنْ هَدْيِهِ، لَمْ يأكُلهُ» . قال أبو مسعود: والحديث في الأضاحي. قال الحميدي: ولم أَجد هذه الزيادة هنالك، ولعلها كانت في الحديث، فحذفها مسلم حين قصد المسند. وأخرج الترمذي رواية مسلم الآخرة بغير زيادة أبي مسعود. وأخرج النسائي من الرواية الثانية المسند فقط (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَشماً) الحشم: اسم لجماعة الإنسان اللائذين بخدمته.   (1) أخرجه البخاري 10 / 24 في الأضاحي، باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منها، ومسلم رقم (1970) في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث، والترمذي (1509) في الأضاحي، باب ما جاء في كراهية أكل الأضحية فوق ثلاثة أيام، والنسائي 7 / 232 في الضحايا، باب النهي عن ألأكل من لحوم الأضاحي بعد ثلاث وعن إمساكه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/9) (4558) قال: قرأ عليّ سفيان بن عيينة. وفي (2/34) (4900) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/81) (5527) قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج. وفي (2/135) (6188) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. والبخاري (7/134) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي ابن شهاب. ومسلم (6/80) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وعبد بن حميد. قال ابن أبي عمر: حدثنا. وقال عبد: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. والنسائي (7/232) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. خمستهم-سفيان، ومعمر، وابن جريج وابن إسحاق وابن أخي ابن شهاب-عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره. * وفي رواية ابن أخي ابن شهاب: «كلوا من الأضاحي ثلاثا» . وكان عبد الله يأكل بالزيت، حين ينهفر من منى، من أجل لحوم الهدي» . وواه عن ابن عمر نافع: 1 - أخرجه أحمد (2/16) (4643) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/36) (4936) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (2/81) (5526) قال: حدثنا حجاج بن محمد. والدارمي (1963) قال: أخبرنا أبو عاصم. ومسلم (6/80) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. أربعتهم (يحيى بن سعيد، ومحمد بن بكر، وحجاج بن محمد، وأبو عاصم) عن ابن جريج. 2 - وأخرجه مسلم (6/80) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثني محمد بن رمح الترمذي (1509) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - قتيبة - وابن رمح، عن الليث بن سعد. 3- وأخرجه مسلم (6/80) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا بن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني بن عثمان ثلاثتهم- ابن جريج، والليث، والضحاك - عن نافع، فذكره الحديث: 1679 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 1680 - (خ م ط ت د س) عابس بن ربيعة - رضي الله عنه - قال: [ص: 360] قلت لعائشةَ: «أنهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَن تُؤكَلَ لُحُومُ الأضاحي فوق ثلاث؟ قالت: ما فَعَلَهُ إلا في عامٍ جاعَ الناسُ فيه، فأراد أن يُطعِمَ الغنيُّ الفقيرَ، وإنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الكُرَاع فنأكله بَعدَ خمسَ عشرةَ ليلة، قلت: وما اضْطَرَّكم إليه؟ فَضَحكَتْ وقالت: ماشَبِعَ آل محمد من خُبزٍ مَأُدُومٍ ثلاثةَ أيام، حتى لَحِقَ بالله تعالى» . هذا لفظ البخاري، وهو عند مسلم مختصر. وفي رواية الترمذي: قال عابس: قلتُ لأم المؤمنين عائشة: «أكانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَنْهى عن لُحُومِ الأَضاحي؟ قالت: لا، ولكن قَلَّمَا كان يُضحي من النَّاس، فَأَحَبَّ أَنْ يُطْعِمَ من لم يُضَحِّ، فلقد كُنَّا نرفع الكُرَاعَ فنأكُلهُ بعد عشرةِ أيَّام» وأخرج النسائي الأولى وله في أخرى قال: «سألتُ عائشة عن لُحُومِ الأَضاحي؟ فقالتْ: كُنَّا نَخْبأُ الكراعَ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهراً، ثم يأكله» . وفي رواية البخاري عن عَمْرة بنت عبد الرحمن: «أنَّ عائشَةَ قالت: الضحيَّة كُنا نُمَلِّحُ منه، فَنقدَمُ (1) به النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، فقال: لا تأكلوا [ص: 361] إلا ثَلاَثَةَ أيامٍ، وليست بعزيمة، ولكن أراد أن نُطْعِمَ منه، والله أَعلم» . وفي رواية لمسلم عن عبد الله بن واقد قال: «نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكل لحوم الضحايا بعد ثَلاث. قال عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزْم: فذكرت ذلك لعَمْرةَ فقالت: صدق. سمعت عائشة تقول: دَفَّ أهل أبياتٍ من أهل البادية حَضْرَةَ الأَضْحى (2) زَمَنَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله: ادَّخِروا ثلاثاً» . وفي رواية: «لثلاثٍ، ثم تَصدَّقُوا بما بَقِي، فلما كان بعد ذلك قالوا: يا رسولَ الله» إنَّ الناسَ يَتَّخِذُون الأسْقِيَةَ من ضحَاياهُم، ويَجْمِلونَ منها الْوَدَكَ. فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «وما ذَاكَ؟ قالوا: نَهيت أنْ تُؤكلَ لُحُومُ الضَّحَايا بعْدَ ثَلاثٍ، فقال: إنما نَهَيتُكم من أجل الدَّافةِ التي دفَّتْ، فكلُوا وتصدَّقوا وادَّخِرُوا» . وأخرج الموطأ هذه الرواية الآخرة التي لمسلم. وفي رواية أبي داود والنسائي مختصراً، قالت عمرة: «سمعتُ عائشة تقول: دفَّ نَاسٌ من أهل البادية ... الحديث» . ورأيت الحميديَّ قد ذكر هذا الحديث في موضعين من كتابه، فجعل [ص: 362] حديث عابس في موضع، وحديثَ عمرةَ وعبد الله بن واقد في موضع، والمعنى فيهما واحد، وكلاهما جميعاً أوردهما في الأحاديث المتفقة بين البخاري ومسلم. وما أظنه فعل ذلك إلا لأجل المعنى الزائد الذي في حديث عابسٍ. وهو قوله: «ما شَبِعَ آلُ محمدٍ من خبْزٍ مأُدُوم ثلاثَةَ أيام حتي لحق بالله تعالى» فإنه أضافه إلى روايات عن عمرةَ تَتَضَمَّنُ هذا المعنى وحده. وإضافته إلى هذا المعنى الآخر في الأَضاحي أولى، لأن المقصود من الحديث هو ذكِر الأَضاحي، لا ذكر تلك الزيادة، ولأجل ذلك قد جعلناه نحن حديثاً واحداً، ونبهنا على ما فعله الحميديُّ -رحمه الله- (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دفَّ) : يقال: جاءت دافَّة من الأعراب، وهم من يرد منهم المصر. يقال: دفت دافة منهم. (ويَجْمِلون) : جملت الشحم وأجملته: إذا أذبته. [ص: 363] الوَدَك: دسم اللحم ودهنه.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": " فنقدم " بسكون القاف وفتح الدال من القدوم، وفي رواية: بفتح القاف وتشديد الدال: أي نضعه بين يديه، وهو أوجه. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": " حضرة الأضحى " هي بفتح الحاء وضمها وكسرها. والضاد ساكنة فيها كلها، وحكي فتحها، وهو ضعيف، وإنما تفتح إذا حذفت الهاء، فيقال: بحضرة فلان. (3) أخرجه البخاري 9 / 480 في الأطعمة، باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم من حديث عابس بن ربيعة، وفي الأضاحي، باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منها من حديث عمرة، وأخرجه مسلم رقم (1971) في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي، والموطأ 3 / 484 في الأضاحي، باب ادخار لحوم الأضاحي، كلاهما من حديث عبد الله بن واقد، والترمذي رقم (1511) في الأضاحي، باب ما جاء في الرخصة في أكلها بعد ثلاث من حديث عابس بن ربيعة، وأبو داود رقم (2812) في الأضاحي، باب في حبس لحوم الأضاحي، والنسائي 7 / 235 و 236 في الأضاحي، باب الادخار من الأضاحي، كلاهما من حديث عمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/102) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا زهير. والترمذي (1511) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. كلاهما (زهير، وأبو الأحوص) عن أبي إسحاق. 2 - وأخرجه أحمد (6/127) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وفي (6/136) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد. وفي (6/187) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/209) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (7/98) قال: حدثنا خلاد ابن يحيى. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/102) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/174) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/218) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن ماجة (3159) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (3313) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/235) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (7/236) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى. قال: حدثنا الفضل بن موسى. قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زياد بن أبي الجعد. كلاهما (سفيان، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد) عن عبد الرحمن بن عابس. كلاهما (أبو إسحاق، وعبد الرحمن بن عابس) عن عابس بن ربيعة، فذكره. الحديث: 1680 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 1681 - (خ م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ ضَحَّى منكم فلا يُصْبِحنَّ بعدَ ثالثةٍ وفي بيته منه شيءٌ، فلما كان العامُ المقبلُ قالوا: يا رسول الله، نَفْعَلُ كما فَعَلْنَا العامَ الماضي؟ قال: كُلُوا وأطْعِمُوا وادَّخِروا، فإن ذلك العامَ كان بالناس جهدٌ فأردتُ أن تُعينوا فيهم (1) » أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) الذي في مسلم " أن يفشو فيهم " قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في جميع نسخ مسلم " يفشو " بالفاء والشين: أي يشيع لحم الأضاحي في الناس وينتفع به المحتاجون. ووقع في البخاري: " يعينوا " بالعين المهملة من الإعانة. قال القاضي في " شرح مسلم ": الذي في مسلم أشبه، وقال في " المشارق ": كلاهما صحيح، والذي في البخاري أوجه. (2) أخرجه البخاري 10 /20 في الأضاحي، باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي، ومسلم رقم (1974) في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/134) وفي الأدب المفرد (563) ومسلم (6/81) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. كلاهما (البخاري، وإسحاق) عن أبي عاصم عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. الحديث: 1681 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 1682 - (خ ط س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «كان غائباً فَقَدِمَ، فَقُدِّمَ إليه لحمٌ، وقيل: هذا لحم ضحايانا. فقال: أخِّروه لا أذُوقُه. قال: ثم قمتُ فخرجتُ، حتى آتي أخي قَتادةَ بن النعمان - وكان أخاهُ لأُمه (1) - وكان بَدْريًّا فذكرتُ ذلك له، فقال: إنه قد حَدَثَ بعدَكَ أمرٌ» . [ص: 364] وفي رواية: «وقدَ حدَثَ بعْدَكَ أمْر نَقْضاً (2) لِما كانُوا يَنَهونَ عَنهُ مِنْ أكلِ لُحُومِ الأضَاحي بَعدَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ» . هذه رواية البخاري. وفي رواية الموطأ: «فخرج أبو سعيد فَسألَ عن ذلكَ، فأُخْبرَ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: نهيتُكم عن لُحُومِ الأضاحي بعدَ ثَلاثٍ، فَكْلُوا وتَصدّقوا وادَّخروا ونهيْتُكم عَنِ الانتبَاذ فانتبذوا، وكلُّ مسكرٍ حرامٌ، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجْراً -يعني - لا تقولوا سُوءاً» . وفي رواية النسائي نحو رواية البخاري. وفي أخرى له «أنَّ أبا سعيدٍ قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عَنْ لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيَّامٍ، فَقَدِمَ قَتَادة بن النعمان وكان أخا أبي سعيد لأمّه: وكان بدريّاً، فقدَّموا إليه من لحمِ الأَضَاحي، فقال: أليس قد نَهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عنه؟ قال أبو سعيد: إنه قد حدث فيه أمرٌ، إن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أن نأكُلَهُ فَوْقَ ثلاثَة أيامٍ، ثم رخَّص لنا أن نأكله ونَدَّخِرَ» . هذا الحديث قد أخرجه البخاري عن أبي سعيد عن قَتادة بن النعمان، فهو من مسند قتادة. وأخرجه الموطأ عن أبي سعيد عمن أخبره ولم يسمه. وأخرجه النسائي عن أبي سعيد عن قتادة في روايته الواحدة. [ص: 365] وأخرجه في الأخرى عن أبي سعيد. وجعل الرخصة في الأكل من مسند أبي سعيد، بخلاف الأول (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هُجراً) : الهجر: الفحش من القول، والرديء.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": أمهما: أنيسة بنت أبي خارجة عمرو بن قيس بن مالك من بني عدي بن النجار. (2) وعلى هامش (أ) نسخة: نقض، وهو كذلك في النسخ المطبوعة من البخاري. (3) أخرجه البخاري 10 / 19 و 20 في الأضاحي، باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، والموطأ 3 / 485 في الضحايا، باب ادخار لحوم الأضاحي، والنسائي 7 / 233 و 234 في الأضاحي، باب الإذن في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/100) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري، فذكره. والبخاري (10/26) حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا سليمان عن يحيى بن سعيد عن القاسم أن ابن خباب أخبره أنه سمع أبا سعيد، فذكره. وأخرجه أحمد (3/23) . والنسائي (7/234) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. كلاهما (أحمد، وعبيد الله) قالا: حدثنا يحيى، عن سعد بن إسحاق، قال: حدثتني زينب، فذكرته. الحديث: 1682 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 1683 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تأْكُلُوا لحُوم الأضاحي فوق ثلاث، فشكوْا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنَّ لهم عيالاً وحَشَماً وخَدَماً، فقال: كُلُوا وأطْعمُوا وادّخرُوا- أو قال: واحبسُوا - شَكَّ الراوي» . هذه رواية مسلم. وفي رواية النسائي قال: «نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن إمساك الأضحية فوق ثلاثة أيَّامٍ، ثم قال: كُلُوا وأطْعموا» (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1973) في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث، والنسائي 7 / 236 في الأضاحي، باب الادخار من الأضاحي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/85) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. قال: أخبرنا الجريري. ومسلم (6/81) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال حدثنا عبد الأعلى عن الجريري (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا سعيد عن قتادة. كلاهما (الجريري، وقتادة) عن أبي نضرة، فذكره. وأخرجه أحمد (3/23) .وأخرجه النسائي (7/234) . قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد كلاهما- أحمد، وعبيد الله -قالا: حدثنا يحيى عن سعد بن إسحاق، قال: حدثتني زينب، فذكرته. الحديث: 1683 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 1684 - (م ت د س) بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «كنتُ نَهيْتُكم عن لحُوم الأضاحي فوقَ ثلاثٍ ليتَّسعَ ذُوو الطَّولِ على منْ لا طَوْلَ له فكلوا ما بَدَا لكم، وأطعِمُوا وادَّخرُوا» . [ص: 366] هذا لفظ الترمذي. وقد أخرج هذا المعنى مسلم والنسائي وأبو داود في جملة حديث يتضمن زيارة القبور والانتبَاذ، وهو مذكورٌ في كتاب الموت من حرف الميم، فيكون هذا المعنى متفقاً فيما بينهم. وأخرج النسائي أيضاً هذا المعنى مع ذكر الانتباذ وحده (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذو الطول) : الطول الغِنى والجدة.   (1) أخرجه مسلم رقم (1977) في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي، والترمذي رقم (1510) في الأضاحي، باب ما جاء في الرخصة في أكلها بعد ثلاث، وأبو داود رقم (3698) في الأشربة، باب في الأوعية، ورقم (3235) في الجنائز، باب في زيارة القبور، والنسائي 7 / 234 في الأضاحي، باب الإذن في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الجنائز (36: 4) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن قبيصة بن عقبة، وفي الأضاحي (5: 18) عن حجاج بن الشاعر عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد. كلاهما عن سفيان عن علقمة بن مرثد عنه به وأعاده في الأشربة (5: 4) عن حجاج بقصة الظروف والترمذي مقطعا في الجنائز (60) وفي الأضاحي (14: 1) وفي الأشربة (6: 1) عن محمد بن بشار ومحمود بن غيلان والحسن بن علي الخلال. ثلاثتهم عن أبي عاصم به وقال حسن صحيح والنسائي في الأشربة (48: 2) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن يزيد عن شريك عن سماك بن حرب عن ابن بريدة ولم يسمه عن أبيه بقصة الظروف وزاد في أوله: «نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت» وابن ماجة فيه (الأشربة 14: 1) عن عبد الحميد بن بيان الواسطي عن إسحاق بن يوسف عن شريك عن سماك عن القاسم بن مخيمرة عن ابن بريدة ولم يسمه عن أبيه. بقصة الظروف وزاد في إسناده «القاسم بن مخيمرة» (2/72) الأشراف. الحديث: 1684 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 1685 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «إن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد نهاكم أنْ تأكُلُوا لحُوم نُسُككم فوقَ ثلاثِ لَيالٍ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 233 في الضحايا، باب النهي عن ألأكل من لحوم الأضاحي بعد ثلاث، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/78) (781) و (1/140) (1186) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا معمر. وفي (1/103) (806) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (1/141) (1192) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/149) (1275) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. والبخاري (7/134) قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرني يونس. ومسلم (6/79) قال: حدثني عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني يونس. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. (ح) وحدثنا حسن الحلواني، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (7/232) قال: أخبرنا يعقوب ابن إبراهيم، عن غندر، قال: حدثنا معمر. وفي (7/233) قال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي عن صالح ستتهم (معمر، وابن أخي ابن شهاب، وسفيان بن حسين، ويونس، وسفيان ابن عيينة، وصالح بن كيسان) عن الزهري. 2 - وأخرجه أحمد (1/61) (435) و (1/70) (510) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ. كلاهما (الزهري، وسعيد بن خالد) عن أبي عبيد، فذكره. ورواه عن علي أيضا النابغة. أخرجه أحمد (1/145) (1235) قال: حدثنا يزيد. وفي (1236) قال: حدثنا عفان. كلاهما (يزيد، وعفان) عن حماد بن سلمة. قال: أخبرنا علي بن زيد عن ربيعة بن النابغة عن أبيه، فذكره. الحديث: 1685 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 1686 - (د) نبيشة الهذلي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّا كُنا نهيناكم عن لُحُومها: أن تأْكلوها فوقَ ثَلاثٍ لكي تَسَعَكم، جَاءَ الله بالسَّعةِ، فكلوا وادَّخِرُوا وأئتَجرُوا، أَلا وإنَّ هذه الأيام أيامُ [ص: 367] أكْلٍ وشُربٍ وذكرِ الله» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وائتجروا) : أمر من الأجر، أي: اطلبوا به الأجر والثواب. ولو كان من التجارة لكان بتشديد التاء، والتجارة في الضحايا لا تصح، لأن بيعها فاسد، إنما تؤكل ويتصدق منها.   (1) رقم (2813) في الأضاحي، باب حبس لحوم الأضاحي، وإسناده حسن. وقد أخرجه أيضاً النسائي مطولاً، وأخرجه ابن ماجة مختصراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/75 و 76) قال: حدثنا هشيم. وفي (5/75 و 76) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (3/153) قال: حدثنا سريج بن يونس. قال: حدثنا هشيم. وأبو داود (2813) قال: حدثنا مسدد، قال: حدذثنا يزيد بن زريع، وابن ماجة (3160) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. وفي (3167) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي (7/170) قال: أخبرنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. وفي الكبرى (الورقة 54 - ب) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، وابن علية. أربعتهم (هشيم، وإسماعيل بن علية، ويزيد، وعبد الأعلى) عن خالد الحذاء. 2 - وأخرجه أحمد (5/76) . والنسائي (7/169) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد، وابن المثنى) عن محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، قال حدثنا جميل. كلاهما (خالد، وجميل) عن أبي المليح، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/76) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1964) قال: أخبرنا عمرو بن عون، عن خالد، هو ابن عبد الله الطحان، ومسلم (3/153) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية. وأبو داود (2830) قال: حدثنا مسدد (ح) وحدثنا نصر بن علي، كلاهما عن بشر بن المفضل. والنسائي (7/170) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (7/171) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية. أربعتهم (شعبة، وخالد بن عبد الله، وإسماعيل بن علية، وبشر) عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، فذكره. * في رواية شعبة، قال خالد الحذاء: وأحسبني قد سمعته من أبي المليح. * وفي رواية إسماعيل بن علية عند مسلم، قال خالد: فلقيت أبا المليح فسألته فحدثني به. * وأخرجه النسائي (7/169) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا بشر، وهو ابن المفضل، عن خالد، وربما قال: عن أبي المليح، وربما ذكر أبا قلابة، عن نبيشة، فذكره. * رواية هشيم عند أحمد (5/75) ، وروايتا مسلم، ورواية النسائي في الكبرى، مختصرة على: «أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر الله عز وجل» . الحديث: 1686 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 1687 - (م د) ثوبانُ - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ضَحى بأضحِيةٍ، ثم قال لي: أصْلِحْ لنا لَحْمَهَا. قال: فمازلتُ أُطْعمُهُ منها حتى قَدِمنا المدينة» . أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1975) في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي، وأبو داود رقم (2814) في الأضاحي، باب في المسافر يضحي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/277) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/281) قال: حدثنا زيد بن الحباب. ومسلم (6/81) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا معن بن عيسى. وفي (6/82) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن رافع، قالا: حدثنا زيد بن حباب. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (2814) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2076) عن عمرو ابن علي، عن ابن مهدي،أربعتهم (ابن مهدي، وزيد، ومعن، وحماد بن خالد) عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية. 2 - وأخرجه الدارمي (1966) قال: أخبرنا مروان بن محمد. ومسلم (6/82) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو مسهر. (ح) وحدثنيه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا محمد بن المبارك. ثلاثتهم (مروان، وأبو مسهر، ومحمد) عن يحيى بن حمزة، قال: حدثني محمد بن الوليد الزبيدي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. كلاهما - أبو الزاهرية، وعبد الرحمن بن جبير - عن جبير بن نفير، فذكره. الحديث: 1687 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 الفصل التاسع: فيما يعطب من الهدي 1688 - (م د) موسى بن سلمة المحبق الهذلي -رحمه الله- قال: «انطَلَقَتُ أنا وسِنانُ بن سَلَمَةَ مُعتَمِرَيْنِ، قال: وانطلق سِنانُ معه ببدنةٍ، [ص: 368] يَسوقُها، فأزْحَفَتْ (1) عليه بالطريق، فَعَيِيَ بشأنها، إن هي أُبدِعَتْ كيف يأتي بها؟ فقال: لئن قَدِمتُ الْبَلدَ لأسْتَحْفِيَنَّ عن ذلك، قال: فأصحَبَت (2) فلما نَزَلْنا البَطحَاءَ قال: انْطَلِقْ إلى ابن عَبَّاسٍ نَتحدَّثْ إليه، قال: فذكر له شأن بَدَنَتِهِ، فقال: على الخَبيرِ سَقَطْتَ، بَعَثَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- سِتَّ عَشَرةَ بَدَنةً مع رجلٍ، وأمَّرَهُ فيها. قال: فَمضَى، ثم رَجَعَ، فقالَ: يا رسول الله كيف أصَنَعُ بما أُبَدعَ عليَّ منها؟ قال: انْحرها ثم اصبُغ نَعْلَهَا في دَمِها، ثم اجْعَلهُ على صَفْحتها، ولا تأكُل منها أَنت ولا أحدٌ من أهلِ رُفقَتِك» . وفي رواية: «أنَّ ابنَ عباسٍ قال: إنَّ ذُؤيباً أبا قُبَيْصةَ حَدَّثَهُ: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يبعث معه بالبُدنِ، ثم يقول: إن عَطِبَ منها شيءٌ، [ص: 369] فخَشيِتَ عليها (3) موتاً فانحرْها، ثم اغْمِسْ نَعلَهَا في دَمِها، ثم اضرِبْ به صَفْحَتها، ولا تَطْعَمْهَا أنت ولا أحدٌ من أهْل رُفْقَتِكَ» . أخرجه مسلم فجعل الأولى من مسند ابن عباس، والثانيةَ من مسْنَدِ ذُؤيبٍ، كذا ذكره الحميديُّ في كتابه. وفي رواية أبي داود: «أنَّ ابنَ عبَّاس قال: بعث رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فُلاناً الأسلَميَّ، وبعَثَ معه بثمانيَ عَشْرةَ بَدَنَةً، فقال: أرَأَيتَ إن أزْحَفَ عليَّ منها شيءٌ؟ قال: تَنحَرُها، ثم تصْبُغُ نَعلَهَا في دَمِها، ثم اضْربها على صَفحَتها. ولا تأكُلْ منها أنَتَ ولا أَحدٌ من أصحابك - أو قال: من أهل رُفْقَتِكَ» . وفي رواية: «ثم اجْعَلهُ على صفحتها» مكان «اضْرِبْها» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأزحفت) : أزحفت الناقة والشاة: إذا أعيت، كأن أمرها أفضى إلى الزحف. (فعيي بشأنها) : عييت بالشيء: إذا عجزت في أمره، يقال: عيِيَ [ص: 370] وعيّ - بإظهار الياءين والإدغام - ومثله قوله تعالى: {وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عن بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42] . (أُبدعت) الناقة: إذا انقطعت عن السير بكَلال أو ظَلَع، جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير إبداعاً، أي إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها. (ولا تأكل منها) : قال الخطابي: يشبه أن يكون إنما حرمها عليه أصحابه حسماً لباب التهمة، لئلا يعتلُّوا بأن بعضها قد أزحف فينحرونه إقداماً على أكل لحمه. (لأستحفين) : الاستحفاء، المبالغة في السؤال عن الشيء. (فأصحبت) : أصحبت الناقة وغيرها، إذا انقادت وتبعت صاحبها. (البطحاء) : في الأصل المكان المتسع من الأرض، ثم تُسمى به مواضع مخصوصة.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": " أزحفت " هو بفتح الهمزة وإسكان الزاي وفتح الحاء المهملة. هذه رواية المحدثين، لا خلاف بينهم فيه. وقال الخطابي: كذا يقوله المحدثون، قال: وصوابه والأجود: فأزحفت بضم الهمزة. يقال: زحف البعير: إذا قام، وأزحفه. وقال الهروي وغيره يقال: أزحف البعير وأزحفه السير بالألف فيهما، وكذا قال الجوهري وغيره يقال: زحف البعير وأزحف لغتان، وأزحفه السير، وأزحف الرجل: وقف بعيره، فحصل أن إنكار الخطابي ليس بمقبول، بل الجميع جائز، ومعنى أزحف: وقف من الكلال والإعياء. (2) وفي مسلم: " فأضحيت " قال النووي في " شرح مسلم ": هو بالضاد المعجمة وبعد الحاء ياء مثناة تحت. قال صاحب "المطالع ": معناه: سرت في وقت الضحى. (3) في مسلم المطبوع: فخشيت عليه. (4) أخرجه مسلم رقم (1325) و (1326) في الحج، باب ما يفعل بالهدي إذا عطب في الطريق، وأبو داود رقم (1763) في المناسك، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/217) (1869) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1/244) (2189) قال: حدثنا يونس قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. وفي (1/279) (2518) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. ومسلم (4/92) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الوارث بن سعيد. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر، قال: يحيى: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا إسماعيل بن علية. وأبو داود (1763) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومسدد، قالا: حدثنا حماد (ابن زيد) (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث. والنسائي (5/116) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (6503) عن يعقوب الدورقي، عن ابن علية. وابن خزيمة (3034) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز، عن عبد الوارث بن سعيد. وفي (3035) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد. أربعتهم (إسماعيل بن علية، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وعبد الوارث) عن أبي التياج الضبعي، قال: حدثني موسى بن سلمة، فذكره. الحديث: 1688 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 1689 - (ط ت د) ناجية الخزاعي - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله، كيف أصنعُ بما عَطبَ من البُدْنِ؟ قال: انْحرْها، ثم اغْمسْ نعلَها في دمها، ثم خَلِّ بين الناس وبينها فَيَأكُلُونَها» . هذه رواية الترمذي. وأخرجه أبو داود، وقال: ناجية الأسلمي، وهذا لفظه: «أنَّ رسولَ [ص: 371] الله -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ معه بِهدْي، وقال: إنْ عَطِبَ منها شيء فانحرْهُ، ثم اصْبُغْ نَعلَهُ في دَمِهِ، ثم خَلِّ بينه وبين الناس» . وأخرجه أبو داود، عن عروة «أنَّ صاحب هَدْي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يا رسولَ الله، كيف أصْنَعُ بما عَطِبَ من الهدي؟ قال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: كُلُّ بَدَنةٍ عطبتْ من الهدي فانحرها، ثم ألْق قلائدَها في دمها، ثم خلِّ بينها وبين الناس يأكلونها» . كذا أخرجه الموطأ، ولم يُسَمِّ الرجل، وهو هذا نَاجيَة (1) ، لأن عروة يروي عنه (2) .   (1) وهو مرسل صورة، لكنه محمول على الوصل؛ لأن عروة ثبت سماعه من ناجية. اهـ. وقد وصله أبو داود والترمذي وغيرهما. (2) أخرجه الموطأ 1 / 380 في الحج، باب العمل على الهدي إذا عطب أو ضل، والترمذي رقم (910) في الحج، باب ما جاء في الهدي إذا عطب، وأبو داود رقم (1762) في المناسك، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3105) في المناسك، باب في الهدي إذا عطب، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حديث ناجية حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، قالوا في هدي التطوع إذا عطب: لا يأكل هو ولا أحد من أهل رفقته، ويخلى بينه وبين الناس يأكلونه، وقد أجزأ عنه، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق، وقالوا: إن أكل منه شيئاً غرم مقدار ما أكل منه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (880) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/334) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/334) قال: حدثنا أبو معاوية. والدارمي (1915) قال: أخبرنا عبد الوهاب بن سعيد، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق. وفي (1916) قال: أخبرنا محمد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن غياث. وأبو داود (1762) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان «الثوري» . وابن ماجة (3106) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالوا: حدثنا وكيع. والترمذي (910) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبرى (الورقة 54 -أ) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق، قال: أخبرنا عبدة. وابن خزيمة (2577) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا عبد الرحيم، يعني ابن سليمان (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ثمانيهم (سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبو معاوية، وشعيب، وحفص، وسفيان الثوري، وعبدة، وعبد الرحيم بن سليمان) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1689 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 1690 - (ط) سعيد بن المسيب -رحمه الله- قال: «مَنْ ساقَ بدنَةً تَطَوعاً فَعَطِبَتْ، فنَحرها ثم خَلَّى بينها وبين الناس يَأكُلُونَها، فليس عليه [ص: 372] شيءٌ. وإن أكل منها أو أمَرَ من يأكلُ منها غَرِمَهَا» . قال مالك: وحدَّثني ثَوْرُ بنُ زيد عن ابن عباس مِثلَ ذلك (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": مثل ذلك المروي عن سعيد بن المسيب، وروي ذلك أيضاً عن عمر وعلي وابن مسعود وعليه جماعة فقهاء الأمصار. (2) 1 / 381 في الحج، باب العمل على الهدي إذا عطب أو ضل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/438) عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1690 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 1691 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «مَنْ أَهدَى بَدَنَةً، ثُمَّ ضَلَّت أو ماتَتْ، فإنها إن كانت نَذْراً أبْدَلَها، وإن كانت تَطَوعاً، فإن شَاءَ أبدَلَها، وإن شاء تركها» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 381 في الحج، باب العمل على الهدي إذا عطب أو ضل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/438) عن نافع عن عبد الله بن عمر. الحديث: 1691 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 الفصل العاشر: في ركوب الهدي 1692 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يَسوقُ بَدَنَةً، فقال: «ارْكبها، فقال: إنها بَدَنَةٌ، فقال: اركبها، فقال إنَّها بدنة، فقال: اركبها، ويْلكَ، في الثانية، [ص: 373] أو في الثالثة» (1) . هذه رواية البخاري ومسلم. وللبخاري: «أَنَّ نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يَسُوقُ بدنة، قال: اركبها، قال: إنها بَدنةٌ، قال: اركبها، قال: إنها بَدَنَةٌ، قال: اركبها، قال: فلقد رأيتُه رَاكِبَها يُساير النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، والنعلُ في عُنُقِها» . ولمسلم نحوه، وقال فيه: «بَدَنَةً مُقَلَّدَةً» . وله في أخرى بنحوه، وفيه أنه قال: «ويلك اركبها، فقال: بدنةٌ يا رسول الله، فقال: «ويلك اركبها، ويلك اركبها» . وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي الرواية الأولى (2) . [ص: 374] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ويلك) : كلمة تقال لمن ينكر عليه فعله مع حَرَد وغضب. و «ويحك» تقال له مع ترفق ورحمة.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": واستدل به على جواز ركوب الهدي سواء كان واجباً أو متطوعاً به؛ لكونه صلى الله عليه وسلم لم يستفصل صاحب الهدي عن ذلك فدل على أن الحكم لا يختلف بذلك. (2) أخرجه البخاري 3 / 429 و 430 في الحج، باب ركوب البدن، وباب تقليد النعل، وفي الوصايا، باب هل ينتفع الواقف بوقفه، وفي الأدب، باب ما جاء في قول: ويلك، ومسلم رقم (1322) في الحج، باب جواز ركوب البدنة المهداة لمن احتاج إليها، والموطأ 1 / 387 في الحج، باب ما يجوز من الهدي، وأبو داود رقم (1760) في المناسك، باب في ركوب البدن، والنسائي 5 / 176 في الحج، باب ركوب البدنة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3103) في المناسك، باب ركوب البدن، وأحمد في المسند 2 / 245 و 254 و 278 و 312 و 464 و 473 و 474 و 478 و 481 و 487 و 505. قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث تكرير الفتوى، والندب إلى المبادرة إلى امتثال الأمر، وزجر من لم يبادر إلى ذلك وتوبيخه، وجواز مسايرة الكبار في السفر، وأن الكبير إذا رأى مصلحة للصغير لا يأنف عن إرشاده إليها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (246) . وأحمد (2/254) قال: حدثنا ربعي. حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/487) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (2/205) قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (4/8) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا مالك. وفي (8/46) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. ومسلم (4/91) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي. وأبو داود (1760) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3103) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري. والنسائي (5/176) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. أربعتهم (مالك، وعبد الرحمن بن إسحاق، وسفيان الثوري، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي) عن أبي الزناد عن الأعرج، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. ورواه عن أبي هريرة أيضا عكرمة. أخرجه أحمد (2/278) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا علي بن المبارك والبخاري (2/208) قال: حدثنا محمد هو ابن سلام قال: أخبرنا عبد الأعلى ابن عبد الأعلى عن معمر. كلاهما (معمر، وعلي بن المبارك) عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة، فذكره. ورواه عن أبي هريرة أيضا همام بن منبه. أخرجه أحمد (2/312) . ومسلم (4/91) قال: حدثنا محمد بن رافع كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمد ابن رافع) عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر عن همام بن منبه، فذكره. ورواه أيضا عن أبي هريرة أبو عثمان أخرجه الحميدي (1003) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/464) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد ومؤمل قالا: حدثنا سفيان. كلاهما (سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري) عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه، فذكره. وأخرجه أحمد (2/245) قال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه أو عن الأعرج عن أبي هريرة، فذكره ثم قال: ولم يشك فيه مرة فقال: عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة. ورواه عن أبي هريرة أيضا عجلان. أخرجه أحمد (2/473) قال: حدثنا يحيى وفي (2/505) قال: حدثنا يزيد. كلاهما (يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون) عن ابن أبي ذيب. قال: حدثني عجلان مولى المشمعل، فذكره. ورواه أيضا عن أبي هريرة موسى بن يسار. أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (796) قال: حدثنا أحمد بن خالد. قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن عمه موسى بن يسار، فذكره. الحديث: 1692 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 1693 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يسوقُ بَدَنةً، قال: اركبها، قال: إنها بدنةٌ، قال: اركبها، قال: إنها بَدنَةٌ، قال: اركبها - ثلاثاً» . وفي رواية نحوه، وقال في الثالثة: «اركبها ويلك» . هذه رواية البخاري. وفي رواية مسلم نحوه، وفي آخره: «فقال - في الثالثة، أو الرابعة -: اركبها، ويلك، أو وَيْحَكَ» . وفي أخرى له قال: «مُرَّ على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ببدنةٍ - أو هَدِيَّةٍ - فقال: اركبها، قال: إنها بدنةٌ - أو هَدِيَّة، فقال: اركبها، قال: إنها بدنةٌ أو هَدِيَّةٌ قال: وإنْ» . وأخرج الترمذي والنسائي مثل رواية مسلم الأولى (1) . [ص: 375] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قال: وإن) يريد به: وإن كانت بدنة، لأنه لما أمره بركوبها وكرر القول عليه: إنها بدنة، قال: «وإن» فذكر الشرط وحذف ما بعده، لأن الكلام قبله يدل عليه.   (1) أخرجه البخاري 3 / 430 في الحج، باب ركوب البدن، وفي الوصايا، باب هل ينتفع الواقف بوقفه، وفي الأدب، باب يقول الرجل: ويلك، ومسلم رقم (1323) في الحج، باب جواز ركوب البدنة المهداة، والترمذي رقم (911) في الحج، باب ما جاء في ركوب البدنة، والنسائي 5 / 176 في الحج، باب ركوب البدنة لمن جهده المشي، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3104) في المناسك، باب ركوب البدن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج (104: 2) عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة وهشام كلاهما عن قتادة به، ومسلم في الحج (65: 5) عن أبي بكر عن وكيع و (65: 6) عن أبي كريب عن محمد بن بشر كلاهما عن مسعر عنه به، الأشراف (1/102، 332) والترمذي قال: حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس فذكره. والنسائي قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبدة بن سليمان قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس، فذكره. الحديث: 1693 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 1694 - (م د س) جابر - رضي الله عنه - «سُئِلَ عن ركوب الهدي؟ فقال: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: اركبها بالمعروفِ، إذا أُلجِئتَ إليها حتى تجدَ ظهراً» . وفي رواية مثله، ولم يقل: «إذا أُلجِئتَ إليها» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1324) في الحج، باب جواز ركوب البدنة المهداة، وأبو داود رقم (1761) في المناسك، باب في ركوب البدن، والنسائي 5 / 177 في الحج، باب ركوب البدنة بالمعروف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/317) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/324) قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحجاج. وفي (3/325) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (4/92) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (1761) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (5/177) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (2663) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. وفي (2664) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا محمد «يعني ابن بكر» . ثلاثتهم (يحيى، وابن بكر، وحجاج) عن ابن جريج. 2 - وأخرجه أحمد (3/348) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة. 3 - وأخرجه مسلم (4/92) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل. ثلاثتهم (ابن جريج، وابن لهيعة، ومعقل) عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1694 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 الفصل الحادي عشر: في المقيم إذا أهدى إلى البيت أو ضحّى: هل يُحرِم، أم لا؟ 1695 - (خ م ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أنا [ص: 376] فَتَلْتُ تلكَ القلائِدَ مِنْ عِهْنٍ كان عِنْدَنَا، وأصْبَحَ فينا حلالاً، يأتي ما يأتي الحلالُ من أَهله - أو يأتي ما يأتي الرجلُ من أَهله» . وفي رواية أخرى: قالت: «فَتَلْتُ قَلائِدَ بُدنِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أشْعَرَها وقَلَّدَها، ثم بَعَثَ بها إلى البيتِ، فما حَرُمَ عليه شيءٌ كان له حِلاً» . وفي أخرى قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُهْدِي من المدينةِ، فَأفْتِلُ قَلائِدَ هَدْيهِ، فَلا يجتَنِبُ شيئاً مما يجْتَنِبُ المحرِمُ. وفي أخرى: «كنتُ أفْتِلُ القلائدَ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَيُقَلِّدُ الغَنَمَ، ويُقيمُ في أهْلِهِ حَلالاً» . وفي أخرى قالت: «كُنَّا نُقَلِّدُ الشَّاةَ، فَنُرْسِلُ بِها، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حلالٌ، لم يَحْرُمْ منه شيءٌ» . وفي أخرى: أنَّ مَسْرُوقَ بْنَ الأجدَعِ أتَى عائِشَةَ، فقال لها: «يا أُمَّ المؤمنين، إنَّ رَجُلاً يَبعثُ الهدي إلى الكعبةِ، ويَجْلِسُ في المِصرِ، فيُوصِي أنْ تُقلَّدَ بَدَنتُهُ، فلا يزال من ذلك اليوم مُحرِماً حتى يَحلَّ النَّاس؟ قال: فسمعتُ تَصْفِيقَها من وراء الحجاب، وقالت: لقد كُنتُ أفْتِلُ قَلائِدَ هَدي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فيبعثُ هديَهُ إلى الكعبةِ، فما يَحْرُمُ عليه شيءٌ مِمَّا حَلَّ للرَّجُلِ من أهلِهِ حتى يرجعَ النّاسُ» . [ص: 377] وفي أخرى: أَنَّ زِيَادَ بنَ أبي سُفْيان كَتَبَ إلى عائِشَةَ «أنَّ عبدَ الله ابنَ عباس قال: مَنْ أَهدَى هَدْياً، حَرُمَ عَلَيهِ ما يَحْرُمُ على الحاجِّ حتى يَنحَرَ هَديَهُ، وقد بَعَثْتُ بهديٍ، فاكْتبي إليَّ بأمْرِكِ. قالت: ليس كما قال ابن عَبَّاس: أنا فَتَلتُ قلائدَ هَدي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بيَدَيَّ، ثم قَلَّدَها، ثم بعث بها مَعَ أبي، فلم يَحْرُم على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-شيءٌ أَحَلَّهُ الله له، حتى نَحَرَ الهدي» . هذه روايات البخاري ومسلم. وفي أخرى لمسلم: قالت: كنتُ أفْتِلُ قَلائِدَ هَدْي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بيدَيَّ هاتين، ثم لا يَعْتزِلُ شيْئاً ولا يَتْرُكُهُ» . وفي أخرى له: «ثم لا يُمْسكُ عن شيء لا يُمسكُ عنه الحلالُ» . وأخرج الموطأ الرواية التي فيها ذكر زياد بن أبي سفيان. وأخرجها النسائي، ولم يذكر زياداً وابنَ عباسٍ، واقتصر على المسند منها. وأخرج الموطأ أيضاً عن يحيى بن سعيد قال: «سألتُ عَمْرَةَ بنت عبد الرحمن عن الذي يَبْعثُ بهَديهِ ويقيمُ: هل يَحْرُمُ عليه شيءٌ؟ فأخبرَتْني أنْها سمعت عائشةَ تقول: لا يُحْرِم إلا مَنْ أهَلَّ ولَبَّى» . وأخرج الترمذي والنسائي عنها قالت: «فَتَلْتُ قَلائِدَ هَدي رسولِ [ص: 378] الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم لم يُحْرِمْ ولم يتْرُكْ شيئاً من الثِّياب» . وأخرج أبو داود والنسائي الروايةَ الأُولى والثانية والثالثة. وأخرج النسائي الرواية الخامسة. وله في أخرى: «كنت أفْتِلُ قَلائِدَ هدْي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَيَبْعَثُ بها، ثم يَأتي ما يأتي الحلالُ قبل أن يبْلُغَ الهديُ مَكَّةَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِهن) : العهن: صوف مصبوغ ذو ألوان، وقيل: هو الصوف مطلقاً.   (1) أخرجه البخاري 3 / 437 في الحج، باب تقليد الغنم، وفي الأضاحي، باب إذا بعث بهديه ليذبح لم يحرم عليه شيء، ومسلم رقم (1321) في الحج، باب استحباب بعث الهدي إلى الحرم، والموطأ 1 / 340 و 341 في الحج، باب ما لا يوجب الإحرام من تقليد الهدي، والترمذي رقم (908) في الحج، باب ما جاء في تقليد الهدي للمقيم، وأبو داود رقم (1757) و (1758) و (1759) في المناسك، باب من بعث بهديه وأقام، والنسائي 5 / 171 في الحج، باب فتل القلائد، وباب ما يفتل من القلائد، وباب تقليد الهدي، وباب تقليد الإبل، وباب تقليد الغنم، وباب هل يوجب تقليد الهدي حراماً، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3094) في المناسك، باب تقليد البدن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (224) وأحمد (6/180) قال: حدثنا عبد الرحمن والبخاري (2/207) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف وفي (3/134) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. ومسلم (4/90) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (5/175) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا عبد الرحمن وابن خزيمة (2574) قال: حدثنا يعقوب الدورقي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. خمستهم (عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل، ويحيى بن يحيى، وعثمان بن عمر) عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته. ورواه عن عائشة الأسود: 1 - أخرجه الحميدي (218) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي. وأحمد (6/91) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. وفي (6/174) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/191) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (6/253) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا إسرائيل. وفي (6/262) قال: حدثنا الحسن. قال: حدثنا حماد بن زيد. والبخاري (2/208) قال: حدثنا أبو النعمان. قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان ومسلم (4/90) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. والترمذي (909) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. والنسائي (5/171) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني، عن عبيدة. وفي (5/173) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/174) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/175) قال: أخبرنا محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (2608) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا عبيدة، يعني ابن حميد. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. ستتهم (جرير، وحماد بن زيد، وشعبة، وإسرائيل، وسفيان، وعبيدة بن حميد) عن منصور بن المعتمر. 2 - وأخرجه أحمد (6/102، 218) قال: حدثنا أبو داود سليمان بن داود. قال: حدثنا زهير. وفي (6/102) قال: حدثنا به حسن بن موسى. قال: حدثنا زهير. وفي (6/236) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا زكريا. والنسائي (5/175) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الأحوص. ثلاثتهم (زهير، وزكريا، وأبو الأحوص) عن أبي إسحاق. 3 - وأخرجه أحمد (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، عن أبي معشر. 4 - وأخرجه أحمد (6/190) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (6/191) قال: حدثنا يحيى. كلاهما (عبد الرحمن، ويحيى) عن سفيان، عن منصور والأعمش. 5 - وأخرجه أحمد (6/212) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد، عن حماد. 6 - وأخرجه أحمد (6/223) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (2/208) قال: حدثنا أبو النعمان. قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (4/90) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3095) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (5/171) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الضعيف. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/173) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم (أبو معاوية، وعبد الواحد بن زياد، وسفيان) عن الأعمش. 7 - وأخرجه أحمد (6/250) قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (4/90) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا عبد الصمد. والنسائي (5/174) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى، ثقة، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. (ح) وأنبأنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثني أبو معمر. كلاهما (عبد الصمد، وأبو معمر) عن عبد الوارث، قال: حدثني محمد بن جحادة، عن الحكم. ستتهم (منصور، وأبو إسحاق، وأبو معشر، والأعمش، وحماد بن أبي سليمان، والحكم) عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، فذكره. ورواه مسروق عن عائشة: أخرجه أحمد (6/30) قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. وفي (6/35) قال: حدثنا ابن أبي عدي عن داود وفي (6/127) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. عن إسماعيل. وفي (6/190) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، يعني ابن أبي خالد. وفي (6/191) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عن زكريا. وفي (6/208) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (1941) قال: أخبرنا يعلى. قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن أبي خالد. والبخاري (2/208) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا زكريا. وفي (7/133) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا إسماعيل. ومسلم (4/91) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا داود (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا زكريا. والنسائي (5/171) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا إسماعيل. ثلاثتهم (إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، وزكريا) عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره. ورواه عن عائشة عروة: 1 - أخرجه الحميدي (208) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/36) قال: حدثنا سفيان. وفي (6، 185) قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج. وفي (6/200) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (6/225) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم (4/89) قال: حدثنا سعيد بن منصور وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان. والنسائي (5/175) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن قتيبة، عن سفيان. وابن خزيمة (2573) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قالا: حدثنا سفيان. ثلاثتهم (سفيان بن عيينة، وابن جريج، ومعمر) عن ابن شهاب الزهري. 2 - وأخرجه أحمد (6/191) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/212) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد. وفي (6/224) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (4/89) قال: حدثنا سعيد بن منصور وخلف بن هشام وقتيبة بن سعيد. قالوا: أخبرنا حماد بن زيد. ثلاثتهم (حماد بن سلمة، وأبو معاوية، وحماد بن زيد) عن هشام بن عروة. كلاهما (الزهري، وهشام) عن عروة بن الزبير، فذكره. * أخرجه أحمد (6/82) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا ليث. والدارمي (1942) قال: أخبرنا الحكم ابن نافع، قال: أخبرنا شعيب. والبخاري (2/207) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث. ومسلم (4/89) قال: حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح. قالا: أخبرنا الليث (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (1758) قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي وقتيبة بن سعيد، أن الليث بن سعد حدثهم. وابن ماجة (3094) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (5/171) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. ثلاثتهم (شعيب بن أبي حمزة، والليث، ويونس) عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، نحوه. ورواه القاسم عن عائشة. أخرجه الحميدي (209) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم. وأحمد (6/85) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/129) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. قال: حدثنا أيوب. وفي (6/183) و 238) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/216) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا أيوب. والبخاري (2/208) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا معاذ بن معاذ. قال: حدثنا ابن عون. ومسلم (4/89) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. عن عبد الرحمن ابن القاسم، وفيه (4/89) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا حسين بن الحسن، قال: حدثنا ابن عون. والترمذي (908) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. عن عبد الرحمن بن القاسم، والنسائي (5/171) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: أنبأنا يزيد. قال: أنبأنا يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (5/172) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا حسين، يعني ابن حسن، عن ابن عون. وفي (5/173) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن عبد الرحمن بن القاسم، وفي (5/175) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. قال: سمعت عبد الرحمن بن القاسم. ثلاثتهم (عبد الرحمن بن القاسم، وأيوب، وعبد الله بن عون) عن القاسم بن محمد، فذكره. * في رواية ابن عون، عن القاسم، عن أم المؤمنين، ولم يسمها. * أخرجه مسلم (4/89) قال: حدثنا علي حجر السعدي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال ابن حجر: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب عن القاسم وأبي قلابة، عن عائشة، نحوه. * وأخرجه أبو داود (1759) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا ابن عون. عن القاسم بن محمد وعن إبراهيم، زعم أنه سمعه منهما جميعا، ولم يحفظ حديث هذا من حديث هذا، ولا حديث هذا من حديث هذا. قالا: قالت أم المؤمنين، فذكرته. ورواه عن عائشة اقاسم. أخرجه أحمد (6/78) قال: حدثنا محمد بن عبد الله. والبخاري (2/207) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (2/207) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (4/89) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، وأبو داود (1757) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. وابن ماجة (3098) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حماد بن خالد. والنسائي (5/170) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: أنبأنا وكيع. وفي (5/173) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا قاسم، وهو ابن يزيد. ستتهم - محمد بن عبد الله، وأبو نعيم، وعبد الله بن مسلمة، وحماد بن خالد، ووكيع، وقاسم بن يزيد - عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد، فذكره. * رواية وكيع مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشعر بُدْنَه» . الحديث: 1695 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 1696 - (م د ت س) أم سلمة -رضي الله عنها- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا رأيتم هلالَ ذي الحجة، وأرادَ أحَدُكم أَنْ يُضَحِّيَ: فَلْيُمْسكْ عن شَعُرِه وأظْفَارهِ» . وفي أخرى: قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كانَ له ذِبحٌ يَذْبَحُهُ، [ص: 379] فإذا أهلَّ هِلالُ ذي الحجة فلا يأخذنَّ من شَعْرِه ولا مِنْ أظفاره شيئاً حتى يُضحي» (1) . أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي. ولمسلم عن عَمْرو بن مُسلم بن عمَّار اللَّيثي قال: «كنَّا في الحمَّام قُبيلَ الأضحى، فاطّلَى فيه أُناسٌ، فقال بعض أهل الحمَّام: إنَّ سعيد بن المُسَيّبِ يَكْرَهُ هذا وينهى عنه، فلقيتُ سعيد بن المسيبِ، فذكرتُ ذلك له، فقال: يا ابن أخي، هذا حديث قد نُسِيَ وتُرِكَ، حدّثَتْني أُمُّ سلمة زوجُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث بمعناه» (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم " 2 / 160: اختلف العلماء فيمن دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي، فقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود وبعض أصحاب الشافعي: إنه يحرم عليه أخذ شيء من شعره وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية. وقال الشافعي وأصحابه: هو مكروه كراهة تنزيه وليس بحرام. وقال أبو حنيفة: لا يكره، وقال مالك في رواية: لا يكره، وفي رواية: يكره، وفي رواية: يحرم في التطوع دون الواجب. واحتج من حرم بهذه الأحاديث. واحتج الشافعي والآخرون بحديث عائشة قالت: " كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلده، ويبعث به ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هديه " رواه البخاري ومسلم. قال الشافعي: البعث بالهدي أكثر من إرادة التضحية، فدل على أنه لا يحرم ذلك، وحمل أحاديث النهي على كراهة التنزيه. (2) أخرجه مسلم رقم (1977) في الأضاحي، باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة، وأبو داود رقم (2791) في الأضاحي، باب الرجل يأخذ من شعره في العشر، والترمذي رقم (1523) في الأضاحي، باب رقم 21، والنسائي 7 / 211 و 212 في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (293) . وأحمد (6/289) . والدارمي (1954) قال: أخبرنا محمد بن أحمد. ومسلم (6/83) قال: حدثنا ابن أبي عمر المكي (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. وابن ماجة (3149) قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال. والنسائي (7/212) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. سبعتهم (الحميدي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن أحمد، وابن أبي عمر، وإسحاق بن إبراهيم، وهارون بن عبد الله، وعبد الله بن محمد) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثني عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف. 2 - وأخرجه أحمد (6/301) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثني سعيد بن أبي هلال. وفي (6/311) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن مالك بن أنس. وفي (6/311) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد. قال: حدثنا معاذ بن معاذ. قال: حدثنا محمد بن عمرو. والدارمي (1953) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني خالد «يعني ابن زيد» يعني ابن أبي هلال. ومسلم (6/83) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثني يحيى بن كثير العنبري أبو غسان. قال: حدثنا شعبة، عن مالك بن أنس (ح) وحدثنا أحمد بن عبد الله بن الحكم الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن مالك بن أنس (ح) وحدثني عبيد الله ابن معاذ العنبري. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا محمد بن عمرو الليثي. وفي (6/84) قال: حدثني الحسن بن علي الحلواني. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثني محمد بن عمرو. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى وأحمد بن عبد الرحمن بن أخي ابن وهب قالا: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني حيوة. قال: أخبرني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. وأبو داود (2791) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن عمرو. وابن ماجة (3150) قال: حدثنا حاتم بن بكر الضبي أبو عمرو. قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني (ح) وحدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم. قال: حدثنا أبو قتيبة ويحيى بن كثير قالوا: حدثنا شعبة، عن مالك بن أنس. والترمذي (1523) قال: حدثنا أحمد بن الحكم البصري. قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن مالك بن أنس. والنسائي (7/211) قال: أخبرنا سليمان بن سلم البلخي. قال: حدثنا النضر، وهو ابن شميل، قال: أنبأنا شعبة، عن مالك بن أنس. وفي (7/212) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. عن شعيب. قال: أنبأنا الليث. قال: حدثنا خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال. ثلاثتهم (سعيد بن أبي هلال، ومالك بن أنس، ومحمد بن عمرو) عن عمرو بن مسلم. كلاهما (عبد الرحمن بن حميد، وعمرو بن مسلم بن عمار بن أكيمة) عن سعيد بن المسيب فذكره. * أخرجه النسائي (7/212) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أنبأنا شريك، عن عثمان الأحلافي، عن سعيد بن المسيب، قال: من أراد أن يضحي فدخلت أيام العشر فلا يأخذ من شعره ولا أظفاره. فذكَرْتُهُ لعكرمة فقال: ألا يعتزل النساء والطيب. * في رواية مالك عند أحمد (6/311) . ومسلم من رواية محمد بن جعفر، عن شعبة، عن مالك، والترمذي: «عمرأو عمر بن مسلم» . وفي رواية العنبري، عن محمد بن عمرو عند أحمد ومسلم: «عمر بن مسلم بن عمار» . * وفي رواية حيوة، عن خالد بن يزيد عند مسلم: «عمرو بن مسلم» وفي «تحفة الأشراف» (13/18152) : «عمر بن مسلم» . الحديث: 1696 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 1697 - (س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّهم كانوا إذا كانوا حاضِرينَ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينةِ بَعَثَ الهديَ، فمن شاءَ أحرَمَ ومَنْ شَاءَ تَرَكَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 174 في الحج، باب هل يحرم إذا قلد، وفيه تدليس أبي الزبير المكي محمد بن مسلم بن تدرس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثني حجين ويونس. والنسائي (5/174) قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم (حجين، ويونس، وقتيبة) قالوا: حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 1697 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 1698 - (ط) ربيعة بن عبد الله بن الهدير [التميمي المدني]-رحمه الله- «رأى رَجُلاً مُتَجَرِّداً بالعراقِ، فَسألَ الناسَ عنه؟ فَقَالوا: أمَرَ بِهدْيِهِ أن يُقلَّدَ، فلذلك تجرَّدَ، قال ربيعة: فلقيتُ عبدَ الله بن الزبير، فذكرتُ له ذلك، فقال: بِدْعَةٌ، ورَبِّ الكعبة» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بدعة) : البدعة الشيء المبتدع الذي لم يسبق إليه. وهو في الشرع: كل ما لا يوافق السنة، ولم تجر به عادة من عوائد الشرع، إلا أن [ص: 381] منه حسناً وليس بمكروه، ومنه قبيحاً، وهو المكروه، وقد مر تفسيرها فيما مضى من الكتاب مستقصى.   (1) 1 / 341 في الحج، باب ما لا يوجب الإحرام من تقليد الهدي، وإسناده صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " ورواه ابن أبي شيبة عن الثقفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن ربيعة أنه رأى ابن عباس وهو أمير على البصرة في زمان علي متجرداً على منبر البصرة ... فذكره، فعرف اسم المبهم وتعين خصوص المحل من العراق في رواية مالك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/349) عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير، فذكره. الحديث: 1698 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 الفصل الثاني عشر: في أحاديث متفرقة 1699 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «إذا نُتِجَتِ البَدَنَةُ فَلْيُحْمل ولَدُها حتَّى يُنْحَرَ مَعَها، فإن لم يُوجَدْ له مَحْمَلٌ حُمِلَ على أُمِّهِ حتى يُنْحَرَ معها» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 378 في الحج، باب ما يجوز من الهدي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/432) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1699 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 1700 - (د) وعنه - رضي الله عنه - «أنَّ عمر أهدى نَجيباً، فَأُعطي بها ثلاثمائة دينارِ، فَسألَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنّي أهدَيتُ نَجيباً فَأُعْطِيتُ بها ثلاثمائة دينارٍ، أَفأبِيعها فأشْتري بها بُدناً؟ فقال له رسولُ الله [ص: 382] صلى الله عليه وسلم-: لا (1) ، انْحرَها إيَّاهَا» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نجيباً) : النجيب من الإبل: نوع منها معروف، وهو من خيارها.   (1) أي: لا تبعها، بل انحرها إياها، وجاء بـ " إياها " للتوكيد. (2) رقم (1756) في المناسك، باب تبديل الهدي، وفي سنده جهم بن الجارود لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. قال المنذري في مختصر سنن أبي داود: قال البخاري: لا يعرف لجهم سماع من سالم، وكذلك قال الحافظ ابن حجر في " التهذيب ". اهـ. والحديث أخرجه أيضاً أحمد والبخاري في " تاريخه " وابن حبان وابن خزيمة في " صحيحيهما ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/145) (6325) . وأبو داود (1756) قال: حدثنا النفيلي. وابن خزيمة (2911) قال: حدثنا أحمد بن أبي الحرب البغدادي. ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، والنفيلي، وأحمد بن أبي الحرب) قالوا: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن الجهم بن الجارود، عن سالم بن عبد الله، فذكره. * في رواية ابن خزيمة: عن شهم بن الجارود. * قال أبو بكر بن خزيمة: هذا الشيخ اختلف أصحاب محمد بن سلمة في اسمه: فقال بعضهم: جهم بن الجارود. وقال بعضهم: شهم. قال أبو داود: أبو عبد الرحيم.: خالد بن أبي يزيد خال ابن سلمة، روى عنه حجاج بن محمد. الحديث: 1700 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 1701 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أهْدى عام الحُديبيَة هَدايا كان فيها جملٌ لأبي جهلٍ كان في رأسه بُرَةُ فِضَةٍ» . وقال ابنُ مِنْهَالٍ: «من ذَهب» . زاد النُّفيلي: «يغيظُ بذلك المشركين» .أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بُرة) : البرة حلقة تكون في أنف البعير يشد فيها الزمام.   (1) رقم (1749) في المناسك، باب في الهدي، وفي سنده محمد بن إسحاق ولكنه صرح بالتحديث عند أحمد في المسند رقم (2362) فهو حسن، ورواه أحمد رقم (2079) ورقم (2428) و (2466) وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3100) مختصراً بإسناد حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/261) (2362) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (1/273) (2466) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا جرير بن حازم. وأبو داود (1749) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق (ح) وحدثنا محمد بن المنهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن ابن إسحاق. وابن خزيمة (2897) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد. وفي (2898) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا سلمة، قال: قال محمد. كلاهما (محمد بن إسحاق، وجرير بن حازم) عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، فذكره. في رواية محمد بن المنهال: «بُرة من ذهب» . الحديث: 1701 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 1702 - (ط) عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم -رحمه الله [ص: 383] «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أهدى جَمَلاً كان لأبي جهل بن هشامٍ في حجٍّ أو عُمرةٍ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 377 في الحج، باب ما يجوز من الهدي، وهو مرسل، وقد وصله أبو داود عن ابن عباس في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/429) عن نافع عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فذكره. قال الزرقاني: قال ابن عبد البر لا خلاف بين رواة الموطأ أنه لمالك عن عبد الله وغلط يحيى فقال عن نافع عن عبد الله ولم يرو نافع عن عبد الله شيئا بل عبد الله ممن يصلح أن يروى عن نافع وقد روى عنه من هو أجل منه ولسويد بن سعيد بن مالك عن الزهري عن أنس عن أبي بكر وهو من خطأ سويد وغلطه ولم يروه ابن وضاح عن يحيى إلا كما رواه سائر الرواة عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر وهو مرسل يستند من وجوه. الحديث: 1702 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 1703 - (ط) نافع [مولى ابن عمر] أنَّ ابن عمر -رضي الله عنهما- «كان يُجلِّلُ بُدْنَهُ القباطِيَّ والأَنْماط والْحُللَ، ثم يبعثُ بها إلى الكعبة، فَيكْسُوَها إيَّاها» . وفي رواية: «أنَّ مالكاً سَألَ عبد الله بنَ دينارٍ: ما كان عبدُ الله بنُ عمر يَصنَعُ بجِلالِ بُدْنِهِ حين كُسيَتِ الكعبةُ هذه الكُسْوة؟ قال: كان يَتصدَّق بها» . وفي رواية: «أنَّ ابنَ عمر كان لا يَشُقُّ جِلالَ بُدْنِهِ، ولا يُجلِّلْها حتى يَغْدُوَ من مِنَى إلى عرفةَ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القباطي) : ثياب بيض دقاق من كتان تتخذ بمصر، واحدها: قبطية، ويجوز أن يكون هذا النسب فيها إلى القبط، وهو هذا الجيل من [ص: 384] الناس، واختصاصه بذلك، لأن القبط: أهل مصر وسكانها. (الأنماط) : ضرب من البسط. واحدها: نمط. (الحلل) : جمع حلة، ولا تكون الحلة إلا إذا كانت ثوبين من نوع واحد.   (1) 1 / 379 و 380 في الحج، باب العمل في الهدي حين يساق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/435) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1703 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 383 1704 - (خ م د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «بَعَثَني النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فقُمْتُ على البُدْنِ، فقسمتُ لحُومَها، ثمَّ أمَرَني فَقَسَمْتُ جِلالها وُجلُودَها» . وفي روايةٍ: «قال: أمرَني النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أن أقُومَ على الْبُدْنِ، ولا أُعْطِيَ عليها شيئاً في جرارتِها» . وفي رواية: «قال: أمرني النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أنْ أقُومَ على بدْنِهِ، وأتصَدَّقَ بلحمها وجُلُودِها وأَجِلَّتها، ولا أُعْطِيَ الجزَّارَ منها. وقال: نحنُ نُعْطيه من عندنا» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) . [ص: 385] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جِزارَتَها) : الجزارة ما يأخذه الجزار من الذبيحة عن أجرته.   (1) أخرجه البخاري 3 / 444 في الحج، باب يتصدق بجلال البدن، وباب الجلال للبدن، وباب لا يعطى الجزار من الهدي شيئاً، وباب يتصدق بجلود الهدي، وفي الوكالة، باب وكالة الشريك في القسمة وغيرها، ومسلم رقم (1317) في الحج، باب في الصدقة بلحوم الهدي وجلودها وجلالها، وأبو داود رقم (1769) في المناسك، باب كيف تنحر البدن، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3099) في المناسك، باب من جلل البدنة، والدارمي في السنن 2 / 74، في المناسك، باب لا يعطى الجزار من البدن شيئاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (41) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الكريم الجزري. وفي (42) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن أبي نجيح. وأحمد (1/79) (593) قال: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم. وفي (1/123) (1002) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني حسن ابن مسلم وعبد الكريم، وفي (1/123) (1003) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن عبد الكريم، وفي (1/132) (1100) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سيف بن سليمان المكي. وفي (1/132) (1101) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الكريم (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان، عن عبد الكريم. وفي (1/143) (1208) قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، وفي (1/154) (1324) قال: حدثنا معاذ، قال: أنبأنا زهير بن معاوية أو خيثمة، عن عبد الكريم الجزري. وفي (1325) قال: حدثنا معاذ، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الكريم. وفي (1/159) (1374) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، وعبد بن حميد (64) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عبد الكريم الجزري. والدارمي (1946) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم وعبد الكريم الجزري. والبخاري (2/208) و (3/128) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح. وفي (2/210) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، قال: أخبرني ابن أبي نجيج (ح) وقال سفيان حدثنا عبد الكريم في (2/211) قال حدثن مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، وعبد الكريم الجزري (2/211) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سيف بن أبي سليمان. ومسلم (4/87) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو خيثمة، عن عبد الكريم، (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا ابن عيينة، عن عبد الكريم الجزري. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان. وقال إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا معاذ بن هشام، قال: أخبرني أبي، كلاهما عن ابن أبي نجيح. (ح) وحدثني محمد بن حاتم بن ميمون ومحمد ابن مرزوق وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم بن مال الحزري وأبوداود (1769) قال حدثنا عمرو بن عون قال أخبرنا سفيان يعني ابن عيينه عن عبد الركيم الجزري وابن ماجة (3099) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم. وفي (3157) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني. قال: أنبأنا ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم. وعبد الله ابن أحمد (1/112) (894) قال: حدثني أبو بكر الباهلي محمد بن عمرو بن العباس، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي، قال: حدثنا أيوب، عن عبد الكريم وابن أبي نجيح. وفي (897) قال: حدثني سويد بن سعيد الهروي، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم. والنسائي في الكبرى / الورقة 54 قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سيف بن سليمان. (ح) وأخبرني عمران بن يزيد، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: أخبرني ابن جريج، قال: أخبرني حسن بن مسلم. (ح) وأخبرني عمران بن يزيد، قال: حدثنا شعيب، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم بن مالك. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن جريج، قال: حدثني الحسن بن مسلم، وعبد الكريم الجزري. (ج) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الكريم الجزري. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح 0 (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن عبد الله بن أبي نجيح. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، عن أيوب، عن عبد الكريم، وابن أبي نجيح، (ح) وأخبرني محمد بن آدم، عن عبد الرحيم، يعني ابن سليمان، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح. (ح) وأخبرني محمد بن آدم، عن عبد الرحيم، عن سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري. (ح) وأخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عبد الكريم. (ح) وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عبد الكريم الجزري، (ج) قال - يعني زهيرا -: وحدثني عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح. وفي (2930) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم. وفي (2922) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عبد الكريم. وفي (2923) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الكريم. أربعتهم (عبد الكريم، وابن أبي نجيح، وحسن بن مسلم، وسيف) عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * لفظ رواية ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح «عند أحمد (1/159) » «لما نحر رسول الله بدنه، نحر بيده ثلاثين، وأمرني فنحرت سائرها وقال: قسم لحومها بين الناس وجلودها وجلالها ولا تعطين جازرا منها شيئا» . وأخرجه أبو داود (1764) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا محمد ويعلى ابنا عبيد قالا: حدثنا محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله تعالى عنه قال: «لما نحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدنه فنحر ثلاثين بيده وأمرني فنحرت سائرها» . مختصر. الحديث: 1704 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 1705 - (ط) نافع [مولى ابن عمر] «أنَّ عبد الله بنَ عمرَ -رضي الله عنهما- ضَحَّى مَرَّةً بالمدينة، قال نافع: فأمرَني أنْ اشْتَرِيَ له كَبْشاً فَحِيلاً أَقْرَنَ، ثُمَّ أذْبَحهُ يَوْمَ الأَضحى في مُصلى الناس، قال نافع: ففعلتُ، ثم حُمل إلى عبد الله بن عمر، فحلق رأسهُ حين ذُبِحَ الكبْشُ، وكان مَرِيضاً لم يشْهدِ العيدَ مع النَّاسِ. قال نافع: فكان عبدُ الله بن عمر يقول: ليس حلاقُ الرأس بواجب على مَن ضَحّى، فَقَدْ فعله ابنُ عمر» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 483 في الضحايا، باب ما يستحب من الضحايا، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك بشرح الزرقاني (3/94) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 1705 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 1706 - (ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- اشترى هَدْيَه من قُدَيدٍ» (1) . قال الترمذي: وقد رُوي: «أَنَّ ابن عمر اشترى هَدْيَه من قُدَيدٍ» . وهو أصح (2) واللَّه أعلم.   (1) موضع بين مكة والمدينة، والحديث أخرجه الترمذي رقم (907) في الحج، باب رقم (68) ، وفي سنده يحيى بن اليمان العجلي، وهو صدوق عابد يخطئ كثيراً، وقد تغير. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى بن اليمان. (2) أي: هذا الموقوف أصح من المرفوع الذي رواه يحيى بن اليمان عن الثوري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في الحج (68) عن قتيبة بن سعيد وأبي سعيد الأشج - وابن ماجة فيه «المناسك (99) » عن محمد بن عبد الله بن نمير ثلاثتهم عن يحيى بن يمان عنه به وقال الترمذي: غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى بن اليمان وروي عن نافع أن ابن عمر اشترى هدية من قديد وهذا أصلح. الأشراف (6/137) . الحديث: 1706 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 الباب العاشر: في الإحصار والفدية ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: فيمن أحصره المرض والأذى 1707 - (خ م ط ت د س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قال: «أتَى عليَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا أُوقِدُ تَحتَ قِدْرٍ لي، والقَمْلُ يَتَنَاثَرُ على وَجْهي، فقال: أيُؤذِيكَ هَوَامُّ رأْسِكَ؟ قال: قلتُ: نعم، قال: فَاحْلِقْ، وصُم ثَلاثَةَ أيامٍ، أو اطْعِمْ سِتَّةَ مساكين، أو انْسُكْ نَسِيكَة- لا أدري بأيِّ ذلك بَدَأ» . وفي رواية قال: «فيَّ نزلت هذه الآية: {فَمَنْ كانَ مِنْكمْ مَريضاً أوْ بِهِ أذَى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيةٌ مِنْ صِيَامٍ أو صَدَقَةٍ أو نُسُكٍ} [البقرة: 196] قال فَأتيْتُهُ، فقال: ادْنُهْ، فدَنَوْتُ، فقال: ادنُهْ، فدنوت فقال: أَيُؤذِيكَ هوامكَ؟ - قال ابنُ عَوْنٍ: وأَظُنُّهُ قال: نعم - قال: فأمَرَني بفدْيةٍ من صيامٍ، أو صدقَةٍ، أو نُسُكٍ: ما تَيَسَّر» . [ص: 387] وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وقَفَ عليه ورأسُهُ يتهافَتُ قَملاً، فقال: أَيُؤذِيكَ هوامُّكَ؟ قلتُ: نَعَمْ، قال: فَاحْلِقْ رأْسَك، قال: ففيَّ نزلت هذه الآية: {فمن كان منكم مريضًا ... } وذكر الآية، فقال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: صُمْ ثلاثةَ أيامٍ، أو تصَدَّقْ بِفَرَقٍ بين ستةٍ، أو انْسُكْ ما تَيسَّرَ» . وفي أخرى: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- مَرّ به وهو بالحُديبيةِ قبْلَ أنْ يَدخلَ مَكةَ وهو مُحرمٌ، وهو يُوقِدُ تحْتَ قِدْر، والقَمْلُ يتَهافتُ على وجْهه، ولم يَتبينْ لهم أنهم يَحلُّوِن بها، وهم على طَمَعٍ أنْ يَدْخُلوا مَكَّةَ، فأنزلَ الله الفدية ... وذكر نحوه» . وفي أخرى: «والفرقُ: ثلاثَةُ آصُع، وفيه: «أو انسُكْ نسيكَة» . وفي أخرى: «أو اذبَح شَاة» . وفي أخرى: «فَدعا بالحلاق فَحلَقَهُ» . ثمَّ ذكَر الفِدَاءَ. وفي أخرى: بنحوه، وفيها: «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ما كنتُ أُرى الوجع بَلغَ بك ما أرَى - أو ما كنت أُرَى الجْهدَ بلغ بك ما أرى - أتَجدُ شَاة؟ قلتُ: لا، قال: فَصُم ثَلاثَةَ أيامٍ، أو أطْعم ستة مساكين، لِكُلِّ مسكين نصف صاع. قال كعب فنزلت فيّ خاصة، وهي لكم عامَّةً» . هذه روايات البخاري ومسلم. [ص: 388] وفي رواية الموطأ: «أَنَّهُ كان مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- مُحْرِماً، فَآذَاهُ القَمْلُ، فأمَرَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يحْلقَ رأسَهُ، وقال له: صُم ثلاثَة أيامٍ، أو أَطْعِمْ ستَّةَ مساكينَ، مُدَّيْن مُدَّيْنِ لِكُلِّ إنسانٍ، أو انْسُكْ بشاةٍ، أَيَّ ذلك فعَلْتَ أَجْزَأ عنك» . وفي أخرى له قال: «جاءني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أنْفُخُ تَحتَ قِدْرٍ لأصحابي، وقد امْتَلأَ رأسِي ولحيَتي قَمْلاً، فَأخَذَ بجَبْهَتي، ثم قال: احلِقْ هذا الشعْر، ثم صُمْ ثلاثَةَ أيَّامٍ، أَو أطعم ستةَ مساكينَ، وقد كان عَلِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه ليس عندي مَا أَنسُكُ به» . وفي رواية أخرى له مثل روايته الأولى، ولم يذكر: «مُدَّيْنِ مُدَّيْنِ لِكُلِّ إنسانٍ» . وفي رواية أبي داود: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ به زَمَنَ الْحدَيبيةِ، فقال: قد آذَاكَ هَوَامُّ رأْسكَ؟ قال: نعم، قال: فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: احْلِقْ، ثم اذَبح شَاةً نُسُكاً، أو صُمْ ثلاثَة أيامٍ، أو أَطْعِمْ ثَلاثَةَ آصُعٍ من تَمْرٍ على ستة مساكينَ» . وفي أخرى: قال: «إن شِئْتَ فانْسُكْ نَسِيكَة، وإن شئت فصم ثلاثة أيام، وإن شئت فأطْعِم ثلاثة آصُع من تمْرٍ لستة مساكينَ» . [ص: 389] وفي أخرى له قال: «أمَعَكَ دَمٌ؟ قال: لا ... فذكر نحوه، وقال: بَيْنَ كُلِّ مسكينين صاعٌ» . وفي أخرى: «أنه كان قد أصاب في رأسه أذى، فحلَق، فأمره. رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يُهْدِيَ هَدْياً بَقَرَة» . وفي أخرى له قال: «أصابني هَوَامُّ في رأسي، وأنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- عام الحديبيةِ، حتى تَخَوّفْتُ على بَصَري. قال: فأنْزَل الله عزَّ وجل فيّ {فَمَن كانَ مِنَكُمْ مَرِيضاً أو بِهِ أذَى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدَيةٌ مِنْ صِيَامٍ أو صَدَقَةٍ أو نُسُكٍ ... } الآية، فَدَعاني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: احلِقْ رَأسَكَ، وصُمْ ثلاثة أيام، أو أطعم ستةَ مساكينَ فَرَقَاً مِنْ زبيب، أو انْسُكْ شَاة، فَحَلقَتُ رأسِي ثم نَسكتُ» . قال في رواية: «أيَّ ذلك فَعلْتَ أجْزأ عَنكَ» . وأخرج الترمذي الرواية الرابعة من روايات البخاري ومسلم التي تُذْكرُ فيها الحدَيْبيةُ. وأخرج النسائي الرواية الأولى من روايات الموطأ. وله في أخرى قال: «أحْرمتُ فَكثُرَ قَمْلُ رأسِي، فَبَلَغَ ذلك النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فأتاني وأنا أطْبُخُ قِدْراً لأصحَابي، فَمَسَّ رَأسِي بإصْبَعِهِ، فقال: [ص: 390] انْطَلِقْ فَاحلِقهُ، وتصدَّقْ على سِتَّةِ مساكينَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإحصار) : المنع، يقال: أحصره المرض أو العدو: إذا منعه عن مقصده، وحصره: إذا حبسه. (ادْنُهْ) : أمر من الدنو، وهو القرب، والهاء للسكت، زيدت لبيان الحركة. (بفَرَق) : الفرق: تفتح راؤه وتسكّن، والفتح أفصح، وهو مكيال معروف يسع ستة عشر رطلاً. (ثلاثة آصع) : الآصع جمع قلة للصاع، والصاع: أربعة أمداد على اختلاف المذهبين. [ص: 391] (هوامُّك) : الهوام جمع هامة، وهي الدبيب، كالقمل ونحوه مما يكون في الشعر والبدن. (يتهافت) : التهافت: التساقط والانتشار. (مُدَّيْن) : المد: مقدار يسع رطلاً وثلثاً بالعراقي عند الشافعي، ورطلين عند أبي حنيفة (2) .   (1) أخرجه البخاري 4 / 10 و 11 و 12 في الحج، باب قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية} ، وباب قوله تعالى: {أو صدقة} ، وباب الإطعام في الفدية نصف صاع، وباب النسك شاة، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي التفسير باب {فمن كان منكم مريضاً} ، وفي المرضى، باب قول المريض: إني وجع أو وارأساه، وفي الطب، باب الحلق من الأذى، وفي الإيمان والنذور، باب كفارات الأيمان، ومسلم رقم (1201) في الحج، باب جواز حلق الرأس للمحرم، والموطأ 1 / 417 في الحج، باب فدية من حلق قبل أن ينحر، وأبو داود رقم (1856) و (1857) و (1858) و (1859) و (1860) و (1861) في الحج، باب الفدية، والترمذي رقم (953) في الحج، باب ما جاء في المحرم يحلق رأسه، والنسائي 5 / 194 و 195 في الحج، باب في المحرم يؤذيه القمل، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3079) في الحج، باب فدية المحصر. (2) المد في لغة العرب: ملء الكفين مجتمعين ممدودين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (269) قال: عن عبد الكريم بن مالك الجزري (ح) وعن حميد بن قيس عن مجاهد بن أبي الحجاج. والحميدي (709) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب السختياني، عن مجاهد. وفي (710) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وأحمد (4/241) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن مجاهد. وفي (4/241) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مجاهد. وفي (4/241) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، عن مجاهد. وفي (4/242) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد. وفي (4/242) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا خالد، عن أبي قلابة. وفي (4/243) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرنا الحكم. (ح) وحدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن داود، عن الشعبي. وفي (4/243) قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وفي (4/243) قال: حدثنا يحيى، عن سيف، قال: سمعت مجاهدا. وفي (4/244) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن مجاهد. والبخاري (3/12) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن حميد بن قيس، عن مجاهد. وفي (3/13) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سيف، قال: حدثني مجاهد. وفي (3/13) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. (ح) وعن محمد بن يوسف، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وفي (5/157) قال: حدثنا الحسن بن خلف، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن أبي بشر ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وفي (5/164) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن مجاهد. (ح) وحدثني محمد بن هشام أبو عبد الله، قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد. وفي (7/154) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وفي (7/162) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، قال: سمعت مجاهدا. وفي (8/179) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثناأبو شهاب، عن ابن عون، عن مجاهد. (ح) وقال أبو شهاب: وأخبرني ابن عون، عن أيوب. - يعني عن مجاهد -. ومسلم (4/20 و21) قال: حدثن عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب (ح) وحدثني أبو الربيع، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب، قال: سمعت مجاهدا. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، وزهير بن حرب ويعقوب بن إبراهيم، جميعا عن ابن علية، عن أيوب، في هذا الإسناد، بمثله. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن مجاهد. (ح) وحدثنا محمد بن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، وأيوب وحميد وعبد الكريم، عن مجاهد. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن خالد - الحذاء -، عن أبي قلابة. وأبو داود (1856) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد الطحان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة. وفي (1857) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن داود، عن الشعبي. وفي (1860) قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني أبان، يعني ابن صالح، عن الحكم بن عتيبة. وفي (1861) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن عبد الكريم بن مالك الجزري. والترمذي (953) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب السختياني وابن أبي نجيح وحميد الأعرج، وعبد الكريم، عن مجاهد. وفي (2973) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا هشيم عن أبي بشر، عن مجاهد. وفي (2974) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن مجاهد. والنسائي (5/194) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مجاهد. وفي الكبرى «الورقة 54» قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن مجاهد. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت سيفا، رجلا من أهل مكة، يحدث عن مجاهد. وابن خزيمة (2676) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة. وفي (2677) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر والثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وفي (2678) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. خمستهم (عبد الكريم الجزري، ومجاهد، وأبو قلابة، والحكم بن عتيبة، وعامر الشعبي) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * أخرجه أحمد (4/241) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا خالد، عن أبي قلابة. وفي (4/243) قال: حدثنا إسماعيل وبن أبي عدي، عن داود، عن الشعبي. وأبو داود (1858) قال: حدثنا ابن المثني، قال: حدثنا عبد الوهاب (ح) وحدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن داود، عن عامر. والترمذي (2973) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن مجاهد. ثلاثتهم (أبو قلابة، وعامر الشعبي، ومجاهد) عن كعب بن عجرة، ليس فيه (عبد الرحمن بن أبي ليلى) * في رواية ابن أبي عدي، عن داود، عن الشعبي: أن كعبا أحرم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ....... الحديث. ورواه عن كعب عبد الله بن معقل *أخرجه أحمد (4/242) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني (ح) وحدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني. (ح) وحدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني. وفي (4/242) أيضا. قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. وفي (4/243) قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا سليمان يعني ابن قرم عن عبد الرحمن بن الأصبهاني وفي (4/243) قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أشعث عن الشعبي. والبخاري (3/13) قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني وفي (6/33) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. ومسلم (4/21 و 22) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قال ابن المثنى: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني، وابن ماجة (3079) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن الوليد، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. والترمذي (2973) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا هشيم، عن أشعث بن سوار، عن الشعبي. والنسائي في الكبرى «الورقة (54) » قال: أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. كلاهما (عبد الرحمن بن الأصبهاني، وعامر الشعبي) عن عبد الله بن معقل، فذكره. ورواه عن كعب بن عجرة يحيى بن جعدة. أخرجه أحمد (4/242) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة، فذكر ورواه عن كعب بن عجرة محمد بن كعب: أخرجه ابن ماجة (3080) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الله بن نافع عن أسامة ابن زيد عن محمد بن كعب، فذكره. ورواه عن كعب بن عجرة أبو وائل: أخرجه النسائي (5/195) قال: أخبرنا أحمد بن سعيد الرباطي. قال: أنبأنا عبد الرحمن بن عبد الله وهو الدشتكي، قال: أنبأنا عمرو وهو ابن أبي قيس عن الزبير، وهو ابن عدي عن أبي وائل، فذكره. ورواه عن كعب بن عجرة شيخ بسوق البرم بالكوفة: أخرجه مالك في «الموطأ» صفحة (269) عن عطاء بن عبد الله الخراساني أنه قال: حدثني شيخ بسوق البرم بالكوفة، فذكره. ورواه عن كعب بن عجرة رجل من الأنصار: أخرجه أبو داود (1859) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث عن نافع أن رجلا من الأنصار أخبره. فذكره. الحديث: 1707 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 1708 - (ط) أبو أسماء مولى عبد الله بن جعفر -رحمه الله- «أنَّه كان مع عبد الله بن جعفر، فخرج معه من المدينةِ، فَمَرُّوا عَلى حُسين بن عليٍّ وهو مَريضٌ بالسُّقْيا، فَأقامَ عليه عبدُ الله بنُ جعفرٍ، حتى إذا خاف الفوتَ خَرَجَ، وبَعثَ إلى علي ابن أبي طالبٍ وأسماءَ بنتِ عُميسٍ - وهما بالمدينة - فَقَدِمَا عليه، ثُمَّ إنَّ حُسَيْناً أشَارَ إلى رأَسِهِ، فَأَمَرَ عليٌّ بِرَأسِهِ فَحُلِقَ، ثم نَسكَ عنه بالسُّقْيا، فَنَحرَ عنه بعيراً» . قال يحيى بن سعيد: وكان حُسَيْنٌ خرجَ مع عثمان بن عفان في سفره ذلك إلى مكة. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 388 في الحج، باب جامع الهدي، وفي سنده يعقوب بن خالد المخزومي، وأبو أسماء مولى عبد الله بن جعفر، لم يوثقهما غير ابن حبان. لكن يشهد له من جهة المعنى الحديث الذي قبله رقم (1707) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/447) عن يحيى بن سعيد عن يعقوب بن خالد المخزومي عن أبي أسماء مولى عبد الله بن جعفر أنه أخبره، فذكره. الحديث: 1708 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 1709 - (ت د س) الحجاج بن عمرو الأنصاري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ كُسِرَ أو عَرِجَ فَقَدْ حَلَّ، وعليه الحجُّ من قَابِلٍ» . قال عِكْرِمَةُ: فسمعتهُ يقول ذلك، فسألت ابنَ عباس وأبا هريرة عما قال، فَصَدَّقَاهُ. أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي. وزاد أبو داود في رواية أخرى: «أو مَرِضَ» (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (940) في الحج، باب ما جاء في الذي يهل بالحج فيكسر أو يعرج، وأبو داود رقم (1862) في المناسك، باب الإحصار، والنسائي 5 / 198 و 199 في الحج، باب من أحصر بعدو، وفي سنده يحيى بن أبي كثير وهو ثقة لكنه يدلس ويرسل كما قال الحافظ في " التقريب "، وانظر الحديث الآتي رقم (1717) فإنه شاهد له، ولذلك حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/450) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وإسماعيل. والدارمي (1901) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (1862) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (3077) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن علية. والترمذي (940) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح بن عبادة. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا محمد ابن عبد الله الأنصاري. والنسائي (5/198) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة البصري، قال: حدثنا سفيان - وهو ابن حبيب -. (ح) وأخبرنا شعيب بن يوسف، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. ستتهم (يحيى، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وأبو عاصم، وروح، ومحمد، وسفيان) عن حجاج ابن أبي عثمان الصواف، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، فذكره. ورواه عن الحجاج عن عمرو الأنصاري عبد الله بن رافع. أخرجه أبو داود (1863) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، وسلمة. وابن ماجة (3078) قال: حدثنا سلمة بن شبيب. والترمذي (940) قال: حدثنا عبد بن حميد. ثلاثتهم (محمد، وسلمة، وعبد) قال عبد: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن عبد الله بن رافع، فذكره. * في رواية عبد بن حميد (عند الترمذي) لم يذكر قول ابن عباس وأبي هريرة. وفي رواية سلمة عند (ابن ماجة) قال عبد الرزاق: فوجدته في جزء هشام صاحب الدستوائي، فأتيت به معمرا، فقرأ عليّ، أو قرأت عليه. الحديث: 1709 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 1710 - (ط) سليمان بن يسار -رحمه الله- «أنَّ مَعْبدَ (1) بْنَ حُزَابة المخْزُوميَّ صُرعَ ببعضِ طريق مكة وهو مُحرِم، فسأل على ذلك الماء الذي كان عليه، فوجَدَ عبد الله بن عمر، وعبدَ الله ابن الزبير، ومَرْوان بن الحكم، فذكر لهم ذلك الذي عرضَ له، فكلُّهم أَمَرَهُ أن يَتدَاوى بما لا بُدّ منه ويَفْتَدي، فإذا صَحَّ اعتمَرَ فَحلَّ من إحرامه، ثم عليه حجٌّ قابلٌ، ويُهْدي ما اسْتَيْسَرَ من الهدْي» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) كذا في الأصل: " معبد " مضبوطة واضحة، وفي الموطأ طبع الحلبي: " سعيد ". (2) 1/ 362 في الحج، باب ما جاء فيمن أحصر بعدو، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/395) عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار، فذكره. الحديث: 1710 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 1711 - (ط) أيوب بن أبي تميمة السختياني -رحمه الله- عن رجلٍ من أهلِ البَصْرَةِ - كان قديماً - أنه قال: «خرجتُ إلى مكةَ، حتى إذا كنتُ ببعض الطريقِ كُسِرَتّْ فَخِذِي، فأرسلتُ إلى مكة وبها عبدُ الله بنُ عباسٍ وعبدُ الله بن عُمر، والنَّاسُ، فلم يُرَخِّصْ لي أحدٌ أنْ أحِلَّ، وأقَمتُ على ذلك الماء سبعة أَشْهُرٍ حتى أحْللْتُ بعمرة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 361 في الحج، باب ما جاء فيمن أحصر بعدو، وفي سنده جهالة الرجل من أهل البصرة. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال أبو عمر: [يعني: ابن عبد البر] هو أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي شيخ أيوب ومعلمه كما رواه حماد بن زيد، عن أيوب عن أبي قلابة.. وذكر الحديث. أقول: فعلى هذا تزول الجهالة ويكون السند صحيحاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/395) عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن رجل من أهل البصرة كان قديما أنه قال، فذكره. قال الزرقاني في «شرح الموطأ» : قال أبو عمر: هو أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي شيخ أيوب. ومعلمه كما رواه حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة. الحديث: 1711 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 1712 - (خ ط س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- كان يقول: «أليْسَ حَسْبُكم سُنَّة (1) رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ إنْ حُبِسَ أَحدُكم عن الحجِّ طاف بالبيت والصفا والمروة، ثم حَلَّ من كُلِّ شيءٍ، حتى يَحجَّ عاماً قابلاً، فَيُهدي، أو يصوم إن لم يجدْ هَدْياً؟» ، هذه رواية البخاري والنسائي. [ص: 394] وفي رواية الموطأ: قال: «مَن حُبِسَ بمرضٍ فإنه لا يَحِلُّ حتى يطوفَ بالبيت وبين الصفا والمروةِ» . وفي أخرى له: قال: «المُحْصَرُ بِمَرضٍ لا يَحِلُّ حتى يطوفَ بالبيت وبين الصفا والمروة، فإن اضطُرَّ إلى لُبْسِ شيءٍ من الثيابِ التي لا بدَّ له منها، أو الدواء، صَنَعَ ذلك، وافتَدَى» (2) .   (1) ضبطنا " سنة " بالنصب على الاختصاص أو على إضمار فعل، أي تمسكوا، أو شبهه. وخبر " حسبكم " في قوله: " طاف بالبيت " ويصح الرفع على أن " سنة " خبر " حسبكم " أو الفاعل لمعنى الفعل فيه، ويكون ما بعدها تفسيراً للسنة. وقال من نصب " السنة ": الكلام أمر بعد أمر، كأنه قال: اكتفوا، الزموا سنة نبيكم. كما قال الشاعر: ((يا أيها المائح دلوي دونكا)) فـ " دلوي " عندهم منصوب بإضمار فعل الأمر، و " دونك " فعل آخر. قاله الزركشي. (2) أخرجه البخاري 4 / 8 في الحج، باب الإحصار في الحج، والموطأ 1 / 361 في الحج، باب ما جاء فيمن أحصر بغير عدو، والنسائي 5 / 169 في الحج، باب ما يفعل من حبس ولم يكن اشترط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/33) (4881) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (3/11) قال: حدثنا أحمد بن محمد ب، عن عبد الله. والترمذي (942) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (5/169) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق. كلاهما (عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك) قالا: أخبرنا معمر. 2 - وأخرجه البخاري (3/11) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. والنسائي (5/169) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن وهب. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب - قالا: أخبرنا يونس. كلاهما -معمر، ويونس - عن الزهري، قال: أخبرني سالم، فذكره. الحديث: 1712 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 1713 - () عمرو بن سعيد النخعي -رحمه الله-: «أنَّه أَهلَّ بعُمرَةٍ، فلما بَلَغَ ذَاتَ الشُّقُوقِ لُدِغَ، فخرج أصحابُهُ إلى الطريق، عَسَى أنْ يَلقَوْا مَن يسألُونَهُ، فإذا هم بابن مسعودٍ، فقال لهم: لِيبْعثْ بهَدْيٍ أو بثَمَنِهِ، واجعلُوا بينكم وبينه أماراً يوماً، فإذا ذُبِحَ الهديُ فَليَحِلَّ، وعليه قَضاءُ عُمَرتِهِ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. وقد ساق قريباً من هذا المعنى محب الدين الطبري في كتابه " القرى لقاصد أم القرى " ثم قال: أخرجه سعيد بن منصور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] من رواية رزين، ولم أقف عليه. الحديث: 1713 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 الفصل الثاني: فيمن أحصره العدو 1714 - (د) عمرو بن ميمون -رحمه الله- قال: سمعتُ أبا حاضرٍ [ص: 395] الحميريَّ يُحَدِّثُ: أن ميمونَ بن مِهرَان قال: خرجتُ معتمراً عامَ حَاصَرَ أَهْلُ الشَّامِ ابْنَ الزبير بمكة، وبعثَ مَعي رجالٌ من قومي بِهَدْيٍ، فَلَمَّا انتهيتُ إلى أهل الشام مَنَعُونا أن نَدخُلَ الحرمَ، فنَحرَتُ الهديَ بمكاني، ثم أَحْلَلْتُ، ثم رجَعْتُ، فلمَّا كان مِنَ العام المقبِل خَرَجتُ لأَقْضيَ عُمْرَتي، فأتَيْتُ ابنَ عبَاسٍ فسألتُهُ؟ فقال: أبْدِلِ الْهديَ، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمَرَ أصحَابَهُ أن يُبْدِلُوا الهدْيَ الذي نَحَروا عَامَ الحُدَيبيةِ في عُمرَةِ القضاءِ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1864) في المناسك، باب الإحصار، وفيه عنعنة ابن إسحاق وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1864) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن ميمون. قال: سمعت أبا حاضر الحميري يحدث أبي ميمون بن مهران، فذكره. وفيه عنعنه ابن إسحاق. وهو كما قال الحافظ في «التقريب» صدوق يدلس. الحديث: 1714 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 1715 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «إنما البدَلُ عَلى مَنْ نَقَضَ حَجَّهُ بالتَّلَذُّذِ، فأمَّا مَن حَبَسهُ عُذْرٌ، أو غَيرُ ذَلِكَ، فإنهُ لا يحِلُّ ولا يَرْجِعُ، وإن كان مَعَهُ هَدْيٌ - وهو مُحْصَرٌ - نَحَرَهُ إن كان لا يَسْتَطِيعُ أن يَبعَثَ بهِ، وإن إستطاع أن يبعث به لَمْ يَحِلَّ حَتى يَبلُغَ الهديُ مَحِلَّهُ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) هو عند البخاري معلقاً، لا مسنداً 4 / 9 في الحج، باب من قال: ليس على المحصر بدل، قال الحافظ في " الفتح ": وهذا التعليق وصله إسحاق بن راهويه في تفسيره عن روح بهذا الإسناد، وهو موقوف على ابن عباس، ومراده بالتلذذ، وهو بمعجمتين الجماع. [ص: 396] وقوله: " حبسه عذر " كذا للأكثر: بضم المهملة وسكون المعجمة بعدها راء، ولأبي ذر: " حبسه عدو " بفتح أوله وفي آخره واو. وقوله: " أو غير ذلك " أي: من مرض أو نفاذ نفقة. وقد ورد عن ابن عباس نحو هذا بإسناد آخر. أخرجه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه، وفيه: فإن كانت حجة الإسلام فعليه قضاؤها، وإن كانت غير الفريضة فلا قضاء عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هو عند البخاري معلقا (4/14) في الحج باب من قال ليس على المحصر بدل. وقال الحافظ في «الفتح» (4/15) وهذا التعليق وصله إسحاق بن راهويه في تفسيره عن روح بهذا الإسناد وهو موقوف على ابن عباس، ومراده بالتلذذ وهو بمعجمتين: الجماع. الحديث: 1715 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 1716 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنه - قال: «أُحْصِرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَحَلَقَ رَأْسَهُ، ونَحَرَ هَدْيَهُ، وجَامَعَ نِساءهُ، حتى اعتَمَرَ عاماً قَابلاً» . أخرجه البخاري (1) .   (1) أخرجه البخاري في " صحيحه " 4 / 6 في الحج، باب إذا أحصر المعتمر من حديث يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال: فقال ابن عباس: " قد أحصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث ". قال الحافظ في " الفتح ": عن عكرمة قال: فقال ابن عباس، هكذا رأيته في جميع النسخ، وهو يقتضي سبق كلام يعقبه قوله: فقال ابن عباس، ولم ينبه عليه أحد من شراح هذا الكتاب، ولا بينه الإسماعيلي ولا أبو نعيم؛ لأنهما اقتصرا من الحديث على ما أخرجه البخاري، وقد بحثت عنه إلى أن يسر الله بالوقوف عليه، فقرأت في كتاب الصحابة لابن السكن، قال: حدثني هارون بن عيسى، حدثنا الصاغاني هو محمد بن إسحاق أحد شيوخ مسلم، حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير، قال: سألت عكرمة فقال: قال عبد الله بن رافع مولى أم سلمة: إنها سألت الحجاج بن عمرو الأنصاري عمن حبس وهو محرم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عرج أو كسر أو حبس فليجزئ مثلها، وهو في حل "، قال: فحدثت به أبا هريرة فقال: صدق، وحدثته ابن عباس فقال: قد أحصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق ونحر هديه وجامع نساءه حتى اعتمر عاماً قابلاً، فعرف بهذا السياق القدر الذي حذفه البخاري من هذا الحديث، والسبب في حذفه أن الزائد ليس على شرطه؛ لأنه قد اختلف في حديث الحجاج بن عمرو على يحيى بن أبي كثير عن عكرمة، مع كون عبد الله بن رافع ليس من شرط البخاري، فأخرجه أصحاب السنن وابن خزيمة والدارقطني والحاكم من طرق عن الحجاج الصواف عن يحيى عن عكرمة عن الحجاج به، وقال في آخره: قال عكرمة: فسألت أبا هريرة وابن عباس فقالا: صدق. ووقع [ص: 397] في رواية يحيى القطان وغيره في سياقه: سمعت الحجاج. وأخرجه أبو داود والترمذي من طريق معمر عن يحيى عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج. قال الترمذي: وتابع معمراً على زيادة عبد الله بن رافع معاوية بن سلام، وسمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: رواية معمر ومعاوية أصح. اهـ. فاقتصر البخاري على ما هو من شرط كتابه مع أن الذي حذفه ليس بعيداً من الصحة، فإنه إن كان عكرمة سمعه من الحجاج بن عمرو فذاك، وإلا فالواسطة بينهما وهو عبد الله بن رافع ثقة إن كان البخاري لم يخرج له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/11) قال: حدثنا محمد قال: حدثنا يحيى بن صالح. قال: حدثنا معاوية بن سلام قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة، فذكره. الحديث: 1716 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 1717 - (خ) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «خَرَجْنا مَعَ رسولِ الله-صلى الله عليه وسلم- مُعتَمرِينَ، فَحالَ كُفَّارُ قُريشٍ دُونَ البَيْتِ، فَنَحَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-[بُدْنَهُ] وحَلَقَ رأسهُ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 4 / 8 في الحج، باب النحر قبل الحلق في الحصر، وباب طواف القارن، وباب من اشترى الهدي من الطريق، وباب من اشترى هديه من الطريق وقلدها، وباب إذا أحصر المعتمر، وباب من قال: ليس على المحصر بدل، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (2/124) (6067) قال: حدثنا يونس وسريج. والبخاري (3/243) قال: حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا سريج بن النعمان. وفي (5/180) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا سريج (ح) وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم قال: حدثني أبي. ثلاثتهم (يونس، وسريج، والحسين بن إبراهيم) قالوا: حدثنا فليح (هو ابن سليمان) عن نافع، فذكره. وأخرجه البخاري (3/11) و (5/163) قال: حدثني موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا جويرية عن نافع أن بعض بني عبد الله قال له: لوأقمت بهذا. الحديث: 1717 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 1718 - () ناجية بن جندب - رضي الله عنه - قال: «أَتيُتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- حِينَ صُدَّ الهَدْيُ، فَقُلْتُ: يا رسولُ الله، ابْعَثَ مَعي بالهدي، فَلْنَنْحَرْهُ بالحرَمِ، قال: كَيفَ تَصْنَعُ به؟ قلت: آخُذُ به في مواضِعَ وأوْدِيةٍ لا يقدِرونَ عَلَيْهِ، فَانطَلَقْتُ به حتى نَحَرْتُهُ في الحرم، وكان قَدْ بَعَثَ بِهِ ليُنْحرَ في الْحرَم وصَدُّوهُ عن ذَلِكَ» أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 54 - أ) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا عبيد الله ابن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن مجزأة، فذكره. الحديث: 1718 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 1719 - (خ ط) مالك بن أنس -رحمه الله- قال: «إذا أُحْصِرَ بِعَدُوٍّ يحْلِقُ في أيِّ مَوْضعٍ كان، ولا قَضَاء عَليَهِ، لأنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 398] وأصحابَهُ نَحَرُوا بالحُدَيْبية، وحَلَقوا وحَلّوُا مِن كُلّ شَيءٍ قَبلَ الطّوافِ بالبَيْتِ، وقَبلَ أنْ يَصِلَ مَا أُرسِلَ مِنَ الْهَدَايا إلى البيْتِ، ثُمَّ لَمْ يَصِحَّ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أمَرَ أحَداً أنْ يَقْضيَ شَيئاً ولا يَعُودَ لَهُ» . أخرجه الموطأ (1) . وأخرجه البخاري في ترجمة بابٍ (2) .   (1) رواه مالك في " الموطأ " بلاغاً 1 / 360 في الحج، باب ما جاء فيمن أحصر بعدو، وإسناده منقطع. (2) تعليقاً 4 /9 نقلاً عن مالك، باب من قال: ليس على المحصر بدل، وانظر كلام الحافظ ابن حجر في " الفتح " حوله 4 / 9. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/391) بلاغا. ورواه البخاري تعليقا (4/14) عن مالك باب من قال: ليس على المحصر بدل. الحديث: 1719 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 الفصل الثالث: فيمن غلط في العدد، أو ضل عن الطريق 1720 - (ط) سليمان بن يسار «أنَّ أبا أيوبَ الأنصاريَّ -رضي الله عنه- خرجَ حاجاً، حتَّى إذا كان بالنَّازيَةِ (1) من طريق مكة أضَلَّ رَواحلَهُ،وإنّه قَدِمَ على عمرَ بنِ الخطاب يوم النحر، فذكر ذلك له، فقال عمر: اصنَعْ ما يَصنَعُ المعتمرُ، ثم قد حَلَلْتَ، فإذا أدرككَ الحجُّ قابلاً فاحجُج، وأهدِ ما اسْتَيْسر من الهدْي» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال ياقوت: " النازية " بالزاي وتخفيف الياء: عين ثرة على الطريق الآخذ من مكة إلى المدينة قرب الصفراء، وهي إلى المدينة أقرب، وإليها مضافة. (2) 1 / 383 في الحج، باب هدي من فاته الحج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/440) عن يحيى بن سعيد أنه قال: أخبرني سليمان ابن يسار، فذكره. الحديث: 1720 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 398 1721 - (ط) سليمان بن يسار قال: «إنَّ هَبَّارَ بْنَ الأسود جاء يومَ النحر وعُمَرُ ابْنُ الخطاب - رضي الله عنه - يَنْحرُ هَدْيهُ، فقال: يا أمير المؤمنين، أخطَأْنا العِدَّةَ، كُنَّا نُرَى أن هذا اليومَ يومُ عرفة، فقال عمر: اذهب إلى مكة، وطُفْ أنت ومَنْ معك، وانحَرُوا هَدياً إن كان معكم، ثم احْلِقُوا أو قَصِّروا وارْجِعوا، فإذا كان عاماً قَابلاً فحجُّوا وأهدوا، فمن لم يجد فصيامُ ثلاثةِ أيامٍ في الحج وسبعةٍ إذا رجعَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 383 في الحج، باب هدي من فاته الحج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/441) عن نافع عن سليمان بن يسار، فذ كره. الحديث: 1721 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة 1722 - (ط) علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم- قالا: «ما اسْتَيسَرَ من الهدْي: هو شاةٌ» . أخرجه الموطأ عن علي مسنداً (1) . وعن ابن عباس مرسلاً (2) . [ص: 400] وفي رواية ذكرها رزين عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {فَإنْ أُحْصِرتُمْ فما اسْتَيْسرَ من الْهدي} [البقرة: 196] قال: يعني: «ما اسْتيْسَرَ من الأزواج الثمانية: الإناثِ، أو الذكورِ، من الإبل والبقر، والضأن، والمعز» (3) .   (1) 1 / 385 في الحج، باب ما استيسر من الهدي مسنداً، عن جعفر الصادق عن أبيه محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن علي رضي الله عنه، وفيه انقطاع، فإن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لم يدرك جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولكن يشهد له الذي بعده. (2) أي بلاغاً، وفيه انقطاع بين مالك وابن عباس رضي الله عنهما. ولكن يشهد له الذي قبله. (3) ورواه ابن جرير الطبري نحوه مختصراً رقم (3243) وقال ابن كثير في " التفسير ": وقال الثوري: عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {فما استيسر من الهدي} قال: شاة، قال ابن كثير: وكذا قال عطاء، ومجاهد، وطاووس، وأبو العالية، ومحمد بن علي بن الحسين، وعبد الرحمن بن القاسم، والشعبي، والنخعي، والحسن، وقتادة، والضحاك، ومقاتل بن حيان، وغيرهم مثل ذلك، وهو مذهب الأئمة الأربعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/443) عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب، فذكره. ورواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/443) بلاغا أن عبد الله بن عباس، فذكره. ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لم يدرك جده علي بن أبي طالب. وأثر مالك عن ابن عباس فيه انقطاع بين مالك وابن عباس. الحديث: 1722 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 1723 - (ط) ابن عمر -رضي الله عنهما- «سُئِلَ عما اسْتيْسَرَ من الْهَدْي؟ فقال: بدنَةٌ أو بقرةٌ، أو سَبعُ شِيَاهٍ، قال: وأنْ أُهْدِيَ شَاة أحبُّ إليَّ مِنْ أن أصوم وأُشْرِكَ في جَزورٍ» . أخرجه الموطأ إلى قوله: «بقرةٌ» (1) والباقي ذكره رزين.   (1) 1 / 386 في الحج، باب ما استيسر من الهدي، وإسناده صحيح. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ما استيسر من الهدي من أن بدنة أو بقرة لأهل الجدة استحباباً، فلا يخالف قول علي وابن عباس: شاة، يدل على ذلك قول ابن عمر: لو لم أجد إلا شاة لكان أحب إلي من أن أصوم، ومعلوم أن أعلى الهدي بدنة، فكيف تكون ما استيسر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/444) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذ كره. الحديث: 1723 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 1724 - (ط) صدقة بن يسار المكي «أنَّ رجلاً من أهل اليمن جاء إلى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما - وقد ضفَرَ رأْسَهُ، فقال: يا أبا [ص: 401] عبد الرحمن، إني قَدِمتُ بِعُمرةٍ مُفْرَدَةٍ؟ فقال عبد الله: لو كُنْتُ مَعكَ، أو سألْتَني، لأمَرْتُكَ أنْ تَقْرِنَ، فقال اليمانيُّ: قد كان ذلك فقال ابن عمر: خُذْ ما تَطَايَرَ من رأسك وأهدِ. فقالت امرأةٌ من أهلِ العراقِ: ما هَدْيُهُ يا أبا عبد الرحمن؟ قال: هَدْيُهُ، فقالت له: ما هَدْيُهُ (1) ؟ فقال عبد الله بن عمر: لو لم أجد إلا أنْ أذبَحَ شَاةً لكان أحَبَّ إليَّ من أن أصوم» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) بفتح الهاء وسكون الدال وياء خفيفة، وبكسر الدال وتشديد الياء، وهو ما يهدى إلى الله تعالى. (2) 1 / 386 و 387 في الحج، باب جامع الهدي، رجاله ثقات، إلا أن صدقة بن يسار لم يدرك ابن عمر فهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/445) عن صدقه بن يسار المكي، فذكره. الحديث: 1724 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 الباب الحادي عشر: في دخول مكة والنزول بها والخروج منها 1725 - (خ م د س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ مكةَ من كَدَاءٍ، مِنَ الثَّنيَّةِ العُلْيَا التي عند البَطْحَاءِ، وخَرَجَ من الثنية السُّفْلَى» . هذه رواية البخاري. وفي رواية له ولمسلم: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يَخْرُجُ من طريق الشَّجرةِ، ويدخل من طريق المُعرَّسِ (1) » . [ص: 402] زاد البخاري: «وأنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا خرج إلى مكةَ يُصَلِّي في مسجدِ الشجرةِ، فإذا رجع صَلّى بذَي الحُلَيفَةِ بِبَطْنِ الوادي، وباتَ حتَّى يُصْبِحَ» . قال الحميديُّ: وقد جعل بعضهم هذه الزيادة -في ذِكْر الصلاة- من أفراد البخاري. وعند مسلم: «وإذا دَخلَ مكةَ دخل من الثَّنيَّةِ العُلْيَا التي بالبَطْحَاءِ، ويَخْرُجُ من الثَّنيَّةِ السُّفْلَى (2) » . أخرج أبو داود والنسائي الرواية الأولى. [ص: 403] وأخرج أبو داود أيضاً الرواية الثانية (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الثنية) : موضع مرتفع من الأرض. (كداء) : بفتح الكاف ممدوداً، من أعلى مكة، وبضمها مقصوراً: من أسفلها.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قال عياض: طريق الشجرة: موضع معروف على طريق الذاهب من المدينة [ص: 402] إلى مكة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى ذي الحليفة فيبيت بها، وإذا رجع بات بها أيضاً ودخل على طريق المعرس، وهو مكان معروف أيضاً، وكل من الشجرة والمعرس على ستة أميال من المدينة، لكن المعرس أقرب. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله: " ويخرج من الثنية السفلى " قيل: إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه المخالفة في طريقه داخلاً وخارجاً، تفاؤلاً بتغيير الحال إلى أكمل منه، كما فعل في العيد، وليشهد له الطريقان، وليبرك أهلهما. ومذهبنا (أي الشافعية) : أنه يستحب دخول مكة من الثنية العليا، والخروج منها من السفلى، لهذا الحديث، ولا فرق بين أن تكون هذه الثنية على طريقه، كالمدني والشامي أو لا تكون كاليمني، فيستحب لليمني وغيره أن يستدير ويدخل مكة من الثنية العليا، وقال بعض أصحابنا: إنما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لأنها كانت على طريقه، ولا يستحب لمن ليست على طريقه كاليمني، وهذا ضعيف، والصواب: الأول، وهكذا يستحب له أن يخرج من بلده من طريق، ويرجع من أخرى لهذا الحديث. (3) أخرجه البخاري 3 / 347 في الحج، باب من أين يخرج من مكة، وباب خروج النبي صلى الله عليه وسلم على طريق الشجرة، ومسلم رقم (1257) في الحج، باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا، وأبو داود رقم (1866) و (1867) في المناسك، باب دخول مكة، والنسائي 5 / 200 في الحج، باب من أين يدخل مكة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2940) في المناسك، باب دخول مكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/14) (4625) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/21) (4725) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/29) (4843) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (2/142) (6284) قال: حدثنا ابن نمير (ح) وحماد، يعني أبو أسامة. والدارمي (1934) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عقبة بن خالد. والبخاري (2/166) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس بن عياض. وفي (2/178) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد البصري، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/62) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنيه زهير بن حرب ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى. وهو القطان. وأبو داود (1866) قال: حدثنا مسدد وابن حنبل، عن يحيى (ح) وفي (1867) قال: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبوأسامة. وابن ماجة (2940) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (5/200) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (961) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. سبعتهم - أبو معاوية، ويحيى القطان، ومحمد بن عبيد، وابن نمير، وحماد بن أسامة أو أسامة، وعقبة بن خالد، وأنس بن عياض - عن عبيد الله بن عمر. 2 - وأخرجه أحمد (2/59) (5231) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري. 3 - وأخرجه البخاري (2/178) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، وأبو داود (1866) قال: حدثنا عبد الله ابن جعفر البرمكي. كلاهما (إبراهيم، وعبد الله) قالا: حدثنا معن، قال: حدثني مالك. 4 - وأخرجه ابن خزيمة (2693) قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية. أربعتهم - عبيد الله، وعبد الله بن عمر العمري، ومالك، وإسماعيل - عن نافع، فذكره. * قال أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل البخاري، عقب رواية مسدد سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: لو أن مسددا أتيته في بيته فحدثته لاستحق ذلك، وما أبالي كتبي كانت عندي أو عند مسدد. الحديث: 1725 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 1726 - (خ م ت د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «دَخَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عَامَ الفَتْحِ مِنْ كَدَاءَ التي بأعْلى مكةَ» . وفي رواية: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لما جَاءَ إلى مكةَ دَخَلَها مِن أعْلاها، وخرج من أَسْفلِها» . زاد في رواية: قال هشامٌ: «فكان أبي يَدْخُلُ منهما كِلَيْهما، وكان أكثَرُ ما يَدْخُلُ من كَداءٍ» . ومن الرواة من جعله موقوفاً على عروة. هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي الرواية الثانية. [ص: 404] وفي رواية أبي داود: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عامَ الفتح من كَدَاءٍ من أعْلى مكة، ودخل في العمرَةِ من كُدىً، قال: وكان عروة يدخلُ منهما جَميعاً، وكان أكْثرُ ما يَدخُلُ من كُدَىً، وكان أَقْرَبَهْما إلى مَنْزِلِهِ» (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 347 في الحج، باب من أين يخرج من مكة، وفي المغازي، باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة، ومسلم رقم (1258) في الحج، باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا، والترمذي رقم (853) في الحج، باب ما جاء في دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وأبو داود رقم (1868) و (1869) في المناسك، باب دخول مكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (بل في الحج 41: 2) عن الحميدي ومحمدبن المثنى. ومسلم في الحج (37: 2) عن محمد بن المثنى وابن أبي عمر (وأبو داود، والترمذي، والنسائي جميعا فيه الحج 45: 5، ت 30، س الكبرى 294) عن محمد بن المثنى. ثلاثتهم عن سفيان به وقال الترمذي: حسن صحيح. الحديث: 1726 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 1727 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «كان يَبِيتُ بِذِي طُوَى (1) بَيْنَ الثنيَّتيْنِ، ثم يَدْخُلُ من الثَّنيَّةِ التي بأعلى مكة، وكان إذا قَدِمَ حاجاً أو معتمراً لم يُنخْ نَاقَتَهُ إلا عندَ باب المسجد، ثم يَدْخُلُ فيأتي الرُّكْن الأسْودَ فيبدأ به، ثم يطوفُ سبعاً: ثلاثاً سَعياً، وأربعاً مَشْياً، ثم ينصرِفُ فَيُصَلِّيَ سَجْدَتَينِ من قَبْلِ أن يَرْجع إلى منزلِه، فَيَطُوفُ بيْنَ الصَّفا والمروةِ، وكان إذا صَدَرَ عن الحجِّ والعُمْرَةِ أنَاخَ بالبطْحاء التي بذي الحليفة، التي كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُنيخُ بها» . وفي رواية: «أنه كان إذا أقْبَلَ باتَ بذي طُوَى، حتَّى إذا أصْبحَ [ص: 405] دَخَلَ، وإذا نَفَرَ مرَّ بِذي طُوَى، وبَاتَ بها حتَّى يُصْبِح. وكان يذكُر: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يَفْعَلُ ذلك» . وفي رواية أخرى: قال: «كان ابنُ عمر إذا دَخلَ أدنى الحَرَمِ أمسكَ عن التلْبيةِ حتّى يَبيتَ بذي طُوَى، ثم يصلي به ويغتسلُ، ويُحدِّثُ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يَفْعلُهُ» . وفي أخرى: أنَّ ابنَ عمر: «كان إذا صلَّى الغَدَاةَ بذي الحليفة أمَرَ براحلته فَرحلَتْ (2) ، ثم ركِبَ حتَّى إذا استوتْ به اسْتَقْبَلَ القبْلَةَ قَائماً، ثم يُلبيِّ حتى إذا بَلَغَ الحرمَ أمْسكَ، حتى إذا أتى ذَا طُوَى باتَ به، فَيُصَلِّي به الغَدَاةَ، ثم يغْتَسِلُ، وزَعَمَ أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- فَعل ذلك» . هذه روايات البخاري. ولمسلم مختصراً: أنَّ ابنَ عمر: «كان لا يَقْدمُ إلا باتَ بذي طُوَى حتى يُصْبح ويغتَسلَ، ثم يَدخُلُ مَكَّةَ نَهاراً، ويذكرُ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يَفْعلُهُ» . وفي رواية لهما: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- باتَ بذي طُوَى حتى أصْبَح ثم دَخلَ مَكةَ، وكانَ ابنْ عمر يفعلُهُ» . [ص: 406] وفي أخرى: حتى صلى الصبح، أو قال: حتى أَصْبَحَ» . وأخرج أبو داود الرواية المختصرة التي لمسلم. وفي رواية النسائي: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يَنْزِلُ بذي طُوَى، يَبيتُ به يُصلِّي صَلاةَ الصُّبْح حين يَقدَم إلى مَكةَ، ومُصَلّى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك على أكَمةٍ خَشنَةٍ غَليظَةٍ، ليس في المسجد الذي بُنيَ ثَمَّ، ولكن أَسْفَلَ من ذلك على أكمةٍ خَشِنةٍ غليظة» . وفي رواية الموطأ: «أنَّ ابنَ عمر كان إذا دَنَا من مَكَّة، باتَ بذي طُوَى بَيْنَ الثَّنيَّتَينِ حتى يُصبِح، ثم يُصَلِّي الصُّبحَ، ثم يدخُلُ من الثَّنِيَّةِ التي بأعلى مَكّةَ، ولا يدخُلُ إذا خرجَ حَاجاً أو معتمراً حتى يَغتسِلَ قبلَ أنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ إذا دَنا من مكة بذي طُوَى، ويَأْمُرُ مَنْ مَعهُ فَيغْتَسلون قَبْلَ أنْ يدْخُلُوا» (3) . ورأيت الحميديَّ -رحمه الله- قد ذكر هذا الحديث في مواضع من كتابه. فذكر الرواية الأولى والثانية في أفراد البخاري. وذكر الروايات الباقية [ص: 407] في المتفق بين البخاري ومسلم في جملة حديث طويل، وكرَّرَ الرواية الثالثة والرابعةَ في المتفق بينهما. وقد ذكرناها نحن أيضاً في النوع الأول من الفرع الثاني من الفصل الثاني من الباب الثاني من كتاب الحج. وحيث رأينا هذا التكرار والاختلاف ذكرناه، ونبَّهنا عليه ليُعلَم، فإنه -رحمه الله- ربما يكون قد أدرك منه ما لم نُدْرِكْهُ. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أكمة) : الأكمة: مكان مرتفع من الأرض، كالتل والرابية.   (1) قوله: " بذي طوى " بفتح الطاء وضمها وكسرها، والفتح أفصح وأشهر، ثم الضم أكثر، وعليه جمهور القراء، ويصرف ولا يصرف، وهو موضع داخل الحرم، وقيل: هو اسم بئر عند مكة في طريق أهل المدينة. (2) يقال: رحلت البعير بالتخفيف: إذا شددت عليه رحله. (3) أخرجه البخاري 3 / 346 و 347 في الحج، باب الاغتسال عند دخول مكة، وباب الإهلال مستقبل القبلة، وباب النزول بذي طوى قبل أن يدخل مكة، وباب من نزل بذي طوى إذا رجع من مكة، ومسلم رقم (1259) في الحج، باب استحباب المبيت بذي طوى عند إرادة دخول مكة، والموطأ 1 / 324 في الحج، باب غسل المحرم، وأبو داود رقم (1865) في المناسك، باب دخول مكة، والنسائي 5 / 199 في الحج، باب دخول مكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 1727 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 1728 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أناخَ بالبطْحاءِ التي بِذِي الْحُليْفَةِ فصَلّى بها، وكان ابن عمر يفعل ذلك» . وفي رواية: «أنَّ عبدَ الله بنَ عمر كان إذا صَدَرَ من الحجِّ والعمرةِ أنَاخَ بالبَطْحَاءِ التي بذي الحُليْفةِ التي كان يُنيخُ بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي أخرى للبخاري: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج إلى مكة صلى في مسجد الشجرة، وإذا رجع صلى بذي الحُلَيفَةِ ببطن الوادي وبات بها» . [ص: 408] وفي رواية لهما: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أُتِيَ - وهو في مُعَرَّسِهِ من ذي الْحُليفَةِ بِبَطْنِ الوادي - فقيل له: إنَّكَ ببطحاء مُباركة» . قال مُوسى بن عُقْبةَ: وقد أناخ بِنا سالمٌ بالمُنَاخِ من المسجد الذي كان عبد الله يُنِيخُ به، يَتَحرَّى مُعَرَّسَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي بينه وبين القبلة، وسَطاً من ذلك. وفي رواية لمسلم: قال: «باتَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بذي الْحُليفَةِ مَبدَأهُ، وصلى في مسجِدِها» . وأخرج النسائي هذه الرواية. وأخرج الموطأ وأبو داود: الرواية الأولى (1) . ورأيت الحميدي - رحمه الله- قد ذكر هذا الحديث في مواضع من كتابه، فَجَعَل الرواية الأولى والثانية والثالثة في موضع، والرواية الرابعة في موضع آخر، والرواية الخامسة في موضع آخر، وكررَّ الرواية الثالثة التي [ص: 409] للبخاري في موضعين، ومعاني الجميع واحدة، ولعله قد أدرك منها ما لم ندركْهُ، لكننا نبهنا على ذلك. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصدر) : رجوع المسافر من مقصده، ومنه صدور الواردة على الماء: إذا شربت وعادت.   (1) أخرجه البخاري 3 / 310 في الحج، باب ذي عرق، وباب خروج النبي صلى الله عليه وسلم على طريق الشجرة، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " العقيق واد مبارك "، وباب النزول بذي طوى قبل أن يدخل مكة، ومسلم رقم (1257) مكرر ص / 981 في الحج، باب التعريس بذي الحليفة، ورقم (1188) في الحج، باب الصلاة في مسجد ذي الحليفة، والموطأ 1 / 405 في الحج، باب صلاة المعرس والمحصب، وأبو داود رقم (2044) في المناسك، باب زيارة القبور، والنسائي 5 / 126 و 127 في الحج، باب التعريس بذي الحليفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 1728 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 1729 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال خالدُ بنُ الحارث: «سُئِلَ عُبَيْدُ الله (1) عن المُحصَّبِ؟ فَحَدَّثَنَا عن نَافِعٍ قال: نَزَلَ بها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وعمرُ وابنُ عُمَرَ» (2) . وعن نافع، أن ابن عمر: «كان يصلي بها - يعني بالمحصب - الظهر والعصر - أحسبه قال: والمغرب - قال خالد: لا أشك في العشاء - ويهجع، ويذكر ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» هذه رواية البخاري. وفي رواية مسلم عن نافع: «أن ابن عمر كان يرى التحصيب سنة (3) [ص: 410] وكان يصلي الظهر يوم النفر بالحصبة. وقال نافع: قد حصب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء بعده» . وفي أخرى عن سالم: «أن أبا بكر وعمر وابن عمر كانوا ينزلون الأبطح» (4) . وفي رواية الموطأ عن نافع: «أن ابن عمر كان يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمحصب، ثم يدخل مكة من الليل، فيطوف بالبيت» . وفي رواية الترمذي: قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان ينزلون الأبطح» . وفي رواية أبي داود قال: «صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالبطحاء، ثم هجع بها هجعة، ثم دخل مكة وطاف، وكان ابن عمر يفعله» . وفي أخرى له: «أن ابن عمر كان يهجع هجعة بالبطحاء، ثم يدخل [ص: 411] مكة، ويزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المحصّب) : موضع بمنى، وموضع بالأبطح، والتحصيب: النزول به، والمرد الأبطح، وقد تقدم ذكر ذلك.   (1) هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري. (2) قال الحافظ في " الفتح ": هو عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وعن عمر منقطع، وعن ابن عمر موصول، ويحتمل أن يكون نافع سمع ذلك من ابن عمر فيكون الجميع موصولاً، ويدل عليه رواية عبد الرزاق التي عند مسلم. (3) قال النووي في " شرح مسلم ": ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث في نزول النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح يوم النفر وهو المحصب، وأن أبا بكر وعمر وابن عمر والخلفاء كانوا يفعلونه، وأن عائشة [ص: 410] وابن عباس كانا لا يقولان به، ويقولان: هو منزل اتفاقي لا مقصود، فحصل خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم، ومذهب الشافعي ومالك والجمهور: استحبابه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وغيرهم، وأجمعوا على أن من تركه لا شيء عليه، ويستحب أن يصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ويبيت به بعض الليل أو كله اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. (4) الذي في مسلم من حديث ابن عمر: عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون الأبطح، وستأتي الرواية التي ساقها المؤلف عن سالم في حديث عائشة رقم (1732) . (5) أخرجه البخاري 3 / 472 في الحج، باب النزول بذي طوى قبل أن يدخل مكة، ومسلم رقم (1310) في الحج، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر، والموطأ 1 / 405 في الحج، باب صلاة المعرس والمحصب، والترمذي رقم (921) في الحج، باب ما جاء في نزول الأبطح، وأبو داود رقم (2012) و (2103) في المناسك، باب التحصيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (4/85) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: ثنا روح بن عبادة قال: ثنا صخر بن جويرية، عن نافع، فذكره. أخرجه أحمد 2/89 (5624) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبيد الله. في 2/138 (6223) قال: حدثنا نوح بن ميمون، قال: أخبرنا عبد الله، و «مسلم» (4/85) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب. و «ابن ماجة» (3069) قال: حدثنا محمد ابن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال أنبأنا عبيد الله. و «الترمذي» (921) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن سهل بن عسكر، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا عبيد الله. وفي (2991) قال: حدثنا محمد بن يحيى، ومحمد بن رافع، ومحمد بن سهل، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. ثلاثتهم عبيد الله بن عمر، وعبد الله، العمريان، وأيوب عن نافع، فذكره. الحديث: 1729 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 1730 - (خ) - أنس بن مالك رضي الله عنه - «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ثم رقد رقدة بالمحصب، ثم ركب إلى البيت فطاف به» ، أخرجه البخاري (1) .   (1) 3 / 470 في الحج، باب من صلى العصر يوم النفر بالأبطح، وباب طواف الوداع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري 1653 قال: حدثني عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا سفيان عن عبد العزيز رفيع عن أنس «فذكره» الحديث: 1730 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 1731 - (خ م ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «ليس التَّحْصِيبُ بشيءٍ، إنَّما هو مَنْزِلٌ نَزَلَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 471 في الحج، باب المحصب، ومسلم رقم (1312) في الحج، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر، والترمذي رقم (922) في الحج، باب ما جاء في نزول الأبطح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (498) . و «أحمد» 1/221 (1925) . و «الدارمي» 1877 قال: أخبرنا محمد بن أحمد. و «البخاري 2/221 قال:حدثنا علي بن عبد الله. و «مسلم» 4/85 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة. و «الترمذي» 922 قال: حدثنا ابن أبي عمر. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 5941 عن علي بن حجر. و «ابن خزيمة» 2989 قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن، وأحمد بن منيع، وعلي بن خشرم. جميعهم (الحميدي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن أحمد، وعلي بن عبد الله، وأبو بكر بن شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وابن عمر، وأحمد بن عبدة، وعلي بن حجر، وعبد الجبار، وسعيد بن عبد الرحمن، وأحمد ابن منيع، وعلي بن خشرم) عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن دينار. 2- وأخرجه أحمد 1/351 (3289) ، 1/369 (3488) قال: حدثنا يزيد، وقال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة. كلاهما (عمرو، والحجاج) عن عطاء،فذكره. وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) 6309 عن عمرو بن علي، عن عبد الله بن داود الخريبي، عن الحسن بن صالح بن حي، قال سألت عمرو بن دينار عن التحصيب بالأبطح فقال: قال ابن عباس: إنما كان منزلا،نزله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية حجاج بن أرطاة، «إنما أقام به رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، علي عائشة» . الحديث: 1731 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 1732 - (خ م ت د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «نُزُولُ الأبطح ليس بسُنَّة، إنما نَزَله رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لأنه كان أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ إذا خَرَجَ» . [ص: 412] أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود. وفي أخرى لمسلم عن سالم: «أنَّ أبا بكرٍ وعمرَ وابنَ عمر كانوا ينْزِلُون الأبطحَ» . قال الزهري: وأخبرني عروةُ عن عائشة: «أنَّها لم تَكُنْ تفعلُ ذلك، وقالت: إنما نزله رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لأنه كان مَنْزِلاً أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ» (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 471 في الحج، باب المحصب، ومسلم رقم (1311) في الحج، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر، والترمذي رقم (923) في الحج، باب ما جاء فيمن نزل من الأبطح، وأبو داود رقم (2008) في المناسك، باب التحصيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/41) قال: ثنا عبدة بن سليمان، وفي (6/190) قال: ثنا يحيى ابن سعيد. وفي (6/207) قال َ: ثنا وكيع. وفي (6/230) قال. حدثنا أبو معاوية. والبخاري 2/221 قال: حدثنا أبو نعيم. وقال: حدثنا سفيان. و «مسلم» 4/85 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حفص بن غياث (ح) وحدثنيه أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد (ح) وحدثناه أبو كامل. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال حدثنا حبيب المعلم. و «أبو داود» 2008 قال: حدثتا أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «ابن ماجة» 3067 قال: حدثنا هناد بن السرى. قال: حدثنا ابن أبي زائدة وعبدة ووكيع وأبو معاوية ح وحدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حفص بن غياث. و «الترمذي» 923 قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا حبيب المعلم. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 12/17140 عن إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس. و «ابن خزيمة» 2987 قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. وفي (2988) قال: حدثنا سلم ابن جنادة. قال: حدثنا وكيع. جميعهم- عبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وأبو معاوية، وسفيان الثوري، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، وحماد بن زيد، وحبيب المعلم، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره - والرواية الأخرى التي أشار إليها المصنف - رحمه الله - أخرجهما أحمد (6/225) . ومسلم (4/ 85) قال ثنا عبد بن حميد والنسائي في الكبرى - التحفة (12/16645) عن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع - أربعتهم - عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، فذكره. الحديث: 1732 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 1733 - (م د) أبو رافع - رضي الله عنه - قال: «لم يَأْمُرني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ أنْزِلَ الأبَطحَ حينَ خَرَجَ من مِنَى، ولكني جئْتُ فَضَرَبتُ فيه قُبَّتهُ، فجاء فَنَزَلَ» . هذه رواية مسلم. وأخرجه أبو داود بمعناه (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1313) في الحج، باب استحباب النزول بالمحصب، وأبو داود رقم (2009) في المناسك، باب التحصيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (549) . و «أحمد» و «مسلم» 854 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. و «أبو داود» 2009 قال: حدثنا أحمد بن حنبل وعثمان بن أبي شيبة (ح) وحدثنا مسدد. و «ابن خزيمة» 2986 قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وعبد الجبار بن العلاء وعلي بن خشرم. عشرتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وقتيبة، وأبو بكر، وزهير،وعثمان، ومسدد، ونصر، وعبد الجبار، وعلي بن خشرم - عن سفيان بن عيينة. قال: حدثنا صالح بن كيسان، أنه سمع سليمان بن يسار، فذكره (*) في مسند الحميدي (550) قال: حدثنا سفيان، وكان عمرو بن دينار يحدث بهذا الحديث عن صالح بن كيسان فلما قدم صالح علينا. قال لنا عمرو: اذهبوا إليه فاسئلوه عن هذا الحديث. الحديث: 1733 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 1734 - (خ م ت د س) عبد العزيز بن رفيع -رحمه الله- قال: «سألتُ أنَسَ ابْنَ مَالكٍ: قلتُ: أخبرني بشَيء عَقَلْتَهُ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أينَ صَلَّى الظهرَ والعصرَ يَوْمَ الترويَةِ؟ قال: بمنَى. قلتُ: فأين صَلَّى العصر يَومَ النَّفرِ؟ قال: بالأبطَحِ، ثم قال: افْعَلْ كما يَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ» . [ص: 413] وفي رواية قال: «خَرجْتُ إلى مِنَى يومَ التَّرويَةِ، فَلَقيتُ أنساً ذاهباً على حِمَارٍ، فقلت له: أيْنَ صَلَّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الظهرَ هذا اليومَ؟ قال: انْظُر حَيثُ يُصَلِّي أُمراؤُك» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي، وأبي داود، والنسائي: «أين صلى الظُّهرَ يَوْمَ الترويَةِ؟» (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 470 في الحج، باب من صلى العصر يوم النفر بالأبطح، وباب أين يصلي الظهر والعصر يوم التروية، ومسلم رقم (1309) في الحج، باب استحباب طواف الإفاضة يوم النحر، والترمذي رقم (964) في الحج، باب (116) ، وأبو داود رقم (1912) في الحج، باب الخروج إلى منى، والنسائي 5 / 249 و 250 في الحج، باب أين يصلي الإمام الظهر يوم التروية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج عن محمد بن المثنى، وفي نفس الكتاب عن عبد الله بن محمد المسندي، كلاهما عن إسحاق الأزرق، عن سفيان عن عبد العزيز به، ومسلم في الحج عن زهير ابن حرب. وأبو داود عن أحمد بن إبراهيم، والترمذي عن ابن علية وعبد الرحمن محمد كلهم عن إسحاق الأزرق به. وأخرجه أحمد عن إسحاق. جامع المسانيد 1854 مسند أنس. الحديث: 1734 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 1735 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال من الغَدِ يَوم النحر - وهو بمنى -: «نحن نَازِلُونَ غداً بِخَيفِ بني كنَانَةَ، حَيثُ تَقاسَمُوا على الكفر- يعني بذلك: المحصَّب - وذلك أنَّ قريشاً وكنانةَ تحالفتْ على بني هاشم وبني عبد المطلب - أو بني المطلب - أن لا يُنَاكحوهم، ولا يُبايعُوهم، حتى يُسَلِّموا إليهم النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية: أنَّهُ قال - حين أراد قُدومَ مَكَّة -: «مَنْزِلُنَا غَداً إن شاءَ الله: خَيفُ بني كنَانَة. الحديث» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 361 في الحج، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وفي فضائل أصحاب [ص: 414] النبي صلى الله عليه وسلم، باب تقاسم المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم رايته يوم الفتح، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، وقول الله تعالى: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} ، ومسلم رقم (1314) في الحج، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر، وأبو داود رقم (2010) و (2011) في المناسك، باب التحصيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 2/237 قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي 2/263 قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. وفي 2/540 قال: حدثنا محمد بن مصعب قال: حدثنا الأوزاعي. و «البخاري» 2/181، 9/172 قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب. وفي 2/181 قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي 5/65 قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي 5/188 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «مسلم» 4/86 قال: حدثنا حرملة بن يحيى. وقال أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثني الأوزاعي. و «أبو داود» 2011 قال: حدثنا محمود بن خالد. قال: حدثنا عمر. قال: حدثنا أبو عمرو، يعني الأوزاعي. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/ 15199) عن محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي. و «ابن خزيمة» 2981 قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2982) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلي ومحمد بن نصر. قالا: حدثنا بشر بن بكر. قال: حدثنا الأوزاعي (ح) وحدثنا الربيع. قال: حدثنا بشر بن بكر. قال: أخبرني الأوزعي. (ح) وفي (294) قال: حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة حدثهم، عن عقيل. خمستهم (الأوزاعي. وإبراهيم بن سعد، ويونس، وشعيب، وعقيل) عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. - والرواية الأخرى: أخرجها أحمد 2/322 قال: حدثنا علي بن حفص. قال: حدثنا ورقاء. و «البخاري» 5/188 قال: حدثنا أبو اليمان. قال: حدثنا شعيب. و «مسلم» 4/86 قال: حدثنا زهير ابن حرب. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثني ورقاء. كلاهما (ورقاء بن عمر، وشعيب بن أبي حمزة) عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. الحديث: 1735 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 1736 - (ت) نافع مولى ابن عمر «أنَّ ابنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- كان يَغْتَسلُ لِدُخولِ مكةَ» (1) . وفي رواية أَسْلَم عن ابن عُمَرَ قال: «اغْتَسلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لدخولِ مَكَّةَ بفخٍّ» (2) . قال الترمذي: حديث أسلم غير محفوظ (3) والصحيح: حديث نافع. أخرجه الترمذي.   (1) رواه الترمذي تعقيباً على الحديث رقم (852) في الحج، باب ما جاء في الاغتسال لدخول مكة. وروى البخاري في " صحيحه " عن نافع قال: كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثم يبيت بذي طوى ثم يصلي الصبح ويغتسل ويحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك. قال الحافظ في " الفتح ": يحتمل أن الإشارة به إلى الفعل الأخير وهو الغسل، ويحتمل إلى أنها إلى الجميع وهو الأظهر. (2) بفتح الفاء والخاء المعجمة المشددة: موضع قريب من مكة. قال محب الدين الطبري: هو بين مكة ومنى، وفي نسخة: بفج، بالجيم المعجمة، وهو موضع يسمى: فج الروحاء، سلكه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وإلى مكة عام الفتح، وعام حجته. (3) رقم (852) في الحج، باب ما جاء في الاغتسال لدخول مكة، وفي سنده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:وقفه علي ابن عمر: أخرجه الترمذي (852) قال: حدثنا يحيى بن موسى،قال: حدثنا هارون بن صالح الطلحي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه،فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غير محفوظ، والصحيح ما روى نافع، عن ابن عمر، أنه كان يغتسل لدخول مكة،وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف في الحديث، ضعفه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني وغيرهما، ولا نعرف هذا الحديث مرفوعا إلا من حديثه. الحديث: 1736 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 1737 - (ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله [ص: 415] صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ مَكَّةَ نَهاراً» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (854) في الحج، باب ما جاء في دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة نهاراً، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد 2/59 (5230) . و «ابن ماجة» 2941 قال: حدثنا علي بن محمد. و «الترمذي» 854 قال: حدثنا يوسف بن عيسى. ثلاثتهم - أحمد، وعلي بن محمد، ويوسف بن عيسى - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري عن نافع، فذكره. الحديث: 1737 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 1738 - (ط) عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- أنه كان يقول لَيَالي مِنَى: «لا يَبيتَنَّ أَحدٌ من الحاجِّ ورَاءَ عَقَبَةِ مِنى» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 406 في الحج، باب البيتوتة بمكة ليالي منى، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك 936 كتاب الحج - باب البيتوتة بمكة ليالي منى - عن نافع عن ابن عمر، وإسناده صحيح:.. الحديث: 1738 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 1739 - (ط) نافع مولى ابن عمر قال: «زعَموا أنَّ عمرَ بنَ الخطاب -رضي الله عنه- كان يَبعَثُ رجالاً يُدْخِلُون الناسَ من وَرَاء العَقبةِ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 406 في الحج، باب البيتوتة بمكة ليالي منى، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك 935 الباب السابق - عن نافع به. وظاهر السند الانقطاع. الحديث: 1739 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 1740 - (خ م د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنَّ العَبَّاسَ استأْذَنَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ يَمكُثَ بمكةَ لَيَالي مِنَى من أَجلِ سِقايَتِهِ، فَأذِنَ له» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 461 في الحج، باب هل يبيت أصحاب السقاية أوغيرهم بمكة ليالي منى، وباب سقاية الحاج، ومسلم رقم (1315) في الحج، باب وجوب المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، وأبو داود رقم (1959) في المناسك، باب يبيت بمكة ليالي منى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/19) (4691) قال: حدثنا يحيى. وفي 2/22 (4731) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/28) (4827) قال: حدثنا روح. وفي (2/88) (5613) قال:حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرني ابن جريج. و «الدارمي» 1949 قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (1950) قال: حدثنا سعيد بن المغيرة، عن عيسى بن يونس. و «البخاري» 2/191 قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا أبو ضمرة. وفي 2/217 قال: حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون. قال: حدثنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا محمد بن موسى. قال: حدثنا محمد بن بكر. قال أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثنا محمد عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي. و «مسلم» 4/86 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال: حدثنا ابن نمير، وأبو أسامة (ح) وحدثنا بن نمير قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، وعبد بن حميد، جميعا عن محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، و «أبو داود» 1959 قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة. و «ابن ماجة» 3965 قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا عبد الله بن نمير «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 8080 عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس. و «ابن خزيمة» 2957 قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. سبعتهم - يحيى بن سعيد، وعبد الله بن نمير، وروح، وابن جريج، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعيسى بن يونس، وأبو ضمرة أنس بن عياض - عن عبيد الله بن عمر، قال حدثني نافع، فذكره. (*) في رواية يحيى، عن عبيد الله: قال: أخبرني نافع، قال: لاأعلمه إلا عن عبد الله. الحديث: 1740 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 1741 - (د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- سأله عبدُ الرحمن بن فَرُّوخٍ قال: «إنَّا كُنَّا نَتَبَايَع بأمْوالِ النَّاسِ، فيأتي أحدُنا مَكةَ، فَيَبيتُ على المالِ؟ فقال: أَمَّا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فباتَ بمنَى وظَلَّ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1958) في المناسك، باب يبيت بمكة ليالي منى، وفي سنده حريز أو أبو حريز، وهو مجهول، وعبد الرحمن بن فروخ لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1958) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: حدثني حريز، أو أبو حريز (الشك من يحيى) أنه سمع عبد الرحمن بن فروخ، فذكره. قلت: الراوي عن عبد الرحمن بن فروخ «مجهول» وعبد الرحمن تفرد بتوثيقه ابن حبان. الحديث: 1741 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 1742 - (خ م ت د س) العلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «يُقيمُ المُهَاجِرُ بمكةَ بعد قَضَاءِ نُسكهِ ثَلاثاً» . وفي روايةٍ: «أنَّ عمرَ بن عبدِ العزيز، سألَ السائِبَ بنَ يَزِيد بنِ أُخت نَمرِ: ما سمعتَ في سُكْنى مكَّةَ؟ فقال: سَمِعتُ العَلاءَ بن الحضرميَّ قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ثَلاثٌ للمهاجِرِ بعدَ الصَّدَرِ» . وفي أخرى: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لِلْمُهَاجِرِ: إقَامَةُ ثَلاثٍ بعدَ الصَّدَرِ، كأنَّهُ لا يَزِيدُ عليها» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .   (1) أخرجه البخاري 7 / 208 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه، ومسلم رقم (1352) في الحج، باب جواز الإقامة بمكة للمهاجرين منها، والترمذي رقم (949) في الحج، باب ما جاء في أن يمكث المهاجر بمكة بعد الصدر ثلاثاً، وأبو داود رقم (2022) في المناسك، باب الإقامة بمكة، والنسائي 3 / 122 في تقصير الصلاة في السفر، باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (844) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/339) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (5/52) قال: حدثنا يحيى ين سعيد. و «الدارمي» (1520) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا حفص. و «البخاري» 5/87 قال: حدثني إبراهيم بن حمزة، قال: حدثنا حاتم. و «مسلم» (4/108،109) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن بلال. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال أخبرنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد. جميعا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح، و «أبو داود» (2922) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. و «ابن ماجة» (1073) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. و «الترمذي» (949) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، و «النسائي» (3/122) قال: قال: الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، في حديثه عن سفيان. وفي الكبرى (الورقة 55) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله ابن المبارك، قال: حدثنا يحيى. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي ... قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. سبعتهم - سفيان، ويحيى، وحفص بن غياث، وحاتم بن إسماعيل وسليمان بن بلال، وصالح بن كيسان، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي- عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، فذكره أخرجه أحمد 5/52 قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر وأبو عاصم و «الدارمي» 1519 قال: أخبرنا أبو عاصم. و «مسلم» 4/109 قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. و «النسائي» 3/121 قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، عن عبد الرزاق. وفي الكبرى (الورقة 55) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: أخبرنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد - عن ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن محمد بن سعد، أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره، أن السائب بن يزيد أخبره، أن العلاء بن الحضرمي، أخبره،عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: «مكث المهاجر بمكة، بعد قضاء نسكه، ثلاثا» . لم يذكر قصة عمر بن العزيز وفيه- حميد بن عبد الرحمن -. الحديث: 1742 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 1743 - (ت د س) جابر - رضي الله عنه - «قِيلَ له: أيَرفَعُ الرجلُ يَدَيْه إذا رأَى البَيْتَ؟ قال: حَجَجْنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فَكُنَّا نَفْعَلُهُ» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود والنسائي: «أنَّه سُئِل عن الرجل يَرَى البَيتَ فَيَرْفَعُ يديهِ؟ فقال: ما كنتُ أرى أنَّ أحداً يفعل هذا إلا اليهود، وقد حَجَجْنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يكن يفعَلُهُ» (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (855) في الحج، باب ما جاء في كراهية رفع اليدين عند رؤية البيت، وأبو [ص: 417] داود رقم (1870) في المناسك، باب رفع اليدين إذا رأى البيت، والنسائي 5 / 212 في الحج، باب ترك رفع اليدين عند رؤية البيت، وفي سنده مهاجر بن عكرمة المكي القرشي المخزومي، لم يوثقه غير ابن حبان، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الخطابي: ضعف الثوري وابن المبارك واحمد وإسحاق حديث مهاجر في رفع اليدين عند رؤية البيت؛ لأن مهاجراً عندهم مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: 1- أخرجه الدارمي 1926 قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الثقفي. و «أبو داود» (1870) قال: حدثنا يحيى بن معين، أن محمد بن جعفر حدثهم، و «الترمذي» 855 قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا وكيع. و «النسائي» 5/212، و «ابن خزيمة» 2704 قال النسائي: أخبرنا، وقال ابن خزيمة: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - عبيد الله، وابن جعفر، ووكيع - قالوا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه ابن خزيمة 2705 قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا قزعة. كلاهما (شعبة، وقزعة) عن أبي قزعة سويد بن حجير، عن المهاجر المكي، فذكره. قلت: المهاجر المكي غير مشهور تفرد ابن حبان بتوثيقه والخبر ضعفه الثوري وابن المبارك وأحمد وابن راهويه. الحديث: 1743 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 1744 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أَقْبَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَدَخلَ مكَّةَ، فأقبلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الحجرِ فَاستلَمَهُ، ثم طاف بالبيت، ثم أتى الصَّفا، فَعَلاه حيثُ يَنْظُرُ إلى البيت، فَرَفَعَ يَدَيه، فَجَعَلَ يَذكُرُ الله ما شَاء أنْ يَذْكُرَهُ ويَدْعُو، قال: والأنصَارُ تَحتَهُ، قال هشام [وهو ابن القاسم] : فَدَعَا فَحَمِدَ الله ودعا بما شَاءَ أنْ يَدُعوَ» (1) . وفي رواية مختصراً: قال: «لمَّا دَخَلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ طافَ بالبَيتِ، وصلَّى ركْعَتَينِ خَلْفَ المقامِ - يَعْني يوم الفتح» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) رقم (1872) في المناسك، باب رفع اليدين إذا رأى البيت، وإسناده صحيح، ورواه بنحوه مسلم في " صحيحه "، في الحديث الطويل في فتح مكة رقم (1780) في الجهاد والسير، وليس فيه ذكر الأنصار. (2) رقم (1871) في المناسك، باب رفع اليدين إذا رأى البيت، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود 1872 قال: ثنا أحمد بن حنبل، ثنا بهز بن أسد وهاشم -يعني ابن القاسم - قالا: ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن عبد الله بن رباح، فذكره. والرواية الأخرى: أخرجها (1871) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سلام بن مسكين ثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، فذكره. قلت:هذا لفظ «سلام» (1754) أخرجه مالك (976) عن نافع، به قلت: عزاه الزرقاني لعبد الزراق من رواية عبيد الله عن نافع، به. الحديث: 1744 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 1745 - (ط) نافع - مولى ابن عمر «أنَّ ابنَ عمر -رضي الله عنهما - أقبلَ من مكة، حتى إذا كان بقُديدٍ جاء خَبَرٌ من المدينة، فرَجعَ فَدَخَلَ مكةَ بِغَيرِ إحرامٍ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 423 في الحج، باب جامع الحج، وإسناده صحيح. الحديث: 1745 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 الباب الثاني عشر: في النيابة في الحج 1746 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان الفَضْلُ ابْنُ عبَّاسٍ رَديفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَجَاءتُه امرأَةٌ من خَثْعمَ تَسْتفتيهِ، فَجعَلَ الفضلُ يَنْظُرُ إليها وتَنظُرُ إليه، فجعل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَصْرِفُ وَجهَ الفضلِ إلى الشِّقِّ الآخر، قالت: يا رسول الله إنَّ فَريِضَةَ الله على عبادِهِ في الحجِّ أَدْرَكتْ أَبي شيخاً كبيراً لا يستَطيعُ أن يَثبُتَ على الرَّاحِلَةِ، أفَأحُجُّ عنه؟ قال: نعم، وذلك في حجَّة الوداع» . ومن الرواة من جعله عن ابن عباس، عن أخيه الفضل، فجعله من مسند الفضل. هذه رواية البخاري، ومسلم، والموطأ وأبي داود. وفي رواية الترمذي: عن ابن عباس عن أخيه، وأوَّلُ حَدِيثِهِ: «أنَّ امرأَة من خَثعمَ قالتْ: يا رسولَ الله، إنَّ أبي ... وذكر الحديث» وفي رواية النسائي: عن ابن عباس: «أنَّ امرأةً من خثعم سَألت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- غَدَاةَ جَمْعٍ ... الحديث» . وفي أخرى له عنه: قال: «إنَّ رَجُلاً قال: يا نَبيَّ الله، إنَّ [ص: 419] أَبي مَاتَ ولم يَحُجَّ، أَفَأحُجَّ عنه؟ قال: أرأَيتَ لو كان على أَبيك دَيْنٌ أَكُنتَ قَاضِيَهُ؟ قال: نعم، قال: فَدَيْنُ الله أَحقُّ» . وفي أخرى له نحوه، وقال فيها: «وهو شيخٌ كبيرٌ لا يثبُتُ على الرَّاحِلَةِ، وإن شَدَدْتُهُ خشيتُ أن يمُوتَ» . وأخرجه أيضاً مثل حديث البخاري ومسلم. وأخرجه أيضاً عن الفضل، وجعل عِوَضَ المرأةِ رجلاً، وأنه استَفْتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عن أُمِّه (1) .   (1) أخرجه البخاري 3 / 300 في الحج، باب وجوب الحج وفضله، وباب الحج عمن لا يستطيع الثبوت على الراحلة، وباب حج المرأة عن الرجل، وفي الاستئذان، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا} ، ومسلم رقم (1334) و (1335) في الحج، باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما، والموطأ 1 / 359 في الحج، باب الحج عمن يحج عنه، والترمذي رقم (928) في الحج، باب ما جاء في الحج عن الشيخ الكبير والميت، وأبو داود رقم (1809) في المناسك، باب الرجل يحج عن غيره، والنسائي 5 / 117 و 118 في الحج، باب الحج عن الحي الذي لا يستمسك على الرحل، وباب تشبيه قضاء الحج بقضاء الدين، وباب حج المرأة عن الرجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (236) . «والحميدي» (507) ، «أحمد» (1/219) (890) قالا: حدثنا سفيان. «أحمد» (1/251) (2266) قال: حدثنا سعيد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (329) (3050) قال: حدثنا محمد ابن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1/346) (3238) قال: حدثنا يحيى قال: أخبرنا مالك. وفي (459) (3375) قال: قرأت على عبد الرحمن: عن مالك. و «الدارمي» (1840) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1841) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا ابن عيينة. و «البخاري» (2/163) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (3/23) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز ابن أبي سلمة. وفي (3/23) أيضا قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (5/222، 8/63) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا. وفي 5/222 قال: قال محمد بن يوسف.: حدثنا الأوزاعي. و «مسلم» 4/101 قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. و «أبو داود» 1809 قال: حدثنا القعنبي، عن مالك و «النسائي» 5/117 قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/228) قال أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي (ح) وأخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر، عن الأوزاعي. وفي 8/228 قال: قال الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وفي 8/228 قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن صالح بن كيسان. و «ابن خزيمة» 3031 قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، ويونس، والليث، وابن جريج وفي (3032) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا المخزومي، قال حدثنا سفيان (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي (3033) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثنا عمي، قال أخبرني مالك، والليث. وفي (3036) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: قال الشافعي: أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلي قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا أخبره. وفي (3042) قال: حدثنا الربيع عن الشافعي، قال: أخبر بن عيينة. ثمانيتهم (مالك، وسفيان عيينة، وصالح بن كيسان، والأوزاعي، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وشعيب ويونس، وابن جريج) عن ابن شهاب، قال: سمعت سليمان بن يسار، فذكره. في رواية ابن خزيمة (3031) قال الليث: وحدثنيه ابن شهاب، عن سليمان، أو أبي سلمة، أو كليهما، عن ابن عباس. قال سفيان بن عيينة، وأخبرني بن دينار، عن الزهري، عن سليمان بن يسار، وعن ابن عباس، مثله، وزاد. فقالت: يارسول الله، فهل ينفعه ذلك؟ فقال: نعم. كما لو كان عليه دين فقضيته نفعه. الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 1746 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 1747 - (س) عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- «أنَّ رجلاً مِنْ خَثعَم جاء إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: فقال: إنَّ أبي شَيْخٌ كبيرٌ لا يستطيع الركوب، وأَدْرَكتُهُ فريضةُ الله في الحجِّ. فهل يُجْزئُ أَن أحُجَّ عنه؟ قال: أنتَ أكْبَرُ وَلَدِهِ؟ قال: نعم، قال: أرأيت لو كان على أَبيكَ ديْنٌ، أكنتَ تَقضِيهِ؟ [ص: 420] قال: نعم، قال فَحُجَّ عنه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 117 و 118 في الحج، باب تشبيه قضاء الحج بقضاء الدين، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 4 / 5، وفي سنده يوسف بن الزبير المكي، لم يوثقه غير ابن حبان، لكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهده: أخرجه أحمد (4/3) قال: ثنا عبد الرحمن، عن سفيان، وفي (4/5) قال: حدثنا جرير، «الدارمي» 1843 قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا جرير. و «النسائي» (5/117) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير وفي 5/120 قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. كلاهما (سفيان، وجرير) عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير، فذكره. قلت: يوسف بن الزبير مجهول، وللحديث شواهد ستأتي. الحديث: 1747 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 1748 - (خ م س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «أتى رَجُلٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنَّ أُختي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، وإنها ماتت؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لو كان عليها دَينٌ أكنتَ قَاضِيَهُ؟ قال: نعم، قال: فَاقضِ الله فهو أحَقُّ بالقضاء» . وفي رواية: «أنَّ امْرأةً مِنْ جُهينةَ جاءتْ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: إنَّ أُمِّي نذَرَت أنْ تَحُجَّ (1) ، فلم تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ، أفَاحُجُّ عنها؟ قال: حُجِّي عنها، أرأيتَ لو كان على أمِّكِ ديَنٌ أكُنْتِ قَاضيَتَهُ (2) ؟ قالت: نعم، قال: اقْضُوا الله، فَالله أَحقُّ بالوفَاءِ» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. [ص: 421] وفي أخرى للنسائي: مثل الروايةِ الثانية، إلا أنَّه قال: «أَمَرتُ امرأةَ سِنَان بنِ سَلمةَ الجُهني: أنْ تَسألَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-» ... الحديث. وله في أخرى: «أنَّ امرأةً سَألَتِ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عن أَبيها مَاتَ ولم يَحُجَّ؟ قال: حُجِّي عن أبيك» (3) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": واستدل به على صحة نذر الحج ممن لم يحج، فإذا حج أجزأه عن حجة الإسلام عند الجمهور، وعليه الحج عن النذر، وقيل: يجزئ عن النذر ثم يحج حجة الإسلام، وقيل: يجزئ عنهما. (2) قال الحافظ في " الفتح ": وفيه أن من مات وعليه حج وجب على وليه أن يجهز من يحج عنه من رأس ماله، كما أن عليه قضاء ديونه، فقد أجمعوا على أن دين الآدمي من رأس المال، فكذلك ما شبه به في القضاء، ويلتحق بالحج كل حق ثبت في ذمته من كفارة أو نذر أو غير ذلك. (3) أخرجه البخاري 11/ 507 في الأيمان والنذور، باب من مات وعليه نذر، وفي الحج، باب الحج والنذور عن الميت والرجل يحج عن المرأة، وفي الاعتصام، باب من شبه أصلاً معلوماً بأصل مبين، والنسائي 5 / 116 في الحج، باب الحج عن الميت الذي نذر أن يحج، وباب الحج عن الميت الذي لم يحج، قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث: قضاء الحقوق الواجبة عن الميت، وفيه استفتاء الأعلم، وفيه فضل بر الوالدين بعد الوفاة، والتوصل إلى براءة ما في ذمتهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/239) (2140) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/345) (3224) قال: حدثنا وكيع. و «الدارمي» (1775، 2337) قال: حدثنا سهل بن حماد. و «البخارى» (8/177) قال: حدثنا آدم. و «النسائي» (6/116) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، و «ابن خزيمة» (3041) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى خمستهم (محمد بن جعفر، ووكيع، وسهل بن حماد، وآدم، وعيسى) عن شعبة. 2- وأخرجه البخاري (3/22) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (9/125) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - موسى، ومسدد - قالا: حدثنا أبو عوانة. كلاهما - شعبة، وأبو عوانة - عن أبي بشر جعفر بن إياس، قال: سمعت سعيد بن جبير فذكره. (* في رواية أبي عوانة: «أن أمرأة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: إن أمي نذرت أن تحج، فماتت قبل أن تحج، أفأحج عنها؟ .... » الحديث. الحديث: 1748 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 1749 - (ت د س) أبو رزين العقيلي [وهو لقيط]- رضي الله عنه - قال: «يا رسول الله، إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ، لا يستطيعُ الحجَّ ولا العمرةَ ولا الظَّعنَ؟ قال له: حُجَّ عن أبيكَ واعتَمِر» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (930) في الحج، باب ما جاء في الحج عن الشيخ الكبير والميت، وأبو داود رقم (1810) في المناسك، باب الرجل يحج عن غيره، والنسائي 5 / 117 في الحج، باب العمرة عن الرجل الذي لا يستطيع، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد 4/12 قال: حدثنا بهز، وعفان (ح) وحدثنا يزيد بن هارون. و «أبو داود» (1810) قال:حدثنا حفص بن عمر، ومسلم. و «ابن ماجة» (2906) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعن علي بن محمد قالا: حدثنا وكيع، و «الترمذي» (930) قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا وكيع. و «النسائي» (5/111) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال حدثنا خالد. وفي (5/117) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال أنبأنا وكيع. و «ابن خزيمة» (3040) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلي الصنعاني، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. سبعتهم (وكيع، وعفان، وبهز، ويزيد، وحفص، ومسلم بن إبراهيم وخالد) عن شعبة، قال: سمعت النعمان بن سالم، قال: سمعت عمرو بن أوس، فذكره. قلت: قال الترمذي: حديث حسن صحيح: الحديث: 1749 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 1750 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأةٌ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: إنَّ أُمي مَاتَتْ ولم تحج، أَفَأَحُجُّ عنها؟ قال: نعم، [ص: 422] حُجِّي عنها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (929) في الحج، باب الحج عن الشيخ الكبير، ورواه مسلم بأطول منه رقم (1149) في الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (929) قال: ثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا عبد الرزاق عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن عطاء قال: (ح) وحدثنا علي بن حجر، حدثنا علي بن مسهر، عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره. قلت: وقال الترمذي: وهذا حديث صحيح. الحديث: 1750 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 1751 - (د) عبد الله عباس -رضي الله عنهما- قال: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سَمعَ رُجلاً يقول:لبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ، قال: وَمَنْ شُبْرُمَةَ؟ قال: أخٌ لي، أو قَريبٌ لي، فقال: أحَجَجتَ عن نَفْسِكَ؟ قال: لا، قال: فَحُجَّ عن نفسك، ثم حُجَّ عن شُبْرُمَةَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1811) في الحج، باب الرجل يحج عن غيره، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2903) في المناسك، باب الحج عن الميت، وابن حبان في " صحيحه " رقم (962) موارد، من حديث عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً البيهقي والدارقطني، وقال البيهقي: إسناده صحيح، وليس في هذا الباب أصح منه. ورواه الشافعي في مسنده 1 / 287 " بدائع المنن في ترتيب السنن " للبنا موقوفاً على ابن عباس. قال الحافظ في " التلخيص " 2 / 223 و 224: وروي موقوفاً رواه غندر عن سعيد كذلك، وعبدة نفسه محتج به في الصحيحين، وقد تابعه على رفعه محمد بن بشر، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وقال ابن معين: أثبت الناس في سعيد: عبدة، قال الحافظ: وكذا رجح عبد الحق وابن القطان رفعه، وأما الطحاوي فقال: الصحيح أنه موقوف، وقال أحمد بن حنبل: رفعه خطأ، وقال ابن المنذر: لا يثبت رفعه، قال: ورواه سعيد بن منصور عن سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كما قال، وخالفه ابن أبي ليلى، ورواه عن عطاء عن عائشة، وخالفه الحسن بن ذكوان فرواه عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس. وقال الدارقطني: إنه أصح. قلت (القائل ابن حجر) وهو كما قال، لكنه يقوي المرفوع؛ لأنه عن غير رجاله، وقد رواه الإسماعيلي في معجمه من طريق أخرى عن أبي الزبير عن جابر، وفي إسنادها من يحتاج إلى النظر في حاله، فيجتمع من هذا صحة الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مختلف في وصله:أخرجه أبو داود (1811) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل،وهناد بن السري، و «ابن ماجة» (2903) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، و «ابن خزيمة» (3039) قال:حدثنا هارون بن إسحاق. أربعتهم - إسحاق بن إسماعيل، وهناد، ومحمد بن عبد الله، وهارون بن إسحاق - عن عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة،عن قتادة،عن عزرة عن سعيد بن جبير، فذكره. قلت: ورواه الشافعي موقوفا، وصحح الطحاوي وقفه، وقال الإمام أحمد: رفعه خطأ، وقال المنذري لايثبت رفعه،وصحح البيهقي إسناده وقال: ليس في هذا الباب أصح منه. الحديث: 1751 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 422 الباب الثالث عشر: في أحكام متعددة تتعلق بالحج ، وفيه سبعة فصول الفصل الأول: في التكبير أيام التشريق 1752 - (ط) يحيى بن سعيد -رحمه الله- «بَلَغهُ: أَنَّ عمرَ بنَ الخطاب -رضي الله عنه- خَرَجَ الغَدَ من يوم النَّحرِ حين ارتَفَعَ النَهارُ شَيْئاً، فَكبَّرَ. فَكَبَّر النَّاسُ بتكبيره، ثم خَرَجَ الثَّانِية من يومه ذلك بعد ارتفاع النهارِ فَكبَّرَ، فَكَبَّرَ النَّاس بتكبيره، ثم خرج [الثالثة] حين زَاغَتِ الشَّمْسُ، فَكبَّرَ، فكبَّرَ الناسُ بتكبيره حتى يَتْصِلَ التَّكبيرُ ويَبلُغَ البيتَ، فيُعْرفَ أن عمر قد خَرَجَ يرْمي» . أخرجه الموطأ (1) . وفي رواية ذكرها البخاري في ترجمة الباب بغير إسنادٍ: «أنَّ عمرَ كان [ص: 424] يُكبِّرُ في مَسجِدِ مِنَى، ويُكَبِّرُ مَنْ في المسجد، فَتَرْتَجُّ أسواق مِنَى من التكبير، حتى يصل التكبير إلى المسجد الحرام، فيقولون: كَبَّرَ عمر، فَيُكَبِّرونَ» (2) .   (1) رواه مالك بلاغاً 1 / 404 في الحج، باب التكبير أيام التشريق، وإسناده منقطع. (2) رواه البخاري تعليقاً 2 /384 في العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفات، قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور من رواية عبيد بن عمير قال: كان عمر يكبر في قبته بمنى، ويكبر أهل المسجد ويكبر أهل السوق، حتى ترتج منى تكبيراً. ووصله أبو عبيد من وجه آخر بلفظ التعليق، ومن طريقه البيهقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه مالك (932) عن يحيى بن سعيد، به. قلت: هذا إسناده منقطع، وعلقه البخاري في باب التكبير أيام منى .... قال الحافظ: وصله سعيد بن منصور من رواية عبيد بن عمير قال: كان يكبر ... فذكر الأثر. الحديث: 1752 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 423 1753 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «كان يُكَبِّرُ في فُسْطَاطِهِ، ويُكَبِّرُ النَّاسُ لتكبيرهِ دُبُرَ الصلاة، وفي غَيْرِ وَقْتِ الصلاةِ، وإذا ارتفع النهارُ، وعند الزوال، وإذا ذَهبَ يَرْمي» (1) . وفي رواية: «أنه كان يُكَبِّرُ في قُبَّتِهِ بِمِنى، فَيَسْمَعُهُ أهل المسجد فَيُكَبِّرُونَ، ويُكبِّرُ أَهلُ الأسواقِ حتى تَرْتَجُّ مِنَى تَكْبِيراً» (2) . وفي أخرى: «كان يّكبِّر بمنى تلك الأيام، وخلْفَ الصلاةِ، وعلى فِراشهِ، وفي فُسطَاطِهِ، ومَجْلِسِهِ، ومَمْشَاهُ في تلك الأيام جميعاً» . أخرجه البخاري في ترجمة الباب بغير إسناد (3) .   (1) لم أرها بهذا اللفظ عن ابن عمر، وهي بمعنى الرواية الأخيرة في هذا الخبر. (2) هذه الرواية في البخاري تعليقاً عن عمر رضي الله عنه، ولم أرها عن ابن عمر، وهي التي تقدمت في أول الفصل. (3) رواه البخاري تعليقاً 2 /384 في العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة، قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " وكان ابن عمر ... إلخ " وصله ابن المنذر والفاكهي في " أخبار مكة " من طريق ابن جريج: أخبرني نافع، أن ابن عمر ... فذكره سواء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قلت: إنما الرواية الأخيرة هي التي ذكرها البخاري في صحيحه تعليقا قال الحافظ: وصله ابن المنذر والفاكهي في أخبار مكة. الحديث: 1753 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 1754 - (خ) أبو هريرة وعبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- «كانا يَخْرُجانِ إلى السُّوقِ في أيام العشر يُكبِّرَان، ويُكبِّرُ الناسُ بتكْبيرهِما» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 2 /381 في العيدين، باب فضل العمل أيام التشريق، قال الحافظ في " الفتح ": لم أره موصولاً عنهما، وقد ذكره البيهقي أيضاً معلقاً عنهما وكذا البغوي، وقال الطحاوي: كان مشايخنا يقولون بذلك، أي بالتكبير أيام العشر. وقد اعترض على البخاري في ذكر هذا الأثر في ترجمة العمل في أيام التشريق، وأجاب الكرماني: بأن عادته أن يضيف إلى الترجمة ما له بها أدنى ملابسة استطراداً. اهـ. والذي يظهر أنه أراد تساوي أيام التشريق بأيام العشر بجامع ما بينهما مما يقع فيهما من أعمال الحج، ويدل على ذلك أن أثر أبي هريرة وابن عمر صريح في أيام العشر والأثر الذي بعده في أيام التشريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري (2/ 381) في العيدين - باب فضل العمال أيام التشريق. قال الحافظ ابن حجر، لم أره موصولا عنهما. الحديث: 1754 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 1755 - () أم سلمة -رضي الله عنها- «كانت تُكبِّر ويُكَبِّرُ النساء اللاتي حَولَها لِتَكْبيرِهَا دُبُرَ الصَّلَوَاتِ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث ذكره رزين العبدري وليس في الأصول. الحديث: 1755 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 1756 - (خ) ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- «كانت تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحرِ، وكان النساءُ يُكبِّرنَ خَلفَ أبان بن عثمان» . أخرجه البخاري في ترجمة الباب بغير إسناد (1) .   (1) 2 /385 تعليقاً في العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفات، قال الحافظ في " الفتح ": قوله: وكانت ميمونة: أي بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أقف على أثرها هذا موصولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري (2/385) في العيدين باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة قال الحافظ بن حجر لم أقف عليه موصولا. الحديث: 1756 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 الفصل الثاني: في الخطبة بمنى 1757 - (د س) عبد الرحمن بن معاذ التيمي - رضي الله عنه - قال: «خَطبَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بِمنَى، فَفُتِّحَتْ أَسْمَاعُنا حَتَّى كنَّا نَسمَعُ ما يقولُ ونحن في مَنازِلنا، فَطَفِقَ يُعَلِّمُهمْ مَناسِكَهُم حَتى بَلَغَ الجمارَ، فَوضَعَ إصبَعَيْهِ السبَّابَتينِ، ثم قال: بِحصى الْخَذْفِ، ثم أمَرَ المهاجرينَ فَنزلُوا في مُقدَّمِ المسجدِ، وأَمَرَ الأنصارَ أنْ يَنزلُوا من ورَاء المسجد. قال: ثم نَزَلَ الناسُ بعدُ» . وفي رواية: عن عبد الرحمن بن مُعَاذٍ عن رَجلٍ من أصحابِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «خَطبَ النبي -صلى الله عليه وسلم- النَّاسَ بمنى، ونَزَّلَهمْ منازِلَهُمْ، فقال: لِيَنزِلِ المُهاجرونَ ها هنا - وأَشارَ إلى مَيمَنةِ القِبْلةِ - والأنصارُ ها هنا - وأشارَ إلى مَيْسَرَةِ القبلة - ثم قال: ليَنزِلِ الناسُ حولَهمُ» . أخرجه أبو داود. وأخرج النسائي الأولى (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (1951) في المناسك، باب النزول بمنى، والنسائي 5 / 249 في الحج، باب ما ذكر في منى، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (852) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» 4/61 قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي. و «الدارمي» 1906 قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد. و «أبو داود» قال: حدثنا مسدد، وقال: حدثنا عبد الوارث. و «النسائي» 5/249 قال: أخبرنا محمد ابن حاتم بن نعيم، قال: أنبأنا سويد، قال:أنبأنا عبد الله، وعن عبد الوارث -ثقة-. ثلاثتهم -سفيان، وعبد الوارث، وخالد بن عبد الله -عن حميد بن قيس الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، فذكره. الحديث: 1757 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 426 1758 - (د) ابن أبي نجيح -رحمه الله- عن أبيه، عن رجلَينِ مِنْ بَني بكرٍ قالا: «رَأينا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَخطُبُ بَينَ أَوْسَطِ أيامِ التشريق ونحن عند راحلته، وهي خُطبةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- التي خطب بمنَى» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1952) في المناسك، باب أي يوم يخطب بمنى، وإسناده جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (1952) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن المبارك، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، فذكره. وأخرجه أحمد 5/370 قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل من بني بكر. قال: خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس بمنى على راحلته، ونحن عند يديها - قال إبراهيم: ولا أحسبه إلا قال عند الجمرة -. قلت: جهالة الصحابي لا تضر، كما هو معروف. الحديث: 1758 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 1759 - (د) رافع بن عمرو المزني - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَخطُبُ النَّاسَ بمنَى حين ارْتَفْعَ الضحى على بَغْلَةٍ شَهباءَ، وعَليٌّ يُعبِّرُ عنه، والناسُ بَينَ قاَئِمٍ وَقَاعدٍ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1956) في المناسك، باب أي يوم يخطب يوم النحر، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود 1956 قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الدمشقي. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3597 عن عبد الرحمن بن إبراهيم. كلاهما (عبد الوهاب،وعبد الرحمن) عن مروان، عن هلال بن عامر المزني، فذكره. الحديث: 1759 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 1760 - (د) ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين -رحمه الله- قال: «حَدَّثْتني جَدَّتي سَرَّاءُ بنتُ نَبهانَ (1) - وكانت رَبَّةَ بَيتٍ في الجاهلية - قالت: خَطَبَنَا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَومَ الرؤوس (2) فقال: أيُّ يَومٍ هذا؟ قُلْنا: الله ورسوله أعلم، قال: أليسَ أوسطَ أيَّامِ التَّشريقِ؟» . وفي رواية «أنَّه خَطَبَ أوسَطَ أيام التشرِيقِ» . [ص: 428] أخرجه أبو داود (3) .   (1) وهي سراء - بتشديد الراء - بنت نبهان الغنوية. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنها ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين وهي جدته، وساكنة بنت الجعد الغنوي، وقد ضبطها في " أسد الغابة " عن أبي نصر بن ماكولا " سرى " بالقصر. (2) يوم الرؤوس - بضم الراء المهملة، وضم الهمزة بعدها، جمع رأس - هو ثاني أيام التشريق كما سيفسره في نفس الحديث، سمي بذلك لأنهم كانوا يأكلون فيه رؤوس الأضاحي. (3) رقم (1953) في المناسك، باب أي يوم يخطب بمنى، وفي سنده ربيعة بن عبد الرحمن لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، لكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن، منها رقم (1759) الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (51) . و «أبو داود» 1953 قال: حدثنا محمد بن بشار. و «ابن خزيمة» 2973 قال: حدثنا محمد بن بشار، وإسحاق بن زياد بن يزيد العطار. ثلاثتهم (البخاري، ومحمد بن بشار، وإسحاق بن زياد) قالوا: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا ربيعة عن عبد الرحمن بن حصن، فذكره. قلت: ربيعة تفرد بتوثيقه ابن حبان، لمتن الحديث شواهد. الحديث: 1760 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 1761 - (د) الهرماس بن زياد الباهلي - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُب الناسَ على نَاقَتِهِ العَضَباء يَوم الأضحى بمنَى» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1954) في المناسك، باب من قال: خطب يوم النحر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناد صحيح: أخرجه أحمد 3/485 قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي 3/485 قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي 5/7 قال: حدثنا بهز. وفي 5/7 قال: حدثنا عبد الصمد. و «أبو داود» (1954) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 53-ب) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان. و «ابن خزيمة» (2953) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري. قال حدثنا النضر بن محمد. سبعتهم - يحيى، وهشام،وبهز، وعبد الصمد، وهشام بن عبد الملك، وأبو نوح، والنضر بن محمد عن عكرمة بن عمار العجلي -، فذكره. الحديث: 1761 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 1762 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «سَمِعْتُ خُطبَةَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بمنَى يَومَ النَّحرِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1955) في المناسك، باب من قال: خطب يوم النحر، وفي سنده الوليد بن مسلم القرشي، وهو ثقة كثير التدليس والتسوية، لكن يشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد 5/251 قال: حدثنا زيد بن الحباب، وفي 5/262 قال حدثنا عبد الرحمن، و «الترمذ ى» (616) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي،قال: حدثنا زيد بن الحباب. كلاهما (زيد، وعبد الرحمن) عن معاوية بن صالح. 2- وأخرجه أبو داود 1955 قال: حدثنا مؤمل (يعني ابن الفضل الحراني) قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا ابن جابر. كلاهما - معاوية، وابن جرير - قالا: حدثنا سليم بن عامر، فذكره. (*) روايتا زيد بن الحباب، وعبد الرحمن، عند أحمد، فيهما زيادة: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،وهو يومئذِ علي الجدعاء، واضع رجليه في الغرز يتطاول، يسمع الناس، فقال بأعلي صوته: ألا تسمعون؟ فقال رجل من طوائف الناس: يارسول الله،وماذا تعهد إلينا .... » الحديث. (*) رواية ابن جابر مختصرة علي: «سمعت خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنى يوم النحر» . الحديث: 1762 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 الفصل الثالث: في حج الصبي 1763 - (م ط د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لَقَي رَكْباً بِالرَّوْحَاء. فقال: مَنِ القومُ؟ قالوا: المسلمون، فقالوا: مَنْ أنتَ؟ قال: رسولُ الله، فَرَفَعت إليه امرأةٌ صَبياً، فقالت: [ص: 429] أَلهذاَ حَجٌّ؟ قال: نعم، ولك أجر» . وفي رواية: عن كُريبٍ مُرسلاً: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بامرأةٍ وهي في مَحَفَّتِها، فقيل لها: هذا رسولُ الله، فأخَذَت بِضبْعَي صَبيٍّ كان معها، فقالت: ألهذا حج يا رسول الله؟ فقال: نعم، ولَكِ أَجرٌ» . أخرجه مسلم وأخرج أبو داود والنسائي الأولى. وأخرج الموطأ الثانية (1) . [ص: 430] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بضبعي صبي) : ضبع الإنسان: ما تحت الإبط إلى الخاصرة.   (1) أخرجه مسلم رقم (1336) في الحج، باب صحة حج الصبي وأجر من حج به، والموطأ 1 / 422 في الحج، باب جامع الحج، وأبو داود رقم (1736) في المناسك، باب في الصبي يحج، والنسائي 5 / 120 في الحج، باب الحج بالصغير، قال النووي في " شرح مسلم ": وفي هذا حجة للشافعي ومالك وأحمد وجماهير العلماء: أن حج الصبي منعقد صحيح يثاب عليه وإن كان لا يجزئه عن حجة الإسلام، بل يقع تطوعاً، وهذا الحديث صريح فيه، وقال أبو حنيفة: لا يصح حجه. قال أصحابه: وإنما فعلوه تمريناً له ليعتاده فيفعله إذا بلغ، وهذا الحديث يرد عليهم. قال القاضي: لا خلاف بين العلماء في جواز الحج بالصبيان، وإنما منعه طائفة من أهل البدع، ولا يلتفت إلى قولهم. بل هو مردود بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإجماع الأمة، وإنما خلاف أبي حنيفة في أنه هل ينعقد حجه ويجري عليه أحكام الحج ويجب فيه الفدية ودم الجبران وسائر أحكام البالغ؟ فأبو حنيفة يمنع ذلك كله ويقول: إنما يجب ذلك تمريناً على التعليم، والجمهور يقولون: تجري عليه أحكام الحج في ذلك، ويقولون: حجه منعقد يقع نفلاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل له حجاً. قال القاضي: وأجمعوا على أنه لا يجزئه إذا بلغ عن فريضة الإسلام إلا فرقة شذت فقالت: يجزئه ولم يلتفت العلماء إلى قولها. وقال النووي: قوله " ولك أجر " معناه بسبب حملها وتجنيبها إياه ما يجتنبه المحرم وفعل ما يفعله المحرم والله أعلم. وأما الولي الذي يحرم عن الصبي فالصحيح عند أصحابنا: أنه الذي يلي ماله، وهو أبوه أو جده أو الوصي، أو القيم من جهة القاضي، أو القاضي أو الإمام، وأما الأم فلا يصح إحرامها عنه، إلا أن تكون وصيته أو قيمته من جهة القاضي. وقيل: إنه يصح إحرامها وإحرام العصبة وإن لم يكن [ص: 430] ولاية المال هذا كله إذا كان صغيراً لا يميز، فإن كان مميزاً أذن له الولي فأحرم، فلو أحرم بغير إذن الولي، أو أحرم الولي عنه، لم ينعقد على الأصح، وصفة إحرام الولي عن غير المميز أن يقول بقلبه: جعلته محرماً والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) 272. والحميدي (504) ، و «أحمد» (1/219) (1898) قالا: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . و «أحمد» (1/219) (1899) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (1/244) (2187) قال: حدثنا حجين بن المثنى، ويونس (يعني ابن محمد) قالا: حدثنا عبد العزيز (ابن أبي سلمة) وفي (1/288) (2610) قال: حدثنا نوح بن ميمون، قال: أخبرنا عبد الله (يعني العمري) ، عن محمد بن عقبة. وفي (1/344) (3202) قال: حدثنا أبو أحمد، وأبو نعيم، قالا: حدثنا سفيان (الثوري) . و «مسلم» (4/101) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر، جميعا عن ابن عيينة و «أبو داود» (1736) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، وقال: حدثنا سفيان بن عيينة و «النسائي» (5/120) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . (ح) وحدثنا الحارث بن مسكين، قراءة عليه، وأنا أسمع عن سفيان (ابن عيينة) وفي (5/121) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وفي (5/121) قال: أخبرنا سليمان بن داود بن حماد بن سعد بن أخي رشدين بن سعد أبو الربيع، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني مالك بن أنس. و «ابن خزيمة» (3049) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان - ابن عيينة - (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا سفيان (ابن عيينة) . ستتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وعبد العزيز بن أبي سلمة، ومحمد بن عقبة، وسفيان الثوري - عن إبراهيم بن عقبة. 2- وأخرجه أحمد 1/343 (3196) قال: حدثنا عبد الرحمن. و «مسلم» (4/101) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن. و «النسائي» (5/120) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي (5/120) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري. أربعتهم (عبد الرحمن بن مهدي، وأبو أسامة ويحي، وبشر) عن سفيان الثوري، عن محمد بن عقبة. كلاهما (إبراهيم بن عقبة، ومحمد بن عقبة) عن كريب، فذكره. أخرجه أحمد (1/343) (3195) . و «مسلم» (4/101) قال: حدثني محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد، وابن المثنى) قالا: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، وعن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، أن امرأة رفعت صبيا لها، فقالت: يارسول الله، ألهذا حج؟ مرسل. الروايات ألفاظها متقاربة - ورواه عن أبي هريرة طاووس. أخرجه الحميدي (619) قال: ثنا أبونعيم، قال: ثنا إبراهيم بن إسماعيل قال: أخبرني عبد الكريم، عن طاووس، فذكره. الحديث: 1763 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 1764 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «رفَعت امرأةٌ صَبياً لها إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، ألهذا حجٌّ؟ قال: نعم ولك أجرٌ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (924) في الحج، باب ما جاء في حج الصبي، وإسناده حسن. قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1-أخرجه ابن ماجة 2910 قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن طريف. و «الترمذي» 924 قال: حدثنا بن طريف الكوفي. كلاهما (علي، ومحمد بن طريف) قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثني محمد بن سوقة. 2- وأخرجه الترمذي 926 قال: حدثنا قتيبة،قال: حدثنا قزعة بن سويد الباهلي. كلاهما (محمد بن سوقة، وقزعة) عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 1764 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 1765 - (خ ت) السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: «حَجَّ بي أبي مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في حَجَّةِ الْوَداع، وأنا ابنْ سَبْعِ سنين» . أخرجه البخاري والترمذي (1) .   (1) أخرجه البخاري 4 / 61 في الحج، باب حج الصبيان، والترمذي رقم (925) في الحج، باب ما جاء في حج الصبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 3/449 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. و «البخاري» 3 /24 قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس. و «الترمذي» 925 و 2161 قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - قتيبة،وعبد الرحمن بن يونس - قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف، فذكره. الحديث: 1765 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 1766 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا إذا حَججنا مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فكنَّا نلبِّي عن النساءِ والصبيان» أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث غريب، وقد أجمع أهل العلم أن المرأة لا يُلبِّي عنها غيرُها (1) .   (1) رقم (927) في الحج، باب ما جاء في حج الصبي، وفي إسناده أشعث بن سوار، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد 3/314. و «ابن ماجة» 3038 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. و «الترمذي» 927 قال: حدثنا بن إسماعيل الواسطي. ثلاثتهم (أحمد، وأبو بكر، ومحمد) عن عبد الله بن نمير، عن أشعث بن سوار، عن أبي الزبير، فذكره. قلت: أشعث بن سوار ضعفوه، وأبو الزبير يدلس. وفي الأصول زيادة: «ورمينا عنهم» . الحديث: 1766 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 الفصل الرابع: في الإشتراط في الحج 1767 - (خ م س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «دَخَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على ضُباعةَ بنت الزبير (1) وقال لها: لعلك أرَدتِ الحجَّ؟ قالت: والله ما أَجِدُني إلا وَجِعَة (2) ، فقال لها: حُجِّي واشْتَرِطي وقُولي: اللهم مَحِلِّي (3) حَيثُ حَبَسْتَني (4) . وكانت تحت المقداد بن الأسود» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم: قالت: «دَخَل النبي -صلى الله عليه وسلم- على ضُباعة بِنْتِ الزُبير بنِ عبد المطلب فقالت: يا رسولَ الله، إنِّي أُريدُ الحجَّ وأنا شَاكيةٌ؟ فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: حُجِّي واشْتَرِطي: أَنَّ مَحلِّي حيث حَبَسْتَني» . [ص: 432] وأخرجه النسائي [أيضاً مثله] (5) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": " ضباعة " بضاد معجمة مضمومة ثم موحدة مخففة، وهي ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، كما ذكره مسلم في الكتاب، وهي بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأما قول صاحب الوسيط: هي ضباعة الأسلمية، فغلط فاحش، والصواب: الهاشمية. (2) " وجعة " بكسر الجيم، يعني: أجد في نفسي ضعفاً من المرض لا أدري أقدر على تمام الحج أم لا؟ (3) " محلي " بفتح الميم وكسر الحاء، أي: محل خروجي من الحج وموضع حلالي من الإحرام يعني: زمانه ومكانه. (4) قوله: " حيث حبستني " أي: منعتني يا الله، يعني: مكان منعتني فيه من الحج للمرض. (5) أخرجه البخاري 9 / 114 في النكاح، باب الأكفاء في الدين، ومسلم رقم (1207) في الحج، باب جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه، والنسائي 5 / 168 في الحج، باب كيف يقول إذا اشترط. قال النووي في " شرح مسلم ": ففيه دلالة لمن قال: يجوز أن يشترط الحاج والمعتمر في إحرامه: أنه إن مرض تحلل، وهو قول عمر بن الخطاب، وعلي، وابن مسعود، وآخرين من الصحابة رضي الله عنهم، وجماعة من التابعين، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور، وهو الصحيح من مذهب الشافعي، وحجتهم هذا الحديث الصحيح الصريح، وقال أبو حنيفة ومالك وبعض التابعين: لا يصح الاشتراط، وحملوا الحديث على أنها قضية عين، وأنه مخصوص بضباعة، وأشار القاضي عياض إلى تضعيف الحديث، فإنه قال: قال الأصيلي: لا يثبت في الاشتراط إسناد صحيح. قال النسائي: لا أعلم أحداً أسنده عن الزهري غير معمر، وهذا الذي عرض به القاضي، وقاله الأصيلي من تضعيف الحديث غلط فاحش جداً، نبهت عليه لئلا يغتر به؛ لأن هذا الحديث مشهور في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وسائر كتب الحديث المعتمدة من طرق متعددة بأسانيد كثيرة عن جماعة من الصحابة، وفيما ذكره مسلم من تنويع طرقه أبلغ كفاية. وفي هذا الحديث دليل على أن المرض لا يبيح التحلل إذا لم يكن اشتراطه في حال الإحرام. والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 6/164. و «مسلم» 4/26 قال: حدثنا عبد بن حميد. و «النسائي» 5/168 قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم (أحمد، وعبد، وإسحاق) عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (6/164) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر وفي (6/202) قال: حدثنا حماد بن أسامة. «البخاري» (7/9) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. و «مسلم» (4/26) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «النسائي» (5/168) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر. و «ابن خزيمة» . (2602) قال: حدثنا عبد الجبار ابن العلاء. قال: حدثنا سفيان ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. ثلاثتهم (حماد بن أسامة أبو أسامة، ومعمر، وسفيان بن عيينة) عن هشام بن عروة. كلاهما (الزهري، وهشام) عن عروة بن الزيبر، فذكره. (*) قال النسائي: لاأعلم أحدا أسند هذا الحديث عن الزهري غير معمر. والله سبحانه وتعالى أعلم. الحديث: 1767 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 1768 - (م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ ضُباعَة بنْت الزُّبيرِ بْنِ عبد المطلب أتت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إنّي امرأةٌ ثَقِيلةٌ، وإني أُريدُ الحجَّ، فما تأمُرني؟ قال: أَهِلي بالحجِّ واشْتَرطي: أنَّ مَحِلِّي حيثُ تَحْبِسُني، قال: فَأَدْركَت» . وفي رواية: «أَنَّ ضُباعَةَ أرَادَتِ الحجَّ، فأمرها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَن تَشترط، فَفَعَلَت ذلك عن أمرِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي وأبي داود: «أنها أَتَتِ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقالت: [ص: 433] يا رسول الله، إني أُريدُ الحجَّ، أفَأشْترِطُ؟ قال: نعم، قالت: كيفَ أقُولُ؟ قال: قُولي: لَبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيكَ، محلي من الأَرض حَيْثُ تَحبِسُني» . وفي رواية النسائي مثل الأولى. وله في أخرى مثل الثالثة وزاد: «فإنَّ لك على رَبِّكِ ما استَثْنيتِ» (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1208) في الحج، باب جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض، والترمذي رقم (941) في الحج، باب ما جاء في الاشتراط في الحج، وأبو داود رقم (1776) في المناسك، باب الاشتراط في الحج، والنسائي 5 / 167 في الحج، باب الاشتراط في الحج، وباب كيف يقول إذا اشترط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 1/352 (3302) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا سفيان (يعني ابن حسين) ، عن أبي بشر. و «الدارمي» 1818 قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا ثابت بن زيد، قال: حدثنا هلال بن خباب. و «أبو داود» 1776 و «الترمذي» 941 قال: حدثنا زياد بن أيوب البغدادي، قال: حدثنا عباد بن عوام، عن هلال بن خباب. و «النسائي» 5/167 قال: أخبرني إبراهيم ابن يعقوب، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا ثابت بن يزيد الأحول، قال: حدثنا هلال بن خباب. كلاهما (أبو بشر، وهلال بن خباب) عن عكرمة، فذكره. ورواه عن ابن عباس عطاء: أخرجه مسلم (4/26) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، وأبو أيوب الغيلاني، وأحمد بن خراش، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أبو عامر (وهو عبد الملك بن عمرو) قال: حدثنا رباح (وهو ابن أبي معروف) عن عطاء، فذكره. وفي رواية إسحاق: «.. أمر ضباعة» . - ورواه عن ابن عباس طاووس: أخرجه أحمد (1/337) (3117) قال: حدثنا محمد بن بكر. و «مسلم» (4/26) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، وأبو عاصم، ومحمد بن بكر. (ح) وحدثنا إسحاق ابن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن بكر. و «ابن ماجة» (2938) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا أبو عاصم. و «النسائي» (5/168) قال: أخبرني عمران بن يزيد، قال: أنبأنا شعيب. أربعتهم (محمد بن بكر، وعبد الوهاب، وأبو عاصم، وشعيب) عن ابن جرير، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع طاووسا، وعكرمة، فذكراه. - ورواه عن ابن عباس سعيد بن جبير: أخرجه مسلم (4/26) . و «النسائي» (5/167) . قال: مسلم: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا حبيب بن يزيد، عن عمرو بن هرم، عن سعيد ابن جبير، وعكرمة، فذكراه. - ورواه عن ابن عباس، مبهم. أخرجه أحمد (1/330) (3054) قال: ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا الأوزاعي، قال ثنا عبد الكريم، قال: حدثني من سمع ابن عباس، فذكره. الحديث: 1768 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 1769 - (خ ط ت س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «كانَ يُنْكِرُ الاشْتِرَاطَ في الحْجِّ ويقول: أَليس حَسْبُكُم سُنَّةَ نبيِّكم؟» . هذه رواية الترمذي. وزاد النسائي: «أنه لم يَشتَرِط، فَإن حَبَسَ أَحَدَكم حَابسٌ فليأتِ البَيْتَ، فَلْيطُف به، وبَينَ الصّفا والمروة، ثُمَّ لْيَحِلقْ أَو ليقَصِّرْ، ثم لِيَحْلِلْ، وعليه الحجُّ من قابلٍ» . وله في أخرى زيادة بعد قوله: «نَبيِّكم» : إنْ حُبِسَ أحدُكم عن الحجِّ (1) طَافَ بالبَيتِ وبالصَّفا والمروةِ، ثم حَلَّ مِنْ كُلِّ شيءٍ حتى يَحُجَّ عاماً قَابلاً ويَهْدي، أو يصُومَ إن لم يَجدْ هَدياً» . [ص: 434] وأخرج البخاري والموطأ، زيادة النسائي، ولم يذكر الاشتراط (2) .   (1) أي: ركنه الأعظم، وهو الوقوف بعرفة، ولم يمنع الطواف والسعي. (2) أخرجه البخاري 4 / 8 في الحج، باب الإحصار في الحج، والموطأ 1 / 361 في الحج، باب ما جاء فيمن أحصر بغير عدو، والترمذي رقم (948) " تحفة الأحوذي " في الحج، باب رقم (95) ، والنسائي 5 / 169 في الحج، باب ما يفعل من حبس عن الحج ولم يكن اشترط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1-أخرجه أحمد 2/33 (4881) قال: حدثنا عبد الرزاق. و «البخاري» 3/11 قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن عبد الله. و «الترمذي» 942 قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (5/169) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق. كلاهما (عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك) قالا: أخبرنا معمر. 2- وأخرجه البخاري (3/11) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. و «النسائي» 5/169) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن وهب كلاهما عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه، فذكره. الحديث: 1769 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 الفصل الخامس: في حمل السلاح بالحرم 1770 - (خ) سعيد بن جبير قال: «كنتُ مَعَ ابنِ عمرَ -رضي الله عنهما- حين أَصَابُه سِنانُ الرُّمح في أخَمصِ قَدَمِهِ، فَلزِقَتْ قَدَمُهُ بالرِّكابِ، فنزلتُ فَنَزَعْتُها، وذلك بمنَى، فَبَلغَ الحجَّاجَ، فجاء يَعُودُهُ، فقال الحجَّاجُ: لَوْ نَعْلَمُ مَن أصَابَكَ؟ فقال ابنُ عمر: أنت أَصبْتني، قال: وكيفَ؟ قال: حَملتَ السلاح في يومٍ لم يكن يُحْمَلُ فيه، وأَدخَلتَ السلاحَ الحرمَ، ولم يكن السِّلاحُ يدْخَل الحرمَ» . وفي رواية: عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: «دَخَلَ الحجاجُ على ابن عمر، وأنا عندَه، فقال: كيف هو؟ قال: صالحٌ: قال: [ص: 435] مَنْ أصَابَكَ؟ قال: أَصابني مَنْ أمَرَ بحَمْلِ السلاح في يومٍ لا يَحِلُّ فيه حَملُهُ يعني: الحجاجَ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 379 في العيدين، باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/23) قال: ثنا زكريا بن يحيى أبو السُّكين قال: ثنا المحاربي قال: ثنا محمد بن سوقة، عن سعيد بن جبير، فذكره. - والرواية الأخرى: أخرجها البخاري (2/24) قال: ثنا أحمد بن يعقوب، قال: حدثني إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1770 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 1771 - (خ م د) أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي -رحمه الله- قال: سمعتُ البرَاءَ يقول: «لما صالح رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أهلَ الحُديبيةِ، صَالحُهمْ على أن لا يَدْخُلُوها إلا بجُلُبَّانِ السلاحِ، فَسَأْلتُهُ: مَا جُلُبَّانُ السلاح؟ قال: القِرابُ بما فيه» . أخرجه أبو داود. وهو طرف من حديث طويلٍ أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في كتاب الغزوات من حرف الغين (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جلبان السلاح) القراب بما فيه، وقيل القراب: الغمد، والجلبان: شبه الجراب من الأدم، يوضع فيه السيف مغموداً، ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته، ويعلقه من آخرة الرحل وواسطته، وقد روي بضم الجيم واللام وتشديد الباء، وهو أوعية السلاح   (1) أخرجه البخاري 5 / 223 في الصلح، باب كيف يكتب: هذا ما صالح فلان بن فلان، وفي الحج، باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وباب لبس السلاح للمحرم، وفي الجهاد، باب المصالحة على ثلاثة أيام أو وقت معلوم، وفي المغازي، باب عمرة القضاء، ومسلم رقم (1783) في الجهاد، باب صلح الحديبية في الحديبية، وأبو داود رقم (1832) في المناسك، باب المحرم يحمل السلاح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد 4/289 قال: حدثنا يحيى. وفي 4/291 قال: حدثنا محمد ابن جعفر. و «البخاري» (3/241) قال:حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. و «مسلم» 5/173 قال:حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وفي 5/174 قال: حدثنا محمد المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. و «أبوداود» 1832 قال: حدثنا أحمد بن حنبل،قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم (يحيى، وابن جعفر غندر، ومعاذ) عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد 4/292 قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا الحجاج (مختصرا) . 3- وأخرجه أحمد 4/302 قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. 4- وأخرجه البخاري (4/126) قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا شريح بن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق قال: حدثني أبي. 5- وأخرجه مسلم 5/174 قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي،وأحمد بن جناب، جميعا عن عيسى بن يونس، قال: أخبرنا زكريا. خمستهم (شعبة، وحجاج،وسفيان، ويوسف، وزكريا) عن أبي إسحاق فذكره. الحديث: 1771 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 الفصل السادس: في ماء زمزم 1772 - (خ م) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «سَقَيْتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- من زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وهو قَائِمٌ» . وفي رواية: «واسْتَسقى وهو عند البَيْتِ، فأَتَيتُهُ بِدلْوٍ» . زاد في رواية قال: «فَحلَف عِكْرِمَةُ: ما كان يومئذٍ إلا على بعيرٍ (1) » .أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 394، 395: عند ابن ماجة من هذا الوجه، قال عاصم: " فذكرت ذلك لعكرمة، فحلف بالله ما فعل " أي: ما شرب قائماً؛ لأنه كان حينئذ راكباً انتهى. وقد تقدم أن عند أبي داود من رواية عكرمة عن ابن عباس " أنه أناخ فصلى ركعتين " فلعل شربه من زمزم كان بعد ذلك، ولعل عكرمة إنما أنكر شربه قائماً لنهيه عنه، لكن ثبت عن علي رضي الله عنه عند البخاري " أنه صلى الله عليه وسلم شرب قائماً " فيحمل على بيان الجواز. والله أعلم. (2) أخرجه البخاري 3 / 394 في الحج، باب ما جاء في زمزم، وفي الأشربة، باب الشرب قائماً، ومسلم رقم (2027) في الأشربة، باب الشرب من زمزم قائماً، وأخرجه الترمذي رقم (1883) في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة في الشرب قائماً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] :صحيح: أخرجه الحميدي (481) وأحمد (1/202) (1903) قالا: ثنا سفيان (ابن عيينة) . وفي (1/243) (2183) قال أحمد: حدثنا هاشم،قال حدثنا شعبة، وفي (1/249) (2244) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ؤفي (1/287) (2608) قال: حدثني علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب، قال: حدثنا عبد الله. وفي (1/342) (3186) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وفي (1/369) (3497) قال: حدثنا عبدة بن سليمان.. وفي (1/372) (3529) قال: حدثنا روح،قال: حدثنا حماد. و «البخاري» (2/191) قال: حدثنا محمد (هو ابن سلام) قال: أخبرنا الفزاري. وفي (7/143) قال: حدثنا أبو نعيم، قال:حدثنا سفيان (الثوري) .و «مسلم « (6/111) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) (ح) وحدثنا شريح بن يونس، قال:حدثنا هشيم. (ح) وحدثني عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار،قال حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة. و «ابن ماجة» (3422) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. و «الترمذي» (في الشمائل) (208) قال: حدثنا علي بن حجر، قال:حدثنا ابن المبارك. و «النسائي» (5/237) قال: أنبأنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم. وفي 5/237 قال:أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. و «ابن خزيمة» (2945) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) عشرتهم-سفيان بن عيينة، وشعبة، وعبد الله بن المبارك، وسفيان الثوري، وعبدة بن سليمان، وحماد، ومروان بن معاوية الفزاري، وأبو عوانة، وهشيم، وعلي بن مسهر - عن عاصم الأحول. 2- وأخرجه أحمد (1/214 (1838) .و «مسلم» 6/111 قال: حدثني يعقوب الدورقي، وإسماعيل ابن سالم. و «الترمذي» 1882، وفي الشمائل (206) قال: حدثنا أحمد بن منيع. و «النسائي» (5/237) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. خمستهم (أحمد بن حنبل، ويعقوب، وإسماعيل بن سالم، وأحمد بن منيع، وزياد) عن هشيم، قال: حدثنا عاصم الأحول، ومغيرة. كلاهما (عاصم الأحول، ومغيرة) عن الشعبي، فذكره. (*) رواية هشيم، والثوري: (ليس فيها من دلو) . (*) ورواية هاشم، ومعاذ، عن شعبة: «سقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من زمزم فشرب قائما، واستسقى وهو عند البيت» . (*) ورواية ابن المبارك، وعبدة، والفزاري، وأبي عوانة،وعلي بن مسهر، «سقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من زمزم فشرب، وهو قائم» . الحديث: 1772 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 1773 - () عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أمَرَ رَجُلاً من قُرَيشٍ في المُدَّةِ: أَنْ يَأْتِيَهُ بماءِ زَمْزَمْ إلى [ص: 437] الحديبيةِ، فذهب به منه إلى المدينة» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد ذكر محب الدين الطبري في كتابه " القرى لقاصد أم القرى " عن ابن أبي حسين قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سهيل بن عمرو " إن جاءك كتابي هذا ليلاً فلا تصبح، وإن جاءك نهاراً فلا تمسين، حتى تبعث إلى بماء من ماء زمزم ... الحديث " أخرجه أبو موسى المديني في تتمته. وأخرجه الأزرقي أيضاً في " أخبار مكة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين علي الأصول، وأشار الشيخ الأرناؤوط حفظه الله إليه في كتاب «القرى لقاصد أم القرى» لمحب الدين الطبري - بنحوه - وللأزرقي في «أخبار مكة» . الحديث: 1773 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 1774 - (ت) عائشة -رضي الله عنها- «كانت تَحْمل ماءَ زمزمَ وتُخْبِرُ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يَحْمِلُهُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (963) في الحج، باب رقم (115) ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (963) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا خلاد بن يزيد الجعفي. قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. قلت: هذا الحديث إسناده جيد، لكنه غريب، كما قال أبو عيسى الترمذي في السنن (3/295) ، فتدبر هذا جيدا. الحديث: 1774 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 437 الفصل السابع: في أحاديث متفرقة 1775 - (ت د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «قلت: يا رسول الله ألا نَبني لَكَ بمنَى بَيتاً يُظِلُّك من الشمس؟ فقال: لا، إنما هو مُنَاخٌ لَمن سَبَقَ إليه» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (881) في الحج، باب ما جاء في أن منى مناخ من سبق، وأبو داود رقم (2019) في المناسك، باب تحريم حرم مكة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3006) و (3007) في المناسك، باب النزول بمنى، والدارمي في السنن 2 / 73، في المناسك، باب كراهية البنيان بمنى، وأحمد في المسند 6 / 187 و 206، والحاكم في المستدرك 1 / 467 في الحج، باب منى مناخ من سبق، ومدار الحديث عندهم على مسيكة أم يوسف بن ماهك، وهي مجهولة الحال، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/187) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وزيد ابن الحباب. وفي (6/206) قال: حدثنا وكيع. و «الدارمي» 1943 قال: أخبرنا إسحاق. قال: حدثنا وكيع. و «أبو داود» (2019) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. و «ابن خزيمة» 3006 قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وفي (3007) قال: حدثنا علي ابن محمد وعمرو بن عبد الله. قالا: حدثنا وكيع. و «الترمذي» 881 قال:حدثنا يوسف ابن عيسى ومحمد بن أبان. قالا: حدثنا وكيع. «ابن ماجة» 2891 قال: حدثنا سلم بن جنادة قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم (عبدد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، ووكيع) عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن يوسف بن ماهك.، عن أمه مسيكة، فذكرته. قلت: مداره علي مسيكة أم يوسف بن ماهك، وهي مجهولة الحال كمعظم النساء الأوائل، والحديث محتمل لقرائن أخرى، والله أعلم. الحديث: 1775 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 437 1776 - (د) أبو واقد اللَّيثي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لأزواجِهِ في حجةِ الوداع: «هذه، ثم ظُهورُ الحُصْرِ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظهور الحصر) : كناية عن لزوم البيت وترك الخروج.   (1) رقم (1722) في المناسك، باب فرض الحج، عن زيد بن أسلم عن ابن لأبي واقد عن أبيه، وفيه جهالة ابن أبي واقد، ولكن سماه أحمد في المسند 5 / 218 فقال: عن واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... وذكر الحديث، وإسناده صحيح، قال الحافظ في " التهذيب ": وكذا سماه البخاري في " تاريخه " وصحح إسناده في " الفتح " 4 / 562. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/218) قال:ثنا سعيد بن منصور. وفي (5/219) قال:ثنا محمد بن النوشجان، وهو أبو جعفر السويدي. وأبو داود 1722 قال: ثنا النفيلي - ثلاثتهم - عن زيد ابن أسلم، عن واقد بن أبي واقد الليثي، فذكره. (*) في رواية محمد بن النوشجان: عن ابن أبي واقد. (*) وفي رواية النفيلي: عن ابن لأبي واقد الليثي. قلت: صحيح الحافظ إسناده. الفتح (4/62) . الحديث: 1776 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 438 1777 - (خ) إبراهيم -رحمه الله- عن أبيه عن جده «أنَّ عمرَ (1) أذِنَ لأزواج النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في آخرِ حَجَّةٍ حَجَّها يعني: في الحج وبَعَثَ مَعَهنُّ عبدَ الرحمن يعني: ابن عوف وعُثمانَ بنَ عَفانَ» . قال الحميديُّ: هكذا أخرجه البخاري، قال: قال لي أحمد بن محمد: حدثنا إبراهيم عن أبيه عن جده. قال الحميديُّ: قال أبو بكر البرقاني: هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وفي هذا نظر (2) .   (1) هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (2) البخاري تعليقاً 4 /61 في الحج، باب حج النساء. قال الحافظ في " الفتح " 4 / 62 كذا أورده مختصراً، ولم يستخرجه الإسماعيلي ولا أبو نعيم، ونقل [ص: 439] الحميدي عن البرقاني أن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. قال الحميدي: وفيه نظر، ولم يذكره أبو مسعود. اهـ. والحديث معروف، وقد ساقه ابن سعد والبيهقي مطولاً، وجعل مغلطاي تنظير الحميدي راجعاً إلى نسبة إبراهيم، فقال: مراد البرقاني بإبراهيم: جد إبراهيم المبهم في رواية البخاري، فظن الحميدي أنه عين إبراهيم الأول، وليس كذلك، بل هو جده؛ لأنه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وقوله (أي البخاري) : " وقال لي أحمد بن محمد " أي ابن الوليد الأزرقي، وقوله " أذن عمر " ظاهره: أنه من رواية إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن عمر ومن ذكر معه، وإدراكه لذلك ممكن، لأن عمره إذ ذاك كان أكثر من عشر سنين، وقد أثبت سماعه من عمر: يعقوب بن أبي شيبة وغيره، لكن روى ابن سعد هذا الحديث عن الواقدي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف قال " أرسلني عمر " لكن الواقدي لا يحتج به، فقد رواه البيهقي من طريق عبدان وابن سعد أيضاً عن الوليد بن عطاء بن الأغر المكي كلاهما عن إبراهيم بن سعد مثلما قال الأزرقي. ويحتمل أن يكون إبراهيم حفظ أصل القصة، وحمل تفاصيلها عن أبيه، فلا تتخالف الروايتان، ولعل هذا هو النكتة في اقتصار البخاري على أصل القصة دون بقيتها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (4/61) باب حج النساء. قال الحافظ: لم يستخرجه الأسماعيلي ولا أبو نعيم، وقد ساقه ابن سعد والبيهقي موصولا. الفتح (4/62) . الحديث: 1777 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 438 1778 - (ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رَجلاً قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنِ الحاجُّ؟ قال: الشَّعِثُ التَّفِلُ، قال: وأَيُّ الحجَّ أفضلُ؟ قال: العَجُّ والثَّجُّ، قال: وما السبيلُ؟ قال: الزَّادُ والراحِلَةُ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 440] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشعث) : البعيد العهد بتسريح شعره وغسله. (التفل) : التارك للطيب واستعماله. (العج) : رفع الصوت بالتلبية. (الثج) : سيلان دماء الهدي.   (1) رقم (3001) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2896) في المناسك، باب ما يوجب الحج، والبغوي في " شرح السنة ". وفي سنده إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي وهو متروك كما قال الحافظ في " التقريب ". وقال الترمذي: هذا الحديث لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي، وقد تكلم بعض أهل العلم في إبراهيم بن يزيد من قبل حفظه، أقول: ولكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن، منها ما رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم والبيهقي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واستغربه الترمذي. انظر " تلخيص الحبير " للحافظ ابن حجر 2 / 239، 240. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (2896) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنما مروان ابن معاوية (ح) وحدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع. «الترمذي» 813 قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا وكيع. وفي (2998) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. ثلاثتهم- عن إبراهيم بن زيد المكي، عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي فذكره. قلت: مداره علي إبراهيم بن يزيد المكي تركوه. قال أبو عيسى الترمذي: لا نعرفه إلا من حديثه. الحديث: 1778 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 439 1779 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رجلاً قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليَّ حَجَّةُ الإسلام، وعليَّ دَينٌ؟ قال: اقضِ دَيْنَكَ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أقف عليه في الأصول ولا غيرها. الحديث: 1779 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 440 1780 - (خ) ثمامة بن عبد الله بن أنس قال: «حَجَّ أنَسٌ -رضي الله عنه- على رَحْلٍ، ولم يكن شَحيحاً، وحَدَّثَ أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- حجَّ على رَحْلٍ وكانت زامِلَتَهُ» (1) . أخرجه البخاري (2) . [ص: 441] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرحل) : السرج الذي يركب به على الإبل، ويجوز أنه أراد به القتب، يعني: أنه حج راكباً على قتب أو كور، وأنه لم يحج في محمل ولا ما يجري مجراه.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": أي الراحلة التي ركبها، وهي وإن لم يجر لها ذكر، لكن دل عليها ذكر الرحل، والزاملة: البعير الذي يحمل عليه الطعام والمتاع، من الزمل وهو الحمل، والمراد: أنه لم تكن معه زاملة تحمل طعامه ومتاعه، بل كان ذلك محمولاً معه على راحلته وكانت هي الراحلة والزاملة. (2) تعليقاً 3 / 301 في الحج، باب الحج على الرحل. قال البخاري: حدثنا محمد بن أبي بكر، هو المقدمي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا عزرة بن ثابت عن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال: حج أنس ... الخ. قال الحافظ في " الفتح ": كذا وقع في رواية أبي ذر، ولغيره: وقال محمد بن أبي بكر، وقد وصله الإسماعيلي قال: حدثنا أبو يعلى والحسن بن سفيان وغيرهما قالوا: حدثنا محمد بن أبي بكر به. قال الحافظ: ورجال هذا الإسناد كلهم بصريون. وقد أنكره علي بن المديني لما سئل عنه، فقال: ليس هذا من حديث يزيد بن زريع، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: علقه البخاري (3/310) باب الحج على الرحل. قال الحافظ: وصله الأسماعيلي عن أبي يعلى والحسن بن سفيان ورجاله بصريون، وقد أنكره علي بن المديني لماسئل عنه، فقال: ليس هذا حديث يزيد بن زريع، والله أعلم. الحديث: 1780 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 440 1781 - (ط) مالك بن أنس بلَغهْ: «أَنَّ عُثمانَ بن عفانَ -رضي الله عنه- كان إذا اعتمَرَ رُبما لم يَحطُطْ عن راحلَتهِ حتَّى يرجع» أَخرجَهُ الموطأ (1) .   (1) 1 / 347 في الحج، باب جامع ما جاء في العمرة بلاغاً، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ (1/347) باب جامع ماجاء في العمرة، بلاغا. الحديث: 1781 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 1782 - (خ م ط د) عبيد بن جريج قال لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: «رَأيتكَ تَصنَعُ أربعاً لم أرَ أحداً من أَصحابك يَصنعها (1) ؟ قال: ما هي يا ابنَ جُرَيجٍ؟ قال: رأيتُك لا تمسُّ من الأركان إلا اليمانِيَّيْنِ (2) ، [ص: 442] ورأَيتُك تَلْبَسُ النِّعالَ السِّبتيةَ، ورأَيتك تَصبغُ بالصفرَةِ، ورأيتُك إذا كنتَ بمكةَ أَهَلَّ النَّاسُ إذا رَأوُا الهلالَ، ولم تُهِللْ حتى يكونَ يومُ التروية؟ فقال عبد الله بن عمر: أَمَّا الأركانُ، فإني لم أَرَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَمسُّ إلا اليمانِيَّينِ، وأمَّا النِّعالُ السِّبتيةُ، فإني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَلْبَسُ النعالَ التي ليس فيها شَعرٌ، ويتوضأُ فيها (3) ، فأنا أُحبُّ أن ألبَسها، وأما الصفرةُ، فإني رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَصْبُغُ بِهِا، فأنا أُحِبُّ أن أَصبغَ بها، وأما الإهلالُ، فإني لم أَرَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يُهِلُّ حتى تَنْبعِثَ بهِ رَاحِلتُهُ» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السبتية) : النعال السبتية: التي لا شعر عليها، كأن شعرها قد سبت عنها، أي: حلق وأزيل، وقيل: هي منسوبة إلى السبت، وهي جلود البقر المدبوغة بالقرظ.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال المازري: يحتمل أن مراده: لا يصنعها غيرك مجتمعة، وإن كان يصنع بعضها. (2) قال العلماء: ويقال للركنين الآخرين اللذين يليان الحجر - بكسر الحاء -: الشاميان لكونهما بجهة الشام، قالوا: فاليمانيان باقيان على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم، بخلاف الشاميين، فلذلك لم يستلما واستلم اليمانيان لبقائهما على قواعد إبراهيم عليه السلام، ثم إن العراقي من اليمانيين اختص بفضيلة أخرى، وهي الحجر الأسود، فاختص لذلك مع الاستلام بتقبيله، ووضع الجبهة عليه، بخلاف اليماني. والله أعلم. قال القاضي: وقد اتفق أئمة الأمصار والفقهاء اليوم على أن الركنين الشاميين لا يستلمان، وإنما كان الخلاف في ذلك العصر الأول من بعض الصحابة وبعض التابعين رضي الله عنهم. ثم ذهب، قاله النووي. (3) قال النووي في " شرح مسلم ": معناه: يتوضأ ويلبسها ورجلاه رطبتان. (4) أخرجه البخاري 1 / 234 و 235 في الوضوء، باب غسل الرجلين في النعلين، ومسلم رقم (1187) في الحج، باب الإهلال من حيث تنبعث الراحلة، والموطأ 1 / 333 في الحج، باب جامع العمرة، وأبو داود رقم (1772) في المناسك، باب وقت الإحرام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (220) . و «الحميدي» (651) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا محمد بن عجلان. و «أحمد» 172 (4672) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/66) (5338) قال: قرأت على عبد الرحمن مالك. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مالك. وفي (2/. 110) (5894) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك، في (2/ 138) (6225م) قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. و «البخاري» (1/53) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي 7/198 قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. و «مسلم» (4/9) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت علي مالك. و «أبو داود» 1772 قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. و «ابن ماجة» 3626 قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن عبيد الله ابن عمر. و «الترمذي في الشمائل (78) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: أنبأنا معن، قال: أنبأنا مالك. و «النسائي) (1/80 و5/232) ، وفي (الكبرى) (117) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس، عن عبيد الله ومالك، وابن جريج. وفي (5/163) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: أنبأنا ابن إدريس، عن عبيد الله، وابن جريج، وابن إسحاق، ومالك بن أنس. و «ابن خزيمة» 199 قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وقال حدثنا سفيان، قال: حدثنا محمد بن عجلان. خمستهم (مالك، ومحمد بن عجلان، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، وابن إسحاق) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. 2- وأخرجه مسلم 4/9 قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. و «ابن خزيمة» 2696 قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. كلاهما (هارون بن سعيد، وأحمد بن عبد الرحمن) عن ابن وهب، قال: حدثني أبو صخر، عن ابن قسيط. 3- وأخرجه النسائي 8/186 قال: قال: أخبرنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم. ثلاثتهم (سعيد بن أبي سعيد المقبري، ويزيد بن قسيط، وزيد بن أسلم) عن عبيد بن جريج، فذكره. (*) في رواية يحيى، عن عبيد الله: قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن جريج، أو ابن جريج، ولم ينسبه. (*) في رواية يزيد بن قسيط: عن عبيد بن جريج، قال: حججت مع عبد الله بن عمر بن الخطاب بين حجة وعمرة أثنتي عشرة مرة. قال: قلت له: يا أبا عبد الرحمن، لقد رأيت منك أربع خصال ... فذكر الحديث، وقال رأيتك إذا أهللت، فدخلت العرش، قطعت التلبية قال: صدقت يا ابن جريج، خرجت مع رسول الله فلما دخل العرش، قطع التلبية. فلا تزال تلبيتي حتى أموت.» . الحديث: 1782 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 1783 - (خ) نافع - مولى ابن عمر أنَّ ابْنَ عمر -رضي الله عنهما [ص: 443] قال: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينزل بذي الحُلَيفَةِ - حين يعتمرُ، وفي حَجَّتهِ [حين حج]- تَحْتَ سَمُرَةٍ في موضع المسجد الذي بذي الحليفةِ، وكان إذا رجع من غَزْوٍ، وكان في تلك الطريق، أو حجٍّ أو عمرةٍ: هَبَطَ بَطْنَ وادٍ فإذا ظَهرَ من بَطْنِ وادٍ أناخَ بالبطحاء التي على شَفِيرِ الوادي الشَّرقِيَّةِ، فَعرَّسَ ثَمَّ حتَّى يُصْبحَ، لَيْسَ عند المسجد الذي بحجارةٍ، ولا على الأكمةِ التي عليها المسجد، كان ثَمَّ خليجٌ يصَلِّي عبدُ الله عنده، في بطنه كُثُبٌ كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ثَمَّ يُصَلِّي، فَدَحَا السيلُ فيه بالبطْحَاءِ حتى دَفنَ ذلك المكان الذي كان عبدُ الله يصلِّي فيه، قال نافعٌ: وإن عبد الله بن عمر حدَّثَهُ: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى جَنبَ المسجد (1) الصغير الذي دون المسجد الّذي بِشَرَفِ الرَّوْحَاء (2) ، وقد كان عبدُ الله يَعْلمُ المكانَ الذي صَلَّى فيه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، تَنزِلُ ثَمَّ (3) عن يمينك حين تقومُ في المسجد وتصلِّي، وذلك المسجد على حافّةِ الطريق اليُمنى، [ص: 444] وأنتَ ذاهبٌ إلى مكة، بينه وبين المسجد الأكبر: رَمْية بِحَجَرٍ أونحوُ ذلك. وإنَّ ابن عمر كان يُصَلِّي إلى العِرْق (4) الذي عند مُنْصَرَفِ الرَّوحَاء، وذلك العِرْقُ انتهاءُ طَرَفِهِ على حَافَّةِ الطريق دون المسجد الذي بينه وبين المُنصَرفِ وأنتَ ذاهب إلى مَكَّةَ، وقد ابتنيَ ثَمَّ مَسجدٌ، فلم يكن عبدُالله يُصَلِّي في ذلك المسجد، كان يتركُهُ عن يَسارِهِ وراءه، ويُصَلِّي أمامَهُ إلى العرقِ نَفْسِهِ، وكان عبد الله يَروح من الروحاء، فلا يصلِّي الظهر حتى يأتيَ ذلك المكان، فيصلِّي فيه الظهر، وإذا أقبَلَ من مكة، فإن مَرَّ به قبلَ الصبح بساعةٍ أو من آخرِ السَّحرِ: عرَّسَ حتَّى يُصَلِّي بها الصبح، وإنَّ عبد الله حَدَّثهُ: أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يَنزِلُ تَحْتَ سَرحةٍ ضَخْمَةٍ دونَ الرُّوَيثَةِ عن يمين الطريق، وَوُجاهَ الطريق في مكانٍ بَطْح [سهل] حين يُفضي في أَكَمةٍ دُوينَ بَرِيدِ الرُّوَيثَةِ بِميلَينِ، وقد انكسر أعلاها فَانثنى في جوفها وهي قائمةٌ على ساق، وفي سَاقِها كُثُبٌ كثيرةٌ، وإنَّ عبد الله بن عمر حدَّثَهُ: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى في طَرَفِ تَلْعةٍ تَمضي وراءَ العَرْج، وأنتَ ذاهبٌ إلى هَضْبةٍ عند ذلك المسجد قَبْرَانِ أو ثلاثةٌ، على القبور رضمٌ مِن حجارةٍ عن يمين الطريق عند سَلَماتِ الطريق، بين أولئك السلماتِ كان عبدُ الله يَروحُ من العَرْج بعد أن تَميلَ [ص: 445] الشمسُ بالهاجِرَةِ، فيُصَلِّي الظهرَ في ذلك المسجد، وإنَّ عبد الله بنَ عمر حَدَّثهُ: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نَزَلَ عند سَرَحاتٍ بِكُراعٍ هرشَى، عند يسار الطريق في مَسِيلِ دونَ هَرْشَى، ذلك المسيلُ لاصقٌ بكُراع هَرشى، بينه وبين الطريق قَريبٌ من غَلْوَةٍ، وكان عبد الله يُصَلِّي إلى سَرْحَةٍ هي أقْرَبُ السَّرَحاتِ إلى الطريق، وهي أَطْوَلُهنَّ. وإنَّ عبد الله بنَ عمر حَدثهُ: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يَنْزِلُ في المسيل الذي في أدنى مَرِّ الظَّهرانِ قِبلَ المدينةَ حينَ تنزل (5) من الصَّفراء وأنت (6) تنْزِلُ في بَطْنِ ذلك المسيل عن يسار الطريق، وأنت ذاهبٌ إلى مكَة ليس بين منزلِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين الطريق إلا رَميةٌ بِحَجَرٍ، وإنَّ عبد الله [بن عمر] حَدَّثَهُ: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يَنْزِلُ بذي طُوَى، ويَبيتُ حتى يُصبحَ، يُصلِّي الصُّبح حين يَقدَمُ مَكَّةَ، ومَصَلَّى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-[ذلك] على أَكَمةٍ غَليظَةٍ، ليس في المسجد الذي بُني ثَمَّ، ولكن أسفلَ من ذلك على أكَمةٍ غَليظةٍ، وإنَّ عبد الله حدَّثَهُ: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- استقبلَ فُرْضَتي الجبَلِ الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة، فَجَعَلَ المسجدَ الذي بُني ثمَّ يسارَ المسجد بطرَف الأكمَةِ، ومصلّى النبي -صلى الله عليه وسلم- أسفَلَ منه على الأكمةِ السَّودَاء، تَدَعُ من الأكمةِ عَشْرة أذْرُعٍ أو نحوها، ثم تصلِّي مُستقبل [ص: 446] الفُرْضَتَيْنِ من الجبل الذي بينك وبين الكعبة» . هذه رواية البخاري. وأخرج مسلم منها الفصلين الآخرين في النزول بذي طُوَى واستقبال الفُرَضتينِ. وأَخرج البخاري من حديث موسى بن عُقْبَةَ قال: «رأيتُ سالمَ بنَ عبد الله يَتحرَّى أمَاكِنَ من الطَّريقِ فَيصلِّي فيها، ويُحدِّثُ: أَنَّ أَباه كان يُصَلِّي فيها، وأنَّه رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي في تلْكَ الأمكنَةِ، وسألت سالماً؟ فلا أعْلَمُ إلا أنَّه وافَقَ نَافعاً في الأمكِنةِ كلِّها، إلا أنهما اختلفا في مسجدٍ بشرفِ الروحاء» . هذا الحديث ذكره الحميديُّ في المتفق بين البخاري ومسلم، وذكر أنَّ مسلماً لم يُخرِّج منه إلا الفصلين الآخرين، وحيث لم يُخَرِّج منه مسلم غيرهما لم نُثبت له علامَة، وأشرنا إلى ما أخرج منه كما ذكر الحميديُّ (7) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شفير) : كل شيء: حرفه وطرفه، كجانب الوادي وغيره، وكذا شفا كل شيء: حرفه. [ص: 447] (خليج) : الخليج: جانب النهر، كأنه مختلج منه، أي مقطوع. (فعرَّس) : التعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلة للاستراحة أو النوم. (كثب) : جمع كثيب، وهو ما اجتمع من الرمل، وارتفع. (فدحا) : دحا السيل فيه بالبطحاء: أي د فع ورمى إليه بحصى الحصباء، وبسطها فيه حتى خفي. (بشرف الروحاء) : هو ما ارتفع من ذلك المكان، والروحاء موضع في ذلك المنزل. (العرق) من الأرض: سبخة تنبت الطرفاء. (سرحة) : السرحة: الشجرة الطويلة. (الرويثة) : موضع في طريق مكة من المدينة. (بريد) : البريد: المسافة من الأرض مقدرة، يقال: إنها فرسخان، وقيل: أربعة فراسخ، وسيجيء مشروحاً في كتاب الصلاة مستقصى. (هضبة) : الهضبة: الرابية الملساء القليلة النبات. (رضم) : حجارة مجتمعة، وجمعها رضام، وواحد الرضم: رضمة. (سَلَمَات) : السلمات: شجر، واحدها: سَلَمة، وجنسها السَّلم. [ص: 448] (غَلْوة) : يقال: غلا الرجل بسهمه غَلْواً: إذا رمى به أقصى الغاية وكل مرماة: غلوة. (كراع هَرشى) : هَرشى: مكان، وكراعه: طرفه. (فُرْضتي الجبل) : الفُرضَة: ما انحدر من وسط الجبل، وتسمى مَشَّرعة النهر: فُرضَة. (بطح) البطح: المتسع من الأرض. (تَلْعة) التلعة: كالرابية، وقيل: هو منخفض من الأرض، فهو من الأضداد.   (1) في نسخ البخاري المطبوعة: حيث المسجد. (2) قال الحافظ في " الفتح " 1 / 470: هي قرية جامعة على ليلتين من المدينة، وهي آخر السيالة للمتوجه إلى مكة، والمسجد الأوسط: هو في الوادي المعروف الآن بوادي بني سالم، وفي الأذان من " صحيح مسلم " أن بينهما ستة وثلاثين ميلاً. (3) في نسخ البخاري المطبوعة: تقول ثم. قال الحافظ في " الفتح ": قوله: يقول ثم عن يمينك، قال القاضي عياض: هو تصحيف، والصواب " بعواسج عن يمينك ". قلت (القائل ابن حجر) : توجيه الأول ظاهر، وما ذكره إن ثبتت به رواية فهو أولى، وقد وقع التوقف في هذا الموضع قديماً، فأخرجه الإسماعيلي بلفظ: يعلم المكان الذي صلى، قال: فيه هنا لفظة لم أضبطها " عن يمينك " الحديث. (4) أي عرق الظبية، وهو واد معروف، قاله الحافظ في " الفتح ". (5) في نسخ البخاري المطبوعة: حين يهبط. (6) في نسخ البخاري المطبوعة: من الصفراوات. (7) البخاري 1 /469 و 470 و 471 في المساجد، باب المساجد التي على طرق المدينة، وأخرجه مسلم مختصراً رقم (1260) في الحج، باب استحباب المبيت بذي طوى عند إرادة دخول مكة، وأحمد في المسند 2 / 87. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/87 (5601، 5600، 5599، 5598، 5597، 5596) قال: قرأت علي أبي قرة موسى بن طارق. و «البخاري» 1/130 قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس بن عياض. و «مسلم» 4/63، 62 قال: حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثني أنس، يعني ابن عياض. و «النسائي» 5/199) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: أنبأنا سويد، قال: حدثنا زهير. ثلاثتهم-موسى بن طارق، وأنس بن عياض، وزهير بن معاوية- عن موسى بن عقبة، عن نافع، فذكره الحديث: 1783 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 442 الباب الرابع عشر: في حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرته ، وفيه فصلان الفصل الأول: في عدد حجاته وعمره ووقتهما 1784 - (ت) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حَجَّ ثَلاثَ حِجَجٍ: حَجَّتَينِ قبل أَن يُهَاجِرَ، وحَجة بعد ما هاجَر معها عُمرةٌ، فساق ثلاثاً وستين بَدَنَة، وجاء عليٌّ من اليمن بيقيَّتها، فيها جَملٌ في أنفِهِ بُرَةٌ من فِضَّةٍ، فَنَحرها، فَأمَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مِنْ كَلِّ بَدنَةٍ بِبَضْعةٍ فَطُبِختْ، وشَرِبَ من مَرَقِها» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 450] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ببضعة) : البضعة: القطعة من الشيء.   (1) رقم (815) في الحج، باب ما جاء كم حج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3076) في المناسك، باب حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سنده زيد بن حباب وهو صدوق يخطيء في حديث سفيان الثوري وروايته هنا عن الثوري. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث سفيان، لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب، ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن - يعني الدارمي - روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد، وسألت محمداً - يعني البخاري - عن هذا؟ فلم يعرفه من حديث الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيته لا يعد هذا الحديث محفوظاً. وقال: إنما يروى عن أبي إسحاق عن مجاهد مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف معلول: أخرجه ابن ماجة 3076 قال: حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي، قال: حدثنا عبد الله بن داود. و «الترمذي» 815، و «ابن خزيمة» 3056 قالا: حدثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني الكوفي، قال: حدثنا زيد بن الحباب. و «ابن خزيمة» 3056 أيضا قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصدفي، قال: حدثنا زيد. كلاهما (عبد الله بن داود، وزيد) قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب من حديث سفيان، ولا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب، وسألت محمدا-يعني البخاري- عنه؟ فلم يعرفه من حديث الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه. ورأيته لا يعد هذا الحديث محفوظَا. وقال: إنما يروى عن أبي إسحاق عن مجاهد مرسلا. الحديث: 1784 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 449 1785 - (خ م ت د) عروة بن الزبير بن العوام -رضي الله عنهما- قال: «كنتُ أَنا وابنُ عمر مُستَنِدَيْنِ إلى حُجرَةِ عائشةَ -رضي الله عنها-، وإنَّا لَنَسْمَعُ ضَرْبَهَا بالسِّواك تَستَنُّ، قال: فقلت: يا أَبا عبد الرحمن، اعْتَمَرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في رَجَبٍ؟ قال: نعم، فقلت لعائشةَ أي أَمَتَاهُ: ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: وما يقول؟ قلتُ: يقول: اعَتَمرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في رَجَب، فقالت: يَغْفِرُ الله لأبي عبد الرحمن، لَعَمْري ما اعْتَمَرَ في رَجَب (1) ، ومَا اعْتمرَ مِنْ عُمْرةٍ إلا وإنَّهُ لَمَعَهُ، قال: وابنُ عمر يَسْمَعُ، ما قال: لا، ولا: نَعَمْ، سَكَتَ. وفي رواية مجاهد بن جَبرٍ قال: «دَخَلتُ أنا وعُروةُ المسجدَ، فإذا ابْنُ عُمَرَ جَاِلِسٌ إلى جَنْبِ حُجرَةِ عائشةَ، وإذا أناسٌ يُصلُّونَ في المسجد صَلاة الضُّحَى، قال: فَسألناهُ عن صلاتهم؟ فقال: بِدعَةٌ (2) ، ثم قال له: كم اعتمرَ [ص: 451] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أرْبَعٌ (3) ، إحداهُنَّ في رَجَب، فكَرِهنا أن نَرُدَّ عليه، قال: وسَمِعنَا اسْتِنانَ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين في الحجرة، فقال عُروةُ: يا أُمَّ المؤمنين، ألا تَسمَعِينَ ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: وما يقول؟ قال: يقول: إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- اعْتمرَ أَرْبَعَ عُمرَاتٍ، إحْدَاهُنَّ في رَجَبٍ، فقالت: يَرْحَمُ الله أبا عبد الرحمن، ما اعْتمرَ [عُمرةً] إلا وهو شَاهِدُهُ، وما اعتمرَ في رَجبٍ قطٌّ» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي: عن عُرْوةَ مُختصَراً، قال: «سُئِلَ ابْنُ عمرَ: في أيِّ شَهرٍ اعْتمَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: في رجبٍ، فقالت عائِشَةُ: ما اعتمرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا وهو معه - تعني ابنَ عُمَر - وما اعْتَمَرَ في شَهْرِ رجبٍ قطُّ» . [ص: 452] وفي أُخرى له عن مُجَاهدٍ: أنَّ ابنَ عمر قال: إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- اعْتَمَرَ أَربعاً، إحداهن في رجبٍ، لم يزدْ على هذا» . وفي رواية أبي داود: عن مجاهد قال: «سُئِلَ ابنُ عمر: كم اعتمر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: عُمْرَتيْنِ، فَبَلَغَ ذلك عائشةَ، فقالت: لقد علِمَ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- اعتمر ثلاثاً، سوى التي قَرَنَها بحجَّةِ الوداع» . وفي أخرى له: عن عُرْوَةَ عن عائشة قالت: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- اعْتَمرَ عُمْرتينِ: عُمْرَةً في ذي القعدة، وعمرةً في شوال» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تستن) : الاستنان: التسوك بالسواك.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هذا دليل على جواز قول الإنسان: " لعمري " وكرهه مالك، لأنه من تعظيم غير الله تعالى، ومضاهاته بالحلف بغيره. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": هذا قد حمله القاضي وغيره على أن مراده: أن إظهارها في المسجد والاجتماع لها هو البدعة، لا أن صلاة الضحى بدعة. (3) كذا في رواية البخاري: " أربع " بالرفع، وفي " صحيح مسلم " " أربع عمر " بالنصب والإضافة. قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " قال أربع " كذلك للأكثر، ولأبي ذر " قال: أربعاً " أي: اعتمر أربعاً. قال ابن مالك: الأكثر في جواب الاستفهام مطابقة اللفظ والمعنى، وقد يكتفى بالمعنى، فمن الأول قوله تعالى: {قال هي عصاي} في جواب {وما تلك بيمينك يا موسى} ، ومن الثاني قوله عليه الصلاة والسلام: " أربعين " في جواب قولهم: " كم يلبث؟ " فأضمر " يلبث " ونصب به " أربعين " ولو قصد تكميل المطابقة لقال: " أربعون " لأن الاسم المستفهم به في موضع الرفع، فظهر بهذا أن النصب والرفع جائزان في مثل قوله: " أربع " إلا أن النصب أقيس وأكثر نظائر. (4) أخرجه البخاري 3 / 478 في الحج، باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1255) في الحج، باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وزمانهن، والترمذي رقم (936) و (937) في الحج، باب في عمرة رجب، وأبو داود رقم (1991) و (1992) في المناسك، باب العمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 2/72 (5416) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حبيب (يعني المعلم) . وفي 6/55 قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج. وفي 6/157 قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ابن جريج و «مسلم» 4/60 قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن بكر البرساني، قال: أخبرنا ابن جريج. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 7321 عن عمران بن يزيد، عن شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج. كلاهما (حبيب المعلم، وابن جريج) عن عطاء. 2- وأخرجه ابن ماجة (2998) ، والترمذي (9936 قالا: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت. كلاهما (عطاء، وحبيب،) عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 1785 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 1786 - (خ م ت د) قتادة قال: «سألتُ أنَساً -رضي الله عنه-: كم حَجَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: حَجَّ حَجَّة واحدة، واعتَمرَ أربعَ عُمَرٍ: عُمرَةً في ذي القعدة، وعُمرَةَ الحديبيَةِ، وعمرةً مع حَجَّته، وعمرةَ الجِعْرانة، إذ قَسَمَ غَنِيمةَ حُنينٍ» . هذه رواية الترمذي. [ص: 453] وفي رواية البخاري ومسلم: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- اعَتَمَرَ أربع عُمَر، كُلُّها في ذي القعدة. إلا التي مع حَجَّته (1) : عمرة من الْحُدَيبية - أو زَمنَ الحديبية - في ذي القَعدة، وعمرةً من العام المقبل في ذي القَعدة، وعمرةً من جِعْرَانةَ، حيث قَسمَ غَنَائِمَ حُنينٍ في ذي القَعدة، وعمرةً في حَجَّته (2) » . [ص: 454] ولهما في أخرى بنحو رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود مثل روايتهما الأَولى (3) .   (1) قوله: " إلا التي اعتمر مع حجته " قال القابسي: هذا الاستثناء كلام زائد. وصوابه: أربع عمر في ذي القعدة: عمرة من الحديبية ... الخ. وقد عدها في آخر الحديث، فكيف يستثنيها أولاً؟ . قال القاضي: والرواية عندي هي الصواب، وقد عدها بعد في الأربع آخر الحديث، فكأنه قال: في ذي القعدة، إلا التي اعتمر في حجته، ثم فسرها بعد ذلك؛ لأن عمرته التي مع حجته إنما أوقعها في ذي الحجة. إذا قلنا: إنه كان قارناً أو متمتعاً. قاله الزركشي. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله: " اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم - إلى قوله - وعمرة مع حجته ": وفي الرواية الأخرى: " حج حجة واحدة، واعتمر أربع عمر "، هذه رواية أنس. وفي رواية ابن عمر: " أربع عمر إحداهن في رجب "، وأنكرت ذلك عائشة رضي الله عنها، وقالت: " لم يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم قط في رجب "، فالحاصل من رواية أنس وابن عمر: اتفاقهما على أربع عمر، وكانت إحداهن: في ذي القعدة عام الحديبية، سنة ست من الهجرة، وصدوا فيها فتحللوا وحسبت لهم عمرة، والثانية: في ذي القعدة وهي سنة سبع، وهي عمرة القضاء، والثالثة: في ذي القعدة سنة ثمان، وهي عام الفتح، والرابعة: مع حجته، وكان إحرامها في ذي القعدة وأعمالها في ذي الحجة، وأما قول ابن عمر رضي الله عنهما: " إن إحداهن في رجب " فقد أنكرته عائشة رضي الله عنها، وسكت ابن عمر حين أنكرته. قال العلماء: هذا يدل على أنه اشتبه عليه، أو نسي أو شك، ولهذا سكت عن الإنكار على عائشة، ومراجعتها بالكلام، هذا الذي ذكرته هو الصواب الذي يتعين المصير إليه. وأما القاضي عياض فقال: ذكر أنس: " أن العمرة الرابعة كانت مع حجته " فيدل على أنه كان قارناً، قال: وقد رده كثير من الصحابة رضي الله عنهم. قال: وقد قلنا: إن الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مفرداً، وهذا يرد قول أنس، [ص: 454] وردت عائشة قول ابن عمر: فحصل أن الصحيح: ثلاث عمر، قال: ولا يعلم للنبي صلى الله عليه وسلم اعتمار إلا ما ذكرناه. قال: واعتمد مالك في الموطأ على أنهن ثلاث عمر، هذا آخر كلام القاضي، وهو قول ضعيف، بل باطل، والصواب: أنه صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر، كما صرح به ابن عمر وأنس وجزما الرواية به، فلا يجوز رد روايتهما بغير جازم. وأما قوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في حجة الوداع مفرداً لا قارناً فليس كما قال، بل الصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مفرداً في أول إحرامه، ثم أحرم بالعمرة فصار قارناً، ولا بد من هذا التأويل، والله أعلم. قال العلماء: وإنما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم هذه العمرة في ذي القعدة لفضيلة هذا الشهر، ولمخالفة الجاهلية في ذلك، فإنهم كانوا يرونه من أفجر الفجور كما سبق، ففعله صلى الله عليه وسلم مرات في هذه الأشهر؛ ليكون أبلغ في بيان جوازه فيها، وأبلغ في إبطال ما كانت الجاهلية عليه. والله أعلم. وأما قوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم حج حجة واحدة، فمعناه: بعد الهجرة لم يحج إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع سنة عشر من الهجرة. اهـ. (3) أخرجه البخاري 3 / 478 في الحج، باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الجهاد، باب من قسم الغنيمة في غزوة وسفره، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، ومسلم رقم (1253) في الحج، باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وزمانهن، والترمذي رقم (815) في الحج، باب ما جاء كم حج النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1994) في المناسك، باب العمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/245) قال: ثنا عفان، ثنا همام عن قتادة، فذكره وأخرجه البخاري عن حسان بن حسان، عن أبي الوليد، وفي «الجهاد» عن هدبة بن خالد، ومسلم بن هدبة بن خالد عن أبي موسى عن عبد الصمد وأبو داود عن أبي الوليد وهدبة، والترمذي عن إسحاق بن منصور عن حبان خمستهم) عن قتادة، فذكره. الحديث: 1786 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 1787 - (ت د س) محرش الكعبي - رضي الله عنه - «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ من الجِعْرانَةِ ليلاً مُعْتَمِراً، فدخَلَ مكة ليلاً، فَقَضَى عُمْرتَهُ، ثم خرج من لَيْلَتهِ، فأصْبَحَ بالجِعْرانَةِ كَبَائتٍ، فَلَمَّا زَالتِ الشمسُ مِنَ الغَدِ [ص: 455] خَرَجَ في بَطْنِ سرِفَ، حتَّى جَامَعَ (1) الطريقَ، طَريقِ جَمعٍ بِبَطْنِ سَرِفَ، فمن أجل ذلك خَفيَتْ عُمرَتُهُ على الناس» هذه رواية الترمذي والنسائي. وفي رواية أبي داود قال: «دَخَلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الجِعْرانَةَ فَجاءَ إلى المسجد، فَرَكَعَ ما شَاء الله، ثم أحرَمَ، ثُمَّ استوى على راحِلَتهِ فاسْتقْبَلَ بَطن سَرِفَ، حتى أَتى طريقَ المدينة (2) ، فَأصْبَحَ بمكة كبائتٍ» (3) .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: حتى جاء مع الطريق. (2) الذي في أبي داود: " حتى لقي طريق المدينة ". (3) أخرجه الترمذي رقم (935) في الحج، باب ما جاء في العمرة بالجعرانة، وأبو داود رقم (1996) في المناسك، باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج، والنسائي 5 / 199 و 200 في الحج، باب دخول مكة ليلاً، وفي سنده مزاحم بن أبي مزاحم لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. وقال الترمذي: حسن غريب، ولا نعرف لمحرش الكعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث، وقال أبو عمر بن عبد البر النمري: روي عنه حديث واحد ... وذكر هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الحميدي (863) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية. و «أحمد» 3/426، 4/69، 5/380 قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، وفي 3/426 قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي 3/426، 427 قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، و «الدارمي» 1868 قال: أخبرنا محمد بن يزيد البزار، قال: حدثنا يحيى بن زكريا، عن ابن جريج.. و «أبوداو» 1996 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم. و «الترمذي» 935 قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. و «النسائي» (5/199) قال: أخبرني عمران بن يزيد، عن شعيب، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (5/200) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن سفيان عن إسماعيل بن أمية. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) 11220 عن قتيبة بن سعيد، عن سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم (ح) وعن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية. ثلاثتهم (إسماعيل بن أمية، وابن جريج، وسعيد بن مزاحم) عن مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فذكره. () قال أحمد بن حنبل في روايته عن سفيان: (محرش. أو مخرش) لم يكن سفيان يقف علي اسمه. قلت: مزاحم بن أبي مزاحم، لم يوثقه غير ابن حبان، ومحرش الكعبي. -رضي الله عنه - لا يعرف له إلا هذا الحديث. وحسن الحافظ سند الحديث في الإصابة (9/101) 7742. الحديث: 1787 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 1788 - (ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- اعتمرَ أربعَ عُمَر: عُمرَةَ الحُدَيبَيةِ، وعُمرةَ الثَّانيةِ مِنْ قَابِلٍ: عمرةَ القَضَاءِ في ذي القَعدَةِ، وعمرةَ الثَّالثةِ: من الجعْرَانَةِ، والرَّابعةَ: التي مع حَجَّتِهِ» . أخرجه الترمذي، وقال: وقد روي عن عكرمة مرسلاً. وفي رواية أبي داود زيادة في لفظه قال: «والثانيةُ: حين تَوَاطَؤوا [ص: 456] على عُمْرَةِ قَابِلٍ - قال قُتيْبَةُ: يعني: عُمرَةَ القَضَاء في ذي القَعدة - وقال في الرابعة: التي قَرَنَ معَ حَجَّتِهِ» (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (816) في الحج، باب ما جاء كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1993) في المناسك، باب في العمرة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3003) في الحج، باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/246) 2211 قال: ثنا يونس، وفي (10/321) . (2957) قال: حدثنا أبو النضر. و «الدارمي» 1865 قال: أخبرنا شهاب بن عباد. و «أبو داود» 1993 قال: حدثنا النفيلي، وقتيبة. و «ابن ماجة» 3003 قال: حدثنا أبو إسحاق الشافعي إبراهيم بن محمد. و «الترمذي» (816) قال: حدثنا قتيبة. خمستهم (يونس، وأبو النضر، وشهاب، والنفيلي، وقتيبة) عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، فذكره. أخرجه الترمذي (816) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس فيه (ابن عباس) .. قلت: ابن عيينة أحفظ من داود بن عبد الرحمن والله أعلم. الحديث: 1788 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 455 1789 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- اعْتَمَرَ في ذي القَعدة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (938) في الحج، باب ما جاء في عمرة ذي القعدة، وإسناده حسن. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عباس، ورواه البخاري 3/ 479 في الحج، باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: " اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة قبل أن يحج مرتين ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري 3/3 قال: حدثنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شريح بن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف،عن أبيه، عن أبي إسحاق، فذكره وأخرجه أحمد 4/298 قال: حدثنا يحيى (ابن آدم) ، وحسين و «الترمذي» 938 قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا إسحاق ابن منصور. ثلاثتهم (يحيى، وحسين، وإسحاق) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتمر في ذي القعدة» . قلت: لفظ البخاري: « .... ذي القعدة قبل أن يحج مرتين» . الحديث: 1789 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 1790 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَعْتَمِرْ إلا ثَلاثَ عُمَر، إحداهن في شوال، وثِنْتَانِ في ذي القَعدة» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 342 في الحج، باب العمرة في أشهر الحج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (773) عن هشام بن عروه عن أبيه، قال الإمام الزرقاني: مرسل وصله أبو داود من طريق داود بن عبد الرحمن وسعيد بن منصور بإسناد قوي من طريق الدراوردي كلاهما عن هشام عن أبيه عن عائشة. الشرح (2/351، 352) ط / العلمية. الحديث: 1790 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 1791 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله- «بَلَغَهُ: أَنَّ رسولَ اللهَ -صلى الله عليه وسلم- اعْتمَرَ ثلاثاً: عَامَ الحُديْبية، وعام القَضيَّةِ، وعَامَ الجِعْرانَةِ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 342 في الحج، باب العمرة في أشهر الحج، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ (1/342) كتاب الحج - باب العمرة في أشهر الحج. الحديث: 1791 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 1792 - (د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «اعتمر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قَبلَ أنْ يَحُجَّ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1986) في المناسك، باب العمرة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 2 46 (5069) قال:حدثنا محمد بن بكر. و «البخاري» 3/2 قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. (ح) وحدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم. و «أبو داود» 1986 قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، ويحي بن زكريا خمستهم - محمد بن بكر،وعبد الله بن المبارك،وأبو عاصم، ومخلد بن يزيد، ويحيى بن زكريا - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد 2/158 (6475) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. كلاهما (ابن جريج وابن إسحاق) عن عكرمة بن خالد،فذكره قلت: فات المؤلف -رحمه الله - عزو الحديث للبخاري. الحديث: 1792 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 1793 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَقَامَ في عُمْرَةِ القَضَاء ثَلاثاً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1997) في المناسك، باب المقام في العمرة، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " رقم (1914) : وذكر البخاري نحوه تعليقاً، وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما في الحديث الطويل من حديث أبي إسحاق عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة في عمرة القضاء ثلاثاً. اهـ. وهو في البخاري 7 / 385 في المغازي، باب عمرة القضاء، ومسلم رقم (1783) في الجهاد، باب صلح الحديبية في الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (1997) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا يحيى بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح، وعن ابن أبي نجيح، كلاهما عن مجاهد، فذكره. قلت: قال المنذري علقه البخاري بنحوه، وله شاهد من حديث البراء أخرجاه. قلت: وفي إسناد أبي داود «ابن إسحاق» المدلس، وقد عنعنه. الحديث: 1793 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 1794 - (خ) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - سمع ابن عباس يقول: «لما اعتمر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- سَتَرْناهُ من غِلمانِ المُشْركين ومنهم أن يُؤذُوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري (1) . وهذا الحديث لم أجِدْهُ في كتاب الحميديِّ الذي قرأتُه.   (1) 7 / 391 في المغازي، باب عمرة القضاء، وباب غزوة الحديبية، وفي الحج، باب من لم يدخل الكعبة، وباب متى يحل المعتمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (721) قال:حدثنا سفيان. و «أحمد» 4/353 قال: حدثنا وكيع. وفي 3554 قال: حدثنا يعلي. وفي 4/355 قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي 4/371 قال: حدثنا يحيى. و «الدارمي» 1928 قال: أخبرنا جعفر بن عون. و «البخاري» 2/184 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي 3/7 قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. عن جرير. وفي 5/163 قال: حدثنا بن نمير، قال:حدثنا يعلي. وفي 5/181 قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. و «أبو داود» 1902 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (1903) قال: حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف، قال: أخبرنا شريك. و «ابن ماجة» 2990 قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يعلي. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 5155 عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن يحيى بن يعلى بن الحارث، عن أبيه، عن غيلان بن جامع. و «ابن خزيمة» 2775 قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد. عشرتهم - سفيان،ووكيع، ويعلي، ويزيد، ويحيى، وجعفر، وخالد،وجرير، وشريك، وغيلان - عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره. الحديث: 1794 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 الفصل الثاني: في ذكر حجة الوداع 1795 - (خ م) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كُنَّا نَتَحدَّثُ عن حَجةِ الوداعِ، والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بين أظْهُرِنا، ولا نَدري ما حَجَّةُ الوداع، حتى حَمِدَ الله رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأثْنى عليه، ثم ذكر المسيحَ الدجالَ، فأطْنَبَ في ذِكره، وقال: مَا بَعَثَ الله من نَبيٍّ إلا أَنْذَرَهُ أُمَّتَهُ: أنْذَرَهُ نُوحٌ والنَّبيونَ من بعده، وإنَّه يَخْرُجُ فيكم، فما خَفي عليكم من شَأْنهِ فَلَيْسَ يَخْفَى عليكم، إنَّ ربَّكُمُ ليس بأعوَرَ، إنه أعْوَرُ عين اليمنى، كأنَّ عينَهُ عِنَبَةٌ طافية، ألا إنَّ الله حَرَّمَ عليكم دماءكم وأَمْوالكم، كُحرَمةِ يَوْمِكُمْ هذا، في بَلَدِكُم هذا، ألا هَلْ بَلَّغْتْ؟ قالوا: نعم، قال: اللَّهُمَّ اشْهدْ- ثَلاثاً- ويلَكُمْ- أو ويْحَكُمْ -، انظُرُوا، لا تَرْجعوا بعدي كُفَّاراً يضربُ بعضُكْم رِقابَ بَعضٍ» . هذه رواية البخاري. وأخرج مسلم طَرَفاً منه، وهو قوله: «ويْحَكم - أو قال: ويلكم - لا تَرجعُوا بعدي كفاراً يضْرِبُ بعضكم رقَابَ بعْضٍ» . [ص: 459] وأخرج البخاري أيضاً هذا الفصل مفرداً. وأخرجا جميعاً الفصلَ الذي فيه: «أَتدرُونَ: أيُّ يومٍ هذا؟ ، وتحريمَ الدماءِ والأعراضِ في موضِعٍ بعدَه، دون ذِكْر الدجال، و «لا تَرْجِعُوا بعدي كفاراً» . قال البخاري: وقال هشام بنُ الغاز: عن نافع عن ابن عمر: «وَقَفَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ النَّحْرِ بَينَ الْجَمَراتِ في الحجَّةِ التي حجَّ فيها، وقال: أيُّ يومٍ هذا؟ - وذكر نحو ما سبق أولاً - وقال: هذا يومُ الحَجِّ الأكبر، فطَفِق النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ وَدَّع النَّاس، فقالوا: هذه حَجَّةُ الوَداعِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عنبة طافية) : العنبة الطافية: هي التي قد خرجت عن حد أخواتها في النبات والنتوء، فهي نادرة بينهن.   (1) أخرجه البخاري 8 / 82 في المغازي، وفي الحج، باب الخطبة أيام منى، وفي الأدب، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} ، وباب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وفي الحدود، باب ظهر المؤمن حمى إلا في حد أو حق، وفي الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "، وأخرجه مسلم رقم (66) في الإيمان، باب بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 2/85 (5578) و2/104 (5810) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد. وفي 3/ 104 (5809) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، عن وقدا بن عبد الله (كذا قال عفان، وإنما هو واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر) . وفي 2/135 (6185) قال: حدثني يعقوب. قال: حدثنا عاصم بن محمد، عن أخيه عمر بن محمد. و «البخارى» 2/216، 8/18 قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عاصم بن محمد بن زيد. وفي 5/223 قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال أخبرني ابن وهب، قال: حدثني عمر بن محمد. وفي 8/48 قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد. وفي 8/198 قال: حدثني محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد. وفي 9/3 قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، قال: واقد بن عبد الله أخبرني. وفي 9/63 قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني واقد. و «مسلم» 1/58 قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد. (ح) وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة وأبو بكر بن خلاد الباهلي، قالا: حدثنا محمد جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن واقد ابن محمد بن زيد. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني عمر ابن محمد. و «أبو داود» 4686 قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، قال: قال واقد بن عبد الله أخبرني. و «ابن ماجة» 3943 قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني عمر بن محمد. و «النسائي» 7/126 قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن زيد.. ثلاثتهم (واقد بن محمد، وعمر بن محمد، وعاصم بن محمد) عن أبيهم عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر فذكره. قلت: تقدم في كتاب الإيمان - المجلد الأول. الحديث: 1795 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 1796 - (م د س) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين -رحمه الله (1) [ص: 460] عن أبيه (2) قال: «دخَلْنا على جابر بن عبد الله (3) فَسألَ عن القومِ؟ (4) حتى انتهى إليَّ، فقلت: أنا محمدُ بنُ عليٍ بن الحسين، فَأهوَى بيدِه إلى رأسي فَنزَعَ زِرِّيَ الأعلى، ثمَّ نَزَعَ زِرِّيَ الأسفلَ، ثم وَضَعَ يَدَهُ بينَ ثَدْيَيَّ، وأنا يومئذٍ غُلامٌ شَابٌ (5) ، فقال: مَرحباً بك يا ابْنَ أخي، سَلْ عما شِئْتَ، فسألْتُهُ - وهو أعمى -، وحضر وقْتُ الصلاةِ، فقام في نِسَاجَةٍ ملتَحِفاً بها، كُلَّما وَضعَها على مَنكِبِه رجَعَ طَرَفاها إليه من صِغَرِها. ورداؤهُ إلى جَنبهِ على المشْجبِ، فَصَلَّى بنا، فقلتُ: أخْبرني عن حَجَّةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، [ص: 461] فَعَقَدَ بيَدِهِ تِسعاً، فقال: إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَكَثَ تِسْعَ سِنينَ لم يَحُجّ (6) ثُمَّ أذَّنَ في النَّاس في العاشرة، أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- حاجٌّ، فَقَدِمَ المدينَةَ بشَرٌ كثيرٌ، كلُّهم يَلْتَمسُ أنْ يَأْتَمَّ برسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ويَعْملَ مِثْلَ عَملهِ، فَخرجْنا معه، حتى أتَينا ذَا الْحُليفَةِ (7) ، فَوَلَدَت أسماءُ بنتُ عُمَيْسٍ (8) مُحمَّدَ ابنَ أبي بكرٍ، فأرَسَلت إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، كيف أصْنعُ؟ قال: اغْتسِلي واسْتَثْفِري بِثَوبٍ وأحرمي، فَصَلَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد، ثم رَكبَ القَصْواءَ، حتى استَوَتْ به ناقَتُه على البَيْداءِ، نَظَرتُ إلى مَدِّ بصرِي بَينَ يَدَيْهِ مِنْ راكبٍ وماشٍ، وعن يمينهِ مثلَ ذلك، وعن يسارهِ مثلَ ذلك، ومن خَلفِهِ مثل ذلك، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بين أظهُرِنا، وعليه يَنْزِلُ القرآنُ، وهو يَعْرِفُ تأويلَهُ، وما عَمِلَ به من شيءٍ عَمِلْنا به، فَأهَلَّ بالتوحيد: لَبَّيْكَ اللَّهمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيكَ لا شَريكَ لَكَ لبَّيْكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ، لاَ شريكَ لَكَ، وأهَلَّ الناس بهذا الذي يُهِلُّونَ به، فلم يَرُدَّ عليهم رسولُ الله [ص: 462] صلى الله عليه وسلم- شيئاً منه، ولَزِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- تَلبِيَتَهُ - قال جابر: لَسْنَا نَنْوي إلا الحجَّ، لَسنا نعرِفُ العُمرةَ - حَتى إِذا أَتَينا البَيْت معه استلم الرُّكنَ، فَرَمَلَ ثَلاثاً، ومَشى أربعاً، ثم نَفَذَ إِلى مَقامِ إِبراهيم عليه السلام، فقرأَ: {واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهيم مُصَلَّى} [البقرة: 125] ، فَجَعَلَ المقَامَ بينه وبين البيتِ، فكانَ أبي يَقُولُ - ولا أعْلَمُهُ ذَكَره إِلا عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأُ في الركعتين: {قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ} ، و {قُلْ يَا أيُّها الكافِرُونَ} ، ثم رَجَعَ إِلى الرُّكنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثم خَرَجَ من الباب إِلى الصّفا، فَلَمَّا دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ} [البقرة: 158] أَبدَأ بما بدَأ اللهُ به، فَبَدأَ بالصفا، فَرَقي عليه حتَّى رأَى البيتَ، فاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللهَ وكَبَّرَهُ، وقال: لا إِله إِلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إِلهَ إِلا الله وحدَهُ، أنْجَزَ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحزَابَ وَحدَهُ، ثُمَّ دَعَا بيْن ذلك - قال: هذا ثلاثَ مَرَّاتٍ - ثم نَزلَ إِلى المَروةِ، حَتَّى إِذا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوادي رَمَلَ (9) ، حتى إِذا صَعِدْنا مَشى، حتى أَتَى المروةَ، فَفَعَلَ على المَروةِ كما فَعَلَ على الصَّفَا، حتى إِذا كانَ آخرُ طوافٍ عَلا على المروةِ قال: لو أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ من أمري ما اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُق الهدْيَ وجَعَلتُها عُمْرَة، فَمَن كانَ منكم لَيْسَ مَعْهُ هَديٌ [ص: 463] فَلْيَحِلَّ، وليَجعلهَا عُمرَة، فقام سُراقةُ بنُ مالك بن جُعشُمٍ، فقال: يا رسولَ الله، أَلِعَامِنَا هذا، أَم للأَبدِ؟ فَشبّكَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَصابعَهُ واحدةً في الأخرى، وقال: دَخَلَتِ العُمرةُ في الحجِّ - هكذا مرَّتَيْنِ - لا، بل لأبَدِ أبَدٍ، وقَدِمَ عليٌّ من اليمن بِبُدْنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَوَجَدَ فَاطِمَةَ مِمَّنْ حَلَّ، وَلَبستْ ثِياباً صَبيغاً، واكتحَلَتْ، فَأنكَرَ ذَلِكَ عليها (10) ، فقالت: إِنَّ أَبي أَمَرَني بِهَذا، قالَ: وكان عليٌّ - رضي الله عنه - يقول بالعراق: فذهبتُ إِلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- مُحرِّشاً على فاطمةَ للذي صَنَعتْ، مُستَفْتياً لرسولِ الله فيما ذَكَرَتْ عنه، فأخبرتهُ: أَني أنكرتُ ذلك عليها، فقالت: أَبي أَمرني بهذا، فقال: صَدَقَتْ، صَدَقَتْ، مَاذا قُلت حين فَرَضتَ الحجَّ؟ قال: قلتُ: اللهم إِني أُهِلُّ بما أَهلَّ به رَسولُكَ، قال: فإِنَّ مَعيَ الهَديَ فلا تَحِل، قال: فكانَ جماعةُ الهَدي الذي قَدِمَ به عليٌّ من اليمن والذي أَتى به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِائَة، قال: فَحلَّ الناسُ كُلُّهم وقَصَّروا، إِلا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَمَنْ كان معه هَديٌ، فلَمَّا كان يَومُ التَّروِيةِ تَوجَّهوا إِلى مِنى، فأهلوا بالحجِّ، ورَكِبَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى بها الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ، ثم مكثَ قليلاً حتى طَلَعتِ الشمسُ، وأَمَرَ بِقُبَّةٍ من شَعرٍ تُضْرَبُ له بِنَمِرَة، فَسَارَ رسولُ [ص: 464] الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تَشُكُّ قُرَيشٌ، إِلا أَنه واقفٌ عند المشْعَرِ الحَرامِ بالمُزدَلِفَةِ كما كَانت قُرْيشٌ تَصْنَعُ في الجاهلية، فأجازَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أَتى عرفةَ، فَوَجدَ القُبَّةَ قد ضُرِبَت له بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بها، حتى إِذا زَاغَتِ الشمسُ أَمَرَ بالقَصْواءِ فَرُحِلَت له، فَرَكِبَ فَأَتى بَطْنَ الْوادي، فَخَطَبَ النَّاسَ، وقال: إِنَّ دِماءكُم وأَموَالَكُم حَرَامٌ عليكم كَحُرمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودِماءُ الجاهلية مَوضُوعَةٌ، وإِنَّ أوَّلَ دَمٍ أَضَعُ من دِمائِنا دَمُ ابنِ ربيعةَ بن الحارثِ (11) ، كان مُستَرْضَعاً في بني سعدٍ، فَقَتلَتْهُ هُذيلٌ، ورِبا الجاهليةِ موضوع (12) ، وأوَّلُ رِباً أَضَعُ مِنْ رِبَانَا، رِبا العَبَّاسِ بنِ عبد المطلب، فإنه [ص: 465] موضوعٌ كُلُّهُ (13) ، فاتَّقُوا اللهَ في النِّساء، فَإِنَّكم أخَذْتُموهُنَّ بِأمَانِ الله، واستحلَلْتُمْ فروجَهنَّ بكلمةِ الله (14) ، ولكم عليهنَّ أن لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم أحداً تَكْرَهُونَه، فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فاضْرِبُوهُنَّ ضرباً غير مُبَرِّحٍ، ولَهُنَّ عليكم رِزْقُهُنَّ، وكِسْوتُهُنَّ بالمعروف، وقد تَرَكْتُ فيكم ما لن تَضِلُّوا بعده، إِن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تُسأَلُونَ عنِّي، فَمَا أنْتُمْ قائلون؟ قالوا: نَشهَدُ أنكَ قد بَلَّغْتَ وأدَّيتَ وَنَصَحْتَ، فقال بإِصبعه السَّبابةِ، يَرْفَعُهَا إِلى السماء ويَنكِّبُها (15) إِلى النَّاسِ: اللَّهمَّ اشْهَدْ، اللَّهمَّ اشْهد ثلاث مرات، ثم أَذَّنَ بلالٌ، ثم أَقامَ فَصَلَّى الظهرَ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى العصرَ، ولم يُصَلِّ بينهما شيئاً، ثم ركبَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أَتى المَوقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ ناقَتِهِ القَصْواءِ إِلى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ حَبْلَ المُشاةِ بين يَدَيهِ، واستَقْبَلَ القِبْلَةَ، فلم [ص: 466] يَزَلْ واقِفاً حتَّى غَرَبتِ الشَّمسُ، وذَهَبتِ الصُّفرَةُ قليلاً حينَ غابَ القُرْصُ، وأَردَفَ أُسامَةَ خلفَه، ودَفَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد شَنَقَ لِلْقَصواء الزِّمامَ حتى إِنَّ رَأْسَها لَيُصيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، ويقول بيدِهِ: أيُّها النَّاسُ، السَّكِينَةَ، السَّكِينةَ، كُلَّما أَتى حَبلاً من الحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَليلاً حتَّى تَصْعَدَ، حتى أَتَى المُزدَلِفَةَ، فَصَلَّى بها المغربَ، والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإِقامَتَيْنِ، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئاً، ثم اضْطَجَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتَّى طَلَعَ الفجرُ، فَصَلَّى الفجرَ حين تَبَيَّنَ الصُّبْحُ بأذَانٍ وإِقامةٍ، ثم رَكِبَ القَصواءَ حتى أَتى المَشْعَرَ الحرَامَ، فَرَقِيَ عليه، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَحَمِدَ الله وكبَّرَهُ، وهَلَّلَهُ، ووَحَّدَهُ، فَلم يَزلْ واقِفاً حتَّى أسْفَرَ جداً، فَدَفَعَ قَبلَ أنْ تَطْلُعَ الشمسُ، وَأَردَفَ الفَضْلَ بنَ عَبَّاسٍ، وكان رَجُلاً حَسَنَ الشَّعْرِ أَبيضَ وَسِيماً، فلما دَفَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرَّت ظُعْنٌ يَجْرِينَ، فَطَفِقَ الفضلُ يَنظُرُ إِليهن، فَوضَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ على وَجهِ الفضل، فَحوَّلَ الفضلُ وجههُ إِلى الشقِّ الآخر يَنْظُرُ، فَحوَّلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ من الشِّقِّ الآخر على وَجْهِ الفَضلِ، فَصَرَفَ وجهَهُ من الشِّقِّ الآخر ينظر، حتى أتى بَطْن مُحَسِّرٍ، فَحَرَّكَ قليلاً، ثم سَلَكَ الطريقَ الْوُسطَى التي تخرج إِلى الجمرَةِ الكبرى، حتى أتى الجمرةَ التي عند الشَّجَرةِ، فَرمَاهَا بِسبعِ حَصَياتٍ، يُكبِّرُ مَعَ كل حَصَاةٍ منها، [ص: 467] حَصَى الخَذفِ (16) ، رمى من بطنِ الوادي، ثم انْصَرَفَ إِلى المَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثلاثاً وستِّينَ بَدَنَة بيده، ثم أعطى عَليّاً فَنحَرَ مَا غَبَرَ، وأَشرَكَهُ في هَدَيه، ثم أَمرَ من كُلِّ بَدَنةٍ ببَضْعَةٍ فَجُعِلتْ في قِدْرٍ، فَطُبخت، فأكلا من لحمِها، وَشَرِبا من مَرقِها، ثُمَّ ركبَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فأفاضَ إِلى البيت، فصلَّى بمكة الظهرَ، فَأَتى بني عبد المطلب، وهم يَسقُونَ على زَمْزَمَ، فقال: انْزِعوا بَني عبد المطلب، فلولا أن يَغْلبَكُم الناسُ على سِقايتكُمْ لَنَزَعتُ مَعَكم (17) ، فنَاولوهُ دلواً فَشَرِبَ منه» . وفي رواية: بنحو هذا، وزاد: «وكانت العَرَبُ يَدفعُ بِهِمْ [ص: 468] أبو سَيَّارَةَ (18) على حِمَارٍ عُريٍ، فلما أجازَ (19) رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من المُزْدَلِفَةِ بالمشعَرِ الحَرَامِ لم تَشُكَّ قُريشٌ أَنَّه سَيَقتَصِرُ عليه، ويكونُ مَنْزِلُه ثَمَّ، فَأَجازَ ولم يَعْرِضْ لَهُ، حتَّى أَتَى عَرفَاتٍ فنزَلَ» . وفي أخرى: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «نَحْرتُ هاهنا، ومِنى كُلُّها مَنْحرٌ، فانْحروا في رِحَالكُمْ، ووقَفْتُ هاهنا، وعرفةُ كُلُّها مَوقفٌ، ووقَفْتُ هاهنا، وجمع كلها مَوقِفٌ» . هذه رواية مسلم. وأخرج أبو داود الحديث بطوله. وله في أخرى عند قوله: {واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهيم مُصَلَّى} [البقرة: 125] ، قال: «يَقْرَأُ فيهما، بالتوحيد (20) ، و {قُلْ يَا أيُّها الكافِرُونَ} ، وقال فيه: «فقال عليٌّ بالكوفةِ: قال أبي: هذا الحَرفُ لم يذكُره جابرٌ، يعني: فَذهبتُ مُحرِّشاً ... وذكر قصة فاطمة» . وأخرج النسائي من الحديث أطرافاً متفرِّقة في كتابه، وقد ذكرناها. قال محمد: «أتينا جابراً فَسألناهُ عن حجَّةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لو اسْتقْبَلْتُ من أمري ما اسْتَدْبرْتُ لم أسُق الهَدْي، [ص: 469] وجعَلتها عُمرَة، فمن لم يكن معه هَديٌ فَليحِلَّ، وَلْيَجْعلها عُمْرة، وَقَدِمَ عليٌّ من اليمن بِهَدْي، وساقَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينة هَدْياً، وإذا فاطمةُ قد لَبستْ ثياباً صبيغاً واكتحلتْ، قال عليُّ: فانطلقتُ مُحرِّشاً أستفتي رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ فَاطمة قد لَبستْ ثياباً صبيغاً واكتحلَتْ، وقالت: أمَرَني أبي، قال: صَدقَتْ صَدَقتْ صَدقتْ، أنا أمرْتُها» . وله في موضعٍ آخر: قال: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَكثَ بالمدينةِ تِسعَ حِججٍ، ثم أذَّنَ في النَّاسِ، أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- حاجٌّ هذا العامَ، فَنَزَلَ المدينةَ بَشرٌ كثيرٌ، كلُّهم يَلْتَمس أنْ يَأْتمَّ برسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ويفعل كما فَعَل، فخرَجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لخَمْسٍ بَقِينَ من ذي القَعْدَةِ، وخرَجَنا مَعَهُ، قال جابر: ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أظْهُرِنَا يَنزل عليه القرآنُ، وهو يَعرِفُ تأويله، وما عمل به من شيء عَملنا به، فَخَرْجنا لا نَنوي إلا الحجَّ» . وله في موضع آخر: قال: إنَّ عَليّاً قَدِمَ من اليمن بهَديٍ، وساق رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينة هَدْياً، فقال لعلي: بِمَ أهْلَلْتَ؟ قال: قلتُ: اللهُمَّ إني أهْللْتُ بما أهَلَّ به رسولُ الله. ومَعي الهَدْي، قال: فلا تَحِلَّ إذاً» . وله في موضع آخر: «أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أتى ذا الحليفة صَلَّى [ص: 470] وهو صامتٌ، حتى أَتَى البَيْدَاءَ» . وفي موضع آخر: قال: «أقَامَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- تسعَ سِنينَ لم يَحُجّ، ثم أذَّنَ في الناسِ بالحجِّ، فلم يبقَ أَحدٌ يُريدُ أَن يَأتيَ راكباً أو راجلاً إلا قَدِمَ، فَتَداركَ النَّاسُ ليَخْرُجُوا مَعهُ، حتى حاذَى ذا الحلَيْفَةِ، وولَدَتْ أسماءُ بنتُ عُميسٍ محمدَ بنَ أبي بكرٍ، فأرسلَتْ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: اغْتَسلي واستَثفري بثَوبٍ ثُمَّ أَهِلي، ففعلت» . وفي موضعٍ آخر: قال: «إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ساقَ هَدياً في حَجَّتهِ» . وفي موضعٍ آخر: قال: «قدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مَكةَ ودخَلَ المسجدَ، فاستلم الحجَرَ، ثم مَضَى عن يمينه، فَرَملَ ثلاثاً ومَشى أربعاً، ثم أتى المقامَ، فقال: {واتَّخِذُوا مِنْ مقامِ إبراهيمَ مُصَلَّى} [البقرة: 125] فَصَلَّى ركعتينِ، والمَقَامُ بيْنَهُ وبين البيت، ثم أتَى البيتَ بعد الركعتين فاستلمَ الحجَرَ، ثم خَرجَ إلى الصَّفا» . وفي موضع آخر: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ من المسجد وهو يُريدُ الصفا، وهو يقولُ: نَبدَأُ بما بدَأ الله به، ثم قرأ: {إنَّ الصَّفَا والمَروةَ من شَعائِرِ الله} [البقرة: 158] . [ص: 471] وفي موضع آخر: قال: «إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَقِيَ على الصفا، حتى إذا نظرَ إلى البيت كَبَّر» . وفي موضع آخر: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا وقفَ على الصَّفا يُكَبِّرُ ويقولُ: لا إله إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيء قديرٌ، يَصنعُ ذلك ثلاثَ مَرَّاتٍ ويدعو، ويصْنعُ على المروةِ مثل ذلك» . وفي موضع آخر: قال «طَافَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالبيت سبعاً: رمَلَ منها ثلاثاً، ومشى أَربعاً، ثم قامَ عند المقام، فَصلَّى ركعتين، وقرأ: {واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصلَّى} ورفَعَ صَوتَهُ لِيَسْمعَ النَّاسُ، ثم انصَرَفَ فاستلَم، ثمَّ ذَهَبَ، فقال: نَبْدأُ بما بدَأ الله به، فبدَأ بالصَّفَا، رَقِيَ عليه حتى بَدَا له البيتُ، وقال ثلاث مراتٍ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قديرٌ، وكَبَّرَ الله وحَمِدَهُ ثم دعا بِما قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ نَزَلَ مَاشِياً حتى تَصَوَّبتْ قَدَمَاهُ في بَطنِ المَسيلِ، فَسَعَى حتَّى صَعِدَتْ قَدَمَاهُ، ثم مَشى حتى أتَى المروَةَ، فَصَعِدَ فيها، حتى بَدَا له البيتُ، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمد، [ص: 472] وهو على كل شيء قديرٌ، قال: ثلاثَ مَراتٍ، ثم ذكَرَ الله وسبَّحَهُ وحَمِدهُ، ودعا بما شاءَ، فَعَلَ هذَا حتَّى فرغ من الطوافِ» . وفي موضع آخر: قال: «سارَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أتَى عرفَةَ، ووجدَ القُبَّةَ قَدَ ضُرِبتْ له بنَمِرة، حتى إذا زاغت الشمسُ أمرَ بالقصْواءِ فَرُحِلَتْ له، حتى إذا انتهى إلى بَطْنِ الوادي خَطَبَ النَّاس، ثمَّ أذَّنَ، ثم أقام، فَصَلَّى الظهرَ، ثمَّ أقام فصلى العصْر، ولم يُصلِّ بينهما شيئاً» . وفي موضع آخر: أنَّ نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عَرَفةُ كلُّها مَوقفٌ» . وفي موضع آخر قال: «المُزْدَلِفةُ كلها مَوقِفٌ» . وفي موضع آخر: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- دَفَعَ من المُزدلفَةِ قِبلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمسُ، فأردفَ الفَضُلَ بن عبَّاسٍ، حتّى أتَى مُحَسِّراً، حَركَ قليلاً، ثم سَلَكَ الطريق الوسطى التي تُخرِجُكَ على الجمرةِ الكبرى، حتى أتى الجمرةَ التي عند الشجَرَةِ، فرَمَاها بسبع حَصَياتٍ، يُكبِّرُ مَع كلِّ حصَاةٍ منها، حصى الخذفِ، ورمى من بطن الوادي» . [ص: 473] وزاد في طرفٍ آخر: «ثم انْصرفَ إلى المنْحَر فنحرَ» . وفي موضع آخر: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نَحرَ بعضَ بُدْنِهِ بيَدِهِ، ونَحَرَ بعضه غيرُهُ» (21) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نساجة) : ضرب من الملاحف المنسوجة. (المشجب) : أعواد مركبة يوضع عليها الرحل والثياب. (واسثفري) استثفار الحائض: هو أن تشد فرجها بخرقة عريضة توثق طرفيها في شيء آخر قد شدته على وسطها، ليمتنع الدم أن يجري ويقطر. (القصواء) : اسم ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم تكن قصواء، لأن القصواء، هي المقطوعة الأذن. [ص: 474] (صبيغاً) : ثوب صبيغ، أي: مصبوغ، فعيل بمعنى: مفعول. (محرشاً) : التحريش: الإغراء، ووصف ما يوجب عتاب المنقول عنه وتوبيخه. (بكلمة الله) : كلمة الله: هي قوله تعالى: {فَإمساكٌ بمَعرُوف أو تَسريحٌ بإِحسانٍ} [البقرة: 229] . (لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهون) معناه: أن لايأذن لأحد من الرجال أن يتحدث إليهن، وكان الحديث من الرجال إلى النساء من عادات العرب، لا يرون ذلك عيباً، ولا يعدونه ريبة، إلى أن نزلت آية الحجاب، وليس المراد بوطء الفراش: نفس الزنا، لأن ذلك محرم على الوجوه كلها، فلا معنى لا شتراط الكراهة فيه، ولو كان ذلك كذلك لم يكن الضرب فيه ضرباً غير مبرح، إنما كان فيه الحد، والضرب المبرح: هو الضرب الشديد. (يُنَكِّبها) نكب إصبعه: أمالها إلى الناس، يريد بذلك: أن يشهد الله عليهم. (حبل المشاة) الحبل: واحد حبال الرمل، وهو ما استطال منه مرتفعاً. [ص: 475] (شنق) زمام ناقته: إذا جمعه إليه، كفاً لها عن السرعة في المشي. (مَوْرِك) : الرحل: ما يكون بين يدي الرحل، يضع الراكب رجله عليه، يقال: وَرَك وورّك، مخففَّاً ومثقلاً. (ولم يسبح بينهما) : السبحة: الصلاة، وقيل: هي النافلة من الصلاة، أي: لم يصل بينهما سنة. (وسيماً) : رجل وسيم: له منظر جميل. (ظُعن) : جمع، ظعينة وهي المرأة في الهودج، والهودج أيضا يسمى: ظعينة. (ماغبر) : الغابر: الباقي. (انزعوا) : النزع: الاستقاء.   (1) هو أبو عبد الله الهاشمي المعروف بـ: جعفر الصادق، إمام، فقيه، صدوق، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، فلذلك كان يقول: ولدني أبو بكر مرتين، توفي رحمه الله سنة (148 هـ) . (2) هو المعروف بأبي جعفر الباقر، إمام، ثقة، فاضل، وأمه بنت الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، توفي رحمه الله سنة (114 هـ) . (3) هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه، آخر من مات من الصحابة بالمدينة، وهو أحسن الصحابة سياقاً لرواية حديث حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي حجة الوداع، فإنه رضي الله عنه ذكرها من حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى آخرها، وهو حديث عظيم مشتمل على كثير من الفوائد، وقد صنف فيه أبو بكر بن المنذر جزءاً كبيراً، وخرج فيه من الفقه مائة ونيفاً وخمسين نوعاً. (4) قال النووي في " شرح مسلم ": وفي الحديث فوائد منها: أنه يستحب لمن ورد عليه زائرون، أو ضيفان ونحوهم: أن يسأل عنهم لينزلهم منازلهم، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم "، وفيه إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فعل جابر بمحمد بن علي، ومنها: استحباب قوله للزائر والضيف ونحوهما: مرحباً، ومنها: ملاطفة الزائر بما يليق به وتأنيسه، وهذا سبب حل جابر زري محمد بن علي ووضع يده بين ثدييه. (5) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله: وأنا يومئذ غلام شاب: فيه تنبيه على أن سبب فعل جابر ذلك التأنيس لكونه صغيراً، وأما الرجل الكبير فلا يحسن إدخال اليد في جيبه والمسح بين ثدييه. (6) لم يحج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هجرته إلى المدينة سوى هذه الحجة، وسميت حجة الوداع؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - ودع فيها أصحابه رضي الله عنهم. (7) وهي ميقات أهل المدينة ومن يمر بها. (8) هي زوجة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وتزوجها بعد وفاة أبي بكر علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. (9) الذي عند مسلم " سعى ". (10) قال النووي في " شرح مسلم ": فيه إنكار الرجل على زوجته ما رآه منها من نقص في دينها؛ لأنه ظن أن ذلك لا يجوز، فأنكره. (11) قال النووي في " شرح مسلم ": قال المحققون والجمهور: اسم هذا الابن إياس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وقيل: اسمه حارثة، وقيل: آدم. قال الدارقطني: وهو تصحيف، وقيل: اسمه تمام، وممن سماه آدم: الزبير بن بكار، قال القاضي: ورواه بعض رواة مسلم " دم ربيعة بن الحارث " قال: وكذا رواه أبو داود، وقيل: هو وهم، والصواب " ابن ربيعة " لأن ربيعة عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتأوله أبو عبيد فقال: دم " ربيعة " لأنه ولي الدم، فنسبه إليه، قالوا: وكان هذا الابن المقتول طفلاً صغيراً يحبو بين البيوت، فأصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر، قاله الزبير بن بكار. (12) قال النووي في " شرح مسلم ": معناه: الزائد على رأس المال، كما قال الله تعالى: {وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم} [البقرة: 277] وهذا الذي ذكرته إيضاح، وإلا فالمقصود مفهوم من نفس لفظ الحديث؛ لأن الربا هو الزيادة، فإذا وضع الربا فمعناه: وضع الزيادة، والمراد بالوضع: الرد والإبطال. (13) قال النووي في " شرح مسلم ": في هذه الجملة إبطال أفعال الجاهلية وبيوعها التي لم يتصل بها قبض، وأنه لا قصاص في قتلها، وأن الإمام وغيره ممن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ينبغي أن يبدأ بنفسه وأهله، فهو أقرب إلى قبول قوله، وإلى طيب نفس من قرب عهده بالإسلام. (14) قال النووي في " شرح مسلم ": قيل: معناه: قوله تعالى: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} [سورة البقرة: 229] وقيل: المراد: كلمة التوحيد، وهي: " لا إله إلا الله محمد رسول الله " إذ لا تحل مسلمة لغير مسلم، وقيل: المراد بإباحة الله تعالى والكلمة، قوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} [النساء: 3] وهذا الثالث هو الصحيح، وبالأول قال الخطابي والهروي وغيرهما. وقيل: المراد بالكلمة: الإيجاب والقبول، ومعناه على هذا: بالكلمة التي أمر الله تعالى بها. (15) في بعض النسخ: وينكتها. (16) قال النووي: هكذا هو في النسخ، وكذا نقله القاضي عياض عن معظم النسخ، قال: وصوابه " مثل حصى الخذف " قال: وكذا رواه غير مسلم، وكذا رواه بعض رواة مسلم. هذا كلام القاضي. قلت (القائل النووي) : والذي في النسخ من غير لفظة " مثل " هو الصواب، بل لا يتجه غيره، ولا يتم الكلام إلا كذلك، ويكون قوله: " حصى الخذف " متعلقاً بحصيات، أي: رماها بسبع حصيات حصى الخذف، يكبر مع كل حصاة، فحصى الخذف متصل بحصيات، واعترض بينهما: يكبر مع كل حصاة، وهذا هو الصواب، والله أعلم. (17) قال النووي: معناه لولا خوفي أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الحج ويزدحمون عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الاستقاء لاستقيت معكم، لكثرة فضيلة هذا الاستقاء. قال: وفي الحديث فضيلة العمل في هذا الاستقاء، واستحباب شرب ماء زمزم. وأما زمزم: فهي البئر المشهورة في المسجد الحرام بينها وبين الكعبة ثمان وثلاثون ذراعاً، وقيل: سميت زمزم لكثرة مائها. يقال: ماء زمزوم، وزمزم، وزمازم: إذا كان كثيراً، وقيل: لضم هاجر لمائها حين انفجرت وزمها إياه، وقيل: لزمزمة جبريل وكلامه عند فجره إياها، وقيل: إنها غير مشتقة، ولها أسماء أخر ذكرتها في " تهذيب اللغات " مع نفائس أخرى تتعلق بها. (18) أي في الجاهلية. (19) أي جاوز. (20) قال في " عون المعبود ": يظهر من هذه الرواية: أن قوله: فقرأ فيهما بالتوحيد، هو قول مدرج من محمد بن علي (يعني: محمد بن علي بن الحسين) وكذا قوله بعده: قال علي بالكوفة: فذهبت محرشاً إلى آخر قصة فاطمة رضي الله عنها، ذكره محمد بن علي منقطعاً من غير ذكر جابر والله أعلم. (21) أخرجه مسلم رقم (1218) في الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1905) و (1907) و (1908) و (1909) في المناسك، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 5 / 143 و 144 في الحج، باب الكراهية في الثياب المصبغة للمحرم، وباب ترك التسمية عند الإهلال، وباب الحج بغير نية يقصده المحرم، وباب العمل في الإهلال، وباب إهلال النفساء، وباب سوق الهدي، وباب كيف يطوف أول ما يقدم وعلى أي شقيه يأخذ إذا استلم الحجر، وباب ذكر الصفا والمروة، وباب التكبير على الصفا، وباب الذكر والدعاء على الصفا، وباب القول بعد ركعتي الطواف، وباب رفع اليدين في الدعاء بعرفة، وباب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام، وباب الإيضاع في وادي محسر، وباب عدد الحصى التي يرمي بها الجمار، وفي مواقيت الصلاة، باب الجمع بين الظهر والعصر بعرفة، وأخرجه أيضاً بطوله ابن ماجة رقم (3074) في المناسك، باب حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 3/320. و «أبو داود» 1907 قال: حدثنا ابن حنبل. وفي 1909 قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. و «ابن خزيمة» 2754 و2757 قال: حدثنا محمد بن بشار. ثلاثتهم -أحمد، ويعقوب، وابن بشار- قالوا حدثنا يحيى بن سعيد القطان. 2- وأخرجه عبد بن حميد 1135 قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة. و «الدارمي» 1857 قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان. وفي 1858 قال: أخبرنا محمد بن سعيد الأصبهاني. و «مسلم» 4/38 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم. و «أبو داود» 1905 قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، وعثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيان و «ابن ماجة» 3074 قال: حدثنا هشام بن عمار. و «ابن خزيمة» 2687، 2802 و2855، 2826، 2812و2944 قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. وفي 2809 قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا يزيد (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. تسعتهم (أبو بكر، وإسماعيل، ومحمد بن سعيد، وإسحاق، والنفيلي، وعثمان، وهشام، وسليمان، ويزيد) عن حاتم بن إسماعيل. 3- وأخرجه مسلم 4/43 قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. و «أبوداود» 1908 قال: حدثنا مسدد. كلاهما (عمر، ومسدد) قالا: حدثنا حفص بن غياث. 4- وأخرجه ابن خزيمة 2534 قال: حدثنا علي بن حجر السعدي.، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. 5- وأخرجه ابن خزيمة 2620 قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن أبي حازم. 6- وأخرجه ابن خزيمة 2755 قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان الثوري. ستتهم (يحيى، وحاتم، وحفص، وإسماعيل، وابن أبي حازم، والثوري) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1796 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 1797 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «انْطَلَقَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينةِ بعدما تَرجَّلَ وادَّهنَ (1) ولبسَ إزارَهُ ورِداءهُ [ص: 476] هُوَ وأَصحابُهُ، فلم ينه عن شيء من الأَرديةِ والأُزُرِ تُلبَسُ، إلاَّ المُزَعفَرَة (2) التي تُرْدَعُ (3) على الجلد. فَأصبَحَ بذي الحُلَيفَةِ، وركب راحلَتَهُ حتَّى استوى على البيداءِ أَهلَّ هو وأَصْحابهُ، وقَلَّدَ بُدْنهُ، وذلك لِخَمْسٍ بقينَ من ذي القَعْدة (4) فقدمَ مكةَ لأربعٍ خَلَون من ذي الحجَّةِ، وطافَ بالبيت، وسعى بين الصَّفَا والمروةِ، ولم يَحِلَّ من أجل بُدْنِهِ، لأنَّهُ قَلَّدها، ثم نزَلَ بأعلى مكةَ عند الحَجون (5) ، وهو مُهِلٌّ، ولم يَقْرَبِ الكَعْبَةَ بعد طوافِهِ بها حتى [ص: 477] رَجَعَ من عَرفةَ، وأمرَ أَصحابَهُ أن يَطوفوا بالبيت، وبين الصَّفا والمروة، ثم يُقَصِّرُوا رؤوسهُمْ ثم يَحِلُّوا (6) ، وذلك لَمِنْ لَم يكن مَعَهُ بَدَنَةٌ قَلَّدَها، ومَن كانت مَعهُ امْرَأته فهي لَهُ حَلالٌ والطِّيبُ والثيابُ» . أخرجه البخاري (7) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَرَجَّل) : الترجيل: تسريح الشعر. (ترْدع) : ثوب رديع، أي صبيغ، وقد رَدَعْته بالزعفران، والمراد: الذي يؤثر صبغه في الجسد، فيصبغه من لونه.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن المنذر: أجمع العلماء على أن للمحرم أن يأكل الزيت والشحم والسمن والشيرج، وأن يستعمل ذلك في جميع بدنه سوى رأسه ولحيته، وأجمعوا أن الطيب لا يجوز استعماله في بدنه، ففرقوا بين الطيب والزيت في هذا: فقياس كون المحرم ممنوعاً من استعمال الطيب في رأسه: أن يباح له استعمال الزيت في رأسه. وقد تقدمت الإشارة إلى الخلاف في ذلك قبل. (2) قال الزركشي: " إلا المزعفرة " بالنصب على الاستثناء، وبالجر على البدلية. (3) أي تلطخ. قال الحافظ في " الفتح ": يقال: ردع: إذا التطخ، والردع: أثر الطيب إذا لزق بجلده، قال ابن بطال: وقد روي بالمعجمة من قولهم: أردغت الأرض: إذا كثرت مناقع المياه فيها، والردغ بالغين المعجمة: الطين. اهـ. ولم أر في شيء من الطرق ضبط هذه اللفظة بالغين المعجمة، ولا تعرض لها عياض، ولا ابن قرقول، والله أعلم. ووقع في الأصل: تردع على الجلد. قال ابن الجوزي: الصواب حذف على كذا قال، وإثباتها موجه أيضاً. (4) قوله: " لخمس بقين من ذي القعدة "، فيه حجة لأحد قولي اللغويين: أنه لا حاجة إلى الاستثناء، بناء على تمام الشهر غالباً، وقيل: لابد أن يقول: إن بقين، لاحتمال نقص الشهر. اهـ. قال الحافظ في " الفتح ": احتج به ابن حزم في كتاب " حجة الوداع " له على أن خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة كان يوم الخميس، قال: لأن أول ذي الحجة كان يوم الخميس بلا شك؛ لأن الوقفة كانت يوم الجمعة بلا خلاف، وظاهر قول ابن عباس: " لخمس " يقتضي أن يكون خروجه من المدينة يوم الجمعة بناء على ترك عد يوم الخروج، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعاً كما سيأتي قريباً من حديث أنس، فتبين أنه لم يكن يوم الجمعة، فتعين أنه يوم الخميس. وتعقبه ابن القيم في " زاد المعاد "، بأن المتعين: أن يكون يوم السبت، بناء على عد يوم الخروج، أو على ترك عده، ويكون ذو القعدة تسعاً وعشرين يوماً. اهـ. (5) " الحجون " بحاء مهملة مفتوحة بعدها جيم مضمومة: جبل بأعلى مكة، وبجواره المعلى مقبرة أهل مكة. (6) في المطبوع: ثم يجلسوا، وهو تحريف. (7) 3 / 323 في الحج، باب ما يلبس المحرم من الثياب والأردية والأزر، وباب من لم يقرب الكعبة ولم يطف حتى يخرج إلى عرفة، وباب تقصير المتمتع بعد العمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري 2/189، 169، 214، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا فضيل بن سليمان، قال: حدثني موسى بن عقبة، قال: أخبرني كريب، فذكره. رواية البخاري في 2/189 مختصرة علي: «قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة، فطاف، وسعى بين الصفا والمروة، ولم يقرب الكعبة بعد طوافة بها، حتى رجع من عرفة» . وروايته 2/214 مختصرة على: لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة أمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبالصفا والمروة، ثم يحلوا، ويحلقوا، أو يقصروا.» . الحديث: 1797 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 1798 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «وقفَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بعرفةَ، فقال: هذه عرفةُ، وهو الموقف، وعرفَةُ كلُّها مَوقفٌ، ثُمَّ أفَاضَ حين غَرَبتِ الشَّمسُ، وأردفَ أُسامَةَ بنَ زَيدٍ، وجَعلَ يُشيرُ بيَدِهِ على هِينتهِ، النَّاسُ يَضْربونَ يَميناً وشِمالاً لا يلتَفِتُ إليهم، ويقول: يا أيُّها النَّاسُ، عليكم السَّكينةَ، ثم أتى جَمعاً فَصلَّى بهم الصَّلاتينِ جَميعاً، فَلمَّا أصبحَ أتَى قُزَحَ، ووقفَ عليه، وقال: هذا قُزَحُ، وهو الموقِفُ، وجمعٌ كلُّها موقِفٌ، ثم أفاضَ حتى انتهى إلى وادي مُحَسِّرٍ، فَقَرعَ ناقته، فَخبَّت حتى جَازَ الوادي، فَوقفَ وأَردفَ الفضلَ، ثم أتى الجمرةَ فَرَماها، ثم أتى المنحرَ، فقال: هذا المَنحَرُ، ومِنى كلُّها مَنحرٌ، واستفتَتْهُ [ص: 478] جاريةٌ شَابَّةٌ من خَثعَم، قالت: إنَّ أبي شَيخٌ كبيرٌ، قد أدركَتْهُ فريضةُ الله في الحجِّ، أفَيُجزىءُ أَن أَحُجَّ عنه؟ قال: حُجِّي عَن أبيكِ، قال: ولَوى عُنُقَ الفَضلِ، فقال العباس: يا رسول الله، لِمَ لوَّيتَ عُنقَ ابنِ عمك؟ قال: رأيتُ شابّاً وشَابَّة، فلم آمَنِ الشَّيطَانَ عليهما، فأتاهُ رجلٌ، فقال: يا رسول الله، إني أفضْتُ قبلَ أن أحلِق؟ قال: احلِق ولا حرجَ، قال: وجاءَ آخرُ فقال: يا رسول الله، إني ذبحتُ قبلَ أنْ أَرميَ؟ قال: ارمِ ولا حرَجَ، قال: ثم أتى البيتَ فَطَافَ به، ثم أَتى زمزمَ، فقال: يا بني عبدِ المطلب، لولا أَنْ يَغلِبَكُمُ النَّاسُ عليه لنزعتُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (885) في الحج، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف، وأبو داود رقم (1735) في المناسك، باب الصلاة بجمع، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن جابر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن أخرجه أحمد 1/75 (562) قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا سفيان. وفي 1/98 (778) و 1/165 (1347) قال: حدثنا بحيى بن آدم، عن سفيان ابن سعيد. و «أبوداود» 1922، 1953 قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. و «ابن ماجة» 3010 قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان. و «الترمذي» 885 قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. «عبد الله بن أحمد» 1/72 (252) ، 761 (564) قال: حدثني أحمد بن عبدة البصري، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي وفي 1/81 (613) قال: حدثنا سويد بن سعيد في سنة ست وعشرين ومئتين، قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي (وابن خزيمة) ، 2837 2889 قال حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم (سفيان، والمغيرة، ومسلم بن خالد) عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره. قلت: فات المؤلف - رحمه الله - عزوه لأبي داود. الحديث: 1798 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 477 الكتاب الثاني من حرف الحاء: في الحدود، وفيه سبعة أبواب الباب الأول: في حد الردة وقطع الطريق 1799 - (ط) زيد بن أسلم -رحمه الله (1) - «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ غَيرَ دِينَهُ فَاضربوا عُنُقَهُ» . قال مالك في تفسير هذا الحديث: معناه - والله أعلم -: أنَّه مَنْ خرج من الإسلام إلى غيره، مثلُ الزَّنادِقَة وأشباههم، فأولئكَ إذا ظُهِرَ عليهم يُقتَلون ولا يُستَتَابُون، لأنه لا تُعرَف توبتُهم، فإنهم كانوا يُسِرُّونَ [ص: 480] الكفرَ، ويُعلِنونَ الإسلام، فلا أرى أَن يُسْتَتابَ هؤلاء إذا ظُهِرَ على كفرهم بما يَثْبُتُ به. قال مالك: والأمر عندنا: أنَّ مَنْ خرج من الإسلام إلى الرِّدة: أَن يُسْتَتابوا، فإن تابوا وإلا قُتِلُوا. قال: ومعنى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ بَدلَ دِينَهُ فاقتُلُوهُ» : مَن خرج من الإسلام إلى غيره، لا مَن خرج من دينٍ غيرِ الإسلام إلى غيرهِ، كَمنْ يَخْرُجُ من يَهَوديةٍ إلى نَصرانيَّةٍ، أَو مَجُوسيةٍ، ومن فعل ذلك من أَهل الذِّمَّةِ لم يُستَتَبْ، ولم يقتل. أخرجه الموطأ (2) .   (1) هو زيد بن أسلم، العدوي مولاهم، يروي عن أبيه أسلم خادم عمر، وعن ابن عمر، أحد أعلام التابعين، مات في ذي الحجة سنة ثلاثين ومائة. (2) 2 / 736 في الأقضية، باب القضاء فيمن ارتد، وهو مرسل، وقد وصله البخاري عن طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، وسيأتي رقم (1802) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل أخرجه مالك 1483 قال الزرقاني مرسلا عند جميع الرواة، وهو موصول في البخاري والسنن الأربعة من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس. الحديث: 1799 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 479 1800 - (ط) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري -رحمه الله- عن أبيه قال: «قَدِمَ على عمَر بنِ الخطاب -رضي الله عنه-، في زَمَنِ خلافته، رَجُلٌ من اليمن، من قِبَلِ أَبي مُوسَى الأشعري، وكان عَاملاً له، فسألَهُ عُمَرُ عن النَّاسِ؟ ثم قال: هل كان فيكم مِنْ مُغَرِّبةِ خَبرٍ؟ قال: نعم، رجلٌ كفَرَ بعد إسلامِه، قال: فما فعلتم به؟ قال: قَرَّبنَاهُ فَضربنا عُنُقَهُ، قال: فَهلا حَبَسْتُمُوهُ ثلاثاً، وأطْعَمتُموهُ كُلَّ يومٍ رغيفاً، واسْتَتَبْتُمُوه، لَعلَّهُ يَتُوبُ، ويُراجِعُ أمْرَ الله؟ اللَّهُمَّ إني لمْ أحضُرْ، ولم [ص: 481] آمُرْ، ولم أَرْضَ إذْ بَلَغَني» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُغَرِّبة خبر) : يقال: هل من مغربة خبر؟ بكسر الراء وفتحها مع الإضافة فيهما - وأصله: من الغَرب، وهو البعد، يقال: دارٌ غَرْبة، أي: بعيدة، والمعنى: هل من خبر جديد جاء من بلد بعيد؟   (1) 2 / 737 في الأقضية، باب القضاء فيمن ارتد عن الإسلام، وهو مرسل، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القاري لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك 1484 عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله عن أبيه، فذكره قال الزرقاني: محمد المدني «ثقة» الشرح (4/18) . الحديث: 1800 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 480 1801 - (خ ت د س) عكرمة قال: «أُتيَ عليٌّ -رضي الله عنه- بِزَنادِقَةٍ (1) ، فأحرَقَهمْ، فَبلَغ ذلك ابْنَ عَبَّاس، فقال: لو كنتُ أنا لَم أُحرِّقهمْ لِنهي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: لا تُعذِّبوا بعَذَاب الله، ولقَتَلْتُهُم، لقول رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فاقتُلُوهُ» . هذه رواية البخاري. وزاد الترمذي: «فَبَلَغ ذلك علياً، فقال: صَدقَ ابنُ عبَّاس» . وفي رواية أبي داود والنسائي: «أَنَّ علِيّاً أَحْرقَ نَاساً ارتْدُّوا عن الإسلام، فَبلَغَ ذلك ابنَ عباس، فقال: لم أكُنْ لأحْرِقَهم بالنَّار، إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تُعذِّبوا بِعذَاب الله، وكنتُ قاتِلهُم (2) بقول رسول الله [ص: 482] صلى الله عليه وسلم-، [فإن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال] : «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فاقْتُلُوهُ» ، [فبَلغَ ذلك عليّاً] ، فقال: ويَحَ ابنَ عباس» . وأخرج النسائي أيضاً منه المسند فقط، فقال: عن ابن عباسٍ: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فاقْتُلُوهُ» . وأخرج أيضاً عن أنسٍ: «أنَّ عليّاً أُتيَ بنَاسٍ من الزُّطِّ (3) يعبدون وثَناً [فأحرقَهُم] ، قال ابنُ عباس: إنما قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقتُلُوهُ» (4) .   (1) جمع زنديق، هو المبطن للكفر المظهر للإسلام، كالمنافق. وقيل: هو قوم من الثنوية القائلين بالخالقين - النور والظلمة إله الخير وإله الشر - وقيل: من لا دين له، وقيل: هو من يتبع كتاب (زرادشت) المسمى بالزند، وقيل: هم الذين أحرقهم علي رضي الله عنه وهم كانوا عبدة الأوثان. (2) في الأصل: وكنت أقاتلهم، وما أثبتناه رواية أبي داود. (3) قال ابن حجر في " المقدمة ": هم صنف من السودان. وفي القاموس " الزط " بالضم: جبل من الهند، معرب " جت " بالفتح، والقياس يقتضي فتح معربة أيضاً. الواحد " زطي ". (4) أخرجه البخاري 12 / 238 و 239 في استتابة المرتدين، باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم، وفي الجهاد، باب لا يعذب بعذاب الله، والترمذي رقم (1458) في الحدود، باب ما جاء في المرتد، وأبو داود رقم (4351) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، والنسائي 7 / 104 و 105 في تحريم الدم، باب الحكم في المرتد، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 1 / 282. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (533) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» 2171 (1871) قال: حدثنا إسماعيل. وفي 1/219 (1901) قال: حدثنا سفيان. وفي 1/282 (2551) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي 1/282 (2552) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. و «البخاري» 4/75 قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي 9/18 قال: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن زيد. و «أبو داود» 4351 قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. و «ابن ماجة» 2535 قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. و «الترمذي» 1458 قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. و «النسائي» 7/104 قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا وهيب. (ح) وأخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أنبأنا ابن جريج قال: أنبأنا إسماعيل، عن معمر سبعتهم (سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وحماد بن زيد، ووهيب، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الوارث، ومعمر) عن أيوب. 2- وأخرجه النسائي 7/104 قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، قال: حدثنا عباد بن العوام، قال: حدثنا سعيد عن قتادة. كلاهما (أيوب، وقتادة) عن عكرمة، فذكره. في رواية إسماعيل بن علية، ووهيب عند أحمد، زاد في آخره: فبلغ عليا ما قال ابن عباس، فقال: ويح ابن أم ابن عباس. وفي رواية عبد الرهاب الثقفي فبلغ ذلك عليا فقال: صدق ابن عباس.. الحديث: 1801 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 1802 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «قَدِمَ عَليَّ مُعاذٌ، وأنا بِاليَمَنِ، فَكانَ رجلٌ يَهُوديٌّ، فأسْلَم، ثمَّ ارتدَّ عن الإسلام، فَلمَّا قَدِمَ مُعاذٌ قال: لا أنْزِلُ عن دابتي حتَّى يُقتَلَ، قال: وكان قد اسْتُتِيبَ قبل ذلك» . [ص: 483] زاد في رواية: «بعشرين ليلة، أو قريباً منها، فَجَاء مُعَاذٌ، فَدعاهُ، فأبى، فَضَرَبَ عُنُقَهُ» . . قال أَبو داود: وقد روي هذا الحديث من طُرُقٍ، وليس فيه ذِكْر الإستتابة. هذه رواية أبي داود. وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور بطوله في كتاب الغزوات في بَعثِ أبي موسى ومعاذٍ إلى اليمن في حرف «الغين» . وقد ذُكرِ بعض رواياته في «كتاب الخلافة والإمارةِ» من حرف «الخاء» وبعضُ رواياته في «كتاب الشراب» من حرف «الشين» . ووافقهم على بعضها النسائي، وقد ذكرت رواياته في مواضعها. وله هاهنا منها قال: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَهُ إلى اليَمَن، ثم أرْسَلَ مُعاذَ بنَ جبلٍ بعد ذلك. فَلمَّا قَدِمَ قال: يا أيُّها الناسُ إني رسولُ رسولِ اللهِ إليكم، فَألَقى له أَبو موسى وسَادَة ليَجْلِسَ، فأُتيَ برجُلٍ كان يَهُودياً فأسلَمَ، ثم كفَرَ، فقال معاذٌ: لا أَجْلِسُ حتى يُقْتَلَ: قَضاء الله ورسولِه - ثلاث مَرَّاتٍ - فَلمَّا قُتِلَ قعدَ» . وهذا الذي أخرجه النسائي قد أخرجه البخاري ومسلم في جملة الحديث، [ص: 484] وهو مذكور هناك (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وِسادَة) الوسادة: المخدة.   (1) أخرجه البخاري 12 / 241 و 242 في استتابة المرتدين، باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم، وفي الإجارة، باب في الإجارة، وفي الأحكام، باب ما يكره من الحرص على الإمارة، وباب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه، ومسلم رقم (1733) في الإمارة، باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها، وأبو داود رقم (4354) و (4355) و (4356) و (4357) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، والنسائي 7 / 105 في تحريم الدم، باب الحكم في المرتد، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 4 / 409 و 417. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 4/409 قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا قرة بن خالد. و «البخاري» 3/115، 9/19، 81 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن قرة بن خالد. وفي 9/81 قال: حدثني عبد الله بن الصباح قال: حدثنا محبوب بن الحسن، قال حدثنا خالد. و «مسلم» 6/6 قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد، ومحمد بن حاتم، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا قرة بن خالد،. و «أبو داود» 3579 قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال حدثنا قرة بن خالد. وفي (4354) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومسدد قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: مسدد: حدثنا قرة. و «النسائي» 91 وفي الكبرى (8) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى - وهو ابن سعيد - قال: حدثنا قرة بن خالد. وفي 7/105 قال: حدثنا محمد بن بشار (ح) وحدثني حماد بن مسعدة، قالا حدثنا قرة بن خالد. كلاهما (قرة بن خالد، خالد الحذاء) عن حميد ابن هلال. 2- وأخرجه أحمد 4/417 قال: حدثنا يونس بن محمد. و «البخاري» 1/70 قال: حدثنا أبو النعمان. و «مسلم» 1/152 قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. و «أبو داود» 49 قال: حدثنا مسدد، وسليمان ابن داود العتكي. و «النسائي» 1/9 وفي الكبرى (3) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة البصري. و «ابن خزيمة» 141 قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. ستتهم (يونس، وأبو النعمان، ويحيى بن حبيب، ومسدد، وسليمان، وأحمد بن عبدة) عن حماد بن زيد، قال: أخبرنا غيلان بن جرير. 3- وأخرجه أحمد (4/417) . و «النسائي» 8/224 قال: أخبرنا عمرو بن منصور. كلاهما - أحمد بن حنبل، وعمرو بن منصور - قالا: حدثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا عمر بن علي بن مقدم، قال: حدثنا أبو عميس، عن سعيد بن أبي بردة. 4- وأخرجه أحمد 4/393 قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي 4/411 قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 9134 عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، كلاهما (عبد الرزاق، وعبد الرحمن عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه) . 5- وأخرجه أبو داود (2930) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: حدثنا خالد. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 9077 عن إبراهيم بن يعقوب. وهلال بن العلاء. كلاهما عن سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام كلاهما - خالد بن عبد الله، وعباد بن العوام - عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن بشر بن قرة الكلبي - وفي رواية عباد: قرة بن بشر -. 6- وأخرجه البخاري 9/80 قال: حدثنا محمد بن العلاء و «مسلم» 6/6 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء. كلاهما - محمد بن العلاء، وأبو بكر بن أبي شيبة - قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله. ستتهم -حميد بن هلال، وغيلان بن جرير، وسعيد بن أبي بردة، وأخو إسماعيل بن أبي خالد، وبشر ابن قرة أو قرة بن بشر، وبريد -عن أبي بردة فذكره. وأخرجه أبو داود (4355) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا الحماني - يعني عبد الحميد بن عبد الرحمن - عن طلحة بن يحيى، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة. وفي (4356) قال: حدثنا محمد ابن العلاء قال: حدثنا حفص، قال: حدثنا الشيباني. ثلاثتهم (طلحة، وبريد، وسليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني) عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكره (موقوفا) بقصة اليهودي الذي أسلم ثم ارتد. وفي رواية طلحة وبريد: (وكان قد استتيب قبل ذلك) . وفي رواية الشيباني: (فدعاه عشرين ليلة، أو قريبا منها، فجاء معاذ، فدعاه فأبى، فضرب عنقه) أخرجه البخاري 5/204 قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا أبو عوانة. قال حدثنا عبد الملك، عن أبي بردة. قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن. قال وبعث كل واحد منهما على مخلاف. قال: واليمن مخلافان. ثم قال: يسرا ولا تعسرا. وبشرا ولا تنفرا ... الحديث وفيه قصة المرتد، وقراءة القرآن. لكن أبا بردة أرسل الحديث، ولم يذكر فيه (عن أبي موسى) الحديث: 1802 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 1803 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان عبدُ الله بنُ سَعدِ بن أَبي سَرْحٍ (1) يَكتُبُ لرسول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأزله الشَّيطَانُ، [ص: 485] فَلَحِقَ بالكُفَّارِ، فأمرَ رسولُ الله أنْ يُقْتَلَ يَومَ الفَتحِ، فاستَجَارَ له عُثمانُ ابنُ عَفَّانٍ، فأجارَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأزَّله) أزله: حمله على الزلل، وهو الذنب، والخطأ والزلل: ضد الثبات والتأني في الأمور (2) .   (1) قال أبو عبيد: أسلم عبد الله بن سعد قبل الفتح وهاجر، وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد مشركاً وصار إلى قريش بمكة فقال لهم: إني كنت أصرف محمداً حيث أريد. كان يملي علي {عزيز حكيم} فأقول: " أو عليم حكيم؟ فيقول: نعم " كل صواب. فلما كان يوم الفتح أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، وقتل عبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، ولو وجدوا تحت أستار الكعبة. ففر عبد الله بن أبي سرح إلى عثمان، وكان أخاه من الرضاع، أرضعت أمه عثمان، حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اطمئن أهل مكة، فاستأمنوا له، فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً، ثم قال: نعم، فلما انصرف هو وعثمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله: " ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه "، فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رسول الله؟ فقال: " إن النبي لا ينبغي أن تكون له خائنة الأعين " وأسلم عبد الله بن سعد بن أبي سرح أيام الفتح فحسن إسلامه، ولم يظهر منه شيء ينكر عليه بعد ذلك، وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء من قريش، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر سنة خمس وعشرين، وفتح على يديه أفريقية سنة سبع وعشرين، وتتمة مناقبه مذكورة في " الاستيعاب ". (2) رقم (4358) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، وأخرجه أيضاً النسائي 7 / 107 في تحريم الدم، باب توبة المرتد، وفي سنده الحسين بن واقد، وهو ثقة له أوهام. وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4358) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزي، و «النسائي» 7/107 قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن إبرهيم كلاهما (أحمد بن محمد، وإسحاق بن إبرهيم) عن علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، فذكره. قلت: الحسين بن واقد يهم. الحديث: 1803 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 1804 - (د) حارثة بن مضرب - رضي الله عنه - «أَنه أتى عبدَ الله - يعني ابنَ مسعود- بالكوفة فقال: ما بَيني وبَينَ أحَدٍ من العرب حِنةٌ، وإني مَرَرتُ بمسجدٍ لبني حَنيفَةَ، فإذا هم يُؤمنونَ بمُسيلِمَةَ، فأرسلَ إليهم عبدُ الله فَجيءَ بهم فاسْتَتَابَهُم، غَيرَ ابنَ النَّواحَةِ، قال له: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لك: لولا أنك رسولٌ لضَربتُ عُنُقَكَ، فَأنتَ اليومَ لستَ برسولٍ، فأمرَ قرظة بن كعب - وكان أميراً على الكوفة - فضربَ عُنُقَهُ في السوقِ، ثم قال: مَن أَرادَ أنْ يَنظُرَ إلى ابن النَّوَّاحةِ فلْينظر إليه قَتيلاً بالسوق» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 486] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِنَة) : الحنة هاهنا بمعنى الإحنة، وهي العداوة. قال الجوهري: [يقال: في صدره عليَّ إحنَةٌ، أي: حقد، ولا تَقُل: حِنَةٌ، والجمع: إحَنٌ، وقال الهروي:] هي لغة رديئة، وقد جاءت، وقال الخطابي: ويشبه أن يكون مذهبُ ابن مسعود في قَتلِهِ من غير استتابةٍ أنَّه رأى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلا أنَّك رسولٌ لَضَربتُ عُنُقَكَ» حُكماً منه بقتله لولا علَّة الرسالة، فلما ظَفِرَ به وارتفعتِ العِلَّة أمضى فيه ذلك، ولم يَستَأْنِفْ له حُكم سائر المرتدين، لأن ابن النَّوَّاحَةِ كان دَاعِيَةَ مُسَيْلمةَ، بخلاف غيره مِمَّنِ انتمى إليه، فلهذا استَتَابهُم دُونَهُ، بِناءً منه على أنَّ أَمرَ مُسيلمةَ عنده مستحكم لا يزول بالتوبة، وأنه لا يُصدَّقُ في توبته.   (1) رقم (2762) في الجهاد، باب في الرسل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد 1/390 (3708) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا المسعودي. وفي 1/396 (3761) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا المسعودي. وفي 1/406 (3855) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 2980 عن أبي قدامة السرخسي، عن عبد الرحمان، عن سفيان. كلاهما (المسعودي، وسفيان) عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، فذكره. (*) رواية سفيان مختصرة على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل: لولا أنك رسول لقتلتك» الحديث: 1804 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 1805 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ نَاساً من عُكْلٍ وعُرَينةَ قَدِمُوا على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وتكلَّموا بالإسلام فقالوا: يا نبيَّ الله، إنَّا كُنا أَهلَ ضَرعٍ، ولم نَكن أهلَ رِيفٍ، واسْتوخَمُوا بالمدينة، فأَمر لهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بذَودٍ وراعٍ، وأمرهم أن يَخْرجُوا فيه، فيشْربوا من ألبانِها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرَّةِ كَفَروا بعد إسلامهم، وقَتَلُوا رَاعيَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، واستاقوا الذَّودَ، فَبَلغَ ذلك النبيَّ، [ص: 487] فبعثَ الطَّلبَ في آثارهم، فأمر بهم فَسَمرُوا أَعينَهُم، وقَطَعُوا أيديَهم، وتُرِكُوا في ناحيةِ الحرَّة حتى ماتوا على حالهم، قال قتادة، بلغنا: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك كان يَحُثُّ على الصدقَةِ، وينْهى عن المُثْلَةِ» . زاد في رواية: «قال قتادةُ: فحدَّثني ابنُ سِيرينَ: أنَّ ذلك قَبْلَ أن تَنْزِلَ الحدود» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي أخرى للبخاري: «أَن ناساً من عُرينَةَ اجتَوَوا المدينةَ، فَرخصَ لهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأتُوا إبلَ الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فقتلوا الراعيَ، واستاقُوا الذَّودَ، فأرسلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فأُتيَ بهم، فَقَطَّعَ أيديَهم وأرجُلَهم، وسَمَرَ أعينهم، وتَرَكَهُمْ بالحرةِ يعَضُّون الحجارة» . وفي أخرى له: «أنَّ ناساً كان بهم سُقْمٌ فقالوا: يا رسول الله، آوِنا وأطعِمنا، فلما صَحُّوا قالوا: إنَّ المدينةَ وخمةٌ، فأنزلهم الحرَّةَ في ذودٍ له، فقال: اشربوا من أَلبانها، فلمَّا صَحُّوا قَتلُوا راعيَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، واستاقُوا ذَودَه، فَبَعثَ في آثارهم، وقطَّع أيديَهُمْ وأرجُلَهمْ، وسَمَرَ أَعيُنَهمْ، فَرأيتُ الرجلَ منهم يَكدُمُ الأرضَ بلسانه حتى يَموت قال [ص: 488] سلاَّمٌ: [وهو ابن مِسكين] فَبلغني: أنَّ الحجَّاجَ قال لأنسٍ: حَدِّثْني بأَشدِّ عُقُوبةٍ عاقَبَ بها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَحدَّثهُ بهذا، فَبَلغَ، فقال: ودِدتُ أنه لم يُحِّدّثهُ» . وفي رواية لمسلم بنحوه، وفيه: «وكان قد وقَعَ بالمدينة المُومُ، وهو البِرْسَامُ (1) » . وزاد: «وكان عنده شبابٌ من الأنصارِ قَريبٌ من عشْرين، فَأرسل إليهم، وبعثَ قَائفاً يَقْتصُّ آثارَهُمْ» . وفي أخرى قال: «إنَّما سَملَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَعْيُنَ أولئكَ لأنهم سَملُوا أعينَ الرِّعاء» . وفد أخرجه البخاري ومسلم بأتَمَّ من هذا وزيادَةٍ تتضمن ذِكر القَسامة وهو مذكور في كتاب القسامة، من حرف القاف. وأخرجه الترمذي بنحو من هذه الطرق، وأخرج منه طرفاً في كتاب الطعام في جواز شرب أبوال الإبل. وأخرج أبو داود: «أنَّ قَوْماً من عُكْلٍ - أو قال: من عُرَينةَ [ص: 489] قَدِموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاجتَوَوا المدينةَ، فَأمرَ لهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بلقاحٍ، وأمرهم أن يشْرَبوا من أَبوالها وألبانها، فانطَلَقوا، فلما صَحُّوا قَتلُوا راعيَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- واسْتاقوا النَّعَمَ، فبلغ النبيَّ خَبَرُهم من أولِ النَّهارِ، فأرسل في آثارهم: فما ارتفع النهارُ حتى جِيء بهم، فأمر بهم، فقطعت أيديهم وأرجُلُهُم، وسَمَرَ أعْينَهم، وأُلقُوا في الحْرَّةِ، يَسْتَسقُون فلا يُسقَونَ» . قال أبو قِلابة: «فهؤلاء قَومٌ سَرقوا وقَتَلُوا، وكفَروا بعدَ إيمانهم، وحارَبُوا الله ورسوله» . وفي أخرى له قال: «فأمر بمساميرَ فأُحميت، فكحَلهُمْ، وقطع أيْديَهُم وأرجلَهمْ، وما حسمَهُمْ» . وفي أخرى له قال: «فَبَعَثَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في طلبهم قَافة، فأُتيَ بهم، قال: فأنزل الله عز وجل في ذلك: {إنَّما جَزاءُ الذينَ يُحاربونَ الله ورسولَهُ ويسعَونَ في الأرضِ فَساداً أنْ يُقَتَّلُوا أو يصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيديهم وأرجُلهم من خِلافٍ أو يُنفَوا من الأرضِ ذلكَ لهُم خِزيٌ في الدنيا ولَهُم في الآخرةِ عذابٌ عظيمٌ} [المائدة: 33] » . وفي أخرى قال أنس: «فلقد رأيتُ أحدَهَم يَكْدِمُ الأرضَ بفيهِ عَطشاً، حتّى ماتُوا» . [ص: 490] وزاد في أخرى: «ثم نَهَى عن المُثْلَةِ» . وأَخرجه النسائي بنحو من هذه الروايات، والألفاظ متقاربة، إلا أن في أَحدِ طُرقه «أنَّ النَّفَر كانوا ثمانية» . وفي أخرى منها: «فَقَطَعَ أيديَهُم وأرجُلَهُم، وسَمَلَ أعيُنَهُم وصلَبهم» . وأخرج أبو داود قولَ ابن سيرين: «إنَّ ذلك قَبْلَ أَنْ تَنزِلَ الحدود» . مُفرداً (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَهْل ضَرْع) : الضرع: الخِلْف، أراد، أننا أهل ماشية وبادية، [ص: 491] ولسنا من أهل المدن والحضر، وإنما عيشنا من اللبن. (الريف) : أرض فيها زرع وخصب، والجمع: أرياف. (استوخموا) : استوخمت أرض كذا، إذا لم توافق مزاجك. (بذود) : الذود من الإبل: من الثلاثة إلى العشرة. (الحرَّة) : أرض ذات حجارة سود، وهي هاهنا: اسم لإرض بظاهر المدينة معروفة. (فسَمَرَ أعينهم) : سَمَرُ العين: هو أن تحمى لها مسامير الحديد وتكحل ليذهب بصرها. (اجتووا) : الاجتواء: مثل الاستيخام، تقول: اجتويت موضع كذا، مثل استوخمته وكرهت المقام فيه، وهو افتعلت من الجوى: الألم في الجوف. (قائفاً) : القائف: الذي يعرف الآثار، ومنه القائف: الذي يعرف الإنسان بما يراه من الشبه. (سَمَلَ) : سُمِلَت عينه: إذا فُقئت بحديدة محماة. (لِقَاح) : اللقاح: جمع لقحة، وهي ذوات اللبن من الإبل، وقيل: ذوات المخاض. [ص: 492] (يَكْدِم) : كدم الأرض: إذا عضَّها بملء فيه. (حَسَمَهم) : الحسم: هو إذا قطعت اليد، أو الرجل كُويت لينقطع الدم.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": " الموم " بضم الميم وإسكان الواو، وأما " البرسام " فبكسر الباء، وهو نوع من اختلال العقل، ويطلق على ورم الرأس وورم الصدر، وهو معرب. وأصل اللفظة سريانية. (2) أخرجه البخاري 12 / 98 في المحاربين في فاتحته، وباب لم يحسم النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الردة حتى هلكوا، وباب لم يسق المرتدون والمحاربون حتى ماتوا، وباب سمر النبي صلى الله عليه وسلم أعين المحاربين، وفي الديات، باب القسامة، وفي الوضوء، باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها، وفي الزكاة، باب استعمال إبل الصدقة وألبانها لأبناء السبيل، وفي الجهاد، باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق، وفي المغازي، باب قصة عكل وعرينة، وفي تفسير سورة المائدة، باب {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً} ، وفي الطب، باب الدواء بألبان الإبل وباب الدواء ببول الإبل، وباب من خرج من أرض لا تلائمه، ومسلم رقم (1671) في القسامة، باب حكم المحاربين والمرتدين، والترمذي رقم (72) في الطهارة، باب ما جاء في بول ما يؤكل لحمه، ورقم (1846) في الأطعمة، باب ما جاء في شرب أبوال الإبل، وأبو داود رقم (4364) في الحدود، باب ما جاء في المحاربة، ورقم (4365) و (4366) و (4367) و (4368) و (4371) ، والنسائي 7 / 93 و 94 و 95 و 96 و 97 و 98 في تحريم الدم، باب تأويل قول الله عز وجل: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً} ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2578) في الحدود، باب من حارب وسعى في الأرض فساداً، وأحمد في المسند 3 / 107 و 163 و 170 و 177 و 186 و 198 و 205 و 233 و 287 و 290. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عن أنس أبو قلابة: 1- أخرجه أحمد 3/161 قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. و «البخاري» 1/67 قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي 4/75 قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. وفي 8/202 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن وهيب. وفيه (8/202) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد. و «أبو داود» 4364 قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد. وفي 4365 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. و «النسائي» 7/95 قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم (سفيان، وحماد، ووهيب) عن أيوب. 2- وأخرجه أحمد 3/186، والبخاري 9/11 قال: حدثني قتيبة بن سعيد. و «مسلم» 5/102 قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة. وأربعتهم - أحمد، وقتيبة، وأبو جعفر، وأبو بكر) قالوا حدثنا إسماعيل بن علية. و «النسائي» (7/93) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما (ابن علية، ويزيد) عن حجاج بن أبي عثمان. وأخرجه البخاري (5/165) قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب وحجاج الصواف. وأخرجه البخاري (6/65) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. و «مسلم» 5/102 قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ، (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي. قال: حدثنا أزهر السمان. ثلاثتهم (الأنصاري، ومعاذ وأزهر) قالوا حدثنا ابن عون وأخرجه مسلم (5/102) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد ابن زيد، عن أيوب. ثلاثتهم (حجاج، وأيوب، وابن عون) عن أبي رجاء سلمان مولى أبي قلابة. 3- وأخرجه أحمد (3/198) ، والبخاري 8/201 قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (8/202) قال حدثنا محمد بن الصامت. و «أبو داود» 4366 قال: حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان. (ح) وحدثنا عمرو بن عثمان و «النسائي» (7/94) وفي الكبرى (تحفة الأشراف -945) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. خمستهم - أحمد، وعلي، وابن الصامت، وابن الصباح، وعمرو - قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم. وأخرجه مسلم 5/103) قال: حدثنا الحسن بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثنا مسكين وهو ابن بكير الحراني (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمان الدارمي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف. و «النسائي» 7/95 قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا ابن يوسف. ثلاثتهم - الوليد، ومسكين، وابن يوسف- قالوا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. ثلاثتهم 0 أيوب، وسلمان أبو رجاء، ويحيى - عن أبي قلابة، فذكره. 01 أخرجه أحمد (3/163) قال: حثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 2- وأخرجه أحمد (3/170) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي 3/233 قال: حدثنا عبد الوهاب، «البخاري» (5/164، 7/167) قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. و «مسلم» 5/، 103 والنسائى 7/71 كلاهما عن محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى و «النسائي» (1/158، 7/97) ، في الكبرى 286، وابن خزيمة 115. كلاهما - النسائي، وابن خزيمة -عن محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا يزيد بن زريع. أربعتهم - ابن جعفر، وعبد الوهاب، يزيد بن زريع، وعبد الأعلى -، عن سعيد بن أبي عروبة. 3- وأخرجه أحمد 3/177 قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. و «أبو داود» 4368 قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. كلاهما عن هشام الدستوائي. 4- وأخرجه أحمد 3/287 قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. 5- وأخرجه أحمد 3/287 قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد وهمام. 6- وأخرجه أحمد 3/290 قال: حدثنا بهز، وحدثنا عفان، و «البخاري» 7/160 قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل. و «مسلم» 5/103 قال: حدثنا هداب بن خالد. أربعتهم (بهز، وعفان، وموسى، وهداب) قالوا: حدثنا همام بن يحيى. 7- وأخرجه البخاري 2/160 قال: حدثنا مسدد، قال: قال حدثنا يحيى عن شعبة. ستتهم - معمر، وسعيد، وهشام، وحماد، وهمام، وشعبة - عن قتادة، فذكره. ورواه ثابت، عن أنس أخرجه البخاري 7/159 قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سلام بن مسكين، قال: حدثنا ثابت، فذكره. ورواه عبد العزيز بن صهيب، وحميد، عن أنس بن مالك. أخرجه مسلم 5/101 قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو بكر بن أبي شيبة. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف -782» عن بشر بن الحكيم. ثلاثتهم - يحيى، أبو بكر، وبشر - عن هشيم، عن عبد العزيز وحميد، فذكراه. ورواه حميد، عن أنس. 1- أخرجه أحمد 3/205، 107، والنسائي 7/96 قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد، وابن المثنى) قالا: حدثنا ابن أبي عدي. 2- وأخرجه أحمد 3/205 قال: حدثنا يزيد بن هارون. 3- وأخرجه ابن ماجة (3503، 2578) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحميد. 4- وأخرجه النسائي 7/95 قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني عبد الله بن عمر وغيره. 5- وأخرجه النسائي 7/95 قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل بن جعفر. 6- وأخرجه النسائي 7/96 قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث. ستتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، وعبد الوهاب، وعبد الله العمري، وإسماعيل، وخالد - عن حميد، فذكره. قال ابن ماجة: ورواه حميد، وقتادة، وثابت عن أخرجه أبو داود (4367) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل و «الترمذي» 1845، 72 و1042 قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا عفان ابن مسلم، و «النسائي» 7/97 قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا بهز. ثلاثتهم (موسى، وعفان، وبهز) عن حماد بن سلمة، عن حميد، وقتادة وثابت، فذكروه لم يذكر بهز في حديثه (حميدا) . قال ابن ماجة: ورواه معاوية بن قرة، عن أنس أخرجه مسلم 1035 قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا بن معاوية، قال: حدثنا سماك بن حرب عن معاوية بن قرة، فذكره. قال ابن ماجة: ورواه يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك أخرجه النسائي 1/160، 7/97، وفي الكبرى 287 قال: أخبرنا محمد بن وهب قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم. قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن طلحة بن مصرف، عن يحيى بن سعيد فذكره. قال ابن ماجة: ورواه سليمان التيمي، عن أنس أخرجه مسلم 5/103، والترمذي (73) ، والنسائي 7/100، ثلاثتهم عن الفضل بن سهل الأعرج، قال: حدثني يحيى بن غيلان، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، فذكره. الحديث: 1805 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 486 1806 - (د س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنَّ ناساً أغاروا على إبلِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وارتَدُّوا عن الإسلام، وقتَلوا راعيَ رسولِ الله مؤمِناً، فَبَعثَ -صلى الله عليه وسلم- في آثارهم، فأُخِذوا، فقطع أيديَهم وأرجلَهم، وسَمَلَ أعيُنَهُم، قال: فنزلت فيهم آية المُحاربة، وهم الذين أخبر عنهم أنس بن مالك حين سَألهُ الحجاجُ» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (4369) في الحدود، باب ما جاء في المحاربة، والنسائي 7 / 100 في تحريم الدم، باب تأويل قول الله عز وجل: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} ، وفي سنده عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منها الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهد هأخرجه أبو داود (4369) قال: حدثنا أحمد بن صالح. وفي «تحفة الأشراف» 2775 عن أبي الطاهر بن السرح، و «النسائي» 7/100 قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. كلاهما - أحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو أبو الطاهر بن السرح - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي الزناد، عن عبد الله بن عبيد الله، فذكره. أخرجه أبو داود (4370) . والنسائي 7/100 كلاهما - أبو داود والنسائي - عن أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزناد، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما قطع الذين سرقوا لقاحه،وسمل أعينهم بالنار، عاتبه الله في ذلك، فأنزل الله تعالى {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} الآية كلها. قلت: مداره على عبيد الله بن عمر،لم يوثقه غير ابن حبان والسند الآخر لا يعل المتصل منه. الحديث: 1806 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 1807 - (س) سعيد بن المسيب -رحمه الله- قال: «قَدِمَ ناسٌ من العربِ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلموا، ثمَّ مَرِضوا، فَبَعَثَ بهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى لِقَاحٍ ليَشْرَبُوا من ألبانها فَكانُوا فيها، ثم عَمَدوا إلى الراعي غُلام رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فَقتَلُوهُ، واستَاقُوا اللِّقَاحَ، فَزَعُموا أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال [اللهم] عَطِّش مَنْ عَطَّشْ آل محمدٍ الليلةَ، فبعثَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في [ص: 493] طلبهم، فَأخِذوا، فقَطعَ أَيديَهم وأرجلَهمْ، وسَمَلَ أَعيُنَهُمْ، قال بعضهم: استاقوا إلى أَرض الشِّركِ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 98 و 99 في تحريم الدم، باب تأويل قول الله عز وجل: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} ، ورجاله ثقات، إلا أنه مرسل. ويشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه (7/99، 98) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح قال: أنبأنا ابن وهب. قال: وأخبرني يحيى بن أيوب ومعاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1807 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 1808 - (س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أغارَ قومٌ على لِقَاحِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأخَذَهْم، فَقَطعَ أيديَهْم وأَرجُلَهُمْ، وسَمَلَ أعْيُنَهم» . وفي رواية عن عروة مرسلاً قال: «أَغَارَ قومٌ من عُرينةَ على لِقَاحِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَاستاقُوها، وقَتَلُوا غلاماً له، فَبَعثَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في آثارهم ... الحديث» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 99 في تحريم الدم، باب تأويل قول الله عز وجل: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} ، وإسناده حسن. الحديث: 1808 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 1809 - (د س) أبو الزناد عبد الله بن ذكوان «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لمَّا قطع الذين سَرقوا لِقاحَهُ وسَمَلَ أعينهم بالنار، عاتبه الله تعالى في ذلك، فأنزل الله تعالى: {إنَّما جزاءُ الَّذينَ يُحاربونَ الله ورسولَهُ ويسعونَ في الأرضِ فساداً أن يُقتَّلوا أَو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أيْدِيهْم وأرجُلُهم من خِلافٍ أو يُنْفَوا من الأرضِ ذلكَ لهم خِزيُ في الدنيا ولَهم في الآخرةِ عذابٌ عَظيمُ} [المائدة: 33] » أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (4370) في الحدود، باب ما جاء في المحاربة، والنسائي 7 / 100 في تحريم [ص: 494] الدم، باب {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} ، ورجاله ثقات، إلا أنه مرسل. ويشهد له معنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود 4370، والنسائي (17-1) كلاهما عن أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا بن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزناد، فذكره. الحديث: 1809 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 الباب الثاني: في حد الزنا ، وفيه فصلان الفصل الأول: في أحكامه ، وفيه ستة فروع الفرع الأول: في حد الأحرار 1810 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «سمعتُ عمرَ، وهو على مِنبر رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبْ ويقول: إنَّ الله بعث محمداً بالحق، وأنزلَ عليه الكتاب، وكان مِمَّا أنْزَلَ عليه: آيَة الرَّجم (1) [ص: 495] فَقرَأَناها ووعَيْناها، ورجم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالنَّاسِ زَمَنٌ أَن يقولَ قائلٌ: ما نَجِدُ آيةَ الرجمِ في كتابِ الله، فيضِلوا بتركِ فَريضَةٍ أَنزلها الله (2) في كتابه، فإن الرَّجمَ في كتاب الله حَقٌّ على من زنا إذا أُحصِن (3) من الرجال والنساء إذا قَامَتِ البَيِّنةُ، أو كانَ حَمْلٌ، أَو الاعتراف، وايمُ الله، لولا أن يقولَ الناسُ: زاد في كتاب الله، لكَتبتُها» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية الترمذي إلى قوله: «أو الاعتراف» . وفي أخرى للترمذي عن ابن المسيب عن عمرَ -رضي الله عنه- قال: «رجمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ورجمَ أَبو بكرٍ، ورجمتُ، ولولا أَني أكرَهُ أن أزيدَ في كتاب الله لكَتبتُهُ في المصحف، فإني قد خشيتُ أنْ يَجيءَ أَقْوامٌ فلا يَجدونه في كتاب الله فيكفرون به» . وأخرج مسلمُ الروايةَ الأولى، وقال فيها: «ووعيناها وعقلْنَاها» . [ص: 496] وقال في آخرها: «إذا قَامَتِ البيِّنةُ، أَو كان الحَبَلُ أَو الاعترافُ» . وقد أَخرج البخاري ذلك في جملة حديثٍ طويلٍ، يتضمن ذِكرَ خلافةِ أبي بكر رضي الله عنه-، وهو مذكور في «كتاب الخلافة» من حرف «الخاء» . وله في أخرى مختصراً نحو ذلك. وفي رواية الموطأ: «أنهُ سَمِع عمرَ بنَ الخطاب -رضي الله عنه- يقول: الرجمُ في كتاب الله حَقٌّ على من زَنى من الرجال والنساء إذا أَحصَنَ، إذا قامت البيِّنةُ، أو كان الحَبَلُ أو الاعتراف» (4) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": أراد بآية الرجم: " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة "، وهذا مما نسخ لفظه وبقي حكمه، وقد وقع نسخ حكمه دون اللفظ، وقد وقع نسخهما جميعاً، فما نسخ لفظه ليس له حكم القرآن في تحريمه على الجنب ونحو ذلك. وفي ترك الصحابة كتابة هذه الآية دلالة ظاهرة على أن المنسوخ لا يكتب في المصحف، وفي إعلان عمر بالرجم وهو على المنبر، وسكوت الصحابة وغيرهم من الحاضرين عن مخالفته بالإنكار: دليل على ثبوت الرجم. (2) قال النووي: هذا الذي خشيه وقع من الخوارج ومن وافقهم، وهذا من كرامات عمر رضي الله عنه، ويحتمل أنه علم ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم. (3) قال في " النهاية ": أصل الإحصان: المنع. والمرأة تكون محصنة بالإسلام وبالعفاف والحرية وبالتزويج. يقال: أحصنت المرأة فهي مُحْصِنَةٌ، ومُحْصَنة، وكذلك الرجل. والمحصن - بالفتح - يكون بمعنى الفاعل والمفعول، وهو أحد الثلاثة التي جئن نوادر. يقال: أحصن فهو محصن، وأسهب فهو مسهب، وألفج فهو ملفج. (4) أخرجه البخاري 12 / 128 و 129 و 130 و 131 و 132 و 133 و 134 و 135 و 136 و 137 في الحدود، باب رجم الحبلى في الزنا، وباب الاعتراف بالزنا، وفي المظالم، باب ما جاء في السقائف، وباب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1691) في الحدود، باب رجم الثيب في الزنا، والموطأ 2 / 823 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، والترمذي رقم (1431) في الحدود، باب ما جاء في تحقيق الرجم، وأبو داود رقم (4418) في الحدود، باب في الرجم، وأخرجه أيضاً الدارمي في السنن 2 / 179، في الحدود، باب في حد المحصنين، وأحمد في المسند 1 / 23 و 29 و 36 و 40 و 43 و 47 و 50 و 55. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) 514، والحميدي (25) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا معمر.. وفي (26) قال: حدثنا سفيان. قال: أتينا الزهري في دار ابن الجواز. فقال: إن شئتم حدثتكم بعشرين حديثا، وإن شئتم حدثتكم بحديث السقيفة. وكنت أصغر القوم، فاشتهيت أن لا يحدث به لطوله، فقال القوم: حدثنا بحديث السقيفة، فحدثنا به الزهري. فحفظت منه أشياء ثم حدثني بقينه بعد ذلك. معمر وفي (27) قال الحميدي حدثنا سفيان. و «أحمد» 1/23 (154) قال: حدثنا هشيم. وفي 1/24 (164) قال: حدثنا سفيان وفي 1/40 (276) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي 1/47 (331) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي 1/55 (391) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، قال: حدثنا مالك بن أنس. و «الدارمي» 2327 قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. وفي (2787) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا مالك. والبخاري» 3/172، 5/85 قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثنا مالك. وأخبرني يونس. وفي 4/204 قال: حدثنا الحميدي، قال حدثنا سفيان وفي (2/109، 9/127) حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنامعمر. وفي 8/208 قال: حدثنا علي بن عببد الله، قال: حدثنا سفيان، وفي (8/208) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح. و «مسلم» 5/116 قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: حدثنا ابن وهب.، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. وابن أبي عمر. قالوا: حدثنا سفيان. و «أبو داود» 4418 قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا هشيم. و «ابن ماجة» 2553 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، محمد بن الصباح، قالا حدثنا سفيان بن عيينة. و «الترمذي» 1432 قال: حدثنا سلمة بن شبيب وإسحاق بن منصور والحسن بن علي الخلال وغير واحد. قالوا حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (الشمائل) 330 قال: حدثنا أحمد بن منيع، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 93 أوب) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى النيسابوري قال: حدثنا بشر بن عمر قال حدثني مالك. (ح) الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني مالك ويونس. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم. (ح) وأخبرنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل. ثمانيتهم - مالك، ومعمر، وسفيان بن عيينة، وهشيم، ويونس، وصالح وعبد الله بن أبي بكر، وعقيل- عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعن ابن عباس، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. وأخرجه النسائي أيضا في الكبرى (الورقة 93- أ) قال: أخبرنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدث عن ابن عباس، أن عمر بن الخطاب أراد أن يخطب ... الحديث مختصر على الرجم. في رواية سفيان عن الزهري عند النسائي في الكبرى « ... وقد قرأناها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجمهوهما ألبتة. وقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده.» قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أن أحدا ذكر في هذا الحديث «الشيخ والشيخة فأرجموهما ألبتة» غير سفيان، وينبغي أن يكون وهم. والله أعلم. أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 93 ب) قال: أخبرنا علي بن عثمان الحراني، قال: حدثنا محمد ابن موسى، قال: حدثنا أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن سعيد ابن أبي هند، عن عبيد الله عبد الله بن عتبة بن مسعود، قال: قال عمر على المنبر: لقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده ولم يذكر (ابن عباس) . وأخرجه أحمد /29 (197) قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا الزهري. وفي 1/50 (352) قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج و «النسائي» في الكبرى (الورقة 93 أ) قال: أخبرنا العباس بن محمد والدوري قال: حدثنا أبو نوح عبد الرحمن الغزوان. (ح) وأخبرني هارون ابن عبد الله الحمال، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. وفيه قال: أخبرني الحسن إسماعيل بن سليمان المجالدي، قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، قال: حدثنا غندر. أربعتهم (محمد بن جعفر غندر. وحجاج، وأبو نوح، وأبو داود) عن شعبة، عن سعد ابن إبراهيم. كلاهما (الزهري، وسعد) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس.، عن الرحمن بن عوف، عن عمر، فذكره. وفي رواية: ابن عباس: قال خطب عمر بن الخطاب، وقال: هشيم مرة: خطبنا) فحمد الله تعالى: وأثنى عليه فذكر الرجم. فقال: لاتخدعن عنه، فإنه حد من حدود الله تعالى؛ «ألا إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد رجم، ورجمنا من بعده.» ولولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله عز وجل ماليس منه لكتبته في ناحية من المصحف: شهد عمر بن الخطاب (وقال هشيم مرة: وعبد الرحمن بن عوف وفلان وفلان) «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد رجم.، ورجمنا من بعده» ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم. وبالدجال، وبالشفاعة، وبعذاب القبر، وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا. أخرجه أحمد 1/23 (156) قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، فذكره. ورواه سعيد بن المسيب، أن عمر بن الخطاب قال: «إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم. وأن يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله تعالى. فقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجم ورجمنا بعده.» وفي رواية داود بن أبي هند «رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورجم أبو بكر، ورجمت، ولولا أني أكره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في المصحف، فإني قد خشيت أن تجيء أقوام فلا يجدونه في كتاب الله فيكفرون به» . أخرجه مالك (الموطأ) 514 عن يحيى بن سعيد. و «أحمد» 1/36 (249) قال: حدثنا يحيى، عن يحيى. وفي 1/43 (302) قال: حدثنا يزيد. قال: أنبأنا يحيى و «الترمذي» 1431 قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسحاق بن يو سف الأزرق، عن داود بن أبي هند. كلاهما - يحيى، وداود - عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1810 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 494 1811 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال الله تعالى: {والَّلاتي يَأْتِينَ الفاحشِةَ مِنْ نسائكُمْ فاسْتَشهِدوا عَليهنَّ أربعةً مِنكُمْ فإنْ شَهِدُوا فَأمسِكُوهُنَّ في البُيُوتِ حتَّى يَتَوفَّاهُنَّ المَوتُ أو يَجعَلَ الله لَهُنَّ سَبيلاً} [النساء: 15] ذكر الرجلَ بعدَ المرأة ثم جَمَعَهُما فقال: [ص: 497] {والَّلذانِ يأتيانها مِنْكم فآذُوهما فإن تابا وأصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنهُما إنَّ الله كان تَوَّاباً رحيماً} [النساء: 16] فَنُسخَ ذلك بآية الجَلدِ، فقال: {الزَّانيةُ والزَّاني فَأجلدوا كلَّ وَاحدٍ منهما مِائةَ جَلدَةٍ ولا تأخذْكم بهما رأْفةٌ في دِينِ الله إنْ كُنتم تُؤمنونَ باللَّهِ واليَومِ الآخرِ وليَشهَدْ عَذَابَهُما طَائفةٌ من المُؤمنينَ} [النور: 2] هذه رواية أبي داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين قال: «أوَّلُ ما كان الزِّنَى في الإسلام: أُخبِرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله تعالى: {والَّلاتي يَأتِينَ الفاحِشَةَ من نِسَائِكم ... } {والَّلذَانِ يَأْتِيانها مِنْكُمْ فآذُوهما فإن تَابا وأصْلحا فَأعرِضُوا عنهما} ثم نزل بعد ذلك {الزَّانيةُ والزَّاني فاجلدوا كلَّ وَاحِدٍ منْهما مِائةَ جَلدَةٍ} ثم نزلت آيةُ الرَّجم في (النور) ، فكان الأولُ للبكر، ثم رفعتْ آيةُ الرَّجم من التِّلاوةِ، وبقيَ الحكُم بها» .   (1) رقم (4413) في الحدود، باب في الرجم، وفي إسناده الحسين بن واقد، وهو ثقة له أوهام. وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود 4413 قال: ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن الحسن بن واقد، عن أبيه عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس. فذكره. قلت: في إسناده حسن بن واقد. يهم. ورواية رزين لم أقف على من أخرجها. الحديث: 1811 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 1812 - (م ت د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله قال: «خُذُوا عني، خُذُوا عني، قد جَعَلَ لهنَّ سبيلاً، البكْرُ بالبِكْرِ: جَلُد مِائةٍ، ونَفيُ سنَةٍ، والثَّيِّب بالثَّيِّب: جَلدُ مِائَةٍ والرَّجمُ (1) » . [ص: 498] هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي وأبي داود تقديمُ الثَّيِّب على البِكر. وفي أخرى لأبي داود: «ورَميٌ بالحجارةِ» بدَلَ «الرجم» (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": ليس هو على سبيل الاشتراط، بل حد البكر: الجلد والتغريب، سواء زنى ببكر أم بثيب، وحد الثيب: الرجم، سواء زنى بثيب أم ببكر، فهو شبيه بالتقييد الذي [ص: 498] يخرج على الغالب. واعلم أن المراد بالبكر من الرجال والنساء: من لم يجامع في نكاح صحيح، وهو حر بالغ عاقل، سواء كان جامع بوطء شبهة، أو نكاح فاسد أو غيرهما أم لا، والمراد بالثيب: من جامع في دهره مرة في نكاح صحيح، وهو بالغ عاقل حر، والرجل والمرأة في هذا سواء، وسواء في هذا كله المسلم والكافر، والرشيد والمحجور عليه بسفه. (2) أخرجه مسلم رقم (1960) في الحدود، باب حد الزنا، والترمذي رقم (1431) في الحدود، باب ما جاء في الرجم على الثيب، وأبو داود رقم (4415) و (4416) في الحدود، باب في الرجم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 5/313. و «الدارمي» 2333 قال: أخبرنا عمرو بن عون. و «مسلم» 5/115 قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. و «أبو داود» 4416 قال: حدثنا وهب بن بقية ومحمد بن الصباح بن سفيان. و «الترمذي» 1434 قال: حدثنا قتيبة. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 5083 عن قتيبة. سبعتهم (أحمد، وعمرو بن عون، ويحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، ووهب،، وابن الصباح، وقتيبة) عن هشيم، قال: أخبرنا منصور (هو ابن زاذان) . 2- وأخرجه أحمد 5/317 قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا قتادة، وحميد. 3- وأخرجه أحمد 5/310 قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد (هو ابن أبي عروبة) . وفي 5/321 قال: حدثنا محمد بن جعفر.، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا حجاج، قال: سمعت شعبة. وفي 5/320 قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا سعيد. و «الدارمي» 2332 قال: أخبرنا بشر بن عمر الزهراني، قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «مسلم» 5/115 قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار جميعا عن عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ ابن هشام، قال: حدثني أبي. وفي 7/82 قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. و «أبو داود» 4415 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سعيد بن أبي عروبة. و «النسائي» في فضائل القرآن (5) قال: أخبرنا عمرر بن يزيد، قال: حدثنا سيف بن عبيد الله قال: حدثنا سرار (هو ابن مجشر) عن سعيد، وفي الكبرى «تحفة /5083» عن محمد بن عبد الأعلى، عن يزيد بن زريع عن سعيد أبي عروبة. (ح) وعن شعيب بن يوسف، عن يحيى القطان، عن سعيد بن أبي عروبة. خمستهم (سعيد، وشعبة، وحماد، وهشام، وسرار) عن قتادة. 4- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (83 50) عن أحمد بن حرب الموصلي، عن قاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان، عن يونس بن عبيد. أربعتهم (منصور، وقتادة، وحميد، ويونس) عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، فذكره. أخرجه عبد الله بن أحمد (5/327) قال: ثنا شيبان بن أبي شيبة قال: ثنا جرير بن حازم، قال: ثنا الحسن، قال: قال عبادة، فذكره ليس فيه حطان بن عبد الله الرقاشي. وأخرجه ابن ماجة (2550) قال: ثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله بن عبادة بن الصامت، فذكره. الحديث: 1812 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 1813 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَضَى فيمن زَنى ولم يُحصِنُ: بنَفي عامٍ، وإقامةِ الحدِّ عليه» . هذه رواية البخاري (1) . وفي رواية ذكرها رزين: «قَضى في البِكر بالبكر: بجلدِ مِائةٍ ونفي عام» .   (1) 12 / 140 في الحدود، باب البكران يجلدان ولا ينفيان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 2/453 قال: حدثنا حجاج. و «البخاري» 8/212 حدثنا يحيى بن بكير. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 10/13213 عن محمد بن رافع، عن حجين بن المثنى. ثلاثتهم (حجاج، ويحيى، وحجين) عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1813 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 1814 - (ت) عبد الله بن عمر قال: «إنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ضَرَبَ وغَرَّبَ، وإنَّ أبا بكر ضَرَبَ وغَرَّبَ، وإن عمر ضَربَ وَغَرَّبَ» . وفي أخرى عن أبي بكر وعمر، ولم يذكر النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-. [ص: 499] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1438) في الحدود، باب ما جاء في النفي، وإسناده صحيح، قال الترمذي: وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النفي، رواه أبو هريرة، وزيد بن خالد، وعبادة بن الصامت، وغيرهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم أبو بكر، وعمر، وعلي، وأُبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وغيرهم، وكذلك روي عن غير واحد من فقهاء التابعين، وهو قول سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1438) قال: حدثناأبو كريب، ويحيى بن أكثم. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 96 ب) قال: أخبرنا محمد بن العلاء. كلاهما - محمد بن العلاء أبو كريب، ويحيى بن أكثم - قالا عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع، فذكره. (*) قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث غريب، رواه غير واحد عن عبد الله بن إدريس فرفعوه، وروى بعضهم عن عبد الله بن إدريس هذا الحديث عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر، أن أبا بكر ضرب، وغرب، وأن عمر ضرب، وغرب. حدثنا بذلك أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وهكذا روي الحديث من غير رواية ابن إدريس، عن عبيد الله بن عمر نحو هذا. وهكذا رواه محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، أن أبا بكر ضرب وغرب، وأن عمر ضرب، وغرب، ولم يذكروا فيه (عن النبي -صلى الله عليه وسلم-) . الحديث: 1814 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 1815 - (م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أنْ سعدَ بنَ عُبادَةَ قال لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: أرأيتَ لو أنِّي وجَدتُ مع امرأتي رجلاً: أَأُمْهلُهُ حتى آتيَ بأربعةِ شُهداءَ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم» أخرجه مسلم والموطأ. وفي رواية مسلم وأبي داود قال: «أرَأيتَ الرجلَ يجدُ مع امرأتِه رجلاً: أَيَقْتُلهُ؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا، قال سعدٌ: بلى، والذي أَكرمك بالحق (1) ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: اسْمَعوا إلى ما يقول سيِّدكُم» . وعند أبي داود أَيضاً «إلى ما يقول سعدٌ» (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": وفي الرواية الأخرى: " كلا والذي بعثك بالحق، إن كنت لأعاجله بالسيف " قال المازري وغيره: ليس هو رد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومخالفة من سعد بن عبادة لأمره عليه الصلاة والسلام، وإنما معناه: الإخبار عن حالة الإنسان عند رؤيته الرجل مع امرأته واستيلاء الغضب عليه، فإنه حينئذ يعاجله بالسيف وإن كان عاصياً. وأما " السيد ": فقال ابن الأنباري وغيره: هو الذي يفوق قومه في الفخر. قالوا: والسيد أيضاً: الحليم، فهو أيضاً: حسن الخلق، وهو أيضاً: الرئيس. ومعنى الحديث: تعجبوا من قول سيدكم! . (2) أخرجه مسلم رقم (1498) في اللعان، والموطأ 2 / 823 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، وأبو داود رقم (4532) و (4533) في الديات، باب من وجد مع أهله رجلاً أيقتله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (514،459) . و «أحمد» 2/465 قال حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. و «مسلم» 4/210 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد.. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال حدثني إسحاق بن عيسى. قال: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال. و «أبو داود» 4532 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي. قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وفي (4533) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. و «ابن ماجة» 2605 قال:حدثنا أحمد بن عبد ومحمد بن عبيد الله المديني أبوعبيده. قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف» 9/12737 عن قتيبة عن مالك. ثلاثتهم (مالك، وعبد العزيز، وسليمان بن بلال) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1815 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 الفرع الثاني: في حد العبيد والإماء 1816 - (خ م ط ت د) أبو هريرة وزيد بن خالد الجهني -رضي الله عنهما- قالا: «سُئِلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن الأمَةِ إذا زَنَتْ، ولم تُحصِن؟ قال: إن زَنَتْ فاجلدوها، ثم إن زَنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم بِيعوها ولو بضفير» . قال [محمد] بن شهاب: لا أدري أبعدَ الثالثةَ، أَو الرابعة؟ قال مالك [رحمه الله] : «والضفيرُ: الحبلُ» . وفي رواية عن أبي هريرة وحده: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا زَنَتِ الأمَةُ فَتبيَّنَ زِناها فَليجلدها الحدَّ، ولا يُثَرِّبْ عليها، ثم إن زَنَتْ فَليجلدها الحدَّ ولا يُثرِّبْ عليها، ثم إن زَنَت الثالثة، فَليبعها ولو بِحبلٍ من شَعرٍ» (1) . أخرج الرواية الأولى الجماعة إلا النسائي. [ص: 501] وأخرج الثانية البخاري ومسلم. وللترمذي عن أبي هريرة وحده: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا زَنَت أَمَةُ أَحَدِكم فَليجْلِدها ثلاثاً بكتاب الله، فإن عادت فَليبِعها ولو بحبلٍ من شعرٍ» . ولأبي داود عن أبي هريرة وحده: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا زَنَتْ أمَةُ أحَدِكم فلْيجلدْها ولا يُعيِّرْها، ثلاث مرات، فإن عَادَتْ في الرابعة، فليجلدها، وليبعها بضفيرٍ، أَو بحَبلٍ من شَعْرٍ» . وفي أخرى له بهذا الحديث، قال في كل مرة: «فَليَضْربها كتابَ الله، ولا يُثَرِّب عليها، وقال في الرابعة: فإن عادَتْ فَليضربها كتاب الله، ثم لْيَبِعْها ولو بِحَبْلٍ من شَعْرٍ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يثرِّب) : التثريب: التعيير والاستقصاء في اللوم والتعنيف.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال النووي: وهذا البيع المأمور به مستحب، ليس بواجب عندنا وعند الجمهور. وقال داود وأهل الظاهر: هو واجب، وفي الحديث: جواز بيع الشيء الثمين بثمن حقير. وهذا مجمع عليه إذا كان البائع عالماً به، فإن كان جاهلاً فكذلك عندنا وعند الجمهور، ولأصحاب مالك فيه خلاف. فإن قيل: كيف يكره شيئاً ويرتضيه لأخيه المسلم؟ فالجواب: لعلها تستعف عند المشتري، بأن يعفها بنفسه، أو يصونها لهيبته، أو بالإحسان إليها والتوسعة عليها، أو يزوجها أو غير ذلك، ولا بد من أن يبين حالها للمشتري لأنه عيب، والإخبار بالعيب واجب. (2) أخرجه البخاري 12 / 143 و 144 في المحاربين، باب إذا زنت الأمة، وفي البيوع، باب بيع العبد الزاني، وباب بيع المدبر، وفي العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق، ومسلم رقم (1703) في الحدود، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنا، والموطأ 2 / 826 في الحدود، باب جامع ما جاء في حد الزنا، والترمذي رقم (1440) في الحدود، باب ما جاء في إقامة الحد على الإماء، وأبو داود رقم (4469) في الحدود، باب في الأمة تزني ولم تحصن، ورقم (4470) و (4471) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 2/431، 422 قال: حدثنا يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص قال: حدثنا عبيد الله. وفي 2/494 قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. و «البخاري» 3/93 و8/213 قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث. وفي (3/109) قال: حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله. قال: أخبرني الليث. و «مسلم» 5/123 قال: حدثني عيسى بن حماد المصري قال أخربنا الليث. وفي (5/124) قال: حدثنا هناد بن السري وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم.، عن عبدة ابن سليمان، عن محمد بن إسحاق. «أبو داود» 4471 قال: حدثنا بن نفيل. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد ابن إسحاق. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 10/14311 عن عيسى بن حماد، عن الليث. وفي 10/14319 عن أحمد بن بكار، عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق. ثلاثتهم (عبيد الله بن عمر، وليث، ومحمد بن إسحاق) عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره. وأخرجه الحميدي (1082) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب بن موسى و «أحمد» 2/249 قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. وفي 2/376 قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله. و «مسلم» 5/124 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن ابن عيينة ح وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا محمد بن بكر البرساني. قال: أخبرنا هشام بن حسان. كلاهما (ابن عيينة، وهشام) عن أيوب بن موسى ح وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال حدثنا أبو أسامة وابن نمير، عن عبيد الله بن عمر ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا بن وهب.. قال: حدثني أسامة ابن زيد و «أبو داود» 4470 قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، و «النسائى» في الكبرى (تحفه الأشراف) 9/12953 عن عتيبة ومحمد عن عبد الله بن يزيد المقرئ، كلاهما عن سفيان، عن أيوب بن موسى. (ح) وعن عمرو بن علي، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان عن أيوب بن موسى. وفي 9/12979 عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل ويزيد بن زريع، كلاهما عن عبد الرحمان بن إسحاق. وفي 9/12985 عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن عبيد الله بن عمر. وفي 9/13052 عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن خالد بن الحارث. (ح) وعن على ابن سعيد بن جرير، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعن أبيه عن صالح بن كيسان، كلاهما عن محمد بن عجلان) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه. «عن أبيه» . ورواه أبو صالح، عن أبي هريرة. أخرجه النسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) 9/12312 عن بندار، عن ابن مهدي، عن سفيان، (ح) وعن عثمان بن عبد الله، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر، عن الأعمش. (ح) وعن محمودبن غيلان، عن معاوية بن هشام، عن سفيان. .كلاهما (سفيان، والأعمش) عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح فذكره.. وأخرجه الترمذي (1440) . و «النسائي» في الكبرى (تحفه الأشراف) 9/12497 كلاهما (الترمذي، والنسائي) عن أبي سعيد الأشج. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. قال حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، فذكره ليس فيه: (حبيب بن أبي ثابت) . ورواه حميد بن عبد الرحمان، عن أبي هريرة.. أخرجه النسائى في الكبرى (الورقة 95) قال: أخبرني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا أبو الجواب، وهو الأحوض بن جواب. قال: حدثنا عمار، وهو ابن رزيق، عن محمد بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن أمية. (ح) وأخبرنا محمد بن مسلم بن وارة.. قال: حدثني محمد بن موسى، وهو ابن أعين الجزري. قال: حدثني أبي، عن إسحاق بن ر اشد. كلاهما (إسماعيل، وإسحاق) عن محمد بن مسلم الزهري، عن حميد بن عبد الرحمان، فذكره. قال أبو عبد الرحمان هذا خطأ (يعني حديث إسحاق بن راشد) والذي قبله خطأ (يعني حديث إسماعيل بن أمية) والصواب الذي قبله (يعني حديث أبي سعيد السابق برقم 13748) . الحديث: 1816 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 1817 - (م ت د) أبو عبد الرحمن السلمي -رحمه الله (1) - قال: [ص: 502] «خَطَبَ عليُّ بنُ أَبي طالب -رضي الله عنه - فقال: يا أَيُّها الناس، أقيموا الحدودَ على أَرِقَّائكم، مَنْ أحصَنَ منهم ومن لم يُحصِن، فإنَّ أمة لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- زَنَتْ، فَأمرني أنْ أَجلدَها، فأتيتُها فإذا هي حديثةُ عهدٍ بنفاسٍ، فخشيتُ إنْ أنا جَلَدتُها أن أقتُلَها، فذكَرتُ ذلك للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: أَحسنتَ (2) ، اتْركها حتى تَماثَلَ» هذه رواية مسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود: عن أبي جميلة، عن عليٍ قال: «فَجَرتْ جاريةٌ لآلِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا عليُّ انطلِقْ فأقم عليها الحدَّ، قال: فانطَلقتُ فإذا بها دمٌ يسيلُ لم ينقَطعْ، فأتَيْتُهُ، فقال: يا عليُّ، أفرَغْتَ؟ فقلتُ: أتيتُها ودمُها يَسيلُ، فقال: دعها حتى يَنقَطِعَ دمُها، ثم أقِمْ عليها الحدَّ، وأَقِيموا الحدُودَ على ما ملكتْ أيْمانُكْم» . وفي رواية له كذلك قال: وقال فيه: «ولا تَضربها حتى تَضعَ» وقال أبو داود: والأول أصح (3) .   (1) مقرئ الكوفة وعالمها، واسمه: عبد الله بن حبيب السلمي. وأبو عبد الرحمن: كنيته، تابعي مشهور، قرأ على عثمان وعلي وابن مسعود، وسمع منهم ومن عمر، قرأ عليه عاصم، وحدث عنه [ص: 502] إبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وعلقمة بن مرثد، وعطاء بن السائب، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي، تصدر للإقراء في خلافة عثمان إلى أن مات سنة ثلاث وسبعين أو بعدها في إمرة بشر بن مروان على العراق. ويشاركه في اللقب والكنية أبو عبد الرحمن السلمي، صاحب " طبقات الصوفية "، واسمه محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي السلمي النيسابوري، المتوفى سنة (412 هـ) . (2) قال النووي في " شرح مسلم ": إن الجلد واجب على الأمة الزانية، وإن النفساء والمريضة ونحوهما: يؤخر جلدهما إلى البرء. (3) أخرجه مسلم رقم (1705) في الحدود، باب تأخير الحد عن النفساء، والترمذي رقم (1441) في [ص: 503] الحدود، باب ما جاء في إقامة الحد على الإماء، وأبو داود رقم (4473) في الحدود، باب في إقامة حد المريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عبد الرحمان، قال: خطب علي فقال أخرجه أحمد 1/156 (1340) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أنبأنا زائدة. و «مسلم» 5/125 قال: حدثنا محمد بن أبي بكر الممقدي، قال حدثنا سليمان أبو داود قال: حدثنا زائدة.. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل. و «الترمذي» 1441 قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا زايدة بن قدامة. كلاهما (زائدة، وإسرائيل) عن إسماعيل السدي، عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمان السلمي، فذكره. ورواه أبو جميلة الطهوي، عن علي أخرجه أحمد 1/89 (679) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/95 (736) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي 1/145 (1230) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا سفيان بن سعيد. و «أبو داود» 4473 قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا إسرائيل. و «عبد الله بن أحمد» 1/135 (1137) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثني أبو خيثمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا سفيان. وفي 1/135 (1138) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة والعباس بن الوليد، قالا: حدثنا أبو الأحوص. وفي 1/136 (1142) قال: حدثني محمد بن بكار مولى بني هاشم وأبو الربيع الزهراني.، قالا: حدثنا أبو وكيع الجراح بن مليح. و «النسائي» في الكبرى (الورقة» 95ب) قال: قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود الجحدري، قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا شعبة. (ح) أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان الثوري. (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص. وأخرجه مختصرا (الورقة 95 أ) قال: أخبرنا عبد الرحمان بن محمد بن سلام، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن سفيان. خمستهم - شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وأبو الأحوص، والجراح - عن عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي جميلة ميسرة، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمان النسائي: عبد الأعلى ليس بذاك القوي.. الحديث: 1817 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 501 1818 - (ط) عياش بن أبي ربيعه المخزومي -رضي الله عنهما- قال: «أمرني عمرُ بنُ الخطاب أَنْ أجِلدَ ولائدَ الإمارَةِ أَنا وفتْية من قريش خَمسينَ خَمْسينَ في الزنى» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 827 في الحدود، باب جامع ما جاء في حد الزنا، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك (1608) عن يحيى بن سعيد أن سليمان بن يسار أخبره أن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، فذكره. الحديث: 1818 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 1819 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قَضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنَّ على العبد نِصفَ حَدِّ الحرِّ، في الحدِّ الَّذي يتَبعَّضُ، كزنى البِكْرِ، والقَذفِ، وشربِ الخمر» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه في الأصول. الحديث: 1819 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 1820 - () عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «أقَامَ حَدّاً على بعضِ إمائهِ، فَجَعلَ يَضربُ رجلِيها وسَاقَيها، فقال له سالمٌ: أين قول الله تعالى: {ولا تأخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ} [البقرة: 34] ؟ فقال: أتُراني أشفَقتُ عَليْها؟ إنَّ الله لم يَأمُرْني بقتلها» أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه في الأصول. الحديث: 1820 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 الفرع الثالث: في حد المكره والمجنون 1821 - (خ ط) نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- «أنَّ صفِيَّة [ص: 504] بنتَ أبي عُبيدٍ (1) أخبَرتهُ: أنَّ عبداً من رقيقِ الإمارةِ وَقَعَ عَلى وليدةٍ من الْخُمُسِ، فاستَكرَهها حتى اقتَضَّها (2) فَجلَدَهُ عمر [الحدَّ ونفاه] (3) ، ولم يَجلدْها من أجل أنه استَكرَهها» هذه رواية البخاري (4) . وأخرجه الموطأ عن نافع، ولم يذكر صفية، وفيه: «فجلده عمر ونفاه» (5) .   (1) زوجة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. (2) قال الحافظ في " الفتح ": " اقتضها " بالقاف والضاد المعجمة: مأخوذ من القضة، وهي عذرة البكر. (3) قال الحافظ في " الفتح ": وقوله: " فجلده عمر الحد ونفاه " أي: جلده خمسين جلدة، ونفاه نصف سنة، قال: ويستفاد منه: أن عمر رضي الله عنه كان يرى أن الرقيق ينفى كالحر. (4) رواه البخاري تعليقاً 12 / 285 في الإكراه، باب إذا استكرهت المرأة على الزنا فلا حد عليها. قال الحافظ في " الفتح ": وهذا الأثر وصله أبو القاسم البغوي عن العلاء بن موسى عن الليث بمثله سواء. قال الحافظ: ووقع لي عالياً جداً بيني وبين صاحب الليث فيه سبعة أنفس بالسماع المتصل، في أزيد من ستمائة سنة، قرأته على محمد بن الحسن بن عبد الرحيم الدقاق، عن أحمد بن نعمة سماعاً، أنبأه أبو المنجا بن عمر، أنبأنا أبو الوقت، أنبأنا محمد بن عبد العزيز، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أنبأنا البغوي ... فذكره، وعند ابن أبي شيبة فيه حديث مرفوع عن وائل بن حجر قال: " استكرهت امرأة في الزنا، فدرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها الحد "، وسنده ضعيف. (5) رواه الموطأ 2 /827 في الحدود، باب جامع ما جاء في حد الزنا، ورجاله ثقات، إلا أنه مرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (12/337) جاما به قال: وقال الليث حدثني نافع، فذكره. قال الحافظ: وهذا الأثروصله أبو القاسم البغوي، ووقع لي عاليا الفتح (12/337) . الحديث: 1821 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 1822 - (ت د) وائل بن حجر - رضي الله عنه - «أنَّ امرأةً خَرَجَت على عهدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- تُريدُ الصلاةَ، فَتلَقَّاها رَجلٌ فتجَلَّلهَا، فَقضَى حاجَتهُ منها، فَصاحتْ، فَانطلَقَ، ومَرَّت بعصابةٍ من المهاجرينَ، فقالت: إنَّ ذلك الرجلَ فَعَلَ بي كذا وكذا، فَانْطَلقوا فأخذوا الرَّجلَ الذي ظَنَّت أَنَّهُ وقَعَ عليها، فأتَوهَا [به] ، فقالت: نعم، هو هذا، فأتَوْا به رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فلما أَمَرَ به ليُرجَمَ قَامَ صاحبُها الذي وقَعَ عليها، فقال: يا رسول الله، أنا [ص: 505] صَاحِبُها، فقال لها: اذهبي، فقد غفرَ الله لكِ، وقال للرجل قولاً حسناً، وقال للرجل الذي وقَعَ عليها: ارجُمُوه، وقال: لقد تَابَ توبَة لو تَابَها أهلُ المدينةِ لَقُبِلَ منهم» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . وفي رواية للترمذي: قال: «اسْتُكْرِهَتْ امرأةٌ على عَهْدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَدَرَأ عنها الحدَّ، وأقَامَهُ على الذي أَصَابَها» ولم يذكر: «أَنه جعل لها مهراً» (2) . [ص: 506] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتجلَّلها) أي: تغشاها. (عصابة) العصابة: الجماعة من الناس.   (1) أخرجه الترمذي رقم (1452) في الحدود، باب في المرأة إذا استكرهت على الزنا، وأبو داود رقم (4379) في الحدود، باب في صاحب الحد يجيء فيقر، ورواه أيضاً أحمد في المسند 6 / 399 من حديث سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وعلقمة بن وائل بن حجر سمع من أبيه، وهو أكبر من عبد الجبار بن وائل، وعبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه. وقال الحافظ في " التقريب ": علقمة بن وائل بن حجر، صدوق إلا أنه لم يسمع من أبيه. أقول: سماع علقمة من أبيه يدل عليه روايات عديدة، منها ما رواه مسلم رقم (1680) من حديث سماك بن حرب أن علقمة بن وائل حدثه أن أباه حدثه ... الحديث، وكذلك عند البخاري في جزء رفع اليدين، والنسائي في باب رفع اليدين، فهذا كله يدل على أن علقمة سمع من أبيه، والذي لم يسمع من أبيه أخوه عبد الجبار، وهو أصغر منه. (2) رقم (1451) في الحدود، باب ما جاء في المرأة إذا استكرهت على الزنا، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2598) في الحدود، باب المستكره من حديث الحجاج بن أرطأة عن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه، والحجاج بن أرطأة صدوق، إلا أنه كثير الخطأ والتدليس، وعبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل. وقال الترمذي: والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن ليس على المستكره حد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد 6/399 قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير،. قال: حدثنا إسرائيل. و «أبو داود» 4379 قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال: حدثنا الفريابي. قال: حدثنا إسرائيل و «الترمذي» 1454 قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن إسرائيل. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 96 - أ) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد الحراني. قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة، هو القناد. قال: حدثنا أسباط. كلاهما - إسرائيل، وأسباط بن نصر- عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، فذكره. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. الحديث: 1822 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 504 1823 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «أُتي عُمَر بمجنونةٍ قد زَنتْ، فاستشار فيها أُناساً، فأمرَ بها أنْ تُرجَمَ، فَمَرَّ بها عليُّ بن أبي طالب، فقال: ما شَأْنُ هذه؟ قالوا: مجنونةُ بني فُلانٍ زَنَت، فأمَرَ بها [عمر] أنْ تُرْجَمَ، فقال: ارجِعوا بها، ثم أتاه، فقال: يا أميرَ المؤمنين، أمَا علمتَ أنَّ القَلمَ قد رُفِعَ عن ثلاثة: عن المجنون حتى يبرَأ؟ - وفي رواية: يَفِيقَ -، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبيِّ حتى يَعقِلَ؟ فقال: بَلى، قال: فما بالُ هذه؟ قال: لا شيء [فَأرسِلْها] ، قال: فَأرسلَها عمرُ، قال: فَجعل يُكَبِّرُ» . وفي أخرى: «قال له: أو مَا تَذْكَرُ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رُفِعَ القَلَمُ عن ثلاثةٍ: عن المجنون المغلوب على عَقْله، وعن النَّائِم حتى يَستيْقِظَ، وعن الصَّبيِّ حتى يَحْتَلِمَ؟ قال: صَدَقْتَ فَخلَّى عنها» وفي أخرى قال: «أُتيَ عمرُ بامرأةٍ قد فَجَرتْ، فَأمَر برْجمها، فَمرَّ عليٌّ، فأخذَها، فَخَلَّى سبيلها، فأُخبِرَ عمر، فقَال: ادعوا لي عَليّاً، فجاء عليٌّ، فقال: يا أمير [ص: 507] المؤمنين، لقد علمتَ: أَنَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رُفِعَ القَلمُ عن ثلاثةٍ: عن الصبيِّ حتى يبلُغ، وعن النائم حتى يستَيقِظَ، وعن المَعتُوهِ حتَّى يَبْرَأ، وإنَّ هذه معْتوهَةُ بني فُلانٍ، لعَلَ الذي أتَاها أَتَاها في بلائِها» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فجرت) : الفجور: الزنا. (المعتوه) : المجنون المصاب في عقله.   (1) رقم (4399) و (4400) و (4401) و (4402) في الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حداً، وإسناده حسن، وهو حديث صحيح بطرقه، وفي الباب عن عائشة وعلي رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4401) قال: حدثنا ابن السرح. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 96 -ب) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. و «ابن خزيمة» 1003، 3048 قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. ثلاثتهم (ابن السرح، ويونس، ومحمد) عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، فذكره. وأخرجه 1/154 (1327) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي 1/158 (1362، 1360) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا حمادبن سلمة. و «أبو داود» 4402 قال: حدثنا هناد، عن أبي الأحوص وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وأخرجه أبو داود أيضا (تحفة الأشراف) 7/10078 عن محمد بن المثنى، عن عبد العزيز بن عبد الصمد. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 96ب) قال: أخبرنا هلال ابن بشر، قال: حدثنا أبو عبد الصمد. أربعتهم (حماد، وأبو الأحوص، وجرير، وأبو عبد الصمد عبد العزيز) عن عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان، عن علي، فذكره. ليس فيه (ابن عباس) .. وأخرجه أبو داود (4399) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4400) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا وكيع كلاهما (جرير، ووكيع) عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، عن علي، موقوفا. وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 96ب) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي ظبيان، عن علي، موقوفا. وليس فيه (ابن عباس) . (*) قال النسائي: وهذا أولى بالصواب، يعني الموقوف، وأبو حصين أثبت من عطاء بن السائب ورواه أبو الضحى، عن علي أخرجه أبو داود (44003) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، عن خالد، عن أبي الضحى، فذكره. ورواه الحسن البصري، عن علي أخرجه أحمد 1/116 (940) قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا يونس وفي 1/118 (956) قال: حدثنا بهز (ح) وحدثنا عفان، قالا: حدثنا همام عن قتادة. وفي 1/140 (1183) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. و «الترمذي ش 1423 قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي البصري، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا همام، عن قتادة. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 96 ب) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، عن قتادة. كلاهما - يونس، وقتادة - عن الحسن، فذكره. وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 96 ب) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا يونس، عن الحسن، عن علي، قال: رفع القلم عن ثلاثة ... فذكره موقوفا (*) قال النسائي: والموقوف أصح ... (*) وقال الترمذي: لا نعرف للحسن سماعا من علي بن أبي طالب. ورواه القسام بن يزيد، عن علي بن أبي طالب. أخرجه ابن ماجة (2042) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أنبأنا القاسم بن يزيد، فذكره. الحديث: 1823 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 الفرع الرابع: في الشبهة 1824 - (ت د س) حبيب بن سالم -رحمه الله- «أنَّ رَجُلاً يقال له: عبدُ الرحمن بن حُنين وَقَعَ على جارية امرأته، فَرُفِعَ إلى النعْمان بن بَشير وهو أميرٌ على الكوفة، فقال: لأقضينَّ فيكَ [بقَضِية رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-] : إن كانت أحَلَّتْها لك جَلَدْتُكَ مائةَ، وإن لم تكن أَحَلَّتْها لك، رجمتُكَ بالحجارة، فَوَجدُوه أحلَّتْها له، فَجلَدَهُ مائة» . [ص: 508] هذه رواية أبي داود. وفي رواية الترمذي إلى قوله: «رجمتُك بالحجارة» . وزاد فيه النسائي: «وكان يُنْبَزُ قُرْقُوراً - يعني: ابنَ حنين- فقال فيها: لأقضِيَنَّ فيك بِقَضيَّةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» . وله في رواية أخرى مختصراً: «أنَّ النُعمانَ بن بَشيرٍ قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في رجل وقع بجارية امرأتِه: إن كانت أحلَّتْها له فاجْلِدوه، وإن لم تكن أَحَلَّتْها فارجُموه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّبز) : اللقب.   (1) أخرجه الترمذي رقم (1451) في الحدود، باب ما جاء في الرجل يقع على جارية امرأته، وأبو داود رقم (4458) و (4459) في الحدود، باب في الرجل يزني بجارية امرأته، والنسائي 6 / 124 في النكاح، باب إحلال الفرج، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2551) في الحدود، باب من وقع على جارية امرأته، رواه الترمذي وابن ماجة من حديث قتادة عن حبيب بن سالم قال: رفع إلى النعمان بن بشير رجل وقع على جارية امرأته ... الحديث، وقال الترمذي: حديث النعمان في إسناده اضطراب، سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: لم يسمع قتادة من حبيب بن سالم هذا الحديث، إنما رواه عن خالد بن عرفطة، أقول: وقد رواه أبو داود والنسائي من حديث قتادة عن خالد بن عرفطة عن حبيب بن سالم، وخالد بن عرفطة لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. وقال أبو حاتم الرازي: عرفطة مجهول، وقال الترمذي: وقد اختلف أهل العلم في الرجل يقع على جارية امرأته، فروي عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم علي، وابن عمر: أن عليه الرجم. وقال ابن مسعود: ليس عليه حد ولكن يعزر. وذهب أحمد وإسحاق إلى ما روى النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الشوكاني: وهذا هو الراجح؛ لأن الحديث وإن كان فيه المقال المتقدم فأقل أحواله أن يكون شبهة يدرأ بها الحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول بالاضطراب: أخرجه أحمد 4/272 قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، وأبو العلاء. عن قتادة. وفي 4/373 قال: حدثنا علي بن عاصم عن خالد الحذاء. وفي 4/277 قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن بكر، قالا: حدثنا سعيد. عن قتادة. وفي 4/277 قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشر. و «ابن ماجة» 2551 قال: حدثنا حميد بن مسعدة.، قال: حدثنا خالد ابن الحارث، قال أخبرنا سعيد، عن قتادة. و «الترمذي» 1451 قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا هشيم، عن سعيد بن أبي عروبة، وأيوب بن مسكين، عن قتادة. وفي (1452) قال: حدثنا علي ابن حجر قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشر. و «النسائي» 6/124 قال: أخبرنا أبو داود: قال: حدثنا عارم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. وفي الكبرى ((الورقة 95أ) قال: أخبرنا يعقوب بن ماهان البغدادي، عن هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر. ثلاثتهم - قتادة، وخالد الحذاء، وأبو بشر - عن حبيب بن سالم، فذكره. أخرجه أحمد (4/275) قال: حدثنا بهز، وفي (4/276) قال: حدثنا عفان. و «أبو داود» 4458 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «النسائي» 6/124قال: أخبرنا محمد بن معمر.، قال: حدثنا حبان. أربعتهم (بهز، وعفان، وموسى وحبان) عن أبان بن يزيد العطار، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثني خالد بن عرفطة، عن حبيب بن سالم، فذكره. قال قتادة: فكتبت إلى حبيب بن سالم، فكتب إلي بهذا. وأخرجه الدارمي (2334) قال: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبان بن يزيد، عن قتادة، قال: كتب إلي خالد بن عرفطة، عن حبيب بن سالم، فذكره. وأخرجه أحمد (4/277) . و «الدارمي» 2335 قال: حدثنا صدقة بن الفضل. و «أبو داود» 4459 قال: حدثنا محمد بن بشار. و «النسائي» (6/123) قال: أخبرنا محمد بن بشار. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وصدقة، وابن بشار - عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن خالد بن عرفطة، عن حبيب بن سالم، فذكره. وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 95 أ) قال: أخبرني محمد بن معمر، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا همام، قال: سئل قتادة عن رجل وطئ جارية امرأته، فحدث ونحن جلوس، عن حبيب بن سالم، عن حبيب بن يساف، أنها رفعت إلى النعمان بن بشير، فذكره. (*) قال النسائي: أحاديث النعمان هذه مضطربة. «تحفة الأشراف» (9/11613) الحديث: 1824 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 507 1825 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن -رحمه الله- «أنَّ عمرَ بنَ الخطاب -رضي الله عنه- قال لرجل خَرجَ بجَاريةِ امرأَتِه معه في سفرٍ فَأصَابها، فَغارَت امْرأتُهُ، فذكرت ذلك لِعُمرَ، فَسَألَهُ عن ذلك؟ فقال: وهَبتْها لي، فقال عمرُ: لتأْتيننِّي بالبَيِّنَة أو لأَرمينَّكَ بالحجارةِ، قال: فَاعْتَرَفَتَ امرَأتُهُ: أنَّها وهَبَتْها لهُ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 831 في الحدود، باب ما لا حد فيه، ورجال إسناده ثقات، إلا أنه مرسل؛ لأن ربيعة لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال مالك: في الرجل يقع على جارية ابنه أو ابنته: إنه يدرأ عنه الحد، وتقام عليه الجارية حملت أو لم تحمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك 1615عن بيعة، فذكره. قلت: إسناده منقطع. الحديث: 1825 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 509 1826 - (د س) سلمة بن المحبق - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَضَى في رَجُلٍ وقعَ على جَاريةِ امرأَتِهِ: إنْ كانَ استَكرهها: أنَّها حرَّةٌ، وعليه لسَيِّدَتِها مِثْلُها، وإن كانت طاوعَتْهُ فهي له، وعليه لسيدتها مثلها» . وفي أخرى: «فهي ومثلها من ماله لسيدتها» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (4460) و (4461) في الحدود، باب في الرجل يزني بجارية امرأته، والنسائي 6 / 124 و 125 في النكاح، باب إحلال الفرج، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2552) في الحدود، باب من وقع على جارية امرأته، وفي سنده قبيصة بن حريث، واختلف العلماء فيه، قال الحافظ في " التقريب ": صدوق، وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: لا يصح حديثه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يصح: أخرجه أحمد 5/6. و «أبو داود» 4460 قال: حدثنا أحمد بن صالح و «النسائي» 6/124 قال: أخبرنا محمد بن رافع. ثلاثتهم (أحمد بن حنبل،وابن صالح، ومحمد بن رافع) قالوا: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنامعمر. عن قتادة، عن الحسن، عن قبيصة، فذكره. وأخرجه أحمد 3/476 قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا المبارك. وفي 5/6 قال: حدثنا عفان، قال: أخبرنا حماد بن زياد، قال: حدثنا عمرو بن دينار. وفيه 5/6 قال:حدثنان عبد الله بن بكر، قال: حدثنا سعيد (يعني ابن أبي عروبة) عن قتادة. وفيه 5/6 قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. وفيه 5/6 قال: حدثنا هشيم، عن يونس. وفيه 5/6 قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن قتادة و «أبو داود» 4461 قال: حدثنا علي بن الحسن الدرهمي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة. و «ابن ماجة» 2552 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن هشام بن حسان. و «النسائي» 6/125 قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن زريع، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) 4559 عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية، عن يونس. (ح) وعن هناد بن السرى، عن عبد السلام بن حرب، عن هشام بن حسان. خمستهم (المبارك بن فضالة، وعمرو بن دينار، وقتادة، ويونس بن عبيد،وهشام) عن الحسن، عن سلمة ابن المحبق، فذكره،. (ليس فيه قبيصة بن حريث) (*) قال النسائي: لا تصح هذه الأحاديث. (تحفة الأشراف) 4559. الحديث: 1826 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 509 1827 - (خ) حمزة بن عمرو الأسلمي -رحمه الله- «أنَّ عمر - رضي الله عنه - بعثهُ مُصدِّقاً، فوقَعَ رجلٌ على جاريةِ امرأتِه، فأخذ حمزةُ من الرجل كُفلاءَ، حتى قَدِمَ على عمرَ فأخبره، وكان عمرُ قد جَلَدَ ذلك الرَّجل مائة إذ كان بِكراً باعترافه على نفسه، فأخبره، فادعى الجهل في هذه فَصَدَّقَهُ وعَذَرَهُ بالجهالة. وأُتي برَجُلٍ آخر قد وقع على جَاريةِ امرَأتِهِ، وادَّعى أنها وَهَبَتْها له، فقال: سَلُوها؟ فإن اعترفَت، فَخَلُّوا سَبيِلَهُ، فأنكرتْ، فَعَزَم على رجمهِ، ثم اعْتَرَفَتْ، فَتَركهُ» . أخرجه البخاري تعليقاً من أول هذا الحديث إلى قوله: «بالجهالة» (1) .   (1) البخاري تعليقاً 4 / 384 في الكفالة، باب الكفالة في القرض والديون والأبدان وغيرها. قال الحافظ في " الفتح ": هو مختصر من قصة أخرجها الطحاوي من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، حدثني أبي، حدثني محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي عن أبيه أن عمر بن الخطاب بعثه للصدقة، فإذا رجل يقول لامرأته: صدقي مال مولاك، وإذا المرأة تقول: بل أنت صدق مال ابنك، فسأل حمزة عن أمرهما فأخبر أن ذلك الرجل زوج تلك المرأة، وأنه وقع على جارية لها فولدت ولداً فأعتقته امرأته، ثم ورث من أمه مالاً، فقال حمزة للرجل: لأرجمنك، فقال له أهل الماء: إن أمره رفع إلى عمر فجلده مائة، ولم ير عليه رجماً. قال: فأخذ حمزة بالرجل كفيلاً حتى قدم على عمر فسأله، فصدقهم عمر بذلك مع قولهم، وإنما درأ عمر عنه الرجم؛ لأنه عذره بالجهالة، واستفيد من هذه القصة: مشروعية الكفالة بالأبدان، فإن حمزة بن عمرو الأسلمي صحابي، وقد فعله ولم ينكر عليه عمر مع كثرة الصحابة حينئذ، وأما جلد عمر للرجل، فالظاهر أنه عزره بذلك، قاله ابن التين. قال: وفيه شاهد لمذهب مالك في مجاوزة الإمام في التعزير قدر الحد. وتعقب بأنه فعل صحابي عارضه مرفوع صحيح فلا حجة فيه، وأيضاً فليس فيه التصريح بأنه جلده ذلك تعزيراً، فلعل مذهب عمر أن الزاني المحصن إن كان عالماً رجم، وإن كان جاهلاً جلد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري (4/384) في كتاب الكفالة - باب الكفالة في القرض والديون والأبدان وغيرهما. قال الخافظ: هو مختصر من قصة أخرجها الطحاوي - فذكر إسنادها. الحديث: 1827 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 الفرع الخامس: فيمن زنى بذات محرم 1828 - (ت د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «بينا أنا أطوفُ يَوماً على إبلٍ ضَلَّتْ لي، رَأيتُ فَوارسَ معهم لواءٌ دَخَلوا بَيْتَ رَجُلٍ من العرب فضربُوا عُنُقهُ، فَسأْلتُ عن ذَنبهِ؟ فقالوا: عَرَّسَ بامرأة أبيه، وهو يقرأ سورة النساء، وقد نزل فيها {ولا تَنكِحُوا ما نَكَحَ آباؤكمْ مِنَ النساءِ} [النساء: 22] » . وفي رواية قال: «مَرَّ بي خالي أبو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ، ومعه لِواءٌ، فقلت: أينَ تُريدُ؟ فقال: بَعَثني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى رجل تَزوَّجَ امْرَأةَ أبيهِ: أن آتيَه برَأسِهِ» . أخرج الترمذي الرواية الثانية. وأخرج أبو داود الروايتين. وقال في الثانية: «عَمِّي» بدل «خالي» وقال فيها: «أَن أَضْربَ عُنُقَهُ، وآخُذَ ماله» وقال: «نكح» بدل «تزوج» وكذلك قال النسائي (1) . [ص: 512] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عرَّس) أعرس الرجل بامرأته: إذا دخل بها، ولا يقال: عرس والعامة تقوله، وقد جاء في لفظ الحديث كذلك.   (1) أخرجه الترمذي رقم (1362) في الأحكام، باب ما جاء فيمن تزوج امرأة أبيه، وأبو داود رقم [ص: 512] (4456) و (4457) في الحدود، باب الرجل يزني بحريمه، والنسائي 6 / 109 و 110 في النكاح، باب نكاح ما نكح الآباء، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2607) في الحدود، باب من تزوج امرأة أبيه من بعده، وأحمد في المسند 4 / 295. وقال الترمذي: حسن غريب. وقال المنذري: وقد اختلف في هذا الحديث اختلافاً كثيراً، فروي عن البراء، وروي عنه عن عمه، وروي عنه قال: مر بي خالي أبو بردة بن نيار ومعه لواء، وهذا لفظ الترمذي، وروي عنه عن خاله، وسماه هشيم في حديث الحارث بن عمرو، وهذا لفظ ابن ماجة، وروي عنه قال: مر بنا أناس ينطلقون، وروي عنه: إني لأطوف على إبل ضلت في تلك الأحياء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءهم رهط معهم لواء، وهذا لفظ النسائي، قال الشوكاني في " نيل الأوطار ": وللحديث أسانيد كثيرة منها ما رجاله رجال الصحيح، والحديث فيه دليل على أنه يجوز للإمام أن يأمر بقتل من خالف قطعياً من قطعيات الشريعة، لهذه المسألة، فإن الله تعالى يقول: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} ، ولكنه لابد من حمل الحديث على أن ذلك الرجل الذي أمر صلى الله عليه وسلم بقتله عالم بالتحريم وفعله مستحلاً، وذلك من موجبات الكفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مختلف فيه: 1- أخرجه أحمد 4/290 قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا حسن بن صالح، عن السدي. وفي 4/292 قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أشعث. و «ابن ماجة» 2607 قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا حفص بن غياث، جمعيا، عن أشعث. و «النسائي» 6/109 قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا الحسن بن صالح، عن السدي. كلاهما (السدي، وأشعث) عن عدي بن ثابت. 2- وأخرجه أحمد 4/295 قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا عبد الغفار بن القاسم وفي 4/297 قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنامعمر، عن أشعث.. و «الدارمي» 2245 قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد. و «أبو داود» 4457 قال: حدثنا عمرو بن قسيط الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنبسة، و «النسائي» (6/109) قا ل: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» -15534» عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أشعث. ثلاثتهم - عبد الغفار، وأشعث، وزيد - عن عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء. كلاهما - عدي، ويزيد- عن البراء بن عازب، فذكره. وأخرجه أحمد 4/292، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف- 15534» عن يحيى بن حكيم. كلاهما (أحمد، ويحيى) عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الركين بن الربيع، عن عدي ابن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: مر بنا ناس، فذكره،. ليس فيه عمه أو خاله. وأخرجة الترمذي 1362 قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص بن غياث عن أشعث، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال: مربي خالي أبو بردة بن نيار، فذكره.. (*) في رواية هشيم سماه: الحارث بن عمرو قال المنذري: وقد اختلف في هذا الحديث اختلافا كثيرا، فروي عن البراء، وروي عنه عن عمه، وروي عنه قال: مربي خالي أبو نيار ومعه لواء، وهذا لفظ الترمذي، وروى عنه عن خاله، وسماه هشيم في الحديث الحارث بن عمرو، وهذا لفظ ابن ماجة، وروي عنه قال: مر بنا أناس ينطلقون، وهذا لفظ النسائي. قلت: عزاه الحافظ لابن السكن ولعبد الرزاق، وقال: ورواه جماعة عن عدي بن ثابت، لكنهم اختلفوا عليه في إسناده 0 وذكر الاختلاف -. راجع الإصابة (1/167، 166) 1453. الحديث: 1828 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 511 1829 - () عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ وَقَعَ على ذَاتِ مَحْرَمٍ - أو قال: مَنْ نَكَحَ ذَاتَ مَحْرَمٍ - فاقْتُلوهُ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو عند ابن ماجة رقم (2564) عن ابن عباس بلفظ: " من وقع على ذات محرم فاقتلوه، ومن وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة "، وفي سنده إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي أبو إسماعيل المدني، وهو ضعيف، وداود بن الحصين، وهو ثقة إلا في عكرمة، وحديثه هذا عن عكرمة، والحديث نسبه السيوطي في " الجامع الكبير " أيضاً إلى الحاكم والبيهقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف:وليس هذا على شرط المصنف - رحمه الله - بل هو من زيادات رزين العبدري وهوموجود في سنن ابن ماجة - وسيأتي بالتفصيل في تكملة هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى. الحديث: 1829 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 512 الفرع السادس: في أحكام متفرقة 1830 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رجلاً كان يُتَّهمُ بأمِّ ولَدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لعليٍ: اذْهَبْ فَاضرِبْ عُنقَهُ (1) ، فأتاهُ فإذا هو في رَكيِّ يتَبَرَّدُ، فقال له عليٌّ: اخرُجْ، فَنَاولَهُ يَدَه، فأخَرَجهُ فإذا هو مجبوبٌ ليس له ذَكَرٌ، فكفَّ عنه، فأتَى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فَحسَّنَ فِعلهُ» . وفي أخرى: «قال له: أحسَنتَ، الشَّاهدُ يَرَى مَالا يَرى الغائبُ» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَكِيّ) : جمع ركية (3) والرَّكية: البئر.   (1) قال النووي: قيل: لعله كان منافقاً ومستحقاً للقتل بطريق آخر، وجعل هذا محركاً لقتله بنفاقه وغيره لا بالزنا، وكف عنه علي رضي الله عنه اعتماداً على أن القتل بالزنا، وقد علم انتفاء الزنا. (2) رقم (2771) في التوبة، باب براءة حرم النبي صلى الله عليه وسلم من الريبة، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 1 / 83 و 3 / 281. (3) في النهاية: الركي: جنس الركية، وهي البئر، وجمعها: ركايا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/281) ، ومسلم (8/119) قال: حدثني زهير بن حرب كلاهما (أحمد، وزهير) قالا: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. قلت: حماد ثابت في ثابت، وقد اعتمده مسلم في ثابت في الأصول وعن غير ثابت في المتابعات. الحديث: 1830 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513 1831 - (د) سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم [ص: 514] «أنَّ رَجُلاً أتاهُ، فأقرَّ عندهُ: أَنَّهُ زَنى بامرأةٍ، فَسمَّاها له، فَبَعَثَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المرأةِ، فَسَألها عن ذلك؟ فَأنْكَرَتْ أَن تَكونَ زَنَتْ، فَجلَدَهُ الحَدَّ وتركَها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4466) في الحدود، باب إذا اقر الرجل بالزنا ولم تقر المرأة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح: أخرجه أحمد 5/339 قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا مسلم، عن عباد بن إسحاق و «أبو داود» 4437، 4466 قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا طلق ابن غنام، قال: حدثنا عبد السلام بن حفص. كلاهما (عباد، وعبد السلام) عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 1831 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513 1832 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنَّ رجلاً من بَكْرِ بْنِ لَيْثٍ أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَأقرَّ أنه زَنَى بامرأةٍ أرْبعَ مَرَّاتٍ، فَجَلَدَهُ مائة، وكان بِكراً، ثم سَألُه البَيِّنةَ على المرأةِ، فقالت: كَذَبَ واللَّه يا رسول الله، فَجلَدَهُ حَدَّ الفِرْيَةِ ثَمانين» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفرية) : الافتراء: الكذب. والمراد به هاهنا: القذف.   (1) رقم (4466) في الحدود، باب إذا اقر الرجل بالزنا ولم تقر المرأة، وفي سنده القاسم بن فياض الأبناوي الصنعاني، وهو مجهول، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، منكر: أخرجه أبو داود (4467) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 5664 عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي. كلاهما (محمد بن يحيى، ومحمد بن عبد الله) عن موسى بن هارون البردي قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن القاسم بن فياض الأبناوي، عن خلاد بن عبد الرحمان، عن ابن المسيب، فذكره. (*) قال النسائي: هومنكر. الحديث: 1832 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 الفصل الثاني: في الذين حدهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ورجمهم من المسلمين وأهل الكتاب ، وفيه فرعان الفرع الأول: في المسلمين 1833 - (م د) أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه - «أنَّ رجلاً من أسلمَ يقال له: ماعِزُ بْنُ مالك أَتَى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني أصَبْتُ فاحشَة، فأقِمْهُ عَليَّ، فرَدَّهُ النبي -صلى الله عليه وسلم- مِراراً، قال: ثم سَأَلَ قومَهُ؟ فقالوا: ما نعَلمُ به بأساً إلا أنَّه أصابَ شَيئاً يَرَى أنَّهُ لا يُجزئُهُ منه (1) إلا أَن يقامَ فيه الحدُّ، قال: فرجعَ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فَأمَرَنا أنْ نَرجُمهُ، قال: فانطَلقْنا به إلى بَقيع الغَرقَدِ (2) ، قال: فما أوثقناه، ولا حَفْرنَا له [قال] : فرميناه بالعِظام والمَدَرِ والخزَفِ، قال: فاشتدَّ واشتَددْنا خلْفَه، حتى أتى عُرضَ (3) [ص: 516] الحرَّةِ (4) فَانتصَبَ لنا، فرَمَينَاهُ بِجَلامِيدِ (5) الحرَّةِ - يعني: الحجارةَ - حتى سكتَ (6) . قال: ثم قام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- خَطِيباً من العَشيِّ قال: أو كُلَّما انطَلَقْنا غُزاة في سبيل الله تَخَلَّف رجلٌ في عيالِنا له نَبيبٌ كنَبيبِ التيسِ؟ عليَّ أنْ لا أُوتى برجلٍ فعلَ ذلك ألا نَكَّلْتُ به، قال: فما استَغْفرَ له ولا سَبَّهُ» . وفي رواية: «فاعترفَ بالزنا ثلاثَ مراتٍ» . هذه رواية مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «لَمَّا أمَرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَرجْمِ ماعزٍ، خَرجْنَا بهِ إلى البقِيع، فَوَاللهِ ما أوثقْناهُ ولا حَفَرْنَا له، ولكنه قام لنا، فرَميناهُ [ص: 517] بالعِظَامِ والمدَرِ والخزَفِ، فاشْتدَّ ... وذكره إلى قوله، حتى سكت، قال بعده: فما استغَفرَ له ولا سَبَّهُ» . وفي أخرى له (7) قال: «جاء رجل إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وذكر نحوه، وليس بتمامه - قال: ذَهَبوا يَسُبُّونَهُ، فنهاهم، قال: ذَهَبُوا يَسْتَغْفِرُونَ له، فنهاهُمْ، قال: هو رجلٌ أصابَ ذَنباً، حَسِيبُهُ الله» (8) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاحشة) : الفاحشة: الفعلة القبيحة شرعاً، والمراد بها هاهنا: الزنا. (نبيب) : نبَّ التيس: إذا صاح وهاج في طلب الأنثى.   (1) في مسلم المطبوع: لا يخرجه منه. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": هو موضع الجنائز بالمدينة، وذكر الدارمي من أصحابنا: أن المصلى الذي للعيد ولغيره إذا لم يكن مسجداً: هل يثبت له حكم المسجد؟ فيه وجهان: أصحهما: ليس له حكم المسجد. (3) عرض الحرة: جانبها. (4) قال النووي في " شرح مسلم ": اختلف العلماء في المحصن إذا أقر بالزنا فشرعوا في رجمه ثم هرب، هل يترك، أم يتبع ليقام عليه الحد؟ فقال الشافعي وأحمد وغيرهما: يترك فلا يتبع، لكن يقال له بعد ذلك، فإن رجع عن الإقرار ترك، وإن أعاد رجم. وقال مالك - في رواية - وغيره: إنه يتبع ويرجم، واحتج الشافعي وموافقوه بما جاء في رواية أبي داود: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا تركتموه حتى أنظر في شأنه "، وفي رواية: " هلا تركتموه فلعله يتوب، فيتوب الله عليه "، واحتج الآخرون بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزمهم ديته، مع أنهم قتلوه بعد هربه، وأجاب الشافعي وموافقوه عن هذا بأنه لم يصرح بالرجوع، وقد ثبت إقراره فلا يترك حتى يصرح بالرجوع، قالوا: وإنما قلنا: لا يتبع في هربه لعله يريد الرجوع، ولم نقل: إنه يسقط الرجم بمجرد الهرب. والله أعلم. (5) قال النووي في " شرح مسلم ": أي: الحجارة الكبار، واحدها: جلمد - بفتح الجيم والميم - وجلمود بضم الجيم. (6) قال النووي في " شرح مسلم ": هو بالتاء في آخره، هذا هو المشهور في الروايات. قال القاضي: ورواه بعضهم " سكن " بالنون، والأول أصوب، ومعناهما: مات. (7) أي لأبي داود: عن أبي نضرة قال: جاء رجل ... الحديث، وهي مرسلة، ولكن يشهد لها التي قبلها، عند مسلم وأبي داود. (8) أخرجه مسلم رقم (1694) في الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنا، وأبو داود رقم (4432) و (4433) في الحدود، باب رجم ماعز بن مالك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 3/2 قال: حدثنا هشيم. في 3/61 قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. و «الدارمي» 2324 قال: أخبرنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة و «مسلم 5/118 قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الأعلى. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان.. و «أبوداود» 4431 قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد (يعني ابن زريع) (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، عن يحيى بن زكريا. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 4313 عن محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، عن يزيد بن زريع. (ح) وعن عبد الرحمان بن خالد الرقي، عن معاوية بن هشام بن سفيان. خمستهم (هشيم، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد الأعلى، ويزيد بن زريع، وسفيان) عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، فذكره. (*) في المطبوع من «تحفة الأشراف» حديث رقم 4313، وفي إشارته إلى رواية الحديث عند (أبي داود) قال: وعن أحمد بن منيع، عن ابن أبي عدي (وزائدة به. هكذا، وصوابه كما جاء في المطبوع من «سنن أبي داود» : حدثنا أحمد بن منيع، عن يحيى بن زكريا، ويؤيده أنه بالرجوع إلى ترجمة أحمد بن منيع رقم 114 في «تهذيب الكمال» لم نجد له رواية عن محمد بن أبي عدي، ولاعن زائدة. الحديث: 1833 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 515 1834 - (م د) بريدة - رضي الله عنه - قال: «إنَّ مَاعِزَ بنَ مالك الأسلميَّ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إني قد ظَلَمْتُ نفسي وزنيتُ وإني أُريدُ أنْ تُطهَّرني، فردَّهُ، فَلما كانَ من الغَدِ أتَاهُ، فقال: يا رسول الله إني قد زَنَيْتُ، فرَدَّهُ الثَّانيةَ، فأرسلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى قومِه، فقال: تَعلمونَ بعقله بأساً؟ تُنكِرون منه شيئاً؟ فقالوا: ما نعلمه إلا وَفيَّ العقل من [ص: 518] صالِحينا فيما نُرى، فأتاه الثالثة، فأرسل إليهم أيضاً، فسألَ عنه؟ فأخبروه أنه لا بأسَ به، ولا بعقله، فلما كان الرابعةَ حَفَرَ لهُ حفرَة، ثم أَمَرَ به فَرُجِمَ، قال: فجاءت الغامِديَّةُ فقالت: يارسولَ الله، إني قد زَنيتُ فَطَهِّرني، وإنه رَدَّها، فلما كان من الغد قالت: يا رسول الله، لِمَ تَرُدُّني؟ لَعَلَّكَ أنْ تَرُدَّني كما ردَدْتَ ماعزاً، فوالله إني لَحُبلى، قال: إمَّا لا، فَاذهبي حَتى تلدي، فلما ولَدتْ أَتتهُ بالصبي في خِرَقَةٍ، قالت: هذا قد وَلَدْتُهُ، قال: فاذهبي فأرِضعيهِ حتى تفطميهِ، فلما فَطَمْتُهُ، أتتهُ بالصبيِّ في يده كِسرَةُ خُبْزٍ، فقالت: هذا يا نبيَّ الله قد فَطَمْتُهُ، وقد أكَلَ الطَّعامَ، فَدفَعَ الصبيَّ إلى رجل من المسلمين، ثم أمَرَ بها فَحُفِرَ لها إلى صدرها، وأمَرَ النَّاسَ فَرَجُموها، فَيُقْبلُ خالدُ بن الوليد بحَجرٍ فَرمى رأسها، فَتنَضَّح (1) الدَّمُ على وجه خالدٍ، فَسبَّها، فَسَمع نبي الله -صلى الله عليه وسلم- سَبَّهُ إياها، فقال: مَهْلاً يا خالدُ، فَوالذي نَفْسي بيَدِهِ لقد تابتْ توبةً لو تَابها صاحِبُ مكْسٍ لَغُفِرَ لَه (2) ، ثم أمَرَ [ص: 519] بها فَصُلَّى عليها (3) ودُفِنَتْ» . وفي رواية قال: «جاء مَاعِزٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله طَهِّرْني، قال: وَيْحَكَ، ارجِع، فاسْتَغْفِر الله وتُبْ إليه، فَرَجَعَ غيرَ بعيدٍ، ثم جاء، فقال: يا رسولَ الله، طَهِّرني، قال: ويحك، [ارجع فـ] استغفر الله، وتُب إليه، فرجع غير بعيدٍ، ثم جاء، فقال: يا رسولَ الله طَهِّرني، فأعَادَ القولَ، وأعادَ هو، حتى إذا كانت الرابعةُ قال له رسولُ الله [ص: 520] صلى الله عليه وسلم-: مِمَّ أُطَهِّرُكَ؟ قال: مِنَ الزِّنا، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَبهِ جُنونٌ؟ فَأُخْبِرَ أنه ليس بمجنون، فقال: أَشَرِبَ خَمْراً؟ فقام رجلٌ فاستَنكهَهُ (4) ، فلم يَجِد مِنه ريحَ خمرٍ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أزَنَيتَ؟ قال: نعم، فَأمَرَ به فَرُجِمَ، فكان النَّاسُ [فيه] فِرْقَتَينِ، فَقَائِلٌ يقول: قد هَلَكَ، لقد أحَاطَت به خَطيئَتُهُ. وقائِلٌ يقولُ: ما توبةٌ أفْضَلَ من توبةِ مَاعِزٍ، إنه جاء إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَوَضَع يَدَهُ في يَدِهِ، ثم قال: اقْتُلْني بالحجارةِ، قال: فَلَبثُوا بذلك يومين أو ثلاثة، ثم جاء رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وهم جُلُوسٌ، فَسَلَّمَ، ثم جَلَسَ فقال: اسْتَغفِروا لمَاعِزِ بن مالكٍ، فقالوا: غَفَرَ الله لَمِاعِزِ ابنِ مالكٍ [قال] : فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لقدْ تَابَ توبَة لوْ قُسِمَتْ بينَ أُمَّةٍ لَوَسِعتْهُمْ، قال: ثم جَاءتْهُ امرأَةٌ مِنْ غَامِدٍ (5) من الأزدِ، فقالت: يا رسولَ الله طَهِّرْني، فقال: ويحَكِ، ارْجعي فاستَغفري الله وتُوبي إليه، قالت: أراك تُريدُ أنْ تُردَّني كما رَدْدتَ ماعزَ بنَ مالكٍ، قال: وما ذاك؟ قالت: إنها حُبلى مِن الزنا، قال: أنتِ؟ قالت: نعم، فقال لها: حتى تَضعي ما في [ص: 521] بطْنِكِ، قال: فَكفَلَها (6) رجلٌ من الأنصارِ حتى وَضَعَتْ، قال فَأتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: قد وَضعَتْ الغامِديَّةُ، فقال: إذاً لا نَرْجُمها ونَدَعُ وَلَدَها صَغِير السِّنِّ ليسَ له من يُرِضعُهُ، فقام رجلٌ من الأنصار فقال: إلَيَّ رضَاعُه يا نَبيَّ الله، فَرجَمَها» . هذه رواية مسلم. وأخرج أبو داود منه قصةَ الغامديَّة بنحو الرواية. وله في أخرى: «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- استنكَهَ مَاعِزاً» . وله في أخرى قال: «كُنا أصحابَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- نَتَحدَّثُ: أنَّ الغامِديَّةَ وماعِزَ ابنَ مالكٍ لو رجَعَا بعد اعترافهما - أو قال: لو لم يرجعا بعد اعترافهما - لم يطْلُبْهُما، وإنما رجمهما عندَ الرابعة» (7) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إمَّا لا) : يقال: افعل ذاك إمَّا لا، يعني: إن لم تفعل هذا فافعل هذا، وقد تقدم شرح ذلك مستقصى في كتاب الحج.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": " فتنضح " روي بالحاء المهملة وبالمعجمة، والأكثرون على المهملة، ومعناه: فترشش وانصب. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": فيه: أن المكس من أقبح المعاصي والذنوب والموبقات، وذلك لكثرة مطالبات الناس له وظلماتهم عنده، وتكرر ذلك منه وانتهاكه للناس، وأخذ أموالهم بغير حقها، وصرفها في غير وجهها. (3) قال النووي في " شرح مسلم ": وفي الرواية الثانية: " أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فرجمت، ثم صلى عليها، فقال له عمر: تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت؟ "، أما الرواية الثانية، فصريحة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها، وأما الأولى، فقال القاضي: هي بفتح الصاد واللام عند جماهير رواة مسلم، قال: وعند الطبري: بضم الصاد، قال: وكذا هو في رواية ابن أبي شيبة وأبي داود، قال: وفي رواية لأبي داود: " ثم أمرهم أن يصلوا عليها ". قال القاضي: ولم يذكر مسلم صلاته صلى الله عليه وسلم على ماعز، وقد ذكرها البخاري، وقد اختلف العلماء في الصلاة على المرجوم، فكرهها أحمد ومالك للإمام ولأهل الفضل دون باقي الناس، قال: ويصلي عليه غير الإمام وأهل الفضل، وقال الشافعي وآخرون: يصلي عليه الإمام وأهل الفضل وغيرهم، وأما غيرهم فاتفقا على أنه يصلي، وبه قال جماهير العلماء، قال: فيصلى على الفساق والمقتولين في الحدود والمحاربة وغيرهم، وقال الهروي: لا يصلي أحد على المرجوم وقاتل نفسه، وقال قتادة: لا يصلى على ولد الزنا، واحتج الجمهور بهذا الحديث. وفيه دلالة للشافعي على أن الإمام وأهل الفضل يصلون على المرجوم كما يصلي عليه غيرهم، وأجاب أصحاب مالك عنه بجوابين: أحدهما: أنهم ضعفوا رواية الصلاة، لكون أكثر الرواة لم يذكروها. والثاني: تأولوها على أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة، أو دعا فسمى الدعاء صلاة على مقتضى لفظة الدعاء في اللغة. وهذان الجوابان فاسدان؛ أما الأول، فإن هذه الزيادة ثابتة في الصحيح، وزيادة الثقة مقبولة، وأما الثاني فهذا التأويل مردود؛ لأن التأويل إنما يصار إليه إذا اضطرت الأدلة الشرعية إلى ارتكابه، وليس هنا شيء من ذلك، فوجب حمله على ظاهره. والله أعلم. (4) أي: شم رائحة فمه، واحتج مالك وجمهور الحجازيين: أنه يحد من وجد منه ريح الخمر وإن لم تقم عليه بينة بشربها، ولا أقر به. (5) بغين معجمة ودال مهملة: بطن من جهينة. (6) أي: قام بمؤنتها ومصالحها، وليس هو من الكفالة التي هي بمعنى الضمان؛ لأن هذه لا تجوز في الحدود التي لله تعالى. (7) أخرجه مسلم رقم (1695) في الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنا، وأبو داود رقم (4433) و (4434) و (4441) في الحدود، باب رجم ماعز بن مالك، وباب المرأة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها من جهينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن بريدة ابنه عبد الله: 1- أخرجه أحمد 5/347، 348. والدارمي2325، 2329والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) 1947 عن أحمد بن يحيى. ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، والدارمي، وأحمد بن يحيى) عن أبي نعيم. 2- وأخرجه مسلم 5/120 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. 3- وأخرجه أبو داود 4442 قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي قال: أخبرنا عيسى بن يونس (بقصة الغامدية) . 4- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) 1947 عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل. أربعتهم - أبو نعيم، وعبد الله بن نمير، وعيسى بن يونس، ومحمد بن فضيل - عن بشير بن المهاجر قال حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره. -ورواه عن بريدة ابنه سليمان: أخرجه مسلم 5/118 قال: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني. و «أبو داود» 4433 قال: حدثنا محمد بن أبي بكر بن أبي شيبة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 1934 عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. ثلاثتهم- محمد بن العلاء، ومحمد بن أبي بكر، وإبراهيم بن يعقوب - عن يحيى بن يعلى، وهو ابن الحارث المحاربي، قال: حدثنا أبي، عن غيلان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره. -ورواه عن بريدة ابنه عبد الله - بنحوه: أخرجه أبو داود (4434) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد (الزبيري) . و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 1948 عن واصل ابن عبد الأعلى، عن ابن فضيل. كلاهما - أبو أحمد، وابن فضيل - عن بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 1834 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 517 1835 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أتى [ص: 522] رجلٌ من أسلَمَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد، فنادَاهُ: يا رسولَ الله: إنَّ الأخِرَ (1) قد زَنى - يعني: نفسَه - فأعرض عنه فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجههِ الذي أعرَضَ قِبَلَهُ، فقال له ذلك، فأعرضَ، فَتنَحَّى الرَّابعةَ، فَلمَّا شَهدَ على نفسهِ أربعَ مَرَّاتٍ دعاهُ، فقال: هل به جنُونٌ؟ قال: لا، قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: اذهبوا به فارجموهُ، وكان قد أحصنَ - قال ابنُ شِهابٍ: فأَخبَرَني مَنْ سَمعَ جابرَ بنَ عبد الله يقول: فَرَجمنَاهُ بالمدينةِ، فلما أَذَلَقَتْهُ الحجارةُ جَمز (2) حتى أدركناه بالحَرَّةِ، فَرجَمنَاهُ حتى ماتَ» هذه رواية البخاري ومسلم. [ورواية مسلم عن أبي هريرة هكذا: «أتى رجلٌ من المسلمين رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في المسجد، فنَادَاهُ، فقال: يا رسولَ الله، إني زنيتُ، فأعرضَ عنه فتَنحَّى تلْقاءَ وجهه، فقال له: يا رسولَ الله، إني زنيتُ، فأعرض عنه حتى ثَنَى ذلك (3) عليه أربعَ مَرَّاتٍ، فلما شَهِدَ على نَفسهِ أربعَ [ص: 523] مَرَّاتٍ، فلمَّا شَهِدَ على نفسهِ أربعَ شَهاداتٍ، دعاهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أبِكَ جنونٌ؟ قال: لا، قال: فهل أَحصنتَ؟ قال: نعم، فقال: رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: اذْهَبوا بهِ فَارجُمُوه» .] (4) . وفي رواية أبي داود قال: «جَاءَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- الأسلميُّ، فَشهدَ على نَفسهِ: أنَّه أصابَ امرأة حَرَاماً أرْبعَ شهاداتٍ، كلُّ ذلك يُعرِضُ عنه، فأقبلَ في الخامسة عليه فقال: أَنِكْتَها؟ قال: نعم، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: حتى غابَ ذلك مِنكَ في ذلك مِنها؟ قال: نعم، قال: كما يَغيبُ الميلُ في المُكْحُلَةِ، والرِّشاءُ في البئْر؟ قال: نعم، قال: هل تَدري مَا الزِّنا؟ قال: نعم، أتيتُ منها حَراماً ما يأتي الرَّجُلُ من أهُلِهِ حَلالاً، قال: فما تُريدُ بهذا القولِ؟ قال: إني أُريدُ أنْ تُطَهرَني، فأمرَ به فَرُجِمَ، فَسمِعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-[رجلين] من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انْظرُوا إلى هذا الذي سترَ الله عليه فلم تَدَعْهُ نفسهُ حتى رُجِمَ رجمَ الكلب، فسكت عنهما، وسارَ ساعَةً حتى مَرَّ بِجيفةِ حمارٍ شَائِلاً رِجْلَهُ، فقال: أينَ فُلاَنٌ وفلانٌ؟ فقالا: نحنُ ذَانِ يارسولَ الله، قال: كلا من جيفة هذا الحمار، فقالا: يا نبي الله، من يأكل من هذا؟ قال: فما نِلتُما مِنْ عِرْضِ أخيكُما آنفاً أشدُّ من أكْلٍ منه والذي نفسي بيده، إنَّه الآنَ لفي أنْهارِ الجنَّةِ [ص: 524] يَنغمِس فيها (5) » . وفي رواية الترمذي قال: «جاء مَاعِزٌ الأسلميُّ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنَّه قد زَنى، فأعرضَ عنه، ثم جَاءه من شِقِّهِ الآخر فقال: يا رسولَ الله، إنه قد زَنى، فأعرض عنه ثم جَاءهُ مِنْ شِقِّه الآخر فقال: يا رسول الله، إنه قد زنى، فَأمرَ به في الرابعةِ فَأخرَجَ إلى الحرَّةِ، فَرُجمَ بالحجارةِ، فَلمَّا وَجدَ مَسَّ الحجارة فَرَّ يشتَدُّ حتَّى مَرَّ برجلٍ معهُ لَحْيُ جَملٍ، فَضرَبه وضَرَبهُ النَّاس حتى ماتَ، فَذكروا ذلك لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنَّه فَرَّ حين وجدَ مَسَّ الحجارة ومَسَّ الموتِ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: هَلاَّ تَرَكتُموهُ؟» (6) . [ص: 525] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أذلقته) : أذلقه الأمر: إذا بلغ منه الجهد والمشقة حتى قلق.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": " الأخر " بفتح الهمزة والقصر وكسر الخاء المعجمة، معناه: الأرذل والأبعد والأدنى، وقيل: اللئيم، وقيل: الشقي، وكله متقارب. ومراده: نفسه، فحقرها وعابها، لاسيما وقد فعل هذه الفاحشة، وقيل: إنها كناية يكني بها عن نفسه وعن غيره إذا أخبر عنه بما يستقبح. (2) الجمز: ضرب من السير أشد من العنق، وقد جمز البعير يجمز بالكسر جمزاً، صحاح. وفي النهاية: " جمز " أي: أسرع هارباً من القتل، يقال: جمز يجمز جمزاً. (3) قال النووي: " ثنى " هو بتخفيف النون، أي: كرره أربع مرات. وفيه التعريض للمقر بالزنا بأن يرجع، ويقبل رجوعه بلا خلاف. (4) هذه الرواية التي بين المعقفين زيادة من " صحيح مسلم "، ليست في الأصل، وهي موجودة في المطبوع. (5) في أبي داود " ينقمس " بالقاف، وقال الخطابي: معناه: ينغمس ويغوص فيها، والقاموس: معظم الماء، ومنه قاموس البحر. (6) أخرجه البخاري 12 / 120 في المحاربين، باب سؤال الإمام المقر هل أحصنت، وباب لا يرجم المجنون والمجنونة، وفي الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران، وفي الأحكام، باب من حكم في المسجد حتى أتى على حد أمر أن يخرج من المسجد فيقام، ومسلم رقم (1691) في الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنا، والترمذي رقم (1428) في الحدود، باب ما جاء في درء الحد عن المعترف إذا رجع، وأبو داود رقم (4428) في الحدود، باب رجم ماعز بن مالك. قال الحافظ في " الفتح ": وفي هذا الحديث من الفوائد: منقبة عظيمة لماعز بن مالك؛ لأنه استمر على طلب إقامة الحد عليه مع توبته ليتم تطهيره، ولم يرجع عن إقراره، مع أن الطبع البشري يقتضي أنه لا يستمر على الإقرار بما يقتضي إزهاق نفسه، فجاهد نفسه على ذلك، وقوي عليها، وأقر من غير اضطرار إلى إقامة ذلك عليه بالشهادة، مع وضوح الطريق إلى سلامته من القتل بالتوبة، قال: [ص: 525] وفيه مشروعية الإقرار بفعل الفاحشة عند الإمام وفي المسجد، والتصريح فيه بما يستحي من التلفظ به من أنواع الرفث في القول من أجل الحاجة الملجئة لذلك. وفيه نداء الكبير بالصوت العالي، وإعراض الإمام عمن أقر بأمر محتمل لإقامة الحد، لاحتمال أن يفسره بما لا يوجب حداً أو يرجع، واستفساره عن شروط ذلك ليرتب عليه مقتضاه، وأن إقرار المجنون لاغ، والتعريض للمقر بأن يرجع، وأنه إذا رجع قبل، قال: وفيه أنه يستحب لمن وقع في معصية وندم أن يبادر إلى التوبة منها ولا يخبر بها أحداً ويستتر بستر الله، قال: وفيه أن إقرار السكران لا أثر له، وفيه أن المقر بالزنا إذا اقر يترك، فإن صرح بالرجوع فذاك، وإلا اتبع ورجم. وانظر " فتح الباري " للحافظ ابن حجر 12 / 110 - 113. في الحدود، باب لا يرجم المجنون والمجنونة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح أخرجه أحمد (2/453) قال: ثنا حجاج: قال: حدثني ليث. قال: حدثني عُقيل. و «البخاري» 7/59 قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي 8/205، 9/85 قال: حدثنا يحيى بن بكير.. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي 8/207 قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني الليث. قال حدثني عبد الرحمن بن خالد. و «مسلم» 5/116 قال: حدثني عبد الملك بن شعيب ابن الليث بن سعد. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل. (ح) وحدثنيه عبد الله بن عبد الرحمان الدارمي. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/ 13148) عن عمرو بن منصور النسائي، عن أبي اليمان، عن شعب وفي (10/13208 عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن حجين بن المثنى، عن الليث، عن عقيل. ثلاثتهم - عقيل، شعيب، وعبد الرحمان بن خالد - عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمان، وسعيد بن المسيب، فذكراه. (*) أثبتا رواية شعيب عند البخاري. وأخرجه أحمد (2/286) قال: حدثنا يحيى. وفي 2/450 قال: حدثنا يزيد. و «ابن ماجة» 2554 قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عباد بن العوام. و «الترمذي» 1428 قال: حدثنا أبوكريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 11/15118 عن أحمد بن سليمان عن يزيد بن هارون. أربعتهم - يحيى، ويزيد، وعباد، وعبدة - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. - ورواه عن أبي هريرة عبد الرحمن بن الهضهاضي الدوسي: أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (737) قال: حدثنا عمرر بن خالد. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة. و «أبو داود» 4428 قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج. وفي (4429) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا ابن جريج. و «النسائي» في الكبرى (تحفه الأشراف) 10/ 13599 عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج. (ح) وعن عباس العنبري، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج. (ح) وعن محمد بن حاتم، عن حبان بن موسى، عن ابن المبارك، عن حماد بن سلمة. (ح) وعن قريش بن عبد الرحمان، عن علي ابن الحسن بن شفيق، عن الحسين بن واقد. أربعتهم (زيد بن أبي أنيسة، وابن جريج، وحماد بن سلمة، والحسين ابن واقد) عن أبي الزبير، عن عبد الرحمان بن الهضهاض، فذكره. (*) في رواية عبد الرزاق: عبد الرحمان بن الصامت ابن عم أبي هريرة. (*) وفي رواية أبي عاصم: ابن عم أبي هريرة. (*) وفي رواية حماد بن سلمة: عبد الرحمان بن هضض. (*) وفي رواية الحسين بن واقد: عبد الرحمان بن هضاب ابن أخي أبي هريرة الحديث: 1835 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 521 1836 - (د) يزيد بن نعيم بن هزال -رحمه الله- عن أبيه قال: «كان ماعزُ بنُ مالكٍ يتيماً في حجْر أبي، فأصابَ جاريةً من الحيِّ، فقال: له أَبي: أئتِ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بما صَنَعْتَ، لَعلَّهُ يستغفرُ لك، وإنما يريدُ بذلك: رجاءَ أن يكونَ له مخرَج (1) ، فأتاه فقال: يا رسولَ الله، إني زنَيتُ، فأقِم عليَّ كتابَ الله، فأعرض عنه، فعاد فقال: يا رسول الله أني زنيت فأقم عليَّ كتاب الله حتى قالها أربعَ مَراتٍ، قال -صلى الله عليه وسلم-: إنكَ قد قلتها أربعَ مراتٍ، فَبمنْ؟ قال: بفلاَنَةَ، قال: هل ضَاجَعْتَها؟ قال: نعم، قال: هل باشَرْتَها؟ قال: نعم، قال: هل جَامَعْتَها؟ قال: نعم، قال: فَأمَرَ به أنْ يُرجَمَ، فأخرجَ به إلى الحرَّةِ، فلما رُجمَ فوَجدَ مَسَّ الحجارة [جزع] [ص: 526] فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، فلَقِيَهُ عبدُ الله بنُ أنيْسٍ، وقد عَجَزَ أصحابُه، فَنزَعَ له بوظِيف بعيرٍ، فرماه به فقتله، ثم أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال: هلا تَرَكْتُموهُ، لَعلَّهُ أن يَتوبَ، فيتوبَ الله عليه؟» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وظيف) البعير: خفه.   (1) في سنن أبي داود المطبوعة: مخرجاً. (2) رقم (4419) في الحدود، باب رجم ماعز بن مالك، وفي سنده هشام بن سعد القرشي، صدوق له أوهام، ويزيد بن نعيم بن هزال لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له ما قبله وما بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، وله شواهد. أخرجه أحمد 5/، 216 217 قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام ابن سعد. وفي 5/127 قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي، عن سفيان، عن زيد بن أسلم. و «أبو داود» 4377 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن زيد بن أسلم. وفي (4419) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 94- ب) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم وفي (الورقة 95 -ب) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم. كلاهما (هشام بن سعد، وزيد بن أسلم) عن يزيد بن نعيم بن هزال، فذكره. -ورواه عن نعيم أبو سلمة بن عبد الرحمن: أخرجه أحمد (5/217) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان، يعني ابن يزيد العطار، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمان، فذكره. قال الحافظ مختلف في صحبته، وصوب ابن عبد البر الصحبة لأبيه. وفي ترجمة هزال قال: حديثه عند النسائي من رواية ابنه نعيم من هزالا أن هزالا كانت له جارية ..... وأخرج الحاكم في المستدرك نحوه راجع الإصابة (10/242، 243) 8954. الحديث: 1836 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 525 1837 - (خ م ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «لمَّا أَتَى مَاعِزُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال له: لَعَلَّكَ قَبّلْتَ، أو غَمَزْتَ، أو نَظرْتَ؟ قال: لا، يا رسولَ الله، قال: أَنكتَها؟ - لا يكْني - فعند ذلك أمَرَ برجمه» . هذه رواية البخاري وأبي داود. وفي رواية مسلم: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال لماعزِ بن مالك: «أحَق مَا بلغني عنكَ؟ قال: وما بَلغكَ عَني؟ قال: بلغني: أنَّكَ وقَعتَ بجارية آلِ فلانٍ. قال: نعم، قال: فشهد أربعَ شهادات، ثم أمرَ به فَرجمَ» . وأخرج هذه الرواية الترمذي وأبو داود. وفي أخرى لأبي داود: «أنَّ ماعزَ بن مالك أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنه قد زنى، فأعرَضَ عنه، فَأعادَ عليه مراراً، فأعرض عنه، فسألَ قومَه [ص: 527] : أمَجْنونٌ هو؟ قالوا: ليس به بأسٌ، قال: أفعَلْتَ بها؟ قال: نعم، فَأمَرَ به أنْ يُرْجَمَ، فانطَلقَ به فَرُجِمَ، ولم يُصَلِّ عليه» . وفي أخرى له قال: «جاء ماعزٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فاعْترَفَ بالزنا مَرَّتيْنِ فَطَرَدَهُ، ثم جاء فاعترف بالزنا مرتين، فقال: شَهدْتَ على نفسك أَربع مراتٍ، اذْهبُوا به فارجمُوه» . رأيتُ الحميديَّ -رحمه الله- قد ذكر هذا الحديث في أفراد البخاري عن عكرمة عن ابن عباس، وذكر الروايةَ الأولى ثم قال: وقد أخرج مسلم من رواية سماك بن حرب عن سعيد بنُ جبير عن ابن عباس، وذكر الرواية التي تقدَّمت عن مسلم. وهذا القول منه يَدُلُّ على أن الحديث متفق بين البخاري ومسلم، إلا أنه من ترجمتين، ثم لم يذكر رواية مسلم في أفراده. وقد كان الأولى به أن يذكر هذا الحديث في المتفق عليه بينهما، ولعله قد رأى من ذلك ما هو أعلم به، لكنَّا نَبّهنا على ما رأيناه في كتابه (1) .   (1) أخرجه البخاري 12 / 119 - 120 في المحاربين، باب هل يقول الإمام للمقر: لعلك لمست أو غمزت، ومسلم رقم (1693) في الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنا، والترمذي رقم (1427) في الحدود، باب ما جاء في التلقين في الحد، وأبو داود رقم (4421) و (4426) و (4427) في الحدود، باب رجم ماعز بن مالك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 1/238 (2129) قال: حدثنا يزيد. وفي 1/270 (2433) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. و «عبد بن حميد» 571 قال: أخبرنا يزيد بن هارون و «البخاري» 8/207 قال: حدثني عبد الله ابن محمد الجعفي، قال: جثن وهببن جرير. و «أبو داود» 4427 قال: حدثنا زهير بن حرب.، وعقبة بن مكرم، قالا: حدثنا وهب بن جرير. و «النسائي» في الكبرى (تحفه الأشراف) 6276 عن عمرو بن علي، وعبد الله بن الهيثم بن عثمان، كلاهما عن وهب بن جرير. ثلاثتهم (يزيد بن هارون، وإسحاق بن عيسى، ووهب بن جرير) عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم. 2- وأخرجه أحمد 1 255 (2310) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من ابن أبي شيبة) . وفي 1/289 (2617) قال: حدثنا عتاب. وفي 1/325 (3000) قال: حدثنا يحيى بن آدم و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 6246 عن سويد بن نصر.. أربعتهم (ابن أبي شيبة، وعتاب، ويحيى بن آدم، وسويد بن نصر) عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير. 3- وأخرجه أبو داود (4421) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد يعني الحذاء. ثلاثتهم (يعلى بن حكيم، ويحيى بن أبي كثير، وخالد الحذاء) عن عكرمة فذكره. أخرجه أبو داود (4427) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جرير، قال: حدثني يعلى، عن عكرمة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره مرسلا (ليس فيه ابن عباس) . (*) لفظ رواية يحيى بن أبي كثير: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، للأسلمي: لعلك قبلت، أو لمست، أو نظرت.» . وفي رواية خالد الحذاء، زاد في آخره: «ولم يُصل عليه» -ورواه عن ابن عباس سعيد بن جبير: أخرجه أحمد (1/245) (2202) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي 1/314 (2876) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل وفي 1/328 (3029) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. و «مسلم» 5/117 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو كامل الجحدري، قالا: حدثنا أبوعوانة. و «أبو داود» 4425 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (4426) قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا أبو أحمد، قال: أخبرنا إسرائيل. و «الترمذي» 1427 قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 5519 عن قتيبة، عن أبي عوانة. وفي (5520) عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم. عن الفريابي، عن إسرائيل (ح) وعن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش، عن زهير. ثلاثتهم (أبو عوانة، وإسرائيل، وزهير) عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 1837 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 1838 - (م ت د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: [ص: 528] «رَجَمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً من أسلمَ، ورجلاً من اليهود، وامرأةٌ» . هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي وأبي داود والنسائي: «أنَّ رَجُلاً من أسْلَمَ جاء إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَاعترفَ بالزنى، فَأعْرضَ عنه حتى شَهِدَ على نفسه أربعَ شَهاداتٍ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أبِكَ جُنُون؟ قال: لا، قال: أحصنْتَ؟ قال: نعم، قال: فَأمَرَ به فَرُجِمَ في المصَلَّى، فلما أذلَقَتْهُ الحجارة فَرَّ، فَأُدرِكَ، فَرُجِمَ حتى مات، فقال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- خيراً، ولم يُصَلِّ عليه» . وفي أخرى لأبي داود: قال محمد بن إسحاق: ذكرتُ لِعاصِم بن عُمرَ بن قتادةَ قصة ماعزٍ، فقال: حَدَّثني حَسنُ بنُ محمد بن عليِّ بن أبي طالب قال: حدَّثني ذلك من قَول رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: «فهلا تَرَكتموهُ؟» مَنْ شئْت (1) من رجال أسلمَ مِمَّن لا أتَّهمُ، وقال ولم أَعرفِ الحديثَ، فَجِئتُ جابرَ بنَ عبد الله، فقلتُ: إنَّ رِجالاً من أَسلمَ يُحَدِّثُونَ: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال لهم - حينَ ذكروا له جَزَعَ ماعزٍ من الحجارة حين أصابتْهُ «ألا تركتموه؟» وما أعرف الحديث؟ قال: يا ابنَ أخي، أنا أَعْلمُ النَّاسِ بهذا الحديث، [ص: 529] كنتُ فيمن رجَمَ الرَّجُلَ، إنه لمَّا خَرَجنا بِه فرجَمناهُ، فَوَجَدَ مَسَّ الحجارة، صَرخَ بنا: يا قوم رُدُّوني إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن قَومي قَتَلُوني وغَرُّوني من نَفسي، وأخبروني: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- غَيْرُ قاتلي، فلم نَنزِع عنه حتى قَتَلناهُ، فلما رَجَعنا إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وأخبَرْنَاهُ قال: «فَهلاَّ تَركتمُوهُ وجِئْتُمُوني به؟» لِيَستَثبتَ رسولُ الله منه، فَأَمَّا لِتَركِ حدٍّ: فلا، فَعَرَفْتُ وجهَ الحديث (2) .   (1) في أبي داود: " من شئتم " وهو فاعل " حدثني " والمعنى: أنه قد أخبر جماعة من رجال أسلم لا يتهمون بأن " فهلا تركتموه " من قول النبي صلى الله عليه وسلم. (2) أخرجه مسلم رقم (1701) في الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنا، والترمذي رقم (1429) في الحدود، باب ما جاء في درء الحد عن المعترف إذا رجع، وأبو داود رقم (4420) و (4430) في الحدود، باب رجم ماعز بن مالك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: -رواه عن جابر أبو سلمة بن عبد الرحمن: 1- أخرجه أحمد 3/323. و «البخاري» 8/205 قال: حدثني محمود. و «أبو داود» 4430 قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، والحسن بن علي و «الترمذي» 1429 قال: حدثنا الحسن بن علي. و «النسائي» 4/62 قال: أخبرنا محمد بن يحيى، ونوح بن حبيب. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» 3149 عن محمد بن رافع. سبعتهم-أحمد، ومحمود، والعسقلاني، والحسن بن علي، ومحمد بن يحيى، ونوح بن حبيب، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. 2- وأخرجه الدارمي2320 قال: أخبرنا أبو عاصم. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3149 عن إبراهيم بن الحسن، عن حجاج بن محمد. كلاهما (أبو عاصم، وحجاج) عن ابن حجاج. 3- وأخرجه البخاري 7/59 قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرنا ابن وهب. وفي 8/204 قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله (ابن المبارك) . و «مسلم» 5/117 قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة بن بحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب. و «النسائي» في الكبري «تحفة الأشراف» عن ابن السرح، عن ابن وهب، كلاهما (ابن وهب، وابن المبارك) عن يونس. 4- وأخرجه مسلم 5/117 قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، وابن جريج. ثلاثتهم - معمر، وابن جريج، ويونس - عن الزهري وعن أبي سلمة بن عبد الرحمان، فذكره. - ورواه عن جابر بن محمد علي: أخرجه أحمد 3/381 قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «أبو داود» 4420 قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا بن زريع. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 2231 عن أبي كريب، عن أبي خالد الأحمر. وعن يحيى بن حبيب بن عربي، عن يزيد بن زريع. ثلاثتهم - يزيد بن هارون، ويزيد بن زريع، وأبو خالد الأحمر -عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر ابن قتادة، قال: الحسن بن محمد بن علي: فذكره. الحديث: 1838 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 527 1839 - (ط) سعيد بن المسيب «أنَّ رجلاً من أسلم جاء إلى أبي بكرٍ - رضي الله عنه - فقال: إنَّ الأخِرَ قد زنى، فقال له أبو بكر: هل ذكرت ذلك لأحدٍ غيري؟ فقال: لا، قال له أبو بكر: فَتبْ إلى الله، واسْتَترِ بسِتْرِ الله، فَإنَّ الله يقْبلُ التوبةَ عن عبادهِ، فلم تُقْرِرْهُ نَفسُه حتى أتى عمرَ، فقال له مثل ما قال لأبي بكر، فَرَدَّ عليه كَردِّ أبي بكر، فلم تُقْرِرْهُ نفسُهُ. حتى أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنَّ الأخِرَ قَد زنى، فأعرضَ عنه رسولُ الله ثلاث مرَاتٍ، كُلُّ ذلك يُعرِضُ عنه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا أكثر عليه بعَثَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أهله، فقال: أيشتكي؟ أبهِ [ص: 530] جِنَّةٌ؟ قالوا: لا، قال: أبِكرٌ هو، أَم ثَيِّبٌ؟ قالوا: ثَيِّبٌ، فَأمَرَ بِهِ فَرُجِمَ» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الآخِرُ) : بفتح الهمزة، والقصر وكسر الخاء: الأبعد. (جِنَّة) : الجِنَّة: الجنون.   (1) 2 / 820 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، ورجاله ثقات، إلا أنه مرسل، وهو موصول في " الصحيحين " عن أبي هريرة، وقد تقدم برقم (1834) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل، وصله الشيخان: أخرجه مالك (1593) عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب به. قال الإمام الزرقاني: مرسل باتفاق الرواة عن مالك وتابعه طائفة على إرساله عن حيى بن سعيد، ورواه الزهري فتخلف عليه - وذكر الاختلاف - ثم قال: وهوموصل في الصحيحين وغيرهما من طرق عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة ا. هـ الشرح (4/167، 168) . الحديث: 1839 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 529 1840 - (ط) محمد بن شهاب -رحمه الله- «أنَّ رُجلاً اعْتَرَف على نفسه بالزِّنى على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وشَهدَ على نَفسهِ أربعَ مَرَّاتٍ، فَأمَرَ به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَرُجِمَ» . قال ابن شهاب: فمن أجل ذلك يُؤخَذُ الرجلُ باعترافه على نفسه. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 821 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، ورجاله ثقات، إلا أنه مرسل، وهو في " الصحيحين " موصول من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد تقدم برقم (1834) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معضل، وهو موصول كسابقهأخرجه مالك (1595 عن ابن شهاب فذكره. قال الإمام الزرقاني: مرسلا، وقد رواه الشيخان من طريق عقيل وشعيب عن ابن شهاب عن أبي سلمة وابن المسيب عن أبي هريرة. قلت: هو كسابقه. الحديث: 1840 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 530 1841 - (م د) جابر سمرة - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ ماعزاً حين جيءَ به رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَصيراً أعضَلَ، لَيْسَ عليه رِدَاءٌ، فَشَهِدَ على نفسه أربعَ مَرَّاتٍ: أنَّهُ زَنى، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: فَلَعلَّكَ (1) [ص: 531] قال: واللهِ إنهُ قد زنَى الأخِرُ، قال: فَرَجَمهُ ثم خَطْبَ فقال: ألا كُلَّما نَفرْنَا في سَبيلِ الله خَلفَ أحَدُهُم لَهُ نَبيبٌ كَنبيبِ التَّيْسِ: يَمنَحُ أَحَدُهم الكُثْبَةَ، أمَا والله، إنْ يُمكِّنِّي الله من أحَدِهِمْ لأُنكِّلنِّ بهِ» . وفي رواية: «فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ، ثم أمَرَ به فرُجِمَ، قال: فحدَّثتُهُ سَعِيدَ ابن جُبيرٍ، فقال: «إنَّهُ رَدَّهُ أربعَ مَراتٍ» . وفي أخرى: فَردَّهُ مَرَّتينِ - أو ثلاثاً» . هذه رواية مسلم. وفي رواية أبي داود مثل الرواية الأولى، وقال في آخره: «إلا نَكَّلْتُهُ عَنْهُنَّ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعضل) : رجل أعضل وعضل: كثير اللحم. (خلف) فلان فلاناً: أقام بعده. (الكثبة) : القليل من اللبن قدر حلبة، وكل ما جمعته من طعام [ص: 532] أو غيره، لبناً كان أو غيره، فهو كثبة.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله: " فلعلك " معنى هذا: الإشارة إلى تلقينه الرجوع عن الإقرار [ص: 531] بالزنى، واعتذاره بشبهة يتعلق بها، كما جاء في الرواية الأخرى: " لعلك قبلت أو غمزت " فاقتصر في هذه الرواية على قوله: " لعلك " اختصاراً وتنبيهاً واكتفاء بدلالة الكلام والحال على المحذوف، أي: لعلك قبلت أو نحو ذلك. ففي الحديث استحباب تلقين المقر بحد الزنى والسرقة وغيرهما من حدود الله تعالى، وأنه يقبل رجوعه عن ذلك؛ لأن الحدود مبنية على المساهلة والدرء بخلاف حقوق الآدميين. (2) أخرجه مسلم رقم (1692) في الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنا، وأبو داود رقم (4422) و (4423) في الحدود، باب رجم ماعز بن مالك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 5/86، 87 قال: حدثنا عبد الرزاق. و «الدارمي» 2321 قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. كلاهما (عبد الرزاق، وعبيد الله) عن إسرائيل. 2- وأخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك. 3- وأخرجة أحمد 5/92، 95 قال: حدثنا بهز، وعفان. وفي5/108 قال: حدثنا عبد الرحمان، وبهز. و «عبد الله بن أحمد» 5/96 قال: حدثنا الحسن بن يحيى - وهو ابن أبي الربيع الجرجاني- قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. أربعتهم - بهز، وعفان، وعبد الرحمان، وعبد الصمد- عن حماد ابن سلمة. 4- وأخرجه أحمد 5/103 قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي 5/103 قال: حدثنا حجاج. و «مسلم» 5/117 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو عامر العقدي. وفي (5/117) قا ل: وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. و «أبو داود» 4423 قال: حدثنا محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر. و «عبد الله بن أحمد» 5/99 قال: حدثني يحيى عبد الله. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 2181 عن بندار، عن محمد بن جعفر. خمستهم (محمد بن جعفر، وحجاج، وشبابة، وأبو عامر، ويحيى بن عبد الله) عن شعبة. 5- وأخرجه أحمد 5/102 قال: حدثنا وكيع، عن المسعودي. 6- وأخرجه مسلم 5/117 قال: حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري. و «أبو داود» (4422) قال: حدثنا مسدد. كلاهما (أبو كامل، ومسدد) عن أبي عوانة. 7- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) 2161 عن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش، عن زهير. سبعتهم - إسرائيل، وشريك، وحماد، وشعبة، والمسعودي، وأبو عوانة، وزهير - عن سماك بن حرب، فذكره. رواية شريك، وحماد بن سلمة مختصرة. الحديث: 1841 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 530 1842 - (د) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ رُجلاً زنَى بامرَأةٍ، فَأمَرَ بهِ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَجُلِدَ الحدَّ، ثم أُخْبِرَ أنَّهُ مُحصَنٌ، فَأمَرَ بهِ فَرُجِمَ» . وفي رواية: «أَنَّ رجلاً زَنى بامرأةٍ فلم يُعلَمْ بإحصانِهِ فَجُلِدَ، ثم عُلِمَ بإحصَانِهِ فرُجِمَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4438) و (4439) في الحدود، باب رجم ماعز بن مالك، وفيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير المكي، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود 4438 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا ابن السرح. كلاهما عن ابن وهب. وفي 4439 قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، أبو يحيى البزاز، قال: أخبرنا أبو عاصم. و «النسائي» في الكبري «تحفة الأشراف» 2832 عن قتيبة، عن ابن وهب. كلاهما (ابن وهب، وأبو عاصم) عن ابن جريج، عن أبي الزبير، فذكره. رواية أبي عاصم: (عن جابر أن رجلا زنا بامرأة، فلم يعلم بإحصانه فجلد، ثم علم بإحصانه فرجم. قلت: في إسناده عنعنة ابن جريج وأبي الزبير وكلاهما يدلس. الحديث: 1842 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 1843 - (ط) ابن أبي مليكة -رحمه الله (1) -: «أنَّ امرأَةً جَاءت إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرَتْهُ: أنَّها زَنتْ وهي حَامِلٌ، فقال لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: اذْهبي حتى تَضعيهِ، فَلمَّا وَضعَتْهُ جَاءتهُ، فقال: اذهبي حَتى تُرضعيه، فَلمَّا أرضعَتهُ جَاءتهُ، فقال: اذهبي فاسْتودِعيه، فاسْتودَعَتْهُ، [ثم جَاءت] ، فأمرَ بها فرُجِمت» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: هكذا قال يحيى (هو الليثي) فجعل الحديث لعبد الله بن أبي مليكة مرسلاً عنه، وقال القعنبي وابن القاسم وابن بكير: مالك عن يعقوب بن زيد عن أبيه زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبي مليكة، فجعلوا الحديث لزيد بن طلحة مرسلاً، وهذا هو الصواب. (2) 2 / 821 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، وهو مرسل، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده عند مسلم وغيره موصولاً من حديث عمران، وكذلك وصله مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه بمعناه، وقد تقدم رقم (1835) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك 1596 عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه عن زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبي مليكة. قال الإمام الزرقاني: قال ابن عبد البر هكذا قال يحيى فجعل الحديث لعبد الله بن أبي مليكة مرسلا عنه، وقال القعنبي، وابن القاسم وابن بكير: مالك عن يعقوب بن زيد عن أبيه زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبي مليكة فجعلوا الحديث لزيد بن طلحة مرسلا. وهذا هو الصواب. الشرح (4/171) ط / دار الكتب العلمية. الحديث: 1843 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 1844 - (م ت د س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: «إن امْرأة من جُهينة أَتتْ رَسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي حُبلى من الزِّنى، فقالت: يا رسول الله، أصَبتُ حَدّاً فأقِمهُ عَليَّ، فَدَعَا نَبيُّ الله ولَيَّها، فقال: أحسن إليها (1) ، فَإذَا وَضعتْ فائتِني، ففعلَ، فأمَرَ بها نَبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم- فَشُدَّتْ عليها ثيابُها، ثم أمَرَ بها فَرُجِمَتْ، ثم صَلَّى عليها، قال عمر: أتُصْلِّي عليها وقد زَنَتْ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لقد تَابتْ تَوْبة لو قُسِمَتْ بَين سَبْعينَ من أهل المدينةِ لِوَسِعَتْهُمْ، وهل وجَدْتَ أَفْضلَ من أن جَادَتْ بِنَفْسها للهِ عَزَّ وجَلَّ؟» . أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود: إلا أنَّ أبا داود قال: «فَشُكَّت عليها ثِيَابُها (2) - يعني: فَشُدَّت» . وأخرجه النسائي مثل أبي داود (3) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هذا الإحسان له سببان: أحدهما: الخوف عليها من أقاربها أن تحملهم الغيرة ولحوق العار بهم أن يؤذوها، فأوصى بالإحسان إليها تحذيراً لهم من ذلك، والثاني: أمر به رحمة لها إذ قد تابت، وحرض على الإحسان إليها لما في نفوس الناس من النفرة من مثلها، وإسماعها الكلام المؤذي ونحو ذلك، فنهى عن هذا كله. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في معظم النسخ: " فشكت "، وفي بعضها: " فشدت " بالدال بدل الكاف، وهو بمعنى الأول، وفي هذا: استحباب جمع ثيابها عليها وشدها بحيث لا تنكشف في تقلبها وتكرار اضطرابها. (3) أخرجه مسلم رقم (1696) في الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنا، والترمذي رقم (1435) في الحدود، باب تربص الرجم بالحبلى حتى تضع، وأبو داود رقم (4440) و (4441) في الحدود، [ص: 534] باب المرأة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها من جهينة، والنسائي 4 / 63 في الجنائز، باب الصلاة على المرجوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 4/429 قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي 4/435 قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثثا هشام. وفي 4/437 قال: حدثنا أبوعامر، قال: حدثنا هشام. وفي 4. /440 قال: حدثنا عفان قال: حدثنا أبان، يعني العطار. و «الدارمي» 2330 قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا هشام. و «مسلم» 5/120، 121 قال: حدثني أبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي، قال: حدثنا معاذ، يعني ابن هشام، قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: عفان بن مسلم، قال: حدثنا أبان العطار. و «أبو داود» 4440 قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم أن هشاما الدسئوائي وأبان بن يزيد حدثهم. و «الترمذي» 1435 قال: حدثنا الحسن بن علي، قال حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر..و «النسائي» 4/63 قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال حدثنا هشام. وفي الكبرى (الورقة 94-أ) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، وهو ابن الحارث، وقال: حدثنا هشام، هو ابن سنبر الدستوائي. ثلاثتهم (معمر، وهشام الدستوائي، وأبان) عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو قلابة، أن أبا المهلب حدثه، فذكره. (*) قال أبو داود (4441) : حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، قال: «فشكت عليها ثيابها» يعني فشدت. أخرجه ابن ماجة» (2555) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، و «النسائي» في الكبرى (الورقة ب94 أ) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور المروزي، قال: أخبرنا محمد ابن يوسف. وفيه (94- أ) قال: أخبرني محمود بن خالد الدمشقي، عن الوليد، يعني ابن مسلم. كلاهما (الوليد، ومحمد بن يوسف) عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى ابن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن عمران بن الحصين، نحو رواية أبي المهلب. (*) قال أبو عبد الرحمان النسائي: (أبو المهاجر) خطأ. (*) وفي رواية. قال النسائي: لا نعلم أحدا تابع الأوزاعي على قوله (عن أبي المهاجر) وإنما هو (أبو المهلب) «تحفة الأشراف» 8/ الحديث رقم 10879. الحديث: 1844 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 533 1845 - (د) أبو بكرة - رضي الله عنه - «أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجَمَ امرأة، فَحفَرَ لها إلى الثَّنْدُوَةِ» . زاد في رواية: «ثم رَمَاها أوَّلاً رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بحصَاةٍ مِثلِ الحِمِّصَةِ، ثم قال: ارمُوها، واتَّقُوا الوجْهَ، فَلما طُفِئَتْ أُخرجت وصلَّى عليها وقال في التَّوبة نحو حديث بُريدة» هكذا أخرجه أبو داود (1) . وحديث بُرَيدَة قد تقدَّم آنفاً (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الثندوة) : الثدي: فإن فتحت الثاء لم تهمز، وإن ضممتها همزت.   (1) رقم (4443) و (4444) في الحدود، باب المرأة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها من جهينة، وفي سنده جهالة. (2) انظر الحديث رقم (1834) . الحديث: 1845 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 1846 - (د) خالد بن اللَّجلاج عن أبيه -رضي الله عنه- قال: «كُنا غلماناً نعمَلُ بالسُّوقِ فمرَّت امرأةٌ مع صَبيٍّ، فَثَارَ الناسُ، فَثُرْتُ معهم، فأتتْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- والنَّاسُ مَعْها، فقال لها: مَنْ أبو هذا؟ فَسكتتْ، فقال شابٌّ كان مع النَّاس: هو ابني يا رسولَ الله، فَطِّهرْني، فَأمَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بَرْجمه، ثم جاء شيخٌ يسْألُ عن الغلام المرجُومِ؟ فأتينا به رسولَ [ص: 535] الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: إنَّ هذا يَسألُ عن ذلك الخبيثِ الذي رُجِمَ اليوم؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تقولُوا له: خبيث، فَوَالَّذي نَفْسي بيده لَهُو الآن في الجنة» . وفي رواية: «لَهو أطْيبُ عِنْدَ الله مِنْ ريحِ المسكِ» . وفي رواية: «أنَّهُ كانَ قَاعِداً يَعتَمِلُ في السُّوقِ، فَمرَّتْ امرأةٌ تَحْملُ صَبِياً، فَثَارَ النَّاسُ مَعَها، وثُرْتُ فِيمَن ثَارَ، فانْتَهيْتُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو يقول: مَنْ أبو هذا مَعَكِ؟ فَسكتَتْ، فقال شَابٌّ حَذْوها: أنا أبوهُ يا رسولَ الله، فأَقبلَ عليها، فقال: مَنْ أبو هذا مَعك؟ فقال الفتى: أنا أبوه يا رسولَ الله، فنظرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بعض مَنْ حَوْلهُ يسألُهم عنه؟ فقالوا: ما علِمْنا إلا خيراً، فقال له النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أحصنْتَ؟ قال: نعم، فأمَرَ بهِ فرُجِمَ، قال: [فخرجنا به] فحفرْنا له حتى أمكنَّا، ثم رَمَيناهُ بالحجارةِ حتى هَدأ، فجاء رجلٌ يَسُألُ عن المرجوم؟ فانطلقْنا به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: هذا جاء يَسأَلُ عن الخبيث -صلى الله عليه وسلم- فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لَهُوَ أطيبُ عند الله من ريح المسكِ، فإذا هو أبوه، فأعَنْاهُ على غُسلِهِ وتَكْفينهِ ودَفنْهِ، وما أدري، قال: والصَّلاةِ عليه أمْ لا» . أخرج أبو داود الرواية الثانية (1) . [ص: 536] وذكر رزين الأولى، ولم أجدها [في الأصول] (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هدأ) : هدأ المريض: إذا برأ وسكن، ويقال لمن مات: قد هدأ لأنه أيضاً قد سكن.   (1) رقم (4435) و (4436) في الحدود، باب رجم ماعز بن مالك مطولاً ومختصراً بإسنادين، وهو [ص: 536] حسن بهما، ورواه أيضاً أحمد في المسند 3 / 479 وللحديث شواهد بمعناه. (2) أقول: ولكن يشهد لها من جهة المعنى الرواية الثانية، التي عند أبي داود وأحمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد 3/479 قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن علاثة، قال: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. و «أبو داود» 4435 قال: حدثنا عبدة بن عبد الله، ومحمد بن داود بن صبيح، قال عبدة: أخبرنا حرمي بن حفص، قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن علاثة، قال: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. وفي (4436) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد ح وحدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، قال حدثنا الوليد. جميعا قالا: حدثنا محمد (قال هشام: محمد بن عبد الله الشعيثي) عن مسلمة بن عبد الله الجهني. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 11171 عن عمرو بن علي وعن عمرو بن منصور، كلاهما عن حرمي بن حفص، عن محمد بن عبد الله بن علاثة، عن عبد العزيز بن عمر ابن عبد العزيز، وعن أحمد بن المعلى ابن يزيد، عن سليمان بن عبد الرحمان وعبد الرحمان بن إبراهيم دحيم، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن مسلمة عبد الله الجهني. كلاهما (عبد العزيز، ومسلمة) عن خالد بن اللجلاج، فذكره. قال الحافظ: قال البخاري له صحبة، وأورد في التاريخ .... وفي الأدب المفرد وأبو داود والنسائي في الكبرى - وذكر الخبر -، راجع الإصابة (9. /، 12 13) 7542. الحديث: 1846 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 1847 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة وزيد بن خالد الجهني -رضي الله عنهما- قالا: «جَاء أعرابيٌّ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو جالسٌ، فقال: يا رسولَ الله، أنْشُدُكَ إلا قَضَيت لي بكتاب الله، فقال الخصم الآخر - وهو أفْقَهُ منه -: نعم فَاقضِ بَيننَا بكتَابِ الله وائذَنْ لي، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: قُل، قال: إن ابني كان عَسيفاً على هذا فَزَنَى بامرأته، وإني أُخبِرْتُ: أَنَّ عَلى ابني الرَّجمَ، فَافتَدَيتُ منه بمائة شاةٍ ووليدَةٍ، فَسَألتُ أهلَ العلم؟ فأَخبروني: أَنَّ ما عَلى ابني جلدُ مائةٍ وتغريبُ عامٍ، وأنَّ على امرأةِ هذا الرَّجمَ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، لا قْضِيَنَّ بينكما بكِتَابِ الله، الوليدَةُ والغَنمُ ردٌّ عليك، وعلى ابنكَ جَلدُ مَائةٍ وتغريبُ عامٍ، اغدُ يا أنَيسُ - لرِجلٍ مِنْ أسْلَمَ - إلى امرَأةِ هذا، فإن [ص: 537] اعُتَرَفَتْ فارْجمَها، فَغدَا عليها فاعترفتْ فأمَرَ بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فرُجِمَت» . قال مالك -رحمه الله-: والعسيفُ: الأجيرُ. أخرجه الجماعة (1) . [ص: 538] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولائد) : الولائد: جمع وليدة، وليدة، وهي الأمة. (بكتاب الله) : أراد بقوله: «كتاب الله» ما كتب [الله] على عباده من الحدود والأحكام، ولم يرد به القرآن؛ لأن النفي والرجم لا ذكر لهما فيه. (أنشدك) : أي أسالك، وقد تقدم معناه مستوفى.   (1) أخرجه البخاري 12 / 121 في المحاربين، باب الاعتراف بالزنا، وباب البكران يجلدان وينفيان، وباب من أمر غير الإمام بإقامة الحد غائباً عنه، وباب إذا رمى امرأته أو امرأة غيره بالزنى عند الحاكم، وباب هل يأمر الإمام رجلاً فيضرب الحد غائباً عنه، وفي الوكالة، باب الوكالة في الحدود، وفي الشهادات، باب شهادة القاذف والسارق والزاني، وفي الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، وفي الشروط، باب التي لا تحل في الحدود، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأحكام، باب هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلاً وحده للنظر في الأمور، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد، وفي الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1697) و (1698) في الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنى، والموطأ 2 / 822 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، والترمذي رقم (1433) في الحدود، باب ما جاء في الرجم على الثيب، وأبو داود رقم (4445) في الحدود، باب المرأة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها من جهينة، والنسائي 8 / 240 و 241 في القضاة، باب صون النساء عن مجلس الحكم، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2549) في الحدود، باب حد الزنى، والدارمي 2 / 177 في الحدود، باب الاعتراف بالزنا. قال الحافظ في " الفتح " 12 / 124 ما ملخصه: وفي هذا الحديث من الفوائد: الرجوع إلى كتاب الله نصاً أو استنباطاً، وجواز القسم على الأمر لتأكيده، والحلف بغير استحلاف، وحسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وحلمه على من يخاطبه بما الأولى خلافه، وأن من تأسى به من الحكام في ذلك يحمد كمن لا ينزعج لقول الخصم مثلاً: احكم بيننا بالحق. وفيه أن حسن الأدب في مخاطبة الكبير يقتضي التقديم في الخصومة ولو كان المذكور مسبوقاً، وأن للإمام أن يأذن لمن شاء من الخصمين في الدعوى إذا جاءا معاً وأمكن أن كلاً منهما يدعي، واستحباب استئذان المدعي والمستفتي الحاكم والعالم في الكلام، ويتأكد ذلك إذا ظن أن له عذراً. وفيه أن من أقر بالحد وجب على الإمام إقامته عليه ولو لم يعترف عمن شاركه في ذلك، وفيه أن السائل يذكر كل ما وقع [ص: 538] في القصة لاحتمال أن يفهم المفتي أو الحاكم من ذلك ما يستدل به على خصوص الحكم في المسألة، وفيه جواز استفتاء المفضول مع وجود الفاضل، والرد على من منع التابعي أن يفتي مع وجود الصحابي مثلاً. وفيه جواز الاكتفاء في الحكم بالأمر الناشئ عن الظن مع القدرة على اليقين، وفيه أن الصحابة كانوا يفتون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي بلده، وفيه أن الحكم المبني على الظن ينقضي بما يفيد القطع. وفيه أن الحد لا يقبل الفداء، وفيه أن الصلح المبني على غير الشرع يرد ويعاد المأخوذ فيه، وفيه جواز الاستنابة في إقامة الحد، والاكتفاء فيه بواحد، وفيه ترك الجمع بين الجلد والتغريب، وفيه الاكتفاء بالاعتراف بالمرة الواحدة، وفيه جواز استئجار الحر. وجواز إجارة الأب ولده الصغير لمن يستخدمه إذا احتاج لذلك، وفيه أن من قذف ولده لا يحد، لأن الرجل قال له: إن ابني زنى ولم يثبت عليه حد القذف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ا-أخرجه مالك في الموطأ 513. والبخاري 8/161 قال: حدثنا إسماعيل وفي 8/214 قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. و «أبو داود» 4445 قال حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. و «الترمذي» 1433 قال: حدثنا إسحاق بن موسى، قال: حدثنا معن. و «النسائي» 8/240 قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا عبد الرحمان بن القاسم. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» 3755 عن قتيبة. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب. سبعتهم (إسماعيل، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ومعن، وعبد الرحمان، وقتيبة، وابن وهب.) عن مالك بن أنس. 2- (وأخرجه الحميدي) 811 وأحمد 4/115. والدارمي 2322 قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والبخاري (8//207) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي 8/218 قال: حدثنا محمد بن يوسف. وفي 9/114 قال: حدثنا مسدد. و «ابن ماجة» 2549 قال: حدثنا أبو بكر أبي شيبة، وهشام بن عمار، ومحمد بن الصباح. و «الترمذي» 1433 قال: حدثنا نصر بن علي، وغير واحد. و «النسائي 8/241 قال: أخبرنا قتيبة. جميعهم (الحميدي، وأحمد، ومحمد بن يوسف، وعلي، ومسدد، وأبو بكر، وهشام، ومحمد بن الصباح، ونصر، وقتيبة) عن سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه أحمد 4/115 ومسلم 5/121 قال: حدثنا عبد بن حميد كلاهما (أحمد، وعبد) قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنامعمر. 4- وأخرجه البخاري 3/143 قال: حدثنا أبو الوليد. وفي 3/250 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. و «مسلم» 5/121 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح. و «الترمذي» 1433 قال: حدثا قتيبة و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3755 عن قتيبة عن سعيد. ثلاثتهم (أبو الوليد، وابن رمح، وقتيبة) عن الليث. 5- وأخرجه البخاري 3/240، 9/94 قال: حدثنا آدم. وفي 8/212 قال: حدثنا عاصم بن علي. كلاهما (آدم، وعاصم) قال: حدثنا ابن أبي ذئب.. 6- وأخرجه البخاري (9/109) قال: حدثنا زهير بن حرب. و «مسلم» 5/121 قال: حدثني عمرو الناقد و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3755 عن محمد بن يحيى بن عبد الله. ثلاثتهم - زهير، وعمرو، ومحمد - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان. 7- وأخرجه مسلم 5/121 قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 3755 عن يونس بن عبد الأعلى. (ح) وعن الحارث بن مسكين. أربعتهم (أبو الطاهر، وحرملة، ويونس، والحارث عن وابن وهب، عن يونس بن يزيد. سبعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، والليث، وابن أبي ذئب، وصالح، ويونس-عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره. أخرجه البخاري 3/223 قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي 8/212 قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز (هو ابن أبي سلمة) . و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3755 عن محمد بن رافع، عن حجين بن المثنى، عن الليث، عن عقيل. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن مهدي، عن عبد العزيز. كلاهما (عقيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة) عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد. (ولم يذكر أبا هريرة) . أخرجه البخاري (9/109) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن أبا هريرة، قال: .... فذكر الحديث. - ليس فيه زيد بن خالد- في رواية سفيان بن عيينة (تخريج 2) عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد، وشبل - عد رواية علي بن المديني عن سفيان عند البخاري (8/207) (عن أبي هريرة، وزيد. الحديث: 1847 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 1848 - (ط) صفية بنت أبي عبيد قالت: «أُتيَ أبو بكرٍ - رضي الله عنه - بِرجُلٍ وقَعَ على جاريةٍ بكرٍ فَأحبلها، ثم اعْترَفَ على نفسه بالزِّنَى، ولم يكن أحْصنَ، فجَلدَه الحدَّ، ونفاه إلى فَدَك» (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) لفظه في الموطأ المطبوع: فأمر به أبو بكر فجلد الحد ثم نفي إلى فدك. (2) 2 / 826 في الحدود، باب ما جاء فيمن اعترف على نفسه بالزنا، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك 1605 عن نافع، أن صفية بنت أبي عبيد،فذكرته. الحديث: 1848 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 1849 - (ط) أبو واقد الليثي أنَّ رَجلاً مِنْ أهل الشام أتى عمرَ [ص: 539] ابنَ الخطاب -رضي الله عنه- فَذَكَرَ له: «أَنَّه وجدَ مع امْرأَتِه رجلاً، قال أَبو واقد: فأرسلني عمرُ إليها، وعندها نِسوةٌ حَوَلهَا، فَأتيْتُها فأَخْبَرْتُها بما قال زوجُها، وأنَّها لا تُؤخذُ بقوله، وجعلْتُ أُلَقِّنُها أشْبَاهَ ذلك لِتَنزِعَ، فَأبت إلا مُضياً، وتَمَّتْ على الاعتراف، فأَمَرَ بها عمرُ فَرُجِمَتْ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لِتَنزِعَ) : نزعت عن الشيء: إذا أقلعت عنه وتركته.   (1) 2 / 821 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1600 عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن أبي واقد الليثي، فذكره. الحديث: 1849 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 1850 - (ط) مالك بن أنس قال: «بلَغني أنَّ عُثمانَ -رضي الله عنه- أُتيَ بامرَأةٍ ولَدَتْ في ستة أشْهُرٍ، فأَمَرَ برجمها، فقال له عليٌّ، ما عليها رجمٌ، لأنَّ الله تعالى يقول: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً} [الأحقاف: 15] وقال: {والوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أولادَهُنَّ حَولَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أرَادَ أنْ يُتمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233] فَالحَملُ يكون سِتةَ أشْهُرٍ، فلا رجمَ عليها، فَأَمرَ عُثْمانُ برَدِّها، فَوُجِدَتْ قد رُجِمتْ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 5 / 508 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، وإسناده منقطع. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وروى عبد الرزاق في المصنف عن أبي الأسود الدؤلي قال: رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشهر، فسأل عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: علي: ألا ترى أنه يقول: {وحمله وفصاله ثلاثون شهراً} ، وقال: {وفصاله في عامين} فكان الحمل هاهنا ستة أشهر، فتركها عمر، فلعل عثمان رضي الله عنه لم يحضر هذه القصة في زمن عمر، ولم يبلغه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك في الموطأ 1602 بلاغا قال الإمام الزرقاني: وروى ابن أبي حاتم عن بعجة بن عبد الله الجهني قال: تزوج رجل منا .... فذكر مثل هذه القصة قال: وروى عبد الرزاق في المصنف عن أبي الأسود الدؤلي.، مثل هذه القصة عن عمر. الشرح (4/179) ط/ دار الكتب العلمية. الحديث: 1850 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 539 1851 - (خ م) أبو إسحاق الشيباني قال: «سأَلتُ ابنَ أبي أَوفى: هَلْ رَجَمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، قلت: قَبْلَ سُورةِ (النُّور) أم بَعدها (1) ؟ قال: لا أدري» . أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وفائدة هذا السؤال أن الرجم إن كان وقع قبلها، فيمكن أن يدعى نسخه بالتخصيص فيها على أن حد الزاني الجلد، وإن كان وقع بعدها، فيمكن أن يستدل به على نسخ الجلد في حق المحصن، لكن يرد عليه أنه من نسخ الكتاب بالسنة، وفيه خلاف، وأجيب بأن الممنوع نسخ الكتاب بالسنة إذا جاءت من طريق الآحاد، وأما السنة المشهورة فلا، وأيضاً فلا نسخ، وإنما هو مخصص بغير المحصن. (2) أخرجه البخاري 12 /106 في المحاربين، باب رجم المحصن، وباب أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا، ومسلم رقم (1702) في الحدود، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 4/355 قال: حدثنا هشيم. و «البخاري» 8/204 قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا خالد. وفي 8/213 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. و «مسلم» 5/123 قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد الواحد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. أربعتهم (هشيم، وخالد، وعبد الواحد، وابن مسهر) عن الشيباني فذكره. الحديث: 1851 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 540 1852 - (خ) عامر الشعبي: «أنَّ عَليّاً حين رَجَمَ المرأَة ضربَها يومَ الخميس، ورَجَمَها يومَ الجمعة (1) ، وقال: جلدْتُها بكِتَابِ الله، ورَجَمْتُها بِسُنَّةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» (2) . [ص: 541] أخرجه البخاري (3) .   (1) وهي شراحة الهمدانية: جلدها يوم الخميس، ورجمها يوم الجمعة، فقيل له: أجمعت عليها بين حدين؟! . (2) قال الحافظ في " الفتح ": قال الحازمي: ذهب أحمد وإسحاق وداود وابن المنذر إلى أن الزاني المحصن يجلد ثم يرجم، وقال الجمهور وهي رواية عن أحمد أيضاً: لا يجمع بينهما، وذكروا أن حديث عبادة منسوخ، يعني الذي أخرجه مسلم بلفظ: " الثيب بالثيب جلد مائة والرجم، والبكر بالبكر جلد مائة والنفي "، والناسخ له ما ثبت في قصة ماعز أن النبي صلى الله عليه وسلم رجمه ولم يذكر الجلد. قال الشافعي: فدلت السنة على أن الجلد ثابت على البكر، وساقط عن الثيب. والدليل على أن قصة ماعز متراخية عن حديث عبادة أن حديث عبادة ناسخ لما شرع أولاً من حبس الزاني في البيوت، فنسخ الحبس بالجلد، وزيد الثيب الرجم، وذلك صريح في حديث عبادة، ثم نسخ الجلد في حق الثيب، وذلك مأخوذ من الاقتصار في قصة ماعز على الرجم، وذلك في قصة الغامدية والجهنية [ص: 541] واليهوديين لم يذكر الجلد مع الرجم، وقال ابن المنذر: عارض بعضهم الشافعي فقال: الجلد ثابت في كتاب الله، والرجم ثابت بسنة رسول الله كما قال علي، وقد ثبت الجمع بينهما في حديث عبادة، وعمل به علي، ووافقه أبي، وليس في قصة ماعز ومن ذكر معه تصريح بسقوط الجلد عن المرجوم، لاحتمال أن يكون ترك ذكره لوضوحه، ولكونه الأصل، فلا يرد ما وقع التصريح به بالاحتمال، وقد احتج الشافعي بنظير هذا حين عورض إيجابه العمرة، بأن النبي أمر من سأله أن يحج عن أبيه ولم يذكر العمرة، فأجاب الشافعي بأن السكوت عن ذلك لا يدل على سقوطه، قال: فكذلك ينبغي أن يجاب هنا. قلت (القائل ابن حجر) : وبهذا ألزم الطحاوي أيضاً الشافعية، ولهم أن ينفصلوا لكن في بعض طرقه: " حج عن أبيك واعتمر " كما تقدم بيانه في الحج، فالتقصير في ترك ذكر العمرة من بعض الرواة، وأما قصة ماعز، فجاءت من طرق متنوعة بأسانيد مختلفة لم يذكر في شيء منها أنه جلد، وكذلك الغامدية والجهنية وغيرهما، وقال في ماعز: " اذهبوا فارجموه " وكذا في حق غيره ولم يذكر الجلد، فدل ترك ذكره على عدم وقوعه، ودل عدم وقوعه على عدم وجوبه. وانظر " الفتح " 12 / 105، 106. (3) 12 / 105 في الحدود، باب رجم المحصن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وفي رواية إسماعيل بن سالم عن الشعبي، قال: أتي علي بزان محصن، فجلده يوم الخميس ... فذكر نحوه. أخرجه أحمد 1/93 (716) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة والمجالد. وفي 1/107 (839) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل. وفي 1161 (941) قال حدثنا هشيم، قال: حدثنا إسماعيل بن سالم. وفي 1/121 (978) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مجالد. وفي 1/140 (1185) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد عن قتادة..وفي 1/141 (1190) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أنبأنا سلمة بن كهيل. وفي 1/143 (1209) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال:: أخبرنا مجالد وفي 1/153 (1316) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سلمة ابن كهيل. و «البخاري» 8/204 قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا سلمة بن كهيل. و «عبد الله بن أحمد» 1/116 (942) قال: حدثني أبي، قال: حدثنا هشيم (ح) وأبو إبرهيم المعقب، عن هشيم، قال: أنبأنا حصين. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 93-أ) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد البصري قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل. (ح) وأخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، قال: حدثنا وهب هو ابن جرير، قال: أخبرنا شعبة، عن سلمة بن كهيل ومجالد. خمستهم (سلمة، ومجالد، وإسماعيل بن سالم، وقتادة، وحصين) عن الشعبي، فذكره. الحديث: 1852 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 540 الفرع الثاني: في أهل الكتاب 1853 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «إنَّ اليَهُودَ جَاؤوا إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَذَكَروا له أَنَّ امْرأة منهم ورجلاً زَنَيا، فقال لهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ما تَجدُون في التَّوراة في شَأْنِ الرَّجمِ؟ فقالوا: نَفضحُهمْ ويُجلَدونَ، قال عبد الله بن سَلامٍ: كَذَبتُمْ إنَّ [ص: 542] فيها الرَّجمَ، فأتَوا بالتوراةِ فَنشرُوها، فَوضَعَ أحَدُهُمْ يَدَهُ على آيَةِ الرَّجمْ، فَقْرَأ ما قَبْلها وما بَعْدهَا، فقال له عبد الله بن سَلامٍ: ارْفَعْ يَدَكَ، فَرَفَعَ يَدَهُ، فإذا فيها آيةُ الرجمِ، فقالوا: صَدَقَ يا محمدُ، فيها آيةُ الرَّجْمِ، فأمَرَ بهما النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَرُجِما، قال: فرأيتُ الرَّجُلَ يُجْنِىءُ على المرأةِ يَقِيها الحجارةَ» . وفي رواية قال: «أُتيَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- برجلٍ وامرأةٍ من اليهود، وقد زَنَيا، فقال لليهود: ما تَصْنَعُونَ بِهما؟ قالوا: نُسَخِّمُ وُجوههَما ونُخزِيهما، قال: فائتوا بالتوراةِ فَاتْلُوها إنْ كُنتم صادقينَ، فَجَاؤوا بها، فقالوا لِرَجلٍ مِمَّنْ يَرْضونَ أَعْورَ: اقْرأ، فَقَرَأ حتى انتهى إلى مَوضعٍ منها، فَوضَعَ يَدَهُ عليه، قال: ارْفَع يَدَكَ، فَرَفَعَ فإذا آيَةُ الرَّجمِ تَلُوحُ، فقال: يا محمدُ، إنَّ فيها آيةَ الرَّجم، ولَكِنَّا نَتَكاتَمُهُ بَيْنَنَا، فأَمَرَ بِهما فَرُجمَا، فرأَيتُهُ يُجانىءُ» . وفي أخرى: «أنَّ اليَهُودَ جَاؤوا إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- برجلٍ وامرأةٍ زَنَيا، فَرُجِما قَريباً من مَوضِعَ الْجَنائِزِ، قُربَ المسجدِ» . هذه روايات البخاري ومسلم. وفي أخرى للبخاري نحوه وفيه: «إنَّ أحبارنَا أحْدَثُوا تَحْميمَ الْوَجهِ والتجْبيه - وذكر الحديثَ كما سبق - قال ابن عمر: فَرُجما عند البلاطِ فرأيتُ اليَهُوديَّ أجْنأَ عليها» . [ص: 543] وفي أخرى لمسلم نحوه، وفيه: «فَانْطلَقَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى جَاء يَهُودَ، فقال: مَا تَجدُونَ في التوراةِ على مَنْ زَنَى؟ قالوا: نُسَوِّدُ وجوههما ونُحمِّمُها (1) ، ونُخَاَلِفُ بيْنَ وجُوههما، ويُطَافُ بِهِما - وذكر الحديثَ كما سبق - قال ابن عمر: كنتُ فِيمنْ رَجَمهُما، فلقد رَأيتُهُ يقيها الحجارة بنَفْسِهِ» . وأخرج الموطأ وأبو داود الروايةَ الأولى. واختصره الترمذي فقال «إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجَمَ يَهُودياً ويَهُوديَة وقال: وفي الحديث قِصَّةٌ ولم يَذْكُرها» . وفي أخرى لأبي داود قال: «أتى نَفرٌ من اليهود فدَعوْا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى القُفِّ، فَأتَاهُمْ في بَيْتِ المِدْرَاسِ، فقالوا: يا أبا القاسِم إنَّ رجلاً منا زَنى بامرأةٍ، فَاحْكم بينهم، فَوَضَعُوا لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وِسَادة، فَجَلسَ [ص: 544] عليها، ثم قال: ائتوني بالتوراةِ، فأُتيَ بها، فَنَزَعَ الْوِسَادَةَ من تَحتهِ ووضَع التَّورَاةَ عليها، وقال: آمَنتُ بِك وبِمَنْ أنْزَلَكِ، ثم قال: ائْتُوني بأعْلمِكُم، فَأُتيَ بفَتىً شَابٍّ» . ثم ذَكَرَ قصةَ الرجم نحو حديث مالك عن نافع - يعني: الروايةَ الأولى (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُجنئ) : أجنأ عليه يُجنئ: إذ اأكبّ عليه يقيه بنفسه شيئاً يؤذيه، وجانأ عليه يُجانئ: فاعل يُفاعل منه، ورأيت في «معالم السنن» للخطابي - في معنى هذا الحديث عند الفراغ من متنه - ما هذا حكايته، قال: قلت: هكذا [ص: 545] قال: يَحْنأ، والمحفوظ: إنما يَجْنأ، أي: يُكِبُّ عليها، يقال: جنأ الرجل يَجنأ جُنوءاً: إذا أكب على الشيء، قال كثير: أغاضر لو شهدت غداة بِنتُم ... جُنُوء العائدات على وِسَادي فهذا القول من الخطابي يدل على أن اللفظة بالحاء غير المعجمة، ولعل رواية أبي داود كذا (3) ، فأما رواية الباقين، فإنما هي الجيم، وقد ذكرنا معناها، والله أعلم. (المِدْراس) : موضع الدرس والقراءة. (القُف) : اسم واد من أودية المدينة، قال أبو الهيثم: فيحتمل أن يكون المراد بقوله: «فدعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى القُفّ» : ذلك الوادي المسمى بالقُفّ. والله أعلم.   (1) وفي نسخ مسلم المطبوعة: نحملهما. قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في أكثر النسخ بالحاء واللام، وفي بعض النسخ " نجملهما " بالجيم المفتوحة، وفي بعضها " نحممهما " بالحاء وميمين، وكله متقارب، فمعنى الأول: نحملهما على جمل، ومعنى الثاني: نجعلهما جميعاً على الجمل، ومعنى الثالث: نسود وجوههما بالحممة - بضم الحاء وفتح الميم - وهو الفحم، وهذا الثالث ضعيف؛ لأنه قال قبله: نسود وجوههما، فإن قيل: كيف رجم اليهوديان: بالبينة أم بالإقرار؟ قلنا: الظاهر أنه بالإقرار، وقد جاء في سنن أبي داود وغيره " أنه شهد عليهما أربعة أنهم رأوا ذكره في فرجها "، فإن صح هذا، فإن كان الشهود مسلمين فظاهر، وإن كانوا كفاراً فلا اعتبار بشهادتهم، ويتعين أنهما أقرا بالزنى. (2) أخرجه البخاري 12 / 148 و 149 في المحاربين، باب أحكام أهل الذمة، وباب الرجم في البلاط، وفي الجنائز، باب الصلاة على الجنائز بالمصلى والمسجد، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} ، وفي تفسير سورة آل عمران، باب {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} ، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، وفي التوحيد، باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله العربية وغيرها، ومسلم رقم (1699) في الحدود، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى، والموطأ 2 / 819 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، والترمذي رقم (1436) في الحدود، باب ما جاء في رجم أهل الكتاب، وأبو داود رقم (4446) و (4449) في الحدود، باب في رجم اليهوديين، قال الحافظ في " الفتح " ما ملخصه: وفي هذا الحدث من الفوائد وجوب الحد على الكافر الذمي إذا زنى، وهو قول الجمهور، وفيه قبول شهادة أهل الذمة بعضهم على بعض، وفيه أن اليهود كانوا ينسبون إلى التوراة ما ليس فيها، وفيه اكتفاء الحاكم بترجمان واحد موثوق به. وانظر " الفتح " 12 / 151 - 153 في المحاربين، باب أحكام أهل الذمة. (3) رواية أبي داود والموطأ وبعض نسخ البخاري: يحنى، بفتح الياء، وسكون الحاء المهملة، وكسر النون، أي: يميل، والراجح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) 512. و «الحميدي» 696 قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب. و «أحمد» 2/7 (4529) و2/63 (5300) قال: حدثنا عبد الرحمان، عن مالك. وفي 2/5 (4498) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي 2/17 (4666) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، وفي 2/61 (5276) قال: حدثنا عبد الرحمان، عن سفيان، عن عبد الكريم، وفي 2/76 (5459) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: أخبرنا مالك. وفي2/126 (6094) قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن ابن أبي ليلى. والدارمي (2326) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا موسى بن عقبة. والبخاري (2/111) و (6/46) و (9/129) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة، قال: حدثنا موسى بن عقبة. وفي (4/251) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك بن أنس. وفي (8/213 و 214) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. وفي (9/193) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثناإسماعيل، عن أيوب. ومسلم (5/121) قال: حدثني الحكم بن موسى أبو صالح، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: أخبرنا عبيد الله. وفي (5/122) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل «يعني ابن علية» ، عن أيوب (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني رجال من أهل العلم منهم مالك بن أنس. (ح) وحدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا موسى بن عقبة. وأبو داود (4446) قال: حدثني عبد الله بن مسلمة، قال: قرأت على مالك بن أنس. وابن ماجة (2556) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر. والترمذي (1436) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك بن أنس. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال: حدثني عثمان بن محمدبن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك بن عبد الله، عن ابن أبي ليلى. والنسائي في الكبرى «الورقة 94 ب» قال: أخبرني زياد بن أيوب دَلُّويه، قال: حدثناا بن علية، عن أيوب. (ح) وأخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي من كتابه، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة. عن أيوب. (ح) وأخبرنا محمد بن معدان بن عيسى، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا موسى. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم الجزري، وفيه «الورقة 96 ب» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. ستتهم -مالك، وأيوب، وعبيد الله، وعبد الكريم، وابن أبي ليلى، وموسى بن عقبة - عن نافع، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة. ومنهم من اختصره: «رجم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يهوديا ويهوديّة» . ورواه عن ابن عمر سالم: أخرجه أحمد (2/151) (6385) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، فذكره. - ورواه عن ابن عمر عبد الله بن دينار: أخرجه البخاري (8/205) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، قال حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان، قال: حدثني عبد الله بن دينار، فذكره. - ورواه عن ابن عمر زيد بن أسلم: أخرجه أبو داود (4449) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا بن وهب، قال: حدثني هشام بن سعد، أن زيد بن أسلم حدثه، فذكره. - ورواه عن ابن عمر يحيى بن وثاب: أخرجه النسائي «الكبرى / الورقة 94 ب» قال: أخبرني المغيرة بن عبد الرحمن الحراني، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا شريك، وذكر آخر: محمد بن جابر، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن وثاب، فذكره. الحديث: 1853 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 1854 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «زَنى رجلٌ من اليَهودِ وامرأةٌ، فقال بعضُهم لبعضٍ: اذْهَبُوا بنا إلى هذا النبيِّ فإنه نبيٌّ بُعِثَ بالتَّخْفِيفِ، فإن أفْتَانا بِفُتيَا دونَ الرَّجم قَبلناهَا واحْتججنا بها عند الله، قلنا: فُتْيَا نبيٍّ من أَنبيائك، قال: فَأتوا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وهو جالسٌ في المسجد في أصحابهِ فقالوا: يا أَبا القاسم، ما تَرَى في رجلٍ وامرأَةٍ منهم زَنَيا، فلم يُكَلِّمْهُم [ص: 546] كلمةً حتى أَتى بَيْتَ مِدْرَاسِهمْ، فَقامَ على الباب فقال: أَنْشُدُكُم الله الذي أنْزَلَ التوراةَ على موسى، ما تَجِدُونَ في التَّورَاةِ على مَنْ زَنى إذا أَحْصَنَ؟ قالوا: يُحمَّمُ ويُجَبَّهُ وَيُجْلَدُ - والتَّجْبيهُ: أنْ يُحمَلَ الزَّانِيانِ على حمارٍ وتُقَابَلَ أقْفِيتُهُما، ويُطافَ بهما - قال: وسَكَتَ شَابٌّ منهم، فلما رآه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-[سَكَتَ] ، أَلَظَّ به النِّشدَةَ فقال: اللَّهُمَّ إذْ نَشَدْتَنا، فَإنا نَجِدُ في التَّورَاة الرَّجمَ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: فما أَوَّلَ ما ارْتَخَصْتُمْ أمرَ الله؟ قال: زَنى ذُو قَرَابةٍ من ملكٍ من مُلُوكِنا فَأَخَّرَ عنه الرجمَ، ثم زَنى رجلٌ في أُسرَةٍ من الناس، فَأرادَ رَجْمهُ، فَحالَ قومُهُ دُونَهُ، وقالوا: لا تَرُجمُ صَاحِبَنَا حتَّى تَجيءَ بِصَاحِبكَ فَترُجمَهُ، فاصطلَحُوا على هذه العُقُوبَةِ بينهم، قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: فإني أَحْكمُ بما في التَّورَاة، فَأمَرَ بهما فَرُجِما» . قال الزهري: «فَبَلغنَا: أن هذه الآية نزلت فيهم {إنا أَنْزَلنا التَّوْرَاةَ فِيها هُدًى ونورٌ يَحْكُمُ بِها النَّبِيُّونَ الَّذِين أَسْلَمُوا} [المائدة: 44] كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- منهم» . وفي رواية: قال: «زَنى رَجلٌ وامْرَأةٌ من اليهودِ وقد أَحْصَنا، حين قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، وقد كان الرجمُ مكتوباً عليهم في التوراةِ، فَتَرَكُوهُ، وأخَذُوا بالتَّجْبِيهِ: يُضْرَبُ مِائَةً بِحَبلٍ مَطْليٍّ بِقَارٍ، ويُحْمَلُ على حمارٍ، ووجهُهُ مِمَّا يَلي دُبرَ الحمارِ، فاجَتَمَعَ أحْبارٌ من أحْبارِهم فَبَعَثُوا [ص: 547] قَوماً آخرِين إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: سَلُوهُ عَنْ حَدِّ الزَّاني ... وساق الحديث، قال فيه: ولم يُكُونْوا من أهْلِ دينِهِ فَيَحكُمَ بيْنَهم، فَخُيِّرَ في ذلك، قال: {فَإنْ جاؤوكَ فَاحكُم بَينَهمْ أوْ أَعْرِضْ عَنْهمْ} [المائدة: 42] » . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تحميم الوجه) : تسويده وجعله كالحممة، وهي الفحمة. (التَّجبيه) : قد مر شرحه [في متن الحديث] ، وقال الخطابي: يشبه أن يكون أصله: الهمز، يقال: جَبأتُه فجبأ: أي ارتدع وانزجر، فقلبت الهمزة هاء. والتجبيه أيضاً: أن يُنَكِّسَ رأسَه، فيحتمل أن يكون المحمول على الحمار إذا فُعل ذلك به نكَّس رأسه، فسُمِّي ذلك الفعل تجبيهاً. قال: وقد يحتمل أن يكون من الجَبْه، وهو الاستقبال بالمكروه، وأصل الجبه: إصابة الجبهة، يقال: جبهت الرجل: أذا أصبت جبهته. (ألظَّ به النِّشدة) : ألظَّ فلان بفلان: إذا لزمه، ويقال: هو مُلِظ به لا يفارقه، وقيل: الإلظاظ: الإلحاح، والنشدة: السؤال. (أُسْرَة) الرجل: قومه الذي يتقوى بهم، من الأسر: القوة.   (1) رقم (4450) و (4451) في الحدود، باب في رجم اليهوديين، وفي سنده رجل مجهول، ولكن يشهد له من جهة المعنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، وله شواهد: أخرجه أبو داود (488 و 3624 و 4450) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (3625 و 4451) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ. قال: حدثني محمد، يعني ابن سلمة، عن محمد بن إسحاق. وفي (4450) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة. قال: حدثنا يونس. ثلاثتهم (معمر، ومحمد بن إسحاق، ويونس) عن الزهري، عن رجل من مزينة، فذكره. أخرجه أحمد (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: حدثنا رجل من مزينة ونحن عند ابن المسيب، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رجم يهوديّا ويهودية. الحديث: 1854 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 545 1855 - (د) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «جاءتْ اليهُودُ بِرَجلٍ وامْرأةٍ منهم زَنَيا، فقال: ائْتوني بأَعْلَمِ رجليْنِ منكم، فَأتَوْهُ بابني صُوريا، فَنَشَدَهُما: كيف تَجِدان أمْرَ هَذَيْنِ في التوراةِ؟ قالا: تجدُ في التوراةِ: إذا شَهِدَ أربعَةٌ أَنَّهم رأوا ذَكرهُ في فَرجها مِثلَ الميل في المُكحُلَةِ رُجِما، قال: فما يمنعُكم أن ترْجموهما؟ قال: ذَهبَ سُلْطَانُنا فَكَرهنا [القَتْلَ] فَدَعَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالشهود، فجاؤوا بأربعةٍ، فَذكَرُوا أنهم رأَوْا ذَكرَهُ في فَرجها مِثل الميلِ في المُكحُلة، فَأمَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بِرَجمهما» . وفي رواية نحوه، ولم يَذكُر «فدَعَا بالشُّهود فَشهِدُوا» .أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4452) و (4453) و (4454) في الحدود، باب في رجم اليهوديين، الرواية الأولى في سندها مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو الكوفي، ليس بالقوي، وقد تغير في آخرة عمره، كما قال الحافظ في " التقريب "، والرواية الثانية مرسلة، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الحميدي (1294) قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4452) مختصرا. قال: حدثنا يحيى بن موسى البلخي، قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (2328) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما (سفيان، وأبو أسامة) عن مجالد بن سعيد الهمداني، عن الشعبي، فذكره. رواية ابن ماجة مختصرة على: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ليهوديين: أنشدتكما بالله الذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام. قلت: مجالد بن سعيد ضعفوه، ولمتن الحديث شواهد. الحديث: 1855 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 548 1856 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - «أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجَمَ يَهودِياً ويهُوديَّة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1437) في الحدود، باب ما جاء في رجم أهل الكتاب، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء، وسماك بن حرب، تغير بأخرة فكان ربما يلقن، أقول: ولكن للحديث شواهد يقوى بها، منها حديث ابن عمر المتقدم رقم (1853) ولذلك قال الترمذي: حديث جابر بن سمرة حديث حسن غريب، وفي الباب عن ابن عمر، والبراء، وجابر، وابن أبي أوفى، وعبد الله بن الحارث بن جرير، وابن عباس، قال: والعمل على [ص: 549] هذا عند أكثر أهل العلم، قالوا: إذا اختصم أهل الكتاب وترافعوا إلى حاكم المسلمين حكموا بينهم بالكتاب والسنة وبأحكام المسلمين، وهو قول أحمد، وإسحاق، وقال بعضهم: لا يقام عليهم الحد في الزنا، والقول الأول أصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/91 و 94) قال: حدثنا أسود بن عامر، وفي (5/104) قال: حدثنا أبو كامل، وابن ماجة (2557) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى. والترمذي (1437) قال: حدثنا هناد. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال: حدثني عثمان بن محمد بن أبي شيبة. وفي (5/97) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا سليمان بن محمد المباركي. ستتهم-أسود، وأبو كامل، وإسماعيل، وهناد، وعثمان، وسليمان - قالوا: حدثنا شريك، عن سماك ابن حرب، فذكره. أخرجه عبد الله بن أحمد (5/97) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا شريك، عن جابر. قال عبد الله: ليس فيه سماك. وإنما سمعه والله أعلم خلف من المباركي عن شريك، أنه لم يكن في كتابه عن سماك. قلت: في إسناده شريك القاضي سيء الحفظ، ولمتنه شواهد. الحديث: 1856 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 548 الباب الثالث: في حد اللواط وإتيان البهيمة 1857 - (ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ وجَدتُموهُ يَعمَلُ عَمَلَ قَومِ لُوطٍ فَاقتلوا الفاعِلَ والمفعولَ به» . قال الترمذي: وكذا روي عن أبي هريرة. وقال أبو داود: «قال ابن عباس في البكرِ يؤخذ (1) على اللُّوطِيَّةِ، قال: يُرْجَمُ» (2) .   (1) في بعض النسخ: يوجد. (2) أخرجه الترمذي رقم (1456) في الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي، وأبو داود رقم (4462) و (4463) في الحدود، باب فيمن عمل عمل قوم لوط، وإسناده حسن، وفي الباب أيضاً عن جابر، قال الترمذي: واختلف أهل العلم في حد اللوطي، فرأى بعضهم أن عليه الرجم أحصن أو لم يحصن، وهو قول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم من فقهاء التابعين، منهم الحسن البصري، وإبراهيم النخعي، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم، قالوا: حد اللوطي حد الزاني، وهو قول الثوري وأهل الكوفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] المرفوع معلول، والصواب وقفه: 1 - أخرجه أحمد (1/269) (2420) قال: حدثني أبو سعيد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، وفي (1/300) (2732) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. وعبد بن حميد (575) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، وأبو داود (4462و 4464) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وابن ماجة (2561) قال: حدثنا محمد بن الصباح. وأبو بكر بن خلاد، قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والترمذي (1455 و 1456) قال: حدثنا محمد بن عمرو السواق، قال: حدثنا عبد العزيز ابن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2176) عن قتيبة، عن الدراوري. ثلاثتهم (سليمان ابن بلال، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الله بن جعفر) عن عمرو بن أبي عمرو. 2 - وأخرجه أحمد (1/300) (2727) قال: حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد. وابن ماجة (2564) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا ابن أبي فديك. كلاهما (ابن أبي الزناد، وابن أبي فديك) عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين. كلاهما (عمرو، وداود) عن عكرمة، فذكره. أخرجه أحمد (1/300) (2733) قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: أخبرنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنه قال في الذي يأتي البهيمة: «اقتلوا الفاعل والمفعول به» . موقوفا. زاد في رواية داود بن الحصين: «ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه» . الحديث: 1857 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 549 1858 - () عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- «أنَّ عَلياً أحْرَقَهما [ص: 550] وأبا بكرِ هَدَمَ عليهما حائطاً» . أخرجه (1) .   (1) في الأصل: أخرجه أبو داود، وهو خطأ، فإنه ليس عند أبي داود، وفي المطبوع: بياض بعد قوله: أخرجه، قال المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 199 و 200: حرق اللوطية بالنار أربعة من الخلفاء: أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، وهشام بن عبد الملك، وروى ابن أبي الدنيا، ومن طريقه البيهقي، بإسناد جيد عن محمد بن المنكدر: أن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصديق: " أنه وجد رجلاً في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة، فجمع لذلك أبو بكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم علي بن أبي طالب، فقال علي: إن هذا ذنب لم تعمل به أمة إلا أمة واحدة، ففعل الله بهم ما قد علمتم، أرى أن تحرقه بالنار، فاجتمع رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحرق بالنار، فأمر به أبو بكر أن يحرق بالنار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الحافظ المنذري: حرق اللوطية بالنار أربعة من الخلفاء: أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، وهشام بن عبد الملك. وعزا لابن أبي الدنيا قصة قتل رجل كان في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح النساء. قال الحافظ المنذري: ومن طريقه البيهقي وجوّد إسناده. الترغيب والترهيب (3/276) بتحقيقي. الحديث: 1858 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 549 1859 - () عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وعن أبي هريرة: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَلْعونٌ مَنْ عَمِلَ عَمَل قَومِ لُوطٍ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وهو جزء من حديث طويل أورده المنذري في " الترغيب والترهيب " من رواية الطبراني في " الأوسط " عن أبي هريرة وقال: رجاله رجال الصحيح إلا محرز بن هارون التيمي ويقال فيه: محرر بالإهمال ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرز، وقال: صحيح الإسناد، قال المنذري: كلاهما واه، ولكن محرز قد حسن له الترمذي ومشاه بعضهم، وهو أصلح حالاً من أخيه هارون، والله أعلم، وأورده المنذري أيضاً من حديث ابن عباس وقال: رواه ابن حبان، والبيهقي، وعند النسائي آخره مكرراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] المذكور - وتعقبه المنذري بقوله: كلاهما واه. الحديث: 1859 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 550 1860 - (ت) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أخوفَ مَا أخَافُ على أُمَّتي عَمَلُ قَومِ لُوطٍ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1457) في الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2563) في الحدود، باب من عمِل عمل قوم لوط، وفي سنده القاسم بن عبد الواحد المكي، لم يوثقه غير ابن حبان، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وهو صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بأخره، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف:أخرجه أحمد (3/382) قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا همام بن يحيى. وابن ماجة (2563) قال: حدثنا أزهر بن مروان، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. والترمذي (1457) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا همام. كلاهما (همام، وعبد الوارث) عن القاسم بن عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلت: في إسناده القاسم بن عبد الواحد المكي، تفرد ابن حبان بتوثيقه. وقد استغربه أبو عيسى الترمذي. الحديث: 1860 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 550 1861 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَلعُونٌ مَن أَتى امرأة في دُبُرِها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2162) في النكاح، باب جامع النكاح، وفي سنده الحارث بن مخلد، وهو مجهول الحال، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منها الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: - بهذا اللفظ رواه عن أبي هريرة الحارث بن مخلد: أخرجه أحمد (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/344) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/444 و 479) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1145) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان. وأبو داود (2162) قال: حدثنا هناد، عن وكيع، عن سفيان. وابن ماجة (1923) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12237) عن هناد ومحمد بن إسماعيل ابن سمرة، كلاهما عن وكيع، عن سفيان. (ح) وعن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. (ح) وعن محمد بن عبد الله المخرمي، عن أبي هشام المخزومي، عن وهيب (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر. خمستهم (معمر، ووهيب، وسفيان،وعبد العزيز بن المختار، ويزيد بن عبد الله) عن سهيل بن أبي صالح، عن الحارث بن مخلد، فذكره. أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12237) عن قتيبة، عن ليث، عن ابن الهاد، عن الحارث بن مخلد، فذكره. ليس فيه (سهيل بن أبي صالح) . وفي هذا السند الحارث بن مخلد، مجهول الحال، ولمتنه شواهد. - ورواه عن أبي هريرة أبو سلمة: أخرجه آلنسائي في الكبرى «الورقة 121» قال: أخبرني عثمان بن عبد الله. قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، من كتابه، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني. قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. قال المِزيّ: قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: هذا حديث منكر باطل من حديث الزهري، ومن حديث أبي سلمة، ومن حديث سعيد، فإذا كان عبد الملك سمعه من سعيد، فإنما سمعه بعد الاختلاط، وقد رواه الزهري، عن أبي سلمة، أنه كان ينهى عن ذلك، فأما عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا. «تحفة الأشراف» (11/25) (15139) . الحديث: 1861 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 551 1862 - (ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ينْظُرُ الله عزَّ وجَلَّ إلى رجلٍ أتى رَجلاً أو امرأةً في دُبُرِها» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1176) " بشرح تحفة الأحوذي "، في الرضاع، باب ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1165) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6363) . كلاهما عن أبي سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الضحاك بن عثمان، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، فذكره. أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6363) عن هناد، عن وكيع، عن الضحاك، عن مخرمة ابن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس، موقوفا. الحديث: 1862 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 551 1863 - (ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَتى بَهِيمةً فَاقتلوهُ واقْتلُوهَا مَعهُ، قيل لابنِ عباسٍ: ما شَأنُ البهيمةِ؟ قال ما سمعتُ [من] رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك شيئاً، ولكن أُرَاهُ كَرِهَ أنْ يُؤكلَ لحمُها، أو يُنْتَفعَ بِها، وقد فُعِلَ بها ذلك» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (1454) في الحدود، باب ما جاء فيمن يقع على البهيمة، وأبو داود رقم (4464) في الحدود، باب فيمن أتى بهيمة، قال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الحافظ ابن حجر في " التلخيص " 4 / 55: وفي إسناد هذا الحديث كلام، أقول: وحديث ابن عباس الذي بعده يخالفه وهو أصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم 1857. الحديث: 1863 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 551 1864 - (ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «ليس على الذي يأتي البهيمةَ حَدٌّ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (1455) في الحدود، باب ما جاء فيمن يقع على البهيمة، وأبو داود رقم (4465) في الحدود، وباب فيمن أتى بهيمة، من حديث عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن ابن عباس موقوفاً عليه، قال أبو داود: حديث عاصم يضعف حديث عمرو بن أبي عمرو، وقال الترمذي: وهذا أصح من الأول، والعمل على هذا عند أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق، وقال الخطابي: وأكثر الفقهاء على أنه يعزر. وقال في " عون المعبود ": قال في " اللمعات ": ذهب الأئمة الأربعة إلى أن من أتى بهيمة يعزر ولا يقتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أصح من المرفوع:قال أبو عيسى الترمذي: وقد روى سفيان الثوري عن عاصم عن أبي رزين، عن ابن عباس، فذكره. قال: حدثنا بذلك محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان الثوري، وهذا أصح من الحديث الأول - يقصد المرفوع - والعمل على هذا عند أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق. راجع السنن (4/46 و 47) . الحديث: 1864 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 552 الباب الرابع: في حد القذف 1865 - (د) عائشة - رضي الله عنها- قالت: «لمَّا نَزَلَ عُذْري قام النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-[على المِنْبر] ، فَذَكَرَ ذلك وتلا، فَلَمَّا نَزَلَ من المنْبَرِ أمَرَ بالرجلَيْنِ والمرأةِ فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ» . وفي رواية عن محمد بن إسحاق - لم يَذكُر عائشة - قال: «فَأمَرَ برجلين وامرأَةٍ ممَّن تَكلَّم بالفاحِشةِ: حَسَّان بن ثابت، ومِسطَح بن أُثَاثَةَ، قال النُّفَيلي: ويقولون: المرأةُ: حَمْنةُ بنتُ جَحشٍ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4474) و (4475) في الحدود، باب حد القذف، من حديث محمد بن إسحاق مسنداً ومرسلاً، وقد عنعنه، وهو صدوق يدلس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6.35 و 61) . وأبو داود (4474) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي ومالك بن عبد الواحد المسمعي. وابن ماجة (2567) قال: حدثنا محمد بن بشار. والترمذي (3181) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17898) عن قتيبة. أربعتهم (أحمد، وقتيبة، ومالك، ومحمد بن بشار) عن محمد بن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، فذكرته. وأخرجه أبو داود (4475) قال: حدثنا النفيلي،قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق بهذا الحديث لم يذكر عائشة، قال: فأمر برجلين وامرأة ممن تكلم بالفاحشة: حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة. قال النفيلي: ويقولون: المرأة حمنة بنت جحش. قلت: ابن إسحاق يدلس تدليس التسوية، كما حقق ذلك الحافظ بن حجر في المطالب العالية النسخة المسندة - تركيا - حديث الوضوء من مس الفرج. وقد رواه أبو داود من طريقه كما ترى مسندا ومرسلا. الحديث: 1865 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 552 1866 - (ط) أبو الزناد -رحمه الله- قال: «جَلَد عمر بنُ عبد العزيز عبداً في فِرْيةٍ ثمانينَ، قال أبو الزناد: فسألتُ عبدَ الله بن عامرٍ بنِ ربيعةَ عن ذلك؟ فقال: أدركْتُ عمرَ بن الخطاب وعثمانَ بن عفان والخلفاء، هلمَّ جرَّا، فما رأيتُ أحداً جَلَدَ عَبداً في فِريةٍ أكَثَرَ من أربعين» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 828 في الحدود، باب الحد في القذف والنفي والتعريض، وإسناده صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": فدل على أنهم خصصوا بالأحرار، لقوله تعالى: {فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب} والعبد في معنى الأمة بجامع الرق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1610) عن أبي الزناد، فذكره. قلت: وإسناده صحيح. الحديث: 1866 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 553 1867 - (ط) عمرة بنت عبد الرحمن -رحمها الله- «أنَّ رَجُلَيْنِ استبَّا في زَمَنِ عمرَ، فقال أَحَدُهُما للآخر: والله ما أبي بزَانٍ، ولا أمِّي بزانيةٍ، فاسْتَشارَ عمرُ في ذلك، فقائل يقول: مَدَحَ أباهُ وأُمَّهُ، وآخرُ يقولُ: قد كان لأبيه وأُمِّهِ مَدْحٌ سِوى هذا (1) ، فَجلَدَهُ عُمَرُ ثمانين جلْدَة» . أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] استبَّا: افتعلا من السبّ، وهو الشتمُ.   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": فعدوله إلى هذا في مقام الاستباب دليل على انه عرض بالقذف لمخاطبه. (2) 2 / 829 في الحدود، باب الحد في القذف والنفي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1613) عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان الأنصاري عن أمه عمرة، فذكره. الحديث: 1867 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 553 1868 - (ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسولَ الله [ص: 554] صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قال رجلٌ لرجلٍ: يا يَهُودِيُّ (1) ، فَأضْرِبُوهُ عِشْرينَ، فإن قال له: يا مُخَنَّثُ، فمِثْلُهُ، ومَن وَقَعَ على ذاتِ محْرَمٍ فَاقتلُوهُ، هذا إذا علِمَ» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) قال القاري: وفي معناه: يا نصراني ويا كافر. (2) رقم (1462) في الحدود، باب ما جاء فيمن يقول لآخر: يا مخنث، وفي سنده إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن إسماعيل يضعف في الحديث، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، رواه البراء بن عازب وقرة بن إياس المزني: أن رجلاً تزوج امرأة أبيه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، قال الترمذي: والعمل على هذا عند أصحابنا، قالوا: من أتى ذات محرم وهو يعلم فعليه القتل، وقال أحمد: من تزوج أمه قتل، وقال إسحاق: من وقع على ذات محرم قتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: وفي رواية عبد الرحمن بن إبراهيم: «إذا قال الرجل للرجل: يا مخنث فاجلدوه عشرين، وإذا قال الرجل للرجل: يا لوطي فاجلدوه عشرين» . أخرجه ابن ماجة (2568) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. والترمذي (1462) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما (عبد الرحمن بن إبراهيم، ومحمد بن رافع) قالا: حدثنا ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، فذكره. قلت: يصح منه قتل من وقع على ذات محرم وقد مر له شواهد. وفي سند الحديث إبراهيم بن إسماعيل يضعف في الحديث. قال أبو عيسى الترمذي: وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير وجه، رواه البراء بن عازب وقرة بن إياس المزني. أن رجلا تزوج امرأة أبيه. فذكر الحديث المتقدم، ثم قال: والعمل على هذا عند أصحابنا. الحديث: 1868 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 553 الباب الخامس: في حد السرقة ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في موجب القطع 1869 - (خ م ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «لَمْ تُقْطَعُ [ص: 555] يَدُ سَارقٍ على عهد النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في أدنَى من ثَمن المِجَنِّ: تُرسٍ، أَو حَجَفَةٍ، وكان كُلُّ واحدٍ منهما ذَا ثَمنٍ» . وفي رواية: «يَدُ السارق لم تُقطَع على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا في ثمنِ مِجنٍّ أو حَجَفَةٍ، أو تُرسٍ» . وفي رواية: قالت: إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُقْطَعُ يدُ السارقِ إلا في رُبع دِينارٍ» . وفي أخرى: قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقْطَعُ يَدَ السارقِ في ربْعٍ دِينارٍ فَصاعِداً» . وفي أخرى: «لا تُقطَعُ يَدُ السَّارق إلا في رُبعِ دينَارٍ فَصاعداً» . هذه روايات البخاري ومسلم. وللبخاري: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «تُقطَعُ في رُبعِ دينار» . ولمسلم أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُقطَعُ اليدُ إلا في رُبع دينارٍ فما فَوقَهُ» . وله في أخرى قالت: «لا تُقْطَعُ يَدُ سَارِقٍ إلا في رُبعِ دينارٍ فصاعداً» . وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الرابعة. [ص: 556] وأخرج أبو داود أيضاً الروايةَ السادسة. وأخرج النسائي الروايةَ الأولى والرابعةَ والخامسة والسابعة. ولها أيضاً قالت: «قَطَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في رُبعِ دِينَارٍ» . وفي أخرى: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُقْطَع اليدُ إلا في ثَمنِ الْمِجَنِّ: ثُلثِ دِينارٍ، أو نِصف دِينارٍ فَصَاعداً» . وفي أخرى: «تُقطَعُ يَدُ السارِقِ في ثَمنِ الْمِجَنِّ، وثَمنُ المِجَنِّ: ربعُ دِينارٍ» . وفي أخرى: «تُقْطَعُ اليَدُ في المِجنِّ» . وفي إحدى الروايات: أنَّ عُرْوَةَ قال: «وثَمنُ المِجَنِّ: أربعةُ دراهم» وأخرجه الموطأ والنسائي أَيضاً قالت: «مَا طالَ عليَّ ومَا نَسِيتُ، القَطْعُ في رُبع دينَارٍ فَصَاعداً» (1) .   (1) أخرجه البخاري 12 / 89 في الحدود، باب قول الله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} ، ومسلم رقم (1684) في الحدود، باب حد السرقة ونصابها، والموطأ 2 / 832 في الحدود، باب ما يجب فيه القطع، والترمذي رقم (1445) في الحدود، باب ما جاء في كم تقطع يد السارق، وأبو داود رقم (4383) و (4484) في الحدود، باب ما يقطع فيه السارق، والنسائي 8 / 77 و 78 و 79 و 80 و 81 و 82 في السارق، باب ذكر الاختلاف على الزهري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (279) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري. وأحمد (6/36) قال: حدثنا سفيان. قال: سمعته من الزهري. وفي (6/36) قال: حدثنا عتاب. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك. قال: أخبرنا يونس، عن الزهري. وفي (6/80) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا محمد، يعني ابن راشد، عن يحيى بن يحيى الغساني. قال: قدمت المدينة فلقيت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو عامل بالمدينة. قال: أتيت بسارق، فأرسلت إليّ خالتي. وفي (6/163) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (6/249) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة. وفي (6/252) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن الأنصاري. والدارمي (2305) قال: أخبرنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري والبخاري (8/199) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب. وفي (8/199) قال: حدثنا عمران بن ميسرة. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا الحسين، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري. ومسلم (5/112) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر. قال ابن أبي عمر: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا سليمان ابن كثير وإبراهيم بن سعد، عن الزهري. (ح) وحدثنا أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. قال أبو الطاهر: أخبرنا. قال الآخران: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مخرمة، عن أبيه، عن سليمان بن يسار. (ح) وحدثني بشر بن الحكم العبدي. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد ابن عبد الله بن الهاد، عن أبي بكر بن محمد. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى وإسحاق ابن منصور، جميعا عن أبي عامر العقدي. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، من ولد المسور بن مخرمة، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي بكر بن محمد. وأبو داود (4383) قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن حنبل. قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. والترمذي (1445) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. وابن ماجة (2585) قال: حدثنا أبو مروان العثماني. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب. والنسائي (8/78) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أنبأنا حبان بن موسى. قال: حدثنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري. (ح) وأخبرنا الحسن بن محمد. قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن معمر، عن الزهري. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر، عن ابن شهاب. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم وقتيبة بن سعيد، عن سفيان، عن الزهري. وفي (8/79) قال: أخبرنا الحسن بن محمد. قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن يحيى بن سعيد. (ح) وأخبرني يزيد بن محمد بن فضيل. قال: أنبأنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا أبان. قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. وفي (8/79) قال: أخبرنا أبو صالح محمد بن زُنبُور. قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن يزيد ابن عبد الله، عن أبي بكر بن محمد. وفي (8/80) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عبد الرحمن بن سلمان، عن ابن الهاد، عن أبي بكر بن محمد بن حزم. وفي (8/80) قال: أخبرني يحيى بن دُرُسْت. قال: حدثنا أبو إسماعيل. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، أن محمد بن عبد الرحمن حدثه. (ح) وأخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا حسين، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن. وفي (8/81) قال: أخبرني أحمد ابن عمرو بن السرح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مخرمة، عن أبيه، عن سليمان بن يسار. (ح) وأخبرنا أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثني قدامة بن محمد. قال: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه. قال: سمعت سليمان بن يسار. خمستهم-ابن شهاب الزهري، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن عبد الرحمن الأنصاري، وسليمان بن يسار، ويحيى بن سعيد الأنصاري -عن عمرة، فذكرته. وأخرجه البخاري (8/199) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. ومسلم (5/112) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. (ح) وحدثنا الوليد بن شجاع. وأبو داود (4384) قال: حدثنا أحمد بن صالح، ووهب بن بيان (ح) وحدثنا ابن السرح. والنسائي (8/78) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع. سبعتهم (إسماعيل، وأحمد بن عمرو أبو الطاهر بن السرح، وحرملة بن يحيى، والوليد بن شجاع، وأحمد بن صالح، ووهب بن بيان، والحارث بن مسكين) عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، وعمرة، فذكراه. وأخرجه النسائي (8/77) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن حفص بن حسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته. (ليس فيه عمرة) . وأخرجه أحمد (6/104) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. قال: حدثنا يزيد بن عبد الله، عن أبي بكر بن حزم، عن عائشة، فذكرته. (ليس فيه عمرة) . وأخرجه مالك «الموطأ» صفحة (519) عن يحيى بن سعيد. والحميدي (280) قال: حدثنا سفيان. قال: وحدثناه أربعة عن عمرة. لم يرفعوه: عبد الله بن أبي بكر ورزيق بن حكيم الأيلي ويحيى بن سعيد وعبد ربه بن سعيد، والزهري. والنسائي (8/79) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن يحيى بن سعيد. (ح) وأخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس، عن يحيى بن سعيد. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد وعبد ربه ورزيق صاحب أيلة. (ح) وقال الحارث ابن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد. وفي (8/80) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد. خمستهم (يحيى بن سعيد، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد، ورزيق بن حكيم، وعبد ربه بن سعيد، والزهري) عن عمرة، عن عائشة، فذكرته. موقوفا. لفظ رواية مالك: عن عائشة. قالت: ما طال عليّ ولا نسيت: القطعُ في رُبع دينار فصاعدا. - ورواه عن عروة، عن عائشة: 1 - أخرجه البخاري (8/200) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. (ح) وحدثنا عثمان. قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن. (ح) وحدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. (ح) وحدثني يوسف بن موسى. قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (5/112) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي. وفي (5/113) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: أخبرنا عبدة بن سليمان وحميد بن عبد الرحمن (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (8/82) قال: أخبرنا سويد ابن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. خمستهم (عبدة بن سليمان، وحميد، وعبد الله بن المبارك، وأبو أسامة، وعبد الرحيم بن سليمان) عن هشام بن عروة. 2 - وأخرجه النسائي (8/77) قال: أنبأنا هارون بن سعيد. قال: حدثني خالد بن نزار. قال: حدثنا القاسم بن مبرور، عن يونس، عن ابن شهاب. 3 - وأخرجه النسائي (8/81) قال: أخبرني هارون بن عبد الله. (ح) وأخبرنا أبو بكر بن إسحاق، كلاهما (هارون، وأبو بكر) عن قدامة بن محمد. قال: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه. قال: سمعت عثمان بن أبي الوليد. ثلاثتهم (هشام بن عروة، وابن شهاب، وعثمان بن أبي الوليد) عن عروة بن الزبير، فذكره. لفظ رواية ابن شهاب: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقطع اليد إلا في ثمن المِجَنِّ، ثلث دينار» . لفظ رواية عثمان بن أبي الوليد: « ........... لا تقطع اليد إلا في المجن، أو ثمنه» . - وفي رواية عمرة، عن عائشة: أخرجه النسائي (8/80) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن أبيه. وفي (8/80) قال: حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، أن بكير بن عبد الله بن ألأشج حدثه، أن سليمان بن يسار حدثه. كلاهما -محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال، وسليمان بن يسار - عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته. - وفي رواية امرأة عن عكرمة أن عائشة أم المؤمنين أخبرتها، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تُقْطَعُ اليدُ في المِجَنِّ» . أخرجه النسائي (8/80) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الطبراني، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بحر أبو علي، قال: حدثنا مبارك بن سعيد، عن يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني عكرمة، أن امرأته أخبرته، فذكرته. الحديث: 1869 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 554 1870 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَطَعَ سَارقاً في مجَنٍّ، قيمتُه ثلاثةُ دراهم» . [ص: 557] وفي رواية: «ثَمَنُهُ» . أخرجه الجماعة. وفي أخرى لأبي داود: «أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَطَعَ يَدَ رجلٍ سَرَقَ تُرساً من صُفَّةِ النِّساءِ، ثَمَنُهُ ثلاثَةُ دراهم» . وفي أخرى للنسائي: «قِيمَتُهُ خمسةُ دراهم» . والصواب: «ثلاثةُ دراهم» (1) .   (1) أخرجه البخاري 12 / 93 و 94 في الحدود، باب قول الله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} ، ومسلم رقم (1686) في الحدود، باب حد السرقة ونصابها، والموطأ 2 / 831 في الحدود، باب ما يجب فيه القطع، والترمذي رقم (1446) في الحدود، باب ما جاء في كم تقطع يد السارق، وأبو داود رقم (4385) في الحدود، باب ما يقطع فيه السارق، والنسائي 8 / 76 في السارق، باب القدر الذي إذا سرقه السارق قطعت يده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (519) . وأحمد (2/6) (4503) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/54) (5157) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/64) (5310) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وفي (2/80) (5517) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية. وفي (2/82) (5543) قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحمن، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/143) (6293) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/145) (6317) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل ابن أمية، وعبيد الله، وموسى بن عقبة. والبخاري (8/200) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك بن أنس (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. (ح) وحدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة، قال: حدثنا موسى بن عقبة. ومسلم (5/113) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وابن رمح، عن الليث بن سعد. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، وبن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان (ح) وحدثن ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي ابن مسهر. كلاهما عن عبيد الله (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية - (ح) وحدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن أيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله، وموسى بن عقبة (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن أمية. (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، وعبد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وأسامة بن زيد الليثي. وأبو داود (4385) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا ملك. وفي (4386) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن أمية. وابن ماجة (2584) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر، عن عبيد الله. والترمذي (1446) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائى (8/76) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد، قال: حدثنا حنظلة. (ح) وأخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا حنظلة. (ح) وأخبرنا قتيبة، عن مالك. (ح) وأخبرنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن أيوب، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله، وموسى ابن عقبة. والنسائي أيضا «تحفة الأشراف» (7545) عن زياد بن أيوب، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب. جميعهم (مالك، وأيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، وأيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية، وموسى بن عقبة، وجويرية بنت أسماء، والليث بن سعد، وحنظلة بن أبي سفيان، وعبد الله بن عمر، وأسامة بن زيد) عن نافع، فذكره. لفظ رواية إسماعيل بن أمية: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قطع بيد سارق، سرق تُرْسا من صفة النساء، ثمنه ثلاثة دراهم» . في رواية مخلد بن يزيد، عن حنظلة: « ....... قيمته خمسة دراهم» وذ كر النسائي بعده رواية «ثلاثة دراهم» وقال: هذا الصواب. الحديث: 1870 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 556 1871 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قَطعَ أَبو بكرٍ في مِجَنٍّ قِيمَتُهُ خمسةُ دراهم» . وفي رواية قال: «قطعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . قال النسائي: والصواب الأول. أخرجه النسائي (1) .   (1) 8/ 77 في السارق، باب القدر الذي إذا سرقه السارق قطعت يده، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموقوف أصح من هذ االطريق:أخرجه النسائي (8/77) قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح، قال: ثنا أبو علي الحنفي، قال: ثنا هشام، عن قتادة، فذكره. الحديث: 1871 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 557 1872 - (د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «أوَّلُ مَنْ قَطعَ في مِجَنٍّ قيمتُه دينارٌ، أَو عشرةُ دراهم» . هذه رواية أبي داود. [ص: 558] وفي رواية النسائي عن عطاء مرسلاً قال: «أدْنَى ما يُقْطَعُ فيه: ثَمَنُ المِجَنِّ، قال: وثَمَنُ المِجَنِّ عشرةُ دراهم» . وفي أخرى مسنداً، قال: «كان ثمنُ المِجَنِّ على عهد رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يُقَوَّمُ عَشْرَةَ دراهم» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (4387) في الحدود، باب ما يقطع فيه السارق، والنسائي 8 / 83 في كتاب قطع السارق، باب القدر الذي إذا سرق قطعت يده، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منها حديث عمرو بن شعيب الذي سيأتي رقم (1876) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه عن ابن عباس عطاء. أخرجه أبو داود (4387) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، وهذا لفظه، وهو أتم، قالا: حدثنا ابن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن أيوب ابن موسى، عن عطاء، فذكره. - ورواه عنه أيضا باللفظ الثاني: أخرجه النسائي (8/83) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا عمرو بن شعيب. (ح) وأخبرنا يحيى بن موسى البلخي، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن أيوب بن موسى. كلاهما (عمرو بن شعيب، وأيوب بن موسى) عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. أخرجه النسائي (8/83) قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، عن أيوب بن موسى، عن عطاء، مرسل. وأخرجه النسائي (8/83) قال: أخبرني حميد بن مسعدة، عن سفيان، وهو ابن حبيب، عن العرزمي، وهو عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، قوله. الحديث: 1872 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 557 1873 - (ط) عمرة بنت عبد الرحمن -رحمها الله- قالت: «إنَّ سارقاً سَرَق في زمن عثمانَ بن عفان أُتْرُجَّةً، فَأمَرَ بها عثمانُ أن تُقَوَّمَ، فَقُوِّمَتْ بثلاثة دراهم من صَرْفِ اثْني عَشْرَ درهماً بدينارٍ، فَقطعَ عثمان يَدَهُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2/ 832 في كتاب قطع السارق، باب ما يجب فيه القطع، وإسناده صحيح إلى عمرة بنت عبد الرحمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1618) عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه عن عمرة، فذكرته. إسناده صحيح. الحديث: 1873 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 1874 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قطع في قيمةِ خمسةِ دراهم» .أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 82 في كتاب قطع السارق، باب القدر الذي إذا سرقه السارق قطعت يده، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل:أخرجه النسائي (8/82) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عيسى، عن الشعبي، فذكره. انظر مراسيل أبي داود (213) ط/ المعرفة. الحديث: 1874 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 1875 - (س) أيمن بن أم أيمن الحبشية -رضي الله عنهما- قال: «لم يقطع النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- السارق إلا في ثَمَنِ المِجَنِّ، وثمنُ المِجَنِّ يومئذٍ دينارٌ» . [ص: 559] وفي رواية: «عشرةُ دراهم» . وفي أخرى: «أقَلّ من ثَمنِ المِجَنِّ» ولم يُعينِّنهُ. أخرجه النسائي، وقال: وأيمنُ ما أحسِبُ أنَّ لحديثه صِحةً (1) .   (1) 8 / 82 في كتاب قطع السارق، باب القدر الذي إذا سرقه السارق قطعت يده، وهو مرسل، ولكن يشهد له حديث ابن عباس الذي تقدم رقم (1873) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه النسائي (8/82) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا سفيان عن منصور، عن مجاهد، عن عطاء، فذكره. وأخرجه النسائي أيضا (8/82) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أيمن. (لم يذكر عطاء) . وأخرجه النسائى أيضا (8/82) قال: أخبرنا أبو الأزهر النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن الحكم، عن مجاهد، عن أيمن. وأخرجه النسائي (8/83) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن علي بن صالح، عن منصور، عن الحكم، عن مجاهد، وعطاء، فذكراه. وأخرجه النسائي (8/83) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: أنبأنا الحسن بن حي، عن منصور، عن الحكم، عن عطاء ومجاهد، عن أيمن. (ولم يرفعه) . وأخرجه النسائي (8/83) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أنبأنا شريك، عن منصور عن عطاء ومجاهد، عن أيمن بن أم أيمن يرفعه. فذكره. وأخرجه النسائي (8/83) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن عطاء ومجاهد. عن أيمن، قوله. الحديث: 1875 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 1876 - (س) عمرو بن شعيب -رحمه الله- عن أبيه عن جده، قال: «كان ثَمن المِجَنِّ على عهد رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- عشرةَ دراهم» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 84 في السارق، باب القدر الذي إذا سرقه السارق قطعت يده، وفيه عنعنة ابن إسحاق، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/180) (6687) . والنسائي (8/84) قال: أخبرنا خلاد بن أسلم. كلاهما (أحمد بن حنبل، وخلاد) عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. قلت: ابن إسحاق يدلس، وقد عنعن في الإسناد. الحديث: 1876 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 1877 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَعَنَ الله السَّارِق يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَع يَدهُ، ويسرق الحبْلَ فَتُقطع يده» . قال الأعمش: «كانوا يَرونَ أنه بيَضُ الحديد، وإن منَ الحِبال ما يساوي دراهم» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [ص: 560] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَيضة) : إن أريد بالبيضة بيضة الدجاجة، فالإجماع على ترك قطع سارقها ينافيه، وإن أريد به الخوذة، فإن ثمنها يبلغ أكثر من نصاب القطع.   (1) أخرجه البخاري 12 / 94 في الحدود، باب قول الله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} ، وباب لعن السارق إذا لم يسم، ومسلم رقم (1687) في الحدود، باب حد السرقة ونصابها، والنسائي 8 / 65 في السارق، باب تعظيم السرقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/253) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (8/198) قال: حدثنا عمر ابن حفص بن غياث، قال: حدثني أبي. وفي (8/200) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (5/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. قالا: حدثنا أبومعاوية. (ح) وحدثنا عمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم. كلهم عن عيسى بن يونس. وابن ماجة (2583) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (8/65) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. قال: حدثناأبو معاوية. (ح) وأنبأنا أحمد بن حرب، عن أبي معاوية. أربعتهم -أبو معاوية، وحفص بن غياث، وعبد الواحد بن زياد، وعيسى- عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. في روايتي حفص بن غياث وعبد الواحد، قال الأعمش: سمعت أبا صالح. الحديث: 1877 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 1878 - (د س) أبو أمية المخزومي - رضي الله عنه - «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بِلِصٍّ قد اعتَرَفَ اعْتِراَفاً، ولم يُوجَد معه متاعٌ، فقال [له] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: مَا إخَالُكَ سَرَقتَ؟ فقال: بَلى، فَأعَادَ عليه مَرَّتينِ - أو ثلاثاً - كُلُّ ذلك يَعتَرِفُ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَ، وجِيءَ به، فقال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: اسْتغفِرِ الله وتُبْ إليه، فقال الرجل: أَستغفرُ الله وأتوبُ إليه، فقال رسولُ الله: اللَّهُمَّ تُبْ عليه - ثلاثاً» . هذه رواية أبي داود. وعند النسائي مِثْلُهُ، ولم يقل: «فأعاد مرَّتين - أو ثلاثاً» ، ولا قال في الآخر «ثلاثاً» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (4380) في الحدود، باب في التلقين في الحد، والنسائي 8 / 67 في السارق، باب تلقين السارق، وفي سنده إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/293) قال: حدثنا بهز. والدارمي (2308) قال: أخبرنا حجاج بن منهال. وأبو داود (4380) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (2597) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سعيد بن يحيى، والنسائي (8/67) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. خمستهم - بهز، وحجاج، وموسى بن إسماعيل، وسعيد بن يحيى، وابن المبارك - عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبي المنذر مولى أبي ذر، فذكره. قال أبو داود: رواه عمرو بن عاصم، عن همام، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبي أمية رجل من الأنصار، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قلت: مداره على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، تفرد ابن حبان بتوثيقه. الحديث: 1878 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 560 1879 - (خ م ت د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «إنَّ قُرَيشاً أَهَمَّهُمْ شَأنُ المرأَةِ المَخزوميَّةِ التي سَرَقَتْ، فقالوا: مَنْ يُكلّمُ فيها رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالوا: ومَنْ يَجترئُ عليه إلا أُسامَةُ بن زَيدٍ، حِبُّ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فَكلَّمَهُ أُسَامَةُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أتَشفَعُ في حدٍّ مِنْ حُدودِ الله؟ ثم قام فَاخْتطَبَ، ثم قال: إنَّما أَهلك الذين قبلكم: أنَّهمْ كانوا إذا سَرقَ فيهم الشَّريفُ تَرَكُوه، وإذا سَرَقَ فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ. وَأيْمُ الله لَوْ أنَّ فاطمةَ بنْتَ محمدٍ سَرَقَت لقطعتُ يَدَهَا» . وفي أخرى نحوه بمعناه، وفيه: «أنَّ بني إسرائيل كان إذا سَرَقَ فيهم الشريفُ تَرَكوهُ» . وفي أخرى: «أَنَّ قُريشاً أهَمَّهمْ شَأْنُ المرأَة التي سَرَقَتْ في غَزْوَةِ الفتح» ، وفيه: «أنَّ أُسَامَةَ كَلَّمَهُ، فَتلَّونَ وجهُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أتشفَعُ في حَدٍّ من حُدودِ الله؟ فقال أُسَامَةُ: استَغفِرْ لي يا رسولُ الله، فلما كان بالعَشيِّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، فَأثْنى على الله بما هو أهْلُهُ، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنما هَلَكَ الَّذين من قَبلكُمْ ... ثم ذكر الحديث، وقال في آخره: ثم أمَرَ بتلك المرأةِ التي سَرقَتْ فَقُطِعَتْ يَدُها، قالت عائشةُ: فَحَسُنَتْ تَوْبَتُها بعدُ وتَزوَّجَتْ، وكانَتْ تَأْتي بعد ذلك فَأرفَعُ حاجَتَها إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» . هذه روايات البخاري ومسلم. [ص: 562] ولمسلم أيضاً: قالت: «كانَتِ امْرَأةٌ مَخْزُوميَّةٌ تَستعيرُ المتاعَ وتَجْحدُهُ، فَأَمَرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بقطع يدِها (1) ، فأَتى أهْلُها أُسَامَةَ فَكلَّمُوهُ، فَكَلَّمَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فيها» . قال: ثُمَّ ذكر الحديث بنحو ما تقدَّمَ. وأخرج الترمذي الرواية الأولى. وأخرج أبو داود الرواية الأولى والثالثةَ والرابعةَ. وله في أخرى: قالت: «اسْتَعارَتْ امْرَأَة - يعني: حُليّاً - على أَلسنةِ أُنَاسٍ يُعْرَفُونَ ولا تُعْرَفُ هِيَ، فَبَاعَتْهُ، فَأُخِذَتْ، فأُتيَ بها إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأمَرَ بِقَطْع يَدِها، وهي التي شَفَعَ فيها أُسَامَةُ بْنُ زيدٍ، وقال فيها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ما قال» . وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى بنحو من هذه الروايات، وقال: إن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 563] قال لأُسامةَ: «إنَّ بني إسْرائِيلَ هَلَكُوا بِمثلِ هذا، كانُوا إذا سَرَقَ فيهم الشريفُ تَركْوهُ.. الحديث» . وفي أخرى له بنحو ذلك، وفيه قول عائشةَ عن توبتها، ورفعِها حَاجَتها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وله في أخرى نحو رواية أبي داود الأولى، وفيها: «فَبَاعته وأخَذَتْ ثمَنَهُ، فَأُتِيَ بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَسعَى أهلُها إلى أُسَامَةَ بن زَيْدٍ، فَكلَّمَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فيها، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يُكلِّمُهُ، فقال أُسَامةُ: اسْتغْفِر لي يا رسول الله» . وذكر الحديث والخُطبةَ وما قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كما سبق، وقال في آخرها: «ثُمَّ قَطعَ تلكَ المرأَةَ» (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال العلماء: المراد: أنها قطعت بالسرقة، وإنما ذكرت العارية تعريفاً لها ووصفاً لها، لا لأنها سبب القطع، وقد ذكر مسلم هذا الحديث في سائر الطرق المصرحة بأنها سرقت وقطعت بسبب السرقة، فيتعين حمل هذه الرواية على ذلك، جمعاً بين الروايات، فإنها قضية واحدة، مع أن جماعة من الأئمة قالوا: هذه الرواية شاذة، فإنها مخالفة لجماهير الرواة، والشاذة لا يعمل بها، قال العلماء: وإنما لم تذكر السرقة في هذه الرواية؛ لأن المقصود منها عند الراوي ذكر منع الشفاعة في الحدود، لا الإخبار عن السرقة. قال جماهير العلماء وفقهاء الأمصار: لا قطع على من جحد العارية، وتأولوا هذا الحديث بنحو ما ذكرته، وقال أحمد وإسحاق: يجب القطع في ذلك. (2) أخرجه البخاري 12 / 76 في الحدود، باب إقامة الحدود على الشريف والوضيع، وباب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان، وباب توبة السارق، وفي الشهادات، باب شهادة القاذف والسارق والزاني، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد، وفي المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، ومسلم رقم (1688) في الحدود، باب قطع السارق الشريف وغيره، والترمذي رقم (1430) في الحدود، باب ما جاء في كراهية أن يشفع في الحدود، وأبو داود رقم (4373) و (4374) في الحدود، باب في الحد يشفع فيه، والنسائي 8 / 74 و 75 في السارق، باب ما يكون حرزاً وما لا يكون. قال الحافظ في " الفتح " 12 / 85 ما ملخصه: وفي هذا الحديث من الفوائد: منع الشفاعة في الحدود، وفيه دخول النساء مع الرجال في حديث السرقة. وفيه قبول توبة السارق، ومنقبة لأسامة. وفيه [ص: 564] ما يدل على أن فاطمة عليها السلام عند أبيها صلى الله عليه وسلم في أعظم المنازل، وفيه ترك المحاباة في إقامة الحد على من وجب عليه ولو كان ولداً أو قريباً أو كبير القدر، والتشديد في ذلك والإنكار على من رخص فيه أو تعرض للشفاعة فيمن وجب عليه، وفيه جواز ضرب المثل بالكبير القدر للمبالغة في الزجر عن الفعل، ومراتب ذلك مختلفة، وفيه جواز التوجع لمن أقيم عليه الحد بعد إقامته عليه، وفيه الاعتبار بأحوال من مضى من الأمم ولاسيما من خالف أمر الشرع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/41) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. وفي (6/162) قال: حدثنا عبد الرزاق: قال: حدثنا معمر. والدارمي (2307) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله. قال: حدثنا الليث. والبخاري (4/213) و (5/29) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. وفي (5/29) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا سفيان. قال: ذهبت أسأل الزهري عن حديث المخزومية فصاح بي. قلت لسفيان: فلم تحتمله عن أحد؟ قال: وجدته في كتاب كان كتبه أيوب بن موسى. وفي (8/199) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا الليث. (ح) وحدثنا سعيد بن سليمان. قال: حدثنا الليث. وفي (8/201) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال: حدثني ابن وهب، عن يونس. ومسلم (5/114) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثني أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. وفي (5/115) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (4373) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني. قال: حدثني الليث (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي. قال: حدثنا الليث. وفي (4374 و 4397) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم ومحمد بن يحيى. قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (4396) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال: حدثنا أبو صالح، عن الليث. قال: حدثني يونس. وابن ماجة (2547) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (1430) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (8/72) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا سفيان. قال: كانت مخزومية تستعير متاعا وتجحده، فرفعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكلم فيها. فقال: لو كانت فاطمة لقطعت يدها.. قيل لسفيان: مَن ذكره؟ قال: أيوب بن موسى. (ح) وأخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. (ح) وأخبرنا رزق الله بن موسى. قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. وفي (8/73) قال: أخبرنا عمران بن بكار. قال: حدثنا بشر بن شعيب. قال: أخبرني أبي. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي (8/74) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا أبو الجواب. قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن إسماعيل بن أمية. (ح) وأخبرني محمد بن جبلة. قال: حدثنا محمد بن موسى بن عين. قال: حدثنا أبي. عن إسحاق بن راشد. (ح) وقال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس. سبعتهم- أيوب بن موسى، ومعمر، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، وإسماعيل بن أمية، وإسحاق بن راشد - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. وأخرجه النسائي (8/72) قال: أخبرنا علي بن سعيد بن مسروق. قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري عن عروة، فذكره. ليس فيه «أيوب بن موسى» . وأخرجه البخاري (3/223) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني ابن وهب. وفي (5/192) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. والنسائي (8/75) قال: أخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله. كلاهما - ابن وهب، وعبد الله بن المبارك - عن يونس، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن امرأة سرقت في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الفتح، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه، فذكره. وقال في آخره: قالت عائشة: فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 1879 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 561 1880 - (د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «أَنَّ امرأَةً مَخْزَّومِيَّة كانت تَستَعِيرُ المتَاعَ وتَجحَدُهُ، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بها فَقُطِعَتْ يَدُهَا» . قال أَبو داود: رواه جُويرَيةُ عن نافعٍ عن ابن عمر، أَو عن صَفِيَّةَ بنتِ أبي عُبَيْدٍ، وزاد فيه: «وأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قام خطيباً، فقال: هل من امرأةٍ تائبةٍ إلى الله ورسوله؟ - ثلاثَ مَراتٍ - وتلك شاهدةٌ، فلم تَقُمْ ولم تَتكلَّمْ» . وفي رواية عن نافعٍ عن صَفِيَّةَ بنتِ أبي عُبَيدٍ قال فيه: «فَشُهِدَ عليها» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي: «كانَتْ تَستَعيرُ مَتاعاً على ألسنةِ جَارَاتِها فَتَجحَدُهُ» . وفي أخرى: «كانت تَسْتَعيرُ الحُليَّ لِلنَّاسِ ثم تُمسكُهُ، فقال رسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لِتَتُبْ هذه المرأَةُ إلى الله ورسولُه، وتَرُدَّ مَا تأخُذُ على [ص: 565] القومِ، ثم قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: قُم يا بلالُ فَخُذ بِيدِها فاقطعها» . وفي رواية: «أَن امرأَة كانت تَسْتعِيرُ الْحُليَّ في زَمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَاستَعارَتْ من ذلك حُليّاً، فَجمَعَتْهُ ثُمَّ أَمْسَكتْهُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لِتَتُبْ هذه المرأَة وتُؤدِّي ما عِنْدَهَا - مِراراً - فلم تَفْعَل، فَأمَرَ بها فَقُطِعَتْ» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (4395) في الحدود، باب في القطع في العارية إذا جحدت، والنسائي 8 / 70 في السارق، باب ما يكون حرزاً وما لا يكون، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/151) (6383) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، وأبو داود (4395) قال: حدثنا الحسن بن علي، ومخلد بن خالد. قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. والنسائي (8/70 و 71) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن أيوب. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن أيوب (ح) وأخبرنا عثمان بن عبد الله، قال: حدثني الحسن بن حماد، قال: حدثنا عمرو بن هاشم الجنبي أبو مالك، عن عبيد الله بن عمر. كلاهما - أيوب، وعبيد الله - عن نافع، فذكره. أخرجه النسائي (8/71) قال: أخبرني محمد بن الخليل، عن شعيب بن إسحاق، عن عبيد الله، عن نافع، أن امرأة كانت تستعير الحلي في زمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ......... الحديث. «مرسل» . الحديث: 1880 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 564 1881 - (س) سعيد بن المسيب -رحمه الله-: «أن امرأَة من بني مَخْزُومٍ استعارَتْ حُلِياً على لسانِ أُنَاسٍ، فَجحدَتْهُ، فأمر بها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُطِعَتْ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 71 في السارق، باب ما يكون حرزاً وما لا يكون، وهو مرسل، ولكن يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل:أخرجه النسائي (8/71 و 72) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: ثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي عن قتادة عن سعيد بن يزيد عن سعيد بن المسيب. مرسلا. الحديث: 1881 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 565 الفصل الثاني: فيما لا يوجب القطع 1882 - (ت د س) عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن الثَّمرِ المُعَلَّقِ؟ فقال: من أَصَابَ بفِيهِ من [ص: 566] ذي حاجةٍ، غَيْرَ مُتخِذٍ خُبنة، فلا شيءَ عليه» . هذه رواية الترمذي. وزاد أبو داود والنسائي: «وَمَنْ خَرَجَ منه بشيءٍ فَعَليهِ غَرامَةُ مثلِهِ والعُقُوبةُ، ومَنْ سَرَق منه شَيْئاً بعد أَنْ يُؤوِيهِ الْجَرينُ فَبَلَغَ ثَمَنَ المِجَنِّ فَعليهِ القطْعُ، ومَن سَرَقَ دون ذلك فعليه غَرامَةُ مِثْلَيْه والعقوبةُ» . وفي أخرى للنسائي قال: «سُئِلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: في كْم تُقْطَعُ اليَد؟ قال: لا تُقطعُ في ثَمرٍ مَعَلَّقٍ، فإذا ضمَّهُ الْجَرينُ قُطِعتْ في ثَمَنِ المِجَنِّ، ولا تُقْطَعُ في حَريسةِ الْجبلِ، فإذا ضَمَّهَا المُراحُ قُطعَت في ثَمَنِ المِجَنِّ» . وفي أخرى له: «أن رجلاً من مُزيَنَةَ أَتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، كيف تَرَى في حَريسةِ الجَبَلِ؟ قال: هي ومِثْلُها والنَّكالُ، وليس في شيء من الماشِيَةِ قطعٌ إلا فيما آواه المُراحُ فبَلغَ ثَمَنَ المِجَنِّ، فَفيه قَطْعُ اليدِ، وما لم يَبْلُغْ ثمنَ المِجَنِّ، فَفيهِ غَرامَةُ مِثْليْهِ وَجَلَدَاتُ النَّكالِ، قال: يا رسول الله، كيف تَرَى في الثَّمرِ المُعَلَّقِ؟ قال: هو ومِثلُهُ مَعَهُ والنَّكالُ، وليس في شيء من الثَّمَرِ المعلَّقِ قطعٌ، إلا فيما آوَاه الجَرِينُ، فما أُخذ من الجَرين، فَبلَغَ ثمنَ المجنِّ ففيه القطع، وما لم يَبْلُغْ ثمنَ المجنِّ ففيه غَرَامَةُ مِثليهِ» (1) . [ص: 567] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خُبْنَة) : الخبنة ما تحمل في حضنك، وقيل: هو أن تأخذه في خبنة ثوبك، وهو ذيله وأسفله. (الجرين) : موضع التمر الذي يجفف فيه، مثل البيدر للحنطة. (حريسة الجبل) : منهم من يجعل الحريسة: السرقة نفسها. يقال: حرس يحرس حرساً: إذا سرق، ومنهم من يجعلها المحروسة، يعني: ليس فيما يحرس بالجبل إذا سرق قطع، لأنه ليس بموضع حرز، وحريسة الجبل أيضاً: الشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مأواها. (المُراح) : بضم الميم: الموضع الذي تأوي إليه الماشية ليلاً.   (1) أخرجه الترمذي رقم (1289) في البيوع، باب ما جاء في الرخصة في أكل الثمرة للمار بها، وأبو داود رقم (4390) في الحدود، باب ما لا قطع فيه، والنسائي 8 / 84 و 85 و 86 في السارق، باب الثمر المعلق يسرق، وباب الثمر يسرق بعد أن يؤويه الجرين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الحميدي (597) قال: حدثنا سفيان، قال: سمعناه من داود بن شابور ويعقوب بن عطاء. وأحمد (2/180) (6683) قال: حدثنا يعلى قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (2/186) (6746) قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن يعني ابن الحارث. وفي (2/203) (6891) قا: حدثنا ابن إدريس. قال: سمعت ابن إسحاق. وفي (2/207) (6936) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/224) (7094) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا هشام بن سعد. وأبو داود (1708) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر. وفي (1710) و (4390) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. وفي (1711) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد، يعني ابن كثير. وفي (1712) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة عن عبيد الله بن الأخنس. وفي (1713) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن ابن إسحاق. (ح) وحدثنا ابن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس، عن ابن إسحاق. وابن ماجة (2596) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير. والترمذي (1289) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. والنسائي (5/44) و (8/84) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عبيد الله بن الأخنس. وفي (8/85) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. (ح) قال: قال الحارث بن مسكين، قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، وهشام بن سعد. وابن خزيمة (2327) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث وهشام بن سعد. وفي (2328) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن محمد بن إسحاق. عشرتهم - داود بن شابور، ويعقوب، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن الحارث، وهشام بن سعد، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن عجلان، والوليد بن كثير، وعبيد الله بن الأخنس، وعمرو بن الحارث- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1882 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 565 1883 - (ط) عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي حسين المكي -رحمه الله- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا قَطعَ في ثمرٍ مُعلَّق، ولا في حَريسةِ جبلٍ، فإذا آواه المُرَاح أو الجرينُ، فالقطعُ فيما بلغ ثمن المجن» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 831 في الحدود، باب ما يجب فيه القطع، وهو مرسل، قال ابن عبد البر: لم تختلف رواة الموطأ في إرساله، ويتصل معناه من حديث عبد الله بن عمرو وغيره، أقول: وقد وصله النسائي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كما في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل:أخرجه مالك (1617) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين المكي، فذكره، مرسلا. قال الإمام الزرقاني: قال أبو عمر - ابن عبد البر -: لم تختلف رواة «الموطأ» في إرساله، ويتصل معناه من حديث ابن عمرو وغيره. ا. هـ الشرح (4/189) . قلت: حديث عبد الله بن عمرو تقدم برقم (1882) . الحديث: 1883 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 567 1884 - (ط ت د س) محمد بن يحيى بن حَبَّانَ -رحمه الله- «أَن عبداً سَرَقَ ودِيّاً من حَائطٍ، فَغَرَسَهُ في حائط سيِّدِه، فَخَرَجَ صاحبُ الوَدَيِّ يَلْتَمِسُ وَدِيَّهُ، فَوَجَدَهُ، فَاستَعدَى عَلى العبدِ إلى مَروانَ بنِ الحكم، فَسجَنَ مروانُ العبدَ، وأَراد قَطْعَ يَدِهِ، فَانطَلقَ سَيِّدُ العبدِ إلى رافِعِ بن خَدِيجٍ فَسْألَهُ عن ذلك؟ فَأخبرَهُ: أنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لاَ قَطعَ في ثَمرٍ ولا كَثَرٍ - الكَثَرُ: الجُمَّارُ - فقال الرجلُ: فَإنَّ مَروَانَ بنَ الحكم أَخذ غُلاماً لي، وهو يُريدُ قَطْعَهُ، وأنا أُحِبُّ أنّ تَمْشيَ معي إليه فَتُخبرَهُ بالذي سَمِعتَ من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَمشى معه رافِعٌ إلى مَرْوانَ بنِ الْحَكم، فقال: أَخَذْتَ غُلاماً لهذا؟ قال: فَما أنتَ صَانِعٌ بِه؟ قال: أردْتُ قَطْعَ يَدهِ، فقال له رافعٌ: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا قَطْعَ في ثَمرٍ ولا كَثَرٍ، فَأمَرَ مَروانُ بالعبد فأُرسِلَ» . هذه رواية الموطأ وأبي داود. وفي أخرى لأبي داود بهذا الحديث، وقال: فيه «فَجَلَدَه مَروَانُ جَلَدَاتٍ وخَلَّى سبيلَهُ» . وأخرج الترمذي والنسائي المُسْنَدَ منه فقط (1) . [ص: 569] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَدِيّاً) : الودي الغرس من غروس النخل قبل أن يكبر. (من حائط) : الحائط البستان من النخل. (كَثَر) : الكثر جُمَّار النخل.   (1) أخرجه الموطأ 2 / 839 في الحدود، باب ما لا قطع فيه، والترمذي رقم (1449) في الحدود، باب [ص: 569] ما جاء لا قطع في ثمر ولا كثر، وأبو داود رقم (4388) و (4389) في الحدود، باب ما لا قطع فيه، والنسائي 8 / 87 في السارق، باب ما لا قطع فيه، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2593) في الحدود، باب لا يقطع في ثمر ولا كثر، وإسناده صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود، ومن حديث أبي هريرة عند ابن ماجة، وإسناد كل منهما صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: - اللفظ المذكور: أخرجه مالك في «الموطأ» (524) . وأحمد (3/464) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/463) و (4/140و 142) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (2309) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وفي (2312) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (2313) قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدثنا جرير الثقفي. وأبو داود (4388) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك بن أنس. وفي (4389) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد. والنسائي (8/87) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان. وفي (8/87) قال: أخبرني يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد. وفي (8/87) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ابن سلام، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (8/87) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان. وفي (8/87) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3581) عن محمد بن الوليد، عن غندر، عن شعبة (ح) وعن محمد بن معدان بن عيسى، عن الحسن بن محمد بن أعين، عن زهير. تسعتهم (مالك، وشعبة، ويزيد، وسفيان، وجرير، وحماد، والقطان، وأبو معاوية، وزهير) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، فذكره. جاءت بعض الروايات مختصرة. واللفظ المسند: 1 - أخرجه الحميدي (407) قال: حدثنا سفيان «ابن عيينة» . 2 - وأخرجه الدارمي (2311) قال: أخبرنا إسحاق. وابن ماجة (2593) قال: حدثنا علي بن محمد. والنسائي (8/87) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد الله «هو ابن أبي رجاء» . ثلاثتهم (إسحاق، وعلي، وابن أبي رجاء) قالوا: حدثنا وكيع، عن سفيان «الثوري» . 3 - وأخرجه الترمذي (1449) . والنسائي (8/87) . قال الترمذي: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. ثلاثتهم -ابن عيينة، والثوري، والليث- عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، فذكره. أخرجه الدارمي (2310) . والنسائي (8/88) . قال الدارمي: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن رجل من قومه، فذكره. وأخرجه النسائي (8/88) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا بشر، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، أن رجلا من قومه حدثه، عن عم له، فذكره. رواية ابن عيينة فيها قصة: «أن عبدا سرق وديّا من حائط رجل، فجاء به فغرسه في حائط أهله، فأتي به مروان بن الحكم، فأراد أن يقطعه ..... فذكر الحديث» . - ورواه عن رافع، أبو ميمون: أخرجه آلدارمي (2314) ، والنسائي (8/88) قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون. كلاهما -الدارمي، ومحمد بن علي- عن سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي ميمون، فذكره. قال أبو عبد الرحمن النسائي عقب هذا الحديث: هذا خطأ، أبو ميمون لا أعرفه. - ورواه عن رافع القاسم بن محمد بن أبي بكر: أخرجه النسائي (8/86) قال: أخبرنا محمد بن خالد بن خليّ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سلمة -يعني ابن عبد الملك العوصي- عن الحسن (وهو ابن صالح) عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، فذكره. الحديث: 1884 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 568 1885 - () جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا قَطْعَ في كَثرٍ ولا ثَمَرٍ مُعلَّقٍ ولا حَرِيسة جَبل، ولا على خِيانةٍ، ولا في انتِهَابٍ ولا خليسةٍ» . أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثمر معلق) : والثمر المعلق: هو الذي بعد في شجره. (خَليسة) : الخليسة: الشيء المختلس، المنهوب، المسلوب.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ومعناه في الذي قبله والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم اهتد إليه. الحديث: 1885 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 569 1886 - (ت د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس على خَائِنٍ، ولا مُنتَهِبٍ، ولا مُخْتلِسٍ قَطعٌ» . [ص: 570] أخرجه الترمذي والنسائي. وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَيْسَ على المُنتهبِ قَطعٌ، ومن انْتهبَ نُهْبَة مَشْهورَة فَليْسَ مِنَّا» . قال: وبهذا الإسناد قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس على الخْائِنِ قَطع» . وزاد في الأخرى: «ولا على المُخْتَلِسِ قَطعٌ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليس منا) : أي ليس متابعاً لنا في فعله هذا، ولا منتسباً إلى ملتنا في هذا الفعل خاصة.   (1) أخرجه الترمذي رقم (1448) في الحدود، باب ما جاء في الخائن والمختلس والمنتهب، وأبو داود رقم (4391) في الحدود، باب القطع في الخلسة والخيانة، والنسائي 8 / 88 و 89 في السارق، باب ما لا قطع فيه، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2591) في الحدود، باب الخائن والمنتهب والمختلس، وابن حبان رقم (1502) موارد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. أقول: وفيه تدليس أبي الزبير، قال الشوكاني في " نيل الأوطار ": وقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه وصرح بسماع أبي الزبير من جابر، وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف عند ابن ماجه بإسناد صحيح بنحو حديث الباب، وعن أنس عند ابن ماجة أيضاً والطبراني في الأوسط، وعن ابن عباس عند ابن الجوزي في العلل وضعفه، وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً، ولاسيما بعد تصحيح الترمذي وابن حبان لحديث الباب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 3 - أخرجه أحمد (3/380) قال: حدثنا محمد بن بكر. والدارمي (2315) قال: أخبرنا أبو عاصم وأبو داود (4391 و 4392) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا محمد بن بكر. وفي (4393) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (2591) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (3935) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا أبو عاصم. والترمذي (1448) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى بن يونس. والنسائي (8/88) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. وفي (8/89) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2800) عن محمد بن حاتم، عن سويد، عن عبد الله. ستتهم - ابن بكر، وأبو عاصم، وعيسى بن يونس، وسفيان، وحجاج، وعبد الله - عن ابن جريج. 2 - وأخرجه النسائى (8/88) قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد بن علي، عن مخلد، عن سفيان. 3 - وأخرجه النسائي (8/89) قال: أخبرنا خالد بن روح الدمشقي، قال: حدثنا يزيد (يعني ابن خالد ابن يزيد بن عبد الله بن موهب) قال: حدثنا شبابة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2967) عن الحسين ابن عيسى، عن زيد بن حباب، عن ورقاء بن عمر. كلاهما (شبابة، وورقاء) عن المغيرة بن مسلم. خمستهم - زهير، وابن لهيعة، وابن جريج، وسفيان، والمغيرة - عن أبي الزبير، فذكره. رواية زهير مختصرة على: «من انتهب نهبة فليس منا» . لفظ رواية ابن لهيعة: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النهبة» . لفظ رواية سفيان الثوري والمغيرة بن مسلم: «ليس على خائن، ولا منتهب، ولا مختلس، قطع» . الحديث: 1886 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 569 1887 - (ط) محمد بن شهاب الزهري -رحمه الله- «أنَّ مَرَوانَ بن الحكم أُتيَ بإنسانٍ قد اختلَس متاعاً، فأراد قطع يده، فأرسل إلى زيدِ بنِ ثابت يسأله عن ذلك؟ فقال زيدٌ: ليس في الْخُلْسةِ قَطْعٌ» . أخرجه الموطأ (1) . [ص: 571] وذكر رزين رواية لم أَجدها: قال مالك: «بَلغَني: أنَّ زيدَ بن ثابت قال: ليس في الخلسةِ قَطعٌ، ولا في ثَمرٍ مُعَلَّقٍ قطْعٌ، ولا في حَرِيسَةِ جَبلٍ» (2) .   (1) 2 /840 في الحدود، باب ما لا قطع فيه، وإسناده صحيح. (2) ولكن لها شواهد، فالفقرة الأولى منها، يشهد لها رواية الموطأ التي قبلها، والفقرة الثانية والثالثة يشهد لها الحديثان رقم (1884) و (1885) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1630) عن ابن شهاب، فذكره. الحديث: 1887 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 570 1888 - (ط) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «جاء رجلٌ إلى عمرَ بغلامٍ له، فقال: اقْطَعْ يَدَهُ، فإنهُ سَرَقَ مِرآة لامرأتي، فقال عمر: لا قطع عليه، هو خَادِمُكْم أَخذَ مَتاعَكم» (1) . أخرجه الموطأ أيضاً عن السائب بن يزيد: «أنَّ عبد الله بن عمرو بن الحضرمي جاء بغُلامٍ له - وذكر الحديث - وفيه سَرَقَ مِرآةً لامرَأتي، قِيمتُها سِتونُ درهماً» (2) .   (1) هذه الرواية لم نجدها في الموطأ المطبوع، ولعلها في بعض النسخ، وقد نسبها إلى مالك أيضاً الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح ". (2) 2 / 839 و 840 في الحدود، باب ما لا قطع فيه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف على رواية ابن عمر في «الموطأ» ، ولا في غيره. ورواية السائب بن يزيد: أخرجها مالك (1629) عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد أن عبد الله بن الحضرمي جاء بغلام إلى عمر ...... فذكره. وفي رواية أبي مصعب زيادة: (ليس على العبد قطع إذا سرق متاع سيده، ولا على الأمة إذا سرقت من متاع سيدها، ما كان ذلك فيما ائتمنوا عليه، أو لم يؤتمنوا عليه) اهـ «الموطأ» رواية مصعب (2/33 و 34) . الحديث: 1888 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 571 الفصل الثالث: في تكرار القطع 1889 - (د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «جيء إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بسارقٍ فقال: اقْتلُوه، قالوا: يا رسولَ الله إنَّما سَرقَ، [ص: 572] فقال: اقْطَعوهُ، قال: فَقُطِعَ، ثُمَّ جِيءَ به الثانيةَ، فقال: اقْتُلُوهُ، فقالوا: يا رسول الله، إنما سرق، فقال: اقطعوه، فَقُطِعَ، ثم جِيءَ به الثالثة، فقال: اقتُلوه، فقالوا: يا رسول الله، إنما سرق، فقال: اقطعوه، ثم أُتي به الرابعةَ، فقال: اقتُلوه، فقالوا: يا رسولَ الله، إنما سرق، قال: اقطعوه، فأُتَي به الخامسةَ، فقال: اقْتُلُوهُ، قال جابر: فانطلقنا به فَقَتلنَاه، ثُمَّ اجْتَرْرناهُ فأَلقيناهُ في بئرٍ، ورَمَينا عليه الحجارة» ، هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي مثله، إلى قوله في الخامسة: «اقْتُلوهُ، قال: فَانطَلَقْنا إلى مِرْبَدِ النَّعَمِ. ثم حَمَلَنَاهُ فاستَلقى على ظهره، ثم كشَّ (1) بيديه ورجليه، فانصَدَعَتِ الإبلُ، ثم حَمَلُوا عليه الثانيةَ، ففعل مثل ذلك، ثم حملوا عليه الثالثة، ففعل مثلَ ذلك، فَرَمَينَاهُ بالحجارة فقَتَلْناهُ، ثم ألقيناه في بِئرٍ، ثم رَميْنا عليه بالحجارةِ» . قال النسائي: هذا حديث منكر، وأحد رواته ليس بالقوي (2) . [ص: 573] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مربد النَّعم) : الموضع الذي تجتمع فيه.   (1) في النسائي المطبوع " كشر " براء بعد الشين. (2) أخرجه أبو داود رقم (4410) في الحدود، باب في السارق يسرق مراراً، والنسائي 8 / 90 و 91 في السارق، باب قطع اليدين والرجلين من السارق، وفي إسناده مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، وهو لين الحديث، كما قال الحافظ في " التقريب " وقال النسائي: وهذا حديث منكر، ومصعب بن ثابت ليس بالقوي في الحديث، والله تعالى أعلم، أقول: وهو بمعنى الذي بعده، وقال الحافظ في " التلخيص ": ولا أعلم فيه حديثاً صحيحاً، وفي الباب عن الحارث بن حاطب الجمحي، وعن [ص: 573] عبد الله بن زيد الجهني، عند أبي نعيم في " الحلية ": قال ابن عبد البر: حديث القتل منكر لا أصل له، وقد قال الشافعي: هذا الحديث منسوخ لا خلاف فيه عند أهل العلم، قال ابن عبد البر: وهذا يدل على أن ما حكاه ابن مصعب عن عثمان وعمر بن عبد العزيز أنه يقتل لا أصل له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حديث منكر: أخرجه أبو داود (4410) ، والنسائي (8/90) . كلاهما عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل الهلالي، قال: ثنا جدي، قال: ثنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن محمد بن المنكدر، فذكره. قال النسائي: هذا حديث منكر، ومصعب بن ثابت ليس بالقوي في الحديث. الحديث: 1889 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 571 1890 - (س) الحارث بن حاطب - رضي الله عنه - «أَنَّ رسولَ الله، -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بِلِصٍّ فقال: اقْتُلُوهُ، فقالوا: يا رسولَ الله، إنما سَرقَ، فقال: اقتُلوه، قالوا: يا رسولَ الله، إنما سرق، قال: اقْطَعوا يَدَهُ، قال: ثم سرَقَ، فَقُطِعتْ رِجْلُه، ثم سرق على عَهدِ أبي بكرٍ، حتى قُطعت قوائمه كلُّها، ثم سرق أَيضاً الخامسةَ، فقال أَبو بكرٍ: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أعلم بهذا حين قال: اقتُلوه، ثم دَفَعَهُ إلى فتَيةٍ من قريش لِيقْتُلُوهُ، منهم عبدُ الله بنُ الزُّبيرِ، وكانَ يُحبُّ الإمارةَ، فقال: أَمِّرُوني عليكم، فَأمَّرُوه عليهم، فكان إذا ضَرَبَ ضَربُوهُ حتَّى قَتلُوهُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 /89 و 90 في السارق، باب قطع الرجل من السارق بعد اليد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/89) قال: أخبرنا سليمان بن سلم المصاحفي البلخي، قال: ثنا النضر بن شميل، قال: ثنا حماد، قال: أنبأنا يوسف، فذكره. الحديث: 1890 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 573 1891 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- «أنَّ رجلاً من أهل اليمن، أَقطعَ اليدِ والرِّجلِ، قَدِمَ المدينةَ، فَنَزَلَ على أبي بَكرٍ الصِّدِّيق، فَشَكا إليه أن عَامِلَ اليَمنِ ظَلَمهُ وقطَعَ يدَهُ، وكان يُصَلِّي من اللَّيلِ، فيقولُ أَبو بكرٍ: وأبيكَ مَا لَيلُك بلَيْلِ سَارِقٍ، ثم إنَّهُ بَيَّتَ حُليّاً لأسماءَ بنت عُمَيسٍ، [ص: 574] فافتقْدُوه، فَجَعلَ يَطُوفُ معهم ويقول: اللَّهُمَّ عَليكَ بَمنْ بَيَّتَ أهْلَ دُوَيْرِيةِ الرَّجُلِ الصَّالحِ، ثم وَجَدُوا الحُليَّ عند رَجُلٍ صائِغٍ، فَزعَمَ أنَّ الأقْطعَ جاء به، فاعْتَرَفَ الأقطعُ - أو شُهدَ عليه - فَأَمرَ أبو بكرٍ فقُطِعَتْ شِمَالُهُ، فقال أبو بكرٍ: والله إنَّ دُعاءهُ على نَفسِهِ أشَدُّ عِندِي مِنْ سَرِقَتِهِ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بيّت) : الأمر إذا أتاه ليلاً، يعني: أنه سرق الحلي في الليل.   (1) 2 /835 و 836 في الحدود، باب جامع القطع، وفيه انقطاع، قال الحافظ في " التلخيص ": وفي سنده انقطاع، أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه ذكر بعضها الحافظ في " التلخيص ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك (1626) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، فذكره. منقطعا. الحديث: 1891 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 573 الفصل الرابع: في أحكام متفرقة 1892 - (ط) يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب (1) -رحمه الله- «أنَّ رقِيقاً لِحَاطِبٍ سرَقُوا نَاقة لرجلٍ من مُزَينةَ فَانْتَحرُوهَا، فَرُفِعَ ذلك إلى عمر بن الخطاب، فَأمَرَ عمرُ كَثِيرَ بنَ الصَّلتِ أنْ يَقْطعَ أيْدِيَهُمْ، ثم قال عمرُ: أرَاك تُجيعُهمْ، ثم قال عمر: واللهِ، لأُغَرِّمَنَّكَ غُرماً يَشُقُّ عليك، [ص: 575] ثم قال لِلمُزَنيِّ: كم ثَمنُ نَاقَتِكَ؟ فقال المُزَنيُّ: كُنتُ والله أمْنَعُها من أَربعمائةِ دِرهم. فقال عمر: أَعطِهِ ثَمانمائة درهم» . أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رقيقاً) : الرقيق: العبيد والإماء.   (1) في الأصل: محمد بن عبد الرحمن بن حاطب، والتصحيح من الموطأ والمطبوع. (2) 2 / 748 في الأقضية، باب القضاء في الصواري والحرية، وإسناده منقطع، فإن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة لم يدرك جده حاطب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1892) عن هشام بن عروة عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، فذكره. قلت: يحيى بن عبد الرحمن لم يدرك جده. الحديث: 1892 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 574 1893 - (ط) عمرة بنت عبد الرحمن -رضي الله عنها- قالت: «خَرَجَتْ عَائِشَةُ - زوجُ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مَكَّةَ ومَعَها مَولاتَانِ لها، ومعهما غُلامٌ لبَني عبد الله بن أبي بَكرٍ الصِّدِّيق، فَبُعثَ مَعَ المولاتَيْنِ بِبُرْدٍ مراجل (1) قد خِيطَ عليه خِرقَةٌ خضرَاءُ، قَالت: فَأَخَذَ الغُلامُ البُرْدَ، فَفَتَقَ عنه، فاستَخرَجَهُ، وجعلَ مَكانهُ لِبْدَاً - أو فَروة - وخاط عليه، فلما قَدِمَتْ المَولاتَانِ المَدينةَ دَفَعَتا ذلك إلى أهله، فَلما فَتقُوا عنه وَجَدُوا فيه اللِّبِدَ، ولم يَجدُوا البُرْدَ، فَكلَّموا المَرْأتينِ، فَكلمتَا عائِشَةَ - أَوْ كَتَبتا إليها - واتَّهَمتا العبدَ، فسُئِلَ العبدُ عن ذلك فاعْتَرَفَ، فأَمَرَت به عائشةُ - زوجُ النبي -صلى الله عليه وسلم- فَقُطعَت يَدُهُ، وقالت عائشةُ: القَطعُ في رُبع دِينارٍ فصاعداً» . أخرجه الموطأ (2) . [ص: 576] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مراجِل) : بالجيم، ضرب من برود اليمن.   (1) في الموطأ المطبوع: مرجل. (2) 2 / 832 و 833 في الحدود، باب ما يجب فيه القطع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1620) عن عبد الله بن أبي بكر بن حزام عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته. الحديث: 1893 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 575 1894 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سرقَ العبدُ بِيعوهُ وَلو بِنَشٍّ» (1) . أخرجه أبو داود والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِنَشٍّ) : النِّش هو النصف من كل شيء   (1) قال النووي: في الحديث: " أنه صلى الله عليه وسلم لم يصدق امرأة أكثر من اثنتي عشرة أوقية ونش " قال مجاهد: الأوقية: أربعون، والنش: عشرون، وقال ابن الأعرابي: النش: النصف من كل شيء، ونش الرغيف: نصفه. (2) أخرجه أبو داود رقم (4412) في الحدود، باب بيع المملوك إذا سرق، والنسائي 8 / 91 في السارق، باب القطع في السفر، وأخرجه أيضاً في المسند 2 /337 و 356 و 387، وفي سنده عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وهو صدوق يخطئ، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقد ضعفه شعبة ويحيى بن معين، وقال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/336 و 356) قال: حدثنا هشام بن سعيد. وفي (2/337) قال: حدثنا حسين. وفي (2/387) قال: حدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (165) قال: حدثنا مسدد. وأبو داود (4412) قال: حدثنا موسى، يعني ابن إسماعيل، وابن ماجة (2589) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (8/91) قال: أخبرنا الحسن بن مدرك. قال: حدثنا يحيى بن حماد الحديث: 1894 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 576 1895 - (ط) نافع - مولى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «إنَّ عبداً لابن عمرَ سَرَقَ وهو آبقٌ، فَبَعثَ به إلى سعيدِ بن العاص - وهو أمير المدينةِ - لِيَقْطَعَ يَدَهُ، فقال سعيد: لا تُقطَعُ يَدُ الآبِقِ، فقال له ابن عمر: في أيِّ كِتابِ الله وجَدتَ هذا؟ فَأمَرَ به ابنُ عمر فَقُطِعَتْ يَدُهُ، [ص: 577] وكذلك قَضَى به عمرُ بنُ عبد العزيز» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آبق) : أبق العبد يأبق: إذا هرب، فهو آبق.   (1) 2 / 833 في الحدود، باب ما جاء في قطع الآبق والسارق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] سبعتهم- هشام، وحسين بن محمد، وعفان، ومسدد، وموسى، وأبو أسامة، ويحيى بن حماد - عن أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، فذكره. قال أبو عبد الرحمن النسائي: عمر بن أبي سلمة ليس بالقوي في الحديث. الحديث: 1895 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 576 1896 - (د س) أزهر بن عبد الله الحرازي (1) -رحمه الله- «أَنَّ قَوماً من الكَلاعِيِّينَ سُرِقَ لهم مَتَاعٌ، فاتَّهموا أُناساً من الحاكةِ، فَأتَوْا بهم النُّعمانَ بن بَشيرٍ صاحبَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَحبَسَهُمْ أَيَّاماً، ثم خلَّى سَبيلَهمْ، فَأتوْا النعمان، فقالوا: خَلَّيتَ سَبْيلَهُمْ بغير ضَربٍ ولا امتحانٍ؟ فقال لهم النعمان: مَا شِئْتُمْ، إن شئتم أَنْ أضرِبَهم، فَإنْ خَرَجَ متاعُكم فذاك، وإلا أَخذَتُ لهم من ظُهورِكم مثل ما أَخذتُ من ظهورهم، فقالوا: هذا حُكمكَ؟ قال: هذا حُكُم الله ورسوله» أخرجه أبو داود والنسائي (2) .   (1) في الأصل: الحواري، وهو خطأ، والتصحيح من أبي داود والنسائي، وكتب الرجال. (2) رواه أبو داود رقم (4382) في الحدود، باب في الامتحان بالضرب، والنسائي 8 / 66 في السارق، باب امتحان السارق بالضرب والحبس، وفي إسناده بقية بن الوليد، وهو كثير التدليس عن الضعفاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حديث منكر:أخرجه أبو داود (4382) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة. والنسائي (8/66) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. كلاهما (عبد الوهاب، وإسحاق) عن بقية بن الوليد، قال: حدثني صفوان بن عمرو، قال: حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، فذكره. قال النسائي: هذا حديث منكر، لا يحتج بمثله، وإنما أخرجته ليعرف. «تحفة الأشراف» (9/11611) . الحديث: 1896 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 577 1897 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «دعاني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلتُ: لَبَّيْك، فقال: كيف أنتَ إذا أصابَ الناسَ موتٌ يكونُ البيتُ فيه بالوصيف - يعني: القبرَ-؟ قلت: الله ورسولُه [ص: 578] أعلم، قال: عليك بالصَّبْرِ» . قال حَمَّاد: «فَبهذا قال مَنْ قال بقطع يَدِ النَّبَّاشِ، لأنه دَخَلَ عَلى الميت بيتَه» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالوصِيف) : الوَصِيف: العبد والمراد أن الموت يكثر حتى يباع موضع قبر بعبد.   (1) رقم (4409) في الحدود، باب في قطع النباش، وفي سنده مشعث بن طريف، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف جدا: أخرجه أبو داود (4409) قال: ثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد عن أبي عمران، عن المشعث من طريف، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، فذكره. قلت: مشعث من طريف، تفرد ابن حبان بتوثيقه، ومتنه غريب جدا. الحديث: 1897 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 577 1898 - (س) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُغَرَّمُ صَاحِبُ سَرِقَةٍ إذا أُقِيمَ عَليهِ الحَدُّ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 93 في السارق، باب تعليق يد السارق في عنقه، وفي سنده حسان بن عبد الله الأموي، لم يوثقه غير ابن حبان، والمسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن جده عبد الرحمن بن عوف، وروايته عنه مرسلة، ولذلك قال النسائي: وهذا مرسل، وليس بثابت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه النسائي (8/92) قال: أخبرني عمرو بن منصور، قال: حدثنا حسان بن عبد الله، قال: حدثنا المفضل بن فضالة، عن يونس بن يزيد، قال: سمعت سعد بن إبراهيم، يحدث عن المسور بن إبراهيم، فذكره. قال أبو عبد الرحمن النسائي: وهذا مرسل، وليس بثابت. الحديث: 1898 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 578 1899 - (س) أسيد بن حُضَير - رضي الله عنه - «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: قَضَى أنَّهُ إذا وَجَدَها - يعني: السَّرِقَةَ - في يَدِ الرَّجُل غَيْرِ المُتَّهم، فإن شَاء أخَذَها بما اشتراهَا، وإن شَاء اتَّبَعَ سَارِقَهُ، وقَضى بذلك أَبُو بَكرٍ وعمرُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 313 في البيوع، باب الرجل يبيع السلعة فيستحقها مستحق، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 4/ 226، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/426) ، والنسائي (7/312 و 313) من حديث عكرمة بن خالد، عن أسيد بن حضير. قال المزي: وأما الحديث الذي رواه ابن جريج «مدلس» عن عكرمة بن خالد، عن أسيد بن حضير، فذكره. فإنه وهم، قال أحمد بن حنبل: هو في كتاب ابن جريج (أسيد بن ظهير) ، ولكن كذا حدثهم بالبصرة. «تهذيب الكمال» ترجمة (517) . - ورواه عكرمة بن خالد، أن أسيد بن ظهير أخبره، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى بأنه إذا كان الذي ابتاعها - يعني السرقة - من الذي سرقها غير متهم، يخير سيدها، فإن شاء أخذ الذي سُرق منه بثمنها، وإن شاء اتبع سارقه. أخرجه أحمد (4/226) قال: حدثنا روح. وفيه (4/226) قال: حدثنا عبد الرزاق، وفيه (4/226) قال: حدثنا هوذة بن خليفة. والنسائي (7/312) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حماد ابن مسعدة. وفي (7/313) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا سعيد بن ذؤيب، قال: حدثنا عبد الرزاق. أربعتهم -روح، وعبد الرزاق، وهوذة، وحماد بن مسعدة - عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد، فذكره. ولكن جاء في هذه الروايات: «أسيد بن حضير» . قال المزي: وقول أحمد بن حنبل هو الصواب، لأن أسيد بن حضير مات في زمن عمر، وصلى عليه، ومن مات في زمن عمر، لا يدرك أيام معاوية. «تحفة الأشراف 150» قلنا: وهذه القصة التي ورد فيها الحديث كانت في أيام معاوية كما جاء في سنن النسائي (7/313) . الحديث: 1899 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 578 1900 - (ت د س) عبد الله بن محيريز -رحمه الله- قال: «سَألتُ فَضَالَةَ عن تعليق يَدِ السَّارقِ في عُنُقِهِ: أَمِنَ السُّنَّةِ هو؟ فقال: جِيء إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بسارقٍ، فَقُطِعَتْ يَدُهُ ثم أَمَرَ بِها فَعُلِّقَتْ في عُنُقِهِ» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (1447) في الحدود، باب ما جاء في تعليق يد السارق، وأبو داود رقم (4411) في الحدود، باب تعليق يد السارق في عنقه، والنسائي 8 / 92 في السارق، باب تعليق يد السارق في عنقه، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2587) في الحدود، باب تعليق اليد في العنق، وفي إسناده عمر بن علي المقدمي والحجاج بن أرطأة، وهما مدلسان، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن علي المقدمي عن الحجاج بن أرطأة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف بمرة:أخرجه أحمد (6/19) . وأبو داود (4411) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2587) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو بشر بكر بن خلف، ومحمد بن بشار، وأبو سلمة الجوباري يحيى بن خلف. والترمذي (1447) قال:حدثنا قتيبة. والنسائي (8/92) قال: أخبرنا سويد ابن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار. وعبد الله بن أحمد بن حنبل (6/19) قال: قلت ليحيى بن معين: سمعت من عمر بن علي المقدمي شيئا؟ قال: أي شيء كان عنده؟ قلت: حديث فضالة بن عبيد في تعليق اليد. فقال: لا. حدثنا به عفان، عنه. ثمانيتهم (أحمد بن حنبل، وقتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وبكر بن خلف، وابن بشار، ويحيى بن خلف، وعبد الله بن المبارك، وعفان) عن أبي بكر عمر بن علي المقدمي، عن حجاج بن أرطأة، عن مكحول، عن عبد الرحمن بن محيريز، فذكره. قال أبو عبد الرحمن النسائي: الحجاج بن أرطأة ضعيف، ولا يحتج بحديثه. الحديث: 1900 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 579 1901 - (ت د س) جنادة بن أبي أمية -رحمه الله- قال: «كُنَّا مَعَ بُسْرِ بنِ أرطاةَ في البحرِ، فَأُتيَ بِسارقٍ يُقال له: مِصْدَرٌ، قد سَرقَ بُخْتيَّة، فقال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تُقْطَعُ الأيدي في السَّفَرِ، ولولا ذلك لَقَطَعْتُهُ» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية للترمذي مختصراً: قال: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: ? «لا تُقطَع الأيدي في الغزوِ» . وأخرجه النسائي مِثْلَهما، إلا أنه قال: «في السَّفَرِ» ولم يذكر الغزْوَ (1) . [ص: 580]   (1) أخرجه الترمذي رقم (1450) في الحدود، باب ما جاء أن الأيدي لا تقطع في الغزو، وأبو داود رقم (4408) في الحدود، باب في الرجل يسرق في الغزو أيقطع، والنسائي 8 / 91 في السارق، باب القطع في السفر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/181) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة. وفي (4/181) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا سعيد بن يزيد. وأبو داود (4408) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني حيوة بن شريح. والترمذي (1450) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة. ثلاثتهم (ابن لهيعة، وسعيد، وحيوة) عن عياش بن عباس القتباني، عن شييم بن بَيتان، وفي رواية أبي داود عن شييم، ويزيد بن صبح الأصبحي. 2 - وأخرجه النسائي (8/91) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان، قال: حدثني بقية، قال: حدثني نافع بن يزيد، قال: حدثني حيوة بن شريح، عن عياش بن عباس. «ولم يذكر حيوة بين عياش وجنادة أحدا) . ثلاثتهم (شييم، ويزيد، وعياش) عن جنادة بن أبي أمية، فذكره. في رواية النسائي «ابن أبي أرطأة» وباقي الروايات «بسر بن أرطأة» . قلت: قوى الحافظ إسناد الحديث في الإصابة (1/243) (637) وعزاه لابن حبان في صحيحه. الحديث: 1901 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 579 1902 - (خ) عامر الشعبي -رحمه الله- «أنَّ رجلين شَهِدا على رجل أنَّهُ سَرقَ، فَقَطَعَهُ عليٌّ، ثم ذهَبا وجَاءا بآخَرَ وقالا: أَخْطأْنَا بالأول، فَأبطَلَ عليٌّ شَهادَتَهما، وأَخذَ منهما ديةَ الأول، وقال: لو علمتُ أنَّكُما تَعَّمَّدْتُما لَقطعْتُكما» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 12 / 200 في الديات، باب إذا أصاب قوم من رجل هل يعاقب أو يقتص منهم، قال الحافظ في " الفتح ": وصله الشافعي عن سفيان بن عيينة عن مطرف بن طريف عن الشعبي " أن رجلين أتيا علياً، فشهدا على رجل أنه سرق، فقطع يده، ثم أتياه بآخر فقالا: هذا الذي سرق، وأخطأنا على الأول، فلم يجز شهادتهما على الآخر، وأغرمهما دية الأول وقال: لو أعلم أنكما تعمدتما لقطعتكما ". قال الحافظ: ولم أقف على اسم الشاهدين، ولا على اسم المشهود عليهما، وعرف بقوله: ولم يجز شهادتهما على الآخر، المراد بقوله في رواية البخاري: فأبطل شهادتهما، ففيه تعقب على من حمل الإبطال على شهادتيهما معاً، الأولى: لإقرارهما فيها بالخطأ، والثانية: لكونهما صارا متهمين، ووجه التعقب أن اللفظ وإن كان محتملاً، لكن الرواية الأخرى عينت أحد الاحتمالين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري (12/200) في الديات - باب إذا أصاب قوم من رجل هل يعاقب أو يقتص منهم. قال الحافظ: وصله الشافعي عن سفيان بن عيينة عن مطرف عن الشعبي. الحديث: 1902 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 580 1903 - (م د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أَنَّ امرأة من بني مخزومٍ سَرَقَت، فأتيَ بها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فعاذَتْ بِأُمِّ سلمة زوجِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لو كانت فاطمةُ لقطعتُ يَدَهَا، فَقُطِعَتْ» . أخرجه مسلم والنسائي. وأخرجه أبو داود عقيب أحاديث عائشة عن المرأة المخزوميَّة، وقد تقدَّمت (1) . قال أبو داود: رواه أبو الزبير عن جابر: «أنَّ امرأة سَرقَتْ، فَعَاذَت [ص: 581] بِزَينبَ زوجِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» (2) . وفي رواية: «بِزيَنَبَ بنتِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فعاذت) : التجأت واجتمعت.   (1) انظر الحديث رقم (1880) . (2) الذي في نسخ سنن أبي داود المطبوعة: " بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فقط. قال المنذري في مختصر سنن أبي داود: هكذا ذكر: " عن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم " وذكر مسلم في " صحيحه "، والنسائي في " السنن " من حديث أبي الزبير عن جابر: " فعاذت بأم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم " ويحتمل أن تكون عاذت بهما، فذكرت مرة إحداهما، وذكرت الأخرى مرة. والله أعلم. (3) أخرجه مسلم رقم (1689) في الحدود، باب قطع السارق الشريف وغيره، والنسائي 8 / 72 في السارق، باب ما يكون حرزاً وما لا يكون، وأبو داود رقم (4374) في الحدود، باب في الحد يشفع فيه، وفيه عنعنة أبي الزبير المكي، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منهما الحديث رقم (1880) الذي تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم راجع الحديث رقم (1880) . الحديث: 1903 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 580 1904 - (س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أُتيَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بسارقٍ فَقَطَعَهُ، فقالوا: مَا كُنَّا نُرَاكَ تَبْلُغُ به هذا (1) قال: لو كانت فاطمةُ لقَطَعْتُها» . أخرجه النسائي (2) .   (1) لفظه في النسائي المطبوع: ما كنا نريد أن يبلغ منه هذا. (2) 8 / 72 في السارق، باب ما يكون حرزاً وما لا يكون، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح:أخرجه النسائي (8/72) قال: أخبرنا رزق الله بن موسى، قال: حدثنا سفيان عن أيوب بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة. الحديث: 1904 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 581 الباب السادس: في حد شرب الخمر ، وفيه فصلان الفصل الأول: في مقدار الحد وحكمه 1905 - (خ م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ضَرَبَ في الخمرِ بالْجَريدِ والنِّعال، وجَلَدَ أَبو بَكْرٍ أربَعينَ» . وفي رواية: «أنَّ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ برجلٍ قد شَربَ الخمرَ، فَجَلَدَهُ بِجَريدٍ نحوَ أربعين، قال: وفعله أبو بكر، فلما كان عمرُ استشارَ النَّاسَ، فقال عبدُ الرحمن: أخَفَّ الحدود ثمانين (1) ، فأمَرَ به عمرُ» . [ص: 583] أخرجه البخاري [ومسلم] . وأخرج الترمذي الرواية الثالثة. وأخرج أبو داود مثلَ الأولى، وزاد: «فَلَمَّا وليَ عمرُ دَعَا النَّاسَ فقال لهم إنَّ النَّاسَ قد دَنَوا من الرِّيفِ - وفي أخرى: دَنْوا من القُرى والرِّيفِ - فَما تَرَوْنَ في حدِّ الخمر؟ فقال عبد الرحمن بنُ عوفٍ: نَرَى أنْ تَجْعلَهُ كَأخَف الحَدِّ، فَجَلَدَ فيه ثَمانين» . أخرج مسلم أَيضاً نحو هذه الزيادة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالجريد) : الجريد: سعف النخل.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن دقيق العيد: فيه حذف عامل النصب، والتقدير: جعله، وتعقبه الفاكهي، فقال: هذا بعيد أو باطل، وكأنه صدر عن غير تأمل لقواعد العربية، ولا لمراد المتكلم، إذ لا يجوز: أجود الناس الزيدين، على تقدير: اجعلهم؛ لأن مراد عبد الرحمن الإخبار بأخف الحدود، لا الأمر بذلك، فالذي يظهر أن راوي النصب وهم، واحتمال توهيمه أولى من ارتكاب ما لا يجوز لفظاً ولا معنى، وأقرب التقادير: أخف الحدود أجده ثمانين، أو أجد أخف الحدود ثمانين فنصبهما، وأغرب ابن العطار صاحب النووي في شرح العمدة، فنقل [ص: 583] عن بعض العلماء أنه ذكره بلفظ: " أخف الحدود ثمانون " بالرفع، وأعربه مبتدأ وخبراً، قال: ولا أعلمه منقولاً رواية، كذا قال، والرواية بذلك ثابتة، والأولى في توجيهها ما أخرجه مسلم أيضاً من طريق معاذ بن هشام عن أبيه: ثم جلد أبو بكر أربعين، فلما كان عمر ودنا الناس من الريف والقرى قال: ما ترون في جلد الخمر؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أرى أن تجعلها كأخف الحدود، قال: فجلد عمر ثمانين، قال الحافظ: فيكون المحذوف من هذه الرواية المختصرة: أرى أن تجعلها وأداة التشبيه. (2) أخرجه البخاري 12 / 54 في الحدود، باب ما جاء في ضرب شارب الخمر، وباب الضرب بالجريد والنعال، ومسلم رقم (1706) في الحدود، باب حد الخمر، والترمذي رقم (1343) في الحدود، باب ما جاء في حد السكران، وأبو داود رقم (4479) في الحدود، باب الحد في الخمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه قتادة، عن أنس بن مالك: 1 - أخرجه أحمد (3/115) قال: حدثنا يحيى، وأبو نعيم. وفي (3/180) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (8/196) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (8/196) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (5/125) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (4479) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم (ح) وحدثنا مسدد، حدثنا يحيى. وابن ماجة (2570) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1352) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث. سبعتهم (يحيى، وأبو نعيم، ووكيع، وحفص، ومسلم، ومعاذ، وخالد) عن هشام الدستوائي. 2 - وأخرجه أحمد (3/176 و 272) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والدارمي (2316) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والبخاري (8/196) قال: حدثنا آدم. ومسلم (5/125) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والترمذي (1443) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمدبن جعفر، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف - 1254» عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث (ح) وعن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون. ستتهم (ابن جعفر، وحجاج، وهاشم، وآدم، وخالد، ويزيد) عن شعبة. 3 - وأخرجه ابن ماجة (2570) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. ثلاثتهم - هشام، وشعبة، وسعيد - عن قتادة، فذكره. - وفي لفظ لقتادة، عن أنس بن مالك: أن رجلا رُفِعَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سكر، فأمر قريبا من عشرين رجلا فجلده كل رجل جلدتين، بالجريد والنعال» . أخرجه أحمد (3/247) قال: حدثنا عفان وبهز، قالا: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، فذكره. ومسلم (5/104) قال: حدثنا أبو كريب. وأبو داود (4529) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. ثلاثتهم (ابن سلام، وأبو كريب، وعثمان) عن عبد الله بن إدريس. 4 - وأخرجه البخاري (9/6) ، وابن ماجة (2666) قالا: حدثنا محمد بن بشار. ومسلم (5/103) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، كلاهما قال: حدثنا محمد بن جعفر. 5 - وأخرجه مسلم (5/104) قال: حدثني يحيى بن حبيب الحارثي. والنسائي (8/35) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. كلاهما (يحيى، وإسماعيل) قالا: حدثنا خالد بن الحارث. 6 - وأخرجه ابن ماجة (2666) قا: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا النضر بن شميل. ستتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، ويزيد، وابن إدريس، وخالد، والنضر - عن شعبة، عن هشام بن زيد بن أنس، فذكره. الحديث: 1905 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 582 1906 - (ط) ثور بن زيد الديلي -رحمه الله- «أنَّ عُمَرَ استشارَ في حدِّ الخمر، فقال له عليٌّ: أرى أنْ تَجلدهُ ثَمانينَ جَلْدَة، فإنه إذا شَرِبَ [ص: 584] سَكِرَ، وإذا سَكِرَ هَذَى، وإذا هذَى افتَرَى، فَجَلَدَ عمرُ في حَدَّ الخمر ثمانين» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 842 في الأشربة، باب الحد في الخمر، وفي سنده انقطاع، لأن ثور بن زيد الديلي لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك (1633) عن ثور بن زيد الديلي عن عمر، فذكره. قلت: وثور الديلي لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. الحديث: 1906 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 583 1907 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ اللَه -صلى الله عليه وسلم- ضرَبَ الحدَّ بنَعلَيْنِ أربعين» . قال مِسْعَرٌ: أظُنُّهُ في الخمر. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1442) في الحدود، باب ما جاء في حد السكران، وفي سنده زيد العمي، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب "، ولكن له شواهد يقوى بها، ولذلك قال الترمذي: وفي الباب عن علي وعبد الرحمن بن أزهر وأبي هريرة والسائب وابن عباس وعقبة بن الحارث، أقول: وحديث علي رواه مسلم، وحديث عبد الرحمن بن أزهر رواه أبو داود، وحديث أبي هريرة رواه أحمد والبخاري وأبو داود، ولهذا قال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف:أخرجه أحمد (3/32 و 98) قال: ثنا وكيع. والترمذي (1442) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3975) عن محمود بن غيلان، عن الفضل بن موسى. كلاهما - وكيع، والفضل - عن مسعر، عن زيد العمي، عن أبي الصديق، فذكره. لفظ رواية الفضل: «ضُرِبَ منا رجل في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الشراب بالنعلين أربعين» . - ورواه أبو نضرة عن أبي سعيد: أخرجه أحمد (3/67) قال: ثنا يزيد، قال: أخبرنا المسعودي عن زيد العمي، عن أبي نضرة، فذكره. قلت: في إسناده زيد العمي، ضعفوه. الحديث: 1907 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 584 1908 - (د) عبد الرحمن بن أزهر - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أتيَ بشَارِبِ خَمْرٍ - وهو بحُنينٍ - فَحَثا في وجهه الترابَ، ثم أمَر أصحابَهُ فضَربُوهُ بِنعَالهم وما كان في أيديهم، حتى قال لهم: ارْفعوا، ثم جَلَدَ أَبو بكرٍ في الخمر أربعين، ثم جَلَدَ عمر صَدْراً من إمارتهِ أربعينَ، ثم جَلَدَ في آخرِ خلافتهِ، وجَلَدَ عثمانُ الحدَّين كِليهما ثمانين وأربعين، ثم أثبتَ مُعاويةُ الحدَّ ثمانين» . [ص: 585] وفي رواية: قال: «كأنَّي أنظُرُ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- الآنَ وهو في الرِّحالِ يَلتمِسُ رَحْل خالد بن الوَليد، فَبينما هو كذلك، إذْ أُتيَ برجلٍ قد شَربَ الخمرَ، فقال للناس: ألا أضْرِبُوهُ، فمنهم مَنْ ضَرَبهُ بالنِّعال، ومنهم من ضربه بالعصا، ومنهم من ضربه بالمِيْتخَةِ، قال ابن وهب: الجريدةُ الرَّطبهُ - ثم أخذ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- تراباً من الأرض فَرمَى به في وَجهِه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4487) و (4488) في الحدود، باب إذا تتابع في شرب الخمر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: رواه الزهري، عن عبد الرحمن بن أزهر: أخرجه الحميدي (897) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا معمر. وأحمد (4/88 و 350) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني أسامة بن زيد. وفي (4/88 و 350) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا أسامة بن زيد. وفي (4/88 و 350) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، وفي (4/351) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (4/351) قال: قرئ على سفيان وأنا شاهد، قال: سمعت معمرا. وفي (4/351) قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا أسامة بن زيد. وفي (4/351) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا أسامة بن زيد. وأبو داود (4487) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: أخبرنا ابن وهب، قا: أخبرني أسامة بن زيد. وفي (4489) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا أسامة بن زيد. والنسائي في الكبرى «الورقة 68 - أ» قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن أسامة (ح) وأخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. ثلاثتهم (معمر، وأسامة، وصالح) عن الزهري، فذكره. في رواية الحسن بن علي عند أبي داود زاد في آخره: « ........... فلما كان أبو بكر أتي بشارب، فسألهم عن ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ضربه، فحزروه أربعين، فضرب أبو بكر أربعين، فلما كان عمر كتب إليه خالد بن الوليد: إن الناس قد انهمكوا في الشرب وتحاقروا الحد والعقوبة، قال: هم عندك فسلهم، وعنده المهاجرون الأولون، فسألهم، فأجمعوا على أن يضرب ثمانين، قال: وقال علي: إن الرجل إذا شرب افترى، فأرى أن يجعله كحد الفرية» . - ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر: أخرجه أبو داود (4488) . والنسائي في الكبرى «الورقة 68 - أ» قال أبو داود: حدثنا ابن السرح، وقال النسائي: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: وجدت في كتاب خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد، عن عقيل، أن ابن شهاب أخبره، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر أخبره، فذكره. * قال أبو داود: أدخل عقيل بن خالد بين الزهري وبين ابن الأزهر في هذا الحديث عبد الله بن عبد الرحمن ابن الأزهر، عن أبيه. - ورواه أبو سلمة، ومحمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن أزهر: أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة - 68 أ» قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت محمدا يحدث عن أبي سلمة، ومحمد بن إبراهيم التيمي، فذكراه. * أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة - 68 أ» قا: أخبرني محمد بن إبراهيم بن صدران، قال: حدثنا أزهر، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن أزهر، فذكره. «ليس فيه محمد بن إبراهيم التيمي» . * أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة - 68 أ» قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن الأزهر، فذكره «ليس فيه أبو سلمة» . الحديث: 1908 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 584 1909 - (خ) السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا نُؤتى بالشَاربِ على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإمْرةٍ أبي بَكرٍ، وصدْرٍ من خِلافَةِ عُمَرَ، فَنقُومُ إليه بأيدينا ونِعالنِا وأردِيَتنا، حتى كان آخرُ إمرَةِ عمر فَجلَدَ أرَبعينَ، حتى إذا عَتَوْا وفَسقُوا جَلدَ ثمانينَ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 12 / 59 في الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال، وانظر " فتح الباري " 12 / 59 - 66. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (3/449) ، والبخاري (8/197) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3806) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم «هو ابن علية» . ثلاثتهم (أحمد، والبخاري، ومحمد) عن مكي بن إبراهيم، عن الجعيد، عن يزيد بن خصيفة، فذكره. الحديث: 1909 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 585 1910 - (خ) عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بالنُّعَيمانِ - أو ابن النُّعيمان (1) - وهو شاربٌ فَأَمرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مَنْ [ص: 586] في البيت أنْ يَضْرِبُوهُ، فَضَربُوه بالجريدِ والنِّعالِ، وكنتُ فِيمَنْ ضَرَبهُ» . أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": هو النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجاري الأنصاري ممن شهد بدراً وكان مزاحاً. (2) 12 / 56 في الحدود، باب من أمر بضرب الحد في البيت، وباب الضرب بالجريد والنعال، وفي الوكالة، باب الوكالة في الحدود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/7 و 384) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي، وفي (4/8) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وعفان، قالا: حدثنا وهيب بن خالد. والبخاري (3/134) قال: حدثنا ابن سلام، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (8/196) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (8/196) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا وهيب بن خالد. والنسائي في الكبرى «الورقة / 68 - ب» قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا معلى، عن وهيب. ثلاثتهم - عبد الوارث، ووهيب بن خالد، وعبد الوهاب الثقفي -عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره. الحديث: 1910 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 585 1911 - (ت د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَرِبَ الخمرَ فَاجْلِدوهُ، فإن عَادَ في الرابعةِ فَاقْتُلوهُ» . هذا لفظ الترمذي، قال: وفي الباب عن أبي هريرة وابن عمر وغيرهما (1) . ولَفْظُ أَبي داود: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شَرِبُوا الخمرَ فَاجلِدُوهُمْ، ثُمَّ إنْ شَربوا فَاجْلِدوهْم، ثُمَّ إن شَربوا فاَجْلِدوهُم، ثم إن شربوا فاقتلُوهُم» . وفي رواية: «فَإنْ عَادَ في الثالثةِ أو الرَّابعَةِ فاقتلُوهُ» (2) .   (1) لفظ الترمذي بتمامه: وفي الباب عن أبي هريرة، والشريد، وشرحبيل بن أوس، وجرير، وأبي الرمد البلوي، وعبد الله بن عمرو. (2) أخرجه الترمذي رقم (1444) في الحدود، باب ما جاء من شرب الخمر فاجلدوه ومن عاد في الرابعة فاقتلوه، وأبو داود رقم (4482) في الحدود، باب إذا تتابع في شرب الخمر، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2573) في الحدود، باب من شرب الخمر مراراً، وأحمد في المسند رقم (16930) و (16940) و (16995) كلهم من حديث عاصم بن أبي النجود عن ذكوان أبي صالح السمان، عن معاوية بن أبي سفيان، وعاصم بن أبي النجود، صدوق له أوهام، وهو حجة في [ص: 587] القراءة، ورواه أيضاً أحمد في المسند رقم (16918) من حديث المغيرة بن مقسم، عن معبد القاص، عن عبد الرحمن بن عبد عن معاوية، وللحديث روايات كثيرة من عدة طرق يصير بمجموعها صحيحاً، ولكنه منسوخ عند جمهور أهل العلم، وانظر التعليق على الحديث رقم (1914) وقد جمع طرقه أحمد شاكر في رسالة سماها " كلمة الفصل في قتل مدمني الخمر ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح، لكنه منسوخ: - رواه عن معاوية ذكوان أبو صالح: أخرجه أحمد (4/95) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/96) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان. وفي (4/100) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شيبان. وأبو داود (4482) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان. وابن ماجة (2573) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (1444) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. والنسائي في الكبرى «الورقة 68 - ب» قال: أخبرنا عمرو بن زرارة، قال: أخبرنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - شعبة، وسفيان، وشيبان، وأبان بن يزيد، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو بكر بن عياش - عن عاصم بن بهدلة، عن ذكوان، فذكره. - ورواه عنه عبد الرحمن بن عبد: أخرجه أحمد (4/93) قال: حدثنا عارم، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (4/97) قال: حدثنا هشيم. والنسائي في الكبرى «الورقة 68 - ب» قال: أخبرنا أبو بكر بن حفص، إسماعيل بن حفص الأبُلِّي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور، ومحمد بن يحيى بن عبد الله، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم (أبو عوانة، وهشيم، وسليمان التيمي) عن مغيرة، عن معبد بن خالد القاص، عن عبد الرحمن ابن عبد الجدلي، فذكره. الحديث: 1911 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 1912 - (د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- بهذا المعنى وقال: «وأَحْسبُهُ قال في الخامسةِ: إن شَربِها فاقتلوهُ» . هكذا أخرجه أبو داود عُقيْب حديث معاوية. وفي رواية النسائي عن ابن عمر ونفرٍ من أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَربَ الخمرَ فاجلِدوه، ثُمَّ إنْ شَرِبَ فَاجلدُوه، ثُمَّ إن شَرِبَ فاجلِدوه، ثم إن شربَ فاقتُلوهُ» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (4483) في الحدود، باب إذا تتابع في شرب الخمر، والنسائي 8 / 313 في الأشربة، باب الروايات المغلظة في شرب الخمر، ورواه أيضاً أحمد في المسند رقم (6197) ، وفي سنده حميد بن يزيد أبو الخطاب البصري، وهو مجهول، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف:- رواه عن ابن عمر نافع:أخرجه أحمد (2/136) (6197) قال: حدثنا عبيد الله ابن محمد التيمي. وأبو داود (4483) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - عبيد الله، وموسى -عن حماد بن سلمة،عن حميد بن يزيد أبي الخطاب، عن نافع، فذكره. - ورواه عبد الرحمن بن أنعم عن ابن عمر: أخرجه النسائي (8/313) وفي الكبرى «الورقة 68 - ب» قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن مغيرة، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، فذكره. في رواية الكبرى (عبد الرحمن بن إبراهيم) وليس في رواة الكتب الستة من اسمه (عبد الرحمن بن إبراهيم) ويروي عن (عبد الله بن عمر) ولا عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. قلت:الإسناد الأول فيه «حميد» الراوي عن نافع مجهول. والإسناد الثاني لم أهتد فيه للراوي عن ابن عمر الحديث: 1912 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 587 1913 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا سَكرَ فاجلدوهُ، ثُمَّ إنْ سَكِرَ فَاجلدُوهُ، ثُمَّ إنْ سَكِرَ فَاجلدوهُ، فإنْ عَادَ الرابعةَ فَاقتلوهُ» . وفي رواية: «إذا شَربَ الخْمرَ فاجلِدوهُ ... الحديث» . قال أبو داود: «وكذا حديث ابن عمرو عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، والشريد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-» . [ص: 588] وعند النسائي: «فَاضربوا عُنُقَهُ» (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (4484) في الحدود، باب إذا تتابع في شرب الخمر، والنسائي 8 / 314 في الأشربة، باب الروايات المغلظة في شرب الخمر، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2572) في الحدود، باب من شرب الخمر مراراً، وأحمد في المسند رقم (7748) و (7898) و (10554) و (10740) وإسناده لا بأس به، ويشهد له الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/191و 504) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن. وفي (2/519) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: أخبرنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. والدارمي (2111) قال: حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن. وأبو داود (4484) قال: حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي. قال: حدثنا يزيد بن هارون الواسطي. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن. وابن ماجة (2572) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة. عن ابن أبي ذئب، عن الحارث، والنسائي (8/313) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن. كلاهما (الحارث، وعمر بن أبي سلمة) عن أبي سلمة، فذكره. - ورواه أبو صالح عن أبي هريرة واللفظ المذكور له: أخرجه أحمد (2/280) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9 /-1276) - أ» عن محمد بن رافع كلاهما - أحمد، وابن رافع - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1913 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 587 1914 - (د) قبيصة بن ذؤيب - رضي الله عنه -: أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ شَربَ الخَمرَ فاجْلِدوهُ، فإن عَادَ فاجلِدوهُ، فإن عادَ فاجلِدوهُ، فإن عادَ فاقتلوهُ - في الثالثة، أو الرابعة - فأُتيَ برجلٍ قد شَرِبَ فَجِلدَهُ، ثُمَّ أتي به فجلده، ثُمَّ أتيَ به فجلده، ورَفَعَ القتلَ، وكانت رُخصَة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4485) في الحدود، باب إذا تتابع في شرب الخمر، ورجال إسناده ثقات، إلا أنه مرسل، قال الحافظ في " الفتح ": وقبيصة بن ذؤيب من أولاد الصحابة، وولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، ورجال هذا الحديث ثقات مع إرساله، لكنه أعل بما أخرجه الطحاوي من طريق الأوزاعي عن الزهري قال: بلغني عن قبيصة، ويعارض ذلك رواية بن وهب عن يونس عن الزهري أن قبيصة حدثه أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أصح؛ لأن يونس أحفظ لرواية الزهري من الأوزاعي، والظاهر أن الذي بلغ قبيصة ذلك صحابي، فيكون الحديث على شرط الصحيح؛ لأن إبهام الصحابي لا يضر، وله شاهد أخرجه عبد الرزاق عن معمر قال: حدثت به ابن المنكدر، فقال: ترك ذلك، قد أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن نعيمان فجلده ثلاثاً، ثم أتي به في الرابعة فجلده ولم يزد، ووقع عند النسائي من طريق محمد بن إسحاق عن ابن المنكدر عن جابر: فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل منا قد شرب في الرابعة فلم يقتله، وأخرجه من وجه آخر عن محمد بن إسحاق بلفظ: فإن عاد الرابعة فاضربوا عنقه، فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مرات، فرأى المسلمون أن الحد قد وقع، وأن القتل قد رفع، [ص: 589] قال الشافعي بعد تخريجه: هذا مالا اختلاف فيه بين أهل العلم علمته، وذكره أيضاً عن أبي الزبير مرسلاً وقال: أحاديث القتل منسوخة، وأخرجه أيضاً من رواية ابن أبي ذئب: حدثني ابن شهاب: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بشارب فجلده ولم يضرب عنقه، وقال الترمذي: لا نعلم بين أهل العلم في هذا اختلافاً في القديم والحديث، قال: وسمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: حديث معاوية في هذا أصح، وإنما كان هذا في أول الأمر ثم نسخ بعد، وقال الترمذي في " العلل " آخر الكتاب: جميع ما في هذا الكتاب قد عمل به أهل العلم إلا هذا الحديث وحديث الجمع بين الصلاتين في الحضر، وتعقبه النووي فسلم قوله في حديث الباب دون الآخر، ومال الخطابي إلى تأويل الحديث في الأمر بالقتل فقال: قد يرد الأمر بالوعيد ولا يراد به وقوع الفعل، وإنما قصد به الردع والتحذير، ثم قال: ويحتمل أن يكون القتل في الخامسة كان واجباً ثم نسخ بحصول الإجماع من الأمة على أنه لا يقتل، وأما ابن المنذر فقال: كان العمل فيمن شرب الخمر أن يضرب وينكل، ثم نسخ بالأمر بجلده، فان تكرر ذلك أربعاً قتل، ثم نسخ ذلك بالأخبار الثابتة وبإجماع أهل العلم إلا من شذ ممن لا يعد خلافاً. وانظر " فتح الباري " 12 / 71 فإنه قد ذكر من خالف جمهور أهل العلم كابن حزم وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يثبت: أخرجه أبو داود (4485) قال: ثنا أحمد بن عبد ة الضبي، ثنا سفيان، قال: الزهري: أخبرنا عن قبيصة عن ذؤيب، فذكره. قلت: الزهري إمام مطلع لا يرسل إلا لعلة قادحة، والغالب كونه لم يسمع هذا الحديث من قبيصة - رحمه الله -، هذا وقبيصة إنما ذكره الحافظ في «الإصابة» في القسم الثاني. قال الحافظ في «الفتح» : وقبيصة بن ذؤيب من أولاد الصحابة، وولد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه، ورجال هذا الحديث ثقات مع إرساله لكنه أعل بما أخرجه الطحاوي من طريق الأوزاعي عن الزهري قال: بلغني عن قبيصة، ويعارض ذلك رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري أن قبيصة حدثه أنه بلغه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا أصح، لأن يونس أحفظ لرواية الزهري من الأوزاعي، والظاهر أن الذي بلغ قبيصة ذلك صحابي، ثم أسهب الحافظ في تحسين الحديث. وفي قول الحافظ - رحمه الله - نظر من وجهين: الوجه الأول: أن سفيان تابع الأوزاعي في صيغة الأداء بين الزهري وقبيصة. الوجه الثاني: لا يلزم أن المبهم الراوي عنه قبيصة صحابي، والله أعلم. الحديث: 1914 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 588 1915 - (ط س) السائب بن يزيد - رضي الله عنه -: أنَّ عمرَ قال «وَجدتُ مِنْ فُلانٍ ريحَ شَرابٍ - يعني بعضَ بنيه - وزعَم أنَّهُ شَربَ الطِّلاءَ، وأنا سَائِلٌ عنه، فإن كان يُسكِرُ جَلدُته، فَسألَ، فقيل له: إنَّهُ يُسكِرُ، فَجَلده عُمرُ الحدَّ تَاماً» . أخرجه الموطأ، وأخرجه النسائي عن عُتْبَةَ بن فَرقَدٍ قال: «كانَ الذي يَشرَبُهُ عُمَرُ قد خلِّلَ» . وممَّا يَدُلُّ على صحةِ هذا: حديثَ السائب: «أنَّ عُمَرَ خَرَجَ عليهم فقال: إني وَجْدتُ من فلانٍ ريحَ شَرابٍ ... الحديث» (1) . [ص: 590] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطِّلاء) : بالكسر والمد: عصير العنب إذا طبخ حتى يذهب ثلثاه، وبعض العرب تسمي الخمر طلاء.   (1) أخرجه الموطأ 2 / 842 في الأشربة، باب الحد في الخمر، والنسائي 8 / 326 في الأشربة، باب [ص: 590] الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده صحيح، ورواه البخاري تعليقاً في الأشربة، باب الباذق، ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة، ونصه: وقال عمر: وجدت من عبيد الله (يعني ابنه) ريح شراب وأنا سائل، فإن كان يسكر جلدته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1632) ، والنسائي (8/326) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم قال: حدثني مالك. قال: ثنا السائب بن يزيد، فذكره. * وأخرجه النسائي (8/326) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: ثنا أبو خيثمة. قال: ثنا عبد الصمد عن محمد بن جحادة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عتبة بن فرقد، فذكره. الحديث: 1915 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 589 1916 - (م د) حضين (1) بن المنذر - وهو أبو ساسان -رحمه الله- قال: «شَهِدْتُ عثمانَ بنَ عفَّان أُتيَ بِالْوَلِيدِ قد صَلَّى الصُّبْحَ ركعتين ثم قال: أزيدُكُم؟ فَشهدَ عليه رجلان، أحدهما حُمْرانُ: أَنَّه شَربَ الخمرَ، وشهدَ آخرُ: أنَّهُ رآهُ يتقيِّأُ، فقال عثمانُ: إنَّهُ لم يتقيِّأُ حَتى شرِبها فقال: يا عليُّ قم فاجلده، فقال عليٌّ: قُم يا حسنُ [فاجلدُهُ] ، فقال الحسن: وَلِّ حارَّهَا مَنْ تولَّى قَارَّها، فَكأَنَّهُ وجدَ عليه (2) ، فقال: يا عبد الله بْنَ جعفرٍ قُمْ فَاجلدهُ، فجلده وعليٌّ يَعُدُّ، حتى بَلَغ أربعين، فقال: أمْسِكْ، ثم قال: جَلَدَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمرُ ثمانين، وكُلُّ سُنَّةٌ، وهذا أحبُّ إليَّ (3) » . [ص: 591] أخرجه مسلم وأبو داود. وأخرجه أبو داود أيضاً مختصراً قال: قال عَليٌّ: «جَلدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الخمر وأبو بكرٍ أربعين، وكمَّلهَا عمرُ ثمانين، وكُلٌّ سُنَّةٌ» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَلِّ حَارَّها مَن تَوَلَّى قارَّها) الحر: يكون مع الحركة، كما أن البرد يكون مع السكون، فيقال: ولِّ التَّعَب من تولّى السكون.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هو بضم الحاء المهملة وبالضاد المعجمة، وليس في الصحيحين بالمعجمة غيره. (2) أي غضب. (3) قال النووي في " شرح مسلم ": معنى هذا الحديث: أنه لما ثبت الحد على الوليد بن عقبة قال عثمان - وهو الإمام - لعلي، على سبيل التكرمة له وتفويض الأمر إليه في استيفاء الحد: قم يا علي فاجلده، أي: أقم عليه الحد، بأن تأمر من ترى بذلك، فقبل علي ذلك، وقال للحسن: قم فاجلده، فامتنع الحسن، فقال لعبد الله بن جعفر، فقبل فجلده، وكان علي مأذوناً له في التفويض إلى من رأى كما ذكرنا. (4) أخرجه مسلم رقم (1707) في الحدود، باب حد الخمر، وأبو داود رقم (4480) و (4481) في الحدود، باب الحد في الخمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/82) (624) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1/140) (1184) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/144) (1229) قال: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (5/126) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعلي بن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن علية. وأبو داود (4481) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2571) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن علية. والنسائي في الكبرى «الورقة 68 - أ» قال: أخبرنا حميد ابن مسعدة، قال: أخبرنا يزيد، وهو ابن زريع. خمستهم (إسماعيل بن علية، ومحمدبن جعفر، ويزيد بن هارون، ويحيى، ويزيد بن زريع) عن سعيد ابن أبي عروبة. 2 - وأخرجه الدارمي (2317) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (5/126) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا يحيى بن حماد. وأبو داود (4480) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، وموسى ابن إسماعيل. وابن ماجة (2571) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. والنسائي في الكبرى «الورقة 68 - أ» قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: يحيى بن حماد. خمستهم - مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن حماد، ومسدد، وموسى، ومحمد بن عبد الملك -عن عبد العزيز بن المختار. كلاهما- سعيد، وعبد العزيز- عن عبد الله بن فيروز مولى ابن عامر، قال: حدثنا حصين بن المنذر، فذكره الحديث: 1916 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 590 1917 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَقِتْ (1) في الخمر حدّاً، وقال ابن عباسٍ،: شَرِبَ رجلٌ فسكر، فَلُقيَ يَميلُ في الفَجِّ، فَانطُلِقَ به إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فلمَّا حَاذَى بِدَارِ العَبَّاسِ انفَلتَ، فَدَخلَ على العَبَّاسِ فَالتَزَمَهُ، فَذَكَرُوا ذلك للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَضَحِكَ وقال: أَفَعَلَها؟ ولم يَأْمُرْ فِيهِ بشيء» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفج) : الطريق والسِّكة.   (1) في " الصحاح ": يقال: وقته يقته، فهو موقوت: إذا بين للفعل وقتاً يفعل فيه، ومنه قوله تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً} [البقرة: 103] أي: مفروضاً في الأوقات. (2) رقم (4476) في الحدود، باب الحد في الخمر، وفيه عنعنة ابن جريج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: 1 - أخرجه أحمد (1/322) (2965) قا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا، قال: حدثنا عمرو ابن دينار. 2 - وأخرجه أبو داود (4476) قال: حدثنا الحسن بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا أبو عاصم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6212) عن محمد بن المثنى، عن أبي عاصم (ح) وعن إبراهيم بن يونس بن محمد،عن روح. كلاهما -أبو عاصم، وروح -عن ابن جريج،عن محمد بن علي بن ركانة. كلاهما (عمرو بن دينار، ومحمد بن علي بن ركانة) عن عكرمة، فذ كره. قلت: مداره على ابن جريج. وقد عنعنه. الحديث: 1917 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 591 1918 - (خ م د) عمير بن سعيد النخعي -رحمه الله- قال: «سمعتُ عليَّ بنَ أبي طالب يقول: ما كنتُ لأقيمَ على أَحدٍ حداً فَيَمُوتَ فَأجِدُ في نفسي شيئاً إلا صاحبَ الخمر (1) . فإنه لو مات وَدَيْتُهُ، وذلك أَنَّ رَسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَسُنَّهُ» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود قال: «لا أدي (2) - أو ما كنتُ أدِي- مَنْ أقمتُ عليه الحدَّ إلا شارب الخمر، فإنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يُسُنَّ فيه شيئاً، وإنما هو شيء قلناه نحنُ» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] وَدَيْتُه: وديتُ القتيل: إذا أعطيت ديته.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": أي شاربها، وهو بالنصب، ويجوز الرفع، والاستثناء منقطع، أي: لكن أجد من حد شارب الخمر إذا مات، ويحتمل أن يكون التقدير: ما أجد من موت أحد يقام عليه الحد شيئاً إلا من موت شارب الخمر، فيكون الاستثناء على هذا متصلاً، قاله الطيبي. (2) " أدي " مضارع وداه يديه: إذا أعطى ديته، وقوله " من أقمت عليه حداً " مفعوله. (3) أخرجه البخاري 12 / 58 في الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال، ومسلم رقم (1707) في الحدود، باب حد الخمر، وأبو داود رقم (4486) في الحدود، باب إذا تتابع في شرب الخمر، وأحمد في المسند 1 / 125 و 130. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه البخاري (6778) قال: حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا سفيان، ومسلم (1707) قا: حدثني محمد بن منهال الضرير، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سفيان الثوري، وأبو داود (4486) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، ثنا شريك. كلاهما (سفيان وشريك) عن أبي الحصين، عن عمير بن سعيد، فذكره. الحديث: 1918 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 592 1919 - (ط) محمد بن شهاب الزهري -رحمه الله- «سُئِلَ عن حَدِّ العبد في الخمر؟ فقال بلغني: أنَ عليه نصفَ حدِّ الحرِّ في الخمر، وكان عمرُ وعثمانُ وابنُ عمر يَجْلِدُونَ عبيدَهُم في الخمر نصفَ حدِّ الحُرِّ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 2 / 842 في الأشربة، باب الحد في الخمر، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» (1634) عن ابن شهاب أنه سئل .... فذكره. قلت: الزهري إمام مطلع لا يرسل إلا لعلة قادحة، فتدبر. الحديث: 1919 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 592 1920 - (س) سعيد بن المسيب -رحمه الله- قال: «غَرَّبَ عمرُ ربيعةَ بنَ أُمَيّةَ في الخمر إلى خيبر، فَلحِقَ بِهِرَقْلَ، فَتَنَصَّرَ، فقال عمرُ: لا أُغَرِّبُ بعدهُ مسلماً» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 319 في الأشربة، باب تغريب شارب الخمر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن:أخرجه النسائي (8/319) قا: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 1920 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 593 1921 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أمَرَ مَولاهُ أسلَمْ أَنْ يَأتِيَهُ بسوطٍ يَجلدُ به قُدامةَ بن مَظْعُونٍ في حَدِّ الخمر، فَجاءهُ بسوطٍ لَيِّنٍ، فقال: أخذَتْكَ دِقْرَارَةُ أهْلكَ» . هذا طرفٌ من حديث طويل، قد أخرج أولَّه البخاري في ذكر من شهد بدراً (1) . وذكر هذا القدر [منه] رزين في كتابه، ولم أجده في الأصول، إلا أن الحميديَّ لما ذكر الطرف الذي أخرجه البخاري من أوله - وهو مذكور في مسند عمر - قال: وقد وقع لنا هذا الحديث بتمامه بهذا الإسناد، وذكر الحديث بطوله، وجاء في جملته هذا القدر الذي ذكره رزين. [ص: 594] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دِقْرارة أهلك) : الدِّقرارة: واحدة الدقارير، وهي الأباطيل وعادات السوء، والمعنى: أن عادة السوء التي عادة قومك، وهي العدول عن الحق والعمل بالباطل، قد عرضت لك فعملت بها، وذلك أن أسلم كان عبدا بجاويّاً (2) .   (1) انظر " الفتح " 7 / 247، في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً. (2) " بجا ": قبيلة، والبجاويات منسوبة إليها. وفي القاموس: " بجاوة " بضم الباء على وزن زغاوة، أرض النوبة، منها النوق البجاويات، ووهم الجوهري، و " بجاية " - بكسر الباء - بلد بالمغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في (7/247) كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدرا. الحديث: 1921 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 593 الفصل الثاني: في الرفق بشارب الخمر 1922 - (خ) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أن رجلاً في عهدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- كانَ اسمهُ عبدَ الله، وكان يُلقَّبُ حِماراً، وكان يُضْحِكُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أحياناً، وكان نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم- قد جَلَدَهُ في الشُّرْبِ (1) ، فَأُتيَ به يوماً، فَأمَرَ به فَجُلدَ، فقال رجل من القوم: اللهم العَنْهُ، ما أكثر ما يُؤتَى به، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تَلعنوه، فوالله ما علمتُ إنهُ يُحِبُّ الله [ص: 595] ورسوله» (2) . أخرجه البخاري (3) .   (1) في البخاري المطبوع: في الشراب. (2) انظر " فتح الباري " 12/ 68 حول إعراب جملة " ما علمت إنه يحب الله ورسوله ". (3) 12 / 66 و 67 في الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه ليس بخارج من الملة، وانظر " الفتح " 12 /68 - 71. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/197) قال: ثنا يحيى بن بكير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم عن أبيه، فذكره. الحديث: 1922 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 594 1923 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بِرَجُلٍ قد شَربَ، فقال: اضْرِبُوهُ، فقال أَبو هريرة: فَمِنَّا الضَّاربُ بيده، والضارب بِنَعْلِهِ، والضارِبُ بِثوبِه، فَلمَّا انصرَفَ قال بعضُ القوم:أَخزَاك الله، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تقولوا هكذا، لا تُعِينُوا عليه الشيطانَ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية البخاري إلى قوله: «والضَّاربُ بِثَوبِهِ» وزاد أبو داود، «ثم قال لنا: بَكِّتُوهُ،فَأقْبَلنا عليه نقول: أما اتّقَيْتَ الله؟ أمَا خَشِيتَ الله؟ أمَا استَحَييْتَ من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ثم اتَّفقا فلما انصرفَ قال له بعض القومِ: أخْزاكَ الله فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:لا تقولوا هكذا، لا تُعينوا عليه الشيَّطَانَ، ولكن قُولُوا: اللَّهُم ارحمهُ، اللَّهُم تُبْ عليه» (1) .   (1) أخرجه البخاري 12 / 71 في الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر، وباب الضرب بالجريد والنعال، وأبو داود رقم (4477) في الحدود، باب الحد في الخمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (2/299) قال: حدثنا أنس بن عياض. والبخاري (8/196) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا أبو ضمرة أنس. وفي (8/197) قال: حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر. قال: حدثنا أنس بن عياض. وأبو داود (4477) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو ضمرة. وفي (4478) قال: حدثنا محمد بن داود بن أبي ناجية الإسكندراني. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يحيى بن أيوب وحيوة بن شريح،وابن لهيعة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14999) عن يونس بن عبد الأعلى، عن أنس بن عياض. أربعتهم (أنس بن عياض أبو ضمرة، ويحيى بن أيوب، وحيوة، وابن لهيعة) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 1923 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 595 الباب السابع: في إقامة الحدود وأحكامها ، وفيه خمسة فصول الفصل الأول: في الحث على إقامتها 1924 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- «حدٌّ يُقَامُ في الأرضِ خَيرٌ لأهل الأرض من أَنْ يُمطَرُوا ثَلاثِينَ صَباحاً» . وفي أخرى: قال أبو هريرة: «إقَامَةُ حَدٍّ في الأرضِ خَيرٌ لأهلِهَا من مَطَرِ أربعين ليلة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 76 في السارق، باب الترغيب في إقامة الحد، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2538) في الحدود، باب إقامة الحدود، وأحمد في المسند 2 / 362 و 402، وفي سنده في الروايتين جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي، وهو ضعيف، وفي الرواية الأولى أيضاً عيسى بن يزيد الأزرق، لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف:أخرجه أحمد (2/362) قال: حدثنا زكريا بن عدي. وفي (2/402) قال: حدثنا عتاب. وابن ماجة (2538) قال: حدثنا عمرو بن رافع. والنسائي (8/75) قال: أخبرنا سويد بن نصر. أربعتهم (زكريا، وعتاب، وعمرو بن رافع، وسويد بن نصر) عن عبد الله بن المبارك، عن عيسى بن يزيد، عن جرير بن يزيد، عن أبي زرعة بن عمرو، فذكره. * في رواية زكريا بن عدي: « .......... ثلاثين أو أربعين صباحا» . * وفي رواية عمرو بن رافع: « .......... أربعين صباحا» . وفي روايته أيضا: عيسى بن يزيد، أظنه عن جرير بن يزيد. * أخرجه النسائي (8/76) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة. قال: أنبأنا إسماعيل، قال: حدثنا يونس بن عبيد، عن جرير بن يزيد، عن أبي زرعة، قال: قال أبو هريرة: «إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين ليلة» . موقوف. الحديث: 1924 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 596 1925 - (خ ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم [ص: 597] قال: «مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ الله والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقاً ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا جَميعاً، وإنْ أخذُوا على أيدِيهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعاً» . هذه رواية البخاري، وللترمذي نحوها (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاستهام) : طلب السهم والنصيب، والمراد به: الاقتراع. (أخذوا على أيديهم) : يقال: أخذتُ على يد فلان: إذا منعتَه عما يريد أن يفعله.   (1) أخرجه البخاري 5 / 94 في الشركة، باب هل يقرع في القسمة، وفي الشهادات، باب القرعة في المشكلات، والترمذي رقم (2174) في الفتن، باب ما جاء في تغيير المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (3/919) قا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد، وأحمد (4/268 و 269) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/269) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. وفي (4/270) قا ل: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/270) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. وفي (4/273) قال: حدثنا سفيان عن مجالد. والبخاري (3/182) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (3/237) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. والترمذي (2173) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. ثلاثتهم (مجالد، والأعمش، وزكريا) عن عامر الشعبي، فذكره. الحديث: 1925 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 596 1926 - (ط) زيد بن أسلم - رضي الله عنه - «أَنَّ رجلاً اعْتَرَفَ على نفسِهِ بالزِّنى، على عهدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَدَعا له رسولُ الله بِسَوْطٍ، فَأُتيَ بِسَوطٍ مَكْسورٍ، فقال: فَوقَ هذا، فَأُتيَ بِسَوْطٍ جَديدٍ لم تُقطَعْ ثَمرَتُهُ، فقال: فَوقَ هذا، فَأُتيَ بِسَوْطٍ قد رُكِبَ بِهِ (1) [ص: 598] ولانَ، فَأمَرَ به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَجُلِدَ، ثم قال: أُيُّها الناسُ، قد آنَ لكم أنْ تَنْتَهُوا عن حدودِ الله، مَنْ أصَابَ من هذه القَاذُورَةِ (2) شَيئاً فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله، فَإنَّه مَنْ يُبْدِ (3) لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عليهِ كتابَ الله» . أخرجه الموطأ (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القاذورة) : كل فعل أو قول قبيح يُستقذر بين الناس. (من يبد لنا صفحة وجهه) : أي من يظهر لنا فعله الذي يخفيه، كأن وجهه قد غطاه، فكشفه فرأيناه. (لم تقطع ثمرته) : ثمرة السوط: عَذَبَته، أراد أنه جديد فيه قوة وجفاء، لأنه لم يستعمل.   (1) أي ساق به راكب المطية مطيته. (2) في بعض الروايات: القاذورات. (3) في بعض الروايات: يبدي، بإشباع الياء، كقراءة ابن كثير في رواية قنبل: {إنه من يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} بإشباع الياء، قرأ الباقون بحذفها. (4) 2 / 825 مرسلاً في الحدود، باب ما جاء فيمن اعترف على نفسه بالزنى، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": مرسلاً لجميع الرواة، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً قبله، وأخرجه ابن وهب من مرسل كريب ونحوه، ولا أعلم يستند بلفظه من وجه - يعني من حديث مالك - قاله ابن عبد البر، وقال الزرقاني: أخرجه البيهقي، والحاكم وقال: على شرطهما، من حديث ابن عمر، وصححه ابن السكن وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (1604) عن زيد بن أسلم، مرسلا. قال ابن عبد البر: أرسله جميع الرواة، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير مرسلا مثله، وأخرجه ابن وهب من مرسل كريب نحوه، ولا أعلمه يستند بلفظه من وجه. راجع شرح الزرقاني (4/179 و 180) ط / دار الكتب العلمية. الحديث: 1926 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 597 1927 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بِرَجُلٍ قد شربَ، فقال: أيُّها الناسُ، قد آنَ لكم أن تَنتهُوا عن [ص: 599] حُدودِ الله، فَمنْ أَصَابَ من هذه القَاذُورةِ شيْئاً، فَليَستَتِرْ بِستْرِ الله، فإنهُ مَن يُبْدِ لَنا صَفحَتَهُ نُقِمْ عليه كتابَ الله. وقرأ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: {والَّذينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إلهاً آخَرَ ولا يَقتُلُونَ النَّفْسَ التي حَرَّمَ الله إلا بالحقِّ ولا يزنُونَ} [الفرقان: 68] وقال: قَرَنَ الله الزِّنى مع الشِّركِ، وقال: لا يَزني الزَّاني حين يزني وهو مُؤمنٌ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث من أوله إلى قوله: " نقم عليه كتاب الله " بمعنى حديث مالك الذي قبله، وليس فيه ذكر الآية، والفقرة الأخيرة من الحديث: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " في البخاري 10 / 28 في الأشربة، باب قول الله تعالى: {إنما الخمر والميسر ... } ومسلم رقم (57) في الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أقف عليه من مسند ابن مسعود إلا شطره الأخير «لا يزني الزاني ...... » عند الشيخين. أما أوله فهو عند مالك من حديث زيد بن أسلم «مرسلا» وقد تقدم قبل هذا. الحديث: 1927 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 598 الفصل الثاني: في الشفاعة والتسامح في الحدود 1928 - (د) يحيى بن راشد -رحمه الله- قال: «جَلَسنا يَوماً لابنُ عمرَ، فَخرَجَ إلينا، فسمِعْتُهُ يقول: سمعتُ رسولَ اللهَ -صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ حَالتْ شَفَاعَتُهُ دونَ حَدٍّ منُ حدود الله تعالى فقد ضادَّ الله عز وجل، ومَنْ خاصَمَ في باطلٍ - وهو يَعلمُ - لم يَزَل في سَخَطِ الله حتى يَنْزِعَ، ومَنْ قالَ في [ص: 600] مُؤمِنٍ مَا لَيسَ فيه أَسكْنَهُ الله رَدغَةَ الْخبَالِ حتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قال» (1) . زاد في رواية: «ومن أعان على خصومة بظلم فقد باءَ بغضب من الله» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَدْغَة الخبال) : عصارة أهل النار، والردغة بفتح الدال وسكونها: الماء والطين.   (1) رواه أبو داود رقم (3597) في الأقضية، باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها، ورواه أيضاً أحمد في المسند 2 / 70 وإسناد هذه الرواية حسن. (2) رقم (3598) ، وفي سند هذه الرواية المثنى بن يزيد الثقفي، وهو مجهول، ومطر بن طهمان الوراق، وهو صدوق كثير الخطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/70) (5385) قال: حدثنا حسن بن موسى، وأبو داود (3597) قال: حدثنا أحمد بن يونس. كلاهما (حسن بن موسى، وأحمد بن يونس) قالا: حدثنا زهير، قال: حدثنا عمارة بن غَزِيّة، عن يحيى بن راشد، فذكره. - ورواه عن ابن عمر أيوب بن سليمان. أخرجه أحمد (2/82) (5544) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أتش، قال: أخبرني النعمان بن الزبير، عن أيوب بن سلمان، رجل من أهل صنعاء، فذكره. الحديث: 1928 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 599 1929 - (ط) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - «لقيَ رجلاً قد أخذَ سَارقاً، وهو يُريدُ أن يذْهبَ به إلى السلطان، فَشَفَعَ له الزُّبيرُ ليُرْسِلَهُ فقال: لا، حتى أبلغَ به السلطانَ، فقال الزبيرُ: إنَّما الشَّفَاعةُ قبل أنْ تبلغَ إلى السلطان، فإذا بَلَغَ إليه فقد لُعنَ الشَّافِعُ والمُشفِّعُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 835 في الحدود، باب ترك الشفاعة للسارق إذا بلغ السلطان، وإسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل، قال ابن عبد البر: لا أعلم خلافاً أن الشفاعة في ذوي الذنوب حسنة جميلة، ما لم تبلغ السلطان، وأن عليه إذا بلغته إقامتها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1625) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن الزبير بن العوام، فذكره قال الإمام الزرقاني: وقد روى الدارقطني عن الزبير مرفوعا: اشفعوا ما لم يصل إلى الوالي، فإذا وصل إلى الوالي فعفا، فلا عفا الله عنه. الحديث: 1929 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 600 1930 - (ط د س) صفوان بن أمية - رضي الله عنه - قِيلَ له: «إنه [ص: 601] مَنْ لم يُهَاجِر هَلَكَ، فَقَدِمَ صَفْوانُ بنُ أُمَيَّةَ المدينةَ، فَنَام في المسجِدِ وَتَوسَّدَ رِدَاءهُ، فَجَاءَ سَارِقٌ فأخذ رِداءهُ، فأَخذَ صَفْوانُ السارِقَ، فجاءَ بهِ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأَمرَ به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ تُقْطَعَ يَدُهُ، فقال صفوانُ: إنِّي لم أُرِد هذا يا رسولَ الله، هو عليه صدَقَةٌ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: فَهلا قَبلَ أن تأَتيَني به؟» . هذه رواية الموطأ (1) . وفي رواية أَبي داود والنسائي قال: «كنتُ نَائماً في المسجدِ على خَميصَةٍ لي ثَمَن ثَلاثِينَ درهَماً، فَجَاء رَجُلٌ فَاخْتلِسَها مِني، فَأُخِذَ الرجلُ، فأُتيَ بهِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فَأمَرَ لِيُقطَعَ، قال: فأتَيتُهُ فقلتُ: أَتَقْطَعُهُ مِن أجْلِ ثلاثينَ دِرهماً؟ أنَا أبيعهُ وأُنْسِئُهُ ثَمنَها، قال: فَهلاَّ كان هذا قبل أن تَأتِيَني به» . وفي أخرى لأبي داود والنسائي نحوه، وقال: «نامَ في المسجدِ وتَوسَّدَ رِدَاءهُ» . وفي أخرى للنسائي: «أَنَّ رجُلاً سَرقَ بُرْدَةً لَهُ، فَرَفعَهُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم [ص: 602] فأمر بقطْعهِ، فقال: يا رسولَ الله، قد تَجاوَزتُ عنه، فقال: أبا وَهبٍ، أفلا كان قبلَ أن تأْتِيَنا به؟ فَقَطَعهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَمِيصَة) الخميصة: ثوبٌ أَسود من خَزٍّ أَو صوفٍ مُعَلْم.   (1) رواه مالك في الموطأ مرسلاً 2 / 834 و 835 في الحدود، باب ترك الشفاعة للسارق إذا بلغ السلطان، قال ابن عبد البر: رواه جمهور أصحاب مالك مرسلاً، ورواه أبو عاصم النبيل وحده عن مالك عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن جده فوصله، ورواه شبابة بن سوار عن مالك عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أبيه، أقول: وقد وصله النسائي بإسناد حسن. (2) أخرجه أبو داود رقم (4394) في الحدود، باب من سرق من حرز، والنسائي 8 / 68 في السارق، باب الرجل يتجاوز للسارق عن سرقته بعد أن يأتي به الإمام، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: - رواه عبد الله بن صفوان عن أبيه: أخرجه ابن ماجة (2595) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد الله بن صفوان، فذكره. * أخرجه مالك «الموطأ» (521) عن ابن شهاب، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أن صفوان بن أمية قيل له: إنه من لم يهاجر هلك، فقدم صفوان بن أمية المدينة، فنام في المسجد ..... فذكره، مرسلا. * وأخرجه أحمد (3/401) و (6/465) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة، قال: حدثنا الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن أبيه، أن صفوان بن أمية بن خلف، فذكره مرسلا أيضا. - ورواه طارق بن مُرَقَّع عن صفوان: أخرجه أحمد (3/401) و (6/465) . والنسائي (8/68) قا: أخبرني عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد «يعني ابن أبي عروبة» ، عن قتادة، عن عطاء، عن طارق بن مرقع، فذكره. * أخرجه النسائي (8/68) قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن عطاء، عن صفوان بن أمية، فذكره ليس فيه طارق بن مرقع. - ورواه طاوس عن صفوان: 1 - أخرجه أحمد (3/401) و (6/465) قال: حدثنا عفان، والنسائي (7/145) قال: أخبرني محمد ابن داود، قال: حدثنا مُعَلَّى بن أسد. كلاهما (عفان، ومعلى) قالا: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن طاوس. 2 - وأخرجه النسائي (8/70) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا، وذكر حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار. كلاهما (ابن طاوس، وعمرو) عن طاوس، فذكره. * رواية معلى بن أسد، عن وهيب بن خالد، مختصرة على آخر الحديث. - ورواه حميد بن أخت صفوان عن صفوان: 1 - أخرجه أحمد (3/401) و (6/466) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان «يعني ابن قرم» . 2 - وأخرجه أبو داود (4394) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. والنسائي (8/69) قال: أخبرني أحمد بن عثمان بن حكيم. كلاهما (محمد بن يحيى، وأحمد بن عثمان) قالا: حدثنا عمرو بن حماد ابن طلحة، قال: حدثنا أسباط. كلاهما (ابن قرم، وأسباط) عن سماك بن حرب، عن حميد بن أخت صفوان، فذكره. قال سليمان بن قرم في روايته: «عن سماك عن حميد بن أخت صفوان» . - ورواه عن حميد عكرمة: أخرجه النسائي (8/69) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عبد الملك، هو ابن أبي بشير، قال: حدثني عكرمة، فذكره. الحديث: 1930 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 600 1931 - (ط) سعيد بن المسيب -رحمه الله- قال: «ما مِن شَيء إلا والله يُحِبُّ أنْ يُعفى عنه ما لم يَكُنْ حَداً (1) عن عبادِهِ» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": فلا يجب العفو عنه إذا بلغ الإمام. (2) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ولم يرمز له في أوله بشيء، وفي المطبوع رمز له في أوله بـ " ط " وقال في آخره: أخرجه الموطأ، هو عند الموطأ 2 / 843 في الأشربة، باب الحد في الخمر، دون جملة " عن عباده "، وإسناده صحيح. قال مالك: والسنة عندنا أن كل من شرب شراباً مسكراً، فسكر أو لم يسكر، فقد وجب عليه الحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1635) عن يحيى بن سعيد أنه سمع ابن المسيب، فذكره. الحديث: 1931 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 الفصل الثالث: في درء الحدود وسترها 1932 - (ت) عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 603] : «ادْرَؤوا الحدودَ عن المسلمين ما اسْتَطعتُمْ، فإن كان له مخرَجٌ فخلّوا سبيلَهَ، فإنَّ الإمامَ إنْ يُخْطئُ في العفوِ خَيرٌ من أن يُخْطئَ في العقوبة» . قال الترمذي: وقد روي عنها ولم يُرفَع، وهو أصح. وفي رواية مختصراً قال: «ادرَؤوا الحدُودَ ما استطعتم» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ادرؤوا) : الدرء: الدفع.   (1) رقم (1424) في الحدود، باب ما جاء في درء الحدود، وفي سنده يزيد بن زياد الدمشقي، وهو متروك، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح كما قال الترمذي، وأصح ما فيه في الموقوف حديث سفيان الثوري عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود موقوفاً قال: " ادرؤوا الحدود بالشبهات، ادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم ". قال الحافظ في " التلخيص ": ورواه ابن حزم في كتاب " الاتصال " عن عمر موقوفاً عليه بإسناد صحيح، وفي ابن أبي شيبة من طريق إبراهيم النخعي عن عمر: لأن أخطئ في الحدود بالشبهات، أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الصواب وقفه: أخرجه الترمذي (1424) قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود أبو عمرو البصري. قال: حدثنا محمد بن ربيعة. قال: حدثنا يزيد بن زياد الدمشقي، عن الزهري، عن عروة، فذكره. * أخرجه الترمذي (1424) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع، عن يزيد بن زياد نحو حديث محمد ابن ربيعة ولم يرفعه. * قال أبو عيسى: حديث عائشة لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث محمد بن ربيعة، عن يزيد بن زياد الدمشقي عن الزهري، عن عروة عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورواه وكيع عن يزيد بن زياد نحوه، ولم يرفعه، ورواية وكيع أصح، وقد روي نحو هذا عن غير واحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنهم قالوا مثل ذلك، ويزيد بن زياد الدمشقي ضعيف في الحديث، ويزيد بن أبي زياد الكوفي أثبت من هذا وأقدم. الحديث: 1932 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 1933 - (د) عائشة -رضي الله عنها-: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «أقِيلُوا ذَوي الْهيئاتِ عَثَرَاتِهم إلا الحدودَ» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 604] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذوي الهيئات) قال الخطابي: قال الشافعي في تفسير الهيأة: من لم تظهر منه ريبة، وفيه دليل على أن التعزير إلى الإمام، وهو مخير فيه.   (1) رقم (4375) في الحدود، باب في الحد يشفع فيه، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 6 / 186، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وأخرجه النسائي، وفي إسناده عبد الملك بن زيد العدوي، وهو ضعيف الحديث، وذكر ابن عدي أن هذا الحديث منكر بهذا الإسناد لم يروه غير عبد الملك بن يزيد، وقال المنذري: وقد روي هذا الحديث من أوجه أخر ليس شيء منها يثبت، وقال المناوي في [ص: 604] " فيض القدير ": والحاصل أنه ضعيف، وله شواهد ترقيه إلى الحسن، ومن زعم وضعه كالقزويني أفرط، أو حسنه كالعلائي فرط، وقد رد الحافظ ابن حجر على القزويني في " أجوبة عن أحاديث وقعت في مصابيح السنة وصفت بالوضع " وهي رسالة طبعها المكتب الإسلامي في آخر " مشكاة المصابيح " 3 / 309. قال الحافظ: قلت وأخرجه النسائي من وجه آخر من رواية عطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة، وأخرجه أيضاً من طريق آخر عن عمرة، ورجالها لا بأس بهم، إلا أنه اختلف في وصله وإرساله، فلا يتأتى لحديث يروى بهذه الطرق أن يسمى موضوعاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يثبت: أخرجه أحمد (6/181) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17957) عن عمرو بن علي. كلاهما (أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي) عن عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، فذكرته. * وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (465) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: حدثني أبو بكر بن نافع، واسمه أبو بكر. مولى زيد بن الخطاب، وأبو داود (4375) قال: حدثنا جعفر بن مسافر ومحمد بن سليمان الأنباري، قالا: أخبرنا ابن أبي فديك، عن عبد الملك بن زيد «نسبه جعفر إلى: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل» . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17912) عن إبراهيم بن يعقوب، عن سعيد بن أبي مريم، عن عطاف بن خالد. قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر. ثلاثتهم - أبو بكر بن نافع، وعبد الملك بن زيد، وعبد الرحمن بن محمد - عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، فذ كرته، ليس فيه (عن أبيه) . * وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17956) عن إبراهيم بن يعقوب، عن عبد الله بن يوسف، عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن ابن حزم، عن عمرة، فذكرته، ولم يسمه. * وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17956) عن يونس بن عبد الأعلى، عن معن بن عيسى، عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عبد الله. (ح) وعن هلال بن العلاء، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عبد الملك، عن محمد بن أبي بكر. كلاهما - عبد العزيز بن عبد الله، ومحمد بن أبي بكر - عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، فذكرته. مرسل. ليس فيه «عائشة» . وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17956) عن محمد بن حاتم، عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر، عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تجاوزوا عن زلة ذي الهيئة» . مرسل أيضا. الحديث: 1933 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 603 1934 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعافَوُا الحُدُودَ فيما بينكم، فما بَلَغني منْ حَدٍّ فقد وجبَ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تعافوا) : أمر بالعفو، وهو التجاوز عن الذنب، أي أسقطوا الحدود فيما بينكم، ولا ترفعوها إليّ، فإنه متى علمتُها أقمتُها.   (1) أخرجه أبو داود رقم (4376) في الحدود، باب العفو عن الحدود ما لم تبلغ السلطان، والنسائي 8 / 70 في السارق، باب ما يكون حرزاً وما لا يكون. الحديث: 1934 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 604 1935 - (ط د) سعيد بن المسيب -رحمه الله- قال: بَلغني: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجلٍ من أسْلمَ يُقالُ له: هَزَّالٌ، وقد جَاء يشكو [ص: 605] رَجُلاً بالزِّنا، وذلك قبل أن يَنزل {والَّذينَ يَرْمُونَ المُحصَناتِ ثمَّ لم يَأْتُوا بأربعةِ شُهَدَاءَ فاجْلدوهمْ} [النور: 4] : «يا هَزَّالُ، لَوْ سَتَرْتَهُ بِرِدَائِكَ كان خَيراً لَكَ» . قال يحيى بن سعيد: فَحدَّثتُ بهذا الحديث في مجلسٍ فيه يزيدُ بنُ نُعيم بن هزَّالِ الأسلميُّ، فقال يزيد: هَزَّالٌ جَدِّي، وهذا الحديثُ حقٌّ. أخرجه الموطأ، إلا قوله: «وقد جاء يَشكو» إلى قوله: {فَاجْلِدوهم} . وفي رواية أبي داود عن يَزيد بن نُعيمٍ عن أبيه: «أنَّ ماعِزاً أتَى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فأقرَّ عنده أربعَ مَرَّاتٍ، فأمر به فَرُجمَ، وقال لهِزَّالٍ: لو سَتَرتَهُ بثوبكَ كانَ خَيْراً لك» فقال ابن المنكدر: إنَّ هَزَّالاً أمَرَ مَاعزاً أن يَأتِي النبي -صلى الله عليه وسلم- فَيُخبرَه (1) .   (1) أخرجه الموطأ 2 / 821 في الحدود، باب ما جاء في الرجم عن سعيد بن المسيب مرسلاً، وقد وصله أبو داود رقم (4377) في الحدود، باب في الشد على أهل الحدود، وأحمد في المسند 5 / 217، وفي سنده يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وله شاهد آخر عند أبي داود بسند منقطع، رقم (4378) ، فالحديث حسن بطرقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهده، تقدم: أخرجه مالك (1594) عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب، فذكره. وأبو داود (4377) قال: ثنا مسدد، ثنا يحيى عن سفيان، عن زيد بن أسلم عن يزيد بن نعيم، عن أبيه، أن ماعزا، فذكره. الحديث: 1935 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 604 الفصل الرابع: في التعزير 1936 - (خ م د) هانيء بن نيار (1) - رضي الله عنه - أنَّهُ سَمِعَ [ص: 606] رسوَلَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يُجلَدُ فوقَ عَشْرَةِ أَسوَاطٍ إلا في حَدٍّ من حدُودِ الله عزَّ وَجلَّ» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (2) .   (1) في الأصل: هانئ بن دينار، وهو خطأ، والتصحيح من الصحيحين وكتب الرجال. (2) أخرجه البخاري 12 / 157 في المحاربين، باب كم التعزير والأدب، ومسلم رقم (1708) في الحدود، باب قدر أسواط التعزير، وأبو داود رقم (4491) في الحدود، باب في التعزير، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2601) في الحدود، باب التعزير، والدارمي 2 / 176 في الحدود، باب التعزير في الذنوب، وأحمد في المسند 4 / 45 وانظر فتح الباري 12 / 157، 158. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/466) قال: حدثنا هاشم وحجاج، قالا: حدثنا ليث - يعني ابن سعد قال: حدثنا يزيد بن أي حبيب. (ح) وحدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة. وفي (4/45) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث - يعني ابن سعد - قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. (ح) وحدثنا عبد الله المقرئ، قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وعبد ابن حميد (366) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد، قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب. والدارمي (2319) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد - هو ابن أبي أيوب -، قال: حدثني يزيد ابن أبي حبيب. والبخاري (8/215) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، وأبو داود (4491) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وابن ماجة (2601) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب. والترمذي (1463) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» 11720» عن قتيبة، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. كلاهما (يزيد بن أبي حبيب، وابن لهيعة) عن بكير بن عبد الله الأشج، عن سليمان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر، فذكره. قال أبو سلمة: وكان ليث حدثناه ببغداد عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير، عن سليمان. فلما كنا بمصر. قال: أخبرناه بكير بن عبد الله بن الأشج. * وأخرجه أحمد (4/45) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. (ح) وحدثنا سريج. والبخاري (8/216) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (5/126) قال: حدثنا أحمد بن عيسى. وأبو داود (4492) قال: حدثنا أحمد بن صالح. خمستهم عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11720) عن محمد بن وهب الحراني، عن محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب. كلاهما (عمرو، ويزيد) عن بكير بن عبد الله بن الأشج. قال: بينما أنا جالس عند سليمان بن يسار، إذ جاء عبد الرحمن بن جابر، فحدث سليمان بن يسار، ثم أقبل علينا سليمان بن يسار. فقال: حدثني عبد الرحمن بن جابر، أن أباه حدثه، أنه سمع أبا بردة الأنصاري، نحوه. وزاد فيه: «عن أبيه» . * وأخرجه البخاري (8/215) قال: حدثنا عمرو بن علي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11720) عن محمد بن عبد الله بن بزيع. كلاهما (عمرو، ومحمد) عن فضيل بن سليمان. قال: حدثنا مسلم بن أبي مريم، قال: حدثني عبد الرحمن بن جابر، عمن سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عقوبة، فوق عشر ضربات، إلا في حد من حدود الله» . * وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11720) عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن أبيه، عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير، عن سليمان، عن عبد الرحمن بن فلان، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 1936 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 605 1937 - (خ ت) عبد الرحمن بن جابر -رحمه الله- عَمَّنَ سَمِعَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا عُقوَبةَ فوق عَشْرِ ضَرَباتٍ إلا في حَدٍّ من حُدودِ الله عزَّ وجلَّ» . هكذا أخرجه البخاري ولم يُسَمِّ الصحابيَّ. قال الحميديُّ: قال أبو مسعود [الدمشقي] : هو أبو بُرْدة بنُ نيارٍ. وأخرجه الترمذي عن عبد الرحمن بن جابر عن [أبي] بردة بن نِيارٍ فَسَمَّاهُ، فعلى هذا التفسير: يكون هذا الحديث هو الحديث الذي قبله، وحيث لم يُسَمِّهِ البخاري جعله الحميديُّ حديثاً آخر، لاحتمال أن يكون غير أبي بُردَةَ، وقد نَبَّهنا نحنُ على ما عَرفناه من ذلك (1) .   (1) أخرجه البخاري 12 / 157 في المحاربين، باب كم التعزير والأدب، والترمذي رقم (1463) في الحدود، باب ما جاء في التعزير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:تقدم تخريجه. من حديث أبي بردة بن نيار. الحديث: 1937 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 606 الفصل الخامس: في أحكام متفرقة 1938 - (د) حكيم بن حزام -رضي الله عنهما- قال: «نَهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يُسْتَقَادَ في المسجِدِ، وأنْ تُنْشَدَ فيه الأشعارُ، وأنْ تُقامَ فيه الحُدُودُ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُستقاد) : يُستفعل من القود: وهو القصاص.   (1) رقم (4490) في الحدود، باب في إقامة الحد في المسجد، وفي إسناده زفر بن وئيمة، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه عن حكيم زفر بن وثيمة: أخرجه أبو داود (4490) قال: ثنا هشام بن عمار، قال: ثنا صدقة - يعني ابن خالد - قال: حدثنا الشعيثي، عن زفر بن وثيمة، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/434) قال: ثنا حجاج، قال: ثنا الشعيثي،عن زفر بن وثيمة، عن حكيم بن حزام، موقوفا. قال أحمد: لم يرفعه. - ورواه العباس بن عبد الرحمن المدني عن حكيم: أخرجه أحمد (3/434) قال: ثنا وكيع، قال: ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي عن العباس بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 1938 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 607 1939 - (د س) أبو أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - عن بعض أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار: «أنَّه اشْتكى رجلٌ منهم حتى أضْنى، فَعادَ جِلُدَة على عَظْمٍ، فَدَخَلَتْ عليه جَاريةٌ لِبعْضِهمْ، فَهَشَّ لَهَا فَوقَعَ عَليها، فَلمَّا دَخَلَ عليه رِجَالُ قَوْمِهِ يَعودُوَنهُ أَخبَرَهُمْ بذلك، وقال: اسْتَفتُوا لي رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فإني قد وَقَعتُ على جاريةٍ دَخَلَتْ عَليَّ، فَذَكروا ذلك لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: ما رَأينَا بأحَدٍ من [ص: 608] الضُّرِّ مثْلَ الذي هُو بهِ، ولو حَمَلْناهُ إليك لَتَفَسَّخَتْ عِظامُهُ، ما هو إلا جِلدٌ على عَظْمٍ، فَأمَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يَأخُذُوا لَهُ مِائَة شِمراخٍ (1) فَيَضْرِبُوهُ بها ضربة واحدة» . هذه رواية أبي داود. وأخرجه النسائي عن أبي أمامة بن سهل بن حُنَيفٍ: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بامرأةٍ قد زنَت، فقال: مِمَّنْ؟ قالت: من المُقعَدِ الذي في حائطِ سعدٍ، فأرسلَ إليه، فَأُتيَ به محمولاً، فَوضِعَ بين يديه فَاعترفَ، فَدَعَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بٍإثكالٍ فَضَربَهُ ورَحِمهُ لِزَمانتهِ، وخَفَّفَ عنه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أضنى) الرجل: إذا نزل به الضنى، وهو السقم والمرض. (بإثكال) : العثكال، عَذْق الرطب، وهو الإثكال، على إبدال الهمزة من العين.   (1) الشمراخ: العثكال الذي عليه البسر، وأصله في العذق، وقد يكون في العنب. (2) أخرجه أبو داود رقم (4472) في الحدود، باب في إقامة الحد على المريض، والنسائي 8 / 242 في القضاة، باب توجيه الحاكم إلى من أخبر أنه زنى، وإسناده عند أبي داود حسن؛ لأن جهالة الصحابي لا تضر، وعند النسائي مرسل، وله شاهد عند ابن ماجة رقم (2574) من حديث ابن إسحاق عن يعقوب بن عبد الله الأشج، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن سعيد بن سعد بن عبادة، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهذا المخرج جائز شرعاً، وقد جوز الله مثله لأيوب عليه السلام في قوله: {وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث} [ص: 44] . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناد أبي داود حسن: أخرجه أبو داود (4472) حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. والنسائي (8/242) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الكرماني، قال: ثنا أبو الربيع، قال: ثنا حماد، قال: ثنا يحيى عن أبي أمامة، فذكره مرسلا. الحديث: 1939 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 607 1940 - (خ) سلام بن مسكين -رحمه الله- عن ثابت البُناني «أنَّ أنَساً قال: إنَّ ناساً كان بهم سُقْمٌ، فقالوا: يا رسولَ الله، آونَا وأطْعِمْنَا، [ص: 609] فَلَمَّا صَحُّوا قالوا: إنَّ المدينةَ وَخْمةٌ، فأنْزَلهمْ الحَرَّةَ في ذودٍ لهم (1) فقال: اشْرَبوا مِنْ ألبَانها، فلما صَحُّوا قَتَلُوا راعيَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، واستاقُوا ذَودَهُ، فَبَعثَ في آثَارِهم، وقطَعَ أيدَيهم وأرجُلَهم، وسَمَرَ أعْيُنَهمْ، فَرأيْتُ الرَّجُل منهم يَكدُمُ الأرضَ بلسانِهِ حتى يموتَ» . قال سلاَّمٌ: فَبْلَغني: أنَّ الْحجاجَ قال لأنسٍ: حَدِّثني بأشَدِّ عُقُوبةٍ عَاقبَ بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَحَدَّثَهُ حديثَ العُرنيين، فَبلغَ ذلك الحسن، فقال: وددْتُ أنَّه لم يُحدِّثهُ، لأن هذا كان قبلَ أن تنزل الحدودُ، أخرجه البخاري هكذا، وقد تقدَّم هذا الحديثُ في حدِّ الرِّدَّة باختلاف طرقه التي أخرجها البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي، وإنما أوردنا هذه الرواية للبخاري ها هنا لأجل الزيادة التي في آخره من حديث الحجاج والحسن، ولذلك لم نُعلم عليه ها هنا إلا علامة البخاري وحدَه، وإن كان مُتفقاً عليه (2) .   (1) في البخاري المطبوع: في ذود له. (2) 10 / 119 في الطب، باب الدواء بألبان الإبل، وقد تقدمت باقي روايات الحديث في الحديث المتقدم في الباب الأول في حد الردة وقطع الطريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 1940 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 608 1941 - (د) الهياج بن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- «أنَّ عِمْرَانَ أَبَقَ له غُلامٌ، فَجَعَلَ لله عليه لِئنْ قَدَرَ عليه لَيَقْطَعنَّ يَدَهُ، قال: [ص: 610] فَأرسلني لأسألَ له؟ فَأتيتُ سَمُرَةَ بْنَ جُندَبٍ فقال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَحُثُّنا على الصَّدَقَةِ، وينهانا عن المُثْلَةِ، فَأتَيتُ ابْنَ حُصَينٍ فَسألتُهُ؟ فقال: كَان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَحُثُّنَا على الصَّدقَةِ، وينهانَا عَنِ المُثلَةِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2667) في الجهاد، باب في النهي عن المثلة، وفي إسناده الهياج بن عمران بن الفصيل، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منها الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/428) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. وفي (4/428) قال: حدثنا بهز، وعفان - المعنى - قالا: حدثنا همام. وفي (4/428) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وأبو داود (2667) قا: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. أربعتهم -سعيد، وهمام، ومعمر، وهشام - عن قتادة، عن الحسن، عن الهياج بن عمران، فذكره. * وأخرجه الدارمي (1663) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن الهياج بن عمران، عن عمران بن حصين، فذكره، ليس فيه حديث سمرة بن جندب. أخرجه أحمد (4/429 و 439) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، قال: حدثنا صالح بن رستم أبو عامر الخراز، قال: حدثني كثير بن شنظير. وفي (4/429) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد، عن حميد. وفي (4/432) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا يونس. قال: نُبئتُ أن المسور ابن مخرمة جاء إلى الحسن. وفي (4/440) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا المبارك. وفي (4/444) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور وحميد ويونس. جميعهم - كثير، وحميد، ومن أنبأ يونس، والمبارك، ومنصور، ويونس - عن الحسن، فذكره. الحديث: 1941 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 609 1942 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَحُثُّ في خُطْبَتهِ على الصدَقَة، وينهى عن المُثْلَةِ» .أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 101 في تحريم الدم، باب النهي عن المثلة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه النسائي (7/101) أخبرنا محمد بن المثنى قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا هشام عن قتادة، فذكره. الحديث: 1942 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 1943 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ضَرَبَ أحَدُكم فَلْيتَّقِ الوَجْهَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4493) في الحدود، باب في ضرب الوجه في الحد، وفي إسناده عمر بن أبي سلمة، وهو صدوق يخطئ، وقد أخرجه مسلم من حديث الأعرج عن أبي هريرة، وأخرجه من طرق أخر بمعناه أتم منه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح لطرقه: أخرجه أبو داود (4493) قال: ثنا أبو كامل. قال: ثنا أبو عوانة، عن عمر، يعني ابن سلمة، عن أبيه، فذكره. قلت: وله طرق بغير هذا اللفظ عند أحمد والحميدي والبخاري ومسلم. الحديث: 1943 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 1944 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أصَابَ حدًّا فَعُجِّلَ عُقُوبتَهُ في الدُّنيا فَالله أعْدَلُ مِنْ أن يُثَني على عَبْدهِ العُقُوبَةَ في الآخرَةِ، ومن أصابَ حدًّا فَسَتَرَهُ الله عليه وعفَا عنه، فالله أكرمُ [ص: 611] من أنْ يَعودَ في شَيء قد عَفَا عنه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2628) في الإيمان، باب ما جاء لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، وفي سنده الحجاج بن محمد المصيصي الأعور، وهو ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره، وأبو إسحاق السبيعي وهو ثقة اختلط بآخره، ولكن للحديث شواهد بمعناه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم، وأقره الذهبي، قال المناوي في " فيض القدير ": وقال في " المهذب ": إسناده جيد، وقال في " الفتح ": سنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن:. 1 - أخرجه أحمد (1/99) (775) وفي (1/159) (1365) . وابن ماجة (2604) قال: حدثنا هارون ابن عبد الله الحمال. والترمذي (2626) قال: حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، واسمه أحمد بن عبد الله الهمداني الكوفي. 2 - وأخرجه عبد بن حميد (87) قال: حدثني أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب، عن ثابت الثمالي. كلاهما (يونس، وثابت) عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، فذكره. الحديث: 1944 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 1945 - (ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «رفع القَلمُ عن ثَلاثَةٍ: عن النائم حَتى يستيقظ، وعَنِ الصَّبيِّ حتى يَحتلمَ، وعن المَجنُونِ حتى يَعقِلَ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . ولأبي داود زيادةٌ في طريق أخرى: «والخَرِفِ» .   (1) أخرجه الترمذي رقم (1423) في الحدود، باب ما جاء فيمن لا يجب عليه الحد، وأبو داود رقم (4403) في الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حداً، وإسناده حسن، ويشهد له حديث عائشة الذي بعده، وهو حديث صحيح بطرقه، وقد تقدم حديث ابن عباس بمعناه رقم (1823) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن بالمجموع:أخرجه أبو داود (4401) قال: حدثنا ابن السرح. والنسائي في الكبرى «الورقة 96 - ب» قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. ابن خزيمة (1003) و (3048) قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. ثلاثتهم - ابن السرح، ويونس، ومحمد - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/154) (1327) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، وفي (1/158) (1360) و (1362) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4402) قال: حدثنا هناد، عن أبي الأحوص (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وأخرجه أبو داود أيضا «تحفة الأشراف» (7/10078) عن محمد بن المثنى، عن عبد العزيز بن عبد الصمد. والنسائي في الكبرى «الورقة 96 - ب» قال: أخبرنا هلال بن بشر، قال: حدثنا أبو عبد الصمد. أربعتهم (حماد، وأبو الأحوص، وجرير، وأبو عبد الصمد عبد العزيز) عن عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان، عن علي، فذكره. ليس فيه «ابن عباس» . * وأخرجه أبو داود (4399) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4400) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا وكيع. كلاهما (جرير، ووكيع) عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، عن علي. موقوفا. * وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 96 ب» قال: أخبرنا أحمد بن سليمان،قال: حدثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي ظبيان، عن علي، موقوفا. وليس فيه «ابن عباس» . * قال النسائي: وهذا أولى بالصواب، يعني الموقوف، وأبو حصين أثبت من عطاء بن السائب.. - ورواه أبو الضُّحَى، عن علي: أخرجه أبو داود (4403) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، عن خالد،عن أبي الضحى، فذكره. - ورواه الحسن البصري، عن علي: أخرجه أحمد (1/116) (940) قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا يونس. وفي (1/118) (956) قال: حدثنا بهز (ح) وحدثنا عفان، قالا: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (1/149) (1183) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. والترمذي (1423) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي البصري، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا همام، عن قتادة. والنسائي في الكبرى «الورقة 96 ب» قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، عن قتادة. كلاهما «يونس، وقتادة» عن الحسن، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 96 ب» قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا يونس، عن الحسن، عن علي، قال: رفع القلم عن ثلاثة ....... فذكره،موقوفا. * قال النسائي: والموقوف أصح. * وقال الترمذي: لا نعرف للحسن سماعا من علي بن أبي طالب. الحديث: 1945 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 611 1946 - (د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «رُفع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النائم حتى يَستَيْقظَ، وعن المبتَلى حتى يَبرأ، وعن الصبيِّ حتى يَكْبُرَ» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (4398) في الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حداً، والنسائي 6 / 156 في الطلاق، باب من لا يقع طلاقه من الأزواج، وإسناده حسن، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن بالمجموع:أخرجه أحمد (6/100) قال: حدثنا عفان. وفي (6/101) قال: حدثنا حسن ابن موسى وعفان وروح. وفي (6/144) قال: حدثنا يزيد، والدارمي (2301) قال: أخبرنا عفان. وأبو داود (4398) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (2041) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا محمد بن خالد بن خداش ومحمد بن يحيى. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (6/156) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. خمستهم (عفان، وحسن بن موسى، وروح بن عبادة، ويزيد بن هارون، وعبد الرحمن بن مهدي) عن حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. الحديث: 1946 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 611 الكتاب الثالث من حرف الحاء: في الحضانة [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحضانة) حاضنة الصبي: هي التي تقوم عليه في تربيته وتتولى أمره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 612 1947 - (د ت س) هلال - بن أبي ميمونة (1) - وقيل: أسامة -رحمه الله- أنَّ أبا مَيمونة [سُلمى] مولى أَهل المدينة - رَجُلٌ صدْقٌ- قال: «بينما أنَا جالسٌ مع أبي هريرةَ جَاءتْهُ امرأةٌ فارسيةٌ معها ابنٌ لها، وقد طَلَّقَها زَوجها، فَادَّعَياهُ، فَرَطَنَتْ له تقول: يا أبا هريرة، زَوجي يُريدُ أن يذهَبَ بابني، فقال [ص: 613] أبو هريرة: اسْتهِما عليه، رَطَنَ لها بذلك، فَجاء زَوجُها وقال: مَنْ يُحاقُّني في ولدي؟ فقال أبو هريرةَ: اللَّهُمَّ إني لا أقولُ هذا، إلا أنِّي كنتُ قَاعِداً مع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَأتَتْهُ امرأةٌ، فقالت: يا رسولَ الله إنَّ زَوجي يُريدُ أنْ يذهبَ بابني وقد نَفَعَني وَسَقَاني مِنْ عَذْب الماء - وعند أبي داود: وقد سَقَاني مِنْ بئْرِ أبي عِنَبَةَ (2) - فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: استهما عليه، فقال زوُجها: مَنْ يُحَاقُّني في ولدي؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: هذا أبوكَ، وهذهِ أُمُّكَ، فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهما شِئْتَ، فَأخذَ بيَدِ أُمِّهِ، فَانطَلَقَتْ بِهِ» . أخرجه أبو داود. واختصره الترمذي قال: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خَيَّرَ غلاماً بينَ أبيه وأُمِّهِ» لم يزِد على هذا. وأخرج النسائي المسند منه مثل أبي داود (3) . [ص: 614] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فرطنت) : الرطانة - فتح الراء وكسرها - الكلام بالأعجمية. (استهما) : الاستهام المقارعة. (يحَاقُّني) : ينازعني في حقي.   (1) قال الحافظ في " التهذيب ": هلال بن علي بن أسامة، ويقال: هلال بن أبي ميمونة، وهلال بن أبي هلال العامري مولاهم المدني، وبعضهم نسبه إلى جده، فقال: ابن أسامة. روى عن أنس بن مالك، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعطاء بن يسار، وأبي ميمونة المدني. وأبو ميمونة المدني: هو الفارسي المدني الأبار، قيل: اسمه سليم، وقيل: سلمان، وقيل: أسامة، وقيل: إنه والد هلال بن أبي ميمونة، ولا يصح. اهـ. وقال المنذري: وذكر أن أبا ميمونة اسمه سليم، وقال غير الترمذي: اسمه سلمان، ووقع في سماعنا سلمى. (2) بئر بالمدينة المنورة. (3) أخرجه الترمذي رقم (1357) في الأحكام، باب ما جاء في تخيير الغلام بين أبويه، وأبو داود رقم (2277) في الطلاق، باب من أحق بالولد، والنسائي 6 / 185 و 186 في الطلاق، باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2351) في الأحكام، باب تخيير الصبي بين أبويه، وأحمد في المسند 2 / 246 و 247، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وجد الحميد بن جعفر، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، قالوا: يخير الغلام بين أبويه إذا وقعت بينهما المنازعة في الولد، وهو قول أحمد، وإسحاق، وقالا: ما كان الولد صغيراً فالأم أحق، فإذا بلغ الغلام سبع سنين خير بين أبويه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (1083) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا زياد بن سعد، سمعه من هلال بن أبي ميمونة. وأحمد (2/447) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى ابن أبي كثير. والدارمي (2298) قال: أخبرنا أبو عاصم. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني زياد ابن سعد، عن هلال بن أسامة. وأبو داود (2277) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق وأبو عاصم، عن ابن جريج. قال: أخبرني زياد، عن هلال بن أسامة. وابن ماجة (2351) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة. والترمذي (1357) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة الثعلبي، والنسائي (6/185) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني زياد، عن هلال بن أسامة. كلاهما (هلال، ويحيى بن أبي كثير) عن أبي ميمونة، فذكره. * أخرجه أحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «أبو ميمونة» . الحديث: 1947 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 612 1948 - (د) عمرو بن شعيب -رحمه الله- عن أبيه عن جده: «أنَّ امرأةً أتَتَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: إنَّ ابني هذا كانَ بَطني لَهُ وِعَاءً، وَثديي له سقاءً، وحجري له حِوَاءً، وإنَّ أَباهُ طلَّقني وأراد أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي، فقال لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحي» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِوَاء) : حويت الشيء: إذا ضممته إلى نفسك.   (1) رقم (2276) في الطلاق، باب من أحق بالولد، وفي سنده الوليد بن مسلم وهو ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/182) (6707) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/203) (6893) قال: حدثنا عبد الرزاق: قال: سمعت المثنى بن الصباح. وأبو داود (2276) قال: حدثنا محمود بن خالد السلمي، قال: حدثنا الوليد، عن أبي عمرو، يعني الأوزاعي. ثلاثتهم (ابن جريج، والمثنى، والأوزاعي) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * رواية المثنى بن الصباح: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى أن المرأة أحق بولدها ما لم تزوج» . الحديث: 1948 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 614 1949 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- قال: «كانَت عند عمرَ بن الخطاب امرأةٌ من الأنصار، فولدت له عاصمَ بنَ عمرَ، ثم إنه فارقها، فجاء عمرُ قُبَاءَ، فوجد ابنه عاصماً يَلعبُ بفناء المسجد فَأَخَذَ بِعضُدِهِ فوضعه بيْنَ يدَيه على الدَّابَّة، فَأَدركتْهُ جَدَّةُ الغُلام فَنازَعتْهُ إيَّاهُ، حتى أتَيَا أبَا بكْرٍ [ص: 615] الصِّدِّيقَ، فقال عمرُ: ابني، وقالت المرأةُ: ابني، فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ: خَلِّ بيْنها وبَيْنَهُ، قال: فما رَاجعَهُ عمرُ الكلام» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 767 في الوصية، ما جاء في المؤنث من الرجال ومن أحق بالولد، وفي سنده انقطاع، فإن القاسم بن محمد بن أبي بكر لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1537) عن يحيى بن سعيد أنه قال: سمعت القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 1949 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 614 1950 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «خَرَجَ زَيدُ بنُ حارِثَةَ إلى مَكَّةَ فَقَدِمَ بابنِةِ حمزة، فقال جَعْفرُ: أنَا آخُذُها، أنا أحَقُّ بِها، هي ابنَةُ عَمِّي، وعِندي خَالَتُها، وإنَّما الخَالَةُ أمٌّ، وقال عليٌّ: أنَا أحَقُّ بها، هي ابنةُ عمِّي، وعندي ابنةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فهي أحقُّ بها، وقال زيدٌ: أنَا أَحقُّ بِها، هي ابنةُ أخي، وإنَّما خَرَجتُ إليها، وسافَرتُ وقَدِمتُ بِها، فَقَضى بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِجَعْفَرٍ وقال: الخَالَةُ أُمٌّ» . وفي رواية قال: «لمَّا خَرَجنا من مَكَّةَ تَبِعتْنا ابنةُ حمزةَ تُنادي: يَاعَمُّ، يَاعَمُّ: فَتَنَاولَهَا عَليٌّ، فَأخذ بِيدِها، فقال: دُوْنَكَ ابنةَ عمِّك، فَحَملتها - فَقَصَّ الْخَبَرَ - وقال جعفرٌ: بنتُ عَمي، وخالَتُها تَحْتي، فَقَضى [بها] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِخَالَتِها، وقال: الْخَالَةُ بِمْنزِلَةِ الأُم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2278) و (2280) في الطلاق، باب من أحق بالولد، وإسناده حسن، والحديث أخرجه البخاري من حديث البراء بن عازب في أثناء حديث طويل في قصة الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أصله في البخاري من حديث البراء:- رواه عن علي هانئ بن هانئ: أخرجه أحمد (1/98) (770) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (1/108) (857) قال: حدثنا أسود، يعني ابن عامر، وفي (1/115) (931) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (2280) قال: حدثنا عباد بن موسى، أن إسماعيل بن جعفر حدثهم. أربعتهم (يحيى بن آدم، وأسود، وحجاج، وإسماعيل) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم، فذكراه. * في رواية أسود، لم يذكر «هبيرة بن يريم» . - ورواه عن علي،عجير: أخرجه أبو داود (2278) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن نافع بن عجير، عن أبيه، فذكره. - ورواه عن علي، عبد الرحمن بن أبي ليلى: أخرجه أبو داود (2279) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا سفيان، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 1950 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 615 الكتاب الرابع: في الحياء 1951 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «اسْتحْيُوا مَنَ الله حَقَّ الْحَياءِ، قُلنا: إنَّا لَنسْتَحيي من الله يا رسولَ الله، والحمدُ لله، قال: لَيس ذَلِكَ، ولكنَّ الاسْتِحياءَ مِنَ الله حَقَّ الْحَياءِ: أنْ تَحْفَظ الرَّأْسَ ومَا وَعى، والْبَطْنَ ومَا حَوى، وتذْكُرَ المَوتَ والبلى، وَمنْ أرادَ الآخِرَةَ تَرَك زِينَةَ الدُّنيا، وآثَرَ الآخِرَةَ عَلى الأُولى، فَمنْ فَعلَ ذِلكَ فَقَدِ اسْتَحْي من الله حقَّ الحياءِ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البطن وما حوى والرأس وما وعى) : يعني «بما حوى» المأكول والمشروب، و «بما وعى» السمع والبصر واللسان، والمراد به الحث [ص: 617] على الحلال من الرزق، واستعمال هذه الجوارح فيما يُرضي الله تعالى.   (1) رقم (2460) في صفة القيامة، باب رقم 25، وفي سنده الصباح بن محمد بن أبي حازم البجلي الأحمسي الكوفي، وهو ضعيف، قال المنذري في " الترغيب والترهيب " ورواه الطبراني مرفوعاً من حديث عائشة، أقول: وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، فإن له شواهد يرتقي بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] محتمل التحسين لشواهده: أخرجه أحمد (1/387) (3671) . والترمذي (2458) قال: ثنا يحيى ابن موسى. كلاهما (أحمد ويحيى بن موسى) قالا: ثنا محمد بن عبيدة قال: ثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن مرة الهمداني فذكره. قلت: مداره على الصباح وقد ضعفوه. قال زكي الدين المنذري: أبان والصباح مختلف فيهم، وقد ضعف الصباح برفعه هذا الحديث، وصوابه عن ابن مسعود موقوفا عليه، ورواه الطبراني من حديث عائشة مرفوعا. الترغيب (2605) بتحقيقي. قلت: وبابة هذه الأخبار التساهل في قبولها. والله أعلم. الحديث: 1951 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 616 1952 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رَسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ على رَجُلٍ من الأنْصَار وهُو يَعِظُ أخَاهُ في الْحياءِ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَعْهُ فَإنَّ الحياءَ من الإيمانِ» . وفي روايةٍ: مَرَّ على رَجلٍ وهو يعْاتِبُ أخاهُ في الحَيَاءِ يقولُ: إنَّك لَتَسْتَحيي، حَتَّى كَأنَّهُ يَقُولُ: قد أَضرَّ بِكَ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَعْهُ، فإنَّ الحياء مِنَ الإيَمانِ» . أخرجه الجماعة (1) .   (1) أخرجه البخاري 1 / 69 في الإيمان، باب الحياء من الإيمان، وفي الأدب، باب الحياء، ومسلم رقم (36) في الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان، والموطأ 2 / 905 في حسن الخلق، باب ما جاء في الحياء، والترمذي رقم (2618) في الإيمان، باب ما جاء أن الحياء من الإيمان، وأبو داود رقم (4795) في الأدب، باب في الحياء، والنسائي 8 / 121 في الإيمان، باب الحياء، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (58) في المقدمة، باب في الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (565) وأحمد (2/56) (5183) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والبخاري (1/12) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي «الأدب المفرد» (602) قال: حدثنا إسماعيل، وأبو داود (4795) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (8/121) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا مَعن (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. ستتهم (يحيى، وابن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، والقعنبي، ومعن، وابن القاسم) عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه الحميدي (625) . وأحمد (2/9) (4554) . ومسلم (1/46) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. وابن ماجة (58) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، ومحمد بن عبد الله بن يزيد. والترمذي (2615) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وأحمد بن منيع. تسعتهم (الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، والناقد، وزهير، وسهل، ومحمد بن عبد الله، وابن أبي عمر، وابن منيع) قالوا: حدثنا سفيان (هو ابن عيينة) . 3 - وأخرجه أحمد (2/147) (63412) . وعبد بن حميد (725) . ومسلم (1/46) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما (أحمد، وعبد) قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. 4 - وأخرجه البخاري (8/35) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وفي «الأدب المفرد» (602) قال: حدثنا عبد الله. كلاهما (أحمد، وعبد الله) قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة. أربعتهم (مالك، وابن عيينة، ومعمر، وعبد العزيز) عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 1952 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 617 1953 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الحياءُ من الإيمانِ، والإيمانُ في الْجَنَّةِ، والبذَاءُ مِنَ الجفَاءِ، والَجفَاءُ في النَّارِ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البذاء) : بالفتح والمد: الفحش. [ص: 618] (الجفاء) : التباعد من الناس والغلظة عليهم.   (1) رقم (2010) في البر والصلة، باب ما جاء في الحياء، وإسناده حسن، ويشهد له من جهة المعنى الذي بعده، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عمر وأبي بكرة وأبي أمامة وعمران بن حصين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/501) قال: حدثنا يزيد. والترمذي (2009) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان وعبد الرحيم ومحمد بن بشر. أربعتهم (يزيد، وعبدة، وعبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بن بشر) عن محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة، فذكره. الحديث: 1953 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 617 1954 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «الحياءُ والعَيُّ شُعبَتُانِ من الإيمانِ، والبَذَاءُ والبيَانُ شُعبَتانِ من النِّفاقِ» . أخرجه الترمذي، وقال: «العَيُّ» قِلَّةُ الكلام، و «البَذاءُ» الفُحْش في الكلام، و «البيانُ» هو كَثْرَةُ الكلام، «مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبُون النَّاسَ ويتوسَّعون في الكلام ويَتَفَصَّحُونَ فيه من مَدح النَّاسِ فيما لا يَرضي الله» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العَيُّ) : القصور في البيان، والنطق بما في النفس. (شُعبتان) : الشعبة القطعة من الشيء، والمراد أنهما قطعتان منشؤهما [الإيمان، أو] النفاق. (البيان) : قد جاء ذكره في الحديث، وأما حقيقته: فإنه ضد العي، وهو القدرة على الكلام، والنطق بما في النفس، وإيصاله إلى المخاطب في أحسن صورة، والمنهي عنه: إنما هو التعمق في النطق والتفاصح، وإظهار التقدم فيه على الناس، وكأنه نوع من العُجب، ولذلك قال فيه: «وبعض البيان» ، [ص: 619] ، لأنه ليس كل البيان مذموماً، إنما يذم منه ما كان واقعاً هذا الموقع، وإلا فالبيان في نفسه محمود.   (1) أخرجه الترمذي رقم (2028) في البر والصلة، باب ما جاء في العي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/269) قال: حدثنا حسين بن محمد، وغيره. والترمذي (2027) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. جميعهم عن أبي غسان، محمد بن مطرف، عن حسان بن عطية، فذكره. الحديث: 1954 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 618 1955 - (خ م د) أبو السَّوَّار العدوي - هو حسان بن حريث -رحمه الله- قال: سمِعتُ عِمْرَانَ بنَ حُصيْنٍ يقول: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «الحياءُ لا يَأْتي إلا بِخَيْرٍ، فقال بُشَيْرُ بنُ كَعْبٍ: إنَّهُ مَكتوبٌ في الْحِكْمَةِ: إنَّ منه وَقاراً، ومنه سَكينة» . وفي رواية: «وَمِنْهُ ضَعْفٌ، فقال عِمران: أُحدِّثكَ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتُحَدِّثُني عن صُحُفِك؟» . وفي رواية قال: «الحياءُ خيرٌ كُلُّهُ - أو قال الحياءُ كُلُّهُ خيرٌ» . الشَّكُ من الراوي. أخرجه البخاري ومسلم عن أبي السَّوَّارِ عن عِمرَانَ. وأخرجه مسلم أيضاً وأبو داود عن أبي قَتادَةَ تَميم بنِ نُذير العَدَوي عن عِمران وفي آخر رواية أبي داود: قال: «قُلنا: يا أبا نُجَيْدٍ (1) ، [ص: 620] إيهِ إيهِ (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سكينة) : فعيلة من السكون. (إيه) : إذا قلت للرجل: إيه، بغير تنوين، فأنت تستزيده من الكلام والبذاء، وإذا وصلت نوّنت فقلت: إيه، فإذا قلت: إيهاً بالنصب فإنما تأمره بالسكوت.   (1) في مختصر " سنن أبي داود " للمنذري " إنه وإنه " و " إيه " زجر بمعنى: حسبك، والمعنى: حسبك ما صدر منك من الغضب والإنكار على بشير فإنه منا، وإنه لا بأس به ولايتهم في دينه، ومعنى [ص: 620] " إنه " إنه صادق، وإنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية مسلم " يا أبا نجيد، إنه لا بأس به "، وقال النووي: يعني: ليس هو ممن يتهم بنفاق ولا زندقة. (2) أخرجه البخاري 10 / 433 في الأدب، باب الحياء، ومسلم رقم (37) في الحياء، باب بيان عدد شعب الإيمان، وأبو داود رقم (4796) في الأدب، باب الحياء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/426 و 436) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن خالد بن رباح، وفي (4/426) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا خالد بن رباح. وفي (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (4/436) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا خالد بن رباح أبو الفضل. وفي (4/442) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا أبو نعامة العدوي. والبخاري (8/35) وفي «الأدب المفرد» (1312) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. ومسلم (1/46) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. ثلاثتهم - خالد بن رباح، وقتادة، وأبو نعامة العدوي - عن أبي السوّار العدوي، فذكره. - ورواه أبو قتادة العدوي عن عمران: أخرجه أحمد (4/445) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن إسحاق ابن سويد. وفي (4/446) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت حميد بن هلال. ومسلم (1/47) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن إسحاق، وهو ابن سويد. وأبو داود (4796) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن إسحاق بن سويد. كلاهما - إسحاق بن سويد، وحميد بن هلال - عن أبي قتادة، فذكره. * لم يذكر حميد بن هلال قصة بُشير بن كعب. - ورواه حجير بن الربيع العدوي عن عمران: أخرجه مسلم (1/47) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر، قال: حدثنا أبو نعامة العدوي، قال: سمعت حجير بن الربيع العدوي، فذكره. «ولم يذكر متنه» . - ورواه بشير بن كعب عن عمران: أخرجه أحمد (4/442) قال: يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أبو نعامة العدوي، عن حميد بن هلال، عن بشير بن كعب، فذكره. - ورواه الحسن البصري عن عمران: أخرجه أحمد (4/440) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، فذكره. قلت: ذكره أحمد عقب الحديث من رواية ثابت، ولم يذكر متنه. ورواية ثابت مخرجة (4/440) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت، فذكره. الحديث: 1955 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 619 1956 - (خ د) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ مَمَّا أدْركَ النَّاسُ مِن كلامِ النُّبوَّةِ الأُولى: إذا لم تَسْتحِ فَافْعلْ مَا شِئْتَ» (1) . أخرجه البخاري وأبو داود. [ص: 621] [وفي رواية ابن مسعود «فَاصْنَعْ» . أخرجه البخاري قبيل مناقب قريش] (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت) : هذا الكلام له تأويلان. أحدهما: ظاهر، وهو المشهور، ومعناه: إذا لم تستح من العيب ولم تخش العار مما تفعله، فافعل ما تحدثك نفسك من أغراضها، سواء كان حسناً أو قبيحاً، وهذا لفظه أمر، ومعناه: توبيخ وتهديد. والوجه الثاني: تقول: إذا كنت في فعلك آمناً أن تستحي منها. فاصنع منها ما شئت، كأنه قال: إذا كنت في أفعالك جارياً على سنن الصواب فافعل منها ما شئت، والمراد بقوله: «إن هذا مما بقي من كلام النبوة الأولى» ، يعني أن الحياء لم يزل مستحسناً في شرائع الأنبياء الأولين، وأنه لم يرفع ولم ينسخ في جملة ما نسخ الله من شرائعهم.   (1) قال الخطابي: الأمر للتهديد، نحو قوله تعالى {اعملوا ما شئتم} يعني: فإن الله يجزيكم، أو أراد به: افعل ما شئت لا تستحي منه، أي: لا تفعل ما تستحي منه، أو الأمر بمعنى الخبر، أي: إذا لم يكن حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت. (2) أخرجه البخاري 10 / 434 في الأدب، باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وأبو داود رقم (4797) في الأدب، باب ما جاء في الحياء، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4183) في الزهد، باب الحياء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/121 و 122) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/121) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، والثوري. وفي (4/122) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (5/273) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، والبخاري (4/215 و 8/35) . وفي «الأدب المفرد» (597) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وفي (4/215) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، وأبو داود (4797) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (4183) قال: حدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا جرير. أربعتهم (شعبة، وسفيان الثوري، وزهير، وجرير) عن منصور، قال: سمعت ربعي بن خراش، فذكره. * جاء في «مسند أحمد» (5/273) قال ابن مالك: حدثنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت» . وابن مالك هذا هو «القطيعي» ، أحمد بن جعفر بن حمدان. واسم حمدان، أحمد بن مالك بن شبيب البغدادي، راوي المسند عن عبد الله بن أحمد بن حنبل. وهذا الإسناد من زياداته القليلة في المسند. الحديث: 1956 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 620 1957 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أشَدّ حَياء مَنَ العَذْراءِ في خِدرِها، فإذا رَأى شَيْئاً يَكْرَهُهُ عَرَفْناهُ في وَجههِ» . أخرجه البخاري ومسلم يرفعه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العذراء في خدرها) : العذراء البكر، وهي أبداً توصف بالحياء، وخدر العروس: موضعها الذي تصان فيه عن الأعين.   (1) أخرجه البخاري 10 / 434 في الأدب، باب الحياء، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2320) في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (3/71) قال: حدثنا بهز. وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/88) قال: حدثنا هاشم. وفي (3/91) قال: حدثنا أبو داود. وفي (3/92) قال: حدثنا بهز، وحجاج. وعبد بن حميد (978) قال: حدثنا سليمان بن داود. والبخاري (4/230) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (4/230) ، وفي «الأدب المفرد» (599) قال: حدثني محمد بن بشار،قال: حدثنا يحيى، وابن مهدي. وفي (8/31) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (8/35) ، وفي «الأدب المفرد» (599) قال: حدثنا علي بن الجعد. وفي «الأدب المفرد» (467) قال: حدثنا عمرو ابن مرزوق، ومسلم (7/77) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وأحمد بن سنان، عن عبد الرحمن بن مهدي. وابن ماجة (4180) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي. والترمذي في «الشمائل» (358) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أبو داود. جميعا (بهز، وابن جعفر، وهاشم، وسليمان بن داود أبو داود، وحجاج، ويحيى، وابن مهدي، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن الجعد، وابن مرزوق، ومعاذ) عن شعبة، عن قتادة، قال: سمعت عبد الله بن أبي عتبة، فذكره. الحديث: 1957 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 622 1958 - (ط) زيد بن طلحة بن ركانة -رحمه الله- يَرْفَعُهُ، قال: قال رسِولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقاً، وخُلُقُ الإسلام الْحياءُ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 905 في حسن الخلق، باب ما جاء في الحياء مرسلاً، قال ابن عبد البر: رواه جمهور الرواة عن مالك مرسلاً، أقول: وقد وصله ابن ماجة رقم (4181) و (4182) بسندين ضعيفين يرتقي الحديث بهما إلى درجة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل:أخرجه مالك (1743) عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي، عن زيد بن طلحة بن ركانة. راجع «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/322) ط/ دار الكتب العلمية. الحديث: 1958 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 622 1959 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا كانَ الفُحْشُ في شَيءٍ إلا شَانَهُ، [ص: 623] ومَا كانَ الْحَيَاءُ في شَيء إلا زَانَهُ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفُحش) : القبيح من الكلام، والبذاء. (شانَه) : الشَّين: العَيب.   (1) رقم (1975) في البر والصلة، باب ما جاء في الفحش والتفحش، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4185) في الزهد، باب الحياء، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي وقال: وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها، وأخرجه أحمد في " المسند "، والبخاري في " الأدب المفرد ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (3/165) ، وعبد بن حميد (1241) ، والبخاري في «الأدب المفرد» (601) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، وابن ماجة (4185) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. والترمذي (1974) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. خمستهم (أحمد، وعبد بن حميد، وإبراهيم بن موسى، والخلال، والصنعاني) عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ثابت، فذكره. - ورواه عن أنس، ثابت دون ذكر الحياء: أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (466) قال: ثنا الغداني أحمد بن عبيد الله، قال: ثنا كثير بن أبي كثير، قال: ثنا ثابت، فذكره. الحديث: 1959 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 622 الكتاب الخامس: في الحسد 1960 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسِولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا حَسَدَ (1) إلا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ الله الْحِكْمَةَ، فهو يَقضِي بها ويُعَلِّمُها، ورجلٌ آتَاهُ الله مالاً فَسَلَّطَهُ على هَلكَتهِ في الحقِّ» . أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " لا حسد " أي: لا رخصة في الحسد إلا في خصلتين، أو لا يحسن الحسد إن حسن، أو أطلق الحسد مبالغة في الحث على تحصيل الخصلتين، كأنه قيل: لو لم يحصلا إلا بالطريق المذموم لكان ما فيهما من الفضل حاملاً على الإقدام على تحصيلهما به، فكيف والطريق المحمود يمكن تحصيلهما به، وهو من جنس قوله تعالى: {فاستبقوا الخيرات} فإن حقيقة السبق أن يتقدم على غيره في المطلوب. (2) أخرجه البخاري 1 /153 في العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، وفي الزكاة، باب إنفاق المال في حقه، وفي الأحكام، باب أجر من قضى بالحكمة، وفي الاعتصام، باب ما جاء في اجتهاد القضاة بما أنزل الله تعالى، ومسلم رقم (816) في صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه الحميدي (99) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/385) (3651) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/432) (4109) قال: حدثنا وكيع، ويزيد. والبخاري (1/28) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/134) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي (9/78 و 126) قال: حدثنا شهاب بن عباد، قال: حدثنا إبراهيم بن حميد. ومسلم (2/201) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، ومحمد بن بشر. وابن ماجة (4208) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، ومحمد بن بشر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9537) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، ووكيع. (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك. تسعتهم (سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، ووكيع، ويزيد، وإبراهيم بن حميد، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، وجرير، وعبد الله بن المبارك) عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 1960 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 624 1961 - (خ م ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا حَسَدَ إلا على اثْنَتيْنِ: رجلٌ آتَاهُ الله القرآنَ فقام به آناء اللَّيل وَآنَاءَ النَّهارِ، ورجلٌ أعْطاهُ الله مالاً، فَهوَ يُنْفِقِهُ آنَاءَ [ص: 625] اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) أخرجه البخاري 9 /65 في فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن، وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار "، ومسلم رقم (815) في صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، والترمذي رقم (1937) في البر والصلة، باب ما جاء في الحسد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (617) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/8) (4550) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/36) (4924) و (2/88) (5618) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (2/152) (6403) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. وعبد بن حميد (729) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (6/236) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/189) ، وفي «خلق أفعال العباد» (78) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/201) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، كلهم عن ابن عيينة. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وابن ماجة (4209) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، ومحمد بن عبد الله ابن يزيد، قالا: حدثنا سفيان. والترمذي (1936) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في «فضل القرآن» (97) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم (سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس، وشعيب) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره. الحديث: 1961 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 624 1962 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا حَسَدَ إلا في اثنَتَيْنِ: رجلٌ آتاهُ الله القرآنَ فهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيلِ والنَّهارِ فَسمِعَهُ جَارٌ له، فقال: لَيْتَني أُوِتيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعمَلُ، ورجلٌ آتاهُ الله مالاً فهو يُنفِقُهُ في حَقِّهِ، فقال رجل: لَيْتَني أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعمَلُ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 9 / 65 في فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن، وفي التمني، باب تمني القرآن والعلم، وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (2/479) قال: حدثنا محمد بن جعفر،وروح، المعنى، قالا: حدثنا شعبة. والبخاري (6/236) قال: حدثنا علي بن إبراهيم. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (9/104) ، وفي «خلق أفعال العباد» (صفحة 77) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (9/104) و (188) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا جرير. والنسائي في «فضائل القرآن» (98) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12339) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير. كلاهما - شعبة، وجرير بن عبد الحميد - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان، فذكره. الحديث: 1962 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 625 1963 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إيَّاكْم والحَسدَ، فَإنَّ الحَسَدَ يَأْكُلُ الْحسنَاتِ كما تأُكُلُ النَّارُ الْحَطَب - أو قال: العُشْبَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4903) في الأدب، باب في الحسد، من حديث إبراهيم بن أبي أسيد عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه، وجد إبراهيم لم يسم، وذكر البخاري: إبراهيم هذا في " التاريخ الكبير " 1 / 272 وذكر له هذا الحديث وقال: لا يصح. أقول: لكن له شاهد عند ابن ماجة بمعناه رقم (4210) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بلفظ " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار "، وفي سنده عيسى بن أبي عيسى الحناط، ويقال: الخياط، وهو ضعيف، فلعله يقوى به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يصح:أخرجه عبد بن حميد (1430) وأبو داود (4903) قال: ثنا عفان بن صالح. كلاهما - عبد بن حميد، وعثمان بن صالح- عن أبي عامر، عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، فذكره. قلت: ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (1/272) وقال: لا يصح. الحديث: 1963 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 625 1964 - (ت) الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «دَبَّ إليكم دَاءُ الأُممِ قَبلَكم: الحسدُ والبغضاءُ، وَهي الْحَالِقةُ أمَا إنِّي لا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولكن تَحْلِقُ الدِّينَ، والَّذي نَفْسي بِيدِه، لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حتَّى تُؤمِنوا، ولا تُؤمِنُون حتى تَحابُّوا، أَلا أدلُّكم على مَا تَتَحَابُّونَ بِهِ؟ افْشُوا السلامَ بينَكم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2512) في صفة القيامة، باب سوء ذات البين وهي الحالقة، وفي سنده جهالة مولى الزبير رضي الله عنه، ولكن للحديث شاهد لأوله عند الترمذي من حديث أبي هريرة وأبي الدرداء رضي الله عنهما، ولآخره شاهد عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم (54) في الإيمان بلفظ " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم "، فالحديث بمجموعه بهذه الشواهد حسن، وقد ذكر الفقرة الأولى من الحديث المنذري في " الترغيب والترهيب " عن حديث الزبير وقال: رواه البزار بإسناد جيد والبيهقي وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهده:أخرجه أحمد (1/167) (1430) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا حرب ابن شداد. وفي (1/167) (1431) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا علي بن المبارك. وفي (1/167) (1432) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. والترمذي (2510) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حرب بن شداد. ثلاثتهم (حرب، وعلي، ومعمر) عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، أن مولى الزبير حدثه، فذكره. * أخرجه عبد بن حميد (97) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى ابن أبي كثير، قال: حدثني يعيش بن الوليد بن هشام، قال: حُدِّثت عن الزبير، فذكره. الحديث: 1964 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 626 1965 - () عبد الله بن كعب (1) -رحمه الله- عن أبيه: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا ذِئبَانِ جَائِعانِ أُرسِلا في زَريبة غَنَمٍ بأَفْسدَ لها منَ الْحِرصِ على المالِ، والْحَسد في دِين المسلم، وإن الْحَسدَ لَيَأُكُلُ الْحَسناتِ كما تَأَكُلُ النَّار الحْطَبَ» . وفي رواية: «إيَّاكم والحسدَ، فَإنَّهُ يأكُلُ الحسناتِ كما تأكُلُ النَّارُ العْشبَ» . أخرجه (2) .   (1) هو عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري المدني. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقال المنذري في [ص: 627] " الترغيب والترهيب " 4 / 12: ذكره رزين، ولم أره في شيء من أصوله بهذا اللفظ، إنما روى الترمذي صدره وصححه، ولم يذكر الحسد. أقول: الحديث دون ذكر الحسد رواه أحمد في المسند 3 / 456 و 460 والترمذي رقم (2482) " تحفة الأحوذي "، في الزهد، وصححه، والنسائي وابن حبان في " صحيحه " من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه، وروي من وجه آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وأسامة بن زيد وجابر وأبي سعيد الخدري وعاصم بن عدي الأنصاري رضي الله عنهم، وهو حديث صحيح. وقد شرح هذا الحديث وذكر فوائده في رسالة الحافظ ابن رجب الحنبلي البغدادي رحمه الله، فمن شاء النظر في الموضوع فليرجع إليها فإنها قيمة. وأما ذكر الحسد في آخر الحديث فإنه يشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين. وذكره الحافظ المنذري في «الترغيب» (4246) وقال: ذكره رزين، ولم أره في شيء من أصوله بهذا اللفظ، إنما روى الترمذي صدره وصححه، ولم يذكر «الحسد» بل قال: «على المال والشرف» وبقية الحديث تقدمت عند أبي داود من حديث أبي هريرة. الحديث: 1965 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 626 الكتاب السادس: في الحرص 1966 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَهْرَمُ ابنُ آدَمَ وتَشِبُّ منه اثْنَتانِ: الحِرصُ عَلى المالِ، والحِرصُ عَلى العُمُرِ» . وفي روايةٍ: يَكْبَرُ ابنُ آدَمَ ويَكْبُرُ مَعَهُ اثْنتَان: حبُّ المالِ، وطولُ العُمُرِ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) أخرجه البخاري 11 / 205 في الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، ومسلم رقم (1047) في الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، والترمذي رقم (2340) في الزهد، [ص: 628] باب ما جاء في قلب الشيخ شاب على حب اثنتين، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4234) في الزهد، باب الأمل والأجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/115 و 275) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/119) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/119 و 169 و 275) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/275) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (3/99) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم (يحيى، ووكيع، وابن جعفر، وحجاج) عن شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (3/192و 256) قال: حدثنا عفان: وفي (3/192) قال: حدثني بهز. ومسلم (3/99) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد. وابن ماجة (4234) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير. والترمذي (2339) و (2455) قال: حدثنا قتيبة. ستتهم (عفان، وبهز، ويحيى، وسعيد، وقتيبة، وبشر) عن أبي عوانة. 3 - وأخرجه البخاري (8/111) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (3/99) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا معاذ بن هشام. كلاهما (مسلم، ومعاذ) عن هشام الدستوائي. ثلاثتهم (شعبة، وأبو عوانة، وهشام) عن قتادة، فذكره. الحديث: 1966 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 627 1967 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قَلبُ الشَّيخ شَابٌّ على حبِّ اثْنَتيْنِ: حُبِّ العَيشِ - أو قال: طُولِ الحيَاةِ - وَحُبِّ المَالِ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) أخرجه البخاري 11 / 205 في الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، ومسلم رقم (1046) في الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، والترمذي رقم (2339) في الزهد، باب ما جاء في قلب الشيخ شاب على حب اثنتين، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4233) في الزهد، باب الأمل والأجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه البخاري (8/111) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد. ومسلم (3/99) قال: حدثني أبو الطاهر،وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب. كلاهما (أبو صفوان، وابن وهب) عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13324) عن هارون بن سعيد، عن خالد بن نزار، عن القاسم بن مبرور، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نحو رواية أبي صفوان عبد الله بن سعيد. - ورواه عطاء بن يسار عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/335) قال: ثنا سريج. وفي (2/338) قال: ثنا يونس (2/339) قال: ثنا فزارة (ح) وسريج. ثلاثتهم عن فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار، فذكره. - ورواه أبو سلمة عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/501) قال: ثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. - ورواه الأعرج عن أبي هريرة: أخرجه الحميدي (1069) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/358) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا ابن أبي الزناد. وفي (2/394) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/443 و447) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/99) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ثلاثتهم- سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وابن أبي الزناد - عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، عن الأعرج، فذكره. - ورواه همام عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/317) قال: ثنا عبد الرزاق بن همام،قال: ثنا معمر، عن همام، فذكره. - ورواه أبو صالح عن أبي هريرة: أخرجه الترمذي (2338) ، وأحمد (2/370 و 380) . الحديث: 1967 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 628 1968 - (ت) كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا ذئبان جَائِعَانِ أُرسِلا في غَنَمٍ بأفسَدَ لها مِنْ حِرصِ المرء على المال والشَّرَف لدينهِ» . أخرجه الترمذي (1) . وهذا طرف من الحديث الذي قد تقدَّم في كتاب الحسد، إلا أنّهُ ذكره رزين، ولم أجد في الترمذي إلا هذا الحديث، وهو في الحرص، فذكرتُه ها هنا.   (1) رقم (2377) في الزهد، باب حرص المرء على المال والشرف لدينه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقد تقدم تخريجه رقم (1965) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/456) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3/460) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. والدارمي (2733) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والترمذي (2376) قال: حدثنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11136) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك. كلاهما - عيسى، وعبد الله بن المبارك -عن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن ابن كعب بن مالك، فذكره. الحديث: 1968 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 628 1969 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ كانَ لابْنِ آدَمَ وادِيانِ من مَالٍ لابتَغَى لهما ثالثاً، وَلا يَملأُ جَوفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويَتُوبُ الله على مَن تَابَ» . [ص: 629] هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي: «لو كان لابنِ آدمَ وادٍ لأحَبَّ أَن يَكونَ له ثانٍ ... الحديث» (1) .   (1) أخرجه البخاري 11 / 217 في الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال، ومسلم رقم (1048) في الرقاق، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً، والترمذي رقم (2338) في الزهد، باب ما جاء لو كان لابن آدم واديان من مال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/168 و 247) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثنا عقيل. 2 - وأخرجه أحمد (3/236) قال: حدثنا يعقوب. والبخاري (8/115) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. والترمذي (2337) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا يعقوب. كلاهما (يعقوب ابن إبراهيم، وعبد العزيز) عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان. 3 - وأخرجه أحمد (3/247) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن قرة، وعقيل، ويونس. 4 - وأخرجه مسلم (3/100) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. أربعتهم (عقيل، وصالح، وقرة، ويونس) عن الزهري، فذكره. - ورواه عن أنس قتادة: 1 - أخرجه أحمد (3/122) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/176 و 272) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/176 و 272) قال: حدثنا حجاج. والدارمي (2781) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (3/99) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم (يزيد، وابن جعفر، وحجاج) عن شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (3/192) قال: حدثنا عفان. وفي (3/243) قال: حدثنا سريج. ومسلم (3/99) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، خمستهم (عفان، وسريج، ويحيى، وسعيد، وقتيبة) عن أبي عوانة. 3 - وأخرجه أحمد (3/198) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني علي بن مسعدة. 4 - وأخرجه أحمد (3/238) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا شيبان. 5 - وأخرجه أحمد (3/192) قال: حدثنا بهز وعفان، قالا: حدثنا أبان بن يزيد. خمستهم (شعبة، وأبو عوانة، علي، وشيبان، وأبان) عن قتادة، فذكره. الحديث: 1969 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 628 1970 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَوْ أنَّ لابنِ آدْمَ مِثْلَ وادٍ مِنْ ذَهَبٍ مَالاً لأحَبَّ أَنْ يَكُونَ إليه مِثْلهُ، وَلا يَمْلأُ عَيْنَ ابن آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويتوبُ الله على من تابَ» . قال ابن عباس: فَلا أدْرِي أمن القُرآنِ هُوَ، أم لا؟ قال: وسمعتُ ابنَ الزُّبيْرِ يقول ذلك على المنبر. وفي روايةٍ: «لَو كان لابن آدَمَ وادَيانِ مِنْ مالٍ لابتَغَى ثالثاً، ولا يَمْلأُ جوفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويَتوبُ الله على من تَابَ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) أخرجه البخاري 11 / 217 في الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال، ومسلم رقم (1049) في الزكاة، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (1/370) (3501) قال: حدثنا روح. (ح) وعبد الله بن الحارث. والبخاري (8/115) قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثني محمد، قال: أخبرنا مخلد. ومسلم (3/100) قال: حدثني زهير بن حرب، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا حجاج بن محمد. خمستهم (روح، وعبد الله، وأبو عاصم، ومخلد، وحجاج) عن ابن جريج، قال: سمعت عطاء، فذكره. الحديث: 1970 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 629 1971 - (خ) عباس بن سهل بن سعد -رحمه الله- قال: سمعتُ ابْنَ الزُّبيرِ على مِنْبَرِ مَكَّةَ في خُطبتِهِ يقول: يَا أيُّها النَّاسُ، إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «لو أنَّ ابنَ آدَمَ أُعطِيَ وَادياً من ذَهَبٍ أحب إليه ثانياً، ولو أعطي ثانياً أحبَّ إليه ثَالِثاً، ولا يَسُدُّ جَوفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرابُ، ويَتوبُ الله على من تابَ» . أخرجه البخاري (1) . تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء الثالث من كتاب «جامع الأصول في أحاديث الرسول» - صلى الله عليه وسلم - ويليه الجزء الرابع، وأوله حرف الخاء ويبدأ بكتاب الخُلُق   (1) 11 / 217 في الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه البخاري (8/115) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان ابن الغسيل، عن عباس بن سهل بن سعد، فذكره. الحديث: 1971 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 630 ترجمة الأبواب التي أولها حاءٌ ولم تَرِدْ في حرف الحاء (حلقُ الشعر) [في كتاب الحج من حرف الحاء، وفي كتاب الزينة من حرف الزاي] . (الحَوقَلَةُ) في [كتاب] الدعاء من [حرف] الدال. (الحُليُّ) في [كتاب] الزينة من [حرف] الزاي. (الحِنَّاءُ) في [كتاب] الزينة من [حرف] الزاي. (الحِلْفُ) بكسر الحاء - في [كتاب] الصحبة من [حرف] الصاد. (الحمَّام) في كتاب الطهارة من حرف الطاء. (الحيضُ) [في] كتاب الطهارة من حرف الطاء. (الحِجَامَةُ) في كتاب الطب من حرف الطاء. (حُبُّ الموت) في آخر كتاب الفضائل من حرف الفاء. (الحشرُ) في كتاب القيامة من حرف القاف. (الحِسَابُ) في كتاب القيامة من حرف القاف. (الحَوضُ) في آخر كتاب الفضائل من حرف الفاء (1) . (الحُزْنُ) في كتاب الموت من حرف الميم.   (1) في المطبوع: في كتاب القيامة من حرف القاف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 631 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم عَوْنَكَ حرف الخاء ، وفيه خمسة كتب كتابُ الخُلُقِ، كتابُ الخوفِ، كتاب خَلْقِ العَالَمِ، كتاب الخِلافَةِ والإمَارَةِ، كتابُ الخُلْعِ. الكتاب الأول: في الخُلُق 1972 - (ط) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: «كَانَ آخِرُ مَا أوصَاني بِهِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حِينَ وَضَعْتُ رِجلي في الغَرْزِ - أنْ قال: يَا مُعاذُ، أَحْسِنْ خُلُقَكَ لِلنَّاسِ» (1) . [ص: 4] أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغرز) : ركاب كور الجمل إذا كان من جلد، فإن كان من حديد أو خشب فهو ركاب.   (1) قال الزرقاني في شرح الموطأ: بأن يظهر منه لمجالسه أو الوارد عليه البشر والحلم والإشفاق والصبر على التعليم والتودد إلى الصغير والكبير. و " الناس " وإن كان لفظه عاماً، لكن أريد به من يستحق تحسين الخلق لهم، فأما أهل الكفر، والإصرار على الكبائر، والتمادي على الظلم، فلا يؤمر بتحسين الخلق لهم، بل يؤمر بالإغلاظ عليهم، قاله الباجي. (2) 2 / 902 في حسن الخلق، باب ما جاء في حسن الخلق، بغير إسناد، وهو أحد الأحاديث التي وردت في الموطأ بغير سند، وذكر العلماء أنها ليست موصولة في كتاب، قال الزرقاني في شرح الموطأ: كذا ليحيى وابن القاسم والقعنبي، قال: ورواه ابن بكير عن مالك بن يحيى ابن سعيد عن معاذ، وهو مع هذا منقطع جداً، ولا يوجد مسنداً من حديث معاذ ولا غيره بهذا اللفظ، لكن ورد معناه، قاله ابن عبد البر. وقال الزرقاني أيضاً: ومن شواهد هذا الحديث ما رواه أحمد والترمذي وغيرهما بإسناد حسن عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله علمني ما ينفعني؟ قال: " اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن "، وأخرج الترمذي عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن فقال: يا معاذ: " اتق الله، وخالق الناس بخلق حسن "، قال: وروى قاسم بن أصبغ عن معاذ أن آخر كلمة فارقت عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله، فكأنه لما كان آخر ما أوصاه سأله عن هذا، فأجابه، فكان آخر كلمة، فلا خلف. أقول: فالحديث حسن بطرقه وشواهده التي تشهد له بالمعنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك (الموطأ) (1735) في الجامع - باب ماجاء في حسن الخلق مرسلا. وقال الزرقاني في (شرح الموطأ) كذا ليحيى وابن القاسم والقعنبي، ورواه ابن كثير عن مالك عن يحيى بن سعيد عن معاذ وهو مع هذا منقطع جدا، ولا يوجد مسندا من حديث معاذ، ولا غيره بهذا اللفظ، لكن ورد معناه، قاله ابن عبد البر. الحديث: 1972 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 3 1973 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بَلَغَهُ: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «بُعِثتُ لأُتَمِّمَ حُسْنَ الأخلاقِ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 904 في حسن الخلق، باب ما جاء في حسن الخلق، وإسناده منقطع، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، قال الزرقاني: رواه أحمد وقاسم بن أصبغ والحاكم والخرائطي برجال الصحيح عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة، وقال ابن عبد البر: هو حديث مدني صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره، وللطبراني عن جابر مرفوعاً " إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بلاغا: أخرجه مالك (الموطأ) (1742) في الجامع - باب ماجاء في حسن الخلق وقال الزرقاني في (شرح الموطأ) رواه أحمد وقاسم بن أصبغ والحاكم والخرايطي برجال الصحيح عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة. الحديث: 1973 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 4 1974 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ المؤمنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقهِ: دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4798) في الأدب، باب في حسن الخلق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/64) قال: حدثنا يونس وأبو النضر. قالا: حدثنا الليث عن يزيد بن عبد الله. وفي (6/90) قال: حدثنا هشام بن القاسم. قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة. وفي (6/133) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (6/187) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي،عن زهير و «أبو داود» (4798) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. قال: حدثنا يعقوب. يعني الإسكندراني. ثلاثتهم - يزيد بن عبد الله، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، وزهير بن محمد التميمي - عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، فذكره. الحديث: 1974 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 1975 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ المؤمنينَ إِيمَاناً: أَحسَنُهُمْ خُلُقاً، وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2615) في الإيمان، باب ما جاء في استكمال الإيمان من حديث أبي قلابة عن عائشة، وهو مرسل، لأن أبا قلابة - وهو عبد الله بن يزيد الجرمي - لم يسمع من عائشة، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة، وقد روى أبو قلابة عن عبد الله بن يزيد - رضيع لعائشة - عن عائشة غير هذا الحديث، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وأنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/47) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (6/99) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. و «الترمذي» (2612) قال: حدثنا أحمد بن منيع البغدادي قال:حدثنا إسماعيل بن علية. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16195) عن هارون بن إسحاق الهمداني عن حفص بن غياث النخعي. ثلاثتهم - إسماعيل بن علية، وعبد الوهاب الخفاف، وحفص بن غياث - عن خالد الحذاء عن أبي قلابة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة،وقد روى أبو قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة غير هذا الحديث، وأبو قلابة، وعبد الله بن زيد الجرمي. الحديث: 1975 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 1976 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَكْمَلُ المُؤمِنينَ إِيمَاناً: أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً، وَخِيَارُكُمْ: خِيَارُكُمْ لأهلِهِ» . أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود إلى قوله: «خُلُقاً» (1) .   (1) رقم (1162) في الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها، وأبو داود رقم (4682) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، وإسناده حسن. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن عائشة وابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/250) قال: ثنا ابن إدريس. وفي (2/472) قال: ثنا يحيى بن سعيد. و «أبو داود» (4682) قال: ثنا أحمد بن حنبل. قال: ثنا يحيى بن سعيد. و «الترمذي» (1162) قال: ثنا أبو كريب. قال ثنا عبدة بن سليمان ثلاثتهم - ابن إدريس، يحيى، وعبدة - عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 1976 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 1977 - (ت د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي مِيزانِ المؤمِنِ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللهَ يبْغضُ الفَاحِشَ البَذيءَ» . [ص: 6] وفي رواية قال: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- يقولُ: «مَا مِنْ شَيءٍ يُوضَعُ فِي المِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيبلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِب الصَّومِ، وَالصَّلاةِ» . أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود منه قوله: «مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ فِي الميزانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البذيء) : فعيل، من البذاءة، وهو الفحش في النطق.   (1) الترمذي رقم (2003) و (2004) في البر والصلة، باب ما جاء في حسن الخلق، وأبو داود رقم (4799) في الأدب، باب حسن الخلق، وإسناده حسن، وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وأنس وأسامة بن شريك، وقد ذكر الرواية الثانية المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 256 من رواية البزار باسناد جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/442) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وابن أبي بكير قالا: حدثنا إبراهيم، يعني ابن نافع، عن الحسن بن مسلم، و (6/446) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت القاسم بن أبي بزة. وفي (6/446) قال: حدثناه يزيد، قال: أخبرنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. وفي (6/448) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني القاسم بن أبي بزة. و «عبد بن حميد» (204) قال: حدثنا وهب بن جرير وأبو الوليد. قالا: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. و «البخاري» في الأدب المفرد (270) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. و «أبو داود» (4799) قال: حدثنا أبوالوليد الطيالسي، وحفص بن عمر قالا: حدثنا (ح) وحدثنا ابن كثير، قال: أخبرنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، و «الترمذي» (2003) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا قبيصة بن الليث الكوفي، عن مطرف. ثلاثتهم - الحسن بن مسلم، والقاسم بن أبي بزة، ومطرف - عن عطاء بن نافع، عن أم الدرداء، فذكرته. الحديث: 1977 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 1978 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكم إِليَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِني مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ: أَحَاسِنُكُم أخلاقاً، وَإِنَّ أَبغَضَكُمْ إِليَّ، وَأبْعَدَكُمْ مِني مَجْلساً يَومَ القِيامةِ: الثَّرْثَارونَ والمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ، قالوا: يا رسولَ الله، قد عَلِمْنَا الثَّرثَارون والمُتَشَدِّقون، فما المُتَفَيْهِقونَ؟ قال: المُتَكَبِّرونَ» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 7] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الثرثارون) : الذين يكثرون في الكلام تكلفاً وخروجاً عن حد الواجب. (المتفيهقون) : الذين يتوسعون في الكلام، ويفتحون به أفواههم مأخوذ من الفهق، وهو الامتلاء. (الْمُتَشَدِّقون) : هم الذين يتكلمون بملء أفواههم تفاصحاً وتعظيمَاً لنطقهم.   (1) رقم (2019) في البر والصلة، باب ما جاء في معالي الأخلاق، في سنده مبارك بن فضالة، وهو صدوق يدلس ويسوي، ولكن له شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، منها ما رواه أحمد والطبراني وابن حبان عن أبي ثعلبة الخشني كما في " الترغيب والترهيب " للمنذري 3 / 261، ولذلك قال الترمذي عن حديث جابر: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] يحسن: أخرجه الترمذي (2018) قال: ثنا أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي قال: ثنا حبان ابن هلال، قال: ثنا مبارك بن فضالة، قال: ثني عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذه الوجه. الحديث: 1978 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 6 1979 - (ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه -: قال: «أقَمتُ مَع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- بِالمدينةِ سَنة، مَا يَمْنَعُني مِنَ الْهِجرَةِ إِلا المَسألَةُ (1) ، كان أَحدُنَا إذا هَاجَر لَمْ يسأل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عَن شَيءٍ (2) ، قال: فَسَألتُهُ عن البِرِّ وَالإثْمِ؟ فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: البِرُّ: حُسْنُ الْخُلُق (3) ، والإثمُ: مَا حَاكَ فِي [ص: 8] صَدْرِكَ (4) وَكَرِهتَ أَن يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ» أخرجه مسلم والترمذي (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حاك في صدري) يقال: حاك هذا الأمر في صدرك: إذا دار في خاطرك أو فكرت فيه.   (1) في الأصل: ما يمنعني من المسألة إلا الهجرة، والتصحيح من " صحيح مسلم ". (2) قال النووي في شرح مسلم: قوله: ما منعني إلا المسألة ... إلخ. قال القاضي وغيره: معناه أنه إذا قام بالمدينة كالزائر من غير نقله إليها من وطنه لاستيطانها، وما منعه من الهجره - وهي الانتقال من الوطن واستيطان المدينة - إلا الرغبة في سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور الدين، فإنه كان سمح بذلك للطارئين، دون المهاجرين، وكان المهاجرين يفرحون بسؤال الغرباء الطارئين من الأعراب وغيرهم، لأنهم يحتملون في السؤال، ويعذرون، ويستفيد المهاجرون الجواب، كما قال أنس في الحديث الذي ذكره مسلم في كتاب الإيمان " وكان يعجبنا أن يجيء الرجل العاقل من أهل البادية فيسأله ". (3) قال النووي في شرح مسلم: قال العلماء: البر يكون بمعنى الصلة، وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة، وبمعنى الطاعة، وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق. (4) قال النووي في شرح مسلم: قوله: " حاك في صدرك " أي تحرك فيه وتردد، ولم ينشرح له الصدر، وحصل في القلب منه الشك، وخوف كونه ذنباً. (5) مسلم رقم (2553) في البر والصلة، باب تفسير البر والإثم، والترمذي رقم (2390) في الزهد، باب ما جاء في البر والإثم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/182) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1824) قال: حدثنا زيد بن الحباب. و «الدارمي» (2793) قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى، عن معن بن عيسى. و «البخاري» في الأدب المفرد (302، 295) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا معن. و «مسلم» (8/6) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون. قال: حدثنا ابن مهدي. وفي (8/7) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. و «الترمذي» (2389) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي. قال: حدثنا زيد بن حباب. (ح) حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. أربعتهم -عبد الرحمن، وزيد، ومعن، وعبد الله بن وهب - عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1979 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 7 1980 - (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاحِشاً، وَلا مُتَفَحِّشاً، وكان يقول: إِنَّ مِنْ خِيَارِكم: أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقاً» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاحشاً) : الفاحش: ذو الفحش في كلامه. (متفحشاً) : والمتفحش: الذي تكلف ذلك ويتعمده.   (1) البخاري 10 / 378 في الأدب، باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وباب حسن الخلق والسخاء، وفي الانبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن مسعود، ومسلم رقم (2321) في الفضائل، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (1976) في البر، باب ما جاء في الفحش والتفحش، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 161 و 189 و 193 و 218. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/161) (450) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/189) (6767) - مكرر - قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/193) (6818) قال: حدثنا وكيع. (ح) وابن نمير. و «البخاري» (4/230) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. وفي (5/34، 8/15) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/15) قال:حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (8/16) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (الأدب الفرد) (271) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال:حدثنا سفيان. و «مسلم» (7/78) قال: حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد، يعني الأحمر. والترمذي (1975) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. جميعا - أبو معاوية،وشعبة ووكيع،وعبد الله بن نمير، وأبو حمزة - أخرجه أحمد (2/177 (6649) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (2/220 (7052) قال:حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله. كلاهما (يحيى، وعبد الله بن المبارك) عن ابن لهيعة، قال: أخبرني الحارث بن زيد، عن ابن حجيرة الأكبر. فذكره. الحديث: 1980 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 8 الكتاب الثاني: في الخوف 1981 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ خَافَ أدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غالية، ألا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجنَّةُ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أدلج) : الإدلاج مخففّاً: السير من أول الليل، والإدِّلاج مثقلاً: السَّير من آخره، والمراد بالإدلاج هاهنا: التشمير في أول الأمر، فإن من سار من أول الليل كان جديراً ببلوغ المنزل.   (1) رقم (2452) في صفة القيامة، باب من خاف أدلج، وفي سنده أبو فروة يزيد بن سنان التميمي الرهاوي، وهو ضعيف، وبكير بن فيروز لم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (1460) ، و «الترمذي» (2450) قال: ثنا أبو بكر بن أبي النضر. كلاهما - عبد بن حميد، وأبو بكر بن أبي النضر - عن أبي النضر هاشم بن القاسم. قال: ثنا أبو عقيل الثقفي. قال: ثنا أبو فرة يزيد بن سنان التميمي. قال ثني بكير بن فيروز، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر. الحديث: 1981 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 1982 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي المَوتِ، فقال: كَيفَ تَجِدُكَ؟ قال: أرجُو الله يا رسولَ الله، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبي، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: لا يَجْتَمِعَانِ فِي [ص: 10] قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثلِ هذا الموطِنِ إِلا أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو مِنْهُ، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (983) في الجنائز، باب رقم (11) ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4261) في الزهد، باب ذكر الموت والإستعداد له، واسناده حسن. الحديث: 1982 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 1983 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «مَا رَأْيتُ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- مُستَجْمِعاً قَطُّ ضَاحِكاً حتى تُرى منه لَهَوَاتُهُ (1) ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّم» . زاد في رواية: «فَكَانَ إِذَا رَأى غَيْماً عُرِفَ فِي وَجْهِهِ، قالت: يا رسول الله، النَّاسُ إذا رَأوا الغَيمَ فَرِحُوا، رَجَاءَ أنْ يَكُونَ فيه المطرُ، وَأراكَ إذا رَأيتَ غَيْماً عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الكرَاهِيَةُ؟ فقال: يا عائشةُ، وَمَا يُؤمِّنُني أنْ يكونَ فِيه عَذَابٌ؟ قد عُذِّبَ قومٌ بالرِّيحِ، وقد رَأى قومٌ العذاب، فقالوا: {هَذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] » وفي رواية قالت: «كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- إذا رَأى مَخِيلَة فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وأَدْبَرَ وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذا أمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عنه، فَعرَّفَتهُ عائشةُ ذلك، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: وَما أدْري؟ لَعله كما قال قومٌ: {فَلَمَّا رَأْوهُ عَارِضاً مُستَقْبِلَ أودِيَتِهِمْ قَالوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} » . [ص: 11] وفي أخرى: «كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- إذا رأى يَوْمَ الرِّيح - أو الغَيمِ - عُرِفَ ذلك في وَجْهِهِ، وأقْبَلَ وأدبَر، فَإِذا أُمْطرَتْ سُرَّ بِهِ، وذهب عنه ذلك، قالت عَائِشَةُ: فسألتهُ؟ فقال: إِني خَشيتُ أنْ يكون عَذَاباً سُلِّطَ على أُمَّتي، ويقول إذا رَأى المطر: رحمةٌ» . وفي أخرى قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ قال: اللَّهُمَّ إني أَسأَلُكَ خَيرَها، وَخَيرَ مَا فيها، وَخَيْرَ مَا أُرسِلَتْ بِهِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلتْ بِه، وَإذا تَخَيَّلتِ السماءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ ودَخَلَ، وَأقْبَلَ وَأدبَرَ، فَإِذَا مَطَرَت سُرِّي عنه، فَعَرَفَتْ ذلك عائشةُ، فَسألَتْهُ؟ فقال: لَعَلَّهُ يا عَائِشَةُ كما قال قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُستَقْبِلَ أوديَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرنَا} » هذه روايات البخاري، ومسلم. وأخرج الترمذي الرواية الثانية، والرابعة. وأخرج أبو داود الرواية الأولى. وله في أخرى: «أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئاً في أُفق السَّمَاءِ تَرَكَ العملَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلاةٍ، ثم يقول: اللَّهمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِن شَرِّهَا، [ص: 12] فَإِنْ مَطَرَ قال: اللَّهُمَّ صَيِّباً هَنِيئاً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عارض) : العارض: السحاب الذي يعرض في السماء. (مخيلة) : المخيلة: السحابة التي يظن أن فيها مطراً، وتخيلت السماء: إذا تغيمت. (سُرِّي عنه) : سري عنه هذا الأمر: إذا كشف وأزيل عنه. (عصفت) الريح: إذا هبت هبوباً شديداً. (ناشئاً) : الناشئ من السحاب هو الذي لم يتكامل اجتماعه واصطحابه فهو في أول أمره. (صيباً) : الصيب: السحاب الذي يهراق ماؤه.   (1) جمع " لهاة " وهي اللحمة في أقصى سقف الحلق. (2) أخرجه البخاري 8 / 444 في تفسير سورة الأحقاف، باب قوله تعالى: {فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا} ، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، ومسلم رقم (899) في الاستسقاء، باب التعوذ عند رؤية الريح، وأبو داود رقم (5098) و (5099) في الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح، والترمذي رقم (3254) في التفسير باب من سورة الأحقاف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (270) قال: حدثنا سفيان. وقال: حدثنا مسعر. و «أحمد» (6/41) قال: حدثنا عبدة. قال: حدثنا مسعر. وفي (6/137) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (6/190) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان وفي (6/222) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا شريك. و «البخاري» في الأدب المفرد (686) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. قال: حدثنا سفيان. و «أبو داود» (5099) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. و «ابن ماجة « (3889) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح. و «النسائي» (3/164) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن مسعر. وفي (عمل اليوم والليلة) (14) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن المقدام بن شريح بن هانئ. وفي (915) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي القاضي، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. أربعتهم - مسعر، وسفيان الثور، وشريك بن عبد الله النخعي. ويزيد بن المقدام - عن المقدام بن شريح ابن هانئ، عن أبيه، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. وأثبتنا لفظ رواية يزيد بن المقدام، عند ابن ماجة. الحديث: 1983 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 1984 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنهما -: قال: «كانتِ الرِّيحُ إِذا هَبَّتْ عُرِفَ ذلك في وَجه رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 432 في الاستسقاء، باب إذا هبت الريح، قال الحافظ في الفتح: وفي الحديث: الإستعداد بالمراقبة لله، والإلتجاء إليه عن اختلاف الأحوال، وحدوث ما يخاف بسببه. الحديث: 1984 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 1985 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ، وَأسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ، أطَّتِ السَّماء، وحُقَّ لَها أنْ تَئِطَّ، ما فيها مَوضِعُ أَربَع أصَابِعَ إِلا وَمَلَكٌ وَاضعٌ جَبهتهُ للهِ سَاجِداً، والله لو تَعلَمُونَ مَا أعلَمُ لَضحِكتُمْ قَليلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثيراً، وما تَلَذَّذْتُم بِالنِّساءِ على الفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلى الصُّعُدَاتِ تَجأروُنَ إِلى اللهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعضَدُ» . وفي رواية: أنْ أبا ذَرٍ قال: «لَوَدِدْتُ أَنِّي كنتُ شَجَرَة تُعضَدُ» . ويُروى عن أبي ذرٍّ موقوفاً. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أطت) : الأطيط: صوت الأقتاب، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها، والمعنى: أن كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت، وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثم أطيط. (الصعدات) : جمع صعيد، وهو التراب، والمراد: الطرق، مثل طريق وطرق وطرقات. [ص: 14] (تجأرون) : الجؤار: الصياح والضجة، يعني: تستغيثون. (تعضد) : عضدت الشجرة ونحوه: إذا قطعتها.   (1) رقم (2313) في الزهد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحتم قليلاً، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4190) في الزهد، باب الحزن والبكاء، وأحمد في " المسند " 5 / 173، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (5/173) قال: حدثنا أسود، هو ابن عامر. و «ابن ماجة « (4190) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: أنبأنا عبيد الله بن موسى. و «الترمذي» (2312) قال: حدثنا ابن منيع. قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. ثلاثتهم - أسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى، وأبو أحمد الزبيري - عن إسرائيل، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن مورق العجلي، فذكره. الحديث: 1985 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 1986 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو تَعلَمُونَ مَا أعلمُ لَضَحِكْتُم قليلاً، ولَبكَيْتُم كثِيراً» .أخرجه البخاري، والترمذي (1) .   (1) أخرجه البخاري 11 / 273 في الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2314) في الزهد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/453) قال: ثنا حجاج. و «البخاري» (8/127) قال: ثنا يحيى ابن بكير. كلاهما - حجاج، ويحيى -قالا: ثنا الليث، قال: ثنا عقيل، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب فذكره. أما رواية الترمذي:فأخرجها أحمد (2/502) قال: ثنا يزيد، و «الترمذي» (2313) قال: ثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاس، قال: ثنا عبد الوهاب الثقفي. كلاهما (يزيد، وعبد الوهاب) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة فذكره. الحديث: 1986 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 1987 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو يَعلمُ المُؤمِنُ ما عِندَ اللهِ من العقُوبةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِه، ولو يَعْلَمُ الكافرُ ما عندَ الله من الرَّحْمَةِ ما قَنِطَ من جَنَّتهِ» أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث أخرجه مسلم، رقم (2755) في التوبة، باب في سعة الله رحمة الله تعالى، والترمذي رقم (3536) في الدعوات، باب عظم العقوبة وعظم الرجاء، وأحمد في " المسند " 2 / 334 و 397 و 484. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/ 334) قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا زهير. وفي (2/397) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: أخبرنا إسماعيل. وفي (2/ 484) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا زهير. و «مسلم» (8/97) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل ابن جعفر. قال ابن أيوب. حدثنا إسماعيل. و «الترمذي» (3542) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. ثلاثتهم (زهير بن محمد. وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 1987 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 الكتاب الثالث: في خَلقِ العالَم، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في بَدء الخَلْقِ 1988 - (خ ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: «دَخَلْتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وَعَقَلْتُ نَاقتي بالباب، فَأتى نَاسٌ من بني تَميمٍ، فقال: اقْبلُوا البُشْرى يا بَني تَمِيمٍ، قالوا: بَشَّرْتَنا فَأعْطِنَا، مَرَّتينِ، فَتَغَيَّرَ وَجههُ، ثم دَخَلَ عليه ناسٌ من أهلِ اليَمنِ، فقال: اقْبَلُوا البُشرى يا أهل اليَمنِ، إِذْ لَم يَقْبَلْها بَنو تَمِيمٍ، قالوا: قَبِلْنا يا رسولَ اللهِ، ثم قالوا: جِئْنَا لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنسأَلَكَ عن أوَّلِ هَذَا الأمرِ: مَا كانَ؟ قال: كانَ اللهُ ولم يكن شيءٌ قَبْلَهُ، وكان عَرْشُهُ على الماءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ، وَكَتبَ فِي الذِّكرِ كُلَّ شيء، ثُمَّ أتى رجلٌ، فقال: يا عِمرانُ، أدْرِك نَاقَتكَ فَقَدْ ذَهَبتْ، فَانطَلقتُ أَطْلبُهَا، فَإِذَا السَّرابُ يَنْقَطِعُ دُونَها، وَايمُ اللهِ لَوَدِدْت أنَّهَا قَدْ ذَهبتْ ولم أَقُمْ» . [ص: 16] وفي رواية: «لَوَدِدْت أني كُنْتُ تَرَكْتُها» أخرجه البخاري. وأخرج الترمذي منه إلى قوله: «قَبِلنَا يا رسول الله» (1) .   (1) البخاري 8 / 66 في المغازي، باب وفد تميم، وباب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} ، وفي التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} {وهو رب العرش العظيم} ، والترمذي رقم (3946) في المناقب، باب في ثقيف وبني حنيفة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 426 و 431 و 433 و 436. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/426) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/431) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/ 433) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان وفي (4/436) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان،. و «البخارى» (4/128) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان (ح) وحدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/212) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (5/219) قال: حدثني عمرو ابن علي. قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/152) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش. و «الترمذي» (3951) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي قال: حدثنا سفيان. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10829) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث، عن عبد الرحمن المسعودي. ثلاثتهم - سفيان الثوري، وسليمان الأعمش، وعبد الرحمن المسعودي - عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، فذكره. الحديث: 1988 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 15 1989 - (ت) أبو رزين العقيلي - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسول الله، أيْنَ كان رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قال: كان في عَمَاءٍ مَا تَحتَهُ هَواءٌ، وما فَوقَهُ هَوَاءٌ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ على الماءِ» . أخرجه الترمذي، وقال: قال أحمد (1) : قال يزيد (2) : «العماءُ: أي ليس معه شيء» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (في عماء) : العماء في اللغة: السحاب الرقيق، وقيل: الكثيف وقيل الضباب، ولابد في الحديث من حذف، تقديره: أين كان [ص: 17] عرش ربنا، فحذف كقوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيَهم اللهُ في ظُللٍ من الغمام والملائكةُ} [البقرة: 210] أي: أمر الله، ويدلك على هذا المحذوف قوله تعالى: {وكانَ عَرْشُهُ على الماءِ} (4) [هود: 7] وحكي عن بعضهم «في عمى» مقصور، وهو كل أمر لا تدركه الفِطَن. قال الأزهري: قال أبو عبيد: إنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم، وإلا فلا ندري كيف كان ذلك العماء، قال الأزهري: فنحن نؤمن به ولانكيفه بصفة.   (1) هو أحمد بن منيع بن عبد الرحمن أبو جعفر البوغي الأصم. (2) هو يزيد بن هارون أحد مشايخ شيوخ الترمذي من رواة الحديث. (3) رقم (3108) في التفسير، باب ومن سورة هود، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (182) في " المقدمة "، باب فيما أنكرت الجهمية، وأحمد في " المسند " 4 / 11 و 12، وفي سنده وكيع بن عدس، أو - حدس - لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي وغيره. (4) هذا على مذهبه في تأويل الصفات، ومذهب السلف الصالح: عدم هذا التقدير، وأنها على مراد الله، لا يعلم حقيقتها إلا الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (4/11) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/12) قال: حدثنا بهز «ابن ماجة» (182) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا يزيد بن هارون و «الترمذي» (3109) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون - كلاهما - يزيد، وبهز- عن حماد بن سلمة، قال: أخبرني يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس، فذكره. قلت: فيه وكيع بن حدس، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال عنه ابن القطان: مجهول الحال. الحديث: 1989 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 1990 - (خ) طارق بن شهاب: قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب يقول: «قَامَ فينا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- مَقَاماً، فَأخبَرَنَا عنْ بَدءِ الخَلقِ حتى دَخَلَ أهلُ الجنةِ مَنَازِلَهُم (1) ، وأهلُ النَّارِ منازِلَهم، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ» أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الحافظ في الفتح: قوله: حتى دخل أهل الجنة ... هي غاية قوله: أخبرنا، أي أخبرنا عن مبتدإ الخلق شيئاً بعد شيء إلى أن انتهى الإخبار عن حال الإستقرار في الجنة والنار، ووضع الماضي موضع المضارع مبالغة للتحقيق المستفاد من خبر الصادق، وكان السياق يقتضي أن يقول: حتى يدخل، ودل ذلك على أنه أخبر في المجلس الواحد بجميع أحوال المخلوقات منذ ابتدئت إلى أن تفنى، إلى أن تبعث، فشمل ذلك الإخبار عن المبدأ والمعاش والمعاد، وفي تيسير إيراد ذلك كله في مجلس واحد من خوارق العادة أمر عظيم. (2) 6 / 207 في بدء الخلق ما جاء في قوله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في بدء الخلق 0 باب ما جاء في قوله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو أهون عليه} قال: وروى عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب. فذكره. الحديث: 1990 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 1991 - () أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «أوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ القلَمَ، فقال له: اكتُبْ، فَجرى بما هو كائن إلى الأبدِ» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد أخرجه أحمد في " المسند " 5 / 317 من حديث عبادة بن الصامت، والترمذي رقم (2156) في القدر، باب رقم (17) ، وأبو داود رقم (4700) في السنة، باب في القدر، وإسناده حسن، وهو حديث صحيح بطرقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] من زيادات رزين العبدري على الأصول. الحديث: 1991 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 1992 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَمَّا خَلقَ اللهُ العَقلَ قال له: أقْبِلْ فَأقْبَلَ، وَأدبِرْ فَأدبَرَ، فقال له: ما خَلَقْتُ خَلقاً أحبَّ إِليَّ مِنكَ، وَلا أُرَكِّبَكَ إِلا في أحَبِّ الخلق إليَّ» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وهو كذلك في المطبوع، قال الحافظ بن حجر في " الفتح ": وأما حديث " أول ما خلق الله العقل " فليس له طريق يثبت، وقد أورده الحافظ السيوطي في " الجامع الكبير " 2 / 126 وجه أول، ونسبه للحكيم الترمذي عن الحسن قال: حدثني عدة من الصحابة، وللحكيم عن الأوزاعي معضلاً، والطبراني عن أبي أمامة، وقال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة ": قال ابن تيمية وتبعه غيره: إنه كذب موضوع، وقال السيوطي: وقد وجدت له أصلاً صالحاً، أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " عن الحسن يرفعه ... ثم قال: وهذا مرسل جيد الإسناد، وهو موصول في " معجم الطبراني " في الأوسط من حديث أبي أمامة وأبي هريرة بإسنادين ضعيفين، أقول: وقد رواه ابن أبي الدنيا في كتاب " العقل وفضله " من حديث حفص بن عمر قاضي حلب، عن الفضل بن عيسى الرقاشي،عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة مرفوعاً، وإسناده ضعيف، ورواه أيضاًُ من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن عقبة عن كريب مولى بن عباس مرسلاً، وقد استقصى طرق هذا الحديث الشيخ مرتضى الزبيدي في " شرح الأحياء ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] : من زيادات رزين العبدري على الأصول. الحديث: 1992 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 1993 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أذِنَ لي أنْ أُحَدِّثَ عن مَلَكٍ من ملائكَةِ اللهِ من حَمَلَةِ العرْشِ: أنَّ مَا بينَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إلى عَاتِقِهِ: مَسِيرةُ سَبْعِمَائةِ عَامٍ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4727) في السنة، باب الجهمية، وإسناده حسن، وقد صححه المناوي في " التيسير "، ونسبه السيوطي في " الجامع الصغير " للضياء المقدسي، قال المناوي في " فيض القدير ": الضياء في " المختارة " عن جابر، ورواه عنه الطبراني في " الأوسط " قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني فيه أيضاً بمعناه عن أنس، وفي سنده عبد الله بن المنكدر، وهو ضعيف، ورواه أبو يعلى عن أبي هريرة بمعناه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (4727) قال: ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: ثني أبي،قال: ثني إبراهيم ابن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 1993 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 الفصل الثاني: في خلق السماء والأرض وما فيهما من النجوم والآثار العلوية 1994 - (د ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -: قال: «كُنتُ جَالِساً في البطحاء في عِصَابةٍ، ورسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فيهم، إذْ مَرَّتْ سَحابَةٌ، فَنَظَرُوا إليها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تدرونَ ما اسْم هذه؟ قالوا: نعم، هذه السَّحابُ، قال: والمُزْنُ، قالوا: والمُزْنُ، قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: والعَنان، قالوا: والعَنان، ثم قال لهم رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: تَدرونَ كم بُعْدُ ما بين السماء والأرض؟ قالوا: لا والله، ما ندري، قال: فَإِنَّ بُعدَ ما بينهما، إمَّا قال: [ص: 20] وَاحِدةٌ، وإِمَّا اثْنَتَانِ، وإِمَّا ثَلاثُ وسبعُونَ سَنَة، وبُعْدُ السَّماء التي فَوقَها كذلك، وكذلك، حتى عَدَّدَهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ كذلك، ثم فَوْق السماء السابعة بَحرٌ بَينَ أعلاهُ وأسْفَلِهِ كما بين سَمَاءٍ إِلى سماءٍ، وفَوقَ ذلك ثَمَانيةُ أوْعَالٍ، بين أظْلافِهنَّ ورُكبهنَّ ما بين سماءٍ إلى سماءٍ، ثم فوق ظُهُورِهِنَّ العرشُ، بين أسْفَلِهِ وأعْلاهُ مِثْلُ ما بين السَّماء إِلى السَّماء، والله - عزَّ وجلَّ- فوق ذلك» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العنان والمزن) : السحاب، الواحدة: عنانة ومزنة.   (1) الترمذي رقم (3317) في التفسير، باب ومن سورة الحاقة، وأبو داود رقم (4723) في السنة، باب الجهمية، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (193) في " المقدمة "، باب فيما أنكرت الجهمية، وأحمد في " المسند " رقم (1771) ، وفي سنده عبد الله بن عميرة، قال الذهبي في " الميزان ": فيه جهالة، أقول: عبد الله بن عميرة لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/206) (1770) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد. وفي (1/207) (1771) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ومحمد بن بكار، قالا: حدثا الوليد بن أبي ثور. و «أبو داود» (4723) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور. وفي (4724) قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، ومحمد بن سعيد. قالا: أخبرنا عمرو بن أبي قيس. (4725) قال: حدثنا أحمد ابن حفص، قال: حدثني أبي. قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان. و «ابن ماجة» (193) قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني. و «الترمذي» (3310) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد، عن عمرو بن أبي قيس. أربعتهم - شعيب بن خالد، والوليد بن أبي ثور، وعمرو بن أبي قيس، وإبراهيم بن طهمان - عن سماك ابن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، فذكره. الحديث: 1994 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 1995 - () قتادة، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: قال: «بينما رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ مَعَ أصْحَابِهِ يَوْماً، إِذْ مَرَّ سَحَابٌ، فقال: أَتَدْرونَ ما هذا؟ هذا العنانُ، هذه رَوَايا (1) الأرض يَسُوقُها الله إلى قومٍ لا يَعْبُدونه، ثم قال: أتَدْرُونَ ما هذه السَّماء؟ مَوجٌ مَكفوف، وسَقْفٌ مَحفُوظٌ، وفَوقَ ذلك سماءٌ أخرى، حتَّى عَدَّ سَبعَ سَمَواتٍ، وهو يقول: أتَدرونَ [ص: 21] ما بينهما؟ ثم يقول: خمسمائةِ عامٍ، ثم قال: أتَدْرونَ مَا فَوقَ ذلك؟ فوق ذلك العرشُ» . وفي حديث ابن مسعود: «وفوق ذلك الماءُ، وَفوق الماء العرشُ، واللهُ فَوقَ العَرشِ، لا يَخفَى عليه شَيءٌ من أعمال بني آدمَ، ثم قال: أَتَدرونَ ما هذه الأرض؟ قال: تَحْتها أخرى، بينهما خَمسمائة عام، حَتَّى عَدَّ سَبعَ أَرَضِين ... » وذكر الحديث. وعن عبد الله قال: «خَلَقَ اللهُ سَبعَ سمواتٍ، غِلَظُ كلِّ واحدة مَسِيرةُ خمسمائة [عام] ... » وذكر نحو ما تقدم. أخرجه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (روايا الأرض) : الروايا [من الإبل] : الحوامل للماء. واحدتها: راوية، والعامة تجعلها المزادة نفسها.   (1) في الأصل: زوايا، بالزاي المعجمة، في هذه اللفظه كلما وردت، وهو تصحيف. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وهو كذلك في المطبوع، وهو بمعنى الذي بعده، فقد رواه عثمان بن سعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " صفحة (26، 27) طبع المكتب الإسلامي مختصراً عن ابن مسعود موقوفاً عليه، ورواه ابن جرير الطبري عن قتادة مرسلاً. الحديث: 1995 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 1996 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «بينما نَبيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ وَأصحابُه، إذ أتى عليهم سَحَابٌ، فقال نَبيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَتَدْرُونَ مَا هذه؟ قالوا: اللهُ ورسوله أعلم، قال: هذه العَنَانُ، هذه روايَا الأرض، يَسوقُها [ص: 22] اللهُ إِلى قَومٍ لا يَشْكُرُونَه، ولا يَدْعُونَهُ، ثم قال: هل تدْرونَ ما فَوقَكم؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم، قال: فإنها الرَّقيعُ: سَقفٌ مَحْفوظٌ، وموجٌ مَكفوفٌ، ثم قال: هل تَدْرُونَ ما بينكم وبينها؟ قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: بينكم وبينَها خَمسمائةِ عامٍ، ثم قال: هل تدرون ما فَوقَ ذلك؟ قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: [فإنَّ فوقَ ذلك] سَمَاءينِ، [بُعْدُ] ما بينَهما خَمْسُمائَةِ سنةٍ، ثم قال كذلك، حتى عَدَّ سبعَ سَمَواتٍ، ما بَيْنَ كلِّ سَمَاءينِ ما بين السَّماءِ والأرض، ثم قال: هل تدرون مَا فَوقَ ذلك؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم، قال: إنَّ فَوقَ ذلك العَرشُ، وبينه وبين السماء بُعْدُ ما بَيْنَ السَّماءينِ، ثم قال: هل تدرون ما الذي تَحْتَكم؟ قالوا: اللهُ ورسوله أعلم، قال: إنَّهَا الأرضُ، ثم قال: هل تدرون ما تحت ذلك؟ قالوا: اللهُ ورسوله أعلم، قال: إن تحتها أرضاً أخرى، بينهما مَسيرةُ خَمْسُمَائَةِ سنةٍ، حتى عَدَّ سَبْعَ أرضينَ، بين كُلِّ أرْضَيْن مَسيرَةُ خمسمائة سنة، ثم قال: والذي نَفْسُ محمدٍ بيده، لو أنَّكم دَلَّيتُم بحبل إلى الأرض السُّفْلَى، لَهَبَطَ على الله، ثم قَرأ: {هُوَ الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] » . قال أبو عيسى: قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الآية تدل على أنه أراد: لَهَبطَ على علم الله وقدرته وسلطانه، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، [ص: 23] وهو على العرش، كما وصف نفسه في كتابه (1) . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرقيع) : السماء، وقيل: هو اسم سماء الدنيا.   (1) قال المباركفوري في: " تحفة الأحوذي ": وفي قول الترمذي إشعار إلى أنه لا بد لقوله " لهبط على الله " من هذا التأويل المذكور، ولقوله: " على العرش " من تفويض علمه إليه تعالى والإمساك عن تأويله (*) . (2) رقم (3294) في التفسير، باب ومن سورة الحديد، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 370 من حديث قتادة قال: حدث الحسن - يعني البصري - عن أبي هريرة. أقول: وقد صرح كثير من أئمة الحديث بأن الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة، كما في كتاب " المراسيل " لابن أبي حاتم طبع بغداد (صفحة 28، 29) ، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، قال: ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: فيه نسبة التأويل والتفويض للإمام الترمذي رحمه الله. "يقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (6 / 573 - 574) [عندما ذكر حديث الإدلاء] : ولهذا قرأ في تمام هذا الحديث: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] . وهذا كله على تقدير صحته، فإن الترمذي لما رواه قال: وفسره بعض أهل الحديث بأنه هبط على علم الله، وبعض الحلولية والاتحادية يظن أن في هذا الحديث ما يدل على قولهم الباطل، وهو أنه حال بذاته في كل مكان، وأن وجوده وجود الأمكنة ونحو ذلك. والتحقيق: أن الحديث لا يدل على شىء من ذلك إن كان ثابتًا، فإن قوله: (لو أدلى بحبل لهبط) يدل على أنه ليس في المدلى ولا في الحبل، ولا في الدلو ولا في غير ذلك، وإنها تقتضي أنه من تلك الناحية، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد، من جنس تأويلات الجهمية، بل بتقدير ثبوته يكون دالاً على الإحاطة. انتهى. ونسبة التأويل للترمذي لا تصح لعدة أمور: أولاً: أن الترمذي رحمه الله لم يقله وإنما نقله عن غيره. ثانياً: أن ابن القيم رحمه الله في حاشية السنن سمى هذا الكلام الذي نقله الترمذي تفسيراً ولم يسمه تأويلاً. ثالثاً: الظاهر والله أعلم أنه لا تنافي بين تفسير من فسره بأنه يهبط على علم الله وقدرته وسلطانه والقول بأن المقصود به الإحاطة ولذلك جاء في مختصر الموصلي قول ابن القيم رحمه الله (بل بتقدير ثبوته، فإنما يدل على الإحاطة، والإحاطة ثابتة عقلاً ونقلاً وفطرة) انتهى. وهو قول ابن تيمية رحمه الله كما سبق في قوله (بل بتقدير ثبوته يكون دالاً على الإحاطة) . فتبين بهذا أن الإمام الترمذي رحمه الله لم يقع في التأويل المذموم الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره بدون قرينة. فحتى لو أن الترمذي رحمه الله نقل هذا القول مقراً به فلا يعتبر ذلك من التأويل المذموم والله أعلم. وفي هذا الموضع يثبت الإمام الترمذي رحمه الله مذهب السلف في إثبات الصفات بدون تكييف قال الإمام الترمذي (3045) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمين الرحمن ملأى سحاء لا يغيضها الليل والنهار قال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يرفع ويخفض قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وتفسير هذه الآية وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وهذا حديث قد روته الأئمة نؤمن به كما جاء من غير أن يفسر أو يتوهم هكذا قال غير واحد من الأئمة منهم سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن عيينة وابن المبارك أنه تروى هذه الأشياء ويؤمن بها ولا يقال كيف. ويعني بقوله: من غير أن يفسر أو يتوهم أي الكيفية، وهذا معنى ما نقله عن الأئمة من قولهم تروى هذه الأشياء ويؤمن بها أي نثبتها ونصدقها ولكن لانعرف كيفيتها فرحم الله الإمام الترمذي على إثباته للعقيدة الصحيحة في عدم الخوض في الكيفية مع إثبات الصفات على ما يليق بجلال الله سبحانه وتعالى. " [الشيخ عبد الرحمن الفقيه - بتصرف يسير] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (2/370) قال: ثنا الحكم بن عبد الملك، و «الترمذي» (3298) قال: ثنا عبد بن حميد وغير واحد قالوا: ثنا يوسف بن محمد. قال: ثنا شيبان بن عبد الرحمن. كلاهما (الحكم بن عبد الملك، وشيبان بن عبد الرحمن) عن قتادة، عن الحسن، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. الحديث: 1996 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 1997 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: «أتَى رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أعْرَابيٌّ فقال: يا رسولَ اللهِ، جَهِدَتِ الأنفُسُ، وَضَاعَتِ العِيَالُ، وَنُهِكَتِ الأمْوالُ، وَهَلَكَتِ الأنْعَامُ، فَاسْتَسْقِ اللهَ لَنَا، فَإِنَّا نَستَشْفِعُ بِكَ على اللهِ، ونَستَشْفِعُ باللهِ عَلَيكَ، قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: وَيْحَكَ، أَتَدْري ما تَقُولُ؟ وسَبَّحَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- فَمَا زالَ يُسَبِّحُ، حَتى عُرِفَ ذلك في وجه أصحابِهِ، ثم قال: إنه لا يُستَشْفَعُ بالله على أحدٍ من خلقه، شَأنُ الله أعْظمُ من ذلك، ويحكَ، أتدري مَا اللهُ؟ إن عَرشَهُ على سَمَاوَاتِهِ لَهكَذَا، وقال بِأصبعِهِ - مثل القُبْةِ عليه - وإنَّهُ لَيَئِطُّ أطِيطَ الرَّحلِ بالرَّاكِبِ» . [ص: 24] وفي رواية: «إِنَّ الله فَوقَ عَرشِهِ، وَعَرْشُهُ فَوقَ سَمَاوَاتِهِ ... الحديث» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جهدت) : الجهد - بفتح الجيم -: المشقة، وبضمها: الطاقة. (نهكت) : النهك: المرض، والمراد به هاهنا: التلف. (أطيط) الرحل: الأطيط: قد ذكر في «كتاب الخوف» والرحل: كور الناقة، قال الخطابي: وهذا الكلام إذا أجري على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية، والكيفية عن الله عز وجل وعن صفاته منفية، فعقل أنه ليس المراد منه تحقيق هذه الصفة، ولا تحديده على هذه الهيأة إنما هو كلام تقريب أريد به: تقريب عظمة الله تعالى في النفوس، وإفهام السائل من حيث يدركه فهمه، إذا كان أعرابياً جافياً لا علم له بمعاني ما دق من الكلام، وفي الكلام حذف وإضمار، فمعنى قوله: «أتدري ما الله؟» : ما عظمة الله وجلاله؟ ومعنى قوله: «إنه ليئط به» ليعجز عن عظمته إذا كان معلوماً أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه، ولعجزه عن احتماله [ص: 25] فقرر بهذا التمثيل والتشيبه معنى عظمة الله وجلاله في نفس السائل، وأن من يكون كذلك لا يجعل شفيعاً إلى من دونه، والله أعلم (2) .   (1) رقم (4726) في السنة، باب الجهمية، ورواه أيضاً عثمان بن سعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " صفحة (24) طبع المكتب الإسلامي، وإسناده ضعيف لجهالة جبير بن محمد بن جبير ابن مطعم، ولم يصح في أطيط العرش حديث. (2) هذا التأويل على خلاف مذهب السلف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (4726) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار، وأحمد بن سعيد الرباطي، قالوا: حدثنا وهب بن جرير، قال: أحمد: كتبناه من نسخته، وهذا لفظه، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق، يحدث، عن يعقوب بن عتبة، عن جبير بن محمد ابن جبير بن مطعم، عن أبيه، فذكره. قال: أبو داود قال عبد الأعلى. وابن المثنى وابن بشار: عن يعقوب بن عتبة، وجبير بن محمد بن جبير، عن أبيه، عن جده، والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح، وافقه عليه جماعة، منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني، ورواه جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضا، وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة كما بلغني. الحديث: 1997 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 1998 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أَخَذَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- بِيَدي، فقال: خَلَقَ الله التُّرْبَةَ يومَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فيها الْجِبَالَ يومَ الأحدِ، وخَلَقَ الشَّجَرَ يومَ الإثنين، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ يومَ الثُّلاثاء، وخلق النُّورَ يومَ الأربِعَاء، وبثَّ فيها الدَّوابَّ يومَ الخميس، وخلق آدم بعدَ العصرِ يومَ الجُمعَةِ في آخرِ الخلق، وآخِرِ ساعةٍ من النَّهَارِ، فيما بين العصر إلى اللَّيلِ» . أخرجه مسلم (1) . [ص: 26] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المكروه) : ضد المحبوب، كأن المراد به هاهنا: الشر، لقوله في الحديث: «وخلق النور يوم الأربعاء» والنور خير.   (1) أخرجه مسلم رقم (2789) في صفة القيامة والجنة والنار، باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام، وهذا الحديث من أفراد مسلم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 327 رقم (8323) ، وكذلك رواه النسائي في التفسير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. قال الحافظ ابن كثير بعد إيراده 1 / 69: وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم، وقد تكلم فيه ابن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب الأحبار، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب، وإنما اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعاً، وقد حرر ذلك البيهقي، وقال ابن كثير أيضاً 3 / 488: وفيه استيعاب الأيام السبعة، والله تعالى قد قال: {في ستة أيام} ، ولهذا تكلم البخاري وغير واحد من الحفاظ في هذا الحديث وجعلوه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار ليس مرفوعاً، وقال أيضاً 7 / 326: وهو من غرائب [ص: 26] الصحيح، وقد علله البخاري في " التاريخ " فقال: رواه بعضهم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن كعب الأحبار، وهو الأصح، وقال المناوي في " فيض القدير ": وقال بعضهم: هذا الحديث في متنه غرابة شديدة، فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السموات، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن، لأن الأربعة خلقت في أربعة أيام، ثم خلقت السموات في يومين، وقد سكت عن الحديث النووي في " شرح مسلم "، وممن صحح الحديث، الشوكاني في " فتح القدير " وقد تكلم عليه العلماء من جهة متنه، ورأوا أنه معارض للقرآن، ومن صححه كالشوكاني وغيره، رأوا أنه لا تعارض بينه وبين نص القرآن، فإن القرآن ذكر أن الله تعالى خلق السموات والأرض جميعاً في ستة أيام، وخلق الأرض وحدها في يومين، والحديث إنما بين أن الله تعالى خلق ما في الأرض في سبعة أيام، ويحتمل عند بعض من صححه أن تكون هذه الأيام السبعة غير الأيام الستة التي ذكرها الله تعالى في خلق السموات والأرض، وحينئذ لا تكون معارضة، وإنما الحديث فصل كيفية الخلق على الأرض وحدها، والله تعالى أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/327) و «مسلم» (8/127) قال: ثني سريج بن يونس وهارون بن عبد الله و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13557) عن هارون بن عبد الله ويوسف بن سعيد. أربعتهم أحمد بن حنبل، وسريج، وهارون، ويوسف بن سعيد عن حجاج بن محمد. قال: قال ابن جريج، ني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة. فذكره الحديث: 1998 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 1999 - (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: كنتُ مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد عند غُروب الشَّمْس، فقال: «يا أبا ذَرٍّ، أَتَدْري أينَ تَذْهَب هذه الشَّمسُ؟» فقلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: «تَذْهَبُ لِتَسْجُدَ تَحْتَ العرشِ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤذَنُ لها، وَيُوشِكُ أَن تسجدَ فلا يُقبلُ منها، وتَستَأْذِنَ فلا يُؤذَنُ لها، فيقال لها: ارْجعي من حيثُ جِئْتِ، فَتَطلُعُ من مَغرِبِهَا، فذلك قوله عز وجل: {والشَّمْسُ تَجْري لِمُسْتَقَرٍ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَليم} [يس: 38] » . [ص: 27] وفي رواية: ثم قرأ: « {ذلك مُستَقَرٌّ لَهَا} » في قراءةِ عبد الله» . وفي رواية: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَدرُونَ مَتى ذَاكُمْ؟ ذَاكُمْ حين لا ينفَعُ نَفساً إيمَانُها لم تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَو كَسَبَتْ في إِيمانِها خَيْراً» . وفي أخرى مختصراً قال: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن قوله: {والشمسُ تَجْري لِمُستَقَرٍ لها} ؟ قال: «مستَقَرُّها تحت العَرش» . هذا روايات البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي مثل الأولى (1) .   (1) البخاري 8 / 416 في تفسير سورة يس، باب قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها} ، وفي بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، وفي التوحيد، باب وكان عرشه على الماء، وباب قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} ، ومسلم رقم (159) في الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، والترمذي رقم (4225) في التفسير، باب ومن سورة يس، وقد أورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 263 وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ في " العظمة " وابن مردويه، والبيهقي في " الأسماء والصفات "، وانظر التعليق على الحديث رقم (780) جزء 2 / صفحة 332 من هذا الكتاب، و " زاد المسير في علم التفسير " لابن الجوزي 7 / 18 و 19 طبع المكتب الإسلامي، حول هذا الحديث وكلام العلماء عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم برقم (780) . الحديث: 1999 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 2000 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: كُنتُ رَدِيفَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وهو على حِمَارٍ، والشمسُ عند غُرُوبها، فقال: «هَل تَدْري أَينَ تَذْهبُ هذه؟» قلت: اللهُ ورسوله أعلم، قال: «فإنها تغربُ في عينٍ حَامِيةٍ» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 28] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حامية) : حارة.   (1) رقم (4002) في الحروف والقراءات، وإسناده حسن، وهو بمعنى حديث الصحيحين الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم برقم (780) . الحديث: 2000 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 2001 - (خ) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه -: قال: «الشَّمسُ والقَمرُ مُكَوَّرَانِ يَومَ القيامة» أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مكوران) : التكوير: لف العمامة، والمراد: أن السماء والأرض تجمعان وتلفان كما تلف العمامة.   (1) في الأصل: ت - ابن عباس، ولعل سبق نظر من الناسخ إلى الحديث الذي بعده. (2) 6 / 214 في بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4/131) قال: ثنا مسدد قال: ثنا عبد العزيز بن المختار. قال: حدثنا عبد الله قال: ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 2001 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 2002 - (ت) عبد الله بن عباس (1) - رضي الله عنهما -: قال: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إلى رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أخْبِرْنا عن الرَّعدِ ما هو؟ قال: «مَلَكٌ من الملائكة مُوكَّلٌ بِالسَّحاب، معه مَخَاريقُ مِنْ نارٍ يَسوقُها بها حيثُ شاء الله» قالوا: فما هذا الصّوت الذي نَسْمَعُ؟ قال: «زَجْرُهُ لِلسحابِ حتى تَنتَهيَ حيثُ أُمِرَتْ» قالوا: صَدقْتَ، فَأْخبِرنا عمَّا حَرَّمَ إسْرَائِيلُ عَلى نَفْسِهِ؟ . قال: «اشْتكى عِرقَ النَّسا، فلم يَجِدْ شَيئاً يُلائِمُهُ - يعني: العِرقَ - إلا لُحُومَ الإبِل، وألبَانَهَا، فلذلك حَرَّمَها» . قالوا: صَدَقْتَ. أخرجه الترمذي (2) . [ص: 29] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مخاريق) : جمع مخراق، وهو في الأصل منديل يُفْتَلُ ويُلْوَى ويُجْعَل كالحبل يتضارب به الصّبيان. (عرق النَّسا) : اللغة الفصحى: النَّسا بغير عرق، فلا يقال: عرق النَّسا.   (1) في الأصل: خ - أبو هريرة. (2) رقم (3116) في التفسير، باب ومن سورة الرعد، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 274، وفي سنده بكير بن شهاب لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 2002 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 2003 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اشْتَكتِ النَّارُ إِلى ربها، فقالت: رَبِّ أكَلَ بَعضي بعضاً، فَأذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتاءِ، وَنَفَسٍ في الصيفِ، فهو أشدُّ مَا تَجدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدونَ مِنَ الزَّمهَريرِ» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .   (1) البخاري 6 / 438 في باب بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة، ومسلم رقم (617) في المساجد، باب استحباب الابراد بالظهر في شدة الحر، والترمذي رقم (2595) في صفة جهنم، باب ما جاء أن للنار نفسين، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4319) في الزهد، باب صفة النار، وأحمد في " المسند " 2 / 238 و 462، والموطأ 1 / 15 في وقوت الصلاة، باب النهي عن الصلاة بالهاجرة من حديث عطاء بن يسار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/276) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال:حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (2/503) قال: حدثنا يزيد. قال:أخبرنا محمد. و «الدارمي» (2848) قال: أخبرنا الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، و «البخاري» (4/146) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. «مسلم» (2/108) قال: حدثني عمرو بن سواد وحرملة بن يحيى قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. وفي (2/108) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرنا حيوة. قال: حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف 11/15299) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري. ثلاثتهم (ابن شهاب الزهري، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 2003 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 2004 - (خ) قتادة - رحمه الله -: قال: « [ {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنيا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5] خَلَقَ هذه النُّجُومَ لِثَلاثٍ: جَعَلَها زِينة لِلسَّماءِ، ورُجوماً لِلشَّياطِينِ، وَعَلامَاتٍ يُهْتَدَى بها، فمن تَأوَّلَ فيها غير هذا فقد أخطأ حَظَّهُ، وَأَضَاعَ نَصيبَهُ، وَتَكلَّفَ مَا لا يَعْنيه، وما لا عِلمَ له به، وما عَجَزَ عن عِلْمِهِ الأنبياءُ والملائكةُ صَلَوَات الله عليهم أجمعين» . [ص: 30] وعن الربيع مثله، وزاد: «واللهِ مَا جَعَلَ الله في نَجْمٍ حَيَاةَ أحَدٍ ولا رِزْقَهُ، وَلا مَوتَهُ، وإنما يَفْتَرُونَ على اللهِ الكَذِبَ، ويتعَلَّلُونَ بالنجومِ» . أخرجه [البخاري استشهاداً إلى قوله: «لا عِلمَ له به» ] (1) .   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ولم يرمز له في أوله بحرف (خ) وما أثبتناه في المطبوع وهو في البخاري معلقاً عن قتادة في بدء الخلق، باب في النجوم، إلى قوله: " لا علم له به "، وقد وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه به بزيادة في آخره، وانظر " فتح الباري " 6 / 211 وكلام الحافظ ابن حجر حوله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في بدء الخلق - باب في النجوم. وقال الحافظ في «الفتح» . وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه به. الحديث: 2004 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 الفصل الثالث: في خلق آدم، ومن جاء صفته من الأنبياء عليهم السلام 2005 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «خَلَقَ اللهُ آدَمَ عليه السلام، وَطُولُهُ: سِتُّونَ ذِرَاعاً، ثم قال: اذْهَبْ فَسلِّمْ على أُولَئِكَ - نَفَرٍ مِنَ الملائكة - فَاسْتَمعْ ما يُحيُّونَكَ، فَإنَّها تَحِيَّتُكَ وَتَحيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقال: السلامُ عليكم، فقالوا: السلامُ عليكَ ورحمةُ اللهِ، فَزَادُوهُ: ورَحمةُ اللهِ، فَكلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ على صُورَةِ آدمَ، قال: فَلَم يَزَل الخَلْقُ يَنقُصُ حتى الآن» . وفي رواية: «خَلَقَ آدَمَ على صورَتِهِ» (1) . [ص: 31] أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) الضمير في " صورته " يعود إلى آدم، كما بينته الرواية الأخرى قبل هذه (*) . (2) البخاري 11 / 2 و 3 في الاستئذان، باب بدء السلام، وفي الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، ومسلم رقم (2841) في الجنة، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى، فإنه مستفيض من طرق متعددة، عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك وهو أيضاً مذكور فيما عند أهل الكتابين، من الكتب، كالتوراة، وغيرها، وما كان من العلم الموروث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلنا أن نستشهد عليه بما عند أهل الكتاب، كما قال تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ} [الرعد: 43] ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة " [شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان 2 / 59 - 60 نقلاً عن نقض التأسيس لابن تيمية] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/315) . و «البخارى» (4/159) وفي الأدب المفرد (978) قال: حدثنا عبد الله ابن محمد. وفي (8/62) قال: حدثنا يحيى بن جعفر. و «مسلم» (8/149) قال حدثنا محمد بن رافع. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، ويحيى بن جعفر ومحمد بن رافع - قالوا: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن همام بن منبه، فذكره الحديث: 2005 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 2006 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «لمَّا صَوَّرَ اللهُ -عَزَّ وجلَّ - آدَمَ في الجنةِ (1) تَرَكهُ مَا شَاءَ أنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبليسُ يُطيفُ به، ويَنظُرُ إليه، فلما رآه أجوَف عَرَف أنَّهُ خَلْقٌ لا يتمالك» أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يطيف به) : أطاف بالشيء: إذا دار به وأحاط بجوانب. (أجوف لا يتمالك) : شيء أجوف: خال وإذا وصف الإنسان بالخفة والطيش قيل: لا يتمالك ولا يتماسك.   (1) قال التوربشتي: قيل: إن لفظ: " في الجنة " سهو من بعض الرواة. (2) رقم (2611) في البر، باب خلق الإنسان خلقاً لا يتمالك، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 152 و 229 و 240 و 254. الحديث: 2006 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 2007 - (ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الله تباركَ وتعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبضَةٍ قَبضها مِنْ جَميع الأرضِ، فجاءَ بَنو آدَمَ على قدر الأرض، منهم الأحَمرُ، والأبيَضُ، والأسوَدُ، وبين ذلك، والسَّهلُ والحَزْنُ، والخَبيث، والطَّيِّبُ» . [ص: 32] أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .   (1) الترمذي رقم (2948) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (4693) في السنة، باب في القدر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومحمد بن جعفر. في (4 /400) قال: حدثنا روح. وفي (4/406) قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثناه هوذة. و «عبد بن حميد» (549) قال: حدثنا هوذة بن خليفة. و «أبو داود» (4693) قال: حدثنا مسدد، أن يزيد بن زريع ويحيى بن سعيد حدثاهم، و «الترمذي» (2955) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر، وعبد الوهاب. سبعتهم - يحيى، وابن جعفر، وروح، وهوذة، ويزيد، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب - قالوا: حدثنا عوف، عن قسامة بن زهير، فذكره. الحديث: 2007 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 2008 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لَمَّا خَلقَ الله آدَمَ، ونفَخَ فيه الرُّوحَ عَطسَ، فقال: الحمدُ للهِ، فَحمِدَ اللهِ بِإِذْنِهِ، فقال له رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ الله يا آدَمُ اذْهَبْ إلى أُولئكَ الملائَكِةِ - إِلى مَلإٍ منهم جلُوس- فقُلْ: السلامُ عليكم، فقال: السلام عليكم، قالوا: عليك السلام ورحمةُ الله، ثم رَجَعَ إلى رَبِّهِ، فقال: إنَّ هذه تَحِيَّتُكَ، وتَحيَّةُ بَنيكَ بينهم، فقال له: الله، ويَدَاهُ مَقْبوضَتانِ: اختَرْ أيَّهما شِئْتَ، قال: اخْتَرْتُ يَمينَ رَبي، وكلتا يَدَيْ ربي يَمينٌ مُباركة، ثم بسطها، فَإِذا فيها آدم وذُرْيَّتُهُ، فقال: أي رَبِّ، ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذُرِّيَّتُكَ، فَإذا كُلُّ إنْسانٍ مَكتُوبٌ عُمرُهُ بين عَينَيْهِ، فَإذا فيهم رجلٌ أضْوأهُمْ - أَو مِنْ أَضْوَئِهِم - قال: يا رَبِّ، مَنْ هذا؟ قال: هذا ابنُكَ دَاودُ، كتبتُ له عُمُرَ أربعين سَنة، قال: يا رَبِّ زِد في عُمْرِهِ، قال: ذلك الَّذي كَتبتُ له، قال: أي رَبِّ، فإني قد جَعلْتُ له مِنْ عُمري سِتينَ سَنَة، قال: أنتَ وَذَاكَ، قال: ثم سَكَنَ الجَنَّةَ ما شاء الله، ثم أُهْبِطَ منها، وكان آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فَأتَاهُ مَلَكُ الموتِ، فقال له آدَمُ: قد عَجِلتَ، قد كُتبَ لي ألفُ سَنَةٍ، قال: بَلى، وَلكنَّكَ جَعلتَ لابنكَ [ص: 33] داودَ ستين سنة، فَجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنسيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه. قال: فَمِنْ يَوْمِئِذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشُّهودِ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3365) في التفسير، باب من سورة المعوذتين، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أقول: ورواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3367) قال: حدثنا محمد بن بشار. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (218) قال: أخبرنا صفوان بن عيسى. قال: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد بن أبي سعي المقبري، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (220) قال: أخبرنا محمد بن خلف، قال: حدثنا آدم.. قال: قال أبو خالد: وحدثني ابن أبي ذباب. قال: حدثني سعيد المقبري ويزيد بن هرمز. عن أبي هريرة، فذكراه مختصرا على قصة خلق آدم، وزاد فيه: «يزيد بن هرمز» . الحديث: 2008 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 2009 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وَخُلقَ الجَانُّ من مَارجٍ من نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لكم» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مارج) : المارج: لهب النار المختلط بسوادها.   (1) رقم (2996) في الزهد، باب في أحاديث متفرقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/153، 168) ، وعبد بن حميد (1479) ومسلم (8/226) قال: ثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. ثلاثتهم - وأحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، وابن رافع، قال عبدنا: وقال الآخران: ثنا عبد الرزاق. قال: نا معمر عن الزهري، عن عروة،فذكره الحديث: 2009 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 2010 - (خ م ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: لا وَاللهِ ما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لِعيسى (1) : أحمرُ، ولكن قال: «بَينما أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بالبَيْتِ (2) ، فَإِذَا رَجلٌ آدَمُ سَبِطُ الشَّعرِ، يُهادَى بين رجلَينِ، يَنطِفُ رَأْسُهُ [ص: 34] مَاء - أَو يُهْرَاقُ رَأْسُهُ ماء - فقلتُ: مَنْ هَذَا؟ قالوا: ابْنُ مَرْيَمَ، فَذَهَبتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ عَيْنِهِ اليُمنى، كَأنَّ عَينَهُ اليمنى عِنَبةٌ طَافِيَةٌ، قلتُ: مَنْ هَذَا؟ قالوا: [هذا] الدَّجالُ، وأقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبهاً ابْنُ قَطنٍ» . قال الزهري: رجلٌ من خُزَاعَةَ هَلَكَ في الجاهِليَّةِ (3) ، ليس عند مسلم قول الزهري. وفي رواية قال: ذكر رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- يَوماً بَينَ ظَهرَاني النَّاس المَسيحَ الدَّجالَ، [فقال: «إِنَّ الله تَبَارَكَ وتعالى ليس بِأعوَرَ، ألا إنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ] أَعْوَرُ عَيْنِ اليُمنى، كأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيةٌ، قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَرَانِي اللَّيلَةَ فِي المنام عِند الكَعْبَةِ، فَإِذا رَجلٌ آدَمُ، كأحسَنِ مَا تَرى مِنْ أُدْمِ الرِّجالِ، تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بين مَنكبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعْرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاء، وَاضِعاً بِيَديهِ على مَنكبَيْ رَجُلينِ، هو بينهما، يطوفُ بالبيت. فقلت: مَنْ هذا؟ فقالوا: المسيحُ ابْنُ مَريمَ، ورأيتُ ورَاءهُ رَجُلاً جَعْداً [ص: 35] قَطَطاً، أَعْورَ عَيْنِ اليُمنى، كأشْبَهِ مَن رَأَيتُ من النَّاسِ بِابْنِ قَطنٍ، واضعاً يَدَيه على مَنكَبي رَجُلَيْنِ، يَطوفُ بالبَيْتِ، فقلتُ: مَن هَذا؟ فقالوا: هذا المسيحُ الدَّجَّالُ» . وفي رواية قال: قال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم-: «رَأَيتُ عيسى، وموسى، وإبراهيم - عليهم السلام -، فَأمَّا عيسى: فأْحمرُ جَعْدٌ، عَريضُ الصَّدْرِ، وأمَّا مُوسى: فآدَمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ، كَأَنَّهُ من رِجالِ الزُّطِّ (4) » . هكذا في كتاب البخاري، وليس فيه ذِكْرُ إبراهيم. وقد ذكره البرقانيُّ فيما حكاه الحميديُّ، فقيل له: فإبراهيم؟ قال: «شبيه صاحبكم» . قال الحميديُّ: قال أبو مسعود [الدمشقي] : كذا في البخاري في سائر النسخ، عن مجاهد عن ابن عمر، وإنما رواه الناس عن محمد بن كثير، فقالوا: مجاهد عن ابن عباس، وعلى روايتهم اعتمد أبو بكر البرقاني، فأخرجه في مسند ابن عباس، أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آدم) : رجل آدم: شديد السمرة. [ص: 36] (يهادى) : تهادى الرجل في مشيته: إذا تمايل، ورأيت فلاناً يهادى بين رجلين: إذا كان يمشي متكئاً [عليهما] من ضعف وتمايل. (ينطف) : أي يقطر. (عنبة طافية) : إذا كانت خارجة القد والسمت عن أخواتها في العنقود. (لمته) : اللمة: شعر الرأس. (رَجِل الشعر) : شعر رجل، أي مسرَّح غير شعث. (قَطَطاً) : شعر قطط: متناهي الجعودة.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": اللام في قوله: " لعيسى " بمعنى " عن " وهي كقوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه} ، قال: وفيه جواز اليمين على غلبة الظن، لأن ابن عمر ظن أن الوصف اشتبه على الراوي، وأن الموصوف بكونه أحمر إنما هو الدجال، لا عيسى، وقرب ذلك أن كلاً منهما يقال له: المسيح، وهي صفة مدح لعيسى، وصفة ذم للدجال، قال: وكان ابن عمر قد سمع سماعاً جزماً في وصف عيسى أنه آدم، فساغ له الحلف على ذلك لما غلب على ظنه أن من وصفه بأنه أحمر واهم. (2) انظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 6 / 351 - 353 حول رؤية الأنبياء لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً. (3) أي ابن قطن: رجل من خزاعة هلك في الجاهلية، قال الحافظ في " الفتح ": اسمه عبد العزى بن قطن بن عمرو بن جندب بن سعيد بن عائذ بن مالك بن المصطلق، وأمه هالة بنت خويلد، أفاده الدمياطي، قال: وقال ذلك أيضاً عن أكثم بن أبي الجون، وأنه قال: يا رسول الله هل يضرني شبهه؟ قال: لا، أنت مسلم وهو كافر، حكاه عن ابن سعد، والمعروف في الذي شبه به صلى الله عليه وسلم أكثم بن عمرو بن لحي جد خزاعة، لا الدجال، كذلك أخرجه أحمد وغيره، وفيه دلالة على أن قوله صلى الله عليه وسلم: إن الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة، أي في زمن خروجه، ولم يرد بذلك نفي دخوله في الزمن الماضي، والله أعلم. (4) الزط: جيل من الهند والسودان، معرب " جت ". (5) البخاري 12 / 366 في التعبير، باب الطواف بالكعبة في المنام، وباب رؤيا الليل، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية} ، وفي اللباس، باب الجعد، وفي الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم رقم (169) في الإيمان، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال، والموطأ 2 / 920 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في صفة عيسى ابن مريم عليه السلام، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 83 و 122 و 127 و 144 و 154. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1-أخرجه أحمد (2/22) (4743) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/39) (4977) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان. وفي (2/83) (5553) و2/154) (6425) قال: حدثنا محمد بن بكر. و «مسلم» (1/107) قال: حدثنا بن نمير، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم (عبد الله بن نمير. وإسحاق، ومحمد بن بكر) عن حنظلة بن أبي سفيان. 2- وأخرجه أحمد (2/122 (6033) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. وفي (2/144) (6312) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (البخاري) 4/203) قال: حدثنا أحمد ابن محمد المكي، قال: سمعت إبراهيم بن سعد. وفي (9/50) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/75) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. و «مسلم» (1/108) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: حدثنا وبن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. أربعتهم (شعيب، وإبراهيم، وعقيل، ويونس) عن الزهري. كلاهما (حنظلة، والزهري) عن سالم فذكره. والرواية الثانية أخرجها مالك (الموطأ) ، 573و «أحمد» (2/126) (6099) و «البخاري» (4/202، 7/207) و «مسلم» (1/107) عن نافع، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها البخاري (4/202) عن مجاهد فذكره. الحديث: 2010 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 2011 - (خ م ت) : أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لَيْلَةَ أُسْريَ بي لَقيتُ مُوسَى عليه السلام، قال: فَنَعَتَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فإذا رَجُلٌ - حَسِبْتهُ قال: مُضطَرِبٌ -[رَجِلُ] الرَّأْسِ، كأنَّهُ من رِجالِ شَنُوءةَ، قال: وَلقيتُ عِيسى، فَنَعَتهُ النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: رَبْعةٌ أحمرُ، كأنَّما خَرَجَ مِنْ دِيماسٍ - يعني: الحمَّامَ - ورأيتُ إبراهيم، وأنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ به، قال: وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُما لَبَنٌ، والآخَرُ فِيهِ خَمْرٌ، فقيل لي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشرِبتُهُ، فقال: هُدِيتَ الفِطْرَةَ - أو أَصَبتَ الفِطرةَ - أما إِنَّكَ لَوْ أَخَذتَ الخَمرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ» . [ص: 37] وفي رواية نحوه، وفيه: «رأيتُ موسى، وإذا رَجُلٌ ضَرْبٌ (1) رَجِلٌ، كأنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءةَ» . هذه رواية البخاري، ومسلم، والترمذي. وفي رواية لمسلم قال: قال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-: «لَقَد رَأيتُني في الحِجْرِ، وَقُرَيشٌ تَسألُني عن مَسْرَايَ؟ فَسألَتْني عن أشياءَ من بَيتِ المقدس لم أُثبِتْهَا، فكُرِبْت كُرْبَة ما كُرِب مثلها قطُّ، قال: فَرَفَعهُ الله لي، أنْظرُ إليه، ما يَسألُوني عن شيءٍ إِلا أَنْبَأتُهم بِهِ، ولقد رَأيتُني في جماعةٍ من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضَرْبٌ جَعْدٌ كأنَّه من رجال شَنُوءةَ، وإذا عيسى بنُ مريمَ قائم يُصلِّي، أقرب الناسِ به شَبهاً عُروَةُ بنُ مسعودٍ الثقفيُّ، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يُصلِّي، أَشْبهُ النَّاسِ به: صَاحِبُكم - يعني نَفسَهُ - فَحَانَتِ الصلاةُ فَأَمَمتُهُم، فَلمَّا فَرَغْتُ من الصلاةِ قال قائلٌ: يا مُحَمَّدُ هذا مالكٌ خَازِنُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عليه، فَالتَفَتُّ إليه، فَبَدَأني بالسلام» . رأيت الحميديَّ قد جعل هذه الرواية الآخرة في أفراد مسلم، والتي قبلها [ص: 38] في المتفق عليه، ومعناهما واحد، وإن كان في الآخرة زيادة ليست في الأولى، لكن عادته أن يجمع الروايات في موضع واحد، ولذلك قد أضفناها نحن إلى الرواية الأولى (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مضطرب) : رجل مضطرب الخلقة، يجوز أن يريد به: أنه غير متناسب الخلقة. وأن أعضاءه متباينة، لكنه قال في حديث آخر في صفة موسى عليه السلام: «إنه ضرب من الرجال» والضرب: الرقيق، فيجوز على هذا أن يكون قوله: «مضطرب» أنه مفتعل من الضرب، أي: أنه مستدق، والله أعلم. (دِيمَاس) : الديماس في اللغة: الظلمة، ويسمى الكن ديماساً، والسرب ديماساً، وقد جاء في بعض طرق الحديث مفسراً بالحمَّام، ولم أره في اللغة، وقال الجوهري في كتاب «الصحاح» في تفسير الحديث إنه أراد به: الكن، وكذلك قال الهروي: أراد به الكن أو السرب. (الفطرة) : الخلقة: والفطرة: الإسلام. [ص: 39] (غوت) : الغي: الضلال، وهو ضد الرشاد.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هو بإسكان الراء. قال القاضي عياض: هو الرجل بين الرجلين في كثرة اللحم وقلته، قال القاضي: لكن ذكر البخاري فيه من بعض الروايات " مضطرب " وهو الطويل غير الشديد، وهو ضد جعد اللحم مكتنزه، ولكن يحتمل أن الرواية الأولى أصح، يعني رواية " ضرب " لقوله في الرواية الأخرى " حسبته قال: مضطرب " فقد ضعفت هذه الرواية للشك، ومخالفة الأخرى التي لا شك فيها، وفي الرواية الأخرى " جسيم سبط " وهذا يرجع إلى الطويل، ولا يتأول جسيم بمعنى: سمين، لأنه ضد " ضرب " وهذا إنما جاء في صفة الدجال، هذا كلام القاضي، وهذا الذي قاله من تضعيف رواية " مضطرب " وأنها مخالفة لرواية " ضرب " لا يوافق عليه، فإنه لا مخالفة بينهما، فقد قال أهل اللغة: الضرب: هو الرجل الخفيف اللحم، كما قاله ابن السكيت في " الإصلاح " وصاحب " المجمل " والزبيدي والجوهري، وآخرون لا يحصون والله أعلم. (2) البخاري 6 / 307 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {هل أتاك حديث موسى} ، {وكلم الله موسى تكليماً} ، وباب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم} ، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً} ، وفي الأشربة في فاتحته، وباب شرب اللبن، ومسلم رقم (168) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3829) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 282. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/281) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وعبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/512) قال: حدثنا روح. وقال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. و «الدارمي» (2094) قال: أخبرنا الحكم بن نافع. قال: حدثنا شعيب. و «البخاري» (4/1786، 202) قال حدثنا إبراهيم ابن موسى. قال: أخبرنا هشام بن يوسف. قال: أخبرنا معمر. وفي (43/202) قال: حدثني محمود. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (6/104، 7/140) قال: حدثنا عبدان. قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. وفي (6/104) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عنبسة. قال: حدثنا يونس. في (7/135) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. و «مسلم» (1/106) قال: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال ابن رافع: حدثنا. وقال عبد: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (6/104) قال: حدثنا محمد بن عباد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا أبو صفوان. قال: أخبرنا يونس. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب. قال: حدثنا الحسن ابن أعين. قال: حدثنا معقل، والترمذي» (3130) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. «النسائي» (8/312) قال: أخبرنا سويد. وقال: أنبأنا عبد الله، عن يونس. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13204) عن محمد بن عامر المصيصي، عن منصور بن سلمة. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث. كلاهما عن الليث عن ابن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر. وفي (10/13255) عن كثير بن عبيد المذحجي ومحمد بن صدقة الجبلاني. كلاهما عن محمد بن حرب. عن الزبيدي. سبعتهم - معمر، وصالح، وشعيب، ويونس، ومعقل بن عبد الله، وعبد الوهاب بن أبي بكر، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/528) . ومسلم (1/108) ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14965) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 2011 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 2012 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عُرِضَ عَليَّ الأنبياءُ، فإذا مُوسى ضَرْبٌ من الرجال كأنهُ من رِجَالِ شَنُوءةَ، ورأيتُ عيسى بنَ مريم، فَإِذَا أَقْرَبُ من رَأَيتُ بِهِ شَبَهاً: عُرْوَةُ بنُ مسعودٍ، ورأيتُ إبراهيم عليه السلام، فإذا أقْرَبُ من رأيتُ بِهِ شَبهاً صَاحِبُكُمْ - يعني نَفْسَهُ - ورأيتُ جبريلَ عليه السلام، فإذا أقْربُ من رأيت بِهِ شَبهاً: دِحيةُ بنُ خَليفَةَ» أخرجه مسلم، والترمذي (1) .   (1) مسلم رقم (167) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3651) في المناقب، باب شبه الأنبياء ببعض الصحابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/334) قال: ثنا يونس وحجين. و «عبد بن حميد» (1045) قال:ثني أحمد بن يونس. و «مسلم» (1/106) قال: ثنا قتيبة بن سعيد (ح) وثنا محمد بن رمح. و «الترمذي» (3649) وفي الشمائل (13) قال: ثنا قتيبة. خمستهم (يونس وحجين، وأحمد بن يونس، وقتيبة وأبي رمح) عن الليث ابن سعد، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 2012 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 2013 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال مجاهدٌ: سَمِعتُ ابنَ عَبَّاسٍ - وذَكَرُوا لَهُ الدَّجَّالَ: بَيْنَ عينيه كَافِرٌ، أوْ كَفر - قال: لم أسمعه قال ذلك، ولكنه قال: «أَمَّا إبراهيم: فانْظُروا إلى صَاحِبكم، وأمَّا مُوسى: فَجَعْدٌ آدَمُ، على جَمَلٍ مَخْطومٍ بِخُلْبةٍ، كأَني أَنظُرُ إِليه انْحَدَرَ من الوادي» . وفي رواية قال: ذكر رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- ليلة أُسريَ بهِ فقال: «موسى آدَمُ طُوالٌ، كأنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءةَ، وقال: عِيسى جَعْدٌ مَربُوعٌ، وذكرَ [ص: 40] مَالِكاً خَازِنَ النَّارِ، وذكر الدَّجَّالَ» . زادَ في رواية: «ورَأيتُ عيسى بنَ مريمَ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ، إلى الحُمْرَةِ والبياض، سَبِطَ الرَّأْسِ، ورأيتُ مَالِكاً خَازِنَ النَّارِ، والدَّجَّالَ في آياتٍ أرَاهُنَّ اللهُ إيَّاهُ: {فَلا تَكُنْ فِي مِريَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} [السجدة: 23] » . أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خلبة) : الخلب: الليف: واحدته خلبة. (طوال) : رجل طوال: مثل طويل.   (1) البخاري 6 / 226 في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى} ، ومسلم رقم (165) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/276) (2501) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (1/277) (2502) قال: حدثنا يزيد. و «البخاري « (2/171، 7/208) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني ابن أبي عدي. وفي (4/170) قال: حدثني بيان بن عمرو، وقال: حدثنا النضر. و «مسلم» (1/106) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. ثلاثتهم (محمد بن أبي عدي، ويزيد، والنضر) عن ابن عون، عن مجاهد، فذكره. الحديث: 2013 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 2014 - (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «سَامٌ: أَبُو العرَبِ، ويَافِثُ: أبُو الرُّوم، وحَامٌ: أَبُو الحَبَشِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3229) في تفسير سورة (ص) ، ورقم (3927) في المناقب، باب فضل العرب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 9 و 10 من حديث الحسن البصري عن سمرة، وفيه عنعنة الحسن البصري، وفي سماع الحسن من سمرة كلام، وقد حسنه الترمذي، ورواه أيضاً أبو يعلى وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه، وقال المناوي في " فيض القدير ": قال الزين العراقي في " القرب في محبة العرب " هذا حديث حسن، قال الديلمي: وفي الباب عن عمران بن حصين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم برقم (781) . الحديث: 2014 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 2015 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «كانَ زَكَرِيَّا نَجَّاراً» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2379) في الفضائل، باب من فضائل زكريا عليه السلام، قال النووي في " شرح مسلم ": وفيه جواز الصنائع، وأن النجارة لا تسقط المروءة، وأنها صنعة فاضلة، وفيه فضيلة لزكريا عليه الصلاة والسلام، فإنه كان صانعاً يأكل من كسبه، وقد ثبت قوله صلى الله عليه وسلم: " أفضل ما أكل الرجل من كسبه، وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده "، قال: وفي زكريا خمس لغات: المد، والقصر، وزكري بالتشديد والتخفيف، وزكر كعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/296) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/405) قال:حدثنا عفان. وفي (2/485) قال: حدثنا عبد الرحمن. و «مسلم» (7/103) قال: حدثنا هداب بن خالد. و «ابن ماجة» (2150) قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي والحجاج والهيثم بن جميل. سبعتهم - يزيد، وعفان، وعبد الرحمن،وهداب، ومحمد بن عبد الله، والحجاج بن المنهال،والهيثم - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره. الحديث: 2015 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 الكتاب الرابع: في الخلافة والإمارة ، وفيه بابان الباب الأول: في أحكامها ، وفيه سبعة فصول الفصل الأول: في الأئمة من قريش 2016 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ في الْخَيرِ والشَّرِّ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1819) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن جابر أبو سفيان أخرجه أحمد (3/331) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (3/379) قال: حدثنا الفضل بن دكين، وأبو أحمد. كلاهما -أبو أحمد، والفضل - قالا: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان،فذكره. -ورواه عن جابر أبو الزبير - واللفظ له: أخرجه أحمد (3/383) . و «مسلم» (6/2) قال: حدثني يحيى ابن حبيب الحارثي. كلاهما - أحمد، والحارثي - قالا: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج قال:حدثني أبو الزبير، فذكره الحديث: 2016 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 2017 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رَسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ فِي هَذَا الشَّأنِ، مُسْلِمُهُم تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وكافِرُهُمْ تَبَعٌ لكافِرهم، الناسُ معادِنُ، خِيارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهم في الإسلام، إذا [ص: 43] فَقُهُوا، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ، أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَة لهذَا الشَّأنِ حَتى يَقَعَ فيه» أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) البخاري 6 / 385 في الأنبياء، باب المناقب، ومسلم رقم (1818) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 243 و 261 و 395 و 433، وانظر " فتح الباري " للحافظ ابن حجر 13 / 101 - 107 في الأحكام، باب الأمراء من قريش، و " شرح مسلم " للنووي 2 / 119 في الإمارة، باب الناس تبع لقريش، وانظر أيضاً " الفتح " 6 / 388 في تعريف قريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/29) (4832) قال: حدثنا معاذ. وفي (2/93) (5677) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (2/128) (6121) قال: حدثنا محمد بن يزيد. و «البخاري (4/218) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (9/78) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «مسلم» (6/2) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. خمستهم - معاذ، وأبو النضر، ومحمد بن يزيد، وأبو الوليد، وأحمد بن يونس - عن عاصم بن محمد ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، قال: سمعت أبي، فذكره. الحديث: 2017 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 2018 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لا يَزَالُ هذا الأمر في قُريشٍ ما بقيَ منهم اثنانِ» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) البخاري 6 / 389 في الأنبياء، باب مناقب قريش، وفي الأحكام، باب الأمراء من قريش. الحديث: 2018 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 2019 - (خ) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: كان مُحمدُ بنُ جُبَيْر بنِ مُطعِم يُحَدِّثُ: أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاويَةَ وهو عندَه فِي وَفْدٍ من قُرَيشٍ أَنَّ عَبدَ الله بنَ عَمْرو بن العاص يُحَدِّثُ: «أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ من قَحطانَ» فَغَضِبَ مُعَاويةُ، فقام، فَأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أَمَّا بعدُ، فَإِنَّهُ بلغني: أَنَّ رِجَالاً منكم يتحدَّثونَ أحَادِيثَ لَيسَتْ فِي كِتَاب الله، ولا تُؤثَرُ عن رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم- فَأُولَئِكَ جُهَّالُكمْ، فَإِيَّاكُم والأمَانِيَّ التي تُضِلُّ أَهلَها، فَإِني سَمِعْتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ هَذَا الأمْرَ في قُرَيشٍ، لا يُعَاديهِم أَحَدٌ إِلا كَبَّهُ اللهُ على وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 6 / 389 في الأنبياء، باب مناقب قريش، وفي الأحكام، باب الأمراء من قريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/94) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة. و «الدرامي» 2524 قال: أخبرنا الحكم بن نافع. و «البخاري» (4/77،9،217) قال: حدثنا أبو اليمان. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 117ب) قال: أخبرنا محمد بن خالد، قال: حدثنا بشر بن شعيب. كلاهما - بشر، والحكم بن نافع أبو اليمان - عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري،قال: كان محمد ابن جبير بن مطعم يحدث، فذكره. الحديث: 2019 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 2020 - (ت) حبيب بن الزبير - رحمه الله -: قال: سَمِعْتُ عبدَ الله بن أبي الهذيل يقول: كان نَاسٌ من ربيعة عند عمرو بن العاص، فقال رجلٌ من بكر بن وائِلٍ: لَتَنْتَهِيَنَّ قُريشٌ، أو لَيَجْعَلَنَّ اللهُ هَذا الأمرَ في جُمْهُورٍ من العَرَبِ غَيْرِهم، فقال عَمْرو بن العاص: كَذَبتَ، سمعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «قُرَيشٌ وُلاةُ النَّاس في الْخَيْرِ والشَّرِّ إلى يَومِ القيامَةِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2228) في الفتن، باب ما جاء أن الخلفاء من قريش إلى أن تقوم الساعة، وإسناده صحيح، وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وجابر، وما جاء في المطبوع تعليقاً على هذا الحديث: رواه الترمذي وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جمهان، خطأ، وإنما هو عند الترمذي عقب الحديث الآتي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/203) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «الترمذي» (2227) قال: حدثنا حسين بن محمد البصري، قال: حدثنا خالد بن الحارث. كلاهما (ابن جعفر، وخالد) قالا: حدثنا شعبة، عن حبيب بن الزبير قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل، فذكره. الحديث: 2020 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 2021 - (ت د) سفينة (1) - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الخِلافَةُ فِي أمَّتي ثَلاثُون سَنة، ثُمَّ مُلْكُ بعد ذلك» - قال سَعيدُ بن جُمهان - ثُمَّ قال: أمْسِكْ (2) : خِلافَةَ أبي بَكْرٍ، وخلافَةَ عمر، وخِلافَةَ عثمان، ثم قال: أمْسكْ خِلافَةَ عَلي، فَوَجدْنَاهَا ثلاثين سنة، قال سعيدٌ: فقلتُ له: إنَّ بني أُمَيَّةَ يَزعُمُونَ: أنَّ الخِلافةَ فيهم؟ قال: كَذَبُوا بَنُو الزَّرقاء، بَلْ هُمْ مُلُوكٌ مِن شَرِّ المُلوك. هذه رواية الترمذي. [ص: 45] وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خِلافَةُ النبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَة، ثُمَّ يُؤتي اللهُ المُلكَ مَنْ يَشَاء» . قال سعيدٌ: قال لي سَفِينَةُ: أمْسِكْ: أبو بكر سنتين، وعمرُ عشراً، وعثمان اثْنَتي عشرة، وعليّ ستّاً، كذا قال سعيد: قلتُ لِسَفِينةَ: إِنَّ هؤلاء يَزعمونَ أَنَّ عَلِيّاً لَمْ يَكُنْ بِخَلِيفةٍ؟ قال: كَذَبَتْ أَسْتَاهُ بَني الزَّرقَاء. يعني: بَني مَروَانَ (3) .   (1) هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: هو مولى أم سلمة رضي الله عنها، وسفينة: لقب، واسمه مهران، وقيل: رومان، وقيل: نجران، وقيل غير ذلك. (2) أي: عد واحسب. (3) الترمذي رقم (2227) في الفتن، باب ما جاء في الخلافة، وأبو داود رقم (4646) و (4647) في السنة، باب في الخلفاء، وإسناده حسن، قال الحافظ في " الفتح ": أخرجه أصحاب السنن، وصححه ابن حبان، وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وعلي قالا: لم يعهد النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة شيئاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/220) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. (ح) وعبد الصمد، قال حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/221) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال حدثني حماد (يعني ابن سلمة) . وفيه (5/221) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا حشرج بن نباتة العبسي كوفي. و «أبو داود» (4646) قال: حدثنا سوار بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الوراث بن سعيد. وفي (4647) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا هشيم، عن العوام بن حوشب. و «الترمذي» (2226) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا حشرج بن نباة و «النسائي» في فضائل الصحابة (52) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا العوام. أربعتهم -حماد بن سلمة، وحشرج، وعبد الوارث، والعوام - عن سعيد بن جمهان، فذكره. قلت: سعيد بن جمهان، قال الذهبي. صدوق وسط. الكاشف (1/357) (1881) . الحديث: 2021 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 2022 - (خ م ت د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يكونُ بَعدي اثْنا عشر أمِيراً، فقال كَلمة لَم أسْمَعها، فقال أبي: إِنَّهُ قال: كُلُّهُمْ من قُرَيشٍ» . وفي رواية قال: «لا يَزالُ أمْرُ النَّاسِ مَاضِياً مَا وَلِيَهُمْ اثْنا عشر رَجُلاً، ثُمَّ تَكلَّمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بكلمةٍ خَفِيَتْ عَليَّ، فَسَألتُ أبي: مَاذا قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: قال: كُلُّهمْ من قريش» هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي أخرى لمسلم قال: انطلقتُ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وَمَعي أبي، فَسَمِعتُهُ يقولُ: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ عزيزاً مَنِيعاً إلى اثْني عَشَر خليفة» . فقال [ص: 46] كلمة أصمَّنِيها النَّاسُ (1) ، فقلتُ لأبي: ما قال؟ قال: «كُلُّهم من قريشٍ» . وفي أخرى له قال: دَخَلْتُ مع أبي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعْتُهُ يقول: «إِنَّ هَذَا الأمرَ لا يَنْقَضِي حتى يَمْضِيَ فِيهِ اثنا عَشرَ خَليفة» قال: ثُمَّ تَكَلَّمَ بكلامٍ خَفِيَ عَليَّ، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كُلُّهم من قريش (2) » . [ص: 47] وفي أخرى: «لا يَزَالُ الإسلام عزيزاً إلى اثْني عشرَ خَليفة - ثم ذكر مثله» . وفي رواية الترمذي قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «يَكُونُ من بعدي اثنا عَشَرَ أمِيراً» قال: ثم تَكلم بشيءٍ لم أفْهَمْهُ، فَسألتُ الذي يَليني، فقال: «كُلُّهم من قُرَيشٍ» . وفي رواية أبي داود قال: سَمِعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ قَائِماً حتَى يكونَ عليكم اثْنا عَشرَ خليفة، كلُّهُمْ تَجْتَمِعُ عليه الأُمَّةُ» فَسَمِعتُ كلاماً من النبي- صلى الله عليه وسلم- لم أفْهمْهُ، فقلتُ لأبي: ما يقول؟ قال: «كلُّهم من قُرَيش» . وفي أخرى قال: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ عَزِيزاً إلى اثني عَشَرَ خليفة» قال: فَكَبَّرَ الناسُ وضَجُّوا، ثُمَّ قال كَلِمة خفيفَة ... وذكر الحديث» . وفي أخرى بهذا الحديث: وزاد: «فَلَمَّا رَجَعَ إلى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ قُريشٌ فقالوا: ثُمَّ يَكُونُ ماذا؟ قال: «ثم يكونُ الهَرْجُ» (3) .   (1) في مسلم المطبوع: صمنيها. قال النووي في " شرح مسلم ": هو بفتح الصاد وتشديد الميم المفتوحة أي: أصموني عنها فلم أسمعها لكثرة الكلام، ووقع في بعض النسخ " صمتنيها الناس " أي: أسكتوني عن السؤال عنها. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": قال القاضي: قد توجه هنا سؤالان. أحدهما: أنه قد جاء في الحديث الآخر: " الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً " وهذا مخالف لحديث الاثني عشر خليفة، فإنه لم يكن في ثلاثين سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة، والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي؟ . قال: والجواب عن هذا: أن المراد في حديث " الخلافة ثلاثون سنة " خلافة النبوة وقد جاء مفسراً في بعض الروايات: " خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً " ولم يشترط هذا في الاثني عشر. السؤال الثاني: أنه قد ولي أكثر من هذا العدد. قال: وهذا اعتراض باطل، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل: لايلي إلا اثني عشر خليفة، وإنما قال: " يلي " فقد ولي هذا العدد، ولا يضر كونه وجد بعدهم غيرهم، هذا إن جعل المراد باللفظ: كل وال، ويحتمل أن يكون المراد: مستحقي الخلافة العادلين، وقد مضى منهم من علم، ولابد من تمام هذا العدد قبل قيام الساعة، قال: وقيل: إن معناه: أنهم يكونون في عصر واحد، يتبع كل واحد منهم طائفة، قال القاضي: ولا يبعد أن يكون هذا، وقد وجد إذا تتبعت التواريخ، فقد كان في الاندلس وحدها منهم في عصر واحد - بعد أربعمائة وثلاثين سنة - ثلاثة، كلهم يدعيها ويلقب بها، وكان حينئذ في مصر آخر، وكان خليفة الجماعة، الخليفة العباسي ببغداد، سوى من كان يدعي ذلك في ذلك الوقت في أقطار الأرض، قال: ويعضد هذا التأويل: قوله في كتاب مسلم بعد هذا: " سيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول "، قال: ويحتمل أن المراد: من يعز الإسلام في زمنه، ويجتمع المسلمون عليه، كما جاء في " سنن أبي داود ": " كلهم تجتمع عليه الأمة " وهذا قد وجد قبل [ص: 47] اضطراب أمر بني أمية واختلافهم في زمن يزيد بن الوليد، وخرج إليهم بنو العباس، ويحتمل أوجهاً أخر، والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم. (3) البخاري 13 / 181 في الأحكام، باب في الاستخلاف، ومسلم رقم (1821) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش، والترمذي رقم (2224) في الفتن، باب ما جاء في الخلفاء، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 87 و 90 و 92 و 95 و 97 و 99 و 101 و 107 و 108. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1-أخرجه أحمد (5/88، 87) قال: حدثنا حماد بن أسامة، وفي (5 و87 و90) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (5/93/و96) قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا حماد (يعني ابن زيد) . و «عبد الله بن أحمد» (5/96) قال: حدثني خلف بن هشام البزار المقرئ، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/99) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني سليمان بن داود، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. قالوا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/99) قال: حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال: حدثني أبي. أربعتهم -حماد بن أسامة، وابن نمير، وحماد بن زيد، ويحيى بن سعيد - قالوا حدثنا مجالد بن سعيد. 2- وأخرجه أحمد (5/93) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. وفي (5/106) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. و «أبو داود» (4280) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. و «عبد الله بن أحمد» (5/98) قال: حدثني محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، قال: حدثنا زهير بن إسحاق. خمستهم - عبد الوارث، وابن سلمة، وأبو معاوية، ووهيب، وزهير - عن داود بن أبي هند. 3- وأخرجه أحمد (5/101) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.، و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أزهر. و «عبد الله بن أحمد» (5/98) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (5/99) قال: حدثنا عبيد الله القواريري، قال: حدثنا سليم بن أخضر. أربعتهم - إسماعيل، ويزيد، وأزهر، وسليم - عن ابن عون. ثلاثتهم - مجالد، وداود، وابن عون - عن عامر الشعبي، فذكره. - ورواه سماك بن حرب، قال سمعت جابر بن سمرة. أخرجه أحمد (5/90، 95) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة وفي (5/90، 100، 106) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة وفي (5/92) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا زهير. (5/4) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (5/108) قال: حدثنا عمر بن عبيد أبو حفص. و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا هداب بن خالد الأزدي، قال حدثنا حماد بن سلمة. «الترمذي» (2223) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي. و «عبد الله بن أحمد» (5/99) قال: حدثني سريج بن يونس. عن عمر بن عبيد. خمستهم (شعبة، وحماد، وزهير، عمر، وأبو عوانة) عن سماك بن حرب، فذكره. ورواه عن الأسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة: أخرجه أحمد (5/92) : قال حدثنا هشام. و «أبو داود» (4281) قال: حدثنا ابن نفيل. كلاهما (هاشم، وابن نفيل) قالا: حدثنا زهير، قال: حدثنا زياد بن خيثمة، عن الأسود بن سعيد. فذكره. - ورواه عبد الملك بن عمير. قال: سمعت جابر بن سمرة: 1- أخرجه أحمد (5/92) . و «البخاري» (9/101) قال: حدثني محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد، وابن المثني) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (5/107، 97) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/101، 97) ، و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا ابن أبي عمر. ثلاثتهم (عبد الرحمن، وأحمد، وابن أبي عمر) عن سفيان. 3- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/98) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الرزي قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي. ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وأبو عبد الصمد - عن عبد الملك بن عمير، فذكره. ورواه أبو خالد الوالبي. عن جابر بن سمرة وأخرجه أحمد (5/107) قال: حدثنا وكيع عن فطر، عن أبي خالد الوالبي، فذكره. ورواه حصين. عن جابر بن سمرة: أخرجه مسلم (6/3) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي، قال: حدثنا خالد (يعني ابن عبد الله الطحان) كلاهما جرير، وخالد) عن حصين، فذكره. - ورواه عن أبي خالد، عن خالد بن سمرة: وأخرجه أبو داود (4279) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل، (يعني ابن أبي خالد) عن أبيه، فذكره. - ورواه أبو بكر بن أبي موسى، عن جابر بن سمرة: وأخرجه الترمذي (2223) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عمر بن عبيد، عن أبيه، عن أبي بكر أبي موسى، فذكره. الحديث: 2022 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 الفصل الثاني: فيمن تصح إمامته وإمارته 2023 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا بُوِيعَ لِخَلِيفَتَيْن فَاقْتُلُوا الآخِرَ منهما» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1853) في الإمارة، باب إذا بويع لخليفتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (6/23) قال: حدثني وهب بن بقية الواسطي،قال ثنا خالد بن عبد الله ابن، عن الجريري، عن أبي تضرة، فذكره. الحديث: 2023 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 2024 - (م) عرفجة بن شريح (1) - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن أَتَاكُمْ وأَمرُكم جَمِيعٌ على رجل واحدٍ يريدُ أنْ يَشُقَّ عصَاكُمْ، أو يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكم، فَاقتُلُوهُ» . أخرجه مسلم (2) .   (1) هو عرفجة بن شريح الأشجعي الكندي، له صحبة. (2) رقم (1852) في الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه زياد بن علاقة، قال:سمعت عرفجة: أخرجه أحمد (4/261) قال:حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وحدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/341) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شيبان. وفي (4/341و5/23) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة. و «مسلم» (6/22) قال:حدثني أبو بكر بن نافع، ومحمد بن بشار. قال: ابن نافع: حدثنا غندر. وقال بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ـح) وحدثنا أحمد بن خراش، قال: حدثنا حبان قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثني القاسم بن زكريا،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وفي (6/23) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المصعب بن المقدام الخثعمي، قال: حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثني حجاج، قال: حدثنا عارم بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عبد الله بن المختار،ورجل سماه. و «أبو داود» (4762) قال:حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. و «النسائي» (7/92) قال:أخبرني أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يزيد بن مردانبة. وفي (7/93) قال:أخبرنا أبو علي محمد بن علي المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان،عن أبي حمزة (ح) وأخبرنا عمرو بن علي،، قال:حدثنا يحيى،قال: حدثنا شعبة. سبعتهم - شعبة، وشيبان، وأبو عوانة وإسرائيل وعبد الله بن المختار ويزيد بن مردانبة وأبو حمزة السكري - عن زياد بن علاقة، فذكره (*) في رواية شيبان «عرفجة بن شريح الأسلمي» .وفي رواية يزيد بن مردانبة: «عرفجة بن صريح الأشجعي» .وفي رواية أبي حمزة: «عرفجة بن شريح» . ورواه أبو يعفور، عن عرفجة واللفظ له: أخرجه مسلم (6/23) قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور عن أبيه، فذكره. الحديث: 2024 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 2025 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-: «كانت بَنُو إِسْرَائيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبيَاءُ (1) ، كُلما هَلَكَ نَبيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإِنَّهُ لا نَبيَّ بعدي، وسيكون بعدي خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ، قالوا: فما [ص: 49] تَأْمُرُنا؟ قال: أَوْفُوا بِبَيعَةِ الأول، ثم أعطوهُمْ حَقَّهم، واسأَلوا الله الذي لكم، فَإنَّ الله سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرعَاهُمْ» . أخرجه البخاري، ومسلم (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": أي أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد بعث الله لهم نبياً يقيم لهم أمرهم ويزيل ما غيروا من أحكام التوارة، وفيه إشارة إلى أنه لابد للرعية من قائم بأمورها يحملها على الطريق الحسنة وينصف الظالم من المظلوم. (2) البخاري 6 / 360 في الأنبياء، باب ذكر بني إسرائيل، ومسلم رقم (1842) في الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/297) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، و «البخاري» (4/206) قال: حدثني محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (6/17) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد الأشعري. قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الحسن ابن فرات. و «ابن ماجة» (2871) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حسن بن فرات. كلاهما -شعبة، والحسن بن فرات - عن فرات القزاز. قال: سمعت أبا حازم، فذكره. الحديث: 2025 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 2026 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استَخْلَفَ ابْنَ أمِّ مكتوم على المدينة مرتين» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2931) في الخراج والإمارة، باب في الضرير يولى، وإسناده حسن، وفيه دليل على أن إمامة الضرير غير مكروهة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (2931) قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عمران القطان،عن قتادة، فذكره. قلت: عمران القطان، صدوق يهم. الحديث: 2026 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 2027 - (خ ت س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: قال: لقد نَفَعَني الله بكلمة سمعتُها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أيامَ الجَملِ، بَعدَمَا كِدْتُ أَنْ أَلحقَ بأصحاب الجملِ فَأُقَاتِلَ معهم، قال: لَمَّا بَلَغَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنَّ أهلَ فَارِسَ مَلَّكُوا عليهم بنْتَ كِسرَى، قال: «لَنْ يُفْلِحَ قَومٌ وَلَّوْا أمْرَهُمْ امْرَأة» . هذه رواية البخاري. وفي رواية الترمذي قال: «عَصَمَني الله - عز وجل - بشيء سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: لمَّا هَلَكَ كِسْرى قال: «مَنِ استَخْلَفُوا؟» قالوا: ابنَتهُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لَنْ يُفْلِحَ قَومٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرأة» فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ - يعني البصرة - ذكرتُ قَولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَعَصَمني اللهُ بِهِ» . [ص: 50] وفي رواية النسائي مثل الترمذي إلى قوله: «وَلَّوا أمْرَهُم امرأة» (1) .   (1) البخاري 13 / 45 و 46 في الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، وفي المغازي، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، والترمذي رقم (2263) في الفتن، باب لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، والنسائي 8 / 227 في القضاة، باب النهي عن استعمال النساء في الحكم، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 38 و 43 و 47 و 51. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/43) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد. وفي (5 /47) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا مبارك بن فضالة. وفي (5 /51) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا مبارك. و «البخاري» (6/9، 10/70) قال: حدثنا عثمان بن الهيثم، قال: حدثنا عوف. و «الترمذي « (2262) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا حميد الطويل. و «النسائي» (8/227) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا حميد. ثلاثتهم (حميد الطويل، ومبارك وعوف) عن الحسن، فذكره. - ورواه عبد الرحمن الجوشن عن أبي بكرة. أخرجه أحمد (5/38) قال: حدثنا يحيى. وفي (5/ 47) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (5/47) قال: حدثنا يزيد بن هارون. ثلاثتهم (يحيى، ومحمد بن بكر، ويزيد) عن عيينة، عن أبيه، فذكره. -ورواه عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه: أخرجه أحمد (5/50) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وجدت هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده حدثنا هوذة بن خليفة قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره. الحديث: 2027 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 الفصل الثالث: فيما يجب على الإمام والأمير 2028 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَمَسؤْولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإمامُ رَاعٍ، ومَسْؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، والرجلُ رَاعٍ في أهله، وهو مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمرأَةُ في بَيْتِ زَوجِها رَاعيةٌ، وهي مَسؤولَةٌ عن رَعيَّتِها، والخادم في مال سيده راع، وهو مسؤول عن رَعِيَّتِهِ» قال: فَسمِعتُ هؤلاءِ من النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأحسِبُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «والرجلُ في مالِ أبيهِ راعٍ، ومَسْؤولٌ عن رعيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُم مَسؤولٌ عن رعيَّتِهِ» . وفي رواية مثله إلا قَوْلَهُ: «والرجلُ فِي مَالِ أبيهِ» . وفي أخرى: «والعبدُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ، وهو مسؤولٌ» . [ص: 51] هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي أخرى للبخاري قال: «ألا كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، الأمِيرُ الذي على النَّاسِ، والرجلُ على أَهل بيتِهِ، وهو مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمرأةُ رَاعِيَةٌ على أَهْلِ بَيْتِ زوجها، وولدِهِ، وهي مسؤولَةٌ عنهم، وَعَبدُ الرَّجل راعٍ على مال سيِّدِهِ، وهو مَسْؤولٌ عنه، ألا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ» . وأخرج الترمذي، وأبو داود الرواية الأخيرة التي للبخاري (1) .   (1) البخاري 13 / 100 في الأحكام، في فاتحته، وفي الجمعة، باب في القرى والمدن، وفي الاستقراض، باب العبد راع في مال سيده، وفي العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق، وباب العبد راع في مال سيده، وفي الوصايا، باب تأويل قول الله تعالى: {من بعد وصية توصون بها أو دين} ، وفي النكاح، باب {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً} ، وباب المرأة راعية في بيت زوجها، ومسلم رقم (1829) في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، والترمذي رقم (1705) في الجهاد، باب ما جاء في الإمام. وأبو داود رقم (2928) في الإمارة، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية. قال الخطابي: اشتركوا أي الإمام والرجل ومن ذكر في التسمية، أي: في الوصف بالراعي، ومعانيهم مختلفة، فرعاية الإمام الأعظم: حياطة الشريعة بإقامة الحدود، والعدل في الحكم، ورعاية الرجل أهله: سياسته لأمرهم وإيصالهم حقوقهم، ورعاية المرأة: تدبير أمر البيت والأولاد والخدم، والنصيحة للزوج في كل ذلك، ورعاية الخادم: حفظه ما تحت يده، والقيام بما يجب عليه من خدمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه نافع عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/5) (4495) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/54) (5167) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. و «عبد بن حميد» (745) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، و «البخاري» (3/196) قال: حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن عبيد الله. و «البخاري» (7/34) وفي (الأدب المفرد) (212) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (7/41) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا موسى بن عقبة. و «مسلم» (6/7) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: حدثنا ليث، وفي (6/8) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، يعني القطان. كلهم عن عبيد الله بن عمر. (ح) وحدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل، جميعا عن أيوب (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. (ح) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة. و «الترمذي» (1705) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. سبعتهم- أيوب، وعبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وموسى بن عقبة، والليث بن سعد، والضحاك بن عثمان، وأسامة بن زيد الليثي - عن نافع، فذكره. - ورواه سالم عن أبيه. أخرجه أحمد (2/121) (6026) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. و «البخاري» (2/6و4/6) قال: حدثنا بشر بن محمد السختياني، قال أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. في (3/197، 157) ، وفي (الأدب المفرد) (214) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب ابن أبي حمزة. و «مسلم» (6/8) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «النسائي» في (الكبرى / الورقة 119-ب، 124-أ) قال: أخبرنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن شعيب. كلاهما -شعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، فذكره. - ورواه بسر بن سعيد عن ابن عمر: أخرجه مسلم (6/8) قال: حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: أخبرني عمي عبد الله بن وهب، قال: أخبرني رجل سماه، وعمرو بن الحارث عن بكير، عن بسر ابن سعيد، حدثه، فذكره. -ورواه وهب بن كيسان عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/108) (5869) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. و «البخاري «في (الأدب المفرد) (416) قال: حدثنا عمرو بن خالد. كلاهما - قتيبة، وعمرو - عن بكر بن مضر، عن ابن عجلان، أن وهب بن كيسان أخبره، وكان وهب أدرك عبد الله بن عمر، فذكره. -ورواه عبد الله بن دينار عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/111) (5901) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان. و «البخاري» (9/77) ، وفي (الأدب المفرد) (206) قال: حدثنا إسماعيل بن أويس، قال: حدثني مالك، وفي (تحفة الأشراف) (7129) عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر. و «مسلم» (6/8) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وابن حجر، كلهم عن إسماعيل بن جعفر. و «أبو داود» (2928) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ثلاثتهم -سفيان، ومالك، وإسماعيل -عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 2028 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 2029 - (ت د) أبو مريم الأذري - رحمه الله -: قال: دَخَلْتُ على مُعَاويةَ فقال: مَا أَنْعَمَنَا بِكَ أَبَا فُلانٍ؟ - هي كلمةٌ تقولها العرب - فقلتُ: حَدِيثٌ سمعتُه أُخْبِرُكَ بِهِ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ وَلاهُ اللهُ [ص: 52] شَيْئاً من أُمُورِ المسلمين فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهمْ وفَقْرِهم احْتَجَبَ اللهُ دُونَ حَاجَتِهِ وخَلَّتِهِ، وَفَقْرِهِ يَوْمَ القِيامَةِ» قال: «فَجَعلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً على حَوَائِجِ النَّاسِ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي: عن عمرو بن مُرَّة الجهني: أَنَّهُ قال لمعاوية: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ إمَامٍ يُغْلقُ بَابَهُ دُونَ ذَوي الحَاجَةِ والخَلَّة والمَسْكَنَةِ، إِلا أَغْلَقَ الله أبْوَابَ السَّماءِ دُونَ خَلَّتِهِ وحَاجَتِهِ، ومَسْكَنَتِهِ» فَجَعلَ مُعَاوِيةُ رجلاً على حَوائِجِ الناس. وله في أخرى: عن أبي مريم صاحب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-. وذكر نحوه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما أنعمنا بك) : يريد ما أعملك إلينا، وما جاء بك؟ قال الخطابي: أحسبه مأخوذاً من قولهم: «ونُعْمَة عين» أي: قرة عين، وإنما يقال ذلك لمن يعتد بزيارته، ويُفرح بلقائه، كأنه يقول: ما الذي أطلعك علينا، أو حيَّانا بلقائك؟ ومن ذلك قولهم: «أنعم صباحاً» في التحية. [ص: 53] (خلتهم) : الخلة بفتح الخاء: الحاجة.   (1) الترمذي رقم (1332) و (1333) في الأحكام، باب ما جاء في إمام الرعية، وأبو داود رقم (2948) في الخراج والإمارة، باب فيما يلزم الإمام من أمر الرعية، وإسناده حسن، وفي الباب عن ابن عمر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 238 بمعناه من حديث معاذ بن جبل، ولفظه: " من ولي من أمر الناس شيئاً فاحتجب عن أولي الضعفة والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/231) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وقال أحمد حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. و «عبد بن حميد» (286) قال: أخبرنا أبو عاصم، قال: أخبرنا سعيد بن زيد. و «الترمذي» (1332) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ثلاثتهم (إسماعيل، وحماد، وسعيد) عن علي بن الحكم، قال: حدثني أبو الحسن، فذكره (*) قال الترمذي: حديث عمرو بن مرة حديث غريب، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، وعمرو ابن مرة الجهني يكنى أبا مريم. الحديث: 2029 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 2030 - (م س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ المُقْسِطِينَ (1) عند الله على مَنَابِرَ من نُورٍ عن يَمينِ الرَّحْمنِ - وكلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ - الَِّذينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وأَهْلِيهمْ وَمَا وَلُوا» (2) . أخرجه مسلم، والنسائي (3) .   (1) المقسطون: هم العادلون، وقد فسره في آخر الحديث، والإقساط بكسر القاف: العدل، يقال، أقسط إقساطاً فهو مقسط: إذا عدل، قال الله تعالى: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} ، ويقال: قسط يقسط بفتح الياء وكسر السين قسوطاً وقسطاً بفتح القاف فهو قاسط وهم قاسطون: إذا جاروا، قال الله تعالى: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً} . (2) قال النووي في " شرح مسلم ": معناه أن هذا الفضل إنما هو عن عدل فيما تقلده من خلافة أو إمارة أو قضاء أو حسبة أو نظر على يتيم أو صدقة أو وقف، وفيما يلزمه من حقوق أهله وعياله ونحو ذلك، والله أعلم. (3) أخرجه مسلم رقم (1827) في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، والنسائي 8 / 221 في آداب القضاة، باب فضل الحاكم العادل، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 160. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (588) .وأحمد (2/160) (6492) .و «مسلم» (6/7) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،وزهير بن حرب، وابن نمير. و «النسائي» (8/221) قال: أخبرنا قتبية بن سعيد (ح) وأنبأنا محمد بن آدم بن سليمان، عن ابن المبارك. سبعتهم - الحميدي،وأحمد، وابن أبي شيبة، وزهير، وابن نمير، وقتيبة وابن المبارك - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس فذكره. -ورواه سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/159) (6485) قال: حدثنا عبد الأعلى. وفي (2/203) (6897) قال: حدثنا عبد الرزاق. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 77 - ب) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الأعلى. كلاهما - عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الرزاق - عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. (*) قال النسائي: وقفه شعيب بن أبي حمزة. الحديث: 2030 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 2031 - (خ م) الحسن البصري - رحمه الله -: قال: عَادَ عُبَيْدُ الله بنُ زياد مَعْقِلَ بْنَ يسار (1) المُزنيَّ في مَرَضِهِ الذي مَات فيه، فقال مَعْقِلُ: إِني مُحَدِّثُك حَدِيثاً سَمِعْتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لو علمتُ أنَّ لي حَياة مَا حَدَّثْتُكَ - إني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّة، يَموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنَّةَ» . [ص: 54] وفي رواية: «فَلَمْ يَحُطْها بِنَصِيحَةٍ، [إِلا] لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي أخرى لمسلم: «مَا مِنْ أمِير يَلي أُمُورَ المُسلمينَ، ثم لا يَجْهدُ لهم، وَيَنْصَحُ لهم، إلا لم يَدْخُلْ مَعَهُمُ الجَنَّةَ» (2) .   (1) في الأصل: عاد عبيد الله بن زياد بن معقل بن يسار، وهو خطأ، والتصحيح من الصحيحين وكتب الرجال، وكان عبيد الله إذ ذاك أمير البصرة لمعاوية، وهو عبيد الله بن زياد، وهو زياد بن أبيه الذي يقال له: زياد بن أبي سفيان. (2) البخاري 13 / 112 في الأحكام، باب من استرعى رعية فلم ينصح، ومسلم رقم (142) في الإيمان، باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار، وفي الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 25 و 27. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح أخرجه أحمد (5/25) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. وفي (5/27) قال: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا عوف و «عبد بن حميد» (401) قال: حدثنا رو ح بن عبادة، وقال: حدثنا هشام بن حسان. و «الدارمي» (2799) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو الأشهب. و «البخاري» (9/80) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو الأشهب. وفي (9/80) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا حسين الجعفي، قال: زائدة، ذكره عن هشام. و «مسلم « (1/87، 6/9) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو الأشهب. وفي (1/6، 88/9) قال: حدثنا يحيى بن يحييى، قال: أخبرنا يزيد بن زريع عن يونس، وفي (1/88) قال: حدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا حسين، يعني الجعفي، عن زائدة، عن هشام. أربعتهم- يونس بن عبيد، وعوف، وهشام بن حسان، وأبو الأشهب- عن الحسن، فذكره. -ورواه أبو المليح أن عبيد الله بن زياد، فذكره - بنحوه -.. أخرجه مسلم (1/88، 6، 9) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثني، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا معاذ بن هاشم، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي المليح، فذكره. - ورواه مسلم بن مخارق عن معقل بلفظ:. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أيما راع استرعى رعية فغشها فهو في النار» . أخرجه أحمد (5/25) قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» (6/9) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق. كلاهما - وكيع، ويعقوب - عن سوادة بن أبي الأسود، عن أبيه، فذكره. -ورواته ابنة معقل عن أبيها: أخرجه أحمد (5/25) . الحديث: 2031 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 2032 - (م) الحسن البصري - رحمه الله-: أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرو - وكان من أصحابِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ على عُبَيْدِ الله بْنِ زيادٍ فقال: أي بُنيَّ، إني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: «إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ» ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ منهم، فقال له: اجْلِسْ، فإنما أنتَ من نُخَالَةِ أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «وهل كان لهم نُخَالَةٌ؟ إنما النخالةُ بعدهم، وفي غيرهم» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحطمة) : بوزن الهمزة: الظلوم الشديد الوطأة.   (1) رقم (1830) في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 64. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/64) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحدثنا يزيد بن هارون. و «مسلم» (6/9) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. ثلاثتهم - ابن مهدي، ويزيد، شيبان - عن جرير بن حازم، قال: حدثنا الحسن، فذكره. الحديث: 2032 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 2033 - (م) عدي بن عميرة الكندي (1) - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ [ص: 55] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن اسْتَعْمَلناه منكم على عملٍ، فَكَتَمَنا مِخْيطاً فَما فَوقَهُ، كانَ غُلُولاً يَأْتِي بِهِ يوم القيامة» قال: فقام رجلٌ من الأنصار أسودُ، كأَنِّي أنْظُرُ إليه، فقال: يا رسولَ الله اقْبَلْ عَني عَمَلكَ، قال: ومالكَ؟ قال: سمعتُكَ تقول كذا، وكذا، [قال] : وأنا أقولُه الآنَ: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ منكم على عملٍ فَلْيَجئ بِقَلِيلِهِ وَكَثيرِهِ، فما أُوتِيَ مِنه أخَذَ، وما نُهي عنه انْتهى» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مِخْيطاً) : المخيط - بكسر الميم وسكون الخاء -: الإبرة. (غلُولاً) : الغلول: السرقة من الغنيمة والفيء.   (1) هو أبو زرارة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه شيئاً يسيراً. (2) رقم (1833) في الإمارة، باب تحريم هدايا العمال، وأخرجه أبو داود رقم (3581) في الأقضية، باب في هدايا العمال، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 192. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (894) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/192) قال: حدثنا يحيى بن سعيد) (ح) وحدثنا يزيد بن هارون. (ح) وحدثناوكيع. وفي (4/192) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. و «مسلم» (6/12) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. وفي (6/13) قال: حدثناه محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، ومحمد بن بشر (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا: أبو أسامة. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا الفضل بن موسى. و «أبو داود» (3581) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. و «ابن خزيمة» (2338) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. تسعتهم - سفيان، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، ووكيع بن الجراح، وسعيد، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، وأبو أسامة، والفضل بن موسى - عن إسحاق بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم فذكره. (*) اللفظ لوكيع عند مسلم. الحديث: 2033 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 2034 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلى الله يوم القيامة وأدْنَاهُمْ منه مَجْلِساً: إمَامٌ عَادِلٌ، وأَبغَضُ النَّاسِ إلى الله تعالى، وأَبعدهم منه مجلساً: إمَامٌ جَائِرٌ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1329) في الأحكام، باب ما جاء في الإمام العادل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 22، وفي سنده عطية بن سعد العوفي، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن غريب، ولعله حسنه لأن له شاهداً، فقد قال: وفي الباب عن ابن أبي أوفى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/22) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (3/55) قال: حد ثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. و «الترمذي» 1329 قال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل. ثلاثتهم - يحيى بن آدم، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن فضيل - عن فضيل ابن مرزوق عن عطية، فذكره. قلت: مداره على عطية العوفي وقد تكلموا فيه. الحديث: 2034 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 الفصل الرابع: في كراهية الإمارة، ومنع من سألها 2035 - (د) المقدام (1) بن معد يكرب - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ضَرَبَ على مَنْكَبَيْهِ، ثم قال له: «أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ إنْ مُتَّ، ولم تكن أميراً، ولا كاتباً، ولا عَريفاً» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: المقداد، وهو تصحيف. (2) رقم (2933) في الخراج والإمارة، باب في العرافة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 133 بلفظ: " أفلحت يا قديم إن لم تكن أميراً ولا جابياً ولا عريفاً "، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، وله شواهد: أخرجه أبو داود (2933) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن صالح بن يحيى بن المقدام فذكره. * أخرجه أحمد (4/133) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني، قال: حدثنا محمد بن حرب الأبرش، قال: حدثنا سليمان بن سليم، عن صالح بن يحيى بن المقدام، فذكره، ليس فيه (يحيى بن جابر) . (*) قال المزي في «تحفة الأشراف» (8/11566) : وفي بعض نسخ أبي داود: (صالح بن يحيى بن المقدام، عن أييه عن جده) . الحديث: 2035 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 2036 - (م د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قلتُ: يا رسولَ الله، ألا تَسْتَعْملُني؟ قال: فَضَرَبَ بيدهِ على مَنْكِبي ثم قال: «يا أبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعيفٌ، وإِنَّها أمَانَةٌ، وإنها يومَ القيامةِ خِزيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلا مَنْ أَخذَها بِحَقِّها، وَأدَّى الَّذِي عليه فِيهَا» . وفي رواية قال له: «يا أبا ذَرٍّ، إِني أرَاكَ ضَعيفاً، وإني أحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسي، لا تَأمَّرنَّ على اثْنينِ، ولا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتيمٍ» . [ص: 57] أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الثانية (1) .   (1) أخرجه مسلم رقم (1826) في الإمارة، باب كراهية الإمارة بغير ضرورة، وأبو داود رقم (2868) في الوصايا، باب ما جاء في الدخول في الوصايا، والنسائي 6 / 255 في الوصايا، باب النهي عن الولاية على مال اليتيم، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 73. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (6/6) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي شعيب بن الليث. قال: حدثني الليث بن سعد. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن بكر بن عمرو، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن ابن حجيرة الأكبر. فذكره. * أخرجه أحمد (5/173) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا الحارث بن يزيد. قال سمعت ابن حجيرة الشيخ يقول: أخبرني من سمع أبا ذر يقول: «ناجيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة إلى الصبح. فقلت: يارسول الله أمِّرني. فقال: إنها أمانة وخزي وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها» . الحديث: 2036 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 2037 - (د) غالب القطان - رحمه الله -: عن رجلٍ من الأنصار عن أبيه عن جَدِّه: أَنَّ قوماً كَانُوا على مَنْهلٍ من المنَاهل، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ الإسلامُ جَعَلَ صَاحِبُ الماء لقومه مِائَة من الإِبِلِ على أن يُسْلِمُوا، فأسلَمُوا، وقَسَمَ الإِبلَ بينهم، وبَدَا لَهُ أنْ يَرْتَجعَها، فَأرَسَلَ ابْنَهُ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائْتِ النبيَّ، فَقُل [له] : إنَّ أبي يُقرِئُكَ السلامَ، وإنَّهُ جَعلَ لقومه مِائة من الإِبل على أنْ يُسْلِمُوا، فَأسلَمُوا، وقَسَمَ الإِبِلَ بينهم، وبَدا له أنْ يَرْتَجِعَها منهم، أفهو أحَقُّ بِهَا، أمْ هُمْ؟ فإن قال لك: لا، أو نعم فَقُلْ له: إنَّ أبي شَيْخٌ كبير، وهو عَريفُ الماءِ، وإنهُ يَسْأَلُكَ أنْ تَجْعَلَ لي العِرَافَةَ بعده، فَأتاه، وقال له: إنَّ أبي يُقرئك السلام، فقال: «عليك، وعلى أبيك السلامُ» ، فقال: إن أبي جَعَلَ لِقومِهِ مائَة من الإِبِلِ على أنْ يُسلموا، فأسلموا وَحسُنَ إسلامُهُمْ، ثم بَدَا لَهُ أنْ يَرتَجِعهَا منهم، أَفَهُوَ أحَقُّ بها، أم هم؟ قال: «إنْ بَدَا له أنْ يُسلِّمَهَا لهم فَلْيُسَلِّمْها، وإنْ بَدا له أنْ يَرْتَجِعَهَا فهو أَحَقُّ بها منهم، فإن أَسْلَمُوا فلهم إسلامُهُمْ، وإنْ لم يُسلِمُوا قُوتِلُوا على الإِسلام» ، وقال: إنَّ [ص: 58] أَبي شَيخٌ كَبيرٌ، وهو عريفُ الماء، فإنه يَسألُكَ أن تَجْعَلَ لي العِرَافَةَ بعدَهُ، فقال: «إنَّ العِرَافَةَ حَقٌّ، ولابُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عِرَافَةٍ، ولكنَّ العُرفَاءَ في النَّارِ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (منهل) : المنهل: الماء الذي يرده الناس.   (1) رقم (2934) في الخراج والإمارة، وفي إسناده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبوداود (2934) قال: حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل ثنا غالب، فذكره. قلت: في إسناده جهالة. الحديث: 2037 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 2038 - (خ م ت د س) عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَا عَبدَ الرَّحمن، لا تَسألِ الإِمَارَةَ، فَإنَّكَ إنْ أُوتيتَها عَن مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إليها، وإن أُعْطيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسألَةٍ أُعِنْتَ عَلَيها، وإذا حَلَفْتَ على يَمينٍ فَرَأيتَ غَيرهَا خيراً مِنْها فائتِ الَّذي هو خيرٌ، وكفِّر عن يَمينِكَ» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. وأخرج أبو داود، والنسائي [منه] إلى قوله: «أُعِنْتَ عليها» (1) .   (1) البخاري 13 / 110 في الأحكام، باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها، وباب من سأل الإمارة وكل إليها، وفي الأيمان والنذور في فاتحته، وباب الكفارة قبل الحنث وبعده، ومسلم رقم (1652) في الإمارة، باب النهي عن طلب الإمارة، وأبو داود رقم (2929) في الخراج والإمارة، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية، والترمذي رقم (1529) في النذور، باب فيمن حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، والنسائي 8 / 225 في آداب القضاة، باب النهي عن مسألة الإمارة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 62 و 63. قال الحافظ في " الفتح ": ومعنى الحديث أن من طلب الإمارة فأعطيها تركت إعانته عليها من [ص: 59] أجل حرصه، ويستفاد منه أن طلب ما يتعلق بالحكم مكروه، فيدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك، وأن من حرص على ذلك لا يعان. قال الحافظ: ويعارضه في الظاهر ما أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رفعه: " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة، ومن غلب جوره عدله فله النار " قال: والجمع بينهما أنه لا يلزم من كونه لا يعان بسبب طلبه أن لا يحصل منه عدل إذا ولي، أو يحمل الطلب هنا على القصد، وهناك على التولية، قال: وقد تقدم من حديث أبي موسى: " إنا لا نولي من حرص " - وهو عندنا في الحديث الذي بعده - ولذلك عبر في مقابله بالإعانة، فإن لم يكن له من الله عون على عمله لا يكون فيه كفاية لذلك العمل، فلا ينبغي أن يجاب سؤاله، ومن المعلوم أن كل ولاية لا تخلو من المشقة، فمن لم يكن له من الله إعانة تورط فيما دخل فيه وخسر دنياه وعقباه، فمن كان ذا عقل لم يتعرض للطلب أصلاً، بل إذا كان كافياً وأعطيها من غير مسألة، فقد وعده الصادق بالإعانة، ولا يخفى ما في ذلك من الفضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/61) قال: حدثنا هشيم، قال أخبرنا منصور، ويونس. وفي (5/62) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا يونس. وفي (5/62) قال: حدثنا هاشم بن القاسم.، قال: حدثنا المبارك. وفي (5/62) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون. وفي (5/62) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا هشام. وفي (5/63) قال: حدثنا أسود بن عامر، وعفان، قالا: حدثنا جرير بن حازم. وفي (5/63) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا المبارك. و «الدارمي» (2351) قال: أخبرنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (2352) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن يونس. و «البخاري» (8/159) قال: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (8/183) قال: حدثني محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس، قال: أخبرنا ابن عون. وفي (9/79) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (9/79) قال: حدثنا أبو معمر، وقال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا يونس. و «مسلم» (5/86، 6/5) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (5/87، 86) قال حدثني علي بن جحر السعدي قال: حدثنا هشيم، عن يونس، ومنصور وحميد (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سماك بن عطية، ويونس ابن عبيدة وهشام بن حسان -في آخرين - (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن سعيد، عن قتادة. وفي (6/5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن يونس (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا هشيم، عن يونس، ومنصور، وحميد (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سماك بن عطية، ويونس بن عبيد، وهشام بن حسان. و «أبو داود» (2929) و (3277) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس ومنصور، وفي (3278) قال حدثنا يحيى قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. و «الترمذي» (1529) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن يونس. و «عبد الله بن أحمد» (5/62) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري. قال: حدثنا حماد بن زياد. قال: حدثنا سماك بن عطية ويونس بن عبيد. و «النسائي» (107) قال: أخبرنا محمد عبد بن الأعلى، قال: حدثنا المعمر، عن أبيه (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان، قال حدثنا عفان، قال: حدثنا جرير بن حازم (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى القطعي، عن عبد الأعلى وذكر كلمة معناها: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (7/11) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا منصور، يونس. وفي (7/11) و (8/225) قال: أخبرنا عمروبن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن عون. وفي (7/12) قال: أخبرنا محمد بن قدامة في حديثه عن جرير عن منصور. وفي (8/225) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، إسماعيل، عن يونس. جميعهم - منصور بن زاذان، ويونس عن عبيد، ومبارك بن فضالة، وعبد الله بن عون، وهشام بن حسان، وجرير بن حازم، وحميد الطويل، وسماك بن عطية، وسليمان التيمي، وقتادة ومنصور بن المعتمر - عن الحسن، فذكره. الحديث: 2038 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 2039 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّكم سَتَحرِصُونَ على الإمَارَةِ، وسَتَكُونُ نَدَامَة يوم القيَامَةِ، فَنِعْمَتِ المُرضِعَةُ، وبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ» . وفي رواية أنه موقوف على أبي هريرة. أخرجه البخاري، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مرضعة) : ضرب المرضعة مثلاً للإمارة، وماتوصله إلى صاحبها [ص: 60] من المنافع، وضرب الفاطمة مثلاً للموت الذي يهدم عليه لذاته، ويقطع تلك المنافع.   (1) البخاري 13 / 111 في الأحكام، باب ما يكره من الحرص على الإمارة، والنسائي 8 / 225 و 226 في آداب القضاة، باب النهي عن مسألة الإمارة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 448 و 476. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/448) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/476) قال: حدثنا وكيع (ح) وحجاج. و «البخاري» (9/79) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «النسائي» (7/162) ، (8/225) قال: أخبرني محمد بن آدم بن سليمان، عن ابن المبارك. خمستهم -يزيد، ووكيع، وحجاج، أحمد بن يونس، وابن المبارك -عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره. * أخرجه البخاري (9/79) قال: قال: محمد بن بشار. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14266) عن زيد بن سنان. كلاهما (محمد، ويزيد) عن عبد الله بن حمران. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن أبي هريرة، قوله. الحديث: 2039 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 2040 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: دَخَلْتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنا ورجلان من بني عمي، فقال أحدهما: يا رسولَ الله، أمِّرْنا على بعض مَا وَلاكَ الله - عزَّ وجلَّ -، وقال الآخَرُ مثل ذلك، فقال: «إِنَّا وَاللهِ لا نُولِّي هذا العملَ أحداً سَأَلَهُ، أو أحَداً حَرَصَ عليه» هذه رواية البخاري، ومسلم. وقد جاء أطول من هذا بزيادة فيه أوجَبت ذكره في موضع آخر من الكتاب. وفي رواية أبي داود قال: انْطَلقتُ مَعَ رَجُلَيْنِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فَتَشَهَّدَ أحَدُهُما، ثم قال: جِئنا لِتَسْتَعِين بِنَا على عملك، وقال الآخر مثلَ قَولِ صَاحِبِهِ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَخْوَنَكم عِندنَا مَنْ طَلَبَهُ» . فَاعْتَذَرَ أَبو موسى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لم أَعلمْ لِمَا جَاءا له، فلم يَستَعنْ بهما على شيءٍ حتى مات. وفي رواية النسائي قال: أتَاني نَاسٌ من الأشعريِّين، فقالوا: اذهب مَعنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فإنَّ لنا حاجَة، فَذَهَبْتُ مَعهم، فقالوا: يا رسول الله، اسْتَعنْ بِنا في عَملِكَ، قال أبو موسى: فَاعتذَرْتُ مِمَّا قالوا، [ص: 61] وأَخبرتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنِّي لا أدري مَا حَاجَتُهُم، فَصَدَّقَني وَعَذَرني، وقال: «إِنَّا لا نَسْتَعينُ في عَملِنا بِمَن سَأَلَنا» (1) . وللنسائي في رواية أخرى أطولُ من هذه، وستجيء مع روايات البخاري، ومسلم في موضعها (2) .   (1) في الأصل: من سألناه، وما أثبتناه من النسائي المطبوع. (2) البخاري 13 / 112 في الأحكام، باب ما يكره من الحرص على الإمارة، وباب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه، وفي الإجارة، باب في الإجارة، وفي استتابة المرتدين، باب حكم المرتد والمرتدة، ومسلم رقم (1733) في الإمارة، باب النهي عن طلب الإمارة، وأبو داود رقم (2930) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في طلب الإمارة، والنسائي 8 / 224 في آداب القضاة، باب ترك استعمال من يحرص على القضاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 2040 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 الفصل الخامس: في وجوب طاعة الإمام والأمير 2041 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اسْمَعوا وأطِيعوا وإِن استُعمِلَ عليكم عبدٌ حَبشيٌّ، كأنَّ رأسَهُ زَبيبَةٌ (1) ، مَا أقَامَ فيكُم كِتَابَ الله» . وفي رواية: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي ذَرٍّ: «اسْمَعْ، وأَطِعْ، ولو [ص: 62] لِحَبَشيٍّ، كأنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ» . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زبيبة) : جعل الزبيبة مثلاً في سواد الرأس الأسود وجعودة شعره.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قيل: شبهه بذلك لصغر رأسه، وذلك معروف في الحبشة، وقيل: لسواده، وقيل: لقصر شعر رأسه وتفلفله. (2) 13 / 108 في الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، وفي الجماعة، باب إمامة العبد والمولى، وباب إمامة المفتون والمبتدع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/114) ، والبخاري (1/178) قال: حدثنا محمد بن بشار. وفي (9/78) قال: حدثنا مسدد. و «ابن ماجة» 2860 قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو بشر بكر بن خلف. أربعتهم (أحمد، وابن بشار، ومسدد، وبكر) قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. 2- وأخرجه أحمد (3/171) ، والبخاري (1/178) قال: حدثنا محمد بن أبان. كلاهما (أحمد، وابن أبان) قالا: حدثنا محمد بن جعفر (غندر) . كلاهما - يحيى بن سعيد، وغندر - قالا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو التياح يزيد بن حميد، فذكره. الحديث: 2041 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 2042 - (م ت س) أم الحصين الأحمسية (1) - رضي الله عنها - قالت: حَجَجْتُ مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حَجَّةَ الودَاعِ، فَرأيتُهُ حِينَ رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ وانصَرَفَ، وهو على راحِلَتِهِ، ومعه بلالٌ وأُسَامَةُ: أَحَدُهُما يقودُ بِهِ رَاحِلَتَهُ، والآخرُ رافعٌ ثَوبَهُ على رأسِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يُظِلُّهُ من الشمس، قالت: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قَولاً كثيراً لم أفْهمهُ، ثُمَّ سَمِعتُهُ يقولُ: «إِنْ أُمِّرَ عليكم عَبْدٌ مُجَدَّعٌ - حَسِبْتها قالت: أسودُ - يَقُودُكمْ بِكِتابِ اللهِ فَاسمعوا [لَهُ] وَأَطِيعوا» (2) . وفي رواية: نحوه في الإمارة فقط، وقال: «عَبْداً حَبَشياً مُجَدَّعاً» . وقال: إنَّها سَمِعَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بِمنى، أو بعرَفَاتٍ. هذه رواية مسلم. [ص: 63] وفي رواية الترمذي قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ في حَجَّةِ الودَاعِ، وعليه بُرْدٌ قد التَفَعَ به من تَحْتِ إِبْطِهِ، قالت: فَأنا أنْظُرُ إلى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ، سَمعتُه يقول: «يَا أيُّها النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ، وإن أُمِّرَ عليكم عَبدٌ حَبَشيٌّ مُجَدَّعٌ، فَاسْمَعوا وأَطِيعوا ما أقام فيكم كتابَ الله» . وفي رواية النسائي نحو من رواية الترمذي، إلا أنه لم يذكر الْبُرْدَ والتَّلفعَ به (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مجدع) : المجدع: المقطوع الأطراف، وأكثر ما يستعمل في الأنف والأذن. (التفع به) : التفع بالثوب: إذا تغطى به، ولفع رأسه بثوبه إذا غطاه به.   (1) في الأصل: الاخمصية: وهو تصحيف، والتصحيح من كتب الرجال. (2) قال الحافظ في " الفتح ": وفي الرواية فائدتان: تعيين جهة الطاعة، وتاريخ الحديث وأنه كان في أواخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم. (3) مسلم رقم (1833) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، والترمذي رقم (1706) في الجهاد، باب ما جاء في طاعة الإمام، والنسائي 7 / 154 في البيعة، باب الحرص على طاعة الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (359) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (6/402) قال حدثنا أبو قطن. وفي (6/402) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/403) قال: حدثنا: حدثنا أبو نعيم. والترمذي (1706) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال: حدثنا محمد بن يوسف. خمستهم - سفيان، وأبو قطن، ووكيع، وأبو نعيم، ومحمد بن يوسف - عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، فذكره. -ورواه يحيى بن حصين عنها: أخرجه أحمد (4/69، 5/381، 6/402) قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة. وفي (6/402) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/403) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/403) قال: حدثنا كيع. وقال: قال شعبة. و «عبد بن حميد» (1560) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. وفي (1561) قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (4/79، 6/15) قال: حدثني سلمة ابن شبيب. قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا معقل، عن زيد بن أبي أنيسة. و (6/14) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/15) قال: وحدثناه ابن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن شعبة (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن بشر. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. و «ابن ماجة» (2861) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال حدثنا وكيع بن الجراح، عن شعبة. والنسائي (7/154) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - شعبة، وأبو إسحاق، وزيد بن أبي أنيسة - عن يحيى بن الحصين، فذكره. * أخرجه أحمد (4/70، 5/381، 6/402) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن الحصين، عن أمه، قالت: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرفات، فذكرته، بنحوه. الحديث: 2042 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 2043 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أطاعني فقد أطاعَ الله، ومَنْ عصاني فقد عَصى اللهَ، ومَنْ يُطعِ الأمِيرَ فَقَدْ أطَاعَني، ومَنْ يَعصِ الأمِيرَ فَقد عَصَانِي» . [ص: 64] وفي رواية مثله، وفيه: «وَإِنَّمَا الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ ورَائِهِ، وَيُتَّقَى به، فإنْ أمَرَ بِتَقْوى اللهِ وعَدَلَ، فإنَّ له بذلك أَجراً، وإن قال بِغيرِهِ، كان عليه منه وزْراً» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج النسائي الرواية الأولى. وفي أخرى للبخاري مِثْلَهُ، وفي أوله: «نَحنُ الآخرُونَ السَّابِقُونَ ... » ثم ذكرَه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُنَّة) : الجُنَّة ما يتقى به الأذى، ويستدفع به الشر.   (1) البخاري 13 / 99 في الأحكام، باب قوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ، وفي الجهاد، باب يقاتل من وراء الإمام ويتقى به، ومسلم رقم (1835) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، والنسائي 7 / 154 في البيعة، باب الترغيب في طاعة الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح رواه عن الأعرج، أنه سمع أبا هريرة: أخرجه الحميدي (1123) قال: حدثنا سفيان. قال حدثنا أبو الزناد. و «أحمد» (2/244) قال: قرئ على سفيان: سمعت أبا الزناد. وفي (2/342) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا موسى بن عقبة. و «البخاري» (4/60) قال: حدثنا أبو اليمان. وقال: أخبرنا شعيب. قال حدثنا أبو الزناد. ومسلم (6/13) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا ابن عيينة، عن أبي الزناد. و «النسائي» في الكبرى (الورقة /117-أ) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. كلاهما - أبو الزناد، وموسى بن عقبة -عن الأعرج، فذكره. أخرجه أحمد (2/270) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/511) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرنا زياد. والبخاري (9/77) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس. ومسلم (6/13) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن جريج، عن زياد. والنسائي (7/154) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد. قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، أن زياد بن سعد أخبره. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15262) عن محمد بن نصر، عن أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة. خمستهم - معمر، وزياد بن سعد، ويونس بن يزيد، ومحمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة - عن ابن شهاب الزهري، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، فذكره. - ورواه عن أبي علقمة الأنصاري. قال: حدثني أبو هريرة، من فيه إلى في: أخرجه أحمد (2/386) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/416) قال: حدثنا عفان وبهز قالا: حدثنا أبو عوانة. وفي (2/467) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (1462) قال: حدثني أبو الوليد. قال: أخبرنا أبو عوانة. ومسلم (6/13 و 14) قال: حدثني أبو كامل الجحدري. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثني عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (8/276) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد، وذكر كلمة معناها حدثنا شعبة. وابن خزيمة (1597) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثني محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم -حماد بن سلمة، وأبو عوانة، وشعبة-عن يعلى بن عطاء، عن أبي علقمة الأنصاري، فذكره. - ورواه عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. وفي (2/471) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثني أبو معاوية ووكيع. وفي (2859) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع. كلاهما (أبو معاوية، ووكيع) قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. - ورواه همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة: أخرجه أحمد (2/313) . ومسلم (6/14) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع) عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. - ورواه أبو يونس مولى أبي هريرة. قال: سمعت أبا هريرة يقول: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال من أطاع الأمير، ولم يقل: أميري. هكذا ذكره مسلم ولم يسق متنه كاملا. أخرجه مسلم (6/14) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا بن وهب، عن حيوة، أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه، فذكره. الحديث: 2043 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 2044 - (م ت) وائل بن حُجر - رضي الله عنه -: قال: سَألَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدٍ الجُعفيُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: يا نَبيَّ اللهِ، أرَأيتَ إنْ قَامَتْ علينا أُمرَاءُ يَسألُونَا حَقَّهم، ويَمنعونَا حَقَّنا، فما تَأْمُرنا؟ فأعْرَضَ عنه، ثم سأله، فَأعرَضَ عَنْه، ثم سأله في الثانية - أو في الثَّالِثَةِ - فَجَذَبَهُ الأشعَثُ بنُ قَيسٍ، فقال: «اسْمعوا وأطِيعُوا، فإنَّما عليهم مَا حُمِّلُوا، وعليكم ما حُمِّلْتُم» . هذه رواية مسلم. [ص: 65] واختصره الترمذي قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ورجلٌ يَسألُهُ - فقال: أَرأَيتَ إنْ كان عَلَيْنا أُمَرَاءُ يَمنعونا حَقَّنا ويسألونا حَقَّهُمْ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اسْمعوا وأطِيعُوا، فإنَّما عليهم مَا حُمِّلُوا، وعليكم ما حُمِّلْتُم» (1) .   (1) مسلم رقم (1846) في الإمارة، باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق، والترمذي رقم (2200) في الفتن، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (6/19) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة. والترمذي (2199) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال: حدثنا يزيد بن هارون. ثلاثتهم (محمد بن جعفر، وشبابة، ويزيد) عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل بن حجر، فذكره. الحديث: 2044 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 2045 - (خ م [ت] ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّها ستكُونُ بعدي أَثَرَةٌ، وَأُمُورٌ تُنكِرُونَها» قالوا: يا رسولَ الله، كيفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ ذلك مِنّا؟ قال: «تُؤدُّونَ الحَقَّ الذي عليكم، وتَسألُونَ اللهَ الذي لكم» . أخرجه البخاري، ومسلم [والترمذي] (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أثرة) : الأثرة اسم من آثر به يؤثر إيثاراً: إذا سمح به لغيره وفضله على نفسه، والمراد: إنكم ستجدون بعدي قوماً يُفضِّلون أنفسهم عليكم في الفيء ونحوه.   (1) البخاري 13 / 4 في الفتن، باب قوله عليه السلام: " ستكون بعدي أمور تنكرونها "، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم رقم (1843) في الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء، والترمذي رقم (2191) في الفتن، باب ما جاء في الأثرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/384) (3640) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/384) (3641) و (1/386) (3663) قال: سمعت يحيى. وفي (1/428) (4066) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/433) (4127) قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (4/241) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (9/59) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/17) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص، ووكيع (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، وابن نمير، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. والترمذي (2190) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثمانيتهم - أبو معاوية، ويحيى بن سعيد، وسفيان، ووكيع، وشعبة، وأبو الأحوص، وعيسى بن يونس، وجرير - عن الأعمش، قال: حدثنا زيد بن وهب، فذكره. الحديث: 2045 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 2046 - (خ م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «على المرء المسلم السَّمعُ والطاعَةُ فيما أحَبَّ أو كَرِهَ، [ص: 66] إِلا أَنْ يُؤمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِن أُمِرَ بِمعصيةٍ، فلا سَمْعَ، ولا طَاعَةَ» أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .   (1) البخاري 13 / 109 في الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، وفي الجهاد، باب السمع والطاعة للإمام، ومسلم رقم (1839) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، والترمذي رقم (1707) في الجهاد، باب ما جاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأبو داود رقم (2626) في الجهاد، باب في الطاعة، والنسائي 7 / 160 في البيعة، باب جزاء من أمر بمعصية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/17) (4668) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/142) (6278) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (752) قال: أخبرنا محمد بن بشر العبدي. والبخاري (4/60 و 9/78) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/60) قال: حدثني محمد بن صباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكرياء. ومسلم (6/15) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثناه زهير ابن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (2626) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2864) قال: حدثنا محمد ابن رمح، قال: أخبرنا الليث بن سعد. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح، وسويد بن سعيد، قالا: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي. والترمذي (1707) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائي في الكبرى «الورقة / 117 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. ستتهم: - يحيى بن سعيد القطان، وابن نمير، ومحمد بن بشر، وإسماعيل بن زكريا، والليث بن سعد، وعبد الله بن رجاء - عن عبيد الله بن عمر 2 - وأخرجه النسائي (7/160) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر. كلاهما (عبيد الله بن عمر، وعبيد الله بن أبي جعفر) عن نافع، فذكره. الحديث: 2046 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 2047 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عَلَيْكَ السمعُ والطاعَةُ في عُسْرِكَ ويُسْرِكَ، ومَنْشَطِكَ وَمَكرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عليك» أخرجه مسلم، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (منشطك) : المنشط مفعل من النشاط، أي في حالة نشاطك، وكذلك قوله: (ومكرهك) ، أي في حالة كراهتك، والمراد: في حالتي الرضى والسخط، والعسر واليسر، والخير والشر.   (1) مسلم رقم (1836) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، والنسائي 7 / 140 في البيعة، باب البيعة على الأثرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/381) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة. ومسلم (6/14) قال: حدثنا سعيد بن منصورو قتيبة بن سعيد. والنسائي (7/140) قال: أخبرنا قتيبة. كلاهما -سعيد، وقتيبة - قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن أبي صالح السمان، فذكره. الحديث: 2047 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 2048 - (م) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ: الذين تُحبُّونَهُمْ ويُحبونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عليهم، ويُصَلُّونَ عليكم (1) ، وَشِرارُ أَئِمَّتِكُمُ: الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ، [ص: 67] وَيُبْغِضُونَكمْ، وتَلْعَنُونَهُم، وَيلْعَنُونَكم» قال: قُلنا: يا رسول الله، أفَلا نُنابِذُهم [عند ذلك؟] ، قال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاةَ، لا، ما أقاموا فيكم الصلاةَ، ألا مَنْ وَلِيَ عليهِ وَالٍ، فرآهُ يَأْتي شَيئاً مِنْ مَعصيةِ اللهِ، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا يَنْزِعَنَّ يَداً من طَاعَةٍ» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ننابذهم) : المنابذة المدافعة والمخاصمة والمقاتلة.   (1) أي يدعون لكم وتدعون لهم. (2) رقم (1855) في الإمارة، باب خيار الأئمة وشرارهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/24) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني زريق مولى بني فزارة. وفي (6/28) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا فرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد. والدارمي (2800) قال: حدثنا الحكم بن المبارك، قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: أخبرني زريق بن حيان مولى فزارة. ومسلم (6/24) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن رزيق بن حيان (ح) وحدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد، يعني ابن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: أخبرني مولى بني فزارة، وهو رزيق بن حيان (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جابر بهذا. كلاهما - رزيق بن حيان، وربيعة بن يزيد - عن مسلم بن قرظة، فذكره. الحديث: 2048 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 2049 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا أُخْبِرُكم بِخِيارِ أُمَرَائِكُم، وَشِرَارِهم؟ خيَارُهم: الذين تُحِبُّونَهم، ويُحِبُّونَكُم، وَتَدْعُونَ لَهُمْ ويَدْعُونَ لَكُمْ، وشِرَارُ أُمَرائِكم: الذين تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونَكم، وَتَلْعَنُونَهُمْ، ويَلْعَنُونَكُمْ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2265) في الفتن، باب خيار الأمراء من تحبونهم ويحبونكم، وفي سنده محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي، أبو إبراهيم المدني، لقبه حماد، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ومحمد يضعف من قبل حفظه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2264) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا محمد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ومحمد يضعف من قبل حفظه. الحديث: 2049 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 2050 - (م د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ بَايَعَ إِمَاماً فَأعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وثَمرَةَ قَلْبِهِ، فَليُطِعهُ مَا استطاعَ، فَإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا رَقَبةَ الآخرِ» . قُلتُ: أنتَ [ص: 68] سَمِعْتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ . قال: سَمِعَتْه أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبي، قلت: هذا ابنُ عَمِّكَ مُعاويَةُ يَأْمُرنَا أن نَفْعَلَ، وَنَفْعَل؟ قال: «أَطِعْهُ في طَاعَةِ الله، واعْصِهِ في مَعصيَةِ الله» . هذه رواية أبي داود، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم بطوله، وهو مذكور في كتاب الفتن، من «حرف الفاء» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صفقة يده) : كناية عن البيعة والعهد، وذلك أن العادة في التبايع والبيعة: أن يطرح المشتري يده في يد البائع، وكذلك عند البيعة، ويصفق أحدهما يده على الآخر، هذا هو الأصل. (ثمرة قلبه) : كناية عن الإخلاص فيما عاهده عليه والتزمه له.   (1) مسلم رقم (1844) في الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء، وأبو داود رقم (4248) في الفتن والملاحم، باب ذكر الفتن ودلائلها، والنسائي 7 / 153 في البيعة، باب على من بايع الإمام وأعطاه صفقة قلبه، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3956) في الفتن، باب ما يكون من الفتن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/161) (6501) و (6503) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/191) (6793) . و (2/192) (6807) . و (2/193) (6815) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (6/18و 19) قال: حدثنا زهير ابن حرب وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا. وقال زهير: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وابن نمير وأبو سعيد الأشج، قالوا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (4248) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (3956) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية وعبد الرحمن المحاربي ووكيع. والنسائي (7/152) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية. خمستهم - أبو معاوية، ووكيع، وجرير، وعيسى بن يونس، والمحاربي - عن الأعمش، عن زيد بن وهب. 2 - وأخرجه أحمد (2/191) (6794) . ومسلم (6/19) قال: حدثني محمد بن رافع. كلاهما- أحمد ابن حنبل، ومحمد - عن إسماعيل بن عمر أبي المنذر، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي. كلاهما (زيد، والشعبي) عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فذكره. الحديث: 2050 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 2051 - (م ت د) أم سلمة - رضي الله عنها - أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عليكُمْ أُمَرَاءُ، فَتعرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقد بَرِئ، وَمَن أَنْكَرَ فقد سَلِمَ، ولكن مَنْ رَضي وتَابَعَ» ، قالوا: أفَلا نُقَاتِلُهمْ؟ قال: «لا، مَا صَلُّوا» . [ص: 69] أي: مَنْ كَرِهَ بِقَلْبه، وأنكر بقلبه، كذا عند مسلم. وفي حديث أبي داود: «سَيَكُونُ عليكم أئمَّةٌ تَعرِفُونَ منهم وتُنكِرون ... الحديث» . وأخرجه الترمذي أيضاً (1) .   (1) مسلم رقم (1854) في الإمارة، باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع، والترمذي رقم (2266) في الفتن، باب رقم (78) ، وأبو داود رقم (4760) في السنة، باب في قتل الخوارج، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 295 و 302 و 305 و 321. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/295) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا هشام بن حسان. وفي (6/302) قال: حدثنا عبد الصمد وعفان وبهز. قالوا: حدثنا حماد. قال: حدثنا قتادة. وفي (6/305) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، وفي (6/305) قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد. قال: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (6/321) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. ومسلم (6/23) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي. قال: حدثنا همام بن يحيى. قال: حدثنا قتادة (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن بشار جميعا، عن معاذ. قال أبو غسان: حدثنا معاذ وهو ابن هشام الدستوائي، قال: حدثني أبي عن قتادة (ح) وحدثني أبو الربيع العتكي. قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد -، قال: حدثنا المُعَلَّى بن زياد وهشام. في (6/24) قال: حدثناه حسن بن الربيع البجلي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن هشام. وأبو داود (4760) قال: حدثنا مسدد وسليمان بن داود. المعنى. قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن المعلى بن زياد وهشام بن حسان. وفي (4761) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة. والترمذي (2265) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام بن حسان. ثلاثتهم (هشام، وقتادة، والمعلى) عن الحسن، عن ضبة، فذكره. الحديث: 2051 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 2052 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِن السُّلطانِ شِبراً مَاتَ مِيتَة جَاهِليَّة» . وفي رواية: «فَليَصبِرْ عليه، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبراً فَمَاتَ (1) فَمِيتَتُهُ جَاهِليَّةٌ» . أخرجه البخاري، ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من فارق الجماعة فميتته جاهلية) : معناه كل جماعة عقدت عقداً يوافق الكتاب والسنة، فلا يجوز لأحد أن يفارقهم في ذلك العقد، فإن خالفهم فيه استحق الوعيد. [ص: 70] ومعنى قوله: «فميتته جاهلية» أي على ما مات عليه أهل الجاهلية قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم- من الجهالة والضلالة.   (1) في الأصل: مات. (2) رواه البخاري 13 / 5 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سترون بعدي أموراً تنكرونها "، وفي الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، ومسلم رقم (1849) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 275 و 277 و 310. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/275) (2487) وفي (1/297) (2702) قال: حدثنا حسن بن الربيع، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/310) (2826) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا سعيد بن زيد. وفي (1/310) (2827) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (2522) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن زيد. والبخاري (9/59) قال: حدثنا مسدد، عن عبد الوارث. وفي (9/59) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (9/78) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد. ومسلم (6/21) قال: حدثنا حسن بن الربيع، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عبد الوارث. أربعتهم- حماد بن زيد، وسعيد بن زيد، وحماد بن سلمة، وعبد الوارث - عن الجعد أبي عثمان، عن أبي رجاء العطاردي، فذكره. الحديث: 2052 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 2053 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ خَرَجَ مِن الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الجماعةَ فماتَ ماتَ مِيتة جَاهلية، وَمَنْ قَاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أو يَدْعُو إِلى عَصبَةٍ، أو يَنْصُرُ عَصَبَة، فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِليَّةٌ، وَمَن خَرَجَ عَلى أُمَّتي يَضرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَها، لا يَتَحَاش (1) مِنْ مؤمِنها، ولا يَفي بِعَهدِ ذِي عَهدِها، فَلَيْسَ مِني، وَلَسْتُ منه» . أخرجه مسلم، والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُمِّيَّة) : العمية الجهالة والضلالة، وهي فُعِّيلة من العمى.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": وفي بعض النسخ " يتحاشى " بالياء، ومعناه: لا يكترث بما يقوله فيها، ولا يخاف وباله وعقوبته. (2) رواه مسلم رقم (1848) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، والنسائي 7 / 133 في تحريم الدم، باب التغليظ فيمن قاتل تحت راية عمية، وأخرجه أيضاً ابن ماجة مختصراً رقم (3948) في الفتن، باب العصبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/296) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (2/306) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. ومسلم (6/20 و21) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم. (ح) وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري. قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مهدي بن ميمون. (ح) وحدثنا ابن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (3948) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. قال: حدثنا أيوب. والنسائي (7/123) قال: أخبرنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أيوب. أربعتهم - جرير بن حازم، وأيوب السختياني، ومهدي بن ميمون، وشعبة - عن غيلان بن جرير، عن أبي قيس زياد بن رياح القيسي، فذكره. * أخرجه أحمد (2/488) قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/21) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. كلاهما (أيوب، وشعبة) عن غيلان بن جرير، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة. قال: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ... فذكر نحوه موقوفا. الحديث: 2053 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 2054 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثَلاثَةٌ لا يُكلِّمُهُمُ اللهُ يومَ القِيَامَةِ (1) ، ولا [ص: 71] يُزَكِّيهم (2) ، ولهم عَذَابٌ أليم: رجلٌ بايعَ إمَاماً، فَإِن أعطَاهُ وَفَى لَهُ، وإن لم يُعْطِهِ، لم يَفِ لَهُ» . هذا لفظ الترمذي، وهو طرف من حديث قد أخرجه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة، وهو مذكور في فصل «آفات النفس» من كتاب «اللواحق» ، وهو في آخر الكتاب (3) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قيل: معنى لا يكلمهم الله تكليم من رضي عنه بإظهار الرضى، بل بكلام يدل على السخط، وقيل: المراد: أنه يعرض عنهم، وقيل: لا يكلمهم كلاماً يسرهم، [ص: 71] وقيل: لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية. (2) أي: لا يطهرهم من الذنوب. (3) البخاري 13 / 174 في الأحكام، باب من بايع رجلاً لا يبايعه إلا للدنيا، وفي الشرب، باب إثم من منع ابن السبيل من الماء، وباب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه، وفي الشهادات، باب اليمين بعد العصر، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة} ، ومسلم رقم (108) في الإيمان، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية، والترمذي رقم (1595) في السير، باب ما جاء في نكث البيعة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2207) في التجارات، باب ما جاء في كراهية الأيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: يأتي في اللواحق آخر الكتاب. الحديث: 2054 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 2055 - (د) بشر بن عاصم: عن عُقبة بن مالك - رضي الله عنه - من رَهطه قال: بَعَثَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة، فَسَلَّحتُ رَجُلاً منهم سَيفاً، فَلما رَجَعَ قال: لو رَأيتَ مَا لامَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: «أَعَجَزْتُمْ إِذْ بَعَثْتُ رَجُلاً فَلم يَمضِ لأمري: أَنْ تَجْعَلُوا مَكَانَهُ مَنْ يَمضي لأمْري؟» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 72] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فسلحت) : سلحت فلاناً سيفاً، أي جعلته له سلاحاً.   (1) رقم (2627) في الجهاد، باب في الطاعة، وإسناده حسن، قال المنذري: ذكر أبو عمر النمري وغيره أن عقبة هذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/110) . وأبو داود (2627) قال: حدثنا يحيى بن معين. كلاهما (أحمد، ويحيى بن معين) قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال، عن بشر بن عاصم، فذكره. قلت: عزا الحافظ حديثه للبغوي وابن حبان وأبي يعلى. راجع «الإصابة» (7/26) (5605) . الحديث: 2055 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 2056 - (خ ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كَتَبَ إلى عبدِ الملك بنِ مَروان يُبَايِعُهُ، ويقولُ: «أُقِرُّ لَكَ بالسَّمعِ، والطَّاعَةِ على سُنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فِيما استَطَعْتُ» . وفي رواية: كَتَبَ: «إِنِّي أُقِرُّ بالسَّمعِ، والطَّاعَةِ لِعَبدِ الله عَبدِ الملكِ أمِيرِ المؤمِنِينَ على سُنَّةِ اللهِ، وَسُنَّةِ رَسولِهِ، وإنَّ بَنِيَّ قد أقَرُّوا بمثلِ ذلك» . هذه رواية البخاري. وفي رواية الموطأ: كَتَبَ إليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، أمَّا بَعْدُ، لِعَبدِ الله عبدِ الملكِ أمِيرِ المُؤْمِنينَ، سَلامٌ عَليكَ، فَإِنِّي أحْمدُ إِليكَ اللهَ الذي لا إله إلا هو، وأُقِرُّ لَكَ بالسَّمعِ، والطَّاعَةِ على سُنَّةِ اللهِ، وسُنَّةِ رسولِهِ فِيما استَطَعْتُ» (1) .   (1) البخاري 13 / 167 في الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس، والموطأ 2 / 983 في البيعة، باب ما جاء في البيعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7202 / الفتح) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثني مالك. وأخرجه مالك في باب ما جاء في البيعة. عبد الله بن دينار عن ابن عمر. فذكره. الحديث: 2056 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 2057 - (ت) زياد بن كسيب العدوي - رحمه الله -: قال: كنتُ مَعَ أَبي بَكرَةَ تَحْتَ مِنبر ابنِ عَامِرٍ، وهو يَخْطُبُ، وعليه ثِيابٌ رِقَاقٌ، فقال أَبو بلالٍ: انْظُروا إلى أمِيرنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الفُسَّاقِ ويَعِظُ، فقال أَبو بكرةَ: اسكت، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ أَهَانَ السُّلْطَانَ أَهَانَهُ اللهُ» . [ص: 73] وروي: «سُلطَانَ اللهِ في الأرض» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2225) في الفتن، باب رقم (47) ، وفي سنده كسيب العدوي لم يوثقه غير ابن حبان، وسعد بن أوس العدوي، أو عبيد البصري، وهو صدوق له أغاليط، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/42 و 48) قال: حدثنا محمد بن بكر. والترمذي (2224) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو داود. كلاهما (ابن بكر، وأبو داود الطيالسي) قالا: حدثنا حميد بن مهران، قال: حدثنا سعد بن أوس، عن زياد بن كسيب العدوي، فذكره. الحديث: 2057 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 الفصل السادس: في أعوان الأئمة والأمراء 2058 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا أَرَادَ الله بالأمِيرِ خَيْراً جَعَلَ لَهُ وزِيرَ صِدْقٍ، إِنْ نَسيَ ذَكَّرَهُ، وإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وإِذَا أرَادَ بِهِ غَيْرَ ذلك جَعَلَ له وَزيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسيَ لم يُذَكِّرْهُ، وإن ذَكَرَ لم يُعِنْهُ» هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي: قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ وَليَ مِنكم عَمَلاً فَأرَادَ اللهُ بِهِ خَيراً، جَعَلَ له وَزيراً صالحاً، إنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وإنْ ذَكَرَ أعَانَهُ» (1) .   (1) أبو داود رقم (2932) في الخراج والإمارة، باب في اتخاذ الوزير، والنسائي 7 / 159 في البيعة، باب وزير الإمام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/70) قال: ثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا مسلم - يعني ابن خالد -، عن عبد الرحمن بن أبي بكر. وأبو داود (2932) قال: حدثنا موسى بن عامر المري. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الرحمن بن القاسم. والنسائي (7/159) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا ابن المبارك، عن ابن أبي حسين. ثلاثتهم (عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الرحمن بن القاسم، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين) عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 2058 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 2059 - (خ س) أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أنَّ [ص: 74] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ، ولا استَخْلَفَ مِن خَليفةٍ، إلا كانَتْ لَهُ بِطَانَتانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمعْرُوفِ، وَتَحُضُّهُ عليه، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ، وَتَحُضُّهُ عليه، والمَعْصُومُ مَنْ عَصمَ اللهُ» . أخرجه البخاري (1) . وأخرجه النسائي عن أبي هريرة وحدَه، وهذا لفظه: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ والٍ إلا وَلَهُ بِطَانتان: بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالمعروف، وتَنْهَاهُ عن المُنكرِ، وبِطَانَةٌ لا تَألُوهُ خَبَالاً، فَمَن وُقِيَ شَرَّهَا فقد وُقيَ وهو مِنَ التي تَغْلِبُ عليه منهما» (2) . وأخرجه النسائي عن أبي سعيد أيضاً مثل حديث البخاري. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بطانتان) : بطانة الرجل: صاحب سره، وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله. (لا تألوه خبالاً) : أي لا تقصر في إفساد أمره، و «الخبال» والخبل الفساد يكون ذلك في الأفعال والأقوال والأجسام.   (1) 13 / 164 في الأحكام، باب بطانة الإمام وأهل مشورته من حديث أبي سعيد، والنسائي 7 / 158 في البيعة، باب بطانة الإمام. (2) 7 / 158 في البيعة، باب بطانة الإمام، وفي سنده معمر بن يعمر الليثي أبو عامر الدمشقي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وهو بمعنى حديث البخاري فهو حسن به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/39) قال: حدثنا وهب «ابن جرير» ، قال: حدثنا أبي. وفي (3/88) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. والبخاري (8/156) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (9/95) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرنا ابن وهب. والنسائي (7/158) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. ثلاثتهم - جرير بن حازم، وعبد الله بن المبارك، وابن وهب - عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، فذكره. - وحديث أبي هريرة رواه عنه بطوله أبو سلمة أيضا: أخرجه أحمد (2/237) قال: ثنا الوليد، قال: ثنا الأوزاعي. قال: حدثني الزهري. وفي (2/289) قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل. قال: ثنا حماد بن سلمة. قال: حدثنا برد بن سنان. عن الزهري. والبخاري في «الأدب المفرد» (256) قال: ثنا آدم قال: ثنا شيبان أبو معاوية. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. وأبو داود (5128) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك بن عمير. وابن ماجة (3745) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شيبان، عن عبد الملك بن عمير. والترمذي (2369) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. قال: حدثنا شيبان أبو معاوية. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. وفي (2822) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك بن عمير. والنسائي (7/158) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله. قال: حدثنا معمر بن يعمر. قال: حدثني معاوية بن سلام. قال: حدثني الزهري. وفي «تحفة الأشراف» (10/14977) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه، عن أبي حمزة السكري، عن عبد الملك بن عمير. (ح) وعن أبي علي محمد بن يحيى المروزي، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة، عن عبد الملك بن عمير. كلاهما (الزهري، وعبد الملك بن عمير) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. * أخرجه الترمذي (2370) قال: حدثنا صالح بن عبد الله قال: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوما وأبو بكر وعمر ... فذكر نحو هذا الحديث ولم يذكر فيه عن أبي هريرة. وحديث شيبان أتم من حديث أبي عوانة وأطول. وشيبان ثقة عندهم صاحب كتاب. * رواية الزهري مختصرة على: «ما من وال إلا وله بطانتان. بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا. فمن وقي شرها فقد وقي، وهو من التي تغلب عليه منهما» . الحديث: 2059 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 2060 - (خ) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ [ص: 75] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا بَعَثَ اللهُ من نَبيٍ، ولا كان بعده من خليفةٍ إلا لَهُ بِطَانَتَانِ» ، وذكر مثلَ رواية النسائي عن أبي هريرة إلى قوله: «فقد وُقيَ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 13 / 166 في الأحكام، باب بطانة الإمام وأهل مشورته، وأخرجه أيضاً النسائي 7 / 158 في البيعة، باب بطانة الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه النسائي (7/158) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 2060 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 2061 - (ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه -: قال: خَرَجَ [إلينا] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن خَمْسةٌ وأَربَعَةٌ - أحَدُ العددين من العرب، والآخر من العجم- فقال: «اسْمَعُوا، إنه سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ، فمن دَخَلَ عليهم فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأعَانَهُمْ على ظُلْمِهِمْ فَليس مِني، ولَستُ منه، وليس بوَارِدٍ عليَّ [الحوضَ] ، وَمَنْ دَخَلَ عليهم، ولم يُعِنْهُم على ظُلْمِهِمْ، ولم يُصَدِّقْهمْ بِكَذِبِهِمْ، فهو مِني، وأنَا مِنْهُ، واردٌ عليَّ الحوضَ» . وروي: «وَمَنْ لَمْ يَدْخُل» . في الثاني. وفي أخرى قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُعِيذُكَ بالله يا كعْبُ بنُ عُجرَةَ من أُمَرَاء يكونونَ من بعدي، فَمَنْ غَشِيَ أبوَابَهُمْ فَصَدَّقَهُمْ فِي كَذِبِهم، وَأعَانَهُمْ على ظُلْمِهِمْ فَليس مِني، ولَستُ منه، ولا يَرِدَ عليَّ الحوضَ، وَمَنْ غَشِيَ أبوَابَهُمْ، أو لم يَغْشَ، فَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ في كذبهم، ولم يُعِنْهُمْ على ظلمهم، فهو مني، وأنا منه، وَسَيَردُ عليَّ الحوضَ، يا كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، الصَّلاةُ [ص: 76] بُرهَانٌ، والصَّومُ جُنَّةٌ حَصِينةٌ، والصَّدَقَةُ تُطْفيءُ الخطيئةَ كما يُطْفِيءُ الماءُ النَّارَ، يا كعبُ بْنَ عجرةَ، لا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحتٍ إلا كانَتِ النَّارُ أَولى به» . أخرجه الترمذي. وأخرج النسائي الأولى، وقال فيها: «ونَحْنُ تِسعةٌ» ، ولم يذكر: «من العرب والعجم» ، وعَيَّنَهُم في رواية أخرى مثلها (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يربو) : ربا الشيء يربو: إذا زاد ونما. [ص: 77] (سحت) : السحت الحرام الخبيث من المكسب والمطعم والمشرب.   (1) الترمذي رقم (614) في الصلاة، باب ما ذكر في فضل الصلاة، والنسائي 7 / 160 في البيعة، باب الوعيد لمن أعان أميراً على الظلم، وباب من لم يعن أميراً على الظلم، من حديث عبيد الله ابن موسى عن غالب بن نجيح القطان عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب بن عجرة، وغالب بن نجيح القطان، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، قال: وسألت محمداً (يعني: البخاري) عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، واستغربه جداً، وقال: (يعني: البخاري) حدثنا ابن نمير عن عبيد الله بن موسى عن غالب بهذا ... ، وأورد المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 15 قطعة منه ونسبه لابن حبان في صحيحه، وقد ورد الحديث بإسناد آخر مختصراً، رواه الترمذي في الفتن من طريق مسعر عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة، وقال: صحيح غريب، ورواه أحمد من طريق سفيان، ورواه النسائي من طريق سفيان ومن طريق مسعر، وله شاهد بمعناه عند أحمد 3 / 321 من حديث جابر بإسناد حسن، و (3 / 399) ، ورواه الحاكم في المستدرك 4 / 422 وصححه ووافقه الذهبي، فحديث جابر هذا شاهد قوي لرواية أيوب بن عائذ من حديث كعب بن عجرة، فالحديث أقل أحواله أن يكون حسناً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه عن كعب عاصم العدوي: أخرجه أحمد (4/243) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وعبد بن حميد (370) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2259) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثني محمد بن عبد الوهاب، عن مسعر. وقال الترمذي: قال هارون: حدثني محمد بن عبد الوهاب، عن سفيان. والنسائي (7/160) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. (ح) وأخبرنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا محمد، يعني ابن عبد الوهاب، قال: حدثنا مسعر. كلاهما (سفيان، ومسعر) عن أبي حصين عثمان بن عاصم، عن عامر الشعبي، فذكره. - ورواه عنه إبراهيم وليس بالنخعي: أخرجه الترمذي (2559) أثناء الحديث السابق، ولم يذكر متن الحديث. قال: قال هارون: وحدثني محمد، عن سفيان، عن زبيد، عن إبراهيم، وليس بالنخعي، فذكره. - ورواه عنه طارق بن شهاب: أخرجه الترمذي (614) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني الكوفي. وفي (615) قال: وقال محمد: حدثنا ابن نمير. كلاهما (عبد الله بن أبي زياد، وابن نمير) عن عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا غالب أبو بشر، عن أيوب بن عائذ الطائي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره. قلت: قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، قال: سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، واستغربه جدا. الحديث: 2061 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 2062 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «السِّجَلُّ كاتِبٌ، كانَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2935) في الخراج والإمارة، باب في اتخاذ الكاتب، وفي سنده يزيد بن كعب العوذي، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (2935) .والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5365) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا نوح بن قيس، عن يزيد بن كعب، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5365) عن قتيبة، عن نوح بن قيس، عن عمرو بن مالك، عنه نحوه: أنه كان يقول في هذه الآية {يوم نطوي السماء كطي السجل} قال: السجل هو الرجل. الحديث: 2062 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 الفصل السابع: في أحاديث متفرقة 2063 - (خ م) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: لَمَّا خَلَعَ أهلُ المدينَة يَزِيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمرَ حَشَمَهُ (1) وَوَلَدَهُ، وقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يُنصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِواءٌ يومَ القيامَةِ، وإِنَّا قد بَايَعْنا هذا الرجلَ على بيعِ اللهِ ورسولِهِ، وَإِنِّي لا أعلَمُ غَدْراً أَعْظمَ مِن أن يُبَايَعَ رَجُلٌ على بَيْعِ اللهِ ورسولِهِ، ثُم يُنصَبَ له القتالُ، وإني لا أعلم أحداً منكم خَلَعَه، ولا بَايَعَ في هذا الأمر، إلا كانت الفَيْصَل بيني وبينه» . أخرجه البخاري، ومسلم (2) . [ص: 78] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفيصل) : الأمر القاطع بين الشيئين قطعاً تاماً.   (1) أي: خدمه ومن يغضب له. (2) البخاري 13 / 60 و 61 في الفتن، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه، وفي [ص: 78] الجهاد، باب إثم الغادر للبر والفاجر، وفي الأدب، باب ما يدعى الناس بآبائهم، وفي الحيل، باب إذا غصب جارية فزعم أنها ماتت فقضى بقيمة الجارية الميتة، ومسلم رقم (1735) في الجهاد، باب تحريم الغدر، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 48 و 96. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/16) (4648) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/29) (4839) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/48) (5088) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني صخر بن جويرية. وفي (2/96) (5709) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا صخر. وفي (2/112) (5915) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (2/142) (6281) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وعبد ابن حميد (754) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (4/127) و (9/72) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (8/51) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. ومسلم (5/141) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، وأبو أسامة. (ح) وحدثني زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، يعني أبا قدامة السرخسي، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. كلهم عن عبيد الله (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (5/141و142) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا صخر بن جويرية. والترمذي (1581) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثني صخر بن جويرية. والنسائي «الكبرى / الورقة 117 - ب» قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن عبيد الله بن عمر. ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، وصخر بن جويرية، وأيوب - عن نافع، فذكره. الحديث: 2063 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 2064 - (م) نافع - رحمه الله -: قال: لما خلعوا يزيدَ، واجتمعوا على ابنِ مُطيع، أتاه ابنُ عمر، فقال عبدُ الله بنُ مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وِسَادة، فقال له عبدُ الله بنُ عمرَ: إني لم آتِكَ لأجلسَ، أتيتُك لأحَدِّثَكَ حديثاً، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن خَلَعَ يَداً من طَاعةٍ، لقيَ اللهَ يوم القيامة، ولا حُجَّة له، ومن مات وليس في عُنقه بَيْعةٌ: مات مِيتَة جاهليَّة» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1851) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/111) (5897) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن بكير. ومسلم (6/22) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عاصم، وهو ابن محمد بن زيد، عن زيد بن محمد. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثنا ليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله بن الأشج. كلاهما - بكير بن الأشج، وزيد بن محمد - عن نافع، فذكره. - ورواه عنه أسلم دون ذكر قصة خلع يزيد: أخرجه أحمد (2/83) (5551) و (2/154) (6423) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (6/22) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا ابن مهدي. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا بشر بن عمر. ثلاثتهم (عبد الملك، وابن مهدي، وبشر بن عمر) قالوا: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. * أخرجه أحمد (2/70) (5386) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن دينار. وفي (2/93) (5676) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثتا محمد بن عجلان. وفي (2/97) (5718) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا ليث، عن محمد بن عجلان. وفي (2/123) (6048) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن عبد الله بن دينار. وفي (2/133) (6166) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا محمد بن مطرف. ثلاثتهم (عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن مطرف) عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، فذكره. لم يقل زيد «عن أبيه» . الحديث: 2064 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 2065 - (خ) - أبو وائل عبد الله بن بحير الصنعاني (1) - رحمه الله -: قال: قال عبد الله بن مسعود: لقد أتاني اليوم رجل، فسألني عن أمر؟ فما دَرَيْتُ ما أرُدُّ عليه، قال: «أرأيتَ رجلاً خرج مُؤْدِياً نشيطاً، يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيُعزَم عليه في أشياء لا يحصيها (2) ؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك، إلا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مَرَّة، حتى يفعله (3) ، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتَّقى الله، وإذا شك [ص: 79] في نفسه شيء (4) سأل عنه رجلاً فشفاه منه، فأوشك أن لا تجدوه (5) ، والذي لا إله غيره ما أذكرُ ما غبرَ من الدُّنيا إلا كالثَّغَب شُرِبَ صفوه، وبقي كدَرُهُ» . أخرجه البخاري (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مؤدياً) : يقال: رجل مؤد - بالهمز - إذا كان كامل الأداة، ذا قوة على ما يستعان به عليه (7) . والأداة: الآلة، وقد رواه بعضهم «مؤذناً» بالنون، من حسن القيام على الأمر. (الغابر) : الذاهب والباقي، فهو من الأضداد (8) . (الثَّغَب) : الموضع المطمئن في أعلى الجبل، يستنقع فيه الماء كالغدير.   (1) " بحير " بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المهملة، ثم راء مهملة، أبو وائل القاص الصنعاني. (2) أي لا يطيقها، كقوله تعالى: {علم أن لن تحصوه} . (3) قوله: حتى يفعله، غاية لقوله: لا يعزم، أو للعزم الذي يتعلق به المستثنى وهو مرة. (4) قال الحافظ في " الفتح ": وقوله: شك في نفسه شيء، من المقلوب، إذ التقدير: وإذا شك في شيء، أو ضمن " شك " معنى " لصق "، والمراد بالشيء: ما يتردد في جوازه وعدمه. (5) أي: من تقوى الله أن لا يقدم المرء على ما يشك فيه حتى يسأل من عنده علم فيدل على ما فيه شفاؤه، والحاصل أن الرجل سأل ابن مسعود عن حكم طاعة الأمير، فأجابه ابن مسعود بالوجوب بشرط أن يكون المأمور به موافقاً لتقوى الله تعالى. (6) 6 / 84 و 85 في الجهاد، باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون. (7) قال الحافظ في " الفتح ": ولا يجوز حذف الهمزة منه لئلا يصير من أودى: إذا هلك. (8) قال الحافظ في " الفتح ": وهو هنا محتمل للأمرين، قال ابن الجوزي: هو بالماضي هنا أشبه، كقوله: ما أذكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/139) عن عثمان، عن جرير، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، فذكره. راجع «تحفة الأشراف» (7/57) (9306) . الحديث: 2065 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 2066 - (خ) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: قال: «كنْتُ [ص: 80] بِاليمَن، فَلقِيتُ رجلين من أهلِ اليمن (1) ذا كَلاعِ، وذَا عَمْرو، فجعلتُ أُحَدِّثُهُمْ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال ذُو عَمْروُ: لَئنْ كان الذي يُذْكَرُ من أمر صَاحِبكَ لَقدْ مَرَّ على أجَلِهِ مُنْذُ ثَلاثٍ، فَأقبَلتُ، وَأقْبلا مَعِي، حتى إذا كُنا في بعضِ الطَّريقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ من قِبَلِ المدينَةِ، فَسألتُهُمْ؟ فقالوا: قُبِضَ رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وَاسْتُخْلِفَ أبُو بَكْر، والناسُ صالِحُون، فقالا: أخبر صاحِبَكَ أنَّا قَدْ جِئْنَا، ولَعَلَّنَا سَنَعُودُ إنْ شاءَ اللهُ وَرَجعا إلى اليمنِ، فَأخْبَرْتُ أَبا بكرٍ بِحَدِيثهِمْ، قال: أَفَلا جِئْتَ بِهِمْ؟ فَلما كان بَعْدُ قال لي ذُو عَمرو: يا جريرُ، إنَّ بِكَ عليَّ كَرَامة، وإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَراً، إِنَّكُمْ مَعْشَرَ العرَبِ لَنْ تَزَالُوا بِخْيرٍ ما كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأمَّرْتُمْ آخَرَ، فَإِذَا كَانت بالسيف كانوا مُلُوكاً، يَغضَبُونَ غَضَبَ الملوكِ، ويَرْضَوْنَ رضى الملوكِ» . أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " قوله: فلقيت رجلين من أهل اليمن: وفي رواية الإسماعيلي: قال جرير: " كنت باليمن فأقلبت ومعي ذو الكلاع وذو عمرو " وهذه الرواية أبين، وذلك أن جريراً قضى حاجته من اليمن، وأقبل راجعاً يريد المدينة، فصحبه من ملوك اليمن ذو الكلاع وذو عمرو، فأما ذو الكلاع: فهو بفتح الكاف وتخفيف اللام. واسمه " أسميفع " بسكون السين المهملة وفتح الميم وسكون الياء التحتانية وفتح الفاء وبعدها عين مهملة، وكانا من حمير، وكانا عزما على التوجه إلى المدينة، فلما بلغهما وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رجعا إلى اليمن ثم هاجرا في زمن عمر. (2) 8 / 60 و 61 في المغازي، باب ذهاب جرير إلى اليمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/363) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من ابن أبي شيبة) . والبخاري (5/210) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. * رواية أحمد: قال جرير: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، فلقيت بها رجلين .... فذكر الحديث. الحديث: 2066 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 79 2067 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله -: قال: دَخَلَ أبو بكر على امْرأةٍ مِنْ أحْمَسَ، يقال لها: زَينَبُ، فَرَآها لا تَكلَّمُ، فسأَل عنها؟ (1) . فقالوا: حَجَّتْ مُصْمِتَة، فقال لها: تَكلَّمي، فإنَّ هذا لا يَحِلُّ (2) ، هذا من عمل الجاهلية، فتكلَّمتْ، فقالت: مَنْ أَنْتَ؟ قال: أَنا امْرُؤٌ من المهاجرين، قالت: من أيِّ المهاجرين؟ قال: من قريش، قالت: من أَيِّ قريشٍ؟ قال: إِنَّكِ لَسَؤولٌ، أنا أبو بكر، قالت: ما بَقَاؤُنَا على هذا الأمر الصَّالِحِ الذي جاءَ اللهُ به بعدَ الجاهلية؟ قال: بَقاؤكم عليه ما استقَامَتْ لكم أئِمَّتُكم، قالت: وَمَا الأئِمَّةُ؟ قال: أو ما كان لِقَومِكِ رُؤوسٌ وَأشْرَافٌ يأمُرونَهُمْ فَيُطيعونهم؟ قالت: بَلى، قال: فهم أولئكِ على الناس. أخرجه البخاري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُصمِتة) : المصمت: الصامت، يقال: صمت وأصمت: إذا سكت.   (1) في البخاري المطبوع: فقال: مالها لا تكلم؟ . (2) انظر " الفتح " 7 / 113 في الكلام على قوله: فإن هذا لا يحل. (3) 7 / 112 و 113 في فضائل أصحاب النبي، باب أيام الجاهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في أيام الجاهلية - كتاب المناقب - عن أبي النعمان، عن أبي عوانة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 2067 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 2068 - (م) عبد الرحمن بن شماسة (1) المهدي - رحمه الله -: قال: أَتَيْتُ عائِشةَ أسألُها عن شيءٍ؟ فقالت: مَن أَنْتَ؟ فقلتُ: رَجُلٌ من [ص: 82] أهل مِصرَ، فقالت: كيف كانَ صَاحِبُكُم لكم في غَزَاتِكُمْ هذه؟ فقلتُ: مَا نَقَمْنا [منه] شَيئاً، إنْ كان لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا البَعيرُ فَيعْطِيهِ البعيرَ، والعبدُ فَيُعْطيهِ العبدَ، ويَحتَاجُ إلى النَّفَقَةِ فَيُعْطيهِ النَّفَقةَ، فقالت: أمَا إِنَّهُ لا يَمنَعُني الَّذِي فَعَلَ في محمد [بن أبي بكر] أخي أنْ أُخْبِرَكَ (2) مَا سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سمعتُهُ يقول في بيتي هذا: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ من أمْر أُمَّتي شَيْئاً، فَشَقَّ عليهم، فَاشْقُقْ عليه، ومَنْ وَلِيَ منْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِم، فَارفُق بهِ» (3) . أخرجه مسلم (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نقمنا) : نقمت على فلان كذا: إذا أنكرته منه.   (1) " شماسة " بفتح الشين وضمها. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله: " أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك " فيه أنه ينبغي أن يذكر فضل أهل الفضل، ولا يمتنع منه بسبب عداوة ونحوها. (3) قال النووي: هذا من أبلغ الزواجر عن المشقة عن الناس، وأعظم الحث على الرفق بهم، وقد تظاهرت الأحاديث بهذا المعنى. (4) رقم (1828) في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/93) قال: حدثنا هارون بن معروف. قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (6/257) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثني جرير، يعني ابن حازم. وفي (6/258) قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثني أبي. ومسلم (6/7) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا ابن مهدي. قال: حدثنا جرير بن حازم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16302) عن عبيد الله بن سعيد، عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه. كلاهما (عبد الله بن وهب، وجرير بن حازم) عن حرملة المصري، عن عبد الرحمن بن شماسة، فذكره. الحديث: 2068 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 2069 - (د) أبو فراس [الربيع بن زياد] رحمه الله: قال: خَطَبنا عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه -، فقال في خُطْبَتِهِ: «إني لم أبعَثْ عُمَّالي ليضربوا أبشَارَكُم، ولا لِيَأْخُذُوا أمْوالكُمْ، فَمن فُعِلَ بِهِ ذَلك فَليَرْفَعْهُ إِليَّ، أُقِصُّهُ منه» ، فقال عمرو بنُ العاص: «لو أنَّ رَجُلاً أَدَّبَ بعضَ رَعِيتَّهِ، أتُقِصُّهِ [ص: 83] منه؟» قال: «إي والَّذي نَفْسي بيده، إلا أُقِصُّهُ، وقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أبشاركم) : جمع بشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان. (أُقِصُّه) : آخذ منه القصاص بما فعل به.   (1) رقم (4537) في الديات، باب القود من الضربة وقص الأمير من نفسه، وفي سنده أبو فراس النهدي الربيع بن زياد، وهو مجهول، قال الذهبي في " الميزان ": لا يعرف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدا: أخرجه أحمد (1/41) (286) قال: ثنا إسماعيل. وأبو داود (4537) قال: حدثنا أبو صالح، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. والنسائي (8/34) قال: أخبرنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. كلاهما (إسماعيل، وأبو إسحاق) عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي فراس، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. قلت: مداره على أبي فراس. لا يعرف. الحديث: 2069 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 82 2070 - (د) جبير بن نفير، وكثير بن مرة، وعمرو بن الأسود، والمقدام بن معدي كرب (1) ، [وأبي أمامة]- رضي الله عنهم -: قالوا: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذَا ابْتَغَى الأمِيرُ الرِّيبةَ في النَّاسِ أَفْسَدَهُم» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الريبة) : التهمة، والمراد: أن الأمير إذا اتهم رعيته، وخامرهم بسوء الظن فيهم، أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن فيهم ففسدوا.   (1) في مسند أحمد: عن المقداد بن الأسود. (2) رقم (4889) في الأدب، باب النهي عن التجسس، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 4، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4889) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الحضرمي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد الله، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/4) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثني إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد الله، عن جبير بن نفير، وعمرو بن الأسود، عن المقداد بن الأسود، وأبي أمامة، فذكراه. الحديث: 2070 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 83 2071 - () يحيى بن سعيد - رحمه الله -: أنَّ عُثْمانَ بن عَفَّان - رضي الله عنه [ص: 84] كان يقول: «مَا يَزَعُ النَّاسَ السلطانُ أَكْثرُ مِمَّا يَزَعُهُمْ القُرآنُ» أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَزَع) : وزع يزع: إذا كف وردع.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وإسناده منقطع، وهو مشهور من كلام عثمان رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين. الحديث: 2071 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 83 الباب الثاني: في ذكر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وبيعتهم 2072 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ عليّاً خرج مِن عندِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في وَجَعِهِ الذي تُوفِّيَ فيه، فقال الناسُ: يا أبا حَسَنٍ، كيفَ أصبَحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: أصبَحَ بِحَمدِ اللهِ بارِئاً، فَأخَذَ بيده العباسُ بنُ عبد المطلب، فقال: أنتَ واللهِ بعدَ ثَلاثٍ عبدُ العَصَا، وإني لأرى رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سَيُتَوَفَّى من وَجَعِهِ هذا، إني لأعرفُ وُجُوهَ بني عبد المطلب عند الموتِ، فَاذْهَبْ بِنَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَنَسْألَهُ: فيمن هذا الأمرُ؟ فإن كان فينَا عَلِمْنا ذلك، وإن كان في غيرنَا كَلَّمْنَاهُ فَأوصى بنا، فقال عليٌّ: أمَا والله، لَئِنْ سَألنَاهَا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فَمنعناهَا لا يُعطِينَاهَا النَّاسُ بَعدَهُ: وَإني واللهِ، لا أسأَلُها رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم-. [ص: 85] أخرجه البخاري (1) .   (1) 11 / 49 في الاستئذان، باب المعانقة وقول: الرجل كيف أصبحت، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وانظر " فتح الباري " 11 / 49 - 52. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (11/49) عن إسحاق، عن بشر بن شعيب، عن أبيه عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 2072 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 2073 - (خ م ت) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: إِنَّ امْرأة أتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيءٍ، فَأمَرَهَا بأنْ تَرجِعَ، قالت: فَإِن لم أجِدْكَ؟ - كأنها تقولُ: الموتَ - قال: «إِنْ لم تَجِدِيني فائتي أبا بَكرٍ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .   (1) البخاري 13 / 180 في الأحكام، باب الاستخلاف، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، وفي الاعتصام، باب الأحكام التي تعرف بالدلائل، ومسلم رقم (2386) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر، والترمذي رقم (3677) في المناقب، باب من فضل أبي بكر، قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث أن مواعيد النبي صلى الله عليه وسلم كانت على من يتولى الخلافة بعد تنجيزها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/82) قال: حدثنا يعقوب. وفي (4/83) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (5/5) قال: حدثنا الحميدي، ومحمد بن عبيد الله. وفي (9/101) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (9/135) قال: حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، وعمي. ومسلم (7/110) قال: حدثني عباد بن موسى. (ح) وحدثنيه حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، والترمذي (3676) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. سبعتهم - يعقوب، ويزيد، والحميدي، ومحمد بن عبيد الله، وعبد العزيز، وسعد، وعباد - قال يزيد: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، فذكره. الحديث: 2073 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 2074 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَاتَ وأبو بكرٍ بِالسُّنْحِ (1) . [قال إسماعيل] (2) : - تعني بالعَالِيةِ - فقام عمرُ يقول: والله مَا مَات رسولُ الله، قالت: وقال عمر: [والله] مَا كانَ يَقَعُ في نَفسي إلا ذاك (3) ، وَلَيَبعثَنَّهُ اللهُ فَلَيُقَطِّعَنَّ أيديَ رِجَالٍ وَأرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أبو بكرٍ، فَكَشَفَ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَبَّلَهُ، وقال: بِأبِي أنْتَ [ص: 86] طِبتَ حَياً وَمَيِّتاً، والذي نَفسي بيده، لا يُذِيقَنَّكَ اللهُ الموتَتَيْنِ أبداً (4) ، ثم خرج أبو بكرٍ، فقال: أيُّها الحالِفُ، على رِسْلِكَ (5) ، فَلَمَّا تَكلَّمَ أبو بكرٍ جَلَسَ عُمرُ، فَحمدَ اللهَ أبو بكر، وأثنى عليه، وقال: ألا، مَنْ كانَ يَعبُدُ مُحمَّداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فَإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموتُ، وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهم مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ، وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رسولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفَإن مَاتَ أو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ على أعقابِكم وَمَنْ يَنْقَلِبْ على عَقِبَيْهِ فَلنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيئاً وسَيَجزي اللهُ الشاكِرينَ} [آل عمران: 144] قال: فنَشَجَ النَّاسُ [يَبكُونَ] قَال: واجتَمَعَتِ الأنْصارُ إلى سعد بن عُبادةَ فِي سَقيفَةِ بَني سَاعِدَةَ، فقالوا: مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكم أمِيرٌ، فَذَهبَ إليهم أبو بكر، وعمرُ بنُ الخطاب، وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَراح، فذهب عمرُ يتكلم، فَأسْكَتَهُ أَبو بكرٍ، وكان يقول: واللهِ مَا أردتُ بذلك إلا أنِّي قد هَيَّأْتُ كلاماً أعجَبني، خَشيتُ أنْ لا يَبلُغهُ أبو بكر؟ ثُمَّ تَكَلَّمَ [ص: 87] أبو بكر، فَتَكلَّمَ أبلَغَ الناسِ (6) ، فقال في كلامه: نَحْنُ الأُمَرَاءُ، وَأنْتُم الْوُزَرَاءُ، فقال حُبَابُ بن المُنْذِرِ: لا واللهِ، لا نَفعَلُ، مِنَّا أَمِيرٌ، ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا، ولَكنَّا الأُمرَاءُ وأنتم الوُزراءُ - زاد رزين -: لَنْ يُعْرَفَ هذا الأمرُ إلا لِحَيٍّ من قُرَيشٍ - هُمْ أَوْسَطُ العربِ داراً، وَأعزُّهُم أحساباً (7) - فبَايِعُوا عُمرَ، أو أبا عُبيدَةَ بنَ الْجَرَّاحِ، فقال عمرُ: بل نُبَايِعُكَ أنتَ، فَأنْتَ سَيِّدُنا، وخَيْرُنَا، وأحَبُّنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَأخذَ عمرُ بيدِهِ فَبايَعَهُ، وبايَعَهُ الناسُ، فقال قائلٌ: قَتلْتُمْ سعدَ بن عُبَادَةَ، فقال عمر: قَتَلَهُ الله» (8) . [قالت عائشة (9) : شَخَصَ بَصَرُ النبي - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: «في الرفيق [ص: 88] الأعلى - ثلاثاً- ... وقَصَّ الحديث» ] (10) قالت: فما كان من خطبتهما من خُطبة إلا نَفَعَ الله بها، لقد خَوَّفَ عمرُ الناسَ، وإنَّ فيهم لَتُقى (11) فَرَدَّهم الله بذلك، ثم لقد بَصَّرَ أبو بكر الناسَ في الله، وعَرَّفَهُمْ الحقَّ الذي عليهم، وخَرجوا به يَتلُون: {وَمَا مُحمدٌ إلا رسولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبْلِهِ الرُّسُلُ ... } إلى: {الشاكرِينَ} . أخرجه البخاري (12) . وأخرج النسائي منه إلى قوله: «المَوتَتَيْنِ أبداً» . وقال: «أمَّا الموتةُ التي كَتَبَها اللهُ عليك فقدْ مُتَّها» . وله في أخرى: «إنَّ أبَا بكْرٍ قَبَّلَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو مَيِّتٌ» . ولَم يَزِد (13) . [ص: 89] والذي قرأْتُه في كتاب البخاري من طريق أبي الوقت: «وَأعْرَبُهُمْ أَحسَاباً» . وفي كتاب الحميدي: «وَأَعَزُّهُمْ أَحْسَاباً» (14) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فنشج) : النشيج: تردد صوت الباكي في صدره من غير انتحاب. (سقيفة) : السقيفة الصُّفَّة في البيت، وبنو ساعدة: بطن من الأنصار.   (1) هو منازل بني الحارث من الخزرج بالعوالي بينه وبين المسجد النبوي ميل. (2) هو شيخ المصنف، وهو ابن أبي أويس. (3) يعني عدم موته صلى الله عليه وسلم حينئذ. (4) قال الحافظ في " الفتح ": وعنه أجوبة، فقيل: هو على حقيقته، وأشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا فيقطع أيدي رجال، لأنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى، فأخبر أنه أكرم على الله من أن يجمع عليه موتتين، كما جمعهما على غيره، كالذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف، وكالذي مر على قرية، وهذا أوضح الأجوبة وأسلمها. (5) أي: على هينتك، ولا تستعجل، قال الحافظ في " الفتح ": وأما وقوع الحلف من عمر على ما ذكره، فبناه على ظنه الذي أداه إليه اجتهاده، وفيه بيان رجحان علم أبي بكر على عمر فمن دونه، وكذلك رجحانه عليهم لثباته في مثل ذلك الأمر العظيم. (6) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس " بنصب " أبلغ " على الحال، ويجوز الرفع على الفاعلية، أي: تكلم رجل هذه صفته، وقال السهيلي: النصب أوجه، ليكون تأكيداً لمدحه وصرف الوهم عن أن يكون أحد موصوفاً بذلك غيره، قال الحافظ: وفي رواية ابن عباس قال: قال عمر: والله ما ترك كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل حتى سكت. (7) في البخاري المطبوع: وأعربهم أحساباً. (8) البخاري 7 / 22 و 23 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، وفي الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته. (9) هذا حديث آخر علقه البخاري فقال: وقال عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال عبد الرحمن ابن القاسم: أخبرني أبي القاسم أن عائشة قالت ... الخ. (10) ما بين المعقفين زيادة من البخاري المطبوع. (11) في البخاري المطبوع: وإن فيهم لنفاقاً، قال الحافظ في " الفتح ": أي: إن في بعضهم منافقين، وهم الذين عرض بهم عمر في قوله المتقدم، قال: ووقع في رواية الحميدي في " الجمع بين الصحيحين ": " وإن فيهم لتقى " فقيل: إنه من إصلاحه، وإنه ظن أن قوله: " وإن فيهم لنفاقاً " تصحيف، فصيره " لتقى " كأنه استعظم أن يكون في المذكورين نفاق، وقال عياض: لا أدري هو إصلاح منه أو رواية، وعلى الأول فلا استعظام، فقد ظهر في أهل الردة ذلك، ولاسيما عند الحادث العظيم الذي أذهل عقول الأكابر، فكيف بضعفاء الإيمان، فالصواب ما في النسخ، وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق البخاري وقال فيه: إن فيهم لنفاقاً. (12) معلقاً 7 / 26 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل أبي بكر رضي الله عنه، قال الحافظ في " الفتح ": وهذه الطريق لم يوردها البخاري إلا معلقة، ولم يسقها بتمامها، وقد وصلها الطبراني في " مسند الشاميين ". (13) النسائي 4 / 11 في الجنائز، باب تقبيل الميت، وإسناده صحيح. (14) كما في رواية البخاري التي ذكرها المؤلف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: اللفظ الأول: أخرجه البخاري (5/7) قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، فذكره. - ورواية النسائي (4/11) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، فذكره. أخرجه أحمد (6/55) . والبخاري (6/17) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة. وفي (6/17 و 7/164) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وابن ماجة (1457) قال: حدثنا أحمد بن سنان والعباس بن عبد العظيم وسهل بن أبي سهل. والترمذي في الشمائل (390) قال: حدثنا محمد بن بشار وعباس العنبري وسوار بن عبد الله وغير واحد. والنسائي (4/11) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن المثنى. عشرتهم (أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أبي شيبة، وعلي بن عبد الله، وأحمد بن سنان، وعباس بن عبد العظيم العنبري، وسهل بن أبي سهل، ومحمد بن بشار، وسوار بن عبد الله، ويعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى) عن يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثني موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. الحديث: 2074 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 2075 - (خ) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله-: قال: قالت عائشةُ - رضي الله عنها - في حديثها: «أَقْبَلَ أبو بكْرٍ على فَرَسٍ من مَسكَنِهِ بالسُّنْحِ حتى نَزَلَ، فدخل المسجِدَ، فلم يُكَلِّمِ النَّاسَ، حتى دخلَ على عائشةَ، فَبَصُرَ برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وهو مَسجًّى بِبُرْده، فَكَشَفَ عن وَجْهِهِ، وَأَكَبَّ عليه فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ بَكى، فقال: بِأبي أنْتَ وأُمي يا رسولَ اللهِ، لا يَجْمَعُ الله عليك مَوتَتَيْنِ، أمَّا المَوتَةُ التي كُتِبَتْ عليك، فقدْ مُتَّها، فقال أبو سَلَمَةَ: فَأخْبَرَني ابنُ عباس: أنَّ أبا بكرٍ خَرَجَ، وَعُمرُ يُكلِّمُ النَّاسَ، فقال: اجْلِسْ، فَأبى، فقال: اجلس، فَأبى، فَتَشَهَّدَ أبُو بكْرٍ، فَمَالَ إِليه النَّاسُ، وَتَرَكُوا عمرَ، فقال: أما بعدُ، فَمَنْ كان منكم يَعْبُدُ محمداً، فَإنَّ محمداً قد [ص: 90] مات، ومن كان يعبد الله فَإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموتُ، قال الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رسولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبلِهِ الرُّسُلُ} إلى: {الشَّاكِرينَ} قال: واللهِ، لَكأنَّ النَّاسَ لم يكونوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ هذه الآيةَ حتى تلاها أبو بكر، فَتَلَقَّاهَا منه الناسُ، فما أسمعُ بشراً من الناس إلا يَتلوهَا» . أخرجه البخاري (1) . ورأيت الحميديَّ - رحمه الله - قد أخرج هذا الحديث في «مسند أبي بكر» ، والذي قبله في «مسند عائشة» ، وهما بمعنى واحد، إلا أن الأول أطولُ، ولعله لم يفرقهما إلا لكون هذا الحديث قد اشترك فيه عائشة، وابن عباس، ولم يجعله في مسند أحدهما، وجعله في مسند أبي بكر، فاقتدينا به، وأفردناه عن الأول.   (1) 8 / 110 في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/117) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس ومعمر. والبخاري (2/90) قال: حدثنا بشر بن محمد قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرني معمر ويونس. وفي (6/17) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. والنسائي (4/11) قال: أخبرنا سويد. قال: حدثنا عبد الله. قال: قال معمر ويونس. ثلاثتهم (يونس، ومعمر، وعقيل) عن الزهري. قال: أخبرني أبو سلمة، فذكره. * في رواية أحمد والنسائي: لم يذكرا حديث ابن عباس. الحديث: 2075 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 2076 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنتُ أقرئ رجالاً مِنَ المهاجرين، منهم عبدُ الرحمن بنُ عوف (1) ، فبينما أنا في منزله بِمنى، وهو عند عمرَ بن الخطاب في آخر حَجَّةٍ حَجَّها، إذ رَجَعَ إليَّ عبدُ الرحمن، فقال: لو رأيتَ رَجُلاً أَتى أمِيرَ المؤمنينَ اليومَ، فقال: هل لك يا أميرَ [ص: 91] المؤمنين في فلان يَقول: لو قَد ماتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فلاناً، فواللهِ ما كانَتْ بَيْعَة أبي بكرٍ إلا فَلتَة [فَتَمَّتْ] فغضبَ عمرُ، ثم قال: إني إن شاءَ اللهُ لقائمٌ العَشِيَّةَ في الناس، فَمُحَذِّرُهُمُ هؤلاءِ الذين يُريدون أَن يُغضِبُوهم أمرهم (2) ، قال عبد الرحمن: فقلت: يا أَمير المؤمنين لا تَفعل، فإن المَوسِم يَجْمَعُ رِعَاعَ الناسِ وغَوغاءهُم، وإِنَّهُم هم الذين يَغْلبونَ على قُرْبِكَ حين تقُوم في الناس، فأنا أخشى أن تقوم، فتقولَ مقالة يطير بها أُولئك عند كلِّ مُطيرٍ (3) ، وأنْ لا يعُوها، وأن لا يَضَعُوها على مَوَاضِعِها، فَأمْهِل حتى تَقْدَمَ المدينةَ، فإنها دارُ الهجرة والسُّنَّةِ، فَتَخلُصَ بأهل الفقه، وأشرافِ الناسِ، فتقول ما قلتَ متمكِّناً، فَيعي أهلُ العلم مقالَتَكَ، ويَضَعوها على مواضعها، قال: فقال عمرُ: أما والله إن شاء الله لأقُومنَّ بذلك أَوَّلَ مَقامٍ أقومُهُ بالمدينةِ، قال ابن عباس: فَقَدِمْنا المدينةَ في عَقِب ذي الحِجَّةِ، فلما كان [ص: 92] يَومُ الجمعة عَجَّلنا بالرَّواح حينَ زاغَتِ الشمسُ - زاد رزين: فَخَرْجتُ في صَكَّةِ عُمِّيٍّ - حتى أَجدَ سعيدَ بن زَيدِ بن عمرو بن نُفيل جالساً إلى رُكْنِ المنبر، فجلستُ حَذوهُ (4) ، تَمسُّ رُكبَتي رُكبَتَهُ، فلم أَنشبْ أنْ خَرَجَ عُمرُ بن الخطاب، فَلَمَّا رأَيْتُهُ مُقْبلاً، قلتُ لِسعيدِ بنِ زيد بن عَمرو بن نُفيل: ليَقولَنَّ العشيةَ على المنبر مَقالة لم يَقُلْها مُنذُ استُخْلِفَ، فَأَنْكرَ عَليَّ. وقال: ما عَسى أن يقولَ ما لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ؟ . فَجَلَسَ عُمرُ على المنبر، فَلما سَكَتَ المؤذِّنُ (5) قَامَ، فَأثْنى على اللهِ بما هو أهلُه، ثم قال: أما بعدُ: فإني قَائلٌ لكم مقالة، قَد قُدِّرَ لي أن أقُولَها، لا أدري لَعَلَّها بَيْنَ يَدَيْ أجَلي (6) فَمَن عَقَلَها ووعَاهَا فَليُحَدِّثْ بِها حيث انْتَهتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمنْ خَشيَ أن لا يَعقِلَها فلا أُحِلُّ لأحَدٍ أنْ يَكْذِبَ عليَّ: إنَّ الله عزَّ وَجَلَّ بَعَثَ محمداً - صلى الله عليه وسلم- بالحقِّ، وَأنْزَلَ عليه الكتابَ، فكان ممَّا أَنزلَ الله عليه: آيةُ الرَّجم، فقرأناها، وعقلناها، ووعَيْنَاهَا، ورَجَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ورجمنا بعده، فأخْشى إن طَالَ بالنَّاسِ زمانٌ أنْ يقولَ قائلٌ: واللهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرجم في كتاب الله، [ص: 93] فَيَضِلُّوا بتركِ فريضةٍ أَنْزَلَها الله (7) فَالرَّجْمُ في كتاب اللهِ حَقٌّ على مَنْ زَنى إذا أُحْصِنَ من الرجالِ والنساءِ، إذَا قَامَتِ البيِّنَةُ، أو كان الحَبَلُ، أو الاعترافُ، ثم إنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كتابِ الله: أَن لا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُم، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُم أَنْ تَرْغَبُوا عن آبائكم - أوْ إِنَّ كُفْراً بِكم (8) أنْ تَرْغبوا عن آبائكم- أَلا وإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُطْرُوني (9) كما أُطْرِيَ عيسى بنُ مريم، وقولوا: عبدُ الله ورسولُه (10) » . ثم إنه بلغني أنَّ قائلاً منكم يقول: والله لو مات عمرُ بَايعتُ فُلاناً، فلا يَغتَرَّ امْرؤٌ أَنْ يقول: إنما كانت بَيعةُ أبي بَكرٍ فَلتَة، وَتَمَّتْ، أَلا وإنها قد كانت كذلك، ولكنَّ الله وَقَى شرَّها، وليس فيكم مَنْ تُقْطعُ إليه الأَعْنَاقُ مثلُ أبي بكر، [من بايع رجلاً عن غير مَشُورةٍ من المسلمين فلا يُبايَعُ هو ولا الذي بايعه تَغرَّة أن يقتلا] ، وإنَّهُ قد كان من خبرنا - حين تُوفِّي نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- (11) - أَنَّ الأنصار خالفونا واجْتَمَعوا [ص: 94] بِأسرِهِمْ في سَقيفةِ بني سَاعِدَةَ، وَخَالَفَ عَنَّا عليٌّ والزُّبَيرُ ومن معهما. واجتَمَعَ المهاجرونَ إلى أبي بكر، فَقُلْتُ لأبي بكر: [يا أبا بكر] ، انْطَلِق بِنَا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصارِ، فانطَلَقْنَا نُرِيدُهُم، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُم لَقِينا منهم رَجُلانِ صَالِحَانِ، فَذَكَرَا مَا تَمالأ عليه القوم، فقالا: أيْنَ تُرِيدُونَ يَا معشرَ المهاجرين؟ فقلنا: نُريدُ إخْوانَنَا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عَلَيْكم، لا تَقرَبُوهم (12) ، اقضُوا أمْرَكم، فقلت: والله لَنَأْتِيَنَّهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سَقيفة بني ساعدة، فإذا رجلٌ مُزمَّلٌ بين ظَهرانيْهمْ، فقلتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هذا سَعدُ بنُ عُبَادَةَ، فقلتُ: مَا لَهُ؟ قالوا: يُوعَكُ، فَلَمَا جَلَسْنا قليلاً تَشَهَّدَ خَطيبُهُمْ، فَأثْنى على الله بما هو أهلُه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فَنحنُ أنْصارُ الله، وكتيبَةُ الإسلام، وَأنْتُمْ مَعَاشِرَ المهاجِرينَ رَهْطٌ مِنَّا، وقد دَفَّتْ دافَّةٌ من قومكم، فإذا هُمْ يريدون أنْ يَخْتَزِلونا من أصلنا، وأنْ يَحضُنُونَا من الأمر، فَلَما سكتَ أرَدتُ أن أتكلَّمَ، وكنتُ زَوَّرتُ مَقَالَة أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَها بين يديْ أبي بكرٍ، وكنتُ أُدَاري منه بعض الحَدِّ. فلما أردتُ أن أتكلَّم قال أبو بكر: على رِسْلِك، فكرِهْتُ أن أُغْضِبَهُ، فتكلم أبو بكر، فكانَ هو أَحْلَمَ مِني، وأوقَرَ، والله ما تَرَكَ من كلمةٍ أعجَبَتْني في تَزْويرِي [ص: 95] إلا قال في بَدِيهتِهِ مِثْلهَا، أو أفضلَ منها، حتى سكتَ، فقال: ما ذكرتُم فيكم من خَيْرٍ، فَأنتم لَهُ أَهلٌ، وَلَنْ تَعرِفَ العربُ هذا الأمرَ إلا لهذا الحيِّ من قُريشٍ، هم أوْسَطُ العربِ نَسَباً، ودَاراً، وقد رَضِيتُ لكم أحَدَ هَذين الرجلين، فبَايِعُوا أيَّهُما شِئْتُم؟ فَأخَذَ بِيدِي، ويدِ أبي عُبَيدَةَ بن الجراح، وهو جالسٌ بيننا، فلم أكرَهْ مِمَّا قال غيرَها، كان والله أن أُقَدَّم فَتُضْرَبَ عُنُقي - لا يُقَرِّبُني ذلك من إثْمٍ - أَحَبَّ إِليَّ من أن أَتَأمَّرَ على قَومٍ فيهم أبو بكر، اللهم إلا أنْ تُسَوِّلَ لي نفسي عند الموتِ شيئاً لا أجِدُهُ الآن. فقال قائل مِن الأنصارِ: أنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ، مِنَّا أميرٌ، ومنكم أميرٌ، يا معشرَ قريش، فكثُرَ اللَّغطُ، وارتفعتِ الأصواتُ، حتى فَرِقْتُ من الاختلاف، فقلتُ: ابْسُط يَدَكَ يا أبا بكر، فبسطَ يَدَهُ، فَبَايَعْتُهُ، وَبَايَعهُ المهَاجِرُونَ، ثم بايَعَتْهُ الأنصَارُ، وَنَزَوْنَا على سعدِ بنِ عُبَادَةَ، فقال قائلٌ منهم: قَتَلْتُمْ سعدَ بنَ عبادة، فقلتُ: قَتلَ الله سعدَ بن عبادةَ، قال عمرُ: وإنا واللهِ، مَا وَجَدنَا فِيما حَضَرَنَا مِنْ أمْرِنَا أقوى من مُبَايَعَةِ أبي بكر، خَشينَا إنْ فَارقنا القومَ، ولم تَكُنْ بَيْعَةٌ، أن يُبايِعوا رجلاً منهم بعدَنا، فإما تَابَعْناهم (13) على ما لا نرضى، وإما أن نُخَالِفَهُم فيكونَ [ص: 96] فسادٌ، فمن بايعَ رجلاً على غير مَشورَةٍ من المسلمين فلا يُتَابَع هُو، ولا الذي بَايَعهُ، تَغِرَّة أن يُقتَلا. هذه رواية البخاري. وهو عند مسلم مختصر حديث الرجم، ولقلة ما أخرج منه لم نُثبِتْ له علامة. وقد ذكر [منه] البخاري مفرداً في موضع آخر: «لا تُطرُوني كما أَطْرَتِ النَّصَارَى عيسى بنَ مريمَ» (14) . [ص: 97] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رعاع الناس) : عامتهم وسفلتهم. (غوغاؤهم) : غوغاء الناس الذين يكثرون الجلبة (15) والضجة من غير تثبت. (صكة عُمِّي) : كناية عن شدة الحر وقت الهاجرة، يقال: جاء صكة عُمِّي، أي في وقت الهاجرة، وغاية القيظ، وذلك أن الإنسان إذا خرج وقت الهاجرة لا يكاد يملأ عينيه من نور الشمس، أرادوا: أنه يصير أعمى، وعمَيّ تصغير أعمى مرخماً، وقيل: هو اسم رجل من العمالقة أغار على قوم ظهراً، فاستأصلهم، [فنسب الوقت إليه] . (لم أنشب) : أي: لم ألبث، وأصله من نشبتُ في الشيء: إذا علقت فيه. (تطروني) : الإطراء: المبالغة في المدح والإسراف فيه بما ليس في الممدوح. [ص: 98] (تقطع دونه الأعناق) : أي ليس فيكم سابق إلى الخيرات تقطع أعناق مسابقيه سبقاً إلى كل خير مثل أبي بكر (16) ، كأنه تنقطع الأعناق من المشقة في تكلف السبق الذي لم ينالوه. (فلتة وقى الله شرها) : الفلتة: الفجأة، وذلك أنهم لم ينتظروا ببيعة أبي بكر - رضي الله عنه - عامة الصحابة، وإنما ابتدرها عمر، ومن تابعه وقيل: الفلتة آخر ليلة من الأشهر الحرم، فيختلفون فيها: من الحل هي، أم من الحرم؟ فيسارع الموتور إلى درك الثأر، فيكثر الفساد، وتسفك الدماء، فشبه أيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالأشهر الحرم، ويوم موته بالفلتة في وقوع الشر: من ارتداد العرب، وتخلف الأنصار عن الطاعة، ومنع من منع الزكاة، والجري على عادة العرب في أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها، ويجوز أن يريد بالفلتة: الخلسة، يعني: أن الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليها الأنفس، ولذلك كثر فيها التشاجر، فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعاً من الأيدي واختلاساً، ومثل هذه البيعة جديرة أن تكون مهيجة للفتن، فعصمهم الله من ذلك ووقى شرها. [ص: 99] (ظهرانيهم) : يقال: جلست بين ظهراني القوم - بفتح النون - أي: بينهم وقد مر تفسير هذه اللفظة مستقصى في حرف الهمزة. (مزَمَّل) : المزمل: المدثر المغطى بثوب ونحوه. (يوعك) : الوعك: الحمى. (كتيبة) : الكتيبة: الجيش. (دفت دافة) : الدافة: الجماعة من أهل البادية، يقصدون المصر، أي: جاءت جماعة. (يختزلونا) : أي يقطعونا عن مرادنا، وانخزل الرجل: ضعف. (يحضنونا) : حضنت الرجل عن الأمر حضناً وحضانة إذا نحيته عنه، وانفردت به دونه. (زَوَّرت) : أي هيأت ورتبت، والمراد رتبت في نفسي كلاماً لأذكره. (بعض الحد) : الحد والحِدَّة: سواء من الغضب، يقال: حدّ يحدّ حدّاً وحِدَّة: إذا غضب. (أدارئ) : المدارءة بالهمز المدافعة بلين وسكون، وبغير الهمز: الخديعة والمكر، وقيل: هما لغتان بمعنى. (على رِسلك) : يقال: افعل ذلك على رسلك - بكسر الراء -: على هينتك وتؤدتك وتأنيك. [ص: 100] (بديهته) : البديهة: ضد التروي والتفكر. (تُسول) : سولت له نفسه شيئاً: زينته له وحسنته إليه. (جذيلها المحكك) : الجذيل: تصغير الجذل، وهو عود ينصب للإبل الجربى تحتك به فتستشفى، والمحكك: الذي كثر به الاحتكاك حتى صار أملس. (وعذيقها المرجب) : عذيقها: تصغير العذق - بفتح العين - وهو النخلة، والمرجب المسند بالرُّجْبة، وهي خشبة ذات شعبتين، وذلك إذا طالت الشجرة وكثر حملها اتخذوا ذلك لها، لضعفها عن كثرة حملها، والمعنى أني ذو رأي يستشفى به في الحوادث، لاسيما في مثل هذه الحادثة، وأني في ذلك كالعود الذي يشفي الجربى، وكالنخلة الكثيرة الحمل، من توفر مواد الآراء عندي، ثم إنه أشار بالرأي الصائب عنده، فقال: «منا أمير ومنكم أمير» . (اللغط) : كثرة الأصوات واختلافها. (فرقت) : الفرق: الخوف والفزع. (ونزوا) : النزو: الوثب، ومنه نزا التيس على أنثاه. (فلا يبايع هؤلاء الذي بايعه تغرة أن يقتلا) : التغرة: مصدر غررته إذا لقيته في الغرر، وهي من التغرير، كالتعلة من التعليل، وفي الكلام مضاف محذوف، تقديره: خوف تغرة أن يقتلا، أي: خوف إيقاعهما [ص: 101] في القتل، وانتصاب الخوف على أنه مفعول له، فحذف المضاف الذي هو الخوف، وأقام المضاف إليه - الذي هو «تغرة» - مقامه ويجوز أن يكون قوله: «أن يقتلا» بدلا من تغرة ويكون المضاف أيضاً محذوفاً، كالأول، ومن أضاف تغرة، إلى: أن يقتلا، فمعناه خوف تغرته قتلهما، على طريقة قوله تعالى: {بَلْ مَكرُ الليلِ والنهارِ} [سبأ: 33] . ومعنى الحديث: أن البيعة حقها أن تقع صادرة عن المشورة والاتفاق، فإذا استبد رجلان دون الجماعة بمبايعة أحدهما الآخر: فذاك تظاهر منهما بشق العصا، واطراح الجماعة، فإن عقد لأحد فلا يكون المعقود له واحداً منهما، وليكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإمام منها، لأنه إن عُقِدَ لواحد منهما - وهما قد ارتكبا تلك الفعلة الشنيعة التي أحقدت الجماعة، من التهاون بهم والاستغناء عن رأيهم - لم يؤمن أن يقتلا.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وكان ابن عباس ذكياً، سريع الحفظ، وكان كثير من الصحابة لاشتغالهم بالجهاد لم يستوعبوا القرآن حفظاً، وكان من اتفق له ذلك يستدركه بعد الوفاة وإقامتهم بالمدينة، فكانوا يعتمدون على نجباء الأبناء، فيقرؤونهم تلقيناً للحفظ. (2) في البخاري المطبوع: أن يغصبوهم أمورهم، قال الحافظ في " الفتح ": كذا في رواية الجميع بغين معجمة، وصاد مهملة، وفي رواية مالك: يغتصبوهم بزيادة مثناة بعد الغين المعجمة، وحكى ابن التين أنه روي بالعين المهملة وضم أوله، من أعضب، أي: صار لا ناصر له، والمعضوب: الضعيف، وهو من عضبت الشاة: إذا انكسر أحد قرنيها أو قرنها الداخل، وهو المشاش، والمعنى: أنهم يغلبون عن الأمر فيضعف لضعفهم، والأول أولى، والمراد: أنهم يثبون على الأمر بغير عهد ولا مشاورة، وقد وقع ذلك بعد علي وفق ما حذره عمر رضي الله عنه. (3) في البخاري المطبوع: يطيرها عنك كل مطير. (4) في البخاري المطبوع: حوله. (5) في البخاري المطبوع: المؤذنون. (6) قال الحافظ في " الفتح ": أي بقرب موتي، وهو من الأمور التي جرت على لسان عمر فوقعت كما قال. (7) أي: في الآية المذكورة التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها، وقد وقع ما خشيه عمر أيضاً، فأنكر الرجم طائفة من الخوارج، أو معظمهم، وبعض المعتزلة. (8) في بعض النسخ: إن كفرانكم. (9) قال الحافظ في " الفتح ": هذا القدر مما سمعه سفيان من الزهري، أفرده الحميدي في مسنده عن ابن عيينة سمعت الزهري به، وقد تقدم مفرداً في ترجمة عيسى عليه السلام من أحاديث الأنبياء عن الحميدي بسنده. (10) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن التين: والنكتة في إيراد عمر هذه القصة هنا، أنه خشي عليهم الغلو، يعني خشي على من لا قوة له في الفهم أن يظن بشخص استحقاقه الخلافة، فيقوم في ذلك، مع أن المذكور لا يستحق فيعطى لما ليس فيه فيدخل في النهي. (11) في البخاري المطبوع: حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم. (12) في البخاري المطبوع: لا عليكم أن لا تقربوهم. (13) في البخاري المطبوع: فإما بايعناهم. (14) 12 / 128 و 129 و 130 و 131 و 132 و 133 و 134 و 135 في المحاربين، باب الاعتراف بالزنا، وباب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، وفي المظالم، باب ما جاء في السقائف، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 55 و 56، وأخرجه مسلم مختصراً رقم (1691) في الحدود، باب رجم الثيب. قال الحافظ في " الفتح " ما ملخصه: وفي هذا الحديث من الفوائد: أخذ العلم عن أهله وإن صغرت سن المأخوذ عنه عن الآخذ، وكذا لو نقص قدره عن قدره، وفيه التنبيه على أن العلم لا يودع عند غير أهله، ولا يحدث به إلا من يعقله، ولا يحدث القليل الفهم بما لا يحتمله، وفيه جواز إخبار السلطان بكلام من يخشى منه وقوع أمر فيه إفساد للجماعة، ولا يعد ذلك من النميمة المذمومة، لكن محل ذلك أن يبهمه صوناً له وجمعاً له بين مصلحتين، ولعل الواقع في هذه القصة كان كذلك، واكتفى عمر بالتحذير من ذلك، ولم يعاقب الذي قال ذلك، ولا من قيل عنه، وفيه أن العظيم يحتمل في حقه من الأمور المباحة ما لا يحتمل في حق غيره، وفيه أن الخلافة لا تكون إلا في قريش، وأدلة ذلك كثيرة، ومنها أنه صلى الله عليه وسلم أوصى من ولي أمر المسلمين بالأنصار، وفيه أن المرأة إذا وجدت حاملاً ولا زوج لها ولا سيد وجب عليها الحد، إلا أن تقيم بينة على الحل أو الاستكراه، وفيه الحث على تبليغ العلم ممن حفظه وفهمه، وحث من لا يفهم على عدم التبليغ إلا من كان يورده بلفظه ولا يتصرف فيه، وفيه اهتمام الصحابة وأهل القرن الأول بالقرآن والمنع من الزيادة في المصحف، وكذا منع النقص [ص: 97] بطريق الأولى، وفيه دليل على أن من خشي من قوم فتنة، وأن لا يجيبوا إلى امتثال الأمر، أن يتوجه إليهم ويناظرهم ويقيم عليهم الحجة، وفيه أن للكبير القدر أن يتواضع ويفضل من هو دونه على نفسه أدباً وفراراً من تزكية نفسه، وفيه أنه لا يكون للمسلمين أكثر من إمام، وفيه جواز الدعاء على من يخشى في بقائه فتنة، وفيه أن على الإمام إن خشي من قوم الوقوع في محذور أن يأتيهم فيعظهم ويحذرهم قبل الإيقاع بهم، وفيه إشارة ذي الرأي على الإمام بالمصلحة العامة بما ينفع عموماً وخصوصاً وإن لم يستشره، ورجوعه إليه عند وضوح الصواب. (15) في المطبوع: يكثرون اللغط. (16) قال الحافظ في " الفتح ": وفيه إشارة إلى التحذير من المسارعة إلى مثل ذلك حيث لا يكون هناك مثل أبي بكر، لما اجتمع فيه من الصفات المحمودة، من قيامه في أمر الله، ولين جانبه للمسلمين، وحسن خلقه، ومعرفته بالسياسة، وورعه التام، ممن لا يوجد فيه مثل صفاته لا يؤمن من مبايعته عن غير مشورة الاختلاف الذي ينشأ عنه الشر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (514) . والحميدي (25) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا معمر. وفي (26) قال: حدثنا سفيان. قال: أتينا الزهري في دار ابن الجواز. فقال: إن شئتم حدثتكم بعشرين حديثا، وإن شئتم حدثتكم بحديث السقيفة. وكنت أصغر القوم، فاشتهيت أن لا يحدث به لطوله. فقال القوم: حدثنا بحديث السقيفة، فحدثنا به الزهري: فحفظت منه أشياء، ثم حدثني بقيته بعد ذلك معمر. وفي (27) قال الحميدي: حدثنا سفيان. وأحمد (1/23) (154) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/24) (164) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/40) (276) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي (1/47) (331) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (1/55) (391) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، قال: حدثنا مالك بن أنس. والدارمي (2327) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. وفي (2787) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/172) و (5/85) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثنا مالك. وأخبرني يونس. وفي (4/204) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/109) و (9/127) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا معمر. وفي (8/208) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/208) قال: حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (5/116) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، وابن أبي عمر. قالوا: حدثنا سفيان. وأبو داود (4418) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (2553) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1432) قال: حدثنا سلمة بن شبيب وإسحاق بن منصور والحسن بن علي الخلال وغير واحد. قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي «الشمائل» (330) قال: حدثنا أحمد بن منيع، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد. قالوا: حدثنا سفيان ابن عيينة. والنسائي في الكبرى «الورقة 93 - ب» قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثني مالك. (ح) الحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني مالك ويونس. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. (ح) وأخبرنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل. ثمانيتهم -مالك، ومعمر، وسفيان بن عيينة، وهشيم، ويونس، وصالح، وعبد الله بن أبي بكر، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. * وأخرجه النسائي أيضا في الكبرى «الورقة 93 - أ» قال: أخبرنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدث عن ابن عباس، أن عمر بن الخطاب أراد أن يخطب .... الحديث. مختصر على الرجم. * في رواية سفيان عن الزهري عند النسائي في الكبرى « ... وقد قرأناها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. وقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده» . قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أن أحدا ذكر في هذا الحديث «الشيخ والشيخة فارجموهما البتة» غير سفيان، وينبغي أن يكون وهم. والله أعلم. * أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 93 - ب» قال: أخبرنا علي بن عثمان الحراني، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن سعيد بن أبي هند، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. قال: قال عمر على المنبر: لقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده. ولم يذكر ابن عباس. * وأخرجه أحمد (1/29) (197) قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا الزهري. وفي (1/50) (352) قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. والنسائي في الكبرى «الورقة 93 -أ» قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان (ح) وأخبرني هارون ابن عبد الله الحمال، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. وفيه قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي، قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، قال: حدثنا غندر. أربعتهم - محمد بن جعفر غندر، وحجاج، وأبو نوح، وأبو داود - عن شعبة، عن سعد ابن إبراهيم. كلاهما - الزهري وسعد -عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، عن عمر، فذكره. الحديث: 2076 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 2077 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ سَمِعَ خطبةَ عمر بن الخطاب الآخرَةَ، حين جلسَ على منبرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وذلك الغَدَ من يوم تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَتَشهَّدَ، وأبو بكر صامتٌ لا يتكلَّمُ، ثم قال عمرُ: أما بعدُ، فإني قلتُ لكم أمسٍ مَقَالَة، وإنها لم تكن كما قلتُ، وإني والله ما وَجدتُ المقالةَ التي قلتُ لكم في كتاب أنزله الله، ولا في عَهدٍ عَهِدَهُ [إِليَّ] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولكني أرجو أن يعيشَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى يَدْبُرَنا [ص: 102] يُريدُ: أن يكونَ آخرَهُم - وإن يكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد مات، فإن الله جعلَ بين أظْهُرِكم نوراً تَهْتَدونَ به، بِهِ هَدى الله محمداً - صلى الله عليه وسلم-، فَاعتصِموا بِهِ تَهتَدُوا بما هَدَى الله به محمداً، وإن أبا بكرٍ صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وثَانِيَ اثنَينِ، وإِنه أَولَى الناسِ بأُمورِكم، فقوموا إليه فبايِعوهُ، وكانت طائفةٌ منهم قد بايَعوه قبل ذلك في سقيفةِ بني ساعدة، وكانت بيعةُ العامَّةِ عند المنبر» (1) . وفي رواية قال الزهري: قال لي أنس بن مالك: إِنَّهُ رأى عمرَ يُزْعِجُ أبا بكر على المنبر إزعاجاً (2) . قال الزهري: وأخبرني سعيدُ بن المُسَيَّب: أن عمرَ بن الخطاب قال: والله ما هو إلا أن تَلاها أبو بكر - يعني قولَه: {وَما مُحمَّدٌ إلا رسولٌ قد خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] عَقِرْتُ وأنا قَائِمٌ، حتى خَرَرتُ إلى الأرضِ، وأيقَنْتُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد مَات. أخرجه البخاري (3) . [ص: 103] وذكر رزين في كتابه: قال أنس: سمعتُ عمرَ يقول لأبي بكر يومئذٍ: اصعَدِ المنبر، فَلَم يَزَلْ به حتى صَعِدَ المنبر، فبايَعهُ الناسُ عامَّة (4) ، وَخَطَبَ أبو بكر في اليوم الثالث، فقال: - بعد أن حمد الله وصلى على رسوله -: أما بعدُ، أيها الناس، إن الذي رأيتم مني لم يكن حرصاً على ولايَتكم، لكني خِفْتُ الفِتْنَةَ والاختلافَ، وقد رَدَدْتُ أَمْركُمْ إليكم، فَوَلُّوا مَنْ شِئْتم، فقالوا: لا نُقِيلُكَ. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يدبرنا) : دبرت الرجل أدبره: إذا اتبعته وكنت خلفه في أيِّ معنى كان. (يزعجه) : أي ينهضه بسرعة. (عقرت) : أي دهشت بكسر القاف وأصله في الرجل تُسْلِمه قوائمه فلا يستطيع أن يقاتل من الخوف والدهش.   (1) أخرجه البخاري 13 / 179 و 180 في الأحكام، باب في الاستخلاف، وفي الاعتصام في فاتحته. (2) هذه الرواية المعلقة لم نجدها في البخاري، ولعلها من زيادات الحميدي، وقال الحافظ في " الفتح ": في رواية عبد الرزاق عن معمر عند الإسماعيلي: لقد رأيت عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجاً. (3) هذه الرواية المعلقة رواها البخاري 8 / 111 في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وقول الله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} ، قال الحافظ في " الفتح ": وأثر ابن المسيب عن عمر هذا أهمله المزي في الأطراف، مع أنه على شرطه. (4) هذه الرواية التي ذكرها المصنف من رواية رزين هنا، هي في البخاري معلقة 13 / 180 في الأحكام، باب الاستخلاف، قال الحافظ في " الفتح ": هو موصول بالإسناد المذكور، وقد أخرجه الإسماعيلي مختصراً من طريق عبد الرزاق عن معمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الأحكام (13/179) عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن أنس، فذكره. وفي الاعتصام عن يحيى بن بكير، عن ليث عن عقيل عن الزهري عن أنس، فذكره. الحديث: 2077 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 2078 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: إنَّ فاطمةَ بنت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- والعباسَ أتيا أبا بكر يَلتَمِسَانِ مِيِرَاثَهُمَا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 104] وهما حينئذٍ يَطْلُبَانِ أرضَهُ من فَدَكَ، وسهمَهُ من خَيْبَرَ، فقال [لهما] أبو بكر: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَثُ، ما تَرَكنا صدقةٌ» إنما كانَ يَأكُلُ آلُ محمدٍ في هذا المال (1) ، وإني والله، لا أدَع أمراً رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصنَعُهُ فيه إلا صَنَعتُهُ - زاد في رواية: إني أخشى إن تركتُ شيئاً من أمره أن أَزِيغَ - قال: فأما صَدَقَتُهُ بالمدينةِ: فَدَفَعها عمرُ إلى عليٍّ، وعبَّاسٍ، فَغَلَبهُ عليها عليٌّ، وأَما خَيْبَرُ وفَدَكُ: فَأمْسَكَهُما عمرُ، وقال: هُما صدقَةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانَتَا لِحُقوقِهِ التي تَعرُوهُ ونَوائِبِه، وأمرهما إلى مَنْ وَليَ الأمرَ، قال فَهما على ذلك إلى اليوم - قال في رواية: فَهَجَرَتْهُ فاطمةُ، فلم تُكلِّمْهُ في ذلك حتى ماتت، فَدَفَنَها عليٌّ لَيلاً، ولم يُؤذِن بها أَبا بكرٍ - قالت: فكان لعليٍّ وجهٌ من الناسِ (2) حياةَ فاطمةَ، فلما تُوفِّيَتْ [فاطمةُ] انْصَرَفَتْ وجُوهُ الناسِ عن عليّ، ومَكَثَتْ فاطمةُ بَعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سِتةَ أشهرٍ، ثُمَّ تُوفيتْ. فقال رجل للزهريِّ: فلم يُبَايِعْهُ عليٌّ ستةَ أشهرٍ؟ فقال: لا والله، ولا أحدٌ من بني هَاشِمٍ حتى بايَعهُ عليٌّ - فَلَمَّا رأى عليٌّ انصرافَ وجوهِ الناسِ عنه ضَرَعَ إلى مُصَالَحَةِ أبي بكرٍ، فَأَرْسَلَ إلى أبي بكر: ائْتِنا، ولا تَأتِنا معك [ص: 105] بِأَحَدٍ، وَكَرِهَ أَنْ يَأْتِيَهُ عمرُ لِمَا عَلِمَ مِنْ شِدَّةِ عمرَ، فقالَ: لا تَأْتِهم وَحدكَ، فقال أبو بكر: واللهِ لآتِينَّهُمْ وحدي، ما عسى أَنْ يَصنَعُوا بي؟ فانطلَقَ أبو بكر، فَدَخلَ على عليٍّ، وقد جَمَع بني هاشِم عندَه، فقام عليٌّ فَحَمِدَ اللهَ، وأَثْنى عليهِ بما هو أَهْلُهُ، ثم قال: أما بعدُ، فَلم يَمنَعْنا أن نُبَايِعَكَ يا أبا بكرٍ إنكاراً لِفَضِيلَتِكَ، ولا نَفَاسَةً عَلَيْكَ بِخَيرٍ سَاقَهُ الله إليك، ولكن [كُنَّا] نَرَى أَنَّ لَنَا فِي هذا الأمْرِ حَقاً، فَاسْتَبْدَدْتُمْ علينا، ثُمَّ ذكرَ قَرابَتَهُ من رسولِ الله وحَقَّهم، فَلم يَزَلْ عليٌّ يُذَكِّر [هُ] حَتى بكَّى أبا بكر، وَصَمَتَ عليٌّ، فَتَشَهَّدَ أبو بكر فَحمِدَ الله، وأثنى عليه بِمَا هو أهْلُهُ، ثُمَّ قال: أما بعدُ، فواللهِ لَقَرَابَةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أحَبُّ إِليَّ أنْ أَصِلَ مِن قرابتي، وإني واللهِ ما أَلَوْتُ في هذه الأموالِ التي كانت بيني وبينكم عن الخير، ولكني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا نُورَثُ، ما تركنا صدقةٌ» إنما يأكُلُ آلُ محمدٍ في هذا المالِ، وإني والله لا أدَعُ أمراً صَنعهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا صَنَعْتُهُ إن شاءَ الله، وقال عليٌّ: مَوعِدُكَ للبيْعةِ العشِيَّةُ، فلما صلَّى أبو بكرٍ الظهرَ أقبلَ على الناس يَعْذِرُ عليّاً ببعضِ ما اعتَذَرَ بِهِ، ثُمَّ قَامَ عليٌّ، فعظَّم من حقِّ أبي بكر، وذكر فضيلتَه وسابِقتَه، ثم قام إلى أبي بكر فبايَعَهُ، فَأقبلَ الناسُ على عليٍّ، فقالوا: أَصَبْتَ وأحسنتَ، وكان المسلمون إلى عليٍّ قريباً حين رَاجَعَ الأمرَ المعروف» . [ص: 106] أخرجه بطوله مسلم (3) ، وأخرج البخاري منه المسند فقط، وهو: «لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ» . وأخرج أبو داود طِلبةَ فاطمةَ الميراثَ، إلى قوله: «لا نُورَث، ما تركنا صَدَقةٌ، وإنما يأكلُ آلُ مُحَمَّدٍ في هذا المال» . وله في أخرى بنحو ذلك، ولم يذكر حديث عليٍّ، وأبي بكر، وموتَ فاطمةَ (4) . وأخرج النسائي طَرَفاً من أوله: «أنَّ فاطمَةَ أرسَلَتْ إلى أبي بكر تَسألُهُ مِيراثَها من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مِنْ صَدَقَتِهِ، وَمِمَّا تَرَكَ مِنْ خُمُسِ خَيبَرَ، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله قال: «لا نُورَثُ» (5) . وسيجيءُ لَفْظُ أبي داود، والنسائي أيضاً في «كتاب الفرائض» من حرف الفاء، وحيث لم يُخَرِّج الحديثَ بطوله إلا مُسلم لم نُعْلِم عليه إلا [ص: 107] عَلامَتَهُ وحده ها هنا، وأشَرنا إلى ما أخرج غيرُه منهُ لِيُعْرَفَ. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أزيغ) : زاغ عن الحق: إذا مال عنه وعدل. (وَجَدَت) : وجدت تجد، أي غضبت، والموجدة الغضب. (وجه من الناس) : يقال لفلان: وجه من الناس أي: حرمة ومنزلة. (نفاسة) : المنافسة الحرص على الغلبة والانفراد بالمحروص عليه، نفست عليه أنفس نفاسة. (فاستبددتم) : الاستبداد بالأمر الانفراد به دون غيره. (شجر) : شجر [الأمر] بين القوم أي: اختلفوا واشتجروا، تنازعوا واختلفوا ومنه قوله تعالى: {فِيما شَجرَ بَيْنَهمْ} [النساء: 65] أي فيما وقع بينهم في الاختلاف. (ما ألوت) : ألا يألو: إذا قصَّر وفلان لا يألوك نصحاً أي: لا يقصِّر.   (1) في الأصل: فيء هذا المال. (2) في مسلم: " وكان لعلي من الناس وجهة ". (3) رقم (1759) في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، ورواية المصنف له بالمعنى، مسنداً ومعلقاً، وفيه زيادات ولعلها من زيادات الحميدي، والله أعلم. وأخرجه البخاري مختصراً 7 / 63 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال النووي في " شرح مسلم ": وفي هذا الحديث صحة خلافة أبي بكر وانعقاد الاجماع عليها. (4) أبو داود رقم (2968) و (2969) و (2970) في الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم. (5) النسائي 7 / 133 في قسم الفيء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/49) ، (1/10) (58) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (5/115) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام. وفي (8/185) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام. ومسلم (5/155) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد رافع وعبد بن حميد، قال ابن رافع: حدثنا، وقال الآخران: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما (عبد الرزاق وهشام) قالا: أخبرنا معمر. 2 - وأخرجه أحمد (1/6) (25) قال: حدثنا يعقوب. والبخاري (4/96) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (5/155) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، والحسن بن علي الحلواني، قالا: حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم) . وأبو داود (2970) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. كلاهما (يعقوب، وعبد العزيز) قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. 3 - أخرجه أحمد (1/9) (55) قال: حدثنا حجاج بن محمد. والبخاري (5/177) قال: حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (5/153) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: أخبرنا حجين. وأبو داود (2968) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني. أربعتهم (حجاج، ويحيى، وحجين، ويزيد) قالوا: حدثنا الليث - وهو ابن سعد - قال: حدثني عقيل بن خالد. 4 - وأخرجه البخاري (5/25) قال: حدثنا أبو اليمان. وأبو داود (2969) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي قال: حدثنا أبي. والنسائي (7/132) قال: أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا محبوب - يعني ابن موسى - قال: أنبأنا أبو إسحاق - هو الفزاري -. ثلاثتهم (أبو اليمان، وعثمان، وأبو إسحاق) عن شعيب بن أبي حمزة. أربعتهم (معمر، وصالح، وعقيل، وشعيب) عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته. الحديث: 2078 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 2079 - (خ م) القاسم بن محمد - رحمه الله -: قال: قالت عائشةُ: وَارَأْسَاهُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ذَاكَ لَو كانَ وأنا حَيٌّ فَأستَغْفِرُ لَكِ، [ص: 108] وَأدْعُو لك» ، فقالت عائشةُ: واثُكْلاهُ واللهِ إني لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوتي، لَو كان ذلك لَظَلِلْتَ آخِرَ يَومِكَ مُعَرِّساً ببعضِ أزواجِكَ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ، لَقَدْ هَمَمْتُ - أَو أَردْتُ - أنْ أُرسِلَ إلى أَبي بكر وابنهِ، فَأعهدَ أن يقولَ القائِلونَ أو يَتمنَّى المُتَمَنُّونَ، ثم قلتُ: يَأْبى اللهُ، وَيَدفَعُ المؤمِنونَ، أو يدفَعُ اللهُ ويَأبى المؤمنونَ» . أخرجه البخاري. قال الحميديُّ: ويحتمل أنْ يُضاف إلى هذا ما أخرجه مسلم من حديث عُروةَ عن عائشة قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مَرَضِهِ: «ادعِي لي أبا بكرٍ أَبَاكِ، وَأَخاكِ، حتى أَكتبَ كِتَاباً، فَإِني أَخَافُ أن يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ، ويقولَ قائِلٌ: أَنَا أولى، ويَأبى الله، والمؤمِنونَ إلا أبا بكرٍ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (معرساً) : أعرس الرجل بامرأته: إذا دخل بها، قال الجوهري: ولا يقال: عرس، والناس يقولونه.   (1) البخاري 13 / 177 في الأحكام، باب الاستخلاف، وفي المرضى، باب قول المريض: إني وجع، أو وارأساه، وأخرجه مسلم مختصراً رقم (2387) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/144) . ومسلم (7/110) قال: ثنا عبيد الله بن سعيد. كلاهما (أحمد بن حنبل وعبيد الله بن سعيد) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، فذكره. الحديث: 2079 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 2080 - () عائشة - رضي الله عنها -: قالت: نَحَلَني أبي جَادَّ عِشْرينَ وَسْقاً مِن مَالِهِ بِالْغَابَةِ، فَلَما حَضرْتهُ الوفَاةُ قال لها: واللهِ يا بُنيَّةُ، ما مِنَ [ص: 109] الناسِ أحدٌ أحَبُّ إِليَّ غنى بَعدي مِنْكِ، ولا أعزُّ عليَّ فقداً بَعْدي مِنْكِ، وإني كنتُ نَحْلتُكِ جَادَّ عِشْرينَ وسقاً، فَلو كُنتِ جَدَدْتِيهِ وَاحْتَزْتِيهِ كانَ لَكِ، وَإنَّمَا هُوَ الآنَ مَالُ وارِثٍ، وإنما هو أَخَوَاكِ، وَأُخْتَاكِ، فَاقْتَسِمُوهُ على كِتَابِ اللهِ تعالى، قالت: يا أَبتِ، إنما هِيَ أَسماءُ، فَمَن الأُخرى؟ قال: ذُو بَطْن بنْتِ خَارجَةَ، أُرَاهَا جَارِية - وروي: أُرِيتُها جارية - ثم أوصى أن تَغسِلَهُ امْرَأَتُهُ (1) . زاد في رواية: ثُمَّ دَعَا عُمرَ فقالَ: إِنِّي مُستَخلِفُكَ على أصحابِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يا عمرُ: إنما ثَقُلَتْ مَوازينُ مَنْ ثَقُلَتْ موازينُهُ يومَ القيامَةِ باتِّباعِهِمُ الْحَقَّ، وَثِقَلِهِ عليهم، وحُقَّ لميزانٍ لا يوضَعُ فيه إلا الحَقُّ أنْ يكونَ ثَقيلاً، يا عمرُ، وإنما خَفَّت موازين من خَفَّتْ موازينه يومَ القيامة باتِّباعِهِمُ الباطلَ، وخِفَّتِهِ عليهم، وَحُقَّ لميزان لا يَوضَعُ فيه سوى الباطلِ أن يكون خَفيفاً، وكتَبَ إِلى أُمرَاءِ الأجنَادِ: وَلَّيْتُ عليكم عمرَ ولم آلُ نَفْسِي وَلا المُسْلِمين خيراً، ثم مَاتَ وَدُفِنَ لَيْلاً، ثم قام عمرُ في النَّاسِ خَطيباً، ثم قَالَ - بعد أن حَمِدَ الله -: «أيُّها النَّاسُ، إني لا أُعْلِمُكم مِنْ نَفسي شيئاً تَجْهَلُونَهُ، أنا عمرُ، ولم أحرِصْ على أمرِكم، ولكن المتوفَّى أوصى بذلك، واللهُ ألهَمَهُ ذلك، وليسَ أجعَل أمانتي إلى أحدٍ ليسَ لها بأهلٍ، ولكن أَجعلُها إلى من تكون [ص: 110] رَغْبَتُهُ في التوقِيرِ للمسلمين، أولئك أحَقُّ بهم مِمَّنْ سِواهُم» أخرجه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نحلني) : النحلة: العطية والهبة. (جاد عشرين) : الجاد: نخل يجد منه أي: يقطع من ثمرته - مقدار معلوم، والوسق: ستون صاعاً، والصاع: خمسة أرطال وثلث بالعراقي، أو ثمانية أرطال، على اختلاف المذهبين. ومعنى الحديث: أن أبا بكر رضي الله عنه كان وهب عائشة في صحته نخلاً يجد من ثمرته في كل صرام عشرون وسقاً، ولم يكن أقبضها ما وهبها، فلما مرض أعلمها أن ورثته شركاؤها فيه.   (1) أخرجه الموطأ 2 / 752 في الأقضية، باب ما لا يجوز من النحل، وإسناده صحيح. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ولم أجده بهذا اللفظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين. الحديث: 2080 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 2081 - (د) الأقرع - مؤذن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: بَعَثني عمرُ إلى الأسقُفِّ بإيلياءَ، فَدَعَوْتُهُ، فقالَ له عمر: هل تَجِدُني في الكتابِ؟ قال: نعم، قال: كَيفَ تَجِدُني؟ قال: أَجِدُكَ قَرْناً، فَرَفَعَ عليهِ الدِّرَّةَ، وقال: قَرْنَ مَهْ؟ قال: قَرنٌ حَدِيدٌ، أمِينٌ شديدٌ، قال: فكيف تَجدُ الَّذي بعْدي؟ قال: أجِدُهُ خَليفة صَالِحاً، غَيْرَ أَنَّهُ يؤثِرُ قَرَابَتَهُ، قال عمرُ: يَرْحَمُ اللهُ عثمان - ثلاثاً - قال: كيف تَجِدُ الذي بَعدَهُ؟ قال: أَجِدُهُ [ص: 111] صَدأ حَديدٍ، فَرَفَعَ عُمرُ يَدَهُ على رَأسِهِ، وقال: يا دَفْرَاهُ، يا دَفْرَاهُ، فقال: يا أميرَ المؤمنين، إنَّهُ خَلِيفَةٌ صالحٌ، لكنهُ يُستخلَفُ حِينَ يُستخلَف والسَّيفُ مَسْلُولٌ، والدَّمُ مُهْراق. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قرن مه) : الهاء في مه هاء السكت، أي: قرن أي شيء، وأراد بالقرن: الحصن، وجمعه قرون. (صدأ حديد) : الصدأ: ما يعلو الحديد، وهو معروف، والمراد دوام لبس الدروع لاتصال الحروب في زمانه، والمعني به: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويروى صدع حديد بالعين، ويكون بدلاً من الهمزة، والمعنى واحد، وقيل: الصدع: الوعل الذي ليس بالغليظ ولا بالدقيق، وإنما وصف بذلك لاجتماع القوة فيه والخفة، وقد يوصف به الرجل، شبهه في خفته في الحروب، ونهضته إلى صعاب الأمور، حتى يفضي إليه الأمر: بالوعل، لتوقله في رؤوس الجبال، وجعله من حديد: مبالغة في وصفه [ص: 112] بالشدة والبأس، والصبر على الشدائد، ومن رواه بالهمزة، فعلى هذا التأويل: يكون قد أبدلها من العين، والمراد من المعنيين: ما حدث في أيام علي بن أبي طالب من الفتن ومحاربة المسلمين، وملابسة الأمور المشكلة، والخطوب المعضلة، ولذلك قال عمر رضي الله عنه في آخر الحديث: «يا دفراه» والدفر: النتن، تضجراً من ذلك واستفحاشاً له.   (1) رقم (4656) في السنة، باب في الخلفاء، وفي إسناده سعيد إياس الجريري، وهو ثقة لكنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وهذا الحديث ليس عند المنذري، لأنه ليس من رواية اللؤلؤي وإنما هو من رواية أبي بكر بن داسة، ولذا ذكره الخطابي في " معالم السنن "، وعزاه المزي في الأطراف لأبي داود وقال: ولم يذكره أبو القاسم الدمشقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4656) قال: ثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير، ثنا حماد بن سلمة أن سعيد ابن إياس الجريري أخبرهم، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، عن الأقرع، فذكره. قلت: حماد بن سلمة إمام له أوهام، أخرج له مسلم في «الصحيح» عن ثابت، وعن غيره في المتابعات، وهو هنا يروي عن غيره، وشيخه الجريري اختلط، لكن سمع منه حماد قبل الاختلاط. الحديث: 2081 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 2082 - (خ م) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أخرج البخاري هذا الحديث من رواية جُوَيريَةَ بنِ قُدَامَةَ (1) مختصراً، وأَخرجه مسلم من رواية مَعْدَان بْنِ أبي طَلْحَة بطوله: «أنَّ عمرَ بن الخطاب خَطَبَ يومَ الجمعةِ فذكر نَبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم-، وذكر أبا بكرٍ، ثم قال: إني رأَيتُ كأنَّ دِيكاً نَقَرَني ثَلاثَ نَقَراتٍ، وإني لا أُرَاهُ إلا لِحُضورِ أجلي، وإِنَّ أقْواماً يَأْمُرونني أَن أَستخْلفَ، وإنَّ اللهَ لم يكن لِيُضيِّعَ دِينَهُ ولا خِلافَتَهُ، ولا الذي بَعَثَ بِهِ رسولَهُ - صلى الله عليه وسلم-، فَإنْ عَجِلَ بي أمرٌ فَالخِلافَةُ شُورى بَيْنَ هؤلاء السِّتَّةِ الذين تُوفِّيَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو عنهم راضٍ (2) ، وإني قد [ص: 113] عَلِمْتُ أَنَّ أَقْواماً يَطعَنُونَ في [هذا] الأمرِ، أَنَا ضَرَبتُهُمْ بِيَدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا ذلك، فأولئك أعداءُ اللهِ الكفَرَةُ الضُّلالُ، ثم إني لا أدَعُ بَعْدِي شيئاً أَهَمَّ عندي من الكلالَةِ، ما راجَعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ما راجَعتُه في الكلالَةِ، وما أغْلَظَ لي في شيءٍ ما أَغْلَظَ [لي] فيه، حتى طَعَنَ بِإِصبعِهِ في صَدري، وقال: يا عمرُ، ألا تكفيكَ آيةُ الصَّيفِ، التي في آخِر سورةِ النساءِ؟ (3) ، وإني إنْ أَعِشْ أقْضِ فيها بِقَضيَّةٍ يَقْضي بِهَا مَنْ يقرأُ القرآنَ، ومَن لا يَقْرَأُ القرآن، ثم قال: اللَّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ على أمَرَاءِ الأمْصارِ، وإني إنما بَعَثْتُهمْ عليهم لِيعدِلوا، وَلِيعلِّمُوا الناسَ دِينَهُم، وسُنَّةَ نَبِيِّهمْ، وَيقْسِموا فَيْئَهمْ فيهم، ويرفَعُوا إليَّ ما أشْكَلَ عليهم من أمرهم، ثم إنكم أيها الناسُ تَأْكُلُونَ شجرتينِ لا أَراهُما إلا خَبِيثَتَينِ: هذا البَصَلَ والثُّوم (4) ، لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا وَجدَ رِيحهَا من الرجل في المسجدِ أمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إلى البَقِيعِ، فَمَنْ أَكَلَهما فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخاً» (5) . [ص: 114] وفي حديث جُويرِية (6) : «فَمَا كانت إلا جمعَة أخرَى حتى طُعِنَ عُمرُ، قال: فَأذِنَ لِلْمُهَاجِرينَ من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأذِنَ للأنصار، ثم أذِنَ لأهلِ المدينة، ثُمَّ أذِنَ لأهلِ الشام، ثم أَذِنَ لأهْلِ العراق، فكنَّا آخرَ من دخل عليه، قال: فإذا هو قد عَصَّبَ جُرحَهُ بِبُرْدٍ أسودَ، والدمُ يسيلُ عليه، قال: فقلنا: أَوصِنا ولم يسألْهُ الوَصيَّةَ أحدٌ غَيرُنَا، قال: أُوصِيكُمْ بكتابِ [ص: 115] الله، فإنكم لن تَضِلُّوا ما اتَّبعْتُمُوهُ، قال: وأُوصِيكم بالمُهَاجِرينَ، فإن الناسَ يَكثُرونَ وَيَقِلُّونَ، وأُوصيكم بالأنصار، فإنهم شِعْبُ الإسلام الذي لَجَأَ إليهِ، وأُوصيكم بالأعراب، فإنهم أَصْلُكم ومادَّتُكُم - وفي روايةٍ: فإنهم إخوانُكُمْ وَعدُوُّ عَدُوِّكم - وأُوصيكم بأهل الذِّمَّةِ، فإِنهم ذِمَّةُ نَبِيِّكُم، وَرِزْقُ عِيالكُمْ، قوموا عَني» . قال الحميديُّ: وبعض هذا المعنى من الوصية في حديث مقتل عمر، والشُّورى من رواية عَمرو بن مَيْمونَ (7) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شورى) : فعلى، من المشورة في الرأي. (الكلالة) : في الميراث: أن لا يرث الميت ولد ولا والد ويرثه أقاربه. (آية الصيف) : أنزل الله تعالى في الكلالة آيتين، إحداهما: التي في أول سورة النساء، وكان نزولها في الشتاء، والثانية: التي في آخر سورة النساء [ص: 116] وكان نزولها في الصيف، فسميت بآية الصيف. (فيئهم) : الفيء، ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار عن غير حرب وقتال.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": جويرية بن قدامة، ماله في البخاري سوى هذا الموضع، وهو مختصر من حديث طويل في قصة مقتل عمر رضي الله عنه، وقيل: إن جويرية هذا، هو جارية بن قدامة الصحابي المشهور، وفد بينت في كتابي في الصحابة ما يقويه، فإن ثبت وإلا فهو من كبار التابعين. (2) وهم: عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، ولم يدخل عمر رضي الله عنه معهم سعيد بن يزيد لأنه من أقاربه، فتورع عن إدخاله، كما تورع عن إدخال ابنه عبد الله رضي الله عنهم. (3) وهي قوله تعالى: {يستفتونك، قل الله يفتيكم في الكلالة ... } إلى آخرها. (4) قال النووي في " شرح مسلم ": قال العلماء: ويلحق بالبصل والثوم والكراث، كل ما له رائحة كريهة، من المأكولات وغيرها، وقال النووي: قال القاضي: ويلحق به من أكل فجلاً وكان يتجشأ، قال: وقال ابن المرابط: ويلحق به من به بخر في فيه، أو به جرح له رائحة، قال القاضي: وقاس العلماء على هذا مجامع الصلاة غير المسجد، كمصلى العيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات، وكذا مجامع العلم، والذكر، والولائم، ونحوها، ولا يلحق بها الأسواق ونحوها. (5) رواه مسلم من حديث قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن عمر رضي الله عنه، [ص: 114] قال النووي في " شرح مسلم ": هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم، وقال: خالف قتادة في هذا الحديث ثلاثة حفاظ، وهم: منصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، وعمر ابن مرة، فرووه عن سالم عن عمر منقطعاً، لم يذكروا فيه معدان، قال الدارقطني: وقتادة وإن كان ثقة، وزيادة الثقة مقبولة عندنا، فإنه مدلس، ولم يذكر فيه سماعه من سالم (يعني ابن أبي الجعد) فأشبه أن يكون بلغه عن سالم فرواه عنه. قلت (القائل النووي) : هذا الاستدراك مردود، لأن قتادة وإن كان مدلساً، فقد قدمنا في مواضع من هذا الشرح أن ما رواه البخاري ومسلم عن المدلسين وعنعنوه، فهو محمول على أنه ثبت من طريق آخر سماع ذلك المدلس هذا الحديث ممن عنعنه عنه، وأكثر هذا أو كثير منه يذكر مسلم وغيره سماعه من طريق آخر متصلاً به، وقد اتفقوا على أن المدلس لا يحتج بعنعنته كما سبق بيانه في الفصول المذكورة في مقدمة هذا الشرح، ولا شك عندنا في أن مسلماً رحمه الله يعلم هذه القاعدة ويعلم تدليس قتادة، فلولا ثبوت سماعه عنده لم يحتج به، ومع هذا كله فتدليسه لا يلزم منه أن يذكر معداناً من غير أن يكون له ذكر، والذي يخاف من المدلس، أن يحذف الرواة، وأما زيادة من لم يكن، فهذا لا يفعله المدلس، وإنما هذا فعل الكاذب المجاهر بكذبه، وإنما ذكر معدان زيادة ثقة، فيجب قبولها، والعجب من الدارقطني رحمه الله تعالى في كونه جعل التدليس موجباً لاختراع ذكر رجل لا ذكر له، ونسبه إلى مثل قتادة الذي محله من العدالة والحفظ والعلم والغاية العالية وبالله التوفيق. (6) رواية جويرية هذه التي أوردها المصنف هنا فيها زيادات على رواية البخاري، وهي من زيادات الحميدي. (7) البخاري 6 / 192 في الجهاد، باب الوصاة بأهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب يقاتل أهل الذمة ولا يسترقون، وفي الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان، وفي تفسير سورة الحشر، ومسلم رقم (567) في المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وفي رواية يحيى بن صبيح عند الحميدي (29) سمى الستة: «عثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص ... » . أخرجه الحميدي (10 و 29) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن صبيح الخراساني. وأحمد (1/15) (89) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام بن يحيى. وفي (1/26) (179) قال: حدثنا إسماعيل، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (1/27) (186) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: أنا سألته، قال: حدثنا هشام. وفي (1/48) (341) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، أمله علي. ومسلم (2/81) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. وفي (2/82) قال: حدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن شبابة ابن سوار، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/82 و 5/61) قال: حدثن أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (5/61) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن رافع، عن شبابة بن سوار، عن شعبة. وابن ماجة (1014) و (2726) و (3363) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن سعيد بن أبي عروبة. والنسائي (2/43) . وفي الكبرى (698) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. وفي الكبرى «الورقة 87 - أ» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى أيضا «تحفة الأشراف» (8/10646) عن إسحاق ابن إبراهيم، عن معاذ بن هشام، عن أبيه. وابن خزيمة (1666) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. خمستهم - يحيى بن صبيح، وهمام، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وشعبة - عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره. * أخرجه الحميدي (11) قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى «الورقة 87 - أ» قال: أخبرنا سليمان ابن منصور، قال: حدثنا أبو الأحوص. كلاهما (سفيان، وأبو الأحوص) عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن عمر بن الخطاب، مثله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ولم يذكر حصين: «معدان بن أبي طلحة» . * وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 87 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد. قال: قال عمر: إنكم تأكلون طعاما خبيثا: هاتين الشجرتين البصل والثوم، فإن كنت آكليهما فاقتلوهما بالنضج. «موقوفا» وليس فيه «معدان» . الحديث: 2082 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 2083 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: «لَمَّا صَدَرَ عمرُ بنُ الخطاب من مِنى أَناخَ بالأبطحِ، ثم كوَّمَ كَوْمَة من بطحَاءَ، ثم طَرَحَ عليها رِدَاءهُ، ثم استَلْقى، ومَدَّ يَديهِ إِلى السماءِ، فقال: اللَّهمَّ كَبِرَتْ سِني، وَضَعُفَتْ قُوَّتي، وانتَشرَتْ رَعيَّتي، فَاقبضني إليك غيرَ مُضيِّعٍ، ولا مُفرِّطٍ، ثم قَدِمَ المَدينةَ في عَقِبِ ذي الحِجَّةِ، فَخَطَبَ الناسَ فقال: أَيها الناسُ، قد سُنَّتْ لكم السُّننُ، وفُرِضَتْ لكم الفرائضُ، وتُرِكتُمْ على الواضِحَةِ، لَيلُها كَنَهَارِها، وَصَفَقَ إحدى يَدَيْه على الأخرى، وقال: إلا أن تَضِلُّوا بالناس يميناً وشمالاً، ثم قال: إياكم أنْ تَهْلِكُوا عن آيةِ الرَّجمِ، أَن يقولَ قائلٌ: لا نَجِدُ حَدَّيْنِ في كتاب الله، فقد رَجَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ورَجَمْنا، والذي نفسي بِيَدِهِ، لولا أن يقولَ الناسُ: زاد ابنُ الخطاب في كتاب الله لَكتبتُها (1) : {الشَّيخُ والشَّيخَةُ فَارجُموهما ألبَتَّةَ} فإنا قد قَرأنَاها» (2) . [ص: 117] قال ابن المسيب: فما انسلخ ذو الحِجَّة حتى قُتلَ عُمرُ (3) . قال مالك: قوله: {الشَّيخُ والشَّيخَةُ} يعني: الثَّيِّبُ والثَّيِّبَةُ (4) . أخرجه الموطأ.   (1) مراد عمر رضي الله عنه: المبالغة والحث على العمل بالرجم، لأن معنى الآية باق وإن نسخ لفظها، إذ لا يسع مثل عمر رضي الله عنه مع مزيد فقهه تجويز كتبها مع نسخ لفظها. (2) ثم نسخ لفظها وبقي حكمها، بدليل أنه صلى الله عليه وسلم رجم ورجم الصحابة بعده ولم ينكر عليهم أحد. (3) 2 / 824 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، وإسناده صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": رواية سعيد (يعني ابن المسيب) عن عمر تجري مجرى المتصل لأنه رآه، وقد صحح بعض العلماء سماعه منه، قاله أبو عمر، يعني ابن عبد البر. (4) أي المحصن والمحصنة وإن كانا شابين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1601) عن يحيى بن سعيد بن المسيب، أنه سمعه يقول، فذكره. قال الإمام الزرقاني: رواية سعيد عن عمر تجري مجرى المتصل، لأنه رآه وقد صحح بعض العلماء سمعه منه - نقلا عن أبي عمر. قلت: وفي هذا نظر، والله أعلم. الحديث: 2083 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 2084 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «دَخَلْتُ على حَفصَةَ وَنَوساتُها تَنطِفُ، فقالت: أَعَلِمْتَ أنَّ أَبَاكَ غَيرُ مُستخلفٍ؟ قلتُ: ما كانَ لِيَفْعَلَ، قالت: إّنه فاعلٌ، قال: فَحلفْتُ أَن أُكَلِّمَهُ في ذلك، فَسَكَتُّ حتى غَدوَتُ ولم أُكَلِّمْهُ، فكنتُ كأنما أحمِلُ بِيَميني جَبَلاً حتى رَجعْتُ، فدخلتُ عليه، فسأَلني عن حال الناس، وأنا أُخْبِرُهُ، قال: ثم قلتُ له: إني سمعتُ الناسَ يقولون مَقَالَة، فآلَيْتُ أن أَقولها لك: زَعَموا أَنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ، وإنه لو كان [لك] راعي إبلٍ، أو راعي غَنَمٍ، ثم جاءك وتَرَكَهَا لَرَأيتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ، فَرِعَايَةُ الناسِ أشدُّ؟ قال: فَوَافَقَهُ قَولي، فَوَضَعَ رأسه ساعة، ثم رَفَعَهُ إليَّ، فقالَ: إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظُ دِينَهُ، وإني إن لا أسْتَخْلِفْ، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَسْتَخلِفْ، وإن أَسْتَخْلِفْ فإنَّ أَبا بكرٍ قد استَخْلَفَ، قال: فواللهِ، ما هو إلا أن ذَكَرَ رسولَ الله، وأبا [ص: 118] بكرٍ، فعَلِمْتُ أنه لم يكن لِيعدِلَ برسولِ اللهِ أحداً، وأَنَّهُ غيرُ مُستَخلِفٍ» . وفي رواية بمعناه في الاستخلاف: وأنه لما طُعِنَ عمرُ قيل له: لو اسْتَخلفْتَ؟ قال: أتَحَمَّلُ أمْرَكم حَيّاً ومَيتاً؟ إنْ استخْلَفْتُ فقد استخْلفَ مَنْ هو خَيْرٌ مِني: أبو بكرٍ، وإن تَركْتُ فقد تَرَكَ مَنْ هو خَيرٌ مِني: رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وَدِدتُ: أَنَّ حَظِّي منها الكَفَافُ، لا عَليَّ، ولا ليَ، قال عبدُ الله: فعلمتُ أَنه غير مُستخلِفٍ، فقالوا: جَزَاكَ اللهُ خَيراً، فقال: رَاغِبٌ ورَاهِبٌ. أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرج الترمذي منه فصلاً، وهو قوله: «قال ابن عمر: قيلَ لعمرَ بن الخطاب: لو اسْتَخلفْتَ؟ قال: إِنْ استَخلفتُ فقد استخْلفَ أبو بكر، وإن لم أستخلفْ لم يَسْتَخْلفْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» لم يَزِد. وقال: وفي الحديث قصة. وأخرج أبو داود منه قوله: «وإني إن لا أسْتَخْلِفْ، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَسْتَخلِفْ» إلى آخر الروايةِ الأولى (1) . [ص: 119] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نوساتها) : النوسات: ذوائب الشعر. (تنطف) : تقطر ماء. (راغب وراهب) : الراغب: الطالب، والراهب: الخائف، والمراد: أنكم في قولكم لي هذا القول، إما راغب فيما عندي، أو راهب مني، وقيل: أراد أنني راغب فيما عند الله، وراهب من عقابه، فلا تعويل عندي على ما قلتم لي من الوصف والإطراء.   (1) البخاري 13 / 177 و 178 في الأحكام، باب الاستخلاف، ومسلم رقم (1823) في الإمارة، باب الاستخلاف وتركه، والترمذي رقم (2226) في الفتن، باب ما جاء في الخلافة، وأبو داود رقم (2939) في الخراج والإمارة، باب في الخليفة يستخلف، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 43 و 47. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (13/177 و 178) عن إبراهيم بن موسى، عن هشام عن معمر، عن الزهري عن سالم عن أبيه، فذكره. والترمذي (2226) قال: ثنا يحيى بن موسى، حدثنا عبد الرزاق. أخبرنا معمر، فذكره. وأبو داود (2939) قال: ثنا محمد بن داود بن سفيان وسلمة، قالا: ثنا عبد الرزاق، فذكره. الحديث: 2084 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 117 2085 - (خ) عمرو بن ميمون الأودي - رحمه الله -: قال: «رأَيتُ عمرَ بن الخطاب قبلَ أنْ يُصابَ بأيامٍ بالمدينةِ وَقَفَ على حُذَيفَةَ بن اليمان، وعثمانَ بنِ حُنَيْفٍ، فقال: كيف فَعَلْتُما؟ أَتَخَافانِ أنْ تكونَا قَدْ حَمَّلتُما الأرضَ ما لا تُطيقُ؟ قالا: حَمَّلنْاهَا أَمراً هِيَ له مُطِيقَةٌ، وما فِيها كبِيرُ فَضلٍ، فقال: انظرا أنْ تكونا حمَّلْتمُا الأرضَ ما لا تُطيقُ! ، فقالا: لا، فقال [عمرُ] : لئِن سَلَّمَني الله تعالى لأدَعنَّ أرَامِلَ أَهلِ العِرَاقِ لا يحتَجْنَ إلى أحدٍ بعدي أَبداً، قال: فَما أتتْ عليه إِلا رَابعَةُ حتى أُصيبَ - رضي الله عنه - وقال عمرو بن ميمون: وإِني لَقَائِمٌ، ما بَيني وبينه إلا عبد الله بن عباس، غَدَاةَ أُصِيبَ، وكانَ إذا مَرَّ بَيْنَ الصفَّينِ قَام بينهما، فإذا رأى خَلَلاً قال: اسْتووا، حتى إِذا لم يَرَ فيه خَلَلاً تقدَّمَ فَكَبَّرَ، قال: وَرُبما قَرَأ سورة (يوسف) أو [ص: 120] (النَّحْلِ) أو نحو ذلك في الرَّكعةِ الأُولى، حتى يجتمعَ الناسُ، فما هو إلا أَنْ كَبَّرَ، فسمعتُه يقول: قَتَلَني - أَو أَكَلَني - الكَلْبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطارَ العِلجُ بسَكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ، لا يَمُرُّ على أَحَدٍ يميناً، ولا شِمَالاً إلا طَعَنَهُ، حتى طعنَ ثَلاثَةَ عشَر رَجُلاً، فماتَ منهم تِسعةٌ - وفي رواية: سَبْعَةٌ - فلما رأى ذلك رجلٌ من المسلمين طَرَحَ عليه بُرْنُساً، فلما ظَنَّ العِلْجُ أَنه مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وتنَاوَلَ عمرُ [يَدَ] عبدِ الرحمن بن عوفٍ فَقَدَّمَهُ (1) ، فَأمَّا مَنْ كَانَ يَلي عمرَ، فقد رأَى الذي رأَيتُ، وأمَّا نَواحِي المسجد، فإنهم لا يدْرونَ ما الأمْرُ؟ غيرَ أنهم [قد] فَقَدوا صَوتَ عمرَ، وهم يقولون: سبحان الله، سبحان الله، فَصَلَّى بهم عبدُ الرحمن بنُ عَوف صَلاة خَفيفَة، فلما انْصرَفُوا، قال: يا ابنَ عبَّاس، انظر: مَنْ قَتلَني؟ قال: فَجَالَ ساعة ثم جَاءَ، فقال: غُلامُ المُغِيرَةِ بن شُعبَةَ، فقال: آلصَّنَعُ؟ قال: نعم، قال: قَاتَلَهُ الله، لقد كُنتُ أَمَرتُ به معروفاً، ثم قال: الحمد لله الذي لم يَجْعلْ مِيتَتي (2) بيد رجل مسلمٍ، قد كنْتَ أنْتَ وأبوكَ تُحِبانِ أنْ تَكثُرَ العُلُوجُ بالمدينة - وكان العباسُ أَكثَرَهُمْ رَقيقاً - فقال ابنُ عباس: إنْ شئتَ فعلتُ (3) - أي: إن [ص: 121] شئتَ قَتَلْنَا- قال: [كَذَبتَ] (4) ، بَعدَما تَكلَّمُوا بِلِسَانِكم، وصَلَّوْا قِبْلَتَكم، وحَجُّوا حَجَّكم؟ فَاحْتُمِلَ إلى بَيتِهِ، فانطلقنا معه، قال: وكأنَّ الناسَ لم تُصِبْهُمْ مصيبةٌ قَبلَ يومِئذ، قال: فقائلٌ يقول: أَخَافُ عليه، وقَائِلٌ يقول: لا بأسَ، فَأُتيَ بنبيذٍ (5) فشَرِبَهُ، فَخَرجَ من جَوفِهِ، ثُمَّ أُتيَ بلَبَنٍ فَشَرِبَ منه، فخرجَ من جُرْحِهِ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ، قال: فدخلنا عليه، وجاء الناسُ يُثنونَ عليه (6) وجاء رجلٌ شابٌ فقال: أبشِر يا أمِيرَ المؤمنين ببُشْرى اللهِ - عزَّ وجل -، قد كانَ لك من صُحبَةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وقَدَمٍ في الإسلام، ما قَد علمتَ، ثم وَلِيتَ فَعَدَلتَ، ثم شَهَادَةٌ، فقال: وَدِدتُ أَنَّ ذلك كانَ كفافاً، لا عَلَيَّ، ولا لي، فلما أَدْبَرَ الرَّجُلُ إذا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأرضَ، فقال: رُدُّوا عَليَّ الغُلامَ، فقال: يا ابْنَ أَخي، ارْفَع ثَوبَكَ فإنه أَبقى (7) لِثَوبِكَ، وأَتقَى لربِّكَ (8) ، يا عبدَ الله انْظر ما عَليَّ من الدَّينِ، [ص: 122] فَحَسَبُوهُ فَوجدوه سِتَّة وثمانينَ أَلفاً، أو نحوه (9) ، فقال: إِن وَفَى به مالُ آلِ عمر فَأدِّهِ من أَموالهم، وإلا فَسلْ في بني عَدِيِّ بنِ كَعب، فإنْ لم تَف أموالُهُم فَسَلْ في قُرَيشٍ، ولا تَعْدُهُمْ إِلى غيرهم، وأَدِّ عَني هذا المالَ، انْطَلق إِلى أُمِّ المؤمنين عائشةَ، فقل: يَقْرَأُ عليكِ عمرُ السلامَ، ولا تَقلْ: أميرُ المؤمنين، فَإِني لَستُ اليَومَ للمؤمنين أَميراً، وقلْ: يستَأذِنُ عمرُ بنُ الخطاب أَن يُدفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، قال: فسَلَّمَ واستَأذَنَ، ثم دخل عليها، فوجدها قَاعِدَة تبكي، فقال: يَقْرأُ عليكِ عمرُ بن الخطابِ السلامَ، ويستأذِنُ أن يُدْفَنَ مع صَاحِبَيْهِ، قال: فقالت: كنتُ أُرِيدُه لِنَفْسي، وَلأُوثِرَنَّهُ اليومَ على نفسي، فلما أَقبلَ، قيل: هذا عبدُ الله بنُ عمر قد جاء، فقال: ارفَعُوني، وأَسنَدَهُ رَجُلٌ إليهِ، فقال: ما لَدَيك؟ قال: الذي تُحِبُّ يا أمير المؤمنين، أذِنَتْ، قال: الحمدُ لله، ما كان شيءٌ أهَمَّ إِليَّ من ذلك، فإذا أنا قُبِضتُ فَاحْمِلُوني، ثم سَلِّمَ، وَقُلْ: يستأذِنُ عمرُ، فَإِنْ أَذِنَتْ لي فَأدخِلُوني، وإنْ رَدَّتني فَردُّوني إِلى مَقَابِرِ المسلمين، وجاءت أُمُّ المؤمنين حَفصةُ والنِّسَاءُ تَسترنها (10) ، فلما رَأينَاهَا قُمنا، فَوَلَجتْ عليهِ، فبكَت عندَهُ ساعَة، واستأذَنَ الرجالُ، [ص: 123] فَوَلَجَتْ داخلاً، فسمعنا بكاءهَا من الدَّاخِلِ، فقالوا: أوصِ يا أمير المؤمنين، استخْلِفْ، قال: ما أرَى أَحَداً أَحَقَّ بهذا الأمر من هؤلاءِ النفرِ - أَو الرَّهطِ - الذين تُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم رَاضٍ، فَسمى عَليّاً، وعثمانَ، والزُّبيْرَ، وطَلْحَةَ، وسعداً، وعبدَ الرحمن، وقال: يَشْهَدُكم عبدُ الله بنُ عمر، وليس له من الأمر شيءٌ - كَهيئَةِ التَّعْزِيةِ له - فإِن أصَابَتِ الإمارَةُ سعداً فهو ذاك، وإلا فَلْيستَعِن به أيُّكم ما أُمِّرَ، فإِني لم أَعْزِلْهُ عن عَجْزٍ، ولا خِيانَة، وقال: أُوصي الخليفةَ من بَعدي بالمهاجِرين الأولينَ: أنْ يَعْرِفَ لهم حَقَّهُمْ، ويحفظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُم، وَأُوصِيهِ بالأنصارِ خَيراً: الذين تَبَوَّؤُوا الدارّ والإيمَانَ من قَبلِهِمْ: أَن يُقبَلَ من مُحْسنِهم، وأَن يُعْفى عن مُسيئِهم، وأوصيِه بأهلِ الأمصارِ خَيْراً: فَإِنَّهُم رِدءُ الإسلامِ، وجُبَاةُ المالِ، وَغَيظُ العَدُوِّ، وأَن لا يُؤخذَ منهم إلا فَضْلُهم عن رِضى منهم، وأوصِيهِ بالأعراب خيراً، فإنهم أَصلُ العربِ وَمَادَّةُ الإسلامِ: أن يُؤخذَ مِن حَواشِي أموالهم، ويُرَدَّ على فُقَرَائِهِم، وأوصِيهِ بِذِمَّةِ الله وذِمَّةِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-: أَن يُوفى لهم بِعَهْدِهم، وأن يُقَاتَلَ مِن وَرَائِهِم (11) ، ولا يُكلَّفُوا إلا طَاقَتَهم، قال: فلما قُبضَ خرجنا بِهِ، فانطَلقنا نَمشي، فَسلَّم عبد الله بن عُمَرَ، وقال: يستأذن عمرُ بن الخطاب، قالت: أدخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ، فَوُضِعَ هُنالك مَعَ صَاحِبيَهِ، فلما [ص: 124] فُرغَ من دَفْنهِ اجتمَعَ هؤلاء الرَّهطُ، فقال عبدُ الرحمن بن عوف: اجْعَلوا أَمرَكم إلى ثلاثةٍ منكم، فقال الزبيرُ: قد جعلتُ أمري إِلى عليٍّ، وقال طلحةُ: قد جعلتُ أمري إلى عثمانَ، وقال سعدٌ: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن، فقال عبد الرحمن: أَيُّكما يَبرَأُ من الأمرِ فَنَجْعَله إليه، واللهُ عَليه والإسلامُ لَيَنْظُرَنَّ أفْضَلَهُم في نفسه؟ فَأُسكِتَ الشيْخَانِ، فقال عبدُ الرحمن: أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ، والله عَلَيَّ أَن لا آلُوا عن أَفْضِلِكم؟ قالا: نعم، فَأخَذَ بِيَدِ أحَدهما، فقال: [إن] لَكَ من قَرَابَةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- والقَدَمِ في الإسلامِ ما قَد عَلِمْتَ، فَاللهُ عليك لَئِنْ أَمَّرتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِن أمَّرتُ عثمانَ لَتَسمعَنَّ وَلَتُطيعَنَّ؟ ثم خَلا بالآخَرِ فقال له مثل ذلك، فلما أخذَ الميثَاقَ قال: ارفَع يَدَكَ يا عثمانُ فَبَايَعَهُ، وبَايَعَ له عليٌّ، وولَجَ أَهلُ الدَّار فَبَايَعُوهُ» . أخرجه البخاري (12) . [ص: 125] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العلج) : العجمي في ذلك الوقت. (أرامل) : جمع أرملة، وهي التي مات زوجها، والرجل إذا ماتت امرأته: أرمل، وقيل: أراد بالأرامل: المساكين من الرجل والنساء. (بُرنُساً) : البرنس: قلنسوة طويلة كان يلبسها الزهاد في صدر الإسلام (13) . [ص: 126] [[ (الصنع) بفتح الصاد والنون: الصانع المجيد المتقن، والمرأة صناع.]] (رقيقاً) : الرقيق: اسم لجميع العبيد والإماء. (كفافاً) : يقال: خرجت من هذا الأمر كفافاً، أي: لا لي ولا علي. (نبيذ) : شراب من تمر أو زبيب منبوذ في ماء، والمراد به: الحلال المباح الذي لا يسكر. (لا تعدوهم) : عداه: إذا جاوزه إلى غيره. (تبوؤوا) : تبوأت المنزل: إذا اتخذته منزلاً. (ردء) : الردء العون.   (1) أي للصلاة بالناس. (2) قال الحافظ في " الفتح ": وفي رواية الكشميهني: منيتي بفتح الميم وكسر النون وتشديد التحتانية. (3) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن التين: إنما قال ذلك لعلمه بأن عمر لا يأمر بقتلهم. (4) قال الحافظ: هو على ما ألف من شدة عمر في الدين، لأنه فهم من ابن عباس من قوله: إن شئت فعلنا، أي قتلناهم، فأجابه بذلك، وأهل الحجاز يقولون: كذبت في موضع أخطأت، وإنما قال له بعد أن صلوا، لعلمه أن المسلم لا يحل قتله، ولعل ابن عباس إنما أراد قتل من لم يسلم منهم. (5) المراد بالنبيذ: تمرات نبذت في ماء، أي نقعت فيه، كانوا يصنعون ذلك، لاستعذاب الماء. (6) قال الحافظ في " الفتح ": في رواية الكشميهني: فجعلوا يثنون عليه. (7) وفي بعض النسخ: أنقى وهي أصوب، قال الحافظ في " الفتح ": بالنون ثم القاف للأكثر، وبالموحدة بدل النون للكشميهني. (8) قال الحافظ: وفي إنكاره على ابن عباس، ما كان عليه من الصلابة في الدين، وأنه لم يشغله ما هو فيه من الموت عن الأمر بالمعروف. (9) قال الحافظ: في حديث جابر: ثم قال: يا عبد الله أقسمت عليك بحق الله وحق عمر إذا مت فدفنتني أن لا تغسل رأسك حتى تبيع من رباع آل عمر بثمانين ألفاً فتضعها في بيت مال المسلمين، فسأله عبد الرحمن بن عوف، فقال: أنفقتها في حجج حججتها، وفي نوائب كانت تنوبني، وعرف بهذا جهة دين عمر. (10) بعض النسخ: تسير معها. (11) أي: إن قصدهم عدوهم ودفع عنهم مضرتهم. (12) 7 / 49 و 50 و 51 و 52 و 53 و 54 و 55 و 56 و 57 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان، وفي الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، وفي الجهاد، باب يقاتل أهل الذمة ولا يسترقون، وفي تفسير سورة الحشر. قال الحافظ في " الفتح ": 7 / 56، 57: وفي قصة عمر هذه من الفوائد، شفقته على المسلمين، ونصيحته لهم، وإقامة السنة فيهم، وشدة خوفه من ربه، واهتمامه بأمر الدين أكثر من اهتمامه بأمر نفسه، وأن النهي عن المدح في الوجه مخصوص بما إذا كان غلو مفرط أو كذب ظاهر، ومن ثم لم ينه عمر الشاب عن مدحه له مع كونه أمر بتشمير إزاره والوصية بأداء الدين [ص: 125] والاعتناء بالدفن عند أهل الخير، والمشورة في نصب الإمام، وتقديم الأفضل، وأن الإمامة تنعقد بالبيعة، وغير ذلك مما هو ظاهر بالتأمل، والله الموفق، وقال ابن بطال: فيه دليل على جواز تولية المفضول على الأفضل منه، لأن ذلك لو لم يجز لم يجعل الأمر شورى إلى ستة أنفس مع علمه أن بعضهم أفضل من بعض، قال: ويدل على ذلك أيضاً قول أبي بكر: قد رضيت لكم أحد الرجلين: عمر وأبي عبيدة، مع علمه بأنه أفضل منهما، وقد استشكل جعل عمر الخلافة في ستة، ووكل ذلك إلى اجتهادهم، ولم يصنع ما صنع أبو بكر في اجتهاده فيه، لأنه إن كان لا يرى جواز ولاية المفضول على الفاضل، فصنيعه يدل على أن من عدا الستة كان عنده مفضولاً بالنسبة إليهم، وإذا عرف ذلك فلم يخف عليه أفضلية بعض الستة على بعض وان كان يرى جواز ولاية المفضول على الفاضل، فمن ولاه منهم أو من غيرهم كان ممكناً، والجواب عن الأول يدخل فيه الجواب [[عن]] الثاني، وهو أنه إذا تعارض عنده صنيع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يصرح باستخلاف شخص بعينه، وصنيع أبي بكر حيث صرح، فتلك طريق تجمع التنصيص وعدم التعيين، وإن شئت قل: تجمع الاستخلاف وترك تعيين الخليفة، وقد أشار بذلك إلى قوله: لا أتقلدها حياً وميتاً، لأن الذي يقع ممن يستخلف بهذه الكيفية إنما ينسب إليه بطريق الإجمال، لا بطريق التفصيل، فعينهم ومكنهم من المشاورة في ذلك، والمناظرة فيه لتقع ولاية من يتولى بعده عن اتفاق من معظم الموجودين حينئذ ببلده التي هي دار الهجرة، وبها معظم الصحابة، وكل من كان ساكناً مع غيرهم في بلد غيرها، كان تبعاً لهم فيما يتفقون عليه. (13) ليس للزهاد لباس خاص في الإسلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/49) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن حصين، عن عمرو بن ميمون الأودي، فذكره. الحديث: 2085 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 2086 - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أَنه لمَّا سَقَطَ حَائطُ حُجْرَةِ قَبْرِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في زَمَانِ الوليد أَخَذَ في بِنَائِهِ (1) ، فَبَدَتْ لَهُم [ص: 127] قَدَمٌ، فَفَزِعُوا، وظَنوا أَنَّها قَدَمُ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فما وجدوا أحداً يعلم ذلك، حتى قال لهم عروةُ: [لا] والله، ما هي قَدَمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومَا هي إلا قَدَمُ عُمَرَ» أخرجه ... (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": والسبب في ذلك ما رواه أبو بكر الآجري من طريق شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي قال: كان الناس يصلون إلى القبر، فأمر به عمر بن عبد العزيز فرفع حتى لا يصلي إليه أحد، فلما هدم بدت قدم بساق وركبة، ففزع عمر بن عبد العزيز، فأتاه عروة فقال: هذا ساق عمر وركبته، فسري عن عمر بن عبد العزيز، وروى الآجري من طريق مالك بن المغول عن رجاء بن حيوة قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز وكان قد اشترى حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: أن اهدمها ووسع بها المسجد، فقعد عمر في ناحية المسجد ثم أمر بهدمها، فما رأيته باكياً أكثر من يومئذ، ثم بناه كما أراد، فلما أن بنى البيت على القبر، وهدم البيت الأول ظهرت القبور الثلاثة، وكان الرمل الذي عليها قد انهار، ففزع عمر بن عبد العزيز، وأراد أن يقوم فيسويها بنفسه، فقلت له: أصلحك الله، إنك إن قمت قام الناس معك، فلو أمرت رجلاً أن يصلحها، ورجوت أن يأمرني بذلك، فقال: يا مزاحم - يعني مولاه -: قم فأصلحها. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، والحديث عند البخاري 3 / 204 في الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/300) قال: ثنا فروة، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه لما سقط .... فذكره. الحديث: 2086 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 2087 - (خ) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه -: «أنَّ الرَّهطَ الذين وَلاهُم عمرُ (1) اجتَمعُوا، فَتَشَاوَرُوا، فقال لهم عبد الرحمن بن عوف: لَستُ بالذي أُنَافِسُكُمْ في هذا الأمْرِ، ولكنكم إِن شِئْتُمْ اختَرْتُ لكم منكم، فَجَعَلُوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولَّوْهُ أمْرَهُمْ انثَالَ الناسُ (2) على عبد الرحمن ومالُوا إليه، حتى ما أرى أحَداً من الناسِ يتْبَعُ أحداً مِن أُولئِكَ الرَّهطِ، ولا يَطأُ عَقِبَيهِ، ومَالَ الناسُ على عبد الرحمن يُشَاوِرونَهُ، ويُناجُونَهُ تِلْكَ اللَّيالِيَ، حتى إذا كانت الليلةُ التي أَصبَحنا منها، فَبايعْنا عثمانَ، قال المسِورُ: طَرَقني عبدُ الرحمن بعد هَجْعٍ من الليلِ، فَضَربَ البابَ حتى اسْتَيقَظتُ، فقال: ألا أرَاكَ نَائِماً؟ فواللهِ مَا اكْتَحَلتُ هذه الثلاثَ بِكَبير [ص: 128] نَومٍ [انْطَلِقْ] فَادعُ لي الزُّبَيْرَ وسعداً، فَدعَوتُهُمَا له، فَشَاورَهُما، ثم دعاني، فقال: ادْعُ لي عليّاً، فَدَعَوتُهُ فَنَاجَاهُ حتى ابْهَارَّ اللَّيلُ (3) ، ثم قامَ عليٌّ من عنده وهو على طَمَعٍ، وكان عبدُ الرحمن يَخشى من عليٍّ شيئاً، ثم قال: ادعُ لي عثمانَ، فناجاهُ حتى فَرَّقَ بينهما المؤذِّنُ للصبح، فلمَّا صلى الناسُ الصبحَ، اجتَمَعَ أُولَئِكَ الرهطُ عند المنبر، فأرسلَ عبدُ الرحمن إلى من كان خارجاً من المهاجرين والأنصارِ، وأَرسلَ إِلى أُمَراءِ الأَجْنَادِ، وكانوا قد وَافَوْا تلك الحجَّةَ مع عُمَرَ، فلما اجتمعوا تَشهَّدَ عبدُ الرحمن، وقال: أما بعدُ، يا عليُّ، فإني نَظَرْتُ في أمرِ الناسِ، فلم أرهُمْ يَعْدِلُون بِعثمانَ، فلا تَجْعَلَنَّ على نَفْسِكَ سَبِيلاً، وَأخَذَ بيدِ عثمانَ، وقال: أَبايِعُكَ على سُنَّةِ الله ورسوله، والخَلِيفَتينِ من بعده، فبايَعَهُ عبد الرحمن، وبايَعَهُ الناسُ والمهاجرونَ والأنصارُ، وأُمَرَاءُ الأجنادِ والمُسلِمونَ» . أخرجه البخاري (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هجع) : مضى هجع من الليل، أي: طائفة منه. (إبهار الليل) : إذا مضى نصفه.   (1) أي عينهم فجعل الخلافة شورى بينهم، أي ولاهم التشاور فيمن يعقد له الخلافة منهم. (2) لفظه في البخاري المطبوع: فلما ولوا عبد الرحمن أمرهم فمال الناس، قال الحافظ في " الفتح ": في رواية سعيد بن عامر: فانثال الناس، وهو بنون ومثلثة، أي قصدوه كلهم شيئاً بعد شيء، وأصل النثل: الصب، يقال: نثل كنانته، أي: صب ما فيها من السهام. (3) ابهار الليل: انتصف، وبهرة كل شيء: وسطه، وقيل: معظمه، والبهر: الضوء. (4) 13 / 168 و 169 و 170 في الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (13/168) قال: ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن حميدا بن عبد الرحمن أخبره، أن المسور بن مخرمة أخبره، فذكره. الحديث: 2087 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 127 2088 - () عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -: قال: «لمَّا حُوصِرَ [ص: 129] عثمانُ، وَلَّى أَبا هُرَيْرَةَ على الصَّلاةِ، وكان ابنُ عباسٍ يُصَلِّي أحياناً، ثم بَعثَ عثمانُ إليهم، فقال: ما تُريِدونَ مِني؟ قالوا: نُريدُ أَنْ تَخْلَعَ إِليهم أَمرَهم، قال: لا أَخْلَعُ سِرْبَالاً سَرْبَلنيِهِ اللهُ تعالى، قالوا: فهم قاتِلُوكَ، قال: لَئِن قَتَلتُمُوني لا تَتَحابُّونَ بَعدي أبداً، ولا تُقَاتِلُونَ بعدي عَدوّاً جميعاً أَبداً، وَلَتَخْتَلِفُنَّ (1) على بَصِيرةٍ، يا قَومِ، لا يَجْرِمَنَّكم شِقَاقي أن يُصِيبَكُمْ ما أَصَابَ مَنْ قَبْلَكُمْ، فلما اشتَدَّ عليه الأمْرُ أصبحَ صَائِماً يَومَ الجمعةِ، فلما كان في بعض النهارِ نَامَ، قال: رأَيتُ الآنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال لِي: إِنَّكَ تُفْطِرُ عندنا اللَّيلَةَ، فَقُتِلَ مِنْ يَومِهِ، ثم قَامَ عليٌّ خَطيباً، فَحمِدَ اللهَ، وأثنى عليه، وقال: أَيُّهَا الناسُ، أقْبِلُوا عَليَّ بِأسْمَاعِكُمْ وأبصارِكم، إني أخاف أن أَكونَ أنا وأنتم قد أصبَحْنا في فِتنَةٍ، وما علينا فيها إلا الاجتهادُ، [وقال] : إنَّ اللهَ أدَّبَ الأُمَّةَ بِأدَبَيْنِ: الكِتابِ والسنَّةِ، لا هَوادَةَ عند السلطان فيهما، فاتَّقُوا اللهَ وأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكم، ثم نَزَلَ، وَعَمَدَ إلى ما بَقيَ من بَيْتِ المال، فَقَسَمَهُ على المسلمين» أخرجه ... (2) . [ص: 130] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بصيرة) : البصيرة: المعرفة والفطنة. (يجرمنكم) : لا يجرمنكم أي: لا يحملنكم ولا يحدوكم. (شقاقي) : الشقاق: النزاع والخلاف. (هوادة) : الهوادة: السكون والموادعة والرضى بالحالة التي ترجى معها السلامة.   (1) في الأصل: ولتخلفن. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول. الحديث: 2088 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 2089 - (خ) الحسن البصري - رحمه الله - قال: اسْتَقْبَلَ واللهِ الحسنُ بنُ عليّ مُعاوِيةَ بِكَتَائِبَ أَمْثالِ الجبالِ، فقال عَمْرو بنُ العاصِ لِمُعَاويةَ: إِنِّي لأرى كتَائِبَ لا تُولِّي حتى تَقْتُلَ أقْرَانَهَا، فقال [له] معاويةُ - وكان واللهِ خَيْرَ الرجلين -: أَي عمرو: «أَرأيتَ إنْ قَتَلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، مَنْ لي بأُمورِ الناسِ؟ مَنْ لي بِنسَائِهِمْ؟ مَنْ لي بِضَيعَتِهم؟» فَبَعَثَ إليه رَجُلينِ من قريشٍ من بني عبد شَمس: عبدَ الرحمن بن سَمُرة، وعبدَ الله بن عامر، فقال: اذْهَبا إلى الرَّجلِ فَاعرِضَا عليه، وقولا لَهُ، واطلُبا إِليه، فَأَتَيَاهُ، فَدَخلا عليه، وتَكَلَّمَا، وقالا له، وطَلَبا إليه، فقال لهم الحسنُ بن عليٍّ: إنَّا بَنُو عبدِ المطلب قَد أَصَبْنا من هذا المال، وإِنَّ هذه الأمَّةَ قد عاثَت في دِمائِهِا، قالا: فإنه يَعْرِضُ عليك (1) كذا وكذا، ويَطْلُبُ إليكَ ويسألُكَ؟ قال: فَمَن لي بهذا؟ . قالا: نحن لك به، فما سَأَلَهُما شيئاً إلا قالا: نَحْنُ لك به، فَصَالَحَهُ، قال الحسن: ولقد سمعتُ أبا بَكْرَةَ (2) يقول: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على [ص: 131] المنبَرِ والحسنُ بنُ عليٍّ إلى جَنْبِهِ، وهو يُقْبِلُ على الناس مَرَّة، وعليه أخرى، ويقول: «إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ، ولعَلَّ اللهَ أَنْ يُصلِحَ به بَيْنَ فِئتَينِ عَظِيمَتَينِ من المسلمين» أخرجه البخاري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بكتائب) : الكتائب: جمع كتيبة، وهي القطعة المجتمعة من الجيش. (أقرانها) : الأقران: جمع قِرن - بكسر القاف - وهو المثل والنظير في الحرب. (بضيعتهم) : ضيعة الرجل: ما يكون معاشه من صناعة وغيرها من غلة وتجارة ونحوها. (عاثت) : العيث: الفساد.   (1) في الأصل: يعرض عليه، والتصحيح من البخاري. (2) جاء في آخر الحديث: وقال أبو عبد الله - يعني البخاري -: قال لي علي بن عبد الله - يعني [ص: 131] ابن المديني -: إنما ثبت لنا سماع الحسن - يعني البصري - من أبي بكرة بهذا الحديث، قال الحافظ في " الفتح ": أي لتصريحه فيه بالسماع، قال: وقد أخرج المصنف - يعني البخاري - هذا الحديث، عن علي بن المديني، عن ابن عيينة في كتاب الفتن، لم يذكر هذه الزيادة. (3) 5 / 225 في الصلح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا لسيد. وانظر " الفتح " في شرح الحديث 13 / 52 - 58، وفي آخره الفوائد المستنبطة من الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (793) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسرائيل أبو موسى. وأحمد (5/37) قال: حدثنا سفيان، عن أبي موسى، ويقال له: إسرائيل. وفي (5/44) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا المبارك. وفي (5/94) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا علي بن زيد. وفي (5/51) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا مبارك بن فضالة. والبخاري (3/243) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان، عن أبي موسى. وفي (4/249) قال: حدثني عبد الله ابن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حسين الجعفي، عن أبي موسى. وفي (5/32) قال حدثنا صدقة، قال: حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا أبو موسى. وفي (9/71) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسرائيل أبو موسى. وأبو داود (4662) قال: حدثنا مسدد، ومسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا حماد، عن علي بن زيد (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني الأشعث. والترمذي (3773) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا الأنصاري محمد بن عبد الله، قال: حدثنا الأشعث، هو ابن عبد الملك. والنسائي (3/107) . وفي الكبرى (1644) . وفي عمل اليوم والليلة (252) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو موسى إسرائيل بن موسى. وفي عمل اليوم والليلة (251) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد. وفي فضائل الصحابة (63) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن أبي موسى. أربعتهم (إسرائيل أبو موسى، والمبارك بن فضالة، وعلي بن زيد، والأشعث) عن الحسن، فذكره. * أخرجه أحمد (5/47) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: أخبرني من سمع الحسن يحدث عن أبي بكرة، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (254) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا عوف، عن الحسن، قال: بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للحسن بن علي نحوه. «مرسل» . * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (255) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن داود. وفي (256) قال: أخبرنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، عن هشام. كلاهما (داود، وهشام) عن الحسن، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره «مرسل» . الحديث: 2089 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 الكتاب الخامس: في الخلع 2090 - (ت د) ثوبان - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أَيُّما امْرأةٍ اختَلَعَتْ من زَوجها من غَيْرِ بَأسٍ لَمْ تَرِح رَائحَةَ الجنة» . وفي روايةٍ: «أَيُّما امْرأةٍ سَأَلَت زَوجَها طَلاقَها» . وفي رواية: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ المُختَلِعَاتِ هُنَّ المُنَافقاتُ» . أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم ترح رائحة الجنة) : أي لم تشم ولم تجد ريحها.   (1) الترمذي رقم (1186) ، ورقم (1187) في الطلاق، باب ما جاء في المختلعات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو داود رقم (2226) في الطلاق، باب في الخلع، وسنده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده معلول بالانقطاع: أخرجه أحمد (5/283) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2275) قال: حدثنا محمد بن الفضل. وأبو داود (2226) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (2055) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا محمد بن الفضل. ثلاثتهم (عبد الرحمن، ومحمد، وسليمان) قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره. * أخرجه أبو داود «تحفة الأشراف» (2103) عن محمد بن إسماعيل الصائغ، عن عفان (ح) وعن حجاج الضرير، عن عمرو بن عون. كلاهما (عفان، وعمرو) عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره. قال المزي: وجدتهما في بعض النسخ من رواية أبي بكر بن داسة، عن أبي داود. وأظنهما من زيادات أبي سعيد بن الأعرابي، أو غيره، فإن ابن الأعرابي قد روى عنهما في «معجمه» .ولم أجد لأبي داود عنهما رواية في غير هذا الموضع، والله أعلم. * أخرجه أحمد (5/277) قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (1187) قال: أنبأنا بذلك بُندار. قال: أنبأنا عبد الوهاب «الثقفي» كلاهما (إسماعيل، وعبد الوهاب) عن أيوب عن أبي قلابة، عمن حدثه، عن ثوبان، فذكره. الحديث: 2090 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 2091 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «المُنتَزِعَاتُ (1) والمُختَلِعَاتُ: هُنَّ المُنَافقاتُ» . قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة. [ص: 133] أخرجه النسائي، وقال: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئاً (2) .   (1) " المنتزعات " اللاتي ينتزعن أنفسهن بمالهن من أحضان أزواجهن عن غير رضى منهم. (2) 6 / 168 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 414، والحسن لم يسمع من أبي هريرة كما قال النسائي، وكذلك قال ابن أبي حاتم في " المراسيل "، وقال الحافظ في " الفتح ": 9 / 354 عن هذا الحديث: وفي صحته نظر، لأن الحسن عند الأكثر لم يسمع من أبي هريرة، لكن وقع في رواية النسائي: قال الحسن: لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث، وقد تأوله بعضهم على أنه أراد: لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة، وهو تكلف، وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط، وصار يرسل عنه غير ذلك، فتكون قصته في ذلك، كقصته مع سمرة في حديث العقيقة. أقول: قد صرح النسائي بسماع الحسن عن سمرة في حديث العقيقة 7 / 166، وإسناده صحيح، وصححه الترمذي والنووي وغيرهما، وانظر " جامع الأصول " 1 / 382. ومراد الحافظ: لعل الحسن قد سمع هذا الحديث فقط من أبي هريرة كما جاء في النسائي، قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة، وبقية الروايات عنه مرسلة، فتكون هذه الرواية على ذلك ثابتة، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع، ضعيف: أخرجه أحمد (2/414) قال: حدثنا عفان. والنسائي (6/168) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا المخزومي، وهو المغيرة بن سلمة كلاهما (عفان، والمخزومي) قالا: حدثنا وهيب، عن أيوب، عن الحسن، فذكره. * قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة. قال أبو عبد الرحمن النسائي: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئا. الحديث: 2091 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 2092 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: إِنَّ امرَأةَ ثابتِ بن قيس بنِ شَماسٍ أَتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت له: ما أعْتِبُ على ثابتٍ في خُلُقٍ، ولا دِينٍ، ولكني أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسلام - قال أبو عبدِ الله [البخاري] : تَعني تَبغُضُهُ- قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟» قالت: نعم، قال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «اقْبَل الحديقةَ، وطَلِّقها تَطْلِيقَة» . وفي روايةٍ عن عكرمة - مرسلاً - عن النبي - صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية: «أَنَّ اسمها: جَمِيلَةٌ» (1) . أخرجه البخاري، والنسائي (2) . [ص: 134] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحديقة) : البستان من النخيل إذا كان عليه حائط.   (1) انظر " الفتح " 9 / 349 وما جاء من الروايات في اسمها. (2) البخاري 9 / 352 في الطلاق، باب الخلع وكيف الطلاق فيه، والنسائي 6 / 169 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2056) في الطلاق، باب المختلعة تأخذ [ص: 134] ما أعطاها، وقد رواه البخاري مرسلاً وموصولاً، ووصله الإسماعيلي أيضاً، قال الحافظ: ويؤخذ من إخراج البخاري هذا الحديث في الصحيح فوائد، منها أن الأكثر إذا وصلوا، وأرسل الأقل، قدم الواصل، ولو كان الذي أرسل أحفظ، ولا يلزم منه أنه تقدم رواية الوصل على المرسل دائماً، ومنها: أن الراوي إذا لم يكن في الدرجة العليا من الضبط، ووافقه من هو مثله اعتضد، وقاومت الروايتان رواية الضابط المتقن، ومنها: أن أحاديث الصحيح متفاوتة المرتبة، إلى صحيح وأصح. قال الحافظ: وفي الحديث من الفوائد غير ما تقدم أن الشقاق إذا حصل من قبل المرأة فقط، جاز الخلع والفدية، ولا يتقيد ذلك بوجوده منهما جميعاً، وأن ذلك يشرع إذا كرهت المرأة عشرة الرجل ولم يكرهها ولم ير منها ما يقتضي فراقها، وانظر " الفتح " 9 / 352 - 354. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/60) قال: حدثنا أزهر بن جميل، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا خالد. وفي (7/60) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا قراد أبو نوح، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب. وابن ماجة (2056) قال: حدثنا أزهر بن مروان، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. والنسائي (6/169) قال: أخبرنا أزهر بن جميل، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد. ثلاثتهم (خالد الحذاء، وأيوب، وقتادة) عن عكرمة، فذكره. * أخرجه البخاري (7/60) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، أن أخت عبد الله بن أبي، بهذا «مرسل» . * وأخرجه البخاري (7/61) قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، عن عكرمة، أن جميلة، فذكر الحديث. «مرسلا» . * في رواية قتادة سمى امرأة ثابت بن قيس: جميلة بنت سلول. - الرواية المرسلة: أخرجها أبو داود (2229) . والترمذي (1185) كلاهما عن محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا علي بن بحر القطان، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن عمرو بن مسلم، عن عكرمة، فذكره. * قال أبو داود: وهذا الحديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عمرو بن مسلم، عن عكرمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلا. الحديث: 2092 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 2093 - (ط د س) حبيبة بنت سهل الأنصاري - رضي الله عنها -: [أنها] كانت تَحْتَ ثابت بنِ قيس بن شَماسٍ، قالت: فَأتَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ: لا أنا وَلا ثَابت - وفي رواية -: لما خَرَجَ رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الصبح، وجدَها عِندَ بابِهِ في الغَلَسِ، [فقال: «من هذه؟» قالت: أنا حبيبةُ بنت سهل يا رسول الله] ، فقال لها: «مَا شَأنُكِ؟» قالت: لا أنَا ولا ثابت، فَلَمَّا جَاءَ ثَابِتٌ قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هذه حَبِيبَةُ، فذكَرَتْ ما شَاءَ اللهُ أنْ تَذكُرَ، فقالت حَبيبَةُ: يا رسولَ الله كُلُّ ما أعْطاني عِنْدي، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-[لثابت] : «خُذ منها» فَأخَذَ منها، وَجلست في بيتها. [ص: 135] أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي (1) . وفي أخرى للنسائي: أنَّ ثابتَ بن قيس بن شماس ضرب امرأته فَكَسَرَ يَدَهَا - وهي جميلةُ بنت عبد الله بن أُبي (2) - فَأَتى أَخُوها يَشتَكِيهِ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَأَرسَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى ثابتٍ، فقال له: «تَرُدُّ الذي لَكَ عليكَ، وَخلِّ سَبيلها؟» قال: نعم، فَأمَرَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنَّ تَتَرَبَّصَ حَيضة وَاحدة، وتَلْحَقَ بِأهْلِهَا (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغلس) : ظلمة آخر الليل. (تتربص) : التربص: الانتظار بالشيء.   (1) الموطأ 2 / 564 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وأبو داود رقم (2227) في الطلاق، باب في الخلع، والنسائي 6 / 169 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وإسناده صحيح، قال الحافظ: وصححه ابن خزيمة وابن حبان من هذا الوجه. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن عبد البر: اختلف في امرأة ثابت بن قيس، فذكر البصريون أنها جميلة بنت أُبي، وذكر المدنيون أنها حبيبة بنت سهل، قلت (القائل ابن حجر) : والذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لامرأتين لشهرة الخبرين وصحة الطريقين واختلاف السياقين، بخلاف ما وقع من الاختلاف في تسمية جميلة ونسبها، فإن سياق قصتها متقارب، فأمكن رد الاختلاف فيه إلى الوفاق. (3) أخرجه النسائي 6 / 186 في الطلاق، باب عدة المختلعة، زاد الحافظ في " الفتح " نسبة هذه الرواية للطبراني، وهي رواية حسنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (348) . وأحمد (6/433) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك. والدارمي (2276) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود (2227) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (6/169) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك. كلاهما (مالك، ويزيد بن هارون) عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة فذكرته. الحديث: 2093 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 134 2094 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ حَبيبَةَ بِنْتَ سهل كانت عند [ص: 136] ثَابت بن قيس بن شَماس، فَضَرَبَهَا فَكسَر نُغْضَها (1) ، فَأَتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ الصبحِ، فَاشْتَكَتْهُ إِليهِ، فَدَعَا النَّبيُّ ثَابتا فقال: «خُذ بعضَ مَالِهَا وفَارِقْها» قال: وَيصْلُحُ ذلك يا رسولَ الله؟ ، قال: «نعم» قال: فإني [قَدْ] أصدَقْتُها حَدِيقَتَيْنِ، وهما بِيدِها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «خُذهُما وفَارِقْها» , فَفَعَل. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُغْضَها) : النغض: أعلى الكتف، وقيل: هو العظم العريض الذي يسمى اللوح.   (1) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة " بعضها " بالعين المهملة، وفي رواية النسائي التي قبلها: فكسر يدها. (2) رقم (2228) في الطلاق، باب في الخلع، وإسناده حسن، ويشهد له من جهة المعنى الحديث المتقدم رقم (2094) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (2228) قال: حدثنا محمد بن معمر. قال: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا أبو عمرو السدوسي المديني، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، فذكرته. الحديث: 2094 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 2095 - (ط) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: عن مَولاةٍ لِصَفيَّة بنت أبي عُبيد: «أنَّها اخْتَلَعتْ من زَوجِها بِكُلِّ شَيءٍ لها، فلم يُنْكِر ذلك عبدُ الله بنُ عمر» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 565 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وفي إسناده جهالة مولاة صفية بنت أبي عبيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (1229) عن نافع، فذكره. قلت: مولاة صفية مجهولة، والله أعلم. الحديث: 2095 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 136 ترجمة الأبواب التي أَوَّلها خاء ولم تَرِد في حرف الخاء (الْخِيَارُ) في كتاب البيع، من حرف الباء. (الْخُمُسُ) في كتاب الجهاد، من حرف الجيم. (الْخَمْرُ) في كتاب الحدود، من حرف الحاء، وفي كتاب الشراب، من حرف الشين. (الخاتم) في كتاب الزِّينة، من حرف الزاي. (الْخِضابُ) في [كتاب] الزِّينة، من حرف الزاي. (الْخَلوقُ) في [كتاب] الزِّينة، من حرف الزاي. [ (الْخِتَانُ) في [كتاب] الزِّينة، من حرف الزاي] . (الخَيلُ) (1) في كتاب السبق، من حرف السين. (الْخَلْوَةُ بِالنِّسَاءِ) في كتاب الصحبة، من حرف الصاد. (الْخَوارِجُ) في كتاب الفِتَنِ، من حرف الفاء.   (1) في الأصل: الختان، بدل: الخيل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 بسم الله الر حمن الرحيم حرف الدال، وفيه ثلاثة كتب كتاب الدُّعاء، كتاب الدِّيَات، كتاب الدَّيْن الكتاب الأول: في الدعاء ، وفيه ثلاثة أبواب الباب الأول: في آداب الدعاء وجوائزه ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في الوقت والحالة 2096 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدنيا (1) ، حين يبقَى ثُلثُ الليلِ [ص: 139] الآخِرُ، فيقول: من يَدعُوني فأَستجيبَ له؟ (2) مَن يَسْألُني فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِرَ لَهُ؟» أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية لمسلم: «إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يُمهِلُ حتى إِذَا ذَهَبَ ثُلُث الليل الأَوَّلُ، نَزَلَ إلى السماء الدنيا، فيقول: هل مِنْ مُستَغْفِرٍ؟ هل مِن تائِبٍ؟ هل من دَاعٍ؟ حتى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ» . وفي أخرى: «إِذَا مَضى شَطْرُ الليل، أو ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللهُ تَبارَكَ وتعالى إِلى السماءِ الدنيا، فيقولُ: [هل] من سائِلٍ فَيُعْطَى؟ هل من دَاعٍ فَيُستَجَابَ لَه؟ هل من مُستَغفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ؟ حتى يَنفَجِرَ الصُّبْحُ» . وفي أخرى له قال: «يَنْزِلُ الله تعالى إِلى السماءِ الدُّنيا كُلَّ لَيلةٍ حين يَمضي ثُلُثُ الليلِ الأولُ، فيقول: أَنَا الملكُ، أنا الملكُ، مَنْ ذَا الذي يدعوني ... الحديث» إلى آخره: وقال: «حتى يُضيءَ الفَجْرُ» . وفي أخرى له نحوه، وفي آخره: «ثم يقولُ: مَنْ يُقْرِضُ غير عَدِيم [ص: 140] ولا ظَلُومٍ» . وفي أخرى نحوه، وفيه: «ثم يَبْسُطُ يَدَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى، ويقول: مَنْ يُقْرِضُ ... وذكر الحديث» . وأخرج الموطأ، والترمذي، وأبو داود الرواية الأولى، وأخرج الترمذي أيضاً الرواية الخامسة (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا) : النزول والصعود والحركة والسكون من صفات الأجسام، والله تعالى يتقدس عن ذلك، والمراد به: نزول الرحمة والألطاف الإلهية، وقربها من العباد، وتخصيصه لها بالثلث الآخر من الليل، لأن ذلك وقت التهجد وقيام الليل وغفلة الناس عمن يتعرض لنفحات رحمة الله [ص: 141] تعالى، وعند ذلك تكون النية خالصة، والرغبة إلى الله تعالى متوفرة، فهو مظنة القبول والإجابة (4) . (عديم) : العديم: الذي لا شيء عنده، فعيل بمعنى فاعل. (ظلوم) : الظلوم: المبالغ في الظلم، لأن فعولاً من أبنية المبالغة.   (1) لقد أجرى جمهور السلف النزول على ما ورد مؤمنين به على طريق الإجمال، منزهين الله تعالى عن الكيفية والتشبيه، قال الحافظ في " الفتح ": ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين [ص: 139] والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم، وانظر " الفتح " 3 / 25، 26 في التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، و 13 / 389، 390 في التوحيد، باب قوله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} . (2) قال الحافظ في " الفتح ": فأستجيب له، بالنصب على جواب الاستفهام، وبالرفع على الاستئناف، وكذا قوله: فأعطيه، وأغفر له، وقد قرئ بهما في قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له ... } الآية - يعني: فيضاعفه، برفع الفاء ونصبها - وليست السين في قوله تعالى: {فأستجيب} للطلب، بل أستجيب بمعنى أجيب. (3) رواه البخاري 13 / 389 و 390 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وفي التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، وفي الدعوات، باب الدعاء نصف الليل، ومسلم رقم (758) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، والموطأ 1 / 214 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3493) في الدعوات، باب رقم (80) ، وأبو داود رقم (1315) في الصلاة، باب أي الليل أفضل. قال الحافظ: وفي حديث الباب من الفوائد: تفضيل صلاة آخر الليل على أوله، وتفضيل تأخير الوتر، لكن ذلك في حق من طمع أن ينتبه، وأن آخر الليل أفضل للدعاء والاستغفار، ويشهد له قوله تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} ، وأن الدعاء في ذلك الوقت مجاب، ولا يعترض على ذلك بتخلفه عن بعض الداعين، لأن سبب التخلف وقوع الخلل في شرط من شروط الدعاء، كالاحتراز في المطعم والمشرب والملبس، أو لاستعجال الداعي، أو بأن يكون بإثم أو قطيعة رحم، أو تحصل الإجابة ويتأخر وجود المطلوب لمصلحة العبد أو لأمر يريده الله. (4) " النزول " صفة من صفات الله، كصفة " الاستواء على العرش، والمجيء " وغيرها مما ثبت في الكتاب والسنة، ويجب على المسلم: أن يؤمن بها على حقيقتها على ما يليق بالله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه أبو سلمة وأبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه مالك «الموطأ» (149) . وأحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم. وفي (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والدارمي (1487) قال: حدثنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة. والبخاري (2/66) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (8/88) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا مالك. ومسلم (2/175) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى. قال: قرأت على مالك. وأبو داود (1315) و (4733) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1366) قال: حدثنا أبو مروان، محمد بن عثمان العثماني ويعقوب بن حميد بن كاسب. قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد. والترمذي (3498) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (480) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. وفي «الكبرى / الورقة 102 - أ» قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا ابن القاسم، عن مالك. أربعتهم (مالك، وإبراهيم بن سعد، ومعمر، وشعيب) عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر، فذكراه. * وأخرجه أحمد (2/487) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والبخاري (9/175) ، وفي «الأدب المفرد» (753) قال: حدثنا إسماعيل. ثلاثتهم (عبد الرحمن، وإسحاق، وإسماعيل) عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: «أبو سلمة بن عبد الرحمن» . * وأخرجه أحمد (2/504) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والدارمي (1486) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. ومسلم (2/167) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثنا يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (478) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال حدثنا الأوزاعي. قال: حدثنا يحيى. وفي (479) قال: محمد بن سليمان - قراءة عليه - عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري. ثلاثتهم (محمد بن عمرو، ويحيى بن أبي كثير، والزهري) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «أبو عبد الله الأغر» . * الروايات ألفاظها متقاربة. - ورواه عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/419) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن. ومسلم (2/175) قال: حدنثا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن القاري. والترمذي (446) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني. كلاهما (معمر، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري الإسكندراني) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. ورواه ابن مرجانة. قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أخرجه مسلم (2/176) قال: حدثني حجاج بن الشاعر. قال: حدثنا محاضر بن المُوَرِّع. (ح) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني سليمان بن بلال. كلاهما (محاضر، وسليمان) عن سعد بن سعيد. قال: أخبرني ابن مرجانة، فذكره. * قال مسلم بن الحجاج: ابن مرجانة، هو سعيد بن عبد الله. ومرجانة أمه. - ورواه عن عطاء مولى أم صبية، عن أبي هريرة: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (485) قال: أخبرني عمرو بن هشام. قال: حدثنا محمد، وهو ابن سلمة، عن ابن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم صبية، فذكره. - ورواه عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هريرة: أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. (ح) وعبد الوهاب. قال: أخبرنا هشام. وفي (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر. قالا: حدثنا هشام. والنسائي في عمل اليوم والليلة (476) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد، عن هشام. وفي (477) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق. قال: حدثنا عبد الوهاب بن سعيد. قال: حدثنا شعيب. قال: حدثنا الأوزاعي. كلاهما -هشام، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير. قال: حدثنا أبو جعفر، فذكره. - ورواه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/433) قال: حدثنا يحيى. (ح) قال: حدثنا ابن نمير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (843) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا عبد الله. ثلاثتهم - يحيى، وابن نمير، وعبد الله بن المبارك - عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (484) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية، عن عبيد الله، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، نحوه. زاد فيه: «عن أبيه» . - ورواه عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (486) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أبي فديك. قال: حدثني ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن نافع بن جبير، فذكره. الحديث: 2096 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 2097 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: قيل: يا رسولَ الله أي الدُّعاء أسْمَعُ؟ قال: «جَوفُ اللَّيلِ الآخِرُ، ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 142] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جوف الليل) : جوف كل شيء: داخله ووسطه، والمراد به: الأوقات التي يخلو الإنسان فيها بربه من أثناء الليل. (دبر الصلوات) : دبر كل شيء: وراءه وعقبه، والمراد به: الفراغ من الصلوات.   (1) رقم (3494) في الدعوات، باب رقم (80) من حديث حفص بن غياث عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة رضي الله عنه، وفي سنده انقطاع بين عبد الرحمن بن سابط وأبي أمامة، وفيه أيضاً عنعنة ابن جريج. أقول: وللفقرة الأولى منه شاهد من حديث عمرو بن عبسة الآتي رقم (2101) بلفظ " أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن " رواه الترمذي وصححه، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "، وابن خزيمة في صحيحه، وللفقرة الثانية شواهد عامة مشتملة على ترغيب عظيم، وفيها أن الذاكر يقوم مغفوراً له، وفيها أنه يكون في ذمة الله عز وجل إلى الصلاة الأخرى، وفيها أنها لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن، وغير ذلك من الترغيبات، وكل ذلك يدل على شرف هذا الوقت وقبول الدعاء فيه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي عن أبي ذر، وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " جوف الليل الآخر الدعاء فيه أفضل وأرجى "، ونحو هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع، ولمتنه شواهد: أخرجه الترمذي (3499) . والنسائي في عمل اليوم والليلة (108) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن يحيى «ابن أيوب» الثقفي المروزي، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن عبد الرحمن بن سابط، فذكره. الحديث: 2097 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 2098 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدُّعَاءُ بين الأذَانِ والإقَامَةِ لا يُرَدُّ» . زاد في رواية قال: «فَمَاذَا نَقولُ يا رسولَ الله؟ قال: سَلُوا الله العَافِيةَ في الدنيا والآخرة» (1) أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: «لا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأذانِ والإِقامةِ» لم يزد (2) .   (1) لقد وردت الأخبار الكثيرة بطلب العافية. (2) رواه الترمذي رقم (212) في الصلاة، باب رقم (46) ، ورقم (3588) و (3589) في الدعوات، باب رقم (138) ، وأبو داود رقم (521) في الصلاة، باب في الدعاء بين الأذان والإقامة، وفي سنده زيد العمي، وهو زيد بن الحواري أبو الحواري، قاضي هراة، وهو ضعيف، وفيه أيضاً يحيى بن اليمان العجلي، وهو صدوق عابد يخطئ كثيراً وقد تغير، وقد رواه أحمد في " المسند " 3 / 155 و 225 من طريق أخرى عن أنس بلفظ: " الدعوة لا ترد بين الأذان والإقامة فادعوا "، وإسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (212) قال: حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن زيد العمي - وهو ابن الحواري - والترمذي (3588 و 3589) عن محمود بن غيلان، عن وكيع وعبد الرزاق وأبي الزبير، وأبي نعيم - أربعتهم عن سفيان عن معاوية بن قرة عن أنس، فذكره. * والنسائي في اليوم والليلة عن محمود بن غيلان بإسناده إلا أنه لم يذكر «عبد الرزاق» .ورواه عن سويد ابن نصر، عن عبد الله، عن سفيان به. ورواه عن إسحاق بن منصور، عن ابن مهدي،عن سفيان به - موقوفا. ورواه سليمان التميمي رمز له المزي «سي» عن قتادة عن أنس قوله. راجع التحفة (1594) و (1236) . الحديث: 2098 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 2099 - (ط د) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله [ص: 143] صلى الله عليه وسلم-: «ثِنْتَانِ لا تُرَدَّانِ - أو قَلَّمَا تُرَدَّانِ - عِنْدَ النِّدَاءِ، وعند البَأْسِ، حين يُلْحِمُ بعضُهم بعْضاً» (1) . وفي رواية قال: «وَتَحْتَ المَطرِ» هذه رواية أبي داود (2) . وفي رواية الموطأ قال: «سَاعَتانِ تُفتَحُ لَهُما أَبْوَابُ السماء، وَقَلَّ دَاعٍ تُرَدُّ عليه دَعْوَتُهُ: حَضْرَةُ النداءِ للصلاةِ، والصّفُ في سبيلِ اللهِ» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النداء) : الأذان بالصلاة. (البأس) : الخوف، والمراد به: القتال.   (1) رواه أبو داود رقم (2540) في الجهاد، باب الدعاء عند اللقاء، والدارمي 1 / 272. قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": حديث حسن صحيح، أخرجه أبو داود والدارمي. (2) هذه الزيادة في سندها رزيق بن سعيد المدني وهو مجهول. (3) رواية الموطأ موقوفة على سهل بن سعد رضي الله عنه، قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: هذا الحديث موقوف عند جماعة رواة الموطأ، ومثله لا يقال بالرأي، وقد رواه أيوب بن سويد ومحمد بن مخلد وإسماعيل بن عمرو عن مالك مرفوعاً، وروي من طرق متعددة عن أبي حازم عن سهل مرفوعاً ... فذكره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الدارمي (1203) قال: أخبرنا محمد بن يحيى. وأبو داود (2540) قال: حدثنا الحسن بن علي. وابن خزيمة (419) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وزكريا بن يحيى بن أبان. ثلاثتهم (محمد بن يحيى، والحسن بن علي، وزكريا) قالوا: حدثنا سعيد «هو ابن أبي مريم» قال: حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، قال: حدثني أبو حازم، فذكره. * زاد الحسن بن علي في روايته: قال موسى: وحدثني رزق بن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبي حازم عن سهل بن سعد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «ووقت المطر» . * في تحفة الأشراف (4769) : وتحت المطر. قلت: ورواية مالك في «الموطأ» موقوفة، وزيادة «وتحت المطر» تفرد بها زريق بن سعيد وهو مجهول. الحديث: 2099 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 2100 - (ت) عمرو بن عبسة - رضي الله عنه -: أَنَّهُ سَمِع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العبدُ من ربِّهِ في سُجُودِهِ، وإذا قَامَ يُصَلِّي في ثُلُثِ الليْلِ الآخِرِ، فإِن استطَعْتَ أَن تكُونَ مِمَّنِ يَذكُرُ اللهَ في تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ» . [ص: 144] وفي رواية الترمذي: «أَقرَبُ ما يكونُ العبدُ من الرَّبِّ في جوفِ الليل الآخِرِ، فإن استَطَعتَ ... الحديث» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3574) في الدعوات رقم (129) وصححه وهو كما قال، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه والنسائي والحاكم وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/111) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/113) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/114) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وابن ماجة (283) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا غندر محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي (1251) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (1364) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار، ومحمد بن الوليد. قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (1477) قال: أخبرني أيوب بن محمد، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي «المجتبى» (1/283) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان وأيوب بن محمد. قالا: حدثنا حجاج بن محمد «قال أيوب» : حدثنا. وقال حسن: أخبرني شعبة. كلاهما (حماد بن سلمة، وشعبة) عن يعلى بن عطاء، عن يزيد بن طلق، عن عبد الرحمن بن البيلماني، فذكره. * أخرجه أحمد (4/385) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن، عن عمرو بن عبسة. قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: من تابعك على أمرك هذا؟ قال: حر وعبد، يعني أبا بكر وبلالا رضي الله تعالى عنهما، وكان عمرو يقول بعد ذلك: فلقد رأيتني وإني لربع الإسلام. * لم يذكر هشيم «يزيد بن طلق» وقال: عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن. الحديث: 2100 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 2101 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أَقرَبُ ما يكونُ العبدُ من رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ وَهُو سَاجِدٌ، فأكثِرُوا الدُّعَاءَ» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (482) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (875) في الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 226 في الصلاة، باب أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/421) قال: حدثنا هارون (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون) . ومسلم (2/49) قال: حدثنا هارون بن معروف، وعمرو بن سواد. وأبو داود (875) قال: حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن سلمة. والنسائي (2/226) وفي الكبرى (636) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. خمستهم (هارون بن معروف، وعمرو بن سواد، وأحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو بن السرح، ومحمد بن سلمة) قالوا: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عمارة بن غزية، عن سمي مولى أبي بكر، أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث، فذكره. الحديث: 2101 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 2102 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن سَرَّهُ أنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ له عند الشَّدَائِدِ والْكُرَبِ فَليُكْثِرِ الدُّعَاءَ في الرَّخَاءِ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشدائد) : جمع شديدة: وهي كل ما يمر بالإنسان من مصائب الدنيا. (الرخاء) : السعة في العيش وطيبه، وهو ضد الشدة.   (1) رقم (3379) في الدعوات، باب رقم (9) ، وفي سنده سعيد بن عطية الليثي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن رواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 544 وليس فيه سعيد بن عطية الليثي، وصححه، وأقره الذهبي، وأخرجه الحاكم أيضاً من حديث سلمان وقال: صحيح الإسناد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3382) قال: حدثنا محمد بن مرزوق. قال: حدثنا عبيد بن واقد. قال: حدثنا سعيد بن عطية الليثي، عن شهر بن حوشب، فذكره. قلت: سعيد بن عطية تفرد ابن حبان بتوثيقه، وشهر شيخه مختلف فيه، والحديث أخرجه الحاكم (1/544) وصححه. الحديث: 2102 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 2103 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهم: الصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، والإِمَامُ العادلُ، ودعوةُ المَظْلُومِ، يَرْفَعُها اللهُ فوقَ الغَمَامِ، وتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء، ويقول الرَّبُّ: وعِزَّتي لأنصُرَنَّكِ وَلَو بَعدَ حِينٍ» . وفي رواية: «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَاباتٌ، لا شَكَّ في إجابَتِهنَّ: دَعوَةُ المظلُومِ، ودَعوةُ المُسَافِرِ، ودَعوةُ الوَالِدِ على الولد» . أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود الثانية، وقال: «دَعْوَةُ الوالد، ودعوةُ المسافر، ودعوةُ المظلومِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغمام) : السحاب، واحده: غمامة.   (1) رواه الترمذي رقم (1906) في البر والصلة، باب رقم (7) ، ورقم (2528) في أبواب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها، ورقم (3592) في الدعوات، وأبو داود رقم (1536) في الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3862) في الدعاء، باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم، وحسنه الترمذي في الدعوات، وهو كما قال، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " عن رواية الترمذي: هذا حديث حسن، أخرجه أحمد، وكذا أخرجه ابن حبان في صحيحه من وجه آخر مقطعاً في ثلاثة مواضع. أقول: ولبعض فقراته شواهد بالمعنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. وفي (2/348) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان. وفي (2/434) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (2/517) قال: حدثنا الضحاك. قال: حدثنا حجاج الصواف. وفي (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا هشام. وعبد بن حميد (1421) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن حجاج الصواف. والبخاري في «الأدب المفرد» (32) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. قال: حدثنا هشام. وفي (481) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. وأبو داود (1536) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام. وابن ماجة (3862) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، عن هشام الدستوائي. والترمذي (1905) و (3448) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي. وفي (3448) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا الحجاج الصواف. أربعتهم (هشام الدستوائي، وأبان بن يزيد، وحجاج بن أبي عثمان الصواف، وشيبان) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، فذكره. الحديث: 2103 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 2104 - (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ [ص: 146] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ دَعوةٍ أسرَعَ إجابَة (1) من دعوةِ غائِبٍ لِغَائِبٍ» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: «إِنَّ أسْرَعَ الدُّعَاءِ إجابة: دعوةُ غَائِبٍ لغائبٍ» (2) .   (1) لفظه في الترمذي المطبوع: ما دعوة أسرع إجابة. (2) رواه الترمذي رقم (1981) في البر والصلة، باب رقم (50) ، وأبو داود رقم (1535) في الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف في حفظه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والأفريقي يضعف في الحديث، وعند مسلم قريب من هذا المعنى من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ: " دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل التحسين: أخرجه عبد بن حميد (327) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (331) قال: حدثنا يعلى. والبخاري في «الأدب المفرد» (623) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وأبو داود (1535) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب. والترمذي (1980) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان. أربعتهم (سفيان، ويعلى، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، وابن وهب) عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والإفريقي يضعف في الحديث، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. الحديث: 2104 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 2105 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ مُعَاذاً إلى اليمن، فقال: «اتَّقِ دعوةَ المَظْلومِ، فإنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا، وَبَينَ اللهِ حِجَابٌ» . أخرجه الترمذي. هذا طَرَفٌ من حديث طويل قد أخرجه الجماعةُ إلا الموطأ، وهو بطوله مذكور في كتاب الغزوات من حرف الغين، وقد أخرجه الترمذي بطوله، وأخرج منه هذا الفصل (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 73 في المظالم، باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم، وفي الزكاة، باب وجوب الزكاة، وباب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة، وباب تؤخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء، وفي المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع، وفي التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، ومسلم رقم (19) في الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، والترمذي رقم (2015) في البر والصلة، باب رقم (68) ، وأبو داود رقم (1584) في الزكاة، باب في زكاة السائمة، والنسائي 5 / 55 في الزكاة، باب إخراج الزكاة من بلد إلى بلد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: يأتي في حرف الغين المعجمة. الحديث: 2105 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 الفصل الثاني: في هيئة الداعي 2106 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَستُروا الجُدُرَ، وَمَنْ نَظَرَ في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما يَنْظُرُ في النَّارِ، سَلُوا الله بِبُطُونِ أكُفِّكُمْ ولا تَسألُوهُ بِظُهورِهَا، فإذا فَرَغْتُمْ فَامسَحوا بها وجوهكم» . قال أبو داود: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كُلُّها واهية، وهذا الطريق أمْثَلُها، وهو ضَعِيفٌ أيضا (1) . وفي رواية قال: «إِنَّ المسألَةَ: أن تَرفَعَ يَدَيكَ حَذْوَ مَنكبَيْكَ أو نحوهما، والاستِغفَارَ: أنْ تُشيرَ بإِصبَعٍ واحِدَةٍ، والابتهالَ: أَنْ تَمُدَّ يَديكَ جَميعاً» . [ص: 148] زاد في أخرى: «أَن تَمُدَّ يَدَيكَ جَميعاً، ورَفَعَ يَدَيْهِ وَجَعلَ ظُهورهُمَا مِمَا يَلي وَجهَهُ» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا تستروا الجدر) : إنما نهى عن ستر الجدر، لأنه من زي المتكبرين والمترفهين المتنعمين في الدنيا وأرباب اللهو. (الابتهال) : التضرع والمبالغة في المسألة.   (1) رقم (1485) في الصلاة، باب الدعاء، وفي إسناده مجاهيل، ولكن لأكثر فقراته شواهد، فقوله: " سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها " يشهد له حديث مالك بن يسار السكوني عند أبي داود رقم (2108) ، والفقرة الأخيرة " فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم " يشهد لها حديث عمر عند الترمذي في الرواية الآتية رقم (2110) ، وحديث السائب بن يزيد عند أبي داود الذي سيأتي برقم (2114) ، ولها شواهد أخرى بمعناها ترتقي بها إلى درجة الحسن، وقد حسنها الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " بمجموع الطرق، ولأول الحديث: لا تستروا الجدر، شاهد بمعناه عند مسلم رقم (2107) في اللباس والزينة. (2) رواه أبو داود رقم (1489) و (1490) و (1491) ، وأخرج هذه الروايات من طريق أبي داود ضياء الدين المقدسي في " الأحاديث المختارة " بما ليس في الصحيحين، وهي في مجموع 86 ورقة 184 الوجه الثاني من مخطوطات دار الكتب الظاهرية، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (1491) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا إبراهيم ابن حمزة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس. عن أخيه إبراهيم بن عبد الله، فذكره. * أخرجه أبو داود (1489) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب - يعني ابن خالد - قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، عن عكرمة، عن ابن عباس. «موقوفا» . * وأخرجه أيضا (1490) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، بهذا الحديث. الحديث: 2106 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 2107 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأيتُ بَياضَ إِبِطَيْهِ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 429 في الاستسقاء، باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/184) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/209) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (3/216) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/259) قال: حدثنا أسود بن عامر. وعبد بن حميد (1304) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. ومسلم (3/24) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (444) عن إسحاق بن إبراهيم، عن وهب بن جرير. سبعتهم (وكيع، وسليمان، وعبد الصمد، وأسود، وسعيد، ويحيى، ووهب) عن شعبة، عن ثابت، فذكره. قلت: وأخرجه البخاري (2/429) في الاستسقاء - باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء. الحديث: 2107 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 2108 - (د) مالك بن يسار السكوني - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا سَألتم الله - عزَّ وجلَّ - فَسَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، ولا تَسْأَلُوهُ بِظهُورِها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1486) في الصلاة، باب الدعاء، وفي سنده أبو ظبية الكلاعي لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له الفقرة الثانية من حديث ابن عباس المتقدم رقم (2106) ، فهو بذلك حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1486) قال: حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني، قال: قرأته في أصل إسماعيل، يعني ابن عياش، قال: حدثني ضمضم. عن شريح، قال: حدثنا أبو ظبية، أن أبا بحرية السكوني حدثه، فذكره. * قال أبو داود: قال سليمان بن عبد الحميد: له عندنا صحبة. يعني مالك بن يسار. قلت: عزا الحافظ الحديث: للبغوي وابن أبي عاصم، وابن السكن، والمعمري في «اليوم والليلة» وابن قانع، .... ثم قال: وفي نسخة من السنن - لأبي داود - ما لمالك عندنا صحبة، بزيادة ما النافية، ونقل عن البغوي قوله: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث ولا أدري له صحبة أو لا. الإصابة (9/80) (7696) . * وفي إسناده أبو ظبية الكلاعي لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 2108 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 2109 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «رَأيتُ رسولَ [ص: 149] الله - صلى الله عليه وسلم- يَدعُو هَكذَا، بِبَاطِنِ كَفَّيهِ وَظَاهِرهِمَا (1) » . أخرجه أبو داود (2) .   (1) وهذا في الاستسقاء. (2) رقم (487) في الصلاة، باب في الدعاء، وفي سنده عمر بن نبهان العبدي ويقال: الغبري، وهو ضعيف، والذي في صحيح مسلم رقم (896) في الاستسقاء، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء، وروى أبو داود رقم (1171) من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستسقي هكذا، ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض. قال النووي في " شرح مسلم ": قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه: أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء، واحتجوا بهذا الحديث، وقال الحافظ في " الفتح ": وقال غيره: الحكمة في الإشارة بظهور الكفين في الاستسقاء دون غيره للتفاؤل بتقلب الحال ظهراً لبطن، كما قيل في تحويل الرداء، أو هو إشارة إلى صفة المسؤول، وهو نزول السحاب إلى الأرض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1487) قال: ثنا عقبة بن مكرم، قال: ثنا سلم بن قتيبة، عن عمر بن بنهان، عن قتادة، فذكره. الحديث: 2109 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 2110 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَفَعَ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ لم يَحُطَّهُمَا حتى يَمسح بِهِما وَجْهَهُ» . أخرجه الترمذي (1) . وفي أخرى له: لم يَرُدَّهما.   (1) رقم (3383) في الدعوات، باب رفع الأيدي عند الدعاء، وفي سنده حماد بن عيسى الجهني وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى، وقد تفرد به وهو قليل الحديث، وقال الحافظ بن حجر في " بلوغ المرام ": وله شواهد، منها عند أبي داود من حديث ابن عباس وغيره، ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن، وقال الصنعاني في " سبل السلام ": وفيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء، قيل: وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفراً، فكأن الرحمة أصابتهما، فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء، وأحقها بالتكريم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (39) . والترمذي (3386) قال: ثنا أبو موسى محمد بن المثنى وإبراهيم عن يعقوب وغير واحد. جميعهم: عبد، وأبو موسى، وإبراهيم. قالوا: ثنا حماد بن عيسى عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره. قلت: وحسنه الحافظ في «بلوغ المرام» بالمجموع. الحديث: 2110 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 2111 - (د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: مَرَّ عَليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أدْعُو، وَأُشِيرُ بِإِصْبَعَيَّ، فقال: «أَحِّدْ أحِّدْ، [ص: 150] وَأَشار بالسَّبَّابَةِ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أحِّد أحد) : أمر بالتوحيد، أي: اجعله واحداً، وتكراره للمبالغة، فإنه إذا أشار بإصبعين، فكأنه يشير إلى اثنين.   (1) رواه أبو داود رقم (1499) في الصلاة، باب الدعاء، والنسائي 3 / 38 في السهو، باب النهي عن الإشارة بإصبعين وبأي إصبع يشير، وأخرجه أيضاً الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (1499) قال: حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (3/38) . وفي الكبرى (1105) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. كلاهما (زهير، ومحمد بن عبد الله) قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 2111 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 2112 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رَجلاً كانَ يَدعو بِإِصبَعَيْهِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَحِّدْ أَحِّدْ» . أخرجه الترمذي، والنسائي. وقال الترمذي: ومعنى هذا الحديث: إذَا أشارَ الرَّجُلُ بأصبعيه في الدُّعاءِ عند الشهادة فلا يشير إلا بإِصبع واحدة (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3552) في الدعوات، باب رقم (118) ، والنسائي 3 / 38 في السهو، باب النهي عن الإشارة بإصبعين وبأي إصبع يشير، وإسناده حسن، ويشهد له الحديث الذي قبله، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن، ولمتنه شواهد: أخرجه أحمد (2/420) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. «قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا منه» .قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش. وفي (2/520) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. قال: أخبرنا ابن عجلان، عن القعقاع. والترمذي (3557) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال:حدثنا صفوان بن عيسى. قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن القعقاع. والنسائي (3/38) ، وفي الكبرى (1104) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا صفوان بن عيسى. قال: حدثنا ابن عجلان، عن القعقاع. كلاهما (الأعمش، والقعقاع بن حكيم) عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 2112 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 2113 - (د) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: «ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شَاهِراً يَدَيْهِ قَطُّ يَدعُو على مِنْبَرِهِ، ولا على غَيْرِهِ، ولكن رَأْيتُهُ يقول هكذا: وأَشَارَ بالسَّبّابَةِ، وَعَقَدَ بالإبهامِ الوسطى» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1105) في الصلاة، باب رفع اليدين على المنبر، وفي سنده عبد الرحمن بن معاوية بن [ص: 151] الحويرث الأنصاري الزرقي أبو الحويرث المدني، وهو صدوق سيء الحفظ، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له من جهة المعنى الذي قبله، وحديث عبد الله بن دينار عند الموطأ الذي بعده رقم (2116) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، ولبعضه شواهد تأتي: أخرجه أحمد (5/337) قال: حدثنا ربعي بن إبراهيم. وأبو داود (1105) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر «يعني ابن المفضل» . وابن خزيمة (1450) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا بشر بن المفضل. كلاهما (ربعي، وبشر) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن أبي ذباب، فذكره. الحديث: 2113 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 2114 - (د) السائب بن يزيد - رضي الله عنهما -: عن أبيه: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَسَحَ وَجهَهُ بَيَديه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1492) في الصلاة، باب الدعاء، وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو صدوق خلط بعد احتراق كتبه، وفيه أيضاً حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وهو مجهول، ولكن يشهد لهذا الحديث حديث عمر عند الترمذي الذي تقدم رقم (2111) ، والفقرة الثالثة من حديث ابن عباس عند أبي داود الذي تقدم رقم (2107) فهو بمجموعه حسن كما قال الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1492) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن حفص ابن هاشم بن عتبة، عن السائب بن يزيد عن أبيه. قلت: ابن لهيعة ضعفوه، وشيخه مجهول. الحديث: 2114 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 2115 - (ط) عبد الله بن دينار - رحمه الله -: قال: «رَآني عبدُ الله بنُ عُمَرَ، وأنا أَدعُو وأُشِيرُ بِإِصبِعَيْنِ، إِصْبَعٍ مِنْ كلِّ يَدٍ فَنَهاني» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 217 في القرآن، باب العمل في الدعاء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: الموطأ (1/217) كتاب القرآن، باب العمل في الدعاء. الحديث: 2115 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 2116 - (ت د س) : عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «رَأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَعقِدُ التَّسبيحَ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي. وزاد أبو داود في روايةٍ: «بيمينه» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3482) في الدعوات، باب ما جاء في عقد التسبيح باليد، وأبو داود رقم (1502) في الصلاة، باب التسبيح بالحصى، والنسائي 3 / 79 في السهو، باب عقد التسبيح، من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو، وعطاء بن السائب صدوق اختلط، قال الترمذي: وروى شعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن [ص: 152] السائب بطوله، وفي الباب عن يسيرة بنت ياسر، ولذلك حسنه الترمذي، قال المباركفوري في " تحفة الأحوذي ": وفي الحديث مشروعية عقد التسبيح بالأنامل، وعلل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يسيرة الذي أشار إليه الترمذي، بأن الأنامل مسؤلات مستنطقات يعني: أنهن يشهدن بذلك، فكان عقدهن من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى. وقال الشوكاني في " نيل الأوطار ": والإرشاد إلى ما هو أفضل - يعني: عقد التسبيح بالأنامل - لا ينافي الجواز، يعني: جواز عقد التسبيح بالنوى والحصى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه الترمذي (3486) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، والنسائي (3/79) وزاد: والحسين بن محمد الذارع، وأبو داود (1502) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ومحمد بن قدامة في آخرين قالوا: كلهم ثنا عتام، عن الأعمش، عن عطاء بن السائب عن أبيه، عن ابن عمرو، فذكره. قلت: وعطاء اختلط بآخره، وسمع شعبة والثوري منه صحيح. وقد صرح أبو عيسى في سننه بروايتهما عنه هذا الحديث، وقال: وفي الباب عن يسيرة بنت ياسر. الحديث: 2116 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 2117 - (د) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُشيرُ بإِصبَعِهِ إذا دَعَا ولا يُحرِّكها» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. أقول: والحديث رواه أبو داود رقم (989) في الصلاة، باب الإشارة في التشهد، عن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه، وفيه كلام يسير، وقد صحح إسناده النووي في " المجموع "، والأحاديث الصحيحة كما في النسائي وابن حبان في صحيحه: يدعو بها يحركها. قال النووي في " المجموع " 3 / 454: وهل يحركها عند الرفع بالإشارة؟ فيه أوجه، الصحيح الذي قطع به الجمهور أنه لا يحركها، ونقل تحريكها عن بعض الشافعية، كأبي حامد، والبندنيجي، والقاضي أبي الطيب، قال: وقال البيهقي: يحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة بها لا تكرير تحريكها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (879) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا زياد بن سعد، ومحمد بن عجلان. وأحمد (4/3) قال: قرئ على سفيان - وأنا شاهد -: سمعت ابن عجلان وزياد ابن سعد. 2 - وأخرجه الدارمي (1344) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا ابن عيينة. وأبو داود (989) قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن زياد. وفي (990) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (3/37) ، وفي الكبرى (1102) قال: أخبرنا أيوب بن محمد الوزان، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج: أخبرني زياد. ثلاثتهم - ابن عيينة، وزياد، ويحيى -عن محمد بن عجلان. كلاهما (زياد بن سعد، وابن عجلان) عن عامر بن عبد الله، فذكره. * لفظ رواية سفيان بن عيينة،: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو هكذا في الصلاة» .وأشار ابن عيينة بأصبعه، وأشار أبو الوليد بالسبابة. قلت: حسن الإمام النووي إسناده في المجموع. هذا ولم يعزو المصنف الحديث كعادته في زيادات رزين العبدري والحديث المذكور إنما هو من مسند عبد الله بن الزبير. الحديث: 2117 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 2118 - (ت د) سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَستَحي من عبده إذا رَفَعَ إليه يديه أنْ يَرُدَّهُما صِفْراً خَائِبَتَيْنِ» أخرجه الترمذي، وأبو داود، إلا أن أبا داود لم يذكر «خائبتين» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3551) في الدعوات، باب رقم (118) ، وأبو داود رقم (1488) في [ص: 153] الصلاة، باب الدعاء، وحسنه الترمذي، وهو كما قال: قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " 11 / 121: وسنده جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/438) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (1488) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا عيسى «يعني ابن يونس» . وابن ماجة (3865) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والترمذي (3556) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. ثلاثتهم - يزيد، وعيسى، وابن أبي عدي - عن جعفر بن ميمون، عن أبي عثمان، فذكره. * في رواية يزيد عند أحمد قال: أخبرنا رجل في مجلس عمرو بن عبيد، أنه سمع أبا عثمان. قال يزيد: سموه لي قالوا: هو جعفر بن ميمون. قال أحمد بن حنبل: يعني جعفرا صاحب الأنماط. * أخرجه أحمد (5/438) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، فذكره موقوفا. قلت: جود الحافظ إسناده في الفتح (11/21) . الحديث: 2118 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 2119 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ادُعوا اللهَ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجَابَةِ، واعلموا أنَّ الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاء من قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3474) في الدعوات، باب رقم (66) ، وفي سنده صالح بن بشير بن وادع المري، وهو ضعيف، ولكن للحديث شاهد بمعناه من رواية أحمد في " المسند " عن عبد الله بن عمرو بن العاص " القلوب أوعية، وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله عز وجل يا أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاء عن ظهر قلب غافل "، وقد حسن إسناده الحافظ المنذري، فالحديث بهذا الشاهد حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، وله شواهد:أخرجه الترمذي (3479) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، وهو رجل صالح، قال: ثنا صالح المري، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 2119 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 الفصل الثالث: في كيفية الدعاء 2120 - (ت د س) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه -: قال: سَمِعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً يَدْعُو في صلاته، فَلم يُصَلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «عَجِلَ هَذا» ثُمَّ دَعَاهُ فقال له - أو لغيره -: «إِذَا صَلَّى أحَدُكمْ فَليَبْدَأْ بِتَحمِيدِ الله والثَّنَاءِ عليه، ثُمَّ ليُصَلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ لْيَدعُ بعدُ مَا شَاءَ» . وفي روايةٍ قال: بَيْنَمَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعدٌ، إذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى [ص: 154] فقال: اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحَمْني، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَجِلْتَ أيُّها المُصَلِّي، إذا صَلَّيْتَ فَقَعَدتَ فَاحْمَدِ الله بِمَا هو أهْلُهُ، وَصَلِّ عَليَّ، ثم ادْعُهُ، قال: ثم صَلَّى رَجُلٌ آخرُ بعد ذلك، فَحَمدَ الله، وصلَّى على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَيُّهَا المُصَلِّي، ادعُ اللهَ تُجَبْ» . أخرجه الترمذي (1) . وفي رواية أبي داود: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَدعُو في صَلاتِهِ، لم يُمَجِّدِ اللهَ، ولم يُصَلِّ على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَجِلَ هذا، ثم دَعَاهُ، فقال له - أو لغيره -: إِذا صلَّى أَحَدُكمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْميدِ رَبِّهِ، والثَّنَاءِ عليه، ويُصلِّي على النبيِّ- صلى الله عليه وسلم- ثم يَدعُو بَعدُ ما شاءَ» . وفي رواية النسائي مثل رواية أَبي داود، وفيه: فقال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-: «عَجِلَ هذا المُصَلِّي، ثم عَلَّمَهُمْ رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-، ثم سَمِعَ رجلاً يُصلِّي، فَمَجَّدَ اللهَ وحَمِدَهُ، وصلى على النبيِّ- صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم-: ادعُ تُجَبْ، سَلْ تُعْطَ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يمجد) : التمجيد: التعظيم وقيل: المجد الشريف.   (1) رواية الترمذي الثانية في سندها رشدين بن سعد وهو ضعيف، لكن تابعه عنده في الرواية الأولى حيوة بن شريح بن صفوان فهو به حسن. (2) رواه الترمذي رقم (3473) و (3475) في الدعوات، باب رقم (66) ، وأبو داود رقم (1481) في الصلاة، باب الدعاء، والنسائي 3 / 44 في السهو، باب التمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (6/18) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا حيوة. وأبو داود (1481) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. والترمذي (3476) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا رشدين بن سعد. وفي (3477) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا حيوة بن شريح. والنسائي (3/44) . وفي الكبرى (1116) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب. وابن خزيمة (709) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب القرشي، قال: حدثنا عمي، وفي (710) قال: حدثنا بكر بن إدريس بن الحجاج ابن هارون المقرئ، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا حيوة بن شريح. ثلاثتهم (حيوة، ورشدين، وعبد الله بن وهب) عن أبي هانئ حميد بن هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، فذكره. * وفي رواية حيوة: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم ليصل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم ليدع بعد بما شاء» . * وفي رواية رشدين: «بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدا، إذ دخل رجل فصلى، فقال: اللهم اغفر لي وارحمني. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله، وصل علي، ثم ادعه. قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك، فحمد الله، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: أيها المصلي، ادع تجب» . الحديث: 2120 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 2121 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدُّعَاء مَوْقُوفٌ بَينَ السَّماءِ والأرض، لا يَصعَدُ حتى يَصَلَّى عَلَيَّ، فلا تَجْعَلُوني كَغُمْرِ الرَّاكِبِ، صَلوا عَلَيَّ، أوَّلَ الدُّعَاءِ، وأَوسَطَهُ، وآخِرَهُ» هذه الرواية ذكرها رزين (1) . وأخرجه الترمذي موقوفاً على عمر، وقال في آخره: «حتى تُصَلِّيَ على نبيِّكَ - صلى الله عليه وسلم-» (2) . [ص: 156] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كغمر الراكب) : الغمر: القدح الصغير، كالقَعْب، والمعنى: أن الراكب يحمل رحله وأزواده ويترك قعبه إلى آخر ترحاله، ثم يعلِّقه إما على آخرة الرحل أو نحوها، كالعلاوة، فليس عنده بمهم، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يجعلوا الصلاة عليه كالغمر الذي لا يُقدَّم في المهام فيجعل تبعاً، والمراد به: الحث على الصلاة عليه أولاً ووسطاً، والاهتمام بشأنها.   (1) أورد بمعناه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " من حديث جابر رضي الله عنه قال: " قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوني كقدح الراكب، فإن الراكب إذا علق معاليقه أخذ قدحه فملأه من الماء، فإذا كانت له حاجة في الوضوء توضأ، وإذا كانت له حاجة في الشرب شرب، وإلا أهراق ما فيه، واجعلوني في أول الدعاء وفي وسطه، وفي آخر الدعاء "، قال الحافظ بعد تخريجه من طريقين: حديث غريب، أخرجه عبد الرزاق في جامعه، والبزار في مسنده، انفرد به موسى بن عبيدة الربذي، وقد ضعفه جماعة من قبل حفظه، وشيخه لا يعرف له إلا هذا الحديث، وذكره ابن حبان في " الضعفاء " من أجل هذا الحديث، وقال البخاري في ترجمته: لم يثبت حديثه، وأخرج سفيان الثوري في جامعه عن يعقوب بن زيد بن طلحة يبلغ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تجعلوني كقدح الراكب، اجعلوني أول دعائكم، وأوسطه، وآخره "، قال الحافظ: سنده معضل أو مرسل، وإن كان يعقوب أخذه عن غير موسى (يعني بن عبيدة الربذي) تقوت رواية موسى، والله أعلم. (2) رواه الترمذي موقوفاً على عمر رضي الله عنه رقم (486) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من حديث النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم. وأبو قرة الأسدي لا يعرف اسمه ولا حاله، وليس له عند الترمذي [ص: 156] ولا أصحاب السنن إلا هذا الموقوف، وهو من رواية النضر بن شميل، قال الحافظ في " تخريج الأذكار ": وقد رواه معاذ بن الحارث عن أبي قرة مرفوعاً، أخرجه الواحدي، ومن طريقه عبد القادر الرهاوي في الأربعين، وفي سنده أيضاً من لا يعرف رجاله نحوه موقوفاً ومرفوعاً عن علي رضي الله عنه، فأخرج المرفوع البيهقي، ولفظه قال: قال صلى الله عليه وسلم: " الدعاء محجوب عن الله حتى يصلي على النبي محمد وآل محمد " صلى الله عليه وسلم، وهو حديث غريب، في سنده ضعيفان، وأخرجه الواحدي موقوفاً، قاله الحافظ، وأخرجه الطبراني في " الأوسط " موقوفاً، وأخرج الحافظ من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سعيد بن المسيب قال: ما من دعوة لا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قبلها إلا كانت معلقة بين السماء والأرض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وروي من حديث جابر لكنه غريب، قال البخاري: لم يثبت، وأورده ابن حبان في الضعفاء، ورواه الثوري في جامعه عن زيد بن طلحة يبلغ به. قال الحافظ: سنده معضل أو مرسل. وموقوف عمر: أخرجه الترمذي (486) قال: ثنا أبو داود سليمان بن سلم المصاحفي البلخي، أخبرنا النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي، عن سعيد بن المسيب، فذكره. قلت: أبو قرة الأسدي «مجهول» ليس له في الأصول إلا هذا الحديث. قال الحافظ: أخرجه الواحدي ومن طريقه الرهاوي في الأربعين، وفي سنده أيضا من لا يعرف. الحديث: 2121 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 2122 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: كنتُ أُصَلي والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكرٍ، وعمرُ معه، فلما جلستُ بَدَأتُ بالثَّنَاءِ على الله، ثم الصلاةِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم دعوتُ لنفسي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «سَلْ تُعْطَهُ، سَل تُعْطَهُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (593) في الجمعة، باب (64) ، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (593) قال: ثنا محمود بن غيلان، قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، فذكره. الحديث: 2122 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 2123 - (ت) أبيّ بن كعب - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا ذكر أحداً فَدَعا له، بَدَأ بنفسه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3382) في الدعوات، باب ما جاء أن الداعي يبدأ بنفسه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. أقول: وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3385) قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا أبو قطن عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح. الحديث: 2123 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 2124 - (د) أبو مصبح المقرائي (1) - رحمه الله -: قال: «كُنَّا نَجلِسُ إلى أبي زُهيرٍ النُّمَيريِّ - وكان من الصحابة - فَيُحَدِّثُ أحسنَ الحديث، فإذا دَعا الرجلُ مِنا بِدُعاءٍ قال: اخْتِمْهُ بآمين، فَإِنَّ آمِين مثلُ الطَّابَعِ على الصَّحيفَةِ، قال أبو زُهير: أُخبِرُكم عن ذلك: خَرَجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ لَيْلَةٍ، فَأتَينَا على رجلٍ قد أَلحَّ في المسألة، فوقف رسولُ الله يَسْتَمِعُ منه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أوجَبَ إنْ خَتَمَ، فقال رجل من القوم: بأي شيءٍ يَختِمُ يا رسولَ الله؟ قال: بِآمين، فَإِنَّهُ إن خَتَمَ بآمين فقد أوجَبَ، فانصرفَ الرجلُ الذي سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فَأتَى الرجل فقال: يا فلان، اخْتم بآمين وَأَبْشِرْ» . أخرجه أبو داود (2) . [ص: 158] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطابع) : الخاتم، يريد أنه يختم عليها وترفع: تدخر كما يفعل الإنسان بما يعز عليه من ماله إذا خزنه. (أوجب) الرجل: إذا فعل فعلاً تجب له به الجنة أو النار.   (1) في الأصل: المقري، قال أبو داود: المقراء: قبيل من حمير، وهكذا ذكره غيره، وذكر أبو سعيد المروزي أن هذه النسبة إلى مقرى: قرية بدمشق، والأول أشهر. (2) رقم (938) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، وفي سنده صبيح بن محرز المقرائي الحمصي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال أبو عمر بن عبد البر: ليس إسناده بالقائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (938) قال: حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي ومحمود بن خالد، قالا: حدثنا الفريابي، عن صبيح بن محرز الحمصي، قال: حدثني أبو مصبح المقرائي، فذكره. قلت: تفرد ابن حبان بتوثيقه. الحديث: 2124 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 2125 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا دعا أَحدُكم فَليَعْزِمِ المسأَلَةَ، ولا يَقُل (1) : اللَّهُم إن شِئْتَ فَأَعطني، فَإنَّ الله لا مُسْتَكْرِهَ له» أخرجه البخاري، ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليعزم) : عزمت على الأمر: إذا عقدت قلبك عليه، وجددت في فعله، والعزم: الجد والقطع على فعل الشيء ونفي التردد عنه، المعنى: لا تكن في دعائك متردداً، بل اجزم المسألة.   (1) في الأصل: ولم يقل والتصحيح من " صحيح مسلم ". ولفظه في البخاري: ولا يقولن. (2) رواه البخاري 11 / 118 في الدعوات، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (2678) في الذكر والدعاء، باب العزم بالدعاء ولا يقل: إن شئت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/101) . والبخاري (8/92) قال: حدثنا مسدد، وفي «الأدب المفرد» (608) قال: حدثنا محمد بن سلام. ومسلم (8/63) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (584) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ستتهم (أحمد، ومسدد، وابن سلام، وأبو بكر، وزهير، وإسحاق) عن إسماعيل بن علية. 2 - وأخرجه البخاري (9/168) . وفي الأدب المفرد (659) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث ابن سعيد. كلاهما (إسماعيل، وعبد الوارث) عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. الحديث: 2125 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 2126 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلا يَقل: اللهم اغفر لي إن شئتَ، اللَّهُمَّ ارحمني إِنْ شِئْتَ، ولكن لَيَعْزِمِ المسأَلَة، فَإِنَّ اللهَ لا مُكرِهَ لَهُ» . أخرجه الجماعة إلا النسائي. [ص: 159] وفي رواية للبخاري قال: «لا يَقُلْ أَحَدُكْم: اللَّهمَّ اغفِر لي إن شِئْتَ، ارحمني إِن شِئْتَ، ارزُقني إن شِئتَ، ولَيَعْزِم مَسَأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعلُ ما يَشاءُ، لا مُكْرِهَ له» . وفي رواية لمسلم: «لا يَقُولَنَّ أحَدُكم: اللَّهمَّ اغْفِر لي إن شِئْتَ، ارحَمني إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمَ في الدعاء، فإنَّ الله صَانِعٌ ما شَاء (1) ، لا مُكْرهَ له» . وفي أخرى له: «إذا دَعَا أحَدُكم فَلا يَقُلْ: اللَّهمَّ اغْفِر لِي إنْ شِئْتَ، ولكن لِيعزِمْ، وليعَظِّم الرَّغبَةَ، فَإِنَّ اللهَ لا يَتَعَاظَمُهُ شَيءٌ أعطاه» (2) .   (1) في الأصل: ما يشاء، وما أثبتناه في " صحيح مسلم " المطبوع. (2) رواه البخاري 11 / 118 في الدعوات، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، ومسلم رقم (2679) في الذكر والدعاء، باب العزم بالدعاء ولا يقل: إن شئت، والموطأ 1 / 213 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3492) في الدعوات، باب رقم (79) وأبو داود رقم (1483) في الصلاة، باب الدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه الأعرج، عن أبي هرير -رضي الله عنه - أخرجه مالك «الموطأ» (149) . والحميدي (963) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/463) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/464) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/486) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. (ح) وقرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (2/500) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/530) قال: حدثنا علي. قال: أخبرنا ورقاء. والبخاري (8/92) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وأبو داود (1483) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3854) قال: حدثنا أبو بكر: قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3854) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ابن عجلان. والترمذي (3497) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (582) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سفيان. وفي (583) قال: أخبرنا محمد ابن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. خمستهم (مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وورقاء بن عمر، وابن عجلان) عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. - ورواه عن همام، سمع أبا هريرة: أخرجه أحمد (2/318) . والبخاري (9/171) قال: حدثنا يحيى. كلاهما (أحمد بن حنبل، ويحيى بن موسى) عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام، فذكره. - ورواه عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري في «الأدب المفرد» (607) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. ومسلم (8/64) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، - يعنون ابن جعفر-. ثلاثتهم (شعبة، وابن أبي حازم، وإسماعيل) عن العلاء، عن أبيه، فذكره. - ورواه عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، قال: أخرجه مسلم (8/64) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا أنس بن عياض. قال: حدثنا الحارث، وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عطاء بن ميناء، فذكره. الحديث: 2126 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 2127 - (د) ابن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: سمعني أبي، وأنا أقول: اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الجَنَّةَ، وَنَعِيمَها، وبَهْجَتَها، وكذا وكذا، وأعوذُ بكَ مِن النارِ وسَلاسِلِها وأغْلالِها، وكذا وكذا، فقال لي: يا بُنيّ، سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «سَيَكُونُ قَومٌ يَعْتَدُونَ في الدُّعَاءِ، فَإِيَّاكَ أنْ تَكُونَ منهم، إِنَّك إن أُعطِيتَ الجَنَّةَ أُعْطِيتَها ومَا فيها من الخير، وإنْ [ص: 160] أُعِذْتَ من النَّارِ أُعِذْتَ منها، وما فيها من الشَّرِّ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وبهجتها) : البهجة: الحسن والنضارة. (يعتدون) : الاعتداء: مجاوزة الحد في الأمر، والمراد: الخروج في الدعاء عن الوضع الشرعي والسنة المأثورة.   (1) رقم (1480) في الصلاة، باب الدعاء، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وابن سعد لم يسم، فإن كان عمر فلا يحتج به. أقول: وقال عنه الحافظ في " التقريب ": صدوق لكن مقته الناس لكونه كان أميراً على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي رضي الله عنهما، قتله المختار سنة خمس وستين أو بعدها، ووهم من ذكره في الصحابة، فقد جزم ابن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/183) (1584) قال: حدثنا أبو النضر. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. كلاهما (أبو النضر، وابن جعفر) قالا: حدثنا شعبة، عن زياد بن مخراق، قال: سمعت قيس بن عباية القيسي يحدث، عن مولى لسعد بن أبي وقاص، عن ابن لسعد، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/172) (1483) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، عن زياد ابن مخراق، قال: سمعت أبا عباية، عن مولى لسعد، أن سعدا سمع ابنا له، فذكره. * وأخرجه أبو داود (1480) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيي، عن شعبة، عن زياد بن مخراق، عن أبي نعامة، عن ابن لسعد، فذكره. قلت: قال زكي الدين المنذري في «مختصره» : وابن سعد لم يسم، فإن كان عمر فلا يحتج به. الحديث: 2127 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 2128 - (د) ابن مغفل - رضي الله عنه -: «سَمِعَ ابنَهُ يقولُ: اللَّهُمَّ إني أسألُكَ القَصْرَ الأبَيْضَ عن يَمينِ الجَنَّةِ إذا دَخلتُهَا، فقال: أيْ بُنيَّ سَلِ اللهَ الجَنَّةَ، وتَعَوَّذْ بِهِ من النارِ، فَإِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: سَيكونُ في هذه الأمَّة قَومٌ يَعْتَدُونَ في الطُّهورِ والدُّعَاءِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (96) في الطهارة، باب الإسراف في الماء، وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. عن يزيد الرقاشي. وفي (4/87) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة. عن سعيد الجريري. وفي (5/55) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري. وعبد بن حميد (500) قال: حدثني محمد بن الفضل. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي. وأبو داود (96) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا سعيد الجريري. وابن ماجة (3864) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أنبأنا سعيد الجريري. كلاهما - يزيد الرقاشي،وسعيد الجريري - عن أبي نعامة، فذكره. الحديث: 2128 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 2129 - (خ م ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بالتكبير، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [ص: 161] أَيُّها النَّاسُ، إِربَعوا على أَنفُسِكم، إنَّكْم لا تَدْعُونَ أصَمَّاً، ولا غَائِباً، إنكم تَدْعُونَ سَمِيعاً بَصِيراً، وهو مَعَكم، والذي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلى أَحدكم من عُنُقِ راحلتِهِ، قال أبو موسى: وأَنَا خَلْفَهُ أقُولُ: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إِلا بالله في نفسي، فقال: يا عَبدَ الله بْنَ قَيْسٍ، ألا أَدُلُّكَ على كَنْزٍ من كُنوزِ الجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلى يا رسولَ الله، قال: لا حولَ ولا قُوَّةَ إِلا بالله» . هذه رواية البخاري، ومسلم، ولهما رواية أخرى تجيء عند ذكر «لا حول ولا قُوة إلا بالله» في آخر كتاب الدُّعاء. وفي رواية الترمذي قال: «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غَزَاةٍ، فَلما قَفَلْنَا أشْرَفنا على المدينة، فَكَبَّرَ النَّاسُ تَكبيرَة ورَفَعوا بها أصواتَهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ رَبَّكُم ليس بِأصَمَّ، ولا غَائِبٍ، هو بينكم، وبينَ رؤوسِ رِحَالِكِمْ، ثم قال: يا عبدَ الله بن قَيسٍ، ألا أُعلِّمُكَ كَنزاً من كُنوزِ الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله» (1) . وفي رواية أبي داود نحو من رواية الترمذي، ومن رواية البخاري، ومسلم (2) . [ص: 162] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إربعوا) : يقال: أربع على نفسك، أي: تثبت، وانتظر. (راحلته) : الراحلة: البعير القوي على الأسفار، والأحمال، سواء فيه الذكر والأنثى.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وقد جاء في الحديث إذا قال العبد: لا حول ولا قوة إلا بالله قال الله: أسلم عبدي واستسلم، قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة بسند قوي. (2) رواه البخاري 11 / 159 في الدعوات، باب الدعاء إذا علا عقبة، وباب قول: لا حول ولا [ص: 162] قوة إلا بالله، وفي الجهاد، باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير. وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي القدر، باب لا حول ولا قوة إلا بالله، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وكان الله سميعاً بصيراً} ، ومسلم رقم (2704) في الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، والترمذي رقم (3371) و (3457) في الدعوات، باب رقم (3) و (59) ، وأبو داود رقم (1526) و (1527) و (1528) في الصلاة، باب الاستغفار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/394) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (4/403) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/417) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (542) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. والبخاري (4/69) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/169) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (8/73) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل، وأبو معاوية. (ح) وحدثنا ابن نمير، وإسحاق ابن إبراهيم، وأبو سعيد الأشج، جميعا عن حفص بن غياث. وأبو داود (1528) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. وابن ماجة (3824) قال: حدثنا محمد الصباح، قال: أنبأنا جرير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (538) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، عن سويد، عن زهير. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9017) عن أحمد بن حرب الموصلي، عن أبي معاوية. تسعتهم (سفيان، وشعبة، وأبو معاوية، وزائدة، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن غياث، وأبو إسحاق الفزاري، وجريري، وزهير بن معاوية) عن عاصم الأحول. 2 - وأخرجه أحمد (4/399) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (1526) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما (عفان، وموسى) قالا: حدثنا حماد، عن ثابت البناني، وعلي بن زيد، وسعيد الجريري. 3 - وأخرجه أحمد (4/418) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الجريري. 4 - وأخرجه أحمد (4/402) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي أبو محمد. والبخاري (8/155) قال: حدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (8/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا الثقفي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9017) عن محمد ابن بشار، عن الثقفي (ح) وعن محمد بن حاتم بن نعيم، عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك. كلاهما - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وعبد الله بن المبارك - عن خالد الحذاء. 5 - وأخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا يحيى. وفي (4/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل. ثلاثتهم (يحيى، ومحمد، والنضر) عن عثمان بن غياث. 6 - وأخرجه أحمد (4/407) قا: حدثنا يحيى. والبخاري (8/108) قال: حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. وفي «خلق أفعال العباد» (59) قال: حدثني به أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا الأنصاري. ومسلم (8/73 و 74) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، (ح) وحدثناه محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. وأبوداود (1527) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (537) قال: أخبرنا حميد ابن مسعدة، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. وفي «تحفة الأشراف» (9017) عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9017) عن عمرو بن علي، وبشر بن هلال، لاهما عن يحيى بن سعيد. خمستهم (يحيى، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ويزيد بن زريع، ومعتمر) عن سليمان التيمي. الحديث: 2129 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 2130 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يَدْعُو يقول: «اللَّهمَّ إِني أَسأَلُكَ تَمَام النِّعمَةِ» ، فقال: أَيُّ شَيءٍ تمامُ النِّعمةِ؟ ، قال: «دعوةٌ دعوتُ بها أرجو بها الخيرَ» ، قال: فَإِنَّ تمام النِّعمَةِ: دُخُولَ الجنة، والفوزَ من النارِ، وسَمِعَ رجلاً يقول: يا ذا الجَلالِ والإكرَامِ، فقال: قد استُجيِبَ لَكَ فَسَلْ، وسَمِعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رَجلاً وهو يقول: «اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الصَّبْرَ» ، قال: «سَألتَ الله البَلاء، فَسَلهُ العَافيةَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3524) في الدعوات، باب رقم (99) ، وفي سنده أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري البصري، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل: أخرجه أحمد (5/231) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: ثنا سفيان (ح) ويزيد بن هارون. وفي (5/235) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري في «الأدب المفرد» (725) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (3527) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ثلاثتهم (سفيان، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن إبراهيم) عن سعيد الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، عن اللجلاج، فذكره. الحديث: 2130 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 2131 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 163] يَستَحِبُّ الْجوَامِعَ من الدُّعَاءِ، ويَدَعُ مَا سِوى ذلك» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجوامع) : الأشياء التي تجمع الأشياء (2) ، جمع جامعة، أي: خصلة جامعة، وألفاظ [جامعة] لمقاصد الحاجة، أو جامعة للثناء على الله تعالى والسؤال.   (1) رقم (1482) في الصلاة، باب الدعاء، وإسناده حسن، وجود إسناده النووي في " الأذكار "، وقال الحافظ السخاوي: هذا حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود. (2) في المطبوع: تجمع الأغراض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/148) (188) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (1482) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما: (عبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون) عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل، فذكره. الحديث: 2131 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 2132 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- كانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلاثاً ويستَغفِرَ ثَلاثاً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1534) في الصلاة، باب الاستغفار، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/394) (3744) قال: حدثنا يحيى بن آدم. (ح) وأبو أحمد. وفي (1/397) (3769) قال: حدثنا أبو سعيد. وأبو داود (1524) قال: حدثنا أحمد بن علي بن سويد السدوسي، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (457) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن آدم. أربعتهم (يحيى بن آدم، وأبو أحمد، وأبو سعيد، وأبو داود) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن ميمون، فذكره. أخرجه أحمد (1/397) (3770) قال: ثنا أبو سعيد، قال: ثنا إسرائيل، قال: ثنا أبوإسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. الحديث: 2132 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة 2133 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُستَجَابُ لأحَدِكم مَا لم يَعجَلْ، يقولُ: دَعوتُ رَبي، فلم يَستَجِبْ لي» . أخرجه الجماعة إلا النسائي. وفي أخرى لمسلم قال: «لا يَزَالُ يُسْتَجابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بإثم أو [ص: 164] قَطِيعَةِ رَحِمٍ ما لم يستعجلْ، قيل: يا رَسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوتُ، وقد دَعَوتُ (1) فلم أرَ يستجيب لي، فَيَسْتَحْسِرُ عند ذلك، ويَدَعُ الدعاءَ» . وفي رواية الترمذي قال: «ما من رجل يَدْعُو اللهَ بِدُعَاءٍ إِلا استُجِيبَ لَه، فإمَّا أنْ يُعَجَّلَ له في الدنيا، وإمَّا أنْ يُدَّخَرَ له في الآخرة، وإمَّا أنْ يُكَفَّرَ عنه من ذُنُوبِهِ، بِقَدْرِ مَا دَعَا، ما لَمْ يَدْعُ بِإِثمٍ، أو قَطيعةِ رَحِّمٍ، أو يَسْتَعْجِلْ، قالوا: يا رسولَ الله، وكيف يَسْتَعجِلُ؟ قال: يقول: دَعَوتُ رَبي فما استَجَابَ لي» . وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ عَبدٍ يَرفَعُ يَدَيْهِ حتى يَبدُوَ إِبطُهُ يَسألُ اللهَ مَسأَلَة، إلا آتَاهُ اللهُ إيَّاهَا مَا لَمْ يَعْجَلْ، قالوا: يا رسولَ الله، وكيفَ عَجَلَتُهُ؟ قال: يقول: قد سَألتُ وسأَلتُ فلم أُعْطَ شَيئاً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قطيعة رحم) : القطيعة الهجر والصد والرحم الأقارب والأهلون، والمراد: أن لا يصل أهله ويبرهم ويحسن إليهم. [ص: 165] (فيستحسر) : الاستحسار: الاستنكاف عن السؤال، وأصله من حسر الطرف. إذا كَلّ وضعف نظره. يعني: أن الداعي إذا تأخرت إجابته تضجر ومل، فترك الدعاء واستنكف.   (1) في الأصل: فدعوت، والتصحيح من " صحيح مسلم ". (2) رواه البخاري 11 / 119 في الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، ومسلم رقم (2735) في الذكر والدعاء، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، والموطأ 1/213 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3602) و (3603) في الدعوات، باب رقم (145) ، وأبو داود رقم (1484) في الصلاة، باب الدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (149) . وأحمد (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. وفي (2/487) قال: قرأت على عبد الرحمن. مالك. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (8/92) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي «الأدب المفرد» (654) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: حدثنا شعيب. ومسلم (8/87) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن ليث. قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد. وأبو داود (1484) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3853) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن مالك بن أنس. والترمذي (3387) قال: حدثنا الأنصاري قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. أربعتهم: - مالك، وأبو أويس، وشعيب، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي عبيد، فذكره. الحديث: 2133 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 2134 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَدْعوا على أنفسكم، ولا تَدعوا على أولادكم، ولا تَدْعوا على خَدَمِكم، ولا تَدُعوا على أموالكم، لا تُوافِقُوا من الله عَزَّ وجلَّ ساعةَ نَيْلٍ، فيها عطاءٌ، فَيَسْتَجيبَ لكم» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نيل) : النيل والنوال: العطاء.   (1) رقم (1532) في الصلاة، باب النهي أن يدعو الإنسان على أهله وماله، وإسناده صحيح، وهو قطعة من حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر عند مسلم رقم (3006) بلفظ " لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم "، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2411) موارد الظمآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح، وأصله في مسلم: أخرجه أبو داود (1532) قال: حدثنا هشام بن عمار، ويحيى ابن الفضل وسليمان بن عبد الرحمن. قالوا: ثنا إسماعيل بن حاتم، ثنا يعقوب بن مجاهد أبو حرزة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر، فذكره. قال أبو داود: هذا حديث متصل الإسناد، فإن عبادة بن الوليد بن عبادة لقي جابرا. الحديث: 2134 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 2135 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لِيَسْألْ أَحَدكمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا، حتى يسأَلَ شِسْعَ نَعلِهِ، إذَا انْقَطَعَ» . [ص: 166] زاد في رواية عن ثابت البُنَاني مرسلاً: «حتى يسأَلَه المِلْحَ، وحتى يسأله شِسْعَهُ إذا انْقَطَعَ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شسع نعله) : شسع النعل: سير من سيورها التي تكون على وجهها يدخل بين الأصابع.   (1) رقم (3607) و (3608) في الدعوات، باب رقم (149) ، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الصواب إرساله: أخرجه الترمذي (3682 / التحفة) قال: ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجزي، حدثنا قطن البصري، أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس، فذكره. قال أبو عيسى الترمذي: وروى غير واحد هذا الحديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن النبي، ولم يذكروا فيه عن أنس. وأخرجه أيضا (3683 / التحفة) قال: ثنا صالح بن عبد الله أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني: أن النبي .... فذكره. ثم عقب قائلا: وهذا أصح من حديث قطن عن جعفر بن سليمان. الحديث: 2135 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 2136 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ لَمْ يَسْألِ اللهَ يَغضَبْ عليه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3370) في الدعوات، باب رقم (3) ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند "، والبخاري في " الأدب المفرد "، وابن ماجة، والحاكم، والبزار، كلهم من حديث أبي صالح الخوزي عن أبي هريرة، وأبو صالح الخوزي مختلف فيه، ضعفه ابن معين، وقواه أبو زرعة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/442) قال: حدثنا مروان الفزاري. وفي (2/443 و 477) قال: حدثنا وكيع. والبخاري في «الأدب المفرد» (658) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قا: حدثنا مروان بن معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وابن ماجة (3827) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (3373) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا أبو عاصم. أربعتهم (مروان بن معاوية الفزاري، ووكيع، وحاتم، وأبو عاصم) عن أبي المليح، عن أبي صالح الخوزي، فذكره. * في رواية مروان الفزاري: «حدثنا أبو المليح صبيح» .وفي رواية وكيع: «حدثنا أبو المليح المدني» وفي رواية حاتم بن إسماعيل: «عن أبي المليح» ولم ينسبه. وفي رواية أبي عاصم: «عن حميد أبي المليح» .. قلت: الراوي عن أبي هريرة، مختلف فيه. الحديث: 2136 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 2137 - (ت) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: قال: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَلُوا اللهَ من فَضْلِهِ، فإن الله يُحِبُّ أَن يُسأَلَ، وَأَفْضَلُ العِبَادَةِ انْتِظَارُ الفَرجِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3566) في الدعوات، باب رقم (126) ، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] المرسل أشبه: أخرجه الترمذي (3571) قال: ثنا بشر بن معاذ العقدي الضبي البصري، حدثنا حماد بن واقد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، فذكره. * قال الترمذي: هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث، وقد خولف في روايته. وحماد بن واقد هذا هو الصفار، ليس بالحافظ، وهو عندنا شيخ بصري. وروى أبو نعيم هذا الحديث عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن رجل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. مرسل، وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح. قلت: وقد وهم المؤلف - رحمه الله - في عزو الحديث من مسند أبي مسعود البدري عقبة بن عامر، إنما هو ابن مسعود - رضي الله عنه -. الحديث: 2137 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 2138 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ امرَأة قالت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صَلِّ عَليَّ، وعلى زَوجي، فقال: صَلَّى اللهُ عليكِ، وعلى [ص: 167] زَوجِك» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1533) في الصلاة، باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أيضاً إسماعيل ابن إسحاق القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رقم (77) طبع المكتب الإسلامي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح، وله شاهد في الصحيح: أخرجه أبو داود (1533) قال: ثنا محمد بن عيسى، ثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن نبيح، عن جابر، فذكره. الحديث: 2138 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 2139 - (م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا من عبدٍ مسلمٍ يَدعُو لأخِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ إلا قَال المَلَكُ: وَلَكَ بِمثْلٍ» . هذه رواية مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «إِذَا دَعَا الرجُلُ لأخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ قالت الملائكةُ: آمين، ولك بِمثْلٍ» . وفي أخرى لمسلم: قال صَفوانُ بن عبد الله بن صفوان: «قَدِمْتُ الشامَ، فَأتَيتُ أبا الدرداءِ في منزله، فلم أجِدْهُ، ووَجدتُ أمَّ الدَّردَاءِ، فقالت: أتُرِيدُ الحَجَّ العَامَ؟ فقلتُ: نعم، قالت: فَادْعُ لنا بِخَيرٍ، فَإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: دَعوَةُ المَرءِ المسلمِ لأخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ مُستَجَابَةٌ، عِندَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لأخِيهِ بخيرٍ قال المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: [آمين] وَلَكَ بِمثْلِ. قال: فَخَرَجتُ إلى السوقِ فَلَقِيتُ أبا الدَّرْدَاءِ، فقال لي مِثْلَ ذلك، يَرويه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . [ص: 168] قال الحميديُّ: إنَّ خَلَفاً الوَاسِطِيَّ جَعَلَ هذه الروايةَ في مُسنَدِ أُمِّ الدَّردَاءِ، وقال: قال البَرْقَانِيُّ: هذه أُمُّ الدَّرداء: هي الصُّغرى التي رَوَت هذا الحديث، وليس لها صُحبَةٌ، ولا سَمَاعٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو من مسند أبي الدرداء، وأمَّا أمُّ الدرداء الكبرى، فلها صحبة، وليس لها في كِتَابَي البخاري، ومسلم حديث. قال الحميديُّ: وقد أخرج مسلم مُتَّصلاً بهذه الرواية التي ذكرناها إملاء (1) عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، ليدل بذلك على أن هذه الرواية أيضاً عنها عنه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم (2) .   (1) وفي نسخة: أولاً. (2) أخرجه مسلم رقم (2732) و (2733) في الذكر والدعاء، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، وأبو داود رقم (1534) في الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/86) قال: حدثني أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا أبي، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، فذكرته. * وأخرجه مسلم (8/86) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. وأبو داود (1534) قال: حدثنا رجاء بن المرجي. كلاهما - إسحاق، ورجاء - عن النضر بن شميل، قال: حدثنا موسى بن سروان المعلم (وفي رواية رجاء: موسى بن ثروان) ، قال: حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز. قال: حدثتني أم الدرداء، قالت: حدثني سيدي، نحوه. أخرجه أحمد (5/195) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء. وفي (5/196) و (6/452) قال: حدثنا يزيد بن هارون ويعلى، قالا: حدثنا عبد الملك، عن أبي الزبير. وعبد بن حميد (201) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. والبخاري في «الأدب المفرد» (625) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا يحيى بن أبي غنية. قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. ومسلم (8/86 و 87) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. (ح) وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد، مثله. وابن ماجة (2895) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. كلاهما (عطاء، وأبو الزبير) عن صفوان بن عبد الله، فذكره. الحديث: 2139 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 2140 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ دَعَا على مَنْ ظَلَمَهُ فقد انتصرَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3547) في الدعوات، باب رقم (115) ، وفي سنده أبو حمزة ميمون الأعور، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب "، ولذلك قال الترمذي، هذا حديث غريب، قال المناوي في " فيض القدير ": وقال الترمذي في " العلل ": سئل عنه البخاري فقال: لا أعلم أحداً رواه غير أبي الأحوص (يعني سلام بن سليم) لكن هو من حديث أبي حمزة، وضعف أبا حمزة جداً، وأورده العجلوني في " كشف الخفاء " وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وقال: وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف جدا: أخرجه الترمذي (3552) قال: ثنا هناد، حدثنا أبو الأحوص عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي حمزة. وقد تكلم بعض أهل العلم فيه، وهو الأعور. * حدثنا قتيبة. حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن أبي الأحوص عن أبي حمزة بهذا الإسناد - نحوه. وقال في العلل: سئل البخاري عنه؟ فقال: لا أعلم أحدا رواه غير أبي الأحوص، لكن هو من حديث أبي حمزة، وضعف أبا حمزة جدا. الحديث: 2140 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 الباب الثاني: في أقسام الدعاء ، وفيه قسمان القسم الأول: في الأدعية المؤقتة والمضافة إلى أسبابها ، وفيه عشرون فصلاً الفصل الأول: في ذكر اسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى 2141 - (ت د) بريدة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَمِعَ رَجُلاً يقول: اللَّهمَّ إِني أسألُكَ بأني أَشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُواً أحَدٌ، فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل اللهَ باسمه الأَعظَمِ، الذي إِذا دُعِيَ به أجابَ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود: «بَاسْمِهِ الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعيَ به أَجابَ» (1) . [ص: 170] وذكر رزين رواية قال: «دَخَلْتُ مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- المسجدَ عِشَاء، فإذا رجلٌ يقرأٌ ويَرْفَعُ صَوتَهُ، فَقُلْتُ: يا رسولَ الله، أَتَقُولُ: هَذَا مُرَاءٍ؟ [قال] : بل مُؤمِنٌ مُنيبٌ، قال: وأبو موسى الأشعري يَقرَأُ، ويَرفَعُ صَوتَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَتَسَمَّعُ لِقِرَاءتِهِ، ثم جَلَسَ أبو موسى يَدْعُو، فقال: اللَّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ أَنَّكَ أنْتَ اللهُ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَحَداً صَمَداً، لم يَلد ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُواً أحَدٌ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لقد سَألَ اللهَ بِاسْمِهِ الذي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعطَى، وإذا دُعِيَ بِهِ أجَابَ، قلتُ: يا رسولَ الله، أُخْبِرُهُ بِمَا سَمِعتُ منك؟ قال: نعم، فَأخْبَرْتُهُ بِقولِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال لي: أَنت اليومَ لي أخ صَدِيقٌ، حَدَّثتني بحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُنيب) : أناب الرجل: إذا رجع إلى الله تعالى تائباً.   (1) رواه الترمذي رقم (3471) في الدعوات، باب رقم (65) ، وأبو داود رقم (1493) في الصلاة، [ص: 170] باب الدعاء، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 274 في الطبعة المنيرية: قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي: وإسناده لا مطعن فيه، ولم يرد في هذا الباب حديث أجود إسناداً منه، والحديث رواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وغيرهم. (2) وأورد رواية رزين هذه من حديث بريدة رضي الله عنه الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح " رقم (2293) ، طبع المكتب الإسلامي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/349) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/350) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/360) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1493) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (1494) قال: حدثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وابن ماجة (3857) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3475) قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن حباب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1998) عن عبد الرحمن بن خالد، عن زيد بن حباب «وزاد في آخره» أي زيد بن الحباب: فحدثته زهير ابن معاوية، فقال: حدثنا سفيان بهذا الحديث عن مالك بن مغول. قال: «أي زهير» وسمعت أبا إسحاق يحدث به عن مالك بن مغول. وأخرجه النسائي في الكبرى أيضا عن عمرو بن علي، عن يحيى. ستتهم (عثمان، ويحيى، ووكيع، وزيد، وسفيان، وأبو إسحاق) عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة، فذكره. الحديث: 2141 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 2142 - (د س) محجن بن الأدرع (1) الثقفي - رضي الله عنه -: قال: «دَخَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المسجدَ، فإِذا هو برجُلٍ قَد قَضَى صَلاتَهُ، وهو [ص: 171] يَتَشَهَّدُ، ويقولُ: اللهُمَّ إِني أَسأَلُكَ بِاسمِكَ الأحَدِ الصَّمَدِ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يَكُنْ له كُفُواً أَحَدٌ: أن تَغْفِرَ لي ذُنُوبي، إِنَّكَ أَنتَ الغَفُورُ الرحيمُ، قال: فقال: قَد غُفِرَ له، قد غُفرِ له، قَد غُفِر له» . أخرجه أبو داود، والنسائي (2) .   (1) في الأصل: محجن بن الأقرع، وهو تصحيف، والتصحيح: من السنن ومسند أحمد وكتب الرجال. (2) رواه أبو داود رقم (985) في الصلاة، باب ما يقول بعد التشهد، والنسائي 3 / 52 في السهو، باب الدعاء بعد الذكر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 338، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/338) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (985) قال: حدثنا عبد الله ابن عمرو أبو معمر. والنسائي (3/52) وفي الكبرى (1133) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد أبو بريد البصري، عن عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن خزيمة (724) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي. كلاهما (عبد الصمد، وأبو معمر) عن عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا حسين المعلم، عن عبد الله ابن بريدة، عن حنظلة بن علي، فذكره. الحديث: 2142 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 2143 - (ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ كانَ مَعَ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- جَالِساً، ورجُلٌ يُصَلِّي، ثُمَّ دَعَا الرَّجُلُ فقال: اللَّهمَّ إني أَسأَلُكَ بِأنَّ لَكَ الحمدَ، لا إِلهَ إِلا أنْتَ، المَنَّانُ، بَديعُ السَّمَواتِ والأرضِ، ذو الجَلالِ والإِكْرَامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحَابِهِ: أتَدرونَ بمَ دَعَا؟ قالوا: اللهُ ورسولُهُ أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لَقَدْ دَعا الله باسمه الأعظم، الذي إِذَا دُعِيَ به أَجَابَ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى» . أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي. وهذا لَفْظُ الترمذي، قال: «دَخَلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المسْجِدَ، ورَجُلٌ قَد صَلَّى، وهُو يَدعُو، ويقولُ في دُعائِهِ: اللَّهمَّ إني أسألك، لا إِلهَ إلا أنْتَ، المنَّانُ، بَديعُ السَّمواتِ والأرضِ، ذُو الجَلالِ والإكرامِ، فقال [ص: 172] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَتَدْرونَ بِمَ دَعا؟ دعا الله باسْمِهِ الأعظم ... الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المنان) : فعال من المنة، وهو المبالغ فيها. (بديع) : البديع: المبدع، وهو الخالق المخترع لا عن مثال سابق. (قيوم) : القيوم: القائم الدائم، ووزنه فيعول من القيام، وهو من أبنية المبالغة.   (1) رواه الترمذي رقم (3538) في الدعوات، باب رقم (109) ، وأبو داود رقم (1495) في الصلاة، باب الدعاء، والنسائي 3 / 52 في السهو، باب الدعاء بعد الذكر، وإسناده صحيح، وذكره الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 274 الطبعة المنيرية من رواية أحمد بلفظه، ورواه أيضاً ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: رواه عن أنس، أنس بن سيرين: أخرجه أحمد (3/120) ، وابن ماجة (3858) قال: ثنا علي بن محمد. قالا: ثنا وكيع، قال: ثنا أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، فذكره. - ورواه عن أنس، عاصم وثابت: أخرجه الترمذي (3544) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج. قالا: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا سعد بن زربي، عن عاصم الأحول، وثابت، فذكراه. الحديث: 2143 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 2144 - (ت د) أسماء بنت يزيد (1) - رضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اسْمُ اللهِ الأعظَمُ في هَاتَينِ الآيَتَينِ» : {وإِلهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِله إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحيمُ} [البقرة 163] وفَاتِحَةُ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ: {آلم. الله لا إلهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} [آل عمران: 1، 2] . أخرجه أبو داود، والترمذي (2) .   (1) في الأصل: أسماء بنت بريدة، والتصحيح من أبي داود والترمذي وكتب الرجال. (2) رواه أبو داود رقم (1496) في الصلاة، باب الدعاء، والترمذي رقم (3472) في الدعوات، باب رقم (65) ، وفي سنده عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي أبو الحصين، وهو ليس بالقوي، كما قال الحافظ في " التقريب "، وفيه أيضاً شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، ولذلك حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ليس إسناده بالقوي: أخرجه أحمد (6/461) قال: حدثنا محمد بن بكر. وعبد بن حميد (1578) قال: حدثنا أبو عاصم. والدارمي (3392) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (1496) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (3855) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا عيسى بن يونس. والترمذي (3478) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: حدثنا عيسى بن يونس. ثلاثتهم (محمد بن بكر، وأبو عاصم النبيل، وعيسى بن يونس) عن عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، فذكره. قلت: عبيد الله بن أبي زياد، ضعفوه، كذا شيخه «شهر» . الحديث: 2144 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 2145 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ للهِ تِسْعَة، وِتِسعِينَ اسماً، مَن حَفِظَها دَخَلَ الجَنَّةَ، واللهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ» . وفي رواية: «مَن أَحصَاهَا» . وفي أخرى: «للهِ تِسعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْماً، مِائة إِلا واحِداً، لا يَحفَظُهَا أَحَدٌ إِلا دَخَلَ الجَنَّةَ، وهو وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ» . قال البخاري: «أحصَاهَا: حَفِظَها» ، وفي روايةٍ لمسلم نحوه، وليس فيه ذِكرُ الْوتْرِ، هذه روايةُ البخاري، ومسلم (1) . وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ للهِ تِسْعَة وِتِسعِينَ اسماً، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، هُوَ اللهُ الَّذي لا إِلهَ إِلا هو: الرَّحْمنُ، الرَّحِيمُ، المَلِكُ، القُدُّوسُ، السَّلامُ، المُؤمِنُ، المُهَيْمِنُ، العَزِيزُ، الجَبَّارُ، المُتَكَبِّرُ، الخَالِقُ، البَارِئُ، المُصَوِّرُ، الغَفَّارُ، القَهَّارُ، الوهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الفَتَّاحُ، العَليمُ، القابضُ، البَاسِطُ، الخَافِضُ، الرَّافِعُ، المُعِزُّ، المُذِلُّ، السَّمِيعُ، البصيرُ، الحَكَمُ، العَدْلُ، اللَّطِيفُ، الخَبْيرُ، الحليمُ، العَظيمُ، الغَفُورُ، الشَّكُورُ، العَليُّ، الكَبيرُ، الحَفِيظُ، المُقيتُ، الحَسِيبُ، الجَليلُ، الكرِيمُ، الرَّقِيبُ، المُجيبُ، الْوَاسِعُ، الحَكيمُ، الْوَدُودُ، المَجيدُ، [ص: 174] البَاعِثُ، الشَّهيدُ، الحَقُّ، الْوَكِيلُ، القَويُّ، المَتِينُ، الْوَليُّ، الحَميدُ، المُحصي، المُبدىءُ، المُعيدُ، المُحْيي، المُميِتُ، الحَيُّ، القَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الماجد، الوَاحِدُ، الأحَدُ، الصَّمَدُ، القَادِرُ، المُقْتَدِرُ، المُقَدِّمُ، المُؤخِّر، الأوَّلُ، الآِخرُ، الظَّاهِرُ، البَاطِنُ، الوالي، المُتعالِ، البَرُّ، التَّوَّابُ، المُنتَقِمُ، العَفُوُّ، الرَّؤوفُ، مَالِكُ المُلْكِ، ذُو الجَلالِ والإِكرَامِ، المُقْسِطُ، الجَامِعُ، الغَنيُّ، المُغني، المَانِعُ، الضَّارُ، النَّافِعُ، النُّورُ، الهادي، البَديعُ، البَاقي، الوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ» . هذه رواية الترمذي بتفصيل الأسماء، ولم يُفَصِّلْها غيره، وقال: حَدَّثَنَا به غير واحدٍ عن صَفْوان بن صالح، ولا نَعرِفُهُ إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث، قال: وقد رُويَ هذا الحديث من غير وجهٍ عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، لا نَعلَمُ في كثير شيء من الروايات ذِكْرَ الأسماء إلا في هذا الحديث (2) . [ص: 175] وفي رواية ذكرها رزين: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تَلا قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأسمَاءُ الْحُسنى فَادْعُوهُ بِهَا وذَرُوا الَّذِينَ يُلحِدُونَ في أسْمَائِهِ سَيُجْزَونَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ} [الأعراف: 180] فقال: «إنَّ للهِ تَبَارَكَ وتعالى تِسعَة وتِسعينَ اسماً ... » الحديث. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من أحصاها) : الإحصاء: العدد والحفظ، والمراد: مَن حفظها [ص: 176] على قلبه، وقيل: المراد: من استخرجها من كتاب الله تعالى، وأحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم-، لأن النبي لم يعدها لهم، ولهذا لم ترد مسرودة معدودة من هذه الكتب الستة إلا في «كتاب الترمذي» . وقيل: المراد: من أخطر بباله عند ذكر معناها، وتفكر في مدلولها: معتبراً، متدبراً، ذاكراً، راغباً، راهباً، معظماً لمسماها، مقدساً لذات الله تعالى، وبالجملة: ففي كل اسم يخطر بباله الوصف الدال عليه. (القدوس) : الطاهر من العيوب المنزه عنها، وهو مضموم الأول، وقد روي بفتحه، وليس بالكثير، ولم يجئ مضموم الأول من هذا البناء إلا قدوس وسبوح وذروح، وقال سيبويه: ليس في الكلام فُعُّول بالضم. (السلام) : ذو السلام، أي: الذي سلم من كل عيب وبرئ من كل آفة. (المؤمن) : الذي يصدق عباده [وعده] ، فهو من الإيمان: التصديق، أو يؤمنهم في القيامة من عذابه، فهو من الأمان، ضد الخوف. (المهيمن) : الشهيد، وقيل: الأمين، فأصله مؤتمن، فقلبت الهمزة هاء، وقيل: الرقيب والحافظ. (العزيز) : الغالب القاهر، والعزة: الغلبة. [ص: 177] (الجبار) : هو الذي أجبر الخلق وقهرهم على ما أراد من أمر أو نهي. وقيل: هو العالي فوق خلقه. (المتكبر) : المتعالي عن صفات الخلق، وقيل: الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فيقصمهم، والتاء في «المتكبر» تاء المتفرد والمتخصص، لا تاء المتعاطي المتكلف، وقيل: إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله تعالى، لا من الكبر الذي هو مذموم. (البارئ) : هو الذي خلق الخلق لا عن مثال، إلا أن لهذه اللفظة من الاختصاص بالحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقلما تستعمل في غير الحيوان، فيقال: برأ الله النسمة، وخلق السموات والأرض. (المصوِّر) : هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة، ومعنى التصوير: التخطيط والتشكيل. (الغفار) : هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة، وأصل الغفر: الستر والتغطية، فالله غافر لذنوب عباده ساتر لها بترك العقوبة عليها. (الفتاح) : هو الحاكم بين عباده، يقال: فتح الحاكم بين الخصمين: إذا فصل بينهما، ويقال للحاكم: الفاتح، وقيل: هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، والمنغلق عليهم من أرزاقه. [ص: 178] (الباسط) : الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده، ورحمته. و (القابض) : الذي يمسكه عنهم بلطفه، فهو الجامع بين العطاء والمنع. و (الخافض) : الذي يخفض الجبارين والفراعنة، أي: يضعهم ويهينهم. و (الرافع) : هو الذي يرفع أولياءه ويعزهم، فهو الجامع بين الإعزاز والإذلال. (الحكم) : الحاكم وحقيقته: الذي سُلِّم له الحكم ورد إليه. (العدل) : هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، وهو من المصادر التي يسمى بها، كرجل ضَيف وزَور. (اللطيف) : الذي يُوصِل إليك أربك في رفق، وقيل: هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية. (الخبير) : العالم العارف بما كان وما يكون. (الغفور) : من أبنية المبالغة في الغفران. (الشكور) : الذي يجازي عباده ويثيبهم على أفعالهم الصالحة، فشكر الله لعباده إنما هو مغفرته لهم وقبوله لعبادتهم (*) . (الكبير) : هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن. (المقيت) : هو المقتدر، وقيل: هو الذي يعطي أقوات الخلائق. [ص: 179] (الحسيب) : الكافي، هو فعيل بمعنى: مُفْعِل، كأليم بمعنى: مؤلم، وقيل: هو المحاسب. (الرقيب) : هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء. (المجيب) : الذي يقبل دعاء عباده ويستجيب لهم. (الواسع) : هو الذي وسع غناه كل فقر، و [وسعت] رحمته كل شيء. (الودود) : فعول بمعنى: مفعول من الوُد، فالله تعالى مودود، أي: محبوب في قلوب أوليائه، أو هو فعول بمعنى: فاعل، أي: إن الله تعالى يود عباده الصالحين، بمعنى يرضى عنهم (**) . (المجيد) : هو الواسع الكرم، وقيل: هو الشريف. (الباعث) : هو الذي يبعث الخلق بعد الموت يوم القيامة. (الشهيد) : هو الذي لا يغيب عنه شيء، يقال: شاهد وشهيد، كعالم وعليم، أي أنه حاضر يشاهد الأشياء ويراها. (الحق) : هو المتحقق كونه ووجوده. (الوكيل) : هو الكفيل بأرزاق العباد، وحقيقته: أنه الذي يستقل بأمر الموكول إليه. ومنه قوله تعالى: { [وَقَالُوا] حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيلُ} [آل عمران: 173] . [ص: 180] (القوي) : القادر، وقيل: التام القدرة والقوة، الذي لا يعجزه شيء. (المتين) : هو الشديد القوي الذي لا تلحقه في أفعاله مشقة. (الولي) : الناصر، وقيل: المتولي للأمور القائم بها كولي اليتيم. (الحميد) : المحمود الذي استحق الحمد بفعله، وهو فعيل بمعنى مفعول. (المحصي) : هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، فلا يفوته شيء من الأشياء دق أو جل. (المبدئ) : الذي أنشأ الأشياء واخترعها ابتداء. و (المعيد) : هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، وبعد الممات إلى الحياة. (الواجد) : هو الغني الذي لا يفتقر، وهو من الجِدة: الغِنى. (الواحد) : هو الفرد الذي لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر، وقيل: هو منقطع القرين والشريك. (الأحد) : الفرد، والفرق بينه وبين الواحد، أن «أحداً» بُني لنفي ما يذكر معه من العدد، فهو يقع على المذكر والمؤنث، يقال: ما جاءني [ص: 181] أحد، أي: ذكر ولا أنثى، وأما «الواحد» فإنه وضع لمفتتح العدد، تقول: جاءني واحد من الناس، ولا تقول فيه: جاءني أحد من الناس، والواحد: بني على انقطاع النظير والمثل، والأحد: بني على الانفراد والوحدة عن الأصحاب، فالواحد منفرد بالذات، والأحد منفرد بالمعنى. (الصمد) : هو السيد الذي يصمد إليه الخلق في حوائجهم، أي: يقصدونه. (المقتدر) : مفتعل من القدرة، وهو أبلغ من قادر. (المقدم) : الذي يقدم الأشياء فيضعها في مواضعها. (المؤخر) : الذي يؤخرها إلى أماكنها، فمن استحق التقديم قدّمه، ومن استحق التأخير أخره. (الأول) : هو السابق للأشياء كلها. والآخر الباقي بعد الأشياء كلها. (الظاهر) : هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلاه. و (الباطن) : هو المحتجب عن أبصار الخلائق. (الوالي) : مالك الأشياء، المتصرف فيها. (المتعالي) : هو المتنزه عن صفات المخلوقين، تعالى أن يوصف بها عز وجل. [ص: 182] (البر) : هو العطوف على عباده ببره ولطفه. (المنتقم) : هو المبالغ في العقوبة لمن يشاء، مفتعل، من نقم ينقم: إذا بلغت به الكراهية حد السخط. (العفو) : فعول من العفو، بناء مبالغة، وهو الصفوح عن الذنوب. (الرؤوف) : هو الرحيم العاطف برأفته على عباده، والفرق بين الرأفة والرحمة: أن الرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة، والرأفة لا تكاد تكون في الكراهة. (ذو الجلال) : الجلال: مصدر الجليل، تقول: جليل بين الجلالة والجلال. (المقسط) : العادل في حكمه، أقسط الرجل: إذا عدل، فهو مقسط، وقسط: إذا جار، فهو قاسط. (الجامع) : هو الذي يجمع الخلائق ليوم الحساب. (المانع) : هو الناصر الذي يمنع أولياءه أن يؤذيهم أحد. (النور) : هو الذي يبصر بنوره ذو العماية، ويرشد بهداه ذو الغواية. (البديع) : قد تقدم ذكره. (الوارث) : هو الباقي بعد فناء الخلائق. [ص: 183] (الرشيد) : هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، فعيل بمعنى مُفعِل. (الصبور) : هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام منهم بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى، فمعنى الصبور في صفة الله تعالى قريب من معنى الحليم، إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور، كما يأمنون منها في صفة الحليم.   (1) رواه البخاري 11 / 180 - 192 في الدعوات، باب لله عز وجل مائة اسم غير واحد، ومسلم رقم (2677) في الذكر والدعاء، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها. (2) وقال الترمذي: وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه الأسماء، وليس له إسناد صحيح، أقول: رواه الترمذي رقم (3502) من حديث صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وقال: حديث غريب، ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2382) موارد الظمآن من طريق صفوان به، وأخرجه ابن ماجة رقم (3861) في الدعاء، باب أسماء الله عز وجل، من طريق أخرى عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً بنحو مما تقدم بزيادة ونقصان، قال البوصيري في " الزوائد ": لم يخرج أحد من الأئمة الستة عدد أسماء الله الحسنى من هذا الوجه ولا غيره، غير ابن ماجة [ص: 175] والترمذي مع تقديم وتأخير، وطريق الترمذي أصح شيء في الباب، وفي إسناد طريق ابن ماجة ضعف لضعف عبد الملك بن محمد الصنعاني، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار ": وهذان الطريقان يرجعان إلى رواية الأعرج، وفيهما اختلاف شديد في سرد الأسماء، وزيادة ونقص، ووقع سرد الأسماء في رواية ثالثة أخرجها الحاكم في " المستدرك " وجعفر الفريابي في " الذكر " من طريق عبد العزيز بن الحصين (يعني ابن الترجمان) عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال الحاكم بعد تخريج الحديث من طريق صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم الطريق التي أخرجه الترمذي بلفظه سواه: أخرجاه في الصحيح بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسماء فيه، ولعله عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقه وبطوله وذكر الأسماء فيه، ولم يذكره غيره لمسلم، نعم أكثرها في القرآن، ومنها ما ورد فيه الفعل أو المصدر دون الاسم، ومنها ما ليس في القرآن لا بنفسه ولا بورود فعله كالقديم والجميل ونحوهما. اهـ. وقال ابن كثير في التفسير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي أنهم جمعوها من القرآن كما روى جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي، والله أعلم. أقول: ومع ذلك كله فقد ذكر الحديث ابن حبان في صحيحه، وحسنه النووي في أذكاره. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: "جاء في كتاب الله تسمية الله تعالى بالشكور والشاكر: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} {فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} {مَّا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} ، و (فعول) في أسماء الله بمعنى (فاعل) كشكور وغفور وودود. والشكر صفة لله تعالى تتضمن ثناء الله على عبده في الملإ الأعلى، وأن يلقي له الشكر بين عباده ويشكره تعالى بفعله بأن يثيبه ويعطيه أفضل مما بذل بأضعاف كثيرة، بل من شكره لعباده أن يثيب أعداءه على ما فعلوا من الخير في الدنيا ولا يضيع أجر من أحسن عملا. " [الشيخ عبد الرحمن صالح السديس] (**) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: " فيه تفسير لصفة المودة بالرضا وهذا غلط؛ بل المودة هي خالص المحبة وقد تظاهرت النصوص بإثبات محبة الله لأولياء كقوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} {فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} وغيرها. " [الشيخ عبد الرحمن صالح السديس] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح على الإجمال: رواه الأعرج، عن أبي هريرة، أخرجه الحميدي (1130) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والبخاري (3/259) و (9/145) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/108) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/63) قال: حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب، وابن أبي عمر. جميعا عن سفيان (واللفظ لعمرو) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (3508) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في «الكبرى / الورقة 100 ب» قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني مالك. وذكر آخر قبله. (ح) وأخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا علي بن عياش. قال: حدثنا شعيب. أربعتهم (سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، وشعيب، ومالك) عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. - ورواه محمد بن سيرين، عن أبي هريرة أخرجه أحمد (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر عن أيوب، وفي (2/427) قال: حدثنا إسماعيل. عن هشام. (ح) ويزيد، يعني ابن هارون. قال: أخبرنا هشام. وفي (2/499) قال: حدثنا علي بن عاصم. قال: أخبرنا خالد وهشام. وفي (2/516) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا هشام. ومسلم (8/63) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن أيوب. والترمذي (3506) قال: قال يوسف: وحدثنا عبد الأعلى، عن هشام بن حسان. ثلاثتهم (أيوب، وهشام بن حسان، وخالد بن الحذاء) عن محمد بن سيرين، فذكره. * أخرجه أحمد (2/516) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن عون، عن محمد، عن أبي هريرة: إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسما ... فذكر مثله موقوفا. ورواه همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة. أخرجه أحمد (2/267 و 277 و 314) . ومسلم (8/63) قال: حدثني محمد بن رافع. كلاهما (أحمد بن حنبل، وابن رافع) قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. * رواية أحمد (2/277) مختصرة على: «إن الله وتر يحب الوتر» . - ورواه أبو سلمة، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/503) قال: حدثنا يزيد. وابن ماجة (3860) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. كلاهما (يزيد، وعبدة) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. - ورواه أبو رافع، عن أبي هريرة. أخرجه الترمذي (3506) قال: حدثنا يوسف بن حماد البصري. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة،، عن أبي رافع، فذكره. - ورواه الأعرج، عن أبي هريرة. قال. أخرجه ابن ماجة (3861) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني. قال: حدثنا أبو المنذر زهير بن محمد التميمي، قال: حدثنا موسى بن عقبة. والترمذي (3507) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: حدثني صفوان بن صالح. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد. كلاهما (موسى بن عقبة، وأبو الزناد) عن عبد الرحمن الأعرج فذكره. * رواية موسى بن عقبة فيها زيادة ونقصان وتقديم وتأخير. الحديث: 2145 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 الفصل الثاني: في أدعية الصلاة مجملاً ومفصلاً الاستفتاح 2146 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذَا كَبَّرَ في الصلاةِ سَكَتَ هُنيَّة قَبلَ أن يقرَأ، فقلتُ: يا رسولَ الله، بِأَبي أَنْتَ وأُمِّي، أَرَأيتَ سُكُوتَكَ بين التَّكْبيرِ والقِرَاءةِ، ما تقولُ؟ قال: أقولُ: اللَّهُمَّ نَقِّني مِن خَطَايايَ، كما يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغسلني مِنْ خَطَايايَ بِالثَّلْج والماءِ والبَرَدِ» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وزاد أبو داود، والنسائي في أوَّلِ الدُّعاءِ، قال: «أقول: اللهمَّ باعِدْ [ص: 184] بيني وبَيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ... والباقي مثلُه» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 190 و 191 في صفة الصلاة، باب الدعاء بعد التكبير، ومسلم رقم (598) في المساجد، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، وأبو داود رقم (781) في الصلاة، باب السكتة عند الافتتاح، والنسائي 2 / 128 و 129 في الافتتاح، باب الدعاء بين التكبيرة والقراءة. قال الحافظ في " الفتح ": واستدل به على جواز الدعاء في الصلاة بما ليس في القرآن، خلافاً للحنفية، ثم هذا الدعاء صدر منه صلى الله عليه وسلم على سبيل المبالغة في إظهار العبودية، وفيه ما كان الصحابة عليه من المحافظة على تتبع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في حركاته وسكناته وإسراره وإعلامه حتى حفظ الله بهم الدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/231) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/231) و (494) قال: حدثنا جرير. وفي (2/448) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، و (الدرامي) (1247) قال: أخبرنا بشر ابن آدم. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والبخاري (1/189) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي القراءة خلف الإمام (280) قال: حدثنا محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/98 و 99) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير. قالا: حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا أبو كامل. قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد. وأبو داود (781) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب. قال: حدثنا محمد بن فضيل. (ح) وحدثنا أبو كامل. قال: حدثنا عبد الواحد. وابن ماجة (805) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (1/50 و 176) و (2/128) . وفي الكبرى (60/879) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا جرير. وفي (2/128) وفي الكبرى (878) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (465) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى وعلي بن خشرم وغيرهم، قال علي: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (1579) قال: حدثنا هارون بن إسحاق قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (1630) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى وجماعة قالوا: حدثنا جرير بن عبد الحميد. أربعتهم (محمد بن فضيل، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان، وعبد الواحد بن زياد) عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، فذكره. * رواية سفيان مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت له سكتة إذا افتتح الصلاة» . * رواية النسائي في (1/176) مختصرة على: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبَرَد» . الحديث: 2146 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 2147 - (م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «بينما نحن نُصَلِّي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إذْ قالَ رَجلٌ من القومِ (1) : اللهُ أَكبَرُ كَبيراً، والحمدُ للهِ كَثيراً، وسبحانَ اللهِ بُكرَة وأصيلاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَنِ القَائِلُ كَلمَةَ كَذا وكَذا؟ قال رجلٌ من القومِ: أنا يا رسولَ الله، قال: عَجِبتُ لَهَا، فُتِحَتْ لها أَبْوَابُ السماءِ، قال ابن عمر: فَمَا تَرَكْتُهنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ ذلك» . أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، إلا أن النسائي قال في رواية أخرى له: «لقد رأيتُ ابتدَرَهَا اثنا عشر مَلَكاً» (2) .   (1) في الأصل: في القوم، والتصحيح من مسلم والترمذي وأبي داود. (2) رواه مسلم رقم (601) في المساجد، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، والترمذي رقم (3586) في الدعوات، باب رقم (137) ، والنسائي 2 / 125 في الافتتاح، باب القول الذي يفتتح به الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/14) (4627) قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا الحجاج بن أبي عثمان. وفي (2/97) (5722) قال: ثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (2/99) قال: حدثنا زهير ابن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: أخبرني الحجاج بن أبي عثمان. والترمذي (3592) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا الحجاج بن أبي عثمان. والنسائي (2/125) . وفي الكبرى (870) قال: أخبرنا محمد بن شجاع المروزي، قال: حدثنا إسماعيل، عن حجاج. كلاهما (الحجاج بن أبي عثمان، وابن لهيعة) عن أبي الزبير. 2 - وأخرجه النسائي (2/125) . وفي الكبرى (869) قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، قال: حدثني زيد، هو ابن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة. كلاهما (أبو الزبير، وعمرو بن مرة) عن عون بن عبد الله بن عتبة، فذكره. * في رواية عمرو بن مرة: «لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا» . الحديث: 2147 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 2148 - (م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كانَ [ص: 185] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي، إِذ (1) جَاء رجلٌ وقد حَفَزَهُ النَّفَسُ، فقال: اللهُ أَكبرُ، الحمدُ للهِ [حمداً] كثيراً طَيِّباً مُبَاركاً [فيه] ، فلمَّا قَضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- صَلاتَهُ قال: أَيُّكُمْ المُتَكَلمُ بالكلماتِ؟ فَأرَمَّ القَومُ، فقال: إِنَّهُ لم يَقُل بَأْساً، فقال رجلٌ: أنا يا يَا رَسولَ اللهِ قُلتُها، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لَقَد رأَيتُ اثني عَشَرَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَها، أيُّهُم يَرْفَعُها» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي. وزاد أبو داود في بعض رواياته: «وإِذا جاءَ أحَدُكم فَلْيَمشِ نحوَه، ما كانَ يَمْشي فَلْيُصَلِّ ما أدرَكَ، وَليَقضِ ما سَبقَهُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حفزه) : النفس أي: تتابع بشدة، كأنه يحفز صاحبه، أي: يدفعه. (فأرم) : أرم الرجل، إذا أطرق ساكتاً.   (1) في الأصل: إذا، والتصحيح من النسائي، لأن الحديث لفظه لفظ النسائي. (2) رواه مسلم رقم (600) في المساجد، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، وأبو داود رقم (763) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 2 / 132 و 133 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر بعد التكبير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: يأتي تخريجه. الحديث: 2148 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 2149 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ رأى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي صَلاة، قال عمرو [بن مُرَّة] : لا أَدري أيَّ صَلاةٍ هيَ؟ قال: اللهُ أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، والحمد [ص: 186] لله كثيراً، والحمد لله كثيراً ثلاثاً، وسبحانَ اللهِ بكْرَة وأصِيلاً - ثَلاثاً - أعوذُ بالله من الشَّيْطَانِ: مِنْ نَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ، وَهَمْزِهِ، قال: نَفْثُهُ: الشِّعْرُ، ونَفْخُهُ: الكِبْرُ، وهَمْزُهُ: المُوتَةُ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نفخه) : قد جاء في متن الحديث تفسير هذه الأشياء، فقال: نفخه الكبر، وذلك لأن المتكبر ينتفخ ويتعاظم ويجمع نفْسه ونفَسه، فيحتاج إلى أن ينفخ. (ونفثه) : وقال: نفْثه الشعر، لأن الشعر مما يخرج من الفم، ويلفظ به اللسان، وينفثه كما ينفث الريق. (وهمزه) : وقال: وهمزه الموتة، والموتة: الجنون، لأن المجنون ينخسه الشيطان، والهمز والنخس أخوان.   (1) رقم (764) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، وفي سنده عاصم بن عمير العنزي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الصحة، منها لأوله عند مسلم من حديث ابن عمر رقم (601) في المساجد وصلاة المسافرين، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، ولآخره شاهد عند أبي داود رقم (775) في الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم، والترمذي رقم (242) في الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، وغيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف وله شواهد: 1 - أخرجه أحمد (4/82) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أبو عبد الرحمن «عبد الله بن أحمد» : وسمعته أنا من عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن خزيمة (469) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، عن ابن فضيل. كلاهما (ابن إدريس، وابن فضيل) عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير، فذكره. 2 - وأخرجه أحمد (4/85) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (764) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. وابن ماجة (807) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (468) قال: حدثناه بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا وهب ابن جرير. ثلاثتهم (ابن جعفر، وابن مرزوق، ووهب) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، فذكره «ولم يسمه» . 3 - وأخرجه أحمد (4/80) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/80) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (765) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. كلاهما (يحيى، ووكيع) عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن رجل عن نافع بن جبير، فذكره. الحديث: 2149 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 2150 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كان النبيُّ [ص: 187] صلى الله عليه وسلم- إِذا استَفْتَحَ الصلاةَ كَبَّرَ، ثم قال: «إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومَماتي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وبذلك أُمِرتُ، وأَنا أوَّلُ المُسلمينَ، اللَّهُمَّ اهدِني لأحسَنِ الأعمالِ، وأَحْسَنِ الأخلاقِ، لا يَهْدي لأَحسَنِها إِلا أَنتَ، وقِني سيئ الأعمال، وسيئ الأخلاقِ، لا يَقي سَيِّئَها إِلا أنتَ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ونسكي) : النسك: العبادة.   (1) 2 / 129 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء بين التكبير والقراءة، والدارقطني صفحة (111) ، وإسناده صحيح، وله شواهد بمعناه، منها حديث علي عند أبي داود وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (2/129) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد، قال: حدثنا شريح بن يزيد الحضرمي، قال: أخبرني شعيب بن أبي حمزة، قال: أخبرني محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكره. الحديث: 2150 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 2151 - (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -: قال: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا قامَ يُصَلِّي تَطَوُّعاً قال: الله أكبرُ، وجَّهتُ وجهي لِلذي فَطرَ السَّموَاتِ والأرضَ حَنيفاً، وما أنا مِنَ المشْركينَ ... وذكر الحديثَ مثلَ جابر، إلا أنه قال: وأنا من المسلمين - ثم قال: اللَّهمَّ أَنْتَ المَلِكُ، لا إله إلا أنتَ، سُبحَانَكَ وبِحَمْدِكَ، ثم يقرأُ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حنيفاً) : الحنيف: المخلص في عبادته، المائل عن الأديان كلها إلى الإسلام.   (1) 2 / 131 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر والدعاء بين التكبير والقراءة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (2/131) قال: نا يحيى بن عثمان الحمصي، قال: ثنا ابن حِمْيَر، قال: ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، وذكر آخر قبله، عن عبد الرحمن بن هرمز، فذكره. قلت: ولفظه: عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن محمد بن مسلمة: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام يصلي تطوعا، قال: الله أكبر، وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ثم يقرأ» . الحديث: 2151 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 2152 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ قال: سُبحَانَكَ اللهم وبحمدك، وتبارك اسمُكَ، وتَعَالى جَدُّكَ، ولا إله غيرك» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تباركت) : تبارك الله أي: ثبت الخير عنده وأقام، وقيل: تباركت أي: تعاليت وتعاظمت. (تعالى جدك) : الجد: الحظ والسعادة وهو في حق الله تعالى عظمته وجلاله أي صار جدك عالياً.   (1) رواه الترمذي رقم (243) في الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، وأبو داود رقم (776) في الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، وله شاهد بمعناه، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عند الترمذي رقم (242) وأبو داود رقم (775) وغيرهما، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " بعد تخريجه الحديث من طرق: حديث حسن، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي. أقول: وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه ابن ماجة (806) قال: حدثنا علي بن محمد وعبد الله بن عمران. والترمذي (243) قال: حدثنا الحسن بن عرفة ويحيى بن موسى. وابن خزيمة (470) قال: حدثناه مؤمل بن هشام وسلم بن جنادة. ستتهم (علي بن محمد، وعبد الله بن عمران، والحسن بن عرفة، ويحيى بن موسى، ومؤمل بن هشام، وسلم بن جنادة) قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه، وحارثة قد تكلم فيه من قبل حفظه. * وقال ابن خزيمة: حارثة بن محمد رحمه الله، ليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه. - ورواه عنها أبو الجوزاء: أخرجه أبو داود (776) قال: حدثنا حسين بن عيسى. قال: حدثنا طلق بن غنام. قال: حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، فذكره. * قال أبو داود: وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئا من هذا. قلت: قال الحافظ في «تخريج الأذكار» حسن، وزاد في عزوه للنسائي والبيهقي. الحديث: 2152 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 2153 - (م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف - رحمه الله-: قال: «سألتُ عَائِشَةَ أُمَّ المؤمنين. بِأي شيءٍ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ صَلاتَهُ إِذَا قَامَ من اللَّيلِ؟ قالت: كان إذا قَامَ من اللَّيلِ افْتَتَحَ صَلاتَهُ قال: اللَّهمَّ رَبَّ جِبرِيلَ ومِيكائِيلَ وإِسرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عَالمَ الغَيبِ والشهادَةِ، أَنتَ تَحكم بَينَ عِبَادِكَ فيما كانُوا فِيهِ [ص: 189] يَخْتَلِفون، اهدني لِما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بِإِذنِكَ، إِنَّكَ تَهدي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) هذا الحديث زيادة من المطبوع، وليس في الأصل، وهو من أدعية الاستفتاح. وقد رواه مسلم رقم (770) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، والترمذي رقم (3416) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل، وأبو داود رقم (767) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 3 / 212 و 213 في صلاة الليل، باب بأي شيء تستفتح صلاة الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/156) قال: حدثنا قراد أبو نوح. ومسلم (2/185) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم وعبد بن حميد وأبو معن الرقاشي. قالوا: حدثنا عمر بن يونس. وأبو داود (767) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عمر بن يونس (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا أبو نوح قراد. وابن ماجة (1357) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر. قال: حدثنا عمر بن يونس اليمامي. والترمذي (3420) قال: حدثنا يحيى بن موسى وغير واحد. قالوا: أخبرنا عمر بن يونس. والنسائي (3/212) وفي الكبرى (1231) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم. قال: أنبأنا عمر بن يونس. وابن خزيمة (1153) قال: حدثنا أبو موسى. قال: حدثنا عمر بن يونس. كلاهما (قراد أبو نوح، وعمر بن يونس) عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 2153 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 الركوع والسجود 2154 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كشفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- السِّتارَةَ، والناسُ صُفُوفٌ خَلفَ أبي بكرٍ، فقال: أَيُّها النَّاسُ، إِنَّهُ لم يَبقَ مِنْ مبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاها المسلمُ، أو تُرَى له، ألا وإِني نُهِيتُ أن أقرأَ القرآنَ رَاكِعاً أو ساجداً، فَأمَّا الركوعُ: فَعَظِّموا فيه الرَّبَّ، وأمَّا السجُودُ فَاجتَهِدوا في الدُّعاءِ، فَقَمِنٌ أن يُستجابَ لَكم» . وفي روايةٍ: «كشفَ السَّتْرَ، وَرَأْسُهُ مَعصُوبٌ في مَرَضِهِ الذي مات فيه، فقال: اللَّهُمَّ هَل بَلَّغتُ؟ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ - إِنَّهُ لم يَبقَ من مُبشِّرَاتِ النُّبوةِ إِلا الرؤيا، يَرَاهَا العبدُ الصَّالِحُ، أو تُرَى له ... ثم ذكر مثله» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) . [ص: 190] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فقَمِن) : قَمِن: مثل جدير وخليق.   (1) رواه مسلم رقم (479) في الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، وأبو داود [ص: 190] رقم (876) في الصلاة، باب في الدعاء الركوع والسجود، والنسائي 2 / 189 في الافتتاح، باب تعظيم الرب في الركوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (489) . وأحمد (1/219) (1900) قالا: حدثنا سفيان. والدارمي (1331) قال: أخبرنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا ابن عيينة. وفي (1332) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن جعفر. ومسلم (2/48) قال: حدثنا سعيد ابن منصور، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2/48) قال: قال أبو بكر: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وأبو داود (876) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3899) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الأيلي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/189) وفي الكبرى (546) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/217) وفي الكبرى (620) قال: أخبرنا علي بن حجر المروزي، قال: أنبأنا إسماعيل - وهو ابن جعفر - وابن خزيمة (548) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - وسفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. وفي (599، 674) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر وسفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالا: حدثنا سفيان. كلاهما (سفيان، وإسماعيل) قالا: حدثنا سليمان بن سحيم مولى ابن عباس. 2 - وأخرجه ابن خزيمة (602) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. كلاهما (سليمان، وابن جريج) قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن أبيه، فذكره. * قال سفيان: أخبرنيه زياد بن سعد قبل أن أسمعه. فقلت له: أقرئ سليمان منك السلام؟ فقال: نعم فلما قدمت المدينة أقرأته منه السلام. وسألته عنه. «الحميدي» (489) . الحديث: 2154 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 2155 - (م د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «نَهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ أَقْرَأَ القرآنَ وَأنَا رَاكِعٌ أو سَاجِدٌ، ولا أقول: نَهاكم» . أخرجه أبو داود، والنسائي، ومسلم. وللنسائي أيضاً: «نَهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنْ أَقْرَأ رَاكِعاً أو ساجداً» . وقد جاء هذا الفصل في جملة حديث أخرجه مسلم، وهو مذكورٌ في «كتاب الزينة» من حرف الزاي. ولمسلم أيضاً قال: «نَهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ راكعاً، أو ساجداً» . وفي أخرى: «نهاني حِبِّي أن أَقرأَ راكعاً أَو ساجداً» . وفي أخرى: «نهاني عن قراءةِ القرآنِ، وأنا رَاكِعٌ - ولم يَذكُر السُّجُودَ» . وفي أخرى عن ابن عباس - ولم يذكر عَلِيّاً في إسناده - قال: «نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ القرآنَ وَأَنَا رَاكِعٌ» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (480) في الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (4044) و (4045) و (4046) في اللباس، باب من كره لبس الحرير، والنسائي 2 / 188 و 189 في الافتتاح، باب النهي عن القراءة في الركوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه ابن عباس، عن علي ولفظه: نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن خاتم الذهب، وأن أقرأ وأنا راكع، وعن القسي، والمعصفر» . وفي رواية «نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن خاتم الذهب وعن لبس الحمرة، وعن القراءة في الركوع والسجود» . 1 - أخرجه أحمد (1/81) (611) وفي (1/123) (1004) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. ومسلم (2/49) قال: حدثنا زهير بن حرب. وإسحاق، قالا: أخبرنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا داود بن قيس. (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان (ح) وحدثنا المقدمي، قال: حدثنا يحيى - وهو القطان - عن ابن عجلان. والنسائي (2/188) . وفي الكبرى (542) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيي بن سعيد، عن ابن عجلان. وفي (2/188) و (8/167) . وفي الكبرى (543) قال: أخبرنا الحسن بن داود المنكدري، قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، وفي (2/217) و (8/167) . وفي الكبرى (618) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف، قال: حدثنا أبو علي الحنفي وعثمان بن عمر، قال أبو علي: حدثنا. وقال عثمان: أنبأنا داود بن قيس. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (7/10194) عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. ثلاثتهم: (ابن عجلان، وداود، والضحاك) عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه. .2 - وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/1054) (829) وفي (1/116) (939) قال: حدثنا أبو داود المباركي سليمان بن محمد - جار خلف البزار - قال: حدثنا أبو شهاب. وفي (1/105) (831) قال: حدثني محمد بن عبيد بن محمد المحاربي، قال: حدثنا عبد الله بن الأجلح. كلاهما (أبو شهاب، وعبد الله ابن الأجلح) عن ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل. كلاهما (عبد الله بن حنين، وعبد الله بن الحارث) عن ابن عباس، فذكره. - ورواه عبد الله بن حنين، عن علي بن أبي طالب ولفظه: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبس القسي، وعن تختم الذهب، وعن قراءة القرآن في الركوع» . وفي رواية «نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التختم بالذهب، وعن لباس القسي، وعن القراءة في الركوع والسجود، وعن لباس المعصفر» . 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (72) عن نافع. وأحمد (1/92) (710) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (1/114) (924) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (1/126) (1043) قال: قرأت على عبد الرحمن. عن مالك، عن نافع (ح) وحدثنا إسحاق - يعني ابن عيسى - قال: أخبرني مالك، عن نافع. والبخاري في خلق أفعال العباد (69، 70) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن نافع (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب (ح) وحدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب. ومسلم (2/48) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد - يعني ابن كثير -. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد بن أسلم. وفي (2/49) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن نافع (ح) وحدثني عيسى بن حماد المصري، قال: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة بن زيد. (ح) قال: وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر - قال: أخبرني محمد - وهو ابن عمرو - (ح) قال: وحدثني هناد بن السري، قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق. وفي (6/144) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. عن نافع. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. وأبو داود (4044) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع. وفي (4045) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن الزهري. وفي (4046) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو. والترمذي (264) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك بن أنس. عن نافع. وفي (264) و (1725) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن نافع. وفي (1737) قال: حدثنا سلمة بن شبيب والحسن بن علي، وغير واحد. قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. والنسائي (2/189) و (8/191) . وفي الكبرى (544) قال: أخبرنا عيسى بن حماد زغبة، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (2/189) . وفي الكبرى (545) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن نافع. وفي (2/217) . وفي الكبرى (619) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب، عن يونس. (ح) والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. وفي (8/167) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي. قال: حدثنا أبو الأسود. قال: حدثنا نافع بن يزيد، عن يونس، عن ابن شهاب. وفي (8/168) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (8/191) قال: قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن نافع. وفي الكبرى «الورقة 129 - أ» قال: أخبرني محمد بن علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي بكر. «وفيه» قال: أخبرني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال:أخبرنا معمر، عن الزهري. «وفيه» قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير، عن شريك. جميعهم (نافع، ومحمد بن إسحاق، والزهري، ويزيد بن أبي حبيب، والحارث بن عبد الرحمن، والوليد بن كثير، وزيد بن أسلم، وأسامة بن زيد، ومحمد بن عمرو، وإسحاق بن أبي بكر، وشريك) عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين. 2 - وأخرجه أحمد (1/132) (1098) قال: حدثنا وكيع وعثمان بن عمر. وابن ماجة (3602) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. كلاهما (وكيع، وعثمان) قالا: حدثنا أسامة بن زيد. 3 - وأخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (70) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس. ومسلم (2/49) قال: حدثناه قتيبة. كلاهما (عبد الرحمن، وقتيبة) عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن المنكدر. 4 - وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 129 - أ» قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل، قال: حدثنا شريك. أربعتهم (إبراهيم، وأسامة، وابن المنكدر، وشريك) عن عبد الله بن حنين، فذكره. * أخرجه النسائي (8/168) قال: أخبرني هارون بن محمد بن بكار بن بلال، عن محمد بن عيسى - وهو ابن القاسم بن سميع - قال: حدثنا زيد بن واقد، عن نافع. وفي الكبرى «الورقة 129 - أ» قال: أخبرني إبراهيم بن هارون البلخي، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن المنكدر. كلاهما (نافع، ومحمد بن المنكدر) قال نافع: عن إبراهيم مولى علي، عن علي. وقال محمد بن المنكدر: عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن علي، فذكره. ولم يقل إبراهيم: «عن أبيه» . * وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/126) (1044) قال: حدثني أبي وأبو خيثمة، قالا: حدثنا إسماعيل، قال: أنبأنا أيوب، عن نافع، عن إبراهيم بن فلان بن حنين عن جده حنين، قال: قال علي. فذكره. «قال عبد الله بن أحمد» قال أبو خيثمة في حديثه: حدثت أن إسماعيل رجع عن «جده حنين» . * وأخرجه النسائي (8/168) قال: أخبرني أبو بكر بن علي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن حنين مولى ابن عباس، أن عليّا قال. فذكره. * وأخرجه ابن ماجة (3642) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي (8/168) قال: أخبرنا إسساعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر - وهو ابن الفضل -. كلاهما - عبد الله بن نمير، وبشر - عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن حنين مولى علي، عن علي، فذكره. * وأخرجه النسائي (8/168) قال: أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري، قال: حدثنا حفص ابن عبد الرحمن البلخي، قال: حدثنا سعيد، عن أيوب. وفي (8/169) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. كلاهما (أيوب، والليث) . قال أيوب: عن نافع، عن مولى للعباس، أن عليّا قال. وقال الليث: عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن بعض موالي العباس، عن علي، فذكره. * وأخرجه النسائي (8/169) و (191) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا حرب - وهو ابن شداد - عن يحيى، قال: حدثني عمرو بن سعد الفدكي. وفي (8/191) قال: أخبرنا يحيى بن درست، قال: حدثنا أبو إسماعيل، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، أن محمد بن إبراهيم حدثه. وفي (8/192) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا الحسن ابن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، قال: أخبرني خالد بن معدان. ثلاثتهم (عمرو بن سعد، ومحمد بن إبراهيم، وخالد) عن ابن حنين، عن علي، فذكره. * وأخرجه النسائي «الكبرى الورقة 127 / أ» قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن ابن حنين، أن عليّا أخبره. نحوه. ليس بين يحيى وبين ابن حنين أحد. * وأخرجه النسائي (8/169) . وفي الكبرى «الورقة 127/ أ» قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا أبو عمرو الأوزاعي، عن يحيى، عن علي، فذكره. قال النسائي: مرسل. - ورواه عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي طالب - ولفظه:. «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاه عن ثلاث: نهاني أن أتختم بالذهب، ونهاني أن ألبس القسية، ونهاني أن أقرأ القرآن وأنا راكع» . وفي رواية أبي عوانة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهاني عن ثلاثة: نهاني عن القسي، والميثرة، وأن أقرأ وأنا راكع» . أخرجه عبد الله بن أحمد (1/80) (601) قال: حدثني حجاج بن يوسف الشاعر، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي في الكبرى «الورقة 128 / أ» قال: أخبرنا أبو علي محمد بن يحيى مروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة. كلاهما (أبو عوانة، وأبو حمزة السكري) عن عطاء بن السائب، عن موسى بن سالم أبي جهضم، أن أبا جعفر حدثه، عن أبيه، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: خالفه عمرو بن دينار، رواه عن أبي جعفر، عن علي مرسلا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي جعفر، عن علي ..... الحديث. * وأخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (70) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه، عن علي، فذكره. ولفظه: «يا علي، إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تقرأ وأنت راكع ولا وأنت ساجد. ولا تصل وأنت عاقص شعرك فإنه كفل الشيطان. ولا تقع بين السجدتين. ولا تعبث بالحصى. ولا تفترش ذراعيك. ولا تفتح على الإمام ولا تتختم بالذهب، ولا تلبس القسي، ولا تركب على المياثر» . أخرجه أحمد (1/82) (619) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا حجاج. وفي (1/146) (1243) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا إسرائيل بن يونس. وعبد بن حميد (67) قال: أخبرنا عبيد الله ابن موسى، عن إسرائيل. وأبو داود (908) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق. وابن ماجة (894) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. والترمذي (282) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل. ثلاثتهم (حجاج، وإسرائيل، ويونس) عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. * رواية حجاج مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ الرجل وهو راكع أو ساجد» . * ورواية يونس مختصرة على: «يا علي لا تفتح على الإمام في الصلاة» . * رواية ابن ماجة والترمذي مختصرة على: «لا تُقع بين السجدتين» . الحديث: 2155 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 2156 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُ في سُجُودِهِ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذَنبي كُلَّه، دِقَّه، وَجِلَّه، أوَّلَه وآخِرَه، سِرَّه وعَلانيتَه» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دِقَّه وجِلَّه) : الدقيق من الأمور: الصغير منها، والجليل: العظيم الكبير منها.   (1) رواه مسلم رقم (483) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (878) في الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/50) قال: حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى. وأبو داود (878) قال: حدثنا أحمد بن صالح. (ح) وحدثنا أحمد بن السرح. وابن خزيمة (672) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. ثلاثتهم (أبو الطاهر أحمد بن السرح، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن صالح) عن ابن وهب. قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 2156 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 2157 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُكثِرُ أن يَقُولَ في رُكُوعِهِ وسُجودِهِ: سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمدِكَ، اللَّهُمَّ اغفِر لي، يَتَأوَّلُ القُرآنَ» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتأول القرآن) : معنى قولها: «يتأول القرآن» أن قوله - صلى الله عليه وسلم [ص: 192] سبحان ربي وبحمده، من قوله تعالى: {فَسبِّح بِحَمْدِ ربِّكَ} .   (1) رواه البخاري 2 / 247 في صفة الصلاة، باب التسبيح والدعاء في السجود، وباب الدعاء في الركوع، وباب التسبيح والدعاء في السجود، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وفي تفسير سورة: {إذا جاء نصر الله والفتح} ، ومسلم رقم (484) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (877) في الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 219 في الافتتاح، باب الدعاء في السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/43) قال: حدثنا جرير. وفي (6/49) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (6/100) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/190) قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان. (ح) ووكيع. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/201) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/207) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (5/189) قال: حدثني محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/220) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير. ومسلم (2/50) قال: حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم. قال زهير: حدثنا جرير. وأبو داود (877) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير. وابن ماجة (889) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا جرير. والنسائي (2/190) . وفي الكبرى (548) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد ويزيد قالا: حدثنا شعبة. وفي (2/219) . وفي الكبرى (622) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان. وفي (2/220) وفي الكبرى (629) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن خزيمة (605) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. ويوسف بن موسى. قالا: حدثنا جرير. (ح) قال: وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. ثلاثتهم (جرير، وسفيان الثوري، وشعبة) عن منصور بن المعتمر. 2 - وأخرجه أحمد (6/230) قال: حدثنا ابن نمير (ح) ويعلى. وفي (6/253) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا مفضل. والبخاري (6/220) قال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (2/50) قال: حدثني محمد بن ارفع. قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا مفضل. وابن خزيمة (847) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير. أربعتهم (عبد الله ابن نمير، ويعلى، وأبو الأحوص، ومفضل بن مهلهل) عن الأعمش. كلاهما (منصور، والأعمش) عن مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق، فذكره. * ولفظ رواية الأعمش: «ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ نزل عليه إذا جاء نصر الله والفتح يصلي صلاة إلا دعا أو قال فيها: سبحانك ربي وبحمدك اللهم اغفر لي» . الحديث: 2157 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 2158 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ في رُكوعِهِ وسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ربُّ الملائِكَةِ والرُّوحِ» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سبوح) : فعول من التسبيح، مضموم الأول، وقد فتح، وليس بالكثير، والقدوس: قد تقدم ذكره. (رب الملائكة والروح) : قيل: هو اسم ملك من الملائكة عظيم الشأن والخلق، وقيل: هو اسم جبريل، وقيل: هو روح الخلائق التي بها حياتهم وبقاؤهم.   (1) رواه مسلم رقم (487) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (872) في الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، والنسائي 2 / 224 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/34) قال: ثنا عمرو بن الهيثم. قال: ثنا هشام. وفي (6/94 و 176) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/115) قال: حدثنا سليمان بن حرب وعفان. قالا: حدثنا شعبة. وفي (6/148) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/149) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا سعيد. وفي (6/200) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/244) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/265) قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: سئل سعيد: ما يقول الرجل في ركوعه؟ فأخبرنا. ومسلم (2/51) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة. (ح) قال أبو داود: وحدثني هشام. وأبو داود (872) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام. والنسائي (2/190) وفي الكبرى (549) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/224) وفي الكبرى (633) قال: أخبرنا بندار محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان وابن أبي عدي، عن شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17664) عن أبي الأشعث، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة. وابن خزيمة (606) قال: حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث -. قال: حدثنا شعبة. أربعتهم (هشام، وشعبة، وسعيد، ومعمر) عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره. الحديث: 2158 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 2159 - (م ط ت د س (1) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «فَقَدْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- من الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي في بَطْنِ قَدَمَيْهِ، وهو في الْمَسْجِدِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وهو يقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ (2) من عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاء عَليك، أنْتَ كما أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» . [ص: 193] وفي رواية [قالت] : «افتقدتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ - أَوْ سَاجِدٌ- يقول: سُبحانك اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، لا إِلهَ إِلا أَنْتَ، فقلتُ: بِأبي أنت وأُمِّي، إني لَفي شَأْنٍ، وإنكَ لَفي آخَرَ» . أخرجه مسلم، والنسائي. وأخرج الرواية الأولى الموطأ، والترمذي، وأبو داود. وفي أخرى للنسائي: قالت: «فَقَدْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- من مَضْجَعِهِ، فَجَعَلْت أَلْتَمِسُهُ، فَظَنَنتُ أَنَّهُ أَتَى بعضَ جَوَارِيه، فَوَقَعت يَدِي عليه وهو ساجدٌ يقول: اللَّهمَّ اغْفِر لي ما أسرَرْتُ وما أعلَنتُ» (3) .   (1) في الأصل: م د س. (2) في الأصل: ومعافاتك. (3) رواه مسلم رقم (486) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، والموطأ 1 / 214 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، وأبو داود رقم (879) في الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود، والترمذي رقم (3491) في الدعوات، باب رقم (78) ، والنسائي 2 / 220 و 223 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن عائشة أم المؤمنين قالت: أخرجه مالك «الموطأ» (150) . والترمذي (3493) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (2/222) . وفي الكبرى (628) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. قال: أنبأنا جرير. ثلاثتهم - مالك، والليث، وجرير -عن يحيى بن سعيد. عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، فذكره. ورواه أبو هريرة، عن عائشة: أخرجه أحمد (6/201) قال: حدثنا حماد بن أسامة. ومسلم (2/51) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (879) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري. قال: حدثنا عبدة. وابن ماجة (3841) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (1/102) وفي الكبرى (156) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك ونصير بن الفرج. قالا: حدثنا أبو أسامة. وفي (2/210) وفي الكبرى (600) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبدة. وابن خزيمة (655 و 671) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعلي بن شعيب. قالا: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - أبو أسامة حماد بن أسامة، وعبدة بن سليمان - عن عبيد الله بن عمر، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. * أخرجه أحمد (6/58) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبيد الله، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عائشة، فذكرته. ليس فيه: «عن أبي هريرة» . - ورواه عروة بن الزبير، قال: قالت عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-: أخرجه ابن خزيمة (654) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وإسماعيل بن إسحاق الكوفي، - سكن الفسطاط - قالا: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. قال: حدثني عمارة بن غزية. قال: سمعت أبا النضر يقول: سمعت عروة بن الزبير يقول، فذكره. - ورواه مسروق بن الأجدع، عن عائشة: أخرجه النسائي (8/283) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثني العلاء بن هلال. قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد، عن عمرو بن مرة، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن مسروق بن الأجدع، فذكره. - ورواه ابن أبي مليكة، عن عائشة: أخرجه أحمد (6/151) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/51) قال: حدثني حسن بن علي الحلواني ومحمد بن رافع قالا: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (2/223) و (7/72) وفي الكبرى (630) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن المصيصي المقسمي. قال: حدثنا حجاج. كلاهما -عبد الرزاق، وحجاج -عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن أبي مليكة، فذكره. * أخرجه أحمد (6/151) قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (7/72) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما (محمد بن بكر، وعبد الرزاق) عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن أبي مليكة. فذكره. ليس فيه «عن عطاء» . - ورواه هلال بن يساف. قال: قالت عائشة: أخرجه أحمد (6/147) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (2/220) وفي الكبرى (623) قال: أخبرنا محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير. وفي (2/220) قال: أخبرنا محمد ابن المثنى. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. كلاهما (شعبة، وجرير) عن منصور، عن هلال بن يساف، فذكره. - ورواه صالح بن سعيد، عن عائشة: أخرجه أحمد (6/209) قال: حدثنا وكيع، عن نافع، يعني ابن عمر، عن صالح بن سعيد، فذكره. الحديث: 2159 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 2160 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أنَّ النبيَّ-صلى الله عليه وسلم- كانَ إذَا رَكَعَ قال: اللَّهمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أسلَمتُ، وعليك توكلتُ، أنتَ رَبِّي، خَشَعَ سَمعِي، وَبَصَري، ولحمي، ودَمي، وعِظَامي للهِ ربِّ العَالمينَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 192 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في الركوع، وإسناده صحيح، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم في " صحيحه " من حديث علي رضي الله عنه رقم (771) بلفظ: " اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي "، وسيأتي برقم (2181) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح، وأصله في مسلم:راجع الحديث رقم (2150) . الحديث: 2160 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 2161 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده: «اللَّهمَّ لَكَ سَجدْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، ولَكَ أسلَمتُ، وأنْتَ رَبِّي، سَجَدَ وَجْهي لِلَّذي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمعَهُ وبَصرَهُ تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقينَ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أسلمت) : أسلم الرجل: إذا انقاد وأذعن وأطاع.   (1) 2 / 226 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في السجود، وإسناده صحيح، وهو جزء من الحديث الطويل عند مسلم رقم (771) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: راجع الحديث المتقدم. الحديث: 2161 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 2162 - (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا قام يصلي تطوُّعاً يقول إذا ركعَ: اللَّهمَّ لكَ ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أَسلمتُ، وعليكَ توكلتُ، أنتَ ربِّي، خَشَعَ سَمْعي، وبصري، ولحمي، ودمي، ومُخِّي، وَعَصَبي للهِ ربِّ العالمين» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خشع) : الخشوع: [الخضوع و] الذل.   (1) 2 / 192 و 193 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في الركوع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: راجع الحديث رقم (2151) . الحديث: 2162 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 2163 - (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليلِ يصلي تطوُّعاً، قال: إذا سجدَ: اللَّهمَّ لكَ سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، اللهم أنت ربي، سَجَدَ وجهي للذي خلقه وصَوَّرهُ، وشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، تَبارَكَ اللهُ أحسنُ الخَالِقينَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 222 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في السجود، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: راجع الحديث رقم (2151) . الحديث: 2163 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 2164 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: لمَّا نَزَلَتْ: {فَسبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظيم} [الواقعة: 74، 96] قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اجْعلُوهَا في رُكوعِكم، ولمَّا نَزَلَت: {سَبِّح اسمَ رَبِّكَ الأعلى} [الأعلى: 1] قال: اجعلوها في سُجُودِكم» (1) . زاد في رواية قال: «وكانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَكَعَ قال: سبحانَ رَبِّيَ العظيم وبحمده -ثلاثاً - وإذا سَجَدَ قال: سبحانَ رَبِّي الأعلى، وبحمده ثلاثاً» . أخرجه أبو داود، وقال: هذه الزيادةُ نَخَافُ أن لا تكونَ محفوظَة (2) . [ص: 196] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سبحان ربي وبحمده) : سبحان: مصدر سبح يسبح تسبيحاً وسبحاناً، أي نزَّه وبرَّأ، ومعناه: براءة الله وتنزيهه، وهو منصوب أبداً، والباء في «وبحمده» متعلقة بمحذوف، تقديره: وبحمده سبحت، وقيل: الواو زائدة، تقديره: سبحان ربي بحمده، أي: سبحته بحمده.   (1) رقم (869) في الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (887) في الصلاة، باب التسبيح في الركوع والسجود، والدارمي 1 / 299 في الصلاة، باب ما يقال في الركوع، وهو حديث حسن. (2) أبو داود رقم (870) في الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، وفي هذه الزيادة رجل مجهول، لكن للحديث شواهد بمعناه عند الدارقطني من حديث ابن مسعود، وحذيفة، وعند أحمد والطبراني من حديث أبي مالك الأشعري يرتقي بها إلى درجة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/155) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والدارمي (1311) قال: أخبرنا عبد الله ابن يزيد المقرئ. وأبو داود (869) قال: حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة. وموسى بن إسماعيل، المعنى، قالا: حدثنا ابن المبارك. وابن ماجة (887) قال: حدثنا عمرو بن رافع البجلي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (600 و 670) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (601 و 670) قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبد الله بن المبارك. كلاهما (أبو عبد الرحمن، عبد الله بن يزيد، وعبد الله بن المبارك) عن موسى بن أيوب الغافقي، قال: سمعت عمي إياس بن عامر، فذكره. * أخرجه أبو داود (870) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا الليث، يعني ابن سعد، عن أيوب ابن موسى، أو موسى بن أيوب، عن رجل من قومه، عن عقبة بن عامر .... بمعناه. وزاد: «فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا» . * قال أبو داود: وهذه الزيادة يخاف أن لا تكون محفوظة. * قال أبو داود: انفرد أهل مصر بإسناد هذين الحديثين: حديث الربيع، وحديث أحمد بن يونس. قلت: الزيادة المذكورة في إسنادها «مبهم» . الحديث: 2164 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 2165 - (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا ركعَ أحدكم فَلْيَقُل ثَلاثَ مرات: سُبحانَ ربيَ العظيم، وذلك أَدناهُ، وإذا سجدَ فليقل: سبحان ربيَ الأعلى ثلاثاً، وذلك أدناه» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية الترمذي: «إذا قال أَحدكم في ركوعه: سبحان ربيَ العظيم ثلاثاً، فقد تَمَّ رُكوعُه، وذلك أدناه، وإذا قال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثاً، فقد تَمَّ سُجودُهُ، وذلك أدناه» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (886) في الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود، والترمذي رقم (261) في الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود، وقال الترمذي: حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد الله بن عقبة، لم يلق ابن مسعود، قال: وفي الباب عن حذيفة وعقبة بن عامر، أقول: وفي سنده أيضاً إسحاق بن يزيد الهذلي، وهو مجهول كما قال الحافظ في " التقريب ". وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات. أقول: وقد ورد في ذلك أحاديث، الظاهر أنها [ص: 197] تصلح بمجموعها أن يستدل بها على استحباب أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات، منها حديث أبي بكرة عند البزار والطبراني في " الكبير "، وحديث جبير بن مطعم عند البزار والطبراني في " الكبير "، وحديث أبي مالك الأشعري عند الطبراني في " الكبير ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، والعمل عليه باعتبارات أخر: أخرجه أبو داود (886) قال: حدثنا عبد الملك بن مروان الأهوازي، قال: حدثنا أبو عامر وأبو داود. وابن ماجة (890) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (261) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. أربعتهم - أبو عامر، وأبو داود، ووكيع، وعيسى - عن ابن أبي ذئب، عن إسحاق بن يزيد الهذلي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، فذكره. * قال أبو داود: هذا مرسل: عون لم يدرك عبد الله. * وقال الترمذي: حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق ابن مسعود. الحديث: 2165 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 2166 - (ت د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فكان يقول في ركوعه: سبحانَ رَبِّيَ العظيمِ، وفي سُجُودِهِ: سُبحانَ رَبيَ الأعلى، وما أَتى على آيةِ رَحْمةٍ إلا وَقَفَ وسأَلَ، وما أَتَى على آيةِ عذابٍ إلا وَقَفَ وتَعَوَّذَ» . هذه رواية الترمذي. وعند أبي داود مثلُها، إلا قوله: «وسَألَ» ، فلَيْست عِنْدَهُ، وفي رواية النسائي: قال: «صلَّى معَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في رمضانَ فركعَ، فقال في ركوعِهِ: سبحانَ رَبِّيَ العظيمِ، مثلما كانَ قائماً، ثم جلس يقولُ: رَبِّ اغْفِر لي، مثلما كان قائماً، ثم سَجدَ فقال: سبحان ربيَ الأعلى مثلما كان قائماً، فما صلَّى [إلا] أَربعَ ركعاتٍ، حتى جاء بِلالٌ إِلى الغَدَاةِ» . وفي أخرى مثل رواية الترمذي إلى قوله: «الأعلى» . وفي أخرى: أنه صلى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيْلَة، فَسَمِعَهُ يقولُ حِينَ كَبَّرَ قال: «الله أكبرُ -[ثلاثاً]- ذو الجَبروتِ، والمَلكُوتِ، والكبرياءِ، والعَظَمةِ» ، وكان يقول في ركوعه: «سبحانَ ربيَ العظيم» . وإذا رفع رأسه [ص: 198] من الركوع قال: «ربي لك الحمدُ (1) » ، وفي سجوده: «سبحانَ ربيَ الأعلى» ، وبين السجدَتَيْنِ: «ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي» ، [وكان قيامُه وركوعه] وإذا رفع رأسهُ من الرُّكوعِ وسجودُهُ وما بين السجدتين قريبٌ من السَّواء (2) .   (1) الذي في النسائي المطبوع: لربي الحمد، لربي الحمد. (2) رواه الترمذي رقم (262) في الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (871) في الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، والنسائي 3 / 226 في قيام الليل، باب تسوية القيام والركوع، وفي الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك، وباب الذكر في الركوع، وإسناده عند الترمذي وأبو داود صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وروايتا النسائي الأولى والثالثة فيهما ضعف، ولكن يشهد لهما حديث عوف الذي بعده، ورواه مسلم رقم (772) في صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل بنحو رواية الترمذي وأبي داود، والثانية عند النسائي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن حذيفة، صلة من بن زفر - ولفظه: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة. فقلت: يركع عند المائة. ثم مضى. فقلت: يصلي بها في ركعة. فمضى. فقلت: يركع بها. ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم. فكان ركوعه نحوا من قيامه. ثم قال: سمع الله لمن حمده. ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى. فكان سجوده قريبا من قيامه» . 1 - أخرجه أحمد (5/382) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/384) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/394) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/397) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (1312) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة. ومسلم (2/186) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية. (ج) وحدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم جميعا، عن جرير. (ج) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (871) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (897) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا حفص بن غياث. و (1351) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (262) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. وفي (263) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة. والنسائي (2/176) وفي الكبرى (990) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن، وابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2/177) وفي الكبرى (991) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن حفص بن غياث. وفي (2/190) وفي الكبرى (547) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو معاوية. وفي (2/224) وفي الكبرى (632) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير. وفي (3/225) وفي الكبرى (1286) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وابن خزيمة (543 و 603) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي عن شعبة (ح) ، وحدثنا أبوموسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا شعبة. وفي (543) و (603) قال: حدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (603 و 660 و 669) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري، وسلم بن جنادة القرشي، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (603) قال: حدثنا أبو موسى ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي (684) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا حفص بن غياث. خمستهم (شعبة، وأبو معاوية، وابن نمير، وجرير، وحفص) عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد. 2 - وأخرجه ابن خزيمة (604 و 668) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن أبان، وسلم ابن جنادة، قالوا: حدثنا حفص بن غياث، قال: حدثنا ابن أبي ليلى، عن الشعبي. كلاهما (المستورد، والشعبي) عن صلة بن زفر، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/389) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن صلة بن زفر، عن حذيفة. «ليس فيه المستورد» . * زاد حفص بن غياث في روايته: «كان يقول بين السجدتين: رب اغفرلي، رب اغفر لي» . * الروايات مطولة ومختصرة. - ورواه طلحة بن يزيد الأنصاري، عن حذيفة، ولفظه: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة من رمضان، فقام يصلي، فلما كبر قال: الله أكبر، ذو الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة، ثم قرأ البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، لا يمر بآية تخويف إلا وقف عندها، ثم ركع، يقول: سبحان ربي العظيم، مثل ما كان قائما، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، مثل ما كان قائما، ثم سجد يقول: سبحان ربي الأعلى، مثل ما كان قائما، ثم رفع رأسه، فقال: رب اغفر لي، مثل ما كان قائما، ثم سجد يقول: سبحان ربي الأعلى، مثل ما كان قائما، ثم رفع رأسه، فقام، فما صلى إلا ركعتين، حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة» . أخرجه أحمد (5/400) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا يحيى بن زكريا. والدارمي (1330) مختصرا قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (897) مختصرا قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا حفص بن غياث. والنسائي (2/177) ، وفي الكبرى (991) مختصرا قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن حفص بن غياث. وفي (3/226) وفي الكبرى (1287) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النضر بن محمد المروزي. وابن خزيمة (684) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا حفص بن غياث. أربعتهم (يحيى، وزهير، وحفص، والنضر) عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن طلحة بن يزيد الأنصاري، فذكره. - ورواه رجل من بني عبس، عن حذيفة ولفظه: «أنه رأي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل، فكان يقول: الله أكبر - ثلاثا - ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، ثم استفتح فقرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوعه نحوا من قيامه، وكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم. سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه من الركوع، فكان قيامه نحوا من ركوعه، يقول: لربي الحمد، ثم سجد، فكان سجوده نحوا من قيامه، فكان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده، وكان يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، أو الأنعام» شك شعبة. أخرجه أحمد (5/398) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (874) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وعلي بن الجعد. والترمذي في «الشمائل» (275) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (2/199) وفي الكبرى (569و 1288) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع وفي (2/231) وفي الكبرى (644) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. خمستهم (ابن جعفر، وأبو الوليد، وعلي بن الجعد، ويزيد، وخالد بن الحارث) قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مولى الأنصار، عن رجل من بني عبس، فذكره. الحديث: 2166 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 2167 - (س) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «قُمْتُ مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما رَكَعَ مَكثَ قَدْرَ سورةِ البقرةِ، ويقول في ركوعهِ: سبحانَ ذي الْجَبَرُوتِ، والمَلَكُوتِ، والكبرياءِ والعظمةِ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجبروت) : يقال فيه: جبروَّة وجبريَّة وجبروت، أي: كِبْر. (الملكوت) : من المُلك، كالرهبوت من الرهبة، والجبروت من الجبر. [ص: 199] (الكبرياء) : العظمة والجلال، ولا يوصف به إلا الله تعالى دون غيره.   (1) 2 / 191 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر في الركوع، وإسناده صحيح، ويشهد لروايتي النسائي الأولى والثالثة في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/24) قال: حدثنا الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث. وأبو داود (873) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. والترمذي في «الشمائل» (313) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن صالح. والنسائي (2/191) قال: أخبرنا عمرو ابن منصور، يعني النسائي، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا الليث. وفي (2/223) . وفي الكبرى (631) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث بن سعد. ثلاثتهم - ليث، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن صالح -عن معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس الكندي، أنه سمع عاصم بن حميد، فذكره. الحديث: 2167 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 2168 - (م ت د) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَفَعَ ظَهْرَهُ من الرُّكوعِ قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحمدُ، مِلءَ السَّمَوَاتِ، ومِلءَ الأرضِ، ومِلءَ مَا شِئْتَ مِنْ شيءٍ بَعْدُ» . زاد في رواية: «اللَّهُمَّ طَهِّرْني بالثَّلْجِ، والبَرَدِ، والماء البارِدِ، اللهمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ والخَطَايا، كما يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيَضُ من الدَّنَسِ» . أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود مثلُه، إلى قوله: «مِن شَيءٍ بَعدُ» . وفي رواية الترمذي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهمَّ بَرِّد قَلبي بالثلجِ، والبَرَدِ ... الحديث» ولم يذكر أول حديث مسلم (1) .   (1) رواه مسلم رقم (476) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، وأبو داود رقم (846) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، والترمذي رقم (3541) في الدعوات، باب من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/353) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/354) قال: حدثنا محمد «ابن جعفر» .قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا أبو عصمة. وفي (4/381) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (522) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (2/46) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. وأبو داود (846) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية، ووكيع، ومحمد بن عبيد. وأبو داود «تحفة الأشراف» (5173) عن محمد بن رافع، عن يحيى ابن آدم، عن سفيان. وابن ماجة (878) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا وكيع. ستتهم (وكيع، وأبو عصمة، وأبو معاوية، ومحمد بن عبيد، وعبد الله بن نمير، وسفيان) عن الأعمش. 2 - وأخرجه أحمد (4/354) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. ومسلم (2/47) قال: حدثنا محمد بن المثنى. وابن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما (ابن جعفر، وحجاج) عن شعبة. 3 - وأخرجه أحمد (4/353) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/355) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (4/356) قال: حدثنا أبو نعيم. ثلاثتهم (وكيع،وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم) قالوا: حدثنا مسعر. ثلاثتهم (الأعمش، وشعبة، ومسعر) عن عبيد بن الحسن، فذكره. * رواية محمد بن رافع عند «أبي داود» لا توجد في نسختنا المطبوعة، وقال المزي: حديث محمد بن رافع في رواية أبي الحسن بن العبد. * في رواية سفيان عن الأعمش عن عبيد بن الحسن. قال سفيان: فلقينا الشيخ عبيدا أبا الحسن بعد فلم يقل فيه «بعد الركوع» . * رواية شعبة عن عبيد. ورواية مسعر. لم يرد فيها ذكر الصلاة ولا بعد الركوع. الحديث: 2168 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 2169 - (م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَفَعَ رأسَهُ من الركوعِ قال: اللهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ، [ص: 200] مِلءَ السمَواتِ، ومِلءَ الأرضِ، ومِلءَ ما شِئْتَ من شيءٍ بَعدُ، أَهْلَ (1) الثَّنَاءِ والمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ العَبدُ - وكُلُّنا لَك عَبدٌ - اللهمَّ لا مَانِعَ لمَا أعطيتَ، ولا مُعطِيَ لِمَا مَنَعتَ، ولا ينفعُ ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا ينفع ذا الجد منك الجد) : الجد: البخت، وقيل: الغنى، أي: لا ينفع المحبوب (3) المسعود، أو الغني حظه وغناه اللذان هما منك إنما ينفعه العمل والطاعة والإخلاص.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": " أهل " بالنصب على النداء، هذا هو المشهور، وجوز بعضهم رفعه على تقدير: أنت أهل الثناء، والمختار النصب. (2) رواه مسلم رقم (477) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، وأبو داود رقم (847) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، والنسائي 2 / 198 و 199 في الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك. (3) في المطبوع: المبخوت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/87) قال: حدثنا الحكم بن نافع. والدارمي (1319) قال: أخبرنا مروان بن محمد. ومسلم (2/47) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا مروان بن محمد الدمشقي. وأبو داود (847) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا الوليد (ح) وحدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا أبو مسهر. (ح) وحدثنا ابن السرح، قال: حدثنا بشر بن بكر (ح) وحدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود «تحفة الأشراف» (4281) عن محمد بن مصفى، عن بقية بن الوليد. والنسائي (2/198) ، وفي الكبرى (568) قال: أخبرني عمرو بن هشام أبو أمية الحراني، قال: حدثنا مخلد. وابن خزيمة (613) قال: حدثنا زكريا بن يحيي بن أبان، وأحمد بن يزيد بن عليل، المقرئان، قالا: حدثنا عبد الله بن يوسف (ح) وحدثناه محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو مسهر. (ح) وحدثنا بحر بن نصر أيضا، قال: حدثنا بشر بن بكر. ثمانيتهم (الحكم، ومروان، والوليد، وأبو مسهر، وبشر، وابن يوسف، وبقية، ومخلد) عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة بن يحيى، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/87) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني عطية ابن قيس، عمن حدثه، عن أبي سعيد، فذكره. الحديث: 2169 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 2170 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا رَفَعَ رَأسهُ من الركوعِ قالَ: سَمِعَ اللهُ لِمن حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحمدُ، مِلءَ السَّمواتِ، ومِلءَ الأرضِ، [ومِلءَ ما بينهما] ومِلءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعدُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (266) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، ورواه مسلم من حديث عبد الله بن أبي أوفى (476) في الصلاة، باب ما يقوله إذا رفع رأسه من الركوع. وقال الترمذي: وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس، وابن أبي أوفى، وأبي جحيفة، وأبي سعيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/94) (729) قال: ثنا أبو سعيد. وابن خزيمة (463) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي. كلاهما (أبو سعيد، وأحمد بن خالد) عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، قال: حدثنا عبد الله بن الفضل، والماجشون. 2 - وأخرجه أحمد (1/93) (717) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي الزناد - وفي (1/119) (960) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. والبخاري في رفع اليدين (1 و 9) قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. وأبو داود (744 و 761) قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وابن ماجة (864) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا سليمان بن داود أبو أيوب الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (1054) قال: حدثنا علي بن عمرو الأنصاري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج. والترمذي (3423) قال: حدثنا الحسن ابن علي الخلال، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وابن خزيمة (464 و 584 و 673) قال: حدثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر بن سابق الخولاني، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي الزناد. وفي (584) قال: حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (607) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز. قالا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج. كلاهما (عبد الرحمن بن أبي الزناد، وابن جريج) عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل. 3 - وأخرجه أحمد (1/102) (803) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/103) (804) قال: حدثنا حجين. والدارمي (1241) و (1320) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. ومسلم (2/186) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو النضر. وأبو داود (760و 1509) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والترمذي (266) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (2/129 و 192 و 220) ، وفي الكبرى (550 و 624 و 881) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (462 و 612 و 743) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج بن منهال وأبو صاح كاتب الليث. وفي (612) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: أخبرنا حجين بن المثنى أبو عمر. ثمانيتهم - هاشم أبو النضر، وحجين، ويحيى بن حسان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ، وأبو داود، وحجاج، وأبو صالح - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة. 4 - وأخرجه أحمد (1/103) (805) قال: حدثنا حجين، قال: حدثنا عبد العزيز، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي. 5 - وأخرجه مسلم (2/185) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. والترمذي (3421) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. وابن خزيمة (723) قال: حدثنا بحر بن نصر، قال: حدثنا يحيى - يعني ابن حسان -. ثلاثتهم (محمد بن أبي بكر، ومحمد بن عبد الملك، ويحيى بن حسان) عن يوسف بن يعقوب الماجشون، عن أبيه. 6 - وأخرجه الترمذي (3422) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ويوسف بن الماجشون. قال عبد العزيز: حدثني عمي. وقال يوسف: أخبرني أبي. كلاهما (عبد الله بن الفضل، ويعقوب الماجشون) عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره. الحديث: 2170 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 200 2171 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَفَعَ رأسهُ من الركوعِ قال: اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الحمدُ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 195 في الافتتاح، باب ما يقول الإمام إذا رفع رأسه من الركوع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (2/195) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. وأخرجه ابن ماجة بنحوه (875) قال: ثنا أبو مروان، ويعقوب بن حميد بن كاسب، قالا: ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، فذكراه. الحديث: 2171 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 2172 - (م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- «كان إِذا رَفَعَ رَأْسَهُ من الركوعِ قال: اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الحمدُ، مِلء السمواتِ، ومِلءَ الأرضِ، ومِلءَ ما شِئْتَ من شيءٍ بَعدُ، أهلَ الثَّنَاءِ والمجْدِ، لا مانِعَ لِمَا أعطَيْتَ، ولا مُعطيَ لِمَا مَنَعتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ» أخرجه مسلم، وأخرجه النسائي إلى قوله: «مِن شيءٍ بَعْدُ» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (478) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، والنسائي 2 / 198 في الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عطاء عن ابن عباس أخرجه أحمد (1/276) (2498) قال: حدثنا سفيان، عن ليث، قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/370) (3498) قال: حدثنا روح بن عبادة، وعبد بن حميد (628) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. وفي (635) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم. ومسلم (2/47) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا هشيم بن بشير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حفص. والنسائي (2/198) وفي الكبرى (566) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني، قال: حدثنا سعيد بن عامر. خمستهم -زائدة، وروح، وسعيد، وهشيم، وحفص بن غياث - عن هشام بن حسان، عن قيس بن سعد، عن عطاء، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. ورواه سعيد بن جبير، عن ابن عباس. 1 - أخرجه أحمد (1/270) (2440) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن قيس بن سعد. 2 - وأخرجه أحمد (1/277) (2505) قال: حدثنا ابن أبي بكير - هو يحيى - قال: حدثنا إبراهيم - يعني ابن نافع -. وفي (1/333) (3083) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثني إبراهيم بن عمر الصنعاني. والنسائي (2/198) وفي الكبرى (567) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا إبراهيم بن نافع. كلاهما (إبراهيم بن نافع، وإبراهيم بن عمر) عن وهب بن ميناس العدني. كلاهما (قيس، ووهب) عن سعيد بن جبير، فذكره. * أخرجه أحمد (1/275) (2489) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، عن منصور، عن أبي هاشم، عن يحيى بن عباد، أو عن أبي هاشم، عن حجاج، شك منصور، عن سعيد بن جبير، فذكره. وقال منصور: وحدثني عون عن أخيه عبيد الله بهذا. رأسه من الركوع، قال: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد .... الحديث. في رواية عبد الرزاق: «وهب بن مانوس» . الحديث: 2172 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 2173 - (خ ط ت د س) رِفاعة بن رافع - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا نُصلي وَرَاءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ من الركعةِ قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، وقال رجلٌ وراءهُ: ربنا لكَ الحمدُ حمداً كثيراً طَيِّباً مُبارَكاً فِيهِ. فلمَّا انْصَرَفَ قال: مَنِ المُتكَلِّمُ آنفاً؟ قال: أنا، قال: رأَيتُ بِضْعَة وثلاثين مَلَكاً يَبْتَدِروُنَها (1) أيُّهم يَكتُبها أوَّلُ» . هذه رواية البخاري، والموطأ. وفي رواية الترمذي قال: «صَلَّيتُ خَلْفَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَعَطَستُ [ص: 202] فقلت: الحمدُ لله حمداً كثيراً طَيِّباً مُباركاً فيه، مبارَكاً عليه، كما يُحِبُّ رَبُّنَا ويرضَى، فلما صَلَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: انصرفَ فقال: مَنِ المُتَكَلِّمُ في الصلاةِ؟ فلم يَتَكَلَّمْ أَحدٌ، ثم قالها الثانية: مَنِ المتكلم في الصلاة؟ فلم يتكلَّم أحدٌ، ثُمَّ قالها الثالثة: مَنِ المتكلِّمُ في الصلاة؟ فقال رِفاعةُ: أنا يا رسولَ الله. فقال: كيف قلتَ؟ قال: قلتُ: الحمدُ لله حمداً كثيراً طَيِّباً مُباركاً فيه، مبارَكاً عليه، كما يُحِبُّ رَبُّنَا ويرضَى، فَقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، لقد ابتَدَرَهَا بِضعَةٌ وثلاثونَ مَلَكاً أيهُّم يَصعَدُ بها؟» . وأخرج أبو داود، والنسائي [نفس] الروايتين معاً (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آنفاً) : فعلت كذا آنفاً: أي الآن. (بضعة) : البضع: ما بين الثلاثة من العدد إلى التسعة، والهاء فيها لتأنيث اللفظة.   (1) في الأصل: يبتدؤونها، والتصحيح من البخاري والموطأ. (2) رواه البخاري 2 / 237 في صفة الصلاة، باب فضل اللهم ربنا لك الحمد، والموطأ 1 / 212 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، والترمذي رقم (404) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة، وأبو داود رقم (770) و (773) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 2 / 196 في الافتتاح، باب ما يقول المأموم، قال الحافظ في " الفتح " 2 / 238: واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور، وعلى جواز رفع الصوت بالذكر ما لم يشوش على من معه، وعلى أن العاطس في الصلاة يحمد الله بغير كراهة، وأن المتلبس بالصلاة لا يتعين عليه تشميت العاطس، وعلى تطويل الاعتدال بالذكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (148) . وأحمد (4/340) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي. والبخاري (1/202) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وأبو داود (770) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (2/196) . وفي الكبرى (562) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا ابن القاسم. وابن خزيمة (614) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي، قال: أخبرنا ابن وهب (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: أخبرنا روح بن عبادة. خمستهم (عبد الرحمن، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن القاسم، وابن وهب، وروح) عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2173 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 2174 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إِنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين السجدتين: اللهمَّ اغفرْ لي وارْحمني، واجْبُرني، واهْدِني، وارْزُقْني» أخرجه الترمذي، وقال: هكذا روي عن علي. وفي رواية أبي داود قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع قال (1) : «اللَّهمَّ اغْفِر لي، وارحمني، واهدِني، وَعَافني، وَارْزُقني» (2) .   (1) كذا في الأصل، والذي عند أبي داود: كان يقول بين السجدتين، وهو الصواب، ولعل الذي عند المصنف سبق نظر إلى الذي قبله عند أبي داود. (2) رواه أبو داود رقم (850) في الصلاة، باب الدعاء بين السجدتين، والترمذي رقم (284) في الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (898) في الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وهو حديث حسن، ورواه ابن ماجة رقم (898) في الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين من حديث حذيفة بلفظ " رب اغفر لي، رب اغفر لي "، وسنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (850) قال: حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وابن ماجة (898) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا إسماعيل بن صبيح. والترمذي (284) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا زيد بن حباب. وفي (285) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن زيد بن حباب. كلاهما (زيد، وإسماعيل) عن كامل أبي العلاء، قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، فذكره. أخرجه أحمد (1/315) (2897) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا كامل أبو العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس - أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. في رواية إسماعيل بن صبيح، ويحيى بن آدم: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول بين السجدتين، في صلاة الليل ... » فذكرا نحوه. الحديث: 2174 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 2175 - () أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: قلتُ: ما نَقُول في سجودنا؟ قال: «مَا اصطَفى اللهُ لِمَلائِكتِهِ: سبحانَ الله وَبِحَمْدِهِ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين العبدري، وقد سبرت فيه الستة ومسند أحمد،و «الموطأ» ، والدارمي،ومسند الحميدي، وعبد بن حميد، وسنن الدارمي، وصحح ابن خزيمة، فلم أقف عليه فيما ذكرت، والله أعلم. الحديث: 2175 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 بعد التشهد 2176 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إِذَا تَشَهَّدَ أَحدُكم فَليَستَعِذْ بالله من أَربعٍ، يقول: اللَّهمَّ إِني أعوذُ بِكَ من عذابِ جَهَنَّمَ، ومن عذابِ القَبْرِ، ومن فِتْنَةِ المحيَا والمماتِ، ومن شَرِّ فِتنَةِ المسيحِ الدَّجَّالِ» . [ص: 204] هذا لفظ مسلم، ووافقه البخاري على الاستعاذة، ولم يذكر التشهد. وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا فَرَغَ أَحدُكم من التشهد فَلْيَتَعَوَّذْ بالله من أربع ... وذكرها» . وزاد النسائي: «ثم لْيَدْعُ لنفسهِ بِما بَدَا لهُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المسيح الدجال) : سمي الدجال مسيحاً، لأن عينه الواحدة ممسوحة، والمسيح: الذي أحد شقي وجهه ممسوح، لا عين له ولا حاجب، فهو فعيل بمعنى مفعول، بخلاف المسيح عيسى عليه السلام، فإنه فعيل بمعنى فاعل، سمي به، لأنه كان يمسح المريض فيبرأ بإذن الله تعالى، والدجال: الكذاب.   (1) رواه البخاري 3 / 192 في الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، ومسلم رقم (588) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، أبو داود رقم (983) في الصلاة، باب ما يقول بعد التشهد، والنسائي 3 / 58 في السهو، باب نوع آخر من التعوذ في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/237) قال: حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1350) قال: أخبرنا أبو المغيرة. وفي (1351) قال: حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (2/93) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وابن نمير وأبو كريب وزهير بن حرب، جميعا عن وكيع، قال أبو كريب: حدثنا وكيع. وفي (2/93) أيضا قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. (ح) وحدثنيه الحكم بن موسى. قال: حدثنا هقل بن زياد. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس. وأبو داود (983) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وابن ماجة (909) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (3/58) . وفي الكبرى (1142) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، عن المعافى. وفي (3/58) قال: أنبأنا علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس. وابن خزيمة (721) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس. (ح) وأخبرنا محمد بن إسماعيل الأحمسي. قال: أخبرنا وكيع. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق. قال: حدثنا مخلد بن يزيد الحراني. ثمانيتهم -الوليد بن مسلم، ووكيع، وأبو المغيرة، ومحمد بن كثير، وهقل بن زياد، وعيسى بن يونس، والمعافى بن عمران، ومخلد بن يزيد - عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، فذكره. الحديث: 2176 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 2177 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول، بعد التشهد: اللهم إِني أَعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ جَهنَّم، وأَعُوذُ بِكَ من عذابِ القَبرِ، وَأَعُوذُ بِكَ من فِتنة الدَّجالِ الأعوَرِ، وأَعُوذ بك من فِتنَةِ المحيا والمَماتِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (984) في الصلاة، باب ما يقول بعد التشهد، وفي سنده محمد بن عبد الله بن طاوس لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (150) . وأحمد (1/242) (2168) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (1/258) (2343) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1/298) (2709) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (1/311) (2839) قال: حدثنا روح. ومسلم (2/94) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1542) قال: حدثنا القعنبي. والترمذي (3494) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي (4/104) و (8/276) قال: أخبرنا قتيبة. سبعتهم (عبد الرحمن، وإسماعيل، وإسحاق، وروح، وقتيبة، والقعنبي، ومعن) عن مالك، عن أبي الزبير المكي. 2 - وأخرجه أبو داود (984) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا عمر بن يونس اليمامي، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن طاوس، عن أبيه. كلاهما (أبو الزبير، وعبد الله بن طاوس) عن طاوس اليماني، فذكره. رواية عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان يقول بعد التشهد ... فذكره. - ورواه عن ابن عباس، أبو النضر: أخرجه أحمد (1/292) (2667) قال: حدثنا يونس. وفي (1/305) (2779) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وعبد بن حميد (707) قال: حدثني أبو نعيم. ثلاثتهم (يونس، ويحيى، وأبو نعيم) قالوا: حدثنا البراء بن عبد الله الغنوي، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 2177 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 204 2178 - (د) أبو صالح - رحمه الله -: عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لِرَجُلٍ: كَيفَ تَقُولُ في الصلاة؟ قال: أَتَشَهَّدُ، ثم أقول: اللهم إِني أَسألُكَ الجَنَّةَ، وأَعوذُ بك من النارِ، أَمَا إني لا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَدَندَنَةَ مُعَاذٍ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: حَوْلَ ذلك نُدَنْدِنُ أَنا ومُعَاذٌ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دندنتك) : الدندنة هو أن يتكلم الإنسان بكلام تُسمَع نغمته ولا يفهم لخفائه.   (1) رقم (792) و (793) في الصلاة، باب في تخفيف الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 474 وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم (910) في إقامة الصلاة، باب ما يقال في التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال البوصيري في " الزوائد ": إسناده صحيح ورجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/474) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. وأبو داود (792) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا حسين بن علي. كلاهما - معاوية، وحسين - عن زائدة، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. قلت: الأعمش مدلس، وللمتن شاهد يأتي في تكملة الكتاب. أخرجه ابن ماجة (910) من حديث أبي هريرة، وهو من زوائده، قال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات. الحديث: 2178 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 2179 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في صلاته بعد التشهد: أحسَنُ الكلام كلامُ اللهِ، وأحسنُ الهَدْيِ هَدْيُ مُحمدٍ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 58 في السهو، باب نوع آخر من الذكر بعد التشهد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (3/58) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: ثنا يحيى عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جابر، فذكره. الحديث: 2179 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 2180 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُهُمْ مِنَ الدُّعَاءِ بعد التشهد: أَلِّفِ اللهمَّ على الخَيْرِ [ص: 206] قُلوبَنَا، وَأصلِحْ ذَاتَ بَيننا، وَاهْدِنا سُبُلَ السَّلامِ، وَنَجِّنا مِنَ الظلماتِ إلى النُّورِ، وَجَنِّبنَا الفَواحِشَ والفِتَنَ، ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ، وبَارِكْ لَنَا في أَسماعِنا وَأبصارِنا وقُلُوبِنا وأزْوَاجِنَا [وذُرِّيَّاتِنا] ، وتُبْ عَلَينا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ، واجعَلْنا شاكرينَ لِنعْمَتِكَ (1) [مُثْنِينَ بها] قَابِلِيها، وأتِمَّهَا علينا» . أخرجه (2) .   (1) في الأصل: شاكرين لنعمك، والتصحيح من أبي داود. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ولم يرمز له في أوله بشيء، وفي المطبوع: أخرجه أبو داود، ورمز له في أوله بحرف (د) وهو الصواب، وهو عند أبي داود رقم (969) في الصلاة، باب التشهد، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 265 بسندين، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (969) قال: ثنا تميم بن المنتصر، أخبرنا إسحاق - يعني ابن يوسف - عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن عبد الله، فذكره. قلت: في إسناده شريك، مختلف فيه، والحديث أخرجه الحاكم (1/265) بإسنادين، وصححه، ووافقه الذهبي. الحديث: 2180 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 في الصلاة مطلقاً ومشتركاً 2181 - (م ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة قال: وَجَّهْتُ وجهيَ للذي فَطرَ السَّمواتِ والأرضَ حَنيفاً، وما أنا مِنَ المشركين، إِنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومماتي للهِ رَبِّ العالمينَ، لا شريكَ لَهُ، وبِذَلِكَ أُمِرتُ وأنا من المسلمينَ، اللهم أَنت الملِكُ، لا إلهَ إلا أنتَ، أنت ربي، وأنا عبدُكَ، ظَلَمْتُ نَفسي، واعتَرفْتُ بذنبي، فاغفِر لي ذُنُوبي جميعاً، لا يغفر الذُّنُوبَ إِلا أنْتَ، واهدني لأحْسنِ الأخلاقِ لا يَهْدي لأحسنِها إلا أنت، وَاصرفْ عَني سَيِّئَها، لا يصرفُ عني سَيِّئَهَا إِلا أنتَ، لَبيكَ وسعدَيك، والخيرُ كُلُّهُ بيدَيكَ، والشَّرُّ لَيسَ إليكَ، [ص: 207] أنَا بِكَ وإِليكَ، تَبَارَكتَ وتَعَالَيْتَ، أَستغفِرُكَ وأتوب إليك، وإذا رَكَعَ قال: اللَّهمَّ لَكَ رَكعتُ، وبكَ آمَنتُ، ولك أَسلمتُ، خَشَعَ لك سَمعي، وبَصَري ومُخِّي، وعَظْمي، وعَصَبي، وإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قال: اللهم رَبَّنا لك الحمدُ مِلءَ السموَاتِ، [ومِلء] الأرضِ، ومِلءَ ما بينهما، وَمِلءَ ما شِئْتَ مِن شَيءٍ بعدُ، وإذا سَجَدَ قال: اللهم لك سَجَدْتُ، وبِكَ آمنت، ولك أَسلمتُ، سَجَدَ وجهي لِلذي خَلَقَهُ وصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصرَهُ، تباركَ الله أحسنُ الخالقينَ، ثم يكونُ مِنْ آخر ما يقُول بَينَ التَّشَهُّدِ والتَّسليم: اللَّهمَّ اغفِر لي مَا قَدَّمتُ، وَمَا أَخَّرتُ، وَمَا أسررْتُ، وما أعلنتُ، وما أسْرَفتُ، وما أَنت أعلم بِهِ مني، أنتَ المُقَدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، لا إله إلا أنتَ» هذه رواية مسلم، والترمذي. وللترمذي في رواية أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إِذَا قامَ إلى الصَّلاةِ المكتُوبَةِ رَفَعَ يَديهِ حَذْوَ مَنْكَبِيْهِ، وَيَصنَعُ ذلك إذا قَضَى قِراءَتَهُ، وَأرَاد أنْ يَركَعَ، ويَصنَعهُ إِذا رفع رأسَهُ من الرُّكوعِ، ولا يرفعُ يديْهِ في شيء من صَلاتِهِ وهو قَاعِدٌ، فإذا قَامَ من سَجدَتَينِ رَفَعَ يَديهِ كذلك، فَكَبَّرَ، ويقولُ حِينَ يَفتتِحُ الصَّلاةَ بعدَ التَّكْبيرِ: وجهَّتُ وجهي ... وذكر الحديث» . وله في أخرى مثل الأولى، إلا أنَّهُ أَسقَطَ منها: «الخيرُ كُلُّهُ في يدَيكَ، [ص: 208] والشَّرُّ لَيسَ إليكَ، أنَا بِكَ وإِليكَ» وَجَعَلَ بَدَلَ هذا كُلِّهِ: «آمَنتُ بِكَ، تَبَارَكْتَ وتعاليتَ.. وذكر الحديث» . وفي روايةِ أبي داود مثل رواية مسلم، إلا أنَّ أوَّلَها: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قَامَ إِلى الصَّلاةِ كَبَّرَ، ثم قال: ... وذكر الحديث» ، وليسَ عنده: «الشرُّ لَيْسَ إِليكَ» ، ولا لَفْظَةُ: «اللهم» في قولِهِ: «اللَّهُمَّ رَبَّنا ولك الحمدُ» ، وعندَه زيادةٌ بعد قوله: «صَوَّرهُ» : «فأحسَنَ صُورَهُ» ، وعنده بعد «الخَالِقينَ» : «وإِذَا سَلَّمَ من الصلاةِ قال: اللهم اغْفِر لي ما قَدَّمتُ ... » الحديث. وله في أخرى نحو رواية الترمذي التي أولها: كان إِذا قَامَ إِلى الصلاةِ المكتُوبةِ» . وفيه زيادة لفظٍ ونقصٌ، مع اتِّفَاقِ المعنى. وأخرج النسائي منه من أوله إلى قوله: «تباركتَ وتعاليتَ، أستغفرك، وأتوب إليك» . وأخرج منه أيضاً مُفرَداً دُعَاءَ الركوعِ، وأخرج منه مفرداً أيضاً دعاءَ السجودِ، وزاد فيه: «فأحسنَ صُورَهُ» (1) . [ص: 209] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لبيك وسعديك) : تعظيم لإجابة الداعي، وقد سبق شرحهما فيما سبق من الكتاب (2) . (والشر ليس إليك) : معنى هذا الكلام الإرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله تعالى، ومدحه بأن تضاف محاسن الأشياء إليه دون مساوئها، وليس المقصود نفي شيء عن قدرته وإثباته لها، فإن محاسن الأمور تضاف إلى الله عز وجل عند الثناء عليه دون مساوئها، كما قال تعالى: {ولِلهِ الأسمَاءُ الحُسنى فَادْعُوهُ بها} [الأعراف: 180] فيقال: يا رب السموات والأرض، ولا يقال: يا رب الكلاب والخنازير، وسئل الخليل بن أحمد عن ذلك؟ فقال: معناه: ليس ذلك مما يتقرب به إليك، كقولهم: أنا منك وإليك، أي معدود من جملتك ومنتمٍ إليك.   (1) رواه مسلم رقم (771) في صلاة المسافرين، باب الدعاء، في صلاة الليل وقيامه، والترمذي رقم (3417) و (3418) و (3419) في الدعوات، باب دعاء في أول الصلاة، وأبو داود رقم (760) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 2 / 130 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر والدعاء بين التكبير والقراءة. (2) انظر الجزء 3 / 91 الحديث رقم (1371) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع تخريج الحديث تخريج رقم (2170) . الحديث: 2181 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 2182 - (د س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ بِيَدِهِ، وقال: يا مُعَاذُ، واللهِ إِني لأُحِبُّكَ، فقال: أُوصيكَ يا مُعَاذُ، لا تَدَعَنَّ في كُلِّ صلاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهمَّ أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسنِ عِبَادَتِكَ» . أخرجه أبو داود، والنسائي. وفي رواية النسائي: قال مُعَاذٌ (1) : «وَأَنَا أُحِبُّكَ» (2) .   (1) في الأصل: قال: يا معاذ، والتصحيح من النسائي. (2) رواه أبو داود رقم (1522) في الصلاة، باب الاستغفار، والنسائي 3 / 53 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: قلت: وفي لفظه: قال: وأوصى بذلك معاذ الصنابحي، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة ابن مسلم. أخرجه أحمد (5/244) قال: حدثنا المقرئ. وفي (5/247) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (1522) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ. والنسائي (3/53) وفي الكبرى (1135) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. وفي عمل اليوم والليلة (109) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (751) قال: حدثنا محمد بن مهدي العطار، قال: حدثنا المقرئ. ثلاثتهم (عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو عاصم، وابن وهب) عن حيوة بن شريح، قال: سمعت عقبة ابن مسلم، قال: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، فذكره. الحديث: 2182 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 2183 - (س) شداد بن أوس - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقول في صلاته: اللَّهمَّ إِني أَسألُكَ الثَّبَاتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأسألُكَ شُكْرَ نِعْمَتِك، وحُسنَ عِبَادَتِك، وأسألُك قَلباً سَليماً، ولِسَاناً صَادِقاً، وأسألُك مِن خَيرِ ما تَعلَمُ، وأعُوذُ بِك من شَرِّ ما تَعْلَمُ، وأستغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 54 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 125، والترمذي رقم (3404) ، وفي إسناده ضعف، وسيأتي رقم (2245) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، للجهالة: أخرجه أحمد (4/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (3407) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. كلاهما (يزيد، وسفيان) عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، فذكره. * أخرجه النسائي (3/54) . وفي الكبرى (1136) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد بن أوس. فذكره، ليس فيه: «عن رجل من بني حنظلة» . * في رواية يزيد بن هارون: «عن الحنظلي» ،وزاد في أول الحديث: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا كلمات، ندعو بهن في صلاتنا، أو قال: في دبر صلاتنا .... » ثم ذكر الحديث. * وفي رواية حماد بن سلمة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في صلاته: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ... » الحديث. الحديث: 2183 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 2184 - (س) عطاء بن السائب - رحمه الله-: عن أبيه قال: صلَّى بِنَا عَمَّارُ بنُ ياسِرٍ صَلاة، فَأوجَزَ فيها، فقال له بَعضُ القَومِ: «لقد خَفَّفْتَ وأوجَزْتَ الصلاةَ، فقال: أمَا عليَّ ذلك، لقد دعوتُ فيها بِدَعوَاتٍ سَمِعْتُهنَّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجلٌ من القومِ - هو أبي، غَيرَ أنه كَنَى عن نَفْسِهِ - فسألَهُ عن الدُّعاءِ؟ ثم جاءَ، فَأخبَرَ بِهِ القومَ: اللهمَّ بِعلْمِكَ الغَيبَ، وَقُدرَتِكَ على الخَلقِ، أحيني ما عَلِمْتَ الحيَاةَ خَيْراً لي، وتَوَفَّني إذا عَلِمْتَ الوفاةَ خَيراً لي، اللهمَّ وأسألك خشيتك في الغيبِ والشهادة، وأَسألك كلمة الحقِّ في الرضى والغضب، وأسأَلك القَصْدَ في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يَنْفَدُ، وأسألك قُرَّة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرِّضىَ بعدَ القَضاءِ، وأسأَلك بَردَ العَيشِ بَعدَ المَوتِ، وَأَسأْلك لَذَّةَ النظر إلى وَجهِكَ، والشَّوقَ إلى لِقَائِكَ، في غير ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّة، [ص: 211] اللهمَّ زَيِّنَّا بِزِينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُدَاة مَهْدِيِّينَ» . وفي رواية عن قيس بن عُبَاد (1) قال: صَلَّى عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ بالقَومِ صلاة أَخَفَّها، فَكَأنَّهمْ أنْكَرُوهَا، فقال: أَلَم أُتِمَّ الركوعَ والسجودَ؟ قالوا: بَلى، قال: أمَا إِني دَعَوتُ فيها بِدُعَاءٍ كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَدعُو بِهِ: اللهمَّ ... وذكر الحديث، وفيه كلمة: الإخلاص بدل: الحق أخرجه النسائي (2) .   (1) في الأصل: قيس بن عبادة، والتصحيح من النسائي، وكتب الرجال. (2) 3 / 54 و 55 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء، وإسناده جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح، إن كان حماد هو ابن زيد: أخرجه النسائي (3/54) قال: أخبرنا حبيب بن عربي، قال: ثنا حماد، قال: ثنا عطاء بن السائب، فذكره. * ورواية قيس بن عباد: أخرجها النسائي (3/55) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا شريك، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، فذكره. * أخرجه أحمد (4/264) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (4/264) أيضا قال: حدثنا إسحاق الأزرق. كلاهما (أسود، وإسحاق) عن شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، قال: صلى بنا عمار .... فذكر نحوه. ليس فيه «قيس بن عباد» . * رواية أسود مختصرة على: «صلى عمار صلاة فجوز فيها، فسئل، أو فقيل له، فقال: ما خرمت من صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . الحديث: 2184 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 2185 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كانَ يَدْعُو في الصلاةِ يقول: اللهمَّ إني أَعوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ، وأعوذُ بِكَ من فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجالِ، وأعوذُ بكَ من فِتنَةِ المَحيا وفِتنَةِ المَماتِ، اللهمَّ إِني أعوذُ بِكَ من المَأْثَمِ والمغْرَمِ، فقال له قائِلٌ: مَا أَكْثَرَ ما تَستَعيذُ من المَغْرَمِ؟ فقال: إِنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِمَ حَدَّثَ [فَكَذَبَ] ، ووعَدَ فَأخلفَ» . وفي روايةٍ قالت: «سَمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَسْتَعِيذُ في صلاته من فِتنةِ الدَّجالِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 263 في صفة الصلاة، باب الدعاء قبل السلام، وفي الاستقراض، باب من استعاذ من الدين , وفي الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم رقم (589) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، وأبو داود رقم (880) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، والنسائي 3 / 56 في السهو، باب نوع آخر من التعوذ في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/88) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/89) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن يزيد، يعني ابن الهاد. وفي (6/244) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (6/270) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وعبد بن حميد (1472) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (1/211) و (3/154) بالهامش. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/154) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. وفي (9/75) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (2/92) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (2/93) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وأبو داود (880) قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا شعيب. والنسائي (3/56) وفي الكبرى (1141) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا أبي، عن شعيب. وفي (8/258) قال: أخبرني محمد بن عثمان بن أبي صفوان. قال: حدثني سلمة بن سعيد بن عطية، وكان خير أهل زمانه. قال: حدثنا معمر. وفي (8/264) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا بقية. قال: حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم الحمصي. وابن خزيمة (852) قال: أخبرني أبو الحكم أن أباه وشعيبا أخبراهم. قالا: أخبرنا الليث، عن يزيد بن الهاد. سبعتهم (شعيب، ويزيد بن الهاد، وصالح بن أبي الأخضر، وصالح بن كيسان، ومعمر، ومحمد بن أبي عتيق، وسليمان بن سليم) عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. - ورواه عنها طاوس: أخرجه أحمد (6/200) قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (722) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا روح. كلاهما (عبد الرزاق،وروح) عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2185 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 2186 - (خ م ت س) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: قال: قُلْتُ: «يا رسولَ الله، عَلمني دُعاء أَدعو بِهِ في صَلاتي، قال: قُلْ: اللهمَّ إني ظَلمتُ نَفسي ظُلْماً كثيراً، ولا يَغفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنتَ، فَاغْفِر لي مَغْفِرَة من عِنْدِكَ، وارحمني، إنك أَنتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ» . وقد جَعَلَهُ بعضُ الرُّواةِ من مسنَدِ عبد الله بن عمرو بن العاص؛ لأنه قال فيه: عن عبد الله «أنَّ أبا بكرٍ قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... » أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي. وهذا الحديثُ هو أولُ حديثٍ في كتاب «الجمع بين الصحيحين» للحُمَيدِيِّ (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 265 في صفة الصلاة، باب الدعاء قبل السلام، وفي الدعوات، باب الدعاء في الصلاة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وكان الله سميعاً بصيراً} ، ومسلم رقم (2705) في الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، والترمذي رقم (3521) في الدعوات، باب دعاء يقال في الصلاة، والنسائي 3 / 53 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/3) (8) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/7) (28) قال: حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (5) قال: أخبرنا الحسن بن موسى. والبخاري (1/211) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. وفي (8/89) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (8/74) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجة (3835) قال: حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (3531) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/53) . وفي البكرى (1134) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (845) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: حدثنا أبي، وشعيب. ثمانيتهم (هاشم، وحجاج، والحسن، وقتيبة، وعبد الله بن يوسف، ومحمد، وعبد الله بن الحكم، وشعيب) قال عبد الله بن يوسف: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا الليث «وهو ابن سعد» قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/4) (8) قال: حدثناه حسن الأشيب، عن ابن لهيعة، قال: قال: كبيرا. الحديث: 2186 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 2187 - (خ م) عائشة - رضي الله عنه -: قالت: «ما صلَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة، بعدَ إذْ أُنْزِلَتْ: {إِذَا جَاء نَصرُ اللهِ والفَتْحُ} إلا قال: سُبْحَانَك اللهم وبِحَمدِك، [اللهم] اغْفِر لي» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 564 في تفسير سورة: {إذا جاء نصر الله والفتح} ، وفي صفة الصلاة، باب الدعاء في الركوع، وباب التسبيح والدعاء في السجود، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ومسلم رقم (484) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، وهذا اللفظ من رواية الأعمش. راجع تخريج الحديث رقم (2157) . الحديث: 2187 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 2188 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ عمرَ بنَ الخطاب كانَ يَجهرُ بهؤلاء الكَلِمَاتِ يقول: «سبْحَانَك اللهمَّ وبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسمُك، وتَعالى جَدُّكَ، ولا إِلهَ غيْرُكَ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (399) كتاب الصلاة، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة، والحديث لا يعرف من حديث أنس وإنما هو من حديث عبدة وهو ابن أبي لبابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه عند مسلم، وقد سبرت فيه كتاب الدعاء دون جدوى،وقد روي مرفوعا من حديث أنس أخرجه أبو يعلى (6/389) ونسبه الهيثمي للطبراني في الأوسط، وقال: رجاله موثقون. المجمع (2/107) والحديث هنالك فيه ذكر الصلاة!!. الحديث: 2188 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 بعد السلام والفراغ من الصلوات 2189 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول لَيلَة حينَ فَرَغَ من صلاتِهِ: «اللَّهمَّ إني أسألُكَ رَحمة من عِنْدِكَ تَهدِي بها قَلبي، وتجْمعُ بِها أَمري، وتَلُمَّ بِها شَعثي، وتَرُدُّ بِها غَائبي، وتَرفَعُ بِهَا شَاهِدِي، وتُزكِّي بِها عَمَلي، وتُلْهِمُني بِهَا رُشْدي، وتَرُدُّ بِها أُلفَتي، وتَعصِمني بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ (1) ، اللهُمَّ أعطِني إيماناً، ويَقيناً لَيْسَ بَعدَهُ كُفْرٌ، ورحمة أنَالُ بها شَرَفَ كَرَامَتك في الدُّنْيا والآخِرَةِ، اللهمَّ إني أسأَلُك الفَوزَ في القَضَاءِ، ونُزُلَ الشُّهَداءِ، وعَيْشَ السُّعَدَاءِ، والنَّصْرَ على الأعداء، اللهمَّ إني أُنْزِلُ بِكَ حَاجَتي، وإنْ قَصَّرَ رَأيي، وضَعُفَ عَملي، وافْتَقَرْتُ إلى رَحمتك، فَأَسألُكَ يا قَاضيَ الأُمورِ، ويا شافِيَ الصُّدورِ، كما تُجيرُ بَينَ البُحورِ: أَنْ تُجِيرَني مِنْ عَذَابِ السعيرِ، ومِنْ دَعْوةِ الثُّبُورِ، ومِن فِتنَةِ القُبُورِ، اللهم وما قَصَّرَ عَنهُ رَأْيي، وَلَمْ تَبْلُغْه مَسألتي، ولم تَبلُغْهُ نِيَّتي مِن خَيرٍ وَعَدْتَهُ أحَداً مِن خَلقِكَ، أَو خَيرٍ أنْتَ مُعطيه أحداً من عبادك، فَإني أرغَبُ إليكَ فيه، وأسأَلُكَهُ برحمتكَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم يا ذا الحَبْلِ [ص: 214] الشَّديدِ، والأمرِ الرَّشيدِ أسأَلُكَ الأمنَ يومَ الوعيدِ والجَنَّةَ يَومَ الخُلودِ، مع المقَرَّبينَ الشُّهودِ، الرُّكَّعِ السجودِ، المُوفِينَ بالعهودِ، إِنَّكَ رَحيمٌ ودَودٌ، وإنك تفعل ما تُريدُ، اللهم اجعلنا هَادِينَ مهتدينَ، غير ضالِّينَ، ولا مُضِلِّينَ، سِلْماً لأوليَائِكَ، وحَرْباً لأعدائِكَ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ (2) ، ونُعَادي بِعَدَاوتِكَ مَن خالَفَكَ اللهم هذا الدُّعَاءُ وعليكَ الإجَابَةُ، اللهم هذا الجُهدُ، وعَلَيكَ التُّكلانُ، اللهم اجعَل لي نُوراً في قَلبي، ونُوراً في قبري، ونوراً من بين يَدَيَّ، ونُوراً من خَلفي، ونوراً عن يَميني، ونوراً عن شِمالي، ونوراً من فَوقي، ونوراً من تَحتي، ونوراً في سَمعي، ونوراً في بصري، ونوراً في شَعْري، ونوراً في بَشَري، ونوراً في لحمي، ونوراً في دمي، ونوراً في مُخِّي، ونوراً في عِظامي، اللهمَّ أعظِم لي نوراً، وأعطِني نوراً، واجعَلْ لي نوراً، سُبحَانَ الذي تَعَطَّفَ بِالعِزِّ وقالَ بِهِ، سُبحَانَ الذي لَبِس المجدَ وتَكرَّمَ بِهِ، سبحانَ الذي لا ينبغي التَّسبيحُ إلا لَهُ، سبحانَ ذِي الفَضْلِ والنِّعَمِ، سبحانَ ذِي المَجدِ (3) والكَرَمِ، سبحانَ ذِي الجَلالِ والإكرَامِ» . أخرجه الترمذي (4) . [ص: 215] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تلم بها شعثي) اللم: الجمع. والشعث: التفرق والمراد: تجمع بها من أمري ما تفرق. (تزكى) التزكية: التطهير. (تلهمني) الإلهام: أن يلقي الله في النفس أمراً يبعث [العبد] على الفعل أو الترك. (نزل الشهداء) الشهداء: القتلى في سبيل الله، ونزلهم: ما لهم عند الله من الأجر والثواب، والنزل: قِرى الضيف. (تجير بين البحور) أي: تفصل بينها، وتمنع أحدها من الاختلاط بالآخر. (الثبور) : الهلاك. (الحبل الشديد) الحبل: السبب، أو القرآن، أو الدين، ومنه قوله تعالى: {واعتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً ولا تَفَرَّقوا} [آل عمران: 103] ووصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال. والشدة في الدين: الثبات والاستقامة، قال الأزهري: والمحدثون يروونه بالباء، والصواب بالياء، من القوة. [ص: 216] (سلماً) السلم: المسالم المصالح. (حرباً) الحرب: المعادي المخاصم، تسميةً بالمصدر. (الجُهد) بضم الجيم: الطاقة والقدرة، وبفتحها: المشقة. (اجعل في قلبي نوراً) هذه الكلمة وما بعدها في الحديث، أراد بالنور فيهن: ضياء الحق وبيانه، كأنه يقول: اللهم استعمل هذه الأعضاء مني في الحق، واجعل تصرفي وتقلبي في هذه الجهات على سبيل الحق. (تعطَّف بالعز وقال به) تعطف: مأخوذ من العطاف وهو الرداء وذلك على سبيل التمثيل، ومعناه: الاختصاص بالعز والاتصاف به، ومعنى قوله: «وقال به» أي: حكم به فلا يرد حكمه، يقال منه: قال الرجل واقتال: إذا حكم فمضى حكمه، ومنه سمي المَلك قَيْلاً.   (1) في الأصل: وتعصمني بها من كل شيء، وما أثبتناه من الترمذي المطبوع. (2) في الأصل: نحب بحبك الناس، وما أثبتناه من الترمذي المطبوع. (3) في الأصل: سبحان ذي الجود. وما أثبتناه من الترمذي المطبوع. (4) رقم (3415) في الدعوات، باب رقم (30) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا من حديث ابن ليلى إلا من هذا الوجه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ولم يذكره بطوله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3419) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدثني أبي. وابن خزيمة (1119) قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا آدم - يعني ابن أبي إياس قال: حدثنا قيس - يعني ابن الربيع. كلاهما (عمران، وقيس) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، فذكره. في رواية قيس: «بعثني العباس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يصلي من الليل، فلما صلى ركعتى الفجر، قال: اللهم إنى أسألك رحمة ... » وذكر الحديث بطوله. قلت: قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا من حديث ابن أبي ليلى إلا من هذا الوجه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس، مرفوعا، هذا الحديث ولم يذكر بطوله. الحديث: 2189 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 2190 - (م ت د س) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سَلَّمَ يَستَغْفِرُ الله ثَلاثاً، ويقول: اللَّهم أنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، تَبَاركتَ يا ذَا الجلالِ والإكرَام» ، قيل للأوزاعي: كيف الاستغْفارُ؟ قال يقول: «أَسْتَغفِرُ الله، أسْتَغفرُ اللهَ» . هذه رواية مسلم والترمذي، والنسائي، إلا أن النسائي قال: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إذَا انْصَرَفَ مِن صلاتِهِ ... وذكر الحديث» . [ص: 217] وفي رواية أبي داود: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا أرادَ أنْ يَنْصَرِفَ من صلاتهِ استَغفرَ اللهَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثم قال: اللهم ... وذكر معنى حديث عائِشة» هكذا قال أبو داود، وهذا حديث عائشة (1) .   (1) رواه مسلم رقم (591) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، والترمذي رقم (300) في الصلاة، باب ما يقول إذا سلم من الصلاة، وأبو داود رقم (1513) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 68 في السهو، باب الاستغفار بعد التسليم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/275) قال: حدثنا أبو المغيرة. وفي (5/279) قال: حدثنا أبو إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والدارمي (1355) قال: أخبرنا أبو المغيرة. ومسلم (2/94) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد. وأبو داود (1513) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى «وهو ابن يونس» . وابن ماجة (928) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والترمذي (300) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (3/68) . وفي «عمل اليوم والليلة» (139) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد. وابن خزيمة (737) قال: حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، والحسن بن إسرائيل اللؤلؤي الرملي، قالا: حدثنا بشر بن بكر. (ح) وحدثنا أحمد بن يزيد بن عليل العنزي المصري، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة. وفي (738) قال: حدثناه محمد بن ميمون المكي، قال: حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي. ثمانيتهم (أبو المغيرة، وابن المبارك، والوليد، وعيسى، وعبد الحميد، وبشر، وعمرو بن أبي سلمة، وعمرو بن هاشم) عن الأوزاعي، عن أبي عمار شداد «وهو ابن عبد الله» عن أبي أسماء الرحبي، فذكره. الحديث: 2190 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 216 2191 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا سَلَّمَ قال: اللهم أنتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَاركْتَ يا ذَا الجَلالِ والإكرَامِ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1512) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 69 في السهو، باب الذكر بعد الاستغفار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/62) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. عن عاصم بن سليمان. وفي (6/184) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن الحذاء. وفي (6/235) قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عاصم الأحول. والدارمي (1354) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا عاصم. ومسلم (2/94 و 95) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال: حدثنا أبو خالد، يعني الأحمر، عن عاصم. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم وخالد. وأبو داود (1512) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول وخالد الحذاء. وابن ماجة (924) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عاصم الأحول. والترمذي (298) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول. وفي (299) قال: حدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري وأبو معاوية، عن عاصم الأحول. والنسائي (3/69) وفي الكبرى (1170) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ومحمد بن إبراهيم بن صدران، عن خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي عمل اليوم والليلة (95) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عاصم. وفي (96) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي (97) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان. قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. عن عاصم وخالد. وفي (367) قال: حدثنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم. كلاهما (عاصم بن سليمان الأحول، وخالد الحذاء) عن أبي الوليد عبد الله بن الحارث، فذكره. الحديث: 2191 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 217 2192 - (خ م د س) ورَّاد - مولى المغيرة بن شعبة: قال: أملى عَلَيَّ المُغِيرةُ بنُ شُعبَةَ في كتابٍ إلى مُعَاوِيَةَ: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ: «لا إِلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، اللهم لا مانِعَ لِمَا أعطَيْتَ، ولا مُعطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ» . زاد في رواية: «وكَتَبَ إليهِ: أَنَّهُ كَانَ ينهى عن قِيلَ، وقالَ، وإضاعَةِ المال، وكثرةِ السؤالِ، وكان ينهى عن عُقوقِ الأُمَّهاتِ، ووأدِ البنَاتِ، ومَنْعٍ وهَاتِ» . [ص: 218] وفي روايةٍ قال ورّادُ: «ثم وَفَدْتُ بَعدُ على مُعَاويةَ، فَسَمِعتُهُ يأمُرُ النَّاسَ بذلك» . أخرجه البخاري. ولم يخرِّج مسلم إلا ذِكْرَ ما يقالُ في دُبُرِ الصلواتِ، وأخرج في موضعٍ آخرَ الزيادةَ التي ذكرها البخاري، وأخرجه أبو داود مثل البخاري، وأخرجه النسائي بترك الزيادة، وقال في آخر إحدى رواياته: «كم مَرَّة يقول ذلك؟» وله في أخرى إلى قوله: «على كل شيء قدير - ثم زاد: ثَلاثَ مَرَّاتٍ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قيل وقال) أراد: النهي عن قول مالا يصح، وما لا تعلم حقيقته، وأن يقول المرء في حديثه: قيل كذا، وقال كذا، وقيل: معناه: أنه نهي عن القول والقيل الذي هو مصدر قال قولاً وقيلاً وقالاً، فجعل [القتال] مصدراً. (عقوق الأمهات) معروف، وهو منع ما يجب إتيانه من صلة الرحم، وخص الأمهات زيادة تأكيد وتعظيم، وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً، فلعقوق الأمهات مزية في القبح. [ص: 219] (وأد البنات) هو أن يدفن الإنسان بنته حية، كما كانوا يعملون في الجاهلية. (منع) المنع منع ما عليه. و (هات) : طلب ما ليس له. (إضاعة المال) : تضييعه وإنفاقه في غير بر، وإخراجه في غير منفعة. (كثرة السؤال) : الإلحاح فيما لا حاجة له إليه، فأما ما تدعو الضرورة إليه فله حكم إباحة المضطر.   (1) رواه البخاري 2 / 275 في صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، وفي الدعوات، باب الدعاء بعد الصلاة، وفي الرقاق، باب ما يكره من قيل وقال، وفي القدر، باب لا مانع لما أعطى الله، وفي الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعينه، ومسلم رقم (593) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وأبو داود رقم (1505) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 70 في السهو، باب نوع آخر من القول عند انقضاء الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (762) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، وعبد الملك بن عمير. وأحمد (4/245) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني عبدة بن أبي لبابة. وفي (4/247) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن عون، قال: أنبأني أبو سعيد. وفي (4/250) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، قال: سمعت المسيب بن رافع. وفي (4/250) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد منهم مغيرة، عن الشعبي. وفي (4/251) قال: حدثنا سفيان، عن عبدة، وعبد الملك. وفي (4/254) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثنا المغيرة. قال: أبنأنا عامر. وفي (4/255) قال: حدثنا علي، قال: أنبأنا الجريري، عن عبد ربه. وعبد بن حميد (390) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن المسيب. وفي (391) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عبد الملك بن عمير. والدارمي (1356) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير. والبخاري (1/214) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير. وفي (8/90) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن المسيب بن رافع. وفي (8/124) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد منهم مغيرة، وفلان، ورجل ثالث أيضا، عن الشعبي (ح) وعن هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. وفي (8/157) قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا فليح، قال: حدثنا عبدة ابن أبي لبابة. وفي (9/117) . وفي «الأدب المفرد» (460) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك. ومسلم (2/95) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن منصور، عن المسيب بن رافع. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وأحمد بن سنان، قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عبدة بن أبي لبابة. (ح) وحدثنا حامد بن عمر البكراوي، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني أزهر، جميعا عن ابن عون، عن أبي سعيد. وفي (2/96) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، وعبد الملك بن عمير. وأبو داود (1505) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع. والنسائي (3/70) . وفي الكبرى (1173) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، قال: سمعته من عبدة بن أبي لبابة. وسمعته من عبد الملك بن عمير. وفي (3/71) . وفي الكبرى (1174) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن المسيب أبي العلاء. وفي (3/71) . وفي الكبرى (1175) . وفي عمل اليوم والليلة (129) قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل المجالدي، قال: أنبأنا هشيم، قال: أنبأنا المغيرة وذكر آخر (ح) وأنبأنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا غير واحد، منهم المغيرة، عن الشعبي. وابن خزيمة (742) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان، قال: سمعته من عبدة، يعني ابن أبي لبابة، (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا أسباط بن محمد. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير (ح) وحدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك. (ح) وحدثنا الدورقي، وأبو هشام، قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد، منهم المغيرة، ومجالد، ورجل ثالث أيضا كلهم عن الشعبي. (ح) وأخبرنا أبو هشام، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. ستتهم (عبدة بن أبي لبابة، وعبد الملك بن عمير، وأبو سعيد الشامي، والمسيب بن رافع، وعامر الشعبي، وعبد ربه) عن وراد مولى المغيرة، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (130) قال: أخبرني محمد بن معمر، قال: حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن شباك، عن عامر، عن المغيرة بن شعبة، فذكره. ولم يذكر «واردا» . * رواية هشيم: «أن معاوية كتب إلى المغيرة: أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير - ثلاث مرات -» . الحديث: 2192 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 217 2193 - (م د س) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: كان يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ حينَ يُسلمُ: «لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، له الملك، ولَهُ الحَمدُ، وهو على كلِّ شَيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نَعبُدُ إلا إيَّاه، لَهُ النِّعْمَةُ، ولَهُ الفَضْلُ، ولَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لا إلهَ إلا الله مُخْلِصينَ له الدِّينَ، وَلَو كَرِهَ الكافرون، وقال: كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كلِّ صلاة» . وفي رواية قال أبو الزبير: «سَمِعتُ عبدَ الله بنَ الزبير يَخْطُبُ على هذا المِنْبَرِ، وهو يقول: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - إذا سَلَّمَ في دُبُرِ الصلاةِ، أو [قال] : الصلواتِ ... ثم ذكر مثله» . أخرجه مسلم، والنسائي، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .   (1) رواه مسلم رقم (594) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وأبو داود رقم (1506) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 70 في السهو، باب عدد التهليل والذكر بعد التسليم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (4/4) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (2/96) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. وأبو داود (1507) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا عبدة. والنسائي (3/70) ، وفي الكبرى (1172) ، وفي عمل اليوم والليلة (128) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبدة. كلاهما: (عبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان) عن هشام بن عروة. 2 - وأخرجه أحمد (4/5) . ومسلم (2/96) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي. وأبو داود (1506) قال: حدثنا محمد بن عيسى. والنسائي (3/69) . وفي الكبرى (1171) قال: أخبرنا محمد بن شجاع المروزي. وابن خزيمة (740) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. أربعتهم (أحمد بن حنبل، ويعقوب، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن شجاع) عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن الحجاج بن أبي عثمان. 3 - وأخرجه مسلم (2/96) قال: حدثني محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم. وابن خزيمة (741) قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني. قال: حدثنا آدم - يعني ابن أبي إياس - قال: حدثنا أبو عمر الصنعاني - وهو حفص بن ميسرة - كلاهما (يحيى بن عبد الله، وحفص) عن موسى بن عقبة. ثلاثتهم (هشام، وحجاج، وموسى) عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 2193 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 2194 - (م ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ - أو فَاعِلُهنَّ - دُبُرَ كلِّ صلاة: ثَلاثٌ وثلاثونَ تَسبيحة، وثلاثٌ وثلاثونَ تَحْميدَة، وأَربعٌ وثلاثونَ تكبيرَة» أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (596) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، والترمذي رقم (3409) في الدعوات، باب كم يسبح بعد الصلاة، والنسائي 3 / 75 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/98) قال: حدثنا الحسن بن عيسى، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا مالك بن مغول. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا حمزة الزيات. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي. والترمذي (3412) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي الكوفي، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي. والنسائي (3/75) . وفي الكبرى (1181) وفي «عمل اليوم والليلة» (155) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن أسباط، قال: حدثنا عمرو ابن قيس. وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11115) عن محمود بن غيلان، عن قبيصة، عن سفيان، عن منصور. أربعتهم (مالك بن مغول، وحمزة الزيات، وعمرو بن قيس، ومنصور) عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (156) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، فذكره «موقوفا» . الحديث: 2194 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 2195 - (س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: «أُمِرُوا أن يُسَبِّحوا دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، ويَحمَدوا ثلاثاً وثلاثِينَ، ويُكبروا أَربعاً وثلاثينَ، فَأُرِيَ رَجُلٌ مِنَ الأنصار في مَنَامِهِ، قيل: أَمَرَكُمْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن تُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدُوا ثلاثاً وثلاثينَ، وتُكبروا أَربعاً وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعَلوها خمساً وعشرين، واجعلوا فيها التَّهْليل، فلمَّا أصبَحَ أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فَذكرَ ذلك لَهُ، قال: [ص: 221] فاجعلوها كذلك» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 76 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/184) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/190) قال: حدثنا روح. وعبد بن حميد (245) قال: حدثنا روح بن عبادة. والدارمي (1361) قال: أخبرنا عثمان ابن عمر. والترمذي (3413) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي (3/76) وفي الكبرى (1182) وفي عمل اليوم والليلة (157) قال: أخبرنا موسى بن حزام الترمذي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس. وابن خزيمة (752) قال: حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثنا الحسين بن الحسن، قال: أخبرنا الثقفي. خمستهم (عثمان، وروح، وابن أبي عدي، وابن إدريس، وعبد الوهاب الثقفي) عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح، فذكره. الحديث: 2195 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 2196 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَبَّحَ في دُبُرِ صلاةِ الغَدَاةِ مِائَةَ تَسبيحَةٍ، وهَلَّلَ مِائَةَ تَهليلَةٍ، غُفِرتْ له ذُنُوبهُ، ولو كانت مِثْلَ زَبَدِ البَحرِ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 79 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه أبو صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين تكبيرة، وثلاثا وثلاثين تسبيحة،وثلاثا وثلاثين تحميدة، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر» . أخرجه النسايي في عمل اليوم والليلة (145) قال: أخبرنا موسى بن سهل قال: حدثنا آدم،قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. ورواه عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/384) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا فليح. ومسلم (2/98) قال: حدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. والنسائي في عمل اليوم والليلة (143) قال: أخبرني محمد بن وهب. قال: حدثنا محمد بن سلمة. قال: حدثني أبو عبد الرحيم. عن زيد بن أبي أنيسة. وابن خزيمة (750) قال: حدثنا أبو بشر. قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله. أربعتهم (فليح، وخالد بن عبد الله، وإسماعيل بن زكريا، وزيد بن أبي أنيسة) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد المذحجي، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره. * وأخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن زكريا، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد المذحجي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. نحوه. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (142) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة. موقوفا. ولم يذكر في إسناده «سهيل بن أبي صالح» . * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (144) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: أخبرنا شعيب. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. لم يذكر «أبا هريرة» .ولا «أبا عبيدة» . * وقد سبق من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواه عن أبي علقمة، عن أبي هريرة. أخرجه النسائي (3/79) وفي الكبرى (1186) وفي عمل اليوم والليلة (140) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن أبي الزبير، عن أبي علقمة، فذكره. ورواه عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل، عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (141) قال: أخبرنا أحمد بن نصر، عن مكي بن إبراهيم، قال: أخبرنا يعقوب بن عطاء، عن عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ضعيف، وعبد الوهاب بن مجاهد متروك الحديث، وعبد الله بن طاوس ثقة مأمون، وعبد الله بن سعيد بن جبير ثقة مأمون، وعكرمة مولى ابن عباس، ثقة من أعلم الناس، قاله عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد. الحديث: 2196 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 221 2197 - (خ م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ فُقرَاءَ المُهاجِرينَ أَتَوْا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: قَد ذَهبَ أهلُ الدُّثورِ بالدَّرَجَاتِ العُلى، والنعيمِ المُقِيمِ، فقال: ومَا ذَاكَ؟ قالوا: يُصَلُّونَ كما نُصَلي، ويصومونَ كما نَصومُ، ويَتَصَدَّقُونَ ولا نَتَصَدَّقُ، ويعتِقونَ ولا نَعتق، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: أفَلا أُعَلِّمُكم شيئاً تُدرِكونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكم، وتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكم، ولا يكونُ أَحَدٌ أفضَلَ مِنكم إلا مَنْ صَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعتُم؟ قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: تُسبحونَ وتُكَبِّرونَ وتَحْمَدونَ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ مَرَّة، قال أبو صالح: فَرَجَعَ فُقَرَاءُ المُهَاجِرينَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: سَمعَ إخوَانُنا أهْلُ الأمْوالِ بِما فَعَلْنَا، فَفعَلوا مِثْلَهُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ذلك فَضلُ اللهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» . قال سُمَيٌّ: فَحَدَّثْتُ بَعضَ أهلي بهذا الحديث، فقال: وَهِمْتَ، إنما قالَ لك: «تُسَبِّحُ الله ثلاثاً وثلاثينَ، وتَحْمَدُ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ، وتُكَبِّرُ اللهَ أربعاً وثلاثينَ، [ص: 222] فَرَجَعتُ إلى أبي صالح، فقلتُ له [ذلك] ، فَأخَذَ بيَدي، وقال: اللهُ أكبرُ، وسُبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، اللهُ أكبرُ، وسبحانَ اللهِ والحمدُ لله، حتى تَبْلُغَ مِنْ جَمِيعِهِنَّ ثلاثاً وثلاثين» . هذا لفظ مسلم، وليس عند البخاري قول أبي صالح: «فَرَجَعَ فُقرَاءُ المهاجرين» ، وما قالوا، وقال لهم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-. وعنده بعد قوله: «تُسَبِّحُونَ وتَحْمَدُونَ وتُكبرونَ خَلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين» فَاخْتَلَفنا بَيْنَنَا، فقال بعضُنا: نُسَبحُ ثلاثاً وثلاثين، ونُكَبرُ أربعاً وثلاثين، ونَحْمَدُ ثلاثاً وثلاثين، فَرَجَعْتُ إليه، فقال: تقول: «سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، واللهُ أكبرُ حتى يكُونَ منْهنَّ كلِّهنَّ ثلاثاً وثلاثينَ» . وفي رواية البخاري مثل أوله من قول فقراء المهاجرين، وقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وقال فيه: «تُسَبِّحُونَ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ عَشراً وتَحْمَدُونَ عَشراً، وتُكَبرونَ عَشراً» . وفي رواية لمسلم نحوه. وفي أخرى يقول سُهَيل: «إحدى عشْرَةَ، إِحدى عشْرةَ، إحدى عشْرة» . وفي أخرى لمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن سَبَّحَ في دُبُرِ كلِّ [ص: 223] صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ، وكَبَّرَ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ثم قال: تَمامَ المائِةِ: لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قَديرٌ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَاياهُ، وإن كانَت مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ» . وفي رواية الموطأ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن سَبَّحَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وكبَّر ثلاثاً وثلاثين، وَحَمِدَ ثلاثاً وثلاثينَ، وخَتمَ المِائَةَ بـ: لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، ولَو كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ» . وفي رواية أبي داود: قال أبو هريرة: قال أبو ذَرّ: «يا رسولَ الله، ذَهبَ أصحابُ الدُّثورِ بالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويصومونَ كما نَصوم، ولَهُم فَضْلُ أَمْوالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وليسَ لَنَا مَالٌ نَتَصَدَّقُ بِهِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا ذَرٍ، ألا أُعَلمكَ كَلماتٍ تُدْرِكُ بِهنَّ مَنْ سَبقَكَ، ولا يَلحَقك مَن خَلْفَكَ، إلا من أَخذَ بِمثْلِ عَمَلِكَ؟ قال: بَلى يا رسول الله، قال: تُكبرُ اللهَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وتَحْمَدُهُ ثلاثاً وثلاثينَ، وتُسَبحُه ثَلاثاً وثلاثينَ، وتَخْتِمُها بِـ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَه، له الملك، ولَهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ: غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ، ولو كانت مثلَ زَبَدِ البَحرِ» (1) . [ص: 224] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدثور) : جمع الدثر، وهو المال الكثير. (وَهِمت) : وَهِم - بكسر الهاء - يَوهَم - بفتحها -: إذا غلط ووهَم بفتح الهاء -: إذا ذهب وَهْمُه إليه.   (1) رواه البخاري 2 / 270 و 271 في صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، ومسلم رقم (595) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، والموطأ 1 / 209 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، وأبو داود رقم (1504) في الصلاة، باب التسبيح بالحصا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في (1/213) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر. قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله، عن سُمَي. وفي (8/89) قال: حدثني إسحاق. قال: أخبرنا يزيد. قال: أخبرنا ورقاء، عن سمى. ومسلم (2/97) قال: حدثنا عاصم بن النضير التيمي. قال: حدثنا المعتمر. قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث، عن ابن عجلان، كلاهما، عن سمي. «قال ابن عجلان: فحدثت بهذا الحديث رجاء بن حيوة فحدثني بمثله عن أبي صالح» . (ح) وحدثني أمية بن بسطام العيشي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح، عن سهيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (146) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت عبيد الله، عن سمي. وابن خزيمة (749) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت عبيد الله، عن سمي. ثلاثتهم (سمي، ورجاء بن حيوة، وسهيل) عن أبي صالح، فذكره. * في رواية ورقاء قال: «.. تسبحون في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدون عشرا، وتكبرون عشرا» . أخرجه أحمد (2/238) قال: حدثنا الوليد. والدارمي (1360) قال: أخبرنا الحكم بن موسى. قال: حدثنا هقل. وأبو داود (1504) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما (الوليد بن مسلم، وهقل) عن الأوزاعي، قال: حدثني حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، فذكره. الحديث: 2197 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 221 2198 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «جاء الفُقَرَاءُ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول الله، إنَّ الأغنياءَ يُصَلُّونَ كما نُصلي، ويصومونَ كما نَصوم، ولهم أمْوالٌ يَعتِقونَ ويَتَصَدَّقُونَ، قال: فإذا صَلَّيتُمْ، فقولوا: سبحانَ الله ثلاثاً وثلاثينَ مَرَّة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرة، ولا إله إلا اللهُ عشر مَرَّاتٍ، فإنكم تُدْرِكونَ به مَن سَبَقَكم، ولا يَسبِقُكُمْ مَنْ بَعدَكم» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) . وقال الترمذي: وقد روي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «خَصلَتَانِ لا يُحصِيهما رجلٌ مُسلمٌ إلا دَخلَ الجنَّةَ: يُسبِّحُ اللهَ في دُبُر كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، ويحمدُهُ ثلاثاً وثلاثين، ويُكَبرُهُ أربعاً وثلاثين، ويُسَبحُ الله عِندَ مَنامِهِ عشراً، [ص: 225] ويَحْمَدُهُ عشراً، ويكَبرُهُ عشراً» (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (410) في الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في أدبار الصلاة، والنسائي 3 / 78 في السهو، باب نوع آخر من التسبيح، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن كعب بن عجرة، وأنس، وعبد الله بن عمرو، وزيد، وأبي الدرداء، وابن عمر، وأبي ذر، وقال الترمذي أيضاً: وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة والمغيرة. (2) رواية الحديث عند المصنف مخالفة لرواية الترمذي له، فقد رواه الترمذي رقم (410) بلفظ: " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، يسبح الله دبر كل صلاة عشراً ويحمده عشراً، ويكبره عشراً، ويسبح الله عند منامه ثلاثاً وثلاثين، ويحمده ثلاثاً وثلاثين، ويكبره أربعاً وثلاثين "، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3407) في الدعوات، باب كم يسبح بعد الصلاة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بلفظ: " خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً، ويحمده عشراً، ويكبره عشراً ... الخ " بأطول من الرواية الأولى، من حديث إسماعيل بن علية، عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الترمذي: وقد روى شعبة والثوري عن عطاء بن السائب هذا الحديث، وروى الأعمش هذا الحديث عن عطاء بن السائب مختصراً، وقال الترمذي: وفي الباب عن زيد بن ثابت وأنس وابن عباس، أقول: ورواه أيضاً أحمد والبخاري في " الأدب المفرد "، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة وصححه ابن حبان، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (410) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد المصري، وعلي بن حجر. والنسائي (3/78) . وفي الكبرى (1185) قال: أخبرنا علي بن حجر. كلاهما (إسحاق، وابن حجر) قالا: حدثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، عن مجاهد، وعكرمة، فذكراه. * قال النسائي: عتاب ليس بالقوي، ولا خصيف. «تحفة الأشراف» (6068) . الحديث: 2198 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 2199 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « [مَنْ قالَ] في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ: عَشْرَ تَسبيحاتٍ، وعَشْرَ تَحْميدَاتٍ، وعشرَ تَكبيراتٍ في خَمْسِ صلواتٍ، فَتِلْكَ خَمسونَ ومِائَةٌ باللِّسَانِ، وأَلفٌ وخَمْسمائَةٍ في الميزانِ، وإذا أَوى إلى فِراشِهِ سَبَّحَ ثلاثاً وثلاثينَ، وحَمِدَ ثلاثاً وثلاثين، وكبَّرَ أربعاً وثلاثينَ، فذلك مائةٌ باللِّسَانِ، وَأَلفٌ في الميزان» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه بنحوه أحمد في " المسند " رقم (6910) من حديث شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وإسناده صحيح، لأن شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، وقد أخرجه أحمد (6910) بنحوه من حديث ابن عمرو، وفيه شعبة عن عطاء بن السائب عن أبيه، فذكره. وشعبة سمع من ابن السائب قبل الاختلاط. الحديث: 2199 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 2200 - () زاذان - رحمه الله -: قال: قال رجلٌ من الأنصار: سَمِعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- يقول في دُبُرِ الصلاةِ: «اللَّهمَّ اغْفِر لي وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ، مائةَ مَرَّةٍ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] كذا بياض في الأصل والحديث: أخرجه أحمد (5/371) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (103) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، عن ابن فضيل. وفي (104) قال: أخبرني محمد بن هشام السدوسي. قال: حدثنا خالد،وهو ابن الحارث. قال: حدثنا شعبة. وفي (105) قال: أخبرني إبراهيم ابن يعقوب. قال: حدثني عبد الله بن الربيع خراساني، بالمصيصة. قال: حدثنا عباد بن العوام. وفي (106) قال: أخبرني أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الرحمن، عن عبد العزيز ابن مسلم. أربعتهم (شعبة، وابن فضيل، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن مسلم) عن حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن زاذان، فذكره. قلت: وقد رواه زاذان من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. الحديث: 2200 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 2201 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: قال: «سَمِعْتُ نَبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: - في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ: اللَّهم رَبَّنَا وَرَبَّ كلِّ شيءٍ، أنا شَهيدٌ أنَّكَ أنتَ الرَّبُّ وحدَكَ لا شريك لك، اللهمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيء، أنَا شَهيدٌ أَنَّ محمداً عبدُكَ ورسولُك، اللَّهُمَّ رَبَّنَا ورَبَّ كلِّ شيء أنا شهيدٌ أنَّ العِبَادَ كُلَّهم إِخْوَةٌ، اللهمَّ رَبَّنا ورَبَّ كلِّ شيء، اجعلني مُخْلصاً لَكَ وأهلي في كل ساعةٍ من الدنيا والآخرةِ، يا ذا الجَلال والإكرامِ، اسْمَعْ واستَجِبْ، اللهُ أكبرُ الأكبرُ، اللهمَّ نُورَ السمواتِ والأرضِ - وفي روايةٍ: رَبَّ السمواتِ والأرضِ - الله أكبرُ الأكبرُ، حَسبيَ اللهُ ونِعمَ الْوَكيلُ، الله أَكبرُ الأكبرُ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1508) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، وفي سنده داود بن راشد الطفاوي، وهو لين الحديث، قال المنذري: وأخرجه النسائي. أقول: وقال الدارقطني: تفرد به معتمر بن سليمان عن داود الطفاوي عن أبي مسلم البجلي عن زيد بن أرقم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/369) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي. وأبو داود (1508) قال: حدثنا مسدد. وسليمان بن داود العتكي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (101) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. أربعتهم (إبراهيم، ومسدد، وسليمان، ومحمد) قالوا: حدثنا المعتمر «ابن سليمان» قال: حدثني داود الطفاوي، عن أبي مسلم البجلي، فذكره. الحديث: 2201 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 2202 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا سَلَّمَ من الصلاةِ قال: اللهمَّ اغفر لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرتُ، [ص: 227] وما أسرَرتُ، وما أعلَنتُ، وما أسرفْتُ، وما أَنتَ أعلَمُ بِهِ مِني، أنتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤخرُ، لا إِلَهَ إلا أنْتَ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أسرفت) : الإسراف: مجاوزة الحد في الأمور.   (1) رقم (1509) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، وهو جزء من حديث طويل رواه الترمذي في الدعوات رقم (3417) ، باب الدعاء في أول الصلاة، وفي آخره: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (1509) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره. وأخرجه الترمذي (3417) قال: ثنا الحسن بن علي الخلال، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج ... به، فذكره بطوله. قلت: وقد تقدم. الحديث: 2202 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 2203 - (د) الفضل بن حسن الضمري - رحمه الله - أَنَّ ابْنَ أُمِّ الحَكمِ أو ضُبَاعَةَ بنتي الزُّبَيْرِ - حَدَّثهُ عن إحديهما - قالت: أصَابَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَبْياً، فَذَهَبْتُ أنا وأُختي فاطمةُ بنتُ رسولِ الله، فَشَكوْنَا إليْهِ مَا نَحنُ فيه، وسألنَاهُ أَنْ يَأمُرَ لَنَا بشيء من السَّبي؟ فقال لَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَبَقَكُنَّ يَتَامَى بَدْرٍ، وَلَكنْ سَأَدُلُّكُنَّ على ما هو خَيرٌ لكُنَّ من ذلك: تُكَبِّرْنَ اللهَ عزَّ وجلَّ على أثَرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ تَكبيرة، وثلاثاً وثلاثينَ تَسبيحة، وثلاثاً وثلاثينَ تَحميدَة، ولا إله إلا الله وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2987) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2987) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثني عياش بن عقبة الحضرمي، عن الفضل بن الحسن الضمري، فذكره. * وأخرجه أبو داود (5066) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثني عياش بن عقبة الحضرمي، عن الفضل بن حسن الضمري، أن ابن أم الحكم. أو ضباعة ابنتي الزبير حدثه عن إحداهما أنها قالت ..... فذكر الحديث. قلت: عزاه الحافظ لا من منده. الإصابة (13/195) . الحديث: 2203 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 2204 - (د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: «أَمَرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ أَقْرَأَ بالمعَوِّذَاتِ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1523) في الصلاة، باب الاستغفار، والنسائي 3 / 68 في السهو، باب الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/155) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب، قال: حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني، وأبو مرحوم، عن يزيد بن محمد القرشي. وفي (4/201) قال: حدثنا هارون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني الليث، عن حنين بن أبي حكيم. وأبو داود (1523) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا ابن وهب. عن الليث بن سعد، أن حنين بن أبي حكيم حدثه. والترمذي (2903) قال: حدثنا قتيبة، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (3/68) . وفي الكبرى (1168) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن الليث، عن حنين بن أبي حكيم. وفي عمل اليوم والليلة. عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن أبيه، عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن عبد العزيز الرعيني، وأبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، كلاهما عن يزيد بن محمد القرشي. وابن خزيمة (755) قال: قرأت على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم فأخبرني أن أباه أخبرهم. قال: أخبرنا الليث (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عاصم، يعني ابن علي، قال: حدثنا ليث، عن حنين بن أبي حكيم. ثلاثتهم (يزيد بن محمد، وحنين بن أبي حكيم، ويزيد بن أبي حبيب) عن علي بن رباح اللخمي، فذكره. الحديث: 2204 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 2205 - (م) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا إذا صَلَّينا خَلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أَحْبَبْنَا أنْ نَكُونَ عن يَمينِهِ، يُقْبِلُ علينا بوَجهِهِ، قال: فَسَمِعتُهُ يقول: رَبِّ قِني عَذابَكَ يَومَ تَبعَثُ عِبَادَكَ - أو تَجْمَعُ عبادَك» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (709) في صلاة المسافرين، باب استحباب يمين الإمام، وسيأتي في أدعية النوم من حديث حذيفة والبراء، عند الترمذي رقم (2251) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/290و 304) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/290) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/153) قال: حدثنا أبو كريب. قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثناه أبو كريب وزهير بن حرب، قالا: حدثنا وكيع. وأبو داود (615) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. وابن ماجة (1006) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/94) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (1564) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. وفي (1565) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا أبو أحمد. ستتهم (وكيع، وأبو نعيم، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو أحمد، وعبد الله بن المبارك، وسفيان) عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، فذكره. * في رواية أبي نعيم، ووكيع عند أحمد (4/304) ومسلم (2/153) ، وابن ماجة (1006) ورواية ابن أبي زائدة، وابن المبارك، وأبي أحمد عند ابن خزيمة، قال مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء. «ولم يسمه» . * وفي رواية وكيع عند أحمد (4/290) وسفيان. قال مسعر: «عن ثابت بن عبيد، عن يزيد بن البراء» . * وفي رواية أبي داود (615) قال مسعر: «عن ثابت بن عبيد،عن عبيد بن البراء» . * وأخرجه ابن خزيمة (1563) قال:حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد (ح) وحدثنا مسلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وأبو أحمد، ووكيع - عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن البراء بن عارب، فذكره. الحديث: 2205 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 2206 - (س) عطاء بن أبي مروان - رحمه الله- عن أبيه: أَنَّ كَعبَ بنَ ماتعٍ (1) حَلَفَ له باللهِ الذي فَلَقَ البحر لموسى: إِنَّا نَجِدُ في التَّورَاةِ: أَنَّ داود نَبيَّ اللهِ كانَ إذا انْصَرَفَ من صلاتِهِ قال: اللَّهمَّ أَصلِح [لي] دِيني الذي [ص: 229] جَعَلْتَهُ لي عِصْمةَ أمري، وأصلح [لي] دُنيايَ التي جَعَلْتَ فيها معاشي، اللهم إني أَعوذُ بِرِضَاكَ من سَخَطِكَ، وأعوذ بِعفْوكَ من نِقْمَتِكَ، وَأعوذُ بِكَ مِنكَ، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لِمَا مَنعتَ، ولا يَنفعُ ذا الجدِّ منك الجَدُّ، وحَدَّثني كعبٌ: أن صُهَيباً حدَّثه أن: «مُحمَّداً - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُهنَّ (2) عند انصرافِهِ من صَلاتهِ» . أخرجه النسائي (3) .   (1) هو كعب الأحبار، وروى البخاري من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن: أنه سمع معاوية يحدث رهطاً من قريش بالمدينة - وذكر كعب الأحبار - فقال: إن كان لمن أصدق هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب، وإن كنا - مع ذلك - لنبلو عليه الكذب. (2) في الأصل: يقول بهن، وما أثبتناه من النسائي المطبوع. (3) 3 / 73 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (543) قال: أخبرنا محمد بن نصر، قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، أنه كان يسمع قراءة عمر بن الخطاب وهو يؤم الناس في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من دار أبي جهم، وقال كعب الأحبار: والذي فلق البحر لموسى، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (544) قال: أخبرني عمرو بن سواد بن الأسود. وابن خزيمة (2565) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. كلاهما (ابن سواد، ويونس) قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن كعبا حدثه، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (545) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الحميد، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن عبد الرحمن بن مغيث حدثه قال: قال: كعب، فذكره. الحديث: 2206 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 2207 - (ت س) مسلم بن أبي بكرة (1) - رحمه الله -: قال: «كانَ أبي يقولُ في دُبُرِ الصلاةِ: اللهم إني أَعوذُ بك من الكُفْرِ والفَقْرِ وعذابِ القَبرِ، فكنتُ أقُولُهنَّ، فقال: أي بُنيَّ، عَمَّنْ أَخَذْتَ هذا؟ قُلْتُ: عنك، قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُهُنَّ في دُبُرِ الصلاةِ» . وفي أخرى قال: [ص: 230] «فَالزَمهنَّ يا بُنيَّ» . أخرجه الترمذي، والنسائي، ولم يذكر الترمذيُّ «في دُبُرِ الصلاة» (2) .   (1) في الأصل: مسلم ابن أبي بلدة، والتصحيح من الترمذي والنسائي وكتب الرجال. (2) رواه الترمذي (3498) في الدعوات، باب الدعاء حين يقوم من مجلسه، والنسائي 3 / 73 و 74 في السهو، باب التعوذ في دبر الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 44 وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/36، 39) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/44) قال: حدثنا روح. والنسائي (3/73) ، وفي الكبرى (1179) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (8/262) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (تحفة الأشراف) (9/11706) عن محمد بن عبد الله المقرىء، عن أبيه، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن مرزوق. وابن خزيمة (747) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: حدثنا وكيع. خمستهم (وكيع، وروح، ويحيى، وابن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مرزوق) عن عثمان الشحام أبي سلمة البصري، عن مسلم بن أبي بكرة، فذكره. الحديث: 2207 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 2208 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال في دُبُرِ صلاةِ الفَجْرِ وهوَ ثَانٍ رِجْلَيهِ قبل أَنْ يَتكلَّمَ: لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريك له، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، يُحيي، ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، عَشْرَ مَراتٍ: كتبَ الله له عشرَ حسناتٍ، ومَحَا عنه عَشْرَ سَيِّئاتٍ، ورَفَعَ له عشرَ درجاتٍ، وكان يومُه ذلك كلُّه في حِرْزٍ من كلِّ مَكْروهٍ، وحُرِسَ من الشيطانِ، ولم يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أنْ يُدرِكَهُ في ذلك اليوم إلا الشِّركَ بالله» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3470) في الدعوات، باب رقم (64) ، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام، كما قال الحافظ في " التقريب "، وللحديث شواهد في جميع فقراته، دون ثني الرجلين فهو بها حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " بعد ذكر طرقه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه ابن حبان بنحوه رقم (2341) مقيداً بدبر الصلاة، وليس فيه ثني الرجلين، من حديث أبي أيوب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول: أخرجه الترمذي (3474) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا علي بن معبد المصري، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (127) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا حكيم بن سيف، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن عبد الله بن عبد الرحمن. كلاهما (زيد بن أبي أنيسة، وعبد الله بن عبد الرحمن) عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره. * زاد في رواية النسائي: (عبد الله بن عبد الرحمن) . * أخرجه أحمد (4/227) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا همام قال: حدثنا عبد الله بن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (مرسل) . وقد روي من حديث معاذ: * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (126) قال: أخبرنا جعفر بن عمران، قال: حدثنا المحاربي، عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي، عن ابن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن ابن غنم، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: حصين بن عاصم مجهول، وشهر بن حوشب، ضعيف، سئل ابن عون عن حديث شهر فقال: إن شهرا تركوه، وكان شعبة سيء الرأي فيه وتركه يحيى القطان. قلت: فكأن شهر يضطرب فيه، والله أعلم. وله شاهد من حديث أبي أيوب أخرجه ابن حبان (2341) . الحديث: 2208 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 2209 - () أم سلمة - رضي الله عنها -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقول في دُبُرِ الفجرِ إذا صلَّى: «اللهم إني أسألُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَعَملاً مُتَقَبَّلاً، [ص: 231] ورِزْقاً طَيِّباً» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث في " مسند أحمد " 6 / 294 و " سنن ابن ماجة " رقم (925) في إقامة الصلاة، باب ما يقال بعد التسليم، بإسناده فيه نظر من حديث شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة، قال البوصيري في " الزوائد ": رجال إسناده ثقات، خلا مولى أم سلمة فإنه لم يسمع، ولم أر أحداً ممن صنف في المبهمات ذكره، ولا أدري ما حاله. أقول: وزاد نسبته الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح " رقم (2498) إلى البيهقي في " الدعوات الكبير "، وله شاهد عند الطبراني في " الصغير "، فالحديث به حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (299) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمر بن سعيد الثوري. وأحمد (6/294) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/305) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/318) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/318، 322) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (1535) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (925) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (102) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم (عمر بن سعيد الثوري، وسفيان، وشعبة) عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، فذكره. * قال عبد الرحمن بن مهدي في حديثه: عمن سمع أم سلمة. قلت: إسناده ضعيف، للإبهام، وسوف يأتي في تكملة هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. الحديث: 2209 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 2210 - (د) الحارث بن مسلم بن الحارث (1) - رحمه الله -: عن أبيه أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أسَرَّ إليه فقال: «إذا انْصَرَفْتَ من صلاةِ المَغرِبِ فقُلْ: اللَّهمَّ أَجِرني من النَّارِ سَبْعَ مَراتٍ - زاد في روايةٍ: قبلَ أن تُكَلِّمَ أحداً - فَإنَّك إذا قلتَ ذلك ثم مُتَّ في لَيْلَتِكَ كُتِبَ لَك جِوارٌ منها، وإذا صَلَّيتَ الصُّبحَ فَقُل كذلك، فإنَّك إذا مُتَّ من يَومِك كُتِبَ لك جِوارٌ منها، قال الحارثُ: أَسَرَّهَا [إلينا] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحن نَخُصُّ بها إخوانَنَا» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) وفي الرواية الثانية عند أبي داود: مسلم بن الحارث، وعند ابن حبان رقم (2346) موارد: مسلم بن الحارث، قال ابن عبد البر: وعند أبي داود: عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم بن الحارث، وهو الصواب، وسئل أبو زرعة الرازي: مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم، فقال: الصحيح الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه، وقال أبو حاتم: الحارث بن مسلم تابعي. اهـ. قال بعض العلماء: وليس للحارث ولا لأبيه في الكتب الستة سوى هذا الحديث. (2) رقم (5079) و (5080) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً النسائي في " الكبرى "، وابن حبان في صحيحه رقم (2346) موارد، وهو حديث حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/234) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وفي (4/234) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (5080) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، ومؤمل بن الفضل الحراني، وعلي بن سهل الرملي، ومحمد بن المصفى الحمصي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (111) قال: أخبرني عمرو ابن عثمان. ستتهم (يزيد، وعلي بن بحر، وعمرو، ومؤمل، وعلي بن سهل، ومحمد بن المصفى) قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم. 2- وأخرجه أبو داود (5079) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أبو النضر الدمشقي، قال:حدثنا محمد ابن شعيب. كلاهما (الوليد، ومحمد) عن عبد الرحمن بن حسان الكناني، عن مسلم بن الحارث، فذكره. * رواية علي بن بحر عند أحمد مختصرة على الوصية. * زاد محمد بن شعيب في روايته قال: أخبرنا أبو سعيد، عن الحارث أنه قال: أسرها إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنحن نخص بها إخواننا. قال الحافظ في الإصابة: يأتي في مسلم بن الحارث. وقال في ترجمة مسلم بن الحارث (9/194) صحح البخاري والترمذي وغير واحد أن اسم الصحابي مسلم، واسم التابعي ولده الحارث. والاختلاف فيه على الوليد بن مسلم، وذكر الاختلاف، ثم عزا الحديث للبخاري في تاريخه. قلت: وتقدم في الإمارة من هذا الجزء فانظره. الحديث: 2210 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 2211 - (ت) عمارة بن شبيب السبئيُّ - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن قَال: لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريك لَهُ، له الملك ولهُ الحمدُ، يُحيي ويُميتُ، وهو على كل شيءٍ قديرٌ - عَشرَ مَرَّاتِ - على أَثَرِ المغرِبِ: بَعَثَ اللهُ لَهُ مَسْلَحَة يَحفَظُونَهُ من الشيطانِ حتى يُصبحَ، وكتبَ له بها عَشْرَ حَسناتٍ مُوجِبَاتٍ، ومَحَا عنه عَشَرَ سيئاتٍ مُوبِقَاتٍ، وكانت له بَعَدلِ عشْرِ رَقَبَاتٍ مُؤْمِناتٍ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مسلحة) : المسلحة: القوم يحفظون الثغور، سموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي أسلحة يردون بها العدو. (موبقات) : الموبقات: المهلكات، وبق يبق، ووبق يوبق: إذا هلك.   (1) رقم (3528) في الدعوات، باب رقم (101) من حديث الليث بن سعد عن الجلاح أبي كثير، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عمارة بن شبيب السبئي، وعمارة بن شبيب، لم تثبت صحبته. وقال ابن حبان: من زعم أن له صحبة فقد وهم، وقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، ولا نعرف لعمارة بن شبيب سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يثبت: أخرجه الترمذي (3528) قال: ثنا قتيبة، حدثنا الليث عن الجلاح أبي كثير، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (5/181، 182) . * قال أبو عيسى - الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، ولا نعرف لعمارة سماعا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قلت: نقل الحافظ في الإصابة (7/70) (5713) قول ابن يونس: حديثه معلول، وعول على البخاري في بيان علته في التاريخ. الحديث: 2211 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 عند التهجد 2212 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما [ص: 233] : قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِذا قَامَ من اللَّيلِ يَتَهَجَّدُ قال: «اللَّهمَّ رَبَّنا لك الحمدُ، أنْتَ قَيِّمُ السمواتِ والأرضِ ومَن فِيهنَّ، ولك الحمدُ أنت نورُ السمواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنتَ مَلِك السمواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، وَوَعْدُكَ الحقُّ، ولقاؤكَ حَقٌّ، وقَولك حَقٌّ، والجنَّةُ [حَقٌّ] ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبيُّونَ حَقٌّ، ومحمدٌ حَقٌّ، والساعةُ حَقٌّ، اللَّهمَّ لك أسلمتُ، وبِك آمَنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أَنَبتُ، وبِكَ خَاصَمتُ، وإِليكَ حاكمتُ، فاغفر لي ما قَدَّمتُ، وما أخَّرْتُ، وما أسررتُ، وما أَعلَنتُ» . وفي رواية: «وما أنتَ أَعْلَمُ بِهِ مِني، أنت المقَدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، لا إِلهَ إلا أنت، ولا إله غَيرُكَ» . وفي رواية: «اللَّهمَّ لك الحمدُ، رَبَّ السمواتِ، والأرضِ، ومن فِيهِنَّ» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية الموطأ مثله، ولم يذكر: «والنَّبيُّونَ حَقٌّ» . وفي رواية الترمذي مثله: ولم يذكر: «وَمَن فِيهنَّ» ، ولا «والنَّبيُّونَ حَقٌّ، وقولك حَقٌّ» ، ولا «أنت المقَدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، ولا إله غَيرُكَ» والباقي مثله. وفي رواية أبي داود مثل الترمذي، وأبدلَ: «مَلِكَ» بـ «رَبَّ» . [ص: 234] وفي رواية النسائي: «اللَّهم لك الحمدُ، أنت نورُ السمواتِ، والأرض ومَن فِيهنَّ، وثَنَّى بِالقَيَّامِ، وثلَّثَ بالملك، ثم قال: ولك الحمدُ أَنتَ حَقٌّ، ووعْدُكَ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبيُّونَ حَقٌّ، ومحمدٌ حَقٌّ، لك أسلمتُ، وعليك توكلتُ، وبِك آمَنتُ، ثم ذكر قُتَيبَةُ كلمة معناها: وبِك خَاصَمْتُ - وإليك حاكمتُ، اغفر لي ما قَدَّمتُ، وما أخَّرْتُ، وما أَعلَنتُ، وما أسررتُ، أنت المقَدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، لا إِلهَ إلا أنت، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله العلي العظيم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالقيام) : القيم والقيوم والقيام [والقائم] : بمعنى واحد، أي: حافظ السموات والأرض. (أنبت) : الإنابة: الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة.   (1) رواه البخاري 3 / 2 و 3 و 4 في التهجد، باب التهجد بالليل، وفي الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق} ، وباب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ، وباب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (769) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، والموطأ 1 / 215 و 216 في القرآن، باب ما يقال في الدعاء، والترمذي رقم (3414) في الدعوات، باب ما جاء ما يقول إذا قام من الليل إلى الصلاة، وأبو داود رقم (771) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 3 / 209 و 210 في قيام الليل، باب ذكر ما يستفتح به القيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (150) وأحمد (1/298) (2710) قال: حدثنا إسحاق. وفي (1/308) (2813) قال: قرزت على عبد الرحمن. والبخاري في الأدب المفرد (697) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/184) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (771) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والترمذي (3418) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي في عمل اليوم والليلة (868) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.. ستتهم (إسحاق، وعبد الرحمن، وإسماعيل، وقتيبة، وعبد الله بن مسلمة، ومعن) عن مالك بن أنس، عن أبي الزبير المكي. 2- وأخرجه الحميدي (495) ، وأحمد (1/358) (3368) قالا: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وأحمد (1/366) (3468) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (621) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. والدارمي (1494) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا سفيان (هو ابن عيينة) والبخاري (2/60) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان. وفي (8/86) ، وفي (خلق أفعال العباد) (78) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/143) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (9/144 و162) قال: حدثني ثابت بن محمد، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (9/176) قال: حدثنا محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. ومسلم (2/184) قال حدثنا عمرو الناقد، وابن نمير، وابن أبي عمر، قالوا: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وابن ماجة (1355) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/209) ، وفي الكبرى (1228) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (5702) عن محمد بن منصور، عن ابن عيينة (ح) وعن محمود بن غيلان، وعبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، كلاهما عن يحيى بن آدم، عن الثوري، عن ابن جريج. وابن خزيمة (1151) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. كلاهما (سفيان بن عيينة، وابن جريج) عن سليمان ابن أبي مسلم الأحول خال ابن أبي نجيح. 3- وأخرجه مسلم (2/184) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا مهدي (وهو ابن ميمون) . وأبو داود (772) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا خالد يعني ابن الحارث، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5744) عن محمد بن معمر، عن حماد بن مسعدة. وابن خزيمة (1152) قال: حدثنا محمد ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا بشر يعني ابن الممفضل. أربعتهم (مهدي، وخالد، وحماد وبشر) عن عمران بن مسلم القصير، عن قيس بن سعد. ثلاثتهم (أبو الزبير، وسليمان الأحول، وقيس) عن طاووس، فذكره. الحديث: 2212 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 2213 - (م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله -: قال: سألتُ عائشةَ رضي الله عنها -: «بِأي شيءٍ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ إذا قَامَ من الليل؟ قالت: كانَ إذا قامَ من الليلِ افْتَتَحَ صلاتَهُ: اللهمَّ رَبَّ جبرِيلَ ومِيكائِيلَ وإِسرافيلَ، فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عَالِمَ الغيبِ والشهادَةِ، أنْتَ تحكُمُ بَينَ عِبَادِكَ فِيما كانوا فيه يَختَلِفُونَ، اهدني لمَا اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإِذنِكَ، إنَّكَ تَهدِي مَنْ تَشاءُ إلى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (770) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، والترمذي رقم (3416) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل، وأبو داود رقم (767) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 3 / 212 و 213 في قيام الليل، باب بأي شيء تستفتح صلاة الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 2213 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 2214 - (د) شريق الهوزني: قال: دَخَلْتُ على عائشَةَ - رضي الله عنها - فَسَألتُها: «بِمَ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ إذا هَبَّ من الليل؟ فقالت: لقد سَأَلْتَني عن شَيءٍ مَا سألني عنه أحدٌ قبلَك، [كانَ] إذا هَبَّ من الليلِ كَبَّرَ اللهَ عَشراً، وحَمِدَ اللهَ عشراً، وقال: سبحَانَ اللهِ وبِحَمدِهِ عشراً، وقال: سُبحانَ المَلِك القُدُّوس عشراً، واستَغفَرَ عشراً، وهَلَّل الله عَشْراً، ثم قال: اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من ضِيقِ الدُّنيا، وضِيقِ يَوْمِ القيامَةِ عشراً، ثم يَفْتَتِحُ [ص: 236] الصَّلاة» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هب) : من النوم يهب: إذا انتبه.   (1) رقم (5085) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5085) قال: حدثنا كثير بن عبيد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (871) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. كلاهما (كثير بن عبيد، وعمرو بن عثمان) عن بقية بن الوليد، عن عمر بن جعثم. قال: حدثني الأزهر ابن عبد الله الحرازي. قال: حدثني شريق الهوزني، فذكره. الحديث: 2214 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 2215 - (د س) عاصم بن حميد - رحمه الله -: قال: سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين: «بِأيِّ شيءٍ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ قيامَ الليل؟ . فقالت: سَأَلْتَني عن شَيءٍ مَا سألني عنه أحدٌ قبلَك، كان إذَا قَامَ كَبَّرَ عَشراً، وحَمِدَ الله عشراً، وسَبَّحَ الله عشراً، وهَلَّلَ عشراً، واستغفَرَ عشراً، وقال: اللَّهمَّ اغْفِر لي واهدِني، وارزُقْني وعافني، وكانَ يَتعَوَّذُ مِنْ ضِيقِ المقامِ يومَ القيامةِ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (766) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 3 / 209 في قيام الليل، باب ذكر ما يستفتح به القيام، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1356) في الصلاة، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (766) قال: حدثنا محمد بن رافع. وابن ماجة (1356) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/208) وفي الكبرى (1226) قال: أخبرنا عصمة بن الفضل. وفي (8/284) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. أربعتهم (محمد بن رافع، وأبو بكر، وعصمة، وإبراهيم) قالوا: حدثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن أزهر بن سعيد الحرازي، عن عاصم بن حميد، فذكره. الحديث: 2215 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 2216 - (ت س) ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: «كنتُ أبِيتُ عند حُجْرَةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فكنتُ أسمعُه إذا قام من الليل يقول: سُبحَانَ رَبِّ العَالمينَ، الهَويَّ، ثم يقولُ: سبحانَ الله وبحمدِهِ، الهويَّ» أخرجه النسائي. [ص: 237] وفي رواية الترمذي: «كنتُ أَبِيتُ عند باب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فَأعطيهِ وُضوءهُ فَأسَمعُهُ يقول الهَويَّ من الليل: سَمِعَ الله لِمن حَمِدَهُ، وأسْمَعُهُ الهوِيَّ من الليل، يقول: الحمد لله رب العالمين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهوي) : مضى هوي من الليل، بوزن فعيل، أي: طائفة منه، كقولك: مضى هزيع من الليل.   (1) رواه الترمذي رقم (3412) في الدعوات، باب رقم (27) ، والنسائي 3 / 209 في قيام الليل، باب ذكر ما يستفتح به القيام، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/57) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (4/57) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. وفي (4/57) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، والبخاري في الأدب المفرد (1218) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. والترمذي (3416) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا النضر بن شميل، ووهب بن جرير، وأبو عامر العقدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث. ستتهم (عبد الملك، وإسماعيل، ومعاذ، والنضر، ووهب، وعبد الصمد) قالوا: حدثنا هشام الدستوائي. 3- وأخرجه ابن ماجة (3879) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: أنبأنا شيبان. 4- وأخرجه النسائي (3/209) وفي الكبرى (1227) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر، والأوزاعي. 5- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (862) قال: أخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر، عن الأوزاعي. خمستهم (الزهري، والدستوائي، وشيبان، ومعمر، والأوزاعي) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 2216 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 2217 - (ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قامَ من الليل كَبَّرَ، ثم يقول: سُبحانَك اللهمَّ وبِحَمدِكَ، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّكَ، ولا إِلَهَ غَيرُكَ، ثم يقول: اللهُ أكبر كبيراً، ثم يقول: أعوذُ بِاللهِ السَّميعِ العليمِ من الشَّيطان الرجيم، مِنَ هَمْزِهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ» . هذه رواية الترمذي. وزاد أبو داود بعد قوله: «غَيرك» ثم يقولُ: «لا إلهَ إلا اللهُ» ثلاثاً. وفي آخر الحديث: «ثُمَّ يَقْرأُ» . وفي رواية النسائي: مثل رواية الترمذي، وله في أخرى مثله، ولم يذكر «مِنَ اللَّيلِ» (1) . [ص: 238] وقال الترمذي: قال أكثرُ أهل العلم: إنما رُوي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- أَنه كان يقول: «سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمدِكَ، وتَبَارَكَ اسمكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غَيرُكَ» هكذا روي عن عمر [بن الخطاب] ، و [عبد الله بن مسعود] .   (1) رواه الترمذي رقم (242) في الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، وأبو داود رقم (775) [ص: 238] في الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، والنسائي 2 / 132 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر بين افتتاح الصلاة وبين القراءة، وهو حديث حسن، قال الترمذي: وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب، قال: وفي الباب عن علي، وعائشة، وعبد الله ابن مسعود، وجابر، وجبير بن مطعم، وابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/50) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن آتش. وفي (3/69) قال: حدثنا حسن ابن الربيع. والدارمي (1242) قال: أخبرنا زكريا بن عدي. وأبو داود (775) قال: حدثنا عبد السلام ابن مطهر. وابن ماجة (804) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (242) قال: حدثنا محمد بن موسى البصري. والنسائي (2/132) وفي الكبرى (882) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق. وفي (2/132) وفي الكبرى (883) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4252) عن محمد بن موسى الحرشي. وابن خزيمة (467) قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي. سبعتهم (محمد بن الحسن، وحسن بن الربيع، وزكريا، وعبد السلام، وزيد، ومحمد بن موسى، وعبد الرزاق) عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل، فذكره. * قال أبو داود: وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي، عن الحسن. الوهم من جعفر. الحديث: 2217 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 الفصل الثالث: في أدعية الصباح والمساء 2218 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ قال: «يا رسولَ الله، مُرني بِكَلِماتٍ أَقُولُهُنَّ إذَا أمسيتُ وإذا أصبَحتُ. قال: قُلْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغيب والشَّهادَةٍ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَليكَهُ، أَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا أَنْتَ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشيطانِ وشِرْكِهِ (1) ، قال: قُلهَا إذَا أصْبَحْتَ، وإذَا أمْسَيْتَ، وإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَك» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) .   (1) بكسر الشين وسكون الراء: ما يدعو إليه من الشرك بالله، وبفتح الشين والراء: ما يصيد به. (2) رواه الترمذي رقم (3389) في الدعوات، باب رقم (14) ، وأبو داود رقم (5067) في الأدب، [ص: 239] باب ما يقول إذا أصبح، وإسناده حسن، ورواه أيضاً النسائي في " الكبرى " كما قال الحافظ ابن حجر، ورواه ابن حبان والحاكم وغيرهما، قال الحافظ ابن حجر: وهو حديث صحيح أخرجه أحمد والبخاري في " الأدب المفرد " من طريقين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/14) (81) قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا شيبان، عن ليث، عن مجاهد، فذكره. 2- وأخرجه أبو داود (5067) قال: حدثنا مسدد، ثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن عاصم، عن أبي هريرة، فذكره. 3- وأخرجه الترمذي (3389) قال: ثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن يعلى بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم، فذكره. قلت: عزاه الحافظ في تخريج الأزكار للنسائي في الكبرى والبخاري في الأدب المفرد من طريقين، وقال: هو حديث صحيح. الحديث: 2218 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 238 2219 - (د) أبو عياش الزرقي - رضي الله عنه -: وفي رواية: ابن أبي عائِش وفي أخرى: ابن عائش: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ إذا أَصْبَحَ: لا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْك، ولَهُ الحَمْدُ، وَهُو عَلَى كُل شيءٍ قديرٌ، كانَ لَهُ عَدْلُ عِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إسماعيل عليه السلام، وكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وحُطَّ عنهُ عَشرُ سَيئَاتٍ، ورفِعَ لَهُ عَشرُ دَرَجَاتٍ، وكانَ في حِرْزٍ مِنَ الشَّيطَانِ حتى يُمسيَ، فإن قَالَها إذا أمسى كانَ لَهُ مِثلَ ذلك حتى يُصبِحَ. قال حَمَّاد: فرأى رجلٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في النوم، فقال: يا رسول الله، إن أبا عَيَّاشٍ يُحَدِّثُنا عَنكَ بِكَذَا وكذا؟ قال: صدقَ أبو عيَّاش» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5077) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3867) في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، وإسناده جيد، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": حديث صحيح، رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي في " الكبرى "، وابن ماجة، والفريابي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/60) وابن ماجة (3867) قال: حدثنا أبو بكر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (27) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. ثلاثتهم (أحمد، وأبو بكر، وإبراهيم) قالوا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة. 2- وأخرجه أبو داود (5077) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، ووهيب. كلاهما (حماد، ووهيب) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. * رواية وهيب، قال: (عن ابن أبي عائش) . كذا في المطبوع من سنن أبي داود، وفي تحفة الأشراف (12076) (عن ابن أبي عياش) . قلت: صححه الحافظ في تخريج الأذكار وعزاه للفريابي. الحديث: 2219 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 2220 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قال حينَ يُصبحُ أو يُمسي: اللهمَّ إني أصبَحتُ أُشْهِدكَ وأُشْهِدُ [ص: 240] حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِله إلا أنتَ، وأَنَّ مُحمَّداً عَبْدُكَ ورَسولُكَ، أَعتَقَ اللهُ رُبُعَهُ مِنَ النارِ، فمن قالها مَرَّتَين: أَعتَقَ اللهُ نِصْفَه مِنَ النَّارِ، فَمن قالها ثلاثاً: أَعْتَقَ اللهُ ثلاثةَ أربِاعِهِ مِنَ النَّارِ، ومن قالها أربعاً: أعتَقَهُ اللهُ مِن النَّارِ» . أخرجه أبو داود. وفي روايةٍ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ حينَ يُصبحُ: اللهمَّ أصبَحنا نُشْهِدُكَ، ونُشهِدُ حَمَلَةَ عَرشِكَ (1) ، وملائِكَتَكَ وجميعَ خَلْقِكَ بأنكَ أنتَ اللهُ، لا إلهَ إلا أنتَ وحدكَ لا شريكَ لكَ، وأنَّ مُحمداً عَبدُكَ ورسولُكَ، إلا غَفَرَ اللهُ لهُ ما أصابَ في يومِهِ ذلك، وإن قَالَهَا حينَ يُمسي، غَفرَ اللهُ لَهُ ما أصابَ في تلكَ اللَّيلةِ من ذَنْبٍ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) .   (1) في الأصل: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وما أثبتناه من رواية الترمذي. (2) رواه الترمذي رقم (3495) في الدعوات، باب رقم (81) ، وأبو داود رقم (5069) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وهو حديث حسن بشواهده، وقد ذكر بعضها الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، كما في " الفتوحات الربانية على الأذكار النووية " لابن علان الصديقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه عن أنس، مسلم بن زياد: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1201) قال: حدثنا إسحاق. وأبو داود (5078) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. والترمذي (3501) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا حيوة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (9) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي (10) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد. أربعتهم (إسحاق، وعمرو، وحيوة، وكثير) عن بقية بن الوليد، عن مسلم بن زياد، فذكره. ورواه عنه مكحول الدمشقي: أخرجه أبو داود (5069) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد المجيد، عن هشام بن الغاز بن ربيعة، عن مكحول، فذكره. قلت: أورد الحافظ له شواهد في تخريج الأذكار. الحديث: 2220 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 2221 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يُعَلِّمُ أصحابه، يقولُ: إذا أَصبَحَ أَحَدُكُم فَلْيَقلْ: اللهمَّ بِكَ أصبحَنا، وبك أَمسيْنَا، وَبِكَ نَحيَا، وبِكَ نَمُوتُ، وإليكَ المَصيرُ، وإذا أمسىَ فَلْيقُلْ: بكَ أمسينا، [ص: 241] وبِكَ نَمُوتُ، وبكَ نَحْيَا، وإليكَ المصيرُ» أخرجه الترمذي، وأبو داود، إلا أنَّ أبا داود قال: «وإليكَ النُّشُور» ، بدل: «المصير» في الموضعين (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المصير) : المرجع والمكان الذي يصار إليه. (النشور) : إحياء الله الموتى يوم القيامة.   (1) رواه الترمذي رقم (3388) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، وأبو داود رقم (5068) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3868) ، وابن حبان في صحيحه (2354) موارد، وقال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": هذا حديث صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/354) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد. وفي (2/522) قال: حدثنا عبد الصمد وعفان. قالا: حدثنا حماد. والبخاري في الأدب المفرد (1199) قال: حدثنا معلى. قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (5068) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (3868) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (3391) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (8) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن حبيب. قال: حدثنا إبراهيم. قال: حدثنا حماد وفي (564) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا وهيب. أربعتهم (حماد بن سلمة، ووهيب بن خالد، وابن أبي حازم، وعبد الله بن جعفر) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. * في رواية عبد الله بن جعفر: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه يقول: إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا» . وفي رواية ابن أبي حازم: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أصبحتم فقولوا» الحديث. الحديث: 2221 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 240 2222 - (م ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول إذا أمسى: أمسيَنا وأمسى المُلكُ للهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، لَهُ المُلكُ، ولَهُ الحَمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، رَبِّ أَسأَلُكَ خَيْرَ مَا في هذه اللَّيلةِ، وَخَيرَ ما بَعدَهَا، وأَعوذُ بِكَ من شَرِّ ما في هذه الليَّلَةِ، وشَرِّ ما بعدَها، ربِ أعوذُ بِكَ من الكسَلِ، وسوءِ الكِبَرِ، ربِّ أعوذُ بكَ من عذابٍ في النارِ، وعذابٍ في القَبرِ، وإذا أصبحَ قالَ ذلكَ أيضاً: أصبحنَا، وأصبَحَ المُلْكُ للهِ، والحمدُ [للهِ]- وفي روايةٍ -: مِنَ الكَسَلِ، والهرَمِ، وسوءِ الكِبَرِ، وفِتْنَةِ الدُّنيا، وعذابِ القبرِ» . هذه رواية مسلم، والترمذي. [ص: 242] وفي رواية أبي داود: «سوءِ الكِبَرِ، والكُفْرِ» . وفي أخرى له: «سُوءِ الكِبَرِ والكِبْرِ» ولم يَذكر: «الكُفْرَ» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2723) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، والترمذي رقم (3387) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، وأبو داود رقم (5071) في الأدب، باب ما يقول إذا أمسى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/440) (4192) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الواحد ابن زياد ومسلم (8/82) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد (ح) وحدثنا عثمان ابن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وأبو داود (5071) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد (ح) وحدثنا محمد بن قدامة بن أعين، قال: حدثنا جرير. والترمذي (3390) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (23) قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان، قال: حدثنا حسين، عن زائدة. وفي (573) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد. أربعتهم - عبد الواحد بن زياد، وجرير، وزائدة، وخالد بن عبد الله- عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد النخعي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (574) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، وذكر شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، فذكره. موقوفا. * في رواية زائدة: قال الحسن بن عبيد الله: وزادني فيه زبيد عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، رفعه. الحديث: 2222 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 2223 - (د) عبد الحميد - مولى بني هاشم - رحمه الله -: عن أُمِّهِ وكانت تَخْدِمُ بَعضَ بَناتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَخبرتْها: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لها: قُولي حين تُصْبحينَ: سبحانَ الله وبحمدِهِ، ولا قُوَّةَ إِلا بالله، ما شاءَ اللهُ كانَ، وما لم يشأْ لم يكن، أعلمُ أَنَّ الله على كل شيءٍ قَديرٌ، وأَنَّ اللهَ قد أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ عِلماً، فإنَّهُنَّ مِن قَالَهُنَّ حينَ يُصبحُ حُفِظَ حتى يُمسي، ومَن قَالهُنَّ حين يُمسي حُفِظَ حتى يُصبحَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (5075) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وفي سنده جهالة، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": حديث غريب، أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، وأخرجه النسائي في " اليوم والليلة "، وأخرجه ابن السني وأبو نعيم في " اليوم والليلة "، وتكلم في رجال السند، إلى أن قال: وعبد الحميد، وسالم يعني الراوي للحديث عن عبد الحميد، ذكرهما ابن حبان في الثقات، لكن قال أبو حاتم الرازي: عبد الحميد مجهول اهـ. وقال الحافظ المنذري: أم عبد الحميد لا أعرفها، وقال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسمها، وكأنها صحابية، وفي " التخريج " له: أم عبد الحميد لم أعرف اسمها ولا حالها، لكن يغلب على الظن أنها صحابية، فإن بنات النبي صلى الله عليه وسلم متن في حياته، إلا فاطمة، فعاشت بعده ستة أشهر أو أقل، وقد وصفت بأنها كانت تخدم التي روت عنها، لكنها لم تسمها، فإن كانت غير فاطمة، قوي الاحتمال، وإلا احتمل أنها جاءت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، والعلم عند الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5075) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (12) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو. كلاهما (أحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو) عن عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن سالما الفراء حدثه، أن عبد الحميد، مولى بني هاشم حدثه، فذكره. قلت: عبد الحميد وأمه، مجهولان. الحديث: 2223 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 2224 - (ت د) أبان بن عثمان - رحمه الله -: عن أبيه أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ حين يُصبِحُ: بسم اللهِ الذي لا يَضُرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، وهو السَّميعُ العليم - ثلاثَ مَراتٍ - لم تُصِبْهُ في يومِهِ فُجاءةُ بلاءٍ، وَمَنْ قالها حين يُمسي لم تُصِبْهُ فُجاءَةُ بلاءٍ في لَيلَتِهِ، ثم ابتُليَ أَبانُ بالفالج، فَرَأى رجلاً حَدثَهُ بهذا الحديثِ يَنظُرُ إليه، فقال له: مَا لَكَ تَنْظُرُ إِليَّ؟ فَوَاللهِ ما كَذَبتُ على عُثمانَ، ولا كَذَبَ عُثمانُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لكن نَسيتُ اليومَ [الذي] أصَابني هذا، فَلم أقُلْهُ لِيُمضيَ اللهُ قَدَرَهُ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود. إلا أنَّ في آخِرِ حديثِ أبي داود: «ولكنَّ اليومَ الذي أصابني فيهِ [ما أصابني] غَضِبتُ، فَنَسِيتُ أنْ أَقُولها» ، وَقَدَّمَ فيهِ ذِكْرَ المَسَاءِ على الصَّباحِ، وأخرجه في رواية أخرى، ولم يذكر «الفَالِجَ» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3385) في الدعوات، باب ما جاء إذا أصبح وإذا أمسى، وأبو داود رقم (5088) و (5089) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3869) في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. أقول: ورواه ابن حبان في صحيحه مختصراً رقم (2352) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (1/62) (446) قال: حدثنا عبيد بن أبي قرة. وفي (1/66) (474) قال: حدثنا شريح. والبخاري في الأدب المفرد (660) قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أبو داود. وابن ماجة (3869) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود. والترمذي (3388) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في عمل اليوم والليلة (346) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود. ثلاثتهم (عبيد، وشريح، وأبو داود) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه. 2- وأخرجه أبو داود (5089) قال: حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي. وعبد الله بن أحمد (1/72) (528) قال: حدثني محمد بن إسحاق المسيبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (15) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد. ثلاثتهم (نصر، ومحمد، وقتيبة) قالوا: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثني أبو مودود، عن محمد ابن كعب. 3- وأخرجه عبد بن حميد (54) قال: حدثنا محمد بن عمرو. والنسائي في عمل اليوم والليلة (347) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم -دحيم-. كلاهما (محمد، وعبد الرحمن) عن ابن أبي فديك، قال: حدثني يزيد بن فراس. ثلاثتهم (أبو الزناد، ومحمد، ويزيد) عن أبان بن عثمان، فذكره. * أخرجه أبو داود (5088) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا أبو مودود، عمن سمع أبان ابن عثمان يقول: سمعت عثمان، يعني ابن عفان، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول. فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (16) قال: أخبرني محمد بن علي. قال: حدثنا القعنبي. قال: حدثنا أبو مودود، عن رجل. قال: حدثنا من سمع أبان بن عثمان. يقول: سمعت عثمان بن عفان يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. نحوه. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (17) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني الليث، عن العلاء بن كثير، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة. وفي (18) قال: أخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري. قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل الصائغ، عن الحجاج بن فرافصة، عن عقيل، عن الزهري. كلاهما (أبو بكر، والزهري) عن أبان بن عثمان. قال: من قال حين يمسي وحين يصبح ... فذكره موقوفا. الحديث: 2224 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 2225 - (د) أبو إسلام [ممطور الحبشي]- رحمه الله-: قال: قلتُ لأنَسٍ: حَدِّثني حديثاً سَمِعتَهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: سَمِعتُهُ يقولُ: «مَنْ قالَ إذا أصبَحَ وإِذَا أمسى: رَضِينَا باللهِ رَباً، وبالإسلامِ ديناً، وبمُحَمَّدٍ رسولاً، كانَ حَقاً على اللهِ أنْ يُرْضِيَهُ يومَ القِيَامَةِ» (1) . [ص: 244] وفي روايةٍ: «أنَّهُ كانَ بِحمصَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فقالوا: هذا خَادم النبيِّ (2) - صلى الله عليه وسلم-، فقامَ إليه، فقال: حدِّثني بحديث سمعتَهُ مِن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم-، لم تَتَدَاوَلْهُ بينَكَ وبَينَهُ رِجالُ (3) ، فقال: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ ... وذكر الحديثَ - ولم يذكر: يومَ القيامةِ» . أخرج الروايةَ الثانيةَ أبو داود، والأولى رزين (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم تتداوله) : التداول: الاستعمال والمباشرة، والمراد: لم تأخذه عن أحد، وإنما ترويه أنت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.   (1) هذه الرواية أخرجها رزين، كما قال المصنف، ورواها بنحوها ابن ماجة رقم (3870) في [ص: 244] الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى من حديث مسعر عن أبي عقيل، عن سابق عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: " ما من مسلم أو إنسان أو عبد يقول حين يمسي وحين يصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة " وهو حديث حسن. (2) في أبي داود المطبوع: خدم النبي صلى الله عليه وسلم، ولعله ثوبان، كما في الحديث الذي بعده. (3) في أبي داود المطبوع: لم تتداوله بينك وبينه الرجال. (4) رواه أبو داود رقم (5072) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وفي سنده سابق بن ناجية، لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له حديث ثوبان الذي بعده، فهو به حسن، ورواه أيضاً النسائي وابن أبي شيبة والحاكم وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/337) قال: ثنا أسود بن عامر قال: ثنا شعبة. وفي (4/337) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/367) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة وفي (5/367) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (5072) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (4) قال: أخبرنا أبو الأشعث. قال: حدثنا خالد بن الحارث. قال: حدثنا شعبة. وفي (565) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا هشيم. كلاهما (شعبة وهشيم) عن أبي عقيل هاشم بن بلال، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، فذكره. * في رواية عفان عند أحمد (5/367) (عن أبي سلام البراء رجل من أهل دمشق) . * أخرجه أحمد (4/337) قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي عقيل، عن أبي سلام، عن سابق عن خادم النبي -صلى الله عليه وسلم-، نحوه. قلت: سابق بن ناجية، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 2225 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 2226 - (ت) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قال حينَ يُمسي: رَضِيتُ بالله ربّاً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمدٍ نَبِيّاً، كان حَقّاً على الله أنْ يُرضِيَهُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3386) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح، وإذا أمسى، وفي سنده أبو سعد [ص: 245] سعيد بن المرزبان الأعور وهو ضعيف مدلس، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، فهو به حسن، ولذلك حسنه الترمذي فقال: هذا حديث حسن غريب، وحسنه أيضاً الحافظ في " تخريج الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3389) قال: ثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عقبة بن خالد، عن أبي سعد سعيد بن المزربان، عن أبي سلمة فذكره. قلت: سعيد بن المزربان، ضعفوه يدلس. الحديث: 2226 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 2227 - (د) بريدة - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال حِينَ يُصْبِحُ، أَو حِينَ يُمسي: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إِلَهَ إلا أنت، خَلقْتني، وأَنا عَبدُكَ، وأنا على عَهدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعتُ، أَعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعمَتِكَ، وأبُوءُ لك بذنبي، فَاغْفِر لي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذنوبَ إلا أنتَ، فَمَاتَ مِن يَومِهِ، أو [مِن] لَيْلَتِهِ، دَخَلَ الجَنَّةَ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أبوء بنعمتك) : أي: أعترف بها وأقرُّ بها، وكذلك أبوء بذنوبي، والمعنى: التزام المنة بحق النعمة، والاعتراف بالتقصير في الشكر. وفي قوله: «أبوء بذنوبي» معنى ليس في «أبوء بنعمتك» وهو كأن فيه معنى احتماله ذنوبه احتمالاً كرهاً لا يستطيع دفعه.   (1) رقم (5070) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3872) في الدعاء، باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى، وإسناده صحيح، ورواه البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه بلفظ: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي ... الحديث، وسيأتي رقم (2445) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/356) قال: حدثنا أبو كامل. وأبو داود (5070) قال: حدثنا أحمد بن يونس. والنسائي في عمل اليوم والليلة (466، 579) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا سويد بن عمرو. ثلاثتهم (أبو كامل، وأحمد، وسويد) قالوا: حدثنا زهير بن معاوية. 2- وأخرجه ابن ماجة (3872) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن عيينة. 3- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (20) قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى (يعني ابن يونس) . ثلاثتهم - زهير، وإبراهيم، وعيسى - عن الوليد بن ثعلبة الطائي، عن ابن بريدة، فذكره. الحديث: 2227 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 2228 - (د) عبد الله بن غنام البياضي - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال حين يُصبحُ: اللَّهمَّ ما أصبحَ بي من نعْمَةٍ، [ص: 246] أو بأحدٍ من خَلْقِكَ، فَإِنَّها مِنْكَ وحدَكَ، لا شَريكَ لَكَ، لَكَ الحمدُ، ولك الشُّكْرُ، فقد أدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ، وَمَنْ قال مِثلَ ذلك حين يُمسْي، فقد أدَّى شُكْرَ لَيلَتِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5073) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وفي إسناده عبد الله بن عنبسة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ورواه ابن حبان في صحيحه (2361) موارد، وعنده: عبد الله بن عباس، بدل: عبد الله بن غنام، وهو تصحيف، وقد حسنه الحافظ في " تخريج الأذكار "، كما في " الفتوحات الربانية على الأذكار النووية " لابن علان الصديقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5073) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا يحيى بن حسان، وإسماعيل، والنسائي في عمل اليوم والليلة (7) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ثلاثتهم - يحيى بن حسان، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، وعبد الله بن مسلمة - قالوا: حدثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، فذكره. قلت: عبد الله بن عنبسة لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 2228 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 2229 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَكُن يَدَعُ هؤلاءِ الكلِمَاتِ حينَ يُمسي وحينَ يُصبِحُ: اللَّهمَّ إني أسألُكَ العَافِيَةَ في الدنيا والآخِرةِ، اللَّهمَّ إني أَسألُكَ العَفو والعَافِيَةَ في دِيني ودُنيايَ، وأهلي ومَالي، اللَّهمَّ استُر عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احفظني من بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوقي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي» قال وكيعٌ: يعني الخَسْفَ. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (روعاتي) : الروعات، جمع روعة: وهي الفزعة. (أغتال) : الاغتيال: الاحتيال، وحقيقته: أن يدهى الإنسان من [ص: 247] حيث لا يشعر، ولهذا قال في الحديث: «احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي» يعني: من جميع جهاتي حتى لا أغتال.   (1) رقم (5074) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3871) في الدعاء، باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى، وابن حبان في صحيحه رقم (2356) موارد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: رواه عن ابن عمر، جبير بن أبي سليمان. أخرجه أحمد (2/25) (4785) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (837) قال: حدثنا أبو نعيم. والبخاري في الأدب المفرد (1200) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (5074) قال: حدثنا يحيى بن موسى البلخي، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير، وابن ماجة (3871) قال: حدثنا علي بن محمد الطنافسي، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (8/282) وفي عمل اليوم والليلة (566) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا الفضل بن دكين. وفي (8/282) قال: أخبرنا محمد بن الخليل، قال: حدثنا مروان، هو ابن معاوية، عن علي بن عبد العزيز. أربعتهم (وكيع، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن نمير، وعلي بن عبد العزيز) عن عبادة بن مسلم، قال: حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، فذكره. - ورواه عنه، نافع بن جبير بن مطعم: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (698) قال: حدثنا الوليد بن صالح، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يونس بن خباب، عن نافع بن جبير بن مطعم، فذكره. الحديث: 2229 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 2230 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قال حينَ يُصبِحُ: {فَسُبْحَانَ اللهِ حينَ تُمسونَ وحينَ تُصبِحونَ. ولَهُ الْحمدُ في السَّماواتِ والأرضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ. يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخْرجُ الميتَ مِنَ الحَيِّ ويُحْيي الأرضَ بَعدَ مَوتِها وكَذَلِكَ تُخْرَجونَ} [الروم: 17 - 19] ، أدرَكَ مَا فَاتَهُ في يَوْمِه ذلك، ومَن قَالَهُنَّ حين يُمسي أدْرَكَ مَا فَاتَهُ في لَيلَتِه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5076) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، إسناده ضعيف، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار ": حديث غريب، وضعفه البخاري، وقال الحافظ في " تخريج الكشاف ": أخرج الحديث أبو داود العقيلي، وابن عدي من حديث ابن عباس، وإسناده ضعيف، وقال البخاري: لا يصح، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار ": ووجدت للحديث شاهداً بسند معضل لا بأس برواته، ثم أخرجه عن زيد العمي عن محمد بن واسع: من قال: حين يصبح ثلاث مرات {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} لم يفته خير كان قبله من الليل، ولم يدركه يومه شر، ومن قالها حين يمسي مثله، وكان إبراهيم خليل الرحمن يقولها ثلاث مرات إذا أصبح، وثلاث مرات إذا أمسى، قال الحافظ: ولم أره مصرحاً برفعه، لكن مثله لا يقال بالرأي، ولبعض حديثه شاهد ضعيف مصرح فيه برفعه عن معاذ بن أنس الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم لم سمى الله تعالى خليله الذي وفى، لأنه كان يقول كلما أصبح {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} أخرجه أحمد، وفي سنده ابن لهيعة، وفي شيخه زبان بن فايد مقال، وكذا في ابن لهيعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (5076) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان، كلاهما عن ابن وهب، قال: أخبرني الليث، عن سعيد بن بشير النجاري، عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2230 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 247 2231 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قال حين يُصبحُ: سبحانَ الله العظيم وبحمدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، وإذا أَمسى كذلك، لم يُوَافِ أَحدٌ من الخلائق مِثَلَ ما وافى» . وفي روايةٍ: «لم يَأتِ أَحدٌ يَومَ القيامةِ بأفْضَلَ مما جاءَ به، إلا أحدٌ قال مثلَ ما قال، أو زاد عليه» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 173 في الدعوات، باب فضل التسبيح، ومسلم رقم (2691) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح، وأبو داود رقم (5091) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/69) قال: حدثني محمد بن عبد الملك الأموي. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وأبو داود (5091) قال: حدثنا محمد بن المنهال. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم. والترمذي (3469) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (568) قال: أخبرنا زكريا ابن يحيى. قال: حدثنا ابن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وفي تحفة الأشراف (9/12560) عن عثمان بن عبد الله، عن أمية بن بسطام، عن يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم. كلاهما (عبد العزيز، وروح) عن سهيل بن أبي صالح، عن سمي، عن أبي صالح، فذكره. * أخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. فذكره. ليس فيه: سمي. قلت: راجع لفظ البخاري في الدعوات (11/173) باب فضل التسبيح. الحديث: 2231 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 2232 - (ت د) عبد الله بن خُبيب - رضي الله عنه -: قال: «خرجنا في ليلةِ مَطَرٍ وظُلْمَةٍ شديدةٍ نَطلبُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليصلِّيَ بِنَا، فأدركناهُ، فقال لي: قُلْ، قلتُ: ما أَقولُ يا رسول الله؟ قال: اقرَأ: {قُل هو الله أَحدٌ} والمعَوِّذَتَينِ، حين تُمسي وحينَ تُصبح ثلاث مرات تَكفيك من كل شيء» هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود: «قال: قُلْ، فلم أقُل شيئاً، ثم قال: قُل، فلم أقل شيئاً، ثم قال: قُلْ، فلم أقُلْ شيئاً، ثم قال: قُلْ، فقلتُ: يا رسولَ الله، فما أقول؟ ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3570) في الدعوات، باب رقم (127) ، وأبو داود رقم (5082) في [ص: 249] الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه عبد بن حميد (494) قال: أخبرنا ابن أبي فديك. وأبو داود (5082) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا ابن أبي فديك. وعبد الله بن أحمد (5/312) قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. والترمذي (3575) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك والنسائي (8/250) قال: أنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم. كلاهما (ابن أبي فديك، والضحاك بن مخلد أبو عاصم) عن ابن أبي ذئب، عن أسيد بن أبي أسيد -هو أبو سعيد البراد -. 2- وأخرجه النسائي (8/250) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم. كلاهما (أسيد، وزيد) عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، فذكره. * في رواية أبي داود (ابن أبي ذئب، عن أبي أسيد البراد) . الحديث: 2232 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 2233 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «قالوا: يا رسولَ الله، حَدِّثنا بِكَلِمَةٍ نقولها إذا أصبَحنَا وأمسينا واضْطَجَعْنَا، قال: قولوا: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، أنتَ رَبُّ كل شَيءٍ، والملائِكةُ يَشهَدونَ أنَّكَ لا إلهَ إلا أنتَ، فإِنَّا نَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ أنفُسِنا، ومِنْ شَرِّ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، وَشِرْكِهِ، وأنْ نَقْتَرِفَ سُوءاً، أو نَجُرَّهُ إلى مُسلم» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نقترف) : الاقتراف: الاكتساب. (شر الشيطان وشركه) : شرك الشيطان ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى، ومن رواه بفتح الشين والراء عنى: حبائله ومصائده.   (1) رقم (5083) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح من حديث محمد بن إسماعيل بن عياش الحمصي عن أبيه، عن ضمضم عن شريح عن أبي مالك، ومحمد بن إسماعيل بن عياش، عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع، أقول: ولكن يشهد له حديث أبي راشد الحبراني الذي بعده رقم (2235) فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5083) قال: حدثنا محمد بن عوف. قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثني أبي، قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل، قال: حدثني ضمضم، عن شريح. فذكره. قلت: محمد بن إسماعيل هو الحمصي، حدث عن أبيه بغير سماع. الحديث: 2233 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 2234 - (د) وقال أبو داود: وبهذا الإسناد: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أصبَحَ أحَدُكُم فَليَقُل: أصبَحنا وأصبَحَ المُلْكُ للهِ رَبِّ العَالمينَ، اللهمَّ [ص: 250] إِني أَسأَلُكَ خَيْرَ هذا اليومِ: فَتحَهُ، ونَصْرَهُ، ونُورَهُ، وبَركَتهُ، وهُداه، وأعوذُ بكَ من شَرِّ ما فِيهِ، وشَرِّ ما بَعدَهُ، ثم إذا أمسى فَلْيَقُل مِثْلَ ذلك» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتحه) : الفتح: النصر والظفر.   (1) رقم (5083) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: راجع التخريج السابق. الحديث: 2234 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 2235 - (ت) أبو راشد الحبراني - رحمه الله - (1) : قال: أَتَيْتُ عبدَ الله بنَ عَمرو بن العاصِ، فقلتُ له: حَدِّثْنَا حَدِيثاً مِمَّا سَمِعْتَ من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأَلْقَى إليَّ صَحِيفَة، فقال: «هذا ما كَتَبَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فَنَظَرْتُ فِيهَا [فإذا فيها] : أَنَّ أبا بكرٍ الصِّديقَ قال: يا رسولَ الله، عَلِّمْني ما أقولُ إذا أصْبَحْتُ وإذا أمْسَيْتُ، قال: يا أبا بكرٍ قُلْ: اللَّهُمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغَيْبِ والشَّهادَةِ، لا إلهَ إلا أَنتَ، أعوذُ بكَ من شَرِّ نَفْسِي، وشَرِّ الشيطانِ وشِرْكِهِ، وَأنَْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أو أَجُرَّهُ إلى مُسْلِمٍ» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) الحميري الحمصي، ويقال: الدمشقي، اسمه: أخضر، وقيل: النعمان، تابعي ثقة. (2) رقم (3526) في الدعوات، باب رقم (101) ، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناد حسن: أخرجه أحمد (2/196) (6851) قال: حدثنا خلف بن الوليد. والبخاري في الأدب المفرد (1204) قال: حدثنا خطاب بن عثمان والترمذي (3529) قال: حدثنا الحسن بن عرفة. ثلاثتهم (خلف بن الوليد، وخطاب، والحسن) عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي راشد الحبراني، فذكره. قلت: شيخ ابن عياش، شامي، وهذا الحديث أراه المحفوظ عن إسماعيل بن عياش، وقد أخطأ من ظنه شاهدا للحديث المتقدم برقم (2233) بل هذا الحديث معلول بالإسناد المذكور هنا، والله أعلم. الحديث: 2235 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 2236 - (ت د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «عَلَّمَنِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أقولَ إذا أمْسَيْتُ: اللَّهُمَّ عِنْدَ اسْتِقْبَالِ لَيْلِكَ، وإِدْبارِ نَهَارِكَ، [ص: 251] وأصْواتِ دُعَاتِكَ، وحُضورِ صلواتِكَ: أَسأَلُكَ أنْ تَغْفِرَ لِي» . وفي روايةٍ قالت: «عَلَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أقول عند أذان المغرب: اللَّهُمَّ هذا إِقْبَالُ لَيْلِكَ، وإدْبَارُ نَهَارِكَ، وَأصْواتُ دعاتِكَ: فَاغْفِرْ لي» . أخرج الرواية الأولى الترمذي، والثانية أبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3583) في الدعوات، باب في دعاء أم سلمة، وأبو داود رقم (530) في الصلاة، باب ما يقول عند أذان المغرب، وفي سنده أبو كثير مولى أم سلمة، وهو مجهول، وقال الترمذي: لا يعرف، وكذلك قال الذهبي في " ميزان الاعتدال ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدا: أخرجه عبد بن حميد (1543) قال: حدثنا ابن أبي شيبة. قال: حدثنا إسحاق بن منصور، عن هريم، عن عبد الرحمن بن إسحاق. وأبو داود (530) قال: حدثنا مؤمل بن إهاب. قال: حدثنا عبد الله بن الوليد العدني. قال: حدثنا القاسم بن معن. قال: حدثنا المسعودي. والترمذي (3589) قال: حدثنا حسين بن علي بن الأسود البغدادي. قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن حفصة بنت أبي كثير. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن إسحاق، والمسعودي، وحفصة بنت أبي كثير - عن أبي كثير مولى أم سلمة فذكرته. قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وحفصة بنت أبي كثير لا نعرفها ولا أباها. الحديث: 2236 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 2237 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: كان يقولُ: «مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا حَلَفْتُ من حَلْفٍ، أو نَذَرْتُ من نَذْرٍ، أو قلتُ من قولٍ، فَمَشيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلكَ كُلِّهِ، مَا شئِْتَ كانَ، وما لم تَشَأ لَمْ يَكُنْ، اللَّهمَّ اغفرْ لي، وتَجَاوَزْ لِي عنه، اللَّهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عليهِ فَعَلَيْهِ صَلاتي، ومَنْ لَعَنْتَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي - كان في استثناءٍ يومَه ذلك» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فمشيئتك) : من روى «فمشيئتك» بالنصب، نصبها بإضمار فعل، كأنه قال: فإني أقدم مشيئتك في ذلك، وأنوي الاستثناء فيه طرحاً للحنث [ص: 252] ومن رفعها فمعناه: الاعتذار بسابق الأقدار العائقة عن الوفاء بما ألزم نفسه منها، والأول أحسن.   (1) رقم (5087) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، من حديث المسعودي عن القاسم عن أبي ذر، وإسناده حسن، قال في " عون المعبود شرح سنن أبي داود ": هكذا موقوفاً في النسخ، وليس هذا من رواية اللؤلؤي، ولذا لم يذكره المنذري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن، موقوف: أخرجه أبو داود (5087) قال: ثنا ابن معاذ، قال: حدثني أبي، ثنا المسعودي، ثنا القاسم، فذكره. قلت: أظن المسعودي حفظه، والله أعلم. الحديث: 2237 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 2238 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ ما أَصْبَحَ بي من نِعْمَةٍ، أَوْ بأحدٍ مِنْ خَلقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شريكَ لَكَ، فقد أدَّى شُكْرَ ذلك اليوم» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد أخرجه أبو داود رقم (5073) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وفي سنده عبد الله بن عنبسة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2361) موارد، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، وقال بعد تخريجه: عن يحيى بن صالح، عن سليمان بن بلال، عن ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة عن ابن غنام، حديث حسن، أخرجه النسائي في " الكبرى " والفريابي في " الذكر "، وأخرجه أبو داود وسمى ابن غنام، قال: ورواه جماعة عن عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال بسنده، قال الحافظ: أخرجه كذلك النسائي والمعمري وابن حبان في صحيحه من طرق عن عبد الله بن وهب، ووافق ابن وهب سعيد بن أبي مريم عند الطبراني. أقول: وقد تقدم الحديث رقم (2229) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: لم أقف عليه من حديث ابن عباس وقد تقدم، من حديث عبد الله بن غنام. الحديث: 2238 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 2239 - () عبد الرحمن بن أبزى - رحمه الله -: عن أبيه: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقولُ إذا أصْبَحَ: أَصْبَحْنَا على فِطْرَةِ الإسلامِ، وكلمةِ الإخْلاصِ، وعلى دِينِ نَبِيّنَا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى مِلَّةِ أَبينا إبراهيمَ، حَنِيفاً مُسْلِماً، وما كانَ من المُشْرِكِينَ» أخرجه ... (1) . [ص: 253] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فطرة الإسلام) : الفطرة: ابتداء الخلقة، وهي إشارة إلى كلمة التوحيد حين أخذ الله العهد بها على ذرية آدم، فقال: {ألَسْتُ بِرَبِّكُم قالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] وقيل: الفطرة هاهنا: السنة. (كلمة الإخلاص) : قول: لا إله إلا الله.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، والحديث رواه أحمد في " المسند " 3 / 406 والدارمي 2 / 262 في " الدعاء "، باب ما يقول إذا أصبح، وابن السني صفحة (12) ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: 1- أخرجه أحمد (3/406) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/407) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (2) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (3) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (54„) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا شبابة، قال: سمعت شعبة. كلاهما (شعبة، وسفيان) عن سلمة بن كهيل، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، فذكره. * في رواية محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد: (ابن عبد الرحمن بن أبزى) لم يسمياه. * في رواية شبابة، قال: سمعت شعبة يقول: أتيت محمدا - يعني ابن أبي ليلى - فقلت: أقرئني عن سلمة حديثا مسندا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحدث عن ابن أبي أوفى، قال: إذا أصبح: أصبحنا على الفطرة، فذكر الدعاء، قال شعبة: فأتيت سلمة فذكرت ذلك له فقال: لم أسمع من ابن أبي أوفى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا شيئا. قلت: ولا من قول ابن أبي «أوفى» ؟ قال: لا، قلت: ولا حدثت عنه؟ قال: لا، ولكني سمعت ذرا يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزى، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان إذا أصبح قال ذلك. فرجعت إلى محمد، وفي موضع آخر من كتابي - فدخلت على محمد - فقلت: أين ابن أبي أوفى من ذر، وفي موضع آخر: أين ذر من ابن أبي أوفى؟ قال: هكذا ظننت، قلت: هكذا تعامل بالظن؟. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة تحفة الأشراف (9684) عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن بكر بن عبد الرحمن، عن عيسى بن المختار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سلمة، عن سعيد ابن عبد الرحمن ابن أبزى، فذكره. (ليس فيه ذر) . - ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: أخرجه أحمد (3/407) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/407) قال: حدثنا يحيى بن سعيد والدارمي (2691) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (343) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان أبو الحسن الرهاوي، قال: حدثنا أبو داود - وهو عمر بن سعيد الحفري - وفي (344) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم - وهو ابن يزيد الجرمي -. خمستهم (وكيع، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن يوسف، وأبو داود الحفري، وقاسم) عن سفيان، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، فذكره. الحديث: 2239 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 الفصل الرابع: في أدعية النوم والانتباه 2240 - (خ م ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال أَبو الْوَرْدِ بن ثُمَامَةَ: «قال عليٌّ لابنِ أَغْيَد (1) : ألا أُحَدثُكَ عني وعن فاطمة بِنْتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكانت من أحَبِّ أهْلِهِ إليه، وكانت عندي -؟ قلت: بَلَى. قال: إنها جَرَّت بالرَّحى حتى أَثَّرَتْ في يدها، واستَقَتْ بِالقِربة حتى أَثَّرت في نَحرها، وكنَسَتِ البَيْتَ حتى اغْبرَّتْ ثِيابُها، فَأتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خَدَمٌ، فقلتُ: لو أتيتِ أباكِ فسألتيهِ خادماً؟ فَأتتهُ فوَجَدَت عنده حُدَّاثاً، فرجعتْ، فأتاها من الغَدِ، فقال: ما [كان] حاجتُكِ؟ فسكتت، فقلتُ: أنّا أُحَدِّثُكَ يا رسولَ الله: جَرَّت بالرَّحى حتى أَثَّرَتْ في يَدِها، وحَمَلَت بالقِربة حتى أَثَّرتْ في نَحرها، فلمَّا أن جاءَ الخَدمُ، أمرتُها أن تأْتِيَكَ، فتَستَخْدِمَكَ خادماً، [ص: 254] يَقيها حَرَّ ما هي فيهِ، قال: اتَّقي الله يا فاطمةُ، وأَدِّي فريضةَ ربِّكِ، واعملي عَمَلَ أهلِكِ، وإذا أَخَذْتِ مَضجعكِ فَسَبِّحي ثلاثاً وثلاثين، واحمَدي ثلاثاً وثلاثين، وكَبِّري أربعاً وثلاثين، فتلك مائة، فهي خَيرٌ لَكِ من خادم، قلتُ: رَضِيتُ عن الله وعن رسوله» (2) . زاد في روايةٍ: «ولَم يُخْدِمها» . هذه رواية أبي داود (3) . وله في أخرى نحوه، وفيها: «وقَمَّت البيتَ حتى اغبَرَّت ثِيابُها، وأَوقدت القِدْرَ حتى دَكِنَت ثيابُها، وأصابها من ذلك ضُر، فَسمِعنَا أن رقيقاً أُتي بِهِم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وفيها: فغدا علينا ونحن في لِفَاعِنا، فجلس عند رأسها، فأَدخلَتْ رأْسَها في اللفِّاعِ حياء من أبيها، قال: ما كانت حَاجَتُكِ أمسِ إلى آلِ محمدٍ؟ فسكتتْ، مرتين، فقلتُ: أنا والله أُحدثك ... وذكر نحوه» (4) . وله في أخرى عن ابن أبي ليلى عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: «شَكتْ فاطمةُ إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- ما تَلقى في يدِها من الرَّحى، فَأُتي بسَبْيٍ، فأتتْهُ تسألُه؟ فلم تره، فأخبرت بذلك عائشة، فلما جاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أخبرتْه، فأتانا وقد أخذنا [ص: 255] مضاجعنا، [فجاء] فقعد بيننا، حتى وَجدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ على صَدري، فقال: ألا أدُلُّكما على خيرٍ مِمَّا سألتما؟ إذا أخذتُما مضاجعَكما فسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحْمَدَا ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا أربعاً وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادم» . وفي أخرى له نحوه، وفيه: «قال عليٌّ: فما تركتهُنَّ منذ سمعتهنَّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا ليلةَ صِفِّين، فإني ذَكَرْتُها من آخِر الليلِ، فقلتُها» . وأخرج البخاري، ومسلم رواية ابن أبي ليلى، وفيها: قال [سفيان] : «إحدَاهُنَّ: أَربعٌ وثلاثون» . وفي رواية ابن سيرين: «التَّسبيحُ أربعٌ وثلاثون، وقال عليٌّ: فما تركْتُهُ منذُ سَمعتُه من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، قيل له: ولا لَيلَةِ صِفين؟ قال: ولا ليلةَ صِفين» . وفي أخرى لهما عن ابن أبي ليلى عن علي: «أن فاطمةَ أَتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تَسألُهُ خادماً؟ وأنه قال: ألا أُخْبِرُكِ بما هو خيرٌ لَكِ منه؟ تُسبِّحينَ الله ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدينَ الله ثلاثاً وثلاثين، وتُكَبِّرينَ الله أربعاً وثلاثين» . وفي رواية الترمذي عن علي، قال: «شَكَت إليَّ فاطمةُ مَجْلَ يَديْها من الطَّحْنِ، فقلتُ لها: لو أتيتِ أباكِ، فسألتيهِ خادماً؟ فقال: ألا أدّلكما على ما هو خيرٌ لكما؟ إذا أخَذتُما مَضْجَعَكما، تَقُولانِ ثلاثاً وثلاثين، [ص: 256] وثلاثاً وثلاثين، وأربعاً وثلاثين، من تَحْميدٍ وتَسبيحٍ، وتكبيرٍ» . قال الترمذي: وفي الحديث قصة، ولم يذكرها. وفي أخرى له قال: «جاءت فاطمةُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- تَشْكو مَجلَ يَديْها، فأمرها بالتَّسبيح، والتَّكبير، والتَّحمِيدِ» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حُدَّاثاً) : القوم يتحدثون، وهو جمع لا واحد له من لفظه. (لم يخدمها) : أي: لم يعطها خادماً، والخادم: يقع على الغلام والجارية. [ص: 257] (قمت) : القمامة: الكناسة، [يقال] : قمَّت المرأة البيت: إذا كنست ما فيه من الكناسة. (دَكِنَت) : دَكِنَ الثوب: إذا اتسخ واغبر لونه. (رقيقاً) : الرقيق: اسم للعبيد والإماء، فعيل بمعنى مفعول، أي: أنه في الرق: الملكة. (لِفَاعنا) : اللفاع: ثوب يتغطى به، ويتلفف [فيه] . (مَجْلَ يديها) : مَجَلَت اليدُ تَمجُل مَجْلاً: ومَجِلَت تَمجَل مَجَلاً: إذا خرج فيها شبه البَثْر من العمل بالفأس ونحوه من الآلات التي تؤثر في اليد.   (1) في الأصل، و " سنن أبي داود ": ابن أعبد، والتصحيح من كتب الرجال. (2) انظر " سنن أبي داود " رقم (2989) ، وفي سند هذه الرواية عند أبي داود علي بن أغيد، وهو مجهول، وفيه أيضاً أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري والبصري، لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له الرواية التي بعد هذه عند أبي داود رقم (2989) . (3) هذه الرواية مثل الأولى وسنده صحيح، وهي شاهد للتي قبلها. (4) وفي سند هذه الرواية عند أبي داود أيضاً رقم (5063) علي بن أغيد، وأبو الورد بن ثمامة ابن حزن القشيري البصري وقد علمت حالهما. (5) رواه البخاري 7 / 59 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب، وفي الجهاد، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين، وفي النفقات، باب عمل المرأة في بيت زوجها، وباب خادم المرأة، وفي الدعوات، باب التكبير والتسبيح عند المنام، ومسلم رقم (2727) في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، والترمذي رقم (3405) في الدعوات، باب ما جاء في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام، وأبو داود رقم (2988) و (2989) في الخراج والإمارة، باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، ورقم (5062) و (5063) في الأدب، باب في التسبيح عند النوم. قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث منقبة ظاهرة لعلي وفاطمة عليهما السلام، وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر، ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب، حيث لم يزعجهما عن مكانهما، فتركهما على حالة اضطجاعهما، وبالغ حتى أدخل رجله بينهما، ومكث بينهما حتى علمهما ما هو الأولى بحالهما من الذكر عوضاً عما طلباه من الخادم، فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب إيذاناً بأن الأهم من المطلوب هو التزود للمعاد، والصبر على مشاق الدنيا، والتجافي عن دار الغرور، قال: وفيه أن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه إعياء، لأن فاطمة شكت التعب من العمل، فأحالها صلى الله عليه وسلم على ذلك، كذا أفاده ابن تيمية، وفيه نظر، ولا يتعين رفع التعب، بل يحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل ولا يشق عليه ولو حصل له التعب، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الترمذي (3408) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري. وفي (3409) قال: حدثنا محمد بن يحيى. وعبد الله بن أحمد (1/123) (996) قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان. والنسائي في الكبرى الورقة (124أ) قال: أخبرنا زياد بن يحيى. ثلاثتهم (زياد، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن محمد القطان) قالوا: حدثنا أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، فذكره. - ورواه ابن أبي ليلى. قال: حدثنا علي. 1- أخرجه الحميدي (43) ، وأحمد (1/80) (604) والبخاري (7/84) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (8/84) قال: حدثني زهير بن حرب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (814) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. أربعتهم (الحميدي، وأحمد، وزهير، وقتيبة) عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد. وأخرجه مسلم (8/84) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعبيد بن يعيش، عن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء بن أبي رباح. كلاهما (عبيد الله بن أبي يزيد، وعطاء) عن مجاهد. 2- وأخرجه أحمد (1/95) (740) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/136) (1141) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. وفي (1144) قال: حدثنا عفان. والبخاري (4/102) قال: حدثنا بدل بن المحبر. وفي (5/24) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (7/84) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (8/87) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/84) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وأبو داود (5062) قال: حدثنا حفص بن عمر. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. تسعتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر غندر، وعفان، وبدل، ويحيى القطان، وسليمان بن حرب، ومعاذ، وابن أبي عدي، وحفص - عن شعبة عن الحكم. 3- وأخرجه أحمد (1/144) (1228) ، وعبد بن حميد (63) ، والدارمي (2688) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (815) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. أربعتهم (أحمد، وعبد، والدارمي، وأحمد بن سليمان) عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرة. ثلاثتهم (مجاهد، والحكم، وعمرو بن مرة) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. - ورواه ابن أعبد قال: قال لي علي بن أبي طالب: أخرجه أبو داود (2988) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى. وعبد الله بن أحمد (1/153) (1312) قال: حدثني العباس بن الوليد النرسي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. كلاهما (عبد الأعلى، وعبد الواحد) عن سعيد بن إياس الجريرى، عن أبي الورد بن ثمامة، عن ابن أعبد، فذكره. * أخرجه أبو داود (5063) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، قال: قال علي لابن أعبد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة ... فذكره. ولم يقل فيه أبو الورد: عن ابن أعبد. - ورواه أبو جعفر مولى علي بن أبي طالب أن عليّا قال في يوم: أخرجه عبد بن حميد (79) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سالم بن عبيد، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر، فذكره. - ورواه شبث بن ربعي، عن علي بن أبي طالب: أخرجه أبو داود (5064) قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (816) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن مالك وحيوة بن شريح. ثلاثتهم (عبد العزيز، وعمرو، وحيوة) عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن كعب القرظي، عن شبث ابن ربعي، فذكره. - ورواه هبيرة بن يريم، عن علي: أخرجه أحمد (1/146) (1249) قال: حدثنا أسود بن عامر وحسين وأبو أحمد الزبيري، قالوا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، فذكره. الحديث: 2240 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 2241 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ فاطمةَ أتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تَسأَلُه خادماً؟ وشكتِ العملَ، فقال: ما أَلْفَيتِيِهِ عندنا؟ وقال: ألا أدُلكِ على ما هو خَيرٌ لَكِ من خادمٍ؟ تُسَبِّحينَ الله ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدين ثلاثاً وثلاثين، وتُكبِّرينَ أربعاً وثلاثين حين تأخذين مَضجَعَكِ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2728) في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/84، 85) قال: حدثني أمية بن بسطام العيشي. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح، وهو ابن القاسم. (ح) وحدثنيه أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان. قال: حدثنا وهيب. كلاهما (روح، ووهيب) عن سهيل، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2241 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 2242 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: إذا أَخذ مَضجَعه: الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني، وسقاني، والحمد لله الذي منَّ عليَّ فأفضَلَ، والذي أعطاني فأجزلَ، والحمد لله على كل [ص: 258] حالٍ، اللهم ربَّ كلِّ شيء ومَليكَهُ، أعوذُ بالله من النار» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5058) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/117) (5983) . وأبو داود (5058) قال: حدثنا علي بن مسلم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (798) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (7119) عن علي بن مسلم. ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وعلي بن مسلم، وعمرو بن يزيد) عن عبد الصمد بن عبد الوراث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حسين، يعني المعلم، عن ابن بريدة، فذكره. الحديث: 2242 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 2243 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنه أمر رجلاً قال: إذا أَخَذْتَ مَضجَعَك، قُلْ: اللَّهمَّ أنت خلقت نفسي، وأنت تَتوفَّاها، لك مماتُها ومَحياها، إنْ أَحيَيتَها فاحفَظها، وإن أَمتَّها فاغْفِر لها، اللَّهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، فقيل له: سمعتَ هذا من عمر؟ قال: سمعتُه من خيرٍ من عمر، من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2712) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/79) (5502) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/78) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، وأبو بكر بن نافع، قالا: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (796) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (797) قال: أخبرنا زياد بن يحيى، قال: حدثنا بشر بن المفضل. كلاهما (شعبة، وبشر) عن خالد، قال: سمعت عبد الله بن الحارث، فذكره. الحديث: 2243 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 2244 - (م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فِرَاشِهِ قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم مِمَّنْ لا كافيَ له ولا مُؤوي» أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وآوانا) : أي: جمعنا وضمنا إليه، وأويت إلى المنزل: إذا رجعت إليه ودخلته (*) .   (1) رواه مسلم رقم (2715) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، والترمذي رقم (3393) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه، وأبو داود رقم (5053) في الأدب، باب ما يقال عند النوم. وفي الأصل في آخره: ولا مؤوي له، والتصحيح من مسلم والترمذي وأبو داود. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: (كذا) ، وقال في كتابه النهاية 1 / 83: " (وآوانا) أي: ردّنا إلى مأوى لنا ولم يجعلنا منتشرين كالبهائم، والمأوَى المنزل " [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/153) ، وعبد بن حميد (1335) قالا: حدثنا حسن بن موسى. 2- وأخرجه أحمد (3/167) قال: حدثنا أبو كامل. 3- وأخرجه أحمد (3/253) والترمذي (3396) وفي الشمائل (259) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. كلاهما (أحمد، وإسحاق) قالا: حدثنا عفان بن مسلم. 4- وأخرجه عبد بن حميد (1351) ، والبخاري في الأدب المفرد (1206) قالا: حدثنا سليمان بن حرب. 5- وأخرجه مسلم (8/79) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو داود (5053) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قالا (أبو بكر، وعثمان) : حدثنا يزيد بن هارون. 6- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (799) قال: أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز. ستتهم (حسن، وأبو كامل، وعفان، وسليمان، ويزيد، وبهز) عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 2244 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 2245 - (ت) رجل من بني حنظلة - رحمه الله -: قال: «صَحِبتُ شدَّادَ [ص: 259] بن أوس، فقال: ألا أُعَلِّمُك ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنَا أن نقول؟ : اللهم إني أسألك الثَّبَاتَ في الأمر، وأَسأَلُكَ عَزِيمةَ الرُّشْد، وأسألك شُكْرَ نِعمَتك، وأَسألك لساناً صادقاً، وقلباً سليماً، وأعوذ بكَ من شرِّ ما تعلَمُ، وأسألك من خير ما تعلم، وأستَغْفِرُكَ مما تعلم، إنك أنت علامُ الغُيوب. قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما مِن مسلم يأخذُ مَضْجَعه فيقرأ سورة من كتاب الله، إلا وكَّل اللهُ به ملَكاً، فلا يقْرَبهُ شيءٌ يؤذِيه حتى يَهُبَّ متى هَبَّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3404) في الدعوات، باب سؤال الثبات في الأمر، وفي سنده جهالة الرجل من بني حنظلة، ولكن يشهد له حديث شداد بن أوس عند النسائي وقد تقدم رقم (3184) ، ورواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (2416) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، للجهالة: أخرجه أحمد (4/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (3407) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. كلاهما (يزيد، وسفيان) عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، فذكره. * أخرجه النسائي (3/54) وفي الكبرى (1136) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد بن أوس، فذكره، ليس فيه: عن رجل من بني حنظلة. * في رواية يزيد بن هارون: عن الحنظلي، وزاد في أول الحديث: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يعلمنا كلمات، ندعو بهن في صلاتنا، أو قال: في دبر صلاتنا ... » ثم ذكر الحديث. *وفي رواية حماد بن سلمة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان يقول في صلاته: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ... الحديث. الحديث: 2245 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 2246 - (خ م ط ت د) عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أَخذَ مَضجَعه نفث في يَدَيه، وقرأ المُعَوِّذَاتِ، و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ومسح بهما وجهَه وجسده، فلما اشْتكى كان يأمرني أنْ أفعل ذلك به» . وفي روايةٍ: أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فِرَاشِهِ كلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيهِ، ثم نفث فيهما، فقرأ: {قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ} و {قُلْ أعوذُ بِرَبِّ الفَلقِ} و {قُلْ أعوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم يمسح بهما ما استطاعَ من جسده، يَبدَأُ بهما على رأْسه ووجهه وما أقبل من جسده، يَفْعَل ذلك ثلاث مراتٍ. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود. [ص: 260] وفي رواية الموطأ: «كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمُعوِّذَاتِ ويَنْفُثُ، فلما اشتد وجعهُ كنتُ أقرأُ عليه وأمسحُ عنه بيدِهِ، رجاء بركتها» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 56 في فضائل القرآن، باب فضل المعوذات، وفي الطب، باب النفث في الرقية، وفي الدعوات، باب التعوذ والقراءة عند النوم، ومسلم رقم (2192) في السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث، والموطأ 2 / 942 و 943 في العين، باب التعوذ والرقية في المرض، والترمذي رقم (3399) في الدعوات، باب ما جاء فيمن يقرأ من القرآن عند المنام، وأبو داود رقم (3902) في الطب، باب كيف الرقى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/116) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. قال: حدثنا المفضل. وفي (6/154) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب. وعبد بن حميد (1484) قال: حدثني عبد الله بن يزيد المقرىء. قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. والبخاري (6/233) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المفضل بن فضالة. وفي (8/87) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث. وأبو داود (5056) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن موهب الهمداني. قالا: حدثنا المفضل، يعنيان ابن فضالة. وابن ماجة (3875) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا يونس بن محمد وسعيد بن شرحبيل. قالا: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (3402) ، وفي الشمائل (257) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المفضل بن فضالة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (788) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المفضل. ثلاثتهم (المفضل بن فضالة، وسعيد بن أبي أيوب، والليث بن سعد) عن عقيل بن خالد الأيلي. 2- وأخرجه البخاري (7/172) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. قال: حدثنا سليمان، عن يونس. كلاهما (عقيل، ويونس) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير.، فذكره. الحديث: 2246 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 259 2247 - (خ ت د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه، قال: باسْمِك اللَّهمَّ أحيا وأمُوتُ، وإذا أصبح - وفي رواية: وإذا استيقظَ - قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشور» . أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 96 في الدعوات، باب ما يقول إذا نام، وباب وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن، وباب ما يقول إذا أصبح، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى، والترمذي رقم (3413) في الدعوات، باب ما يدعو به عند النوم، وأبو داود رقم (5049) في الأدب، باب ما يقال عند النوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/385) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/387) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شريك. وفي (5/397) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (5/399) قال: حدثنا سليمان بن حبان قال: حدثا سفيان وفي (5/407) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (2689) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (8/85) قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. وفيه (8/85) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، وفي (8/88) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/146) قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا شعبة. وفي الأدب المفرد (1205) قال: حدثنا قبيصة، وأبو نعيم، قالا: حدثنا سفيان. وأبو داود (5049) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن ماجة (3880) قال: حدثنا علي بن محمد، قال:حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (3417) قال: حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد، قال: حدثنا أبي. وفي الشمائل (256) قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي في عمل اليوم الليلة (747) قال: أخبرني عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان. وفي (856) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان وفي (857) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. خمستهم (سفيان، وشريك، وأبو عوانة، وشعبة، وإسماعيل بن مجالد) عن عبد الملك بن عمير. 2- وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (748، 858) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو خالد، عن سفيان عن عبد الملك بن عمير، عن الشعبي. 3- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (749، 859) قال: أخبرنا محمد بن آدم، قال: حدثنا أبو خالد، عن الثوري، عن منصور. ثلاثتهم (عبد الملك، والشعبي، ومنصور) عن ربعي بن حراش، فذكره. الحديث: 2247 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 2248 - (خ) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: مثل حديث حذيفة أخرجه البخاري (1) .   (1) 11 / 111 في الدعوات، باب ما يقول إذا أصبح، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ولفظه عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه من الليل. قال: اللهم باسمك أموت وأحيا. فإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» . أخرجه أحمد (5/154) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شيبان. والبخاري (8/88) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة وفي (9/146) قال: حدثنا سعد بن حفص. قال: حدثنا شيبان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (750) قال: أخبرني محمد بن إدريس. قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شيبان. وفي (860) قال: أخبرنا ميمون بن العباس. قال: حدثني سعد بن حفص كوفي. قال: حدثنا شيبان. كلاهما (شيبان النحوي، وأبو حمزة السكري محمد ميمون) عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، فذكره. الحديث: 2248 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 2249 - (م) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: مثل حديث حذيفة. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2711) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ولفظه عن أبي بكر بن أبي موسى، عن البراء، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أخذ مضجعه، قال: اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت، وإذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور» . أخرجه أحمد (4/294) قال: حدثنا حجاج. وفي (4/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/78) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي والنسائي في عمل اليوم والليلة (751) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا سويد (ابن نصر) ، قال: حدثنا ابن المبارك. وفي (772) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. خمستهم (حجاج، وابن جعفر، ومعاذ، وابن المبارك، وعبد الصمد) عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن أبي بكر بن أبي موسى، فذكره. الحديث: 2249 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 2250 - (خ م ت د) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا فلان، إذا أوْيتَ إلى فراشك، فقل: اللَّهمَّ أسْلَمْتُ نَفْسي إليك، ووجَّهْتُ وجهي إليك، وفوَّضْتُ أمْري إليك، وألجَأْتُ ظَهْري إليك، رَغْبة ورَهْبة إليك، لا مَلْجأ، ولا مَنْجَا منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلتَ، وبنبيِّك الذي أرسلتَ، فإنكَ إنْ مُتَّ في ليلتك مُتَّ على الفِطْرَةِ، وإنْ أصبحتَ أَصَبْتَ خيراً» . وفي روايةٍ قال: قال [لي] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أَتيتَ مَضْجعكَ فتوضَّأ وُضُوءك للصلاة، ثم اضْطَجِعْ على شِقِّك الأيْمنِ وقل - وذكره نحوه - وفيه: واجْعَلْهُنَّ آخرَ ما تقول، فقلتُ: أَسْتَذْكِرُهُنَّ: وبرسولك الذي أَرسلْتَ، فقال: لا، وبنبيِّك الذي أرسلتَ» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وللبخاري نحوه، [وفيه] : وقال في آخره: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قالَهُنَّ، ثم ماتَ، ماتَ على الفِطْرَةِ» . وأخرجه الترمذي بنحو من ذلك. وفيه تقديم وتأخير. وفيه: «فطَعَنَ بيدِه في صَدْرِي، ثم قال: ونَبِيِّك الذي أرسلتَ» . وأخرجه أبو داود، ولم يذكُر: «وإنْ أصبحتَ أَصَبْتَ خيراً» (1) . [ص: 262] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فوضت) : فوض فلان أمره إلى فلان: إذا رده إليه. (رغبة) : الرغبة: طلب الشيء وإرادته. (ورهبة) : الرهبة: الفزع. وقد عطف الرهبة على الرغبة، ثم أعمل لفظ الرغبة وحدها، ولو أعمل الكلمتين لقال: رغبة إليك ورهبة منك. ولكن هذا سائغ في العربية: أن يجمع بين الكلمتين، ويحمل إحداهما على الأخرى، كقول الشاعر (2) [إذا ما الغانيات برزن يوماً] ... وزجَّجن الحواجب والعيونا والعيون لا تزجج، وإنما تكحل. (ونبيك الذي أرسلت) : قال: في رد النبي - صلى الله عليه وسلم- على البراء في هذا الحديث قوله: «ورسولك الذي أرسلت» حجة لمن ذهب إلى أنه لا يجوز رواية الحديث بالمعنى. قال الخطابي: والفرق بين «النبي» و «الرسول» : أن الرسول: هو [ص: 263] المأمور بتبليغ ما أُنبىء وأخبر به والنبي: هو المخبِر، ولم يؤمر بالتبليغ، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً. قال: ومعنى رده على البراء من «رسولك» إلى «نبيك» : أن الرسول من باب المضاف، فهو ينبىء عن المرسل والمرسل إليه، فلو قال: ورسولك» ثم قال: «الذي أرسلت» لصار البيان مكرراً معاداً، فقال: «ونبيك الذي أرسلت» إذا قد كان نبياً قبل أن يكون رسولاً، ليجمع له الثناء بالاسمين معاً، ويكون تعديداً للنعمة في الحالين، وتعظيماً للمنة على الوجهين.   (1) رواه البخاري 11 / 97 في الدعوات، باب ما يقول إذا نام، وباب إذا بات طاهراً، وباب [ص: 262] النوم على الشق الأيمن، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {أنزله بعلمه والملائكة يشهدون} ، ومسلم رقم (2710) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، والترمذي رقم (3391) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه، وأبو داود رقم (5046) و (5047) و (5048) في الأدب، باب ما يقال عند النوم. (2) وهو الراعي النميري. انظر الصفحة 156: شعر الراعي النميري وأخباره، طبع المجمع العلمي بدمشق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب. 1- أخرجه أحمد (4/290) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (5047) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (783) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم. ثلاثتهم (وكيع، ويحيى بن سعيد، وابن آدم) عن فطر بن خليفة. 2- وأخرجه أحمد (4/292) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا فضيل بن عياض. وفي (4/293) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا سفيان. والبخاري (1/71) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/84) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر. ومسلم (8/77) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن جرير. وأبو داود (5046) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر. والترمذي (3574) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (782) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا معتمر. وابن خزيمة (216) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. أربعتهم (فضيل، وسفيان، ومعتمر، وجرير) عن منصور بن المعتمر. 3- وأخرجه أحمد (4/296) قال: حدثنا علي بن عاصم. ومسلم (8/77) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والنسائي في عمل اليوم والليلة (784) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن. وفي (785) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة. أربعتهم (علي، وابن إدريس، ومحمد، وخلف) عن حصين بن عبد الرحمن. 4- وأخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا عبد الرحمن، وابن جعفر. ومسلم (8/77) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. ومسلم (8/77) والنسائي في عمل اليوم والليلة (780) قال مسلم: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، وأبو داود. ثلاثتهم (عبد الرحمن، وابن جعفر، وأبو داود) قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة. 5- وأخرجه أبو داود (5048) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الغزال، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، ومنصور. 6- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (781) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن الحكم بن عتيبة. ستتهم -فطر، ومنصور، وحصين، وعمرو، والأعمش، والحكم -عن سعد بن عبيدة، فذكره. - ورواه أبو إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب: 1- أخرجه الحميدي (723) ، والترمذي (3394) قال: حدثنا ابن أبي عمر، والنسائي في عمل اليوم والليلة (778) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم (الحميدي، وابن أبي عمر، وقتيبة) قالوا: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . 2- وأخرجه أحمد (4/285) قال: حدثنا عفان. وفي (4/300) قال: حدثنا عبد الرحمن، وابن جعفر. والدارمي (2686) قال: أخبرنا أبو الوليد. والبخاري (8/85) قال: حدثنا سعيد بن الربيع، ومحمد بن عرعرة (ح) وحدثنا آدم. ومسلم (8/78) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي في عمل اليوم والليلة (775) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، ابن بزيع، قال: حدثنا يزيد بن زريع. ثمانيتهم -عفان، وعبد الرحمن، وابن جعفر، وأبو الوليد، وسعيد، وابن عرعرة، وآدم، ويزيد- قالوا: حدثنا شعبة. 3- وأخرجه أحمد (4/299) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/301) قال: حدثنا علي بن حفص. وابن ماجة (3876) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (776) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن حفص. كلاهما (وكيع، وعلي بن حفص) عن سفيان الثوري. 4- وأخرجه البخاري (9/174) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (8/77) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال مسدد: حدثنا. وقال يحيى: أخبرنا أبو الأحوص. 5- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (773) قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن يزيد، قال: حدثني أبي. عن عثمان بن عمرو، عن سعيد، عن إبراهيم، عن ابن الهاد. 6- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (774) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن حبيب، قال: حدثنا إبراهيم، وهو ابن الحجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله بن المختار، وحبيب بن الشهيد. 7- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (777) قال: أخبرني محمد بن رافع، وأحمد بن سليمان، قالا: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل. ثمانيتهم -ابن عيينة، وشعبة، والثوري، وأبو الأحوص، وابن الهاد، وابن المختار، وحبيب، وإسرائيل- عن أبي إسحاق، فذكره. - ورواه هلال بن يساف، عن البراء بن عازب، ساقه النسائي هكذا بعد رواية سفيان عن أبي إسحاق عن البراء (انظر تخريج (1) في الحديث السابق لم يذكره كاملا. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (779) قال: أخبرنا زياد بن يحيى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت ليثا (هو ابن أبي سليم) ، يذكر عن أبي إسحاق، عن هلال بن يساف، فذكره. قال معتمر: وحدثني به الحجاج وغيره، عن أبي إسحاق. - ورواه الحسن، عن البراء: أخرجه أحمد (4/300) (عقب رواية شعبة عن عمرو بن مرة، عن سعد بن عبيدة، عن البراء، والتي سبقت في التخريج رقم (4) قال أحمد: قال ابن جعفر: قال شعبة: وأخبرني (يعني عمرو بن مرة) عن الحسن، عن البراء بن عازب بمثل ذلك. (ولم يذكر أحمد متن الحديث) . - ورواه المسيب بن رافع، عن البراء بن عازب: أخرجه البخاري (8/85) ، وفي الأدب المفرد (1213) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي الأدب (1211) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن خازم. كلاهما (عبد الواحد، وعبد الله) عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2250 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 2251 - (ت) حذيفة بن اليمان، والبراء بن عازب - رضي الله عنهم -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينامَ وضع يدَه تحت رأسه، ثم قال: اللَّهمَّ قِني عذَابك يومَ تَجْمَعُ - أو تَبْعَثُ - عِبَادَك» . وفي حديث البَرَاء: «كان يَتَوسَّدُ يمينَه» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 264] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتوسد يمينه) : التوسد: أن يتخذ النائم تحت رأسه وسادة، وهي المخدة، والمراد: أنه كان يجعل يده تحت رأسه.   (1) رقم (3395) في الدعوات، باب رقم (18) ، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3396) من حديث البراء بن عازب، وأبو داود من حديث حفصة رضي الله عنها رقم (5045) في الدعوات، باب ما يقال عند النوم، ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2350) موارد، وابن ماجة رقم (3877) في الدعاء، باب ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه، وحسنه الحافظ في " تخريج الأذكار " وقال: أخرجه النسائي في " الكبرى "، وابن حبان في صحيحه، وأبو يعلى، والطبراني في " كتاب الدعاء "، وأورده الحافظ في " الفتح " 11 / 98 في الدعوات، باب ما يقول إذا نام، من رواية النسائي في " الكبرى "، من حديث البراء، وحفصة رضي الله عنها، وصحح إسناده، أقول: فالحديث صحيح لا غبار عليه، وقد رواه مسلم في صحيحه بسبب آخر، رقم (709) في صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب يمين الإمام [ص: 264] من حديث البراء رضي الله عنه قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: " رب قني عذابك يوم تبعث - أو تجمع - عبادك "، وقد تقدم رقم (2205) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (444) . وأحمد (5/382) . والترمذي (3398) قال: حدثنا ابن أبي عمر. ثلاثتهم (الحميدي، وأحمد، وابن أبي عمر) قالوا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، فذكره. قلت: إسناده حسن، إن كان عبد الملك بن عمير حفظه، والله أعلم. وحديث البراء لفظه. عن أبي عبيدة، ورجل آخر، عن البراء بن عازب، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن ينام توسد يمينه، ويقول: اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك» . قال أبو إسحاق: وقال الآخر: يوم تبعث عبادك. 1- أخرجه أحمد (4/281) والنسائي في عمل اليوم والليلة (754) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد، ومحمد) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (757) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني إبراهيم (ابن طهمان) . كلاهما (شعبة، وإبراهيم) عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، ورجل، فذكره. رواية إبراهيم: عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، لم يذكر الرجل الآخر. - رواه أبو إسحاق، عن البراء، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ثم قال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» . 1- أخرجه أحمد (4/289) قال: حدثنا أبو داود الحفري. وفي (4/298) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (4/303) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. والبخاري في الأدب المفرد (1215) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (753) قال: أخبرنا إبراهيم بن يوسف، قال: حدثني الأشجعي. خمستهم - أبو داود، وعبد الرزاق، وإسحاق، وقبيصة، والأشجعي - عن سفيان الثوري. 2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1215) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا إسرائيل. 3- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (752) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير. ثلاثتهم - سفيان، وإسرائيل، وزهير - عن أبي إسحاق، فذكره. - ورواه عبد الله بن يزيد، عن البراء، ولفظه، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه، وضع يمينه تحت خده، وقال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» . أخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (4/301) قال: حدثنا وكيع. والترمذي في الشمائل (254) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (755) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج. أربعتهم (أسود، ووكيع، وابن مهدي، وحجاج) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، فذكره. - ورواه أبو بردة، عن البراء بن عازب ولفظه، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوسد يمينه عند المنام، ثم يقول: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك» . أخرجه الترمذي (3399) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (758) قال: أخبرني أحمد بن سعيد. كلاهما (أبو كريب، وأحمد بن سعيد) عن إسحاق بن منصور، عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، فذكره. - ورواه ربيع بن لوط بن البراء، عن عمه البراء بن عازب، ولفظه قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت شقه الأيمن، وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك» . أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (760) قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت محمدا، وهو ابن عمرو، يحدث، قال: حدثني ربيع، هو ابن لوط، فذكره. - ورواه أبو بكر بن أبي موسى، عن البراء ولفظه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أخذ مضجعه، قال: اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» . أخرجه أحمد (4/294) قال: حدثنا حجاج. وفي (4/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/78) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (751) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا سويد (ابن نصر) ، قال: حدثنا ابن المبارك. وفي (772) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. خمستهم -حجاج، وابن جعفر، ومعاذ، وابن المبارك، وعبد الصمد - عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن أبي بكر بن أبي موسى، فذكره. الحديث: 2251 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 2252 - (ت د) فروة بن نوفل - رضي الله عنه -: أنه أَتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: فقال: يا رسول الله، عَلِّمني شيئاً، أقولُه إذا أَوَيتُ إلى فِراشي؟ فقال له: «اقرأ: {قُل يَا أَيُّها الكافِرُونَ} ثم نَمْ، فإنها بَراءة من الشرك» ، قال شعبة: أحياناً يقول: مرة، وأحياناً لا يقولها. وفي روايةٍ عن فَروة عن أبيه، قال الترمذي: وهو أصح. أخرجه الترمذي. وأخرجه أَبو داود عن فروة عن أبيه (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3400) و (3401) في الدعوات، باب (22) وأبو داود رقم (5055) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وهو عند الترمذي من حديث شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن رجل عن فروة بن نوفل مرسلاً، ومن حديث إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن جده أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه، وقال الترمذي: وهذا أصح، يعني حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن فروة عن أبيه متصلاً أصح من حديث شعبة عن أبي إسحاق عن رجل عن فروة مرسلاً، وقال: وروى زهير هذا الحديث عن إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة. أقول: ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2363) موارد، وقد أورده الحافظ ابن حجر في " الفتح "، فقال: وحديث فروة بن نوفل عن أبيه أخرجه أصحاب السنن الثلاثة، وابن حبان، والحاكم، وقال الحافظ [ص: 265] في " تخريج الأذكار ": حديث حسن أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وفي سنده اختلاف كثير على أبي إسحاق السبيعي، فلذا اقتصرت على تحسينه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في إسناده اختلاف: أخرجه أحمد (5/456) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا إسرائيل. وأخرجه أحمد أيضا. قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا زهير (ح) وحدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا إسرائيل. والدارمي (3430) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا زهير وأبو داود (5055) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا زهير. والترمذي (3403) قال: حدثنا موسى بن حزام. قال: أخبرنا يحيى ابن آدم، عن إسرائيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (801) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا زهير. وفي (802) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن شعيب، قال: حدثنا إسرائيل. كلاهما (إسرائيل، وزهير) عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل الأشجعي، فذكره. * وأخرجه أحمد. قال: حدثنا أبو أحمد. (ح) وحدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنا يحيى بن آدم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (804) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أخبرنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله. أربعتهم (أبو أحمد الزبيري، وعبد الرزاق، ويحيى بن آدم، وعبد الله بن المبارك) عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن فروة الأشجعي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نحوه. لم يقل فروة (عن أبيه) . * وأخرجه الترمذي (3403) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن فروة بن نوفل، أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (803) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد قال: حدثنا مخلد. قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي، عن ظئر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. الحديث: 2252 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 2253 - (ت د) عرباض بن سارية - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ المُسبِّحَاتِ قبل أَن ينامَ، إِذَا اضطجع، وقال: «إن فيهنَّ آية أَفضل من ألفِ آية» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المسبحات) : هي السور التي في أولها {سَبَّحَ لله} أو {يُسبِّح لله} أو {سَبِّح اسم ربك} .   (1) رواه الترمذي رقم (3403) في الدعوات، باب ما جاء فيمن يقرأ من القرآن عند المنام، وأبو داود رقم (5057) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وفي سنده بقية بن الوليد، وهو صدوق لكن كثر التدليس عن الضعفاء، وعبد الله بن أبي بلال لم يوثقه غير ابن حبان، وقد أورد الحديث الحافظ ابن حجر في " الفتح " وسكت عليه، وقال في " تخريج الأذكار ": حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي، قال: واختلف في وصله وإرساله، فوصله من ذكر، وأخرجه النسائي من وجه آخر عن خالد بن معدان فلم يذكر العرباض، ورواته أثبت من الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/128) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وأبو داود (5057) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني. والترمذي (2921، 3406) قال: حدثنا علي بن حجر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (713) ، و (فضائل القرآن) (51) قال: أخبرنا علي بن حجر. وفي عمل اليوم والليلة (714) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق. أربعتهم (يزيد بن عبد ربه، ومؤمل بن الفضل، وعلي بن حجر، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي) عن بقية ابن الوليد، قال: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن أبي بلال، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (715) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت معاوية يحدث، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ينام ... فذكره، مرسلا. * في رواية يزيد بن عبد ربه، ومؤمل، وإسحاق: «عن ابن أبي بلال» لم ينسبوه. قلت: في إسناده بقية بن الوليد المدلس، والرواية الآخرى للنسائي تعل خبره، والله أعلم. الحديث: 2253 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 2254 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان لا ينام حتى يقرأ الزُّمَر، وبني إسرائيل» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3402) في الدعوات، باب رقم (22) ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (2920) ، (3405) قال: ثنا صالح بن عبد الله، حدثنا حماد ابن زيد عن أبي لبابة - مروان مولى عبد الرحمن بن زياد، عن عائشة، فذكره. الحديث: 2254 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 2255 - (ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 266] «إِذَا اضْطَجع أحدُكم على جنبه الأيْمنِ، ثم قال: اللَّهمَّ أسْلَمتُ نَفْسي إليك، ووجَّهتُ وَجْهي إليك، وأَلْجَأت ظهري إليك، وفَوَّضت أمْري إليك، لا ملْجَأ، ولا منجا منك إلا إليكَ، أُومِنُ بكتابك وبرسولك، فإن مات من ليلته دخل الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3392) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه، وحسنه، وهو كما قال، ورواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن وأحمد وأبو عوانة في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، وقد تقدم رقم (2250) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه الترمذي (3395) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (771) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، وأبو داود. ثلاثتهم - ابن بشار، وإبراهيم، وأبو داود - قالوا: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن إسحاق بن أخي رافع بن خديج، فذكره. الحديث: 2255 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 2256 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أوى أحدكم إِلى فِراشه فَلْيَنفُض فِرَاشه بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنه لا يَدْري ما خَلفَه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وَضَعْتُ جنبي، وبك أرفعُهُ، إنْ أَمْسكْتَ نَفْسي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلتَها فَاحْفَظْها بما تَحْفظُ به عبادَك الصالحينَ» . وفي روايةٍ نحوه، وفيه: «فإذا أراد أن يَضْطجع فَلْيَضطْجعْ على شِقِّه الأيْمنِ، وَلْيَقل: سبحانك ربي، لك وَضعْتُ جنبي، وبك أرفعُه ... وذكر نحوه» . أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرجه أبو داود، وزاد بعد قوله: «خَلَفَهُ عليه» ثم «لْيَضْطَجعْ على شِقِّه الأيمن» . [ص: 267] وفي رواية للترمذي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قام أحدُكم عن فِرَاشه، ثم رجع [إليه] فَلْيَنْفُضُه بِصَنِفَةِ ثَوْبه، ثلاثَ مرات، وَليَقل: باسمك ربي وضعت جَنبِي، وباسمك أرفعُه ... الحديث - وزاد في آخره: فإذا اسْتَيقظ فَلْيَقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي وَرَدَّ عَلَيَّ رَوحي، وأذِنَ لي بذِكرِه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (داخلة) : الإزار: طرفه. وصنفته: طرفه أيضاً من جانب هُدْبه. وقيل: من جانب حاشيته. (خَلَفَهُ عليه) : خلف فلان فلاناً: إذا قام مقامه. والمراد: ما يكون قد دب على فراشه بعد مفارقته له.   (1) رواه البخاري 11 / 107 و 108 في الدعوات، باب التعوذ والقراءة عند المنام، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى، ومسلم رقم (2714) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، والترمذي رقم (3398) في الدعوات، باب رقم (20) ، وأبو داود رقم (5050) في الدعوات، باب ما يقال عند النوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/422) قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي. وفي (2/432) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، وهو الحراني. قال: حدثنا زهير. والبخاري (8/87) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. وفي الأدب المفرد (1210) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبدة. وفي (1217) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا أنس بن عياض. ومسلم (8/79) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا أنس بن عياض. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة. وأبو داود (5050) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (791) قال: أخبرنا محمد بن معدان. قال: حدثنا ابن أعين. قال: حدثنا زهير. أربعتهم - يحيى بن سعيد، وزهير بن معاوية، وعبدة بن سليمان، وأنس بن عياض- عن عبيد الله بن عمر ابن حفص بن عاصم. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. * أخرجه أحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن عجلان. وقرىء على سفيان - وفي (2/283) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن عبيد الله بن عمر وفي (2/295) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عبد الله بن عمر. وفي (2/432) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والدارمي (2687) قال: أخبرنا أبو النعمان. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر. والبخاري (9/145) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني مالك. وابن ماجة (3874) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله. والترمذي (3401) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (792) قال: أخبرنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (793) قال: أخبرنا زياد بن يحيى. قال: حدثنا المعتمر بن سليمان. قال سمعت عبيد الله. وفي (866) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. وفي (890) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، عن ابن عجلان. أربعتهم - ابن عجلان، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، ومالك - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره. ليس فيه: (عن أبيه) . * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (794) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أخبرنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله، عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة. قوله. * في رواية ابن أبي عمر، عن سفيان، عند الترمذي، زاد: «فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي، وأذن لي بذكره» . وروايته عند النسائي مختصرة على هذه الزيادة. الحديث: 2256 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 2257 - (م ت د) سهيل بن صالح - رحمه الله -: قال: كان أَبو صالح (1) يأمرنا إذا أراد أحدُنا أَنْ ينامَ: أنْ يضْطَجع على شِقِّهِ الأيمنَ ثم [ص: 268] يقول: «اللَّهمَّ ربَّ السماواتِ وربَّ الأرضِ، وربَّ العرْشِ العظيم، وربَّ كُلِّ شيء، فالِقَ الحَبِّ والنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوراةِ، والإِنْجِيل، والقرآن، أَعُوذ بك من شرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصيتها، اللهم أَنت الأولُ فليس قبلك شيء، وأنت الآخِرُ فليس بَعدَك شيء، وأنت الظَّاهِرُ فليس فوْقَك شيء، وأنت الباطِنُ فليس دُونَك شيء» ، «اقْضِ عنا الديْنَ وأغْنِنا من الفقرِ» . قال سهيلُ: وكان أبو صالح يروي ذلك عن أبي هريرة عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية قال: «أتت فاطمةُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تسألُه خادماً، فقال لها: قولي: اللهمَّ ربَّ السموات السبعِ ... وذكر الحديث» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فالق الحب والنوى) : فالق الحب: هو الله الذي يشق الحبة من الطعام في الأرض للنبات، والنوى: عجم التمر ونحوه.   (1) هو ذكوان السمان أبو صالح الزيات، كان يجلب الزيت إلى الكوفة، ثقة ثبت. (2) رواه مسلم رقم (2713) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، والترمذي رقم (3397) في الدعوات، باب من الأدعية عند النوم، وأبو داود رقم (5051) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وفي الحديث ثلاث سنن عند النوم: إحداها: النوم على طهارة، والثانية: النوم على الشق الأيمن، والثالثة: ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/381) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/404) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال: حدثنا ابن عياش. وفي (2/536) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة والبخاري في الأدب المفرد (1212) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (8/78، 79) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال: حدثنا خالد، يعني الطحان. وأبو داود (5051) قال: حدثنا موسى بان إسماعيل. قال: حدثنا وهيب (ح) وحدثنا وهب بن بقية، عن خالد، وابن ماجة (3873) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والترمذي (3400) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال: أخبرنا عمرو بن عون. قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. والنسائي في الكبرى (الورقة /101-أ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا أبو هشام. قال: حدثنا وهيب. وفي (الورقة/101-ب) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير. وفي عمل اليوم والليلة (790) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا جرير. ستتهم (وهيب، وأبو بكر بن عياش، وحماد، وجرير، وخالد بن عبد الله الطحان، وعبد العزيز بن المختار) عن سهيل بن أبي صالح. 2- وأخرجه مسلم (8/79) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن أبي عبيدة. قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3831) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن أبي عبيدة. قال: حدثنا أبي. والترمذي (3481) قال: حدثنا أبو كريب: قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي في الكبرى (الورقة 101) قال: أخبرني هلال بن العلاء. قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا زهير. ثلاثتهم - أبو أسامة، وأبو عبيدة بن معن، وزهير بن معاوية -عن الأعمش. كلاهما - سهيل بن أبي صالح والأعمش - عن أبي صالح، فذكره. * وفي رواية الأعمش: «جاءت فاطمة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تسأله خادما فقال لها: قولي ... » الحديث. الحديث: 2257 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 2258 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا استَيْقظَ من الليل، قال: لا إلهَ إلا أنتَ، سبحانك اللَّهمَّ وبِحَمدِك، أستَغفِرك لِذَنبي، وأَسألك رحمتك، اللَّهمَّ زِدني علماً، ولا تُزغ قلبي بعد إذ هَدَيْتَني، وَهب لي من لَدنكَ رحمة، إِنَّك أنت الوَّهاب» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5061) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وفي سنده عبد الله بن الوليد بن قيس التجيبي البصري، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب "، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5061) قال: حدثنا حامد بن يحيى. قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والنسائي في اليوم والليلة (865) قال: أخبرنا عمرو بن سواد. قال: أخبرنا ابن وهب (ح) وأخبرني عبيد الله بن فضالة. قال: أخبرنا عبد الله. كلاهما (أبو عبد الرحمن المقرىء - عبد الله بن يزيد، وابن وهب) عن سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني عبد الله بن الوليد عن سعيد بن المسيب، فذكره. قلت: عبد الله بن الوليد، يضعف في الحديث. الحديث: 2258 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 2259 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يأْوي إلى فِرَاشِهِ: أستغفرُ اللهَ الذي لا إِلهَ إلا هو الحيُّ القيومُ وأتوب إليه، ثلاث مرات، غُفرتْ له ذنوبهُ، وإنْ كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رَملِ عالجٍ، وإن كانت عدد أيام الدنيا» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3394) في الدعوات، باب الدعاء عند النوم، وفي سنده عطية بن سعد العوفي، وهو صدوق، لكنه يخطئ كثيراً، كما قال الحافظ في " التقريب "، وفيه أيضاً عبيد الله بن الوليد الوصافي، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي فقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن الوليد الوصافي، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": هذا حديث غريب، والوصافي وشيخه - يعني عطية بن سعد العوفي - ضعيفان، لكن رواه غيره عن عطية عن أبي سعيد بنحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (3/10) والترمذي (3397) قال: حدثنا صالح بن عبد الله. كلاهما (أحمد، وصالح) قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية العوفي، فذكره. قلت: عبيد الله بن الوليد ضعيف، وشيخه العوفي، يضعف بشدة. الحديث: 2259 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 2260 - (خ ت د) عبادة بن الصامت: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 270] «مَن تَعَارَّ من الليل، فقال: لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللَّهمَّ اغفر لي - أو قال: ثم دعا - استُجِيبَ له، فإن عزم فتوضأ وصلَّى، قُبلَتْ صلاتُه» . أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تعار) الرجل من نومه: إذا انتبه وله صوت.   (1) رواه البخاري 3 / 33 في التهجد، باب فضل من تعار من الليل فصلى، والترمذي رقم (3411) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا انتبه من الليل، وأبو داود رقم (5060) في الأدب، باب ما يقول إذا تعار من الليل. قال الحافظ في " الفتح ": فائدة: قال أبو عبد الله الفربري الراوي عن البخاري: أجريت هذا الذكر على لساني عند انتباهي ثم نمت فأتاني آت فقرأ {وهدوا إلى الطيب من القول ... } الآية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/313) والدارمي (2690) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الحزامي. والبخاري (2/68) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. وأبو داود، (5060) وابن ماجة (3878) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والترمذي (3414) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. والنسائي في عمل اليوم الليلة (861) قال: أخبرنا محمد بن المصفى بن بهلول. ستتهم (أحمد، والحزامي، وصدقة، وعبد الرحمن، وابن أبي رزمة، وابن المصفى) عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني عمير بن هانىء العنسي، قال: حدثني جنادة بن أبي أمية، فذكره. الحديث: 2260 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 2261 - (د) أبو الأزهر الأنماري - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا أخذ مَضْجَعَهُ من الليل: «بسم الله، وَضَعْتُ جَنْبي لله، اللهم اغْفِر لي ذَنبي، وأخسِىءُ شَيطاني، وفُكَّ رِهَاني، واجعَلني في النَّديِّ الأعلى» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 271] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أخسىء) : خسأت الكلب: إذا طردته. (فك رهاني) : الفك: التخليص. والرهان: جمع رهن. وأراد به: تخليصه مما نفسه مرتهنة به من حقوق الله تعالى. (النَّدي الأعلى) : الندي: النادي، المجلس يجتمع فيه القوم، فإذا تفرقوا عنه فليس بناد ولا ندي. والمراد بالندي الأعلى: مجتمع الملائكة المقربين. ولهذا وصفه بالعلو.   (1) رقم (5054) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وإسناده حسن، وقد حسنه أيضاً النووي في " الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (5054) قال: حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن ثور، عن خالد بن معدان، فذكره. * قال أبو داود: رواه أبو همام الأهوازي، عن ثور، قال: (أبو زهير الأنماري) . قلت: قال الحافظ في الإصابة (11/11) : أخرج أبو داود حديثه في السنن بسند جيد، شامي. ونقل عن أبي زرعة قوله: لا يسمى وهو صحابي، روى ثلاثة أحاديث، قلت: أي الحافظ: له حديث في التأمين. الحديث: 2261 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 2262 - (د) حفصة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا أراد أنْ يَرقُدَ وضعَ يَدَه اليمنى تحت خَدِّه، ثم يقول: اللَّهمَّ قِني عذابكَ يومَ تبعثُ عبادك، ثلاث مرَّات» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5045) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وهو حديث صحيح، وقد تقدم أكثر من مرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/287) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (6/287) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (6/287) قال: حدثنا روح. وفي (6/287) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1544) قال: حدثنا محمد بن الفضل. وأبو داود (2451) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي (4/203) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا إسحاق. قال: أنبأنا النضر. وفي عمل اليوم والليلة (761) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد. قال: حدثنا يزيد بن هارون. سبعتهم (أبو كامل، ويزيد، وروح بن عبادة، وعفان، ومحمد بن الفضل، وموسى بن إسماعيل، والنضر بن شميل) عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن سواء الخزاعي، فذكره. * رواية أبي كامل، وروح، ومحمد بن الفضل، وموسى بن إسماعيل، والنضر، مختصرة على: «قصة الصيام» . * ورواية يزيد مختصرة على أوله إلى أن قال ... ثلاث مرات. * وأخرجه أحمد (6/288) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (5045) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (762) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. كلاهما - عبد الصمد، وموسى بن إسماعيل - عن أبان بن يزيد العطار، قال: حدثنا عاصم، عن معبد ابن خالد، عن سواء الخزاعي، فذكره. زاد فيه: معبد بن خالد. * رواية أبان مختصرة على أوله إلى أن قال ... ثلاث مرات. إلا أن أحمد زاد في روايته «وكانت يده اليمنى لطعامه وشرابه، وكانت يده اليسرى لسائر حاجته.» . * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (763) قال: أخبرني علي بن حرب، عن القاسم بن يزيد. قال: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن المسيب، عن سواء الخزاعي، عن حفصة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن. * وأخرجه أحمد (6/287) . وعبد بن حميد (1545) قال: حدثني ابن أبي شيبة. والنسائي (4/203) وعمل اليوم والليلة (764) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار. ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، والقاسم) عن حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن المسيب، عن حفصة، فذكرته. ليس فيه: «سواء الخزاعي» . * في رواية عبد بن حميد: وقال غير حسين: عن زائدة، عن سواء. * رواية النسائي مختصرة. الحديث: 2262 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 2263 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند مضْجَعِهِ: «اللَّهمَّ إِني أَعُوذ بِوَجهكَ الكريم، وبِكلماتِكَ التَّامَّات من شَرِّ كل دابَّة أنت آخِذٌ بناصِيَتها، اللَّهمَّ أنت تَكْشِفُ المَغْرَمَ والمأْثم، اللَّهم لا يُهْزَمُ جُندُكَ، ولا يُخْلَفُ وعدُك، ولا يَنفعُ ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ، سبحانك اللَّهمَّ وبِحَمدِكَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5052) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، من حديث أبي إسحاق السبيعي عن الحارث [ص: 272] الأعور وأبي ميسرة عن علي رضي الله عنه، ورواه أيضاً النسائي في " الكبرى "، وهو حديث حسن، وصحح إسناده النووي في " الأذكار "، وتعقبه الحافظ في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان فقال: هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود والنسائي في " الكبرى ": وفي سنده علتان تحطه من مرتبة الصحيح، إحداهما: أن الحارث بن عبد الله بن الأعور أحد رجال سنده ضعيف، وباقي رجاله ثقات خرج لبعضهم مسلم، والثانية: أنه اختلف في سنده على أبي إسحاق (يعني السبيعي) فعند أبي داود والنسائي عن أبي إسحاق عن الحارث وأبي ميسرة كلاهما عن علي رضي الله عنه، قال الحافظ: ولم أره من طريقه إلا بالعنعنة، وجاء عند الطبراني من طريق العمري: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا حماد بن عبد الرحمن، حدثنا أبو إسحاق عن أبيه قال: كتب لي علي رضي الله عنه كتاباً فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أخذت مضجعك فقل ... فذكر مثله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5052) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (767) قال: أخبرني أحمد بن سعيد. كلاهما - العباس، وأحمد - قالا: حدثنا الأحوص، يعنيان ابن جواب، قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن الحارث وأبي ميسرة، فذكراه. قلت: في إسناده الحارث الأعور، وبه أعل الحافظ الحديث في تخريج الأذكار، وذكر عنعنة أبي إسحاق، وقال: وجاء عند الطبراني من طريق العمري حدثنا هشام بن عمار، ثنا حماد بن عبد الرحمن، ثنا أبو إسحاق، عن أبيه قال: كتب لي علي كتابا فيه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر الحديث. الحديث: 2263 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 2264 - (ت) بريدة - رضي الله عنه -: قال: «شَكا خالدُ بن الوليد إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، ما أَنام الليلَ من الأرَق، فقال نبي الله: إذا أوَيتَ إِلى فراشك، فقل: اللَّهمَّ ربَّ السموات السبع وما أَظَلَّت، وربَّ الأرضِينَ وما أَقَلَّتْ، وربَّ الشياطين وما أَضَلَّتْ، كُن لي جاراً من شَرِّ خَلْقِك كلِّهم جميعاً: أنْ يَفْرُطَ عليَّ أحدٌ، أو أن يَبغِيَ عليَّ، عَزَّ جَارُك، وجلَّ ثناؤكَ، ولا إلهَ غيرك، لا إله إلا أنت» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأرق) : السهر في الليل لامتناع النوم. [ص: 273] (أظلت) : السماء الأرض، أي: ارتفعت عليها، فهي لها كالمظلة. (أقلت) الأرض ما عليها: أي حملته. (أضلت) : الإضلال: الحمل على الضلال، وهو ضد الهدى. (يَفرُط) : فرط مني كذا، أي: بدر وعجل. (يبغي) : البغي: الفساد والظلم.   (1) رقم (3518) في الدعوات، باب رقم (96) ، وفي سنده الحكم بن ظهير، وهو متروك، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، ويروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً من غير هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3523) قال: ثنا محمد بن حاتم، قال: ثنا الحكم بن ظهير قال: ثنا علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، ويروى عن النبي مرسلا من غير هذا الوجه. الحديث: 2264 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 2265 - (ط) مالك بن أنس: قال: «بلغني: أن خالدَ بنَ الوليد - رضي الله عنه - قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني أُرَوَّعُ في منامي، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قل أعُوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّة من غضبهِ وعقابه وشَرِّ عباده، ومن هَمَزَاتِ الشياطين، وأنْ يَحْضرُونِ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 950 في الشعر، باب ما يؤمر به من التعوذ، وإسناده منقطع، قال الزرقاني: وأخرجه ابن عبد من طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان. قال الزرقاني: وهو مرسل. أقول: ويشهد له الحديث الذي بعده، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (4/433) عن يحيى بن سعيد قال: بلغني، فذكره قال الإمام الزرقاني: أخرجه ابن عبد البر من طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان أن خالد بن الوليد.. وهو مرسل، وأخرجه أيضا من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. قلت: ابن إسحاق يدلس تدليس التسوية! ! !. الحديث: 2265 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 2266 - (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا فَزِعَ أحدُكم في النوم فَلْيَقل: أَعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعذابهِ وشرِّ عِبادِه، ومن همزات الشَّياطين وأنْ يَحضُرونِ، فإنها لَنْ تَضُرَّهُ، وكان عبد الله يُلقِّنها مَن بلغ من أولاده، ومن لم يبْلُغ منهم، كتبها في صَكٍّ، وعَلَّقها في عُنُقِهِ» (1) . [ص: 274] أخرجه الترمذي و [أخرجه] أبو داود، ولم يذكر «النوم» إنما قال: «إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعَلِّمُهم من الفَزَعِ كلماتٍ ... » وذكر الحديث (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صك) : الصك: الكتاب يكتب به وثيقة بشيء.   (1) هذا عمل صحابي، وقد اختلف العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في تعليق التمائم التي من [ص: 274] القرآن وأسماء الله وصفاته، فقالت طائفة: يجوز ذلك، وهو عمل عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره من الصحابة والتابعين، وحملوا حديث " إن الرقى والتمائم والتولة شرك " على التمائم التي فيها شرك، وقالت طائفة: لا يجوز ذلك، وهو قول عبد الله بن مسعود وابن عباس وغيرهما من الصحابة والتابعين، والأفضل ترك تعليق التمائم من القرآن وغيره، واستعمال الترقية بالمعوذات وغيرهما كما ورد ذلك عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة. (2) رواه الترمذي رقم (3519) في الدعوات، باب رقم (96) ، وأبو داود رقم (3893) في الطب، باب كيف الرقى، ورواه أيضاً ابن السني في " عمل اليوم والليلة " صفحة (239) ، وفيه عنعنة ابن إسحاق، ولكن يشهد له حديث مالك الذي قبله مرسلاً، فالحديث حسن، ورواه الحاكم في " المستدرك "، وليس عنده تخصيصها بالنوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/181) (6696) قال: حدثنا يزيد. وأبو دا ود (3893) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والترمذي (3528) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. والنسائي في عمل اليوم والليلة (765) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (766) قال: أخبرني عمران بن بكار، قال: حدثنا أحمد بن خالد. أربعتهم (يزيد بن هارون، وحماد، وإسماعيل بن عياش، وأحمد بن خالد) عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. قلت: ابن إسحاق يدلس، راجع التعليق على الحديث السابق. الحديث: 2266 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 الفصل الخامس: في أدعية الخروج من البيت والدخول إليه 2267 - (ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من بيته قال: «بسم الله، توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك [ص: 275] من أن نَزِلَّ أو نَضِلَّ، أو نَظْلِمَ أو نُظْلَم، أَو نَجْهَلَ أَو يُجهَلَ علينا» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود قالت: «ما خرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من بيته قَطُّ إلا رَفَعَ طَرْفَهُ إلى السماءِ، فقال: اللَّهمَّ إني أعوذ بك أَن أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أَو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أوْ أُظْلَم، أو أَجهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ» . وفي رواية النسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من بيتهِ، قال: «بسم الله، رَبِّ أعوذ بك من أنْ أزِلَّ، أو أضِلَّ، أو أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ، أو أجهَلَ أو يُجْهَلَ عَلَيَّ» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3423) في الدعوات، باب رقم (35) ، وأبو داود رقم (5094) في الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته، والنسائي 8 / 268 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الضلال، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3884) في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا خرج من بيته، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أيضاً أحمد، والحاكم، وابن السني، وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1- أخرجه الحميدي (303) قال: حدثنا فضيل بن عياض. وأحمد (6/306) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان، وفي (6/318) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/321) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (1536) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (5094) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (3884) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيدة بن حميد. والترمذي (3427) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (8/268) قال: أخبرني محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير وفي (8/285) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال حدثنا سفيان. وفي عمل اليوم والليلة (86) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله بن عمرو. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة وفي (87) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. خمستهم (فضيل بن عياض، وسفيان الثوري، وشعبة، وعبيدة بن حميد، وجرير) عن منصور. 2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (85) قال: أخبرني علي بن سهل. قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. كلاهما (منصور، وعاصم) عن عامر الشعبي، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (88) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن حديث عبد الرحمن، عن سفيان، عن زبيد، عن الشعبي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 2267 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 2268 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا خرج الرَّجُلُ من بيته، فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حولَ، ولا قوة إلا بالله، يُقال له: حَسْبُك، هُدِيتَ، وكُفِيتَ، ووقِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطانُ» أخرجه الترمذي. [ص: 276] وفي رواية أبي داود قال: «إِذا خرج الرَّجُلُ من بيته، فقال: بسم الله، توكلتُ على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له حينئذ: هُدِيتَ، وكُفِيتَ، ووُقِيتَ، فَيَتَنَحَّى له الشيطانُ، فيقول شيطانٌ آخرُ: كيف لك برجلٍ قد هُدِيَ، وكُفيَ، ووُقِيَ؟» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3422) في الدعوات، باب رقم (34) ، وأبو داود رقم (5095) في الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته، وحسنه الترمذي، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2375) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (5095) قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن الخثعمي، قال: حدثنا حجاج بن محمد والترمذي (3426) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، قال: حدثنا أبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (89) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم، عن حجاج. كلاهما (حجاج، ويحيى بن سعيد) عن ابن جريج، عن إسحاق، فذكره. الحديث: 2268 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 2269 - (د) أبو مالك الأشجعي: ويقال له - الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا وَلَجَ الرجلُ بيتَه فليقل: اللَّهمَّ إني أسألك خير المَوْلَجِ، وخير المَخرَج، بسم الله وَلَجْنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله رَبِّنا توكلنا، ثم ليُسلِّمْ على أهله» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5096) في الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5096) قال: حدثنا ابن عوف. قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثني أبي. قال: ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل. قال: حدثني ضمضم، عن شريح. فذكره. الحديث: 2269 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 الفصل السادس: في أدعية المجلس والقيام عنه 2270 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 277] «مَنْ جلس مجلساً كَثُر فيه لَغَطُهُ، فقال - قبل أَن يقوم من مجلسه ذلك -: سبحانك اللَّهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفركَ وأتوب إليك، إلا غُفِرَ له ما كان في مجلسهِ ذلك» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لغطه) اللغط: الردئ من الكلام والقبيح.   (1) رقم (3429) في الدعوات، باب ما يقول الرجل إذا قام من مجلسه، وإسناده حسن، وحسنه الترمذي، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2366) موارد، وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/369) قال: حدثنا هيثم. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. وفي (2/494) قال: حدثنا حجاج. قال: قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة. والترمذي (3433) قال: حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر الكوفي، أحمد بن عبد الله الهمداني. قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (397) مكرر قال: أخبرني عبد الوهاب بن عبد الحكم. قال: أخبرنا حجاج. قال: قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة. كلاهما (إسماعيل، وموسى) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2270 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 2271 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «كلماتٌ لا يَتَكلَّمُ بِهنَّ أحدٌ في مجلسهِ، عند قيامِه ثلاثَ مرَّاتٍ إلا كُفرَ بِهِنَّ عنه، ولا يقُولهُنَّ في مجلسِ خيرٍ، ومجلسِ ذِكْرٍ إلا خُتِمَ له بهنَّ عليه، كما يُخْتَمُ بالخاتم على الصحيفة: سبحانك اللَّهمَّ وبِحَمدِكَ، لا إلهَ إلا أنت، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليك» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4857) في الأدب، باب في كفارة المجلس، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2367) موارد، وهو حديث حسن، ويشهد له الذي بعده عن أبي هريرة مرفوعاً، وحديث عائشة رقم (2275) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4857) قال: ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، أن سعيد بن أبي هلال حدثه، أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدثه، فذكره. قلت: إسناده حسن، وهو موقوف. الحديث: 2271 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 2272 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: بنحو ذلك، أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4858) في الأدب، باب في كفارة المجلس، وهو حديث حسن، وقد رواه بنحوه الحاكم في " المستدرك " 1 / 537 من حديث جبير بن مطعم، وصححه، ووافقه الذهبي، وأورده المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 236 من حديث جبير بن مطعم، وقال: رواه النسائي والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4858) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو. قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرو، عن المقبري، فذكره. الحديث: 2272 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 2273 - (د) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول بِأخَرَةٍ، إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللَّهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إلهَ إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، فقال رجلٌ: يا رسول الله، إنك لَتَقُولُ قولاً ما كنتَ تَقُولُهُ فيما مضى؟ فقال: كَفَّارَةٌ لِمَا يكونُ في المجلس» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كفارة) : الكفارة: الخصلة التي تمحو الذنوب، وهي المرة الواحدة من التكفير: التغطية للشيء.   (1) رقم (4859) في الأدب، باب في كفارة المجلس، وإسناده حسن، ورواه أيضاً من حديث أبي برزة ابن أبي شيبة والحاكم في " المستدرك " 1 / 537 وغيرهما، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/425) قال: حدثنا يعلى. والدارمي (2661) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وأبو داود (4859) قال: حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي، وعثمان بن أبي شيبة، أن عبدة بن سليمان أخبرهم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (426) قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى. ثلاثتهم (يعلى، وعبدة، وعيسى بن يونس) عن الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن رفيع أبي العالية، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/420) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: أنبأنا حجاج، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي برزة الأسلمي، فذكره ليس فيه أبو العالية. الحديث: 2273 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 2274 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا جلس مجلساً، أو صلَّى، تكلم بكلماتٍ، فسألته عائشةُ عن الكلمات؟ فقال: إن تكلم بخيرٍ كان طابَعاً عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بِشَرٍّ كان كَفَّارَة له: سبحانك اللَّهمَّ وبِحمْدِك، لا إلهَ إلا أنت، أستَغْفِرك وأتوب إليك» أخرجه النسائي (1) . [ص: 279] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طابعاً) : الطابع: الخاتم، وقد تقدم ذكره في الباب (2) .   (1) 3 / 71 و 72 في السهو، باب نوع آخر من الذكر بعد التسليم، وإسناده حسن، وهو شاهد لحديث عبد الله بن عمرو المتقدم رقم (2272) . (2) انظر رقم (2271) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/77) قال: حدثنا أبو سلمة. والنسائي (3/71) ، وفي الكبرى (1176) ، وفي عمل اليوم والليلة (400) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الصاغاني. قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة. وفي عمل اليوم والليلة (308) قال: أخبرنا محمد بن سهل بن عسكر. قال: حدثنا ابن أبي مريم. كلاهما - أبو سلمة الخزاعي، وابن أبي مريم - عن خلاد بن سليمان أبي سليمان (وفي رواية أحمد بن حنبل: خالد بن سليمان الحضرمي) ، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة بن الزبير، فذكره. ورواه عنها زرارة: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (398) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب. قال: أخبرنا الليث، عن ابن الهاد، عن يحيى بن سعيد، عن زرارة، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (399) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن رجل من أهل الشام، عن عائشة. قالت::كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من مجلس يكثر أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت ... وساق الحديث نحوه. الحديث: 2274 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 2275 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان يُعَدُّ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد - قبل أنْ يَقُومَ - مائةُ مرَّةٍ: ربِّ اغْفِر لي وتُب عَليَّ، إنك أَنت التَّوَّابُ الغَفورُ» . أخرجه الترمذي. وعند أبي داود: «التَّوابُ الرَّحيم» (1) .   (1) رقم (3430) في الدعوات، باب ما يقول إذا قام من مجلسه، وأبو داود رقم (1516) في الصلاة، باب الاستغفار، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/67) (5354) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: أخبرنا زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق. وعبد بن حميد (810) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق. والبخاري في الأدب المفرد (627) قال: حدثنا جندل بن والق، قال: حدثنا يحيى بن يعلى، عن يونس بن خباب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (459) قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق. كلاهما - أبو إسحاق، ويونس بن خباب - عن مجاهد، فذكره. ورواه عن ابن عمر، أبو الفضل: أخرجه أحمد (2/84) (5564) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (460) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. كلاهما (محمد بن جعفر، وأبو داود) عن شعبة، عن يونس بن خباب، قال: سمعت أبا الفضل، فذكره. * في رواية محمد بن جعفر: (أبو الفضل أو ابن الفضل) . ورواه عن ابن عمر، نافع: 1- أخرجه أحمد (2/21) (4726) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (786) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والبخاري في الأدب المفرد (618) . قال: حدثنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا ابن نمير. وأبو داود (1516) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو أسامة، وابن ماجة (3814) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة، والمحاربي. والترمذي (3434) قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، قال: حدثنا المحاربي والنسائي في عمل اليوم والليلة (458) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو بكر وهو الحنفي. أربعتهم (عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وعبد الرحمن المحاربي، وأبو بكر الحنفي) عن مالك بن مغول. 2- وأخرجه الترمذي (3434) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. كلاهما (مالك بن مغول، وسفيان) عن محمد بن سوقة، عن نافع، فذكره. الحديث: 2275 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 2276 - (ت) نافع - مولى ابن عمر -: قال: «كان ابنُ عمر - رضي الله عنهما - إذا جلس مجلساً لم يَقُمْ حتى يدعوَ [بهنَّ] لِجُلَسَائِه، وزَعم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهنَّ لِجُلسائِهِ: اللَّهمَّ اقْسِم لنَا من خَشْيَتِكَ ما يَحُولُ بيننا وبين معاصِيك، ومِن طاعتك ما تُبَلِّغُنَا به جَنَّتك، ومن اليَقِين ما تُهوِّنُ به علينا مصائِبَ الدنيا، اللَّهمَّ أَمتِعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقُوَّتنا ما أَحيَيتنا، واجعَلُه الوارثَ منا، واجعل ثَأْرنا على من ظلمنا، وانْصُرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مُصيبَتَنَا في دِيننا، ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، ولا تُسَلِّطْ علينا مَن لا يَرحَمُنا» . هذه الرواية ذكرها رزين هكذا. والذي رأيتُه في الترمذي: أنَّ ابْنَ عمر قال: «ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 280] يقومُ من مجلسٍ حتى يَدْعُوَ بهؤلاءِ الدَّعوَاتِ لأصحابه ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رقم (3497) في الدعوات، باب رقم (83) ، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 528 وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (401) قال: أخبرني الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا بكر، عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، عن نافع، فذكره. * أخرجه الترمذي (3502) قال: حدثنا علي بن حجر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (402) قال: أخبرنا سويد بن نصر. كلاهما (علي، وسويد) عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، قال: حدثني عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، أن ابن عمر قال: «قلما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه.. الحديث» . (ليس فيه نافع) . قلت: عبيد الله بن زحر، يضعف في الحديث، كأنه لم يحفظه، والله أعلم. الحديث: 2276 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 2277 - () أبو واقد الليثي - رضي الله عنه -: كان كثيراً ما يقولُ إذا أراد الْقيامَ من مجلسه: «يا ذا الْمَلَكُوتِ والْجَبَرُوتِ، والعِزَّةِ والكِبْرِياءِ والعَظَمَةِ، والسُّلْطَانِ والقُدْرَةِ: أصْلِح لي قلبي وَعَمَلي ونِيّتي، وسِرِّي وَعَلانِيَتي، وبارك [لي] فيما رزقْتني، ومُنَّ عَلَيَّ بالعافية من بلاءِ الدنيا والآخرة» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 2277 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 الفصل السابع: في أدعية السفر والقفول 2278 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذَا قَفَلَ من غَزْوٍ أو حَجّ أو عُمرةٍ يُكَبِّرُ على كلِّ شَرَفٍ من الأرض، ثلاثَ تَكْبِيرات، ثم يقول: «لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُون، [ص: 281] عابِدُونَ، ساجدون، لربِّنا حامِدون، صَدَقَ اللهُ وعْدَه، ونَصَرَ عبده، وهزم الأحزاب وحدَه» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم أيضاً قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قَفَلَ من الْجيوشِ أو السَّرايا أو الحج أو العُمرة، إذا أوفى على ثَنِيَّةٍ أو فَدْفَدٍ، كَبَّرَ ثلاثاً. وفي رواية: «مَرَّتين» ، وأخرجه الموطأ، وأبو داود. وفي رواية الترمذي عِوَض: «ساجدون» : «سائحون» ، وفي حديثه ذِكْر الفَدْفَدِ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قفل) القوم من سفرهم: إذا رجعوا. (شَرَف) : الشرف: ما ارتفع من الأرض. (آيبون) : آب يؤوب: إذا رجع. (السرايا) : جمع سرية، وهي طائفة من العسكر تنفذ في الغزو. [ص: 282] (أوفى) على الموضع: إذا أشرف واطلع. (ثنية) : الثنية: المرتفع من الأرض، كالنشز والرابية، وقيل: هو العقبة في الجبل، وقيل: طريق بين الجبلين. (فَدْفَد) : الفَدْفَد: الأرض المستوية. (سائحون) : السائحون هاهنا: الصائمون. وكذا [جاء] في القرآن في قوله: {الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ} [التوبة: 112] وإنما قيل للصائم: سائح، لأن الذي يسبح في الأرض متعبداً يذهب ولا زاد له، فحين يجد الزاد يطعم، والصائم يمضي نهاره ولا يطعم شيئاً، فشبه به.   (1) رواه البخاري 11 / 160 في الدعوات، باب الدعاء إذا أراد سفراً أو رجع، وفي الحج، باب ما يقول إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو، وفي الجهاد، باب التكبير إذا علا شرفاً، وباب ما يقول إذا رجع من الغزو، وفي المغازي، باب غزوة الخندق، ومسلم رقم (1344) في الحج، باب ما يقول إذا قفل من سفر الحج وغيره، والموطأ 2 / 421 في الحج، باب جامع الحج، والترمذي رقم (950) في الحج، باب ما جاء في ما يقول عند القفول من الحج والعمرة، وأبو داود رقم (2770) في الجهاد، باب في التكبير على كل شرف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/105) (5830) قال: حدثنا عتاب بن زياد. وفي (2/105) (5831) قال: حدثنا علي بن إسحاق. والبخاري (5/142) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. ثلاثتهم - عتاب، وعلي بن إسحاق، ومحمد بن مقاتل - عن عبد الله بن مبارك، قال: أخبرنا موسى بن عقبة، عن سالم، ونافع، فذكراه. * أخرجه مالك (الموطأ) (272) . والحميدي (644) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وأحمد (2/5) (4496) ، (2/15) (4636) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/21) (4717) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/38) (0962) قال: حدثنا عبدة، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/63) (5295) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/8) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك وفي (4/93) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية. وفي (8/102) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك ومسلم (4/105) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى وهو القطان، عن عبيد الله (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن علية، عن أيوب (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا معن، عن مالك (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك. وأبو ادود (2770) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والترمذي (950) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (539) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن كثير ابن فرقد. وفي (540) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبيد الله. وفي الكبرى تحفة الأشراف (8179) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. وفي (8332) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك. ستتهم (مالك، وعبيد الله بن عمر، وأيوب، وجويرية، والضحاك بن عثمان، وكثير بن فرقد) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره (ليس فيه سالم) . * أخرجه الحميدي (643) (قال: حدثنا سفيان) وأحمد (2/10) (4569) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري (4/69) قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (540) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (6762) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سفيان. كلاهما (سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي سلمة) عن صالح بن كيسان، عن سالم بن عبد الله، فذكره. ليس فيه (نافع) . الحديث: 2278 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 2279 - (م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفرٍ، حمِد الله تعالى وسبَّح، وكبَّرَ ثلاثاً، ثم قال: {سبحان الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كنا له مُقْرِنين (1) . وإنا إلى ربِّنا لمنقلبون} [الزخرف: 13- 14] اللَّهمَّ إنا نسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى، ومن العمل ما تَرْضى، اللَّهمَّ هَوِّن علينا في سفرنا هذا، واطوِ عَنَّا بُعْدَ الأرض، اللَّهمَّ أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهلِ، اللَّهمَّ [ص: 283] إني أعوذ بك من وْعثاءِ السفر، وكآبَةِ المنْظَرِ، وسوءِ المُنْقَلَبِ في الأهل والمال، وإذا رجع قالهنَّ - وزاد فيهنَّ -: آيِبُون تائِبُونَ عابِدُون، لربِّنا ساجدون» . هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي - بعد قوله: «في الأهل» -: «اللَّهمَّ اصحَبنا في سفرنا، واخْلُفنا في أهلنا، وكان يقول: إذا رجع إلى أهله: آيبون إن شاء الله، تَائِبُونَ عابِدُونَ، لربنا ساجِدُون» (2) . وفي رواية أبي داود نحوه بزيادة ونُقْصَان يسير: ولم يذكر في أوله «سَبَّحَ» وفي آخره: «وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وجُيُوشُهُ إِذا عَلَوا الثَّنَايا كَبَّرُوا، وإذا هَبَطُوا سَبَّحُوا، فَوُضِعت الصلاة على ذلك» (3) . [ص: 284] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مقرنين) : يعني: مقتدرين عليه. (وعثاء السفر) : تعبه ومشقته وشدته. (كآبة المنظر وسوء المنقلب) : الكآبة: الحزن، والمنقلب: المرجع، وذلك أن يعود من سفره حزيناً كئيباً، أو يصادف ما يحزنه في أهل ومال ونحو ذلك. والمنظر: هو ما ينظر إليه من أهله وماله وحاله.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": معنى " مقرنين ": مطيقين، أي: ما كنا نطيق قهره واستعماله، لولا تسخير الله تعالى إياه لنا، وفي هذا الحديث: استحباب هذا الذكر عند ابتداء الأسفار كلها. (2) رواه مسلم رقم (1342) في الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، والترمذي رقم (3444) في الدعوات، باب ما جاء ما يقول إذا ركب دابة، وأبو داود رقم (2599) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر. (3) قوله: وفي آخره: " وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك "، هذه الجملة من الحديث مدرجة، وليست من حديث أبي داود بسنده، وإنما رواها عبد الرزاق عن ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ... الخ، وهو معضل، وقد سها عن هذا الادراج الإمام النووي في أذكاره، فجعله من الحديث، وتعقبه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان 5 / 140 فقال: وقع في هذا الحديث خلل من بعض رواته، وبيان ذلك أن مسلماً وأبا داود وغيرهما أخرجوا هذا الحديث من رواية ابن جريج عن أبي الزبير عن علي الأزدي عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر [ص: 284] ثلاثاً ... الحديث، إلى قوله: " لربنا حامدون " فاتفق من أخرجه على سياقه إلى هنا، ووقع عند أبي داود بعد " حامدون ": وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه ... الخ. وظاهره: أن هذه الزيادة بسند التي قبلها، فاعتمد الشيخ (يعني النووي) على ذلك، وصرح بأنها عن ابن عمر، وفيه نظر، فإن أبا داود أخرج الحديث عن الحسن بن علي، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج بالسند المذكور إلى ابن عمر، فوجدنا الحديث في " مصنف عبد الرزاق " قال فيه: باب القول في السفر: أخبرنا ابن جريج ... فذكر الحديث، إلى قوله: " لربنا حامدون " ثم أورد ثلاثة عشر حديثاً بين مرفوع وموقوف، ثم قال بعدها: أخبرنا ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا صعدوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك، هكذا أخرجه معضلاً، ولم يذكر فيه لابن جريج سنداً، فظهر أن من عطفه على الأول، أو مزجه، أدرجه، وهذا أدق ما وجد في المدرج. اهـ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/144) (6311) قال: حدثنا أبو كامل. وعبد بن حميد (833) قال: حدثني أبو الوليد. والدارمي (2676، 2685) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. والترمذي (3447) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله. أربعتهم (أبو كامل، وأبو الوليد، ويحيى بن حسان، وعبد الله بن المبارك) عن حماد بن سلمة. 2- وأخرجه أحمد (2/150) (6374) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (4/104) قال: حدثني هارون ابن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. وأبو داود (2599) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (548) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. وابن خزيمة (2542) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، قال: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثنا الزعفراني، قال: حدثنا روح بن عبادة. أربعتهم (عبد الرزاق، وحجاج، وعبد الله بن وهب، وروح) عن ابن جريج. كلاهما (حماد بن سلمة، وابن جريج) عن أبي الزبير، عن علي بن عبد الله البارقي، فذكره. الحديث: 2279 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 2280 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله-: بلغه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كان إذا وَضع رِجلَهُ في الغَرْزِ - وهو يريد السفر - يقول: بسم الله، اللَّهمَّ أنت الصَّاحِبُ في السفرِ، والخليفةُ في الأهل، اللَّهمَّ ازْوِ لنا الأرضَ، وهَوِّنْ علينا السَفَر، اللَّهمَّ [إني] أعوذُ بِكَ من وَعْثَاءِ السفر، ومن كآبة المُنْقَلَب، و [من] [ص: 285] سُوء المنظر في الأهل، والمال» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغرز) : ركاب الرحل إذا كان من جلد، وقيل: هو للرحل مثل الركاب للسرج. (ازو لنا) : الزي: الطي والجمع، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام «زويت لي الأرض مشارقها ومغاربها» .   (1) 2 / 977 في الاستئذان، باب ما يؤمر به من الكلام في السفر، وإسناده منقطع، وهذا البلاغ مما صح عن عبد الله بن سرجس وابن عمر وأبي هريرة، وغيرهم، ويشهد لهذا الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك في الموطأ (1895) قال الزرقاني: (بلغه) مما صح عن عبد الله بن سرجس وابن عمر وأبي هريرة. وغيرهم. الشرح (4/498) ط / دار الكتب العلمية. الحديث: 2280 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 2281 - (م ت س) عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذَا سافر يَتعوَّذُ من وعْثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحَور بعد الكَوْر (1) ، ودعوةِ [ص: 286] المظلوم (2) ، وسُوء المنظر في الأهل، والمال» . ومن الرُّواة من قال في أوله: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من وعْثَاء السفر» هذه رواية مسلم، والنسائي. وفي رواية الترمذي قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا سافر يقول: اللَّهمَّ أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللَّهمَّ اصحَبنا في سَفرنا، واخلُفنا في أهلنا، اللَّهمَّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر ... » الحديث (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحور بعد الكور) : الحور: النقصان والرجوع، و «الكون» من رواه بالنون: فهو مصدر كان يكون كوناً، من كان التامة، دون الناقصة، [ص: 287] يعني: من النقصان، والتغيير بعد الثبات والاستقرار، ومن رواه بالراء، فهو الزيادة، من تكوير العمامة، يعني: من الانتقاص بعد الزيادة والاستكمال.   (1) الذي في " صحيح مسلم " " الكون " بدل " الكور " قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في معظم النسخ من صحيح مسلم " بعد الكون " بالنون، بل لا يكاد يوجد في نسخ بلادنا إلا بالنون، وكذا ضبطه الحفاظ المتقنون في " صحيح مسلم "، قال القاضي: وهكذا رواه الفارسي وغيره من رواة صحيح مسلم، قال: ورواه العذري " بعد الكور " بالراء، قال: والمعروف في رواية عاصم - الذي رواه مسلم عنه - بالنون، قال القاضي: قال إبراهيم الحربي: يقال: إن عاصماً وهم فيه، وإن صوابه " الكور " بالراء. قلت: (القائل النووي) وليس كما قال الحربي، بل كلاهما روايتان، وممن ذكر الروايتين جميعاً: الترمذي في جامعه، وخلائق من المحدثين، وذكرهما أبو عبيد وخلائق من أهل اللغة وغريب الحديث، قال الترمذي - بعد أن رواه بالنون -: ويروى بالراء أيضاً؛ ثم قال: وكلاهما له وجه، قال: يقال: هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى المعصية، ومعناه: الرجوع من شيء إلى شيء من الشر، هذا كلام الترمذي، وكذا قال غيره من العلماء: معناه [ص: 286] بالراء والنون جميعاً: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص، قالوا: ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة، وهو لفها وجمعها، ورواية النون مأخوذة من الكون، مصدر كان يكون كوناً: إذا وجد واستقر، قال المازري في رواية الراء: قيل أيضاً: إن معناه: أعوذ بك من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا فيها، يقال: كار عمامته: إذا لفها، وحارها: إذا نقضها، وقيل: نعوذ بك من أن تفسد أمورنا بعد صلاحها، كفساد العمامة بعد استقامتها على الرأس، وعلى رواية النون، قال أبو عبيد: سئل عاصم عن معناه؟ فقال: ألم تسمع قولهم: حار بعد ما كان، أي: إنه كان على حالة جميلة فرجع عنها، والله أعلم. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": أي أعوذ بك من الظلم، فإنه يترتب عليه دعاء المظلوم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ففيه التحذير من الظلم، ومن التعرض لأسبابه. (3) رواه مسلم رقم (1343) في الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، والترمذي رقم (3435) في الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافراً، والنسائي 8 / 272 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الحور بعد الكور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/82) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/82) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/82) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/83) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن زيد وعبد بن حميد (510) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وفي (511) قال: أخبرني سليمان بن حرب، ومحمد بن الفضل، قالا: حدثنا حماد بن زيد. والدارمي (2675) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثني شعبة. ومسلم (4/104) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وفي (4/105) قال: وحدثنا يحيى بن يحيى، وزهير ابن حرب جميعا عن أبي معاوية (ح) وحدثني حامد بن عمر، قال: حدثنا عبد الواحد، وابن ماجة (3888) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، وأبو معاوية. والترمذي (3439) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (8/272) قال: أخبرنا أزهر بن جميل، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/272) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير. وفي (8/273) قال: أخبرنا يوسف بن حماد، قال: حدثنا بشر بن منصور. وفي عمل اليوم والليلة (499) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد. وابن خزيمة (2533) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: أخبرنا حماد، يعني ابن زيد، (ح) وحدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا حماد (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا عباد، يعني ابن عباد. جميعهم (معمر، وشعبة، وأبو معاوية، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن علية، وعبد الواحد، وعبد الرحيم بن سليمان، وجرير، وبشر بن منصور، وعباد بن عباد) عن عاصم الأحول، فذكره. * أخرجه أحمد (5/82) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عاصم بالكوفة فلم أكتبه، فسمعت شعبة، يحدث به، فعرفته به، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس، فذكره. الحديث: 2281 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 285 2282 - (ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سافر، فركب رَاحِلَته، قال بإصبعه - ومَدَّ شُعبَة إصبَعه - قال: اللَّهمَّ أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللَّهمَّ اصحَبنا بِنُصحك، واقْلبنا بذِمَّةٍ، اللَّهمَّ ازْوِ لنا الأرضَ، وهَوِّن علينا السفر، اللَّهمَّ إني أعوذ بك من وَعْثَاءِ السفر، وكآبة المنقلب» . هذه رواية الترمذي. وأخرجه أبو داود بتقديم وتأخير، ولم يذكر رُكوب الراحلة ومَدَّ الإصبع، وقال: «اطوِ لَنَا الأرضَ» . وأخرجه النسائي مثل الترمذي، وأسقط منه من قوله: «اللَّهمَّ اصحَبنا» ، إلى قوله: «علينا السفر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اقلبنا بذمة) : الذمة والذمام: العهد والأمان، أي: ارددنا إلى أهلنا آمنين.   (1) رواه الترمذي رقم (3434) في الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافراً، وأبو داود رقم (2598) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر، والنسائي 8 / 274 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من كآبة المنقلب، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه الترمذي (3438) قال: ثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي. قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك والنسائي (8/273) وفي عمل اليوم والليلة (503) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم. قال: حدثنا ابن أبي عدي. كلاهما (ابن أبي عدي، وابن المبارك) عن شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة، فذكره. * أخرجه أحمد (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب. قال: حدثنا عبد الله. قال أخبرنا شعبة، عن فلان الخثعمي، أنه سمع أبا زرعة، فذكر نحوه. ورواه سعيد المقبري عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/433) وأبو داود (2598) قال: حدثنا مسدد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (500) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، ومسدد بن مسرهد، ويعقوب) قالوا: حدثنا يحيى. قال: حدثنا محمد بن عجلان قال: حدثني سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 2282 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 2283 - (ت د) علي بن ربيعة - رحمه الله -: قال: «شَهِدتُ عَليّاً، وقد أُتيَ بَدابَّتِهِ ليركبَها، فلما وضع رِجله في الرِّكاب، قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله {سبحان الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كنَّا له مُقْرِنين. وإنا إلى ربِّنا لمنقلبون} ثم قال: الحمد لله - ثلاثَ مراتٍ - ثم قال: الله أكبر - ثلاثَ مراتٍ - ثم [قال] : سبحانك، إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يَغْفِر الذُّنوب إلا أنت، ثم ضَحِكَ، فقلتُ: يا أمير المؤمنين، مِمَّ ضَحِكُك؟ قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فعل كما فعلتُ، فقلتُ: يا رسول الله، من أيِّ شيءٍ ضَحِكتَ؟ قال: إن رَبَّك يَعْجَبُ من عبده إِذا قال: اغْفِر لي ذُنوبي: إِنَّه لا يغفر الذُّنوب غيرك» أخرجه الترمذي، وعند أبي داود: «يَعْلَمُ أنه لا يغفر الذُّنوبَ غيري» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3443) في الدعوات، باب ما جاء ما يقول إذا ركب دابة، وأبو داود رقم (2602) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2381) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/97) (753) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا شريك. وفي (1/115) (930) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (1/128) (1056) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وعبد بن حميد (88) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر وفي (89) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وأبو داود (2602) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (3446) ، وفي الشمائل (233) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي في الكبرى (الورقة 118ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي الكبرى. وعمل اليوم والليلة (502) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن منصور. خمستهم -شريك، ومعمر، وإسرائيل، وأبو الأحوص، ومنصور - عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، فذكره. * في رواية أحمد (1/115) (930) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، قاله مرة. قال عبد الرزاق: وأكثر ذلك يقول: أخبرني من شهد عليا. * جاء في مسند أحمد (1/96) (749) قال: حدثنا يزيد، عن الحجاج، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله. جاء ذلك عقب حديث شريح بن هانىء عن علي في توقيت المسح على الخفين، مما يوهم أن حديث علي بن ربيعة أيضا في المسح على الخفين. ولم نقف لـ (علي بن ربيعة) في أطراف المسند إلا على حديث واحد وهو حديث الدعاء عند ركوب الدابة. وكذلك في تحفة الأشراف. الحديث: 2283 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 2284 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «كان إِذَا قَدِمَ من سفرٍ، قال: آيبون تائبون، عابدون، لربنا حامِدُون» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3536) في الدعوات، باب ما يقول إذا قدم من السفر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وغيره، وقال الترمذي أيضاً: وفي الباب عن ابن عمر، وأنس، وجابر بن عبد الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/281) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/289) قال: حدثنا يحيى، وفي (4/298) قال: حدثنا يزيد. وفي (4/300) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو والترمذي (3440) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة (550) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث. ستتهم (ابن جعفر، ويحيى، ويزيد، وعبد الملك، وأبو داود، وخالد) عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت ربيع بن البراء، فذكره. ودلس أبو إسحاق سماعه من الربيع في رواية: أخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا سفيان، والنسائي في عمل اليوم والليلة (549) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، وسفيان، وفطر. وفي الكبرى تحفة الأشراف (1855) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود، ويحيى بن آدم، عن سفيان. ثلاثتهم -سفيان، وإسرائيل، وفطر - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 2284 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 2285 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا كان في سفرٍ وأَسْحَرَ، يقول: سَمِعَ سامِعٌ بِحمدِ الله وحُسْنِ بَلائِهِ علينا، رَبَّنا صاحِبْنا وأفْضِلْ علينا، عائذاً بالله من النار» . هذه رواية مسلم. وزاد أبو داود بعد قوله: «بحمد الله» : «ونِعْمَته» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سمع سامع) : قوله: «سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه» معناه: شهد شاهد، وحقيقته: ليسمع السامع، وليشهد الشاهد على حمد الله سبحانه وتعالى على نعمه وحسن بلائه، وقيل: معناه: انتشر ذلك وظهر، وسمعه السامعون. وحسن البلاء: النعمة. والبلاء: الاختبار والامتحان فالاختبار بالخير: ليتبين الشكر، والابتلاء بالشر: ليظهر الصبر، وقوله: «عائذاً بالله» يحتمل وجهين، أحدهما: أن يريد: أنا عائذ بالله من النار. والآخر: أن يريد: متعوذ بالله، كما يقال مستجار بالله، فوضع الفاعل مكان المفعول، كقولهم: ماء دافق، أي: مدفوق، وقوله: «ربنا صاحبنا» أي: احفظنا، ومن صحبه الله لم يضره شيء.   (1) رواه مسلم رقم (3718) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، وأبو داود رقم (5086) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/80) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال. وأبو داود (5086) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني سليمان بن بلال. والنسائي في عمل اليوم والليلة (536) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب. قال: حدثني أيضا، يعني سليمان بن بلال. وابن خزيمة (2571) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني أيضا، يعني سليمان بن بلال (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن عبد الله بن عامر (ح) وحدثنا محمد بن يحيى أيضا. قال: حدثنا أبو مصعب. قال: حدثنا أبو ضمرة، عن عبد الله بن عامر. كلاهما (سليمان، وعبد الله) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2285 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 2286 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كنَّا إذا صَعِدْنا كَبَّرنا، وإذا نَزَلنَا سَبَّحنا» . أخرجه البخاري (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 94 في الجهاد، باب التسبيح إذا هبط وادياً، وباب التكبير إذا علا شرفاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح، موقوف: أخرجه البخاري (6/94) كتاب الجهاد - باب التسبيح إذا هبط واديا. الحديث: 2286 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 2287 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجلٌ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِني أُرِيدُ السفر، فزَوِّدني، قال: زَوَّدك اللهُ التَّقوى، قال: زِدني، قال: وغفر ذَنبَكَ، قال: زدني، - بأبي أنتَ وأُمِّي - قال: ويَسَّرَ لك الخير حيثما كنتَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3440) في الدعوات، باب رقم (46) ، وإسناده حسن، وحسنه الترمذي والحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3441) قال: ثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا سيار، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت عن أنس. قال الترمذي: حسن غريب. الحديث: 2287 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 2288 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رجلاً قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِني أُريد السفر فأَوصني، قال: عليك بتقوى الله والتكبيرِ على كلِّ شَرَفٍ، فلما أن وَلَّى الرجلُ، قال: اللَّهمَّ اطْوِ لَهُ البُعْدَ، وهوِّن عليه السفرَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3441) في الدعوات، باب رقم (47) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وصححه الحاكم في " المستدرك " 2 / 98، ووافقه الذهبي، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2378) و (2379) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (2/325) قال: ثنا روح وفي (2/331) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (2/443،476) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (2771) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3445) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي. قال: حدثنا زيد ابن حباب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (505) قال أخبرنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو خالد، وابن خزيمة (2561) قال: حدثنا سلم بن جنادة القرشي. قال: حدثنا وكيع. خمستهم (روح، وعثمان، ووكيع، وزيد، وأبو خالد الأحمر) عن أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 2288 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 2289 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال لرجلٍ أراد [ص: 291] سفراً: هَلُمَّ أُوَدِّعُك، كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُوَدِّعُنا: أَسْتَودِعُ اللهَ دِينَكَ وأمانَتكَ وخواتيمَ عملِكَ، قل: قَبِلْتُ ورضِيتُ، فقال الرجل: قبلتُ ورضيتُ، ثم قال: قل لي مِثْلَ ما قُلتُ لك، ففعل. وفي رواية قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ودَّعَ رجلاً أَخذ بيده، فلا يَدَعُها حتى يكونَ الرجلُ هو الذي يدعُ يَدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ويقول: أَستودعُ الله دِينكَ وأمانتك وآخِرَ عملك» أخرجه الترمذي (1) . وفي رواية أبي داود عن قَزعة قال: قال ابن عمر: «هَلمَّ أُوَدِّعُكَ كما ودَّعني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَسْتَودِع الله دِينك وأمانتك وخواتيمَ عملك» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هلم) : بمعنى: تعال وأقبل. [ص: 292] (دينك وأمانتك) : جعل دينه مع الودائع، لأن السفر تصيب [المسافر] فيه المشقة والتعب والخوف، فيكون ذلك سبباً لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين، فدعا له بالمعونة والتوفيق فيها، وأما «الأمانة» هاهنا: فهي أهل الرجل وماله، ومن يخلفه. (خواتيم عملك) : خواتيم العمل: أواخره، جمع خاتمة.   (1) روى هذه الرواية الثانية الترمذي رقم (3439) في الدعوات، باب ما يقول إذا ودع إنساناً، ورواها أيضاً ابن ماجة رقم (2826) في الجهاد، باب تشييع الغزاة ووداعهم، وليس عند ابن ماجة قصة أخذ اليد، وفي سندها ابن أبي ليلى، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ، ولذلك استغربه الترمذي. أقول: أما الشق الثاني من الحديث، فله شواهد كثيرة يحسن بها، وأما الشق الأول وهو قصة أخذ اليد، فقد ذكر الحافظ ابن حجر لها شواهد من طرق ضعيفة يشد بعضها بعضاً، كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان 5 / 118 و 119 فانظرها هناك، فالحديث بمجموعه على هذا حسن بشواهده. (2) رواه الترمذي رقم (3438) في الدعوات، باب ما يقول إذا ودع إنساناً، وأبو داود رقم (2600) في الجهاد، باب الدعاء عند الوداع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وصححه الحاكم في " المستدرك " 1 / 442 ووافقه الذهبي، ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2376) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (855) قال: ثنا قبيصة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (519) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا إسحاق الأزرق. كلاهما (قبيصة، وإسحاق) عن سفيان، عن نهشل الضبي، عن أبي غالب، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (520) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي سنان، عن قزعة، وأبي غالب، فذكراه موقوفا. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (521) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أخبرنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي غالب، فذكره موقوفا. - ورواه مجاهد ولفظه، قال: «خرجت إلى الغزو أنا ورجل معي، فشيعنا عبد الله بن عمر، فلما أراد فراقنا قال: إنه ليس معي ما أعطيكما، ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا استودع الله شيئا حفظه» . وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتم عملكما. ورواية عبد العزيز بن عمر: «عن ابن عمر، أنه أراد أن يودع رجلا فقال: تعال أودعك كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يودعنا، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك» . أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (509) قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا ابن عائذ، قال: حدثنا الهيثم بن حميد، قال: حدثنا المطعم. وفي (510) قال: أخبرنا العباس بن محمد، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. كلاهما - المطعم بن المقدام، وعبد العزيز بن عمر -عن مجاهد، فذكره. - ورواه عنه سالم، ولفظه أن ابن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سفرا: ادن مني أودعك كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يودعنا. فيقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. أخرجه أحمد (2/7) (4524) والترمذي (3443) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري. والنسائي في عمل اليوم والليلة (523) قال: أخبرني محمد بن عبيد. ثلاثتهم (أحمد، وإسماعيل بن موسى، ومحمد بن عبيد) عن أبي معمر سعيد بن خثيم، قال: حدثنا حنظلة، عن سالم بن عبد الله، فذكره. - ورواه القاسم بن محمد ولفظه قال: كنت عند ابن عمر، فجاءه رجل فقال: أردت سفرا، فقال عبد الله: انتظر حتى أودعك كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يودعنا، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 118-ب) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. وفي اليوم والليلة (522) قال: أخبرنا محمود بن خالد. وابن خزيمة (2531) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. ثلاثتهم - عمرو بن عثمان، ومحمود بن خالد، وعلي بن سهل -عن الوليد بن مسلم، عن حنظلة، أنه سمع القاسم، فذكره. - ورواه قزعة ولفظه قال: أرسلني ابن عمر إلى حاجة فأخذ بيدي فقال: تعال أودعك كما ودعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأرسلني إلى حاجة له فقال: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك» . أخرجه أحمد (2/136) (6199) قال: حدثنا أبو نعيم. وعبد بن حميد (834) قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (511) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل، قال: حدثنا عبدة. وفي (512) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (513) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو ضمرة. ثلاثتهم - أبو نعيم، وعبدة، وأبو ضمرة - عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن يحيى بن إسماعيل ابن جرير، عن قزعة، فذكره. * أخرجه أحمد (2/38) (4957) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وأبو داود (2600) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود. كلاهما (مروان، وعبد الله بن داود) عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن جرير، عن قزعة، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (514) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا عيسى، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، قال حدثني إسماعيل بن محمد بن سعد، عن قزعة، فذكره. * أخرجه أحمد (2/25) (4781) قال: حدثنا وكيع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (515) قال: أخبرنا هشام بن عمار، عن يحيى. كلاهما (وكيع، ويحيى بن حمزة) عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن قزعة، فذكره. (ليس بينها أحد) . - ورواه نافع ولفظه عن ابن عمر، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ودع رجلا، أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويقول: أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك» . ورواية ابن أبي ليلى: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أشخص السرايا يقول للشاخص: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك.» . أخرجه ابن ماجة (2826) قال: حدثنا عباد بن الوليد، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا ابن محيصن، عن ابن أبي ليلى، والترمذي (3442) قال: حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله السلمي البصري، قال: حدثنا أبو قتيبة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد بن أمية. والنسائي في عمل اليوم والليلة (506) قال: أخبرنا يحيى بن محمد، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا أبو محصن، عن ابن أبي ليلى. كلاهما (ابن أبي ليلى، وإبراهيم بن عبد الرحمن) عن نافع فذكره. الحديث: 2289 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 2290 - (د) عبد الله بن [يزيد] الخطمي - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يَستَودِعَ الجيشَ، قال: أستودعُ الله دِينَكم وأمانتكم، وخواتيمَ أعمالكم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2601) في الجهاد، باب في الدعاء عند الوداع، ورواه أيضاً ابن السني في " عمل اليوم والليلة " صفحة 161، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (2601) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني. والنسائي في عمل واليوم والليلة (507) قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال قال: حدثنا عفان. كلاهما (يحيى بن إسحاق، وعفان) قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا أبو جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب، فذكره. الحديث: 2290 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 2291 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا سافر، فأقبل عليه الليل، قال: يا أرْضُ رَبِّي وربُّكِ الله، أعوذ بالله من شَرِّكِ، ومن شَرِّ ما خلقَ فيكِ، ومن شرِّ ما يَدُبُّ عليكِ، أعوذ بالله من أَسَدٍ وأَسُوَد، ومن الحَيَّةِ والعَقْرَبِ، ومن ساكِني البَلَدِ، ووالدٍ وما وَلَدَ» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 293] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ساكني البلد) : هم الجن، لأنهم سكان الأرض، والعرب تسمي الأرض المستوية: البلد، وإن لم تكن مسكونة ولا ذات أبنية. (ووالد وما ولد) : الوالد هاهنا: إبليس، وما ولد: نسله وذريته.   (1) رقم (2603) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا نزل منزلاً، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 132، وفي سنده الزبير بن الوليد الشامي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، [ص: 293] وقد صححه الحاكم في " المستدرك " 2 / 100 ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان، فقال: هذا حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود، والنسائي، وأخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد. اهـ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/132) (6161) (3/124) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (2603) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية والنسائي في عمل اليوم والليلة (563) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا بقية. وابن خزيمة (2572) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو المغيرة. كلاهما (أبو المغيرة، وبقية) عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد الحضرمي، عن الزبير بن الوليد، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: الزبير بن الوليد، شامي، ما أعرف له غير هذا الحديث. قلت: الزبير بن الوليد، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 2291 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 2292 - (م ط ت) خولة بنت حكيم - رضي الله عنها -: قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ نزلَ منزلاً، ثم قال: أعوذ بكلماتِ الله التاماتِ من شرِّ ما خَلَقَ، لم يَضُرَّهُ شيءٌ حتى يَرتَحِلَ من منزله ذلك» . أخرجه مسلم، والموطأ، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كلمات الله التامات) : وصف كلماته بالتمام، إذ لا يجوز أن يكون شيء من كلامه ناقصاً، ولا فيه عيب، كما يكون في كلام الآدميين، وقيل: معنى التمام هاهنا: أن ينتفع بها المتعوذ، وتحفظه من الآفات.   (1) رواه مسلم رقم (2708) في الذكر والدعاء، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، والموطأ 2 / 978 في الاستئذان، باب ما يؤمر به من الكلام في السفر، والترمذي رقم (3433) في الدعوات، باب ما يقول إذا نزل منزلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بنت حكيم السلمية تقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «من نزل منزلا. ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك» . 1- أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (605) عن الثقة عنده. 2- وأخرجه أحمد (6/377) قال: حدثنا حجاج. والبخاري في خلق أفعال العباد (57) قال: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح. وفي (58) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف (ح) وحدثنا آدم (ح) وحدثنا قتيبة. ومسلم (8/76) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح. والترمذي (3437) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (560) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (2566) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: أخبرنا أبي وشعيب. ثمانيتهم (حجاج، وعبد الله بن صالح، وعبد الله بن يوسف، وآدم، وقتيبة، ومحمد بن رمح، وعبد الله بن عبد الحكم، وشعيب) عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب. كلاهما - الثقة عند مالك، والحارث بن يعقوب - عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، فذكره. * وأخرجه مسلم (8/76) قال: حدثنا هارون بن معروف وأبو الطاهر. وابن خزيمة (2567) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. ثلاثتهم (هارون، وأبو الطاهر بن السرح، ويونس) عن عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/،377 378) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب. وفي (6/377، 378) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة. كلاهما (الحارث بن يعقوب، وجعفر بن ربيعة) عن يعقوب بن الأشج، عن عامر بن سعد، عن سعد، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/409) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2683) قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق وعفان. وابن ماجة (3547) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان والنسائي في عمل اليوم والليلة (561) قال: أخبرنا محمد بن معمر. قال: حدثنا حبان. ثلاثتهم (عفان، وأحمد بن إسحاق، وحبان بن هلال) عن وهيب بن خالد. قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (561مكرر) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد. قال: حدثنا مخلد. قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .. نحوه مرسلا. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (562) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. قال: أخبرني الليث. قال: حدثني بكير، عن سليمان بن يسار وبسر بن سعيد. قالا: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: لدغتني عقرب. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. «أما لو أن قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يضرك» مرسلا. الحديث: 2292 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 الفصل الثامن: في أدعية الكرب والهم 2293 - (خ م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقولُ عند الكربِ: لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله رَبُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله رَبُّ السمواتِ وربُّ الأرضِ، لا إله إلا الله رَبُّ الْعَرشِ الكريم» . هذه رواية البخاري، ومسلم، وأخرجه الترمذي، وليس عنده بعد «الأرض» «لا إله إلا الله» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 123 في الدعوات، باب الدعاء عند الكرب، وفي التوحيد، باب: وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم، وباب قول الله تعالى {تعرج الملائكة والروح إليه} ، ومسلم رقم (2730) في الذكر والدعاء، باب دعاء الكرب، والترمذي رقم (3431) في الدعوات، باب ما يقول عند الكرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/228) (2012) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا هشام. وفي (1/254) (2297) قال: حدثنا أبان بن يزيد. وفي (1/258) (2344) قال: قال عبد الوهاب: أخبرنا هشام. وفي (1/259) (2345) قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: أخبرنا سعيد. وفي (1/280) (2537) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار. وفي (1/284) (2568) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد، وهشام بن أبي عبد الله. وفي (1/339) (3147) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد (ح) ويزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد. وفي (1/356) (3354) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام وعبد بن حميد (657) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة. وفي (658) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، قال حدثا سعيد بن أبي عروبة. والبخاري (8/93) . وفي الأدب المفرد (700) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام. وفي (8/93) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله. وفي (9/153) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله وفي (9/153) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن سعيد. وفي (9/155) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد. ومسلم (8/85) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، وعبيد الله بن سعيد، قالوا: حدثنا معاذ بن هشام، قال حدثني أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن هشام. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا محمد بن بشر العبدي، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وابن ماجة (3883) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن هشام صاحب الدستوائي. والترمذي (3435) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا بن أبي عدي، عن هشام. والنسائي في عمل اليوم والليلة (653) قال: أخبرنا نصر بن علي ابن نصر، قال: حدثنا يزيد وهو ابن زريع، قال: حدثنا سعيد، وهشام. وفي الكبرى تحفة الأشراف (5420) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث، عن هشام (ح) وعن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن هشام. ثلاثتهم (هشام، وأبان، وسعيد بن أبي عروبة) عن قتادة. 2- وأخرجه أحمد (1/268) (2411) قال: حدثنا حسن يعني ابن موسى. وفي (1/280) (2531) قال: حدثنا بهز. وعبد بن حميد (660) قال: حدثنا الحسن بن موسى. ومسلم (8/85) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. والنسائي في عمل اليوم والليلة (652) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، قال: أخبرنا الحسن بن موسى. كلاهما (الحسن بن موسى، وبهز) قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث. كلاهما (قتادة، ويوسف بن عبد الله بن الحارث) عن أبي العالية الرياحي، فذكره. وأخرجه النسائي في عمل والليلة (654) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله، عن مهدي بن ميمون، قال: حدثنا يوسف بن عبد الله بن الحارث، قال: قال لي أبو العالية: ألا أعلمك دعاء، أنبئت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا نزلت به شدة دعا به، فذكره. ليس فيه ابن عباس. * في رواية يوسف بن عبد الله: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان إذا حزبه أمر ... » الحديث. الحديث: 2293 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 2294 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا أهَمَّهُ أمْرٌ رفعَ رأسَهُ إلى السماء، وقال: سبحان اللهِ العظيم، وإذا اجتَهَدَ في الدُّعاء، قال: يا حَيُّ يا قيُّوم» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 295] وفي روايةٍ ذكرها رزين: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا دَهَمَه أمر رفع رأسه، وقال: سبحان الله العظيم، اللهمَّ إليكَ المشتَكى، وبك المستعَانُ، وعليك التُكْلانَ، يا حَيُّ يا قيُّوم» .   (1) رقم (3432) في الدعوات، باب ما يقول عند الكرب، وفي سنده إبراهيم بن الفضيل المخزومي المدني أبو إسحاق، وهو متروك كما قال الحافظ في " التقريب "، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وانظر الحديث رقم (2296) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3436) قال: ثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي المدني وغير واحد، قالوا: ثنا ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن الفضل، عن المقبري، فذكره. قلت: إبراهيم بن الفضل، تركوه، وقد استغربه أبو عيسى. الحديث: 2294 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 2295 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا حَزَبَهُ أمر يَدْعو: يَتَعَوَّذُ من جَهدِ البَلاء، ودَرْكِ الشقاء، وسوء القضاء، وشماتَةِ الأعداء» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث دون قوله: كان إذا حزبه أمر يدعو، عند البخاري 11 / 125 في الدعوات، باب التعوذ من جهد البلاء، و 11 / 449 في القدر، باب من تعوذ بالله من درك الشقاء، ومسلم رقم (2707) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من سوء القضاء، والنسائي 8 / 269 و 270 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من سوء القضاء ودرك الشقاء من حديث أبي هريرة. ولفظه عند البخاري: كان رسول الله يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث دلالة لاستحباب الاستعاذة من الأشياء المذكورة، وأجمع على ذلك العلماء في جميع الأعصار والأمصار. وسيأتي الحديث رقم (2391) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه بهذا اللفظ في الأصول المستمد منها هذا الكتاب، والحديث عند البخاري بلفظ: عن أبي صالح، عن أبي هريرة، «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.» . قال سفيان: الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي. أخرجه الحميدي (972) . وأحمد (2/246) . والبخاري (8/93) ، وفي الأدب المفرد (669) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (8/157) قال: حدثنا مسدد. وفي الأدب المفرد (441) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (730) قال: حدثنا محمد بن سلام. ومسلم (8/76) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. والنسائي (8/269) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي (8/270) قال: أخبرنا قتيبة. عشرتهم (الحميدي، وأحمد، وعلي، ومسدد، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن سلام. وعمرو، وزهير، وإسحاق، وقتيبة) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، فذكره * الروايات ألفاظها متقاربة. وهذا لفظ رواية البخاري (8/93) . الحديث: 2295 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 2296 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يَوم المسجدَ، فإذا هو برجلٍ من الأنصار - يقال له: أبو أُمامة - جالساً فيه، فقال: يا أبا أُمامةَ، مالي أراك جالساً في المسجد في غَير وقتِ صلاة؟ قال: هُمُومٌ لَزِمَتْني ودُيُونٌ يا رسولَ الله، قال: ألا (1) أُعَلِّمُك كلاماً إذا قلتَه أذْهَبَ الله عز وجل هَمّكَ، وقضى عنك دَيْنك؟ فقال: بلى يا رسول الله، قال: قل - إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيْتَ -: اللَّهمَّ إني [ص: 296] أعوذ بك من الهَمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بك من العجْزِ والكَسَلِ، وأَعوذُ بك من البخْلِ والجُبْنِ، وأعوذ بك من غَلَبَةِ الدَّيْنِ وقَهرِ الرجال، فقلت ذلك، فأَذهَبَ الله همِّي، وقضى عني دَينْي» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في أبي داود المطبوع: أفلا. (2) رقم (1555) في الصلاة، باب الاستعاذة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (1555) قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العداني، قال: أخبرنا غسان بن عوف، قال: أخبرنا الجريري، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 2296 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 2297 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كَرَبه أَمر، يقول: يا حيُّ يا قيُّوم، برحمتك أستَغيث» . وبإسناده قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلِظُّوا بِيَاذَا الجلال والإكرام» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ألظوا) : ألظ بالشيء: إذا لازمه، يقول: لازموه، وثابروا عليه، وأكثروا من التلفظ بـ «ياذا الجلال والإكرام» .   (1) رقم (3522) في الدعوات، باب رقم (99) ، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روي هذا الحديث عن أنس من غير هذا الوجه، قال الحافظ في " تخريج الأذكار " بعد ذكر حديث الترمذي هذا من طريق يزيد الرقاشي، كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان: وقد وقع لنا حديث أنس من وجه آخر أقوى من هذا لكنه مختصر، ثم أخرجه من طريقين عن معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حي يا قيوم، وقال بعد ذلك: حديث صحيح أخرجه ابن خزيمة، وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3524) قال: حدثنا محمد بن حاتم المكتب، قال: حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن الرحيل بن معاوية، عن الرقاشي، فذكره. أخرجه الترمذي (3524) قال: حدثنا محمد بن حاتم المكتب، قال: حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن الرحيل بن معاوية، عن يزيد الرقاشي، فذكره. أخرجه الترمذي (3525) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا المؤمل، عن حماد بن سلمة، عن حميد، فذكره. الحديث: 2297 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 2298 - (د) أسماء بنت عميس - رضي الله عنها -: قالت: قال لي [ص: 297] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أُعَلِّمُكِ كلماتٍ تَقُولينَهُنَّ عند الكَرْب - أو في الكربِ -؟ : اللهُ، اللهُ رَبِّي لا أُشرك به شيئاً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1525) في الصلاة، باب في الاستغفار، وفي سنده هلال أبو طعمة الأموي مولى عمر بن عبد العزيز شامي سكن مصر، لم يوثقه غير محمد بن عبد الله بن عامر الموصلي الحافظ، وباقي رجاله ثقات، وقد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في " التهذيب " و " التقريب " والخزرجي في " الخلاصة "، وقال الحافظ في " التقريب ": مقبول، ولم يثبت أن مكحولاً رماه بالكذب. أقول: ومن الغريب قول الأستاذ ناصر الدين الألباني في تعليقه على " الكلم الطيب ": صفحة (73) " ومن الغريب أن المؤلفين في تراجم رجال الستة مثل " التهذيب "، و " الخلاصة "، و " التقريب "، أغفلوه فلم يذكروه "، وقال أيضاً في فهرس الكتاب المذكور صفحة (131) : هلال مولى عمر بن عبد العزيز من رواة أبي داود لم يترجموه، أقول: وقد ترجموه كما رأيت في الكتب الثلاثة التي أشار إليها ونفى ترجمته فيها. أقول: وللحديث شاهد عند ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها رقم (2369) موارد، فالحديث به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل: أحمد (6/369) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1525) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. وابن ماجة (3882) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (647) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثني عمرو بن عثمان. قال: حدثنا محمد بن خالد. وفي (649) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو نعيم. خمستهم (وكيع، وعبد الله بن داود، ومحمد بن بشر، ومحمد بن خالد، وأبو نعيم) عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن هلال مولى عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، فذكره. * في رواية محمد بن خالد: عن أبي هلال. قال النسائي: قوله: عن أبي هلال خطأ، وإنما هو هلال، وهو مولى لهم. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (650) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، عن مسعر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز. قال: جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل بيته. فقال: إذا أصاب أحدكم هم، أو حزن، فليقل سبع مرات: الله ربي لا أشرك به شيئا. مرسلا. الحديث: 2298 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 2299 - (د) عبد الرحمن بن أبي بكرة - رحمه الله -: قال: «قلتُ لأبي: يا أَبَتِ، أسمعُكَ تقولُ كلَّ غدَاة: اللَّهمَّ عافني في سمعى، اللَّهمَّ عافني في بصري، لا إِلهَ إلا أنت، تُكرِّرُها ثلاثاً حين تُصبح، وثلاثاً حين تُمسي، فقال: يا بُنيَّ، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو بهنَّ، فأنا أُحِبُّ أن أَستَنَّ بِسُنَّتِهِ» . وفي رواية: أنه يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الكُفْر والفَقْرِ، اللَّهمَّ إني أُعُوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنتَ - يُعيدُها ثلاثاً حين يصبح، وثلاثاً حين يُمسي - فيدعو بهنَّ، فأحِبُّ أن أسْتَنَّ بِسُنَّته، قال: وقال لي [ص: 298] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دَعَواتُ المَكْروب: اللَّهُمَّ رحمتَك أرجو، فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عين، وأَصلِح لي شَأني كلَّه، لا إله إلا أنتَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5090) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وإسناده حسن. وقد روى الفقرة الأخيرة منه ابن حبان في صحيحه رقم (2370) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/42) . والبخاري في الأدب المفرد (701) قال: حدثنا عبد الله ابن محمد. وأبو داود (5090) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم، ومحمد بن المثنى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (22) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم. وفي (572) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. وفي (651) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. خمستهم (أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، والعباس، وابن المثنى، وإسحاق) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، عن عبد الجليل بن عطية، عن جعفر بن ميمون، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره. قال النسائي: جعفر بن ميمون ليس بالقوي. الحديث: 2299 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 2300 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن كَثُر هَمُّهُ فَليَقُل: اللَّهمَّ إِني عَبدُك، وابن عبدكَ، وابنُ أمَتك، وفي قبضَتِك، ناصِيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسأَلُك بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سَمَّيتَ به نفسك، أو أنْزَلتَه في كتابك، أَو استَأثَرْتَ به في مكنُون الغيب عندَك: أن تجعلَ القرآن ربيعَ قلبي، وجَلاءَ هَمِّي وغَمِّي، ما قالها عبدٌ قطُّ إلا أذْهَبَ الله غَمَّه، وأبدله به فرحاً» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استأثرت) : الاستئثار بالشيء: التخصيص به والانفراد. [ص: 299] (ربيع قلبي) : جعل القرآن ربيع قلبه، لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان، ويميل إليه.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو حديث صحيح رواه أحمد في " المسند " رقم (3712) و (4318) ، وصححه ابن حبان رقم (2372) موارد، في " الأذكار "، باب ما يقول إذا أصابه هم أو حزن، ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 509 في الدعاء، باب دعاء يدفع الهم والحزن، وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10 / 136 وزاد نسبته لأبي يعلى والبزار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول: أخرجه أحمد (1/391) (3712) ، (1/452) (4318) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا فضيل بن مرزوق، قال: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2300 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 الفصل التاسع: في دعاء الحفظ 2301 - (ت (1) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «بينا نحنُ عند رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- جاءه عليُّ بن أبي طالب، فقال: بأبي أنت وأُمِّي، يا رسول الله يَتَفَلَّت، هذا القرآنُ من صدري، فما أجدُني أَقدِرُ عليه؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا الحسن، أفلا أُعَلِّمُك كلماتٍ ينفعك الله بهنَّ، وَيَثْبُتُ بهنَّ ما تَعَلَّمت في صَدرِك؟ قلت: أَجَل يا رسولَ الله، فعلِّمني، قال: إذا كان لَيلَةُ الجُمعة، فإن استطعتَ أن تقوم في ثُلثِ الليل الآخِر، فإنها ساعة مَشهودة والدعاء فيها مُستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: {سَوفَ أستَغْفِرُ لكم رَبِّي} [يوسف: 98] ، يقول: حتى تأتيَ ليلةُ الجُمعة، فإن لم تَستَطع فَقُم في وَسَطها، فإن لم تستطع فقم في أوَّلها، فصلِّ أرْبَعَ ركَعَات، تقرأُ في الأولى بفاتحة الكتاب، ويس، وفي الثانية بفاتحةِ الكتاب، وحم الدُّخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب، وألم تَنْزِيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة [ص: 300] الكتاب، وتبارك المُفَصَّل، فإذا فَرغْتَ من التشهد فاحمَدِ الله، وأَحسِنِ الثَّناءَ عليه، وَصَلِّ عَليَّ وأَحْسن، وصلِّ على سائر النَبييِّن، واستغفر للمؤمنين والمؤمناتِ، ولإخوَانك الذين سَبَقُوك بالإيمان، ثم قل في آخِر ذلك: اللَّهمَّ ارْحَمني بتَرك المَعاصي أبدا ما أبقَيْتَني، وارْحمني أنْ أَتَكَلَّفَ ما لا يَعنيني، وارْزُقني حُسنَ النَّظَر فيما يُرْضِيكَ عَني، اللَّهمَّ بَدِيعَ السموات والأرض، ذا الجَلالِ والإكرام، والعِزَّة التي لا تُرام، أسألك يا الله، يا رحمنُ، بجلالك ونُور وَجهِك: أَنْ تُلْزِم قلبي حِفظَ كتابك كما علَّمتني، وارزُقني أن أتْلُوَه على النَّحوِ الذي يُرضيك عَنِّي، اللَّهمَّ بديعَ السموات والأرض، ذا الجلال، والإكرام والعِزَّة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمنُ، بجلالك، ونُور وجهك: أن تُنَوِّرَ بكتابك بصري، وأن تُطْلِقَ به لساني، وأن تُفَرِّجَ به عن قلبي، وأَن تَشْرَح به صدري، وأن تَغْسِلَ به بَدَني، فإنه لا يُعينُني على الحق غَيْرُك، ولا يُؤتِنِيه إلا أنتَ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [يا أبا الحسن] ، تَفْعَل ذلك ثلاثَ جُمَعٍ، أو خَمساً، أو سبعاً، تُجَابُ بإذنِ الله، والذي بعثَني، ما أخطأ مُؤمناً قَطُّ، قال ابن عباسٍ: والله ما لَبثَ عَليٌّ إلا خَمساً، أو سبعاً، حتى جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله، كنتُ فيما خَلا، لا آخُذُ إلا أربع آيات [أ] ونحوَها، فإذا [ص: 301] قرأتُهن على نفسي تَفَلَّتْنَ مني، وإِني أتعَلَّم اليومَ أربعين آية، أو نحوَها، فإذا قرأتُها على نفسي، فكأنما كتابُ الله بين عينَيَّ، ولقد كنتُ أسمع الحديثَ، فإذا رَددتهُ على نفسي تَفَلَّتَ، وأنا أسمع اليومَ الأحاديثَ، فإذا تحدَّثتُ بها لم أَخْرِمْ منها حرفاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: مؤمِنٌ وربِّ الكعبة أبا الحسن» أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم أخرم) : أي: لم أترك ولم أدع.   (1) رمز له في الأصل بـ: د، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. (2) رقم (3565) في الدعوات، باب في دعاء الحفظ من حديث أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي، عن سليمان بن عبد الرحمن التيمي الدمشقي قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس، وأخرجه أيضاً الحاكم في " المستدرك "، وإسناده جيد، ولكن في متنه غرابة. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. أقول: وقد أورد الحديث الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 214 الطبعة المنيرية من رواية الترمذي والحاكم، ثم قال في آخره: طرق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جداً. وقال السيوطي في " الآلئ المصنوعة ": وأخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم، فالحديث يقصر عن الحسن، فضلاً عن الصحة، وفي ألفاظه نكارة. وقال الحافظ الذهبي في " تلخيص المستدرك ": هذا حديث منكر شاذ، وقد حيرني والله جودة سنده، وقد ذكر هذا الحديث أيضاً الحافظ الذهبي في " ميزان الاعتدال " في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، أحد رواة هذا الحديث، ثم قال: وهو مع نظافة سنده، حديث منكر جداً، في نفسي منه شيء، فالله أعلم. فلعل سليمان شبه له، وأدخل عليه، كما قال فيه أبو حاتم: لو أن رجلاً وضع له حديثاً لم يفهم. وقال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " عن سليمان هذا: قال يعقوب بن سفيان: كان صحيح الكتاب، إلا أنه كان يحول، فإن وقع فيه شيء فمن النقل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] موضوع: أخرجه الترمذي (3570) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، فذكراه. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: حديث منكر شاذ. الحديث: 2301 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 2302 - () أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: قال: «علَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هذا الدعاء، قال: قل: اللَّهمَّ إني أسألك بمحمد نبيِّك، وبإبراهيم خليلكَ وبموسى نجيِّك، وبعيسى رُوحِك وكلمتِك، وبتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وزبور داودَ، وفُرقَان مُحمدٍ، وكلِّ وَحيٍّ أوحَيْتَهُ، وقضاءٍ قَضَيْتَهُ، وأسأَلك بكلِّ اسمٍ هو لك، أَنْزَلتَه في كتابك، أو استأْثَرت به في غيبك، وأسأَلك باسمك المطَهَّرِ الطَّاهر، بالأَحَد الصَّمد الوتْرِ، وبعظَمَتِك وكِبْريائك، وبِنُور وجهك: أن ترزُقَني القرآن، والعلمَ، وأَنْ تَخْلِطَهُ بِلحْمي، ودمي، وسمعي، وبصري، وتَستَعمل به جسدي، بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نجيك) : النجي: المناجي، وهو المخاطب للإنسان المحدث له.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. ولم أره بهذا اللفظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، وقد سبرت فيه الكثير، ولم اهتد إليه. الحديث: 2302 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 الفصل العاشر: في دعاء الاستخارة والتروي الدعاء المشهور في الاستخارة وقد جاء مقروناً بصلاة الاستخارة في [ص: 303] حديث واحد، فلذلك ذكرناه في «كتاب الصلاة» من حرف «الصاد» وقد ذكرنا هاهنا ما وجدناه منها خارجاً عن ذلك. 2303 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أمراً قال: اللَّهمَّ خِر لي واخْتَرْ لي» . أخرجه الترمذي، وقال: راوي هذا الحديث تَفَرَّدَ به، ولا يتابع عليه، وهو ضعيف عند أهل الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خِر لي) : أي: اختر لي، واجعل الخيرة من أمري.   (1) رقم (3511) في الدعوات، باب رقم (90) ، وفي سنده زنفل بن عبد الله، وهو ضعيف، كما قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث زنفل، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ويقال له: زنفل بن عبد الله العرفي، وكان يسكن عرفات، وتفرد بهذا الحديث، ولا يتابع عليه، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان: هذا حديث غريب أخرجه الترمذي والبزار، وقال الترمذي: غريب، وزنفل بوزن جعفر ضعيف، تفرد بهذا الحديث، قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا الإسناد، ولا يتابع زنفل عليه، وقال الدارقطني في " الأفراد ": وتفرد به زنفل، وقال ابن عدي: لم يروه إلا زنفل، ونقل تضعيفه عن جماعة، ثم قال: وأخرج ابن أبي الدنيا بسند قوي إلى ابن مسعود أنه كان ينكر على من يدعو مقتصراً على قوله: اللهم خر لي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3516) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، قال: حدثنا زنفل بن عبد الله أبو عبد الله، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، فذكرته. * قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث زنفل، وهو ضعيف عند أهل الحديث. قلت: عزاه الحافظ في تخريج الأذكار للبزار من طريق زنفل، ونقل قول الدارقطني في الأفراد: تفرد به زنفل، وكذا قال أبو أحمد بن عدي في الكامل. الحديث: 2303 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 2304 - (ت) رجل من بني حنظلة - رحمه الله-: قال: «صَحِبتُ شدَّاد بن أوس، فقال: ألا أعلِّمُك ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنا نقول، إذا روَّينا أمراً؟ قل: اللَّهمَّ إني أَسألك الثَّبَات في الأمر، وعَزِيمة الرُّشد، [ص: 304] وأسأَلك شُكرَ نِعْمَتِك، وَحُسنَ عبادتك، وأَسألك لساناً صادقاً، وقلباً سليماً، وأَعُوذ بك من شَرِّ ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علامُ الغُيوب» أخرجه الترمذي، وأردفه بحديث آخر في معنى: إذا أوى إلى فِرَاشه ولم يذكر فيه: «إذا رَوَّينَا أمراً» (1) .   (1) رقم (3404) في الدعوات، باب رقم (22) ، وفيه جهالة الرجل من بني حنظلة، وقد تقدم الكلام عليه رقم (2245) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: راجع الحديث رقم (2245) . الحديث: 2304 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 الفصل الحادي عشر: في أدعية اللباس 2305 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا استَجَدَّ ثوباً، قال: «اللَّهمَّ لك الحمدُ، أَنت كَسَوتَني هذا - ويُسمِّيهِ باسمه، إِما قميصاً، وإما عِمامة، أو رِداء - نسألك خيْرَه وخيْرَ ما صُنعَ له، وأعوذ بك من شَرِّه، وشَرِّ ما صُنِع له» أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1767) في اللباس، باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديداً، وأبو داود رقم (4020) في اللباس في فاتحته، من حديث عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، وسعيد بن إياس الجريري اختلط قبل موته بثلاث سنين، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": وأخرجه النسائي من طريق حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء عبد الله بن الشخير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: سماع حماد من سعيد بن إياس الجريري قديم، وقال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال، وقال: وفي [ص: 305] الباب عن عمر، وابن عمر، وحسنه أيضاً الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان، وقد صحح الحديث النووي في " الأذكار " وتعقبه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " وقال: فعجب من الشيخ (يعني النووي) كيف جزم بأنه حديث صحيح، ويحتمل أنه صحح المتن لمجيئه من طريق آخر حسن أيضاً. أقول: وروى الحديث أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (1442) موارد من حديث عيسى بن يونس عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ورواه الحاكم في " المستدرك " 4 / 192 وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/30) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا ابن مبارك. وفي (3/50) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وعبد بن حميد (882) قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وأبو داود (4020) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا ابن المبارك. وفي (4021) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (4022) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن دينار. والترمذي (1767) وفي الشمائل (60) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وفي (1767) أيضا، وفي الشمائل (61) قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي، قال: أخبرنا القاسم بن مالك المزني. والنسائي في عمل اليوم والليلة (309) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا عيسى ابن يونس. أربعتهم (ابن المبارك، وعيسى، ومحمد بن دينار، والقاسم (عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، فذكره. * قال أبو داود: عبد الوهاب الثقفي لم يذكر فيه (أبا سعيد) وحماد بن سلمة قال: عن الجريري، عن أبي العلاء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أبو داود: حماد بن سلمة والثقفي سماعهما واحد. قلت: سعيد بن إياس الجريري اختلط، وقد أخرج مسلم عن حماد عن الجريري في المتابعات، والله أعلم. الحديث: 2305 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 2306 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: «لَبِسَ عُمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - ثوباً جديداً، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أُوَارِي به عَوْرتي، وأتجمَّلُ به في حياتي، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من لبس ثوباً جديداً، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أُوَاري به عَوْرتي، وأَتجمَّلُ به في حياتي، ثم عَمَد إلى الثوب الذي أَخْلَق فتصدَّق به، كان في كَنف الله، وفي حِفْظِ الله، وفي سِتْر الله حَيّاً وميتاً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3555) في الدعوات، باب رقم (119) ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3557) في اللباس، باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوباً جديداً، من حديث أصبغ بن زيد عن أبي العلاء عن أبي أمامة، وأبو العلاء مجهول لا يعرف اسمه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد رواه أيضاً الترمذي والحاكم في " المستدرك " 4 / 193 من حديث يحيى بن أيوب عن عبيد الله ابن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي عن أبي أمامة، وإسناده ضعيف أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/44) (305) ، وعبد بن حميد (18) ، وابن ماجة (3557) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (3560) قال: حدثنا يحيى بن موسى وسفيان بن وكيع. خمستهم (أحمد، وعبد، وأبو بكر، ويحيى، وسفيان) عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا أصبغ بن زيد، قال: حدثنا أبو العلاء عن أبي أمامة، فذكره. قلت: أبو العلاء مجهول، والحديث استغربه الترمذي. وأخرجه الحاكم (4/193) من طريق الألهاني عن القاسم وكلاهما ضعيف بمرة. الحديث: 2306 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 الفصل الثاني عشر: في أدعية الطعام والشراب 2307 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أَكل أو شربَ، قال: الحمد لله الذي أطعَمنا وسقانا، وجعلنا مسلمين» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود: «كان إذا فرغ من طعامه قال ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3453) في الدعوات، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام، وأبو داود رقم (3850) في الأطعمة، باب ما يقول الرجل إذا طعم، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3283) في الأطعمة، باب ما يقال إذا فرغ من الطعام، وهو حديث حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان، فقال بعد تخريجه للحديث من طريق الإمام أحمد: هذا حديث حسن، وأخرجه أيضاً من طريق الطبراني عن أبي سعيد بلفظ: كان إذا أكل طعاماً قال: الحمد لله ... الخ مثله سواء، وأفاد الحافظ أن النسائي أخرجه في " اليوم والليلة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/32، 98) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (3850) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع. والترمذي في الشمائل (191) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. والنسائي في عمل اليوم والليلة (289) قال: أخبرني أحمد بن سعيد الرباطي، قال: حدثنا الزبيري. كلاهما وكيع، والزبيري قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن أبي هاشم الرماني الواسطي، عن إسماعيل بن رياح، عن أبيه، أو عن غيره. فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (288) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن رباح، وقال مرة أخرى: عن رياح، فذكره. ليس فيه إسماعيل بن رياح. * رواية الزبيري ليس فيها أو عن غيره. * وأخرجه أحمد (3/98) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. عن منصور وعبد بن حميد (907) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن رياح بن عبيدة. كلاهما (منصور، ورياح) عن رجل، عن أبي سعيد، فذكره. * وأخرجه ابن ماجة (3283) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن رياح بن عبيدة، عن مولى لأبي سعيد، عن أبي سعيد، فذكره. * وأخرجه الترمذي (3457) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص بن غياث، وأبو خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطأة، عن رياح بن عبيدة، قال حفص: عن ابن أخي أبي سعيد. وقال أبو. خالد: عن مولى لأبي سعيد، عن أبي سعيد، فذكره. الحديث: 2307 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 2308 - (د) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أكل أو شَرِبَ، قال: الحمد لله الذي أطعَم وسَقَى، وسَوَّغَه وجعلَ له مَخْرجاً» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2851) في الأطعمة، باب ما يقول الرجل إذا طعم، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (1351) موارد، وإسناده صحيح، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": الحديث صحيح، وأشار إلى أن الطبراني أخرجه في " كتاب الدعاء ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أبو داود في الأطعمة (3851) .. الحديث: 2308 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 2309 - (خ ت د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع مائدته (1) ، قال: «الحمد لله كثيراً طيِّباً مبارَكاً فيه، غير مَكْفيّ، ولا مودَّعٍ، ولا مُسْتَغْنى عنه رَبُّنا» . وفي رواية: «كان إذا فرغ من طعامه» وقال مَرَّة: إذا رفع مائدتَه قال: «الحمد لله الذي كفانا وآوانا، غير مَكْفيٍّ ولا مَكفُورٍ» وقال مَرّة: «لك الحمدُ رَبَّنا غَيرَ مَكْفِيٍّ ولا مَودَّعٍ، ولا مُستَغْنى عنه ربُّنا (2) » أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مكفي) : المكفي: المقلوب، من قولك: كفأت القدر: إذا قلبتها، والضمير راجع إلى الطعام، كذا قال ابن السكيت، وقال غيره: أكفأت [ص: 308] القدر - بألف - وقال الخطابي: «غير مكفي، ولا مودع، ولا مستغنى عنه» معناه: أن الله سبحانه هو المُطعِم والكافي، وهو غير مُطعَم ولا مُكفى. قال الله تعالى: {وَهْوَ يُطْعِمُ ولا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] ، وقوله: «ولا مودع» أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة فيما عنده، ومنه قوله تعالى: {مَا وَدَّعكَ رَبُّكَ} [الضحى: 3] أي: ما تركك، ومعنى المتروك. المستغنى عنه. (ولا مكفور) : أي: لا نكفر نعمتك علينا بهذا الطعام، فعلى هذا: التفسير الثاني يحتاج أن يكون قوله: «ربنا» مرفوعاً، أي: ربنا غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه، وعلى التفسير الأول: يكون «ربنا» منصوباً على النداء المضاف، وحرف النداء محذوف، أي: يا ربنا، ويجوز أن يكون الكلام راجعاً إلى الحمد، كأنه قال: حمداً كثيراً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه، أي: عن الحمد، ويكون «ربنا» منصوباً أيضاً كما سبق.   (1) في المطبوع: كان إذا رفع يديه. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: ربنا، بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو ربنا، أو على أنه مبتدأ خبره متقدم، ويجوز النصب على المدح أو الاختصاص، أو إضمار " أعني "، قال ابن التين: ويجوز الجر على أنه بدل من الضمير في " عنه "، وقال غيره: على البدل من الاسم في قوله: الحمد لله، وقال ابن الجوزي: " ربنا " بالنصب على النداء، وقال الكرماني: بحسب رفع " غير " أي ونصبه، ورفع " ربنا " ونصبه، والاختلاف في مرجع الضمير يكثر التوجيهات في هذا الحديث. (3) رواه البخاري 9 / 501 و 502 في الأطعمة، باب ما يقول إذا فرغ من طعامه، والترمذي رقم (3452) في الدعوات، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام، وأبو داود رقم (3849) في الأطعمة، باب ما يقول الرجل إذا طعم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/252) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/256) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (2029) قال: أخبرنا محمد بن القاسم الأسدي. والبخاري (7/106) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (7/106) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (3849) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (3284) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والترمذي (3456) وفي الشمائل (192) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (284) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4856) عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم، عن سفيان. ستتهم (وكيع، ويحيى، ومحمد بن القاسم الأسدي، وسفيان، وأبو عاصم، والوليد) عن ثور بن يزيد. 2- وأخرجه أحمد (5/261) قال: حدثنا ابن مهدي، عن معاوية (يعني بن صالح) . وفي (5/267) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا السري بن ينعم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (283) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني السري بن ينعم (ح) وأخبرنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا السري بن ينعم الجلاني. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4856) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح. كلاهما (معاوية، والسري) عن عامر بن جشيب. كلاهما (ثور، وابن جشيب) عن خالد بن معدان، فذكره. * لفظ رواية أبي عاصم، عن ثور: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا فرغ من طعامه، وقال مرة: إذا رفع مائدته، قال: الحمد لله الذي كفانا وأروانا، غير مكفي، ولا مكفور. - وقال مرة: الحمد لله ربنا غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى، ربنا. الحديث: 2309 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 2310 - (ت د) معاذ بن أنس - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أكل طعاماً، ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعامَ، ورزَقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غُفِر له ما تقدَّمَ من ذنبهِ» هذه رواية الترمذي. [ص: 309] وزاد فيه أبو داود: «وَمَنْ لَبِسَ ثوباً، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورَزَقَنِيهِ من غير حولٍ مني ولا قوة، غُفر له ما تَقَدَّمَ من ذَنبِهِ وما تَأخَّرَ» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3454) في الدعوات، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام، وأبو داود رقم (4023) في اللباس في فاتحته، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3285) في الأطعمة، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام، وقال الترمذي: حديث حسن، وحسنه أيضاً الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، ولم يذكر أبو داود " وما تأخر " إلا في اللباس، وانظر " الفتوحات الربانية " 1 / 304 في الكلام على هذه الجملة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/439) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والدارمي (2693) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد. وأبو داود (4023) قال: حدثنا نصير بن الفرج، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وابن ماجه (3285) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. والترمذي (3458) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرىء. كلاهما (أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، وعبد الله بن وهب) عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، فذكره. قلت: علته عبد الرحيم بن ميمون، ضعفه بن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وهو صدوق في نفسه، لا يرتقي للاحتجاج بحديثه، والله أعلم. الحديث: 2310 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 2311 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يؤتَى أبدا بطعام أو بشرابٍ - حتى الدَّوَاءُ - فَيَطعَمَهُ ويشربَهُ، حتى يقول: الحمدُ لله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا ونَعَّمَنا، الله أكبر، اللَّهمَّ أَلْفَتْنا نِعْمَتُك (1) بكلِّ شرٍّ، فَأَصْبَحْنا مِنها وأمسينا بكلِّ خيرٍ، فنسألُك تمامَها وشكرَها، لا خيرَ إلا خيرُك، ولا إلهَ غيرُك، إلهَ الصالحين، وربَّ العالمين، الحمدُ لله، ولا إله إلا الله، ما شاء الله، ولا قُوَّةَ إلا بالله، اللَّهمَّ بارِك لنا فيما رَزَقْتنَا، وقِنا عذابَ النَّارِ» . أخرجه الموطأ عن هشام عن عروة، فجعله موقوفاً على عروة، ولم يذكر عائشة، ولا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-. ورأيته في كتاب رزين: عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (2) .   (1) في الأصل: ألفينا نعمتك، وما أثبتناه من الموطأ المطبوع. (2) رواه مالك في الموطأ 2 / 934 و 935 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام [ص: 310] والشراب، موقوفاً على عروة بن الزبير، وإسناده صحيح، ولم أره مرفوعاً كما جاء في رواية رزين التي ذكرها المؤلف رحمه الله، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن العربي: واستدل به مالك على استحبابه لكل من دخل منزله اهـ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (1805) عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره. ولم أقف على هذه الرواية مرفوعة، وإسناد الأثر صحيح. الحديث: 2311 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 2312 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «دَخَلتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وخالدُ بن الوليد على ميمونة، فجاءتْنَا بإِنَاءٍ مِنْ لَبن، فشرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنَا عن يمينِهِ، وخالدٌ عن شِماله، فقال لي: الشَّرْبَةُ لك، فإن شِئْتَ آثَرتَ بها خالداً، فَقُلتُ: ما كنتُ أُوثِرُ على سُؤْرِكَ أحداً، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن أَطْعَمَهُ الله طعاماً فَلْيَقُلْ: اللَّهمَّ بارِك لنا فيه، وأطعِمنا خيراً منه، ومن سَقاهُ الله لبناً، فليقل: اللَّهمَّ بارك لنا فيه وزِدْنَا منه، فإنه ليس شيءٌ يُجْزىء من الطعام والشراب إلا اللبنُ» ، هذه رواية الترمذي، وأخرجه أبو داود، في جملة حديث يتضمن ذِكرَ الضَّبِّ وأكله، وهو مذكور في كتاب الطعام من حرف الطاء (1) . [ص: 311] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آثرت) : الإيثار: إعطاء نصيبك غيرك تبرعاً من نفسك. (سؤرك) : السؤر: بقية الماء في الإناء بعد الشرب، وبقية الطعام بعد الأكل يسمى أيضا سؤراً.   (1) رواه الترمذي رقم (3451) في الدعوات، باب ما يقول إذا أكل طعاماً، وأبو داود رقم (3730) في الأشربة، باب ما يقول إذا شرب اللبن، ورواه أيضاً ابن ماجة مختصراً وقد اقتصر فيه على الدعاء الأخير رقم (3322) في الأطعمة، باب اللبن، وابن السني في " عمل اليوم والليلة "، وهو حديث حسن، وقد قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي في " الكبرى "، وابن السني، واقتصر النسائي وابن السني منه على الدعاء الأخير، ولم يذكر أبو داود قصة الإيثار في الشرب، ولا الترمذي قصة الضباب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (482) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/220) (1904) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/225) (1978) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1/225) (1979) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/284) (2569) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3730) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد يعني بن سلمة. والترمذي (3455) وفي الشمائل (205) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (286) قال: أخبرنا أحمد بن ناصح، قال: حدثنا ابن علية. وفي (287) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. خمستهم - سفيان، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وحماد بن سلمة، وشعبة، وحماد بن زيد - عن علي ابن زيد، عن عمر بن حرملة، فذكره. * رواية أحمد بن ناصح، ومحمد بن بشار مختصرة على «من أطعمه الله طعاما فليقل: اللهم أطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله لبنا، فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن» . * في رواية إسماعيل بن علية، وحماد بن سلمة: (عمر بن أبي حرملة) . واختلفت رواية شعبة. فعند أحمد: (عمر بن حرملة) . وعند النسائي: (عمر بن أبي حرملة) . ورواية سفيان عند أحمد: (عمرو بن حرملة) . الحديث: 2312 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 2313 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جاء إلى سعدِ بنِ عُبادةَ، فجاء بِخُبْزٍ وزيتٍ (1) ، فأكلَ، ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أفطَرَ عندكم الصائمونَ، وأكلَ طعامَكم الأَبرارُ، وصلَّت عليكم الملائكةُ» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) قال ابن علان في " الفتوحات الربانية "، قال الحافظ ابن حجر: وما أظن الزيت إلا تصحيفاً عن الزبيب، فقد رويناه في " المختارة " من طريق أحمد بن منصور عن عبد الرزاق كما قال أحمد، وهو أتقن من غيره لو انفرد، فكيف إذا توبع؟! . (2) رقم (3854) في الأطعمة، باب ما جاء في الدعاء لرب الطعام، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 138 والبيهقي في سننه 7 / 287، وابن السني في " عمل اليوم والليلة "، والطبراني في الدعاء، وإسناده حسن، وهو حديث صحيح، وانظر كلام الحافظ ابن حجر على هذا الحديث، وتعقبه للإمام النووي في " الفتوحات الربانية " لابن علان 4 / 343، 344. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/138) ، وأبو داود (3854) قال: حدثنا مخلد بن خالد. قالا: (أحمد، ومخلد) حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ثابت، فذكره. أخرجه أحمد (3/118) قال: حدثنا وكيع وإسحاق الأزرق. وفي (3/201) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (1234) والدارمي (1779) قالا: أخبرنا يزيد بن هارون. والنسائي في عمل اليوم والليلة (296) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام. وفي (297) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث. وفي (298) قال: أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك. ستتهم (وكيع، وإسحاق، ويزيد، ومعاذ، وخالد، وعبد الله) عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير، فذكره. الحديث: 2313 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 2314 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «صنع أبو الهَيْثَمِ بنُ التَّيهان طعاماً، فدعا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابَهُ، فلما فَرَغُوا، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَثِيبُوا أخاكُم، قالوا: يا رسولَ الله، وما إِثَابتُهُ؟ قال: إن الرجلَ إِذَا دُخِلَ بَيتُه فأُكِلَ طَعَامُهُ وشُرِبَ شرَابُه، فَدَعَوْا له، فذلك إثَابَتُه» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 312] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أثيبوا) : أي: جازوا، والإثابة: الجزاء.   (1) رقم (3853) في الأطعمة، باب ما جاء في الدعاء لرب الطعام، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3853) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد قال: ثنا سفيان، عن يزيد أبي خالد الدالاني، عن رجل، فذكره. الحديث: 2314 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 2315 - (م ت) أنس بن مالك (1) - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله ليرضى عن العبدِ أن يأكلَ الأكْلَة فيحمَدَه عليها، ويشربَ الشَّربةَ فيحمدَه عليها» . أخرجه مسلم، والترمذي (2) .   (1) في الأصل: معاذ بن أنس، والتصحيح، من صحيح مسلم والترمذي. (2) رواه مسلم رقم (2734) في الذكر والدعاء، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، والترمذي رقم (1817) في الأطعمة، باب ما جاء في الحمد إذا فرغ من الطعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3 /100) ، ومسلم (8/87) قال: حدثني زهير بن حرب. كلاهما (أحمد، وزهير) قالا: حدثنا إسحاق بن يوسف. 2- وأخرجه أحمد (3/117) ، والترمذي (1816) ، وفي الشمائل (194) قال: حدثنا هناد، ومحمود ابن غيلان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (857) عن أحمد بن عبد الله بن أبي السفر. أربعتهم - ابن حنبل، ومحمود، وهناد، وابن أبي السفر -عن أبي أسامة. 3- وأخرجه مسلم (8/87) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير قالا: حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر. ثلاثتهم (إسحاق، وأبو أسامة، وابن بشر) عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعيد بن أبي بردة، فذكره. الحديث: 2315 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 الفصل الثالث عشر: في دعاء قضاء الحاجة 2316 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاءَ يقول: اللَّهمَّ إني أعُوذ بك من الْخُبثِ والخَبَائِثِ» . وفي رواية: «إذا أراد أن يدخل الخلاءَ» ، وفي أخرى: «كان إذا دخل الكَنيفَ» أخرجه الجماعة، إلا الموطأ (1) . [ص: 313] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخبث) : بسكون الباء: خلاف طيب الفعل من فجور وغيره، وبضمها: جمع خبيث، والخبائث: جمع خبيثة، والمراد بهما: شياطين الجن والإنس، ذكرانهم وإناثهم، قال الخطابي: عامة أصحاب الحديث يقولون: الخبث ساكنة الباء، وهو خطأ، والصواب: ضمها.   (1) رواه البخاري 1 / 212 و 213 في الوضوء، باب ما يقول عند الخلاء، وفي الدعوات، باب الدعاء عند الخلاء، ومسلم رقم (375) في الحيض، باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، والترمذي رقم (5) في الطهارة، باب ما يقول إذا دخل الخلاء، وأبو داود رقم (4) و (5) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، والنسائي 1 / 20 في الطهارة، باب القول عند الخلاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (1/48) قال: حدثنا آدم. وفي (8/88) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، وأبو داود (5) قال: حدثنا الحسن بن عمرو، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (5) قال: حدثنا قتيبة وهناد، قالا: حدثنا وكيع. أربعتهم عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/101) . ومسلم (1/195) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. وابن ماجة (298) قال: حدثنا عمرو بن. رافع والنسائي (1/20) وفي الكبرى (19) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. خمستهم عن إسماعيل بن علية. 3- وأخرجه الدارمي (675) قال: أخبرنا أبو النعمان. ومسلم (1/195) ، قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (4) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (6) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. أربعتهم عن حماد بن زيد. 4- وأخرجه أبو داود (4) قال: حدثنا مسدد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (74) قال: أخبرنا عمران ابن موسى. كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد. 5- وأخرجه أحمد (3/99) ، ومسلم (1/195) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. كلاهما عن هشيم. 6- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (692) قال: حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا سعيد بن زيد. ستتهم - شعبة، وإسماعيل، وحماد، وعبد الوارث، وهشيم، وسعيد-، عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. الحديث: 2316 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 2317 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاءِ، قال: غُفرَانك» أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غفرانك) : الغفران: مصدر، وإنما نصبه بإضمار: أطلب، وقيل: في اختصاص هذا الدعاء قولان، أحدهما: التوبة من تقصيره في شكر النعمة التي أنعم بها عليه: من إطعامه، وهضمه، وتسهيل مخرجه، فرأى أن شكره قاصر عن بلوغ حق هذه النعمة، ففزع إلى الاستغفار منه، والثاني: أنه استغفر من تركه ذكر الله سبحانه مدة لبثه على الخلاء، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان [ص: 314] لا يترك ذكر الله إلا عند قضاء الحاجة، فكأنه رأى ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار.   (1) رواه الترمذي رقم (7) في الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، وأبو داود رقم (30) في الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (300) في الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، والدارمي 1 / 174 في الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وقال النووي في " شرح المهذب ": هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (6/155) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والدارمي (686) قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. والبخاري في الأدب المفرد (693) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. وأبو داود (30) قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد. قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وابن ماجة (300) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى ابن أبي بكير. والترمذي (7) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (79) قال: أخبرنا أحمد بن نصر. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. وابن خزيمة (90) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير (ح) وحدثنا محمد ابن أسلم. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. أربعتهم (هاشم، ومالك بن إسماعيل، ويحيى بن أبي بكير، وعبيد الله بن موسى) عن إسرائيل، عن يوسف بن أبي بردة، عن أبيه، فذكره. * قال أبو الحسن بن سلمة راوي السنن عن ابن ماجة - عقب هذا الحديث (300) في سنن ابن ماجة: وأخبرنا أبو حاتم قال: حدثنا أبو غسان النهدي. قال: حدثنا إسرائيل ... نحوه. الحديث: 2317 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 2318 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فإذا أتَى أَحَدُكم الخلاء فَلْيَقُل: أَعُوذ بالله من الخُبُثِ والخبَائِثِ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحشوش) : جمع حش، والمراد به: مواضع قضاء الحاجة، وأصل الحش: جماعة النخل الكثيفة، وكانوا كثيراً ما يقضون حوائجهم فيها قبل اتخاذ الكنف في البيوت. وفيه لغتان: ضم الحاء وفتحها. ومعنى قوله: «محتضرة» : يحضرها الجن والشياطين، ومنه قوله تعالى {وَأعُوذُ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 98] .   (1) رقم (6) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (296) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/373) قال: حدثنا أسباط. (ح) وحدثنا عبد الوهاب. وابن ماجة (296) قال: حدثنا جميل بن الحسن العتكي، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا عبدة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (77) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد وهو ابن زريع. وفي (78) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق الهمداني، عن حديث عبدة ابن سليمان. خمستهم (أسباط، وعبد الوهاب، وعبد الأعلى، وعبدة، ويزيد) عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن القاسم الشيباني، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/369) قال: ثنا محمد بن جعفر، (ح) وحدثنا حجاج. وفي (4/373) قال: حدثنا ابن مهدي. وأبو داود (6) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. وابن ماجة (296) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (75) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وابن مهدي. وابن خزيمة (69) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم أيضا، قال: حدثنا أبو داود. سبعتهم - محمد، وحجاج، وعبد الرحمن بن مهدي، وعمرو، وخالد، وابن أبي عدي، وأبو داود - قال عمرو: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (76) قال: أخبرنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني ابن أبي عروبة. كلاهما (شعبة، وسعيد بن أبي عروبة) عن قتادة، عن النضر بن أنس، فذكره. الحديث: 2318 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 2319 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - «كان يقول إذا خرج من الخلاء: الحمد لله الذي أذْهَبَ عني الأذى وعافاني» (1) . [ص: 315] وفي رواية: «الحمد لله الذي أخرج عني أَذاه، وأبقى فِيَّ منفعتَه» . أخرجه ... (2) .   (1) رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " رقم (21) من حديث أبي ذر، وفي سنده أبو الفيض، ولا يعرف اسمه ولا حاله، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (301) في الطهارة، باب ما يقول إذا [ص: 315] خرج من الخلاء من حديث أنس رضي الله عنه، وفي سنده إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف، قال البوصيري في " الزوائد ": وهو متفق على تضعيفه، والحديث بهذا اللفظ غير ثابت، قال الحافظ في " تخريج الأذكار ": وحديث أبي ذر، حسن، أخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " من طريق سفيان الثوري عن أبي ذر موقوفاً أنه كان يقول إذا خرج من الخلاء: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني، وأخرجه من طريق شعبة عن منصور بن المعتمر مرفوعاً وموقوفاً، لكن خالف سفيان في اسم شيخ منصور، فإن سفيان رواه عن منصور - هو ابن المعتمر - عن أبي علي الأزدي عن أبي ذر، ورواه شعبة عن منصور عن أبي الفيض عن أبي ذر، وأبو الفيض لا يعرف اسمه ولا حاله، ورجح أبو حاتم رواية سفيان على رواية شعبة، وهذا منفي عنه الاضطراب، وقد مشى المصنف - يعني النووي - في " شرح المهذب " على ظاهره فقال: رواه النسائي بسند مضطرب غير قوي، ويزداد قوة بشاهده، ومن طريقة الشيخ تقديم المرفوع على الموقوف إذا تعارضا، فليكن ذلك هنا، قال الحافظ: وحديث أنس أخرجه ابن ماجة، ورواته ثقات، إلا إسماعيل بن مسلم، وجاء عن أنس حديث آخر يأتي في شواهد حديث ابن عمر، وله ولحديث أبي ذر شاهد من حديث حذيفة وأبي الدرداء، أخرجه ابن أبي شيبة عنهما موقوفاً بلفظ حديث أبي ذر. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره النووي في " الأذكار " من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى في قوته، ودفع عني أذاه، وقال: رواه ابن السني والطبراني، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار ": الحديث غريب، أخرجه المعمري في " اليوم والليلة "، وابن السني، وفي سنده ضعيفان وانقطاع، لكن للحديث شواهد: ... وذكرها، فانظرها في " الفتوحات الربانية " لابن علان 2 / 405، أقول: فالحديث يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده مضطرب: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة تحفة الأشراف (9/12003) عن حسين بن منصور، عن يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن منصور، عن أبي الفيض، فذكره. * وأخرجه النسائي أيضا في عمل اليوم والليلة تحفة الأشراف (9/12003) عن بندار، عن غندر، عن شعبة، عن منصور. قال: سمعت رجلا يرفع الحديث إلى أبي ذر (قوله) . وعن بندار، عن ابن مهدي (ح) وعن أحمد بن سليمان، عن محمد بن بشر. كلاهما- عبد الرحمن بن مهدي، وابن بشر - عن سفيان عن منصور عن أبي علي الأزدي، عن أبي ذر (قوله) قلت: قال الإمام النووي في المجموع رواه النسائي بسند مضطرب غير قوي. الحديث: 2319 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 2320 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله [ص: 316] صلى الله عليه وسلم- قال: «سِتْرُ ما بين أَعْيُنِ الجِنِّ وعَوْرَاتِ بني آدم - إذا دخل أَحدُهم الخلاءَ - أن يقول: بسم الله» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (606) في الصلاة، باب ما ذكر من التسمية عند دخول الخلاء، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي، ثم قال الترمذي أيضاً: وقد روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أشياء في هذا. أقول: وللحديث شواهد يقوى بها فيكون صحيحاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (297) . والترمذي (606) قالا: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان، قال: حدثنا خلاد الصفار، عن الحكم بن عبد الله النصيري، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، فذكره. الحديث: 2320 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 الفصل الرابع عشر: في دعاء الخروج إلى المسجد والدخول إليه 2321 - (د) حيوة بن شريح - رحمه الله -: قال: لَقِيتُ عقبةَ بنَ مسلم فقلت له: «بلغني أنك حدَّثتَ عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا دخل المسجد: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسُلطَانِهِ القديم، من الشيطان الرجيم» قال: قد قلتَ؟ [قال:] نعم (1) ، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفِظَ مني سائرَ اليوم» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في أبي داود المطبوع: قال: أقط؟ قلت: نعم. (2) رقم (466) في الصلاة، باب فيما يقوله الرجل عند دخوله المسجد، وإسناده جيد، وقال النووي في " الأذكار ": حديث حسن رواه أبو داود بإسناد جيد، وحسنه أيضاً الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (466) قال: حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، فذكره. الحديث: 2321 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 2322 - (م س د) أبو أسيد، وأبو قتادة - رضي الله عنهما (1) -: أنَّ [ص: 317] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخَل أحدُكم المسجد، فَلْيَقُلْ: اللَّهمَّ افْتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللَّهمَّ إني أسألك من فضلك» أخرجه مسلم، والنسائي. وزاد أبو داود في الدخول: «فَلْيُسلِّم على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم ليَقُل: اللَّهمَّ افتح لي ... وذَكرَه» (2) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع: أبو أسيد وأبو قتادة، والذي في مسلم وأبي داود والنسائي: عن أبي حميد، أو أبي أسيد، وهو الصواب. (2) رواه مسلم رقم (713) في صلاة المسافرين، باب ما يقول إذا دخل المسجد، وأبو داود رقم (465) في الصلاة، باب فيما يقوله الرجل عند دخوله المسجد، والنسائي 2 / 53 في المساجد، باب القول عند دخول المسجد وعند الخروج منه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/، 497 5/425) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سليمان بن بلال. والدارمي (1401) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (2/53) وفي الكبرى (719) وفي عمل اليوم والليلة (177) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني بصري، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سليمان. كلاهما (سليمان بن بلال، وعبد العزيز) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، فذكره. * أخرجه الدارمي (2694) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن بلال. ومسلم (2/155) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا حامد بن عمر البكراوي، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عمارة بن غزية. وأبو داود (465) قال: حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. ثلاثتهم - سليمان، وعمارة، وعبد العزيز - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، قال: سمعت أبا حميد أو أبا أسيد الأنصاري، فذكره. * وأخرجه ابن ماجة (772) قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي وعبد الوهاب ابن الضحاك. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، عن أبي حميد الساعدي، فذكره. ليس فيه (أبو أسيد) . (1) كان في الأصل: أبو أسيد، وأبو قتادة، والتصويب من المصادر المذكورة. الحديث: 2322 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 2323 - (ت) فاطمة بنت الحسين - رحمها الله- عن جدَّتها فاطمة الكبرى قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المسجد صلَّى على محمدٍ وسلَّمَ، وقال: رَبِّ اغْفِر لي ذُنُوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلَّى على محمدٍ وسلَّمَ، وقال: رَبِّ اغْفِر لي ذُنُوبي، وافتحْ لي أبواب فضلك» . قال إسماعيل بن إبراهيم: فلقيتُ عبد الله بن الحسن بمكة، فسألتُهُ عن هذا الحديث؟ فحدَّثني به، قال: «كان إذا دخل قال: رَبِّ افتح لي بابَ رحمتك، وإذا خرج قال: ربِّ افتح لي بابَ فضلك» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (314) في الصلاة، باب ما يقول عند دخول المسجد، وإسناده منقطع، فإن فاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم بعده أشهراً. وقد حسنه الترمذي، والظاهر أنه حسنه لشواهد، ومن شواهده حديث أبي أسيد الذي قبله، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف للانقطاع: أخرجه أحمد (6/282) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (6/283) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/283) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا الحسن، يعني ابن صالح. وابن ماجة (771) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم وأبو معاوية. والترمذي (314) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ثلاثتهم - إسماعيل بن إبراهيم، وأبو معاوية، والحسن بن صالح - عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الله ابن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، فذكرته. * في رواية أحمد (6/282) ، والترمذي. قال إسماعيل بن إبراهيم: فلقيت عبد الله بن الحسن مكة فسألته عن هذا الحديث فحدثني به قال: «كان إذا دخل قال: رب افتح لي باب رحمتك، وإذا خرج قال: رب افتح لي باب فضلك» . * قال أبو عيسى: حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل. وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أشهرا. الحديث: 2323 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 2324 - () أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من خرج مِنْ بيته إلى الصلاة، فقال: اللَّهمَّ إني أسألُكَ بحق السائلين عليك، وبحق خروجي إليك، إنك تعلم أَنه لم يُخرِجني أَشَرٌ ولا بَطَرٌ، ولا سُمْعَةٌ، ولا رِياءٌ، خَرجتُ هَرَباً وفِرَاراً مِنْ ذُنُوبي إليك، خرجتُ رجاءَ رحمتك، وشَفَقاً من عذابك، خرجتُ اتِّقَاءَ سخطك، وابتغاءَ مرضاتك، أَسألك أن تُنْقِذَني من النار برحمتك، وكَّلَ الله به سبعين ألف مَلَك يستغفرون اللهَ له، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفْرُغَ من صلاته» أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه بنحوه ابن ماجة رقم (778) في المساجد والجماعات، باب المشي إلى الصلاة، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " رقم (83) وأحمد في " المسند " 3 / 21 من حديث فضيل بن مرزوق، عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وأخرجه ابن السني رقم (82) من حديث بلال رضي الله عنه، والدارقطني في " الأفراد "، وفي سنده الوازع بن نافع العقيلي، وهو متفق على تضعيفه. وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان: حديث حسن، أخرجه أحمد، وابن ماجة، وابن خزيمة في " كتاب التوحيد "، وأبو نعيم الأصبهاني، وفي " كتاب الصلاة " لأبي نعيم عن فضيل عن عطية قال: حدثني أبو سعيد ... فذكره، لكن لم يرفعه، فقد أمن بذلك تدليس عطية العوفي، وقد قال البوصيري في " الزوائد ": هذا إسناد مسلسل بالضعفاء، عطية وهو العوفي، وفضيل بن مرزوق، والفضل بن الموثق كلهم ضعفاء، لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق، فهو صحيح عنده، وقال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 265: ذكره رزين ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها، إنما رواه ابن ماجة بإسناد فيه مقال، وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن [علي بن الفضيل المقدسي] رحمه الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول: أخرجه أحمد (3/21) قال: حدثنا يزيد. وابن ماجة (778) قال: حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري، قال: حدثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم. كلاهما - يزيد، وأبو الجهم - عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، فذكره. * في رواية يزيد قال. فقلت لفضيل: رفعه؟ قال: أحسبه قد رفعه. قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته عطية العوفي. الحديث: 2324 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 2325 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 319] يقول: «مَن خرج من بيته إلى المسجد، فقال: أعوذ بالله العظيم، وسلطانِه القديم، من الشيطان الرجيم، رَبِّيَ اللهُ، توكلتُ على الله، وفَوَّضتُ أمري إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال له المَلك: كُفِيتَ، وهُدِيت، وَوُقِيتَ» أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وبعضه في الحديث الذي بعده، والبعض الآخر تقدم في الحديث رقم (2268) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وهذا الحديث من زيادات رزين أيضا، وتقدم بعضه. الحديث: 2325 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 الفصل الخامس عشر: في الدعاء عند رؤية الهلال 2326 - (ت) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى الهِلال، قال: «اللَّهمَّ أَهِلَّهُ علينا باليُمنِ والسلامة، والإسلام، رَبِّي ورَبُّكَ الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3447) في الدعوات، باب ما يقول عند رؤية الهلال، وفي سنده بلال بن يحيى بن طلحة ابن عبيد الله، وهو لين، وباقي رجاله ثقات. وحسنه الترمذي لشواهده، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": حديث حسن، أخرجه أحمد وإسحاق في مسنديهما، وأخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/162) (1397) . وعبد بن حميد (103) . والدارمي (1695) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي، وإسحاق بن إبراهيم. والترمذي (3451) قال: حدثنا محمد بن بشار. خمستهم - أحمد، وعبد، والرفاعي، وإسحاق، وابن بشار) قالوا: حدثنا أبو عامر العقدي (عبد الملك ابن عمرو -، قال: حدثنا سليمان بن سفيان المديني، قال: حدثني بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، فذكره. قلت: بلال بن يحيى بن طلحة، ضعفوه، وله شاهد من حديث ابن عمر عند الدارمي في السنن (1694) ، والطبراني في الكبير (12/356) . الحديث: 2326 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 2327 - (د) قتادة - رحمه الله-: بَلَغَهُ: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى الهلال، قال: «هلالُ خَيْرٍ ورُشْدٍ، هِلالُ خَيرٍ ورُشْدٍ، هِلالُ [ص: 320] خَيرٍ ورُشْدٍ، آمَنتُ بالله الذي خلقك، ثلاثَ مرات، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا» . ثم قال أبو داود: وحدَّثنا محمد بن العلاء: أن زيدَ بنَ حُباب أخبرهم عن أبي هلال عن قتادة: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5092) في الأدب، باب ما يقول الرجل إذا رأى الهلال، وهو مرسل، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": ووجدت له شاهداً مرسلاً أيضاً أخرجه مسدد في مسنده الكبير ورجاله ثقات، قال: ووجدت له شاهداً موصولاً من حديث أنس ... الخ. أقول: وذكر شواهد أخرى بمعناه، وهو محتمل للتحسين بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (5092) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا قتادة، فذكره بلاغا. الحديث: 2327 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 الفصل السادس عشر: في دعاء الرعد والسحاب 2328 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سمع صوتَ الرَّعد والصَواعِقِ، قال: اللَّهمَّ لا تَقْتُلْنَا بِغَضَبك، ولا تُهلِكْنا بعذابك، وعافِنَا قبل ذلك» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3446) في الدعوات، باب ما يقول إذا سمع الرعد، وفي سنده أبو مطر شيخ الحجاج ابن أرطاة، وهو مجهول. ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب، وضعفه النووي في " الأذكار "، ولكن تعقبه الحافظ في " تخريج الأذكار " فقال: وأخرجه أحمد، والبخاري في " الأدب المفرد "، والترمذي، والنسائي، وأخرجه الحاكم من طرق متعددة، ثم قال: والعجيب من الشيخ (يعني: النووي) كيف يطلق الضعف على هذا الحديث وهو متماسك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/100) (5763) قال: حدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (721) قال: حدثنا معلى بن أسد. والترمذي (3450) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (928) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم (عفان، ومعلى، وقتيبة) قالوا: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الحجاج بن أرطأة، عن أبي مطر، عن سالم بن عبد الله، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (927) قال: أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي، قال: حدثنا سيار بن حاتم، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن أبي مطر، عن سالم، فذكره. (ليس فيه الحجاج بن أرطاة) * قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 2328 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 2329 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأَى ناشِئاً في أُفُقِ السماءِ ترك العمل، وإن كان في صلاةٍ خَفَّفَ، ثم يقول: [ص: 321] اللَّهمَّ إني أعوذ بك من شَرِّها، فإِن مُطِرَ، قال: اللَّهمَّ صَيِّباً هَنيئاً» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ناشئاً) : الناشئ: السحاب المرتفع. (صيباً) : الصيب: المطر المدرار.   (1) رقم (5099) في الأدب، باب مايقول إذا هاجت الريح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 190 وابن ماجة رقم (3889) في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا رأى السحاب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أصله في الصحيح: ولفظه: عن القاسم بن محمد، عن عائشة، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر. قال: اللهم صيبا نافعا» . وفي رواية «اللهم صيبا هنيئا» . أخرجه أحمد (6/90) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن نافع. (ح) وحدثنا علي بن بحر. قال: حدثنا عيسى بن يونس. قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري. وفي (6/119) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله، عن نافع. وفي (6/129) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج. قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع. وفي (6/166) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن أيوب. وعبد بن حميد (1525) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. والبخاري (2/40) قال: حدثنا محمد، هو ابن مقاتل، أبو الحسن المروزي. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا عبيد الله، عن نافع. وابن ماجة (3890) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: أخبرني نافع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (917) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن الزهري. وفي (918) قال: أخبرني محمود ابن خالد. قال: حدثنا الوليد، عن أبي عمرو. قال: حدثني نافع. وفي (920) قال: أخبرني إبراهيم ابن يعقوب. قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن الضحاك. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثني محمد بن الوليد، عن نافع. وفي (921) قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي. قال: أخبرنا سلمة بن سليمان. قال: أخبرنا ابن المبارك. قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع. ثلاثتهم (نافع، والزهري، وأيوب) عن القاسم بن محمد، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (919) قال: أخبرنا محمود بن خالد. قال: حدثني عمر، عن الأوزاعي. قال: حدثني رجل، عن نافع، أن القاسم بن محمد أخبره، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (922) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. قال: حدثني نافع، عن القاسم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر قال: اللهم صيبا هنيا. مرسلا. الحديث: 2329 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 الفصل السابع عشر: في الدعاء عند الريح 2330 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أَن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا عَصَفَت الرِّيح، قال: اللَّهمَّ إني أسأَلك خيرَها وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذُ بك من شَرِّها وشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلت به» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. إلا أن الترمذي قال: «كان إذا رأَى الريحَ» (1) . [ص: 322] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عصفت الريح) : إذا اشتد هبوبها.   (1) رواه البخاري 6 / 216 في بدء الخلق، باب ما جاء في قوله: {وهو الذي يرسل الرياح بشراً [ص: 322] بين يدي رحمته} من حديث عطاء، وفي التفسير، باب قوله: {فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم} ، وفي الأدب، باب التبسم والضحك من حديث سليمان بن يسار عن عائشة رضي الله عنها، ومسلم رقم (899) في الاستسقاء، باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم، والترمذي رقم (3445) في الدعوات، باب ما يقول إذا هاجت الريح، واللفظ لمسلم والترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (3/26) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب. والترمذي (3449) قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود أبو عمرو البصري. قال: حدثنا محمد بن ربيعة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (940) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (941) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عثمان بن عمر. ثلاثتهم (ابن وهب، ومحمد بن ربيعة، وعثمان بن عمر) عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. وأخرجه البخاري (6/216) في بدء الخلق من حديث عطاء، وفي التفسير من حديث سليمان بن يسار. الحديث: 2330 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 2331 - (ت) أُبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَسُبُّوا الرِّيح، فإذا رأيتم ما تَكرَهون، فقولوا: اللَّهمَّ إِنَّا نَسألك من خير هذه الرِّيح، وخيرِ ما فيها، وخيرِ ما أُمِرَتْ به، ونَعوذ بك من شَرِّ هذه الرِّيح، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أُمِرَتْ به» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2253) في الفتن، باب ما جاء في النهي عن سب الرياح، وفي سنده حبيب بن أبي ثابت وهو ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، وقد عنعنه، ولكن للحديث شواهد يقوى بها، منها: حديث أبي هريرة الذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة، وعائشة، وعثمان بن أبي العاص، وأنس، وجابر، وابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهده: أخرجه أحمد (5/123) قال: ثنا عبد الله، حدثني أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا أسباط بن محمد القرشي، حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، فذكره. والترمذي (2252) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب الشهيد البصري، عن ابن فضيل فذكره. والنسائي في اليوم والليلة عن إسحاق بن إبراهيم. الحديث: 2331 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 2332 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الرِّيحُ من رَوْحِ الله، ورَوْحُ الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإِذا رَأَيتُموها فلا تَسُبُّوهَا، وسَلُوا الله من خيرها، واستعيذوا بالله من شرِّهَا» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5097) في الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح، ورواه بمعناه ابن ماجة رقم (3727) في الأدب، باب النهي عن سب الريح، وإسناده حسن، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (2/250، 436) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/409) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/518) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال أخبرنا يونس. والبخاري في الأدب المفرد (720) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن الأوزاعي. وفي (906) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن يونس. وأبو داود (5097) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزي وسلمة، يعني ابن شبيب، قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال أخبرنا معمر. وابن ماجة (3727) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأوزاعي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (931) قال: أخبرنا يوسف ابن سعيد. قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال أخبرني زياد. وفي (932) قال أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان، وهو ابن حبيب، عن الأوزاعي. أربعتهم (الأوزاعي، ومعمر، ويونس، وزياد بن سعد) عن ابن شهاب الزهري، عن ثابت بن قيس الزرقي، فذكره - ورواه عنه، ابن المسيب: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (929) قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: حدثنا طلق بن السمح. قال: حدثنا نافع بن يزيد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. - ورواه عنه، عمرو بن سليم الزرقي: أخرجه النسائي (930) قال: أخبرني عثمان بن عبد الله. قال: حدثني محمد بن سليمان. قال: حدثني الحسن بن أعين. قال: حدثنا عمر بن سالم الأفطس، عن أبيه، عن الزهري، عن عمرو بن سليم الزرقي، فذكره. الحديث: 2332 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 الفصل الثامن عشر: في الدعاء يوم عرفة وليلة القدر 2333 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «أَكْثَرُ ما دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يومَ عرفةَ في الموقف: اللهم لك الحمدُ كالذي نقولُ، وخيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونُسُكي، ومَحْيايَ ومماتي، وإليك مآبي، ولك رَبِّ تُرَاثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ووسْوَسَةِ الصَّدْرِ، وشَتَاتِ الأمرِ، اللهم [إني] أعوذ بك من شرِّ ما تجيءُ به الرِّيحُ» . أخرجه الترمذي (1) . وفي رواية ذكرها رزين، قال: «أَكْثَرُ دعاءِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ عرفة - بعد قوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له -: اللهم لك الحمد كالذي نقول، اللهم لك صلاتي ونُسُكي، ومَحْيَايَ ومَمَاتي، وإليك مآبي، وعليك يا رَبِّ ثَوَابي، اللهم إني أَعوذ بك من عذاب القبر، ومن وَسْوَسَة الصَّدْرِ، [ص: 324] ومن شَتَاتِ الأمْرِ، ومن شرِّ كلِّ ذي شَرٍّ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تراثي) : التراث: ما يخلفه الرجل لورثته، وقد جاء في رواية أخرى ثوابي فإن صحت الروايتان، وإلا فما أقربها من التصحيف. (شتات) : الشتات: التفرق والتباعد.   (1) رقم (3515) في الدعوات، باب رقم (93) ، وفي سنده قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي، وهو صدوق، لكنه تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان بعد تخريجه من طرق: هذا حديث غريب، قال: وأخرجه ابن خزيمة وقال: أخرجته وإن لم يكن ثابتاً من جهة النقل لأنه من الأمر المباح. (2) وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: تقدم تخريجه في كتاب الحج. الحديث: 2333 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 2334 - (ط ت) عمرو بن شعيب، وطلحة بن عبيد الله بن كريز - عن أبيه عن جده - رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَفْضَلُ الدعاء [دُعاء] يومِ عرفةَ، وأفضل ما قلتُ أنَا والنَّبِيُّونَ من قَبْلي: لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له، لَهُ الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قديرٌ» . أخرجه الموطأ عن طلحة إلى قوله: «لا شريك له» ، و [أخرجه] الترمذي عن عمرو بن شعيب بتمامه (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 214 و 215 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، من حديث طلحة بن عبيد الله ابن كريز، وهو مرسل صحيح الإسناد، والترمذي رقم (3579) في الدعوات، باب في دعاء يوم عرفة، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وفي سنده عند الترمذي: محمد ابن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي أبو إبراهيم المدني، لقبه حماد، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن يشهد لرواية الترمذي هذه، رواية مالك التي قبله، فهو بها حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أما حديث عمرو بن شعيب فإسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/210) (6961) قال: حدثنا روح والترمذي (3585) قال: حدثنا أبو عمرو مسلم بن عمرو، قال: حدثني عبد الله بن نافع. كلاهما (روح بن عبادة، وعبد الله) عن محمد بن أبي حميد، قال: أخبرني عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * قال عبد الله بن نافع في حديثه: عن حماد بن أبي حميد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. * قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد، هو محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المدني، وليس بالقوي عند أهل الحديث. أما مرسل طلحة بن عبيد الله بن كريز: فأخرجه مالك في الموطأ (1/214، 215) با ب ما جاء في الدعاء. والبغوي في شرح السنة (7/157) وقال: هذا حديث مرسل. قلت: وفي الباب عن المطلب بن حنطب أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2509) بتحقيقي. وهو مرسل أيضا. وللحديث شواهد راجع فتح المجيد ط / دار أهل السنة بتحقيقي. الحديث: 2334 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 2335 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قلت: يا رسولَ الله [ص: 325] إِنْ وَافَقْتُ ليلةَ القَدْرِ، ما أَدْعُو به؟ قال: قُولي: اللهم إنك عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُ الْعَفْوَ فاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3508) في الدعوات، باب رقم (89) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجة والنسائي في " الكبرى " والطبراني في " الدعاء "، والحاكم، وغيرهم، وصححه النووي في " الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا كهمس. وفي (6/182) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا الجريري. وفي (6/183) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا كهمس. وفي (6/183) قال: حدثنا علي بن عاصم قال: أخبرنا الجريري. وفي (6/208) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا كهمس. وابن ماجة (3850) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع، عن كهمس بن الحسن. والترمذي (3513) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن كهمس بن الحسن. والنسائي في عمل اليوم والليلة (872) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جعفر، وهو ابن سليمان، عن كهمس. وفي (873) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد، عن كهمس. وفي (875) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن مرزوق، عن أبي مسعود الجريري. وفي (876) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد. قال: حدثنا مخلد. قال: حدثنا سفيان، عن الجريري. كلاهما (كهمس بن الحسن، وأبو مسعود الجريري) عن عبد الله بن بريدة، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (874) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت كهمسا، عن ابن بريدة، أن عائشة قالت: يانبي الله ... مرسل. * في رواية محمد بن جعفر وخالد بن الحارث، عن كهمس. ورواية سفيان، عن الجريري: «عن ابن بريدة» ولم يسمياه. الحديث: 2335 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 الفصل التاسع عشر: في الدعاء عند العطاس 2336 - (د) عامر بن ربيعة - رضي الله عنه -: قال: «عَطَسَ شَابٌ [من الأنصار] خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في الصَّلاة، فقال: الحمد لله [حمداً] كثيراً طَيِّباً مُبارَكاً حتى يرضى ربُّنا، وبعد ما يرضَى من أَمر الدنيا والآخرة، فلما انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من القائِلُ الكلمةَ؟ قال: فسكت الشابُّ، ثم قال: مَن القائلُ الكلمة؟ فإنه لم يَقُلْ بأساً، فقال: يا رسولَ الله أنا قُلتُها، ولم أُرِدْ بها إلا خيراً، قال: ما تناهَت دُونَ عرش الرحمن - عز وجل -» . [ص: 326] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (774) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، ورواه أيضاً بنحوه الترمذي رقم (404) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، ورواه البخاري مختصراً 2 / 237 في صفة الصلاة، باب فضل اللهم ربنا لك الحمد، والموطأ 1 / 212 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، وأبو داود رقم (770) ، وانظر الحديث رقم (2173) والتعليق عليه، وقال الترمذي: وكأن هذا الحديث عند بعض أهل العلم أنه في التطوع، لأن غير واحد من التابعين قالوا: إذا عطس الرجل في الصلاة المكتوبة إنما يحمد الله في نفسه، ولم يوسعوا في أكثر من ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ليس إسناده بالقوي: أخرجه أبو داود (774) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن عامر بن ربيعة، فذكره. الحديث: 2336 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 2337 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا عطس أحدُكم فليقُل: الحمد لله على كُلِّ حال، وَلْيَقُلْ له أَخُوهُ، أو صاحِبهُ: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكم اللهُ، ويُصلِحُ بالَكم» . أخرجه البخاري، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالكم) : البال: الحال، والبال: القلب.   (1) رواه البخاري 10 / 502 في الأدب، باب إذا عطس كيف يشمت، وأبو داود رقم (5033) في الأدب، باب ما جاء في تشميت العاطس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وفي رواية «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال» . أخرجه أحمد (2/353) قال: حدثنا حجين أبو عمر. والبخاري (8/61) وفي الأدب المفرد (927) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. وفي الأدب المفرد (921) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وأبو داود (5033) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (232) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا يحيى بن حسان. أربعتهم (حجين، ومالك بن إسماعيل، وموسى بن إسماعيل، ويحيى بن حسان) عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. قال: أخبرنا عبد الله بن دينار، عن أبي صالح السمان، فذكره. الحديث: 2337 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 2338 - (ت) أبو أيوب الأنصاري، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما-: مثل حديث أَبي هريرة، أو نحوه، وفيه: «فَلْيَقُلْ الذي يَرُدُّ عليه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2742) في الأدب، باب ما جاء كيف يشمت العاطس، من حديث محمد بن عبد الرحمن [ص: 327] ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقال الترمذي: وكان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث، يقول أحياناً: عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول أحياناً: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ. ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى صدوق، ولكنه سيئ الحفظ كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن يشهد لحديث الترمذي هذا حديث أبي هريرة الذي قبله، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، مضطرب: أخرجه أحمد (1/122) (995) قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (3715) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. والترمذي (2741) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن يحيى الثقفي المروزي، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وعبد الله بن أحمد (1/120) (972) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (212) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - يحيى القطان، وعلي بن مسهر، وأبو عوانة - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * أخرجه عبد الله بن أحمد (1/120) (973) قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، أو عيسى، شك منصور، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ليس بالقوي في الحديث، سيئ الحفظ، وهو أحد الفقهاء. الحديث: 2338 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 2339 - (ت د) هلال بن يساف (1) - رحمه الله -: عن سالم بن عبيد الأشجعي (2) «أَنه كان مع القَومِ في سفر، فعطسَ رجلٌ من القومِ، فقال: السلام عليكم، فقال له سالم: وعليك، وعلى أُمِّك، فكَأنَّ الرجل، وَجدَ في نفسه، فقال: أمَا إني لم أَقُلْ إلا ما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» هكذا عند الترمذي. وعند أبي داود: «فقال له سالم: وعليك وعلى أُمِّك، ثم قال: [ص: 328] له [بعدُ] : لعَلَّكَ وجدتَ مما قُلْتُ لك؟ فقال: وَدِدْتُ لم تَذْكُرْ أُمِّي بخيرٍ، ولا شَرٍّ، قال سالم: إنما قلتُ لك كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، [إِنَّا] بينا نحن عندَه - ثم اتفقَا - إذْ عطس رجلٌ عندَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: السلام عليكم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وعليك وعلى أُمِّكَ (3) ، ثم قال: إِذَا عطس أحدُكم فليقُل: الحمد لله ربِّ العالمين، وليقل [له] مَنْ يَرُدُّ عليه: يَرْحَمُك الله، وليَرُدَّ عليه: يَغْفِرُ اللهُ لنا ولكم» (4) . [ص: 329] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وجد في نفسه) : وجد فلان في نفسه من كذا: إذا غضب، من الموجدة: الغضب.   (1) هو هلال بن يساف، بالياء والسين، وفي آخره فاء - ويقال: ابن إساف، بكسر الهمزة، ويقال: ابن ياساف - الأشجعي الكوفي، قال القاري في " المرقاة ": " يساف " بكسر الياء. وقيل: بفتحها، والياء أصلية، فيتعين الصرف. وفي " المغني ": بفتح المثناه التحتية وتخفيف السين المهملة وبالفاء، أو هو بفتح ياء وكسرها وبكسر همزة مكان ياء. اهـ. وهو نسخة، وجزم به المؤلف في أسمائه (يريد الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح ") ففي " القاموس ": هلال بن يساف بالكسر، وقد يفتح. اهـ. روى هلال بن يساف عن الحسن بن علي، وسعيد ابن زيد وسمرة بن جندب، وسالم بن عبد الله الأشجعي، وغيرهم. وعنه: أبو إسحاق السبيعي، والأعمش، وسلمة بن كهيل، ومنصور بن المعتمر وغيرهم، وهو ثقة. (2) سالم بن عبد الله الأشجعي صحابي من أهل الصفة، سكن الكوفة، قال الغرناطي في " سلاح المؤمن ": ليس لسالم في الكتب الستة سوى حديثين، أحدهما هذا، والثاني أغمي على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، رواه الترمذي في " الشمائل "، وابن ماجة. (3) قال القاري في " المرقاة ": يمكن أن يقال: معناه: عليك وعلى أمك الملام من جهة عدم التعليم والإعلام، وليس المراد به رد السلام، بل القصد زجره عن هذا الكلام الواقع في غير المرام. (4) رواه الترمذي رقم (2741) في الأدب، باب كيف يشمت العاطس، وأبو داود رقم (5031) في الأدب، باب ما جاء في تشميت العاطس. وإسناده صحيح، رواه الترمذي من حديث سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف عن سالم بن عبيد الأشجعي، ورواه أبو داود من حديث جرير عن منصور، عن هلال بن يساف قال: كنا مع سالم بن عبيد، ومن حديث أبي بشر ورقاء عن منصور عن هلال بن يساف عن خالد بن عرفطة عن سالم بن عبيد، وقال الترمذي: هذا الحديث اختلفوا في روايته عن منصور، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وبين سالم رجلاً، وقال المنذري في " تلخيص سنن أبي داود " بعد كلام الترمذي هذا ما لفظه: وأخرجه النسائي أيضاً عن منصور عن رجل عن خالد بن عرفطة عن سالم، وأخرجه أيضاً عن منصور عن هلال بن يساف عن رجل آخر، وقال: هذا الصواب عندنا، والأول خطأ، هذا آخر كلامه، وقد رواه علي ابن المديني عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان عن منصور عن هلال عن رجل عن رجل عن سالم، ورواه مسدد عن يحيى القطان عن سفيان عن منصور عن هلال عن رجل من آل خالد بن عرفطة عن آخر منهم قال: كنا مع سالم ... ورواه زائدة عن منصور عن هلال عن رجل من أشجع عن سالم، ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن أبي عوانة، عن منصور، عن هلال، عن رجل من آل عرفطة عن سالم، واختلف على ورقاء فيه، فقال بعضهم: خالد، عرفجة، وقال بعضهم: خالد بن عرفطة، أو عرفجة، ويشبه أن يكون خالد هذا مجهولاً، [ص: 329] فإن أبا حاتم الرازي قال: لا أعرف أحداً يقال له: خالد بن عرفطة إلا واحداً، الذي له صحبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف مضطرب: وقع الخلاف في أسانيد هذا الحديث على النحو التالي: * أخرجه أحمد (6/7) . والنسائي في عمل اليوم والليلة (229) قال: أخبرنا محمد بن بشار. كلاهما -أحمد بن حنبل، وابن بشار - قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل من آل خالد بن عرفطة، عن آخر، قال: كنت مع سالم بن عبيد، فذكره. في رواية محمد بن بشار: (عن هلال، عن رجل، عن آخر) . * وأخرجه أبو داود (5031) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. والترمذي (2740) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (225) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير. وفي (226) قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان، قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل. وفي (227) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم (جرير، وسفيان، وإسرائيل) عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سالم بن عبيد، فذكره. (دون ذكر الرجلين بين هلال وسالم) . * وأخرجه أبو داود (5032) قال: حدثنا تميم بن المنتصر، قال: حدثنا إسحاق (يعني ابن يوسف) . والنسائي في عمل اليوم والليلة (231) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد وهو ابن هارون. كلاهما (إسحاق، ويزيد) عن ورقاء، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن خالد بن عرفجة، عن سالم بن عبيد، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (228) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل، عن سالم، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (230) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن خالد بن عرفطة، عن سالم بن عبيد، فذكره. الحديث: 2339 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 2340 - (ت) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «عطس رجلٌ إلى جَنْبِ ابن عمر، فقال: الحمدُ لله، والسلامُ على رسول الله، فقال ابنُ عمرُ: وأَنا أَقول: الحمد لله، والسلامُ على رسول الله، ما هكذا علَّمَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنْ نقولَ إذا عَطَسْنَا، وإنما علَّمنا أن نقولَ: الحمدُ لله على كلِّ حالٍ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2739) في الأدب، باب ما يقول العاطس إذا عطس، وقال: هذا حديث غريب، أقول: وفي سنده حضرمي بن عجلان مولى الجارود، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له حديث أبي هريرة عند أبي داود رقم (5033) مرفوعاً بلفظ: إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال، وإسناده صحيح، وقد جاء طلب ذلك من العاطس، عند الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري رفعه: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وعند النسائي وابن ماجة والحاكم في " المستدرك " عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، ويرد عليه: يرحمك الله، ويرد عليهم: يغفر الله لنا ولكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ليس إسناده بذاك، وله شواهد: أخرجه الترمذي (2738) قال: ثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا زياد بن الربيع، قال: ثنا الحضرمي مولى الجارود، عن نافع، فذكره. قلت: الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 2340 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 2341 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: «أن ابْنَ عمر َ [ص: 330] كان إذا عطس، فقيل له: يرحمك الله، قال: يرحمنا الله وإياكم، ويَغفرُ لنا ولكم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1866) عن نافع أن ابن عمر، فذكره. قلت: أورد له الإمام الزرقاني شواهد مرفوعة، الشرح (4/467) . الحديث: 2341 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 الفصل العشرون: في أدعية مفردة دعاء ذي النون 2342 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «دعْوةُ ذِي النُّونِ، إذ دعا في بطنِ الحوتِ، قال: لا إِله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين: ما دعا بها أَحَدٌ قَطُّ إِلا استُجيبَ له» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3500) في الدعوات، باب رقم (85) ، من حديث محمد بن يحيى عن محمد بن يوسف عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه سعد، وقال الترمذي: وقال محمد ابن يوسف مرة: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، وقد روى غير واحد هذا الحديث عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، ولم يذكروا فيه: عن أبيه، وروى بعضهم وهو أبو أحمد الزبيري: عن يونس فقالوا: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه سعد نحو رواية محمد بن يوسف. أقول: وقد روى الحديث الحاكم في " المستدرك " 2 / 383 وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ في " تخريج الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/170) (1462) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. والترمذي (3505) ، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (655) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عبيد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مهاجر. وفي (656) قال: أخبرنا حميد بن مخلد، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. كلاهما (يونس بن أبي إسحاق، وابن مهاجر) عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه، فذكره. قال الترمذي: وقال محمد بن يوسف مرة: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، وقد روى غير واحد هذا الحديث عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، ولم يذكروا فيه عن أبيه، وروى بعضهم وهو أبو أحمد الزبيري: عن يونس، قالوا: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد، نحو رواية محمد بن يوسف. الحديث: 2342 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 دعاء داود 2343 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله [ص: 331] صلى الله عليه وسلم-: «كان من دُعاء داودَ، يقول: اللَّهمَّ إِني أسألك حُبَّك، وحبَّ من يحبُّك، والعَمَل الذي يُبَلِّغُني حبَّكَ، اللَّهمَّ اجعل حُبَّك أَحَبَّ إِليَّ من نفسي، ومالي، وأَهْلي، ومن الماءِ البارِد، قال: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ذُكِرَ داودُ يحدِّث عنه، يقول: كان أَعْبَدَ البَشَرِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3485) في الدعوات، باب رقم (74) ، وفي سنده عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي. وقيل: ابن يزيد بن ربيعة، وهو مجهول، كما قال الحافظ في " التقريب "، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقد أخرج الحديث الحاكم وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3490) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا محمد بن فضيل عن محمد بن سعد، الأنصاري، عن عبد الله بن ربيعة الدمشقي، قال: ثنا عائذ الله أبو إدريس الخولاني فذكره. قلت: عبد الله بن ربيعة الدمشقي مجهول. الحديث: 2343 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 دعاء قوم يونس 2344 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: يرفعه: «أَن دعاءَ قوم يونس: يا حَيُّ يا قيوم، يا حيُّ حينَ لا حيَّ، يا مُحْيي، يا مُمِيت، يا ذا الجلال والإكرام» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين العبدري على الأصول، لم اهتد إليه. الحديث: 2344 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 الدعاء عند رؤية المبتلى 2345 - (ت) عمر [بن الخطاب] (1) ، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من رأى صاحِب بلاءٍ، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكَ به، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، عُوفيَ من ذلك البلاءِ، كائناً [ص: 332] ما كان، ما عاش» . انتهت رواية أَبي هريرة عند قوله: «ذلك البلاء» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في المطبوع: ابن عمر، وما أثبتناه في الأصل والترمذي. (2) رقم (3427) و (3428) في الدعوات، باب ما يقول إذا رأى مبتلى، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث ابن عمر، والبزار، والطبراني في " الصغير " من حديث أبي هريرة وقال فيه " فإنه إذا قال ذلك شكر تلك النعمة "، وحسن إسناده المنذري في " الترغيب والترهيب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الأدب المفرد (668) قال: حدثنا يحيى بن بشر. ومسلم (8/81) قال: حدثنا إبراهيم بن دينار. كلاهما (يحيى، وإبراهيم) عن أبي قطن عمرو بن الهيثم القطعي، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن قدامة بن موسى، عن أبي صالح السمان، فذكره. الحديث: 2345 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 القسم الثاني: في أدعية غير مؤقتة ولا مضافة 2346 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: «اللَّهمَّ أَصْلِح لي ديني الذي هو عِصْمَةُ أمري، وأصَلِح [لي] دُنيَايَ التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعَل الحياة زيادة لي في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحة لي من كل شَرٍّ» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عصمة أمري) : العصمة: ما يعتصم به. أي: يستمسك ويتقوى به في أموره كلها، لئلا يدخل عليها الخلل. [ص: 333] (معادي) : المعاد: إما موضع العود، أو مصدر، والمراد به: ما يعود إليه يوم القيامة.   (1) رقم (2720) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 2346 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 2347 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ انْفَعني بما عَلَّمتَني، وعَلِّمْني ما يَنفَعُني، وزِدني علماً، الحمدُ لله على كل حالٍ، وأَعوذ بالله من حَال أهل النار» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3593) في الدعوات، باب سبق المفردون، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (251) في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل، ورقم (3833) في الدعاء، باب فضل الدعاء. من حديث موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقال الحافظ في " التقريب ": محمد بن ثابت عن أبي هريرة مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (1419) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. وابن ماجة (251، 3833) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (3804) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3599) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله ابن نمير. ثلاثتهم -عبيد الله، وابن نمير، ووكيع - عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، فذكره. قلت: موسى بن عبيدة الربذي مختلف فيه وللضعف أقرب، وشيخه مجهول. الحديث: 2347 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 2348 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «دعاءٌ حَفِظْتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لا أدَعُهُ: اللَّهمَّ اجعلني أُعْظِمُ شُكْرَك، وأُكثِرُ ذِكْرَكَ، وأَتَّبِعُ نُصْحَكَ، وأَحفَظُ وَصِيَّتَكَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3601) في الدعوات، باب من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، قال الترمذي: هذا حديث غريب، أقول: وفي سنده الفرج بن فضالة، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/311) قال: حدثنا هاشم أبو النضر. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3604) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال أخبرنا وكيع. كلاهما (هاشم، ووكيع) عن أبي فضالة، الفرج بن فضالة، عن أبي سعيد الحمصي، فذكره. * في رواية هاشم بن القاسم: حدثنا أبو سعيد المديني. وفي رواية وكيع: عن أبي سعيد الحمصي قلت: فرج بن فضالة، ضعفوه. الحديث: 2348 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 2349 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو، فيقول: «اللَّهمَّ مَتِّعْني بسمعي وبصري، واجعَلْهُما الوارِث مني، وانصرني على من يَظلِمُني، وخُذْ منه بثأْري» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3606) في الدعوات، باب اللهم متعني بسمعي، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. [ص: 334] أقول: وفي سنده جابر بن نوح الحماني بكسر الحاء وتشديد الميم أبو بشير الكوفي وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب ". ولكن يشهد لهذا الحديث، حديث ابن عمر عند الترمذي رقم (3497) بلفظ: " اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ... " الحديث، وأوله: " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ... "، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقد تقدم رقم (2275) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهده: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (650) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا حماد والترمذي (13604) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: أخبرنا جابر بن نوح. كلاهما (حماد بن سلمة، وجابر بن نوح) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة فذكره. قلت: هذا إن كان حماد بن سلمة حفظه. وفي الباب عن ابن عمر أخرجه الترمذي (3497) . الحديث: 2349 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 2350 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رجلاً قال: «يا رسولَ الله، سمعتُ دُعاءك الليلةَ، وكلُّ الذي وصل إليَّ منه أنك تقول: اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذنبي، وَوَسِّع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني، قال: فهل تَرَاهُنَّ تركن شيئاً؟» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3496) في الدعوات، باب دعاء يقال في الليل، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3500) قال: ثنا علي بن حجر، قال: ثنا عبد الحميد بن عمر الهلالي، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي السليل، فذكره. قلت: الجريري اختلط بآخره. الحديث: 2350 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 2351 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان أكثر دعاءِ النبي - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حَسنة، وقِنا عذابَ النار» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم، وأبي داود، قال قتادة: سألتُ أنساً: «أَيُّ دعوةٍ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو بها أكثر؟ قال: كان أَكثرُ دعوةٍ يدعو بها: اللَّهمَّ آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» . وقال قتادة: وكان أَنسٌ إذا أراد أَن يدعوَ بدعوة دعا بها، وإذا دعا بدعاءٍ دعا بها فيه (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 161 في الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة "، وفي تفسير سورة البقرة، باب {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} ، ومسلم رقم (2690) في الذكر والدعاء، باب فضل الدعاء باللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأبو داود رقم (1519) في الصلاة، باب في الاستغفار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/101) . ومسلم (8/68) قال: حدثني زهير بن حرب. وأبو داود (1519) قال: حدثنا زياد بن أيوب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (996) عن إسحاق بن إبراهيم. وفي عمل اليوم والليلة (1056) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. أربعتهم (أحمد، وزهير، وزياد، وإسحاق) قالوا: حدثنا إسماعيل (هو ابن إبراهيم بن علية) . 2- وأخرجه البخاري (6/34) قال: حدثنا أبو معمر، وفي (8/103) ، وفي الأدب المفرد (682) ، وأبو داود (1519) قال البخاري وأبو داود: حدثنا مسدد. كلاهما (أبو معمر، ومسدد) قالا: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. كلاهما (إسماعيل، وعبد الوارث) عن عبد العزيز، فذكره. - ورواه ثابت، عن أنس بن مالك: 1- أخرجه أحمد (3/208) قال: حدثنا روح. وفي (3/،209 277) وعبد بن حميد (1262) قال أحمد وعبد: حدثنا سليمان بن داود. وعبد بن حميد (1303) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. وفي (1373) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والبخاري في الأدب المفرد (677) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. ومسلم (8/69) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1054) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن أبي داود سليمان بن داود. ستتهم (روح، وسليمان، وسعيد، وهاشم، وعمرو، ومعاذ) عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/247) ، وعبد بن حميد (1301) قالا: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد ابن سلمة. كلاهما (شعبة، وحماد) عن ثابت، فذكره. - ورواه حميد، عن أنس: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (727) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد، فذكره. الحديث: 2351 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 2352 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَن رجلاً جاء إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، أيُّ الدعاء أفْضَلُ؟ قال: «سَلْ رَبَّكَ العافيةَ والمُعَافَاةَ في الدنيا والآخرة» ، ثم أتاه في اليوم الثاني، فقال: يا رسولَ الله، أي الدُّعاءِ أَفضلُ؟ فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث، فقال له مثل ذلك، قال: «فإذا أُعطيتَ العافية في الدنيا، وأعطيتها في الآخرة، فقد أَفلحتَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3507) في الدعوات، باب رقم (89) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3848) في الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، وفي سنده سلمة بن وردان الليثي أبو يعلى، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان. أقو ل: ويشهد له حديث العباس عند الترمذي، وسيأتي رقم (2357) ، والأحاديث في سؤال الله العافية في الدنيا والآخرة كثيرة، منها، اللهم إني أسألك العافية في ديني وديناي وأهلي ومالي ... الحديث، وقد تقدم رقم (2229) ، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3512) قال: ثنا يوسف بن عيسى، حدثنا الفضل بن موسى، ثنا سلمة بن وردان عن أنس، فذكره. وأخرجه ابن ماجة (3848) قال: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا ابن أبي فديك، أخبرني سلمة ابن وردان، به. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان. الحديث: 2352 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 2353 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عاد رجلاً من المسلمين، قد خَفَتَ، فصَار مثل الفَرْخِ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل كنتَ تَدعو الله بشيءٍ، أو تسأله إياه؟ قال: نعم، كنتُ أقول: اللَّهمَّ ما كنتَ مُعَاقِبي به في الآخرة فعَجِّله لي في الدنيا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله! لا تُطِيقُهُ، ولا تستطيعُه، أفلا قلتَ: اللَّهمَّ آتنا في [ص: 336] الدنيا حسنة، وفي الآخرةِ حسنة، وقنا عذاب النار؟ قال: فدعا الله به، فشفاه الله تعالى» . وفي أخرى: «فقالها، فَشَفَاهُ الله» ، هذه رواية مسلم، وانتهت رواية الترمذي عند قوله: «عذابَ النار» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خفت) : الخفوت: الذبول والضعف.   (1) رواه مسلم رقم (2688) في الذكر والدعاء، باب كراهية الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا، والترمذي رقم (3483) في الدعوات، باب ما جاء في حق التسبيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه ثابت، عن أنس. 1- أخرجه أحمد (3/107) قال: حدثنا ابن أبي عدي، وعبد الله بن بكر. ومسلم (8/67) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي (ح) وحدثناه عاصم بن النضر التيمي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والترمذي (3487) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا سهل بن يوسف. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1053) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث. أربعتهم (ابن أبي عدي، وابن بكر، وخالد، وسهل) عن حميد الطويل. 2- وأخرجه أحمد (3/288) قال: حدثنا عفان. ومسلم (8/68) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما (حميد، وحماد) عن ثابت، فذكره. * في المطبوع من عمل اليوم والليلة جعله من حديث حميد، عن أنس، وصححناه من تحفة الأشراف رقم (393) . - ورواه حميد عن أنس: أخرجه عبد بن حميد (1399) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري في الأدب المفرد (728) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. كلاهما (يزيد، وزهير) عن حميد، فذكره. * في المطبوع من عمل اليوم والليلة للنسائي (1053) جعله من حديث حميد عن أنس، وبمراجعة تحفة الأشراف (393) وجدناه من حديث حميد عن ثابت.. - ورواه قتادة، عن أنس: أخرجه مسلم (8/68) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. والنسائى في عمل اليوم والليلة (1055) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قالا (ابن المثنى، وابن بشار) : حدثنا سلام بن نوح، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره. الحديث: 2353 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 2354 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من سأل [الله] الجنة ثلاثاً، قالت الجنة:اللَّهمَّ أدخِله الجنةَ، ومن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللَّهمَّ أجِرْهُ من النارِ» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2575) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أنهار الجنة، والنسائي 8 / 279 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من حر النار، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4340) في الزهد، في آخر الكتاب، وابن حبان في صحيحه رقم (2433) موارد، من حديث أبي إسحاق السبيعي عن بريد بن أبي مريم عن أنس رضي الله عنه، وقال الترمذي: هكذا روى يونس عن أبي إسحاق هذا الحديث عن بريد بن أبي مريم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وقد روي عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قوله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/141) قال: ثنا يحيى بن آدم، ثنا يونس بن أبي إسحاق عن بريدة بن أبي مريم، فذكره. قال العماد بن كثير: رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة، عن هناد، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق عن بريدة، به. ورواه ابن حبان والضياء في صحيحه. الحديث: 2354 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 2355 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: «رَبِّ أَعِنِّي، ولا تُُعِنْ عَلَيَّ، وانْصُرْني ولا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وامكُرْ لي ولا تَمكُرْ عَلَيَّ، واهدِني ويَسِّرْ الْهُدَى لي، وانْصُرْني على مَن بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجعلْني لك شَاكِراً، لك ذَاكِراً، لك رَاهِباً، لك مِطْوَاعاً (1) ، لك مُخْبِتاً، إِليك أَوَّاهاً مُنيِباً، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبتي، واغْسِلْ حَوْبَتي، وأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وسَدِّدْ لِسَاني، واهْدِ قلبي، واسْلُلْ سَخيمَةَ صَدْرِي» . هذه رواية الترمذي. ورواية أبي داود مثلها - وفيها بعد قوله -: «إليك مخبتاً» : «أَو منيباً» ، ولم يذكر: «أوَّاهاً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (امكر لي) : المكر: الخدع، وهو من الله تعالى: إيقاع بلائه بأعدائه، وقيل: هو أن ينفذ مكره وحيلته في عدوه، ولا ينفذهما في وليه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات، فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة. [ص: 338] (راهباً) : الرهبة: الخوف والفزع. (مخبتاً) : المخبت: الخاشع المخلص في خشوعه. (منيباً) : الإنابة: الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة والإخلاص. (أوَّاهاً) : الأوَّاه: المتأوه المتضرع وقيل: البكَّاء. وقيل: هو الكثير الدعاء. (حوبتي) : الحوبة والحوب: الإثم والذنب. (ثبت حجتي) : يريد بالحجة: الدليل والبينة، إما في الدنيا، وإما في الآخرة، وعند جواب الملكين في القبر. ومنه قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] جاء في التفسير: أنه مسألة الملكين في القبر. (سَخِيمة صدري) : السخيمة: الغضب والغل.   (1) في الأصل: مطاوعاً، والتصحيح من الترمذي وأبي داود. (2) رواه الترمذي رقم (3546) في الدعوات، باب من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1510) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3830) في الدعاء، باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحمد في " المسند " 3 / 310، وابن حبان في صحيحه رقم (2414) موارد، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/227) (1997) قال: حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (717) قال: حدثني عمر بن سعد. والبخاري في الأدب المفرد (664) قال: حدثنا قبيصة. وفي (665) قال: حدثنا أبو حفص، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (1510) قال: حدثنا محمد بن كثير. وفي (1511) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (3830) قال: حدثنا علي بن محمد سنة إحدى وثلاثين ومئتين، قال: حدثنا وكيع في سنة خمس وتسعين ومئة، والترمذي (3551) قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري (ح) وحدثنا محمد بن بشر العبدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (607) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. ستتهم (يحيى، وعمر بن سعد أبو داود، وقبيصة، ومحمد بن كثير، ووكيع، ومحمد بن بشر) عن سفيان الثوري، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن الحارث، قال: سمعت طليق بن قيس الحنفي، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (608) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا محمد بن جحادة، عن عمرو بن مرة، عن ابن عباس، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو: رب أعني ... وساق الحديث مرسلا. الحديث: 2355 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 2356 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللهم لك أَسْلمْتُ، وبك آمنت، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، اللهم أعوذ بعزَّتك، لا إله إلا أنت، أنْ تُضِلَّني، أنت الحيُّ الذي لا يموتُ، والجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتونَ» . [ص: 339] أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 313 و 314 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {وهو العزيز الحكيم} {سبحان ربك رب العزة عما يصفون} {ولله العزة ولرسوله} ، ومسلم رقم (2717) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، واللفظ له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/302) (2748) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (9/143) قال: حدثنا أبو معمر. ومسلم (8/80) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (6550) عن عثمان بن عبد الله، عن أبي معمر. كلاهما (عبد الصمد، وأبو معمر) عن عبد الوارث، قال: حدثنا حسين المعلم، قال: حدثني عبد الله ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، فذكره. الحديث: 2356 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 2357 - (ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، عَلِّمني شيئاً أسأَله اللهَ، قال: سَلِ الله العافيةَ، فَمَكَثتُ أَياماً ثم جئتُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، علِّمْني شيئاً أسأله الله، فقال لي: يا عباسُ، يا عَمَّ رسولِ الله، سَلِ الله العافِيةَ في الدنيا والآخرة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3509) في الدعوات، باب رقم (89) ، وفي سنده يزيد بن أبي زياد الهاشمي، وهو ضعيف كبر فتغير صار يتلقن، ولكن يشهد لهذا الحديث حديث أنس عند الترمذي وغيره، وقد تقدم رقم (2353) ولذلك صححه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الحميدي (461) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/209) (1783) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. والبخاري في الأدب المفرد (726) قال: حدثنا فروة، قال: حدثنا عبيدة، والترمذي (3514) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبيدة بن حميد. ثلاثتهم (سفيان، وزائدة، وعبيدة) عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، فذكره. قلت: مداره على يزيد بن أبي زياد، ضعفوه. الحديث: 2357 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 2358 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: «قام على المنبر ثم بكى، فقال: قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عام أولَ على المنبر، ثم بكى، فقال: سَلُوا الله العفْوَ والعافيةَ، فإِن أَحداً لم يُعطَ بعد اليقين خيراً من العافية» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3553) في الدعوات، باب رقم (118) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " بمعناه رقم (5) ورقم (17) ، وابن ماجة رقم (3849) في الدعاء بالعفو والعافية، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2421) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: رواه عن أبي بكر، أوسط البجلي: 1- أخرجه الحميدي (2) قال: حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وفي (7) قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد الرصاصي، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني يزيد بن خمير. وأحمد (1/3) (5) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير. وفي (1/5) (17) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني يزيد بن خمير. وفي (1/7) (34) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير. وفي (1/8) (44) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: حدثنا معاوية - يعني ابن صالح. والبخاري في الأدب المفرد (724) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا سويد بن حجير، وابن ماجة (3849) قال: حدثنا أبو بكر، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا عبيد بن سعيد، قال: سمعت شعبة، عن يزيد بن خمير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (880) قال: أخبرنا يحيى بن عثمان، قال: أخبرنا عمر بن عبد الواحد، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر. وفي (881) قال: أخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا ابن جابر. وفي (882) قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا أمية بن خالد، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، وفي (883) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن معاوية بن صالح. أربعتهم - عبد الرحمن، ويزيد، ومعاوية، وسويد - عن سليم بن عامر. 2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (879) قال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا عيسى بن أبي رزين الثمالي الحمصي، عن لقمان بن عامر. كلاهما (سليم، ولقمان) عن أوسط بن إسماعيل، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. - ورواه أبو هريرة - ولفظه - قال: سمعت أبا بكر الصديق على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم من عام الأول، ثم استعبر أبو بكر وبكى، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لم تؤتوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية، فاسألوا الله العافية» . أخرجه أحمد (1/4) (10) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: سمعت عبد الملك بن الحارث. والنسائي في عمل اليوم والليلة (886) قال: أخبرنا محمد بن رافع قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح. كلاهما (عبد الملك، وأبو صالح) عن أبي هريرة، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (887) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: أخبرنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح، قال: قام أبو بكر على المنبر نحوه. حدثنا بن مرتين، مرة هكذا ومرة هكذا. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (888) قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسين بن شقيق، عن حديث أبيه، قال: حدثنا أبو حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: قام أبو بكر، فذكره. - ورواه الحسن - ولفظه - أن أبا بكر خطب الناس، فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يا أيها الناس، إن الناس لم يعطوا في الدنيا خيرا من اليقين والمعافاة، فسلوهما الله عز وجل» . أخرجه أحمد (1/8) (38) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس، عن الحسن، فذكره. - ورواه جبير بن نفير، - ولفظه - قال: قام أبو بكر فذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبكى، ثم قال: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام في مقامي هذا عام أول. فقال: أيها الناس، سلوا الله العافية (ثلاثا) فإنه لم يؤت أحد مثل العافية بعد يقين.» . أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (884) قال: أخبرنا عمر بن عثمان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو خالد المحري محمد بن عمر، عن ثابت بن سعد الطائي، عن جبير بن نفير، فذكره. - ورواه أبو عبيدة - ولفظه - قال: قام أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعام، فقال: «قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقامي عام الأول. فقال: سلوا الله العافية، فإنه لم يعط عبد شيئا أفضل من العافية، وعليكم بالصدق والبر، فإنهما في الجنة، وإياكم والكذب والفجور، فإنهما في النار.» . أخرجه أحمد (1/8) (46) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/11) (66) قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما (وكيع، وعبد الرزاق) عن سفيان، قال: حدثنا عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، فذكره. - ورواه رفاعة بن رافع - ولفظه - قال: سمعت أبا بكر الصديق، يقول على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، فبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم سري عنه، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في هذا القيظ عام الأول: «سلوا الله العفو والعافية واليقين في الآخرة والأولى» . أخرجه أحمد (1/3) (6) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر. والترمذي (3558) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي. كلاهما (عبد الرحمن، وأبو عامر) قالا: حدثنا زهير، وهو ابن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، أن معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري، أخبره، عن أبيه رفاعة بن رافع، فذكره. الحديث: 2358 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 2359 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «علَّمَني رسولُ [ص: 340] الله - صلى الله عليه وسلم- قال: قل: اللَّهمَّ اجعل سَرِيرتي خيراً من عَلانِيَتي، واجعلْ علانيتي صالحة، اللَّهمَّ إني أَسألك من صالح ما تُؤتي الناسَ من الأهل والمال، والولد، غيرِ الضَّالِّ، ولا المُضِلَّ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3580) في الدعوات، باب اللهم اجعل سريرتي خيراً من علانيتي، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3586) قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا علي بن أبي بكر، عن الجراح بن الضحاك الكندي، عن أبي شيبة، عن عبد الله بن عكيم، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي. الحديث: 2359 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 2360 - (م) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قل: «اللَّهمَّ اهْدني، وسَدِّدْني، واذكر بالهدَى: هِدَايَتَك الطَّريقَ، وبالسَّدَادِ: سَدَادَ السَّهمِ» . وفي أخرى قال: «قل: اللَّهمَّ إني أسألك الهُدى والسَّداد ... وذكر مثله» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وسددني) : السداد: القصد والاستقامة ولزوم الطريقة المثلى.   (1) رقم (2725) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الإمام أحمد (1/88) (664) قال: ثنا خلف، ثنا خالد عن عاصم بن كليب عن أبي بردة بن أبي موسى أن عليا، فذكره. قال العماد ابن كثير: رواه مسلم في الدعوات عن محمد بن عبد الله بن نمير، وعن أبي كريب. كلاهما عن عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، عنه، به. قلت: له ألفاظ أخر عند أحمد، راجع المسند (1/134) (1124) ، و (1/138) (1168) ، و (1/154) (1320) . الحديث: 2360 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 2361 - (م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إني أسألك الهُدى، والتُّقى، والعَفَافَ، والغِنى» . أخرجه مسلم، والترمذي (1) . [ص: 341] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العفاف) : الصبر، والمراد به: الصبر على الأشياء المفضية إلى الآثام.   (1) رواه مسلم رقم (2721) في الذكر والدعاء، والترمذي رقم (3484) في الدعوات، باب اللهم إني أسألك الهدى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/389)) (3692) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/411) (3904) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/416) (3950) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة وفي (1/434) ، (4135) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/437) (4162) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/443) (4233) قال: حدثنا وكيع، عن أبيه، وإسرائيل. والبخاري في الأدب المفرد (674) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (8/81) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وابن ماجة (3832) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان والترمذي (3489) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قا ل: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. أربعتهم - إسرائيل، وشعبة، وسفيان، والجراح والد وكيع - عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص، فذكره. الحديث: 2361 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 2362 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[كان] يدعو بهذا الدُّعَاءِ: «اللَّهمَّ ربِّ اغْفِر لي خَطِيئَتي وجَهلي، وإسرَافي في أمري، وما أَنت أَعلم به مني، اللَّهمَّ اغْفِر لي جِدِّي وهَزْلي، وخَطَئي وعَمْدي، وكلُّ ذلك عندي، اللَّهمَّ اغْفِر لي ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسْرَرتُ وما أَعلنتُ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مني، أنتَ الْمُقَدِّمُ، وأنت المُؤخِّرُ، وَأَنتَ على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ» أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 165 و 166 في الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت " , ومسلم رقم (2719) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/417) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا شريك. والبخاري (8/105) وفي الأدب المفرد (688) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الملك بن صباح، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/80، 81) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي، قال: حدثنا شعبة. كلاهما (شريك، وشعبة) عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، فذكره. * أخرجه البخاري (8/105) وفي الأدب المفرد (689) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبيد الله ابن عبد المجيد، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، وأبي بردة، أحسبه عن أبي موسى الأشعري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان يدعو ... نحوه مختصرا. * في رواية شعبة عند البخاري (عن أبي إسحاق، عن ابن أبي موسى) ولم يسمه. الحديث: 2362 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 2363 - (ت) عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري - رضي الله عنه -: - أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: «اللَّهمَّ ارزُقني حُبَّكَ، وحُبَّ مَنْ يَنْفَعُني حُبُّهُ عندَك، اللَّهمَّ ما رَزَقْتَني (1) مما أُحِبُّ فاجعَلْهُ قُوَّة لي فيما تُحِبُّ، وما زَوَيْتَ عني مما أُحِبُّ فاجعَلْهُ فَرَاغاً لي فيما تُحِبُّ» . أخرجه الترمذي (2) . [ص: 342] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زويت عني) : زويت المال عن الورثة زيّاً: إذا صرفته عنهم إلى غيرهم.   (1) في الأصل: ارزقني، والتصحيح من الترمذي. (2) رقم (3486) في الدعوات، باب رقم (75) ، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3491) قال: ثنا سفيان بن وكيع، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي فذكره. وحسنه أبو عيسى في جامعه. الحديث: 2363 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 2364 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لأبي: «يا حُصَينُ: كم تَعبُدِ اليومَ إِلهاً؟ قال: سبعة: سِتَّة في الأرض، وواحداً في السماء، قال: فأيَّهُم تُعِدُّ لِرَهْبَتِك ورَغْبَتك؟ قال: الذي في السماء، قال: يا حصينُ، أَما إِنك لو أسلمتَ عَلَّمْتُك كلمتينِ تَنْفَعَانك، قال: فلما أسلم حُصين، جاء فقال: يا رسولَ الله علِّمْني الكلمتين اللتيْنِ وعَدتني، قال: قل: اللَّهمَّ أَلْهِمني رُشدي، وأعِذْني من شرِّ نفسي» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3479) في الدعوات، باب رقم (70) ، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث عن عمران بن حصين من غير هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه عبد بن حميد (476) والنسائي في عمل اليوم والليلة (993) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان كلاهما (عبد، وأحمد) قال عبد: أخبرنا، وقال أحمد: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس. 2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (993) قال: أخبرنا أبو جعفر بن أبي سريج الرازي، قال: أخبرني محمد بن سعيد وهو ابن سابق القزويني، قال: حدثنا عمرو وهو ابن أبي قيس، كلاهما - إسرائيل، وعمرو - عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عمران بن حصين، فذكره. وفي رواية: «أن حصينا، أو حصينا، أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، لعبد المطلب كان خيرا لقومه منك، كان يطعمهم الكبد والسنام، وأنت تنحرهم. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقول له. فقال له: ما تأمرني أن أقول؟ قال: قل اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري. قال: فانطلق فأسلم الرجل. ثم جاء. فقال: إني أتيتك. فقلت لي: قل اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري. فما أقول الآن؟ قال: قل اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما عمدت، وما علمت وما جهلت.» . أخرجه أحمد (4/444) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شيبان والنسائي في عمل اليوم والليلة (994) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال حدثنا عثمان، هو ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا زكريا، هو ابن أبي زائدة. كلاهما -شيبان، وزكريا - عن منصور، عن ربعي بن حراش، فذكره. الحديث: 2364 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 2365 - (ت) شهر بن حوشب: قال: «قلتُ لأُمِّ سلمة - رضي الله عنها -: يا أُمَّ المؤمنين، ما كان أَكْثَرُ دُعاءِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إِذَا كان عندكِ؟ قالت: كان أَكثَرُ دُعَائه: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قَلْبي على دينك، قالت: فقلتُ له: يا رسولَ الله، ما أَكثَرَ دُعَائِكَ بهذا؟ قال: يا أُمَّ سلمةَ، إنه ليس آدَميٌّ إلا وقلبُه بين إِصْبَعيْنِ من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزَاغَ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 343] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أصابِعُ الرحمن) الأصابع: جمع إصبع، وهي الجارِحَةُ، وذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك، وإطلاقها عليه على سبيل التَّمثيل، وهي كناية عن إجراء القُدرَة والبَطْش، [لأن البطش] باليد، والأصابع أجزاؤها (2) . (أزاغ) : الزيغ: الميل عن الاعتدال.   (1) رقم (3517) في الدعوات، باب رقم (95) ، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن: عائشة، والنواس بن سمعان، وأنس، وجابر، وعبد الله بن عمرو، ونعيم بن همار. (2) وعند السلف: هي على ظاهرها على ما يليق بجلال الله وعظمته {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن، لشواهده: أخرجه أحمد (6/294) قال: حدثنا وكيع، عن عبد الحميد بن بهرام. وفي (6/301) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا عبد الحميد، وفي (6/315) . قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا أبو كعب صاحب الحرير. وعبد بن حميد (1534) قال: حدثني أحمد بن يونس. قال: حدثنا عبد الحميد بن بهرام والترمذي (3522) قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري. قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن أبي كعب صاحب الحرير. كلاهما (عبد الحميد، وأبو كعب) عن شهر بن حوشب، فذكره. * قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن أبي كعب فقال: ثقة واسمه عبد ربه بن عبيد. الحديث: 2365 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 2366 - (م) طارق بن أشيم - رضي الله عنه -: قال: «كان الرجل إذا أسلمَ علَّمه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الصلاة، ثم أَمره أن يدعوَ بهؤلاءِ الكلماتِ: اللَّهمَّ اغْفِر لي وارحمني، وَاهدني وعَافِني، وارزُقني» . وفي رواية: أنه سَمِعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وأَتاه رجلٌ، فقال: «يا رسولَ الله، كيف أَقول حين أَسألُ ربي؟ قال: [قُل] : اللَّهمَّ اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزُقني، ويَجْمَعُ أَصابِعهُ، إِلا الإبْهَامَ، فإنَّ هؤلاء تجمع لك دنياكَ وآخرَتَكَ» .أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2697) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/472، 6/394) . ومسلم (8/71) قال: حدثني زهير بن حرب. وابن ماجة (3845) قال: حدثنا أبو بكر. ثلاثتهم (أحمد، وزهير، وأبو بكر) قالوا: حدثنا يزيد بن هارون. 2- وأخرجه أحمد (3/472) قال: حدثنا عفان. ومسلم (8/70) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري. كلاهما (عفان، والجحدري) قالا: حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد. 3- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (651) قال: حدثنا علي بن عبد الله وابن خزيمة (744، 848) قال: حدثنا محمد بن عباد بن آدم البصري. كلاهما -علي، ومحمد - عن مروان بن معاوية الفزاري. 4- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (651) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سليمان بن حيان. 5- وأخرجه مسلم (8/70) قال: حدثنا سعيد بن أزهر الواسطي، قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم (يزيد، وعبد الواحد، ومروان، وسليمان، وأبو معاوية) عن أبي مالك الأشجعي، فذكره. * رواية عبد الواحد بن زياد: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلم من أسلم يقول: اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني وارزقني.» . * رواية أبي معاوية: «كان الرجل إذا أسلم، علمه النبي -صلى الله عليه وسلم-، الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات ... » فذكره. * رواية مروان بن معاوية: «كنا نغدوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيجيء الرجل، وتجيء المرأة، فيقول: يا رسول الله، كيف أقول إذا صليت ... » فذكره. الحديث: 2366 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 2367 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ عافِني في جسدي، وعَافني في سمعي، وبصري، واجعَلْهُما الوَارِثَ مني، لا إِله إلا الله الحليمُ، الكريم سبحان الله رَبِّ العَرشِ العظيم، والحمد لله رب العالمين» . أخرجه الترمذي، إِلا أنه قال: «وعافني في بصري، واجعَلْهُ الوارثَ مني» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (واجعله الوارث مني) : الوارث هاهنا: الباقي، وحقيقته: أنه الذي يرث ملك الماضي، فيكون هاهنا قد سأل الله تعالى أن يبقي له قوة السمع والبصر إذا أدركه الكبر، وضعف منه القوى، ليكونا وارثي سائر الأعضاء والباقين بعدها، وقيل: إنه دعا بذلك للأعقاب والأولاد، وإنما وحَّد الضمير، والمذكور قبله اثنان، لأنه رده إلى واحد منهما، ولأن كل [ص: 345] شيئين تقارب معناهما: فإن الدلالة على أحدهما دلالة على الآخر.   (1) رقم (3476) في الدعوات، باب رقم (67) من حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئاً، وقال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " بعد نقل كلام الترمذي هذا: وقال ابن أبي حاتم في كتاب " المراسيل " عن أبيه: أهل الحديث اتفقوا على ذلك، يعني على عدم سماعه منه، قال: واتفاقهم على شيء يكون حجة. أقول: ولكن لهذا الحديث شواهد بالمعنى يقوى بها، منها حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عند أبي داود بإسناد حسن، وقد تقدم رقم (2299) ولذلك قال الترمذي عن حديث عائشة: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3480) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية بن هشام، عن حمزة الزيات، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، فذكره. * قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قال: سمعت محمدا يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا، والله أعلم. الحديث: 2367 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 2368 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ اغْسِلْ خَطَايايَ بماء الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبي [من الخطايا] كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ من الدَّنَسِ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بماء الثلج والبرد) : تخصيص الثلج والبرد تأكيد للتطهير ومبالغة فيه، لأن الثلج والبرد ماءان مفطوران على خلقتهما، لم يستعملا ولم تنلهما الأيدي، ولم تخضهما الأرجل، كسائر المياه التي قد خالطت تربة الأرض، وجرت في الأنهار، واستقرت في الحياض ونحوها، فكانا أحق بكمال الطهارة، وكذلك هذا المعنى في قوله: «كما تنقي الثوب الأبيض من الدنس» إشباع في بيان التطهير وتأكيد له.   (1) 1 / 51 في الطهارة، باب الوضوء بماء الثلج، وإسناده حسن، وله شواهد منها الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (1/51) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2368 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 2369 - (س) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يَدْعُو: «اللَّهمَّ طَهِّرْني من الذُّنُوب، اللَّهمَّ نَقِّني منها كما يُنَقى الثَّوبُ الأبيضُ من الدَنس، اللَّهمَّ طَهِّرني بالثَّلجِ والبَرَدِ والماء البارد. وفي أخرى: اللَّهمَّ طهرني بالثلج، والبَرَدِ، والماء البارِد، اللَّهمَّ طهرني من الذنوب، كما يُطَهَّرُ الثوبُ الأبيض من الدنَسِ» . [ص: 346] أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 198 و 199 في الغسل، باب الاغتسال بالثلج والبرد، وباب الاغتسال بالماء البارد، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3541) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/354) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج (ح) وروح. والبخاري في الأدب المفرد (684) قال: حدثنا آدم. ومسلم (2/47) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، عن محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (1/198) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا بشر بن المفضل. سبعتهم (محمد، وحجاج، وروح، وآدم، ومعاذ، ويزيد، وبشر) عن شعبة. 2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (676) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا إسرائيل. 3- وأخرجه النسائي (1/199) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا إبراهيم بن يزيد، عن رقبة. ثلاثتهم (شعبة، وإسرائيل، ورقبة) عن مجزأة بن زاهر، فذكره. الحديث: 2369 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 2370 - (خ م ت) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: «دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على الأحزابِ، فقال: اللَّهمَّ مُنْزِلَ الكتابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ: اهْزِمِ الأحزابَ، اللَّهمَّ اهزِمهُمْ وزَلْزِلْهُمْ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وزلزلهم) : الزلزلة: التحريك بشدة، والمراد: اجعل أمرهم مضطرباً متقلقلاً غير ثابت.   (1) رواه البخاري 6 / 76 في الجهاد، باب الدعاء على المشركين، وفي المغازي، باب غزوة الخندق، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {أنزله بعلمه والملائكة يشهدون} ، ومسلم رقم (1742) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللقاء، وباب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو، والترمذي رقم (1678) في الجهاد، باب ما جاء في الدعاء عند القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في كتاب الجهاد. الحديث: 2370 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 2371 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله-: «بلغه أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يَدعو: اللَّهمَّ إِني أَسألك فعلَ الخيراتِ، وترك المنكراتِ، وحُبَّ المساكين، وإذا أردت بقومٍ فِتنَة فَاقبِضْني إليك غير مفتون» . [ص: 347] وفي أُخرى: «إِذَا أَرَدتَ فِتنَة في النَّاس فتوَّفني» أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 218 في القرآن، باب العمل في الدعاء، وإسناده معضل، وهو جزء من حديث اختصام الملأ الأعلى الطويل الذي رواه أحمد في " المسند " 5 / 234 من حديث معاذ، والترمذي من حديث ابن عباس رقم (3231) وحسنه، ومن حديث معاذ بن جبل رقم (3233) وقال: حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) عن هذا الحديث فقال: هذا حديث صحيح. أقول: فحديث مالك هذا يحسن به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معضل: ذكره مالك في الموطأ (1/218) وهو جزء من حديث اختصام الملأ الأعلى. الحديث: 2371 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 2372 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: «اللَّهمَّ فالِقَ الإصبَاحِ، وجَاعِلَ الليلِ سكَناً، والشمسَ والقَمَرَ حُسبَاناً: اقْضِ عني الدَّيْنَ، وأَغْنني من الفَقرِ، وأمتِعني بِسمعي، وبَصري، وقُوَّتي في سبيلك» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فالق الإصباح) : الإصباح: الصباح، وفالقه: مضيئه ومطلعه. (سكناً) : السكن: ما يسكن إليه. (حسباناً) : الحسبان: مصدر حسب يحسب حسباناً وحساباً.   (1) بلاغاً 1 / 212 و 213 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، وإسناده معضل، ولكن لفقراته شواهد بالمعنى يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك في الموطأ (1/212، 213) عنه. الحديث: 2372 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 2373 - (م) أم حبيبة - رضي الله عنها -: قالت: «سَمِعني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأَنا أقُول: اللَّهمَّ أَمتعني بِزَوجي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وبأَبي أبي سفيان، وبأَخي معاوية، فقال: سَأَلْتِ الله لآجالٍ مَضْروبة، وأَيَّامٍ مَعدودةٍ، [ص: 348] وأرزاقٍ مقسومة، لن يعَجِّلَ شيئاً منها قبل حِلِّه، ولا يُؤَخِّرَ، ولو كنْتِ سألتِ الله أَنْ يُعِيذَك من عذابٍ في النَّار، وعذابٍ في القبرِ: كان خيراً وأفضلَ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2663) في القدر، باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عما سبق به القدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2663) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قالا: ثنا وكيع عن مسعر، عن علقمة بن مرثد، عن المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن المعرور بن سويد، عن عبد الله، فذكره. الحديث: 2373 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 2374 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أَن مُكاتَباً جاءه، فقال: إني عجزتُ عن مُكاتَبَتي فَأَعِنِّي، قال: أَلا أُعَلِّمُك كلماتٍ عَلَّمَنيهنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، لو كان عليك مِثلُ جبل صَبيرٍ دَيناً أَدَّاهُ عنك؟ قال: قل: اللَّهمَّ اكفِني بحلالك عن حرامك، وأغْنِني بفضلك عمن سواك» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مكاتباً) : المكاتب: العبد يشتري نفسه من مولاه بمال معين في ذمته ليؤديه إليه من كسبه. (صبير) : جبل باليمن، وقال بعضهم: الذي جاء في حديث علي «مثل جبل صير» بإسقاط الباء الموحدة، قال: وهو جبل لطيىء، وجبل على الساحل أيضاً، بين عمان وسيراف، قال: فأما صبير: فإنما جاء في حديث معاذ.   (1) رقم (3558) في الدعوات، باب رقم (121) ، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي في " السنن "، والحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: قال عبد الله بن أحمد (1/153) (1318) حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل، فذكره. قال العماد ابن كثير: أخرجه الترمذي في الدعوات عن عبد الله بن عبد الرحمن عن يحيى بن حسان، عن أبي معاوية، به. قلت: عبد الرحمن بن إسحاق، يضعف في الحديث. الحديث: 2374 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 2375 - (ت) عثمان بن حنيف - رضي الله عنه -: «أن رجلاً ضرير البصر أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ادعُ اللهَ أَن يُعَافِيَني، فقال: إِن شِئْتَ دعوتُ، وإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ، فهو خَيرٌ لك، قال: فادعُهُ (1) ، قال: فأَمرهُ أن يتوضأَ فَيُحْسِنَ الوُضوءَ، ويدُعوَ بهذا الدعاء: اللَّهمَّ إِني أسألُك وأتَوَجه إِليك بِنَبِيِّكَ محمدٍ: نبي الرحمة، إني توَّجهتُ بك إلى ربِّي في حاجتي هذه لتُقْضى لي (2) ، اللَّهم فَشَفِّعْهُ فيَّ» . أخرجه الترمذي (3) .   (1) في الأصل: فدعاه، والتصحيح من الترمذي. (2) في الأصل: إني توجهت بك إلى ربي لتقضي لي في حاجتي هذه، والتصحيح من الترمذي. (3) رقم (3573) في الدعوات، باب من أدعية الإجابة، وإسناده صحيح، وقد صححه غير واحد من العلماء، وقد اختلف العلماء في التوسل به صلى الله عليه وسلم، هل المقصود به: التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم، أم بدعائه عليه الصلاة والسلام؟ وفرق البعض بين التوسل في حياته صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام، وممن ذهب إلى أن المقصود بالتوسل: التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم، ابن تيمية في كتابه " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة "، وقال الشوكاني في " تحفة الذاكرين ": وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل، مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى، وأنه المعطي والمانع، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عثمان بن حنيف. أخرجه أحمد (4/138) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا شعبة. وفي (4/138) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/138) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد يعني ابن سلمة. وعبد بن حميد (379) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا شعبة. وابن ماجة (1385) قال: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (3578) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (658) قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا حماد وفي (659) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (1219) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى، قالا: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما (شعبة، وحماد بن سلمة) عن أبي جعفر المدني، عن عمارة بن خزيمة فذكره. ورواه أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه، أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (660) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن أبي جعفر، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. الحديث: 2375 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 2376 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بدعاءٍ كثير لم نحفْظ منه شيئاً، فقلنا: يا رسولَ الله، دعوتَ بدعاءٍ كثير لم نحفظ منه شيئاً؟ قال: أَلا أدُلّكم على ما يجمع ذلك كلَّه؟ تقولون: اللَّهمَّ إِنَّا نسألُك من خَير ما سألك منه نبِيُّك محمد - صلى الله عليه وسلم-، ونَعُوذ بك مِن شَرِّ مَا استَعَاذَ مِنهُ نَبيُّك [محمد]- صلى الله عليه وسلم-، وأنت المستعان، وعليك البلاغُ، [ص: 350] ولا حول ولا قوة إلا بالله» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3516) في الدعوات، باب اللهم إنا نسألك بما سألك به نبيك صلى الله عليه وسلم، وفي سنده ليث بن أبي سليم، وهو صدوق، ولكن اختلط أخيراً ولم يتميز حديثه، فترك، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3521) قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري، قال: حدثنا الليث، عن عبد الرحمن بن سابط، فذكره. قلت: علته الليث بن أبي سليم. الحديث: 2376 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 2377 - (خ) حفصة، وأسلم - رضي الله عنهما -: أن عُمَرَ قال: «اللَّهمَّ ارزقني شهادة في سَبِيلك، واجعل موتي في بَلدِ رسولك. قالت حفصة: فقلت: أنَّى يكون هذا؟ قال: يأْتِيني به اللهُ إِذَا شاء» أخرجه البخاري (1) .   (1) أما رواية أسلم، فقد أخرجها البخاري 4 / 86 موصولة وتنتهي عند قوله: في بلد رسولك، وأما رواية حفصة، فقد علقها البخاري من حديث يزيد بن زريع، ووصلها الإسماعيلي عن إبراهيم ابن هاشم عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواية أسلم أسندها البخاري، ورواية حفصة علقها من حديث يزيد بن زريع. قال الحافظ. وصلها الإسماعيلي عن إبراهيم بن هاشم عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زيرع. الحديث: 2377 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 2378 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان جُلُّ دعاءِ عمر: اللَّهمَّ ارزُقني شَهَادَة في سَبيلكَ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول، لم أقف عليه. الحديث: 2378 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 الباب الثالث: من كتاب الدعاء: فيما يجري مجراه، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في الاستعاذة 2379 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ إِني أَعُوذ بك من العَجْز والكَسَل، والجُبْنِ والهَرَمِ والبُخْلِ، وأعوذ بك من عذابِ القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» . وفي رواية: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو بهؤلاء الدَّعَواتِ: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من البُخْلِ، والكَسَلِ، وأرذَلِ العُمُرِ، وعذاب القَبْرِ، وفتنة المحيا والممات» . هذه رواية البخاري ومسلم. وللبخاري: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَتَعَوَّذُ، يقول: «اللَّهمَّ إِني أَعُوذ بك من الكسل، وأَعُوذ بك من الجُبْنِ، وأعوذ بك من الهَرَم، وأَعوذ بك من البخل» . [ص: 352] وفي رواية الترمذي، قال: «كثيراً ما كنتُ أَسْمَعُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يدعُو بهؤلاءِ الكلمات: اللَّهمَّ إِني أعُوذ بك من الهمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبَةِ الرِّجال» . وفي أخرى له: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو، يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الكَسَل، والهَرَم، والجُبْنِ والبخل، وفِتنة المَسيح [الدَّجَّال] ، وعذاب القبر» . وللبخاري، ومسلم رواية أَطول من هؤلاء، وهي مذكورة في جملة حديثٍ طويل يتضمن شيئاً آخر، يَرِدُ في موضعه. وفي رواية أبي داود، والنسائي مثل رواية البخاري ومسلم الأولى. وفي أخرى لأبي داود، قال أنس: «كنتُ أَخْدُمُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، وكنتُ أَسمعُه يقول: اللَّهمَّ إني أَعُوذ بك من الهَمِّ والحَزَنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرجال» . وذكر بعض ما سبق. وفي أخرى له مختصراً، ذكره في «كتاب الحروف» ، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ إِني أعوذُ بك من البَخَل والهَرَم» أراد: تحريك الخاء والباء بالفتح. وفي أخرى للنسائي، قال: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- دَعَواتٌ لا يَدَعُهُنَّ، كان يقول: اللَّهمَّ إني أَعُوذ بك من الهَمِّ والحَزَنِ، والعجْزِ والكَسَلِ، [ص: 353] والبخل والجُبْنِ، وغَلبَةِ الرِّجالِ» . زاد في أخرى بعد «الجُبنِ» : «والدَّيْنِ» . وفي أخرى: «وضَلَعِ الدَّيْنِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرذل العمر) : الأرذل من كل شيء: الأدنى الرديء، وأرذل العمر: آخره في حال الكبر والعجز والخرف. (ضَلَع الدين) : الضَّلع: الاعوجاج، والمعني به: ثقل الدَّين حتى يميل صاحبه عن الاستواء.   (1) رواه البخاري 11 / 150 في الدعوات، باب التعوذ من فتنة المحيا والممات، وباب الاستعاذة من الجبن والكسل، وباب التعوذ من أرذل العمر، وفي الجهاد، باب ما يتعوذ من الجبن، ومسلم رقم (2706) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من العجز والكسل، والترمذي رقم (3480) و (3481) في الدعوات، باب الاستعاذة من الهم والدين، وأبو داود رقم (1540) و (1541) في الصلاة، باب الاستعاذة، ورقم (3972) في الحروف والقراءات، والنسائي 8 / 257 و 258 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من البخل ومن الهم ومن الحزن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه سليمان التيمي، قال: حدثنا أنس بن مالك. 1- أخرجه أحمد (3/113) ، ومسلم (8/75) قال: حدثنا يحيى بن أيوب. كلاهما (أحمد، ويحيى) عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 2- وأخرجه أحمد (3/117) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. 3- وأخرجه البخاري (4/28، 8/98) ، وفي الأدب المفرد (671) ، قال: حدثنا مسدد. ومسلم (8/75) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، وأبو داود (1540) قال: حدثنا مسدد. وفي (3972) قال: حدثنا محمد بن عيسى مختصر، والنسائي (8/257) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. ثلاثتهم (مسدد، ومحمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن عيسى) عن المعتمر بن سليمان. 4- وأخرجه مسلم (8/75) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع. 5- وأخرجه مسلم (8/75) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن مبارك. خمستهم - ابن علية، ويحيى، ومعتمر، ويزيد، وابن المبارك - عن سليمان التيمي، فذكره. ورواه عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس،. أخرجه البخاري (6/103) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (8/75) قال: حدثنا أبو بكر بن نافع العبدي، قال: حدثنا بهز بن أسد. كلاهما (موسى، وبهز) قالا: حدثنا هارون بن موسى الأعور، عن شعيب، فذكره. ورواه عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك. أخرجه البخاري (8/99) ، وفي الأدب المفرد (615) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. ورواه عن حميد، عن أنس. أخرجه أحمد (3/179) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/201) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/205) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/201، 235) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. وفي (3/264) قال: حدثنا عبد الله بن بكر. وعبد بن حميد (1397) قال: أخبرنا يزيد بن هارون والترمذي (3485) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي (8/257) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (8/260) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن خالد بن الحارث. وفي (8/271) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حسين، عن زائدة بن قدامة. تسعتهم (يحيى، ويزيد، وابن أبي عدين، والأنصاري، وابن بكر، وإسماعيل، وبشر، وخالد، وزائدة) عن حميد، فذكره. ورواه قتادة عن أنس. أخرجه أحمد (3/208) قال: حدثنا روح. وفي (3/214) قال: حدثنا عبد الملك وعبد الوهاب. وفي (3/231) قال: حدثنا أبو قطن. والنسائي (8/257) قال: أخبرنا محمد بن المثنى.، عن معاذ بن هشام. وفي (8/260) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا معاذ بن هشام. خمستهم (روح، وعبد الملك، وعبد الوهاب، وأبو قطن، ومعاذ) عن هشام الدستوائي، عن قتادة، فذكره. ورواه المنهال بن عمرو، عن أنس بن مالك. أخرجه النسائي (8/257) قال: أخبرنا علي بن المنذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن المنهال بن عمرو، فذكره. ورواه عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس. أخرجه أحمد (3/122) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا المسعودي. وفي (3/220) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند. وفي (3/240) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (3/226) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة والبخاري (8/98) ، وفي الأدب المفرد (801) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان ابن بلال. وفي الأدب المفرد (672) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، وأبو داود (1541) قال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد، قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري. والترمذي (3484) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا أبو مصعب المدني. والنسائي (8/257) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن محمد بن إسحاق. وفي (8/265) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي، عن عبد العزيز. وفي (8/274) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. تسعتهم (المسعودي، وعبد الله بن سعيد، وسليمان، وعبد العزيز بن أبي سلمة، ويعقوب، وأبو مصعب، وابن إسحاق، وعبد العزيز الدراوردي، وإسماعيل) عن عمرو بن أبي عمرو، فذكره. ورواه عن عبد الله بن المطلب، عن أنس بن مالك. أخرجه النسائي (8/258) قال: أخبرنا أبو حاتم السجستاني، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدثني سعيد بن سلمة، قال: حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عبد الله بن المطلب، فذكره. الحديث: 2379 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 2380 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من الجُذَامِ، والبَرَصِ، والجُنونِ، ومن سيئ الأَسقَامِ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1554) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 271 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الجنون، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/192) قال: حدثنا بهز، وحسن بن موسى. وأبو داود (1554) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ثلاثتهم (بهز، وحسن، وموسى) قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. 2- وأخرجه النسائي (8/270) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا همام. كلاهما - حماد، وهمام - عن قتادة، فذكره. الحديث: 2380 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 2381 - (خ م ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم [ص: 354] كان يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الكسَلِ، والهرَمِ، والمغْرَمِ، ومن فِتنة القبر، وعذاب القبر، ومن فِتنةِ النار، وعذاب النار، ومن شرِّ فتنة الغِنى، ومن شر فتنة الفقر، وأَعوذ بك من شر فتنة المسيح الدَّجَّال، اللَّهمَّ اغْسِل عني خطايَايَ بماءِ الثَلْجِ والبَرَد، ونَقِّ قلبي من الخطايا كما نَقَّيْتَ الثوبَ الأبيضَ، وباعد بيني وبين خطايايَ كما باعدتَ بين المشرق والمغرب» . وفي رواية مختصراً: أنها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «يَستَعِيذُ في صلاتِهِ مِن الدَّجَّال» لم يَزِد. أَخرجَهُ البخاري ومسلم. وأخرجه الترمذي بتقديم وتأخير، وزاد فيه: «المأثَم» قبل قوله: «المَغْرَم» ، وبعد «الثَّوب الأبيض من الدنس» ، وأَخرجه النسائي نحو الترمذي. وفي رواية أَبي داود: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاءِ الكلماتِ: اللَّهمَّ إني أعوذ بك مِن فتنةِ النَّارِ، وعذابِ النار، ومن شَر الغِنَى، والفقر» . وفي أخرى للنسائي: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يستعِيذ من عذاب القبر، ومن فتنة الدجال، وقال: إِنَّكم تُفْتَنُونَ في قبوركم» . وفي أخرى له قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ رَبَّ جبريلَ [ص: 355] ومِيكائِيل، وربَّ إسرافيل، أَعوذ بك من حرِّ النار، وعذاب القبر» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 151 في الدعوات، باب التعوذ من المأثم والمغرم، وباب الاستعاذة من أرذل العمر ومن فتنة الدنيا، وباب الاستعاذة من فتنة الغنى، وباب التعوذ من فتنة الفقر، ومسلم رقم (589) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر الفتن، والترمذي رقم (3489) في الدعوات، باب الاستعاذة من عذاب القبر، وأبو داود رقم (880) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، والنسائي 4 / 105 في الجنائز، باب التعوذ من القبر، و 8 / 278 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من حر النار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/57) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/207) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1492) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (8/98) قال: حدثنا معلى بن أسد. قال: حدثنا وهيب. وفي (8/100) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع. (ح) وحدثنا محمد. قال أخبرنا أبو معاوية. ومسلم (8/75) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. وأبو داود (1543) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. قال: أخبرنا عيسى. وابن ماجة (3838) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله ابن نمير. (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3495) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي (1/51،، 176 8/266) وفي الكبرى (59) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا جرير. وفي (8/262) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله. قال: حدثنا أبو أسامة. عشرتهم (عبد الله بن نمير، ووكيع، ومعمر، ووهيب، وسلام بن أبي مطيع، وأبو معاوية الضرير، وعيسى بن يونس، وعبدة بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وأبو أسامة حماد بن أسامة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2381 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 2382 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: اللَّهمَّ إِني أعوذُ بك من شر ما عمِلتُ، ومِن شر ما لم أعمل» أخرجه مسلم، وأبو داود. وفي رواية النسائي قال: سألتُ عائشةَ: حَدِّثيني بشيءٍ كان يدعو به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في صلاته؟ قالت: «نعم، كان يقول: ... وذكرت الحديثَ» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2716) في الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، وأبو داود رقم (1550) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 3 / 56 في السهو، باب التعوذ في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/31) قال: حدثنا محمد بن فضيل. قال: حدثنا حصين. وفي (6/100) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن حصين. وفي (6/213) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة. وفي (6/278) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا شيبان، عن منصور. وفي (6/278) قال: حدثنا زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي. قال: حدثنا منصور وعبد بن حميد (1529) قال: حدثنا إبراهيم بن الأشعث. قال: حدثنا الفضيل بن عياض، عن منصور. ومسلم (8/،79 80) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم. قالا: أخبرنا جرير، عن منصور. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة. قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر. كلاهما عن شعبة، عن حصين. (ح) وحدثني عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا وكيع، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة. وأبو داود (1550) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن منصور. وابن ماجة (3839) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين. والنسائي (3/56) ، وفي الكبرى (1139) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (8/281) قال: أخبرني محمد بن قدامة، عن جرير، عن منصور. (ح) وأخبرنا هناد، عن أبي الأحوص، عن حصين. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه، عن حصين. (ح) وأخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة، عن حصين. ثلاثتهم - حصين بن عبد الرحمن، وعبدة بن أبي لبابة، ومنصور بن المعتمر - عن هلال بن يساف. 2- وأخرجه أحمد (6/139) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/257) قال: حدثنا حجاج. كلاهما - وكيع، وحجاج - عن شريك، عن أبي إسحاق. كلاهما - هلال بن يساف، وأبو إسحاق - عن فروة بن نوفل الأشجعي، فذكره. * أخرجه النسائي (8/280) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب. قال: أخبرني موسى ابن شيبة، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، أن ابن يساف حدثه أنه سأل عائشة، فذكره. * وأخرجه النسائي (8/280) قال: أخبرنا عمران بن بكار. قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثني عبدة. قال: حدثني ابن يساف. قال: سئلت عائشة: ما كان أكثر ما كان يدعو به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. * في رواية جرير، عن منصور، عند النسائي (3/56) : «عن فروة بن نوفل قال: قلت لعائشة: حدثيني بشيء كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو به في صلاته ... » فذكره. الحديث: 2382 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 2383 - (ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: اللَّهمَّ إِني أَعُوذُ بك من قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، ودعاءٍ لا يُسمعُ، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن علمٍ لا يَنفَع، أعُوذ بك من هؤلاء الأربع» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3478) في الدعوات، باب رقم (69) ، والنسائي 8 / 255 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من قلب لا يخشع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد، (2/167) (6557) ، والنسائي (8/254) قال: أخبرنا يزيد بن سنان. كلاهما - أحمد بن حنبل، ويزيد - قالا: حدثنا عبد الرحمن، قال: أنبأنا سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، فذكره. * أخرجه أحمد (2/167) (6561) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا يزيد بن عطاء. وفي (2/198) (6865) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد، يعني الواسطي الطحان. كلاهما (يزيد، وخالد) عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن شيخ من النخع، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره. * أخرجه الترمذي (3482) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، فذكره. الحديث: 2383 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 2384 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: مثل حديث عمرو. أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 263 و 264 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، وهو حديث حسن، يشهد له الذي قبله والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن، له شاهد في الصحيح: أخرجه أحمد (3/283، 284) قال: ثنا عفان، حدثنا خلف بن خليفة، ثنا حفص بن عمر، فذكره. قال العماد ابن كثير: رواه النسائي عن قتيبة بن سعيد، عن خلف بن خليفة به. قال الحافظ الضياء في المختارة: وقد رواه قتادة عن أنس، وله شاهد في الصحيح عن زيد بن أرقم. جامع المسانيد (21/،333 334) . الحديث: 2384 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 2385 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الأربع: من علمٍ لا ينفَعُ، ومن قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعاءٍ لا يُسمعُ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1548) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 263 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من نفس لا تشبع، وهو حديث حسن، ويشهد له الحديثان اللذان قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/340) قال: حدثنا يونس. وفي (2/365) قال: حدثنا الخزاعي. وفي (2/451) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (1548) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (3837) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري. والنسائي (8/263) قال: أخبرنا قتيبة. وفي (8/284) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم. قال: أنبأنا يحيى، يعني ابن يحيى. ستتهم -يونس بن محمد، وأبو سلمة الخزاعي، وحجاج بن محمد، وقتيبة، وعيسى بن حماد، ويحيى- عن الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه عباد بن أبي سعيد، فذكره. * أخرجه ابن ماجة (250) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (8/284) قال: أخبرنا محمد بن آدم. كلاهما -أبو بكر، ومحمد بن آدم - عن أبي خالد الأحمر، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه - عباد بن أبي سعيد -. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: سعيد لم يسمعه من أبي هريرة، بل سمعه من أخيه، عن أبي هريرة. الحديث: 2385 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 2386 - (م د) عبد الله بن عمر بن الخطاب (*) - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من زوال نِعْمَتِكَ، وتَحَوُّلِ عافِيَتك، وفُجاءةِ نِقمَتك، وجميع سخطِك» أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .   (1) رقم (2739) في الذكر، باب أكثر أهل الجنة الفقراء. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع - ابن عمرو بن العاص - وإنما الحديث عند مسلم وأبي داود من حديث ابن عمر بن الخطاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (685) قال: حدثنا عبد الغفار بن داود. ومسلم (8/88) قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة، قال: حدثنا ابن بكير، وأبو داود (1545) قال: حدثنا ابن عوف، قال: حدثنا عبد الغفار بن داود. كلاهما - عبد الغفار، ويحيى بن بكير - عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله ابن دينار، فذكره. الحديث: 2386 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 2387 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من الفقر، والقِلَّة، والذِّلة، وأعوذ بكَ من أَن أَظْلِمَ، أَو أُظْلَمَ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1544) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 262 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الفقر، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2442) موارد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: رواه عن أبي هريرة، جعفر بن عياض: أخرجه أحمد (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب. وابن ماجة (3842) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا محمد بن مصعب. والنسائي (8/261) قال: أخبرني محمود بن خالد. قال: حدثنا الوليد. وفي (2/261) قال: أخبرنا محمود بن خالد. قال: حدثنا عمر، يعني ابن عبد الواحد. وفي (8/262) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني موسى بن شيبة. أربعتهم (محمد بن مصعب، والوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، وموسى بن شيبة) عن أبي عمرو الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن جعفر بن عياض، فذكره. - ورواه عنه، سعيد بن يسار: أخرجه أحمد (2/305) قال: حدثنا بهز. وفي (2/325) قال: حدثنا روح. وفي (2/354) قال: حدثنا حسن. والبخاري في الأدب المفرد (678) قال: حدثنا موسى. وأبو داود (1544) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل. والنسائي (8/261) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم. قال: حدثنا حبان. وفي (8/261) قال: أخبرنا أحمد بن نصر. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. ستتهم (بهز، وروح، وحسن بن موسى، وموسى بن إسماعيل، وخشيش بن أصرم، وعبد الصمد) عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار، فذكره. الحديث: 2387 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 2388 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الشِّقاق، والنِّفَاق، وسوء الأخلاق» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1546) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 264 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الشقاق والنفاق، وإسناده ضعيف، وضعفه النووي في " الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1546) . والنسائي (8/264) . قال أبو داود: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا ضبارة بن عبد الله بن أبي السليك، عن دويد بن نافع. قال: حدثنا أبو صالح السمان، فذكره. الحديث: 2388 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 2389 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من الجُوع، فإِنه بِئْسَ الضْجيعُ، وأعوذ بك من الخِيانة، فإِنها بِئْسَتِ البِطانةُ» . أَخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1547) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 263 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الجوع، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1547) قال: حدثنا محمد بن العلاء. والنسائي (8/263) قال: أخبرنا محمد ابن العلاء. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما -محمد بن العلاء، ومحمد بن المثنى - عن عبد الله بن إدريس، عن ابن عجلان، (وفي رواية ابن المثنى: حدثنا ابن عجلان، وذكر آخر) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. قلت: إسناده حسن، إن كان ابن عجلان حفظه، فقد اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. الحديث: 2389 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 2390 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعَوَّذُوا بالله من جَهدِ البَلاء، ودَرْكِ الشَّقَاء، وسُوء القضاء، وشماتة الأعداء» . وفي رواية: « [أَنه] كان يَتَعوَّذ» أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرج النسائي الحديث، وقال فيه: «كان يتعوَّذ من هذه الثلاثة» ، وعدّ الأربعة، ثم قال: قال سفيان: إنما قال: «ثلاثة» ، فذكر الأربعة، إِلا أني لم أحفَظْ الواحد الذي ليس فيه، وأَخرجه من رواية أخرى: «أَن [ص: 358] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يستعيذ من سُوء القضاء، وشماتة الأعداء، وجَهدِ البلاء» فكأن الرابع يكون «دَرْك الشَّقاء» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 449 في القدر، باب من تعوذ من درك الشقاء، وفي الدعوات، باب التعوذ من جهد البلاء، ومسلم رقم (2707) في الذكر، باب في التعوذ من سوء القضاء، والنسائي 8 / 269 و 270 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من سوء القضاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (972) . وأحمد (2/246) . والبخاري (8/93) ، وفي الأدب المفرد (9/66) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (8/157) قال: حدثنا مسدد. وفي الأدب المفرد (441) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (730) قال: حدثنا محمد بن سلام. ومسلم (8/76) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. والنسائي (8/269) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي (8/270) قال: أخبرنا قتيبة. عشرتهم (الحميدي، وأحمد، وعلي، ومسدد، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن سلام، وعمرو، وزهير، وإسحاق، وقتيبة) عن سفيان بن عيينة. قال: حدثنا سمي مولى أبي بكر. عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 2390 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 2391 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو: «اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فِتنَةِ المسيح الدَّجَّالِ» أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية لمسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «عُوذوا باللهِ من عذاب اللهِ، عُوذُوا بالله من عذاب القبر، عوذوا بالله من فِتنَةِ المسيح الدجال، عوذوا بالله من فِتْنَةِ المحيا والمَمات» . وفي رواية أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كان يَتَعَوَّذُ من عذاب القبر، وعذاب جهنَّمَ، وفِتْنة الدَّجَّالِ» . وفي أخرى قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَسْتَعِيذُ من عذاب القبر» . وفي رواية الترمذي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «استَعيذُوا بالله من عذاب القبر، واستعيذوا بالله من فِتْنةِ المسيح الدَّجَّال، واستعيذوا بالله من فِتْنَةِ المحْيا والممات» . وأخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية. [ص: 359] وفي رواية للنسائي، قال: سمعتُ أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- يقول في صلاته ... وذكر نحوه. وفي أخرى له، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، وكان يقول: ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 192 في الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، ومسلم رقم (588) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، والترمذي رقم (3599) في الدعوات، باب الاستعاذة من جهنم، والنسائي 8 / 275 و 276 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من عذاب جهنم والاستعاذة من فتنة المحيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/423) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا شيبان. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/522) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا هشام. (ح) وعبد الوهاب. والبخاري (2/124) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام ومسلم (2/93) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وابن نمير وأبو كريب وزهير بن حرب. جميعا عن وكيع. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/93) قالي: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام، والنسائي (4/103، 8/275) قال أخبرنا يحيى بن درست. قال: حدثنا أبو إسماعيل. وفي (8/278) قال: أخبرنا محمود بن خالد. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا أبو عمرو. وابن خزيمة (721) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي. قال: حدثنا وكيع، عن الأوزاعي. أربعتهم (شيبان، وأبو عمرو الأوزاعي، وهشام الدستوائي، وأبو إسماعيل القناد) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. - ورواه الأعرج، عن أبي هريرة: أخرجه الحميدي (982) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. وأحمد (1/258) (2342) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر. قال: حدثنا مالك، عن أبي الزناد. وفي (2/288) قال: حدثنا زيد بن الحباب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان. قال: حدثني عبد الله بن الفضل. ومسلم (2/94) قال حدثنا محمد بن عباد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. والنسائي (8/275) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم، عن موسى بن عقبة. قال: أخبرني أبو الزناد. وفي (8/275) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان ومالك. قالا: حدثنا أبو الزناد. وفي (8/277) قال: أخبرنا محمد بن ميمون، عن سفيان، عن أبي الزناد. وفي (8/277) قال: قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، عن مالك، عن أبي الزناد. وفي (8/277) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. كلاهما - أبو الزناد، وعبد الله بن الفضل - عن الأعرج، فذكره. * في رواية إسماعيل بن عمر، عن مالك: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ... » فذكر نحوه. وفي رواية ابن القاسم، عن مالك: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم.. «فذكر نحوه. * وفي رواية عبد الله بن الفضل: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من أربع ... الحديث. - ورواه طاووس. قال: سمعت أبا هريرة يقول: أخرجه الحميدي (980) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن طاووس. وفي (981) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو بن دينار. ومسلم (2/94) قال: حدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. (ح) وحدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا سفيان، عن ابن طاووس. والنسائي (8/277) قال: أخبرنا محمد بن ميمون، عن سفيان، عن عمرو. كلاهما - عبد الله بن طاووس، وعمرو- عن طاووس، فذكره. - ورواه محمد بن زياد، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/482) قال: حدثنا وكيع والبخاري في الأدب المفرد (657) قال: حدثنا موسى. ثلاثتهم (عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وموسى بن إسماعيل) عن حماد بن سلمة. قال: أخبرنا محمد بن زياد، فذكره. - ورواه أبي صالح، عن أبي هريرة: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (648) قال: حدثنا ابن سلام. والترمذي (3604) قال: حدثنا أبو كريب. كلاهما (ابن سلام، وأبو كريب) قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. «أنه كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة الدجال» . أخرجه أحمد (2/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (2/94) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (8/278) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا أبو عامر العقدي. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، وأبو عامر العقدي - قالوا: حدثنا شعبة، عن بديل بن مسيرة، عن عبد الله بن شقيق، فذكره. عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال» . أخرجه أحمد (2/414) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي رافع، فذكره. عن سليمان بن سنان المزني، أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- يقول في صلاته: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر، ومن فتنة الدجال، ومن فتنة المحيا والممات، ومن حر جهنم» . الحديث: 2391 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 2392 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاءِ الكلماتِ: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من غلبَةِ الدَّيْنِ وغلبة العَدُوِّ، وشماتة الأعداء» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 265 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من غلبة الدين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن، لشواهده: أخرجه أحمد (2/173) (6618) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. والنسائي (8/،265 268) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب. وفي (8/268) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب. كلاهما - عبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن وهب - قالا: حدثني يحيى بن عبد الله، قال: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، فذكره. الحديث: 2392 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 2393 - (س) [عبد الله بن عمرو بن العاص]- رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من الكسل، والهرَمِ، والمغْرَمِ، والمأْثَم، وأعوذُ بك من شر المسيح الدَّجَّال، وأعوذ [بك] من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 269 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهرم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/185) (6734) قال: حدثنا يونس. وفي (2/186) (6749) قال: حدثنا الخزاعي، يعني أبا سلمة. والبخاري في الأدب المفرد (656) قال: حدثنا عبد الله. وفي (680) قال: حدثنا يحيى بن بكير. والنسائي (8/269) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب. خمستهم - يونس، وأبو سلمة الخزاعي، وعبد الله بن محمد، ويحيى بن بكير، وشعيب بن الليث - عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2393 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 2394 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعَوَّذُوا بالله من جارِ السُّوء في دار المُقامِ، فإن جارَ البادي يَتَحَوَّلُ عنكَ» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جار البادي) : هو الذي يكون في البادية، ومسكنه: المضرب من الشعر والخيام، فإنه غير مقيم ولا ثابت في موضعه، بخلاف جار المقام في المدر.   (1) 8 / 274 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من جار السوء، ورواه أيضاً البيهقي في " شعب الإيمان " من حديث أبي هريرة وأبي سعيد معاً، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/346) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. والبخاري في الأدب المفرد (117) قال: حدثنا صدقة قال: أخبرنا سليمان، هو ابن حيان، عن ابن عجلان. والنسائي (8/274) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا محمد ابن عجلان. كلاهما - عبد الرحمن، وابن عجلان - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. قلت: إسناده حسن، إن كان ابن عجلان حفظه. الحديث: 2394 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 2395 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ إني أَعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي» . قال جبير بن أبي سليمان (1) : «هو الخسفُ» (2) ، قال عبادة بن مسلم (3) : فلا أَدري قولَ النبي، أو قولَ جبير؟ (4) . [ص: 361] وفي رواية قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ... وذكر الدعاء، وقال في آخره: وأَعوذ بك أَن أُغتَالَ من تحتي، يعني الخسف، ولم يذكر النسائيُّ الدعاءَ، أخرجه النسائي (5) .   (1) هو جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم النوفلي المدني الراوي عن ابن عمر. (2) في رواية أبي داود التي تقدمت رقم (2229) قال وكيع بن الجراح: يعني الخسف، يريد النبي صلى الله عليه وسلم [[بِالِاغْتِيَالِ مِنْ الْجِهَة التَّحْتَانِيَّة الْخَسْف]] . (3) هو عبادة بن مسلم الفزاري أبو يحيى البصري الراوي عن جبير. (4) قال الحافظ في " تخريج الأذكار ": يعني: هل فسره من قبل نفسه أو رواه، قال الحافظ: وكأن وكيعاً لم يحفظ هذا التفسير فقاله من نفسه. (5) 8 / 282 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الخسف، وهو حديث صحيح، وقد تقدم رقم (2229) من رواية أبي داود بأطول منه، ورواه أيضاً ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: تقدم تخريجه برقم (2229) . الحديث: 2395 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 2396 - (د س) أبو اليسر - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من الهدم، وأَعوذ بك من التَّردِّي، ومن الغَرَق، والحَرَق، والهرَم، وأعوذ بك أَن يتخبَّطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بِك أن أَموت في سبيلك مُدبِراً، وأعوذ بك أن أَموت لَدِيغاً» . أخرجه أبو داود، والنسائي، وزاد كلاهما في رواية أخرى: «والغَمّ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتخبطني) : تخبطه الشيطان: إذا صرعه ولعب به، والخبط باليدين كالرمح بالرجلين. (مدبرا ً) : المدبر: المنهزم في الجهاد، المولي دبره. (لديغاً) : اللديغ: الملدوغ، فعيل بمعنى: مفعول.   (1) رواه أبو داود رقم (1552) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 282 و 283 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من التردي والهرم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/427) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. وفي (3/427) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا أبو ضمرة. وأبو داود (1552) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. وفي (1553) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى. والنسائي (8/282) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا الفضل بن موسى. وفي (8/283) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرني أنس بن عياض. أربعتهم - مكي، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وعيسى، والفضل - عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن صيفي، فذكره. الحديث: 2396 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 361 2397 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «أَعوذ بعزَّتِكَ أَن تُضِلَّني، لا إِله إلا أنْتَ الحيُّ الذي لا يَمُوتُ، والجنُّ والإنس يموتون» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 313 و 314 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {وهو العزيز الحكيم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم، وطرفه: «اللهم لك أسلمت، وبك آمنت» . الحديث: 2397 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 362 2398 - (خ ت س) مصعب بن سعد - رحمه الله-: أَن سَعداً قال لبنيه: «تَعَوَّذُوا بكلماتٍ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بهن: اللَّهمَّ إني أَعوذ بك من الجُبْنِ، وأعُوذُ بك من البُخْلِ، وأَعوذُ بك أنْ أُرَدَّ إِلى أرذَلِ العُمر، وأعوذُ بك من فِتْنَةِ الدَّجال، وأعوذُ بك من عَذَابِ القَبْرِ» . وفي روايةٍ: «أَنَّه كان يُعَلِّمُ بنيه هؤلاءِ الكلماتِ، كما يُعَلِّمُ المعَلِّمُ الغِلمانَ الكتابةَ، ويقول: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَتَعَوَّذُ بهنَّ دُبر الصلاة - وذكر الخمس - إِلا أنه قال: أَعُوذ بك من فِتنَةِ الدنيا» ، بَدَلَ: «الدجال» .أخرجه البخاري، والترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 154 في الدعوات، باب الاستعاذة من أرذل العمر، وباب التعوذ من البخل، وباب التعوذ من عذاب القبر، وباب التعوذ من فتنة الدنيا، وفي الجهاد، باب ما يتعوذ به الجبن، والترمذي رقم (3562) في الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه في دبر كل صلاة، والنسائي 8 / 266 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من فتنة الدنيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/183) (1585) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/186) (1621) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/97) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/98) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/99) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الحسين، عن زائدة. وفي (8/103) قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء، قال: حدثنا عبيدة بن حميد. والنسائي (8/256) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/266) ، وفي عمل اليوم والليلة (131) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/271) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. ثلاثتهم - شعبة، وزائدة، وعبيدة - عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت مصعب بن سعد، فذكره. ليس فيه (عمرو بن ميمون) . * وأخرجه البخاري (4/27) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي (8/256) ، وفي عمل اليوم والليلة (132) قال: أخبرنا يحيى بن محمد، قال: حدثنا حبان بن هلال. كلاهما - موسى، وحبان- قالا: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، قال: سمعت عمرو بن ميمون الأودي، فذكره. ليس فيه مصعب بن سعد. وفي رواية حبان، قال: عبد الملك بن عمير: فحدثت بها مصعبا فصدقه. * وأخرجه الترمذي (3567) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله (هو ابن عمرو الرقي) . والنسائي (8/266) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3910) عن القاسم بن زكريا بن دينار، عن حسين الجعفي، عن زائدة. وابن خزيمة (746) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي، قال: حدثنا عبيد الله ابن موسى، عن شيبان. ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، وعمرو بن ميمون، فذكراه. الحديث: 2398 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 362 2399 - (د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «أَن رسولَ الله [ص: 363] صلى الله عليه وسلم- كان يَتَعَوَّذُ مِن خَمْسٍ: من الجُبْنِ، والبُخْلِ، وسُوء العُمُرِ، وفِتنةِ الصَّدرِ، وعذاب القَبرِ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَتَعَوَّذُ من الجُبْنِ، والبُخْلِ، وفِتنةِ الصدر، وعذاب القبر» . وللنسائي مثل رواية أبي داود. وفي أخرى له: قال عمرو بن ميمون: حَجَجْتُ مع عُمرَ فسمعتُهُ يقول: «أَلا إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يتعَوَّذُ من خمس ... وذكر الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سوء العمر) : مثل أرذل العمر. (فتنة الصدر) : ما يعرض فيه من الشكوك والوساوس والشبه ... ومثل ذلك.   (1) رواه أبو داود رقم (1539) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 255 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من فتنة الصدر، وباب الاستعاذة من فتنة الدنيا، والاستعاذة من البخل، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2446) موارد، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/22) (145) قال: حدثنا أبو سعيد وحسين بن محمد، قالا: حدثنا إسرائيل. وفي (1/54) (388) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. والبخاري في الأدب المفرد (670) قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل. وأبو داود (1539) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. وابن ماجة (3844) قال حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع عن إسرائيل. والنسائي (8/255) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبيد الله، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (8/266) قال: أخبرنا أحمد بن فضالة عن عبيد الله، قال: أنبأنا إسرائيل. وفي (8/267) قال: أخبرنا سليمان ابن سلم البلخي، هو أبو داود المصاحفي، قال: أنبأنا النضر، قال: أنبأنا يونس. وفي (8/272) قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا يونس. وفي عمل اليوم والليلة (134) قال ك أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل. كلاهما - إسرائيل، ويونس بن أبي إسحاق - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره. * أخرجه النسائي (8/267) . وفي عمل اليوم والليلة (135) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: حدثني أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من الشح، والجبن، وفتنة الصدر، وعذاب القبر. * وأخرجه النسائي (8/267) . وفي عمل اليوم والليلة (136) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون. قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ. مرسل. الحديث: 2399 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 362 2400 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يتعوَّذُ من خمسٍ: من البُخلِ، والجُبْنِ، وسوءِ العمر، وفِتْنَةِ الصدر، وعذاب القبر» أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 256 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من البخل، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي (8/256) وفي عمل اليوم والليلة (133) قال: أخبرنا محمد ابن عبد العزيز، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن زكريا عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره. الحديث: 2400 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 2401 - (س) عمرو بن ميمون - رحمه الله -: قال: حدثني أصحابُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- «أنه كان يَتَعَوَّذُ بالله من الشُّحِّ، والجُبْنِ، وفِتنَةِ الصدر، وعذاب القبر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 267 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من فتنة الدنيا، وهو حديث حسن، يشهد له الحديثان اللذان قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي (8/267) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: ثنا حسين، قال: ثنا زهير، قال: ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون، فذكره. قلت: وفي الباب عن عمرو بن ميمون عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسل. أخرجه النسائي في سننه (8/267) . الحديث: 2401 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 2402 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من صلاة لا تَنْفَع ... وذكر دعاء آخر» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1549) في الصلاة، باب الاستعاذة، من حديث المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان بن طرخان قال: أرى أن أنس بن مالك حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ... الحديث. أقول: وسليمان بن طرخان أبو المعتمر، لم يجزم بسماعه من أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف للانقطاع: أخرجه أبو داود (1549) قال: ثنا محمد بن المتوكل، ثنا المعتمر، قال: قال أبو المعتمر: أرى أن أنس بن مالك حدثنا. قلت: أبو المعتمر هو سليمان بن طرخان. الحديث: 2402 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 2403 - (ت) قطبة بن مالك - صاحبُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنه -: [أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-] كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمَال، والأهواء» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3585) في الدعوات، باب رقم (137) ، ورواه أيضاً الطبراني والحاكم، وابن حبان في صحيحه رقم (2422) موارد، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وحسنه أيضاً الحافظ السخاوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3591) قال: ثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أحمد بن بشير وأبو أسامة، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، فذكره. وأخرجه ابن حبان (2422/موارد) من طريق أبي أسامة، به. الحديث: 2403 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 2404 - (د) عبد الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله -: عن أَبيه قال: «صليتُ إِلى جَنبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة تطوع، فسمعته يقول: أَعُوذ بالله من [ص: 365] النار، ويلٌ لأهلِ النار» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (881) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1352) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الليل، وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو صدوق سيء الحفظ جداً كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/347) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (881) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. وابن ماجة (1352) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن هاشم. ثلاثتهم (وكيع، وعبد الله بن داود، وعلي بن هاشم) عن ابن أبي ليلى. عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قلت: ابن أبي ليلى، ليس بذاك سيء الحفظ. الحديث: 2404 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 2405 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَعوذ بالله من الكُفْر والدَّيْنِ، فقال رجلٌ: يا رسول الله، أَتعدِلُ الكُفْرَ بالدَّيْنِ؟ قال: نعم» . وفي روايةٍ: «اللَّهمَّ إِني أعوذُ بك من الكفْرِ والفقر، قال رجل: ويُعدَلان؟ قال: نعم» .أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 264 و 265 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الدين، من حديث دراج أبي السمح عن شيخه أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري. أقول: ودراج صدوق، ولكن في حديثه عن شيخه أبي الهيثم ضعيف، وهذا منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/38) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، قال: حدثنا حيوة، وابن لهيعة. وعبد بن حميد (139) قال: حدثني عبد الله بن يزيد، قال: حدثني حيوة بن شريح. والنسائي (8/264) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حيوة، وذكر آخر. وفي (8/267) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب. ثلاثتهم -حيوة، وابن لهيعة، وابن وهب- عن سالم بن غيلان التجيبي، أنه سمع دراجا أبا السمح، أنه سمع أبا الهيثم، فذكره. * أخرجه النسائي (8/265) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثني عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا حيوة، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد. فذكره. ولم يذكر -سالم بن غيلان-. * في رواية ابن وهب: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر» . قلت: رواية دراج عن أبي الهيثم، ضعيفة. الحديث: 2405 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 2406 - (س) عثمان بن أبي العاص بن أبي طلحة - رضي الله عنهم -: أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يدعُو بهذه الدعواتِ: «اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الكسل والهَرَمِ، والجُبنِ، والعجزِ، ومن فِتنة المحيا والممات» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 269 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهرم، وإسناده حسن، وله شواهد كثيرة صحيحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/269) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حماد ابن مسعدة، عن هارون بن إبراهيم، عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 2406 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 2407 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أَن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوَّذ من عَينِ الجَانِّ، وعين الإِنس، فلما نزلت المُعَوِّذَتان، أَخذَ [ص: 366] بهما، وترك ما سوى ذلك» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 271 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من عمل الجان، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2059) في الطب، باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين، وابن ماجة رقم (3511) في الطب، باب من استرقى من العين، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه ابن ماجة (3511) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سعيد ابن سليمان، عن عباد، والترمذي (2058) قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي، قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني. والنسائي (8/271) قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد. كلاهما (عباد بن العوام، والقاسم) عن الجريري، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 2407 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 2408 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: «دخلتُ المسجدَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فيه، فجلستُ إليه، فقال: يا أبا ذَرّ تَعَوَّذْ من شياطين الجِنِّ والإنس، قلتُ: أوَ للإِنسِ شياطينُ؟ . قال: نعم» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 275 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر شياطين الإنس، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه النسائي (8/275) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: ثنا جعفر بن عون، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن أبي عمر، عن عبيد بن خشخاش عن أبي ذر، فذكره. الحديث: 2408 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 2409 - (د) أبو بردة: أن أَباه - رضي الله عنه - أخبره: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا خاف من قوم قال: «اللَّهمَّ إنَّا نَجْعَلُك في نُحورهم، ونَعوذ بك من شرورهم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1537) في الصلاة، باب ما يقول إذا خاف قوماً، ورواه أيضاً النسائي، وابن حبان والحاكم في صحيحهما، وهو حديث حسن، حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، انظر " الفتوحات الربانية " 4 / 16 و 17. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/414) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا عمران. وفي (4/414) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معاذ، قال: حدثني أبي. وأبو داود (1537) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (601) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9127) عن عبيد الله بن سعيد السرخسي، عن معاذ بن هشام، عن أبيه. كلاهما (عمران، وهشام) عن قتادة، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 2409 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 2410 - (ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «رَأيتُ ليلَةَ أُسريَ بي عِفريتاً من الجنِّ يَطلبني بشُعْلَةٍ من نَارٍ، كُلَّما التفتُّ إِليه رأَيتُهُ، فقال جبريل: ألا أُعَلِّمُكَ كلمات تقولهُنَّ، فَتَنطَفئ شُعْلَتهُ ويَخِرُّ [ص: 367] لِفِيهِ؟ قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: بَلَى، فقال جبريل: قلْ: أَعُوذّ بوجهِ الله الكريم، وبكلمات الله التَّامَّات التي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ: من شَرِّ ما يَنْزِلُ من السماء، ومن شَرِّ ما يَعرُجُ فيها، ومن شَرِّ ما ذرَأَ في الأرض، ومن شر ما يَخرُجُ منها، ومن فِتَنِ الليل والنهار، ومن طوارِقِ الليل، إِلا طارقاً يَطْرُقُ بخير يا رحمن» . أرسله مالك عن يحيى بن سعيد: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: « ... وذكر الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طوارق الليل) : الطوارق: جمع طارقة، وهي ما ينوب من النوائب في الليل.   (1) 2 / 950 و 951 في الشعر، باب ما يؤمر به من التعوذ مرسلاً، أقول: ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 419 موصولاً، وهو حديث حسن، وانظر ما قاله الحافظ ابن حجر في " الإصابة " في ترجمة عبد الرحمن بن خبش حول هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (1837) عن يحيى بن سعيد. قال الإمام الزرقاني: مرسلا، ووصله النسائي من طريق محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابن عباس السلمي عن ابن مسعود، قال حمزة الكناني - بالفوقية - الحافظ هذا ليس بمحفوظ، والصواب مرسل. وقال السيوطي: أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق داود بن عبد الرحمن العطار عن يحيى بن سعيد قال: سمعت رجلا من أهل الشام يحدث عن ابن مسعود. شرح الموطأ (4/433) ط/دار الكتب العلمية. الحديث: 2410 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 2411 - (م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، ما لقيتُ البارحةَ من عَقْرَبٍ لَدَغْتني، قال: «أمَا لو قلت حين أمسيتَ: أَعُوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق، لم تَضُرَّكَ؟» هذه رواية مسلم، والموطأ. [ص: 368] وفي رواية أَبي داود قال: «أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِلَدِيغٍ لدغتْهُ عَقربٌ، فقال: لو قال: أَعوذ بكلمات الله التَّامَّة من شر ما خَلَقَ، لم يُلْدَغ، ولم تَضُّرَّهُ» . وفي رواية الترمذي، قال: «من قال حين يُمسي، ثلاث مراتٍ: أَعوذ بكلمات الله التَّامَّات من شر ما خلق، لم تَضُرَّهُ حُمَةٌ تلك الليلة» ، قال سهيل: فكان أَهلُنا يَعلمُونها، فكانوا يقولونها كل ليلة، فلُدِغَتْ جارية منهم فلم تجد لها وجعاً (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2709) في الذكر، باب التعوذ من سوء القضاء، والموطأ 2 / 951 في الشعر، باب ما يؤمر به من التعوذ، وأبو داود رقم (3899) في الطب، باب كيف الرقى، والترمذي رقم (3600) في الدعوات، باب الاستعاذة من جهنم وبكلمات الله التامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أبي هريرة أبو صالح. 1- أخرجه مالك (الموطأ) (590) وأحمد (2/375) قال: حدثنا إسحاق. قال: أنبأنا مالك. والبخاري في خلق أفعال العباد (58) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا مالك. (ح) وعبد الله بن مسلمة، عن مالك (ح) وحدثنا عياش. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا عبيد الله بن عمر (ح) وحدثنا أصبغ. قال: أخبرني ابن وهب، عن جرير بن حازم (ح) وحدثنا سعيد بن تليد الرعيني. قال: حدثني ابن وهب. قال: حدثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي (ح) وحدثنا أصبغ. قال: أخبرني ابن وهب، عن سعيد وابن ماجة (3518) قال: حدثنا إسماعيل بن بهرام. قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (588) قال: قرأت على محمد بن سليمان لوين، عن حماد بن زيد وفي (589) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (591) قال: أخبرنا محمد بن عثمان العقيلي. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر. وفي (592) قال: أخبرنا إبراهيم بن يوسف الكوفي وليس بالقوي قال: حدثنا الأشجعي، عن سفيان. ستتهم (مالك، وعبيد الله، وجرير، وسعيد بن عبد الرحمن، وسفيان الثوري، وحماد) عن سهيل بن أبي صالح. 2- وأخرجه مسلم (8/76) قال: حدثنا هارون بن معروف وأبو الطاهر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (587) قال: أخبرنا وهب بن بيان. ثلاثتهم (هارون، وأبو الطاهر، ووهب) عن عبد الله بن وهب. قال: أخبرنا عمرو، وهو ابن الحارث، أن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب حدثاه، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج. قال: قال القعقاع بن حكيم. كلاهما (سهيل، والقعقاع) عن أبي صالح ذكوان، فذكره. * وأخرجه مسلم (8/76) والنسائي في عمل اليوم والليلة (585) قال: مسلم: حدثني. وقال النسائي أخبرنا عيسى بن حماد. قال: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر، عن يعقوب، أنه ذكر له أن أبا صالح مولى غطفان أخبره، أنه سمع أبا هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه (القعقاع بن حكيم) . * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (586) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني الليث، عن ابن أبي حبيب، عن يعقوب بن الأشج، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه: (جعفر بن ربيعة، ولا القعقاع بن حكيم) . * الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. - ورواه أبو صالح، عن أبي هريرة - ولفظه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قال إذا أمسى ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حمة تلك الليلة» . وفي رواية «لم يضره لسعة تلك الليلة» . أخرجه أحمد (2/290) والترمذي (3604) قال: حدثنا يحيى بن موسى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (590) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. ثلاثتهم -أحمد بن حنبل، ويحيى، ومحمد- عن يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن سهيل ببن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. ورواه طارق، عن أبي هريرة - ولفظه - قال: «أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بلديغ لدغته عقرب. قال: فقال: لو قال: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يلدغ، أو لم تضره» . أخرجه أبو داود (3899) قال: حدثنا حيوة بن شريح. قال: حدثنا بقية. قال: حدثني الزبيدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (598) قال: أخبرني أحمد بن سعيد المروزي. قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (599) قال: أخبرني كثير بن عبيد. قال: حدثنا بقية، عن الزبيدي. كلاهما - محمد بن الوليد الزبيدي، وابن أخي ابن شهاب -عن ابن شهاب الزهري، عن طارق بن مخاشن، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (600) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، عن حديث ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. قال: بلغنا أن أبا هريرة ... نحوه. * قال: أبو عبد الرحمن النسائي بعدما ساق حديث الزبيدي: الزبيدي أثبت من ابن أخي الزهري، وابن أخي الزهري، ليس بذاك القوي، عنده غير ما حديث منكر عن الزهري. الحديث: 2411 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 2412 - (د) سهيل بن أبي صالح - رحمه الله-: عن أبيه قال: سمعتُ رجلاً من أسلم قال: كنت جالساً عند رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فجاءَ رجلٌ من أصحابه فقال: «يا رسولَ الله، لُدِغْتُ الليلةَ، فلم أَنَمْ حتى أصبحتُ؟ قال: ماذا؟ . قال: عقرب، قال: أَمَا إِنَّكَ لو قلتَ حين أَمسيت: أعوذ بكلماتِ الله التَّامَّات من شر ما خلق، لم يَضُرَّكَ شَيءٌ إن شاءَ الله» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3898) في الطب، باب كيف الرقى، وهو حديث حسن، ورواه مسلم بنحوه معلقاً وموصولاً رقم (2709) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/448، 5/430) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سهيل بن أبي صالح. وأبو داود (3898) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (593) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا حبان. قال: حدثنا وهيب، عن سهيل، وفي (594) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو نعيم. قال: حدثنا زهير، عن سهيل. وفي (595) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا سفيان، عن سهيل، وفي (596) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا أسد بن موسى. قال: حدثنا شعبة، عن سهيل وأخيه. وفي تحفة الأشراف (11/15564) عن إسحاق بن منصور، عن محمد ابن يوسف، عن سفيان الثوري، عن سهيل. كلاهما (سهيل، وأخوه) عن أبيهما، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (597) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا عبيد الله. قال: أخبرنا إسرائيل، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، مرسل. ليس فيه: «عن رجل من أسلم» . الحديث: 2412 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 2413 - (ت د س) شَكل بن حميد - رضي الله عنه -: قال: «أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسولَ الله، عَلِّمْنِي تَعَوُّذاً أَتَعَوَّذُ به، فَأَخَذَ [ص: 369] بكفِّي، وقال: قُل: اللَّهمَّ إني أَعوذ بك من شرِّ سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قَلْبي، ومن شر هني (1) - يعني الفَرْجَ» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أَبي داود: «قال: يا رسولَ الله، عَلِّمني دعاء، فقال: ... وذكر الحديث» . وأخرج النسائي الروايتين، إِلا أَنه قال: «مَنيِّي» في جميع رواياته، وقال مرة: «يعني ماءهُ» ، ومرة: «يعني: ذكَرَهُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هني - مَنيِّي) : الهن: من ألفاظ الكنايات، وكثيراً ما يطلق على ما يستحي من التلفظ به، والمراد به: الفرج. ولهذا جاء في إحدى الروايات «منيّي» يريد: المني: النطفة.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: منيي. (2) رواه الترمذي رقم (3487) في الدعوات، باب الاستعاذة من شر السمع، وأبو داود رقم (1551) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 259 و 260 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر السمع والبصر، وباب الاستعاذة من شر البصر، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/429) قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو أحمد. والبخاري في الأدب المفرد (663) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1551) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير (ح) وحدثنا أحمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3492) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. والنسائي (8/255، 259) قال: أخبرنا الحسن بن إسحاق، قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (8/260، 267) قال: أخبرنا عبيد بن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - ووكيع، وأبو أحمد الزبيري، ومحمد بن عبد الله بن الزبير، وأبو نعيم - قالوا: حدثنا سعد ابن أوس، قال: حدثني بلال بن يحيى، عن شتير بن شكل بن حميد، فذكره. قلت: قال الحافظ له رواية عن علي. الإصابة (3912) . الحديث: 2413 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 2414 - (خ ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعَوِّذُ الحسنَ والحسين، [ويقول] : إِنَّ أباكُما كان [ص: 370] يُعَوِّذُ بهما إِسماعيل، وإسحاق: أَعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كل عَيْنٍ لامَّةٍ» . أخرجه البخاري، والترمذي، وأَبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هامَّة) : الهامة: واحدة الهوام، وهي الحيات، وكل ذي سم يقتل. فأما مالا يقتل ويسم فهو السَّوام، وواحدها: سامَّة، كالعقرب والزنبور، وقد تقع الهوام على كل ما يدب من الحيوان. (لامَّة) اللامة: ذات اللمم، ولم يقل: ملمة. وإن كانت من: ألمت تلم: طلباً للازدواج بهامَّة، والعين اللامة: هي التي تصيب بسوء.   (1) رواه البخاري 6 / 293 في أحاديث الأنبياء، باب قوله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، والترمذي رقم (2061) في الطب، باب رقم (18) ، وأبو داود رقم (4737) في السنة، باب في القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/236) (2112) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/270) (2434) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري في خلق أفعال العباد (192) قال: حدثنا أصبغ، قال: حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (3525) قال: حدثنا محمد بن سليمان بن هشام البغدادي، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا أبو عامر. والترمذي (2060) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، ويعلى (ح) وحدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وعبد الرزاق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1006) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يزيد، وأبو عامر. ستتهم (يزيد، وعبد الرزاق، وابن وهب، ووكيع، وأبو عامر، ويعلى) عن سفيان. 2- وأخرجه البخاري (4/178) . وفي خلق أفعال العباد (191) . وأبو داود (4737) قالا (البخاري، وأبو داود) حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1007) قال: أخبرني محمد بن قدامة. كلاهما (ابن أبي شيبة، وابن قدامة) قالا: حدثنا جرير. 3- وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (192) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار، قال: حدثنا الأعمش. ثلاثتهم - سفيان، وجرير، والأعمش - عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1008) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يعوذ حسنا وحسينا. مرسلا. الحديث: 2414 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 369 2415 - (م ط ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يُعَلِّمُهمْ هذا الدعاءَ كما يعلِّمهم السُّورَةَ من القرآن، قولوا: اللَّهمَّ إِني أعوذُ بك من عذاب جَهَنَّم، وأعوذ بك من عذاب القَبر، وأَعوذ بك من فِتنَةِ المسيح الدَّجَّال، وأعوذ بك من فِتنة المحيا والممات» . أخرجه الجماعة إِلا البخاري (1) .   (1) رواه مسلم رقم (590) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، والموطأ 1 / 215 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3488) في الدعوات، باب الاستعاذة من عذاب القبر، وأبو داود رقم (1542) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 276 و 277 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من فتنة الممات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 2415 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 370 2416 - (م ت س) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: قال: وقد سُئل عمَّا سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: كان يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من العجْزِ، والكَسَلِ، والجُبنِ، والبُخْلِ والهَرَمِ، وعذاب القبر، اللَّهمَّ آتِ نَفسي تَقْوَاها، وزَكِّها أَنت خَيرُ مَنْ زكَّاهَا، أَنتَ وَلِيُّها ومولاها، اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من علم لا ينفعُ، ومن قَلبٍ لا يَخشَع، ومن نَفسٍ لا تشبع، ومن دعوة لا تُستَجَاب» . أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي مختصراً: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الكسل، والعجْزِ والبُخْلِ» . قال: وبهذا الإسناد: «أنه كان يَتَعَوَّذُ من الهَرَمِ وعذاب القَبر» لم يزد على هذا. وفي رواية النسائي مثل رواية مسلم، إِلا أَنَّ أولها قال: «لا أُعَلِّمُكم إِلا ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعلِّمُنا ... وذكر الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زكِّها) : التزكية: التطهير.   (1) رواه مسلم رقم (2722) في الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، والترمذي رقم (3567) في الدعوات، باب في انتظار الفرج، والنسائي 8 / 260 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من العجز. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/371) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وعبد ابن حميد (267) قال: حدثني محاضر بن المورع. ومسلم (8/81) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قال: إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (8/260) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محاضر. وفي (8/285) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل. أربعتهم - عبد الواحد، ومحاضر، وأبو معاوية، وابن فضيل - عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن الحارث، فذكره. - ورواه عن زيد، أبو عثمان النهدي: أخرجه مسلم (8/81) قال: ثنا ابن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن نمير. والترمذي (3572) قال: حدثنا أحمد بن منيع. أربعتهم (أبو بكر، وإسحاق، ومحمد بن عبد الله، وأحمد بن منيع) عن أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. * رواية الترمذي مفرقة في موضعين. الحديث: 2416 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 2417 - (ط) القعقاع بن حكيم الكناني: أن كعب الأحبار قال: «لولا كلماتٍ أقُولهُنَّ لَجَعَلْتني يَهُودُ حماراً، فقيل له: وما هُنَّ؟ قال: أَعوذ بوجهِ اللهِ العظيم الذي ليس شيءٌ أعظَمَ منه، وبكلمات الله التَّامَّات التي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فَاجِرٌ، وبِأَسْمَاء الله الحسنى ما علمتُ منها، وما لم أَعلم: من شر ما خلق، وذرأَ، وبرأَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 951 و 952 في الشعر، باب ما يؤمر به من التعوذ، وهو من كلام كعب الأحبار، ويشهد له من جهة المعنى حديث مالك في " الموطأ " مرسلاً، وقد تقدم رقم (2411) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (1839) عن سمي مولى أبي بكر عن القعقاع فذكره. وهو موقوف على كعب الأحبار الحديث: 2417 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 372 الفصل الثاني: في الاستغفار والتسبيح، والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة ، وفيه خمسة فروع الفرع الأول: فيما اشتركن فيه من الأحاديث 2418 - (ت د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خَصلَتَانِ - أَو خَلَّتَان - لا يُحْصِيهما رجلٌ مسلم [ص: 373] إِلا دخل الجنةَ، وهما يَسيرٌ، ومَن يعملُ بهما قليل: يُسبِّح الله في دُبُرِ كل صلاة عَشْراً، ويحمَدُهُ عشراً، ويكَبِّرُهُ عشراً، فلقد رأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَعْقِدُهَا بيده، قال: فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائةٍ في الميزان، وإِذَا أخذت مَضْجَعَكَ تُسَبِّحهُ، وتُكَبِّرُهُ، وتحمَدُهُ مائة، فتلك مائةٌ باللسان، وأَلف في الميزان، فأيُّكم يعملُ في اليوم والليلة ألفين وخمسمائةِ سيئَةٍ؟ قالوا: فكيف لا نُحصيها؟ قال: يأتي (1) أحدَكم الشيطانُ وهو في صلاته، فيقول: اذكُر كذا، اذكر كذا، حتى يَنْفَتِلَ، فَلَعلَّهُ أن لا يفعلَ، ويأْتيه وهو في مَضْجَعه، فلا يزالُ يُنوِّمُهُ حتى ينامَ» . أخرجه الترمذي، والنسائي. وفي رواية أبي داود بعد قوله: «في الميزان» الأولى قال: «ويكبِّرُ أربعاً وثلاثين إِذا أخذ مَضجعَه، ويحمَد ثلاثاً وثلاثين، ويسبِّح ثلاثاً وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وأَلفٌ في الميزان، فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يعقِدُها بيده، قالوا: يا رسول الله، كيف هما يَسيرٌ، ومَن يعملُ بهما قليل؟ قال: يأتي أَحدَكم الشيطانُ في منامه فَيُنَوِّمُهُ قبل أن يقولَهُ، ويأتيه في صلاته فَيذكِّرهُ حاجَتَهُ قبل أنْ يقولَها» (2) . [ص: 374] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خلتان) : الخلة - بفتح الخاء -: الخصلة.   (1) في الأصل: لا يأتي، وهو خطأ: والتصحيح من الترمذي. (2) رواه الترمذي رقم (3407) في الدعوات، باب رقم (25) ، وأبو داود رقم (5065) في الأدب، باب في التسبيح عند النوم، والنسائي 3 / 74 في السهو، باب عدد التسبيح بعد التسليم، وهو حديث صحيح، وقد تقدم الكلام عليه في التعليق على الحديث رقم (2198) صفحة 222 فارجع إليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (583) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/160) (6498) قال: حدثنا جرير. وفي (2/204) (6910) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (356) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري في الأدب المفرد (1216) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (1502) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ومحمد بن قدامة في آخرين، قالوا: حدثنا عثام، عن الأعمش. وفي (5065) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (926) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية ومحمد بن فضيل، وأبو يحيى التيمي، وابن الأجلح. والترمذي (3410) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وفي (3411) ، (3486) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عثام بن علي، عن الأعمش. والنسائي (3/74) وفي الكبرى (1180) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد. وفي (3/79) وفي الكبرى (1187) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني والحسين بن محمد الذارع قالا: حدثنا عثام بن علي، قال: حدثنا الأعمش. وفي عمل اليوم والليلة (813) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا سليمان بن حيان، عن إسماعيل بن أبي خالد. وفي (819) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان. جميعهم - سفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وشعبة، ومعمر، والأعمش، وإسماعيل بن علية، ومحمد بن فضيل، وأبو يحيى التيمي، وعبد الله بن الأجلح، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن أبي خالد- عن عطاء بن السائب، عن أبيه فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (820) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا العوام، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: فذكره موقوفا ولم يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. * رواية الأعمش: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعقد التسبيح» . * قال الحميدي: قال سفيان: هذا أول شيء سألنا عطاء عنه، وكان أيوب أمر الناس حين قدم عطاء البصرة، أن يأتوه، فيسألوه عن هذا الحديث. * قال عبد الله بن أحمد عقب رواية شعبة: سمعت عبيد الله القواريري، قال: سمعت حماد بن زيد يقول: قدم علينا عطاء بن السائب البصرة، فقال لنا أيوب: ائتوه، فاسألوه عن حديث التسبيح (يعني هذا الحديث. الحديث: 2418 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 372 2419 - (د س) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «إني لا أستطيع أن آخُذَ من القرآن شيئاً، فَعلِّمني ما يُجْزِئُني؟ قال: قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أَكبر، ولا حَولَ ولا قُوة إلا باللهِ، قال: يا رسولَ الله، هذا لله، فماذا لي؟ قال: قُلْ: اللَّهمَّ ارْحَمني وعَافِني، واهْدِني وارْزُقني، فقال: هكذا بِيَدَيه - وقَبَضَهما - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَمَّا هذا فقد ملأ يديْه من الخير» . أخرجه أبو داود. وانتهت رواية النسائي عند قوله: «إِلا الله؟» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (832) في الصلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة، والنسائي 2 / 143 في الافتتاح، باب ما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القراءة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه الحميدي (717) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) .وأحمد (4/353) قال: حدثنا وكيع، قال حدثنا سفيان (الثوري) . وعبد بن حميد (524) قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وأبو داود (832) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا سفيان الثوري. كلاهما - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري - عن يزيد أبي خالد الدالاني. 2- وأخرجه الحميدي (717) قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. وأحمد (4/356) قال: حدثنا أبو نعيم والنسائي (2/143) وفي الكبري (906) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، ومحمود بن غيلان، عن الفضل ابن موسى. وابن خزيمة (544) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا محمد - يعني ابن عبد الوهاب السكري. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم -سفيان، وأبو نعيم، والفضل، ومحمد - عن مسعر. 3- وأخرجه أحمد (4/382) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا المسعودي. ثلاثتهم (يزيد، ومسعر، والمسعودي) عن إبراهيم السكسكي، فذكره. الحديث: 2419 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 2420 - (م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: جاء أَعرابي إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «عَلِّمني كلاماً أقولُه. قال: قل: لا إِله إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ لَهُ، اللهُ أكبر كبيراً، والحمدُ للهِ كثيراً، وسبحانَ الله ربِّ العالمينَ، لا حولَ ولا قوةَ إِلا بالله العزيزِ الحكيم، قال: فهؤلاء لربِّي، [ص: 375] فما لي؟ قال: قُل: اللَّهمَّ اغْفِر لي، وارحمني، وَاهدِني، وارزُقْني، فإِنَّ هؤلاء تَجمَعُ لك دُنياكَ وآخِرتَكَ» . وفي روايةٍ زيادةٌ في آخره: «وعافِني» ، وشك الراوي فيها. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2696) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتكبير والدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/180) (1561) قال: ثنا يحيى بن سعيد، وفي (1/185) (1611) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، ويعلى. وعبد بن حميد (136) قال: أخبرنا جعفر. ومسلم (8/70) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، وابن نمير (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير، قال: حدثنا أبي. خمستهم (يحيى، وعبد الله بن نمير، ويعلى، وجعفر، وعلي بن مسهر) عن موسى الجهني، قال: حدثني مصعب بن سعد، فذكره. الحديث: 2420 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 2421 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُكْثِرُ أَنْ يَقولَ قبل موتِهِ: سبحانَ الله وبحمده، أسْتَغفِرُهُ، وأتوبُ إِليهِ، قالت: فقلتُ: يا رسولَ الله، أراكَ تُكْثِر من قول: سُبحانَ الله وبحمْدِهِ، فقال: أخبَرَني رَبِّي: أَني سأَرى علامة في أُمَّتي، فإذا رَأَيتُها أَكثَرتُ من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفرُ [الله] وأتوب إِليه، فقد رَأيتُها: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْحُ} السورة إِلى آخرها» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 564 في التفسير، باب تفسير سورة إذا جاء نصر الله، وفي صفة الصلاة، باب الدعاء في الركوع، وباب التسبيح والدعاء في السجود، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ومسلم رقم (484) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/35) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود (ح) وربعي بن إبراهيم. قال: حدثنا داود، عن الشعبي. ومسلم (2/50) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم. وفي (2/50) قال: حدثني محمد بن المثنى. قال: حدثني عبد الأعلى. قال: حدثنا داود، عن عامر. كلاهما (عامر الشعبي، ومسلم بن صبيح) عن مسروق، فذكره. الحديث: 2421 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 2422 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لأن أَقُولَ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إِلهَ إِلا الله، واللهُ أكبر: أحَبُّ إِلَيَّ مما طلعتْ عليه الشمس» أخرجه مسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2695) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والترمذي رقم (3591) في الدعوات، باب رقم (139) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/70) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. والترمذي (3597) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (835) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. ثلاثتهم (أبو بكر، وأبو كريب، وأحمد بن حرب) قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 2422 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 2423 - (ت د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ دَخَلَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على امرأَة، وبيدها نوى - أَو حصى - تُسبِّحُ به، وتَعُدُّ، فقال: أُخبِرُكِ بما هو أَيسَر من هذا وأَفضلُ وأبلَغُ؟ قالت: بأبي أَنتَ وأُمِّي يا رسولَ الله، قال: قولي: سبحان الله عدد ما خلق الله في السماء والأرض وما بينهما، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أَكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إِله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي: «سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق ... الحديث» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1500) في الصلاة، باب التسبيح بالحصى، والترمذي رقم (3563) في الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه في دبر كل صلاة، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2330) موارد، كلهم من حديث عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن خزيمة عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها سعد. وخزيمة غير منسوب عن عائشة بنت سعد، لا يعرف، كما قال الحافظ في " التقريب "، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. ولعل تحسين الترمذي له بالرواية الأخرى عنده رقم (3549) في الدعوات من حديث هاشم بن سعد الكوفي عند كنانة مولى صفية عن صفية قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها، قال: لقد سبحت بهذه، ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به، فقلت: بلى علمني، قال: قولي: سبحان الله عدد خلقه ... الحديث. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد وليس إسناده بمعروف، قال: وفي الباب عن ابن عباس. أقول: وحديث ابن عباس عن جويرية صحيح، ولكن ليس فيه ذكر الحصى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1500) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والترمذي (3568) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا أصبغ بن الفرج. والنسائي في اليوم والليلة تحفة الأشراف (3954) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح. ثلاثتهم (أحمد بن صالح، وأصبغ، وأبو الطاهر) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أنه أخبره عن سعيد بن أبي هلال، عن خزيمة، عن عائشة بنت سعد، فذكرته. الحديث: 2423 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 376 2424 - (م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ: أَيُّ الكلامِ أفضل؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمدِهِ» . وفي أخرى قال: «قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَلا أُخبِرُكَ بأحَبِّ الكلام إلى الله؟ سبحان الله وبحمده» . أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عَادَ أَبا ذَرٍّ، وأَن أَبا ذرٍّ عاد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: بأبي أنتَ وأُميَّ، أَيُّ الكلام أَحبُّ إلى الله؟ . فقال: ... وذكر الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اصطفى) : الاصطفاء: الاختيار والانتقاء.   (1) رواه مسلم رقم (2731) في الذكر، باب فضل سبحان الله وبحمده، والترمذي رقم (3587) في الدعوات، باب أي الكلام أحب إلى الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/148) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (5/161) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج. قال: سمعت شعبة. ومسلم (8/85) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا حبان بن هلال. قال: حدثنا وهيب. وفي (8/86) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة. والترمذي (3593) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ثلاثتهم - وهيب، وشعبة، وإسماعيل بن إبراهيم - عن أبي مسعود سعيد الجريري، عن أبي عبد الله الجسري. 2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (825) قال: أخبرنا مالك بن سعد. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة، عن سعيد الجريري. قال: سمعت سوادة بن عاصم العنزي. كلاهما (أبو عبد الله الجسري حميري بن بشير، وسوادة بن عاصم) عن عبد الله بن الصامت، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/176) قال: حدثنا يزيد. والبخاري في الأدب المفرد (638) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة. كلاهما (يزيد، وشعبة) عن الجريري، عن أبي عبد الله العنزي، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أحب الكلام إلى الله: سبحان الله لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده» . * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (824) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى. قال حدثنا إسحاق بن منصور، عن إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن الجريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن أبي ذر رضي الله عنه. قال: «سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- ما نقول في سجودنا؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته، سبحان الله وبحمده.» .ليس فيه عبد الله بن الصامت. الحديث: 2424 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 2425 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا مررتم برياض الجنة فارتَعوا، قلتُ: يا رسول الله، وما رِياضُ الجنة؟ قال: المساجد، قلتُ: وما الرّتْعُ؟ قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» . [ص: 378] وفي روايةٍ مثله، وفيه: قالوا: وما الرَّتْع؟ قال: ذكر الله تعالى. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فارتعوا) : يقال: رتع فلان في ماله: إذا اتسع في إنفاقه، وأصله من الخصب.   (1) رقم (3504) في الدعوات، باب أسماء الله الحسنى بالتفصيل، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3505) وأحمد والبيهقي في " شعب الإيمان " من حديث أنس، والطبراني في " الكبير " من حديث ابن عباس، وابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني والبزار والحاكم والبيهقي من حديث جابر، وهو حديث حسن بشواهده، ولذلك حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهده: أخرجه الترمذي (3509) قال: ثنا إبراهيم بن يعقوب، قال: ثنا زيد بن حباب، أن حميد المكي ابن علقمة حدثه، أن عطاء بن أبي رباح حدثه، فذكره. الحديث: 2425 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 2426 - (ت) أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري - رضي الله عنهما -: قال الأغَرُّ أبو مسلم: أشهد على أبي سعيد، وأبي هريرة أَنهما شهِدَا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من قال: لا إله إِلا الله، والله أَكبر، صدَّقه ربُّه، وقال: لا إِله إِلا أَنا، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إِله إلا الله وحده، قال: يقول الله: لا إِله إِلا أنا وحدي، وإِذا قال: لا إِله إِلا الله وحدَهُ لا شريك له، قال الله: لا إِله إِلا أَنا وحدي لا شريك لي، وإِذا قال: لا إِله إِلا الله، له الملك وله الحمد، قال الله تعالى: لا إِله إلا أنا، ليَ الملك، وليَ الحمدُ، وإذا قالَ: لا إِلهَ إِلا اللهُ، ولا حولَ ولا قُوةَ إِلا باللهِ، قال الله تعالى: لا إِلَهَ إِلا أنا، ولا [ص: 379] حَولَ ولا قُوةَ إِلا بي، وكان يقول: من قالها في مرضٍ، ومات منه لم تَطْعَمْهُ النارُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3426) في الدعوات، باب ما يقول العبد إذا مرض، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3794) في الأدب، باب فضل الذكر، وابن حبان في صحيحه رقم (2325) موارد. وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه عبد بن حميد (943) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن حمزة الزيات. وفي (944) قال: حدثنا مصعب بن مقدام الخثعمي، قال: حدثنا إسرائيل بن يونس. وابن ماجة (3794) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا الحسين بن علي، عن حمزة الزيات. والترمذي (3430) قال: حدثنا سفيان ابن وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن جحادة، قال: حدثنا عبد الجبار بن عباس، والنسائي في عمل اليوم والليلة (30) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا حسين، عن حمزة الزيات. وفي (31) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن إسرائيل. وفي (348) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف بن يحيى الحراني، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، قال: حدثنا زهير. أربعتهم - حمزة، وإسرائيل، وعبد الجبار، وزهير - عن أبي إسحاق. 2- وأخرجه عبد بن حميد (945) قال: حدثنا مصعب بن مقدام، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي جعفر الفراء. كلاهما (أبو إسحاق، وأبو جعفر) عن الأغر أبي مسلم، فذكره. * أخرجه الترمذي (430) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، وأبي سعيد. موقوفا. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (32) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا وذكر شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأغر، عن أبي هريرة. موقوفا. الحديث: 2426 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 2427 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ على شجرةٍ يَابِسَةِ الورَق، فضرَبها بعصاهُ، فتناثرَ الوَرَقُ، فقال: إن الحمدَ لله، وسبحان الله، ولا إِلَهَ إِلا الله، واللهُ أكبرُ، تُساقِطُ ذُنُوبَ العبد كما يتساقط ورق هذه الشجرة» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3527) في الدعوات، باب رقم (101) ، من حديث الفضل بن موسى عن الأعمش عن أنس. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرف للأعمش سماعاً من أنس، إلا أنه قد رآه ونظر إليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف للانقطاع: أخرجه الترمذي (3533) قال: ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أنس، فذكره. قال العماد ابن كثير: ورواه في الشمائل عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل به. قلت: قال أبو عيسى: غريب، ولا نعرف للأعمش سماعا من أنس. الحديث: 2427 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 379 2428 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَقِيتُ ليلة أُسرِيَ بي إبراهيمَ، فقال لي: [يا محمدُ] ، أَقْرِيءْ أُمَّتكَ مني السلامَ، وَأخْبِرهم: أَن الجنةَ طَيِّبَةُ التُّربة، عَذْبةُ الماء، وأنها قِيعانٌ، وأَنَّ غِراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 380] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قيعان) : جمع قاع، وهو المكان المستوي الواسع في وطاء من الأرض يعلوه ماء السماء، فيمسكه ويستوي نباته، ويجمع القاع: قيعة وقيعاناً. (غراسها) : الغراس: مصدر غرست الشجرة غرساً وغراساً: إذا نصبتها في الأرض.   (1) رقم (3458) في الدعوات، باب رقم (60) وحسنه، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3462) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2428 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 379 2429 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن قال: سبحان الله العظيم وبحمدِهِ، غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3460) و (3461) في الدعوات، باب رقم (61) ، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2335) موارد، وهو حديث حسن، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 243: رواه البزار بإسناد جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الترمذي (3464) قال: حدثنا أحمد بن منيع، وغير واحد، قالوا: حدثنا روح بن عبادة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (827) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما (روح، وحماد) عن حجاج الصواف. 2- وأخرجه الترمذي (3465) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا المؤمل، عن حماد بن سلمة. كلاهما -حجاج الصواف، وحماد بن سلمة- عن أبي الزبير، فذكره. قال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير. تحفة الأشراف (2680، 2696) . الحديث: 2429 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 2430 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ذَاتَ يَومٍ لأَصْحَابه: «قُولُوا سبحان الله وبحمده مائةَ مرةٍ، من قال مرة كُتبتْ له عشرُ حسنات، ومن قالها: عشراً كُتبت له مائة، ومن قالها مائة كُتبت له أَلف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غَفر له» . [ص: 381] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3466) باب رقم (62) ، وفي سنده داود بن الزبرقان، وهو متروك، ومطر الوراق وهو صدوق كثير الخطأ، ومع ذلك حسنه الترمذي، ولعله حسنه من جهة المتن، لورود هذا المعنى في بعض الأحاديث الصحيحة، منها ما رواه مسلم رقم (2698) في الذكر والدعاء، والترمذي رقم (3459) في الدعوات من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعاً بلفظ: " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة، قال: يسبح الله مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3470) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الكوفي، قال: حدثنا داود بن الزبرقان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (160) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عيسى ابن شعيب، قال: حدثنا روح بن القاسم. (ح) وعن أحمد بن أبي سريج، عن عمر بن يونس، عن عاصم بن محمد، عن المثنى بن يزيد. ثلاثتهم (داود، وروح، والمثنى) عن مطر الوراق، عن نافع، فذكره. قلت: مطر الوراق، ضعفوه. الحديث: 2430 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 2431 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَبَّحَ مائة بالغداة، ومائة بالعَشيِّ: كان كَمن حَجَّ مائةَ حجةٍ، ومن حَمِدَ مائةَ مرةٍ بالغداة، ومائة بالعشي: كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله - أو قال: غزا مائةَ غزاة- ومن هلَّلَ مائة بالغداة ومائة بالعشي: كان كمن أعتق مائة رقبة من وَلَدِ إسماعيل، ومن كبَّر الله مائةَ [مرةٍ] بالغداة ومائة بالعشي: لم يأْت في ذلك اليوم أحدٌ بأَفضل مما جاء به، إلا من قال مثلَ ما قال، أو زاد على ما قال» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3467) في الدعوات باب رقم (63) ، وفي سنده الضحاك بن حمرة، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3471) قال: حدثنا محمد بن وزير الواسطي، قال: حدثنا أبو سفيان الحميري، هو سعيد بن يحيى الواسطي، عن الضحاك بن حمزة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (821) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أشعث، قال: أخبرنا أبو مسهر، قال: حدثنا هقل بن زياد، قال: حدثني الأوزاعي. كلاهما (الضحاك، والأوزاعي) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * رواية الأوزاعي: «من قال: سبحان الله مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من مئة بدنة. ومن قال: الحمد لله مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من مئة فرس يحمل عليها. ومن قال: الله أكبر مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من عتق مئة رقبة. ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، لم يجئ يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله، إلا من قال قوله أو زاد.» . الحديث: 2431 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 2432 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال: سبحان الله وبحمدِه في يوم مائةَ مَرةٍ، حُطَّت [عنه] خطاياه وإن كانت مِثل زَبَدِ البحر» (1) . [ص: 382] وفي أُخرى قال: «مَن قال: حين يُصْبح وحين يمسي مائةَ مرة: سبحان الله وبحمده، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضلَ مما جاء به، إِلا أحد قال مثلَ ما قال، أو زاد عليه» . أَخرجه الترمذي (2) .   (1) رقم (3462) في الدعوات، باب رقم (61) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (2691) . (2) رقم (3465) في الدعوات، باب رقم (61) ، وصححه الترمذي، وهو كما قال، ورواه أيضاً مسلم رقم (2692) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 2432 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 2433 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما على الأرض أحد يقول: لا إِلهَ إِلا اللهُ، واللهُ أكبر، ولا حَولَ ولا قوةَ إِلا بالله، إِلا كُفِّرَت عنه خطاياه، وَلو كانتْ مثل زَبَدِ البحْرِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3456) و (3457) و (3458) في الدعوات، باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد وابن أبي الدنيا والحاكم وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/158) (6479) . وفي (2/211) (6973) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، يعني السهمي. وفي (2/210) (6959) قال: حدثنا روح. والترمذي (3460) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (124) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (822) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث. أربعتهم - عبد الله بن بكر، وروح بن عبادة، ومحمد بن أبي عدي، وخالد بن الحارث - عن حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، فذكره. * أخرجه الترمذي (3460) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (122) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله. وفي (123) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد. كلاهما - محمد بن جعفر، وأبو النعمان - قالا: حدثنا شعبة، عن أبي بلج، قال: سمعت عمرو بن ميمون يحدث، عن عبد الله بن عمرو، فذكره، موقوفا. الحديث: 2433 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 2434 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَفضل الذِّكر: لا إِله إِلا الله، وأفضلُ الدعاءِ: الحمد لله» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3380) في الدعوات، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3800) في الأدب، باب فضل الحامدين، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره. الحديث: 2434 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 2435 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن أُم سُليم غدَت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: علِّمني كلمات أقولهُنَّ في صلاتي، [ص: 383] فقال: كَبِّري الله عشْراً، وسبِّحي الله عشراً، واحمَدِيه عشراً، ثم سَلي ما شئْتِ، يقول: نعم، نعم» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (481) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح، والنسائي 3 / 51 في السهو، باب الذكر بعد التشهد، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 317، 318 وصححه ووافقه الذهبي، ونسبه المنذري في " الترغيب والترهيب " لأحمد والنسائي، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (481) قال: ثنا أحمد بن محمد المروزي، عن عبد الله بن المبارك عن عكرمة بن عمار اليمامي، عن إسحاق، عن أنس، فذكره. وأخرجه النسائي (3/51) عن عبيد الله ابن وكيع بن الجراح، عن أبيه عن عكرمة، به. الحديث: 2435 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 2436 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «رَأَى رجل من الأنصار- فيما يرى النائم - قائلاً يقولُ له: بأيِّ شيءٍ أَمَرَكُم نبيُّكم؟ قال: أَمرنا أَن نُسَبِّح ثلاثاً وثلاثين، ونَحمَد ثلاثاً وثلاثين، ونُكبِّر أَربعاً وثلاثين، فذلك مائة، قال: فَسَبِّحوا خمساً وعشرين، واحمدوا خمساً وعشرين، وكبِّرُوا خمساً وعشرين، وقولوا: لا إله إِلا الله خَمساً وعشرين، فتلك مائةٌ، فأُخبِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: افعلوا ما قال أَخُوكم الأنصاريُّ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 76 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي (3/76) ، وفي الكبرى (1183) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم - أبو زرعة الرازي - قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثني علي بن الفضيل بن عياض، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع فذكره. قلت: ابن أبي رواد يوهم في بعض الأحيان، والله أعلم. الحديث: 2436 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 2437 - () أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله كُتب له عشرون حَسَنة، وحُطَّ عنه عشرون سَيِّئة، ومن قال: الحمد لله، فمثلُ ذلك، [ص: 384] ومن قال: لا إِله إِلا الله، فمثلُ ذلك، ومن قال: الله أكبر، فمثلُ ذلك» زاد في رواية: «ومن قال: والحمد لله ربِّ العالمين من قِبَل نفسه شُكراً لِنعَم ربه: كُتِب له ثلاثون حسنة، وحُطَّ عنه ثلاثون سَيِّئة» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " 2 / 310 و 3 / 35 و 37، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: هذا الحديث من زيادات رزين، وإن كان في سنن النسائي الكبري، فالاستقراء يدل على عدم إفادة المؤلف منها، فتدبر هذا. أخرجه أحمد (2/30، 3/35) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (2/310، 3/37) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (840) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - عبد الرحمن، وعبد الرزاق - عن إسرائيل، عن ضرار بن مرة أبي سنان، عن أبي صالح الحنفي، فذكره. الحديث: 2437 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 2438 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «سبحانَ الله: هي صلاة الخلائق، والحمد لله: كلمة الشُّكر، ولا إِله إِلا الله: كلمةُ الإخلاصِ، والله أكبر: تَملأُ ما بين السماء، والأرض، وإِذا قال العبد: ولا حَولَ ولا قوة إِلا بالله، قال الله تعالى: أَسْلَم واسْتَسْلَم» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم أره بهذا اللفظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وهذا الأثر من زيادات رزين أيضا، لم أقف عليه. الحديث: 2438 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 384 2439 - (م س) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «سبحانَ الله والحمدُ للهِ تَملآن ما بينَ السمواتِ والأرضِ، والصلاةُ نور، والصَّدقَةُ بُرهَان، والصبر ضِياءٌ» أَخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (223) في الطهارة، باب فضل الوضوء، والترمذي رقم (3512) في الدعوات، باب رقم (91) ، والنسائي 5 / 5 و 6 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، وابن ماجة رقم (270) في الطهارة، باب الوضوء شطر الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بعضه في مسلم: أخرجه ابن ماجة (280) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والنسائي (5/5) . وفي عمل اليوم والليلة (169) قال: أخبرنا عيسى بن مساور. كلاهما (عبد الرحمن، وعيسى) قالا: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم. فذكره. * أخرجه أحمد (5/342) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (5/342، 343) قال: حدثنا عفان. والدارمي (659) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (1/140) . والترمذي (3517) قالا (مسلم، والترمذي) : حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا حبان بن هلال. والنسائي في عمل اليوم والليلة (168) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. خمستهم - يحيى بن إسحاق، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وحبان، وعبد الرحمن بن مهدي - عن أبان ابن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، أن زيد بن سلام حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، فذكره. ليس فيه (عبد الرحمن بن غنم) . * وأخرجه أحمد (5/344) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا أبو إسحاق يحيى بن ميمون، يعني العطار. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني زيد بن سلام، عن أبي سلام، حدثه عبد الرحمن الأشعري. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. نحوه. الحديث: 2439 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 384 2440 - () زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهُمَّ ربنا وربَّ كلَّ شيء، اجْعَلْني لك مُخْلِصاً، وأهْلي في كلِّ ساعة [ص: 385] يا ذا الجلال والإِكرامِ، اسْمَعْ واسْتَجِبْ، اللهُ أكبرُ الأكبر، اللهُ نورُ السمواتِ والأرض، اللهُ أكبرُ الأكبر، حسبيَ اللهُ ونعمَ الوَكيل، اللهُ أكبرُ الأكبر» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (1508) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، وأحمد في " المسند " 4 / 369، وفي سنده داود بن راشد الطفاوي أبو بحر الكرماني، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب "، وأبو مسلم البجلي، لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: تقدم تخريجه. الحديث: 2440 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 384 2441 - (ت د) يسيرة - وكانت من المهاجرات الأُوَل - رضي الله عنها -: قالت: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عليكُنَّ بِالتَّسبيح، والتَّهليل، والتَّقْدِيس، والتكبير، واعقِدنَ بالأنَاملِ، فإِنَّهُنَّ مَسؤولاتٌ مُسْتَنطقَاتٌ، ولا تَغْفُلْنَ، فَتنسَيْن الرحمةَ» . أَخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «أمرهنَّ أن يُراعِين بالتكبير والتَّقديس، والتَّهليل، وأَن يَعْقِدن بالأنامِلِ، فإِنهنَّ مَسؤولات مُستَنطقَاتٌ» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3577) في الدعوات، باب رقم (131) ، وأبو داود رقم (1501) في الصلاة، باب التسبيح بالحصى، وهو حديث حسن، وقد حسنه النووي، والحافظ ابن حجر، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/370) قال: حدثنا محمد بن بشر. وعبد بن حميد (1570) قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (1501) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. والترمذي (3583) قال: حدثنا موسى بن حزام وعبد بن حميد وغير واحد. قالوا: حدثنا محمد بن بشر. كلاهما -محمد بن بشر، وعبد الله بن داود - عن هانىء بن عثمان الجهني، عن أمه حميضة بنت ياسر، فذكرته. * قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان. قلت: عزاه الحافظ لابن سعد. الإصابة (13/173) (1126) . وعثمان بن هانئ، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 2441 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 الفرع الثاني: في الاستغفار 2442 - (ت د) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله [ص: 386] صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أَصَرَّ من استغفر، ولو عاد في اليومِ سبعين مرة» أخرجه الترمذي، وأَبو داود، إِلا أن الترمذي قال: «ولو فعله في اليوم سبعين مرة» ، وأخرجه عن مولى لأبي بكر (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أصر) : على الشيء: إذا لازمه وثبت عليه.   (1) رواه الترمذي رقم (3554) في الدعوات، باب رقم (119) ، وأبو داود رقم (1514) في الصلاة، باب الاستغفار، من حديث أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر، عن أبي بكر رضي الله عنه، وفيه جهالة مولى أبي بكر، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة، وليس إسناده بالقوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1514) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، والترمذي (3559) قال: حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا أبو يحيى الحماني. كلاهما - مخلد، وأبو يحيى - قالا: حدثنا عثمان بن واقد العمري، عن أبي نصيرة، عن مولى لأبي بكر، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة، وليس إسناده بالقوي. الحديث: 2442 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 2443 - (م د) أغرّ مُزينة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنه لَيُغَانُ على قَلبي، حتى أَستَغفِر الله في اليومِ مائةَ مرة» . وفي رواية قال: سمعتُه يقول: «تُوبوا إِلى رَبكم، فَواللهِ إِني لأَتُوبُ إِلى رَبِّي تَباركَ وتَعالى مِائَةَ مَرَّةٍ في اليَوم» . هذه رواية مسلم. وفي رواية أَبي داود: «إِنَّهُ لَيُغَانُ على قلبي، وإِني لأسْتَغْفِرُ اللهَ في كُلِّ يومٍ مِائَة مَرَّة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليغان على قلبي) : أي: ليغطى ويغشى، والمراد به: السهو، لأنه [ص: 387] كان - صلى الله عليه وسلم- لا يزال في مزيد من الذكر والقربة ودوام المراقبة، فإذا سها عن شيء منها في بعض الأوقات، أو نسي، عده ذنباً على نفسه ففزع إلى الاستغفار.   (1) رواه مسلم رقم (2702) الذكر، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، وأبو داود رقم (1515) في الصلاة، باب في الاستغفار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/211) قال: ثنا يحيى بن سعيد، ثنا شعبة، ثنا عمرو بن مرة قال: سمعت أبا بردة، فذكره. 2- وفي (4/211) قال: ثنا يونس، ثنا حماد بن زيد، ثنا ثابت، ثنا أبو بردة، فذكره. قال العماد ابن كثير: رواه مسلم، وأبو داود من حديث حماد بن زيد. والنسائي من حديث حماد بن سلمة، كلاهما عن ثابت به. الحديث: 2443 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 386 2444 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «والله إِني لأستغفرُ الله وأَتوبُ إليه في اليومِ سَبعينَ مَرة» . وفي رواية: «أكثرَ مِن سبعين مرةٍ» أخرجه البخاري. وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة: {واسْتَغْفِر لِذَنْبِكَ ولِلْمُؤْمِنينَ والمُؤْمِناتِ} [محمد: 19] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِني لأستَغفِرُ اللهَ في اليومِ سبعينَ مرة» ، وقال الترمذي: وروي عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أَنه قال: «إِني أَسْتَغفِرُ اللهَ في اليومِ مائةَ مرة» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 85 في الدعوات، باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة، والترمذي رقم (3255) في تفسير القرآن، باب من سورة محمد صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: قال معمر: عن الزهري. وفي (2/341) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن يزيد، عن ابن شهاب. وفي (2/450) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن عمرو والبخاري (8/83) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري وابن ماجة (3815) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، والترمذي (3259) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. والنسائي في عمل اليوم والليلة (434) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز عن محمد بن عمرو. وفي (435) قال: أخبرني محمد بن عامر. قال: حدثنا منصور ابن سلمة. قال: أخبرنا الليث، عن يزيد، عن ابن شهاب. وفي (436) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. وفي (438) قال: أخبرنا محمد بن سليمان، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري. كلاهما - ابن شهاب الزهري، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن،فذكره. * في رواية محمد بن عمرو: «إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مئة مرة» .وفي رواية ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري: «إني لاستغفر الله في اليوم مئة مرة» . الحديث: 2444 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 387 2445 - (خ ت س) شداد بن أوس - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «سَيِّدُ الاستغفار: أَن يقول العبدُ: اللَّهُمَّ أَنتَ رَبي، لا إِلهَ إِلا أنتَ، خَلَقْتَني [وَأَنا عبدُك] ، وَأَنَا على عَهْدِكَ ووَعدِكَ مَا اسْتَطَعتُ، أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما صَنَعتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنعْمَتكَ عَليَّ، وَأَبُوءُ لك بِذَنْبي، فاغْفِر [ص: 388] لِي ذُنُوبي، فَإنه لا يغفرُ الذنوبَ إِلا أنتَ. مَن قالها من النَّهَارِ مُوقِناً بها، فماتَ من يومه قبلَ أَنْ يُمسيَ، فهوَ مِن أهلِ الجنة، ومن قَالها من الليل وهو مُوقِنٌ بِهَا، فماتَ قبل أَن يُصبِح، فهو من أَهلِ الجنة» . أخرجه البخاري، والنسائي. وأخرجه الترمذي، وأول حديثه: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال له: «أَلا أَدُّلكَ على سيِّد الاستغفارِ؟» ... وذكر الحديث، وفي آخره: «لا يقولُها أحدُكم حينَ يُمسي، فَيأْتِي عليه قَدَرٌ قَبلَ أن يُصبحَ إِلا وَجَبَتْ له الجَنَّة، ولا يَقُولُها حين يُصبح، فيأْتيَ عليه قَدَرٌ قَبل أن يُمسيَ إِلا وَجَبَتْ له الجَنَّة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت) : معنى قوله: وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت: أنا مقيم على ما عاهدتك عليه من الإيمان بك، والإقرار بوحدانيتك، لا أزول عنه ما استطعت، وإنما استثنى بقوله: «ما استطعت» موضع القدر السابق في أمره يقول: إن كان قد جرى القضاء السابق في أمري أن أنقض العهد يوماً ما، فإني أخلد عند ذلك إلى التنصل والاعتذار، لعدم الاستطاعة في دفع ما قضيته علي، وقيل: معناه: إني متمسك بما عهدته إلي من أمرك ونهيك، ومبلى العذر في [ص: 389] الوفاء قدر الوسع والاستطاعة، وإن كنت لا أقدر أن أبلغ كُنه الواجب من حقك.   (1) رواه البخاري 11 / 83 في الدعوات، باب أفضل الاستغفار، وباب ما يقول إذا أصبح، والترمذي رقم (3390) في الدعوات، باب رقم (15) ، والنسائي 8 / 279 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر ما صنع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/122) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/124) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (4/125) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. والبخاري (8/83) وفي الأدب المفرد (620) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (8/88) . وفي (الأدب المفرد) (617) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي (8/279) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد، وهور ابن زريع. وفي عمل اليوم والليلة (19) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا غندر. وفي (464) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، ويحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، وفي (580) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وغندر، وبشر بن المفضل - قالوا: حدثنا الحسين، هو المعل.، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب العدوي، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (465) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت. وفي (581) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ابن سلام، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وأبي العوام. كلاهما (ثابت البناني، وأبو العوام فائد بن كيسان) عن عبد الله بن بريدة، أن ناسا من أهل الكوفة، كانوا في سفر، ومعهم شداد بن أوس، قالوا له: حدثنا رحمك الله، فذكره. ليس فيه: بشير بن كعب. - ورواه عثمان بن ربيعة، عن شداد بن أوس: أخرجه الترمذي (3393) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير ابن زيد، عن عثمان بن ربيعة، فذكره. الحديث: 2445 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 387 2446 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن لزِمَ الاستغفارُ جعلَ اللهُ لَهُ من كل ضِيقٍ مَخرَجاً، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، ورَزَقَهُ من حيث لا يَحْتَسِبُ» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1518) في الصلاة، باب في الاستغفار، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2234) وابن ماجة رقم (3819) ، وفي سنده الحكم بن مصعب المخزومي الدمشقي، قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وفي " الضعفاء " أيضاً، وترجمه البخاري في " التاريخ الكبير " ولم يذكر فيه جرحاً، وباقي رجاله ثقات، وقد صحح إسناده العلامة أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم (2234) بناء على أنه ثقة عند البخاري لأنه لم يذكر فيه جرحاً فانظره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/248) قال عبد الله بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال: حدثنا مهدي بن جعفر الرملي. وأبو داود (1518) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (456) قال: أخبرني إسحاق بن موسى. ثلاثتهم -مهدي، وهشام، وإسحاق - قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الحكم بن مصعب القرشي، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، فذكره. * أخرجه ابن ماجة (3819) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الحكم بن مصعب، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أنه حدثه عن ابن عباس. ولم يذكر عن أبيه. الحديث: 2446 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 389 2447 - (ت د) بلال بن يسار بن زيد - رضي الله عنه -: مولى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- كذا عند الترمذي- وعند أبي داود: هلال بن يسارٍ قال: حدثني أَبي عن جدي: أنه سمع رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ قَال: أَسْتَغْفِرُ الله الذي لا إِلهَ إِلا هوَ الحَيَّ القيومَ وَأَتُوبُ إِليهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِن كانَ فَرَّ من الزحفِ» . [أخرجه الترمذي، وأَبو داود] (1) . [ص: 390] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الزحف) : لقاء العدو في الحرب.   (1) رواه الترمذي رقم (3572) في الدعوات، باب في دعاء الضيف، وأبو داود رقم (1517) في الصلاة، باب في الاستغفار، وفي سنده بلال بن يسار بن زيد القرشي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 269: وإسناده جيد متصل، فقد ذكر البخاري في " تاريخه الكبير " أن بلالاً سمع من أبيه يسار وأن يساراً سمع من أبيه زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف في يسار والد بلال هل هو بالباء الموحدة، أو بالياء المثناة تحت، وذكر البخاري في تاريخه أنه بالموحدة والله أعلم. [ص: 390] أقول: ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 511 من حديث إسرائيل عن ضرار بن مرة أبي سنان الحنفي عن أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، فحديث بلال بن يسار بن زيد في هذا الباب حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1517) والترمذي (3577) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. كلاهما (أبو داود، ومحمد بن إسماعيل البخاري) قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حفص ابن عمر الشني، قال: حدثني أبي عمر بن مرة، قال: سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال سمعت أبي، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: هلال بن يسار - ويقال: بلال - لم يوقفه غير ابن حبان. الحديث: 2447 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 389 2448 - (ت د) أسماء بن الحكم الفزاري - رحمه الله -: قال: سمعتُ عَلِيّاً يقولُ: كنتُ إِذَا سمعتُ حديثاً من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- نفَعني اللهُ بما شاءَ أَن يَنْفَعَني منه، وإِذَا حَدَّثني رجلٌ اَسْتَحْلَفْتُهُ، فَإذا حَلَفَ لي صَدَّقْتُه، وإِنَّهُ حدَّثني أبو بكر - وصدقَ أبو بكر- قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من رجل يُذْنِبُ ذَنباً، ثمَّ يَقومُ فَيتَطَهَّرُ ويصلي، ثُمَّ يَستَغْفِر اللهَ إِلا غُفِرَ لهُ، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلّا اللهُ} [آل عمران: 135] » . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: «فيتطهَّرُ فَيُحسِنُ الطُّهورَ، ثم يقوم فيصلِّي ركعتين فيَستَغفرُ الله ... الحديث» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3009) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وأبو داود رقم (1521) في الصلاة، باب في الاستغفار، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1395) في إقامة الصلاة، باب ما جاء أن الصلاة كفارة، وإسناده حسن، وقد حسنه غير واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (1) قال: أخبرنا سفيان بن عيينة أبو محمد، قال: حدثنا مسعر بن كدام. وفي (4) قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا مسعر بن كدام وسفيان الثوري. وأحمد (1/2) (2) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر وسفيان. وفي (1/8) (47) قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال حدثنا شعبة. وفي (1/9) (48) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/10) (56) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (1521) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (1395) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ونصر بن علي، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر، وسفيان. والترمذي (406، 3006) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة، والنسائي في عمل اليوم والليلة (414) قال: أخبرني عبيد الله بن فضالة، قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا سفيان، عن مسعر. وفي (417) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: أخبرنا أبو عوانة. أربعتهم - مسعر، وسفيان الثوري، وشعبة، وأبو عوانة - عن عثمان بن المغيرة الثقفي، قال: سمعت علي بن ربيعة الأسدي، عن أسماء بن الحكم الفزاري. 2- وأخرجه الحميدي (5) قال: حدثنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، عن جده أبي سعيد المقبري. كلاهما (أسماء، وأبو سعيد) قال: سمعت عليّا، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (415) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا مسعر (ح) وأخبرنا هارون بن إسحاق، قال: حدثني محمد، عن مسعر. وفي (416) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال:حدثنا يحيي بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. كلاهما (مسعر، وسفيان) عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم، عن علي قال: حدثني أبو بكر، فذكره. (موقوفا) . الحديث: 2448 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 390 الفرع الثالث: في التهليل 2449 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ: لا إِلهَ إِلا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ وهوَ على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ في يومٍ مائة مرةٍ، كانت له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وكُتِبَتْ لَهُ مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائة سَيِّئَةٍ، وكانت لَهُ حِرْزاً من الشيطانِ يومَهُ ذلكَ، حتى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بِأفضلَ مما جاءَ بِهِ، إِلا رجلٌ عَمِلَ أكثر منه، [قال] : وَمَن قالَ: سُبحانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ في يَومٍ مِائَةُ مَرَّةٍ، حُطَّت خَطَايَاهُ، وَإِنْ كانتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحرِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 168 و 169 في الدعوات، باب فضل التهليل، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس، ومسلم رقم (2691) في الذكر، باب فضل التهليل والتسبيح، والموطأ 1 / 209 في القرآن، باب في ذكر الله تبارك وتعالى، والترمذي رقم (3464) في الدعوات، باب رقم (61) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (147) . وأحمد (2/302) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (2/360) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن سعيد. وفي (2/375) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. قال: أنبأنا مالك. والبخاري (4/153) قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (8/106) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (8/69) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وابن ماجة (3798) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن مالك. وابن ماجة (3798) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن مالك بن أنس. والترمذي (3468) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (25) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (26) قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله العطار البصري. قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. كلاهما - مالك، وعبد الله بن سعيد- عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح السمان، فذكره. الحديث: 2449 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 391 2450 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: مثلَه، وفيه: «مَن قال عشراً كان كمن أَعتق رقبة من ولَدِ إسماعيل» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. وقد رواه بنحوه البخاري 11 / 169 في الدعوات، باب فضل التهليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، وقد أخرج البخاري نحوه من حديث ابن مسعود، تقدم قريبا. الحديث: 2450 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 391 2451 - (خ م ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أَنَّ [ص: 392] رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قالَ: لا إِلهَ إِلا اللهُ وحْدَهُ، لا شريكَ لهُ، لَهُ المُلكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وهوَ على كل شيء قَدير، عشر مرات، كان كمن أَعتقَ أربعَ أَنْفُسٍ من ولدِ إِسماعيل» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 170 في الدعوات، باب فضل التهليل، ومسلم رقم (2693) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء والترمذي رقم (3584) في الدعوات، باب رقم (116) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/418) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا داود. وعبد بن حميد (221) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا داود بن أبي هند. والبخاري (8/107) قال: قال موسى: حدثنا وهيب، عن داود. والترمذي (3553) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: أخبرني سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن. والنسائي في عمل اليوم والليلة (112) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى. وفي عمل اليوم والليلة تحفة الأشراف (3471) عن محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم، عن يزيد، عن داود بن أبي هند. كلاهما (داود بن أبي هند، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى) عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * أخرجه أحمد (5/422) قال: حدثنا روح، والبخاري (8/106) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (8/69) قال: حدثنا سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني، قال: حدثنا أبو عامر (يعني العقدي) . كلاهما (روح، وعبد الملك بن عمرو وأبو عامر) قالا: حدثنا عمر بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير. عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل» . قال عمر بن أبي زائدة: وحدثنا عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن ربيع بن خثيم بمثل ذلك، قال: فقلت: للربيع: ممن سمعته؟ قال: من عمرو بن ميمون، قال: فأتيت عمرو بن ميمون، فقلت: ممن سمعته؟ قال: من ابن أبي ليلى، قال: فأتيت ابن أبي ليلى، فقلت: ممن سمعته؟ قال: من أبي أيوب الأنصاري، يحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. في رواية النسائي في عمل اليوم والليلة (112) : «من قال في دبر صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... الحديث.» . الحديث: 2451 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 391 2452 - (ت) تميم الداري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قالَ: أَشهدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شريك لَه، إلهاً واحِداً أحداً صَمَداً، لم يَتخِذْ صَاحِبَة ولا وَلَداً، ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، عشر مرات، كتَبَ اللهُ لَهُ أَربَعينَ أَلفَ أَلفِ حسنةٍ» . قال الترمذي: قال محمد بن إِسماعيل (1) : أَحد رواته - وهو الخليل بن مُرَّة - منكر الحديث، أخرجه الترمذي (2) .   (1) يعني: الإمام البخاري. (2) رقم (3469) في الدعوات، باب رقم (64) من حديث الخليل بن مرة عن أزهر بن عبد الله عن تميم الداري، والخليل بن مرة الضبعي، ضعيف، كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث. أقول: وفي سنده أيضاً انقطاع، فإن أزهر بن عبد الله يروي عن تميم مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدا: أخرجه أحمد (4/103) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى - يعني الطباع. والترمذي (3473) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما (إسحاق، وقتيبة) عن ليث بن سعد، عن الخليل بن مرة، عن الأزهر بن عبد الله، فذكره. الحديث: 2452 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 392 2453 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا قالَ عبدٌ: لا إِله إِلا الله، مُخلصاً من قلبه، إلا فُتِحَت له أبوابُ السماء، حتى يُفضيَ إِلى العرشِ ما اجتنَبَ الكبائر» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 393] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكبائر) : جمع كبيرة، وهي الفعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعاً، لعظيم أمرها، كالزنا والقتل والفرار من الزحف والعقوق، وغير ذلك من الذنوب.   (1) رقم (3584) في الدعوات، باب رقم (137) ، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3584) قال: حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي البغدادي، ثنا الوليد بن القاسم الهمداني، عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم فذكره. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. الحديث: 2453 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 392 2454 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا أُعَلِّمُك كلماتٍ إِذا قُلْتَهُنَّ غفرَ اللهُ لكَ وإِنْ كُنتَ مغفوراً لَكَ، قل: لا إِلَهَ إِلا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيم» . زاد في روايةٍ: «الحمدُ لله ربِّ العالمين» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3499) في الدعوات، باب رقم (84) من حديث الحسين بن واقد عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني، عن علي رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3504) قال: ثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى. (ح) وقال علي بن خشرم: وأخبرنا علي بن الحسين بن واقد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (640) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى. كلاهما - الفضل، وعلي بن الحسين - عن الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث أبي إسحاق عن الحارث. قلت: وله طريق آخر: أخرجه أحمد (1/92) (712) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا علي بن صالح. وعبد بن حميد (74) قال: أخبرني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن علي بن صالح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (638) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن الزبير، قال: حدثنا علي بن صالح. وفي (639) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شريح ابن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه. كلاهما - علي بن صالح، ويوسف - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، فذكره. ورواه عن علي، ابن أبي ليلى: أخرجه أحمد (1/158) (1363) قال: حدثنا أبو سعيد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (637) قال: أخبرني علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا خلف بن تميم. كلاهما (أبو سعيد، وخلف) قالا: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. قلت: الحاصل أن أبا إسحاق مدلس، والصواب وقفه: عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب، قال: «لقنني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولهن: لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانه، وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين.» . 1- أخرجه أحمد (1/91) (701) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا أسامة بن زيد. وفي (1/94) (726) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن ابن عجلان، والنسائي في عمل اليوم والليلة (629) قال: حدثنا عبيد الله بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني أبان بن صالح. وفي (630) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن عجلان. وفي (631) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن عبد الوهاب بن بخت، عن محمد بن عجلان. ثلاثتهم (أسامة، وابن عجلان، وأبان) عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد بن الهاد. 2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (627) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، قال: حدثني محمد بن سلمة. وفي (826) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي. كلاهما (محمد بن سلمة، وإبراهيم بن سعد) عن ابن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن القعقاع بن حكيم، عن علي بن الحسين، عن بنت عبد الله بن جعفر. كلاهما (عبد الله بن شداد، وابنة عبد الله بن جعفر) عن عبد الله بن جعفر، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (633) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا جرير، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن عبد الله بن جعفر، قال: قال لي علي ... فذكره موقوفا. وفي (634) قال النسائي: أخبرنا محمد بن بشار، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عبد الله بن شداد، أن عليّا قال لابن أخيه ... فذكره موقوفا، ولم يقل ابن شداد: - عن عبد الله بن جعفر -. وفي (635) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن عبد الله بن شداد، عن علي، أنه قال لابني جعفر ... فذكره، موقوفا. * وأخرجه النسائي أيضا في عمل اليوم والليلة (641) قال: أخبرني أحمد بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا عاصم بن النضر، قال: حدثنا المعتمر، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرنا مسعر، عن أبي بكر بن حفص، عن عبد الله بن حسن، عن عبد الله بن جعفر، قال في شأن هؤلاء الكلمات: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين. اللهم اغفر لي. اللهم ارحمني. اللهم تجاوز عني. اللهم اعف عني. قال عبد الله بن جعفر: أخبرني عمي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمه هؤلاء الكلمات. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (645) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا مسعر، عن إسحاق بن راشد، عن عبد الله بن حسن، أن عبد الله بن جعفر دخل على ابن له مريض، يقال له: صالح. فقال: قل: لا إله إلا الله الحليم الكريم ... وذكر نحوه. ثم قال: هؤلاء الكلمات علمنيهن عمي، ذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمهن إياه. الحديث: 2454 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 393 2455 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقولُ: «لا إِلهَ إِلا الله وحدَه، أَعَزَّ جُنْدَهُ، ونصرَ عبدَهُ، وهَزَمَ الأحزابَ وحدَهُ، فلا شيءَ بَعدَه» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 312 في المغازي، باب غزوة الخندق، ومسلم رقم (2724) في الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/307) قال: حدثنا هاشم. وفي (2/340) قال: حدثنا يونس. وفي (2/494) قال: حدثنا حجاج. (ح) وحدثنا هاشم. والبخاري (5/142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (8/83) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14312) عن قتيبة. أربعتهم (هاشم، ويونس، وحجاج، وقتيبة) قالوا: حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه، فذكره. الحديث: 2455 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 393 2456 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ دخلَ السُّوقَ فقالَ: لا إِلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ، ولَهُ الحَمْدُ، يُحيي ويُمِيتُ، وهوَ حيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخيرُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، كَتبَ الله لَهُ ألفَ أَلْفِ حسنةٍ، ومحا عنه ألف ألفِ سَيِّئَةٍ، ورفع له أَلف أَلف درجة» . وفي روايةٍ عوَض الثالثة: «وبني له بيتاً في الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3424) في الدعوات، باب ما يقول إذا دخل السوق، ورواه أيضاً ابن ماجة وابن أبي الدنيا والحاكم وغيره، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/47) (327) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير. وعبد بن حميد (28) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الأزهر بن سنان، قال: سمعت محمد بن واسع. والدارمي (2695) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أزهر بن سنان، عن محمد بن واسع. وابن ماجة (2235) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير. والترمذي (3428) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أزهر بن سنان، قال: حدثنا محمد بن واسع. وفي (3429) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا حماد بن زيد والمعتمر بن سليمان. قالا: حدثنا عمرو بن دينار، وهو قهرمان آل الزبير. كلاهما - عمرو، ومحمد بن واسع - عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2456 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 2457 - () تميم الداري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن دخلَ سُوقاً فنادى بأعلى صوته ... وذكر الحديث إِلى قوله: قدير، ثم قال: كتب له مائةَ أَلف ألف حسنة» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين العبدري على الأصول. الحديث: 2457 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 الفرع الرابع: في التسبيح 2458 - (م ت د س) جويرية - زوج النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرجَ من عندها بُكْرَة، حين صلى الصبح وهي في [ص: 395] مسجدها، ثم رجع بعد أن أَضحى وهي جالسةٌ، فقال: «ما زِلتِ على الحالة التي فارقتكِ عليها؟» قالت: نعم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لقد قلتُ بعدكِ أربع كلماتِ، ثلاث مراتٍ، لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذ اليومِ لوزَنَتْهُنَّ: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورِضَى نَفْسِهِ، وزِنَةَ عرشه، ومِدادَ كلماته» . وفي روايةٍ قالت: «مَرَّ بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين صلى الغَدَاةَ - أو بعدما صلى - فذكر نحوه» غيرَ أنه قال: «سبحانَ الله عدد خلقه، سبحان الله رِضَى نَفْسِهِ، سبحان الله زِنَةَ عرشه، سبحان الله مِدَاد كلماتِه» هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي، والنسائي: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بها وهي في مسجدها، ثم مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بها قريباً من نصف النهار، فقال لها: ما زلتِ على حالِك؟ فقالت: نعم، فقال: ألا أُعَلِّمُكِ كلماتٍ تَقولِينها؟ سبحان الله عدد خَلقهِ، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رِضَى نَفسهِ، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله رِضَى نفسه، سبحان الله زِنة عرشه، سبحان الله زِنة عرشه، سبحان الله زِنَة عرشه، سبحان الله مِداد كَلِمَاته، سُبحانَ اللهِ مِداد كَلِماته، سبحان الله مِدَادَ كلماتِهِ» . وفي رواية أبي داود قال: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من عند جُوَيْرِية - وكان اسمها بَرَّةَ، فحوَّل اسمها - فخرج وهي في مصلاها، [ورجع وهي [ص: 396] في مصلاها] فقال: لم تزالي في مُصَلاكِ هذا؟ قالت: نعم، فقال: ... وذكر الحديث مثل مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زنة عرشه) : أي: بوزن عرشه في عظم قدره. (مداد كلماته) : أي: مثلها وعددها، وقيل: المداد: مصدر كالمدد، وكلمات الله تعالى لا انتهاء لها، وإنما ضرب بها المثل ليدل على الكثرة.   (1) رواه مسلم رقم (2726) في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، والترمذي رقم (3550) في الدعوات، باب رقم (117) ، وأبو داود رقم (1503) في الصلاة، باب التسبيح بالحصى، والنسائي 4 / 77 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/324) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة وفي (6/429) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (647) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا سفيان، ومسلم (8/83) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وابن أبي عمر. قالوا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق، عن محمد بن بشر، عن مسعر. وابن ماجة (3808) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا مسعر. والترمذي (3555) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. والنسائي (3/77) . وفي الكبرى (1184) . وفي عمل اليوم والليلة (164) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. وفي عمل اليوم والليلة (165) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة قال: مسعر أخبرني. وابن خزيمة (753) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - شعبة، وسفيان بن عيينة، ومسعر - عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب أبي رشدين، عن ابن عباس، فذكره. * في رواية (محمد بن جعفر، عن شعبة) عند أحمد زاد في آخر الحديث: «وكان اسمها برة فسماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جويرية» . * وفي رواية سفيان بن عيينة في الأدب المفرد وصحيح ابن خزيمة زاد في أول الحديث: «عن ابن عباس قال: قالت جويرية بنت الحارث- وكان اسمها برة فحول النبي -صلى الله عليه وسلم-، اسمها وسماها جويرية، وكره أن يقال: خرج من عند برة ... » . الحديث: 2458 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 2459 - (ت) كنانة - مولى صفية بنت حيي زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: قال: سمعتُ صفيةَ - رضي الله عنها - تقول: «دخل عليّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وبين يديّ أربعة آلاف نَواةٍ أُسَبِّح بها، فقال: لقد سَبَّحتِ بهذه؟ ألا أُعَلِّمُك بأكثر مما سبَّحتِ به؟ فقلت: بلى، عَلِّمْني، فقال: قولي: سبحان الله عدد خلقه» ... أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3549) في الدعوات، باب رقم (117) ، وفي سنده هاشم بن سعيد الكوفي وهو ضعيف، وكنانة مولى صفية، لم يوثقه غير ابن حبان، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث صفية إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد الكوفي وليس إسناده بمعروف. أقول: ومع ذلك فقد صححه الحاكم 1 / 547 ووافقه الذهبي، وقد صح الحديث من طريق ابن عباس دون ذكر الحصى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3554) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا هاشم، وهو ابن سعيد الكوفي. قال: حدثني كنانة مولى صفية، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد الكوفي، وليس إسناده بمعروف. الحديث: 2459 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 396 2460 - (م ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: «كنَّا عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكم أَن يَكسِبَ كلَّ يومٍ أَلفَ حسنة؟ فسألَهُ سائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ: كيفَ يكسِبُ أحدُنا ألفَ حسنة؟ قال: يُسبِّحُ مائةَ تَسبيحَةٍ، فيُكْتَب له ألفُ حسنةٍ، أَو يُحَطُّ عنه ألفُ خطيئة» . وفي روايةٍ: ويُحَطُّ بغير «ألف» هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي: «ويُحَطُّ عنه أَلفُ سيئة» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2698) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والترمذي رقم (3459) في الدعوات، باب رقم (60) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (80) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/174) (1496) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/180) (1563) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/185) (1612) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (1/185) (1613) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وعبد بن حميد (134) قال: حدثنا جعفر. ومسلم (8/71) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا مروان، وعلي بن مسهر (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. والترمذي (3463) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (152) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3933) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد. ثمانيتهم - سفيان، وشعبة، ويحيى، وعبد الله بن نمير، ويعلى، وجعفر، ومروان، وابن مسهر - عن موسى الجهني أبي عبد الله مولى جهينة، قال: حدثني مصعب بن سعد، فذكره. الحديث: 2460 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 397 2461 - (ت) الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِنْ صباحٍ يُصْبِح العبدُ إِلا مُنَادٍ يُنَادي: سبحان الملك القُدُّوس» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3564) في الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه في دبر كل صلاة، وفي سنده جهالة، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (98) قال: حدثني ابن أبي شيبة. والترمذي (3569) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. كلاهما - ابن أبي شيبة، وسفيان بن وكيع - قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، وزيد بن حباب، عن موسى ابن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي حكيم خطمي مولى الزبير، فذكره. الحديث: 2461 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 397 2462 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حَبيبَتَان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحانَ اللهِ العظيم» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وهذا الحديث آخر حديث في كتاب البخاري - رحمه الله تعالى - (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 175 في الدعوات، باب فضل التسبيح، وفي الأيمان والنذور، باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم، فصلى أو قرأ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ونضع الموازين القسط} ، ومسلم رقم (2694) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح، والترمذي رقم (3463) في الدعوات، باب رقم (61) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه (2/232) . والبخاري (8/107) قال: حدثنا زهير بن حرب. وفي (8/173) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (9/198) قال: حدثني أحمد بن إشكاب. ومسلم (8/70) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب وأبو كريب ومحمد بن طريف البجلي. وابن ماجة (3806) قال: حدثنا أبو بكر وعلي بن محمد. والترمذي (3467) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (830) قال: أخبرنا محمد بن آدم. (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب. (ح) وعن علي ابن المنذر -. جميعهم - أحمد بن حنبل، وزهير، وقتيبة، وأحمد بن إشكاب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن طريف، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، ويوسف بن عيسى، ومحمد بن آدم، وأحمد بن حرب، وعلي بن المنذر -عن محمد بن فضيل. قال: حدثنا عمارة ابن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. الحديث: 2462 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 397 الفرع الخامس: في الحوقلة [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحوقلة) : لفظة مبنية من قول: «لا حول ولا قوة إلا بالله» ، كالبسملة من «بسم الله» والحمدلة، من «الحمد لله» . هكذا رأيت الجوهري قد ذكرها في كتاب «الصحاح» بتقديم اللام على القاف، وجاء بها في فصل الحاء من باب القاف، وغيره يقول: الحوقلة بتقديم القاف على اللام، فعلى الأول يكون التركيب من «لا حول ولا قوة» . وعلى الثاني من «لا حول ولا قوة إلا بالله» والمعنى بهذا اللفظ: إظهار الفقر إلى الله تعالى بطلب المعونة على ما يزاوله من الأمور، وهو حقيقة العبودية، والحول: الحيلة، وقيل: القوة، وقيل: المعنى: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بمعونة الله، وهذا التفسير الآخر يروى عن ابن مسعود، كذا قال الخطابي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 398 2463 - (خ م د ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ، فجعل الناسُ يَجْهَرُونَ بالتكبير، فقال [ص: 399] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَيُهَا الناسُ أَربِعُوا على أَنْفُسِكم (1) إنكم ليس تدعون أصمَّ ولا غائباً، إِنكم تدْعُونَ سميعاً قريباً، وهو مَعَكُم، قال: وَأنَا خَلْفَهُ أَقول: لا حولَ ولا قُوةَ إِلا باللهِ، فقال: يا عبدَ الله بن قَيس، ألا أَدُلُّكَ على كنزٍ من كُنوزِ الجنة؟ فقلت: بلى يا رسولَ الله، قال: قل: لا حول ولا قوة إلا بالله» . وفي رواية: «والذي تَدعونَهُ أَقْرَبُ إِلى أَحَدِكُم من عُنُق راحلتهِ» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية أبي داود قال: «أخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في عَقَبَةٍ - أو قال: ثَنِيَّةٍ - فلما علا عليها سمِعَ رجُلاً نادى، فرفع صَوتَهُ يقول: لا إِلهَ إِلا الله، واللهُ أكبر، قال: ورسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- على بَغْلَتِهِ، فقال: إِنكم لا تَدْعُونَ أَصَمَّ ولا غائباً، تَدعونَ سميعاً قَرِيباً بَصِيراً، ثم قال: يا أبا مُوسى - أو يا عبد الله بن قيس - أَلا أدُّلُكَ؟ ... وذكره» . وله في أخرى بنحو رواية البخاري، ومسلم. وأَخرجه الترمذي أخصر منها، واللفظ متقارب (2) .   (1) أي: اعطفوا عليها بالرفق بها والكف عن الشدة عليها - تهذيب. (2) رواه البخاري 11 / 159 في الدعوات، باب الدعاء إذا علا عقبة، وباب قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وفي الجهاد، باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي القدر، باب لا حول ولا قوة إلا بالله، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وكان [ص: 400] الله سميعاً بصيراً} ، ومسلم رقم (2704) في الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، وأبو داود رقم (1526) و (1527) و (1528) في الصلاة، باب في الاستغفار، والترمذي رقم (3457) في الدعوات، باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- وأخرجه أحمد (4/399) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (1526) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - عفان، وموسى - قالا: حدثنا حماد، عن ثابت البناني، وعلي بن زيد، وسعيد الجريري. 2- وأخرجه أحمد (4/418) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الجريري. 3- وأخرجه أحمد (4/402) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي أبو محمد، والبخاري (8/155) قال: حدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (8/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا الثقفي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9017) عن محمد بن بشار، عن الثقفي (ح) وعن محمد بن حاتم بن نعيم، عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك. كلاهما (عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وعبد الله بن المبارك) عن خالد الحذاء. 4- وأخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا يحيى. وفي (4/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل. ثلاثتهم - يحيى، ومحمد، والنضر - عن عثمان بن غياث. 5- وأخرجه أحمد (4/407) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (8/108) قال: حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. وفي «خلق أفعال العباد» (59) قال: حدثني به أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا الأنصاري. ومسلم (8/73، 74) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. (ح) وحدثناه محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. وأبو داود (1527) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (537) قال: أخبرنا حميد ابن مسعدة، قال حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. وفي تحفة الأشراف (9017) عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9017) عن عمرو بن علي، وبشر بن هلال، كلاهما عن يحيى ابن سعيد. خمستهم - يحيى، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ويزيد بن زريع، ومعتمر- عن سليمان التيمي. 6- وأخرجه البخاري (8/101، 9/144) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/74) قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو الربيع. ثلاثتهم (سليمان، وخلف، وأبو الربيع الزهراني) قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. 7- وأخرجه الترمذي (3374، 3461) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (356) قال: أخبرنا هلال بن بشر. وفي (552) قال: أخبرنا محمد بن بشار. وابن خزيمة (2563) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - محمد بن بشار، وهلال بن بشر - عن مرحوم بن عبد العزيز العطار، قال: حدثنا أبو نعامة السعدي. تسعتهم (عاصم، وثابت البناني، وعلي بن زيد، وسعيد الجريري، وخالد الحذاء، وعثمان بن غياث، وسليمان التيمي، وأيوب، وأبو نعامة) عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 2463 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 398 2464 - (ت) قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنهما -: أن أَبَاهُ دفعه إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يخدُمُه، قال: «فمرَّ بِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وقد صليتُ، فضربني برجله، وقال: أَلا أَدُلُّكَ على بابٍ من أبواب الجنة؟ قلتُ: بلى، قال: لا حولَ ولا قُوَّةَ إِلا باللهِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3576) في الدعوات، باب في فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، ورواه أيضاً أحمد والحاكم وغيرهما، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/422) . والترمذي (3581) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (355) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد بن حنبل، وابن المثنى) عن وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت منصور بن زاذان، يحدث عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره. الحديث: 2464 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 400 2465 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَكْثِرُوا من قَول: لا حولَ ولا قُوةَ إِلا باللهِ، فَإِنَّها مِن كَنز الجنة» . قال مكحول: «فمن قَالَ: لا حَولَ ولا قُوةَ إِلا باللهِ، ولا مَنجَا مِن اللهِ إِلا إِليهِ، كَشَفَ الله عنه سَبعين باباً من الضُّرِّ، أدناهَا الفقرُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3596) في الدعوات، باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، من حديث هشام بن الغاز عن مكحول عن أبي هريرة، وفي سنده انقطاع، فإن مكحولاً لم يسمع من أبي هريرة، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة، وقال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 255: ورواه النسائي والبزار مطولاً ورفعا " ولا ملجأ من الله إلا إليه " ورواتهما ثقات محتج بهم، ورواه الحاكم وقال: صحيح، ولا علة له، أقول: وللحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3601) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، فذكره. * قال الترمذي: ليس إسناده بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة. الحديث: 2465 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 400 الفصل الثالث: في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - 2466 - (م ط ت د س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: قال: «أَتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحنُ في مَجْلِسِ سعدِ بنِ عُبادةَ، فقال له بَشِيرُ بن سعدٍ: أَمرَنا اللهُ أنْ نُصَلِّيَ عليك، فكيف نصلِّي عليك؟ قال: فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى تَمَنَيَّنا أنه لم يَسْأَلْهُ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قولوا: اللَّهمَّ صَلِّ على محمد، وعلى آلِ محمدٍ، كما صليتَ على [آلِ] إبراهيم، وبَارِك على محمد، وعلى آل محمد، كمَا بَاركتَ على آلِ إبراهِيم، إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، والسلام كما قد عَلِمْتُم» . هذه رواية مسلم. وفي رواية الموطأ، والترمذي، وأبي داود، والنسائي: «قولوا: اللَّهمَّ صَلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إِنك حميد مجيد، والسلامُ كما [قد] عَلِمْتُم» . وليس عند أبي داود: «والسلام كما قد علمتم» . [ص: 402] وله في أُخرى قال: قولوا: «اللهمَّ صَلِّ على محمد النبيِّ الأُمِّيِّ، وعَلى آل محمد» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (باركت) : البركة: الثبات والزيادة في الشيء.   (1) رواه مسلم رقم (405) في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، والموطأ 1 / 165 و 166 في قصر الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3218) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، وأبو داود رقم (980) و (981) في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، والنسائي 3 / 45 و 46 في السهو، باب الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (120) وأحمد (4/118) قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وقرأت هذا الحديث على عبد الرحمن. وفي (5/273) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والدارمي (1349) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. ومسلم (2/16) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. وأبو داود (980) قال: حدثنا القعنبي. والترمذي (3220) قال: حدثنا إسحاق ابن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن والنسائي (3/45) وفي الكبرى (1117) . وفي عمل اليوم والليلة (48) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. ثمانيتهم (عثمان بن عمر، وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق، وعبيد الله بن عبد المجيد، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، ومعن، وابن القاسم) عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر. 2- وأخرجه أحمد (4/119) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. وعبد بن حميد (234) قال: حدثني أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير بن معاوية. وأبو داود (981) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (49) قال: أخبرني أحمد بن بكار، عن محمد، وهو ابن سلمة. وابن خزيمة (711) قال: حدثنا أبو الأزهر، وكتبته من أصله، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد والد يعقوب، وزهير، ومحمد بن سلمة- عن محمد بن إسحاق، عن محمد ابن إبراهيم بن الحارث التيمي. كلاهما - نعيم المجمر، ومحمد بن إبراهيم - عن محمد بن عبد الله بن زيد، فذكره. الحديث: 2466 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 401 2467 - (خ م ت د س) ابن أبي ليلى: قال: لَقِيَني كعبُ بن عُجرةَ - رضي الله عنه -، فقال: «أَلا أُهدي لَكَ هدية؟ إِنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج علينا، فقلنا: يا رسولَ الله، قد علمنا كيف نُسَلِّم عليكَ، فكيف نُصلِّي عليك؟ قال: قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على [آل] إبراهيم، إِنكَ حَميد مَجيد، اللَّهمَّ بَارِك على مُحمد، وعَلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على آلِ إِبْرَاهيم، إِنَّكَ حميد مجيد» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وأخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي، ولم يذكروا الهديَّة، وأوَّلُ حديثهم: أن كعبَ بن عُجْرةَ قال، قلنا: يا رسولَ الله ... وذكر الحديث، وفي آخِرِهِ: «كما باركت على إِبراهيمَ، إِنَّكَ حميدٌ مَجيدٌ» . [ص: 403] وأخرجه النسائي بذكر الهديَّة (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 128 - 138 في الدعوات، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وفي تفسير سورة الأحزاب، باب {إن الله وملائكته يصلون على النبي} ، ومسلم رقم (406) في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، والترمذي رقم (483) في الصلاة، باب صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (976) في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، والنسائي 3 / 47 في السهو، باب نوع آخر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (711) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد. وفي (712) قال: حدثنا سفيان. قال: وحدثني عبد الكريم أبو أمية، عن مجاهد. وأحمد (4/241) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن الحكم. (ح) وحدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. قال: حدثني الحكم. (ح) قال أحمد: وحدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرنا شعبة، عن الحكم. وفي (4/241) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني الحكم. وفي (4/243) قال: حدثنا عبدة بن سليمان، قال: أخبرنا مصعب، عن الحكم. وفي (4/244) قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد. وعبد بن حميد (368) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا الأجلح، عن الحكم بن عتيبة. والدارمي (1348) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. قال: الحكم أخبرني. والبخاري (4/178) قال: حدثنا قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل. قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا أبو فروة مسلم بن سلام الهمداني. قال: حدثني عبد الله بن عيسى. وفي (6/151) قال: حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا مسعر، عن الحكم. وفي (8/95) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا الحكم. ومسلم (2/16) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. (ح) وحدثنا زهير بن حرب وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع، عن شعبة ومسعر، عن الحكم. (ح) وحدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن الأعمش، وعن مسعر، وعن مالك ابن مغول. كلهم عن الحكم. وأبو داود (976) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (977) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة. بهذا الحديث (يعني عن الحكم) . وفي (978) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر، عن الحكم. وابن ماجة (904) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن شعبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر. قالا: حدثنا شعبة، عن الحكم. والترمذي (483) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أسامة، عن مسعر والأجلح ومالك بن مغول، عن الحكم بن عتيبة. والنسائي (3/47) . وفي الكبرى (1119) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، من كتابه، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سليمان، عن عمرو بن مرة. وفي (3/47) . وفي الكبرى (1120) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا حسين، عن زائدة، عن سليمان، عن الحكم. وفي (3/48) . وفي الكبرى (1121) وعمل اليوم والليلة (54) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، عن شعبة، عن الحكم. وفي عمل اليوم والليلة (359) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، قال: حفظناه من عبد الكريم، عن مجاهد. خمستهم - يزيد بن أبي زياد، ومجاهد، والحكم، وعبد الله بن عيسى، وعمرو بن مرة - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 2467 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 402 2468 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَرَّهُ أَن يَكتالَ بِالمِكيالِ الأَوْفَى إِذَا صَلَّى علينا أَهلَ البيتِ، فليقُل: اللَّهمَّ صَلِّ على محمدٍ النبيِّ الأُمِّيِّ، وأَزواجِهِ أُمهَات المؤمنينَ، وذُرِّيِتِه وأهلِ بيته، كما صليتَ على آل إبراهيمَ، إِنَّكَ حميدٌ مجيد» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (982) في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، وفي سنده حبان ابن يسار الكلابي أبو رويحة، وهو صدوق اختلط كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (982) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حبان بن يسار الكلابي. قال: حدثني أبو مطرف، عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز. قال: حدثني محمد بن علي الهاشمي، عن نعيم المجمر، فذكره. الحديث: 2468 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 403 2469 - (خ س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «قلنا: يا رسولَ الله، هذا السلامُ عليك، فَكيفَ نُصلِّي عليكَ؟ قال: قولوا: اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحمد عبدِكَ ورسولِكَ، كما صليتَ على آلِ إبراهيمَ، وبَارِك على محمد، وآل محمد، كما بَاركتَ على إِبْراهيم وآلِ إبراهيم» . أَخرجه البخاريُّ، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 141 في الدعوات، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة الأحزاب، باب قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} ، والنسائي 3 / 49 في السهو، باب نوع آخر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/47) قال: حدثنا ع بند الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري. والبخاري (6/151) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي (6/151، 8/95) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثنا ابن أبي حازم، والدراوردي. وابن ماجة (903) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو عامر، قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر. والنسائي (3/49) ، وفي الكبرى (1125) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر وهو ابن مضر. ستتهم - عبد الله بن جعفر، والليث، وابن أبي حازم، والدرواردي وخالد، وبكر بن مضر -عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، فذكره. الحديث: 2469 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 403 2470 - (س) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: أَن رجلاً أَتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «كيف نُصلِّي عليكَ يا نبيَّ اللهِ؟» قال: قولوا: «اللَّهمَّ صَلِّ على محمد [وعلى آلِ محمد] كما صَليتَ على إِبْرَاهيم، إِنكَ حَميدٌ مجيد، وبارِك على محمد، وعلى آل محمدٍ، كما بَارَكت على إبراهيم، إِنَّكَ حميد مجيد» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 48 في السهو، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/162) (1396) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا مجمع بن يحيى الأنصاري. والنسائي (3/48) وفي الكبرى (1122) . وفي عمل اليوم والليلة (52) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا محمد بن بشر، قال: حدثنا مجمع بن يحيى. وفي (3/48) ،في الكبري (1123) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا شريك. كلاهما - مجمع، وشريك - عن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، فذكره. الحديث: 2470 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 404 2471 - (خ م ط د س) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه -: قال: [قالوا] : «يا رسولَ الله، كيف نصلِّي عليك؟ قال: قولوا: اللَّهمَّ صَلِّ على محمد، وعلى أَزواجهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صلَّيْتَ على [آل] إِبراهيم، وبَارِك على مُحمدٍ، وعلى أَزْواجِهِ وذُريته، كما باركتَ على [آلِ] إِبراهيم، إِنَّكَ حَميدٌ مجيدٌ» . أخرجه الجماعة إلا الترمذي، وعند أَبي داود «وَعَلى آلِ إِبراهيمَ» في الموضعين (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 146 و 147 في الدعوات، باب هل يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، ومسلم رقم (407) في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، والموطأ 1 / 165 في قصر الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (979) في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، والنسائي 3 / 49 في السهو، باب نوع آخر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (120) . وأحمد (5/424) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (4/178) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (8/96) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة ومسلم (2/16) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا روح، وعبد الله بن نافع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح. وأبو داود (979) قال: حدثنا القعنبي. (ح) وحدثنا بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب. وابن ماجة (905) قال: حدثنا عمار بن طالوت، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، والنسائي (3/49) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وفي عمل اليوم والليلة (59) قال: أخبرنا الحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن القاسم. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11896) عن محمد بن سلمة عن ابن القاسم. تسعتهم -عبد الرحمن، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وروح بن عبادة، وعبد الله بن نافع، وابن وهب، وعبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، وقتيبة بن سعد، وابن القاسم - عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرو بن سليم، فذكره. الحديث: 2471 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 404 2472 - (م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صلَّى عليَّ واحِدَة صَلى اللهُ عليه عَشْراً» . [ص: 405] أخرجه مسلم، والترمذي وأَبُو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (408) في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، والترمذي رقم (485) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1530) في الصلاة، باب في الاستغفار، والنسائي 3 / 50 في السهو، باب الفضل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/262) قال: حدثنا ربعي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (2/372، 375) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: أنبأنا إسماعيل، يعني ابن جعفر. وفي (2/485) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير. (ح) وأبو عامر. قال: حدثنا زهير. الدارمي (2775) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر المدني. والبخاري في الأدب المفرد (645) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. ومسلم (2/17) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. وأبو داود (1530) قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والترمذي (485) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي (3/50) ، وفي الكبرى (1128) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. ثلاثتهم (عبد الرحمن، وإسماعيل بن جعفر، وزهير) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2472 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 404 2473 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن صلَّى عليَّ [صلاة] واحدة، صَلى اللهُ عليه عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وحُطَّت عنه عَشْرُ خَطيئاتٍ، ورُفِعَتْ له عَشْرُ دَرَجَاتٍ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 50 في السهو، باب الفضل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الإمام أحمد (3/102) قال: ثنا محمد بن فضيل، ثنا يونس بن عمرو، عن بريدة بن أبي مريم، فذكره. قال العماد ابن كثير: رواه النسائي من حديث يونس به، وروي عن يونس عن أبيه عن بريدة، وروي عن بريدة عن الحسن، عن أنس. وقد ثبت سماع بريدة بن أنس، واختاره الضياء في صحيحه قال: وفي مسلم عن أبي هريرة مرفوعا مثله. جامع المسانيد (21/77) . الحديث: 2473 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 2474 - (س) أبو طلحة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «جاءَ ذَاتَ يومٍ والبِشْرُ في وَجْههِ، فقُلنا: إِنَّا لَنَرى البِشْرَ فِي وَجْهِكَ؟ قال: إِنَّهُ أَتَاني المَلَكُ، فقال: يَا مُحمدُ، إِنَّ رَبكَ يقولُ: أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّهُ لا يُصَلِّي عليكَ أحدٌ إِلا صلَّيتُ عليه عَشْراً، ولا يُسَلِّم عليكَ أحدٌ إِلا سَلَّمْتُ عليه عشراً» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 50 في السهو، باب الفضل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سنده سليمان الهاشمي مولى الحسين بن علي، وهو مجهول، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وعنه رواه أحمد في " المسند " 4 / 29، 30، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رقم (2) طبع المكتب الإسلامي، والحاكم 2 / 420 وصححه، ووافقه الذهبي. أقول: وللحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن أو الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/29، 30) قال: حدثنا عفان. وفي (4/30) قال: حدثنا أبو كامل. والدارمي (2776) قال: حدثنا سليمان بن حرب والنسائي (3/44) وفي الكبرى (1115) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور الكوسج المروزي، قال: أنبأنا عفان. وفي (3/50) . وفي الكبري (1127) . وفي عمل اليوم والليلة (60) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. أربعتهم (عفان، وأبو كامل، وسليمان بن حرب، وابن المبارك) عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا ثابت، عن سليمان مولى الحسن بن علي، عن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 2474 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 2475 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم [ص: 406] قال: «أَولَى الناسُ بي يومَ القِيامَةِ أكثَرُهُمْ عَلَيَّ صلاة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (484) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سنده عبد الله بن كيسان الزهري مولى طلحة بن عبد الله بن عوف، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (484) قال: حدثنا محمد بن بشار، بندار، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، قال: حدثني موسى بن يعقوب الزمعي، قال: حدثني عبد الله بن كيسان، أن عبد الله بن شداد أخبره، فذكره. الحديث: 2475 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 2476 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «البخيلُ مَن ذُكِرْتُ عِندَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3540) في الدعوات، باب رقم (110) ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند "، والنسائي في " سننه الكبرى "، والبيهقي في " الدعوات "، و " الشعب "، والطبراني في " الكبير "، وابن حبان في صحيحه، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من طرق، وهو حديث حسن لطرقه وشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (57) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، عن عمارة بن غزية، عن عبد الله بن علي بن الحسين، فذكره. * قال النسائي: مرسل. يعني عبد الله بن علي بن الحسين لم يسمع من علي. الحديث: 2476 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 2477 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ لله تعالى مَلائِكة سَيَّاحِينَ في الأرضِ يُبَلِّغُوني من أُمَّتي السلامَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 43 في السهو، باب السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والدارمي، وابن حبان في صحيحه، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والحاكم 2 / 421 وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/387) (3666) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/441) (4210) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن. وفي (1/452) (4320) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. والدارمي (2777) قال: حدثنا محمد بن يوسف. والنسائي (3/43) . وفي الكبرى (1114) قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق، قال: حدثنا معاذ بن معاذ (ح) وأخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، وعبد الرزاق. وفي عمل اليوم والليلة (66) قال: أخبرنا سويد بن نصر بن سويد، قال: أخبرنا عبد الله. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9204) عن محمد بن بشار، عن يحيى. (ح) وعن أبي بكر بن علي، عن يوسف بن مروان، عن فضل. تسعتهم - عبد الله بن نمير، ووكيع، وعبد الرحمن، ومعاذ، ومحمد بن يوسف، وعبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك، ويحيى، وفضل - عن سفيان بن سعيد الثوري. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9204) عن الفضل بن العباس بن إبراهيم، عن محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، وسفيان. كلاهما (سفيان، والأعمش) عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، فذكره. الحديث: 2477 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 2478 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكم قُبوراً، ولا تَجْعَلوا قَبْرِي عِيدا، وصَلُّوا [ص: 407] عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاتَكُم تَبْلُغُني حَيثُ كُنْتُم» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع: رواه النسائي، ولم أجده عنده في " سننه الصغرى "، ولعله عند النسائي في " سننه الكبرى "، أو في " عمل اليوم والليلة "، وهو عند أبي داود رقم (2042) في المناسك، باب زيارة القبور، ورواه أحمد في " المسند " 2 / 367، وأخرجه أيضاً إسماعيل بن إسحاق القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من حديث علي بن الحسين رقم (20) ، ومن حديث الحسن ابن علي رقم (30) طبع المكتب الإسلامي، وهو حديث حسن، حسنه الحافظ في " تخريج الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف في سنن النسائي على هذا الحديث ولا في الأصول أو مسند أحمد أو غيره، إنما هو معروف من حديث الحسن بن علي أو الحسين، راجع فتح المجيد بتحقيقي. الحديث: 2478 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 2479 - (س) زيد بن خارجة - رضي الله عنه -: قال: «أنَا سَألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: صَلُّوا عَلَيَّ، فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، وقولوا: اللَّهمَّ صَلِّ على مُحمدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمد» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 49 في السهو، باب نوع آخر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 199، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/199) (1714) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس. والنسائي (3/48) ، وفي عمل اليوم والليلة ل (53) ، وفي الكبرى (1124) قال: أخبرنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في حديثه، عن أبيه. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3746) عن محمد بن معمر، عن أبي هشام المخزومي (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن عبد الله بن يحيى الثقفي - ثقة مأمون - كلاهما عن عبد الواحد بن زياد. ثلاثتهم - عيسى، ويحيى، وعبد الواحد - عن عثمان بن حكيم، عن خالد بن سلمة، عن موسى بن طلحة، فذكره. * لفظ رواية عيسى بن يونس: «قال موسى: سألت زيد بن خارجة عن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال زيد: إني سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسي، كيف الصلاة عليك؟ قال: صلوا واجتهدوا ثم قولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.» . الحديث: 2479 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 407 2480 - (ط) عبد الله بن دينار - رحمه الله -: قال: «رأَيتُ عبدَ الله بنَ عمرَ يَقِفُ على قَبرِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَيُصَلِّي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأَبي بَكْرٍ وعمر» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 166 في قصر الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (398) عن عبد الله بن دينار، فذكره. قال الإمام الزرقاني: قالوا: وإنما رواه القعنبي وابن بكير وسائر رواة الموطأ: (فيصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدعو لأبي بكر وعمر) ... ولعل إنكار العلماء رواية يحيى ومن تابعه من حيث اللفظ الذي خالف فيه الجمهور، فتكون روايته شاذة. الحديث: 2480 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 407 الكتاب الثاني من حرف الدال: في الديات، وفيه ستة فصول الفصل الأول: في دية النفس وتفصيلها ، وفيه فرعان الفرع الأول: في دية الحر المسلم الذكر 2481 - (د س ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده قال: «قضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَن مَن قُتِلَ خطأ، فَدِيَتُهُ من الإِبلِ مِائَةٌ: ثلاثُونَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وثلاثونَ بِنْتَ لَبُونٍ، وثلاثونَ حِقَّة، وعَشْرَةُ بني لَبونٍ ذَكَر» . أخرجه أَبو دَاود، والنسائي. وفي رواية الترمذي عن أبيه، عن جده أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قَتَلَ مُتَعَمِّداً، دُفِعَ إِلى أَولِياءِ المقتول، فَإِن شَاؤُوا قَتَلُوا، وَإِن شَاؤوا أَخَذُوا [ص: 409] الدِّيَةَ، وَهي ثلاثونَ حِقَّة، وثَلاثُونَ جَذَعَة، وَأَرْبَعُونَ خَلِفَة، وما صالحُوا عليهِ فَهُو لهمْ، وذلك لتشدِيدُ العَقل» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خطأ) : الخطأ في القتل: أن تقتل إنساناً بفعلك من غير قصدك أن تقتله، أو لا تقصد ضربه بما قتلته به. (العمد) : القصد إلى القتل كيفما كان، وفيه القود، إلا أن يكون قتلاً بالمثقل، فإن أبا حنيفة لا يوجب فيه القصاص. (فديته) : الدية: ثمن القتل وأرش الجناية. (بنت مخاض) : هي ما كان لها سنة إلى تمام سنتين، لأن أمها ذات مخاض، أي: حمل. (حِقَّة) : الحقة والحق: ما استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة، سمي بذلك، لأنه استحق أن يُركب ويحمل عليه. (جَذَعَة) : الجذع والجذعة: ما دخل في السنة الخامسة إلى آخرها. [ص: 410] (خَلِفَه) : الخَلِفَة: الناقة الحامل، والجمع خلفات، وتجمع أيضاً: المخاض من غير لفظها.   (1) رواه أبو داود رقم (4541) في الديات، باب الدية كم هي، والترمذي رقم (1387) في الديات، باب في الدية كم هي من الإبل، والنسائي 8 / 43 في القسامة، باب كم دية شبه العمد، وفي سنده محمد بن راشد المكحولي الخزاعي الدمشقي، وهو صدوق يهم، وسليمان بن موسى الأموي الدمشقي الأشدق وهو صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخلط قبل موته بقليل، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. قال الشوكاني في " نيل الأوطار ": قال الخطابي: هذا الحديث لا أعرف أحداً قال به من الفقهاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (2/178) (6662) قال: حدثنا حسين بن محمد وهاشم، يعني ابن القاسم. وفي (2/178) (6663) قال: حدثنا حسين. وفي (2/182) (6711) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2/183) (6716، 6717، 6718) قال: حدثنا أبو النضر وعبد الصمد، وفيه (2/183) (6719) (2/184) (6724) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (2/185) (6742) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (2/186) (6743) قال: حدثنا عبد الصمد وحسين بن محمد. وفي (2/224) (7088، 7090، 7091، 7092) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وأبو داود (4506) قال: حدثنا مسلم. وفي (4541) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم (ح) وحدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي. وفي (4564) قال: وجدت في كتابي: عن شيبان، ولم أسمعه منه، فحدثناه أبو بكر صاحب لنا ثقة، قال: حدثنا شيبان. وفي (4565) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال حدثنا محمد بن بكار بن بلال العاملي. قال (محمد بن يحيى بن فارس) : وزادنا خليل. وابن ماجة (2626) قال: حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، قال: حدثنا أبي. وفي (2630) ، (2647) قال: حدثنا إسحاق بن منصور المروزي، قال: أنبأنا يزيد بن هارون. والترمذي (1387) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: أخبرنا حبان، وهو ابن هلال. والنسائي (8/42) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (8/45) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن. جميعهم - حسين، وهاشم بن القاسم أبو النضر، وعبد الرزاق، وعبد الصمد، وأبو سعيد، ومسلم، وزيد بن أبي الزرقاء، وشيبان، ومحمد بن بكار، وخليل، وخالد الدمشقي، ويزيد بن هارون، وحبان ابن هلال، وعبد الرحمن بن مهدي - عن محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى. 2- وأخرجه أحمد (2/217) (7033) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (4583) قال حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، قال: حدثنا عيسى بن يونس. كلاهما (إبراهيم بن سعد والد يعقوب، وعيسى) عن محمد بن إسحاق. 3- وأخرجه أحمد (2/215) (7013) قال: حدثنا عبد الوهاب. والدارمي (2377، 2379) قال: أخبرنا عثمان بن محمد، قال: أخبرنا عبدة. وابن ماجة (2653، 2655) قال: حدثنا جميل بن الحسن العتكي، قال: حدثنا عبد الأعلى. والنسائي (8/55) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا حفص بن عبد الرحمن. أربعتهم (عبد الوهاب، وعبدة بن سليمان، وعبد الأعلى، وحفص) عن سعيد بن أبي عروبة، عن مطر. 4- وأخرجه أبو داود (4542) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان. وفي (4563) قال: حدثنا زهير بن حرب أبو خيثمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (8/55) قال: أخبرنا محمد بن معاوية، قال: حدثنا عباد. ثلاثتهم (عبد الرحمن بن عثمان، ويزيد، وعباد بن العوام) عن حسين المعلم. 5- وأخرجه ابن ماجة (2644) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عياش. خمستهم (سليمان بن موسى، وابن إسحاق، ومطر، وحسين المعلم، وعبد الرحمن بن عياش) عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 2481 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 408 2482 - (ت د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «في دية الخطَأِ: عِشْرُونَ جَذعة، وعِشرونَ بنتَ مَخاض، وعِشرون بنتَ لَبون، وعِشرون بني (1) مخاضٍ ذكور» . قال أَبو داود: وهو قول عبد الله. أَخرجه الترمذي، وأَبُو داود، والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بنت لَبْون) : هي ما دخلت في السنة الثالثة إلى آخرها. واللَّبون: ذات اللبن، والذكر: ابن لبون، وابن مخاض.   (1) في الأصل والمطبوع: بنو مخاض، والتصحيح من أبي داود. (2) رواه الترمذي رقم (1386) في الديات، باب في الدية كم هي من الإبل؟ وأبو داود رقم (4545) في الديات، باب الدية كم هي، والنسائي 8 / 43 و 44 في القسامة، باب ذكر أسنان دية الخطأ، وفي سنده الحجاج بن أرطاة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، قال الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح ": والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود. أقول: وقد رواه بعضهم موقوفاً على ابن مسعود بإسناد حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول، والصواب وقفه: ورواية أبي معاوية: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعل الدية في الخطأ أخماسا» . أخرجه أحمد (1/384) (3635) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/450) (4303) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. والدارمي (2372) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (4545) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد. وابن ماجة (2631) قال: حدثنا عبد السلام بن عاصم، قال: حدثنا الصباح بن محارب. والترمذي (1386) قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي الكوفي، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. (ح) وأخبرنا أبو هشام الرفاعي. قال: أخبرنا ابن أبي زائدة وأبو خالد الأحمر. والنسائي (8/43) قال: أخبرنا علي بن سعيد بن مسروق، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. خمستهم - أبو معاوية، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الواحد بن زياد، والصباح بن محارب، وأبو خالد الأحمر - عن حجاج بن أرطأة قال: حدثنا زيد بن جبير، عن خشف بن مالك، فذكره. قلت: قال التبريزي في مشكاة المصابيح: والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود. الحديث: 2482 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 410 2483 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «دِيَةُ شِبْهِ العمْدِ أَثلاثاً: ثلاث وثلاثونَ حِقة، وثلاثٌ وثلاثونَ جَذعَة، وأربَع وثلاثونَ ثَنيَّةٍ، إِلى بَازِلِ عَامِها، كُلَّهَا خَلِفَاتٌ» . وفي روايةٍ قال: «في الخطأ أَرباعاً: خَمسٌ وعشرون حِقة، وَخَمسٌ وعِشرونَ جذعة، وخَمسٌ وعِشرونَ [ص: 411] بناتِ لبون، وخمس وعشرون بناتِ مَخَاض» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شِبْه العمد) : أن ترميه بشيء ليس من عادته أن يقتل مثله فيصادف قضاء وقدراً، أو يقع في مقتل فيقتل وليس من غرضك قتله، وهاتان القتلتان فيهما الدية دون القصاص. (ثَنية) : الثني من الإبل والثنية: ما دخل في السادسة إلى آخرها. (بازل عامها) : البَازِل: ما دخل في السنة التاسعة إلى آخرها، وذلك حين ينشق نابه، ثم يقال له بعد ذلك: بازل عام، وبازل عامين.   (1) رقم (4551) و (4553) في الديات، باب في الخطأ شبه العمد، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4551) ، (4553) قال: ثنا هناد، ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عاصم ابن حمزة، فذكره. في الموطن الثاني فيه: أبو الأحوص، عن سفيان، عن أبي إسحاق به. قلت: إسناده حسن، لولا تدليس أبي إسحاق. الحديث: 2483 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 410 2484 - (د) مجاهد بن جبر - رحمه الله -: قال: «قضى عمر - رضي الله عنه - في شبهِ العمد: ثلاثينَ حِقة، وثلاثينَ جذعة، وأَربعينَ خَلِفَة، ما بين ثَنِيةٍ إِلى بَازِل عامها» أَخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (4550) في الديات، باب في الخطأ شبه العمد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4550) قال: ثنا النفيلي، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، فذكره. الحديث: 2484 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 411 2485 - (د) أبو عياض عمرو بن الأسود - رحمه الله -: «أَنَّ عُثمانَ بن عَفانٍ - رضي الله عنه -، وزيد بن ثابت كانا يَجْعَلان المُغلَّظَةَ أَربعينَ جذعة خَلِفة، [وثلاثين حقة] ، وثلاثين بنات لَبون، [وفي الخطأ: ثلاثين حقة، وثلاثين بنات لبون] وعشرين بني لَبُون ذَكَر، وعشرين بناتِ مخاض» أخرجه [ص: 412] أبو داود، وقال: وعن سعيد بن المسيب، عن زيد بن ثابت «في الدِّيَةِ المُغَلَّظَةِ ... فذكر مثله» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُغَلَّظة) : تغليظ الدية: جعلها أثلاثاً: ثلاثون حِقة، وثلاثون جَذَعة، أربعون ما بين ثَنية إلى بازل عامها، كلها خَلِفَات، في بطونها أولادها.   (1) رقم (4554) في الديات، باب في الخطأ شبه العمد، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4554) قال: ثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا سعيد، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض فذكره. قلت: والإسناد الآخر (4555) عن محمد بن المثنى به إلى قتادة عن سعيد بن المسيب، فذكره بطوله. الحديث: 2485 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 411 2486 - () أبان - مولى عثمان: قال: «كان عثمان بن عفان، وزيد بن ثابت - رضي الله عنهما - يَجْعَلان التَّغْلِيظَ بزيادة العَدَدِ، يُوصلانَها مائة وأربعين، الأربعون كُلُّها خَلِفات» (1) . أخرجه ... (2) .   (1) في المطبوع: يوصلانها مائة وأربعين كلها خلفات. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين العبدري،لم اهتد إليه. الحديث: 2486 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 412 2487 - (س) عقبة بن أوس - رحمه الله -: عن رجل من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «خطب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يومَ فتح مكة، فقال: أَلا وإن قَتيلَ الخطأِ العَمْدِ - بالسَّوْطِ والعصا والحجر- مائةٌ من الإِبلِ، مِنْهَا أَربَعُونَ ثَنيَّة إِلى بازِل عامِها، كُلُّهُنَّ خَلِفَةٌ» . وفي أخرى: «أَلا وَإِنَّ كل قتيل الخطأ العمد - أو شِبه العمد - قتيل السَّوطِ والعَصا: مائةٌ من الإِبلِ، منها أربعونَ في بُطُونها أَولادُها» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 41 و 42 في القسامة، باب كم دية شبه العمد، ورواه أيضاً البخاري في التاريخ والدارقطني وغيرهما، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/411) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس. (وقال إسماعيل مرة: يعقوب بن أوس) ، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. أخرجه أبو داود (4547) (4588) قال: حدثنا سليمان بن حرب ومسدد، قالا: حدثنا حماد. و (4548) (4589) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (2627) قال: حدثنا محمد ابن يحيى، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (8/41) قال: أخبرني يحيى بن حبيب بن عربي، قال: أنبأنا حماد. كلاهما - حماد بن زيد، ووهيب - عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، فذكره. * أخرجه أحمد (2/164) (6533) (2/166) (6552) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2388) قال: أخبرنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (2627) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر. والنسائي (8/40) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن. ثلاثتهم (محمد بن جعفر، وسليمان، وعبد الرحمن) قالوا: حدثنا شعبة، عن أيوب، قال سمعت القاسم بن ربيعة يحدث عن عبد الله بن عمرو، فذكره مختصرا. وليس فيه (عقبة بن أوس) . * أخرجه أحمد (3/410) قال: حدثنا هشيم والنسائي (8/41) قال: حدثنا محمد بن كامل، قال: حدثنا هشيم. وفي (8/41) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (8/42) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد. ثلاثتهم - هشيم، وبشر، ويزيد بن زريع عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: خطب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكر نحوه. وفي رواية بشر. ورواية يزيد (يعقوب بن أوس) بدل (عقبة بن أوس) . * أخرجه النسائي (8/41) قال: أخبرنا محمد بن بشار عن ابن أبي عدي، عن خالد، عن القاسم، عن عقبة بن أوس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال، فذكره مرسلا. * أخرجه أحمد (3/410) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس. والنسائي (8/40) قال: أخبرنا محمد بن رسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. وفي (8/42) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سهل بن يوسف، قال: حدثنا حميد. ثلاثتهم (يونس، وأيوب، وحميد) عن القاسم بن ربيعة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب يوم الفتح، فذكره مرسلا. * أخرجه أحمد (3/410) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حميد، عن القاسم بن ربيعة، أنه قال: في هذا الحديث: وإن قتيل خطأ العمد بالسوط والعصا والحجر مئة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها، فمن ازداد بعيرا فهو من أهل الجاهلية. الحديث: 2487 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 412 2488 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطب يومَ الفتح بمكة على دَرَجَةِ البيت، فقال في خطبته: فكبَّرَ ثَلاثاً، ثم قال: لا إِله إِلا الله وحدَه لا شريكَ له، صَدَقَ وَعْدَهُ، ونصرَ عبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحزابَ وحدَهُ: ألا إِنَّ كلَّ مَأثُرَةٍ كانت في الجَاهِليّة تُذْكَرُ وتُدْعى مِنْ دَمٍ، أوْ مَالٍ تَحْتَ قَدَميَّ، إِلا مَا كانَ مِن سِقَايَةِ الحَاجِّ، وسِدَانَةِ البيتِ، ثم قال: أَلا إِنَّ دِيةَ الخَطأِ شِبْهِ العمد - ما كان بالسَّوْطِ والعصا-: مائة من الإِبلِ، مِنْهَا أَربَعُونَ في بُطُونِهَا أَوْلادُهَا» . قَالَ أَبو داود: رواه القاسم بن ربيعة عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ورُوي عنه من طريق أخرى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو داود، والنسائي. وفي أخرى لأبي داود، قال: «عَقْلُ شِبهِ العَمدِ مُغَلَّظَةٌ مِثلُ عَقْلِ العمْدِ، ولا يُقْتَلُ صاحِبُهُ» . زاد في روايةٍ: «وَذلك أنْ يَنْزُوَ الشيطانُ بَيْنَ الناسِ، فَتكونَ دِماء في عِمِيَّا في غير ضَغِينةٍ، ولا حَمْلِ سِلاح» . وقد اختُلِفَ فيه على أَحدِ رواتِهِ، فرواه تارة عن ابن عَمرو، وتارة عن ابن عُمر، وتَارة مُرسَلاً. وفي أخرى للنسائي قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «قَتيلُ الخطأِ - شِبْهُ العمدِ - بالسوْط والعصا: مائةٌ مِنَ الإِبلِ، أَرْبَعُونَ مِنْهَا في بُطُونِهَا أَوْلادُهَا» . وله في [ص: 414] أَخرى مرسلاً: «أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خطَبَ يومَ الفتحِ ... وذكر الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العقل) : الدية وأصلها: أن القاتل كان إذا قتل قتيلاً جمع الدية من الإبل فعقلها بفناء أولياء المقتول ليقبلوها منه، فسميت الدية عقلاً، وأصل الدية: الإبل، ثم قومت بعد ذلك بالذهب والورق وغيرهما. والعاقلة: هم العصبة والأقارب من قبل الأب، الذين يعطون دية قتيل الخطأ. (مأثرة) : المأثرة: واحدة المآثر المروية عن العرب، وهي مكارم أخلاقها، التي يحدث بها عنها. (سِقاية الحاج) : ما كانوا يسقونه الحجيج من الزبيب المنبوذ في الماء. (سِدانة البيت) : خدمته، والبيت: بيت الله الحرام. (ينزو) : النزو: الوثوب. (عِمِيَّا) : أي: جهالة. والمراد به: الخطأ. والمعنى: أن يترامى القوم فيوجد بينهم قتيل لا يُدرى من قتله، ويَعْمَى أمره فلا يتبين، ففيه الدية. (ضغينة) : الضغينة: الحقد.   (1) رواه أبو داود رقم (4547) في الديات، باب في الخطأ شبه العمد، و (4565) ، باب ديات الأعضاء، والنسائي 8 / 40 في القسامة، باب كم دية شبه العمد، و 42، باب كم دية شبه العمد، من حديث ابن عمر، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2627) في الديات، باب دية شبه العمد مغلظة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: راجع تخريج الحديث السابق. الحديث: 2488 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 413 الفرع الثاني: في دية المرأة، والمكاتب، والمعاهد والذمي، والكافر 2489 - (س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَقْلُ المرأة: مَثَلْ عَقْلِ الرَّجُلِ، حتى يَبلُغَ الثُّلثَ من دِيَتِهِ (1) » . أخرجه النسائي (2) .   (1) في النسائي المطبوع: حتى يبلغ الثلث من ديتها. (2) 8 / 44 و 45 في القسامة، باب عقل المرأة، من حديث إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب، وإسماعيل بن عياش الحمصي، صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وهذا منها، وابن جريج، وهو عبد الملك بن عبد العزيز الأموي المكي، ثقة فقيه فاضل، ولكن يدلس ويرسل، وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب ": وقال الترمذي: قال محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) لم يسمع ابن جريج من عمرو بن شعيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه النسائي (8/44) قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا ضمرة، عن إسماعيل بن عياش عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. قلت: ابن جريج مدلس وقد عنعنه، وابن عياش ضعيف مضطرب في روايته عن غير الشاميين، وهذا منها. الحديث: 2489 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 415 2490 - (ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَن نَبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم-: «قضَى في المُكَاتِب أَن يُودَى بِقَدْر ما عَتقَ منه ديةَ الحرّ» . زاد في روايةٍ: «وما بقيَ ديةُ العَبد» . وفي أخرى: «أَنَّ مُكاتَباً قُتِلَ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأمرَ أن يُودَى: ما أَدَّى ديةَ الحرِّ، ومالاً، ديِةَ المملوك» . وفي روايةٍ قال: «إِذَا أصاب المكاتَبُ حَدّاً، أَو وَرِثَ ميراثاً، يَرِثُ على قدر ما عتقَ منه» . قال أبو داود: وروي عن عكرمة، عن علي، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وروي [ص: 416] عن عكرمة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وجعله بعضُهم من قول عكرمة. وأَخرج النسائي الروايتين الأوليين. وأخرج الترمذي الرواية الآخرة، وزاد فيها: قال: وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يُودَى المكَاتَب بِحصَّةِ ما أَدَّى ديةَ حُرٍّ، وما بَقيَ دِيةَ عبْدٍ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4581) في الديات، باب في دية المكاتب، والنسائي 8 / 45 و 46 في القسامة، باب دية المكاتب، والترمذي رقم (1259) في البيوع، باب في المكاتب إذا كان عنده ما يودي، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (1/222) (1944) ، (1/226) (1984) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (1/260) (2356) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله. وفي (1/292) (2660) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار. وفي (1/363) (3423) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا حجاج الصواف. وأبو داود (4581) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا إسماعيل، عن هشام. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يعلى ابن عبيد، قال: حدثنا حجاج الصواف. والنسائي (8/45) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا علي بن المبارك (ح) وأخبرنا محمد بن عبيد الله بن يزيد، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، قال: حدثنا معاوية. وفي (8/46) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يعلى، عن الحجاج الصواف. وفي (8/46) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (6242) عن سليمان بن سلم، عن النضر بن شميل، عن هشام. (ح) وعن عبيد الله بن سعيد، عن معاذ بن هشام، عن أبيه. (ح) وعن عبيد الله بن فضالة، عن محمد بن المبارك، عن معاوية بن سلام. سبعتهم - هشام الدستوائي، وأبان العطار، وحجاج الصواف، ويحيى بن سعيد، وعلي بن المبارك، ومعاوية بن سلام، وأيوب - عن يحيى بن أبي كثير. 2- وأخرجه أحمد (1/369) (3489) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4582) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والترمذي (1259) قال: حدثنا هارون بن عبد الله البزاز، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. والنسائي (8/46) قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن النقاش، قال: حدثنا يزيد يعني ابن هارون، قال: أنبأنا حماد. (ح) وأخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي الكبري تحفة الأشراف (5993) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد بن هارون، عن حماد ابن سلمة (ح) وعن أبي بكر بن علي، عن القواريري، عن حماد بن زيد. كلاهما -ابن سلمة، وابن زيد - عن أيوب. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، وأيوب - عن عكرمة، فذكره. الحديث: 2490 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 415 2491 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده: أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «دِيَةُ المُعَاهِدِ نِصفُ دية الحرِّ» . أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (4583) في الديات، باب في دية الذمي وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: راجع تخريج الحديث رقم (2481) . الحديث: 2491 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 416 2492 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وَدَى العَامِرَيَّينِ بدية المسلمينِ، [و] كان لهما عهدٌ من رسولِ الله (1) - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الترمذي (2) . وفي روايةٍ ذكرها رزين: «أنه وَدَى العامِرَيَّيْنِ بدية المسلميْنِ اللَّذَينِ قتلهما عمرو بن أُمَيَّةَ الضِّمرِيَ، وصاحبُه، ولم يَعلَما أَنَّ لهما عهداً من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ودى) : وديت القتيل أديه، أي: أعطيت ديته.   (1) في الأصل: كان لهما عهد من الله، والتصحيح من الترمذي. (2) رقم (1404) في الديات، باب رقم (12) ، وفي سنده سعيد بن المرزبان، وهو ضعيف مدلس، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، منكر: أخرجه الترمذي (1404) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش، عن أبي سعد، عن عكرمة، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه، إلا من هذا الوجه، وأبو سعد البقال اسمه سعيد بن المزربان. الحديث: 2492 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 416 2493 - (س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه، عن جده: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «عَقْلُ أَهلِ الذِّمَّة: نصفُ عقل المسلمين، وَهُم اليهودُ والنَّصَارى» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 45 في القسامة، باب كم دية الكافر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: راجع تخريج الحديث رقم (2481) . الحديث: 2493 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 417 2494 - (ت) [عمرو بن شعيب]- رحمه الله -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «دِيَةُ عَقْلِ الكافِرِ نِصفُ [دِيَةِ] عَقْلِ المُؤمِن» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1413) في الديات، باب في دية الكفار، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، ورواه أيضاً ابن ماجة، وحسنه البوصيري في " الزوائد "، وصححه ابن الجارود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] راجع تخريج الحديث رقم (2481) . الحديث: 2494 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 417 الفصل الثاني: في دية الأعضاء والجراح العين 2495 - (ط) سليمان بن يسار - رحمه الله-: قال: «إنَّ زَيدَ بنَ ثَابِت كانَ يقولُ في العينِ القائمةِ إِذا طُفِئَت: مِائَةُ دينار» . أَخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العين القائمة) : هي التي تكون بحالها في موضعها، إلا أنها لا تبصر، [ص: 418] ولذلك قال: «السادة لمكانها» يعني: أن مكانها غير فارغ منها، وإنما ذهب ضوؤها.   (1) 2 / 857 في العقول، باب في عقل العين إذا ذهب بصرها، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (1666) قال: عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، فذكره. الحديث: 2495 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 417 2496 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده قال: «قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في العَيْنِ القائمةِ السَّادَّةِ لِمَكانِها بِثُلثِ الدِّيَةِ» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي قال: قَضى في العين العَورَاء السادَّةِ لمكانها إذا طُمِسَتْ: بِثُلُثِ دِيَتِها ... الحديث (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4567) في الديات، باب ديات الأعضاء، والنسائي 8 / 55 في القسامة، باب العين العوراء السادة لمكانها إذا طمست، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4567) قال: حدثنا محمود بن خالد السلمي، قال: حدثنا مروان، يعني ابن محمد. والنسائي (8/55) قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم ابن محمد، قال: أنبأنا ابن عائذ. كلاهما (مروان، ومحمد بن عائذ) قالا: حدثنا الهيثم بن حميد، قال: حدثني العلاء بن الحارث، قال: حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * رواية مروان بن محمد مختصرة على: «قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العين القائمة السادة لمكانها بثلث الدية.» . الحديث: 2496 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 418 الأضْرَاس 2497 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «في الأَسنانِ خَمسٌ خَمسٌ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4563) في الديات، باب ديات الأعضاء، والنسائي 8 / 55 و 56 في القسامة، باب عقل الأسنان، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: راجع تخريج الحديث رقم (2481) . الحديث: 2497 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 418 2498 - (ط) أبو غطفان (1) بن طريف المري - رحمه الله -: «بعثه مَروانِ إِلى ابْنِ عباس يسألُه: ماذا في الضِّرس؟ فقال ابن عباسٍ: فيه خَمْسٌ مِن الإِبل. قال: فردَّني مَرْوان إِلى ابْن عباس، وقال: أَتَجْعَلُ مُقَدَّم الفَم مِثلَ [ص: 419] الأضراس؟ ! فقال ابن عباس: لو لم تَعتبر [ذلك] إِلا بالأصابع، عَقْلُهَا سواءٌ» . أَخرجه الموطأ (2) .   (1) في الأصل: ابن غطفان، والتصحيح من الموطأ المطبوع وكتب الرجال. (2) 2 / 862 في العقول، باب العمل في عقل الأسنان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك في الموطأ (1674) عن داود بن الحصين، عن أبي غطفان بن طريف فذكره. قلت: أبو غطفان يضعف في النقل. الحديث: 2498 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 418 2499 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله-: قال: قضى عمر في الأَضْراس ببَعير بعير، وقضى معاويةُ في كلِّ ضِرسٍ بخمسة أبْعِرَةٍ، قال سعيد: «فَالدِّيَةُ تَنقصُ في قَضَاءِ عمر، وتَزيد في قضاءِ معَاويةِ، وَلَو كنتُ أنا جَعَلْتُها في كلِّ ضِرسٍ ثلاثةَ أبعِرَةٍ وثُلُثاً، فتلك الديةُ سواء» . كَذا رأيت في كتاب رزين، والذي رأَيته في كتاب الموطأ «في كلِّ ضِرْسٍ بعيرين بعيرين» (1) .   (1) الموطأ 2 / 861 في العقول، باب جامع عقل الإنسان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (1672) قال: عن يحيى بن سعيد، أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: قضى عمر، فذكره. الحديث: 2499 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 419 الأصابع 2500 - (د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الأَصابِع سواء، عَشْرٌ عشر من الإِبل» . وفي رواية قال: «الأصابع سواء، قلت: عَشْرٌ عشرٌ؟ قال: نعم» ، أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4556) في الديات، باب ديات الأعضاء، والنسائي 8 / 56 في القسامة، باب عقل الأصابع، ورواه أيضاً ابن حبان وابن ماجة وغيرهما، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/397) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/398) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/398) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/404) قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (2374) . وأبو داود (4557) قال الدارمي: أخبرنا، وقال أبو داود: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (8/56) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد. ثلاثتهم - شعبة، وإسماعيل، وسعيد -عن غالب التمار، عن مسروق بن أوس (أو أوس بن مسروق) فذكره. * وأخرجه أحمد (4/403) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (4/413) قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (4556) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا عبدة يعني ابن سليمان. وابن ماجة (2654) قال: حدثنا رجاء بن المرجي السمرقندي، قال: حدثنا النضر بن شميل. والنسائي (8/56) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا حفص، وهو ابن عبد الرحمن البلخي. خمستهم - ابن جعفر، وابن بشر، وعبدة بن سليمان، والنضر، وحفص -عن سعيد بن أبي عروبة، عن غالب التمار، عن حميد بن هلال، عن مسروق بن أوس، فذكره. زاد فيه (حميد بن هلال) . * وأخرجه النسائي (8/56) قال: أخبرنا أبو الأشعث، قال: حدثنا خالد، عن سعيد، عن قتادة، عن مسروق بن أوس، فذكره. * ولفظ رواية شعبة، عن غالب: الأصابع سواء. قال شعبة: فقلت: عشر عشر. قال: نعم. الحديث: 2500 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 419 2501 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله-: عن أَبيه، عن جده: «أَنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قال في خُطبَتِهِ - وهو مُسنِدٌ ظَهرَهُ إلى الكعبة -: في الأصابع: عشر عشر» . أخرجه أَبو داود، والنسائي (1) .   (1) في المطبوع: أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وليس هو عند الترمذي، إنما رواه أبو داود رقم (4562) في الديات، باب ديات الأعضاء، والنسائي 8 / 57 في القسامة، باب عقل الأصابع، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/179) (6681) قال: ثنا يحيى، عن حسين، وفي (2/180) (6990) (2/191) (6796) وفي (2/192) (6797) وفي (2/194) . (6824، 6827) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا خليفة بن خياط، وفي (2/182) (6712) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، عن عبد الكريم الجزري. وفي (2/184) (6727) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن داود بن أبي هند. وفي (2/184) (6728) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا داود. وفي (2/187) (6757) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، قال: أخبرني حبيب المعلم. وفي (2/189) (6770، 6772) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا حسين المعلم. وفي (2/207) (6933) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حسين المعلم. وفي (2/211) (6971) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عمران القطان، قال: حدثنا عامر الأحول. وفي (2/212) (6992) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: وحدثنا حسين المعلم. وأبو داود (2274) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حسين المعلم. وفي (3547، 4566) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، قال: حدثنا حسين. وفي (4562) قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا حسين المعلم. والترمذي (1390) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: أخبرنا يزيد بن زريع، قال: أخبرنا حسين المعلم. والنسائي (5/65، 8/57، و6/278) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا حسين المعلم. وفي (6/278) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال:حدثنا حسين المعلم. وفي (8/57) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا حسين المعلم وابن جريج. سبعتهم - حسين المعلم، وخليفة بن خياط، وعبد الكريم الجزري، وداود بن أبي هند، وحبيب المعلم، وعامر الأحول، وابن جريج - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2501 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 420 2502 - (خ ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «هذه وهذه سواءٌ - يعني الخِنْصرَ والإِبهام - في الدِّية» . أَخرجه البخاري، والترمذي، وأَبو داود، والنسائي. وفي روايةٍ للترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «دِيَّةُ أصابع اليدين والرِّجْلين سواء: عشرة من الإِبل لكلِّ إِصبعٍ» . وفي أخرى للنسائي قال: «الأَصَابعُ عشر عشر» (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 198 في الديات، باب دية الأصابع، والترمذي رقم (1391) و (1392) في الديات، باب في دية الأصابع، وأبو داود رقم (4558) في الديات، باب دية الأعضاء، والنسائي 8 / 56 و 57 في القسامة، باب عقل الأصابع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/227) (1999) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/339) (3150) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (1/345) (3220) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (572) قال: أخبرنا يزيد ابن هارون. والدارمي (2375) قال: حدثنا أبو نعيم. والبخاري (9/10) قال: حدثنا آدم. وفي (9/10) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وأبو داود (4558) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا ابن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا يزيد بن زريع. وفي (4559) قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. (ح) وحدثنا الدارمي، عن النضر بن شميل، وابن ماجة (2650) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وفي (2652) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وابن أبي عدي. والترمذي (1392) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر. والنسائي (8/56) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وأخبرنا نصر بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. جميعهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وحجاج، ووكيع، ويزيد بن هارون، وأبو نعيم، وآدم، وابن أبي عدي، ومعاذ، ويزيد بن زريع، وعبد الصمد، والنضر بن شميل - عن شعبة، قال: حدثنا قتادة. 2- وأخرجه أحمد (1/289) (2621) قال: حدثنا عتاب، قال: أخبرنا أبو حمزة. وفي (1/289) (2624) قال: حدثنا علي بن الحسن يعني ابن شقيق، قال: أخبرنا أبو حمزة. وأبو داود (4560) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرنا أبو حمزة. وفي (4561) قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، قال: حدثنا أبو تميلة، عن يسار المعلم. والترمذي (1391) قال: حدثنا أبو عمار، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد. ثلاثتهم - أبو حمزة، ويسار المعلم، والحسين بن واقد - عن يزيد بن أبي سعيد النحوي. كلاهما (قتادة، ويزيد النحوي) عن عكرمة، فذكره. الحديث: 2502 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 420 الجراح 2503 - (ت د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «في المَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود. [ص: 421] وفي رواية النسائي قال: «لمَّا افْتَتَح رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مكةَ، قال في خُطبتِهِ: المَوَاضِحُ خمس خمس» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المواضح) : جمع موضحة، وهي الشجة التي تبدي وضح العظم، أي: بياضه، والموضحة التي فرض فيها خمس من الإبل: هي ما كان في الرأس والوجه، فأما الموضحة في غير الوجه والرأس ففيها الحكومة.   (1) روا هـ الترمذي رقم (1390) في الديات، باب ما جاء في الموضحة، وأبو داود رقم (4566) في الديات، باب ديات الأعضاء، والنسائي 8 / 57 في القسامة، باب المواضح، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وصححه ابن خزيمة وابن الجارود، قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، وهو قول سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق: أن في الموضحة خمساً من الإبل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: راجع تخريج الحديث رقم (2481) . الحديث: 2503 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 420 الفصل الثالث: فيما اشتركت النفس والأعضاء فيه من الأحاديث 2504 - (ط س) عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه: «أنَّ في الكتاب الذي كتبه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لابن حزم في العقول: إِن في النفس مائة من الإِبلِّ، وفي الأَنفِ - إِذا أُوعِيَ جَذْعاً - الديةُ كاملة (1) ، [ص: 422] وفي المأمُومة ثلث الدية، وفي الجائفة مثلُه، وفي العين خمسون، وفي اليد خمسون، وفي الرِّجْل خمسون، وفي كل إِصبع مما هنالك عشر من الإبل، وفي كلِّ سنٍّ خمس من الإبل، وفي الموضحة خمس» . أخرجه الموطأ. وفي رواية النسائي: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- «كَتب إلى أهل اليمن كتاباً فيه الفرائض، والسنن، والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم، فَقُرِئَتْ على أهل اليمن، هذه نُسختها: من محمدٍ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إلى شرحبيل بن عبد كُلالٍ، ونُعيم بن عبد كلالٍ، [والحارث بن عبد كلال] قَيْلِ ذي رُعَيْنٍ، ومَعَافِرَ وهَمْدَان: أما بعد: وكان في كتابه: أَن من اعْتَبَطَ مُؤمناً قتْلاً عن بَيِّنةٍ، فإِنَّه قَوَدٌ، إِلا أن يرضى أولياءُ المقتول، فإِنَّ في النفس الدِّيَةَ، مائة من الإِبل، وفي الأَنف إِذا أُوعِبَ جَدْعُه الديةُ، وفي اللسان: الديةُ، وفي الشفتين: الدية، وفي البيضتين: الديةُ، وفي الذَّكَر: الدية، وفي الصُّلْب: الدية، وفي العينين: الديةُ، وفي الرِّجل الواحدة: نصفُ الدية، وفي المأمُومَةِ: ثلث الدية، وفي الجائفة: ثلثُ الدية، وفي المُنَقِّلةِ: خمس عشرة من الإبل، وفي كل إِصبع من أصابع اليد والرِّجل: عشر من الإِبل، وفي السن: خمس من الإِبل، وفي الموضحة: خمسٌ من الإِبل، وأن الرَّجُلَ يُقتَل بالمرأَة، وعلى أَهل الذهب: ألف دينار» . وفي أخرى له مثله، وقال فيها: «وفي العين الواحدة: نصف الدية، وفي اليد الواحدة: نصف الدية، وفي الرِّجْل الواحدة: نصف الدية» . [ص: 423] وفي أُخرى عن ابن شهاب قال: قرأتُ كتاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الذي كتبه لعمرو بن حزم، حين بَعَثَهُ على نَجرانَ، وكان الكتاب عند أَبي بكر بن حزم، فكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «هذا بيانٌ من الله ورسوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلا الشَّهْرَ الحَرَامَ وَلَا الهَدْيَ وَلَا القَلائِدَ وَلَا آمِّينَ البَيْتَ الحرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ ورِضْواناً وإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنآنُ قَومٍ أَنْ صَدُّوكم عنِ المسجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وتَعَاوَنُوا على البِرِّ والتَّقْوى وَلا تَعَاوَنُوا على الإِثْمِ والعُدوَانِ واتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ. حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ والدَّمُ ولَحْمُ الخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ والمُنْخَنِقَةُ والمَوْقُوذَةُ والمُتَرَدِّيَةُ والنَّطيحَةُ وَمَا أَكلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ على النُّصُبِ وأن تَسْتَقْسِمُوا بِالأزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ اليَومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ واخْشَوْنِ اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعمَتي وَرَضِيتُ لَكُم الإِسْلَامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ في مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإثْمٍ فإنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. يَسْألُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا [ص: 424] أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسمَ اللهِ عَلَيْهِ واتَّقُوا الله إِنَّ اللهَ سَريعُ الحِسَابِ} [المائدة: 1 - 4] ثم كتب: هذا كتاب الجراح، في النفس: مائةُ من الإبل ... وذكر نحوه» . وله في أخرى طرف من الحديث قال: «إِنه لما وجدوا الكتاب الذي عند آل عمرو بن حزم، الذي ذكروا: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كتبه لهم وجدوا فيه فيما هُنالك من الأصابع: عشراً عشراً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جدعاً) : الجدع: القطع. (أوعب) : الإيعاب: الاستئصال، وكذلك أوعي جدعه، أي: استوفي، يعني: إن قطع جميعه ففيه الدية كاملة. (المأمومة) : شجة تبلغ أم الدماغ، وهي أن يبقى بينها وبين الدماغ جلد رقيق. (الجائفة) : الطعنة التي تخالط الجوف وتنفذ فيه، والمراد بالجوف: كل ماله قوة مخيلة كالبطن والدماغ. [ص: 425] (قَيْل ذي رعين) : القَيل: الملك، وذو رعين: من أذواء اليمن، وهم ملوكها، ثم هو قبيلة منها، وكذلك معافر وهمدان. (اعتبط) : يقال: مات فلان عبطة، أي صحيحاً، وعبطته الداهية، أي: نالته، وعبطت الناقة واعتبطتها (3) : إذا ذبحتها وليست بها علة، فهي عبيطة، ولحمها عبيط. (قود) : القود: القصاص. (المُنقِّلة) : هي الشجة التي تخرج منها صغار العظام.   (1) في الموطأ المطبوع: وفي الأنف إذا أوعي مائة من الإبل. (2) رواه الموطأ 2 / 849 في العقول، باب ذكر العقول، والنسائي 8 / 57 و 58 و 59 و 60 في القسامة، باب العقول، وقد روي هذا الحديث مرسلاً وموصولاً، وممن رواه موصولاً: ابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم والبيهقي، وأخرجه أيضاً أبو داود في " المراسيل "، أقول: وهو حديث صحيح، صححه جماعة من أئمة الحديث. (3) في الأصل: وأعطبتها، والتصحيح من كتب اللغة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، في الزكاة وفي كتاب الجراح. الحديث: 2504 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 421 2505 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقوِّمُ دِيةَ الخطأ على أهل القرى: أربعمائة دينار، أَو عَدْلَها من الورِقِ، ويقوِّمها على أَثمان الإبل، إذا غَلَتْ: رَفَعَ في قيمتها، وإذا هاجت رُخْصَاً (1) : نقص من قيمتها، وبلغت على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما بين أربعمائة دينار، إلى ثمانمائة دينار، وعَدْلُها من الورِق: ثمانية آلاف درهم، قال: وقضى [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] على أهل البقر: مائتي بقرة، ومن كان ديةُ عقله في الشاءِ: فألفا شاة، [قال:] وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: العَقْلُ مِيراثٌ بين ورثة القتيل على قرابتهم، فما فضل فللعَصَبَة، [قال:] وقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الأنفِ إِذا جُدِعَ: الدية كاملة، وإن جُدِعَتْ ثَندَوَتُهُ: فنصفُ العقل: [ص: 426] خمسون من الإِبل، أَو عَدْلُها من الذهب أَو الورِق، أو مائة بقرة، أو ألفُ شاة، وفي اليد إِذا قطعت: نصفُ العقل، وفي الرِّجْل: نصف العقل، وفي المأمُومة: ثلثُ العقل: ثلاث وثلاثون من الإبل، [أ] وقيمتها من الذهب، أَو الورِق، أَو البقر أَو الشَّاءِ، والجائفَةُ مثل ذلك، وفي الأصابع: في كل إصبع عشر من الإبل، وفي الأسنان: خمس من الإبل في كل سِنّ، وقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَن عَقْلَ المرأة بين عَصَبَتها مَنْ كانوا، لا يرثون منها شيئاً إلا ما فضل عن ورثتها، وإن قُتلت فَعَقْلُها بين ورثتها، وهم يَقتلون قاتلهم، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليس للقاتل شيء، وإن لم يكن له وارثٌ، فوارثه أَقربُ الناس إليه، ولا يرث القاتلُ شيئاً» . قال محمد بن راشد: هذا كله حدَّثني سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، هذه رواية أبي داود. وأَخرجه النسائي إلى قوله: «فألفا شاة» ثم قال: «وقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَن العقل ميراث بين ورثة القتيل على فرائضهم، فما فَضَل فللعصبة، وقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَنْ يَعقِل عَلى المرأَة عَصَبتُها من كانوا، ولا يرثون منه شيئاً إِلا ما فضل عن ورثتها، فإن قُتلت فعَقْلُها على ورثتها، وهم يَقتُلون قاتِلها» (2) . [ص: 427] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوَرِق) : الدراهم، وأراد بها هاهنا: الفضة. (هاجت) : هاج الفحل: إذا طلب الضراب، وذلك مما يهزله (3) ، فحينئذ يقل ثمنه لذلك. (ثندوته) : الثندوة هاهنا: إن أريد بها روثة الأنف، فقد قال أكثر الفقهاء: إن فيها ثلث الدية، وقال بعضهم: فيها النصف، كما جاء في الحديث والثندوة في اللغة: مغرز الثدي، فإن فتحت الثاء لم تهمز، وإن ضممتها همزت.   (1) في الأصل: رخصت، والتصحيح من أبي داود. (2) رواه أبو داود رقم (4564) في الديات، باب ديات الأعضاء، والنسائي 8 / 42 و 43 في القسامة، باب كم دية شبه العمد، وهو حديث حسن. (3) في الأصل وذلك مما يفرله، والتصحيح من " النهاية في غريب الحديث " للمؤلف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: راجع تخريج الحديث رقم (2481) . الحديث: 2505 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 425 2506 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الأصابع سواءٌ، والأسنان سواء، الثنيَّة والضِّرس سواء، هذه وهذه سواء» . وفي رواية قال: «الأسنان سواء، والأصابع سواء» . وفي أخرى قال: «جعلَ أصابعَ اليدين والرِّجْلين سواء» أَخرجه أَبو داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الأصابع كلُّها من اليد والرِّجل في اليد سواء، في كل واحدة: عشرة من الإبل، والأسنان كلها سواء، في كل واحدة: خمسة من الإِبل» .   (1) رقم (4559) و (4560) و (4561) في الديات، باب ديات الأعضاء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: تقدم تخريجه راجع تخريج الحديث رقم (2502) . الحديث: 2506 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 427 2507 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قضى في العين العَورَاءِ السَّادَّةِ لِمكَانِها إِذا طُمِستْ: بِثُلُث دِيتها، وفي اليَدِ الشَّلاءِ إِذا قُطِعت: بِثُلُث ديتها، وفي السِّنِّ السَّوداء، إِذا نُزِعَت: بثلث ديتها» أخرجه النسائي. وأَخرج أَبو داود حديث العين وحدها، وقد سبق ذِكْره في الفصل الثاني (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشلاء) : يد شلاء: منتشرة العصب لا تواتي صاحبها على ما يريد مما بها من الآفة.   (1) تقدم تخريجه في الحديث رقم (2496) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه راجع الحديث رقم (6/249) . الحديث: 2507 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 428 الفصل الرابع: في دية الجنين 2508 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «اقْتَتَلَت امرَأتان من هُذيل، فَرَمَت إحداهما الأخرى بحَجَرٍ، فقتلَتْها وما في بطنها، فاختصَموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَنَّ [ص: 429] دِيَةَ جَنيِنها غُرَّةٌ: عبدٌ أو وَليدةٌ، وقضى بدية المرأة على عاقِلَتِها - زاد في رواية - ووَرَّثَها ولدَها ومن معهم، فقال حَمَلُ بن النَّابغةِ الهُذَليُّ: يا رسول الله، كيف أغرَمُ مَن لا أَكل ولا شرب ولا اسْتَهَلَّ؟ فمثلُ ذلك يُطَلُّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنما هذا من إِخوان الكُهَّان - من أَجل سَجْعهِ الذي سَجع» . وفي رواية: «أنَّ امرأَتين من هُذيل رَمَتْ إِحداهما الأخرى، فطَرَحَت جَنينَها، فقضى فيه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بغُرَّة: عبدٍ أَو أَمَةٍ» ، ولم يزد. وفي أخرى، قال: «قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في جنين امرأة من بني لحيان سقط مَيتاً بغُرَّةٍ: عبدٍ أَو أَمَةٍ، ثم إن المرأة التي قَضى عليها بالغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بأن ميراثها لبَنيها وَزوجِها، وأَن العقل على عَصبتها» . هذه روايات البخاري، ومسلم، وأَخرج أبو داود الأولى والثالثة، وأخرج الموطأ الروايةَ الثانيةَ، وأخرج النسائي الأولى. وفي رواية الترمذي، قال: «قضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنين بغرَّةٍ: عبد أَو أمَةٍ، فقال الذي قُضيَ عليه: أنُعْطي مَن لا أكل، ولا شرب، ولا صاح، ولا استَهَلَّ، فمثلُ ذلك يُطَلُّ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إِن هذا يقول بقَول الشاعر، بلى، فيه غُرَّةٌ: عبدٌ أو أمةٌ» (1) . [ص: 430] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غرة: عبد أو وليدة) الغرة عند العرب: هو العبد أو الأمة، وهو عند الفقهاء من العبيد والإماء: ما بلغ ثمنه نصف عشر الدية، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كنى بالغرة عن الجسم جميعه، والغرة: بياض يكون في وجه الفرس، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الغرة: عبد أبيض، أو أمة بيضاء، وإنما سمي غرة لبياضها، فلا يقبل في الدية عبد أسود، أو جارية سوداء، والغرة إنما تجب في الجنين إذا سقط ميتاً، فإن سقط حياً ثم مات، ففيه الدية كاملة. قال الخطابي: وروي " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنما استشهد مع المغيرة بغيره استثباتاً في القضية، ونفياً للشبهة، لأن الديات إنما جاء فيها الإبل والذهب والورِق. وذكر في بعض الروايات " البقر والغنم والحلل " ولم يأت في شيء منها " الرقيق " فأنكر عمر ذلك بادئ الرأي، فاستزاده في البيان حتى جاءه الثبت، وقد جاء في حديث آخر " عبد أو أمة، أو فرس، أو بغل ". فقيل: إن الفرس والبغل غلط من الراوي، وهو في البغل أغرب وأبعد، فإن الفرس أمره قريب، إذ يسمى الفرس: غرة، قال ويحتمل أن تكون [ص: 431] هذه الرواية إنما جاءت من قبل بعض الرواة، على سبيل القيمة إذا عدمت الغرة من الرقاب. (استهل) : المولود: إذا بكى حين يولد، والاستهلال: رفع الصوت. (يُطَل) : طُل دمه: إذا هدر، ولم يطلب بثأره، ومن رواه بالباء فهو فعل ماض من البطلان. (إخوان الكهان) : إنما قال له من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع، فإنه لم يعبه بمجرد السجع دون ما تضمنه سجعه من الباطل، وإنما ضرب المثل بالكهان، لأنهم كانوا يروجون أقاويلهم الباطلة بأسجاع تروق السامعين فيستميلون بها القلوب، ويستصغون إليها الأسماع، فأما إذا وضع السجع في مواضعه من الكلام فلا ذم فيه، وقد جاء في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيراً؟.   (1) رواه البخاري 12 / 218 في الديات، باب جنين المرأة، وفي الطب، باب الكهانة، وفي الفرائض، باب ميراث المرأة والزوج مع الولد وغيره، ومسلم رقم (1681) في القسامة، باب [ص: 430] دية الجنين، والموطأ 2 / 855 في العقول، باب عقل الجنين، والترمذي رقم (1410) في الديات، باب في دية الجنين، وأبو داود رقم (4576) و (4577) في الديات، باب دية الجنين، والنسائي 8 / 47 و 48 في القسامة، باب دية جنين المرأة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: والنسائي (8/48) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. كلاهما (عثمان بن عمر، وعبد الله بن وهب) عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، فذكراه. * 1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (533) وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (7/175) قال: حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا الليث. قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد. وفي (7/175) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك. وفي (9/14) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا إسماعيل. قال: حدثنا مالك. ومسلم (5/110) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والنسائي (8/48) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مالك. ثلاثتهم - مالك، ومعمر، وعبد الرحمن بن خالد - عن ابن شهاب. 2- وأخرجه أحمد (2/438) قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد. وفي (2/498) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (4579) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. قال: حدثنا عيسى. وابن ماجة (2639) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر، والترمذي (1410) قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي الكوفي. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. خمستهم - يحيى بن سعيد، ويزيد، وعيسى بن يونس، ومحمد بن بشر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة- عن محمد بن عمرو. كلاهما - ابن شهاب، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه - سعيد بن المسيب-. * رواية مالك مختصرة على: «أن امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى. فطرحت جنينها. فقَضى فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بغرة: عبد أو وليدة» * وأخرجه أحمد (2/539) قال: حدثنا هاشم. وفي (2/539) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (8/189) قال: حدثنا قتيبة. وفي (9/14) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/110) . وأبو داود (4577) . والترمذي (2111) ثلاثتهم قالوا: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (8/47) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم -هاشم بن القاسم، وإسحاق، وقتيبة، وعبد الله بن يوسف - قالوا: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى في جنين امرأة من بني لحيان بغرة عبد أو أمة، ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت، فقضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها» . * الروايات مطولة ومختصرة. * وأخرجه مالك الموطأ صفحة (533) . والبخاري (7/175) قال: حدثنا قتيبة والنسائي (8/49) قال الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. كلاهما (قتيبة، وعبد الرحمن بن القاسم) عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى في الجنين، فذكره مرسلا. الحديث: 2508 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 428 2509 - (خ م د ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: قال: «سأل عمر بن الخطاب عن إِمْلاصِ المرأة - وهي التي تُضْرَبُ بَطنُها، فتُلقي جنيناً؟ فقال: أَيُّكم سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم- فيه شيئاً؟ قال: فقلت: أَنا، قال: ما هو؟ قلت: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: فيه غُرَّةٌ عبدٌ أو أمَةٌ، قال: لا تَبْرَحْ حتى تَجِيئَني بالمَخْرَج مما قلتَ، فخرجتُ فوجدتُ محمد بن مَسلمة، فجئت به فشهد معي: أنه سمع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: فيه غُرَّةٌ: عَبْدٌ أو أمَةٌ» هذه رواية البخاري، ومسلم. [ص: 432] وفي روايةٍ لمسلم قال: «ضَرَبت امرأةٌ ضَرَّتَها بعَمْودِ فُسطَاطٍ وهي حُبْلَى فقتلتْها، قال: وإِحداهما لَحْيَانِيَّة، قال: فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دية المقتولة على عَصَبة القاتلة، وغُرَّة لما في بطنها، فقال رجلٌ من عصبَة القاتلة: أَنَغرَمُ دية من لا أكل ولا شرب، ولا استهل؟ فمثلُ ذلك يُطلُّ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَسَجْعٌ كسجع الأعراب؟ قال: وجعل عليهم الدية» . وفي روايةٍ له نحوه، غير أنه قال فيه: «فأسقَطَتْ، فَرُفِع ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقضى فيه بغُرَّةٍ، وجعله على أَولياء المرأة - ولم يذكر فيها دية المرأة» . وفي رواية الترمذي: «أن امرأَتين كانتا ضرّتين، فَرَمَتْ إِحداهما الأخرى بِحَجَرٍ - أَو عَمُودِ فُسطَاطٍ - فألقَتْ جنينَها، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الجنين: غُرَّة: عبداً أو أمة، وجعله على عصبة المرأَة» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود، والنسائي: «أن امرأتين كانتا تَحتَ رَجلٍ من هُذَيل، فضربت إحداهما الأُخرى بعمودٍ فقتلتْها، فاختصموا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال أَحد الرجلين: كيف نَدِي مَن لا صاحَ، ولا أَكل، ولا شرب، ولا استَهَلَّ، فقال: أسجَعٌ كسجع الأَعراب؟ وقضى فيه غُرَّة، وجعله على عاقلة المرأة» . [ص: 433] وفي أخرى لهما بمعناه، وزاد: «فجعل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- دية المقتولة على عَصَبة القاتلة، وغُرَّة لما في بطنها» . وفي أخرى للنسائي بنحو ذلك، وزاد فيها: «فمِثْلُ ذلك يُطَلُّ» . وفي أخرى لأبي داود بنحوٍ من رواية البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إملاص المرأة) : أملصت المرأة بولدها إملاصاً: إذا رمته وألقته من بطنها في غير وقت ولادته. (فسطاط) : الفسطاط الخيمة الكبيرة. (صخب) : الصخب الصياح والجلبة.   (1) رواه البخاري 12 / 222 في الديات، باب جنين المرأة، وفي الاعتصام، باب ما جاء في اجتهاد القضاة بما أنزل الله، ومسلم رقم (1682) في القسامة، باب دية الجنين، والترمذي رقم (1411) في الديات، باب ما جاء في دية الجنين، وأبو داود رقم (4568) و (4569) و (4570) في الديات، باب دية الجنين، والنسائي 8 / 49 و 50 و 51 في القسامة، باب دية جنين المرأة، وصفة شبه العمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/244) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. والبخاري (9/14) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. (ح) وحدثنا عبيد الله بن موسى (ح) وحدثني محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا زائدة. وفي (9/126) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (4571) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. خمستهم- ابن جريج، ووهيب، وعبيد الله بن موسى، وزائدة، وأبو معاوية - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. * أخرجه أحمد (4/253) . ومسلم (5/111) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق ابن إبراهيم. وأبو داود (4570) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وهارون بن عباد الأذري، وابن ماجة (2640) قال: حدثنا أبو بكر أبي شيبة وعلي بن محمد. سبعتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر، وأبو كريب، وإسحاق، وعثمان، وهارون، وعلي بن محمد - عن وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن المسور بن مخرمة، عن المغيرة، فذكره. زاد فيه المسور بن مخرمة. الرواية الأخرى: أخرجها أحمد (4/245، 249) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وفي (4/246) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا زائدة. وفي (4/246) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/249) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (2385) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/111) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. وأبو داود (4568) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: حدثنا شعبة. وفي (2569) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، وابن ماجة (2633) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبي. والترمذي (1411) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. (ح) قال الحسن: وأخبرنا زيد بن حباب، عن سفيان والنسائي (8/49) قال: أخبرنا علي ابن محمد بن علي، قال: حدثنا خلف، وهو ابن تميم، قال: حدثنا زائدة. وفي (8/50) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير (ح) وأخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا علي بن سعيد بن مسروق، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة، عن إسرائيل. وفي (8/51) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن شعبة. (ح) وأخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. سبعتهم (سفيان، وزائدة، وشعبة، وجرير، ومفضل بن مهلهل، والجراح والد وكيع، وإسرائيل) عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيد بن نضيلة، فذكره. الحديث: 2509 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 431 2510 - (ط س) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى في الجنين يقتل في بطن أمه بغرةٍ: عبدٍ أَو ولِيدَةٍ، فقال الذي قُضِيَ عليه: كيف أغرم من لا شرب، ولا أكل، ولا نطق، ولا استهل؟ ومثلُ ذلك يُطل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنما هذا من إِخوان الكُهَّان» . [ص: 434] أَخرجه الموطأ، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وليدة) : الوليدة: الأمة، وقد تكون الوليدة: الصبية.   (1) رواه الموطأ 2 / 855 في العقول، باب عقل الجنين، والنسائي 8 / 49 في القسامة، باب دية جنين المرأة، وهو مرسل، ورواه أيضاً البخاري معلقاً ومرسلاً 10 / 184، ووصله 10 / 183، 184 في الطب، باب الكهانة عن أبي هريرة رضي الله عنه، ووصله أيضاً مسلم رقم (1681) في القسامة، باب دية الجنين، والنسائي 8 / 49. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك في الموطأ (1659) عن ابن شهاب عن ابن المسيب، فذكره. والنسائي (8/429) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم قال: حدثني مالك، به. قال الإمام الزرقاني: مرسلا عند رواة الموطأ، ووصله مطرف وأبو عاصم النبيل. كلاهما عن مالك، عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة عن أبي هريرة، قال بن عبد البر: والحديث عند ابن شهاب عنهما جميعا. الحديث: 2510 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 433 2511 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَن عمرَ سأل عن قضية رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك؟ فقام (1) حملُ بن مالك بن النابغة، فقال: كنت بين امرأتين، فضربت إحداهما الأخرى بمِسْطَح فقتلتها وجنينَها، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في جنينها بغرة، وأَن تقتلَ بها» . قال النَّضْرُ بن شميل: المِسْطحُ: العود يُرَقَّقُ به الخبز، وقال أبو عبيد: المسطح: عود من العيدان. وفي روايةٍ عن طاوس، قال: «قام عمرُ على المنبر - فذكر معناه، ولم يذكر: أَن تُقتَل» . وزاد: «بِغُرَّةٍ: عبدٍ أو أَمةٍ، فقال عمرُ: الله أَكبر، لو لم أسمع بهذا لَقَضَيْنَا بغير هذا» (2) . وفي روايةٍ - في قصة حَمَل بْنِ مالك - قال: «فأسْقَطَتْ غُلاماً قد [ص: 435] نبت شعرُه ميِّتاً، وماتت المرأة، فقضى على العَاقِلَةِ بالدية، فقال عَمُّها: إِنَّها قد أسقطت يا نبي الله غلاماً قد نبت شعرُه، فقال أَبو القاتلة: إِنه كاذب، إنه والله ما استهَلَّ، ولا شرب، ولا أكل، فمثلُهُ يطل، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم-: أَسَجْعُ الجاهلية وكهانَتُهَا؟ أَدِّ (3) في الصبي غُرَّة» قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مُلَيكة، والأخرى: أُمُّ غَطيف. هذه روايات أبي داود. وقوله في الروايةِ الأولى: «أَن عمرَ سأل عن قضية رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك» هكذا لفظه، وأورده في كتابه عَقيبَ حديث المغيرة بن شعبة، فيكون ذلك إشارة إلى دِيَةِ الجنين، وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى قال: كانت امرأتان جَارَتَيْنِ، وكان بينهما صَخَبٌ فرمت إِحداهما الأخرى بحجرٍ، فأسقطت غلاماً قد نبت شعره ... وذكر الحديث مثل الرواية الثالثة. وله في أخرى: عن طاوسٍ «أَنَّ عمر (4) استَشَارَ الناسَ في الجنين، فقال حمل بن مالك: قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الجنين غُرَّة. قال طاوس: الفرسُ ونحوه» (5) .   (1) في الأصل: فقال: والتصحيح من أبي داود. (2) في سند هذه الرواية انقطاع، فإن طاوساً لم يسمع من عمر، أقول: ولكن يشهد لها الرواية التي قبلها، فهي حسنة بها. (3) في الأصل: إن، وما أثبتناه من أبي داود المطبوع. (4) في سند هذه الرواية أيضاً انقطاع، فإن طاوساً لم يسمع من عمر، ولكن يشهد لها الروايات التي قبلها، والتي بعدها. (5) رواه أبو داود رقم (4572) و (4573) و (4574) في الديات، باب دية الجنين، والنسائي 8 / 47 و 51 و 52 في القسامة، باب دية جنين المرأة، وباب صفة شبه العمد وعلى من دية الأجنة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/364) (3439) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. وفي (4/79) قال: حدثنا عبد الرزاق. والدارمي (2386) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (4572) قال: حدثنا محمد بن مسعود المصيصي، قال: حدثنا أبو عاصم، وابن ماجة (2641) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي (8/21) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج بن محمد. أربعتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وأبو عاصم، وحجاج -عن ابن جريج، قال: أخبرنا عمرو بن دينار، أنه سمع طاووسا يخبر عن ابن عباس، فذكره. * وأخرجه أبو داود (4573) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان، والنسائي (8/47) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. كلاهما -سفيان، وحماد - عن عمرو (ابن دينار) ، عن طاووس قال: قام عمر على المنبر، فذكر معناه. لم يذكر وأن تقتل. زاد: بغرة عبد أو أمة، قال: فقال عمر: الله أكبر لو لم أسمع بهذا لقضينا بغير هذا. (ليس فيه ابن عباس) . * رواية حماد عن عمرو، عن طاووس: أن عمر استشار الناس في الجنين، فقال حمل بن مالك، فذكره * أخرجه أبو داود (4574) قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن التمار، أن عمرو بن طلحة حدثهم قال: حدثنا أسباط، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة حمل بن مالك، قال: فأسقطت غلاما قد نبت شعره ميتا، وماتت المرأة، فقضى على العاقلة الدية، فقال عمها: إنها قد أسقطت، يانبي الله، غلاما قد نبت شعره، فقال أبو القاتلة: إنه والله ما استهل، ولا شرب، ولا أكل، فمثله يطل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أسجع الجاهلية وكهانتها، أد في الصبي غرة» . قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مليكة، والآخرى أم غطيف. الحديث: 2511 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 434 2512 - (د س) بريدة - رضي الله عنه -: «أَن امرأة خذفت امرأة فأسقَطَتْ، فَرُفِعَ ذلك إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فَجَعَلَ في ولدها خمسمائةِ شاةٍ، ونهى يومئذ عن الخَذْف» . قال أبو داود: هكذا قال ابن عباس، وهو وهَمٌ، والصواب: «مائة شاة» أخرجه أَبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خذفت) : الخذف - بالخاء المعجمة -: أن تأخذ حصاة أو نواة فتجعلها بين سبابتيك فترميها، أو تأخذ مخذفة من خشب ترمي بها بين إبهامك والسبابة، قد مر تفسيره في تفسير الغرة.   (1) رواه أبو داود رقم (4578) في الديات، باب دية الجنين، والنسائي 8 / 47 في القسامة، باب دية جنين المرأة، وإسناده صحيح، وحديث النهي عن الخذف، رواه البخاري ومسلم والنسائي من حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه. الحديث: 2512 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 436 2513 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى في الجنين بغرَّةٍ: عبدٍ أو أَمَةٍ، أو فرسٍ أو بغلٍ» . وفي رواية مثله، ولم يذكر «فرس أَو بغل» (1) . [ص: 437] قال الشعبي: الغرَّة: «خمسمائة درهم» . وفي رواية: قال مغيرة: «الغرَّة: خمسون ديناراً» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) وقال أبو داود: روى هذا الحديث حماد بن سلمة وخالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو، لم يذكرا " أو فرس أو بغل "، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وأخرجه الترمذي وابن ماجة، وليس في حديثهما " أو فرس أو بغل "، وقال الترمذي: حسن، وقال المنذري: قال الخطابي: يقال: إن عيسى بن يونس قد وهم فيه، وهو يغلط أحياناً فيما يروي، وقال البيهقي: ذكر الفرس والبغل غير محفوظ، وروي من وجه آخر ضعيف ومرسل، وهو من تفسير طاوس. (2) رقم (4579) و (4580) في الديات، باب دية الجنين، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4578) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم. والنسائي (8/46) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، وإبراهيم بن يونس بن محمد. ثلاثتهم (عباس، وإبراهيم بن يعقوب، وإبراهيم بن يونس) قالوا: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا يوسف بن صهيب، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 2513 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 436 الفصل الخامس: في قيمة الدية 2514 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «كانت قيمة الدية عَلَى عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ثمانمائة دينار، أَو ثمانية آلاف درهم، قال: وكانت دية أهل الكتاب يومئذ على النصف من دية المسلم، قال: فكانت كذلك، حتى استُخْلفَ عمرُ، فقام خطيباً، فقال: إِن الإِبل قد غَلَت، ففرضها عمرُ على أهل الذهب: أَلف دينار، وعلى أهل الورِق: اثني عشر أَلف درهم، وعلى أهل البقر: مائتي بقرة، وعلى أهل الشاءِ: أَلفي شاة، وعلى أَهل الحُلَلِ: مائَتيْ حُلَّةٍ، قال: وترك دية أهل الذمة، لم يرفعها فيما رفع من الدية» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4542) في الديات، باب الدية كم هي، وفي سنده عبد الرحمن بن عثمان بن أمية، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] غير محفوظ: أصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - من رواية ابن المسيب عنه وليس فيه هذا اللفظ. قال البيهقي: ذكر الفرس والبغل غير محفوظ، وروي من وجه آخر ضعيف مرسل، وهو من تفسير طاووس. قلت: أخرجه أبو داود (4579) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا عيسى، عن محمد - يعني ابن عمرو - عن أبي سلمة عن أبي هريرة، فذكره. وعقب أبو داود: روى هذا الحديث حماد بن سلمة وخالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو، ولم يذكرا: (أو فرس أو بغل) . 2514- إسناده حسن: تقدم، راجع تخريج الحديث رقم (2514) . الحديث: 2514 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 437 2515 - (ط) مالك بن أنس - رضي الله عنه -: «بلغه: أَن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قَوَّمَ الدِّية على أَهل القرى فجعلها على أَهل الذهب ألف دينار، وعلى أَهل الورِق اثني عشرَ أَلف درهم» . قال مالك: فأهل الذهب: أهلُ الشام، وأهل مصر، وأَهل الورِق: أهل العراق. أَخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 2 / 850 في العقول، باب العمل في الدية، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك في الموطأ (1648) كتاب العقول - باب العمل في الدية. الحديث: 2515 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 438 2516 - (د) عطاء بن أبي رباح - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «قضى في الدية على أهل الإِبل: مائة من الإبل، وعلى أهل البقر: مائتي بقرة، وعلى أَهل الشاء: أَلفي شاة، وعلى أهل الحُلَلِ: مائتي حُلَّةٍ، وعلى أهل القمح: شيئاً لم يحفظه محمد بن إسحاق» . وفي رواية عنه عن جابر - رضي الله عنه - قال: «فرض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر مثل ما تقدم -[قال] : وعلى أَهل الطعام شيئاً لا أحفظه» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 439] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القمح) : الحنطة.   (1) رقم (4543) و (4544) في الديات، باب الدية كم هي، مرسلاً ومسنداً، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق، فالمرسل فيه علتان، الإرسال، وكونه فيه عنعنة محمد بن إسحاق، وهو مدلس إذا عنعن، والمسند فيه علتان أيضاً، كونه فيه عنعنة محمد بن إسحاق، وكونه قال فيه: ذكر عطاء عن جابر بن عبد الله، ولم يسم من حدثه عن عطاء، فهي رواية عن مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (4544) قال: قرأت على سعيد بن يعقوب الطالقاني، قال: حدثنا أبو تميلة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: ذكر عطاء، فذكره. قلت: ابن إسحاق يدلس تدليس التسوية، ومداره عليه في كلا الإسنادين، ولم يصرح بالسماع فيها. الحديث: 2516 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 438 2517 - (د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رجلاً من بني عَدِيٍّ قُتِلَ فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ديتَه اثني عشر أَلفاً» هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي: «أَن رجلاً قتل رجلاً على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ديتَه اثني عشر ألفاً، وذلك قوله تعالى: {إِلّا أَنْ أَغنَاهُمُ الله ورسولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 74] في أَخذ الدية» . وفي رواية الترمذي: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جعل الدِّية اثني عشر ألفاً» . وفي أخرى: عن عكرمة، ولم يذكر ابنَ عباس (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4546) في الديات، باب الدية كم هي، والنسائي 8 / 44 في القسامة، باب ذكر الدية من الورق، والترمذي رقم (1388) في الديات، باب الدية كم هي من الدراهم، وهو حديث حسن لطرقه، وفي الشوكاني في " نيل الأوطار ": ويعارض هذا الحديث ما أخرجه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كانت قيمة الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانمائة دينار، أو ثمانية آلاف درهم، ودية أهل الكتاب على النصف من دية المسلمين - وقد تقدم رقم (2514) - قال الشوكاني: ولا يخفى أن حديث ابن عباس فيه إثبات أن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها اثني عشر ألفاً، وهو مثبت، فيقدم على النافي كما تقرر في الأصول، وكثرة طرقه تشهد لصحته، والرفع زيادة إذا وقعت من طريق ثقة، تعين الأخذ بها، قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق، ورأى بعض أهل العلم الدية عشرة آلاف، وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة، وقال الشافعي: لا أعرف الدية إلا من الإبل، وهي مائة من الإبل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: رواه أبو داود عن محمد بن سليمان الأنباري، عن زيد بن الحباب، عن محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عكرمة به. ورواه الترمذي عن بندار عن معاذ بن هانىء، عن محمد بن مسلم الطائفي، وعن سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، ولم يذكر ابن عباس. قال الترمذي: ولا نعلم أحدا يذكر في هذا الإسناد ابن عباس، غير محمد بن مسلم. قال النسائي: محمد بن مسلم ليس بالقوي، والصواب عن عكرمة مرسلا. قلت: ورواه النسائي من طريق محمد بن ميمون المكي، عن سفيان، عن عمرو عن عكرمة سمعناه مرة يقول عن ابن عباس فذكره مرفوعا بنحوه. قال النسائي: ومحمد بن ميمون أيضا ليس بالقوي. الحديث: 2517 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 439 الفصل السادس: في أحكام تتعلق بالديات 2518 - (د) زياد بن سعد بن ضميرة بن سعد السلمي - رحمه الله -: عن أبيه وجده - وكانا شَهِدا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حُنَيناً -: «أَنَّ مُحَلِّمَ بن جَثَّامة قتل رجلاً من أشجَعَ في الإِسلام، وذلك أَوّلُ غِيَرٍ قضى به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فتكلم عُيَينَةُ [بن حِصْن] في قتل الأشجعي؛ لأنه من غَطَفَان، وتكلم الأقرع بن حابس دون محلِّم؛ لأنه من خِندف، فارتفعت الأصوات، وكثرت الخصومة واللغَط، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عيينة، أَلا تقبل الغِيرَ؟ قال عيينة: لا والله، حتى أُدخِل على نسائه من الحرَب والحزن ما أدخل على نسائي، قال: ثم ارتفعت الأصوات، وكثرت الخصومة واللغط، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عيينة، أَلا تقبل الغِيرَ؟ فقال عيينة مثل ذلك، إلى أَن قام رجل من بني لَيْثٍ، يقال له: مُكَيتل، عليه شِكَّةٌ، وفي يده دَرِقَةٌ (1) ، فقال: يا رسول الله، إني لم أجد لما فعل هذا في غُرَّة الإسلام مَثلاً إلا غنماً وردت، فَرُميَ أولها فنفَر آخرَها، اسْنُنِ اليوم وغَيِّرْ غداً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بل نعطيكم خمسين من الإِبل في فَوْرِنَا هذا، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة، [ص: 441] وذلك في بعض أسفاره، ومحلِّم رجل طويل آدَمُ، وهو في طرَف الناس، فلم يزالوا حتى تَخَلَّصَ، فجلس بين يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعيناه تدمعان، فقال: يا رسول الله، إني قد فعلت الذي فعلتُ، وإني أَتوب إلى الله - عز وجل -، فاستغفر لي يا رسول الله. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَقتلته بسلاحك في غُرَّة الإسلام؟ اللهم لا تغفر لمحلِّم بصوت عالٍ» . زاد في رواية: «فقام وإنه لَيَتَلَقَّى دُموعَهُ بطرف ردائه» . قال ابن إسحاق: «فزعم قومه أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- استغفر له بعد ذلك» . أخرجه أَبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غِيَر) : الغِيره: الدية، وجمعها غِيَر، مثل كسرة وكسر. وقيل: الغِيَر واحد، وجمعه أغيار، مثل ضلع وأضلاع. (اللغط) : الضجة واختلاف الأصوات. (الحرب) : نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له، والحرب: الغضب. والمراد به في الاستعمال: الحزن والهم، فإن من أُخذ ماله وبقي لا شيء [له] فإنه يحزن ويهتم. (شكة) : الشكة: السلاح. [ص: 442] (غرة الإسلام) : أوله، وغرة كل شيء: أوله، أراد: أول الأمر الذي جاء النبي - صلى الله عليه وسلم- وحكم به. (مُكيتل - اسنن اليوم وغيِّر غداً) : معنى قوله: مُكيتل: إن مثل محلم في قتله الرجل، وطلبه ألا يقتص منه وتؤخذ منه الدية، والوقت أول الإسلام وصدره، كمثل هذه الغنم، يعني: أنه إن جرى الأمر مع أولياء هذا القتيل على ما يريد محلم، ثبط الناس عن الدخول في الإسلام معرفتهم أن القود يغير بالدية، والعرب خصوصاً وهم الحِراص على درك الأثآر، وفيهم الأنفة من قبول الدية، ثم حث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على الإفادة منه بقوله: «اسنن اليوم وغيِّر غداً» يريد: أنه إن لم تقتص منه غيرت سنتك، ولكنه أخرج الكلام على الوجه الذي يهيج المخاطب، ويحثه على الإقدام، والجرأة على المطلوب منه. (فورنا) : فور كل شيء: أوله. (آدم) : رجل آدم: يضرب لونه إلى السواد من شدة سمرته.   (1) في المطبوع: ورقة، وهو خطأ. (2) رقم (4503) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو عن الدم، وفي سنده زياد بن سعد بن ضميرة الضمري السلمي، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي في " الميزان ": فيه جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/10) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (4503) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (2625) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه المسند (5/112) قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص، قال: حدثني أبي. أربعتهم - إبراهيم بن سعد، وحماد بن سلمة، وأبو خالد، ويحيى - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، أنه سمع زياد بن سعد ابن ضميرة يحدث عروة بن الزبير، عن أبيه وجده، فذكراه. * أخرجه أبو داود (4503) قال: حدثنا وهب بن بيان، وأحمد بن سعيد الهمداني، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن محمد بن جعفر، أنه سمع زياد بن سعد بن ضميرة السلمي، يحدث عروة بن الزبير، عن أبيه فذكره. * وقع الخلاف حول اسم (زياد بن سعد) ، ففي رواية إبراهيم بن سعد، سماه: (زياد بن ضميرة بن سعد) وفي رواية حماد: (زياد بن ضميرة الضمري) ، وفي رواية أبي خالد الأحمر: (زيد بن ضميرة) وقال المزي: كذا قال: وصوابه: (زياد بن سعد بن ضميرة) تحفة الأشراف (3824) . وفي رواية يحيى: (زياد بن ضمرة بن سعد) . قلت: حسن الحافظ إسناده في ترجمة سعد بن ضميرة. الإصابة (3/150) (3162) وزياد بن سعد الراوي عنه ابنه، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي في ميزانه فيه جهالة. الحديث: 2518 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440 2519 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا أُعْفي من قتل بعد أخذ الدية» . أخرجه أَبو داود (1) . [ص: 443] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا أعفي) : أي لا أقيله ولا أعفو عنه بل أقتله.   (1) رقم (4507) في الديات، باب من يقتل بعد أخذ الدية، من حديث مطر الوراق قال: أحسبه عن الحسن البصري عن جابر، وإسناده ضعيف، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": الحسن البصري لم يسمع من جابر بن عبد الله، فهو منقطع، ومطر الوراق، ضعفه غير واحد، ولم يجزم بسماعه من الحسن، وقد روي هذا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/363) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4507) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما (عفان، وموسى) قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا مطر الوراق، قال: وأحسبه عن الحسن، فذكره. قلت: الحسن لم يسمع من جابر -رضي الله عنه- ومطر الوراق، يضعف في الحديث. الحديث: 2519 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 442 2520 - (ط) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: أَن رجلاً من بني مُدلِج - يقال له: قتادة - خذف ابنَه بسيف، فأصاب ساقَه، فَنُزِيَ في جُرحه، فمات، فقدم سراقةُ بن جُعشُم على عمرَ بن الخطاب، فذكر ذلك له، فقال له عمر: اعْدُدْ على مَاءِ قُدَيدٍ عشرين ومائة بعير، حتى أقدَم عليك، فلما قدِم عليه عمر بن الخطاب أَخذ من تلك الإِبل ثلاثين حِقَّة، وثلاثين جَذَعة، وأربعين خَلِفَة، ثم قال: أَين أَخُ المقتول؟ فقال: ها أنذا، فقال: خُذها، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس لقاتلٍ شيء» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فنزي في جرحه) : يقال: نزف دمه، ونزي دمه بمعنى: إذا جرى فلم ينقطع.   (1) 2 / 867 في العقول، باب في ميراث العقل والتغليظ فيه، وإسناده منقطع، فإن عمرو بن شعيب لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وانظر " الرسالة " للشافعي بتحقيق العلامة أحمد شاكر فقرة 476. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك في الموطأ (1684) قال: عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب فذكره. قلت: وعمرو بن شعيب لم يدرك عمر بن الخطاب. الحديث: 2520 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 443 2521 - (ط) سليمان بن يسار - رحمه الله -: «أَن سائِبَة - رجلاً كان بعضُ الحاج أعتقه - فكان يلعب هو ورجل من بني عائِذ، فقتل السائبةُ ابنَ [ص: 444] العائِذي، فجاء أبوه إِلى عمر يطلب دية ابنه، فقال عمر: لا دِيَةَ له، قال العائِذي: أَرأَيتَ لو قتله ابني؟ قال عمر: إِذن كنتم تُخرِجُون ديتَه، فقال العائذي: هو إِذاً مِثل الأرقم إن يُتْرَك يَلْقَمْ، وإن يُقتَلْ يَنْقَمْ (1) » . أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأرقم - يلقم) : الأرقم: الحية، وهذا مثل لمن يجتمع عليه شران لا يدري كيف يصنع فيهما؟ يعني: أنه اجتمع عليه القتل وعدم الدية. قال الميداني: كانوا في الجاهلية يزعمون أن الجن تطلب بثأر الجان، فربما مات قاتله، وربما أصابه خبل، المعنى: أن الأرقم إن يقتل ينقم على قاتله فيقتل أو يصيبه خبل على مذهب العرب، وإن يترك ولا يقتل يلقم تاركه، أي: يَعَضُّه فيهلكه، يقال: نقمتُ أَنقِم، ونَقِمتُ أنقُم، لغتان، والأول أكثر.   (1) هذا مثل من أمثلة العرب مشهور، يقول: إن قتلته كان له من ينتقم منك، وإن تركته قتلك. (2) 2 / 876 في العقول، باب ما جاء في دية السائبة وجنايته، وكذلك إسناده منقطع، فإن سليمان بن يسار لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1695) قال: عن أبي الزناد، عن سليمان بن يسار، فذكره. قلت: سليمان بن يسار عم محمد بن إسحاق لم يدرك عمر بن الخطاب. الحديث: 2521 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 443 2522 - (ط) عراك بن مالك، وسليمان بن يسار - رحمهما الله -: «أن رجلاً من بني سعد بن ليث أجرى فرَساً، فوطئَ على إصبع رجل من جُهينة، فنُزِيَ منها فمات، فقال عمرُ بن الخطاب للذي ادُّعِيَ عليهم: أَتَحلِفُونَ بالله [ص: 445] خمسين يميناً ما مات منها؟ فأبَوْا، فقال للآخرين: أَتَحْلِفُونَ أنتم؟ فأَبَوْا، فقضى عمر بشَطر الدية على السعدِّيين» . قال مالك: وليس العملُ على هذا. أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شطر) : كل شيء: نصفه.   (1) 2 / 851 في العقول، باب دية الخطأ في القتل، وإسناده منقطع، قال مالك: وليس العمل على هذا، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وليس العمل على هذا المذكور من القضاء بشطر الدية، وتبدية المدعى عليهم بالحلف، والمصير إلى الأحاديث الدالة على تبدية المدعين في القسامة أولى في الحجة من قول الصاحب، ويعضده إجماع أهل المدينة والحجازيين عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك في الموطأ (1652) قال: عن ابن شهاب عن عراك بن مالك، وسليمان بن يسار، فذكراه. الحديث: 2522 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 444 2523 - (د ت س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -: قال: «بَعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَريَّة إلى خَثْعَم، فاعتصم أُناس منهم بالسجود، فأُسْرِعَ فيهم القتلُ، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمرهم بنصف العَقْلِ، وقال: أنا بريءٌ من كلِّ مسلمٍ يقيمُ بين أَظهُرِ المشركين، قالوا: يا رسولَ الله، لِمَ؟ قال: لا تَرَاءى نارَاهُما» . قال الترمذي، وأبو داود: وقد رواه جماعة، ولم يذكروا جريراً. وأخرجه النسائي، عن إسماعيل، عن قيسٍ [مرسلاً] ، ولم يذكر جريراً (1) . [ص: 446] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سرية) : السرية: طائفة من الجيش تبعث في الغزو. (فاعتصم) : الاعتصام: الالتجاء والاستمساك بالشيء. (لا تراءى ناراهما) : معنى قوله: لا تراءى ناراهما: أن لا يكون كل واحد منهما بحيث يرى نار صاحبه، فجعل الرؤية للنار ولا رؤية لها، يعني: أن تدنو هذه من هذه، يقال: داري تنظر إلى دار فلان، أي: تقابلها، وقيل: معناه: أنه أراد نار الحرب، يقول: ناراهما مختلفتان، هذه تدعو إلى الله، وهذه تدعو إلى الشيطان، فكيف تتفقان؟ وكيف يساكنهم في بلادهم وهذه حال هؤلاء، وهذه حال هؤلاء؟. (بنصف العقل) : العقل: الدية، وإنما أمر لهم بنصفها ولم يكملها بعد علمه بإسلامهم، لأنهم قد أعانوا على أنفسهم بمقامهم بين ظهراني الكفار، فكانوا كمن هلك بجناية نفسه وجناية غيره، فتسقط حصة جنايته من الدية.   (1) رواه الترمذي رقم (1604) في السير، باب في كراهة المقام بين أظهر المشركين، وأبو داود رقم (2645) في الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون، والنسائي 8 / 36 في القسامة، باب القود [ص: 446] بغير حديدة، ورجال إسناده ثقات، ولكن صحح البخاري وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والدارقطني إرساله إلى قيس بن أبي حازم، قال الترمذي: وهذا أصح، يعني المرسل، وقال: وسمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. أقول: وللحديث شاهد بمعناه عند أبي داود رقم (2787) في الجهاد، باب في الإقامة بأرض الشرك بلفظ " من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله "، وإسناده ضعيف، ورواه الترمذي بنحوه، ولم يذكر سنده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول، والصواب إرساله: أخرجه أبو داود (2645) . والترمذي (1604) قالا: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. ورواه الترمذي مرسلا، وقال: هذا أصح، وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل. الحديث: 2523 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 445 2524 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أَن امرأَتين من هُذَيلٍ قَتَلَت إحداهما الأخرى، ولكل واحدة منهما زوج وولد، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ديةَ المقتولة على عاقِلة القاتلة، وبَرَّأَ زوجَها وولدها؛ لأنهما ما كانا من هُذيل، فقال عاقِلةُ المقتولة: ميراثُها لنا؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا، مِيراثُها لزوجِها وولدِها» . أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (4575) في الديات، باب دية الجنين، وفي سنده مجالد بن سعيد الهمداني أبو عمرو الكوفي ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (4575) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يونس ابن محمد. وابن ماجة (2648) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا المعلى بن أسد. كلاهما (يونس، والمعلى) قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا مجالد، عن الشعبي، فذكره. قلت: مجالد بن سعيد، يضعف في الحديث. الحديث: 2524 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 447 2525 - (ط ت) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: «أَن عمر بن الخطاب نَشَدَ الناس بِمنى: من كان عنده عِلمٌ من الدية أن يخبرني، فقام الضَّحَّاك بن سفيان الكلابي، فقال: كتب إليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن أُوَرِّثَ امرأةَ الضِّبَابيِّ من دية زوجها، فقال له عمر: ادخل الخِباءَ حتى آتيك، فلما نزل عمر أَخبره الضحاك، فقضى بذلك عمر» . قال ابن شهاب: «وكان قَتلُ أشْيم خطَأٌ» . أَخرجه الموطأ. وفي رواية الترمذي عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب: أن عمر كان يقول: الديةُ على العاقلة، ولا ترث المرأةُ من دية زوجها شيئاً، حتى أَخبره الضحاك بن سُفيان الكلابي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كتب إليه: «أَنْ وَرِّثْ امرأَة [ص: 448] أشيم الضِّبابي من دية زوجها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نشد) : الناس: أي: سألهم وأقسم عليهم، تقول: نشدتك بالله، [ونشدتك الله] .   (1) رواه الموطأ 2 / 866 في العقول، باب في ميراث العقل والتغليظ فيه، والترمذي رقم (1415) في الديات، باب في المرأة ترث من دية زوجها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، قال: والعمل على هذا عند أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/452) . وأبو داود (2927) قال: حدثنا أحمد بن صالح: كلاهما (أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح) قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر. 2- وأخرجه أحمد (3/452) . وأبو داود (2927) قال: حدثنا أحمد بن صالح. وابن ماجة (2642) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1415) قال: حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وأبو عمار، وغير واحد. وفي (2110) قال: حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وغير واحد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4973) عن قتيبة (ح) وعن محمد بن منصور. جميعهم (أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح، وأبو بكر، وقتيبة، وأحمد بن منيع، وأبو عمار، ومحمد بن منصور) عن سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4973) عن محمد بن منصور، عن سفيان، عن يحيى ابن سعيد. ثلاثتهم - معمر، وابن عيينة، ويحيى - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * أخرجه مالك الموطأ (540) . والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4973) عن محمد بن معدان بن عيسى الحراني، عن الحسن بن محمد بن أعين، عن زهير بن معاوية، عن يحيى بن سعيد. كلاهما - مالك، ويحيى بن سعيد - عن ابن شهاب، أن عمر سأل الناس ... فذكر نحوه، ليس فيه- سعيد بن المسيب -. الحديث: 2525 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 447 2526 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعث أَبا جَهم بن حُذَيفةَ مُصَدِّقاً، فلاجهُ رجل في صدقتِه، فضربه أبو جهم فشجَّهُ، فَأَتَوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: القَوَدَ يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لكم كذا، وكذا، فلم يرضَوْا، فقال: لكم كذا، وكذا، فلم يرضوا، فقال: لكم كذا، وكذا، فرضُوا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني خاطبٌ العشيَّةَ على الناس ومُخْبِرُهُمْ برضاكم، فقالوا: نعم، فخطب رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن هؤلاء اللَّيْثِيِّينَ أتَوْني يريدون القودَ، فعرضتُ عليهم كذا وكذا فرضُوا، أرضيتم؟ قالوا: لا، فهَمَّ بهم المهاجرون، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَكُفُّوا عنهم، فكفُّوا، ثم دعاهم فزادهم، فقال: أرَضِيتم؟ قالوا: نعم، قال: إني [ص: 449] خاطبٌ على الناس ومُخبِرُهم برضاكم. قالوا: نعم، فخطب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أرَضِيتم؟ قالوا: نعم» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُصدِّقاً) : المصدق - بتخفيف الصاد وتشديد الدال - عامل الزكاة.   (1) رواه أبو داود رقم (4534) في الديات، باب العامل يصاب على يديه خطأ، والنسائي 8 / 35 في القسامة، باب السلطان يصاب على يده، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/232) . وأبو داود (4534) قال: حدثنا محمد بن داود ابن سفيان. وابن ماجة (2638) قال: حدثنا محمد بن يحيى. والنسائي (8/35) قال: أخبرنا محمد بن رافع. أربعتهم - أحمد، ومحمد بن داود بن سفيان، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره. الحديث: 2526 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 448 2527 - (د) هلال بن سراج بن مجَّاعة - رحمه الله -: عن أبيه، عن جدِّه «أنه أتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يطلب ديةَ أخيه، قتله بنُو سَدُوسٍ من بني ذُهْلٍ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو كنتُ جاعلاً لمشْركٍ دية جَعَلْتُها لأخيك، ولكن سأُعطيك منه عُقْبَى، فكتب له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بمائة من الإِبل من أول خُمُسٍ يُخْرَج من مُشركِي بني ذُهلٍ، فأخذ طائفة منها، وأَسلمت بنو ذُهل، فطلبها بعدُ مُجَّاعةُ إلى أبي بكرٍ، وأَتاه بكتاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فكتب له أبو بكر باثني عشر أَلف صاعٍ من صدقة اليمامة: أربعةِ آلاف بُرًّا، وأربعةِ آلاف شعيرًا، وأربعةِ آلافٍ تمرًا، وكان في كتاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ من محمدٍ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- لمجَّاعة بن مُرارة من بني سُلَيم (1) : إِني أعْطيته مائة من الإِبل من أَول خُمُسٍ يُخرَج من مُشْركي بني ذهل عُقْبَة من أخيه» . [ص: 450] أَخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عقبى) : يقال: أخذت من أسيري عقبى وعقبة: إذا أخذت بدلاً منه.   (1) في نسخ أبو داود المطبوعة: سلمى. (2) رقم (2990) في الخراج، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2990) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عنبسة ابن عبد الواحد القرشي -قال أبو جعفر، يعني ابن عيسى: كنا نقول: إنه من الأبدال قبل أن نسمع أن الأبدال من الموالي - قال: حدثني الدخيل بن إياس بن نوح بن مجاعة، عن هلال بن سراج بن مجاعة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2527 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 449 2528 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -:: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كتب على كل بَطنٍ عُقُولَهُ، ولا يحِلُّ لمولى أَن يتولَّى مسلماً بغير إذنه» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 52 في القسامة، باب صفة شبه العمد وعلى من دية الأجنة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح، أصله في مسلم: 1- أخرجه أحمد (3/321) قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وروح. ومسلم (4/216) قال: حدثني محمد ابن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (8/52) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وروح، والضحاك - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/342) قال: حدثنا حسن. وفي (3/349) قال: حدثنا موسى. كلاهما -حسن، وموسى- قالا: حدثنا ابن لهيعة. كلاهما (ابن جريج، وابن لهيعة) عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 2528 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 450 2529 - () عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه، عن جده: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى أَنَّ عَقْلَ ما أصابت المرأةُ خطأ على عاقِلَتِها وعَصَبتِها، وليس على زوجها وولدها منه شيء، إن كان أَبوهم من غير عاقلتها، وميراثُ ديتها ومالها إِن قُتلت لزوجها وولدها، وهم يُقتَلُونَ بها إن قتلت عمداً، وقضى أن العقل ميراثٌ بين ورثة المقتول على فرائضهم، فما فضل فللعصبة، وليس للقاتل منه شيء» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل وفي المطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد تقدم بعض الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين العبدري، لم أقف عليه. الحديث: 2529 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 450 2530 - () محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: مضت السُّنَّةُ أَن [ص: 451] العاقلة لا تَحمل من دية العمد شيئاً، إِلا أَن تشاءَ، وكذلك لا تحمل من ثمن العبد شيئاً قلَّ أَو كَثُرَ، وإِنما ذلك على الذي يصيبه من ماله بالغاً ما بلغ؛ لأنه سِلْعَةٌ من السِّلَعِ، لقولِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تحمل على العاقلة عمداً، ولا صُلْحاً، ولا اعترافاً، ولا أرْش جناية، ولا قيمةَ عبدٍ، إلا أن تشاء» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرش جناية) : الأرش ما يؤخذ جُبراناً لما يظهر بالسلعة من عيب واستعمل من الجراحات وغيرها، لأنه جابر لها.   (1) كذا في الأصل وفي المطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين العبدري، لم أقف عليه. الحديث: 2530 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 450 2531 - () وعنه - رحمه الله -: قال: ومضت السُّنَّة أَن الرجل إِذا أصاب امرأَتَهُ بِجُرْحٍ خطأ: أَنَّهُ يَعْقِلُهَا، ولا يقاد منه، فإن أَصابها عمداً قُتِلَ بها. قال: وبلغني أَن عمر قال: «تُقَادُ المرأَةُ من الرجل في كل عمد يبلغ ثلث نفسها فما دونه من الجراح» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل وفي المطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين العبدري، لم أقف عليه. الحديث: 2531 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 451 الكتاب الثالث: [من حرف الدال] في الدين وآداب الوفاء 2532 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أَعظمَ الذُّنُوبِ عند الله أن يلقاه بها (1) عبدٌ - بعد الكبائر التي نهى الله عنها - أَن يموتَ رجل وعليه دَيْنٌ لا يَدَعُ له قضاء» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في الأصل: به، والتصحيح من نسخ أبي داود المطبوعة، والضمير في " بها " يعود إلى أعظم الذنوب. (2) رقم (3342) في البيوع، باب التشديد في الدين، وفي سنده أبو عبد الله القرشي، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/392) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وأبو داود (3342) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما (عبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن وهب) عن سعيد بن أبي أيوب، أنه سمع أبا عبد الله القرشي، يقول: سمعت أبا بردة، فذكره. قلت: أبو عبد الله القرشي مجهول. الحديث: 2532 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 452 2533 - (د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً، فقال: أهاهُنا أَحد من بني فلان؟ فلم يُجِبْهُ أحدٌ، ثم قال: أهاهنا أحد من بني فلان؟ فلم يجبه أحد، ثم قال: أهاهنا أحد من بني فلان؟ فقام رجل، فقال: أنا يا رسول الله، فقال له: ما منعك أن تُجيبَني في المرتين الأُولَيَيْنِ؟ إِني لم أُنَوِّه بكم إلا خيراً، إِنَّ صاحبكم - يريد رجلاً منهم - مات مأْسوراً بدَينه، فلقد رأيته أُدِّيَ عنه، حتى ما يطلبُهُ أحد بشيء» . أخرجه أبو داود. [ص: 453] وأخرجه النسائي إلى قوله: «بدَينِهِ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3341) في البيوع، باب في التشديد في الدين، والنسائي 7 / 315 في البيوع، باب التغليظ في الدين، من حديث الشعبي عن سمعان بن مشنج عن سمرة بن جندب، وإسناده حسن، قال الحافظ في " التهذيب " في ترجمة سمعان بن مشنج: روى عن سمرة بن جندب، وعنه الشعبي، قال الحافظ: وقال البخاري: لا نعرف لسمعان سماعاً من سمرة، ولا للشعبي سماعاً منه، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال ابن ماكولا: ثقة ليس له غير حديث واحد رواه أبو داود والنسائي. وهو أن الميت مأسور بدينه، قال الحافظ: قلت: وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة. اهـ. أقول: وللحديث شواهد بمعناه مختصراً أن صاحب الدين مأسور بدينه من حديث البراء في " شرح السنة "، والطبراني في " الأوسط "، وغيرهما. الحديث: 2533 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 452 2534 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أخذ أَموال الناس يُريدُ أَداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذ أَموال الناس يُرِيدُ إِتْلافها أتلفه الله» . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 5 / 40 في الاستقراض، باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها أو إتلافها. الحديث: 2534 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 453 2535 - (س) عمران بن حذيفة - رحمه الله- (1) : قال: «كانت ميمونة تَدَّانُ فَتُكْثِرُ، فقال لها أهلُها في ذلك ولامُوها، ووجَدوا عليها، فقالت: لا أتْرُكَ الدَّينَ، وقد سمعتُ خليلي وصَفِيِّي - صلى الله عليه وسلم- يقول: ما من أَحد يَدَّانُ دَيْناً يعلم الله أَنه يريد قضاءه إِلا أَدَّاهُ الله عنه في الدنيا» . أخرجه النسائي (2) .   (1) في المطبوع: عمران بن حصين، وهو تحريف، لأن عمران بن حصين صحابي جليل، وعمران ابن حذيفة هذا تابعي، وهو أحد المجاهيل، وقال الذهبي في " الميزان ": لا يعرف، وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. (2) 7 / 315 في البيوع، باب التسهيل في الدين، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2408) في الصدقات، باب ما أدان ديناً وهو ينوي قضاءه، وفي سنده زياد بن عمرو بن هند، وعمران بن حذيفة، لم يوثقهما غير ابن حبان. الحديث: 2535 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 453 2536 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَطْلُ الغَنيِّ ظُلْمٌ» . وفي رواية: «وإِذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَليءٍ فَلْيَتْبَعْ» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الرواية الثانية الموطأ، وأَبو داود، والترمذي، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُتْبِع) قال الخطابي: أصحاب الحديث يروونه بتشديد التاء، وهو غلط، وصوابه: «أُتْبِع» ساكنة التاء، بوزن «أُكْرِم» ومعناه: إذا أُحِيل أحدكم على مليء - أي: قادر - فليحتل، يقال: تَبِعت الرجل أَتْبَعَه تِباعَة: إذا طالبته، فأنا تبيعه، وليس هذا أمراً على الوجوب، وإنما هو على الأدب والرفق والإباحة. (مليء) المليء: القادر.   (1) رواه البخاري 5 / 46 في الاستقراض، باب مطل الغني ظلم، وفي الحوالات، باب في الحوالة وهل يرجع في الحوالة، وباب إذا حال عل ملئ فليس له رد، ومسلم رقم (1564) في المساقاة، باب تحريم مطل الغني، والموطأ 2 /674 في البيوع، باب جامع الدين والحول، وأبو داود رقم (3345) في البيوع، باب في المطل، والترمذي رقم (1308) في البيوع، باب في مطل الغني أنه ظلم، والنسائي 7 / 317 في البيوع، باب الحوالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/20) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا الثوري. وفي (5/20) أيضا قال: حدثنا أبو سفيان المعمري، عن سفيان. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن أبيه الجراح. وأبو داود (3341) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي (7/315) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا الثوري. ثلاثتهم -سفيان الثوري، والجراح، وأبو الأحوص- عن سعيد بن مسروق، عن الشعبي، عن سمعان ابن مشنج، فذكره. قلت: سمعان ليس له غير حديث واحد، وثقه العجلي، وقال البخاري: لا يعرف له سماع من سمرة على شرطه في التصريح بالسماع. وللحديث شواهد. الحديث: 2536 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 454 2537 - (د س) الشريد بن سويد الثقفي - رضي الله عنه -: أَنَّ [ص: 455] رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وعُقُوبَتَهُ» . قال ابن المبارك: يُحِلُّ عِرضَهُ: يُغَلَّظ له، وَعُقُوبَتَهُ: يُحبَس له. أَخرجه أبو داود، والنسائي (1) [وأخرجه البخاري في ترجمة باب] (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لي الواجد) : الواجد: القادر المليء، واللي: المطل. (يحل عرضه) : أي: يجوز لصاحب الدين أن يعيبه ويصفه بسوء القضاء، والمراد بالعِرْض: نفس الإنسان، وعقوبته: حبسه، وقد جاء في الحديث.   (1) رواه أبو داود رقم (3628) في الأقضية، باب في الحبس في الدين وغيره، والنسائي 7 / 316 و 317 في البيوع، باب مطل الغني، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 222 و 388 و 389، وابن ماجة رقم (2427) في الصدقات، باب الحبس في الدين والملازمة، وإسناده حسن، وصححه الحاكم 4 / 102 ووافقه الذهبي. (2) رواه البخاري تعليقاً 5 / 46 في الاستقراض، باب لصاحب الحق مقال، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أحمد وإسحاق في مسنديهما، وأبو داود والنسائي من حديث عمرو بن الشريد بن أوس الثقفي عن أبيه بلفظه، وإسناده حسن، وذكر الطبراني أنه لا يروى إلا بهذا الإسناد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/222، 388) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/389) قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. وأبو داود (3628) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن ماجة (2427) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (7/316) قال: أخبرني محمد بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - وكيع، والضحاك بن مخلد، وعبد الله بن المبارك- عن وبر بن أبي دليلة الطائفي، قال: حدثني محمد بن ميمون بن مسيكة. (قال وكيع: وأثنى عليه خيرا) عن عمر بن الشريد، فذكره. قلت: وأخرجه البخاري تعليقا (5/46) في الاستقراض، باب لصاحب الحق مقال. قال الحافظ: وصله أحمد وإسحاق في مسنديهما، وحسن إسناده. الحديث: 2537 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 454 2538 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «اشترى من عِيرٍ بَيْعاً (1) ، وليس عندَه ثمنُهُ، فَأُرْبِح فيه، فباعه، فتصدَّق بالربحِ على أرامِل بني عبد المطلب، وقال: لا أشتري شيئاً إِلا وعندي ثمنُهُ» . أَخرجه أبو داود (2) . [ص: 456] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِير) : العير: القافلة تحمل الميرة على الإبل، وقيل: وغير الميرة.   (1) في بعض النسخ: تبيعاً. (2) رقم (3344) في البيوع، باب في التشديد في الدين، موصولاً ومرسلاً، من حديث شريك ابن عبد لله بن أبي نمر عن سماك عن عكرمة، عن ابن عباس، وفي سنده شريك بن عبد الله ابن أبي نمر المدني، وهو صدوق يخطئ، ورواية إسماعيل عن عكرمة مضطربة وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3344) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد، عن شريك، عن سماك، عن عكرمة رفعه. قال عثمان: وثنا وكيع، عن شريك عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. قلت: شريك النخعي صدوق في نفسه، مختلف في الاحتجاج به، كأنه لم يحفظ الخبر، والله أعلم. الحديث: 2538 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 455 2539 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «سمع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صَوْتَ خُصُومٍ بالباب، عالِيَة أصْوَاتُهُم، وإِذَا أَحدُهما يستوضعُ الآخرَ، ويَسْتَرْفِقُهُ في شيءٍ، فيقول: والله لا أَفْعَلُ، فخرج [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] عليهما، فقال: أين المُتَأَلِّي [على الله] لا يفعل المعروف؟ فقال: أنا يا رسول الله، فله أيُّ ذلك أَحَبَّ» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَسْتَوْضِع) اسْتَوْضَع غريمه شيئاً من دينه، أي: اسْتَحَطَّه. (ويَسْتَرْفِقُه) اسْتَرْفَقَه: إذا سأله أن يرفق به. (المُتَأَلِّي) : الحالف، متفعِّل من الأَلِيَّة: القَسَم.   (1) رواه البخاري 5 / 225 في الصلح، باب هل يشير الإمام بالصلح، ومسلم رقم (1557) في المساقاة، باب استحباب الوضع من الدين. الحديث: 2539 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 456 2540 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «كان فيمَنْ كان قبلَكم تاجر يُدايِنُ الناسَ، فإِن رَأى مُعْسِراً قال لفتيانه: تَجَاوزُوا عنه، لعلَّ الله يتجاوزُ عنَّا، فتجاوَزَ الله عنه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. [ص: 457] وله في روايةٍ: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ رَجُلاً لم يعمل خيراً قَطُّ، كان يُداينُ الناس، فيقول لرسوله: خُذْ ما تَيَسَّرَ، واتْرُكْ ما عَسُرَ، وتجاوَزْ، لعلَّ اللهَ يتجاوزُ عنا، فلما هلك، قال الله له: هل عَمِلْتَ خيراً قط؟ قال: لا، إِلا أنه كان لِي غُلامٌ، وكنت أُدَاين الناسَ، فإذا بعثتُه يتقاضى، قلت له: خذ ما تيسَّرَ، واترك ما عَسُرَ وتجاوزْ، لعل الله يتجاوَزُ عنا. قال الله: قد تجاوزتُ عنك» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 262 في البيوع، باب من أنظر معسراً، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (1562) في المساقاة، باب فضل إنظار المعسر، والنسائي 7 / 318 في البيوع، باب حسن المعاملة والرفق في المطالبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (2/332) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن شاذان. قال: حدثنا إبراهيم ابن سعد. وفي (2/339) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري (3/75) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا يحيى بن حمزة. قال: حدثنا الزبيدي. وفي (4/214) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (5/33) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم ومحمد بن جعفر بن زياد، عن إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي (7/318) قال: أخبرنا هشام بن عمار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا الزبيدي. أربعتهم - إبراهيم بن سعد، وصالح، والزبيدي، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. الحديث: 2540 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 456 2541 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً، أَو وَضَع له، أَظَلَّهُ الله يومَ القيامة تحت ظِلِّ عَرشه، يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلّه» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1306) في البيوع، باب في إنظار المعسر، وصححه الترمذي، وهو كما قال، وهو بمعناه عند مسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/359) . و «الترمذي» (1306) قال حدثنا أبو كريب. كلاهما (أحمد، وأبو كريب) قالا: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 2541 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 457 2542 - (م ت) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «حُوسِبَ رجل ممن كان قبلكم، فلم يُوجَدْ له من الخيرِ شيءٌ، إِلا أَنه كان يخالط الناس، وكان مُوسِراً، فكان يأْمرُ غِلمانَهُ أن يتجاوزوا عن المُعْسر، قال: قال الله عز وجل: نحن أَحَقُّ بذلك منه، [ص: 458] تجاوزوا عنه» . أخرجه مسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1561) في المساقاة، باب فضل إنظار المعسر، والترمذي رقم (1307) في البيوع، باب في إنظار المعسر والرفق به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/120) . و «البخاري» في الأب المفرد (293) قال حدثنا محمد بن سلام، «مسلم» (5/33) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم. والترمذي (1307) قال: حدثنا هناد. سبعتهم - أحمد، ومحمد بن سلام، ويحيى بن يحيى، وأبو بكر، وأبو كريب، وإسحاق، وهناد - عن أبي معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، فذكره. الحديث: 2542 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 457 2543 - (م) أبو قتادة - رضي الله عنه -: «طلب غريماً له، فتوارى عنه، ثم وجده، فقال: إِني مُعْسِر، فقال: آللهِ؟ قال: آللهِ (1) ، قال: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من سَرَّهُ أَن يُنْجِيَهُ الله من كُرَبِ يومِ القيامة فَلْيُنَفِّسْ عن مُعْسِرٍ، أَو يَضَعْ عنه» . أَخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (توارى) : استتر واستخفى عن غريمه.   (1) قال النووي: الأول بهمزة ممدودة على الاستفهام، والثاني بلا مد، والهاء فيهما مكسورة، وهذا هو المشهور، قال القاضي: رويناه بكسرها وفتحها معاً، قال: وأكثر أهل العربية لا يجيزون غير كسرها. (2) رقم (1563) في المساقاة، باب فضل إنظار المعسر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/300) قال: حدثنا يونس وعفان. وفي (5/308) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (195) قال: حدثنا محمد بن الفضل. والدارمي (2592) قال: حدثنا عفان بن مسلم. ثلاثتهم - يونس، وعفان بن مسلم، ومحمد بن الفضل - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. قال: حدثنا أبو جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي فذكره. أخرجه مسلم (5/33) قال: حدثنا أبو الهيثم خالد بن خداش بن عجلان. قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/34) قال: وحدثنيه أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني جرير بن حازم. كلاهما - حماد بن زيد، وجرير بن حازم - عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة. فذكره. الحديث: 2543 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 458 2544 - (م) عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت - رحمه الله -: قال: «خرجت أنا وأبي نطلبُ العِلمَ في هذا الحيِّ من الأنصار قبل أنْ يَهْلِكُوا، فكان أوَّلُ مَن لَقِينا أَبا اليَسَرِ، صاحبَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومعه غلامٌ له، معه ضِمامةُ من صُحُفٍ، وعلى أبي اليَسَرِ بُرْدَةٌ ومَعَافِريٌّ، وعلى غلامه بردة ومَعافريٌّ، فقال له أبي: يا عَمِّ، إني أرَى في وجهك سُفْعَة من غضبٍ؟ قال: [ص: 459] أجل، كان لِي على فلان بن فلان الحَرَامِيِّ مالٌ، فأتيتُ أهلَه، فسلَّمتُ، فقلت: أثَمَّ هو؟ قالوا: لا، فخرج إِلَيَّ ابنٌ له جَفْرٌ، فقلتُ له: أين أَبوك؟ فقال لي: سمع صوتك، فدخل أريكة أُمِّي، فقلت له: اخْرُج فقد علمتُ موضعك، فخرج، فقلت: ما حملك على أَن اختَبَأْتَ مني؟ قال: أنا والله أُحَدِّثُكَ ولا أكذبك، خشيتُ أَن أُحَدِّثَكَ فأكْذِبكَ، وأعِدَك فأُخْلِفَكَ، وكنتَ قد صحبتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكنتُ واللهِ مُعْسِراً، فقلتُ: آللهِ إِنك مُعْسِرٌ؟ قال: آلله» . وفي رواية: «قلت: آلله؟ قال: آلله، قلت: آلله؟ قال: آلله، قلت: آلله، قال: آلله، فأعطيتُه صحيفته، فمحاها بيده، وقلت: إِنْ وجدتَ قضاء فاقضني، وإِلا فأنتَ في حِلٍّ، ثم قال: فَأَشهَدُ بَصَرُ عَينيَّ هاتين - ووضع إصبعيه على عينيه - وسَمْعُ أُذُنَيَّ هاتين، ووعاهُ قلبي هذا - وأشار إلى نياط قلبه - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو يقول: من أَنْظَر مُعسِراً، أو وضع عنه: أظَلَّهُ الله في ظِلِّه، قال عبادة بن الوليد: فقلت: أي عَمِّ، لو أنك أَخذتَ بُردة غلامك وأَعطيته مَعَافِريك، كانت عليك حُلَّةٌ، وعليه حُلة؟ فمسح رأسي، وقال: اللهم بارك فيه، يا ابن أَخي، بَصَرُ عينيَّ هاتين، وسَمْعُ أُذنيَّ هاتين، ووعاه قلبي هذا - وأشار إلى نياط قلبه - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: أطعِموهم مما تأْكلون، وألبسوهم مما تلبسون، فكان أَن أُعطيَه من متاعِ الدنيا أَهونُ عَلَيَّ من أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة، قال: ثم دخلنا على جابر بن عبد الله [ص: 460] في مسجده، وهو يُصلِّي في ثوبٍ واحدٍ مُشْتَمِلاً، فتخطيَّتُ القومَ، حتى جلست بينه وبين القبلة، فقلت له: يرحمك الله، أَتُصَلِّي في ثوب واحد ورداؤك إلى جنبك؟ فقال بيده في صدري هكذا - وفرَّق بين أصابعه وقوَّسها - وقال: أردتُ أن يدخل عليَّ الأحمَقُ مثلك فيراني كيف أَصنع؟ فيصنع مثلَه، ثم أقبل يُحدِّثنا» . وذكر أحاديث ترد في أبوابها، بعضُها في المعجزات، وبعضُها في فضيلة المساجد، وبعضها في الصلاة، وسنشير إليها عند ذكرنا إياها. أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنظر) : الإنظار: التأخير. (ضِمَامة) : المعروف «إضمامة» وجمعها: الأضاميم، وهي الأشياء المضمومة من كتب وغيرها. (معافريّ) : ثوب معافري: منسوب إلى موضع باليمن، يقال له: معافر. (سَفْعَة) : السَّفعة: السواد، وبه سفعة من غضب: إذا كان لونه متغيراً من الغضب. [ص: 461] (جَفْر) : الجفر: الغلام الصغير، مشبه بالجفر من ولد الشاء، وهو ما اتسع جنباه، وقيل: الجَذْع. (أريكة) : الأريكة: السرير من دونه ستر. (نياط قلبه) : النياط: عرق معلق بالقلب. (كانت عليه حلة) : الحلة: ثوبان من جنس واحد، أراد: إذا أخذت المعافري وأعطيته البردة صار عليك معافريان وعليه بردتان، أو بالعكس.   (1) رقم (3006) في الزهد، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/231) قال: حدثنا هارون بن معروف، ومحمد بن عباد. وأبو داود (485، 634، 1532) قال: حدثنا هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ويحيى بن الفضل السجستاني. خمستهم - هارون، وابن عباد، وهشام، وسليمان، والسجستاني - قالوا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره. * أخرجه البخاري في الأدب المفرد (187) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (738) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا حنظلة بن عمرو الزرقي المدني. كلاهما (حاتم، وحنظلة) عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد، فذكره مختصرا على أوله (حديث أبي اليسر) . الحديث: 2544 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 458 2545 - (خ م د س) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «إِنه تقاضى ابنَ أبي حَدْرَد دَيناً كان له عليه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[في المسجد] ، فارتفعت أصواتهما، حتى سمعهما رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في بيته، فخرج إليهما، حتى كشف سِجْفَ حجرته، فنادى، [فقال] : يا كعبُ، قال: قلتُ: لَبَّيك يا رسولَ الله، فأشار بيده: أَنْ ضَع الشَّطْرَ من دَيْنك، قال كعبٌ: قد فعلتُ، يا رسولَ الله، قال: قُم فاقضِه» . أَخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سِجَف) السِّجَف والسِّجاف: الغِطاء.   (1) رواه البخاري 5 / 226 في الصلح، باب هل يشير الإمام بالصلح، وباب الصلح بالدين والعين، وفي المساجد، باب التقاضي والملازمة في المسجد، وباب رفع الصوت في المساجد، وفي الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، وباب الملازمة، ومسلم رقم (1558) في المساقاة، باب استحباب الوضع من الدين، وأبو داود رقم (3595) في الأقضية، باب في الصلح، والنسائي 8 / 244 في القضاة، باب إشارة الحاكم على الخصم بالصلح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/454) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا زمعة، عن الزهري. وفي (3/460) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا عبد الرحمن الأعرج. وفي (6/386) قال: حدثنا سريج وأبو جعفر المدائني. قالا: حدثنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن الزهري. وفي (6/390) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس، عن الزهري. وعبد بن حميد (377) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا يونس، عن الزهري. والدارمي (2590) قال: حدثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس، عن الزهري. والبخاري (1/123، 3/160، 246) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال:حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس، عن الزهري. وفي (1/127) قال: حدثنا أحمد. قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب. وفي (3/161، 244) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز. ومسلم (5/30) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس، عن الزهري. وأبو داود (3595) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. وابن ماجة (2429) قال: حدثنا محمد بن يحيى،ويحيى بن حكيم. قالا: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أنبأنا يونس بن يزيد، عن الزهري. والنسائي (8/239) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أنبأنا يونس، عن الزهري. وفي (8/244) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج. كلاهما - الزهري، وعبد الرحمن الأعرج - عن عبد الله بن كعب بن مالك، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11130) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، أن كعب بن مالك ... مرسل. الحديث: 2545 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 461 2546 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان لرجلٍ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سنٌّ من الإِبل، فجاءه يتقاضاه، فقال: أعطُوهُ، فطلبوا سِنَّهُ، فلم يجدوا إِلا سِنّاً فوقَها، فقال: أعطوه، فقال: أوفَيتني وفَّاكَ الله، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إِن خيرَكم أحسنُكم قضاء» . وفي رواية: « [أنه] أَغلظ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حين استقضاه، وقالوا: لا نَجِدُ له سِنَّهُ، حتى هَمَّ به بعضُ أَصحابه، فقال: دعوه، فإن لصاحب الحقِّ مقالاً، ثم أمر له بأفضلَ من سِنِّه، فقال: أوفيتني، وفَّاكَ الله» أَخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. وللترمذي أيضا مختصراً، قال: «اسْتَقْرَضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سِنّاً، فأعطَى سِنّاً خيراً من سِنِّه، ثم قال: خِيارُكم أَحَاسِنُكم قضاء» . أَخرج النسائي الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سِنٌّ من الإبل) أراد بالسِّنِّ من الإبل أحد أسنانها، إما جَذَعٌ أو ثَنيٌّ أو سَدِيسٌ، أو غير ذلك. (هَمَّ به) هَمَمْتُ بالشيء: عزمتُ على فعله، والمراد: همُّوا أن يُوقِعوا به فعلاً.   (1) رواه البخاري 5 / 42 و 43 في الاستقراض، باب استقراض الإبل، وباب هل يعطي أكبر من سنه، وباب حسن القضاء، وباب لصاحب الحق مقال، وفي الوكالة، باب وكالة الشاهد والغائب جائزة، وباب الوكالة في قضاء الديون، وفي الهبة، باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة، وباب من أهدى له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق، ومسلم رقم (1601) في المساقاة، باب من استسلف شيئاً فقضى خيراً منه " وخيركم أحسنكم قضاء "، والترمذي رقم (1316) و (1317) في البيوع، باب في استقراض البعير، والنسائي 7 / 291 في البيوع، باب استسلاف الحيوان واستقراضه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/377) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا سفيان. وفي (2/393) قال: حدثنا الفضل بن دكين. قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/416) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/431) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/476) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا علي بن صالح. وفي (2/509) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سفيان الثوري. والبخاري (3/130، 153) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/130) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا شعبة. وفي (3/153) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. وفي (3/153) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن سفيان. وفي (3/155) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (3/211) قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة. قال: أخبرني أبي، عن شعبة. وفي (3/211) قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة. قال: أخبرني أبي، عن شعبة. وفي (3/212) قال: حدثنا ابن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (5/54) قال: حدثنا محمد بن بشار بن عثمان العبدي. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا وكيع، عن علي بن صالح. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2423) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قالا: حدثنا شعبة. والترمذي (1316) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا وكيع، عن علي بن صالح. وفي (1317) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا وهب ابن جرير. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (7/291) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/318) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع. قال: حدثني علي بن صالح. ثلاثتهم - سفيان الثوري، وشعبة، وعلي بن صالح - عن سلمة بن كهيل، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 2546 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 462 2547 - (م ط د ت س) أبو رافع - رضي الله عنه -: قال: «استَسلَفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بَكْراً، فجاءته إبل الصدقة، قال أَبو رافع: فأمرني رسولُ الله أن أُعطيَ الرجل بَكره، فقلتُ: ما أَجدُ إِلا جَمَلاً خِياراً رَباعِياً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أعطِهِ إِياه، وإن خِيارَ الناس أحسنُهم قضاء» . أخرجه مسلم، والموطأ، وأبو داود، والترمذي، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بكراً) : البكر: الفتي من الإبل. (رَبَاعِياً) : الرباعي من الإبل: الذي دخل في السنة السابعة، جمل رَبَاع والأنثى رباعية، مخففة.   (1) رواه مسلم رقم (1600) في المساقاة، باب من استسلف شيئاً فقضى خيراً منه، والموطأ 2 / 680 في البيوع، باب ما يجوز من السلف، والترمذي رقم (1318) في البيوع، باب ما جاء في استقراض البعير، وأبو داود رقم (3346) في البيوع، باب حسن القضاء، والنسائي 7 / 65 في البيوع، باب استسلاف الحيوان واستقراضه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (422) وأحمد (6/390) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مالك. والدارمي (2568) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، عن مالك قراءة عليه. ومسلم (5/54) قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح. قال: أخبرنا ابن وهب، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن محمد بن جعفر، وأبو داود (3346) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، وابن ماجة (2285) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا مسلم بن خالد. والترمذي (1318) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (7/291) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الملك. قال: حدثنا مالك. وابن خزيمة (2332) قال: حدثنا علي بن الأزهر بن عبد ربه بن الجارود بن مرداس بن هرمزان مولى عمر بن الخطاب. قال: حدثنا مسلم بن خالد. ثلاثتهم - مالك، ومحمد بن جعفر، ومسلم بن خالد - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 2547 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 463 2548 - (س) العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: قال: «بِعْتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَكْراً، فأَتيتُه أَتقاضاه، فقال: أجَل لا أَقْضِيكَها، إِلا نَجِيبَة، فقضاني، فأحسن قضائي، وجاءه أَعرابِيٌّ يتقاضاه سِنَّه، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَعطُوهُ سِنّاً، فأعطوهُ يومئذ جَمَلاً، فقال: هذا خيرٌ من سِنِّي، فقال: خَيرُكم خيرُكم قضاء» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 291 و 292 في البيوع، باب استسلاف الحيوان واستقراضه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/127) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن ماجة (2286) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي (7/291) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما (عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب) قالا: حدثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت سعيد بن هانىء، فذكره. الحديث: 2548 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 464 2549 - (س) عبد الله بن أبي ربيعة - رضي الله عنه -: قال: «اسْتَقْرَضَ مني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أربعين ألفاً، فجاءه مالٌ، فدفعه إليَّ، وقال: بارك اللهُ في أهلك ومالكَ، إنما جزاء السَّلَفِ الحمدُ والأداءُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 314 في البيوع، باب الاستقراض، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/36) قال: حدثنا وكيع وابن ماجة (4/242) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع والنسائي (7/314) ، وفي عمل اليوم والليلة (372) قال: أخبرني عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان. كلاهما -وكيع، وسفيان - عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2549 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 464 2550 - (س) محمد بن جحش - رضي الله عنه -: قال: «كنا جلوساً عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فرفع رأسه إلى السماء، ثم وضع يده على جبهته، ثم قال: سبحان الله! ماذا نزل من التَّشْديد؟ فسكتْنا وفَزِعْنا، فلما كان من الغَدِ سألته: يا رسول الله، ما هذا التشديد الذي نزل؟ فقال: والذي نفسي بيده، لو أن رجلاً قُتِلَ في سبيل الله، ثم أُحْييَ، ثم قُتِلَ، ثم أُحْييَ، ثم قُتِلَ وعليه دَيْنٌ، ما دخل الجنة حتى يُقضَى عنه دَينُه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 314 و 315 في البيوع، باب التغليظ في الدين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/289) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير، عن العلاء. وفي (5/290) قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا حفص بن ميسرة، عن العلاء. وفيه (5/290) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرني العلاء. وعبد بن حميد (367) قال: أخبرني زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عمن أخبره. والنسائي (7/314) قال: أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل، قال: حدثنا العلاء. كلاهما العلاء بن عبد الرحمن، ومن أخبر زيد بن أبي أنيسة) عن أبي كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش، فذكره. الحديث: 2550 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 464 2551 - (خ س) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: قال: «كنا جلوساً عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إِذْ أُتِيَ بجنازةٍ، فقالوا: صَلِّ عليها، فقال: هل عليه دَيْنٌ؟ قالوا: لا، قال: هل ترك شيئاً؟ قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أُتيَ بجنازةٍ أخرى، فقالوا: يا رسولَ الله، صَلِّ عليها، قال: هل ترك شيئاً؟ قالوا: لا، قال: فهل عليه دَين؟ قالوا: ثلاثةُ دنانير، قال: صَلُّوا على صاحبكم، فقال: أبو قتادة: صلِّ عليه يا رسولَ الله، وعليَّ دَيْنُه، فصلى عليه» . أخرجه البخاري، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 383 في الحوالة، باب إن أحال دين الميت على رجل جاز، وفي الكفالة، باب من تكفل عن ميت ديناً فليس له أن يرجع، والنسائي 7 / 65 في الجنائز، باب الصلاة على من عليه دين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/47) قال: حدثنا حماد بن مسعدة. وفي (4/50) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. والبخاري (3/124) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي (3/126) قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي (4/65) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى. أربعتهم (حماد، ويحيى، والمكي، وأبو عاصم) عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. الحديث: 2551 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 465 2552 - (ت س) أبو قتادة - رضي الله عنه -: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أُتيَ برجلٍ لِيُصَلِّيَ عليه، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: صَلُّوا على صاحِبكم، فإن عليه دَيناً، قال أبو قتادة: هو عَلَيَّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بالوفاءِ؟ قال: بالوفاءِ، فصلَّى عليه» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1069) في الجنائز، باب في الصلاة على المديون، والنسائي 4 / 65 في الجنائز، باب الصلاة على من عليه دين، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن جابر، وسلمة بن الأكوع، وأسماء بنت يزيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/297) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/304) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وعبد بن حميد (190) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. كلاهما (يزيد، ويعلى) عن محمد بن عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. 2- وأخرجه أحمد (5/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/302) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/311) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. وعبد بن حميد (191) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة. والدارمي (2596) قال: أخبرنا سعيد بن عامر وأبو الوليد، عن شعبة. وابن ماجة (2407) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا شعبة. والترمذي (1069) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أخبرنا شعبة. والنسائي (4/65) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة. وفي (7/317) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة. كلاهما (شعبة، وأبو عوانة) عن عثمان بن عبد الله بن موهب. كلاهما - سعيد بن أبي سعيد المقبري، وعثمان بن عبد الله - عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره. الحديث: 2552 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 465 2553 - (د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كان [ص: 466] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يُصَلِّي على رجل مات وعليه دَين، فأُتي بميت، فقال: «أَعليه دَين؟» قالوا: نعم دِيناران، فقال: «صلُّوا على صاحبكم» ، فقال أبو قتادة الأنصاري: هما عَلَيَّ يا رسولَ الله، فصلَّى عليه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما فتح الله على رسوله، قال: «أَنا أولى بكل مؤمن مِنْ نفسه، فمن ترك دَيناً فعليَّ قضاؤُه، ومن ترك مالاً لورثته» . أَخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3343) في البيوع، باب في التشديد في الدين، والنسائي 4 / 65 و 66 في الجنائز، باب الصلاة على من عليه دين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/296) ، وعبد بن حميد (1081) . وأبو داود (2956) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وفي (3343) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني. والنسائي (4/65) قال: أخبرنا نوح بن حبيب القومسي. أربعتهم - أحمد، وعبد بن حميد، ومحمد، ونوح - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 2553 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 465 2554 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُؤتَى بالرجل المتوفَّى، عليه الدَّين، فيسأل: هل ترك لدَينه قضاء؟ فإنْ حُدِّثَ أنه ترك وفاء صلَّى، وإلا قال للمسلمين: صلُّوا على صاحبكم. [قال] : فلما فتح الله على رسوله كان يصلي، ولا يسأل عن الدَّين، وكان يقول: أَنا أولى بالمؤمنين من أنفُسهم، فمن تُوُفِّيَ من المؤمنين فَتَرَكَ دَيناً، أو كَلاًّ أَو ضَياعاً فعليَّ وإِليَّ، ومن ترك مالاً فلورثته» . أَخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي (1) . [ص: 467] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كَلاًّ) : الكَلُّ: العيال والثقل (2) . (ضياعاً) : الضَّياع - بفتح الضاد - العيال.   (1) رواه البخاري 9 / 451 في النفقات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك كلاً أو ضياعاً، وفي الكفالة، باب الدين، وفي الاستقراض، باب الصلاة على من ترك ديناً، وفي تفسير سورة الأحزاب في فاتحتها، وفي الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك مالاً فلأهله، وباب ابني عم أحدهما أخ للأم، وباب ميراث الأسير، ومسلم رقم (1619) في الفرائض، باب من ترك مالاً فلورثته، والترمذي رقم (1070) في الجنائز، باب في الصلاة على المديون، والنسائي 4 / 66 في الجنائز، باب الصلاة على من عليه دين. (2) في الأصل: الثقال، والتصحيح من كتب اللغة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/287) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي (2/450) قال: حدثنا يزيد. والترمذي (2090) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي. قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم-ابن بشر، ويزيد، ويحيى بن سعيد - عن محمد بن عمرو. 2- وأخرجه أحمد (2/290) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (2/453) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثنا عقيل والبخاري (3/128، 7/86) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال ك حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (8/187) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. ومسلم (5/62) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا أبو صفوان الأموي، عن يونس الأيلي. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا بن أخي ابن شهاب (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وابن ماجة (2415) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال: حدثنا عبد الله ابن وهب. قال: أخبرني يونس والترمذي (1070) قال: حدثني أبو الفضل مكتوم بن العباس الترمذي. قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل والنسائي (4/66) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أنبأنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس وابن أبي ذئب. أربعتهم- ابن أبي ذئب، وعقيل، ويونس، وابن أخي ابن شهاب- عن ابن شهاب. كلاهما - محمد بن عمرو، وابن شهاب- عن أبي سلمة، فذكره. * رواية محمد بن عمرو مختصرة على: «من ترك مالا فلأهله، ومن ترك ضياعا فإلي» . الحديث: 2554 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 466 2555 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كان لي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- دَين، فقضاني وزادني» أَخرجه أبو داود. وهو طرف من حديث جابر في الجمل. وقد أَخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود بطوله من طُرُقِهِ، وهو مذكورٌ في «كتاب البيع» من حرف «الباء» ولم نُعْلِم عليه ها هنا إِلا علامة أَبي داود لِقِصَرِ ما أَخرج منه ها هنا (1) .   (1) رقم (3347) في البيوع، باب في حسن القضاء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في البيوع. الحديث: 2555 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 467 ترجمة الأبواب التي أَوَّلها دال ولم تَرِد في حرف الدال (الدُّهْنُ) في كتاب الزِّينة، من حرف الزاي. (الدفن) في كتاب الموت، من حرف الميم. (دلائل النُّبوَّة) في كتاب النبوة، من حرف النون. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 468 بسم الله الرحمن الرحيم حرف الذال ويشتمل على ثلاثة كتب كتاب الذِّكْر، كتاب الذَّبائح، كتاب ذم الدنيا الكتاب الأول: في الذكر 2556 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِن لله ملائكة يطوفون في الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أهل الذِّكْر، فإذا وجدوا قوماً يَذْكُرُنَ الله تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلى حاجتكم، فَيَحَفُّونَهُمْ بأَجنحتهم إِلى السماءِ الدنيا. قال: فيسأَلُهم ربُّهم - وهو أَعلم بهم-: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يُسَبِّحُونَكَ ويُكَبِّرُونَكَ، ويَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ. قال: فيقول: هل رأَوْني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رَأوْك، قال: فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأَوْك كانوا أشَدَّ لك عبادة، وأشدَّ لك تمجيداً، [ص: 470] وأكثرَ لك تسبيحاً. قال: فيقول: فما يسألون؟ قال: يقولون: يسأَلونك الجنَّةَ. قال: فيقول: وهل رأَوْها؟ قال: يقولون: لا والله يا ربِّ ما رَأوْها، [قال] : يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو أنَّهُمْ رَأوها كانُوا أَشدَّ عليها حِرْصاً، وأَشدَّ لها طلباً، وأعظمَ فيها رَغْبَة، قال: فَمِمَّ يَتَعَوّذُونَ؟ قال: يتعوَّذون من النار. قال: فيقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله ما رَأَوها، قال: فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأَوها كانوا أشدَّ منها فِرَاراً، وأشد منها مَخَافَة. قال: فيقول: أُشْهِدُكم أَنِّي قد غفرتُ لهم. قال: يقول مَلَكٌ من الملائكة: فيهم فلان، ليس منهم، إنما جاءَ لحاجةٍ. قال: هم الجُلَسَاءُ لا يَشْقَى جَلِيسُهم» . هذه رواية البخاري. ورواية مسلم قال: «إِن لله تَبارك وتعالى ملائكة سَيَّارَة فُضُلاً يبتغونَ مَجالس الذِّكر، فإذا وجدوا مَجْلِساً فيه ذِكْرٌ قعدوا معهم، وحَفَّ بعضهم بعضاً بأجنحتهم، حتى يملؤُوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرَّقُوا عَرَجوا وصَعِدوا إِلى السماء، قال: فيسألُهم الله عز وجل - وهو أعلم - من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادٍ لك في الأرض، يُسَبِّحُونَكَ ويُكَبِّرُونَكَ، ويهلِّلونك، ويَحْمَدُونَكَ، ويَسألونك. قال: فماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونكَ جَنتَّك، قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا، يا ربِّ، قال: وكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك. قال: ومما يستجيروني؟ قالوا: من نارك [ص: 471] يا رب. قال: وهل رَأَوْا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوْا ناري؟ قالوا: [و] يستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرتُ لهم، وأعطيتُهم ما سألوا، وأجَرْتهم مما استجاروا. قال: يقولون: رَبَنا، فيهم فلان، عبدٌ خَطَّاءٌ، إِنما مَرَّ فجلس معهم، قال: فيقول: وله غَفَرْتُ، هُمُ القوم لا يَشْقَى [بهم] جَليسُهم» . وأخرجه الترمذي نحو رواية مسلم عن أبي هريرة، أَو أبي سعيد الخدري - بالشَّكِّ- وفي ألفاظه تغيير، وتقديم وتأخير (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هلموا) : هلم: تعال، وهلموا: تعالوا، ومنهم من يقولها للواحد والاثنين والجمع: هلم، فلا يُثنِّي ولا يجمع. (فيحفُّونهم) : أي: يطوفون بهم، ويدورون حولهم من جوانبهم. (يمجدونك) : التمجيد: التعظيم، والمجيد: الشريف العظيم. (فُضُلاً) : أي: زيادة فاضلاً عن الملائكة المرتبين مع الخلائق. (عرجوا) : عرج يعرج: إذا صعد إلى فوق. (يستجيرونك) : الاستجارة: طلب الجوار، والإجارة: الحماية والدفاع والمنعة عن الإنسان.   (1) رواه البخاري 11 / 177 و 178 و 179 في الدعوات، باب فضل ذكر الله عز وجل، ومسلم رقم (2689) في الذكر والدعاء، باب فضل مجالس الذكر، والترمذي رقم (3595) في الدعوات، باب رقم (140) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/251) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (2/252 و 382) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح. وفي (2/358) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال: حدثنا زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح. وفي (2/359) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: حدثنا سهيل. والبخاري (8/107) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. ومسلم (8/68) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل. والترمذي (3600) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. كلاهما - الأعمش، وسهيل -عن أبي صالح ذكوان، فذكره. * أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن ذكوان، عن أبي هريرة، ولم يرفعه، نحوه. (*) في رواية أبي معاوية، عن الأعمش، «عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد» هو شك، يعني الأعمش. الحديث: 2556 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 469 2557 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قعد مَقْعَداً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله تِرَةٌ، ومن اضطَجَع مَضْجَعاً لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله تِرَةٌ، وما مشى أَحَدٌ مَمْشى لا يذكر الله فيه إِلا كانت عليه من اللهِ تِرةٌ» . هذه رواية أبي داود (1) . ورواية الترمذي قال: «ما جلس قومٌ مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يُصَلُّوا على نبيِّهم، إِلا كان عليهم تِرة، فإن شاء عَذَّبهم، وإِن شاء غفر لهم» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ترة) : أصل الترة: النقص، ومعناها هاهنا: التبعة، يقال: وترت الرجل ترة على وزن وعدته عِدَة.   (1) رواه أبو داود رقم (4856) في الأدب، باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله، ورقم (5059) في الأدب، باب ما يقال عند النوم دون الجملة الأخيرة " وما مشى أحد ... الخ "، وإسناده حسن، وهذه الزيادة الأخيرة عند ابن حبان رقم (2321) موارد، وإسنادها حسن. (2) رواه الترمذي رقم (3377) في الدعوات، باب القوم يجلسون ولا يذكرون الله، وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد، والحاكم، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "، وابن السني في " عمل اليوم والليلة "، وغيرهم، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/432) قال: حدثنا يحيى، (ح) وحدثناه روح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (405) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (406) قال: أخبرنا عمرو ابن علي. قال: حدثنا يحيى. وفي (817) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: أخبرنا أبو مصعب، أن محمد بن إبراهيم بن دينار حدثه، وفي «تحفة الأشراف» (10/14856) عن عباس العنبري، عن عثمان بن عمر. خمستهم - يحيى بن سعيد، وروح بن عبادة، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن إبراهيم، وعثمان بن عمر - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن إسحاق، فذكره. (*) في رواية أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد: «عن إسحاق» ولم ينسبه، وفي رواية روح: «عن إسحاق مولى عبد الله بن الحارث» وفي رواية عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد: «عن إسحاق مولى الحارث» وفي رواية عبد الله بن المبارك ومحمد بن إبراهيم. «عن أبي إسحاق مولى عبد الله بن الحارث» . * أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (407) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا قاسم، عن ابن أبي ذئب، عن إسحاق، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه «سعيد بن أبي سعيد المقبري» . * وأخرجه الحميدي (1158) قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4856) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. وفي (5059) قال: حدثنا حامد بن يحيى. قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (404 و 818) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. ثلاثتهم - سفيان، والليث، وأبو عاصم - عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه «إسحاق، أو أبو إسحاق مولى عبد الله بن الحارث» . - ورواية الترمذي أخرجها أحمد (2/446 و 481) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/453) قال: حدثنا حجاج. وحدثنا يزيد. قالا: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (2/484) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، (ح) وحدثنا مؤمل. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/495) قال: حدثنا حجاج. قال: قال ابن جريج: أخبرني زياد بن سعد. والترمذي (3380) قال: ثنا محمد بن بشار. قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: ثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان، وابن أبي ذئب، وزياد بن سعد - عن صالح مولى التوأمة، فذكره. الحديث: 2557 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 472 2558 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من قوم يقومون من مَجلس لا يَذكرونَ اللهَ فيه إِلا قاموا [عن] مثلِ جيفة حمارٍ، وكان عليهم حَسْرَة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4855) في الأدب، باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله، ورواه أيضاً ابن السني في " عمل اليوم والليلة "، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/389) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/515) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا حماد. وفي (2/527) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. وأبو داود (4855) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (408) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: أخبرنا أبو مصعب، أن ابن أبي حازم حدثه. (ح) وحدثنا يعقوب بن الدورقي. قال: حدثنا ابن أبي حازم. أربعتهم - وهيب، وحماد بن سلمة، وإسماعيل بن زكريا، وعبد العزيز بن أبي حازم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2558 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 472 2559 - (م ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «خرج معاويةُ على حَلْقَةٍ في المسجد، فقال: ما أجلسَكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آللهِ ما أجلسكم إِلا ذلك؟ قالوا: آللهِ ما أجلسنا غيره، قال: أَما إِني لم أستحْلِفْكم تُهْمَة لكم، وما كان أَحد بمنزلتي من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَقلَّ عنه حديثاً مني، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خرج على حَلْقَةٍ من أصحابه، فقال: ما أَجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمَدُهُ على ما هدانا للإِسلام، ومَنَّ به علينا، قال: آللهِ ما أَجلسكم إِلا ذلك؟ قالوا: آللهِ ما أجلسنا إِلا ذلك، قال: أما إني لم أستحلفْكم تُهمة لكم، ولكنه أَتاني جبريل، فأخبرني أن الله - عز وجل - يُباهي بكم الملائكة» . أَخرجه مسلم، والترمذي. وَأَخرج النسائي المسند منه فقط (1) . وزاد رزين قال: ثم حدَّثَنا، قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، ويذكرون الله تعالى، إِلا تنزَّلت عليهم السَّكينةُ، وغشيتهم الرحمةُ، وحفَّتْهم الملائكةُ، وذكرهم الله فيمن عندَه» . [ص: 474] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حلقة) : الحلقة بسكون اللام: الشيء المستدير، كحلقة الخاتم، ونحوها، والمراد بها: الجماعة من الناس يكونون كذلك. (السكينة) : فعيلة، من السكون والطمأنينة.   (1) رواه مسلم رقم (2701) في الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، والترمذي رقم (3376) في الدعوات، باب القوم يجلسون فيذكرون الله ما لهم من الفضل، والنسائي 8 / 249 في القضاة، باب كيف يستحلف الحاكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/92) قال: حدثنا علي بن بحر. ومسلم (8/72) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (3379) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي (8/249) قال: أخبرنا سوار بن عبد الله. أربعتهم - علي بن بحر، وأبو بكر، وابن بشار، وسوار - قالوا: حدثنا مرحوم بن عبد العزيز، عن أبي نعامة السعدي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأبو نعامة السعدي اسمه عمرو بن عيسى. وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن ملّ. الحديث: 2559 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 473 2560 - (م ت) الأغر أبو مسلم - رحمه الله -: قال: أشهدُ على أبي هريرة، وأبي سعيد: أَنهما شهدا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَنه قال: «لا يَقْعُدُ قومٌ يذكرون الله [عزَّ وجلَّ] إِلا حَفَّتْهُم الملائكةُ، وغشيتهم الرحمةُ، ونزلت عليهم السكينةُ، وذكرهم الله فيمن عنده» . أخرجه مسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2700) في الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، والترمذي رقم (3375) في الدعوات، باب القوم يجلسون فيذكرون الله ما لهم من الفضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/33) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وفي (3/49) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (3/92) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/94) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، وعبد بن حميد (861) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (8/72) قال: حدثا محمد بن المثنى، وابن بشار،قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (1972) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم. عن عمار بن رزيق، والترمذي (3378) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (3380) مكرر قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. خمستهم - إسرائيل، وسفيان، وشعبة، ومعمر، وعمار - عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، فذكره. (*) لم يذكر المزي في «تحفة الأشراف» (3964) حديث يوسف بن يعقوب، عن حفص بن عمر «عند الترمذي» وتعقبه ابن حجر في «النكت الظراف» فساقه، وفي نسختنا المطبوعة من «سنن الترمذي» وقع سند يوسف بن يعقوب هذا بطريق الخطأ، إذ جاء عقب حديث صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة «سنن الترمذي» (3380) وصوابه أن يأتي عقب الحديث رقم (3378) من «سنن الترمذي» . الحديث: 2560 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 474 2561 - (ت) عبد الله بن بسر - رضي الله عنه -: «أَن رجلاً قال: يا رسول الله، إِن أبوابَ الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكُلِّها، فأخبرْني بشيءٍ أتَشَبَّثُ به، ولا تُكْثِرْ عليَّ فأنْسى - وفي رواية: إِن شرائع الإِسلام قد كَثُرَت، وأنا قد كَبِرْتُ، فأخبرني بشيءٍ أتشبَّث به، ولا تُكثِر عليَّ فأْنسى - قال: لا يَزَالُ لسانُكَ رَطْباً بذِكر الله تعالى» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3372) في الدعوات، باب فضل الذكر، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (4/188) قال: ثنا علي بن عياش، قال: ثنا حسان بن نوح. 2 - وأخرجه أحمد (4/190) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وعبد بن حميد (509) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن حباب. وابن ماجة (3793) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا زيد بن الحباب، والترمذي (2329 و 3375) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا زيد بن حباب. كلاهما - عبد الرحمن، وزيد - عن معاوية بن صالح. كلاهما - حسان، ومعاوية - عن عمرو بن قيس، فذكره. وقال الترمذي:هذا حديث غريب من هذا الوجه. واللفظ عند ابن ماجة والترمذي (3375) . الحديث: 2561 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 474 2562 - [ (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -:] «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ: أيُّ العباد أفضلُ وأرفَعُ درجة عند اللهِ يوم القيامة؟ قال: الذَّاكِرُون الله كثيراً، قيل: يا رسولَ الله، ومَنِ الغازي في سبيل اللهِ؟ قال: لو ضَرَبَ بسيفه [في الكفار والمشركين] حتى يَنكَسِرَ ويَختضِبَ دماً، فإن الذَّاكِرَ للهِ أَفضلُ منه درجة» . أخرجه الترمذي (1) . وفي رواية ذكرها رزين قال: «سئل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ العبادة أفضلُ وأرفَعُ درجة عند الله يوم القيامة؟ . قال: ذِكْرُ اللهِ تعالى» .   (1) رقم (3373) في الدعوات، باب رقم (5) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 75 من حديث دراج بن سمعان أبي السمح عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو العتواري عن أبي سعيد الخدري، وحديث دراج عن أبي الهيثم ضعيف، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث دراج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/75) قال: حدثنا حسن. والترمذي (3376) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما (حسن، وقتيبة) قالا: حدثنا ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث دراج. قلت: قال العلماء إن أحاديث دراج عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري فيها ضعف. الحديث: 2562 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 475 2563 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَثَلُ البَيْتِ الذي يُذكَرُ اللهُ فيه، والبيت الذي لا يذكرُ الله فيه: مَثَلُ الحيِّ والميِّت» . كذا عند مسلم، وعند البخاري: «مَثل الذي يذكر ربَّه، والذي لا يذكر ربه: مَثلُ الحيِّ والميت» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 175 و 176 في الدعوات، باب فضل ذكر الله عز وجل، ومسلم رقم (779) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/107) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (2/188) قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري، ومحمد بن العلاء. كلاهما - محمد بن العلاء، وعبد الله بن براد - قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 2563 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 475 2564 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يسير في طريق مكةَ، فمرَّ على جَبل يقال له: جُمْدَانَ، فقال: سِيروا، [ص: 476] هذا جُمْدانُ، سَبَق المُفَرِّدُونَ. قالوا: وما المفَرِّدُونَ يا رسول الله؟ قال: الذَّاكرونَ الله كثيراً [والذاكراتِ] » . هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي: «قالوا: يا رسول الله، وما المفرِّدون؟ قال: المستَهترُون بذكر الله، يَضَع الذِّكرُ عنهم أثقَالَهُمْ، فيأتون الله يومَ القيامة خِفَافاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُفَرِّدون) : فَرَدَ الرجل في رأيه وأفرد وفَرَّدَ واستفرد: كله بمعنى، أي: استقل به، وتخلى بتدبيره، والمراد به: الذين تفردوا بذكر الله تعالى، وقيل: هم الذين هلك أترابهم من الناس، وذهب القرن الذي كانوا فيه، وبقوا بعدهم، فهم يذكرون الله تعالى. (المستهترون) : المستهتر بالشيء: المولع به، المواظب عليه عن حب ورغبة فيه.   (1) رواه مسلم رقم (2676) في الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله تعالى، والترمذي رقم (3590) في الدعوات، باب سبق المفردون. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/411) قال: ثنا عفان. قال: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. ومسلم (8/63) قال: ثنا أمية بن بسطام العيش. قال: ثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: ثنا روح بن القاسم. كلاهما - عبد الرحمن، وروح- عن العلاء، عن أبيه، فذكره. ورواية الترمذي أخرجها الترمذي (5396) قال: ثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: نا أبو معاوية، عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 2564 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 475 2565 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يقول الله تعالى: أَنا عند ظَنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإِن ذكرني في مَلأٍ ذكرتُه في مَلأٍ خيرٍ منه، وإن تَقَرَّبَ [ص: 477] إِليَّ شِبْراً تَقَرَّبتُ إِليه ذِراعاً، وإن تقرَّب إِليَّ ذِرَاعاً اقْتَرَبتُ إِليه باعاً، وإِن أَتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلَة» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الملأ) : أشراف الناس، ورؤساؤهم الذين يرجعون إلى أقوالهم. (تقربت إليه ذراعاً) : المراد بقرب العبد من الله: القرب بالذكر والعمل الصالح، لا قرب الذات والمكان، فإن ذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس، والمراد بقرب الله من العبد: قرب نعمه وألطافه به، وبره وإحسانه إليه، وفيض مواهبه عليه، وترادف مننه عنده (2) .   (1) رواه البخاري 13 / 428 في التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، ومسلم رقم (2675) في الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله تعالى، والترمذي رقم (3598) في الدعوات، باب حسن الظن بالله. (2) وعند السلف: نمره على ظاهره، ونؤمن به على ما يليق بعظمة الله، " كالمجيء والنزول " ونحوهما، وربنا {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/251) قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير. قالا: حدثنا الأعمش. وفي (2/413) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد. قال: حدثنا سليمان الأعمش. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. وفي (2/516 و 517 و 534) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا زهير بن محمد. قال: حدثنا زيد بن أسلم. وفي (2/524) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا زهير، عن زيد بن أسلم. والبخاري (9/147) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. وفي «خلق أفعال العباد» (55) قال: حدثنا يحيى بن بشر. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا زهير بن محمد. قال: حدثنا زيد بن أسلم. ومسلم (8/62) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (8/63 و 67) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (8/91) قال: حدثني سويد بن سعيد. قال: حدثنا حفص بن ميسرة. قال: حدثني زيد بن أسلم. وابن ماجة (3822) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (3603) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير، وأبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي في «الكبرى / الورقة 101 - ب» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. كلاهما - سليمان الأعمش، وزيد بن أسلم - عن أبي صالح ذكوان، فذكره. (*) صرح الأعمش بالتحديث في رواية عبد الواحد بن زياد، وصرح بالسماع في رواية حفص بن غياث. الحديث: 2565 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 476 2566 - (ت) عمارة بن زعكرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله تعالى: إِن عبدي كُلَّ عَبدي الذي يَذكُرُني وهو مُلاقٍ قِرْنَهُ» . يعني عند القتال. أَخرجه الترمذي (1) . [ص: 478] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قرنه) : القرن: النظير في القتال.   (1) رقم (3575) في الدعوات، باب من أدعية الإجابة، وإسناده ضعيف، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3580) قال: حدثنا أبو الوليد الدمشقي أحمد بن عبد الرحمن بن بكار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عفير بن معدان، أنه سمع أبا دوس اليحصبي، يحدث عن ابن عائذ اليحصبي، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ليس إسناده بالقوي. الحديث: 2566 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 477 2567 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «إِذا مَرَرتُم بِرياضِ الجنَّة فَارتَعُوا، قالوا: وما رِياضُ الجنة؟ قال: حَلَقُ الذِّكرِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3505) في الدعوات، باب رقم (87) ، وهو حديث حسن بطرقه وشواهده، وانظر التلعيق على الحديث رقم (2425) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/150) والترمذي (3510) قال: ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث. كلاهما - أحمد، وعبد الوارث- قالا: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا محمد بن ثابت البناني، قال: ثني أبي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، من حديث ثابت، عن أنس. الحديث: 2567 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478 2568 - (م ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرُ الله - عزَّ وجلَّ - على كلِّ أحيَانه» أَخرجه مسلم، وأَبو داود، والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (373) في الحيض، باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها، وأبو داود رقم (18) في الطهارة، باب في الرجل يذكر الله على غير طهر، والترمذي رقم (3381) في الدعوات، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/70 و 153) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. وفي (6/278) قال: حدثنا الوليد. ومسلم (1/194) قال: حدثنا أبو كريب محمد ابن العلاء وإبراهيم بن موسى. قالا: حدثنا ابن أبي زائدة. وأبو داود (18) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. وابن ماجة (302) قال: حدثنا سويد بن سعيد. قال: حدثنا يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة. والترمذي (3384) قال: حدثنا أبو كريب ومحمد بن عبيد المحاربي. قالا: حدثنا يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة. وابن خزيمة (207) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني وعلي بن مسلم. قالا: حدثنا ابن أبي زائدة. كلاهما (يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والوليد بن القاسم) عن زكريا بن أبي زائدة، عن خالد بن سلمة المخزومي، عن البهي، عن عروة، فذكره. الحديث: 2568 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478 2569 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ أوى إِلى فِرَاشِهِ طاهراً يَذكُرُ الله حتى يُدْرِكَهُ النعاسُ لم يَنْقَلِبْ ساعة من الليل يسأل الله من خيْرِ الدنيا والآخرة إِلا أعطاه الله إِيَّاهُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3525) في الدعوات، باب رقم (100) ، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو صدوق لكن كثير الإرسال والأوهام كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وقد حسنه الترمذي، وذكره الحافظ في " تخريج الأذكار " من حديث معاذ بن جبل أيضاً وحسنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3526) قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقد روى هذا [الحديث] سفيان عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية،عن عمرو بن عبسة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 2569 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478 2570 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بعثَ بَعْثاً قِبَلَ نَجْدٍ، فَغَنِمُوا غنائمَ كثيرَة، وأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فقال رجل ممن لم يخرج: ما رأينا بَعْثاً أسرعَ رَجعة، ولا أفضل غَنِيمَة من هذا البعثِ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ألا أَدُلُّكم على قوم أفضلَ غنيمة، وأسرعَ رجعة؟ قومٌ شَهِدوا صلاة الصُّبح، ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت الشمس، فأولئك أسرعُ رجعة، وأفضلُ غنيمة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3556) في الدعوات، باب رقم (120) من حديث عبد الله بن نافع الصايغ عن حماد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، عبد الله ابن نافع الصايغ في حفظه لين، وحماد بن أبي حميد، ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب "، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد، هو محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وهو ضعيف في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (3561) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن نافع ابن الصائغ قراءة عليه، عن حماد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وحماد بن أبي حميد هو أبو إبراهيم الأنصاري المزني، وهو محمد بن أبي حميد المدني، وهو ضعيف في الحديث. تحرف «زيد بن أسلم» في المطبوع إلى: يزيد بن سليم انظر: تحفة الأشراف (8/10400) والعجيب أنه لا يوجد في رواة الكتب الستة من اسمه «يزيد بن سليم» . الحديث: 2570 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 479 2571 - () مالك بن أنس - رحمه الله-: قال: بلغني أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «ذَاكرُ الله في الغافلين كالمُقَاتِل خَلْفَ الفَّارِّينَ، وذاكِرُ الله في الغافلين كغُصْنٍ أخضرَ في شجرٍ يابِسٍ - وفي رواية: مَثَلُ الشجرة الخضراء في وسط الشجر- وذاكر الله في الغَافلينَ مثل مِصْبَاحٍ في بَيْتٍ مُظْلِمٍ، وذاكر الله في الغافلين يُريهِ اللهُ مَقْعَدَهُ من الجنَّة وهو حَيٌّ، وذاكِرُ الله في الغافلين يُغْفَرُ له بِعَدَدِ كلِّ فَصيحٍ وأعجم. والفصيحُ: بنو آدم، والأعجمُ: البهائم» . أخرجه ... (1) . [ص: 480] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفارين) : الفار [المنهزم، والمراد به:] المنهزم من الجهاد. (مقعده) : المقعد: الموضع الذي يقعد فيه. والمراد به: موضعه من الجنة الذي يخصه.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه الموطأ، وليس هو في نسخ [ص: 480] الموطأ المطبوعة، ولعله في بعض نسخ الموطأ التي ليست بين أيدينا، وقد ذكر الحديث الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 6 في الترغيب في ذكر الله تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة عن مالك بلاغاً، ثم قال في آخره: ذكره رزين، ولم أره في شيء من نسخ الموطأ، إنما رواه البيهقي في " الشعب " عن عباد بن كثير - وفيه خلاف - عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره بنحوه، ورواه أيضاً عن [[العلاء]] بن كثير عن محمد ابن جحادة عن سلمة بن كهيل عن ابن عمر، وزاد فيه: وذاكر الله في الغافلين ينظر الله إليه نظرة لا يعذبه بعدها أبداً، وذاكر الله في السوق له بكل شعرة نور يوم القيامة، قال البيهقي: هكذا وجدته، ليس بين سلمة وبين ابن عمر أحد، وهو منقطع الاسناد غير قوي، ورواه أبو نعيم الأصبهاني في " حلية الأولياء " 6 / 181، وقال المناوي في " فيض القدير ": وكذا البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر، وقال: قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف، أي: وذلك لأن فيه عمران بن مسلم القصير، قال في " الميزان ": قال البخاري: منكر الحديث، ثم أورد له هذا الخبر، وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " عن ابن مسعود مرفوعاً مختصراً بلفظ: " ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين "، وقال: رواه البزار والطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بإسناد لا بأس به. الحديث: 2571 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 479 2572 - (ط) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: «ما عَمِلَ العبدُ عملاً أنجى له من عذاب الله من ذِكر الله» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) معلقاً 1 / 211 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، فقال: قال زياد بن أبي زياد: وقال أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل ... الخ. ورواه الترمذي تعليقاً على الحديث رقم (3374) في الدعوات، باب رقم (6) ، قال: قال معاذ ... الخ. ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3790) في الأدب، باب فضل ذكر الله مثل الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه مالك «الموطأ» (493) تعليقا عن زياد بن أبي زياد، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : وهذا قد رواه أحمد، وابن عبد البر، والبيهقي من طرق عن معاذ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 2572 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 480 الكتاب الثاني: في الذبائح ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في آداب الذبح ومنهياته 2573 - (م ت د س) شداد بن أوس - رضي الله عنه -: قال: «ثِنتان حَفِظْتُهُما عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إِنَّ اللهَ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ، فَإِذا قَتلتُم فأحسِنُوا القِتلة، وَإِذا ذَبحتُم فأحْسِنُوا الذَّبحَ، وليُحدَّ أحدُكم شَفرَته، ولْيُرِحْ ذبيحَته» . أَخرجه مسلم، والترمذي، وأَبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القِتلة) : بكسر القاف: الحالة، وبفتحها: المرة الواحدة من القتل، وهي مصدر.   (1) رواه مسلم رقم (1955) في الصيد، باب الأمر بإحسان الذبح والقتل، والترمذي رقم (1409) في الديات، باب النهي عن المثلة، وأبو داود رقم (2815) في الأضاحي، باب النهي أن تصبر البهائم والرفق بالذبيحة، والنسائي 7 / 227 في الضحايا، باب الأمر بإحداد الشفرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/123) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/124) قال: حدثنا هشيم. وفي (4/125) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي. ـ (1976) قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان. ومسلم (6/72) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، قال: حدثنا هشيم (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي (ح) وحدثنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن منصور. وأبو داود (2815) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (3170) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (1409) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (7/227) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (7/229) قال: أخبرنا الحسين بن حريث أبو عمار، قال: أنبأنا جرير، عن منصور. وفي (7/230) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع (ح) وأنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (4817) عن أحمد بن سليمان، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن منصور. سبعتهم- إسماعيل بن علية، وهشيم، وشعبة، وسفيان، وعبد الوهاب الثقفي، ومنصور، ويزيد بن زريع - عن خالد الحذاء. 2 - وأخرجه أحمد (4/123) . والنسائي (7/229) قال: أخبرنا محمد بن رافع. كلاهما (أحمد، ومحمد بن رافع) قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. كلاهما - خالد الحذاء، وأيوب - عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، فذكره. * وأخرجه النسائي (7/229) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أنبأنا إسرائيل، عن منصور، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي الأشعث، فذكره. زاد فيه: «عن أبي أسماء الرحبي» . الحديث: 2573 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 481 2574 - (د) عبد الله بن عباس، وأبو هريرة- رضي الله عنهم -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن شَريطَةِ الشيطان» . زاد ابن عيسى: «هي الذَّبيحةُ يُقطَعُ منها الجلدُ، ولا تُفْرَى الأوداجُ، ثُمَّ تُتْرَكُ حتى تموتَ» . أَخرجه أَبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شريطة الشيطان) : الشريطة: الناقة ونحوها التي شرطت، أي أثر في حلقها أثر يسير كشرطة الحجام، من غير قطع الأوداج، ولا إجراء الدم، وكان هذا من فعل الجاهلية، يقطعون شيئاً يسيراً من حلقها، فيكون ذلك تزكيتها عندهم، وإنما أضافها إلى الشيطان، كأن الشيطان حملهم على ذلك، وحسَّن هذا الفعل عندهم. (تُفْرى الأوداج) : الفري: القطع، والأوداج: جمع وَدَج، وهو عرق العنق، وهما ودجان في جانبي العنق.   (1) رقم (2826) في الأضاحي، باب المبالغة في الذبح، وفي سنده عمرو بن عبد الله الأسوار اليمامي، يقال له: عمرو بن برق، وهو صدوق فيه لين، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (1/289) (2618) قال: حدثنا عتاب. وأبو داود (2826) قال: حدثنا هناد بن السري، والحسن بن عيسى مولى ابن المبارك. ثلاثتهم -عتاب، وهناد، والحسن - عن عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا معمر، عن عمرو بن عبد الله، عن عكرمة، فذكره. (*) لم يذكر هناد بن السري أبا هريرة. قلت: فيه عمرو بن عبد الله، قال عنه الحافظ في «التهذيب» قال: عثمان الدارمي عن ابن معين ليس بالقوي، وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: «زعم هشام القاضي أنه ليس بثقة» ،وقال ابن عدي: حديثه لا يتابع عليه الثقات. وذكره ابن حبان في الثقات. الحديث: 2574 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 482 2575 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال «مَن نَسيَ التسمية فلا بأس، ومن تعمَّدَ فلا يُؤكلُ» . أَخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه. الحديث: 2575 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 482 2576 - (س) عبد الله بن عمرو (1) - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِن إِنسان يَقْتُلُ عُصْفُوراً فما فوقها بغير حَقٍّ إِلا سَألَهُ اللهُ عز وجل عَنها، قيل: يا رسولَ الله، وما حَقُّها؟ قال: يَذْبَحُها فيأكُلُهَا، ولا يَقْطع رأسها ويَرمِي بِهَا» . أخرجه النسائي (2) .   (1) في الأصل والمطبوع: عبد الله بن عمر، وهو خطأ، والتصويب من النسائي ومسند أحمد وكتب الرجال. (2) 7 / 239 في الصيد، باب إباحة أكل العصافير، ورواه أيضاً أحمد والدارمي، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الحميدي (587) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/166) (6550) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/166) (6551) قال: حدثنا حسن، وعفان، قالا: حدثنا عماد بن سلمة. وفي (2/197) (6861) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/210) (6960) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1984) قال: حدثنا إسماعيل أبو معمر بن إبراهيم، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/206) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سفيان. وفي (7/239) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وحماد بن سلمة - عن عمرو بن دينار، عن صهيب مولى ابن عامر، فذكره. (*) في رواية الحميدي: اسمه: صهيب مولى عبيد الله بن عامر. قال الحميدي: فقيل لسفيان: فإن حماد بن زيد يقول فيه: أخبرني عمرو، عن صهيب الحذاء، فقال سفيان: ما سمعت عمرا قال قط صهيب الحذاء، ما قال إلا صهيب مولى عبيد الله بن عامر. قلت: فيه صهيب مولى ابن عامر، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 2576 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 483 2577 - (ت د) أبو واقد الليثي - رضي الله عنه -: قال: «قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، وهم يَجُبُّونَ أَسنِمَةَ الإِبل، ويَقْطَعُونَ أَلْيَاتِ الغَنم، ويأكُلُونَ ذلك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما يُقْطَعُ من البهيمةِ وهي حَيَّة، فهو مَيتَة لا يُؤكَلُ» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أَبي داود قال: «قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ما قُطِعَ من البهيمة وهي حيَّةٌ فهو مَيتة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يجبون أسنمتها) : الجب: القطع، والأسنمة: جمع سنام، وهو معروف.   (1) رواه الترمذي رقم (1480) في الأطعمة، باب ما قطع من الحي فهو ميت، وأبو داود رقم (2858) في الصيد، باب في صيد قطع منه قطعة، ورواه أيضاً أحمد والدارمي والحاكم من حديث أبي واقد الليثي، وابن ماجة والبزار والطبراني في " الأوسط " من حديث ابن عمر، وابن ماجة والطبراني وابن عدي من حديث تميم الداري، وغيرهم، وهو حديث حسن، وانظر " نصب الراية " 4 / 317، 318. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (5/218) قال: حدثنا عبد الصمد وحماد بن خالد. (ح) وحدثنا أبو النضر. والدارمي (2024) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. وأبو داود (2858) قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة. قال: حدثا هاشم بن القاسم. والترمذي (1480) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا سلمة بن رجاء. (ح) وحدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: حدثنا أبو النضر. خمستهم: - عبد الصمد، وحماد بن خالد، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعبيد الله بن عبد المجيد، وسلمة بن رجاء - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. (*) في رواية عبيد الله بن عبد المجيد: «عن زيد بن أسلم. قال عبد الرحمن: أحسبه عن عطاء بن يسار» . (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن أسلم. قلت: مدار الحديث على عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وقال الزيلعي في «نصب الراية» (4/317) وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. الحديث: 2577 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 483 الفصل الثاني: في هيئة الذبح وموضوعه 2578 - (ت د س) أبو العشراء - رضي الله عنه -: واسمه أُسامة، وقيل: يسار، عن أَبيه، أَنه قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، أما تكون الذَّكَاة إِلا في الحَلْقِ واللَّبَّة؟ قال: لو طَعَنتَ في فخذها أَجزأ عنك» . قال الترمذي: قال يزيد بن هارون: هذا في الضرورة، وقال أبو داود: هذا ذكاة المتُرَدِّي. أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الذكاة) : الذبح والنحر، فالذبح في الحلق، والنحر في اللبة. (اللبة) : كالثغرة للإنسان، وهي موضع نحر الإبل. (المتردي) : التردي: الوقوع من موضع عال في جب أو بئر أو غير ذلك.   (1) رواه الترمذي رقم (1481) في الأطعمة، باب ما جاء في الذكاة في الحلق واللبة، وأبو داود رقم (2825) في الأضاحي، باب في ذبيحة المتردية، والنسائي 7 / 228 في الضحايا، باب ذكر المتردية في البئر التي لا يوصل إلى حلقها، وأبو العشراء مجهول، وقال البخاري: في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (4/34) قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عفان. والدارمي (1978) قال: أخبرنا أبو الوليد وعثمان بن عمر وعفان. وأبو داود (2825) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وابن ماجة (3184) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (1481) قال: حدثنا هناد ومحمد بن العلاء. قالا: حدثنا وكيع. (ح) وقال أحمد بن منيع: حدثنا يزيد بن هارون. وعبد الله ابن أحمد في زياداته على المسند (4/34) قال: حدثني هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج. (ح) وحدثني حوثرة بن أشرس. والنسائي (7/228) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الرحمن. عشرتهم (وكيع، وعفان، وأبو الوليد الطيالسي، وعثمان بن عمر، وأحمد بن يونس، ويزيد،وهدبة، وإبراهيم بن الحجاج، وحوثرة، وعبد الرحمن بن مهدي) عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه، فذكره. قلت: مدار الحديث على أبي العشراء،قال عنه الحافظ في «التهذيب» : قال الميموني: سألت أحمد عن حديث أبي العشراء في الذكاة قال: هو عندي غلط، ولا يعجبني ولا أذهب إليه إلا في موضع ضرورة. قال:ما أعرف أنه يروي عن أبي العشراء حديث غير هذا يعني حديث الذكاة. وقال البخاري: في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر، وذكره ابن حبان في الثقات. الحديث: 2578 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 484 2579 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «ما أعجَزَكَ مما في يَدِك من البهائم فهو كالصيد» (1) . وقال في بعير تَرَدَّى في بئرٍ: «ذَكِّهِ من حيثُ قَدَرْتَ» (2) . ورأى ذلك علي، وابن عمر، وعائشة (3) . [ص: 486] وقال ابن عباس: «الذكاة في النَّحرِ واللَّبَّة» (4) . وقال هو، وأنسٌ، وابن عمر: «إِذا قُطِعَ الرأس مع ابتداء الذَّبح من الحَلْقِ فلا بأْسَ، ولا يَتَعَمَّدُ، فإن ذُبِحَ من القفا لم يُؤكل، سواءٌ قُطِعَ الرَّأس أو لم يقطع» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (5) .   (1) رواه البخاري تعليقاً 9 / 550 في الذبائح، باب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش. قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة من طريق عكرمة عنه بهذا قال: فهو بمنزلة الصيد. (2) رواه البخاري تعليقاً 9 / 550 في الذبائح، باب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش، قال الحافظ في " الفتح ": وصله عبد الرزاق من وجه آخر عن عكرمة عنه قال: إذا وقع البعير في البئر فاطعنه من قبل خاصرته، واذكر اسم الله، وكل. (3) رواه البخاري تعليقاً 9 / 550 في الذبائح، باب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش. قال الحافظ في " الفتح ": أما أثر علي، فوصله ابن أبي شيبة من طريق أبي راشد السلماني قال: كنت أرعى منائح لأهلي بظهر الكوفة، فتردى منها بعير، فخشيت أن يسبقني بذكاته، فأخذت حديدة فوجأت بها في جنبه أو سنامه، ثم قطعته أعضاء وفرقته على أهلي، فأبوا أن يأكلوه، فأتيت علياً، فقمت على باب قصره فقلت: يا أمير المؤمنين، يا أمير المؤمنين، فقال: يالبيكاه يالبيكاه، فأخبرته خبره، فقال: كل وأطعمني. وأما أثر ابن عمر، فوصله عبد الرزاق في إثر حديث رافع بن خديج من رواية سفيان [الثوري] عن أبيه عن عباية بن رفاعة [كل - يعني ما أنهر الدم إلا السن والظفر] ، وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر عن عباية بلفظ: تردى بعير في ركبته، فنزل رجل لينحره، فقال: لا أقدر على نحره، فقال له ابن عمر: اذكر اسم الله ثم اقتل شاكلته - يعني خاصرته - ففعل، وأخرج مقطعاً، فأخذ منه ابن عمر عشيراً بدرهمين أو أربعة. وأما أثر عائشة فلم أقف عليه بعد موصولاً، وقد نقله ابن المنذر وغيره عن الجمهور، وخالفهم مالك والليث، ونقل أيضاً عن سعيد بن المسيب وربيعة فقالوا: لا يحل أكل الإنس إذا توحش إلا بتذكيته في حلقه أو لبته، وحجة الجمهور حديث رافع. اهـ. كلام الحافظ. (4) رواه البخاري تعليقاً 9 / 552 في الذبائح، باب النحر والذبح. قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور والبيهقي من طريق أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الذكاة في الحلق واللبة، وهذا إسناد صحيح، وأخرجه سفيان الثوري في جامعه عن عمر مثله، وجاء مرفوعاً من وجه واه، قال: وكأن المصنف (يعني البخاري) لمح بضعف الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن من رواية حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله ما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة؟ قال: لو طعنت في فخذها لأجزأك، ولكن من قواه، حمله على الوحش والمتوحش. (5) رواه البخاري تعليقاً 9 / 552 في الذبائح، باب النحر والذبح مختصراً بلفظ: وقال ابن عمر وابن عباس وأنس: إذا قطع الرأس فلا بأس. قال الحافظ في " الفتح ": أما أثر ابن عمر، فوصله أبو موسى الزمن من رواية أبي مجلز: سألت ابن عمر عن ذبيحة قطع رأسها، فأمر ابن عمر بأكلها، وأما أثر ابن عباس، فوصله ابن أبي شيبة بسند صحيح أن ابن عباس سئل عمن ذبح دجاجة فطير رأسها، فقال: ذكاة وحية - بفتح الواو وكسر الحاء المهملة بعدها تحتانية ثقلية - أي سريعة منسوبه إلى الوحاء، وهو الإسراع والعجلة، وأما أثر أنس، فوصله ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن أبي بكر عن أنس أن جزاراً لأنس ذبح دجاجة فاضطربت فذبحها من قفاها فأطار رأسها، فأرادوا طرحها، فأمرهم أنس بأكلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الذبائح والصيد - باب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش. والأثر الثاني أخرجه البخاري تعليقا أيضا في الباب الذي عليه باب النحر والذبح. وقال الحافظ في «الفتح» (9/554 - 558) : أما الأثر الأول فوصله ابن أبي شيبة من طريق عكرمة عنه بهذا. قوله «وفي بعير تردى في بئر» فوصله عبد الرزاق من وجه آخر عن عكرمة عنه. قوله «ورأى ذلك علي وابن عمر وعائشة» أما أثر علي فوصله ابن أبي شيبة من طريق أبي راشد السلماني فذكره قصة. وأما أثر ابن عمر فوصله عبد الرزاق في أثر حديث رافع بن خديج من رواية سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة وقد تقدم في باب لا يذكي بالسن والعظم، وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر عن عباية. وأما أثر عائشة فلم أقف عليه بعد موصولا. وأما أثر ابن عباس: وصله سعيد بن منصور، والبيهقي من طريق أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. وهذا إسناد صحيح، وأخرجه سفيان الثوري في جامعه عن عمر مثله. الحديث: 2579 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 485 2580 - (خ) سعيد بن جبير - رضي الله عنه -: قال: قلتُ لِعطاء: أَخبرني نافع: أن ابن عمر «نهى عن النَّخع، قال: إنما يُقْطعُ ما دون العَظم، [ص: 487] ثم يُترَك حتى يموت، قال: هو السُّنَّةُ» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النخع) : هو أن تضرب الذبيحة بطرف سكين، أو ذباب سيف على مثال النخس، فيه روايتان: بالرفع والنصب، فمن رفع جعله خبر المبتدأ الذي هو ذكاته، فتكون ذكاة الأم ذكاة الجنين، فلا يحتاج إلى ذبح مستأنف، ومن نصب كان التقدير: كذكاة أمه. فلما حذف الجار نصب، أو على تقدير: يذكى تذكيةً مثل ذكاة أمه، فحذف المصدر وصفته، وأقام المضاف إليه مقامه، فلابد عنده من ذبح الجنين بعد أن يخرج حياً، وهو مذهب أبي حنيفة، ومنهم من يرويه بالنصب في الذكاتين، أي: ذكوا الجنين ذكاة أمه. قال الخطابي: قال ابن المنذر: لم يرو عن أحد من الصحابة والتابعين وسائر العلماء: أن الجنين لا يؤكل إلا باستئناف الذبح، غير ما روي عن مذهب أبي حنيفة والله أعلم.   (1) رواه البخاري تعليقاً 9 / 552 عن ابن جريج، لا عن ابن جبير، بلفظ: وقال ابن جريج: وأخبرني نافع أن ابن عمر نهى عن النخع، يقول: يقطع ما دون العظم، ثم يدع حتى يموت. قال الحافظ في " الفتح ": وصله عبد الرزاق عن ابن جريج مقطعاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الذبائح والصيد - باب النحر والذبح. وقال الحافظ في «الفتح» (9/556) : وصله عبد الرزاق، عن ابن جريج مقطعا. الحديث: 2580 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 486 2581 - (ط) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنه كان يقول: [ص: 488] «ما فَرَى الأودَاجَ فكُلْه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 2 / 489 في الذبائح، باب ما يجوز من الذكاة في حال الضرورة، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (1079) بلاغا. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» الحديث الصحيح عن رافع بن خديج. الحديث: 2581 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 487 2582 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ذَكَاةُ الجنين ذكاةُ أُمِّه» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود، قال: «قلنا: يا رسولَ الله، نَنْحَرُ النَّاقَةَ، ونذبَحُ البقرةَ، والشاة [فنجدُ] في بَطْنهَا الجنِينَ، أنُلْقِيه، أَم نَأْكُلُه؟ قال: كُلُوهُ إن شئتم، فإِن ذَكَاتَه ذَكاةُ أُمِّه» . وفي أخرى له، قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الجنين؟ فقال: كلوه إِن شئتم ... الحديث» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1476) في الأطعمة، باب ما جاء في ذكاة الجنين، وأبو داود رقم (2827) في الأضاحي، باب في ذكاة الجنين، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/31) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. وفي (3/39) قال: حدثنا أبو عبيدة، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. وفي (3/53) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (2827) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا ابن المبارك (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (3199) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، وأبو خالد الأحمر، وعبدة بن سليمان. والترمذي (1476) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا حفص بن غياث. ثمانيتهم (يحيى بن زكريا، ويونس، ويحيى بن سعيد، وابن المبارك، وهشيم، وأبو خالد، وعبدة، وحفص) عن مجالد، عن أبي الوداك، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الزيلعي في «نصب الراية» (4/189) : ورواه الدارقطني في «سننه» وزاد: أشعر، أو لم يشعر، وقال: الصحيح أنه موقوف، وقال المنذري: إسناده حسن، ويونس - وإن تكلم فيه - فقد احتج به مسلم في «صحيحه» . الحديث: 2582 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 488 2583 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ذكاةُ الجنِينِ ذكاة أُمه» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2828) في الأضاحي، باب في ذكاة الجنين، ورواه أيضاً الدارمي وغيره، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1985) . وأبو داود (2828) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. كلاهما -الدارمي، وابن يحيى - عن إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا عتاب بن بشير، قال: حدثنا عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي، عن أبي الزبير،فذكره. وقال الزيلعي في «نصب الراية» : وعبيد الله بن أبي زياد القداح فيه مقال، ورواه أبو يعلى الموصلي في «مسنده» ثنا عبد الأعلى، ثنا حماد بن شعيب، عن أبي الزبير، عن جابر، مرفوعا بنحوه. الحديث: 2583 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 488 2584 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول: «إذا نُحِرَت الناقة، فذكاةُ ما في بطنها في ذكاتها، إذا كان قد تم خَلْقُهُ، ونبت [ص: 489] شعْرُهُ، فإذا خرج من بطن أُمِّهِ ذُبِحَ حتى يخرج الدَّمُ من جَوْفه» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 490 في الذبائح، باب ذكاة ما في بطن الذبيحة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1083) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 2584 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 488 الفصل الثالث: في آلة الذبح 2585 - (خ م ت د س) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: قال: «كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بذِي الحُلَيْفَةِ، من تِهَامَةَ، فأصاب الناسَ جوعٌ، فأصابوا إِبلاً وغَنماً، وكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في أُخْرَيَاتِ القومِ، فَعَجِلُوا وذبحوا، ونَصَبُوا القُدُورَ، فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالقُدُورِ، فأُكْفِئَتْ، ثم قَسمَ، فَعَدل عشرة من الغنم بِبَعيرٍ، فَندَّ منها بَعيِرٌ، فطلبوه، فأعياهم، وكان في القومِ خَيْلٌ يَسِيرَةٌ، فأهوى رجلٌ بِسَهم، فحبسه الله، فقال: إِنَّ لهذه البهائمِ أَوَابِدَ كأوَابِدِ الوَحْش، فما غلبكم منها فاصْنَعُوا به هكذا، قال: قلت: يا رسولَ الله، إِنَّا لاقُو العدُوِّ غداً، وليست معنا مُدى، أَفَنَذبَحُ بالقصب؟ قال: ما أنْهَرَ الدَّمَ وذُكِرَ اسمُ الله عليه فكلوه، ليس السِّنَّ والظُّفُرَ، [ص: 490] وسَأُحَدِّثُكُم عن ذلك: أَما السِّنُّ فعظمٌ، وأَما الظُّفر فَمُدَى الحبشة» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرجه الترمذي مُتفَرِّقاً في ثلاثة مواضع، فجعل ذِكْرَ البعيرِ النَّادِّ وقولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فيه ما قال: في موضع، وذِكْرَ المُدى وقولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فيها: في موضع، وذِكْرَ إِصَابة الإِبل، والغنم، وطَبخِها وإِكفاءِ القدور: في موضع. وفي رواية أبي داود، قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسولَ الله إنا نَلقى العدُوَّ غداً، وليس معنا مُدى، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَرِن، أو اعجِلْ، ما أَنْهَرَ الدَّمَ، وذُكِرَ اسم الله عليه فكلوا، ما لم يكن سِنٌّ أو ظُفُر، وسأحَدِّثكم عن ذلك، أما السِّن فعظم، وأما الظُّفُرُ: فَمُدَى الحَبشة، وتقدَّم سَرَعان من الناس، فَعَجِلُوا فأَصابوا من الغنائم، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في آخر الناس، فنَصَبُوا قُدُوراً، فمرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالقُدُور، فأمر بها فأُكْفِئَتْ، وقَسم بينهم، فعدل بعيراً بعشر شياه، ونَدَّ بعيرٌ من القوم، ولم يكن معهم خيل، فرماه رجل بسهم فحبسه الله، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إِن لهذه البهائم أوَابِدَ كأوابِدِ الوَحْش، فما فعل منها هذا فافعلوا به مثل هذا» . وأخرج النسائي من أوله إلى قوله: «فاصنَعُوا به هكذا» . وأخرج منه طرفاً آخر: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا أنْهَرَ الدم [ص: 491] وذُكِر اسمُ الله عليه فكُلْ، إِلا سِنٌّ، أَو ظُفُرٌ» . وَأَخرج منه أَيضاً: «قال: يا رسولَ الله، إِنا نَلْقَى العَدُوَّ غَداً، وما معنا مُدى (1) ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أنهر الدمَ وذُكِر اسم الله عليه فكلوا، ما لم يكن سِنّاً أو ظُفُراً، وسأحدِّثكم عن ذلك: أَما السِّنُّ فعظم، وأما الظُفُر فَمُدى الحبشة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأكفئت) : أكفأت القدر: إذا قلبتها، وكذلك كفأتها، لغتان. أفعلت، وفعلت. [ص: 492] (فَنَدَّ) : ند البعير وغيره: إذا هرب من صاحبه وذهب لوجهه. (فأهوى) : أهويت إلى الشيء: مددت يدي [إليه] . (فحبسه الله) : أي: منعه من الذهاب بوقوع السهم فيه. (أوابد) : الأوابد: الوحوش، وتأبدت البهائم: توحشت ونفرت من الإنس. (مُدّى) : جمع مدية، وهي الشفرة والسكين. (أنهر) : أنهرت الدم، أي: أسلته شبه جري الدم من الذبيحة بجري الماء في النهر. (ليس السن) : ليس بمعنى إلا، تقول: قام القوم ليس زيداً، أي: إلا زيداً. (أرن) : قال الخطابي: رواه أبو داود أرن بوزن عَرِن ورواه البخاري ساكن الراء بوزن عَرْن. قوله: رواه البخاري، يريد: في غير [كتابه] الصحيح من باقي كتبه. قال الخطابي: وهذا حرف طالما استثبت فيه الرواة، وسألت عنه أهل العلم باللغة، فلم أجد عند واحد منهم شيئاً يقطع بصحته، وقد طلبت له مخرجاً، فرأيته يتجه بوجوه، أحدها: أن يكون مأخوذاً من قولهم: [ص: 493] أُران القوم فهم مُرِينون: إذا هلكت مواشيهم. فيكون معناه: أهلكها ذبحاً، وأزهق نفسها بكل ما أنهر الدم، غير السن والظفر، هذا على ما رواه أبو داود، والوجه الثاني أن يقال: إأرن مهموزاً على وزن إعرن. من أَرِن يأرن: إذا نشط وخف، يقول: خِفَّ وأعجل، لئلا تقتلها خنقاً. وذلك أن غير الحديد لا يمور في الذكاة موره. والأرن: الخفة والنشاط. قلت: وفي هذا التأويل بعد وتعسف من حيث اللفظ، لا من حيث المعنى، فإن الرواية لا تساعده، ولا يمكن نقل هذا البناء إلى ما يوافق الرواية إلا على بعد وحذف وتعسف، لعل العربية لا تجيزه. وقال الخطابي: والوجه الثالث أن يكون بمعنى: أدم الحز ولا تفتر، من قولك: رنوت النظر إلى الشيء، إذا أدمته، أو يكون أراد: أدم الحز، ولا تفتر. من قولك: رنوت النظر إلى الشيء: إذا أدمته، أو يكون أراد: أدم النظر إليه وراعه ببصرك، لا تزل عن المذبح. قال: وأقرب من هذا كله: أن يكون أرز بالزاي أي شد يدك على المحز، وأعتمد بها عليه، من قولك: أرَزَّ الرجل إصبعه: إذا أناخها في الشيء، وارتز السهم في الجدار: إذا ثبت، هذا إن ساعدته الرواية، والله أعلم. [ص: 494] (سرعان الناس) : أوائلهم والمتقدمون عليهم.   (1) في النسائي المطبوع، وليس معنا مدى. (2) رواه البخاري 5 / 94 في الشركه، باب قسمة الغنم، وباب من عدل عشرة من الغنم بجزور في القسم، وفي الجهاد، باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم، وفي الذبائح والصيد، باب التسمية على الذبيحة، وباب من أنهر الدم من القصب والمروة والحديد، وباب لا يذكى بالسن والعظم والظفر، وباب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش، وباب إذا أصاب قوم غنيمة فذبح بعضهم غنماً أو إبلاً بغير أمر أصحابه لم تؤكل، وباب إذا ند بعير لقوم فرماه بعضهم بسهم فقتله وأراد إصلاحه فهو جائز، ومسلم رقم (1968) في الأضاحي، باب جواز الذبح بكل ما أنهر الدم، والترمذي رقم (1491) و (1492) في الأحكام، باب في الذكاة في القصب وغيره، وأبو داود رقم (2821) في الأضاحي، باب الذبيحة بالمروة، والنسائي 7 / 226 و 228 في الضحايا، باب النهي عن الذبح بالظفر، وباب في الذبح بالسن، وباب ذكر المنفلتة التي لا يقدر على أخذها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 2585 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 489 2586 - (د س) عدي بن حاتم الطائي - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، إِنْ أحدُنا أَصاب صَيداً، وليس معهُ سِكِّينٌ، أَيَذبحُ بالمَرْوَةِ، وَشِقَّةِ العصا؟ قال: أمْرِرِ الدَّمَ بما شئتَ، واذكر اسم الله عز وجل» . أخرجه أبو داود، والنسائي. وللنسائي أيضاً: «أَهْرِقِ الدمَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالمروة) : المروة: حجر أبيض يبرق، والمراد به ها هنا: جنس الحجر، أي حجر كان. (أمرر الدم) : يروى «أمِرِ الدم» من أماره ومار هو: إذا أجراه وإذا جرى [هو] ويروى «إمْرِ الدم» من مَرَى ضرع الناقة إذا مسحه ليدر اللبن، والروايتان متقاربتان. قال الخطابي: أصحاب الحديث يروونه مشدد الراء، وهو غلط. والصواب ساكنة الميم خفيفة الراء، وهو من مريت الناقة: إذا حلبتها. [ص: 495] قلت: والذي قرأته في كتاب أبي داود «أمرر» براءين مظهرتين بغير إدغام، وفي إحدى روايات النسائي كذلك.   (1) رواه أبو داود رقم (2824) في الأضاحي، باب الذبيحة بالمروة، والنسائي 7 / 225 في الضحايا، باب إباحة الذبح بالعود، ومدار الحديث على سماك بن حرب عن مري بن قطري، ومري بن قطري لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي، لا يعرف، تفرد عنه سماك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/256) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/258) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/258) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد ابن سلمة. وفي (4/258) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (4/377) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (2824) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3177) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/194) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. وفي (7/225) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن مسعود، عن خالد، عن شعبة. أربعتهم (سفيان الثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة، وإسرائيل) عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، فذكره. قلت: مدار الحديث على مري بن قطري، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي: لا يعرف، تفرد عنه سماك. الحديث: 2586 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 494 2587 - (خ ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنه سمع ابناً لكعب بن مالك يُخبر ابنَ عمر: أَن أَباه أخبرهُ: أن جارية لهم كانت ترعى غَنماً بالجُبَيلِ الذي بالسوق، وهو بِسَلْعٍ - وقاله غير واحد بحذف الياء - فأبصَرَتْ بشاة منها موتاً، فكسَرتْ حجراً فذبحتْها، فقال لأهله: لا تأكُلوا حتى آتيَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأَسأله، [أَ] وأُرسل إليه من يسألُهُ، فسألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[أَو أَرسَلَ] فَأمَرَهُ بِأكْلِها» . أخرجه البخاري، والموطأ (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 544 في الذبائح، باب ما أنهر الدم من القصب، وباب ذبيحة المرأة والأمة، وفي الوكالة، باب إذا أبصر الراعي أو الوكيل شاة تموت أو شيئاً يفسد، والموطأ 2 / 489 في الذبائح، باب ما يجوز من الذكاة في حال الضرورة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/454) و (6/386) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا حجاج والبخاري (3/130) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، سمع المعتمر، قال: أنبأنا عبيد الله. وفي (7/119) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله. وفي (7/119) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله. وفي (7/119) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا عبدة، عن عبيد الله وابن ماجة (3182) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن عبيد الله. كلاهما (حجاج بن أرطأة، وعبيد الله بن عمر) عن نافع، عن ابن كعب بن مالك، فذكره. * أخرجه أحمد (3/454) قال: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، أن جارية لكعب كانت ترعى غنما له بسلع ... فذكره.. «مرسلا» . * وأخرجه البخاري (7/119) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا جويرية، عن نافع،عن رجل من بني سلمة أخبر عبد الله، أن جارية لكعب بن مالك ترعى غنما ....... فذكره. * وأخرجه البخاري (7/119) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد. أو سعد بن معاذ. أخبره أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما ...... فذكره. الحديث: 2587 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 495 2588 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أَن رجلاً من قومه صاد أَرنباً - أو ثِنْتَينِ فذبحهما بمروَة، فتعَلَّقهما حتى أتى (1) رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فسأله؟ فأمره بأَكلهما» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: حتى لقي. (2) رقم (1472) في الذبائح، باب في الذبيحة بالمروة، من حديث قتادة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده، وقد قال الترمذي: وفي الباب عن محمد ابن صفوان ورافع عدي بن حاتم، وقد رخص بعض أهل العلم في أن يذكي بمروة، ولم يروا بأكل الأرنب بأساً، وهو قول أكثر أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (1472) قال: ثنا محمد بن يحيى القطعي، قال: ثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن الشعبي،فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (3/325) قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا إسرائيل عن جابر، عن الشعبي، فذكره. وقال الترمذي: وقد اختلف أصحاب الشعبي في رواية هذا الحديث، فروى داود بن أبي هند عن الشعبي عن محمد بن صفوان، وروى عاصم الأحول عن الشعبي عن صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان. ومحمد ابن صفوان أصح. وروى جابر الجعفي عن الشعبي عن جابر بن عبد الله نحو حديث قتادة عن الشعبي، ويحتمل أن رواية الشعبي عنهما، قال محمد -يعني البخاري-: حديث الشعبي عن جابر غير محفوظ. الحديث: 2588 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 495 2589 - (د س) محمد بن صفوان - رضي الله عنه -: قال: «صِدتُ أَرنَبَينِ (1) ، فذبَحتُهما بِمروة، فسأَلتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ فأمرني بَأكلهما» . أخرجه أَبو داود، وقال في حديثه: محمد بن صفوان، أَو صفوان بن محمد (2) ، وأخرجه النسائي عن ابن صفوان (3) .   (1) في الأصل: أرنبتين، وما أثبتناه من نسخ أبي داود المطبوعة. (2) قال الترمذي: ومحمد بن صفوان أصح، وقال الطبراني: محمد بن صفوان هو الصواب. (3) رواه أبو داود رقم (2822) في الضحايا، باب في الذبيحة بالمروة، والنسائي 7 / 225 في الضحايا، باب إباحة الذبح بالمروة، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (1069) موارد، وإسناده صحيح، قال الحافظ في " التلخيص ": رواه أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم من حديث محمد بن صفوان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/471) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول: وفيه (3/471) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبنا داود - يعني ابن أبي هند -. والدارمي (2020) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا داود بن أبي هند. وابن ماجة (3244) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا داود بن أبي هند. والنسائي (7/197) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن عاصم، وداود. وفي (7/225) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا داود. كلاهما (عاصم الأحول، وداود بن أبي هند) عن عامر الشعبي، فذكره. * وأخرجه أحمد. قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (2822) قال: حدثنا مسدد، أن عبد الواحد ابن زياد وحمادا حدثاهم - المعنى واحد. ثلاثتهم - يزيد، وعبد الواحد، وحماد- عن عاصم، عن الشعبي، عن صفوان بن محمد، أو محمد بن صفوان، فذكره. الحديث: 2589 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 496 2590 - (ط د س) عطاء بن يسار - رضي الله عنه -: عن رجلٍ من بني حارثة: «أَنه كان يَرْعى لَقْحَة بِشعبٍ من شِعابِ أُحُدٍ، فرأى بها الموتَ، فلم يَجد ما يَنحَرُها به، فَأَخذَ وَتِداً، فَوَجَأ به في لَبّتها، حتى أهرَاقَ دَمَها، ثم أَخبرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمرَهُ بِأكْلِهَا» . أخرجه أبو داود. وأخرجه الموطأ، وقال: «فذكَّاها بشِظَاظ» . وأخرجه النسائي عن عطاء، عن أبي سعيد، قال: «كان لرجلٍ من الأنصار ناقة ترعى في قِبل أُحُد، فعرض لها، فنحرها بِوتِدٍ» قال أحدُ رواته: فقلت لزيد بن أسلم: «بوتِدٍ من خشب، أو حديد؟ قال: لا بل من خشب، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأَمره بأكلها» (1) . [ص: 497] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فوجأته) : وجأته بالسكين: ضربته بها. (بشظاظ) : الشظاظ: خشيبة صغيرة، يجمع بها بين طرفي حبلي العدلين على البعير، فلا يحتاج معها إلى شد. (لِقْحَة) : اللقحة: الناقة ذات اللبن.   (1) رواه الموطأ 2 / 489 في الذبائح، باب ما يجوز من الذكاة في حال الضرورة، وأبو داود رقم [ص: 497] (2823) في الأضاحي، باب في الذبيحة بالمروة، والنسائي 7 / 226 في الضحايا، باب إباحة الذبح بالعود، وهو مرسل عند الموطأ وأبي داود، ووصله النسائي من حديث زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/430) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وأبو داود (2823) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب. * كلاهما (سفيان، ويعقوب) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. * ورواية مالك أخرجها في «الموطأ» (1076) قال: عن زيد بن أسلم، فذكره. * ورواية النسائي أخرجها النسائي (7/225) قال: أخبرني محمد بن معمر، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا جرير بن حازم، قال: حدثنا أيوب، عن زيد بن أسلم قال جرير: فلقيت زيد بن أسلم، فحدثني عن عطاء بن يسار، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» قال أبو عمر: مرسل عند جميع الرواة، ووصله أبو العباس محمد بن إسحاق السراج من طريق أيوب والبزار من طريق جرير بن حازم كلاهما عن زيد، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري. الحديث: 2590 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 496 2591 - (س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: «إِن ذِئباً نَيَّبَ في شاة، فذبحوها بمروة، فرخَّصَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في أكلها» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 225 في الضحايا، باب إباحة الذبح بالمروة، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (1076) موارد، وفي سنده حاضر بن المهاجر بن عيسى الباهلي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، أقول: ولكن للحديث شاهد عند البخاري من حديث كعب بن مالك بمعناه يقوى به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/183) . وابن ماجة (3176) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف. والنسائي (7/227،225) قال: أخبرنا محمد بن بشار. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بشر، ومحمد بن بشار - عن محمد بن جعفر «غندر» قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت حاضر بن المهاجر الباهلي، قال: سمعت سليمان بن يسار، فذكره. قلت: مدار الحديث على حاضر بن المهاجر، قال عنه الحافظ في «التهذيب» : قال أبو حاتم: مجهول، قلت - أي ابن حجر: وذكره ابن حبان في الثقات. الحديث: 2591 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 497 الفصل الرابع: فيما نهي عن أكله من الذبائح 2592 - (خ ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إِن قوماً قالوا لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن قوماً يَأْتُونَنا باللحم، لا نَدْري: أَذُكِرَ اسمُ الله عليه، [ص: 498] أَم لا؟ قال: سَمُّوا عليه أَنتم وكُلوه، قالت: وكانوا حديثي عهدٍ بالكفر» . أخرجه البخاري. وفي رواية الموطأ مرسلاً عن عروة عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، وفيها: «إِن ناساً من البادية يأْتونَنا ... كذا الحديث» . قال مالك: وكان ذلك في أول الإسلام. وفي رواية أَبي داود: أنهم قالوا: «يا رسولَ الله، إِن قومنا حَدِيثُو عهدٍ بِكُفْرٍ، يأتونا بِلُحْمانٍ ... الحديث» . وأخرجه النسائي عن عائشة: «أَن ناساً من الأعرابِ كانوا يَأْتُونَا بلحم، لا ندري: أذُكِرَ اسمُ الله عليه، أم لا؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اذكُروا اسمَ الله عليهِ وكُلُوا» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 547 في الصيد، باب ذبيحة الاعراب ونحوهم، وفي البيوع، باب من لم ير الوسواس ونحوها من الشبهات، وفي التوحيد باب السؤال باسم الله عز وجل، والموطأ 2 / 488 في الذبائح، باب ما جاء في التسمية على الذبيحة، وأبو داود رقم (2829) في الأضاحي، باب ما جاء في أكل اللحم لا يدرى أذكر اسم الله عليه أم لا، والنسائي 7 / 237 في الضحايا، باب ذبيحة من لم يعرف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (1982) قال: أخبرنا محمد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الرحيم. هو ابن سليمان. والبخاري (3/71) قال: حدثني أحمد بن المقدام العجلي. قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وفي (7/120) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا أسامة بن حفص المدني. وفي (9/146) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. وأبو داود (2829) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا سليمان بن حيان ومحاضر. وابن ماجة (3174) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والنسائي (7/237) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا النضر بن شميل. ستتهم - عبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بن عبد الرحمن، وأسامة بن حفص، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، ومحاضر بن المورع، والنضر بن شميل - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. * أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (302) . وأبو داود (2829) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد (ح) وحدثنا القعنبي، عن مالك. كلاهما - مالك، وحماد بن سلمة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره مرسلا. ليس فيه «عائشة» . الحديث: 2592 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 497 2593 - (ط) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «سُئِلَ عن ذبائح نصارى العرب؟ فقال: لا بأْسَ بها، وتلا هذه الآية: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُم مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51] » أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 489 في الذبائح، باب ما يجوز من الذكاة في حال الضرورة من حديث مالك عن ثور بن زيد الديلي عن ابن عباس، وهو مرسل، فإن ثور بن زيد الديلي لم يدرك ابن عباس، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: يرويه ثور عن عكرمة عن ابن عباس، كما رواه الدراوردي وغيره، وهو محفوظ عن وجوه عن ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (1078) قال: عن ثور بن زيد الديلمي، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» قال أبو عمر: ويرويه ثور عن عكرمة عن ابن عباس، كما رواه الدراوردي، وغيره وهو محفوظ من وجوه عن ابن عباس. الحديث: 2593 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 498 2594 - (ط) أبو مُرة- مولى عقيل بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «سأل أبا هريرةَ عن شاة ذُبِحَتْ، فتحرَّك بعضُها؟ فأَمره أن يأكلَها، ثم سأل زيدَ بن ثابت، فقال: إِن الميتة لَتَتَحَرَّكُ؟ فنهاه عن ذلك» . أَخرجه الموطأُ (1) .   (1) 2 / 490 في الذبائح، باب ما يكره من الذبيحة في الذكاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (1081) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : وفي رواية عند أبي عمر عن يوسف بن سعد، عن أبي مرة، فذكره. الحديث: 2594 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 499 2595 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أَكل المُجَثَّمَةِ، وهي التي تُصبَرُ للنَّبْلِ، وعن الخَلِيسَةِ، وهي التي أخذها الذِّئب، فاسْتُنقِذَتْ بعد اليَأْسِ منها» . هكذا أخرجه رزين، ولم أجده إلا في الترمذي إِلى قوله: «تُصْبَرُ للنَّبْلِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المجثَّمَة) : كانوا ينصبون الحيوان ويرمونه بما يقتله من نبل أو غيره صبراً، فهذه هي المجثمة، كأنها أقعدت لذلك، من جثم الطائر، والصبر: الحبس على الشيء. (الخَليسة) : المختلسة، فعيلة، بمعنى مفعولة، أي: مسلوبة، كأن الذئب سلبها.   (1) رواه الترمذي رقم (1473) في الأطعمة، باب ما جاء في كراهية أكل المصبورة، وهو حديث حسن، وفي حديث العرباض بن سارية عند الترمذي رقم (1474) زيادة جملة " وعن الخليسة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (397) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/195) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (6/445) قال: حدثنا علي بن عاصم. كلاهما (سفيان، وعلي) عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد الله بن يزيد السعدي، فذكره. * أخرجه الترمذي (1473) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أبي أيوب الإفريقي، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب، عن أبي الدرداء. قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكل المجثمة. وهي التي تصبر بالنبل. وقال الترمذي: حديث أبي الدرداء حديث غريب. الحديث: 2595 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 499 2596 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن مُعَاقَرَةِ الأعراب» . وقد روي موقوفاً عليه. أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُعاقرة الأعراب) : كان يتبارى الرجلان من العرب في الجود والسخاء، فيَعقِر هذا إبلاً، ويعقِر هذا إبلاً، حتى يُعْجِز أحدهما الآخر، فهذا هو المعاقرة، وإنما نهي عنه لأنهما لم يريدا به وجه الله تعالى، وإنما أرادا به الرياء والسمعة.   (1) رقم (2820) في الأضاحي، باب ما جاء في أكل معاقرة الأعراب، وفي سنده أبو ريحانة وهو عبد الله بن مطر البصري وهو صدوق تغير بأخرة، وباقي رجاله ثقات، وقال أبو داود: وغندر أوقفه على ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2820) قال: ثنا هارون بن عبد الله، قال: ثنا حماد بن مسعدة، عن عوف عن أبي ريحانة، فذكره. وقال أبو داود: اسم أبي ريحانة عبد الله بن مطر، وغندر أوقفه على ابن عباس. الحديث: 2596 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 500 2597 - () محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله-: قال: «لا بأس بذبيحة نصارى العَرَب، قال: فَإِنْ سَمِعْتَهُ يُسمِّي لِغَيرِ اللهِ فلا تأْكُلْ، وَإِن لم تَسْمَعْهُ فقد أَحَلهُ اللهُ، وعلمَ كفرَهم» . ويُذكر عن عليّ نحوهُ. أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. الحديث: 2597 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 500 الكتاب الثالث: في ذم الدنيا، وذم أماكن من الأرض ، وفيه فصلان الفصل الأول: في ذم الدنيا 2598 - (خ م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: جلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على المِنْبَرِ، وجلسنا حَوْلَهُ، فقال: «إِن ممَّا أَخَافُ عليكم بَعدي: ما يُفتَحُ عَليكُم مِن زَهرَةِ الدنيا وزِينَتِها» ، فقال رجلٌ: أَوَ يَأتي الخيرُ بالشَّرِّ يا رسولَ الله؟ قال: فسكتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقيل [له] : ما شأنُكَ تُكَلِّمُ رسولَ الله، ولا يُكَلِّمُك؟ قال: ورُئِينَا أَنَّهُ يُنزَلُ عليه، فأَفَاقَ يمسَحُ عنه الرُّحَضَاءَ، وقال: أين هذا السائل؟ - وكأنه حَمِدَهُ - فقال: إِنَّهُ لا يأتي الخيرُ بالشرِّ - وفي روايةٍ: فقال: أينَ السائلِ آنفاً؟ أَوَ خَيرٌ هوَ؟ - ثلاثاً- إِن الخير لا يأتي إلا بالخير- وإِن مما يُنْبِتُ الربيعُ يَقْتُلُ حَبَطاً أو يُلِمُّ، إِلا آكِلَةَ الْخَضِرِ، فَإِنها أكلت، حتى إِذا امْتَدَّتْ خاصِرَتَاها استقبلت عيْنَ الشمس، فَثَلَطَتْ وبَالَت، ثم رَتَعَتْ، وإِن هذا المال خَضِرٌ حُلْوٌ، [ص: 502] وَنِعْمَ صاحبُ المُسْلِم هو، لمن أَعطى منه المسكينَ واليتيم وابنَ السبيل - أو كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «وإِن مَن يَأْخُذُهُ بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون عليه (1) شَهِيداً يوم القيامة» . وفي روايةٍ: «إِن أَخْوَفَ ما أخافُ عليكم ما يُخرِجُ الله لكم من زَهرةِ الدنيا، قالوا: وما زهرةُ الدنيا يا رسولَ الله؟ قال: بَرَكات الأرض ... وذكر الحديث، وفي آخره: فمن أَخذه بحقه، ووضعه في حقه فَنِعْمَ المعونةُ هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع» . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية أخرى لمسلم بنحوه، وأخرجه النسائي مثلهما (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زهرة الدنيا) : حسنها وبهجتها. (رحضاء) : الرحضاء: العرق الكثير. (آنفاً) : فعلت الشيء آنفاً، أي: الآن. (خَضِرة) : الخضرة: الناعمة الغضة. [ص: 503] (حَبطَاً) : حَبِطَ بطنه: إذا انتفخ فهلك. (أو يُلم) : ألم به يلم: إذا قاربه ودنا منه، يعني: أو يقرب من الهلاك. (الخَضِر) : ضروب من النبات مما له أصل غامض في الأرض، كالنصي والصليان، وليس من أحرار البقول، وإنما هو من كلأ الصيف في الغيض، والنَّعم لا تستكثر منه، وإنما ترعاه لعدم غيره. وواحد الخَضِر: خَضِرة. (فَثَلَطَت) : ثَلَط البعير يثلط: إذا ألقى رجيعه سهلاً رقيقاً. وفي هذا الحديث مثلان، أحدهما: للمفرط في جمع الدنيا. والآخر: للمقتصد في أخذها والانتفاع بها، فأما قوله: «وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حَبطاً أو يلم» فإنه مثل للمفرط الذي يأخذ الدنيا بغير حقها، وذلك: أن الربيع ينبت أحرار البقول، فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه، حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حد الاحتمال، فتنشق أمعاؤها من ذلك فتهلك، أو تقارب الهلاك، وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير حقها ويمنعها من حقها: قد تعرض للهلاك في الآخرة، لا بل في الدنيا، وأما مثل المقتصد، فقوله: «إلا آكلة الخضر» وذلك: أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي أمطاره فتحسن وتنعم، ولكنه من التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول ويبسها، حيث لا تجد سواها، وتسميها العرب: الجَنْبَة، [ص: 504] فلا ترى الماشية تكثر من أكلها ولا تستمرئها، فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلاً لمن يقتصر في أخذ الدنيا وجمعها، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها، فهو ينجو من وبالها، كما نجت آكلة الخضر. ألا تراه قال: أكلت، حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس، فثلطت وبالت، أراد أنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس، تستمرئ بذلك ما أكلت، وتجتر وتثلط، فإذا ثلطت فقد زال عنها الحبط، وإنما تحبط الماشية لأنها تمتلئ بطونها ولا تثلط ولا تبول، فيعرض لها المرض فتهلك. (بركات الأرض) : أراد ببركات الأرض: نماءها [وما] تخرج من نباتها.   (1) في الأصل: عليهم، والتصحيح من البخاري ومسلم والنسائي. (2) رواه البخاري 3 / 258 في الزكاة، باب الصدقة على اليتامى، وفي الجمعة، باب يستقبل الإمام القوم واستقبال الناس الإمام إذا خطب، وفي الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله، وفي الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، ومسلم رقم (1052) في الزكاة، باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا، والنسائي 5 / 90 في الزكاة، باب الصدقة على اليتيم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/7 و 21) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير. وفي (3/91) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا الدستوائي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي (3/91) قال: حدثنا سريج، قال: حدثني فليح. والبخاري (2/12 و 149) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام، عن يحيى. وفي (4/32) قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا فليح. ومسلم (3/101) قال: حدثني علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام صاحب الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي (5/90) قال: أخبرني زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: أخبرني هشام، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. كلاهما (يحيى، وفليح) عن هلال بن أبي ميمونة. وقال فليح: عن هلال بن علي. 2 - وأخرجه البخاري (8/113) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (3/101) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. كلاهما (إسماعيل، وابن وهب) عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم. الحديث: 2598 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 501 2599 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن الدنيا حُلْوةٌ خَضِرَة، وإن الله مُستَخْلِفُكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون؟ فاتَّقُوا الدنيا، واتَّقوا النساء» . زاد في روايةٍ: «فإنَّ أولَ فِتْنَةِ بني إسرائيل كانت في النساء» أخرجه مسلم. وعند النسائي: «فما تركت بعدي فتنة أضَرَّ على الرِّجالِ من النساء» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2742) في الذكر، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، ولم نجده عند النسائي في " الصغرى "، ولعله عنده في " الكبرى "، وهو عند الترمذي رقم (2192) في جملة حديث طويل في الفتن، باب ما جاء ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4000) في الفتن، باب فتنة النساء، وهذه الشطرة من الحديث التي نسبها المصنف للنسائي هي من حديث أسامة بن زيد، وهي عند مسلم والترمذي وابن ماجة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/40) قال: حدثنا عثمان بن عمرو، وفي (3/46) قال: حدثنا عبد الصمد. وابن خزيمة (1699) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. كلاهما (عثمان، وعبد الصمد) قالا: حدثنا المستمر بن الريان. 2 - وأخرجه أحمد (3/68) قال: أخبرنا يزيد. ومسلم (7/47) قال: حدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (8/190) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الرحمن بن غزوان. كلاهما (يزيد،وعبد الرحمن) عن شعبة، عن خليد بن جعفر، والمستمر. 3 - وأخرجه أحمد (3/22) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد بن حميد (867) قال: أخبرنا النضر بن شميل، ومسلم (8/89) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4345) عن بندار، عن محمد بن جعفر، كلاهما (محمد، والنضر) عن شعبة، عن أبي مسلمة. 4 - وأخرجه مسلم (7/47) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (8/151) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام،قال: حدثنا شبابة. كلاهما (أبو أسامة، وشبابة) عن شعبة، عن خليد بن جعفر، ثلاثتهم -المستمر، وخليد، وأبو مسلمة - عن أبي نضرة، فذكره. (*) رواية شعبة، عن خليد، والمستمر جاءت مختصرة، على «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر امرأة من بني إسرائيل، حشت خاتمها مسكا، والمسك أطيب الطيب» . (*) زاد أبو مسلمة في روايته: «فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» .ولم يذكر قصة المرأتين. وعن أبي نضرة، عن أبي سعيد. قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبة بعد العصر، إلى مغيربان الشمس، حفظها منا من حفظها، ونسيها منا من نسيها، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن الدنيا خضرة حلوة ... أخرجه الحميدي (752) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/7) قال: وقرئ على سفيان. وفي (3/19) قال: حدثنا يزيد بن هارون، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (3/61) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معتمر، وفي (3/70) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن زيد. وعبد بن حميد (864) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، وابن ماجة (2873) و (4000) و (4007) . والترمذي (2191) قالا: حدثنا عمران بن موسى القزاز البصري، قال: حدثنا حماد بن زيد. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ومعمر - عن علي بن يزيد بن جدعان، عن أبي نضرة، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. وعن الحسن عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا إن الدنيا خضرة حلوة، ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، ألا وإن لكل غادر لواء، وإن أكثر ذاكم غدرا أمير العامة» فما نسيت رفعه بها صوته. أخرجه أحمد (3/84) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3995) عن محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد، وابن المثنى -عن محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن الحسن، فذكره. (*) رواية النسائي مختصرة على «ألا وإن لكل غادر لواء» . الحديث: 2599 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 504 2600 - (خ) إبراهيم بن عبد الرحمن - رحمه الله -: قال: «أُتِيَ عبدُ الرحمن ابنُ عوفٍ بطعام، وكان صائماً، فقال: قُتِلَ مُصْعَب بنُ عُمَيرٍ وهو خيرٌ مني، فكُفِّنَ في بُرْدَة: إِن غُطِّيَ رأْسُه بَدَتْ رجلاه، وإِن غُطِّي رجلاه بَدَا رأسُه، وقُتِلَ حمزةُ، وهو خيرٌ مني - ورُوي: أَو رجلٌ آخَرُ، شَكَّ إِبراهيم - فلم يُوَجد ما يُكفَّنُ به، إِلا بُرْدَة، ثم بُسِطَ لنا من الدنيا ما بُسِطَ - أو قال: أُعطينا من الدنيا ما أُعطينا - وقد خشيتُ أن يكون قد عُجِّلَتْ لنا طَيِّبَاتُنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي، حتى ترك الطعام» . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 3 / 112 و 113 في الجنائز، باب الكفن بلا عمامة، وباب إذا لم يوجد إلا ثوب واحد , وفي المغازي، باب غزوة أحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/97) قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (2/98) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا شعبة. وفي (5/121) قال: حدثنا عبدان، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا شعبة. كلاهما (إبراهيم بن سعد، وشعبة) عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم، فذكره. الحديث: 2600 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 505 2601 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الدُّنيا مَلعْونَةٌ، مَلْعُون ما فيها (1) ، إِلا ذكرُ الله، وما والاهُ، وعَالِمٌ، ومُتَعَلِّمٌ» (2) . أخرجه الترمذي (3) .   (1) وذلك إذا شغلت الإنسان عن دين الله لكثرة الاهتمام بها، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من الدعاء: " ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ". (2) قال الطيبي: هو في " جامع الترمذي " هكذا: وما والاه وعالم أو متعلم، بالرفع، وكذا في " جامع الأصول "، إلا أن بدل " أو " فيه الواو، وفي " سنن ابن ماجة ": " أو عالماً أو متعلماً " بالنصب مع " أو " مكرراً، والنصب في القرائن الثلاث هو الظاهر، والرفع منها على التأويل، كأنه قيل: الدنيا مذمومة لا يحمد فيها إلا ذكر الله وعالم أو متعلم. (3) رقم (2323) في الزهد، باب رقم (14) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4112) في الزهد، باب مثل الدنيا، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (4112) قال: حدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد الدمشقي. والترمذي (2322) قال: حدثنا محمد بن حاتم المكتب. قال: حدثنا علي بن ثابت. كلاهما (عتبة بن حماد، وعلي بن ثابت) عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. قال: سمعت عطاء بن قرة. قال: سمعت عبد الله بن ضمرة، فذكره. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. الحديث: 2601 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 505 2602 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الدنيا سِجنُ المؤمن، وجَنَّةُ الكافر» . أَخرجه مسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2956) في الزهد والرقائق، والترمذي رقم (2325) في الزهد، باب رقم (16) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/323) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير. وفي (2/389) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. وفي (2/485) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير. (ح) وأبو عامر، قال: حدثنا زهير، ومسلم (8/210) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي. وابن ماجة (4113) قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (1324) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. أربعتهم - زهير، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2602 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 506 2603 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «حُبُّ الدنيا رأسُ كلِّ خَطِيئَة، وحبُّكَ الشيءَ يُعمي أو يُصِمُّ» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، والفقرة الأولى: " حب الدنيا رأس كل خطيئة " رواه البيهقي في " شعب الإيمان " عن الحسن البصري مرسلاً، وإسناده إلى الحسن حسن، قال المناوي في " فيض القدير ": قال البيهقي: " ولا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم "، وأما الفقرة الثانية: " وحبك الشيء يعمي ويصم " فقد رواه أبو داود رقم (5130) في الأدب، باب في الهوى، وأحمد في " المسند " 5 / 194 و 6 / 450 عن أبي الدرداء مرفوعاً، وفي سنده أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، وهو ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، وقد روي الحديث مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أشبه، كما قال المحققون من العلماء، ومعنى ذلك أن من الحب ما يعمي الإنسان عن طريق الرشد، ويصمه عن استماع الحق، وأن الرجل إذا غلب الحب على قلبه ولم يكن له رادع من عقل أو دين أصمه حبه عن العدل وأعماه عن الرشد. الحديث: 2603 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 506 2604 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «دخلتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد نام على رُمَالِ حَصِيرٍ، وقد أَثَّرَ في جنبه، فقلنا: يا رسولَ الله، لو اتَّخَذنَا لك وِطاء تَجْعلُهُ بينك وبين الحَصيرِ، يَقيكَ منه؟ فقال: مالي وللدنيا، ما أََنا والدنيا إِلا كَرَاكِبٍ استَظَلَّ تحت شجرة، ثم راحَ وتَركها» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 507] ولم أجد في كتابه قوله: «وِطَاء تجعله» إلى قوله: «منه» وهي في كتاب رزين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رمال حصير) : أي: حصير مضفور، يقال: رملت الحصير أرمله: إذا ضفرته ونسجته.   (1) رقم (2378) في الزهد، باب رقم (44) وصححه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/391) (3709) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/441) (4208) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (4109) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو داود. والترمذي (2377) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي، قال: حدثنا زيد بن حباب. أربعتهم - يزيد، ووكيع، وأبو داود، وزيد - عن المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 2604 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 506 2605 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرّ بالسُّوقِ، داخلاً من بعض العَوَالي، والناس كَنَفَتَيْه، فمرَّ بِجَدْي مَيِّتٍ أَصَكَّ، فتناوله وأخذ بأُذنه، ثم قال: أَيُّكم يُحِبُّ أَنَّ هذا له بدرهم؟ قالوا: ما نحب أَنَّه لنا بشيء، ما نصنع به؟ إِنه لو كان حَيّاً كان عيباً فيه أَنَّهُ أَصَكُّ. قال: فوالله لَلدُّنيا أَهْونُ على الله من هذا عليكم» . أَخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود - إِلى قوله -: «أَيكم يُحِبُّ هذا له؟» ثم قال: ... وذكر الحديث ثم قال: «صلى ولم يمسّ ماء» . هكذا أخرجه أبو داود (1) ، وزاد فيه رزين: «ولو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جَناح بعوضة ما سَقَى كافراً منها شَربة ماءٍ» (2) . [ص: 508] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كنفتيه) : كنفتا الرحل: جانباه وحواليه. (أصك) : الصكك: اصطكاك الركبتين عند العدو، حتى تصيب إحداهما الأخرى، يقال: رجل أصك، وامرأة صكاء، قال الحميدي في غريبه: ولا أدري كيف عرف هذا في جدي ميت؟ ولعله قد كان شعر ركبتيه موضع الاصطكاك قد انجرد، فعرفوه به، وقال ابن الأنباري: الصكيك: الضعيف، ولعله من هذا، هكذا جاء في كتاب الحميدي أصك بالصاد، وشرحه هذا الشرح المذكور. والذي جاء في كتاب مسلم وأبي داود، وهما اللذان أخرجا هذا الحديث في كتابيهما «أسك» بالسين، والسكك: اصطلام الأذنين، يقال: سكَّه يسكُّه [سكَّاً] : إذا استأصل أذنه، والأسك أيضاً: الصغير الأذن. (بعوضة) : البعوضة: البقة الصغيرة.   (1) رواه مسلم رقم (2957) في الزهد والرقائق، وأبو داود رقم (186) في الطهارة، باب ترك الوضوء من مس الميتة. (2) هذه الرواية رواها الترمذي رقم (2321) في الزهد من حديث سهل بن سعد، وستأتي رقم (2608) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/365) قال: ثنا عفان، قال: ثنا وهيب. والبخاري في «الأدب المفرد» (962) قال: ثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني الدراوردي. ومسلم (8/210) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان «يعني ابن بلال» . وفي (8/211) قال: حدثني محمد بن المثنى العنزي، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، قالا: حدثنا عبد الوهاب (يعنيان الثقفي) . وأبو داود (186) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان «يعني ابن بلال» . أربعتهم - وهيب، والدراوردي، وسليمان، وعبد الوهاب - عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2605 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 507 2606 - (ت) المستورد بن شداد - رضي الله عنه -: قال: «كنتُ مع الرّكْب الذين وقفوا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على السَّخْلَة الميتة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَتَرَونَ هذه هَانَتْ على أهلِها حين أَلْقَوْهَا؟ قالوا: مِنْ هَوانِها أَلقَوْهَا يا رسولَ الله، قال: فالدنيا أهْوَنُ على الله من هذه على أهلها» . [ص: 509] أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2322) في الزهد، باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4111) في الزهد، باب مثل الدنيا، وفي سنده مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو الكوفي، ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره كما قال الحافظ في " التقريب "، أقول: لكن للحديث شاهد بمعناه عند مسلم من حديث جابر رقم (2957) في الزهد والرقائق، وعند الطبراني في " الكبير " من حديث ابن عمر، فالحديث على هذا حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/229) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن زيد. وفي (4/230) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/230) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا عباد بن عباد يعني المهلبي. وابن ماجة (4111) قال: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد بن زيد. والترمذي (2321) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. ثلاثتهم -حماد بن زيد، وعباد بن عباد، وعبد الله بن المبارك - عن مجالد بن سعيد الهمداني، عن قيس ابن أبي حازم الهمداني، فذكره. وقال الترمذي: حديث المستورد حديث حسن. الحديث: 2606 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 508 2607 - (م ت) قيس بن أبي حازم - رحمه الله -: قال: سمعتُ مُسْتَورِداً، أَخا بَني فِهرٍ، وهو يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما الدنيا في الآخرة إِلا مِثْلُ ما يجْعَلُ أَحدُكم إِصبَعه هذه - وأشار يَحْيى [بن سعيد] بالسَّبَّابَة (1) - في اليَمِّ، فَليَنْظُر: بِمَ ترجع؟» . أخرجه مسلم، والترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اليم) : البحر.   (1) وفي رواية عند مسلم: وأشار إسماعيل [بن أبي خالد] بالإبهام، قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في نسخ بلادنا: بالإبهام، وهي الأصبع العظمى المعروفة، كذا نقله القاضي عن جميع الرواة، إلا السمرقندي، فرواه " البهام " قال: وهو تصحيف، قال القاضي: ورواية السبابة أظهر من رواية الإبهام، وأشبه بالتمثيل، لأن العادة الإشارة بها، لا بالإبهام، ويحتمل أنه أشار بهذه مرة وبهذه مرة. (2) رواه مسلم رقم (2858) في الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، والترمذي رقم (2324) في الزهد، باب رقم (15) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4108) في الزهد، باب مثل الدنيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (855) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/228) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/229) قال: حدثنا ابن نمير (ح) ويزيد بن هارون. وفي (4/229) قال: حدثنا جعفر بن عون. وفي (4/229) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (8/156) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، ومحمد بن بشر (ح) وثنا يحيى بن يحيى، قال: نا موسى بن أعين (ح) وثني محمد بن رافع، قال: ثنا أبو أسامة (ح) وثني محمد بن حاتم، قال: ثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (4108) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: ثنا أبي، ومحمد بن بشر. والترمذي (2323) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11255) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك. جميعهم - سفيان، ووكيع، وعبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون، ويحيى بن سعيد، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن بشر، وموسى بن أعين، وأبو أسامة، وعبد الله بن المبارك - عن إسماعيل بن أبي خالد. 2 - وأخرجه أحمد (4/230) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/230) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا عباد بن عباد - يعني المهلبي - كلاهما - حماد بن زيد، وعباد ابن عباد - عن المجالد بن سعيد. كلاهما - إسماعيل بن أبي خالد، ومجالد - عن قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 2607 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 509 2608 - (ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله [ص: 510] صلى الله عليه وسلم-: «لو كَانت الدُّنيا تَعْدِلُ عند الله جَناحَ بَعُوضَةٍ ما سقَى كافراً منها شَرْبَة» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2321) في الزهد، باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2410) في الزهد، باب مثل الدنيا، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (4110) قال: حدثنا هشام بن عمار، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن الصباح، قالوا: حدثنا أبو يحيى، وزكريا بن منظور، والترمذي (2320) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الحميد بن سليمان. كلاهما (زكريا، وعبد الحميد) عن أبي حازم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. الحديث: 2608 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 509 2609 - (ت) قتادة بن النعمان - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا أَحَبَّ اللهُ عبداً حَماهُ الدُّنيا، كما يظَلُّ أحدُكم يَحمي سَقِيمَهُ الماءَ» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2037) في الطب، باب ما جاء في الحمية، وفي سنده إسحاق بن محمد الفروي، وهو صدوق كف فساء حفظه، وباقي رجاله ثقات، وقد حسنه الترمذي وقال: وفي الباب عن صهيب، قال: وقد روي هذا الحديث عن محمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2036) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي قال:حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره. * وأخرجه الترمذي عقبه، قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، ولم يذكر فيه «عن قتادة بن النعمان» . وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب. الحديث: 2609 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 510 2610 - (خ) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «ارتَحَلَتِ الدنيا مُدْبِرَة، وارتحلت الآخرةُ مُقْبِلَة، ولكُلِّ واحدةٍ منهما بَنُونَ، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإِن اليومَ عَملٌ ولا حِسابَ، وغَدا حسابٌ ولا عَمَلٌ» . أَخرجه ... (1) .   (1) في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه البخاري تعليقاً 11 / 201 في الرقاق، باب في الأمل وطوله، قال الحافظ في " الفتح ": قوله: وقال علي بن أبي طالب، ارتحلت الدنيا مدبرة ... الخ: هذه قطعة من أثر لعلي جاء عنه موقوفاً ومرفوعاً، وفي أوله شيء مطابق للترجمة صريحاً، فعند ابن أبي شيبة في " المصنف "، وابن المبارك في " الزهد " من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد وزبيد الأيامي عن رجل من بني عامر، وسمي في رواية لابن أبي شيبة: مهاجر العامري، وكذا في " الحلية " من طريق أبي مريم عن زبيد عن مهاجر بن عمير قال: قال [ص: 511] علي: إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة، ألا وإن الدنيا ارتحلت مدبرة ... الحديث، كالذي في الأصل سواء، ومهاجر المذكور هو العامري المبهم قبله وما عرفت حاله، وقد جاء مرفوعاً أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب " قصر الأمل " من رواية اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي حفصة مولى علي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتين، فذكر معناه، واليمان وشيخه لا يعرفان، وجاء من حديث جابر أخرجه أبو عبد الله ابن مندة من طريق المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر مرفوعاً، والمنكدر ضعيف، وتابعه علي بن أبي علي اللهبي عن ابن المنكدر بتمامه، وهو ضعيف أيضاً، وفي بعض طرق هذا الحديث: فاتباع الهوى يصرف بقلوبكم عن الحق، وطول الأمل يصرف هممكم إلى الدنيا. ومن كلام علي أخذ بعض الحكماء قوله: الدنيا مدبرة، والآخرة مقبلة: فعجب لمن يقبل على المدبرة ويدبر عن المقبلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الرقاق - باب في الأمل مطوله. وقال الحافظ في «الفتح» (11/240) : هذه قطعة من أثر لعلي جاء عنه موقوفا ومرفوعا. فعند ابن أبي شيبة في «المصنف» ، وابن المبارك في «الزهد» من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، وزبيد الأيامي عن رجل من بني عامر، وسمي في رواية لابن أبي شيبة، مهاجر العامري، وكذا في «الحلية» من طريق أبي مريم، عن زبيد، عن مهاجر بن عمير قال: قال علي، فذكره. ومهاجر المذكور هو العامري المبهم قبله، وما عرفت حاله. وقد جاء مرفوعا أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب «قصر الأمل» من رواية اليمان بن حذيفة، عن علي بن أبي حفصة مولى علي، عن علي بن أبي طالب، فذكر معناه، واليمان وشيخه لا يعرفان. الحديث: 2610 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 510 الفصل الثاني: في ذم أماكن من الأرض 2611 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «لما مَرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالحِجْر قال: لا تدْخُلُوا مساكنَ الذين ظلموا أنْفُسهم: أَن يُصِيبَكم ما أَصابَهُمْ، إِلا أن تكونوا باكين، ثم قَنَّعَ رَأسَه، وأسرع السَّيْرَ، حتى جاز الوادي» . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي أخرى [للبخاري] : أنه قال لأصحاب الحِجْرِ: «لا تدخُلُوا على هؤلاء القوم، إِلا [أن] تكُونوا باكين، [فإن لم تكُونوا باكين] فلا تدخلوا عليهم: أَن يُصِيبَكُمْ مثل ما أَصابهم» . [ص: 512] وفي أخرى لمسلم: أنه قال لأصحابِ الحجر: «لا تدخلوا على هؤلاء المُعَذَّبين ... ثم ذكر مثله» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 270 في الأنبياء، باب قول الله تعالى {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} ، وفي المساجد، باب الصلاة في مواضع الخسف، وفي المغازي، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر، وفي تفسير سورة الحجر، باب {ولقد كذب أصحاب الحجر} ، ومسلم رقم (2980) في الزهد والرقائق، باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/66) (5342) قال: حدثنا يعمر بن بشر، قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/96) (5705) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يونس. والبخاري (4/181) قال: حدثني محمد، قال: أخبرنا عبد الله، عن معمر. (ح) وحدثني عبد الله، قال: حدثنا وهب، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يونس. وفي (6/9) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (8/221) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6942) عن سويد بن نصر، عن عبد الله، عن معمر. كلاهما - معمر، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها الحميدي (653) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4561) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/58) (5225) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/72) (5404) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: أخبرنا ابن بلال. وفي (2/74) (5441) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/91) (5645) قال: حدثنا ربعي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (2/113) (5931) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك. وفي (2/137) (6211) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة. وعبد بن حميد (798) قال: حدثنا عمر بن سعد، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/118) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. وفي (6/9) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا مالك. وفي (6/101) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا معن، قال: حدثني مالك. ومسلم (8/220) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، جميعا عن إسماعيل. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7134) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن مسلم، وعبد الرحمن ابن إسحاق، وعبد العزيز بن أبي سلمة، ومالك، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 2611 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 511 2612 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «إِنَّ الناس نزلوا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على الحجْر - أرضِ ثَمودَ - فَاستَقَوْا مِنْ آبارها، وعَجَنُوا به العَجِين، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ يُهْرِيقُوا ما استقَوْا، ويَعْلِفُوا الإِبلَ العجينَ، وأَمرهم أَنْ يَستَقُوا من البِئْرِ التي كانت تَرِدُها الناقة» . أخرجه البخاري، ومسلم. وللبخاري: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما نزل الحِجر في غَزوة تَبوكَ أمَرَهُم: أنْ لا يَشْرَبُوا من بئارها (1) ، ولا يَستَقُوا منها، فقالوا: قد عَجَنَّا منها واسْتَقَيْنَا، فأمرهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَن يَطرَحوا ذلك العجينَ، ويُهْرِيقوا ذلك الماء» . هكذا أخرج الحميدي هذا الحديث وحدَه في المتفق، وأخرج الذي قبله مفرداً في المتفق أيضاً فجعلهما حديثين، وكأنهما حديث واحدٌ، فاتَّبعناه [ص: 513] في فعله، وجعلناهما حديثين (2) .   (1) في مسلم: آبارها، وكلاهما صحيح. (2) رواه البخاري 6 / 269 في الأنبياء، باب قول الله تعالى {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} ، ومسلم رقم (2981) في الزهد، باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/117) (5984) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا صخر، يعني ابن جويرية. والبخاري (4/181) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله. ومسلم (8/221) قال: حدثني الحكم بن موسى أبو صالح، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: أخبرنا عبيد الله. (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثني عبيد الله. كلاهما - صخر، وعبيد الله - عن نافع، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها البخاري (4/181) قال: حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن، قال: حدثنا يحيى بن حسان بن حيان أبو زكريا، قال: حدثنا سليمان، عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 2612 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 512 2613 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: إَِنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال لَهُ: «يا أَنس، إِنَّ الناس يُمصِّرُون أمصاراً، وإن مِصراً منها تُسَمَّى البَصْرَةَ، أو البُصَيْرَةَ، فإِنْ أَنتَ مَررتَ بها ودخلتَهَا فإياك وسِبَاخَها وكَلاَّءها، وسُوقَها وبابَ أُمرَائِهَا، وعليكَ بِضَوَاحيها، فإنهُ يكونُ بها خَسْفٌ، وقَذْفٌ، ورَجْفٌ، وقومٌ يُبَيَّتُونَ فيصْبحونَ قِرَدَة وخَنازِيرَ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سباخها) : أرض سبخة: ملحة التربة، لا تكاد تنبت نباتاً. (كلاَّءها) : الكلاَّء - بالمد والهمز - ساحل كل نهر، وهو الموضع الذي تجمع فيه السفن، ومنه كلاَّء البصرة، لموضع سفنها. (ضواحيها) : ضواحي البلدة: ظواهرها، وهو ما ظهر منها للشمس.   (1) رقم (4307) في الملاحم، باب في ذكر البصرة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4307) قال: ثنا عبد الله بن الصباح، قال: ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد قال: ثنا موسى الحناط، لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس، فذكره. الحديث: 2613 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 513 2614 - (ط) مالك بن أنس: بلغه: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: أراد الخروج إلى العراق، فقال له كعب الأحبار: «لا تخرج يا أمير [ص: 514] المؤمنين، فإن بها تِسعَةَ أَعشارِ السِّحر، أو الشَّرِّ، وبها فَسَقَةُ الجِنِّ، وبها الدَّاءُ العُضال» أخرجه الموطأ. وزاد رزين: قال مالك: «الدَّاء العُضَال: الهلاك في الدِّين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العضال) : داء عضال: أعجز الأطباء، فلا دواء له. ترجمة الأبواب التي أَوَّلها ذال ولم تَرِد في حرف الذال (ذم المال) في كتاب البخل، من حرف الباء.   (1) أخرجه مالك في " الموطأ " بلاغاً، 2 / 975 في الاستئذان، باب ما جاء في المشرق، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (1891) بلاغا. الحديث: 2614 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 513 بسم الله الرحمن الرحيم حرف الراء : وفيه أربعة كتب كتاب الرحمة، كتاب الرفق، كتاب الرهن، كتاب الرياء (1) الكتاب الأول: في الرحمة ، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في الحث عليها 2615 - (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الرَّاحِمُونَ يرحمهم الرحمن، ارحَمُوا مَن في الأرض، يرحمْكم من في السماءِ، الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِن الرحمنِ، فَمَن وصلَهَا وَصَلهُ الله، ومن قطعها قطعهُ الله» . أخرجه الترمذي. وأَخرج منه أَبو داود إِلى قوله: «من في السماء» (2) . [ص: 516] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شجنة) : الشجنة - بضم الشين وكسرها - القرابة المشتبكة كاشتباك العروق.   (1) في الأصل والمطبوع: الربا، وهو تصحيف. (2) رواه الترمذي رقم (1925) في البر والصلة، باب في رحمة الناس، وأبو داود رقم (4941\) في الأدب، باب في الرحمة، وهو حديث صحيح بشواهده، انظر " مجمع الزوائد " 8 / 187. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (591) و (592) . وأحمد (2/160) (6494) . وأبو داود (4941) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومسدد. والترمذي (1924) قال: حدثنا ابن أبي عمر. خمستهم (الحميدي، وأحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، ومسدد، وابن أبي عمر) قالوا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار، قال: أخبرني أبو قابوس، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 2615 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 515 2616 - (خ م ت) جرير بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَرْحَمُ اللهُ من لا يرحمِ الناسَ» . وفي رواية: «مَن لا يَرحمِ الناسَ لا يَرحمْهُ اللهُ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 303 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} ، وفي الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم رقم (2319) في الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال، والترمذي رقم (1923) في البر، باب في رحمة الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن قيس بن أبي حازم، قال: قال لي جرير: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل» . أخرجه الحميدي (802) قال: حدثنا سفيان، ومروان بن معاوية. وأحمد (4/360) قال: حدثنا يزيد. وفي (4/365) قال: حدثنا يحيى. والبخاري في «الأدب المفرد» (97) قال: حدثنا محمد بن سلام، عن عبدة. وفي (375) قال: حدثنا مسدد،قال: حدثنا يحيى. ومسلم (7/77) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، وعبد الله بن نمير. والترمذي (1922) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. سبعتهم- سفيان، ومروان، ويزيد، ويحيى، وعبدة، ووكيع، وابن نمير - عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، فذكره. وعن زيد بن وهب، قال: سمعت جريرا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل» . أخرجه أحمد (4/852) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (4/358) و (362) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (4/358) أيضا قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (8/12) وفي «الأدب المفرد» (370) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. أربعتهم - ابن نمير، وأبو معاوية، ومحمد بن عبيد، وحفص بن غياث- قالوا: حدثنا الأعمش، عن زيد ابن وهب، فذكره. * وأخرجه البخاري (9/141) وفي «الأدب المفرد» (96) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا أبو معاوية. ومسلم (7/77) قال: حدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا أبو كريب محمد ابن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص بن غياث. أربعتهم -أبو معاوية، وجرير، وعيسى، وحفص - عن الأعمش، عن زيد بن وهب، وأبي ظبيان، فذكراه. * أخرجه أحمد (4/358) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/358) أيضا قال: حدثنا محمد بن عبيد. كلاهما - شعبة، وابن عبيد - عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن جرير، فذكره. ليس فيه «زيد بن وهب» . وعن نافع بن جبير، قال: استعمل معاوية بن أبي سفيان جرير بن عبد الله على سرية، فأصابهم برد شديد، فأقفلهم جرير. فقال له معاية: لم أقفلتهم؟ قال جرير: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله» .فقال له معاوية: أنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم. أخرجه الحميدي (803) . ومسلم (7/77) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة. أربعتهم - الحميدي، وابن أبي شيبة، وابن أبي عمر،وابن عبدة - قالوا: حدثنا سفيان «ابن عيينة» ، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، فذكره. وعن أبي إسحاق، قال: كان جرير بن عبد الله في بعث بأرمينية، قال: فأصابتهم مخمصة - أو مجاعة - قال: فكتب جرير إلى معاوية: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من لم يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل» . قال: فأرسل إليه، فأتاه، فقال: أنت سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، قال: فأقفلهم ومتعهم. قال أبو إسحاق: وكان أبي في ذلك الجيش فجاء بقطيفة مما متعه معاوية. أخرجه أحمد (4/361) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/365) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبيه عن جرير، فذكره. وعن زياد بن علاقة، قال: سمعت جريرا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له» . أخرجه أحمد (4/365) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن قرم، عن زياد ابن علاقة، فذكره. وعن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله عز وجل لا يرحم من لا يرحم الناس» . أخرجه أحمد (4/358) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب. وفي (4/358) أيضا قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، وفي (4/366) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق. ثلاثتهم - سماك، وعبد الملك، وأبو إسحاق - عن عبيد الله بن جرير، فذكره. الحديث: 2616 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 516 2617 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ أَبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا مِن شَقيٍّ» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، الصَّادِقَ المَصْدُوقَ، صاحبَ هذه الحُجْرَةِ يقول: ... الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] [ص: 517] (الصادق المصدوق) : هو النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو صادق فيما قال، مصدوق فيما قيل له من جهة الله تعالى.   (1) رواه الترمذي رقم (1924) في البر، باب ما جاء في رحمة الناس، وأبو داود رقم (4942) في الأدب، باب في الرحمة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. قال شعبة: كتب به إلي وقرأته عليه، يعني منصورا. وفي (2/442) قال: حدثنا عمار بن محمد، وهو ابن أخت سفيان الثوري. وفي (2/461) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/461) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا شيبان. وفي (2/539) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري في «الأدب المفرد» (374) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4942) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا (ح) وحدثنا ابن كثير. قال: أخبرنا شعبة. قال: كتب إلي منصور. قال ابن كثير في حديثه: وقرأته عليه. وقلت: أقول حدثني منصور؟ فقال: إذا قرأته علي فقد حدثتك. والترمذي (1923) قال: ثنا محمود بن غيلان. قال: ثنا أبو داود. قال: نا شعبة. قال: كتب به إلي منصور، وقرأته على. ثلاثتهم - شعبة، وعمار بن محمد، وشيبان أبو معاوية - عن منصور، قال: سمعت أبا عثمان مولى المغيرة بن شعبة، فذكره. الحديث: 2617 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 516 2618 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «قَبَّلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الحسنَ بنَ عَليٍّ، وعنده الأقْرَعُ بنُ حابس التميميُّ، فقال الأقرعُ: إِن لي عَشْرة من الوَلَد ما قَبَّلْتُ منهم أحداً، فنظر إِليهِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثم قالَ: مَن لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ» . أَخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود (1) . وزاد رزين: «أوَ أَمْلِكُ إِن كان اللهُ نزعَ منكم الرحمةَ؟» .   (1) رواه البخاري 10 / 359 و 360 في الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله، ومسلم رقم (2318) في الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال، والترمذي رقم (1912) في البر، باب في رحمة الولد، وأبو داود رقم (5218) في الأدب، باب في قبلة الرجل ولده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1106) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/228) قال: أخبرنا هشيم وفي (2/241) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/514) قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. والبخاري (8/8) .. وفي «الأدب المفرد» (91) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (7/77) قال: حدثني عمرو الناقد وابن أبي عمر، جميعا عن سفيان. قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (5218) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (1911) قال: حدثنا ابن أبي عمر وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان بن عيينة، وهشيم، ومعمر، ومحمد بن أبي حفصة، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. (*) في رواية هشيم: «دخل عيينة بن حصن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه يقبل حسنا وحسينا .... » الحديث. الحديث: 2618 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 517 2619 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: جاء أعرابيّ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِنَّكُمْ تُقَبِّلُونَ الصِّبيان، ولا نُقَبِّلُهم؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَن نَزَعَ اللهُ الرَّحْمَةَ مِن قَلبِكَ؟» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 360 في الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله، ومسلم رقم (2317) في الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/56) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/70) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا هريم بن سفيان البجلي. والبخاري (8/9) . وفي «الأدب المفرد» (90) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. وفي «الأدب المفرد» (98) قال: حدثنا محمد بن سلام، عن عبدة. ومسلم (7/77) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة وابن نمير. وابن ماجة (3665) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. خمستهم - عبد الله بن نمير، وهريم، وسفيان الثوري، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2619 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 517 2620 - () جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وهو بلفظه في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. الحديث: 2620 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 518 2621 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّمَا يَرحمُ اللهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحمَاءَ» . أَخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه البخاري 3 / 124 و 125 في الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه، وفي المرض، باب عيادة الصبيان، وفي القدر، باب {وكان أمر الله قدراً مقدوراً} ، وفي الأيمان والنذور، باب قول الله: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، وفي التوحيد، باب قول الله تبارك وتعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} ، وباب ما جاء في قول الله تعالى: {إن رحمة الله قريب من المحسنين} ، ومسلم رقم (923) في الجنائز، باب البكاء على الميت، وكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: هذا الحديث من زيادات رزين لم أجده عن ابن عمر، ولكن عن أسامة بن زيد بلفظ: «أرسلت ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه أن ابنا لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد ابن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، ورجال، فرفع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبي ونفسه تتقعقع «قال: حسبته أنه قال: كأنها شن» ، ففاضت عيناه،فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء» . 1- أخرجه أحمد (5/204) و (206) . ومسلم (3/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما (ابن حنبل، وأبو بكر) قالا: حدثنا أبو معاوية. 2- وأخرجه أحمد (5/204) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (7/151) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي (8/166) قال: حدثنا حفص بن عمر. وأبو داود (3125) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وحفص، وأبو الوليد - عن شعبة. 3- وأخرجه أحمد (5/205) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. 4 - وأخرجه البخاري (2/100) قال: حدثنا عبدان ومحمد. والنسائي (4/21) قال: أخبرنا سويد بن نصر. ثلاثتهم (عبدان، ومحمد بن مقاتل، وسويد) عن عبد الله بن المبارك. 5 - وأخرجه البخاري (9/141) قال: حدثنا أبو النعمان. وفي «الأدب المفرد 2/5» قال: حدثنا حجاج. ومسلم (3/39) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري. ثلاثتهم (أبو النعمان، وحجاج، وأبو كامل) عن حماد بن زيد. 6 - وأخرجه البخاري (9/164) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (1588) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. كلاهما عن عبد الواحد بن زياد. 7 - وأخرجه البخاري (8/153) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا إسرائيل. سبعتهم - أبو معاوية، وشعبة، وسفيان، وعبد الله بن المبارك، وحماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وإسرائيل -عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 2621 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 518 الفصل الثاني: في ذكر رحمة الله تعالى 2622 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لما قَضَى اللهُ الخَلْقَ - وعند مسلم: لمَا خَلَقَ اللهُ الخَلقَ - كتب في كتابه، فهو عنده فوقَ العرش: إِنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضبي» . وعند البخاري: «غلبتْ غَضبي» . [ص: 519] وللبخاري أيضاً: «إِنَّ الله لَمَا قَضَى الخَلقَ كتبَ عندهُ فوقَ عرشه: إِن رحمَتي سَبقَتْ غضبي» . وله في أخرى، قال: «لما خَلقَ اللهُ الخلقَ كَتبَ في كِتابٍ كتبهُ على نفسه، فهو موضوع عندهُ على العرشِ: إِنَّ رَحمتي تَغْلِبُ غَضَبي» . وفي أخرى: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتاباً، قَبلَ أَنْ يَخْلُقَ الخلقَ: إِنَّ رَحمتي سَبقَتْ غضبي، فَهو مكتوبٌ عندهُ فوقَ العرش» . ولمسلم أيضاً: أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: سبقت رحمتي غضبي» . وله في أخرى: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه، فهو موضوع عنده: إِنَّ رحمتي تغلب غضبي» . وأخرجه الترمذي قال: «إِنَّ اللهَ حينَ خلقَ الخلقَ كَتَبَ بيدِهِ على نفسه: إِنَّ رَحمَتي تَغْلِبُ غَضَبي» (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 325 في التوحيد، باب قول الله: {ويحذركم الله نفسه} ، وباب {وكان عرشه على الماء} {وهو رب العرش العظيم} ، وباب قول الله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، وباب قول الله: {بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ} ، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} ، ومسلم رقم (2751) في التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، والترمذي رقم (3537) في الدعوات، باب رقم (109) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1126) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/257) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. وفي (2/259) قال: حدثنا علي بن حفص قال: أخبرنا ورقاء. وفي (2/358) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا ابن أبي الزناد. والبخاري (4/129) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي. وفي (9/153) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/165) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/95) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى «الورقة / 102 -أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. (ح) وأخبرنا أحمد بن حفص، قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم. عن موسى (ح) وأخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحاق، عن زيد بن يحيى، قال: حدثنا مالك. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، وورقاء بن عمر، وابن أبي الزناد، ومغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، ومالك، وموسى بن عقبة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وعن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لما قضى الله الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي» . أخرجه أحمد (2/313) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن أبي رافع، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي. فهو مكتوب عنده فوق العرش» . أخرجه أحمد (2/381) قال: حدثنا علي بن بحر. والبخاري (9/196) قال: قال لي خليفة بن خياط. (ح) وحدثني محمد بن أبي غالب. قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. ثلاثتهم - علي بن بحر، وخليفة، ومحمد بن إسماعيل - عن معتمر بن سليمان. قال: سمعت أبي يقول: حدثنا قتادة، أن أبا رافع حدثه، فذكره. وعن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه: إن رحمتي تغلب غضبي» . أخرجه أحمد (2/433) قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (189) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا صفوان بن عيسى. وفي (4295) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر. والترمذي (3543) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. أربعتهم - يحيى، وصفوان، وأبو خالد الأحمر، والليث - عن ابن عجلان. قال: سمعت أبي، فذكره. وعن أبي صالح، وعن أبي هريرة. قال قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لما فرغ الله من الخلق كتب علي عرشه: رحمتي سبقت غضبي» . أخرجه أحمد (2/397) قال: حدثنا محمد بن سابق. قال: حدثنا شريك. وفي (2/466) قال: حدثناوكيع.، عن سفيان. والبخاري (9/147) قال: حدثنا عبدان، عن أبي جمرة. والنسائي في الكبرى (الورقة / 102- أ) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع أبو داود الحفري، عن سفيان. ثلاثتهم - شريك، وسفيان، وأبو حمزة السكري - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. وعن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه فهو موضوع عنده: إن رحمتي تغلب غضبي» . أخرجه مسلم (8/95) قال: حدثنا على بن خشرم. قال: أخبرنا أبو ضمرة، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عطاء بن ميناء، فذكره الحديث: 2622 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 518 2623 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله [ص: 520] صلى الله عليه وسلم- يقول: «جعل اللهُ الرحمةَ مائةَ جُزءٍ، فَأمسَكَ عندهُ تِسعة وتسعينَ، وَأَنزَلَ في الأرضِ جُزءاً واحداً، فَمِن ذلكَ الجزءِ تَتَراحَمُ الخلائق، حتى تَرْفَعَ الدابةُ حافِرَها عن ولدها خشيةَ أن تُصيبَه» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وللبخاري: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ الله خَلقَ الرَّحْمَةَ يومَ خلَقَهَا مائةَ رحمةٍ، فَأْمسَكَ عندهُ تسعة وتسعينَ رحمة، وأرسلَ في خَلقِهِ كلِّهم رحمة واحدة، فَلو يَعلمُ الكافرُ بِكلِّ الذي عند اللهِ من الرحمةِ لم يَيْأسْ مِن الجنة، ولو يعلم المُؤمن بكل الذي عندَ اللهِ من العذابِ لم يَأْمَن من النار» . ولمسلم قال: «إِن لله مائِةَ رحمة، أَنزل منها رحمة واحدة بين الجنِّ والإِنس والبهائمِ والهوامِّ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تَعْطِفُ الوَحْشُ على ولدها، وَأَخَّرَ اللهُ تسعاً وتسعين رحمة، يرحم بها عبادَهُ يومَ القيامةِ» . ولَه في أخرى، قال: «خلقَ الله مائةَ رحمةٍ، فوضعَ واحدَة بَينَ خَلقِهِ، وخَبَّأ عنده مائة إِلا واحدة» . وأَخرجه الترمذي، قال: «خَلَقَ اللهُ مائة رحمةٍ، فوضعَ واحِدة بينَ خلقِهِ، وعندَ الله تسعٌ وتِسعونَ رحمة» . [ص: 521] وللترمذي في رواية أُخرى، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو يعلمُ المؤمن ما عندَ اللهِ من العُقُوبةِ ما طَمِعَ في الجنة أحدٌ، ولو يعلمُ الكافِرُ ما عندَ اللهِ مِن الرحمةِ ما قَنِطَ مِن الجنَّةِ أحَدٌ» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 362 في الأدب، باب جعل الله الرحمة في مائة جزء، وفي الرقاق، باب الرجاء مع الخوف، ومسلم رقم (2752) في التوبة، باب سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، والترمذي رقم (3535) و (3536) في الدعوات، باب رقم (107) و (108) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/123) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «خلق الله مائة رحمة، فوضع واحدة بين خلقه، وخبأ عنده مائة إلا واحدة» . أخرجه أحمد (2/334) قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا زهير. وفي (2/484) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا زهير. ومسلم (8/96) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، يعنون ابن جعفر. والترمذي (3541) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. ثلاثتهم - زهير بن محمد، وإسماعيل، وعبد العزيز - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن لله عز وجل مائة رحمة، فجعل منها رحمة في الدنيا تتراحمون بها. وعنده تسع وتسعون رحمة، فإذا كان يوم القيامة ضم هذه الرحمة إلى التسع والتسعين رحمة، ثم عاد بهن على خلقه» . أخرجه أحمد (2/526) قال: حدثنا مؤمل. وفي (3/55) قال: حدثنا عفان. كلاهما - مؤمل، وعفان - قالا: حدثنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، فذكره. وعن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «جعل الله الرحمة مائة جزء. فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه» . أخرجه الدارمي (2788) . والبخاري (8/9) . وفي «الأدب المفرد» (100) قالا: حدثنا الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (8/96) قال: حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. كلاهما - شعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرنا سعيد بن المسيب، فذكره. وعن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها. وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة» . أخرجه أحمد (2/434) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (8/96) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (4293) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. ثلاثتهم (يحيى، وعبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون) عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، فذكره. وعن محمد بن سيرين وخلاس، كلاهما عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... مثل ذلك. هكذا ذكره أحمد عقب حديث عوف، عن الحسن. قال: بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: «لله عز وجل مائة رحمة، وإنه قسم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم، وذخر تسعة وتسعين رحمة لأوليائه. والله عز وجل قابض تلك الرحمة التي قسمها بين أهل الأرض إلى التسعة والتسعين فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة» . أخرجه أحمد (2/514) قال: حدثنا روح ومحمد بن جعفر. قالا: حدثنا عوف، عن الحسن، فذكره مرسلا. قال أحمد: قال محمد «يعني ابن جعفر» في حديثه: وحدثني بهذا الحديث محمد بن سيرين وخلاس، كلاهما عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- .... مثل ذلك. * أخرجه أحمد (2/514) قال: حدنا روح. قال: حدثنا عوف، عن خلاس بن عمرو، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «محمد بن سيرين» . * وأخرجه أحمد (2/514) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا عوف. عن محمد، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «خلاس بن عمرو» . وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد» . أخرجه أحمد (2/334) قال: ثنا أبو عامر. قال: ثنا زهير. وفي (2/397) قال: ثنا سليمان بن داود. قال: نا إسماعيل. وفي (2/484) قال: ثنا عبد الرحمن. قال: ثنا زهير. ومسلم (8/97) قال: ثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر، قال ابن أيوب: ثنا إسماعيل. والترمذي (3542) قال: ثنا قتيبة. قال: ثنا عبد العزيز بن محمد. ثلاثتهم - زهير بن محمد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2623 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 519 2624 - (م) سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ للهِ مِائَةَ رَحمةٍ يَتراحَمُ بِهَا الخَلْقُ بَينهمْ، وتِسعٌ (1) وتِسعُونَ لِيومِ الْقِيَامَةِ» . وفي رواية: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ يومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرضِ مائةَ رَحمة، كلُّ رحمةٍ طِبَاقُ ما بَينَ السَّمَاءِ والأرضِ، فَجَعَلَ مِنْهَا في الأرضِ رَحمة، فبها تَعطِفُ الوَالِدةُ على وَلَدِها، والوَحْشُ والطيرُ بعضُها على بعض، فَإِذا كان يومُ القِيامَةِ أَكمَلَهَا بِهذهِ الرحمة» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طباق الشيء) : ما عمه وغطاه.   (1) في المطبوع: وتسعة. (2) رقم (2753) في التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/439) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (8/96) قال: حدثني الحكم بن موسى،قال: حدثنا معاذ بن معاذ. (ح) وحدثناه محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. ثلاثتهم -يحيى، ومعاذ، والمعتمر -عن سليمان التيمي. 2 - وأخرجه مسلم (8/96) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند. كلاهما - سليمان التيمي، وداود بن أبي هند - عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 2624 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 521 2625 - (خ م) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «قُدِمَ على [ص: 522] رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بِسَبْيٍ، فَإِذا امرأةٌ مِن السَّبْيِ تَسعى (1) ، [قد تَحَلَّبَ ثَديُها] ، إِذا وجدت صَبياً في السَّبي أَخَذَتْه، فألْزَقَتْه ببطنها فأرضعتْه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَتَرَونَ هذه المرأَةَ طارِحَة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله، فقال [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] : الله أرحَمُ بعباده من هذه المرأة بوَلَدِها» . أخرجه البخاري، ومسلم. زاد رزين في وسط الحديث بعد قوله: «في النَّارِ» : «وهي قادرة على أن لا تطرَحه» (2) .   (1) وفي نسخة عند البخاري: تسقي، وعند مسلم: تبتغي، والكل صواب. (2) رواه البخاري 10 / 360 و 361 في الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، ومسلم رقم (2754) في الفضائل، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، وزيادة " وهي قادرة على أن لا تطرحه " موجودة عند البخاري ومسلم أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/9) . ومسلم (8/97) قال: ثني الحسن بن علي الحلواني ومحمد ابن سهل التميمي. ثلاثتهم- البخاري، والحسن، ومحمد - قالوا: ثنا ابن أبي مريم، قال: ثنا أبو غسان، قال: ثني زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2625 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 521 2626 - (خ د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، وقمنا معه، فقال أعرابي: اللَّهمَّ ارحمني، ومحمداً، ولا تَرْحَمْ معنا أحداً، فلما سلّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لقد تَحَجَّرْتَ وَاسِعاً - يُريدُ: رحمةَ الله» . أخرجه البخاري، وأبو داود، والنسائي. وزاد الترمذي: «فلم يَلْبَث أَن بَالَ في المسجد، فأسرع إليه الناسُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَهْرِيقُوا عليه سَجْلاً من ماءٍ - أو دَلْواً من ماءٍ - ثم قال: إِنَّمَا بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولم تُبْعَثُوا مُعَسِّرين» (1) . [ص: 523] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تحجَّرت) : لقد تحجرت واسعاً، أي: ضيقت. من قوله: حجر فلان: إذا اتخذ له على أرض حجارة محدقة بها، والمعنى: أن رحمة الله تعالى واسعة لكل شيء. (سَجْلاً) : السَّجل: الدلو [المملوءة] الكبير [ة] .   (1) رواه البخاري 10 / 367 في الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، والترمذي رقم (147) في الطهارة، باب في البول يصيب الأرض، وأبو داود رقم (380) في الطهارة، باب الأرض يصيبها البول، ورقم (882) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، والنسائي 3 / 14 في السهو، باب الكلام في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (938) . وأحمد (2/239) . وأبو داود (380) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وابن عبدة في آخرين. والترمذي (147) قال: حدثنا ابن أبي عمر وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. والنسائي (3/14) . وفي الكبرى (470 و 1049) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري البصري. وابن خزيمة (298) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا المخزومي. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن عمرو، وأحمد بن عبدة، وابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الله بن محمد الزهري، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه ابن خزيمة (298) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن صدقة، قال: حدثنا سفيان، وهو ابن حسين. كلاهما - سفيان بن عيينة، وسفيان بن حسين - عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره. (*) رواية النسائي مختصرة على أوله. - وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: «قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة، وقمنا معه، فقال أعرابي، وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا. فلما سلم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للأعرابي: لقد حجرت واسعا» ، يريد رحمة الله. أخرجه أحمد (2/283) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. والبخاري (8/11) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وأبو داود (882) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (3/14) . وفي الكبرى (469 و 1048) قال: أخبرنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. وابن خزيمة (864) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. أربعتهم- معمر، وشعيب، ويونس، والزبيدي محمد بن الوليد - عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. * أخرجه أحمد (2/503) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، دخل أعرابي المسجد، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس. فقال: اللهم اغفر لي ولمحمد، ولا تغفر لأحد معنا. فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: لقد احتظرت واسعا. ثم ولى، حتى إذا كان في ناحية المسجد، فشج يبول. فقام إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: إنما بني هذا البيت لذكر الله والصلاة، وإنه لا يبال فيه. ثم دعا بسجل من ماء، فأفرغه عليه. قال: يقول الأعرابي بعد أن فقه: فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- إليّ بأبي هو وأمي فلم يسب ولم يؤنب ولم يضرب. الحديث: 2626 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 522 الفصل الثالث: فيما جاء من رحمة الحيوانات 2627 - (خ م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «بينما رجلٌ يَمشي بطريق اشْتَدَّ عليه العطشُ، فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلبٌ يَلْهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش، فقال الرجلُ: لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كان بلغَ مِني، فنزل البئر، فملأَ خُفَّهُ ماء، ثم أمْسَكه بِفيهِ، حتى رَقِيَ، فسقى الكلبَ، فشكرَ اللهُ له، فغفر له، قالوا: يا رسول الله، إِن لنَا في البَهَائِمِ أجراً؟ فقال: في كُلِّ كَبدٍ رَطبَةٍ أجرٌ» . وفي رواية: «أن امرأة بَغِيّاً رَأَت كَلباً في يومٍ حارٍّ يُطيفُ بِبِئْرٍ، قد أدْلَعَ لِسَانُهُ من العطَشِ، فَنزَعَتْ لَهُ مُوقَهَا، فَغُفِرَ لَهَا» . [ص: 524] وفي أخرى: «بينما كلبٌ يُطيف برَكيَّةٍ، قد كاد يقتله العطش، إِذ رَأَته بَغِيَّةٌ مِن بَغَايا بني إِسرائيل، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا، فَاستَقَتْ لَهُ بِهِ، فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ، فَغُفِرَ لَهَا بهِ» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وللبخاري: «أَن رجلاً رأى كلباً يأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العطش، فأَخَذَ الرجلُ خُفَّهُ، فجعلَ يَغرِفُ له به، حتَّى أَرْوَاهُ، فشكرَ اللهُ لَهُ، فَأدْخَلَهُ الجنة» . وأَخرجَ الموطأ، وأبو داود الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يلهث) : لهث الكلب وغيره: إذا أخرج لسانه من شدة العطش والحر، ولهج. (الثرى) : التراب الندي، والمراد به ها هنا: التراب مطلقاً. (كبد رطبة) : أراد بالكبد الرطبة: كل ذات روح، لأن الكبد لا تكون رطبة إلا وصاحبها حي. [ص: 525] (بغياً) : البغي: المرأة الزانية، بغت المرأة تبغي بغاء - بالكسر والمد - فهي بغي، والجمع البغايا. (أدلع) لسانه: إذا أخرجه من العطش، وكذلك دَلَعَه. (مُوقها) : الموق هاهنا: الخف. (بِرَكيَّة) : الرَّكِيَّة: البئر وجمعها: الركي، ويجمع أيضاً على الركايا.   (1) رواه البخاري 5 / 31 في المزارعة، باب فضل سقي الماء، وفي الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، وفي المظالم، باب الآبار على الطرق إذا لم يتأذ بها، وفي الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم رقم (2244) في السلام، باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، والموطأ 2 / 929 و 930 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وأبو داود رقم (2550) في الجهاد، باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك في «الموطأ» (578) . وأحمد (2/375) قال: حدثنا إسحاق. وفي (2/517) قال: حدثنا روح. والبخاري (3/146) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (3/173) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة. وفي (8/11) . وفي «الأدب المفرد» (378) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/44) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (2550) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. ستتهم- إسحاق، وروح، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وقتيبة - عن مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن. 2 - وأخرجه أحمد (2/521) . والبخاري «فتح الباري» (1/278) (173) قال: حدثنا إسحاق. كلاهما - أحمد بن حنبل، وإسحاق - عن عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. قال: سمعت أبي. كلاهما - سُمي، وعبد الله بن دينار - عن أبي صالح، فذكره. وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته، فغفر لها به» . أخرجه أحمد (2/507) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام بن حسان. والبخاري (4/211) قال: حدثنا سعيد بن تليد. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب. ومسلم (7/44) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن هشام. وفي (7/45) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب السختياني. كلاهما - هشام بن حسان، وأيوب السختياني - عن محمد بن سيرين، فذكره. وعن الحسن وابن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث. قال: كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها، فنزعت له من الماء، فغفر لها بذلك» . أخرجه البخاري (4/158) قال: حدثنا الحسن بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق الأزرق. قال: حدثنا عوف، عن الحسن وابن سيرين، فذكراه. * أخرجه أحمد (2/510) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا عوف، عن أنس بن سيرين. قال عوف: ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة. فذكره. الحديث: 2627 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 523 2628 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ: ربطتها، فلم تُطْعِمها، ولم تَدَعْها تأْكُل مِن خَشاشِ الأرض» . وفي رواية: «عُذِّبت امرأةٌ في هرَّةٍ سجنتْها حتى ماتت، فدخَلتْ النَّار، لا هيَ أَطْعَمتها وسقتها، إِذ هي حَبسَتها، ولا هي تَرَكَتها تَأكُل مِن خَشاشِ الأرض» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خشاش) الأرض: هوامها، وما فيها من الحشرات.   (1) رواه البخاري 6 / 254 في بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، وفي الشرب، باب فضل سقي الماء، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2242) في البر، باب تحريم تعذيب الهرة. الحديث: 2628 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 525 2629 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «عُذِّبَت امرأَةٌ في هِرَّةٍ، ربطتْها، لم تُطعِمها، ولم تَسقها، ولم تتركها تأكل من خَشاش الأرض» . وفي رواية: «حَشَرَاتِ الأرض» . وفي أخرى: «قال: دخلت امرأَة النَّارَ من جَرَّاءِ هِرَّةٍ - أو هِرٍّ - ربطتْها، فلا هي أطْعَمَتها، ولا هيَ أرْسَلَتها تُرَمْرِمُ مِن خَشاشِ الأرض، حتَّى مَاتت هَزْلاً» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من جراء هرة) : الهرة السنور، يقال: فعلت ذلك من أجلك، ومن جرائك: بمعنى. (ترمرم) : أي: تأكل، وكذلك ترتم، والمرمة (2) من ذوات الظلف: كالفم من الأسنان.   (1) رقم (2619) في البر والصلة، باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها. (2) المرمة - بكسر الميم الأولى -: شفة البقرة، وكل ذات ظلف، لأنها بها تأكل. والمرمة - بالفتح - لغة فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/269) . ومسلم (7/44) و (8/98) قال: ثني محمد بن رافع وعبد ابن حميد. وابن ماجة (4256) قال: ثنا محمد بن يحيى وإسحاق بن منصور. خمستهم - أحمد، وابن رافع، وعبد بن حميد، ومحمد بن يحيى، وإسحاق بن منصور - عن عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر. قال: قال الزهري: وحدثني حميد بن عبد الرحمن، فذكره. وعن عروة، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عذبت امرأة في هرة، لم تطعمها ولم تسقها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض» . أخرجه أحمد (2/286) قال: حدثنا حماد بن أسامة. وفي (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (7/44) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا خالد بن الحارث. أربعتهم - حماد بن أسامة، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان، وخالد بن الحارث- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. (*) قال مسلم: وفي حديثهما «يعني أبا معاوية وخالد بن الحارث» : «ربطتها» وفي حديث أبي معاوية: «حشرات الأرض» . وعن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر أحاديث منها. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دخلت امرأة النار من جراء هرة لها، أو هر ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها ترمم من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا» . أخرجه أحمد (2/317) . ومسلم (7/44) و (8/35) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما:- أحمد، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «دخلت النار امرأة في هرة، ربطتها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض» . أخرجه أحمد (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا حماد. وفي (2/479) قال: حدثنا وكيع، عن حماد بن سلمة. كلاهما (شعبة، وحماد بن سلمة) عن محمد بن زياد، فذكره. -وعن محمد بن سيرين،عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أن امرأة دخلت النار في هرة ربطتها. فلم تدعها تصيب من خشاش الأرض. ولم تطعمها ولم تسقها حتى ماتت» . أخرجه أحمد (2/507) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام، عن محمد، فذكره. - وعن علقمة. قال: كنا عند عائشة فدخل أبو هريرة. فقالت: أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة أنها ربطتها. فلم تطعمها ولم تسقها؟ فقال: سمعته منه، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم-. «قال عبد الله بن أحمد: كذا قال أبي» .فقالت: هل تدري ما كانت المرأة؟ إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة. وإن المؤمن أكرم على الله عز وجل من أن يعذبه في هرة. فإذا حدثت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانظر كيف تحدث. أخرجه أحمد (2/519) قال: حدثنا سليمان بن داود، يعني الطيالسي. قال: حدثنا أبو عامر الخزاز، عن سيار، عن الشعبي، عن علقمة، فذكره. - وعن موسى بن يسار، وعن الأعرج، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دخلت امرأة النار في هر، أو هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت في رباطها هزلا» . أخرجه أحمد (2/501) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة، - وعن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. وعن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله. هكذا ذكره البخاري ومسلم عقب حديث نافع. عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها. فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض» . أخرجه البخاري (4/158) . ومسلم (7/43) و (8/35) . كلاهما - البخاري، ومسلم - عن نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى. عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 2629 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 526 2630 - (د) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه -: قال: «أَردَفني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَلْفَهُ ذاتَ يومٍ، فأسَرَّ إِليَّ حَديثاً، لا أُحَدِّثُ به أحداً [ص: 527] من الناس، وكان أَحَبَّ ما اسْتَتَرَ به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لحَاجَتِهِ هَدَفاً أو حائِشَ نَخْلٍ، فدخل حائطاً لرَجُلٍ من الأنصار، فَإِذَا فيه جَمَلٌ، فلما رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- حَنَّ، وذَرَفَتْ عَيناهُ، فأتَاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فمسحَ ذِفْرَاهُ، فسكتَ، فقال: مَنْ رَبُّ هذا الجملِ؟ لِمَن هذا الجَملُ؟ فجاءَ فَتى مِن الأنصارِ، فقال: لي يا رسول الله، فقال له: أَفلا تَتَّقي اللهَ في هذه البَهيمةِ التي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاها، فَإِنَّهُ شَكا إِليَّ: أَنَّكَ تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هدفاً) : الهدف: ما ارتفع من بناء ونحوه، ومنه هدف الرامي. (حائش النخل) : نخلات مجتمعة. (حائطاً) : الحائط: البستان. (ذِفْراه) : ذِفْرى البعير: هي الموضع الذي يعرق من قفاه، ويجعل فيه القطران، وهما ذِفْريان. (تُدْئِبُه) : دأب فلان في عمله: إذا جد وتعب يريد إنك تتعبه بكثرة ما تستعمله.   (1) رقم (2549) في الجهاد، باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم، وإسناده صحيح، ورواه مسلم وابن ماجة، وليس عندهما قصة الجمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/204) (1745) قال: حدثنا يزيد (ح) وحدثنا بهز وعفان. والدارمي (669و761) قال: أخبرنا حجاج بن منهال. ومسلم (1/184) قال: حدثنا شيبان بن فروخ وعبد الله ابن محمد بن أسماء الضبعي. وفي (7/132) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. وأبو داود (2549) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (340) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو النعمان. وابن خزيمة (53) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا يزيد بن هارون. ثمانيتهم - يزيد، وبهز، وعفان، وحجاج، وشيبان، وعبد الله بن محمد، وموسى، وأبو النعمان - عن مهدي بن ميمون. 2 - وأخرجه أحمد (1/205) (1754) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. كلاهما - مهدي، وجرير - عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي، فذكره. (*) روايات مسلم والدارمي وابن ماجة وابن خزيمة ليس فيها قصة الجمل. الحديث: 2630 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 526 2631 - (د) سهل بن الحنظلية - رضي الله عنه -: قال: «مرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ببعير قد لَحِقَ ظهرهُ ببطنِهِ، فقال: اتَّقُوا اللهَ فِي هذه البهائمِ المُعْجَمَةِ: فَاركَبوها صَالِحة، وَكُلُوهَا صالحة» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المعجمة) : العجماء الدابة، سميت بذلك؛ لأنها لا تنطق، ومنه الأعجمي، وهو الذي لا يفصح.   (1) رقم (2548) في الجهاد، باب ما يكره من الخيل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/180) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثني الوليد بن مسلم، قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وأبو داود (1629) و (2548) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا مسكين «يعني ابن بكير» ، قال: حدثنا محمد بن مهاجر. وابن خزيمة (2391 و 2545) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مسكين الحذاء، قال: حدثنا محمد بن المهاجر. كلاهما:- عبد الرحمن بن يزيد، ومحمد بن المهاجر - عن ربيعة بن يزيد، عن أبي كبشة السلولي، فذكره. (*) رواية محمد بن المهاجر، عند أبي داود (2548) ،وابن خزيمة (2545) مختصرة على: «مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال: اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة» . الحديث: 2631 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 528 2632 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُمْ أَن تَتَّخِذُوا دَوَابَّكُم مَنَابِرَ، فَإِنَّ اللهَ إِنَّمَا سَخَّرَها لكم لِتُبْلِغَكُم إِلى بَلَدٍ لم تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنفُسِ، وَجَعَلَ لكم الأرضَ، فَعلَيها فاقضُوا حاجَتَكُم» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِشِقِّ الأنفس) : شق الأنفس جهدها وما تعانيه عند طلب الأمر الشاق، والحال الصعبة من الشدة.   (1) رقم (2567) في الجهاد، باب في الوقوف على الدابة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2567) قال: ثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: ثنا ابن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي مريم، فذكره. الحديث: 2632 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 528 2633 - (د) عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود - رحمه الله-: عن أَبيه [ص: 529] قال: «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سَفَرٍ، فانطلقَ لحَاجَتِه، فَرَأينا حُمَّرَة معها فَرخَانِ، فَأَخَذْنَا فَرخَيها، فَجَاءت الحُمَّرَةُ، فجَعَلتْ تُعَرِّشُ، فَلمَا جاءَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ فَجَعَ هذه بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا ولدَهَا (1) إِليها، ورَأى قَريَةَ نَمْلٍ قَدْ أحْرَقناهَا، فقال: مَن أَحرَقَ هذه؟ قُلنا: نحن، قال: إِنَّهُ لا ينبغي أَنْ يُعَذِّبَ بعذاب النارِ إِلا رَبُّ النَّار» . أَخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حُمَّرة) : الحُمّر: ضرب من الطير من قد العصفور، وواحدها: حُمَّرة. (يُعَرِّش) : عَرَّش الطائر: إذا رفرف، وذلك أن يرخي جناحيه ويدنو من الأرض ليسقط، ولا يسقط، ومن رواه «يُفَرِّش» - بالفاء - فهو مأخوذ من فرش الجناح وبسطه. (قرى نمل) : مساكنها.   (1) في الأصل: بولدها. (2) رقم (2675) في الجهاد، باب كراهية حرق العدو بالنار، ورقم (5268) في الأدب، باب في قتل الذر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 404، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/396) (3763) قال: ثنا أبو النضر. قال: ثنا المسعودي. وفي (1/423) (4018) قال: ثنا عبد الرزاق. قال: نا سفيان، عن أبي إسحاق الشيباني، والبخاري في «الأدب المفرد» (382) قال: ثنا طلق بن غنام، قال: ثنا المسعودي. وأبو داود (2675 و 5268) قال: ثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني. كلاهما - عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وسليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني - عن الحسن ابن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد الله، فذكره. * أخرجه أحمد (1/404) (3835) قال: حدثنا أبو قطن، قال: حدثنا المسعودي، عن الحسن بن سعد. وفي (1/404) (3836) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا المسعودي، عن القاسم والحسن بن سعد. كلاهما- الحسن بن سعد، والقاسم - عن عبد الرحمن بن عبد الله، قال: نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلا .... فذكر الحديث. «مرسل» . لم يقل: «عن أبيه» . الحديث: 2633 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 528 2634 - (د) محمد بن إسحاق [بن يسار] : عن رجل من أَهل الشام يقال له: أبو مَنْظور، عن عمه عامر الرام، أَخي الخَضِر، قال أَبو داود: قال النفيليُّ - وهو الخضر-: ولكن كذا قال، قال: إِنَا لَبِبلادِنا إِذْ رُفِعَت لَنا [ص: 530] رَاياتٌ وَأَلْوِيةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذا؟ قالوا: هَذَا لِواءُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَأتَيتُهُ وهو جالسٌ تحتَ شجرةٍ، وقد بُسِطَ لَهُ كِسَاءٌ، وهو جَالِسٌ عليه، وقد اجْتَمَعَ إِليهِ أَصحَابُهُ، فجلستُ إليهِم، قال: فذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الأسقامَ والأمْراضَ، فقال: إِنَّ المُؤْمِن إِذَا أَصَابه السَّقَمُ، ثُمَّ أَعفَاهُ اللهُ عز وجل منه كان كفَّارة لما مَضَى من ذُنُوبِهِ، وموعظة له فيما يستقْبِل، وَإِنَّ المُنَافِق إذا مرض ثمَّ أُعْفيَ كانَ كالبعيرِ عَقَله أَهلُه ثم أَرسَلُوه فَلَم يَدْرِ لم عقلوه؟ ولم أَرسلوه؟ ، فقال رجلٌ ممن حوله: يا رسولَ الله، وما الأسقامُ؟ والله ما مَرِضتُ قط، قال: قم [عَنَّا] ، فَلَستَ منا، قال: فبينما نحنُ عندَهُ إِذْ أَقْبَلَ رجلٌ وعليه كساءٌ، وفي يَدِهِ شَيءٌ قَد التَفَّ عليه، فقال: يا رسولَ اللهِ، إِنِّي لَمَا رأَيتُكَ أقْبَلتُ، فَمَرَرتُ بِغَيْضَةِ شجرٍ، فَسَمِعتُ فيها أصواتَ فِرَاخِ طَائِرٍ، فَأَخَذتُهنَّ، فوضَعتُهنَّ في كِسائي، فجاءت أُمُّهُنَّ، فَاسْتَدَارَتْ على رأسي، فكشَفتُ لها عَنهنَّ، فوقَعَتْ عليهنَّ، فلففْتُها مَعهن بِكسائي، فَهُنَّ أُولاءِ معي، فقال: ضَعْهُنَّ، ففعلتُ، فَأَبتْ أُمُّهنَّ إِلا لُزُومَهُنَّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[لأصحابه] : أَتَعْجَبُونَ لرُحْمِ أمِّ الفراخِ على فِرَاخِها؟ قالوا: نعم، قال: والذي بَعثَني بالحقِ، للهُ أرحَم بعبادهِ مِن أمِّ الفراخِ بِفرَاخِها، ارجع بهنَّ حتى تَضَعَهنَّ مِن حيثُ أَخَذتَهُنَّ، وأُمُّهنَّ معهن، فرجع بهن. أَخرجه أبو داود (1) . [ص: 531] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ألوية) : الألوية: جمع لواء، وهي الراية الكبيرة دون الأعلام والبنود. (عافاه) الله: وأعفاه: بمعنى، والاسم: العافية. (كفارة) : الكفارة فعالة من التكفير، وهي التغطية والستر، كأنها خصلة تستر الذنب وتغطيه وتمحوه. (عقله) : عقلت البعير: إذا شددت يده مكفوفة بحبل لئلا يند.   (1) رقم (3089) في الجنائز، باب الأمراض المكفرة للذنوب، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (3089) قال: ثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، فذكره. الحديث: 2634 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 529 2635 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «قَرَصَت نملةٌ نبيّاً من الأنبياء، فأمرَ بقَريةِ النَّملِ فَأُحْرِقَت، فأوحى اللهُ [إِليهِ] : أَنْ قرَصَتْكَ نَملةٌ أَحرَقْتَ أُمَّة مِن الأُممِ تُسبِّح؟» . وفي رواية قال: نزل نبيّ من الأنبياء تحت شجرة، فلدَغَته نملة فأمر بجَهَازهِ فأُخرج من تحتها، ثم أَمرَ ببيتها فأُحرقَ بالنار، فَأوحَى اللهُ عز وجل إليه: «فهَلاَّ نملة واحدة؟» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. وزاد النسائي في إحدى رواياته: «فإِنهنَّ يُسبِّحن» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 108 في الجهاد، باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (2241) في السلام، باب النهي عن قتل النمل، وأبو داود رقم (5265) في الأدب، باب في قتل الذر، والنسائي 7 / 210 و 211 في الصيد، باب قتل النمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/402) قال: حدثنا عتاب، قال: أخبرنا عبد الله. والبخاري (4/75) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث. ومسلم (7/43) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (5266) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. وابن ماجة (3225) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وأحمد بن عيسى المصريان، قالا: حدثنا عبد الله بن وهب. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو صالح. قال: حدثني الليث. والنسائي (7/210) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: حدثنا ابن وهب. ثلاثتهم (عبد الله بن المبارك، والليث، وعبد الله بن وهب) عن يونس، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. - وعن الأعرج، عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة. فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر بها فأحرقت. فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة» . أخرجه أحمد (2/449) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد، والبخاري (4/158) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني مالك. ومسلم (7/43) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة، يعني ابن عبد الرحمن الحزامي. وأبو داود (5265) قال: حدنا قتيبة بن سعيد. عن المغيرة، يعني ابن عبد الرحمن. والنسائي «الكبرى / الورقة 115 - ب» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة. (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. ثلاثتهم - محمد بن عجلان، ومالك، والمغيرة بن عبد الرحمن - عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره. - وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة. فلدغته نملة. فأمر بجهازه فأخرج من تحتها وأمر بها فأحرقت في النار. قال: فأوحى الله إليه. فهلا نملة واحدة» . أخرجه أحمد (2/313) . ومسلم (7/43) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما (أحمد بن حنبل، وابن افع) عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. - وعن ابن سيرين، عن أبي هريرة،عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله، وزاد: «فإنهن يسبحن» . هكذا ذكره النسائي عقب حديث الأشعث، عن الحسن: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة. فأمر ببيتهن فحرق على ما فيها. فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة» . أخرجه النسائي (7/211) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النضر، وهو ابن شميل، قال: وقال الأشعث، عن ابن سيرين، فذكره. الحديث: 2635 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 531 الكتاب الثاني: في الرفق 2636 - (م د) عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيء إِلا زَانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إِلا شانَهُ» . وفي رواية: «قال: ركبتْ عائشةُ بعيراً، وكانت فيه صُعوبة، فجعلت تُرَدِّدُهُ، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: عليكِ بالرِّفق» - ثم ذكر مثله ... . وفي أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ اللهَ رَفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعطي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطي على العنفِ، وما لا يُعطي على مَا سِواهُ» . أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود عن المقدام بن شُريح عن أبيه قال: «سألتُ عائشة عن البَداوة؟ فقالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يبدو إِلى هذه التِّلاعِ، وإِنَّهُ أراد البَدَاوَةَ مرة، فأرسلَ إِليَّ ناقة مُحَرَّمَة من إِبل الصدقة، فقال لي: يا عائشة، ارفُقي، فَإِنَّ الرِّفق لم يكن في شيء قطُّ إِلا زَانَهُ، ولا نُزِعَ من شيء إِلا شانَهُ» (1) . [ص: 533] وفي رواية ذكرها رزين بعد قوله: «مُحَرَّمَة» قال: وهي التي لم تُركب، فَتَلَدَّنَتْ علَيَّ، فلعَنتُها، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَهلاً يا عائشة، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفق في الأمر كُلِّهِ، فعليكِ بالرفق» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شانه) : الشين: ضد الزين، وهو العيب. (العُنف) [بالضم] : ضد الرفق واللين. (البداوة) : الخروج إلى البادية، وفيها لغتان. فتح الباء وكسرها. (التِّلاع) : جمع تِلْعة، وهي مجرى أعلى الأرض إلى بطون الأودية وقيل: هي ما ارتفع من الأرض، وما انخفض منها، فهو من الأضداد. (محرَّمة) : عنده ناقة محرمة: إذا لم تُرْضَ ولم تذلل، ومنه قولهم: أعرابي محرَّم: إذا كان أول ما يدخل المِصْر، لم يخالط الناس، ولم يجالسهم. (فتلدَّنت) : تلدَّنت الدابة إذا لم تنبعث في السير.   (1) رواه مسلم رقم (2593) في البر والصلة: باب فضل الرفق، وأبو داود رقم (2478) في الجهاد، باب ما جاء في الهجرة ورقم (4808) في الأدب، باب في الرفق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/58) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا شريك. وفي (6/112) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا إسرائيل. وفي (6/125) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/206) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا إسرائيل وشريك. وفي (6/222) قال: حدثنا حجاج وابن نمير. قالا: حدثنا شريك. والبخاري في «الأدب المفرد» (469) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وفي (475) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. وفي (580) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا شريك. ومسلم (8/22) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (2478) قال: حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، قالا: حدثنا شريك، وفي (4808) قال: حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة ومحمد بن الصباح البزاز. قالوا: حدثنا شريك. ثلاثتهم (شريك، وإسرائيل، وشعبة) عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. الحديث: 2636 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 532 2637 - (د) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللهَ عز وجلَ رَفيق يحِبُّ الرِّفق، ويُعْطي عليه ما لا يُعطي على العُنْفِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4807) في الأدب، باب في الرفق، وهو حديث حسن، وهو بمعنى حديث مسلم الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/87) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: نا يونس، وحميد. وفي (4/87) قال: ثنا أسود بن عامر، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن يونس. والدارمي (2796) . وعبد بن حميد (504) قالا: ثنا حجاج بن منهال، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن يونس، وحميد. والبخاري في «الأدب المفرد» (472) قال: ثنا موسى، قال: ثنا حماد، عن حميد، وعن يونس. وأبو داود (4807) قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا حماد، عن يونس، وحميد. كلاهما (يونس، وحميد) عن الحسن، فذكره. الحديث: 2637 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 533 2638 - (م د) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ يُحرَمِ الرِّفقَ يُحرَم الخيرَ كلَّه» . أخرجه مسلم، وأَبو داود. ولم يذكر مسلم: «كُلَّهُ» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2592) في البر، باب فضل الرفق، وأبو داود رقم (4809) في الأدب، باب في الرفق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/362) قال: ثنا يحيى. ومسلم (8/22) قال: ثنا يحيى بن يحيى، قال: نا عبد الواحد بن زياد. كلاهما (يحيى وعبد الواحد) عن محمد بن أبي إسماعيل 2 - وأخرجه أحمد (4/366) قال: ثنا وكيع، وأبو معاوية، وهو الضرير. والبخاري في «الأدب المفرد» (463) قال: ثنا مسدد،قال: ثنا أبوعوانة. وفي (463) قال: ثنا محمد بن كثير، قال: نا شعبة. ومسلم (8/22) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالوا: ثنا وكيع (ح) وثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو معاوية (ح) وثنا أبو سعيد الأشج، قال: ثنا حفص - يعني ابن غياث - (ح) وثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. قال زهير: ثنا، وقال إسحاق: نا جرير. وأبو داود (4809) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا أبو معاوية، ووكيع. وابن ماجة (3687) قال: ثنا علي بن محمد، قال: ثنا وكيع. ستتهم (وكيع، وأبو معاوية، وأبو عوانة، وشعبة، وحفص، وجرير) عن الأعمش. وأخرجه مسلم (8/22) قال: ثنا محمد بن المثنى، قال: ثني يحيى بن سعيد، عن سفيان،قال: ثنا منصور. كلاهما (الأعمش، ومنصور) عن تميم بن سلمة. كلاهما (محمد بن أبي إسماعيل، وتميم) عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، فذكره. الحديث: 2638 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 534 2639 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أُعطِيَ حَظَّهُ مِن الرِّفق فقد أُعْطِيَ حَظَّهُ مِن الخَيرِ، وَمنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِن الرِّفق، فقد حُرِم حَظَّهُ من الخير» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2014) في البر، باب ما جاء في الرفق، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والبغوي في " شرح السنة "، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (393) و (394) . وأحمد (6/451) وعبد بن حميد (214) قال: حدثني ابن أبي شيبة. والبخاري في «الأدب المفرد» (464) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. والترمذي (2002 و2013) قال: حدثنا ابن أبي عمر. خمستهم (الحميدي، وأحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وعبد الله بن محمد، وابن أبي عمر) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم الدرداء، فذكرته. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 2639 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 534 2640 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا بَعثَ أَحداً مِن أَصْحَابِهِ في بَعضِ أَمْرِهِ، قال: بَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا، ويَسِّروا ولا تُعَسِّروا» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4835) في الأدب، باب في كراهية المراء، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قلت: أصل الحديث في الصحيحين بلفظ «بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعاذا إلى اليمن، فقال: ادعوا الناس وبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، قال:فقلت: يا رسول الله، أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن: البتع، وهو من العسل، ينبذ حتى يشتد، والمزر، وهو من الذرة والشعير، ينبذ حتى يشتد. قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه. فقال: أنهى عن كل مسكر، أسكر عن الصلاة» . 1 - أخرجه أحمد (4/410) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/417) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (4/79) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا وكيع، عن شعبة. وفي (5/204) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا خالد، عن الشيباني. وفي (8/36) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا النضر، قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (5/141) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، عن شعبة. وفي (5/141 و 6/99 و 100) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. وفي (5/141) و (6/100) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، قالا: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله، وهو ابن عمرو، عن زيد ابن أبي أنيسة. وفي (6/99) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: حدثنا وكيع، عن شعبة. وابن ماجة (3391) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (8/298) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سويد بن منجوف، وعبد الله بن الهيثم، عن أبي داود، عن شعبة. أربعتهم - شعبة، والشيباني، وعمرو، وزيد بن أبي أنيسة - عن سعيد بن أبي بردة. 2 - وأخرجه أحمد (4/399) قال: حدثنا عبد الله بن محمد «قال عبد الله بن أحمد: وسمعته إنا من عبد الله بن محمد» .ومسلم (5/141) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب. وأبو داود (4835) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. ثلاثتهم - عبد الله بن محمد أبو بكر، وأبو كريب، وعثمان - قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة. 3 - وأخرجه أحمد (4/415) . والنسائي (8/298) قال: أخبرنا يحيى بن موسى البلخي، وفي (8/299) قال: أخبرنا عمرو بن علي. ثلاثتهم - أحمد، ويحيى، وعمرو - عن أبي داود سليمان بن داود، عن حريش بن سليم، قالوا: حدثنا طلحة بن مصورف. 4 - وأخرجه الدارمي (2104) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والنسائي (8/298) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن. كلاهما - محمد بن يوسف، وعبد الرحمن بن مهدي - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. 5 - وأخرجه أحمد (4/407) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا قرة، قال: حدثنا سيار أبو الحكم. 6 - وأخرجه أبو داود (3684) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن عاصم بن كليب. 7 - وأخرجه النسائي (8/300) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، عن ابن فضيل، عن الشيباني. سبعتهم - سعيد بن أبي بردة، وبريد، وطلحة، وأبو إسحاق، وسيار، وعاصم، وسليمان بن أبي سليمان الشيباني- عن أبي بردة، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. ومنهم من اختصره على: «كل مسكر حرام» . (*) وجاء مختصرا على: «يسرا ولا تعسرا. وبشرا ولا تنفرا. وتطاوعا ولا تختلفا» . (*) وفي رواية أبي أسامة: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا بعث أحدا من أصحابه، في بعض أمره، قال: بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا» . * أخرجه أحمد (4/412) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (5/205) قال: حدثنا مسلم. وفي (9/87) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا العقدي. ثلاثتهم - وكيع، ومسلم بن إبراهيم، وأبو عامر العقدي - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، قال: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- جده أبا موسى ومعاذا إلى اليمن ..... الحديث «مرسل» . (*) قال عبد الله بن أحمد - عقب رواية وكيع -: أظنه عن أبي موسى. (*) وقال البخاري عقب رواية مسلم بن إبراهيم: تابعه العقدي ووهب «وفي رواية: وهيب» عن شعبة. وقال وكيع والنضر وأبو داود: عن شعبة، عن سعيد، عن أبيه، عن جده، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 2640 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 534 الكتاب الثالث: في الرهن 2641 - (خ د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يُرْكَبُ الرَّهن بنفقته، ويُشْرَبُ لبنُ الدَّرِّ إِذَا كان مرهوناً، وعلى الذي يَشرب ويَركب: النفقةُ» . هذه رواية البخاري. وفي رواية الترمذي قال: «الظَّهْرُ يُركَبُ، إِذا كان مرهوناً، وَلَبنُ الدَّرِّ يُشْرَب إذا كان مرهوناً، وعلى الذي يَركب ويَشرب نفقتُه» . وفي رواية أبي داود قال: «لبنُ الدَّرِّ يُحْلَبُ بنفقته، إِذا كان مرهوناً، والظَّهْرُ يُركبُ بِنَفَقَتِهِ إِذا كان مَرهُوناً، وَعلى الذي يَركَبُ ويَحلِبُ: النفقة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدَّر) : في أصل الكلام: اللبن، ويقال: در ضرع الناقة، والشاة: إذا امتلأ لبناً.   (1) رواه البخاري 5 / 101 و 102 في الرهن، باب الرهن مركوب ومحلوب، والترمذي رقم (1254) في البيوع، باب في الانتفاع بالرهن، وأبو داود رقم (3526) في البيوع، باب في الرهن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/228) قال: ثنا هشيم. وفي (2/472) قال: ثنا يحيى. والبخاري (3/187) قال: ثنا أبو نعيم. (ح) وثنا محمد بن مقاتل. قال: نا عبد الله. وأبو داود (3526) قال: ثنا هناد، عن ابن المبارك. وابن ماجة (2440) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: ثنا وكيع. والترمذي (1254) قال: حدثنا أبو كريب ويوسف بن عيسى. قالا: حدثنا وكيع. خمستهم (هشيم، ويحيى، وأبو نعيم، وعبد الله بن المبارك، ووكيع) عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 2641 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 535 2642 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الرَّهنُ لمن رَهَنه، له غُنْمُهُ، وعليه غُرْمُهُ» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (له غنمه وعليه غرمه) معنى هذا الكلام: أن زيادة الرهن ونماءه وفضل قيمته للراهن، وعلى المرتهن ضمانه إن هلك، فالغنم: الفائدة، والغُرم: إقامة العوض.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه، والدارقطني، والحاكم في " المستدرك "، والبيهقي من طريق زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً، وأخرجه ابن ماجة من طريق إسحاق ابن راشد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، ورواه الأوزاعي والشافعي عن سعيد بن المسيب مرسلاً، وأخرجه الحاكم من طرق عن الزهري موصولة أيضاً، ورواه أبو داود في مراسيله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصحح أبو داود والبزار والدارقطني وابن القطان إرساله، وصحح ابن عبد البر وعبد الحق وصله، وقال الحافظ في " التلخيص ": وله طرق في الدارقطني والبيهقي كلها ضعيفة. وقال أبو داود في " المراسيل ": قوله: له غنمه وعليه غرمه: من كلام سعيد بن المسيب نقله عنه الزهري، وقال ابن عبد البر: هذه اللفظة اختلف الرواة في رفعها ووقفها، فرفعها ابن أبي ذئب ومعمر وغيرهما، مع كونهم أرسلوا الحديث على اختلاف على ابن أبي ذئب، ووقفها غيرهم، وانظر " نصب الراية " للحافظ الزيلعي 4 / 319، 320 و " تلخيص الحبير " للحافظ ابن حجر 3 / 36، 40. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين. قال الزيلعي في «نصب الراية» (4/319 و 321) : قال عليه السلام: «لا يغلق الرهب - قالها ثلاثا - لصاحبه غنمه، وعليه غرمه» . قلت: أخرجه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث والأربعين من القسم الثالث، والحاكم في المستدرك في البيوع عن سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يغلق الرهن ممن رهنه، له غنمه، وعليه غرمه» انتهى. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، أعلى الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه لاختلاف فيه على أصحاب الزهري، وقد تابع زياد بن سعد على هذه الرواية مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وسليمان بن أبي داود الحراني، ومحمد بن الوليد الزبيري، ومعمر بن راشد، ثم أخرج أحاديثهم، ورواه الدارقطني في «سننه» وقال: هذا حديث حسن متصل، وأخرجه أيضا عن عبد الله بن نصر الأصم الأنطاكي، ثنا شبابة، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعا، فذكره. وصححه عبد الحق في أحكامه من هذا الطريق، قال ابن القطان: وأراه إنما تبع في ذلك أبا عمر بن عبد البر، فإنه صححه، وعبد الله بن نصر هذا لا أعرف حاله، وقد روى عن جماعة، وذكره ابن عدي في كتابه ولم يبين من حاله شيئا، إلا أنه ذكر له أحاديث منكرة: منها هذا، انتهى كلامه. وقال في «التنقيح» : عبد الله بن نصر الأصم البزار الأنطاكي ليس بذاك المعتمد، وقد روى عن أبي بكر ابن عياش، وابن علية، ومعمر بن عيسى، وابن فضيل، وروى عنه أبو حاتم الرازي، انتهى. وأخرجه أبو داود في «مراسيله» عن الزهري، عن سعيد بن المسيب،عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال أبو داود: وقوله «له غنمه، وعليه غرمه» من كلام سعيد، نقله عنه الزهري، وقال: هذا هو الصحيح، انتهى. قلت: يؤيده ما رواه عبد الرزاق في «مصنفه» نا معمر عن الزهري، عن ابن المسيب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يغلق الرهن ممن رهنه» ، قلت للزهري: أرأيت قول الرجل: لا يغلق الرهن، أهو الرجل يقول: إن لم آتك بمالك، فالرهن لك؟ قال: نعم، قال معمر: ثم بلغني عنه أنه قال: إن هلك لم يذهب حق هذا، إنما هلك من رب الرهن، له غنمه، وعليه غرمه، انتهى. ثم أخرجه من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- نا الثوري، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن ابن المسيب، قال: قال عليه السلام: «لا يغلق الرهن ممن رهنه، له غنمه، وعليه غرمه» انتهى. ولم يروه عبد الرزاق مسندا أصلا، وكذلك ابن أبي شيبة في «مصنفه» ثنا وكيع، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الشافعي في مسنده، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب به، وزاده في آخره: قال الشافعي: وغنمه زيادته، وغرمه هلاكه ونقصه، انتهى. وقد روي هذا الحديث متصلا أيضا من طرق أخرى عديدة ذكرها الدارقطني، وأجود طرقه المتصلة ما ذكرناه، قال صاحب التنقيح: وقد صحح اتصال هذا الحديث الدارقطني، وابن عبد البر وعبد الحق. وقد رواه أبو داود في «المراسيل» من رواية مالك، وابن أبي ذئب، والأوزاعي، وغيرهم عن الزهري، عن سعيد مرسلا، وكذلك رواه الثوري، وغيره عن ابن أبي ذئب مرسلا، وهو المحفوظ،انتهى. قوله: في الكتاب، قالها ثلاثا، لم أجده في شيء من طرق الحديث. واعلم أن ابن الجوزي في «التحقيق» زاد في متن هذا الحديث، قال إبراهيم النخعي: كانوا يرهنون، ويقولون: إن جئتك بالمال إلى وقت كذا، وإلا فهو لك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، انتهى. الحديث: 2642 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 536 2643 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَغْلَق الرهنُ» . أخرجه الموطأ (1) . [ص: 537] قال مالك: تفسيره: أن يُرهن الرهن، وفيه فَضْلٌ عما رُهِنَ به، فيقول المرتهِن: إِن لم تأتني بحقي إلى أجلِ كذا فهو لي، أَو يقول له الراهن: هو لك إِن لم آتِكَ إِلى الأجل، قال مالك: وهو الذي نهى عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلا يَصْلُح، فإن جاء صاحبُه بما فيه بعد الأجل فهو له. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا يَغْلَق الرهن) : قد جاء في متن الكتاب تفسير مالك رحمه الله لذلك، وقال الأزهري: قال الشافعي رحمه الله: معناه: لا يستحقه المرتهن بأن يدع الراهنُ قضاء حقه، قال الأزهري: وهو كما قال الشافعي رحمه الله في العربية، ومعناه: لا يستغلق، ولا يفك، أي: لا يطلق من الارتهان بعد ذلك، يقال: غلق الباب وانغلق واستغلق: إذا عسر فتحه، والغلق في الرهن: ضد الفك، فإذا فك الراهن الرهن فقد أطلقه من وثاقه عند مرتهنه، وليس للمرتهن أن يستحق الرهن لتفريط الراهن في فكه، ولكنه يكون وثيقة في يده إلى أن يفكه.   (1) مرسلاً 2 / 728 في الأقضية، باب ما لا يجوز من غلق الرهن، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: أرسله رواة الموطأ، إلا معن بن عيسى فوصله عن أبي هريرة، وقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (1475) قال: عن ابن شهاب، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» قال أبو عمر: أرسله رواة «الموطأ» إلا معن بن عيسى فوصله عن أبي هريرة. الحديث: 2643 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 536 2644 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «اشترى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من يهوديٍّ طعاماً بنَسيئةٍ، وأعطاه دِرْعاً له رَهناً» . وفي رواية: «اشترى طعاماً من يهوديٍّ إلى أجل، ورَهَنَهُ دِرْعاً لَهُ من [ص: 538] حديد» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 100 في الرهن، باب من رهن درعه، وباب الرهن عند اليهود وغيرهم، وفي البيوع، باب شراء النبي صلى الله عليه وسلم بالنسيئة، وباب شراء الإمام الحوائج بنفسه، وباب شراء الطعام إلى أجل، وفي السلم، باب الكفيل في السلم، وباب الرهن في السلم، وفي الاستقراض، باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه، وفي الجهاد، باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب، وفي المغازي، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1603) في المساقاة، باب الرهن وجوازه في الحضر والسفر، والنسائي 7 / 288 و 303 في البيوع، باب الرجل يشتري الطعام إلى أجل ويسترهن البائع منه بالثمن رهناً، وباب اختلاف المتبايعين في الثمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/42) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/160) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/237) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سفيان. والبخاري (3/73 و 151) قال: حدثنا معلى بن أسد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/80) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/101) قال: حدثنا عمرو بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي. وفي (3/113) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا يعلى. (ح) وحدثني محمد بن محبوب. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/186) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/187) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا جرير. وفي (4/49) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وفي (6/19) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (5/55) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء. قال يحيى: نا. وقال الآخران: ثنا أبو معاوية. (ح) وثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعلي بن خشرم. قالا: نا عيسى بن يونس. (ح) وثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: نا المخزومي. قال: ثنا عبد الواحد بن زياد. (ح) وثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا حفص بن غياث. والنسائي (7/288) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن حفص بن غياث. وفي (7/303) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية. تسعتهم (أبو معاوية، ويحيى بن زكريا، وعبد الله بن نمير، وسفيان، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن غياث، ويعلى بن عبيد، وجرير، وعيسى بن يونس) عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. الحديث: 2644 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 537 الكتاب الرابع: في الرياء 2645 - (م ت س) شفي بن ماتع الأصبحي - رحمه الله -: «أَنه دخل المدينةَ، فَإِذا هو برجل قد اجتمع عليه الناسُ، فقال: من هذا؟ فقالوا: أَبو هريرة، فَدَنوتُ منه، حتى قعدت بين يديه، وهُوَ يُحَدِّثُ الناسَ، فَلَمَا سكتَ وخلا، قلتُ له: أَسأَلُكَ بحَقِّ وَحَقِّ، لمَا حَدَّثتَني حديثاً سمعتَه من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- عَقَلْتَهُ وعَلِمْتَهُ، فقال أَبو هريرة: أَفْعَلُ، لأُحَدِّثَنَّكَ حديثاً حدَّثَنيه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، عَقَلْتُهُ وعَلِمْتُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبو هريرةَ نَشْغَة، فمكثْنا قليلاً، [ص: 539] ثم أفاق، فقَالَ: لأُحَدِّثَنَّكَ حَديثاً حَدَّثنيه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا البيت، ما معنا أَحدٌ غيري وغيرُه، ثمَّ نَشَغَ أبو هريرة نَشْغَة أخرى، ثُمَّ أَفَاقَ ومَسَحَ [عن] وَجْهِهِ، وقال: أَفعلُ، لأُحَدِّثَنَّكَ حديثاً حدَّثنيه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، أَنَا وهوَ في هذا البيتِ، مَا مَعنا أَحَدٌ غَيري وغَيرَهُ، ثمَّ نشغ أبو هُريرةَ نَشْغَة شديدة، ثُمَّ مَالَ خَارّاً على وجهه، فَأسْنَدتُهُ طَويلاً، ثُمَّ أفَاقَ: فقال: حدَّثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَن اللهَ إِذَا كانَ يومُ القِيامَةِ يَنزِلُ إِلى العِبَادِ ليَقْضِيَ بَينَهُم، وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ، فَأوَّلُ مَن يَدعُو به رجلٌ جَمَعَ القُرآنَ، ورجُلٌ قُتِلَ في سبيل الله، ورجلٌ كثيرُ المالِ، فيقولُ اللهُ للقارئ: أَلم أُعَلِّمْكَ مَا أَنزلتُ على رسولي؟ قال: بلى، يا ربِّ، قال: فما [ذا] عملتَ فيما علمتَ؟ قال: كنتُ أَقومُ به آناءَ الليل وآناءَ النهار، فيقولُ اللهُ لهُ: كَذَبتَ، وتقولُ له الملائكةُ: كذبتَ، ويقولُ اللهُ لَهُ: بَل أَرَدْت أَن يُقَالَ: فُلانٌ قَارئ، وَقَدْ قِيلَ ذَلِك. ويُؤْتَى بِصَاحِبِ المالِ فيقولُ اللهُ: أَلم أُوَسِّعْ عليك، حتَّى لَم أَدَعْكَ تحتاجُ إِلى أَحَدٍ؟ قالَ: بَلى، يا ربِّ، قالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فيمَا آتَيتُكَ؟ قال: كنتُ أَصِلُ الرَّحِمِ، وَأَتَصَدَّق، فيقولُ الله لَهُ: كَذَبْتَ، وتَقُولُ لَهُ الملائِكَةُ: كَذبتَ، ويقولُ اللهُ: بَل أَردت أَن يُقالَ: فلانٌ جَوادٌ، فقيل ذلك. ثم يُؤتى بالذي قُتِلَ في سبيلِ الله، فيقول اللهُ: فيماذا قُتِلتَ؟ فيقولُ: أَمرتَ بالجهاد في [ص: 540] سبيلِكَ، فقاتلتُ حتَّى قُتِلتُ، فيقولُ الله لَهُ: كَذَبتَ، وتقول له الملائكةُ: كَذَبْتَ، ويقولُ اللهُ: بَل أردتَ أَن يُقَالَ: فُلانٌ جَرِيءٌ، فقد قِيلَ ذلك، ثم ضَربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على رُكْبتي، فقال: يا أَبا هُريرة، أُولئك الثلاثة أَوَّلُ خَلقِ اللهِ تُسَعَّرُ بهم النار يوم القيامة» . قال الوليد أبو عثمان المدائني: فأخبرني عقبة بن مسلم: أن شُفَيّاً هو الذي دخل على معاوية فأَخبره بهذا. قال أَبو عثمان: وحدَّثني العلاء بن أَبي حكيم: «أنَّهُ كان سَيَّافاً لِمُعاويةَ، فدخل عليه رجل، فأخبَرهُ بِهذَا عن أبي هريرة، فقالَ معاويةُ: قد فُعِلَ بهؤلاءِ هكذا، فَكَيفَ بِمَن بقي من النَّاسِ؟ ثم بَكَى معاوية بكاء شديداً، حتى ظَنَنا أَنَّهُ هَالِكٌ، وقُلنا: قد جاء هذا الرجلُ بِشرٍّ، ثُمَّ أَفاقَ معاويةُ، ومسحَ عن وجْهِهِ، وقال: صدقَ اللهُ ورسولُهُ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنيَا وزِينَتها نُوَفِّ إِليهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ. أُولئِكَ الَّذينَ لَيْسَ لَهُم في الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ} [هود: 15، 16] . أَخرجه الترمذي (1) . وذكر رزين رواية أتَمَّ من هذه بتقديم وتأخير، وزاد في آخِرها: ثم تَعَوَّذَ بالله من النار، وتلا: {أَنَّمَا إِلهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرجُو لِقَاءَ [ص: 541] رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَملاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف: 110] » . وفي رواية مسلم، والنسائي، عن سليمان بن يَسار: قال: تَفَرَّقَ الناسُ عن أبي هريرة، فقال [له] ناتِلٌ أَخو أَهل الشام (2) : أيُّها الشيخُ حَدِّثني حديثاً سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: نعم، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ أولَ النَّاسِ يُقْضَى يومَ القيامةِ عليه: رجلٌ استُشْهِدَ، فأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفهُ نِعَمَهُ، فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشْهِدتُ، فقال: كذبتَ، ولكنكَ قاتلتَ لأن يقالَ: جَرِيءٌ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به، فَسُحِبَ على وَجْهِهِ، حتى أُلقيَ في النَّارِ. ورجلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وقرأَ القرآن، فَأُتيَ به، فعرَّفهُ نِعَمَهُ فَعرفَهَا، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تَعلَّمْتُ العِلْمَ وعلَّمْتُهُ، وقرأْتُ فيكَ القرآنَ، قال: كذبتَ، ولكنكَ تعلَّمْتَ [العلم] ليقال: عالمٌ، وقرأتَ [القرآن] ليقال: [هو] قارئ، فقد قيل، ثُمَّ أُمِرَ به، فَسُحِبَ على وجهه، حتى أُلقيَ في النَّارِ، ورجلٌ وسَّعَ اللهُ عليه، وأَعطَاهُ من أَصنافِ المال [كُلِّهِ] ، فأُتيَ بِهِ فعرَّفهَ نِعَمه، فعرفها، قال: فما عَمِلْت فيها؟ [ص: 542] قال: ما تَركتُ من سبيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنفَق فيها [إِلا أَنفقتُ فيها] لك، قال: كذبتَ، ولكنكَ فعلت ليُقَال: هو جَوادٌ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به فَسُحِبَ على وجهه ثم أُلقيَ في النَّارِ» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لمَّا حدثني) : لمَّا إن كانت مشددة كانت بمعنى «إلا» وإن كانت مخففة كانت ما زائدة، واللام لام القسم، أو التوكيد. (نشغ نشغة) : النشغ الشهيق حتى يكاد يبلغ به الغشي، وإنما يفعله الإنسان أسفاً على فائت، وشوقاً إلى ذاهب. (جواد) : الجواد: الكريم السخي. (جريء) : فاعل من الجرأة، وهي الإقدام في الحرب وغيره. (تُسَعَّر) : أي توقد.   (1) وفي سنده عند الترمذي الوليد بن أبي الوليد المدني أبو عثمان، وهو لين الحديث، ولكن يشهد له من جهة المعنى حديث مسلم والنسائي. (2) كذا في الأصل، وفي نسخ مسلم المطبوعة " ناتل أهل الشام " قال النووي في " شرح مسلم ": هو ناتل ابن قيس الحزامي الشامي، من أهل فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابياً، وكان ناتل كبير قومه، وهو بنون في أوله وبعد الألف تاء مثناة من فوق. (3) رواه مسلم رقم (1905) في الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والترمذي رقم (2383) في الزهد، باب ما جاء في الرياء والسمعة، والنسائي 6 / 23 و 24 في الجهاد، باب من قاتل ليقال: فلان جريء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد صفحة (42) قال: حدثنا محمد. والترمذي (2382) قال: حدثنا سويد بن نصر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13493) عن سويد بن نصر. وابن خزيمة (2482) قال: حدثنا عتبة بن عبد الله. ثلاثتهم (محمد - غير منسوب -، وسويد، وعتبة) عن عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا حيوة بن شريح، قال: حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني. أن عقبة بن مسلم حدثه، أن شفيّا الأصبحي حدثه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وبنحوه أخرجه أحمد (2/321) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (6/47) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثناه علي بن خشرم. قال: أخبرنا الحجاج، يعني ابن محمد. والنسائي (6/23) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. وفي «فضائل القرآن» (108) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد. قال: أخبرنا مخلد. ثلاثتهم - حجاج بن محمد، وخالد بن الحارث، ومخلد بن يزيد - عن ابن جريج. قال: حدثني يونس ابن يوسف، عن سليمان بن يسار، فذكره. الحديث: 2645 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 538 2646 - (ت) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن طلبَ العِلمَ لِيُجاريَ بهِ العُلَمَاءَ، أَو لِيُمَاريَ بِهِ السُّفَهَاءَ، ويصرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِليه: أَدْخَلَهُ [الله] النَّار» . أَخرجه الترمذي (1) . [ص: 543] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليجاري) : المجاراة: أن تجري مع قوم في شيء وتفعل مثل فعلهم. (ليماري) : المماراة: المجادلة والمناظرة.   (1) رقم (2656) في العلم، باب فيمن يطلب بعلمه الدنيا، وفي سنده إسحاق بن يحيى بن طلحة [ص: 543] ابن عبيد الله التميمي، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب "، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تكلم فيه من قبل حفظه. أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها ما رواه ابن ماجة رقم (253) عن ابن عمر و (254) عن جابر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (2654) قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري. قال: حدثنا أمية بن خالد، قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال: حدثني ابن كعب بن مالك. فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تكلم فيه من قبل حفظه. وبنحوه عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو ليباهي به العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه، فهو في النار» . أخرجه ابن ماجة (253) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو كرب الأزدي، عن نافع، فذكره. وبنحوه: عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويجاري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم» . أخرجه ابن ماجة (260) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أنبأنا وهب بن إسماعيل الأسدي. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، فذكره. الحديث: 2646 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 542 2647 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن تعلَّمَ عِلْماً لغير الله، أَو أرادَ به غيرَ الله، فَلْيَتَبَوأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ» . أَخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليتبوأ) : تبوأت الدار والمنزل: إذا نزلته وسكنته، والمباءة: المنزل.   (1) رقم (2657) في العلم، باب فيمن يطلب بعلمه الدنيا، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (258) قال: حدثنا زيد بن أخزم، وأبو بدر عباد بن الوليد. والترمذي (2655) قال: حدثنا علي بن نصر بن علي. والنسائي في الكبرى «الورقة - 77 ب» قال: أخبرنا محمد ابن معمر. أربعتهم - زيد، وأبو بدر، وعلي بن نصر، ومحمد بن معمر- عن محمد بن عباد الهنائي، قال: حدثنا علي بن المبارك الهنائي، عن أيوب السختياني، عن خالد بن دريك، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث أيوب إلا من هذا الوجه. الحديث: 2647 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 543 2648 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن تعلَّمَ عِلماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجهُ اللهُ، لا يتعَلَّمُه إِلا ليُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِن الدُّنيا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يومَ القِيامَةِ» يعني: رِيحها. [ص: 544] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَرَضاً) : العرض متاع الدنيا وما فيها. (عَرْف) : العرف: الرائحة.   (1) رقم (3664) في العلم، باب في طلب العلم لغير الله، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (252) في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، وفي سنده فليح بن سلمان بن أبي المغيرة الخزاعي الأسلمي أبو يحيى المدني، وهو صدوق كثير الخطأ، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وجود إسناده الحافظ العراقي. أقول: ولكن توبع في " جامع بيان العلم " 1 / 190، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/338) قال: حدثنا يونس وسريج بن النعمان. وأبو داود (3664) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سريج بن النعمان. وابن ماجة (252) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يونس بن محمد وسريج بن النعمان. كلاهما - يونس بن محمد، وسريج بن النعمان - قالا: حدثنا فليح بن سيلمان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، فذكره. * جاء في سنن ابن ماجة عقب هذا الحديث: قال أبو الحسن، وهو القطان راوي السنن عن ابن ماجة: أنبأنا أبو حاتم. قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا فليح بن سليمان، فذكر نحوه. الحديث: 2648 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 543 2649 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَعوَّذُوا باللهِ مِن جُبِّ الحزَن، قالوا: يا رسولَ الله وما جُبُّ الحزن؟ قال: وادٍ في جهنم، تَتعوَّذُ منه جهنمُّ كلَّ يومٍ مائة مرة، قيل: يا رسول الله، ومَن يدْخلُهُ؟ قال: القُرَّاءُ المُرَاؤونَ بِأَعمالهم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2384) ، في الزهد، باب في الرياء والسمعة، وفي سنده عمر بن سيف، وهو ضعيف، وأبو معان أو أبو معاذ وهو مجهول، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2383) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثني المحاربي، عن عمار بن سيف الضبى، عن أبي معان البصري، عن ابن سيرين، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وبنحوه عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تعوذوا بالله من جب الحزن، قالوا: يا رسول الله، وما جب الحزن؟ قال: واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة. قالوا: يا رسول الله، ومن يدخله؟ قال: أعد للقراء المرائين بأعمالهم. وإن من أبغض القراء إلى الله الذين يزورون الأمراء» . أخرجه ابن ماجة (256) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا عبد الرحمن ابن محمد المحاربي (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا إسحاق بن منصور. والترمذي (2383) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثني المحاربي. كلاهما - عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وإسحاق بن منصور - عن عمار بن سيف الضبي، عن أبي معان البصري، عن ابن سيرين، فذكره. الحديث: 2649 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 544 2650 - (ت) أبو هريرة، وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم -: قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يكون في آخر الزَّمَان رجالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنيا بالدِّين، يَلبسُونَ للناس جلودَ الضَّأنِ من اللِّين، ألسِنَتُهمْ أَحلى من العسل، [ص: 545] وقلُوبُهم قُلُوبُ الذِّئَابِ، يقول الله تعالى: أبي يَغْتَرُّونَ، أم عليَّ يَجْتَرِئونَ؟ فبي حَلَفْتُ، لأبعَثَنَّ على أُولئكَ منهم فِتْنَة تَدَعُ الحليمَ حَيَرانَ» . ورواية ابن عمر أخصر من هذه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: لقد خلقتُ خلقاً ألسنتُهم أحلى من العسل، وقُلوبهم أمرُّ من الصَّبر، فبي حلفتُ: لأُتيحَنَّهم فتنةً تدع الحليم منهم حيران، فبي يغتَرُّون، أم عليَّ يجترئون؟» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَخْتلون) : الخَتْل: الخدع. (يجترئون) : الاجتراء: الجسارة على الشيء، وقد ذكرناه. (لأُتيحَنَّهُم) : أتاح الله لفلان كذا، أي قدره له.   (1) رقم (2406) و (2407) في الزهد، باب رقم (60) ، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2404) قال: ثنا سويد. قال: نا ابن المبارك، قال: نا يحيى بن عبيد الله، قال: سمعت أبي يقول، فذكره. وفي (2405) قال: ثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: ثنا محمد بن عباد، قال: نا حاتم بن إسماعيل. قال: نا حمزة بن أبي محمد، عن عبد الله بن دينار، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، من حديث ابن عمر، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 2650 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 544 2651 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال الله تبارك وتعالى: أنا أغْنى الشُّركاء عن الشِّركِ، مَنْ عَمِل عَمَلاً أشرك فيه مَعي غيري تركتهُ وشِرْكَهُ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2985) في الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. ومسلم (8/223) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح بن القاسم. وابن ماجة (4202) قال: حدثنا أبو مروان العثماني، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وابن خزيمة (938) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم- شعبة، وروح بن القاسم، وعبد العزيز - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2651 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 545 2652 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال [ص: 546] رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تجِدُونَ من شَرِّ الناس عند الله تعالى يومَ القيامة ذا الوجهين: الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ، وهؤلاء بوجه» . وفي رواية قال: سمعتُه يقول: «إِنَّ شرَّ الناس ذُو الوجهين ... الحديث» . أَخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ. وفي رواية [الترمذي] مختصراً: «إِن من شر الناس عند الله يومَ القيامة: ذا الوجهين» . وفي رواية أبي داود، قال: «من شرِّ الناس ذُو الوجهين ... الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 395 في الأدب، باب ما قيل في ذي الوجهين، ومسلم رقم (2526) في البر والصلة، باب ذم ذي الوجهين، والموطأ 2 / 991 في الكلام، باب ما جاء في إضاعة المال وذي الوجهين، والترمذي رقم (2026) في البر والصلة، باب ما جاء في ذي الوجهين، وأبو داود رقم (4872) في الأدب، باب في ذي الوجهين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/336) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا قطبة. وفي (2/495) قال: حدثنا ابن نمير. (ح) ويعلى. والبخاري (8/21) . وفي «الأدب المفرد» (409) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. والترمذي (2025) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم - قطبة بن مالك، وابن نمير، ويعلى بن عبيد، وحفص بن غياث، وأبو معاوية محمد بن خازم- عن الأعمش. قال: حدثنا أبو صالح، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تجد من شرار الناس يوم القيامة الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء، وهؤلاء بحديث هؤلاء» . أخرجه أحمد (2/398) قال: ثنا معاوية. قال: ثنا أبو إسحاق، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. - وعن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن شر الناس ذو الوجهين. الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» . أخرجه أحمد (2/307) قال: حدثنا هاشم. وفي (2/455) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (9/89) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (8/27) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح. أربعتهم- هاشم، وحجاج، وقتيبة، وابن رمح - عن الليث بن سعد. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، فذكره. - وعن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه» . أخرجه مالك «الموطأ» (613) . والحميدي (1132) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/245) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/465) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا مالك. وفي (2/517) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك. والبخاري في «الأدب المفرد» (1309) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/27) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وأبو داود (4872) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان. كلاهما (مالك، وسفيان) عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 2652 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 545 2653 - (د) عمار بن ياسر - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن كان له وجهَان في الدنيا كان له يوم القيامة لِسَانَانِ من نارٍ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4873) في الأدب، باب في ذي الوجهين، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (2767) قال: أخبرنا الأسود بن عامر. والبخاري في «الأدب المفرد» (1310) قال: حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني. وأبو داود (4873) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثلاثتهم - أسود، ومحمد، وأبو بكر - عن شريك بن عبد الله النخعي، عن الركين بن الربيع، عن نعيم ابن حنظلة، فذكره. (*) في رواية أسود، قال شريك: وربما قال: النعمان بن حنظلة. قال عنه الحافظ في «التهذيب» : وقال علي بن المديني في هذا الحديث: إسناده حسن، ولايحفظه عن عمار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الطريق، وذكره ابن حبان في الثقات. الحديث: 2653 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 546 2654 - (خ م) أبو وائل: قال: قال أسامةُ - رضي الله عنه -: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، [ص: 547] فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إِليه أَهلُ النار، فيقولون: يا فُلانُ مالك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم في رواية، قال: قيل لأسامة: «لو أَتيتَ عثمانَ فَكلَّمْتَهُ، فقال: إنكم لَتَرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إِلا أُسْمِعُكم، وإني أُكلِّمُهُ في السِّرِّ، دونَ أَن أَفْتَح باباً لا أكونُ أوَّلَ مَنْ فَتحَهُ، ولا أَقول لرجلٍ إن كان عليَّ أَميراً (1) : إِنَّهُ خيرُ الناس: بعدَ شيء سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالوا: وما هو؟ قال: سمعتُه يقول: يُجَاءُ بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ، فيدور كما يَدُور الحمار بِرَحَاهُ، فَيجتَمِعُ أَهل النار عليه، فيقولون: يا فلان، ما شأنك؟ أَليس كنتَ تأمُرُنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمُرُكم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن الشر وآتيه» (2) . [ص: 548] قال (3) : «وإِني سمعتُه يقول: مَرَرْتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي بأَقوامٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهم بمقاريضَ من نارٍ، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: خُطَباءُ أُمَّتك الذين يقولون ما لا يفعلون» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتندلق) : الاندلاق: الخروج، ومنه اندلق السيف عن قرابه. (أقتابه) : الأقتاب: جمع قتب، وهي الأمعاء.   (1) كذا في الأصل، وعند مسلم " قيل لأسامة: ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟ فقال: أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه، ما دون أن أفتتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه، ولا أقول لأحد يكون علي أميراً: إنه خير الناس ... الحديث ". (2) رواه البخاري 6 / 238 في بدء الخلق، باب صفة النار، وفي الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، ومسلم رقم (2989) في الزهد، باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله. (3) في المطبوع: وأخرج البخاري نحوها قال، وهو خطأ. (4) هذه الرواية ليست عند البخاري ولا مسلم، وإنما رواها أحمد في " المسند " 3 / 120 و 231 و 239 من حديث أنس بن مالك، ورواها أيضاً ابن حبان في صحيحه، وابن أبي حاتم وابن مردويه من حديث أنس، وهو رواية حسنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في صفة النار «بدء الخلق 10: 10» عن علي بن عبد الله، عن ابن عيينة، وفي الفتن (17) عن بشر بن خالد، عن غندر، عن شعبة - كلاهما عن الأعمش - عنه، به ومسلم في آخر الكتاب «الزهد والرقاق» عن يحيى بن يحيى وأبي بكر وابن نمير وإسحاق وأبي كريب خمستهم عن أبي معاوية، و (8: 2) عن عثمان، عن جرير - كلاهما عن الأعمش به. الحديث: 2654 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 546 ترجمة الأَبواب التي أَولها راء ولم ترد في حرف الراء (الرِّبا) في كتاب البيع، من حرف الباء. (رَمْيُ الجمار) في كتاب الحج، من حرف الحاء. (الرِّدَّةُ) في كتاب الحدود، من حرف الحاء. (الرَّمْيُ) في كتاب السَّبق (1) ، من حرف السين. (الرُّكُوبُ) في كتاب الصُّحبة، من حرف الصاد. (الرُّقَى) في كتاب الطِّبِّ، من حرف الطاء. (رؤية الله عز وجل) في كتاب القيامة، من حرف القاف.   (1) في الأصل: في كتاب السنن، وهو خطأ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 549 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمداً الشاكرين حرف الزاي ، ويشتمل على ثلاثة كتب كتاب الزكاة، كتاب الزهد، كتاب الزينة الكتاب الأول: في الزكاة ، وفيه خمسة أبواب الباب الأول: في وجوبها وإثم تاركها 2655 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما بعث مُعاذاً إلى اليمن، قال: إنك تَقْدَمُ على قومٍ أَهلِ كتابٍ، فَليَكُنْ أَوَّلَ ما تدعوهم إِليه عبادةُ الله عز وجل، فَإِذا عَرَفُوا الله فَأخْبِرْهُم: أَنَّ الله قد فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلواتٍ في يومهم وليلتهم، فإِذا فعلوا فأخْبِرهُم: أَن الله فرضَ عليهم زكاة، تُؤخَذُ من أغنيائهم وتُرَدُّ على فُقرائهم، [ص: 551] فإذا أطاعوا، فُخُذ منهم وتَوقَّ كَرَائم أموالهم» . زاد في روايةٍ: «واتقِ دعوة المظلوم، فإِنَّهُ ليس بينها (1) وبين الله حجاب» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ. وفي رواية للبخاري: «افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم» . وفي رواية لمسلم عن ابن عباس عن معاذ بن جبل، قال: «بعثني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنك تأتي قوماً من أَهل الكتاب، فادعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ... وذكر الحديث بنحوه» . فيكون حينئذ من مُسند معاذ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (توق كرائم أموالهم) : توقى واتقى بمعنى، وأصل اتَّقَي: إوتَقَى على [زنة] افتعل، فقلبت الواو ياء، لانكسار ما قبلها، وأبدلت منها التاء، وأدغمت، فلما كثر استعمالها على لفظ الافتعال، توهموا أن التاء من نفس الحرف، [ص: 552] فجعلوه: اتقى يتقي، بفتح التاء فيهما، ثم لم يجدوا له مثالاً في كلامهم يلحقونه فقالوا: تَقَى يَتْقي، مثل قضى يَقْضي، والمراد به في الحديث: اجتنب كرائم الأموال، وهي خيارها ونفائسها، وما يكرم على أصحابها ويعز عليهم، جمع كريمة، فلا تأخذه في الصدقة، وخذ الوسط، لا العالي ولا النازل الرديء.   (1) في الأصل: بينه. (2) رواه البخاري 3 / 255 في الزكاة، باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة، وباب وجوب الزكاة، وباب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء، وفي المظالم، باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم، وفي المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع، وفي التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، ومسلم رقم (19) في الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، والترمذي رقم (625) في الزكاة، وباب ما جاء في كراهية أخذ المال في الصدقة، وأبو داود رقم (1584) في الزكاة، باب الكنز ما هو؟ وزكاة الحلي، والنسائي 5 / 55 في الزكاة، باب إخراج الزكاة من بلد إلى بلد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/233) (2071) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1622 و1638) قال: حدثنا أبو عاصم. والبخاري (2/130) و (9/140) قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد. وفي (2/158) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (3/169) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا وكيع. وفي (5/205) قال: حدثني حبان، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (1/38) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا بشر بن السري (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (1584) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1783) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. والترمذي (625 و 2014) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (5/2) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، عن المعافى. وفي (5/55) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (2275) قال: حدثنا محمد ابن بشار. وعبد الله بن إسحاق الجوهري، قالا: حدثنا أبو عاصم. وفي (2346) قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع. خمستهم - وكيع، وأبو عاصم، وعبد الله، وبشر بن السري، والمعافى - عن زكريا بن إسحاق المكي. 2 - وأخرجه البخاري (2/147) قال: حدثنا أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم. وفي (9/140) قال: حدثني عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا الفضل بن العلاء. ومسلم (1/38) قال: حدثنا أمية بن بسطام العيشي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح - وهو ابن القاسم - كلاهما - روح، والفضل - عن إسماعيل بن أمية. كلاهما (زكريا بن إسحاق، وإسماعيل بن أمية) عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد مولى ابن عباس، فذكره. * أخرجه مسلم (1/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن وكيع. قال أبو بكر: حدثنا وكيع، عن زكريا بن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل «قال أبو بكر: ربما قال وكيع: عن ابن عباس، أن معاذا قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .... » الحديث. وهذا ظاهره أنه من مسند معاذ بن جبل. وقد ذكره المزي في «تحفة الأشراف» في مسند ابن عباس ولم يذكره في مسند معاذ بن جبل، وقد علق ابن حجر على ذلك في «النكت الظراف على تحفة الأشراف» بتعقيب جيد. مفاده أن رواية أبي بكر بن أبي شيبة وحدها هي من مسند معاذ. الحديث: 2655 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 550 2656 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «لمَّا تُوُفِّيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- واسْتُخْلِفَ أبو بكر بعدَه، وكَفر من كفر من العرب، قال: عمرُ بن الخطاب لأبي بكر: كيف تُقاتِل الناس، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أُمِرتُ أن أُقاتل الناس حتى يقولوا: لا إِله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، عَصَمَ مني مالَه ونفسه إِلا بحَقِّه، وحِسَابُه على الله؟ فقال أبو بكر: والله لأُقَاتِلَنَّ مَن فَرَّقَ بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حقُّ المال، والله لو مَنَعُوني عَنَاقاً كانوا يُؤَدُّونها إِلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لَقَاتَلْتُهُمْ على منعها. قال عمر: فوالله ما هو إِلا أَن رَأَيتُ أَنَّ اللهَ شرحَ صَدْرَ أَبي بكرٍ لِلْقتال فعرفتُ أَنَّهُ الحَق» . وفي رواية: «عِقَالاً كانوا يُؤَدُّونه» . أخرجه الجماعة، إِلا أن الموطأ لم يُخرِّج منه إلا طرَفاً من قول أَبي بكر، قال مالك: «بلغه أَن أبا بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - قال: لو مَنعونِي عِقالاً لَجَاهَدْتُهُمْ عليه» . لم يزد على هذا (1) . [ص: 553] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عصم) : العصمة المنع، يقال: عصم مني نفسه، أي منعها وحفظها، واعتصم بكذا، أي التجأ إليه، واحتمى به. (عناقاً وعقالاً) : العَنَاق: الأنثى من ولد المعز، قال الخطابي: عناقاً وعقالاً، وفيه دليل على وجوب الصدقة في السِّخال والفُصلان والعجاجيل، وأن واحدة منها تجزئ عن الواجب في الأربعين منها، إذا كانت كلها صغاراً، ولا يكلف صاحبها مسنة، وفيه دليل على أن حول النتاج حول الأمهات، ولو كان يستأنف لها الحول لم يوجد السبيل إلى أخذ العناق، وقال أبو حنيفة: لا شيء في السخال، وقال الشافعي: يؤخذ من أربعين سخلة: واحدة منها. قال: وأما العِقَال، فاختلف فيه. فقيل: العِقال: صدقة عام، وقيل: هو الحبل الذي يعقل به البعير، وهو مأخوذ رب المال مع الصدقة، لأن على صاحبها التسليم، وإنما يقع القبض بالرباط، وقيل: إذا أخذ المصدق أعيان الإبل قيل: أخذ عِقَالاً، وإذا أخذ أثمانها، قيل: أخذ نقداً. قال: وتأول [ص: 554] بعضهم قوله: «عِقالاً» على معنى: وجوب الزكاة فيه إذا كان من عروض التجارة فبلغ مع غيره منها قيمة نصاب. والله أعلم.   (1) رواه البخاري 13 / 217 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الزكاة، باب وجوب الزكاة، وفي استتابة المرتدين، باب قتل من أبي قبول الفرائض، [ص: 553] ومسلم رقم (20) في الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، والموطأ 1 / 269 في الزكاة، باب ما جاء في أخذ الصدقات والتشديد فيها، والترمذي رقم (2610) في الإيمان، باب ما جاء أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، وأبو داود رقم (1556) في الزكاة في فاتحته، والنسائي 5 / 14 في الزكاة، باب مانع الزكاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/19) (117) قال: حدثنا عصام بن خالد وأبو اليمان، قالا: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (1/47) (335) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. والبخاري (2/، 131 147) قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (9/19) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (9/115) ومعه مسلم (1/38) . وأبو داود (1556) . والترمذي (2607) . والنسائي (5/14) و (7/77) . خمستهم عن قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (6/5) قال النسائي: أخبرنا كثير بن عبيد، عن محمد ابن حرب، عن الزبيدي. وفي (6/5) و (7/78) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن مغيرة، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن شعيب، وفي (6/5) قال: أنبأنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا بقية، عن شعيب. أربعتهم - شعيب، ومعمر، وعقيل، والزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله. 2 - وأخرجه النسائي (6/6) و (7/78) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا مؤمل بن الفضل، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثني شعيب بن أبي حمزة وسفيان بن عيينة، وذكر آخر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب. كلاهما - عبيد الله، وسعيد - عن أبي هريرة، فذكره. * أخرجه أحمد (1/35) (239) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. قال: لما ارتد أهل الردة في زمان أبي بكر، قال عمر .... الحديث. ليس فيه «أبو هريرة» . ورواية مالك أخرجها في «الموطأ» (608) بلاغا. الحديث: 2656 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 552 2657 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِن صَاحِب ذهبٍ ولا فضةٍ لا يُؤدي منها حَقَّها إِلا إذا كان يومُ القِيامة صُفِّحَت له صفائحُ من نارٍ، فأُحْمِيَ عليها في نار جهنم، فيُكْوى بها جَنْبُهُ وجَبينُه وظَهرهُ، كلما رُدَّتْ (1) أُعِيدَت له، في يومٍ كان مقدارُهُ خمسين ألف سنة، حتى يُقضَى بين العباد، فيَرى سَبيلَهُ (2) : إِمَّا إِلى الجنَّةِ، وإِمَّا إِلى النار» ، قيل: يا رسول الله، فالإِبلُ؟ قال: «ولا صاحبُ إبلٍ لا يُؤدِّي منها حقَّها - ومن حقِّها حَلَبُها يوم وِرْدِها (3) - إلا إذا كان يومُ القيامة بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ (4) ، أَوفَرَ ما كانت، لا يَفْقِدُ منها فصيلاً واحداً، تَطَؤهُ [ص: 555] بِأخْفَافِها، وتَعَضُّهُ بأَفواهها، كلما مرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْرَاها (5) ، في يوم كان مقداره خمسين أَلف سنة، حتى يُقْضى بين العباد، فيرى سبيلَه: إِما إلى الجنة، وإِمَّا إِلى النار» . قيل: يا رسولَ الله، فالبقر والغنم؟ قال: ولا صاحبُ بقرٍ [ولا غنمٍ] لا يُؤدِّي حَقَّها، إِلا إذا كان يومُ القيامة بُطِحَ لها بقاعٍ قَرقَرٍ، لا يَفقِدُ منها شيئاً، ليس فيها عَقصاءُ ولا جَلْحَاءُ، ولا عَضْباءُ، تَنطَحُهُ بِقرُونِها، وتَطَؤهُ بأَظْلافها، كلما مرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخراها، في يومٍ كان مقداره خمسين ألفَ سنة، حتى يُقضَى بين العباد فَيَرَى سَبيلَهُ: إما إلى الجنة، وإما إلى النار (6) . قيل: يا رسولَ الله، فالخيلُ؟ قال: الخيلُ ثلاثة: هي لرجلٍ وِزْرٌ، ولرجلٍ سِتْرٌ، ولرجل أَجرٌ - وفي رواية: هي لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رَجلٍ وِزْر - فأما الذي له أجر: فرجلٌ ربطها في سبيل الله - زاد في رواية: لأهل الإسلام - فأطال لها في مَرجٍ أو رَوْضَةٍ (7) ، فما [ص: 556] أصابت في طِيْلِها ذلك من المَرج والرَّوْضَةِ كانت له حسناتٍ، ولو أَنه انْقَطَع طِيْلُها، فاستنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفَين: كانت له آثارها وأرواثها حسناتٍ له، ولو أنها مَرَّتْ بنهرٍ، فَشَرِبتْ منه ولم يُرِد أن يسقيَها، كان ذلك حسناتٍ له، فهي لذلك الرجل أجر. ورجلٌ ربطها تَغَنِّياً وتَعَفُّفاً، ثم لم يَنسَ حقَّ الله في رِقابها ولا ظُهورها، فهي لذلك الرجل سِتْرٌ. ورجلٌ ربطها فخراً ورياء ونِواء لأهل الإسلام - وفي رواية: على أَهل الإِسلام - فهي على ذلك وِزْر. وسئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحُمُر؟ فقال: ما أُنْزِلَ عليَّ فيها شيءٌ إِلا هذه الآيةُ الجامعةُ الفَاذَّةُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَل مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] . وفي رواية: «فما أَكلت من ذلك المرجِ أَو الرَّوضة من شيءٍ إِلا كُتِبَ له عَددُ ما أكلت حسنات، وكُتب له عددُ أَرواثِهَا وأبوالها حسنات، ولا تَقطَعُ طِوَلَها، واستَنَّت شَرَفاً أو شَرَفَينِ إلا كَتبَ الله له عددَ آثارها حسناتٍ، ولا مرَّ بها صاحبُها على نهرٍ فشربت منه، ولا يُريد أن يَسقِيها إِلا كتب الله له عدد ما شرِبتْ حسنات ... وذكر نحوه» . هذه رواية مسلم. وأخرج البخاري والموطأ منها ذكر الخيل والحُمرِ، ولم يذكر الفصلَ الأول. وأخرج البخاري أيضاً: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «تَأتي الإبلُ على صاحبها على [ص: 557] خير ما كَانت - إذا لم يُعْطِ فيها حقَّها - تطؤه بأخفافها، وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت - إذا لم يعطِ فيها حقها - تطؤه بأظلافها، وتَنْطحهُ بقرونها. قال: ومن حقِّها أن تُحلَب على الماء، قال: ولا يأْتي أحدكم يوم القيامة بشاةٍ يحملها على رقبتهِ لها يُعارٌ (8) ، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أمْلِكُ لك شيئاً، قد بلَّغْتُ، ولا يأتي [أحدُكم] ببعير يحمله على رقبته له رُغاء، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أَملك لك شيئاً، قد بلَّغتُ» . وفي أخرى للبخاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن آتاهُ اللهُ مالاً، فلم يُؤدِّ زَكَاتَهُ: مُثِّلَ له [ماله] شُجَاعاً أقْرَعَ، له زَبيبتَان، يُطَوِّقُهُ يوم القيامة، ثم يأخُذُ بِلهزِمَتَيْهِ - يعني: شِدْقَيهِ - ثم يقول: أَنا مالُك، أنا كنزكَ، ثم تلا: {ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُو شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيَامَةِ ولِلهِ مِيراثُ السَّمَاواتِ والأرضِ واللهُ بما تَعملُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران: 180] » . وفي أخرى لمسلم - في ذكر الفصلين جميعاً - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِن صاحب كَنزٍ لا يؤدِّي زكاتَه إِلا أُحمِيَ عليه في نار جهنم ... ثم ذكر [ص: 558] نحوه. وقال في ذِكر الغنم: «ليس فيها عَقْصَاءُ، ولا جَلْحَاءُ - قال سهيل بن أبي صالح: فلا أَدري أَذَكَرَ البَقَرَ، أم لا؟ قالوا: فالخيلُ يا رسولَ الله؟ قال: الخيلُ في نواصِيها الخيرُ - أَو قال: مَعقُودٌ في نواصيها - قال سهيل: أنا أشُك - الخيرُ إِلى يوم القيامة، الخيلُ ثلاثة فهي لرجل أجرٌ، ولرجل سِتْرٌ، ولرجل وِزرٌ - وذكر هذا الفصل إلى آخره بنحو ما تقدَّم، وفيه: - وأما الذي هي له سِتْرٌ: فالرجل يتَّخِذُها تَكَرُّماً وتَجَمُّلاً، ولا يَنْسَى حقَّ ظُهورِها وبطونها، في عُسْرِها ويُسرها، وأما الذي هي عليه وزرٌ: فالذي يتخذها أَشَراً وبطراً، وبَذَخاً ورِئَاءَ الناس فذلك الذي عليه وزرٌ ... ثم ذكره» . وله في أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا لم يُؤدِّ المرءُ حق اللهِ أَو الصدقةَ في الثَّلَّةِ (9) : بُطحَ لها ... وذكر الحديث بنحو ما قبله» . وأَخرجه أبو داود قال: «ما مِن صاحب كَنْزٍ لا يُؤدِّي حقَّه إِلا جعله الله يوم القيامةِ يُحْمَى عليها في نار جهنم» ، وذكر نحو حديث مسلم في الذهب والفضة، ثم ذكر بعده الغنم بنحو حديثه، ثم ذكر بعده الإبل بنحو حديثه، إلى قوله: إلى النار، وانتهت روايته. وقال في رواية أخرى نحوه، وزاد في قصة الإبل: قال لأبي هريرة: [ص: 559] فما حق الإبل؟ قال: تُعطي الكريمةَ، وتَمنَحُ الغَزيرَةَ، وتُفْقِرُ الظَّهْرَ، وتُطرِقُ الفَحْلَ، وتَسقي اللَّبَنَ» . وزاد في رواية أخرى: «وإِعارَةُ دَلْوِها» . وأخرج النسائي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَيُّما رجلٍ كانت له إبلٌ لا يُعطي حقها في نَجْدتِهَا ورِسْلِها - قالوا: يا رسول الله ما نَجدتُها ورِسلُها؟ قال: في عُسرِها ويُسْرِها - فإنها تأتي يومَ القيامة كأَغَذِّ ما كانت وأَسْمَنِهِ وأَبْشَرِهِ، يُبطَحُ لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ، فتطؤه بأخفافها، فإذا جاوزته أُخراها أُعيدت عليه أُولاها، في يومٍ كان مقدارهُ خمسين أَلفَ سنة حتى يُقضى بين الناس فَيرى سبيلَه، وأيُّما رجل كانت له بَقَرٌ لا يُعطي حقَّها في نَجْدتِها ورِسلها، فإِنها تأتي يوم القيامة كأَغذِّ ما كانت وأسْمَنِه وأبْشرِه يُبطح لها بقاع قَرقَرٍ، فَتنطَحُهُ بقرونها، وتطؤه كلُّ ذاتِ ظِلْفٍ بِظلِفها، [حتى] إِذا جاوزته أُخراها أعيدت عليه أُولاها، في يوم كان مقدارُهُ خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين الناس فيَرى سبيلَه، وأيُّمَا رجل كانت له غنم لا يُعطي حقَّها في نَجْدتها ورِسلها، فإِنها تأتي يوم القيامة كأَغَذِّ ما كانت وأَسمنِه وأبشرِه، ثم يبطح لها بقاع قَرْقَرٍ، فتطؤه كل ذاتِ ظِلف بظلفها، وتنطحه كلُّ ذات قَرن بقرنها، ليس فيها عَقْصَاءُ، ولا عَضْبَاءُ، إذا جاوزته [ص: 560] أُخراها أُعيدت عليه أُولاها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين الناس فيرى سبيله» . وله في رواية أخرى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تأتي الإِبل على رَبِّها على خير ما كانت، إذا هي لم يُعطِ منها حَقَّها، تطؤه بأخفافها، وتأتي الغنم على رَبِّها على خير ما كانت، إذا هي لم يعطِ فيها حقها، تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها، قال: ومن حقِّها أن تُحلَبَ على الماء، لا يأَتِيَنَّ أحدكم يوم القيامة ببعير يحمله على رَقَبته له رُغَاءٌ، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً قد بلَّغتُ، ألا لا يأتِيَنَّ أَحدكم يوم القيامة بشاةٍ يحملُها على رقبته لها يُعارٌ (10) ، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً، قد بلَّغتُ، ويكون كنزُ أَحدهم يوم القيامة شجاعاً أقرعَ يَفِرُّ منه صاحبه، ويطلبه: أنا كَنْزُك، فلا يزال به حتى يُلْقِمَه إِصبعه» . وأَخرج النسائي ذِكر الخيل مفرداً نحو البخاري، ومالك، وأخرج ذِكر الكنزِ والشجاعِ الأقرعِ، مثل البخاري مفرداً، وأخرج الموطأ أَيْضاً ذِكْر الكَنْزِ والشجاعِ الأقرعِ، مثل البخاري، إلا أنه لم يذكر الآية ولم يرفعه. [ص: 561] وأخرج البخاري أيضاً طرفاً يسيراً منه، قال: إنه سمع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يكون كَنْزُ أحدكم يوم القيامة شجاعاً أَقرعَ» . لم يزد على هذا (11) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جبينه وجنبه وظهره) : إنما خص هذه الأعضاء بالذكر من بين سائر الأعضاء؛ لأن السائل متى تعرض للطلب من البخيل، أول ما يبدو منه من آثار الكراهية والمنع، أنه يُقَطِّب في وجهه، ويكلح ويجمع أساريره فيتجعد جبينه، ثم إن كرر الطلب ناء بجانبه عنه، ومال عن جهته، وتركه جانباً، فإن استمر الطلب ولاه ظهره، واستقبل جهة أخرى، وهي النهاية في الرد، والغاية في المنع الدال على كراهيته للعطاء والبذل، وهذا دأب مانعي البر والإحسان، وعادة البخلاء بالرفد والعطاء، فلذلك خص هذه الأعضاء بالكي. (يوم وردها) : أي يوم ترد الماء، فيسقي من لبنها من حضره من المحتاجين إليه، وهذا على سبيل الندب والفضل، لا الوجوب. [ص: 562] (بقاع قرقر) : القاع: [المكان] المستوي من الأرض، الواسع، والقرقر: الأملس. (عقصاء) : العقصاء: الشاة الملتوية القرنين، وإنما ذكرها لأن العقصاء لا تؤلم بنطحها، كما يؤلم غير العقصاء. (جلحاء) : الجلحاء: الشاة التي لا قرن لها. (عضباء) : العضباء: الشاة المكسورة القرن. (بأظلافها) : الظلف للشاة كالحافر للفرس. (وزر) : الوزر: الثقل والإثم. (طيلها) : الطيل والطول: الحبل. (فاستنت) : الاستنان: الجري. (شرفاً) : الشرف: الشوط والمدَى. (تغنيّاً) : استغناء بها عن الطلب لما في أيدي الناس. (في ظهورها) : أما حق ظهورها: فهو أن يحمل عليها منقطعاً، ويشهد له قوله في موضع آخر: «وأن يُفْقِر ظهرها» وأما حق «رقابها» فقيل: أراد به الإحسان إليها. وقيل: أراد به الحمل عليها، فعبر بالرقبة عن الذات. [ص: 563] (نواء) : النواء: المعاداة، يقال: ناوأت الرجل مناوأة، أي: عاديته. (الفاذة) : النادرة الواحدة، والفذ: الواحد. (يُعار) : اليُعار: صوت الشاة، وقد يعرت الشاة تيعر يُعاراً بالضم. (رُغاء) : الرغاء للإبل كاليُعار للشاء. (شجاعاً أقرع) : الشجاع: الحية، والأقرع: صفته بطول العمر، ذلك أنه لطول عمره قد امَّرق شعرُ رأسه، فهو أخبث له وأشد شرّاً. (زبيبتان) : الزبيبتان هما الزبدتان في الشدقين. يقال: تكلم فلان حتى زبب شدقاه، أي: خرج الزبد عليهما، ومنها الحية ذو الزبيبتين. وقيل: هما النكتتان السوداوان فوق عينيه. (بلهزمتيه) : اللهزمتان: عظمان ناتئان في اللحيين تحت الأذنين، ويقال: هما مُضيغتان عليتان تحتهما. (أشَراً) : الأشر: البطر. (بذخاً) : البذخ بفتح الذال: التطاول والفخر. (الثَّلَّة) : [بفتح الثاء] الجماعة الكثيرة من الضأن، قال الجوهري: ولا يقال للمعزى الكثيرة: ثلة، ولكن حيلة - بفتح الحاء - فإذا [ص: 564] اجتمعت الضأن والمعزى وكثرتا، قيل لهما: ثَلَّة، والجمع ثِلل، مثل بَدْرة وبِدَر. (تمنح الغزيرة) : المنحة: العطية، والغزيرة: الكثيرة اللبن والدر. والمنيحة: الناقة أو الشاة تعار لينتفع بلبنها وتعاد. (وتُفْقِر الظهر) : إفقار الظهر: إعارته ليركب، والفَقار: خرزات الظهر. (وتُطْرِق الفحل) : إطراق الفحل: إعارته للضِّراب، طرق الفحل الناقة: إذا ضربها. (نجدتها) : النجدة: الشدة. (ورِسلها) : والرِّسل - بالكسر - الهِينة والتأني. قال الجوهري: يقال: افعل كذا وكذا على رسلك - بالكسر - أي اتئد فيه، كما يقال: على هينتك. قال: ومنه الحديث «إلا من أعطى في نجدتها ورِسلها» يريد: الشدة والرخاء. يقول: يعطي وهي سمان حسان يشتد على مالكها إخراجها، فتلك نجدتها، ويعطي في «رسلها» وهي مهازيل مقاربة. وقال الأزهري نحوه، وهذا لفظه: المعنى: إلا من أعطى في إبله ما يشق عليه عطاؤه، فيكون نجدة عليه، أي: شدة، أو يعطي ما يهون عليه عطاؤه منها، فيعطي في رسلها وهي مهازيل [ص: 565] مقاربة. وقال: إلى ما يعطي مستهيناً به على رسله. قال الأزهري: وقال بعضهم: في رسلها: أي بطيب نفس منه. قال: والرسل في غير هذا: اللبن. قلت: ويجوز أن يكون المعني بالشدة والرخاء غير هذا التقدير، فيريد بالشدة: القحط والجدب، وأنه إذا أخرج حقها في سنة الجدب والضيق كان ذلك شاقّاً، لأنه إجحاف به وتضييق على نفسه، ويريد بالرخاء: السعة والخصب، وحينئذ يسهل عليه إخراج حقها، لكثرة ما يبقى له، ويكون المراد بالرسل: اللبن، وإنما سماه يسيراً؛ لأن اللبن يكثر بسبب الخصب، ولذلك قيل: «يا رسول الله، وما نجدتها ورسلها؟» قال: عسرها ويسرها، فهذا الرجل يعطي حقها في حال الجدب والضيق، وهو المراد [بالعسر، وفي حال الخصب والسعة، وهو المراد] باليسر، والله أعلم. (كأغذ ما كانت) : أغذ: أسرع، والإغذاذ: الإسراع في السير. (وأبشره) : البشارة: الحسن والجمال، ورجل بشير، أي: جميل، وامرأة بشيرة [أي: جميلة] ، وفلان أبشر من فلان، وقد ذكرنا أن قوله: «كأغذ ما كانت» من الإغذاذ، ورأيت الخطابي قد ذكر الحديث قال: فتأتي كأكثر ما كانت وأعده وأبشره، ولم يذكر لها غريباً ولا شرحاً، فلو كانت من الإغذاذ لشرحها كعادته، وتركُ شرحها يوهم أنها بالعين بالمهملة من العدد، أي: أكثر عدداً، فلذلك لم يشرحها، والله أعلم.   (1) الذي في مسلم " كلما بردت " قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في بعض النسخ " بردت " بالباء، وفي بعضها " ردت " بحذف الباء وبضم الراء، وذكر القاضي الروايتين، وقال: الأولى هي الصواب، قال: والثانية رواية الجمهور. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": ضبطناه بضم ياء " يرى " وفتحها، وبرفع لام " سبيله " ونصبها اهـ. (3) قال النووي في " شرح مسلم ": " حلبها " بفتح اللام على اللغة المشهورة، وحكي إسكانها، وهو غريب ضعيف، وإن كان هو القياس. اهـ. (4) قال النووي في " شرح مسلم ": " بطح " قال جماعة: معناه: ألقي على وجهه، قال القاضي: قد جاء في رواية البخاري " تخبط وجهه بأخفافها " قال: وهذا يقتضي: أنه ليس من شرط البطح كونه على الوجه، وإنما هو في اللغة بمعنى البسط والمد، فقد يكون على وجهه، وقد يكون على ظهره، منهم سميت بطحاء مكة لانبساطها. (5) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في جميع الأصول في هذا الموضع، قال القاضي عياض: قالوا: هو تغيير وتصحيف، وصوابه: ما جاء بعده في الحديث الآخر من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه، وما جاء في حديث المعرور بن سويد عن أبي ذر " كلما مر عليه أخراها رد عليه أولاها " وبهذا ينتظم الكلام. (6) قال النووي في " شرح مسلم ": فيه دليل على وجوب الزكاة في البقر، وهذا أصح الأحاديث الواردة في زكاة البقر. (7) " مرج " بفتح الميم وسكون الراء - أي: مرعى، وفي " النهاية ": هو الأرض الواسعة ذات النبات الكثير، تمرج فيها الدواب، أي: تسرح. " روضة " عطف تفسير، أو الروضة أخص من المرعى، وفي نسخة المصابيح بلفظ " أو " قال ابن الملك: شك الراوي. (8) في الأصل: ثغار، وهو تصحيف، وما أثبتناه موافق لرواية البخاري، قال الحافظ في " الفتح ": وقوله في هذه الرواية " لها يعار " بتحتانية مضمومة ثم مهملة: صوت المعز، وفي رواية المستملي والكشميهني هنا " ثغاء " بضم المثلثة ثم معجمة بغير راء، ورجحه ابن التين، وهو صياح الغنم، وحكى ابن التين عن القزاز أنه رواه " تعار " بمثناة ومهملة، وليس بشيء. (9) كذا الأصل: الثلة، وفي مسلم المطبوع: إبله، وقد ذكر المصنف رحمه الله معنى الثلة، في غريب الحديث. (10) في الأصل: ثغار: وهو تصحيف، والتصحيح من سنن النسائي المطبوع. (11) رواه البخاري 3 / 212 في الزكاة، باب إثم مانع الزكاة، وفي تفسير سورة آل عمران، باب {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم} ، وفي تفسير سورة براءة، باب {والذين يكنزون الذهب والفضة} ، وفي الحيل، باب في الزكاة وألا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة، ومسلم رقم (987) في الزكاة، باب إثم مانع الزكاة، والموطأ 2 / 444 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وأبو داود رقم (1658) و (1659) و (1660) في الزكاة، باب في حقوق المال، والنسائي 5 / 12 - 14 في الزكاة، باب التغليظ في حبس الصدقة، وباب مانع زكاة الإبل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (275) . والبخاري (3/148) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك بن أنس. وفي (4/35و252) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (6/217) و (9/134) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال: حدثنا مالك. وفي (6/218) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني مالك. ومسلم (3/70 و 71) قال: حدثني سويد بن سعيد. قال: حدثنا حفص، يعني ابن ميسرة الصنعاني. (ح) قال: وحدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: حدثني هشام بن سعد. وأبو داود (1659) قال: حدثنا جعفر بن مسافر. قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد. والنسائي (6/216) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك. ثلاثتهم - مالك، وحفص بن ميسرة، وهشام بن سعد - عن زيد بن أسلم. 2 - وأخرجه أحمد (2/101) و (383) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/262) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد. وفي (2/276) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/383) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب بن خالد البصري. وفي (2/423) قال حدثنا أبو معاوية. ومسلم (3/71) و (73) قال: حدثني محمد بن عبد الملك الأموي قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعد. قال: حدثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي -. (ح) وحدثنيه محمد بن عبد الله بن بزيع. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح بن القاسم. وأبو داود (1658) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (2788) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والترمذي (1636) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (6/215) قال: أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث. قال: حدثنا محبوب بن موسى. قال: حدثنا أبو إسحاق - يعني الفزاري -. وابن خزيمة (2252) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا عبد العزيز - يعني ابن محمد الدراوردي -. وفي (2253 و 2291) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح بن القاسم. ثمانيتهم - حماد بن سلمة، ومعمر، ووهيب بن خالد، وأبو معاوية، وعبد العزيز بن المختار، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وروح بن القاسم، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري - عن سهيل بن أبي صالح. 3 - وأخرجه مسلم (3/73) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكيرا حدثه. ثلاثتهم: - زيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وبكير بن عبد الله بن الأشج - عن أبي صالح، فذكره. - وعن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع، يفر منه صاحبه وهو يطلبه حتى يلقمه أصابعه» . أخرجه أحمد (2/530) قال: حدثنا علي بن حفص. قال: أخبرنا ورقاء. والبخاري (6/82) قال: حدثنا الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب. والنسائي (5/23) . قال: أخبرنا عمران بن بكار. قال: حدثنا علي بن عياش. قال: حدثنا شعيب. كلاهما - ورقاء، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. - وعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، أنه سمع أبا هريرة، رضي الله عنه، يقول: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تأتي الإبل على صاحبها على خير ما كانت، إذا هو لم يعط فيها حقها، تطؤه بأخفافها، وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت، إذا لم يعط فيها حقها، تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها ....... الحديث. أخرجه البخاري (2/132) قال: حدثنا الحكم بن نافع. والنسائي (5/23) قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا علي بن عياش.. كلاهما - الحكم بن نافع أبو اليمان، وعلي بن عياش - عن شعيب، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره. - وعن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع، يفر منه صاحبه فيطلبه ويقول أنا كنزك. قال: والله لن يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه» . وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مارب النعم لم يعط حقها تسلط عليه يوم القيامة تخبط وجهه بأخفافها» . أخرجه أحمد (2/316) . والبخاري (9/30) قال: حدثني إسحاق. كلاهما - أحمد، وإسحاق - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. -وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته، مُثِّل له ماله شجاعا أقرع، له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه، يعني بشدقيه .......... الحديث. أخرجه أحمد (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن عاصم. وفي (2/355) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه. وفي (2/379) . قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن القعقاع. والبخاري (2/132) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه. وفي (6/49) قال: حدثني عبد الله بن منير، سمع أبا النضر. قال: حدثنا عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن دينار، عن أبيه. والنسائي (5/39) قال: أخبرنا الفضل بن سهل. قال: حدثنا حسن بن موسى الأشيب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المدني، عن أبيه. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12751) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر بن راشد، عن سهيل. وابن خزيمة (2254) قال: حدثنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا شعيب. قال: حدثنا الليث. (ح) قال: وحدثنا عيسى بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن وهب. عن الليث بن سعيد، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم. أربعتهم - عاصم، وعبد الله بن دينار، والقعقاع بن حكيم، وسهيل - عن أبي صالح، فذكره. - وعن أبي عمر الغداني، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أيما رجل كانت له إبل لا يعطي حقها في نجدتها ورسلها. قالوا: يا رسول الله ما نجدتها ورسلها؟ قال: في عسرها ويسرها، فإنها تأتي يوم القيامة كأغذِّ ما كانت وأسمنه ............ الحديث. أخرجه أحمد (2/383) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (2/489) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد. وفي (2/490) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. وأبو داود (1660) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا شعبة. والنسائي (5/12) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وابن خزيمة (2322) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي. قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا شعبة. ثلاثتهم - همام، وسعيد، وشعبة- عن قتادة، عن أبي عمر الغداني، فذكره. - وعن خلاس، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من صاحب إبل لا يؤدي حقها من نجدتها ورسلها، إلا جيء به يوم القيامة أوفر ما كانت، فيبطح لها بقاع قرقر تخبطه بقوائمها وتطوه عقافها، كلما تصرم آخرها رد أولها، حتى يُقضى بين الخلائق ثم يرى سبيله. وما من صاحب بقر لا يؤدي حقها من ...... الحديث. أخرجه أحمد (4902) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (2321) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله ابن علي بن منجوف. قال: حدثنا روح. كلاهما - محمد بن جعفر، وروح - عن عوف، عن خلاس، فذكره. وعن الحسن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من ترك كنزا، فإنه يمثل له يوم القيامة شجاعا أقرع يتبعه، له زبيبتان، فما زال يطلبه. يقول ........ » الحديث. أخرجه أحمد (2/489) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. - وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: تأتي الإبل التي لم تعط الحق منها، تطأ صاحبها بأخفافها. وتأتي البقر والغنم تطأ صاحبها بأظلافها، وتنطحه بقرونها ..... الحديث. أخرجه ابن ماجة (1786) قال: حدثنا مروان محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2657 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 554 2658 - (م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ [ص: 566] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما مِن صاحبِ إِبلٍ لا يفعلُ فيها حقَّها، إِلا جاءت يوم القيامة أَكثر ما كانت (1) ، وقَعَد لها بقاعٍ قَرقَرٍ، تَستَنُّ عليه بقوائمها وَأَخفافها، ولا صَاحِبِ بقرٍ لا يفعلُ فيها حقَّها، إِلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت، وقعد لها بقاع قرقر، تَنْطَحُهُ بقُرُونها، وتطؤهُ بقوائمها، ولا صاحبِ غنمٍ لا يفعل فيها حقها، إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت، وقعد لها بقاع قرقر، تَنْطَحُهُ بقُرُونها، وتطؤه بأظلافها، ليس فيها جَمَّاءُ، ولا مُنكَسِرٌ قرنُها. ولا صاحبِ كنْز لا يفعل فيه حقَّه إِلا جاء كنزُهُ يوم القيامة شجاعاً أَقرعَ يتبعهُ فاتحاً فَاهُ، فَإِذا أَتاه فَرَّ منه، فيناديه: خُذْ كَنْزَك الذي خَبَّأْتَهُ، فأنا عنه غنيٌّ، فإذا رأى أن لابدَّ له منه سلك يده في فيه فيقضَمُها قضم الفحل» . قال أَبو الزبير: سمعتُ عبيد بن عمير يقول هذا القول، ثم سألْنا جابر [ص: 567] ابن عبد الله [عن ذلك] ، فقال مثلَ قول عبيد بن عمير، [وقال أَبو الزبير: سمعتُ عبيد بن عمير] يقول: «قال رجل: يا رسولَ الله، ما حقُّ الإِبل؟ قال: حَلَبُها على الماء، وإعارَةُ دَلْوِها، وإِعَارةُ فَحْلِها، ومَنيحتُها (2) ، وحملٌ عليها في سبيل الله» . وفي أخرى قال: «ما من صاحب إِبلٍ ولا بَقَرٍ ولا غَنمٍ لا يُؤدِّي حقَّها، إِلا أُقعِدَ لها يوم القيامة بقاعٍ قَرقَرٍ، تَطَؤه ذاتُ الظِّلْفِ بِظِلفها، وتَنْطَحُه ذات القَرْن بِقَرنها، ليس فيها يومئذ جَمَّاءُ ولا مكسورة القرن، قلنا: يا رسول الله: وما حقُّها؟ قال: إِطْرَاقُ فحلِها، وإِعَارةُ دَلْوها، وَمَنِيحَتُها، وحَلَبُها على الماء، وحَمْلٌ عليها في سبيل الله، ولا مِن صاحبِ مال لا يُؤدِّي زكاتَه، إِلا تَحوَّل يوم القيامة شُجاعاً أقرعَ يَتْبَعُ صاحبه حيثما ذهب، وهو يَفِرُّ منه، ويقال: هذا مالُك الذي كنتَ تَبْخَلُ به، فَإِذا رأَى أَنه لابُدَّ منه أدْخَلَ يَده في فيه، فجعل يَقْضَمُها كما يَقْضَمُ الفحلُ» . أخرجه مسلم، ووافقه النسائي على الرواية الثانية (3) . [ص: 568] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فيقضمها) : القضم الأكل بأطراف الأسنان. (جمَّاء) : الجمَّاء الشاة التي لا قرن لها.   (1) في نسخة مسلم المطبوعة زيادة " قط " بعد قوله: " أكثر ما كانت "، قال النووي في " شرح مسلم ": وفي " قط " لغات، حكاهن الجوهري، والفصيحة المشهورة: " قط " مفتوحة القاف مشددة الطاء، قال الكسائي: كانت " قطط " بضم الحروف الثلاثة، فأسكن الثاني، ثم أدغم، والثانية " قط " بضم القاف، تتبع الضمة الضمة، كقولك: مد يا هذا، والثالثة " قط " بفتح القاف وتخفيف الطاء، والرابعة " قط " بضم القاف والطاء المخففة وهي قليلة، هذا إذا كانت بمعنى: الدهر، فأما التي بمعنى: " حسب " وهو الاكتفاء، فمفتوحة ساكنة الطاء، تقول: رأيته مرة فقط، فان أضفت قلت: قطك هذا الشيء، أي: حسبك، وقطني وقطي وقطه وقطاه. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": قال أهل اللغة: " المنيحة " ضربان، أحدهما: أن يعطي الإنسان آخر شيئاً هبة، وهذا النوع يكون في الحيوان والأرض والأثاث، وغير ذلك، الثاني: أن المنيحة ناقة أو بقرة أو شاة ينتفع بلبنها ووبرها وصوفها وشعرها زماناً ثم يردها. (3) رواه مسلم رقم (988) في الزكاة، باب إثم مانع الزكاة، والنسائي 5 / 37 في الزكاة، باب مانع زكاة البقر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/321) قال: حدثنا محمد بن بكر، وعبد الرزاق. والدارمي (1625) قال: حدثنا بشر بن الحكم، قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (3/73) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - محمد بن بكر، وعبد الرزاق - قالا: حدثنا ابن جريج. 2 - وأخرجه الدارمي (1624) قال: أخبرنا يعلى بن عبيد. ومسلم (3/74) قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير، قال: حدثنا أبي، والنسائي (5/27) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل ثلاثتهم - يعلى، وعبد الله بن نمير، وابن فضيل - عن عبد الملك بن أبي سليمان. كلاهما - ابن جريج، وعبد الملك بن أبي سليمان - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 2658 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 565 2659 - (ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: يبلُغ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من رجل لا يُؤدِّي زكاة ماله، إِلا جعل الله يومَ القيامَةِ في عُنُقِهِ شُجَاعاً، ثم قرأ علينا مِصْدَاقَهُ من كتاب الله: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُم سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيَامَةِ وَلِلهِ مِيرَاثُ السَّماواتِ والأرضِ واللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبيرٌ} [آل عمران: 180]- وقال مَرَّة (1) : قرأ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مِصْدَاقَهُ: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ} - ومَن اقتطعَ مَالَ أَخيه المُسلم بِيَمِين لَقيَ الله [وهو] عليه غَضْبَانُ، ثم قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مِصداقَهُ مِن كتاب الله: {إِنَّ الَّذينَ يَشْتَرُونَ بِعَهدِ اللهِ وأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلَاقَ لَهُم في الآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يومَ القِيامةِ وَلا يُزَكِّيهِم وَلَهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ} [آل عمران: 77] » . أَخرجه الترمذي. [ص: 569] وفي رواية النسائي: «ما من رجلٍ له مالٌ لا يؤدِّي حق مالِهِ، إِلا جُعِلَ طَوْقاً، في عنقه شُجاعٌ أَقْرعُ، وهو يَفِرُّ منه، وهو يَتْبَعُهُ، ثم قرأ مصداقه من كتاب الله - عز وجل -: {وَلا يَحسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيراً لَهُمْ بَلْ هُو شَرٌّ لَهمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلوا بِهِ يَومَ القِيَامَةِ ... } [الآية] » (2) .   (1) أي: وقال عبد الله بن مسعود مرة، وفي المطبوع خطأ فاحش وهو: قال مرة، بضم الميم في أوله والتاء في آخره، ثم عرفه الشيخ حامد الفقي - غفر الله له - في التعليق فقال: هو مرة ابن شراحيل الهمداني السكسكي ... الخ. (2) رواه الترمذي رقم (3016) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، والنسائي 5 / 11 و 12 في الزكاة، باب التغليظ في حبس الزكاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (93) . وابن ماجة (1784) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني. والترمذي (3012) قال: حدثنا ابن أبي عمر. كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن أعين، وجامع بن أبي راشد. 2 - وأخرجه أحمد (1/377) (3577) . والنسائي (5/11) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى. وابن خزيمة (2256) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثلاثتهم (أحمد، ومجاهد، وعبد الجبار) عن سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد. كلاهما - عبد الملك، وجامع - عن شقيق أبي وائل، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 2659 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 568 2660 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِن الذي لا يؤدِّي زكاةَ ماله، يُخَيَّلُ إِليه مالُه يومَ القيامة شُجَاعاً أَقْرَع، له زَبيبتان، فيلزمُه، أي: يُطوِّقه، يقول: أَنا كَنْزُكَ، أَنا كَنزك» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 38 و 39 في الزكاة، باب مانع زكاة ماله، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/98) (5729) قال: حدثنا حجين بن المثنى. وفي (2/137) (6209) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (2/156) (6448) قال: حدثنا هاشم. والنسائي (5/38) قال: أخبرنا الفضل بن سهل، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم. وابن خزيمة (2257) قال: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: حدثنا أبو النضر (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن عباد (ح) وحدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد، يعني ابن موسى. خمستهم - حجين بن المثنى، وموسى بن داود، وهاشم بن القاسم أبو النضر، ويحيى بن عباد، وأسد بن موسى - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 2660 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 569 2661 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا أَدَّيتَ زكاةَ مالك فقد قضيتَ ما عليك» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (618) في الزكاة، باب إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1788) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال: حدثنا موسى بن أعين. والترمذي (618) قال: حدثنا عمر بن حفص الشيباني البصري. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. وابن خزيمة (2471) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. (ح) وحدثنا عيسى بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - موسى بن أعين، وعبد الله بن وهب - عن عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن عبد الرحمن بن حجيرة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 2661 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 569 2662 - (د) حبيب [بن أبي فضلان، أو فضالة] المالكي: قال: قال رجل لعمران ابن حصين: «يا أَبا نُجيد، إِنَّكم لَتُحَدِّثُونا بأحاديث ما نجدُها [ص: 570] في القرآن؟! قال: فغضب عمران، ثم قال للرجل: أوجدتم في كلِّ أربعين درهماً درهمٌ؟! ومن كلِّ كذا وكذا شاة شاةٌ، ومن كل كذا كذا بعيراً كذا وكذا، أَوجدتم هذا في القرآن؟ قال: لا، قال: فعمَّن أَخَذْتُم هذا؟ أخذتمُوه عنا، وأَخذناه نحنُ عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر أَشياء نحو هذا» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1561) في الزكاة، باب ما تجب فيه الزكاة، وفي سنده صرد بن أبي المنازل، وحبيب بن أبي فضلان، لم يوثقهما غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1561) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثني محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا صرد بن أبي المنازل، قال: سمعت حبيبا المالكي، فذكره. قلت: في الحديث صرد بن أبي المنازل، وحبيب بن أبي فضلان المالكي، قال الحافظ في «التهذيب» عن الأول: وثقه ابن حبان، وعن الثاني: قال الدوري عن ابن معين: مشهور، روى له أبو داود حديثا واحدا، وذكره ابن حبان في الثقات، وكذا ذكره «أي الحديث» البخاري عن خليفة عن الأنصاري، عن صرد، عن حبيب، عن عمران فأشار إلى الحديث الذي أخرجه أبو داود، وهو طرف من حديث طويل أخرجه البيهقي في البعث من طريق أبي الأزهر عن الأنصاري، لكن وقع في روايته شبيب بدل حبيب، وكأنه تصحيف، والله أعلم. الحديث: 2662 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 569 2663 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أَمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بصدقةٍ، فقيل: منع ابنُ جَميل وخالد بن الوليد، وعباس بن عبد المطلب، فقال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم-: ما يَنْقِمُ ابنُ جميل إِلا أنه كان فقيراً فأغناه الله ورسوله، وأما خالد: فإنكم تظلمون خالداً، قد احْتَبَسَ أدْرَاعه وأعتُدهُ في سبيل الله، والعباسُ بن عبد المطلب، عمُّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: فهي عليه صدقة، ومثلها معها» . وفي روايةٍ: «هي عليَّ، ومثلها معها» . هذه رواية البخاري. وفي رواية مسلم قال: «بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عمر على الصدقة، فقيل: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباسُ عمُّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، [ص: 571] فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما يَنْقِمُ ابنُ جميل إِلا أَنه كان فقيراً فأغناه الله، وأما خالد: فإِنكم تظلمون خالداً، وقد احتبس أَدراعه وأعتاده في سبيل الله، وأَما العباس: فهي عليَّ ومثلها معها، ثم قال: يا عمرُ، أما شَعَرتَ أن عمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبيه؟» . وأخرج أَبو داود رواية مسلم، وقال في آخرها: «أَما شَعَرْتَ أن عمَّ الرَّجل صِنوُ الأب، أو صِنُو أبيه؟» . وأخرج النسائي رواية البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما ينقم) : نَقَمت منه كذا أنقم: إذا عتبت (2) وأنكرت عليه، وكذلك نَقِمت - بالكسر - أنقم. (احتبس) : الحبس: الوقف، يقال: أحبست فرسي في سبيل الله واحتبسته، أي جعلته وقفاً على الجهاد والغزاة، يركبه المجاهدون، ويقاتلون عليه، وكذلك غيره. (أدراعه) : الأدراع: جمع درع وهي الزَّرد. (وأعتُدَه) : الأعتُد والأعتاد: جمع عَتَاد، وهو ما أعده الرجل [ص: 572] من السلاح والدواب والآلة للحرب، ويجمع [على] أعتدة أيضاً، ومعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم- في حق خالد ذلك له وجهان: أحدهما: أنه إنما كان قد طولب بالزكاة عن أثمان الدروع والأعتد، على معنى أنها كانت عنده في سبيل التجارة، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه لا زكاة عليه فيها؛ إذ جعلها حبساً في سبيل الله، والوجه الآخر: أن يكون اعتذر لخالد ودفع عنه، يقول: إذا كان خالد قد جعل أدراعه وأعتده حبساً في سبيل الله تبرعاً وتقرباً إلى الله عز وجل، وذلك غير واجب عليه، فكيف يستجيز منع الصدقة الواجبة عليه؟. (فهي علي ومثلها معها) : قيل: معنى قوله - صلى الله عليه وسلم- في حق العباس: «فهي علي ومثلها معها» أنه أخرها عنه عامين؛ إذ قد ورد في حديث آخر: «إنا تسلفنا من العباس صدقة عامين» أي تعجلنا، ومعناه: أنه أوجبها عليه وضمنه إياها ولم يقبضها، وكانت ديناً على العباس، ولهذا قال: إنها عليه ومثلها معها؛ لأنه رأى به حاجة إلى ذلك، وقيل: بل أخذ منه صدقة عامين قبل الوجوب استسلافاً؛ لأنه قد ورد في إحدى الروايات: «فإنها علي ومثلها معها» . (صِنْو أبيه) : الصنو: المثل، وأصله: الشجرة يكون أصلها واحداً ولها فرعان يفترقان عن الأصل الواحد، فكل منهما صِنو، والمراد بهذا [ص: 573] القول: أن حق العباس في الوجوب كحق أبيه - صلى الله عليه وسلم-، فأنا أنزهه عن منع الصدقة والمطل بها.   (1) رواه البخاري 3 / 261 و 262 في الزكاة، باب قول الله تعالى: {وفي الرقاب والغارمين} ، ومسلم رقم (983) في الزكاة، باب في تقديم الزكاة ومنعها، وأبو داود رقم (1623) في الزكاة، باب في تعجيل الزكاة، والنسائي 5 / 33 في الزكاة، باب إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق. (2) في الأصل: إذا عيبته، وفي المطبوع: إذا عبته، والتصحيح من اللسان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/322) قال: حدثنا علي بن حفص. قال: أخبرنا ورقاء. (ح) وحدثنا داود بن عمرو الضبي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. والبخاري (2/151) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (3/68) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا علي بن حفص. قال: حدثنا ورقاء. وأبوداود (1623) قال: حدثنا الحسن بن الصباح. قال: حدثنا شبابة، عن ورقاء. والترمذي (3761) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا ورقاء. والنسائي (5/34) قال: أخبرنا أحمد بن حفص. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن موسى. وابن خزيمة (2329) قال: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم. عن موسى بن عقبة. وفي (2330) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا ورقاء. أربعتهم - ورقاء، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وشعيب بن أبي حمزة، وموسى بن عقبة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. (*) اقتصرت رواية الترمذي على: «قال العباس عم رسول الله، وإنعم الرجل صنو أبيه، أو من صنو أبيه» . وأخرجه النسائي (5/33) قال: أخبرني عمران بن بكار. وابن خزيمة (2330) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما - عمران، ومحمد - عن علي بن عياش الحمصي، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 2663 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 570 2664 - () معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن أعطى زكاة مَالِهِ مُؤتَجِراً فَلَهُ أَجرها، وَمَن مَنعها فَإِنا آخذُوها وشَطرَ مَالِهِ، عَزْمَةٌ من عَزَمَاتِ رَبِّنا، ليس لآل محمد منها شيء» . أخرجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من أعُطاها مؤتجراً) : يريد طالب الأجر. (فإنا آخذوها وشطر ماله) : قال الحربي: غلط الراوي في لفظ الرواية، وإنما هو «وشُطِّر ماله» يعني أنه يجعل ماله شطرين، فيتخير عليه المصدِّق، ويأخذ الصدقة من خير الشطرين، عقوبة لمنعه الزكاة، فأما ما لا يلزمه، فلا. (عزمة من عزمات ربنا) : وقوله: «عزمة من عزمات ربنا» مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: ذلك عزمة، والعزمة ضد الرخصة، [ص: 574] وهي ما يجب فعله، وذكر الفقهاء: أن الشافعي رحمه الله قال في «القديم» : من منع زكاة ماله أخذت منه وأخذ شطر ماله عقوبة على منعه، لهذا الحديث. وقال في «الجديد» : لا تؤخذ منه إلا الزكاة لا غير، وجعل هذا الحديث منسوخاً، فإن ذلك كان حيث كانت العقوبات في المال، ثم نسخ، واستدل على قوله القديم بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وهو مذكور في الفصل الثاني من الباب الثاني من كتاب الزكاة، وهذا القول من الشافعي - رحمه الله - يرد ما ذهب إليه الحربي من تغليط الراوي، فإن الشافعي جعل الحديث حجة لقوله القديم في أخذ شطر مال مانع الزكاة مع الزكاة. والله أعلم.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (1575) في الزكاة، باب في زكاة السائمة، والنسائي 5 / 15 و 16 في الزكاة، باب عقوبة مانع الزكاة، وأحمد في " المسند " 5 / 2 و 4 من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وإسناده حسن. الحديث: 2664 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 573 الباب الثاني: في أحكام الزكاة المالية وأنواعها ، وفيه عشرة فصول الفصل الأول: فيما اشتركن فيه من الأحاديث 2665 - (خ د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَن أبا بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - لما اسْتُخْلِف: كتبَ له - حين وجَّهه إِلى البحرين - هذا الكتابَ، [ص: 575] وكَان نَقْشُ الخاتم ثلاثةَ أسْطُرٍ: «محمد» : سطر، و «رسول» : سطر، و «الله» : سطرٌ: بسم الله الرحمن الرحيم، هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على المسلمين، والتي أمر الله بها رسولَه - صلى الله عليه وسلم-، فمن سُئِلَها من المسلمين على وجهها فليُعْطِها، ومن سُئِلَ فوقها، فلا يُعْطِ في أربع وعشرين من الإبل فما دونها، من الغنم، في كل خمسٍ: شاةٌ، فإِذا بلغت خمساً وعشرين، إلى خمسٍ وثلاثين: ففيها بنتُ مَخاضٍ أُنثى. فإن لم يكن [فيها] ابنةُ مخاض، فابنُ لبون ذكر. فإذا بلغت ستّاً وثلاثين، إِلى خمسٍ وأربعين: ففيها بنْتُ لبون أُنثى، فإذا بلغت ستّاً وأربعين إِلى ستين: ففيها حِقَّةٌ، طَروقة الجمل، فإذا بلغت واحدة وستين، إِلى خمس وسبعين: ففيها جَذَعةٌ، فإذا بلغت ستّاً وسبعين إِلى تسعين: ففيها ابنتا لَبُون، فإذا بلغت إحدى وتسعين إِلى عشرين ومائة: ففيها حِقَّتان، طروقتا الجمل، فإذا زادت على عشرين ومائة: ففي كل أَربعين: ابنةُ لَبُونٍ، وفي كل خمسين: حِقَّةٌ. ومن لم يكن معه إِلا أربع من الإِبل: فليس فيها صدقة، إِلا أَن يشاءَ رَبُّها، فإذا بلغت خمساً من الإبل، ففيها: شاةٌ. وصدقة الغنم: في سَائِمَتها، إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاةٍ: شاةٌ، فإذا زادتْ على عشرين ومائة، إلى مائتين: ففيها شاتان، فإذا زادت [على مائتين إلى] ثلاثمائة: ففيها ثلاثُ شياه، فإذا زادت على ثلاثمائة: ففي كل مائةٍ شاةٌ، فإذا كانت سَائِمَةُ الرجل ناقصة من أربعين شاة شاةٌ واحدةٌ: فليس فيها صدقة، إِلا أَن يشاء [ص: 576] رَبُّها، ولا يُجْمَعُ بين مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرَّقُ بين مُجْتَمِعٍ، خَشْيَةَ الصدقة، وما كان من خَلِيطين: فإنهما يتراجعان بينهما بالسَّوية، ولا يُخْرَجُ في الصدقة هَرِمَةٌ، ولا ذاتُ عَوارٍ، ولا تَيسٌ، إِلا أَن يشاء المصَّدِّقُ، وفي الرِّقةِ: رُبُعُ العُشرِ، فإن لم تكن إِلا تسعين ومائة: فليس فيها صدقَةٌ، إِلا أَن يشاء ربُّها، ومن بلغت عنده من الإِبل صدقة الجَذَعة، وليس عنده جَذعة، وعنده حِقة: فإنها تُقْبَلُ منه الحقة، ويَجعل معها شاتين، إِن اسْتَيسرَتا له، أَو عشرين درهماً، ومن بلغت عنده صدقة الحقة، وليست عنده الحقة، وعنده الجذعة: فإنها تُقبَلُ منه الجذعة، ويُعطِيه المُصَّدِّق عِشرِينَ درهماً أو شاتين، ومن بلغت عنده صدقةُ الحقة، وليست عنده إِلا ابنةُ لبون: فإنها تقبل منه بنت لبون، ويُعطِي شاتين أَو عشرين درهماً، ومن بلغت صدقته بنتَ لبون، وعنده حقَّةٌ: فإنها تقبل منه الحقة، ويُعطيه المُصدِّقُ عشرين درهماً، أو شاتين، ومن بلغت صدقتُه بنتَ لبون، وليست عنده، وعنده بنتُ مخاضٍ: فإنها تُقْبل منه بنتُ مخاضٍ، ويُعطِي معها عشرين درهماً، أو شاتين، ومن بلغت صدقته بنت مخاض، وليست عنده، وعنده بنت لبون: فإنها تقبل منه، ويُعطيه المصدِّق عشرين درهماً، أو شاتين، فإن لم تكن عنده بنت مخاض على وجهها، وعنده ابن لبون: فإنه يقبل منه، وليس معه شيء» . قال البخاري: وزادنا أحمد - يعني: ابنَ حنبل - عن الأنصاري، وذكر [ص: 577] الإسناد عن أنس قال: «كان خَاتَم رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في يَدِهِ، وفي يَدِ أبي بكرٍ، وفي يَدِ عُمَرَ بعدَ أَبي بكرٍ. قال: فلما كان عثمانُ جلس على بئرِ أَرِيس، وأَخرج الخاتم، فجعل يَعْبَثُ به فسقط، قال: فاخْتَلَفْنَا ثَلاثَة أيام مع عثمان نَنْزَحُ البِئرَ فلم نَجِدْه» . أخرجه البخاري. وذكر الحميدي في مسند أبي بكر، وقال في أوَّلِهِ: ذكره البخاري في عشرة مواضع من كتابه بإسناد واحد، مُقَطَّعاً من رواية ثُمَامَةَ بن عبد الله بن أَنس بن مالك عن أَنس، وقال في آخِرهِ: وهذه الزيادة التي زادها أَحمد: ينبغي أن تكون في مسند أَنس. وأخرجه أبو داود. قال أَحمد: «أَخذتُ من ثُمامة بن عبد الله بن أَنس كتاباً، زعم أن أبا بكر كتبه لأنس، وعليه خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حين بعثه مُصَدِّقاً، وكتبه له، فإذا فيه: هذه فريضة الصَّدَقةِ التي فرضَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على المسلمين، التي أمر الله بها نبيَّه - صلى الله عليه وسلم-، فمن سُئلها من المسلمين على وجهها، فلْيُعْطِها ومن سُئِلَ فَوْقَهَا، فلا يُعْطِهِ: فيما دُونَ خمس وعشرين من الإِبل: الغنمُ في كل خَمسِ ذَوْدٍ شَاةٌ. فإذا بلغت خمساً وعشرين: ففيها بنتُ مخاض، إِلى أن تبلغ خمساً وثلاثين، فإن لم يكن فيها بنتُ مخاض، فابن لبون ذكر. فإذا بلغت ستاً وثلاثين: ففيها بنت لبون، إلى خمس وأَربعين. فإذا بلغت ستاً وأربعين: ففيها حِقَّةٌ، طروقةُ الفحل، إلى ستين، فإذا بلغت إِحدى وستين: ففيها جذعة، إِلى خمس وسبعين. فإِذا بلغتْ ستّاً وسبعين: [ص: 578] ففيها ابنتا لبون، إِلى تسعين، فإِذا بلغت إِحدى وتسعين، ففيها حِقَّتان، طرُوقتا الفحل، إِلى عشرين ومائة. فإذا زادت على عشرين ومائة: ففي كل أربعين ابنةُ لبون، وفي كل خمسين حِقة، فإذا تَبَايَنَ أسْنَان الإِبل في فرائض الصدقات: فمن بلغت عنده صدقة الجذَعة، وليست عنده جذعة، وعنده حِقَّة، فإنها تقبل منه، وأَن يجعل معها شاتين إن اسْتَيسرتا له، أَو عشرين درهماً، ومن بلغت عنده صدقةُ الحِقَّة، وليست عنده حقَّة، وعنده جذعة: فإنها تقبل منه، ويُعْطِيه المُصَدِّق عشرين درهماً، أو شاتين. ومن بلغت عنده صدقة الحقة، وليست عنده حِقَّة، وعنده بنتُ لبون: فإنها تُقْبل منه» . قال أَبو داود: من ها هنا لم أضبطه عن موسى بن إسماعيل كما أحبّ: «ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له، أو عشرين درهماً. ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون، وليست عنده إِلا حقة: فإنها تقبل منه» . إلى ها هنا قال أبو داود: ثم أتْقَنْتُهُ: «ويُعْطيه المصدِّق عشرين درهماً، أو شاتين. ومن بلغت عنده صدقة ابن لبون، وليس عنده إلا ابنة مخاض: فإنها تقبل منه وشاتين، أو عشرين درهماً، ومن بلغت عنده صدقة ابنة مخاض، وليس عنده إِلا ابن لبونٍ ذكر: فإنه يُقْبَل منه، وليس معه شيء. ومن لم يكن عنده إلا أربع، فليس فيها شيء، إِلا أَن يشاءَ ربُّها. وفي سائمة الغنم: إِذا كانت أربعين: ففيها شاة، إلى عشرين ومائة، فإذا زادت على عشرين ومائة: ففيها شاتان، إلى أن تبلغ مائتين. فإذا زادت على [ص: 579] المائتين ففيها ثلاثُ شِيَاهٍ، إلى أن تبلغَ ثلاثمائة، فإذا زادت على ثلاثمائة: ففي كُلِّ مائةِ شاةٍ شاةٌ. ولا يُؤخذ في الصَّدقةِ هَرِمَةٌ، ولا ذَاتُ عَوَارٍ من الغنم، ولا تَيْسُ الغنم، إِلا أَن يشاء المُصَدِّقُ، ولا يُجْمَعُ بين مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرَّق بين مُجْتَمِعٍ، خَشْيَةَ الصدقة، وما كان من خَلِيطَينِ، فإنهما يتراجعان [فيه] بالسَّويَّة، فإن لم تَبْلُغْ سائمةُ الرجل أربعين: فليس فيها شيء، إِلا أن يشاء ربُّها، وفي الرِّقَة: رُبُعُ العُشْرِ، فإن لم يكن المال إِلا تسعين ومائة: فليس فيها شيء، إِلا أن يشاء ربُّها» . وأخرجه النسائي مثل رواية أبي داود. ولم يذكر فيها ما قال أبو داود: «أنه لم يضبطه» ، إنما سرد الجميع، ولم يقل: إِني لم أضبطه من موسى بن إسماعيل، ولا سواه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بنت مخاض) : بنت المخاض من الإبل وابن المخاض: ما استكمل [ص: 580] السنة الأولى ودخل في الثانية، ثم هو ابن مخاض وبنت مخاض إلى آخر الثانية، سمي بذلك؛ لأن أمه من المخاض، أي الحوامل، والمخاض: اسم للحوامل، لا واحد له من لفظه. (بنت لبون) : ابن اللبون (2) من الإبل: ما استكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة، وهو كذلك إلى تمامها، سمي بذلك؛ لأن أمه ذات لبن، وقوله في الحديث: «ابن لبون ذكر» وقد علم أن ابن اللبون لا يكون إلا ذكراً، فيه وجهان: أحدهما: أن يكون المراد بذكره تأكيداً، كقوله تعالى: {تِلكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ} [البقرة: 196] وقد علم أن الثلاثة والسبعة عشرة، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» وهذا النوع في كلام العرب كثير. والثاني: أن يكون ذلك تنبيهاً لكل واحد من رب المال والمصدِّق، فقال: هو ابن لبون ذكر، ليطيب رب المال نفساً بالزيادة المأخوذة منه، إذا علم أنه قد شرع له من الحق، وأسقط عنه ما كان بإزائه من فضل الأنوثة في الفريضة الواجبة عليه، وليعلم المصدق أن سن الزكاة مقبول من رب المال في هذا النوع، وهو أمر نادر خارج عن العرف في باب الصدقات، لا يتكرر تكرار البيان، والزيادة فيه مع الغرابة والندور، لتقرير معرفته في النفوس. [ص: 581] (الحِقَّة) : والحِق من الإبل: ما استكمل السنة الثالثة ودخل في الرابعة، وهو كذلك إلى تمامها، سمي بذلك؛ لاستحقاقه أن يحمل أو يركبه الفحل، ولذلك قال فيه: «طروقة الفحل» أي يطرقها ويركبها. (جذعة) : الجذعة والجذع من الإبل: ما استكمل الرابعة، ودخل في الخامسة إلى آخرها. (سائمتها) : السائمة من الغنم: [الراعية] غير المعلوفة. (لا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة) : الجمع بين المتفرق في الصدقة: أن يكون ثلاثة نفر مثلاً، ويكون لكل واحد أربعون شاة، وقد وجبت على كل واحد منهم في غنمه الصدقة، فإذا أظلهم المصدق جمعوها؛ لئلا يكون (3) عليهم فيها إلا شاة واحدة، فنهوا عن ذلك، قال: وتفسير قوله: «ولا يفرق بين مجتمع» أن الخليطين يكون لكل واحد منهما مائة شاة وشاة، فيكون ثلاث شياه، فإذا أظلهم المصدِّق، فَرَّقا غنمهما، فلم يكن على كل واحد منهما إلا شاة واحدة، فنُهي عن ذلك. قال: فهذا الذي سمعت في ذلك، وقال الخطابي: قال الشافعي: الخطاب في هذا للمصدِّق ولرب المال، قال: والخشية خشيتان: خشية الساعي أن تقل الصدقة، وخشية رب المال أن يقل ماله، فأمر كل واحد منهما أن لا يُحْدِث في المال شيئاً من الجمع والتفريق خشية الصدقة. [ص: 582] (فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية) : التراجع بين الخليطين: أن يكون لأحدهما مثلاً أربعون بقرة، وللآخر ثلاثون بقرة، ومالهما مشترك، فيأخذ الساعي عن الأربعين مسنة، وعن الثلاثين تبيعاً، فيرجع باذل المسنة بثلاثة أسباعه على خليطه، وباذل التبيع بأربعة أسباعه على خليطه؛ لأن كل واحد من السنين واجب على الشيوع، كأن المال ملك واحد، وفي قوله: «بالسوية» دليل على أن الساعي إذا ظلم أحدهما، فأخذ منه زيادة على فرضه: فإنه لا يرجع بها على شريكه، وإنما يغرم له قيمة ما يخصه من الواجب دون الزيادة، وذلك معنى قوله: «بالسوية» ومن أنواع التراجع: أن يكون بين رجلين أربعون شاة، لكل واحد منهما عشرون، ثم عرف كل واحد منهما عين ماله، فيأخذ المصدِّق من نصيب أحدهما شاة، فيرجع المأخوذ من ماله على شريكه بقيمة نصف شاة، وفي ذلك دليل على أن الخلطة [تصح] مع تمييز أعيان الأموال عند من يقول به. (هَرِمَة) : الهرمة الكبيرة الطاعنة في السن. (ذات عوار) : العوار - بفتح العين - العيب وقد يضم. (إلا أن يشاء المصدِّق) : المصدق - بتخفيف الصاد، وتشديد الدال -: عامل الصدقة، وهو الساعي أيضا، قال الخطابي: كان أبو عبيد يرويه: «إلا [ص: 583] أن يشاء المصدَّق» بفتح الدال، يريد صاحب الماشية، وقد خالفه عامة الرواة، فقالوا بكسر الدال، يعنون به العامل. وقوله: «إلا أن يشاء المصدِّق» يدل على أن له الاجتهاد؛ لأن يده كَيَدِ المساكين، وهو بمنزلة الوكيل لهم. (الرِّقَة) : الدراهم المضروبة، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة من الوَرِق. (استيسرتا له) : استيسر الشيء وتيسر: إذا أمكن، وتأتَّى سهلاً، وهو استفعل من اليسر، ضد العسر. (بئر رويس) : بئر معروفة مجاورة لمسجد قباء عند مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهي باقية إلى يومنا هذا. (ذود) : الذود ما بين الثلاث إلى العشر من الإبل، وقيل: ما بين الثنتين إلى التسع، وهي مؤنثة لا واحد لها من لفظها. (تباين) : التباين الاختلاف.   (1) رواه البخاري 3 / 251 - 254 في الزكاة، باب زكاة الغنم، وباب العرض في الزكاة، وباب لا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع، وباب ما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية، وباب من بلغت عنده صدقة بنت مخاض وليست عنده، وباب لا يؤخذ من الصدقة هرمة ولا ذات عور ولا تيس إلا ما شاء المصدق، وفي الشركة، باب ما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية في الصدقة، وفي الحيل، باب الزكاة وأن لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة، وأبو داود رقم (1567) في الزكاة، باب في زكاة السائمة، والنسائي 5 / 18 - 23 في الزكاة، باب زكاة الإبل. (2) في الأصل: بنت اللبون. (3) في الأصل: ليكون، وهو خطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/11) (72) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (2/144 و 145 و 146 و 147) و (3/181) و (9/29) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، قال: حدثني أبي. وأبو داود (1567) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (1800) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن مرزوق، قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى. قال: حدثني أبي. والنسائي (5/18) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا المظفر بن مدرك أبو كامل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/27) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي، قال: أنبأنا شريح بن النعمان، قال: حدثنا حماد ابن سلمة. وابن خزيمة (2261 و 2273 و2281و 2279 و 2296) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، ومحمد بن يحيى، وأبو موسى محمد بن المثنى، ويوسف بن موسى، قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي. كلاهما - حماد بن سلمة، وعبد الله بن المثنى - عن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك، عن أنس بن مالك، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 2665 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 574 2666 - (د) الحارث الأعور - رحمه الله -: روي عن علي: قال زهير [وهو ابن معاوية] : أَحسِبه عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَنه قال: «هاتُوا رُبعَ العُشْرِ، من كلِّ أربعين درهماً: درهمٌ، وليس عليكم شيءٌ، حتى تَتمَّ مائتي درهم، ففيها خمسة دراهم، [ص: 584] فما زاد، فعلى حساب ذلك، وفي الغنم، في كلِّ أربعين شاة: شاةٌ، فإِن لم يكن إِلا تسعة وثلاثين: فليس عليك فيها شيء» ... وساق صدقة الغنم مثل الزهري. هكذا قال أبو داود، وحديث الزهريّ هو الذي رواه سالم عن أبيه [عبد الله بن عمر] ، وهو مذكور في الفصل الذي يلي هذا الفصل. ثم قال أبو داود: «وفي البقر: في كل ثلاثين: تَبِيعٌ، وفي الأربعين: مُسنَّةٌ، وليس على العوامل شيءٌ، وفي الإِبل ... فذكر صدقتها، كما ذكر الزهري. يعني: حديث سالم، وقال: في خمس وعشرين خمسٌ من الغنم، فإذا زادت واحدة: ففيها بنتُ مخاض، فإن لم تكن بنت مخاض، فابن لبون ذكر، إلى خمس وثلاثين، فإذا زادت واحدة، ففيها ابنةُ لبون، إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة: ففيها حِقَّةٌ طَروُقة الفَحْل (1) ، إِلى ستين - ثم ساق مثلَ حديث الزهري - قال: فإذا زادت واحدة - يعني: واحدة وتسعين - ففيها حِقَّتان: طَرُوقتا الفَحْلِ (1) ، إِلى عشرين ومائة، فإن كانت الإِبل أكثر من ذلك، ففي كل خمسين: حِقَّة، ولا يُفَرَّق بين مجتمعٍ، ولا يُجمع بين متفرِّق، خشيةَ الصدقة، ولا يؤخذ في الصدقة هَرِمَةُ، ولا ذاتُ عَوار، ولا تَيْسٌ، إِلا أن يشاء المُصَدِّقُ، وفي النَّبَاتِ: ما سَقتْهُ الأنهار، أو سَقَتِ السماءُ: العُشْرُ، وما سُقِيَ بالْغَرْبِ: ففيه نصفُ العُشْر» . قال أبو داود: وفي حديث عاصم والحارث: «الصدقةُ في كل عام» . [ص: 585] قال زُهَيْرٌ: حَسِبْتُه قال: مرة. وقال أَبو داود: وفي حديث عاصم: «إذا لم تكن في الإِبل بنتُ مخاض، ولا ابنُ لبون: فعشرةُ دراهم، أَو شاتان» . وفي أخرى عن الحارث عن علي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ببعض أوَّلِ الحديث قال: «فإذا كانت لك مائتا درهم، وحَالَ عليها الحَولُ: ففيها خمسة دراهم، وليس عليك شيءٌ- يعني في الذهب- حتى يكون [لك] عشرون ديناراً، فإذا كانت لك عشرون ديناراً، وحال عليها الحولُ، ففيها نصفُ دينارٍ. فما زاد، فبحساب ذلك - قال: فلا أدري: أعليٌّ يقول: فبحساب ذلك، أم يرفعه إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم-؟ - وليس في مالٍ زكاة حتى يحول عليه الحول» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَبِيع) : التبيع والتبيعة: ولد البقر في أول سنة. (المسنة) من البقر: التي استكملت سنتين، ودخلت في الثالثة. (العوامل) من البقر: التي يستقى عليها ويحرث وتستعمل في الأشغال. (بالغرب) : الغرب: الدلو العظيمة.   (1) في الأصل: الجمل، والتصحيح من نسخ أبي داود المطبوعة. (2) رقم (1572) و (1573) في الزكاة، باب في زكاة السائمة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1572) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. وفي (1573) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني جرير بن حازم، وسمَّى آخر. وابن خزيمة (2262) و (2297) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا أيوب بن جابر. وفي (2270) قال: حدثنا علي بن عمرو بن خالد الجزري بالفسطاط، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري، قال: حدثنا عمرو بن خالد، قال: حدثنا زهير بن معاوية. ثلاثتهم - زهير، وجرير بن حازم، وأيوب - عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة. وعن الحارث، فذكراه. (*) رواية أيوب بن جابر لم يرد فيها ذكر الحارث. (*) في رواية زهير عند ابن خزيمة لم يشأ ابن خزيمة أن يذكر اسم «الحارث» في كتابه - وقد أصاب - فقال: «أبو إسحاق، عن عاصم بن ضمرة ورجل آخر سماه» . * أخرجه عبد الله بن أحمد (1/148) (1264) قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي قال: «ليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول» . موقوفا. الحديث: 2666 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 583 2667 - (ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد عَفَوْتُ عَنِ الخيل والرقيق، فهاتوا صدقةَ الرِّقَة: من كلِّ أربعين درهماً: درهمٌ، وليس في تسعين ومائة شيءٌ، فإذا بلغت مائتين، ففيها خمسة دراهم» . هذه رواية الترمذي، وأبي داود، وقال أَبو داود: وقد جعله بعضهم موقوفاً على علي. وأخرجه النسائي، قال: «قد عفوت عن الخيل والرَّقيق، فأدُّوا زكاة أَموالكم: من كل مائتين خمسة» . وفي أخرى له قال: «قد عفوتُ عن الخيل والرقيق، وليس فيما دون مائتين زكاة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عفوت) : العفو: المحو، ومنه العفو عن الذنب. [ص: 587] (الرقيق) : اسم يقع على العبيد والإماء.   (1) رواه الترمذي رقم (620) في الزكاة، باب في زكاة الذهب والورق، وأبو داود رقم (1574) في الزكاة، باب في زكاة السائمة، والنسائي 5 / 37 في الزكاة، باب زكاة الورق، وقال الترمذي: روى هذا الحديث الأعمش وأبو عوانة وغيرهما عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي، وروى سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي، قال الترمذي: وسألت محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) عن هذا الحديث فقال: كلاهما عندي صحيح عن أبي إسحاق، يحتمل أن يكون عنهما جميعاً اهـ. يعني عاصم بن ضمرة والحارث كليهما، فروى أبو إسحاق (يعني السبيعي) عنهما، وقال الحافظ في " الفتح " بعد ذكر حديث علي هذا: أخرجه أبو داود وغيره، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/92) (711) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/113) (913) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش. والدارمي (1636) قال: أخبرنا المعلى ابن أسد، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (1574) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا أبوعوانة. والترمذي (620) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا أبو عوانة. وعبد الله بن أحمد (1/145) (1232) قال: حدثني العباس بن الوليد النرسي، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/148) (1266) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش. وفي (1268) قال: حدثني محمد بن إشكاب، قال: حدثنا محمد بن أبي عبيدة، قال: حدثني أبي، عن الأعمش. والنسائي (5/37) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا سفيان (ح) وأخبرنا حسين بن منصور، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش. وابن خزيمة (2284) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن سفيان الثوري. ثلاثتهم - أبو عوانة، والأعمش، وسفيان - عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، فذكره. (*) زاد في رواية ابن نمير عن الأعمش: « ...... وليس فيما دون مائتين زكاة» . وعن الحارث، عن علي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني قد عفوت عنكم عن صدقة الخيل والرقيق. ولكن هاتوا ربع العشر، من كل أربعين درهما درهما» . أخرجه الحميدي (54) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/121) (984) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا حجاج. وفي (1/132) (1097) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1/146) (1242) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا سفيان وشريك. وعبد بن حميد (65) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1790) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1813) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وحجاج، وسفيان الثوري، وشريك - عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، فذكره. الحديث: 2667 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 586 2668 - (خ م ط ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس فيما دون خمس أَواقٍ صدقة، ولا فيما دون خمس ذَودٍ صدقةٌ، وليس فيما دون خمسة أَوْسُق صدقة» . وفي رواية، أَنه قال: «ليس فيما دون خمسة أوساق من تمرٍ ولا حَبّ صدقةٌ» . لم يزد. وفي أُخرى، أنه قال: «ليس في حبٍّ، ولا تمرٍ صدقة، حتى تبلغَ خمسة أوسق، ولا فيما دون خمس ذود، ولا فيما دونَ خمس أُواق: صدقة» . وفي أخرى مثله، إِلا أنه قال بدل «التمرِ» : «ثَمَرٍ» هكذا في كتاب مسلم. وأخرجه البخاري من رواية عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (1) عن أبي سعيد الخدري، أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس فيما دون خمسةِ أَوْسُقٍ من التَّمرِ صدقة، وليس فيما دون خمس أَوَاقٍ من الوَرِقِ صدقة، وليس فيما دون خمس ذَودٍ من الإِبل صدقة» . قال الحميديُّ: ذكره البخاري في كتابه، بعد حديث ابن عمر، أن [ص: 588] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «فيما سقت السماء والعيون، أو كان عَثَرياً: العشرُ، وما سُقيَ بالنَّضْحِ: نصف العُشر» . ثم قال البخاري: هذا تفسير الأول؛ لأنه لم يوقِّت في الأول - يعني: حديثَ ابن عمر «فيما سَقَتِ السماءُ العشرُ» - وبَيَّنَ في هذا ووَقَّت، والزيادة مقبولة، والمفسَّر يقضي على المبهم، إذا رواه أَهل الثَّبَت، كما روى الفضلُ بنُ عباس: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لم يُصَلِّ في الكعبة» . وقال بلال: «قد صلى» . فأُخِذَ بقول بلالٍ، وتُرك قول الفضل (2) ، هذا آخر كلام البخاري في هذا. وقال الترمذي: قوله: «ليس فيما دون خمس ذَوْدٍ» يعني ليس فيما دون خمس وعشرين من الإبل صدقة، فإذا بلغت خمساً وعشرين: ففيها ابنَةُ مخاض، وفيما دون ذلك: في كل خمس من الإِبل: «شاةٌ» . وفي رواية لأبي داود: أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس فيما دون خمسة أوساق زكاةٌ، والوَسْق: ستُّون مختوماً» . وفي أخرى قال: «ستون صاعاً مختوماً بالحَجَّاجِيِّ» . [ص: 589] وفي رواية للنسائي، قال: «ليس فيما دون خمسة أوساقٍ من حَبّ صدقةٌ» . وفي أخرى له قال: «لا يحِلُّ في البُرِّ والتَّمْرِ زكاة، حتى يبلغَ خمسةَ أَوساقٍ، ولا يحل في الوَرِق زكاةٌ، حتى تبلغ خمس أَواقٍ، ولا يَحِل في الإِبل زكاةٌ، حتى تبلغ خمس ذَوْدٍ» . هذا حديث اتفق الجماعة على إِخراجه (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أواق) : الأوقية التي جاء ذكرها في الأحاديث: مبلغها أربعون درهماً، وكذلك جاء فيما مضى من الزمان، وأما الآن، فللناس فيها أوضاع واصطلاح فيما بينهم، وتجمع على أواقي، مثل: أثفية وأثافي، وإن شئت خففت الجمع. [ص: 590] (أوسق) : جمع وسق، والوسق: ستون صاعاً، والصاع: أربعة أمداد، والمد: رطل وثلث، أو رطلان على اختلاف المذهبين. (عَثَرياً) : العثري: العذي من المزروعات. (بالنضح) : النضح ها هنا، أراد به الاستقاء.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": كذا وقع في رواية مالك، والمعروف أنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، نسب إلى جده، ونسب جده إلى جده. (2) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 276 هكذا وقع في رواية أبي ذر هذا الكلام عقب حديث ابن عمر في العثري، ووقع في رواية غيره عقب حديث أبي سعيد المذكور في الباب الذي بعده، [وهو " باب ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة "] وهو الذي وقع عند الإسماعيلي أيضاً، وجزم أبو علي الصدفي بأن ذكره عقب حديث ابن عمر من قبل بعض نساخ الكتاب. اهـ. وانظر تتمة البحث في " الفتح ". (3) رواه البخاري 3 / 245 في الزكاة، باب زكاة الورق، وباب من أدى زكاته فليس بكنز، وباب ليس فيما دون خمسة ذود صدقة، وباب ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، ومسلم رقم (979) في الزكاة في فاتحته، والموطأ 1 / 244 في الزكاة، باب ما تجب فيه الزكاة، والترمذي رقم (626) في الزكاة، باب ما جاء في صدقة الزرع والتمر والحبوب، وأبو داود رقم (1558) و (1559) في الزكاة، باب ما تجب فيه الزكاة، والنسائي 5 / 17 في الزكاة، باب زكاة الإبل، وباب زكاة الورق، وباب القدر الذي تجب فيه الصدقة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1793) في الزكاة، باب ما تجب فيه الزكاة من الأموال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في «الموطأ» (167) . والحميدي (735) قال: حدثنا سفيان «ابن عيينة» . وأحمد (3/6) قال: حدثنا سفيان «ابن عيينة» . وفي (3/44 و 79) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/60) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان «الثوري» ، وشعبة، ومالك. وفي (3/74) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والدارمي (1640) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان «الثوري» . والبخاري (2/133) قال: حدثنا إسحاق بن يزيد، قال: أخبرنا شعيب بن إسحاق، قال: أخبرنا الأوزاعي، قال: أخبرني يحيى بن أبي كثير. وفي (2/143) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/144) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثني يحيى بن سعيد. ومسلم (3/66) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أخبرنا الليث (ح) وحدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. كلاهما - الليث، وعبد الله - عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وأبو داود (1558) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: قرأت على مالك بن أنس. والترمذي (626) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وفي (627) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان «الثوري» وشعبة، ومالك بن أنس. والنسائي (5/17) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا سفيان «ابن عيينة» (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان «الثوري» ، وشعبة، ومالك. وفي (5/18) قال: أخبرنا عيسى بن حماد، قال: أنبأنا الليث، عن يحيى بن سعيد. وفي (5/36) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد، قال: حدثنا يحيى - وهو ابن سعيد -. وفي (5/40) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم. وفي (5/40) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد، عن يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر. وابن خزيمة (2263) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان «ابن عيينة» (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر (ح) وحدثنا أبو موسى، عن عبد الرحمن - هو ابن مهدي -، قال: حدثنا سفيان - الثوري - ومالك وشعبة. وفي (2293) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2294) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2295) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. وفي (2298) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: وحدثنيه عبيد الله بن عمر، ويحيى بن عبد الله ابن سالم، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري. وفي (2301) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم. جميعهم - مالك، وابن عيينة، وشعبة، والثوري، ووهيب، ويحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد، وابن جريج، وعبد العزيز بن محمد، وروح بن القاسم، وعبيد الله بن عمر، ويحيى بن عبد الله- عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي الحسن المازني. 2 - وأخرجه أحمد (3/59) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا سفيان. وفي (3/59) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: أخبرنا سفيان. (ح) وعبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، والثوري. وفي (3/73) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (3/97) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والدارمي (1641) قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان. ومسلم (3/66) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال: حدثنا سفيان. وفي (3/67) قال: حدثني عبد بن حميد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان الثوري. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، ومعمر. والنسائي (5/39) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (5/40) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - الثوري، ومعمر - عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن يحيى بن حبان. 3 - وأخرجه مسلم (3/66) قال: حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري. وابن خزيمة (2302) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، وأحمد بن المقدام. ثلاثتهم - أبو كامل، ونصر، وابن المقدام - قالوا: حدثنا بشر - يعني ابن مفضل - قال: حدثنا عمارة بن غزية. ثلاثتهم: - عمرو بن يحيى، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعمارة بن غزية - عن يحيى بن عمارة، فذكره. (*) في رواية محمد بن يحيى بن حبان «ليس فيما دون خمسة أوساق من تمر ولا حب صدقة» وقال النسائي: لا نعلم أحدا تابع إسماعيل بن أمية على قوله: «من حب» وهو ثقة. «تحفة الأشراف» (4402) . * ابن خزيمة (2305) قال: حدثنا داود بن عمرو بن زهير، قال: حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر وأبي سعيد الخدري، قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ليس على الرجل المسلم زكاة في كرمه، ولا زرعه، إذا كان أقل من خمسة أوسق» . - وعن يحيى بن عمارة، وعباد بن تميم، عن أبي سعيد الخدري، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا صدقة فيما دون خمس أوساق من التمر، ولا فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، ولا فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة» . 1 - أخرجه أحمد (3/86) . والنسائي (5/37) قال: أخبرنا محمد بن منصور الطوسي. كلاهما - أحمد، والطوسي - قالا: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن يحيى بن حبان، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. وكانا ثقة. 2 - وأخرجه أحمد (3/86) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وابن ماجة (1793) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني الوليد بن كثير. والنسائي (5/36) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير. كلاهما - ابن إسحاق، والوليد - عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. كلاهما - محمد بن يحيى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن - عن يحيى بن عمارة، وعباد بن تميم، فذكراه. - وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس فيما أقل من خمسة أوسق صدقة، ولا في أقل من خمسة من الإبل الذود صدقة، ولا في أقل من خمس أواق من الورق صدقة» . أخرجه مالك في «الموطأ» (167) . وأحمد (3/60) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (2/147) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (2/156) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (5/36) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: أنبأنا ابن القاسم. وابن خزيمة (2303) قال: حدثنا عيسى ابن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب. خمستهم - عبد الرحمن، وابن يوسف، ويحيى، وابن القاسم، وابن وهب - عن مالك، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، فذكره. (*) في رواية عبد الله بن يوسف، وابن وهب، عن مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه. - وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمس أواق صدقة، ولا فيما دون خمسة أوسق صدقة» . أخرجه أحمد (3/30) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا عبد الله - يعني العمري - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. - وعن أبي البختري الطائي، عن أبي سعيد، يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس فيما دون خمسة أوساق زكاة، والوسق: ستون مختوما» . 1 - أخرجه أحمد (3/59) قال: حدثنا يعلى. وفي (3/97) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1559) قال: حدثنا أيوب بن محمد الرقي، قال: حدثنا محمد بن عبيد. وابن ماجة (1832) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. والنسائي (5/40) قال: أخبرنا محمد ابن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (2310) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا محمد ابن عبيد. ثلاثتهم -يعلى، ووكيع، وابن عبيد - عن إدريس بن يزيد الأودي. 2 - وأخرجه أحمد (3/83) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثنا شريك، عن ابن أبي ليلى. كلاهما - إدريس، وابن أبي ليلى - عن عمرو بن مرة الجملي، عن أبي البختري، فذكره. (*) قال أبو داود: أبو البختري لم يسمع من أبي سعيد. الحديث: 2668 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 587 2669 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس فيما دون خمس أواقٍ من الوَرِق صدقة، وليس فيما دون خمس ذودٍ من الإِبل صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (980) في الزكاة في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (3/67) قال: حدثنا هارون بن معروف، وهارون بن سعيد الأيلي. وابن خزيمة (2299) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. ثلاثتهم - ابن معروف، وابن سعيد، ويونس - قالوا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عياض بن عبد الله، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 2669 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 590 الفصل الثاني: في زكاة النعم 2670 - (د ت) سالم بن عبد الله بن عمر - رحمه الله -: عن أبيه قال: «كتبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كتابَ الصدقة، فلم يُخْرِجْهُ إِلى عُمَّاله حتى قُبِضَ، فَقَرَنهُ بسيفه، فعَمِلَ به أَبو بكر حتى قُبِضَ، ثم عمل به عمرُ حتى قُبضَ [ص: 591] فكان فيه: في خمس من الإِبل: شاةٌ، وفي عشرةٍ (1) : شاتان، وفي خمسة عشر (2) : ثلاثُ شياه، وفي عشرين: أربع شياه، وفي خمس وعشرين: بنت مخاض، إلى خمس وثلاثين، فإذا زادت واحدة: ففيها ابنةُ لبون، إِلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة: ففيها حِقَّةٌ، إلى ستين، فإذا زادت واحدة: ففيها جَذَعةٌ، إِلى خمس وسبعين، فإذا زادت واحدة: ففيها ابنتا لبون، إِلى تسعين، فإذا زادت واحدة، ففيها حِقَّتانِ، إِلى عشرين ومائة، فإذا كانت الإِبل أكثر من ذلك، ففي كل خمسين: حِقَّةٌ، وفي كل أربعين: ابنةُ لَبُونٍ، وفي الغنم: في كل أربعين شاة: شاةٌ، إلى عشرين ومائة، فإذا زادت واحدة: فشاتان إِلى المائتين، فإذا زادت على المائتين: ففيها ثلاث شياه، إلى ثلاثمائة، فإذا كانت الغنم أَكثر من ذلك، ففي كل مائة شاةٍ: شاةٌ، ثم ليس فيها شيء حتى تبلغَ المائةَ، ولا يُفَرَّقُ بين مُجْتَمِعٍ، ولا يُجْمَعُ بين مُتَفَرِّقٍ، مخافةَ الصَّدَقَةِ، وما كان من خليطين: فإنهما يتراجعان بالسَّوِيَّةِ، ولا يُؤخَذُ في الصدقة هَرِمةٌ، ولا ذاتُ عَيْبٍ» . قال أبو داود: قال الزهري: «إِذا جاء المُصَدِّقُ قُسِمَت الشَّاءُ [ص: 592] أَثلاثاً: ثُلُثاً شِراراً، وثُلُثاً خِياراً، وثُلُثاً وَسَطاً، فأخذ المصدِّقُ من الوسط» . ولم يذكر الزهري البقَر. وفي رواية بإسناده ومعناه، قال: فإن لم تكن بنتُ مخاضٍ: فابنُ لَبون ذكرٍ» . هكذا قال أبو داود، ولم يذكر كلام الزهري، أَخرجه أبو داود، والترمذي، ولم يذكر الترمذي الرواية الثانية، وقال الترمذي: وقد روى هذا الحديثَ غيرُ واحد عن الزهري عن سالم، ولم يرفعوه، وإنما رفعه سفيان بن حسين. وفي رواية أخرى لأبي داود عن الزهري، أنه قال: «هذه نسخة كتاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الذي كتبه في الصدقة، أَقْرَأنيها سالم بن عبد الله بن عمر، فوعيتُها على وجهها، وهي التي انتسخ عمرُ بن عبد العزيز من عبد الله بن عبد الله [بن عمر] ، وسالم بن عبد الله [بن عمر] ... فذكر الحديث، قال: «فإذا كانت إِحدى وعشرين ومائة: ففيها ثلاثُ بناتِ لبون، حتى تَبْلُغَ تسعاً وعشرين ومائة، فإذا كانت ثلاثين ومائة: ففيها ابنتا لبون وحِقَّة، حتى تبلغَ تسعاً وثلاثين ومائة، فإِذا كانت أربعين ومائة: ففيها حِقَّتان، وابنَةُ لبون، حتى تَبْلُغَ تسعاً وأربعين ومائة، فإذا كانت خمسين ومائة: ففيها ثلاث حِقاق، حتى تبلغَ تسعاً وخمسين ومائة، فإذا كانت ستين ومائة: [ص: 593] ففيها أربع بنات لبون، حتى تبلغَ تسعاً وستين ومائة، فإذا كانت سبعين ومائة: ففيها ثلاث بنات لبون وحِقة، حتى تبلغَ تسعاً وسبعين ومائة، فإذا كانت ثمانين ومائة: ففيها حِقَّتان، وابنتا لبون، حتى تبلغَ تسعاً وثمانين ومائة، فإذا كانت تسعين ومائة، ففيها ثلاث حِقاق وابنةُ لبون، حتى تبلغَ تسعاً وتسعين ومائة، فإذا كانت مائتين: ففيها أَربع حِقاق، أو خمس بنات لبون، أَيُّ السِّنَّينِ وُجِدَتْ أُخِذَت، وفي سائمة الغنم ... فذكر نحو حديث سفيان بن حسين، يعني الرواية الأولى، وفيه: ولا تؤخذ في الصدقة هَرِمةٌ، ولا ذات عَوار، ولا تَيسُ الغنم، إِلا أن يشاء المُصَدِّقُ» (3) .   (1) في نسخ أبي داود والترمذي المطبوعة: وفي عشر. (2) في نسخ أبي داود والترمذي المطبوعة: وفي خمس عشرة. (3) رواه الترمذي رقم (621) في الزكاة، باب في زكاة الإبل والغنم، وأبو داود رقم (1568) و (1569) في الزكاة، باب زكاة السائمة من حديث سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، ورواه أبو داود رقم (1570) عن الزهري مرسلاً، ورواه أيضاً أحمد والدارقطني والحاكم وغيرهم من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، ورواه ابن ماجة رقم (1798) في الزكاة، باب صدقة الإبل، من حديث سليمان بن كثير عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، وهو حديث حسن، ويشهد له حديث أنس في الصحيحين، وقد تقدم رقم (2666) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/14) (4632) قال: حدثنا عباد بن العوام، وفي (2/15) (4634) قال: حدثنا محمد بن يزيد، يعني الواسطي. والدارمي (1627) و (1633) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، قال: حدثنا عباد بن العوام، وإبراهيم بن صدقة، وفي (1634) قال: حدثنا محمد بن عيينة، عن أبي إسحاق الفزاري. وأبو داود (1568) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا عباد بن العوام. وفي (1569) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. والترمذي (621) قال: حدثنا زياد بن أيوب البغدادي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن كامل المروزي، قالوا: حدثنا ابن العوام. وابن خزيمة (2267) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب، قال: حدثنا إبراهيم بن صدقة. أربعتهم - عباد بن العوام، ومحمد بن يزيد الواسطي، وإبراهيم بن صدقة، وأبو إسحاق الفزاري - عن سفيان بن حسين. 2 - وأخرجه ابن ماجة (1798 و 1805) قال: حدثنا أبو بشر، بكر بن خلف، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: حدثنا سليمان بن كثير. كلاهما - سفيان بن حسين، وسليمان بن كثير - عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره. * أخرجه أبوداود (1570) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: هذه نسخة كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كتبه في الصدقة، وهو عند آل عمر بن الخطاب، قال ابن شهاب: أقرأنيها سالم بن عبد الله بن عمر، فوعيتها على وجهها. فذكر الحديث، ولم يسنده عن ابن عمر. * أخرجه عبد الله بن أحمد (2/14) (4633) عقب حديث عباد بن العوام، قال: حدثني أبي بهذا الحديث في المسند في حديث الزهري، عن سالم، لأنه كان قد جمع حديث الزهري عن سالم. فحدثنا به في حديث سالم عن محمد بن يزيد بتمامه. وفي حديث عباد: عن عباد بن العوام. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 2670 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 590 2671 - (ط) مالك بن أنس: أَنه قرأ كتاب عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - في الصدقة، قال: فوجدتُ فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب الصدقة: في أَربع وعشرين من الإِبل فدونها: الغنمُ، في كل خمس: شاة، وفيما فوق ذلك إِلى خمس وثلاثين: بنت مخاض، فإِن لم تكن ابنة مخاض، [ص: 594] فابن لبون ذَكَر، وفيما فوق ذلك إِلى خمس وأربعين: بنتُ لبون، وفيما فوق ذلك إلى ستين: حِقَّة، طَروقة الفَحْل، وفيما فوق ذلك إِلى خمس وسبعين جَذَعة، وفيما فوق ذلك إِلى تسعين: ابنتا لبون، وفيما فوق ذلك إِلى عشرين ومائة: حِقتان طروقتا الفحل، فما زاد على ذلك من الإبل، ففي كل أربعين: ابنةُ لبون، وفي كل خمسين: حِقة. وفي سائمة الغنم: إِذا بلغت أَربعين إلى عشرين ومائة: شاةٌ، وفيما فوق ذلك إِلى مائتين: شاتان. وفيما فوق ذلك إِلى ثلاثمائة: ثلاث شياه، فما زاد على ذلك ففي كل مائةٍ شاةٌ، ولا يُخْرَجُ في الصدقة تَيْسٌ، ولا هَرِمَةٌ، ولا ذاتُ عَوَارٍ، إِلا ما شاء المُصَدِّق، ولا يُجْمَعُ بين مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرَّقُ بين مُجْتَمِعٍ، خشية الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية، وفي الرِّقَةِ: رُبُعُ العُشرِ» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 257 و 258 و 259 في الزكاة، باب صدقة الماشية، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (600) . وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : المروي عند أحمد وأبي داود والترمذي، وحسنه الحاكم من طريق سفيان بن حسين، عن ابن شهاب، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 2671 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 593 2672 - (د س) بهز بن حكيم - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «في كلِّ سائِمَةِ إِبلٍ: في كلِّ أربعين: بنتُ لبون، ولا تُفَرَّقُ إِبلٌ عن حِسابها، مَن أعطى الزكاة مُؤْتَجِراً - وفي رواية: مُؤْتَجِراً بها - فله أجرُها، ومن منعها، فإِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ ماله، عَزْمَةٌ [ص: 595] من عَزَمَاتِ رَبِّنا، ليس لآلِ محمَّدٍ منها شيء» أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1575) في الزكاة، باب في زكاة السائمة، والنسائي 5 / 25 في الزكاة، باب سقوط الزكاة عن الإبل إذا كانت رسلاً لأهلها ولحمولتهم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 2 و 4، وهو حديث حسن، وانظر التعليق على الحديث رقم (2664) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 2672 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 594 2673 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «في كل ثلاثين من البقر: تبيعٌ أو تبيعة، وفي كل أَربعين: مُسِنَّةٌ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (622) في الزكاة، باب في زكاة البقر، وهو حديث حسن، يشهد له الحديث اللذان بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: (*) ورواية عبد السلام بن حرب: «في ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين مسنة» . أخرجه أحمد (1/411) (3905) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا مسعود بن سعد. وابن ماجة (1804) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب. والترمذي (622) قال: حدثنا محمد ابن عبيد المحاربي، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا عبد السلام بن حرب. كلاهما - مسعود بن سعد، وعبد السلام بن حرب- عن خصيف، عن أبي عبيدة، فذكره. (*) قال الترمذي: وأبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من عبد الله. الحديث: 2673 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 595 2674 - (ط) طاوس - رحمه الله-: «أن معاذاً أَخذ من ثلاثين بقرة: تَبِيعاً، ومن أربعين بقرة: مُسِنَّة، وأُتِيَ بما دون ذلك، فأبى أن يَأخُذَ منه شيئاً، وقال: لم أسمع فيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً، حتى أَلقاه فأسأَلَهُ، فتُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبل أن يَقْدَمُ مُعاذٌ» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 259 في الزكاة، باب في صدقة البقر، وإسناده منقطع، وهو حديث حسن، ويشهد له الذي قبله والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (601) قال: عن حميد بن قيس المكي، عن طاوس، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : ابن قيس المكي الأعرج أبو صفوان القارئ، لا بأس به، من رجال الجميع. وقال أيضا: قال الحافظ: هذا منقطع فطاوس لم يلق معاذا، وهو في السنن من طريق مسروق عن معاذ. وقال الترمذي: حسن، وصححه الحاكم، وفيه نظر، لأن مسروقا لم يلق معاذا، وإنما حسنه الترمذي لشواهده، وفي الباب عن علي عند أبي داود. الحديث: 2674 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 595 2675 - (ت د س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: «بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى اليمن، فأمرني أَن آخُذَ من كل ثلاثين بقرة: تبيعاً أو تبيعة، ومن كل أربعين: مُسنَّة، ومن كل حالمٍ: دِيناراً، أَو عَدْلُهُ مَعَافِرَ» . هذه رواية الترمذي. [ص: 596] وفي رواية أَبي داود مثله، وقال: «من كل حالم - يعني: مُحْتَلِماً - ديناراً أو عَدْلَه من المعافري: ثيابٍ تكون باليمن» . وفي رواية مثله، ولم يذكر «ثياب تكون باليمن» ، ولا ذكر «يعني: محتلماً» . وفي رواية النسائي، قال: «أمرني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين بعثني إلى اليمن: أن لا آخُذَ من البقر شيئاً، حتى تبلغ ثلاثين، فإذا بلغت ثلاثين: ففيها عِجْلٌ تابع، جَذَعٌ، أو جَذَعَةٌ، حتى تبلغَ أربعين، فإذا بلغت أَربعين بقرة: ففيها مُسنَّةٌ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حالم) : الحالم: المحتلم، وهو الذي بلغ مبلغ الرجال برؤية الماء أو السن الشرعي المعين عليه. (عَدله) : عدل الشيء - بفتح العين - مثله في القيمة، وبكسرها: مثله في الصورة، والأول هو المراد في الحديث. (معافري) : المعافري: ثياب تكون باليمن منسوبة إلى معافر، وهو [ص: 597] حي من همدان، لا ينصرف في معرفة ولا نكرة؛ لأنه جاء على مثال ما لا ينصرف من الجمع.   (1) رواه الترمذي رقم (623) في الزكاة، باب ما جاء في زكاة البقر، وأبو داود رقم (1576) و (1587) و (1578) في الزكاة، باب زكاة السائمة، والنسائي 5 / 25 و 26 في الزكاة، باب زكاة البقر، وقد روي متصلاً ومرسلاً، وهو حديث حسن بشواهده، حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم. الحديث: 2675 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 595 2676 - (د س) سويد بن غَفلَة - رضي الله عنه -: قال: سِرْتُ - أو قال: أخبرني من سار - مع مُصَدِّقِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: فَإِذا في عَهْد رسول الله أن: لا تأخذَ من راضِعِ لَبنٍ، ولا تَجمعَ بين مُتَفَرِّق، ولا تُفَرِّقَ بين مُجتمِع، وكان إنما يأتي المياهَ حين ترد الغنم، فيقول: أدُّوا صدقاتِ أَموالكم، قال: فعمَدَ رجل منهم إِلى ناقةٍ كَومَاءَ- قال: قلت: يا أَبا صالح، ما الكوماء؟ قال: عظيمةُ السَّنَام - قال: فأبى أن يقبلَها، قال: إِنِّي أُحبُّ أن تأخذَ خير إِبلي، قال: فأبى أن يقبلها، قال: فَخَطَم له أخرى دونها، فأبى أَن يقبلها، ثم خَطَمَ له أخرى دونها، فقبلها، وقال: إِني آخُذُها، ولكن أخافُ أَن يَجِدَ عليّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، يقول [لي] : «عَمَدْتَ إِلى رجلٍ، فَتَخَيَّرْتَ عليه إِبلَهُ؟» . وفي رواية: قال سويد بن غَفَلة: «أتانا مُصَدِّق النبي - صلى الله عليه وسلم-، فأخذتُ بيده، وقرأتُ في عهده، قال: لا يُجمعُ بين مُتَفرِّق، ولا يفرَّق بين مجتمِع، خشية الصدقة» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي مختصراً، قال: «أَتانا مُصَدِّق النبي - صلى الله عليه وسلم-، فأتيتُه، فَجَلَسْتُ إليه، فسمعتهُ يقول: إن في عهدي: أن لا نأخذ راضعَ لبن، ولا [ص: 598] نجمعَ بين متفرِّق، ولا نفرِّقَ بين مجتمِعٍ، فأتاه رجل بناقةٍ كوماءَ، فقال: خُذها، فأباها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من راضع لبن) : الراضع: ذات الدر، ونهيه عن أخذها؛ لأنها خيار المال، و «من» زائدة كما تقول: لا تأكل من الحرام، أي: لا تأكل الحرام. وقيل: هو أن يكون عند الرجل الشاة الواحدة، أو اللقحة قد اتخذها للدر، فلا يؤخذ منها شيء. (فخطم له) : أي وضع الخطام فيها، وألقاه إليه ليقودها. (يجد علي) : وجدت على فلان أجد موجدة: إذا غضبت عليه، وتأثرت بفعله أو قوله.   (1) رواه أبو داود رقم (1579) و (1580) في الزكاة، باب في زكاة السائمة، والنسائي 5 / 30 في الزكاة، باب الجمع بين المتفرق والتفريق بين المجتمع، ورواه أيضاً أحمد والدارقطني والبيهقي من حديث سويد بن غفلة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/315) قال: حدثنا هشيم. قال: أنبأنا هلال بن خباب. قال: حدثني ميسرة أبو صالح. وأبو داود (1580) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي ليلى الكندي. وابن ماجة (1801) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا شريك، عن عثمان الثقفي، عن أبي ليلى الكندي. والنسائي (5/29) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن هشيم، عن هلال بن خباب، عن ميسرة أبي صالح. كلاهما - ميسرة أبو صالح، وأبو ليلى الكندي - عن سويد بن غفلة، فذكره. * أخرجه أبو داود (1579) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن ميسرة أبي صالح، عن سويد بن غفلة. قال: سرت، أو قال: أخبرني من سار مع مصدق النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن لا تأخذ من راضع لبن، ولا تجمع بين مفترق ... فذكر نحوه مطولا. الحديث: 2676 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 597 2677 - (د س) مسلم بن ثَفنة - أو ابن شعبة (1) - اليشكري - رحمه الله -: قال: «استعمل نافع بن علقمة أَبي على عِرَافَةِ قومه، فأمره: أَن يُصَدِّقَهم، قال: فبعثني أبي في طائفة منهم، فأَتيتُ شيخاً كبيراً، يقال له: سَعْرُ بن دَيْسم، [ص: 599] فقلت: إِن أَبي بعثني إليك - يعني لأصدِّقَك - قال: ابنَ أخي، وأَيَّ نحوٍ تَأخذون؟ فقلت: نَختار، حتى إِنا نَشْبُرُ (2) ضروع الغنم، قال ابنَ أخي: فإني مُحَدِّثُك أني كنت في شِعْبٍ من هذه الشِّعَابِ، على عهد رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في غَنم لي، قال: فجاءني رجلان على بعير، فقالا لي: إنا رسولا رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إليك، لِتُؤدِّيَ صدقة غنمك، فقلت: ما عليَّ فيها؟ فقالا: شاة، فَعَمَدْتُ إِلى شاةٍ قد عرفتُ مكانَها، مُمتَلِئَة مَحْضاً وشَحْماً، فَأَخرجتُها إِليهما، فقالا: هذه شاةُ الشافع، وقد نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَن نأخذ شافعاً، قلت: فأيَّ شيءٍ تأخذان؟ قالا: عَناقاً: جذَعة أو ثَنِيَّة، قال: فعَمَدْتُ إِلى عَنَاقٍ مُعتاطٍ - والمعتاط: التي لم تلد ولداً، وقد حَانَ وِلادُها - فأخرجتها إليهما، فقالا: ناوِلنَاها، فجعلاها معهما على بعيرهما، ثم انطلقا» . هذه رواية أَبي داود. وله في أخرى بهذا الحديث، وقال فيه: «والشافع: التي في بطنها ولد» . وفي رواية النسائي مثله، إلى قوله: «محضاً وشحماً» ثم قال: «فأخرجتها إليهما، فقالا: هذه الشافع الحائل، وقد نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن نأخذ شافعاً، فَعَمَدْتُ إِلى عناق معتاط، والمعتاط: التي لم تلد ولداً، وقد حان وِلادُها ... وذكر الباقي مثله» . وفي أخرى له: «أن علقمة استعمل أَباه على صدقة قومه ... وساق [ص: 600] الحديث» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (محضاً) : المحض: اللبن [الخالص] . (الشافع) : شاة شافع: معها ولدها. وقوله: «شاة الشافع» بالإضافة، هو من باب إضافة الموصوف إلى الصفة، كقولهم: صلاة الأولى، ومسجد الجامع، يريدون صلاة الساعة الأولى، ومسجد الموضع الجامع. (عناقاً) : العناق: الأنثى من ولد المعز، والجذعة منه: ما تمت لها سنة، والثنية: ما تمت لها سنتان. (معتاط) : المعتاط: العائط، وهي التي لم تحمل، يقال: عاطت واعتاطت، قال الأزهري: إذا لم تحمل الناقة أول سنة يطرقها الفحل فهي عائط، فإذا لم تحمل السنة المقبلة أيضاً فهي عائط. [يقال] : عيط وعوط وعوطط، وتعوطت: إذا حمل عليها الفحل فلم تحمل، ويقال للناقة التي لم تحمل سنوات من غير عقر: اعتاطت، قال: وربما كان اعتياطها من قبل شحمها، والذي قد جاء في لفظ الحديث، قال: «إن المعتاط: التي لم تلد، وقد [ص: 601] حان ولادها» هكذا أخرجه أبو داود والنسائي، وهذا بخلاف ما سبق تفسيره في اللغة، اللهم إلا أن يقال: إن المراد بقوله: «التي لم تلد» وقد حان ولادها: «أنها لم تحمل» ، وقد حان أن تحمل، وفيه بُعْد، لا بل إحالة، فإنه من أين يعلم أنها قد حان أن تحمل، إلا أن يكون من حيث معرفة السن، وأنها قد كانت صغيرة لا يحمل مثلها، وأنها قد قاربت السن التي يحمل مثلها فيها، فيكون قد سمي الحمل بالولادة، وفيه تعسف وبعد، والله أعلم. (الحائل) : التي مر عليها زمن الحمل ولم تحمل، يقال: حالت الناقة والشاة حِيَالاً، فهي حائل، وذلك إذا طرقها الفحل فلم تحمل.   (1) والأصح أنه ابن شعبة، ويقال له: البكري. (2) أي: نمسح بالشبر، وفي بعض النسخ: نسبر، أي تختبر، ونعتبر، وننظر، وفي بعضها: نبين أو نتبين، من البيان، أي: نقدر. (3) رواه أبو داود رقم (1581) في الزكاة، باب زكاة السائمة والنسائي 5 / 32 في الزكاة، باب إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق، وفي سنده مسلم بن ثفنة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له من جهة المعنى الحديث الذي قبله، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/414) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/415) قال: حدثنا روح. وأبو داود (1581) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا وكيع. وفي (1582) قال: حدثنا محمد بن يونس النسائي. قال: حدثنا روح. والنسائي (5/32) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا وكيع. وفي (5/33) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا روح. كلاهما - وكيع، وروح - قالا: حدثنا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن أبي سفيان، عن مسلم بن شعبة، فذكره. (*) في رواية وكيع: «مسلم بن ثفنة» . (*) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كذا قال وكيع «مسلم بن ثفنة» صحف. وقال روح: ابن شعبة، وهو الصواب. وقال أبي: وقال بشر بن السري: لا إله إلا الله، هو ذا، ولده ها هنا، يعني «مسلم بن شعبة» . (*) وقال أبو داود: رواه أبو عاصم، عن زكريا، قال أيضا: مسلم بن شعبة. كما قال روح. (*) وقال النسائي: لا نعلم أحدا تابع وكيعا في قوله: «ابن ثفنة» «تحفة الأشراف» (11/15579) . تحرف في المطبوع من مسند أحمد (3/414) إلى زكريا بن أبي إسحاق. الحديث: 2677 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 598 2678 - (ط) سفيان بن عبد الله - رحمه الله -: «أن عمر بن الخطاب بعثه مصدِّقاً، فكان يَعُدُّ على الناس بالسَّخْلِ، فقالوا: أَتَعُدُّ علينا بالسَّخْلِ ولا تأخذ منه شيئاً؟ فلما قدم على عمر بن الخطاب، ذكر ذلك له، فقال عمر: نعم، تَعُدُّ عليهم السَّخلةَ يحملها الراعي، ولا تأخذُها، ولا تأخذُ الأكُولَةَ، ولا الرُّبَّى، ولا المَاخِضَ، ولا فحلَ الغنم، وتأخذ الجذَعَة والثَّنيَّةَ، وذلك عَدْلٌ بين غِذَاءِ المال وخيارِه» . أخرجه الموطأ (1) . [ص: 602] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأكول) : والأكولة: الشاة التي هي للأكل. (الرُّبَّى) : هي التي تكون في البيت لأجل اللبن، وقيل: هي الحديثة النتاج. (الماخض) : الحامل إذا ضربها الطلق، وقد تقدم ذكره في بنت مخاض. (غذاء المال) : الغذاء جمع غذي، وهو الحَمَل، أو الجدي، والمراد: أن لا يأخذ الساعي خيار المال ولا رديئه، وإنما يأخذ الوسط، فيكون ذلك عدلاً بين الكبير والصغير.   (1) 1 / 265 في الزكاة، باب ما جاء فيما يعتد به من السخل في الصدقة، من حديث ثور بن زيد الديلي عن ابن لعبد الله بن سفيان الثقفي عن جده سفيان بن عبد الله، وفيه جهالة ابن عبد الله ابن سفيان، ولكن يشهد له من جهة المعنى الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (603) قال: عن ثور بن زيد الديلي، عن ابن لعبد الله بن سفيان الثقفي، عن جده سفيان بن عبد الله، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : ابن زيد الديلي بكسر المهملة بعدها تحتانية المدني ثقة مات سنة خمس وثلاثين ومائة. الحديث: 2678 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 601 2679 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «مُرَّ على عمر بغنم من الصدقة، فرأى فيها شاة حافلاً ذاتَ ضَرعٍ عظيم، فقال عمر: ما هذه الشاة؟ قالوا: شاة من الصدقة، قال: ما أعطَى هذه أَهلُها وهم طائعون، لا تَفْتِنوا الناس، لا تأخذوا حَزَرَاتِ أموال المسلمين، نَكِّبُوا عن الطعام» . أَخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حافلاً) : الحافل: الممتلئ وضرع حافل، أي: ممتلئ لبناً. [ص: 603] (حزرات) : الحزرات: جمع حزرة، وهي خيار المال. (نكِّبوا) : نكَّبت عن الأمر: إذا عدلت عنه وتجنبته، يشدد ويخفف، والطعام أراد به ما هو معد للأكل.   (1) 1 / 268 في الزكاة، باب النهي عن التضييق على الناس في الصدقة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (605) قال: عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى ابن حبان، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكره. الحديث: 2679 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 602 2680 - (ط) محمد بن يحيى بن حَبان - رحمه الله -: قال: أخبرني رجلان من أشجع: «أَن محمد بن مَسلَمة الأَنصاري كان يأتيهم مُصَدِّقاً، فيقول لربِّ المال: أخرج إليَّ صدقة مالك، فلا يقود إليه شاة فيها وفاءٌ من حَقِّه إِلا قَبلها» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 268 في الزكاة، باب النهي عن التضييق على الناس في الصدقة، وفيه جهالة الرجلين من أشجع، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله، فهو بها حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (606) قال: عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، فذكره. قلت: فيه جهالة الرجلين من أشجع. الحديث: 2680 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 603 2681 - (د) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: «بعثني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مُصدِّقاً، فمررتُ برجل، فلما جمع لي مالَه لم أجد فيه إِلا ابنةَ مَخاض، فقلت له: أدِّ ابنةَ مَخاض، فإِنها صدقتك، فقال: ذاكَ ما لا لَبن فيها ولا ظَهْرَ، ولكن هذه ناقةٌ فَتِيَّةٌ عظيمة سَمينة، فخذها، فقلتُ له: ما أَنا بآخذٍ ما لم أُومَرْ به، وهذا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- منك قريبٌ، فإِن أَحْبَبْتَ أَن تأتيَه، فتعرِضَ عليه ما عرضتَ عَلَيَّ فافعل، فإن قَبِلَهُ [منك] قبلتُه، وإِن ردَّه عليك رَددْتُه، قال: فإني فاعل، فخرج معي، وخرج بالناقة التي عرض عليَّ، حتى قَدِمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له: يا نبي الله [ص: 604] أتاني رسولُك ليأخذ مني صدقة مالي، وايمُ الله، ما قام في مالي رسولُ الله ولا رسوله قطُّ قبلَه، فجمعتُ له مالي، فزعم أن ما عليّ فيه ابنةُ مخاض، وذلك ما لا لبن فيه ولا ظهر، وقد عرضت عليه ناقة فَتِيَّة عظيمة ليأخذَها، فَأَبى، ورَدَّها عَلَيَّ، وها هي ذِهْ، قد جئتك بها يا رسول الله، خُذْها، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ذاك الذي عليك، فإن تطوَّعْتَ بخيرٍ آجَرَكَ الله فيه، وقبلناه منك، قال: فها هي ذِهْ، يا رسول الله، قد جئتك بها، فخذها، قال: فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقَبْضها، ودعا له في ماله بالبركة» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتيّة) : ناقة فتية: شابة قوية.   (1) رقم (1583) في الزكاة، باب في زكاة السائمة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (5/142) قال: ثنا يعقوب، قال: ثنا أبي. وأبو داود (1583) قال: ثنا محمد بن منصور، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا أبي. وعبد الله بن أحمد (5/142) قال: ثني محمد بن بشار، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي. وابن خزيمة (2277) قال: ثنا إسحاق بن منصور، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: ثنا أبي. كلاهما - إبراهيم بن سعد، وجرير بن حازم - عن محمد بن إسحاق، قال: ثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن يحيى ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة. 2 - وأخرجه ابن خزيمة (2380) قال: ثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، قال: ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة. كلاهما - يحيى بن عبد الله، وابن أبي عمرة - عن عمارة بن عمرو، فذكره. وقع في المطبوع من «صحيح ابن خزيمة» (2277) : ثنا إسحاق بن منصور، ونعتقد بأن صوابه: «ثنا محمد بن منصور» مثل رواية أبي داود، وقد رجعنا إلى تهذيب الكمال فلم نقف على رواية لإسحاق بن منصور عن يعقوب، ولا لابن خزيمة عن إسحاق بن منصور، مع وجود ذلك في ترجمة محمد بن منصور، والله أعلم. الحديث: 2681 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 603 2682 - (س) وائل بن حجر - رضي الله عنه -: «أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بعث ساعياً، فأتى رجلاً، فآتاهُ فَصِيْلاً مخْلولاً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: بعثنا مُصَدِّقَ اللهِ ورسوله، وإن فلاناً أعطاه فَصِيْلاً مخلولاً، اللهم لا تُبارك فيه، ولا في إبله، فبلغ ذلك الرجلَ فجاء بناقةٍ حَسْنَاءَ، قال: أتوبُ إلى الله وإِلى نَبِيِّه، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اللهم بَارِكْ فيه وفي إِبله» . أخرجه النسائي (1) . [ص: 605] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الساعي) : المُصدِّق، وهو العامل على الصدقة. (فصيلاً مخلولاً) : فصيل مخلول، أي مهزول، ويقال: إن أصله أنهم كانوا يخلون لسان الفصيل، أي يشقونه لئلا يرتضع ولا يقدر على المص، فيهزل لذلك، وقد جاء في بعض الروايات بالحاء المهملة، وهو الذي حل اللحم عن أوصاله، فعرِّي منه، فيهزل لذلك.   (1) 5 / 30 في الزكاة، باب الجمع بين المتفرق والتفريق بين المجتمع، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/30) قال: أخبرنا هارون بن زيد بن يزيد. يعني ابن أبي الزرقاء. قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (2274) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثنا أبو موسى. قال: حدثني الضحاك بن مخلد. كلاهما - زيد، وأبو عاصم بن مخلد - عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2682 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 604 2683 - (س) عبد الله بن هلال الثقفي - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كِدتُ أُقْتَلُ بعدَك في عَناقٍ أَو شاةٍ من الصدقة، فقال: لولا أنها تُعطَى فقراءَ المهاجرين ما أخذتُها» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 34 في الزكاة، باب إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق، وفي سنده عثمان بن عبد الله ابن الأسود، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/34) قال: أخبرنا عمرو بن منصور ومحمود بن غيلان. قالا: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. عن إبراهيم بن ميسرة، عن عثمان بن عبد الله بن الأسود، فذكره. قلت: في سنده عثمان بن عبد الله بن الأسود، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 2683 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 605 2684 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله-: عن أبيه، عن جده، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا جَلَبَ ولا جَنَبَ في زكاة، ولا تُؤخَذُ زكاتهم إِلا في دورهم» . قال محمد بن إسحاق: معنى: «لا جَلَبَ» : لا تُجْلَبُ الصدقاتُ إلى المصدِّق. و «لا جنب» لا ينزِلُ المصدِّق بأَقصى مواضع أصحاب الصدقة، [ص: 606] فَتُجنَبُ إِليه، ولكن تؤخذ من الرَّجُل في موضعه. أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا جلب ولا جنب) : الجلب في الصدقة: أن يقدم المصدق فينزل موضعاً، ثم يرسل إلى المياه من يجلب إليه أموال الناس، فيأخذ زكاتها، فنهي عن ذلك، وأمر أن يأخذ زكاتها على مياهها. والجنب في السباق وهو أن يجنب فرساً إلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب. وإن كان في الصدقة: فهو أن يساق إلى مكان بعيد عن أماكنها، كما ذكر في متن الحديث. والجلب يكون أيضاً في السباق، وهو أن يضع من يجلب على الفرس عند السباق، ويصيح به ليحتد في الجري، فنهوا عن ذلك.   (1) رقم (1591) و (1592) في الزكاة، باب أين تصدق الأموال، وفيه عنعنة ابن إسحاق، ولكن يشهد له من جهة المعنى الحديثان اللذان بعده، فهو بهما حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1591) قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا ابن أبي عدي. وفي (1592) قال ثنا الحسن بن علي، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم. كلاهما - ابن أبي عدي، ويعقوب بن إبراهيم - قالا: عن محمد بن إسحاق، عن عمرو عن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. (*) وفي الرواية الثانية موقوف على ابن إسحاق. قلت: فيه ابن إسحاق، ورواه معنعنا. الحديث: 2684 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 605 2685 - (س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا جلب ولا جنب، ولا شِغَارَ في الإسلام، ومن انتهَبَ نُهْبَة فليس منا» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شِغَار) : الشغار في النكاح هو أن يقول الإنسان: زوجني ابنتك [ص: 607] أو أختك لأزوجك ابنتي أو أختي، وصداق كل واحدة منهما بضع الأخرى، ولا صداق بينهما، وهو المنهي عنه، فإن كان بينهما صداق مسمى فليس بشغار.   (1) 6 / 111 في النكاح، باب الشغار، وفيه عنعنة البصري، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/429) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي قزعة، وفي (4/438) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير، عن حميد الطويل. وفي (4/439) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا الحارث بن عمير، عن حميد الطويل. وفي (4/443) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حميد. وفي (4/445) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا حميد. وأبو داود (2581) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: حدثنا عنبسة (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن حميد الطويل. وابن ماجة (3937) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حميد. والترمذي (1123) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا حميد، وهو الطويل. والنسائي (6/111) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر، قال: حدثنا حميد. وفي (6/227) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع، قال: حدثنا حميد. وفي (6/228) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي قزعة. ثلاثتهم - أبو قزعة سويد بن حجير، وحميد، وعنبسة - عن الحسن، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحافظ في «التلخيص» (2/161) : وهو متوقف على صحة سماع الحسن من عمران، وقد اختلف في ذلك. الحديث: 2685 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 606 2686 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا جَلَبَ ولا جنَب، ولا شِغار في الإسلام» . أَخرجه النسائي، وقال: هذا خطأ فاحش (1) .   (1) 6 / 111 في النكاح، باب الشغار، ورواه أيضاً أحمد والبزار وابن حبان وعبد الرزاق من حديث أنس، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/111) قال: نا علي بن محمد بن علي، قال: ثنا محمد بن كثير، عن الفزاري، وهو إبراهيم بن محمد بن الحارث، عن حميد، فذكره. وللحديث شواهد: فعن ثابت، عنه. قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشغار» . أخرجه عبد بن حميد (1256) قال: نا عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن ثابت، فذكره. وعمن سمع أنس بن مالك يقول: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا شغار في الإسلام، ولا حلف في الإسلام، ولا جلب ولا جنب» . أخرجه أحمد (3/162) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا سفيان، عمن سمع أنس بن مالك، فذكره. وعن ثابت وأبان، وغير واحد، عن أنس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا شغار في الإسلام» . أخرجه أحمد (3/165) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن ثابت، وأبان، وغير واحد، فذكره. وقال الحافظ في «التلخيص» (2/161 - 162) : وهو من أفراد عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عنه، قال البخاري والبزار وغيرهما: وقد قيل: إن حديث معمر عن غير الزهري فيه لين، وقد أعله البخاري والترمذي والنسائي، فقال: هذا خطأ فاحش. الحديث: 2686 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 607 2687 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حَقِّ الإِبل: أَن تُحْلَبَ على الماء» . أَخرجه البخاري، ومسلم. وهذا طرف من حديث أبي هريرة المذكور في الباب الأول، ولكنه حيث أفرده بذكر الإِبل ذكرناه في هذا الفصل أَيضاً (1) .   (1) تقدم تخريجه في الحديث (2657) فانظره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم برقم (2657) .. الحديث: 2687 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 607 الفصل الثالث: في زكاة الحلي 2688 - (د ت س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده [ص: 608] «أَن امرأَة أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومعها ابنةٌ لها، وفي يَدِ ابْنَتِها مَسَكتَانِ غَلِيظَتَانِ من ذهب، فقال لها: أتُعطِينَ زكاة هذا؟ قالت: لا، قال: أَيَسُرُّكِ أن يُسَوِّرَكِ اللهُ بهما يومَ القيامةِ سِوارَينِ من نارٍ (1) ؟ قال: فَخَلعتْهما فألقتْهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقالت: هما لله ولرسوله» . هذه رواية أبي داود. وأخرجه النسائي، وقال فيه: «إِن امرأة من أهل اليمن أتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» . وله في أخرى عن عمرو بن شعيب مرسلاً، ولم يذكر فيه «من اليمن» . وأخرج الترمذي هذا المعنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: «إِن امرأتين أَتتا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وفي أيديهما سِوَارَان من ذهب. فقال لهما: أَتُؤدِّيانِ زكاته؟ قالتا: لا، فقال لهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَتُحِبَّانِ أن يُسوِّرَكما اللهُ بِسِوَارَينِ من نار؟ قالتا: لا، قال: فَأَدِّيا زكاته» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مسكتان) : المسكة بتحريك السين - واحدة المسك، وهي أسورة [ص: 609] من ذبل أو عاج، فإذا كانت من غير ذلك، أضيفت إلى ما هي منه، فيقال: من ذهب أو فضة، أو غيرهما.   (1) قال الخطابي: إنما هو تأويل قوله عز وجل {يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم} [التوبة 35] . (2) رواه أبو داود رقم (1563) في الزكاة، باب الكنز ما هو وزكاة الحلي، والنسائي 5 / 38 في الزكاة، باب زكاة الحلي، والترمذي رقم (637) في الزكاة، باب في زكاة الحلي، وإسناده عند أبي داود والنسائي حسن، وهو حديث صحيح، وقول الترمذي رحمه الله: " ولا يصح في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء " غير صحيح، لأنه صح عند غيره، كأبي داود والنسائي وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] (*) رواية حجاج بن أرطأة، وابن لهيعة: «جاءت امرأتان من أهل اليمن إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليهما أسورة من ذهب، فقال: أتحبان أن يسوركما الله بأسورة من نار؟ قالتا: لا. قال: فأديا حق هذا» . أخرجه أحمد (2/178) (6667) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا حجاج. وفي (2/204) (6901) قال: حدثنا نصر بن باب، عن الحجاج. وفي (2/208) (6939) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطأة. وأبو داود (1563) قال: حدثنا أبو كامل، وحميد بن مسعدة، المعنى، أن خالد بن الحارث حدثهم، قال: حدثنا حسين. والترمذي (637) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة. والنسائي (5/38) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن حسين. ثلاثتهم (حجاج بن أرطأة، وحسين المعلم، وابن لهيعة) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه فذكره. * أخرجه النسائي (5/38) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت حسينا، قال: حدثني عمرو بن شعيب، قال: جاءت امرأة، ومعها بنت لها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره مرسلا. * قال الترمذي: وهذا حديث قد رواه المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب نحو هذا، والمثنى بن الصباح وابن لهيعة يضعفان في الحديث، ولا يصح في هذا الباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء. وقال الحافظ في «التلخيص» (2/175) : لفظ أبي داود أخرجه من حديث حسين المعلم وهو ثقة عن عمرو، وفيه رد على الترمذي حيث جزم بأنه لا يعرف إلا من حديث ابن لهيعة والمثنى بن الصباح، عن عمرو، وقد تابعهم حجاج بن أرطأة أيضا. الحديث: 2688 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 607 2689 - (د) عبد الله بن شداد بن الهاد - رضي الله عنه -: قال: «دخلنا على عائشةَ - زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقالت: دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فرأى في يدي فَتَخَاتٍ من ورقٍ، فقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت: صَنَعْتُهُنَّ أَتَزَيَّنُ لكَ يا رسول الله؟ قال: أَتُؤَدِّين زكاتَهن؟ قلتُ: لا، أو ما شاء الله، قال: هو حَسْبُكِ من النار» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتخات) : الفتخات جمع فتخة، وهي حلقة لا فص لها، تجعلها المرأة في أصابع رجلها، وربما وضعتها في يديها.   (1) رقم (1565) في الزكاة، باب الكنز ما هو وزكاة الحلي، ورواه أيضاً الدارقطني والحاكم والبيهقي، وإسناده على شرط الصحيح، كما في " تلخيص الحبير " للحافظ ابن حجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1565) قال: حدثنا محمد بن إدريس الرازي. قال: حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق. قال: حدثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن عمرو بن عطاء أخبره، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، فذكره. الحديث: 2689 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 609 2690 - (ت) زينب - امرأة عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: قالت: «خطَبَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا مَعْشَرَ النساء، تَصَدَّقنَ، ولو من حُلِيِّكُنَّ، فإنكنَّ أَكثرُ أهلِ جهنم يومَ القيامة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (635) و (636) في الزكاة، باب في زكاة الحلي، وهو حديث حسن، وفي هذا الحديث والذي قبله دليل على وجوب زكاة الحلي، وهو قول بعض الصحابة والتابعين، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه، وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وغيرهم، وهو الذي تؤيده الأحاديث الثابتة في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/502) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن سليمان، عن أبي وائل. وفي (3/502) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن منصور. وفي (3/502) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن شقيق. والدارمي (1661) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا شعبة. قال: سليمان أخبرني. قال: سمعت أبا وائل. والبخاري (2/150) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. قال: حدثني شقيق. (ح) قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم فحدثني إبراهيم، عن أبي عبيدة. ومسلم (3/80) قال: حدثنا حسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن أبي وائل. (ح) وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي. قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش. قال: حدثني شقيق. (ح) قال «الأعمش» : فذكرت لإبراهيم، فحدثني عن أبي عبيدة. والترمذي (636) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن الأعمش. قال: سمعت أبا وائل. والنسائي (5/92) قال: أخبرنا بشر بن خالد. قال: حدثنا غندر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل. وفي الكبرى «الورقة 124 - ب» قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثني عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. قال: حدثني شقيق (ح) قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم، فحدثني، أراه، عن أبي عبيدة. وابن خزيمة (2463) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق. وفي (2464) قال: حدثنا علي بن المنذر. قال: حدثنا ابن فضيل. قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة. ثلاثتهم (شقيق بن سلمة أبو وائل، ومنصور، وأبو عبيدة) عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/363) . وابن ماجة (1834) قال: حدثنا علي بن محمد. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح. والترمذي (635) قال: حدثنا هناد. والنسائي في الكبرى «الورقة 124 - ب» قال: أخبرنا هناد بن السري ومحمد بن العلاء. خمستهم (أحمد بن حنبل، وعلي بن محمد، والحسن بن محمد، وهناد، ومحمد بن العلاء) قالوا: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله، عن زينب امرأة عبد الله، فذكرته. (*) قال الترمذي: أبو معاوية وهم في حديثه، فقال: عن عمرو بن الحارث عن ابن أخي. والصحيح إنما هو عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب. الحديث: 2690 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 609 2691 - (ط) عطاء بن أبي رباح: قال: بلغني أن أمَّ سلمة - رضي الله عنها - قالت: «كنتُ أَلْبَسُ أَوْضَاحاً من ذهب، فقلت: يا رسولَ الله أَكَنْزٌ هو؟ فقال: ما بلغ أن تُؤَدَّي زكاتُه فَزُكِّيَ له فليس بكنز» . أَخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوضاحاً) : الأوضاح: حلي من الدراهم الصحاح، هكذا قال الجوهري. وقال الأزهري: الأوضاح حلي من الفضة.   (1) كذا في الأصل والمطبوع: أخرجه الموطأ، ولم نجده في نسخ الموطأ المطبوعة التي بين أيدينا، ولعله رواية من بعض نسخ الموطأ، وقد أخرجه أبو داود رقم (1564) في الزكاة، باب الكنز ما هو؟ وزكاة الحلي، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أجده في «الموطأ» وهو عند أبي داود (1564) قال: ثنا محمد بن عيسى، قال: ثنا عتاب، يعني - ابن بشر - عن ثابت بن عجلان، عن عطاء، فذكره. الحديث: 2691 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 610 2692 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله -: «أن عائشة كانت تلي بناتِ أخيها محمدٍ، يتامَى في حَجْرِهَا، ولَهُنَّ الْحُلي، فلا تُزَكِّيهِ» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 250 في الزكاة، باب ما لا زكاة فيه من الحلي والتبر والعنبر، وإسناده صحيح، وبه قال مالك ومن تبعه، وهو قول بعض الصحابة والتابعين، لهذه الآثار، وقد ثبتت الأحاديث في زكاة الحلي كما تقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (587) قال: عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2692 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 610 2693 - (ط) نافع - مولى عبد الله بن عمر: «أَن ابن عمر - رضي الله عنهما- كان يُحَلِّي بناتِهِ وجَوَارِيَهُ الذهبَ، ثم لا يُخْرِجُ من حُلِيِّهِنّ [ص: 611] الزكاة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 250 في الزكاة، باب ما لا زكاة فيه من الحلى والتبر والعنبر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (588) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 2693 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 610 الفصل الرابع: في زكاة المعشرات والثمار والخضروات 2694 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «فيما سَقَتِ الأنهارُ والغَيْمُ: العُشُورُ، وفيما سُقيَ بالسَّانِيَةِ: نصف العشور (1) » . هذه رواية مسلم. وعند أبي داود: بدل «الغيم» : «العيون» ، وقال: «بالسَّواني» . وعند النسائي: «فيما سقت السماء، والأنهار، والعيون» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالسانية) : السانية الناضح يستقى عليه، سواء كان من الإبل أو البقر، وسنا يسنو: إذا استقى.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: نصف العشر. (2) رواه مسلم رقم (981) في الزكاة، باب ما فيه العشر أو نصف العشر، وأبو داود رقم (1597) في الزكاة، باب صدقة الزرع، والنسائي 5 / 42 في الزكاة، باب ما يوجب العشر وما يوجب نصف العشر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/341) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. 2 - وأخرجه أحمد (3/341) قال: حدثنا هارون. وفي (3/353) قال: حدثنا سريج بن النعمان. ومسلم (3/67) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح. وهارون بن سعيد الأيلي، وعمرو بن سواد، والوليد بن شجاع. وأبو داود (1597) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والنسائي (5/41) قال: أخبرني عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو، وأحمد بن عمرو، والحارث بن مسكين. وابن خزيمة (2309) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى بخبر غريب. (ح) وحدثنا عيسى بن إبراهيم. تسعتهم - هارون، وسريج، وأبو الطاهر، وعمرو بن سواد، والوليد، وأحمد بن صالح، والحارث، ويونس، وعيسى - عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 2694 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 611 2695 - (خ ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «فيما سقت السماء والعيون، أو كان عَثَريّاً: العشر، وما سُقيَ بالنَّضْح نصف العشر» . وقد روي موقوفاً على ابن عمر، وروي عن ابن عمر [عن عمر] موقوفاً عليه. أخرجه البخاري، والترمذي. وفي رواية أبي داود، والنسائي، قال: «فيما سَقَتِ السماء والأَنهار والعيون، أو كان بَعْلاً: العُشر، وما سُقِيَ بالسَّوَاني، أَو النَّضْح: نصفُ العشر» . قال أبو داود: البَعْلُ: ما شَرِب بعُرُوقه، ولم يَتَعَنَّ في سَقْيه. قال: وقال وكيع: هو الذي ينبت من ماء السماء (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 275 و 276 في الزكاة، باب العشر فيما يسقى من ماء السماء والماء الجاري، والترمذي رقم (640) في الزكاة، باب في الصدقة فيما يسقى بالأنهار وغيره، وأبو داود رقم (1596) في الزكاة، باب صدقة الزرع، والنسائي 5 / 41 في الزكاة، باب ما يوجب العشر وما يوجب نصف العشر، والحديثان يدلان على أنه يجب العشر فيما سقي بماء السماء والأنهار ونحوهما مما ليس فيه مؤونة كثيرة، ونصف العشر فيما سقي بالنواضح ونحوها، مما فيه مؤونة كثيرة، قال النووي: وهذا متفق عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/155) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. وأبو داود (1596) قال: حدثنا هارون بن سعيد بن الهيثم الأيلي. وابن ماجة (1817) قال: حدثنا هارون بن سعيد المصري أبو جعفر. والترمذي (640) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. والنسائي (5/41) قال: أخبرنا هارون بن سعيد بن الهيثم. أبو جعفر الأيلي. وابن خزيمة (2307) قال: سمعت أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. وفي (2308) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. ثلاثتهم - سعيد بن أبي مريم، وهارون بن سعيد بن الهيثم، أبو جعفر الأيلي، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 2695 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 612 2696 - (ط ت) سليمان بن يسار، وبسر بن سعيد: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «فيما سَقت السماء، والعيون، والبعل: العشرُ، وفيما سُقي بالنضح: [ص: 613] نصف العشر» . أخرجه الموطأ (1) . وأخرجه الترمذي عنهما عن أَبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأَسقط ذِكْر البعل، وقال أيضاً: وقد روي مرسلاً عنهما (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بعلاً) : البعل ما شرب بعروقه من الأرض، من غير سقي من السماء ولا غيرها، قال الأزهري: هكذا فسره الأصمعي وأبو عبيد، وجاء القُتْبي فغلَّط أبا عبيد، وهو بالغلط أولى، قال: وهذا الصنف من النخيل رأيته بالبادية. [وهو] ما نبت من النخيل في أرض يقرب ماؤها فرسخت عروقها في الماء، واستغنت عن ماء السماء والسيول وغيرها من الأنهار.   (1) 1 / 270 في الزكاة، باب زكاة ما يخرص من ثمار النخيل والأعناب، وإسناده عنده منقطع، وقد وصله البخاري والترمذي وأبو داود والنسائي، كما في الحديث الذي قبله، فهو به حسن. (2) رقم (639) في الزكاة، باب في الصدقة فيما يسقى بالأنهار وغيره، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1816) . والترمذي (639) كلاهما عن إسحاق بن موسى، أبو موسى الأنصاري. قال: حدثنا عاصم بن عبد العزيز بن عاصم. قال: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن سعد بن أبي ذباب، عن سليمان بن يسار، وعن بسر بن سعيد، فذكراه. (*) قال أبو عيسى الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن بكير بن عبد الله بن الأشج، وعن سليمان بن يسار، وبسر بن سعيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلا، وكأن هذا أصح. وأخرجه مالك «الموطأ» (611) قال: عن الثقة عنده، فذكره. الحديث: 2696 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 612 2697 - (س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: «بعثني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِلى اليمن، فأَمرني أن آخذ مما سقت السماء: العُشرَ، ومما سُقِيَ بالدَّوَالي نصفَ العشر» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 42 في الزكاة، باب ما يوجب العشر وما يوجب نصف العشر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/42) قال: نا هناد بن السري، عن أبي بكر وهو ابن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل، فذكره. الحديث: 2697 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 613 2698 - (ت د س) عتاب بن أسيد - رضي الله عنه -: قال: «أَمرنا [ص: 614] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن نَخْرُصَ العنب كما نَخرُص النخل، ونأخذَ زكاتَه زَبيباً، كما نأخذُ صدقةَ النخل تمراً» . أخرجه الترمذي، وأَبو داود. وأَخرجه النسائي أيضاً، عن ابن المسيب مرسلاً: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمر عتَّابَ بن أَسيد» . وللترمذي أيضاً، قال: «إِن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يبعثُ على الناس من يَخْرُص عليهم كُرومَهم وثمارهم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نخرص) : الخرص الحزر وقد ذكر الترمذي في سياق الحديث تفسيره مستوفى، فلم نعده.   (1) رواه الترمذي رقم (644) في الزكاة، باب ما جاء في الخرص، وأبو داود رقم (1603) في الزكاة، باب في خرص العنب، والنسائي 5 / 109 في الزكاة، باب شراء الصدقة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1819) في الزكاة، باب خرص النخل والعنب، وإسناده منقطع بين سعيد ابن المسيب وعتاب بن أسيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة، قال الترمذي: سألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا، فقال: حديث ابن جريج غير محفوظ، وحديث سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أصح. أقول: ولكن سعيد بن المسيب لم يسمع من عتاب بن أسيد، فهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1603) قال: حدثنا عبد العزيز بن السري الناقط، قال: حدثنا بشر بن منصور، عن عبد الرحمن بن إسحاق، وفي (1604) قال: حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثنا عبد الله بن نافع. عن محمد بن صالح التمار. وابن ماجة (1819) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، والزبير بن بكار، قالا: حدثنا ابن نافع، قال: حدثنا محمد بن صالح التمار. والترمذي (644) قال: حدثنا أبو عمرو مسلم بن عمرو الحذاء المدني، قال: حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ، عن محمد بن صالح التمار. وابن خزيمة (2316) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا عبد الله بن نافع، عن محمد بن صالح التمار. وفي (2318) قال: حدثنا محمد ابن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، عن عباد بن إسحاق (ح) وحدثنا محمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن السري، قال: حدثنا بشر بن منصور، عن عبد الرحمن ابن إسحاق. كلاهما - عبد الرحمن بن إسحاق، ومحمد بن صالح - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * أخرجه النسائي (5/109) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا بشر، ويزيد. وابن خزيمة (2317) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما - بشر بن المفضل، ويزيد - قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر عتاب بن أسيد أن يخرص العنب فتؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا. «مرسل» . (*) قال أبو داود: سعيد لم يسمع من عتاب شيئا. الحديث: 2698 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 613 2699 - (ت د س) سهل بن أبي حَثمة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «إِذا خَرَصْتُمْ فخذُوا (1) ، ودَعُوا الثلث فإِن لم تَدَعُوا الثلثَ، فَدَعُوا الرُّبُعَ» . [ص: 615] أَخرجه الترمذي، وعند أَبي داود، والنسائي قال: جاء سَهْل بن أبي حَثْمةَ إِلى مجلسنا، فقال: أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا خَرَصْتم فخذوا، ودعوا الثلث، فإن لم تدعوا الثلث فدَعوا الربع» . وقال النسائي: فإن لم تأخذوا، أَو تدَعُوا - شك شعبة - فدعوا الربع. قال الترمذي: والخرص: إِذا أَدركتِ الثمارُ من الرُّطَب والعِنَب مما فيه الزكاة بَعَثَ السلطان خارصاً فخرص عليهم، والخَرْص: أَن ينظرَ من يُبصِرُ ذلك، فيقول: يَخرج من هذا، من الزبيب كذا، ومن التمر كذا، فَيُحصي عليهم، وينظر مبلغ العُشْر من ذلك، فيُثْبت عليهم، ثم يُخلِّي بينهم وبين الثمار، فيصنعون ما أحبوا، وإِذا أَدركت الثمار أُخذ منهم العشر. وقال أبو داود: الخارص يَدَع الثلث لِلْحِرْفَةِ. وكذا قال يحيى القطان (2) . [ص: 616] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دعوا الثلث والربع) : قال الخطابي: قد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يترك لهم من عرض المال توسعة عليهم، لأنه إن [أُخذ] الحق منهم مستوفى أضر بهم، لأنه قد يكون منها الساقطة والهالكة، وما يأكله الطير والناس، فيترك لهم الربع أو الثلث توسعة عليهم، وكان عمر يأمر الخراص بذلك، وقال بعض الناس: لا نترك لهم شيئاً شائعاً في جملة النخل، بل نفرد لهم نخلات معدودة، قد علم مقدار ثمرها بالخرص.   (1) في بعض النسخ: فجذوا، من الجذ، وهو القطع، وفي بعضها، فحذوا، بالحاء، وهو التقدير، والقطع، وفي بعضها: فجدوا بالدال، بمعنى القطع، والأقرب: ما في الأصل: فخذوا، أي: خذوا زكاة الخروص إن سلم المخروص من الآفة. (2) رواه الترمذي رقم (643) في الزكاة، باب ما جاء في الخرص، وأبو داود رقم (1605) في الزكاة، باب في الخرص، والنسائي 5 / 42 في الزكاة، باب كم يترك الخارص، وفي سنده عبد الرحمن بن مسعود بن نيار، قال الحافظ في " التلخيص ": وقد قال البزار: إنه تفرد به، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، قال الحاكم: وله شاهد بإسناد متفق على صحته أن عمر بن الخطاب أمر به. اهـ. قال الحافظ: ومن شواهد ما رواه ابن عبد البر من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً: خفقوا في الخرص، فإن في المال العرية والواطئة والآكلة ... الحديث، وقال الترمذي: والعمل على حديث سهل بن أبي حثمة عند أكثر أهل العلم في الخرص، وبحديث سهل بن أبي حثمة يقول إسحاق وأحمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/448) قال: حدثنا عفان. وفي (4/2) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/3) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (2622) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وأبو داود (1605) قال: حدثنا حفص بن عمر. والترمذي (643) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (5/42) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد ابن جعفر. وابن خزيمة (2319) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، ومحمد. وفي (2320) قال: حدثناه محمد بن يحيى، قال: حدثنا وهب بن جرير. سبعتهم - عفان، ومحمد بن جعفر، ويحيى، وهاشم، وحفص، والطيالسي، ووهب - عن شعبة، قال: أخبرني خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، قال: سمعت عبد الرحمن بن مسعود بن نيار، فذكره. الحديث: 2699 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 614 2700 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يبعثُ ابنَ رَوَاحةَ إِلى يهودَ، فَيَخْرِصُ النخل، حين تَطيبُ الثمار، قبل أن يؤكلَ منه، ثم يُخَيِّرُ يهودَ: أَن يأخذوه بذلك الخَرْصِ، أو يَدْفَعُوهُ إِليه به، لكي تُحْصَى الزَّكَاةُ من قبل أَن تُؤكلَ الثمارُ وتُفَرَّقُ» . وفي رواية قالت وهي تذكر شأنَ خيبر: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يبعث عبدَ الله بنَ رَواحة إِلى يهودَ، فيخرصُ النخل حين يطيب، قبل أن يُؤكلَ منه» . أَخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (1606) في الزكاة، باب متى يخرص التمر، ورقم (3413) في البيوع، باب في الخرص، من حديث حجاج بن أرطاة عن ابن جريج قال: أخبرت عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت ... الحديث، قال الحافظ في " التلخيص ": وفيه جهالة الواسطة (يعني ابن جريج وابن شهاب) قال الحافظ: وقد رواه عبد الرزاق والدارقطني من طريقه عن ابن جريج [ص: 617] عن الزهري ولم يذكر واسطة، وهو مدلس، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه، قال: فرواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة، وأرسله معمر ومالك وعقيل لم يذكروا أبا هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/163) قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنا محمد بن بكر. وأبو داود (1606 و 3413) قال: حدثنا يحيى بن معين. قال: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (2315) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج قال: أخبرت عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) في رواية محمد بكر: «ابن جريج، عن ابن شهاب أنه بلغه عنه» ، وفي رواية ابن خزيمة: «ابن جريج، عن ابن شهاب» . الحديث: 2700 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 616 2701 - (ط) سليمان بن يسار: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «كان يبعث عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - إلى خيبر، فيخرُص بينه وبين يهود خيبر، قال: فجمعوا له حَلْياً من حَلْي نسائهم، فقالوا: هذا لك، وخَفِّف عنا وتَجَاوَزْ في القَسْم، فقال عبد الله: يا معشر يهود، والله إِنَّكم لمن أبغضِ خلق الله إِليَّ، وما ذلك بحاملي على أَن أَحيف عليكم، فأمَّا ما عرضتم من الرّشوة فإنها سُحْت، وإِنَّا لا نأكُلُهَا، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض» . أَخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حيف) : الحيف الظلم. (الرشوة) : البرطيل. (سحت) : السحت: الحرام.   (1) 2 / 703 و 704 في المساقاة، باب ما جاء في المساقاة، وهو مرسل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": مرسل في جميع الموطآت، وقد وصله أبو داود وابن ماجة من حديث ميمون بن مهران عن مقسم عن ابن عباس، أقول: وقد وصله أبو داود من طريق إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر كما في الحديث الذي بعده، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (1450) قال: عن ابن شهاب، عن سليمان بن يسار، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : مرسل في جميع الموطآت، وجاء عن ابن عباس، وعن سليمان منه صحيح قاله أبو عمر. وقد وصله أبو داود، وابن ماجة من حديث ميمون بن مهران عن مقسم، عن ابن عباس، وأبو داود من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر. الحديث: 2701 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 617 2702 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «أفاء اللهُ على [ص: 618] رسوله -صلى الله عليه وسلم- خيبرَ، فَأَقَرَّهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كما كانوا، وجعلها بينه وبينهم، فبعث عبد الله بن رواحة، فخرصها عليهم» . وفي رواية، قال: «خرص ابن رواحة نخل خيبر أربعين ألفَ وَسْقٍ، وزعم أَن اليهود لما خيَّرَهم ابنُ رواحة أخذوا الثَّمَر، وعليهم عشرونَ ألفَ وَسْقٍ» . أَخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (3414) و (3415) في البيوع، باب في الخرص، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3414) قال: ثنا ابن أبي خلف، قال: نا محمد بن سابق، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، فذكره. والرواية الثانية أخرجها أبو داود (3415) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر، قالا: ثنا ابن جريج، قال: ني أبو الزبير، فذكره. الحديث: 2702 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 617 2703 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: «كتب إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الخَضْراواتِ، وهي البقول؟ فقال: ليس فيها شيء» . أخرجه الترمذي، وقال: [إسناد] هذا الحديث ليس بصحيح (1) .   (1) رقم (638) في الزكاة، باب ما جاء في زكاة الخضراوات، وإسناده ضعيف، قال الترمذي: إسناد هذا الحديث ليس بصحيح، وليس يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وإنما يروى هذا عن موسى بن طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم أن ليس في الخضراوات صدقة. أقول: ورواه أيضاً الحاكم والطبراني والدارقطني من حديث معاذ، والبزار والدارقطني من حديث طلحة، والدارقطني من حديث علي، ومحمد بن عبد الله بن جحش، وأنس، وعائشة، وأسانيدها كلها ضعيفة، وقد ذكرها الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " 2 / 386 - 389 مع بيان ضعفها، وقال بعد ذكرها: قال البيهقي: وهذه الأحاديث يشد بعضها بعضاً ومعها قول بعض الصحابة. اهـ. أقول: وقد أوجب الزكاة في الخضراوات: الهادي والقاسم إلا الحشيش والحطب، لحديث: الناس شركاء في ثلاث، ووافقهما أبو حنيفة، إلا أنه استثنى السعف والتبن، واستدلوا على وجوب الزكاة بعموم قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة} وقوله: {ومما أخرجنا لكم من الأرض} وقوله: {وآتوا حقه يوم حصاده} وبعموم حديث " فيما سقت السماء العشر " ونحوه، وقالوا: حديث الباب ضعيف لا يصلح لتخصيص هذه العمومات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (638) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن الحسن ابن عمارة، عن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد، عن عيسى بن طلحة، فذكره. (*) قال الترمذي: إسناد هذا الحديث ليس بصحيح، وليس يصح في هذا الباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء، قال: والحسن، هو ابن عمارة، وهو ضعيف عند أهل الحديث. ضعفه شعبة وغيره، وتركه ابن المبارك. الحديث: 2703 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 618 2704 - (د س) أبو أمامة بن سهل بن حنيف - رحمه الله- (1) : عن أبيه، قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الجُعْرُورِ، ولَوْنِ الحُبَيق: أن يُؤخذا في الصدقة» . أخرجه أبو داود، وقال: قال الزهري: هما لونان من تمر المدينة. وفي رواية النسائي، عن سهل بن حنيف في الآية التي قال الله - عز وجل -: {وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبيثَ مِنهُ تُنفِقُونَ} [البقرة: 267] ، قال: «هو الجُعرورُ ولَونُ حُبَيْق، فنهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أَن تُؤخَذَ في الصدقة الرُّذَالَةُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تيمموا الخبيث) : التيمم القصد إلى الشيء، والخبيث الحرام، والرديء من المال.   (1) في الأصل: أبو أسامة سهل بن حنيف، وفي المطبوع: أبو أمامة سعد بن حنيف، وكلاهما خطأ، والتصحيح من أبي داود والنسائي وكتب الرجال. (2) رواه أبو داود رقم (1607) في الزكاة، باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة، والنسائي 5 / 43 في الزكاة، باب قوله عز وجل: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1607) . وابن خزيمة (2313) . قالا - أبو داود وابن خزيمة -: حدثنا محمد ابن يحيى، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد - يعني ابن العوام - عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، فذكره. والحديث بلفظ أبي داود. والنسائي (5/43) قال: نا يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع عن ابن وهب، قال: ثني عبد الجليل بن حميد اليحصبي، أن ابن شهاب حدثه قال: ثني أبو أمامة سهل بن حنيف، فذكره. الحديث: 2704 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 619 الفصل الخامس: في زكاة المعدن والركاز 2705 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «في الرِّكازِ الخُمسُ» . وفي رواية، قال: «العَجْمَاءُ جُبَارٌ، والبِئرُ جُبار، والمعدِنُ جُبار، وفي الرِّكاز الخمس» . أخرج الأُولى الموطأ، وأبو داود، والثانية أخرجها الجماعة إِلا أَبا داود. قال مالك: الأمر الذي لا اختلاف فيه عندنا، والذي سمعتُ أهل العلم يقولون: إن الرِّكاز إنما هو دِفْنٌ يوجد من دِفْن الجاهلية، ما لم يطلب بمال، ولم يُتكلَّف فيه نفقةٌ، ولا كبيرُ عمل، ولا مُؤونة. فأما ما طُلِبَ بمالٍ، وتُكلِّف فيه كبيرُ عمل فأُصِيبَ مرة، وأُخْطىء مرة: فليس بركاز (1) . [ص: 621] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الركاز) : عند أهل الحجاز كنز الجاهلية ودفنها، لأن صاحبه ركزه في الأرض، أي أثبته وهو عند أهل العراق المعدن لأن الله تعالى ركزه في الأرض ركزاً، والحديث إنما جاء في التفسير الأول منهما، وهو الكنز الجاهلي، [على] ما فسره الحسن، وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أخذه، والأصل فيه: أن ما خفت كلفته كثر الواجب فيه، وما ثقلت كلفته قل الواجب فيه. (العجماء جبار) : العجماء البهيمة، والجبار الهدر، وكذلك المعدن والبئر إذا هلك الأجير فيهما، فدمه هدر لا يطالب به.   (1) رواه البخاري 3 / 288 و 289 في الزكاة، باب في الزكار الخمس، وفي الشرب، باب من حفر بئراً في ملكه لم يضمن، وفي الديات، باب المعدن جبار والبئر جبار، وباب العجماء جبار، ومسلم رقم (1710) في الحدود، باب جرح العجماء، والمعدن والبئر جبار، والموطأ 1 / 249 في الزكاة، باب زكاة الركاز، والترمذي رقم (642) في الزكاة، باب رقم (16) ورقم (1377) في الأحكام، باب ما جاء في العجماء جرحها جبار، وأبو داود رقم (3085) في الإمارة، باب ما جاء في الركاز، والنسائي 5 / 45 في الزكاة، باب المعدن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (170 و 541) . والحميدي (1079) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/239) قال: حدثنا سفيان، وفي (2/254) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. والدارمي (1675 و 2383) قال: أخبرنا خالدبن مخلد. قال: حدثنا مالك. والبخاري (2/160) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (9/15) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث. ومسلم (5/127) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح. قالا: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. وفي (5/128) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعبد الأعلى بن حماد، كلهم عن ابن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا إسحاق - يعني ابن عيسى -. قال: حدثنا مالك. وأبو داود (3085 و 4593) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2509) قال: حدثنا محمد بن ميمون المكي وهشام بن عمار قالا: حدثنا سفيان بن عيينة والترمذي (642 و 1377) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. والنسائي (5/45) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وأخبرنا قتية، عن مالك، وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13227) عن قتيبة، عن الليث. وابن خزيمة (2326) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري. قال: حدثنا أبو عاصم، عن مالك بن أنس. خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وابن جريج، ومعمر، والليث - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، فذكراه. * وأخرجه ابن ماجة (2673) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (1377) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (5/44) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2326) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا ابن جريج. كلاهما - سفيان بن عيينة، وابن جريج - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «أبو سلمة» . * وأخرجه أحمد (2/415) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (2/475) قال: حدثنا يحيى، عن محمد - يعني ابن عمرو. وفي (2/495) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا محمد بن عمرو، في (2/501) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والدارمي (2382) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا محمد بن عمرو. ومسلم (5/128) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. قال: أخبرنا الليث، عن أيوب بن موسى، عن الأسود بن العلاء. وابن خزيمة (2326) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني ابن شهاب. ثلاثتهم - محمد بن عمرو، والأسود بن العلاء، وابن شهاب - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره «ليس فيه سعيد بن المسيب «. * وأخرجه مسلم (5/128) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة، والنسائي (5/45) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. ثلاثتهم - أبو الطاهر، وحرملة، ويونس - عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، فذكره. وعن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة. يقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «العجماء جرحها جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس» . أخرجه أحمد (2/386) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد. وفي (2/406) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (2/415) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا حماد. وفي (2/482) قال: حدثنا وكيع، عن حماد. والبخاري (9/15) قال: حدثنا مسلم. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/128) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي. قال: حدثنا الربيع - يعني ابن مسلم - (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا ابن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قالا: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - حماد، وشعبة، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد، فذكره. وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «البئر جبار، والعجماء جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس» . أخرجه أحمد (2/228) قال: حدثنا هشيم. قال: حدثنا منصور وهشام. وفي (2/411) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا هشام. وفي (2/493) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا عوف. وفي (2/499) قال: حدثنا علي، عن الحذاء. وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا هشام. والنسائي (5/45) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا هشيم. قال: أنبأنا منصور وهشام. أربعتهم - منصور، وهشام بن حسان، وعوف، وخالد الحذاء - عن محمد بن سيرين، فذكره. وعن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس» . أخرجه الحميدي (1080) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/382) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا أبو جعفر - يعني الرازي -. والدارمي (2384) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف 10/198/13858) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك. ثلاثتهم - سفيان، وأبو جعفر، ومالك - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وعن همام عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «العجماء جرحها جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس» . أخرجه أحمد (2/319) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر. عن همام، فذكره. وعن همام بن منبه عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «النار جبار» . أخرجه أبو داود (4594) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني. قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثنا جعفر بن مسافر التنيسي. قال: حدثنا زيد بن المبارك. قال: حدثنا عبد الملك الصنعاني. وابن ماجة (2676) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر. قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14699) عن أحمد بن سعيد. عن عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الملك الصنعاني - عن معمر، عن همام، فذكره. (*) زاد أحمد بن الأزهر: « ... والبئر جبار» . وعن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المعدن جبار، والبئر جبار، والعجماء جبار، وفي الركاز الخمس» . أخرجه البخاري (3/144) قال: حدثنا محمود. قال: أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي حصين عن أبي صالح. فذكره. الحديث: 2705 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 620 2706 - (د) ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب - رضي الله عنها -: كانت تحت المِقدَاد [بن عمرو] قالت: «ذهب المِقدادُ لحاجة ببقيع الخَبْخَبْةِ، فإذا جُرَذٌ يُخْرِجُ من جُحر ديناراً، ثم لم يزل يُخرج ديناراً [ديناراً] حتى أَخرج سبعة عشر ديناراً، ثم أخرج خِرْقة حمراء، يعني فيها دينارٌ، فكانت ثمانية عشر ديناراً، فذهب بها إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأَخبره، وقال [له] : خُذْ صدقتها، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل أَهويتَ إِلى الجُحْر؟ قال: لا. قال له: بارك الله لك فيها» . أخرجه أَبو داود (1) . [ص: 622] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أهويت إلى الجحر) : أهويت إلى الشيء مددت إليه يدي. والمعنى: أنه لو فعل ذلك كان قد صار ركازاً، لأنه يكون قد أخذه بشيء من فعله، وحينئذ كان يجب فيه الخمس، وإنما جعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حكم اللقطة لما لم يباشر [الجحر] والجحر الثقب.   (1) رقم (3087) في الإمارة، باب ما جاء في الركاز، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3087) قال: حدثنا جعفر بن مسافر. قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثنا الزمعي. عن عمته قريبة بنت عبد الله بن وهب، عن أمها كريمة بنت المقداد، فذكرته. وأخرجه ابن ماجة (2508) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، قال: حدثني موسى بن يعقوب الزمعي، قال: حدثتني عمتي قريبة بنت عبد الله، أن أمها كريمة بنت المقداد بن عمرو، أخبرتها عن ضباعة بنت الزبير، فذكرته. الحديث: 2706 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 621 2707 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «ليس العَنْبَر بركازٍ، إِنما هو شيءٌ دَسَرَهُ البحر» . أَخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [ص: 623] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دسره) : الدسر الدفع، يعني أن البحر ألقاه إلى الساحل.   (1) معلقاً 3 / 287 في الزكاة، باب ما يستخرج من البحر، قال الحافظ في " الفتح ": وهذا التعليق وصله الشافعي. قال: أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أذينة عن ابن عباس ... فذكر مثله، وأخرج البيهقي من طريقه ومن طريق يعقوب بن سفيان، حدثنا الحميدي وغيره عن ابن عيينة، وصرح فيه بسماع أذينة له من ابن عباس، أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن وكيع عن سفيان الثوري عن عمرو بن دينار مثله، قال: وأذينة تابعي ثقة، وقد جاء عن ابن عباس التوقف فيه، فأخرج ابن أبي شيبة من طريق طاوس قال: سئل ابن عباس عن العنبر، فقال: إن كان فيه شيء ففيه الخمس، قال الحافظ: ويجمع بين القولين، بأنه كان يشك فيه، ثم تبين له أن لا زكاة فيه فجزم بذلك. وقال الحافظ: اختلف في العنبر، فقال الشافعي في كتاب السلم من " الأم ": أخبرني عدد ممن أثق بخبره: أنه نبات يخلقه الله في جنبات البحر. قال: وقيل: إنه يأكله حوت فيموت فيلقيه البحر، فيؤخذ فيشق بطنه فيخرج منه. وحكى ابن رستم عن محمد بن الحسن: أنه ينبت في البحر، بمنزلة الحشيش في البر، وقيل: هو شجر ينبت في البحر فيتكسر فيلقه الموج إلى الساحل، وقيل: يخرج من عين، قاله ابن سينا. قال: وما يحكى من أنه روث دابة أو قيؤها، أو من زبد البحر: بعيد. وقال ابن البيطار في جامعه: هو روث دابة بحرية. وقيل: هو شيء ينبت في قعر البحر، ثم حكى نحو ما تقدم عن الشافعي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الزكاة - باب ما يستخرج من البحر. وقال الحافظ في «الفتح» : وهذا التعليق وصله الشافعي، قال: نا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أدينة، عن ابن عباس، فذكر مثله. وأخرجه البيهقي من طريقه ومن طريق يعقوب بن سفيان: ثنا الحميدي وغيره عن ابن عيينة، وصرح فيه سماع أذنيه له من ابن عباس، وأخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» عن وكيع عن سفيان الثوري، عن عمرو بن دينار، مثله. الحديث: 2707 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 622 الفصل السادس: في زكاة الخيل والرقيق 2708 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس على المسلم صدقةٌ في عَبده ولا فَرَسه» . وفي روايةٍ، قال: «ليس في العبد صدقةٌ إِلا صدقة الفطر» أَخرجه البخاري، ومسلم، وأَخرج الباقون الروايةَ الأولى. ولأبي داود أيضاً، أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس في الخيل والرقيق زكاة إِلا أَن زكاة الفطر في الرقيق» (1) . وللنسائي أَيضاً: «لا زكاة على الرجل المسلم في عبده، ولا في فرسه» (2) .   (1) وفي إسناد هذه الرواية عند أبي داود رجل مجهول، ولكن يشهد لها الرواية الأولى عند البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي. (2) رواه البخاري 3 / 258 في الزكاة، باب ليس على المسلم في فرسه صدقة، وباب ليس على المسلم في عبده صدقة، ومسلم رقم (982) في الزكاة، باب لا زكاة على المسلم في عبده وفرسه، والموطأ 1 / 277 في الزكاة، باب ما جاء في صدقة الرقيق والخيل والعسل، والترمذي رقم (628) في الزكاة، باب ليس في الخيل والرقيق صدقة، وأبو داود رقم (1594) و (1595) في الزكاة، باب صدقة الرقيق، والنسائي 5 / 35 في الزكاة، باب زكاة الخيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: «ليس المسكين هذا الطواف الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، إنما المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ويستحيي أن يسأل الناس، ولا يفطن له، فيتصدق عليه» . أخرجه أحمد (2/316) قال:حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال. 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (186) عن عبد الله بن دينار. والحميدي (1073) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عبد الله بن دينار. وفي (1074) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب بن موسى، عن مكحول. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. عن عبد الله بن دينار. وفي (2/254) قال: حدثنا ربعي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله بن دينار. وفي (2/410 و 469) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن دينار. وفي (2/470) قال: حدثنا عبد الرحمن. عن سفيان، عن عبد الله بن دينار. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان وشعبة، عن عبد الله بن دينار. والدارمي (1639) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. قال: عبد الله بن دينار أخبرني. والبخاري (2/149) قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا عبد الله بن دينار. ومسلم (3/67) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: قرأت على مالك، عن عبد الله بن دينار. (ح) وحدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. قال: حدثنا أيوب بن موسى، عن مكحول. وأبوداود (1595) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار. وابن ماجة (1812) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن دينار. والترمذي (628) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ومحمود بن غيلان. قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان وشعبة، عن عبد الله بن دينار. والنسائي (5/35) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا أيوب بن موسى، عن مكحول. وفي (5/36) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار. وابن خزيمة (2285) و (2286) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب بن موسى أولا، عن مكحول. ثم حدثنا عبد الله بن دينار. كلاهما - عبد الله بن دينار، ومكحول - عن سليمان بن يسار. 2 - وأخرجه أحمد (2/407) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/432) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (2/149) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا وهيب بن خالد. ومسلم (3/67) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. والنسائي (5/35) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى. وفي (5/36) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد. خمستهم - وهيب بن خالد، ويحيى بن سعيد، وسليمان بن بلال، وحماد بن زيد، وحاتم بن إسماعيل - عن خثيم بن عراك بن مالك. 3 - وأخرجه أحمد (2/420) قال: حدثنا هارون بن معروف. ومسلم (3/68) قال: حدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. وابن خزيمة (2289) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. خمستهم - هارون، وأحمد بن عيسى، وأحمد بن عبد الرحمن - عن عبد الله بن وهب، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه. 4 - وأخرجه ابن خزيمة (2288) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا نافع بن يزيد. قال: حدثني جعفر بن ربيعة. أربعتهم - سليمان بن يسار، وخثيم بن عراك بن مالك، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وجعفر بن ربيعة - عن عراك بن مالك، فذكره. * أخرجه أحمد (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر وابن جريج. عن إسماعيل بن أمية. وفي (2/432) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا أسامة. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أسامة بن زيد. وأبوداود (1594) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن يحيى بن فياض. قالا: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا عبيد الله، عن رجل. والنسائي (5/35) قال: أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي. قال: حدثنا محرز بن الوضاح، عن إسماعيل، وهو ابن أمية. ثلاثتهم - إسماعيل بن أمية، وأسامة بن زيد، ورجل - عن مكحول، عن عراك بن مالك، فذكره. ليس فيه: «سليمان بن يسار» . * وأخرجه أحمد (2/249) قال: ثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة. ليس فيه «عراك بن مالك» . * وأخرجه الحميدي (1075) ، وابن خزيمة (2287) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. كلاهما - الحميدي، وعبد الجبار بن العلاء - قالا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر قال: سمعت عراك بن مالك، يحدث عن أبي هريرة، مثل ذلك، ولم يرفعه. الحديث: 2708 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 623 2709 - (ط) سليمان بن يسار: أَن أَهلَ الشام قالوا لأبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه -: خُذْ من خَيلنا ورٍقِيقنا صدقة، فأبى، ثم كتب إلى عمر بن الخطاب، فأبى عمر بن الخطاب، ثم كَلَّمُوه أيضاً، فكتب إِلى عمر، فكتب إِليه عمر: «إنْ أَحَبُّوا فَخُذْها منهم، واردُدْها عليهم، وارزُق رَقيقَهم» . قال مالك: معنى قوله: «وارددها عليهم» ، يقول: على فقرائهم. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 277 في الزكاة، باب في صدقة الرقيق والخيل والعسل. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وعورض هذا الحديث بما روى عمر في قصة عبد الرحمن بن أمية إذ ابتاع فرساً بمائة قلوص فقال عمر: إن الخيل لتبلغ هذا عندكم فتأخذ من أربعين شاة شاة، ولا تأخذ من الخيل شيئاً، خذ من كل فرس ديناراً، وإذا تعارض الحديثان سقطاً، والحجة في الحديث الثابت " ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة ". اهـ. يريد بذلك الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (617) ، قال: عن ابن شهاب، عن سليمان بن يسار، فذكره. الحديث: 2709 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 624 الفصل السابع: في زكاة العسل 2710 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «في العَسَلِ، في كلِّ عَشرَةِ أَزْقَاقٍ (1) مِن عسلٍ: زِقٌّ» . أَخرجه الترمذي (2) .   (1) الذي في نسخ الترمذي المطبوعة: عشرة أزق، وكلا الجمعين صحيح. (2) رقم (629) في الزكاة، باب في زكاة العسل، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: حديث ابن عمر في إسناده مقال، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم: ليس في العسل شيء، وفي الباب: عن أبي هريرة، وهلال المتعي، وعبد الله بن عمرو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (629) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي، عن صدقة بن عبد الله، عن موسى بن يسار، عن نافع، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: حديث ابن عمر في إسناده مقال، ولا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب كبير شيء. وصدقة بن عبد الله ليس بحافظ، وقد خولف صدقة بن عبد الله في رواية هذا الحديث عن نافع. الحديث: 2710 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 624 2711 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله-: عن أبيه عن جدِّه قال: «جاء هلال - أحدُ بني مُتْعَان- إِلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بعُشورِ نَحْلٍ له، فسأله أَن يَحْميَ له وادِيَ سَلَبَةَ، فحمى له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك الوادي، فلما وَلِيَ عمر بن الخطاب كتب سفيانُ بنُ وَهبٍ إلى عمر بنِ الخطاب يسأله عن ذلك؟ فكتب إِليه عمر: إِن أدَّى إِليك ما كان يُؤدِّيه إِلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عُشُورِ نحله، فاحمِ له سَلَبَةَ، وإِلا فإنما هو ذُباب غَيْثٍ، يأكلُهُ من شاء» . وفي رواية: «أَن شَبَابَة بطن من فَهْمٍ ... فذكر نحوه» . [وفيه] : قال: «من كل عَشْرِ قِرَبٍ قِرْبةٌ» . وقال سفيان بن عبد الله الثقفي: قال: «وكان يَحْمي لهم وادِيَين» . زاد: «فَأَدَّوا إِليه ما كانوا يُؤدُّون إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحمى لهم وَادِييْهم» . أخرجه أَبو داود، وأخرج النسائي الأولى (1) . [ص: 626] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَلَبة) واد كما قد ذكر في الحديث، قال الخطابي: معنى «حماية الوادي له» أن النحل إنما ترعى أنوار النبات وما اخضر منها ونَعُم، فإذا حميت مراعيها أقامت فيها ورعت وعسَّلت [في الخلايا] ، فكثرت منافع أصحابها، وإذا شوركت في تلك المراعي بترك الحماية، احتاجت أن تبعد في طلب المرعى، وتمعن فيه، فيكون ريعها أقل، وقيل: هو أن يحمى لهم الوادي الذي تُعَسِّل فيه، فلا يترك أحداً يعرض للعسل، فيشتاره، لأن سبيل العسل سبيل المياه والمعادن والصيود، ليس لأحد عليها ملك، وإنما يملك باليد لمن سبق إليه، فإذا حمي له الوادي ومنع الناس منه حتى يأخذه قوم مخصوصون، وجب عليهم إخراج العشر منه، عند من أوجب فيه العشر. قال: ويدل على صحة القول، قوله: «فإنما هو ذباب غيث يأكله من شاء» ومعناه: أن النحل إنما يتتبع مواقع الغيث، وحيث يكثر المرعى، وذلك شأن الذباب، لأنها تألف الغياض والمكان المُعشِب.   (1) رواه أبو داود رقم (1600) و (1601) و (1602) في الزكاة، باب زكاة العسل، والنسائي 5 / 46 في الزكاة، باب زكاة النحل، من حديث موسى بن أعين عن عمر بن الحارث المصري عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، وإسناده صحيح، قال الحافظ في " التلخيص ": قال الدارقطني: يروى عن عبد الرحمن بن الحارث وابن لهيعة عن عمرو بن شعيب مسنداً، ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب عن عمر مرسلاً، قال الحافظ: فهذه علته، وعبد الرحمن وابن لهيعة ليسا من أهل الإتقان، لكن تابعهما عمرو بن الحارث أحد الثقات وتابعهما أسامة ابن زيد [الليثي] عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند ابن ماجة وغيره. أقول: وفي الباب، عن أبي هريرة، وابن عمر، وأبي سيارة المتعي، وسعد بن أبي ذباب، وانظر " نصب الراية " للحافظ الزيلعي 2 / 390 - 393، وفي معنى الحديث تفصيل ليس هذا محل بسطه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1600) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن عمرو بن الحارث المصري. وفي (1601) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا المغيرة، ونسبه إلى عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، قال: حدثني أبي. وفي (1602) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن، قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني أسامة بن زيد. وابن ماجة (1824) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا أسامة ابن زيد. والنسائي (6/46) قال: أخبرني المغيرة بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب، عن موسى بن أعين، عن عمرو بن الحارث. وابن خزيمة (2324) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، عن المغيرة - وهو ابن عبد الرحمن -. (ح) وحدثناه مرة، قال: حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبي عبد الرحمن. وفي (2325) قال: حدثنا الربيع، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة بن زيد. ثلاثتهم - عمرو بن الحارث، وعبد الرحمن بن الحارث، وأسامة بن زيد - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2711 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 625 الفصل الثامن: في زكاة [مال] اليتيم 2712 - (ط) مالك بن أنس: بلغه: أَن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال: «اتَّجِروا في أموال اليتامى، لا تأكلها الصدقة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 251 في الزكاة، باب زكاة أموال اليتامى، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له حديث القاسم وعمر بن شعيب اللذين بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (589) فذكره، بلاغا. الحديث: 2712 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 627 2713 - (ط) مالك بن أنس: بلغه أن عائشة - رضي الله عنها -: « [كانت] تُعطي أموالَ اليتامى مَن يتَّجِرُ فيها» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 251 في الزكاة، باب زكاة أموال اليتامى، وإسناده منقطع، وكذلك يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] خرجه مالك «الموطأ» (519) ، بلاغا. فذكره. الحديث: 2713 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 627 2714 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله -: قال: «كانت عائشة تَلِيني أنا وأخاً لي يتيمين في حَجرِها، فكانت تُخرِج من أموالنا الزكاة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 251 في الزكاة، باب زكاة أموال اليتامى، وإسناده صحيح، وقد صح ذلك عن عمر ابن الخطاب، وابنه عبد الله، وعلي بن أبي طالب، وجابر بن عبد الله، رضي الله عنهم أنهم كانوا يزكون من مال اليتيم، وبه يقول مالك والشافعي وأحمد، وإسحاق. وقالت طائفة من أهل العلم: ليس في مال اليتيم زكاة، وبه يقول سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك، وأبو حنيفة، واستدل الأولون بأحاديث الباب وهي وإن كانت ضعيفة، لكنها يؤيدها آثار صحيحة عن الصحابة رضي الله عنهم، وبعموم الأحاديث الواردة في إيجاب الزكاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: خرجه مالك «الموطأ» (590) قال: عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2714 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 627 2715 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جدِّه: أن [ص: 628] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خطب الناس، فقال: «ألا مَن وَليَ يتيماً له مالٌ فَليَتَّجر فيه، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة» . وفي رواية عن عمرو بن شعيب: «أن عمر بن الخطاب ... فذكر الحديث» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (641) في الزكاة، باب ما جاء في زكاة اليتيم، ورواه أيضاً الدارقطني والبيهقي، وفي إسناده المثنى بن الصباح، وهو ضعيف، وله شواهد مرسلة عند الشافعي وغيره، ويؤيدها آثار الصحابة التي تقدم ذكرها في التعليق على الحديث الذي قبله، وقد أكد الشافعي هذا بعموم الأحاديث الصحيحة في إيجاب الزكاة مطلقاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (641) قال: ثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا إبراهيم بن موسى، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. وقال الترمذي: وإنما روى هذا الحديث من هذا الوجه، وفي إسناده مقال. لأن المثنى بن الصباح يضعف في الحديث. وروى بعضهم هذا الحديث عن عمرو بن شعيب، أن عمر بن الخطاب، فذكره. الحديث: 2715 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 627 الفصل التاسع: في تعجيل الزكاة 2716 - (ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أَن العباس سأَل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في تعجيل زكاته، قبل أن يَحوَل الحَولُ، مُسارَعَة إِلى الخير، فأذِنَ له في ذلك» . أَخرجه أَبو داود، والترمذي. وفي أخرى للترمذي أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لعمر: «إِنا قد أَخذنا زكاة العباس عامَ الأوَّل للعام» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1624) في الزكاة، باب في تعجيل الزكاة، والترمذي رقم (678) و (679) في الزكاة، باب ما جاء في تعجيل الزكاة، ورواه أيضاً أحمد والحاكم والدارقطني وغيرهم، وسنده ضعيف، ولكن يعضده أحاديث بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/104) (822) . والدارمي (1643) . وأبو داود (1624) . وابن ماجة (1795) قال: حدثنا محمد بن يحيى. والترمذي (678) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. وابن خزيمة (2331) قال: حدثنا محمد بن يحيى وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري. خمستهم - أحمد، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو داود، ومحمد بن يحيى، وعلي بن عبد الرحمن - عن سعيد بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن حجاج بن دينار، عن الحكم بن عتيبة، عن حجية بن عدي، فذكره. (*) قال أبو داود: روى هذا الحديث هشيم عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وحديث هشيم أصح. (*) وقال ابن خزيمة: الحجاج بن دينار - وإن كان في القلب منه. الحديث: 2716 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 628 2717 - (ط ت) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن ابن عمر كان يقول: «لا تجب في مالٍ زكاة، حتى يَحُولَ عليه الحولُ» . أَخرجه الموطأ. وأَخرجه الترمذي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من استفاد مالاً فلا زكاة فيه حتى يحول عليه الحول» زاد في رواية «عند ربه» ، قال الترمذي: وقد روي موقوفاً على ابن عمر (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 246 في الزكاة، باب الزكاة في العين من الذهب والورق، والترمذي رقم (631) و (632) في الزكاة، باب لا زكاة على المال حتى يحول عليه الحول، والمرفوع عند الترمذي ضعيف، والصحيح وقفه على ابن عمر، كما قال الدارقطني والترمذي والبيهقي وابن الجوزي وغيرهم، قال الحافظ في " التلخيص ": وروى البيهقي عن أبي بكر وعلي وعائشة موقوفاً عليهم مثل ما روي عن ابن عمر، والاعتماد في هذا على الآثار عن أبي بكر وغيره، والآثار تعضده فيصلح للحجة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح موقوفا: أخرجه الترمذي (631) . قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا هارون بن صالح الطلحي المدني، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. وفي (632) . قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر، فذكره موقوفا. (*) قال الترمذي: وهذا «يعني الموقوف» أصح من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قال أبو عيسى الترمذي: وروى أيوب، وعبيد الله بن عمر، وغير واحد، عن نافع عن ابن عمر، موقوفا، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف في الحديث، ضعفه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وغيرهما من أهل الحديث وهو كثير الغلط. وهو عند مالك «الموطأ» (583) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 2717 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 629 2718 - (ط) محمد بن عقبة - مولى الزبير بن العوام -: «سأل: القاسمَ بن محمد عن مكاتب قاطعه بمالٍ عظيم، هل عليه فيه زكاة؟ فقال القاسم: إِن أبا بكر الصديقَ لم يكن يأخذ من مال زكاة حتى يحُولَ عليه الحولُ. قال القاسم [بن محمد] : وكان أبو بكر إِذا أَعْطَى الناس أَعْطِيَاتِهِمْ، سأل الرجل: هل عندك من مالٍ وَجَبَتْ عليك فيه الزكاة؟ فإن قال: نعم، [ص: 630] أخذَ من عطائه زكاة ذلك المال، وإن قال: لا، سَلَّمَ إِليه عطاءه ولم يأْخذ منه شيئاً» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 245 في الزكاة، باب الزكاة في العين من الذهب والورق، وفي سنده انقطاع، فإن القاسم ابن محمد لم يدرك جده أبا بكر الصديق رضي الله عنه، ولكن يشهد له الذي قبله والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (581) قال: عن محمد بن عقبة مولى الزبير، فذكره. الحديث: 2718 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 629 2719 - (ط) قدامة [بن مظعون الجمحي]- رحمه الله-: قال: «كنت إذا جئت عثمان بنَ عفان أَقْبِضُ عطائي، سألني: هل عندك من مال وجبت عليك فيه الزكاة؟ ... وذكر مثل الحديث الأول» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 246 في الزكاة، باب الزكاة في العين من الذهب والورق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (582) قال: عن عمرو بن حسين، عن عائشة بنت قدامة، عن أبيها، فذكره. الحديث: 2719 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 630 2720 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: «أَوَّلُ من أَخذ من الأعْطيَةِ الزكاةَ: معاويةُ بن أبي سفيان» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 246 في الزكاة، باب الزكاة في العين من الذهب والورق، وإسناده منقطع، فإن الزهري لم يدرك معاوية، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: يريد أخذ زكاتها نفسها منها، لا أنه أخذ منها عن غيرها مما حال عليه الحول، قال: ولا أعلم من وافقه إلا ابن عباس، ولم يعرفه الزهري، فلذا قال: وإن معاوية أول من أخذ، قال: وهذا شذوذ لم يعرج عليه أحد من العلماء، ولا قال به أحد من أئمة الفتوى، وقال الباجي: قال ابن مسعود وابن عامر مثل قولهما، ثم انعقد الإجماع على خلافه، قال: وإنما كان معاوية يأخذ من العطاء زكاة ذلك العطاء، لأنه كان يرى حقه واجباً قبل دفعه إليه، فكان يراه كالمال المشترك يمر عليه الحول في حالة الاشتراك، وأما أبو بكر وعمر وعثمان فلم يأخذوا ذلك منها، إذ لم يتحقق ملك من أعطيها إلا بعد القبض، لأن للإمام أن يصرفها إلى غيره بالاجتهاد، ونحو هذا التأويل ذكر ابن حبيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (584) قال: عن ابن شهاب، فذكره. الحديث: 2720 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 630 الفصل العاشر: في أحكام متفرقة للزكاة 2721 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال له - حين بعثه إلى اليمن -: «خُذِ الحَبَّ من الحبِّ، والشاةَ من الغنم، والبعير من الإِبل، والبقر من البقر» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1599) في الزكاة، باب صدقة الزرع، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1814) في الزكاة، باب ما تجب فيه الزكاة من الأموال، وفي سنده شريك بن عبد الله بن أبي نمر أبو عبد الله المدني، وهو صدوق يخطئ، وباقي رجاله ثقات، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1599) قال: حدثنا الربيع بن سليمان. وابن ماجة (1814) قال: حدثنا عمرو ابن سواد المصري. كلاهما الربيع بن سليمان، وعمرو بن سواد عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 2721 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 631 2722 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «أما بعد، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يأمرُنا: أن نُخرِج الصدقة من الذي نُعِدُّ للبيع» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1562) في الزكاة، باب العروض إذا كانت للتجارة هل فيها زكاة، ورواه أيضاً الدارقطني في سننه صفحة 214، باب زكاة مال التجارة، والبيهقي 4 / 146، والطبراني في معجمه، وإسناده ضعيف، ولكن في الباب أحاديث مرفوعة وموقوفة استدل بمجموعها جمهور العلماء على وجوب الزكاة في عروض التجارة، فمن المرفوعة، ما رواه الدارقطني في سننه صفحة 203، والحاكم في مستدركه 1 / 388، والبيهقي في سننه 4 / 147 من حديث أبي ذر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " في الإبل صدقتها، وفي الغنم صدقتها، وفي البقر صدقتها، وفي البز صدقته " والبز، قال النووي في " تهذيب الأسماء واللغات " هو بالباء والزاي، وهي الثياب التي هي أمتعة البزاز، قال: ومن الناس من صفحه بضم الباء وبالراء المهملة، وهو غلط. اهـ. ولهذا الحديث طرق لا تخلو من ضعف. [ص: 632] وأما الآثار، فمنها ما رواه مالك في الموطأ 1 / 255، باب زكاة العروض، عن يحيى بن سعيد عن زريق بن حيان، وكان على جواز مصرفي زمان الوليد، وسليمان، وعمر بن عبد العزيز، فذكر أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتب إليه: أن انظر من مر بك من المسلمين فخذ مما ظهر من أموالهم مما يديرون من التجارة، من كل أربعين ديناراً، فما نقص فبحساب ذلك حتى يبلغ عشرين ديناراً، فإن نقصت ثلث دينار فدعها ولا تأخذ منها شيئاً، ومن مر بك من أهل الذمة، فخذ مما يديرون من التجارة من كل عشرين ديناراً ديناراً، فما نقص فبحساب ذلك حتى يبلغ عشرة دنانير، فإن نقصت ثلث دينار فدعها، ولا تأخذ منها شيئاً، واكتب لهم بما تأخذ منهم كتاباً إلى مثله من الحول، وإسناده حسن. وروى أحمد وعبد الرزاق، والدارقطني والشافعي عن أبي عمرو حماس عن أبيه أنه قال: كنت أبيع الأدم والجعاب، فمر بي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: أد صدقة مالك، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنما هو في الأدم، قال: قوِّمه ثم أخرج صدقته، وفيه ضعف، وروى عبد الرزاق في مصنفه قال: أخبرنا ابن جريج، أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقول: في كل مال يدار في عبيد أو دواب، أو بز للتجارة، تدار الزكاة فيه كل عام، وأخرج عروة بن الزبير، وسعيد ابن المسيب، والقاسم، قالوا في العروض: تدار الزكاة كل عام، لا تؤخذ منها الزكاة حتى يأتي ذلك الشهر عام قابل. وقد أخرج الشافعي في " الأم " 2 / 39 بسند صحيح عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنه قال: ليس في العروض زكاة إلا أن يراد به التجارة، ورواه البيهقي في " السنن " 4 / 147 وقال: وهذا قول عامة أهل العلم. أقول: وقد استدل بعض العلماء بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ... } الآية [البقرة: 267] على زكاة عروض التجارة، فقال البخاري في صحيحه 3 / 243 في الزكاة، باب صدقة الكسب والتجارة، لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ... } الآية. وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح ": هكذا أورد هذه الترجمة مقتصراً على الآية بغير حديث، وكأنه أشار إلى ما رواه شعبة عن الحكم عن مجاهد في هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ... } قال: من التجارة الحلال، أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق آدم عنه، وأخرجه الطبري من طريق هشيم عن شعبة، ولفظه {من طيبات ما كسبتم} قال: من التجارة {ومما أخرجنا لكم من الأرض} قال: من الثمار. وقال الصنعاني في " سبل السلام " واستدل لوجوب الزكاة في مال التجارة بقوله تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم} قال التجارة، وقال الطبري في تفسير الآية: يعني جل ثناؤه: زكوا من طيب ما كسبتم بتصرفكم، إما بتجارة، وإما بصناعته من الذهب والفضة. وقال النووي في " المجموع " 6 / 47، باب زكاة التجارة: والصواب الجزم بالوجوب به، قال جماهير [ص: 633] العلماء من الصحابة والتابعين والفقهاء بعدهم أجمعين، وذكر عن ابن المنذر أنه قال: رويناه عن عمر بن الخطاب، وابن عباس، والفقهاء السبعة، والحسن البصري، وطاوس، وجابر بن زيد، وميمون بن مهران، والنخعي، ومالك، والثوري، والأوزاعي، والشافعي، والنعمان وأصحابه، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور، وأبي عبيد. وقال السيوطي الرحيباني في " مطالب أولي النهى " 2 / 96، 97 طبع المكتب الإسلامي بدمشق: ووجوب الزكاة في عروض التجارة قول عامة أهل العلم، روي عن عمر، وابنه، وابن عباس، ودليله قوله تعالى: {وفي أموالهم حق معلوم} وقوله: {خذ من أموالهم صدقة ... } ومال التجارة أعظم الأموال، فكان أولى بالدخول، ولحديث أبي ذر مرفوعاً " وفي البز صدقته " ... قال: واحتج أحمد بقول عمر لحماس: أد زكاة مالك، فقال: مالي إلا جعاب وأدم، فقال: قومها وأد زكاتها، قال: ولأنه مال نام، فوجبت فيه الزكاة كالسائمة. وقال صاحب المنار العلامة الشيخ محمد رشيد رضا: جمهور علماء الملة يقولون بوجوب زكاة عروض التجارة وليس فيها نص قطعي من الكتاب والسنة، وإنما ورد فيها روايات يقوي بعضها بعضاً، مع الاعتبار المستند إلى النصوص، وهو أن عروض التجارة المتداولة للاستغلال نقود لا فرق بينها وبين الدراهم والدنانير التي هي أثمانها، إلا في كون النصاب يتقلب ويتردد بين الثمن وهو النقد، والمثمن وهو العروض، فلو لم تجب الزكاة في التجارة، لأمكن لجميع الأغنياء أو أكثرهم أن يتجروا بنقودهم ويتحروا أن لا يحول الحول على نصاب من النقدين أبداً، وبذلك تبطل الزكاة فيهما عندهم، ورأس الاعتبار في المسألة أن الله تعالى فرض في أموال الأغنياء صدقة لمواساة الفقراء ومن في معناهم، وإقامة المصالح العامة، وأن الفائدة في ذلك للأغنياء تطهير أنفسهم من رذيلة البخل، وتزكيتها بفضائل الرحمة بالفقراء وسائر أصناف المستحقين، ومساعدة الدولة والأمة في إقامة المصالح العامة، والفائدة للفقراء وغيرهم إعانتهم على نوائب الدهر، مع ما في ذلك من سد ذريعة المفاسد في تضخم الأموال، وحصرها في أناس معدودين، وهو المشار إليه بقوله تعالى في حكمة قسمة الفيء {كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} فهل يعقل أن يخرج من هذه المقاصد الشرعية كلها التجار الذين ربما تكون معظم ثروة الأمة في أيديهم؟! . وقال الشيخ محمود شلتوت في كتابه " الفتاوى " صفحة 121: وأما عروض التجارة، فالرأي الذي يجب التعويل عليه - وهو رأي جماهير العلماء من سلف الأمة وخلفها - أنه تجب فيها الزكاة متى بلغت قيمتها في آخر الحول نصاباً نقدياً، ومعنى هذا أن التاجر المؤمن يجب عليه في آخر كل عام أن يجرد بضائعه جميعاً، ويقدر قيمتها، ويخرج زكاتها متى بلغت نصاباً، مع ملاحظة أن لا يدخل في التقدير المحل الذي تدار فيه التجارة، ولا أثاثه الثابت، قال: وعروض التجارة في واقعها أموال متداولة بقصد الاستغلال، فلو لم تجب الزكاة في الأعيان التجارية - والأموال عند كثير من الأمم الإسلامية مصدرها الزراعة والتجارة - لترك نصف مال الأغنياء دون زكاة، ولاحتال أرباب النصف الآخر أن يتجروا بأموالهم، وبذلك تضيع الزكاة جملة، وتفوت حكمة الشارع الحكيم من تشريعها وجعلها ركناً من أركان الدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1562) قال: حدثنا محمد بن داود بن سفيان، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثناسليمان بن موسى، أبو داود، قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، قال: حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان، فذكره. الحديث: 2722 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 631 2723 - (د) سعيد بن أبيض - رحمه الله-: عن أَبيه أبيض بن حمَّال: «أَنَّهُ كلَّمَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في الصدقة - حين وَفَد عليه - أَن لا يأْخذها من أهل سَبَأ؟ فقال: يا أخا سبأ، لابُدَّ من صدقة، فقال: يا رسول الله، إنما زرعُنا القُطنُ، وقد تَبَدَّدَت سبأُ، ولم يبق منهم إِلا قليلٌ بِمأرِبَ، فصالح رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على سبعين حُلَّة من قيمة وفاء بَزِّ المَعَافِر كلَّ سنة، عمَّن بقي من سبأ بمأرِب، فلم [يزالوا] يُؤدُّونها (1) ، حتى قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم إن العُمَّالَ انْتَقَضوا عليهم بعد ما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيما صالح أَبيضُ بن حَمَّال رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- في الحُلَلِ السبعين، فردَّ ذلك أبو بكر على ما وضعهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى مات أبو بكر، فلما مات أبو بكر - رضي الله عنه - انتقض ذلك، وصار [ت] على الصدقة» . أَخرجه أبو داود (2) .   (1) في الأصل: فلم يؤدوها، والتصحيح من أبي داود. (2) رقم (3028) في الإمارة، باب في حكم أرض اليمن، وفي سنده ثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال، وأبوه سعيد بن أبيض بن حمال، لم يوثقهما غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3028) قال: ثنا محمد بن أحمد القرشي، وهارون بن عبد الله، أن عبد الله ابن الزبير «الحميدي» حدثهم، قال: ثنا فرج بن سعيد، قال: ثني عمي ثابت بن سعيد، فذكره. قلت: في سنده ثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال، وأبوه لم يوثقهما غير ابن حبان. الحديث: 2723 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 634 2724 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: يُذكر عنه أنه قال: «يُعتِق من زكاة ماله، ويُعطي في الحج» . أَخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 3 / 261 في الزكاة، باب قول الله تعالى: {وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله} قال [ص: 635] الحافظ في " الفتح " 3 / 261: وصله أبو عبيد في " كتاب الأموال "، من طريق حسان أبي الأشرس، عن مجاهد عنه: " أنه كان لا يرى بأساً أن يعطي الرجل من زكاة ماله في الحج، وأن يعتق منه الرقبة "، أخرجه عن أبي معاوية عن الأعمش عنه، وأخرج عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: " أعتق من زكاة مالك " وانظر تتمة الموضوع في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الزكاة - باب قول الله تعالى: وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله. وقال الحافظ في «الفتح» (3/388) : وصله أبو عبيد في كتابه «الأقوال» من طريق حسان بن أبي الأشرس عن مجاهد عنه أنه كان لا يرى بأسا أن يعطي الرجل من زكاة ماله في الحج، وأن يعتق منه الرقبة، أخرجه عن أبي معاوية، عن الأعمش، عنه وأخرج عن أبي بكر بكر بن عياش عن الأعمش، عن ابن نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: «اعتق من زكاة مالك» وتابع أبا معاوية عبدة بن سليمان رويناه في «فوائد يحيى بن معين» . الحديث: 2724 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 634 2725 - (خ) طاوس: قال: قال معاذ لأهل اليمن: «ائتُوني بعَرْضٍ: ثيابٍ خَميصٍ، أَو لَبيسٍ في الصدقة، مكان الشعير والذُّرة، أَهوَنُ عليكم، وَخَيْرٌ لأصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة» . أَخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 3 / 247 في الزكاة، باب العرض في الزكاة، قال الحافظ في " الفتح " 3 / 247 هذا التعليق صحيح الإسناد إلى طاوس، لكن طاوس لم يسمع من معاذ، فهو منقطع، فلا يغتر بقول من قال: ذكره البخاري بالتعليق الجازم، فهو صحيح عنده، لأن ذلك لا يفيد إلا الصحة إلى من علق عنه، وأما باقي الإسناد: فلا، إلا أن إيراده له في معرض الاحتجاج به يقتضي قوته عنده، وكأنه عضده عنده الأحاديث التي ذكرها في الباب، وقد روينا أثر طاوس المذكور في كتاب الخراج ليحيى بن آدم من رواية ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة، وعمرو بن دينار، فرقهما كلاهما عن طاوس به، ثم قال: وقوله: " في الصدقة " يرد قول من قال: إن ذلك كان في الخراج، وحكى البيهقي أن بعضهم قال فيه: " من الجزية " بدل " الصدقة " فإن ثبت ذلك سقط الاستدلال، لكن المشهور الأول، وقد رواه ابن أبي شيبة عن وكيع عن الثوري عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس: " أن معاذاً كان يأخذ العروض في الصدقة " وانظر " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الزكاة - باب العرض في الزكاة. وقال الحافظ في «الفتح» : هذا التعليق صحيح الإسناد إلى طاوس، لكن طاوس لم يسمع من معاذ فهو منقطع، فلا يغتر بقول من قال: ذكره البخاري بالتعليق الجازم فهو صحيح عنده، لأن ذلك لا يفيد إلا الصحة إلى من علق عنه، وأما باقي الإسناد فلا. الحديث: 2725 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 635 2726 - (ط) السائب بن يزيد - رحمه الله-: أن عثمانَ بن عفان كان يقول: «هذا شهر زكاتكم، فمن كان عليه دَيْن فَلْيُؤدِّ دَيْنَه، حتى تَحصُلَ أموالُكم، فَتُؤدُّون منها الزكاة» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 3 / 253 في الزكاة، باب في الزكاة في الدين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (594) قال: عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : وفي رواية البيهقي من وجه آخر عن الزهري، قال: ني السائب بن يزيد، أنه سمع عثمان بن عفان خطيبا على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. الحديث: 2726 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 635 الباب الثالث من كتاب الزكاة: في زكاة الفطر 2727 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «فرض رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر، صاعاً من تمر، أَو صاعاً من شعير، على كلِّ عبدٍ أو حُرٍّ، صغير، أو كبير» . وفي روايةٍ: «على كلِّ حُر أو عبدٍ، ذكر أَو أُنثى من المسلمين» . زاد في روايةٍ: «فعَدَلَ الناسُ به نصفَ صاعٍ [من] بُرٍّ» . وفي روايةٍ: «فكان ابنُ عمر يعطي التمرَ، فأعوَزَ أهل المدينة التمر، فأعطَى شعيراً، وكان ابن عمر يعطي على الصغير والكبير، حتى إِنْ كان لَيُعطي عن بَنيَّ، وكان ابن عمر يُعطيها الذين يقبلونها، وكانوا يُعطون قبل الفِطر بيوم أو يومين» . قال البخاري: «عن بَنيَّ» يعني: بني نافع، ومعنى: «يعطون» ليجمعوا لهم، فإِذا كان يوم الفطر أخرجوه حينئذ. وفي رواية قال: «أمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بزكاة الفطر: صاعاً من تمر، أَو [ص: 637] صاعاً من شعير، قال عبد الله: فجعل الناسُ عَدْلَهُ مُدَّينِ من حِنطة» هذه روايات البخاري، ومسلم. وللبخاري قال: فرضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر: «صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الحر والعبد، والذكر، والأُنثى، والصغير، والكبير من المسلمين، وأن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة» . ولمسلم «أَن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: فرض زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين» ... وذكر نحوه إلى آخره. ولهما في رواية مختصرة: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بزكاة الفطر: أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إِلى الصلاة» . وفي حديث الموطأ مثل الرواية الثانية، وله في أخرى: «أَن ابن عمر كان يُخرِج زكاة الفطر عن غِلْمَانِهِ الذين بوادي القُرى وبِخَيْبَرَ» . وله في أخرى: «أَنه كان لا يُخرِجُ في زكاة الفطر إِلا التمر، إِلا مرة واحدة، فإِنَّهُ أخرج شعيراً» . وله في أخرى: «أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إِلى الذي تُجمع عنده، قبل الفطر بيومين أو ثلاثة» . وأخرج الترمذي، وأَبو داود، والنسائي الرواية الثانية، وقال الترمذي: وقد رواه غير واحد عن نافع، ولم يذكر فيه «من المسلمين» ، وللترمذي [ص: 638] أيضاً الرواية الثالثة، وله أيضاً «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بإخراج الزكاة قبل الغُدوِّ للصلاة يوم الفطر» . ولأبي داود، والنسائي أيضاً: الرواية التي انفرد بإخراجها البخاري. ولأبي داود وحدَه، قال: «أَمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بزكاة الفطر: أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إِلى الصلاة، قال: وكان ابن عمر يؤدِّيها قبل ذلك باليوم واليومين» . قال أبو داود - في بعض طرقه عن نافع -: «على كل مسلم» ، وفي بعضها: «من المسلمين» . قال: والمشهور ليس فيه «من المسلمين» . وله في أخرى، وللنسائي، قال: «كان الناس يُخرِجون صدقة الفطر على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صاعاً من شعير، أَو صاعاً من تمر، أَو سُلْتٍ، أَو زبيب. فلما كان عمر، وكثرت الحنطة، جعل عمرُ نصفَ صاعِ حنطةٍ مكانَ صاعٍ من تلك الأشياء» . قال نافع: قال عبد الله: «فَعَدَلَ الناسُ بعدُ نصفَ صاعٍ من بُرٍّ» . قال: «وكان عبد الله يُعطي التمر، فأعوزَ أَهل المدينة التمر عاماً، فأعطى الشعير» . انتهت رواية النسائي من هذه الرواية عند قوله: «أو زبيب» . وأخرج النسائي أيضاً الرواية الأولى، والثالثة، والروايةَ الأَخيرة من روايات [ص: 639] البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سُلت) : السلت: ضرب من الشعير رقيق القشر، صغير الحب.   (1) رواه البخاري 3 / 291 - 293 في الزكاة، باب فرض صدقة الفطر، وباب صدقة الفطر على العبد وغيره من المسلمين، وباب صدقة الفطر صاعاً من تمر، وباب الصدقة قبل العيد، وباب صدقة الفطر صاعاً من طعام، وباب صدقة الفطر على الصغير والكبير، ومسلم رقم (984) في الزكاة، باب زكاة الفطر على المسلمين من التمر والشعير، والموطأ 1 / 283 في الزكاة، باب من تجب عليه زكاة الفطر، باب مكيلة زكاة الفطر، وباب وقت إرسال زكاة الفطر، والترمذي رقم (676) في الزكاة، باب صدقة الفطر، وأبو داود رقم (1611) و (1612) و (1613) و (1614) و (1615) في الزكاة، باب كم يؤدي في صدقة الفطر، والنسائي 5 / 47 في الزكاة، باب فرض زكاة رمضان، وباب فرض زكاة رمضان على المملوك، وباب فرض زكاة رمضان على الصغير، وباب فرض زكاة رمضان على المسلمين دون المعاهدين، وباب كم فرض، وباب السلت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (190) . وأحمد (2/63) (5303) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (1668) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. والبخاري (2/161) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (3/68) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، وقتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1611) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وابن ماجة (1826) قال: حدثنا حفص بن عمرو، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (676) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن. والنسائي (5/48) قال: أخبرنا قتيبة.. (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وابن خزيمة (2399) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا عبد الله بن نافع الزبيري، ومحمد بن إدريس. وفي (2400) قال: حدثنا يونس، عن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب. جميعهم (عبد الرحمن بن مهدي، وخالد بن مخلد، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، ومعن بن عيسى، وابن القاسم، وعبد الله بن نافع الزبيري، ومحمد بن إدريس، وابن وهب) عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه الحميدي (701) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/5) (4486) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (2/162) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: أخبرنا يزيد بن زريع. وأبو داود (1615) قال: حدثنا مسدد وسليمان بن داود العتكي. قالا: حدثنا حماد. «مختصرآ على: فعدل الناس بعد بنصف صاع من بر» . والترمذي (675) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (5/46) قال: أخبرنا عمران بن موسى، عن عبد الوارث. وفي (5/47) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. وابن خزيمة (2393) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. وفي (2395) قال: حدثنا أحمد ابن منيع، وزياد بن أيوب، ومؤمل بن هشام، والحسن الزعفراني، قالوا: حدثنا إسماعيل. قال الزعفراني: ابن علية. وفي (2397) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (2411) قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور الأنطاكي، قال: حدثنا محمد بن كثير، عن عبد الله بن شوذب. ستتهم - سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وعبد الوارث، وعبد الله بن شوذب - عن أيوب. 3 - وأخرجه أحمد (2/55) (5174) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/66) (5339) و (2/137) (6214) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي. وفي (2/102) (5781) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (1669) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (2/162) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (3/68) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة. وأبو داود (1613) قال: حدثنا مسدد، أن يحيى بن سعيد، وبشر بن المفضل حدثاهم (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان. والنسائي (5/49) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى. وابن خزيمة (2403) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: أخبرنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر. وفي (2409) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: أخبرنا سفيان. جميعهم - يحيى بن سعيد، وسعيد بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبيد، وسفيان، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وبشر بن المفضل، وأبان بن يزيد بن العطار، وعيسى بن يونس، وعبد الأعلى -عن عبيد الله ابن عمر. 4 - وأخرجه أحمد (2/114) (5942) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا عبد الله. 5 - وأخرجه عبد بن حميد (743) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. 6 - وأخرجه البخاري (2/161) . وأبو داود (1612) . والنسائي (5/48) . ثلاثتهم (البخاري، وأبو داود، والنسائي) قال النسائي: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا يحيى بن محمد بن السكن، قال: حدثنا محمد بن جهضم، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمر بن نافع. 7 - وأخرجه البخاري (2/161) قال: حدثنا أحمد بن يونس. ومسلم (3/68) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجة (1825) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» عن قتيبة. ثلاثتهم- أحمد بن يونس، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح - عن الليث بن سعد. 8 - وأخرجه مسلم (3/69) قال: حدثنا محمد بن رافع. وابن خزيمة (2398) قال: حدثنا أبو سلمة، محمد بن المغيرة المخزومي، كلاهما (محمد بن رافع، وأبو سلمة المخزومي) قالا: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك. 9 - وأخرجه ابن خزيمة (2392) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه. 10 - وأخرجه ابن خزيمة (2404) قال: حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، قال: حدثنا سلامة، قال: حدثني عقيل. 11 - وأخرجه ابن خزيمة (2405) قال: حدثنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان. وفي (2416) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. كلاهما - الفضيل، وعبد العزيز -عن موسى بن عقبة. جميعهم - مالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري، ومحمد بن إسحاق، وعمر ابن نافع، والليث بن سعد، والضحاك بن عثمان، وسليمان التيمي، وعقيل، وموسى بن عقبة - عن نافع، فذكره. (*) زاد عمر بن نافع في روايته: « ........ وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة» . (*) وفي رواية عبد الله بن شوذب، عن أيوب «ابن خزيمة 2411» : « ..... صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو صاعا من زبيب، أو صاعا من أقط» . (*) وفي رواية عبد العزيز بن أبي حازم، عن موسى بن عقبة «ابن خزيمة 2416» : « ..... صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو صاعا من سلت» . وعن نافع، عن عبد الله بن عمر: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بإخراج زكاة الفطر، أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة» . 1 - أخرجه أحمد (2/67) (5345) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا أسامة بن زيد. 2 - وأخرجه أحمد (2/151) (6389) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/154) (6429) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، قالا: حدثنا زهير. وعبد بن حميد (780) قال: حدثني يحيى بن يحيى، قال: حدثنا أبو خيثمة. والبخاري (2/162) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا حفص بن ميسرة. ومسلم (3/70) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو خيثمة. وأبو داود (1610) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. والترمذي (677) قال: حدثنا مسلم بن عمرو بن مسلم أبو عمرو الحذاء المدني، قال: حدثني عبد الله بن نافع الصائغ، عن ابن أبي الزناد. والنسائي (5/54) قال: أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا زهير (ح) وأنبأنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا الفضيل. وابن خزيمة (2422) قال: حدثنا عمر بن حفص الشيباني، قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2423) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، وبحر بن نصر الخولاني، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي الزناد. خمستهم - ابن جريج، وزهير أبو خيثمة، وحفص بن ميسرة، وابن أبي الزناد، والفضيل - عن موسى ابن عقبة. 3 - وأخرجه أحمد (2/157) (6467) . ومسلم (3/70) قال: حدثنا محمد بن رافع. وابن خزيمة (2421) قال: حدثنا أبو سلمة، يحيى بن المغيرة المخزومي. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وأبو سلمة المخزومي - قالوا: حدثنا ابن أبي فديك - هو محمد بن إسماعيل -، قال: حدثنا الضحاك - يعني ابن عثمان -. ثلاثتهم - أسامة بن زيد، وموسى بن عقبة، والضحاك بن عثمان - عن نافع، فذكره. * وعن نافع، عن ابن عمر، قال: «كان الناسُ يُخْرِجُونَ عَنْ صدقة الْفِطْرِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَاعا مِنْ شعير، أو تمر، أو سُلْت، أو زبيب» . أخرجه أبو داود (1614) قال: حدثنا الهيثم بن خالد الجُهني، و «النسائي» (5/53) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن. كلاهما - الهيثم بن خالد، وموسى بن عبد الرحمن- قالا: حدثنا حسي، هو ابن علي الجعفي، عن زائدة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع، فذكره. * وعن نافع، عن ابن عمر، قال: «لم تكن الصدقة على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا التمر والزبيب والشعير، ولم تكن الحِنطة» . أخرجه ابن خزيمة (2406) ، قال: حدثنا محمد بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي، قال: حدثنا عُبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا فُضَيل بن غَزوان، عن نافع، فذكره. الحديث: 2727 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 636 2728 - (خ م ط ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا نُخْرِج زكاة الفطر صاعاً من طعام، أو صاعاً من شعير، أَو صاعاً من تمر، أَو صاعاً من أَقِطٍ، أَو صاعاً من زبيب» ، زاد في رواية: «فلما جاء معاوية، وجاءت السَّمْراءُ، قال: أَرى مُدَّاً من هذه يَعْدِلُ مُديَّنِ» . وفي روايةٍ: «كنا نُخرِج في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ الفطر: صاعاً من طعام، قال أَبو سعيد: وكان طعامنا الشعير، والزبيب، والأقِط، والتمر» . وفي أخرى قال: «كنا نُطْعِمُ الصدقة صاعاً من شعير» لم يزد على هذا. وفي [ص: 640] أخرى «كنا نخرج زكاة الفطر ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فينا، عن كل صغير، وكبير، حُر، ومملوك، من ثلاثة أصناف: صاعاً من تمر، صاعاً من أَقِطٍ، صاعاً من شعير، فلم نزل نُخْرِجه حتى كان معاويةُ، فرأى أن مُدَّين من بُرٍّ تَعْدِلُ صاعاً من تمرٍ. قال أبو سعيد: فأما أنا فلا أزال أخرجه كذلك» . وفي رواية «فلا أَزال أُخرجه كما كنت أخرجه، ما عِشتُ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج الموطأ الرواية الأولى، إِلى قوله: «أو زبيبٍ» . وفي رواية الترمذي مثل الأولى، ثم قال: «فلم نَزَلْ نُخرِجُهُ حتى قَدِمَ معاويةُ، فتكلم، فكان فيما كلَّم به الناسَ: إني لأرَى مُدَّينِ من سمراءِ الشام يَعْدِلُ صاعاً من تمر، قال: فأخذ الناسُ بذلك، قال أبو سعيد: فأنا لا أَزال أُخرِجه كما كنت أخرجه» . وفي رواية أبي داود مثل رواية الترمذي، وزاد في أوله بعد قوله: «زكاة الفطر عن كل صغير وكبير، حُر أو مملوك، صاعاً من طعام، أو صاعاً من أَقط» ولم يذكر مع الأقط لفظة الصاع، وذكرها مع الشعير وما بعده، وقال فيه: «حتى قدم معاوية حاجاً أو معتمِراً، وكلَّم الناسَ على المنبر» . قال أبو داود: وفي رواية عنه: «أو صاعاً من حنطةٍ» ، وليس بمحفوظ. وفي رواية «نصف صاعٍ [من] بُرّ» وهو وَهمٌ ممن روى عنه. وفي أُخرى: أن أبا سعيد قال: «لا أُخْرِجُ أبداً إِلا صاعاً، إِنَّا كُنَّا [ص: 641] نُخْرِج على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صاعَ تمرٍ، أَو صاع شعير، أو أَقِط، أو زبيب» . قال أبو داود: وزاد سفيان بن عُيينة: «أو صاعاً من دقيق» فأَنكروا عليه الدقيق، فتركه سفيان. قال أَبو داود: وهذه الزيادة وهمٌ من ابن عيينة. وأخرج النسائي الرواية الخامسة، التي فيها: «كُنَّا نخرجها من ثلاثة أصناف» . وله في أخرى، قال: «لم نخرج على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلا صاعاً من تمر، أَو صاعاً من شعير، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من دقيق، أَو صاعاً من أَقِطٍ، أَو صاعاً من سُلْتٍ - ثم شك سفيان، فقال: دقيق، أو سلت» (1) . [ص: 642] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أقِط) : الأقط: لبن جامد. (السمراء، والقمح) : الحنطة.   (1) رواه البخاري 3 / 294 في الزكاة، باب صاع من شعير، وباب صدقة الفطر صاعاً من طعام، وباب صاع من زبيب، وباب الصدقة قبل العيد، ومسلم رقم (985) في الزكاة، باب زكاة الفطر على المسلمين من التمر والشعير، والموطأ 1 / 284 في الزكاة، باب مكيلة زكاة الفطر، والترمذي رقم (673) في الزكاة، باب في صدقة الفطر، وأبو داود رقم (1616) و (1617) و (1618) في الزكاة، باب كم يؤدي في صدقة الفطر، والنسائي 5 / 51 في الزكاة، باب التمر في زكاة الفطر، وباب الزبيب، وباب الدقيق، وباب الشعير وباب الأقط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، قال. 1 - أخرجه مالك في «الموطأ» (191) . وأحمد (3/73) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان والدارمي (1671) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. وفي (1672) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان. والبخاري (2/161) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/161) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/161) قال: حدثنا عبد الله ابن منير، سمع يزيد العدني، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/162) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة. ومسلم (3/69) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. والترمذي (673) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (5/51) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. ثلاثتهم - مالك، وسفيان الثوري، وأبو عمر حفص بن ميسرة - عن زيد بن أسلم. 2 - وأخرجه الحميدي (742) قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/70) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وأبو داود (1618) قال: حدثنا حامد بن يحيى، قال: أخبرنا سفيان (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (5/52) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2413) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، وفي (2414) قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وحاتم، ويحيى بن سعيد، وابن مسعدة - عن ابن عجلان. 3 - وأخرجه أحمد (3/23) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/98) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/98) أيضا. قال: حدثنا عبد الرزاق. والدارمي (1670) قال: حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (3/69) . وأبو داود (1616) قالا: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. وابن ماجة (1829) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (5/51) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن وكيع. وفي (5/53) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (2407) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. وفي (2408) قال: حدثنا ابن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (2418) قال: حدثنا جعفر ابن محمد، قال: حدثنا وكيع. ستتهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الرزاق، وعثمان، وعبد الله بن مسلمة، وإسماعيل بن جعفر-عن داود بن قيس الفراء. 4 - وأخرجه مسلم (3/69) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. عن معمر، عن إسماعل بن أمية. 5 - وأخرجه مسلم (3/69) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. والنسائي (5/51) قال: أخبرني محمد بن علي بن حرب، قال: حدثنا محرز بن الوضاح، عن إسماعيل «وهو ابن أمية» . كلاهما (ابن جريج، وإسماعيل) عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب. 6 - وأخرجه أبو داود (1617) قال: حدثنا مسدد، قال: أخبرنا إسماعيل، عن ابن إسحاق، والنسائي (5/53) قال: أخبرنا عيسى بن حماد، قال: أنبأنا الليث، عن يزيد. وابن خزيمة (2419) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن علية، عن محمد بن إسحاق. كلاهما (ابن إسحاق، ويزيد بن الهاد) عن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام. ستتهم - زيد، وابن عجلان، وداود، وإسماعيل بن أمية، والحارث، وعبد الله- عن عياض بن عبد الله ابن سعد بن أبي سرح، فذكره. (*) في رواية سفيان بن عيينة زاد «أو صاع من دقيق» قال حامد: فأنكروا عليه، فتركه سفيان، قال أبو داود: فهذه الزيادة وهم من ابن عيينة. «سنن أبي داود 1618» . (*) جاءت الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 2728 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 639 2729 - (د) عبد الله بن ثعلبة - أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير - رحمه الله-: عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «زكاةُ الفطر صاعٌ من بُرٍّ، أَو قَمحٍ عن كل اثنين، صغيرٍ أَو كبيرٍ، حُرٍّ، أو عبد، ذكر أو أُنثى، أَما غَنِيُّكم: فيُزَكِّيهِ اللهُ، وأما فقيرُكم: فَيَرُدُّ الله تعالى عليه أكثر مما أعطى» . زاد في رواية: «غَنيٍّ أَو فقير» . وفي رواية: «قال: قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خطيباً، فأَمر بصدقة الفطر، صاعَ تمرٍ، أَو صاعَ شعير، عن كل رأْس» . زاد في رواية: «أو صاعَ بُرٍّ، أو قمح، بين اثنين - ثم اتفقا- عن الصغير والكبير، والحرِّ والعبد» . وفي أخرى: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطب الناس قبل الفطر بيومين ... فذكر الحديث بمعناه» [أَخرجه أبو داود] (1) .   (1) رقم (1619) و (1620) و (1621) في الزكاة، باب من روى نصف صاع من قمح، وهو حديث حسن، وله شواهد كثيرة بمعناه، منها الذي بعده، وفي الحديث دليل على أن صدقة الفطر نصف صاع من حنطة، وبه قال أبو حنيفة، وهو اختيار ابن تيمية، وابن قيم الجوزية. الحديث: 2729 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 642 2730 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده «أَنَّ [ص: 643] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بعث مُنَادِياً في فِجَاج مكة: ألا إِنَّ صدقة الفطر واجبة على كل مسلم، ذكرٍ أو أُنثى، حر أو عبد، صغير أو كبير: مُدَّان من قمح أَو سِواه، أو صاعٌ من طعام» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (674) في الزكاة، باب ما جاء في صدقة الفطر، وهو حديث حسن، يشهد له معنى الحديث الذي قبله. الحديث: 2730 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 642 2731 - (د س) الحسن البصري - رحمه الله -: قال: خطب ابن عباس (1) في آخر رمضان، على منبر البصرة، فقال: أَخرِجوا صدقة صومكم، وكأنَّ الناسَ لم يعلموا، فقال: مَن ها هنا من أهل المدينة؟ قوموا إلى إخوانكم فعلِّموهم، فإنهم لا يعلمون، ثم قال: فرض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هذه الصدقة: صاعاً من تمر، أو من شعير، أو نصف صاع من قمح، على كل حر أو مملوك، ذكر أو أُنثى صغير أَو كبير، فلما قدم عليّ رأَى رُخْصَ السِّعْرِ، فقال: قد أَوسع الله عليكم، فلو جعلتُمُوه (2) صاعاً من كل شيء؟. [ص: 644] [قال حميد - وهو الطويل -: وكان الحسن يرى صدقة رمضان على من صَام] . أَخرجه أَبو داود. وفي رواية النسائي، بعد قوله: «فإنهم لا يعلمون» : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فرض صدقة الفطر على الكبير والصغير، والحرِّ والعبد، والذكر والأنثى: نصفَ صاعٍ من بُرّ، أو صاعاً من تمر أَو شعير. وفي أخرى للنسائي مختصراً: قال ابن عباس - في صدقة الفطر -: «صاعاً من طعام، أَو صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من أَقِط» (3) .   (1) وقد تكلم العلماء في سماع الحسن من ابن عباس، ولقائه به، والذي يرجح أنه لقيه وسمع منه، ما رواه أحمد في مسنده رقم (3126) قال: حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين أن جنازة مرت بالحسن وابن عباس، فقام الحسن ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أقام لها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: قام وقعد، وهذا إسناده صحيح، وقد تكلموا أيضاً في سماع ابن سيرين من ابن عباس، والذي يرجح سماعه منه، ما رواه أيضاً أحمد في مسنده رقم (2188) من حديث أيوب عن ابن سيرين أن ابن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرق كتفاً ثم قام: فصلى ولم يتوضأ، وإسناده صحيح. (2) في الأصل: فلو جعلتموها، وما أثبتناه من نسخ أبي داود المطبوعة. (3) رواه أبو داود رقم (1622) في الزكاة، باب من روى نصف صاع من قمح، والنسائي 5 / 50 و 51 في الزكاة، باب مكيلة زكاة الفطر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أحمد (1/228) (2018) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/351) (3291) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (1622) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سهل بن يوسف. والنسائي (3/190) و (5/52) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/50) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد «وهو ابن الحارث» . أربعتهم- يحيى، ويزيد بن هارون، وسهل، وخالد بن الحارث - عن حميد، عن الحسن، فذكره. قلت: الراجح عدم ثبات سماع الحسن من عبد الله بن عباس وفي ذلك قال الحافظ في «التهذيب» (2/267) قال علي بن المديني: ولم يسمع من ابن عباس، وما رآه قط، كان الحسن بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة، وقال أيضا في قول الحسن خطبنا ابن عباس بالبصرة، قال: إنما أراد خطب أهل البصرة، كقول ثابت: قدم علينا عمران بن حصين، وكذا قال أبو حاتم، وقال بهز بن أسد: لم يسمع الحسن من ابن عباس، ولا من أبي هريرة. الحديث: 2731 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 643 2732 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «فرضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طُهْرَة للصائم (1) من اللَّغْوِ والرَّفَثِ، وطُعْمَة للمساكين، من أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللغو) : ما لا يعقد عليه القلب من القول. [ص: 645] (الرفث) : هاهنا: الفحش من الكلام.   (1) في الأصل: طهر الصيام. (2) رقم (1609) في الزكاة، باب زكاة الفطر، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1827) في الزكاة، باب صدقة الفطر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الحديث بهذا اللفظ عن ابن عباس: أخرجه أبو داود (1609) قال: حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي. وابن ماجة (1827) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، وأحمد بن الأزهر. أربعتهم - محمود، وعبد الله بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أحمد بن بشير، وأحمد بن الأزهر - قالوا: حدثنا مروان بن محمد، قال: حدثنا أبو يزيد الخولاني، عن سيار بن عبد الرحمن الصدفي، عن عكرمة، فذكره. في رواية أبي داود: - أبو يزيد الخولاني، وكان شيخ صدق، وكان ابن وهب يروي عنه -. أما لفظ ابن عمر قال: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، قال: فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين. أخرجه أبو داود (1610) قال: ثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: ثنا زهير، قال: ثنا موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال، فذكره. وقال الحافظ في «التلخيص» (2/183) : وللحاكم من وجه آخر عن عطاء، عن ابن عباس. الحديث: 2732 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 644 2733 - (خ) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أَن ابن عمر كان يُعطي زكاة رمضان بِمُدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم-: المُدِّ الأول، وفي كفارة اليمين: بِمُدِّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . قال أَبو قتيبة - سلم بن قتيبة -: قال لنا مالك: مُدُّنا أعظمُ من مُدِّكم، ولا نَرى الفضل إِلا في مُدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم-. قال: وقال لي مالك: لو جاءكم أَمير، فضرب مُدّاً أصغر من مُدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم-، بأيِّ شيءٍ كنتم تُعْطُون؟ قلنا: نُعْطي بِمُدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال: «أَفلا ترى أن الأمر إِنما يعود إِلى مُدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم-؟» . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 11 / 517 في الأيمان والنذور، باب صاع المدينة ومد النبي صلى الله عليه وسلم وبركته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6713) قال: ثنا منذر بن الوليد الجارودي، قال: ثنا أبو قتيبة وهو مسلم، قال: ثنا مالك، عن نافع، فذكره. الحديث: 2733 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 645 2734 - (خ س) السائب بن يزيد - رضي الله عنه -: قال: «كان الصاعُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُداً وثُلُثاً بمدِّكم اليومَ، فَزِيدَ فيه في زمن عمر بن عبد العزيز» . زاد في رواية: «وكان السائب قد حُجَّ به في ثَقَل النبي - صلى الله عليه وسلم-» . فرَّقه البخاري في موضعين. وفي رواية، قال السائب: «حُجَّ بي مع النبي - صلى الله عليه وسلم- وأنا ابنُ سبع [ص: 646] سنين» . وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 517 في الأيمان والنذور، باب صاع المدينة ومد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق العلم، والنسائي 5 / 54 في الزكاة، باب كم الصاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/181) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة. وفي (9/129) قال: ثنا عمرو بن زرارة. والنسائي (5/54) قال: نا عمرو بن زرارة. (ح) وثنيه زياد بن أيوب. ثلاثتهم (عثمان، وعمرو، وزياد) عن القاسم بن مالك المزني، عن الجعيد، فذكره. الحديث: 2734 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 645 2735 - (س) قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنهما -: قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بصدقة الفطر، قبل أن تَنزِل الزكاة، فلما نَزَلَت الزكاةُ لم يأمرنا ولم يَنهَنَا ونحن نفعله» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 49 في الزكاة، باب فرض صدقة الفطر قبل نزول الزكاة، وفي سنده عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عباد الأنصاري الخزرجي المدني، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/421) و (6/6) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/6) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (1828) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (5/49) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا وكيع. وفي الكبرى «الورقة 38» قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (2394) قال: حدثنا جعفر بن محمد الثعلبي، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، ويزيد بن هارون - عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي عمار الهمداني، فذكره. (*) رواية وكيع عند أحمد (3/421) .والنسائي في الكبرى مختصرة على زيادة يزيد بن هارون. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: أبو عمار اسمه عريب بن حميد، وعمرو بن شرحبيل يكنى أبا ميسرة، وسلمة بن كهيل خالف الحكم في إسناده، والحكم أثبت من سلمة بن كهيل. الحديث: 2735 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 646 الباب الرابع: في عامل الزكاة وما يجب له وعليه 2736 - (خ م د) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه -: قال: «استعمل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رجلاً من الأَزدِ - يقال له: ابن اللُّتْبِيَّة - على الصدقة، فلما قَدِم قال: هذا لكم، وهذا أُهدِيَ إليَّ، قال: فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعدُ، فإِني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا لكم، وهذا هدَّيةٌ أُهديت لي، أفلا جلس في بيت [ص: 647] أبيه، وأُمه، حتى تأتيَه هَدِيَّتُهُ إن كان صادقاً؟ واللهِ لا يأخذ أَحدٌ منكم شيئاً بغير حَقِّه إِلا لَقيَ الله يحمله يوم القيامة، فلا أعرِفَنَّ أحداً منكم لَقيَ الله يَحْمل بعيراً له رُغَاءٌ، أَو بقرة لها خُوارٌ، أو شاة تَيْعَرُ، ثم رفع يديه حتى رُئِيَ بياضُ إِبطَيْهِ، يقول: اللهم هل بلغت؟» . وفي رواية: «سَلُوا زيد بن ثابت، فإِنَّهُ كان حاضراً معي» . وفيه «فلما جاء حاسَبه» ، ومنهم من قال: «ابن الأُتبيَّةِ على صدقات بني سُلَيم» . أَخرجه البخاري، ومسلم، وأَبو داود. وزاد أَبو داود: «اللَّهمَّ هل بَلَّغْتُ؟» أخرى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخوار) : صوت البقرة، و (اليعار) : صوت الشاة، وقد ذكر.   (1) رواه البخاري 12 / 306 و 307 في الحيل، باب احتيال العامل ليهدى له، وفي الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، وفي الزكاة، باب قول الله تعالى: {والعاملين عليها} ، وفي الهبة، باب من لم يقبل الهدية لعلة، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأحكام، باب هدايا العمال، وباب محاسبة الإمام عماله، ومسلم رقم (1832) في الإمارة، باب تحريم هدايا العمال، وأبو داود رقم (2946) في الإمارة، باب هدايا العمال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/424) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير، فذكره. 1 - أخرجه الحميدي (840) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، وهشام بن عروة. 2 - وأخرجه أحمد (5/423) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1676) و (2496) قال: أخبرنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. والبخاري (2/14) و (8/162) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/209) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/88) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (6/11) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وأبو داود (2946) قال: حدثنا ابن السرح، وابن أبي خلف، قالا: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2339) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم- سفيان بن عيينة، وشعيب، ومعمر - عن الزهري. 3 - وأخرجه البخاري (2/160) قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (9/36) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (9/95) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبدة. ومسلم (6/11) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (6/12) قال: حدثنا أو كريب، قال: حدثنا عبدة، وابن نمير، وأبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2340) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. ستتهم -أبو أسامة، وعبدة، وابن نمير، وأبو معاوية، وعبد الرحيم بن سليمان، وسفيان - عن هشام بن عروة. 4 - وأخرجه مسلم (6/12) قال: وحدثناه إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جرير. وابن خزيمة (2382) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي، قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله. كلاهما (جرير، وخالد) عن الشيباني، عن عبد الله بن ذكوان. ثلاثتهم -الزهري، وهشام، وعبد الله بن ذكوان - عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) في رواية الحميدي، وأحمد، والدارمي والبخاري (3/209) ومسلم (6/12) : قال أبو حميد الساعدي: وسلوا زيد بن ثابت، فإنه كان حاضرا معي. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 2736 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 646 2737 - (م د) عدي بن عميرة الكندي - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من استعملناه منكم على عملٍ، فَكتَمَنَا مِخْيَطاً فما فوقه، كان غُلُولاً، يأتي به يوم القيامة. قال: فقام إليه رجلٌ أسودُ من الأنصار، كأني أنظر إليه، فقال: يا رسول الله، اقبَل عَنِّي عملك؟ قال: [ص: 648] ومالك؟ قال: سمعتُك تقول كذا وكذا، قال: وأنا أقوله الآن: من استعملناه منكم على عمل فَلْيَجىءْ بقليله وكثيره، فما أُوتيَ منه أَخذَ، وما نُهيَ عنه انتهى» . أَخرجه مسلم، وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1833) في الإمارة، باب تحريم هدايا العمال، وأبو داود رقم (3581) في الأقضية، باب في هدايا العمال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (894) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/192) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا يزيد بن هارون. (ح) وحدثنا وكيع. وفي (4/192) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. ومسلم (6/12) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. وفي (6/13) قال: حدثناه محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، ومحمد بن بشر (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا الفضل بن موسى. وأبو داود (3581) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (2338) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. تسعتهم - سفيان، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، ووكيع بن الجراح، وسعيد، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، وأبو أسامة، والفضل بن موسى - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي محازم، فذكره. الحديث: 2737 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 647 2738 - (د) أبو مسعود الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: «بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ساعِياً، ثم قال: انْطَلِقْ أَبا مسعود، لا أُلْفِيَنَّكَ تجيء يوم القيامة على ظهرك بعير من إِبل الصدقة له رُغَاءٌ قد غَلَلْتَهُ، قال: فقلت: إِذا لا أنطلق، قال: إِذا لا أُكْرِهُكَ» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غللته) : الغلول: الخيانة والسرقة من غلول الغنائم.   (1) رقم (2947) في الإمارة، باب في غلول الصدقة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2947) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا جرير، عن مطرف، عن أبي الجهم، فذكره. الحديث: 2738 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 648 2739 - (د) إبراهيم بن عطاء مولى عمران بن حصين: عن أبيه، قال: «إِن زياداً - أو بعض الأمراء - بعث عمران بن حصين على الصدقة، فأخذها من الأغنياء، وردَّهَا على الفقراء، فلما رجع قال لعمران: أَين المال؟ قال: وللمال أرْسَلْتَني؟ أخذناها من حيثُ كنا نأخذها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ووضعناها حيث كُنَّا نضعها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1625) في الزكاة، باب في الزكاة هل تحمل من بلد إلى بلد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1625) قال: ثنا نصر بن علي، قال: نا أبي، قال: نا إبراهيم بن عطاء مولى عمران بن حصين، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2739 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 648 2740 - (م ت د س) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا أَتاكم المُصَدِّقُ فَليَصدُر عنكم وهو راضٍ» . وفي روايةٍ قال: جاء ناسٌ من الأعراب إِلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: إن ناساً من المصدِّقين يأتوننا فيظلمونا، قال: فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَرضوا مُصَدِّقيكم، قال جرير: ما صدر عني مُصَدِّقٌ منذ سمعتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلا وهو عَنِّي راضٍ» . أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي، والنسائي: «إِذا جاءكم المصدِّق، فلا يُفَارِقَنَّكم إِلا عن رِضىٍ» . وفي رواية أبي داود، والنسائي مثل الرواية الثانية، إِلى قوله: «مصدِّقيكم» . ثم قال: «قالوا: يا رسول الله، وإِن ظَلَمونا؟ قال: أرضوا مصدِّقيكم» ، زاد في رواية: «وإن ظُلِمْتُم» ، قال جرير: «فما صدر عني ... وذكر باقيه» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (989) في الزكاة، باب إرضاء السعاة، وباب إرضاء الساعي ما لم يطلب حراماً، والترمذي رقم (647) في الزكاة، باب ما جاء في رضى المصدق، وأبو داود رقم (1589) في الزكاة، باب رضى المصدق، والنسائي 5 / 31 في الزكاة، باب إذا جاوز في الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (796) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1677) قال: أخبرنا عمرو بن عون،قال: أخبرنا هشيم. كلاهما (سفيان، وهشيم) عن داود بن أبي هند، ومجالد. 2 - وأخرجه أحمد (4/360) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/361) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. والدارمي (1678) قال: حدثني محمد بن عيينة،عن أبي إسحاق الفزاري. ومسلم (3/121) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، وأبو خالد الأحمر. (ح) وحدثنا محمد بن المثني، قال: حدثنا عبد الوهاب،وابن أبي عدي، وعبد الأعلى، (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والترمذي (648) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (5/31) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل، هو ابن علية. وابن خزيمة (2341) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب (ح) وحدثنا محمد بن بشار بندار أيضا، قال: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الوهاب (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، وعبد الأعلى (ح) وحدثنا بندار، وأبو موسى، ويحيى بن حكيم، قالوا: حدثنا يزيد بن هارون. (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قالا: حدثنا بشر، وهو ابن المفضل، (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان. جميعهم - يزيد بن هارون، وابن أبي عدي، وأبو إسحاق، وهشيم، وحفص، وأبو خالد، وعبد الوهاب، وعبد الأعلى، وإسماعيل، وسفيان، وبشر، وعبد الرحمن - عن داود بن أبي هند. 3 - وأخرجه أحمد (4/364) قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. وفي (4/365) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. وعبدة - هو ابن سليمان -. والترمذي (647) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا محمد بن يزيد. ثلاثتهم -محمد، ويحيى، وعبدة - عن مجالد بن سعيد. 4 - وأخرجه ابن ماجة (1802) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر. ثلاثتهم -داود، ومجالد، وجابر الجعفي - عن الشعبي، فذكره. وعن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله، قال: «جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: إن ناسا من .... » . أخرجه أحمد (4/362) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (3/74) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم ابن سليمان (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا أبو أسامة. وأبو داود (1589) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا عبد الواحد - يعني ابن زياد - (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والنسائي (5/31) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا يحيى. أربعتهم - يحيى، وعبد الواحد، وعبد الرحيم، وأبو أسامة - عن محمد بن أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 2740 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 649 2741 - (د) بشير بن الخصاصية - رضي الله عنه -: قال: «قلنا يا رسولَ الله، إن أصحاب الصدقة يَعْتَدُونَ علينا، أَفَنَكْتُم من أَموالنا بقدر ما يعتدون؟ قال: لا» أَخرجه أبو داود (1) . [ص: 650] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يعتدون علينا) : اعتداء المصدق: أن يأخذ أكثر من الفريضة، أو يختار من جيد المال، والاعتداء: مجاوزة الحد.   (1) رقم (1586) و (1587) في الزكاة، باب رضى المصدق من حديث حماد عن أيوب عن رجل [ص: 650] يقال له: ديسم. وقال ابن عبيد: من بني سدوس عن بشير بن الخصاصية، وديسم السدوسي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، قال أبو داود: رفعه عبد الرزاق عن معمر، قال في " عون المعبود ": معنى هذا الكلام أن في رواية حماد عن أيوب [[أن]] بشير بن الخصاصية، قال: قلنا، ولم يذكر لمن قال هذا القول: [[للنبي]] صلى الله عليه وسلم، فيكون الحديث مرفوعاً، أو للخلفاء بعده فيكون موقوفاً، وأما معمر عن أيوب فصرح في رواية أنه قال: قلنا: يا رسول الله، فمعمر عن أيوب رفعه، وحماد عن أيوب لم يرفعه، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1587) قال: ثنا الحسن بن علي، ويحيى بن موسى، قالا: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن رجل له ديسم، فذكره. الحديث: 2741 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 649 2742 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المُعْتَدِي في الصدقة كمانِعِها» . أخرجه أبو داود، والترمذي. وقال الترمذي: يعني: على المعتدي من الإثم كما على المانع إذا منع (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1585) في الزكاة، باب زكاة السائمة، والترمذي رقم (646) في الزكاة، باب في المعتدي في الصدقة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1808) في الزكاة، باب ما جاء في عمال الصدقة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1585) . والترمذي (646) قالا: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وابن ماجة (1808) قال: حدثنا عيسى بن حماد، قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (2335) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث والليث بن سعد. كلاهما - الليث، وعمرو - عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، فذكره. وقال الترمذي: حديث أنس حديث غريب من هذا الوجه. وقد تكلم أحمد بن حنبل في سعد بن سنان. وهكذا يقول الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك. الحديث: 2742 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 650 2743 - (د) جابر بن عتيك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «سَيَأتيكمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُون، فإذا جاؤوكم فَرَحِّبُوا بهم، وخَلُّوا بينهم وبين ما يبتغون، فَإِن عَدَلُوا فلأنفُسِهم، وإن ظلموا فعليهم، وأرضُوهم، فإِن تمام زكاتِكُمْ رِضاهم، ولْيَدْعُوا لكم» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 651] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ركَيب مُبغَضُون) : ركيب تصغير ركب، وهو جمع راكب، أراد بهم السعاة في الصدقة، وجعلهم مبغضين، لأن الغالب في أرباب الأموال الكراهية للسعاة، لما جبلت عليه القلوب من حب المال.   (1) رقم (1588) في الزكاة، باب رضى المصدق، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1588) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا بشر بن عمر، عن أبي الغصن، عن صخر بن إسحاق عن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، فذكره. قلت: فيه أبو الغصن قال عنه الحافظ في «التهذيب» (2/14) : وقال ابن حبان في الضعفاء كان قليل الحديث كثير الوهم فيما يرويه، لا يحتج بخبره إذا لم يتابعه عليه غيره، وأعاده في الثقات. الحديث: 2743 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 650 2744 - (ت د) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «العامِلُ على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله، حتى يرجع إِلى بيته» . أخرجه الترمذي، وأَبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (645) في الزكاة، باب ما جاء في العامل على الصدقة بالحق، وأبو داود رقم (2936) في الإمارة، باب السعاية على الصدقة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1809) في الزكاة، باب ما جاء في عمال الصدقة، وأحمد في " المسند " 3 / 465 و 4 / 143، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (4/143) قال: حدثنا يعقوب «ابن إبراهيم بن سعد) .، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (2936) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الأسباطي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. وابن ماجة (1809) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، ومحمد بن فضيل، ويونس بن بكير. والترمذي (645) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن خالد. وابن خزيمة (2334) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي. ستتهم - إبراهيم بن سعد، وعبد الرحيم، وعبدة، وابن فضيل، ويونس، وأحمد بن خالد - عن محمد ابن إسحاق. 2 - وأخرجه الترمذي (645) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يزيد بن عياض. كلاهما - محمد بن إسحاق، ويزيد بن عياض - عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد، فذكره. * أخرجه أحمد (3/465) . وعبد بن حميد (433) قالا: ثنا يعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن رافع، فذكره. «ليس فيه محمود بن لبيد» . الحديث: 2744 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 651 2745 - (خ م د س) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: «كان أبي من أَصحاب الشجرة، وكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذا أتاه قومٌ بصدقتهم قال: اللَّهمَّ صَلِّ على آل فلان، فأتاه أَبي بصدقته، فقال: اللَّهمَّ صَلِّ على آل أَبي أَوفى» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، ولم يذكر النسائي أنه كان من أصحاب الشجرة (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 286 في الزكاة، باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي الدعوات، باب قول الله تعالى: {وصل عليهم} ، وباب هل يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1078) في الزكاة، باب الدعاء لمن أتى بصدقته، وأبو داود رقم (1590) في الزكاة، باب دعاء المصدق لأهل الصدقة، والنسائي 5 / 31 في الزكاة، باب صلاة الإمام على صاحب الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/353) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/354) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/355) قال: حدثنا وهب بن جرير، وفي (4/381) قال: حدثنا يحيى. وفي (4/383) قال: حدثنا عفان. والبخاري (2/159) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (5/159) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي (8/90) قال: حدثنا مسلم. وفي (8/95) قال: حدثنا سليمان بن حر ب. ومسلم (3/121) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، عن وكيع. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه ابن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وأبو داود (1590) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري، وأبو الوليد الطيالسي. وابن ماجة (1796) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (5/31) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد. وابن خزيمة (2345) قال: حدثنا محمد بن بشار، ويحيى بن حكيم. قالا: حدثنا أبو داود. جميعهم-وكيع، ومحمد بن جعفر، ووهب، ويحيى، وعفان، وحفص، وآدم، ومسلم بن إبراهيم، وسليمان، ومعاذ، وعبد الله بن إدريس، وأبو الوليد، وبهز، وأبو داود - عن شعبة، عن عمرو بن مرة، فذكره. الحديث: 2745 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 651 2746 - (خ) محمد بن الحنفية - رحمه الله-: قال: «لو كان عليٌّ ذاكراً عثمانَ بسوءٍ، ذكره يومَ جاءه ناس يشكون إِليه سُعَاةَ عثمان، فقال لي عليٌّ: اذهب بهذا الكتاب إِلى عثمان، وأخبره: أن فيه صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَمُر سُعَاتَكَ يعملون بها، فأتيتُه بها، فقال: أغْنِها عنَّا، فأتيتُ بها عليّاً، فقال: لا عليك، ضَعها حيث وجدتها» . قال بعض الرواة عن سفيان بن عيينة: لم يجد عليٌّ بُدّاً حين كان عنده علم منه أن يُنهيه إليه، قال: ونُرى أن عثمانَ إنما رَدَّهُ؛ لأن عنده علماً من ذلك فاستغنى، قال الحميدي: حكاه أبو مسعود الدمشقي. وأخرجه البخاري (1) .   (1) 6 / 150 في فرائض الخمس، باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3111) قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا سفيان عن محمد بن سوقة، عن منذر، عن ابن الحنفية، فذكره. الحديث: 2746 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 652 الباب الخامس: فيمن تحل له، ومن لا تحل له ، وفيه فصلان الفصل الأول: فيمن لا تحل له 2747 - (م د س) عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث - رضي الله عنه -: قال: «اجتمع ربيعة بن الحارث، والعباس بن عبد المطلب، فقالا: [والله] لو بَعَثْنَا هذين الغلامين - قال لي، وللفضل بن العباس - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فكلَّماه، فأمَّرهُما على هذه الصدقات، فأدَّيا ما يؤدِّي الناسُ، وأصابا مما يصيب الناس؟ قال: فبينما هما في ذلك جاء عليٌّ بن أَبي طالب، فوقف عليهما، فذكرا له ذلك، فقال عليٌّ: لا تفعلا، فوالله ما هو بفاعلٍ، فانْتَحاه ربيعة بن الحارث، فقال: والله، ما تصنع هذا إِلا نفاسة منك علينا، فوالله، لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فما نَفِسْنَاهُ عليك، فقال عليٌّ: أَرْسِلُوهُما، فانطلقا، واضْطَجَعَ [عليٌّ] ، قال: فلما صلى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 654] الظهرَ سبقناه إلى الحُجرة، فقمنا عندها، حتى جاء، فأخذ بآذاننا، ثم قال: أَخْرِجَا ما تُصَرِّرَان (1) ، ثم دخل ودخلنا معه (2) ، وهو يومئذ عند زينب بنت جَحْش، قال: فتواكلنَا الكلامَ، ثم تكلَّم أَحدُنا، فقال: يا رسول الله، أنت أَبَرُّ الناس، وأوصلُ الناس، وقد بلغْنا النكاحَ (3) ، فجئنا لتُؤمِّرَنا على بعض هذه الصدقات، فنؤديَ إِليك كما يؤدي الناسُ، ونُصِيبَ كما يصيبون، قال: فسكت طويلاً حتى أَردنا أن نُكَلِّمَهُ، قال: وجعلت زينب تُلْمِعُ إلينا من وراء الحجاب: أن لا تكَلِّماه، قال: ثم قال: إِن هذه الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إِنما هي أوساخُ الناس (4) ، ادْعُوا لي مَحمِيَةَ - وكان على الخُمس، [ص: 655] ونوفَلَ بنَ الحارث بن عبد المطلب، قال: فجاءاه: فقال لمحميةَ: أَنكِحْ هذا الغلامَ ابنتَك - للفضل بن العباس - فأنكحه، وقال لنوفل بن الحارث: أَنْكح هذا الغلام ابنتَك، فأنكَحَني، وقال لمحميةَ: أصدِقْ عنهما من الخمس (5) كذا وكذا، قال الزهري: ولم يُسَمِّهِ لي» . وفي رواية نحوه، وفيه: «قال: فَأَلْقَى عليٌّ رداءه ثم اضْطَجَعَ عليه، وقال: أنا أبو حَسَنٍ القَرْمُ (6) ، والله لا أَرِيم مكاني حتى يرجع إليكما ابناكُما بِحَوْرِ ما بعثتما به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وقال في الحديث: «ثم قال لنا: إن هذه [ص: 656] الصدقات إنما هي أَوساخ الناس، وإِنها لا تَحِلُّ لمحمد ولا لآل محمد» ، وقال أَيضاً: «ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ادعوا لي محميةَ بنَ جَزْءٍ، وهو رجل من بني أسدٍ (7) ، كان رسول الله استعمله على الأخماس» . أَخرجه مسلم، وأبو داود. واختصره النسائي قال: «إِن ربيعة بن الحارث قال لعبد المطلب بن ربيعة وللفضل بن العباس: ائْتيا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقولا: استعملنا على الصدقات، فأتى عليٌّ بن أبي طالب، ونحن على تلك الحال، فقال: إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يستعمل أحداً منكم على الصدقة، فقال عبد المطلب: فانطلقت أنا والفضلُ حتى أَتينا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لنا: إِن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد» (8) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فانتَحَاه) أي: عرض له. (النفاسة) : البخل، أي: بخلاً منك علينا. [ص: 657] (ما تصرران؟) أي: ما جمعتما في صدوركما وعزمتما على إظهاره، وكل شيء جمعته، فقد صررته. (فتواكلنا الكلام) التواكل: أن يكل كل واحد أمره إلى صاحبه، ويتكل فيه عليه، يريد أن يبتدئ صاحبه بالكلام دونه. (القرم) : السيد قال الخطابي: وأكثر الروايات " القوم" بالواو، ولا معنى له، وإنما هو «القرم» بالراء، يريد به: المقدم في الرأي والمعرفة بالأمور والتجارب. (لا أريم) تقول: لا أريم عن هذا المكان، أي: لا أبرح. (بحور ما بعثتما به) أي بجواب ما تقولانه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصل الحور: الرجوع.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله " تصرران " هكذا هو في معظم الأصول في بلادنا، وهو الذي ذكره الهروي والمازري وغيرهما من أهل الضبط " تصرران " بضم التاء وفتح الصاد المهملة وكسر الراء وبعدها راء أخرى، ومعناه: ما تجمعانه في صدوركما من الكلام، وكل شيء جمعته فقد صررته، ووقع في بعض النسخ " تسرران " بالسين، من السر، أي: ما تقولانه لي سراً، وذكر القاضي عياض فيه أربع روايات هاتان اثنتان، والثالثة " تصدران " بإسكان الصاد وبعدها دال مهملة، ومعناها: ماذا ترفعان إلي؟ قال: وهذه رواية السمرقندي، والرابعة " تصوران " بفتح الصاد وبواو مكسورة، قال: وهكذا ضبطه الحميدي، قال القاضي: وروايتنا عن أكثر شيوخنا بالسين، واستبعد رواية الدال، والصحيح: ما قدمناه عن معظم نسخ بلادنا، ورجحه أيضاً صاحب المطالع، فقال: الأصوب " تصرران " بالصاد والراءين. (2) عند مسلم " ودخلنا عليه ". (3) قال النووي في " شرح مسلم ": أي الحلم، كقوله تعالى: {حتى إذا بلغوا النكاح} [النساء: 6] . (4) قال النووي في " شرح مسلم ": " إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد " دليل على أنها محرمة سواء كانت بسبب العمل أو بسبب الفقر والمسكنة، وغيرها من الأسباب الثمانية، وهذا هو [ص: 655] الصحيح عند أصحابنا، وجوز بعض أصحابنا لبني هاشم وبني المطلب: العمل عليها بسهم العامل، لأنه إجارة، وهذا ضعيف، أو باطل، وهذا الحديث صريح في رده، وقوله: " إنما هي أوساخ الناس " تنبيه على العلة في تحريمها على بني هاشم وبني المطلب، وأنه لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ. ومعنى " أوساخ الناس " أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم، كما قال الله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} [التوبة: 103] فهي كغسالة الأوساخ. (5) قال النووي في " شرح مسلم ": يحتمل أن يريد: من سهم ذوي القربى، ويحتمل أن يريد: من سهم النبي صلى الله عليه وسلم من الخمس. (6) قال النووي في " شرح مسلم ": وقوله " أنا أبو الحسن القرم " وهو بتنوين " حسن " وأما القرم: فبفتح القاف وبالراء الساكنة، مرفوع، وهو السيد، وأصله: فحل الإبل، وقال الخطابي: معناه: المقدم في المعرفة بالأمور والرأي، كالفحل، هذا أصح الأوجه في ضبطه، وهو المعروف في نسخ بلادنا، والثاني: حكاه القاضي " أبو حسن القوم " بالواو، بإضافة " حسن " إلى " القوم " ومعناه: عالم القوم وذو رأيهم، والثالث حكاه القاضي أيضاً " أبو حسن " بالتنوين، و " القوم " بالواو، مرفوع، أي: أنا من علمتم رأيه، أيها القوم، وهذا ضعيف، لأن حرف النداء لا يحذف في نداء القوم ونحوه. (7) قال النووي في " شرح مسلم ": " وهو رجل من بني أسد "، كذا وقع، والمحفوظ: أنه من بني زبيد لا من بني أسد. (8) رواه مسلم رقم (1072) في الزكاة، باب ترك استعمال آل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة، وأبو داود رقم (2985) في الإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، والنسائي 5 / 105 و 106 في الزكاة، باب استعمال آل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: الحديث: 2747 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 653 2748 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أَخذ الحسن بنُ عليٍّ تَمرة من تَمر الصدقة، فجعلها في فِيهِ. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كِخْ، كِخْ، إِرْمِ بها؛ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لا نأكل الصدقة؟» . وفي رواية: «أَنَّا لا تَحِلُّ لنا الصدقةُ؟» . وفي رواية: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنِّي لأنْقَلِبُ إِلى أهلي، فَأجِدُ التمرةَ ساقطة على فراشي، أَو في بيتي، فأرفعها لآكلَها، ثم أخشى أن تكون صدقة فأُلقيها» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [ص: 658] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كِخْ كِخْ) : زجر للصبيان، وردع عما يلابسونه من الأفعال.   (1) رواه البخاري 3 / 280 في الزكاة، باب ما يذكر في الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم، وباب أخذ صدقة التمر عند صرام النخيل، وفي الجهاد، باب من تكلم بالفارسية والرطانة، ومسلم رقم (1069) في الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه محمد بن زياد عنه: أخرجه أحمد (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/406) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/409) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/، 444 476) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/444) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «الدارمي» (1649) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة، «البخاري 20/156) قال: حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا إبراهيم بن طعمان. وفي (2/157) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة. وفي (4، 90) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (3. /117) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا، عن وكيع، عن شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا ابن المثني. قال: حدثنا ابن أبي عدي. كلاهما، عن شعبة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14383) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث، عن شعبة. أربعتهم - معمر، وحماد ابن سلمة، وشعبة، وإبراهيم بن طهمان - عن محمد بن زياد، فذكره. رواه أيضا همان بن منبه عنه: أخرجه أحمد (2/317) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. وهمام. و «البخاري» (3/ 164) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. و «مسلم» (3/117) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. كلاهما 0 عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك- عن معمر، عن همام، بن منبه، فذكره. ورواه أيضا أبي يونس مولي أبي هريرة عنه: أخرجه مسلم (3/117) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، أن أبا يونس مولى أبي هريرة، حدثه، فذكره. الحديث: 2748 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 657 2749 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بتمرة في الطريق، فقال: لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. ولأبي داود «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَمُرُّ بالتمرة العائرةِ، فما يمنعه من أَخذها إِلا أن تكون صدقة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العائرة) : التمرة العائرة: الملقاة في الأرض وحدها، وأصله: من عار الفرس: إذا انفلت وذهب ها هنا وها هنا من مربطه. والعائرة: الناقة تخرج من إبل أخرى ليضربها الفحل.   (1) رواه البخاري 4 / 251 في البيوع، باب ما يتنزه من الشبهات، وفي اللقطة، باب إذا وجد تمرة في الطريق، ومسلم رقم (1071) في الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله، وأبو داود رقم (1651) و (1652) في الزكاة، باب الصدقة على بني هاشم. قال الخطابي في " معالم السنن ": وهذا أصل في الورع، وفي أن كل ما يستبينه الإنسان من شيء مطلقاً لنفسه، فإنه يجتنبه ويتركه، وفيه دليل أن التمرة ونحوها من الطعام إذا وجدها الإنسان ملقاة في طريق ونحوها: أن له أخذها، وأكلها إن شاء، وأنها ليست من جملة اللقطة التي حكمها الاستيناء بها، والتعريف لها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/119) قال: حدثنا وكيع وفي (3/132) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي. و «البخاري» (3/71) قال: حدثنا قبية. وفي (3/164) قال: حدثنا محمد بن يوسف. و «مسلم» (3/117) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا وكيع. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (923) عن محمود بن غيلان، عن وكيع وقبيصة. أربعتهم - وكيع، وابن مهدي، وقبيصة، ومحمد بن يوسف-، عن سفيان. 2- وأخرجه مسلم (3/118) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن زائدة. كلاهما - سفيان، وزائدة- عن منصور، عن طلحة، فذكره. ورواه أيضا قتادة عن أنس. 1- أخرجه أحمد (3/291) قال: حدثنا علي بن عبد الله. و «مسلم» (3/118) قال: حدثنا محمد ابن المثنى وابن بشار. ثلاثتهم قالوا: حدثا معاذ بن هشام الدستوائي، قال: حدثني أبي. 2- وأخرجه أبو داود (1652) قال:ح حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا أبي، عن خالد بن قيس. كلاهما - هشام، وخالد -عن قتادة، فذكره. ورواه أيضا قتادة عن أنس بن مالك. أخرجه أحمد (3/184) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (3/192) قال: حدثنا بهز. وفي (3/258) قال: حدثنا عفان. و «أبو داود» (1651) قال ك حدثنا موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم خمستهم - عبد الرحمان، وبهز، وعفان، وموسى، ومسلم - عن حماد بن سلمة، عن قتادة، وفذكره. ورواه أيضا ثابت عن أنس أخرجه أحمد (3/1241) قال حدثنا مومل قال حدثنا حماد قال حدثنا ثنا ثابت فذكره الحديث: 2749 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 658 2750 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَحِلُّ الصدقةُ لآل محمد، إِنما هي أَوساخ الناس» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 2 / 1000 في الصدقة، باب ما يكره من الصدقة، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث الذي تقدم رقم (2747) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك بشرح الزرقاني (4/550) أنه بلغه قال الزرقان (رواه مسلم من طريق جويرية بن أسماء وقاسم بن أصبغ من طريق سعيد بن أبي داود كلاهما عن مالك عن ابن شهاب عن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث حدثه فذكره. الحديث: 2750 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 659 2751 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذَا أُتيَ بطعام سألَ عنه؟ فإن قيل: هديَّة، أكل منها، وإن قيل: صدقة، لم يأكل منها، وقال لأصحابه: كلوا» . أَخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 149 في الهبة، باب قبول الهدية، ومسلم رقم (1077) في الزكاة، باب قبول النبي صلى الله عليه وسلم الهدية ورده الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/302) قال: حدثنا عبد الرحمان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/305) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد. وفي (2/338) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/406) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (2/492) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «البخاري» (3/203) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا معن. قال: حدثني إبراهيم بن طهمان. و «مسلم» (3/ 120) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجممي. قال: حدثنا الربيع. يعني ابن مسلم. ثلاثتهم - حماد بن سلمة، وإبراهيم بن طهمان، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد، فذكره. ورواه أبو سلمة أيضا عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/359) قال: حدثنا أبو جعفر. قال: أخبرنا عباد وأبو داود 4512 قال: حدثنا وهب بن بقية عن خالد. كلاهما - عباد بن العوام، وخالد بن عبد الله - عن محمد بن عمرو بن أبي سلمة فذكره. * أخرجه أبو داود (4512) قال: وحدثنا وهب بن بقية، في موضع آخر، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ولم يذكر أبو هريرة قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة» زاد: «فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها،فأكل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منها وأكل القوم، فقال: ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة. فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري. فأرسل إلى اليهودية: ما حملك على الذي صنعت؟ قالت: إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت، وإن كنت ملكا أرحت الناس منك فأمر بها رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فقتلت، ثم قال في وجعه الذي مات فيه: مازلت أجد من الأكلة التي بخيبر، فهذا أوان قطعت أبهري» . الحديث: 2751 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 659 2752 - (ت س) بهز بن حكيم - رحمه الله -: عن أبيه عن جدِّه معاوية بن حَيْدَة: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا أُتِيَ بشيء سأل: أصدقةٌ أم هديَّة؟ فإِن قالوا: صدقة، لم يأكل، وإِن قالوا: هديَّةٌ، أكل» . أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي: «فإن قيل: صدقة، لم يأْكل، وإِن قيل: هديَّةٌ، بَسَط يدَه» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (656) في الزكاة، باب في كراهية الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، والنسائي 5 / 107 في الزكاة، باب الصدقة لا تحل للنبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/5) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. و «الترمذي» (656) قال: حدثنا محمد ابن بشار. قال: حدثنا مكي بن إبراهيم ويوسف بن يعقوب الضبعي السدوسي. و «النسائي» 50، 107) قال:أخبرنا زياد بن أيوب. قال: حدثنا عبد الواحد بن واصل. ثلاثتهم - مكلي. ويوسف، وعبد الواحد - قالوا: حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2752 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 659 2753 - (د ت س) أبو رافع - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنه -: قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رجلاً على الصدقة من بني مخزوم. قال أبو رافع: فقال لي اصْحَبْني، فإنك تُصيب منها معي، قلت: حتى أَسأَلَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فانطلقَ إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فسأله. فقال: «مولَى القوم من أَنفسهم، وإِنَّا لا تحل لنا الصدقةُ» . أَخرجه أَبو داود، والترمذي. وفي رواية النسائي: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اسْتَعْمَلَ رجلاً من بني مخزوم على الصدقة، فأَراد أبو رافع أَن يَتْبَعه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الصدقة لا تَحِلُّ لنا، وإن مولى القوم منهم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مولى القوم منهم) : الظاهر من المذاهب والمشهور: أن موالي بني هاشم وبني عبد المطلب لا يحرم عليهم أخذ الزكاة، وفي ذلك على مذهب الشافعي وجهان، أحدهما: لا يحرم عليهم، لانتفاء النسب الذي به حرم على بني هاشم والمطلب، ولانتفاء نصيب الخمس الذي جعل لهم عوضاً عن الزكاة. [ص: 661] والثاني: يحرم، لهذا الحديث، وهو قوله: -صلى الله عليه وسلم-: «مولى القوم منهم» ووجه الجمع بين الحديث وبين التحريم: إنه إنما قال له هذا القوم تنزيهاً له، بعثاً له، على سبيل التشبه بهم في الاستنان بسنتهم، والاقتداء بسيرتهم، من اجتناب مال الصدقة التي هي أوساخ الناس، ولأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يكفي أبا رافع مولاه مؤونة ما يحتاج إليه، فقال [له] : إذا كنت مستغنياً من جانبي فلا تأخذ أوساخ الناس.   (1) رواه الترمذي رقم (657) في الزكاة، باب في كراهية الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومواليه، وأبو داود رقم (1650) في الزكاة، باب الصدقة على بني هاشم، والنسائي 5 / 107 في الزكاة، باب مولى القوم منهم، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وأبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم اسمه أسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/8) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي ليلى. وفي (6/10) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز. قالا: حدثنا شعبة. وفي (6/390) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. و «أبو داود» (1650) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا شعبة. «الترمذي» (657) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. و «النسائي» (5/107) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا شعبة. و «ابن خزيمة» 2344 قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا يزيد بن زريعم. قال: حدثنا شعبة. كلاهما - ابن أبي ليلى، وشعبة - عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي رافع، فذكره. *وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12018) عن محمد بن حاتم، عن حبان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن حمزة الزيات. عن الحكم عن بعض أصحابه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث أرقم بن أبي أرقم على الصدقة. فقال لأبي رافع. هل لك أن تتبعني؟ ... فذكره. الحديث: 2753 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 660 2754 - (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تحل الصدقةُ لغنيٍّ، ولا لِذِي مِرَّةٍ سَويٍّ» . أخرجه الترمذي، وأَبو داود. وفي رواية أخرى: «لذي مِرَّة قويّ» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (652) في الزكاة، باب ما جاء من لا تحل له الصدقة، وأبو داود رقم (1634) في الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغني، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (2/164) (6530) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/ 192) (6798) قال حدثنا وكيع. وعبد الرحمن،. و «الدارمي» (1646) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. وأبو نعيم. و «الترمذي» (652) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. (ح) وحدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق. ستتهم (وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن يوسف، وأبو نعيم، وأبوداود الطيالسي، وعبد الرزاق) عن سفيان. 2- وأخرجه أبوداود (1634) قال: حدثنا عباد بن موسى الأنباري الختلي، قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. كلاهما - سفيان، وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد، فذكره. * قال عبد الرحمان بن مهدي: ولم يرفعه سعد،ولا ابنه، يعني إبراهيم بن سعد. * قال أبوعيسى الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن، وقد روى شعبة عن سعد بن إبراهيم هذا الحديث بهذا الإسناد، ولم يرفعه. الحديث: 2754 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 661 2755 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تحل الصدقةُ لغنيٍّ، ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ» . أَخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المرة) : القوة والشدة. و (السوي) : السليم الخلق، التام الأعضاء.   (1) 5 / 99 في الزكاة، باب إذا لم يكن له دراهم وكان له عدلها، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/99) أخبرنا هناد بن السري عن أبي بكر عن أبي حصين عن سالم عن أبي هريرة فذكره. الحديث: 2755 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 661 2756 - (د س) عبيد الله بن عدي بن الخيار - رضي الله عنه -: قال: أخبرني رجلان: «أَنهما أتيا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو في حجة الوداع، وهو يَقسِم الصدقةَ، فسألاه منها، فرفع فينا النظر، وخَفَضَه، فرآنا جَلْدَيْنِ، فقال: إِن شئتما أَعطيتكما، ولا حَظَّ فيها لغنيٍّ، ولا لقويٍّ مُكْتَسِبٍ» . أَخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1633) في الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغني، والنسائي 5 / 99 و 100 في الزكاة، باب مسألة القوي المكتسب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/224) قال: حدثنا يحيى بن سعيد،. وفي (4/ 224) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/362) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وأبو داود (1633) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عيسى بن يونس. و «النسائي» (5/99) قال: أخبرنا عمرو بن على ومحمد بن المثني. قالا: حدنثا يحيى. أربعتهم -يحيى،ووكيع،وعبد الله بن نمير، وعيسى- عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد الله، ابن عدي بن الخيار، فذكره. الحديث: 2756 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 662 2757 - (ط د) عطاء بن يسار - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تحِلُّ الصدقة لغنيٍّ، إِلا لخمسةٍ: لِغَازٍ في سبيل الله، أو لعاملٍ عليها، أو لغارمٍ، أَو لرجلٍ اشتراها بماله، أَو لرجلٍ كان له جارٌ مسكين، فتُصُدِّق على المسكين، فأَهداها المسكين للغني» . أخرجه الموطأ، وأبو داود بمعناه (1) ، كذا قال أبو داود (2) . [ص: 663] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغارم) : الكفيل، ومن علاه دين أخرجه في غير معصية ولا إسراف، وإنما أنفقه في وجهه.   (1) كذا العبارة في الأصل والمطبوع، والحديث قد أخرجه أبو داود من رواية عطاء بن يسار مرسلاً بمثل رواية مالك، ورواه أيضاً أبو داود، ولفظه: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعناه، قال أبو داود: ورواه ابن عيينة عن زيد كما قال مالك، ورواه الثوري عن زيد قال: حدثني الثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. (2) رواه مالك في الموطأ مرسلاً 1 / 268 في الزكاة، باب أخذ الصدقة ومن يجوز له أخذها، وكذلك أبو داود رقم (1635) في الزكاة، باب من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني، ووصله أبو داود رقم (1636) ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/56) . و «أبو داود» (1636) قال: حدثنا الحسن بن علي و «ابن ماجة» (1841) قال: حدثنا محمد بن يحيى. و «ابن خزيمة» (2374) قال: حدثنا محمد بن يحيى (ح) وحدثنا محمد بن سهل بن عسكر. أربعتهم (أحمد، والحسن، وابن يحيى، وابن سهيل) قالو ا: حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار فذكره * أخرجه أبو داود (1635) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ..... فذكره مرسلا. قال: أبو داود: ورواه ابن عيينة، عن زيد، كما قال مالك، ورواه الثوري عن زيد، قال: حدثني الثبت، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه مالك في الموطأ (2/168) بشرح الزرقاني عن زيد بن أسلم عن ماجة والحاكم من طريق معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي سعيد الخدري فذكره الحديث: 2757 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 662 وفي رواية له [أي لأبي داود] أيضاً. 2758 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تحِلُّ الصدقة لغنيٍّ، إِلا في سبيل الله، أَو ابنِ السبيل، أو جارٍ فقير، يُتَصَدَّقُ عليه فيهدي لك، أو يدعوك» . [أخرجه أَبو داود] (1) .   (1) رقم (1637) في الزكاة، باب من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني، وفي سنده عطية بن سعد العوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، كما قال الحافظ في " التقريب "، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1637) حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا الفريابي ثنا سفيان عن عمران البارقي عن عطية عن أبي سعيد فذكره. قال: أبو داود: ورواه خراس وابن أبي ليلى عن عطية (عن أبي سعيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله) . الحديث: 2758 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 663 2759 - (ط) زيد بن أسلم: قال: شرب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لبناً فأعجبه، فسأل الذي سقاه: من أَين هذا اللبن؟ فأخبره: «أَنه قد ورد على ماء - قد سمَّاه - فإذا نَعَمٌ من نَعَمِ الصدقة، وهم يسقون، فحلبوا من أَلبانها، فجعلتُه في سقائي، فهو هذا اللبن، فأدخل عمر يده، فاستقاء» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 269 في الزكاة، باب ما جاء في أخذ الصدقات والتشديد فيها، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/ 170) عن زيد بن أسلم أنه قال شرب عمر بن الخطاب. الحديث: 2759 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 663 2760 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُؤتَى بالتَّمرِ عند صِرَامِ النخل، فيجيءُ هذا بتمرةٍ، وهذا بتمرةٍ، حتى يَصِيرَ عنده [ص: 664] كَوْماً (1) من تمر الصدقة، فجاء الحسن، والحسين يلعبان بذلك التمر، فأخذ أَحدُهما تمرة، فجعلها في فِيهِ، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخرجها من فيه، وقال: أَمَا عَلمتَ أن آل محمد لا يأكلون الصدقة؟» . أَخرجه ... (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صِرام النخل) : جذاذه، وهو قطع الثمرة منه.   (1) أي: حتى يصير التمر عنده كوماً، وفي البخاري: كوم، وكلاهما صواب. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد أخرجه البخاري 3 / 277، 278 في الزكاة، باب أخذ صدقة التمر عند صرام النخل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (1485) حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأ سدي حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة فذكره. الحديث: 2760 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 663 الفصل الثاني: فيمن تحل له الصدقة 2761 - (د) زياد بن الحارث الصدائي - رضي الله عنه -: قال: «أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فبايعتُه - فذكر حديثاً طويلاً - فأتاه رجل فقال: أعطني من الصدقة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الله تعالى لم يَرْضَ بحكْم نَبيٍ، ولا غيره في الصدقات، حتى حَكَمَ فيها [هو] ، فَجَزَّأهَا ثمانية أَجزاء، فإِن كنتَ منهم أعطيتُكَ [حَقَّكَ] » . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1630) في الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغني، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف في حفظه كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1630) حدثنا عبد الله بن مسلمة ثنا عبد الله يعني ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن بن زياد أنه سمع زياد بن نعيم الحضرمي أنه سمع زياد بن الحرث الصدائي فذكره. الحديث: 2761 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 664 2762 - (ت) أبو جحيفة - رضي الله عنه -: قال: «قدم علينا مُصَدِّقُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخذ الصدقة من أغنيائنا، فجعلها في فُقَرَائنا، وكنتُ غلاماً يتيماً، فأَعطاني منها قَلُوصاً» . أَخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القلوص) : من النوق: الشابة، وهي بمنزلة الجارية من النساء.   (1) رقم (649) في الزكاة، باب ما جاء من أن الصدقة تؤخذ من الأغنياء فترد في الفقراء، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (649) حدثنا على بن سعيد الكندي الكوفي حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن عون بن أبي جحفية عن أبيه فذكره. قال: وفي الباب عن ابن عباس. قال أبو عيسى: حديث أبي جحيفة حديث حسن. الحديث: 2762 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 665 2763 - (خ م) أم عطية - واسمها: نسيبة - رضي الله عنها -: قالت: «بُعِثَ إلى نُسيبةَ بشاة، فأرسلت إِلى عائشة منها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: عندكم شيء؟ ، فقالت: لا، إِلا ما أَرسلتْ به نسيبةُ من تلك الشاة، فقال: هاتِ فقد بلغت مَحِلَّها» . وفي رواية قالت: «دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على عائشة، فقال: هل عندكم شيءٌ؟ قالت: لا، إِلا شيءٌ بعثت به إلينا نُسيبَةُ من الشاة التي بُعِثَتْ إليها من الصدقة، قال: إِنها بلغت مَحِلَّها» . وفي أخرى قالت: «بعثَ إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشاةٍ من الصدقة، فَبَعَثتُ إلى عائشة منها بشيء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: هل عندكم شيءٌ؟ وقالت، وذكرت ... الحديث» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَلَغَتْ مَحلها) : أي: وصلت الموضع الذي تَحِلُّ فيه تشبيهاً بالهدي، [ص: 666] والمعنى: أنها قُضِيَ الواجب فيها من الصدقة بها، وصارت ملكاً لمن تصدق بها عليه، يصح له التصرف فيها، وقبول ما يحل منها.   (1) رواه البخاري 3 / 245 في الزكاة، باب قدر كم يعطي من الزكاة والصدقة، وباب إذا تحولت الصدقة، وفي الهبة، باب قبول الهدية، ومسلم رقم (1076) في الزكاة، باب إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولبني هاشم وبني المطلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1446) حدثنا أحمد بن يوسف حدثنا أبو شهاب عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية فذكره. وأخرجه سلم (1076) حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد عن حفصة عن أم عطية قالت فذكره. الحديث: 2763 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 665 2764 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بلحمٍ تُصُدِّقَ به على بريرة، فقال: هو عليها صدقةٌ، ولنا هدية» . وفي رواية، قال: «أهدت بريرةُ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحماً تُصُدِّق به عليها، فقال: هو لها صدقة، ولنا هدية» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. إِلا أن في رواية أبي داود «فقال: ما هذا؟ قالوا: شيءٌ تُصُدِّقَ به على بريرةَ ... الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 282 في الزكاة، باب إذا تحولت الصدقة، وفي الهبة، باب قبول الهدية، ومسلم رقم (1074) في الزكاة، باب إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1655) في الزكاة، باب الفقير يهدي للغني من الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وفي الهبة (6:4) عن بندار عن غندر قال (البخاري عقب حديث وكيع) وقال أبو داود الطيالسي - مسلم في الزكاة (53: 3) عن أبي بكر وأبي كريب كلاهما عن وكيع و (53: 3) عن أبي موسى وبندا كلاهما عند غندر و (53: 3) عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه - وأبو داود فيه (الزكاة 31) عن عمرو بن مرزوق النسائي في العمرى (2:5) عن إسحاق بن إبراهيم عن وكيع. خمستهم عنه به. الأشراف (1/323) . الحديث: 2764 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 666 2765 - (خ م ط) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: تُصُدِّقَ على بريرة بلحم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هو لها صدقةٌ، ولنا هديَّة» . أَخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية لمسلم: «أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بلحم بقر، فقيل: هذا ما تُصُدِّق به على بَريرةَ، فقال: هو لها صدقة، ولنا هدية» . وفي أخرى لهما قالت: «دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعلى النارِ بُرْمَةٌ تَفُورُ، فدعا بِالغَدَاءِ، فَأُتيَ بِخُبْزٍ وأَدْمٍ من أُدْمِ البيت، فقال: أَلَم أَرَ بُرْمَة على النار تَفُورُ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، ولكنه لحم تُصدِّق به [ص: 667] على بريرةَ، وأَهدت إلينا منه، وأنت لا تأكل الصدقة. فقال: هو صدقة عليها، وهدية لنا» . وأخرجه الموطأ بزيادة في أوله، قالت عائشة: «كانت في بريرة ثَلاثُ سُنَنٍ، فكانت إِحدى السُّنن الثلاث: أَنها أَعْتِقَتْ، فَخُيِّرَتْ في زوجها، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: الولاء لمن أعتق، ودخل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى النار بُرْمَةٌ ... الحديث» . وأخرج البخاري، ومسلم أَيضاً رواية الموطأ بالزيادة التي في أولها (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 281 في الزكاة، باب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المساجد، باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد، وفي البيوع، باب البيع والشراء مع النساء، وباب إذا اشترط شروطاً في البيع لا تحل، وفي العتق، باب بيع الولاء وهبته، وباب ما يجوز من شروط المكاتب، وباب استعانة المكاتب وسؤاله الناس، وباب بيع المكاتب إذا رضي، وباب إذا قال المكاتب: اشترني وأعتقني، فاشتراه لذلك، وفي الهبة، باب قبول الهدية، وفي الشروط، باب الشروط في البيع، وباب ما يجوز من شروط المكاتب إذا رضي بالبيع على أن يعتق، وباب الشروط في الولاء، وباب المكاتب وما لا يحل من الشروط التي تخالف كتاب الله، وفي الطلاق، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في زوج بريرة، وفي الأيمان والنذور، باب إذا أعتق في الكفارة لمن يكون ولاؤه، وفي الفرائض، باب الولاء لمن أعتق، وميراث اللقيط، وباب ميراث السائبة، وباب إذا أسلم على يديه، وباب ما يرث النساء من الولاء، ومسلم رقم (1075) في الزكاة، باب إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم ولبني هاشم، والموطأ 2 / 562 في الطلاق، باب ما جاء في الخيار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في كفارة الأيمان (8) عن سليمان بن حرب وفي الطلاق (17: 1) عن عبد الله ابن رجاء وفيه (الطلاق 17: 12) وفي الزكاة (ـ61: 2) عن آدم وفي الفرائض (19: 1) عن حفص بن عمر - والنسائي في الزكاة (99) عن عمرو بن يزيد عن بهز بن أسد، وفي الطلاق (30: 2) عن عمرو ابن علي عن عبد الرحمن بن مهدي وفي الفرائض (الكبري 26: 2) عن بندار عن غندر سبعتهم عن شعبة عن الحكم به وليس في حديث سليمان بن حرب ولا في حديث غندر قصة اصدقة ولا قصة التخيير ولا في حديث عبد الله بن رجاء وحفص بن عمر قصة التخيير وهي في حديث آدم في الطلاق دون الزكاة الأشراف (11/352) . ومسلم في الزكاة (53: 4) عن ابن المثنى وابن بشار كلاهما عن غندر و (53: 4) عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه كلاهما عن شعبة عن الحكم به الأشراف (11. /353) وأخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقان (3/233) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة فذكره. الحديث: 2765 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 666 2766 - (م) جويرية - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل عليها، فقال: هل من طعام؟ قالت: لا والله، إِلا عَظمٌ من شاةٍ أُعْطِيَتْهُ مَولاتي من الصدقة، فقال: قَرِّبيه، فقد بلغت مَحِلَّها» . [ص: 668] أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1073) في الزكاة، باب إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم ولبني هاشم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1073) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن ابن شهاب أن عبيد بن السباق قال إن جويريه زوج النبي أخبرته فذكره. الحديث: 2766 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 667 2767 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «بعثني أبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في إِبلٍ أَعطاها إياه من الصدقة» . وزاد في رواية: «أبى، يُبْدِلُهَا (1) » . أَخرجه أَبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعطى أباه من الصدقة) : قال الخطابي: هذا القول من ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أعطى أباه إبلاً من إبل الصدقة لا أدري ما وجهه؟ لأني لا أشك أن الصدقة محرمة على العباس، والمشهور: أنه يكون قد أعطاه من سهم ذوى القربى من الفيء، ويشبه أن يكون ما أعطاه من إبل الصدقة - إن ثبت الحديث - عوضاً عن سلف منه لأهل من الصدقة، فقد روى أنه كان [ص: 669] تسلف من صدقه عامين فردها، أو رد صدقة أحد العامين عليه، لما جاءته إبل الصدقة، فروى الحديث من رواه مختصراً من غير ذكر السبب.   (1) قال في " عون المعبود ": " أبى " بالباء الموحدة بين الألف والياء التحتانية، أي: عباس بن عبد المطلب " يبدلها " بصيغة المضارع، هكذا في بعض النسخ، وفي بعضها " أي: يبدلها " وفي بعضها " أن يبدلها " بأن المصدرية، وفي بعضها " آتي " بصيغة المتكلم من الإتيان، ثم قال: ولم يترجح لي واحد منها من الأخرى، والمعنى أن عبد الله بن العباس يقول: إن أبي العباس أرسلني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أن يبدل الإبل التي أعطاها العباس من إبل الصدقة. (2) رقم (1653) و (1654) في الزكاة، باب الصدقة على بني هاشم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1653) حدثنا محمد عبد عبيد المحاربي ثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس فذكره وأخرجه أبوداود (1654) حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة قالا ثنا محمد هو ابن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن سالم عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس فذ كره الحديث: 2767 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 668 2768 - (د) بشير بن يسار - مولى الأنصار - رضي الله عنه -: زعم أن رجلاً من الأنصار، يقال له سَهل بن أبي حَثْمة، أَخبره [: «أن نَفَراً من قومه انطلقوا إلى خيبر، فتفرَّقوا فيها، فوجدوا أحدهم قتيلاً ... الحديث، وفيه] أن النبي - صلى الله عليه وسلم- وَدَاهُ مائة من إِبل الصدقة - يعني: دِيَةَ الأنصاري الذي قُتِلَ بِخَيْبَرَ» . أَخرجه أَبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وداه) : وَدَيتُ القتيل: إذا أَعْطَيْتَ دِيَته.   (1) رقم (4523) في الديات، باب في ترك القود بالقسامة، ورواه البخاري أيضاً 12 / 203 و 204 في الديات، باب القسامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4523) حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا أبو نعيم ثنا سعيد بن بيد الطائي عن بشير بن يسار، فذكره. الحديث: 2768 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 669 2769 - () أبو لاس (1) - رضي الله عنه -: قال: «حَمَلنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على إِبل الصدقة إِلى الحجِّ» . أخرجه ... (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": بسين مهملة، خزاعي، اختلف في اسمه، فقيل: زياد، وقيل: عبد الله ابن عنمة بمهملة ونون مفتوحتين، وقيل غير ذلك، له صحبة وحديثان هذا أحدهما. (2) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه البخاري تعليقاً 3 / 262 في الزكاة، باب قول الله تعالى: {وفي الرقاب} ، قال الحافظ في " الفتح ": وقد وصله أحمد وابن خزيمة والحاكم وغيرهم من طريقه، ولفظ: " على إبل من إبل الصدقة ضعاف للحج، فقلنا: يا رسول الله ما نرى أن تحمل هذه، فقال: إنما يحمل الله ... الحديث، ورجاله ثقات، إلا أن فيه عنعنة ابن إسحاق، ولهذا توقف المنذري في ثبوته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (3/388) في الزكاة باب قوله الله تعالى (وفي الرقاب) قال الحافظ في الفتح وقد وصله أحمد وابن خزيمة والحاكم وغيرهم من طريقه ولفظ أحمد «على إبل من إبل الصدقة ضعاف الحج فقلنا يا رسول الله مانرى أن تحمل هذه فقال إنما يحمل الله ... » الحديث ورجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة أن إسحاق ولهذا توقف ابن المنذر ثبوته. الحديث: 2769 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 669 الكتاب الثاني من حرف الزاي: في الزهد والفقر، وفيه فصلان الفصل الأول: في مدحهما، والحث عليهما 2770 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليست الزَّهَادَةُ في الدنيا بتحريم الحلال، ولا إِضاعة المال، ولكنِ الزُّهْدُ: أَن تكون بما في يَدِ الله تعالى أَوثَقَ منك بما في يَدَيْكَ، وأن تكون في ثواب المصيبة إِذا أُصِبْتَ بها أرغَبَ منك فيها لو أنها [أ] بقِيَت لك» . أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين في كتابه: «لأن الله تعالى يقول: {لِكَيْلا تَأْسَوْا على مَا فَاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُم} [الحديد: 23] » .   (1) رقم (2341) في الزهد، باب ما جاء في الزهادة في الدنيا، ورواه ابن ماجة رقم (4100) في الزهد في الدنيا، وفي سنده عمرو بن واقد الدمشقي أبو حفص، وهو متروك كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (4100) قال: حدثنا هشام بن عمار. و «الترمذي» (2340) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان. وقال: أخبرنا محمد بن المبارك. كلاهما (هشام بن عمار، ومحمد بن المبارك) عن أبي إدريس الخولاني فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب. لا نعرفه إلا من هذا الوجه وعمرو بن واقد منكر الحديث. الحديث: 2770 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 670 2771 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِن كنتِ تريدين الإِسراعَ واللُّحوقَ بي فَلْيَكْفِكِ من الدنيا كزاد الرَّاكب، وإِيَّاك ومُجالسةَ الأغنياء، ولا تَسْتَخْلِقي ثَوباً حتى تُرَقِّعيهِ» . أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين في كتابه: قال عروة: «فما كانت عائشة تَستَجِدُّ ثوباً حتى تُرَقِّعَ ثوبَها، وتُنَكِّسَهُ، قال: ولقد جاءها يوماً من عند معاوية ثمانون ألفاً، فما أَمسى عندها دَرهم، قالت لها جاريتها: فهلاَّ اشْتَرَيتِ لنا منه لحماً بدرهم؟ قالت: لو ذكَّرتيني لفعلتُ» .   (1) رقم (1781) في اللباس، باب ما جاء في ترقيع الثوب، وفي سنده صالح بن حسان النضري أبو الحارث المدني نزيل البصرة، وهو متروك كما قال الحافظ في " التقريب "، قال الترمذي: ومعنى قوله: " إياك ومجالسة الأغنياء " هو نحو ما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رأى من فضل عليه في الخلق والرزق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن هو فضل عليه فإنه أجدر أن لا يزدري نعمة الله. أقول: وحديث أبي هريرة هذا في الصحيحين وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1780) حدثنا يحيى بن موسى حدثنا سعيد بن محمد الوراق وأبو يحيى الحماني قالا حدثنا صالح بن حسان عن عروة عن عائشة فذكره. قال أبو عيسى هذا حديث غريب لانعرفه إلا من حديث صالح بن حسان قال: وسمعت محمد يقول صالح بن حسان منكر الحديث وصالح بن أبي حسان الذي روى عنه ابن أبي ذئب ثقة. الحديث: 2771 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 671 2772 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ اجعَل رِزقَ آلِ محمدٍ قُوتاً» . وفي أخرى: «كَفَافاً» . أَخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قوتاً) القوت: ما يقوم بالإنسان من الطعام. [ص: 672] (كفافاً) : الكفاف: الذي لا يفضل عن الشيء.   (1) رواه البخاري 11 / 250 في الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1055) في الزهد، والترمذي رقم (2362) في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/232) قال: حدثنا محمد بن فضيل. قال: حدثنا أبي وفي (2/446و481) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. و «البخاري» (8/122) قال: حدثنا عبد الله ابن محمد. قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبيه. و «مسلم» (3/102) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وأبو سعيد الأشج. قالوا: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. وفي (3/102) (8/217) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، وفي (8/217) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وأبو كريب. قالوا: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثناه أبوسعيد الأشج. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: سمعت الأعمش. «ابن ماجة» (4139) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. عن الأعمش. و «الترمذي» (2361) قال: حدثنا أبو عمار. قال: وكيع. قال: حدثنا وكيع، وعن الأعمش.. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14898) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي أسامة، عن الأعمش. كلاهما - فضيل بن غزوان، والأعمش - عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة. فذكره. الحديث: 2772 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 671 2773 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللَّهمَّ أحْيني مسكيناً، وأَمِتني مسكيناً، واحشُرني في زُمرةِ المساكين يوم القيامة. قال: فقالت عائشةُ: لِمَ يا رسول الله؟ قال: إِنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفاً، يا عائشةُ لا تَرُدِّي المسكينَ ولو بشقِّ تمرة، يا عائشة أَحِبِّي المساكين، وقرِّبيهم، يُقَرِّبْكِ الله يوم القيامة» . أَخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خريفاً) : الخريف: الزمان المعروف، بين الصيف والشتاء، وأراد به: كناية عن السنة جميعاً، لأنه متى أتى عليه عشرون خريفاً مثلاً، فقد أتى عليه عشرون سنة، وقد جاء في [هذا] الحديث «أربعون خريفاً» وفي الحديث الآخر «خمسمائة عام» . ووجه الجمع بينهما: أن الأربعين أراد بها: تقدم الفقير الحريص على الغني الحريص، وأراد بخمسمائه عام: تقديم الفقير الزاهد على الغني الراغب، فكان الفقير الحريص على درجتين من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد، وهذه نسبة الأربعين إلى الخمسمائة، ولا تظنن أن [ص: 673] هذا التقدير، وأمثاله يجرى على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جزافاً، ولا بالاتفاق، بل لسر أدركه، ونسبة أحاط بها علمه، فإنه لا ينطق عن الهوى، وإن فطن أحد من العلماء إلى شيء من هذه المناسبات، وإلا فليس طعناً في صحتها والله أعلم.   (1) رقم (2353) في الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2352) حدثنا عبد الأعلى بن واصل الكوفي حدثنا ثابت بن محمد العابد الكوفي حدثنا الحرث بن النعمان الليثي عن أنس فذكره قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. الحديث: 2773 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 672 2774 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يدخل الفقراءُ الجنةَ قبل الأغنياء بخمسمائة عام: نِصفِ يَومٍ» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2354) في الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2353) حدثنا محمود بن غيلان حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة فذكره. قال: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 2774 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 673 2775 - (م) أبو عبد الرحمن الحبلي: قال: «سمعتُ عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -، وسأَله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: أَلك امرأةٌ تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكنٌ تَسْكنُهُ؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإنَّ لي خادماً، قال: فأَنت من الملوك. قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثةُ نَفَر إلى عبد الله بن عمرو، وأنا عندَه، [فقالوا: يا أبا محمدٍ، إِنا والله ما نَقْدِرُ على شيءٍ: لا نَفَقَةٍ، ولا دَابَّةٍ، ولا مَتَاعٍ] . فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم [ص: 674] إلينا، فأَعطيناكم ما يَسَّرَ الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمرَكم للسُّلطان، وإِن شئتم صبرتم، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إِن فقراء المهاجرين يَسْبقون الأغنياء يوم القيامة إِلى الجنة بأربعين خريفاً، قالوا: [فإنا] نصبر، لا نسأَل شيئاً» . أَخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2979) في الزهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (2979) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب أخبرني أبو هانئ سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول فذكره. سمعت. الحديث: 2775 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 673 2776 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يدخل فقراء المسلمين الجنةَ قبل أغنيائهم بأَربعين خريفاً» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2356) في الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2355) حدثنا العباس الدوري حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد بن أبي أيوب بن جابر الحضرمي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ... هذا حديث حسن. الحديث: 2776 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 674 2777 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «جلست في عصابةٍ من ضُعَفاءِ المهاجرين، وإنَّ بعضهم لَيَستَتِرُ ببعضٍ من العُرْي، وقارئ يقرأُ علينا، إِذ جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام علينا، فلما قام علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سكت القارئ، فسلَّم، ثم قال: ما كنتم تصنعون؟ قلنا: يا رسولَ الله، كان قارئ لنا يقرأُ علينا، وكنا نَستَمِعُ إلى كتاب الله عز وجل، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: الحمد لله الذي جعل من أُمتي مَن أُمِرْتُ أَن أَصبر نَفسي معهم، وجلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وَسْطَنَا، لِيَعْدِلَ بنفسه فينا، ثم قال بيده: هكذا، فَتَحَلَّقوا، وبَرَزَت وجوهُهم، قال: فما رأيتُ رسولَ [ص: 675] الله- صلى الله عليه وسلم- عرف منهم أَحدا غيري، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أبشروا صَعَاليك المهاجرين بالنُّورِ التام يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أَغنياء الناس بنصف يوم، وذلك خمسمائة سنة» . أَخرجه أبو داود (1) . وأخرج الترمذي منه آخره، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فُقَراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أَغنيائهم بخمسمائة سنة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عصابة) : العصابة: الجماعة من الناس، وكذلك من الخيل والطير. (فتحلقوا) : تحلَّقُوا: أي صارُوا حَلْقَة مستديرة.   (1) رواه أبو داود رقم (3666) في العلم، باب في القصص، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 63 وفي سنده العلاء بن بشير المزني، وهو مجهول، ويشهد لآخره رواية الترمذي المختصرة. (2) رواه الترمذي رقم (2352) في الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، وهو حديث حسن، وفي الباب عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وجابر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (4123) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا بكر بن بعد الرحمن، قال: حدثنا عيسى بن المختار، عن محمد بن أبي ليلى. و «الترمذي» (2351) قال: حدثنا محمد بن موسى البصري، قال: حدثنا زياد بن عبد الله، عن الأعمش. كلاهما -ابن أبي ليلى، والأعمش - عن عطية العوفي، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن. غريب من هذ الوجه. وأخرجه أبو داود (3666) حدثنا مسدد ثنا جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد عن العلاء بن بشير (المزني) عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري فذكره. الحديث: 2777 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 674 2778 - (خ م ت) عبد الله بن عباس، وعمران بن حصين - رضي الله عنهم -: قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اطَّلَعْتُ في الجنة، فرأيت أَكثرَ أهلها الفقراءَ، واطَّلعت في النار، فرأيت أكثرَ أهلها النساءَ» . أخرجه البخاري، والترمذي عنهما، ومسلم عن ابن عباس وحدَه (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 238 في الرقاق، باب فضل الفقر، وباب صفة الجنة والنار، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي النكاح، باب كفران العشير، ومسلم رقم (2737) في الذكر والدعاء، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، والترمذي رقم (2605) و (2606) في صفة جهنم، باب ما جاء أن أكثر أهل النار النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/234) (2086) قال: حدثنا وكيع. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (6317) عن محمد بن معمر البحراني، عن عثمان بن عمر. كلاهما - وكيع، وعثمان- عن حماد بن نجيح. 2- أخرجه أحمد (1/359) (3386) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (8/88) قال: حدثنا زيهير بن حرب،قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا الثقفي. والترمذي (2602) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (6317) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الثقفي. كلاهما - إسماعيل، والثقفي - قالا: أخبرنا أيوب. 3- وأخرجه أحمد (4/429) قال: حدثنا الخفاف. و «عبد بن حميد» (691) قال: أخبرنا جعفر بن عون. و «مسلم» (8/88) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. و «النسائي» في الكبري (تحفة الأشراف) (6317) عن أبي داود الحراني، عن جعفر بن عون. ثلاثتهم - عبد الوهاب الخفاف، وجعفر، وأبو أسامة- عن سعيد بن أبي عروبة. 4- وأخرجه مسلم (8/88) قال:حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو الأشهب. 5- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (6317) عن يحيى بن مخلد المقسمي، عن المعافي بن عمران، عن صخر بن جويرية.. خمستهم - حماد، وأيوب، وسعيد، وأبو الأشهب، وصخر - عن أبي رجاء فذكره. 6- وأخرجه البخاري (6449) حدثثا أبو الوليد حدثنا سلم بن زرير حدثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين. الحديث: 2778 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 675 2779 - (خ م) أسامة بن زيد - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «قُمتُ على باب الجنة، فكان عامَّةُ من دخلها المساكينُ، وأصحاب الجَدِّ مَحْبُوسون، غير أَن أصحاب النار قد أُمِرَ بهم إلى النار، وقمت على باب النار، فإذا عامَّةُ من دخلها النساءُ» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجد) : الحظ والسعادة.   (1) رواه البخاري 11 / 361 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وفي النكاح، باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه، ومسلم رقم (2736) في الرقاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/205) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (5/209) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفى البخاري (7/39،8/141) قال: حدثنا هداب بن خالد، قال: حماد ابن سلمة (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا معاذ بن معاذ العنبري (ح) وحدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: حدثنا يزيد بن زريع. و «النسائي» في الكبرى (تحفة 100) عن قتيبة بن سعيد، عن خالد بن عبد الله الواسطي، وعن عبيد الله بن سعيد، وعن يحيى ين سعيد. - ثمانيتهم - إسماعيل، ويحيى، وحماد، ومعاذ، ومعتمر، وجرير، ويزيد، وخالد - عن سليمان التيمي عن أبي عثمان، فذكره. الحديث: 2779 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 676 2780 - (د ت س) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أُبْغُوني ضُعَفَاءكم، فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم» . أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُبغُوني) : يقال: أبغني كذا، أي: أعطني، وأجدني، وأصله من الابتغاء: الطلب، يقال: بغى فلان كذا: إذا طلبه، وأبغيته كذا: إذا أزلت ابتغاءه، مثل أشكيته، إذا أزلت شكواه ببلوغ غرضه، وتقول: [ص: 677] ابغني - بهمزة موصولة - أي: اطلب لي، وأبغني - بهمزة مقطوعة - أي: أعني على الطلب.   (1) رواه أبو داود رقم (2594) في الجهاد، باب في الانتصار برذل الخيل والضعفة، والترمذي رقم (1702) في الجهاد، باب ما جاء في الاستفتاح بصعاليك المسلمين، والنسائي 6 / 45 و 46 في الجهاد، باب الاستنصار بالضعيف، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/198) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال: حدثنا ابن المبارك. (ح) وعلي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. «أبو داود» (2594) قال: حدثنا مؤمل بن الفضيل الحراني، قال: حدثنا الوليد. «الترمذي» (7102) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. و «النسائي» (6/45) قال: أخبرنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا عمر ابن عبد الواحد. ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم، وعمر - عن عبد الرحمان ابن يزيد بن جابر، قال: حدثني زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير. فذكره. الحديث: 2780 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 676 2781 - (خ س) مصعب بن سعد: قال: «رأى سعد - رضي الله عنه - أن له فضلاً على مَن دونه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تُنصَرون وتُرزَقون إِلا بضعفائكم؟» . أَخرجه البخاري. وفي رواية النسائي: «أنه ظنَّ أن له فَضلاً على من دونَه من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إِنما ينصُر الله هذه الأمةَ بضعيفها: بدعوتِهم، وصلاتِهم، وإِخلاصهم» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 65 في الجهاد، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، والنسائي 6 / 45 في الجهاد، باب الاستنصار بالضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/45) قال: أخبرنا محمد بن إدريس، قال:حدثنا عمر بن حفص بن غياث عن أبيه، عن مسعر، عن طلحة بن مصرف، عن مصعب ابن سعد. فذكره. * أخرجه البخاري (4/44) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا محمد ابن طلحة، عن طلحة، عن مصعب بن سعد، قال: رأى سعد، رضي الله عنه، أن له فضلا على من دونه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟.» هكذا أخرجه مرسلا. الحديث: 2781 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 677 2782 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ» . أَخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2622) في البر والصلة، باب فضل الضعفاء والخاملين، وفي صفة الجنة ونعيمها وأهلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (8/36 و154) قال: حدثني سويد بن سعيد قال حدثنا حفث بن ميسرة عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه فذكره الحديث: 2782 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 677 2783 - (خ ط) وعنه - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بعث الله نبيّا إِلا راعي غَنَمٍ (1) ، فقال أَصحابه: وأنت؟ فقال: نعم، كنتُ أرْعاها على قَرَارِيطَ لأهل مكة» . أخرجه البخاري، وأَخرجه الموطأ، ولم يذكر [ص: 678] القراريط (2) .   (1) في بعض الروايات: إلا رعى الغنم. (2) رواه البخاري 4 / 363 في الإجارة، باب رعي الغنم على قراريط، ورواه مالك في " الموطأ " بلاغاً 2 / 971 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الغنم، ورواه أيضاً ابن ماجة مثل رواية البخاري رقم (2149) في التجارات، باب الصناعات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الإجارة (2) عن أحمد بن محمد المكي - وابن ماجة في التجارات (5/1) عن سويد بن سعيد بن كلاهما عن عمرو بن يحيى بن سعيد عن عمرو بن جده به الأشراف (9/503) وأخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/483) بلاغا قال الزرقاني: «مما صح موصولا» عن عبد الرحمن بن عوف وجابر وأبي هريرة. الحديث: 2783 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 677 2784 - (ت) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، والله إني لأُحِبُّكَ، فقال: انْظُرْ ما تقول، قال: والله إِني لأُحِبُّكَ - ثلاث مرات - قال: إِن كنت تُحِبُّني فأعِدَّ للفقر تِجفافاً (1) ، فإن الفقر أَسرع إِلى من يُحِبُّني من السَّيل إلى منتهاه» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في الأصل: لحافاً، والتصحيح من نسخ الترمذي المطبوعة. ومعنى تجفافاً: درعاً وجنة. (2) رقم (2351) في الزهد، باب ما جاء في فضل الفقر، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2350) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن نبهان بن صوفان الثقفي البصري، قال: حدثنا روح بن أسلم (ح) وحدثنا نصر بن علي قال: حدثنا أبي. كلاهما - روح، وعلي - عن شداد أبي ظلمة الراسبي، عن أبي الوازع، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وأبو الوازع الراسبي اسمه جابر بن عمرو وهو بصري. الحديث: 2784 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 678 2785 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «إِنَّا لَجُلُوسٌ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إِذ طلع علينا مُصْعَبُ بن عُمَير، ما عليه إِلا بُرْدَةٌ، مُرَقَّعةٌ بِفَرْوٍ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَكَى للذي كان فيه من النِّعْمة، والذي هو فيه اليوم، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف بكم إِذا غَدَا أَحَدُكم في حُلَّةٍ، وراح في حلة أخرى، وَوُضِعَتْ بين يديه صَحْفَةٌ ورُفِعَتْ أخرى، وسَتَرْتُمْ بيوتَكم كما تُسْتَرُ الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خَيْرٌ مِنَّا [ص: 679] اليوم، نُكْفَى المُؤْنَةَ، وَنَتَفَرَّغُ للعبادة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: بل أنتم اليوم خيرٌ منكم [يومئذ] » . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2478) في صفة القيامة، باب رقم (36) ، وفي سنده شيخ لم يسم، وهو شيخ محمد بن كعب القرظي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2476) حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول فذكره قال أبو سعيد: هذا حديث حسن ويزيد بن زياد هو ابن ميسرة وهو مدني وقد روى عنه مالك بن أنس وغير واحد من أهل العلم ويزيد ابن زياد الدمشقي الذي روى عن الزهري روى عنه وكيع ومروان ابن معاوية ويزيد بن أبي زياد كوفي. الحديث: 2785 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 678 2786 - (د س) عبد الله بن بريدة - رحمه الله -: أن رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رحل إِلى فَضَالة بن عُبيد، وهو بمصر، فَقَدِم عليه، فقال: إِني لم آتِكَ زائراً، ولكني سمعت أنا وأَنت حديثاً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: فرجوتُ أَن يكون منه عندك عِلمٌ، قال: ما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فَمالي أراك شَعِثاً وأنت أميرُ الأرض؟ قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن كثير من الإِرْفَاه، قال: فمالي لا أرى عليكَ حِذَاء؟ قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نَحْتفيَ أَحياناً» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي عن عبد الله بن شقيق (1) ، قال: كان رجل من أَصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- عاملاً بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شَعِثُ الرأس، مُشْعَانٌ، قلت: مالي أَراك مُشْعَانّاً، وأَنت أَمير؟ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن الإِرْفاه، قلنا: وما الإِرفاه؟ قال: التَّرجيلُ كل يوم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُشْعَان) : رجل مُشعان: منتفض الشعر، ثائر الرأس، بعيد العهد بالتسريح. [ص: 680] (شَعِثاً) : الشعث: البعيد العهد بالغسل والنظافة. (حذاء) : الحذاء: النعل. (الإرفاه) : الاستكثار من الزينة والتنعم، وأصله من الرفه، وهو أن ترد الإبل كل يوم، ومنه أخذت الرفاهية. (الترجيل) : [و] الترجل تسريح الشعر.   (1) في الأصل: عبد الله بن سفيان، والتصحيح من سنن النسائي وكتب الرجال. (2) رواه أبو داود رقم (4160) في الترجل، والنسائي 8 / 132 في الزينة، باب الترجل غباً، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/22) . وأبو داود (4160) قال: حدثنا الحسن بن علي كلاهما - أحمد بن حنبل، والحسن بن علي - عن يزيد بن هارون قال: أخبرني الجريري، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. * أخرجه النسائي (8/185) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، أن رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقال له: عبيد. قال: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينهي عن كثير من الإرفاه.» سئل ابن بريدة عن الإرفاه. قال: منه الترجل. (*) قال أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي: وهو وهم، والصواب: فضالة بن عبيد «تحفة الأشراف» 7/صفحة (226) . * وأخرجه النسائي (8/132) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن كهمس، عن عبد الله بن شقيق، قال: كان رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عاملا بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شعث الرأس مشعان قال: مالي أراك مشعانا وأنت أمير؟ قال: «كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن الإرفاه.» قلنا: وما الإرفاه؟ قال: «الترجل كل يوم.» الحديث: 2786 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 679 2787 - (د) أبو أمامة [إياس] بن ثعلبة الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: «ذَكر أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً عنده الدُّنيا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ألا تسمعون، ألا تسمعون؟ إِن البَذَاذَةَ من الإِيمان، إن البذاذة (1) من الإيمان - يعني التَّقَحُّلَ» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البذاذة) : رثاثة الهيئة، وترك الزينة، والمراد به: التواضع في اللباس، وترك التبجح به.   (1) في المطبوع: في الأولى والثانية: إن البذاءة، بالهمزة بدل الذال، وهو تحريف قبيح، والبذاذة: التقشف والتواضع في اللباس، والتقحل: تكلف اليبس. (2) رقم (4161) في الترجل، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4118) في الزهد، باب من لا يؤبه له، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4161) حدثنا النفيلي ثنا محمد سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الله بن مالك عن أبي أمامة قال فذكره. قال: أبو داود: هو أمامة بن ثعلبة الأنصاري. الحديث: 2787 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 680 2788 - () زيد بن أسلم: قال: «اسْتَقَى يوماً عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه [ص: 681] فجيئ بماءٍ قد شِيبَ بعسلٍ، فقال: إِنه لَطيِّبٌ، لكني أسمع الله عز وجل نَعَى على قومٍ شَهَواتِهم، فقال: {أَذْهَبْتُم طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20] ، فأَخاف أن تكونَ حسناتُنا عُجِّلَت لنا، فلم يَشْرَبْهُ» . أَخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. وذكرها المنذري في " الترغيب والترهيب " في الزهد، باب في عيش السلف، وقال: ذكره رزين، ولم أره. الحديث: 2788 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 680 2789 - (ت) رجل كان يخدم [عبد الرحمن] بن عوف: قال: «حَضَرْتُهُ أُتِيَ بطعامٍ ليلاً، وكان ظَلَّ يومه صائماً، فبكى، وقال: ذهب الأوَّلون، لم تَكْلِمْهُمُ الدنيا من حسناتهم شيئاً، وإِنا ابتُلينا بالضَّرَّاء فصبرنا ثم ابتُلينا بالسَّرَّاء فلم نَصبِرْ، وكفى لامرىءٍ من الشرِّ أن يُشارَ إِليه بالأَصابع في أَمر» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم تَكْلِمهم) : الكَلْم: الجرح، والمراد: لم تؤثر الدنيا فيهم، ولم تقدح في أديانهم. (ابتُلينا) : الابتلاء: الاختبار. [ص: 682] (بالضراء) : الضراء: الحالة التي تضر، والسراء: الحالة التي تسر.   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه الترمذي مختصراً رقم (2466) في القيامة، باب رقم (31) ولفظه: " عن عبد الرحمن بن عوف قال: ابتلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضراء فصبرنا، ثم ابتلينا بعده بالسراء فلم نصبر "، وهو حديث حسن، وسيأتي رقم (2817) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2464) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا أبو صفوان عن يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمان فذكره. الحديث: 2789 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 681 2790 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «ذُكِرَ رجلٌ عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بعبادةٍ واجتهادٍ، وذُكر آخرُ بورعٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا يُعدَلُ الوَرَعُ بشيءٍ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2519) قال:حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري قال:حدثنا إبراهيم بن أبي الوزيز قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن محمد بن عبد الرحمان بن نبيه عن محمد بن المنكدر فذكره. الحديث: 2790 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 682 2791 - (ت) عطية السعدي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يبلُغُ العبدُ أَن يكون من المتقين» . - وفي رواية -: «لا يبلغ العبد حقيقة التَّقْوى - حتى يدع ما لا بأس به، حذراً مما به البَأْسُ» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2453) في صفة القيامة، باب رقم (20) ، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2451) حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل الثقفي عبد الله ابن عقيل حدثا عبد الله بن يزيد حدثني ربيعة بن يزد وعطية بن قيس عن عطية السعدي فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 2791 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 682 الفصل الثاني: فيما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عليه من الفقر 2792 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان يأتي علينا الشَّهرُ ما نُوقِدُ فيه ناراً، إنما هو التَّمر والماء، إِلا أن يُؤتَى باللُّحَيمِ» . وفي [ص: 683] رواية قالت: «ما شَبِعَ آلُ محمد من خُبزِ البُرِّ ثلاثاً، حتى مضى لسبيله» . وفي أخرى، قالت: «ما شبع آلُ محمد مُنْذُ قَدِم المدينة من طعامٍ ثلاث ليالٍ تباعاً حتى قُبِضَ» . وفي أخرى: «ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قُبِضَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى، قالت: «ما أَكلَ آلُ محمد أكلَتينِ في يومٍ واحدٍ إِلا وإِحداهما تمرٌ» . وفي أخرى: كانت تقول لعروة: «والله يا ابنَ أُختي، إن كُنا لَنَنْظُرُ إلى الهِلالِ، ثم الهلالِ، ثم الهلال - ثلاثة أَهلةٍ في شهرين - وما أُوقِدَ في أَبياتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- نارٌ، قال: قلتُ: يا خالةُ، فما كان يُعِيشُكم؟ قالت: الأسْوَدَان: التمر، والماء، إِلا أنه قد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- جيران من الأنصار، وكانت لهم مَنائِحُ، فكانوا يُرْسِلُونَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من أَلبانها، فَيسقِينَاهُ» . وفي أخرى قالت: «تُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين شَبِعَ الناسُ من الأسودين: التمرِ والماء» . وفي رواية: «ما شَبِعْنا من الأسودين» هذه روايات البخاري، ومسلم. ولمسلم أيضاً قالت: «لقد مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وما شبعَ من خبزٍ وزيتٍ في يوم واحد مرتين» . وأَخرج الترمذي، الرواية الأولى، إلى قوله: «الماء» والرابعة. وله في أُخرى عن مسروق، قال: «دخلتُ على عائشة، فدعت لي بطعام [ص: 684] فقالت: ما أَشْبَعُ فأشاء أَن أَبكيَ إِلا بكَيْتُ، قلت: لِمَ؟ قالت: أَذْكُرُ الحالَ التي فارق عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الدنيا، والله ما شبع من خبزٍ ولحمٍ مرتين في يوم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (منائح) : المنائح: جمع منيحة، وهي الناقة يعيرها صاحبها إنساناً ليشرب لبنها ويعيدها. (الأسودين) : السواد: من صفات التمر، لأن الغالب على أنواع تمر المدينة السواد، فأما الماء فليس بأسود، وإنما جعل أسود حيث قرن بالتمر، فغلب أحدهما على الآخر فسمَّيَ به، وهذا من عادة العرب، يفعلونه بالشيئين يصطحبان، فيغلبون اسم الأشهر، كقولهم: القمران، للشمس والقمر.   (1) رواه البخاري 9 / 478 في الأطعمة، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون، وفي الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم من الدنيا، ومسلم رقم (2970) و (2971) و (2972) و (2973) في الزهد، والترمذي رقم (2357) و (2358) في الزهد، باب في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم ورقم (2473) في القيامة، باب رقم (35) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/50) قال: حدثنا يحيى. و «البخاري» (8/121) قال: حدثا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. و «مسلم» (8/218) قال: حدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا عبدة ابن سليمان. قال عمرو: ويحيى بن يمان حدثنا. (ح) وحدثنا أبو بكر بن شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة وابن نمير. و «ابن ماجة» (4144) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة والترمذي (2471) ، وفي الشمائل (370) قال: حدثنا حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا عبدة. خمستهم - يحيى القطان، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن يمان، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير - عن هشام، ابن عروة. قال: أخبرني أبي. فذكره. ورواه أيضا عن عائشة عروة أخرجه أحمد (6/108) قال: حدثنا سريج وفي (6/118) قال: حدثنا سليمان بن داود و «أبو داود» 4187 قال حدثنا ابن نفيل و «ابن ماجة» (3635) قال حدثنا عبد الرحمان ابن إبراهيم قال: حدثنا ابن أبي فديك. و «الترمذي «1755، وفي الشمائل (25) : حددثنا هناد بن السري. خمستهم -سريج، وسليمان بن داود، وابن نفيل، وابن أبي فديك، وهناد بن السري- عن عبد الرحمان ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. (*) رواية سليمان بن داود بن نفيل وابن أبي فديك وهناد مختصرة على: «كان شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوق الوفرة. ودون الجمة» إلا أن هناد بن السري زاد في حديثه: «كنت اغتل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد» ورواه أيضا عروه عن عائشة أنا كنا تقول أخرجه أحمد (6/244) قال حدثنا روح قال: حدثنا هشام عن هشام بن عروة و «عبد بن حميد» (49) قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن هشام ابن عروة. وفي (1510) قال: أخرنا عون. قال: أخبرنا هشام بن سعد، عن أبي حازم، عن يزيد بن رمان. و «البخاري» (3/8، 201/121) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. قا ل: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن يزيد بن رومان. و «مسلم (8//218) قال حدثنا يحيى ابن يحيى. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن يزيد بن رومان. كلاهما - هشام بن عروة، ويزيد بن رومان - عن عروة، فذكره. * أخرجه أحمد (6/71) قال: حدثنا حسين. وفي (6/86) قال: حدثنا على بن عياش وحسين بن محمد. كلاهما -حسين بن محمد، وعلي بن عياش -قالا: حدثنا محمد ابن مطرف، عن أبي حازم، عن عروة ابن الزبير فذكره، ليس فيه (يزيد بن رومان) ولم يذكر فيه قصة المنائح. رواه أبو سلمة عن عائشة أيضا أخرجه أحمد (6/، 182 237) و «ابن ماجة» (4145) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر، عن يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة فذكره. ورواه عن عائشة أيضا حميد بن هلال أخرجه أحمد (6/94) قال: حدثنا بهز (6/217) قال: حدثنا إسماعيل كلاهما - بهز، وإسماعيل- عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال فذكره. الحديث: 2792 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 682 2793 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم- من طعامٍ ثلاثةَ أيام تِباعاً، حتى قُبِضَ» . [ص: 685] وفي رواية، قال أَبو حازم: «رأيت أبا هريرة يُشيرُ بإِصبَعِهِ مِراراً، يقول: والذي نفس أبي هريرة بيده، ما شبع نبيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أيام تِباعاً من خبزِ حنطةٍ، حتى فارق الدنيا» . أخرجه البخاري، ومسلم. وللبخاري: «أن أبا هريرة مرَّ بقوم بين أيديهم شاةٌ مَصْلِيَّةٌ، فدعَوهُ، فأبى أَن يأكلَ، وقال: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير» . وأخرج الترمذي الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مصلية) : شاة مصلية، أي: مشوية.   (1) رواه البخاري 9 / 478 في الأطعمة، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون، ومسلم رقم (2976) في الزهد، والترمذي رقم (2359) في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/434) قال: حدثنا بحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان. و «البخاري» (7/87) قال حدثنا يوسف بن عيسى. قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبيه. و «مسلم» (8/219) قال: حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا مروان، يعنيان الفزاري، عن يزيد، وهو ابن كيسان. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان، و «ابن ماجة» (3343) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب. قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان. و «الترمذي» (2358) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا المحاربي. قال: حدثنا يزيد بن كيسان. كلاهما - يزيد بن كيسان وفضيل بن غزوان - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 2793 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 684 2794 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: سُمِع يقول: «ما كان يَفْضُلُ عن أَهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم- خبزُ الشعير» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2360) في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً الترمذي في " الشمائل " رقم (145) باب ما جاء في صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/253) قال: حدثنا حجاج، قال أخبرنا جرير قال: حدثني سليم بن عامر، عن أبي غالب، فذكره. * أخرجه أحمد (5/260) قال: حدثنا أبو النضر، وأبو المغيرة. وفي (5/267) قال: حدثنا أبو المغيرة. و «الترمذي» (2359) . وفي «الشمائل» (144) قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري،قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. ثلاثتهم - أبو النضر، وأبو المغير، ويحيى - عن حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، فذكره ليس فيه أبو (غالب) . الحديث: 2794 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 685 2795 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: عنه قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَبيتُ اللياليَ المُتتابعةَ وأهلُه طاوياً، لا يجدون عَشاءاً، وإِنما [ص: 686] كان أكثرُ خبزهم خبزَ الشعير» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2361) في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/255) (2303) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي (1/373) (45 35) قال: حدثنا عبد الصمد. (ح) وحسن بن موسى. و «عبد بن حميد» (592) قال: حدثنا الحسن ابن موسى. و «ابن ماجة» (3347) و «الترمذي» (2360) وفي الشمائل (145) قالا حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. أربعتهم- حماد، وعبد الصمد، والحسن، وعبد الله - قال عبد الصمد: أنبأنا، وقال الآخرون: حدثنا ثابت بن يزيد، قال: حدثني هلال به خباب، عن عكرمة فذكره. الحديث: 2795 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 685 2796 - (م ت) سماك بن حرب: سمع النعمان بن بشير - رضي الله عنه - يقول: «ألستم في طعامٍ وشرابٍ ما شئتم؟ لَقد رَأَيت نبيَّكم وما يجد [من] الدَّقَلِ ما يَملأُ به بطنَه» . أخرجه مسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2978) في الزهد، والترمذي رقم (2373) في الزهد، باب في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/268) قال: حدثنا أبو كامل،قال: حدثنا زهير. وفي (4/268) قال:حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل. و «مسلم» (8/220) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحى بن آدم، قال: حدثنا زهير (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الملائي، قال: حدثنا إسرائيل. و «الترمذي» (2372) . وفي الشمائل (،152 369) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. ثلاثتهم -زهير، وإسرائيل، وأبو الأحوص - عن سماك بن حرب، فذكره. الحديث: 2796 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 686 2797 - (م) النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: قال: «ذَكَر عُمَرُ ما أصاب الناسُ من الدنيا، فقال: لقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَظَلّ اليوم يَلْتَوِي، ما يجد من الدَّقَلِ ما يملأ به بطنه» . أَخرجه مسلم، وقال فيه بعض الرواة: عن النعمان بن بشير عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، فجعله من مسنده (1) .   (1) رقم (2978) في الزهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/24) (159) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم. وفي (1/50) (353) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج، و «عبد بن حميد» (22) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. و «مسلم» (8/220) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. و «ابن ماجة» (4146) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا بشر بن عمر. خمستهم - عمرو، وابن جعفر، وحجاج، وسعيد، وبشر - عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، فذكره. الحديث: 2797 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 686 2798 - (خ) قتادة: قال: «كنا نأْتي أَنس بن مالك - رضي الله عنه - وخَبَّازُهُ قائم، فَيُقَدِّمُ إِلينا الطعام، ويقول أنس: كلوا، فما أعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 687] رأى رَغيفاً مُرَقَّقاً حتى لَحِقَ بالله، ولا رأَى شاة سَمِيطاً بِعَينَيْهِ حتى لَحِقَ بالله» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سميطاً) : شاة سميط: مشوية، وإذا علقت في التنور فقد سمطت.   (1) 9 / 479 في الأطعمة، باب شاة مسموطة والكتف والجنب، وباب الخبز المرقق والأكل، وفي الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم، وتخليهم عن الدنيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/128) قال: حدثنا أبو عبيدة. وفي (3/134) قال: حدثنا بهز وعفان. وفي (3/249) قال: حدثنا عفان. و «البخاري» (7/90) قال: حدثنا محمد بن سنان. وفي (7/98/، 8 121) قال: حدثنا هدبة بن خالد. وابن ماجة (3309) قال: حدثنا محمد بن المثني، قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي. وفي (3339) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، وأحمد بن سعيد الدارمي، قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.. سبعتهم- أبو عبيدة، وبهز، وعفان، وابن سنان، وهدية، وابن مهدي وعبد الصمد - عن همام بن يحيى، عن قتادة، فذكره. الحديث: 2798 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 686 2799 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد أُخِفْتُ في الله ما لم يُخَفْ أَحدٌ، وأُوذِيت في الله ما لم يُؤذَ أحد، ولقد أتى عليَّ ثلاثون من يوم وليلة، ومالي ولبلال طعامٌ إِلا شيء يُواريه إِبطُ بلال» . أخرجه الترمذي، وقال: ومعنى هذا الحديث: «حين خرج النبي - صلى الله عليه وسلم- هارباً من مكة، ومعه بلال، إنما كان مع بلال من الطعام ما يُحمل تحت إِبطه» (1) .   (1) رقم (2474) في صفة القيامة، باب رقم (35) ، وفي سنده روح بن أسلم أبو حاتم البصري، وهو ضعيف، ولكن تابعه وكيع عند ابن ماجة رقم (151) ، وابن حبان رقم (2528) موارد فالحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2472) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا روح بن أسلم أبوحاتم البصري حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس فذكره قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب. الحديث: 2799 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 687 2800 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «لَمَّا فُتحَت خيبرُ، قلنا: الآن نَشْبعُ من التمر» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 380 في المغازي، باب غزوة خيبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (5/178) قال حدثني محمد بن بشار قال حدثنا حرمي قال حدثنا شعبة قال أخبرني عمارة عن عكرمة فذكره. الحديث: 2800 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 687 2801 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «ما شَبِعْنَا [ص: 688] من تمرٍ حتى فتحنا خيبر» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 380 في المغازي، باب غزوة خيبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (5/178) قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا قرة بن حبيب قال حدثنا عبد الرحمان ابن عبد الله بن دينار عن أبيه فذكره. الحديث: 2801 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 687 2802 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «تُوفِّيَ رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وليس عندي شيء ذُو كَبِد، إِلا شَطْرَ شعيرٍ في رَفّ لي، فأَكلتُ منه، حتى طال عليَّ فَكِلتُهُ، فَفَنِيَ» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وفي رواية الترمذي، قالت: «تُوفِّيَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندنا شَطرٌ من شعيرٍ في رفٍّ، فأكلنا منه ما شاء الله، ثم قلت للجارية: كِيلِيهِ، فلم نَلبثْ أَن فَنِيَ، فلو كنا تركناه لأكلنا منه أَكثر من ذلك» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شطر شعير) : شطر الشيء، نصفه، إلا أن الحديث ليس فيه مقدار يكون ما أشارت إليه نصفه، فكأنها أشارت إلى جزء مبهم، أي: شيء من شعير وجزء من شعير.   (1) رواه البخاري 11 / 239 في الرقاق، باب فضل الفقر، وفي الجهاد، باب نفقة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، ومسلم رقم (2973) في الزهد، والترمذي رقم (2569) في القيامة، باب رقم (32) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/8،99/119) قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة. و «مسلم» (8/218) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. و «ابن ماجة» (3345) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثناأ بو أسامة. و «الترمذي» (2467) قال: حدثنا هناد،قال: حدثنا أبو معاوية. كلاهما - أبو أسامة حماد بن أسامة، وأبو معاوية الضرير - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2802 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 688 2803 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «تُوفِّيَ [ص: 689] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودِرْعُهُ مَرهونةٌ عند يهوديٍّ في ثلاثين صاعاً من شعير» . أَخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 72 في الجهاد، باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي البيوع، باب شراء النبي صلى الله عليه وسلم بالنسيئة، وباب شراء الإمام الحوائج بنفسه، وباب شراء الطعام إلى أجل، وفي السلم، باب الكفيل في السلم، وباب الرهن في السلم، وفي الاستقراض، باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه، وفي الرهن، باب من رهن درعه، وباب الرهن عند اليهود، وفي المغازي، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1603) في المساقاة، باب الرهن وجوازه في الحضر والسفر، والنسائي 7 / 288 في البيوع، باب الرجل يشتري الطعام إلى أجل، وباب مبايعة أهل الكتاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/42) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/160) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/237) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سفيان. و «البخاري» (3/73، 151) قال: حدثنا معلى بن أسد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/80) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/101) قال: حدثنا عمرو بن حفص بن غياث،. قال: حدثنا أبي. وفي (3/13) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا يعلى. (ح) وحدثني محمد بن محبوب. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/186) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/187) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا جرير. وفي (4/49) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وفي (6/19) قال: حدثنا قبيصة. قال حدثنا سفيان و «مسلم « (5/55) قال: حدثنا معاوية (ح) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعلي بن خشرم،. قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: أخبرنا المخزومي. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حفص بن غياث. و «ابن ماجة» (2436) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حفص بن غياث. و «النسائي» (7/288) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن حفص بن غياث. وفي (7/303) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا أبو معاوية. تسعتهم - أبومعاوية. ويحيى بن زكريا، وعبد الله بن نمير. وسفيان، وعبد الواحد بن زياد، وحفص ابن غياث، ويعلى بن عبيد، وجرير، وعيسى بن يونس- عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. الحديث: 2803 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 688 2804 - (خ ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «رهن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- دِرْعَهُ بشعير، ومشَيْتُ إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بخُبزِ شَعِيرٍ وإِهالةٍ سَنِخَةٍ، ولقد سمعتُه يقول: ما أصبح لآل محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- إِلا صاعٌ، ولا أمسي، وإنهم لَتِسعَةُ أبيات» . أَخرجه البخاري، والترمذي. وفي رواية النسائي عن أنس: «أَنه مشى إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بخبز شعير وإهالةٍ سَنِخة، قال: ولقد رَهَنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دِرْعاً له عند يهودي بالمدينة، فأخذ منه شعيراً لأهله» (1) . [ص: 690] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إهالة سنخة) : الإهالة: ما أذيب من الشحم، والسَّنخ: المتغير الريح.   (1) رواه البخاري 5 / 99 في الرهن، في فاتحته، وفي البيوع، باب شراء النبي صلى الله عليه وسلم بالنسيئة، والترمذي رقم (1215) في البيوع، باب في الرخصة في الشراء إلى أجل، والنسائي 7 / 288 في البيوع، باب الرهن في الحضر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/133) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (3/208) قال: حدثنا روح وعبد الصمد. وفي (3/232) قال: حدثنا محمد بن يزيد. و «البخاري» (3/74، 186) قال: حدثنا مسلم ابن إبراهيم. وفي (3/74) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب، قال: حدثنا أسباط أبو اليسع. و «ابن ماجة» (2437) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثني أبي. و «الترمذي» (1215) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وقال محمد بن بشار: وحدثنا معاذ بن هشام. و «النسائي» (7/288) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث. عشرتهم - أبو عامر، وروح، وعبد الصمد، ومحمد بن يزيد، ومسلم بن إبراهيم، وأسباط، وعلي الجهضمي، وابن أبي عدي، ومعاذ، وخالد - عن هشام الدستوائي. 2- وأخرجه أحمد (3/238) . و «ابن ماجة» (4147) قال: حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما (ابن حنبل، وابن منيع) قالا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان. كلاهما (هشام، وشيبان) عن قتادة، فذكره. الحديث: 2804 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 689 2805 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «لقد خَرجتُ في يومٍ شاتٍ من بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد أَخذتُ إهاباً مَعْطوناً، فَجَوَّبتُ وَسطَهُ فأدخلتُه عُنُقي، وشَدَدَتُ وَسَطي، فحزمتهُ بخُوص النخل، وإني لَشديدُ الجوع، ولو كان في بيت رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- طعامٌ لَطَعِمتُ منه، فخرجت ألتمسُ شيئاً، فمررتُ بيهودي في مال له، وهو يَسقي ببَكرة له: فاطلعت عليه من ثُلْمَةِ الحائط، فقال: مالك يا أعرابي؟ هل لك في دَلْوٍ بتمرة؟ فقلت: نعم، فافتحِ الباب حتى أَدخلَ، ففتح فدخلتُ، فأعطاني دلوه، فكلما نزعت دَلْواً أعطاني تمرة، حتى إِذا امتلأت كفِّي أَرسلتُ دَلْوَه، وقلتُ: حَسبْي، فأكلتها، ثم جَرَعت من الماء فشَرِبتُ، ثم جئتُ المسجدَ فوجدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فيه» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إهاباً معطوناً) : الإهاب: الجلد قبل أن يدبغ، والمعطون: هو الذي [ص: 691] يلقي في الدباغ حتى يتغير ريحه، ويتمرق شعره.   (1) رقم (2475) في صفة القيامة، باب رقم (35) ، وهو عند الترمذي من رواية محمد بن كعب القرظي قال: حدثني من سمع علياً يقول ... ففيه مجهول لم يسم. وأخرجه ابن ماجة مختصراً، وفيه: أنه أخذ سبع عشرة تمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2473) حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثنا يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 2805 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 690 2806 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يومٍ - أو ليلة - فإذا هو بأبي بكر، وعمر، فقال: ما أَخرجكما من بيوتِكما هذه الساعة؟ قالا: الجوعُ يا رسولَ الله، قال: وأَنا، والذي نفسي بيده، لأخرَجَني الذي أخرجكما، قوموا، فقاموا معه، فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأةُ، قالت: مَرحباً وأهلاً، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أين فلان؟ قالت: ذهبَ يَستعْذِبُ لنا الماءَ، إذ جاء الأنصاريُّ، فنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وصاحِبَيْهِ، ثم قال: الحمد لله، ما أحدٌ اليومَ أكرمَ أضْيَافاً مني، قال: فانطلق فجاءهم بعِذْقٍ فيه بُسْرٌ، وتمرٌ، ورُطَبٌ، فقال: كلوا، وأخذ المُدْيَةَ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إِيَّاكَ والحَلُوبَ، فذبح لهم، فأَكلوا من الشاة، ومن ذلك العِذْقِ، وشربوا، فلما أَن شَبِعوا ورَوُوا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر، وعمر: والذي نفسي بيده، لَتُسْألُنَّ عن هذا النعيم يوم القيامة، أَخرجكم من بيوتكم الجوعُ، ثم لم ترجعوا حتى أَصابكم هذا النعيمُ» . هذه رواية مسلم. وفي رواية الموطأ، قال: «بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 692] دخل المسجد، فوجد أَبا بكر وعمر، فسألهما عن خروجهما؟ فقالا له: أَخرجنا الجوعُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: وما أخرجني إِلا الجوعُ، فذهبوا إلى أَبي الهيثم بن التَّيْهَانِ، فأمر لهم بشعيرٍ عندهم، فَعُمِلَ، وقام يذبح شاة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: نَكِّبْ عن ذَاتِ الدَّرِّ، فذبح شاة، واستعذب لهم ماء مُعَلَّقاً في نخلة، ثم أتُوا بذلك الطَّعامِ، فأَكلوا منه، وشربوا من ذلك الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لَتُسألُنَّ عن نعيم هذا اليوم» . وفي رواية الترمذي، قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في ساعة لا يخرج فيها، ولا يلقاه فيها أحدٌ، فأتاه أبو بكر، فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ قال: خرجتُ ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنظر في وجهه، والتسليمَ عليه، فلم يلبَثْ أن جاء عمر، فقال: ما جاء بك يا عمر؟ قال: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا قد وجدت بعض ذلك، فانطلقوا إلى منزل أَبي الهيثم بن التَّيْهان الأنصاريِّ، وكان رجلاً كثيرَ النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحِبُكِ؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، ولم يلبثوا أَن جاء أَبو الهيثم بقِرْبة يَزْعَبُها فوضعها، ثم جاء يَلْتَزِمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، ويَفديه بأبيه وأُمِّه، ثم انطلق بهم إلى حديقته، فبسط لهم بِسَاطاً، ثم انطلق إِلى نخلة فجاء بِقِنْوٍ، فوضعه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: أَفلا تَنَقَّيْتَ لنا من رطبه؟ فقال: يا رسول الله، إني أردت أَن [تختاروا - أو قال:] تَخَيَّروا - من رُطبه وبُسْرِهِ، [ص: 693] فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هذا - والذي نفسي بيده - من النعيم الذي تُسألون عنه يوم القيامة: ظِلٌّ بَارِدٌ، وَرُطَبٌ طَيِّبٌ، وماءٌ باردٌ، فانطلق أبو الهيثم ليصنع [لهم] طعاماً، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: لا تَذْبَحَنَّ ذَات دَرٍّ فذبح لهم عَناقاً، أو جَدْياً، فأتاهم بها، فأكلوا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: هل لك خادم؟ قال: لا، قال: فإِذا أَتانا سَبْيٌ فائتِنا، فأُتي النبي - صلى الله عليه وسلم- برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: اخْتَرْ منهما، فقال: يا نبي الله، اخْتَرْ لي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: إن المُسْتَشَارَ مُؤتَمَنٌ، خُذْ هذا، فإني رَأَيتُه يُصلي، واستَوصِ به معروفاً، فانطلق أبو الهيثم إِلى امرأته، فأخبرها بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت امرأته: ما أنت بِبَالِغٍ فيه ما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِلا أن تَعْتِقَه، قال: فهو عتيق، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: إن الله لم يبعث نَبيّاً ولا خليفة إِلا وله بِطَانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تأْلُوهُ خَبَالاً، ومن يُوقَ بطانةَ الشَّرِّ فقد وُقيَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يستعذب) : يقال: استعذب القوم ماءهم: إذا استقوه عذباً، [ص: 694] واستعذبه: عده عذباً، ويستعذب لفلان من بئر كذا، أي: يُستقى له. (المُدية) : السكين. (الحلوب) : الشاة التي هي معدة للحلب، يقال: شاة حلوب، وناقة حلوب، بغير هاء. (نَكَّب) : نكبت عن الشيء - مشدداً ومخففاً -: عدلت عنه، تركته إلى غيره. (ذات الدر) : ذات اللبن، وهي الحلوب أيضاً. (يزعبها) : أي: يحملها، ويقال: جاءنا سيل يزعب زعباً، أي: يتدافع في الوادي. (حديقته) : الحديقة: البستان المحوط عليه، ويقال للجماعة من النخل: حديقة. (بِقِنو) : القِنْو: العِذْق من الرطب. (العَنَاق) : الأنثى من ولد المعز. (البِطَانة) : داخلة الرجل، وأهل مشورته. (لا تألوه خَبالاً) أي: لا تقصر في إفساد حاله، والمشورة عليه بما يضره.   (1) رواه مسلم رقم (2038) في الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق رضاه بذلك ويتحققه، والموطأ 2 / 932 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، والترمذي رقم (2370) في الزهد، باب في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الأدب (123) عن محمد بن مثنى عن يحيى بن أبي بكير عن شيبان عن عبد الملك بن عمير بقوله «المستشار مؤتمن» الترمذي في الاستئذان و (الآداب 91: 1) عن أحمد بن منيع عن الحسن بن موسى عن شيبان بهذه القصة وقال رواه غير واحد عن شيبان بن عبد الرحمن وشيبان صاحب كتاب وهو صحيح الحديث وفي الزهد (39: 5) عن محمد بن إسماعيل عن آدم بن أبي إياس عن شيبان بتمامه وقال حسن غريب و (39: 6) عن صالح بن عبد الله عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله خرج يوما وأبو بكر وعمر فذكر نحوه هذا الحديث ولم يذكر فيه. «عن أبي هريرة» قال، وحديث شيبان أتم وأطول وشيبان ثقة عندهم صاحب كتاب س في الوليمة (الكبرى) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن أبيه عن أبي حمزة السكري عن عبد الملك ابن عمير نحوه بتمامه وفي التفسير (في الكبرى) عن أبي علي محمد بن يحيى المروزي عن عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة ببعضه «هذه والذي نفس محمد بيده النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة الظل البارد والرطب البارد عليه الماء البارد» وابن ماجة في الأدب (37: 1) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى ابن أبي بكير بقوله: «المستشار مؤتمن» الأشراف (10/468، 467) وأخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/395) قال الزرقاني: أخرجه مسلم وأصحاب السنن الأربعة عن أبي هريرة والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن عمر بن الخطاب وابن حبان عن ابن عباس وابن مردويه عن ابن عمر والطبراني عن ابن مسعود وفي سياقهم اختلاف بالزيادة والنقص» . الحديث: 2806 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 691 2807 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: كان يقول: «اللهِ الذي لا إِلهَ إِلا هو (1) إنْ كنتُ لأعْتَمِدُ بِكَبِدِي على الأرض من الجوع، وإن كنتُ لأشُدُّ الْحَجَرَ على بطني من الجوع (2) ، ولقد قعدتُ يوماً على طريقهمْ الذي يخرجون منه، فمرَّ أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله تعالى، ما سألته إلا لِيَسْتَتْبِعَنِيِ، فمرَّ، فلم يفعل، ثم مرَّ عمر، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله، ما سألته إلا ليستتبعني، فمرَّ، فلم يفعل» ، ثم مرَّ بي أَبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-، فتبَسَّمَ حين رآني، وعرف ما في وجهي، وما في نَفْسي، ثم قال: «يا أَبا هِرّ» ، قلتُ: لَبَّيْكَ [ص: 696] يا رسول الله، قال: «الْحَقْ، ومضى، فاتَّبَعْتُهُ» ، فدخل، فاسْتَأْذَنَ، فأُذِنَ لي، فدخل، فوجد لبناً في قَدَحٍ، فقال: من أَين هذا اللبن؟ قالوا: أَهدَاهُ لك فُلانٌ، أو فلانة، قال: يا أبا هِرّ، قلتُ: يا رسول الله، قال: الْحَقْ إلى أَهل الصُّفَّة، فادْعُهُم لي ... وذكر الحديث بطوله، وسيجيء في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون. وفي رواية أخرى مختصراً، قال: «أَصابني جَهْدٌ شديد، فلقِيتُ عمر بن الخطاب، فاسْتَقْرَأْتُهُ آية من كتاب الله، فدخل دارَه وفتحها عَلَيّ، فمشَيْتُ غير بعيد، فَخَرَرْت لوجْهي من الجوع، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمٌ على رأْسي، فقال: يا أبا هِرٍّ، قلتُ: لبيك يا رسول الله، وسَعْدَيك، فأخذ بيدي فأقامَنِي، وعرف الذي بي، فانطلق بي إلى رَحْلِهِ، فأمر لى بِعُسٍّ من لبنٍ، فشربتُ منه، ثم قال لي: عُدْ يا أَبا هِرٍّ، فَعُدْتُ فشربت، ثم قال: عُدْ فعدتُ فشربت، حتى استوى بطني، فصار كالقِدْح، قال: فلقيتُ عمر بعد ذلك، وذكرت له الذي كان من أمري، وقلت له: فَوَلَّى الله ذلك مَنْ كان أَحَقَّ به منك يا عمر، والله لقد اسْتَقْرأتُكَ الآية ولأنا أَقرأُ لها منك، قال: عمر: والله، لأن أَكونَ أَدْخَلْتُكَ أَحبُّ إِليَّ من أن يكون لي مثلُ حُمْرِ النَّعَمِ» . أخرجه البخاري. [ص: 697] وأخرج الترمذي تمام الرواية الأُولى التي تجيء في المعجزات؛ ولذلك لم أعلم [له] ها هنا علامة (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جهد) : الجهد المشقة، والمراد به: الجوع. (بِعُس) : قدح ضخم، وجمع: عِسَاس. (القِدْح) : السهم قبل أن يُبرَى ويراش، يريد أن جوفه انتصبت، بعد أن كانت قد لصقت بظهره من الخلو.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": الله الذي لا إله إلا هو، كذا للأكثر بحذف حرف الجر من القسم، وهو في روايتنا بالخفض، وحكى بعضهم جواز النصب، وقال ابن التين: رويناه بالنصب، وقال ابن جني: إذا حذف حرف القسم، نصب الاسم بعده بتقدير الفعل، ومن العرب من يجر اسم " الله " وحده مع حذف حرف الجر، فيقول: الله لأقومن، وذلك لكثرة ما يستعملونه. قال الحافظ: وثبت في رواية روح ويونس بن بكير وغيرهما بالواو في أوله، فيتعين الجر. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع. عند أحمد من طريق عبد الله بن شقيق: أقمت مع أبي هريرة سنة، فقال: لو رأيتنا وإنه ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاماً يقيم به صلبه، حتى إن كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشد به على أخمص بطنه ثم يشده بثوبه ليقيم به صلبه. قال الحافظ: قال العلماء: فائدة شد الحجر، المساعدة على الاعتدال والانتصاب، أو المنع من كثرة التحلل من الغذاء الذي في البطن، لكون الحجر بقدر البطن، فيكون الضعف أقل، أو لتقليل حرارة الجوع ببرد الحجر، أو لأن فيه الإشارة إلى كسر النفس. وقال الخطابي: أشكل الأمر في شد الحجر على البطن من الجوع على قوم، فتوهموا أنه تصحيف، وزعموا أنه " الحجز " بضم أوله وفتح الجيم بعدها زاي، جمع الحجزة التي يشد بها الوسط، قال: ومن أقام بالحجاز وعرف عادتهم، عرف أن الحجر واحد الحجارة، وذلك أن المجاعة تعتريهم كثيراً، فإذا خوى بطنه، لم يمكن معه الانتصاب فيعمد حينئذ إلى صفائح رقاق في طول الكف أو أكبر، فيربطها على بطنه وتشد بعصابة فوقها، فتعتدل قامته بعض الاعتدال، والاعتماد بالكبد على الأرض مما يقارب ذلك. (3) 11 / 240 - 246 في الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الاستئذان، باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (6452) حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث حدثنا عمر بن ذر، حدثنا مجاهد، فذكره. الحديث: 2807 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 695 2808 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «إِن الناس كانوا يقولون: أَكْثَرَ أَبو هريرة، وإِني كنت أَلْزَمُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لِشَبعِ بَطني، حين لا آكُلُ الخَميرَ، ولا ألبسُ الحرير، ولا يَخْدُمني فلانٌ وفلان (1) ، وكنت أُلْصِقُ بَطني بِالحَصْبَاءِ من الجوع، وإِن كنتُ لأستَقْرِىءُ الرجلَ الآية هي معي، كي يَنقَلِبَ بي فَيُطْعِمَني، وكان خيرَ الناس للمساكين جَعْفَرُ بن أبي طالب، كان ينقلبُ بنا فَيُطْعِمُنا ما في بيته، حتى إن كان لَيُخْرِجُ إلينا العُكَّةَ التي ليس فيها شيء، فيشُقُّها فَنَلْعَقُ ما فيها» . هذه رواية البخاري. [ص: 698] وفي رواية الترمذي، قال: «إن كنتُ لأسألَ الرجل من أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الآيات من القرآن، أنا أَعلم بها منه، ما أَسأله إِلا ليُطعِمَني شيئاً، وكنت إِذا سألت جعفر بن أَبي طالب لم يُجبني حتى يذهب بي إلى منزله، فيقول لامرأته: يا أسماءُ أَطْعِمينا، فإذا أطْعَمَتْنا أجابني، وكان جعفر يُحِبُّ المساكين، ويجلس إليهم، ويُحَدِّثُهم، ويُحَدِّثُونه، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُكَنِّيهِ بأبي المساكين» (2) . هذا الحديث قد أَخرجه الحميديُّ في كتابه مفرداً في أَفراد البخاري، والذي قبله أَيضاً مفرداً في أفراد البخاري، وكلاهما يشتركان في معنى واحد، وقد كان الأَولى به أَن لا يفرقهما في موضعين، اللَّهمَّ إِلا أَن يكون قد أَدرك فيهما ما أَوجب تفريقهما، وما أظنه إِلا ذِكْر جعفر ابن أبي طالب، والله أعلم. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخمير) : خبز خمير، أي مختمر. (الحرير) : الإبريسم، وقد جاء في بعض الروايات الحَبير وهو من [ص: 699] الثياب: ما كان مَوشياً من البُرُود مُخطَّطاً. (العُكَّة) : الظرف الذي يكون فيه السمن.   (1) في البخاري المطبوع: ولا يخدمني فلان ولا فلانة. (2) رواه البخاري 9 / 483 و 484 في الأطعمة، باب الحلوى والعسل، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب جعفر بن أبي طالب، والترمذي رقم (3770) في المناقب، باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (1142) . وأحمد (2/240) قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/240) قال أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى. قال: أخبرنا مالك. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (1/40) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني مالك. وفي (3/143) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (9/133) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/166) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. جميعا عن سفيان. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد. قال: أخبرنا معن. قال: أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (262) قال: حدثنا أبو مروان العثماني، محمد بن عثمان. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13957) عن محمد بن منصور، عن سفيان. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن إسحاق بن عيسى، عن مالك. أربعتهم- سفيان بن عيينة، ومالك، ومعمر، وإبراهيم بن سعد -عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، فذكره. الحديث: 2808 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 697 2809 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «إِنَّهُم أَصابهم جوعٌ، فأعطاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تَمْرَة تَمرة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2476) في صفة القيامة، باب رقم (35) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4157) في الزهد، باب في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2474) حدثنا أبو حفص عمرو بن علي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عباس الجريري قال: سمعت أبا عثمان النهدي يحدث عن أبي هريرة، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 2809 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 699 2810 - (م) عتبة (1) بن غزوان - رضي الله عنه -: قال: «لقد رأيتُني سابِعَ سَبْعَةٍ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما طَعَامُنا إِلا وَرقُ الحُبْلَةِ، حتَى قَرَحَتْ أشْدَاقُنا» . أَخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحُبلة) : شجر السمر، وقيل: هو ثمرة، تشبه اللوبيا. (قرحت) أشداقنا: أي طلعت فيها القروح كالجراح ونحوها.   (1) في المطبوع: عقبة، وهو خطأ، والتصحيح من صحيح مسلم وكتب الرجال. (2) رقم (2967) في الزهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (2967) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان. الحديث. الحديث: 2810 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 699 2811 - (ت) أبو طلحة - رضي الله عنه -: قال: «شَكَوْنا إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الجوعَ، ورفعنا ثِيَابَنا عن حَجَرٍ حَجَرٍ إلى بُطونِنا، فرفع رسول الله [ص: 700] صلى الله عليه وسلم- عن حَجَرَيْنِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2372) في الزهد، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً الترمذي في " الشمائل " رقم (133) ، وفي سنده سيار بن حاتم العنزي، أبو سلمة البصري، وهو صدوق له أوهام، وقال الترمذي: هذا حديث غريب: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2371) حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا سيار بن حاتم عن سهل بن أسلم عن يزيد بن أبي منصور، عن أنس بن مالك عن أبي طلحة. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 2811 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 699 2812 - (خ م ت د س) خباب بن الأرت - رضي الله عنه -: قال: «هاجَرْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نَلْتَمِسُ وَجْهَ الله، فَوَقَعَ أَجْرُنا على الله، فَمِنَّا مَنْ ماتَ لم يَأْكُلْ من أَجْرهِ شيئاً، منهم مُصْعَبُ بن عُمَيْرٍ، قُتِلَ يومَ أُحُدٍ، فلم نَجِدْ ما نُكَفِّنُهُ به، إِلا بُرْدَة إِذا غَطَّيْنَا بها رأْسَه خرجت رِجلاه، وإذا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خرج رأسُهُ، فأَمَرَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَن نُغَطِّيَ رأْسَهُ، وأَن نجعل على رِجْلَيْهِ من الإذْخِر، ومِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَه ثمرتُه، فهو يَهْدِبُها» . أخرجه [البخاري] ومسلم والترمذي. وعند أبي داود قال: «مصعب بن عمير قُتِلَ يومَ أُحدٍ، ولم يكن له إِلا نَمِرَةٌ، كنا إذا غَطَّيْنا بها رأسه ... وذكر الحديث، إلى قوله: من الإذخر» . وأخرجه النسائي أَيضاً (1) . [ص: 701] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أينعت) : أينع الثمر: إذا نضج وأدرك. (يهدبها) : هدب الثمرة يهدبُها: إذا اجتناها.   (1) رواه البخاري 3 / 113 في الجنائز، باب إذا لم يوجد إلا ثوب واحد، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، وفي المغازي، باب غزوة أحد، وباب من قتل من المسلمين يوم أحد، وفي الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا، وباب فضل الفقر، ومسلم رقم (940) في الجنائز، باب في كفن الميت، والترمذي رقم (3852) في المناقب، باب مناقب مصعب بن عمير، وأبو داود رقم (2876) في الوصايا، باب الدليل على أن الكفن من جميع المال، والنسائي 4 / 38 في الجنائز، باب القميص في الكفن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (155) . والبخاري (5/71) و (8/119) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (3/49) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر. ثلاثتهم (الحميدي، وإسحاق، وابن أبي عمر) عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (5/109) . والبخاري (5/81) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (4/38) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود. أربعتهم - أحمد، ومسدد، وعبيد الله، وابن مسعود - عن يحيى بن سعيد القطان. 3 - وأخرجه أحمد (5/109) . ومسلم (3/48) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، والتميمي، وأبو بكر بن أبي شيبة. ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب. خمستهم - أحمد، ويحيى، وأبو بكر، وابن نمير، وأبو كريب- عن أبي معاوية. 4 - وأخرجه أحمد (5/111) ، و (6/395) . والترمذي (3853) قال: حدثنا هناد. كلاهما (أحمد، وهناد) قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس. 5 - وأخرجه البخاري (2/98) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. 6 - وأخرجه البخاري (5/81) و (8/114) . وأبو داود (2876) و (3155) . قالا «البخاري، وأبو داود» : حدثنا محمد بن كثير. والترمذي (3853) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد. كلاهما (محمد بن كثير، وأبو أحمد) عن سفيان «الثوري» . 7 - وأخرجه البخاري (5/121 و 131) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. 8 - وأخرجه مسلم (3/48) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. 9 - وأخرجه مسلم (3/49) ، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. 10 - وأخرجه مسلم (3/49) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا علي بن مسهر. عشرتهم -ابن عيينة، ويحيى، وأبو معاوية، وابن إدريس، وحفص بن غياث، والثوري، وزهير، وجرير، وعيسى، وابن مسهر - عن الأعمش، عن شقيق، فذكره. الحديث: 2812 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 700 2813 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «لقد رأيتُ سبعين من أَصحابِ الصُّفَّةِ، ما منهم رجلٌ عليه رداءٌ، إِما إِزارٌ، وإِما كِسَاءٌ، قد رَبطُوا في أعناقهم، منها ما يبلغ نصف السَاقَيْنِ، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده، كَرَاهِيَةَ أن تُرَى عورتُه» . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 1 / 447 في الصلاة، باب نوم الرجال في المسجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (442) حدثنا يوسف بن عيسى. قال: حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 2813 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 701 2814 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «رأيتُ عمر وهو يومئذ أميرُ المؤمنين، وقد رَقَع بين كَتِفَيْهِ بِرِقَاعٍ، لَبَّدَ بعضها على بعض» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 918 في اللباس، باب ما جاء في لبس الثياب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/153) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه قال، فذكره. الحديث: 2814 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 701 2815 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أخبرني عمر بن الخطاب، قال: دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فإذا هو مُتَّكِىءٌ على رَمْلِ حَصِيرٍ، فرأَيت أَثَرَه في جَنْبِهِ» . وفي الحديث قصة. هذا لفظ الترمذي، والقصة: هي حديث إِيلاء النبي - صلى الله عليه وسلم- من أَزواجه، [ص: 702] وهو مذكور في كتاب تفسير القرآن، في سورة التحريم من حرف التاء، وقد أخرجه بطوله البخاري، ومسلم، ولم يُخَرِّج الترمذي [منه] إِلا هذا الفصل (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رمل حصير) : حصير مرمول، منسوج، ورَمْلُه ورِماله: نَسْجُه.   (1) رقم (2463) في صفة القيامة، باب رقم (28) ورقم (3315) في تفسير القرآن، باب ومن سورة التحريم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2461) حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور قال: سمعت ابن عباس، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وفي الحديث قصة طويلة. الحديث: 2815 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 701 2816 - (ت) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: «ابتُلينَا مع رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم- بالضَّرَّاء، فصبرنا، ثم ابتُلينا بعده بالسَّرَّاء فلم نَصْبِر» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2416) في صفة القيامة، باب رقم (31) ، وهو حديث حسن، وقد تقدم الكلام عليه في الحديث رقم (2788) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2464) حدثنا قتيبة، حدثنا أبو صفوان عن يونس، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عوف، قال، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. الحديث: 2816 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 702 2817 - (خ ت) محمد بن سيرين: قال: «كُنَّا عند أبي هريرة - رضي الله عنه -، وعليه ثوبان مُمَشَّقَانِ من كَتَّانٍ، فتمخَّط، فقال: بَخٍ بَخٍ، أبو هريرة يتمخط في الكَتان، لقد رأيتُني وإني لأَخِرُّ فيما بين مِنْبَرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى حُجْرَةِ عائشة مَغْشِياً عليَّ، فيجيءُ الجَائي، فيضع رِجلَهُ على عُنُقي، ويُرى أني مجنون، وما بي من جنون، ما بي إلا الجوع» . أَخرجه البخاري، والترمذي (1) . [ص: 703] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُمَشَّقان) : المِشق - بالكسر - المُغرَة، وثوب ممشَّق: مصبوغ بالمِشْق. (بَخٍ بَخ) : كلمة تقال عند المدح والرضى بالشيء، وتكرر للمبالغة فيقال: بَخٍ بَخٍ، فإن وصلت خفضت ونونت، فقلت: بَخٍ بَخٍ، وربما شددت كالاسم، وبخبخت الرجل: إذا قلت له ذلك.   (1) رواه البخاري 13 / 258 في الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، والترمذي رقم (2368) في الزهد، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (9/138) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والترمذي (2367) وفي الشمائل (71) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. كلاهما (سليمان، وقتيبة) عن حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 2817 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 702 2818 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا صَلَّى يَخِرُّ رجالٌ من قامتهم في الصلاة من الخَصَاصَة، وهم أَصحابُ الصُّفَّة، حتى يقول الأعراب: مجانين - أَو مَجَانُونَ - فإذا صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- انْصَرَفَ إليهم، فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله لأَحبَبتم أن تزدادوا فاقة وحاجة. قال فضالة: وأنا يومئذ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 704] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخصاصة) : الحاجة والفقر إلى الشيء. (مجانون) : المجنون: جمعه جمع الصحة: مجنونون، وجمع التكسير: مجانين، فأما مجانون فشاذ، وقد جاء في بعض القراءات (2) : {واتَّبَعوا ما تَتْلُوا الشَّيَاطُونَ} [البقرة: 102] .   (1) رقم (2369) في الزهد، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2538) موارد في الزهد باب عيش السلف، وإسناده حسن. (2) وهي قراءة شاذة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2368) حدثنا العباس الدوري، حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة بن شريح أخبرنا أبو هانئ الخولاني أن علي عمرو بن مالك الخيبي أخبره عن فضالة بن عبيد، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح. الحديث: 2818 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 703 الكتاب الثالث من حرف الزاي: في الزينة، وفيه سبعة أبواب الباب الأول: في الحلي ، وفيه فصلان الفصل الأول: في الخاتم ، وفيه فرعان [الفرع] الأول: فيما يجوز منه، وما لا يجوز 2819 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنه رأَى في يَدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- خاتماً من وَرِقٍ يوماً واحداً، ثم إن الناسَ اصْطَنَعُوا الْخَوَاتِيمَ من وَرِقٍ، فَلبِسُوها، فطرح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خاتمه، فطرح الناس خواتيمَهُم» . وفي رواية: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لَبِسَ خَاتَمَ فضة في يمينه، فيه فَصٌّ حَبَشيٌّ، كان يجعلُ فَصَّهُ مما يَلي كَفَّه» . وفي رواية قال: «كتب [ص: 706] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- كتاباً - أو أراد أَن يكتب - فقيل له: إِنهم لا يقرؤون كتاباً إِلا مختوماً، فاتخذ خاتماً من فِضَّةٍ، ونَقَشه: محمدٌ رسولُ الله، كأني أَنْظُرُ إِلى بياضه في يده، فقلت لقتادة: من قال: نَقْشُه: محمدٌ رسولُ الله؟ قال: أنس» . وفي رواية: «أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- اتخذ خاتماً من فِضَّةٍ، ونقش فيه: محمدٌ رسول الله، وقال للناس: إني اتخذتُ خاتماً من فضَّة، ونقشتُ فيه: محمدٌ رسول الله، فلا يَنْقُش أحدٌ على نقشِه» . هذه روايات البخاري، ومسلم. وللبخاري أَيضاً، قال: «اصطنع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خاتماً، فقال: إِنا اتخذنا خاتماً، ونَقَشْنا فيه نقشاً، فلا ينقُشْ عليه أحدٌ، قال: فإِني لأرى بَريقه في خِنْصرِه» . وفي أخرى له: «أَنه أراد أَن يكتب إلى رهطٍ، أو ناس من العجم، فقيل له: إنهم لا يقبلون كتاباً إلا عليه خَاتَمٌ، فاتخذ خاتماً من فضَّة، نقشُه: محمدٌ رسولُ الله، كأني أنظر لوبِيص - أو بَصيصِ - الخاتم في إصبع النبي - صلى الله عليه وسلم-، وكَفِّهِ» . وله في أخرى: «أَن أَبا بكر لمَّا اسْتُخلِفَ كُتِبَ له، وكان نَقْشُ الخاتَم ثلاثة أسطر: محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر» . وفي أخرى له، قال: «كان خاتَم النبي - صلى الله عليه وسلم- في يده، وفي يَد أبي بكر بَعدَه، وفي يد عمر بعد أبي بكر، فلما كان عثمان: جلس على بئرِ أَرِيسَ، وأخرج الخاتم، فجعل يَعْبَثُ به، فسقط، فاخْتَلَفْنَا ثلاثة أَيام مع عثمان، فَننزحُ البئرَ، فلم نجدْهُ» . وفي أخرى له، قال: «سُئِلَ أنسٌ: أَتَّخذَ النبي - صلى الله عليه وسلم- خاتماً؟ [ص: 707] قال: أَخَّرَ ليلة العشاءَ إلى شَطْر الليل. ثم أَقبل علينا بوجهه، فكأني أنظر إِلى وَبِيصِ خاتَمه، وقال: إِن الناسَ قد صَلَّوا وناموا، وإنكم لن تزالوا في صلاةٍ ما انتظَرتموها» . وفي أخرى له: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان خاتمه من فضة، وكان فَصُّه منه» . ولمسلم، قال: «كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم- في هذه (1) ، وأشار إلى الخِنصر، من يده اليسرى» . وفي أخرى له، قال: «إنهم سألوا أنساً عن خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: أَخَّرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- العِشاءَ ذات ليلة إِلى شطر الليل، أو كاد يذهبُ شَطْرُ الليل، ثم جاء، فقال: إِن الناس قد صلَّوا وناموا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة. قال أنس: كأني أَنظر إلى وبيص خاتمه من فضة، ورَفَعَ إِصبَعَهُ اليسرى بالخِنصَرِ» . وفي أخرى له، قال: «نظرنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة، حتى كان قريباً من نصف الليل، ثم جاء فصلى، ثم أقبل علينا بوجهه، فكأنما أنظر إلى وبيص خاتمه في يده» . وفي أخرى له، مثل الرواية الرابعة من المتفق، ولم يذكر فيها «محمد رسول الله» . وله في أخرى بنحو الرواية الثالثة من المتفق، وقال: «أراد أَن يكتب إلى العجم» . وله في أخرى: قال: «أَراد أَن يكتب إلى كِسرى وقَيْصَرَ، والنَّجَاشيِّ، فقيل: إنهم لا يقبلون [ص: 708] كتاباً إلا بخاتَمٍ، فصاغَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خاتماً: حَلْقَة فِضَّة (2) ، ونَقَشَ فيها: محمدٌ رسولُ الله» . وعند أبي داود الرواية الأولى من المتفق. وله في أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَراد أن يكتب إلى بعض الأعاجم، فقيل [له] : إنهم لا يقرؤون كتاباً إِلا بخاتمٍ، فاتخذ خاتماً من فضه، نَقشَ فيه: محمدٌ رسولُ الله» . وفي أخرى بمعناه، وزاد: «فكان في يده حتى قُبِضَ، وفي يَدِ أبي بكر حتى قُبِضَ، وفي يد عمرَ حتى قُبِضَ، وفي يد عثمان، فبينا هو عند بئرٍ إِذ سقط في البئر، فأمر بها فنُزِحَت، فلم يُقدَر عليه» . وله في أخرى، [قال] : «كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم- من ورِقٍ، فَصُّه حبشيٌ» . وله في أخرى، قال: «كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم- من فضة كلُّه، فَصُّه منه» ، وله في أخرى: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اتخذ خاتماً من ورِق ثم ألقَاهُ» . وأخرجه الترمذي: قال: «لما أراد نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- أَن يَكتبَ إِلى العجم، قيل له: إن العجمَ لا يقبلون إِلا كتاباً عليه خاتم، فاصْطَنَعَ خاتماً، قال: لكأني أنظر إلى بياضه في كفِّه» . وله في أخرى قال: «كان خاتم رسول [ص: 709] الله - صلى الله عليه وسلم- من فضة و [كان] فصُّه حَبَشيّاً (3) » . وفي أخرى له: «وفَصُّه منه» ، وله في أخرى قال: «كان نقشُ خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أسطر: محمد سطرٌ، ورسول سطر، والله سطر» . وله في أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صنع خاتماً من وَرِقٍ، ونقش فيه: محمد رسول الله، ثم قال: لا تنقُشُوا عليه، نهى أَن يَنْقُشَ أحدٌ على خاتَمه: محمدٌ رسول الله» . وأخرجه النسائي بمثل الرواية الثانية، والثالثة من المتفق، وبمثل الرواية الثالثة من أفراد مسلم، وبمثل الرواية الخامسة من روايات أَبي داود. وله في أخرى، قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد اتخذ حَلْقَة من فضة، فقال: مَنْ أراد أَن يصُوغ عليه فَليَفْعلْ، ولا تَنقُشُوا على نقشه» . وله في أخرى: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- اتَّخذ خاتماً من ورِق، فَصُّه حبشيّ، ونقش فيه: محمد رسول الله» . وله في أخرى، قال: «لا تَسْتَضِيئُوا بنار المشركين، ولا [ص: 710] تَنْقُشوا على خواتِيمكم عَربيّاً» . وله في أخرى بنحو الرواية الثانية من أَفراد مسلم (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فص حبشي) : يحتمل أنه أراد بالفص الحبشي: الجزع، أو العقيق، أو ضرباً منهما يكون بالحبشة. (وبيص) : الشيء: بريقه ولمعانه، كذلك بصيصه. (بئر أريس) : عند مسجد قباء، وقد ذكرت في «كتاب الزكاة» . (شطر الليل) : نصفه، وكذلك شطر كل شيء. (نظرنا) : نظرت فلاناً وانتظرته بمعنى. (عربياً) : أراد بقوله: لا تنقشوا على خواتيكم عربياً، أي: لا تنقشوا [ص: 711] عليه «محمد رسول الله» وهو ما نقشه النبي - صلى الله عليه وسلم - على خاتمة، كذا جاء في تأويله. (لا تستضيئوا بنار المشركين) : أي: لا تستشيروهم ولا تعملوا بآرائهم، فشبه الأخذ برأيهم والعمل به بالاستضاءة بالنار.   (1) في الأصل: في يده، والتصحيح من صحيح مسلم. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في جميع النسخ " حلقة فضة " بنصب " حلقة " على البدل من " خاتماً " وليس فيها هاء الضمير، والحلقة ساكنة اللام على المشهور، وفيها لغة شاذة ضعيفة حكاها الجوهري وغيره بفتحها. (3) وهو كذلك في مسلم: " وكان فصه حبشياً " قال النووي في " شرح مسلم ": قال العلماء: يعني: حجراً حبشياً، أي فصاً من جزع أو عقيق، فإن معدنهما بالحبشة واليمن. وقيل: لونه حبشي، أي أسود. وجاه في صحيح البخاري من رواية حميد عن أنس أيضاً " فصه منه " قال ابن عبد البر: هذا أصح. وقال غيره: كلاهما صحيح. وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت خاتم فصه منه، وفي وقت خاتم فصه حبشي. وفي حديث آخر " فصه من عقيق ". (4) رواه البخاري 10 / 269 في اللباس، باب خاتم الفضة، وباب الخاتم في الخنصر، وباب نقش الخاتم، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ينقش على نقش خاتمه "، وباب هل يجعل نقش الخاتم ثلاثة أسطر، ومسلم رقم (640) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، ورقم (2092) و (2093) و (2094) و (2095) في اللباس، باب لبس النبي صلى الله عليه وسلم خاتماًَ من ورق، وباب اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً، وأبو داود رقم (4214) و (4215) و (4216) و (4217) و (4221) في الخاتم، باب ما جاء في اتخاذ الخاتم، وباب ما جاء في ترك الخاتم، والترمذي رقم (2719) في الاستئذان، باب ما جاء في ختم الكتاب، ورقم (1739) و (1740) و (1745) و (1747) و (1748) في اللباس، باب خاتم الفضة، وباب ما يستحب في فص الخاتم، وباب لبس الخاتم على اليمين، وباب في نقش الخاتم. والنسائي 8 / 173 و 174 في الزينة، باب صفة خاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تنقشوا على خواتيمكم عربياً "، وباب صفة خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ونقشه، وباب موضع الخاتم، وباب طرح الخاتم وترك لبسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/160) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/223) قال: حدثنا هاشم. ومسلم (6/151) قال: حدثنا محمد بن جعفر بن زياد. وأبو داود (4221) ، والنسائي (8/195) . قال أبو داود: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن سليمان لوين. أربعتهم- أبو كامل، وهاشم، وابن جعفر، ولوين - عن إبراهيم بن سعد. 2 - وأخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا روح، وعبد الله بن الحارث. ومسلم (6/152) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا روح. وفي (6/152) أيضا قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا أبو عاصم ثلاثتهم - روح، وابن الحارث، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني زياد ابن سعد. 3 - وأخرجه أحمد (3/225) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، قال: أخبرني أبي. 4 - وأخرجه البخاري (7/201) قال: حدثني يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. أربعتهم - إبراهيم، وزياد، وشعيب، ويونس - عن الزهري، فذكره. الحديث: 2819 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 705 2820 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اصطَنَع خاتماً من ذهب، فكان يجعل فَصَّه في باطن كَفِّه إذا لَبِسه، فصنع الناس، ثم إِنه جلس على المنبر، فنزعه، وقال: «إِني كنت ألبس هذا الخاتم، وأجعل فَصَّهُ من دَاخل، فرمَى به، ثم قال: والله لا أَلبَسُهُ أبداً، فنبذ الناسُ خواتيمَهم» . زاد في رواية «وجعله في يده اليمنى» . هذه رواية البخاري، ومسلم. وللبخاري بنحوه، وقال: ولا أحْسِبُه قال: إِلا «في يده اليمنى» ، وله في أخرى، قال: «اتَّخَذَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خاتماً من وَرِقٍ، فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع في بئرِ أَرِيسَ، نقشُه: محمدٌ رسول الله» . وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- اتَّخَذَ خاتماً من ذهبٍ، وجعل فصَّه مما يلي بطن كَفِّه، ونقش فيه: محمد رسول الله، فاتَّخذ الناس مثله، فلما رآهم قد اتَّخذوها، رمى به، وقال: لا أَلبَسُهُ أبداً، ثم اتَّخَذَ خاتماً من فِضَّةٍ، فاتَّخذ الناس خواتيم الفضة» . قال ابن عمر: فلَبِس [ص: 712] الخاتم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبو بكر، ثم عمرُ، ثم عثمانُ، حتى وقعَ من عثمانَ في بئر أَريسَ. وله في أخرى مختصراً: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يلْبَس خاتماً من ذهبٍ، فنبذه، وقال: لا ألبسه، فنبذ الناسُ خواتيمهم» . ولمسلم، قال: «اتَّخَذَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- خاتماً من ذهبٍ، ثم ألقاه، ثم اتخذ خاتماً من ورِقٍ، ونقش فيه: محمد رسول الله، وقال: لا ينقُشْ أحدٌ على نَقْشِ خاتمي هذا، وكان إذا لبسه جعل فَصَّه مما يلي بطن كفِّه، وهو الذي سقط من مُعَيْقيب في بئر أريسَ (1) » . وأَخرجه الموطأ: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يلبس خاتماً من ذهب، ثم قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فنبذهُ، وقال: لا أَلبسه أَبداً، قال: فنبذ الناس خواتيمهم» . وأَخرجه أبو داود بمثل الرواية الثالثة من أفراد البخاري، إِلى قوله: «ثم اتخذ خاتماً من فضة، ثم قال: نقش فيه: محمد رسول الله، ثم لبس الخاتم بعده أبو بكر، ثم لبسه بعد أبي بكر عمرُ، ثم لبسه عثمانُ، حتى وقع في بئر أريسَ» . قال أبو داود: لم يختلف الناس على عثمانَ، حتى سقط الخاتم من يده. وله في أخرى، قال في هذا الخبر: «فنقش فيه: محمد رسول الله، وقال: [ص: 713] لا ينقشْ أحدٌ على نقش خاتمي هذا ... ثم ساق الحديث» . كذا ذكره أبو داود. وله في أخرى بهذا الخبر، قال: «فالتمسوه، فلم يجدوه، فاتَّخذَ عثمانُ خاتماً، ونقش فيه: محمد رسول الله، قال: فكان يختم، أَو يَتَخَتَّم به» . وأَخرجه الترمذي، والنسائي: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صنع خاتماً من ذهبٍ، فتختَّمَ به في يمينه، ثم جلس على المِنبَر، فقال: إني كنتُ اتخذت هذا الخاتم في يميني، ثم نبذه، ونبذ الناس خواتيمهم» . وأخرجه النسائي أيضاً بمثل رواية مسلم المفردة. وللنسائي في أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لَبِسَ خاتماً من ذهبٍ ثلاثة أيام، فلما رآه أصحابُه فَشَتْ خواتيم الذهب، فرمى به، فلا ندْري ما فعل به؟ ثم أَمر بخاتم من فضة، فأمر أَن ينقش فيه: محمد رسول الله، فكان في يد النبي - صلى الله عليه وسلم-، وفي يد أبي بكر حتى مات، وفي يد عمر حتى مات، وفي يد عثمانَ سِتَّ سنين من عمله، فلما كثرت الكتب عليه، دَفَعَهُ إِلى رَجُلٍ من الأنصار، فَكَانَ يَخْتِمُ به، فخرجَ الأنصاريُّ إِلى قَليب لعثمانَ، فسقط، فالْتُمِسَ فلم يُوجد، فأمر بخاتمٍ مثلِه، ونقش فيه: محمد رسول الله» . وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- اتخذ خاتماً من ذهب، وكان يجعل فَصَّهُ في باطن كفِّهِ، فاتَّخذ الناس خواتيم الذهب، فطرحه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وطرح الناسُ خَواتيمهم، فاتخذ خاتماً من فضة، فكان يختم به [ص: 714] ولا يلْبَسُهُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فنبذه) : نبذت الشيء: إذا ألقيته إلى الأرض. (فشت) : فشى الشيء يفشو: إذا ظهر وكثر. (القليب) : البئر قبل أن تطوى وتبنى جوانبها.   (1) قال عبد الحق الاشبيلي في " الأحكام ": لم يذكر البخاري أن الخاتم سقط من معيقيب. (2) رواه البخاري 10 / 266 في اللباس، باب خواتيم الذهب، وباب خاتم الفضة، وباب نقش الخاتم، وباب من جعل فص الخاتم في بطن كفه، وفي الأيمان والنذور، باب من حلف على الشيء وإن لم يحلف، وفي الاعتصام، باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2091) في اللباس، باب تحريم خاتم الذهب على الرجال، وباب لبس النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من ورق نقشه: محمد رسول الله، والموطأ 2 / 936 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في لبس الخاتم، وأبو داود رقم (4218) و (4219) و (4220) في الخاتم، باب ما جاء في اتخاذ الخاتم، وباب ما جاء في ترك الخاتم، والترمذي رقم (1741) في اللباس، باب ما جاء في لبس الخاتم باليمين، والنسائي 8 / 165 في الزينة، باب خاتم الذهب، وباب نزع الخاتم عند دخول الخلاء، وباب صفة خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ونقشه، وباب موضع الفص، وباب طرح الخاتم وترك لبسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (675) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب بن موسى. وأحمد (2/18) (4677) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/22) (4734) و (2/141) (6271) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/34) (4907) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد. وفي (2/39) (4976) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: أخبرنا عبد العزيز ابن أبي رواد. وفي (2/60) (5250) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا ابن أبي رواد. (ح) وسفيان، عن عمر بن محمد. وفي (2/68) (5366) و (2/127) (6107) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر. وفي (2/86) (5583) و (2/128) (6118) قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري. وفي (2/94) (5685) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/96) (5706) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر. وفي (2/119) (6007) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. وفي (2/146) (6331) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وفي (2/153) (6412) قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا أسامة بن زيد. والبخاري (7/200) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (7/201) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (7/202) قال: حدثني محمد بن سلام، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله. وفي (7/203) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية. وفي (8/165) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وفي «خلق أفعال العباد» (62) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. وفي (63) قال: حدثنا « ... » ، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله. ومسلم (6/149) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، ومحمد بن رمح، قالا: أخبرنا ليث (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث. وفي (6/150) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد ابن بشر، (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا عقبة بن خالد، كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنيه أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا محمد ابن إسحاق المسيبي، قال: حدثنا أنس، يعني ابن عياض، عن موسى بن عقبة (ح) وحدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا حاتم (ح) وحدثنا هارون الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب. كلهما عن أسامة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، ومحمد بن عباد، وابن أبي عمر، قالوا: حدثنا نصير بن الفرج، قال: حدثنا أبو أسامة، عن عبيد الله. وفي (4219) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى. وفي (4220) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا أبو عاصم، عن الميغرة بن زياد. وابن ماجة (3639) و (3645) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى. والترمذي (1741) ، وفي الشمائل (104) قال: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي الكوفي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن موسى بن عقبة. وفي «الشمائل» (88) قال: حدثنا قتيبة، قال: أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بشر. وفي (94) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الله بن نمير، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر. وفي (101) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: أخبرنا سفيان، عن أيوب ابن موسى. والنسائي (8/178) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا المعتمر، قال: سمعت عبيد الله. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن عبيد الله. وفي (8/178) و (194) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. وفي (8/178) قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا أو عاصم، عن المغيرة بن زياد. وفي (8/179 و195) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر. وفي (8/192و 195) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (8/195) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. جميعهم - أيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعمر بن محمد، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وعبد الحميد بن جعفر، وليث بن سعد، وأيوب السختياني، وأسامة بن زيد، وجويرية بن أسماء، وموسى بن عقبة، والمغيرة بن زياد - عن نافع، فذكره. الحديث: 2820 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 711 2821 - (د ت س) بريدة - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعليه خاتم من حديد، فقال: مالي أرى عليكَ حِلْيَةَ أهل النار؟ ثم جاءه، وعليه خاتم من صُفْرٍ، فقال: مالي أجد منك رِيحَ الأصنام؟ ثم أَتاه وعليه خاتم من ذهب، فقال: مالي أرى عليك حلية أَهل الجنة؟ قال: من أَيِّ شيءٍ أَتَّخِذُهُ؟ قال: مِن وَرِقٍ، ولا تُتمَّهُ مِثْقَالاً» . هذه رواية الترمذي (1) . [ص: 715] وفي رواية أبي داود: «أَن رجلاً جاء إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وعليه خاتمٌ من شَبَهٍ، فقال: مالي أجد منك ريح الأصنام؟ فطرحه، ثم جاء وعليه خاتم من حديد، فقال: مالي أرى عليك حِليةِ أهل النار؟ فطرحه، فقال: يا رسولَ الله، من أي شيء أتَّخِذهُ؟ ... الحديث» . وفي رواية النسائي مثل أَبي داود، إِلا أَنَّه قدَّم ذِكْر الحديد على ذِكْر الشَّبَه (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حلية أهل النار) : إنما قال في الحديد: هو «حلية أهل النار» لأنه زي بعض الكفار، وهم أهل النار، وقيل: إنما كره الحديد لأجل سهوكته ونتنه، وإنما قال: في خاتم الشَّبه ريح الأصنام، لأن الأصنام كانت تتخذ من الشَّبه (3) .   (1) واستغرب الترمذي هذه الرواية، لأن في سندها أبا طيبة عبد الله بن مسلم المروزي، وهو صدوق يهم. (2) رواه الترمذي رقم (1786) في اللباس، باب رقم (43) ، وأبو داود رقم (4223) في الخاتم، باب في خاتم الحديد، والنسائي 8 / 172 في الزينة، باب مقدار ما يجعل في الخاتم من الفضة، وهو حديث حسن. (3) الحديد حلية أهل النار: لأنه يجعل لهم منه سلاسل وأغلال , و " الشبه " وهو النحاس: ريح الأصنام، يتختم به المشركون الذين يعتقدون أنه يمنع تأثير العين والجن ونحو ذلك، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/359) قال: حدثنا يحيى بن واضح وهو أبو تميلة. وأبو داود (4223) قال: حدثنا الحسن بن علي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أن زيد بن حباب أخبرهم. والترمذي (1785) قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا زيد بن حباب، وأبو تميلة، يحيى بن واضح. والنسائي (8/172) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن الحباب. كلاهما - أبو تميلة، وزيد -عن عبد الله بن مسلم السلمي المروزي أبي طيبة، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. في رواية أحمد: «رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يد رجل خاتما من ذهب» .... الحديث. الحديث: 2821 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 714 2822 - (د س) إياس بن الحارث بن المعيقيب - رحمه الله -: وجدُّه من قِبَلِ أَمه: أبو ذُباب، عن جدِّه، قال: «كان خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من حديد [ص: 716] مَلْوِيٍّ، عليه فضةٌ، قال: فربما كان في يدي، قال: وكان المُعَيقيبُ على خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أَخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4224) في الخاتم، باب في خاتم الحديد، والنسائي 8 / 175 في الزينة، باب لبس خاتم حديد ملوي عليه بفضة، وإسناده حسن، وله شواهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4224) قال: حدثنا ابن المثنى، وزياد بن يحيى والحسن بن علي. والنسائي (8/175) قال: أخبرنا عمرو بن علي. (ح) وأنبأنا أبو داود. خمستهم - ابن المثنى، وزياد، والحسن، وعمرو، وأبو داود سليمان بن سيف - عن سهل بن حماد أبي عتاب، قال: حدثنا أبو مكين نوح بن ربيعة، قال: حدثني إياس بن الحارث بن المعيقيب، فذكره. الحديث: 2822 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 715 2823 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن خاتم الذهب» . أَخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. وللنسائي أيضاً «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهاني عن تختُّم الذهب» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 266 في اللباس، باب خواتيم الذهب، ومسلم رقم (2089) في اللباس، باب تحريم خاتم الذهب على الرجال، والنسائي 8 / 170 في الزينة، باب حديث أبي هريرة والاختلاف عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/468) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. والبخاري (7/200) قال: حدثني محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. ومسلم (6/149) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (8/192) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد. ثلاثتهم - محمد بن جعفر غندر، وحجاج، ومعاذ - عن شعبة. عن قتادة. قال: سمعت النضر بن أنس. 2 - وأخرجه النسائي (8/170 و 192) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج، هو ابن الحجاج، عن قتادة، عن عبد الملك بن عبيد. كلاهما (النضر بن أنس، وعبد الملك بن عبيد) عن بشير بن نهيك، فذكره. (*) قال النسائي: حديث شعبة أولى بالصواب. «تحفة الأشراف» (9/12214) . الحديث: 2823 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 716 2824 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن التَّختُّم بالذهب» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1738) في اللباس، باب ما جاء في كراهية خاتم الذهب، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره، وقال الترمذي: وفي الباب عن علي، وابن عمر، وأبي هريرة، ومعاوية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1738) حدثنا يوسف بن حماد المعني البصري حدثنا عبد الوارث بن سعيد بن أبي التياح حدثنا حفص الليثي قال: أشهد على عمران بن حصين أنه حدثنا أنه قال، فذكره. قال أبو عيسى: حديث عمران حديث حسن وأبو التياح اسمه يزيد بن حميد. الحديث: 2824 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 716 2825 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رَأى خاتماً من ذهب في يد رَجُلٍ، فنزعه وطرحه، وقال: يَعْمِدُ أَحدكم إِلى جَمْرةٍ من نار فيطرحها في يده؟ فقيل للرجل بعدما ذهب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: خُذْ خاتمكَ انْتفِع به، قال: لا والله، لا آخذُهُ أَبداً وقد طرحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أَخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2090) في اللباس، باب تحريم خاتم الذهب على الرجال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (2090) وفي حديث ابن المثنى قال: سمعت النضر بن أنس حدثني محمد بن سهل التميمي حدثنا ابن أبي مريم أخبرني محمد بن جعفر أخبرني إبراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. الحديث: 2825 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 716 2826 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أَنَّ رجلاً قَدِمَ من نَجْرَانَ إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وعليه خاتم من ذهب، فَأَعْرَضَ عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال: إِنَّكَ جئتني وفي يدك جمرة من نار» . وفي أخرى: قال: «أقبل رجل من البحرين إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فسلَّم، فلم يَرُدَّ عليه، وكان في يده خاتمٌ من ذهب، وجُبَّةُ حريرٍ، فألقاهما، ثم سلم، فرد عليه السلام، فقال: يا رسول الله، أتيتُك آنِفاً فأعرضتَ عني؟ قال: إنه كان في يدك جمرة من نار، قال: لقد جِئْتُ إِذاً بجمر كثير؟ قال: إن ما جئتَ به ليس بأجزأ عنك من حجارة الحَرَّة، ولكنه متاع الحياة الدنيا، قال: بماذا (1) أَتخَتَّم؟ قال: حَلْقَةٍ مِنْ حَديدٍ، أو وَرِقٍ، أَو صُفْرٍ» . أَخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آنفاً) : جاء فلان آنفاً، أي الآن والساعة. (الحرة) : أرض ذات حجارة سود.   (1) في النسائي المطبوع: فماذا. (2) 8 / 170 في الزينة، باب حديث أبي هريرة والاختلاف عليه، وباب لبس خاتم صفر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 14، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/14) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب. والبخاري في «الأدب المفرد» (1022) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث. والنسائي (8/170) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب. وفي (8/175) قال: أخبرني علي بن محمد ابن علي المصيصي، قال: حدثنا داود بن منصور، من أهل ثغر - ثقة - قال: حدثنا ليث بن سعد. كلاهما - عبد الله بن وهب، والليث بن سعد -عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن أبي النجيب، فذكره. الحديث: 2826 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 717 2827 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: «أَن رجلاً كان جالساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم-، وعليه خاتم من ذهب، وفي يَدِ النبي مِخْصَرَةٌ، فضرب بها نَبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- إِصبَعَه، فقال الرجل: مالي يا رسولَ الله؟ قال: ألا تطرح [ص: 718] هذا الذي في إِصْبَعِك؟ فأخذه الرجل، فرمى به، فرآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك، فقال: ما فعل الخاتم؟ قال: رَمَيتُ به، قال: ما بهذا أَمرتُك، إِنما أمرتُكَ أن تبيعَه فتستعينَ بثمنه» . أَخرجه النسائي، وقال: هذا حديث منكر (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مِخْصَرة) : المخصرة كالسوط، وكل ما اختصر الإنسان بيده فأمسكه من عصاً ونحوها.   (1) 8 / 170 و 171 في الزينة، باب حديث أبي هريرة والاختلاف عليه، وفي إسناده رجل مجهول، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/170) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا عبيد قال: حدثنا إسرائيل عن منصور عن سالم عن رجل، فذكره، قال النسائي: هذا حديث منكر. الحديث: 2827 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 717 2828 - (س) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه -: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أَبصر في يده خاتماً من ذهب، فجعل يَقْرعُهُ بِقَضيبٍ معه، فلما غَفَل النبي - صلى الله عليه وسلم- أَلقاه، قال: ما أُرَانا إِلا قد أَوجعناك، أو أغرمناك» . وفي أخرى عن أبي إدريس مرسلاً: «أَن رجلاً ممن أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم- لبس خاتماً من ذهب ... نحوه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 171 في الزينة، باب حديث أبي هريرة والاختلاف عليه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/195) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. (ح) وحدثني وهب، قال: حدثنا أبي. والنسائي (8/171) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عفان،قال: حدثنا وهيب. كلاهما - وهيب، وجرير بن حازم، والد وهب - عن النعمان بن راشد، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، فذكره. * أخرجه النسائي (8/171) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. قال: أخبرني أبو إدريس الخولاني، أن رجلا ممن أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- لبس خاتما من ذهب. نحوه. «مرسل» . (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: وحديث يونس أولى بالصواب من حديث النعمان. (*) وأخرجه النسائي (8/171) قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد القرشي الدمشقي أبو عبد الملك، قراءة. قال: حدثنا ابن عائذ. قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي. (ح) وأخبرني أبو بكر بن علي. قال: حدثنا عبد العزيز العمري. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. كلاهما (الأوزاعي، وإبراهيم) عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى على رجل خاتما من ذهب، نحوه. «مرسل» أيضا. * وأخرجه النسائي (8/172) قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن علي المروزي. قال: حدثنا الوركاني. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. «مرسل» . (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: والمراسيل أشبه بالصواب. الحديث: 2828 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 718 2829 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اتَّخذَ خاتماً، فلبسَه، قال: شغلني هذا عنكم منذُ اليوم، إِليه نظرَةٌ، وإليكم نظرة، ثم أَلقاه» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) في الزينة، باب طرح الخاتم وترك لبسه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/322) (2963) . والنسائي (8/194) قال: أخبرنا محمد بن علي بن حرب. كلاهما - أحمد، ومحمد بن علي - قالا: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا مالك بن مغول عن سليمان الشيباني عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 2829 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 718 2830 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: قال: «أنا أكره أن يَلبَسَ الغِلمانُ شيئاً من الذهب؛ لأنه بلغني: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن التختم بالذهب، فأنا أكرهه للرجال: الكبيرِ منهم، والصغير» أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 2 / 912 في اللباس، باب ما جاء في لبس الثياب المصبغة والذهب، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/339) وأخرجه النسائي في الزينة الكبرى (63: 3) عن أبي علي محمد بن يحيى المروزي عن عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة السكري عن عطاء بن السائب عن أبي جهضم موسى بن سالم عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه به رواه عمرو بن دينار عن أبي جعفر فلم يذكر أباه. «الأشراف» (7/435) . الحديث: 2830 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 719 2831 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قَدِمَتْ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حِلْيَةٌ أهداها له النجاشيُّ، فيها خاتم من ذهب، فيه فصٌّ حبشيٌّ، قالت: فأَخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعُودٍ مُعرِضاً عنه، أو ببعض أَصابعه، ثم دَعَا أُمَامَةَ بنتَ أبي العاص من بنتِه زينبَ، فقال: تَحَلَّيْ بهذه يا بُنَيَّةُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) في الخاتم، باب في الذهب للنساء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/119) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثنا محمد بن سلمة. وأبو داود (4235) قال: حدثنا ابن نفيل. قال: حدثنا محمد بن سلمة. وابن ماجة (3644) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. كلاهما (محمد بن سلمة، وعبد الله بن نمير) عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، فذكره. الحديث: 2831 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 719 2832 - () عبد الله بن عباس، وبلال - رضي الله عنهما -: «أن النساء كُنَّ يَلْبِسْنَ الفَتَخَ والخَواتيمَ والخُرصَ والسِّخَابَ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وإن ذلك مما كُنَّ يُلبِسْنّهُ أَولادَهُنَّ الذكورَ» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفتخ) : جمع فتخة - بفتح التاء - وهي الحَلَق لا فص لها، تجعلها المرأة في أصابع رجلها، وربما وضعتها في يديها. [ص: 720] (الخُرص) : الحلقة الصغيرة من الحلي. (السِّخاب) : خيط يَنْضَم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجواري.   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. الحديث: 2832 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 719 2833 - (خ) هشام بن عروة بن الزبير - رحمه الله -: قال: «رأيتُ على عائشةَ خواتيمَ الذهب» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل المطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه البخاري في ترجمة باب 10 / 277 في اللباس، باب الخاتم للنساء وكان على عائشة خواتيم من ذهب، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن سعد من طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب قال: سألت القاسم بن محمد فقال: لقد رأيت والله عائشة تلبس المعصفر وتلبس خواتيم الذهب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري في ترجمة باب (10/342) في اللباس، باب الخاتم للنساء وكان على عائشة خواتيم من ذهب، قال الحافظ في «الفتح» : وصله ابن سعد من طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب قال: سألت القاسم بن محمد فقال: لقد رأيت والله عائشة تلبس المعصفر وتلبس خواتيم الذهب. الحديث: 2833 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 720 2834 - (س) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: قال: «قال عمر - يعني لِصُهيبٍ: مالي أَرى عليك خاتم الذهب؟ قال: قد رآه من هو خيرٌ منك فلم يَعِبْهُ، قال: من هو؟ قال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 164 و 165 في الزينة، باب الرخصة في خاتم الذهب للرجال، وفي هامش النسائي طبع الهند: قال النسائي في " الكبرى " بعد إيراده: هذا حديث منكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/164، 165) أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني قال: حدثنا سعيد بن حفص، قال: حدثنا موسى بن أعين عن عيسى بن يونس عن الضحاك بن عبد الرحمن عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب، فذكره الحديث: 2834 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 720 الفرع الثاني: في أي إصبع يلبس الخاتم؟ 2835 - (م د ت س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: [ص: 721] «نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أجعل خاتَمي في هذه، أَو في التي تليها، وأَشار إِلى الوسطى والتي تليها» . هذه رواية مسلم. وأخرجه الترمذي، قال: «نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن القَسِيِّ والمِيثَرَةِ الحمراء، وأَن أَلبَسَ خاتَمي في هذه، وفي هذه، وأَشار إلى السبَّابة والوسطى» . وأخرجه أبو داود بنحوه في جملة حديث، وقد ذُكِر في الباب السادس من هذا الكتاب. وفي رواية النسائي، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا عليُّ، سَلِ اللهَ الهُدى والسَّداد، ونهاني أَن أجعل الخاتم في هذه، وهذه، وأشار - يعني بالسبابة والوسطى» . وله في أخرى، قال: «نهاني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخاتم في السبَّابة والوسطى» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القسي) : قد ذكر تفسيره في متن الحديث فيما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيه كفاية، والذي نزيده إيضاحاً: أنهم قالوا: هو [ص: 722] ضرب من ثياب كتان مخلوط بحرير، يؤتَى به من مصر، نسب إلى قرية على ساحل البحر، يقال لها: القس، قريبة من تِنِّيس، وقيل: هو القَزِيّ - بالزاي - فأبدلت الزاي سيناً، والقَزِي منسوب إلى القز، الذي هو الحرير، والأصل الأول، لأنه قد جاء في متن الحديث. (الميثرة الحمراء) : قد ذكر أيضاً تفسيرها في متن الحديث. وأراد بها: ما كانوا يضعونه على الرحال فوق الجمال. قال: وهو كالقطائف (2) ويدخل في معناه: مياثر السروج، لأن المنهي عنه يشمل كل ميثرة حمراء، سواء كانت على رحل أو سرج.   (1) رواه مسلم رقم (2078) في اللباس، باب النهي عن التختم في الوسطى والتي تليها، والترمذي رقم (1787) في اللباس، باب رقم (44) ، وأبو داود رقم (4225) في الخاتم، باب ما جاء في خاتم الحديد، والنسائي 8 / 177 في الزينة، باب النهي عن الخاتم في السبابة. (2) في الأصل: كالتطابق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (1/109) (863) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/124) (1019) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان (ح) وعبد الرزاق. قال: أنبأنا سفيان. وفي (1/134) (1124) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفي (1/138) (1168) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/154) (1320) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (6/153) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير وأبو كريب، جميعا عن ابن إدريس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو الأحوص. وفي (8/83) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن اللعلاء، قال: حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن إدريس. وأبو داود (4225) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وابن ماجة (3648) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والترمذي (1786) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (8/177) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر. وفي (8/194) قال: أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص. وفي (8/219) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس. ثمانيتهم - شعبة، وسفيان الثوري، وعلي بن عاصم، وأبو عوانة، وابن أدريس، وسفيان بن عيينة، وأبو الأحوص، وبشر - عن عاصم بن كليب. 2 - وأخرجه أحمد (1/150) (1290) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن جابر. كلاهما - عاصم، وجابر الجعفي - عن أبي بردة بن أبي موسى، فذكره. * أخرجه أحمد (1/78) (586) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (1/88) (664) قال: حدثنا خلف، قال: حدثنا خالد. كلاهما - محمد بن فضيل، وخالد - عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن علي، فذكره. * وأخرجه الحميدي (52) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عاصم بن كليب، سمعه من ابن أبي موسى، قال: سمعت عليّا، فذكره. قال الحميدي: وكان سفيان يحدث به عن عاصم بن كليب، عن أبي بكر بن أبي موسى. فقيل له: إنما يحدثونه عن أبي بردة. فقال: أما الذي حفظت أنا فعن أبي بكر. فإن خالفوني فيه فاجعلوه عن ابن أبي موسى. فكان سفيان بعد ذلك ربما قال: عن ابن أبي موسى. وربما نسي فحدث به على ما سمع «عن أبي بكر» . (*) في رواية محمد بن منصور عن سفيان عند النسائي (8/177) : «عن عاصم، عن أبي بردة» هذا في رواية ابن السني وغيره عن النسائي، وفي رواية ابن حيوة عن النسائى: «عاصم بن كليب، عن أبي بكر» وفيه قال النسائي: خالفه أبو الأحوص - يعني خالف سفيان بن عيينة - رواه عن عاصم، عن أبي بردة، وهو أولى بالصواب. انظر «تحفة الأشراف» (7/10320) . الحديث: 2835 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 720 2836 - (د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يَتَخَتَّمُ في يمينه» . أَخرجه أبو داود، والنسائي، وقال أَبو داود: قال شريك: وأَخبرني أبو سلمة بنُ عبد الرحمن: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم-» ... وذكر الحديث عنه مرسلاً من هذا الطريق (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4226) في الخاتم، باب ما جاء في التختم في اليمين أو اليسار، والنسائي 8 / 175 في الزينة، باب موضع الخاتم من اليد، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4226) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. والترمذي في «الشمائل» (95) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي وعبد الله بن عبد الرحمن، قالا: أخبرنا يحيى بن حسان. وفي (96) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أحمد بن صالح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. والنسائي (8/174) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - عبد الله بن وهب، ويحيى بن حسان- عن سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2836 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 722 2837 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يتختَّمُ في يمينه» . [ص: 723] وفي أخرى: «كأَني أَنظر إِلى بياض خاتَم النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في إِصبعِهِ اليسرى - وفي أخرى: في إِصبعه اليسرى: الخِنْصَرِ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 193 و 194 في الزينة، باب موضع الخاتم، وهو حديث حسن، وفي الحديث جواز التختم باليمين واليسار، ولكن روايات التختم باليسار أقل عدداً وألين حفظاً ممن روى اليمين، وروايات التختم باليمين أرجح، وهي كثيرة، وقد جاء عن أبي بكر وعمر وجمع جم من الصحابة والتابعين بعدهم من أهل المدينة وغيرهم التختم في اليمنى. قال الحافظ في " الفتح ": وقال البيهقي في " الأدب ": يجمع بين هذه الأحاديث بأن الذي لبسه في يمينه هو خاتم الذهب، كما صرح به في حديث ابن عمر، والذي لبسه في يساره هو خاتم الفضة، قال الحافظ في " الفتح ": ويظهر لي أن ذلك يختلف باختلاف القصد، فان كان اللبس للتزين به فاليمين أفضل، وإن كان للتختم به فاليسار أولى، لأنه كالمودع فيها، ويحصل تناوله منها باليمين، وكذا وضعه منها، ويترجح التختم في اليمين مطلقاً، لأن اليسار آلة الاسنتجاء فيصان الخاتم إذا كان في اليمين عن أن تصيبه النجاسة، ويترجح التختم في اليسار بما أشرت إليه من التناول، قال الحافظ: وجنحت طائفة إلى استواء الأمرين، وجمعوا بذلك بين مختلف الأحاديث، وإلى ذلك أشار أبو داود حيث ترجم: باب التختم في اليمين واليسار، ثم أورد الأحاديث مع اختلافها في ذلك بغير ترجيح، ونقل النووي وغيره الإجماع على الجواز، ثم قال: ولا كراهة فيه، يعني عند الشافعية، وإنما الاختلاف في الأفضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في «الشمائل» (103) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. والنسائي (8/193) قال: أخبرنا محمد بن عامر. كلاهما - الدارمي، وابن عامر - عن محمد بن عيسى الطباع، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره. الحديث: 2837 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 722 2838 - (د ت) محمد بن إسحاق - رحمه الله-: قال: «رأَيتُ على الصَّلْتِ بنِ عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب خاتماً في خِنْصَرِهِ اليمنى، فقلت له: ما هذا؟ قال: رأيت ابن عباس يلبس خاتمه هكذا، وجعل فَصَّهُ إلى ظاهره، قال: ولا يُخَالُ ابنُ عباس إِلا قد كان يذكر أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَلبَسهُ كذلك» . أخرجه أبو داود. [ص: 724] وفي رواية الترمذي عن الصَّلت، قال: «رأيت ابن عباس يتختَّم في يمينه، ولا إخَالُهُ إِلا قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتختم في يمينه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خِلْت) الشيء أخاله - بفتح الهمزة وكسرها - أي: ظننته.   (1) رواه أبو داود رقم (4229) في الخاتم، باب ما جاء في التختم في اليمين أو اليسار، والترمذي رقم (1742) في اللباس، باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين، من حديث محمد بن إسحاق، وفي سنده الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، لم يوثقه غير ابن حبان، قال الحافظ في " الفتح ": وللطبراني من وجه آخر عن ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتختم في يمينه، وفي سنده لين، كما قال الحافظ في " الفتح ". أقول: فالحديث على هذا حسن، قال الترمذي: قال محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) : حديث محمد بن إسحاق عن الصلت بن عبد الله بن نوفل، حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4229) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا يونس بن بكير، والترمذي (1742) وفي الشمائل (100) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا جرير. كلاهما - ابن بكير، وجرير- عن محمد بن إسحاق، عن الصلت بن عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب، فذكره. الحديث: 2838 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 723 2839 - (ت س) حماد بن سلمة - رحمه الله-: قال: رأَيت ابن أَبي رافع يتختم في يمينه، فسألته عن ذلك؟ فقال: رأيتُ عبد الله بن جعفر يتختم في يمينه، وقال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتختم في يمينه» . هذه رواية الترمذي. وأخرجه النسائي عن ابن أَبي رافع عن عبد الله بن جعفر: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يتختم في يمينه» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1744) في اللباس، باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين، والنسائي 8 / 175 في الزينة، باب موضع الخاتم من اليد، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3647) ، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/204) (1746) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/205) (1755) قال: حدثنا عفان. والترمذي (1744) . وفي الشمائل (97) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (8/175) قال: أخبرنا محمد بن معمر البحراني، قال: حدثنا حبان بن هلال. ثلاثتهم -يزيد، وعفان، وحبان - عن حماد بن سلمة، عن ابن أبي رافع، فذكره. الحديث: 2839 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 724 2840 - (ت) جعفر بن محمد - رحمه الله -: عن أبيه: «كان الحسن والحسين يتختَّمانِ في يسارهما» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1743) في اللباس، باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين، وهو حديث حسن، قال الحافظ في " الفتح ": وأخرج البيهقي في " الأدب " من طريق أبي جعفر الباقر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعلي والحسن والحسين يتختمون في اليسار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1743) حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال، فذكره. الحديث: 2840 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 725 2841 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَن النبي - صلى الله عليه وسلم- كانَ يتختَمُ في يَسَارِهِ، وكان فَصُّهُ في باطِنِ كَفهِ» . وفي رواية عن نافع: «أن ابن عمر كانَ يَلبَسُ خَاتَمَهُ في يده اليسرى» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4227) و (4228) في الخاتم، باب ما جاء في التختم في اليمين أو اليسار، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4227) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد العزيز ابن أبي داود، عن نافع، فذكره. أخرجه أبو داود (4228) قال: حدثنا هناد، عن عبدة، عن عبيد الله، عن نافع، أن ابن عمر كان يلبس خاتمه في يده اليسرى. الحديث: 2841 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 725 2842 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا دخل الخلاء نزع خاتمه» . أخرجه الترمذي، والنسائي، وزاد رزين: «وكان في يده اليسرى» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1746) في اللباس، باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين، والنسائي 8 / 178 في الزينة، باب نزع الخاتم عند دخول الخلاء. ورواه أيضاً أبو داود رقم (19) في الطهارة، باب الخاتم يكون فيه ذكر الله تعالى يدخل به الخلاء، وهو حديث منكر، كما قال أبو داود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أبو داود (19) قال: حدثنا نصر بن علي، عن أبي علي الحنفي. 2 - وابن ماجة (303) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. 3 - والترمذي (1746) . وفي الشمائل (93) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا سعيد بن عامر، والحجاج بن المنهال. 4 - والنسائي (8/178) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم «ابن علية» عن سعيد بن عامر. أربعتهم، عن همام، عن ابن جريج، عن الزهري، فذكره. الحديث: 2842 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 725 الفصل الثاني: في أنواع من الحلي متفرقة 2843 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كنت قاعداً عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتتْهُ امرأةٌٌ، فقالت: يا رسول الله، سِوارَين من ذهب؟ قال: سِوَارَين (1) من نارٍ، قالت: يا رسول الله، طَوقٌ من ذهب؟ قال: طَوقٌ من نار، قالت: قُرطَينِ من ذهب؟ قال: قُرطين من نار، قال: فكان عليها سِواران من ذهب فرمت بهما، قالت: يا رسول الله، إِن المرأةَ إِذا لم تَتَزَّيَنْ لِزَوجِها صَلِفَت عنده، قال: ما يمنع إِحداكُنَّ أن تَصْنَعَ قُرطَيْنِ من فضة، ثم تُصَفِّرُهُ بزعفَرَانٍ أو بعبير؟» . أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قُرطين) : القرط من حلي الأذن معروف. [ص: 727] (صَلِفَت) : امرأة صَلِفَة: قليلة الخير، لا تحظى عند زوجها. (بعبير) : العبير نوع من أنواع الطيب، قيل: هو أخلاط تجمع بالزعفران، وقيل: هو عند العرب: الزعفران وحده، والذي جاء في متن الحديث يبطل القول الثاني، فإنه قال: «ثم يُصفره بزعفران أو بعبير» فلو كان العبير هو الزعفران لما قال: «بزعفران أو بعبير» .   (1) في نسخ النسائي المطبوعة: سواران، أي: لك سواران، وسوارين، أي تلبسين سوارين. (2) 8 / 159 في الزينة، باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 440 من حديث أسباط عن مطرف عن أبي الجهم عن أبي زيد عن أبي هريرة، وأبو زيد مجهول كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب ": أخرج أحمد من طريق شعبة عن أبي زيد مولى الحسن بن علي عن أبي هريرة حديثاً غير هذا فكأنه هو، ورواية شعبة عنه مما يقوي أمره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/440) قال: حدثنا أسباط. والنسائي (8/159) قال: أخبرنا إسحاق بن شاهين الواسطي، قال: أنبأنا خالد (ح) وأنبأنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا أسباط. كلاهما - أسباط بن محمد، وخالد بن عبد الله - عن مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي زيد، فذكره. الحديث: 2843 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 726 2844 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأَى عليها مَسَكَتَيْ ذهب، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَلا أُخْبِرُك بِمَا هو أَحسن من هذا؟ لو نَزَعْتِ هذا وَجَعَلْتِ مَسَكَتين من وَرِق، وصَفَّرْتِهما بزعفران كانتا أحسن (1) » . أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المسكة) : بفتح السين: سوار من ذبل أو عاج. فإذا كانت من غيرهما، أضيفت إلى ما هي منه، فيقال: من ذهب أو فضة أو غيرهما.   (1) في النسائي المطبوع: ثم صفرتهما بزعفران كانتا حسنتين. (2) 8 / 195 في الزينة، باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب، وإسناده حسن. وقال النسائي: هذا غير محفوظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/159) قال: أخبرني الربيع بن سليمان، قال: حدثنا إسحاق بن بكر. قال: حدثني أبي، عن عمرو بن الحارث. عن ابن شهاب، عن عروة، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي هذا غير محفوظ والله أعلم. الحديث: 2844 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 727 2845 - (س) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: «جاءت هِنْد بنتُ هُبَيْرَةَ إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وفي يدها فَتَخٌ من ذهب، أي: خواتيمُ ضِخَامٌ، [ص: 728] فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَضْرِبُ يَدَهَا، فدخلت على فاطمةَ تَشكُو إِليها الذي صنع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فانتَزَعت فاطمةُ سِلسِلَة في عُنُقِها من ذهب، قالت: هذه أَهداها أبو الحسن، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والسلسلة في يدها، فقال: يا فاطمة، أَيَغُرُّكِ أن يقول الناسُ: ابنَةُ رسول الله، وفي يدها سِلسلة من نار؟ ثم خرج ولم يقعد، فأرسلت فاطمةُ بالسلسلة إِلى السوق فباعتْها، واشترت بثمنها غلاماً -وقال مَرَّة: عبداً - وذكر كلمة معناها: فأعتَقَتْه، فَحُدِّثَ بذلك، فقال: الحمد لله الذي أَنْجَى فاطمةَ من النار» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 158 في الزينة، باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 278، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام. والنسائي (8/158) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. كلاهما - همام، وهشام - عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي أسماء، فذكره. * أخرجه النسائي (8/158) قال: أخبرنا سليمان بن سلم البلخي، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: حدثنا هشام. عن يحيى، عن أبي سلام، عن أبي أسماء، فذكره. «ولم يذكر زيدا» . الحديث: 2845 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 727 2846 - (د س) محمود بن عمرو الأنصاري - رحمه الله-: أَن سماء بنت يزيد حدَّثتْهُ: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما امرأة تَقَلَّدَتْ قِلادَة من ذهبٍ، قُلِّدَت في عنقها مثلها من النار يوم القيامة، وأَيما امرأة جعلت في أُذُنها خُرصاً من ذهبٍ، جعل الله في أُذُنها خُرصاً من النار يوم القيامة» . أَخرجه أبو داود، والنسائي (1) . [ص: 729] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] قوله: (جعل الله في أذنها يوم القيامة) يتأول على وجهين أحدهما: أن ذلك كان قبل النسخ، فإنه قد ثبت إباحة الذهب. والثاني: أن هذا الوعيد إنما جاء في حق من لا يؤدي زكاة الحلي دون من أداها.   (1) رواه أبو داود رقم (4238) في الخاتم، باب في الذهب للنساء، والنسائي 8 / 157 في الزينة، باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي، وفي سنده محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن الأنصاري [ص: 729] المدني، لم يوثقه غير ابن حبان. قال الحافظ في " التهذيب ": ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: قال ابن حزم: محمود ضعيف، وقال أبو الحسن بن القطان: مجهول الحال، وقال الذهبي: فيه جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/455) قال: حدثنا أبو عامر، عن هشام. (ح) وعبد الصمد. قال: حدثنا هشام. وفي (6/457) قال: حدثنا أزهر بن القاسم. قال: حدثنا هشام. (ح) وعبد الوارث. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/460) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان. وأبو داود (4238) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. كلاهما - هشام، وأبان - عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمود بن عمرو، فذكره. الحديث: 2846 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 728 2847 - (د س) أخت لحذيفة (1) [بن اليمان]- رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يا معشر النساء، ما لَكُنَّ في الفضة ما تحلَّين به، أما إنه ليس منكُنَّ امرأةٌ تتحلَّى ذهباً تظهره (2) إِلا عُذِّبَتْ به» . أخرجه أبو داود، والنسائي (3) .   (1) في الأصل: أخت لخديجة، وهو تحريف، والتصحيح من أبي داود والنسائي. (2) في الأصل: وتظهر، والتصحيح من أبي داود والنسائي. (3) رواه أبو داود رقم (4237) في الخاتم، باب في الذهب للنساء، والنسائي 8 / 156 و 157 في الزينة، باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/357) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثني سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/358) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وفي (6/369) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والدارمي (2648) قال: أخبرنا محمد ابن يوسف. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4237) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي (8/156) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا جرير. (ح) وأنبأنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/157) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. خمستهم - سفيان، وشعبة، وأبو عوانة، وجرير والمعتمر - عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن امرأته، فذكرته. (*) في رواية الدارمي: «ربعي بن حراش، عن امرأة، عن أخت لحذيفة» . (*) وفي رواية مسدد: «عن أخت لحذيفة» . الحديث: 2847 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 729 2848 - (س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَمْنَعُ أَهله الحِلْيةَ والحرير، ويقول: إِن كنتم تُحِبُّونَ حِلْية الجنة وحريرَها فلا تَلْبَسوها في الدنيا» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 156 في الزينة، باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 145 و 146، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/145) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين يعني ابن سعد. والنسائي (8/156) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما -رشدين بن سعد، وابن وهب- عن عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة المعافري، فذكره. الحديث: 2848 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 729 2849 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن لُبْسِ الذهب إِلا مُقَطَّعاً» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لبس الذهب إلا مقطعاً) : أراد بالمقطع: الشيء اليسير نحو الشنف والخاتم للنساء، وكره الكثير الذي هو عادة أهل السرف والخيلاء والكبر، واليسير: هو مالا تجب فيه الزكاة ويشبه أن يكون إنما كره استعمال الكثير منه، لأن صاحبه ربما ضن بإخراج زكاته فيأثم ويحرج.   (1) 8 / 163 في الزينة، باب تحريم الذهب على الرجال، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/163) قال: أخبرني زياد بن أيوب قال: حدثنا علي بن غراب قال: حدثنا بيهس بن فهدان قال: أنبأنا أبو شيخ، فذكره. الحديث: 2849 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 730 2850 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحب أن يُحَلِّقَ حبيبَه (1) حَلْقَة من نار فَلْيُحَلِّقْهُ حَلْقة من ذهب، ومن أحب أن يُطَوِّقَ حبيبه طَوْقاً من نار فَليُطَوِّقه طوقاً من ذهب، ومن أَحب أن يُسَوِّرَ حبيبه بِسِوارٍ من نار فَلْيُسَوِّرْهُ سِواراً من ذهب، ولكن عليكم بالفضة، فالعبوا بها» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يحلق حبيبه) : حلق حبيبه، أي جعل عليه حلقة.   (1) في الأصل: جبينه، وهو تصحيف، وكذلك جاءت في شرح الغريب في الأًصل والمطبوع. (2) رقم (4236) في الخاتم، باب ما جاء في الذهب للنساء، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 378، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/334) قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا زهير. وفي (2/378) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (4236) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا عبد العزيز. يعني بن محمد. كلاهما - زهير، وعبد العزيز - عن أسيد بن أبي أسيد البراد، عن نافع بن عياش، فذكره. الحديث: 2850 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 730 2851 - (د) عامر بن عبد الله بن الزبير - رحمه الله -: أَن مولاة لهم [ص: 731] ذهبت بابنة الزبير إلى عمرَ بن الخطاب، وفي رِجْليْهَا أَجراسٌ، فقطعها عمر، وقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِن مع كل جَرَسٍ شيطانَاً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4230) في الخاتم، باب ما جاء في الجلاجل، وفي سنده جهالة مولاة عامر بن عبد الله بن الزبير، وعامر بن عبد الله بن الزبير لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4230) قال: حدثنا علي بن سهل وإبراهيم بن الحسن، قالا: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن حفص، أن عمر بن عبد الله بن الزبير، أخبره، فذكره. الحديث: 2851 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 730 2852 - (د) بنانة مولاة عبد الرحمن بن حسان (1) الأنصاري - رحمها الله -: كانت عند عائشة، إِذ دُخِلَ عليها بجارية وعليها جَلاجِلٌ يُصَوِّتْنَ، فقالت: لا تُدْخِلْنَها عَلَيَّ إِلا أَن تُقَطِّعْنَ جلاجِلها، وقالت: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جَرس» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في الأصل المطبوع وسنن أبي داود: عبد الرحمن بن حبان، وهو تصحيف، وفي عون المعبود: نسخة: ابن حسان، وهو الصواب. (2) رقم (4231) في الخاتم، باب ما جاء في الجلاجل، وفي سنده بنانة مولاة عبد الرحمن بن حسان الأنصاري، لا تعرف، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: " لا تصحب الملائكة رفقه فيها كلب ولا جرس "، وما رواه مسلم أيضاً عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ " الجرس مزامير الشيطان ". وما رواه النسائي عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: " لا تصحب الملائكة ركباً معهم جلجل " و " لا تدخل الملائكة بيتاً في جلجل ولا جرس ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/242) . وأبو داود (4231) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم - قالا: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، عن بنانة مولا عبد الرحمن بن حيان الأنصاري، فذكرته. الحديث: 2852 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 731 2853 - (ت د س) عرفجة بن أسعد - رضي الله عنه -: قال: «أُصيب أنفي يومَ الكُلابِ في الجاهلية، فاتَّخَذْتُ أَنفاً من وَرِقٍ، فَأَنتَنَ عَلَيَّ، فأمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أَتَّخِذَ أَنفاً من ذهب» . أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4232) و (4233) و (4234) في الخاتم، باب ما جاء في ربط الأسنان بالذهب، [ص: 732] والترمذي رقم (1770) في اللباس، باب ما جاء في شد الأسنان بالذهب، والنسائي 8 / 163 و 164 في الزينة، باب من أصيب أنفه هل يتخذ أنفاً من ذهب، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره، وقال الترمذي: وقد روي عن غير واحد من أهل العلم أنهم شدوا أسنانهم بالذهب، وفي هذا الحديث حجة لهم. وقال الحافظ الزيلعي في " نصب الراية ": وفي الباب أحاديث مرفوعة وموقوفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/23) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا أبو الأشهب. وأبو داود (4233) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وأبو عاصم، قالا: حدثنا أبو الأشهب. والترمذي (1770) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد، وأبو سعد الصاغاني، عن أبي الأشهب. (ح) وحدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا الربيع بن بدر، ومحمد بن يزيد الواسطي، عن أبي الأشهب. وعبد الله بن أحمد بن حنبل، في زياداته على مسند أبيه (5/23) قال: حدثني محمد بن تميم النهشلي، قال: حدثني أبو الأشهب. والنسائي (8/163) قال: أخبرنا محمد ابن معمر، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا سلم بن زرير. وفي (8/164) قال: أخبرنا قتيبة، قال حدثنا يزيد بن زريع، عن أبي الأشهب. كلاهما - أبو الأشهب، ولم بن زرير - قالا: حدثنا عبد الرحمن بن طرفة، فذكره. * وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على مسند أبيه (5/23) قال: حدثني يحيى بن عثمان، يعني الجرمي السمسار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن جعفر بن حيان العطاردي، عن عبد الرحمن ابن طرفة بن عرفجة، عن أبيه، عن جده، قال: أصيب أنفه يوم الكلاب، يعني ماء اقتتلوا عليه في الجاهلية. فذكر مثله. قال: فما أنتن علي. وزاد في إسناده: «عن أبيه» . * وأخرجه أحمد (4/342) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أبو الأشهب. وفي (5/23) قال: حدثنا أبو عبيدة، عبد الواحد بن واصل، قال: حدثنا سلم، يعني ابن زرير، وأبو الأشهب. وأبو داود (4232) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ومحمد بن عبد الله الخزاعي، المعنى، قالا: حدثنا أبو الأشهب. و «عبد الله بن أحمد بن حنبل» ، في زياداته على مسند أبيه (5/23) قال: حدثنا شيبان، قال: حدثنا أبو الأشهب العطاردي، جعفر أبن حيان. (ح) وحدثني أبو عامر العدوي، حوثرة بن أشرس، قال: أخبرني أبو الأشهب. (ح) وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن جعفر بن حيان. كلاهما (أبو الأشهب جعفر بن حيان، وسلم بن زرير) عن عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة بن أسعد، أن جده عرفجة بن أسعد أصيب أنفه. فذكره مرسلا. * وأخرجه أبو داود (4234) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، عن أبي الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة بن أسعد، عن أبيه، أن عرفجة ... فذكر معناه مرسلا. * في رواية يزيد بن هارون: قال: قلت لأبي الأشهب: أدرك عبد الرحمن بن طرفة جده عرفجة؟ قال: نعم. (*) وفي رواية أبي عامر العدوي، وشيبان، قال: أبو الأشهب: زعم عبد الرحمن أنه قد رأى جده يعني عرفجة. الحديث: 2853 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 731 2854 - (د ت س) أنس بن مالك، وسعيد بن أبي الحسن - رضي الله عنهما -: «أن قَبيعَة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كانت من فضة» . أخرجه أبو داود، والترمذي. وفي رواية النسائي عن أنس: «كان نعلُ سيف رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- من فضة، وقَبيعةُ سيفه فضة، وما بين ذلك حَلَقُ فِضَّةٍ» . وعن الحسن (1) قال: «كانت قبيعة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من فضة» (2) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع: وعن الحسن، ولم أره عن الحسن، والذي في أبي داود والترمذي والنسائي: عن سعيد بن أبي الحسن، وهو أخو الحسن البصري. (2) رواه أبو داود رقم (2583) و (2584) و (2585) في الجهاد، باب في السيف يحلى، والترمذي رقم (1691) في الجهاد، باب ما جاء في السيوف وحليتها، والنسائي 8 / 219 في الزينة، باب حلية السيف، وهو حديث حسن، يشهد له الأحاديث التي بعده. والصواب: عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه الدارمي (2461) قال:أخبرنا أبو النعمان. وأبو داود (2583) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. والترمذي (1691) وفي الشمائل (105) قال: حدثنا محمد بن بشار، قالا (مسلم، وابن بشار) : حدثنا وهب بن جرير بن حازم. كلاهما - أبو النعمان، ووهب- قالا: حدثنا جرير بن حازم، عن قتادة، فذكره. 2 - وأخرجه النسائي (8/219) قال: أخبرنا أبو داود «الحراني» قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام وجرير، قالا: حدثنا قتادة، فذكره. أخرجه أبو داود (2585) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثني يحيى بن كثير أبو غسان العنبري، عن عثمان بن سعد، فذكره. الحديث: 2854 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 732 2855 - (ت) مزيدة - رضي الله عنه -: قال: «دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح، وعلى سيفه ذهب وفضة، قال طالب: فسألته عن الفضة؟ [ص: 733] فقال: كانت قبيعةُ السيف فضة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1690) في الجهاد، باب ما جاء في السيوف وحليتها، وفي سنده هود بن عبد الله بن سعد العبدي البصري، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول، أقول: يشهد لهذا الحديث الذي قبله، واللذين بعده فهو بهم حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1690) حدثنا محمد بن صدران أبو جعفر البصري حدثنا طالب بن حجير عن هود بن عبد الله بن سعد عن جده مزيدة، فذكره. قال أبو عيسى: وفي الباب عن أنس وهذا حديث حسن غريب وجد هود اسمه مزيدة العصري. الحديث: 2855 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 732 2856 - (س) أبو أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه -: قال: «كانت قبيعة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من فضة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 219 في الزينة، باب في حلية السيف، وهو مرسل، لابن أبا أمامة بن سهل بن حنيف، واسمه أسعد له رؤية، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة مائة، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. أقول: ولكن يشهد له ما قبله وما بعده فهو حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/219) أخبرنا عمران بن يزيد قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا عثمان ابن حكيم عن أبي أمامة بن سهل، فذكره. الحديث: 2856 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 733 2857 - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: قال: «كان سيف الزبير مُحَلَّى بفضة» . قال هشام (1) : «وكان سيف عروة محلَّى بفضة» . أخرجه البخاري (2) .   (1) هو هشام بن عروة. (2) 7 / 234 في المغازي، باب قتل أبي جهل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3974) حدثنا فروة عن علي عن هشام عن أبيه قال: كان سيف الزبير محلى بفضة قال هشام: وكان سيف عروة محلى بفضة. الحديث: 2857 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 733 الباب الثاني: في خضاب البدن (1) والشعر، وفيه فصلان الفصل الأول: في خضاب الشعر 2858 - (خ م د س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن اليهود والنصارى لا يَصبُغُون فخالفوهم» (2) . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود والنسائي. وأَخرجه الترمذي: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «غَيِّرُوا الشِّيبَ، ولا تَشَبَّهوا باليهود» (3) .   (1) في المطبوع: اليدين، وهو أصوب. (2) قال الحافظ في " الفتح ": 10 / 299 في اللباس، باب الخضاب: قوله: إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم: هكذا أطلق، ولأحمد بسند حسن عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم، فقال: يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب، وانظر تتمة هذا البحث في " الفتح " 10 / 299 - 301. (3) رواه البخاري 10 / 299 في اللباس: باب الخضاب وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني [ص: 735] إسرائيل، ومسلم رقم (2103) في اللباس، باب في مخالفة اليهود في الصبغ، وأبو داود رقم (4203) في الترجل، باب في الخضاب، والنسائي 8 / 137 في الزينة، باب الإذن بالخضاب، والترمذي رقم (1852) في اللباس، باب ما جاء في الخضاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1108) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/240) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (7/207) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (6/155) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (4203) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3621) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (8/137) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: حدثنا عيسى، وهو ابن يونس، عن الأوزاعي. وفي (8/185) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، والأوزاعي- عن الزهري، عن أبي سلمة وسليمان بن يسار فذكراه. * وأخرجه أحمد (2/260 و 309) قال: حدثنا عبد الأعلى. عن معمر. وفي (2/309) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. والبخاري (4/207) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح. والنسائي (8/137) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن صالح (ح) وأخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وأخبرني الحسين بن حريث. قال: أنبأنا الفضل بن موسى، عن معمر. ثلاثتهم - معمر، ويونس بن يزيد، وصالح بن كيسان - عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «سليمان بن يسار» . الحديث: 2858 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 734 2859 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «غيروا الشيب، ولا تَشبَّهوا باليهود» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 137 في الزينة، باب الإذن بالخضاب، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/137) قال: أخبرني عثمان بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن جناب، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. قال النسائي: غير محفوظ. الحديث: 2859 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 735 2860 - (س) الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «غَيِّروا الشيب، ولا تَشبَّهوا باليهود» . أخرجه النسائي، وقال: كلاهما غير محفوظ - يعني: حديث الزبير وابن عمر (1) .   (1) 8 / 137 و 138 في الزينة، باب الأذن بالخضاب، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/165) (1415) ، والنسائي (8/137) قال: أخبرنا حميد بن مخلد بن الحسين. كلاهما - أحمد، وحميد - قالا: حدثنا محمد بن كناسة، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، فذكره. * قال النسائي عقبه: غير محفوظ. الحديث: 2860 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 735 2861 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «مرَّ على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ قد خضب بالحِنَّاء، فقال: ما أحسن هذا، فمرَّ آخر قد خضب بالحناء، والكَتم، فقال: هذا أحسن من هذا، ثم مرَّ آخر قد خضب بالصُّفرة، فقال: هذا أحسن من هذا كلِّه» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 736] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكَتَم) : نبت يخلط بالوسمة يختضب به.   (1) رقم (4211) في الترجل، باب ما جاء في خضاب الصفرة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3627) في اللباس، باب الخضاب بالصفرة، في سنده حميد بن وهب القرشي أبو وهب المكي، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال البخاري: منكر الحديث، قال ابن المديني: مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4211) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وابن ماجة (3627) قال: حدثنا أبو بكر. كلاهما - عثمان، وأبو بكر- قالا: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن حميد ابن وهب. عن ابن طاوس، عن طاوس، فذكره. الحديث: 2861 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 735 2862 - (د ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن أحسن ما غُيِّرَ به الشيب: الحِنَّاءُ والكَتَمُ» . أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي. إِلا أن النسائي قال: «إنَّ أفضل» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4205) في الترجل، باب في الخضاب، والترمذي رقم (1753) في اللباس، باب ما جاء في الخضاب، والنسائي 8 / 139 في الزينة، باب الخضاب بالحناء والكتم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/147) و (150) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن سعيد الجريري. وفي (5/150) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت الأجلح، وفي (5/154) و (169) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأجلح. وفي (5/156) قال: حدثنا يحيي، عن الأجلح. وأبو داود (4205) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن سعيد الجريري. وابن ماجة (3622) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الأجلح، والترمذي (1753) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن الأجلح. والنسائي (8/139) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأجلح. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أشعث، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرني ابن أبي ليلى، عن الأجلح، «قال هشيم:» فلقيت الأجلح فحدثني. (ح) وأخبرنا قتيبة، قال: حدثنا عبثر، عن الأجلح. كلاهما - سعيد الجريري، والأجلح - عن عبد الله بن بريدة الأسلمي، عن أبي الأسود، فذكره. * أخرجه النسائي (8/139) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا الجريري. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11927) عن حمير بن مسعدة، عن سفيان بن حبيب عن كهمس. كلاهما (الجريري، وكهمس بن الحسن) عن عبد الله بن بريدة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم» . «مرسل» . * وأخرجه النسائي (8/140) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت كهمسا، يحدث عن عبد الله بن بريدة، أنه بلغه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم» . الحديث: 2862 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 736 2863 - (د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يُصَفِّرُ لحيتَهُ بالصُّفْرة حتى تَمْتَلىءَ ثيابُه من الصُّفرة، فقيل له: لم تصبغ بالصفرة؟ قال: «إِني رأيتُ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصبُغ بها، ولم يكن شيء أَحبَّ إِليه منها، وقد كان يصبُغ بها ثيابَه كلَّها، حتى عِمَامَته» . أَخرجه أبو داود، والنسائي. ولأبي داود أيضاً: «أَن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يَلبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيّة، ويُصَفِّر لحيته بالوَرْسِ والزعفران، وكان ابن عمر يفعله» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السبتية) : جلود بقر مدبوغة بالقرظ، سميت سبتية، لأن شعرها [ص: 737] قد سُبِتَ عنها وحلق، وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ، أي: لانت. (بالورس) : الورس: نبت أصفر يصبغ به.   (1) رواه أبو داود رقم (4064) في اللباس، باب المصبوغ بالصفرة، ورقم (4210) في الترجل، باب ما جاء في خضاب الصفرة، والنسائي 8 / 140 في الزينة باب الخضاب بالصفرة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/97) (5717) و (2/126) (6096) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم. وعبد بن حميد (840) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وأبو داود (4064) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد. والنسائي (8/140) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا الدراوردي. وفي (8/150) قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا عبد الله بن زيد. ثلاثتهم (عبد الله بن زيد بن أسلم، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي) عن زيد بن أسلم، فذكره. الحديث: 2863 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 736 2864 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال ثابت: سئل أَنس عن خضاب النبي - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: «لو شئتُ أن أَعُدَّ شَمطَاتٍ كُنّ في رأسه فعلتُ، قال: ولم يختضب» . زاد في رواية: «وقد اختضب أَبو بكر بالحناء والكَتَم، واختضب عمر بالحناء بَحْتا» . أَخرجه البخاري، ومسلم. واختصره أَبو داود، قال: سئل أنس عن خضاب النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ «فذكر أنه لم يَخضب، ولكن قد خضب أَبو بكر وعمر» . وفي رواية للبخاري عن قتادة، قال: «سألتُ أَنساً: هل خضب النبي - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لا، إِنما كان شيء في صُدْغيه» . وفي أخرى لهما، عن ابن سيرين، قال: «سألت أنساً: أَخضب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: لم يبلغ من الشيب إِلا قليلاً» . زاد في رواية عنه: «وقد خضب أبو بكرٍ، وعمرُ بالحناء والكتم» . وفي أخرى لمسلم عن قتادة عن أنس قال: يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأْسه ولحيته، قال: «ولم يختضبْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إِنما كان البياض في عَنْفَقَتِه، وفي الصُّدغين، وفي الرأس نَبْذٌ» . [ص: 738] وله في أخرى: «أَنه سئل عن شيب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: ما شَانَهُ اللهُ ببيضاءَ» . وأَخرجه النسائي، قال: «لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم- يخضِب، إنما كان الشّمَط عند العَنفقة يسيراً، وفي الصُّدغين يسيراً، وفي الرأس يسيراً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شمطات) : الشمط: الشيب، والشمطات، الشعرات البيض التي كانت في شعره. (بحتاً) : البحت الخالص الذي لا يخالطه شيء. (نَبْذ) : قال الجوهري: يقال بأرض كذا نَبْذ من مال: ومن كلاء، وفي رأسه نَبْذ من شيب، وأصاب الأرض نَبْذ من مطر، أي: شيء يسير. (ما شانه الله ببيضاء) : الشين العيب، فكأنه قد جعل الشيب في هذا الحديث عيباً، وليس بعيب، فإنه قد جاء في الحديث الآخر «أنه وقار، وأنه نور» والشيب ممدوح، وذلك عجب منه، لاسيما في حق النبي - صلى الله عليه وسلم-، ويمكن أن يخرج وجهه، وهو أنه - صلى الله عليه وسلم- لما رأى أبا قحافة ورأسه [ص: 739] كالثغامة، فأمرهم بتغييره وكرهه، ولذلك قال: «غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود» ، وقال في أخرى: «بالمجوس» وما ذلك إلا لأنه كرهه، ولما علم أنس ذلك من عادته، قال: «ما شانه الله ببيضاء» بناء على هذا القول، وحملاً له على هذا الرأي، ولعل أحد الحديثين ناسخ للآخر، فيحمل القول على كراهية الشيب إن كان ناسخاً، وعلى الآخر قبل النسخ إن كان ناسخاً (2) والله أعلم.   (1) رواه البخاري 10 / 298 في اللباس، باب ما يذكر في الشيب، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2341) في الفضائل، باب شيبه صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4209) في الترجل، باب في الخضاب، والنسائي 8 / 140 و 141 في الزينة، باب الخضاب بالصفرة. (2) كذا في الأصل. ولكن في " النهاية " انتهى الكلام عند قوله: " ناسخ للآخر ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1362) . والبخاري (7/206) قالا «عبد بن حميد، والبخاري» : حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (7/85) قال: حدثني أبو الربيع العتكي. وأبو داود (4209) قال: حدثنا محمد بن عبيد. أربعتهم (يونس، وسليمان، وأبو الربيع، وابن عبيد) عن حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره. الحديث: 2864 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 737 2865 - (د س) أبو رمثة - رضي الله عنه -: قال: «انطلقتُ مع أبي نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فإذا هو ذو وَفْرَةٍ، فيها رَدْعٌ من حناء، وعليه رداءان أَخضران» . زاد في رواية: «فقال له أبي: أَرني هذا الذي بظهرك، فإني رجل طبيب، قال: اللهُ الطبيب، بل أَنت رجل رفيق، طبيبُها الذي خلقها» . وفي رواية قال: «أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم- أنا وأَبي، فقال لرجل - أو لأبيه -: من هذا؟ قال: ابني، قال: لا تجني عليه، وكان قد لَطَخَ لحيته بالحناء» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي، قال: «أتيتُ أنا وأَبي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وكان قد [ص: 740] لَطَخ لحيته بالحناء» ، وفي رواية: «ورأيته قد لَطَخَ لحيته بالصفرة» . وأخرج النسائي أيضاً: حديث سؤاله عنه، وقوله: «لا تجني عليه» وهو مذكور في «كتاب القضاء» من حرف القاف (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذو وفرة) : الوفرة شعر الرأس إذا كان إلى شحمة الأذن. (رَدْع) : الردع أثر الصبغ على الجسم وغيره.   (1) رواه أبو داود رقم (4206) و (4207) و (4208) في الترجل، باب في الخضاب، والنسائي 8 / 53 في القسامة، باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره، و 8 / 140 في الزينة، باب الخضاب بالحناء والكتم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (866) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عبد الملك بن سعيد بن أبجر. وأحمد (2/226) و (4/163) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/226) قال: حدثناأبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/226) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك وعفان. قالا: حدثنا عبيد الله بن إياد. وفي (4/163) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير، وفي (4/163) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. قال: حدثني عبد الملك بن أبجر. وفي (4/163) قال: حدثنا وكيع، عن علي ابن صالح. والدارمي (2393) قال: أخبرنا يونس بن محمد. قال: حدثنا جرير. يعني ابن حازم. قال: سمعت عبد الملك بن عمير. وفي (2394) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا عبيد الله بن إياد. وأبو داود (4065 و 4206 و 4495) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا عبيد الله، يعني ابن إياد. وفي (4207) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: سمعت ابن أبجر. وفي (4208) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2812) . وفي الشمائل (65) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط. وفي الشمائل (43) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا شعيب بن صفوان عن عبد الملك بن عمير. وفي (45) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: أخبرنا هشيم. قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (2/226) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حسين بن علي، عن ابن أبجر. وفي (2/277) قال: حدثني سعيد بن أبي البعي السمان. قال: حدثنا أبو عوانة. عن عبد الملك بن عمير. وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر، عن علي بن صالح. وفي (2/227) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد. قال: حدثنا هشيم غير مرة. قال: أخبرني عبد الملك بن عمير. وفي (2/227 و 4/163) قال: حدثنا محمد بن بكار. قال: حدثنا قيس بن الربيع الأسدي. وفي (2/227) قال: حدثني جعفر بن حميد الكوفي. قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط. وفي (2/228) قال: حدثني أبي وأبو خيثمة زهير بن حرب، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط. وفي (2/228) قال عبد الله بن أحمد: حدثني شيبان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. وفي (4/163) قال: حدثنا العباس الدوري. قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، عن الشيباني. والنسائي (3/185) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا عبيد الله بن إياد. وفي (8/53) قال: أخبرني هارون بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثني عبد الملك بن أبجر. وفي (8/140) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (8/204) قال: أخبرنا العباس بن محمد. قال: أنبأنا أبو نوح. قال: حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير. (*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها مختلفة. الحديث: 2865 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 739 2866 - (خ) عثمان بن عبد الله بن موهب - رضي الله عنه -: قال: «أرسلني أَهلي إِلى أم سلمة بقدح من ماء، وكان إذا أصاب الإِنسانَ عينٌ، أو شيء بعث إليها مِحْضَبَه، فأخرجت من شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت تُمسكه في جُلْجُلٍ من فضة، فَخَضْخَضَتْهُ له، فشرب منه، قال: فاطلعت في الجُلْجُلِ، فرأَيت شَعَرَاتٍ حُمْراً» . أَخرجه البخاري. وله في أخرى: «أن أم سلمة زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم- أَرَتهُ شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحمر» . [ص: 741] وفي أخرى، قال: «دخلت على أم سلمة، فأَخرجت إِلينا شَعراً من شعر النبي - صلى الله عليه وسلم- مَخْضُوباً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المِخْضَب) : إناء صغير كالمِرْكَن (2) .   (1) رواه البخاري 10 / 298 و 299 في اللباس، باب ما يذكر في الشيب. (2) وهي إجانة تغسل فيها الثياب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/296) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا أبو معاوية. يعني شيبان. وفي (6/296) و (319) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع. وفي (6/322) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع. والبخاري (7/207) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل. قال: حدثنا سلام. وابن ماجة (3623) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع. كلاهما - أبو معاوية شيبان، وسلام بن أبي مطيع - عن عثمان بن عبد الله بن موهب، فذكره. * أخرجه البخاري (7/206) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. قال: حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن عبد الله بن موهب. قال: أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء، وقبض إسرائيل ثلاث أصابع من قصة فيه شعر من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان إذا أصاب الإنسان عين، أو شيء، بعث إليها مخضبه، فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمرا. * وأخرجه البخاري (6/207) قال: وقال لنا أبو نعيم: حدثنا نصير بن أبي الأشعث، عن ابن موهب، أن أم سلمة أرته شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- أحمر. الحديث: 2866 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 740 2867 - (ط) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله-: «أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يَغُوث كان جليساً لهم، وكان أَبيض الرأس واللحية، فغدا عليهم ذات يوم، وقد حَمَّرها، فقال له القوم: هذا أحسنُ، فقال: إِن أُمي عائشةَ زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم- أرسلت إِليَّ البارِحة جاريتَها نُخَيلَةَ بِحنَّاءٍ، فأقسَمتْ عليَّ لأصبِغَنَّ، قال: وأخبرتني أن أبا بكر كان يصبغ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 949 و 950 في الشعر، باب ما جاء في صبغ الشعر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك شرح الزرقاني (4/431) عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قال، فذكره. الحديث: 2867 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 741 2868 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «أُتيَ بأبي قُحَافَةَ يومَ الفتح، ولحيتُه ورأسه كالثَّغامة بياضاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: غيِّروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد» . وفي رواية مثله، ولم يقل: «واجتنبوا السواد» . أخرجه مسلم، [ص: 742] وأبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الثَّغامة) : الثَّغام نبت يبيض إذا يبس.   (1) رواه مسلم رقم (2102) في اللباس، باب استحباب خضاب الشيب بصفرة أو حمرة، وأبو داود رقم (4204) في الترجل، باب في الخضاب، والنسائي 8 / 138 في الزينة، باب النهي عن الخضاب بالسواد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (3/322) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وابن ماجة (3624) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. كلاهما - ابن علية، ومعمر -عن ليث. 2 - وأخرجه أحمد (3/338) قال: حدثنا حسن، وأحمد بن عبد الملك. ومسلم (6/155) قال: حدثنا يحيي بن يحيى. ثلاثتهم (حسن، وأحمد، ويحيى) عن زهير بن أبي خيثمة. 3 - وأخرجه مسلم (6/155) قال: حدثني أبو الظاهر. وأبو داود (4204) قال: حدثنا أحمد بن عمرو ابن السرح، وأحمد بن سعيد الهمداني، والنسائي (8/832) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. ثلاثتهم -أبو الطاهر بن السرح، وأحمد بن سعيد، ويونس بن عبد الأعلى- قالوا: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثنا ابن جريج. 4 - وأخرجه النسائي (8/185) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد «هوهو ابن الحارث» ، قال: حدثنا عزرة «وهو ابن ثابت» . أربعتهم - ليث، وزهير، وابن جريج، وعزرة - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 2868 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 741 2869 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «قوم يَخضبُونَ السواد - زاد النسائي: آخِرَ الزمان - كحَواصِل الحَمَام، لا يَرِيحُون رائحة الجنة» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا يريحون رائحة الجنة) : أي لا يجدون لها ريحاً.   (1) رواه أبو داود رقم (4212) في الترجل، باب ما جاء في خضاب السواد، والنسائي 8 / 138 في الزينة، باب النهي عن الخضاب بالسواد، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/273) (2470) قال: حدثنا حسين، وأحمد بن عبد الملك. وأبو داود (4212) قال: حدثنا أبو توبة. والنسائي (8/138) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي. أربعتهم - حسين، وابن عبد الملك، وأبو توبة، وعبد الرحمن - عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 2869 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 742 2870 - () أنس بن مالك: قال: بلغني أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يصبغ بالصفرة، قال: «وبلغني أن عمرَ، وعليَّ بن أبي طالب وأُبيَّ بن كعب، لم يكونوا يغيِّرون الشيب» . قال: «ولو كانت عائشة علمتْ أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صبغ لذكرْته حين ذكرت أبا بكر لابن الأسود» . أَخرجه ... (1) .   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد روى مالك معنى الشطر الأخير منه في " الموطأ " 2 / 950 في الشعر، باب ما جاء في صبغ الشعر. الحديث: 2870 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 742 الفصل الثاني: في خضاب البدن (1) 2871 - (د س) كريمة بنت همام - رحمها الله -: «أَن امرأة سألت عائشةَ عن خضاب الحناء؟ فقالت: لا بأس به، ولكني أكرهه، فإن حِبِّي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يكره ريحه» . أَخرجه أَبو داود، والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِبي) : الحِب بالكسر المحبوب.   (1) في المطبوع: اليدين، وهو أصوب. (2) رواه أبو داود رقم (4164) في الترجل، باب في الخضاب للنساء، والنسائي 8 / 142 في الزينة، باب كراهية ريح الحناء، وفي سنده كريمة بنت همام، وهي مجهولة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/117) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن مهزم. وفي (6/210) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثني علي بن مبارك. وأبو داود (4164) قال: حدثنا عبيد الله ابن عمر. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن علي بن المبارك. والنسائي (8/142) قال: أخبرني إبراهيم ابن يعقوب، قال: حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع، قال: حدثنا علي بن المبارك. كلاهما - محمد بن مهزم، وعلي بن المبارك - عن كريمة بنت همام، فذكرته. الحديث: 2871 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 743 2872 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «أومأت امرأة من وراء سِتْرٍ بيدها كتابٌ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقبض النبي - صلى الله عليه وسلم- يده، وقال: ما أدري، أيدُ رجل، أم يد امرأة؟ قالت: بل يد امرأة، قال: لو كنتِ امرأَة لغيَّرتِ أظفاركِ» - يعني: بالحناء. أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4166) في الترجل، باب في الخضاب للنساء، والنسائي 8 / 142 في الزينة، باب الخضاب للنساء، وفي إسناده مطيع بن ميمون، وهو لين الحديث، وصفيه بنت عصمة، لا تعرف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/262) قال: حدثنا حسن بن موسى. وأبو داود (4166) قال: حدثنا محمد ابن محمد الصوري. قال: حدثنا خالد بن عبد الرحمن. والنسائي (8/142) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا المعلى بن أسد. ثلاثتهم - حسن بن موسى، وخالد بن عبد الرحمن، والمعلى بن أسد - عن مطيع بن ميمون العنبري، قال: حدثتنا صفية بنت عصمة، فذكرته. الحديث: 2872 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 743 2873 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أن هند بنت عتبة قالت: يا نبيَّ الله، بايِعْني، قال: لا أُبايِعُكِ حتى تُغَيِّري كفَّيكِ، كأنهما كفَّا سَبُعٍ» . أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (4165) في الترجل، باب في الخضاب للنساء، وفي سنده غبطه بنت عمرو أم عمرو المجاشعية البصرية، لا تعرف، وأم الحسن عمة غبطة لا يعرف حالها، وكذلك جدتها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4165) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثتني غبطة بنت عمرو المجاشعية قالت: حدثتني عمتي أم الحسن عن جدتها فذكرته. الحديث: 2873 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 744 2874 - () عائشة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: إني لأبغض المرأة، أَنْ أراها سَلْتَاءَ مَرْهَاءَ» . أَخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (امرأة سلتاء) : لا خضاب عليها، ومرهاء: لا كحل في عينيها.   (1) كذا في الأصل المطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. الحديث: 2874 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 744 2875 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: بِمُخَنَّثٍ قد خضب يديه ورجليه بالحناء، فقال رسول الله: ما بال هذا؟ قالوا: يتشبه بالنساء، فأمر به فَنُفي إلى النَّقيع، فقيل: يا رسول الله، أَلا نقتله؟ فقال: إِني نُهِيت عن قتل المصلِّين» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النقيع) : بالنون: موضع بالمدينة كان حِمَى.   (1) رقم (4928) في الأدب، باب في الحكم في المخنثين، وفي سنده أبو يسار القرشي، وأبو هاشم الدوسي ابن عم أبي هريرة، وهما مجهولا الحال، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (ـ4928) قال: حدثنا هارون بن عبد الله ومحمد بن العلاء أن أبا أسامة أخبرهم عن مفضل بن يونس عن الأوزاعي عن أبي يسار القرشي عن أبي هاشم، فذكره. الحديث: 2875 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 744 2876 - () مالك بن أنس - رحمه الله -: قال: «بلغني أَن ناساً من أَهل العلم كَرِهُوا خضاب اليدين والرجلين للرجال» ، لهذا الحديث المذكور عن أَبي هريرة، ولم يبلغني فيه إِلا أَنه مستحب للنساء. أَخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، ولم أجده في نسخ " الموطأ " التي بين أيدينا. الحديث: 2876 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 745 الباب الثالث: في الخَلُوق [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخَلُوق) : ضرب من الطيب ذو لون، وقد خلَّقته به فتخلَّق، أي: طليته به فاطَّلى. 2877 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَن يَتَزَعفَر الرجل» . وفي أخرى: «نهى عن التَّزَعفُرِ يعني: للرجال» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ. وقال الترمذي: ومعنى كراهية التزعفر للرجل: أن يتطيَّب به (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 256 في اللباس، باب النهي عن التزعفر للرجال، ومسلم رقم (2101) في اللباس، باب نهي الرجل عن التزعفر، وأبو داود رقم (4179) في الترجل، باب في الخلوق للرجال، والترمذي رقم (2816) في الأدب، باب ما جاء في كراهية التزعفر والخلوق للرجال، والنسائي 8 / 189 في الزينة، باب التزعفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/101) . ومسلم (6/155) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. وزهير بن حرب، وابن نمير، وأبو كريب. وأبو داود (4179) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (2815) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: حدثنا آدم، عن شعبة. والنسائي (5/141) قال: أخبرني كثير بن عبيد، عن بقية، عن شعبة. وفي (5/141) و (8/189) قال النسائي: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. وابن خزيمة (2674) قال: حدثنا أحمد بن منيع وزياد بن أيوب. جميعهم (أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، والناقد، وزهير، وأبو كريب، ومسدد، وشعبة «وهو من شيوخه» ، وإسحاق، وابن منيع، وزياد) عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 2 - وأخرجه أحمد (3/187) قال: حدثنا يونس. ومسلم (6/55) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع، وقتيبة بن سعيد. وأ بو داود (4179) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (2815) والنسائي (5/142) كلاهما عن قتيبة والترمذي (2815) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (2673) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. سبعتهم - يونس، ويحيى بن يحيى، وأبو الربيع، وقتيبة، ومسدد، وابن مهزي، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد. 3 - وأخرجه البخاري (7/197) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث. 4 - وأخرجه النسائي (8/189) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم، قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن عمارة الأنصاري. 5 - وأخرجه ابن خزيمة (2674) قال: حدثنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوهاب. خمستهم - ابن علية، وحماد، وعبد الوارث، وزكريا، وعبد الوهاب - عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. الحديث: 2877 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 745 2878 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رجلاً دخل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعليه أَثَرُ صُفْرَةٍ، قال: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلَّما يُواجِه رجلاً في وجهه بشيء يكرهه، فلما خرج قال: لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4182) في الترجل، باب في الخلوق للرجل، ورواه أيضاً الترمذي في " الشمائل "، والنسائي في " الكبرى "، وفي سنده سلم بن قيس العلوي البصري، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب "، وقد أورد الحافظ الحديث في " الفتح " وقال: وسلم في لين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/133 و 160) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/154) قال: حدثنا أسود بن عامر. والبخاري في «الأدب المفرد» (437) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك. وأبو داود (4182 و 4189) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري. والترمذي في «الشمائل» (346) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأحمد بن عبدة. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (235) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وفي (236) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سليمان بن حرب. سبعتهم (أبو كامل، وأسود، وعبد الرحمن بن المبارك، والقواريري، وقتيبة، وأحمد بن عبدة، وسليمان) عن حماد بن زيد، عن سلم العلوي، فذكره. الحديث: 2878 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 746 2879 - (د) الوليد بن عقبة - رضي الله عنه -: قال: «لما فتح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مكةَ، جعل أَهل مكةَ يأتونه بِصِبيَانهم، فيدعو لهم بالبركة، ويمسح رؤوسهم، فجيء بي إليه، وأنا مُخَلَّقٌ فلم يمسَنَّي من أجل الخََلوق» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4181) في الترجل، باب في الخلوق للرجال، من حديث جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن عبد الله الهمداني عن الوليد بن عقبة. قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": هكذا ذكره أبو داود عن عبد الله الهمداني عن الوليد بن عقبة، وقال فيه غيره: عن أبي موسى الهمداني عن الوليد بن عقبة، وقال البخاري: عن عبد الله الهمداني عن أبي موسى الهمداني، ويقال: الهمذاني، قاله جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج، ولا يصح حديثه. وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: إن عبد الله الهمداني هو أبو موسى. وقال الحاكم أبو أحمد الكرابيسي: وليس يعرف أبو موسى الهمداني، ولا عبد الله الهمداني، وقد خولف في هذا الإسناد. وقال ابن أبي خثيمة: أبو موسى الهمداني اسمه عبد الله، وهذا الحديث مضطرب الإسناد، ولا يستقيم عن أصحاب التواريخ أن الوليد بن عقبة كان يوم فتح مكة صغيراً، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ساعياً إلى بني المصطلق، وشكته زوجته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وروي أنه قدم في فداء من أسر يوم بدر. وقال أبو عمر النمري: وهذا الحديث رواه جعفر [ص: 747] ابن برقان عن ثابت بن الحجاج عن أبي موسى الهمداني، ويقال: الهمذاني، كذلك ذكره البخاري على الشك عن الوليد بن عقبة. قالوا: وأبو موسى هذا مجهول، والحديث منكر مضطرب لا يصح، ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبياً يوم الفتح، ويدل على فساد ما رواه أبو موسى المجهول: أن الزبير بن بكار وغيره ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة، وكانت هجرتها في الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة، ومن كان غلاماً مخلقاً يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هذا، ثم قال: وله أخبار فيها نكارة وشناعة. وقال الحافظ ابن حجر في " التقريب ": عبد الله الهمداني أو أبو موسى مجهول، وخبره منكر، قاله ابن عبد البر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/32) قال: حدثنا فياض بن محمد الرقي. وأبو داود (4181) قال: حدثنا أيوب بن محمد الرقي. قال: حدثنا عمر بن أيوب. كلاهما (فياض، وعمر) عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن عبد الله الهمداني، فذكره. الحديث: 2879 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 746 2880 - (ت س) يعلى بن مرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً متخلِّقاً، فقال: اذهب فاغسله، ثم اغسله، ثم لا تعُد» . أخرجه الترمذي، والنسائي. وفي رواية للنسائي أيضاً، قال: «أَبصَرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وبي رَدْعٌ من خَلُوق، قال: يا يعلى، لك امرأَة؟ قلت: لا، قال: اغسله ثم لا تعد، ثم اغسله ثم لا تعد، ثم اغسله ثم لا تعد. قال: فغسلتُه ثم لم أعد، ثم غسلته ثم لم أعد، ثم غسلته ثم لم أعد» . وفي أخرى مثله، قال: «اذهب فاغسله، ثم اغسله، ثم اغسله، ثم لا تعد. قال: فذهبت فغسلته، ثم غسلته، ثم غسلته، ثم لم أعد» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2817) في الأدب، باب ما جاء في كراهية التزعفر والخلوق للرجال، والنسائي 8 / 152 و 153 في الزينة، باب التزعفر والخلوق، وفي سنده عبد الله بن حفص، وقيل: حفص بن عبد الله، وهو مجهول لم يرو عنه غير عطاء بن السائب، كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: وقد حسن الترمذي حديث يعلى بن مرة، وقال: وفي الباب عن عمار وأبي موسى وأنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (822) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/171) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (4/171) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا حماد. وفي (4/173) قال: حدثنا عيدة بن حميد. وفي (4/173) قال: حدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2816) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة. والنسائي (8/152) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد، عن شعبة. (ح) وأخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا محمد بن النضر بن مساور. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/153) قال: أخبرني إسماعيل بن يعقوب الصبيحي. قال: حدثنا ابن موسى، يعني محمدا. قال: أخبرني أبي. خمستهم - سفيان، وشعبة، وحماد بن سلمة، وعبيدة بن حميد، وموسى بن أعين - عن عطاء بن ابن السائب، عن عبد الله بن حفص، فذكره. (*) في رواية محمد بن جعفر وروح بن عبادة، عن شعبة: «عن أبي عمرو بن حفص أو أبي حفص بن عمرو» . (*) وفي رواية حماد بن سلمة: «حفص بن عبد الله» . (*) وفي رواية محمود بن غيلان عند الترمذي: «أبو حفص بن عمر» . (*) وفي رواية محمود بن غيلان عند النسائي: «حفص بن عمرو» . (*) وفي رواية خالد بن الحارث: «أبو حفص بن عمرو» . * أخرجه النسائي (8/152) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة عن عطاء عن ابن عمرو عن رجل عن يعلى،نحوه. الحديث: 2880 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 747 2881 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- به ردْع من خَلوق، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: اذهب فانْهَكْهُ، ثم أتاه، فقال له: اذهب فانهكه، ثم أتاه، فقال له: اذهب فانهكه، ثم أتاه، فقال له: اذهب فانهكه، ثم لا تَعُد» . أَخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انهكه) : أي بالغ في غسله، ومنه الحديث الآخر «انهكوا الأعقاب، أو لتنهكنها النار» أي: بالغوا في غسلها وتنظيفها في الوضوء.   (1) 8 / 152 في الزينة، باب التزعفر والخلوق، وفي سنده عمران بن ظبيان الكوفي، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن يشهد له من جهة المعنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/152) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد، فذكره. * أخرجه الحميدي (1169) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمران بن ظبيان الحنفي، أنه سمع رجلا من بني حنيفة. يقول: سمعت أبا هريرة. يقول: «ذهبت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يهود بني قينقاع يدارسهم. فأبصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا متخلقا. فقلت: يا رسول الله لعله عروس. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وإن، اذهب فاغسله، ثم انهكه، ثم اغسله، ثم انهكه، ثم اغسله، ثم انهكه» . الحديث: 2881 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 748 2882 - (د) عمار بن ياسر - رضي الله عنه -: قال: «قدمت على أهلي من سفر، وقد تشقَّقت يداي، فخلَّقُوني بزعفران، فغدوت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسلمتُ عليه، فلم يَرُدَّ عليَّ - زاد في رواية: ولم يُرَحِّب بي - وقال: اذهب فاغسل هذا عنك، فذهبت فغسلته، ثم جئته وقد بقي عليَّ منه ردْعٌ، فسلَّمت عليه، فلم يَرُدَّ علي، ولم يُرَحِّب بي، وقال: اذهب فاغسل هذا عنك، فذهبت فغسلته حتى أنْقَيْتُهُ، فجئتُ فسلَّمت عليه، فرد عليَّ ورَّحب بي، وقال: إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير، ولا المتضَمِّخَ [ص: 749] بالزعفران، ولا الجُنُبِ، وقال: ورَخَّصَ للجُنُبِ إِذا نام أو أَكل أو شَرِبَ: أن يتوضأ» . وفي روايةٍ مختصراً، أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة لا تقربُهم الملائكةُ: جِيفَةُ الكافر، والمُتَضَمِّخُ بالخَلوق، والجُنُبُ إِلا أَن يتوضأ» . أخرجه أبو داود في أول كتابه مختصراً، إِلى قوله: «اذهب فاغسل هذا عنك في المرة الأولى، ثم عاد» . أخرجه بطوله، وأخرج الرواية الأخيرة أيضاً (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المتضمخ) : التضمخ بالطيب: الاستكثار منه.   (1) رقم (4176) في الترجل، باب في الخلوق للرجال، من حديث عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر عن عمار بن ياسر، وعطاء الخراساني، صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس كما قال الحافظ في " التقريب "، ويحيى بن يعمر ثقة لكنه كان يرسل، وقد رواه أبو داود مختصراً (4177) عن يحيى بن يعمر يخبر عن رجل أخبره عن عمار بن ياسر. أقول: ولكن لهذا لحديث شواهد بالمعنى يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/320) قال: حدثنا بهز بن أسد. وأبو داود (225 و 4176 و 4601) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (613) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا قبيصة. ثلاثتهم - بهز، وموسى، وقبيصة - عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، فذكره. * أخرجه أحمد (4/320) قال: حدثنا عبد الرزاق، وروح. وأبو داود (4177) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا محمد بن بكر. ثلاثتهم (عبد الرزاق، وروح، وابن بكر) عن ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار، أنه سمع يحيى بن يعمر يخبر عن رجل أخبره عن عمار بن ياسر. زعم عمر أن يحيى قد سمى ذلك الرجل ونسيه عمر. الحديث: 2882 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 748 2883 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقبل اللهُ صلاة رجل في جسده شيء من خَلوق» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4178) في الترجل، باب في الخلوق للرجال، وفي سنده أبو جعفر الرازي عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان، وهو صدوق سيء الحفظ، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4178) قال: حدثنا زهير بن حرب الأسدي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن حرب الأسدي، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن جديه، فذكراه - قال أبو داود: جداه زيد وزياد. * أخرجه أحمد (4/403) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن جده قال: سمعت أبا موسى، فذكره. الحديث: 2883 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 749 الباب الرابع: في الشعور ، وفيه فصلان الفصل الأول: في شعر الرأس: الترجيل [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التَّرْجيل) : تَسريح الشعر. 2884 - (ط س) أبو قتادة - رضي الله عنه -: قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني لي جُمَّة، أَفَأُرَجِّلُها؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، وأَكْرِمْها، قال: فكان أَبو قتادة رُبَّما دهنها في اليوم مرتين، من أجل قول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، وأَكرمها» . أَخرجه الموطأ. وفي رواية النسائي، قال: «كانت له جُمَّةٌ ضخمةٌ، فسأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فأمره أن يُحْسِنَ إِليها، وأن يتَرجَّلَ كلَّ يوم» (1) . [ص: 751] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجمة) : أكبر من الوفرة، وهي أن تنزل عن شحمة الأذن.   (1) رواه مالك في " الموطأ " 2 / 949 في الشعر، باب إصلاح الشعر، بإسناد منقطع، وقد وصله النسائي 8 / 183 في الزينة، باب اتخاذ الجمة، وإسناده عنده صحيح، ووصله أيضاً البزار بإسناد صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/184) قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا عمر بن علي بن مقدم قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 2884 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 750 2885 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان له شعر فليُكْرِمه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4163) في الترجل، باب في إصلاح الشعر، وهو حديث حسن، وله شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4163) قال: حدثنا سليمان بن داود المهدي قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن أبي الزناد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، فذكره. الحديث: 2885 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 751 2886 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله -: قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد، فدخل رجل ثائرَ الرأْس واللحية، فأَشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيده، كأنه يأمُرُه بإِصلاحِ شعره ولحيته، ففعل، ثم رجع، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَليس هذا خيراً مِن أَن يأتيَ أحدُكُمْ وهو ثائِرُ الرأس، كأنه شيطان» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثائر الرأس) : شَعِث الشعر: بعيد العهد بالدهن والترجيل.   (1) 2 / 949 في الشعر، باب إصلاح الشعر، وهو مرسل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال أبو عمر بن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرساله، وجاء موصولاً بمعناه عن جابر وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك بشرح الزرقاني (4/430) عن زيد بن أسلم أن عطاء بن يسار أخبره قال، فذكره. الحديث: 2886 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 751 2887 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «أتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فرأَى رجلاً ثائِرَ الرأْسِ، فقال: أَما يَجِدُ هذا ما يُسَكِّن به شعره؟» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 183 و 184 في الزينة، باب تسكين الشعر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/357) قال: حدثنا مسكين بن بكير. وأبو داود (4062) قال: حدثنا النفيلي قال: حدثنا مسكين (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع. والنسائي (8/183) قال: أخبرنا علي ابن خشرم، قال: أنبأنا عيسى. ثلاثتهم (مسكين، ووكيع، وعيسى) عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 2887 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 751 2888 - (د ت س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن التَّرَجُّلِ إِلا غِبّاً» . أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4159) في الترجل، والترمذي رقم (1756) في اللباس، باب ما جاء في النهي عن الترجل إلا غباً، والنسائي 8 / 132 في الزينة، باب الترجل غباً، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره، ويشهد له معنى حديث النسائي الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (4159) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والترمذي (1756) قال: حدثنا على بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس وفي (1756) ، قال: وفي «الشمائل» (35) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (8/132) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: حدثنا عيسى بن يونس. كلاهما (يحيى، وعيسى) عن هشام بن حسان، عن الحسن، فذكره. * وأخرجه النسائي (8/132) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا حمادبن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الترجل إلا غبا. «مرسل» . * وأخرجه النسائي (8/132) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا بشر، عن يونس، عن الحسن ومحمد. قالا: الترجل غب. «موقوف» . الحديث: 2888 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 752 2889 - (س) حميد بن عبد الرحمن الحميري - رحمه الله -: قال: «لقيتُ رجلاً صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، كما صحبه أَبو هريرة، أَربع سنين، قال: نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَمتَشِطَ أَحَدُنا كلَّ يومٍ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 131 في الزينة، باب الأخذ من الشارب، وفي سنده داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأدوي الزعافري، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله، والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/110) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي. قال: حدثنا زهير. وفي (4/111) قال: حدثنا يونس وعفان. قالا: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/369) قال: حدثنا سريج. قال: أخبرنا أبو عوانة. وأبو داود (28) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. وفي (81) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي (1/130) وفي الكبرى (233) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. كلاهما - زهير بن معاوية، وأبو عوانة - عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، فذكره. الحديث: 2889 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 752 2890 - (س) عبد الله بن بريدة - رحمه الله-: «أن رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- يقال له: عبيد، قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينهى عن كثير من الإِرفاه» ، وسئل ابن بريدة عن الإرفاه؟ فقال: «الترجيل» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 185 في الزينة، باب الترجل، ورواه أيضاً أبو داود بأطول منه رقم (4160) في أول كتاب الترجل، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/22) . وأبو داود (4160) قال: حدثنا الحسن بن علي. كلاهما - أحمد بن حنبل، والحسن بن علي - عن يزيد بن هارون، قال: أخبرني الجريري، عن عبد الله ابن بريدة، فذكره. * أخرجه النسائي (8/185) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية. عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، أن رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقال له: عبيد. قال: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينهى عن كثير من الإرفاه» .سئل ابن بريدة عن الإرفاه. قال: منه الترجل. (*) قال أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي: وهو وهم. والصواب فضالة بن عبيد «تحفة الأشراف» 7 / صفحة 226. * وأخرجه النسائي (8/132) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن كهمس، عن عبد الله بن شقيق. قال: كان رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عاملا بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شعث الرأس مُشْعان. قال: مالي أراك مُشْعانآ، وأنت أمير؟ قال: «كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن الإرفاه» .قلنا: وما الإرفاه؟ قال: الترجل كل يوم. الحديث: 2890 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 752 2891 - (س) زياد بن الحصين عن أبيه - رضي الله عنه -: قال: «قَدِم على النبي - صلى الله عليه وسلم- المدينة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: أُدْنُ مني، فدنا منه، فوضع يده [ص: 753] على ذُؤابَتِه، ثم أجرى يده على ذُؤابته، وشمَّت عليه (1) ، ودعا له» . أخرجه النسائي (2) .   (1) في نسخ النسائي المطبوعة والمخطوطة: فسمت، بالسين المهملة، وكلاهما بمعنى الدعاء، والمعجمة أعلاهما. (2) 8 / 134 و135 في الزينة، باب الذؤابة، وفي سنده غسان بن الأغر بن حصين النهشلي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/134) قال: أخبرنا إبراهيم بن المستمر العروقي قال: حدثنا الصلت بن محمد قال: حدثنا غسان بن الأغر بن حصين النهشلي قال: حدثني عمي زياد بن الحصين، فذكره. الحديث: 2891 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 752 الحلق والجز 2892 - (خ م د س) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: عن ابن عمر «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن القَزَع» . زاد في رواية: «قيل: وما القَزَع؟ فأشار لنا عبيد الله بن عمر، قال: إِذا حُلِق الصبي تَرَكَ ها هنا، وهاهنا، وأشار عبيد الله إِلى ناصيته وجانبيْ رأسه، قيل لعبيد الله: والجارية؟ قال: لا أدري» . وفي رواية: «قال عبيد الله: قلت لنافع: وما القزَع؟ قال: يُحلق بعضُ رأْس الصبي، ويُتْرك بعضٌ» . أَخرجه البخاري، ومسلم. قال الحميديُّ في كتابه: وحكى أَبو مسعود - يعني: الدمشقي: أن في رواية لمسلم: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- رأَى غلاماً قد حُلِقَ بعضُ رأْسه، وتُرِك بعضٌ، فنهاهم عن ذلك، وقال: احْلِقوا كُلَّه، أَو ذَرُوا كلَّهُ» (1) . وفي رواية أبي داود، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن القزَع: وهو أن يُحلق [رأسُ] الصبي، فيتركَ بعضُ شعره» . وفي أخرى له: «نهى عن القزََع، وهو أن يُحلق الصبي، ويتْركَ له ذُؤابَةٌ» . [ص: 754] وفي رواية النسائي: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن القزَع» . وفي أخرى له: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «نهاني الله عز وجل عن القزَع» . وفي أخرى له، ولأبي داود: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى صبياً ... وذكر الرواية التي ذكرها أبو مسعود لمسلم» (2) .   (1) هذه الرواية ليست في نسخ مسلم المطبوعة، وإنما هي عند أبي داود والنسائي. (2) رواه البخاري 10 / 306 و 307 في اللباس، باب القزع، ومسلم رقم (2120) في اللباس، باب كراهية القزع، وأبو داود رقم (4193) و (4194) في الترجل، باب في الذؤابة، والنسائي 8 / 130 في الزينة، باب النهي عن القزع، وباب ذكر النهي عن أن يحلق بعض شعر الصبي ويترك بعضه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/67) (5356) و (2/83) (5550) و (2/154) (6422) قال: حدثنا علي بن حفص، قال: أخبرنا ورقاء. وفي (2/82) (5548) و (2/154) (6420) قال: حدثنا عبد الصمد، وأبو سعيد، قالا: حدثنا عبد الله بن المثنى. وفي (2/118) (5990) قال: حدثني حسين، قال: حدثنا المبارك، عن عبيد الله بن عمر. والبخاري (7/210) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك. وابن ماجة (3638) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا شعبة. أربعتهم - ورقاء، وعبد الله بن المثنى، وعبيد الله بن عمر، وشعبة - عن عبد الله بن دينار، فذكره. * أخرجه أحمد (2/118) (5989) قال: حدثنا أبو جعفر المدائني، قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، فذكره. ليس فيه «عبيد الله بن عمر» . الحديث: 2892 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 753 2893 - (د) الحجاج بن حسان - رحمه الله -: قال: «دخلنا على أنس بن مالك، فحدَّثْتني أُختي المغيرة، قالت: وَأنت يومئذ غلام، ولك قرنانِ - أو قُصَّتَانِ - فمسح رأسَك، وبَرَّكَ عليك، وقال: احلِقُوا هذين، أَو قُصُّوهما، فإن هذا زِيُّ اليهود» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قرنان) : قرون الشعر: الضفائر. (قُصّتان) : القُصة - بالضم - شعر الناصية. [ص: 755] (برك عليك) : البركة النماء والزيادة، والتبريك: الدعاء بالبركة وبَرَك الشيء، إذا ثبت وأقام (2) .   (1) رقم (4197) في الترجل، باب ما جاء في الرخصة، وفي سنده المغيرة بنت حسان التيمية، لا تعرف، قال الحافظ في " التقريب ": مغيرة بنت حسان التيمية مقبولة - يعني إذا توبعت، ولا متابعة -، وهي من مستغربات الأسماء في النساء. (2) البركة: زيادة الخير ونماؤه ودوام الانتفاع به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4197) حدثنا الحسن بن علي ثنا يزيد بن هارون، ثنا الحجاج بن حسان، قال، فذكره. الحديث: 2893 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 754 2894 - (د س) وائل بن حجر - رضي الله عنه -: قال: «أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وليَ شعرٌ طويل، فسمعته يقول: ذُبابٌ، ذُبَابٌ، وليس معه أَحد، فقلت: يَعنيني، فخرجت فَجَزَزْتُه، ثم أَتيتُه، فقال: إِني لم أعنك، وهذا أحسن» . وفي نسخة: «لم أعِبْكَ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذباب) : يقال أصابك ذباب من هذا الأمر، أي شؤم وشر.   (1) رواه أبو داود رقم (4190) في الترجل، باب في تطويل الجمة، والنسائي 8 / 135 في الزينة، باب تطويل الجمة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4190) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا معاوية بن هشام وسفيان بن عقبة السوائي وحميد بن خوار. وابن ماجة (3636) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا معاوية بن هشام وسفيان بن عقبة. والنسائي (8/131) قال: أخبرنا محمول بن غيلان. قال: حدثنا سفيان أخو قبيصة ومعاوية بن هشام، وفي (8/135) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا قاسم. أربعتهم - معاوية، وسفيان بن عقبة، وحميد بن خوار، وقاسم بن يزيد - عن سفيان الثوري، عن عاصم ابن كليب، عن أبيه،فذكره. الحديث: 2894 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 755 2895 - (د) أَنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كانت لي ذؤابة، فقالت لي أُمي: لا أجزّها، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَمُدُّها، ويأخذُ بها» . أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (4196) في الترجل، باب ما جاء في الرخصة، وفي سنده ميمون بن عبد الله، وهو مجهول. قال الحافظ في " التهذيب ": كذا وقع في نسخ أبي داود [ميمون بن عبد الله] وكأنه ميمون بن أبي عبد الله، وهو ميمون بن أبان، معروف بالرواية عن ثابت، وزيد بن الحباب معروف بالرواية عنه، والله تعالى أعلم. أقول: وميمون بن أبان، لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4196) حدثنا محمد بن العلاء ثنا زيد بن الحباب عن ميمون بن عبد الله عن ثابت البناني عن أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 2895 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 755 2896 - (د س) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمهلَ آل جعفر - حين أَتى نَعيُه ثلاثاً -، ثم أتاهم، فقال: لا تبكوا [ص: 756] على أخي بعد اليوم، ثم قال: ادْعوا لي بني أخي، فجيء بنا، كأنا أَفرُخٌ، فقال: ادْعُوا لي الحلاقَ، فأمره فحلق رؤوسنا» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4192) في الترجل، باب في حلق الرأس، والنسائي 8 / 182 في الزينة، باب حلق رؤوس الصبيان، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أبو داود في الترجل (13) عن عقبة بن مكرم وابن المثنى كلاهما عن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه، قال: سمعت محمد بن أبي يعقوب عنه به النسائي في المناقب «الكبرى 6: 4» عن محمد بن المثنى به وفي الزينة «55/ الكبرى 3» عن إسحاق بن منصور عن وهب بن جرير نحوه وأعاده في السير «الكبرى 21» عن إسحاق بن منصور بتمامه وأوله بعث جيشا واستعمل عليهم زيدا. «الأشراف» (4/300) . الحديث: 2896 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 755 2897 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن تَحْلِق المرأةُ رأسها» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 130 في الزينة، باب النهي عن حلق المرأة رأسها، ورواه أيضاً الترمذي رقم (914) في الحج، باب ما جاء في كراهية الحلق للنساء، وقال الترمذي: حديث علي فيه اضطراب، وروي هذا الحديث عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها، قال: والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون على المرأة حلقاً، ويرون عليها التقصير، أقول: وفي الباب عن ابن عمر مرفوعاً: ليس على النساء الحلق، وإنما على النساء التقصير. أخرجه أبو داود والدارقطني والطبراني وغيرهم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الترمذي في الحج (75: 1) عن محمد بن موسى الحرشي البصري عن أبي داود الطيالسي عن همام عن قتادة عنه به و (75: 2) عن ابن بشار عن أبي داود نحوه، ولم يذكر فيه «عن علي» قال الترمذي: فيه اضطراب،وروي هذا عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة، النسائي في الزينة (4) عن محمد بين موسى الحرشي به «الأشراف» (7/370) . الحديث: 2897 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 756 الوصل 2898 - (خ م س) أسماء - رضي الله عنها -: «أَن امرأَة سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي أصَابتْها الحَصْبَةُ (1) ، فَامَّرق شعرُها، [ص: 757] وإني زَوَّجتُها، أَفأصِلُ فيه؟ فقال: لعن الله الواصلَةَ والموصولة» . وفي رواية قالت أسماء: «لعن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الوَاصلةَ والمُسْتَوْصِلَةَ» . وفي رواية: «فَسَبَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الواصلة والمستوصلة» . وفي رواية: «فَنَهَاهَا» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج النسائي الرواية الثانية. وله في أخرى: «أَن امرأَة جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسولَ الله، إِن بنتاً لي عَرُوسٌ (2) ، وإنها تَشكَّتْ (3) ، فتمرَّق شعرُها، فهل عليَّ جُناحٌ إِن وصلتُ لها فيه؟ فقال: لعن الله الواصلةَ والمستوصلةَ» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فامَّرَقَ) : مرق الصوف والشعر عن الإهاب [و] تمرَّق [وامَّرق] : إذا انتثر، وانمرق الجلد. (الواصلة) : التي تصل للمرأة شعرها بشعر آخر زُور. و «الموصولة» [ص: 758] المفعول بها ذلك. و «المستوصلة» التي تطلب أن يفعل بها ذلك، وتأمر من يفعله بها.   (1) قال النووي في " شرح مسلم " " الحصبة " بفتح الحاء وإسكان الصاد المهملتين، ويقال أيضاً: بفتح الصاد وكسرها، ثلاث لغات، حكاهن جماعة، والإسكان أشهر، وهي بثر تخرج في الجلد، ويقول منه: حصب جلده - بكسر الصاد - يحصب، وقال القاضي عياض: اختلف العلماء في المسألة، فقال مالك والطبراني وكثيرون أو الأكثرون: الوصل ممنوع بكل شيء، سواء وصلته بشعر أو صوف أو خرق، واحتجوا بحديث جابر الذي ذكره مسلم بعد هذا " أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر أن تصل المرأة برأسها شيئاً "، وقال الليث بن سعد: [ص: 757] النهي مختص بالوصل بالشعر، ولا بأس بوصله بصوف وخرق وغيرها، وقال بعضهم: يجوز جميع ذلك، وهو مروي عن عائشة رضي الله عنها، ولا يصح عنها، بل الصحيح عنها كقول الجمهور، قال القاضي: فأما ربط الخيوط الحرير الملونة ونحوها، مما لا يشبه الشعر، فليس بمنهي عنه، لأنه ليس بوصل، ولا هو في معنى مقصود الوصل، وإنما هو للتجمل والتحسين، قال: وفي الحديث: أن وصل الشعر من المعاصي والكبائر، للعن فاعله، وفيه: أن المعين على الحرام يشارك فاعله في الإثم، كما أن المعاون في الطاعة يشارك في ثوبها. والله أعلم. (2) في الأصل المطبوع: إن بنتاً لي عروساً، وما أثبتناه من نسخ النسائي المطبوعة والمخطوطة، وفي " النهاية " للمصنف: إن بنتاً لي عروساًَ تمرق شعرها، وهي صواب. (3) في نسخ النسائي المطبوعة والمخطوطة: اشتكت. (4) رواه البخاري 10 / 316 و 317 في اللباس، باب وصل الشعر، وباب الموصولة، ومسلم رقم (2122) في اللباس، باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة، والنسائي 8 / 187 و 188 في الزينة، باب لعن الواصلة والمستوصلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (321) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/111) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا شريك. وفي (6/345) قال: حدثنا أبو معاوية وفي (6/346 و 353) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/346) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (7/212) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة. وفي (7/213) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (6/165) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي وعبدة. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال: أخبرنا أسود بن عامر. قال: أخبرنا شعبة. وابن ماجة (1988) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي (8/145) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا شعبة. وفي (8/187) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، وشريك، وأبو معاوية الضرير، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وشعبة، وعبدة ابن سليمان، وعبد الله بن نمير - عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته. الحديث: 2898 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 756 2899 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: «أَن جارية من الأنصار تزوجت، وأَنها مَرِضَتْ، فتمَعَّطَ شعرُها، فأَرادوا أن يصِلوها، فسألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة» . وفي رواية: «أن امرأة من الأنصار زوجت ابنتها، فتمعَّط شعر رأْسها، فجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فذكرت ذلك له، وقالت: إن زوجها أَمرني أَن أصل في شعرها؟ فقال: لا، إنه قد لُعِنَ المُوصِلاتُ» . وفي رواية: «الواصلاتُ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج النسائي المسند فقط، «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعن الواصلة والمستوصلة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتمعط) : تمعط الشعر، أي انتثر ونزل.   (1) رواه البخاري 8 / 316 في اللباس، باب الوصل في الشعر، وفي النكاح، باب لا تطيع المرأة زوجها في معصية، ومسلم رقم (2123) في اللباس، باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة، والنسائي 8 / 146 في الزينة، باب المستوصلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/111) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا شعبة بن الحجاج العتكي. عن عمرو بن مرة. وفي (6/116) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال: حدثنا إبراهيم بن نافع. وفي (6/228) قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن أبان بن صالح. وفي (6/234) قال: حدثنا زيد بن الحباب. قال: أخبرني إبراهيم بن نافع. والبخاري (7/42) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. قال: حدثنا إبراهيم بن نافع. وفي (7/212) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة. عن عمرو بن مرة. ومسلم (6/166) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. عن شعبة، عن عمرو بن مرة. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن إبراهيم بن نافع. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إبراهيم بن نافع. والنسائي (8/146) قال: أخبرنا محمد بن وهب. قال: حدثنا مسكين بن بكير. قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة. ثلاثتهم - عمرو بن مرة، وإبراهيم بن نافع، وأبان بن صالح - عن الحسن بن مسلم بن يناق،عن صفية بنت شيبة، فذكرته. (*) رواية مسكين بن بكير مختصرة على: «لعن الله الواصلة والمستوصلة» . (*) وباقي الروايات ألفاظها متقاربة. الحديث: 2899 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 758 2900 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «زجر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المرأة أَن تصل شعرها بشيء» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2126) في اللباس، باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/296) . ومسلم (6/167) قال: حدثني الحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن رافع ثلاثتهم - أحمد، والحلواني، وابن رافع - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. 2 - وأخرجه أحمد (3/387) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. كلاهما - ابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 2900 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 758 2901 - (خ م ط ت د س) معاوية بن أبي سفيان: قال حميد بن عبد الرحمن بن عوف: «إِنه سمع معاوية - عام حَجَّ على المنبر، وتناول قُصَّة من شَعَرٍ، كانت في يدِ حَرَسيٍّ، فقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن مثل هذه، ويقول: إِنما هلكتْ بنو إسرائيل حين اتَّخذَها نِسَاؤهم» . وفي رواية: «إِنما عُذِّبَ بنُو إِسرائيل» . وفي رواية ابن المسيب، قال: «قَدِمَ معاويةُ المدينة، فخطبنا، وأخرج كُبَّة من شَعر، فقال: ما كنت أرى أحداً يفعله إِلا اليهود، إن رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- بلغه، فسماه الزُّورَ (1) » . وفي أخرى عنه: «أن معاوية قال ذات يوم: إِنكم قد أَحدثتم زِيَّ سُوءٍ، وإِن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الزُّور - قال قتادة: يعني ما تُكَثِّرُ به النساءُ أشعارهن من الخِرَق - قال: وجاء رجل بعصا على رأسها خِرْقَةٌ، فقال معاوية: أَلا، هذا الزور» . أخرجه البخاري، ومسلم، ووافقهما الجماعة على رواية حميد، ووافقهما النسائي أيضاً على رواية ابن المسيب الأولى. وللنسائي أيضاً عن ابن المسيب عن معاوية: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الزُّور» . وله أيضاً عن سعيدٍ المَقْبُرِيِّ، قال: «رأيت معاوية على المنبر، ومعه في يده كُبَّةٌ من كُبَبِ النساء من شعرٍ، فقال: ما بالُ المسلمات يَصْنَعْنَ [ص: 760] مثل هذا؟ إِني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: أَيُّما امرأة زادت في رأسها شعراً ليس منه، فإنه زُور تزيد فيه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حََرََِسِيّ) : الحرسي: واحد الحراس، وهم خدم السلطان المرتبون لحفظه وحراسته.   (1) قال أبو مسعود الدمشقي: يعني: وصل الشعر. (2) رواه البخاري 10 / 315 في اللباس، باب الوصل في الشعر، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2127) في اللباس، باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة، والموطأ 2 / 947 في الشعر، باب السنة في الشعر، وأبو داود رقم (4167) في الترجل، باب في صلة الشعر، والترمذي رقم (2782) في الأدب، باب ما جاء في كراهية اتخاذ القصة، والنسائي 8 / 144 و 145 و 186 و 187 في الزينة، باب وصل الشعر بالخرق، وباب الوصل في الشعر، وباب وصل الشعر بالخرق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (588) والحميدي (600) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/95) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (4/97) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/211) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (7/212) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (6/167) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي (6/168) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (4167) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. والترمذي (2781) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. والنسائي (8/186) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، فذكره. الحديث: 2901 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 759 السدل والفرق 2902 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان أهل الكتاب يَسْدِلُون أَشعارهم، وكان المشركون يَفْرُقُون رؤُوسَهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُحِبُّ مُوَافقة أهل [الكتاب] فيما لم يُؤْمر به، فسَدَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ناصيته، ثم فرَق بعدُ» . أَخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي (1) . [ص: 761] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يسدلون) : السدل والإرخاء والإرسال بمعنى واحد. (يفرقون) : فرقت الشعر [أفرقه] فرقاً، وفرقه، وانفرق شعره: إذا زال عن الاجتماع، وإذا لم يفترق كان وفرة، وقد تقدم ذكره (2) .   (1) رواه البخاري 10 / 305 في اللباس، باب الفرق، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم في باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، ومسلم رقم (2336) في الفضائل، باب في سدل النبي صلى الله عليه وسلم شعره وفرقه، وأبو داود رقم (4188) في الترجل، باب ما جاء في الفرق، والنسائي 8 / 184 في الزينة، باب فرق الشعر. (2) انظر الصفحة (740) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/246) (2209) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، وفي (1/246) (2209) و (1/261) (2364) قال: حدثنا يعقوب. والبخاري «7/209) قال: حدثنا أحمد بن يونس. ومسلم (7/82) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن جعفر بن زياد. وأبو داود (4188) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (3632) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن آدم. سبعتهم - إسحاق بن عيسى، ويعقوب، وأحمد بن يونس، ومنصور، وابن جعفر، وموسى بن إسماعيل، ويحيى بن آدم - عن إبراهيم بن سعد. 2 - وأخرجه أحمد (1/287) (2605) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب، قال: حدثنا عبد الله. وفي (1/320) (2944) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والبخاري (4/230) قال: حدثنا يحيي بن بكير، قال: حدثنا الليث. وفي (5/90) قال: حدثنا عبدان، قال: حدثنا عبد الله. ومسلم (7/83) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. والترمذي في «الشمائل» (30) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (8/184) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب. أربعتهم - عبد الله بن المبارك، وعثمان بن عمر، وليث، وابن وهب - عن يونس بن يزيد. كلاهما - إبراهيم بن سعد، ويونس بن يزيد - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: أرسله مالك: الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، عن مالك، عن زياد بن سعد، عن ابن شهاب، أنه سمعه يقول: سدل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ناصيته ما شاء الله، ثم فرق بعد ذلك. «السنن الكبرى» الورقة 125 - ب. الحديث: 2902 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 760 الفصل الثاني: في شعر اللحية والشارب نتف الشيب 2903 - (د ت س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَنْتِفوا الشَّيْبَ، فإِنه ما من مسلم يَشِيبُ شَيبة في الإِسلام، إِلا كانت له نوراً يومَ القيامة» . وفي رواية: «كتب الله له بها حسنة، وحَطَّ عنه بها خطيئة» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن نتفِ الشيب، وقال: إنه نُورُ المسلم» . وفي رواية النسائي مثل [رواية] الترمذي، ولم يذكر: «إنه نور المسلم» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4202) في الترجل، باب في نتف الشيب، والترمذي رقم (2822) في الأدب، باب في النهي عن نتف الشيب، والنسائي 8 / 136 في الزينة، باب النهي عن نتف [ص: 762] الشيب، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد رواه عبد الرحمن بن الحارث وغير واحد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أقول: ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3721) في الأدب، باب نتف الشيب، وقد رواه مسلم رقم (2341) في الفضائل، باب شيبه صلى الله عليه وسلم من حديث قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من لحيته ورأسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/179) (6672) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا ليث. وفي (2/179) (6675) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. وفي (2/206) (6924) قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق. وفي (2/207) (6937) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/210) (6962) قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وفي (2/212) (6989) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث. وأبو داود (4202) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. وابن ماجة (3721) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق. والترمذي (2821) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق. والنسائي (8/136) قال: أخبرنا قتيبة، عن عبد العزيز، عن عمارة بن غزية. ستتهم - ليث بن أبي سليم، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن إسحاق، وعبد الحميد بن جعفر، وعبد الرحمن بن الحارث، وعمارة بن غزية -عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2903 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 761 2904 - (ت س) شرحبيل بن السمط - رحمه الله -: أنه قال: يا كعب بن مُرَّة، حدِّثْنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- واحذر، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شاب شَيْبَة في الإِسلام كانت له نوراً يوم القيامة» . أَخرجه الترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1634) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله، والنسائي 6 / 27 في الجهاد باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث كعب بن مرة حديث حسن، وفي الباب عن فضالة بن عبيد وعبد الله ابن عمرو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/235) . والترمذي (1634) قال: حدثنا هناد. والنسائي (6/27) قال:أخبرنا محمد بن العلاء. ثلاثتهم- أحمد بن حنبل، وهناد، ومحمد بن العلاء- قالوا: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد. عن شرحبيل بن السمط، فذ كره. الحديث: 2904 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 762 2905 - (ت) عمرو بن عبسة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1635) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله، وفي إسناده بقية بن الوليد، وهو صدوق لكنه كثير التدليس عن الضعفاء، وخالد بن معدان ثقة، ولكنه يرسل. أقول: ولكن يشهد لهذا الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (302) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة، فذكره. وأخرجه الترمذي (1635) حدثنا إسحاق بن منصور المروزي أخبرنا حيوة بن شريح الحمصي عن بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عمرو بن عبسة، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب وحيوة بن شريح بن يزيد الحمصي. الحديث: 2905 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 762 2906 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن نَتفِ الشيبِ، وقال: إِنه نورٌ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد تقدم الحديث من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده برقم (2903) . الحديث: 2906 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 763 قص الشارب واللحية 2907 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «انْهَكُوا الشَّوارِبَ، وأَعفُوا اللِّحى» . وفي روايةٍ: «أَحْفُوا الشَّوارِبَ» . وفي أخرى قال: «خالِفُوا المشركين: وَفِّروا اللِّحى، وأَحْفُوا الشوارب» . وكان ابن عمر إِذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فَضَل أخذه. أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية للبخاري موقوفاً على ابن عمر، قال البخاري: وقال أَصحابنا، عن مَكِّيِّ بن إبراهيم عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من الفِطْرَةِ قَصُّ الشارب» . وفي رواية مسنداً: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من الفطرة: حَلْقُ العانة، وتقليم الأظفار، وقصُّ الشارب» . وأخرج الموطأ، وأَبو داود، والترمذي، والنسائي الرواية الأولى، قال: «أَحفوا الشوارب، وأَعفوا اللِّحى» . [ص: 764] وفي رواية: «أَنه أمر بإحفاء الشوارب، وإِعفَاء اللِّحى» (1) . وفي رواية ذكرها رزين، قال نافع: «إن ابن عمر كان يُحفي شاربه حَتَّى يُنْظَرَ إِلى الجلد، ويأخُذُ هذين» . يعني: ما بين الشارب واللِّحية. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انهكوا) : [قد تقدم ذكر] النهك فيما سبق (2) ، والمراد [به] ها هنا: الاستئصال في قص الشارب. (أحفوا) : وكذلك الإحفاء، وهو المبالغة في القص. (إعفاء اللحية) : تركها لا تقص، حتى تعفو، أي تكثر. (الفِطْرة) : ها هنا: الإسلام. وقيل السنة.   (1) رواه البخاري 10 / 297 في اللباس، باب تقليم الأظفار، وباب إعفاء اللحى، ومسلم رقم (259) في الطهارة، باب خصال الفطرة، والموطأ 2 / 947 في الشعر، باب السنة، وأبو داود رقم (4199) في الترجل، باب في أخذ الشارب، والترمذي رقم (2764) في الأدب، باب ما جاء في إعفاء اللحية، والنسائي 1 / 16 في الطهارة، باب إحفاء الشارب وإعفاء اللحى. (2) انظر الصفحة (748) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (588) عن أبي بكر بن نافع، وأحمد (2/16) (4654) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والبخاري (7/206) قال: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا عمر بن محمد بن زيد. وفي (7/206) قال: حدثني محمد، قال: أخبرنا عبدة، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر. ومسلم (1/153) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. جميعا عن عبيد الله. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن أبي بكر بن نافع. (ح) وحدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن عمر بن محمد. وأبو داود (4199) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن أبي بكر بن نافع. والترمذي (2763) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر. وفي (2764) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك، عن أبي بكر بن نافع. والنسائي (1/16) و (8/181) . وفي الكبرى (13) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد، عن عبيد الله. ثلاثتهم - أبو بكر بن نافع، وعبيد الله بن عمر، وعمر بن محمد - عن نافع، فذكره. * أخرجه أحمد (2/156) (6456) قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. ليس فيه: «أبو بكر بن نافع» . ولفظه: «أعفوا اللحى، وحفوا الشوارب» . الحديث: 2907 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 763 2908 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «جُزّوا الشواربَ، وأَوْفُوا اللِّحى (1) ، خالِفُوا المَجوسَ» . [ص: 765] أَخرجه مسلم (2) .   (1) وفي رواية مسلم المطبوع عن أبي هريرة وأرخوا. قال النووي في " شرح مسلم ": " وأرخوا اللحى " هو أيضاًَ بقطع الهمزة، وبالخاء المعجمة، ومعناه: اتركوها، ولا تتعرضوا لها بتغيير، وذكر القاضي عياض: أنه وقع في رواية الأكثرين كما ذكرنا، وأنه وقع عند ابن ماهان " أرجوا " بالجيم، قيل: هو بمعنى الأول، وأصله: أرجئوا - بالهمزة - فحذفت الهمزة تخفيفاً، ومعناه: أخروها [ص: 765] واتركوها، وجاء في رواية البخاري: " وفروا اللحى " فحصل خمس روايات: " أعفوا " و " أوفوا " و " أرخوا " و " أرجوا " و " وفروا ". ومعناها كلها: تركها على حالها، هذا هو الظاهر من الحديث الذي تقتضيه ألفاظه، وهو الذي قاله جماعة من أصحابنا وغيرهم من العلماء، وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى: يكره حلقها وقصها وتحريقها، وأما الأخذ من طولها وعرضها فحسن، ويكره الشهرة في تعظيمها كما يكره في قصها وجزها. (2) رقم (260) في الطهارة، باب خصال الفطرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/365 و 366) قال: حدثنا منصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي. قال: حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (1/153) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: أخبرنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر. كلاهما- سليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2908 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 764 2909 - (ت س) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن لم يأخذ من شاربه فليس منَّا» . أَخرجه الترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2762) في الأدب، باب ما جاء في قص الشارب، والنسائي 1 / 15 في الطهارة، باب قص الشارب، وإسناده جيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن المغيرة بن شعبة. أقول: ورواه أيضاً أحمد والضياء وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/366) قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا وكيع. وفي (4/368) قال: حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (264) قال: حدثنا يعلى، ومحمد، ابنا عبيد. والترمذي (2761) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبيدة بن حميد (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (1/15) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا عبيدة بن حميد. وفي (8/129) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. وفي الكبرى (14) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى، ووكيع، ويعلى، ومحمد، وعبيدة، والمعتمر - عن يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، فذكره. الحديث: 2909 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 765 2910 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَقُصُّ من شاربه، ويقول: إِن إبراهيم خليل الرحمن كان يفعله» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2761) في الأدب، باب ما جاء في قص الشارب، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/301) (2738) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا حسن بن صالح. والترمذي (2760) قال: حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل. كلاهما - الحسن بن صالح، وإسرائيل - عن سماك، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 2910 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 765 2911 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «ما كنا نُعْفي السِّبَالَ (1) إِلا في حج أَو عمرة» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) السبال: جمع سبلة، وهي الشارب، كما في " الصحاح ". (2) رقم (4201) في الترجل، باب في أخذ الشارب، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4201) قال: حدثنا ابن نفيل، قال: حدثنا زهير، قال: قرأت على عبد الملك بن أبي سليمان، وقرأه عبد الملك على أبي الزبير، ورواه أبو الزبير، فذكره. الحديث: 2911 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 765 2912 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده (1) : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يأخذ من لحيته، من عرضها، وطولها» . أَخرجه الترمذي (2) .   (1) في الأصل: ت - ابن عمرو بن العاص. (2) رقم (2763) في الأدب، باب ما جاء في الأخذ من اللحية، وفي سنده عمر بن هارون بن يزيد الثقفي، وهو متروك، كما قال الحافظ في " التقريب "، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2762) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عمر بن هارون، عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2912 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 766 الباب الخامس: في الطيب والدهن 2913 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «حُبِّبَ إِليَّ: الطِّيبُ، والنساء، وجُعِل قُرَّةُ عَيْني في الصلاة» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 61 في عشرة النساء، باب حب النساء، رواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 128 و 199 و 285، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/61) حدثني الشيخ الإمام أبو عبد الرحمن النسائي قال: أخبرنا الحسين بن عيسى القومي قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا سلام أبو المنذر عن ثابت عن أنس، فذكره. الحديث: 2913 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 766 2914 - (ت) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: سُمِعَ يقول: «إِن الله طَيِّبٌ يحِبُّ الطِّيب، نظِيفٌ يحب النظافة، كريمٌ يحب الكرم، جوادٌ يحب الجُودَ، فَنَظِّفُوا - أُراه قال: أَفْنِيَتَكُم- ولا تَشَبَّهُوا باليهود» . قال (1) : فذكرتُ ذلك [ص: 767] لمُهَاجِر بن مِسمارٍ، فقال: حدَّثَنيه عامرُ ابن سعد عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مثله، إِلا أنه قال: «نَظِّفُوا أَفنيتَكم» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) أي السامع. (2) في الأدب، باب ما جاء في النظافة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2799) حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا خالد بن إلياس ويقال ابن إياس عن صالح بن أبي حسان قال: سمعت سعيد بن المسيب، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب وخالد بن إلياس يضعف. الحديث: 2914 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 766 2915 - (س خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا أُتيَ بِطِيبٍ لم يَرُدَّهُ» . أخرجه النسائي. وفي رواية البخاري، والترمذي، قال: «كان أنس لا يردُّ الطِّيبَ، وزعم أنس: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان لا يردُّ الطِّيب» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 312 في اللباس، باب لم يرد الطيب، وفي الهبة، باب مالا يرد من الهدية، والترمذي رقم (2790) في الأدب، باب ما جاء في كراهية رد الطيب، والنسائي 8 / 189 في الزينة، باب الطيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/118) ، والنسائي (8/189) قال: أخبرنا إسحاق. كلاهما - أحمد، وإسحاق - عن وكيع. 2 - وأخرجه أحمد (3/133) ، والترمذي (2789) وفي الشمائل (217) قال: حدثنا محمد بن بشار - كلاهما - أحمد، وابن بشار - قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. 3 - وأخرجه أحمد (3/261) ، والبخاري (7/211) قالا: حدثنا الفضل بن دكين. 4 - وأخرجه البخاري (3/205) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. أربعتهم - وكيع، وابن مهدي، والفضل، وعبد الوارث - عن عزرة بن ثابت، عن ثمامة، فذكره. الحديث: 2915 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 767 2916 - (د س م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من عُرِضَ عليه طِيب فلا يردَّه فإِنه طَيِّب الريح، خفيف المَحْمل» . أَخرجه أبو داود، وزاد النسائي: «وإِنهُ خرج من الجنة» . وأَخرجه مسلم، وقال: «رَيْحَانٌ (1) » بدل «طِيب» (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال أهل اللغة في تفسير هذا الحديث: هو كل نبت مشموم طيب الريح، قال القاضي عياض - بعد حكاية ما ذكرناه -: ويحتمل عندي أن يكون المراد به في هذا الحديث: الطيب كله وفي الحديث: كراهة رد الريحان لمن عرض عليه إلا لعذر. (2) رواه مسلم رقم (2253) في الألفاظ، باب استعمال المسك، وأبو داود رقم (4172) في الترجل، باب في رد الطيب، والنسائي 8 / 189 في الزينة، باب الطيب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/320) . ومسلم (7/48) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. وأبو داود (4172) قال: حدثنا الحسن بن علي وهارون بن عبد الله. والنسائي (8/189) قال: أخبرني عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم. ستتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر، وزهير، والحسن، وهارون، وعبيد الله بن فضالة - عن عبد الله ابن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. قال: حدثني عبيد الله بن أبي جعفر، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. (*) في رواية مسلم: «من عرض عليه ريحان.» . الحديث: 2916 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 767 2917 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثَةٌ لا تُرَدُّ: الوِسَادَةُ، والدُّهْنُ، والطِّيبُ» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2791) في الأدب، باب ما جاء في كراهية رد الطيب، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2790) وفي الشمائل (218) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ابن أبي فديك عن عبد الله بن مسلم بن جندب عن أبيه، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب. الحديث: 2917 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 768 2918 - (ت) أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا أُعطِي أحدُكم الريحانَ فلا يردَّه، فإِنه خرج من الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2792) في الأدب، باب ما جاء في كراهية رد الطيب، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أبو داود في المراسيل (97) عن وهب بن بقية عن يزيد بن زريع عن حجاج الصواف عن حنان الأسدي عن أبي عثمان النهدي بهذا الترمذي في الاستئذان (71: 3) وفي الشمائل (33: 6) عن محمد بن حليفة أبي عبيد الله البصري وعمرو بن علي كلاهما عن يزيد بن زريع به وقال: غريب ولا نعرف لحنان غير هذا الحديث عمرو بن علي سقط من بعض النسخ من «الجامع» وثبت في «الشمائل» . الأشراف (13/277) . الحديث: 2918 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 768 2919 - (س) محمد بن علي بن أبي طالب (1) - رحمه الله -: قال: سألت عائشة: «أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتطيَّبُ؟ قالت: نعم، بذِكَارَةِ الطِّيب: المِسْكِ والعَنْبَرِ» أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بذِكارَة الطيب) : قال الأزهري: روي أنهم كانوا يكرهون المؤنث من الطيب، ولا يرون بذكورته بأساً، قال: والمراد بالمؤنث: طيب النساء. مثل الخَلوق والزعفران، أما ذكورته، فما لا لون له مثل المسك [ص: 769] والعود والكافور والعنبر، فعلى هذا التأويل: تكون الذكورة جمع ذكر، وكذلك الذكارة التي جاءت في لفظ الحديث هي أيضاً جمع ذكر.   (1) المعروف بابن الحنفية. (2) 8 / 150 و 151 في الزينة، باب العنبر، وفي إسناده ضعف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/150) قال: أخبرنا أبو عبيدة بن أبي السفر، عن عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا بكر المزلق. قال: حدثنا عبد الله بن عطاء الهاشمي، عن محمد بن علي، فذكره. الحديث: 2919 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 768 2920 - (د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سُئل عن المسك؟ فقال: هو أَطيبُ طِيبكم» . أخرجه أَبو داود، والترمذي. إِلا أن في رواية أبي داود: «أطيَبُ الطِّيبِ المِسكُ» . وللنسائي مثله، وله في أخرى، قال: «من خير طيبكم المسكُ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3158) في الجنائز، باب في المسك للميت، والترمذي رقم (991) في الجنائز، باب ما جاء في المسك للميت، والنسائي 4 / 39 في الجنائز، باب المسك، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/31 و 47) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/87) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والترمذي (991) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود وشبابة. وفي (992) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي. والنسائي (4/39) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، وشبابة. أربعتهم - وكيع، وهاشم، وأبو داود، وشبابة - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا خليد ابن جعفر. 2 - وأخرجه أحمد (3/36) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (3/62) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وأبو داود (3158) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي (4/40) قال: أخبرنا علي بن الحسين الدرهمي، قال: حدثنا أمية بن خالد. أربعتهم - عبد الرحمن، وزيد، ومسلم، وأمية - عن المستمر بن الريان. الحديث: 2920 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 769 2921 - (م س) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «كان ابن عمرَ يَسْتَجمِرُ بالأَلُوَّةِ غير مُطَرَّاةٍ، وبكافُورٍ يَطرَحهُ مع الأَلُوَّةِ، ويقول: هكذا كانَ يَسْتَجْمِرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أَخرجه مسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يستجمر) : الاستجمار التبخر، وهو استفعال من المجمرة، وهي التي توضع فيها النار. (بالألُوة) : الألوة بفتح الهمزة وضمها: العود الذي يُتَبَخّر به. [ص: 770] (مُطرَّاة) : العود المُطرَّى هو المُربَّى المُطيَّب، ومثله عسل مُطَرى أي: مُرَبَّى بالأفاويه.   (1) رواه مسلم رقم (2254) في الألفاظ، باب استعمال المسك، والنسائي 8 / 156 في الزينة، باب البخور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (7/48) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأبو طاهر، وأحمد بن عيسى والنسائي (8/156) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح أبو طاهر. ثلاثتهم - هارون، وأبو طاهر أحمد بن عمرو، وأحمد بن عيسى - عن ابن وهب، قال: أخبرني مخرمة، عن أبيه، عن نافع، فذكره. الحديث: 2921 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 769 2922 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كانت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سُكَّةٌ يتطيَّب منها» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4162) في الترجل، باب ما جاء في استحباب الطيب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4162) قال: حدثنا نصر بن علي. والترمذي في الشمائل (216) قال: حدثنا محمد بن رافع كلاهما - نصر، وابن رافع - قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيري، عن شيبان بن عبد الرحمن عن عبد الله بن المختار عن موسى بن أنس، فذكره. الحديث: 2922 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 770 2923 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «طِيبُ الرِّجال: ما ظهر رِيحُهُ وخَفي لونه، وطيبُ النساء: ما ظهر لونُه وخَفيَ رِيحُهُ» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2788) في الأدب، باب ما جاء في طيب الرجال والنساء، والنسائي 8 / 151 في الزينة، باب الفصل بين طيب الرجال وطيب النساء، وهو حديث صحيح، يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2787) حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الجفري عن سفيان عن الجريري عن أبي نضرة عن رجل عن أبي هريرة، فذكره. وأخرجه النسائي (8/151) أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا أبو داود يعني الحفري عن سفيان عن الجريري عن أبي نضرة عن رجل عن أبي هريرة. الحديث: 2923 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 770 2924 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ خَيرَ طيبِ الرِّجال: ما ظهر ريحه، وخفي لونه، وخير طيب النساء: ما ظهر لونه وخفي ريحُه، ونهى عن الميِثَرَةِ الأُرْجُوَان» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2789) في الأدب، باب ما جاء في طيب الرجال والنساء، وهو حديث حسن، يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/442) قال: حدثنا روح. وأبو داود (4048) قال: حدثا مخلد بن خالد، قال: حدثنا روح. والترمذي (2788) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. كلاهما -روح، وأبو بكر الحنفي - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. الحديث: 2924 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 770 2925 - (ت د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ عينٍ زانيةٌ، وإِن المرأة إِذا استَعطَرَتْ فمرَّت [ص: 771] بالمجلس فهي كذا وكذا - يعني: زانية» . أَخرجه الترمذي، وعند أبي داود، قال: «إِن المرأة إِذا استعطرت، فمرَّت على القوم لِيَجِدُوا ريحها، فهي كذا وكذا» قال قولاً شديداً. وعند النسائي مثل أَبي داود، إِلا أنه قال: «ليجدوا ريحها فهي زانية» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استعطرت) : استفعلت من العطر، والعطر الطيب.   (1) رواه الترمذي رقم (2787) في الأدب، باب ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة، وأبو داود رقم (4174) و (4175) في الترجل، باب في المرأة تتطيب للخروج، والنسائي 8 / 153 في الزينة، باب ما يكره للنساء من الطيب، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/394 و 413) قال: حدثنا مروان بن معاوية. وفي (4/400 و 407) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/418) قال: حدثنا عبد الواحد، وروح بن عبادة. وعبد بن حميد (557) قال: حدثنا روح بن عبادة. وأبو داود (4173) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والترمذي (2786) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والنسائي (8/153) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (1681) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا النضر بن شميل. ستتهم - مروان، ويحيى، وعبد الواحد، وروح، وخالد بن الحارث، والنضر - عن ثابن بن عمارة الحنفي، عن غنيم بن قيس، فذكره. * أخرجه الدارمي (2649) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ثابت بن عمارة، عن غنيم بن قيس، عن أبي موسى، أيما امرأة استعطرت، ثم خرجت ليجدوا ريحها فهي زانية. وكل عين زان. «موقوفا» وقال أبو عاصم: يرفعه بعض أصحابنا. (*) الروايات مطولة ومختصرة. وهذا لفظ الترمذي. الحديث: 2925 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 770 2926 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما امرأةٍ أصابت بَخُوراً، فلا تَشهدْ معنا العِشاء الآخرةَ» . أَخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي. وفي رواية لأبي داود، قال: «لَقِيَتْهُ امرأَة، فوجد منها ريح الطيب، ولِذَيلِها إعصارٌ، فقال: يا أَمَةَ الجَبَّارِ، جِئْتِ مِن المسجد؟ قالت: نعم، قال: وله تَطَيَّبْتِ؟ قالت: نعم، قال: إِني سمعت حِبِّي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تُقْبَلُ صلاةُ امرأة تطيبت للمسجد، حتى تغتَسِل غُسلها من الجنابة» . وللنسائي أيضاً، قال: «إِذا خرجت المرأة إِلى المسجد فَلْتَغْتَسِلْ من الطيب، [ص: 772] كما تغتسلُ من الجنابة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إعصار) : شبه ما كانت تثيره أذيالها من التراب بالإعصار وهي الزوبعة. (يا أمة الجبار) : إنما أضاف الأمة ها هنا إلى الجبار، دون باقي أسماء الله تعالى، لأن الحال التي كانت عليها المرأة من الفخر والكبرياء بالطيب الذي تطيبت به، وجر أذيالها، والعُجب بنفسها، اقتضى أن يضيف اسمها إلى اسم الجبار، تصغيراً لشأنها، وتحقيراً لها عند نفسها، وهذا من أحسن التعريض، وأشبهه بمواقع الخطاب.   (1) رواه مسلم رقم (444) في الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد، وأبو داود رقم (4175) في الترجل، باب في رد الطيب، والنسائي 8 / 154 في الزينة، باب النهي للمرأة أن تشهد الصلاة إذا أصابت من البخور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/304) قال: حدثنا أبو عامر. ومسلم (2/33) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم. وأبو داود (4175) قال: حدثنا النفيلي، وسعيد بن منصور. والنسائي (8/154 و 190) قال: أخبرنا محمد بن هشام بن عيسى البغدادي. ستتهم - أبو عامر، ويحيى، وإسحاق، والنفيلي، وسعيد بن منصور، ومحمد بن هشام - عن عبد الله ابن محمد، أبو علقمة الفروي، عن يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أحدا تابع يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، على قوله عن أبي هريرة. وقد خالفه يعقوب بن عبد الله بن الأشج رواه عن زينب الثقفية. الحديث: 2926 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 771 2927 - (م س ط) زينب - امرأة ابن مسعود - رضي الله عنهما -: قالت: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا شَهدَتْ إِحداكُنَّ المسجد، فلا تَمسَّ طِيباً» . وفي رواية: «إِذا شَهدَتْ إحداكن العشاءَ، فلا تَطَيَّبْ تلك الليلة» . أَخرجه مسلم، والنسائي. وأَخرجه الموطأ عن بُسرِ بن سعيد مرسلاً، أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم [ص: 773] قال: «إِذا شهدت إِحداكنَّ صلاة العشاء، فلا تَمَسَّ طيباً» . وأخرج النسائي أيضاً هذه الرواية عن زينب (1) .   (1) رواه مسلم رقم (443) في الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد، والنسائي 8 / 154 في الزينة، باب النهي للمرأة أن تشهد الصلاة إذا أصابت بخوراً، ورواه مالك في " الموطأ " بلاغاًَ 1 / 198 في القبلة، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد، وسنده منقطع، وقد وصله مسلم والنسائي عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/363) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. وفي (6/363) قال: حدثنا يعقوب وسعد. قالا: حدثنا أبي، عن صالح، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام. ومسلم (2/33) قال: حدثنا هارون بن سعى الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مخرمة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن محمد بن عجلان. والنسائي (8/154 و 189) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن ابن عجلان. وفي (8/155) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي. قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم. قال: أنبأنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام. وفي (8/189 و 190) قال: أنبأنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. (ح) وأخبرنا أحمد بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن ابن أبي جعفر. وابن خزيمة (1680) قال: حدثنا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا ابن عجلان. أربعتهم - محمد بن عجلان، ومحمد بن عبد الله، ومخرمة بن بكير، وعبيد الله بن أبي جعفر - عن بكير بن عبد الله بن الأشج. 2 - وأخرجه النسائي (8/155) قال: أخبرني يوسف بن سعيد. قال: بلغني عن حجاج، عن ابن جريج. قال: أخبرني زياد بن سعد، عن ابن شهاب. كلاهما - بكير بن عبد الله، وابن شهاب - عن بسر بن سعيد، فذكره. (*) قال النسائي: وهذا الحديث غير محفوظ من حديث الزهري. * وأخرجه النسائي (8/154) قال: أخبرني هلال بن العلاء بن هلال. قال: حدثنا معلى بن أسد. قال: حدثنا وهيب، عن محمد بن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، فذكره. (*) قال النسائي: حديث يحيى وجرير أولى بالصواب من حديث وهيب بن خالد. * وأخرجه النسائي (8/155) قال: أخبرني أحمد بن سعيد بن يعقوب الحمصي، قال: حدثنا عثمان بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، فذكره. ليس فيه «ابن أبي جعفر» . الحديث: 2927 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 772 الباب السادس: في أمور من الزينة متعددة، والأحاديث فيها منفردة ومشتركة وهي خمسة أنواع: نوع أول 2928 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الفِطْرة خمس: الخِتَانُ، والاستِحدادُ، وقَصُّ الشارب، وتقليمُ الأظفار، ونَتْفُ الإِبْط» . وفي رواية: «الفطرة خمس - أو خمس من الفطرة - ... وذكر نحوه» . أَخرجه الجماعة (1) . [ص: 774] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاستحداد) : [استعمال الحديدة] لحلق العانة ونحو ذلك من التنظيف الذي تحتاج المرأة إليه.   (1) رواه البخاري 10 / 282 - 293 في اللباس، باب قص الشارب، وباب تقليم الأظفار، وفي الاستئذان، باب الختان بعد الكبر، ونتف الإبط، ومسلم رقم (257) في الطهارة، باب خصال الفطرة، والموطأ 2 / 921 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في السنة في الفطرة، والترمذي رقم (2757) في الأدب، باب ما جاء في تقليم الأظفار، وأبو داود رقم (4198) في الترجل، باب في أخذ الشارب، والنسائي 1 / 14 و 15 في الطهارة، باب تقليم الأظفار، وباب نتف الإبط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (936) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/229) قال: حدثنا معتمر. عن معمر. وفي (2/239) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/283) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/410 و 489) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا معمر. والبخاري (7/206) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/206) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (8/81) . وفي الأدب المفرد (1292) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (1/152) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، جميعا عن سفيان. وفي (1/153) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (4198) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (292) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (2756) قال: حدثنا الحسن ابن علي الخلال وغير واحد. قالوا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والنسائي (1/13) . وفي الكبرى (10) قال: أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، عن يونس. وفي (1/14 و 8/181) . وفي الكبرى (11) قال: أنبأنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر، وهو ابن سليمان. قال: سمعت معمرا. وفي (1/15) . وفي الكبرى (9) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وإبراهيم بن سعد، ويونس - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب فذكره. الحديث: 2928 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 773 2929 - (خ س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من الفطرة: حَلقُ العانة، وتقليم الأظفار، وقص الشارب» . أخرجه البخاري. وفي رواية النسائي، قال: «الفطرة: قصُّ الأظفار، وأَخذ الشارب، وحلق العانة» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 295 في اللباس، باب تقليم الأظفار، وباب قص الشارب، والنسائي 8 / 15 في الزينة، باب حلق العانة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/118) (5988) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان. والبخاري (7/206) قال: حدثنا أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان. والنسائي (1/15) . وفي الكبرى (12) قال: أخبرنا الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن وهب. كلاهما (إسحاق بن سليمان، وابن وهب) عن حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع، فذكره. * أخرجه البخاري (7/205) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، عن حنظلة،عن نافع. قال أصحابنا عن المكي: عن ابن عمر، رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: من الفطرة قص الشارب. (*) وفي هذا الإسناد خلاف شديد حول قول البخاري: «قال أصحابنا عن المكي: عن ابن عمر رضي الله عنهما» .انظر «فتح الباري» (10/335) . ولم يذكر المزي في «تحفة الأشراف» في ترجمة حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع، هذا الحديث، ولا حديث إسحاق بن سليمان. الحديث: 2929 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 774 2930 - (م ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَشرٌ من الفطرة: قَصُّ الشارب، وإِعفاء اللحية، والسواكُ، واستنشاق الماء، وقَصُّ الأظفار، وغسل البَرَاجِمِ (1) ، ونتف الإِبْط، وحلق العانة، وانتقاص الماء» . قال مصعب بن شيبة: «ونسيت العاشرة، إِلا أن تكون: المضمضة» . قال وكيع: «انتقاص الماء» ، يعني: الاستنجاء. أَخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي (2) . [ص: 775] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انتقاص الماء) : أراد انتقاص البول بالماء إذا غسل المذاكير به، وقيل: هو الانتضاح به.   (1) هي العقد التي في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ، والواحدة: برجمة، بضم الباء. (2) رواه مسلم رقم (260) في الطهارة، باب خصال الفطرة، وأبو داود رقم (53) في الطهارة، باب السواك من الفطرة، والترمذي رقم (2758) في الأدب، باب ما جاء في تقليم الأظفار، والنسائي 8 / 126 و 127 في الزينة، باب من السنن الفطرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/137) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (1/153 و 154) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. وأبو داود (53) قال: حدثنا يحيى بن معين. قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (293) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2757) قال: حدثنا قتيبة وهناد. قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (8/126) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا وكيع. وابن خزيمة (88) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي. قال: أخبرنا محمد بن بشر. أربعتهم - وكيع، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وابن نمير، وابن بشر- عن زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن عبد الله بن الزبير، فذكره. * أخرجه النسائي (8/128) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. عن أبيه. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر. كلاهما - سليمان التيمي، وأبو بشر جعفر بن إياس - عن طلق بن حبيب. قال: عشرة من السنة.. فذكره «موقوفا» . (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: وحديث سليمان التيمي وجعفر بن إياس أشبه بالصواب من حديث مصعب بن شيبة، ومصعب منكر الحديث. الحديث: 2930 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 774 2931 - (د) عمار بن ياسر - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن من الفِطرةِ: المضمضة، والاستنشاق ... فذكر نحوه» . ولم يذكر: «إعفاء اللحية» . وزاد: «والخِتَان» ، وقال: «والانتضَاحُ» ، ولم يذكر «انتقاص الماء» ، يعني الاستنجاء، أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (54) في الطهارة، باب السواك من الفطرة، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد صحيحة بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/264) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (54) قال: حدثنا داود بن شبيب. وابن ماجة (294) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا أبو الوليد. ثلاثتهم- عفان، وداود، وأبو الوليد - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر، فذكره. * أخرجه أبو داود (54) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، فذكره. زاد فيه موسى: «عن أبيه» . * جاء في سنن ابن ماجة: حدثنا جعفر بن أحمد بن عمر، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد. مثله «يعني مثل حديث أبي الوليد» . (*) وهذا ليس من رواية ابن ماجة وإنما من الرواة عنه، ولم يذكره المزي في «تحفة الأشراف» وليس في رواة الكتب الستة من اسمه «جعفر بن أحمد» .وقد ذكرناه هذا لئلا يستدرك علينا. الحديث: 2931 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 775 2932 - (د ت م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «وُقِّتَ لنا - وفي رواية، قال: وَقَّتَ لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في قَصِّ الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإِبط، وحلق العانة: أن لا نَترُكَ أكثر من أربعين ليلة» . أخرجه أبو داود، والترمذي، ومسلم، والنسائي. وقال أبو داود: «وُقِّتَ لنا» ، أصح، وقال النسائي: «أكثر من أربعين يوماً» ، وقال مرة: «أربعين ليلة» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (258) في الطهارة، باب خصال الفطرة، وأبو داود رقم (4200) في الترجل، باب في أخذ الشارب، والترمذي رقم (2759) في الأدب، باب ما جاء في التوقيت في تقليم الأظافر، والنسائي 1 / 15 و 16 في الطهارة، باب التوقيت في قص الشارب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/122 و 203) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/255) قال: حدثنا محمد بن يزيد. وأبو داود (4200) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. والترمذي (2758) قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. أربعتهم (يزيد، ومحمد، ومسلم، وعبد الصمد) عن صدقة بن موسى الدقيقي. 2 - وأخرجه مسلم (1/153) قال: حثنا يحيى بن يحيى. وقتيبة بن سعيد. وابن ماجة (295) قال: حدثنا بشر بن هلال. والترمذي (2759) ، والنسائي في الكبرى (15) وفي الصغرى (1/15) . قال الترمذي: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - يحيى، وقتيبة، وبشر - عن جعفر بن سليمان الضبيعي. كلاهما - صدقة، وجعفر- عن أبي عمران الجوني، عبد الملك بن حبيب، فذكره. الحديث: 2932 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 775 نوع ثانٍ 2933 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اختَتَنَ إِبراهيم بالقَدُّومِ» . وقال بعضهم: مُخَفَّفاً، وقال أبو الزِّناد: «القدَّوم» مشددة، موضع. أخرجه البخاري، ومسلم. وزاد في رواية، قال: «اختتن إبراهيم، وهو ابن ثمانين سنة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالقدوم) : القدوم - بالتخفيف - آلة النجار معروفة، وبالتشديد: اسم موضع، وقيل: هو بالتخفيف أيضاً.   (1) رواه البخاري 11 / 74 و 75 في الاستئذان، باب الختان بعد الكبر، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، ومسلم رقم (2370) في الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/322) قال: حدثنا علي بن حفص. قال: أخبرنا ورقاء. وفي (2/417) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي. والبخاري (4/170 و 8/81) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي. وفي (4/170 و 8/81) وفي «الأدب المفرد» (1244) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (7/97) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. قال: حدثنا المغيرة، يعني ابن عبد الرحمن الحزامي. ثلاثتهم - ورقاء، ومغيرة، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. ورواه عن أبي هريرة أيضا عجلان. أخرجه أحمد (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، قال: سمعت أبي يحدث. فذكره. الحديث: 2933 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 776 2934 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله-: أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: «كان إبراهيمُ خليل الرَّحمن أولَ الناس ضَيَّفَ الضَّيفَ، وأولَ الناس اختتن، وأول الناس قَصَّ شاربه، وأَول الناس رأى الشَّيب، فقال: يا ربِّ ما هذا؟ قال الربُّ تبارك وتعالى: وَقَارٌ يا إِبراهيم، قال: ربِّ زِدني وقَاراً» . أَخرجه الموطأ (1) . [ص: 777] زاد رزين: «واختتن وهو ابن مائة وعشرين سنة، ثم عاش بعدُ ثمانين» . وفي رواية: «اختتن بعد ثمانين» .   (1) 2 / 922 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في السنة في الفطرة، وهو مرسل صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وصله ابن عدي والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ... وذكر الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/361) عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال، فذكره. الحديث: 2934 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 776 2935 - (خ) سعيد بن جبير: قال: سئل ابن عباس - رضي الله عنهما -: «مِثْلُ مَن أَنت حين قُبِضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أَنا يومئذ مَخَتُون. قال: وكانوا لا يَخْتِنُون الرجلَ حتى يدركَ» . أخرجه البخاري. وفي رواية، قال: «قُبِضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا خَتِينٌ» (1) .   (1) 11 / 75 و 76 في الاستئذان، باب الختان بعد الكبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (6299) حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا عباد بن موسى حدثنا إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير،فذكره. الحديث: 2935 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 777 2936 - (د) أم عطية - رضي الله عنها -: «أَن امرأة كانت تَخْتِنُ النساءَ في المدينة، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تَنْهَكي، فإن ذلك أحظَى للمرأة، وأحبُّ لِلبَعْل» . قال أبو داود: هذا الحديث ضعيف، وراويه مجهول (1) . وفي رواية ذكرها رزين: فقال لها: «أَشِمِّي ولا تَنْهكي، فإِنه أَنْوَرُ للوجه، وأحظى عند الرجل» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أشمي) : الإشمام أخذ اليسير في خفض المرأة، والخفض: ختن النساء، والمرأة التي تفعل ذلك تسمى خافضة [ص: 778] (ولا تنهكي) : والنَّهك: المبالغة في القطع.   (1) رقم (5271) في الأدب، باب ما جاء في الختان، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5271) قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، قالا: حدثنا مروان، قال: حدثنا محمد بن حسان، قال عبد الوهاب: الكوفي، عن عبد الملك بن عمير، فذكره. (*) قال أبو داود: روي عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بمعناه وإسناده. قال أبو داود: ليس هو بالقوي. وقد روي مرسلا. قال أبو داود: ومحمد بن حسان مجهول. وهذا الحديث ضعيف. الحديث: 2936 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 777 نوع ثالث 2937 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: أُتيَ عمرُ بامرأةٍ تَشِمُ، فقام عمر في الناس، فقال: أُنْشُدكم الله، من سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الْوَشْمِ؟ قال: أبو هريرة، فقلت: أَنا سمعتُ، قال: ما سمعتَ؟ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تَشِمْنَ، ولا تَسْتَوشِمْنَ» . وفي رواية: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لعن الله الواصلةَ والمُستَوصِلَةَ، والواشِمَة والمُستَوشِمَة» . وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «العَينُ حَقٌّ، ونهى عن الْوَشْمِ» . أَخرجه البخاري، ومسلم، وأَخرج النسائي الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الواشمة) : الوشم يكون في اللثة والشفة، بأن يغير لونها بزرقة أو خضرة أو سواد، والواشمة: التي تفعل ذلك بالنساء، والمستوشمة التي تطلب أن يفعل بها ذلك.   (1) رواه البخاري 10 / 319 في اللباس، باب الواشمة، وباب المستوشمة، وفي الطب، باب العين حق، ومسلم رقم (2187) في السلام، باب الطب والمرض والرقى، والنسائي 8 / 148 في الزينة، باب الموتشمات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/214) قال: حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (8/148) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. كلاهما - زهير، وإسحاق - عن جرير عن عمارة عن أبي زرعة، فذكره. ورواية «العين حق، ونهى عن الوشم» . أخرجها أحمد (2/319) . والبخاري (7/171) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، وفي (7/214) قال: حدثني يحيى. ومسلم (7/13) قال: حدثنا محمد بن رافع، وأبو داود (3879) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن نصر، ويحيى، ومحمد بن رافع- عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. رواية محمد بن رافع ليس فيها الوشم. الحديث: 2937 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 778 2938 - (خ م ت د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «لعن اللهُ الواشِماتِ والمستوشمات، والمُتنَمِّصَاتِ، والمُتَفَلِّجات لِلْحُسْن، المُغَيِّرَاتِ خَلقَ الله، فبلغ ذلك امرأة من بني أسَد، يقال لها: أمُّ يعقوب، وكانت تقرأ القرآن، فأتته، فقالت: ما حديثٌ بلغني عنك: أنك قلت: كذا وكذا ... وذكَرَتْهُ؟ فقال عبد الله: ومالي لا أَلعن من لعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو في كتاب الله؟ فقالت المرأة: لقد قرأتُ ما بين لَوْحي المصحف، فما وجدتُه، قال: إِن كنتٍ قرأتِيهِ لقد وَجَدْتيه، قال الله عز وجل: {وَما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] قالت: إِني أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن؟ قال: اذْهبي فانظُري، فذهبت فلم تَرَ شيئاً، فجاءت، فقالت: ما رأَيت شيئاً، فقال: أما لو كان ذلك لم نُجَامِعْها» . وفي رواية مختصراً: «أَنه لعن الواشِمَات» لم يزد. أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرج الترمذي المسند منه فقط، وترك الحكاية مع المرأَة وعند أَبي داود زيادة «والواصلات» . وأخرجه النسائي قال: «إِن امْرَأَة أَتتْ عبدَ الله بن مسعود، فقالت: إني امرأَة زَعْرَاءُ، أَيَصْلُحُ أن أصلَ في شعري؟ فقال: لا، فقالت: أشيءٌ سَمعتَه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، أو شيءٌ تجدهُ في كتاب الله؟ ، قال: بل سمعتُه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأَجده في كتاب الله - وساق الحديث» . ولم يذكر لفظه. [ص: 780] وأخرج في أخرى، قال: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الواشِمَاتِ والمُستوشمات، والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ» . وفي أخرى قال: «سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يلعن المتنمصات، والمتفلجات، والمستوشمات اللاتي يُغَيِّرْنَ خلق الله تعالى» . وله في أخرى، قال: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الواشمة والمستوشمة، والواصلة والموصولة، وآكل الرِّبا ومُوكلَه، والمُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ له» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المتنمصات) : النمص ترقيق الحواجب وتدقيقها طلباً لتحسينها والنامصة التي تصنع ذلك بالمرأة، والمتنمصة التي تأمر من يفعل ذلك بها، والمنماص المنقاش. (المتفلجات) : الفلج تباعد ما بين الثنايا، والمتفلجة التي تتكلف فعل ذلك بها بصناعة وهو محبوب إلى العرب، مستحسن عندهم، فمن فعل ذلك طلباً للحسن فهو مذموم. [ص: 781] (زعراء) : الزعر - بالتحريك - قلة الشعر، رجل أزعر، وامرأة زعراء. (المحلل) : هو الذي يتزوج مطلقة الغير ليحلها لزوجها المطلِّق إذا هو دخل بها، ثم طلقها، والمحلَّل له: هو الزوج الأول المطلِّق، وهذا الفعل إذا جرى بهذا الشرط والقرار فيما بينهما، فهو مذموم، أما إذا وقع اتفاقاً من غير قصد إليه فليس بمذموم.   (1) رواه البخاري 10 / 313 و 314 في اللباس، باب المتفلجات للحسن، وباب المتنمصات، وباب الموصولة، وباب المستوشمة، وفي تفسير سورة الحشر، باب {وما أتاكم الرسول فخذوه} ، ومسلم رقم (2125) في اللباس، باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة، وأبو داود رقم (4169) في الترجل، باب صلة الشعر، والترمذي رقم (2783) في الأدب، باب ما جاء في كراهية اتخاذ القصة، والنسائي 8 / 146 و 148 في الزينة، باب المستوصلة والمتنمصات والمتفلجات، وباب لعن المتنمصات والمتفلجات، و 6 / 146 في الطلاق، باب إحلال المطلقة ثلاثاً وما فيه من التغليظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (97) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (1/433) (4129) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/443) (4230) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/465) (4434) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2650) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (6/184) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/184) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (7/212) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير. وفي (7/213) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. وفي (7/213) قال: حدثني محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا سفيان. وفي (7/214) قال: حدثني ابن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (7/214) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. ومسلم (6/166) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعثمان بن أبي شيبة، عن جرير، وفي (6/167) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا عبد الرحمن «وهو ابن مهدي» ، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل «وهو ابن مهلهل» . (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4169) قال: حدثنا محمد بن عيسى، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير. وابن ماجة (1989) قال: حدثنا أبو عمر حفص بن عمر، وعبد الرحمن بن عمر، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2782) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبيدة بن حميد. والنسائي (8/146) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. وفي (8/188) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9450) عن محمد بن رافع، ومحمد بن عبد الله المخرمي، كلاهما عن يحيى ابن آدم، عن مفضل بن مهلهل. ستتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وشعبة وجرير، ومفضل ابن مهلهل، وعبيدة بن حميد - عن منصور. 2 - وأخرجه أحمد (1/454) (4343) قال: حدثنا عفان. ومسلم (6/167) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (1/454) (4344) قال: حدثنا شيبان. والنسائي (8/188) قال: أخبرنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا وهب بن جرير. ثلاثتهم (عفان وشيبان، ووهب) عن جرير بن حازم، عن الأعمش. كلاهما - منصور، والأعمش -عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. الحديث: 2938 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 779 2939 - (خ م د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لعن الواصلةَ والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ. وقال الترمذي: قال نافع: «الوشْم في اللَّثَة» . وأَخرجه من رواية أخرى، ولم يذكر قول نافع (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللَّثَة) : مخففة - عمود الأسنان، وهي مغارزها.   (1) رواه البخاري 10 / 317 في اللباس، باب وصل الشعر، وباب الموصولة، وباب المستوشمة، ومسلم رقم (2124) في اللباس، باب تحريم فعل الواصلة، وأبو داود رقم (4168) في الترجل، باب صلة الشعر، والترمذي رقم (2784) في الأدب، باب ما جاء في كراهية اتخاذ القصة، والنسائي 8 / 145 و 146 في الزينة، باب المستوصلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/21) (4724) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والبخاري (7/213) قال: حدثني محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا عبيد الله. وفي (7/213) قال: حدثني محمد، قال: حدثنا عبدة، عن عبيد الله. وفي (7/213) قال: حدثني يوسف ابن موسى، قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا صخر بن جويرية. وفي (7/214) قال: حدثنا مسدد،قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. ومسلم (6/166) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان، عن عبيد الله. (ح) وحدثنيه محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا صخر بن جويرية. وأبو داود (4168) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومسدد، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وابن ماجة (1987) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر. والترمذي (1759) و (2783) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن عبيد الله بن عمر. وفي (2783) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. والنسائي (8/145) و (188) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (8/187) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. كلاهما - عبيد الله بن عمر، وصخر بن جويرية - عن نافع، فذكره. الحديث: 2939 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 781 2940 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «لُعِنت [ص: 782] الواصلةُ والمستوصلة، والنَّامِصَةُ، والمُتنَمِّصَةُ، والواشمةُ، والمُسْتَوشِمةُ من غير دَاءٍ» . أخرجه أبو داود، وقال أبو داود: «الواصلة» التي تصل الشعر بشعر النساء، و «المستوصلة» المعمول بها، و «النامصة» التي تنقش الحاجب حتى تُرِقَّهُ، و «المتنمِّصة» المعمول بها، و «الواشمة» التي تجعل الخِيلان في وجهها بكُحْل أو مِدَاد، و «المستوشمة» المعمول بها (1) .   (1) رقم (4170) في الترجل، باب صلة الشعر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4170) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب عن أسامة عن أبان بن صالح عن مجاهد بن جبر، فذكره. الحديث: 2940 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 781 2941 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الواشمة والمستوشمة، والواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمِّصة» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 147 في الزينة، باب المتنمصات، وهو حديث حسن، له شواهد صحيحة كثيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/257) قال: حدثنا روح. والنسائي (8/147) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد. كلاهما (روح، وخالد بن الحارث) قالا: حدثنا أبان بن صمعة، عن أمه، فذكرته. الحديث: 2941 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 782 2942 - (د س) أبو الحصين الهيثم بن شُفي - رحمه الله -: قال: «خرجتُ أنا وصاحب لي يُكْنى أَبا عامر، رجل من المعَافِر، لِنُصَلِّيَ بإِيلياءَ، وكان قَاصُّهم رجلاً (1) من الأزدِ، يُكْنى أَبا رَيْحَانَة - من الصَّحابة (2) - قال أَبو الحصين: فسبقني صاحبي إِلى المسجد، ثم أَدرَكتُهُ، فجلست إلى جانبه، [ص: 783] فسألني: هل أَدركت قَصص أَبي ريحانة؟ قلت: لا، قال: سمعته يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن عشر: عن الوَشْرِ، والوَشْمِ، والنَّتفِ، وعن مُكامَعَةِ الرجلِ الرجلَ بغير شِعَارٍ، ومكامعةِ المرأَةِ المرأَةَ بغير شعار، وأَن يجعلَ الرجلُ في أَسفل ثيابه حريراً مثل الأَعاجم، ويجعلَ على مَنكِبَيه حريراً مثل الأعاجم، وعن النُّهبْى، وعن رُكُوبِ النُّمُورِ، ولُبُوسِ الخاتمَ إِلا لذي سلطان» . أَخرجه أبو داود، والنسائي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوشر) : أن تحدد المرأة أسنانها وترققها، والواشرة، الصانعة لذلك، والمؤتشرة: المفعول بها ذلك. (مكامعة) : المكامعة: أن يجتمع الرجلان أو المرأتان في إزار واحد لا حاجز بينهما. (شِعَار) : الشعار الثوب الذي يلي جسد الإنسان، والدثار، الذي يكون فوقه. (ركوب النمور) : قال الخطابي: يحتمل أن يكون نهيه عن ركوب [ص: 784] النمور لما فيه من الزينة والخيلاء، أو يكون لأنه غير مدبوغ لأنه إنما يراد لشعره، والشعر لا يقبل الدباغ. (إلا لذي سلطان) : إنما كره الخاتم لغير ذي سلطان، لأنه يكون حينئذ زينة محضة، لا لحاجة، ولا لأرَبٍ سواها.   (1) في أبي داود: وكان قاصهم رجل، وكلاهما صواب. (2) قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وأبو ريحانة هذا: اسمه شمعون، بالشين المعجمة والعين المهملة، ويقال: شمغون، بالشين والغين المعجمتين، ورجحه بعضهم، وهو أنصاري، وقيل: قرشي، ويقال له: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم مصر، وروى عنه من أهلها غير واحد. (3) رواه أبو داود رقم (4049) في اللباس، باب من كره لبس الحرير، والنسائي 8 / 143 في الزينة، باب النتف، ورواه ابن ماجة مختصراً رقم (3655) في اللباس، باب ركوب النمور، وفي سنده أبو عامر الحجري الأزدي المعافري المصري، واسمه عبد الله بن جابر، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/134) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. وأبو داود (4049) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني. والنسائي (8/143) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: حدثنا أبي وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار. أربعتهم (يحيى، ويزيد، وعبد الله بن عبد الحكم، والنضر) عن مفضل بن فضالة، عن عياش بن عباس القتباني، عن أبي الحصين الهيثم بن شفي، فذكره. * أخرجه أحمد (4/134) . والدارمي (2651) قال: أخبرنا عثمان بن محمد. وابن ماجة (3655) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعثمان، وأبو بكر- عن زيد بن الحباب، قال: حدثني يحيى بن أيوب، عن عياش بن عباس، عن أبي حصين الحميري، عن عامر الحجري، عن أبي ريحانة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. نحوه. * وأخرجه أحمد (4/135) قال: حدثنا عتاب. والنسائي (8/149) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا حبان. كلاهما (عتاب، وحبان) قالا: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: أخبرني عياش بن عباس القتباني، عن أبي الحصين الحجري، أنه أخبره، أنه كان هو وصاحب له يلزمان أبا ريحانة، يتعلمان منه خيرا. قال: فحضر صاحبي يوما ولم أحضر، فأخبرني صاحبي أنه سمع أبا ريحانة، فذكره. ولم يسم صاحبه. * وأخرجه أحمد (4/134) قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا عياش بن عباس، قال: حدثني أبو الحصين، عن أبي ريحانة صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخاتم إلا لذي سلطان. مختصر. ليس فيه «أبو عامر» . * وأخرجه النسائي (8/149) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحصين الحجري، أن أبا ريحانة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الوشر والوشم. * وأخرجه أحمد (4/134) قال: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي (8/149) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - حجاج بن محمد، وقتيب بن سعيد - عن الليث بن سعد. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحصين الحجري، عن أبي ريحانة، أنه قال: بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الوشر والوشم والنتف والمشاغرة والمكامعة والوصال والملامسة. الحديث: 2942 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 782 نوع رابع 2943 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يكره عشرَ خِلالٍ: الصُّفْرَةَ - يعني: الخَلُوق - وتَغْييرَ الشَّيْبِ، وجَرَّ الإِزار، والتختُّمَ بالذهب، والتَّبَرُّجَ بالزِّينة لغير محلِّها، والضربَ بالكِعاب، والرُّقَى بغير المُعَوِّذَات، وعَقْدَ التَّمائم، وعَزْلَ الماء لغير، [أو غيرِ مَحلِّه] ، أَو عن محلِّه (1) ، وفسادَ الصبي، غير مُحَرِّمهِ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (2) . [ص: 785] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التبرج) : إظهار الزينة للناس الأجانب، وهو المذموم، أما للزوج فلا. (كراهية الخلوق) : الخلوق قد ذكرناه، وإنما كرهه للرجال خاصة، أما للنساء، فلا يكره لهن. (تغيير الشيب) : إنما يكره بالسواد، فأما بالحمرة أو الصفرة فلا، والتختم بالذهب: إنما يحرم على الرجال دون النساء. (عزل الماء لغير محله) : قال الخطابي: وقد سمعت «عن محله» وهو أن يعزل الرجل ماءه عن فرج المرأة، وهو محل الماء. قلت: وأما قوله: «لغير محله» فيحتمل أن يكون قد أراد التعريض بتحريم الوطء في الدبر، كأنه قال: وكره أن يعزل الماء لينقله إلى غير محله، وهو الدبر، وأما قوله: «غير محله» فيحتمل أن تكون الميم من «محله» مضمومة، والحاء مكسورة، وهو اسم فاعل، من أحل الشيء فهو محلل: إذا جعله حلالاً، يعني أنه لما قال في أول الحديث: «كان يكره» قال في هذا: «غير مُحِلِّهِ» تأكيداً له، وإخباراً أنه حرام، وأما قوله: «غير مُحرَّمِهِ» فمعناه: أنه قد كره هذه الخصال جميعها، ولم يبلغ به حد التحريم. (الضرب بالكعاب) : اللعب بالكعاب، وهو من أنواع القمار، ولعاب النرد يسمون فصوص النرد: كِعَابة. [ص: 786] (التمائم) : التعاويذ والحروز، وعقدها تعليقها على الإنسان.   (1) قال في " عون المعبود ": شك من الراوي بين هذه الألفاظ الثلاثة، أي قال: عزل الماء لغير محله، باللام، أو قال: عزل الماء غير محله بحذف اللام، أو قال: عزل الماء عن محله، قال الخطابي في " المعالم ": قد سمعت في هذا الحديث: عزل الماء عن محله، وهو أن يعزل الرجل ماءه عن فرج المرأة، وهو محل الماء، وإنما كره ذلك لأن فيه قطع النسل، قال الطيبي: يرجع معنى الروايتين، أعني إثبات لفظ " عن " وغيره إلى معنى واحد، لأن الضمير المجرور في محله يرجع إلى لفظ الماء، وإذا روي " لغير محله " يرجع إلى لفظ العزل، ذكره في " المرقاة ". (2) رواه أبو داود رقم (4222) في الخاتم، باب ما جاء في خاتم الذهب، والنسائي 8 / 141 في الزينة، باب الخضاب بالصفرة، وإسناده ضعيف، والحديث يدل على كراهة التختم بالذهب، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة الصريحة بتحريمه، وجمهور العلماء على تحريمه على الرجال، وإباحته للنساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/380) (3605) قال: حدثنا جرير. وفي (1/397) (3774) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/439) (4179) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4222) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا المعتمر. والنسائي (8/141) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. أربعتهم (جرير، وسفيان، وشعبة، والمعتمر) عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن حرملة، فذكره. الحديث: 2943 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 784 2944 - (م ط د ت س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «نهاني النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن التختُّم بالذهب، وعن لباس القَسِّيِّ، وعن القراءةِ في الركوع، والسجود، وعن لِبَاس المعَصْفَرِ» . وفي رواية: «النهي عن القراءة في الركوع والسجود» لم يزد. قال الحميديُّ: وذكر في الأطراف: أن في رواية ابن عباس عن عليٍّ «النهيُ عن خاتم الذهب، وعن لبس القَسِيِّ، والمعصفر المُفَدَّم، وعن القراءة في الركوع والسجود» . قال: وليس ذلك عندنا في كتاب مسلم، ولعله قد وُجِد في نسخة أخرى. هذه رواية مسلم. وأخرجه الموطأ، والنسائي من الرواية الأولى، إِلى قوله: «الركوع» . وأَخرج الترمذي الرواية الأولى جميعَها، ولم يذكر السجود. وله في رواية أخرى، وللنسائي، قال عليّ: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن خَاتَم الذَّهبِ، وعن لُبْسِ القَسِّيِّ، وعن لُبْسِ المِيْثَرةِ، وعن الجِعَةِ» ، قال أبو حفص: وهو شراب يُتَّخذ بمصر من الشعير. قال النسائي: «ومن الحنطة» ، وذكر من شِدَّتهِ. وأخرجه أبو داود بمثل الأولى، وأخرجه في أخرى، ولم يذكر السجود، وزاد في أخرى «ولا أقول: نهاكم» . وله في أخرى قال: [ص: 787] «نهاني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن خَاتَم الذَّهَبِ، وعن لُبْسِ القَسِّيِّ والمِيِثَرَةِ» . وفي رواية «المَيَاثِرِ» . وله في أُخرى، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن مَيَاثِرِ الأُرْجُوان» . وللنسائي أيضاً مثل رواية مسلم، ولم يذكر السجودَ. وله في أخرى، قال: «نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ولا أقول: نهاكم - عن تختُّمِ الذهب، وعن لُبْسِ القَسِّيِّ، وعن لُبْس المُفَدَّم، والمُعَصْفَرِ، وعن القراءة راكعاً» . وله في أخرى مثلها، وقال: «ولا أقول: نهى الناس» ، وقال في آخرها: «ولا أقرأ راكعاً ولا ساجداً» . وله في أخرى، قال: «نهاني عن الدُّبَّاءِ، والْحَنْتَم، وحَلْقةِ الذهب، ولبسِ الحرير، والقَسِّيِّ، والمِيثَرَةِ الحمراءِ» . وفي أخرى، قال: «نهاني حِبِّي عن ثلاث - ولا أقول: نهى الناس - عن تختم الذهب، وعن لُبْسِ القَسِّيّ، وعن المعصفرِ المُفَدَّمِ، ولا أقرأ ساجداً ولا راكعاً» . وأخرج الحميديُّ في أَفراد مسلم أيضاً في موضع آخر عن علي قال: «نهاني - يعني: النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أَن أَجعلَ خاتمي في هذه، أو التي تليها» ، قال بعض الرواة فيه: «نهاني أن أتختَّمَ في إِصبَعي هذه، أَو هذه - قال: وأوْمَأ إِلى الوسطى، والتي تليها - ونهاني عن لُبْسِ القَسِّيِّ، وعن جلوسِ على المياثر. قال: فأَما القَسِّيُّ: فثيابٌ مُضَلَّعةٌ يؤتَى بها من مصرَ والشامِ، وأما المياثرُ: فشيءٌ كانت تجعله النساء لبعولتهن على الرَّحْل كالقطائف الأُرجُوان» . قال الحميديُّ: أَخرج البخاري منه تفسير القسية والميثرة فقط بغير إسناد، [ص: 788] فقال: وقال عاصم: عن أَبي بردة «قلنا لعليّ: ما القسية؟ قال: ثيابٌ أَتتنا من الشامِ أو من مصرَ مضلَّعةٌ، فيها حرير، فيها أمثال الأُتْرُجِّ، والمِيثَرَةُ: كانت النساء تَصنعُهُ لبُعُولَتِهِنَّ مثل القطائف» . قال البخاري: وقال جرير في حديثه: «القسية: ثيابٌ مُضلَّعةٌ، يُجاءُ بها من مصرَ، والمِيثرة: جلود السباع» . هكذا أخرجه الحميديُّ في أفراد مسلم، فجعله حديثاً مفرداً غير الأول، وذلك بخلاف عادته في أمثاله، فإنه يجعل ذلك حديثاً واحداً، إِذ هو بمعنى الأول، وحيث أَفرده عن الأول أشَرْتُ إلى ذلك لِيُعْلَمَ. وأخرج هذه الرواية أبو داود أيضاً بزيادة في أَوله، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «قل: اللهم اهْدِني، وسَدِّدني، واذكُرْ بالهدى: هدايةَ الطريق، واذكر بالسَّدَاد: تَسْدِيدَكَ السهمَ ... وذَكَرَه» . وأخرجه النسائي أيضاً، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «قُل: اللهم سَدِّدْني واهدني، ونهاني عن جلوس المياثر. والمياثرُ: شيءٌ كانت تَصْنَعُهُ النساءُ لبعولتِّهنَّ على الرَّحْل كالقطائف من الأُرجُوان» (1) . [ص: 789] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُفدَّم) : المصبوغ بالحمرة التي هي غير مشبعة. (الأرجوان) : صبغ أحمر شديد الحمرة. قال أبو عبيد: وهو الذي يقال له النشاستج، وقيل: هو معرب من أرغوان، وهو شجر له نور أحمر، وكل لون يشبهه فهو أرجوان، كذا قال الجوهري. (الدُّبَّاء) : القرع، والمراد به: القرع الذي كانوا ينبذون فيه. (الحَنْتم) : الجرار الخضر، كانوا يحملون فيها الخمر، وفي معناها غير الخضر من الألوان. وإنما حرم ذلك لأن هذه الظروف تسرع بالشدة في الشراب، وكان ذلك في صدر الإسلام ثم نسخ، وقال بعضهم: إن التحريم باق. والمذهب الأول. وإلى التحريم ذهب مالك وأحمد بن حنبل - رضي الله عنهما-. (القطائف) : جمع قطيفة، وهي كساء له خمل.   (1) رواه مسلم رقم (2078) في اللباس باب النهي عن لبس الرجل الثوب المعصفر، والموطأ 1 / 80 في الصلاة، باب العمل في القراءة، وأبو داود رقم (4044) و (4045) و (4046) و (4050) في اللباس، باب من كره لبس الحرير، ورقم (4225) في الخاتم، باب خاتم الحديد، والترمذي رقم (264) في الصلاة، باب ما جاء في النهي عن القراءة في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 187 و 188 في الصلاة، باب النهي عن القراءة في الركوع، وفي الزينة، باب خاتم الذهب، وباب الاختلاف على يحيى بن أبي كثير فيه، وباب حديث عبيدة، وباب النهي عن لبس خاتم الذهب، وباب النهي عن لبس المعصفر، وباب النهي عن الجلوس على المياثر من الأرجوان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد الله بن أحمد (1/80) (601) قال: حدثني حجاج بن يوسف الشاعر قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي في الكبرى «الورقة 128 / أ» قال: أخبرنا أبو علي محمد بن يحيى مروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة. كلاهما (أبو عوانة، وأبو حمزة السكري) عن عطاء بن السائب عن موسى بن سالم أبي جهضم أن أبا جعفر حدثه عن أبيه، فذكره. قال أبو عبد الرحمن النسائي: خالفه عمرو بن دينار، رواه عن أبي جعفر عن علي مرسلا أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي جعفر عن علي.. الحديث. وأخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (70) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس، قال: حدثنا حاتم ابن إسماعيل عن جعفر، عن أبيه، عن علي، فذكره. الحديث: 2944 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 786 2945 - (خ م ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِسَبْعٍ، ونهانا عن سبع: نهانا عن خواتيم الذهب، وعن آنية الذهب، وعن آنية الفضة، وعن المياثر، والقسِّيةِ، والإسْتَبْرَق، والدِّيبَاج، والحرير» ، هذه رواية النسائي. وأخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي وذكروا في أول الحديث: السبع المأمور بها. وسيجيء الحديث في كتاب [ص: 790] الصحبة من حرف الصاد، وأخرج الترمذي أيضاً منه، قال: «نهى رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم- عن ركوب المياثر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإستبرق) : ما غلظ من الحرير.   (1) رواه البخاري 11 / 15 و 16 في الاستئذان، باب إفشاء السلام، وفي الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز، وفي المظالم، باب نصر المظلوم، وفي النكاح، باب حق إجابة الوليمة، وفي الأشربة، باب آنية الفضة، وفي المرضى، باب وجوب عيادة المرضى، وفي اللباس، باب لبس القسي، وباب الميثرة الحمراء، وباب خواتيم الذهب، وفي الأدب، باب تشميت العاطس إذا حمد الله، وفي الإيمان، باب قول الله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، ومسلم رقم (2066) في اللباس، باب تحريم استعمال أواني الذهب، والترمذي رقم (2810) في الأدب، باب ما جاء في كراهية لبس المعصفر، والنسائي 8 / 201 في الزينة، باب النهي عن الثياب القسية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/284) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفيه (4/284) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/287) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الشيباني، وفي (4/299) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. وفيه (4/299) قال: حدثنا أبو داود عمر بن سعد، عن سفيان. وفيه (4/299) قال: حدثنا وكيع، عن أبيه، وعلي بن صالح. والبخاري (2/90) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/168) قال: حدثنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا شعبة. وفي (7/31) قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (7/146) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (7/150) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وفي (7/195) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا سفيان. وفي (7/197) و (8/166) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (7/200) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/61) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا شعبة. وفي (8/64) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، عن الشيباني. وفي (8/166) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري في «الأدب المفرد « (924) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا أبو الأحوص. ومسلم (6/135) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا أبو خيثمة. (ح) وحدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي ابن مسهر (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. كلاهما (علي، وجرير) عن الشيباني. (ح) وحدثناه أبو كريب قال: حدثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا أبو إسحاق الشيباني، وليث بن أبي سليم. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو عامر العقدي. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثني بهز. قالوا جميعا (ابن جعفر، ومعاذ، وأبو عامر، وبهز) حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن آدم، وعمرو بن محمد، قالا: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2115) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن علي بن صالح. وفي (3589) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني. والترمذي (1760) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا علي بن مسهر، قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني. وفي (2809) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا شعبة. والنسائي (4/54) و (8/201) قال: أخبرنا سليمان بن منصور البلخي، قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وأنبأنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص. وفي (7/8) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، عن محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (1916) عن محمود ابن غيلان، عن يحيى بن آدم، عن سفيان. تسعتهم - شعبة، وأبو إسحاق الشيباني، وسفيان، والجراح والد وكيع، وعلي بن صالح، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وزهير أبو خيثمة، وليث - عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد، فذكره. الحديث: 2945 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 789 2946 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أنَّ نبيَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا أَرْكَبُ الأُرْجُوَان، ولا أَلْبَسُ المُعَصْفَرَ، ولا ألبس المكَفَّف بالحرير، قال: وأوْمَأَ الحسنُ (1) إِلى جَيْبِ قَمِيصهِ، قال: وقال: ألا وِطيبُ الرِّجال: رِيحٌ لا لَوْنَ له، أَلا وطيبُ النساء لون لا ريح له» . قال سعيد: أُرَاهُ قال: إِنَّما حَمَلُوا قوله: في طيب النساء على أَنها إِذا خرجت، [فأَما] إذا كانت عند زوجها فلْتَطَيَّبْ بما شاءت. أَخرجه أبو داود (2) .   (1) في الأصل: الحسين، وهو خطأ، والتصويب من " سنن أبي داود "، وهو الحسن البصري. (2) رقم (4048) في اللباس، باب من كره لبس الحرير من رواية الحسن البصري عن عمران بن الحصين رضي الله عنه، والحسن البصري لم يسمع من عمران بن حصين، كما قال ابن أبي حاتم في " المراسيل " صفحة (30) طبع بغداد. وانظر الحديثان رقم (2923) و (2924) في خير طيب الرجال والنساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/442) قال: حدثنا روح. وأبو داود (4048) قال: حدثنا مخلد بن خالد، قال: حدثنا روح. والترمذي (2788) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. كلاهما - روح، وأبو بكر الحنفي - عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن، فذكره. الحديث: 2946 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 790 2947 - (د) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا سافر كان آخِرُ عهده بإنسانٍ من أهله فاطمةَ، وإذا قدم من سفره كان أولُ من يدخل عليه فاطمةَ، فقدم يوماً من غَزَاةٍ له، وقد عَلَّقَتْ مِسْحاً أو سِتْراً على بابها، وحَلَّتِ الحسن والحسين قُلْبَيْنِ من فضة، فقدم، فلم يدخل، فظنَّتْ أن ما منعه أَن يدخل: ما رأى، فهتكت السِّتْرَ، وَفَكَّتِ القُلْبَيْنِ عن الصَّبِيَّيْن، وقطعته منهما، فانطلقا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهما يبكيان، فأخذه منهما، وقال: «يا ثوبان، اذهب بهذا إلى آل فلان، قال: أهل بيتٍ بالمدينة - إِن هؤلاء أهلي أكره أن يأكلوا من طيِّباتهم في حياتهم الدنيا، يا ثوبان، اشترِ لفاطمةَ قِلادَة من عَصَبٍ، وسِوَارَيْنِ من عَاجٍ» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المِسْح) : البَلاس، وهو المنسوج من الشعر. (القُلْب) : كالسوار، والعاج هاهنا الذبل، وهو عظم ظهر السلحفاة فأما العاج الذي تعرفه العامة، فهو عظم أنياب الفيلة، وهو ميتة لا يجوز استعماله عند الشافعي، ويجوز عند أبي حنيفة. [ص: 792] (قِلادة من عصب) : قال الخطابي: العصب في هذا الحديث إن لم يكن هذه الثياب [اليمانية] ، فلست أدري ما هو؟ وما أُرى أن القلادة تكون منها.   (1) رقم (4213) في الترجل، باب ما جاء في الانتفاع بالعاج، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 275 في سند حميد الشامي، وسليمان بن المنبهي، وهما مجهولان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/275) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (4213) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - عبد الصمد، ومسدد - قالا: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة، عن حميد الشامي، عن سليمان المنبهي، فذكره. الحديث: 2947 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 791 2948 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن لبس الحرير، وعن التختُّمِ بالذهب، وعن الشرب في الْحَنَاتِم» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 170 في الزينة، باب حديث أبي هريرة والاختلاف على قتادة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (2/468) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. والبخاري (7/200) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (6/149) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (8/192) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد. ثلاثتهم - محمد بن جعفر غندر، وحجاج، ومعاذ- عن شعبة، عن قتادة. قال: سمعت النضر بن أنس. 2 - وأخرجه النسائي (8/170 و 192) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج، هو ابن الحجاج، عن قتادة، عن عبد الملك بن عبيد. كلاهما (النضر بن أنس، وعبد الملك بن عبيد) عن بشير بن نهيك، فذكره. (*) قال النسائي: حديث شعبة أولى بالصواب. «تحفة الأشراف» (9/12214) . الحديث: 2948 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 792 2949 - (د س) معاوية بن أبي سفيان: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن رُكوب النِّمار، وعن لُبْسِ الذهب، إِلا مُقَطَّعاً» . وفي رواية، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَرْكبوا الخَزَّ، ولا النُّمور» . أَخرجه أبو داود، والنسائي، وللنسائي أيضاً: أَن معاوية قال: - وعنده جَمْعٌ من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: «أتعلمونَ أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن لُبْس الذهب إِلا مُقطعاً؟ قالوا: اللهم، نعم» . وفي أخرى: أَن ذلك كان وهو مع معاوية في بعض حَجَّاتِهِ، وفي أخرى: أَنه جمعهم، فقال لهم: «أَنشُدكم، هل نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن لبس الذهب؟ قالوا: نعم، قال: وأنا أَشهد» ، وفي أخرى: «أنه جمع نفراً من الأنصار» ، وفي أخرى: «من المهاجرين والأنصار» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4129) في اللباس، باب في جلود النمور، والنسائي 8 / 160 و 161 في الزينة، باب تحريم الذهب على الرجال، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/93) قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (4239) قال: حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي (8/161) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب. كلاهما (إسماعيل بن علية، وعبد الوهاب الثقفي) عن خالد الحذاء، عن ميمون القناد، عن أبي قلابة، فذكره. * أخرجه النسائي (8/161) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة، عن سفيان بن حبيب، عن خالد، عن أبي قلابة، فذكره. ليس فيه «ميمون القناد» . (*) قال أبو داود: أبو قلابة لم يلق معاوية. الحديث: 2949 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 792 نوع خامس 2950 - (ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الحِنَّاءُ، والتَّعَطُّرُ، والسِّواكُ، والنكاحُ: من سنن المرسَلين» . وقال بعض الرواة: فيه: «الحياء» بالياء. وكذا أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1080) في النكاح، باب فضل التزويج والحث عليه، وإسناده ضعيف. ولكن للحديث طرق، قال الحافظ في " التلخيص " بعد ذكر حديث أبي أيوب هذا: رواه أحمد، والترمذي، ورواه ابن أبي خيثمة وغيره من حديث مليح بن عبد الله عن أبيه عن جده نحوه، ورواه الطبراني من حديث ابن عباس، ولعل الترمذي حسنه بهذا الشواهد، فقال: حديث حسن غريب، وفي الباب عن عثمان وثوبان وابن مسعود وعائشة وعبد الله بن عمرو، وأبي نجيح، وجابر، وعكاف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1080) قال: حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا حفص بن غياث عن الحجاج عن مكحول عن أبي الشمال فذكره. قال أبو عيسى: حديث أبي أيوب حديث حسن غريب حدثنا محمود بن خداش البغدادي حدثنا عباد بن العوام عن مكحول عن أبي الشهال عن أبي أيوب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو حديث حفص. قال أبو عيسى: وروى هذا الحديث هشيم ومحمد بن يزيد الواسطى وأبو معاوية وغير واحد عن الحجاج عن مكحول عن أبي أيوب ولم يذكر (عن أبي الشهال) وحديث حفص بن غياث وعباد بن العوام أصح. الحديث: 2950 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 793 2951 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجلاً شَعِثاً، فقال: أما كان يجد هذا ما يُسكِّنُ به شعرَه؟ ورأى آخر عليه ثيابٌ وَسِخة، فقال: أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه؟» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4062) في اللباس، باب غسل الثوب والختان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (4062) قال: حدثنا النفيلي قال: حدثنا مسكين، عن الأوزاعي (ح) ، وثنا عثمان ابن أبي شيبة عن وكيع، عن الأوزاعي نحوه عن حسان بن عطية، عن محمد بن المنكدر. فذكره. الحديث: 2951 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 793 2952 - (د) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: قال: «خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ، فرأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: على رَوَاحِلِنا، وعلى إبلنا [ص: 794] أكسيَة فيها خُيوطُ عِهنٍ حُمرٌ، فقال: ألا أَرى هذه الحمرةَ قد عَلتكم؟ فقمنا سِرَاعاً لقول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى نَفَرَ بعض إِبلنا، فأخذنا الأكسِيَةَ، فنزعناها عنها» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِهن) : العهن: صوف مصبوغ، وقيل: هو الصوف مطلقاً.   (1) رقم (4070) في اللباس، باب في الحمرة، وفي إسناده رجل مجهول من بني حارثة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/463) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، و «أبو داود» (4070) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا أبو أسامة، عن الوليد (يعني ابن كثير) . كلاهما (ابن إسحاق، والوليد) ، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أن رجلا من بني حارثة حدثه فذكره. الحديث: 2952 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 793 2953 - (خ م ط د) عبادة بن تميم - رحمه الله-: «أَن أَبا بَشير الأنصاري أخبره: أنه كان مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض أَسفاره، قال: فأرسل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- رسولاً -[قال] عبدَ الله بن أبي [بكر] ، حَسبتُ أَنه قال: والناس في مَبيتِهم - ينادي: ألا لا تَبْقَيَنَّ في رقبة بعير قِلادةٌ من وتَرٍ أَو قِلادةٌ إِلا قُطعَت» . قال مالك في الموطأ: «أُرَى ذلك من العين» . وفي روايته: «والناس في مَقِيلِهِم» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 98 و 99 في الجهاد، باب ما قيل في الجرس، ومسلم رقم (2115) في اللباس، باب كراهة قلادة الوتر في رقبة البعير، والموطأ 2 / 937 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في نزع المعاليق، وأبو داود رقم (2252) في الجهاد، باب في تقليد الخيل بالأوتار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) 582. و «أحمد» (5/216) قال: حدثنا روح، وإسماعيل ابن عمر. و «البخاري» (4/71) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. و «مسلم» (6/163) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. و «أبو داود» قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. خمستهم - روح، وإسماعيل، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، والقعنبي - عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، فذكره. الحديث: 2953 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 794 الباب السابع: في الصور والنقوش والستور ذم المصورين 2954 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن الذينَ يَصْنَعُون هذه الصُّوَر يُعَذَّبُون يومَ القيامة، يقال لهم: أَحيُوا ما خلقتم» . وفي رواية: «إِن أصحاب هذه الصور يُعَذَّبون يوم القيامة ... الحديث» . أَخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 323 في اللباس، باب عذاب المصورين يوم القيامة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} ، ومسلم رقم (2018) في اللباس، باب تحريم صورة الحيوان، والنسائي 8 / 215 في الزينة، باب ذكر ما يكلف أصحاب يوم القيامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/4) (4475) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/20) (4707) و (2/55) (5168) قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، عن عبيد الله. وفي (2/101) (5767) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/125) (6084) قال:حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (2/141) (6262) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، قال: حدثنا أيوب. و «البخاري» (7/215) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله. وفي (9/197) قال: حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا حماد بن زيد،عن أيوب و «مسلم» (6/160) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر (ح) وحدثنا ابن المثنى،قال: حدثنا يحيى،وهو القطان، جميعا عن عبيد الله. (ح) وحدثنا بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (6/161) قال: حدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قا ل: حدثنا الثقفي، كلهم عن أيوب. و «النسائي» (8/215) قال: أخبرنا قتيبة، وقال: حدثنا حماد، عن أيوب. وفي الكبرى ـ (الورقة/130 - أ) أخبرنا محمد بن خليل الدمشقي، عن شعيب بن إسحاق، عن عبيد الله. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا الثقفي، قال: حدثنا أيوب. (ح) وأخبرنا مسعود بن جويرية، قال: حدثنا المعافى، عن الضحاك ابن عثمان. ثلاثتهم - أيوب، وعبيد الله، والضحاك - عن نافع، فذكره. الحديث: 2954 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 795 2955 - (خ م ط س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من سَفَرٍ، وقد سَتَرْتُ سَهْوة لي بِقِرَامٍ فيه تماثيلُ، فلما رآه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- هَتكَهُ، وتَلَوَّنَ وجهُه، فقال: يا عائشة، أَشَدُّ الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يُضاهُونَ بخلق الله، قالت عائشة: فقطعناه، فجعلنا منه وِسادة، أَو وِسادتين» . وفي رواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه: «أنها نصبت سِتراً فيه تصاوير، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فنزعه، قالت: [ص: 796] فَقَطَعْتُهُ وسادتين، فقال رجل في المجلس حينئذ - يقال له: ربيعة بن عطاء - مولى بني زهرة: أَفما سمعتَ أبا محمد، يعني: أباه - يذكر أن عائشة قالت: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَرتَفِقُ عليها؟ فقال ابن القاسم: لا، فقال: لكني قد سمعته» . يريد: القاسم بن محمد. وفي رواية، قالت: «دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وفي البيت قِرَامٌ فيه صُوَرٌ، فتلَوَّنَ وجهه، ثم تناول السِّتْرَ فهتكه، وقال: مِن أَشَدِّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصوِّرون هذه الصورَ» . وفي أخرى نحوه، وقال: «إِن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يُشَبِّهون بخلق الله» . وفي أخرى: «إِنَّ أشد الناس عذاباً» . وفي أخرى: «أَنها اشترت نُمرقَة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قام على الباب، فلم يدخُل، فعرَفْتُ في وجهه الكراهيةَ، قالت: فقلت: يا رسول الله، أتوب إِلى الله وإِلى رسوله، ماذا أَذْنَبْتُ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما بال هذه النُّمرُقَةِ؟ قلت: اشتريتها لك، لتقعد عليها وتَوَسَّدَها. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن أصحاب هذه الصور يُعذَّبون يوم القيامة، فيقال لهم: أحيُوا ما خلقتم، وقال: إِن البيتَ الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة» . وفي أخرى: أنها قالت: «حَشَوتُ للنبي - صلى الله عليه وسلم- وِسادة فيها تماثيل، كأنها نُمرُقَةٌ، فجاء فقام بين البابين، وجعل يتغيَّر وجهه، فقلت: ما بالُنَا يا رسولَ [ص: 797] الله؟ قال: ما بالُ هذه الوِسادة؟ قلت: وسادة جعلتها لك لِتَضطجعَ عليها، قال: أما علمتِ أَنَّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وأَن من صنع هذه الصور يعذَّب يوم القيامة، فيقول: أحيوا ما خلقتم» . زاد في رواية، قالت: «فأخذتُه فجعلتُه مِرْفَقَتَينِ، فكان يَرتَفِقُ بهما في البيت» . وفي أخرى مختصراً: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن أصحابَ هذه الصُّوَر يُعذَّبون يوم القيامة، ويقال لهم: أَحيوا ما خلقتُم (1) » . هذه روايات البخاري، ومسلم. وفي رواية الموطأ مثل الرواية الخامسة، التي أولها: «أنها اشترت نُمرُقَة فيها تصاوير» . وأَخرجه النسائي مثل الرواية الثالثة، وقال فيه: «إِن من أشدِّ الناس عذاباً يوم القيامة: الذين يُشَبِّهونَ بخلق الله» ، وفي أخرى للنسائي، قالت: «قَدِمَ النبي - صلى الله عليه وسلم- من سفرٍ، وقد سَترتُ بِقِرام على سهوة لي، فيه تصاوير، فنزعه، فقال: أَشدُّ الناسِ عذاباً يوم القيامة: الذين يُضاهُونَ بخلق الله» (2) . [ص: 798] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سهوة) : السهوة: النافذة بين الدارين، وقيل: هي الصفة تكون بين يدي البيت، وقيل: هي صفة صغيرة كالمِخْدَع. (بِقِرَام) : القرام: الستر. (يُضاهون) : المضاهاة: المشابهة والمماثلة. (نُمرُقة) : النمرقة: المخدة، وكذلك المرفقة.   (1) قال النووي " في شرح مسلم ": وهو الذي يسميه الأصوليون: أمر تعجيز، كقوله تعالى: {قل فائتوا بعشر سور مثله} [هود: 13] . (2) رواه البخاري 10 / 315 - 327 في اللباس، باب ما وطئ من التصاوير، وباب من لم يدخل بيتاً فيه صورة، ومسلم رقم (2105) في اللباس، باب تحريم صورة الحيوان، والموطأ 2 / 966 و 967 في الاستئذان، باب ما جاء في الصور والتماثيل، والنسائي 8 / 213 في الزينة، باب التصاوير، وباب ذكر أشد الناس عذاباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح أخرجه الحميدي (251) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، قال سفيان: فلما جاءنا عبد الرحمن بن القاسم حدثنا بأحسن منه وأرخص. و «أحمد» (6/36) قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (6/85) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري. وفي (6/86) قال: حدثنا أبو اسلمغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثنا الزهري. وفي (6/103) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا بن لهيعة، قال: حدثنا بكير. وفي (6/116) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: حدثني شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (6/214) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، قال: قال عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/219) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد عن عبد الرحمن بن القاسم. و «الدارمي» (2665) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم. و «البخاري» (3/ 178) قال: حدثنا إبراهيم ابن المنذر. قال: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (7/215) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت عبد الرحمن بن القاسم، وما بالمدينة يومئذ أفضل منه. وفي (8/33) قال: حدثنا يسرة بن صفوان، قال: حدثنا إبراهيم، عن الزهري. و «مسلم» (6/158و159) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة. واللفظ لزهير، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وحدثنا محمد بن المثني. قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، وعقبة بن مكرم، عن سعيد بن عامر. ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو عامر العقدي، جميعا عن شعبة بهذا الإسناد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الرحمن ابن القاسم. (ح) وحدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا عمرو ابن الحارث، أن بكيرا حدثه، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه. و «ابن ماجة» (3653) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن القاسم. و «النسائي» (2/67) قال أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (8/214) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا بكير، قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وأخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وقتيبة بن سعيد، عن سفيان، عن الزهري. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17483) عن إسحاق بن إبراهيم، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، و «ابن خزيمة» (844) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عبد الرحمن بن القاسم. ثلاثتهم - الزهري، وعبد الرحمن بن القاسم، وبكير بن الأشج - عن القاسم بن محمد، فذكره. أخرجه أحمد (6/83) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم. و «النسائي» (8/216) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن سماك. كلاهما - عبد الرحمن، وسماك- عن القاسم بن محمد، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون الله في خلقه. (*) في روا ية عمرو بن الحارث. «أنها نصبت سترا فيه تصاوير، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنزعه. قالت: فقطعته وسادتين» فقال رجل في المجلس حينئذ يقال له ربيعة بن عطاء مولى بني زهرة: أفما سمعت أبا محمد يذكر أن عائشة قالت: فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرتفق عليهما قال ابن القاسم: لا، قال: لكني قد سمعته يريد القاسم بن محمد. الحديث: 2955 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 795 2956 - (خ م س) سعيد بن أبي الحسن - رحمه الله -: قال: جاء رجل إلى ابن عباسٍ، فقال: إني رجلٌ أُصَوِّرُ هذه الصورَ، فأَفتني فيها. فقال له: ادنُ مني، فدنا منه، ثم قال: ادن مني، فدنا منه، حتى وضع يده على رأسه، وقال: أُنبئُكَ بما سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كلُّ مُصَوِّرٍ في النار، يَجعل له (1) بكل صورة صَوَّرها نفساً، فَيعذِّبه في جهنم، فقال: إن كنتَ لابُدَّ فاعلاً، فاصنع الشجر، وما لا نَفس له» . هذه رواية البخاري، ومسلم. [ص: 799] وفي أخرى للبخاري، قال: «كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل، فقال: يا ابن عباس، إني رجل إنما مَعيشتي من صَنْعَةِ يديَّ، وإني أصنع هذه التصاوير؟ فقال ابن عباس: لا أُحَدِّثُكَ إِلا ما سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، سمعتُه يقول: مَن صَوَّرَ صُورة فإن الله مُعَذِّبُه، حتى يَنفُخَ فيها الرُّوح، وليس بنافخٍ فيها أَبداً، فربا الرجلُ رَبْوَة شديدة، واصفرَّ وجهُه، فقال: ويحَك، إِن أَبَيْتَ إِلا أَن تصنعَ فعليك بهذا الشجر، كلِّ شيء ليس فيه روح» . وفي رواية لهما عن النضر بن أنس بن مالك، قال: كنت جالساً عند ابن عباس، فجعل يُفتي، ولا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى سأله رجل، فقال: إِني أُصوِّرُ هذه الصُّوَر؟ ، فقال له ابن عباس: ادنه، فدنا الرجل، فقال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن صَوَّر صورة في الدنيا كُلِّفَ أَن ينفُخَ [فيها] الروحَ يوم القيامة، وليس بنافخٍ» . وأخرجه النسائي عن النضر بن أنس بمثل ما سبق، وفيها: «ادْنه ادنه - مرتين» (2) . [ص: 800] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَرَبا) : ربا الإنسان: انتفخ من غيظ أو كبر.   (1) قال النووي " في شرح مسلم ": هو بفتح الياء من " يجعل " والفاعل هو الله تعالى، أضمر للعلم به. قال القاضي: يحتمل معناه: إن الصورة التي صورها هي التي تعذبه بعد أن يجعل فيها روح، وتكون الباء في " بكل " بمعنى: في. قال: ويحتمل أن يجعل له بعدد كل صورة ومكانها شخص يعذبه، وتكون الباء بمعنى لام السبب. (2) رواه البخاري 4 / 345 في البيوع، باب بيع التصاوير والتركيب فيها روح، وفي اللباس، باب من صور صورة كلف يوم القيامة أن ينفخ وما هو بنافخ، ومسلم رقم (2110) في اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، والنسائي 8 / 215 في الزينة، باب ذكر ما يكلف أصحاب الصور يوم القيامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/308) (2811) قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن يحيى يعني ابن أبي إسحاق. وفي (1/360) (3394) قال: حدثنا إسماعيل، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا عوف. و «البخاري» (3/108) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: أخبرنا عوف. و «مسلم» (6/161) قال قرأت على نصر بن علي الحهضمي: عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يحيى بن أبي إسحاق. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 130 -أ) قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب، عن قراد - وهو عبد الرحمن بن غزوان - قال: أخبرنا شعبة، عن عوف. كلاهما - يحيى بن أبي إسحاق، وعوف - عن سعيد أبي الحسن، فذكره. الحديث: 2956 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 798 2957 - (خ م س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِن أشدَّ الناسِ عذاباً يومَ القيامة عند [الله] المُصَوِّرون» . هذه رواية البخاري، ومسلم. ولمسلم: «إنَّ من أشدِّ أهل النار يوم القيامة عذاباً المُصوِّرون» . قال الحميدي: وعند البُرقاني: «إِن أَشد الناسِ عذاباً يوم القيامة رجل قتله نبيٌّ، أو مُصَوِّرُ هذه التماثيل» . وأَخرجه النسائي مثل رواية مسلم، وله في أخرى: «المصوِّرين» . وفي أخرى لمسلم عن مسلم بن صُبيح، قال: «كنت مع مسروق في بيت فيه تماثيل مريمَ، فقال مسروق: هذه تماثيلُ كِسرى، فقلت: لا، هذا تماثيل مريمَ، فقال مسروق: أما إني سمعت عبد الله بن مسعود يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصوِّرون» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 321 و 322 في اللباس، باب عذاب المصورين يوم القيامة، ومسلم رقم (2109) في اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، والنسائي 8 / 216 في الزينة، باب أشد الناس عذاباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (117) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الأعمش. و «أحمد» (1/375) (3558) قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا منصور. وفي (1/426) (4050) قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع، قالا: حدثنا الأعمش. و «البخاري» (7/215) قال: حدثنا الحميدي، قال حدثنا سفيان، قال: حدثنا الأعمش.. و «مسلم» (6/161) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب،كلهم عن أبي معاوية. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال:حدثنا سفيان، كلاهما عن الأعمش. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا منصور. و «النسائي» (8/216) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وأنبأنا محمد بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، قال: حدثنا حصين بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - الأعمش، ومنصور، وحصين بن عبد الرحمن - عن مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق، فذكره. الحديث: 2957 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 800 2958 - (خ ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن صَوَّرَ صُورَة عَذَّبه اللهُ بها يوم القيامة، حتى يَنفُخَ فيها الرُّوحَ، وما هو بِنَافخ، ومن تَحَلَّم كُلِّفَ أن يعقِد شعيرة - أو قال: بين شعيرتين - ومن استمع إلى حديثِ قومٍ يُسِرُّونَهُ عنه صُبَّ في أُذُنَيهِ الآنُكُ يوم القيامة» . أخرجه البخاري، وأخرجه الترمذي، والنسائي، ولم يذكرا فيه: التَّحلمَ، وعَقْد الشعيرة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تحلَّم) الإنسان: إذا أخبر أنه رأى في النوم مالم يره. (الآنُك) : الرصاص الأسود.   (1) رواه البخاري 12 / 374 و 375 في التعبير، باب من كذب في حلمه، والترمذي رقم (1751) في اللباس، باب ما جاء في المصورين، والنسائي 8 / 215 في الزينة، باب ذكر ما يكلف أصحاب الصور يوم القيامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1-أخرجه أحمد (1/241) (2162) قال حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/350) (3272) قال: حدثنا محمد بن بشر. و «البخاري» (7/217) قال: حدثنا عياش بن الوليد، قال: حدثنا عبد الأعلى. و «مسلم» (6/162) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. و «النسائي» (8/215) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا خالد وهو ابن الحارث. خمستهم - ابن جعفر، وابن بشر، وعبد الأعلى، وابن مسهر، وابن الحارث - عن سعيد بن أبي عروبة. 2- وأخرجه مسلم (6/162) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي، عن قتادة. كلاهما - ابن أبي عروبة، وقتادة - قال ابن أبي عروبة: سمعت النضر بن أنس يحدث قتادة. وقال قتادة: عن النضر، فذكره. (*) قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: سمع سعيد بن أبي عروبة من النضر بن أنس هذا الواحد: «الجامع الصحيح» (3/108) . الحديث: 2958 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 801 2959 - (خ م) أبو زرعة - رحمه الله -: قال: دخلتُ مع أبي هريرة في دَارِ مَروَان، فرأَى فيها تصاويرَ، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال الله تعالى: ومن أظْلَمُ ممن ذهب يَخلق خَلْقاً كَخَلقي؟ فَلْيَخلُقوا ذَرَّة، أو لِيَخْلُقوا حَبَّة، أَو ليخلُقوا شعيرة» . [ص: 802] زاد البخاري: «ثم دعا بِتَوْرٍ من ماء، ثم توضأ للصلاة، فرأيته غسل يديه حتى بلغ إِبطَيه، فقلت: ما هذا؟ أَشيء سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، مُنْتَهى الحِلْيَة» (1) . وفي رواية: «دَاراً تُبنى بالمدينة لسعيدٍ، أو لمروانَ، فرأى مُصَوِّراً يُصوِّر في الدار، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ... وذكر الحديث» . أَخرجه البخاري، ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذرة) : الذر: صغار النمل.   (1) أي: ذلك منتهى الحلية، ورواه مسلم بلفظ: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء. (2) رواه البخاري 10 / 324 في اللباس، باب نقض الصور، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} ، ومسلم رقم (2111) في اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/232) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/391) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك. و «البخاري» (7/215) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (9/197) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن فضيل. و «مسلم» (6/162) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب، قالوا: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. أربعتهم - محمد بن فضيل، وشريك، وعبد الواحد، وجرير - عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة فذكره. الحديث: 2959 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 801 2960 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصورة في البيت، ونهى أن يُصنعَ ذلك» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1749) في اللباس، باب ما جاء في الصورة، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: وفي الباب عن علي وأبي طلحة وعائشة وأبي هريرة، وأبي أيوب، وفي الحديث حرمة اتخاذ الصور وإدخالها في البيت، لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة، كما جاء في الأحاديث الصحيحة، ولا فرق في ذلك بين ماله ظل وما لا ظل له، وهو مذهب جمهور العلماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/335) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. وفي (3/383) قال: حدثنا روح. وفي (3/384) قال: حدثنا حجاج. و «الترمذي» (1749) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا روح بن عبادة. ثلاثتهم - عبد الله بن الحارث، وحجاج، وروح - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/336) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. 3- وأخرجه أحمد (3/396) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة. ثلاثتهم - ابن جريج، وابن لهيعة، وموسى بن عقبة- عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 2960 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 802 2961 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «لمَّا اشتَكى [ص: 803] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ذكر بعضُ نسائه كنيسَة، يقال لها: مارية، وكانت أمُّ سلمَةَ (1) ، وأُم حبيبةَ أَتَتَا أرضَ الحبشة، فذكرتا من حُسنِها وتصاويرَ فيها، فرفع رأسَه، فقال: أولئك [قوم] إِذا مات فيهم الرجلُ الصالحُ بَنَوْا على قبره مسجداً، ثم صوَّروا فيه تلك الصور، أُولَئِكِ شِرار خلق الله» . أَخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية النسائي: «أَن أم حبيبة، وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأتاها بالحبشة فيها تصاوير، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ أولئك إِذا كان فيهم الرجلُ الصالحُ فمات ... وذكر الحديث» (2) .   (1) في الأصل: أم سليم، والتصحيح من البخاري ومسلم. (2) رواه البخاري 1 / 438 في الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد، وباب الصلاة في البيعة، وفي الجنائز، باب بناء المسجد على القبر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة الحبشة، ومسلم رقم (528) في المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، والنسائي 2 / 41 و 42 في المساجد، باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/51) قال: حدثنا يحيى. (ح) ووكيع. و «البخاري» (1/116، 5/63) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي (1/118) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا عبدة. وفي (2/114) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. و «مسلم» (2/66) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد، قالا: حدثنا وكيع. وفي (2/ 67) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. و «النسائي» (2/41) وفي الكبرى) (694) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا يحيى. و «ابن خزيمة» (790) قال: أخبرنا بندار ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا يحيى. خمستهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، وعبدة بن سليمان، ومالك، وأبو معاوية - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2961 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 802 كراهية الصور والستور 2962 - (خ م ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قَدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من سفرٍ، وقد عَلَّقْتُ دُرْنُوكاً فيه تماثيل، فأَمرني أَن أَنْزِعَهُ، فنزعتُه، وكنت أغتسل أَنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من إِناءٍ واحدٍ» . هذا لفظ البخاري. وفي أخرى، قالت: «قدم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من سَفرٍ، وقد سترت على بابي [ص: 804] دُرنُوكاً، فيه الخيلُ ذَوَاتُ الأجنِحَة، فأمرني فنزعتُه» . وفي أخرى نحوه، وليس فيه: «قدِم من سفر» . وليس عند مسلم في هذا الحديث ذِكْر اغتسالها معه- صلى الله عليه وسلم- من إِناءٍ واحد. ولمسلم قالت: «كان لنا سِتْرٌ فيه تمثالُ طائر، وكان الداخل إِذا دخل استقبله، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: حَوِّلِي هذا، فإِني كلما دخلتُ فرأَيتُهُ ذكرْتُ الدنيا. قالت: وكان لنا قطيفةٌ كُنَّا نقول: عَلَمُهَا حَرِيرٌ، وكُنَّا نَلْبَسُها» . قال ابن المثنى: وزاد فيه عبد الأعلى: «فلم يأْمُرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقَطْعه» . ولمسلم أيضاً من حديث زيد بن خالد الجهني عن أَبي طلحة الأنصاري: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تماثيل، قال: فأتيت عائشة، فقلت: إن هذا يخبِرُني: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: لا تدخلُ الملائكةُ بيتاً فيه كلبٌ ولا تماثيلُ، فهل سمعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر ذلك؟ فقالت: لا، ولكن سأُحدِّثكم ما رأَيته فعل: رأَيته خرج في غَزاة، فأخذت نَمَطاً، فلما قدم فرأى النمط عرفتُ الكراهية في وجهه، فجذبه حتى هتكه - أو قطعه - وقال: إِن الله لم يأمرنا أَن نَكْسُوَ الحجارة والطين، قالت: فقطَعْنا منه وِسَادتين، وحشوتُهما لِيفاً، فلم يَعِبْ ذلك عليَّ» . وقد أَخرج منه البخاري ما لأبي طلحة فقط، ولم يُخَرِّج حديث عائشة. [ص: 805] وأخرجه الترمذي، قالت: «كان لنا قِرَامُ سِتْرٍ، فيه تماثيل على بابي، فرآه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: انْزِعيه، فإنه يُذَكِّرُني الدنيا، قالت: وكان لنا سَمَلُ قطيفةٍ، نقول: عَلَمُها حرير، كنا نَلْبَسُها» . وأخرج النسائي رواية مسلم التي فيها ذِكْر الطائر، وله في أخرى، قالت: «كان في بيتي ثوبٌ فيه تصاوير، فجعلته إلى سهوة في البيت، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي إِليه، ثم قال: يا عائشة، أَخِّرِيه عنِّي، فنزعته، فجعلته وِسادة» . وله في أخرى قالت: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَرْجَة، ثم دخل، وقد علَّقتُ قِرَاماً فيه الخيلُ أُولاتُ الأجنحة، فلما رآه، قال: انزعيه» . وأخرج أبو داود رواية مسلم التي في أَولها حديث أبي طلحة الأنصاريِّ، إلى قوله: «ما رأيته فعل، ثم قالت: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض مغازيه، وكنت أَتَحَيَّنُ قُفُوله، فأخذت نَمَطاً كان لنا، فسترته على العَرْض، فلما جاء استقبلتُه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الذي أَعَزَّكَ وأَكرمك، فنظر إلى البيت فرأَى النَّمَطَ، فلم يردَّ عليَّ شيئاً، ورأيتُ الكراهية في وجهه، فأتى النمط حتى هتكه، ثم قال: إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسوَ الحجارة واللَّبِنَ، قالت: فقطعته، فجعلته وِسادَتين، [ص: 806] وحشَوتُهما ليفاً، فلم يُنكِر ذلك عليَّ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دُرنُوكاً) : الدرنوك: ضرب من البسط ذو خمل. (نَمطاً) : النمط: ضرب من البسط معروف. (هتكه) : أي: خرقه وقطعه. (سَمَل) : السَّمَل: الخَلَق من الثياب، وما كان في معناها من ستر أو كساء أو نحو ذلك. (أتحيَّن) : تحيَّنت كذا، أي: انتظرت حينه، وهو وقت كونه. (العَرْض) : الذي قرأته في كتاب «سنن أبي داود» ، وهي الرواية «العرض» بالضاد المعجمة، والذي شرحه الخطابي في «معالم السنن» و «غريب الحديث» له، هذا لفظه: قال: في «معالم السنن» العرص: هو الخشبة المعترضة يُسَقَّفُ بها البيت، ثم توضع عليها أطراف الخشب الصغار، يقال: عرَّصت البيت تعريصاً (2) . هكذا ذكره الخطابي، ولم يُقيد اللفظة أنها بالضاد المعجمة [ص: 807] أو [الصاد] المهملة. حتى نكون منه على يقين. وقال في كتاب «الغريب» له: «فهتك العرص» وقال: قال الراوي: «العرض» وهو غلط، والصواب «العرص» وذكر نحو ما ذكر في «المعالم» » وقال: ومجر البيت هو العرص، بعينه، وهو الذي يقال له: الجائز، وهو حامل البيت، وأراه مشبَّهاً بالمجرة لاعتراضها في السماء، وإنما عنت عائشة بهتك العرص: هتك سماوة البيت، [التي] كانت غطت بها وجه العرص هذا قوله في كتاب الغريب، ولم يقيده أيضاً، إلا أن غرضه بالصاد المهملة: يدل عليه ما ذكره الهروي في كتابه من العين والراء والصاد المهملة. قال: «العرص» خشبة توضع على البيت عرضاً إذا أرادوا تسقيفه، ثم يلقى عليه أطراف الخشب الصغار، يقال: عرصت البيت تعريصاً. قال: والمحدثون يروونه بالضاد المعجمة، وهو بالصاد والسين. قال: وجاء به أبو عبيد بالسين، وهذا القول من الهروي يدل على أن الذي أراد الخطابي: الصاد المهملة، لأن تفسيره مثل الهروي، والذي ذكره الأزهري في كتابه مثل ما ذكره الهروي. عنه أخذه، لأنه صاحبه، وقال الزمخشري: العرص: الجائز الذي يوضع عليه أطراف العوارض، والجائز: هو الخشبة التي تعمل معترضة في البيت، قال: وقد روي بالضاد المعجمة، قيل: لأنه يوضع على البيت عرضاً. وأما الجوهري فلم يذكره في «عرض، ولا عرص» إنما قال في «عرس» : والعَرَس - بالفتح [ص: 808] حائط يجعل بين حائطي البيت الشتوي، لا يبلغ أقصاه، ثم يسقَّف، ليكون البيت أدفأ، وإنما يفعل ذلك في البلاد الباردة، ويسمى بالفارسية: تِيجَة، ويقال: بيت معرَّس. قال: وقال أبو عبيد في تفسيره شيئاً غير هذا، لم يرتضه أبو الغوث وهذا إن كان أراد المذكور في الحديث، فيكون قد أُبدِلَت السين صاداً. والله أعلم.   (1) رواه البخاري 10 / 325 و 326 في اللباس، باب ما وطئ من التصاوير، وفي المظالم، باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر، وفي الأدب، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله، ومسلم رقم (2107) في اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، والترمذي رقم (2470) في صفة يوم القيامة، باب رقم (33) ، وأبو داود رقم (4153) في اللباس، باب في الصور، والنسائي 8 / 213 في الزينة، باب التصاوير. (2) في الأصل: عرضت البيت تعريضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/208) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/229) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/281) قال: حدثنا عامر بن صالح. و «البخاري» (7/216) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود. و «مسلم» (6/158) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة، وحدثناه أبو كريب، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (8/213) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا أبو معاوية. ستتهم - وكيع، وأبو معاوية الضرير، وعامر بن صالح، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبو أسامة حماد ابن أسامة، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروه عن أبيه، فذكره. الحديث: 2962 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 803 2963 - (خ م د ت س) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه -: أَن أبا طلحة الأنصاري، قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تدخل الملائكةُ بيتاً فيه صُورةٌ» . قال بُسر بن سعيد: «ثم اشتكى زيد بن خالد، فعُدْناه، فإذا على بابه سِتْرٌ فيه صورة، فقلت لِعُبَيْدِ الله الخَوْلاني - ربيبِ ميمونةَ زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم-: أَلم يُخبرنا زيد عن الصُّوَر يومَ الأول؟ فقال عُبَيْدُ الله: أَلم تَسْمَعْه حين قال: إِلا رَقْماً في ثوب؟» . وفي رواية قال: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلبٌ، ولا صورة» . وفي أخرى: «ولا تماثيل» . وفي أخرى: «ولا تصاوير» . زاد بعضُ الرُّوَاةِ بعد قوله: «ولا صورةٌ» : «يريد: صورة التماثيل التي فيها الأرواح» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلبٌ ولا تماثيلُ» . [ص: 809] وأَخرج أَبو داود، والنسائي الرواية الأولى. وأَخرج الترمذي رواية مسلم الأخيرة. وأخرج النسائي أيضاً الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَقماً) : الرقم: النقش، وأصله: الكتابة.   (1) رواه البخاري 10 / 328 في اللباس، باب من كره القعود على الصور، وباب التصاوير، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وباب قوله الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (2606) في اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، وأبو داود رقم (4155) في اللباس، باب في الصور، والترمذي رقم (2805) في الأدب، باب ما جاء أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ولا كلب، والنسائي 8 / 212 و 213 في الزينة، باب التصاوير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/28) قال: حدثنا الحجاج بن محمد، وهاشم بن القاسم، قالا: حدثنا ليث - يعني ابن سعد-. و «البخاري» (4/138) قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو. وفي (7/216) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. و «مسلم» (6/157) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وفي (6/758) قال: حدثنا أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث. و «أبو داود» (4155) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. و «النسائي» (8/212) وفي الكبرى (ورقة 131) قال: أخبرنا عيسى بن حماد، قال: حدثنا الليث. كلاهما - الليث، وعمرو - عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد فذكره. الحديث: 2963 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 808 2964 - (ط ت س) عبيد الله (1) بن عبد الله بن عتبة - رحمه الله -: «دخل على أبي طلحة الأنصاريِّ يعوده، فوجد عنده سَهلَ بْنَ حُنيفٍ، فدعا أَبو طلحة إِنساناً يَنزعْ نمطاً تحته، فقال له سهل: لِمَ تَنْزِعهُ؟ قال: لأن فيه تصاويرَ، وقال فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ما علمتَ، قال سهل: أَوَ لَم يَقُل: إِلا ما كان رقماً في ثوب؟ قال: بلى، ولكنَّه أَطيبُ لنفسي» . أخرجه الموطأ، والترمذي، والنسائي (2) .   (1) في الأصل: عبد الله، والتصحيح من الموطأ والترمذي والنسائي وكتب الرجال. (2) رواه مالك في " الموطأ " 2 / 966 في الاستئذان، باب ما جاء في الصور والتماثيل، والترمذي رقم (1750) في اللباس، باب ما جاء في الصور، والنسائي 8 / 212 في الزينة، باب التصاوير، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه مالك في الموطأ (598) . و «أحمد» (3/486) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا مالك. و «الترمذي» (1750) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. و «النسائي» (8/212) وفي الكبرى (ورقة 131) قال: أخبرنا علي بن شعيب. كلاهما (إسحاق، وعلي) قالا: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. وأخرجه النسائي في الكبرى (ورقة 131) قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق. كلاهما - مالك، وابن إسحاق - عن أبي النضر. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى (ورقة 131) قال: أخبرنا محمد بن هاشم البعلبكي، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري. كلاهما - سالم أبو النضر. والزهري - عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. (*) رواية ابن إسحاق - عن عثمان بن حنيف، وأبي طلحة. الحديث: 2964 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 809 2965 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان قِرَامٌ لعائشةَ سترتْ به جانبَ بيتها، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَميطي عَنِّي (1) ، فإنه لا تزالُ تصاويره تعرض لي في صلاتي» . أَخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أميطي) : الإماطة: الإزالة والتنحية.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": القرام ستر رقيق من صوف ذي ألوان. (2) 10 / 328 في اللباس، باب كراهية الصلاة على التصاوير، وفي الصلاة في الثياب، باب إذا صلى في ثوب مصلب أو تصاوير هل تفسد صلاته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/151) قال:حدثنا عبد الصمد وفي (3/283) قال: حدثنا عفان، و «البخاري» (1/105) قال:حدثنا أبو معمر. وفي (7/216) قال: حدثنا عمران بن ميسرة. أربعتهم- عبد الصمد، وعفان، وأبو معمر، وعمران - عن عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز فذكره. الحديث: 2965 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 810 2966 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تَصَاليبُ إِلا هَتَكَه، أَو قالت: قَضبَهُ» (1) . أخرجه البخاري، وأبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قضبه) : القضب: القطع.   (1) لفظه عند البخاري: إلا نقضه. (2) رواه البخاري 10 / 323 في اللباس، باب نقض الصور، وأبو داود رقم (4151) في اللباس، باب في الصليب في الثوب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/52) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. (وعبد الصمد، عن يحيى. كذا في المطبوع) . وفي (6/237) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. وفي (6/252) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب. (ح) وأبو عامر، قال: حدثنا هشام. و «البخاري» (7/215) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا: هشام. وأبو داود (4151) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبان. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17424) عن إسماعيل بن مسعود الجحدري، عن خالد بن الحارث، عن هشام. ثلاثتهم - هشام، وحرب بن شداد، وأبان بن يزيد -عن يحيى بن أبي كثير، عن عمران بن حطان، فذكره. الحديث: 2966 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 810 2967 - (خ د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتى بيتَ فاطمةَ، فوجد على بابها سِتْراً مَوشِيّاً، فلم يدخل، فجاء عليٌّ، فرآها مُهتَمَّة، فقال: مالَكِ؟ فأَخبرته بانْصِرَافِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عن [ص: 811] بابها، فأتى عليٌّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، وقال: قد اشتَدَّ [ذلك] عليها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مالنا وللدنيا، ومالنا وللرَّقمِ؟ فذهب إِلى فاطمةَ، فأَخبرها بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فردَّته إِليه، تقول: فما تأمرنا به فيه؟ قال: تُرسِلين به إِلى أهل حاجة» . أَخرجه البخاري، وأَبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَوشِيّاً) الوشي: النقش، وثوب موشي: إذا كان منقوشاً.   (1) رواه البخاري 5 / 168 في الهبة، باب هدية ما يكره لبسه، وأبو داود رقم (4149) في اللباس، باب في اتخاذ الستور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/21) (4727) قال: حدثنا ابن نمير. و «عبد بن حميد» (784) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. و «البخاري» (3/213) قال: حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر، قال: حدثنا ابن فضيل. و «أبو داود» (4149) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نيمر. وفي (4150) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن فضيل. كلاهما- عبد الله بن نمير، ومحمد بن فضيل- عن فضيل بن غزوان، عن نافع، فذكره. في رواية ابن فضيل، ذكر الحديث بنحوه، وقال: «وكان سترا موشيا» . الحديث: 2967 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 810 2968 - (د) سفينة - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أن رجلاً أَضاف عليَّ بنَ أبي طالب، فصنعَ له طعاماً، فقالت له فاطمةُ: لو دَعونَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأكل معنا؟ فدعوهُ، فجاء فوضع يده على عِضادَتي الباب، فرأى القِرَامَ قد ضُرِب في ناحيةِ البيت، فرجع، فقالت: فاطمةُ لعليٍّ: الحَقهُ، فانظر ما رَجعهُ، فتبعَه، فقال: يا رسول الله، ما رَدَّك؟ قال: إِنه ليس لي - أو لنبيٍّ - أَن يدخل بيتاً مُزَوَّقاً» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3755) في الأطعمة، باب إجابة الدعوة إذا حضرها مكروه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 221 و 222 وابن ماجة رقم (3360) في الأطعمة، باب إذا رأى الضيف منكراً رجع، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/220و222) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (5 /221) قال حدثنا عفان. وفي (5/222) قال: حدثنا بهز. و «أبو داود» (3755) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «ابن ماجة» (3360) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الجزري، قال: حدثنا عفان بن مسلم. أربعتهم (أبو كامل، وعفان، وبهز، وموسى) قالوا: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا سعيد بن جهمان، فذكره. الحديث: 2968 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 811 2969 - (م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال [ص: 812] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتاني جبريل، فقال: إِني أَتيتُك البارحةَ، فلم يمنعني أَن أَكونَ دخلتُ إِلا أَنه كان في البيت قِرَام سِتْرٍ فيه تماثيلُ، وكان في البيت كلبٌ وعلى الباب تمثال الرجال، فَمُرْ برأسِ التِّمْثال فيُقْطع، فيصيرَ كهيئة الشجرة، ومُرْ بالْقِرَامِ فيُجْعل منه وسادتين تُوطَآن، وبالكلب فَلْيُخْرَجْ. قال: وكان الكلب جِرْواً للحسن - أو الحسين بن علي - يلعب به، كان تحت نَضَدٍ له، فأمر به فأُخْرِج» . أَخرجه الترمذي، وأبو داود. وفي رواية مسلم مختصراً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه تصاويرُ، أو تماثيلُ» . وفي رواية النسائي، قال: «اسْتَأْذن جبريل على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ادْخُلْ، فقال: كيف أدخل وفي بيتك سِتْرٌ فيه تصاوير؟ إِما أن تُقطَعَ رؤوسها، أو تُجْعَلَ بِساطاً يُوطَأُ، فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتاً فيه تماثيل أو تصاوير» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّضَد) : السرير. وقيل: هو أخشاب يصفون عليها الثياب، وسمي السرير نضداً، لتنضيد الفرش عليه، وهو تعبئتها.   (1) رواه مسلم رقم (2112) في اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، وأبو داود رقم (4158) في اللباس، باب في الصور، والترمذي رقم (2807) في الأدب، باب ما جاء أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ولا كلب، والنسائي 8 / 216 في الزينة، باب أشد الناس عذاباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/305ـ قال: حدثنا أبو قطن. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع. و «أبو داود» (4158) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري. و «الترمذي» (2806) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. أربعتهم -أبو قطن، وو كيع، وأبو إسحاق الفزاري، وابن المبارك - عن يونس بن أبي إسحاق. 2- وأخرجه أحمد (2/308) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/390) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل. و «النسائي» (8/216) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر. ثلاثتهم- معمر، وإسرائيل، وأبو بكر بن عياش - عن أبي إسحاق. كلاهما - يونس، وأبو إسحاق - عن مجاهد، فذكره. الحديث: 2969 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 811 2970 - (ط ت) رافع بن إسحاق - مولى الشفاء - رحمه الله -: قال: «دخلت أنا وعبدُ الله بن أَبي طلحة على أبي سعيد الخُدريِّ نعودُهُ، فقال لنا أبو سعيد: أخبرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل، أَو تصاوير» . يشك إِسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة، لا يدري أَيَّتَهُمَا قال أبو سعيد. أخرجه الموطأ، والترمذي (1) .   (1) رواه مالك في " الموطأ " 2 / 965 و 966 في الاستئذان، باب ما جاء في الصور والتماثيل، والترمذي رقم (2806) في الأدب، باب ما جاء أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ولا كلب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (598) . و «أحمد» (3/90) . و «الترمذي» (2805) قال: حدثنا أحمد ابن منيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن منيع - عن روح بن عبادة، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة، أن رافع بن إسحاق مولى الشفاء. أخبره، فذكره. الحديث: 2970 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 813 2971 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «وَعَدَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جبريلُ أَن يأتيَه، فَرَاثَ عليه، حتى اشْتَدَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فخرج، فَلقِيَهُ جبريلُ، فشكا إليه، فقال: إِنا لا ندخل بيتاً فيه كَلبٌ، ولا صُورَةٌ» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فراث) : راث عليه: إذا أبطأ.   (1) 10 / 329 في اللباس، باب لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4/139و 7/216) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمرو هو ابن محمد، عن سالم فذكره. الحديث: 2971 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 813 2972 - (م س د) ميمونة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَصْبَحَ عندها يوماً وَاجِماً، فقالت له: لقد استَنْكرتُ [ص: 814] هَيْأتَكَ مُنْذُ اليوم، فقال: إِن جبريل كان وَعدَني أَن يَلْقَاني، فلم يَلْقَني، أَما واللهِ ما أَخْلَفَني، فَظَلَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَه ذلك على ذلك، ثم وقع في نفسه جِرْوُ كلب تحت فُسْطَاطٍ لنا، فأمر به فأُخْرِج، ثم أخذ [بيده] ماء، فنضحَ مكانَه، فلما أمسى لَقِيَهُ جبريل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[له] : كنتَ (1) وَعَدْتَني البَارِحَةَ؟ قال: أجل، ولكنَّا لا ندخل بيتاً فيه كلبٌ ولا صُورَةٌ، فأصبح فأَمر بقتل الكلاب يومئذ، حتى إِنه يأمُرُ بقتل كلب الحائط الصغير، ويتركُ كلب الحائط الكبير» . أَخرجه مسلم، والنسائي. وللنسائي أيضاً في أخرى قالت: «إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال له جبريل: إِنا لا ندخل بيتاً فيه كلب، ولا صورة، فأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ، فأمر بقَتْل الكلاب، حتى إِنه لَيَأْمُرُ بقتل الكلب الصغير» . وأَخرجه أبو داود: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن جبريل وعدني أن يلقاني الليلةَ، فلم يلقَني، ثم وقع في نفسه جِروُ كلبٍ تحت سُبَاطَةٍ لنا، فأمر به فأُخرِجَ، ثم أخذ بيده ماء فنضح به مكانه، فلما لقيَه جبريل عليه السلام، قال: إنا لا ندخل بيتاً فيه كلبٌ ولا صُورَةٌ، فأصبح النبي - صلى الله عليه وسلم-، فأمر بقَتل الكلاب ... الحديث» (2) . [ص: 815] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (واجماً) الواجم: المُطْرِق المفكر من شدة الحزن. (فُسطاط) الفسطاط: بيت من شعر. (السُّباطة) الزبالة والكناسة.   (1) في الأصل: كيف، والتصحيح من مسلم. (2) رواه مسلم رقم (2105) في اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، وأبو داود رقم (4157) في اللباس، باب في الصور، والنسائي 7 / 186 في الصيد، باب امتناع الملائكة من دخول بيت فيه كلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/330) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. و «مسلم» (6/156) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «أبو داود» (4157) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «النسائي» (7/186) قال: أخبرنا محمد بن خالد بن خلي، قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه. ثلاثتهم -محمد بن أبي حفصة، ويونس. وشعيب بن أبي حمزة -عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن ابن السباق. 2- وأخرجه ابن خزيمة (299) قال: حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة بن روح حدثهم، عن عقيل قال: أخبرني محمد بن مسلم، أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أخبره. كلاهما - ابن السباق، وعبيد الله - عن عبد الله بن عباس، فذكره. * أخرجه النسائي (7/184) قال: أخبرنا كثير بن عبيد. قال: حدثنا محمد بن حرب. عن الزبيدي، عن الزهري. قال: أخبرني ابن السباق. قال: أخبرتني ميمونة. فذكرته. ولم يذكر (ابن عباس) . واجما: الواجم: المطرق المفكر من شدة الحزن. فسطاطا: الفسطاط: بيت من شعر. السباطة: الزبالة والكناسة.. الحديث: 2972 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 813 2973 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «وَاعَدَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جبريلُ في ساعةٍ أن يَأْتِيَهُ، فجاءت تلك الساعةُ، ولم يأْتِهِ، قالت: وكان بيده عصا، فطرحها من يده، وهو يقول: ما يُخْلِفُ الله وَعدَهُ، ولا رُسُلُهُ، ثم التفَتَ، فَإِذا جِروُ كلبٍ تحت سرير، فقال: متى دخل هذا الكلبُ؟ فقلت: والله ما دَرَيْتُ به، فأمر به فأُخرجَ، فجاءه جبريل، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وعدتني فجلستُ لك، ولم تأتني؟ فقال: منعني الكلب الذي كان في بيتك، إِنا لا ندخل بيتاً فيه كلبٌ ولا صورةٌ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2104) في اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/142) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن عمرو. و «مسلم» (6/155و 156) قال: حدثني سويد بن سعيد، وقال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا المخزومي، قال: حدثنا وهيب، عن أبي حازم. و «ابن ماجة» (3651) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو. كلاهما - محمد بن عمرو، وأبو حازم سلمة بن دينار- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فذكره. الحديث: 2973 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 815 2974 - (د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورةٌ، ولا جُنُبٌ، ولا كلبٌ» . أَخرجه أبو داود، والنسائي. [ص: 816] وفي أخرى للنسائي، قال: «صَنعتُ طعاماً، فدَعَوتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: فجاء فدخل، فرأى سِتْراً فيه تصاوير، فخرج، وقال: إِن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تصاوير» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (227) في الطهارة، باب في الجنب يؤخر الغسل، ورقم (4152) في اللباس، باب في الصور، والنسائي 1 / 141 في الطهارة، باب في الجنب إذا لم يتوضأ، و 7 / 185 في الصيد، باب امتناع الملائكة من دخول بيت فيه كلب، وفي سنده نجي الحضرمي الكوفي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولأكثره شواهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/83) (632) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/104) (815) قال: حدثنا عفان. وفي (1/139) (1172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «أبو داود» (227 و4152) قال: حدثنا حفص ابن عمر. و «ابن ماجة» (3650) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر. و «النسائي» (1/141) . وفي الكبرى (249) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. (ح) وأنبأنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. وفي (7/185) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، ويحيى بن سعيد. خمستهم - يحيى، وعفان، ومحمد بن جعفر، وحفص، وهشام - عن شعبة، قال: حدثني علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه فذكره. الحديث: 2974 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 815 2975 - (م ت س) حَيَّان بن حصين أبو الهياج الأسدي: قال: قال لي عليُّ - رضي الله عنه -: «ألا أبعثُك على ما بَعَثني عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ [أن] لا تدعَ صُورَة إِلا طَمستَها، ولا قَبراً مُشْرِفاً إِلا سَوَّيتَهُ» . أَخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (969) في الجنائز، باب الأمر بتسوية القبور، والترمذي رقم (1049) في الجنائز، باب ما جاء في تسوية القبور، والنسائي 4 / 88 في الجنائز، باب تسوية القبور إذا رفعت، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3218) في الجنائز، باب في تسوية القبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/96) (741) ، 1/128 (1064) قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» (3/61) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب (قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا وكيع) . (ح) وحدثنيه أبو بكر بن خلاد الباهلي،قال: حدثنا يحيى - وهو القطان -. و «أبو داود» (3218) قال: حدثنا محمد بن كثير. و «النسائي» (4/88) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. ثلاثتهم - وكيع، ويحيى، ومحمد بن كثير - عن سفيان.، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل. 2- وأخرجه أحمد (1/89) (683) قال: حدثنا يونس بن محمد. و «عبد الله بن أحمد» (1/111) (889) قال: حدثنا شيبان أبو محمد. كلاهما - يونس. وشيبان - عن حماد بن سلمة، عن يونس بن خباب، عن جرير بن حيان. كلاهما -أبو وائل، وجرير - عن أبي الهياج وهو حيان بن حصين الأسدي، فذكره. * أخرجه أحمد ((1/128) (1064) . والترمذي (1049) قال:حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد. وابن بشار - عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، أن عليا قال لأبي الهياج.. فذكر الحديث الحديث: 2975 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 816 2976 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «دخل النبي - صلى الله عليه وسلم- البيتَ، فوجد فيه صورة إِبراهيم، وصورة مريم، فقال: أمَّا هُم، فقد سَمِعوا: أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، هذا إِبراهيم مُصَوَّراً، فما بالهُ يَستَقْسِمُ؟» . وفي رواية: «أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- لما رَأَى الصُّورَ في البيت لم يدخل حتى أَمر بها فَمُحِيَت، ورأى إبراهيمَ وإِسماعيلَ بأيْدِيهِما الأزلامُ فقال: قاتلهم الله، والله إن استَقْسَما بالأزلام قط» (1) . وفي رواية «أَنَّ [ص: 817] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما قدم أَبى أَن يدخل البيت وفيه الآلهةُ، فأَمر بها فَأُخرِجت، فأخرَجوا صورةَ إِبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلامُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: قاتلهم اللهُ، أما واللهِ، لقد عَلِمُوا أنهما لم يستقْسِما بها قط، فدخل البيت فكَبَّرَ في نواحيه، ولم يُصَلِّ فيه» . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأزلام) : القداح التي لا ريش لها ولا نصل. (الاستقسام) : طلب القسم، كان استقسامهم بها: أنهم كانوا إذا أراد أحدهم سفراً، أو تزويجاً، أو نحو ذلك، ضرب بالقداح، وكانت قداحاً على بعضها مكتوب: أمرني ربي وعلى الآخر: نهاني [ربي] وعلى الآخر: غفل: فإن خرج «أمرني ربي» مضى لشأنه، وإن خرج «نهاني [ربي] » أمسك وإن خرج «الغُفل» عاد فأجالها، وضرب بها مرة أخرى، فمعنى الاستقسام، طلب ما قسم له بما لا يقسم.   (1) في الأصل: والله لن يستقسما قط، وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة. (2) 6 / 276 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وفي الحج، باب من كبر في نواحي الكعبة، وفي المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/277) (2508) قال: حدثنا هارون بن معروف. و «البخاري» (4/169) قال: حدثني يحيى بن سليمان، و «النسائى» في الكبرى «تحفة الأشراف» (6340) عن وهب ابن بيان. ثلاثتهم -هارون ويحيى بن سليمان، ووهب - عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكيرا حدثه عن كريب مولى ابن عباس فذكره. الحديث: 2976 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 816 2977 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «دعا أَبا أيوب، فرأَى في البيت سِتْراً على الجدار، فقال ابن عمر: غَلَبَنَا عليه النِسَاءُ» قال أبو أيوب: [ص: 818] «مَنْ كُنْتُ أخشى عليه، فلم أكن أخشى عليكَ، والله لا أطْعم لك طعاماً فرجع» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل المطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه البخاري تعليقاً 9 / 216 في النكاح، باب هل يرجع إذا رأى منكراً في الدعوة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أحمد في " كتاب الورع "، ومسدد في مسنده، ومن طريقه الطبراني من رواية عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: أعرست في عهد أبي، فآذن أبي الناس، فكان أبو أيوب فيمن آذنا، وقد ستروا بيتي ببجاد أخضر، فأقبل أبو أيوب فاطلع فرآه فقال: يا عبد الله أتسترون الجدر؟ فقال أبي واستحيا: غلبنا عليه النساء يا أبا أيوب، فقال: من خشيت أن تغلبه النساء ... فذكره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاي: معلقا (9/157) في النكاح باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة قال الحافظ في الفتح وصله أحمد في كتاب الورع ومسدد في مسنده ومن طريقه الطبراني من رواية عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: أعرست في عهد أبي فآذن أبي الناس فكان أبو أيوب فيمن آذنا وقد ستروا بيتي ببجاد أخضر فأقبل أبو أيوب فاطلع فرآه فقال: ياعبد الله أتسترون الجدر فقال أبي واستحيا: غلبنا عليه النساء ياأبا أيوب فقال: من خشية أن تغلبه النساء فذكره. الحديث: 2977 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 817 2978 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «رأى صورة في البيت، فرجع» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل المطبوع بياض بعد قوله أخرجه، وقد رواه البخاري تعليقاً 9 / 215 في النكاح، باب هل يرجع إذا رأى منكراً في الدعوة: قال الحافظ في " الفتح ": كذا في رواية المستملي والأصيلي والقابسي وعبدوس، وفي راوية الباقين: أبو مسعود، والأول تصحيف فيما أظن، فإنني لم أر الأثر المعلق إلا عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، وأخرجه البيهقي من طريق عدي بن ثابت، عن خالد بن سعد عن أبي مسعود، أن رجلاً صنع طعاماًَ فدعاه، فقال: أفي البيت صورة؟ قال: نعم، فأبى أن يدخل حتى تكسر الصورة، وسنده صحيح، وخالد بن سعد هو مولى أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، ولا أعرف له عن عبد الله بن مسعود رواية، ويحتمل أن يكون ذلك وقع لعبد لله بن مسعود أيضاً لكن لم أقف عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري: معلقا (9/157) في الكناح باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة قال الحافظ في الفتح كذا في رواية المستملي والأصيلي والقاب وعبد وس وفي رواية الباقين أبو مسعود والأول تصحيف فيما أظن فاتني لم أر الأثر إلا عن أبي مسعود عقبه بن عمرو وأخرجه البيهقي من طريق عدي بن ثابت عن خالد بن سعد عن أبي مسعود أن رجلا صنع طعاما فدعاه فقال أفي البيت صورة؟ قال نعم: فأبي أن يدخل حتى تكسر الصورة وسنده صحيح وخالد بن سعيد هو مولى أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري ولا أعرف له عن عبد الله بن مسعود رواية ويحتمل أن يكون ذلك وقع لعبد الله بن مسعود أيضا لكن لم أقف عليه. الحديث: 2978 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 818 ترجمة الأبواب التي أَوَّلها زاي ولم تَرِد في حرف الزاي (زوجات النبي صلى الله عليه وسلم) في كتاب النكاح، من حرف النون. (الزِّنا) في كتاب الحدود، من حرف الحاء. (زيارة القبور) في كتاب الموت، من حرف الميم. تم - بعون الله وتوفيقه - الجزء الرابع من كتاب " جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم " ويليه الجزء الخامس، ويبدأ ب حرف السين ، وأوله: كتاب السَّخَاءِ والكرم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 819 بسم الله الرحمن الرحيم حرف السين يشتمل على خمسة كتب كتابُ السَّخَاءِ، كتاب السَّفَرِ، كتاب السَّبْق، كتاب السُّؤال، كتاب السِّحر الكتاب الأول: في السَّخَاءِ والكرمِ 2979 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «السَّخِيُّ قريب من الله، قريب من الناس، قريبٌ من الجَنَّةِ، بَعِيد من النار. والبَخِيلُ بَعِيد من الله، بَعِيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار، ولجَاهِل سَخيُّ أحبُّ إلى الله تعالى من عابد بخيل» ، أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1962) في البر والصلة، باب ما جاء في السخاء، من حديث سعيد بن محمد الوراق عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسعيد بن محمد الوراق [ص: 4] ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة إلا من حديث سعيد بن محمد، وقد خولف سعيد بن محمد في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، إنما يروى عن يحيى بن سعيد عن عائشة شيء مرسل. اهـ. يعني: خالفه غيره في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، فرواه سعيد عن يحيى عن الأعرج عن أبي هريرة متصلاً، وجعله من مسند أبي هريرة، ورواه غير سعيد بن محمد عن يحيى عن عائشة مرسلاً، يعني: منقطعاً، وجعله من مسند عائشة. أقول: ورواه البيهقي في " شعب الإيمان " عن جابر، والطبراني في " الأوسط " عن عائشة. وقال المناوي في " التيسير ": بأسانيد ضعيفة يقوي بعضها بعضاً. أقول: ومعنى الحديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1961) قال: حدثنا الحسن بن عرفة. قال: حدثنا سعيد بن محمد الوراق، عن يحيى بن سعيد، عن الأعرج، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث يحيى بن سعيد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، إلا من حديث سعيد بن محمد وقد خولف سعيد بن محمد في رواية هذا الحديث عن يحيي بن سعيد إنما يُروى عن يحيى بن سعيد، عن عائشة. شيء مرسل. الحديث: 2979 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 3 2980 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: [يا ابن آدم] ، أنفقْ أُنفِقْ عليك، وقال: يدُ الله ملآى، لا يَغيضُها نفقة، سحَّاء الليل والنهار (1) ، أَرَأَيتم ما أنْفَقَ منذُ خلق السمواتِ والأرضَ؟ فإنه لم يَغض ما بيده، وكان عرْشُه على الماء، وبيده الميزانُ، يَخفِضُ ويَرفَعُ» وفي رواية: «وبيده الأخرى الفيض أو القبضُ، يرفع ويخفض» ، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وزاد البخاري في رواية له في أولها: «نحن الآخِرون السَّابِقون يوم القيامة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَغيِضُها) الغيض: النقص، وغاض الماء يغيض: إذا نقص، وغضت الماء [وأغضته] أَغِيضُه وأُغِيضُه. [ص: 5] (سحَّاء) : سحَّ المطر يسح: إذا سال، وسحَّاء: فعلاء منه.   (1) بنصب الليل والنهار ورفعهما، النصب على الظرف، والرفع على أنه فاعل. (2) رواه البخاري 13 / 347 في التوحيد، باب وكان عرشه على الماء، وهو رب العرش العظيم، وباب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وفي تفسير سورة هود، باب قوله: {وكان عرشه على الماء} ، وفي النفقات في فاتحته، ومسلم رقم (993) في الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق، والترمذي رقم (3048) في التفسير، باب ومن سورة المائدة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1067) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/464) قال: حدثنا إسماعيل بن عُمر ومعاوية بن هشام. قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/ 50) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. و «البخاري» (6/92 و 9/150و 175) قال حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (7/80) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك، و «مسلم» (3/77) قال: حدثني زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. و «ابن ماجة» (197) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد ابن هارون. قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وفي (2123) قال: حدثنا أحمد بن يوسف. قال: حدثنا عبيد ?الله، عن سفيان. و «الترمذي» (3045) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13740) عن عمران بن بكار، عن علي بن عياش، عن شعيب. خمستهم -سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، ومحمد بن إسحاق، وشعيب، ومالك - عن أبي الزناد، عن الأعرج فذكره. الحديث: 2980 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 4 2981 - (خ م) جابر - رضي الله عنه - قال: «ما سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً قطُّ فقال لا» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 381 في الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، ومسلم رقم (2311) في الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: لا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرج الحميدي (1228) . وأحمد (3/307) . و «عبد بن حُميد» (1087) قال أخبرنا أبو نعيم، وعبد الرزاق، و «الدارمي» (71) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (298) قال حدثنا هشام بن عبد الملك و «مسلم» (7/74) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو نعيم، وعبد الرزاق، ومحمد بن يوسف، وهشام، وأبو بكر، وعمرو - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه البخاري (8/16) قال: حدثنا محمد بن كثير. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (279) قال: حدثنا قبيصة. و «مسلم» (7/74) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا الأشجعي (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن (يعني ابن مهدي) . و «الترمذي» في «الشمائل» (352) قال حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. أربعتهم - ابن كثير، وقبيصة، والأشجعي، وابن مهدي - عن سفيان الثوري. كلاهما - ابن عيينة، والثوري - عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 2981 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 5 2982 - (م) أنس بن مالك رضي الله عنه - قال: «ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئاً إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غَنماً بين جبَلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلِمُوا، فإن محمداً يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجلُ لَيُسْلِمُ ما يُرِيد إلا الدنيا، فما يلبثُ إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2312) في الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: لا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الفضائل [2312] . الحديث: 2982 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 5 2983 - (م ت) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - قال: «غزَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- غزوةَ الفَتْح - فتح مكة - ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمن معه من المسلمين، فاقْتَتَلُوا بِحُنَيْن، فنضرَ الله دينَه والمسلمين، وأَعطى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ صَفْوانَ بن أُمَيَّة مائة من الإبل، ثم مائة، ثم مائة» قال وحدَّثني سعيد بن المسيب: أن صفوان قال له: «والله لقد أَعطاني رسول الله [ص: 6] صلى الله عليه وسلم- يومئذ ما أعطاني وإنه لأَبغضُ الناس إليَّ، فما بَرِحَ يُعطِينِي حتى إنه لأحبُّ الناس إليَّ» أخرجه مسلم، وأَخرج الترمذي منه حديث صفوان لسعيد بن المسيب (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2313) في الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: لا، والترمذي رقم (663) في الزكاة، باب ما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/401، 6/465) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: أخبرنا بن مبارك. ومسلم (7/75) قال: حدثني أبو الطاهر، أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. والترمذي (666) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن المبارك. كلاهما - ابن المبارك، وابن وهب - عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 2983 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 5 2984 - (د) عبد الله بن الهوزني - وهو عبد الله بن لحي الحمصي - رحمه الله - قال: «لَقِيتُ بلالاً - مؤذِّنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بحَلَبَ، فقلتُ: يا بلالُ، كيف كانت نفقة نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: ما كان له شيء، كنت أنا الذي أَلي ذاكَ منه، منذُ بعثه الله تعالى إلى أَن تَوفَّاه، وكان إذا أتاه الإنسان مسلماً فيراه (1) عارياً، يأمرني فأنطَلِقُ فأستَقرِضُ، فأشتري له البُرْدَة، فأَكسوه وأُطعِمُه، حتى اعْترَضَنِي يوماً رجل من المشركين، فقال: يا بلال، [إنَّ] عندي سَعَة، فلا تسْتَقرِضْ من أَحد إلا منِّي، ففعلتُ. فلما أَن كان ذاتَ يوم توضأتُ ثم قمتُ لأُؤَذِّن للصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عِصابة من التجار، فلما رآني قال: يا حبشيّ: قلت: يا لبَّاهُ، فَتَجَهَّمَني، وقال لي قولاً غليظاً، وقال لي أتَدْرِي كم بينك وبين الشهر؟ قلت: قريب. قال إنما بينك وبينه أربع، فآخُذُكَ بالذي عليك، فأرُدُّكَ تَرْعَى الغنم كما كنتَ قبل ذلك، فأجد في نفسي ما أجد في أَنفُسِ الناس (2) حتى إذا صلَّيت العَتَمةَ، رجع رسول الله [ص: 7] صلى الله عليه وسلم- إلى أَهله، فاستَأذنتُ عليه، فأذن لي، فقلتُ: يا رسولَ الله، بأَبِي أَنت [وأمِّي] ، إن المشرك الذي كنتُ أتديَّنُ منه قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي عنِّي، ولا عندي، وهو فاضِحي، فائْذَنّ لي في أن آبقَ إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين [قد] أسْلَمُوا، حتى يرزقَ الله رسولَه -صلى الله عليه وسلم- ما يقضي عني. قال فخرجت، حتى أتيتُ منزلي، فجعلتُ سَيْفِي وجرابي ونعلي ومجَنِّي عند رأسي، حتى إذا انْشَقَّ عمُودُ الصبْحُ الأول أردت أن أنطلق، فإذا إنسان [يسعى] يدعو: يا بلال: أجِبْ رسولَ الله، فانطلقتُ حتى أتيته، فإذا أربع رَكَائِبَ مُناخات عند الباب، عليهن أَحْمَالُهُنَّ، فاستأَذنتُ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أبْشِرْ، فقد جاء الله تعالى بقضائك، ثم قال: ألم تَرَ الرَّكائبَ المُنَاخَاتِ الأربعَ؟ قلت: بلى، قال: فإن لك رِقابَهُنَّ وما عليهن، وإن عليهن كُسْوَة وطعاماً، أهْدَاهُنَّ إليَّ عظيمُ فَدَك فاقْبِضْهُنَّ واقضِ دَينك، ففعلت -[فذكر الحديث - قال] : ثم انطلقتُ إلى المسجد، فإذا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد، فسلَّمتُ عليه، فقال: ما فعل ما قِبَلكَ؟ قلت: قد قضى الله كلَّ شيء كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[فلم يبق شيء] ، قال: أَفضُلَ شيء؟ قلت: نعم، قال: انظُرْ أن تُريحَنِي منه، فإني لستُ بداخل على أحد من أهلي حتى تُريحَني منه، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- العتمة دعاني، فقال: ما فعل الذي قِبَلك؟ قلت: هو معي، لم يأتنا أحد، فبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد، وأقام فيه [وقص الحديث قال] : حتى [إذا] صلى العتمة من الغدِ - ثم دعاني، [ص: 8] فقال: ما فعل الذي قِبَلك؟ فقلت: قد أراحك الله منه [يا رسول الله] فكَّبَر وحَمِدَ الله - قال: وإنما كان يفعل ذلك شفقاً من أن يُدْركَه الموت وعنده ذلك - ثم اتَّبَعْتُه حتى جاء أزْوَاجهُ، فسلَّم على امرأة امرأة، حتى أتى التي عندَها مَبيتُه. فهذا الذي سأَلْتَني عنه» أخرجه أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عصابة) : العصابة: الجماعة من الناس. (تجهمني) : رجل جهم الوجه: كريه كالح، وجهمت الرجل وتجهمته: إذا كلحت في وجهه. (أبق) : العبد يأبق: إذا هرب من مولاه. (مِجَنِّي) : المِجَن: الترس، وهو من الجُنَّة التي تقي الإنسان. (ركائب) : الركائب: جمع ركوبة، وهي ما يركب عليه من الإبل، كالحمولة: ما يحمل عليه منها. (رقابهن) : الرقاب: جمع رقبة، وهي كناية عن الذات جميعها، يقال: لك رقبة هذا العبد أو الفرس أو الجمل، أي: هو لك. ومنه قوله تعالى {فتحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [النساء: 92] أي إعتاق عبد أو أمة. [ص: 9] (شفقاً) : الشفق: الخوف، وكذلك الإشفاق.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: فرآه. (2) في بعض النسخ: فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس. (3) رقم (3055) في الإمارة، باب في الإمام يقبل هدايا المشركين، ورجال إسناده ثقات، كما قال الشوكاني في " نيل الأوطار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3055) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، وفي (3056) قال: حدثنا محمود ابن خالد، قال: حدثنا مروان بن محمد. كلاهما - الربيع، ومروان - قالا: حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد، أنه سمع أبا سلام قال: حدثني عبد الله الهوزني، فذكره. الحديث: 2984 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 6 2985 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يَدَّخِرُ شيئاً لِغَد» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2363) في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2362) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى هذا الحديث عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا. الحديث: 2985 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 2986 - (خ س) عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - قال: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- العصرَ، فأسرع، وأقبل يَشُقُّ الناس حتى دخل بيته، فتعجَّبَ الناس من سُرعته، ثم لم يكن بأوشَكَ من أن خرج، فقال: ذَكرتُ شيئاً من تِبْر كان عندنا، فخشيتُ أَن يَحْبِسَنِي، فقسمتهُ» . وفي رواية، قال: «صليتُ وراءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة العصر، فسلَّم، ثم قام مسرعاً يتخطَّى رقاب الناس إلى بعضِ حُجَرِ نسائه، ففزِعَ الناس من سرعته، فخرج عليهم، فرأى أنهم قد عَجِبُوا من سُرعته، فقال: ذكرتُ شيئاً من تِبْر عندنا، فكرهتُ أَن يبيتَ عندنا، فأمرتُ بقسمته» . أخرجه البخاري والنسائي (1) . [ص: 10] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوشك) : هذا الأمر يوشك إيشاكاً: إذا أسرع. (التِّبْر) : ما لم يُضرب دنانير من الذهب، ولا يقال له وهو مضروب: تِبْر، ومنهم من يطلقه على الفضة أيضاً قبل أن تُضرب دراهم. (يحبسني) حبسني هذا الأمر يحبسني: إذا عاقني.   (1) رواه البخاري 2 / 279 و 280 في الأذان، باب من صلى بالناس فذكر حاجة فتخطاهم، وفي العمل في الصلاة، باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة، وفي الزكاة، باب من أحب تعجيل الصدقة من يومها، وفي الاستئذان، باب من أسرع في مشيه لحاجة أو قصد، والنسائي 3 / 84 في السهو، باب الرخصة للإمام في تخطي رقاب الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح أخرجه أحمد (4/7، 384) قال: حدثنا روح. وفي (4/8، 384) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. والبخاري (1/215) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (2/84) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا روح. وفي (2/140، 8/76) قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي (3/84) ، وفي الكبرى (1197) قال: أخبرنا أحمد بن بكار الحراني، قال: حدثنا بشر بن السري. خمستهم - روح بن عبادة، وأبو أحمد الزبيري، وعيسى بن يونس، وأبو عاصم النبيل، وبشر بن السري- عن عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، فذكره. الحديث: 2986 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 2987 - (خ) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - «أنه بينما هو يسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم-[ومعه الناس] مقْفَلَه من حُنَيْن، فَعَلِقَهُ الأعراب يسألونه؟ حتى اضطرُّوه إلى سَمُرَة، فخطِفتْ رداءَه، فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: أعطوني ردائي، فلو كان ليَ عدَدُ هذه العَضَاه، نَعَماً لقسمتُهُ بينكم، ثم لا تَجِدُوني بَخيلاً ولا كذَّاباً (1) ، ولا جباناً» . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مقفله) : أي: مرجعه من الغزو، والقفول: الرجوع من السفر. (خطفت) : الخطف: الأخذ بسرعة. (العضاه) : كل شجر ذي شوك كالطلح والسمر.   (1) في بعض النسخ: ولا كذوباً. (2) 6 / 26 في الجهاد، باب الشجاعة في الحرب، وباب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/82) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/84) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/84) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والبخاري (4/27) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/115) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. أربعتهم - صالح، ومعمر، وشعيب، وابن أخي ابن شهاب- عن الزهري، عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم، عن محمد بن جبير، فذكره. الحديث: 2987 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 2988 - (م) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «قسمَ رسول [ص: 11] الله - صلى الله عليه وسلم- قَسْماً، فقلتُ: يا رسول الله، والله لَغَيْرُ هؤلاء كانوا أحقَّ [به] منهم قال: إنهم خَيَّروني بين أن يسألوني بالفُحشِ أو يَبْخِّلُوني، فلَسْتُ بِبَاخِل (1) » . أخرجه مسلم (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": معناه: أنهم ألحوا في المسألة لضعف إيمانهم وألجؤوني بمقتضى حالهم إلى السؤال بالفحش، أو نسبتي إلى البخل، ولست بباخل، ولا ينبغي احتمال واحد من الأمرين، ففيه مداراة أهل الجهالة والقسوة، وتألفهم إذا كان فيه مصلحة، وجواز دفع المال إليهم لهذه المصلحة. (2) رقم (1056) في الزكاة، باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/20) (127) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/35) (234) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان. ومسلم. (3/103) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا جرير. ثلاثتهم - أبو عوانة، وسفيان، وجرير - عن الأعمش، عن أبي وائل، عن سلمان بن ربيعة، فذكره. الحديث: 2988 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 2989 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لمَّا قَدِمَ المهاجرون من مكة إلى المدينة، قَدِمُوا وليس بأيديهم شيء، وكانت الأنصار أهلَ الأَرض والعقار، فقاسمهم الأنصار على أَن أعطوْهم أَنصاف ثمار أموالهم كلَّ عام، ويَكْفُونَهم العملَ والمؤونة، وكانت أمُّ أَنس بن مالك - وهي تُدْعى أَمَّ سُلَيْم، وكانت أمَّ عبد الله بن أبي طلحة، [و] كان أخاً لأنس لأمّه - كانت أعطت أمُّ أنس رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عِذاقاً لها، فأُعطاها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَّ أيمن مَولاته، أمَّ أسامة بن زيد - فلما فرَغَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من قتال أهلِ خَيبَرَ وانصرف إلى المدينة رَدَّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا مَنَحُوهم من ثِمارِهم، قال فردَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أُمِّي عِذَاقَها، وأَعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمَّ أيمن مكانَهُنَّ من حائطه» . وفي رواية «من خالصه» . [ص: 12] زاد مسلم: قال ابن شهاب: «وكان من شأن أمِّ أيمن - أم أُسامة بن زيد - أنها كانت وَصيفة لعبد المطلب، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنةُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بعدما تُوفِّيَ أبوه كانت أمُّ أَيمن تَحضُنُه، حتى كَبِرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأعتقها، ثم أنكَحَها زيدَ بن حارثَة، ثم توفيت بعد ما تُوِّفَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بخمسة أشهر» . وفي رواية، قال: «كان الرجل يجعل للنبيَّ - صلى الله عليه وسلم- النَّخلاتِ من أَرضه حتى افتَتَح قُريظَةَ والنَّضِير، فجعل بعد ذلك يردُّ عليهم، وأن أَهلي أَمروني أن آتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسأَله ما كان أَهلُه أعطَوْه، [أو] بعضَه، وكان نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-[قد] أعطاه أمَّ أيمن، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فأعطانيهنَّ، فجاءت أُمُّ أيمن فجَعَلتْ الثوبَ في عنقي، وقالت: والله لا يُعطيكَهُنَّ وقد أعطانِيهنَّ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: يا أُمَّ أيمن، [اتركيه] ولكِ كذا وكذا، وتقول كلاَّ، والله الذي لا إله إلا هو فجعل يقول: كذا، حتى أعطاها عشرةَ أمثاله، أَو قريباً من عشرة أمثاله» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالفحش) : الفحش: القبيح من القول. [ص: 13] (العِذَاق) : جمع عذق - بفتح العين، وهو النخلة بما عليها من الحمل. (منائحهم) : المنائح: جمع منيحة، وهي العطية، والأصل فيه: الناقة أو الشاة تعيرها غيرك لينتفع بلبنها ثم يردها. (وصيفة) : الوصيفة: الجارية: والوصيف: الغلام.   (1) رواه البخاري 5 / 179 و 180 في الهبة، باب فضل المنيحة، ومسلم رقم (1771) في الجهاد، باب رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم من الشجر والتمر حين استغنوا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/216) قال: ثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/162) قال: ثنى أبو الطاهر، وحرملة والنسائي في فضائل الصحابة (215) قال: نا عمرو بن سواد. أربعتهم -ابن يوسف، وأبو طاهر، وحرملة، وعمرو- عن ابن وهب، قال: ثنا يونس، عن ابن شهاب، فذكره. الحديث: 2989 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 11 2990 - (خ) أسلم مولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: «خرجت مع عمر بن الخطاب فلحِقتْ عمرَ امْرأَة شابَّة، فقالت: يا أمير المؤمنين هَلَكَ زوجي وترك صِبْيَة صغاراً، والله ما يُنْضِجون كُرَاعاً، ولا لهم زَرْع ولا ضرْع، وخشيتُ أن تأْكلَهمُ الضَّبُعُ، وأنا بنْتُ خُفاف بن أيماء الغفاري، وقد شهِدَ أبي الحديبِيَةَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فوقف معها عمر، ولم يمضِ، ثم قال: مرحباً، نسَب قريب، ثم انصرف عمر إلى بَعِيرٍ ظَهِير، كان مَربوطاً في الدار فحمل عليه غِرَارتَيْنِ ملؤهما طعام، وحمل بينهما نفقة وثِياباً، ثم ناولها بِخطامِهِ، ثم قال: اقْتَاديه، فلن يفنَى هذا حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها، فقال عمر: ثَكِلَتْكَ أُمّك، والله إني لكأَني أَرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حِصناً زماناً، فافتَتَحناه، وأصبَحنا (1) نَستَفيءُ سُهمَانَهما فيه» أخرجه البخاري (2) . [ص: 14] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما ينضجون كُرَاعاً) : يقال: فلان ما ينضج كُرَاعاً، وما يستنضج: إذا كان عاجزاً، لا كفاية فيه ولا غناء، ويقال للضعيف: فلان لا ينضج الكُراع. (تأكلهم الضَّبع) : الضَّبع: السنة المجدبة، يقال: أكلتهم الضبع، أي السنة التي لا خصب فيها. (الضرع) : خلف الشاة، والمراد به: الشاة نفسها، يقال: فلان ماله زرع ولا ضرع. إذا لم يكن له حرث ولا ماشية. (ظهير) : بعيرٌ ظهير: إذا كان قوياً شديداً. (نستفيء سهمانهما) : استفاء يستفيء، من الفيء، وهو ما يؤخذ من أموال أهل الحرب بغير قتال، والسهمان: جمع سهم، وهو النصيب. والمعنى: فأصبحنا نأخذ ما حصل لهم من الفيء، أو نشاركهم فيه.   (1) في البخاري المطبوع: ثم أصبحنا. (2) 7 / 343 في المغازي، باب غزوة الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/158) قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنا مالك، عن زيد ابن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2990 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 13 الكتاب الثاني: في السفر، وآدابه وهي عشرة أنواع الأول: في يوم الخروج 2991 - (د) كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قلَّما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخرجُ في سَفَر إلا في يوم الخميس» أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (2605) في الجهاد، باب في أي يوم يستحب السفر، وإسناده حسن، وفي الصحيحين عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك يوم الخميس، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2605) قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس ابن يزيد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك، فذكره. الحديث: 2991 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 2992 - (د ت) صخر بن وداعة الغامدي - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللَّهُمَّ باركْ لأُمَّتِي في بُكُورِها، وكان إذا بعث سَرِيَّة أَو جيشاً بعثهم من أوَّل النهار، وكان صخر تاجراً فكان يبعثُ تجارته أوَّلَ النهار، فأثرَى، وكَثُر ماله» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) . [ص: 16] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سرية) : السرية: طائفة من الجيش يندبهم الأمير إلى بعض الجهات يقصدون العدو، إما لقتال أو إغارة أو نهب. (فأثرى) : أثرى الرجل: كثر ماله، والثراء: المال الكثير.   (1) رواه أبو داود رقم (2606) في الجهاد، باب في الابتكار في السفر، والترمذي رقم (1212) في البيوع، باب ما جاء في التبكير في التجارة، وفي سنده عمارة بن حديد البجلي، وهو مجهول، أقول: ولكن للحديث شواهد يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/416، 4/384، 390) قال: ثنا محمد بن جعفر، وفي (3/432، 4/390) قال: ثنا عفان. وعبد بن حميد، (432) قال: ثنا عبد الملك بن عمرو، والدارمي (2440) قال: حدثنا سعيد بن عامر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4852) عن عمرو بن علي، عن خالد. خمستهم - ابن جعفر، وعفان، وعبد الملك بن عمرو، وسعيد بن عامر، وخالد - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/417، 431، 4/390) وأبو داود (2606) قال: حدثنا سعيد بن منصور. وابن ماجة (2236) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1212) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. سأربعتهم - أحمد، وسعيد، وأبو بكر، والدورقي- قالوا: حدثنا هشيم. كلاهما - شعبة، وهشيم - عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، فذكره. وقال الترمذي: حديث صخر الغامدي، حديث حسن. ولا نعرف لصخر الغامدي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث. وقد روى سفيان الثوري، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء هذا الحديث. الحديث: 2992 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 2993 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «بعث رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن رَوَاحةَ في سَرِيَّة، فوافق ذلك يومَ الجُمعَة، فغدا أَصحابُه، وقال: أتخَلُّفُ فأُصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أَلحَقُهم، فلما صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رآه، فقال: ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟ فقال: أردتُ أن أُصَلِّي معك، ثم أَلحقهم، قال: لو أنفقْتَ ما في الأرض ما أدرَكتَ فضلَ غَدْوَتِهِم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (527) في الصلاة، باب ما جاء في السفر يوم الجمعة، ورواه أيضاً أحمد في المسند مختصراً رقم (2317) ، ورواه البيهقي في " السنن الكبرى " 3 / 187، وفي إسناده ضعف، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وقال الترمذي: وقد اختلف أهل العلم في السفر يوم الجمعة، فلم ير بعضهم بأساً بأن يخرج يوم الجمعة، في السفر ما لم تحضر الصلاة، وقال بعضهم: إذا أصبح فلا يخرج حتى يصلي الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (1/224) (1966) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/256) (2317) قال: حدثنا عبد الله بن محمد - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا منه -، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. وعبد بن حميد (654) قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (656) قال: أخبرني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. والترمذي (527) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1649) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. ثلاثتهم - أبو معاوية، وأبو خالد الأحمر، وحماد بن سلمة - عن الحجاج بن أرطاة، عن الحكم، عن مقسم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال علي بن المديني: قال: يحيى بن سعيد، وقال شعبة، لم يسمع الحكم من مقسم الخمسة أحاديث، وعدها شعبة، وليس هذا الحديث فيما عد شعبة. فهذا الحديث لم يسمعه الحكم من مقسم. الحديث: 2993 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 16 [النوع] الثاني: في الرفقة 2994 - (خ ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو أنَّ الناس يعلمون من الوَحدَة ما أعلم ما سار راكب [ص: 17] بليل وحدَهُ» أخرجه البخاري والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 96 في الجهاد، باب السير وحده، والترمذي رقم (1673) في الجهاد، باب ما جاء في كراهية أن يسافر الرجل وحده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (661) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/23) (4748) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (2/24) (4770) ، (2/60) (5252) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/86) (5581) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2/120) (6014) قال: حدثنا هاشم. وعبد بن حميد (824) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (2682) قال: أخبرنا الهيثم بن جميل، والبخاري (4/70) قال: حدثنا أبو الوليد. (ح) وحدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (3768) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (1673) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري، قال: حدثنا سفيان بن عيينة والنسائي في الكبرى. (الورقة / 119-ب) قال: الحارث بن مسكين - قراءة عليه عن سفيان. وابن خزيمة (2569) قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. (ح) وحدثناه الزعفراني، قال: حدثنا يحيى بن عباد. تسعتهم (سفيان بن عيينة، ومحمد بن عبيد، ووكيع، وهاشم، والهيثم بن جميل، وأبو الوليد، وأبو نعيم، وبشر بن المفضل، ويحيى بن عباد) عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري. 2- وأخرجه أحمد (2/112) (5908) قال: حدثنا مؤمل. والنسائي في الكبرى (الورقة / 119-أ) قال: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن، قال: حدثنا محمد بن ربيعة. كلاهما - عاصم، وعمر، ابنا محمد بن زيد - عن أبيهما محمد بن زيد، فذكره. * أخرجه أحمد (2/112) (5909) عقب حديث مؤمل، عن عمر بن محمد، قال: وحدثنا به مؤمل مرة أخرى، ولم يقل: عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/91) (5650) قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد، عن عاصم بن محمد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2994 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 16 2995 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الشيطانُ يَهُمُّ بالواحد وبالاثنين، فإذا كانوا ثلاثة ما يَهُمُّ (1) ، بهم» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) في الموطأ المطبوع: لم يهم. (2) 2 / 978 في الاستئذان، باب ما جاء في الوحدة في السفر، وهو مرسل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال أبو عمر بن عبد البر: مرسل باتفاق رواة الموطأ، ووصله قاسم بن أصبغ من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1898) قال: عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ قال أبو عمر: مرسل باتفاق رواة الموطأ ووصله قاسم بن أصبغ من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 2995 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 2996 - (ط د ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الرَّاكِبُ شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثةُ رَكْب» أخرجه الموطأ وأبو داود والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الراكب شيطان) : قال الخطابي: معناه والله أعلم. أن التفرد بالذهاب في الأرض من فعل الشيطان، أي: شيء يحمله عليه الشيطان، ويدعوه إليه، فقيل: إن فاعله شيطان، وكذلك الاثنان ليس معهما ثالث، فإذا [ص: 18] صاروا ثلاثة فهم ركب، أي: جماعة. وروي عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال في رجل سافر وحده: «أرأيتم إن مات من أسأل عنه» فإن المنفرد في السفر، لو مات لم يكن عنده من يغسله ويدفنه، ولا من يوصي إليه في ماله وأهله، ويحمل خبره إليهم.   (1) رواه الموطأ 2 / 978 في الاستئذان، باب ما جاء في الوحدة في السفر، وأبو داود رقم (2607) في الجهاد، باب في الرجل يسافر وحده، والترمذي رقم (1674) في الجهاد، باب ما جاء في كراهية أن يسافر الرجل وحده، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه مالك الموطأ (605) وأحمد (2/186) (6748) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا مسلم، يعني ابن خالد. وأبو داود (2607) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. والترمذي (1674) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. والنسائي. في الكبرى (الورقة 119- أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. كلاهما - مالك، ومسلم بن خالد الزنجي - عن عبد الرحمن بن حرملة. 2- وأخرجه ابن خزيمة (2570) قال: حدثنا بندار، وعبد الله بن هاشم، قالا: حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد، عن ابن عجلان. كلاهما - عبد الرحمن بن حرملة، ومحمد بن عجلان - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * أخرجه أحمد (2/214) (7007) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عمرو بن شعيب، قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه، أنه سمع النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول ... الحديث. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عاصم، وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، قال محمد: هو ثقة صدوق وعاصم بن عمر العمري ضعيف في الحديث لا أروي عنه شيئا، وحديث عبد الله بن عمرو حديث حسن. الحديث: 2996 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 2997 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «إذا خرجَ ثلاثة في سفر فليُؤَمِّروا أحدهم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2608) في الجهاد، باب في القوم يسافرون يؤمرون أحدهم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2608) قال: ثنا علي بن بحر بن بري، قال: ثنا حاتم بن إسماعيل، قال: ثنا محمد بن عجلان، عن نافع، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 2997 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 2998 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمِّروا أحدهم» قال نافع: فقلت لأبي سلمة: فأنت أميرنا. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2609) في الجهاد، باب في القوم يسافرون يؤمرون أحدهم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2609) قال: ثنا علي بن بحر، قال: ثنا حاتم بن إسماعيل. قال: ثنا محمد بن عجلان، عن نافع عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 2998 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 [النوع] الثالث: في السير والنزول 2999 - (م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا سافرتم في الخِصبِ، فأَعطوا الإبل حظَّها من الأَرض، وإذا سافرْتُم في الجدْب فأسرِعُوا عليها السَّيْرَ، وبادِروا بها نِقيَها (1) ، وإذا عرَّستُم فاجتَنِبُوا [ص: 19] الطريق، فإنها طُرقُ الدوابِّ ومأوى الهوامِّ بالليل» أخرجه مسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود «إذا سافرتم في الخِصب فأعطوا الإبل حقَّها وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا السير، وإذا أردتم التَّعريسَ فنكِّبوا عن الطريق» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نِقْيها) النقي: مخ العظام. (عَرَّسْتم) : التعريس: نزول المسافر آخر الليل ساعة للاستراحة. (فنكِّبوا) : نكَّبت عن الأمر: إذا تركته، وَحِدْت عنه.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": النقي - بكسر النون وإسكان القاف - وهو المخ، ومعنى الحديث: الحث على الرفق بالدواب، ومراعاة مصلحتها. (2) رواه مسلم رقم (1926) في الإمارة، باب مراعاة مصلحة الدواب في السير، والترمذي رقم (2862) في الأدب، باب (75) ، وأبو داود رقم (2569) في الجهاد، باب في سرعة السير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/337) قال: حدثنا عبد الصمد وعفان. قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/378) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (6/54) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد. وأبو داود (2569) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. والترمذي (2858) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في الكبرى (الورقة - 118 ب) قال: نا إسحاق بن إبراهيم. قال: نا جرير. وابن خزيمة (2550، 2556) قال: ثنا أحمد بن عبدة الضبي. قال: ثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد الدراوردي. وفي (2557) قال: ثنا يوسف بن موسى قال: ثنا جرير. ثلاثتهم - حماد بن سلمة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وجرير - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 2999 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 3000 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - نحو هذا، وقال بعد قوله «حقها» : «ولا تَعُدُّوا المنَازِلَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2570) في الجهاد، باب في سرعة السير من حديث هشام بن حسان عن الحسن البصري عن جابر بن عبد الله، وفيه عنعنة الحسن البصري، وفي سماع الحسن من جابر كلام، والأكثر على أنه لم يسمع من جابر، كما في " المراسيل " لابن أبي حاتم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: 1- أخرجه أحمد (3/305) قال: حدثنا محمد بن سلمة. وفي (3/381) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (2570) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (3772) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (3772) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي في عمل اليوم والليلة (955) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد. وابن خزيمة (2549) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا يحيى بن يمان. ثلاثتهم - محمد، ويزيد، ويحيى - عن هشام بن حسان. 2- وأخرجه ابن ماجة (329) ، وابن خزيمة (2548) قالا: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن زهير (يعني ابن محمد) قال: قال سالم. كلاهما - هشام، وسالم - عن الحسن، فذكره. قلت: الراجح في سماع الحسن من جابر وفي ذلك يقول الحافظ في التهذيب (2/267) : وقال أبو زرعة: لم يلق جابرا وقال ابن أبي حاتم سألت أبي سمع الحسن من جابر؟ قال: ما أرى، ولكن هشام بن حسان يقول عن الحسن ثنا جابر، وأنا أنكر هذا إنما الحسن عن جابر كتاب مع أنه أدرك جابرا. الحديث: 3000 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 3001 - (ط) خالد بن معدان - رحمه الله - يرفعه «إن الله رفيق يُحِبُّ الرِّفقَ، ويَرْضَى به، وُيعِين عليه ما لا يعين على العُنْف، فإذا ركبتم [ص: 20] هذه الدَّوابَّ العُجْمَ، فأنزِلوها منازلها، فإن كانت الأرض جَدبة فانجُوا عليها بنِقْيها (1) . وعليكم بِسيرِ اللَّيلِ، فإن الأرض تُطوى بالليل، مالا تُطوى بالنهار، وإياكم والتَّعريسَ على الطرق، فإنها طرق الدواب ومأوى الحيَّات» أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العُنف) : بضم العين: ضد الرفق.   (1) أي أسرعوا السير لتنجوا عليها ما دامت بنقيها، فإن أبطأتم بها ضعفت. (2) 2 / 979 في الاستئذان، باب ما يؤمر به من العمل في السفر، وهو مرسل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وقال ابن عبد البر: هذا الحديث مسند من وجوه كثيرة، وهي أحاديث شتى محفوظة، أقول: وانظر الحديث رقم (2999) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1900) قال: عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن خالد بن معدان، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ: أبو عبيد ثقة مات بعد المائة. وخالد بن معدان ثقة عابد يرسل كثيرا. ورواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود من حديث عبد الله بن مغفل وابن ماجة عن أبي هريرة وأحمد عن علي والطبراني عن أبي أمامة والبزار عن أنس. الحديث: 3001 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 3002 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بالدُّلجة، فإن الأرض تُطوَى بالليل» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدُّلجة) : سير الليل.   (1) رقم (2571) في الجهاد، باب في الدلجة، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك "، والبيهقي في " السنن الكبرى "، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2571) قال: ثنا عمرو بن علي، قال: ثنا خالد بن يزيد قال: ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، فذكره. - وعن ابن شهاب، عن أنس، فذكره. أخرجه ابن خزيمة (2555) قال: ثنا محمد بن أسلم، قال: ثنا قبيصة بن عقبة، (ح) وثنا حميد بن الربيع الخزاز وأبو بشر، قالا: ثنا رويم بن يزيد المقرئ. كلاهما - قبيصة، ورويم - عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، فذكره. الحديث: 3002 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 3003 - (م) أبو قتادة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا كان في سفر، فعرَّس بليل، اضطَجع على يمينه، وإذا عرَّس قُبَيْل [ص: 21] الصبح، نصب ذِراعَيْه، ووضع رأسه على كَفِّه» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (683) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/298) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/309) قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (2/142) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا سليمان بن حرب. والترمذي في الشمائل (260) قال: حدثنا الحسين بن محمد الجريري. قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن خزيمة (2558) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو النعمان. أربعتهم - يزيد، وعبد الصمد، وسليمان، وأبو النعمان - عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله، عن عبد الله بن رباح، فذكره. الحديث: 3003 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 3004 - (د) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: «كان الناس إذا نزلوا مَنزِلاً - وفي رواية: كان الناس إذا نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزِلاً - تفرَّقُوا في الشِّعاب والأودية، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن تفرقُّكم في هذه الشَّعابِ والأَودِية، إنما ذلكم من الشيطان، فلم ينزلوا بعد ذلك منزلاً إلا انْضمَّ بعضهم إلى بعض، حتى يقال: لو بُسِطَ عليهم ثوب لَعمَّهم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2628) في الجهاد، باب ما يؤمر من انضمام العسكر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/193) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (2628) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ويزيد بن قبيس من أهل جبلة ساحل حمص. والنسائي في الكبرى (الورقة 119) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. ثلاثتهم - علي بن بحر، وعمرو بن عثمان، ويزيد بن قبيس - قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن علاء بن زبر، أنه سمع أبا عبيد الله مسلم بن مشكم، فذكره. الحديث: 3004 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 3005 - (د) سهل بن معاذ الجهني - رحمه الله - عن أبيه قال: «غزوتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فضيَّق الناسُ المنازلَ، وقطعوا الطريق، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُنادياً يُنادي في الناس: من ضَيَّق منزلاً أو قطع طريقاً فلا جِهادَ له» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2629) و (2630) في الجهاد، باب ما يؤمر من انضمام العسكر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/440) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. وأبو داود (2629) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. وفي (2630) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن الأوزاعي. كلاهما - إسماعيل بن عياش، والأوزاعي - عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن عروة بن مجاهد اللخمي، عن سهل بن معاذ بن أنس، فذكره. الحديث: 3005 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 3006 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا إذا نزلنا منزِلاً لا نُسَبِّحُ حتى نَحلَّ الرِّحالَ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا نُسبح) : أراد بالتسبيح: صلاة الضحى، والمعنى: أنهم كانوا مع [ص: 22] اهتمامهم بأمر الصلاة لا يباشرونها حتى يحطوا الرحال، ويريحوا الجمال، رفقاً بها، وإحساناً إليها.   (1) رقم (2551) في الجهاد، باب من نزل المنازل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود، (2551) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن حمزة الضبي، فذكره. الحديث: 3006 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 [النوع] الرابع: في إعانة الرفيق 3007 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «بينما نحن في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم- إذ جاءَ رجل على رَاحِلَة له، قال: فجعل يَصْرِفُ بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: من كان معه فضلُ ظهر فلْيَعدُ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليَعُد به على من لا زاد له، وذكر من أصناف المال ما ذكره حتى رأينا أنه لا حَقَّ لأحد منا في فضل» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1728) في اللقطة، باب استحباب المواساة بفضول المال، وأبو داود رقم (1663) في الزكاة، باب في حقوق المال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/34) قال: حدثنا يزيد. ومسلم (5/138) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، وأبو داود (1663) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، وموسى بن إسماعيل. أربعتهم - يزيد، وشيبان، ومحمد بن عبد الله، وموسى - عن أبي الأشهب، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 3007 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 3008 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يا معشر المهاجرين والأنصار، إن من إخوانكم قوماً ليس لهم مال فلْيَضُمَّ الرَّجُلُ إليه الرجُلَ والرجلين، قال: وما لأحدنا فضلُ ظَهْر، فضممت إليَّ اثنين، نَعتَقِبُ، الكلُّ على بعير» . وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أراد الغزْوَ، فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار، إن من إخوانكم قوماً ليس لهم مال ولا عشيرة، فليضمَّ أَحدُكم إليه الرَّجُلين أو الثلاثةَ، وما لأحدنا من ظهر يحمله إلا عقبة كعقبة [ص: 23] أحدهم، قال جابر: فضممت إليَّ اثنين أوثلاثة، مالي إلا عُقبة كعقبة أَحدهم من جملي» . أخرج أبو داود الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُقْبَة) : العُقْبة: النوبة والبدل، يقال: نحن نعتقب بعيراً: إذا [كنت] تركبه مرة، ويركبه رفيقك أخرى.   (1) رقم (2534) في الجهاد، باب الرجل يتحمل بمال غيره يغزو، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/358) وأبو داود (534) قال: ثنا محمد بن سليمان الأنباري. كلاهما (أحمد، والأنباري) قالا: ثنا عبيد، بن حميد، عن الأسود بن قيس، عن نبيع الفزي، فذكره. الحديث: 3008 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 3009 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَتَخَلَّفُ في المسير، فيُزْجِي الضعيف، ويُرْدِفُ، ويدعو لهم» . أخرجه أَبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُزجي) : الإزجاء: السوق.   (1) رقم (2639) في الجهاد، باب في لزوم الساقه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2639) قال: ثنا الحسن بن شوكر، قال: ثنا إسماعيل بن علية، قال: ثنا الحجاج بن أبي عثمان، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 3009 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 3010 - (د) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن ابن عمر كان يُردِفُ مولاة له يقال لها: صَفِيَّة، تسافر معه إلى مكة» . أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (1728) في المناسك، باب في المرأة تحج بغير محرم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1728) قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، فذكره. الحديث: 3010 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 [النوع] الخامس: في سفر المرأة 3011 - (خ م ط ت د) أبو هريرة- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يحلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُسافِرَ مَسيرة يوم وليلة وليس معها ذو حُرمَة منها» . وفي أخرى «مَسيرَة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها» وفي أخرى «مسيرة يوم» وفي أخرى لمسلم «مسيرة ليلة إلا ومعها رجل ذُو حرمة منها» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي أخرى لمسلم «لا يحلُّ لامرأة تسافر ثلاثاً إلا ومعها ذو محرم منها» . وأخرج الموطأ والترمذي وأبو داود الرواية الثانية. وفي أخرى لأبي داود نحو رواية مسلم، إلا أنه قال: «بَريداً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذي محرم) : ذو المحرم من المرأة: من لا يحل لها نكاحه من الأقارب، كالأب والابن والأخ، ومن يجري مجراهم. (البَريد) : أربعة فراسخ، وقيل: فرسخان، وأصل هذه الكلمة فارسية، وهو بُرَيده دَم. أي محذوف الذنب، يعني: البغل، لأن بغال [ص: 25] البريد كانت محذوفة الأذناب، فعربت الكلمة وخففت ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً، والمسافة التي بين السِّكتين بريداً، والسِّكة: هي الموضع الذي يسكنه الفُيُوج المُرَتّبون من رباط أو قبة أو بيت، أو نحو ذلك، وبعد ما بين السكتين: فرسخان، وقيل: اثنا عشر ميلاً، كل ثلاثة أميال فرسخ، فيكون كما سبق أربعة فراسخ.   (1) رواه البخاري 2 / 468 في تقصير الصلاة، باب في كم يقصر الصلاة، ومسلم رقم (1339) في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره، والموطأ 2 / 979 في الاستئذان، باب ما جاء في الوحدة في السفر، وأبو داود رقم (1723) و (1724) و (1725) في المناسك، باب في المرأة تحج بغير محرم، والترمذي رقم (1170) في الرضاع، باب في كراهية أن تسافر المرأة وحدها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/250، 437) قال: حدثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب. وفي (2/340) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث. وفي (2/423) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. وفي (2/445) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/493) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. وفي (2/506) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب وفي (4/103) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن أبي ذئب. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وأبو داود (1723) قال: حدثنا قتيبة بن بن سعيد الثقفي. قال: حدثنا الليث بن سعد. وفي (4/172) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا بشر بن عمر. قال: حدثني مالك. والترمذي (1170) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال: حدثنا بشر بن عمر. قال: حدثنا مالك بن أنس. وابن خزيمة (2523) قال: حدثنا علي بن مسلم ويحيى بن حكيم. قالا: حدثنا بشر بن عمر. قال: حدثنا مالك. وفي (2525) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو هشام المخزومي. قال: حدثنا وهيب، عن ابن عجلان. خمستهم - ابن أبي ذئب، وليث بن سعد، ويحيى، ومالك، وابن عجلان - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. * أخرجه مالك الموطأ (605) والحميدي (1006) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن عجلان. وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وأبو داود (1724) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة والنفيلي، عن مالك. وفي (1725) قال: حدثنا يوسف بن موسى، عن جرير، عن سهيل. وابن ماجة (2899) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة، عن ابن أبي ذئب. وابن خزيمة (2524) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى وعيسى بن إبراهيم. قال عيسى: حدثنا. وقال يونس: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني مالك. وفي (2526) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير، عن سهيل (ح) وحدثنا أبو بشر الواسطي. قال: حدثنا خالد، عن سهيل. أربعتهم (مالك، وابن عجلان، وسهيل، وابن أبي ذئب) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: (عن أبيه) . * لفظ رواية ابن عجلان: «لا تسافر المرأة فوق ثلاث إلا ومعها ذو محرم» . وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل لامرأة أن تسافر ثلاثا إلا ومعها ذو محرم منها.» . أخرجه أحمد (2/347) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. ومسلم (4/103) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا بشر، يعني ابن مفضل. وابن خزيمة (2527) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وأحمد بن المقدام، قالا: حدثنا بشر، وهو ابن المفضل. كلاهما - حماد، وبشر - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3011 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 24 3012 - (خ م ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يحِلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر ثلاثة أيام فصاعِداً إلا ومعها أبوها، أو زوجها، أو ابنها، أو أخوها، أو ذو رَحِم منها» . وفي رواية: «لا تسافر المرأة ثلاثاً إلا مع ذي محرم» . وفي أخرى «فوقَ ثلاث ليال» . وفي أخرى: «لا تسافر المرأة يومين من الدهر إلا ومعها ذو محرم منها، أو زوجها» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 64 - 66 في الحج، باب حج النساء، وفي التطوع، باب مسجد بيت المقدس، وفي الصوم، باب الصوم يوم النحر، ومسلم رقم (827) في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره، والترمذي رقم (1169) في الرضاع، باب ما جاء في كراهية أن تسافر المرأة وحدها، وأبو داود رقم (1726) في المناسك، باب في المرأة تحج بغير محرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/54) قال: حدثنا وكيع، وأبو معاوية (ح) وحدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان. والدارمي (2681) قال: حدثنا يعلى. ومسلم (4/103) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، جميعا عن أبي معاوية. وفي (4/104) قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. وأبو داود (1726) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وهناد، أن أبا معاوية، ووكيعا حدثاهم. وابن ماجة (2898) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع والترمذي (1169) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (5219) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا سلم أيضا قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا علي بن سعيد، عن مسروق الكندي، قال: حدثنا يحيى (يعني ابن أبي زائدة) وفي (2520) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى (ح) وحدثنا الأشج، قال: حدثنا أبو خالد. ثمانيتهم -وكيع، وأبو معاوية، وسفيان، ويعلى، وابن نمر، ويحيى بن أبي زائدة، وعيسى بن يونس، وأبو خالد الأحمر- عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * سقط من المطبوع من صحيح ابن خزيمة (الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد) . -وعن عمرة هي بنت عبد الرحمان بن سعد بن زرارة الأنصارية، أن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، أخبرت أن أبا سعيد الخدري، يفتي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لا يصلح للمرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم لها» . أخرجه أحمد (3/66) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن ابن شهاب، عن عمرة، فذكرته. الحديث: 3012 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 25 3013 - (خ م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تسافر المرأة ثلاثاً إلا ومعها ذو محرم» . أخرجه البخاري [ص: 26] ومسلم وأبو داود. ولمسلم: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر ثلاثاً إلا ومعها ذو محرم منها» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 468 في تقصير الصلاة، باب كم يقصر الصلاة، ومسلم رقم (1338) في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره، وأبو داود رقم (1727) في المناسك، باب المرأة تحج بغير محرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/13) (4615) (2/19) (4696) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/142) (6289) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (2/142) (6289) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (2/54) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: قلت لأبي أسامة: حدثكم عبيد الله. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله ومسلم (4/102) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان، عن عبيد الله (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة (ح) وثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. جميعا عن عبيد الله. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، وأبو داود (1727) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. وابن خزيمة (2521) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال حدثنا عبيد الله بن عمر. كلاهما - عبيد الله بن عمر، والضحاك بن عثمان - عن نافع، فذكره. * قال عبد الله بن أحمد بن حنبل (2/143) (6290) سمعت أبي يقول: قال يحيى بن سعيد: ما أنكرت على عبيد الله بن عمر إلا حديثا واحدا: حديث نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «لا تسافر امرأة سفرا ثلاثا إلا مع ذي محرم.» . قال أحمد: وحدثناه عبد الرزاق، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر. ولم يرفعه. الحديث: 3013 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 25 3014 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنه سمع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يخطب، يقول: «لا يَخلُونَّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. فقام رجل. فقال: يا رسول الله، إن امرأَتي خرجت حاجَّة، وإنِّي اكْتُتِبْتُ في غزوة كذا، وكذا؟ قال: انطلق فحُجَّ مع امرأتك» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اكتتبت) : كتب فلان واكتتب في جيش كذا: إذا جعل في جملتهم ليتوجَّه معهم.   (1) رواه البخاري 4 / 64 و 65 في الحج، باب حج النساء، وفي الجهاد، باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجّة وكان له عذر، وباب كتابة الإمام الناس، وفي النكاح، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم، ومسلم رقم (1341) في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (468) وأحمد (1/222) (1934) قالا: ثنا سفيان. وأحمد (1/346) (3231) قال: ثنا يحيى، عن ابن جريج. وفي (1/346) (3232) قال: ثنا روح، قال: ثنا ابن جريج. والبخاري (3/24) قال: ثنا أبو النعمان، قال: ثنا حماد بن زيد، وفي (4/72) قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا سفيان. وفي (4/87) قال: ثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (7/48) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/104) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. كلاهما عن سفيان. (ح) وحدثناه أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا هشام (يعني ابن سليمان) المخزومي، عن ابن جريج. وابن ماجة (2900) قال: حدثنا هشام ابن عمار، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا ابن جريج والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1516) عن قتيبة، عن سفيان. وابن خزيمة (2529) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا سفيان،وفي (2530) قال: حدثنا عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن زيد - عن عمرو بن دينار، عن أبي معبد، فذكره. * رواية ابن جريج: ليس فيها: (لا يخلون رجل بامرأة) * ورواية النسائي مختصرة على: (لا يخلون رجل بامرأة) . * وباقي الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 3014 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 [النوع] السادس: فيما يذم استصحابه في السفر 3015 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 27] قال: «لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفقة فيها كلب ولا جَرسَ» . وفي رواية: أَن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الجرسُ من مَزامِيرِ الشيطان» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي. وفي رواية لأبي داود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَصحب الملائكةُ رُفقة فيها جلد نَمِر» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2113) و (2114) في اللباس، باب كراهة الكلب والجرس في السفر، وأبو داود رقم (2555) و (2556) في الجهاد، باب في تعليق الأجراس، والترمذي رقم (1703) في الجهاد، باب ما جاء من يستعمل على الحرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «الجرس مزامير الشيطان» . أخرجه أحمد (2/366) قال: حدثنا الخزاعي. قال: أخبرنا سليمان. وفي (2/372) قال: حدثنا سليمان. قال: أنبأنا إسماعيل. ومسلم (6/163) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، يعنون ابن جعفر. وأبو داود (2556) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا أبو بكر بن أبي أويس. قال: حدثني سليمان بن بلال. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13983) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. وابن خزيمة (2554) قال: حدثنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني سليمان، وهو ابن بلال. كلاهما (سليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. -وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس» . أخرجه أحمد (2/262) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير. وفي (2/311) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال: حدثنا خالد. وفي (2/327) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. وفي (2/343) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (2/392) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وفي (2/444، 476) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثني شريك. وفي (2/537) قال: حدثنا هاشم وأبو كامل. قالا: حدثنا زهير. والدارمي (2679) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله. قال: حدثنا زهير. ومسلم (6/162، 163) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري. قال: حدثنا بشر، يعني ابن مفضل. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. وأبو داود (2555) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. والترمذي (1703) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12592) عن الحسين بن محمد ومحمد بن هشام، عن بشر بن المفضل. وفي (9/12650) عن هارون بن محمد بن بكار بن بلال، عن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، عن روح ابن القاسم. وابن خزيمة (2553) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير. تسعتهم - زهير بن معاوية، وخالد بن عبد الله، وحماد، وأبو عوانة، وشريك، وبشر بن المفضل، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وروح بن القاسم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه فذكره. -وعن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، أن نبي الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس» . أخرجه أحمد (2/385) قال: حدثنا علي. وفي (2/414) قال: حدثنا عفان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12899) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد. ثلاثتهم - علي بن المديني، وعفان، وأبو قدامة - عن معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، فذكره. -وعن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر» . أخرجه أبو داود (4130) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا عمران، عن قتادة، عن زرارة. فذكره. الحديث: 3015 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 3016 - (د) أم حبيبة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصحبُ الملائكة رُفْقة فيها جرس» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2554) في الجهاد، باب في تعليق الأجراس، وفي سنده أبو الجراح، مولى أم حبيبة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. أقول: ولكن يشهد له الحديث الذي قبله واللذان بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/326) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: حدثنا شعيب. وفي (6/ 327، 426) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. وفي (6/327) قال: حدثنا عبد الرحمان، عن مالك. وفي (6/427) قال: حدثنا هشام. قال: حدثنا الليث، يعني ابن سعد. وأبو داود (2554) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15870) عن هارون بن عبد الله، عن معن، عن مالك (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك. أربعتهم - شعيب، وعبيد الله، ومالك، والليث بن سعد - عن نافع، عن سالم بن عبد الله، عن أبي الجراح مولى أم حبيبة، فذكره. * أخرجه أحمد (6/426) قال: حدثنا عبيدة. قال: حدثنا عبيد اللله. والدارمي (2678) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك. قال: حدثنا مالك. كلاهما -عبيد الله، ومالك - عن نافع، عن أبي الجراح، فذكره. ليس فيه -سالم -. * وأخرجه أحمد (6/426) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد. قال: سمعت يحيى بن سعيد. قال: حدث سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس» . قال: فقلت له: تعست يا أبا عبد الله. قال لي: كيف هو؟ قلت: حدثني عبيد الله. قال: حدثني نافع، عن سالم، عن أبي الجراح، عن أم حبيبة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صدقت. * في روايتي الليث وشعيب: (عن الجراح مولى أم حبيبة) . الحديث: 3016 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 3017 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصحبُ الملائكة رفْقة فيها جُلْجُل» . وفي أخرى، قال أبو بكر بن أبي شيخ: كنت جالساً مع سالم فَمَرَّ بنا رَكْب لأمِّ البنينَ (1) ، معهم أجراس، فحدَّثَ سالم عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصحب الملائكة رُفقة معهم جُلْجُل، كم ترى مع هؤلاء من جُلجل؟» . أخرجه النسائي (2) .   (1) هي امرأة عبد الملك بن مروان. (2) 8 / 180 في الزينة، باب الجلاجل، وهو حديث حسن يشهد له الأحاديث التي قبله، والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/27) (4811) قال: حدثنا يزيد والنسائي (8/179) قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، من ولد عثمان بن أبي العاص، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير. وفي (8/180) قال: أخبرنا عبد الرحمان بن محمد بن سلام الطرسوسي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (8/180) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا أبو هشام المخزومي. ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وإبراهيم بن أبي الوزير، وأبو هشام المخزومي - عن نافع بن عمر الجمحي، عن أبي بكر بن موسى، قال: كنت مع سالم بن عبد الله، فحدث سالم، فذكره. * في رواية إبراهيم بن أبي الوزير: «عن أبي بكر بن أبي شيخ» . * وفي رواية أبي هشام المخزومي: عن بكير بن موسى. * وفي رواية يزيد بن هارون عند أحمد، ورواية إبراهيم بن أبي الوزير كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر، فمرت رفقة لأم البنين، فيها أجراس، فحدث سالم، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تصحب الملائكة ركبا معهم الجلجل» . فكم ترى في هؤلاء من جلجل. الحديث: 3017 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 3018 - (س) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تدخُلُ الملائكة بيتاً فيه جرس، ولا تصحب الملائكة رُفقة فيها جرس» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 180 في الزينة، باب الجلاجل، وهو حديث حسن يشهد له الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه النسائي (8/180) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد بن مسلم. قال:حدثنا حجاج، عن ابن جريج. قال: أخبرني سليمان بن بابيه مولى آل نوفل، فذكره. الحديث: 3018 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 [النوع] السابع: في القفول ودخول المنزل 3019 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «السفرُ قِطْعَة من العذاب، يمنع أحدَكم طعامَه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدُكم نَهْمَتَهُ فليُعَجِّل إلى أهله» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَهْمَتَه) : النَّهْمة بلوغ الهمة في الشيء، والنَّهْم من الجوع.   (1) رواه البخاري 3 / 496 في الحج، باب السفر قطعة من العذاب، وفي الجهاد، باب السرعة في السير، وفي الأطعمة، باب ذكر الطعام، ومسلم رقم (1927) في الإمارة، باب السفر قطعة من العذاب، والموطأ 2 / 980 في الاستئذان، باب ما يؤمر به من العمل في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (606) وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/445) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (2673) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. والبخاري (3/10) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (4/71) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (7/100) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (6/55) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وإسماعيل بن أبي أديس وأبو مصعب الزهري. ومنصور بن أبي مزاحم وقتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي. وابن ماجة (2882) قال: حدثنا هشام بن عمار وأبو مصعب الزهري وسويد بن سعيد. والنسائي في الكبرى (الورقة /118-أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، جميعهم - عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وخالد بن مخلد، وعبد الله بن مسلمة وعبد الله بن يوسف-. وأبو نعيم، وإسماعيل بن أديس، وأبو مصعب الزهري، ومنصور بن أبي مزاحم، وقتيبة، ويحيى بن يحيى، وهشام بن عمار وسويد بن سعيد، ويحيى ابن سعيد، عن مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر. 2- وأخرجه ابن ماجة (2882) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل. كلاهما - سمي، وسهيل- عن أبي صالح السمان، فذكره. الروايات متقاربة المعنى، وعن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السفر قطعة من العذاب، لأن الرجل يشتغل فيه عن صيامه.» . أخرجه أحمد (2/496) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو عبد الله البكري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 3019 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 3020 - (د) ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذ قَدِمَ باتَ بالمُعرَّسِ حتى يغتَديَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) هو في هامش " عون المعبود " 2 / 173 في آخر كتاب المناسك نسخة: حدثنا أحمد بن صالح: قال: قرأت على عبد الله بن نافع قال: ثني عبد الله يعني العمري عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم بات بالمعرس حتى يغتدي، قال في " عون المعبود ": والحديث ليس من رواية اللؤلؤي، ولذا لم يذكره المنذري في مختصره، قال المزي في " الأطراف ": هذا الحديث في رواية أبي الحسن بن العبد وأبي بكر بن داسة ولم يذكره أبو القاسم. أقول: وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود تحفة الأشراف (6/7730) عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن نافع، عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، فذكره. * قال المزي: هذا الحديث في رواية أبي الحسن بن العبد، وأبي بكر بن داسة. الحديث: 3020 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 3021 - (خ م د ت) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أَطال أحدُكم الغَيْبَةَ فلا يَطْرُقَنَّ أَهلَه ليلاً» (1) . وفي أخرى «نهى أن يَطْرُقَ أهله ليلاً» . زاد في رواية «لِئَلا يَتَخَوَّنَهُمْ، أَو يَطْلُبَ عَثَراتِهِم» . قال عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان: لا أدري هذا في الحديث أم لا؟ يعني: «أن يتخوَّنهم، أو يطلب عثَراتِهم» . وفي رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «إذا جئت من سفر فلا تدخل على أهلك حتى تستَحِدَّ المغيبةُ، وتمتشِطَ الشَّعثَةُ وعليك بالكَيْسِ» . هذه روايات البخاري ومسلم. [ص: 30] وفي رواية أبي داود قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فلما ذهبنَا لِنَدخُلَ، قال: أمْهِلُوا [حتى] لا ندخلَ ليلاً، لكي تمتشط الشَّعثِة، وتستحدَّ المُغيبة» . وفي رواية له: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أَحسن ما دخل الرجل على أَهله إذا قَدِمَ من سفر: أوَّلُ الليل» وفي أخرى له، قال: «كان رسولُ - صلى الله عليه وسلم- يكره أن يأتيَ الرجل أهله طُرُوقاً» . وفي رواية الترمذي: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَهاهم أن يطرُقوا النساء ليلاً» . وفي أخرى له أَنه قال: «لا تَلِجُوا على المُغيبات، فإن الشيطان يجري من أحدكم مجري الدم» ، قلنا: ومنك؟ قال: «ومنِّي، ولكن الله أَعانني عليه، فأسْلمُ» . قال الترمذي: «قال سفيان بن عيينة: معنى أسلمُ» أي: أسلمُ أنا منه، فإن الشيطان لا يُسلِمُ قال: و «المُغيبات» جمع مغيبة، وهي التي زوجها غائب (2) . وفي رواية ذكرها رزين، قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قفَل من غزاة أو سفر فوصل عَشِيَّة، لم يدخل حتى يُصبح، فإن وصل قبل أن يصبحَ، [ص: 31] لم يدخل إلا وقت الغداة، ويقول: أَمْهِلُوا، كي تمتشط التَّفِلَة الشَّعِثة، وتَستحِدَّ المغيبة» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يطرقوا) : الطروق: أن يأتي الرجل المكان الذي يريده ليلاً. (يَتَخَوَّنُهم) : التَّخَوُّن: طلب الخيانة والتهمة. (تَسْتَحدُّ) : الاستحداد: حلق العانة، وهو استفعال من الحديد، كأنه استعمل الحديد على طريق الكناية والتورية. (المُغِيبة) : التي غاب عنها زوجها. (الشَّعِثَة) : البعيدة العهد بالغسل وتسريح الشعر والنظافة. (الكَيْس) : الجماع، والكَيْس: العقل، فيكون قد جعل طلب الولد من الجماع عقلاً. (التَّفِلَة) : امرأة تَفِلَة: إذا كانت غير متطيبة.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": التقييد فيه بطول الغيبة، يشير إلى أن علة النهي إنما توجد حينئذ، فالحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فلما كان الذي يخرج لحاجة مثلاً نهاراً ويرجع ليلاً لا يتأتى له ما يحذر من الذي يطيل كان طول الغيبة مظنة الأمن من الهجوم، فيقع للذي يهجم بعد طول الغيبة غالباً ما يكره، إما أن يجد أهله على غير أهبة من التنظيف والتزين المطلوب من المرأة فيكون ذلك سبب النفرة بينهما، قال: وإما أن يجدها على حالة غير مرضية، والشرع محرض على الستر، وقد أشار إلى ذلك بقوله: أن يتخونهم ويطلب عثراتهم، فعلى هذا من أعلم أهله بوصوله وأنه يقدم في وقت كذا مثلاً لا يتناوله النهي، قال الحافظ: وفي الحديث الحث على التواد والتحاب خصوصاً بين الزوجين، لأن الشارع راعى ذلك بين الزوجين مع اطلاع كل منهما على جرت العادة بستره، حتى إن كل واحد منهما لا يخفى عنه عيوب الآخر شيء في الغالب، ومع ذلك فنهى عن الطروق لئلا يطلع على ما تنفر نفسه عنه، فيكون مراعاة ذلك في غير الزوجين بطريق الأولى، قال: ويؤخذ منه أن الاستحداد ونحوه مما تتزين به المرأة ليس داخلاً في النهي عن تغيير الخلقة، وفيه التحريض على ترك التعرض لما يوجب سوء الظن بالمسلم. (2) رواه البخاري 9 / 296 و 297 في النكاح، باب لا يطرق أهله ليلاً إذا أطال الغيبة مخافة أن يخونهم أو يلتمس عثراتهم، وفي الحج، باب لا يطرق أهله إذا بلغ المدينة، ومسلم رقم (715) في الإمارة، باب كراهة الطروق وهو الدخول ليلاً، وأبو داود رقم (2776) و (2777) و (2778) في الجهاد، باب في الطروق، والترمذي رقم (1172) في الرضاع، باب رقم (17) ورقم (2713) في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية طروق الرجل أهله ليلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وعن الشعبي عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تلجوا على المغيبات، فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم، قلنا: ومنك؟ قال: ومني، ولكن الله أعانني عليه فأسلم» . أخرجه أحمد (3/309) قال: حدثنا الحكم بن موسى - قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته أنا من الحكم بن موسى - قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3/397) قال: حدثنا عبد الله بن محمد - قال عبد الله: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد - قال: حدثنا حفص. والدارمي (2785) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (1172) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عيسى بن يونس. ثلاثتهم - عيسى بن يونس، وحفص، وأبو أسامة - عن مجالد، عن الشعبي، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه. - وعن الشعبي، عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إن أحسن ما دخل الرجل على أهله إذا قدم من سفر، أول الليل» . أخرجه أبو داود (2777) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، فذكره. - وعن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، أنه قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يطرق الرجل أهله ليلا» . أخرجه أحمد (3/310) قال: حدثنا نصر بن باب، عن حجاج، وفي (3/395) قال: حدثنا سليمان ابن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، كلاهما - حجاج، وموسى بن عقبة - عن أبي الزبير، فذكره. وعن محارب بن دثار، قال: سمعت جابر بن عبد الله، قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا» . 1- أخرجه أحمد (3/299) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج (ح) وحدثنا عفان. والبخاري (3/9) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (7/50) قال: حدثنا آدم. ومسلم (6/56) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (2776) قال: حدثنا حفص بن عمر، ومسلم بن إبراهيم. سبعتهم (ابن جعفر، وحجاج، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وآدم، ومعاذ، وحفص بن عمر) قالوا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/302) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1101) قال: حدثنا عمر بن سعد. والدارمي (2634) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. ومسلم (6/56) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنيه محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2577) عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم. خمستهم - وكيع، وعمر بن سعد، ومحمد بن يوسف، وابن مهدي، وأبو نعيم - عن سفيان. كلاهما - شعبة، وسفيان - عن محارب، فذكره زاد سفيان في روايته: «يتخونهم أو يلتمس عثراتهم» وعن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك، حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة» ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فعليك بالكيس الكيس» . 1- أخرجه أحمد (3/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/303) قال: حدثنا هشيم. وفي (3/355) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/50) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/55) قال: حدثني إسماعيل بن سالم، قال: حدثنا هشيم (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد، قال: حدثنا شعبة، (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (2778) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا هشيم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2342) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن غندر، عن شعبة. كلاهما - شعبة، وهشيم - عن سيار أبي الحكم. 2- وأخرجه أحمد (3/396) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله، والبخاري (7/50) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (6/55) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر -، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/56) قال: حدثنيه يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2343) عن بندار، عن غندر، عن شعبة. وعن قتيبة، عن أبي عوانة. ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، وشعبة، وأبو عوانة - عن عاصم بن سليمان. كلاهما - سيار أبو الحكم، وعاصم بن سليمان - عن الاشعبي، فذكره. وعن نبيح العنزي، عن جابر، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاهم أن يطرقوا النساء ليلا» . أخرجه الحميدي (1297) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/299) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/308) قال: حدثنا سفيان. وفي (3/358) قال: حدثنا عبيدة. وفي (3/391) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، وفي (3/399) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2712) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. أربعتهم - سفيان، وشعبة، وعبيدة بن حميد، وأبو عوانة - عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، فذكره. الحديث: 3021 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 29 3022 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يطْرُقُ أَهْلَهُ طُروقاً» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 493 في العمرة، باب الدخول بالعشي، ومسلم رقم (1928) في الإمارة، باب كراهة الطروق، ولفظه عند البخاري: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله، كان لا يدخل إلا غدوة أو عشية، ولفظه عند مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله ليلاً، وكان يأتيهم غدوة أو عشية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/125) قال: ثنا عبد الصمد. وفي (3/204) قال: ثنا يزيد وعفان. وفي (3/240) قال: ثنا أبو سعيد. والبخاري (3/9) قال: ثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (6/55) قال: ثني أبو علي بن أبي شيبة، قال: ثنا يزيد بن هارون. (ح) وثنيه زهير بن حرب قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (211) عن هارون بن عبد الله، عن يزيد بن هارون. خمستهم - عبد الصمد، ويزيد، وعفان، وأبو سعيد، وموسى - عن همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله، فذكره. الحديث: 3022 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 31 3023 - (ت) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهاهم أن يَطْرقُوا النساء ليلاً، قال: فطرق رجلان بعدَ نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فوجدَ كلُّ واحد منهما مع امرأته رجلاً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رواه الترمذي تعليقاً على حديث جابر الذي قبله رقم (2713) في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية طروق الرجل أهله ليلاً بغير سند، فقال: وقد روي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم أن يطرقوا النساء ليلاً ... الحديث، وقد أخرج الحديث ابن خزيمة في صحيحه من حديث ابن عباس وابن عمر، كما ذكر ذلك الحافظ في " الفتح " 9 / 297 في النكاح، باب لا يطرق أهله ليلاً، قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن أبي جمرة: فيه (يعني الحديث) النهي عن طروق المسافر أهله على غرة من غير تقدم إعلام منه لهم بقدومه، والسبب في ذلك ما وقعت الإشارة إليه في الحديث، قال: وقد خالف بعضهم فرأى عند أهله رجلاً، فعوقب بذلك على مخالفته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره الترمذي معلقا في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية طروق الرجل أهله ليلا. الحديث: 3023 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 32 [النوع] الثامن: في سفر البحر 3024 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تركَبِ البحرَ إلا حاجاً أو مُعتَمِراً، أو غازياً في سبيل الله (1) ، فإنَّ تحتَ البحر ناراً، وتحت النار بحراً» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تحت البحر ناراً) : قال الخطابي: هذا تفخيم لأمر البحر، وتهويل [ص: 33] لشأنه، وأن الآفة تسرع إلى راكبه، ولا يؤمن هلاكه في غالب الأمر، كما لا يؤمن الهلاك من النار لمن لابسها ودنا منها، وهذا في معرض التخييل والتمثيل.   (1) لفظه في نسخ أبي داود المطبوعة: لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله، وكلاهما صواب، ولفظه في المطبوع: لا يركب البحر إلا حاجاً أو معتمراً أو غازياً، بضم كلمة " البحر " وهو خطأ. (2) رقم (2489) في الجهاد، باب في ركوب البحر في الغزو، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منكر، أصله موقوف: أخرجه أبو داود (2489) قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا إسماعيل بن زكريا، عن مطرف، عن بشر أبي عبد الله، عن بشير بن مسلم، فذكره. الحديث: 3024 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 32 3025 - (خ) مطرف قال: «لا بَأس بالتجارة في البحر، وما ذكره الله عز وجل في القرآن إلا بِحقّ، ثم تلا {وَتَرَى الفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فضلِه} (1) [فاطر: 12] » . أخرجه ... (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَوَاخر) : جمع: ماخرة، أي: جارية.   (1) في المطبوع: {وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله} وهي في النحل: 14. (2) ذكره البخاري تعليقاً 4 / 254 في البيوع، باب التجارة في البحر من كلام مطر الوراق وليس كما ذكر المصنف من كلام مطرف، قال الحافظ في " الفتح ": قوله: وقال مطر: هو مطر الوراق البصري مشهور في التابعين، ووقع في رواية الحموي وحده: وقال مطرف، وهو تصحيف، وبأنه الوراق وصفه المزي والقطب وآخرون. وقال الكرماني: الظاهر أنه ابن الفضل المروزي شيخ البخاري، وقال الحافظ ابن حجر: وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله ابن شوذب عن مطر الوراق أنه كان لا يرى بركوب البحر بأساً ويقول: ما ذكره الله تعالى في القرآن إلا بحق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في البيوع - باب التجارة في البحر - وقال الحافظ في الفتح: ووقع في رواية الحموي وحده «وقال مطرف» وهو تصحيف، وصوابه مطر. وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن شوذب عن مطر الوراق أنه كان لا يرى بركوب البحر بأسا. الحديث: 3025 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 33 [النوع] التاسع: في تلقي المسافرين 3026 - (خ ت د) السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: «ذهبنا نَتَلَقَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع الصِّبيان إلى ثنيَّةِ الوَدَاع» زاد في رواية: «مقْدَمَه من غزوَةِ تَبُوكَ» وفي رواية قال: «أَذْكُرُ أَنِّي خرجتُ مع الصبيان - وفي [ص: 34] أخرى: الغلمان - نتلقَّى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- إلى ثنيَّةِ الوداع، مقدَمَه من تبوكَ» . أخرجه البخاري. وفي رواية الترمذي: «لمَّا قدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من تبوك خرج الناس يَتَلَقَّونه إلى ثنية الوداع، فخرجتُ مع الناس وأنا غلام» وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 133 في الجهاد، باب استقبال الغزاة، وفي المغازي، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، والترمذي رقم (1718) في الجهاد، باب ما جاء في تلقي الغائب إذا قدم، وأبو داود رقم (2779) في الجهاد، باب في التلقي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/449) . البخاري (4/93) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. وفي (6/10) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (6/10) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وأبو داود (2779) قال: حدثنا ابن السرح. والترمذي (1718) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن. سبعتهم- أحمد، ومالك بن إسماعيل، وعلي، وعبد الله بن محمد، وابن السرح، وابن أبي عمر، وسعيد - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، فذكره. الحديث: 3026 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 33 3027 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «قدمَ زيدُ بن حارثَةَ ورسولُ - صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فأتى زيد، فقرع الباب، فقام إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عرياناً يَجُرُّ ثوبه، والله، ما رأَيتُه عرياناً قبلها ولا بعدها (1) ، فاعتَنَقه وقَبَّلهُ» أَخرجه الترمذي (2) .   (1) لفظه في الترمذي المطبوع: والله ما رأيته عرياناً قبله ولا بعده. (2) رقم (2733) في الاستئذان، باب ما جاء في المعانقة والقبلة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2732) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني. قال: حدثني أبي يحيى بن محمد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. * قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه. الحديث: 3027 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 3028 - (د) عامر الشعبي «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- تَلَقَّي جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه، فالتَزَمَهُ وقبَّل ما بين عينيه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5220) في الأدب، باب في قبلة ما بين العينين، ورواه أيضاً البيهقي في " شعب الإيمان "، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه أبو داود (5220) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا علي بن مسهر، عن أجلح، عن الشعبي، فذكره. قلت: الشعبي من التابعين، فالحديث منقطع. الحديث: 3028 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 [النوع] العاشر: في ركعتي القدوم 3029 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 35] حين أقبلَ من حَجَّتِه - دخل المدينة، فأناخ على باب مسجده، ثم دخله، فركع فيه ركعتين، ثم انصرَفَ إلى بيته» قال نافع: فكان ابن عمر كذلك يصنع. أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (2782) في الجهاد، باب في الصلاة عند القدوم من السفر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2782) قال: ثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا يعقوب، قال: ثنا أبي عن ابن إسحاق، قال: ثني نافع، عن ابن عمر، فذكره. قلت: أصل الحديث في الصحيحين. الحديث: 3029 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 3030 - (د) كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قَدِمَ من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس» . هذا طرف من حديث توبة كعب بن مالك، وهو مذكور في كتاب تفسير القرآن، من حرف التاء. وقد أخرجه البخاري ومسلم كاملاً. وهذا الطرف أخرجه أَبو داود مفرداً (1) .   (1) رقم (2781) في الجهاد، باب في الصلاة عند القدوم من السفر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2781) قال: ثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، والحسن بن علي، قالا: ثنا عبد الرزاق، ني ابن جريج، قال: ني ابن شهاب، قال:ني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عبد الله بن كعب، وعمه عبيد الله بن كعب، عن أبيهما كعب بن مالك، فذكره الحديث: 3030 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 35 الكتاب الثالث: في السبق والرمي ، وفيه فصلان الفصل الأول: في أحكامهما 3031 - (د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا سَبَقَ إلا في خُفّ أو حافر أو نَصْل» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي. وفي أخرى للنسائي: «لا يَحِلُّ سَبَق إلا على خف أو حافر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السبق) : بسكون الباء: مصدر سبقت أسبق سبقاً، وبفتحها: الجعل الذي يقع السباق عليه، وقوله - صلى الله عليه وسلم- «لا سبق إلا في خف، أو [ص: 37] حافر، أو نصل» . قال الخطابي: الرواية الصحيحة بفتح الباء، يريد: أن الجُعل والعطاء لا يستحق إلا في سباق هذه الأشياء. (خُف أو حافر أو نصل) : الخُف: كناية عن الإبل. والحافر: عن الخيل. والنصل: عن السهم، وذلك بتقدير حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، أي: ذو خف، وذو حافر، وذو نصل.   (1) رواه أبو داود رقم (2574) في الجهاد، باب في السبق، والترمذي رقم (1700) في الجهاد، باب ما جاء في الرهان والسبق، والنسائي 6 / 226 و 227 في الخيل، باب السبق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/474) قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا وكيع ويزيد. وأبو داود (2574) قال: حدثنا أحمد بن يونس. والترمذي (1700) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (6/226) قال أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. (ح) وأخبرنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي. قال: حدثنا سفيان. ستتهم - يحيى، ووكيع، ويزيد، وأحمد بن يونس، وخالد بن الحارث، وسفيان - عن ابن أبي ذئب، عن نافع بن أبي نافع مولى أبي أحمد، فذكره. - وعن أبي الحكم مولى بني ليث، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «لا سبق إلا في خف، أو حافر» . أخرجه أحمد (2/256) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/385) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير. وابن ماجة (2878) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي (6/227) قال: أخبرنا عمران بن موسى. قال: حدثنا عبد الوارث. ستتهم - يزيد، وحماد، وأبو معاوية، وابن نمير، ابن عبدة، وعبد الوارث - عن محمد بن عمرو، عن أبي الحكم مولى بني ليث، فذكره. - وعن أبي صالح، قال: سمعت أبا هريرة. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا سبق إلا في خف، أو حافر» . أخرجه أحمد (2/358) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود. قال: سألت سليمان بن يسار عن السبق؟ فقال: حدثني أبو صالح، فذكره. قال الحافظ في التلخيص (4/161) صححه ابن القطان، وابن دقيق العيد، وأعلّ بعضها الدارقطني بالوقف. الحديث: 3031 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 3032 - (د) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - «أن رسول الله سَابَقَ (1) بين الخيل، وفضَّلَ القُرَّح (2) ، في الغايَةَ» أخرجه أبو داود (3) .   (1) في الأصل: يسابق، وما أثبتناه من نسخ أبي داود المطبوعة. (2) قال في " الصحاح ": قرح ذو الحافر قروحاً: إذا انتهت أسنانه، وإنما تنتهي في خمس سنين، لأنه في السنة الأولى حولي، ثم جذع، ثم ثني، ثم رباع، ثم قارح، يقال: أجزع المهر، وأثنى، وأربع، وقرح، هذه وحدها بلا ألف، والفرس قارح، والجمع: قرح. اهـ. (3) رقم (2576) في الجهاد، باب في السبق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لفظ الباب من رواية عقبة بن خالد أبى مسعود، وفي رواية عتاب، عن عبيد الله بلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبق بالخيل ورهن» . وفي رواية عبد الله بن عمر العمري: «سبق النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الخيل، وأعطى السابق» . أخرجه أحمد (2/67) (5348) قال: ثنا عتاب، قال: نا عبيد الله بن عمر. وفي (2/91) (5656) قال: ثنا قراد، قال: نا عبد الله بن عمر. وفي (2/157) (6466) قال: ثنا عقبة أبو مسعود الحبر، قال: ثنا عبيد الله. وأبو داود (2577) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا عقبة بن خالد، عن عبيد الله. كلاهما (عبيد الله، وعبد الله، ابنا عمر العمريان) عن نافع، فذكره. الحديث: 3032 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 3033 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُضَمِّرُ الخيلَ، يُسابِقُ بها» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2577) في الجهاد، باب في السبق، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/86) (5588) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا ابن أبي ليلى. وأبو داود (2576) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله. كلاهما - ابن أبي ليلى، وعبيد الله - عن نافع، فذكره. * لم يذكر في رواية ابن أبي ليلى: «يسابق بها» . الحديث: 3033 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 3034 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُسابِقُ بين الخيل في المدينة، وفي انْصرافه من مغَازِيه» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد جاء بعض هذا المعنى في الصحيحين عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، كما في الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أقف عليه. الحديث: 3034 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 3035 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «أجْرى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما ضَمَرَ من الخيْل: من الحَفْيَاء إلى ثَنيَّةِ الوَدَاع، وأجرى ما لم تُضْمَر: من الثَّنِيَّةِ إلى مسجد بني زريق قال ابن عمر: فكنتُ فيمن أجْرى، فطفَّفَ بي الفرسُ المسجد (1) قال سفيان: من الحفْياء إلى الثَّنِيَّةِ خمسة أميال، أَو ستة. وفي أخرى: ستة أو سبعة. ومن الثنية إلى مسجد بني زُرَيق ميل أو نحوه» . أخرجه الجماعة. إلا أن رواية البخاري، قال: سابق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين الخيل التي قد ضُمِرتْ، فأرسَلَها، من الحفياء، وكان أمدُها ثنيَّةَ الوَداع، فقلت لموسى: وكم بين ذلك؟ قال: ستة أميال أو سبعة وسابق بين الخيل التي لم تُضْمَرَ، فأَرسلها من ثنيةِ الوداع، وكان أمَدُها مسجد بني زُريق، قلت: فكم بين ذلك؟ قال: ميل أو نحوه، وكان ابن عمر ممن سابق فيها (2) . [ص: 39] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فطفف بي الفرسُ المسجد) : أي: كاد يساوي بي المسجد، ومنه طف الصاع، أي ساواه. والمعنى: أنه وثب به حتى كاد يساوي المسجد.   (1) أي: وثب بي حتى كاد يساوي المسجد. (2) رواه البخاري 1 / 431 في الصلاة، باب هل يقال: مسجد بني فلان، وفي الجهاد، باب السبق بين الخيل، وباب إضمار الخيل للسبق، وباب غاية السبق للخيل المضمرة، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1870) في الإمارة، باب المسابقة بين الخيل وتضميرها، والموطأ 2 / 467 و 468 في الجهاد، باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينها، وأبو داود رقم (2575) في الجهاد، باب في السبق، والترمذي رقم (1699) في الجهاد، باب ما جاء في الرهان والسبق، والنسائي 6 / 226 في الخيل، باب إضمار الخيل للسباق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (290) . والحميدي (684) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية. وأحمد (2/5) (4487) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/11) (4594) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية. وفي (2/55) (5181) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والبخاري (1/114) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (4/37، 38) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله. وفي (4/38) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا الليث. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن موسى بن عقبة. وفي (9/129) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية. (ح) وحدثنا قتيبة، عن ليث. ومسلم (6/30) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك. وفي (6/31) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، وقتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد. (ح) وحدثنا خلف بن هشام، وأبو الربيع، وأبو كامل، قالوا: حدثنا حماد، وهو ابن زيد، عن أيوب. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان، جميعا عن عبيد الله. (ح) وحدثني علي بن حجر، وأحمد بن عبدة، وابن أبي عمر، قالوا: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة. (ح) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة، يعني ابن زيد. وأبو داود (2575) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (2877) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله. والترمذي (1699) قال: حدثنا محمد بن وزير الواسطي، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان، عن عبيد الله. والنسائي (6/225) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وفي (6/226) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. ثمانيتهم - مالك، وإسماعيل بن أمية، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة، وجويرية بن أسماء، وأسامة بن زيد- عن نافع، فذكره. * في رواية إسماعيل بن أمية عند الحميدي، زاد «قال ابن عمر: وكنت فيمن سابق فاقتحم بي فرسي في حزق، فصرعني» . الحديث: 3035 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 3036 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أدْخل فرساً بين فَرسينِ - وهو لا يؤمَنُ أن يُسْبَقَ - فليس بقمار. ومن أدخل فرساً بين فرسين - وقد أُمِنَ أن يُسبقَ - فهو قِمار» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2579) في الجهاد، باب في المحلل، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/505) قال: ثنا يزيد. قال: نا سفيان بن حسين. وأبو داود (2579) قال: ثنا مسدد. قال: ثنا حصين بن نمير. قال: ثنا سفيان بن حسين (ح) وثنا علي بن مسلم. قال: ثنا عباد بن العوام قال: نا سفيان بن حسين. وفي (2580) قال: ثنا محمود بن خالد. قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير. وابن ماجة (2876) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن يحيى. قالا: ثنا يزيد بن هارون. قال: نا سفيان بن حسين. كلاهما - سفيان بن حسين، وسعيد بن بشير - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * قال أبو داود: رواه معمر وشعيب وعقيل، عن الزهري، عن رجال من أهل العلم. وهذا أصح عندنا. * وقال الحافظ في التلخيص (4/163) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة، والحاكم والبيهقي وابن حزم وصححه، من حديث أبي هريرة، قال الطبراني في الصغير: تفرد به سعيد بن بشير عن قتادة عن سعيد بن المسيب، وتفرد به عنه الوليد، وتفرد به عنه هشام بن خالد، قلت: رواه أبو داود عن محمود بن خالد عن الوليد، لكنه أبدل قتادة بالزهري، ورواه أبو داود وباقي من ذكر قبل، من طريق سفيان بن حسين عن الزهري، وسفيان هذا ضعيف في الزهري، وقد رواه معمر وشعيب وعقيل عن الزهري، عن رجال من أهل العلم قاله أبو داود، وهذا أصح عندنا، وقال أبو حاتم: أحسن أحواله أن يكون موقوفا على سعيد بن المسيب، فقد رواه يحيى بن سعيد، عن سعيد قوله، انتهى. وكذا هو في الموطأ عن الزهري عن سعيد قوله، وقال ابن أبي خيثمة سألت ابن معين عنه، فقال: هذا باطل وضرب على أبي هريرة، وقد غَلَطَ الشافعي سفيان بن حسين في روايته عن الزهري، عن سعيد عن أبي هريرة، حديث الرجل جبار، وهو بهذا الإسناد أيضا. تنبيه: وقع في الحلية لأبي نعيم من حديث الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري، وقوله ابن عبد العزيز خطأ، قاله الدارقطني، والصواب سعيد بن بشير كما عند الطبراني والحاكم، وحكى الدارقطني في العلل: أن عبيد بن شريك رواه عن هشام بن عمار عن الوليد عن سعيد بن بشير، عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة، وهو وهم أيضا، فقد رواه أصحاب هشام عنه، عن الوليد عن سعيد عن الزهري قلت: وقد رواه عبدان عن هشام مثل ما قال عبيد أخرجه ابن عدي عنه، وقال: إنه غلط فتبين بهذا أن الغلط من هشام، وذلك أنه تغير حفظه في الآخر. الحديث: 3036 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 39 3037 - (د ت س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا جلَبَ ولا جَنَبَ في الرِّهان» أخرجه أبو داود. وأخرجه الترمذي بزيادة، وهذا لفظه، قال: «لا جَلَبَ، ولا جَنَبَ ولا شِغارَ في الإسلام، ومن انتَهَبَ نُهْبَة فليس منا» وأخرجه النسائي، ولم يذكر النهبة، وآخر حديثه «الإسلام» (1) . [ص: 40] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا جلب) : جلب على فرسه يجلب جلباً: إذا صاح من خلفه يحثه على السبق، وأجلب مثله. و «لا جنب» الجنب: أن يَجْنِب فرساً آخر معه، فإذا قصَّر المركوب ركب المجنوب. (شِغَار) : نكاح الشِّغَار: هو أن يزوج الرجلُ [الرجلَ] ابنته أو أخته على أن يزوجه ابنته أو أخته، ولا صداق بينهما، إنما بُضْع كلِّ واحدة صداق الأخرى. (المراهنة) : المخاطرة، راهنت فلاناً: إذا خاطرته على شيء.   (1) رواه أبو داود رقم (2581) في الجهاد، باب الجلب على الخيل في السباق، والترمذي رقم (1123) في النكاح، باب النهي عن نكاح الشغار، والنسائي 6 / 227 و 228 في الخيل، باب الجلب، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب: عن أنس، وأبي ريحانة، وابن عمر، وجابر، ومعاوية، وأبي هريرة، ووائل بن حجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/429) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي قزعة. وفي (4/438) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير، عن حميد الطويل. وفي (4/439) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا الحارث بن عمير، عن حميد الطويل. وفي (4/443) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حميد. وفي (4/445) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا حميد، وأبو داود (2581) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: حدثنا عنبسة (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل عن حميد الطويل، وابن ماجة (3937) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حميد، والترمذي (1123) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا حميد، وهو الطويل. والنسائي (6/111) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا بشر، قال: حدثنا حميد، وفي (6/227) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع، قال: حدثنا حميد، وفي (6/228) . قال: أخبرنا محمد بن بشار قال: ثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي قزعة.. ثلاثتهم - أبو قزعة سويد بن حجير، وحميد، وعنبسة - عن الحسن، فذكره. - وعن ابن سيرين، عن عمران بن حصين أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «لا شغار في الإسلام» . أخرجه أحمد (4/441) قال: ثنا إبراهيم بن خالد، قال: ثنا رباح، عن معمر، عن ابن سيرين، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3037 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 39 3038 - (خ د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناقة يقال لها: العَضْبَاء، لا تُسْبَقُ، فجاء أعرابيّ على قَعُود فسبقها، فشَقَّ ذلك على المسلمين حتى عرَفهُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حقّ على الله أن لا يرْتَفِعَ شيء من الدنيا إلا وَضَعَهُ» أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العضباء) : ناقة عضباء: مشقوقة الأذن، ولم تكن ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عضباء، إنما كان هذا لقباً لها. [ص: 41] (القَعُود) : من الإبل: ما أمكن أن يركب، وأدناه أن يكون له سنتان، ثم هو قعود إلى أن يثني، وهو أن يدخل في السنة السادسة، ثم هو جمل، والأنثى لا يقال لها: قَعود، وإنما هي قَلوص.   (1) رواه البخاري 6 / 55 في الجهاد، باب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الرقاق، باب التواضع، وأبو داود رقم (4802) في الأدب، باب في كراهية الرفعة في الأمور، والنسائي 6 / 227 في الخيل، باب السبق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا ابن أبي عدي. والبخاري (4/38) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية (ابن عمرو) ، قال: حدثنا أبو إسحاق (إبراهيم بن محمد) وفي (4/38، 8/131) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا زهير. وفي (8/131) قال: حدثني محمد، قال: أخبرنا الفزاري (مروان) وأبو خالد الأحمر. وأبو داود (4803) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا زهير. والنسائي (6/227) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن خالد. وفي (6/228) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثني شعبة. سبعتهم - ابن أبي عدي، وأبو إسحاق، وزهير، ومروان الفزاري، وأبو خالد، وخالد بن الحارث، وشعبة - عن حميد، فذكره. -وعن ثابت عن أنس بنحوه. أخرجه أحمد (3/253) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1315) قال: حدثنا محمد بن الفضل. وفي (1344) قال: حدثني سليمان بن حرب. وأبو داود (4802) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم - عفان، ومحمد، وسليمان، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 3038 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 40 3039 - (م) فقيم اللخمي - رحمه الله - قال: «قلتُ لعقبة بن عامر: تَخْتَلِفُ بين هذين الغَرَضَيْن، وأَنت شيخ كبير، فَيَشُقُّ عليك؟ فقال: عُقبةُ: لولا كلام سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لم أعَانِه، قال: قلت: وما ذاكَ؟ قال: سمعتُه يقول: من تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثم تركه فليس منا - أو قد عصى» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغرضين) : الغرض: الهدف. (لم أُعَانِه) : معاناة الشيء: مقاساته وملابسته، والقوم يعانون مالهم، أي: يقومون عليه.   (1) رقم (1919) في الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه مسلم (6/52) قال: ثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: نا الليث، عن الحارث بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن شماسة، فذكره. الحديث: 3039 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 41 3040 - (د ت س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله عز وجل لَيُدْخِلُ بالسَّهْم الواحد ثلاثة نَفَر الجنَّةَ: صانِعَه يَحْتَسِبُ في عمله الخيرَ، والرَّاميَ به، والمُمِدَّ به» . وفي [ص: 42] رواية: ومُنبِلَه - فارمُوا واركبوا، وأَحبُّ إليَّ أن تَرْمُوا من أن تركَبُوا. كلُّ لهو باطل، ليس من اللهوِ محمود إلا ثلاثة: تأديبُ الرجلِ فرسَه، ومُلاعَبتُهُ أهلَه، ورَميُه بِقوسه ونَبْلِهِ، فإنهن من الحق، ومن ترك الرَّميَ بعد ما علمه، رَغبة عنه، فإنها نعمة تركها - أو قال: كفَرها» . أخرجه أبو داود. وأخرجه الترمذي إلى قوله: «فإنهن من الحق» وأخرجه النسائي إلى قوله: «ومُنْبِلَهِ» . وله في أخرى مثله، وفي أَوله: قال خالد بن زيد الجهني: «كان عُقبةُ يمرُّ بي فيقول: يا خالد، أُخرج بنا نَرمي، فلما كان ذاتَ يوم أبطأتُ عنه، فقال: يا خالد، تعالَ أُخبركَ بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتيتُه، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يدخلُ بالسَّهم الواحد ... » الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُمِدّ به) : أمددت فلاناً بكذا: إذا أعطيته إياه، ويقال مددت القوم: إذا صرت لهم مدداً، وأمددتهم بغيري. [ص: 43] (مُنْبِلَه) : المُنْبِل: هو الذي يناول الرامي النبل: إما أنه يقف إلى جانبه أو خلفه ومعه عدد من النبل، فيناوله واحدة بعد واحدة، أو أنه يرده عليه من الهدف أو من غيره، وكذلك هو المُمِدُّ به على كلا الوجهين، والنَّبل: السهام الصغار، معروفة، يقال: أنبلت الرجل فأنا مُنْبِلَه، واستنبل فلان فأنبلته، وقيل: نبَّلته - بالتشديد - فيكون حينئذ مُنَبِّلَه بالتشديد أيضاً. والمعنى سواء. (كفرها) : كفران النعمة: جحدها.   (1) رواه أبو داود رقم (2513) في الجهاد، باب في الرمي، والترمذي رقم (1637) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله تعالى، والنسائي 6 / 28 في الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله تعالى و 6 / 222 و 223 في الخيل، باب تأديب الرجل فرسه، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن كعب بن مرة، وعمرو ابن عبسه، وعبد الله بن عمرو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/144) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا أبو سلام. وفي (4/148) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام. وفي (4/148) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلام. والدارمي (2410) قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: حدثنا هشام، عن يجيى، عن أبي سلام. وابن ماجة (2811) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير. عن أبي سلام. والترمذي (1637) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام. كلاهما - أبو سلام، وزيد بن سلام - عن عبد الله بن زيد الأزرق، فذكره. * وأخرجه الترمذي (1637) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا ابن أبي حسين، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، مرسل. وعن خالد بن زيد الجهني، قال: كان عقبة بن عامر يمر بي. فيقول: يا خلاد اخرج بنا نرمي. فلما كان ذات يوم أبطأت عنه. فقال: يا خالد، تعال أخبرك بما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فأتيته. فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعه الخير، والرامي به، ومنبله وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا. وليس اللهو إلا في ثلاثة: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته امرأته، ورميه بقوسه ونبله. ومن ترك الرمي بعد ما علمه، رغبة عنه، فإنها نعمة كفرها. أو قال: كفر بها» . أخرجه أحمد (4/146) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا يحيى بن حمزة. وفي (4/148) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. وفي (4/148) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وأبو داود (2513) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (6/28) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد عن الوليد. وفي (6/222) قال: نا الحسن بن إسماعيل بن مجالد، قال: ثنا عيسى بن يونس. خمستهم - يحيى بن حمزة، إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم، وعبد الله بن المبارك، وعيسى بن يونس - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: ثني أبو سلام الدمشقي، عن خالد بن زيد الجهني، فذكره. * عند النسائي خالد بن يزيد والصواب ما أثبتناه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3040 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 41 3041 - (م ت) عقبة بن عامر- رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستُفْتَحُ عليكم أرَضون، ويكفيكم الله، فلا يَعْجز أَحدُكم أن يَلْهُو بأسْهِمِه» . أخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي مضافاً إلى حديث آخر قد أخرجه مسلم، وهو مذكور في تفسير سورة الأنفال، من كتاب التفسير من حرف التاء، فجمعه الترمذي، وفرَّقه مسلم (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1918) في الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه، والترمذي رقم (3083) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/57) قال: ثنا سريح وهارون بن معروف، قالا: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثناه داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد، عن بكر بن مضر. كلاهما - ابن وهب، وبكر بن مضر - عن عمرو بن الحارث، عن أبي علي الهمداني ثمامة بن شفي، فذكره. (*) في المطبوع: هارون وسريح بن معروف. الحديث: 3041 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 43 3042 - (ت) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله ليُدخِلُ بالسَّهم الواحد ثلاثةً الجنّةَ صانِعَهُ يَحتَسبُ في [ص: 44] صنعته الخير، والراميَ به، والمُمدَّ به، وقال: ارمُوا واركَبُوا، ولأن ترموا أحبُّ إليَّ من أن تركبوا، كلُّ ما يَلهُو به الرجل المسلم باطل، إلا رمْيه بقوسه، وتأديبه فرسَه، وملاعبته أهلَه، فإنهن من الحق» . أخرجه الترمذي هكذا مرسلاً (1) .   (1) رقم (1637) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله تعالى، وهو مرسل، وفيه أيضاً عنعنة ابن إسحاق، ولكن يشهد له من جهة المعنى حديث عقبة الذي تقدم رقم (3040) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1637) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: نا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، فذكره. وقال الترمذي: ثنا أحمد بن منيع. قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: نا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام عن عبد الله بن الأزرق، عن عقبة بن عامر الجهني، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله. وقال أيضا: وهذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3042 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 43 3043 - (خ) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على نَفر من أَسْلَمَ ينتضِلونَ بالسيوف (1) ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان، قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ما لكم لا ترمون؟ فقالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: ارموا وأنا معكم كلِّكم» أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينتضلون) : الانتضال: الرمي بالسهام.   (1) في نسخ البخاري المطبوعة، والمطبوع من جامع الأصول: بالسوق. (2) 6 / 67 في الجهاد، باب التحريض على الرمي، وفي الأنبياء، باب قوله الله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد} ، وباب نسبة اليمن إلى إسماعيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/50) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (4/45) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (4/179) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. وفي (4/219) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. كلاهما - يحيى وحاتم - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. الحديث: 3043 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 44 الفصل الثاني: فيما جاء من صفات الخيل والوصية بها ، وهي أربعة أنواع [النوع] الأول: فيما يُحَبُّ من ألوانها 3044 - (د س) أبو وهب الجشمي - رضي الله عنه - قال محمد بن مهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم من الخيل بكلِّ كمَيت أغَرَّ مُحَجَّل، أو أشْقَر أَغرَّ محجَّل، أو أدْهم أغرَّ محجل» . وفي رواية: «عليكم بكل أَشقر أَغرَّ مُحجَّل، أو كميت أغرَّ..» فذكر نحوه. قال محمد بن مهاجر «فسألته: لم فَضَّل الأشقر؟ قال لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- بعث سَرِيَّة فكان أولَ من جاء بالفتح صاحبُ أَشقر» . هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَسَمّوا بأسماء الأنبياء، وأحبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وارتَبِطُوا الخيل وامسَحُوا بَنواصيها وأكفالِها، ولا تُقَلِّدوها الأوتار، وعليكم بكل كُميت أغرَّ محجَّل [أو أشقر أغرَّ محجل] ، أو أدهم أغرَّ محجل» . وقد أخرج أبو داود ذِكْرَ التَّسمِّي مفرداً، وهو مذكور في كتاب الأسماء من حرف الهمزة، وأخرج أيضاً هو والنسائي باقي الرواية مفردة عن [ص: 46] ذِكْر التسمِّي «وذكرِ الصفة» ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ارتَبِطُوا الخيل، وامسحوا بنواصيها وأعجازِها - أو قال: أكفالِها - وقلِّدوها، ولا تُقلِّدوها الأوتار» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأوتار) : كانوا يقلدون خيلهم أوتار القسي لئلا تصيبها العين، فأمروا بقطعها، لعلمهم أن الأوتار لا ترد من قضاء الله شيئاً. وقيل: نهوا أن يقلدوها الأوتار، أي: لا يطلبون عليها الذحول التي وتروا بها في الجاهلية، تقول: وتره يتره وتراً: إذا قتل له قتيلاً ولم يدرك بثأره، فتكون الأوتار على الأول: جمع وَتَر - بفتح التاء والواو - وعلى الثاني: جمع وِتْر: بكسر الواو وسكون التاء.   (1) رواه أبو داود رقم (2544) في الجهاد، باب فيما يستحب من ألوان الخيل، والنسائي 6 / 218 و 219 في الخيل، باب ما يستحب من شية الخيل. وإنما نهاهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك: لأنهم كانوا يعتقدون أن تقليد الخيل الأوتار، يدفع عنها العين والأذى، فتكون كالعوذة لها، فنهاهم، وأعلمهم أنها لا تدفع ضراً، ولا تصرف حذراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/345) قال: حدثنا هشام بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو المغيرة. والبخاري في الأدب المفرد (814) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا أحمد. قال: حدثنا هشام بن سعيد. وأبو داود (2543، 2553، 4950) مقطعا قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا هشام بن سعيد الطالقاني. وفي (2544) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي قال: حدثنا أبو المغيرة. والنسائي (6/218) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا أحمد البزاز [عن] هشام بن سعيد الطالقاني. كلاهما (هشام بن سعيد، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج) عن محمد بن المهاجر الأنصاري. قال: حدثني عقيل بن شبيب، فذكره. الحديث: 3044 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 45 3045 - (ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُ الخيلِ الأدَهم الأقرَحُ الأرثَمُ، ثم الأقرحُ المحجَّل، طلُق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكُميت، على هذه الشِّية» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 47] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأرثم) : الفرس الذي في شفته العليا بياض. (الأقرح) : من الخيل: ما كان في جبهته قرحة، وهي بياض يسير في وسط الجبهة. (طُلُق اليمين) : بضم الطاء واللام: إذا لم تكن محجلة. (الشِّية) : كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره، والهاء فيها عوض من الواو والذاهبة من أوله، والجمع: شِيات.   (1) رقم (1696) و (1697) في الجهاد، باب ما جاء فيما يستحب من الخيل، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة والدارمي والحاكم وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/300) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة (ح) ويحيى بن إسحاق. قال: أخبرنا ابن لهيعة. والدارمي (2433) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثني ابن لهيعة. وابن ماجة (2789) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت يحيى بن أيوب. والترمذي (1696) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا بن لهيعة. وفي (1697) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. عن يحيى بن أيوب. كلاهما - ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب - عن يزيد بن أبي حبيب، عن علي بن رباح. فذكره. الحديث: 3045 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 46 3046 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُمْنُ الخيلِ في شُقْرها» أخرجه أبو داود [والترمذي] . وقال الترمذي: «في الشُّقرِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يمن الخيل) : اليُمن: البركة.   (1) رواه أبو داود رقم (2545) في الجهاد، باب فيما يستحب من ألوان الخيل، والترمذي رقم (1695) في الجهاد، باب ما جاء فيما يستحب من الخيل، ورواه أحمد في " المسند " رقم (2454) ، وإسناده حسن، حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/272) (2454) قال: حدثنا حسين. وأبو داود (2545) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حسين بن محمد. والترمذي (1695) قال: حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما -حسين، ويزيد - عن شيبان، عن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان. الحديث: 3046 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 3047 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان السلف يَستَحِبُّونَ الفُحُولَةَ منْ الخيل، ويقولون: هي أحسنُ وأجرى» . وعن [ص: 48] راشد بن سعد مثله. أخرجه ... (1) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 6 / 50 في الجهاد، باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل، قال: وقال راشد بن سعد: كان السلف يستحبون الفحولة، لأنها أجرأ وأيسر، قال الحافظ في " الفتح ": وقوله: أجرأ وأيسر، بهمز أجرأ من الجرأة، وبغير الهمز من الجري، وأجسر بالجيم و [السين] المهملة من الجسارة، وحذف المفضل عليه اكتفاء بالسياق، أي من الإناث أو المخصية، وروى أبو عبيدة في كتاب " الخيل " له: عن عبد الله بن محيريز نحو هذا الأثر وزاد: وكانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات، وروى الوليد بن مسلم في " الجهاد " له من طريق عبادة بن نسي وابن محيريز أنهم كانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات، ولما خفي من أمور الحرب، ويستحبون الفحول في الصفوف والحصون، ولما ظهر من أمور الحرب، وروي عن خالد ابن الوليد أنه كان لا يقاتل إلا على أنثى، لأنها تدفع البول، وهي أقل صهيلاً، والفحل يحبسه في جريه حتى ينفتق ويؤذي بصهيله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره البخاري تعليقا في الجهاد والسير - باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل. وقال الحافظ في الفتح: وروى أبو عبيدة في كتاب الخيل له عن عبد الله بن محريز نحو هذا الأثر، وروى الوليد بن مسلم في الجهاد له من طريق عباد بن نسر (بنون ومهملة مصغرا) وابن محيريز نحو هذا الأثر. الحديث: 3047 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 [النوع] الثاني: فيما يكره منها 3048 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يكرَهُ الشِّكالَ من الخيل» . زاد في رواية «والشِّكالُ: أن يكون الفرسُ في رجلِهِ اليمنى بياض، وفي يده اليسرى، أو يده اليمنى ورجله اليسرى» . هذه رواية مسلم وأبي داود. وفي رواية الترمذي: «أنه كان يكرهُ الشِّكال في الخيل» . وفي روايه النسائي مثله. وقال والشِّكالَ من الخيل: أن تكون ثلاثُ قوائمة مُحجَّلة، وواحدة مُطْلَقة، أو تكون الثلاثة مطلقة، وواحدة محجَّلة، وليس يكون الشِّكال إلا في رِجل، ولا يكون في اليد. وقيل: هو اختلاف الشيِّة ببياض في خلاف (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1875) في الإمارة، باب ما يكره من صفات الخيل، وأبو داود رقم (2547) في الجهاد، باب ما يكره من الخيل، والترمذي رقم (1698) في الجهاد، باب ما جاء ما يكره من الخيل، والنسائي 6 / 219 في الخيل، باب الشكال في الخيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/250، 436) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/476) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (6/33) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا وكيع. (ح) وحدثناه محمد بن نمير. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر. قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (2547) قال: حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجة (2790) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (1698) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (6/219) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. خمستهم -يحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق، ومحمد بن كثير - عن سفيان. قال: حدثني سلم بن عبد الرحمن النخعي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. *أخرجه أحمد (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/460) قال: حدثنا عبد الرحمن وحجاج. و «مسلم» (6/33) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثني وهب بن جرير. والنسائي (6/219) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وأنبأنا إسماعيل. وفي (6/219) قال:أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وأنبأنا إسماعيل بن مسعود. قال حدثنا بشر. خمستهم -محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، وحجاج، ووهب بن جرير، وبشر بن المفضل- عن شعبة. قال: سمعت عبد الله بن يزيد النخعي، عن أبي زرعة بن عمرو، فذكره. * قال أحمد بن حنبل عقب رواية شعبة، عن عبد الله بن يزيد (2/457) : شعبة يخطئ في هذا القول: عبد الله بن يزيد، وإنما هو سلم بن عبد الرحمان النخعي. * في رواية عبد الرزاق ومحمد بن كثير، عن سفيان: والشكال أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى. * قال أبو عبد الرحمن النسائي عقب حديث سفيان: الشكال من الخيل أن تكون ثلاث قوائم محجلة وواحدة مطلقة، أو تكون الثلاثة مطلقة ورجل محجلة، وليس يكون الشكال إلا في رجل، ولا يكون في اليد. الحديث: 3048 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 48 [النوع] الثالث: في مدحها، والوصية بها 3049 - (خ م ت س) عروة بن الجعد - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الخيلُ مَعْقُود في نوَاصِيها الخَيرُ: الأجْرُ، والمغنَمُ، إلى يوم القيامة» وفي رواية نحوه، وليس فيها «الأجر والمغنم» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 40 في الجهاد، باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وباب الجهاد ماض مع البر والفاجر، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أحلت لكم الغنائم، ومسلم رقم (1873) في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والترمذي رقم (1694) في الجهاد، باب ما جاء في فضل الخيل، والنسائي 6 / 222 في الخيل، باب فتل ناصية الفرس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (841) . وأحمد (4/375) قالا: حدثنا سفيان. والبخاري (4/252) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (6/32) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وخلف ابن هشام، وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن أبي الأحوص (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر. كلاهما عن سفيان. وابن ماجة (2786) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. كلاهما - سفيان، وأبو الأحوص - عن شبيب بن غرقدة، فذكره. - وعن عامر الشعبي، عن عروة البارقي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم» . أخرجه الحميدي (842) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد. وأحمد (4/375) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين. وفي (4/375) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. وفي (4/376) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وفي (4/376) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. (ح) ووكيع، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/376) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني حصين، وعبد الله بن أبي السفر. وفي (4/376) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/376) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن حصين. والدارمي. (2431) قال: أخبرنا يعلى، قال: حدثنا زكريا. وفي (2432) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا شعبة، عن حصين، وعبد الله بن أبي السفر. والبخاري (4/34) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن حصين، وابن أبي السفر. وفي (4/34) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/104) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا حصين ومسلم (6/32) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن فضيل، وابن إدريس، عن حصين. (ح) وحدثناه إسحاق ابن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن حصين. وابن ماجة (2305) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين. والترمذي (1694) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبثر بن القاسم، عن حصين. والنسائي (6/222) قال: حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، عن حصين. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن حصين. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: أنبأنا محمد بن جعفر، قال: أنبأنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: أنبأنا شعبة، قال: أخبرني حصين، وعبد الله بن أبي السفر. أربعتهم - مجالد، وحصين، وزكريا، وعبد الله بن أبي السفر - عن عامر الشعبي، فذكره. * في بعض الروايات: (عروة بن الجعد) وفي بعضها: (عروة بن أبي الجعد) . * رواية ابن ماجة: «الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة.» . * قال البخاري عقب رواية حفص بن عمر: قال سليمان، عن شعبة عن حصين، عن عروة بن أبي الجعد، تابعه مسدد، عن هشيم، عن حصين عن الشعبي، عن عروة بن أبي الجعد. - وعن العيزار بن حريث، عن عروة بن الجعد الأزدي، أنه سمع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: «الخيل معقود في نواصيها الخير» أخرجه أحمد (4/376) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/376) قال: حدثنا عفان. ومسلم (6/32) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وعفان، ومعاذ - عن شعبة، قال: أخبرنا أبو إسحاق، قال: سمعت العيزار بن حريث، فذكره. * أخرجه أحمد (4/375، 376) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عروة بن أبي الجعد، فذكره. (ليس فيه العيزار) . الحديث: 3049 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 3050 - (خ م ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الخيلُ معقود في نَواصيها الخير إلى يوم القيامة» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 40 في الجهاد، باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، ومسلم رقم (1871) في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والموطأ 2 / 467 في الجهاد، باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينها والنفقة في الغزو، والنسائي 6 / 221 و 222 في الخيل، باب فتل ناصية الفرس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (289) . وأحمد (2/13) (4616) ، (2/57) (5200) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/28) (4816) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا عبيد الله بن الأخنس. وفي (2/49) (5102) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن عون. وفي (2/101) (5768) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/102) (5783) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/112) (5918) قال: حدثنا إسحاق، قال: سمعت مالكا يحدث. والبخاري (4/34) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا مالك. وفي (4/252) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. ومسلم (6/31) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتيبة، وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، وعبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا عبيد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا هارون ابن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة. وابن ماجة (2787) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (6/221) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. ستتهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وعبيد الله بن الأخنس، وابن عون، وأيوب، وأسامة بن زيد - عن نافع، فذكره. الحديث: 3050 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 3051 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الخيلُ مَعقُود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، الخيل ثلاثة: هي لرجل أجر، وهي لرجل ستر، وهي على رجلِ وزر، فأما الذي هي له [ص: 50] أجر: فالذي يتَّخِذُها في سبيل الله، فيُعِدُّها له، هي له أَجْر، لا يُغَيِّبُ في بُطونِها شيئاً إلا كتب الله له أجراً، هذا لفظ الترمذي، وهو طرف من حديث طويل أَخرجه البخاري ومسلم ومالك، وهو مذكور في «كتاب الزكاة» من حرف «الزاي» ، إلا أن قوله في أول هذا الحديث: «الخيل معقود في نَواصِيها الخير إلى يوم القيامة» ليس في ذلك الحديث الطويل. وأخرجه النسائي مثل الترمذي، ثم قال: وساق الحديث، ولم يذكر لفظه (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1636) في فضائل الجهاد، باب فضل من ارتبط فرساً في سبيل الله، والنسائي 6 / 215 في الخيل في فاتحته، وهو حديث صحيح، ورواه البخاري بدون ذكر لفظ: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة 6 / 48 في الجهاد، باب الخيل لثلاثة، ومسلم رقم (987) في الزكاة، باب إثم مانع الزكاة، والموطأ 2 / 444 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وقد تقدم الحديث في حرف الزاي في كتاب الزكاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 3051 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 3052 - (د) عتبة بن عبد السلمي - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تَقُصُوا نَواصيَ الخيل، فإن الخير معقود في نواصيها، ولا أَعرَافها، فإن فيها دِفاءَها، ولا أذنابها، فإنها مذابُّها» . وفي رواية قال: «لا تقُصُّوا نواصي الخيل، ولا معارِفها، ولا أذنابها، فإن أذنابها [مَذَابُّها] ، وأعرافها دفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير» . أخرج أبو داود الرواية الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين.   (1) رواه أبو داود رقم (2542) في الجهاد، باب في كراهية جز نواصي الخيل وأذنابها، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/183) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: حدثني ثور بن يزيد وفي (4/184) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا بقية بن الوليد. كلاهما (ثور، وبقية) عن نصر بن علقمة، قال: حدثني رجال من بني سليم، عن عتبة بن عبد السلمي، فذكره. * في رواية ثور بن يزيد (رجل من بني سليم) * وأخرجه أبو داود (2542) قال: حدثنا خشيش بن أصرم، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن نصر الكناني، عن رجل، عن عتبة بن عبد، فذكره. * وأخرجه أبو داود (2542) قال: حدثنا أبو توبة، عن الهيثم بن حميد، عن ثور بن يزيد، عن شيخ من بني سليم، عن عتبة بن عبد، فذكره. (ليس فيه نصر الكناني) . * وأخرجه أحمد (4/183) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان، عن ثور بن يزيد، عن رجل يقال له عتبة بن عبد السلمي، فذكره. (ليس بين ثور، وعتبة أحد) . في المطبوع: -ثور بن يزيد، عن نفير، عن رجل يقال له عتبة - الصواب: أنه ليس فيه - عن نفير - كما في «جامع المسانيد والسنن» (3/الورقة 157- ب) و «أطراف المسند» (2/الورقة 9- أ) . الحديث: 3052 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 50 3053 - (م س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَلوي ناصيةَ فرس بإصبَعهِ، وهو يقول: الخيل معقود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمةُ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1872) في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والنسائي 6 / 221 في الخيل، باب فتل ناصية الفرس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/361) قال: حدثنا هشيم، ومسلم (6/31) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، وصالح بن حاتم بن وردان، عن يزيد بن زريع. وفي (6/32) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي. (6/221) قال: أخبرنا عمران بن موسى. قال: حدثنا عبد الوارث. خمستهم - هشيم، ويزيد، وإسماعيل، وسفيان، وعبد الوارث - عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. الحديث: 3053 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 3054 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «البَرَكةُ في نواصي الخيل» وفي رواية: «الخيل معقود في نواصيها الخيرُ» أخرج الأولى مسلم (1) ، والثانية البخاري (2) .   (1) وهي أيضاً عند البخاري. (2) رواه البخاري 6 / 40 و 41 في الجهاد، باب الخيل معقود في نواصيها الخير، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، ومسلم رقم (1874) في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ورواه أيضاً النسائي 6 / 221 في الخيل، باب بركة الخيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/114) قال: ثنا يحيى بن سعيد، وفي (3/127) قال: ثنا حجاج. وفي (3/171) قال: ثنا محمد بن جعفر. والبخاري (4/34) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى. وفي (4/252) قال: ثنا قيس بن حفص، قال: ثنا خالد بن الحارث. ومسلم (6/32) قال: ثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي (ح) وثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: ثنا يحيى بن سعيد (ح) وثنا يحيى بن حبيب، قال: ثنا خالد. (ح) وثني محمد بن الوليد، قال: ثنا محمد بن جعفر. والنسائي (6/221) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا النضر -ابن شميل-. (ح) ونا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى. ستتهم - يحيى، وحجاج، وابن جعفر، وخالد، ومعاذ، والنضر - عن شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد، فذكره. الحديث: 3054 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 3055 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رُئِيَ يمْسَحُ وجهَ فَرَسِهِ بِردائه، فسئل عن ذلك؟ فقال: إني عُوتِبْتُ الليلة في الخيل» أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 468 في الجهاد، باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينها، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": مرسل، ووصله ابن عبد البر من طريق عبيد الله بن عمرو الفهري عن مالك عن يحيى عن أنس، قال: وصله أبو عبيدة في كتاب " الخيل " له، من طريق يحيى بن سعيد عن شيخ من الأنصار، وقال: في إذالة الخيل: وله من مرسل عبد الله بن دينار، وقال: إن جبريل بات الليلة يعاتبني في إذالة الخيل، أي: امتهانها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1034) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» مرسل وصله ابن عبد البر من طريق عبيد الله بن عمر والفهري عن مالك عن يحيى عن أنس، ووصله أبو عبيدة في كتاب الخيل له من طريق يحيى بن سعيد عن شيخ من الأنصار. الحديث: 3055 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 3056 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لم يكن [ص: 52] شيء أحبَّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد النساء من الخيل» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 217 و 218 في الخيل، باب حب الخيل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/217-218) قال: ني أحمد بن حفص، قال: ثني أبي قال: ثني إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره. الحديث: 3056 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 3057 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من فرس عربيّ إلا يؤذنُ له عند كلِّ سَحر بكلمات يدعُو بهن (1) : اللهمَّ خوَّلْتَني مَنْ خوَّلْتَني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أَحبَّ أَهله وماله - أو من أَحبِّ أَهله وماله - إليه» أخرجه النسائي (2) .   (1) في النسائي المطبوع: يؤذن له عند كل سحر بدعوتين. (2) 6 / 223 في الخيل، باب دعوة الخيل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/170) . والنسائي (6/223) قال: أخبرنا عمرو بن علي. كلاهما - أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي - عن يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد بن جعفر. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، فذكره. * قال أحمد بن حنبل: خالفه عمرو بن الحارث. فقال: عن يزيد، عن عبد الرحمن بن شماسة. وقال ليث: عن أبي شماسة أيضا. * أخرجه أحمد (5/162) قال: حدثنا حجاج وهاشم. قالا: حدثنا ليث قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي شماسة، أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر، وهو قائم عند فرس له، فذكره نحوه، موقوفا، من قول أبي ذر، لم يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. * قال أحمد بن حنبل: وافقه عمرو بن الحارث، عن أبي شماسة. الحديث: 3057 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 [النوع] الرابع: [تسمية الخيل] 3058 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُسَمِّي الأنثى من الخيل فرساً» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2546) في الجهاد، باب هل تسمى الأنثى من الخيل فرساً، وفي سنده موسى بن مروان التمار الرقي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2546) قال: ثنا موسى بن مروان الرقي. قال: ثنا مروان بن معاوية، عن أبي حيان التيمي. قال: ثنا أبو زرعة، فذكره. الحديث: 3058 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 3059 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حائِطِنا فرس يقال له: اللُّحيفُ» (1) . أخرجه البخاري، قال: وبعضهم قال: «اللُّخَيفُ» بالخاء (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللحيف) : بالحاء غير المعجمة: فعيل بمعنى فاعل، كأنه يلحف الأرض بذنبه، أي يغطيها به، وأما من رواه بالخاء فلا وجه له.   (1) اللحيف، بالتصغير، أو على وزن رغيف. (2) 6 / 43 في الجهاد، باب اسم الفرس والحمار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/35) قال: ثنا علي بن عبد الله بن جعفر، قال: ثنا معن بن عيسى، قال: ثنا ابن أبي عباس بن سهل، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3059 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 3060 - (د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «أُهديتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَغْلَة فركبَها، فقال عليّ: لو حَملنا الحمير على الخيل، فكانت لنا مثل هذه؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنما يفعل ذلك الذي لا يعلمون» . وفي رواية أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «قال: لن ينزَى حِمار على فرس» . أخرج الأولى أَبو داود، والنسائي الثانية (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2565) في الجهاد، باب في كراهية الحمر تنزى على الخيل، والنسائي 6 / 224 في الخيل، باب التشديد في حمل الحمير على الخيل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (766) و (785) و (1108) و (1358) ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/100) (785) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. وفي (1/158) (1358) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة. وأبو داود (2565) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. والنسائي (6/224) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. كلاهما - الليث، وابن لهيعة - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن زرير، فذكره. -عن علي بن علقمة، عن علي، قال: «أهدي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بغل أو بغلة. فقلت: ما هذا؟ قال: بغل أو بغلة. قلت: ومن أي شيء هو؟ قال: يحمل الحمار على الفرس فيخرج بينهما هذا. قلت: أفلا نحمل فلانا على فلانة؟ قال: لا. إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون» . أخرجه أحمد (1/98) (766) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، فذكره. * أخرجه أحمد (1/95) (738) ، (1/132) (1108) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود «تحفة الأشراف» (7/10102) عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - وكيع، وابن مهدي - عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي، قال: «نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ننزي حمارا على فرس» . ليس فيه (علي بن علقمة) . * قال أبو داود: لا يصح لسالم سماع من علي، وإنما يروي عن محمد بن الحنفية. * قال المزي جمال الدين أبو الحجاج، هذا الحديث في رواية أبي بكر بن داسة. يعني عن أبي داود. الحديث: 3060 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 الكتاب الرابع: في السؤال 3061 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوني ما تركتُكم، فإنما أَهلكَ من كان قبلَكم كثرةُ سؤالهم، واختلافُهم على أنبيائهم، فإذا نهيتُكم عن شيء فاجْتَنِبُوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم» . وفي رواية «ذرُوني ما تركتكم، ما نهيتُكم فاجتَنِبُوه، وما أمرتكم فائتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي الرواية الأولى إلى قوله: «أنبيائهم» (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 219 و 220 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1337) في الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، والترمذي رقم (2681) في العلم، باب في الانتهاء عما نهى عنه صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً النسائي 5 / 110 في الحج، باب وجوب الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1125) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والبخاري (9/116) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (7/91) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. أربعتهم- سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، ومالك، والمغيرة الحزامي- عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. - وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم» . أخرجه أحمد (2/355) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وفي (2/495) قال: حدثنا ابن نمير. ومسلم (7/91) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (1) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك. وفي (2) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أخبرنا جرير. والترمذي (2679) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية. أربعتهم - شريك بن عبد الله، وعبد الله بن نمير، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. -وعن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: «ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتمروا ما استطعتم» . أخرجه أحمد (2/313) . ومسلم (7/91) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: أخبرنا معمر، عن همام ابن منبه، فذكره. - وعن عجلان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم» . أخرجه الحميدي (1125) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/247) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/428) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/517) قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، والضحاك بن مخلد - عن محمد بن عجلان، عن أبيه، فذكره. - وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذروني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم» . أخرجه أحمد (2/482) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره. - وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب. قالا: كان أبو هريرة يحدث أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم، واختلافهم على أنبيائهم» . أخرجه مسلم (7/91) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف. قال: حدثنا أبو سلمة وهو منصور بن سلمة الخزاعي. قال: أخبرنا ليث، عن يزيد بن الهاد. كلاهما - يونس بن يزيد، ويزيد بن الهاد - عن ابن شهاب. قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، فذكراه. الحديث: 3061 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 3062 - (خ م د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أعظمَ المسلمين في المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يُحرَّم [ص: 55] على الناس، فحُرِّمَ من أجلِ مَسألتِهِ» . أخرجه البخاري ومسلم وأَبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُرماً) : الجرم: الذنب.   (1) رواه البخاري 13 / 226 في الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف مالا يعنيه، ومسلم رقم (2358) في الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4610) في السنة، باب لزوم السنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (67) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/176) (1520) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/179) (1545) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (9/117) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثني عقيل. ومسلم (7/92) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا بن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (4610) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان، ومعمر، وعقيل، وإبراهيم بن سعد، ويونس - عن الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، فذكره. الحديث: 3062 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 3063 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - كتب إلى معاوية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كان ينهى عن قيِلَ وقالَ، وإضاعَةِ المال، وكثرةِ السؤال» أخرجه البخاري ومسلم، وهو طرف من حديث طويل قد ذُكر في «كتاب الدُّعاء» من «حرف الدال» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قيل وقال) : قال الحميدي: قال أبو عبيد فيه: جعل القال مصدراً، كأنه قال: نهى عن قيل وقول، يقال: قلت قولاً، وقيلاً، وقالاً، وقال غيره: لو كان هذا لقلَّت الفائدة، لأن الثاني هو الأول، والقيل والقال بمعنى واحد، فأي معنى للنهي عن اللفظين وهما سواء؟ والأحسن: أن [ص: 56] يكون على الحكاية، فيكون النهي عن القول بما لا يصح ومالا تُعلم حقيقته، وأن يقول المرء في حديثه: قيل كذا، وقال قائل كذا، وهو نحو الحديث الآخر «بئس مطية الرجل زعموا» ، وهو التحدث بما لا يصح، وشغل الزمان بما لم يتحقق صدقه، وهو المذموم وأما من حكى ما يصح ويعرف حقيقة، وأسند ذلك إلى معروف بالصدق والثقة، فلا وجه للنهي عنه ولا ذم فيه عند أحد من أهل العلم.   (1) رواه البخاري 13 / 229 في الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال، وفي صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، وفي الدعوات، باب الدعاء بعد الصلاة، وفي الرقاق، باب ما يكره من قيل وقال، وفي القدر، باب لا مانع لما أعطى الله، ومسلم رقم (593) في الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/246) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شيبان، عن منصور، عن الشعبي، وفي (4/249) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا خالد الحذاء، قال: حدثني ابن أشوع، عن الشعبي. وفي (4/250) قال: حدثنا حسين بن علي، عن ابن سوقة. وفي (4/250) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد، منهم مغيرة، عن الشعبي. وفي (4/254) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا عطاء بن السائب. وفي (4/254) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثنا المغيرة، عن عامر. وفي (4/255) قال: حدثنا علي، قال: أنبأنا الجريري، عن عبد ربه. وعبد بن حميد (391) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عبد الملك بن عمير. والدارمي (2754) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الملك بن عمير. والبخاري (2/153) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن ابن أشوع، عن الشعبي. وفي (3/157) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن الشعبي. وفي (8/4) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان، عن منصور، عن المسيب. وفي (8/124) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد، منهم مغيرة، وفلان، ورجل ثالث أيضا، عن الشعبي. (ح) وعن هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. وفي (9/117) وفي الأدب المفرد (460) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك. وفي الأدب المفرد (16) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال أخبرنا جرير، عن عبد الملك بن عمير. وفي (297) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير. ومسلم (5/130، 131) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير، عن منصور، عن الشعبي. (ح) وحدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن منصور، عن الشعبي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن خالد الحذاء، قال: حدثني ابن أشوع، عن الشعبي. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن محمد بن سوقة، قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله الثقفي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11536) عن علي بن حجر، عن جرير، عن منصور، عن الشعبي. وابن خزيمة (742) قال: حدثنا الدورقي، وأبو هشام، قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد، منهم المغيرة، ومجالد، ورجل ثالث أيضا كلهم عن الشعبي. (ح) وأخبرنا أبو هشام، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. سبعتهم - عامر الشعبي، ومحمد بن سوقة، وعطاء بن السائب، وعبد ربه، وعبد الملك بن عمير، والمسيب بن رافع، ومحمد بن عبيد الله) عن وراد مولى المغيرة بن شعبة، فذكره. الحديث: 3063 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 3064 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال الناسُ يسألونكم عن العلم، حتى يقولوا: هذا الله خالق كلِّ شيء، فمن خلق الله؟ فقال أَبو هريرة - وهو آخذ بيد رجل: صدق الله ورسوله، قد سألني اثنان، وهذا الثالث» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال الناس يسألونك يا أبا هريرة، حتى يقولوا: هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فبينا أنا في المسجد، إذ جاءني ناس من الأعراب، فقالوا: يا أبا هريرة، هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حَصى بكفِّه فرماهم، ثم قال: قوموا، قوموا» ، وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يأتي الشيطانُ أَحدَكم، فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول فمن خلق ربَّك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله، ولينتَهِ» . وفي أخرى قال: «لا يزال الناس يتساءلون، حتى يقال: هذا خَلقَ الله، [ص: 57] فمن خلقَ الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فلْيَقل: آمنت بالله وَرُسُلِهِ» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود الرواية الآخرة، وله أيضاً نحوه، وقال: «فإذا قالوا ذلك، فقولوا (الله أحد، الله الصَّمدُ، لمْ يلِدْ، وَلَم يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفوا أحد) ثم ليَتْفل عن يساره ثلاثاً، وليستعِذْ من الشيطان» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثم ليَتْفُل) : التَّفل: شبيه بالبزق، وهو أقل منه، أوله البزق، ثم التفل، ثم النفث.   (1) رواه البخاري 6 / 240 في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (135) في الإيمان، باب الوسوسة في الإيمان، وأبو داود رقم (4721) و (4722) في السنة، باب الجهمية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1153) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة. وأحمد (2/331) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو سعيد، يعني المؤدب، - قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: واسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح أبو سعيد المؤدب -. قال: حدثنا هشام. والبخاري (4/149) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. ومسلم (1/83) قال: حدثنا هارون بن معروف، ومحمد بن عباد. قالا: حدثنا سفيان، عن هشام. وفي (1/84) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو النضر قال: حدثنا أبو سعيد المؤدب، عن هشام. (ح) وحدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد جميعا، عن يعقوب. قال زهير: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد، قال: قال ابن شهاب. وأبو داود (4721) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا سفيان، عن هشام. والنسائي في عمل اليوم والليلة (662) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة. وفي (663) قال: أخبرنا هارون بن سعيد، قال: حدثنا خالد بن نزار، قال: أخبرني القاسم بن مبرور، عن يونس، عن ابن شهاب. وفي عمل اليوم والليلة أيضا تحفة الأشراف (14160) عن أحمد بن سعيد المروزي، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي الزهري، عن عمه. كلاهما - هشام بن عروة وابن شهاب الزهري - عن عروة بن الزبير، فذكره. - وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال الناس يسألونكم عن العلم، حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟» . قال: وهو آخذ بيد رجل، فقال: صدق الله ورسوله، قد سألني اثنان وهذا الثالث، أو قال: سألني واحد وهذا الثاني. أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: سمعت هشام بن حسان. ومسلم (1/84) قال: حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن أيوب. كلاهما - هشام، وأيوب - عن محمد بن سيرين، فذكره. * أخرجه مسلم (1/84) قال: وحدثنيه زهير بن حرب ويعقوب الدورقي. قالا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن علية، عن أيوب، عن محمد. قال: قال أبو هريرة: «لا يزال الناس ... » بمثل حديث عبد الوارث، غير أنه لم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الإسناد. ولكن قد قال في آخر الحديث: صدق الله ورسوله. - وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يسألونك يا أبا هريرة، حتى يقولوا: هذا الله، فمن خلق الله؟» . قال: فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب، فقالوا: يا أبا هريرة، هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا، قوموا. صدق خليلي. وفي رواية عتبة بن مسلم: «فإذا قالوا ذلك، فقولوا: الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. ثم ليتفل عن يساره، ثلاثا، وليستعذ من الشيطان.» . أخرجه أحمد (2/387) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. ومسلم (1/84) قال: حدثني عبد الله بن الرومي، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة، وهو ابن عمار، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (4722) قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا سلمة يعني ابن الفضل، قال: حدثني محمد، يعني ابن إسحاق، قال: حدثني عتبة بن مسلم مولى بني تيم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (661) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الله بن هارون بن أبي عيسى. قال: حدثني أبي قال: حدثني ابن إسحاق (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عتبة بن مسلم. ثلاثتهم - عمر بن أبي سلمة، ويحيى بن أبي كثير، وعتبة - عن أبي سلمة، فذكره. وعن يزيد بن الأصم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليسألنكم الناس عن كل شيء، حتى يقولوا: الله خلق كل شيء فمن خلقه.» . قال يزيد عقب رواية أحمد: فحدثني نجبة بن صبيغ السلمي أنه رأى ركبا أتوا أبا هريرة، فسألوه عن ذلك. فقال: الله أكبر ما حدثني خليلي بشيء إلا وقد رأيته وأنا أنتظره. قال جعفر: بلغني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سألكم الناس عن هذا. فقولوا: الله كان قبل كل شيء والله خلق كل شيء، والله كائن بعد كل شيء.» . أخرجه أحمد (2/539) . ومسلم (1/85) قال: حدثني محمد بن حاتم. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن حاتم - عن كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان، قال: حدثنا يزيد بن الأصم، فذكره. - عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزالون تستفتون، حتى يقول أحدكم: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله عز وجل؟» . أخرجه أحمد (2/317) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. - وعن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال الناس يسألون، حتى يقولوا: كان الله قبل كل شيء، فما كان قبله» . أخرجه أحمد (2/431) قال: ثنا يحيى، عن مجالد، قال: ثنا عامر، عن المحرر بن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 3064 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 3065 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لن يبْرحَ الناسُ يتساءلون: هذا الله خالق كلِّ شيء، فمن خلق الله؟» . وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «قال الله عز وجل: «إن أُمَّتك لا يزالون يقولون: ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا: هذا الله خالقُ الخلق فمن خلق الله عز وجل؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 231 في الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه، ومسلم رقم (136) في الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (9/119) قال: ثنا الحسن بن صباح، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا ورقاء، عن عبد الله بن عبد الرحمن، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (3/102) قال: ثنا محمد بن فضيل. ومسلم (1/85) قال: ثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: ثنا محمد بن فضيل، وفيه (1/85) قال: ثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: نا جرير (ح) وثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا حسين بن علي، عن زائدة. ثلاثتهم - ابن فضيل، وجرير، وزائدة - عن مختار بن فلفل، فذكره. الحديث: 3065 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 57 3066 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «نهى عن الغلُوطات» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 58] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغَلُوطَاتُ) : بفتح الغين: غَلوط، كشاة حَلوب، وناقة رَكوب، ثم يجعل اسماً بزيادة التاء، فيقال: غلوطة، وهي المسألة التي يُغلَّطُ بها العالم، فيستزلُ بها، وقيل: الصواب بضم الغين، والأصل فيها الأُغلُوطَات، فطرحت الهمزة وألقيت حركتها على الغين. ومن رواها «الأغلوطات» (2) فهو الأصل.   (1) رقم (3656) في العلم، باب التوقي في الفتيا، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم 5 / 435 وفي سنده عبد الله بن سعد بن فروة البجلي، وهو مجهول. وقال الساجي: ضعفه أهل الشام. (2) جمع أغلوطة، بوزن أحدوثة، وأضحوكة، وأحموقة، وأسطورة، كل ذلك بضم الهمزة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (5/435) قال: ثنا علي بن بحر، وأبو داود (3656) قال: ثنا إبراهيم بن موسى الرازي. كلاهما - علي، وإبراهيم - قالا: ثنا عيسى بن يونس، قال: ثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن سعد، عن الصنابحي، فذكره. * أخرجه أحمد (5/435) قال: ثنا روح، قال: ثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن سعد، عن الصنابحي، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره. قلت: فيه عبد الله بن سعد البجلي، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال: يخطئ، وقال الحافظ في التهذيب: وقال الساجي: ضعفه أهل الشام. الحديث: 3066 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 57 3067 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - يرفعه، قال: «شِرَارُ النَّاس: الذين يسألون عن شِرار المسائل كي يُغَلِّطُوا بها العلماء» أخرجهر ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بياض بعد أخرجه. وهذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 3067 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 3068 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنت عند عمر فسمعته يقول: نهينا عن التَّكَلُّف» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التكلُّفُ) : تكلفت الأمر إذا ألزمت نفسك به على مشقة ولم يلزمك، والمراد به هاهنا: كثرة السؤال والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها، والأخذ بظاهر الشريعة، وقبول ما أتت به، والإذعان لما صدر عنها.   (1) 13 / 229 في الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (9/118) قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، فذكره. الحديث: 3068 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 3069 - (ت) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: «سئل رسول الله [ص: 59] صلى الله عليه وسلم- عن أشياء؟ فقال الحلالُ: ما أحلَّ الله في كتابه، والحرامُ: ما حرَّمَهُ الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما قد عفا عنه، فلا تتكلَّفوا» . أخرجه (1) .   (1) هكذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه وقد رواه الترمذي رقم (1726) في اللباس، باب ما جاء في لبس الفراء، وابن ماجة رقم (3367) في الأطعمة، باب أكل الجبن والسمن، ولفظه في أول الحديث: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء ... وذكر الحديث، وأسقطا من لفظهما: " فلا تتكلفوا ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح موقوفا: أخرجه ابن ماجة (3367) ، والترمذي (1726) قالا: ثنا إسماعيل بن موسى السدي، قال: ثنا سيف بن هارون، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. وقال الترمذي: وهذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله: وكأن الحديث الموقوف أصح، وسألت البخاري عن هذا الحديث فقال: ما أراه محفوظا، روى سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سليمان موقوفا، قال البخاري: وسيف بن هارون مقارب الحديث، وسيف بن محمد عن عاصم ذاهب الحديث. الحديث: 3069 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 3070 - () أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله فرض فرائضَ فلا تُضيِّعوها، وحدَّ حُدوداً، فلا تعتدُوها، وحرَّم أشياء فلا تقْرَبُوها، وترك أَشياء - عن غيْرِ نِسيان - فلا تبحثوا عنها» أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه الدارقطني في " سننه " صفحة (502) في الرضاع، ولفظه عنده:" إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحرم حرمات فلا تنتهكوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها "، وهو من رواية مكحول عن أبي ثعلبة الخشني، وفيه انقطاع بين مكحول وأبي ثعلبة، وله شاهد عند الدارقطني صفحة 550 من حديث أبي الدرداء، وفي سنده نهشل الخراساني، وهو متروك، وله شاهد بمعناه رواه البزار والحاكم وصححه وغيرهما من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ " ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً، وتلا {وما كان ربك نسياً} وقال البزار: إسناده صالح. أقول: وله شواهد أخر بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، وقد حسنه النووي في " أربعينه "، وكذلك حسنه قبله الحافظ أبو بكر السمعاني في " أماليه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع بياض بعد أخرجه، ووجدته عند الدارقطني (4/183- 184) في الرضاع، قال: ثنا القاسم بن إسماعيل المحاملي، قال: نا يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن حسان الأزرق، قالا: ثنا إسحاق الأزرق، قال: نا داود بن أبي هند، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، فذكره. وفي (4/297 - 298) في الأشربة- باب الصيد والذبائح، قال: ثنا أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني بواسط، قال: نا جعفر بن النضر بن حماد الواسطي، قال: نا إسحاق الأزرق، عن أبي عمرو البصري، عن نهشل الخراساني، عن الضحاك بن مزاحم،أنه اجتمع هو والحسن بن أبي الحسن،ومكحول الشامي، وعمرو بن دينار المكي وطاوس اليماني، فاجتمعوا في مسجد الخيف،فارتفعت أصواتهم،وكثر لغطهم في القدر، فقال طاوس: وكان فيهم مرضيا: انصتوا حتى أخبركم ما سمعت من أبي الدرداء-رضي الله عنهم-، فذكره. وقال شمس الحق العظيم آبادي في تعليقه المغني على الدارقطني (4/184) : وأخرج البزار بسند صالح والحاكم وصححه من حديث أبي الدرداء فذكر الحديث، ثم قال: كذا في نيل الأوطار. وقال في (4/297) : عن نهشل الخراساني: قال إسحاق بن راهويه: كان كذابا، وقال أبو حاتم، والنسائي: متروك، وقال يحيى، والدارقطني: ضعيف، وهو بصري الأصل، سكن خراسان. الحديث: 3070 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 59 الكتاب الخامس: في السحر، والكهانة 3071 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من عَقَد عُقدة ثم نفث فيها فقد سحرَ ومن سحرَ فقد أَشرَك، ومن تعلَّق بشيء وُكِلَ إليه» أخرج النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَفَثَ) : النفث: أقل ما يكون من الريق وقد ذكر. (تعلَّق بشيء) : تعلق الإنسان وعلَّق على نفسه العود والحروز.   (1) 7 / 112 في التحريم، باب الحكم في السحرة، وفي سنده عبادة بن ميسرة المنقري، وهو لين الحديث، وفيه أيضاً عنعنة الحسن البصري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه النسائي (7/112) قال: نا عمرو بن علي، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا عباد بن ميسرة المنقري، عن الحسن، فذكره. قلت: الراجح عدم سماع الحسن من ابن عباب ولا من أبي هريرة ولم يرده وقال شعبة: قلت من أبي هريرة، وفي ذلك يقول الحافظ في التهذيب (2/267) : وقال بهز بن أسد: لم يسمع الحسن ليونس بن عبيد، سمع الحسن من أبي هريرة، قال: ما رآه قط، وكذا قال ابن المديني، وأبو حاتم، وأبو زرعة زاد: ولم يره، قيل له: فمن قال: حدثنا أبو هريرة. قال: يخطئ. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: وذكر حديثا حدثه مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا ربيعة بن كلثوم، قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا أبو هريرة، قال أبي: لم يعمل ربيعة شيئا، لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا، قلت لأبي: إن سالما الخياط روى عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة، قال: هذا مما يبين ضعف سالم. الحديث: 3071 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 3072 - (خ ت) أبو هريرة رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قضى الله الأمرَ في السماء ضَربت الملائكة بأجنِحتها خُضْعاناً لقوله، كأنه سِلسِلَة على صَفْوان، فإذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِم، {قالوا مَاذَا قال رَبُّكُمْ قالوا الحَقَّ وهو العَليُّ الكَبيرُ} ، فيسْمعها مُسْتَرِقُ السَّمع [ص: 61] ومستَرِقُوا السمع هكذا، بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفِّه، فحرَّفها، وبدَّدَ بين أصابعه - فيسمعُ الكلمة، فيُلقيها إلى من تحتَه، ثم يُلقيها الآخر إلى مَن تَحتَه، حتى يُلقيها على لِسان السَّاحِر أو الكاهن، فرُبَّما أَدركها الشِّهابُ قبلَ أَن يُلقيهَا، وربما ألقاها قبل أَن يدركَه فيكذِبُ معها مائة كذْبة فيقال: أَليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيصدَّق بتلك الكلمة التي سُمِعتْ من السماء» وذكر في رواية: قراءة من قرأ {فُرِّغَ} وقال سفيان عن عمرو: {فُزِّعَ} قال: وهي قراءتنا، أخرجه البخاري والترمذي مختصراً. وقد ذكر الحديث في تفسير سورة سبأ من حرف التاء (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خُضعاناً) : الخاضع: المطيع المنقاد الذليل، وخضعاناً جمعه. (صفوان) : الصفوان: الحجر الأملس. (فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ) : أي: كُشِف عنها الفزع، ومن قرأ: {فُرِّغَ} بالراء والغين المعجمة، أراد: فُرِّغت قلوبهم من الخوف. (فَحَرَّفها) : حَرَّفَها: أي أمَالَها عن جهتها المستقيمة. [ص: 62] (الشهاب) : الشعلة من النار، وأراد به: الذي ينقض في الليل شبه الكواكب.   (1) رواه البخاري 8 / 413 و 414 في تفسير سورة سبأ، باب {حتى إذا فزع عن قلوبهم} ، وفي تفسير سورة الحجر، باب قوله: {إلا من استرق السمع} ، والترمذي رقم (3221) في التفسير، باب ومن سورة سبأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1151) ، والبخاري (6/100، 9/172) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (6/152) ، وفي خلق أفعال العباد (60) قال: حدثنا الحميدي. وأبو داود (3989) ، قال: حدثنا أحمد بن عبدة وإسماعيل بن إبراهيم أبو معمر، وابن ماجة (194) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، والترمذي (3223) قال: حدثنا ابن أبي عمر. ستتهم - الحميدي، وعلي بن عبد الله، وأحمد بن عبدة، وإسماعيل بن إبراهيم، ويعقوب بن حميد، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة. قال: حدثنا عمرو بن دينار. قال: سمعت عكرمة، فذكره. * وأخرجه البخاري (6/101) ، (9/172) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، إذا قضى الله الأمر. وزاد: والكاهن. وحدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة، قال: حدثنا أبو هريرة. قال: إذا قضى الله الأمر. وقال: على فم الساحر. قلت لسفيان: أنت سمعت عمرا. قال: سمعت عكرمة. قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك، عن عمرو عن عكرمة، عن أبي هريرة ويرفعه، أنه قرأ: فُزِّع. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا. الحديث: 3072 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 3073 - (م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أخبرني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار: أَنهم بينا هم جلوس ليلة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رُمِيَ بنجم واسْتنارَ، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رُمي بمثل هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: وَلد الليلةَ رجل عظيم، ومات رجل عظيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: فإنها لا يُرمَى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكنَّ ربَّنا - تبارك اسمه - إذا قضى أمراً سبَّحَ حملةُ العرش، ثم سبح أهلُ السماء الذين يَلونَهم، حتى يبْلُغَ التَّسبيحُ أّهلَ هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربُّكم؟ فيخبرونهم ما قال: فيَستَخبرُ بعضُ أهل السماوات بعضاً، حتى يبلغ الخبرُ هذه السماء الدنيا، فيخطِف الجنُّ السَّمع فيَقْذفُون إلى أوليائهم، ويرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يُفَرِّقُون فيه ويزيدون» . وفي رواية: «رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» وزاد «وقال الله: {حتى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِم قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} [سبأ: 23] . أخرجه مسلم والترمذي. و [للترمذي] في أخرى: أَن ابن عباس قال: بينما [ص: 63] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالس ... وذكر الحديث» ولم يذكر فيه «عن رجل من الأنصار» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2229) في السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، والترمذي رقم (3222) في التفسير، باب ومن سورة سبأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/218) (1882) قال: حدثنا محمد بن جعفر، (ح) وعبد الرزاق، وعبد بن حميد (683) قال: أخبرنا عبد الرزاق، والترمذي (3224) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال حدثنا عبد الأعلى. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وعبد الرزاق، وعبد الأعلى - عن معمر، قال: أخبرنا الزهري، عن علي بن حسين، فذكره. * أخرجه أحمد (1/218) (1883) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، والبخاري في خلق أفعال العباد صفحة (60) قال: حدثنا عمرو بن زرارة، قال: حدثنا زياد، عن محمد بن الحسن، ومسلم (7/37) قال: حدثنا أبو الطاهر، وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، ثلاثتهم -الأوزاعي، ومحمد بن الحسن، ويونس - عن محمد بن مسلم بن عبيد ?الله بن شهاب الزهري، عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، عن عبد الله بن عباس، قال: حدثني رجال من الأنصار من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. * أخرجه مسلم (7/36) قال: حدثنا حسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، قال حسن: حدثنا يعقوب، وقال عبد: حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح، وفي (7/37) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا أبو عمرو الأوزاعي، (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل يعني ابن عبيد الله. ثلاثتهم - صالح، وأبو عمرو الأوزاعي، ومعقل- عن الزهري، قال: حدثني علي بن حسين، أن عبد الله بن عباس، قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار، فذكره. الحديث: 3073 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 3074 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الكهَّان؟ فقال: ليسُوا بشيء قالوا: يا رسولَ الله إنهم يُحدِّثُونا أَحياناً بالشيء فيكون حقاً. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تلك الكلمةُ من الحق يخطَفُها الجنِّي، فيقذِفُها في أُذن وَليِّه، فيخلطُون معها مائة كذبة» زاد في رواية: «فيُقرقِرها في أذن وليِّه كقرقرَةِ الدَّجاجة» . وفي رواية: «فيَقُرُّها في أُذن وليِّه قَرَّ الدَّجاجة» وفي رواية، قالت: «سألتُ أنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكرت مثله أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري في رواية، قال: «الملائكة تُحدِّثُ في العَنانِ - والعَنَانُ: الغَمامُ - بالأمر يكون في السماء، فتسمعُ الشياطينُ الكلمةَ، فَتَقرُّها في أُذنِ الكاهن كما تَقُرُّ القَارُورَةُ، فيزيدوُن معها مائة كذبة» وفي أخرى له نحوه، وزاد في آخره «من عند أنفُسهم» (1) . [ص: 64] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكهان) : جمع كاهن، وهو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضاً ويخطئ أبعاضاً، يزعم أن الجن تخبره بذلك كما كان يفعله في الجاهلية شِقٌّ وسَطِيح، وغيرهما من الكهان، وهو مما أبطله الإسلام، وحرمه، ونهى عن الذهاب إليه، واستماع كلامه وتصديقه بما يخبر به. (يَخْطَفُها) : أي: يسلبها بسرعة. (فيقذفها) : يقذفها: أي يُلقيها إليه. (كقرقرة الدجاجة) : القرقرة: ترديدك الكلام في أذن الأصم حتى يفهم كما يستخرج ما في القارورة شيئاً بعد شيء إذا أُفْرغت، ومن رواه كقَرِّ الدجاجة: أراد صوتها إذا قطعته، يقال: قرَّت الدجاجة تَقُرُّ قرّاً وقِريراً: إذا قطعت صوتها، فإن رددته قيل: قرقرت قرقرة، ومنه صَرَّ الباب: إذا صوَّت، وصرصر البازي، لما في صوته من الترديد، والمعنى: أن الجني يقذف تلك الكلمة إلى وليه الكاهن فيتسامع به الشياطين، كما تُؤذن الدجاجة بصوتها صاحباتها فتتجاوب، ومن شأنها أن الواحدة منهن إذا صاحت صاح سائرهن، قال الخطابي: ويجوز أن تكون الرواية «كقَرِّ الزجاجة» بالزاي، وتُعضُدُها الرواية الأخرى: «كما تقر القارورة» والقارورة: الزجاجة. يقول: فيَقُره في أذن الكاهن، كما يقر الشيء في القارورة وفي الزجاجة والله أعلم.   (1) رواه البخاري 10 / 185 في الطب، باب الكهانة، وفي الأدب، باب قول الرجل للشيء: ليس بشيء، وفي التوحيد، باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم، ومسلم رقم (2228) في السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/87) قال: حدثنا بشر بن شعيب، قال: حدثني أبي. والبخاري (7/176، 9/198) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، وفي (8/58) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا مخلد بن يزيد، قال: أخبرنا ابن جريج، وفي (9/198) ، وفي الأدب المفرد (882) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة بن خالد. قال: حدثنا يونس. ومسلم (7/36) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال حدثنا معقل، وهو ابن عبيد الله. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني محمد بن عمرو، عن ابن جريج. خمستهم - شعيب بن أبي حمزة، ومعمر، وابن جريج، ويونس بن يزيد، ومعقل بن عبيد الله - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، قال: ني يحيى بن عروة، أنه سمع عروة يقول: فذكره. * أخرجه البخاري (7/176) عقب حديث هشام بن يوسف، عن معمر. قال: قال علي: قال عبد الرزاق، مرسل. الكلمة من الحق، ثم بلغني أنه أسنده بعد. * الروايات ألفاظها متقاربة. والرواية الثانية: أخرجها البخاري (4/135) قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: نا الليث. قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، فذكره. وقع هذا الإسناد في المطبوع. ثنا محمد. ثنا ابن أبي مريم، قال ابن حجر في «الفتح» قال الجياني: محمد هذا، هو الذهلي. كذا قال: وقد قال أبو ذر بعد أن ساقه: محمد هذا هو البخاري. وهذا الأرجح عندي، فإن الإسماعيلي وأبا نعيم لما يجد الحديث من غير رواية البخاري فأخرجاه عنه، ولو كان عند غير البخاري لما ضاق عليهما مخرجه. ا. هـ. الحديث: 3074 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 3075 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «من أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقول، أو أتى امرأَة في دُبُرُهَا - وفي رواية: امرأَة حائضاً - فقد بريءَ ممَّا أُنزِلَ على محمد» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3904) في الطب، باب في الكاهن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 408 و 476 والترمذي رقم (135) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض، وابن ماجة رقم (639) في الطهارة، باب النهي عن إتيان الحائض، والدارمي 1 / 259، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/408) قال: حدثنا عفان. وفي (2/476) قال:حدثنا وكيع، والدارمي (1141) قال: أخبرنا أبو نعيم، وأبو داود (3904) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (639) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (135) قال: حدثنا بُندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد. والنسائي في الكبرى (الورقة 122- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن وبهز بن أسد. سبعتهم - عفان، ووكيع، وأبو نعيم، وموسى بن إسماعيل، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، وبهز- عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي، فذكره. * قال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة، وضعف محمد - يعني البخاري - هذا الحديث من قبل إسناده. الحديث: 3075 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 3076 - (م) صفية بنت أبي عبيد - رحمها الله - عن بعض أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أتى عرَّافاً فسأله عن شيء فصدَّقهُ، لم تُقبَل له صلاة أربعين يوماً» . أخرجه مسلم (1) . وذكره الحميديُّ في كتابه: في «مسند حفصةَ» زَوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم-، وذكر أن أبا مسعود الدمشقي أخرجه في «مسندها» ، قال: ولعلَّه قد عرف أَنه من حديث حفصة، أو أَن بعض الرواة قد نسبه إليها. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَرَّافاً) : العرَّاف: كالكاهن، وقيل هو الساحر.   (1) رقم (2230) في السلام باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/68، 5/380) ، ومسلم (7/37) قال: ثنا محمد بن المثنى العنزي. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى- عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن صفية، فذكرته. الحديث: 3076 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 3077 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سُحِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى إنه لَيُخَيَّلُ إليه فعلَ الشيءَ وما فعلَه (1) ، حتى إذا كان ذاتَ يوم [ص: 66] وهو عندي، دَعَا الله ودعاهُ، ثم قال: أشَعَرْتِ يا عائشةُ، أن الله قد أفتاني فيما استَفْتَيتُه فيه؟ قلت: وما ذاك يا رسولَ الله؟ فقال: جاءني رجلان، فجلس أحدُهما عند رأُسي، والآخرُ عند رجليَّ، ثم قال أَحدهما لصاحبه: ما وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قال: مطبوب، قال: ومن طَبَّهُ؟ قال: لَبيدُ بن الأَعصم اليهودي من بني زُريق، قال: فيماذا؟ قال: في مُشط ومُشاطَة، وجُفِّ طلْعَة ذكَر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروَان - ومن الرُّواة مَن قال: في بئر ذرْوان، قال: وذرْوَان: بئْر في بني زُرَيق - فذهب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في أُناس من أصحابه إلى البِئْرِ فنظرَ إليها، وعليها نَخْل، قال: ثم رجع إلى عائشةَ، فقال: والله لكأنَّ ماءها نُقاعةُ الحنَّاءِ، ولكأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشياطينِ، قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: لا أَمّا أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيتُ أن أَثَوِّرَ على الناس منه شرَّاً، وأمر بها فدُفِنتْ» . وفي رواية نحوه، وفيه: «في مُشْط ومُشاقة» قال البخاري يقال المُشاطة ما يخرج من الشَّعر إذا مُشِطَ، ومُشاقة (2) من مُشاقة الكَتَّان، أخرجه البخاري ومسلم. وفي أخرى للبخاري، وفيها «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سُحِر، حتى كان يُرى أنه يأتي النِّساءَ ولا يأْتِيهنَّ» قال سفيان: وهذا أَشدُّ ما يكون من السِّحر إذا كان كذا. وفيه «قال: ومن طَبَّةُ؟ قال: لبيد بن الأعصم - رجل من [ص: 67] بني زُريق حَليف ليهود، وكان مُنافِقاً - قال: وفيمَ؟ قال: في مُشط ومُشاقة، قال: وأينَ؟ قال: في جفِّ طلعةِ ذَكر، تحت راعُوفة في بِئْر ذَروان. قال: فأتَى البئرَ، حتى استَخرجَهُ، وقال: هذا البئر التي أُريتُها» . وفي أخرى، قالت: «فقلت: يا رسول الله أفلا أَحرقتَه؟ قال: لا، أَما أنا فقد عافاني الله وكرهت أَن أُثيرَ على الناس شَراً، فأمرتُ بها فدُفِنتْ» . وفي أخرى لهما مختصراً: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- سُحر، حتى كان يُخيَّلُ إليه أنه يصنعُ الشَّيءَ، ولم يصنعه» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مطبوب) : المطبوب المسحور سمي بذلك تفاؤلاً بالطب الذي هو العلاج، كما قيل للديغ سليم تفاؤلاً بالسلامة. (جُفَّ طَلْعَة) : الجُفُّ: وعاء الطلع وغشاؤه الذي يكنه. (أثوِّر) : بمعنى: أثير، أي: أظهر وأهيج. (راعوفة) : الراعوفة صخرة تجعل في أسفل البئر إذا حفرت تكون ثابتة هناك فإذا أرادوا تنقيتها جلس المنقي عليها.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال القاضي عياض: كل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء لم يفعله ونحوه، فمحمول على التخيل بالبصر، لا لخلل تطرق إلى العقل، وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة ولا طعناً لأهل الضلالة، قال: وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه، لا على عقله وقلبه واعتقاده. (2) في البخاري المطبوع: والمشاقة. (3) رواه البخاري 10 / 191 و 197 في الطب، باب السحر، وباب هل يستخرج السحر، وباب السحر، وفي الجهاد، باب هل يعفى عن الذمي إذا سحر، وفي الأدب، باب قول الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} ، ومسلم رقم (2189) في السلام، باب السحر، ورواه أيضاً أحمد، والنسائي، وابن سعد، والحاكم، وعبد بن حميد، وابن مردويه، والبيهقي في " دلائل النبوة " وغيرهم، قال ابن القيم في " بدائع الفوائد ": وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم متلقى عندهم بالقبول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (259) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/50) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/57) قال: حدثنا ابن نمير، وفي (6/63) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر، (ح) وحدثنا حماد بن أسامة. وفي (6/96) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، والبخاري (4/123) قال: حدثني محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. وفي (4/148) ، (7/176) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا عيسى بن يونس، وفي (7/177) قال: حدثني عبد الله بن محمد. قال: سمعت ابن عيينة. وفي (7/178) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/22) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/103) قال: حدثنا إبراهيم بن منذر، قال: حدثنا أنس بن عياض، ومسلم (7/14) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نُمير. (ح) وحدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (3545) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (12/17134) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعبد الله بن نمير، ومعمر، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ووهيب، وعيسى بن يونس، وأنس بن عياض - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. * في رواية الحميدي (259) ، وعبد الله بن محمد عند البخاري (7/177) . قال سفيان بن عيينة: وكان عبد الملك بن جريج حدثناه أولا قبل أن نلقي هشاما. فقال: حدثني بعض آل عروة - وفي رواية عبد الله بن محمد حدثني آل عروة - فلما قدم هشام حدثناه. * الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. الحديث: 3077 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 3078 - (س) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: «سَحرَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رجل من اليهود، فاشتَكى لذلك أياماً فأتاه جبريل فقال: إن رجلاً من اليهود سحرَكَ، عقد لك عقدا في بئرِ كذا وكذا، فأرسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فاستخرجها فحلَّها، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كأنما أُنشِطَ من عِقال، فما ذَكر ذلك لذلك اليهوديَّ، ولا رآه في وجهه قطُّ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 112 و 113 في تحريم الدم، باب سحرة أهل الكتاب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/367) وعبد بن حميد (271) قال: حدثني أحمد بن يونس. والنسائي (7/112) قال: أخبرنا هناد بن السري. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن يونس، وهناد - عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن ابن حيان يعني يزيد، فذكره. الحديث: 3078 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 68 ترجمة الأبواب التي أولها سين، ولم ترد في حرف السين (السَّلَمُ) في كتاب البيع من حرف الباء. (السَّعْي) في كتاب الحَجِّ من حرف الحاء. (السَّرِقَةُ) في كتاب الحُدُود من حرف الحاء. (السُّتُورُ) في كتاب الزِّينَة من حرف الزاي. (السَّحورُ) في كتاب الصَّوم من حرف الصاد. (السَّلامُ) في كتاب الصُّحبَة من حرف الصاد. (السِّواك) في كتاب الطهارة من حرف الطاء. (السَّبُّ) في كتاب اللَّعن من حرف اللام. (السُّؤال) في كتاب القناعة من حرف القاف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 69 بسم الله الرحمن الرحيم حرف الشين ، وفيه ثلاث كتب كتابُ الشَّراب، كتاب الشَّركَة، كتاب الشِّعْر الكتاب الأول: في الشَّرَاب، وفيه بابان الباب الأول: في آداب الشُّرب، وفيه ستة فصول الفصل الأول: في الشُّرب قائماً جوازه 3079 - (خ م ت س) عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما - قال: «سَقيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- من زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وهو قائم» . وفي رواية «اسْتَسقى وهو عند البَيْت فأتيتُهُ بدَلو» زاد في رواية «فحلف عِكْرمَةُ: ما كان [ص: 71] يومئذ إلا على بعير» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي والنسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- شَرِب من زمزمَ وهو قائم» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 75 في الأشربة، باب الشرب قائماً، وفي الحج، باب ما جاء في زمزم، ومسلم رقم (2027) في الأشربة، باب في الشرب من زمزم قائماً، والترمذي رقم (1883) في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة في الشرب قائماً، والنسائي 5 / 237 في الحج، باب الشرب من زمزم، وباب الشرب من زمزم قائماً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (481) ، أحمد (1/220) (1903) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (1/243) (2183) قال أحمد: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/249) (2244) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/287) (2608) قال: حدثني علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب، قال: حدثنا عبد الله، وفي (1/342) (3186) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان الثوري، وفي (1/369) (3497) قال: حدثنا عبدة بن سليمان، وفي (1/372) (3529) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد والبخاري (2/191) قال: حدثنا محمد هو ابن سلام قال: أخبرنا الفزاري. وفي (7/143) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان الثوري. ومسلم (6/111) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا سريح بن يونس قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثني عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير. كلاهما عن شعبة. وابن ماجة (3422) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. والترمذي في الشمائل (208) قال: حدثنا علي بن حجر، قال حدثنا ابن المبارك. والنسائي (5/237) قال: أنبأنا يعقوب بن أبراهيم قال: حدثنا هشيم. وفي (5/237) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك وابن خزيمة (2945) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. عشرتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وعبد الله بن المبارك، وسفيان الثوري، وعبدة بن سليمان، وحماد، ومروان بن معاوية الفزاري، وأبو عوانة، وهشيم، وعلي بن مسهر - عن عاصم الأحول. 2- وأخرجه أحمد (1/214) (1838) ومسلم (6/111) قال: حدثني يعقوب الدورقي وإسماعيل بن سالم والترمذي (1882) وفي الشمائل (206) قال: حدثنا أحمد بن منيع. والنسائي (5/237) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. خمستهم - أحمد بن حنبل. ويعقوب، وإسماعيل بن سالم، وأحمد بن منيع، وزياد - عن هشيم، قال: حدثنا عاصم الأحول، ومغيرة. كلاهما - عاصم الأحول، ومغيرة - عن الشعبي، فذكره. رواية هشيم، والثوري: ليس فيها من دلو. ورواية هاشم، ومعاذ عن شعبة: «سقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زمزم فشرب قائما، واستسقى وهو عند البيت» . ورواية ابن المبارك، وعبدة، والفزاري، وأبي عوانة، وعلي بن مسهر، «سقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زمزم، فشرب وهو قائم» . ورواية حماد «جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لماء زمزم، فسقيناه، فشرب قائما» . الحديث: 3079 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 3080 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لقد كنَّا نأكُلُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن نَمشي، ونشربُ ونحن قيام» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1881) في الأشربة، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائماً، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3301) في الأطعمة، باب الأكل قائماً، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/108) (5874) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وعبد بن حميد (785) قال: حدثني ابن أبي شيبة. والدارمي (2132) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن ماجة (3301) قال: حدثنا أبو السائب سلم ابن جنادة. والترمذي (1880) قال: حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة الكوفي. كلاهما - عبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي شيبة، وسلم بن جنادة - قالا: حدثنا حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، وروى عمران بن جرير هذا الحديث عن أبي اليرزي، عن ابن عمر، وأبو اليرزي اسمه يزيد بن عطارد. الحديث: 3080 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 3081 - (خ د س) النزال بن سبرة قال: «أتى علي باب الرَّحبة فشرب قائما، وقال: إِني رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فعل كما رأيتُموني فعلتُ» أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود: أن علياً دعا بماء فشربه وهو قائم، ثم قال: «إن رجالاً يكره أحدُهم أن يفعلَ هذا، وقد رأَيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يفعلُ مثل ما رأيتموني فعلتُ» . وفي رواية النسائي: «أن علياً بن أبي طالب صلى الظهر، ثم قعد في حوائج [ص: 72] الناس، فلما حضرت العصرُ أُتي بِتَوْر من ماء، فأخذ منه كفاً، فمسح وجهه وِذِرَاعهُ ورأسَهُ، ورِجليْهِ، ثم أخذ فَضْلَهُ فشَرِبَ قائماً، ثم قال: إنَّ ناساً يَكْرُهون هذا، وقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعله، وهذا وُضوءُ من لم يُحدِث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَوْر) : التور: إناء صغير يشرب فيه.   (1) رواه البخاري 10 / 71 في الأشربة، باب الشرب قائماً، وأبو داود رقم (3718) في الأشربة، باب في الشرب قائماً، والنسائي 1 / 84 و 85 في الطهارة، باب صفة الوضوء من غير حدث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/78) (583) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش. وفي (1/123) (1005) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني شعبة. وفي (1/139) (1173) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/139) (1174) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/144) (1222) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا مسعر. وفي (1/153) (1315) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/143) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا مسعر. وفيه (7/143) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3718) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن مسعر بن كدام. والترمذي في الشمائل (209) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ومحمد بن طريف الكوفي، قالا: أنبأنا ابن الفضيل، عن الأعمش. وعبد الله بن أحمد (1/951) (1366) قال: حدثني أبو خيثمة، وحدثنا إسحاق بن إسماعيل، قالا: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (1/159) (1372) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش. والنسائي (1/84) وفي الكبرى (132) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (16) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا محمد يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور بن المعتمر. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى، عن مسعر. وفي (202) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. كلاهما عن منصور. أربعتهم - الأعمش، وشعبة، ومسعر، ومنصور - عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، فذكره. الحديث: 3081 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 3082 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يشرب قائماً وقاعداً» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1884) في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة في الشرب قائماً، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي هذه الأحاديث في هذا الباب دلالة على جواز الأكل والشرب قائماً، وفي الباب الذي يليه النهي عنهما، وقد جمع بعض العلماء بينهما بأن أحاديث النهي على كراهة التنزيه، وأحاديث الجواز على بيانه، وهي طريقة الخطابي وابن بطال وغيرهما، وقال الحافظ ابن حجر: وهذا أحسن المسالك وأسلمها، وأبعدها عن الاعتراض، وقد أشار الأثرم إلى ذلك أخيراً، فقال: إن ثبتت الكراهة حملت على الإرشاد والتأديب، لا على التحريم، وبذلك جزم الطبري، وأيده بأنه لو كان جائزاً ثم حرمه، أو كان حراماً ثم جوزه، لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بياناً واضحاً، فلما تعارضت الأخبار بذلك جمعنا بينهما بهذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (1883) قال: ثنا محمد بن جعفر عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3082 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 3083 - (ط) أبو جعفر القاري قال: «رأيتُ عبد الله بن عمر يشرب قائماً» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 926 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في شرب الرجل وهو قائم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (1785) قال: عن أبي جعفر القارئ. الحديث: 3083 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 3084 - (ط) محمد بن شهاب «أن عائشة وسعد بن أَبي وقاص كانا لا يَريَان بشُرب الإِنسان وهو قائم بأساً» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 926 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في شرب الرجل وهو قائم، وهو مرسل، فإن محمد بن شهاب الزهري لم يدرك عائشة ولا سعد بن أبي وقاص، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك الموطأ (1785) قال: عن ابن شهاب. الحديث: 3084 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 3085 - (ط) مالك بن أنس قال: «بلغني أن عمر وعلياً وعثمانَ - رضي الله عنهم كانوا يشربون قِياماً» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 952 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في شرب الرجل وهو قائم، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك الموطأ بلاغا (1784) . الحديث: 3085 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 3086 - (ط) عامر بن عبد الله بن الزبير عن أَبيه «أنه كان يشرب قائماً» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 926 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في شرب الرجل وهو قائم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (1786) قال: عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3086 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 المنع منه 3087 - (م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشُّربِ قائماً، قال: قلنا لأنس: فالأكلُ؟ قال: ذلك أشدُّ، أَو قال شَر وأَخبثُ» أخرجه مسلم والترمذي، وأخرجه أبو داود إلى قوله: «قائماً» ولم يذكر الأكلَ (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2024) في الأشربة، باب كراهية الشرب قائماً، والترمذي رقم (1880) في الأشربة، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائماً، وأبو داود رقم (3717) في الأشربة، باب في الشرب قائماً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/118) قال: حدثنا وكيع، وفي (3/147) قال: حدثنا أزهر بن القاسم. وفي (3/214) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (6/110) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا وكيع. وأبو داود (3717) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. أربعتهم - وكيع، وأزهر، وعبد الملك، ومسلم، قالوا: حدثنا هشام الدستوائي. 2- وأخرجه أحمد (3/131) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومحمد بن بكر. ومسلم (6/110) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن ماجة (3424) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر بن المفضل. والترمذي (1879) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. خمستهم - ابن جعفر، وابن بكر، وعبد الأعلى، وبشر، وابن أبي عدي - عن سعيد بن أبي عروبة. 3- وأخرجه أحمد (3/182، 277) قال: حدثني يحيى، عن شعبة. 4- وأخرجه أحمد (3/199) قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/250) قال: حدثنا عفان. وفي (3/291) قال: حدثنا بهز. والدارمي (2133) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (6/110) قال: حدثنا هداب بن خالد. خمستهم - عبد الواحد، وعفان، وبهز، ومسلم، وهداب - قالوا: حدثنا همام بن يحيى. أربعتهم - هشام، وسعيد، وشعبة، وهمام - عن قتادة، فذكره. الحديث: 3087 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 3088 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- زجر عن الشُّرب قائماً» وفي رواية «نَهَى» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2025) في الأشربة، باب كراهية الشرب قائماً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/32) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا همام. وفي (3/45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وروح، قالا: حدثنا سعيد (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد. وفي (3/54) قال: حدثنا وكيع، وعفان، وعبد الصمد، قالوا: حدثنا همام. ومسلم (6/110) قال: حدثنا هداب بن خالد، قال: حدثنا همام. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - همام، وسعيد، وشعبة - عن قتادة، عن أبي عيسى الأسواري، فذكره. الحديث: 3088 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 3089 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَشْرَبَنَّ أحد منكم قائماً، فَمن نَسِيَ فلْيَستقئ (1) » أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليستقئ) : أمر بالقيء، واستقاء: إذا تقيأ.   (1) قال النووي: اعلم أن هذه الأحاديث قد أشكل معناها على بعض العلماء، حتى قال فيها أقوالاً باطلة، وزاد حتى تجاسر، ورام أن يضعف بعضها وادعى فيها دعاوى باطلة، لا غرض لنا في ذكرها، ولا وجه لإشاعة الأباطيل والغلطات في تفسير السنن، بل نذكر الصواب، ويشار إلى التحذير من الاغترار بما خالفه، وليس في هذه الأحاديث - بحمد الله تعالى - إشكال، ولا فيها ضعف، بل كلها صحيحة، والصواب فيها: أن النهي فيها محمول على كراهة التنزيه، وأما شربه صلى الله عليه وسلم قائماً فبيان للجواز، فلا إشكال ولا تعارض، وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه، وأما من زعم نسخاً أو غيره، فقد غلط غلطاً فاحشاً، وكيف يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع بين الأحاديث لو ثبت التاريخ، وأنى له بذلك؟! والله أعلم. (2) رقم (2026) في الأشربة، باب كراهية الشرب قائماً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (6/110) قال: حدثني عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا مروان، يعني الفزاري. قال: حدثنا عمر بن حمزة. قال: أخبرني أبو غطفان المري، فذكره. - وعن رجل، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاءه» . أخرجه أحمد (2/283) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن رجل، فذكره. * أخرجه أحمد (2/283) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كمثل حديث الزهري. - وعن أبي زياد الطحان. قال: سمعت أبا هريرة، «عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل رآه يشرب قائما: قيء. قال: لم؟ قال: أتحب أن تشرب مع الهر؟ قال: لا: قال: فقد شرب معك شر منه، الشيطان» . أخرجه أحمد (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا حجاج. والدارمي (2134) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، وسعيد - عن شعبة، عن أبي زياد الطحان، فذكره. الحديث: 3089 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 3090 - (ت) الجارود بن المعلى - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشُّرب قائماً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1882) في الأشربة، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائماً، وفي سنده أبو مسلم الجذمي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، أقول: ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله في الباب، فهو بها حسن، ولذلك حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1881) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي مسلم، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. تحفة الأشراف (3177) . الحديث: 3090 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 الفصل الثاني: في الشرب من أفواه الأسقية جوازه 3091 - (ت) عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قام إلى قِرْبَة فَخَنَثَها، ثم شَرِب من فَمِها (1) » أخرجه الترمذي. وقال: هذا الحديث ليس إسناده بصحيح (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فخنثها) : الاختناث: أن تكسر شفة القِربة وتشرب منها، قيل: إن الشراب فيها كذلك إذا دام مما يغير ريحها، وقد جاء في حديث آخر إباحة ذلك، فيحتمل أن يكون النهي عن السقاء الكبير دون الإداوة ونحوها، أو أنه أباحه للضرورة والحاجة إليه، والنهي لئلا يكون عادة. وقيل: إنما نهاه لسعة فم السقاء، لئلا ينصب الماء عليه، أو أنه يكون الثاني ناسخاً للأول.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: من فيها، وهما بمعنى واحد. (2) رقم (1892) في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة في اختناث الأسقية، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له حديث كبشة الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (3721) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. و «الترمذي» 18910) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر. كلاهما - عبيد الله، وعبد الله - عن عيسى بن عبد الله بن أنيس، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بصحيح، وعبد الله بن عمر العمري، يضعف في الحديث، ولادري سمع من عيسى أم لا. الحديث: 3091 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 75 3092 - (ت) كبشة الأنصارية (1) امرأة رجل من الأنصار - رضي الله عنها - قالت: «دَخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فَشَرِبَ من في قِرْبَة مُعلَقة قائماً، فقمتُ إلى فمها فقطعتهُ» أخرجه الترمذي (2) . وزاد رزين «فاتَّخذتُه رَكَوَة أشرب بها» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَكوة) : الرَّكوة: دلو صغير يشرب فيه، وكثيراً ما تستصحبه الصوفية في طريقهم، والرَّجَّالة في أسفارهم. و «الإداوة» نحو منه، وقيل: هي السطيحة.   (1) هي كبشة - ويقال لها: كبيشة - بنت ثابت بن المنذر الأنصارية، أخت حسان بن ثابت الأنصاري ويقال لها: البرصاء. (2) رقم (1893) في الأشربة، باب رقم (18) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3423) في الأشربة، باب الشرب قائماً، ورواه الترمذي أيضاً في " الشمائل " رقم (213) ، باب ما جاء في صفة شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (354) . «أحمد» (6/434) . و «ابن ماجة» (3423) قال: حدثنا محمد بن الصباح. و «الترمذي» (1892) وفي الشمائل (212) قال: حدثنا ابن أبي عمر. أربعتهم - الحميدي،وأحمد، ومحمد بن الصباح، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر،عن عبد الرحمن بن أبي عمرة فذكره. * أخرجه أحمد (6/434) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر الأنصاري، عن جده له، فذكره ولم يذكر - عبد الرحمن بن أبي عمرة. (*) في رواية الحميدي: ربما قال سفيان «كبشة أو كبيشة» وأكثر ذلك يقول «كبيشة» .وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ويزيد بن يزيد بن جابر هو أخو عبد الرحمن بن زيد بن جابر، وهو أقدم منه موتا. الحديث: 3092 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 3093 - (د) عيسى بن عبد الله - رجل من الأنصار - رحمه الله - عن أبيه «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دعا يومَ أُحد بإدَاوَة، فقال: اخنَثْ فمَ الإِدَوَاةِ ففعلتُ، فشَرب من فمها» . وفي نسخة «اخنَث فمَ الإداوة، ثم اشرب من فمها» . أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (3721) في الأشربة، باب في اختناث الأسقية من حديث عبيد الله بن عمر بن حفص بن [ص: 76] عاصم بن عمر بن الخطاب عن عيسى بن عبد الله ... الخ، وفي بعض النسخ: عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، والمنذري رجح أن يكون عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ابن عمر المكبر، وهو ضعيف، أقول: ويشهد له الحديث الذي قبله. وأحاديث الباب تدل على جواز الشرب من في القربة، وأحاديث الباب الذي بعده تدل على المنع، وقد جمع بعض العلماء بينهما، بأن أحاديث الباب لبيان الجواز، وأن النهي في الباب الذي بعده للتنزيه، وقال غيرهم غير ذلك، وانظر أقوال العلماء حول هذا الموضوع في " الفتح " 10 / 79، 80 في الأشربة، باب اختناث الأسقية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3721) قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا عبيد الله بن عمر، عن عيسى بن عبد الله، فذكره. الحديث: 3093 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 المنع منه 3094 - (خ م د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «نهى عن اختِناثِ الأسْقِيةِ: أن يُشرَبَ مِن أَفوَاهِهَا» . قال في رواية: «واختناثُها: أن يُقْلَبَ رأسُها ثم يُشْرَبَ منه» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، إلا أن الترمذي أَخرجه عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي سعيد رواية: «أنه نهى عن اختناثِ الأسقِيَةِ» وأخرجه أبو داود إلى قوله: «الأسقية» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأسقية) : جمع سقاء، وهي ظرف الماء إذا كان من جلد.   (1) رواه البخاري 10 / 78 في الأشربة، باب اختناث الأسقية، ومسلم رقم (2023) في الأشربة، باب في آداب الطعام والشراب وأحكامها، وأبو داود رقم (3720) في الأشربة، باب في اختناث الأسقية، والترمذي رقم (1891) في الأشربة، باب ما جاء في النهي عن اختناث الأسقية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/6) ، ومسلم (6/110) ، قال: حدثنا عمرو الناقد، وأبو داود (3720) قال: حدثنا مُسَدد. والترمذي (1890) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، ومُسدد، وقُتيبة- قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/67) قال: حدثنا يزيد، وأبو النضر. والدارمي (2125) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (7/145) قال: حدثنا آدم. ثلاثتهم - يزيد، وأبو النضر، وآدم- عن ابن أبي ذئب. 3 - وأخرجه أحمد (3/69) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله (ح) ، وعتاب، قال: حدثنا عبد الله. والبخاري (7/145) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (6/110) قال: حدثني حَرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، وابن ماجة (3418) ، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وابن وهب- عن يونس. 4 - وأخرجه أحمد (3/93) ، ومسلم (6/110) ، قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد، وعبد- عن عبد الرزاق، عن معمر. أربعتهم - سفيان، وابن أبي ذئب، ويونس، ومعمر- عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. - وعن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن اختناث الأسقية» . أخرجه أحمد (3/93) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عطاء ين يزيد، فذكره. - وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب من ثُلْمَةِ القدح، وأن يُنفخ في الشراب» . وأخرجه أحمد (3/80) قال: حدثنا هارون - وقال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون -. وأبو داود (3722) قال: حدثنا أحمد بن صالح. كلاهما - هارون، وابن صالح- قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني قُرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن عبيد ?الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. الحديث: 3094 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 3095 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 78] أن يَشربَ من فيِّ السِّقاءِ والقِرْبة، وأن يَمنَعَ جارَهُ أن يَغْرِزَ خشبة في جِدَاره» أَخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مِن في السقاء) : إنما نهي عن الشرب من في السقاء من أجل ما يخاف من أذى عساه يكون فيه لا يراه الشارب، حتى يدخل جوفه، فاستحب أن يشرب من إناء ظاهر يُبصره.   (1) رواه البخاري 10 / 78 و 79 في الأشربة، باب الشرب من فم السقاء، ومسلم رقم (1609) في المساقاة، باب غرز الخشب في جدار الجار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1141) قال: ثنا سفيان، قال: ثنا أيوب السختياني، وأحمد (2/230، 487) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب، وفي (2/247) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، وفي (2/327) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد. وفي (2/353) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد، عن أيوب، والدارمي (2124) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا وهيب، عن خالد الحذاء. والبخاري (7/145) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب، و (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب، وابن ماجة (3420) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب. كلاهما - أيوب، وخالد الحذاء- عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3095 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 3096 - (خ د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يَشرب من في السِّقاءِ والقِربِة» . أخرجه البخاري. وأخرجه أبو داود، وزاد: «وعن ركوب الجلاَّلة والمجثَّمة» ، قال أبو داود: «الجلاَّلة» التي تأكل العذرة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجلالة) : الناقة التي تأكل الجَلَّة، وهي في الأصل: البعر، وأراد بها هاهنا: العذرة، فاستعارها للعذرة. (المُجَثَّمة) : الجثوم في الأصل: أن يبرك الإنسان على ركبتيه. والمراد [ص: 79] بالمجثمة هاهنا: التي تصبر للقتل. والمصبورة: التي تترك بين يدي القاتل ليرميها بشيء فيقتلها به من غير ذبح.   (1) رواه البخاري 10 / 79 في الأشربة، باب الشرب من فم السقاء، وأبو داود رقم (3719) في الأشربة، باب الشراب من فم السقاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/226) (1989) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (1/241) (2161) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، وفي (1/293) (2671) قال: حدثني معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. وفي (1/321) (2952) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام. وفي (1/339) (3142) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وأبو عبد الصمد، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1/339) (3143) قال: حدثنا أبو عبد الصمد، قال: حدثنا سعيد. و «الدارمي» (1981) ، (2123) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي (2007) قال: حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع، قال: حدثنا هشام الدستوائي. و «أبو داود» (3719) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، وفي (3786) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثني أبو عامر، قال: حدثنا هشام. و «الترمذي» (1825) ، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ ابن هشام، قال: حدثني أبي. (ح) قال محمد بن بشار: وحدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة. والنسائي (7/240) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام. وابن خزيمة (2552) قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد - يعني ابن موسى- قال: حماد بن سلمة. أربعتهم - هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وحماد بن سلمة- عن قتادة. 2- وأخرجه البخاري (7/145) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد. كلاهما - قتادة، وخالد الحذاء- عن عكرمة، فذكره. (*) رواية أبي عامر مختصرة على: النهي عن لبن الجلالة. (*) في رواية حماد بن سلمة: « ... وعن ركوب الجلالة، والمُجثمة» . (*) رواية خالد الحذاء: «نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب من في السقاء» . مختصرا. الحديث: 3096 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 الفصل الثالث: في التنفس عند الشرب 3097 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تشربوا واحداً، كشُرب البعير، ولكن اشربوا مَثنى وثُلاث، وسَمُّوا الله إذا أنتم شَربتم، واحْمدوا الله إذا رَفعتم» . وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا شَرِبَ يَتَنَفَّس نَفَسين» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مثنى وثلاث) : يقال: فعلت الشيء مثنى وثلاث، غير مصروفين: إذا فعلته مرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً.   (1) رقم (1886) في الأشربة، باب ما جاء في التنفس في الاناء، وفي سنده ضعيف ومجهول، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1885) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن يزيد بن سنان الجزري، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ويزيد بن سنان الجزري هو أبو فروة الرهاوي. الحديث: 3097 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 3098 - (خ م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن [ص: 80] رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَتَنَفَّسُ إذا شرب ثلاثاً» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. ولمسلم أيضاً والترمذي مثله، وزاد «ويقول: إنه أرْوَى وأبْرأُ وأمْرأُ» قال أنس: «وأنا أَتنفَّسُ في الشراب ثلاثاً» . وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا شرب تنفَّس ثلاثاً، وقال: هو أَهنأُ وأمرَأُ وأبْرَأُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أروى) : من الري، وهو ذهاب العطش. (أبرأ) : من البرأ، وهو ذهاب المرض، فإما أن يريد به أنه يبرئه من ألم العطش، أو أنه لا يكون منه مرض، فإنه قد جاء في حديث آخر «فإنه يورث الكباد، وهو مرض الكبد» . (أمْرأ) : من الاستمراء، وهو ذهاب كظة الطعام وثقله. (أهنأ) : من الشيء الهنيء، وهو اللذيذ الموافق للغرض، إنما نهي عن النفخ في الشراب: من أجل ما يخاف أن يبدر من فيه وريقه فيقع فيه، أو لرائحة رديئة تخرج منه فتعلق بالماء، وربما شرب بعده غيره فيتأذى به.   (1) رواه البخاري 10 / 81 في الأشربة، باب الشرب بنفسين أو ثلاثة، ومسلم رقم (2028) في الأشربة، باب كراهة التنفس في الاناء، والترمذي رقم (1885) في الأشربة، باب ما جاء في التنفس في الاناء، وأبو داود رقم (3727) في الأشربة، باب في الساقي متى يشرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/114) قال: ثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/119) قال: ثنا وكيع. وفي (3/128) قال: ثنا أبو عبيدة. وفي (3/185) قال: ثنا عبد الرحمن. والدارمي (2126) قال: نا أبو نعيم. والبخاري (7/146) قال: ثنا أبو عاصم، وأبو نعيم. والبخاري (7/146) قال: ثنا أبو عاصم، وأبو نعيم. ومسلم (6/111) قال: ثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: ثنا وكيع. وابن ماجة (3416) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا ابن مهدي. والترمذي (1884) ، وفي الشمائل (213) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (498) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد. وعن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع. سبعتهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، وأبو عبيدة، وابن مهدي، وأبو نعيم، وأبو عاصم، وخالد- عن عزرة ابن ثابت، عن ثمامة، فذكره. الحديث: 3098 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 3099 - (خ م س ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شَرِبَ أحدُكم فلا يتنفَّس في الإناء، وإذا أتى الخلاءَ فلا يَمَسَّ ذكره بيمينه، وإذا تَمَسّح فلا يتمسَّحَ بيمينه» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وأخرجه الترمذي إلى قوله: «في الإناء» وقال النسائي: «في إنائه» . وللنسائي أيضاً: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يتنفس في الإناء، وأَن يمَسَّ ذكرَه بيمينه» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 80 في الأشربة، باب النهي عن التنفس في الاناء، وفي الوضوء، باب النهي عن الاستنجاء باليمين، وباب لا يمس ذكره بيمينه، ومسلم رقم (267) في الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين، وفي الأشربة، باب كراهة التنفس في نفس الاناء، والترمذي رقم (1890) في الأشربة، باب ما جاء في التنفس في الاناء، والنسائي 1 / 43 و 44 في الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (428) قال: حدثنا سفيان، عن معمر، وأحمد (4/383) ، (5/311) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن الحجاج بن أبي عثمان الصوف. وفي (5/295) قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. وفي (5/296) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا الدستوائي. وفي (5/300) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (5/309) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. قال: حدثنا حرب، يعني ابن شداد. وفي (5/309) . قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا شيبان. وفي (5/310) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام. والدارمي (679) قال: أخبرنا وهب بن جرير، ويزيد بن هارون، وأبو نعيم، عن هشام. وفي (2128) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (1/50) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام، هو الدستوائي، وفي (1/50) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (7/146) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. ومسلم (1/155) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن همام. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا وكيع، عن هشام الدستوائي. وفي (1/155) ، (6/111) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا الثقفي، عن أيوب، وأبو داود (31) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل، قالا: حدثنا أبان. وابن ماجة (310) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. والترمذي (15) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن معمر، وفي (1889) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا هشام الدستوائي. والنسائي (1/25) . وفي الكبرى (28) قال: أخبرنا يحيى بن درست. قال: أنبأنا أبو إسماعيل، وهو القناد. وفي (1/25) . وفي الكبرى (29) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن وكيع، عن هشام. وفي (1/43) . وفي الكبرى (41) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. قال: أنبأنا هشام. وفي (1/43) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب، وفي الكبرى -تحفة الأشراف- (9/12105) عن قتيبة، عن ابن أبي عدي، عن حجاج، وابن خزيمة (68) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى، يعني ابن يونس، عن معمر بن راشد، وفي (78) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي. وفي (79) قال: حدثنا علي بن حُجر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، (ح) وحدثنا نصر بن مرزوق المصري، قال: حدثنا عمرو، يعني ابن أبي سلمة، عن الأوزاعي. عشرتهم - معمر بن راشد، والحجاج الصواف، وأيوب، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، والأوزاعي، وحرب بن شداد، وشيبان، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وأبو إسماعيل القناد- عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره. (*) في رواية عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عند ابن ماجة، ورواية عمرو بن أبي سلمة عند ابن خزيمة، ورواية أبي إسماعيل القناد، قال يحيى بن أبي كثير: حدثني عبد الله بن أبي قتادة. الحديث: 3099 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 3100 - (ط ت د) أبو المثنى الجهني - رحمه الله - قال: كنتُ عند مروان بن الحَكم، فدخل عليه أبو سعيد، فقال له مروان: «أسمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن النَّفْخِ في الشَّراب؟» فقال له أبو سعيد: نعم، قال أبو سعيد: فقال رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني لا أروى من نَفس واحد؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فأبنِ القدحَ عن فيك، ثم تَنَفَّسْ، قال: فإني أَرى القَذَاةَ فيه؟ قال: فأهرِقْها» . أخرجه الموطأ. وفي رواية الترمذي «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن النفخ في الشَّراب، فقال رجل القَذاةَ أراها في الإناء؟ قال: أَهرقْها، قال: فإني لا أروى من نَفَس واحد؟ قال: فأبِنِ القدحَ إذاً عن فيكَ» . [ص: 82] وفي رواية أبي داود مختصراً: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُشرَبَ من ثُلمة القدح، وأن يُنفَخَ في الشراب» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَبِن القدح) : إبانة القدح: فصله عن فيه، وذلك لئلا يبدو منه ما قلنا عند النفخ والتنفس. (القذاة) : ما يقع في الإناء من تبن، أو عود، أو ورق ونحوه. (ثُلْمة القدح) : إنما نهى عن الشرب من ثُلمة القدح، لأنه ربما تصبَّب الماء وسال قطره على وجهه وثوبه، لأن الثلمة لا تتماسك عليها شفة الشارب كما تتماسك على الصحيح، وقيل: لأن الثلمة مقعد الشيطان، وذلك أن الثلمة لا تكاد تتنظف فيكون شربه على غير نظافة، وذلك من فعل الشيطان.   (1) رواه الموطأ 2 / 925 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب النهي عن الشراب في آنية الفضة والنفخ في الشراب، والترمذي رقم (1888) في الأشربة، باب ما جاء في كراهية النفخ في الشراب، وأبو داود رقم (3722) في الأشربة، باب الشرب من ثلمة القدح، ورواه ابن ماجة بمعناه من حديث أبي هريرة رقم (3427) في الأشربة، باب التنفس في الاناء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه مالك في الموطأ (576) ، وأحمد (3/26) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/32) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/57) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (980) قال: حدثني خالد بن مخلد. والدارمي (2127) قال: نا إسحاق بن عيسى. وفي (2139) قال: نا خالد بن مخلد و «الترمذي» (1887) قال: ثنا علي بن خشرم، قال: نا عيسى بن يونس. ستتهم - يحيى، ووكيع، وعبد الرزاق، وخالد، وإسحاق بن عيسى، وعيسى - عن مالك. 2- وأخرجه أحمد (3/68) قال: ثنا يونس، وسريح قالا: ثنا فليح. كلاهما - مالك، وفليح - عن أيوب بن حبيب مولى بن زهرة عن أبي المثنى الجهني، فذكره. (*) في المطبوع من سنن الدارمي (2127) 0 مالك عن أيوب بن حبيب، عن الزهري، عن أبي المثنى - وقوله- عن الزهري - لم ترد في جميع الروايات الحديث التي ذكرناها وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3100 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 3101 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُتنفَّس في الإناء، أَو يُنفخَ فيه» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3728) في الأشربة، باب في النفخ في الشراب والتنفس فيه، والترمذي رقم (1889) في الأشربة، باب ما جاء في كراهية النفخ في الشراب، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (525) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/220) (1907) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/309) (2818) و (1/357) (366) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل. و «الدارمي» (2140) قال:أخبرنا عمرو بن عون، عن ابن عيينة. و «أبو داود» (3728) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا بن عيينة. و «ابن ماجة» (3288) و (3430) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي، قال: حدثنا شريك. وفي (3429) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا سفيان. و «الترمذي» (1888) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ثلاثتهم - سفيان، وإسرائيل، وشريك - عن عبد الكريم الجزري. 2- وأخرجه ابن ماجة (3428) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء. كللاهما -عبد الكريم، وخالد - عن عكرمة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (1/357) (3366) قال: وحدثناه أبو نعيم عن عكرمة مرسلا. وحدثناه محمد بن سابق، أسنده عن ابن عباس وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3101 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 الفصل الرابع: في ترتيب الشاربين 3102 - (خ م ط ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنه رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يشرب لبناً، وأتَى دارَهُ فاستَسقَى، قال: فحلبتُ شاة، فَشُبْتُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من البئر، فتناولَ القدحَ فشرب، وعن يساره أبو بكر، وعن يمينه أَعرابي، فأعطى الأعرابيَّ فَضلَتَه، ثم قال: الأيمنَ فالأيمنَ» . وفي رواية قال: أَتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في دارنا هذه، فحلَبنا له شاة، ثم شُبْتُهُ من ماء بئرنا هذه فأَعطيتُه، وأَبو بكر عن يساره، وعمرُ تجَاهَه، وأعرابي عن يمينه، فلما فرغ قال عمر: هذا أبو بكر، فأعطى الأعرابيَّ، وقال: الأيمنون، الأيمنون، الأيمنون، قال أنس: فهي سُنَّة، فهي سُنَّة فهي سنَّة. وفي رواية قال: «قَدِمَ النبي - صلى الله عليه وسلم- المدينة وأنا ابن عشْر ومات وأنا ابنُ عشرينَ، وكُنَّ أُمَّهاتي يَحْثُثْنني على خِدمَتِه، فدخل علينا دارَنا، فَحلبنا من شاة دَاجن ... » وذكر مثله. أخرجه البخاري ومسلم. واختصره الموطأ والترمذي وأبو داود، قال: «أتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 84] بِلَبَن قد شِيبَ بماءِ، وعن يمينه أَعرابي، وعن يساره أبو بكر الصِّدِّيق، فشرب، ثم أعطى الأعرابي، وقال الأيمنَ فالأيمنَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَشُبت) : الشوب: الخلط والمزج. (تُجاهه) : تجاه الشيء: مقابله وحذاؤه. (داجن) : الشاة التي تألف البيت، وتكون معدة للبن.   (1) رواه البخاري 5 / 148 في الهبة، باب من استسقى، وفي الأشربة، باب شرب اللبن بالماء، وباب الأيمن فالأيمن، ومسلم رقم (2029) في الأشربة، باب استحباب إدارة الماء باللبن، والموطأ 2 / 926 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب السنة في الشرب ومناولته عن اليمين، والترمذي رقم (1894) في الأشربة، باب ما جاء أن الأيمنين أحق بالشراب، وأبو داود رقم (3726) في الأشربة، باب في الساقي متى يشرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1-أخرجه مالك (الموطأ) (576) ، أحمد (3/113) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» (7/143) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (6/112) قال: حدثنا يحيى، يحيى. و «أبو داود» (3726) قال: حدثنا القعنبي عبد الله بن مسلمة. و «ابن ماجة» (3425) قال حدثنا هشام بن عمار. و «الترمذي» (1893) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن (ح) وحدثنا قتيبة. سبعتهم - يحيى بن سعيد، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وهشام، ومعن، وقتيبة - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه الحميدي (1182) ، وأحمد (3. /110) ، ومسلم (6/112) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمر الناقد، وزهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير. ستتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، والناقد، وابن نمير - عن ابن عيينة. 3- وأخرجه أحمد (3 /197) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 4- وأخرجه أحمد (3/231) ، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف -1553» عن علي بن مسلم الطوسي. كلاهما - أحمد، والطوسي -0 عن أبي سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون. 5- وأخرجه الدارمي (2122) قال: أخبرنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي. 6- وأخرجه البخاري (3/144) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. 7- وأخرجه البخاري (7. /142) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. سبعتهم - مالك، وابن عيينة، ومعمر، وأبو سلمة، والأوزاعي، وشعيب، ويونس- عن الزهري، فذكره. - عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة، أنه سمع أنس بن مالك يحدث، قال: «أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دارنا، فاستسقى، فحلبنا له شاة، ثم شربته من ماء بئري هذه، قال: فأعطيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فشرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر عن يساره، وعمر وجاهه، وأعرابي عن يمينه، فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شربه، قال عمر: هذا أبو بكر يارسول الله، يريه إياه، فأعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأعرابي، وترك أبا بكر، وعمر، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الأيمنون، الأيمنون، الأيمنون» . قال أنس: «فهي سنة، فهي سنة. فهي سنة» . 1- وأخرجه أحمد (3/239) قال: حدثنا الهاشمي، سليمان بن داود، و «مسلم» (6/112) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، علي بن حجر. أربعتهم - عن إسماعيل بن جعفر. 2- وأخرجه أحمد (3/239) قال: حدثنا حسن بن موسى قال: حدثنا زهير. 3- وأخرجه البخاري (3/202) قال: حدثنا خالد بن مخلد، ومسلم (6/12) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. كلاهما - خالد، والقعنبي - قالا: حدثنا سليمان بن بلال. ثلاثتهم - إسماعيل، زهير، وسليمان - عن أبي طوالة فذكره. الحديث: 3102 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 3103 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام - وفي رواية أصغَرُ القوم - وعن يساره الأشياخُ، فقال للغلام: أتأذَنُ لي أَن أُعطيَ هؤلاء؟ فقال الغلامُ: «والله يا رسول الله، لا أُوثِرُ بنصيبي منك أحداً، فَتَلَّهُ، رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في يده» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . وزاد رزين «والغلام: الفَضْلُ بن العباس» [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتلَّه) : أي: ألقاه.   (1) رواه البخاري 10 / 76 في الأشربة، باب هل يستأذن الرجل من عن يمينه في الشرب ليعطي الأكبر، ومسلم رقم (2030) في الأشربة، باب استحباب إدارة الماء باللبن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (577) . وأحمد (5/333) قال: حدثني إسحاق بن عيسى. وفي (5/.338) قال: حدثنا موسى بن داود. و «البخاري» (3/170) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (3/221) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. وفي (3/211) أيضا قال: حدثنا قتيبة. وفي (7/144) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (6/113) قال: حدثناه قتيبة بن سعيد. و «النسائي» في الكبري «تحفة الأشراف» (47444) عن قتيبة. ستتهم - إسحاق، موسى، وابن يوسف، ويحيى بن قزعة، وقتيبة، وإسماعيل - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه البخاري (3/144) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. 3- وأخرجه البخاري (3/147) قال: حدثنا قتيبة. و «مسلم» (1136) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. كلاهما - قتيبة، ويحيى - عن عبد العزيز بن أبي حازم. 4- وأخرجه مسلم (6/113) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب. - يعني ابن عبد الرحمن القاري. أربعتهم - مالك، أبو غسان، وعبد العزيز، ويعقوب - عن أبي حازم، فذكره. * أخرجه البخاري (7/32) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (8/173) قال: حدثني علي. و «مسلم» (6/103) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. و «ابن ماجة» (1912) قال: حدثنا محمد بن الصباح. ثلاثتهم - قتيبة، وعلي، وابن الصباح - عن عبد العزيز بن أبي حازم. الحديث: 3103 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 84 3104 - (ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ساقي القوم آخِرُهم شرباً» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1895) في الأشربة، باب ساقي القوم آخرهم شرباً، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3434) في الأشربة، باب ساقي القوم آخرهم شرباً، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: هو جزء من حديث طويل: أخرجه أحمد (5/298) قال: حدثنا يزيد بن هارون، وقال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت. (ح) قال حماد: وحدثنا حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني. (5/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. و «مسلم» (2/138) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة. قال: حدثنا ثابت. و «عبد الله بن أحمد» في زيادته على المسند (5/298) قال: حدثنا إبراهيم. قال: حدثنا حماد، عن حميد بن بكر بن عبد الله. و «ابن خزيمة» (410) قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي. قال:حدثنا بهز، يعني ابن أسد. قال: حدثنا حماد، يعني بن سلمة. قال: أخبرنا ثابت البناني. ثلاثتهم - ثابت البناني، وبكر بن عبد الله، وقتادة - عن عبد الله بن رباح، فذكره. (*) رواية قتادة: ليس فيها حديث عمران بن حصين. (*) وجاء مختصرا على: «ذكروا للنبي -صلى الله عليه وسلم- نومهم عن الصلاة. فقال: إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها» . أخرجه أحمد (5/305) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا المبارك، عن بكر بن عبد الله. و «أبو داود» (441) قال: حدثنا العباس العنبري. قال: حدثنا سليمان بن داود، وهو الطيالسي. قال حدثنا سليمان يعني ابن المغيرة، عن ثابت. و «الترمذي» (177) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني. و «النسائي» (1/294) . وفي الكبرى (1499) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت. وفي (1/294) . وفي الكبرى (1500) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، وهو ابن المبارك، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت. كلاهما - بكر بن عبد الله، وثابت البناني - عن عبد الله بن رباح،فذكره (*) وجاء مختصرا على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما ناموا عن الصلاة حتى طلعت الشمس. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فليصلها أحدكم من الغد لوقتها» . أخرجه أحمد (5/309) . و «النسائي» (1/295) . وفي الكبرى (1051) قال: أخبرنا عمرو بن علي. و «ابن خزيمة» (990) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي، وإسحاق بن منصور - عن سليمان بن داود أبي داود الطيالسي. قال: حدثنا شعبة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، فذكره. (*) وجاء مختصرا على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في سفر له، فمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،وملت معه،فقال: انظر. فقلت: هذا راكب، هذان راكبان، هؤلاء ثلاثة، حتى صرنا سبعة. فقال: احفظوا علينا صلاتنا، يعني صلاة الفجر، فضرب على آذانهم، فما أيقظهم إلا حر الشمس. فقاموا فساروا هنية، ثم نزلوا فتوضؤوا وأذن بلال، فصلوا ركعتي الفجر، ثم صلوا الفجر، وركبوا. فقال: بعضهم لبعض: قد فرطنا في صلانا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه لا تفريط في النوم، إنما التفريط في اليقظة، فإذا سها أحدكم عن صلاة فليصلها حين يذكرها. ومن الغد للوقت» . أخرجه أبو داود (437) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن ثابت البناني. وفي (438) قال: حدثنا علي بن نصر. قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا الأسود بن شيبان. قال حدثنا خالد بن سمير. كلاهما - ثابت، وخالد بن سمير - عن عبد الله بن رياح، فذكره (*) وجاء مختصرا على: «ذكروا تفريطهم في النوم. فقال: ناموا حتى طلعت الشمس. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة. فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عليها، فليصلها إذا ذكرها. ولوقتها من الغد» . قال عبد الله بن رباح: فسمعني عمران بن الحصين وأنا أحدث بالحديث. فقال: يافتى انظر كيف تحدث، فإني شاهد للحديث مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:فما أنكر من حديثه شيئا. أخرجه ابن ماجة (698) . و «ابن خزيمة» (989) قالا: حدثنا أحمد بن عبدة. قال:حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الله بن رياح، فذكره. (*) وجاء مختصرا على. «ساقي القوم آخرهم» . أخرجه أحمد (5/303) قال: حدثنا ابن مهدي. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت. وفي (5/305) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا المبارك. عن بكر بن عبد الله. و «الدارمي» (2141) قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال:حدثنا حماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة، عن ثابت. و «ابن ماجة» (3434) قال: حدثنا أحمد بن عبدة وسويد بن سعيد. قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني. و «الترمذي» (1894) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12086) عن قتيبة، عن حماد بن زيد، عن ثابت. كلاهما - ثابت، وبكر بن عبد الله - عن عبد الله بن رباح، فذكره. (*) وجاء مختصرا على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان في سفر له فعطشوا فانطلق سرعان الناس، فلزمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة. فقال: حفظك الله بما حفظت به نبيه» . أخرجه أبو داود (5228) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد بن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، فذكره. أخرجه الترمذي (1894) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح. فذكره وقال الترمذي: هذا. الحديث: 3104 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 3105 - (د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - أَن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ساقي القوم آخرُهم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3725) في الأشربة، باب في الساقي متى يشرب، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/354) قال: ثنا حجاج. وفي (4/382) قال: ثنا محمد بن جعفر، وحجاج، و «عبد بن حميد» (528) قال: ثنا سعيد بن الربيع، «أبو داود» (3725) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم. أربعتهم - حجاج، ومحمد، وسعيد ومسلم - وعن شعبة، عن أبي المختار، فذكره. الحديث: 3105 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 الفصل الخامس: في تغطية الإناء 3106 - (خ م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «غَطُّوا الإناء، وأوكُوا السِّقاءَ» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسم أيضاً مثله، وزاد «فإن في السَّنة ليلة ينزل [فيها] وَباء، لا يَمُرُّ بإناء ليس عليه غطاء، أو سِقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء» زاد في رواية قال الليث: فالأعاجِمُ عندنا يَتَّقون ذلك في كانُونَ الأَول. ولهما في رواية: قال: كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فاسْتَسقى، فقال رجل: يا رسول الله، [ص: 86] ألا نَسقِيكَ نبيذاً؟ فقال: بلى، فخرج الرجل يسعى، فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا خَمَّرتَه، ولو تَعْرِضُ عليهُ عوداً (1) ؟ قال: فشربَ» . ولهذا الحديث طرق أخرى تَتَضَمَّنُ معاني أُخرَ تَرِد في موضعها. وأخرج أبو داود هذه الرواية الآخرة، ولم يذكر «فشرب» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وباء) : بالمد والقصر: مرض عام، وأرض وبيئة وموبوءة.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": المشهور في ضبطه " تعرض " بفتح التاء وضم الراء، هكذا قاله الأصمعي والجمهور، ورواه أبو عبيد بكسر الراء، والصحيح الأول، ومعناه: تمده عليه عرضاً، أي خلاف الطول، وهذا عند عدم ما يغطيه به، كما ذكره في الرواية بعده " إن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً، أو يذكر اسم الله فليفعل " فهذا ظاهر في أنه إنما يقتصر على العود عند عدم ما يغطيه به. (2) رواه البخاري 10 / 77 في الأشربة، باب تغطية الاناء، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وباب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الاستئذان، باب لا تترك النار في البيت عند النوم، وباب إغلاق الأبواب بالليل، ومسلم رقم (2012) و (2013) و (2014) في الأشربة، باب الأمر بتغطية الاناء، وأبو داود رقم (3731) و (3732) و (3733) و (3734) في الأشربة، باب في إيكاء الآنية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: «جاء أبو حميد الأنصاري بإناء من اللبن نهارا، إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بالبقيع، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا خمرته، ولو أن تعرض عليه عودا» . أخرجه أحمد (3/294) قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وأبو نعيم، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (2760) عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وأبو نعيم، وعلي- عن أبي الزبير، فذكره. - وعن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله، قال: «كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستسقى، فقال رجل: يارسول الله، ألا نسقيك نبيذا؟ فقال: بلى، قال: فخرج الرجل يسعى، فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا خمرته ولوتعرض عليه عودا، قال، فشرب.» . أخرجه أحمد (3/313) . و «مسلم» (6/105) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. و «أبو داود» (3734) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. أربعتهم - أحمد وأبو بكر، وأبو كريب. وعثمان - قالوا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (3/370) . وعبد بن حميد. (1021) . كلاهما عن عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر به. (*) وأخرجه البخاري (7/140) قال: حدثنا قتيبة. و «مسلم» (6/105) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. كلاهما - قتيبة، وعثمان - قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، وأبي سفيان، فذكراه. (*) وأخرجه البخاري (7/141) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش، قال: سمعت أبا صالح، يذكر، أراه عن جابر، وقال في آخره: وحدثني أبو سفيان، عن جابر، به. - وعن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أغلقوا الأبواب، وأوكئوا الأسقية، وخمروا الآنية، وأطفئوا السرج، فإن الشيطان لا يفتح غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء، وأن الفويسقة تضرم على أهل البيت، ولا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس، حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تبعث إذا غابت الشمس، حتى تذهب فحمة العشاء» . 1- أخرجه مالك في (الموطأ) (578) . و «البخاري» في الأدب المفرد (1221) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (6/105) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. «أبو داود» (3732) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. و «الترمذي» (1812) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - إسماعيل، ويحيى، والقعنبي، وقتيبة - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه الحميدي (1273) قال: حدثنا حدثنا سفيان - ابن عيينة -. 3- وأخرجه أحمد (3/301) قال: حدثنا وكيع. و «ابن خزيمة» (132) مطولا و (2560) مختصرا قال حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. كلاهما - وكيع، وجرير - عن فطر بن خليفة. 4- وأخرجه أحمد (3/312) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/386) قال: حدثنا حسن. وفي (3/395) قال: حدثنا موسى بن داود. و «مسلم» (6/106) قال: حدثنا أحمد بن يونس. (ح) وحدثنا يحيى. و «أبو داود» (2604) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني. ستتهم- هاشم، وحسن، وموسى، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى، وابن أبي شعيب - عن زهير أبي خيثمة. 5- وأخرجه أحمد (3/362) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. 6- وأخرجه أحمد (3/374) قال: حدثنا كثير بن هشام - قال: حدثنا هشام. 7- وأخرجه مسلم (6/105) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح. و «ابن ماجة» (3410) قال: حدثنا محمد بن رمح. كلاهما - قتيبة، وابن رمح عن الليث عن سعد. 8- وأخرجه مسلم (6/106) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . 9- وأخرجه ابن ماجة (360) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (3771) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. كلاهما - يعلى، وابن نمير - عن عبد الملك بن أبي سليمان. تسعتهم - مالك، وابن عيينة، وفطر، وزهير، وحماد، وهشام، والليث، والثوري، وعبد الملك - عن أبي الزبير، فذكره. (*) رواية سفيان بن عيينة زاد فيها: «وإياكم والسمر بعد هداة الرجل» . (*) رواية الليث بن سعد زاد فيها: « .... فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل.» . *رواية يعلي بن عبيد، وعن عبد الملك بن أبي سليمان، مختصرة على: «أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نوكي أسقيتنا، ونغطي آنيتنا» (*) رواية ابن نمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان مختصرة على: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونهانا، فأمرنا أن نطفي سراجنا.» . وعن عطاء بن أبي رباح، عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استجنح، أو كان جنح الليل، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفي مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئا» . 1- أخرجه أحمد (3/319) قال: حدثنا يحيى. و «البخاري» (4/150) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. وفي (4/155و7/144) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح بن عبادة. و «مسلم» (6/106) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح ابن عبادة. (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أبو عاصم. و «أبوداود» (3731) قال: حدثنا أحمد بن حنبل.، قال: حدثنا يحيى. و «النسائي» في «عمل اليوم والليلة» (745) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. و «النسائي» في عمل واليوم والليلة (745) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (746) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا أبو عاصم. و «ابن خزيمة» (131) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. أربعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبد الله، وروح، وأبو عاصم - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/362) قال: حدثنا عفان. و «البخاري» في الأدب المفرد (1231) قال: حدثنا عارم - محمد بن الفضل السدوسي - كلاهما - عفان وعارم - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حبيب المعلم. 3- وأخرجه أحمد (3/388) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. و «البخاري» (4/157) قال: حدثنا مسدد. وفي (8/81) قال: حدثنا قتيبة. و «أبو داود» (3733) قال: حدثنا مسدد، وفضيل بن عبد الوهاب السكري. والترمذي (2857) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - إسحاق، ومسدد وقتيبة، وفضيل - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن كثير بن شنظير. 4- وأخرجه البخاري (7/145) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (8/81) قال: حدثنا حسان بن أبي عباد. كلاهما - موسى، وحسان - قالا: حدثنا همام. أربعتهم - ابن جريج، وحبيب وكثير، وهمام - عن عطاء، فذكره. (*) رواية حبيب العلم مختصرة على: «احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين.» . (*) رواية كثير بن شنظير فيها زيادة. «فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت» . (*) رواية روح بن عبادة في «البخاري» (4/155) ومسلم (6/106) ، ورواية أبي عاصم، و «مسلم» (6/106) و «النسائي» في اليوم والليلة (746) قال بن جريج: وأخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابرا يخبر نحو ما أخبرني عطاء، غير أنه لا يقول: «اذكروا اسم الله» . - وعن القعقاع بن حكيم، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء» . أخرجه أحمد (3/355) قال: حدثنا يونس. و «عبد بن حميد» (1140) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. و «مسلم» (6/107) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثني أبي. أربعتهم - يونس وابن إسحاق، وهاشم، علي - قالوا: حدثنا الليث ابن سعد، قال: حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن القعقاع بن حكيم، فذكره. وعن القعقاع بن حكيم عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إياكم والسمر بعد هدوء الليل، فإن أحدكم لا يدري ما يبث الله من خلقه، غلقوا الأبواب، وأوكئوا السقاء، وأكفئوا الإناء، وأطفئوا المصابيح» . أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1230) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، قال: حدثنا القعقاع بن حكيم، فذكره. - وعن وهب بن منبه، قال: هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله الأنصاري، وأخبرني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «أوكوا الأسقية، وغلقوا الأبواب إذا رقدتم بالليل، وخمروا الشراب والطعام، فإن الشيطان يأتي، فإن لم يجد الباب مغلقا دخله، وإن لم يجد السقاء موكأ شرب منه، وإن وجد الباب مغلقا والسقاء موكأ، لم يحل وكاء، ولم يفتح مغلقا، وإن لم يجد أحدكم لإنائه ما يخمر به، فليعرض عليه عودا» . أخرجه ابن خزيمة (133) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني أبو هشام، قال: حدثنا إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه، عن أبيه عقيل، عن وهب بن منبه، فذكره. الحديث: 3106 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 3107 - (م) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- بقدح من لَبَن من النَّقيع (1) ليس مخمَّراً، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 87] ألا خمَّرته ولو تعْرُض عليه عوداً؟» قال أبو حميد: إنما أُمِرنا بالأسِقية أَن تُوكَأ ليلاً، وبالأبواب أن تُغلَق ليلاً. أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خمَّرته) : تخمير الإناء: تغطيته لئلا يسقط فيه شيء. (يُوكأ) : أوكأت السقاء أوكئه إيكاء: إذا شددته.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": روي بالنون والباء حكاهما القاضي عياض، والصحيح الأشهر الذي قاله الخطابي والأكثرون: بالنون، وهو موضع بوادي العقيق، وهو الذي حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2) رقم (2010) في الأشربة، باب في شرب النبيذ وتخمير الاناء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/425) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، وزكريا بن إسحاق. و «الدارمي» (2137) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. و «مسلم» (6/104) قال: حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وعبد بن حميد، كلهم عن أبي عاصم. قال ابن المثنى حدثنا الضحاك قال: أخبرنا بن جريج. وفي (6/105) قال: وحدثني إبراهيم بن دينار، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا بن جريج وزكريا بن إسحاق. و «ابن خزيمة» (129) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو عاصم، عن بن جريج (ح) وحدثنا أحمد بن سعيد الدارمي.، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. وفي (130) قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: أخبرنا حجاج - يعني بن محمد - قال: قال بن جريج. كلاهما - ابن جريج، وزكريا بن إسحاق - عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله فذكره. الحديث: 3107 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 86 الفصل السادس: في أحاديث متفرقة 3108 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يُسْتَعذَبُ له الماء من بيوت السقيا» قال قُتَيبةُ: هي عين بينها وبين المدينة يومان. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يستعذب) : استعذب القوم ماءهم: إذا استقوه عذباً. ويستعذب لفلان من بئر كذا: أي يستقي له.   (1) رقم (3735) في الأشربة، باب في إيكاء الآنية، وإسناده جيد، وفي قصة أبي الهيثم ابن التيهان، كما في " صحيح مسلم " أن امرأته قالت للنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءهم يسأل عن أبي الهيثم: ذهب يستعذب الماء، وفي الحديث دلالة على أن استعذاب الماء لا ينافي الزهد ولا يدخل في الترفه المذموم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/100) قال: حدثنا علي بن بحر، وفي (6/108) قال: حدثنا سريج وموسى ابن داود. و «أبو داود» (3735) قال: حدثنا سعيد بن منصور وعبد الله بن محمد النفيلي وقتيبة بن سعيد. ستتهم - علي بن حجر، وسريج، وموسى بن داود، وسعيد بن منصور، وعبد الله بن محمد، وقتيبة بن سعيد - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره الحديث: 3108 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 3109 - (خ د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل على رجل من الأنصار، ومعه صاحب له، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في شنِّه، وإلا كَرَعْنا - قال: والرجل يُحوِّل الماءَ في حائطهِ - فقال الرجل: يا رسول الله، عندي ماء بارد، فانطَلق إلى العَريش قال: فانطَلق بهما، فَسَكَب في قدَح، ثم حلب عليه من داجن له، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم أعاد، فشرب الرجل الذي معه» . أخرجه البخاري. وفي رواية أد داود، قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم- ورجل من أصحابه على رجل من الأنصار، وهو يحوِّل الماء في حائطه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في شَن، وإلا كرَعْنا، قال بل عندي ماء بات في شَنّ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شنه) : الشن والشنة: القربة العتيقة. (كرعنا) : الكرع: الشرب من النهر أو الساقية بالفم، من غير إناء ولا باليد. (حائطه) : الحائط: البستان من النخيل ونحوه. [ص: 89] (العريش) : ما يستظل به من خشب وفرش تتخذ بناء.   (1) رواه البخاري 10 / 67 و 68 في الأشربة، باب شرب اللبن بالماء، وباب الكرع في الحوض، وأبو داود رقم (3724) في الأشربة، باب في الكرع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/328) قال: حدثنا أبو عامر - العقدي -. وفي (3/343) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (3 /344) قال: حدثنا إسحاق. وفي (3/355) قال: حدثنا يونس. و «الدارمي» (2129) قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى. و «البخاري» (7/142) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عامر. وفي (7/144) قال حدثنا يحيى بن صالح. و «أبو داود» (3724) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن محمد. و «ابن ماجة» (3432) قال: حدثنا أحمد بن منصور، أبو بكر، قال: حدثنا يونس بن محمد. خمستهم - أبو عامر، وموسى بن داود، ويونس بن محمد، وإسحاق بن عيسى، ويحيى بن صالح - قالوا: حدثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث فذكره. الحديث: 3109 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 3110 - [ (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -] قال: «كان لأم سليم قدح، فقالت: سَقيْتُ فيه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كلَّ الشَّراب: الماءَ، والعَسلَ، واللَّبنَ، والنَّبيذَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 335 في الأشربة، باب ذكر الأشربة المباحة، وإسناده حسن. الحديث: 3110 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 89 الباب الثاني: في الخمور والأنبذة ، وفيه ستة فصول الفصل الأول: في تحريم كل مسكر 3111 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ شراب أسْكرَ فهو حرام» . وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن البِتْعِ فقال: كلُّ شراب أسكر فهو حرام» . وفي أخرى، قالت: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن البِتعِ - وهو نبيذُ العسل -، وكان أهل اليمن يشربونه؟ فقال: كلُّ شرابٍ أسكر فهو حرام» . أخرج الأولى البخاري [ص: 90] ومسلم والنسائي، وأخرج الثالثة الجماعة بأسرِهم، إلا الموطأ، فإنه أخرج الثانية. وفي رواية للترمذي أيضاً ولأبي داود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ مُسكر حرام، وما أسكر منه الفَرَقُ فَمِلءُ الكفِّ منه حرام» . قال أبو داود في حديثه: قالت: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وفي أخرى للترمذي «فالحسوَةُ منه» . وفي أخرى للنسائي «أنها سُئِلَتْ عن الأشربة؟ فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَنْهى عن كل مسكر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفَرَق) : بفتح الراء وسكونها: إناء يسع ستة عشر رطلاً. (الحُسوة) : الجرعة من الشراب وهي بقدر ما يحسى مرة واحدة والحسوة بالفتح المرة والواحدة.   (1) رواه البخاري 10 / 35 في الأشربة، باب الخمر من العسل، وفي الوضوء، باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ ولا المسكر، ومسلم رقم (2001) في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام، والموطأ 2 / 845 في الأشربة، باب تحريم الخمر، وأبو داود رقم (3682) و (3687) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، والترمذي رقم (1864) و (1867) في الأشربة، باب ما جاء أن كل مسكر حرام، وباب ما أسكر كثيره فقليله حرام، والنسائي 8 / 298 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (527) . و «الحميدي» (281) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (6/36) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/96) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر. وفي (6/190) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك بن أنس. وفي (6/225) قال حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «الدارمي» (2103) قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا مالك. و «البخاري» (1/70) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/137) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (7/137) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. و «مسلم» (6/99) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وأبو بكر بن شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، كلهم عن بن عيينة (ح) وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «أبو داود» (3682) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك (ح) وقرأت على يزيد بن عبد ربه الجرجسي حدثكم محمد بن حرب، عن الزبيدي. و «ابن ماجة» (3386) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. و «الترمذي» (1863) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. و «النسائي» (8/297) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وقتيبة، عن سفيان. وفي (8/298) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك (ح) وأنبأنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن مالك (ح) وأخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر. (ح) وأخبرنا علي بن ميمون. قال: حدثنا بشر بن السري، عن عبد الرزاق. عن معمر. سبعتهم- مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد، وصالح بن كيسان، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. (*) رواية سفيان بن عيينة وصالح بن كيسان مختصرة على: «كل شراب أسكر فهو حرام» . زاد في رواية الحميدي: فقيل لسفيان: فإن مالكا وغيره يذكرون البتع؟ فقال: ما قال لنا ابن شهاب البتع. ماقال: لنا ابن شهاب إلا كما قلت لك. - وعن القاسم بن محمد، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كل مسكر حرام، ما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام» . أخرجه أحمد (6/71) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال حدثنا الربيع، وفي (6/72) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرني مهدي بن ميمون. وفي (6/131) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا مهدي ابن ميمون. و «أبو داود» (3687) قال: حدثنا مسدد وموسى بن إسماعيل. قالا: حدثنا مهدي، يعني ابن ميمون. و «الترمذي» (1866) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، عن مهدي بن ميمون (ح) وحدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. قال: حدثنا مهدي بن ميمون. كلاهما - الربيع بن صبيح، ومهدي بن ميمون - عن أبي عثمان الأنصاري، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، فذكره. - عن أم أبان بن صمعة، عن عائشة أنها سئلت عن الأشربة؟ فقالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن كل مسكر.» . أخرجه النسائي (8/320) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا أبان بن صمعة. قال: حدثتني والدتي، فذكرته. الحديث: 3111 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 89 3112 - (ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسول الله [ص: 91] صلى الله عليه وسلم قال: «ما أَسْكَرَ كثيرُهُ فقليلُهُ حرام» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1866) في الأشربة، باب ما أسكر كثيره فقليله حرام، وأبو داود رقم (3681) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، ورجال إسناده ثقات، وحسنه الترمذي وقال: وفي الباب عن سعد، وعائشة، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وخوات بن جبير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/343) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - و «أبو داود» (3681) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر. و «ابن ماجة» (3393) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا أنس بن عياض. و «الترمذي» (1865) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. كلاهما - ابن جعفر، وأنس بن عياض - عن داود بن بكر بن أبي الفرات، عن ابن المنكدر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 3112 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 3113 - (ت س) عبد الله بن عمرو، وأبو هريرة - رضي الله عنهم - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كلُّ مُسْكر حرام» أخرجه الترمذي والنسائي (1) . وفي أخرى للنسائي عن عبد الله بن عمرو: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أسكرَ كثيره فقليلُه حرام» (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (1865) في الأشربة، باب ما جاء كل مسكر حرام، والنسائي 8 / 297 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة، وفي الأصل والمطبوع: عبد الله بن عمرو وأبي هريرة، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي سعيد، وأبي موسى، والأشج البصري، وديلم، وميمونة، وعائشة، وابن عباس، وقيس بن سعد، والنعمان بن بشير، ومعاوية، وعبد الله بن مغفل، وأم سلمة، وبريدة، وأبي هريرة، ووائل بن حجر، وقرة المزني. (2) 8 / 300 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر كثيره، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (2/167) (6558) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا عبد الله بن عمر العمري. وفي (2/179) (6674) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، و «ابن ماجة» (3394) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. و «النسائي» (8/300) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، يعني بن سعيد، عن عبيد الله. كلاهما - عبد الله بن عمر العمري، وأخوه عبيد الله بن عمر - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. ورواية أبي هريرة: أخرجها أحمد (2/429) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/501) قال: حدثنا يزيد. و «ابن ماجة» (3401) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال:حدثنا محمد بن بشر. و «النسائي» (8/297) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وأخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل. أربعتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد، ومحمد بن بشر، وإسماعيل بن جعفر - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. (*) رواية يحيى بن سعيد مختصرة على: «كل مسكر حرام» . ولم أجده عن الترمذي عن أبي هريرة، إلا معلقا، أما المسند فعن ابن عمر أخرجه الترمذي (1864) قال: ثنا عبيد الله بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي، وأبو سعيد الأشج قالا: ثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روى عن أبي سلمة، أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، وكلاهما صحيح. الحديث: 3113 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 3114 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومعاذاً إلى اليمن، فقال: «ادُعوَا الناسَ، وبَشِّرا [ص: 92] ولا تُنَفِّرا، ويَسِّرَا ولا تُعَسِّرا، وتَطَاوَعَا، ولا تَخْتَلِفا. قال: فقلت: يا رسول الله، أفتنا في شرابين كنا نصنَعُهما باليمن البِتعِ: وهو من العسل يُنْبَذُ حتى يشتدَّ - والمِزْرِ - وهو من الذُّرة والشعيرِ يُنْبَذُ حتى يشتدَّ - قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد أُعطيَ جوامِعَ الكَلمِ بَخواتِمِهِ، فقال انْهَى عن كلِّ مُسْكر أسكرَ عن الصلاة» . وفي رواية: فقال - صلى الله عليه وسلم-: «كل مسكر حرام، قال: فقدمنا اليمن ... » وذكر الحديث. وسيجيء في موضعه. هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود قال: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن شراب من العسل؟ فقال: ذاكَ البتعُ. قلت: ويَنْبذُون من الشعير والذُّرةِ؟ قال: ذاكَ المِزْرُ، ثم قال: أخبر قومَك، أن كلَّ مُسكر حرام» . وفي رواية النسائي، قال: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ومُعاذاً إلى اليمن، فقال معاذ: إنك تَبْعِثُنَا إلى أَرض كثير شَرابُها، فما نشربُ؟ قال: اشْرَب، ولا تَشرَبُ مُسكراً» . وفي أخرى مختصراً، قال أبو موسى: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ مُسكر حرام» . وفي أخرى قال: «بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن فقلت: «يا رسول الله، إن بها أشرِبة فما أشرب وما أدَعُ؟ قال: وما هي؟ قلت: البِتع والمزرُ، قال: وما البتع، وما المِزرُ؟ قلت: أما البِتعُ: فنبيذُ العسل، [ص: 93] وأما المزر: فنبيذ الذرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تشرب مسكراً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جوامع الكلم) : أراد بجوامع الكلم: الإيجاز والبلاغة. فتكون ألفاظه قليلة، ومعاني كلامه كثيرة، وكذلك كانت ألفاظه - صلى الله عليه وسلم-.   (1) رواه البخاري 8 / 49 و 50 في المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وفي الجهاد، باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وفي الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يسروا ولا تعسروا، وفي الأحكام، باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا، ومسلم رقم (1733) في الجهاد، باب الأمر بالتيسير وترك التنفير، وفي الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر، وأبو داود رقم (3684) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، والنسائي 8 / 298 و 299 و 300 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر، وباب تفسير البتع والمزر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم الحديث: 3114 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 3115 - (د) أم سلمة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها -: قالت: «نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن كل مسكر ومُفْتِر» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ومُفْتر) : المفتر: الذي يفتر الجسد إذا شرب، أي: يرخيه، وقال ابن الأعرابي: يقال: أفتر الرجل: إذا ضعفت جفونه، وانكسر طرفه.   (1) رقم (3686) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، وفي سنده ضعف، وقد حسنه الحافظ في " الفتح "، والمعنى: كل شراب يورث الفتور والخدر في الجسم، ويظهر أثره بفتور الجفون كالحشيش، وذكر في " عون المعبود "، شرح سنن أبي داود كلاماً نفيساً في بيان المفتر وأنواعه، واستطراد للكلام على الحشيشة والافيون ونحوهما مما يستعمله أوباش الناس للتخدير والإسكار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/309) قال:حدثنا بن نمير. و «أبوداود» » (3686) قال: حدثنا سعيد منصور. قال: حدثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع. كلاهما - ابن نمير، وأبو شهاب - عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن الحكم بن عتيبة، عن شهر بن حوشب، فذكر. الحديث: 3115 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 3116 - (س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - قال: خطب رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر آية الخمر، فقال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ المِزْرَ؟ قال: وما المِزْرُ، قال: حبَّة تُصنَعُ باليمن؟ قال تُسكِرُ؟ قال نعم، قال: كل مُسكر حرام. وفي أخرى «أن رجلاً سأله عن الأشربة؟ فقال: اجتنب كل شيء يَنِشُّ» . وفي أخرى، قال: «المُسكرُ كثيرهُ وقليله حرام» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنِش) : نش الشراب: ينش: إذا أخذ يغلي.   (1) 8 / 300 في الأشربة، باب تفسير البتع والمزر و 8 / 324 في الأشربة، باب الاخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: لفظ الباب: أخرجه النسائي (8/300) قال: نا أبو بكر بن علي،قال: ثنا نصر بن علي، قال: ني أبي، قال: ثنا إبراهيم بن نافع عن ابن طاوس، عن أبيه، فذكره. وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل مسكر حرم، وكل مسكر خمر» . أخرجه أحمد (2/16) ، (4645) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. وفي (2/29) (4830) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة. وفي (2/98) (5731) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (2/134) (6179) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المطلب، عن موسى بن عقبة. وفي (2/137) (6218، 6219) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن عجلان. و «مسلم» (6/100) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وأبو بكر بن إسحاق، كلاهما عن روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة. (ح) وحدثنا صالح بن مسمار السلمي، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا عبد العزيز بن المطلب، عن موسى بن عقبة. وفي (6/101) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن حاتم، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان، عن عبيد الله. و «النسائي» (8/296) قال: أخبرنا سويد بن نصر،قال: أخبرنا عبد الله، عن حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب. (ح) وأخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حماد بن زيد،عن أيوب. وفي (8/297) قال: أخبرنا يحي بن درست، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، (ح) وأخبرنا علي بن ميمون، قال:حدثنا ابن أبي رواد قال: حدثنا ابن جريج، وعن أيوب (ح) وأخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن محمد بن عجلان. أربعتهم - عبيد الله، وموسى بن عقبة، وأيوب، ومحمد بن عجلان - عن نافع، فذكره. (*) أخرجه النسائي (8/324) قال: قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال أخبرني مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قوله. (*) في رواية عبيد الله بن عمر: قال: أخبرنا نافع، عن ابن عمر. قال: ولا أعلمه إلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. (*) رواية يحيى بن درست، عن حماد، عن أيوب، مختصرة على: «كل مسكر خمر» . (*) حديث حماد بن يزيد، عن أيوب، عند أحمد (2/98) (5730) .ومسلم (6/100) . وأبي داود (3679) . والترمذي (1861) وعن أبي سلمة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كل مسكر حرام، وكل مسكرخمر» أخرجه أحمد (2/16) (4644) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/29) (4831) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. وفي (2/31) (4863) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/104) (5820) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. «الترمذي» (1864) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «ابن ماجة» (3390) قال: حدثنا سهيل،قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «النسائي» (8/297) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (8/324) قال أخبرنا محمد بن المثى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (8/324) قال: أخبرنا الحسين بن منصور - يعني ابن جعفر النيسابوري - قال: حدثنا يزيد بن هارون. خمستهم - يحيى بن سعيد، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون،وهمام وعبد الله بن إدريس - عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، فذكره. * رواية يحيى بن سعيد، وعبد الله بن إدريس،مختصرة على: «كل مسكر حرام» . وعن سالم بن عبد الله بن عن أبيه عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «حرام الله الخمر، وكل مسكر حرام» . أخرجه ابن ماجة (3387) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة ابن خالد، قال: حدثنا يحيى بن الحارث الذماري. والنسائي (8/324) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر،قال سمعت شبيبا، وهو ابن عبد الملك،يقول: حدثني مقاتل بن حيان. كلاهما - يحى بن الحارث، ومقاتل - عن سالم، فذكره. - وعن سالم بن عبد الله بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كل مسكر حرام، ما أسكر كثيرة فقليله حرام» . وعن أبي حازم، عن عبد الله بن عمر، قال:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «كل مسكر حرام، وما أسكر كثيرة، فقليله حُرم» . أخرجه ابن ماجة (3392) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن منشور، عن أبي حازم،فذكره. قال المزي: هكذا في أكثر الروايات، ووقع في رواية إبراهيم بن دينار، عن ابن ماجة «عبد الله بن عمرو» والله أعلم «تحفة الأشراف» (7089) . الحديث: 3116 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 3117 - (س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنهاكُم عن قليل ما أسكرَ وكثيره» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 301 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر كثيره، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (2105) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: أخبرنا أبو أسامة، قال: حدثنا الوليد بن كثير بن سنان، و «النسائي» (8/301) قال: أخبرنا حميد بن مخلد، قال:حدثنا سعيد بن الحكم، قال:أنبانا محمد بن جعفر. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن كثير. كلاهما -الوليد، ومحمد - عن الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 3117 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 3118 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «سُئل عن الباذق؟ فقال سبق محمدٌ البَاذِقَ، فما أسكر فهو حرام، قال: عليك الشَّرابَ الحلالَ الطَّيبَ (1) ، قال: ليس بعد الحلالِ الطَّيب إلا الحرام الخبيث» . [ص: 95] أخرجه البخاري. وفي رواية النسائي، قال: «سئل ابن عباس، فقيل له: أفتِنا في الباذِق، فقال: سبق محمد الباذق، وما أسكر فهو حرام» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الباذق) : [بفتح الذال المعجمة، ويجوز كسرها] : شراب كان عندهم معروف، ويحتمل أن يكون معرَّباً من باذه، وهي الخمر بالفارسية. وقوله: «سبق محمد الباذق» أي: سبق حكمه: أن ما أسكر حرام.   (1) في نسخ البخاري المطبوعة: قال: الشراب الحلال الطيب. قال الحافظ في " الفتح ": هكذا في جميع نسخ الصحيح، ولم يعين القائل هل هو ابن عباس أو من بعده، والظاهر أنه من قول ابن عباس. (2) رواه البخاري 10 / 57 في الأشربة، باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة. والنسائي 8 / 300 في الأشربة، باب تفسير البتع والمزر، وباب الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (534) قال: حدثنا سفيان. و «البخاري» (7/139) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. و «النسائي» (8/300) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، وفي (8/321) قال: أخبرنا قتيبة، عن سفيان. كلاهما - سفيان، وأبو عوانة - عن أبي الجويرية الجرمي، فذكره. الحديث: 3118 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 3119 - (د) ديلم بن فيروز الحميري الجبشاني - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله، إنا بأرض بارِدة، ونُعالجُ فيها عملاً شديداً، وإنا نتَّخِذُ شراباً من هذا القمح نتقَوَّى به على أعمالنا وعلى بردِ بلادنا. قال هل يُسكِرُ؟ قلت: نعم، قال: فاجتَنِبُوه، قلت: إن الناس غيرُ تاركيه قال: إن لم يتركوه قاتِلُوهم» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نعالج) : المعالجة: الممارسة والمباشرة.   (1) رقم (3683) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 232، وفيه عنعنة ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/231) قال: حدثنا الضحاك بن مخالد،وفي (4/232) قال: حدثنا هناد - ابن السري -، قال: قال عبدة كلاهما - محمد بن عبيد، وعبدة - عن محمد بن إسحاق. كلاهما -ابن جعفر، وابن إسحاق - عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثنا مرثد بن عبد الله، فذكره. الحديث: 3119 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 3120 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «قال له رجل: إني امرؤ من أهل خرسان، وإن أَرضنا أرض باردة، وإنا نتَّخِذ شراباً نشربُه من الزبيب والعنب وغيره، وقد أشكلَ عليَّ،؟ فذكر له ضُروباً من الأَشْرباتِ، فأكثر حتى ظننتُ أنه لم يفهمه، فقال له ابن عباس: إنك قد أكثرت عليَّ، اجتَنب ما أسكر من زبيب أو غيره» أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 322 في الأشربة، باب ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/228) (2009) قال: ثنا يحيى. و «النسائي» (8/303) قال: نا سويد، قال: ثنا عبد الله. كلاهما - يحيى، وعبد الله - عن عيينة بن عيد الرحمن،عن أبيه فذكره. الحديث: 3120 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 3121 - () عبد الله بن عمرو بن العاص، أو عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما-: «سئل عن شيء يُصنعُ بالسِّندِ من الرُّزِّ (1) ؟ فقال: ذلك لم يكن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو قال: على عهد عمر. وسئل عن الباذق؟ فقال: سبق محمد الباذِق - يريدُ: لم يكنُ يعرَف في ذلك الوقت» . وقال بعضهم هو السُّونيَّةَ (2) ، قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» أخرجه ... (3) .   (1) في الأصل: سئل عن شيء يصنع من المذر بالسند. (2) قال الحافظ في " الفتح "10 / 143 زاد الإسماعيلي في روايته - بعد قوله " يصنع بالسند " - يقال له: " السادية " يدعى الجاهل، فيشرب منها شربة، فتصرعه، قال الحافظ: وهذا الاسم لم يذكره صاحب " النهاية " لا في السين المهملة ولا في الشين المعجمة، ولا رأيته في " صحاح الجوهري " وما عرفت ضبطه إلى الآن، ولعله فارسي، فإن كان عربياً، فعله " الشاذبة " والشاذب هو المتنحي عن وطنه، فلعل الشاذبة: تأنيثه، سميت الخمر به بذلك لكونها تتنحى بالعقل عن موطنه. (3) كذا في الأصل وفي المطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وسيأتي معنى الشق الأول برقم (2136) من حديث ابن عمر عن أبيه عمر رضي الله عنهما، وقد تقدم معنى الشق الثاني برقم (3118) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وقد روى البخاري الشق الأول منه 10 / 43 في الأشربة، [ص: 97] ما جاء أن الخمر ما خامر العقل، عن أبي حيان التيمي قال: قلت: يا أبا عمرو (يعني الشعبي) : فشيء يصنع بالسند من الأرز، قال ذاك لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو قال: على عهد عمر. وروى البخاري أيضاً الشق الثاني 10 / 57 في الأشربة، باب الباذق، عن أبي الجويرية قال: سألت ابن عباس عن الباذق، فقال: سبق محمد الباذق، فما أسكر فهو حرام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5588) قال: ثني أحمد بن أبي رجاء، قال ثنا يحيى بن أبي حبان التيمي، عن الشعبي، عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: خطب عمر على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال إنه قد نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة فذكر حديثا (يعني أبو حيان التيمي) قلت با أبا عمر (يعني الشعبي) فذكر الشق الأول من الحديث. الحديث: 3121 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 3122 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخمر والميْسِر والكُوبَة والغُبَيْرَاءِ، وقال: كلُّ مسكر حرام» أَخرجه أبو داود، وقال قال أبوعبيد القاسم بن سَلام: الغُبَيْرَاءُ: السُّكُرْكَةُ تعمل من الذُّرة، شراب تعمله الحبشة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الميسر) : القمار، وقد ذكرنا كيفية لعب الجاهلية به في كتاب تفسير القرآن من حرف التاء. [ص: 98] (الكُوبة) : الطبل الصغير: المخصر ذو الرأسين. (الغُبيراء) : شراب تتخذه الحبشة من الذرة يسكر. (السُّكُرْكَة) : نوع من الخمور تتخذ من الذرة، وقد حكى أبو داود عن أبي عبيد: أنها الغبيراء.   (1) رقم (3685) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وفي سنده أيضاً الوليد بن عبدة مولى عمرو بن العاص، قال أبو حاتم: مجهول، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وقال ابن يونس في " تاريخ المصريين ": وليد بن عبدة مولى عمرو بن العاص، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، والحديث معلول، ويقال: عمرو بن الوليد بن عبدة، وذكر له هذا الحديث، وقال الذهبي في " الميزان ": الوليد بن عبدة: مجهول، والخبر معلول في الكوبة والغبيراء، وقال الحافظ في " التهذيب " في ترجمة الوليد بن عبدة أنه نقل عن أبي حاتم أنه مجهول وعن ابن يونس أن حديثه معلول، قال: وقال الحسن بن علي العداس: مات سنة مائة، وذكره ابن حبان في " الثقات "، قال: وقال الدارقطني: اختلف على يزيد بن أبي حبيب في اسمه، فقيل: عمرو بن الوليد، والوليد بن عبدة، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات المصريين، ووثقه الحافظ في " التقريب "، وروى الحديث بمعناه أحمد في " المسند " 3 / 422 من حديث قيس بن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن ربي تبارك وتعالى حرم علي الخمر والكوبة والقنين، وإياكم والغبيراء فإنها ثلث خمر العالم، وإسناده لا بأس به، فالحديث على هذا حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجة أحمد (2/158) (6478) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرني ابن لهيعة. وفي (2/171) (6591) قال: حدثنا أبو عاصم، وهو النبيل، قال: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر. و «أبو داود» (3685) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن إسحاق. ثلاثتهم - عبد الله بن لهيعة، وعبد الحميد بن جعفر، ومحمد بن إسحاق -عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد، فذكره.. (*) في رواية محمد بن إسحاق. اسمه: الوليد بن عبدة. وعن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر» . أخرجه أحمد (2/165) (6547) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/167) (6564) قال: حدثنا أبو النضر. كلاهما - يزيد، وأبو النضر - عن الفرج بن فضالة، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، عن أبيه، فذكره. وعن أبي هبيرة الكلاعي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما، فقال: إن ربي حرم علي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين» . أخرجه أحمد (2/172) (6608) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة الكلاعي، فذكره. الحديث: 3122 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 3123 - (ط) عطاء بن يسار أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «سئل عن الغُبَيْرَاءِ؟ فقال: لا خير فيها، ونهى عنها» قال مالك: فسألت زيد بن أسلم: ما الغُبيراء؟ قال هي السُّكُركَة. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 845 في الأشربة، باب تحريم الخمر، وهو مرسل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: ذكر ابن شعبان أن ابن القاسم أسنده عن مالك، فقال: عن ابن عباس، والذي عندنا في " موطأ ابن القاسم " مرسلاً كالجماعة، وإنما أسنده ابن وهب وحده عن مالك عن زيد عن عطاء عن ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1641) قال عن زيد بن أسلم، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» مرسلا، قال ابن عبد البر، ذكر ابن شعبان أن ابن القاسم أسنده عن مالك،فقال: عن ابن عباس، والذي عندنا في الموطأ ابن القاسم مرسلا كالجماعة، وإنما أسنده ابن وهب وحده عن مالك، عن زيد، عن عطاء، عن ابن عباس. الحديث: 3123 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 الفصل الثاني: في تحريم كل مسكر وذم شاربه 3124 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل مُسكر خمر وكلُّ مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا ومات وهو يُدْمِنُها لم يَتُبْ منها، لم يشرَبْها في الآخرة» . وفي رواية [ص: 99] إلى قوله: «حرام» لم يزد. وفي أخرى مثله، وقال: لا أعلمه إلا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-. وفي أخرى: أَن رسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «من شَرِبَ الخمر في الدنيا، ثم لم يَتُبْ منها، حُرِمَها في الآخرة» . زاد في رواية: «فلم يُسْقَها» . أخرج الأولى والثانية والثالثة مسلم، وأخرج الرابعة هو والبخاري، وأخرج الترمذي الأولى. وفي رواية أبي داود مثلها، ولم يقل: «لم يَتُبْ منها» . وفي رواية النسائي: «كل مسكر خمر» . وفي أخرى «كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر» . وفي أخرى: «مَن شَرِب الخمر في الدنيا» ، وذكر الرواية الأولى. وله في أخرى مثلها، ولم يذكر «يُدْمِنُها» . وأخرج الموطأ مثلها ولم يذكر «يدمنها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يشربها في الآخرة) : قال الخطابي: معناه: لم يدخل الجنة، لأن الخمر من شراب أهل الجنة، فإذا لم يشربها في الآخرة، لم يدخل الجنة، وهذا من باب الكنايات والتعليق.   (1) رواه البخاري 10 / 25 و 26 في الأشربة في فاتحته، ومسلم رقم (2003) في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر، والموطأ 2 / 846 في الأشربة، باب تحريم الخمر، وأبو داود رقم (3679) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، والترمذي رقم (1862) في الأشربة، باب ما جاء في شارب الخمر، والنسائي 8 / 296 و 297 و 318 في الأشربة، باب إثبات اسم الخمر لكل مسكر، وباب الرواية في المدمنين في الخمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (528) . و «أحمد» (2/19) (4690) قال: حدثنا يحيى، عن مالك. وفي (2/21) (4729) ، (2/142) (6274) قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا عبيد الله. وفي (2/28) (4823) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: حدثني موسى بن عقبة. وفي (2/28 (24 48) قال: حدثنا روح قال: حدثنا مالك. وفي (2/35) (4916) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وفي (2/106) (5845) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري. وفي (2/123) (6046) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة، عن أيوب السختياني. و «عبد بن حميد» (770) قال: حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. و «الدارمي» (2096) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. و «البخاري» (7/135) قال حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم» (6/101) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك (ح) وحدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا مالك (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا هشام، يعني ابن سليمان المخزومي، عن ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة، و «ابن ماجة» (3373) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر. و «النسائي» (8/317) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك (ح) ، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وفي (8/318) قال: أخبرنا سويد، قال: أنبانا عبد الله، عن حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب (ح) وأخبرني يحيى بن درست، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. خمستهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، وأيوب السختياني، وعبد الله بن عمر العمري- عن نافع، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/98) (5730) قال: حدثنا يونس. و «مسلم» (6/100) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، وأبو كامل. و «أبوداود» (3679) قال: حدثنا سليمان بن داود، ومحمد بن عيسى في آخرين. و «الترمذي» (1861) قال: حدثنا أبو زكريا، يحيى بن درست البصري. جميعهم - يونس، وأبو الربيع سليمان بن داود، ومحمد بن عيسى، ويحيى بن درست - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كل مسكر خمر وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا، فمات وهو يدمنها، ولم يتب، لم يشربها في الآخرة» . الحديث: 3124 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 3125 - [ (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من شربَ الخمر في الدنيا، لم يشربها في الآخرة إلا أن يتوبَ» . أخرجه مسلم] (1) .   (1) رقم (2003) في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر، وهذه الرواية ليست في الأصل، وإنما هي زيادة من المطبوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم في الحديث السابق. الحديث: 3125 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 3126 - (م س) جابر - رضي الله عنه - «أن رجلاً قَدِمَ من جَيْشانَ - وجيشانُ من اليمن - فسأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن شراب يشربونه بأرضهم من الذُّرَة، يقال له: المِزْرُ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أَوَ مُسْكِر هو؟ قال: نعم، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كل مُسْكِر حرام، وإن على الله عهداً لمنْ يشربُ المُسْكِرَ: أن يَسقِيَه من طِينَة الخَبَال، قالوا: يا رسول الله، وما طِينَةُ الخبال؟ قال: عرَقُ أهل النار أو عُصارة أهل النار» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2002) في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر، والنسائي 8 / 327 في الأشربة، باب ذكر ما أعد الله عز وجل لشارب المسكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/360. و «مسلم» (6/100) . و «النسائي» (8/327) . ثلاثتهم - أحمد، ومسلم، والنسائي - عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد - يعني الدراوردي - عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 3126 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 3127 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ مُخَمَّر خمر، وكلُّ مُسكر حرام، ومن شَرِبَ مُسكِراً بُخِسَتْ صلاته أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله [عليه] ، فإن عاد الرابعة كان حقاً على الله أن يَسْقيَهُ من طينةِ الخبال، قيل: وما طِينَةُ الخبال يا رسول الله؟ قال: صَديدُ أَهل النار» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 101] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بخست) : البخس: النقص.   (1) رقم (3680) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، وزاد في آخره: ومن سقاه صغيراً لا يعرف حلاله من حرامه كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال، وفي سنده إبراهيم بن عمر اليماني أبو إسحاق الصنعاني، وهو مستور، أقول: وللحديث شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (3680) قال: حدثنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني، قال: سمعت النعمان، يقول: عن طاووس، فذكره. الحديث: 3127 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 3128 - (ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ - صلى الله عليه وسلم-: «من شَرِب الخمر لم تُقبَلْ له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يَقبَلِ الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب لم يَتُب الله عليه، وسقاه من نهر الخبال. قيل: يا أبا عبد الرحمن، وما نهرُ الخبال؟ قال: نهر من صديد أهل النار» أخرجه الترمذي (1) . وفي رواية النسائي قال: «مَن شرِبَ الخمرَ فلم يَنْتَشِ، لم تقبل له صلاة ما دام في جوفِه أو عروقه منها شيء، وإن مات مات كافراً، وإن انتَشَى لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، وإن مات فيها مات كافراً» جعله موقوفاً على ابن عمر (2) . [ص: 102] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فلم يَنْتَش) : الانتشاء: أول السكر ومقدماته، وقيل: هو السُّكر ورجل نشوان.   (1) رواه الترمذي رقم (1863) في الأشربة، باب ما جاء في شارب الخمر، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي نحو هذا عن عبد الله بن عمرو، وابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. (2) رواه النسائي 8 / 316 في الأشربة، باب ذكر الآثام المتولدة عن شرب الخمر، موقوفاً على ابن عمر رضي الله عنهما، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1862) قال حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/35) (4917) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عمر، فذكره. ليس فيه: عن أبيه. (*) أخرجه النسائي (8/316) قال: نا أبو بكر بن علي، قال: ثنا سريج بن يونس، قال: ثنا يحيى بن عبد الملك، عن العلاء وهو ابن المسيب، عن فضيل، عن مجاهد، وعن ابن عمر فذكره موقوفا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 3128 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 101 3129 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قيل له: هل سمعتَ رسولَ -صلى الله عليه وسلم- ذكر شأنَ الخَمرِ بشيء؟ قال: نعم، سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يشرب الخمر رجل من أُمَّتي فيَقْبلُ الله منه صلاة أربعين يوماً» . وفي رواية قال [عبد الله بن الديلمي] : «دخلتُ على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في حائط له بالطَّائفِ، يقال له: الوَهطُ، وهو مُخاصِر فَتى من قُريش، يُزَنُّ ذلك الفتى بشُرب الخمر، فقال سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من شرِب من الخمر شَرْبَة لم يقبل الله توبةَ أربعين صباحاً، فإن تابَ تابَ الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له توبة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان حقاً على الله أن يسقيَهُ من طينَةِ الخبَالِ يوم القيامةِ» . أخرجه النسائي. وله في أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن شَربَ الخمرَ، فجعلها في بَطْنِهِ، لم يقْبَلِ الله منه صلاة سبعاً، وإن ماتَ فيها مات كافراً، فإن أَذْهبَتْ [ص: 103] عَقلَهُ عن شيء من الفرائض - وفي رواية: عن القرآن - لم تُقبَل منه صلاة أربعين يوماً، فإن مات فيها مات كافراً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُزَنُّ) : أي يرمى به ويعاب به.   (1) 8 / 314 و 316 و 317 في الأشربة، باب الروايات المبينة عن صلوات شارب الخمر، وباب ذكر الآثام المتولدة عن شرب الخمر، وباب توبة شارب الخمر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/176) (6644) قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: ثنا إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري، «الدارمي» (2097) قال: ثنا محمد بن يوسف، و «ابن ماجة» (3377) قال: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: ثنا الوليد بن مسلم. و «النسائي» (8/317) قال: نا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: ثنا أبو إسحاق (ح) وني عمرو بن عثمان بن سعيد، عن بقية. أربعتهم - أبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن يوسف، والوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد - عن الأوزاعي، قال ثني ربيعة بن يزيد 2- وأخرجه أحمد (2/197) (6854) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا محمد بن مهاجر. و «النسائي» (8/314) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا عثمان بن حصن بن علاق، و «ابن خزيمة» (939) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن إياس، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن المهاجر. كلاهما - ربيعة بن يزيد، وعروة بن رويم - عن عبد الله بن الديلمي، فذكره. (*) رواية عروة بن رويم مختصرة على: «لا يشرب الخمر أحد من أمتي فيقبل الله منه صلاة أربعين صباحا» . (*) قال عروة بن رويم في حديثه: عن ابن الديلمي الذي كان يسكن بيت المقدس. ولم يسمه، وعن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «من شرب الخمر، فجعلها في بطنه، لم يقبل الله منه صلاة سبعا، إن مات فيها (وقال ابن آدم: فيهن) مات كافرا، فإن أذهبت عقله عن شيء من الفرائض (وقال ابن آدم: القرآن) ، لم تقبل له صلاة أربعين يوما، إن مات فيها (وقال ابن آدم: فيهن) مات كافرا» . أخرجه النسائي (8/316) قال: أخبرني محمد بن آدم بن سليمان، عن عبد الرحيم، عن يزيد (ح) وأنبأنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي رياد، عن مجاهد، فذكره. [الثانية]- وعن نافع بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من شرب الخمر، فسكر، لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن شربها فسكر لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن شربها فسكر لم تقبل صلاته أربعين ليلة والثالثة والرابعة، فإن شربها لن تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن تاب لم يتب الله عليه، وكان حقا على الله أن يسقيه من عين خبال، قيل وما عين خبال؟ قال: صديد أهل النار» . أخرجه أحمد (2/189 (6773) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن نافع بن عاصم، فذكره. - وعن شعيب، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله، أنه قال: «من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة، فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها. ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات، كان حقا على الله عز وجل أن يسقيه من طينة الخبال. قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: عصارة أهل جهنم.» . أخرجه أحمد (2/178) (6659) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو، يعني ابن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. (*) حديث شيخ، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعا، «من كذب علي كذبة» و «من شرب الخمر أتى عطشانا» . الحديث: 3129 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 3130 - (س) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: «اجْتَنِبُوا الخمرَ، فإنها أم الخبَائث، إنه كان رجل مِمَّن خلا قَبْلَكم يَتَعَبَّدُ، فَعَلِقَتْهُ امرأة أَغوَتْهُ، فأرسَلَتْ إليه جاريتها، فقالت له: إنها تَدْعوك للشهادة، فانْطَلَقَ مع جاريتها، فَطَفِقَ كلما دخلَ باباً أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتى أَفضى إلى امرأة وضِيئَة عندها غُلام وباطيَةُ خمْر، فقالت: والله ما دَعَوتُك للشهادة، ولكن دعوتكَ لِتَقَعَ عليَّ أَو تَشرَبَ من هذه الخمر كأساً، أو تَقْتُلَ هذا الغُلامَ. قال: فاسقِيني من هذه الخمر كأساً، فسَقتهُ كأساً فقال: زيدوني، فلم يَرِمْ حتى وقع عليها، وقتل الغلام (1) ، فاجتنبو الخمر فإنها والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ويُوشكُ أن يُخْرِجَ أحدُهما صاحبه» . أخرجه النسائي (2) . [ص: 104] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أغوته) : الإغواء: الإضلال، والغي ضد الرشاد. (وَضِيئة) : امرأة وضيئة، أي: جميلة حسنة. (فلم يَرِم) : لم يرم فلان عن موضعه، أي: لم يبرح.   (1) في النسائي المطبوع: النفس. (2) 8 / 315 في الأشربة، باب ذكر الآثام المتولدة عن شرب الخمر من ترك الصلوات، موقوفاً على عثمان رضي الله عنه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/315) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3130 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 3131 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لعن الله الخمرَ، وشاربَها، وساقيهَا، وبائعهَا، ومُبْتَاعها، وعاصِرَها، ومُعتَصِرهَا، وحامِلَها، والمحْمُولَةَ له» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3674) في الأشربة، باب العنب يعصر للخمر، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3380) في الأشربة، باب لعنت الخمر على عشرة أوجه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/25) ، (2/71) (5391) . و «أبوداود» (3674) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. و «ابن ماجة» (3380) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل. أربعتهم - أحمد، وعثمان، وعلي، ومحمد بن إسماعيل - عن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، وأبي طعمة مولاهم، فذكراه. (*) أخرجه أحمد (2/71) (5390) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو طعمة - قال ابن لهيعة: لا أعرف أيش اسمه - قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المربد، فخرجت معه، فكنت عن يمينه، وأقبل أبو بكر، فتأخرت له، فكان عن يمينه، وكنت عن يساره، ثم أقبل عمر، فتنحيت له، فكان عن يساره، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المربد، فإذا بأزقاق على المربد فيها خمر، قال ابن عمر: فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدية. قال: وما عرفت المدية إلا يومئذ فأمر بالزقاق، فشقت، ثم قال: لعنت الخمر ... فذكره. ليس فيه- عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي. (*) في رواية عثمان بن أبي شيبة: - عن أبي علقمة، وعبد الرحمن بن عبد الله الغافقي - قال المزي: هكذا قال أبو علي اللؤلؤي وحده، عن أبي داود: «أبو علقمة» . وقال أبو الحسن بن العبد، وغير واحد، عن أبي داود: «أبو طعمة» وهو الصواب. وكذلك رواه أحمد بن حنبل، وغيره، عن وكيع، «تحفة الأشراف» (7296) . وعن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لعن الله الخمر، ولعن شاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها.» أخرجه أحمد (2/97) (5716) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا فليح، عن سعيد بن عبد الرحمن بن وائل الأنصاري، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3131 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 3132 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لعن رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الخمر عشرةَ: عاصرِها ومعْتصرها، وشاربَها، وساقِيها، وحاملَها، والمحمولة إليه، وبائِعها، ومُبتاعها، وواهبها، وآكلَ ثمنها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1295) في البيوع، باب النهي عن أن يتخذ الخمر خلاً، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3381) في الأشربة، باب لعنت الخمر على عشرة أوجه، وهو حديث حسن، وهو بمعنى الذي قبله، وفي الباب عن ابن عباس، وابن مسعود. ولفظه في نسخ الترمذي المطبوعة: عاصرها، ومعتصرها وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (3381) قال: ثنا محمد بن سعيد زيد بن إبراهيم التستري. و «الترمذي» (1295) قال: ثنا عبد الله بن منير كلاهما - التستري، ابن منير - عن أبي عاصم الضحاك بن مخالد عن شبيب بن بشر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. الحديث: 3132 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 3133 - (س) أبو موسى - رضي الله عنه - كان يقول: «ما أُبالي، شَرِبتُ الخمر، أو عبَدْتُ هذه السَّاريةَ [من] دُونِ الله» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 314 في الأشربة، باب ذكر الروايات المغلظة في شرب الخمر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/314) قال: ثنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل، عن وائل بن بكر، عن أبي بردة بن أبي موسى، فذكره موقوفا. الحديث: 3133 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 3134 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله [ص: 105] صلى الله عليه وسلم-: «من سَقَى الخمرَ صغيراً لا يَعْرِفُ حلالَه من حرامِه كان حقاً على الله أن يَسقيَ ساقِيَهُ من طينَةِ الخبَال» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد تقدم نحوه في آخر الحديث رقم (3127) ، وهو عند أبي داود رقم (3680) في الأشربة، باب النهي عن المسكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هو جزء من حديث أخرجه أبو داود (3680) قال: ثنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني، قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول: عن طاوس عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 3134 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 الفصل الثالث: في الخمر وتحريمها، ومن أي شيء هي؟ 3135 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «حُرِّمت الخمرُ بعينِها، قليلُها، وكثيرُها، والسُّكرُ من كُلِّ شراب» . وفي رواية بإسقاط «قليلها وكثيرها» . وقال: «وما أسكر من كل شراب» . وفي أخرى: «والمُسْكِرُ من كل شراب» . وفي أخرى لم يذكر «بعينها» أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 320 و 321 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه النسائي (8/320) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي،قال: أنبأنا القواريري، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: سمعت ابن شبرمة يذكره. 2- وأخرجه النسائي (8/321) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم قال: حدثنا محمد (ح) وأنبأنا الحسين بن منصور،قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مسعر..وفي (8/321) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا شريك، عن عباس بن ذريح. كلاهما - مسعر، وابن ذريح - عن أبي عون كلاهما - ابن شبرمة، وأبو عون - عن عبد الله بن شداد بن الهاد، فذكره (*) أخرجه النسائي (8/321) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا هشيم، عن ابن شبرمة، قال: حدثني الثقة، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس. (*) قال النسائي: ابن شبرمة لم يسمعه من عبد الله بن شداد. وقال عقب حديث عباس بن ذرح: وهذا أولى بالصواب من حديث ابن شبرمة. وهشيم بن بشير كان يدلس. وليس في حديثه ذكر السماع من ابن شبرمة. ورواية أبي عون أشبه بما رواه الثقات عن ابن عباس. - عن مالك بن سعد التجيبي، أنه سمع ابن عباس، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «أتاني جبريل، فقال: يا محمد، إن الله - عز وجل - لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها ومبتاعها وساقيها، ومستقيها» . أخرجه أحمد (1/316) (2899) . و «عبد بن حميد» (686) كلاهما عن أبي عبد الرحمان عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا حيوة بن شريح، عن مالك بن خير الزيادي، أن مالك بن سعد التجيبي حدثه، فذكره. - عن أبي الجويرية، قال: سألت ابن عباس عن الباذق. فقال: سبق محمد -صلى الله عليه وسلم- الباذق. فما أسكر فهو حرام قال: الشراب الحلال الطيب، قال: ليس بعد الحلال الطيب إلا الحرام الخبيث» . الحديث: 3135 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 3136 - (خ م د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: إن عمر قال على منبر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أما بعدُ أيُّها الناسُ، فإنه نزل تحريمُ الخمرُ، وهي من خمسة: من العِنب، والتمرِ والعَسَلِ، والحِنْطة، والشَّعير، والخمُر: ما خَامرَ العقلَ، ثلاث وَددتُ أَن رسول الله كان عَهِدَ إلينا فيهنَّ عهداً يُنْتَهَى إليه: الجَدُّ، والكلالة، وأبواب من أبوابِ الرِّبا» . [ص: 106] أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود. وزاد البخاري في رواية. فقال: «قلتُ: يا أبا عمرو، فشيء يُصْنعُ بالسِّنْدِ من الرُّزِّ؟ قال: ذلك لم يكن على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أو قال: على عهد عمر» . وأخرجه الترمذي بمثل حديث قبله، فقال: عن ابن عمر عن عمر نحوه، والحديث هو حديث النعمان بن بشير، وسيأتي ذكره. وأخرجه النسائي، قال: «سمعتُ عمرَ يخطب على مِنبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: أيُّها النّاس، ألا إنه نزل تحريم الخمر يوم نَزل، وهي من خمسة: من العنبِ، والتَّمر، والعسل، والحِنطة، والشَّعير، والخمر، ما خامر العقل» . وفي أخرى له، عن ابن عمر قال: «الخمر من خمسة: من التمر، والحنطة، والشعير، والعسل، والعنب» . فجعله من قول ابن عمر. وفي أخرى عنه، قال: سمعت عمر بن الخطاب على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أما بعد ... » وذكر نحوه.. وأبو عمرو المذكور في زيادة البخاري: هو [عامر] الشَّعبيُّ (1) . [ص: 107] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكلالة) : من الوارثين: من ليس له أب ولا ابن، وفيها أقوال قد ذكرت في تفسير سورة النساء من حرف التاء.   (1) رواه البخاري 10 / 30 في الأشربة، باب الخمر من العنب وغيره، وباب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب، وفي تفسير سورة المائدة، باب قوله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} ، ومسلم رقم (3032) في التفسير، باب في نزول تحريم الخمر، وأبو داود رقم (3669) في الأشربة، باب في تحريم الخمر، والترمذي رقم (1874) و (1875) في الأشربة، باب ما جاء في الحبوب التي يتخذ منها الخمر، والنسائي 8 / 295 في الأشربة، باب ذكر أنواع الأشياء التي كانت منها الخمر حين نزل تحريمها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/67) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عيسى وابن إدريس، عن أبي حيان. وفي (7/136) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن أبي حيان. وفي (7/137) قال: حدثنا أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثنا حدثنا يحيى، عن أبي حيان التيمي. وفي (9/129) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عيسى وابن إدريس وابن أبي غنية، عن أبي حيان. و «مسلم» (8/245) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر، على أبي حيان. (ح) وحدثنا أبو كريب. وقال: أخبرنا ابن إدريس، قال: حدثنا أبو حيان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى ين يونس كلاهما -إسماعيل، وعيسى - عن أبي حيان. و «أبو داود» (3669) قال: حدثنا أحمد بن حنيل، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو حيان. و «النسائي» (8/295) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا أبو حيان. (ح) وأخبرنا محمد بن العلاء، قال: أنبأنا بن إدريس، عن زكريا وأبي حيان. كلاهما - أبوحيان، وزكريا - عن عامر الشعبي، عن ابن عمر، فذكره. (*) أخرجه البخاري (7/138) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال ثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 88ب) قال: نا إسحاق بن منصور، قال ثنا عبد الرحمن، قال ثنا اشعبة (ح) ونا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. (ح) ونا حاجب بن سليمان، عن وكيع، عن محمد بن قبيل. كلاهما - ابن أبي السفر، ومحمد بن قيس - عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر قال: الخمر يصنع من خمسة: من الزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والعسل. (*) أخرجه الترمذي (1874) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا عبد الله بن إدريس عن أبي حيان التيمي، عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر الخطاب، إن من الحنطة خمرا. الحديث: 3136 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 3137 - (د ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن من العِنب خمراً، وإن من التمر خمراً، وإن من العسَل خمراً، وإن من البُرِّ خمراً، وإن منْ الشَّعِير خمراً» . وفي رواية: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الخمر من العَصير، والزَّبيب، والتمر والحنطة، والشعير والذُّرةِ، وإني أنهاكم عن كلِّ مُسكر» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي «إن من الحِنطةِ خمراً، ومن الشعير خمراً، ومن التمر خمراً، ومن الزبيب خمراً، ومن العسل خمراً» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3676) في الأشربة، باب الخمر مما هو، والترمذي رقم (1873) في الأشربة، باب ما جاء في الحبوب التي يتخذ منها الخمر، وفي سنده إبراهيم بن المهاجر البجلي الكوفي، وهو صدوق فيه لين، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي الباب عن أبي هريرة. أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وقد روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر رضي الله عنه كما تقدم أنه قال: نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة أشياء: العنب، والتمر، والحنطة، والشعير، والعسل، والخمر ما خامر العقل، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": في حديث النعمان تصريح من النبي صلى الله عليه وسلم بما قاله عمر رضي الله عنه وأخبر عنه من كون الخمر في هذه الأشياء، وليس معناه أن الخمر لا يكون إلا من هذه الخمسة بأعيانها، وإنما جرى ذكرها خصوصاً، ولكونها معهودة في ذلك الزمان، فكل ما كان في معناها من ذرة وسلت ولب ثمرة وعصارة شجرة فحكمه حكمها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/267) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر. وفي (4/273) قال:حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن خالد بن كثير الهمداني، أنه حدثه أن السري بن إسماعيل الكوفي حدثه. و «أبو داود» (3676) قال: حدثنا الحسن ابن علي قال:حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل،عن إبراهيم بن مهاجر. وفي (3677) قال: حدثنا مالك بن عبد الواحد، قال: حدثنا معتمر، قال: حدثنا قرأت على الفضيل، عن أبي حريز. و «ابن ماجة» (3379) قال:حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، أن خالد بن كثير الهمداني حدثه، أن السري بن إسماعيل حدثه. و «الترمذي» (1872) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف،قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا إبراهيم بن مهاجر. وفي (1873) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل عن إبراهيم بن المهاجر و «النسائي» في الكبرى (الورقة 88-ب) قال: أخبرني أحمد بن سعيد، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله، قال: أخبرنا عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم. ثلاثتهم - إبراهيم بن مهاجر، والسري بن إسماعيل، وأبو حريز - عن عامر الشعبي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. الحديث: 3137 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 107 3138 - (م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الخمر من هاتين الشَّجرتين: النخلَةِ، والعِنبة» . وفي رواية «الكَرْمة والنخلة» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. وفي رواية للنسائي: قال سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الخمر من - وفي رواية: في - هاتين الشجرتين النخلة، والعنبة» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1985) في الأشربة، باب بيان أن جميع ما ينبذ مما يتخذ من النخل والعنب، والترمذي رقم (1876) في الأشربة، باب ما جاء في الحبوب التي يتخذ منها الخمر، وأبو داود رقم (3678) في الأشربة، باب الخمر مما هو، والنسائي 8 / 294 في الأشربة، باب تأويل قول الله تعالى: {ومن ثمرات النخيل} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير. وفي (2/408) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان العطار. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي (2/409) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/ 474) قال: حدثنا يحيي، عن الأوزاعي. وفي (2/496) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/517) قال: حدثنا الضحاك. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/518) قال: حدثنا الضحاك. قال: أخبرنا هشام بن أبي عبد الله. قال: حدثنا يحيى. وفي (2/526) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا عكرمة، و «الدارمي» (2102) قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. و «مسلم» (6/89) قال حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرنا الحجاج بن أبي عثمان. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأوزاعي (ح) وحدثنا زهير بن حرب وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع، عن الأوزاعي وعكرمة بن عمار وعقبة بن التوأم. و «أبو داود» (3678) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبان. قال: حدثني يحيى و «ابن ماجة» (3378) قال: حدثنا يزيد بن عبد الله اليمامي. قال:حدثنا عكرمة بن عمار. و «الترمذي» (1875) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا الأوزاعي وعكرمة بن عمار. و «النسائي» (8/294) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن الأوزاعي ح وأنبأنا حميد بن مسعدة، عن سفيان بن حبيب، عن الأوزاعي. (ح) وأخبرنا زياد ابن أيوب قال:حدثنا ابن علية. قال: حدثنا الحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير. أربعتهم - يحيى بن أبي كثير، والأوزاعي، وعكرمة بن عمار، وعقبة بن التوأم - عن أبي كثير. فذكره. الحديث: 3138 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 3139 - (خ) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «نزل تحريمُ الخمر وإن بالمدينة يومئذ لخمسةَ أشربة، ما فيها شرابُ العِنب» . أخرجه البخاري وفي أخرى له قال «حرِّمت الخمر وما بالمدينة منها شيء» (1) .   (1) 10 / 30 في الأشربة، باب الخمر من العنب، وفي تفسير سورة المائدة، باب قوله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/67) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن بشر، قال ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، قال ثني نافع، فذكره. الحديث: 3139 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 3140 - (خ م ط د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنتُ ساقيَ القوم في منزل أبي طلحة، فكان خمرُهم يومئذ الفضيخَ، فأمر رسولُ الله مُنادياً ينادي: ألا إن الخمر قد حرِّمت، قال: فَجَرت في كلِّ سكك المدينة. فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها، فخرجت [ص: 109] فأهرقتها، فجرَت في سكك المدينة، فقال بعض القوم: قد قُتِلَ قوم وهي في بطونهم، فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ على الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيما طَعِموا} [المائدة: 93] . وفي رواية قال: «كنت أنا أسقي أبا عُبيدة بن الجرّاح، وأبا طلحة، وأُبيَّ بن كعب شراباً من فضيخِ زهْو، وتمر، فأتاهم آت، فقال: إن الخمر قد حرِّمت، فقال أبو طلحة: يا أنسُ قمْ إلى هذه الجرَّة فاكسرها، فقمتُ إلى مهراس لنا، فضربتُها بأسلفه حتى تكسرت» . وفي أخرى، قال: سألوا أنس بن مالك عن الفضيخ، فقال: ما كانت لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تُسمُّونه الفضيخ، إني لقائم أسقيها أبا طلحة وأبا أيوب ورجالاً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتنا، إذ جاء رجل، فقال: هل بلغكم الخبرُ؟ قالوا: لا، قال فإن الخمر قد حُرِّمت، فقال أبو طلحة يا أنسُ، أرِق هذه القِلال، قال: فما راجَعوها ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل» . وفي أخرى قال: «كنت أسقي عُمومَتي من فَضِيخ لهم وأنا أصغَرُهم سِناً، فجاء رجل، فقال: إنما حُرِّمت الخمر، فقالوا: أكفئها يا أنس، فكفَأتُها، قال: قلتُ لأَنس: ما هو؟ قال: بُسر ورطَب» . وفي أخرى قال: «إني لأسقي أبا طلحة، وأبا دُجانةَ، وسُهَيْلَ بنَ بيضاء، من مزادة فيها خَليطُ بُسر وتمر، فدخل داخل فقال: حدَثَ خَبر، نزل تحريم الخمر، فأكفأناها يومئذ» . أخرجه البخاري ومسلم وللبخاري قال: «حرِّمَت [ص: 110] الخمرُ حين حُرِّمتْ، وما نَجِدُ خمرَ الأعنابِ إلا قليلاً، وعامَّةُ خمرنا البُسْرُ والتَّمرُ» . وله في أخرى، قال: «إن الخمر حُرِّمت، والخمر يومئذ البُسر والتمر» . ولمسلم قال: «لقد أنزلَ الله هذه الآية التي حُرِّمَ فيها الخمر، وما بالمدينة شراب إلا من تمر» وأخرج الموطأ الرواية الثانية. وفي رواية أبي داود، قال: «كنت ساقي القوم حين حُرِّمت الخمر في منزل أبي طلحة، وما شرابُنا يومئذ إلا الفضيخ، فدخل علينا رجل، فقال: إن الخمر قد حُرِّمت، ونادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: هذا مُنادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية النسائي، قال: «كنت أَسقي أبا طلحة، وأُبي بن كعب، وأبا دُجانة، في رَهط من الأنصار، فدخل علينا رجل، قال: حدث خبر، نزل تحريم الخمر، فكفأناها، وما هي يومئذ إلا الفضيخُ: خليطُ البُسْرِ والتمر - وقال أنس: لقد حُرِّمت الخمر، وإن عامَّةَ خُمورهم يومئذ الفضيخُ» . وله في أخرى قال: «بينا أنا قائم على الحيِّ، وأنا أصْغرُهم سِناً، على عمُومَتي، إذ جاء رجل، فقال: إنها قد حُرِّمت الخمرُ، وأنا قائم عليهم أسقيهم من فضيخ لهم، فقال: أكفئْها، فكأتُها، فقلت لأنس: ما هو؟ قال: البُسر [ص: 111] والتمر» . قال أبو بكر بن أَنس: كانت خمْرَهم يومئذ. فلم يُنكِر أنس. وأخرج أيضاً الثانية من أفراد البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفضيخ) : شراب يتخذ من بسر مفضوخ، أي مشدوخ. (زَهْو) : الزهو: الرطب: إذا اصفر أو احمر. (مِهْراس) : المهراس: الحجر الذي يُشال ليعرف به شدة الرجال.. سمي مهراساً، لأنه يُهرس به، أي يدق به، والذي أراده في الحديث: حجر كان لهم يدقون به ما يحتاجون إليه، والمهراس في غير هذا الموضع: صخرة منقورة يكون فيها الماء لاتقله الرجال، يسع كثيراً من الماء. (أكفئها) : كفأت الإناء: إذا كببته على رأسه، وكذلك أكفأته لغة فيه. (مِزَادة) : المزادة: الرَّاوية.   (1) رواه البخاري 10 / 30 و 31 و 32 في الأشربة، باب نزل تحريم الخمر، وباب من رأى أن لا يخلط البسر تمراً، وباب خدمة الصغار والكبار، وفي المظالم، باب صب الخمر في الطريق، وفي تفسير سورة المائدة، باب قوله تعالى: {إنما الخمر والميسر} ، وباب {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} ، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، ومسلم رقم (1980) في الأشربة، باب تحريم الخمر، والموطأ 2 / 846 و 847 في الأشربة، باب جامع تحريم الخمر، وأبو داود رقم (3673) في الأشربة، باب في تحريم الخمر، والنسائي 8 / 287 و 288 في الأشربة، باب ذكر الشراب الذي أهريق بتحريم الخمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ومن ألفاظه: «قد اجتمع إليه بعض أصحابه، فجاء رجل فقال: ألا إن الخمر قد حرمت. قال: فقال لي أبو طلحة: اخرج فانظر، قال: فخرجت فنظرت فسمعت مناديا ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت قال: فأخبرته، قال: فاذهب فاهرقها، قال: فجئت فأهرقتها. قال: فقال بعضهم: قد قتل سهيل بن البيضاء وهي في بطنه. قال: فأنزل الله عز وجل: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ... } إلى آخر الآية. قال: وكان خمرهم يومئذ الفضيخ، البسر، والتمر» . أخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس. و «البخاري» (3/173) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا عفان. وفي (6/67) قال: حدثنا أبو النعمان (مختصرا) وقال البخاري: وزادني محمد (البيكندي) عن أبي النعمان. و «مسلم» (6/87) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود. و «أبو داود» (3673) قال: حدثنا سليمان بن حرب. خمستهم - يونس، وعفان، وأبو النعمان، وأبو الربيع، وسليمان قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره. - وعن ثابت، قال أنس: «ما كان لأهل المدينة شراب، حيث حرمت الخمر، أعجب إليهم من التمر والبسر، فإني لأسقي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم عند أبي طلحة، مر رجل فقال: إن الخمر قد حرمت. فما قالوا: متى، أو حتى ننظر. قالوا: يا أنس أهرقها، ثم قالوا: عند أم سليم حتى أبردوا واغتسلوا ثم طيبتهم أم سليم، ثم راحوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا الخبر كما قال الرجل. قال أنس: فما طعموها بعد.» . أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1241) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، فذكره. وعن عبد العزيز بن صهيب، قال: سألوا أنس بن مالك عن الفضيخ، فقال: «ما كانت لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، إني لقائم أسقيها أبا طلحة وأبو أيوب ورجالا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتنا، إذ جاء رجل فقال: هل بلغكم الخبر؟ قلنا: لا قال: فإن الخمر قد حرمت. فقال: ياأنس، أرق هذه القلال قال: فما راجعوها، ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل» . الفضيخ: شراب يتخد من البُسر المشدوخ. أخرجه البخاري (6/67) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. و «مسلم» (6/87) قال: حدثنا ابن أيوب. كلاهما - يعقوب، ويحيى - قالا: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا عبد العزيز، فذكره. - وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أنه قال: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبا طلحة وأبي بن كعب. شرابا من فضيخ وتمر، فأتاهم آت فقال: إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة: ياأنس، قم إلى هذه الجرة فاكسرها، فقمت إلى مهراس لنا، فضربتها بأسفله حتى تكسرت.» . أخرجه مالك في الموطأ (صفحة 528) ، والبخاري (7/136) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، وفي (9/108) قال: حدثني يحيى بن قزعة. و «مسلم» (6/88) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. ثلاثتهم - إسماعيل، ويحيى، وابن وهب - عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله، فذكره. وعن سليمان التيمي، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: «إني لقائم على الحي أسقيهم من فضيخ لهم، إذا جاء رجل فقال: إنما حرِّمت الخمر، فقالوا أكفئها ياأنس، فأكفأتها» فقلت: لأنس: ما هي؟ قال: بسر ورطب. 1- وأخرجه الحميدي (1210) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/183) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. 3- وأخرجه أحمد (3/189) ، ومسلم (6/87) قال: حدثنا يحيى بن أيوب. كلاهما (أحمد، ويحيى) قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 4- وأخرجه البخاري (7 /136 و144) قال: حدثنا مسدد. و «مسلم» (6/88) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى. كلاهما - مسدد، ومحمد - قالا: حدثنا معتمر بن سليمان. 5- وأخرجه النسائي (8/287) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. خمستهم - سفيان، ويحيى، وإسماعيل، ومعتمر، وابن المبارك - عن سليمان التيمي، فذكره. وعن قتادة، عن أنس، قال: «إني لأسقي أبا طلحة، وأبا دجانة، وسهيل بن البيضاء خليط بسر وتمر، إذ حرمت الخمر، فقذفتها، وأنا ساقيهم، وأصغرهم، وإنا نعدها يومئذ الخمر.» . 1- أخرجه البخاري (7/140) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، و «مسلم» (6/88) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: أخبرنا معاذ بن هشام، كلاهما - مسلم بن إبراهيم ومعاذ - قالا: حدثنا هشام الدستوائي. 2- وأخرجه مسلم (6/88) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا بن علية، و «النسائي» (8/287) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - ابن علية، وابن المبارك - عن سعيد بن أبي عروبة. كلاهما عن هشام، وسعيد - عن قتادة، فذكره وعن قتادة، أنه سمع أنس بن مالك يقول: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يخلط التمر والزهو، ثم يشرب وإن ذلك كان عامة خمورهم يوم حرمت الخمر» . الزهو: البسر. أخرجه مسلم (6/88) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن قتادة حدثه، فذكره. - وعن حميد، عن أنس، قال: «كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح، وأبي بن كعب، وسهيل بن بيضاء، ونفرا من أصحابه عند أبي طلحة وأنا أسقيهم حتى كاد الشراب أن يأخذ فيهم، فأتى آت من المسلمين، فقال: أوما شعرتم أن الخمر قد حرمت؟ فما قالوا حتى ننظر ونسأل، فقالوا: ياأنس، أكفئ ما بقي في إنائك. قال: فوالله ما عادوا فيها وما هي إلا التمر والبسر، وهي خمرهم يومئذ. 1- أخرجه أحمد (3/181) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا حميد، فذكره. 2- وأخرجه النسائي (8/288) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك عن حميد، فذكره، ورواية النسائي مختصرة على: «حرمت الخمر حين حرمت وإنه لشرابهم البسر والتمر» . - وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم، أنه سمع أنس بن مالك يقول: «لقد أنزل الله الآية التي حرم الله فيها الخمر، وما بالمدينة شراب يشرب إلا من تمر» . أخرجه مسلم (6/89) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني أبي، فذكره وعن ثابت البناني، عن أنس، قال: «حرمت علينا الخمر حين حرمت، وما نجد، يعني بالمدينة خمر الأعناب إلا قليلا وعامة خمرنا البسر والتمر» . أخرجه البخاري (7/136) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع، عن يونس، عن ثابت، فذكره. - وعن بكر بن عبد الله، أن أنس بن مالك حدثهم، «أن الخمر حرمت والخمر يومئذ البسر والتمر» . أخرجه البخاري (7/137) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا يوسف أبو معشر البراء، قال سمعت سعيد بن عبيد الله، قال: حدثني بكر بن عبد الله، فذكره. الحديث: 3140 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 3141 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الزَّبيبُ والتمر: هو الخمرُ» . وفي رواية موقوفاً. وقال: «البُسر والتمر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 288 في الأشربة، باب استحقاق الخمر لشراب البسر والتمر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/288) قال: نا القاسم بن زكريا، قال: نا عبيد الله، عن شيبان، عن الأعمش، عن محارب بن دينار، فذكره. الحديث: 3141 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 3142 - (ط) نافع - مولى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - «أن رجالاً من أهلِ العراق سألوا ابن عمر، فقالوا: إنا نبتاعُ من ثمرِ النّخْلِ والعِنَبِ فَنَعْصِرُه خمراً، فنبيعُها؟ فقال لهم: إني أُشْهِدُ الله عليكم وملائكته ومن سمع من الجنِّ والإنس: أنِّي لآمركم أن لا تبيعوها (1) ، ولا تَبتَاعوها، ولا تعْصِروها، ولا تشرَبوها، ولا تَسْقُوها، فإنها رجس من عَملِ الشيطان (2) . قال، ولقد بلغَ عمرَ أن سمرَةَ بنَ جُندَب باع خمراً، فقال: قاتَلَ الله سمرة، أما عَلِمَ أن الذي حَرَّمَ شُربَها حرَّمَ بَيْعَها؟» . أخرجه الموطأ (3) . [ص: 113] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رِجْس) : الرجس: اسم لكل ما يستقذر من عمل، وقيل: هو العمل الذي يؤدي إلى العذاب. (قاتل الله فلاناً) : أي: قتله: وقيل: لعنه، وقيل: عاداه، وسبيل فاعل: أن يكون بين اثنين، وقد جاء من واحد، مثل: طارقت النعل، وسافرت، وقد يجيء: «قاتله الله» في معنى التعجب منه، كما يقال: لله دره، وتربت يداك، ولا يراد به الذم والدعاء عليه.   (1) لفظه في الموطأ المطبوع: إني لا آمركم أن تبيعوها. (2) أخرجه مالك في الموطأ 2 / 847 و 848 في الأشربة، باب جامع تحريم الخمر، وإسناده صحيح. (3) لعله في بعض نسخ الموطأ، ولم أره في النسخ التي بين أيدينا، وقد رواه أحمد في " المسند " رقم (170) في مسند عمر رضي الله عنهما عن ابن عباس: ذكر لعمر رضي الله عنه أن سمرة - وقال مرة: بلغ عمر أن سمرة - باع خمراً، قال: قاتل الله سمرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً مسلم في " صحيحه " رقم (1582) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام: عن ابن عباس قال: بلغ عمر أن سمرة باع خمراً، فقال: قاتل الله سمرة، ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (1646) قال: عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. والشطر الثاني لم أجده عند مالك وهو عن مسلم (1582) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق عن إبراهيم - واللفظ لابن أبي بكر - قالوا: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 3142 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 3143 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله تعالى يُعرضُ بالخمر، ولعلَّ الله سُينزِلُ فيها أمراً، فمن كان عنده منها شيء فَلْيَبِعهُ وَليَنتَفِعْ به. قال: فما لَبِثْنا إلا يسيراً، حتى قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله حرَّمَ الخمرَ، فمن أدْرَكتُه هذه الآيةُ وعنده منها شيء فلا يَشربهْا ولا يَبِعْها ولا ينتفع بها قال: فاستقبل الناسُ بما كان عندهم منها طُرقَ المدينة فسَفكوها» . أخرجه مسلم. وفي رواية ذكرها رزين، قال: «لما نزلت {يَسألُونَكَ عَنِ الْخَمرِ والمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إثمٌ كَبيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وإثمهما أكبر من نفعهما} [البقرة: 219] قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يا أيها الناس، إن الله يُعَرِّض بالخمر، ولعلَّ الله سُينزل فيها أمراً فمن كان عنده شيء فليَبِعْهُ وَليَنتَفع به» (1) . [ص: 114] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فسفكوها) : السفك: الإراقة.   (1) أخرجه مسلم رقم (1578) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (5/39) قال: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى أبو همام، قال ثنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 3143 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 3144 - (خ م د) الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -: أن علياً قال: «كانت لي شارف من نصِيبي من المغْنم يوم بدر، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أعْطاني شارِفاً من الخمُس يومئذ فلما أردتُ [أن] أبتني بفاطمةَ بنتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، واعَدتُ رجلاً صوَّاغاً من بني قيْنُقاع يَرْتَحِلُ معي، فنأْتي بإذخر أردتُ [أن] أبيعه من الصَّوَّاغين، فأستعينَ به في وليمةِ عُرسي، فبينما أنا أجمع لشارفيَّ متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارِفاي مُناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، أقبلتُ حين جمعتُ ما جمعتُ، فإذا شارِفايَ قد جبَّتْ أسنمتُهما، وبُقرتْ خواصِرهما، وأُخذ من أكبادهما، فلم أملكَ عينيَّ حين رأيتُ ذلك المنظرَ [منهما] ، فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة، وهو في هذا البيت في شَرب من الأنصار، غَنّتهُ قَيْنةٌ وأصحابه، فقالت في غِنائها: «ألا يا حَمزُ للشُّرُفِ النِّواءُ» . فوثب حمزةُ إلى السيف فاجتَبَّ أسْنِمتَهما وبقر خواصِرَهما وأخذ من أكبادهما. قال علي: فانطلقت حتى أدخل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وعنده زيدُ بن حارثة، قال: فعرَفَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في وجهي الذي لَقيتُ، فقال: مالك؟ قلت: يا رسول الله، ما رأيتُ كاليوم [قَطُّ] ، عدا حمزةُ على ناقتيَّ فاجتَبَّ أسنِمَتَهما، [ص: 115] وبقر خواصِرهما، وها هو ذا في بيت معه شرْب، قال: فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بردائه فارتدَى، ثم انطلق يمشي، واتَّبَعْتُهُ، أنا وزيدُ بن حارثة، حتى جاء البيتَ الذي فيه حمزة، فاستأذن، فأُذن له، فإذا همْ شَرب، فطفق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلُومُ حمزةَ فيما فعل، فإذا حمزةُ ثمل محمرَّة عيناه، فنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فصعَّدَ النظر إلى ركبَتَيه ثم صعَّدَ النظر إلى سرته، ثم صعَّد النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد لأبي؟ فعرف رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أنه ثمِل، فنكص رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على عَقِبَيهِ القَهقَرى، وخرج، وخرجنا معه» . وفي رواية «وذلك قبل تحريم الخمر» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شارف) : الشارف: الناقة- المسنة الكبيرة. (ابتني) : الابتناء بالعروس: الدخول بها. قال الجوهري: لا يقال: بنيت بها، وإنما يقال: بنيت عليها، لأن أصله: أنهم كانوا إذا أرادوا أن [ص: 116] يدخلوا بالعروس بنوا عليها خباءاً، فسمي الدخول ابتناءاً مجازاً، والذي منع منه الجوهري قد جاء كثيراً في الاستعمال على طريق المجاز، وهو أيضاً عاد فاستعمله في كتابه. (صَوَّاغاً) : الصوَّاغ: الصائغ. (جُبَّت) : الجَب: القطع. (بَقَرت) : البَقْر: شق البطن. (شَرْب) : الشرب - بفتح الشين وسكون الراء - الجماعة يشربون الخمر. (قَيْنة) : القينة: المغنية. (النِّواء) : السِّمان: جمع: ناوية: والشرف جمع شارف، وهي الناقة المسنة، وقال الخطابي: الشرف: بضم الشين والراء، والأول أكثر. (ثَمِل) : ثمل الشارب: إذا أخدت منه الخمر فتغير. (فَنَكَص) : نكص على عقبيه: إذا رجع إلى ورائه ماشياً. (القهقرى) : مِشية إلى وراء، وهي صفة لمحذوف، أي: رجع الرجوع القهقرى.   (1) رواه البخاري 6 / 135 - 138 في الجهاد، باب فرض الخمس، وفي البيوع، باب ما قيل في الصواغ، وفي الشرب، باب بيع الحطب والكلأ، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي اللباس، باب الأردية، ومسلم (1979) في الأشربة، باب تحريم الخمر، وأبو داود رقم (2986) في الخراج، باب بيان مواضع قسم الخمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/142) (1200) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا ابن جريج. و «البخاري» (3/78 و4/95 و5/105 و7/184) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي (3/149) قال: حدثنا: إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم. وفي (5/105) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة، قال: حدثنا يونس، ومسلم (6/85) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرني عبد الرزاق، قال: أخبرني بن جريج. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق، قال: أخبرنا سعبد بن كثير بن عفير أبو عثمان المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثنا يونس بن يزيد. وفي (6/87) قال: وحدثنيه محمد بن عبد الله بن قهزاذ، قال: حدثني عبد الله بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس. وأبو داود (2986) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة بن خالد، قال: حدثنا يونس. كلاهما - ابن جريج، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه حسين ابن علي، فذكره. الحديث: 3144 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 3145 - (س) مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: «كان لسعد رضي الله عنه كرُوم وأعناب كثيرة، وكان له فيها أمين، فحملتْ عِنباً كثيراً، فكتب إليه: إني أخاف على الأعناب الضَّيْعَةَ، فإن رأيتَ أن [ص: 117] أعْصِرَهُ عَصَرتُه، فكتب إليه سعد: إذا جاءك كتابي هذا فاعتزل ضَيْعَتي، فوالله، لا ائتمِنُكَ على شيء بعده أبداً فعزله عن ضَيْعَتِهِ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الضيعة) : الضياع والتلف.   (1) 8 / 328 في الأشربة، باب الكراهية في بيع العصير، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/328) قال: نا سعيد، قال: نا عبد الله بن سفيان بن دينار، عن مصعب بن سعد، فذكره. الحديث: 3145 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 3146 - (س) عبد الله بن محيريز عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يشربُ ناس من أُمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغير اسمها» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 312 و 315 في الأشربة، باب منزلة الخمر، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3688) و (3689) في الأشربة، باب في الداذي، وابن ماجة رقم (4020) في الفتن، باب العقوبات بأتم منه، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/237) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) ومحمد بن جعفر. والنسائي (8/312) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، وهو ابن الحارث. ثلاثتهم - عبد الرحمن، ومحمد بن جعفر، وخالد بن الحارث 0 عن شعبة، قال: سمعت أبا بكر بن حفص. يقول: سمعت ابن محيريز يحدث، فذكره. (*) ورواه بلال بن يحيى العبسي، عن أبي بكر بن حفص، عن بن محيريز، عن ثابت بن السمط، عبادة بن الصامت وله متابعة، عن عبد الله بن الصامت أخرجها أحمد (5/318) قال: ثنا أبو أحمد الزبيري. و «ابن ماجة» (3385) قال: ثنا الحسين بن أبي السري، قال: ثنا عبيد الله (بن موسى) . كلاهما - أبو أحمد، وعبيد الله - قالا: ثنا سعد بن أوس العبسي- الكاتب- عن بلال بن يحيى العبسي، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن ثابت بن المسمط، فذكره. الحديث: 3146 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 117 3147 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «اشربوا ولا تَسكَروا» . أخرجه النسائي، وقال، وهذا غير ثابت (1) .   (1) 8 / 320 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر، من حديث أبي عوانة عن سماك عن قرصافة امرأة منهم عن عائشة، قال النسائي: هذا غير ثابت، قرصافة هذه لا ندري من هي، والمشهور عن عائشة خلاف ما روت عنها قرصافة، ورواه أيضاً النسائي 8 / 319 من حديث أبي الأحوص عن سماك عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بردة بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشربوا في الظروف ولا تسكروا، وقال النسائي: وهذا حديث منكر غلط فيه أبو الأحوص، سلام بن سليم لا نعلم أحداً تابعه عليه من أصحاب سماك بن حرب، وسماك ليس بالقوي، وكان يقبل التلقين، قال أحمد بن حنبل: كان أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث، خالفه شريك في إسناده ولفظه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه النسائي (8/320) قال: نا أبو بكر بن علي، قال نا إبراهيم بن حجاج، قال: ثنا أبو عوانة، عن سماك، عن قرصانة، امرأة منهم، فذكرته. وقال النسائي، وهذا أيضا غير ثابت، وقرصانة هذه لا ندري من هي والمشهور عن عائشة خلاف ما روت قرصانة، وله متابعة أخرجها النسائي أيضا (8/319) قال: نا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بردة، عن نيار قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اشربوا في الظروف ولا تسكروا» قال النسائي. وهذا حديث منكر غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سليم، لا نعلم أن أحد أتابعه عليه من أصحاب سماك بن حرب، وسماك ليس بالقوي، وكان يقبل التلقين: قال أحمد بن حنبل، كان أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث، خالفه شريك في إسناده، وفي لفظه. الحديث: 3147 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 117 3148 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {يا أيُّها الَّذِيْنَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] . قال: «لما نزلت، نادى مُنادي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أقيمت الصلاة: لا يقْربنَّ الصلاة سكران» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع: بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه أبو داود رقم (3670) في الأشربة، باب في تحريم الخمر من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نزل تحريم الخمر قال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شفاء، فنزلت الآية التي في النساء {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة ينادي: ألا لا يقربن الصلاة سكران ... " الخ، ورواه أيضاً أحمد والترمذي والنسائي من طرق، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أجده عن ابن عباس، ولكن بنحوه عن عمر بن الخطاب في قصته: اللهم بّين لنا في الخمر بيانا شافيا وقد تقدم. الحديث: 3148 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 3149 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «نَسَخَتِ التي في العُقُودِ (1) {إِنّمَا الخَمْرُ والميسِرُ والأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] التي في البقرة والنساء في شأنها، فكانت التي في العقود عزْمَة» أخرجه ... (2) .   (1) وهي سورة المائدة، سميت بذلك لأن في أولها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} . (2) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد ذكره السيوطي في " الدر المنثور " من رواية ابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله: {يسألونك عن الخمر ... } الآية، قال: نسخها: {إنما الخمر والميسر ... } الآية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (2/182) وقال: أخرج عبد بن حميد، ووأبو داود، والنسائي، والنحاس والبيهقي،في سننه عن ابن عباس، في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نسخها {إنما الخمر والميسر} الآية وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال: كان قبل أن تحرم الخمر وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم،والنحاس، عن ابن عباس في قوله {لا تقوبوا الصلاة وأنتم سكارى} قال نسختها {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} . الحديث: 3149 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 3150 - () جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عامَ الفتح وهو بمكة يقول: «إن الله ورسولَه حرَّما (1) الخمر» أخرجه (2) .   (1) في الأصل: حرم. (2) كذا في الأصل والمطبوع: بياض بعد قوله: أخرجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 3150 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 الفصل الرابع: في الأنبذة، وما يحرم منها، وما يحل ، وفيه خمسة فروع [الفرع] الأول: في تحريمها مطلقا ً 3151 - (س) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «من سَرَّهُ أن يُحرِّمَ - إن كان مُحرِّماً ما حرَّمَ الله [ورسوله]- فليُحَرِّم النبيذَ» أخرجة النسائي (1) .   (1) 8 / 322 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر، وإسناده صحيح، ولفظه في النسائي المطبوع: من سره أن يحرم - إن كان محرماً ما حرم الله ورسوله - فليحرم النبيذ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/27) (195) . و (1/229) (2028) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/340) (3157) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2117) قال: أخبرنا أبو زيد. والنسائي (8/322) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا أبو عامر، والنضر بن شميل، ووهب بن جرير. ستتهم -يحيى، وابن جعفر، وأبو زيد، وأبو عامر، والنضر بن شميل، ووهب بن جرير - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (1/37) (260) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. كلاهما -شعبة، وسفيان - عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الحكم، فذكره. (*) زاد يحيى عن شعبة في أوله. «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر والدباء.» ورواية سفيان مختصرة على هذا. (*) في رواية سفيان -عمران السلمي -.وهو أبو الحكم. الحديث: 3151 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 3152 - (س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال له قيْس بن وَهبان «إن لي جُرَيْرَة أنْتَبِذُ فيها، حتى إذا غلا وسكن شرِبْتُه، قال: مُذ كم هذا شرابُكَ؟ قلتُ: منذ عشرين سنة - أو قال: منذ أربعين سنة (1) - قال: طالما تروَّتْ عُروقكَ من الخبث» أخرجه النسائي (2) .   (1) في النسائي المطبوع: مذ عشرون سنة، أو قال: مذ أربعون سنة. (2) 8 / 323 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وفي سنده قيس بن هبار لم يوثقه غير ابن حبان، وفي الأصل والنسائي المطبوع: قيس بن وهبان، وقد اختلف في اسمه، فقيل أيضاً: هنام، وقيل: هنان، وقيل: هيان، وقيل: سنان، وقد تفرد عنه سليمان التيمي، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجها النسائي (8/323) قال: نا سويد، قال:نا عبد الله عن سليمان الثيمي، عن قيس بن وهبان. فذكره. الحديث: 3152 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 3153 - (س) أبو جمرة بن عمران قال: «كنت أُترْجم بين ابن عباس وبين الناس، فأتته امرأة، فسألته عن نبيذ الجَرِّ؟ فنهى عنه، قلتُ: [ص: 120] [يا أبا عباس] ، إني أنتَبذُ في جَرَّة خضراءَ نبيذاً حُلْواً، فأشربُ منه، فيُقرقِرُ بطني؟ قال: لا تشربْ منه، وإن كان أحلى من العسل» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 322 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/322) قال: نا محمد بن بشار، قال ثنا محمد، قال: ثنا شعبة، عن أبي جمرة، فذكره. الحديث: 3153 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 3154 - (س) عبد الله بن شبرمة - قاضي الكوفة قال: قال طلحةُ لأهل الكوفة في النَّبِيذ: تكون فِتنة يربُو فيها الصَّغيرُ، ويَهْرَمُ فيها الكبير، قال: وكان [إذا كان] فيهم عُرس [كان] طلحة والزبير (1) يسقيان اللبن والعسل، فقيل لطلحة: ألا تسقيهم النبيذَ؟ قال: إني أكْرَهُ أن يَسكَرَ مسلم في بيتي (2) . أخرجه النسائي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يربو) : ربا الشيء: يربو: إذا زاد وعظُم.   (1) في الأصل: وكان فيهم عرس لطلحة والزبير، وما أثبتناه من النسائي المطبوع. (2) وفي النسائي المطبوع " في سببي " وفي بعض النسخ: بسببي. (3) 8 / 336 في الأشربة، باب ذكر الأشربة المباحة، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8./336) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا جرير، عن ابن شبرمة، فذكره. الحديث: 3154 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 3155 - (س) محمد بن سيرين - رحمه الله -[قال: جاء رجل إلى ابن عمر، فقال] : إن أهلَنا يَنبِذُون لنا شراباً عشياً، فإذا أصبحنا شربناه؟ قال: أنْهَاكَ عن المُسْكرِ: قليلِه وكثيره، وأُشْهِدُ الله عليك، أَنهاك عن المسكر قليله وكثيره، وأُشهد الله عليك، أَنهاك عن المسكر قليله وكثيره، وأُشهد الله عليك، إن أهلَ خيبرَ يَنْتَبِذُونَ شراباً من كذا وكذا، يُسَمُّونهُ كذا وكذا [ص: 121] وهي الخمرُ، وإن أَهل فدكَ ينبذون شراباً من كذا وكذا يسمُّونه كذا وكذا، وهي الخمرُ، حتى عدَّ أربعةَ أشرِبة، أحدها: العسل. أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 296 في الأشربة، باب تحريم الأشربة المسكرة من الأثمار والحبوب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/296) قال: نا سويد بن نصر، قال: ثنا عبد الله عن ابن عون، عن ابن سيرين، فذكره. الحديث: 3155 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 3156 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فلما علمت أنه أظلَّ (1) قادماً تحيَّنتُ وصولَه - أو قال: فِطْرَهُ بنبيذ صنَعْتُه في دُبَّاء، ثم أتيتهُ به، فأخذه، فإذا هو يَنِشُّ، ويَغْلي، فقال لي: اضرب به الحائط، فإن هذا شرابُ مَن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر» . أخرجه أبو داود والنسائي. وأوَّلُ روايتهما، قال: «علمتُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصُومُ، فتَحَيَّنْتُ فِطْرَهُ بنبيذٍ صنعتُهُ في دُبَّاء ... » الحديث (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَحَيَّنت) : الشيء: إذا رصدت حينَه ووقتَه.   (1) يقال: أظلك فلان: إذا دنا منك، كأنه ألقى عليك ظله " صحاح ". (2) رواه أبو داود رقم (3716) في الأشربة، باب في النبيذ إذا غلى، والنسائي 8 / 301 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر، وفي سنده خالد بن عبد الله بن حسين الدمشقي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3716) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال. حدثنا صدقة بن خالد. وابن ماجة (3409) قال: حدثنا مجاهد بن موسى. قال: حدثنا الوليد، عن صدقة أبي معاوية. و «النسائي» (8./301) قال: أخبرنا هشام بن عمار. قال: حدثنا صدقة بن خالد. وفي (8/325) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: ثنا عثمان بن حصن. ثلاثتهم - صدقة بن خالد،وصدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية، وعثمان، عن زيد بن واقد. قال:ني خالد بن عبد الله بن حسين. فذكره. (*) في رواية عثمان بن حصن: خالد بن حسين. الحديث: 3156 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 [الفرع] الثاني: في تحليلها مطلقا ً 3157 - (س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: «عَطِش [ص: 122] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حول الكعبة فاستَسقى، فأُتِيَ بنَبِيذ من السِّقايةِ [فشّمَّهُ] ، فقطَّبَ فقال: عليَّ بذَنُوب من زمزَمَ، فصبَّ عليه، ثم شربَ، فقال رجل: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا» أخرجه النسائي، وقال: هذا خبر ضعيف (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فقَطَّبَ) : قطَّب وجهه: إذا عبس وجمع جلدته من شيء كرهه. (بِذَنُوب) : الذَّنوب: الدلو العظيمة.   (1) 8 / 325 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، من حديث يحيى ابن يمان عن سفيان عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قال النسائي: وهذا خبر ضعيف، لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان لا يحتج بحديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه النسائي (8/325) قال: نا الحسين بن إسماعيل بن سليمان، قال: نا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، فذكره. (*) قال النسائي: وهذا خبر ضعيف، لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان، لا يحتج بحديثه لسوء حفظه، وكثرة خطئه. الحديث: 3157 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 3158 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «إن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بقدَح فيه نبيذ، وهو عند الرُّكْن، ودفع إليه القدح، فرفعه إلى فيه، فوجده شديداً فردَّه على صاحبه، فقال رجل مِن القومِ: يا رسول الله: أحرام هو؟ فقال عليَّ بالرجل، فأُتي به، فأخذ منه القدح، ثم دعا بماء فصبَّه فيه، ثم رفعه إلى فيه، فقطَّبَ، ثم دعا بماء أيضاً، فصبَّهُ فيه، ثم قال: إذا اغتلمتْ عليكم هذه الأوعية فاكْسِروا مُتونَها بالماء» أخرجه النسائي (1) ، وقال: هذا الحديث ليس بمشهور ولا يحتج به (2) . [ص: 123] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اغتلمت) : اشتدت واضطربت، وذلك عند الغليان.   (1) 8 / 323 و 324 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وفي سنده عبد الملك بن نافع الشيباني الكوفي، ابن أخي القعقاع، ويقال له: ابن القعقاع، وهو مجهول. (2) في النسائي المطبوع: عبد الملك بن نافع، ليس بالمشهور ولا يحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه النسائي (8/323) قال: نا زياد بن أيوب، قال: ثنا هشيم. قال: أنبأنا العوام، وفي (8/324) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، عن أبي معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني. كلاهما - العوام بن حوشب، وأبو إسحاق الشيباني - عن عبد الملك بن نافع، فذكره. (*) قال النسائي: عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور، ولا يحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته. الحديث: 3158 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 3159 - (م د) بكر بن عبد الله المزني قال: «كنتُ جالساً مع ابن عباس رضي الله عنهما- عند الكعبة، فأتاه أعرابي، فقال: ما لي أرى بني عمِّكم يسْقونَ العسلَ واللبن، وأنتم تسْقونَ النَّبيذَ؟ أمِنْ حاجة بكم أمْ مِن بُخل؟ فقال ابن عباس: الحمد لله، ما بنا من حاجة ولا بُخْل، إنما قدِمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على راحلته، وخلْفه أُسامةُ، فاسْتَسْقى، فأتيناه بإناء من نبيذ، فشرب وسقى فضْله أُسامة، فقال أحسنتم - أو أجملْتُمْ - كذا فاصنَعوا، فلا نريد تغيير ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1316) في الحج، باب وجوب المبيت بمنى ليالي التشريق، ورواه أيضاً أبو داود رقم (2021) في المناسك، باب في نبيذ السقاية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3691) (3495) قال: ثنا بن أبي عدي. وفي (1/372) (3528) قال: ثنا روح، قال: ثنا حماد. ومسلم (4/86) قال: ثني محمد بن المنهال الضرير، قال ثنا يزيد بن زريع،وأبو داود (2021) قال: ثنا عمرو بن عون، قال: ثنا خالد. وابن خزيمة (2947) قال: ثنا محمد بن أبان، قال: ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي عدي (ح) وثنا أبو بشر الواسطي، قال، ثنا خالد. أربعتهم - ابن أبي عدي، وحماد، ويزيد، وخالد - عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله، فذكره. الحديث: 3159 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 3160 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جاء إلى السِّقاية، فاستَسْقى. فقال العباس: يا فضْلُ، اذْهبْ إلى أُمِّك فائتِ رسولَ الله بشرابٍ من عندها، فقال: أسقِني، قال: يا رسول الله إنهم يجعلون أيْدِيَهُم فيه، قال: اسقِني، فشربَ منه، ثم أتى زمزَمَ، وهم يَسْقُونَ ويعملون فيها، فقال: اعْمَلُوا، فإنكم على عمل صالح، ثم قال: لولا أن [ص: 124] تُغلبُوا لنزلتُ حتى أضع الحبل على هذه - يعني: عاتِقه» أخرجه البخاري (1) . وذكر الحميدي هذا الحديث في أفراد البخاري، والذي قبله في أفراد مسلم، وكأنهما مشتبهان، وذلك بخلاف عادته، فإنه يذكر ما كان من هذا النوع مُتَّفِقاً، وذكرناهما نحن أيضاً مفْرَدَينِ كما فعل.   (1) 3 / 393 في الحج، باب سقاية الحاج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/191) قال: ثنا إسحاق. و «ابن خزيمة» (2646) قال: ثنا أبو بشر الواسطي. كلاهما - إسحاق، وأبو بشر الواسطي - عن خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3160 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 3161 - (س) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: «تَلَقَّتْ ثقِيفُ عمرَ بشراب، فدعا به فلما قرَّبه إلى فيه كرهه، فدعا به فكسره بالماء، فقال: هكذا فافعلُوا» أخرجه النسائي. وفي رواية له: «قال عمرُ: إذا خَشِيتُم من نَبِيذ فاكسِروهُ فاكسِروُه بالماء» قال في رواية: «قبل أن يَشْتَدَّ» (1) .   (1) 8 / 326 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8 /326) قال: نا زكريا بن يحيى،قال:، ثنا عبد الأعلى قال: ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد سمع سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 3161 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 3162 - (خ م د) جابر - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاستسقى، فقال رجل: يا رسول الله، ألا أسقِيكَ نبيذاً؟ قال: «بلى» ، فخرج يسعى، فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ألا خمَّرتَه، ولو تَعرُض عليه عوداً؟ قال: «فشرب» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه أبو داود، ولم يذكرفيه «فشرِب» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 63 في الأشربة، باب شرب اللبن، ومسلم رقم (2010) و (2011) في الأشربة، باب في شرب النبيذ وتخمير الإناء، وأبو داود رقم (3734) في الأشربة، باب في إيكاء الآنية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم برقم (3106) . الحديث: 3162 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 [الفرع] الثالث: في مقدار الزمان الذي يشرب النبيذ فيه 3163 - (د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كنا ننتبذُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سِقاء غدْوَة فيشربه عشيَّة، وعشيَّة فيشربه غُدوة، فإن فضلَ مما يشرب على عشائه مما نَبَذْناه له بكْرة سقاه أحداً، ثم نَنتبِذُ له بالليل، فإذا تغدَّى شرِبَه على غدائه، قالت: وكنا نغْسلُ السِّقاء كلَّ غُدْوة وعشيَّة مرتين في يوم» . وفي أخرى قالت: «كان يُنبَذُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سقاء يُوكأُ أعلاه، وله عزْلاءُ (1) ، يُنتَبَذُ غُدوة فيشربه عشاء، وينتبذُ عِشاء فيشربه غُدوة» . وفي أخرى: «أنها كانت تنبذُ للنبي - صلى الله عليه وسلم- غُدْوة، فإذا كان من العشيِّ فتعشى شرب على عشائه، فإن فضلَ شيء صببته أو فرغته، ثم ننتبذُ له بالليل، فإذا أصبح تغدَّى، فشرب على غدائه. قالت: نغسلُ السِّقاءَ غُدوة وعشية» قالت عمرة [بنت عبد الرحمن بن سعد] فقال لها أبي: «مرتين في يوم؟ قالت: نعم» أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الرواية الأولى، إلى قوله: «فيشربه غدوة» . وفي رواية النسائي، قالت جَسْرَةُ بنتُ دَجاجة العامِريَّة: «سمعتُ عائشة يسألُها أُناس، كلُّهم يسألُ عن النَّبيذ؟ ويقول: ننْبِذُ التَّمرَ غُدوة [ص: 126] ونشربه عشيَّة وننْبِذُهُ عَشِيَّة ونشربه غُدوة، قالت: ولا أحلُّ مُسكرِاً، وإن كان خبْزاً، وإن كان ماء، قالتها ثلاث مرَّات» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عزلاء) : العزلاء فم الراوية والجمع: العزالَى والعزالِي - بالفتح والكسر.   (1) العزلاء: فم المزادة الأسفل " صحاح ". (2) رواه أبو داود رقم (3711) و (3712) في الأشربة، باب في صفة النبيذ، والترمذي رقم (1872) في الأشربة، باب ما جاء في الانتباذ في السقاء، والنسائي 8 / 320 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وهو حديث حسن، وفي الباب عن جابر وأبي سعيد وابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن بنانة بنت يزيد العبشمية، عن عائشة، قالت: «كنا ننبذ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سقاء فنأخذ قبضة من تمر، أو قبضة من زبيب، فنطرحها فيه، ثم نصب عليه الماء، فننبذه غدوة فيشربه عشية، وننبذه عشية فيشربه غدوة» . أخرجه أحمد (6/46) قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3398) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال حدثنا عبد الواحد بن زياد. كلاهما - أبو معاوية، وعبد الواحد بن زياد - قالا: حدثنا عاصم الأحول. قال: حدثتنا بنانة بنت يزيد العبشمية، فذكرته. (*) في رواية أبي معاوية عن عاصم عند أحمد: «عن تبالة بنت يزيد» . وعن عمرة عمة مقاتل عن عائشة رضي الله عنها «أنها كانت تنبذ للنبي -صلى الله عليه وسلم- غدوة فإذا كان من العشي فتعشى شرب على عشائه، وإن فضل شيء صببته، أو فرغته، ثم ننبذ له بالليل، فإذا أصبح تغذى فشرب على غدائه، قالت: يغسل السقاء غدوة وعشية» . فقال لها أبي: مرتين في يوم؟ قالت: نعم. أخرجه أحمد (6/124) قال: حدثنا قريش بن إبراهيم. وأبو داود (3712) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - قريش بن إبراهيم، ومسدد - عن المعتمر بن سليمان، عن شبيب بن عبد الملك التيمي عن مقاتل بن حيان، فذكره الحديث: 3163 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 3164 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينبَذُ له أوَّلُ الليل، فيشربه إذا أصبح يومَه ذلك، والليلةَ التي تجيء، والغَد، والليلة الأخرى، والغدَ إلى العصر، فإن بَقي شيء سقاه الخادم، أو أمر به فصُبَّ» . وفي رواية: «كان يُنبَذُ له في سقاء من ليلة الإثنين، فيشربه يومَ الإثنين، والثلاثاء إلى العصر، فإن فضل منه شيء سقاه الخادمَ أو صَبَّه» ، وفي أخرى، قال: «كنا ننقع لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- الزَّبيبَ، فيشربُه اليومَ والغدَ وبعدَ الغد إلى مساء الثالثة، ثم يأمر به فيُسقى، أو يُهراقُ» ، أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود، قال: «كنا ننبِذُ للنبي - صلى الله عليه وسلم- الزَّبيب، فيشربُه..» وذكر هذه الرواية الآخرة. وفي رواية النسائي، قال: «كنا نَنبِذُ لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فيشربه من الغد [ص: 127] وبعد الغد، فإذا كان مساءُ الثالثة، فإن بقِيَ في الإناء شيء، لم يشربه، وأمر به فأُهرقَ» . وفي أخرى له «كان يُنقعُ له الزَّبيبُ فيشربه يومَه، والغدَ، وبعدَ الغد» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2004) في الأشربة، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكراً، وأبو داود رقم (3713) في الأشربة، باب في صفة النبيذ، والنسائي 8 / 333 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/224) (1963) قال: حدثنا أبو معاوية. و «مسلم» (6/101) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم، قال: إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. وفي (6. /102) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أخبرنا جرير. و «أبو داود» (3713) قال: حدثنا مخلد بن خالد، قال وصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل. و «النسائي» (8/333) قال: أخبرنا، وجرير، وابن فضيل. ثلاثتهم - أبو معاوي، وجرير، وابن فضيل - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (1/232) (2068) و (3351) (3337) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/240) (2143) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (6/101) قال: وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» - (6548) عن محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر، ومعاذ العنبري - قالوا: حدثنا شعبة. 3- وأخرجه مسلم (6/102) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله عن زيد 4- وأخرجه ابن ماجة (3399) قال: حدثنا أبو كريب، عن إسماعيل بن صبيح، عن أبي إسرائيل. 5- وأخرجه النسائي (8/332) قال: أخبرنا أبو داود الحراني قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا مطيع. 6- وأخرجه النسائي (8/333) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (6548) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن أبيه، عن ورقاء. كلاهما (شريك، وورقاء) عن أبي إسحاق. ستتهم - الأعمش، وشعبة، وزيد بن أبي أنيسة، وأبو إسرائيل، ومطيع وأبو إسحاق - عن يحيى بن عبيد بن أبي عمر، فذكره. (*) في رواية زيد بن أبي أنيسة: «سأل قوم ابن عباس عن بيع الخمر، وشرائها والتجارة فيها؟ فقال: أمسلمون أنتم؟ قالوا: نعم. قال: فإنه لا يصلح بيعها، ولا شراؤها، ولا التجارة فيها. قال: فسألوا عن النبيذ؟ فقال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، ثم رجع وقد نبذ ناس من أصحابه في حناتم ونفير ودباء. فأمر به فأمر به فأهريق. ثم أمر بسقاء، فجعل فيه زبيب وماء. فجعل من الليل فأصبح. فشرب منه يومه ذلك وليلته المستقبلة. ومن الغد حتى أمسى. فشرب وسقى. فلما أصبح أمر بما بقي منه فأهريق. وعن عكرمة، أن رجلا سأل ابن عباس عن نبيذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «كان يشرب بالنهار، ما صنع بالليل، ويشرب بالليل ما صنع بالنهار» . أخرجه أحمد (1/287) (2606) قال: حدثنا علي بن أبي إسحاق، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا حسين بن عبد الله، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3164 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 3165 - (د س) عبد الله الديلمي - رضي الله عنه - عن أبيه [وهو فيروز]- قال: «أتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقلنا: يا رسول الله قد علمتَ مَنْ نَحْنُ، ومن أينَ نحنُ، فإلى مَن نَحنُ؟ قال: إلى الله ورسوله، فقلنا: يا رسولَ الله، إن لنا أعناباً، فما نصنع بها؟ قال: زبِّبُوها،، قلنا: ما نصنع بالزَّبيب؟ قال: انبِذُوهُ على غدائكم، واشربوه على عَشائكم، وانبِذوه على عَشائكم، واشربوه على غدائكم، وانبذوه في الشِّنان، ولا تنبذوه في القُلل، فإنه إذا تأخرَ عن عصره صارَ خلاً» أخره أبو داود. وفي رواية النسائي، قال: «قلنا: يا رسول الله، إن لنا أعناباً، فماذا نصنعُ بها..» وذكر الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشِّنان) : جمع شَن، وهو الزِّق والقِربة البالية. [ص: 128] (القُلَل) : القُلَّة: الجُب العظيم، وهو في الحجاز معروف، والجمع: قلال وقلل.   (1) رواه أبو داود رقم (3710) في الأشربة، باب في صفة النبيذ، والنسائي 8 / 332 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/232) قال: حدثنا هيثم بن خارجة.، قال: حدثنا ضمرة. وفي (4/232) قال: قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا ابن عياش، يعني إسماعيل. والدارمي (2114) قال: أخبرنا محمد ابن كثير، عن الأوزاعي. وأبو داود (3710) قال: حدثنا عيسى بن محمد، قال: حدثنا ضمرة و «النسائي» (8/332) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني الأوزاعي. (ح) وأخبرنا عيسى بن محمد أبو عمير بن النحاس، عن ضمرة. ثلاثتهم - ضمرة بن ربيعة، وإسماعيل بن عياش، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/232) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن أبيه، فذكره. ليس فيه - يحيى بن أبي عمرو السيباني-. الحديث: 3165 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 3166 - (س) نافع مولى - ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان يُنبَذُ لابنِ عُمَرَ في سقاء الزَّبيبُ غدوة، فيشربُه من الليل، ويُنبَذُ عشيَّة فيشربُه غدوة، وكان يغسل السِّقاءَ بُكْرة وعشيَّة، ولا يجعل فيها دُردِيّاً ولا شيئاً، قال نافع: وكنا نشربه مثل العسل» (1) . وفي رواية (2) «أنه كان يُنْقع له الزَّبيبُ فيشربه من الغد، ثم يجفَّفُ الزبيبُ، ويُلقى عليه زبيب آخر ويجعل فيه ماء، ويشربه من الغد، حتى إذا كان بعد الغد طرَحَه» . أخرجه النسائي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدُّردِيُّ) : عكر الخمر والزيت، وهو ما يبقى في أسفله كالحثالة.   (1) أخرجه النسائي 8 / 333 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز، وإسناده صحيح. (2) هذه الرواية ليست من رواية نافع عن ابن عمر، وإنما هي من رواية رقية بنت عمرو بن سعيد عن ابن عمر. (3) 8 / 325 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وفي سنده عبيد بن عمر القرشي السعيدي البصري، ورقية بنت عمرو بن سعيد، وهما مجهولان، ولكن يشهد لهذه الرواية التي قبلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الرواية الأولى إسنادها صحيح: أخرجها النسائي (8/333) قال: نا سويد، والرواية الثانية، أخرجها النسائي (8/325) قال: نا سويد قال: نا عبد الله بن عبيد الله بن عمر السعيدي، قال: حدثتني رقية بنت عمرو بن سعيد، قالت: كنت في حجر ابن عمر، فذكرت الحديث. قلت: في إسناد الرواية الثانية عبيد الله بن عمر القرشي السعيدي، ورقية بنت عمرو ويقال: عمر بن سعيد، وهما مجهولان. الحديث: 3166 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 3167 - (س) علي «كان يأمرُ حُسَيناً ينبذ له من الليل (1) ، فيشربه غدوة وينبذُ له غُدوة، فيشربه من الليل» . أخرجه النسائي.   (1) كذا الأصل: علي: كان يأمر حسيناً ينبذ له، وفي المطبوع: علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان يأمر حسيناً، وكلاهما خطأ، والذي في النسائي المطبوع 8 / 333 في الأشربة، باب ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز: أخبرنا سويد (يعني ابن نصر المروزي) أنبأنا عبد الله (يعني ابن المبارك) عن بسام (يعني ابن عبد الله الصيرفي) قال: سألت أبا جعفر (يعني محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر) عن النبيذ قال: كان علي بن حسين (يعني أباه زين العابدين) رضي الله عنه ينبذ له من الليل فيشربه غدوة، وينبذ له غدوة فيشربه من الليل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/333) قال: نا سويد، قال نا عبد الله بن بسام، قال: سألت أبا جعفر عن النبيذ، قال: كان علي بن حسين رضي الله عنه ينبذ له من الليل فيشربه غدوة، وينبذ له غدوه فيشربه من الليل. الحديث: 3167 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 3168 - (س) أم الفضل بنت الحارث - رضي الله عنها -: «أرسلت إلى أنس بن مالك تسأله عن نبيذ الجرِّ؟ فحدَّثها عن النَّضرِ - ابنه -: أنه كان ينبِذُ في جرّ، ينبِذُه غُدوة، ويشربه عشيَّة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 333 - 334 في الأشربة، باب ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز، وفي سنده أبو عثمان وليس بالنهدي وهو مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وهو بمعنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/333 و 334) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله بن سليمان التيمي، عن أبي عثمان وليس بالنهدي، فذكره. الحديث: 3168 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 3169 - (س) هنيدة بنت شريك بن أبان قالت: «لقيتُ عائشةَ بالخريبَة (1) ، فسألتُها عن العَكَرِ (2) فنَهَتني عنه، وقالت: انتَبِذِي عشيَّة، واشربيه غُدوة، وأوكي عليه، ونَهَتْني عن الدُّبَّاء والنَّقِير والمُزَفَّتِ والحَنْتَم المُزَفَّتَةِ» . أخرجه النسائي (3) .   (1) تصغير خربة، قال ياقوت في " معجم البلدان ": موضع بالبصرة، وسميت بذلك فيما ذكره الزجاجي، لأن المرزبان كان قد ابتنى به قصراً وخرب بعده، فلما نزل المسلمون البصرة ابتنوا عنده وفيه أبنية، وسموها الخريبة. (2) العكر بفتحتين: الوسخ والدرن من كل شيء، والمراد هنا: درن الخمر الباقي في الوعاء. (3) 8 / 307 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والنقير، وفي سنده جهالة، ولكن لبعضه شواهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/307) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله بن طود بن عبد الملك القسي بعدي، قال: ثنى أبي، فذكره. الحديث: 3169 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 [الفرع] الرابع: في ذكر نبيذ الخليط النهي عنه 3170 - (خ م س د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الزَّبيب والتَّمر والبُسر والرُّطب» . وفي رواية: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- «نهى أن يُخلَطَ الزَّبيب، والتَّمر والبُسر والتَّمرُ» . وفي أخرى «نهى أن يُنبَذَ التمر والزَّبيب جميعاً، وأن يُنبَذَ الرُّطَبُ والبُسْرُ جميعاً» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وأخرج أبو داود الثانية. وأخرج الترمذي «نهى أن ينْبَذَ البُسر والرُّطبُ جميعاً» لم يزد (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخليط) : الشيء المخلوط، فعيل بمعنى: مفعول.   (1) رواه البخاري 10 / 59 في الأشربة، باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكراً، ومسلم رقم (1986) في الأشربة، باب كراهية انتباذ التمر والزبيب، وأبو داود رقم (3703) في الأشربة، باب في الخليطين، والترمذي رقم (1877) في الأشربة، باب ما جاء في خليط البسر والتمر، والنسائي 8 / 290 في الأشربة، باب خليط البسر والرطب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/294) قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وروح. وفي (3/300) (317) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والبخاري (7/140) قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (6/90) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (8/290) قال: حدثنا أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى - هو ابن سعيد. أربعتهم - عبد الرزاق، وروح، ويحيى بن سعيد، وأبو عاصم - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/302) قال: حدثني يحيى بن سعيد. ومسلم (6/89) قال:حدثنا شيبان بن فروخ كلاهما - يحيى، وشيبان - عن جرير بن حازم. 3- وأخرجه أحمد (3/363) قال: حدثنا عفان،قال: حدثنا همام. 4- وأخرجه أحمد (3/369) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا مطر. 5- وأخرجه مسلم (6/89) ، وأبو داود (3703) قالا - مسلم، وأبو داود -: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (3395) قال: حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (1876) قال-: حدثنا قتيبة. والنسائي (8/290) قال: أخبرنا قتيبة. كلاهما - قتيبة، وابن رمح - عن الليث بن سعد. 6- وأخرجه النسائي (8/290) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن أبي داود، قال: حدثنا بسطام، قال: حدثنا مالك بن دينار. ستتهم - ابن جريج، وجرير، وهمام، ومطر، والليث، ومالك بن دينار- عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. - وعن أبي الزبير عن جابر، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أنه نهى أن ينبذ الزبيب والبسر جميعا، ونهى أن ينبذ البسر والرطب جميعا» . 1- أخرجه أحمد (3/389) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. 2- وأخرجه مسلم (6/90) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجة (3395) قال: حدثنا محمد بن رمح. والنسائي (8/291) قال: أخبرنا قتيبة. كلاهما - قتيبة، وابن رمح - عن الليث بن سعد. كلاهما - سفيان، والليث - عن أبي الزبير، فذكره. - وعن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التمر، والزبيب، ونهى عن التمر والبسر، أن ينبذا جميعا» . أخرجه النسائي (8/291) قال: أخبرنا قريش بن عبد الرحمن الباوردي، عن علي بن الحسن، قال: أنبأنا الحسين بن واقد، قال: حدثني عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 3170 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 3171 - (خ م ط د س) أبو قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تنْتَبِذُوا الزَّهوَ والرُّطبَ جميعاً، ولا تنْتَبِذُوا الرُّطب والزَّبيب جميعاً، ولكن انتَبِذُوا كل واحد على حِدَتِهِ» . وفي رواية: «ولا تَنّتَبِذُوا الزَّبيبَ والتّمرَ جميعاً» . وفي أخرى: «نهى عن خليط الزَّهو والبُسرِ» . [ص: 131] والباقي بمعناه. أخرجه مسلم، وفي رواية الموطأ «نهى أن يُشربَ التمر والزبيب جميعاً، والزَّهوُ والرُّطب جميعاً» . وفي رواية أبي داود: «نهى عن خليطِ الزَّبيب والتمر، وعن خليط البُسرِ والتّمر وعن خليط الزهو والتمر، وقال: انتَبِذُوا كلَّ واحد على حدة» . وفي رواية النسائي: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَنْتَبِذُوا الزَّهْو» . وذكر الرواية الأولى. وفي أخرى مثلها، ولم يذكر «ولكن انتَبِذُوا كلَّ واحد على حدَّتِه» . وفي أخرى مثلها، وزاد في آخرها: «في الأسقية التي تُلاث على أفواهِها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (على حِدَة) : يقال: افعله على حدة، أي منفرداً: والنبيذ المعمول من خليطين، قد ذهب قوم إلى تحريمه وإن لم يكن المجتمع منهما مسكراً، أخذاً بظاهرالحديث، ولم يجعلوه معلَّلاً بالسكر، وبه قال مالك وأحمد وعامة أهل الحديث. قال الخطابي: وغالب مذهب الشافعي عليه، قالوا: من شرب نبيذ الخليطين قبل حدوث الشدة فهو آثم من جهة واحدة، وإذا شربه [ص: 132] بعد حدوث الشدة فيه كان آثماً من جهتين، إحداهما: شرب الخليطين، وقد نهى عنه، والأخرى: شرب المسكر. ورخص فيه سفيان وأبو حنيفة وأصحابه، وقيل: إنما جاءت الكراهة في الخليطين لأن أحدهما يقوي صاحبه فتسرع الشدة إليه. (تُلاث) : أي: تشد وتربط.   (1) رواه مسلم رقم (1988) في الأشربة، باب كراهية انتباذ التمر والزبيب، والموطأ 2 / 844 في الأشربة، باب ما يكره أن ينبذ جميعاً، وأبو داود رقم (3704) في الأشربة، باب في الخليطين، والنسائي 8 / 289 و 290 في الأشربة، باب خليط الزهو بالرطب، ورواه أيضاً البخاري 10 / 60 في الأشربة، باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/295) قال: ثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (5/307) قال: ثنا عفان. قال: ثنا أبان. وفي (5/309) قال: ثنا روح. قال: ثنا حسين المعلم. وفي (5/310) قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن هشام. و «الدارمي» (2119) قال: نا يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر. قالا: ثنا هشام. والبخاري (7/140) قال: ثنا مسلم. قال: ثنا هشام. ومسلم (6/91) قال ثنا يحيى بن أيوب قال: ثنا ابن علية. قال: نا هشام الدستوائي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، عن حجاج بن أبي عثمان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عثمان ابن عمر. قال: أخبرنا علي، وهو ابن المبارك. (ح) وأبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا حسين المعلم. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا أبان العطار. وأبو داود (3704) قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبانا. و «ابن ماجة» (3397) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. و «النسائي» (8/289) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله عن الأوزاعي. وفي (2918) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن هشام. وفي (8/292) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. قال: حدثنا هشام. وفي (8/292) قال: أخبرنا يحيى بن درست. قال: حدثنا أبو إسماعيل. ثمانيتهم - معمر، وأبان العطار، وحسين المعلم، وهشام الدستوائي، وحجاج بن أبي عثمان، وعلي بن المبارك، والأوزعي، وأبو إسماعيل القناد - عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره. - وعن أبي سلمة، عن أبي قتادة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا، ولا تنتبذوا الرطب والزبيب جميعا، ولكن انتبذوا كل واحدِ على حدته» . أخرجه أحمد (5/307) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان. وفي (5/309) قال: حدثنا روح قال: حدثنا حسين المعلم، ومسلم (6/91) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا علي، وهو ابن المبارك. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا حسين المعلم. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا أبان العطار. وأبو داود (3704) قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبان. والنسائي (8/289) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا علي، وهو ابن المبارك. ثلاثتهم - أبان بن يزيد العطار، وحسين المعلم، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. - وعن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري عن أبي قتادة الأنصاري: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يشرب التمر والزبيب جميعا والزهو والرطب جميعا» . أخرجه مالك (الموطأ) (527) والنسائي في الكبرى (تحفةالأشراف) (9/12119) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك، عن الثقة عنده، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري، فذكره. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12119) عن الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي قتادة. في النهي أن ينبذ التمر والزبيب جميعا. (*) قال المزي: هكذا وجدته في هذا الحديث، والمحفوظ ابن الحباب كما تقدم. الحديث: 3171 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 3172 - (م ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من شَرِبَ النَّبيذَ منكم فليَشرَبهُ زَبيباً فرْداً، أو تمراً فرداً» . وفي رواية: «نهانا أن نَخْلطَ بُسراً بِتَمر، أو زَبيباً بتمر، أو زبيباً بِبُسْر، وقال: من شَرِبَهُ منكم فليشرَبْهُ زبيباً فرداً ... » الحديث. وفي رواية، قال: «نهى عن التمر والزبيب أن يُخْلَطَ بينهما، وعن التمر والبُسر أن يُخْلَط بينهما» يعني: في الانتباذ. أخرجه مسلم. وأَخرج الترمذي الرواية الثالثة، وزاد: «وعن الجِرَار: أن يُنتَبَذ فيها» . وفي رواية النَّسائي: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الزَّهْو والتمر، والزَّبيب [والتمر] » . وفي أخرى له: «نهى أن يخلَط التمرُ والزبيب، وأن يُخْلط الزَّهوُ والتمر، والزَّهو والبُسرُ» . وفي أخرى له مثل رواية مسلم، قال: وفي آخرها: «فليشرب كلَّ واحد منها فرداً: تمراً [ص: 133] فرداً، أو بُسراً فرداً، أو زبيباً فرداً» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1987) في الأشربة، باب كراهية انتباذ التمر والزبيب مخلوطين، والترمذي رقم (1878) في الأشربة، باب ما جاء في خليط البسر والتمر، والنسائي 8 / 289 في الأشربة، باب خليط البلح والزهو، وباب خليط الزهو والبسر، وباب الترخص في انتباذ التمر وحده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي أرطأة، عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الزهو والتمر، والزبيب والتمر» . أخرجه أحمد (3/58) . والنسائي (8/289) قال: أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر. كلاهما - أحمد، والحسين - قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن حبيب، عن أبي أرطأة، فذكره. -وعن مالك بن الحارث، عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يخلط التمر والزبيب، وأن يخلط الزهو والتمر، والوهر والبسر» . أخرجه أحمد (3/62) قال: حدثنا أبو سعيد، ومعاوية قالا: حدثنا زائدة. والنسائي (8/290) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم - هو ابن طهمان - عن عمر بن سعيد. كلاهما - زائدة، وعمر - عن سليمان الأعمش، عن مالك بن الحارث، فذكره. - وعن أبي نضرة، عن أبي سعيد، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التمر والزبيب أن يخلط بينهما، وعن التمر والبسر أن يخلط بينهما» . أخرجه أحمد (3/3) قال: حدثنا معتمر. وفي (3/9) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/90) قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا يزيد بن زريع. والترمذي (1877) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. قال حدثنا جرير. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4351) عن سويد بن نصر عن عبد الله خمستهم - معتمر، ويحيى بن سعيد، ويزيد، وجرير، وعبد الله بن المبارك - عن سليمان التيمي. - وعن أبي العالية، قال سألت أبا سعيد الخدري، عن نبيذ الجر؟ فقال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الجر» قال: قلت:؟ قال ذاك أشر وأشر» . أخرجه أحمد (3/66) قال: ثنا يزيد. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (4034) قال عن علي بن ميمون، عن مخلد. كلاهما - يزيد، ومخلد - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي العالية، فذكره. وعن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يخلط بسر بتمر، أو زبيب بتمر، أو زبيب ببسر، وقال: من شربه منكم فليشرب كل واحد منه فردا، تمرا فردا، أو بسرا فردا، أو زبيبا فردا» . أخرجه مسلم (6/90) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا روح بن عبادة. و «النسائي» (8/293) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وفي (8/293) قال: أخبرني أحمد بن خالد، قال: حدثنا شعيب بن حرب. وفي (8/294) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: ثنا المعافى - يعني ابن عمران -. خمستهم - وكيع، وروح، وعبد الله بن المبارك - وشعيب، والمعافى -عن إسماعيل بن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل، فذكره. الحديث: 3172 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 3173 - (ط) عطاء بن يسار «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُنتَبَذَ البُسرُ والرُّطَب جميعاً، والتمر والزَّبيبُ جميعاً» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 844 في الأشربة، باب ما يكره أن ينبذ جميعاً، وهو مرسل، فإن عطاء بن يسار لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: مرسلاً بلا خلاف أعلمه عن مالك، ووصله عبد الرزاق عن ابن جريج عن زيد عن عطاء عن أبي هريرة، وقال الزرقاني: وهذا الحديث في الصحيحين من حديث ابن جريج عن زيد عن عطاء عن جابر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (الموطأ) (1638) قال: عن زيد بن أسلم فذكره. وقال الزرقاني: في «شرح الموطأ» قال ابن عبد البر: مرسلا بلا خلاف أعلمه عن مالك، ووصله عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن زيد، عن عطاء، عن أبي هريرة وهذا الحديث في الصحيحين من حديث ابن جريج. عن زيد، عن عطاء، عن جابر. الحديث: 3173 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 3174 - (د س) عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: «نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن البَلَحِ والتَّمرِ، والزَّبيبِ والتَّمْرِ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البَلَح) : البسر قبل أن تبدو فيه الصفرة.   (1) رواه أبو داود رقم (3705) في الأشربة، باب في الخليطين، والنسائي 8 / 288 في الأشربة، باب النهي عن شرب نبيذ الخليطين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/314) قال: حدثنا عفان. وفي (4/314) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «أبو داود» (3705) قال: حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر النمري. والنسائي (8/288) قال أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أنبأنا عبد الرحمن. خمستهم - عفان، ومحمد بن جعفر، وسليمان بن حرب، وحفص، وعبد الرحمن بن مهدي - عن شعبة عن الحكم، عن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 3174 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 3175 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن خَليط التمر والزبيب، وعن [خليط] التمر والبُسر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 291 في الأشربة، باب خليط التمر والزبيب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/276) (2499) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/304) (2772) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا يزيد بن عطاء. ومسلم (6/49) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (8/289) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، قال حدثنا ابن فضيل. وفي (8/289) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال أنبأنا جرير وفي (8/291) قال: أخبرنا محمد بن آدم، وعلي بن سعيد، قالا: حدثنا عبد الرحيم. خمستهم - زائدة، ويزيد بن عطاء، ومحمد بن الفضيل، وجرير، وعبد الرحيم - عن حبيب بن أبي عمرة. 2- وأخرجه (1/291) (2650) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر. 3- وأخرجه أحمد (1/336) (3110) قال: حدثنا أسباط. ومسلم (6/92، 94) قال حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة،قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (6/92) قال: حدثنيه وهب بن بقية،قال: أخبرنا خالد - يعني الطحان -. والنسائي (8/290) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى،عن ابن فضيل. أربعتهم - أسباط، وعلي بن مسهر، وخالد الطحان، وابن فضيل - عن أبي إسحاق الشيباني، عن حبيب بن أبي ثابت. 4- وأخرجه أحمد (1/224) (1961) .والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5516) : عن أحمد بن حرب. كلاهما- ابن حنبل، وابن حرب - عن أبي معاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق -يعني الشيباني -ولم يذكر حبيب بن أبي ثابت -. أربعتهم - حبيب بن أبي عمرة، وأبو بشر، وحبيب بن أبي ثابت، وأبو إسحاق الشيباني - عن سعيد بن جبير، فذكره. (*) رواية زائدة ويزيد بن عطاء، وابن فضيل، وجرير، عن حبيب بن أبي عمرة مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير. وأن يخلط البلح والزهو» وزاد في رواية جرير: «أن يخلط التمر بالزبيب» . (*) رواية عبد الرحيم عن حبيب بن أبي عمرة مختصرة على «نهى رسول الله، عن خليط التمر والزبيب، وعن التمر والبسر» . (*) رواية أبي بشر مختصرة على «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن الدباء، والحنتم،والمزفت» . (*) رواية أسباط، وخالد الطحان عن حبيب بن أبي ثابت مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والحنتم والمزفت والتقير. وأن يخلط البلح والزهو» . وزاد في رواية جرير: «وأن يخلط التمر بالزبيب» . (*) رواية أبي معاوية مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى أهل جرش، ينهاهم، أن يخلطوا الزبيب والتمر» . الحديث: 3175 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 3176 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُخلَطَ البُسْرُ والزَّبيبُ، والبسر والتمر، وقال: انتَبِذُوا كلَّ واحد منهما على حِدَتِه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 293 في الأشربة، باب انتباذ الزبيب وحده، ورواه أيضاً مسلم رقم (1989) في الأشربة، باب كراهة انتباذ التمر والزبيب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم. الحديث: 3176 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 3177 - (د) كبشة بنت أبي مريم قالت: «سألتُ أمَّ سَلَمةَ - رضي الله عنها- ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم- ينهى عنه؟ قالت: كان ينهانا أن نعْجُم النَّوى طبخاً، أو نخلطَ الزبيب والتمر» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَعْجُم النَّوى) : أرادت بقولها: ينهانا أن نعجُم النوى طبخاً: أن نبلغ به النضج، يقال: عجمت النوى أعجُمه عجماً: إذا لُكته في فيك، وكذلك إذا طبخته أو أنضجته، ويشبه أن يكون إنما كره ذلك من أجل أنه يفسد طعم التمر، أو لأنه علف الدواجن، فتذهب قوته إذا أُنضج، والله أعلم.   (1) رقم (3706) في الأشربة، باب في الخليطين، وإسناده ضعيف، ولكن لآخره شواهد في الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/292) . وأبو داود (3706) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - أحمد بن حنبل - ومسدد - عن يحيى بن سعيد، عن ثابت بن عمارة قال: حدثتني ريطة، عن كبشة بنت أبي مريم، فذكرته. الحديث: 3177 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 3178 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُخلَطَ الزَّهوْ والتمرُ ثم يُشرَبَ، وإن ذلك كان عامَّةَ خمورهم حين حُرِّمت الخمر» . أخرجه مسلم. [ص: 135] وفي رواية النسائي، قال: «نهى رسول - صلى الله عليه وسلم- أَن يُجمَع بين شيئين مِمَّا يُنبَذان، مما يبغي أحدهما على صاحبه. قال، وسألته عن الفَضيخ؟ فنهاني عنه، قال: وكان يكْرهُ المذَنَّبَ من البُسْر مخافةَ أن يكونا شيئين، فكنا نقطَعُه» . وفي رواية قال أبو إدريس: «شَهِدْتُ أنس بن مالك أُتِي ببُسر مُذَنَّب، فجعل يقطعُه منه» . وفي رواية قال: «كان أنس يأمُر بالمذنَّب فيُقرضُ» . وفي رواية: «كان لا يَدَع شيئاً قد أَرطب إلا عزله عن فَضِيخِهِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُذَنَّب) : البُسر المذنَّب: هو الذي أرطب بعضه.   (1) رواه مسلم رقم (1981) في الأشربة، باب تحريم الخمر، والنسائي 8 / 291 و 292 في الأشربة، باب ذكر العلة التي من أجلها نهى عن الخليطين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (6/88) قال: ثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: نا عبد الله بن وهب، قال: ني عمرو بن الحارث، أن قتادة حدثه، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها النسائي (8/291) قال: نا سويد بن نصر، قال: نا عبد الله بن المبارك، عن وقاء بن إياس، عن المختار بن فلفل، فذكره. الحديث: 3178 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 3179 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «نبيذُ البُسر بَحْت لا يَحِلُّ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَحت) : البحت: الخالص من كل شيء لا يشاركه غيره.   (1) 8 / 322 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/322) قال: قال: نا أبو بكر بن علي، قال: ثنا القواريري، قال: ثنا حماد، قال: ثنا أيوب، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 3179 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 3180 - (د) جابر بن زيد وعكرمة: «كانا يَكْرَهان البُسر وحده، [ص: 136] ويأخذان ذلك عن ابن عباس، وقال ابن عباس: أخشى أن يكونَ المُزَّاء الذي نُهِيتْ عنه عبد القيس. قال: فقلت لقَتادة: ما المُزَّاءُ؟ فقال: النَّبيذُ في الحَنْتَمِ والمُزَفَّت» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3709) في الأشربة، باب في نبيذ البسر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3709) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن جابر بن زيد، وعكرمة، فذكراه. (*) أخرجه أحمد (1/310) (2831) قال: حدثنا بهز. وفي (1/334) (3095) قال: حدثنا عبد الصمد. كلاهما - بهز، وعبد الصمد - قالا: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يكره البسر وحده ويقول: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفد عبد القيس عن المزاء» فأرهب أن تكون البسر. الحديث: 3180 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 جوازه 3181 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان يُنبَذُ لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- زبيب فيُلقى فيه تمر، أَو تمر فيُلقى فيه زبيب» . وفي رواية، قالت: صفية بنت عطية: «دخلت مع نِسوة من عبد القيس على عائشة. فسألناها عن التمر والزبيب؟ فقالت: كنت آخذُ قَبْضَة من تمر، وقَبضة من زبيب، فأُلقيه في إناء، فأمْرُسُه، ثم أسقيه النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3707) و (3708) في الأشربة، باب في الخليطين، وإسنادهما ضعيفان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3707) قال: ثنا مسدد، قال ثنا عبد الله بن داود، عن مسعر، عن موسى بن عبد الله، عن امرأة من بني أسد، فذكرته. والرواية الثانية: أخرجه أبو داود (3708) قال: ثنا زياد بن يحيى الحساني، قال: ثنا أبو بحر، قال: ثنا عتاب بن عبد العزيز الحماني، قال: ثنتي صفية بنت عطية، فذكرته. قلت: والحديث قد تقدم بنحوه. الحديث: 3181 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 [الفرع] الخامس: في المطبوخ تحليله 3182 - (ط) محمود بن لبيد: «أن عمر - حين قَدِمَ الشامَ - شكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلَها، وقالوا: لا يُصْلِحنا إلا هذا الشَّرابُ، فقال: اشربوا العسلَ، فقالوا: لا يُصلحنا العسلُ، فقال رجل من أهل [ص: 137] الأرض (1) : هل لك أَن نجْعَلَ لك من هذا الشراب شيئاً لا يُسْكرُ؟ قال: نعم، فطبخوه حتى ذهب [منه] الثُلثَان وبقي الثلث، فأَتوا به عمرَ بن الخطاب فأدخل فيه إصبَعَه، ثم رفع يده فتَبِعها يَتَمطَّط، فقال: هذا الطِّلاء (2) ، هذا مثل طِلاء الإبل، فأمرهم بشربه، فقال له عبادةُ بن الصامت: أحْلَلْتَها والله (3) ، قال: كلا والله (4) ، اللهم إني لا أُحِلُّ لهم شيئاً حرَّمتَهُ عليهم، ولا أُحرِّمُ عليهم شيئاً أَحّلَلْتَهُ لهم» أخرجه الموطأ (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتمطط) التمطُّط: التمدد. أراد: أنه كان ثخيناً. (الطِّلاء) : ضرب من الأشربة، وقيل: هو من أسماء الخمر. قال الجوهري: الطلاء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه، وبعض العرب يسمي الخمر. [ص: 138] الطلاء، يريد بذلك تحسين اسمها، لا أنها الطلاء بعينها، والطلاء أيضاً: القطران وكل ما يُطلى به.   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": يعني أرض الشام. (2) قال الحافظ في " الفتح ": الطلاء بكسر المهملة والمد: هو الدبس، شبه بطلاء الإبل، وهو القطران الذي يدهن به، فإذا طبخ عصير العنب حتى تمدد أشبه طلاء الإبل، وهو في تلك الحالة غالباً لا يسكر. (3) أي: الخمر. (4) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": فقال عمر: كلا والله لم أحللها، لأن اجتهاده حينئذ أداه إلى جواز مالا يسكر. (5) 2 / 847 في الأشربة، باب جامع تحريم الخمر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (1645) قال: عن داود بن الحصين، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، أنه أخبره، عن محمود بن لبيد الأنصاري، فذكره. الحديث: 3182 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 3183 - (س) سويد بن غفلة قال: «كتب عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه- إلى بعض عمَّاله: أن ارزُقِ المسلمين من الطِّلاء ما ذهب ثُلُثاه، وبقي ثُلُثُه» . وفي رواية عامر بن عبد الله قال: «قرأْتُ كتاب عمر إلى أبي موسى: أما بعدُ، فإنها قَدِمَت علَيَّ عير من الشام تَحْمِلُ شراباً غليظاً أسودَ كَطِلاء الإبل، وإني سألتهم: على كم يطبُخونه؟ فأخبروني أنهم يطبخونه على الثُّلثين، ذهب ثلثاه الأخبثان: ثُلُث بريحه، وثلث ببَغْيِه، فَمُرْ مَن قِبَلكَ يشربونه» . وفي رواية عبد الله بن يزيد الخَطمي، قال: «كتب إلينا عمر بن الخطاب: أما بعدُ فاطبُخوا شرابَكم، حتى يذهب منه نصيبُ الشيطان، فإن له اثنين ولكم واحد» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِير) : العير: الإبل تحمل الميرة والمتاع. (ببغيه) : البغي: تجاوز الحد، والمراد به: الأذى يكون في الخمر والشدة.   (1) 8 / 328 و 329 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الطلاء وما لا يجوز، وهو حديث صحيح، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه النسائي (8/328-329) قال: نا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت منصورا، عن إبراهيم، عن نباته، عن سويد بن غفلة، فذكره. ورواية عامر بن عبد الله: أخرجها النسائي (8/329) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله بن سليمان التميمي، عن أبي مجلز، عن عامر بن عبد الله، فذكره. ورواية عبد الله بن يزيد الخطمي: أخرجها النسائي (8/329) قال: نا سويد، قال:نا عبد الله، عن هشام، عن ابن سيرين، أن عبد الله بن يزيد الخطمي، فذكره. الحديث: 3183 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 3184 - (س) عامر الشعبي قال: «كنا علي يرزُقُ الناس طِلاء يقع فيه الذُّباب فلا يستطيع أن يُخرَج منه» أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 329 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الطلاء وما لا يجوز، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/329) قال: نا سويد،قال: نا عبد الله بن جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 3184 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 3185 - (س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - «أنه كان يشرب من الطِّلاء ما ذهب ثُلثاهُ وبقي ثُلثُه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 330 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الطلاء وما لا يجوز، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (8/330) قلا: نا سويد،قال: نا عبد الله، عن هشيم، قال: نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 3185 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 3186 - (س) أبو الدرداء - رضي الله عنه - «كان يشرب ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 330 في الأشربة، باب ما يجوز شربه وما لا يجوز، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/329 -330) قال: نا زكريا بن يحيى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن داود، عن سعيد بن المسيب فذكره. الحديث: 3186 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 3187 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن نوحاً نازَعه الشيطانُ في عود الكَرم، فقال: هذا لي، وقال: هذا لي فاصطلحا على أنَّ لنوح ثلثها، وللشيطان ثُلُثيْها» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 330 في الأشربة، باب ما يجوز شربه وما لا يجوز، وهو حديث حسن، ومثل هذا لا يقال بالرأي فيكون له حكم المرفوع، وروى البخاري تعليقاً 10 / 55 في الأشربة، باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة: ورأى عمر وأبو عبيدة ومعاذ شرب الطلاء على الثلث، قال الحافظ في " الفتح ": أي رأوا جواز شرب الطلاء إذا طبخ فصار على الثلث ونقص منه الثلثان، وذلك بين من سياق ألفاظ هذه الآثار، فذكر أثر عمر الذي أخرجه مالك في " الموطأ " من طريق محمود بن لبيد الذي تقدم ذكره رقم (3182) ، وما في معناه، ثم قال: وهذه أسانيد صحيحة، وقد أفصح بعضها بأن المحذور منه السكر، فمتى أسكر لم يحل، قال: وأما أثر أبي عبيدة - وهو ابن الجراح -ومعاذ - وهو ابن جبل - فأخرجه أبو مسلم الكجي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة من طريق قتادة عن أنس أن أبا عبيدة ومعاذ بن جبل وأبا طلحة كانوا يشربون من الطلاء ما طبخ على الثلث وذهب ثلثاه، قال: وقد وافق عمر ومن ذكر معه على الحكم المذكور أبو موسى الأشعري وأبو الدرداء، أخرجه النسائي عنهما، وعلي وأبو أمامة وخالد بن الوليد وغيرهم، أخرجها ابن أبي شيبة وغيره، ومن التابعين: ابن المسيب، والحسن، وعكرمة، ومن الفقهاء: الثوري، والليث، ومالك، وأحمد، والجمهور، وشرط تناوله عندهم ما لم يسكر، وكرهه طائفة تورعاً. [ص: 140] وروى البخاري تعليقاً 10 / 56 فقال: وشرب البراء وأبو جحيفة على النصف - أي: إذا طبخ الطلاء فصار على النصف - قال الحافظ في " الفتح ": ووافق البراء وأبا جحيفة جرير وأنس، ومن التابعين: ابن الحنيفة، وشريح، وأطبق الجميع على أنه إن كان يسكر حرم، وقال أبو عبيدة في " الأشربة ": بلغني أن المنصف يسكر، فإن كان كذلك فهو حرام. قال الحافظ: والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف أعناب البلاد، فقد قال ابن حزم: إنه شاهد من العصير ما إذا طبخ إلى الثلث ينعقد ولا يصير مسكراً أصلاً، ومنه إذا طبخ إلى النصف كذلك، ومثله ما إذا طبخ إلى الربع كذلك، بل قال: إنه شاهد منه ما يصير رباً خاثراً لا يسكر، ومنه ما لو طبخ لا يبقى غير ربعه لا يخثر، ولا ينفك السكر عنه، قال: فوجب أن يحمل ما ورد عن الصحابة من أمر الطلاء على ما لا يسكر بعد الطبخ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/ 330) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا سعد بن أوس، عن أنس بن سيرين، فذكره. الحديث: 3187 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 النهي عنه 3188 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «جاء رجل فسأله عن العصير؟ فقال: اشربه ما كان طرياً. قال: إني أطْبُخه وفي نفسي منه شيء؟ أكنت شاربَه قبل أن تطبُخه؟ قال: لا، قال: فإن النار لا تحِلُّ شيئاً قد حُرَّم» . (1) [ص: 141] وفي رواية، قال ابن عباس: «والله ما تحِلُّ النارُ شيئاً، ولا تُحرِّمُه، قال: ثم فسَّرَ [لي] قوله: لا تُحِلُّ شيئاً، بقولهم في الطِّلاءِ ولا تُحرِّمه: الوضُوءَ مما مسته النار» (2) أخرجه النسائي.   (1) 8 / 331 في الأشربة، باب ما يجوز شربه من العصير وما لا يجوز، وإسناده صحيح، ورواه البخاري تعليقاً 10 / 56 فقال: وقال ابن عباس: اشرب العصير ما دام طرياً، قال الحافظ في " الفتح ": وهذا يقيد ما أطلق في الآثار الماضية، وهو أن الذي يطبخ إنما هو العصير الطري قبل أن يتخمر، أما لو صار خمراً فطبخ، فإن الطبخ لا يطهره ولا يحله، إلا على رأي من يجيز تخليل الخمر، والجمهور على خلافه، وحجتهم الحديث الصحيح عن أنس وأبي طلحة أخرجه مسلم، وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي من طريق سعيد بن المسيب والشعبي والنخعي: اشرب العصير ما لم يغل، وعن الحسن البصري ما لم يتغير، وهذا قول كثير من السلف أنه إذا بدا في التغير يمتنع، وعلامة ذلك أن يأخذ في الغليان، وبهذا قال أبو يوسف، وقال أبو حنيفة: لا يحرم عصير العنب النيء حتى يغلي ويقذف بالزبد، فإذا غلى وقذف بالزبد حرم، وأما المطبوخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، فلا يمتنع مطلقاً ولو غلى وقذف بالزبد بعد الطبخ، [ص: 141] وقال مالك والشافعي والجمهور: يمتنع إذا صار مسكراً شرب قليله وكثيره، سواء غلى أو لم يغل، لأنه يجوز أن يبلغ حد الإسكار بأن يغلي ثم يسكن غليانه بعد ذلك، وهو مراد من قال: حد منع شربه أن يتغير، والله أعلم. (2) وقد ذكرت جملة " الوضوء مما مست النار " في نسخ النسائي المطبوعة ترجمة لباب، والصحيح أنها جزء من الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (8/331) قال: نا سويد، قال نا عبد الله بن، عن أبي يعفور السلمي، عن أبي ثابت الثعلبي، فذكره. والبخاري تعليقا في الأشربة -باب الباذق، ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة. والرواية الثانية أخرجها النسائي (8/331) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله، عن ابن جريج قراءة، ني عطاء، فذكره. الحديث: 3188 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 3189 - (ط س) عتبة بن فرقد - رحمه الله - قال: «قال كان النَّبيذُ الذي يشربُه عمرُ قد خلِّلَ» ومما يدلُّ على هذا حديث السائب «أن عمرَ خرج عليهم فقال: إني وجدت من فلان ريحَ شراب (1) ، وزعم أنه شرب الطِّلاءَ، وأنا سائل عما شَرب؟ فإن كان يُسْكِر جَلَدْتُه (2) ، فجلده عمر الحدَّ تماماً» . أخرجه النسائي. وأخرجه الموطأ عن السائب «أن عمر قال ... » وذكر الحديث (3) .   (1) هو عبيد الله بن عمر، وقد روى البخاري تعليقاً فقال: وقال عمر: وجدت من عبيد الله - يعني ابنه - ريح شراب. (2) وفي السياق حذف، تقديره: فسأل عنه فوجده يسكر فجلده. (3) رواه الموطأ 2 / 842 في الأشربة، باب الحد في الخمر، والنسائي 8 / 326 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده صحيح. قال الحافظ في " الفتح ": وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن الزهري سمع السائب بن يزيد يقول: قام عمر على المنبر فقال: ذكر لي أن عبيد الله بن عمر وأصحابه شربوا شراباً وأنا سائل عنه، فإن كان يسكر حددتهم، قال ابن عيينة: فأخبرني معمر عن الزهري عن السائب قال: فرأيت عمر يجلدهم، قال الحافظ: وهذا الأثر يؤيد أن المراد بما أحله عمر من المطبوخ الذي [ص: 142] يسمى الطلاء ما لم يكن بلغ حد الإسكار، فإن بلغه لم يحل عنده، ولذلك جلدهم ولم يستفصل هل شربوا منه قليلاً أو كثيراً، قال: وفي هذا رد على من احتج بعمر في جواز شرب المطبوخ إذا ذهب منه الثلثان ولو أسكر، فإن عمر أذن في شربه ولم يفصل، وتعقب بأن الجمع بين الأثرين عنه يقتضي التفصيل، وقد ثبت عنده أن كل مسكر حرام، فاستغنى عن التفصيل، ويحتمل أن يكون سأل ابنه، فاعترف بأنه شرب كذا، فسأل غيره عنه، فأخبره أنه يسكر، أو سأل ابنه فاعترف أن الذي شرب يسكر، وانظر تتمة الموضوع في " الفتح " 10 / 57 في الأشربة، باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (1632) . والنسائي (8/326) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة، عليه، وأنا أسمع عن ابن القاسم قال: ثني مالك، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، فذكره. الحديث: 3189 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 3190 - (د) مالك بن أبي مريم: قال: دخل علينا عبد الرحمن بن غَنم، فتَذاكرنا الطّلاءَ، فقال: حدَّثني أبو مالك الأشعري: أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَيشْربَنَّ ناس من أمتي الخمرَ يُسَمّونَها بغير اسمها» . قال سفيان الثوري: وقد سئل عن الدَّاذِيِّ؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَسْتَحِلُّ أُمتي الخمر يُسمُّونها بغير اسمها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3688) و (3689) في الأشربة، باب في الداذي، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4020) في الفتن، باب العقوبات، وهو حديث صحيح، وهو من معجزاته عليه الصلاة والسلام التي قضى بها على كل من يحاول أن يغير أسماء المشروبات المحرمة ويسميها بغير اسمها، كما هو واقع في زماننا هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/342) قال: حدثنا زيد بن الحباب. «وأبو داود» (3688) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا زيد بن الحباب. وابن «ماجة» (4020) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال حدثنا معن بن عيسى. كلاهما - زيد بن الحباب، ومعن بن عيسى - عن معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أبو داود (3689) قال: ثنا شيخ من أهل واسط، قال ثنا أبو منصور الحارث بن منصور، قال: سمعت سفيان الثوري، وسئل عن الداذي، فذكره. الحديث: 3190 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 3191 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «أحْدَث الناس أَشربة، ما أدري ما هي؟ فمالي شراب منذُ عشرين سنة - أَو قال: أربعين سنة - إلا الماءُ والسَّويقُ، غير أنه لم يذكر النَّبيذَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 336 في الأشربة، باب ذكر الأشربة المباحة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (8/336) قال:ني أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم، قال ثنا القوايري، قال: ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن محمد بن عبيدة، فذكره. الحديث: 3191 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 3192 - (س) عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه، قال: سألتُ [ص: 143] أُبيَّ بن كعب عن النَّبيذ؟ فقال: اشرب الماءَ، واشرب العسل، واشرب السويقَ، واشرب اللبن الذي نُجِعتَ به، فعاودتُه، فقال: الخمرَ تُريدُ؟ الخمر تريدُ؟ أَخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 335 في الأشربة، باب ذكر الأشربة المباحة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (256) . و «الحميدي» (708) قال: حدثنا سفيان، أخرجه النسائي (8/325) قال: نا سويد، قال نا عبد الله، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر عبد الله، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3192 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 الفصل الخامس: في الظروف، وما يحرم منها، وما يحل ، وفيه فرعان [الفرع] الأول: ما يحرم منها 3193 - (م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «خطب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في بعض مغازيه، فأقْبَلْتُ نحوه، فانْصَرَف قبل أن أَبلُغَه، فسأَلت: ما كان قال؟ فقال: نهى أن يُنتَبَذَ في الدُّبَّاء والمزفَّت» . وفي رواية، قال: قلت لابن عمر: نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجَرِّ؟ فقال: قد زعموا ذلك. قلت: أنهى عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: قد زعموا ذلك. وفي أخرى، قال: كنت جالساً عند ابن عمر، فجاءه رجل، فقال: أنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجرِّ والدُّبَّاء والمزَفَّت؟ قال: نعم. وفي أخرى، قال: سمعت ابن عمر غيرَ مَرَّة يقول: نهى رسولُ الله [ص: 144] صلى الله عليه وسلم- عن الحَنْتم والدُّبَّاء والمزَّفتِ - قال: وأُراه قال: والنَّقيرِ. وفي أخرى قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحنتمةِ. قلت: وما الحَنتمةُ؟ قال: الجرَّة» . وفي أخرى، قال ابن المسيب: سمعت ابن عمر عند هذا المِنْبَر- وأشار إلى مِنبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قدمَ وفْدُ عبد القَيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأَلوه عن الأشربة؟ فنهاهم عن الدُّبَّاء والنقير والحنتم، فقلت: يا أَبا محمد: والمزَفَّتِ؟ وظنَنَّا أنه نَسيه» ، فقال لم أسمعه يومئذ من ابن عمر، وقد كان يكره هذا» . وفي أخرى، قال ابن جبير: «أشهَدُ على ابن عمر وابن عباس: أنهما شَهِدَا أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدُّبَّاء والحنتم والمزفَّت والنَّقير» . وفي أخرى، قال: «سألت ابن عمر عن نبيذ الجرَّ؟ قال حرَّمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نبيذ الجَرِّ، فأتيتُ ابن عباس. فقلت: ألا تسمع ابن عمر؟ قال: وما يقول: قلت: قال حَرَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نبيذ الجرِّ، قال: صدق ابن عمر، حرَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نبيذ الجرِّ قلت: وأي شيء نبيذ الجر؟ قال: كل شيء يُصنَعُ من المدَر» . وفي رواية أبي الزبير، قال: قال ابن عمر: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الجرِّ والدُّباء والمزفَّت» . قال أبو الزبير: وسمعت جابر بن عبد الله يقول: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الجَرِّ والمزَّفت، والنَّقير، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا لم يجد شيئاً ينتَبَذُ له فيه نُبِذَ [له] في تَوْر من حجارة» . وفي رواية زاذان، قال: «قلت لابن عمر حدَّثني بما نهى عنه رسول الله [ص: 145] صلى الله عليه وسلم- من الأَشْرِبة بلُغَتِكَ، وفَسِّرهُ لي بِلُغَتنَا، فإن لكم لغة سوى لغتِنا، فقال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحنتم، وهي الجرَّةُ، وعن الدُّبَّاء، وهي القَرْعة، وعن المزفَّت، وهو المُقَيَّر، وعن النَّقير، وهي النخلة تُنْسَجُ نسجاً (1) وتُنْقَرُ نقْرًا، وأمر أن يُنبَذَ في الأسقية» . هذه رواية مسلم. وأخرج الأولى منها الموطأ، وأخرج أبو داود السابعة والثامنة. وأخرج الترمذي عن طاوس، قال: «إن رجلاً أتى ابنَ عمر، فقال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجَرِّ؟ فقال: «نعم» . قال طاوس: والله: أني سمعتُه منه. وأخرج النسائي الرواية الرابعة والخامسة والسابعة، وزاد فيها: «ثم تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: {وَمَا آتَاكُمُ الرسُول فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُم عَنْهُ فَانْتَهُوا} » [الحشر: 7] . وأخرج الثامنة، وأخرج رواية الترمذي. وله في أخرى، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء» لم يَزِد على هذا. وفي أخرى: «أنه نهى عن المزفَّت والقرع» . وفي أخرى: «عن الدُّبَّاء والحنتم والنَّقير» . وأخرج هو والترمذي أيضاً رواية زاذان (2) . [ص: 146] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدُّبَّاء) : القرع: واحده: دُبَّاءة. (المُزَفَّت) : الإناء يطلى بالزِّفت، أو القار، وينتبذ فيه. (الجَر) : واحد جِرار الخزف، و «الحنتم» : جر كانوا يجلبون فيه الخمر إلى المدينة، قيل: إنه أخضر، و «النقير» قد ذكر في الحديث، وهو خشبة أو جذع ينقر وينبذ فيه. (المدر) : الطين المستحجر. قالوا: إنما نهى عن هذه الضروف لأنها تسرع الشدة فيها في النبيذ.   (1) كذا في الأصل والمطبوع بالجيم فيهما، وفي " صحيح مسلم " بالحاء المهملة فيهما، قال النووي في " شرح مسلم ": كذا هو في معظم الروايات، - يعني بالحاء فيهما - أي تقشر، ووقع لبعض الرواة في بعض النسخ: تنسج بالجيم، قال القاضي وغيره: هو تصحيف، وادعى بعض المتأخرين أنه وقع في نسخ صحيح مسلم، وفي الترمذي بالجيم، وليس كما قال، بل معظم نسخ مسلم بالحاء. (2) رواه مسلم رقم (1997) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، والموطأ 2 / 843 في الأشربة، باب ما ينهى أن ينبذ فيه، وأبو داود رقم (3690) و (3691) في الأشربة، باب في الأوعية، والترمذي رقم (1868) و (1869) في الأشربة، باب ما جاء في نبيذ الجر، والنسائي 8 / 303 و 304 و 306 و 308 في الأشربة، باب ذكر الأوعية التي نهي عن الانتباذ فيها، وباب ذكر النهي عن نبيذ الدباء والحنتم، وباب ذكر الدلالة على النهي للموصوف من الأوعية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وأحمد (2/3) (4465) قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله. وفي (2/10) (4574) قال: حدثنا سفيان، وقال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/48) (5092) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/54) قال (5156) قال: حدثنا حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/77) (5477) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى. وفي (2/102) (5789) قال حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. ومسلم (6 /95و 96) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتيبة، وابن رمح، وعن الليث بن سعد (ح) وحدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل. جميعا عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن أبي عمر، عن الثقفي، عن يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك يعني ابن عثمان. (ح) وحدثني هارون الأيلي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة. وابن ماجة (3402) قال: حدثنا محمد بن رمح قال: أنبأنا الليث بن سعد. و «النسائي» (8/305) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. سبعتهم - مالك، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وأيوب، والليث بن سعد، والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد - عن نافع، فذكره. (*) رواية معتمر عن عبيد الله. ورواية الليث بن سعد عن ابن ماجة، مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينبذ في المزفت القرع» . (*) ورواية يحيى، عن عبيد الله مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المزفت والقرع» وعن نافع، عن عبد الله بن عمر «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نادى في الناس: الصلاة: جامعة. فبلغ ذلك عبد الله، فانطلق إلى أهله جوادا، فألقى ثيابا كانت عليه، ولبس ثيابا كان يأتي فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم انطلق إلى المصلى، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد انحدر من منبره، وقام الناس في وجهه، فقال: ما أحدث نبي الله -صلى الله عليه وسلم- اليوم؟ قالوا: نهى عن النبيذ. قال: أي النبيذ؟ قال نهى عن الدباء والنقير» . قال: فقلت لنافع: فالجرة؟ قال: وما الجرة؟ قال: قلت الحنتمة. قال: وما الحنتمة؟ قلت القلة. قال: لا. قلت: فالمزفت؟: قال: وما المزفت:؟ قلت: الزق يزفت. والراقود يزفت قال: لا لم ينه يومئذ إلا عن الدباء والنقير. أخرجه أحمد (2/93) (5679) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عقبة بن أبي الصهباء، قال: حدثنا نافع، فذكره. - وعن طاووس، قال: كنت جالسا عند ابن عمر، فجاءه رجل فقال: أنهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر والدباء والمزفت؟ قال: نعم. أخرجه الحميدي (707) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة. وأحمد (2/29) (4837) قال: حدثني بن أبي عدي، عن سليمان، يعني التيمي. وفي (2/35) (4913) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن طاووس. وفي (2/47) (5072) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا حنظلة. وفي (2/56) (5178) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن التيمي. في (2/101) (5764) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن طاووس. وفي (2/106) (5833) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن بكار - يعني ابن عبد الله - عن خلاد بن عبد الرحمن بن جندة. وفي (2/115) (5960) قال: حدثنا حسين، وابن أبي بكير، المعنى، قالا: حدثنا شعبة، عن سليمان التيمي، وإبراهيم بن ميسرة. وفي (2/55) (6441) قال: حدثنا عبد الله بن حنظلة. ومسلم (6/96) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا ابن علية قال: حدثنا سليمان التيمي. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن طاووس. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال حدثنا بهز، قال: حدثنا وهيب، وقال حدثنا عبد الله بن طاووس (ح) . حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة. والترمذي (1867) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا ابن علية، ويزيد بن هارون، قالا: أخبرنا سليمان التيمي. والنسائي (8/302) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن سليمان التيمي. وفي (8/303) قال: أخبرنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان التيمي وإبراهيم بن ميسرة. وفي (8/304) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن إبراهيم بن ميسرة. وفي (8/305) قال: أخبرنا جعفر بن مسافر، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا ابن طاووس. خمستهم - إبراهيم بن ميسرة، وسليمان التيمي، وعبد الله بن طاووس، وحنظلة، وخلاد بن عبد الرحمن بن جندة - عن طاووس فذكره. وعن عقبة بن حريث، قال: سمعت ابن عمر يقول «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجر والدباء والمزفت. وقال: آنتبذوا في الأسقية.» . أخرجه أحمد (2/44) (5030) قال: حدثنا بهز، ومحمد بن جعفر. وفي (2/73) (5429) قال: حدثنا عفان. وفي (2/85) (5572) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (6/96) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - بهز، ومحمد بن جعفر، وعفان - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عقبة بن حريث، فذكره وعن زاذان، قال: قلت لابن عمر: حدثني بما نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأشربة بلغتك. وفسره لي بلغتنا، فإن لكم لغة سوى لغتنا. فقال: «نهى رسو ل الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحنتم، وهي الجرة، وعن الدباءء وهي القرعة. وعن المزفت، وهو المقير. وعن النقير، وهي النخلة تنسح نسحا، وتنقر نقرا. وأمر أن ينتبذ في الأسقية» . أخرجه أحمد (2/56) (5191) قال: حدثنا يحيى بن سعيد وابن جعفر. ومسلم (6/97) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا أبو داود. والترمذي (1868) قال: حدثنا أبو موسى، محمد بن المثني، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (8/308) قال: أخبرناعمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد. خمستهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، ومعاذ بن معاذ، وأبو داود الطيالسي، وبهز بن أسد - عن شعبة، قال: حدثني عمرو بن مرة، قال: حدثني زاذان، فذكره. وعن جبلة، قال سمعت ابن عمر يحدث قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحنتمة» فقلت: ما الحنتمة؟ قال: الجرة. أخرجه أحمد (2 /27) (4809) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/42) (5013) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز ومسلم (6/97) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (8/303) قال: أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا أمية. أربعتهم - يزيد، ومحمد بن جعفر، وبهز، وأمية بن خالد - عن شعبة، عن جبلة بن سحيم. فذكره. - وعن سعيد بن المسيب، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول عند منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا «قدم وفد عبد القيس مع الأشج، فسألوا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشراب؟ فقال: لا تشربوا في حنتمة، ولا في دباء، ولا نقير» . فقلت له: يا أبا محمد، والمزفت؟ وظننت أنه نسي. فقال: لم أسمعه يومئذ من عبد الله بن عمر، وقد كان يكرهه. أخرجه أحمد (2/14) (4629) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/41) (4995) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/78) (5494) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (6/97) قال: قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (8/306) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم بن فروة، يقال له: ابن كردي بصري، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - إسماعيل، ويزيد بن هارون، وشعبة - عن عبد الخالق بن سلمة الشيباني، قال: سألت سعيد بن المسيب عن النبيذ، فذكره. (*) رواية شعبة، مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء، والحنتم، والمزفت، والنقير» . قال سعيد: وقد ذكر المزفت عن غير ابن عمر. (*) أخرجه النسائي (الكبرى / الورقة 88ب) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عقبة بن حريث، قال: قعدنا إلى رجل يقال له: سعيد بن المسيب، فذكروا له حديث ابن عمر في الجر؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يحرمه، ولكن أصحابه وقعوا في جرار خيبر، فنهاهم عنه. مرسل. - وعن محارب ين دثار، قال: سمعت ابن عمر يقول: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء، والحنتم، والمزفت» قال: شعبة: وأراه قال: والنقير. أخرجه أحمد (2/42) (5015) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والحجاج، قالا: حدثنا شعبة. وفي (2/58) (5224) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/96) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: أخبرنا عبثر، عن الشيباني. والنسائي (8/306) قال: أخبرنا سويد، قال: أنبانا عبد الله، عن شعبة. كلاهما - شعبة، والشيباني - عن محارب بن دثار، فذكره. - وعن أبي الزبير، أنه سمع ابن عمر يقول: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الجر، والدباء والمزفت» . أخرجه أحمد (2/35) (4914) . ومسلم (6/97) قال: حدثني محمد بن رافع. كلاهما - أحمد، وابن نافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. (*) وحديث زهير، عن أبي الزبير، عن جابر، وابن عمر، عبد أحمد (3/386) . ومسلم (6/97) وعن ثابت، قال: سألت بن عمرعن نبيذ الجر، أهل نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: زعموا ذلك. فقلت: النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى؟ فقال: قد زعموا ذلك. فقلت: أنت سمعته منه؟ فقال: قد زعموا ذلك. فصرفه الله عني، وكان إذا قيل لأحد: أنت سمعته؟ غضب، وهم يخاصمه» . أخرجه أحمد (2/35) (4915) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/47) (5074) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/73) (5423) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة. وفي (2/78) (5486) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/69) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا حماد بن زيد. أربعتهم- معمر، وشعبة، وسليمان، وحماد - عن ثابت البناني، فذكره. (*) أخرجه النسائي (الكبرى / الورقة 89-أ) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن ثابت، عن عبد الله بن عمر، قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبييذ الجر. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى أيضا (الورقة 89- أ) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل، عن الحسين، عن يزيد، عن بن سيرين، قال: حدثني عبد الله بن عمر أن عمر نهى عن نبيذ الجر. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 89- أ) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل، عن الحسين، عن يزيد، عن ابن سيرين، قال: حدثني عبد الله بن عمر، أن عمر نهى عن نبيذ الجر. الحديث: 3193 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 3194 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: قال إبراهيم: «قلت للأسود بن يزيد: هل سألتَ عائشة عما يُكْرَهُ أن يُنتَبَذَ فيه؟ قال: نعم، قلت: يا أُم المؤمنين، عمَّ نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُنتبَذ فيه؟ قالت: نَهانا في ذلك أهلَ البيت أن ننتبِذَ في الدُّبَّاء والمزفَّت، قال: قلت له: أما ذكَرَتِ الحنتَم، والجرَّ؟ قال: إنما أُحَدِّثكَ بما سمعتُ، أَأَحدثُكَ ما لم أسمع؟ أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم عن ثمامة بن حَزْن القُشيري قال: لقيتُ عائشة، فسألتها عن النَّبيذ؟ فحدَّثتني: أن وفدَ عبد القيس قَدمُوا على النبي - صلى الله عليه وسلم-، فسأَلوه - صلى الله عليه وسلم- عن النَّبيذ؟ فنهاهم أن ينتبذوا في الدُّبَّاء، والنقير والمزفت [ص: 147] والحنتم» . [وفي أخرى له عن ثُمامة بن حزن قال: «لقيت عائشة، فسألتها عن النبيذ] فدعت عائشة جارية حبشية، فقالت: سَلْ هذه، فإنها كانت تَنبِذ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت الحبشية: كنت أنبِذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سِقاء من الليل فأُوكِيه وأُعَلِّقُهُ، فإذا أصبح شرب منه» . وفي أخرى له قالت: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمزَفَّت» . وفي أخرى «المُقَيَّر» موضع «المزفَّتِ» وفي أخرى، قالت: «كنا ننبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سقاء يوكَى أعلاهُ، وله عَزلاءُ نَنبِذه غُدوة، فيشربه عشياً، وننبذه عشياً، فيشربه غدوة» . وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد مسلم إلى قوله: «الحَنتم» . وله في أخرى، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تنبِذوا في الدُّبَّاء ولا المزفِّت، ولا النقير، وكلُّ مُسْكر حرام» . وفي أخرى قالت: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء والمزفت» . وفي أخرى، قالت: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن شَرَاب صُنِعَ في دُبَّاء أو حنتم أَو مُزفَّت، لا يكون زيتاً أو خلاً» . وفي أخرى، قالت: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن نبيذ النَّقِير، والمقيَّر، والدُّبَّاء، والحَنْتَم» . وفي أخرى مثلها، وسمَّت: «الجِرارَ» . وفي أخرى أن كريمة بنت همَّام سمعَت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تقول: «نُهيتُم عن المزفت، ثم أقبلت على النساء، فقالت: إياكُنَّ والجرُّ الأخضرُ [ص: 148] فإن أسكركُنَّ ماءُ حُبِّكُنَّ (1) فلا تَشْرَبنَهُ» (2) .   (1) الحب، بضم الحاء: الخابية، فارسي معرب، وجمعه حباب، وحببة بوزن عنبة. (2) رواه البخاري 10 / 53 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي، ومسلم رقم (1995) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والحنتم، و (2005) في الأشربة، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكراً، والنسائي 8 / 297 في الأشربة باب تحريم كل شراب أسكر، وباب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت، وباب النهي عن نبيذ الدباء والحنتم والمزفت، وباب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/115) قال: حدثنا معاوية. قال: حدثنا زائدة. قال: حدثنا منصور. وفي (6/133) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا أبو زبيد، عن الأعمش. وفي (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج. قال: حدثي شعبة، عن حماد. وفي (6/203) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا سفيان وشعبة، عن منصور وسليمان وحماد. وفي (6/278) قال: حدثنا زياد بن عبد الله. قال: حدثنا منصور. و «البخاري» (7/ 139) قال: حدثني عثمان. قال: حدثنا جرير، عن منصور. ومسلم (6/93) قال: حدثنا زهير بن حرب وإسحاق ابن إبراهيم. كلاهما عن جرير قال زهير: حدثنا جرير، عن منصور. (ح) وحدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي قال: أخبرنا عبثر، عن الأعمش (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا يحيى، هو القطان. قال: حدثنا سفيان وشعبة. قالا: حدثنا منصور وسليمان وحماد. والنسائي (8/305) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان، عن منصور وحماد وسليمان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (11 / 15936) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان وشعبة. كلاهما عن منصور وسليمان وحماد (ح) وعن بندار، عن غندر، عن شعبة، عن حماد، وفي (11/15989) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن منصور. ثلاثتهم - منصور، وسليمان الأعمش، وحماد بن أبي سليمان - عن إبراهيم النخعي، فذكره. (*) في رواية حماد بن أبي سليمان، عند أحمد (6/172) : « ... نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والحنتم والمزفت» . (*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.. وأثبتنا لفظ رواية جرير، عن منصور، عند مسلم (6/93) . - وعن معاذة، عن عائشة قالت: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والحنت، والنقير والمزفت» . وفي رواية: «.. والمقير» بدل «المزفت» . أخرجه أحمد (6/31) قال: حدثنا معتمر. وفي (6/47) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (6/94) قال: حدثنا يعقوب بن إبر اهيم. قال: حدثنا ابن علية. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي (8/307) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. قال: حدثنا ابن علية. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. ثلاثتهم - معتمر بن سليمان، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب الثقفي، وعن إسحاق بن سويد، عن معاذ، فذكرته. (*) قال النسائي: في حديث ابن علية: قال إسحاق بن سويد: وذكرت هنيدة، عن عائشة، مثل حديث معاذة. وسمن الجرار قلت لهنيدة: أنت سمعتيها سمت الجرار؟ قال: نعم. رواية زياد بن أيوب، عن ابن علية مختصرة على: «نهى عن الدباء بذاته» . (*) أخرجه النسائي (8/307) قال: أخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله، عن طود بن عبد الملك القيسي بصري. قال: حدثني أبي، عن هنيدة بنت شريك بن زبان، قال: لقيت عائشة رضي الله عنها بالخريبة، فسألتها عن العكر. فنهتني عنه. وقالت: انبذي عشية واشربيه غدوة، وأوكي عليه، ونهتني عن الدباء، والنقير، والمزفت والحنتم. موقوف. - وعن أبي سلمة، أن عائشة حدثته، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تنبذوا في الدباء، ولا في الحنتم، ولا في النقير، ولا في المزفت، ولا تنبذوا الزبيب والتمر جميعا. ولا تنبذوا البسر والرطب جميعا» . أخرجه أحمد (6/242) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن ثمامة بن كلاب. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17701) عن ابن المثنى، عن أبي عامر العقدي، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير عن ثمامة بن كلاب. وفي (12/17738) عن محمد بن معمر، عن أبي داود، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، أن كلاب بن علي أخبره. كلاهما - ثمامة بن كلاب، وكلاب بن علي - عن أبي سلمة، فذكره. - وعن ثمامة بن حزن القشيري. قال: لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ فحدثتني «أن وفد عبد القيس قدموا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبيذ، فنهاهم أن ينتبذوا في الدباء والنقير، والمزفت والحنتم» . أخرجه أحمد (6/131) قال: حدثنا عفان. ومسلم (6/93) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، والنسائي (8/ 307) قال: أخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله. ثلاثتهم - عفان، وشيبان بن فروخ، وعبد الله بن المبارك - عن القاسم بن الفضيل. قال: حدثنا ثمامة ابن حزن القشيري، فذكره. - وعن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير، وكل مسكر حرام» . أخرجه أحمد (6/332) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر قالا: حدثنا زهير، يعني ابن محمد، عن عبد الله بن محمد، يعني ابن عقيل. وفي (6. /333) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل. والنسائي (8/297) قال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان. قال: حدثنا ابن زبر. كلاهما - عبد الله بن محمد. وعبد الله بن العلاء بن زبر - عن القاسم بن محمد، فذكره. وعن عبد الله بن معقل المحاربي. قال: سمعت عائشة تقول: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينتبذ في الدباء والحنتم والمزفت» أخرجه أحمد (6/80) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا شيبان. وفي (6/98) قال: حدثنا حسن قال: حدثنا شيبان. وفي (6/123) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. كلاهما - شيبان، وأبو عوانة - عن أشعث بن سليم. قال: حدثنا عبد الله بن معقل المحاربي، فذكره. - وعن حبة قال: سمعت عائشة تقول: «نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ننتبذ في الدباء والحنتم والمزفت» أخرجه أحمد (6/112) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا سليمان بن قرم، عن الأشعث، يعني ابن سليم، عن حبة، فذكره. - وعن زينب بنت نصر وجميلة بنت عباد أنهما سمعتا عائشة قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن شراب صنع في دباء، أو حنتم، أو مزفت، لا يكون زيتا أو خلا. أخرجه النسائي (8/306) قال: أخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله، عن عون بن صالح البارقي، عن زينب بنت نصر وجميلة بنت عباد، فذكرتاه. - وعن كريمة بنت همام، أنها سمعت عائشة أم المؤمنين تقول: «نهيتم عن الدباء، نهيتم عن الحنتم، نهيتم عن المزفت، ثم أقبلت على النساء. فقالت: إياكن والجر الأخضر، وإن أسكركن ماء حبكن فلا تشربنه» . أخرجه النسائي (8/320) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله عن علي بن المبارك. قال: حدثتنا كريمة بنت همام، فذكرته. - عن: شميسة، عن عائشة. قالت: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر» أخرجه أحمد (6/235) قال: حدثنا عبد الواحد.، وفي (6/244) قال: حدثنا روح. و «عبد الله بن أحمد» (6/244) قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا محمد بن أبي بكر. ثلاثتهم - عبد الواحد، وروح، ومحمد بن أبي بكر - عن هشام، عن شميسة، فذكرته. عن أمينة، عن عائشة، أنها سئلت عن نبيذ الجر، فقالت: تعجز إحداكن أن تتخذ من أضحيتها سقاء ثم قالت: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو منع رسول، عن نبيذ الجر وكذا وكذا» . نسيه سليمان. أخرجه أحمد (6/99) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. قال: أخبرنا سليمان التيمي. قال: حدثتني أمينة. فذكرته. - عن خمس نسوة، عن عائشة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن نبيذ الجر» . أخرجه أحمد (6/96) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. قال: حدثني خمس نسوة. فذكروه. وعن أبي سعيد الرقاشي، قال: سألت عائشة عن نبيذ الجر، فأخرجت إلي جرة من رراء الحجاب، فقالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكره ما يصنع في هذه. أخرجه أحمد (6/ 252) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثني الربيع، يعني ابن حبيب الحنفي، قال: سمعت أبا سعيد الرقاشي يقول، فذكره. الحديث: 3194 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 3195 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن ناساً من عبد القيس قَدِموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا نبيَّ الله، إنَّا حَيّ من ربيعةَ، وبيننا وبينك كُفَّار مُضَر، ولا نَقْدِر عليك إلا في الأشهُر الحُرُم، فمُرنا بأمر نأمرُ به من وراءَنا، وندخل به الجنَّةَ إذا نحن أخذنا به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: آمُرُكم بأربع، وأنهاكم عن أربع: اعبدوا الله، ولا تُشركوا به شيئاً، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخمس من الغنائم، وأنهاكم عن أربع: عن الدُّباء، والحنتم، والمزفَّت، والنَّقير. قالوا: يا نبيَّ الله، ما عِلْمُكَ بالنقير؟ قال: بلى، جذْع تَنقُرونه فتُلقُونَ فيه من القُطَيعَاء - أو قال: من التمر - ثم تَصُبُّونَ فيه من الماء، حتى إذا سكَنَ غلَيَانُهُ شَرِبتُموه، حتى إن أحدكم - أو أحدهم ليَضربُ ابنَ عمِّه بالسيف قال: وفي القوم رجل أصابته جرَاحة كذلك، قال: وكنت أخبأُها حياء من رسول الله، فقلت: ففيم نشرب يا رسول الله؟ قال: في أسقية الأَدَم [ص: 149] التي يُلاثُ على أفواهها، قالوا: يا رسول الله، إن أَرضنا كثيرة الجِرذانِ ولا تبقى بها أسقيَةُ الأدَم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: وإن أكلتْها الجِرذانُ، وإن أكلتها الجرذانُ، وإن أكتلها الجِرذانُ. قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس: إن فيك لَخَصلتين يُحِبُّهما الله عز وجل الحِلمُ، والأَناةُ» . وفي رواية: «إن وفد عبد القيس قالوا: يا نبي الله، جعلنا الله فداءك: ماذا يصلحُ لنا من الأشربة؟ قال: لا تشربوا في النّقير، قالوا: يا نبي الله جعلنا الله فداءك أو تدري ما النَّقير؟ قال نعم: الجِذع ينقرُ وسَطُه، ولا في الدُّبَّاء، ولا في الحنتمة وعليكم بالموكَى» . وفي أخرى، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الشرب في الحنتمة والدُّبَّاء والنقير» . وفي أخرى، قال: «نهى عن الجرِّ أَن يُنْتَبذَ فيه» . وفي أخرى «عن الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمزفَّت» . وقال بعض رُواته: «نهى أن ينتَبذ» أخرجه مسلم، وأخرج النسائي الرواية الثالثة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القطيعاء) : نبيذ معروف يتخذ من الحنطة بمصر.   (1) رواه مسلم رقم (18) في الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والنسائي 8 / 306 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والحنتم والنقير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/22) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/90) قال: حدثنا روح. والبخاري في الأدب المفرد (585) قال حدثنا علي بن أبي هاشم، قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (1/36) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا ابن علية. وفي (1/37) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي. أربعتهم - يحيى، وروح، وإسماعيل بن علية، وابن أبي عدي - عن سعيد بن أبي عروبة، قال: حدثنا قتادة، عمن لقي الوفد وذكر أبا نضرة، فذكره. (*) في رواية روح لم يذكر: إن فيك خصلتين (*) ورواية علي بن أبي هاشم مختصرة على: «إن فيك لخصلتين» . - وبنحوه: عن أبي نصرة أن با سعيد الخدري، أخبره، «أن وفد عبد القيس، لما أتوا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: يانبي الله جعلنا الله فداءك، ماذا يصلح لنا من الأشربة؟ فقال: لا تشربوا في النقير. قالوا: يانبي الله، جعلنا الله فداءك، أو تدري ما النقير؟ قال: نعم، الجذع ينقر وسطه، ولا في الدباء، ولا في الحنتمة، وعليكم بالموكي.» . أخرجه أحمد (3/57) قال: حدثنا عبد الرزاق، وروح، ومسلم (1/37) قال: حدثني محمد بن بكار البصري، قال: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثني محمد بن رافع قال: حدثنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وروح، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة، أن أبا نضرة أخبره، وحسنا أخبرهما، أن أبا سعيد، فذكره. (*) قال ابن حجر: وقع في هذ الموضع لجماعة من المحدثين خبط. وظنوا أن أبا قزعة روى هذا الحديث عن - أبي نضرة - وعن الحسن البصري -، وأخطئوا في ذلك. وقد جمع أبوموسى المديني في ذلك جزءا مفردا تكلم فيه على هذا الموضع وأطنب. وحاصل ما قال: إن أبا نضرة. حدث - أبا قزعة - والحسن- بهذا الحديث، عن أبي سعيد، فأخبره أبو قزعة بالواقع، وهو أن حديث أبي نضرة له بهذا الحديث -كذا-، كان بحضرة الحسن، وليس للحسن فيه رواية. - النكت الظراف - حديث 4355. - عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء، والحنتم، والنقير والمزفت» أخرجه أحمد (3/90) قال: حدثنا روح، ومحمد بن بكر، قالا: حدثنا سعيد. ومسلم (6/94) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال حدثنا ابن علية، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة،. وفي (6/95) قال: وحدثناه محمد بن الثمنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. كلاهما - سعيد، وهشام - عن قتادة، عن أبي نضرة. فذكره. وعن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، قال، «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب في الحنتمة، والدباء، والنقير» . أخرجه أحمد (3/90) قال: حدثنا روح. ومسلم (6/95) ، وابن ماجة (3403) قالا: «مسلم وابن ماجة» حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثني أبي، «والنسائي» (8/306) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. ثلاثتهم - روح، وعلي الجهضمي، وعبد الله بن المبارك -عن المثنى بن سعيد، عن أبي المتوكل، فذكره. الحديث: 3195 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 3196 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال أبو جمْرة: قلت: لابن عباس: «إن لي جرَّة يُنْبَذُ فيها لي، فأشربه حُلواً، فإذا أكثرْتُ منه فجالستُ القومَ، فأطلْتُ الجلوس خشيتُ أَن أفتضِحَ؟ [ص: 150] فقال: قدمَ وفد عبد القيس ... » وذكر الحديث. وهو مذكور في «كتاب الإيمان» من حرف الهمزة. وفي رواية أخرى، قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء والنَّقير والمزفَّت» . زاد في أخرى «والحنتم» . وزاد في أخرى: «وأن يُخلَطَ البلح بالزَّهو» . أخرج الأولى البخاري ومسلم، انفرد مسلم بالباقي، وأخرج أبو داود الأولى ولم يذكر حديث أبي جمرة، وذكَرَ «الجرَّة» وفي أخرى لأبي داود «أن وفد عبد القيس قالوا: يا رسول الله، فيمَ نشرب؟ قال: لا تشربوا في الدُّباء، ولا في المزفت، ولا في النقير، وانتبِذوا في الأسقية. قالوا: يا رسولَ الله، وإن اشتَدَّ في الأسقية؟ قال: فصُبُّوا عليه الماءَ قالوا: يا رسولَ الله، فقال لهم في الثالثة أو الرابعة: أهْرِيقوه، ثم قال: إن الله حرّمَ عليَّ - أو حرَّمَ - الخمر والميْسِرَ والكوبةَ، وقال: كلُّ مُسكر حرام» قال سفيان: فسألت عليَّ بن بذيمة عن الكوبة؟ فقال: الطَّبل، وله في أخرى في قصة وفد عبد القيس «قالوا: فيمَ نشرَب يا رسول الله؟ قال: عليكم بأسقية الأدَم التي يُلاثُ على أفواهها» . وأخرج النسائي الأولى بنحوها. وله أيضاً، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّباء والحنتم والنقير، وأن يُخلَطَ البلح والزَّهْو» ، وفي أخرى «نهى عن الدُّبَّاء والمزفت» . وزاد مَرَّة أخرى «والنقير، وأن يخلط البلح والزبيب، والزهو بالتمر» . وفي أخرى «نهى عن الدُّبَّاء، والحنتم والمزفت والنقير، وعن البُسر والتمر أن يخلطا، وعن الزبيب والتمر أَن يخلطا، [ص: 151] وكتب إلى أهل هَجَرَ، أن لا تَخلِطوا التمر والزبيب جميعاً» . وفي رواية «نهى عن نبيذ الجرِّ» ، وفي أخرى موقوفاً، قال: «البُسر وحدَه حرام» . وله في أخرى، قال: «ألم يقُل الله عزَّ وجلَّ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ؟ قلت: بلى، وقال: ألم يقل: {وَمَا كانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أمْراً أن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] ؟ قلت: بلى، قال: فإني أشهد أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن النَّقير والمقيِّر، والدُّبَّاء، والحنتم» . وأخرجه الترمذي بنحو من الرواية الأولى، ولم يذكر أبا جمرة، والجرَّة (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 67 في المغازي، باب وفد عبد القيس، وفي الإيمان، باب أداء الخمس من الإيمان، وفي العلم، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا من وراءهم، وفي مواقيت الصلاة، باب قول الله تعالى: {منيبين إليه واتقوه} ، وفي الزكاة، باب وجوب الزكاة، وفي الجهاد، باب أداء الخمس من الدين، وفي الأنبياء، باب نسبة اليمن إلى إسماعيل، وفي الأدب، باب قول الرجل: مرحباً، وفي خبر الواحد، باب وصاة النبي صلى الله عليه وسلم وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} ، ومسلم رقم (17) في الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى، وفي الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3692) و (3694) و (3696) في الأشربة، باب في الأوعية، والنسائي 8 / 323 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وباب خليط البلح والزهو، وباب خليط البسر والتمر، وباب ذكر الدلالة على النهي للموصوف من الأوعية، والترمذي رقم (2614) في الإيمان، باب ما جاء في إضافة الفرائض إلى الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح تقدم. الحديث: 3196 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 3197 - (م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَنتبذُوا في الدُّبَّاء، ولا في المزفت» ، ثم يقول أبو [ص: 152] هريرة: «واجتَنِبوا الحَناتِمَ» . وفي رواية: «نهى عن المزفَّت، والحنتم، والنقير، قال: قيل لأبي هريرة: ما الحنتم؟ قال: الجرَارُ الخُضر» . وفي أخرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال لوفد عبد القيس: «أنهاكم عن الدباء، والحنتم والنقير والمقيَّر والمزَادَةِ المجبوبة (1) ، ولكن اشرب في سِقائكَ وأوكه» . أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثالثة، وفي رواية الموطأ: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُنبذ في الدباء والمزفَّت» وفي رواية النسائي: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن ينبذ في الدُّبَّاء والمزفّت والنَّقير، والحنتم، وكل مُسكر حرام» ، وفي أخرى: «نهى عن الدُّبَّاء والمزفت أن يُنتبذَ فيهما» . وفي أخرى «نهى عن الجرار، وعن الدُّباء، والظُّروف المزفَّتَة» . وفي أخرى «نهى وفدَ عبد القيس - حين قَدِمُوا عليه- عن الدُّبَّاء وعن المقيَّر والمزفَّت والمزادَةِ المجْبوبةِ، وقال: انْتَبِذْ في سقائكَ، وأوكِه، واشربهُ حُلواً، قال بعضهم: ائذن لي يا رسول الله في مثل هذه، قال: إذن تجعلها مثل هذه، وأشار بيده [ص: 153] يصف ذلك» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اشرب في سقائك وأوكه) : إنما أمره أن يشرب في سقائه ويوكيه لأن السقاء جلد رقيق، فإذا شده وحدثت فيه الشدة تقطع وانشق، فلم يخف على صاحبها أمره، وغيره من الأوعية صلبة شديدة يتغير فيها الشراب ويشتد، فلا يشعر صاحبها بذلك. (المجبوبة) : المقطوعة التي ليس لها عزلاء من أسفلها يتنفس منها. فالشراب قد يتغير فيها، ولا يشعر به صاحبه.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال القاضي: ضبطناه في معظم نسخ مسلم وفي سنن النسائي وأبي داود " المجبوبة " بالجيم والباء الموحدة المكررة، قال: ورواه بعضهم " المخنوثة " بخاء معجمة ثم نون وبعد الواو ثاء مثلثة، كأنه أخذه من اختناث الأسقية المذكور في حديث آخر. وهذه الرواية ليست بشيء، والصواب الأول: أنها بالجيم، وقال إبراهيم الحربي وثابت: وهي التي قطع رأسها، فصارت كهيئة الدن وأصل الجب: القطع، وقيل: هي التي قطع رأسها وليس لها عزلاء من أسفلها، ويتنفس الشراب منها فيصير شرابها مسكراً، ولا يدرى به. (2) رواه مسلم رقم (1993) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، والموطأ 2 / 843 و 844 في الأشربة، باب ما ينهى أن ينبذ فيه، وأبو داود رقم (3693) في الأشربة، باب في الأوعية، والنسائي 8 / 297 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر، وباب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت، وباب النهي عن نبيذ الدباء والحنتم والمزفت، وباب الأذن في الانتباذ في التي خصها بعض الروايات التي أتينا على ذكرها الأذن فيما كان من الأسقية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (527) . وأحمد (2/514) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، فذكره. عن وأبي صالح، عن أبي هريرة: «عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن المزفت والحنتم والنقري» قال: قيل لأبي هريرة: ما الحنتم؟ قال: الجرار الخضر. أخرجه مسلم (6/92) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب، عن سهيل، عن أبيه، فذكره - عن أبي سلمة. قال: حدثني أبو هريرة قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجرار، والدباء، والظروف المزفتة» أخرجه أحمد (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب. وابن ماجة (3408) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الخطمي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والنسائي (8/306) قال: أخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله. ثلاثتهم - محمد، والوليد، وعبد الله بن المبارك- عن الأوزاعي. قال: حدثني يحيى. قال: حدثني أبو سلمة، فذكره. (*) رواية الوليد بن مسلم مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينبذ في الجرار» . وعن أبي سلمة، أنه سمع أبا هريرة يقول قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت» ثم يقول أبو هريرة: واجتنبوا الحناتم. ورواية معمر.: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والمزفت والحنتم والنقير» . أخرجه الحميدي (1081) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/241) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/ 279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم (6/92) قال: حدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (8/305) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، معمر - عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. (*) في رواية سفيان عند أحمد: «عن أبي سلمة أو سعيد» . (*) وفي راوية الحميدي: ثم قال أبو هريرة من عنده: واجتنبوا الحناتم والنقير. - وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن ينبذ في الدباء والمزفت والنقير والحنتم، ومسكر حرام» . أخرجه أحمد (2/429) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/501) قال: حدثنا يزيد. و «ابن ماجة» (3401) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. النسائي (8/297) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وأخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل. أربعتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد، ومحمد بن بشر، وإسماعيل بن جعفر - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. (*) رواية يحيى بن سعيد مختصرة على: «كل مسكر حرم» - وعن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: «لما قفا وفد عبد القيس. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كل أمرئ حسيب نفسه، لينتبذ كل قوم فيما بدا لهم» . أخرجه أحمد (2/305) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد، عن خالد الحذاء. وفي (2/327) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا خالد. وفي (2/355) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا سكين. قال: حدثنا حفص بن خالد. كلاهما - خالد، وحفص - عن شهر بن حوشب، فذكره. رواية حفص بن خالد.: «إني لشاهد لوفد عبد قيس قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فنهاهم أن يشربوا في هذه الأوعية: الحنتم والدباء والمزفت والنقير. قال فقام إليه رجل من القوم. ققال: يارسول الله إن الناس لا ظروف لهم. قال فرأيت رسول اللله -صلى الله عليه وسلم- كأنه يرثي للناس. قال: فقال: اشربوا ما طاب لكم، فإذا خبث فذروه» . - وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لوفد عبد القيس: أنهاكم عن الدباء، والحنتم والنقير، والمقير: والحنتم المزادة والمجبوبة. ولكن اشرب في سقائك وأوكه» . أخرجه أحمد (2/491) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا هشام. (ح) ويزيد. قال: أخبرنا هشام، ومسلم (6/92) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. قال: أخبرنا نوح بن قيس. قال: حدثنا ابن عون. وأبو داود (3693) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن نوح بن قيس. قال: حدثنا عبد الله بن سوار. قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد. عن هشام. كلاهما - هشام بن حسان، وابن عون - عن محمد بن سيرين، فذكره. أخرجه أحمد (2/414) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. قال: حدثنا محمد، يعني ابن سيرين. قال: حدثني أبو هريرة وعبد الله بن عمر، أما أحدهما فألجأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأما الآخر فألجأه إلى عمر. قال: أحدهما: نهى عن الزقاق والمزفت وعن الدباء والحنتم، وقال الآخر: نهى عن الزقاق والمزفت وعن الدباء والجر أو الفخار - شك محمد. - عن محمد بن زياد. قال: سمعت أبا هريرة يقول: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء والحنتم، والنقير، والمزفت» . أخرجه النسائي (8/ 306) قال أخبرنا قريش بن عبد الرحمان، قال: أنبأنا علي بن الحسين. قال: أنبأنا الحسين. قال: حدثني محمد بن زياد.، فذكره. عن محمد بن سيرين. قال: حدثني أبو هريرة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن نبيذ الجر» . أخرجه النسائي في الكبرى (الور قة 98) قال: أخبرني محمد بن علي ان حرب. قال: أخبرنا علي بن الحسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن ابن سيرين، فذكره. عن زينب ابنة النعمان، عن أبي هريرة قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الأوعية. إلا وعاء يوكأ رأسه» أخرجه أحمد (2/445) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أبان بن صمعة عن زينب أبنه النعمان، فذكرته. الحديث: 3197 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 3198 - (د) [أبو الغموص] زيد بن علي - قال: حدَّثني رجل من الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من عبد القيس - يَحسِبُ عوف أنَّ اسمَه، قيسُ بن النعمان- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال لهم: «لا تشربوا في نَقير ولا مُزَفَّت، ولا دُبَّاء، ولا حنتم، واشربوا في الجِلْدِ المُوكَى عليه، فإن [ص: 154] اشتدَّ فاكسِرُوه بالماء، فإن أعياكم فأهريقوه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3695) في الأشربة، باب في الأوعية، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3695) قال: ثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن عوف، عن أبي القموص زيد بن علي، فذكره. الحديث: 3198 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 3199 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تنبِذوا في الدُّباء، ولا في المزفت، وكان أبو هريرة يُلْحِقُ معهما: الحنتَم والنقيرَ» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية النسائي: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدُّبَّاء والمزفت أن يُنبَذَ فيهما» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 38 في الأشربة، باب الخمر من العسل وهو البتع، ومسلم رقم (1992) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، والنسائي 8 / 305 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1185) وأحمد (3/110) ومسلم (6/92) قال: ثني عمرو الناقد ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، والناقد - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/165) قال: ثنا عبد الرزاق (ح) وحدثنا عبد الأعلى، كلاهما عن معمر 3- وأخرجه الدارمي (2116) ، والبخاري (7/137) كلاهما عن أبي اليمان، قال: أخبرنا شعيب. 4- وأخرجه مسلم (6/92) ، والنسائي (8/305) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن سعد. أربعتهم - سفيان، ومعمر، وشعيب، والليث - عن الزهري، فذكره. الحديث: 3199 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 3200 - (خ م د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن ينبَذَ في الدُّبَّاء، والمزَفَّت» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وفي رواية أبي داود «نهى عن الدباء والحنتم والنقير والجِعََة» . وفي أخرى للنسائي: «نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّباء والحنتم» . (1) [ص: 155] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجِعَة) : هو نبيذ الشعير.   (1) رواه البخاري 10 / 53 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي، ومسلم رقم (1994) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3697) في الأشربة، باب في الأوعية، والنسائي 8 / 305 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/83) (634) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/139) (1180) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/139) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان (ح) وحدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، ومسلم (6/93) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: أخبرنا عبثر (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر، عن. شعبة. والنسائي (8/305) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجرير وعبثر - عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، فذكره. (*) قال: أبو عبد الرحمن، عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ليس بالكوفة عن علي حديث أصح من هذا. المسند (1/83) (634) . الحديث: 3200 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 3201 - (خ س) أبو إسحاق الشيباني قال سمعتُ عبد الله بن أبي أَوفى قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجرِّ الأخضر، قلت: أنشرَبُ في الأبيض؟ قال: لا» أخرجه البخاري، وعند النسائي، قال: «لا أدرِي» . وله في أخرى، قال: سمعت ابن أبي أَوفى يقول: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر، قلتُ: حرام هو؟ قال: حرام، وقد حدَّثَنا من لم يَكْذِب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن نبيذ الحنتم والدباء والمزفت والنقير» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 54 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف، والنسائي 8 / 304 في الأشربة، باب الجر الأخضر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (715) قال: حدثنا سفيان - ابن عيينة -. وأحمد (4/353) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وعبد الرحمن،عن سفيان وفي (4/353) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/356) قال: حدثنا محمد بن جعفر.، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/356) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان الثوري، وفي (4/380) قال حدثنا عمرو بن الهيثم، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (7/139) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد، والنسائي (8/304) قال: أخبرنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبوداود،قال: أنبأنا شعبة. وفي (8/304) قال أنبأنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان - ابن عيينة. خمستهم - سفيان بن عيينة، وشعبة،والأعمش، وسفيان الثوري، وعبد الواحد- عن أبي إسحاق الشيباني، فذكره. رواية سفيان بن عيينة فيها: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر الأخضر والأبيض» . الحديث: 3201 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 3202 - (س) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -: «سئل عن نبيذ الجرِّ؟ فقال: نهى عنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 303 في الأشربة، باب ذكر الأوعية التي نهي عن الانتباذ فيها، ورواه النسائي أيضاً عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/27) (185) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/37) (260) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/5) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2117) قال: أخبرنا زيد، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وسفيان - عن سلمة بن كهيل، عن أبي الحكم عمران السلمي، فذكره. عن أبي الحكم، قال: سألت ابن الزبير، أو سمعته يسأل عن نبيذ الجر، فقال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجر والدباء» . أخرجه أحمد (1/7) قال: حدثني يحيى. وفي (4/5) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2117) قال: أخبرنا أبو زيد. ثلاثتهم (محمد بن جعفر، ويحيى،وأبو زيد) عن شعبة سلمة عن كهيل. قال: سمعت أبا الحكم، فذكره.. الحديث: 3202 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 3203 - (س) عبد الرحمن بن يعمر أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء والمزفت أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 305 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (30404) قال: ثنا أبو بكر، والعباس بن عبد العظيم العنبري، والترمذي في العلل (5/761) قال: ثنا عبد الله بن أبي زياد، وغير واحد. والنسائي (8/305) قال: نا محمد بن أبان. أربعتهم - أبو بكر بن أبي شيبة، والعباس، وعبد الله بن أبي زياد، ومحمد بن زيادن - عن شبابة بن سوار، قال ثنا شعبة، عن بكير بن عطاء، فذكره. الحديث: 3203 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 3204 - (م) يحيى بن عبيد البهراني (1) قال: سأل قوم ابنَ [ص: 156] عباس عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها. فقال: أمُسْلمُون أنتم؟ قالوا: نعم، قال: فإنه لا يَصْلُحُ بَيْعُها، ولا شِراؤها، ولا التجارةُ فيها، قال: فسألوه عن النَّبيذ؟ فقال: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في سَفَر، ثم رجع وقد نبَذ ناس من أصحابه في حناتِمَ ونقير ودُبَّاء فأمر به فأُهرِيقَ، ثم أمر بسِقاء، فَجُعِلَ فيه زبيب وماء، فَجُعِلَ من الليل، فأصبحَ فشرب منه يومَه ذلك، وليلتَه المُستَقِبلَة، ومن الغَدِ حتى أمسى، فشرب وسقى، فلما أصبح أمر بما بقيَ منه فأُهريقَ. أخرجه مسلم (2) .   (1) الذي في " صحيح مسلم " " يحيى أبو عمر النخعي " وفي " التهذيب ": يحيى بن عبيد الكوفي هو أبو عمر البهراني، بفتح الباء وسكون الهاء. (2) رقم (2004) في الأشربة، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم والحديث برواية زيد بن أبي أنيسة. الحديث: 3204 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 [الفرع] الثاني: فيما يحل من الظروف 3205 - (خ م د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «لما نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن النبيذ في الأوعية، قالوا: ليس كلُّ الناس يَجدُ - يعني: سِقاء - فأرْخَصَ لهم في الجرِّ غير المزفت» . وفي رواية: «لما نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن الأسْقِيَة، قيل للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: ليس كلُّ الناس يجدُ سقاء، فرَّخصَ لهم في الجرِّ غير المزفت» . قال الحميديُّ: كذا في رواية علي بن المديني عن سفيان، ولعله نقص «عن النبيذ إلا في الأسقية» . أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 157] وفي رواية أبي داود قال: «ذكر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الأوعيةَ: الدُّبَّاءَ، والحَنْتَم، والمزفتَ، والنقيرَ، فقال أعرابي: إنه لا ظروف لنا، فقال: اشربوا ما حَلَّ» . وفي رواية: «اجتنبوا ما أسْكَرَ» (1) .   (1) رواه البخاري رقم 10 / 52 و 53 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي، ومسلم رقم (2000) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3700) في الأشربة، باب في الأوعية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (582) . وأحمد (2/160) (6497) ، البخاري (7/138) قال: علي حدثنا عبد الله، وفيه (7/138) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (6/98) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر. والنسائي (8/310) قال: أخبرنا إبراهيم بن سعيد. سبعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد الجعفي، علي بن عبد الله المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وإبراهيم - قالوا: حدثنا سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول، عن مجاهد، عن أبي عياض. الحديث: 3205 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 3206 - (خ د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الظروف. فقالت الأنصار لابُدَّ لنا منها، قال: فلا إذاً» . أخرجه البخاري وأبو داود. وفي رواية الترمذي والنسائي «فشكَتِ الأنصار، فقالوا: ليس لنا وعاء، قال: فلا إذاً» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 51 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف، وأبو داود رقم (3699) في الأشربة، باب في الأوعية، والترمذي رقم (1871) في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة أن ينبذ في الظروف، والنسائي 8 / 312 في الأشربة، باب الأذن في شيء منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3 /302) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (7/138) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي أحمد الزبيري. وفي (7/138) قال: وقال خليفة: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (3699) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والترمذي (1870) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري. والنسائي (8/312) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، وأبو أحمد الزبيري. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد،أبو أحمد الزبيري، وأبو داود الحفري - عن سفيان، عن منصور، عن سالم، فذكره. (*) وقع في المطبوع، من صحيح البخاري (7/138) عقب رواية خليفة: (حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان بهذا، وقال فيه: لما نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الأوعية - وهذا يشعر أنه حديث جابر المذكور، وهذا خطأ إذ يتبع هذا السند حديث أبي عياض عن عبد الله بن عمرو الآتي بعده في صحيح البخاري، وفي نسخة المزي من الصحيح جاء هذا السند بعد حديث عبد الله بن عمرو. انظر «تحفة الأشراف» الجزء السادس صفحة (368) حديث رقم (8895) . الحديث: 3206 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 3207 - (م د ت س) بريدة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كنتُ نهيتُكم عن الأشربة في ظروف الأدَم، فاشربوا في كل وعاء، غير أَن لا تشربُوا مُسكِراً» . وفي رواية: أنه قال: «نهيتُكم عن الظروُف، وإن الظُّروف - أو ظَرفاً - لا تُحلُّ شيئاً ولا تُحرِّمُه، وكل مسكر حرام» . وفي [ص: 158] رواية: «نهيتُكم عن زيارة القبور فزُوروها، ونهيتكم عن لُحوم الأضاحي فوق ثلاث، فأمْسِكوا ما بدا لكم ونهيتُكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلِّها، ولا تشربوا مُسكراً» . أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الرواية الآخرة، وأخرج الترمذي الرواية الثانية. وفي رواية النسائي: «كنتُ نهيتكم عن الأوعية، فانتبذُوا فيما بدا لكم، وإياكم وكلَّ مُسكر» . وفي أخرى له، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «اشربوا في الظروف كلِّها، ولا تَسكَرُوا» . وفي أخرى له: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بينا هو يسيرُ، إذْ حلّ بقوم، فسمع لهم لغَطاً فقال: ما هذا الصوت؟ قالوا: يا نبي الله، لهم شراب يشربونه، فبعث إلى القوم فدعاهم، فقال: في أي شيء تنْتبِذون؟ قالوا: نَنْتبِذُ في النَّقير والدُّباء، وليس لنا ظروف، فقال: لا تشربوا إلا فيما أوْكيْتم عليه، قال: فلَبِثَ بذلك ما شاء الله أن يَلْبَثَ، ثم رجع عليهم، فإذا هم قد أصابهم وباء واصْفرُّوا، قال: ما لي أراكم قد هلكتم؟ قالوا: يا رسولَ الله، أرضنا وبيئة، وحرَّمْتَ علينا إلا ما أوكينَا عليه، قال: اشربوا، وكلُّ مُسْكِر حرام» . (1) [ص: 159] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لغطاً) : اللغط: الضجة. (أوكأنا) أوكى الوعاء يوكيه: إذا شده.   (1) رواه مسلم رقم (1977) في الأشربة، باب في النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3698) في الأشربة، باب في الأوعية، والترمذي رقم (1870) في الأشربة، باب في الرخصة أن ينبذ في الظروف، والنسائي 8 / 311 في الأشربة، باب الأذن في شيء منها، وباب ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/350) قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا ضرار بن مرة أبو سنان. وفي (5/355) قال: حدثنا حسن بن موسى. وأحمد بن عبد الملك قالا: حدثنا زهير، قال: حدثنا زبيد بن الحارث اليمامي. ومسلم (3/65) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن المثنى قالوا: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي سنان. وفي (3/65) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو خيثمة، عن زبيد اليامي، وفي (6، 82 و98) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي سنان، وفي (6/82، 98) ، محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا ضرار بن مرة أبو سنان. وفي (6/98) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع، وعن معرف بن واصل. وأبو داود (3235) و (3698) قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا معرف. والنسائي (4/89 و8/310) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن ابن فضيل، عن أبي سنان. وفي (7/234) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن محمد وهو النفيلي، قال: حدثنا زهيرقال: حدثنا زبيد. وفي (7/234و 8/311) قال: أنبأنا محمد بن معدان بن عيسى قال حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا زبيد بن الحارث. ثلاثتهم - أبو سنان، وزبيد، ومعرف - عن محارب بن دثار. 2- وأخرجه أحمد (5 /355) ، ومسلم (3/65) قال: حدثنا ابن أبي عمر، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد. أربعتهم - ابن حنبل، وابن أبي عمر، ومحمد، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن عطاء الخراساني. 3- وأخرجه أحمد (5/356) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن سلمة بن كهيل. 4- وأخرجه النسائي (4/89) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن أبي فروة عن المغيرة بن سبيع. 5- وأخرجه النسائي (7/234، 8 /310) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري، عن الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن الزبير بن عدي. 6- وأخرجه النسائي (8/311) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان. ستتتهم - محارب، وعطاء، وسلمة والمغيرة، والزبير، وحماد - عن عبد الله بن بريدة، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها النسائي (8/311) قال: أخبرنا أبو علي، محمد بن يحيى بن أيوب مروزي قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، قال: حدثنا عيسى بن عبيد الكندي، خراساني، قال: سمعت عبد الله بن بريدة، فذكره.. وعن ابن بريدة عن أبيه. وبلفظ «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت» . أخرجها النسائي (8/319) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال حدثنا يزيد، قال أنبانا شريك، عن سماك بن حرب، عن ابن بريدة، فذكره. الحديث: 3207 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 3208 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رَخَّصَ في الجرِّ غير المزفَّت» أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 310 في الأشربة، باب الأذن في الجر خاصة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/310) قال: نا إبراهيم بن سعيد، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا سليمان الأحول، عن مجاهد، عن أبي عياض فذكره. الحديث: 3208 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 3209 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «كان يُنتبَذُ له في سِقاء، فإذا لم يجدوا سِقاء، نُبِذَ له في تَوْر من حجارة، فقال بعضُ القوم لأبي الزبير: من بِرام؟ قال: من بِرام» أخرجه مسلم وأبو داود. وفي رواية النسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان ينتَبَذُ له في تَوْر من حجارة» لم يزد. وفي أخرى، قال: «نهى عن الجرِّ والمزفت والدُّباء والنقير، وكان إذا لم يَجِدْ سقاء ينبذُ له فيه، نُبِذَ له في تَوْر من حجارة» . وله في أخرى مثل رواية مسلم، وزاد فيها «ونهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدباء المزفت» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1999) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3702) في الأشربة، باب في الأوعية، والنسائي 8 / 309 و 310 في الأشربة، باب الإذن في الانتباذ في التي خصها بعض الروايات التي أتينا على ذكرها الإذن فيما كان في الأسقية منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1283) . وأحمد (3/307) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/304) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وفي (3/379) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (2113) قال: أخبرنا يزيد بن هاررن. والنسائي (8/310) قال: أخبرني أحمد بن خالد، قال: حدثنا إسحاق - يعني الأزرق -. كلاهما - إسحاق، ويزيد - عن عبد الملك بن أبي سليمان. 3- وأخرجه أحمد (3/326) قال: حدثنا أبو النضر. ومسلم (6/978) قال: حدثنا أحمد بن يونس (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (3702) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. أربعتهم - أبو النضر، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى، والنفيلي- عن زهيرأبي خيثمة. 4- وأخرجه أحمد (3/384) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا. 5- وأخرجه مسلم (6/98) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجة (3400) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والنسائي (8/302) قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - يحيى، وابن أبي الشوارب، وقتيبة - عن أبي عوانة. 6- وأخرجه أحمد (2/35) (4914) قال: حدثنا عبد الرزاق. مسلم (6/97) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (8/903) قال: أخبرنا سويد،قال: أنبأنا عبد الله - ابن المبارك - كلاهما -عبد الرزاق، وابن المبارك - عن ابن جريج. ستتهم - ابن عيينة، وعبد الملك، وزهير، وزكريا، وأبو عوانة، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره. - وعن أبي الزبير عن جابر: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء، والنقير، والجر والمزفت» . 1- أخرجه أحمد (3/304) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وفي (3/357) قال: حدثنا محمد بن عبيد وفي (3/379) قال: حدثنا يزيد. والنسائي (8/310) قال: أخبرني أحمد بن خالد. قال: حدثنا إسحاق -يعني الأزرق -.وفي (8/310) قال: أخبرنا سوار بن عبد الله بن سوار، قال: حدثنا خالد بن الحارث. أربعتهم - إسحاق، ومحمد بن عبيد، ويزيد، وخالد بن الحارث - عن عبد الملك بن أبي سليمان. 2- وأخرجه أحمد (2/120) (6012) قال: حدثنا هاشم. وفي (3/386) قال: حدثنا حسن. ومسلم (6/97) قال: حدثنا أحمد بن يونس (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. أربعتهم - هاشم، وحسن، وأحمد، ويحيى - عن زهير. 3- وأخرجه أحمد (3/356) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد. 4- وأخرجه أحمد (3/384) قال حدثنا روح،قال: حدثنا زكريا. 5- وأخرجه أحمد (2/35) (4914) قال:حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (6 /97) قال: حدثني محمد بن رافع، قال حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (8/309) قال: أخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله - عن ابن جريج. خمستهم - عبد الملك، وزهير، وحماد، وزكريا، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره رواية زهير،عن أبي الزبير، عن جابر، وابن عمر، فذكراه. الحديث: 3209 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 الفصل السادس: في لواحق الباب 3210 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن الخمر أُتُتَّخَذُ خلاً؟ قال: لا» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1983) في الأشربة، باب تحريم تخليل الخمر، والترمذي رقم (1294) في الأشربة، باب النهي أن يتخذ الخمر خلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/119، 180) وأبو داود (3675) قال: حدثنا زهير بن حرب. كلاهما - أحمد، وزهير - قالا: حدثنا وكيع. وأخرجه مسلم (6/89) قال: حدثنا يحيى بن يحيى،وزهير بن حرب، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه الترمذي (1294) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى - عن سفيان الثوري، وأخرجه أحمد (3/260) قال: حدثنا أسود بن عامر وحسين. و «الدارمي» (2121) قال: حدثناعبيد الله بن موسى. ثلاثتهم - أسود، وحسين وعبيد الله - عن إسرائيل. كلاهما - سفيان الثوري، وإسرائيل- عن إسماعيل السدي -. 2- وأخرجه أحمد (3/260) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن ليث بن أبي سليم. كلاهما - إسماعيل، وليث - عن يحيى بن عباد أبي هبيرة، فذكره. الحديث: 3210 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 3211 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ لَيلةَ أُسْرِيَ به بقدَحين من خمر ولَبَن، فنظر إليهما، ثم أخذ اللَّبنَ، فقال له جبريل عليه السلام: الحمد لله الذي هداك للفِطرَة، ولو أخذتَ الخمرَ غوَت أُمَّتُكَ» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غَوَت) : الغي: ضد الرشاد، وقد ذكر.   (1) رواه النسائي 8 / 312 في الأشربة، باب منزلة الخمر، ورواه أيضاً البخاري 10 / 26 و 27 في الأشربة في فاتحته، ورواه أيضاً مسلم 168 في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم الحديث: 3211 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 3212 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أطيب الَّشراب؟ فقال: الحلوُ البارد» أخرجه الترمذي عن الزهري مرسلاً، وقال: وهو أصح وفي رواية عنها، قالت: «كان أحبَّ الشراب إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الحلو الباردُ» (1) .   (1) رقم (1897) في الأشربة، باب ما جاء أي الشراب أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (257) . وأحمد (6/38، 40) ، والترمذي (1895) وفي الشمائل (204) قال: ثنا ابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16648) عن محمد بن منصور. أربعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وابن أبي عمر، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة، وعن معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره. (*) قال الترمذي: هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا عن معمر عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، والصحيح ما روي عن الزهري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا. وقال الترمذي (1896) قال: ثنا أحمد بن محمد. قال نا عبد الله بن المبارك قال نا معمر ويونس، عن الزهري، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: أي الشراب أطيب، قال: الحلو البارد» . وقال الترمذي: وهكذا روى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا،وهذا أصح من حديث ابن عيينة رحمه الله. الحديث: 3212 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 الكتاب الثاني من حرف الشين: في الشركة 3213 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - يرفعه «إن الله عزَّ وجلَّ يقول: أنا ثالِثُ الشَّريكيْن، ما لم يَخُنْ أحدُهما صاحِبَه، فإذا خانه خرَجْتُ من بينِهما» أخرجه أبو داود (1) . وزاد رزين «وجاء الشيطانُ» .   (1) رقم (3383) في البيوع، باب في الشركة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3383) قال: ثنا محمد بن سليمان المصيصي قال: ثنا محمد بن الزبرقان، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، فذكره الحديث: 3213 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 3214 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «اشتركتُ أنا وعمَّار وسعد فيما نُصيبُ يومَ بدْر، فجاء سعد بأسيرينِ، ولم أجيءْ أنا وعمار بشيء» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3388) في البيوع، باب في الشركة على غير رأس المال، والنسائي 7 / 319 في البيوع، باب الشركة بغير مال من حديث سفيان قال: حدثني أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عبد الله، وأبو عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود روى عن أبيه عبد الله ولم يسمع منه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3388) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2288) قال:حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة، قال: حدثنا أبو داود الحفري. والنسائي (7/57، (319) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى، وأبو داود الحفري - عن سفيان عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، فذكره. الحديث: 3214 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 3215 - (خ) زهرة بن معبد - رحمه الله - عن جدِّه عبد الله بن هشام - وكان وقد أدرك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وَذَهَبتْ به أمُّه زينبُ بنت حُميْد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: بايعْهُ، فقال: هو صَغير، فمسح رأْسَه، ودعا له [ص: 162] بالبركة. وعن زهرة «أنه كان يخرج به جدُّه عبد الله بن هشام إلى السُّوق، فيشتري الطعام، فيلقاه ابنُ عمر وابنُ الزبير، فيقولان له: أشركنا فإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد دعا لك بالبركة، فيُشْرِكُهم، فربما أصاب الرَّاحِلةَ كما هي فيَبعثُ بها إلى المنزل» زاد في رواية «وكان يُضَحِّي بالشاة الواحدة عن جميع أهله» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الراحلة) : اسم الجمل والنَّاقة إذا كانا قويين على الأسفار والأحمال.   (1) 5 / 96 و 97 في الشركة، باب الشركة في الطعام وغيره، وفي الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم، وفي الأحكام، باب بيعة الصغير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/233) قال: ثنا عبد الله بن يزيد. و «البخاري» (3/184) قال: ثنا أصبغ بن الفرج، قال: ني عبد الله بن وهب. وفي (9/98) قال: ثنا علي بن عبد الله، قال: ثنا عبد الله بن يزيد. وأبو داود (2942) قال: ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: ثنا عبد الله بن يزيد. كلاهما - عبد الله بن يزيد، وعبد الله بن وهب - عن سعيد بن أبي أيوب، قال: ثني أبو عقيل زهرة بن معبد، فذكره. الحديث: 3215 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 3216 - (د) السائب بن أبي السائب - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فجعلُوا يُثْنُونَ عليَّ، ويذكُروني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنا أعْلَمُكم به، فقلت: صدقتَ بأبي وأُمي، كنتَ شَرِيكي، فَنِعْمَ الشريكُ كنت، لا تُدَارِي ولا تُماري» ، أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين «لا تشاري» عِوضَ «لا تماري» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُماري) : المماراة: المجادلة والملاحاة. (تشاري) المشارة: الملاجة والملاحاة أيضاً.   (1) رقم (4836) في الأدب، باب في كراهية المراء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2287) في التجارات، باب الشركة والمضاربة، وإسناده مضطرب. (2) في المطبوع: عوض " لا تداري ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/425) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (4836) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2287) قال: حدثنا عثمان، وأبو بكر أبي شيبة، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (*) أخرجه أحمد (3/425) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل عن إبراهيم - يعني ابن مهاجر، عن مجاهد، عن السائب بن عبد الله، قال: «جيء بي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة، جاء بي عثمان بن عفان، وزهير، فجعلو يثنون عليه، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تعلموني به،قد كان صاحبي في الجاهلية قال: نعم. يارسول الله، فنعم الصاحب كنت، قال: ياسائب، انظر اخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الإسلام، أقر الضيف وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك» . ولم يذكر قائد السائب. وأخرجه أحمد (3/425) قال: حدثنا عفان. والنسائي في عمل اليوم واليلة (312) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا المخزومي - المغيرة بن سلمة -. كلاهما (عفان، والمخزومي) قالا: حدثنا وهيب، قال:حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن السائب بن أبي السائب، وكان يشارك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الإسلام في التجارة، فلما كان يوم الفتح جاءه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: مرحبا بأخي وشريكي، كان لا يداري ولا يماري، ياسائب قد كنت عمل أعمالا في الجاهلية لا تقبل منك، وهي اليوم تقبل منك،وكان ذا سلف وصلة. (*) وأخرجه (3/425) قال: حدثنا روح، قال حدثنا سيف قال: سمعت مجاهدا يقول: كان السائب ابن أبي السائب العابدي شريك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجاهلية، قال: فجاء النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة، فقال: بأبي وأمي لا تداري ولا تماري. هكذا ذكره مرسلا. الحديث: 3216 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 162 الكتاب الثالث: في الشِّعر، وفيه خمسة فصول الفصل الأول: في مدح الشِّعر 3217 - (خ د) أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن مِن الشِّعْرِ حِكْمَة» . أخرجه البخاري وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 445 و 446 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز، وأبو داود رقم (5010) في الأدب، باب ما جاء في الشعر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/456) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/125) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني زياد بن سعد. وفيه (5/125) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفيه (5/125) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. والدارمي (2707) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد. والبخاري (8/42) . وفي «الأدب المفرد» (858) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، (864) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن زياد. وأبو داود (5010) . وابن ماجة (3755) قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن المبارك، عن يونس. وعبد الله بن أحمد (5/125) قال: حدثني أبو مكرم، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا ابن المبارك، عن يونس. وفي (5/126) قال عبد الله: حدثني عمرو الناقد قال: حدثنا الحجاج بن أبي منيع الرصافي. قال: حدثنا جدي عبيد الله بن أبي زياد. وفيه (5/126) قال: حدثني أبو معمر، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ستتهم -شعيب، وزياد بن سعد، ويونس بن يزيد، ومعمر، وعبيد الله، وإبراهيم بن سعد- عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، أن مروان بن الحكم أخبره، أن عبد الرحمن بن الأسود أخبره، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/125) قال: حدثنا عبد الرزاق، وفيه (5/125) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: أخبرنا عبد الله. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك - عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم، عن عبد الرحمن بن الأسود، فذكره. (وفيه عروة بدلا من أبي بكر بن عبد الرحمن) . * وأخرجه أحمد (5/125) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو كامل وعبد الله بن أحمد (5/125) قال: حدثني منصور بن بشير. ثلاثتهم - ابن مهدي، وأبو كامل، ومنصور - قالوا: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن مروان بن الحكم، عن عبد الله بن الأسود، عن أبي بن كعب، فذكره. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل هكذا يقول إبراهيم بن سعد في حديثه «عبد الله بن الأسود» وإنما هو «عبد الرحمن بن الأسود» كذا يقول غير إبراهيم بن سعد. المسند (5/125) . * وأخرجه أحمد (5/125) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. وعبد الله بن أحمد (5/126) قال: حدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا الوليد بن محمد الموقري. كلاهما - يونس، والوليد - عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الأسود. «ليس فيه مروان، ولا عروة» . * وأخرجه أحمد (5/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن مروان بن الحكم، عن ابن الأسود، فذكره. الحديث: 3217 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 3218 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «إن من الشِّعر حِكمة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2847) في الأدب، باب ما جاء إن من الشعر حكمة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2844) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، حدثني أبي، عن عاصم، عن زر، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، إنما رفعه أبو سعيد الأشج عن ابن أبي غنية، وروى غيره عن ابن أبي غنية هذا الحديث موقوفا. الحديث: 3218 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 3219 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: مثله، وقال: «حُكْماً» . أخرجه الترمذي، وفي رواية أبي داود، قال: «جاء أعرابيّ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فجعل يتكلَّمُ بكلام، فقال: إن من البَيانِ سِحراً، وإن [ص: 164] من الشِّعر حكماً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إن من البيان سِحْراً) : البيان: الإفصاح والكشف. والمعنى: أن الرجل قد يكون عليه الحق، وهو أقوم بحجته من خصمه، فيقلب الحق ببيانه إلى نفسه، لأن معنى السحر: قلب الشيء في عين الإنسان، وليس بقلب الأعيان، ألا ترى أن البليغ يمدح الإنسان فيصرف قلوب السامعين إلى حب الممدوح، ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه؟. (إن من الشِّعر حُكماً) : الحكم: الحِكمة. والمعنى: إن من الشعر كلاماً يمنع عن الجهل والسفه وينهى عنهما.   (1) رواه الترمذي رقم (2848) في الأدب، باب ما جاء إن من الشعر حكمة، وأبو داود رقم (5011) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/269) (2424) قال: حدثنا أبو سعيد. وابن ماجة (3756) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - أبو سعيد، وأبو أسامة - عن زائدة. 2 - وأخرجه أحمد (1/273) (2473) قال: حدثنا الفضل، قال: حدثنا شريك. 3 - وأخرجه أحمد (1/303) (2761) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي (1/309) (2815) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (1/327) (3026) قال: حدثنا عفان. والبخاري في «الأدب المفرد» (872) قال: حدثنا عارم. وأبو داود (5011) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (2845) قال: حدثنا قتيبة. ستتهم -حسن بن موسى، وعبد الرحمن، وعفان، وعارم، ومسدد، وقتيبة - قالوا: حدثنا أبو عوانة. 4 - وأخرجه أحمد (1/313) (2861) ، و (1/332) (3069) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل. أربتعهم - زائدة، وشريك، وأبو عوانة، وإسرائيل - عن سماك بن حرب، عن عكرمة، فذكره. (*) جاءت رواية أبي أسامة، وقتيبة مختصرة على: «إن من الشعر حكما» . الحديث: 3219 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 الفصل الثاني: في ذم الشِّعر 3220 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله [ص: 165] صلى الله عليه وسلم- قال: «لأنْ يَمتَلئَ جَوْفُ أحدِكم قَيْحاً حتى يَرِيَهُ خير له من أَن يمتلئَ شِعْراً» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وأَخرجه أبو داود ولم يذكر «حتى يَريَهُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قيحاً) : القيح الصديد الذي يسيل من الدُّمَّل والجرح. (حتى يَرِيَه) : قال الأزهري: الوَرْيُ مثل الرمي: داء يداخل الجوف، يقال: رجل مَوْرِي - غير مهموز - وهو أن يُورَى جوفه. قال: وقال الفراء: هو الورَى - بفتح الراء - يقال: به الورى، وحمى خيبرا، قال: وأنكر أبو عمرو الأصمعي الفتح، وقال أبو العباس: الورْي: المصدر، والورَى - بالفتح - الاسم. وقال الجوهري: ورَى القيح جوفه يَريه وَرْياً: أكله. وقال فيه قوم: إن معنى «حتى يَرِيَه» أي: حتى يصيب رئته، وأنكره آخرون، قالوا: لأن الرئة مهموزة، وإذا بنيت فعلاً في معنى إصابة الرئة، تقول: رآه يرآه، فهو مرئي. فيكون القياس: حتى يرآه، ولفظ الحديث إنما هو «حتى [ص: 166] يَرِيَه» ورأيت الأزهري قد ذكر أن الرئة أصلها من ورَى، وهي محذوفة منه قال: ويقال: ورَيْت الرجل فهو مَورِيٌّ، إذا أصبت رئته، قال: وقال ابن السِّكِّيت: رأيته فهو مرئي، فعلى ما ذكره الأزهري يصح قول من ذهب إلى أن معنى الحديث: حتى يصيب رئته، ويمكن أن يتكلف على القول الآخر بنقل الحركة، وإسكان المتحرك من يرآه فيصير يَرِيَه، وليس ببعيد، فإن في العربية من أمثال ذلك كثيراً، لا بل فيها ما هو أكثر تعسفاً وتكلفاً، والله أعلم.   (1) رواه البخاري 10 / 453 في الأدب، باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر، ومسلم رقم (2257) في الشعر، وأبو داود رقم (5009) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، والترمذي رقم (2855) في الأدب، باب ما جاء لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير من أن يمتلئ شعراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/288) قال: حدثنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/355 و 391) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وأبو أحمد. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (8/45) ، وفي «الأدب المفرد» (860) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. ومسلم (7/49) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حفص وأبو معاوية (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (5009) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (3759) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا حفص وأبو معاوية ووكيع. والترمذي (2851) قال: حدثنا عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي. قال: حدثنا عمي يحيى بن عيسى. سبعتهم - سفيان، وشريك، ووكيع، وشعبة، وحفص بن غياث، وأبو معاوية، ويحيى بن عيسى - عن سليمان الأعمش. 2 - وأخرجه أحمد (2/331) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو جعفر، عن عاصم. كلاهما-سليمان الأعمش، وعاصم بن بهدلة- عن أبي صالح. فذكره. الحديث: 3220 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 164 3221 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لأنْ يمتلئَ جوفُ أحدِكم قيحاً خير له أن يمتلئَ شعراً» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 10 / 453 في الأدب، باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/39) (4975) قال: ثنا إسحاق بن سليمان. وفي (2/96) (5704) . وفي «الأدب المفرد» (870) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. ثلاثتهم (إسحاق، وابن بكر، وعبيد الله) عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، فذكره. الحديث: 3221 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 3222 - (م ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لأنْ يمتلئَ جوفُ أحدكم قيحاً حتى يَرِيَه خير له من أن يمتلئَ شِعْراً» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2258) في الشعر، والترمذي رقم (2856) في الأدب، باب ما جاء لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير من أن يمتلئ شعراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/175) (1506) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (1/177) (1535) قال: حدثنا بهز. وفي (1/181) (1569) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (7/50) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (3760) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر. والترمذي (2852) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. أربعتهم (ابن جعفر، وحجاج، وبهز، ويحيى) عن شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، فذكره. - وعن عمر بن سعد بن مالك، عن سعد، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه، خير من أن يمتلئ شِعرا» . أخرجه أحمد (1/175) (1507) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عمر بن سعد بن مالك، فذكره. الحديث: 3222 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 3223 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالعَرْجِ، إذ عرض شاعر يُنْشِدُ، فقال رسولُ الله [ص: 167] صلى الله عليه وسلم- خُذوا الشيطان- أو أَمْسِكُوا الشيطان - لأن يمتلئَ جوفُ رجل قيحاً خير له من أن يمتلئَ شِعْراً» أخرجه مسلم (1) . وذكر رزين في كتابه، قال: وزاد النسائي: وساقة، عن عائشة: «هُجِيتُ به» وأنكر ابن معين هذه الزيادة، ولم أجد هذه الزيادة، ولا الحديث بأسْرِهِ في كتاب النسائي الذي قرأته، ولعله قد وقع له في بعض النسخ، فأثبتُّه.   (1) رقم (2259) في الشعر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/8) قال: ثنا قتيبة بن سعيد. وفي (3/41) قال: ثنا يونس. ومسلم (7/50) قال: ثنا قتيبة بن سعيد الثقفي. كلاهما (قتيبة، ويونس) قالا: ثنا ليث، عن يزيد بن الهاد، عن يحنس، فذكره. الحديث: 3223 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 الفصل الثالث: في استماع النبي - صلى الله عليه وسلم - الشِّعر، وإنشاده في المسجد 3224 - (خ د ت) عائشة - رضي الله عنهما -: قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يضَعُ لحسَّانَ مِنْبراً في المسجد، يقوم عليه قائماً يُفاخرُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، أو يُنَافِحُ، ويقول رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يُؤيِّدُ حَسَّانَ برُوحِ القُدُس ما نَافَحَ أو فاخَرَ عن رسول الله» أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود: فيقومُ عليه يهّجو مَن قال في رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال رسولُ الله: «رُوحُ القُدُسِ مع حسَّان ما نافحَ عن رسول الله» وأخرجه [ص: 168] الترمذي بنحو الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُنافح) : المنافحة: المخاصمة. (روح القُدُس) : هو جبريل عليه السلام. (يؤيدك) : التأييد التقوية، والأيد القوة.   (1) لم أره عند البخاري بهذا اللفظ، قال الحافظ في " الفتح " بعد أن ساق رواية الترمذي 1 / 456: وذكر المزي في " الأطراف " أن البخاري أخرجه تعليقاً نحوه وأتم منه، لكني لم أره فيه. اهـ. ورواه أبو داود رقم (5015) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، والترمذي رقم (2849) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، ولبعض هذا الحديث شواهد في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه. أقول: وقد روى البخاري تعليقاً 10 / 452 في الأدب، باب هجاء المشركين فقال: وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة، فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل المصنف يريد رواية البخاري هذه، والله أعلم. وستأتي هذه الرواية في الحديث رقم (3232) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/72) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. (ح) وحدثنا موسى. قال: حدثنا ابن أبي الزناد. عن هشام بن عروة. وأبو داود (5015) قال: حدثنا محمد بن سليمان المصيصي. قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، وعن هشام. والترمذي (2846) . وفي الشمائل (250) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري وعلي بن حجر، المعنى واحد. قالا: حدثنا ابن أبي الزناد، عن هشام. وفي (2846) ، وفي الشمائل (251) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى وعلي بن حجر. قالا: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. كلاهما (أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وهشام بن عروة) عن عروة، فذكره. وعن عروة، أن حسان بن ثابت كان ممن كثر على عائشة. فسَبَبْتُه. فقالت: يا ابن أختي دعه. فإنه كان ينافح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه البخاري (4/225) و (5/154) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. وفي (8/44) . وفي «الأدب المفرد» (863) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا عبدة. ومسلم (7/163) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. كلاهما (عبدة بن سليمان، وأبو أسامة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3224 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 167 3225 - (م) عمرو بن الشريد بن سويد الثقفي عن أبيه قال: «رَدِفْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً، فقال: هل معك من شِعْر أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ شيء؟ قلت: نعم، قال: هيهِ (1) ، فأنشَدْتُهُ بيتاً، فقال هيهِ، ثم أنشَدْتُهُ [ص: 169] بيتاً، فقال: هيهِ، حتى أنشدته مائةَ بيْت» . وفي رواية، قال: «استَنْشَدني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر نحوه. وزاد: فقال: - يعني: النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «إن كادَ لَيُسْلِمُ» ، وفي أخرى «فلقد كادَ يُسْلِمُ في شِعْره» . أخرجه مسلم (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هو بكسر الهاء وإسكان الياء وكسر الهاء الثانية، قالوا: والهاء الأولى بدل من الهمزة، وأصله " إيه " وهي كلمة للاستزادة من الحديث المعهود. قال ابن السكيت: هي للاستزادة من حديث أو عمل معهودين، قالوا: وهي مبنية على الكسر، فإن وصلتها نونتها، فقلت: إيه حدثنا، أي: زدنا من هذا الحديث، فإن أردت الاستزادة من حديث غير معهود نونت، فقلت: إيهٍ، لأن التنوين للتنكير، وأما " إيهاً " بالنصب، فمعناها: الكف والأمر بالسكوت. (2) رقم (2255) في الشعر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (809) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة. وأحمد (4/388) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد الله «يعني ابن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي الطائفي. وفي (4/389) قال: حدثنا أزهري بن القاسم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى ابن كعب الطائفي. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة. والبخاري في «الأدب المفرد» (799) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة. وفي (869) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى. ومسلم (7/48) قال: حدثنا عمرو الناقد، وابن أبي عمر. كلاهما عن ابن عيينة. قال ابن أبي عمر: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي. وابن ماجة (3758) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى. والترمذي في «الشمائل» (249) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (998) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار، وعمران بن يزيد بن أبي جميل الدمشقي، عن سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة. كلاهما (إبراهيم بن ميسرة، وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي) عن عمرو بن الشريد، فذكره. * أخرجه أحمد (4/390) . ومسلم (7/48) قال: حدثنيه زهير بن حرب، وأحمد بن عبدة. ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وزهير، وأحمد بن عبدة) عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، أو يعقوب بن عاصم، عن الشريد، فذكره. (*) زاد عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي في روايته: «قال: إن كاد ليسلم» . وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي، عنه: قال: «فلقد كاد يسلم في شعره» . الحديث: 3225 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 168 3226 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «جالَسْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أكثرَ من مائةِ مَرَّة، فكان أَصحابُه يتناشَدُون الشِّعْرَ، وَيَتَذَاكَرُونَ أشياءَ من أمر الجاهلية وهو ساكت، فربما تَبَسَّمَ معهم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2854) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر من حديث شريك عن سماك عن جابر بن سمرة، قال الترمذي: وقد رواه زهير عن سماك أيضاً. أقول: وهو حديث حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2850) قال: ثنا علي بن حجر، قال: نا شريك، عن سماك، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه زهير عن سماك أيضا. الحديث: 3226 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 3227 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ عمرَ «مَرَّ بحسَّانَ وهو يُنْشِدُ الشِّعْرَ في المسجد، فَلَحظَ إليه شزراً، فقال: قد كنتُ أنشِدُ فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال أنْشُدُكَ الله: أَسمعْتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: أَجِبْ عنِّي، اللهمَّ أيِّدْهُ بروح القُدس؟ فقال: اللهم نعم» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود عن ابن المسيب مرسلاً، إلى قوله: «خير منك» . وأخرجه عن ابن المسيب عن أبي هريرة، إلى قوله: «خير منك» . وزاد: «فخَشِيَ أن يَرْمِيَهُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأجازَهُ» . [ص: 170] وأخرجه النسائي عن ابن المسيب مرسلاً بتمامه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنْشُدُك) : أي أسألك.   (1) رواه البخاري 10 / 453 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي المساجد، باب الشعر في المسجد، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (2485) في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت، وأبو داود رقم (5013) و (5014) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، والنسائي 2 / 48 في المساجد، باب الرخصة في إنشاد الشعر الحسن في المسجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن سعيد بن المسيب قال: «مر عمر في المسجد وحسان ينشد فقال: كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟ قال: نعم» . أخرجه الحميدي (1105) وأحمد (5/222) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (5/222) قال أحمد: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد، وفي (2/269) و (5/222) وقال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (4/136) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/163) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (5013) قال: حدثنا ابن أبي خلف، وأحمد بن عبدة، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/48) ، وفي «عمل اليوم والليلة» (171) . وفي الكبرى (706) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى أيضا «تحفة الأشراف» (3402) عن محمد بن منصرر، عن سفيان. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد. (ح) وعن محمد بن علي بن حرب، عن محرز بن الوضاح، عن إسماعيل بن أمية. وابن خزيمة (1307) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان، وإبراهيم، ومعمر، ويونس، وإسماعيل - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. رواية ابن أبي خلف، وأحمد بن عبدة، وإبراهيم بن سعد: ليس فيها استشهاد حسان بأبي هريرة. - وعن أبي هريرة أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال: «قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟ قال: اللهم نعم» . 1- أخرجه مسلم (7/162) قال: حدثنا عمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر. وابن خزيمة (1307) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. (ح) وحدثناه الحسن بن الصباح البزار، وسعيد بن عبد الرحمن. ستتهم (عمرو، وإسحاق، وابن أبي عمر، وعبد الجبار، والحسن، وسعيد) عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أبو داود (5014) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، مختصر. كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره. - وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة أنشدك الله هل سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول يا حسان أجب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أيده بروح القدس؟ قال أبو هريرة: نعم. أخرجه البخاري (1/122) و (8/45) قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/45) قال: وحدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. ومسلم (7/163) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (172) قال: أخبرني عمران بن بكار. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3402) عن محمد بن جبلة الرافقي، عن أحمد بن عبد الملك، عن عتاب بن بشير، عن إسحاق بن راشد (ح) وعن محمد بن جبلة، عن محمد بن موسى بن أعين، قال: أصبت في كتاب أبي عن إسحاق بن راشد. ثلاثتهم - شعيب، وابن أبي عتيق، وإسحاق - عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. - وعن يحيى بن عبد الرحمن قال: «مر عمر على حسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فقال: في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنشد الشعر؟ قال: كنت أنشد وفيه من هو خير منك، أو كنت أنشد فيه، وفيه من هو خير منك» . أخرجه أحمد (5/222) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن فذكره. - وعن البراء بن عازب، قال: سمعت حسان بن ثابت يقول: «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اهجهم - أو هاجهم - (يعني المشركين) وجبريل معك» . أخرجه النسائي في الكبرى ورقة (79 - أ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد «يعني ابن زريع» قال: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: حدثنا البراء بن عازب، فذكره. الحديث: 3227 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 3228 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل مكة في عُمْرة القضاء وعبد الله بن رَوَاحة يمشي بين يديه، ويقول: خلوا بني الكُفَّارِ عنْ سبيلِهِ (1) ... اليوْمَ نَضْرِبكمْ (2) على تَنزِيلِهِ ضَرْبِاً يُزِيلَُ الهَامَ عن مَقِيلِهِ (3) ... وَيُذْهِلُ الخليلَ عن خَلِيلِهِ فقال له عمر: يا ابن رَوَاحة، بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي حَرَمِ الله تقول الشِّعْرَ؟ فقال رسولُ الله: خلِّ عنه يا عمرُ، فَلَهِيَ أسرعُ فيهم من نَضْحِ النَّبْل» . أخرجه الترمذي والنسائي (4) . [ص: 171] قال الترمذي: وقد روي في غير هذا الحديث: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- دخلَ [مكةَ] في عُمرة القضاء، وكعْبُ بن مالك بين يديه» وهذا أصح عند بعض أهل الحديث، لأن عبد الله بن رَوَاحةَ قُتِلَ يومَ مُؤتَةَ، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَضْرِبْكم) : قد جاء نضربكم في الشعر ساكن الباء، وليس بمجزوم، وهذا جائز في ضرورة الشعر: أن يسكَّن المتحرك، ويحرك الساكن. (الهام عن مقيله) : الهام جمع هامة، وهي أعلى الرأس وفيه الناصية والمفرق. ومقيله: موضعه، نقلاً من موضع القائلة للإنسان. (نَضْح النبل) : نضحته بالنبل: إذا رميت به.   (1) أي سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2) بإسكان الباء لضرورة الشعر، وهي لغة قرئ بها في المشهور كما قال الحافظ. (3) أي: عن موضعه. (4) رواه الترمذي رقم (2851) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، والنسائي 5 / 202 في الحج، باب إنشاد الشعر في الحرم والمشي بين يدي الإمام، من حديث عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضاً عن معمر عن الزهري عن أنس نحو هذا. (5) قال الحافظ في " الفتح " 7 / 384 في المغازي، باب عمرة القضاء بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه: هو ذهول شديد، وغلط مردود، وما أدري كيف وقع الترمذي في ذلك مع وفور معرفته، ومع أن في قصة عمرة القضاء اختصام جعفر وأخيه علي وزيد بن حارثة في بنت حمزة، وجعفر قتل هو وزيد وابن رواحة في موطن واحد، وكيف يخفى عليه - أعني الترمذي - مثل هذا، ثم وجدت عن بعضهم أن الذي عند الترمذي من حديث أنس أن ذلك كان في فتح مكة، فإن كان كذلك اتجه اعتراضه، لكن الموجود بخط الكروخي راوي الترمذي ما تقدم، والله أعلم، وقد صححه ابن حبان من الوجهين، وعجيب من الحاكم كيف لم يستدركه مع أن الوجه الأول على شرطهما، ومن الوجه الثاني على شرط مسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (1257) والترمذي (2847) وفي الشمائل (246) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. والنسائي (5/202) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم. وفي (5/211) قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه. وابن خزيمة (2680) قال: حدثنا محمد بن يحيى. خمستهم - عبد بن حميد، وإسحاق، وخشيش، وابن زنجويه، ومحمد بن يحيى - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان قال: حدثنا ثابت، فذكره. الحديث: 3228 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 3229 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان [ص: 172] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفَارِهِ وغلام أسودُ يقال له: أنجَشَةُ يَحْدُو، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وَيْحَكَ يا أَنجشةُ، رُوَيْدَكَ سَوقكَ بالقَوَارير» . قال أبو قِلابة: يعني النِّساءَ، وفي رواية، قال: «كان للنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حاد يقال له: أنجشة، وكان حسنَ الصَّوت، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رُويْدَك يا أنجشةُ، لا تَكْسِر القوارير» . قال قتادة: يعني ضعَفَة النساء، أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: قال: كانت أمُّ سُليم في الثِّقلِ، وأَنجشةُ غلامُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يسوقُ بهنَّ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يا أَنْجشُ، رويدكَ سوْقكَ بالقوارير» . زاد مسلم: قال أبو قِلابة: «تكلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بكلمةٍ لو تكلَّم بها بعضكم لَعِبْتُموها عليه» . وللبخاري أيضاً قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في مَسِير، فحدا الحادي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- «أرْفق يا أنجشةُ ويحك بالقوَارير (1) » . ولمسلم بنحو الأولى، ولم يذكر «حَسَنَ الصوتَ» . وله في أخرى، قال: «كانت أم سُلَيْم مع نساءِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ويسوقُ بهن سَوَّاق، فقال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 173] يا أنجشةُ، رويدكَ سوقَكَ بالقوارير» . أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رويدك سَوقَك بالقوارير) : رويدك بمعنى أمهل وتأن وارفق. قد جاء في الحديث أنه أراد بالقوارير النساء، وشبههن بالقوارير لأنه أقل شيء يؤثر فيهن. كما أن أقل شيء من الحداء والغناء يؤثر في النساء، أو أراد: أن النساء لا قوة لهن على سرعة السير، والحداء مما يهيج الإبل، ويبعثها على السير وسرعته، فيكون ذلك إضراراً بالنساء اللواتي عليهن.   (1) قال الحافظ في " الفتح " القوارير: جمع قارورة وهي الزجاجة، سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها وكنى عن النساء بالقوارير لرقتهن وضعفهن عن الحركة، وللطافتهن. (2) رواه البخاري 10 / 456 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء، وباب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وباب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفاً، وباب المعاريض مندوحة عن الكذب، ومسلم رقم (2323) في الفضائل، باب رحمة النبي صلى الله عليه وسلم النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/186) . والبخاري (8/44) . وفي «الأدب المفرد» (264) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/78) قال: حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب. أربعتهم - أحمد، ومسدد، والناقد، وزهير -عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 2 - وأخرجه أحمد (3/277) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1342) . والبخاري (8/58) قالا: «عبد، والبخاري» حدثنا سليمان بن حرب. والبخاري (8/46) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/78) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، وحامد بن عمر، وقتيبة، وأبو كامل. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (525) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. سبعتهم (يونس، وسليمان، ومسدد، وأبو الربيع، وحامد، وقتيبة، وأبو كامل) عن حماد بن زيد. 3 - وأخرجه البخاري (8/55) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. ثلاثتهم - إسماعيل، وحماد، ووهيب- عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره. -وعن ثابت، عن أنس بن مالك «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في مسير له، فكان حاد يحدو بنسائه، أو سائق، قال: فكان نساؤه يتقدمن بين يديه، فقال: يا أنجشة ويحك، ارفق بالقوارير» . 1 - أخرجه أحمد (3/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/187) و (202) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (8/58) . وفي «الأدب المفرد» (883) قال: حدثنا آدم. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (528) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر،. ثلاثتهم - ابن جعفر، وحجاج، وآدم - عن شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس، وفي (3/254) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/285) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1342) . والبخاري (8/58) قالا: حدثنا سليمان بن حرب. والبخاري (8/46) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/78) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي وحامد بن عمر، وأبو كامل. سبعتهم - يونس، وأبو كامل، وعفان، وابن حرب، ومسدد، وأبو الربيع، وحامد- عن حماد بن زيد. 3 - وأخرجه عبد بن حميد (1343) قال: حدثني سليمان بن حرب. والبخاري في «الأدب المفرد» (1264) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - سليمان، وموسى - عن حماد بن سلمة. ثلاثتهم - شعبة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة - عن ثابت، فذكره. وعن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: «كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- حاد يقال له أنجشة، وكان حسن الصوت، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير» . 1 - أخرجه أحمد (3/252) قال: حدثنا عفان. وبهز. والبخاري (8/58) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا حبان. ومسلم (7/79) . والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (527) كلاهما عن محمد بن المثنى قال: حدثني عبد الصمد. أربعتهم (عفان، وبهز، وحبان، وعبد الصمد) عن همام بن يحيى. 2 - وأخرجه مسلم (7/79) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (526) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام. كلاهما - أبو داود، ومعاذ - عن هشام الدستوائي. كلاهما - همام، وهشام - عن قتادة، فذكره. -وعن سليمان التيمي، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: «كانت أم سليم مع أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهن يسوق بهن سواق، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يا أنجشة رويدك بالقوارير» . أخرجه الحميدي (1209) . وأحمد (3/111) قالا: حدثنا سفيان. وفي (3/117) قال أحمد: حدثنا يحيى. وفي (3/176) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/79) قال: حدثنا يحيى بن يحيى (ح) وحدثنا أبو كامل. قال يحيى: أخبرنا، وقال أبو كامل: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (529) قال: أخبرنا قتيبة، ومحمد بن منصور، قالا: حدثنا سفيان. أربعتهم (سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وإسماعيل بن علية، ويزيد) عن سليمان التيمي، فذكره. وعن حميد، عن أنس، قال: «كان رجل يسوق بأمهات المؤمنين، يقال له أنجشة، فاشتد في السياقة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير» . أخرجه أحمد (3/107) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، فذكره. -وعن زرارة بن أبي الخلال العتكي، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا أنجشة كذاك سيرك بالقوارير» . أخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا زرارة، فذكره. الحديث: 3229 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 171 3230 - (خ) الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة في قصصه يذْكُرُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، يقول: «إن أخاً لكم لا يقول الرَّفثَ - يعني بذاك - ابن رواحة» قال: أتَانَا رسولُ الله يَتْلُو كتابَهُ ... إذا انشَقَّ معرُوف من الفجر ساطِعُ أَرَانا الهُدى بعد العمى، فقُلوبُنا ... به موقِنَات أنَّ ما قال وَاقِعُ يَبِيتُ يُجافي جَنْبَهُ عن فِرَاشِهِ ... إذا استثْقَلَتْ بالكافِرين المضاجعُ أخرجه البخاري (1) . [ص: 174] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرَّفَث) : الفُحش في القول.   (1) 10 / 452 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي التهجد، باب فضل من تعار من الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2 / 68) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث. وفي (8/44) قال: حدثنا أصبغ. قال: أخبرني عبد الله بن وهب. كلاهما - الليث، وابن وهب - عن يونس. عن ابن شهاب. أن الهيثم بن أبي سنان أخبره، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (3/451) قال: ثنا يعمر بن بشر. قال: ثنا عبد الله. قال: نا يونس عن الزهري. قال: سمعت سنان بن أبي سنان. فذ كره. الحديث: 3230 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 الفصل الرابع: في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهجاء المشركين 3231 - (خ م) البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم قرَيظةَ لحسَّانَ: «أُهْجُ المُشْرِكين، فإنَّ جبريل معك» . وفي رواية قال: «اهجهُمْ - أو هاجهِمْ - وجبريلُ معك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 453 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، ومسلم رقم (2486) في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/286، 303) قال: حدثنا أبو معاوية. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1794) عن أحمد بن حفص بن عبد الله. عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان. كلاهما - أبو معاوية، وإبراهيم - عن الشيباني. 2- وأخرجه أحمد (4/299) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/203) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. وفيه (4/302) قال: حدثنا عفان. و «البخاري» (4/136) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (5/144) قال:حدثنا حجاج بن منهال. وفي (8/45) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «مسلم» (7/163) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1794) عن حميد بن مسعدة. عن سفيان بن حبيب. عشرتهم -وكيع، وابن جعفر (غندر) ، وبهز،وعفان، وحفص وحجاج، وسليمان، ومعاذ، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان - عن شعبة. كلاهما - الشيباني وشعبة - عن عدي بن ثابت،فذكره. وعن أبي إسحاق عن البراء بن عازب، قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت: اهج المشركين فإن روح القدس معك» . أخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (4/301) قال: حدثنا حسن. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1822) عن أحمد بن سليمان بن يحيى بن آدم. كلاهما (يحيى، وحسين) وإسرائيل، عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 3231 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 3232 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: استأذنَ حسَّانُ بنُ ثابت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في هِجاء المشركين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فكيف بِنَسَبي؟ فقال حسانُ: لأسلَّنَّكَ منهم كما تُسَلُّ الشَّعرَةُ من العجين» . وفي رواية قال عروة: «ذهبتُ أسُبُّ حسَّانَ عند عائشة، فقالت: لا تَسُبَّه، فإنه كان يُنَافِحُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية «أن حسَّان بن ثابت كان [ص: 175] ممن كَبُرَ (1) على عائشة، فسَبَبْتُه، فقالت: يا ابن أختي، دَعْهُ ... » وذكر باقي الحديث. وفي رواية، قالت: قال حسان: يا رسول الله، ائذن لي في أبي سفيان، قال: كيف بقرَابتي منه؟ قال: والذي أكرمَكَ، لأُسلَّنَّكَ كما تُسَلُّ الشَّعْرَة من الخمير، فقال حسان: وإنَّ سَنَامَ المجدِ من آلِ هَاشِم ... بنُو بَيْتِ مَخْزُوم، وَوَالِدُكَ العَبْدُ (2) قصيدتَهُ هذه. أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: اهجُوا قريشاً، فإنه أشدُّ عليها من رَشْقِ النَّبل، فأرسل إلى ابن رَوَاحةَ، فقال: اهّجهُمْ، فلم يُرْضِ، فأرسلَ [ص: 176] إلى كعب ابن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه قال حسانُ: قد آن لكم أن تُرْسِلوا إلى هذا الأسدِ الضَّاربِ بِذَنَبِهِ، ثم أدْلَعَ لسانه، فجعل يُحرِّكُه، فقال: والذي بعثك بالحق، لأفرينَّهُمْ بلساني فرْيَ الأديم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تَعْجلْ فإن أَبا بكر أعلمُ قريش بأَنسابها، وإن لي فيهم نَسَباً، حتى يُلَخِّصَ لك نسَبي، فأتاه حسان، ثم رجع، فقال: والذي بعثك بالحق، لأسُلَّنَّكَ منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين، قالت عائشة: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول لحسان إن رُوحَ القُدُس لا يزال يُويِّدُكَ ما نَافحتَ عن الله ورسوله، وقالت عائشة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يقول: هَجاهُم حسان، فشَفى واشْتَفى، قال حسان: هَجَوْتَ محمداً فأجبْتُ عنه ... وعندَ الله في ذاكَ الجَزَاءُ هَجوتَ محمداً برّاً تقيّاً (3) ... رسولَ الله شيمتهُ الوَفَاءُ فإن أَبي وَوَالدَهُ وعِرضي ... لِعِرْضِ محمدٍ منكم وقَاءُ ثَكِلْتُ بُنَيَّتي إن لم تَرَوْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ من كَنَفي كَداءُ يُبَارِينَ الأعنَّةَ مُصْعِدَات ... على أَكتافِها الأسَلُ الظِّماءُ تَظَلُّ جِيَادُنا مُتَمَطِّرَات ... تُلَطِّمُهُنَّ بالْخُمُرِ النِّسَاءُ [ص: 177] فإنْ أَعْرَضْتُمُ عنا اعْتَمَرنا ... وكَان الفَتْحُ، وَانكَشَف الغِطَاءُ وإلا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ (4) يَوْم ... يُعِزُّ الله فيه من يشاءُ وقال الله: قد أرْسَلْتُ عبداً ... يقولُ الحقَّ، ليس به خفاءُ وقال الله: قد يَسَّرتُ جنداً ... هُمُ الأنصارُ عُرْضتها اللِّقَاءُ تَلاقى كلَّ يوم من مَعَدّ (5) ... سِبَاب، أَوقتال، أو هِجاءُ فَمَنْ يَهْجُوا رَسولَ الله منكم ... ويَمدَحُه وَينصُرُهُ سَوَاءُ وجبريل رسولُ الله فينا ... وروُحُ القُدْسِ ليس له كِفاءُ (6) [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كَبُرَ على عائشة) : أراد بقوله: «كبر على عائشة» من قوله تعالى: {والذي تولَّى كِبْرَه منهم له عذاب عظيم} [النور: 11] . (سنام المجد) : سنام كل شيء: أعلاه، والمجد: الشرف والعلاء والفخر والسؤدد، وما أشبهه. (رَشْق النبل) : الرَّشْق: البرمي، وهو بالفتح: المصدر، تقول: [ص: 178] رشقته رشقاً. وبالكسر: الوجه من الرمي: إذا رموا بأجمعهم. قالوا: رمينا رِشقاً. (أدلع) : دلع لسانه وأدلعه إذا أخرجه، ودلع لسانه يتعدَّى ولا يتعدى. (لأفرينَّهم فري الأديم) : أفريت الشيء، إذا قطعته على جهة الإفساد، فإذا فعلته على جهة الإصلاح قلت: فريته، وفري الأديم قطع الجزار إياه. (برّاً) : البر: الصادق. (حنيفاً) : الحنيف: المائل عن الأديان إلى الإسلام. (تثير النقع) : النقع: الغبار: وإثارته: نشره وإظهاره في الحق. (كَداء) : الممدود - بفتح الكاف-: هو بأعلى مكة عند المقبرة، وتسمى الناحية: المعلى، وهنالك المحصَّب، وليس بمحصَّب مِنى، وكان باب بني شيبة بإزائه، وكُدى - بالقصر والضم مصروفاً -: هو بأسفل مكة، وهو بقرب شعب الشافعيين وابن الزبير، عند قُعيقعان، وهنالك موضع آخر يقال له: كُدَي، مصغراً، وإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن، فهو في طريقه، وليس من هذين المقدمين في شيء. (يُبارين الأعنة) : المباراة: المجاراة والمسابقة. (الأسل الظِّماء) الأسل: الرماح، وهو في الأصل: نبات له أغصان [ص: 179] دقاق طوال. والظِّماء: جمع ظامئ، وهو العطشان، جعل الرماح عطاشاً إلى ورود الدماء استعارة، فهي إلى ذلك أسرع، كمسارعة العطشان إلى ورود الماء. (متمطِّرات) : مَطر الفرس يمطُر مَطراً ومُطوراً: إذا أسرع، وتمطَّر تمطُّراً: مثله. (عُرْضَتها) يقال: فلان: عُرْضَة لكذا: إذا كان مستعدّاً له، متعرضاً له.   (1) كذا بالأصل بالباء الموحدة، وشرحها بأنه مأخوذ من قول الله {والذي تولى كبره منهم} لكن في " صحيح مسلم " (كثر) بالثاء المهملة مشددة مفتوحة. (2) وبعد هذا البيت بيت لم يذكره البخاري ومسلم، وبذكره تتم الفائدة والمراد، وهو: ومن وَلَدَتْ أبناءُ زُهْرةَ مِنْهُمُ ... كرَامٌ ولم يَقْرَبْ عَجَائِزكَ المجدُ والمراد ببيت مخزوم: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أم عبد الله والزبير وأبي طالب بني المطلب، والمراد بأبي سفيان المهجو في الحديث: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في ذلك الوقت، ثم أسلم وحسن إسلامه. وقوله: ولدت أبناء زهرة منهم، مراده: هالة بنت وهب بن عبد مناف أم حمزة وصفية، وأما قوله في البيت الأول: ووالدك العبد، فهو سب لأبي سفيان بن الحارث، ومعناه أن أم الحارث ابن عبد المطلب والد أبي سفيان هذا: هي سمية بنت موهب، وموهب غلام لبني عبد مناف، وكذا أم أبي سفيان بن الحارث كانت كذلك، وهو مراده بقوله: ولم يقرب عجائزك المجد. (3) وفي كثر من نسخ مسلم: حنيفاً، وفي ديوان حسان بشرح البرقوقي: هجوت مباركاً براً حنيفاً. (4) في " ديوان حسان ": لجلاد يوم. (5) في " صحيح مسلم " والديوان: لنا في كل يوم من معد. (6) رواه البخاري 10 / 452 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي الأنبياء، باب من أحب أن لا يسب نسبه، وفي المغازي، باب غزوة أنمار، ومسلم رقم (2487) و (2489) و (2490) في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/225) و5/154) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة. وفي (8/44) ، وفي الأدب المفرد (862) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا عبدة. و «مسلم» (7/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يحيى بن زكريا. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. كلاهما (عبدة بن سليمان، ويحيى بن زكريا) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. والرواية الثانية أخرجها مسلم (7/164) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني خالد بن يزيد. قال: حدثني سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غزية. عن محمد بن إبراهيم. عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 3232 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 الفصل الخامس: فيما تمثل به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشِّعر 3233 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أصْدَقُ كلمةِ قالها شاعر كلمةُ لَبيد» : «ألا كّلُّ شيء ما خَلا الله باطل» ، وكادَ ابنُ أبي الصَّلْتِ يُسْلِمُ. وفى رواية، قال: «أشعَرُ كلمة تَكلَّمتْ بها العربُ: كلمةُ لَبِيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي: «أشْعَرُ كلمة تكلَّمتْ بها العربُ: كلمةُ لبيدِ: ألا [ص: 180] كلُّ شيء ما خلا الله باطلُ» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 448 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية، وفي الرقاق، باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، ومسلم رقم (2256) في الشعر، والترمذي رقم (2853) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1053) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا زائدة بن قدامة. و «أحمد» (2/248) قال: حدثنا سفيان، عن زائدة. وفي (2/391) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا شريك. وفي (2/393) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان الثوري. وفي (2/444، 480) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شريك. وفي (2/458) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/470) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. و «البخاري» (5/53) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا. وفي (8. /43) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/127) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (7/49) قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الصباح وعلي بن حجر السعدي، جميعا عن شريك. قال: ابن حجر: أخبرنا شريك. (ح) وحدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا بن مهدي، عن سفيان (ح) وحدثني بن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. عن زائدة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا يحيي بن يحيى، قال: أخبرنا يحيى بن زكريا، عن إسرائيل. و «الترمذي» (2849) . وفي الشمائل (248) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا شريك. و «الشمائل» (242) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان الثوري. خمستهم - زائدة بن قدامة، وشريك، وسفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل - عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. * وأخرجه ابن ماجة (3757) قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، فذكره. ليس فيه زائدة بن قدامة. الحديث: 3233 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 3234 - (ت) عائشة - رضي الله عنهما -: قيل لها: «هل كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَتَمثَّل بشيء من الشِّعْر؟ قالت: كان يتمثَّلُ بِشِعْرِ ابنِ رَواحَةَ وَيَتَمثَّلُ ويقول: ويأتيكَ بالأخبَارِ مَن لم تُزَوِّد» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2852) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " والنسائي، قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة نحوه من حديث ابن عباس. اهـ. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/138) قال: حدثنا وكيع. وفي (156) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (6/222) قال: حدثنا حجاج. و «البخاري» في الأدب المفرد (867) قال: حدثنا محمد بن الصباح. و «الترمذي» (2848) . وفي الشمائل (241) قال: حدثنا علي بن حجر. و «النسائي» في عمل اليوم واللبلة (997) قال: أخبرنا على بن حجر. خمستهم - وكيع، وأبو النضر، وحجاج، ومحمد بن الصباح، وعلي بن حجر - عن شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، فذكره. وعن عكرمة قال: سألت عائشة -رضي الله عنها -: هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتمثل شعرا قط؟ فقالت: أحيانا إذا دخل بيته يقول: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (792) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن عكرمة، فذكره، وعن عامر، عن عائشة قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرف: ويأتيك بالأخبار من لم تزود» . أخرجه أحمد (6/31، 146) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا مغيرة. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة. (995) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال: وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3234 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 3235 - (خ م) جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: «بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أصابَهُ حجر، فَعَثَرَ، فدَمِيَتْ إصبعه، فقال: هل أَنتِ إلا إِصبَع دَمِيتِ؟ وفي سبيل الله ما لَقيتِ» (1) . وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان في بعض المشاهد، وقد دَمِيَتْ إصبَعُه، فقال: ... » الحديث. أخرجه البخاري ومسلم (2) . [ص: 181] وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في استماع الشعر والتمثل به أَحاديثُ عِدَّة، وقد ذُكرتْ في أبوابها التي هي بها أولى، مثل غزوة الخندق، وغيرها من المواضع، فلذلك لم نُعِدْ ذِكْرَها في هذا الكتاب، والله أعلم. ترجمة الأبواب التي أولُها شين ولم ترد في [حرف] الشين (الشُّفْعَةُ) في كتاب البيع، من حرف الباء. (الشُّهَدَاء) في كتاب الجهاد، من حرف الجيم. (الشُّعُور) في كتاب الزينة، من حرف الزاي. (الشُّهود) في كتاب القضايا، من حرف القاف. (الشَّفَاعَةُ) في كتاب الصُّحْبَة من حرف الصاد، وفي كتاب القيامة من حرف القاف.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وقد اختلف في جواز تمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من الشعر وإنشاده حاكياً عن غيره، فالصحيح جوازه. (2) رواه البخاري 10 / 446 و 447 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه، وفي الجهاد، باب من ينكب في سبيل الله، ومسلم رقم (1796) في الجهاد، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (776) . ومسلم (5/182) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. و «الترمذي» (3345) وفي «الشمائل» (244) قال: حدثنا ابن أبي عمر. أربعتهم - الحميدي. وابن أبي شيبة، وإسحاق، وابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان. و «الترمذي» في «الشمائل» (243) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - ابن جعفر، وعفان -قالا: حدثنا شعبة. 3- وأخرجه أحمد (4/313) قا ل: حدثنا وكيع. و «البخاري» (8/42) قال: حدثنا أبو نعيم. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (559) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم. كلاهما-وكيع، وأبو نعيم - قالا: حدثنا سفيان هو الثوري. 4- وأخرجه البخاري (4/22) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «مسلم» (5/181) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (620) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم -موسى، ويحيى، وقتيبة - عن أبي عوانة. أربعتهم - ابن عيينة، وشعبة، والثوري. وأبو عوانة - عن الأسود، فذكره. الحديث: 3235 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 بسم الله الرحمن الرحيم حرف الصاد ويشتمل على عشرة كتب كتاب الصلاة، كتاب الصَّوم، كتاب الصَّبْر، كتاب الصِّدْق، كتاب الصَّدَقة، كتاب صِلَةِ الرَّحِم، كتاب الصُّحْبَة، كتاب الصَّداق، كتاب الصَّيْد، كتاب الصِّفات الكتاب الأول: في الصلاة ، وهو قسمان القسم الأول: في الفرائض وأحكامها، وما يتعلق بها ، وفيه خمسة أبواب الباب الأول: في الصلاة وأحكامها ، وفيه سبعة فصول [ص: 183] الفصل الأول: في وجوبها أداءً وقضاءً، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في الوجوب والكمية 3236 - (م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «سألَ رجل نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، كم فرَضَ الله على عِباده من الصَّلَوات؟ قال افْتَرَضَ الله على عباده صَلَوات خمْساً، قال: يا رسولَ الله، هل قَبْلَهُنَّ أو بَعْدَهُنَّ من شيء؟ قال: افْتَرَضَ الله على عباده صلوات خمساً، فحلف الرجل لا يَزِيدُ عليه شيئاً، ولا ينقصُ منه شيئاً، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن صَدَقَ ليَدْخُلَنَّ الجنَّة» . أخرجه النسائي، وقد أخرج مسلم والترمذي هذا القدر في حديث طويل هو مذكور في «كتاب الإيمان» من حرف الهمزة (1) .   (1) رواه مسلم رقم (12) في الإيمان، باب السؤال عن أركان الإسلام، والترمذي رقم (619) في الزكاة، باب ما جاء إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك، والنسائي 1 / 228 و 229 في الصلاة، باب كم فرضت الصلاة في اليوم والليلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بهذا اللفظ أخرجه أحمد (3/267) قال: ثنا أحمد بن عبد الملك. و «النسائي» (1/228) قال: ناقتيبة. كلاهما قال: ثنا نوح بن قيس، عن خالد بن قيس، عن قتادة، فذكره. وهو طرف من حديث طويل تقدم. الحديث: 3236 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 3237 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: [ص: 184] «فُرِضتْ على النبي - صلى الله عليه وسلم- ليلةَ أُسْرِيَ به الصلاةُ خمسين، ثم نقِصَت حتى جُعلت خمساً، ثم نُودِيَ: يا محمد، إنه لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، وإن لك بهذه الخمس خمسين» أخرجه الترمذي هكذا مختصراً، وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي في حديث طويل يَتَضَمَّنُ ذكر الإسراء، والحديث بطوله مذكور في «كتاب النبوة» من حرف النون. وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي هذا المعنى أيضاً، في حديث طويل يَتَضَمَّن ذِكْر الإسراء، عن أنس عن مالك بن صعْصَعَة. وهو مذكور في «كتاب النُّبوَّة» من حرف النون، وحيث اقتصر الترمذي من رواية أنس على هذا القَدْر أوردناه في كتاب الصلاة (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 217 - 220 في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى إذ رأى ناراً} ، وباب قول الله تعالى: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفياً} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب المعراج، ومسلم رقم (162) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات، والترمذي رقم (213) في الصلاة، باب ما جاء كم فرض الله على عباده من الصلوات، والنسائي 1 / 217 - 223 في الصلاة، باب فرض الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بهذا اللفظ أخرجه أحمد (3/161) وعبد بن حميد (1158) ، والترمذي (213) قال: ثنا محمد بن يحيى النيسابوري. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، وابن يحيى - عن عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن الزهري، فذكره. وقال الترمذي: حديث أنس حديث حسن صحيح (غريب) وهو جزء من حديث طويل سيأتي. الحديث: 3237 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 3238 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «فَرض الله الصلاة على لسان نبيِّكُمْ في الحضَرِ أَربعاً، وفي السَّفَرِ ركعتين، وفي الخوف ركعة» . أخرجه مسلم وأَبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (687) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، وأبو داود رقم (1247) في الصلاة، باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، والنسائي 3 / 118 و 119 في التقصير، باب تقصير الصلاة في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/237) (2124) قال: ثنا يزيد. وفي (1/254) (2293) قال: حدثنا عفان. وفي (1/355) (3332) قال: حدثنا وكيع. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (226) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/143) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وأبو الربيع، وقتيبة بن سعيد. وأبو داود (1247) قال: حدثنا مسدد، وسعيد بن منصور. وابن ماجة (1068) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وجبارة بن المغلس. والنسائي (1/226) وفي الكبرى (310) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمان. وفي (3/168) أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (304، 943، 1346) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي. جميعا - يزيد، وعفان، ووكيع، وأبو نعيم، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وأبو الربيع، وقتيبة، ومسدد، ومحمد بن عبد الملك، وجبارة، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، وبشر بن معاذ - عن أبي عوانة. 2- وأخرجه أحمد (1/243) (2177) قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني، أبو جعفر. ومسلم (2/143) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، جميعا عن القاسم بن مالك. والنسائي (3/118) قال: أخبرني محمد بن وهب قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثني أبو عبد الرحيم، قال: حدثني زيد. وفي (3/119) ، وفي الكبرى (427) قال: أخبرنا يعقوب بن ماهان، قال: حدثنا القاسم بن مالك. كلاهما - القاسم، وزيد بن أبي أنيسة - عن أيوب بن عائذ. كلاهما - أبو عوانة، وأيوب - عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، فذكره. الحديث: 3238 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 3239 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «فرض الله الصلاة حين فرضها - ركعتين، ثم أتمّها في الحضَر، وأُقِرَّتْ صلاةُ السَّفر على الفريضة الأولى» . وفي رواية، قالت: فرض الله الصلاة - حين فرضها - ركعتين ركعتين، في الحضَر، والسفر، فأُقِرَّتْ صلاة السفر، وزيدَ في صلاة الحضر. وفي رواية أخرى، قالت: «فُرِضَت الصلاة ركعتين، ثم هاجر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ففُرِضت أربعا، وتُركت صلاة السفر على الفريضة الأولى» . قال الزهري: «قلت لعروة: ما بالُ عائشة تُتِمُّ؟ قال: تأوَّلتْ كما تأوَّلَ عثمان» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الرواية الثانية الموطأ وأبو داود. وأخرج الثانية والثالثة النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كما تأول عثمان) : أراد بقوله: كما تأول عثمان، ما روي عنه - رضي الله عنه- أنه أتم الصلاة في السفر، وكان تأويله لذلك: أنه نوى الإقامة بمكة، فلذلك أتم، والحديث الذي يتضمن ذلك مذكور في «كتاب صلاة السفر» .   (1) رواه البخاري 1 / 392 في الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء، وفي تقصير الصلاة، باب يقصر إذا خرج من موضعه، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه، ومسلم رقم (685) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، والموطأ 1 / 146 في قصر الصلاة في السفر، باب قصر الصلاة في السفر، وأبو داود رقم (1198) في الصلاة، باب صلاة المسافر، والنسائي 1 / 225 في الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (109) عن صالح بن كيسان. وأحمد (6/272) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني صالح بن كيسان، وعبد بن حميد (1477) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. والدارمي (1517) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. قال: سمعت الزهري. والبخاري (1/98) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن صالح بن كيسان. في (2/54) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (5/87) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. ومسلم (2/142) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن صالح بن كيسان (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. وفي (2/143) قال: حدثني علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن الزهري. وأبو داود (1198) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن صالح بن كيسان. والنسائي (1/225) . وفي الكبرى (309) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا سفيان، عن الزهري. وفي (1/225) قال: وأخبرنا محمد بن هاشم البعلبكي. قال: أنبأنا الوليد. قال: أخبرني أبو عمرو يعني الأوزاعي، أنه سأل الزهري (ح) وأخبرنا قتيبة، عن مالك، عن صالح بن كيسان. وابن خزيمة (303) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار. قال: حدثنا سفيان. قال: سمعت الزهري (ح) وحدثنا به سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان بمثله. كلاهما- صالح بن كيسان، والزهري محمد بن مسلم بن شهاب - عن عروة بن الزبير، فذكره. * رواية محمد بن إسحاق: «كان أول ما افترض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة ركعتان ركعتان، إلا المغرب فإنها كانت ثلاثا، ثم أتم الله الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعا في الحضر وأقر الصلاة على فرضها الأول في السفر.» . - وعن مسروق، عن عائشة بلفظ: «فرضت صلاة السفر والحضر ركعتين ركعتين، فلما أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان، وتركت صلاة الفجر لطول القراءة، وصلاة المغرب لأنها وتر النهار.» . أخرجه ابن خزيمة (305، 944) قال: حدثنا أحمد بن نصر المقرئ وعبد الله بن الصباح العطار البصري. قال: أحمد: أخبرنا. وقال عبد الله: حدثنا محبوب بن الحسن، قال: حدثنا داود، يعني ابن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، فذكره. * قال ابن خزيمة: هذا حديث غريب لم يسنده أحد أعلمه غير محبوب بن الحسن، رواه أصحاب داود فقالوا: عن الشعبي، عن عائشة، خلا محبوب بن الحسن. * أخرجه أحمد (6/241) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (6/265) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. كلاهما - ابن أبي عدي، وعبد الوهاب - عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة، نحوه ليس فيه عن مسروق. وزاد فيه: وكان إذا سافر صلى الصلاة الأولى. - وعن القاسم بن محمد، عن عائشة بلفظ: «فرضت الصلاة ركعتين، فزاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة. الحضر وترك صلاة السفر على نحوها.» . أخرجه أحمد (6/234) قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير. قال: حدثنا أسامة بن زيد الليثي، عن القاسم بن محمد، فذكره.. الحديث: 3239 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 185 3240 - (س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «صلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة المسافر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان تمام من غير قَصر، على لسانِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم-» وفي أخرى «وصلاةُ النحر» (1) . مكان «صلاة الأضحى» : أخرجه النسائي (2) .   (1) في المطبوع: وصلاة الفجر، وهو تصحيف. (2) 3 / 111 و 118 و 183 في الجمعة، باب عدد صلاة الجمعة، وفي تقصير الصلاة، وفي العيدين، باب عدد صلاة العيدين، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1063) في إقامة الصلاة، باب تقصير الصلاة في السفر، من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر، وابن أبي ليلى لم يسمع من عمر، لكن بعض أهل العلم يدخل بينه وبين عمر البراء بن عازب، وكعب بن عجرة، وقد رواه ابن ماجة رقم (1064) من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1064) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. والنسائي في الكبرى (410) قال: أخبرنا محمد بن رافع. وابن خزيمة (1425) قال: حدثنا محمد بن رافع. (ح) وحدثناه عبدة بن عبد الله الخزاعي. ثلاثتهم - ابن نمير، وابن رافع، وعبدة - عن محمد بن بشر، قال: أنبأنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، فذكره. * أخرجه أحمد (1/37) (753) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان وعبد بن حميد (29) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شريك. وابن ماجة (1063) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا شريك والنسائي (3/111) وفي الكبرى (1659) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا شريك. وفي (3/118) وفي الكبرى (409) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان، وهو ابن حبيب عن شعبة. وفي (3/183) ، وفي الكبرى (413) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سفيان بن سعيد. وفي الكبرى (1660) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. ثلاثتهم - سفيان الثوري، وشريك، وشعبة - عن زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر- ليس فيه كعب بن عجرة. وقال أبو عبد الرحمن النسائي (3/111) ، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر. الحديث: 3240 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 3241 - (د) عبد الله بن فضالة - رحمه الله - عن أبيه قال: «عَلَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وكان فيما علَّمني: حافِظْ على الصَّلوات الخمس، قال: قلت: إنَّ هذه ساعات لي فيها أشغال، فَمُرْني بأمر جَامع، إذا أنا فَعَلْتُه أجزأَ عني فقال: حافظْ علي العَصْرَينِ - وما كانت من لُغَتِنا - فقلت: وما العَصرَان؟ قال صلاة قبل طُلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها» أخرجه أَبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العصرين) : العصران: الليل والنهار، والغداة والعشي، والمراد في الحديث: [ص: 187] صلاة الفجر وصلاة العصر، وإذا اجتمع الاسمان: قد يغلب أحدهما على الآخر، كقولهم: القمران: للشمس والقمر، والعمران: لأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- وقيل: إنما سماهما العصرين، لأنهما يصليان في طرفي العصرين، يعني الليل والنهار.   (1) رقم (428) في الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 344 وفي إسناده اختلاف، فقد رواه أبو داود من حديث أبي حرب بن أبي الأسود عن عبد الله ابن فضالة عن أبيه، ورواه أحمد من حديث أبي حرب بن أبي الأسود عن فضالة الليثي ... . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/344) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا داود ابن أبي هند، قال: حدثني أبو حرب بن أبي الأسود، عن فضالة الليثي، فذكره. * أخرجه أبو داود (428) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عبد الله بن فضالة، عن أبيه، نحوه. زاد فيه (عبد الله بن فضالة) . الحديث: 3241 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 3242 - (د ت) سبرة بن معبد الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مُروا الصَّبيَّ بالصلاة إذا بَلَغ سَبْعَ سِنين، فإذا بلغ عَشْرَ سنين فاضرِبُوه عليها» . وفي رواية قال: «عَلِّمُوا الصبيَّ الصلاةَ ابنَ سبع، واضربوه عليها ابن عَشْر» . أخرج الأولى أبو داود، والثانية الترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (494) في الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، والترمذي رقم (407) في الصلاة، باب ما جاء متى يؤمر الصبي بالصلاة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/404) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والدارمي (1438) قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: حدثنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني. وأبو داود (494) قال: حدثنا محمد بن عيسى - يعني ابن الطباع - قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والترمذي (407) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني. ثلاثتهم - زيد، وحرملة، وإبراهيم - عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: حديث سبرة حديث حسن صحيح. الحديث: 3242 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 3243 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مُرُوا أولادَكم بالصلاة وهم أَبناءُ سبع، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عشْر، وفرِّقُوا بينهم في المضاجع» (1) . زاد في رواية: «وإذا زوَّجَ أحدكم خادِمَهُ - عبدَهُ أو أجيرهُ - فلا ينظرْ إلى ما دون السُّرَّةِ وفوقَ الرُّكْبَة» . أخرجه أبو داود (2) . [ص: 188] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وفرِّقوا بينهم في المضاجع) : أراد بالتفريق: التفريق بين الذكور والإناث من الأولاد عند النوم، لقربهم من البلوغ.   (1) سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، وذلك من باب سد الذريعة. (2) رقم (495) و (496) في الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/180) (6689) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/187) (6756) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وعبد الله بن بكر السهمي. وأبو داود (495) قال: حدثنا مؤمل بن هشام يعني اليشكري، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (496) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - وكيع، ومحمد الطفاوي، وعبد الله، وإسماعيل بن علية - عن سوار أبي حمزة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * قال عبد الله بن أحمد عقب رواية وكيع: قال أبي: وقال الطفاوي محمد بن عبد الرحمن في هذا الحديث (سوار أبو حمزة) وأخطأ فيه. يعني أخطأ وكيع. * سماه وكيع في حديثه (داود بن سوار) وقال أبو داود: وهم وكيع في اسمه. الحديث: 3243 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 3244 - (د) معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني قال: رواية -[هشام بن سعد] : «دخلنا عليه، فقال لامرأته: متى يُصَلِّي الصبيُّ؟ قالت: نعم كان رجل منا يذكُر عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه سئل عن ذلك؟ فقال: إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (497) في الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (497) قال: ثنا سليمان بن داود العمري. قال: ثنا بن وهب. قال: ثنا هشام ابن سعد، فذكره. الحديث: 3244 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 3245 - (خ م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «عرَضني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ أُحد وأَنا ابنُ أَربَعَ عشْرَةَ، فلم يُجزْنِي، وعرَضني يومَ الخَنْدَق وأنا ابنُ خمْسَ عَشْرَةَ، فأجازني» قال نافع: فقدِمتُ على عمرَ بن عبد العزيز وهو خليفة فحدَّثتُه هذا الحديث، فقال: إن هذا لحدٌّ ما بين الصغير والكبير، فكتب إلى عُمَّاله: أن يَفْرِضُوا لمن بلغ خمس عشرة سنة، وما كان دون ذلك (1) فاجعلوه في العيال. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وانتهت رواية أبي داود والنسائي عند قوله: «فأجازني» . وزاد [ص: 189] أبو داود في رواية أخرى نحو ما بقي من الحديث (2) .   (1) في " صحيح مسلم ": ومن كان دون ذلك. (2) رواه البخاري 5 / 204 و 205 في الشهادات، باب بلوغ الصبيان وشهاداتهم، وفي المغازي، باب غزوة الخندق، ومسلم رقم (1868) في الإمارة، باب بيان سن البلوغ، والترمذي رقم (1711) في الجهاد، باب ما جاء في حد بلوغ الرجل ومتى يفرض، وأبو داود رقم (4406) و (4407) في الحدود، باب في الغلام يصيب الحد، والنسائي 6 / 155 في الطلاق، باب متى يقع طلاق الصبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/17) (4661) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (3/232) قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (5/137) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/29) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (6/30) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وعبد الرحيم بن سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. وأبو داود (2957، 4406) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. وفي (4407) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس. وابن ماجة (2543) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية، وأبو أسامة. والترمذي (1361، 1711) قال: حدثنا محمد بن الوزير الواسطي، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة والنسائي (6/155) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. تسعتهم - يحيى بن سعيد، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وابن إدريس، وعبد الرحيم بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، وأبو معاوية، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة - عن عبيد الله بن عمر، قال: أخبرني نافع، فذكره. الحديث: 3245 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 الفرع الثاني: في القضاء 3246 - (خ م ت س د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من نَسِيَ صلاة فلْيُصلِّ إذا ذكرَ، لا كفَّارةَ لها إلا ذلك وتلا قتادة {وَأَقِمِ الصَّلاة لِذِكْرِي} [طه: 14] » . وفي رواية: «إذا رَقدَ أحدُكم عن الصلاة، أو غَفَل عنها فليصلِّها إذا ذكرها، فإن الله عزَّ وجلَّ يقول: {وَأقِمِ الصَّلاة لِذكْرِي} » . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي والنسائي «مَن نَسِيَ صلاة فلْيُصَلِّها إذا ذكرها» . وفي أخرى للنسائي، قال: سُئل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يَرْقُد عن الصلاة، أو يَغْفُلُ عنها؟ قال: كَفَّارَتُها: أن يُصلِّيَها إذا ذكرها» . [ص: 190] وأخرج أبو داود الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كفارة) : الكفارة: فعالة من التكفير: التغطية، وهي المرة الواحدة الساترة للذنب ومعنى قوله: «لا كفارة لها إلا ذلك» أنه لا يلزمه في تركها غُرم، ولا صدقة، ولا كفارة، ونحو ذلك، كما يلزم في ترك الصوم في رمضان من غير عذر الكفارة، وكما يلزم المحرم إذا ترك شيئاً من نسكه كفارة دم وفيه دليل: أن الصلاة لا تجبر بالمال كما يجبر غيرها من العبادات.   (1) رواه البخاري 2 / 58 في مواقيت الصلاة، باب من نسي صلاة، ومسلم رقم (684) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة، والترمذي رقم (178) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل ينسى الصلاة، وأبو داود رقم (442) في الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها، والنسائي 2 / 293 و 294 في المواقيت، باب فيمن نسي صلاة، وباب فيمن نام عن صلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/216) قال: حدثنا أزهر بن القاسم، قال: حدثنا هشام الدستوائي. 3- وأخرجه أحمد (3/269) قال: حدثنا عفان، وبهز. والبخاري (1/155) قال: حدثنا أبو نعيم، وموسى بن إسماعيل، ومسلم (2/142) قال: حدثنا هداب بن خالد. وأبو داود (442) قال: حدثنا محمد بن كثير وابن خزيمة (993) قال: حدثنا سلم بن جنادة قال: حدثنا وكيع. سبعتهم - عفان، وبهز، وأبو نعيم، وموسى، وهداب، وابن كثير، ووكيع - عن همام بن يحيى. 4- وأخرجه أحمد (3/243) قال: حدثنا سريج. ومسلم (2/142) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد. وابن ماجة (696) قال: حدثنا جبارة بن المغلس. والترمذي (178) قال: حدثنا قتيبة، وبشر بن معاذ. والنسائي (1/293) وفي الكبرى (1503) قال: أخبرنا قتيبة. ستتهم - سريج، ويحيى، وسعيد، وقتيبة، وجبارة، وبشر - عن أبي عوانة. 5- وأخرجه أحمد (3/100) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، ويزيد بن هارون. والدارمي (1232) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. ومسلم (2/142) ، وابن خزيمة (992) قالا: حدثنا محمد ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1189) عن هارون بن إسحاق، عن عبدة بن سليمان. وابن خزيمة (992) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى. ستتهم - إسحاق، ويزيد، وسعيد، وعبد الأعلى، وعبدة، وعيسى - عن سعيد بن أبي عروبة. 6- وأخرجه أحمد (3/184) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (2/142) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثني أبي. كلاهما - ابن مهدي، وعلي - عن المثنى بن سعيد. 7- وأخرجه أحمد (3/267) قال: حدثنا عفان. وابن ماجة (695) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي والنسائي (1/293) وفي الكبرى (1502) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة. وابن خزيمة (991) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة. خمستهم - عفان، ونصر، وحميد، ومحمد، وأحمد - عن يزيد بن زريع، قال: حدثنا حجاج بن حجاج الباهلي. وعند أحمد (3/267) قال: حدثنا عفان، قا ل: أخبرنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن حجاج. قال يزيد: فلقيت حجاجا الأحول فحدثني به. سبعتهم - شعبة، وهشام، وهمام، وأبو عوانة، وابن أبي عروبة، والمثنى، وحجاج - عن قتادة، فذكره. الحديث: 3246 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 3247 - (خ م س د ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - قال: «سِرنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فقال بعض القوم: لو عَرَّستَ بنا يا رسول الله؟ قال: أخاف أن تناموا عن الصلاة، فقال بلال: أَنا أُوقظكم، فاضطجعوا، وأسنَدَ بلال ظهره إلى راحلته، فغلَبَتْهُ عيناه، فنام، فاستيْقظَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وقد طلع حاجب الشمس، فقال: يا بلال، أينَ ما قُلتَ؟ فقال: ما أُلقِيتْ عليَّ نوْمة مثلُها قطُّ، قال: إن الله قَبضَ أرواحكم حين شاء، ورَدَّها عليكم حين شاء، يا بلال قُم فأذِّن الناسَ بالصلاة، فتوضأ، فلما ارتفعت الشمسُ [ص: 191] وابياضَّت، قام فصلى بالناس جماعة» . أخرجه البخاري، والنسائي. وفي رواية أبي داود «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان في سفرِ، فمالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومِلْتُ معه، فقال: انْظُر، فقلتُ: هذا رَاكِب، هذان راكبان، هؤلاء ثلاثة، حتى صرنا سبعة، فقال: احْفظُوا علينا صلاتنا - يعني: صلاة الفجر - فضُرِبَ على آذانهم، فما أيقظهم إلا حرُّ الشمس، فقاموا وساروا هنَيْهَة، ثم نزلوا فتوضؤوا وأذَّنَ بلال فصلَّوا ركعتي الفجر، ثم صلوا الفجر، وركبوا، فقال بعضهم لبعض: قد فرَّطنا في صلاتنا، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لا تَفريط في النوم، إنما التفريط في اليقظة، فإذا سها أحدُكم عن صلاة فليصلِّها حين يذكرها، ومن الغدِ للوقت» . هذا طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم، وهو مذكور في «كتاب النبوة» من حرف النون. وفي أخرى لأبي داود، قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جيشَ الأمراء - بهذه القصة - فلم يوقظنا إلا حرُّ الشمس وهي طالعة فقمنا وَهِلين (1) لصَلاتنا، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: رُويداً رُويداً، لا بأْسَ عليكم، حتى إذا تعالَت الشمس، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من كان منكم يركع ركعتي الفجر فليَرْكَعْهُما، فقام من كان يركعهما، ومن لم يكن يركعهُما فركعهما، ثم أمر [رسول الله - صلى الله عليه وسلم-] أن ينادى بالصلاة، فَنُوديَ لها، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فصلى بنا، فلما انصرف قال: ألا إنا نحمدُ الله [أنَّا] لم نكن في شيء من أُمور الدنيا يَشْغلُنا عن صلاتنا، ولكن أروَاحُنا كانت بِيدِ الله تعالى فأرسلها [ص: 192] أنَّى شاء، فمن أدْركَ منكم صلاةَ الغدَاةِ من غد صالحاً فلْيَقضِ معها مثلها» (2) . وفي رواية لأبي داود والترمذي والنسائي قال: «ذكَرُوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- نومَهم عن الصلاة، فقال: أمَّا إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يُصل حتى يدخل وقتُ الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلِّها حين يَنْتَبِهُ لها» . وقال الترمذي والنسائي: «إنما التفريط في اليقظة، فإذا نَسيَ أحدُكم صلاة أو نامَ عنها فليصلِّها إذا ذكرها» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التعريس) : نزول المسافر آخر الليل نزلة للاستراحة والنوم. (راحلته) : الراحلة: الجمل أو الناقة، إذا كان شديداً قوياً يصلح للركوب والأحمال والأسفار. (فضُرِب على آذانهم) : يقال للنُّوام: ضُرب على آذانهم، ومعناه: حجب الصوت والحس أن يلجا آذانهم فينتبهوا، فكأنها قد ضرب عليها [ص: 193] حجاب. قال الخطابي: لا أعلم أحداً من الفقهاء قال: إن قضاء الصلاة يؤخر إلى وقت مثلها من الصلاة ويقضى. قال: ويشبه أن يكون الأمر استحباباً ليحرز فضيلة الوقت في القضاء. (وَهِلين) : الوَهَل: الفزع والرعب. (رُويداً) : بمعنى التأني والتمهل في الأمور. يقال: سيروا رويداً: أي على مهل، فيكون نصباً على الحال ويقال: ساروا سيراً رويداً، فيكون نصباً لأنه صفة المصدر. (تعالت) الشمس: إذا علت وارتفعت. قال الخطابي: وروي: تقالَّت يريد استقلالها في السماء وارتفاعها.   (1) أي فزعين، يقال: وهل الرجل يوهل: إذا فزع لشيء يصيبه. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قال الخطابي: لا أعلم أحداً قال بظاهره وجوباً، ويشبه أن يكون الأمر فيه للاستحباب ليحوز فضيلة الوقت في القضاء. قال الحافظ: ولم يقل أحد من السلف باستحباب ذلك أيضاً، بل عدوا الحديث غلطاً من راويه، وحكى ذلك الترمذي وغيره عن البخاري. (3) رواه البخاري 2 / 54 في المواقيت، باب الأذان بعد ذهاب الوقت، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، وما تشاؤن إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (681) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، وأبو داود رقم (437) و (438) و (439) و (440) و (441) في الصلاة، باب فيمن نام عن الصلاة أو نسيها، والترمذي رقم (177) في الصلاة، باب ما جاء في النوم عن الصلاة، والنسائي 1 / 294 و 295 في المواقيت، باب فيمن نام عن صلاة، وباب إعادة من نام عن الصلاة لوقتها من الغد، و 2 / 106 في الإمامة، باب الجماعة للفائت من الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/307) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا هشيم. والبخاري (1/154) قال: حدثنا عمران بن ميسرة. قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (9/170) قال: حدثنا ابن سلام. قال: أخبرنا هشيم وأبو داود (439) قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: أخبرنا خالد. وفي (440) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا عبثر. والنسائي (2/105) وفي الكبرى (830) قال: أخبرنا هناد ابن السري. قال حدثنا أبو زبيد، واسمه عبثر بن القاسم. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12096) عن محمد بن كامل المروزي، عن هشيم وابن خزيمة (409) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال حدثنا ابن فضيل. أربعتهم - هشيم، ومحمد بن فضيل، وخالد بن عبد الله، وعبثر - عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره. الحديث: 3247 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 3248 - (م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حين قَفَلَ من غزوة خَيْبَرَ سار ليلة، حتى إذا أَدْرَكه الكَرَى عرَّسَ وقال لبلال: اكْلأ لنا الليلَ، فصلى بلال ما قُدِّرَ له، ونام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه، فلما تقَارَبَ الفجرُ استنَدَ بلال إلى راحلته مُوَاجه الفجر، فغلبتْ بلالاً عيناه وهو مُسْتَنِد إلى راحلته، فلم يستيقظ رسولُ الله ولا بلال ولا أحد من أصحابه، حتى ضربْتهم الشمسُ، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أوَّلهم استيقاظاً، ففزِع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أي بلالُ، فقال بلال: أَخذَ بنفسي الذي أَخذَ بنفسك -[بأبي أنتَ وأمي يا رسولَ الله]- قال: اقتادوا، [ص: 194] فاقتادوا رَوَاحِلَهم شيئاً، ثم توضَّأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأَمر بلالاً، فأقام للصلاة، فصلَّى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة قال: من نَسِيَ الصلاة فليصلِّها إذا ذكرها، فإن الله تعالى قال: « {أقِمِ الصَّلاةَ لِذِكرِي} » . وكان ابن شهاب يقرؤها {للذِّكرَى} . وفي رواية، قال: «عرَّسنا مع نبي الله - صلى الله عليه وسلم-، فلم نستيقظْ حتى طلعت الشمس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- ليأخذْ كل رجل برأس راحلته، فإن هذا منزل حضَرَنا فيه الشيطانُ، قال: ففعلنا، ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم سجد سجدتين - قال بعض الرواة: ثم صلى سجدتين، ثم أُقيمت الصلاة، فصلى الغداة» . أخرجه مسلم وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الأولى، وأخرج الموطأ الرواية الأولى عن ابن المسيب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. وأخرج أبو داود أيضاً عن أبي هريرة في هذا الخبر، قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَحوَّلُوا عن مكانكم الذي أصابتْكم فيه الغَفْلَةُ، قال: فأمر بلالاً فأَذَّنَ، وأقام، وصلَّى» . وأخرج النسائي الرواية الثانية، وله في أخرى، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «إذا نَسيتَ الصلاة فصَّلِّ إذا ذكرتَ، فإن الله يقول: {أقِمِ الصلاةَ لِذِكْري} » . ولم يذكر القصة. وله في أخرى عن ابن المسيب مرسلاً: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن نَسِيَ صلاة فليصلِّها إذا ذكرها، فإن الله تعالى يقول» : {أقِمِ الصلاة لذكري} قال معمر: قلت للزهري: «أهكذا قرأها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ [ص: 195] قال: نعم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَفَزع) : فَزِع الرجل من نومه: إذا انتبه. يقال: أفزعت الرجل ففزع: أي أنبهته فانتبه. (قَفَل) : القفول: الرجوع من السفر. (الكَرَى) : النعاس. (اكلأ) : الكلاءة: الحفظ والحراسة.   (1) رواه مسلم رقم (680) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، والموطأ 1 / 13 و 14 في وقوت الصلاة، باب النوم عن الصلاة، وأبو داود رقم (435) و (436) في الصلاة، باب في من نام عن الصلاة أو نسيها، والترمذي رقم (3162) في التفسير، باب ومن سورة طه، والنسائي 1 / 295 و 296 و 298 في المواقيت، باب إعادة من نام عن الصلاة لوقتها من الغد، وباب كيف يقضي الفائت من الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/138) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (435) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس (ح) قال: أحمد قال عنبسة، يعني عن يونس. وفي (436) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبان. قال: حدثنا معمر. وفي تحفة الأشراف (10/13326) قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا الوليد عن الأوزاعي. وابن ماجة (697) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثنا يونس والترمذي (3163) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا النضر بن شميل. قال: أخبرنا صالح بن أبي الأخضر. والنسائي (1/295) قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (1/296) قال: أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو قال: أنبأنا ابن وهب. قال: أنبأنا يونس. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله، عن معمر. خمستهم - يونس، ومعمر، والأوزاعي، وصالح، ومحمد بن إسحاق - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * في رواية معمر عند أبي داود (436) قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة. قال: فأمر بلالا فأذن وأقام وصلى» . * قال أبو داود: رواه مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، وعبد الرزاق عن معمر، وابن إسحاق، لم يذكر أحد منهم الأذان في حديث الزهري هذا، ولم يسنده منهم أحد إلا الأوزاعي وأبان العطار عن معمر. * روايات النسائي جاءت مختصرة على: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها. فإن الله تعالى قال: {أقم الصلاة لذكري} » . -وعن أبي حازم، عن أبي هريرة، بلفظ: «عرسنا مع نبي الله، -صلى الله عليه وسلم- فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ليأخذ كل رجل برأس راحلته، فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان. قال: ففعلنا. ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم سجد سجدتين. ثم أقيمت الصلاة، فصلى الغداة.» . أخرجه أحمد (2/428) ومسلم (2/138) قال: حدثني محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. والنسائي (1/298) وفي الكبرى (1505) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. وابن خزيمة (988، 999، 1118، 1252) قال حدثنا محمد بن بشار. أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن حاتم، ويعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن بشار - عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان. قال: حدثني أبو حازم فذكره. -وعن أبي حازم، عن أبي هريرة بلفظ: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نام عن ركعتي الفجر، فقضاهما بعدما طلعت الشمس» . أخرجه ابن ماجة (1155) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ويعقوب بن حميد بن كاسب، قالا: حدثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 3248 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 3249 - (خ م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان في مَسِيرٍ له، فناموا عن صلاة الفجر، فاستيقظوا بحَرِّ الشمس، فارتفعوا قليلاً، حتى استقَلَّت الشمسُ، ثم أمر مُؤذِّناً فأذَّنَ، فصلَّى، ركعتين قبل الفجر، ثم أقام، ثم صلى الفجر» . أخرجه أبو داود، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم بطوله، وهو مذكور في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 425 و 426 في الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي التيمم، باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء، وباب التيمم ضربة، ومسلم رقم (682) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة، وأبو داود رقم (443) في الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/431) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن يونس. وفي (4/441) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. (ح) وروح، قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا معاوية، قال: حدثنا زائدة، عن هشام. وفي (4/444) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا يونس. وأبو داود (443) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس. وابن خزيمة (994) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام. كلاهما - يونس بن عبيد، وهشام بن حسان - عن الحسن البصري، فذكره. وهو جزء من حديث طويل، سيأتي. الحديث: 3249 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 3250 - (د) عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه - قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، فنام عن الصبح حتى طلعت الشمس، فاستيقظ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: تَنَحَّوا عن هذا المكان، ثم أمر بلالاً فأذَّن، ثم توضَّؤوا، وصلَّوا ركعتي الفجر، ثم أمر بلالاً فأقام الصلاة، فصلى بهم صلاة الصبح» . قال أبو داود: وروي عن ذي مخْبر الحَبشي - وكان يخدم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في هذا الخبر، قال: فتوضأَ - يعني: النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وُضُوء لم يَلْث (1) منه التراب، ثم أمر بلالاً فأذَّن، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم- فركع ركعتين وهو غير عَجِلِ. وفي رواية عن ذي مخبر ابن أَخي النجاشي قال: «فأذَّن وهو غير عَجِل» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) أي: لم يبتل، من لثي يلثى، وقال بعضهم: لم يلت، من لت السويق: إذا بله. (2) رقم (444) و (445) و (446) في الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/139، 5/287) . وأبو داود (444) قال: حدثنا عباس العنبري (ح) وحدثنا أحمد بن صالح. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعباس، وأحمد بن صالح - عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن عياش بن عباس، يعني القتباني، أن كليب بن صبح حدثهم، أن الزبرقان حدثه، فذكره. والرواية الثانية أخرجها أبو داود (445) قال: ثنا إبراهيم بن الحسن، قال: ثنا حجاج، يعني ابن محمد قال: ثنا حريز، (ح) وحدثنا عبيد بن أبي الوزير، قال: حدثنا مبشر - يعني الحلبي - قال: ثنا حريز - يعني ابن عثمان - قال: ثني يزيد بن صالح، عن ذي مخبر الحبشي، فذكره. والرواية الثالثة: أخرجها أبو داود (446) قال: ثنا مؤمل بن الفضل، قال: ثنا الوليد، عن حريز - يعني ابن عثمان - عن يزيد بن صالح، عن ذي مخبر بن أخي النجاشي، فذكره. الحديث: 3250 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 3251 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: قال: «أقْبَلْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- زمَنَ الحُدَيبِيةَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مَن يَكلَؤنا؟ فقال بلال: أَنا، فناموا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: افعلوا كما كنتم تفعلون، قال: ففعلنا، قال: فكذلك فافعلوا، لمن نام أو نَسِيَ» . أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (447) في الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/386) (3657) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/391) (3710) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا المسعودي. وفي (1/464) (4421) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (447) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (الورقة /119-ب) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، عن محمد قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن المسعودي. كلاهما- شعبة، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي - عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، فذكره. * في رواية المسعودي: «لما انصرفنا من غزوة الحديبية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يحرسنا الليلة؟ قال عبد الله: فقلت: أنا، حتى عاد مرارا، قلت: أنا يا رسول الله، قال: فأنت إذن، قال: فحرستهم ... » الحديث. * رواية يحيى، وأبي داود، وعبد الله بن المبارك، ليس فيها قصة ضلال ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. * في رواية شعبة عند النسائي، قال جامع بن شداد: سمعت عبد الرحمان بن علقمة قال النسائي: كذا قال في كتابه، والصواب: - عبد الرحمان بن أبي علقمة -. الحديث: 3251 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 3252 - (س) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في سفر: «مَن يَكْلَؤنا الليلة لا نَرْقُدَ (1) عن الصلاة، عن صلاة الصبح؟ فقال بلال: أنا، فاستقبل مطلع الشمس، فَضُرِبَ على آذانهم، حتى أيقظَهم حرُّ الشمس، فقاموا، فقال: توَّضؤوا، ثم أذَّن بلال، فصلى ركعتين، وصلَّوا ركعتي الفجر، ثم صلَّوَا الفجر» . أخرجه النسائي (2) .   (1) جملة مستأنفة في محل التعليل. (2) 1 / 298 في المواقيت، باب كيف يقضي الفائت من الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/81) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان. والنسائي (1/298) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، قال: حدثنا يحيى بن حسان. ثلاثتهم - عبد الصمد، وعفان، ويحيى - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع ابن جبير، فذكره. الحديث: 3252 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 3253 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أدلجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم عرَّسَ، فلم يستيقظْ حتى طلعت عليه الشمس، أو بعضُها، فلم يُصَلِّ حتى ارتفعت الشمس، فصلى، وهي صلاة الوسطى» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أدلج) : الإدلاج مخففاً: السير من أول الليل، ومشدد الدال: السير من آخره.   (1) 1 / 299 في المواقيت، باب كيف يقضي الفائت من الصلاة، وإسناده حسن، والأرجح أن الصلاة الوسطى، هي صلاة العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (1/298) ، وفي الكبرى (339) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا حبيب، عن عمرو بن هرم، عن جابر بن زيد، فذكره. الحديث: 3253 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 3254 - (ط) زيد بن أسلم - مولى عمر - رضي الله عنه - قال: «عرَّس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة بطريق مكة، ووَكَّل بلالاً أن يُوقِظَهم للصلاة [ص: 198] فرَقدَ بلال، ورَقدُوا، حتى استيقَظُوا وقد طلعت عليهم الشمس، فاستيقظ القومُ وقد فَزِعُوا، فأمرهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يركبوا حتي يخرجوا من ذلك الوادي، وقال: «إن هذا وادٍ به شيطان» فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادي، ثم أمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَنزِلوا، وأن يتوضَّؤوا، وأمر بلالاً أن يُناديَ بالصلاة أو يقيمَ، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالناس، ثم انصرف وقد رأى من فزعهم، فقال: يا أيها الناس، إن الله قبض أرْوَاحنا، ولو شاء لرَدَّها إلينا في حين غير هذا، فإذا رقَد أحدُكم عن الصلاة أَو نَسيَها ثم فَزِعَ إليها فلْيُصَلِّها كما كان يُصلِّيها في وقتها، ثم التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر الصديق، فقال: إن الشيطان أتى بلالاً وهو قائم يصلي فأضجعه، فلم يَزَلْ يَهدِّئهُ كما يُهَدَّأُ الصبيُّ حتى نام. ثم دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً، فأخبر بلال رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مثل الذي أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر، فقال أبو بكر أشهد أنك رسولُ الله» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 14 و 15 مرسلاً في وقوت الصلاة، باب النوم عن الصلاة، وهو مرسل صحيح الإسناد، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: مرسل باتفاق رواة الموطأ، وجاء معناه متصلاً من وجوه صحاح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (25) فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/54) مرسلا باتفاق رواة الموطأ وجاء معناه متصلا من وجوه صحاح، قاله أبو عمر. الحديث: 3254 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 3255 - (س) بريد بن أبي مريم عن أبيه، قال: «كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأسْرينا ليلة، فلما كان في وجهِ [ص: 199] الصُّبْح نزل رسولُ الله فنام - صلى الله عليه وسلم- ونام النَّاس، ولم يستيقظوا إلا بالشمس قد طلعت علينا، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- المؤذِّنَ، فأذَّنَ، ثم صلى ركعتين قبل الفجر، ثم أمره فأقام، فصلى بالناس، ثم حدَّثنا بما هو كائن حتى تقومَ الساعة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 297 في المواقيت، باب كيف يقضي الفائت من الصلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (1/297) وفي الكبرى (1504) قال: نا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن بريد بن أبي مريم، فذكره. الحديث: 3255 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 3256 - () أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «أقْبَلْنَا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- زَمَن الحُدَيبِيَةَ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يكلؤنا للصلاة؟» وفي رواية: من يكلأُ لنا الصلاةَ، فقال بلال: أَنا، فَنِمْنا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: افعلوا كما كنتم تفعلون، فجعل يَهمِسُ بعضُنا إلى بعض: ما كَفَّارةُ ما صَنَعْنَا؟ فسمِعَنا، فقال: أما لكمْ فيَّ أُسوة، وقد قال تعالى: {لَقدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على مَن لم يُصَلِّ الصلاة حتى يأتيَ وقتُ الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليُصَلِّها حين يَنْتَبِهُ لها، اصنَعوا كما كنتم تَصنعون، فصلى بنا، فلما سلَّم قال: هكذا يفعل مَن نام أَو نسي، قال الله تعالى: {أَقِمِ الصلاةَ لِذِكْري} أخرجه (1) . [ص: 200] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يهمس) : الهمس: الكلام الخفي.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد مرت أحاديث بمعناه صحيحة دون ذكر الآية {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه، وهو من زيادات رزين على الأصول. الحديث: 3256 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 3257 - (خ م ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه جاء يوم الخندق بعدما غرَبت الشمس، فجعل يَسُبُّ كفارَ قريش، وقال: يا رسول الله، ما كدِتُ أصلِّي العصر حتى كادت الشمس تغرب؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله ما صَلَّيْتُها، فقُمنَا إلى بطْحانَ، فتوضَّأَ للصلاة، وتوضَّأْنا، فصلى العصر بعدما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغربَ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 55 و 56 في المواقيت، باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت، وباب قضاء الصلوات الأولى فالأولى، وفي الأذان، باب قول الرجل: ما صلينا، وفي صلاة الخوف، باب الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو، وفي المغازي، باب غزوة الخندق، ومسلم رقم (631) في المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، والترمذي رقم (180) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل تفوته الصلوات بأيتهن يبدأ، والنسائي 3 / 84 و 85 في السهو، باب إذا قيل للرجل: هل صليت هل يقول: لا؟ . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه البخاري (1/154) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. وفي (1/155) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (5/141) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. ومسلم (2/113) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام. والترمذي (180) قال: حدثنا محمد بن بشار - بندار - قال: حدثنا معاذ بن هشام. والنسائي (3/84) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا خالد وهو ابن الحارث. وابن خزيمة (995) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا معاذ بن هشام. خمستهم - معاذ بن فضالة، ويحيى، ومكي، ومعاذ بن هشام، وخالد - عن هشام 2- وأخرجه البخاري (1/164) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن خزيمة (995) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا قبيصة. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا حسين بن محمد. ثلاثتهم - أبو نعيم، وقبيصة، وحسين - عن شيبان بن عبد الرحمن. 3- وأخرجه البخاري (2/18) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم - يحيى، وأبو بكر، وإسحاق - عن وكيع، عن علي بن المبارك. ثلاثتهم - هشام، وشيبان، وعلي - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 3257 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 3258 - (ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - «أن المشركين شَغَلُوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أربع صلوات يوم الخندق، حتى ذهب من الليل ماشاء الله، فأمر بلالاً فأذَّن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء» . أخرجه الترمذي والنسائي. [ص: 201] وفي رواية للنسائي، قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَحُبِسْنا عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فاشتدَّ ذلك علَيَّ، فقلت: نحن مع رسول الله في سبيل الله؟ فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأذن وأقام ... » وذكر الحديث، وقال فيه: «فصلى بنا، ثم طاف علينا، فقال: ما على الأرض عِصابة يذكرون الله غيرَكم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عصابة) : العصابة: الجماعة من الناس.   (1) رواه الترمذي رقم (179) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل تفوته الصلوات بأيتهن يبدأ، والنسائي 1 / 297 و 298 في المواقيت، باب كيف يقضي الفائت من الصلاة، من حديث أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عبد الله بن مسعود، وعامر يروي عن أبيه عبد الله ولم يسمع منه، ولكن للحديث شواهد بمعناه في الصحيحين وغيرهما يقوى بها، وقال الترمذي: وفي الباب عن جابر وأبي سعيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أحمد (1/375) (3555) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/423) (4013) قال: حدثنا كثير، قال: حدثنا هشام. والترمذي (179) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (1/297) وفي الكبرى (1506) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، عن هشام الدستوائي. وفي (2/17) . وفي الكبرى (1542) قال: أخبرنا هناد، عن هشيم. وفي (2/18) وفي الكبرى (1543) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار قال: حدثنا حسين بن علي عن زائدة، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، قال: حدثنا هشام. كلاهما - هشيم، وهشام الدستوائي - عن أبي الزبير، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، فذكره. وقال الترمذي: حديث عبد الله ليس بإسناده بأس إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله. الحديث: 3258 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 3259 - (ط) يحيى بن سعيد -رحمه الله - أَن ابن المسيب قال: «ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الظهر والعصر يوم الخندق حتى غربت الشمس» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 184 و 185 في صلاة الخوف، باب صلاة الخوف موقوفاً على ابن المسيب، وقد جاء بمعناه عن جابر مرفوعاً في الصحيحين وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك الموطأ (444) ، عن يحيى بن سعيد، فذكره. قلت: سعيد بن المسيب تابعي، وروايته عن الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرسلة. الحديث: 3259 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 201 3260 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «شَغَلَنَا المُشركون يوم الخندق عن صلاة الظهر حتى غربت الشمس، وذلك قبل أن [ص: 202] ينزل في القتال ما نزل، فأنزل الله عز وجل {وَكَفى اللهُ المُؤمِنينَ القِتَالَ} [الأحزاب: 25] فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأقام لصلاة الظهر، فصلاها كما كان يُصلِّيها في وقتها، ثم أقام للعصر، فصلاها كما كان يصليها في وقتها. ثم أقام للمغرب، فصلاها كما كان يصليها في وقتها» . أخرجه النسائي (1) . وفي نسخة السماع لكتاب النسائي قال: «شغلنا المشركون يوم الخندق عن صلاة العصر، حتى غربت الشمس، وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل فأنزل الله عز وجل {وَكفَى اللهُ المُؤمِنينَ القِتَالَ} [الأحزاب: 25] فأَمر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأَقام لصلاة الظهر، فصلاها كما كان يصلِّيها لوقتها، ثم أقام للعصر، فصلاها كما كان يصليها لوقتها» .   (1) 2 / 17 في الأذان، باب الأذان للفائت من الصلوات، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/25) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/25) قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. وفي (3/49) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، وحجاج. وفي (3/67) قال: حدثنا يزيد، وحجاج والدارمي (1532) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والنسائي (2/17) وفي الكبرى (1541) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (996) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. وفي (996، 1703) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وعثمان - يعني ابن عمر -. ستتهم - يحيى، وأبو خالد، وعبد الملك، وحجاج، ويزيد، وعثمان - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فذكره. الحديث: 3260 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 201 3261 - (ط) نافع - مولى ابن عمر «أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أُغْمِيَ عليه، فذهب عقله، فلم يَقْضِ الصلاة» . قال مالك: «ذلك فيما نُرَى - والله أعلم - أن الوقتَ ذهب، فأمَّا من أفاق وهو في وقت، فإنه يُصلِّي» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 13 في وقوت الصلاة، باب جامع الوقوت، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (23) عن نافع، فذكره. الحديث: 3261 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 3262 - (ط) نافع مولى ابن عمر أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: «مَن نَسِيَ صلاة فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام، فإذا سلَّم [ص: 203] الإمامُ فلْيُصل الصلاة التي نَسِيَ، ثم ليُصلِّ بعدها الأُخرى» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 168 في قصر الصلاة، باب العمل في جامع الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (407) عن نافع، فذكره. الحديث: 3262 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 الفرع الثالث: في إثم تاركها 3263 - (م د ت) - جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: إنه سَمِعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «بين الرَّجُل وبين الشِّرْك: تركُ الصلاة» . هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي «بين الكفر والإيمان: تركُ الصلاة» وله في أخرى «بين العبد وبين الشِّرْك أَو الكفر: تركُ الصلاة» . وفي أخرى: «بين العبد وبين الكفر: تركُ الصلاة» . وأخرج أبو داود الرواية الآخرة من روايات الترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (82) في الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، وأبو داود رقم (4678) في السنة، باب في رد الإرجاء، والترمذي رقم (2622) في الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/370) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق.. وعبد بن حميد (1022) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان. ومسلم (1/61) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وعثمان بن أبي شيبة. كلاهما عن جرير. والترمذي (2618) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، وأبو معاوية. وفي (2619) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أسباط بن محمد. خمستهم - أبو إسحاق، وسفيان، وجرير، وأبو معاوية، وأسباط - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. * في رواية عبد بن حميد، والترمذي (2618) «بين الإيمان والكفر ترك الصلاة» . -وعن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» . أخرجه أحمد (3/389) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة. وعبد بن حميد (1043) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عمر بن زيد. والدارمي (1236) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. ومسلم (1/62) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج. وأبو داود (4678) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان وابن ماجة (1078) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2620) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، والنسائي (1/232) هامش قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا محمد بن ربيعة، عن ابن جريج. أربعتهم - موسى، وعمر بن زيد، وابن جريج، وسفيان - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 3263 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 3264 - (س ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «العَهدُ الذي بيننا وبينهم: الصلاةُ، فمن تركها فقد كفر» أخرجه [ص: 204] الترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2623) في الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، والنسائي 1 / 231 و 232 في الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وابن ماجة والنسائي وابن حبان والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/346) . وابن ماجة (1079) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم البالسي. والترمذي (2621) قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن الشقيقي ومحمود بن غيلان. أربعتهم - أحمد، وإسماعيل، ومحمد، ومحمود - عن علي بن الحسن بن شقيق. 2- وأخرجه أحمد (5/355) قال: حدثنا زيد بن الحباب. 3- وأخرجه الترمذي (2621) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا علي بن الحسين بن واقد. 4- وأخرجه الترمذي (2621) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، ويوسف بن عيسى. والنسائي (1/231) قال: أخبرنا الحسين بن حريث. كلاهما - الحسين، ويوسف - عن الفضل بن موسى. أربعتهم - علي بن الحسن، وزيد، وعلي، والفضل - عن الحسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 3264 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 3265 - (ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله - قال: «كان أصحابُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يَرَوْنَ شيئاً من الأعمال تركُهُ كفر غير الصلاة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2624) في الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2622) قال: ثنا قتيبة. قال: ثنا بشر بن المفضل، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، فذكره. الحديث: 3265 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 3266 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الذي تَفُوتُه صلاة العصر كأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه» . أخرجه الجماعة. وعند أبي داود في رواية أخرى «أُوترَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وتر أهله وماله) يقال: وترته إذا: نقصته، أي نقص أهله وماله. وقيل: إن أصل الوتر: الجناية التي يجنيها الرجل على الرجل: من قتله حميمه وأخذه ماله، فشبه ما يلحق هذا الذي تفوته صلاة العصر بمن قتل حميمه وأخذ ماله. ومن نصب لام " أهله " جعله مفعولاً ثانياً لِوُتِر، وأضمر فيها [ص: 205] مفعولاً لم يسمَّ فاعله، عائداً إلى الذي فاتته الصلاة ومن رفع اللام لم يُضمر وأقام الأهل مقام ما لم يسمَّ فاعله، لأنهم المصابون المأخوذون واختصاره أن من رد النقص إلى الأهل والمال رفعهما، ومن رده إلى الرجل نصبهما.   (1) رواه البخاري 2 / 24 في المواقيت، باب إثم من فاتته العصر، ومسلم رقم (626) في المساجد، باب التغليظ في تفويت العصر، والموطأ 1 / 11 و 12 في وقوت الصلاة، باب جامع الوقوت، وأبو داود رقم (414) و (415) في الصلاة، باب وقت صلاة العصر، والترمذي رقم (175) في الصلاة، باب ما جاء في السهو عن صلاة العصر، والنسائي 1 / 238 في الصلاة، باب عدد صلاة العصر في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (33) وأحمد (2/64) (5313) قال: قرأت على عبد الرحمن (ح) وحدثني حماد الخياط. والبخاري (1/145) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/111) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (414) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي (1/255) قال: أخبرنا قتيبة. ستتهم: - عبد الرحمان، وحماد، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، وعبد الله بن مسلمة، وقتيبة - عن مالك. 2- وأخرجه أحمد (2/48) (5084) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/124) (6065) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، كلاهما - إسماعيل، وحماد - عن أيوب. 3- وأخرجه أحمد (2/54) (5161) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/102) (5780) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (1234) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - يحيى، وابن عبيد، وسفيان - عن عبيد الله. 4- وأخرجه أحمد (2/148) (6358) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. 5- وأخرجه الترمذي (175) . والنسائي في الكبرى (343) . كلاهما - الترمذي، والنسائي - عن قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد. خمستهم - مالك، وأيوب، وعبيد الله، وابن جريج، والليث - عن نافع، فذكره. وعن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من ترك العصر متعمدا حتى تغرب الشمس، فكأنما وتر أهله وماله» . الحديث: 3266 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 3267 - (س) نوفل بن معاوية - رضي الله عنه - أنَّه سَمِع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن فاتَتْهُ صلاةُ العصر فكأَنما وُتِرَ أهلَه وماله» . وفي رواية: قال نوفل: «صلاة من فاتته، فكأنَّما وُتِرَ أهلَه وماله» . قال ابن عمر: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هي العصر» . وفي أخرى «إن من الصلاة صلاة: من فاتته فكأنما وُتِرَ أهله وماله» . قال ابن عمر: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «هي صلاةُ العصر» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 237 و 238 و 239 في الصلاة، باب صلاة العصر في السفر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (2/13) (4621) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/27) (4805) (2/76) (5467) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (749) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. كلاهما - أبو معاوية، ويزيد - عن الحجاج بن أرطاة. 2- وأخرجه أحمد (2/75) (5455) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. كلاهما - الحجاج، ويحيى - عن نافع، فذكره. -وعن سالم، عن أبيه، عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، قال: «الذي تفوته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله» . أخرجه أحمد (2/8) (4545) . والدارمي (1233) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. ومسلم (2/111) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. وابن ماجة (685) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (1/254) وفي الكبرى (1414) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وابن خزيمة (335) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وأحمد بن عبدة. تسعتهم - أحمد بن حنبل، وابن يوسف، وأبو بكر، والناقد، وهشام، وإسحاق، وعبد الجبار، وسعيد، وأحمد بن عبدة - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (2/134) (6177) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (2/145) (6320) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/145) (6324) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم (ح) ويعقوب، قال: حدثنا أبي. ومسلم (2/111) قال: حدثني هارون ابن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث. خمستهم - سفيان وابن أخي ابن شهاب، ومعمر، وإبراهيم بن سعد، وعمرو بن الحارث - عن الزهري، عن سالم، فذكره. - وعن عراك بن مالك، قال: أخبرني عبد الله بن عمر، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من فاته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله» . أخرجه النسائي (1/237) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، قال: أنبأنا جعفر بن ربيعة، قال: قال عراك، فذكره. أخرجه أحمد (2/19) (4689) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/41) (4994) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (579) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي (2/114) ، وفي الكبرى (844) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1641) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو خالد (ح) وحدثنا علي بن خشرم. الحديث: 3267 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 3268 - (خ س) أبو المليح قال: كنا مع بُرَيدة - رضي الله عنه - في غزاة في يوم ذي غَيم، فقال: بكِّرُوا بصلاة العصر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من ترك صلاة العصر فقد حَبِطَ عمله» . أخرجه البخاري والنسائي (1) . [ص: 206] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بكِّروا) : التبكير في الأعمال: المبادرة إليها في أوائل أوقاتها. (حَبط) : يقال: حبط عمله: إذا بطل.   (1) رواه البخاري 2 / 26 في مواقيت الصلاة، باب من ترك صلاة العصر، وباب التبكير بالصلاة في يوم غيم، والنسائي 1 / 236 في الصلاة، باب من ترك صلاة العصر. الحديث: 3268 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 3269 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - «أن عمر انصرف من العصر فَلَقِيَ رجلاً لم يشهد العصر، فقال: مَا حَبَسَكَ عن صلاة العصر، فذكر له عُذْراً، فقال عمر: طَفَّفْت (1) » . قال مالك: ويقال لكل شيء وفاء وتطفيف. أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تطفيف) : التطفيف: نقص الكيل.   (1) أي: نقصت نفسك حظها من الأجر لتأخرك عن صلاة الجماعة. (2) 1 / 12 في وقوت الصلاة، باب جامع الوقوت، وفي سنده انقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك الموطأ (21) فذكره. قلت: يحيى بن سعيد، تابعي لم يلق عمر بن الخطاب. الحديث: 3269 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 الفصل الثاني: في المواقيت ، وفيه ستة فروع الفرع الأول: في تعيين أوقات الصلوات 3270 - (م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - «أن [ص: 207] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتاه سائل عن مَواقيت الصلاة؟ فلم يَرُدَّ عليه شيئاً. قال: وأمر بلالاً، فأقام الفجر حين انشَقَّ الفجر، والناسُ لا يكادُ يعرِف بعضُهم بعضاً، ثم أمره فأقام الظهر حين زالت الشمس، والقائل يقول: قد انتصف النهار، وهو كان أعلمَ منهم، ثم أمره فأقام العصر والشمس مُرتَفِعةَ، ثم أمره فأقام بالمغرب حين وقعت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشَّفق، ثم أخَّرَ الفجر من الغَدِ حتى انصَرَف منها والقائل يقول: قد طلعت الشمس، أو كادت، ثم أخرَّ الظهر حتى كان قريباً من وقت العصر بالأمس، ثم أخرَ العصر حتى انصرف منها، والقائل يقول: قد احْمرَّت الشمس، ثم أخَّرَ المغرب حتى كان عند سقوط الشَّفق - وفي رواية: فصلى المغرب قبل أن يغيبَ الشفقُ في اليوم الثاني - ثم أخَّرَ العشاء حتى كان ثُلُثُ الليل الأول ثم أَصبَحَ فدعَا السائل، فقال: الوقت بين هذين» . هذه رواية مسلم. وأخرجه أبو داود، وقال فيه: «فأقام الفجر حين كان الرجل لا يعرف وجه صاحبه، أو أن الرجل لا يعرِفُ مَن إلى جَنْبِه» ، وفيه: «ثم أخر العصر حتى انصرف منها وقد اصفرَّت الشمس» وقال في آخره: ورواه بعضهم، فقال: «ثم صلى العشاء إلى شطْرِ الليل» . وفي ألفاظ أبي داود خلاف عن لفظ مسلم. وأخرجه النسائي مثل مسلم (1) . [ص: 208] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشفق) : الحُمرة التي تكون في الأفق الغربي بعد المغرب عند الشافعي -رحمه الله -، والبياض الذي يبقى به بعد ذهاب الحمرة عند أبي حنيفة -رحمه الله-، فهو من الأضداد.   (1) رواه مسلم رقم (614) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، وأبو داود رقم (395) في الصلاة، باب في المواقيت، والنسائي 1 / 260 و 261 في المواقيت، باب آخر وقت المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/416) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/106) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (2/107) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (395) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود. والنسائي (1/260) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، وأحمد بن سليمان، قالا: حدثنا أبو داود. وفي الكبرى (1415) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود - يعني عمر بن سعد - خمستهم - أبو نعيم، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وعبد الله بن داود، وأبو داود - عن بدر بن عثمان مولى لآل عثمان، عن أبي بكر بن أبي موسى، فذكره. الحديث: 3270 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 3271 - (م ت س) بريدة - رضي الله عنه - «أن رجلاً سأل رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عن وقت الصلاة؟ فقال له: صلِّ معنا هذين اليومين، فلما زالت الشمس أمر بلالاً فأذَّن، ثم أمره فأقام الظهر، ثم أمره فأقام العصر، والشمس مُرتفعة بيضاءُ نَقيَّة، ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق، ثم أَمره فأقام الفجر حين طلع الفجر، فلما أَن كان اليوم الثاني أمره فأبرَدَ بالظهر، فأبرد بها (1) ، فأنَعمَ أن يُبْردَ بها، وصلى العصر والشمس مرتفعة، أخَّرها فوق الذي كان، وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلى العشاء بعد ما ذهب ثُلُثُ الليل، وصلى الفجر فأسفَرَ بها، ثم قال: أَين السائل عن وقت الصلاة؟ فقال الرجل: أَنا يا رسول الله، قال: وقتُ صلاتكم بين ما رأيتم» . أخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي، فقال: «مواقيت الصلاة كما بين هذين» . وأخرجه النسائي، فقال: «فأمر بلالاً فأقام عند الفجر فصلى الفجر، ثم أمره حين زالت الشمس فصلى الظهر، ثم أمر حين رأى الشمس بيضاء فأقام العصر، ثم أَمره حين وقع حاجب الشمس فأقام المغرب، ثم أمره حين [ص: 209] غاب الشفق، فأقام العشاء، ثم أَمره من الغد فنوَّر بالفجر، ثم أبرد بالظهر وأنعم أن يُبرِد، ثم [صلَّى] العصرَ والشمسُ بيضاءُ، وأخرَ عن ذلك، ثم صلى المغرب قبل أن يَغيب الشفق، ثم أَمره فأقام العشاءَ حين ذهب ثُلُثُ الليل فصلاها، ثم قال: أين السَّائل عن وقت الصلاة؟ وقتُ صلاتكم ما بين ما رأيتم» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأبردوا بالظهر) : الإبراد: انكسار الوهج والحر وقوله: وأنعم أي: أطال الإبراد وتأخير صلاة الظهر. ومنه: أنعم النظر في الشيء: إذا أطال التفكر فيه. (فنوَّر بالفجر) : أراد: أنه صلى وقد استنار الأفق كثيراً.   (1) أي أمره بالإبراد، فأبرد بها. (2) رواه مسلم رقم (613) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، والترمذي رقم (152) في الصلاة، باب مواقيت الصلاة، والنسائي 1 / 258 في المواقيت، باب أول وقت المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/349) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، ومسلم (2/105) قال: حدثني زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد. كلاهما عن إسحاق الأزرق، وابن ماجة (667) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وأحمد بن سنان قالا: حدثنا إسحاق بن يوسف. (ح) وحدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، والترمذي (152) قال: حدثنا أحمد بن منيع، والحسن بن الصباح، وأحمد بن محمد بن موسى، قالوا: حدثنا إسحاق بن يوسف. والنسائي (1/258) قال: أخبرني عمرو بن هشام، قال: حدثنا مخلد بن يزيد وابن خزيمة (323) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، والحسن بن محمد، وعلي بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين، وأحمد بن سنان الواسطي، وموسى بن خاقان البغدادي، قالوا: حدثنا إسحاق - وهو ابن يوسف الأزرق -. كلاهما- إسحاق، ومخلد - عن سفيان الثوري. 2- وأخرجه مسلم (2/106) قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، وابن خزيمة (324) قال حدثنا بندار (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا علي بن عبد الله. ثلاثتهم - إبراهيم، وبندار، وعلي - عن حرمي بن عمارة، عن شعبة. كلاهما - سفيان، وشعبة - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره. الحديث: 3271 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 3272 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أمَّني جبريلُ صلوات الله عليه عند البيت مرتين، فصلى الظهر في الأولى منهما حين كان الفيءُ مثل الشِّرَاك، ثم صلى العصر حين كان كل شيء مثلَ ظِلِّهِ، ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وأفطر الصائم، ثم صلى العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى الفجر حين بَرَقَ الفجر وحرُمَ الطعامُ على الصائم، وصلى المرة الثانية الظهر حين كان ظِلُّ كل شيء مثله، لِوَقتِ العصر بالأمس، ثم صلى العصر حين كان ظلُّ كل شيء مثلَيه، ثم صلى المغرب لوقته الأول، ثم صلى العشاءالآخرة [ص: 210] حين ذهب ثلث الليل، ثم صلى الصبح حين أسْفرَت الأرض، ثم التفتَ إليَّ جبريلُ، فقال: يا محمد، هذا وقتُ الأنبياء من قبلك، والوقتُ فيما بين هذين الوقتين» . هذه رواية الترمذي. وأَخرجه أبو داود، قال: «أَمَّني جبريل عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس وكانت قَدْرَ الشِّرَاك، وصلى بي العصر حين صار ظِلُّ كل شيء مثلَه، وصلى بيَ المغْرِب حين أفطر الصائم، وصلى بيَ العشاء حين غاب الشفق، وصلى بي الفجر حين حرُمَ الطعام والشَّرابُ على الصائم، فلما كان الغدُ صلى بيَ الظهر حين كان ظِلُّهُ مثَله، وصلى بيَ العصر حين كان ظلُّه مِثْلَيه، وصلى بيَ المغرب حين أَفطَرَ الصائم، وصلى بيَ العشاء إلى ثُلُثِ الليل، وصلى بيَ الفجر فأسفر، ثم التفَتَ إلي، فقال: يا محمد، هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين الوقتين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قدر الشِّراك) : الشِّراك: سير من سيور النعل، وليس قدر الشراك [ص: 211] في هذا على التحديد، ولكن الزوال لا يُستبان إلا بأقل ما يُرى من الفيء، وأقله فيما يُقَدر: هو ما بلغ قدر الشراك أو نحوه، وليس هذا المقدار مما يتبين به الزوال في جميع البلدان، إنما يتبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يقل فيها الظل، فإذا كان أطول يوم في السنة واستوت الشمس فوق الكعبة، لم يُرَ لشيء من جوانبها ظل، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومعدل النهار، يكون الظل فيها أقصر، وكلما بعد عن خط الاستواء ومعدل النهار، يكون الظل فيه أطول. (وجبت الشمس) : إذا غربت. (أسفر الصبح) : إذا أضاء، وإسفار الأرض: هو أن يُبْسَطَ عليها ضوء الصبح فتظهر، فاستعار الإسفار لها، وإنما هو للصبح.   (1) رواه الترمذي رقم (149) في الصلاة، باب في مواقيت الصلاة، وأبو داود رقم (393) في الصلاة، باب في المواقيت، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم وغيرهم من حديث عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش بن أبي ربيعة عن حكيم بن حيكم عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عباس، وعبد الرحمن ابن الحارث بن عياش صدوق له أوهام كما قال الحافظ في " التقريب "، ولكن رواه عبد الرزاق عن العمري عن عمر بن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الله بن عباس، فهي متابعة حسنة كما قال الحافظ الزيلعي في " نصب الراية "، فالحديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/333) (3081) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (1/333) (3082) قال: حدثني أبو نعيم. وفي (1/354) (3322) مختصرا. قال: حدثنا وكيع، و «عبد بن حميد» (703) قال: حدثنا قبيصة. وأبو داود (393) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (325) قال: حدثنا بُندار، قال: حدثنا أبو أحمد، (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، ستتهم - عبد الرزاق، وأبو نعيم، ووكيع، وقبيصة، ويحيى، وأبو أحمد - عن سفيان. 2 - وأخرجه الترمذي (149) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. 3 - وأخرجه ابن خزيمة (325) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة الضبي، قال: أخبرنا مُغيرة - يعني ابن عبد الرحمن-. ثلاثتهم - سفيان، وعبد الرحمن، ومغيرة - عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن نافع بن جبير، فذكره. الحديث: 3272 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 209 3273 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -:: «أن جبريل أتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُه مواقيت الصلاة فتقدَّم جبريلُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خلفَهُ والنَّاس خلفَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلى الظهر حين زالت الشمس، وأتاه حين كان الظِّلُّ مثل شَخْصه، فصنع كما صنع، فتقدَّم جبريلُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خلْفَهُ، والناسُ خلْفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلى العصر، ثم أتاه حين وجبت الشمس، فتقدَّم جبريلُ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- خلفه، والناس خلف رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى المغرب، ثم أتاه حين غاب الشفق فتقدَّم [ص: 212] جبريلُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خلفَه، والناس خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فصلى العشاءَ، ثم أتاه حين انْشَقَّ الفجر، فتقدمَّ جبريل، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- خلفَه، والناس خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلى الغداة، ثم أتاه اليومَ الثاني حين كان ظلُّ الرجل مثل شخصه، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى الظهر، ثم أتاه حين كان ظل الرجل مثْلَي شَخصه، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى العصر، ثم أتاه حين وجبت الشمس، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى المغرب فَنِمْنا ثم قمنا، ثم نِمْنا ثم قمنا، فأتاه، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى العشاء، ثم أتاه حين امتدَّ الفجر، وأصبَحَ والنُّجومُ بادية مشتبكة، فصنع كما صنع بالأمس، فصلَّى الغداة ثم قال: ما بين هاتين الصلاتين وقت» . وفي رواية، قال: «جاء جبريل عليه السلام إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- حين زالت الشمس فقال: قُمْ يا محمد فصلِّ الظهر، فصلاَّها حين مالت الشمس، ثم مَكَثَ حتى إذا كان فيْءُ الرجل مثلَه جاءَه للعصر، فقال: قم يا محمد فصلِّ العصر، ثم مكث حتى إذا غابت الشمس، جاءه فقال: قم يا محمد فصلِّ المغرب، فقام فصلاها حين غابت الشمس سواء، ثم مكث حتى إذا ذهب الشفق، جاءه فقال: قم فصلِّ العشاء، فقام فصلاها، ثم جاءه حين سَطَع الفجر في الصبح فقال: قم يا محمد فصلِّ، فقام فصلى الصبح، ثم جاءه من الغد حين كان فيءُ الرجل مثلَه، فقال: قم يا محمد فصلِّ [فصلى] الظهر، ثم جاءه جبريل عليه [ص: 213] السلام حين كان فيءُ الرجل مِثْلَيهِ، فقال: قم يا محمد فصلِّ، فصلى العصر، ثم جاءه للمغرب حين غابت الشمس، وقتاً واحداً، لم يَزل عنه، فقال: قم فصلِّ، فصلى المغرب، ثم جاءه للعشاء حين ذهب ثُلُث الليل الأولُ، فقال: قُم فصلِّ فصلى العشاء، ثم جاءه للصبح حين أسْفرَ جداً، فقال: قم فصلِّ، فصلى الصبح، فقال: ما بين هذين وقت كُلُّه» . وفي رواية، قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فصلى الظهر حين زالت الشمس، وكان الفَيْءُ قَدْرَ الشِّراك، ثم صلى العصر حين كان الفيءُ قدر الشراك وظلِّ الرجل، ثم صلى المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى الفجر حين طلع الفجر، ثم صلى [مِنَ] الغَدِ الظُّهّرَ حين كان الظِّلُ طولَ الرجل، ثم صلى العصر حين كان ظِلُّ الرجل مِثْلَيْه، قَدْر ما يَسيرُ الراكِبُ سَيْرَ العَنَق إلى ذي الحليفة، ثم صلى المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى العشاء إلى ثلث الليل، أو نصف الليل - شك أحد رواته - ثم صلى الفجر فأسفر» . وفي رواية، قال: «سأل رجل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن مواقيت الصلاة فقال: صلِّ معي فصلَّى الظهر حين زاغت الشمس، والعصر حين كان فيْءُ كلُّ شيء مثْلَه، والمغرب حين غاب الشفق: قال: ثم صلى الظهر حين كان فيءُ الإنسان مثله، والعصر حين كان فيءُ الإنسان مثْلَيه، والمغرب حين [ص: 214] كان قُبيلَ غيبُوبة الشَّفق - قال أحد رُواته، ثم قال في العشاء - أُرَى إلى ثلث الليل» . أَخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سير العَنَق) : العَنَقُ: ضرب من السير سريع.   (1) 1 / 251 و 252 في المواقيت، باب أول وقت العصر، وباب آخر وقت العصر، وباب آخر وقت المغرب، وباب أول وقت العشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواية لفظ الباب: أخرجها النسائي (1/255) قال: نا يوسف بن واضح، قال: ثنا قدامة - يعني ابن شهاب- عن برد، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (3/330) ، قال: حدثنا يحيى بن آدم، والترمذي (150) قال: أخبرني أحمد بن محمد بن موسى. والنسائي (1/263) قال: أخبرنا سويد بن نصر. ثلاثتهم - يحيى، وأحمد، وسويد- عن عبد الله بن المبارك، عن حسين بن علي بن حسين، قال: أخبرني وهب بن كيسان، فذكره. والرواية الثالثة: أخرجها النسائي (1/261) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا خارجة ابن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، قال: حدثني الحسين بن بشير بن سلام، عن أبيه، قال: دخلت أنا ومحمد بن علي على جابر بن عبد الله الأنصاري، فقلنا له: أخبرنا عن صلاة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وذاك زمن الحجاج بن يوسف، قال: (فذكر الحديث) . والرواية الرابعة: 1 - أخرجها أحمد (3/351) . والنسائي (1/251) قال: أخبرنا عبيد ?الله بن سعيد، كلاهما - أحمد، وعبيد ?الله- قالا: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: حدثني ثور بن يزيد. 2 - وأخرجها ابن خزيمة (353) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قالا: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: حدثنا صدقة بن عبد الله الدمشقي، عن أبي وهب - وهو عبيد ?الله بن عبيد الكلاعي -. كلاهما - ثور، وأبو وهب- عن سليمان بن موسى، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. الحديث: 3273 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 211 3274 - (ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن للصلاة أوّلاً، وآخراً، وإن أوَّلَ وقت صلاة الظهر: حين تزول الشمس، وآخرَ وقتها: حين يدخلُ وقت العصر. وإن أول وقت العصر: حين يدخل وقتها، وإن آخر وقتها: حين تصفَرُّ الشمس، وإن أوَّلَ وقت المغرب: حين تَغْرُبُ الشمس، وإن آخر وقتها: حين يغيب الشَّفقُ (1) ، وإن أول وقت العشاء: حين يغيب الشَّفقُ (1) ، وإن آخر وقتها: حين ينتصف الليل، وإن أولَ وقت الفجر حين يَطْلُعُ الفجرُ، وإن آخر وقتها: حين تطلع الشمس» أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هذا جبريل جاءكم [ص: 215] يعلَّمُكم دينَكم فصلى الصبح حين طلع الفجر، وصلى الظهر حين زاغت الشمس، ثم صلى العصر حين رأى الظلَّ مثله، ثم صلى المغرب حين غربت الشمس وحلَّ فطرُ الصائم، ثم صلى العشاءَ حين ذهب شفقُ الليل، ثم جاءه الغدَ فصلى به الصبح حين أسفرَ قليلاً، ثم صلى به الظهر حين كان الظِّل مثله، ثم صلى العصر حين كان الظِّلُّ مِثْليّه، ثم صلى المغرب بوقت واحدِ، حين غربت الشمس وحلَّ فِطرُ الصائم، ثم صلى العشاء حين ذهب ساعة من الليل، ثم قال: الصلاة ما بين صلاتك أمسِ وصلاتِك اليومَ» . وأخرج الموطأ مختصراً عن عبد الله بن رافع - مولى أم سلمة «أَنه سأل أبا هريرة عن وقت الصلاة؟ فقال أبو هريرة: وأنا أُخْبِرُكَ: صلِّ الظهرَ إذا كان ظِلُّك مِثْلَكَ، والعصرَ إذا كان ظلّكَ مثْلَيْكَ، المغرب إذا غرَبَت الشمس، والعشاءَ ما بينك وبين ثلث الليل، وصلِّ الصبح بغَبَش - يعني: الغَلَس» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زاغت الشمس) : إذا مالت عن وسط السماء، وهو وقت الزوال، وأول وقت الظهر. [ص: 216] (بِغَبَش) : الغَبَشُ: ظُلمة آخر الليل. وقيل: هو بقية الليل.   (1) وفي المطبوع وبعض النسخ: الأفق، وما أثبتناه موافق لما في " مسند أحمد " و " سنن البيهقي "، والمراد واحد. (2) رواه الموطأ 1 / 8 في وقوت الصلاة، باب وقوت الصلاة، والترمذي رقم (151) في الصلاة، باب ما جاء في مواقيت الصلاة، والنسائي 1 / 249 و 250 في المواقيت، باب آخر وقت الظهر، موقوفاً ومرفوعاً، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/232) . والترمذي (151) قال: حدثنا هناد. كلاهما - أحمد، وهناد- قالا: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * قال الترمذي: سمعت محمدا - يعني ابن إسماعيل البخاري- يقول: حديث الأعمش، عن مجاهد في المواقيت أصح من حديث محمد بن فضيل، عن الأعمش، وحديث محمد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمد بن فضيل. قال الترمذي: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو أسامة، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن مجاهد. قال: كان يقال: إن للصلاة أولا وآخرا، فذكر نحو حديث محمد بن فضيل، عن الأعمش، نحوه بمعناه. ورواية النسائي أخرجها (1/249) ، وفي الكبرى (1409، 1430) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. ورواية الموطأ: أخرجها مالك (الموطأ) (8) قال: عن يزيد بن زياد، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/37) : قال ابن عبد البر: وقفه رواة الموطأ، والمواقيت لا تؤخذ بالرأي، ولا تدرك إلا بالتوقيف، يعني فهو موقوف لفظا مرفوع حكما، قال: وقد روي حديث المواقيت مرفوعا بأتم من هذا، أخرجه النسائي بإسناد صحيح، عن أبي هريرة. الحديث: 3274 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 3275 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كتبَ إلي عُمَّالِهِ: «أنَّ أهمَّ أُمورِكم عندي الصلاةُ من حفظها، وحافظَ عليها حَفِظَ دينَه، ومَن ضَيَّعها فهو لما سِواها أضيَعُ، ثم كتب: أنْ صَلوا الظهرَ إذا كان الفيء ذراعاً إلى أن يكون ظلُّ أحدكم مثلَه، والعصرَ والشمسُ مرتفعة بيضاءُ نقية، قدرَ ما يسيرُ الراكب فرسخين أو ثلاثة قبل مَغيب الشمس، والمغربَ إذا غربت الشمس، والعشاء إذا غاب الشفق إلى ثلث الليل، فمن نام فلا نامت عينُه، فمن نام فلا نامت عينه، فمن نام فلا نامت عينُه، والصبحَ والنُّجومُ بادية مُشتبكة» . وفي رواية: «أنه كتب إلى أبي موسى: أن صلِّ الظهر إذا زاغت الشمس، والعصرَ والشمسُ بيضاءُ نقية، قبل أن يدخلها صُفْرَة، والمغرب إذا غربت الشمس وأخِّرِ العشاء ما لم تنمْ، وصلِّ الصبحَ والنجومُ بادية مشتبكة، واقرأْ فيها بسورتين طويلتين من المُفصَّل» . وفي أخرى نحوه، وفيها «وأنْ صلِّ العِشاء فيما بينك وبين ثلث الليل، فإن أخَّرْتَ فإلى شطْرِ الليل، ولا تكن من الغافلين» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 6 و 7 في وقوت الصلاة، باب وقوت الصلاة من حديث نافع مولى ابن عمر أن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله ... الحديث، وإسناده منقطع، لأن نافعاً لم يلق عمر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك (الموطأ) (5) قال: عن نافع، فذكره، وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (1/33) : هذا منقطع، لأن نافعا لم يلق عمر. الحديث: 3275 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 3276 - (م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما [ص: 217] : أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «وقتُ الظهرِ إذا زالت الشمس وكان ظلُّ الرجل كطوله، ما لم يحْضُر العصر، ووقت العصر: ما لم تَصفَرَّ الشمسُ، ووقت المغرب: ما لم يغب الشفقُ، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسَط، ووقت صلاة الصبح: من طُلوع الفجر ما لم تَطْلُعُ الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسِكْ عن الصلاة، فإنها تطلُع بين قرْني الشيطان» . وفي رواية: أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا صلَّيتُم الفجرَ فإنه وقت إلى أن يَطْلُعَ قرْنُ الشمس الأولُ ثم إذا صلَّيتُم الظهر فإنه وقت إلى أن يحْضُرَ العصرُ، فإذا صليتم العصرَ فإنه وقت إلى أن تَصْفرَّ الشمس، فإذا صليتم المغرب فإنه وقت إلى أن يسقُطَ الشفق، فإذا صليتم العشاء، فإنه وقت إلى نصف الليل» . وفي رواية: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وقتُ الظهرِ: ما لم تحّضُرِ العصرُ، ووقتُ العصر: ما لم تَصفرَّ الشمس، ووقتُ المغرب: ما لم يسقط ثوْرُ الشفق، ووقت العشاء: إلى نصف الليل، ووقت صلاة الفجر ما لم تطلع الشمس» . أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثالثة. وفي أخرى لأبي داود «ما لم يسْقُطْ فوْرُ الشفق» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثَوْرُ الشفق) : بالثاء المعجمة بثلاث: ثَوَرَانُ حمرته، وانبساط ضوئه. [ص: 218] وأما «فوره» بالفاء: فهو بقية حمرة الشمس في الأفق وسمي فوراً، لفورانه وسُطوعه.   (1) رواه مسلم رقم (612) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، وأبو داود (396) في الصلاة، باب مواقيت الصلاة، والنسائي 1 / 260 في المواقيت، باب آخر وقت المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/210) (6966) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (2/223) (7077) قال: حدثنا عفان. ومسلم (2/105) قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الصمد. كلاهما -عبد الصمد، وعفان - قالا: حدثنا همام. 2 - وأخرجه أحمد (2/213) (6993) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. ومسلم (2/104) قال: حدثنا عبيد ?الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا أبو عامر العقدي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن أبي بُكير. وأبو داود (396) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي (1/260) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو داود. وابن خزيمة (354) قال: حدثنا عمار بن خالد الواسطي، قال: حدثنا محمد، وهو ابن يزيد، وهو الواسطي. (ح) وحدثنا بُندار وأبو موسى، قالا: حدثنا محمد، وهو ابن جعفر. وفي (355) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: أخبرني عقبة، قال: حدثنا أبو داود. ستتهم - يحيى بن أبي بكير، ومعاذ العنبري، وأبو عامر العقدي، وأبو داود، ومحمد بن يزيد، ومحمد بن جعفر- عن شعبة. 3 - وأخرجه مسلم (2/104) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، وابن خزيمة (326) قال: حدثنا بُندار بن بشار ثلاثتهم - أبو غسان المسمعي، وابن المثنى، وابن بشار- قالوا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. 4 - وأخرجه مسلم (2/105) قال: حدثني أحمد بن يوسف الأزدي، قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن رَزِين، قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن طهمان، عن الحجاج، وهو ابن حجاج. أربعتهم - همام، وشعبة، هشام الدستوائي، والحجاج - عن قتادة، قال: سمعت أبا أيوب الأزدي، فذكره. * أخرجه ابن خزيمة (355) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة (ح) وحدثنا أيضا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. كلاهما - شعبة، وسعيد بن أبي عروبة- عن قتادة، عن أبي أيوب الأزدي، عن عبد الله بن عمرو، به موقوفا. * رواية همام: «وَقْتُ الظُّهرِ إذا زالت الشمس، وكان ظل الرجل كطوله. ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق. ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر. ما لم تطلع الشمس. فإذا طلعت الشمس، فأمسك عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان» . * في رواية ابن خزيمة (354) : « ... ووقت المغرب إلى أن تذهب حمرة الشفق ... » . * في رواية أبي عامر العقدي، ويحيى بن أبي بكير. قال شعبة: رفعه مرة، ولم يرفعه مرتين، وفي حديث أبي داود عند النسائي. قال شعبة: كان قتادة يرفعه أحيانا، وأحيانا لا يرفعه. الحديث: 3276 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 3277 - (خ م د س) أبو المنهال [سيار بن سلامة الرياحي] قال: «دخلت أنا وأبي على أبي بَرْزَةَ الأسلمي، فقال له أبي: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي المكتوبةَ؟ فقال: كان يُصلِّي الهجيرَ التي تدعُونها، حين تدْحضُ الشمس ويصلي العصر ثم يرجع أحدُنا إلى رَحْلِهِ في أقصى المدينة والشمسُ حيَّة ونسيتُ ما قال في المغرب - وكان يَستَحبُّ أن يؤخرَ العشاءُ التي تدعونها العتَمَة، وكان يكرَهُ النومَ قبلها، والحديثَ بعدها، وكان ينْفَتِلُ من صلاة الغداة حين يعرفُ الرجلُ جليسَه، ويقرأ بالستين إلى المائة» . وفي رواية: «ولا يُبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل، ثم قال: إلى شَطْرِ الليل» . ثم قال معاذ عن شُعبة: «ثم لَقيِتُه مرة أخرى، فقال: أو ثلث الليل» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر، إذا زالت الشمس ويصلي العصر، وإنَّ أحدَنا لَيذْهبُ إلى أقصى المدينة فيرجع والشمسُ حيَّة، ونَسيتُ المغرب- وكان لا يُبالي تأخيرَ العشاء إلى ثلث الليل، قال: ثم قال: إلى شَطر الليل، وكان يكره النوم قبلها، والحديثَ بعدَها، وكان يصلي الصبح ويَعْرِفُ أحدُنا جَليسَه الذي كان يعرفه، وكان [ص: 219] يقرأ فيها من الستين إلى المائة» . وأخرج النسائي الرواية الأولى وله في أخرى قال [سيَّار بن سلامة] : سمعتُ أبي يسأل أبا برزةَ عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «كان لا يبالي بعض تأخيرها - يعني العشاء - إلى نصف الليل، ولا يحبُّ النوم قبلها، ولا الحديثَ بعدها» . قال شعبة، ثم لقيتُه بعدُ، فسألته؟ قال: «وكان يصلي الظهر حين تزول الشمس والعصرَ حين يذهب الرجل إلى أقصى المدينة والشمس حيَّة، والمغربَ لا أدري أيَّ حين ذَكَر، ثم لقيتُه، فسألتُه؟ فقال: كان يصلي الصبح، فينصرف الرجلُ فينظرُ إلى وجهِ جليسه الذي يعرفه فيعرفه، [قال] : وكان يقرأ فيها بالستين إلى المائة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهجير) : والهاجرة: شدة الحر وقوته. (تدحض الشمس) : دحضت الشمس تدحض: إذا زالت ومالت عن وسط السماء إلى المغرب، من الدحض: الزَّلق، كأنها قد زلقت عن وسط السماء. [ص: 220] (والشمس حية) : إذا كانت الشمس مرتفعة عن المغرب لم يتغير نورها بمقارنة الأفق، قيل هي حية، كأن مغيبها وتغير لونها موتها.   (1) رواه البخاري 2 / 21 و 22 في مواقيت الصلاة، باب وقت العصر، وباب وقت الظهر عند الزوال، وباب ما يكره من السمر بعد العشاء، وفي صفة الصلاة، باب القراءة في الفجر، ومسلم رقم (647) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها، وأبو داود رقم (398) في الصلاة، باب وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 246 في المواقيت، باب أول وقت الظهر، وباب ما يستحب من تأخير العشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/419) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/419) قال: حدثنا معتمر. ومسلم (2/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: يزيد بن هارون. وابن ماجة (818) قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. والنسائي (2/157) . وفي الكبرى (039) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد. وابن خزيمة (528) قال: حدثنا الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر. وفي (529) قال: حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا زياد بن عبد الله (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يزيد (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. أربعتهم -يزيد، ومعتمر، وزياد بن عبد الله، وجرير- عن سليمان التيمي. 2 - وأخرجه أحمد (4/420) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/423) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1305) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، والبخاري (1/144) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (1/155) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (4849) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (674) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (701) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وعبد الوهاب. وفي (818) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عباد بن العوام. والترمذي (168) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم (ح) قال أحمد: وحدثنا عباد بن عباد، هو المهلبي، وإسماعيل بن عُلية. والنسائي (1/262) . وفي الكبرى (1440) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. وفي (1/265) وفي الكبرى (1428) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (346) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الوهاب. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، وعباد بن عباد، وابن علية. ثمانيتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، وسعيد بن عامر، وعبد الله بن المبارك، وعبد الوهاب، وعباد، وهشيم، وإسماعيل بن علية- عن عوف بن أبي جميلة. 3 - وأخرجه أحمد (4/421) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، وفي (4/423) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والبخاري (1/149) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، ومسلم (2/40) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، وابن خزيمة (530) قال: حدثنا أبو عمار، وسلم بن جنادة، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1339) قال: حدثنا هلال بن بشر، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، كلاهما - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وسفيان- عن خالد الحذاء. 4 - وأخرجه أحمد (4/423) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني إبراهيم بن طهمان. 5 - وأخرجه أحمد (4/424) قال: حدثنا يونس، ومسلم (2/120) قال: حدثناه أبو كريب، قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي. كلاهما - يونس، وسويد - عن حماد بن سلمة. 6 - وأخرجه أحمد (4/424) قال: حدثنا حجاج. والدارمي (1436) قال: أخبرنا حفص بن عمر الحوضي. والبخاري (1/145) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (1/195) قال: حدثنا آدم. ومسلم (2/119) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. وفي (2/120) قال: حدثنا عبيد ?الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (398) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (1/246) . وفي الكبرى (1434) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. خمستهم - حجاج، وحفص بن عمر، وآدم، وخالد بن الحارث، ومعاذ- قالوا: حدثنا شعبة. ستتهم - سليمان التيمي، وعوف، وخالد الحذاء، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، وشعبة- عن سيار ابن سلامة أبي المنهال، فذكره. * رواية سليمان التيمي، ورواية سفيان عن خالد الحذاء، مختصرة على: «كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الفجر ما بين الستين إلى المائة آية» . * ورواية عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، ورواية شعبة عند الدارمي. ورواية أبي داود (4849) وابن ماجة (701) ، والترمذي (168) ، وابن خزيمة (346) مختصرة على: «أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها» . * ورواية ابن ماجة (674) مختصرة على: «كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة الهجير التي تدعونها الظهر، إذا دحضت الشمس» . الحديث: 3277 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 3278 - (خ م د س) محمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال: «كان الحجَّاجُ يُؤخِّرُ الصَّلَواتِ، فسألنا جابرَ بن عبد الله؟» . وفي رواية قال: «قدم الحجاج المدينة، فسألنا جابر بن عبد الله؟ - فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر بالهاجرة، والعصرَ والشمس نقيَّة، والمغربَ إذا وجبت، والعشاءَ: أحياناً يؤخِرُها وأحياناً يعجلُ، إذا رآهم اجتَمَعُوا عجَّل وإذا رآهم أبطؤوا أخرَّ، والصبحَ كانوا - أو كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّيها بِغَلس» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بغلس) : الغلس: ظلمة آخر الليل قبل طلوع الفجر، وأول طلوعه.   (1) رواه البخاري 2 / 34 و 35 في مواقيت الصلاة، باب وقت المغرب، وباب وقت العشاء إذا اجتمع الناس أو تأخروا، ومسلم رقم (646) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها، وأبو داود رقم (397) في الصلاة، باب وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 264 في المواقيت، باب تعجيل العشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/369) قال: ثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1188) قال: نا هاشم ابن القاسم. والبخاري (1/147) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر. وفي (1/148) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (2/119) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا غندر. (ح) . وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/119) قال: حدثناه عبيد ?الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (397) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي (1/264) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم - ابن جعفر، وهاشم، ومسلم، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي، فذكره. الحديث: 3278 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 3279 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر إذا زالت الشمس ويصلي العصر بين صلاتَيْكم هاتين، ويصلي المغرب إذا غربت الشمس، ويصلي العشاء إذا غاب الشفق [ص: 221] ثم قال على إثْرِهِ: ويصلي الصبحَ إلى أن ينفَسِحَ البَصَرُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 273 في المواقيت، باب آخر وقت الصبح، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/129) قال: ثنا محمد بن جعفر. وفي (3/169) قال: ثنا حجاج. والنسائي (1/273) وفي الكبرى (1425، 1448) فرقهما قال: نا إسماعيل بن مسعود، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: ثنا خالد بن الحارث. ثلاثتهم - ابن جعفر، وحجاج، وخالد - عن شعبة، عن أبي صدقة، فذكره. الحديث: 3279 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 3280 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رجلاً أتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فسأله عن وقت الغداة؟ فلما أصبَحنا من الغَدِ أمَرَ حين انشَقَّ الفجرُ أن تُقامَ الصلاةُ، فصلى بنا، فلما كان من الغَدِ أسفَرَ، ثم أمَرَ فأقيمت الصلاة، فصلى بنا، ثم قال: أين السائل عن وقت الصلاة؟ ما بين هذين وقت» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 271 في المواقيت، باب أول وقت الصبح، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/113) قال: ثنا إسماعيل. وفي (3/121) قال: ثنا يزيد بن هارون. وفي (3/182) قال: ثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/189) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى. والنسائي (1/271) قال: نا علي بن حجر، قال: ثنا إسماعيل هو ابن حعفر. وفي (2/11) والكبري (1522) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا يزيد. خمستهم -إسماعيل بن علية، ويزيد، ويحيى، وابن المثنى، وإسماعيل بن جعفر - عن حميد، فذكره. الحديث: 3280 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 3281 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله - قال: «جاء رجل إلي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فسأله عن وقت صلاة الصبح، فسكت عنه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان من الغد صلى الصبح حين طلع الفجر، ثم صلى الصبح من الغد بعد أن أسفر، ثم قال: أين السائل عن وقت الصلاة؟ قال: ها أنذا يا رسولَ الله، قال: ما بين هذين وقت» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 4 و 5 في وقوت الصلاة، وهو مرسل، وقد وصله النسائي كما في الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (2) قال: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/28) : اتفقت رواة الموطأ على إرساله، قال ابن عبد البر: وبلغني أن ابن عيينة حدث به عن زيد عن عطاء بن أنس مرفوعا، ولا أدري كيف صحة هذا عن سفيان، والصحيح، عن زيد بن أسلم أنه من مرسلات عطاء. وقد ورد موصولا من حديث أنس أخرجه البزار وابن عبد البر في التمهيد بسند صحيح، ومن حديث عبد الرحمن بن يزيد بن حارث أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وعبد الله بن عمرو بن العاص عند الطبراني الكبير بسند حسن، وزيد بن حارثة عند أبي يعلى والطبراني. الحديث: 3281 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 3282 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كان قدْرُ صلاةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الظهرَ في الصيف: ثلاثة أقدام إلى خمسة أقدام، [ص: 222] وفي الشتاء: خمسة أقدام إلى سبعة أقدام» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثلاثة أقدام) : أقدام الظل التي يعرف بها أوقات الصلاة معروفة. وهذا أمر يختلف باختلاف الأقاليم والبلدان، ولا تستوي في جميع المدن والأمصار، لأن العلة في طول الظل وقصره: هي زيادة ارتفاع الشمس في السماء وانحطاطها، وكلما كانت أعلى، وإلى محاذاة الرؤوس في مجراها أقرب، كان الظل أقصر، وينعكس بالعكس، ولذلك يُرى ظل الشتاء أبداً أطول من ظل الصيف في كل مكان. وكانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمكة والمدينة، وهما من الإقليم الثاني، ويذكرون: أن الظل فيهما: من أول الصيف في شهر آذار: ثلاثة أقدام وشيء، ويشبه أن تكون صلاته إذا اشتد الحر متأخرة عن الوقت المعهود قبله، فيكون الظل عند ذلك خمسة أقدام، أو خمسة وشيئاً وفي كل كانون: سبعة أقدام، أو سبعة وشيئاً، فقول ابن مسعود يُنَزَّلَ على هذا التقدير في ذلك الإقليم، دون سائر الأقاليم.   (1) رواه أبو داود رقم (400) في الصلاة، باب في وقت صلاة الظهر، والنسائي 1 / 251 في المواقيت، باب آخر وقت الظهر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (400) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي (1/250) ، وفي الكبرى (1408) قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الأذرمي. كلاهما - عثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن محمد - قالا: حدثنا عبيدة بن حميد، عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، عن كثير بن مدرك، عن الأسود بن يزيد، فذكره. الحديث: 3282 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 الفرع الثاني: في تقديم أوقات الصلوات قد تقدَّم في بعض أحاديث الفرع الأول مايدل على تقديم أوقات الصلوات، إلا أنه مشترك الدلالة، وهذا الفرع مفرد الدلالة، فلهذا أفردناه. الفجر 3283 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كُنَّ نساء المؤمنات يَشْهدْنَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الفجر مُتَلفِّعات بمرُوطِهِنَّ ثم يَنْقَلِبْنَ إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة، لا يعرفهن أحد من الغلس» . وفي رواية «ثم ينقلبن إلى بيوتهن، وما يُعرَفنَ من تغليسِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالصلاة» . وفي رواية بنحوه، أخرجه الجماعة. وفي أخرى للبخاري «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الصبح بغَلَس، فينصرِفنَ نساء المؤمنين لا يُعرَفنَ من الغلس، ولا يَعرِفَ بعضُهُنَّ بعضاً» (1) . [ص: 224] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (متلفعات بمروطهن) : تلفعت المرأة بمرطها: أي تلحفت به وتغطت. واللفاع: الثوب يُتغطى به. والمروط: الأكسية.   (1) رواه البخاري 2 / 45 في مواقيت الصلاة، باب وقت الفجر، وفي الصلاة في الثياب، باب في كم تصلي المرأة من الثياب، وفي صفة الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس، وباب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد، ومسلم رقم (645) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها، والموطأ 1 / 5 في وقوت الصلاة، باب وقوت الصلاة، وأبو داود رقم (423) في الصلاة، باب وقت الصبح، والترمذي رقم (153) في الصلاة، باب في التغليس في الفجر، والنسائي 1 / 271 في المواقيت، باب التغليس في الحضر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (174) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/33) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/248) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا يونس. والدارمي (1219) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (1/104) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (1/151) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: أخبرنا الليث، عن عقيل. ومسلم (2/118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب كلهم عن سفيان بن عيينة. قال: عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني حرملة ابن يحيى. قال: أخبرنا بن وهب. قال: أخبرني يونس. وابن ماجة (669) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/271) وفي الكبري (1443) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/82) وفي الكبرى (1194) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: أنبأنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي. وابن خزيمة (350) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء والمخزومي وأحمد بن عبدة. قال: أحمد: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا سفيان. ستتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس، والأوزاعي، وشعيب، وعقيل - عن الزهري، عن عروة، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. - وعن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة. قالت: «إن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصلي الصبح، فينصرف النساء متلفعات بمروطهن، ما يعرفن من الغلس.» . أخرجه مالك الموطأ صفحة (30) وأحمد (6/178) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (1/219) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/119) قال: حدثنا نصر ابن علي الجهضمي وإسحاق بن موسى الأنصاري. قالا: حدثنا معن. وأبو داود (423) قال: حدثنا القعنبي. والترمذي (153) قال: حدثنا قتيبة. (ح) قال: وحدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي (1/271) وفي الكبرى (1444) قال: أخبرنا قتيبة. خمستهم - عبد الرحمان بن مهدي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن يوسف، ومعن بن عيسى، وقتيبة بن سعيد - عن مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته. - وعن القاسم بن محمد، عن عائشة -رضي الله عنها- «أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الصبح بغلس فينصرفن نساء المؤمنين لا يعرفن من الغلس، أو لا يعرف بعضهن بعضا» . أخرجه أحمد (6/258) قال: حدثنا يونس وسريج. والبخاري (1/220) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا سعيد بن منصور. ثلاثتهم - يونس، وسريج، وسعيد بن منصور - قالوا: حدثنا فليح، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره. أخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا أبو عبد الرحمان. قال: حدثنا حيوة بن شريح. قال: حدثني نافع ابن سليمان، أن محمد بن أبي صالح حدثه، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3283 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 3284 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى يومَ خيبرَ صلاة الصبح بغلس وهو قريب منهم، فأغار عليهم فقال: الله أكبرُ، خرِبتْ خيْبَرُ (1) ، إنَّا إذا نَزَلْنا بساحَةِ قوم فساءَ صَباحُ المُنذَرِينَ» . أخرجه النسائي. وهو طرف من حديث طويل، قد أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وهو مذكور في «كتاب الغزواتِ» . من حرف الغين (2) .   (1) وفي رواية عند البخاري: فرفع يديه وقال: الله أكبر، خربت خيبر، ويؤخذ من هذا الحديث التفاؤل، لأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى بأيديهم آلات الهدم، أخذ منه أن مدينتهم ستخرب، ويحتمل أن يكون قال: خربت خيبر، بطريق الوحي، ويؤيده قوله بعد ذلك: وإنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. (2) رواه البخاري 7 / 360 في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الصلاة في الثياب، باب ما يذكر في الفخذ، وفي الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء، وفي صلاة الخوف، باب التبكير والغلس بالصبح، وفي الجهاد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وباب التبكير عند الحرب، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، ومسلم رقم (1365) في الجهاد، باب غزوة خيبر، وأبو داود رقم (2995) و (2996) و (2998) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي، والنسائي 1 / 271 و 272 في المواقيت، باب التغليس في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/101، 186) ، والبخاري (1/103) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ومسلم (4/145، 5/185) قال: حدثنا زهير بن حرب. وأبو داود (2998) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وفي (3009) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد بن أيوب. والنسائي (6/131) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (990) عن إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (351) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. أربعتهم - أحمد، ويعقوب، وزهير، وزياد - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 2- وأخرجه أبو داود (2998، 3009) قال: حدثنا داود بن معاذ، قال: حدثنا عبد الوارث. كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث - عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. - وعن عبد العزيز بن صهيب، وثابت البناني، عن أنس بن مالك، بلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الصبح بغلس، ثم ركب فقال: الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، فخرجوا يسعون في السكك، ويقولون: محمد والخميس - قال: والخميس الجيش - فظهر عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقتل المقاتلة، وسبي الذراري، فصارت صفية لدحية الكلبي، وصارت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم تزوجها، وجعل صداقها عتقها. فقال: أمهرها نفسها؟ فتبسم» . 1- أخرجه أحمد (3/186) قال: حدثنا يونس. في (3/242) قال: حدثنا سريج بن النعمان. والبخاري (2/19) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (4/146) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني. وابن ماجة (1957) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي في الكبرى تحفة (301) عن مخلد بن خداش. ستتهم - يونس، وسريج، ومسدد، وأبو الربيع، وأحمد بن عبدة، ومخلد - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، وثابت، فذكراه. 2- وأخرجه البخاري (3/109) والنسائي (1/271) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. كلاهما - البخاري، وإسحاق - عن سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره - ولم يذكر عبد العزيز بن صهيب -. 3- وأخرجه أبو داود (2996) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره، ولم يذكر ثابتا البناني. * الروايات مطولة ومختصرة. -وعن ثابت، عن أنس، قال: «كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر، وقدمي تمس قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فأتيناهم حين بزغت الشمس وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم، فقالوا: محمد والخميس، قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، قال: وهزمهم الله عز وجل، ووقعت في سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها - قال: وأحسبه قال -: وتعتد في بيتها، وهي صفية بنت حيي، قال: وجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليمتها التمر والأقط والسمن، فحصت الأرض أفاحيص، وجيء بالأنطاع فوضعت فيها، وجيء بالأقط والسمن فشبع الناس، قال: وقال الناس: لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد، قالوا: إن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي أم ولد، فما أراد أن يركب حجبها، فقعدت على عجز البعير، فعرفوا أنه قد تزوجها، فلما دنوا من المدينة دفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودفعنا. قال: فعثرت الناقة العضباء وندر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وندرت، فقام فسترها وقد أشرفت النساء، فقلن: أبعد الله اليهودية. قال: قلت: يا أبا حمزة، أوقع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي والله لقد وقع» . أخرجه أحمد (3/123) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/246) قال: حدثنا عفان. ومسلم (4/146، 5/185) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2997) قال: حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال: حدثنا بهز بن أسد. وابن ماجة (2272) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا الحسين بن عروة (ح) وحدثنا أبو عمر حفص بن عمر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. خمستهم - يزيد بن هارون، وعفان، وبهز، والحسين، وابن مهدي - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. * رواية بهز، والحسين بن عروة، وابن مهدي، مختصرة على شراء صفية من دحية. الحديث: 3284 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 224 الظهر 3285 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «ما رأيتُ أحداً كان أشدَّ تعجيلاً للظُّهر من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا من أبي بكر، ولا من عمر» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (155) في الصلاة، باب ما جاء في التعجيل بالظهر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/135) قال: ثنا وكيع، وفي (6/215) قال: ثنا إسحاق بن يوسف. والترمذي (155) قال: ثنا هناد بن السري قال: ثنا وكيع. كلاهما - وكيع، وإسحاق بن يوسف- عن سفيان، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم عن الأسود، فذكره. وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن. الحديث: 3285 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 3286 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ - صلى الله عليه وسلم- أشدَّ تعجيلاً للظهر منكم، وأنتم أشدُّ تعجيلاً للعصر منه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (161) في الصلاة، باب ما جاء في تأخير صلاة العصر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/289، 310) قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: ثنا ابن جريج. والترمذي (161) قال: ثنا علي بن حجر. قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب. وفي (162) قال: ووجدت في كتابي: ني علي بن حجر، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن جريج. وفي (163) قال: ثنا بشر بن معاذ البصري. قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن ابن جريج. كلاهما - ابن جريج وأيوب - عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره. وقال الترمذي بعد الحديث (163) وهذا أصح. الحديث: 3286 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 3287 - (م س) خباب بن الأرتِّ - رضي الله عنه - قال: «شكوْنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الصلاة في الرَّمْضاءِ، فلم يُشْكِنا» . وفي رواية، قال: «أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فشكونا إليه حرَّ الرَّمضاء، فلم يُشْكِنا» . قال زهير لأبي إسحاق: «أفي الظهر؟ قال: نعم، قلت: أفي تعجيلها؟ قال: نعم» . أخرجه مسلم، وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرمضاء) : شدة الحر على وجه الأرض. وأصل الرمضاء: الرمل إذا لفحته الشمس فاشتد حره. (فلم يُشْكِنا) : أشكيت الرجل: إذا أزلت شكواه، ولم يشكنا، أي: [ص: 226] لم يزل شكوانا. وهذا الحديث قد ذكره النسائي في باب المواقيت، لأجل قول زهير لأبي إسحاق: «أفي تعجيلها؟ فقال: نعم» . وأما الفقهاء: فلا يذكرونه إلا في كيفية السجود. وأنه يجب أن لا يحول بين الوجه وبين ما يسجد [المصلي] عليه حائل مما يحمله المصلي ويتحرك بحركته في الصلاة عند الشافعي. ويستدلون بهذا الحديث على أنهم لما شكوا إليه ما يجدون من شدة الحر، من ملاقاة وجوههم وأيديهم الرمضاء، لم يُشْكِهم، ولم يَفْسَح لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم.   (1) رواه مسلم رقم (619) في المساجد، باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت غير شدة الحر، والنسائي 1 / 247 في المواقيت، باب أول وقت الظهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (152) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري. وأحمد (5/108) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا شعبة. وفي (5/110) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان (ح) وحدثنا ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، سلام بن سليم (ح) وحدثنا أحمد بن يونس، وعون بن سلام، قال عون: أخبرنا، وقال ابن يونس: حدثنا زهير. والنسائي (1/247) وفي الكبرى (1407) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا زهير. أربعتهم - الثوري، وشعبة، وأبو الأحوص، وزهير - عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، فذكره. وعن حارثة بن مضرب العبدي، عن خباب، قال: «شكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حر الرمضاء، فلم يشكنا.» . أخرجه الحميدي (153) . وابن ماجة (675) قال: حدثنا علي بن محمد. كلاهما - الحميدي، وعلي بن محمد - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، فذكره. الحديث: 3287 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 3288 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا نزل منزلاً لم يرْتَحلْ حتى يصلِّي الظهر، فقال رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1205) في الصلاة، باب المسافر يصلي وهو يشك في الوقت، والنسائي 1 / 248 في المواقيت، باب تعجيل الظهر في السفر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1205) قال: ثنا مسدد، والنسائي (1/248) قال: ثنا عبيد الله بن سعيد. كلاهما - مسدد، وعبيد الله - قالا: ثنا يحيى، عن شعبة، قال: ثني حمزة العائذي، فذكره. الحديث: 3288 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 3289 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج حين زالت الشمس، فصلى الظهر» . أخرجه الترمذي والنسائي. إلا أن النسائي قال «حين زاغت» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (156) في الصلاة، باب ما جاء في تعجيل الظهر، والنسائي 1 / 247 في المواقيت، باب أول وقت الظهر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (156) قال: ثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: نا عبد الرزاق، والنسائي (1/246-247) قال: نا كثير بن عبيد، قال: ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي. كلاهما - عبد الرزاق، والزبيدي - عن الزهري، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. الحديث: 3289 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 العصر 3290 - (خ م ت س د) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسولَ الله [ص: 227] صلى الله عليه وسلم- صلى العصر والشمسُ في حُجْرتها، لم يظهر الفيْءُ من حُجرتها» . قال البخاري: وقال أبو أسامة عن هشام: «من قَعْرِ حُجْرَتها» . وفي رواية قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي العصر والشمسُ لم تخرجْ من حجرتها» . وفي أخرى «كان يصلي العصرَ والشمسُ واقعة في حُجرتها» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الأولى. وفي رواية أبي داود «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصرَ والشمسُ في حجرتها لم تظهر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يظهر الفيء) : أي لم يرتفع. والمراد: أنها كانت تُقدِّم صلاتها.   (1) رواه البخاري 2 / 20 في المواقيت، باب وقت العصر، وفي الجهاد، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن، ومسلم رقم (611) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، وأبو داود رقم (407) في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، ولفظه في نسخ أبو داود المطبوعة: والشمس في حجرتها قبل أن تظهر، والترمذي رقم (159) في الصلاة، باب ما جاء في تعجيل العصر، والنسائي 1 / 252 في المواقيت، باب تعجيل العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (29) . والحميدي (170) قال: حدثنا سفيان وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/85) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والدارمي (1189) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/139) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: قرأت على مالك. وفي (1/144) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. (ح) وحدثنا أبو نعيم. قال: أخبرنا ابن عيينة. ومسلم (2/103، 104) قال: أخبرنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. قال: عمرو حدثنا سفيان. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (407) قال: حدثنا القعنبي. قال: قرأت على مالك ابن أنس. وابن ماجة (683) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (159) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (1/252) وفي الكبرى (1410) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (332) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قالا: حدثنا سفيان. ستتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، ومعمر، والليث، ويونس - عن ابن شهاب الزهري. 2- وأخرجه أحمد (6/204) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/278) قال: حدثنا عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام أبو الحارث والبخاري (1/144، 4/100) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا أنس بن عياض. وسليم (2/104) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - وكيع، وعامر بن صالح، وأنس بن عياض - عن هشام بن عروة. كلاهما - الزهري، وهشام - عن عروة بن الزبير، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. الحديث: 3290 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 3291 - (خ م ط د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي العصر والشمس مُرتَفِعة حيَّة فيذهب الذاهب إلى العَوالي، فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة: على أربعة أميال ونحوه» . وفي رواية «يذهب الذاهبُ مِنَّا إلى قُباءَ» . وفي أخرى، قال: «كنا نُصلِّي العصر، ثم يخرج الإنسان إلى بني عمْرو بن عوف فيجدُهم [ص: 228] يصلُّونَ العصر» . وفي أخرى، قال أسْعَدُ بن سهل بن حُنَيْف: «صلَّينا مع عمرَ بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أَنس بن مالك فوجدناه يصلي العصرَ، فقلتُ: يا عمِّ (1) ، ما هذه الصلاةُ التي صليتَ؟ قال: العصر، وهذه صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التي كنا نصلي معه» . أخرجه البخاري ومسلم، وفي أخرى لمسلم، قال: «صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- العصرَ، فلما انصرف أَتاه رجل من بني سََلِمة، فقال: يا رسول الله إنا نريد أن ننْحَرَ جزُوراً لنا وإنا نُحبُّ أن تَحْضُرَها؟ قال: نعم، فانطلقَ وانطلقنا معه، فوجدنا الجزورَ لم تُنْحَر، فَنُحِرَتْ، ثم قُطِعَتْ، ثم طُبِخَ منها، ثم أكلنا قبل أن تغيبَ الشمس» . وفي رواية الموطأ، قال أنس: «كنا نصلي العصرَ، فيذهب الذَّاهبُ إلى قُباءَ، فيأتيهم والشمس مرتفعة» . وأخرج الموطأ أيضاً الرواية الثالثة. وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وقال فيها: «والشمس بيضاءُ مرتفعة حيَّة» . وفيه قال الزهري: «والعوالي على مَيْلينِ، أو ثلاثة، قال: وأحسِبُه قال: أو أربعة» ، قال أبو داود: «قال خيثمة: حياتُها: أن تجدَ حرَّها» . وأخرج النسائي الرواية الأولى والرابعة. وله في أخرى عن أبي سلمة، قال: «صلَّينا في زمنِ عمرَ بن عبد العزيز، ثم انصرفنا إلى أنس بن مالك فوجدناه يصلِّي، فلما انصرفَ قال لنا: أصليْتُم؟ قلنا: صلينا الظهر، قال: إني صليت [ص: 229] العصر، فقالوا له: عجَّلتَ، فقال: إنما أُصلِّي كما رأيت أصحابي يُصلُّونَ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العوالي) : أماكن بنواحي المدينة معروفة. (أميال) : جمع ميل، وكل ثلاثة أميال فرسخ. (جزوراً) : الجزور: يقع على الذكر والأنثى من الإبل، إلا أن اللفظ مؤنث.   (1) ليس عمه على الحقيقة، وإنما هو على سبيل التوقير، لأنه أكبر منه سناً. (2) رواه البخاري 2 / 22 في مواقيت الصلاة، باب وقت العصر، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (621) و (623) و (624) في المساجد، باب استحباب التبكير بالعصر، والموطأ 1 / 8 و 9 في وقوت الصلاة، باب وقوت الصلاة، وأبو داود رقم (404) و (405) و (406) في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، والنسائي 1 / 252 و 253 و 254 في المواقيت، باب تعجيل العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/161) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر. 2- وأخرجه أحمد (3/214) قال: ثنا عبد الملك بن عمرو. و (3/217) قال: ثنا حماد بن خالد. والدارمي (1211) قال: نا عبيد الله بن موسى. ثلاثتهم - عن ابن أبي ذئب. 3- وأخرجه أحمد (3/223) قال: ثنا إسحاق بن عيسى، وهاشم. ومسلم (2/109) قال: ثنا قتيبة ابن سعيد، ومحمد بن رمح. وأبو داود (404) قال: ثنا قتيبة. وابن ماجة (682) قال: ثنا محمد بن رمح والنسائي (1/252) وفي الكبرى (4411) قال: نا قتيبة. أربعتهم - إسحاق، وهاشم، وقتيبة، وابن رمح - عن الليث. 4- وأخرجه البخاري (1/145) قال: ثنا أبو اليمان، قال: نا شعيب. 5- وأخرجه مسلم (2/109) قال: ثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: ثنا ابن وهب، قال: ني عمرو بن الحارث. 6- وأخرجه البخاري (9/128) قال: ثنا أيوب بن سليمان، ثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان. ستتهم - معمر، وابن أبي ذئب، والليث، وشعيب، وعمرو، وصالح - عن الزهري، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها مالك «الموطأ» (232) والبخاري (1/145) قال: ثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/109) قال: ثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (1/252) قال: نا سويد بن نصر، قال: ثنا عبد الله. ثلاثتهم - ابن يوسف، ويحيى، وابن المبارك - عن مالك، عن ابن شهاب، فذكره. في رواية ابن المبارك عن إسحاق بن عبد الله، وابن شهاب. والرواية الثالثة: أخرجها مالك الموطأ (32) ، والبخاري (1/144) قال: ثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (2/109) قال: ثنا يحيى بن يحيى والنسائي (1/252) قال: نا سويد بن نصر، قال: نا عبد الله. ثلاثتهم - عبد الله بن مسلمة، ويحيى، وعبد الله بن المبارك- عن مالك، عن إسحاق، فذكره. وفي حديث ابن المبارك، عن الزهري، وإسحاق بن أبي طلحة. والرواية الرابعة: أخرجها البخاري (1/144) قال: ثنا محمد بن مقاتل. ومسلم (2/110) قال: ثنا منصور بن أبي مزاحم والنسائي (1/253) وفي الكبرى (1412) قال: نا سويد بن نصر. ثلاثتهم - عن عبد الله بن المبارك، عن أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف -، قال: سمعت أبا أمامة فذكره. والرواية الخامسة: أخرجها مسلم (2/110) قال: ثنا عمرو بن سواد العامري، ومحمد بن مسلمة المرادي، وأحمد بن عيسى، قال عمرو: نا، وقال الآخران، ثنا ابن وهب - قال: ني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن موسى بن سعد الأنصاري حدثه، عن حفص بن عبيد الله، فذكره. الحديث: 3291 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 3292 - (خ م ط د س) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - «أن عمر بن عبد العزيز أخرَ الصلاة يوماً، فدخل عليه عروةُ بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخرَ الصلاة يوماً وهو في الكوفة، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري، فقال: ما هذا يا مغيرة؟ أليس قد علمْتَ أن جبريل عليه السلام نزل فصلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: بهذا أُمرتُ (1) ؟ فقال عمرُ بن عبد العزيز لعروةَ انظُر ما تحدِّثُ يا عروة، أَو إنَّ جبريلَ عليه السلام هو أقام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 230] وقت الصلاة؟ فقال عروة: كذلك كان بشير بن أبي مسعود يُحدِّثُ عن أبيه، قال: وقال عُرْوة: ولقد حدَّثَتْني عائشةُ زوج النبي - صلى الله عليه وسلم-: أَن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصرَ والشمسُ في حُجرتها قبل أن تظهر» . وفي رواية «أن عمر بن عبد العزيز أخَّر العصر شيئاً، فقال له عروة: أمَا إن جبريل عليه السلام قد نزل، فصلى إمامَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال له عمر: اعْلَمْ ما تقول يا عروة، قال: سمعتُ بشير بن أبي مسعود يقول: سمعتُ أبا مسعود يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: نزل جبريل فأمَّني، فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، يحْسُبُ بأصابعه خمسَ صلوات» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وزاد: قال سويد في روايته: «الصلاة التي أخرَ عمر: كانت العصر» . وفي رواية أبي داود: «أن عمر بن عبد العزيز كان قاعِداً على المنبر فأخَّر العصرَ شيئاً، فقال له عروة بن الزبير: أما إنَّ جبريل قد أخبر محمداً - صلى الله عليه وسلم- بوقتِ الصلاة، فقال له عمر: اعْلَمْ ما تقول، فقال عروة: سمعتُ بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة، فصليتُ معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، يحّسُبُ بأصابعه خمس [ص: 231] صلوات، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى الظهر حين تَزُولُ الشمس، وربَّما أَخَّرها حين يشتد الحرُّ، ورأيته يُصلِّي العصر والشمس مرتفعة بيضاءُ، قبل أن تدخلها الصُّفرَة، فينصَرفُ الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحُليفةِ قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاءَ حين يَسْوَدُّ الأُفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبحَ [مرَّة] بغلس، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها، ثم كانت صلاتُه بعد ذلك التَّغليسَ حتى مات، [و] لم يَعدْ إلى أن يُسْفِرَ» . قال أبو داود: رواه جماعة عن ابن شهاب، لم يذكروا الوقت الذي صلى فيه، ولم يُفسِّروه. وكذلك رواه هشام عن أبيه. وأخرج النسائي الرواية الثانية من روايتي البخاري ومسلم (2) .   (1) بضم التاء وفتحها. (2) رواه البخاري 2 / 2 و 3 و 4 في مواقيت الصلاة في فاتحته، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (610) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، والموطأ 1 / 3 و 4 في وقوت الصلاة في فاتحته، وأبو داود رقم (394) في الصلاة، باب في المواقيت، والنسائي 1 / 245 و 246 في المواقيت في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (29) ، والحميدي (451) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/120) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (5/274) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك بن أنس. والدارمي (9/118) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/139) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: قرأت على مالك. وفي (4/137) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث. وفي (5/107) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (2/103) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) قال: وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وأخبرنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك. وأبو داود (394) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا ابن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي. وابن ماجة (668) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (1/245) . وفي الكبرى (1399) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد. وابن خزيمة (352) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد. ستتهم - مالك، وسفيان، ومعمر، والليث، وشعيب، وأسامة بن زيد - عن ابن شهاب الزهري، فذكره. وزاد أسامة بن زيد في روايته: «ورأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر حين تزول الشمس، وربما أخرها حين يشتد الحر، ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة، فينصرف الرجل من الصلاة، فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاء حين يسود الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبح مرة بغلس، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها. ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس، حتى مات -صلى الله عليه وسلم-، ثم لم يعد إلى أن يسفر.» . * قال ابن خزيمة: هذه الزيادة لم يقلها أحد غير أسامة بن زيد. * قال أبو داود: روي هذا الحديث عن الزهري، معمر، ومالك، وابن عيينة، وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد، وغيرهم، لم يذكروا الوقت الذي صلى فيه، ولم يفسروه. الحديث: 3292 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 3293 - (خ م) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلي العصر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثم تُنْحرُ الجزُورُ، فتُقسمُ عَشرَ قِسم، ثم تُطْبَخُ فنأكُلُ لحماً نضيجاً قبل مغيب الشمس» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 92 في الشركة، باب قسمة الغنم، وباب من عدل عشرة من الغنم بجزور في [ص: 232] القسم، وفي الجهاد، باب ما يكره من ذبح الغنم والإبل في المغانم، وفي الذبائح، باب التسمية على الذبيحة، وباب ما أنهر الدم من القصب والمروة والحديد، وباب لا يذكى بالسن والعظم والظفر، وباب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش، وباب إذا أصاب قوم غنيمة فذبح بعضهم غنماً أو إبلاً بغير أمر أصحابهم لم تؤكل، وباب إذا ند بعير لقوم فرماه بعضهم بسهم فقلته وأراد إصلاحه، ومسلم رقم (625) في المساجد، باب استحباب التبكير بالعصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/141) قال: حدثنا أبو المغيرة. وفي (4/143) قال: حدثنا محمد بن مصعب، وعبد بن حميد (426) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن مصعب. والبخاري (3/180) قال: حدثنا محمد بن يوسف. ومسلم (2/110) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (2/111) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، وشعيب بن إسحاق الدمشقي. ستتهم - أبو المغيرة، ومحمد بن مصعب، ومحمد بن يوسف، والوليد، وعيسى بن يونس، وشعيب - قالوا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا أبو النجاشي، فذكره. الحديث: 3293 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 المغرب 3294 - (خ م ت د) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتَوَارَتْ بالحجاب» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود، قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلي المغربَ ساعةَ تغربُ الشمس، إذا غاب حاجِبُها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (توارت بالحجاب) : التواري: الاستتار والاحتجاب في الأفق، أراد: إذا غابت الشمس في الأفق استترت به.   (1) رواه البخاري 2 / 36 في مواقيت الصلاة، باب وقت المغرب، ومسلم رقم (636) في المساجد، باب بيان أن أول وقت المغرب عند غروب الشمس، وأبو داود رقم (417) في الصلاة، باب وقت المغرب، والترمذي رقم (164) في الصلاة، باب ما جاء في وقت المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/51) قال: حدثنا صفوان. وفي (4/54) قال: حدثنا مكي. وعبد ابن حميد (386) قال: أخبرنا صفوان بن عيسى. والدارمي (1212) قال: أخبرنا إسحاق - هو ابن إبراهيم الحنظلي - قال: حدثنا صفوان بن عيسى. والبخاري (1/147) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. ومسلم (2/115) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل -.وأبو داود (417) قال: حدثنا عمرو بن علي، عن صفوان بن عيسى. وابن ماجة (688) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. والترمذي (164) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم ابن إسماعيل. أربعتهم - صفوان، ومكي، وحاتم، والمغيرة - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. الحديث: 3294 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 3295 - (خ م) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: كنا نُصَلي المغربَ مع النبي - صلى الله عليه وسلم- «فَيَنْصَرِفُ أحدُنا وإنه لَيُبْصِرُ مَواقِعَ نَبْلِهِ» . أخرجه [ص: 233] البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 34 في مواقيت الصلاة، باب وقت المغرب، ومسلم رقم (637) في المساجد، باب بيان أن أول وقت المغرب عند غروب الشمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/141) قال: حدثنا أبو المغيرة. وعبد بن حميد (427) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن إسحاق، عن ابن المبارك. والبخاري (1/147) قال: حدثنا محمد بن مهران، قال: حدثنا الوليد، ومسلم (2/115) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (2/115) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا شعيب بن إسحاق الدمشقي. وابن ماجة (687) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. أربعتهم - أبو المغيرة، وابن المبارك، والوليد، وشعيب - عن الأوزاعي، قال: حدثنا أبو النجاشي، فذكره. الحديث: 3295 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 3296 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا نُصلي المغرب مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ثم نَرْمي، فيرى أحدُنا مَوضِعَ نَبْلِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (416) في الصلاة، باب في وقت المغرب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (416) قال: ثنا داود بن شبيب، وابن خزيمة، (338) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزمي، قال: ثنا يحيى بن إسحاق. كلاهما - داود، ويحيى - قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (3/114) قال: ثنا يحيى، وفي (3/189) قال: ثنا محمد بن عبد الله. وفي (3/199) قال: ثنا عبد الواحد. وفي (3/205) قال: ثنا ابن أبي عدي. أربعتهم عن حميد فذكره. الحديث: 3296 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 3297 - (س) رجل من أسلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- «أنهم كانوا يصلُّون مع النبي - صلى الله عليه وسلم- المغرب، ثم يرجعون إلى أهليهم إلى أقصى المدينة يرْمُونَ يُبْصِرون موَاقع سِهامهم» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 259 في المواقيت، باب تعجيل المغرب، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/371) والنسائي (1/259) قال: نا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار - عن محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، قال: سمعت حسان بن بلال، فذكره. الحديث: 3297 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 3298 - (د) مرثد بن عبد الله الغنوي - رضي الله عنه - قال: قدِمَ علينا أَبو أيوب غازياً، وعقبة بن عامر يومئذ على مصر، فأخَّرَ عقبةُ المغرب، فقام إليه أبو أيوب، فقال: ما هذه الصلاة يا عقبة؟ قال: «إنَّا شُغِلْنا، قال: أما سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تزَالُ أُمَّتي بخير - أو قال: على الفطرة - ما لم يُؤخِّرُوا المغرب إلى أن تشْتَبِكَ النجومُ؟» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تشتبك النجوم) : اشتباك النجوم: ظهور صغارها بين كبارها، حتى لا يخفى منها شيء.   (1) رقم (418) في الصلاة، باب في وقت المغرب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/147) قال: حدثنا يعقوب - ابن إبراهيم بن سعد - قال: حدثنا أبي. وفي (5/417) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (5/417، 421) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وأبو داود (418) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن خزيمة (339) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومؤمل بن هشام اليشكري، قالا: حدثنا ابن علية (ح) وحدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا عبد الأعلى (ح) وحدثنا محمد بن موسى الحرشي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله. ستتهم - إبراهيم بن سعد، وابن علية، وابن أبي عدي، وابن زريع، وعبد الأعلى، وزياد بن عبد الله - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، فذكره. في رواية إبراهيم بن سعد: قال أبو أيوب: يا عقبة أما سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تزال أمتي بخير ... » الحديث قال: فقال: بلى. الحديث: 3298 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 تقديمها مطلقا ً 3299 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «يا علي، ثلاثاً لا تُوخِّرها: الصلاةُ إذا دخل وقتها، والجنازةُ إذا حضَرَتْ، والأيِمُ إذا وَجَدْتَ لها كُفءاً» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأيم) : المرأة التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيباً، وكذلك الرجل. (كفءاً) : الكفء: النظير والمثل والعديل.   (1) رقم (171) في الصلاة، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم 1 / 105، وفي سنده سعيد بن عبد الله الجهني، وثقه ابن حبان والعجلي، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الحافظ في " التقريب " مقبول، يعني إذا توبع، ولم أجد له متابعة، والحديث معناه صحيح وإن كان ضعيف السند. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/105) (828) قال: حدثنا هارون بن معروف - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون - وابن ماجة (1486) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. والترمذي (171، 1075) قال: حدثنا قتيبة. ثلاثتهم - هارون، وحرملة، وقتيبة - عن عبد الله بن وهب، قال: حدثني سعيد بن عبد الله الجهني، أن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثه، عن أبيه، عن جده،فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن، وقال في الموضع الآخر، هذا حديث غريب، وما أرى إسناده بمتصل. الحديث: 3299 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 الفرع الثالث: في تأخير أوقات الصلوات الصبح والعصر 3300 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أدْرَكَ من الصبح ركعة قبل أن تطلُعَ الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغربَ الشمس فقد أدرك العصر» أخرجه الجماعة. وفي رواية للبخاري والنسائي «إذا أدرك أحدُكم سجدة من صلاة [ص: 235] العصر قبل أن تغرب الشمس فليُتِمَّ صلاتَه، وإذا أدرك سَجْدَة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليُتمَّ صلاته» إلا أن النسائي قال: «أوَّل سجدة» في الموضعين (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 46 في مواقيت الصلاة، باب من أدرك من الفجر ركعة، وباب من أدرك ركعة من العصر قبل المغرب، ومسلم رقم (608) في المساجد، باب من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك تلك الصلاة، والموطأ 1 / 6 في وقوت الصلاة، والترمذي رقم (186) في الصلاة، باب ما جاء فيمن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس، وأبو داود رقم (412) في الصلاة، باب في وقت العصر، والنسائي 1 / 257 و 258 في المواقيت، باب من أدرك ركعتين من العصر، وباب من أدرك ركعة من الصبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (30) وأحمد (2/462) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرني مالك. والدارمي (1225) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبيد المجيد. قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/151) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (2/102) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وابن ماجة (699) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. والترمذي (186) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (1/257) وفي الكبرى (1418) قال: أخبرنا قتيبة عن مالك. وابن خزيمة (985) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. (ح) وحدثنا بشر بن معاذ. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. (ح) وحدثنا أبو موسى قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان. قال: وقرأته على الحسن بن محمد، عن الشافعي. قال: أخبرنا مالك بن أنس. ثلاثتهم - مالك، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن جعفر - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، وعن بسر بن سعيد، وعن الأعرج، فذكروه. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أدرك ركعة من صلاة الفجر، قبل أن تطلع الشمس، فقد أدركها ومن أدرك ركعة من صلاة العصر، قبل أن تغرب الشمس، فقد أدركها.» . 1- أخرجه أحمد (2/254) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/260) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والبخاري في القراءة خلف الإمام (197) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا عبد الله. قال: أنبأنا محمد بن أبي حفصة. ومسلم (2/103) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (700) قال: حدثنا جميل بن الحسن. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا معمر. والنسائي (1/257) وفي الكبرى (1419) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا معتمر. قال: سمعت معمر. وفي الكبرى (1450) قال: أخبرنا عمران بن موسى. قال: حدثنا محمد بن سواء، عن سعيد، عن معمر. وابن خزيمة (985) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى وأبو الأشعث. قالا: حدثنا معتمر، عن معمر. كلاهما - معمر، ومحمد بن أبي حفصة - عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/254) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا علي، يعني ابن المبارك. والبخاري (1/146) وفي القراءة خلف الإمام. (199) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. والنسائي (1/257) وفي الكبري (1420) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا شيبان. كلاهما - علي بن المبارك، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير. 3- وأخرجه أحمد (2/348) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (985) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا زياد بن عبد الله القشيري. كلاهما - محمد بن جعفر، وزياد - عن محمد بن عمرو. ثلاثتهم - الزهري، ويحيى ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره. -وعن ابن عباس، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك. ومن أدرك من الفجر ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك.» * وفي رواية: «من أدرك ركعتين من صلاة العصر ... » . نحوه. أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح. ومسلم (2/103) قال: حدثنا حسن بن الربيع. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. (ح) وحدثناه عبد الأعلى بن حماد. قال: حدثنا معتمر. وأبو داود (412) قال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثني ابن المبارك. والنسائي (1/257) وفي الكبرى (1417) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا معتمر. وابن خزيمة (984) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وأحمد بن المقدام العجلي. قالا: حدثنا معتمر. ثلاثتهم - رباح، وعبد الله بن المبارك، ومعتمر بن سليمان - عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره. - وعن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «من أدرك قبل طلوع الشمس سجدة، فقد أدرك الصلاة. ومن أدرك قبل غروب الشمس سجدة، فقد أدرك الصلاة» . أخرجه أحمد (2/399) قال: حدثنا معاوية. قال: حدثنا زائدة. قال: حدثنا عبد الله بن ذكوان أبو الزناد. وفي (2/474) قال: حدثنا يحيى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند. والنسائي (1/273) وفي الكبرى (1451) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى، عن عبد الله بن سعيد وابن خزيمة (985) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى يعني ابن سعيد. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند. كلاهما - أبو الزناد، وعبد الله بن سعيد - عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. -وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «من أدرك ركعة من صلاة الصبح قبل طلوع الشمس فقد أدرك الصلاة. ومن أدرك ركعتين من العصر قبل أن تغيب الشمس فقد أدرك الصلاة» . أخرجه أحمد (2/459) قال: حدثنا محمد بن جعفر وأبو النضر. قالا: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (985) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا ابن أبي حازم. (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو موسى. قال: حدثني محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وابن أبي حازم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. * في رواية ابن خزيمة قال: « ... ومن أدرك من العصر ركعة..» . الحديث: 3300 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 3301 - (س) عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أدركه ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 273 في المواقيت، باب من أدرك ركعة من صلاة الصبح، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/78) قال: حدثنا زكريا بن عدي. قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن حاتم. كلاهما عن محمد بن بكر. (ح) وحدثني هارون بن عبد الله. قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (1/267) وفي الكبرى (1433) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن. قال: حدثنا حجاج. وفي (1/267) قال: وأخبرني يوسف ابن سعيد. قال: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (348) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي. قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم. قال: حدثنا محمد بن بكر. (ح) وحدثنا أحمد بن منصور الرمادي. قال: حدثنا حجاج بن محمد وعبد الرزاق. أربعتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج بن محمد، وأبو عاصم - عن ابن جريج. قال: أخبرني المغيرة بن حكيم، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، فذكرته. * الروايات متقاربة المعنى. الحديث: 3301 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 الظهر 3302 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - قال: «ما أَدْركْتُ الناس إلا وهم يُصلُّون الظهر بعَشيّ» (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال في " الاستذكار ": قال مالك: يريد الإبراد بالظهر. (2) 1 / 9 في وقوت الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (11) قال: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 3302 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 3303 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اشتَدَّ الحرُّ فأبْرِدُوا بالصلاة، فإن شدة الحرِّ من فَيحِ جهنم» . [ص: 236] أخرجه الجماعة. وزاد مالك في رواية له: «وذكر أن النار اشتكَتْ إلى ربها، فأذِنَ لها في كل عام بنَفسَين: نفَس في الشتاء، ونفس في الصيف» . وقد سبق لذكر النار رواية في «كتاب خلق العالم» ، وستَرِدُ روايات في «كتاب القيامة» [من حرف القاف] (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فيح) : الفيح: اللفح والوهج.   (1) رواه البخاري 2 / 15 في مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، ومسلم رقم (645) في المساجد، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر، والموطأ 1 / 15 في وقوت الصلاة، باب النهي عن الصلاة بالهاجرة، وأبو داود رقم (402) في الصلاة، باب وقت صلاة الظهر، والترمذي رقم (157) في الصلاة، باب ما جاء في تأخير الظهر في شدة الحر، والنسائي 1 / 248 و 249 في المواقيت، باب الإبراد بالظهر إذا اشتد الحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (36) . وأحمد (2/462) قال: قرأت على عبد الرحمن. ومسلم (2/108) قال: حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. كلاهما - عبد الرحمان بن مهدي، ومعن بن عيسى - عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، فذكراه. * أخرجه أحمد (2/501) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والنسائي في الكبرى (1403) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي. قال: حدثنا عثمان، عن شعيب، عن الزهري. كلاهما - محمد بن عمرو، والزهري - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.» . مختصرا. وليس فيه «محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان» . * وأخرجه أحمد (2/394) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان، يعني العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو سلمة. -وعن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إذا اشتد الحر، فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.» . أخرجه مالك الموطأ (36) وأحمد (2/462) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. وابن ماجة (677) قال: حدثنا هشام بن عمار. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وإسحاق، وهشام بن عمار - عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. * أخرجه البخاري (1/142) قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال. قال: حدثنا أبو بكر، عن سليمان. قال: صالح بن كيسان: حدثنا الأعرج عبد الرحمن وغيره، عن أبي هريرة، فذكره. -وعن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنه قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم» . أخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر وابن جريج. وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا ابن جريج. والدارمي (1210) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. ومسلم (2/107) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وعمرو بن سواد وأحمد بن عيسى. قال عمرو: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو. وأبو داود (402) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الهمداني، وقتيبة بن سعيد الثقفي، أن الليث حدثهم. وابن ماجة (678) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد، والترمذي (157) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (1/248) . وفي الكبرى (1405) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. خمستهم - معمر، وابن جريج، والليث ويونس، وعمرو بن الحارث - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. * أخرجه الحميدي (942) وأحمد (2/238) . والبخاري (1/142) قال: حدثنا علي بن عبد الله. والنسائي في الكبرى (1404) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن يزيد. وابن خزيمة (329) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن عبدة الضبي. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي بن عبد الله، وقتيبة، ومحمد بن عبد الله، وسعيد بن عبد الرحمان، وأحمد بن عبدة - عن سفيان، عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو سلمة. - وعن أبي يونس، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.» . أخرجه مسلم (2/107) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي وعمرو بن سواد وأحمد بن عيسى. قال عمرو: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا ابن وهب. قال: قال عمرو: حدثني أبو يونس. فذكره. - وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إن هذا الحر من فيح جهنم، فأبردوا بالصلاة.» . أخرجه أحمد (2/411) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. ومسلم (2/107) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز. كلاهما - عبد الرحمن، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن العلاء، عن أبيه، فذكره. - وعن بسر بن سعيد وسلمان الأغر، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان اليوم الحار فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم» . أخرجه مسلم (2/107) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي وعمرو بن سواد وأحمد بن عيسى. قال عمرو: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، أن بكير حدثه عن بسر بن سعيد وسلمان الأغر، فذكراه. - وعن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فذكر أحاديث منها وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أبردوا عن الحر في الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.» . أخرجه أحمد (2/318) . ومسلم (2/107) قال: حدثنا ابن رافع. كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. - وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أبردوا بالظهر، فإن حرها من فيح جهنم.» . أخرجه أحمد (2/377) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: أنبأنا أبو بكر، عن عاصم. وفي (2/400) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: حدثنا أبو بكر، عن عاصم. وفي (3/53) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش. كلاهما - عاصم، والأعمش - عن ذكوان أبي صالح. فذكره. وعن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «شدة الحر من فيح جهنم، فأبردوا بالصلاة» . أخرجه أحمد (2/229) قال: حدثنا هشيم. وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد. كلاهما - هشيم، ويزيد - عن هشام، عن محمد بن سيرين، فذكره. - وعن أبي الوليد وعبد الرحمن بن سعد، عن أبي هريرة، عن النبي، -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة» . أخرجه أحمد (2/256) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/393) قال: حدثنا حسين. كلاهما - يزيد، وحسين - عن ابن أبي ذئب، عن أبي الوليد وعبد الرحمن بن سعد، فذكراه. الحديث: 3303 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 3304 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال ... وذكرمثله. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 15 في وقوت الصلاة، باب النهي عن الصلاة بالهاجرة مرسلاً، ويشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (26) قال: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/57) : هذا مرسل يقويه الأحاديث المتصلة التي رواها مالك وغيره من طرق كثير، قاله أبو عمر. الحديث: 3304 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 236 3305 - (خ م د ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأراد المؤذِّن أن يؤذِّن للظهر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَبْرِدْ ثم أراد أن يؤذِّن، فقال له: أَبْرِدْ، حتى رأينا فيئَ التُّلول، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إن شدة الحرِّ من فَيْحِ جهنم، فإذا اشتد الحرُّ فأبْرِدُوا بالصلاة» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي. وفي رواية «أذَّنَ [ص: 237] مُؤذِّن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: أبْرِدْ، أبْرِدْ - أو قال: انتَظِرْ، انْتَظِرْ، وقال: إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحرُّ فأبرِدُوا عن الصلاة، قال أبو ذَرّ: حتى رأينا فيئَ التُّلول» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 15 في مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، وباب الإبراد بالظهر في السفر، وفي الأذان، باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، وفي بدء الخلق، باب صفة النار، ومسلم رقم (616) في المساجد، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر، وأبو داود رقم (401) في الصلاة، باب وقت صلاة الظهر، والترمذي رقم (158) في الصلاة، باب ما جاء في تأخير الظهر في شدة الحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/155) حدثنا عفان. وفي (5/162) قال: حدثنا حجاج. وفي (5/176) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (1/142) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (1/142) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي (1/162) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (4/146) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (2/108) قال: حدثني محمد بن المثنى.، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (401) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. والترمذي (158) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي وابن خزيمة (328) قال: حدثنا بندار بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (394) قال: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثمانيتهم - عفان، وحجاج، ومحمد بن جعفر غندر، وآدم، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي - عن شعبة، عن مهاجر أبي الحسن مولى بني تيم الله، عن زيد ابن وهب، فذكره. الحديث: 3305 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 236 3306 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أبْرِدُوا بالظهر، فإن شدة الحرِّ من فيح جهنم» أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 16 في مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، وفي بدء الخلق، باب صفة النار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/9) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا يعقوب يعني القارئ، قال: ثنا سهيل. 2- وأخرجه أحمد (3/52) قال: ثنا محمد بن عبيد. وفي (3/53) قال: ثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/59) قال: ثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (1/142) قال: ثنا عمر بن حفص، قال: ثنا أبي، وفي (4/146) قال: ثنا محمد بن يوسف، قال: ثنا سفيان، وابن ماجة (679) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو معاوية. خمستهم - ابن عبيد، ويحيى، وسفيان، وحفص بن غياث، وأبو معاوية - عن الأعمش. كلاهما - سهيل، والأعمش - عن أبي صالح ذكوان، فذكره. الحديث: 3306 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 3307 - (س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - يرفعه مثله، وفيه: «إن الذي تجدُون من الحرِّ من فَيْحِ جهنم» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 249 في المواقيت، باب الإبراد بالظهر، إذا اشتد الحر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه النسائي (1/249) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عمر بن حفص (ح) وأنبأنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا يحيى بن معين (ح) وفي الكبرى (1406) وأنبأنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. كلاهما - عمر، ويحيى - قالا: حدثنا حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن يزيد بن أوس. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى (1406) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال:حدثنا أبي، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن أبي زرعة بن عمرو. كلاهما - يزيد، وأبو زرعة - عن ثابت بن قيس، فذكره. الحديث: 3307 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 3308 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان الحرُّ أَبْرَدَ بالصلاة، وإذا كان البَرْدُ عجَّلَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 248 في المواقيت، باب تعجيل الظهر في البرد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (1/248) قال: نا عبيد الله بن سعيد، قال: ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: ثنا خالد بن دينار أبو خلدة، فذكره. الحديث: 3308 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 العصر 3309 - (د) علي بن شيبان - رضي الله عنه - قال: «قدِمنا على [ص: 238] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فكان يُؤخرُ العصرَ ما دامت الشمس بيضاء نقيَّة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (408) في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، وفي سنده محمد بن يزيد اليمامي، ويزيد ابن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، وهما مجهولان، ولكن يشهد له حديث أنس عند أبي داود رقم (404) وغيره، فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (408) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير، قال: حدثنا محمد بن يزيد اليمامي، قال: حدثني يزيد بن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3309 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 المغرب 3310 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - قال لسالم بن عبد الله [ابن عمر] : «ما أشدَّ ما رأيتَ أباك أخَّرَ المغرب في السَّفَر؟ فقال سالم: غربتِ الشمس ونحن بذاتِ الجيش، فصلى المغرب بالعقيق» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 146 في قصر الصلاة في السفر، باب قصر الصلاة في السفر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح:أخرجه مالك الموطأ (334) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره. الحديث: 3310 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 3311 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قُدِّمَ العَشاءُ فابدؤوا به قبل أَن تصلُّوا صلاة المغرب، ولا تَعْجَلُوا عن عشائكم» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي والنسائي: «إذا حضر العَشاءُ وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعَشاء» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 505 في الأطعمة، باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه، وفي الجماعة، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة، ومسلم رقم (557) في المساجد، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام، والترمذي رقم (353) في الصلاة، باب إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء، والنسائي 2 / 111 في الإمامة، باب العذر في ترك الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] البخاري في الصلاة (2193) عن يحيى بن بكير عن الليث عنه به الأشراف (1/387) . ومسلم في الصلاة (69:1) عن عمرو الناقد وزهير بن حرب وأبي بكر بن أبي شيبة والترمذي فيه (الصلاة 146) عن قتيبة بن سعيد وقال: حسن صحيح، والنسائي فيه (الصلاة 243:2) عن محمد بن منصور الجواز المكي وابن ماجة فيه (الصلاة 73:1) عن هشام بن عمار. ستتهم عنه به الأشراف (1/187، 188) . الحديث: 3311 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 3312 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أُقيمت الصلاة وحضر العَشاء فابدؤوا بالعَشاء» . وفي رواية: «إذا وُضع العشاءُ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 505 في الأطعمة، باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه، وفي الجماعة، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة، ومسلم رقم (558) في المساجد، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (182) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/39) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/51) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/194) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1284) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/171) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (7/107) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/78) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن نمير وحفص ووكيع. وابن ماجة (935) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل. قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. ستتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان الثوري، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، ووكيع - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3312 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 3313 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا وُضِعَ عشاءُ أحدِكم وأُقيمت الصلاةُ، فابدؤوا بالعَشاء، ولا تَعجَلْ حتى تَفرُغَ منه، وكان ابنُ عمر يُوضَع له الطعام وتُقامُ الصلاةُ فلا يأتيها حتى يَفْرُغَ، وإنه لَيَسْمَعُ قراءةَ الإمام» . وفي رواية «إذا كان أحدكم على الطعام فلا يعجلَ حتى يقضيَ حاجته منه وإن أُقيمت الصلاة» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الموطأ بنحوه. وأخرجه أبو داود قال: «إذا وُضع عَشاءُ أحدكم وأقيمت الصلاة فلا يقوم حتى يفرُغَ» . زاد في رواية «وكان عبد الله إذا وُضعَ عشاؤه - أو حضر عشاؤه - لم يَقُمْ حتى يفرغَ، وإن سَمِعَ الإقامة، وإن سَمِعَ قراءة الإمام» . وله في أخرى عن عبد الله بن عُبَيْد بن عُميْر (1) ، قال: «كنت مع أبي في زمَان ابن الزبير، إلى جَنْبِ عبد الله بن عمر، فقال عبَّادُ بن عبد الله بن الزبير: [ص: 240] إنا سمعنا أنهُ يبْدَأُ بالعَشاء قبل الصلاة؟ فقال عبد الله بن عمر: ويحك، ما كان عَشاؤهم؟ أتَراهُ كان مثلَ عَشاء أبيك» . وفي رواية الترمذي: «إذا وُضع العَشاءُ وأُقيمت الصلاةُ فابدؤوا بالعَشاء، قال: وتَعَشَّى ابنُ عمر وهو يسمع قراءة الإمام» (2) .   (1) في الأصل: عن عبد الله عن عبيد بن عمير، وهو خطأ، والتصحيح من سنن أبي داود. (2) رواه البخاري 2 / 135 في الجماعة، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة، ومسلم رقم (559) في المساجد، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام، والموطأ 1 / 971 في الاستئذان، باب ما جاء في الفأرة تقع في السمن، والبدء بالأكل قبل الصلاة، وأبو داود رقم (3757) ورقم (3759) في الأطعمة، باب إذا حضرت الصلاة والعشاء، والترمذي رقم (354) في الصلاة، باب إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/20) (4709) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/25) (4780) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عبد الله بن نافع. وفي (2/103) (5806) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/148) (6359) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. والبخاري (1/171) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد ?الله. وفي (7/107) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب، ومسلم (2/78) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، قالا: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثني أنس، يعني ابن عياض، عن موسى بن عقبة (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن جريج (ح) قال: وحدثنا الصلت بن مسعود، قال: حدثنا سفيان بن موسى، عن أيوب. وأبو داود (3757) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومسدد، قال أحمد: حدثني يحيى، عن عبيد الله. وابن ماجة (934) قال: حدثنا أزهر ابن مروان، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب. والترمذي (354) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن عبيد الله. وابن خزيمة (935) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب. وفي (936) قال: حدثنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة.. خمستهم - عبيد الله، وعبد الله بن نافع، وأيوب، وابن جريج، وموسى بن عقبة - عن نافع، فذكره. الحديث: 3313 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 3314 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تؤخروا الصلاة لطعام ولا غيره» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3758) في الأطعمة، باب إذا حضرت الصلاة والعشاء، وفي سنده محمد بن ميمون الزعفراني، وهو مختلف فيه، قال فيه الإمام البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ثقة، وقال الحافظ في " التقريب ": صدوق له أوهام، والحديث مخالف بظاهره للحديث الصحيح المتفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ: " لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان "، وقد حاول الخطابي الجمع بينهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3758) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال: ضا معلى يعني ابن منصور، عن محمد بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3314 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 240 العشاء 3315 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أعْتَمَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعِشاء ليلة، حتى ناداهُ عمر: الصلاةَ، نام النساءُ والصبيان، فخرج، فقال: ما يَنتَظِرُها من أهل الأرض أحد غيركم، قال: ولا تُصلى [ص: 241] يومئذ إلا بالمدينة، وكانوا يُصَلُّون فيما بين أن يَغيبَ الشَّفقُ إلى ثُلُثِ الليل الأَولِ» زاد في رواية: «وذلك قبل أن يَفشُوَ الإسلام» . وزاد في أخرى: قال ابن شهاب: وذُكِرَ لي: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «وما كان لكم أن تَنزُرُوا (1) رسولَ الله على الصلاة، وذلك حين صاحَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. ولمسلم، قالت: «أعْتَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة، حتى ذهب عامَّةُ الليل، وحتى نام أهل المسجد، ثم خرج فصلى، فقال: إنه لَوَقْتُها لولا أن أشُقَّ على أُمتي» . وفي رواية «لولا أن يَشُقَّ على أُمَّتي» . وأخرج النسائي الرواية الأولى إلى قوله: «بالمدينة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعتم) : يقال: أعتم القوم: إذا دخلوا في العتمة، وهي أول الليل. (يفشو) : فشا الشيء يفشو: إذا ظهر وانتشر. [ص: 242] (تَنْزُرُوا) : نزرت على الرجل: إذا ألححت عليه في القول والسؤال. (أشق على أمتي) : شق الشيء يشق علي شقاً ومشقة: إذا اشتد، والاسم: الشِّق، بالكسر.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هو بتاء مثناة من فوق مفتوحة ثم نون ساكنة ثم زاي مضمومة، أي: تلحوا عليه، ونقل القاضي عن بعض الرواة: أنه ضبطه " تبرزوا " بضم التاء وبعدها باء موحدة ثم راء مكسورة ثم زاي، من الإبراز، وهو الاخراج، والرواية الأولى هي الصحيحة المشهورة التي عليها الجمهور. (2) رواه البخاري 2 / 39 و 40 في مواقيت الصلاة، باب فضل العشاء، وباب النوم قبل العشاء لمن غلب، وفي صفة الصلاة، باب وضوء الصبيان، وباب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس، ومسلم رقم (638) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، والنسائي 1 / 267 في المواقيت، باب آخر وقت العشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/34) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/199) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح، عن معمر. وفي (6/215) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. (ح) وحدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عقيل. وفي (6/272) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والدارمي (1216) قال: أخبرنا نصر ابن علي. قال: ثنا عبد الأعلى، عن معمر. والبخاري (1/148) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (1/149) قال: حدثنا أيوب بن سليمان. قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان، هو ابن بلال قال: حدثنا صالح بن كيسان. وفي (1/218) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (1/218) قال: وقال عياش: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا معمر. ومسلم (2/15) اقال: حدثنا عمرو بن سواد العامري وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي عن جدي، عن عقيل. والنسائي (1/239) وفي الكبرى (363) قال: أخبرنا نصر بن علي بن نصر عن عبد الأعلى. قال: حدثنا معمر وفي (1/267) قال: وأخبرني عمرو بن عثمان. قال: حدثني أبي، عن شعيب. ثمانيتهم - معمر، وابن أبي ذئب، وعقيل، وابن أخي شهاب، وصالح بن كيسان، وشعيب، ويونس، وإبراهيم بن أبي عبلة - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 3315 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 240 3316 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أعتمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالعشاء، فخرج عمر، فقال الصلاةَ يا رسولَ الله، رَقَدَ النساءُ والصِّبيانُ، فخرج ورأسُه يَقْطُرُ، يقول: لولا أن أشُقَّ على أمتي - أو على الناس، وقال سفيان مرة: على الناس - لأمرتهم بالصلاة هذه الساعةَ» . كذا في حديث ابن عُيَيْنَة، وفي رواية، قال: «أُخَّرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- هذه الصلاة. وذكر فيه: فخرج، وهو يمسَحُ الماء عن شِقِّه، يقول: إنه لَلْوَقْتُ، لولا أن أشُقَّ على أُمتي» . وعند البخاري من حديث عبد الرزاق عن ابن جريج، قال: حدثني نافع عن ابن عمر: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- شُغِلَ عنها ليلة فأخَّرَها حتى رَقَدْنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم، وكان ابنُ عمر لا يُبالي: أقدَّمَها، أم أخَّرَها، إذا كان لا يخشى أن يَغْلِبَهُ النوم عن وقتها، وقَلَّما كان يَرْقُدُ قبلَها» . [ص: 243] قال ابن جريج (1) : قلت لعطاء، فقال: سمعتُ ابنَ عباس يقول: «أعْتم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة بالعشاء، حتى رقد الناس، واستيقظوا، ورقدوا، واستيقظوا، فقام عمرُ، فقال: الصلاةَ، قال عطاء: قال ابن عباس: فخرج نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- كأني أنظُر إليه الآن يقْطُرُ رأْسه ماء، واضعاً يده على رأسه، فقال: لولا أن أشُقَّ على أمتي لأمرتهم أَن يُصَلُّوها هكذا، قال: فاستَثْبَتُّ عطاء: كيف وضع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يده على رأسه، كما أنبأه ابنُ عباس؟ فبَدَّدَ لي عطاء بين أصابعه شيئاً من تبديد، ثم وضع شيئاً من أطراف أصابعه على قرنْ الرأس، ثم ضمَّها يُمرّها كذلك على الرأس، حتى مَسَّتْ إبْهامه طرَفَ الأُذُن مما يلي الوَجه على الصُّدغِ وناحيةِ اللِّحيَة، لا يُقْصِّرُ ولا يَبْطُشُ، إلا كذلك» . وهو عند مسلم أيضاً من حديث عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، ولم يَصِله بحديث نافع عن ابن عمر، بل ذكره مفرَداً مفصولاً منه، وأول حديثه قال: «قلتُ لعطاء: أيُّ حينٍ أحبُّ إليك أن أُصَلِّي العشاء، التي يقول لها الناس: العتمةَ إمَاماً وخِلْواً؟ قال: سمعت ابن عباس يقول: أعْتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة العِشاء ... ثم ذكر نحواً مما أوردناه في حديث البخاري، إلى قوله: لا يُقَصِّرُ ولا يَبْطُشُ إلا كذلك [ص: 244] ثم قال: قلت لعطاء: كم ذكر لك أخرَها النبي - صلى الله عليه وسلم- لَيْلَتَئِذ؟ قال: لا أدري قال عطاء: فأحبُّ [إليَّ] أن أُصَلِّيها إماماً وخِلواً ومؤخِّرة، كما صلاها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ليلتَئِذ، قال: وإن شقَّ ذلك عليك خِلْواً، أو على الناس في الجماعة وأنت إمامُهم فصَلِّها وَسطاً، لا مُعجَّلة ولا مؤخَّرة» . وليست هذه الزيادة من قول عطاء عند البخاري فيما أخرجه. ولفظ حديث ابن جريج عن نافع عن ابن عمر الذي أفرده مسلم بهذا الإسناد في موضع قبله «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- شُغِلَ عنها ليلة، فأخَّرهَا حتى رقَدْنا في المسجد، ثم استيقظْنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا، ثم قال: ليس أحد من أهل الأرض الليلةَ ينتظر الصلاة غيركم» لم يزد. ولولا أن البخاري قَرَنَ حديث ابن عمر بحديث ابن عباس ما احتجنا إلى ذكره هاهنا، هذا قول الحميدي، وأخرج النسائي الرواية الأولى وأخرج أيضاً الرواية التي أخرجها مسلم، وأولها «قلت لعطاء: أيُّ حينٍ أحبُّ إليك أن أُصلِّيَ العشاءَ ... وذكرها إلى آخرها، وزاد - ثم قال: لولا أن أشُقَّ على أمتي لأمرتهم أن لا يصلُّوها إلا هكذا» (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح " بالإسناد الذي قبله، وهو: محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عن ابن جريج، ووهم من زعم أنه معلق، وقد أخرجه عبد الرزاق في " مصنفه " بالإسنادين، وأخرجه من طريقه الطبراني، وعنه أبو نعيم في " مستخرجه ". (2) رواه البخاري 2 / 42 في مواقيت الصلاة، باب النوم قبل العشاء لمن غلب، ومسلم رقم (642) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، والنسائي 1 / 265 و 266 في المواقيت، باب ما يستحب من تأخير العشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (492) ، وأحمد (1/221) (1926) قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار، وابن جريج. وأحمد (1/244) (2195) قال: حدثنا يونس، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب. قال عفان: قال حماد: أخبرنا أيوب، وقيس. وفي (1/366) (3466) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (634) قال: حدثني أبو الوليد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وقيس، والدارمي (1218) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو، وابن جريج. والبخاري (1/149) قال: حدثنا محمود يعني ابن غيلان قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرني ابن جريج. ومسلم (2/117) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، والنسائي (1/265) قال أخبرني إبراهيم بن الحسن، ويوسف بن سعيد، قالا: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، وفي (1/266) ، وفي الكبرى (1429) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، وابن جريج وابن خزيمة (342) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، وابن جريج (ح) وحدثنا عبد الجبار مرة، قال: حدثنا سفيان عن ابن جريج، وعمرو. أربعتهم - عمرو، وابن جريج، وأيوب، وقيس - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. في رواية أيوب وقيس: « ... فقام فصلى. ولم يذكر وضوء» . أخرجه البخاري (9/105) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان، قال: قال عمرو: حدثنا عطاء، قال: «أعتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعشاء ... » فذكره مرسلا. وقال عمرو: حدثنا عطاء. ليس فيه ابن عباس. * وقال البخاري: وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن، قال: حدثني محمد بن مسلم، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 3316 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 3317 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن [ص: 245] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- شُغِلَ عنها ليلة - يعني صلاةَ العَتَمةَ - وأخَّرَها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ثم قال: ليس أحد من أهل الأرض الليلةَ ينتظر الصلاة غيرَكم» . وزاد البخاري «وكان ابنُ عمر لا يُبالي: قدَّمها أو أخَّرَها، إذا كان لا يخشى أن يَغلِبَه النومُ عن وقتها، وقلَّما كان يرقدُ قبلَها» . وأخرجه مسلم قال: «مكثْنا ذاتَ ليلة ننتَظِرُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لصلاة العشاءِ الآخرة، فخرج إلينا حين ذهب ثُلُثُ الليل، أو بعده، فلا ندري أشيء شَغله في أهله، أو غيرَ ذلك؟ فقال حين خرج: إنكم لتنتظرون صلاةً ما ينْتَظِرها أهلُ دين غيركم، ولولا أن يَثقُلَ على أمتي لَصَلَّيْتُ بهم هذه الساعةَ، ثم أمر المؤذِّنَ فأقام الصلاة، وصلى» . وأخرج أبو داود والنسائي رواية مسلم (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 42 في مواقيت الصلاة، باب النوم قبل العشاء لمن غلب، ومسلم رقم (639) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، وأبو داود رقم (420) في وقت العشاء الآخرة، والنسائي 1 / 267 و 268 في المواقيت، باب آخر وقت العشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/88) (5611) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (1/149) قال: حدثنا محمود، قال: أخبرنا عبد الرزاق. ومسلم (2/116) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (199) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (347) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، قال: حدثنا محمد بن بكر يعني البرساني. كلاهما - عبد الرزاق، وابن بكر - قالا: أخبرنا ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (2/126) (6097) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا فليح. 3- وأخرجه مسلم (2/116) قال: حدثني زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. وأبو داود (420) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي (1/267) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (344) قال: حدثنا يوسف بن موسى. أربعتهم - زهير، وإسحاق، وعثمان، ويوسف - عن جرير، عن منصور، عن الحكم. ثلاثتهم - ابن جريج، وفليح، والحكم - عن نافع، فذكره بلفظ الباب وهي رواية ابن جريج. وعن سالم، عن ابن عمر، قال: «أعتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعشاء ذات ليلة، فناداه عمر، فقال: نام النساء والصبيان، فخرج إليهم، فقال: ما ينتظر هذه الصلاة أحد من أهل الأرض غيركم.» . أخرجه النسائي في الكبرى (362) قال: أخبرنا نوح بن حبيب. وابن خزيمة (343) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - نوح بن حبيب، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، فذكره. الحديث: 3317 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 244 3318 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال [حُميد الطويل] : «سُئِلَ أَنس: اتَّخَذَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- خاتماً؟ أخَّرَ ليلة العشاءَ إلى شَطرِ الليل، ثم أقبلَ علينا بوجهه، فكأني أنظُرُ إلى وَبيصِ خاتمه، وقال: [ص: 246] إن الناس قد صَلوا وناموا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها» . وفي أخرى قال قُرَّةُ بن خالد: «انتَظرْنا الحسن وَرَاثَ علينا، حتى قَرُبْنَا من وَقْتِ قِيامه، فجاء، فقال: دعانا جيرانُنا هؤلاء، ثم قال: قال أنس: نظرنا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة حتى كان شطْرُ الليل، فبلغه، فجاء فصلى بنا، ثم خطبنا، فقال: ألا إن الناس قد صلوا ثم رَقَدُوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة» . قال الحسن: «إن الناس لا يزالون في خير ما انتظروا الخيرَ» . زاد في رواية: «كأني أنظر إلى وَبيصِ خاتمه ليلتَئذ» . هذه رواية البخاري. وعند مسلم قال: «نظرْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة حتى كان قريباً من نِصف الليل، ثم جاء فصلى، ثم أقبل علينا بوجهه، فكأنما أنظر إلى وبيصِ خاتمه في يده» . وله في أخرى: «أنهم سألوا أنساً عن خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: أخَّرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- العشاءَ ذات ليلة إلى شطر الليل، أو كاد يذهب شطرُ الليل، ثم جاء، فقال: إن الناس قد صلوا وناموا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة. قال أنس: كأني أنظر إلى وبيص خاتمه من فِضة، ورفع إصْبَعَهُ اليُسرى بالخِنصر» . وأخرج النسائي الرواية الأولى، وقد ذكرت هذه الروايات في «كتاب الزِّينة» من حرف الزاي، عند ذكر الخاتم (1) . [ص: 247] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وبيص) الشيء: بريقه ولمعانه. (راث) فلان علينا: أي أبطأ وتأخر. (نظرنا) : نظرت فلاناً: انتظرته.   (1) رواه البخاري 2 / 43 في مواقيت الصلاة، باب وقت العشاء إلى نصف الليل، وباب السمر [ص: 247] في الفقه والخير بعد العشاء، وفي الجماعة، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، وفضل المساجد، وفي صفة الصلاة، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم، وفي اللباس، باب فص الخاتم، ومسلم رقم (640) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، والنسائي 1 / 268 في المواقيت، باب آخر وقت العشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/182) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/189) قال: حدثنا محمد بن عبد الله. وفي (3/200) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/150) قال: حدثنا عبد الرحيم المحاربي، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/168) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (1/214) قال: حدثنا عبد الله بن منير، سمع يزيد بن هارون. وفي (7/201) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (692) حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والنسائي (1/268) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل (ح) وأنبأنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد. سبعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن المثنى، ويزيد بن هارون، وزائدة، وإسماعيل بن جعفر، وابن زريع، وخالد - عن حميد، فذكره وعن ثابت أنهم سألوا أنسا عن خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أخر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشاء ذات ليلة إلى شطر الليل ... » . أخرجه أحمد (3/267) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1292) قال: حدثنا يونس بن محمد. ومسلم مختصرا (6/152) قال: حدثني أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه مسلم (2/116) والنسائي (8/194) ، كلاهما عن - أبي بكر بن نافع، قال: حدثني بهز بن أسد. أربعتهم - عفان، ويونس، وابن مهدي، وبهز - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. -وعن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: «نظرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة حتى كان قريب من نصف الليل. ثم جاء فصلى.» . أخرجه مسلم (2/116) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع. وفي (2/117) قال مسلم: وحدثني عبد الله بن الصباح، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. والنسائي (8/174) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء، قال: حدثنا أبو داود. ثلاثتهم - سعيد، وعبيد الله، وأبو داود - عن قرة بن خالد، عن قتادة، فذكره. الحديث: 3318 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 3319 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال «أُقيمت صلاة العشاء، فقال رجل: لي حاجة، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُناجيه، حتى نام القوم، أو بعضُ القوم، ثم صلوا» . هذه رواية مسلم. وفي أخرى له، قال: «أُقيمت الصلاة والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- نَجِيُّ رجُل ... » وذكر الحديث. وفي أخرى قال: «كان أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ينامون، ثم يصلون ولا يتوضؤون» . قال شعبة: قلت لقتادة: سمعتَه من أنس؟ قال: إي والله. وفي رواية البخاري، قال حميد: «سألت ثابتاً عن الرجل يكلِّمُ الرجل بعد ما تُقام الصلاة؟ فحدَّثني عن أنس قال: أُقيمت الصلاة، فعرض للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- رجل، فحبسه بعد ما أُقيمت» . وفي رواية لهما، قال: «أُقيمت الصلاة، ورجل يناجي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فما زال يناجيه حتى نام أصحابه، ثم قام [ص: 248] فصلى» . وفي أخرى «فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم» . وفي أخرى «فلم يَزَلْ يُناجِيه حتى نام أَصحابه، فصلى بهم» . وأخرج أبو داود رواية البخاري الأولى وله في أخرى إلى قوله: «فحبسه» لم يزد. وأخرج أيضاً رواية مسلم الثانية. وأخرج الترمذي، قال: «أُقيمت الصلاة، فأخذ رجل بيد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فما زال يُكلِّمُه حتى نَعَسَ بعضُ القوم» . وله في أخرى، قال: «لقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- بعد ما تُقامُ الصلاةُ يُكلِّمه الرجل، يقوم بينه وبين القبلة، فما يزال يكلِّمه، ولقد رأيت بعضهم يَنْعُس من طول قيام النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-[له] » . وأخرج النسائي الرواية الثانية التي لمسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَجِي) : النَّجي: المناجي، والمناجاةُ: المحادثة والمكالمة.   (1) رواه البخاري 2 / 103 و 104 في الأذان، باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة، وباب الكلام إذا أقيمت الصلاة، وفي الاستئذان، باب طول النجوى، ومسلم رقم (376) في الحيض، باب الدليل على أن نوم الجالس لا ينقض الوضوء، وأبو داود رقم (542) في الصلاة، باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام، والترمذي رقم (517) و (518) في الصلاة، باب ما جاء في الكلام بعد نزول الإمام من المنبر، والنسائي 2 / 81 في الإمامة، باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: يأتي تخريجه. الحديث: 3319 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 3320 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «بقيْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وقد تأخَّرَ لصلاة العتمة، حتى ظنَّ الظَّانُّ أنه ليس بخارج، ويقول [ص: 249] القائل منا: قد صلى، فإنَّا لكذلك، إذ خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا له كما قالوا، فقال: أَعْتِمُوا بهذه الصلاة، فإنكم قد فُضِّلْتُمْ بها على سائر الأمم، لم تُصَلِّها قبلَكم» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَقَيْنا) : بقيت الرجل أبقيه: إذا انتظرته.   (1) رقم (421) في الصلاة، باب وقت العشاء الآخرة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/237) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/237) قال: حدثنا هاشم، يعني ابن القاسم. وأبو داود (421) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - يزيد، وهاشم، وعثمان الحمصي - عن حريز بن عثمان، قال: حدثنا راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني، فذكره. الحديث: 3320 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 3321 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ العتمة فلم يخرج حتى مضى نحو من شَطر الليل، فقال: خُذوا مقاعدكم، فأخذنا مَقاعدنا، فقال: إن الناس قد صلوا وأخذوا مضاجعَهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة، ولولا ضَعفُ الضَّعيف وسُقْمِ السَّقِيم لأخَّرْتُ هذه الصلاة إلى شَطْرِ الليل» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (422) في الصلاة، باب في وقت العشاء الآخرة، والنسائي 1 / 268 في المواقيت، باب آخر وقت العشاء وإسناده صحيح، صححه الحافظ ابن حجر وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/5) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وأبو داود (422) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وابن ماجة (693) قال: حدثنا عمران بن موسى الليثي، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. والنسائي (1/268) وفي الكبرى (1436) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث. وابن خزيمة (345) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا عمران بن موسى الفزاري، قال: حدثنا عبد الوارث (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا عبد الأعلى. أربعتهم - ابن أبي عدي، وبشر، وعبد الوارث، وعبد الأعلى - عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 3321 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 3322 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «كنت أنا وأصحابي الذين قدِموا معي في السَّفينة نزولاً في بَقيعِ بُطحَانَ، ورسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة، فكان يَتَناوبُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عند صلاة العشاء كلِّ ليلة نَفَر منهم، قال أَبو موسى: فوافقْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وأصحابي، وله [ص: 250] بعض الشُّغل في أمره، حتى أعتم بالصلاة، حتى ابْهارَّ الليلُ، ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بهم، فلما قضى صلاته قال لمن حضره: على رِسْلِكم أُعلِمُكم وأبْشِروا أنَّ من نِعْمةِ الله عليكم: أنه ليس من الناس أحد يصلِّي هذه الساعة غيرُكم - أو قال: ما صلى هذه الساعة أحد غيركم - لا نَدْري أيَّ الكلمتين قال: قال أبو موسى: فرجعنا فَرِحين بما سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إبهار الليل) : إذا ذهب معظمه. وقيل: إذا ذهب نصفه. (رِسْلِكم) : يقال: افعل هذا الأمر على رِسلك - بكسر الراء - أي على هِينَتِك.   (1) رواه البخاري 2 / 40 و 41 في مواقيت الصلاة، باب فضل العشاء، ومسلم رقم (641) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/148) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (2/117) قال: حدثنا أبو عامر الأشعري، وأبو كريب. كلاهما - محمد بن العلاء أبو كريب، وأبو عامر - عن أبي أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 3322 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 3323 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الصلوات نحواً من صلاتكم، كان يُؤخِّرُ العتَمة بعد صلاتكم شيئاً، وكان يُخَفِّفُ الصلاة» . وفي رواية «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يؤخِّرُ العِشاءَ. الآخرةَ» لم يزد أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (643) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/89) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا أيوب يعني ابن جابر. وفي (5/105) قال: حدثنا يحيى بن حماد، وعفان، قالا: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/118) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو كامل الحجدري، قالا: حدثنا أبو عوانة. كلاهما - أيوب، وأبو عوانة - عن سماك، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (5/89) قال: حدثنا عبد الله بن محمد - وقال عبد الله بن أحمد، وسمعته أنا من عبد الله بن محمد - ومسلم (2/118) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة. وعبد الله بن أحمد (5/93، 95) قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي. والنسائي (1/266) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم - عبد الله بن محمد وهو أبو بكر بن أبي شيبة، وداود بن عمرو، ويحيى، وقتيبة - قالوا: حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن سماك، فذكره. الحديث: 3323 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 3324 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لولا أن أشُقَّ على أُمتي لأمرتهم أن يؤخِّروا العشاء إلى ثُلُث الليل أو نصفه» . أخرجه الترمذي، وفي رواية النسائي «لأمرتهم بتأخير العشاء، وبالسِّواك عند كل صلاة» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (167) في الصلاة، باب ما جاء في تأخير صلاة العشاء الآخرة، والنسائي 1 / 266 و 267 في المواقيت، باب ما يستحب من تأخير العشاء، وهو حديث صحيح، ورواه أحمد بلفظ: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، أو مع كل وضوء بسواك، ولأخرت عشاء الآخرة إلى ثلث الليل، بدون شك، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مسلم في الطهارة (15:1) عن قتيبة وعمروالناقد وزهير بن حرب ثلاثتهم عنه به،وأبو داود فيه -الطهارة - (25:1) عن قتيبة به وزاد في أوله: لأمرتهم بتأخير العشاء، والنسائي فيه - الطهارة الكبرى - عن قتيبة به مثل الأول وفيه - لا، بل في الصلاة - (44: 5) وفي الصوم (الكبرى 83: 17) عن محمد بن منصور عنه بالقصتين جميعا وابن ماجة في الصلاة (8: 1) عن هشام بن عمار عنه بإسناده «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء» ولم يذكر قصة السواك. تحفة الأشراف (10/167) . الحديث: 3324 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 تأخيرها مطلقا ً 3325 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أدْركَ رَكعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة» . وقال في رواية: «من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام» . وفي أخرى «فقد أدرك الصلاة كلَّها» أخرجه البخاري ومسلم. ووافقهما الجماعة على الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 46 و 47 في المواقيت، باب من أدرك ركعة من الفجر، وباب من أدرك ركعة من العصر، ومسلم رقم (607) في المساجد، باب من أدرك ركعة من الصلاة، والموطأ 1 / 10 في وقوت الصلاة، باب من أدرك ركعة من الصلاة، وأبو داود رقم (1121) في الصلاة، باب من أدرك من الجمعة ركعة، والترمذي رقم (5024) في الصلاة، باب ما جاء فيمن أدرك من الجمعة ركعة، والنسائي 1/274 في المواقيت، باب من أدرك ركعة من الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: * في رواية البخاري في القراءة خلف الإمام (211) زاد في آخره «إلا أن يقضي ما فاته» . * وفي رواية - حرملة بن يحيى - في مسلم (2/102) قال: «من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام» الحديث. * وفي رواية ابن خزيمة (1595) زاد في آخره: «قبل أن يقيم الإمام صلبه» . أخرجه مالك الموطأ صفحة (33) والحميدي (946) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/241) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/270، 280) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/375) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله. والدارمي (1223) قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي. وفي (1224) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا ابن عيينة. والبخاري (1/151) وفي القراءة خلف الإمام (206، 225) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (205) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. قال: حدثنا مالك. وفي (210) قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. وفي (211) قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال. قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان. قال: أخبرني عبيد ?الله بن عمر ويحيى بن سعيد ويونس. وفي (212) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا الليث بن سعد. قال: حدثني يزيد بن الهاد. وفي (213) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أنبأنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. وفي (512) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا يونس. وفي (216) قال: حدثنا محمود. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج وفي (217) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. ومسلم (2/102) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا ابن عيينة (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: أخبرنا ابن المبارك، عن معمر والأوزاعي، ومالك بن أنس ويونس. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، جميعا عن عبيد الله. وأبو داود (1121) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (524) قال: حدثنا نصر بن علي وسعيد بن عبد الرحمن وغير واحد. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة والنسائي (1/274) وفي الكبرى (1453) قال: أخبرنا قتيبة عن مالك. وفي (1/274) وفي الكبرى (1452) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (1/274) وفي الكبرى (1454) قال: أخبرني يزيد بن محمد بن عبد الصمد، قال: حدثنا هشام العطار. قال: حدثنا إسماعيل وهو ابن سماعة، عن موسى بن أعين، عن أبي عمرو الأوزاعي. وفي الكبرى (1667) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن سفيان. وفي الكبرى (1668) قال: أخبرني عبد الله بن عبد الصمد موصلي. قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عبيد الله (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا عبيد الله. وابن خز يمة (1595) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي. قال: حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن حميد، عن قرة بن عبد الرحمن. وفي (1848) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد الزهري وسعيد بن عبد الرحمان المخزومي. قالا: حدثنا سفيان. وفي (1849) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. قال: حدثنا الوليد. يعني ابن مسلم، عن الأوزاعي. جميعهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وعبيد الله، والأوزاعي، ومالك، وشعيب، ويحيى بن سعيد، ويونس، ويزيد بن الهاد، وابن جريج، وقرة بن عبد الرحمن - عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. فذكره - عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها» . أخرجه أحمد (2/265) والبخاري في القراءة خلف الإمام (218) قال: حدثنا محمد بن عبيد. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبيد - قالا: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب المصري، عن عراك بن مالك،فذكره. - وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أدرك من صلاة ركعة، فقد أدركها» . أخرجه النسائي (1/274) وفي الكبرى (1455) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق. قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا نعلم أحدا تابع أبا المغيرة على قوله: - سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - والصواب: - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. الحديث: 3325 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 3326 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم [ص: 252] قال: «من أدرك ركعة من صلاة من الصلوات فقد أدرَكها، إلا أنه يقضي ما فاته» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 275 في المواقيت، باب من أدرك من الصلاة، وهو حديث صحيح، وهو في " الصحيحين " عن أبي هريرة رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (1/275) قال: نا محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: ثنا أيوب بن سليمان، قال: ثنا أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن يونس عن ابن شهاب، عن سالم، فذكره. قلت: وهم المصنف - رحمه الله - في عزو هذا الحديث لابن عمر، إنما هو مرسل عن سالم، وقد رواه النسائي من حديث ابن عمر بلفظ: «من أدرك ركعة من الجمعة أو غيرها فقد تمت صلاته» ، ذكره قبل مرسل سالم.. الحديث: 3326 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 3327 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة لِوقْتِها الآخرِ مَرَّتين، حتى قبضه الله» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (174) في الصلاة، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، وقال: هذا حديث حسن غريب، وليس إسناده بمتصل. أقول: وقد وصله الحاكم في " المستدرك " وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (174) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا الليث بن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن إسحاق بن عمر، عن عائشة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وليس إسناده بمتصل. قلت: فيه إسحاق بن عمر، قال عنه أبو حاتم: هو مجهول التهذيب ابن حجر. الحديث: 3327 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 الفرع الرابع: في أول الوقت بالصلاة 3328 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الوقت الأول من الصلاة رِضوانُ الله، و [الوقت] الآخِر عَفْوُ الله» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (172) في الصلاة، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. أقول: وفي سنده يعقوب بن الوليد، كذبه أحمد وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (172) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا يعقوب بن الوليد المدني، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. قلت: فيه يعقوب بن الوليد المدني، قال عنه الحفاظ: ضعيف، بل اتهم بوضع الحديث - انظر التهذيب لابن حجر -. الحديث: 3328 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 3329 - (ت د س) رافع بن خديج - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسفِروا بالفجر، فإنه أعْظَم للأجرِ» . هذه رواية الترمذي. وزاد رزين «وإن أفضل العمل: الصلاةُ لأوَّل وقتها» . [ص: 253] وفي رواية أبي داود، قال: «أصْبِحوا بالصبحِ، فإنه أعْظَمُ لأُجوركم، أو أعظم للأجر» . وفي رواية النسائي، قال: «أسْفِروا بالفجرِ» لم يَزِد (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَسْفِروا بالفجر) : أي صلوا صلاة الفجر مُسفرين، يعني وقد أضاء. وقيل: معناه: طولوها إلى الإسفار. (أصبحوا بالصبح) : أي: صلوها مُصبحين، وهو عند طلوع الصبح.   (1) رواه الترمذي رقم (154) في الصلاة، باب ما جاء في التغليس بالفجر، وأبو داود رقم (424) في الصلاة، باب في وقت الصبح، والنسائي 1 / 272 في المواقيت، باب الإسفار، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (409) قال: حدثنا سفيان وأحمد (3/465) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (4/140) قال: حدثنا سفيان. وفي (4/142) قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. والدارمي (1221) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (1222) قال: أخبرنا أبو نعيم، عن سفيان. وأبو داود (424) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان وابن ماجة (672) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/272) وفي الكبرى (1446) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. أربعتهم - سفيان، وابن إسحاق، وأبو خالد الأحمر، ويحيى - عن محمد بن عجلان. 2- وأخرجه الدارمي (1220) قال: ثنا حجاج بن منهال، قال: ثنا شعبة. والترمذي (154) قال: ثنا هناد، قال: ثنا عبدة - هو ابن سليمان - كلاهما - شعبة، وعبدة - عن محمد بن إسحاق. كلاهما - ابن عجلان، وابن إسحاق - عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره. * أخرجه عبد بن حميد (422) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم ابن عمر، عن رافع بن خديج، فذكره، ليس فيه محمود بن لبيد. وقال الترمذي: حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح. الحديث: 3329 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 3330 - (س) محمود بن لبيد - رضي الله عنه - عن رجال من الأنصار من قومه: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أسْفَرْتُمْ بالصبح، فإنه أعظم للأجر» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 272 في المواقيت، باب الإسفار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (1/272) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا أبو غسان. قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره وهو عند الإمام أحمد (5/429) قال: ثنا إسحاق بن عيسى، قال: ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. ليس فيه عن رجال من الأنصار. الحديث: 3330 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 3331 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - قال: «إن المصلِّي ليُصلِّي الصلاة وما فاتتْهُ، ولَمَا فاتَهُ من وَقتها أعظم من أهله وماله» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 12 في وقوت الصلاة، باب جامع الوقوت، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (22) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/49) قال ابن عبد البر: هذا له حكم المرفوع إذ يستحيل أن يكون مثله رأيا، وقد ورد نحوه مرفوعا. فأخرج الدارقطني في سننه من طريق عبيد الله بن موسى عن إبراهيم بن الفضل عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن أحدكم ليصلي الصلاة لوقتها» وقد ترك من الوقت الأول، ما هو خير له من أهله وماله.» . وأخرج ابن عبد البر، عن ابن عمر رفعه إن الرجل ليدرك الصلاة، وما فاته منها خير من أهله وماله، وأخرجه سعيد بن منصور موقوفا. وعن طلق بن حبيب مرسلا مرفوعا. الحديث: 3331 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 3332 - (ت د) أم فروة (1) - رضي الله عنها -: وكانت مِمَّنْ بَايعتِ [ص: 254] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، قالت: «سُئِلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الصلاةُ لأول وقتها» . أخرجه الترمذي وأبو داود (2) .   (1) هي أخت أبي بكر الصديق لأبيه، قال المنذري: ومن قال فيها: " الأنصارية " فقد وهم. (2) رواه الترمذي رقم (170) في الصلاة، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، وأبو داود رقم (426) في الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات، وإسناده مضطرب، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها ما أخرجه الدارقطني وغيره، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي عن ابن مسعود بلفظ: " في أول وقتها " وقد جاء في " الصحيحين " عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: " الصلاة لوقتها " وفي لفظ: " الصلاة على وقتها ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/375) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن عبد الله بن عمر بن حفص ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن القاسم بن غنام، فذكره. * أخرجه الترمذي (170) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن عمر العمري، عن القاسم بن غنام، عن عمته أم فروة، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/374) قال: حدثنا أبو عاصم. قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن القاسم بن غنام، عن عماته، عن أم فروة، فذكرته. * وأخرجه أحمد (6/374) قال: حدثنا الخزاعي. قال: أخبرنا عبد الله بن عمر العمري. عن القاسم بن غنام، عن جدته الدنيا، عن أم فروة، فذكرته. * وأخرجه أحمد (6/440) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن القاسم بن غنام، عن أهل بيته، عن جدته أم فروة، فذكرته. * وأخرجه عبد بن حميد (1569) قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن القاسم بن غنام، عن بعض أهله، عن أم فروة، فذكرته. * وأخرجه أبو داود (426) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي وعبد الله بن مسلمة. قالا: حدثنا عبد الله بن عمر عن القاسم بن غنام، عن بعض أمهاته، عن أم فروة، فذكرته. وقال الخزاعي: عن عمة له، يقال لها: أم فروة، وقد بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 3332 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 الفرع الخامس: في الأوقات المكروهة 3333 - (م د ت س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «ثلاث ساعات كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهانا أن نُصلِّي فيهنَّ، أو نَقْبُرَ فيهنَّ موتانا: حين تطلُع الشمس بازِغة حتى ترتفع، وحين يقومُ قائمُ الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيَّف الشمس للغروب حتى تغْرُبَ» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بازغة) : بزغت الشمس: إذا طلعت. [ص: 255] (تَضَيَّف) : ضافت الشمس تَضِيف، وضَيَّفَت تَضَيَّف: إذا مالت للغروب.   (1) رواه مسلم رقم (831) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، وأبو داود رقم (3192) في الجنائز، باب الدفن عند طلوع الشمس وعند غروبها، والترمذي رقم (1030) في الجنائز، باب ما جاء في كراهية الصلاة على الجنازة عند طلوع الشمس وعند غروبها، والنسائي 1 / 275 و 276 في المواقيت، باب الساعات التي نهى عن الصلاة فيها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/152) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/152) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (1439) قال: أخبرنا وهب وبن جرير. ومسلم (2/208) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. وأبو داود (3192) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع وابن ماجة (1519) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والترمذي (1030) قال: حدثنا هناد، قال: أخبرنا وكيع. والنسائي (1/275) وفي الكبرى (1459) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله. وفي (1/277) وفي الكبرى (1464) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا سفيان، وهو ابن حبيب. وفي (4/82) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن. ستتهم - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ووهب بن جرير، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن حبيب - عن موسى بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3333 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 3334 - (ط س) عبد الله الصنابحي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الشمس تطلُعُ ومعها قرْنُ الشيطان، فإذا ارتفعت فارَقَها، ثم إذا استوَت قارنَها، فإذا زالت فارقها، فإذا دَنَتْ للغُروب قارنها، فإذا غربت فارقها، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في تلك الساعات» . أخرجه الموطأ والنسائي (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 219 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، والنسائي 1 / 275 في المواقيت، باب الساعات التي نهى عن الصلاة فيها، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/348، 349) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/349) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك، وزهير بن محمد. وابن ماجة (1253) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. والنسائي (1/275) وفي الكبرى (1458) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. ثلاثتهم - معمر، ومالك، وزهير - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. * في رواية معمر: أبو عبد الله الصنابحي. الحديث: 3334 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 255 3335 - (خ م ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يتحرَّى أحدُكم فيصلِّي عند طُلُوع الشمس ولا عند غروبها» . وفي رواية، قال: «إذا طلع حاجبُ الشمس فدَعُوا الصلاة حتى تبْرُزَ، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب، ولا تحَيَّنوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلُع بين قرْنَي شيطان - أو الشيطان -» . لا أدري أيَّ ذلك قال هشام، يعني: ابن عروة. أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري، قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الصلاة عند طلوع [ص: 256] الشمس وعند غروبها» . وأخرجه البخاري أيضاً موقوفاً من قول ابن عمر: أنه قال: «أُصلِّي كما رأيتُ أصحابي يصلُّون، لا أنهى أحداً يصلي بليل أو نهار ما شاء، غير أن لا تتحرَّوا طلوعَ الشمس ولا غروبها» . وهذا طرف من حديث يجيء في ذكْر قُباءَ، وأخرج الموطأ الرواية الأولى. وأخرج النسائي الرواية الثانية إلى قوله: «حتى تغيب» . وله في أخرى «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُصلَّى مع طلوع الشمس أو غروبها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَحَرُّوا) : التحري: القصد والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول. (تَحَيَّنُوا) : تحينت وقت كذا: أي طلبت حينه.   (1) رواه البخاري 2 / 49 في مواقيت الصلاة، باب لا تتحرى الصلاة قبل غروب الشمس، وباب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، وفي الحج، باب الطواف بعد الصبح والعصر، ومسلم رقم (828) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، والموطأ 1 / 220 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، والنسائي 1 / 277 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (154) وأحمد (2/33) (4885) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2/63) (5301) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (1/152) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/207) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (1/277) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - عبد الرزاق، وعبد الرحمن، وابن يوسف، ويحيى، وقتيبة - عن مالك. 2- وأخرجه الحميدي (666) قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت عبد الله بن عمر - كم مرة. 3- وأخرجه أحمد (2/29) (4840) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي (1/277) وفي الكبرى (1462) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: أنبأنا خالد. كلاهما - ابن عبيد، وخالد بن الحارث - قالا: حدثنا عبيد الله. 4- وأخرجه أحمد (2/36) (4931) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر، عن أيوب. 5- وأخرجه البخاري (2/190) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة، قال: حدثنا موسى بن عقبة. خمستهم - مالك، وعبد الله، وعبيد الله، وأيوب، وموسى - عن نافع، فذكره. الحديث: 3335 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 255 3336 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن عمرَ كان يقول: «لا تحرَّوا بصلاتكم طلوعُ الشمس ولا غروبَها، فإن الشيطان يطلع قرناه مع طلوع الشمس، ويغربان مع غروبها، وكان يضرب الناس على تلك الصلاة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 221 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، موقوفاً، وإسناده صحيح، وقد رفعه ابنه عبد الله كما في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (518) قال: عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/67) : هكذا رواه موقوفا، ومثله لا يقال رأيا فحكمه الرفع، وقد رفعه ابنه عبد الله. قلت: وهو الحديث الذي قبله. الحديث: 3336 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 256 3337 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: قال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا بدَا حاجبُ الشمس فأخِّروا الصلاة حتى تبْرُزَ، وإذا غاب حاجب الشمس فأخِّرُوا الصلاة حتى تغيبَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 220 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، وفي سنده انقطاع، وقد وصله البخاري من حديث ابن عمر 2/49 في مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، وكذلك مسلم رقم (829) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (514) قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/64) وصله البخاري ومسلم من طريق يحيى بن سعيد القطان، وغيره، عن هشام، عن أبيه، قال: ثني ابن عمر، فذكره. الحديث: 3337 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 3338 - (م د س) عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه قال: قلت: «يا رسول الله، أيُّ الليل أسمعُ؟ قال: جوفُ الليل الآخر، فصلِّ ما شئتَ فإن الصلاة مشهودَة مكتُوبة، حتى تُصلِّيَ الصبح، ثم أقْصِرْ حتى تطلع الشمس فترتفع قِيسَ رُمْح أو رُمْحين، فإنها تطلع بين قرني شيطان، ويصلي لها الكفار، ثم صلِّ ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة، حتى يعدل الرُّمْحُ ظِلَّه، ثم أقْصِرْ فإن جهنم تُسجَرُ وتفْتحُ أبوابهُا، فإذا زاغت الشمس فصلِّ ما شئت، فإن الصلاة مشهودة، حتى تُصلي العصر، ثم أقْصِر حتى تغْرُب الشمس، فإنها تغربُ بين قرنَي شيطان، ويصلي لها الكفارُ ... وقصَّ حديثاً طويلاً» . هكذا قال أبو داود، ولم يذكر الحديث. وأخرجه النسائي، قال: «قلت: يا رسول الله، هل من ساعة أقرَبُ من الله عز وجل من الأخرى؟ أو هل من ساعة يُبْتَغى ذِكرُها؟ قال: نعم، إن أقرب ما يكون الربُّ عز وجل من العبد جَوفُ الليل الآخر، [ص: 258] فإن استَطعّتَ أن تكونَ ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة فكُنْ، فإن الصلاة محضورة مشهُود إلى طلوع الشمس، فإنها تطلع بين قرني شيطان وهي ساعةُ صلاةِ الكفار فدَع الصلاة حتى ترْتَفِعَ قيدَ رُمح، ويذهبَ شُعَاعُها، ثم الصلاة محضورة مشهودة حتى تعتدلَ الشمس اعْتدَالَ الرُّمْحِ بنصف النهار، فإنها ساعة تُفْتَحُ فيها أبوابُ جهنم وتُسجَرُ، فدَع الصلاة حتى يفيئ الفَيْءُ، ثم الصلاة محضورة مشهودة، حتى تَغِيبَ الشمس، فإنها تغيبُ بين قَرْني شيطان وهي صلاة الكفار» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أي الليل أسمع؟) : أي: أيُّ أوقات الليل أرجى للدعاء، وأولى بالاستجابة. (جوف الليل الآخر) : هو ثلثه الآخر، والمراد: السدس الخامس من أسداس الليل. (مشهودة) : أي تشهدها الملائكة، وتكتب أجرها للمصلي. (تُسْجَر جهنم) : قال الخطابي: قوله «تسجر جهنم» و «بين قرني الشيطان» ، من ألفاظ الشرع التي أكثرها ينفرد بمعانيها، ويجب علينا التصديق بها، والوقوف عند الإقرار بها وبأحكامها والعمل بها. [ص: 259] (قِيْس - قِيْد رمح) : قيس الشيء: قدره، وكذلك: قيده، بكسر القاف. (حتى يفيئ الفيء) : فاء الفيء يفيئ: إذا رجع من الغرب إلى جانب الشرق.   (1) رواه أبو داود رقم (1277) في الصلاة، باب من رخص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة، والنسائي 1 / 279 و 280 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر، وهو حديث صحيح، ورواه مسلم مطولاً رقم (832) في صلاة المسافرين، باب إسلام عمرو بن عبسة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قلت: هو جزء من حديث طويل، وقد أخرجته من مصادره بلفظه تاما. عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: «كنت، وأنا في الجاهلية، أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستخفيا، جراء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟ قال: أنا نبي. فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله. فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال: أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء. قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبد. قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به. فقلت: إني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا. ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني. قال: فذهبت إلى أهلي، وقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة، وكنت في أهلي، فجعلت أتخبر الأخبار، وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة. فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك. فقدمت المدينة، فدخلت عليه. فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: نعم. أنت الذي لقيتني بمكة؟ قال: فقلت: بلى. فقلت: يا نبي الله، أخبرني عما علمك الله وأجهله. أخبرني عن الصلاة؟ قال: صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ، تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة، حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار. قال: فقلت: يانبي الله. فالوضوء؟ حدثني عنه. قال: ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى، فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه.» . فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو: يا أبا أمامة، لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، ولا على رسول الله. لو لم أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا - حتى عد سبع مرات - ما حدثت به أبدا. ولكني سمعته أكثر من ذلك. أخرجه أحمد (4/111) قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني شداد بن عبد الله - وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه (4/111) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي سلام الدمشقي وعمرو بن عبد الله. وفي (4/112) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا عكرمة، يعني ابن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله الدمشقي. وعبد بن حميد (298) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا بشر بن نمير، عن القاسم. ومسلم (2/208) قال: حدثني أحمد بن جعفر المعقري، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار، ويحيى بن أبي كثير. - قال عكرمة: ولقي شداد أبا أمامة وواثلة، وصحب أنسا إلى الشام، وأثنى عليه فضلا وخيرا- وأبو داود (1277) قال: حدثنا الربيع بن نافع، قال: حدثنا محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلام، والترمذي (3579) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا إسحاق ابن عيسى، قال: حدثني معن، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، والنسائي (1/91، 279) . وفي الكبرى (174، 1460) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا الليث، هو ابن سعد، قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: أخبرني أبو يحيى سليم ابن عامر، وضمرة بن حبيب، وأبو طلحة نعيم بن زياد. وابن خزيمة (1147) قال: حدثنا بحر بن نصر ابن سابق الخولاني، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، قال: حدثني أبو يحيى، وهو سليم بن عامر، وضمرة بن حبيب، وأبو طلحة، هو نعيم بن زياد. ثمانيتهم - شداد، وأبو سلام الدمشقي، وعمرو بن عبد الله، والقاسم، ويحيى بن أبي كثير، وضمرة، وسليم، ونعيم - عن أبي أمامة صدي بن عجلان، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. - وعن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عمرو بن عبسة. قال: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قلت: يا رسول الله، من أسلم؟ قال: حر وعبد. قال: فقلت: وهل من ساعة أقرب إلى الله تعالى من أخرى؟ قال: جوف الليل الآخر صل ما بدا لك حتى تصلي الصبح، ثم أنهه حتى تطلع الشمس وما دامت كأنها حجفة حتى تنتشر، ثم صل ما بدا لك حتى يقوم العمود على ظله. ثم أنهه حتى تزول الشمس، فإن جهنم تسجر لنصف النهار، ثم صل ما بدا لك حتى تصلي العصر، ثم أنهه حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وتطلع بين قرني شيطان. وإن العبد إذا توضأ فغسل يديه خرت خطاياه من بين يديه، فإذا غسل وجهه خرت خطاياه من وجهه، فإذا غسل ذراعيه ومسح برأسه خرت خطاياه من ذراعيه ورأسه، وإذا غسل رجليه خرت خطاياه من رجليه، فإذا قام إلى الصلاة، وكان هو وقلبه ووجهه، أو كله، نحو الوجه إلى الله عز وجل، انصرف كما ولدته أمه. قال: فقيل له: أنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لو لم أسمعه مرة أو مرتين أو عشرا أو عشرين، ما حدثت به» . أخرجه أحمد (4/111) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/113) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/114) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد ابن سلمة. وابن ماجة (283) . قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا غندر محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي (1251) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (1364) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار ومحمد بن الوليد، قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (1477) قال: أخبرني أيوب بن محمد، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي المجتبى (1/283) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان وأيوب بن محمد. قالا: حدثنا حجاج بن محمد - قال أيوب - حدثنا. وقال حسن: أخبرني شعبة. كلاهما - حماد بن سلمة، وشعبة - عن يعلى بن عطاء، عن يزيد بن طلق، عن عبد الرحمن بن البيلماني، فذكره. * أخرجه أحمد (4/385) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن عبد الرحمان بن أبي عبد الرحمن، عن عمرو بن عبسة. قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: من تابعك على أمرك هذا؟ قال: حر وعبد، يعني أبا بكر وبلالا رضي الله تعالى عنهما، وكان عمرو يقول بعد ذلك فلقد رأيتني وإني لربع الإسلام. * لم يذكر هشيم يزيد بن طلق وقال: عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن. * الروايات مطولة ومختصرة. -وعن سليم بن عامر، عن عمرو بن عبسة. قال: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بعكاظ. فقلت: من تبعك على هذا الأمر؟ فقال: حر وعبد، ومعه أبو بكر وبلال رضي الله تعالى عنهما، فقال لي: ارجع حتى يمكن الله عز وجل لرسوله. فأتيته بعد. فقلت: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، شيئا تعلمه وأجهله، لا يضرك وينفعني الله عز وجل به، هل من ساعة أفضل من ساعة؟ وهل من ساعة يتقى فيها؟ فقال: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إن الله عز وجل يتدلى في جوف الليل، فيغفر، إلا ما كان من الشرك والبغي، فالصلاة مشهودة محضورة، فصل حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فأقصر عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان، وهي صلاة الكفار حتى ترتفع، فإذا استقلت الشمس فصل، فإن الصلاة محضورة مشهودة حتى يعتدل النهار، فإذا اعتدل النهار فأقصر عن الصلاة، فإنها ساعة تسجر فيها جهنم، حتى يفيء الفيء، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصلاة محضورة مشهودة، حتى تدلي الشمس للغروب، فإذا تدلت فأقصر عن الصلاة حتى تغيب الشمس، فإنها تغيب على قرني شيطان، وهي صلاة الكفار.» . أخرجه أحمد (4/385) وعبد بن حميد (297) . قال أحمد: حدثنا وقال عبد: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حريز بن عثمان، وهو الرحبي، قال: حدثنا سليم بن عامر، فذكره. - وعن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة. قال: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد. قلت: ما الإسلام؟ قال: طيب الكلام، وإطعام الطعام، قلت: ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة. قال: قلت: أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده. قال: قلت: أي الإيمان أفضل؟ قال: خلق حسن. قال: قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. قال: قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك عز وجل. قال: قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه. قال: قلت: أي الساعات أفضل؟ قال: جوف الليل الآخر. ثم الصلاة مكتوبة مشهودة حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر، فلا صلاة إلا الركعتين حتى تصلي الفجر، فإذا صليت صلاة الصبح فأمسك عن الصلاة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها، فأمسك عن الصلاة حتى ترتفع، فإذا ارتفعت فالصلاة مكتوبة مشهودة، حتى يقوم الظل قيام الرمح، فإذا كان كذلك فأمسك عن الصلاة حتى تميل، فإذا مالت فالصلاة مكتوبة مشهودة، حتى تغرب الشمس، فإذا كان عند غروبها فأمسك عن الصلاة، فإنها تغرب - أو تغيب - في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها» . أخرجه أحمد (4/385) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (300) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وابن ماجة (2794) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يعلى بن عبيد. كلاهما - عبد الله بن نمير، ويعلى - عن حجاج بن دينار، عن محمد بن ذكوان، عن شهر بن حوشب، فذكره. * رواية ابن ماجة مختصرة على سؤاله عن الجهاد. الحديث: 3338 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 3339 - (خ م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس» . وفي رواية: «لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغربَ الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري عن قزَعَةَ، قال: «سمعتُ أبا سعيد يُحدِّثُ بأرْبَع عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فأعْجَبْنَني وآنقْنَني - قال: لا تُسافِرُ المرأَةُ يومين إلا ومعها زوجها أو ذُو محرم، ولا صومَ في يومين:، الفِطْرِ والأضحى، ولا صلاةَ بعد صلاتين: بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثة مساجدَ: مسجدِ الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي» . وله في أخرى، قال: سمعت أبا سعيد - وقد غزا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- اثنَتي عشرة غزوة - قال: أربع سَمِعْتُهُنَّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... وذكر نحوه. وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى، قال: «نهى رسولُ الله [ص: 260] صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة بعد الصبح حتى الطُّلوعِ، وعن الصلاة بعد العصر حتى الغُرُوبِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وآنَقْنني) : آنقني الشيء يؤنقني، فهو مؤنق: إذا أعجبني واستحسنته وأحببته. (تُشَدُّ الرحال) : الرحال: جمع رحل، وهو سرج البعير الذي يركب عليه. والمراد: أنه لا يعزم على قصد زيارة إلا هذه الأماكن المذكورة، فإن من أراد سفراً شد رحله ليركب ويسير.   (1) رواه البخاري 3 / 50 في المواقيت، باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس، وفي الحج، باب حج النساء، ومسلم رقم (827) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، والنسائي 1 / 277 و 278 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: الحديث ورد بروايات عدة. عن يحيى بن عمارة، عن أبي سعيد، قال: «نهى النبي، -صلى الله عليه وسلم-، عن صوم يوم الفطر والنحر، وعن الصماء، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد، وعن صلاة بعد الصبح والعصر.» . أخرجه أحمد (3/96) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري (3/55) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل، قال حدثنا وهيب. ومسلم (3/153) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وأبو داود (2417) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب. والترمذي (772) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. ثلاثتهم - وهيب، وعبد العزيز بن المختار، وعبد العزيز بن محمد - عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، فذكره. * رواية ابن المختار، وابن محمد، مختصرة على أوله. -وعن عطاء بن يزيد الجندعي، أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس.» . أخرجه أحمد (3/95) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (3/95) أيضا قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري (1/152) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (2/207) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (1/278) وفي الكبرى (390) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد بن يزيد الحراني، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (1/278) قال: أخبرني محمود بن غيلان، قال: حدثنا الوليد، قال: أخبرني عبد الرحمن بن نمر. أربعتهم - ابن جريج، وصالح، ويونس، وعبد الرحمن - عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الجندعي، فذكره. * أشار المزي إلى أن رواية النسائي (1/278) عن محمود بن خالد وفي نسخة: ابن غيلان. تحفة الأشراف (4155) . - وعن عبيد الله بن عياض، وعطاء بن بخت، عن أبي سعيد الخدري، أنهما سمعاه يقول: سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «لا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد صلاة العصر حتى الليل.» . أخرجه أحمد (3/95) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار، عن عبيد الله بن عياض، وعطاء بن بخت، كلاهما يخبر عمر بن عطاء عن أبي سعيد، فذكره. - وعن ضمرة بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، عن صلاتين، وعن صيام يومين، وعن لبستين، عن الصلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس، ونهى عن صيام يوم العيدين، وعن اشتمال الصماء، وأن يحتبي الرجل في الثوب الواحد» . أخرجه الحميدي (731) وأحمد (3/6) قالا: حدثنا سفيان. وفي أحمد (3/66) قال: حدثنا يونس، وسريج، قالا: حدثنا فليح. والنسائي (1/277) وفي الكبرى (1465) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا ابن عيينة. كلاهما - سفيان بن عيينة، وفليح - عن ضمرة بن سعيد المازني، فذكره. * رواية سفيان مختصرة على «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة بعد العصر حتى تغرب، وبعد الصبح حتى تطلع» . وعن عامر، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا صيام يوم الفطر ولا يوم الأضحى.» . أخرجه أحمد (3/39) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، فذكره. وعن سليمان بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن صيام يومين، وعن صلاتين، وعن نكاحين، سمعته ينهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن صيام يوم الفطر والأضحى، وأن يجمع بين المرأة وخالتها وبين المرأة وعمتها.» . أخرجه أحمد (3/67) قال: حدثنا يزيد، ومحمد بن عبيد. وابن ماجة (1930) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (4070) عن هناد بن السري، عن عبدة - وهو ابن سليمان -، ومحمد يعني ابن عبيد. ثلاثتهم - يزيد، ومحمد بن عبيد، وعبدة - عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن سليمان بن يسار، فذكره. * رواية ابن ماجة والنسائي مختصرة على النهي عن نكاحين. الحديث: 3339 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 3340 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «شَهِدَ عندي رجال مرضيُّون - وأرضاهُم عندي عمرُ - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاةِ بعد الصبح حتى تَشْرُقَ الشمسُ - وفي رواية: تطلع - وبعد العصر حتى تغرب الشمس» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي. وفي رواية النسائي، قال «سمعتُ غيرَ واحد من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- منهم عمر، وكان [من] أحبَّهم إليَّ -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد الفجر ... » الحديث، وفي أخرى مختصراً، قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 261] عن الصلاة بعد العصر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَشْرُق) : شَرَقَت الشمس: إذا طلعت، وأشرقت: إذا أضاءت، فإن أراد طلوع الشمس: فقد جاء في حديث آخر: حتى تطلع الشمس، وإن أراد الإضاءة: فقد جاء في حديث آخر: «حتى ترتفع الشمس» . والإضاءة مع الارتفاع.   (1) رواه البخاري 2 / 47 في مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، ومسلم رقم (826) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، وأبو داود رقم (1276) في الصلاة، باب الصلاة بعد العصر، والترمذي رقم (183) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الصلاة بعد العصر وبعد الفجر، والنسائي 1/276 و 277 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/18) (110) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا أبان. وفي (1/20) (130) ، (1/39) (270) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (1/39) (271) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وفي (1/50) (355) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/51) (364) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد. والدارمي (1440) قال: أخبرنا عفان، قال: حدثنا همام. والبخاري (1/152) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا هشام، (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. ومسلم (2/207) قال: حدثنا داود بن رشيد وإسماعيل بن سالم. جميعا عن هشيم، قال: أخبرنا منصور. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي وأبو داود (1276) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان. وابن ماجة (1250) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. والترمذي (183) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان. والنسائي (1/276) . وفي الكبرى (347) قال: أخبرنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا منصور. وابن خزيمة (1271) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا الصنعاني، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، قال: حدثنا شعبة. وفي (1272) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان. وفي (2146) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا هشام (ح) وحدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا همام. ستتهم - أبان، وهمام، وشعبة، وسعيد، وهشام، ومنصور بن زاذان - عن قتادة، قال: حدثني أبو العالية، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 3340 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 260 3341 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس» أخرجه مسلم والموطأ والنسائي. وفي رواية البخاري: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن بَيْعَتَيْنِ، وعن لِبْسَتَين، وعن صلاتين، نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن اشتمالِ الصَّماءِ، وعن الاحتباءِ في ثوب واحد، يُفْضِي بفرْجه إلى السماء، والملامَسة والمُنابَذَةِ» ذكر الحميدي [ص: 262] الرواية الأولى في أفراد مسلم، والثانية في المتفق بينه وبين البخاري، والأولى قد دخلت في الثانية، فلا أعلم لِمَ فرَّقهما، والله أعلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اشتمال الصَّمَّاء) : هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه، فيضعه على منكبيه. والمراد به: كراهة الكشف وإبداء العورة. هذا قول الفقهاء في معناه. وأهل الغريب يقولون فيه هو أن يشتمل بالثوب حتى يُجَلِّلَ جسده، لا يرفع منه جانباً فيكون فيه فرجة يخرج منها يده والمراد به على هذا: كراهة أن يغطي جسده، مخافة أن يضطر إلى حالة تَسُد مُتَنَفَّسَه فيتأذى. (الاحْتِبَاء) : أن يجمع الإنسان بين ركبتيه وظهره بمنديل، أو حبل، ويكون قاعداً، شبيهاً بالمستند إلى شيء. وقد يكون الاحتباء باليدين. (المُلامسة والمُنابذة) : قد ذكرا مشروحين في كتاب البيع من حرف الباء، وهو موضعهما. ونذكر من ذلك هنا شيئاً. [ص: 263] قالوا: هو أن يقول البائع: إذا لمست ثوبي، أو لمست ثوبك: فقد وجب البيع عليه. [وقيل: هو أن يلمس المبيع من وراء ثوب، ولا ينظر إليه، ثم يقع البيع عليه] وذلك بيع غرر وجهالة. وأما المنابذة: فهي أن يقول أحد المتبايعين للآخر: إذا نبذت إلي الثوب، أو نبذته إليك فقد وجب البيع. وقيل: هو أن يقول: إذا نَبَذت إليك الحصاة فقد وجب البيع. وقيل: هو أن يُنَابِذ السلع، فيكون البيع مُعاطاة من غير إيجاب وقبول.   (1) رواه البخاري 2 / 49 في مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، وباب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس، وفي الصلاة في الثياب، باب ما يستر من العورة، وفي الصوم، باب الصوم يوم النحر، وفي البيوع، باب بيع الملامسة، وباب بيع المنابذة، وفي اللباس، باب اشتمال الصماء، وباب الاحتباء في ثوب واحد، ومسلم رقم (825) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، والموطأ 1 / 221 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، والنسائي 1 / 267 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (154) . وأحمد (2/462) قال: قرأت على عبد الرحمن (ح) وحدثنا إسحاق. وفي (2/529) قال: حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (2/206) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (1/276) وفي الكبرى (1461) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - عبد الرحمن، وإسحاق، وعثمان بن عمر، ويحيى، وقتيبة - عن مالك، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، فذكره. * في رواية عثمان بن عمر جاء الحديث مطولا وفيه: «أن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، نهى عن بيعتين، وعن لبستين، وعن صلاتين، وعن صيام يومين، عن الملامسة والمنابذة، واشتمال الصماء، عن الاحتباء في ثوب واحد كاشفا عن فرجه، وعن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وعن صيام يوم الفطر.» . الحديث: 3341 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 3342 - (س) نصر بن عبد الرحمن - رحمه الله - عن جده معاذ: أنه طاف مع معاذ بن عفراء، فلم يُصلِّ، فقلتُ: ألا تُصلِّي؟ فقال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاةَ بعد العصر حتى تغيب الشمس، ولا بعد الصبح حتى تطلع الشمس» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 258 في المواقيت، باب من أدرك ركعتين من العصر، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/219) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. (ح) وحدثنا عفان. والنسائي (1/258) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا سعيد بن عامر. أربعتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، وعفان، وسعيد بن عامر - عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نصر بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 3342 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 3343 - (م س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «أوْهمَ عمر؟ إنما نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: لا تتحرَّوْا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرْني شيطان» . هذه رواية النسائي. وقد أخرجه مسلم في جملة حديث سيرد في موضعه، فمن جملة رواياته قالت: «لم يَدَعْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد العصر - قال: وقالت عائشة: [ص: 264] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا تَتَحرَّوْا طلوع الشمس، ولا غروبها فتُصلُّوا عند ذلك» . وفي أخرى، قالت: «وَهِمَ عمرُ؟ إنما نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُتَحرَّى طلوع الشمس أو غروبها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَهِمَ الرجل) - بالكسر-: إذا غلط، وبالفتح: إذا ذهب وَهمُه إلى الشيء.   (1) رواه مسلم رقم (833) في صلاة المسافرين، باب لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، والنسائي 1 / 279 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/124) قال: حدثنا عفان. وفي (6/255) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. ومسلم (2/210) قال: حدثنا محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. والنسائي (1/278) وفي الكبرى (349، 1463) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال: حدثنا الفضل بن عنبسة. الحديث: 3343 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 3344 - () جندب بن السكن (1) الغفاري وهو أبو ذر- رضي الله عنه - قال: وقد صَعِدَ على درجة الكعبة - من عَرفني فقد عرفَني، ومن لم يعرفني فأنا جندب، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، إلا بمكة، إلا بمكة» . أخرجه ... (2) .   (1) وقيل: جندب بن جنادة، وقيل غير ذلك. (2) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه أحمد في " المسند " 5 / 165، وفي سنده عبد الله بن المؤمل، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بنحوه أخرجه أحمد (5/165) قال: ثنا يزيد، عن عبد الله بن المؤمل، عن قيس بن سعد. وابن خزيمة (2748) قال: ثنا عبد الله بن عمران العابدي، قال: ثنا سعيد بن سالم القداح، عن عبد الله بن مؤمل - يعني المخزومي - عن حميد مولى نقره. كلاهما - قيس بن سعد، وحميد مولى - عن مجاهد، فذكره. * قال أبو بكر بن خزيمة: أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر. الحديث: 3344 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 3345 - (د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد العصر إلا والشمسُ مرتفعة» أخرجه أبو داود [ص: 265] وعند النسائي «إلا أن تكون الشمس بيضاءَ نقية [مرتفعة] » (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1274) في الصلاة، باب من رخص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة، والنسائي 1 / 280 في المواقيت باب الرخصة في الصلاة بعد العصر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/80) (610) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (1/129) (1073) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان وشعبة. وفي (1/141) (1193) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (1274) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (1/280) . في الكبرى (350) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير. وفي الكبرى (1468) قال: أخبرنا عمرو بن على، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة وسفيان. وابن خزيمة (1284) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمود بن خداش. قالا: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (1285) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، وشعبة. ثلاثتهم - جرير، وسفيان، وشعبة - عن منصور، عن هلال بن يساف، عن وهب بن الأجدع، فذكره. وعن عاصم بن ضمرة، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تصلوا بعد العصر، إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة» . قال سفيان: فما أدري بمكة يعني أو بغيرها. أخرجه أحمد (1/130) (1076) وابن خزيمة (1286) قال: حدثنا الحسن بن محمد. كلاهما - أحمد، والحسن - عن إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم، فذكره. الحديث: 3345 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 3346 - (م س) أبو بصرة الغفاري - رضي الله عنه - قال: صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمُخَمَّص (1) صلاةَ العصر، فقال: «إن هذه صلاة عُرِضت على من كان قبلكم فضَيَّعُوها، فمن حافظ عليها كان له أجرُهُ مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشَّاهدُ، والشاهد: النجمُ» . وفي رواية أخرى، قال أبو بَصْرة: «ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد» . أخرجه مسلم والنسائي (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": بميم مضمومة وخاء ثم ميم مفتوحة: موضع معروف. (2) رواه مسلم رقم (830) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، والنسائي 1 / 258 و 259 في المواقيت، باب أول وقت المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/396) قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وفي (6/397) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرني ليث بن سعد. ومسلم (2/208) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (1/259) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. كلاهما - يزيد بن أبي حبيب، والليث - عن خير بن نعيم الحضرمي. 2- وأخرجه أحمد (6/397) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة. كلاهما - خير، وابن لهيعة - عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني، فذكره. الحديث: 3346 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 3347 - (ط) السائب بن يزيد - رحمه الله -: «أنه رأى عمر بن الخطاب يضرب المُنْكَدرَ في الصلاة بعد العصر» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 221 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (519) ، قال: عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، فذكره. الحديث: 3347 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 3348 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر، فقلنا: زالت الشمس أو لم تزل؟ صلَّى الظهر، ثم ارْتحلَ» . وفي رواية، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا نزلَ منزِلاً لم يرْتحلْ حتى يُصلِّيَ الظهر، فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار» . أخرجه أبو داود وأخرج الثانية معه النسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1204) و (1205) في الصلاة، باب المسافر يصلي وهو يشك في الوقت، والنسائي 1 / 248 في المواقيت، باب تعجيل الظهر بالسفر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الصلاة (274:1) عن مسدد عن أبي معاوية الضرير عنه به، الأشراف (1/405) وأخرجه النسائي (1/248) أخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدثني حمزة العائذي قال سمعت أنس بن مالك فذكره. الرواية الأولى أخرجها أبو داود (1204) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا أبو معاوية عن السحاج بن موسى، قال: قلت لأنس بن مالك، فذكره. والرواية الثانية أخرجها أبو داود (1205) قال: ثنا مسدد، والنسائي (1/248) قال: ثنا عبيد الله بن سعيد. كلاهما - مسدد، وعبيد الله - قالا: ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: ثني حمزة العائذي، فذكره. الحديث: 3348 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 3349 - (د) أبو قتادة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يكره الصلاة نصف النهار، إلا يوم الجمعة، وقال: إن جهنم تُسْجَرُ إلا يومَ الجمعة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1083) في الصلاة، باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1083) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا حسان بن إبراهيم، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل. فذكره. * قال أبو داود: هو مرسل: مجاهد أكبر من أبي الخليل، وأبو الخليل لم يسمع من أبي قتادة. الحديث: 3349 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 3350 - (م ط د ت س) العلاء بن عبد الرحمن - رحمه الله - «أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر، وداره بجنب المسجد، قال: فلما دَخَلْنا عليه، قال أصَلَّيْتم العصر؟ فقلت له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر، قال: فصلُّوا العصر، فقمنا فصلَّيْنا، فلما انصرفنا قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: تلك صلاة المنافق، يجلِسُ يرقُبُ الشمس، حتى إذا كانت بين قرْني الشيطان قام فنقرها أربعاً، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً» . هذه رواية مسلم والنسائي والترمذي. وفي رواية الموطأ وأبي داود، قال: «دخلنا على أنس بعد الظهر فقام يصلِّي العصر (1) ، فلما فرغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاة - أو ذكرها - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين ... » وذكر باقي الحديث (2) .   (1) في الأصل: فقام يصلي الظهر، والتصحيح من " الموطأ ". (2) رواه مسلم رقم (622) في المساجد، باب استحباب التبكير بالعصر، والموطأ 1 / 220 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، وأبو داود رقم (413) في الصلاة، باب في وقت العصر، والترمذي رقم (160) في الصلاة، باب ما جاء في تعجيل العصر، والنسائي 10 / 254 في المواقيت، باب التشديد في تأخير العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (153) ، وأحمد (3/149) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (3/185) قال: قرأت على عبد الرحمن. وأبو داود. (413) قال: حدثنا القعنبي. وابن خزيمة (333) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. أربعتهم - إسحاق، وعبد الرحمن، والقعنبي، وابن وهب - عن مالك. 2- وأخرجه أحمد (3/102) قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. 3- وأخرجه مسلم (2/110) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، ومحمد بن الصباح، وقتيبة، وابن حجر. والترمذي (160) ، والنسائي (1/254) وفي الكبرى (1413) ، وابن خزيمة (333) . ثلاثتهم - الترمذي، والنسائي، وابن خزيمة - عن علي بن حجر. أربعتهم - يحيى، ومحمد، وقتيبة، وابن حجر - قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر. 4- وأخرجه ابن خزيمة (334) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، وفيه أيضا قال ابن خزيمة: سمعت محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر. كلاهما - البكراوي، وابن جعفر - عن شعبة. أربعتهم - مالك، وابن إسحاق، وإسماعيل، وشعبة - عن العلاء، فذكره. وعن حفص بن عبيد الله بن أنس، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ألا أخبركم بصلاة المنافق، يدع العصر» . أخرجه أحمد (3/247) قال: حدثنا هارون، قال: قال ابن وهب: وحدثني أسامة بن زيد، أن حفص بن عبيد الله حدثه، فذكره. الحديث: 3350 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 الفرع السادس: في تحويل الصلاة عن وقتها 3351 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة لغير ميقاتها إلا صلاتين: جمعَ بين المغرب والعشاء بجمع، وصلى الفجر يومئذ قبل ميقاتها» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: «حجَّ ابنُ مسعود، فأتينا المزدلِفَةَ حين الأذان بالعتَمة، أو قريباً من ذلك، فأمر رجلاً فأذَّن، ثم أَقام، ثم صلى المغرب، وصلَّى بعدها ركعتين، ثم دعا بعَشَاء فتَعَشَّى، ثم أمره فأذَّن وأقام، ثم صلى العِشاء ركعتين، فلما كان حين طلع الفجرُ، قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان لا يُصلِّي هذه الساعةَ إلا هذه الصلاة، في هذا المكان، في هذا اليوم. قال عبد الله: هما صلاتان تحوَّلان عن وقتهما: صلاةُ المغرب بعد ما يأتي الناس، والفجرُ حين يبزغ الفجر، قال: رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفْعَلُه» . وفي أخرى له، قال: قدمنا جمْعاً، فصلَّى الصلاتين، كلَّ صلاة وحدَها بأذان وإقامة، وتعَشَّى بينهما، ثم صلى الفجر حين طلع الفجر، قائل يقول: طلع وقائل يقول: لم يطلع، ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن هاتين الصلاتين حُوِّلَتا عن وقتهما في هذا المكان: المغرب والعشاءَ، ولا يَقْدَمُ الناسُ [ص: 268] جمعاً حتى يُعْتِموا، وصلاة الفجر هذه الساعةَ، ثم وقف حتى أسْفرَ، ثم قال: لو أَن أمير المؤمنين - يعني عثمان - أفاض الآن أصابَ السُّنَّةَ فما أدري: أقولُه كان أسرَعَ، أم دَفْعُ عثمان؟ فلما يزل يُلَبِّي حتى رَمى جمْرةَ العَقَبَةِ [يوم النحر] » (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 418 و 419 في الحج، باب من أذن وأقام لكل واحدة منهما، وباب من يصلي الفجر بجمع، ومسلم رقم (1289) في الحج، باب استحباب التغليس بصلاة الصبح يوم النحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح، أخرجه الحميدي (114) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1 / 384) (3637) و (1 / 434) (4138) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1 / 426) (4046) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير. وفي (1/434) (4137) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (2/203) قال: حدثنا عمر بن حفص عن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (4/76) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، جميعا عن أبي معاوية. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير. وأبو داود (1934) قال: حدثنا مُسَدَّد، أن عبد الواحد بن زياد، وأبو عوانة، وأبا معاوية، حدثوهم. والنسائي (1/291) . وفي الكبرى (1495) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/254) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن خالد، عن شعبة. وفي 5/260 قال: أخبرنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا مصعب بن المقدام عن داود. وفي (5/262) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (2854) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. تسعتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وابن نمير، وحفص بن غياث، وجرير، وعبد الواحد بن زياد، وأبو عوانة، وشعبة، وداود - عن الأعمش عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. 1- رواية شعبة مختصرة على: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الصَّلاةَ لِوَقْتِها إلاَّ بِجَمْع وَعَرَفَات» . 2- ورواية داود الطائي مختصرة على: «أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَمَعَ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْع» . 3- صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عنه، عند البخاري. الحديث: 3351 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 الفصل الثالث: في الأذان والإقامة ، وفيه فرعان الفرع الأول: في بدء الأذان وكيفيته 3352 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - قال: «كان المسلمون حين قَدِموا المدينة يجْتَمِعون، فيَتَحَيَّنُونَ للصلاة، وليس يُنادي بها أحد، فتكلموا يوماً في ذلك، فقال بعضهم: اتَّخِذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: قَرْناً مثل قرْنِ اليهود، فقال عمر: [ص: 269] أوَلا تَبْعثُون رجلاً ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا بلال، قُمْ فنادِ بالصلاة» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فيتَحَيَّنُون) قد تقدَّم ذِكر التحيُّن، وهو طلب الحين والوقت، وقد جاء في كتب الغريب «يتَحَسَّبون» بالسين والباء، ومعناه: يتعرَّفون ويتوخَّون وقت الصلاة ويطلبونه.   (1) رواه البخاري 2 / 65 في الأذان، باب بدء الأذان، ومسلم رقم (377) في الصلاة، باب بدء الأذان، والترمذي رقم (190) في الصلاة، باب بدء الأذان، والنسائي 2 / 2 في الأذان، باب بدء الأذان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/148) (6357) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. والبخاري (1/157) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/2) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والترمذي (190) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي (2/2) ، وفي الكبرى (1507) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة - قاضي دمشق - وإبراهيم بن الحسن المِصِّيصِيّ، قالا: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (361) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وأحمد بن منصور الرمادي، قالا: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثنا عبد الله بن إسحاق الجَوْهَرِي، قالا: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، قال: حدثنا محمد بن بكر. أربعتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج بن محمد، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع، فذكره. الحديث: 3352 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 3353 - (د) أبو عمير بن أنس - رحمه الله - عن عمومة له من الأنصار قال: «اهْتَمَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للصلاة كيف يجمع الناسَ لها؟ فقيل انصبْ راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذَنَ بعضهم بعضاً، فلم يُعجِبُه ذلك، فذُكرَ له القُنْعُ - وهو شَبُّورُ اليهود - فلم يعجبه ذلك، فقال: هو من أمر اليهود، فذُكِرَ له النَّاقوسُ، فقال: هو من أمر النصارى، فانصرف عبد الله بن زيد الأنصاري، وهو مهْتمٌّ لِهمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأُرِي الأذان في منامه، فَغَدا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: يا رسول الله، إنِّي لبَيْنَ نائم ويقظانَ، إذْ أتاني آتٍ فأراني الأذان، وكان عمر بن الخطاب قد [ص: 270] رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً، ثم أخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له: ما منعك أن تُخْبِرَنا؟ فقال: سبَقني عبد الله بن زيد، فاسْتَحييتُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قُمّ يا بلال، فانظرُ ما يأمُرُكَ به عبد الله بن زيد فافعلْ، فأذَّنَ بلال، قال بعضهم: إن الأنصار تزعم: لولا أن عبد الله بن زيد كان يومئذ مريضاً لجعله رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مؤذِّناً» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القُنع) : قد فُسِّرَ في الحديث: أنه الشَّبُّور، والشَّبُّور: هو البوق. قال الهروي: وذكر بعضهم: أنه «القثع» بالثاء المثلثة، عن أبي عمرو الزاهد، قال حكيته للأزهري، فقال: هذا باطل. قال الخطابي: رُوي مرة القنع، بالنون الساكنة، ومرة بالباء المفتوحة، قال: وقد سألت عنه غير واحد من أهل اللغة، فلم يثبتوه على واحد من الوجهين، فإن كانت الرواية في «القنع» بالنون صحيحة فلا أُراه سُمِّيَ إلا لإقناع الصوت وهو رفعه. يقال: أقنع الرجلُ صوتَه، وأقنع رأسه: إذا رفعه. وأما «القبَع» بالباء المفتوحة: فلا أحسبه سُمِّيَ قَبَعاً إلا لأنه لا يقبع صاحبه: أي يستره. يقال قبع الرجل رأسه في جيبه: إذا أدخله فيه، قال: وسمعت أبا عمرو يقوله بالثاء المثلثة، ولم أسمعه من غيره - يعني: البوق. قال [ص: 271] الخطابي: وهو أصح الوجوه. قال: وقد روي «القتع» بتاء بنقطتين من فوق، قال: وهو دود يكون في الخشب، الواحدة: قَتَعة، قال: ومدار هذا الحرف على هشيم، وكان كثير اللحن والتحريف على جلالة محلِّه في الحديث.   (1) رقم (498) في الصلاة، باب بدء الأذان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه أبو داود (498) حدثنا عباد بن موسى الختلة، وزياد بن أيوب، وحديث عباد أتم قالا: ثنا هشيم عن أبي بشر قال: زياد أخبرنا أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: فذكره. الحديث: 3353 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 3354 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أراد أن يتَّخِذَ خشَبَتَيّنِ (1) ، يضرب بهما ليجتمع الناس للصلاة، فأُرِيَ عبد الله بن زيد الأنصاري خشَبَتَيّنِ في النَّوم، فقال: إن هاتين لَنَحْوٌ مما يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، يجعل للإعلام بالصلاة، فقيل له في النوم: أفلا تؤذِّن للصلاة؟ فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فأمر رسول الله بالأذان» أخرجه الموطأ (2) .   (1) هما الناقوس، وهو خشبة طويلة تضرب بخشبة أصغر منها، فيخرج منهما صوت. (2) 1 / 67 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة مرسلاً، ولكن يشهد له من جهة المعنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/195) عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال، فذكره. الحديث: 3354 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 3355 - (د) عبد الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله - قال: «أُحِيلَتِ الصلاةُ ثلاثةَ أحوال، قال: وحدَّثنا أصحابُنا: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لقد أعجبَني أن تكونَ صلاة المسلمين - أو قال المؤمنين - واحدة، حتى لقد همَمتُ أن أَبُثَّ رجالاً في الدُّور ينادُونَ الناس بحين الصلاة، حتى هممتُ أن آمرَ رجالاً يقومون على الآطام ينادون المسلمين بحين الصلاةِ، حتى نَقَسُوا أو كادُوا أن يَنْقُسوا، فجاء رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله إني لمَّا رجعتُ- لِمَا رأيتُ من اهتمامك - رأيتُ رجلاً كأنَّ عليه ثوبين [ص: 272] أخضرين، فقام على المسجد فأذَّن، ثم قعد قعْدة، ثم قام، فقال مثلها، إلا أنَّهُ يقول: قد قامت الصلاة، ولولا أن يقولَ الناس - وقال ابن المثنى: أن تقولوا - لقُلْتُ: إني كنت يقظاناً غير نائم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية ابن المثنى (1) : لقد أراك الله خيراً - ولم يقل عمرو (2) في روايته: لقد أراك الله خيراً - فمُرْ بلالاً فلْيُؤذِّنْ، قال: فقال عمر: أمَا إني قد رأيتُ مثل الذي رأى، ولكنِّي لما سُبِقْتُ استحْييتُ» . قال: وحدثنا أصحابنا (3) قال: «كان الرجل إذا جاء يسألُ فيُخْبَرُ بما سُبِقَ من صلاته، وإنهم قاموا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مرة بين قائم وقاعد وراكع وقائم، ومُصلٍّ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال ابن المثنى: قال عمرو: [ص: 273] وحدَّثني بها حُصين عن ابن أبي ليلى، حتى جاء معاذ - قال شعبة: وقد سمعتها من حصين، فقال: لا أُراه على حالٍ - إلى قوله: كذلك فافعَلُوا» . قال أبو داود: ثم رجعتُ إلى حديث عمرو بن مرزوق، قال: «فجاء معاذ، فأشاروا إليه - قال شعبة: وهذه سمعتُها من حُصيْن - قال: فقال معاذ، لا أُراه على حال إلا كنتُ عليها، قال: فقال: إن مُعاذاً قد سَنَّ لكمُ سُنَّةَ كذلك فافعلوا» . قال: وحدثنا أصحابنا: «أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما قَدِمَ المدينة أمرهم بصيام ثلاثة أيام، ثم أُنزِلَ رمضانُ، وكانوا قوماً لم يتعَوَّدُوا الصيام، وكان الصيام عليهم شديداً، فكان من لم يَصُمْ أطعمَ مسكيناً، فنزلت هذه الآية: {فَمَنْ شَهِدَ مَنْكُمُ الشَّهْرَ فلْيَصُمهُ} [البقرة: 185] فكانت الرُّخصةُ للمريض والمسافر، فأمروا بالصيام» . قال: وحدثنا أصحابنا، قال: وكان الرجل إذا أفطرَ، فنامَ قبلَ أن يأكلَ لم يأكلْ حتى يصبحَ، قال فجاء عمر، فأراد امرأتَه، فقالت: إنِّي قد نمتُ، فظنَّ أنها تعْتَلُّ، فأتاها، فجاء رجل من الأنصار، فأراد طعاماً فقالوا: حتى نُسخِّنَ لك شيئاً، فنام، فلما أصبَحوا أُنزلت عليهم هذه الآية {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] . وفي رواية، قال ابن أبي ليلى: عن معاذ بن جبل (4) ، قال: «أُحِيلَتِ [ص: 274] الصلاة ثلاثة أحوال وأُحِيلَ الصِّيامُ ثلاثة أحوال» وساقَ نصْرُ بن المهاجر (5) الحديث بطوله. واقتصَّ أبو موسى محمد بن المثنى قصةَ صلاتهم نحو بيت المقدس قط. قال: الحال الثالث: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قدِمَ المدينة، فصلى بهم نحو بيت المقدس ثلاثة عشر شهراً، وأنزل الله عزَّ وجل هذه الآية: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] . فوَجَّههُ الله إلى الكعبة» وتم حديثه، وسمَّى نصر صاحبَ الرُّؤيا، فقال: «فجاء عبد الله بن زيد: رجل من الأنصار» وقال فيه: «فاستقبل القبلة، قال: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، مرتين، حيَّ على الصلاة، مرتين، حيَّ على الفلاح مرتين، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، ثم أمهَلَ هُنيْهَةً، ثم قام: فقال مثلها إلا أنه زاد - بعدما قال حي على الفلاح - قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم [ص: 275] لَقِّنْها بلالاً، فأذَّن بها بلال. وقال (6) في الصوم: قال (7) : فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصوم ثلاثةَ أيام من كل شهر، ويصوم يومَ عاشوراء، فأنزل الله {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كما كُتِبَ على الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَريضاً أو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّامٍ أُخَرَ وَعلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدَيةٌ طَعَامُ مِسْكِين} [البقرة: 183، 184] فكان من شاء أن يصومَ صام، ومن شاء أن يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ كلَّ يوم مسكيناً أجزأهُ ذلك، فهذا حَوْل، فأنزل الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَليَصُمْهُ ومن كانَ مَرِيضاً أوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185] فثبت الصيام على من شَهِدَ الشهر، وعلى المسافر أن يَقْضيَ، وثبتَ الطعام للشيخ الكبير والعجوز اللَّذينِ لا يستطيعان الصوم، وجاء صِرمَةُ [بن قيس] (8) وقد عَمِلَ يومه ... » وساق الحديث. أخرجه أبو داود. وأخرج الترمذي طرَفاً، قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: «إن عبد الله بن زيد رأى الأذان في المنام» وفي رواية، قال: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم-: «أن عبد الله بن زيد رأى الأذان في المنام» . قال الترمذي: وهذه أصح من الأولى، لأن عبد الرحمن لم يسمع من [ص: 276] عبد الله. وحيث أخرج الترمذي منه هذا القدر لم نُعْلمْ عليه علامته، وإن كان قد وافق أبا داود في هذا الطرف (9) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُحِيلت) : أي نُقلت من حال إلى حال. (الآطام) : جمع أُطُم، وهو بناء مرتفع. والآطام بالمدينة: حُصُون كانت لأهلها. (نَقَسُوا) : أي ضربوا بالناقوس. والناقوس: الخشبة التي للنصارى يضربون بها أوقات الصلاة. (الرَّفَث) : الجماع، ومكالمة النساء في معناه. وقيل: هو كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة. (الله أكبر) : قيل معناه: الله الكبير، فوضع أفْعَلْ موضع فعيل، وذلك في العربية كثير، وقيل: معناه: الله أكبر من كل شيء، وفيه نظر، وقيل: معناه: الله أكبر من أن يُدْرَكَ كُنه كِبريائه، فحذفت «من» لوضوح معناها، ولأنها صلة لـ «أفعل» و «أفعل خبر» ، والأخبار لا ينكر الحذف منها، وقيل: معنى: الله أكبر: [الله] كبير. قال الهروي: قال أبو بكر: عَوَامُّ الناس يضمون راء أكبر. وكان [ص: 277] أبو العباس يقول: الله أكبر، الله أكبر، ويحتج بأن الأذان سُمع موقوفاً غير مُعْرَب في مقاطعه، كقولهم: «حي على الصلاةْ، حي على الصلاةْ» قال: والأصل فيه: الله أكبر، الله أكبر - بتسكين الراء - فحوِّلت فتحة الألف من «الله» إلى الراء، وهذا قول الهروي فيما حكاه. وهو كما تراه. (حي على الصلاة، حي على الفلاح) : «حي» بمعنى: هَلُمَّ وأقْبِلْ، وهي اسم لفعل الأمر. والفلاح: الفوز. وقيل البقاء.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: وقال ابن المثنى. (2) هو عمرو بن مرزوق أحد الرواة. (3) قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": إن أراد الصحابة فهو قد سمع من جماعة من الصحابة، فيكون الحديث مسنداً، وإلا فهو مرسل. اهـ. وقال الزيلعي في " نصب الراية " 1 / 267 قلت: أراد به الصحابة، صرح بذلك ابن أبي شيبة في " مصنفه " فقال: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن زيد الأنصاري جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأن رجلاً قام وعليه بردان أخضران، فقام على حائط فأذن مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى. اهـ. وقال: وأخرجه البيهقي في " سننه " عن وكيع به. اهـ. وقال ابن التركماني: قلت: الطريق الذي ذكره البيهقي رجاله على شرط الصحيح، وقد صرح فيه أن ابن أبي ليلى بأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حدثوه، فهو متصل لما عرف من مذاهب أهل السنة في عدالة الصحابة رضي الله عنهم، وأن جهالة الاسم غير ضارة. (4) قال الزيعلي في " نصب الراية ": قال البيهقي في " المعرفة " حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قد [ص: 274] اختلف عليه فيه، فروي عنه عن عبد الله بن زيد، وروي عنه عن معاذ بن جبل، وروي عنه قال: حدثنا أصحاب محمد. قال ابن خزيمة: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ ولا من عبد الله بن زيد، وقال محمد بن إسحاق: لم يسمع منهما ولا من بلال، فإن معاذاً توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وبلال توفي بدمشق سنة عشرين، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ولد لست بقين من خلافة عمر، وكذلك قاله الواقدي ومصعب الزبيري فثبت انقطاع حديثه. أقول: ولكن يشهد له معنى الرواية التي قبل هذه: وانظر التعليق عليها. (5) شيخ لأبي داود. (6) أي نصر بن المهاجر بسنده. (7) أي معاذ بن جبل رضي الله عنه. (8) هو صحابي، وقد اختلف في اسمه، والراجح فيه: أبو قيس صرمة بن أبي أنس قيس ... ، وانظر حديثه في تفسير الطبراني رقم (2939) . (9) أبو داود رقم (506) و (507) في الصلاة، باب بدء الأذان، والترمذي رقم (194) في الصلاة، باب ما جاء أن الإقامة مثنى مثنى، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 246 من حديث ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وهو حديث صحيح بشواهده وطرقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/233) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن مسلم. قال: حدثنا الحصين. وفي (5/246) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا فليح عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة (ح) وحدثنا أبو النضر. قال: حدثنا المسعودي. (ح) ويزيد بن هارون. قال: أخبرنا المسعودي، قال أبو النضر في حديثه: حدثني عمرو بن مرة. وأبو داود (507) قال: حدثنا محمد بن المثنى، عن أبي داود (ح) وحدثنا نصر بن المهاجر. قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن عمرو بن مرة. وابن خزيمة (381) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا المسعودي (ح) وحدثنا زياد أيضا. قال: حدثنا عاصم، يعني ابن علي، قال: حدثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة. (ح) وحدثنا الحسن بن يونس بن مهران الزيات. قال: حدثنا الأسود بن عامر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة. كلاهما - الحصين، عمرو بن مرة - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. - وأخرجه أبو داود (506) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (383) قال: حدثناه بُندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - عمرو بن مرزوق، ومحمد بن جعفر - عن شعبة، عن عمرو بن مرة. قال: سمعت ابن أبي ليلى، قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال. قال: وحدثنا أصحابنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. (ولم يسم أحدا منهم) . - في رواية ابن خزيمة قال عمرو بن مرة: حدثني بهذا حصين عن ابن أبي ليلى. قال شعبة: وقد سمعته من حصين، عن ابن أبي ليلى. - وأخرجه ابن خزيمة (384) قال: وحدثناه يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة. فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل، فذكره. (ولم يسم الرجل) . - وأخرجه ابن خزيمة (382) قال: حدثنا المخزومي. قال: حدثنا سفيان. عن حصين. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن، وفي (383) قال: حدثناه هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة. كلاهما - حصين، عمرو بن مرة - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره مرسلا (ليس فيه معاذ) . الحديث: 3355 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 3356 - (د ت) عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - قال: «لمَّا أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناقوس يُعْمَلُ ليُضْرَبَ به للنَّاس لجمع الصلاة، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوساً في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيعُ النَّاقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: ندْعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدُلُّكَ على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، فقال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم اسْتَأخَرَ عنِّي غيرَ بعيد، ثم قال: تقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر [ص: 278] لا إله إلا الله، فلما أصبَحْتُ أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبرتُه بما رأيتُ، فقال: إنها لرؤيا حقّ إن شاء الله، فقُمْ مع بلال، فألقِ عليه ما رأيت، فليُؤذِّن به فإنه أندَى صوتاً منك، فقمت مع بلال، فجعلتُ أُلقِيهِ عليه، ويؤذِّنُ به» قال: فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج يجرُّ رداءه، يقول: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لقد رأيتُ مثل ما أُري، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلِلَّهِ الحمد. قال أبو داود: قال فيه ابن إسحاق عن الزهري: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر» فقال معمَر ويونس عن الزهري: «الله أكبر الله أكبر» لم يُثَنِّيا. وفي أخرى، قال: «أراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في الأذان أشياء، لم يصنَعْ منها شيئاً، قال فرأى عبد الله بن زيد الأذان في المنام فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: ألقِه على بلال. فألقَاهُ عليه، فأذَّنَ، فقال عبد الله: أنا رأَيتُه، وأَنا كنت أُريدهُ، قال: فأقمِ أَنت» . وأخرجه الترمذي عن عبد الله بن زيد، قال: «لمَّا أصبحنا أتيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه بالرؤيا، فقال: إن هذه لرؤيا حقّ، فقم مع بلال، فإنه أندَى، وأمدُّ صوتاً منك، فألق عليه ما قيل لك، وليُنادِ بذلك، قال: فلما سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة، خرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يجُرُّ إزاره، وهو يقول: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق [ص: 279] لقد رأيتُ مثلَ الذي قال، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فلله الحمد» فذلك أثْبتُ. قال الترمذي. وقد روى هذا الحديث إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق أتمَّ من هذا الحديث وأطول، وذكر قصة الأذان مَثْنى مَثْنى، والإقامة مرة. وله في أخرى، قال: «كان أذان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شَفعاً شَفعاً، في الأذان والإقامة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَفعاً ووِتراً) : الشَّفْعُ: الزوج، والوِتْرُ: الفَردُ. أراد: أن الأذان مثنى مثنى، وأن الإقامة فَرد فرد. قال الخطابي في حديث عبد الله بن زيد: رُوي هذا الحديث بأسانيد مختلفة، وهذا الإسناد أصحها، وفيه: أنه «ثنَّى الأذان، وأفرد الإقامة» قال: وهو مذهب أكثر علماء الأمصار، وبه جرى العمل في الحرمين والحجاز، وبلاد الشام، واليمن، وديار مصر، ونواحي المغرب، إلى أقصى هَجَر من بلاد الإسلام، وهو قول الحسن ومكحول والزهري ومالك والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم. قال: ولم يزل وُلْدُ أبي محذورة - وهم الذين يَلُون الأذان بمكة - يُفرِدون الإقامة، [ص: 280] ويحكونه عن جَدِّهم. قال: وكان سفيان الثوري وأصحاب الرأي يرون الأذان والإقامة مثنى مثنى. وقوله (طاف بي) : يريد: الطيف الذي يراه النائم.   (1) رواه أبو داود رقم (499) في الصلاة، باب كيف الأذان، والترمذي رقم (189) في الصلاة، باب ما جاء في بدء الأذان، وهو حديث صحيح، صححه البخاري، وابن خزيمة، والترمذي، والنووي وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/43) والدارمي (1191) قال: أخبرنا محمد بن يحيى. والبخاري في خلق أفعال العباد (24) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وأبو داود (499) قال: حدثنا محمد بن منصور الطوسي. وابن خزيمة (371) قال حدثنا محمد بن يحيى. أربعتهم - أحمد، ومحمد بن يحيى، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن منصور - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي. 2- وأخرجه الدارمي (1190) قال: أخبرنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة. 3- وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (24) . وابن ماجه (706) كلاهما عن أبي عبيد، محمد بن عُبيد ابن ميمون المدني، قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني. 4- وأخرجه الترمذي (189) . وابن خزيمة (363) قالا: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا أبي. أربعتهم - إبراهيم بن سعد، وسلمة، ومحمد بن سلمة، ويحيى بن سعيد - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، فذكره. الحديث: 3356 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 3357 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لمَّا كثُرَ الناسُ ذَكَرُوا أن يُعلِمُوا (1) ، وقْتَ الصلاة بشيء يعرفونه، فذكروا أن يُنَوِّرُوا ناراً، أو يضْرِبُوا ناقوساً، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بلالاً أن يَشْفَعَ الأذان وأن يُوتِرَ الإقامة» . وفي رواية «وأن يُوتِرَ الإقامة، إلا الإقامة (2) » . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، وأخرج الترمذي والنسائي المسند منه فقط (3) .   (1) أي يجعلوا له علامة يعرف بها. (2) المراد بالمثبت: جميع الألفاظ المشروعة عند القيام إلى الصلاة، والمراد بالمنفي خصوص قوله: قد قامت الصلاة. (3) رواه البخاري 2 / 64 و 65 في الأذان، باب الأذان مثنى مثنى، وباب الإقامة واحدة إلا قوله: قد قامت الصلاة، وفي الأنبياء، باب ذكر بني إسرائيل، ومسلم رقم (378) في الصلاة، باب الأمر بشفع الأذان وإيتار الإقامة، وأبو داود رقم (508) في الصلاة، باب في الإقامة، والترمذي رقم (193) في الصلاة، باب ما جاء في إفراد الإقامة، والنسائي 2 / 3 في الأذان، باب تثنية الأذان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا عبد الوهاب. والدارمي (1197) ، والبخاري (1/157) قالا: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سماك بن عطية. ومسلم (2/3) قال: حدثني عبيد الله بن عُمر القواريري، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، وعبد الوهاب بن عبد المجيد. وأبو داود (508) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وعبد الرحمن بن المبارك، قالا: حدثنا حماد، عن سماك بن عطية. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. والنسائي (2/3) وفي الكبرى (1508) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا عبد الوهاب. وابن خزيمة (366) قال: حدثنا بشر بن هلال، قال حدثنا عبد الوارث، يعني ابن سعيد (ح) وحدثنا بُندار، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (376) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا سماك بن عطية. أربعتهم -عبد الوهاب، وسماك بن عطية، وعبد الوارث، ووهيب - عن أيوب السختياني. 2- وأخرجه أحمد (3/189) قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (1196) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، وعفان، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1198) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (1/157) و (4/206) قال: حدثنا عمران بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (1/157) قال: حدثنا محمد، هو ابن سلاَّم، قال: أخبرنا عبد الوهاب. وفي (1/158) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ومسلم (2/2) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا إسماعيل بن عُلية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (2/3) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (509) قال: حدثنا حُميد بن مسعدة، قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (729) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. وفي (730) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عمر بن علي. والترمذي (193) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، ويزيد بن زُريع. وابن خزيمة (366) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب (ح) وحدثنا أبو الخطاب، قال حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. (ح) وحدثنا زياد بن أيوب، قال حدثنا هشام (ح) وحدثنا سَلْم لن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (367) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال حدثنا المعتمر. وفي (368) قال: حدثنا بندار، قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (369) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال: حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة. جميعهم - إسماعيل بن إبراهيم بن عُليَّة، وشعبة، وسفيان، وعبد الوارث، وعبد الوهاب، وحماد بن زيد، ووهيب، ومعتمر، وعمرو بن علي المقدمي، ويزيد بن زريع، وبشر، وهشام، وروح - عن خالد الحذاء، كلاهما - أيوب، وخالد - عن أبي قلابة فذكره. الحديث: 3357 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 280 3358 - (م د ت س) أبو محذورة - رضي الله عنه - قال: «قلت: يارسولَ الله علِّمْني سُنَّةَ الأذان، قال: فمسح مُقدَّم رأسي، قال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر - ترفع بها صوتك - ثم تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد ألا إله إلا الله، أَشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله - تخفضُ بها صوتك - ثم ترفع صوتك بالشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد [ص: 281] أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، فإن كان صلاةَ الصُّبحِ قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله» . وفي رواية نحو هذا الخبر، وفيه «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، في الأولى من الصبح» قال أبو داود: وحديث مسدَّد أبْينُ، قال فيه: «وعلَّمَني الإقامةَ مرَّتين، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» . وقال عبد الرزاق: «فإذا أقمتَ فقلها مرتين: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، أسمعتَ؟ قال: نعم. قال: وكان أبو محذورة لا يجزُّ ناصيتَهُ ولا يَفْرِقها، لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مَسَحَ عليها» . وفي رواية: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَّمه الأذان تِسْعَ عشرة كلمة، والإقامة سبْعَ عشرةَ كلمة. الأذان: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والإقامة: [ص: 282] الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» . وفي أخرى، قال: «ألقى عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التأذين هو بنفسه، فقال: قل: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، مرتين، ثم قال: ارجع فمُدَّ من صوتك: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» . وفي أخرى قال: ألقى عليَّ رسولُ الله الأذان حَرْفاً حرْفاً، وذكر مثل ما سبق- قال: وكان يقول في الفجر: «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم» . وفي أخرى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- علَّمه الأذان، يقول: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، ثم ذكر مثل ما سبق ومعناه» . قال أبو داود في حديث مالك بن دينار: قال: سألت ابن أبي محذورة قلت: حدِّثني عن أذان أبيك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: «الله أَكبر الله [ص: 283] أكبر، قط» . قال أبو داود: وكذلك هو في رواية أخرى، إلا أنه قال: «ثم تُرَجِّعُ، فترفع صوتك: الله أكبر الله أكبر» . هذه جميعها روايات أبي داود. وفي رواية الترمذي والنسائي مختصراً «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، أقْعَدَهُ، وألقى عليه الأذان حرفاً حرفاً» . قال إبراهيم بن عبد العزيز: «مثلَ أذاننا» قال بشرُ بن معاذ: «فقلت له: أعِد عليَّ، فوصف الأذان بالترجيع» . وفي أخرى لهما «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- علمَّهُ الأَذان تِسْعَ عشْرةَ كلمة، والإقامة سبعَ عشرة كلمة» . وزاد النسائي: «ثم عدَّها أبو محذورة: تسع عشرة، وسبع عشرة» . وفي أخرى للنسائي، قال: خرجت في نَفَرِ، فكنا ببعض طريق حُنين، مَقفَل رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من حنين، فلقينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض الطريق، فأذَّن مؤذِّنُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسمعنا صوت المؤذن ونحن عنه مُتَنَكِّبُون، فظلِلَنا نحكيه، ونَهزَأُ به، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الصوت، فأَرسل إلينا حتى وقَفْنا بين يديه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيكم سمعتُ صوتَه قد ارتفع؟ فأشار القوم إليَّ وصدَقوا، فأرسلهم كلَّهم وحَبَسني، فقال: قُمْ فأَذِّنْ بالصلاة، فقمت، فألقَى عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- التأذين هو بنفسه، قال: قل: الله أكبر الله أكبر، الله [ص: 284] أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: ارْجع فامْدُدْ من صوتك، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أَشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم دعاني حين قضيتُ التأذين، فأعطاني صُرَّة فيها شيء من فضة، فقلت: يا رسول الله، مُرْني بالتأذين بمكة، فقال: قد أمرتُك به، فقَدمِتُ على عتَّاب بن أَسِيد، عاملِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمكة، فأذَّنتُ معه بالصلاة عن أمرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى للنسائي، قال: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من حنين خرجت معه عاشِرَ عشرَة من أهل مكة أطْلُبُهم، فسمعناهم يُؤذِّنون بالصلاة، فقُمْنا نؤذِّنُ نَسْتَهْزِئُ بهم، فقال: النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: قد سمعتُ في هؤلاء تأْذينَ إنسان حَسَنِ الصوت، فأرسل إلينا، فأذَّنَّا، رجل رجل، وكنت آخرَهم، فقال: حين أذنتُ - تعالَ، فأجْلَسني بين يديه، فمسح على ناصِيَتي، وبرَّك ثلاثَ مرات، ثم قال: اذهبْ فأذِّن عند البيت الحرام، قلت: كيف يارسول الله؟ فعلَّمَني كما تؤذِّنونَ الآن: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن [ص: 285] محمداً رسول الله أشهد أَن محمداً رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، في الأول من الصبح. قال: «وعلَّمني الإقامة، مرتين: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» . وفي أخرى له، قال: «علَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الأذان فقال: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ثم تعودُ فتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» . وأخرج مسلم من هذه الروايات جميعها هذه الرواية الآخرة، وفي أخرى للنسائي، قال: «إن آخر الأذان: لا إله إلا الله» (1) . [ص: 286] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (متنكِّبُون) : نَكَّبْتُ عن الطريق: أي عدلتُ عنه.   (1) رواه مسلم رقم (379) في الصلاة، باب صفة الأذان، وأبو داود رقم (500) و (501) و (502) [ص: 286] و (503) و (504) و (505) في الصلاة، باب كيف الأذان، والترمذي رقم (191) في الصلاة، باب ما جاء في الترجيع في الأذان، والنسائي 2 / 4 في الأذان، باب خفض الصوت في الترجيع في الأذان، وباب كم الأذان من كلمة، وباب كيف الأذان، وباب الأذان في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/408) قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (501) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال حدثنا أبو عاصم وعبد الرزاق. والنسائي (2/7) . وفي الكبرى (1513) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن. قال: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (385) قال: حدثناه محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنا يزيد بن سنان. قال: حدثنا أبو عاصم. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وأبو عاصم وحجاج - عن ابن جريج، عن عثمان بن السائب. قال: أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة، فذكراه. - قال ابن جريج: أخبرني عثمان هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة. - وأخرجه أحمد (3/308) قال: حدثنا محمد بن زكريا. وابن خزيمة (385) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال حدثنا روح. كلاهما - محمد بن زكريا، وروح - عن ابن جريج. قال: أخبرني عثمان بن السائب، عن أم عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة، فذكره. ليس فيه السائب. - ورواه عن أبي محذورة عبد الله بن محيريز: 1- أخرجه أحمد (3/409) قال: حدثنا روح بن عبادة ومحمد بن بكر. وأبو داود (503) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم. وابن ماجه (708) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن يحيى. قالا: حدثنا أبو عاصم. والنسائي (2/5) . وفي الكبرى (1512) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن ويوسف بن سعيد. قالا: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (379) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا روح. أربعتهم (روح، ومحمد بن بكر، وأبو عاصم، وحجاج بن محمد) عن ابن جريج. قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة. 2- وأخرجه أحمد (3/409) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (6/401) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا همام. والدارمي 1199 قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن همام. وفي (1200) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي وحجاج بن المنهال. قالا: حدثنا همام. ومسلم (2/3) قال: حدثني أبو غسان: المسمعي مالك بن عبد الواحد وإسحاق بن إبراهيم. قال: أبو غسان: حدثنا معاذ حدثنا معاذ. وقال إسحاق: أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي. قال حدثني أبي. وأبو داود (502) قال: حدثنا الحسن ابن علي. قال حدثنا عفان وسعيد بن عامر وحجاج. قالوا: حدثنا همام. وابن ماجة (709) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. بن يحيى. والترمذي قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى: قال: حدثناه عفان. قال: حدثنا همام. والنسائي (2/4) . وفي الكبرى (1511) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وفي (2/4) . وفي الكبرى (1510) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال أنبأنا عبد الله، عن همام بن يحيى. وابن خزيمة (377) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن همام. كلاهما - همام، وهشام الدستوائي - عن عامر بن عبد الواحد الأحول، عن مكحول. 3- وأخرجه أبو داود (505) قال: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني. قال: حدثنا زياد، يعني ابن يونس، عن نافع بن عمر، يعني الجمحي، عن عبد الملك بن أبي محذورة. ثلاثتهم - عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، ومكحول، وعبد الملك بن أبي محذورة - عن عبد الله بن محيريز، فذكره. - وأخرجه أحمد (3/408) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة. والبخاري في خلق أفعال العباد (25) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: أخبرني إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة. وأبو داود (500) قال حدثنا مسدد. قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة. وفي (504) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة. ثلاثتهم - محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، وإبراهيم بن عبد العزيز، وإبراهيم بن إسماعيل - عن عبد الملك بن أبي محذورة، أنه سمع أبا محذورة يقول: «ألْقَى عَلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الأذَانَ حَرْفا حَرْفا: الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ. قَالَ: وكان يَقُولُ فِي الفَجْرِ: الصَّلاَةُ خَيْر مِنَ النَّوْمِ» . ليس فيه: عبد الله بن محيريز. - وأخرجه الترمذي (191) . والنسائي (2/3) . وابن خزيمة (378) قال الترمذي وابن خزيمة: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا بشر بن معاذ. قال حدثني إبراهيم، وهو ابن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محْذُورَةَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عبد العَزِيز وَجَدِّي عبد المَلكُ، عَنْ أبي مَحْذُورَةَ «أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أقْعَدَهُ فَألْقَى عَلَيهِ الأذَانَ حَرْفا حَرفا. قَالَ إبْرَاهِيمُ: هُوَ مِثْلُ أذَاننَا هذَا، قُلْتُ لَهُ: أعْد عَلَيَّ قَالَ: الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله مَرَّتَيْنِ، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله مَرَّتَيْنِ ثم قال بصوت دون ذلك يسمع من حوله: أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمد رسول الله مرتين، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ مَرَّتَيْنِ الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، لاَ إلهَ إلاَّ الله» . الحديث: 3358 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 280 3359 - (د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «إنما كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرتين مرتين، والإقامة مرة مرة، غير أَنه كان يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، يُثَنِّي، فإذا سمعنا الإقامة توضأنا، ثم خرجنا إلى الصلاة» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (510) في الصلاة، باب في الإقامة، والنسائي 2 / 3 في الأذان، باب تثنية الأذان، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد 20/85) (5569) قال: حدثنا مُحمد بن جَعْفر. وفي (2/85) (5570) قال: حدثنا حجاج. وفي (2/87) (5602) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي. والدارمي (1195) قال: أخبرنا سَهْل بن حَمَّاد. وأبو داود (510) قال: حدثنا محمد بن بشَّار، قال: حدثنا محمد بن جَعْفَر. وفي (511) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال حدثنا أبو عامر، يعني عبد الملك بن عمرو. والنسائي (2/3) ، وفي الكبرى (1509) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال حدثنا يحيى. وفي (2/20) ، وفي الكبرى (1558) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد الأعور. وابن خزيمة (374) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جَعفر. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. ستتهم - محمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وعبد الرحمن بن مهدي، وسهل بن حماد، وأبو عامر، وعبد الملك بن عمرو، ويحيى - قالوا: حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا جعفر، يعني المؤذن، يحدث عن مسلم أبي المثنى، فذكره. قال شعبة: ولم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث. الحديث: 3359 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 3360 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - «بلغه: أن المؤذن جاء عمر يُؤْذِنُه لصلاة الصبح، فوجده نائماً، فقال: الصلاة خير من النوم، فأمره أن يجعلها في نداء الصبح» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 72 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، وإسناده منقطع، وقد جاءت أحاديث تدل على مشروعية التثويب بها في الصبح، منها ما رواه أبو داود في حديث أبي محذورة: فإن كان صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، وهو حديث حسن، وقد تقدم في الحديث رقم (3358) ، وفي الباب عن أنس قال: من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم، أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه "، والدارقطني والبيهقي في " سننهما "، وقال البيهقي: إسناده صحيح، كذا في " نصب الراية " للزيلعي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/217) قال الزرقاني: هذا البلاغ أخرجه الدارقطني في السنن من طريق وكيع في مصنفه عن العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر وأخرجه أيضا عن سفيان عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن محمد عن عمر أنه قال لمؤذنه أنه قال لمؤذنه إذا بلغت حي على الفلاح في الفجر فقل الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم فقصر ابن عبد البر في قوله لا أعلم هذا روي عن عمر من وجه يحتج به وتعلم صحته وإنما أخرجه ابن أبي شيبة من حديث هشام بن عروة عن رجل يقال له إسماعيل لا أعرفه. الحديث: 3360 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 3361 - (د ت) مجاهد قال: «دخلتُ مع ابن عمر رضي الله عنهما مسجداً وقد أُذِّن فيه، ونحن نريد أن نصلِّيَ فيه، فَثَوَّبَ المؤذن (1) ، فخرج عبد الله بن عمر من المسجد، وقال: اخرُجْ بنا من عند هذا المبتدع، ولم يُصَلِّ فيه» . قال الترمذي: وقد روى عن ابن عمر «أنه كان يقول في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود، قال: «كنت مع عبد الله بن عمر فثَوَّبَ رجل بالظهر والعصر، فقال: اخرج بنا، فإن هذه بدعة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَثَوَّبَ) : التَّثْويبُ: الرجوع في القول مرة بعد مرة، وكل داعٍ مُثَوِّب. وقد ثوَّب فلان بالصلاة: إذا دعا إليها. والأصل فيه: الرجل يجيء مستصرخاً فيُلَوِّحُ بثوبه، فسُمِّي الدعاء تثويباً لذلك. والتثويب في أذان [ص: 288] الفجر، قول المؤذن: «الصلاة خير من النوم» مرتين، واحدة بعد أخرى. والتثويب: الصلاة بعد المكتوبة. وقد يجيء التثويب في الحديث بمعنى الإقامة، لأنها بعد الأذان. (بِدْعَة) : قد تقدَّم في «كتاب الاعتصام» من حرف الهمزة شرح البدعة فليُطلب من موضعه (3) .   (1) في رواية أبي داود التي بعد هذه الرواية: فثوب رجل بالظهر والعصر، وقد كرهه ابن عمر، لأنه كان في الظهر أو العصر، أو لأنه كان بلفظ غير وارد. (2) رواه أبو داود رقم (538) في الصلاة، باب في التثويب، ورواه الترمذي تعليقاً على الحديث رقم (198) في الصلاة، باب ما جاء في التثويب في الفجر، وقد ظهر من كل ما تقدم أن التثويب المسنون هو قول المؤذن في أذان الفجر خاصة: الصلاة خير من النوم، مرتين، وما عداه هو الذي استنكره أمثال عبد الله بن عمر وغيره. (3) انظر الجزء الأول صفحة (280) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (538) قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا سفيان قال حدثنا أبو يحيى القتات عن مجاهد فذكره. الحديث: 3361 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 3362 - (ت) بلال بن رباح - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تُثَوِّبَنَّ في شيء من الصلوات، إلا في صلاة الفجر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (198) في الصلاة، باب في التثويب في الفجر، وقال الترمذي: حديث بلال لا نعرفه إلا من حديث أبي إسرائيل الملائي، وأبو إسرائيل لم يسمع هذا الحديث من الحكم بن عتيبة، قال: رواه عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة، وأبو إسرائيل ليس بذاك القوي عند أهل الحديث. أقول: هذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد، فإن معناه صحيح، لأن قول المؤذن: الصلاة خير على النوم، لم يرد في الأحاديث إلا في أذان الفجر، وهو موضعه المناسب له، إذ أن وقت الفجر وقت غفلة ونوم، وأما الأوقات الأخرى فهي على غير ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (6/14) قال: حدثنا حسن بن الربيع، وأبو أحمد. وابن ماجة (715) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي. - يعني أبا أحمد -. والترمذي (198) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيريّ. كلاهما - حسن، وأبو أحمد - عن أبي إسرائيل، عن الحكم. 2- وأخرجه أحمد (6/14) قال: حدثنا علي بن عاصم. عن أبي زيد عطاء بن السائب. كلاهما (الحكم، وعطاء) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. - قال أحمد بن حنبل عقب هذا الحديث: حدثنا أبو قطن. قال: ذكر رجل لشعبة: الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال؛ فأمرني أن أثوب في الفجر، ونهاني عن العشاء. فقال شعبة: والله ما ذكر ابن أبي ليلى ولا ذكر إلا إسنادا ضعيفا. قال: أظن شعبة قال: كنت أراه رواه عن عمران بن مسلم. الحديث: 3362 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 3363 - (س) بلال - رضي الله عنه - قال: «آخِرُ الأذان: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 14 في الأذان، باب آخر الأذان، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/14) قال: أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى، قال: حدّثنا الحسن بن أعين. قال: حدّثنا زهير، قال: حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. قال النسائي عقب حديث بلال: أخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان عن منصور عن إبراهيم، عن الأسود، قال: «كان آخرُ أذان بلال: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله» . وقال: أخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم عن الأسود، مثل ذلك. الحديث: 3363 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 الفرع الثاني: في أحكام تتعلق بالأذان والإقامة 3364 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن بلالاً أذَّنَ [ص: 289] قبل طُلُوعِ الفجر - وفي رواية: أَذَّنَ بِلَيْلِ - فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُنادِيَ: إن العبدَ قد نام» . هذه رواية الترمذي. وعند أبي داود: «فأمره أن يرجع، فينادي: ألا إن العبدَّ نامَ، ألا إن العبد نام» . زاد في رواية «فرجع فنَادى: ألا إن العبد نام» . قال الترمذي: هذا حديث غير محفوظ (1) . قال (2) : وروي (3) «أن مُؤذِّناً لعمرَ أذَّنَ بليل، فأمره أن يُعيدَ الأذان» قال: وهذا لا يصح (4) . وعند أبي داود «أن مؤذِّناً لعمر - اسمه: مسروح، وفي رواية: مسعود - أذَّنَ قبل الصبح، فأمره عمر ... » وذكر نحوه (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إن العبد نام) : معناه: أنه قد غَفَل عن وقت الأذان، كما يقال: نام [ص: 290] فلان عن حاجتي: إذا غَفَلَ عنها، ولم يقم بها. وقيل: معناه: أنه قد عاد لنومه، إذ كان عليه بعدُ وقت من الليلِ، فأراد أن يُعلِمَ الناس بذلك لئلا ينزعجوا من نومهم بسماع أذانه.   (1) وتمام كلام الترمذي: والصحيح ما روى عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. أقول: وهذا حديث صحيح رواه مسلم وغيره. (2) أي: الترمذي. (3) قال الترمذي: وروى عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع أن مؤذناً لعمر أذن بليل، فأمره عمر أن يعيد الأذان. (4) وتمام كلامه: لأنه عن نافع عن عمر: منقطع. (5) رواه أبو داود رقم (532) و (533) في الصلاة، باب في الأذان قبل دخول الوقت، والترمذي تعليقاً على الحديث رقم (203) في الصلاة، باب ما جاء في الأذان بالليل، وهو حديث ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عَبْد بن حُميد (782) قال: حدثنا محمد بن الفَضْل. وأبو داود (532) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، وداود بن شبيب. ثلاثتهم - محمد بن الفضل، وموسى بن إسماعيل، وداود بن شبيب - قالوا: حدثنا حماد، وهو ابن سلمة، عن أيوب، عن نافع، فذكره. - قال أبو داود: وهذا الحديث لم يَروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة، وقد رواه حماد بن زيد عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، أو غيره، أن مُؤذنا لعمر يُقال له: مَسْرُوح. قال: أبو داود: ورواه الدّراوَردي عن عُبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. قال: كان لعمر مؤذن يقال له: مسعود. وذكر نحوه. وهذا أصح من ذلك. السنن (533) . الحديث: 3364 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 3365 - (د) بلال - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال [له] : «لا تُؤذِّنْ حتى يستَبِينَ لك الفجرُ كذا (1) » ومدَّ يديهِ عرْضاً. أخرجه أبو داود (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: يستبين لك الفجر هكذا. (2) رقم (534) في الصلاة، باب في الأذان قبل دخول الوقت، وفيه ضعف وانقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (534) قال حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا وكيع قال حدثنا جعفر بن برقان عن شداد فذكره. الحديث: 3365 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 3366 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن سَائِلاً سألَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عن وقت الصبح؟ فأمَرَ بلالاً، فأذَّنَ حين طلع الفجر، فلما كان من الغدِ أخَّرَ الفجرَ حتى أسْفَرَ، ثم أمَرَهُ فأقام، ثم قال: هذا وقت الصلاة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 11 و 12 في الأذان، باب وقت أذان الصبح، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/113) قال حدثنا إسماعيل. وفي (3/121) قال حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/82) قال حدثنا يحيى بن سعيد وفي (3/189) قال حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى. والنسائي (1/271) قال أخبرنا علي بن جحر قال حدثنا إسماعيل - هو ابن جعفر - وفي (2/11) والكبرى (522) قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا يزيد. خمستهم - إسماعيل بن عليه، ويزيد، ويحيى، وابن المثنى، وإسماعيل بن جعفر - عن حميد فذكره. الحديث: 3366 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 3367 - (د ت) زياد بن الحارث الصدائي - رضي الله عنه - قال: «أمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أُؤذِّنَ في صلاة الفجر، فأَذَّنْتُ، فأراد بلال أن يُقيمَ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إنَّ أخا صُدَاء قد أذَّنَ، ومن أَذَّنَ فهو يُقيمُ» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود، قال: «لما كان أوَّلُ أذان الصبح أمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فنادَيتُ، فجعلتُ أقول: أُقيمُ يا رسول الله؟ فجعل ينظر في ناحية [ص: 291] المشرق إلى الفجر، فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر، [نزَلَ] فبَرَزَ، ثم انصرف إليَّ وقد تلاحقَ أصحابُه، فتوضأَ، فأراد بلال أن يقيمَ الصلاة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ أخا صُداء هو أذَّنَ، ومن أذَّنَ فهو يقيم، [قال] : فأقمتُ» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (199) في الصلاة، باب ما جاء أن من أذن فهو يقيم، وأبو داود رقم (514) في الصلاة، باب في الإقامة، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/169) قال: حدثنا وكيع، عن سُفيان. وفي (4/169) قال حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. وأبو داود 514 قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن غانم. وابن ماجه (717) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يعلى بن عُبيد. والترمذي (199) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، ويعلى بن عُبيد. أربعتهم - سفيان، ومحمد، وعبد الله، ويعلى - عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن زياد بن نعيم الحضرمي، فذكره. الحديث: 3367 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 3368 - (م د ت) سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة رضي الله عنه يقول: «كان مؤذِّنُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يُمْهِلُ فلا يُقيم، حتى إذا رأى رسولَ الله قد خرج أَقام الصلاة حين يراه» أخرجه الترمذي. [وفي رواية مسلم، قال: «كان بلال يؤذِّنُ إذا دَحَضَتِ الشمس، فلا يُقيم حتى يخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فإذا خرج أقام الصلاة حين يراه» ] . وفي رواية أبي داود، قال: «كان يؤذِّن، ثم يُمْهِلُ، فإذا رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد خرج أقام الصلاة» . وله في أخرى: «كان بلال يؤذن إذا دحضت الشمس» ، لم يزد (1) .   (1) رواه مسلم رقم (606) في المساجد، باب متى يقوم الناس للصلاة، والترمذي رقم (202) في الصلاة، باب ما جاء أن الإمام أحق بالإقامة، وأبو داود رقم (537) في الصلاة، باب في المؤذن ينتظر الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/76، 87، 104) قال: حدثنا عبد الرزاق، وفي (5/91، 104) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي 5/105 قال: حدثنا أسود بن عامر. وأبو داود (537) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة. والترمذي (202) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (1525) قال: حدثنا عباس بن محمد الدروي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، خمستهم (عبد الرزاق، ويحيى، وأسود، وشبابة، وإسحاق) عن إسرائيل. 2- وأخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن. وفي (5/91) قال: حدثنا هاشم. ومسلم (2/102) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. ثلاثتهم (حميد، وهاشم، والحسن) قالوا: حدثنا زهير. 3- وأخرجه أحمد (5/106) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (1/109) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، كلاهما عن يحيى القطان، وابن مهدي، وقال ابن المثنى وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (806) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (673) قال: حدثنا محمد بن بشّار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - ابن مهدي، ويحيى ومعاذ - عن شعبة. 4- وأخرجه أحمد (5/106) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/106) قال: حدثنا أبو كامل، وبهز، وأبو داود (403) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم - ابن مهدي، وأبو كامل، وبهز، وموسى- قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. 5- وأخرجه ابن ماجة (713) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شريك. خمستهم - إسرائيل، وزهير، وشعبة، وحماد، وشريك - عن سماك بن حرب، فذكره. الحديث: 3368 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 3369 - (م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مؤذِّنان: بلال، وابنُ أم مكتوم الأعمى» قال مسلم في عقب [ص: 292] هذا الحديث: وعن عائشة مثله، وفي أخرى له عنها قالت: «كان ابنُ أمِّ مكتوم يؤذِّن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو أعمى» . أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .   (1) رواه مسلم رقم (380) في الصلاة، باب استحباب مؤذنين للمسجد الواحد، وأبو داود رقم (535) في الصلاة، باب الأذان للأعمى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/57) (5195) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/94) (5686) قال: حدثنا محمد بن بشر. والبخاري (1/161) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا أبو أسامة. ومسلم (2/3) و (3/129) وفي (3/37) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي إسامة. ومسلم (2/3) و (3/129) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (3/129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عَبدة (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا حَماد بن مَسعدة. وابن خزيمة (424) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا حماد بن مَسْعدة. وفي (1931) قال: حدثنا محمد بن بَشَّار، قال: حدثنا يحيى. ستتهم - يحيى، ومحمد بن بشر، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وعبدة، وحماد بن مسعدة- عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. الحديث: 3369 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 3370 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لبلال: «إذا أذَّنتَ فترَسلْ، وإذا أقمتَ فاحدُرْ، واجعل بين أَذانك وإقامتك قدرَ ما يَفْرُغُ الآكلُ من أكله، والشاربُ من شُربه، والمعُتَصِرُ إذا دخل لقضاء حاجته، ولا تقوموا حتى تَرَوْنِي» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَتَرَسَّلَ) : الترسل في القول: التأني والتَّمهُّل. (فاحدُرْ) : حدر الرجل في كلامه يحدرُ حَدْراً: إذا أتبع بعضَه بعضاً وأسرع فيه. (المُعْتَصِرُ) : الذي يريد أن يأتي الغائط لقضاء حاجته.   (1) رقم (195) في الصلاة، باب ما جاء في الترسل في الأذان، وإسناده ضعيف، والفقرة الأخيرة منه " ولا تقوموا حتى تروني " جاءت في " الصحيحين " من حديث أبي قتادة بلفظ: إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني خرجت ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (1008) قال: حدثنا يونس بن محمد. والترمذي (195) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا المعلى بن أسد. وفي (196) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يونس بن محمد. كلاهما - يونس، والمعلى - قالا: حدثنا عبد المنعم بن نعيم - هو صاحب السقاء - عن يحيى بن مسلم، عن الحسن، وعطاء، فذكراه. الحديث: 3370 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 3371 - (د) امرأة من بني النجار قالت: «كان بيتي من أطولِ [ص: 293] بَيْت حَوْلَ المسجد، فكان بلال يؤذِّن عليه الفجرَ، فيأْتي بسَحَر، فيجلس على البيت يرْقُبُ الوقت، فإذا رآه تمَطَّى، ثم قال: اللهم إني أحْمدُكَ، وأسْتَعِينكَ على قريش: أن يُقيموا دينكَ، ثم يُؤذِّنُ، قالت: والله، ما علمتُه ترَكَ هذه الكلماتِ ليلة واحدة» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَرْقُبُ) : رَقَبْتُ الفجر أو غيره: إذا نظرتَ وقت طلوعه.   (1) رقم (519) في الصلاة، باب الأذان فوق المنارة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (519) حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن امرأة من بني النجار قالت فذكرت. الحديث: 3371 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 3372 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «لا ينادي بالصلاة إلا مُتَوَضِّئ» . وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يؤذِّنُ إلا متوضِّئ» .أخرجه الترمذي، قال: والأول أصح (1) .   (1) رقم (200) و (201) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الأذان بغير وضوء، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (200) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، فذكره. وأخرجه الترمذي (201) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. عن يونس، عن ابن شهاب. قال: قال أبو هريرة: لا ينادي بالصلاة إلا متوضئ. موقوفا ولم يرفعه. - قال الترمذي: وهذا أصح من الحديث الأول. وحديث أبي هريرة لم يرفعه ابن وهب، وهو أصح من حديث الوليد بن مسلم، والزهري لم يسمع من أبي هريرة. الحديث: 3372 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 3373 - (د ت س) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: «إن من آخرِ ما عهِدَ إليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ اتَّخذَ مؤذِّناً لا يأخذُ على أذانِه أجراً» . أخرجه الترمذي. وأخرجه أبو داود في آخر حديث، وهو مذكور في كتاب آداب الإمام من صلاة الجماعة (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (531) في الصلاة، باب أخذ الأجر على التأذين، والترمذي رقم (209) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية أن يأخذ المؤذن على الأذان أجراً، واللفظ للترمذي، وهو حديث صحيح، ولفظ أبي داود " عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله اجعلني إمام قومي، قال: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً، ورواه كذلك أحمد في " المسند " 4 / 21 و 217، والنسائي 2 / 23 في الأذان، باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (906) قال: حدثنا الفضيل بن عياض. وابن ماجة (714) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث. والترمذي (209) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو زبيد وهو عبثر ابن القاسم. ثلاثتهم - الفضيل، وحفص بن غياث، وأبو زبيد - عن أشعث عن الحسن، فذكره. الحديث: 3373 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 3374 - (د) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال: «خرجتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم- لصلاة الصبح، فكان لا يَمرُ برجُل إلا ناده بالصلاة، أو حَرَّكه برِجِله» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1264) في الصلاة، باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، وفي إسناده أبو الفضل الأنصاري، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1264) قال: حدثنا عباس العنبري، وزياد بن يحيى، قالا: حدثنا سهل بن حماد، عن أبي مكين، قال: حدثنا أبو الفضل رجل من الأنصار، عن مسلم بن أبي بكرة، فذكره. قال زياد: قال: حدثنا أبو الفُضيل. الحديث: 3374 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 3375 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أو بعضُ أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن بلالاً أخذ في الإقامة، فلما أن قال: قد قامت الصلاة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ? «أقامها الله وأدامها» ، وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر في الأذان، والحديث مذكور في «فضائل الأذان» . من كتاب الفضائل في حرف الفاء، أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (528) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع الإقامة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هكذا ذكر أبو داود هذا الحديث عقب حديث عمر بن الخطاب في الأذان رقم (527) ، ولم يذكر لفظ الحديث كاملا. أخرجه أبو داود (528) قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي، قال: حدثنا محمد بن ثابت، قال: حدثني رجل من أهل الشام، عن شهر بن حوشب، فذكره. الحديث: 3375 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 3376 - (ط) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - «أن ابنَ عمر كان لا يزيد على الإقامة في السَّفَر إلا في الصبح، فإنه كان يُنادي فيها، ويقيم وكان يقول: إنما الأذان للإمام الذي يجتمع الناس إليه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 73 في الصلاة، باب النداء في السفر وعلى غير وضوء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/220) عن نافع أن عبد الله بن عمر فذكره. قال الزرقاني (1/221) وفي رواية عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن عمر إنما التأذين لجيش أو ركب عليهم أمير فينادي بالصلاة ليجتمعوا لها فأما غيرهم فإنما هي الإقامة. الحديث: 3376 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 3377 - (خ م د ت س) أبو جحيفة - رضي الله عنه - «أنه رأى بلالاً يؤذِّنُ، قال: فجعلتُ أتَتَبَّعُ فاه هاهنا وهاهنا بالأذان» . وفي رواية قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو بالأبْطحِ في قُبَّة [له] حمراءَ من أَدَم، قال: فخرج بلال بَوَضُوئِهِ فمنْ ناضِح، ونائِل فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عليهُ حلَّة حمراءُ، [ص: 295] كأني أنظر إلى بياض ساقيْه، فتوضأَ، وأذَّن بلال، قال: فجعلت أَتَتَبَّع فاه هاهنا وهاهنا، يميناً وشمالاً، يقول: حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قال: ثمَّ رُكزتْ له عنزة، فتقدَّم فصلى الظهر ركعتين، يمرُّ بين يديه الحمارُ والكلب لا يُمنَع، ثم صلى العصر ركعتين، ثم لم يزَلْ يصلي ركعتين حتى رجع إلى المدينة» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه الترمذي، قال: «رأيتُ بلالاً يُؤذِّن ويدورُ، ويُتْبِعُ فاه هاهنا وهاهنا، وإصبِعَاهُ في أُذُنيه، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في قبة له حمراءَ أُراهُ قال: من أَدم - فخرج بلال بين يديه بالعَنزةِ، فركزَها بالبَطْحاء، فصلى إليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، يمرُّ بين يديه الكلبُ والحمارُ، وعليهُ حلَّة حمراءُ كأني أنظر إلى بريق ساقيه - قال سفيان: نُرَاهُ حِبَرة» . وفي رواية أبي داود، قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بمكة، وهو في قبة حمراءَ من أدَم، قال: فخرج بلال فأذَّنَ، فكنت أتَتَبَّعُ فَمَهُ هاهنا وهاهنا، قال: ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعليه حُلَّة حمراء، بُرودٌ يمانية قِطْري (1) ، قال موسى: قال: رأَيت بلالاً خرج إلى الأبطح فأَذَّن، فلما بلغ: حي على الصلاة، حي على الفلاح، لَوى عُنُقَه يميناً وشمالاً، ولم يستدِر، ثم دخل، فأخرج العنزة وساق الحديث» هكذا قال أبو داود، ولم يذكر الحديث. [ص: 296] وفي رواية النسائي، قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فخرج بلال، فأذَّنَ، فجعل يقول في أذانه هكذا - ينحرِف يميناً وشمالاً» . وفي أخرى، قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالبطحاءِ، وهو في قُبَّة حمراءَ وعنده أُناس يسير فجاء بلال، فأذَّنَ، فجعل يُتْبِعُ فاهُ هاهنا وهاهنا» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ناضِح) : النَّاضِحُ من النَّضْح، وهو رشُّ القليل من الماء. (عَنَزَة) : العَنَزَةُ: شِبْهُ العُكَّازة، في أسفلها شبه الحَربة. (حِبَرَة) : الحِبَرَةُ: ثوب من وشي اليمن وبُرودِه، يكون ذا ألوان. (قِطْريُّ) : البُرُودُ القِطْريَّة: ضَرْب من البُرُود. قال الأزهري: قال شَمِرُ بن حَمْدَوَيْه: هي حُمرٌ ولها أعلام، فيها بعض الخشونة. قال: وقال غيره: هي حُلَل جِياد تحمل من قِبَل البحرين. قال الأزهري: وفي البحرين مدينة يقال لها: قَطَر.   (1) بكسر القاف وسكون الطاء، والأصل: قطري، بفتح القاف والطاء، لأنه نسبة إلى قطر: بلد بين عمان وسيف البحر، ففي النسبة خففوها وكسروا القاف وسكنوا الطاء، وإنما لم يقل: قطرية، مع أن التطابق بين الصفة والموصوف شرط، لأنه بكثرة الاستعمال صار كالاسم لذلك النوع من الحلل. (2) رواه البخاري 2 / 95 في الأذان، باب يتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا، وباب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، وفي الوضوء، باب استعمال فضل وضوء الناس، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في الثوب الأحمر، وفي سترة المصلي، باب سترة الإمام سترة من خلفه، وباب الصلاة إلى العنزة، وباب السترة بمكة وغيرها، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي اللباس، باب التشمير في الثياب، وباب القبة الحمراء من أدم، ومسلم رقم (503) في الصلاة، باب سترة المصلي، وأبو داود رقم (520) في الصلاة، باب الأذان فوق المنارة، والترمذي رقم (197) في الصلاة، باب ما جاء في إدخال الأصبع في الأذن عند الأذان، والنسائي 2 / 12 في الأذان، باب كيف يصنع المؤذن في أذانه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (892) قال: حدثنا سفيان. قال: سمعت مالك بن مغول. وأحمد (4/307) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/307) قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: أخبرني مالك بن مغول وعمر بن أبي زائدة. قال: حدثنا وهب قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثني شعبة. وفي (4/308) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وفي (4/308) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق. وفي (4/308) قال حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وفي (4/308) قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة. وفي (4/308) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا مسعر. وفي (4/308) قال حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/105) و (7/199) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثني عمر بن أبي زائدة. وفي (1/133) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/133) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/163) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: حدثنا أبو العميس. وفي (1/163) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال حدثنا سفيان. وفي (4/231) قال: حدثنا الحسن بن الصباح، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا مالك بن مغول. وفي (7/182) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا ابن شميل. قال: أخبرنا عمر بن أبي زائدة. ومسلم (2/56) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا جعفر بن عون. قال: أخبرنا أبو عميس ح وحدثني القاسم بن زكريا. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. قال: حدثنا مالك بن مغول. وأبو داود (520) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا قيس، يعني ابن الربيع (ح) وحدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (688) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجه (711) قال: حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن حجاج بن أرطأة. والترمذي (197) . وفي الشمائل (63) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان الثوري. والنسائي (1/87) . وفي الكبرى (135) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، قال: حدثنا مالك بن مغول. وفي (2/12) (1523) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/73) . وفي الكبرى (759) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/220) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى (الورقة 55-أ) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زائدة، قال: حدثنا مالك بن مغول. وابن خزيمة (387) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثناه سَلْم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن الثوري. وفي (388) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الروقي. قال: حدثنا هشام، عن حجاج. وفي (841) قال: حدثنا الدروقي، قال: حدثنا ابن مهدي (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2994) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا الحسن بن موسى، عن زهير، عن أبي إسحق. وفي (2995) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدروقي. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. تسعتهم - مالك بن مغول، وشعبة، وعمر بن أبي زائدة، وسفيان الثوري، وأبو إسحاق، ومسعر، وأبو العميس عتبة بن عبد الله، وقيس بن الربيع، وحجاج بن أرطأة - عن عون بن أبي جحيفة، فذكره. - في رواية عبد الرزاق، عن سفيان: « ... وَأتَتَبَّعُ فَاهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَإصْبَعَاهُ في أذُنَيْهِ ... » الحديث. الحديث: 3377 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 الفصل الرابع: في استقبال القبلة 3378 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما بين المشْرِق والمغْرِبِ قِبْلة» . أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين: «إذا استقبلت ولم تَرَه» . قال الترمذي: وقد روى هذا الحديث عن غير واحد من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، منهم عمر، وعلي، وابن عباس. وقال ابن عمر: «إذا جعَلْتَ المغربَ عن يمينك، والمشرقَ عن شمالك فما بينهما قِبلة إذا استقبلتَ القبلة» .   (1) رقم (342) و (343) و (344) في الصلاة، باب ما جاء أن ما بين المشرق والمغرب قبلة، وهو حديث صحيح، وهذا الحديث يختص بأهل المدينة والشام ومن على سمت تلك البلاد شمالاً وجنوباً فقط، لأنه يلزم من حمله على العموم إبطال التوجه إلى الكعبة في بعض الأقطار، والناس في توجههم إلى الكعبة كالدائرة حولها، فمن كان في الجهة الشمالية من الكعبة فإنه يتوجه في صلاته إلى جهة الجنوب، ومن كان في الجهة الجنوبية من الكعبة، كانت صلاته إلى جهة الشمال، ومن كان في الجهة الغربية من الكعبة، فإن قبلة صلاته إلى المشرق، ومن كان في الجهة الشرقية من الكعبة، فإنه يستقبل في صلاته جهة المغرب، ومن كان من الكعبة فيما بين الشمال والمغرب فقبلته فيما بين الجنوب والمشرق، ومن كان من الكعبة فيما بين المشرق والشمال، فقبلته فيما بين الجنوب والمغرب، ومن كان من الكعبة فيما بين الجنوب والمغرب، فإن قبلته فيما بين الشمال والمشرق، ومن كان من الكعبة فيما بين المشرق والجنوب، فإن قبلته فيما بين الشمال والمغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (344) قال: حدثنا الحسن بن بكر المروزي، قال: حدثنا المعلى بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، فذكره. - ورواه عن أبي هريرة أبو سلمة: أخرجه ابن ماجة (1011) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، (ح) وحدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال: حدثنا عاصم بن علي. والترمذي (342) قال: حدثنا محمد بن أبي معشر. وفي (343) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا محمد بن أبي معشر. ثلاثتهم - هاشم، وعاصم، ومحمد - قالوا: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 3378 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 3379 - (ط) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - أن عمر بن الخطاب قال: «ما بين المشرق والمغرب قبلة، إذا تُوُجِّهَ قِبَلَ البيت» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 196 في القبلة، باب ما جاء في القبلة، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/561) قال الزرقاني: فيه إرسال لأنه لم يلق عمر فلعله حمله على ابنه عبد الله. الحديث: 3379 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 3380 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي على راحلتِهِ نحو المشرق، فإذا أَراد أن يصلِّيَ المكتوبة نزل فاستقبل القبلة» أخرجه البخاري، ولهذا الحديث روايات عند البخاري ومسلم تردُ في «الصلاة على الدابة» . وفي رواية ذكرها رزين، قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدَعُ ركْعَتي الفجر في السفر، وكان يصلي على الدابة حيثما توجهتْ به في سفر القصر، وإلى الشقِّ الواحد بالإيماء، ويأمُرُ بالنُّزولِ للمكتوبة» (1) .   (1) 2 / 473 في تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الدابة وحيثما توجهت، وباب ينزل للمكتوبة، وفي القبلة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان، وفي المغازي، باب غزوة أنمار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/304، 330) قال: حدثنا إسماعيل (يعني ابن علية) ، قال: أخبرنا هشام الدستوائي. وفي (3/378) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر والدارمي (1521) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام الدستوائي. والبخاري (1/110) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام. وفي (1/55) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان. وفي (2/56) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام. وابن خزيمة (976) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية، قال: حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، عن الأوزاعي. وفي (1263) قال: حدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. أربعتهم - هشام، ومعمر، وشيبان، والأوزاعي- عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن، فذكره. في رواية ابن خزيمة (1263) زاد «فإذا أراد المكتوبة أو الوتر أناخ فصلى بالأرض» . الحديث: 3380 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 3381 - () (أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَقْبِلْ وكبِّر، ولم يَرَ الإعادة على من سها فصلَّى إلى غير القبلة» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكر القسم الأخير من الحديث البخاري في ترجمة باب 1 / 423 في الصلاة، باب ما جاء في القبلة ومن لم ير الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة وقد سلم النبي صلى الله عليه وسلم في ركعتي الظهر وأقبل على الناس بوجهه ثم أتم ما بقي. قال الحافظ في " الفتح ": قوله: ومن لم ير الإعادة: وأصل هذه المسألة في المجتهد في القبلة إذا تبين خطؤه، فروى ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب وعطاء والشعبي وغيرهم أنهم قالوا: [ص: 299] لا تجب الإعادة، وهو قول الكوفيين، وعن الزهري، ومالك وغيرهما: تجب في الوقت، لا بعده، وعن الشافعي: يعيد إذا تيقن الخطأ مطلقاً، وقال الحافظ: قوله: وقد سلم النبي صلى الله عليه وسلم من ركعتي الظهر: ومناسبة هذا التعليق للترجمة أن بناءه على الصلاة دال على أنه في حال استدباره القبلة كان في حكم المصلي، ويؤخذ منه أن من ترك الاستقبال ساهياً لا تبطل صلاته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكر القسم الأخير من الحديث البخاري في ترجمة باب (1/602) في الصلاة باب ما جاء في القبلة ومن لم ير الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة وقد سلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ركعتي الظهر وأقبل على الناس بوجهه ثم أتم ما بقي. قال الحافظ في الفتح: قوله: ومن لم ير الإعادة وأصل هذه المسألة في المجتهد في القبلة إذا تبين خطؤه فروى ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب وعطاء والشعبي وغيرهم أنهم قالوا: لا تجب الإعادة وهو قول الكوفيين وعن الزهري ومالك وغيرهما تجب في الوقت لا بعده، وعن الشافعي يعيد إذا تيقن الخطأ مطلقا، وقال الحافظ قوله: وقد سلم النبي صلى الله عليه وسلم من ركعتي الظهر، ومناسبة هذا التعليق للترجمة أن بناءه على الصلاة دال على أنه في حال استدباره القبلة كان في حكم المصلي ويؤخذ منه أن من ترك الاستقبال ساهيا لا تبطل صلاته. الحديث: 3381 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 الفصل الخامس: في كيفية الصلاة وأركانها ، وفيه تسعة فروع الفرع الأول: في التكبير ورفع اليدين 3382 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى تكونا بحذْوِ منْكبيه ثم يكبِّرُ، فإذا أرد أن يركعَ فعل مثل ذك، وإذا رفعَ رأسه من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود» . وفي رواية: «إذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضاً، وقال: سمع الله لمن حمده، ربَّنا ولك الحمد» . وفي أخرى نحوه، وقال: «ولا يفعل ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع من السجود» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري عن نافع «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان إذا دخل في الصلاة كبَّرَ ورفع [ص: 300] يديه، وإذا ركعَ رفع يديه، وإذا قال: سمع الله من حمده رفعَ يديه، وإذا قام إلى الركعتين رفعَ يديه، ورفع ذلك ابنُ عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-» . وأخرج الموطأ الرواية الأولى. وله في أخرى «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان إذا افْتَتَحَ الصلاة رفع يديه حذْوَ مَنْكَبَيه، وإذا رفع من الركوع رفعهما دون ذلك» . وله في أخرى «أن ابن عمر كان يكبِّر في الصلاة كلما خفضَ ورفعَ» . وأخرج أبو داود رواية الموطأ الثانية، ورواية البخاري التي انفرد بها، وقال: الصحيح: أنه قولُ ابن عمر، وليس بمرفوع، وقال أبو داود: ورواه الثقفي موقوفاً، وقال فيه: «إذا قام من الركعتين رفعهما إلى ثدييه» . وهذا الصحيح. قال: وأسنده حماد بن سلمة، ولم يذكر أيوب ومالكٌ الرفعَ إذا قام من السجدتين، قال ابن جريج فيه: «قلت لنافع: أكان ابنُ عمر يجعل الأولى أرفعهنَّ؟ قال لا سواء، قلت: أشر لي، فأشار إلى الثديين، أو أسفل من ذلك» . وله في أخرى قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا قام في الركعتين كبَّر ورفع يديه» . وله في أخرى، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى تكونا حذْوَ مَنكْبيه، ثم كبَّر وهما كذلك، فيركع، ثم إذا أرد أن يرفع صُلْبَه رفعهما، حتى تكونا حَذْوَ مَنْكبيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ولا يرفع يديه في السجود، ويرفعهما في كل تكبيرة يكبِّرها قبل الركوع، حتى تنْقضِي صلاته» . وله في أخرى، قال: رأيتُ رسولَ الله [ص: 301] صلى الله عليه وسلم- إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذِيَ منْكَبيه، وقبل أن يركعَ، وإذا رفع من الركوع، وإذا انْحَطَّ إلى السجود، ولا يرفعهما بين السجديين. وأخرج الترمذي هذه الرواية الآخرة التي أخرجها أبو داود. وأخرج النسائي الرواية الأولى من روايات البخاري ومسلم، والرواية الآخرة التي لأبي داود. وله في أخرى «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا أراد أن يركع وإذا رفع رأسه، وإذا قام من الركعتين يرفع يديه كذلك حذْوَ المنكِبَيْن» . وفي أخرى له -[عن واسع بن حَبَّان]- قال: «سألتُ [عبد الله بن عمر] عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: الله أكبر، كلما وضع الله أكبر، كلما رفع، ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله، عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله، عن يساره» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 181 في صفة الصلاة، باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء، وباب رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع، وباب إلى أين يرفع يديه، وباب رفع اليدين إذا قام من الركعتين، ومسلم رقم (390) في الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام، والموطأ 1 / 75 و 76 و 77 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وأبو داود رقم (721) و (722) و (741) و (742) و (743) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والترمذي رقم (255) في الصلاة، باب ما جاء في رفع اليدين عند الركوع، والنسائي 2 / 121 و 122 في الافتتاح، باب العمل في افتتاح الصلاة، وباب رفع اليدين قبل التكبير، وباب رفع اليدين حذو المنكبين، وباب رفع اليدين للركوع حذاء المنكبين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (69) ، والحميدي (614) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/8) (4540) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/18) (4674) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا مالك. وفي 2/47 (5081) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/62) (5279) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي (2/134) (6175) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (2/147) (6345 و6346) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والدارمي (1253) و (1315) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا مالك. وفي (1314) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/187) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفيه (1/187) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي (1/188) ورفع اليدين (40) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي رفع اليدين رقم (2) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (11) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أنبأنا مالك. وفي (46) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس. وفي (76) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدَّمي، قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله بن عمر. وفي (77) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا هشيم. وفي (78) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، عن عقيل. ومسلم (2/6، 7) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وسعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن نمير، كلهم عن سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا حُجين، وهو ابن المثنى، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل (ح) وحدثني محمد بن عبد الله بن قُهزاذ، قال: حدثنا سلمة بن سليمان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وأبو داود (721) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان. وفي (722) قال: حدثنا محمد بن المصفي الحمصي، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا الزبيدي. وابن ماجة (858) قال: حدثنا علي بن محمد، وهشام بن عمار، وأبو عمر الضريد. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (255) قال: حدثنا قتيبة، وابن أبي عمر قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (256) قال: حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/121) وفي الكبرى (860) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب. (ح) وأخبرني أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان، هو ابن سعيد، عن شعيب. الحديث: 3382 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 299 3383 - (د ت س) علقمة قال: «قال لنا ابنُ مسعود - رضي الله [ص: 302] عنه - يوماً: ألا أُصَلِّي بكم صلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فصلى ولم يرفعْ يديه إلا مرة واحدة، مع تكبيرة الافتتاح» (1) . وفي رواية، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «يُكْبِّر في كل خفض ورفع، وقيام وقعود، وأبو بكر وعمر» أخرجه الترمذي والنسائي. وللنسائي أيضاً في أخرى زيادة: «ويُسَلِّم عن يمينه وشماله: السلام عليكم ورحمة الله، حتى يُرى بياضُ خدِّه - قال: ورأيتُ أبا بكر وعمر [ص: 303] يفعلان ذلك» وأخرج أبو داود الرواية الأولى (2) .   (1) رواه أبو داود رقم (748) في الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع، والترمذي رقم (257) في الصلاة، باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا في أول مرة، والنسائي 2 / 195 في الافتتاح، باب الرخصة في ترك الرفع عند الرفع من الركوع، وإسناده صحيح، وفي حديث ابن مسعود هذا نفي رفع اليدين فيما عدا تكبيرة الإحرام، وقال الترمذي: وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين، وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة، وفي حديث ابن عمر الذي قبله رقم (3382) إثبات الرفع عند الركوع والرفع منه، قال الترمذي عقب حديث ابن عمر: وبهذا يقول بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم: ابن عمر: وجابر بن عبد الله، وأبو هريرة، وأنس، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير وغيرهم، ومن التابعين: الحسن البصري، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، ونافع، وسالم بن عبد الله، وسعيد بن جبير وغيرهم، وبه يقول مالك، ومعمر، والأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. أقول: وموضوع رفع اليدين في الصلاة اختلف فيه العلماء قديماً وحديثاً، فمنهم من أخذ بحديث ابن مسعود الذي فيه نفي الرفع فيما عدا تكبيرة الإحرام، وكثير منهم أخذ بحديث ابن عمر الذي فيه إثبات الرفع زيادة على تكبيرة الإحرام، بناء على أن المثبت مقدم على النافي كما هو مقرر في علم أصول الفقه. (2) رواه أبو داود رقم (748) في الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع، والترمذي رقم (253) و (257) في الصلاة، باب ما جاء في التكبير عند الركوع والسجود، وباب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا مرة واحدة، والنسائي 2 / 195 في الافتتاح، باب الرخصة في ترك رفع اليدين حذو المنكبين عند الرفع من الركوع، وباب التكبير للسجود، وفي السهو، باب كيف السلام على اليمين، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/388) (3681) و (1/441) (4211) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (748) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وفي (751) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا معاوية، وخالد بن عمرو، وأبو حذيفة. والترمذي (257) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/182) . وفي الكبرى (1008) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وفي (2/195) . وفي الكبرى (558) قال: أخبرنا محمود بن غيلان المروزي، قال: حدثنا وكيع. خمستهم (وكيع، ومعاوية بن هشام، وخالد بن عمرو، وأبو حذيفة، وعبد الله بن المبارك) عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، فذكره. - قال أبو داود: هذا مختصر من حديث طويل. وليس هو بصحيح على هذا اللفظ. - وقال الترمذي: وقال عبد الله بن المبارك: قد ثبت حديث من يرفع يديه - وذكر حديث الزهري عن سالم، عن أبيه، ولم يثبت حديث ابن مسعود؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرفع يديه إلا في أول مرة. قال الترمذي: حدثنا بذلك أحمد بن عبدة الآملي. حدثنا وهب بن زمعة، عن سفيان بن عبد الملك عن عبد الله بن المبارك. الحديث: 3383 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 301 3384 - (د) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا افتتَح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أُذُنَيْه، ثم لا يعود» . وفي رواية مثله، ولم يذكر «ثم لا يعود» . وفي أخرى، قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه حين افتتح الصلاة، ثم لم يرفعهما حتى انصرف» . أخرجه أبو داود، وقال - يعني: هذا الحديث: ليس بصحيح (1) .   (1) رقم (752) في الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (752) قال: حدثنا حسين بن عبد الرحمن قال: أخبرنا وكيع، عن ابن أبي ليلى - محمد بن عبد الرحمن - عن أخيه عيسى عن الحكم، عن عبد الرحمن، فذكره. قال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح. والجزء الأول منه حتى «رفع يديه» : أخرجه الحميدي (724) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/282) قال: حدثنا هشيم. وفي (4/301، 302) قال: حدثنا أسباط. وفي (4/303) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال حدثنا شعبة. وفيه (4/303) قال حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والبخاري في رفع اليدين رقم (33) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، وفي (34) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (749) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا شريك. وفي (750) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان، وهشيم، وأسباط، وشعبة، وشريك - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. - قال سفيان: وقدم يزيد بن أبي زياد الكوفة، فسمعته يحدث به، فزاد فيه (ثم لا يعود - فظننت أنهم لقنوه، وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته بالكوفة، وقالوا لي: إنه قد تغير حفظه، أو ساء حفظه) . الحميدي (724) . الحديث: 3384 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 303 3385 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «كان يصلِّي بهم فيُكبِّرُ كلما خفض، ورفع، فإذا انصرف، قال: إني لأشبَهُكم بصلاة رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى «أن أبا هريرة كان يكبِّر في الصلاة، فقلنا: يا أبا هريرة، ما هذا التكبير؟ فقال: إنها لَصلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي. وفي رواية الترمذي وأبي داود، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا [ص: 304] دخل في الصلاة رفع يديه مَدّاً» وفي أخرى «إذا كبَّر للصلاة نَشرَ أَصابعه» . وفي أخرى للترمذي «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يكبِّر وهو يَهْوِي» . وفي أخرى لأبي داود، قال: «لو كنتَ قُدَّام النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لرأيتُ إِبطَيه» . قال لاحق (1) : ألا تَرَى أنه في صلاة، ولا يستطيع أن يكون قُدَّامَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟. زاد موسى بن مَروان «إذا كبَّر رفع يديه» . وفي أخرى لأبي داود قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا كبَّر جعل يديه حذاء مَنْكبيه وإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع للسجود فعل مثل ذلك، وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك» . وفي أخرى للنسائي «أن أبا هريرة جاء إلى مسجد بني زُرَيق، قال: ثلاث كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعمل بهن تركهنَّ الناس: كان يرفع يديه مدّاً، ويسكتُ هُنَيْهة، ويكبِّرُ إذا سجد» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَهْوي) هَوَى يَهْوي: إذا خَرَّ من فوق إلى أسفل.   (1) هو أبو مجلز، لاحق بن حميد السدوسي البصري. (2) رواه البخاري 2 / 224 في صفة الصلاة، باب إتمام التكبير في الركوع، ومسلم رقم (392) في الصلاة، باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة، والموطأ 1 / 76 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وأبو داود رقم (746) و (753) في الصلاة، باب رفع اليدين في الصلاة، وباب من لم يذكر الرفع عند الركوع، والترمذي رقم (339) و (354) في الصلاة، باب ما جاء في نشر الأصابع عند التكبير، وباب التكبير عند الركوع والسجود، والنسائي 2 / 134 في الافتتاح، باب رفع اليدين مداً، وباب التكبير للركوع، وباب التكبير للنهوض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/270) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والدارمي (1251) قال: أخبرنا نصر بن علي. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والبخاري (1/202) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: حدثنا شعيب. وأبو داود (836) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. قال: أخبرنا أبي وبقية، عن شعيب. والنسائي (2/235) وفي الكبرى (655) قال: حدثنا نصر بن علي، وسواد بن عبد الله بن سوار. قالا: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. كلاهما (معمر، وشعيب) عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، وعن أبي سلمة، فذكراه. - أخرجه مالك في الموطأ (70) ، عن ابن شهاب. وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا مالك، عن الزهري. وفي (2/270) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (2/502) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (2/527) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو. والبخاري (1/199) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب. ومسلم (2/7) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب وفي (2/8) قال: حدثني حرملة بن يحيى قال: أخبرني بن وهب قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا محمد بن مهران الرازي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي (2/181) وفي الكبرى (1005) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزهري. وفي (2/195) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (2/235) وفي الكبرى (654) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن ابن شهاب. وابن خزيمة (579) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. ثلاثتهم - الزهري، ومحمد بن عمرو، ويحيى بن أبي كثير - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه أبو بكر بن عبد الرحمن. - وأخرجه أحمد (2/270) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جُريج. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عُقيل بن خالد. والبخاري (1/200) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (2/7) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/8) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا حُجين. قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. والترمذي (254) قال: حدثنا عبد الله بن منير المروزي. قال: سمعت علي بن الحسن، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن ابن جُريج. والنسائي (2/233) وفي الكبرى (649) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا حجين، وهو ابن المثنى. قال: حدثنا ليث، عن عُقيل. وابن خزيمة (578، 611، 624) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخربنا ابن جريج. كلاهما (عُقيل بن خالد، وابن جُريج) عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه أبو سلمة. - الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 3385 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 303 3386 - (د ت س) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من سجدتين كبَّر ورفع يديه حتى يُحاذِي بهما مَنْكبيه، كما صنع حين افتتح» . هذا طرف من حديث قد أخرج الترمذي وأبو داود بطوله وهو مذكور في الفرع السابع من هذا الفصل. وقد أخرجه النسائي هذا القدر منه هاهنا (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (730) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والترمذي رقم (304) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة، والنسائي 3 / 2 و 3 في السهو، باب رفع اليدين في القيام إلى الركعتين، وإسناده حسن، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/424) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1363) قال: أخبرنا أبو عاصم. والبخاري في رفع اليدين (3) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4) قال: سألت أبا عاصم عن حديث عبد الحميد بن جعفر. فقال البخاري: حدثني عبد الله بن محمد رضي الله عنه. وأبو داود (730 و 963) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وابن ماجه 803 قال: حدثنا علي بن محمد الطنافسي قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (862) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1061) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عاصم. والترمذي (304) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (305) قال: حدثنا محمد بن بشار والحسن بن علي الخلال الحلواني وسلمة بن شبيب وغير واحد. قالوا: حدثنا أبو عاصم النبيل. والنسائي (2/187 و211) . وفي الكبرى (540 و 601) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/2 و 34) (1013 و 1094) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (587 و 651 و 685 و 700) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (588 و 625) قال: حدثنا بندار ومحمد بن يحيى وأحمد بن سعيد الدارمي. قالوا: حدثنا أبو عاصم. وفي (677) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي. أربعتهم - يحيى، وأبو عاصم، وأبو أسامة، وعبد الملك بن الصباح - عن عبد الحميد بن جعفر. 2- وأخرجه البخاري (1/209) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد (ح) وحدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد. وأبو داود (731 و965) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد، يعني ابن أبي حبيب. وفي (732 و 964) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم المصري قال: ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن محمد القرشي ويزيد بن أبي حبيب، ابن خزيمة (643) قال حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري قال: حدثنا ابن وهب، عن الليث ابن سعد، عن يزيد بن محمد القرشي، ويزيد بن أبي حبيب وفي (652) قال: حدثنا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري قال:حدثنا شعيب حدثنا شعيب، يعني بن يحيى التجيبي. قال: حدثنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب. ثلاثتهم - سعيد بن أبي هلال، ويزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد - عن محمد بن عمرو بن حلحلة. كلاهما - عبد الحميد بن جعفر، ومحمد بن عمرو بن حلحلة - عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره. الحديث: 3386 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 3387 - (ط) وهب بن كيسان «أن جابراً كان يُعَلِّمهم التكبيرَ في الصلاة، قال: فكانَ يأمُرنا أَن نُكَبِّر كلما خفَضْنا ورفعْنا» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 77 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (166) قال: عن أبي نعيم وهب بن كيسان، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/233) : وهب بن كيسان ثقة روى له الجميع. الحديث: 3387 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 3388 - (م د س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - «أنه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رفع يديه حين دخل في الصلاة كبَّر - وصف همَّام - أحدُ الرواة - حِيال أُذُنَيه - ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما، ثم كبَّر فركع، فلما قال: سمع الله لمن حمده رفعَ يديه، فلما سجدَ، سجد بين كَفَّيه» . أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حين افتتح الصلاة رفع يديه حِيالَ أُذُنيه، قال: ثم أتيت المدينة بعدف فرأيتُهم يرفعون أيديَهم [ص: 306] إلى صدورهم في افتتاح الصلاة، وعليهم برَانِسُ وأكسيَة، وفي أخرى، قال: أتيتُ رسولَ - صلى الله عليه وسلم- في الشتاء، فرأيت أصحابه يرفعون أيديَهم في ثيابهم في الصلاة» . وفي أخرى، قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «فكان إذا كبَّر رفع يديه، ثم التحف، ثم أخذ شماله بيمينه، وأدخل يديه في ثوبه، فإذا أراد أن يركع، أخرج يديه، ثم رفعهما، وإذا أراد أن يرفعَ رأسه من الركوع رفع يديه، ثم سجد، ووضع وجهه بين كفَّيه، حتى فرغ من صلاته» قال محمد - وهو ابن جُحادة - فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن فقال: هي صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فعله من فعله، وتركه من تركه وفي أخرى: «أنه أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم- حين قام إلى الصلاة: رفع يديه، حتى كانت بِحيال مَنْكبيه، وحاذى بإبهاميه أُذُنيه، ثم كبر» . وفي أخرى أنه «رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه مع التكبير» . وفي أخرى «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يرفع إبهاميه في الصلاة إلى شحمةِ أُذُنيه» . وفي رواية النسائي، قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرأيته يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، حتى يحاذيَ مَنْكبيه، وإذا أراد أن يركع، وإذا جلس في الركعتين أضجع اليسرى ونصب اليمنى، ووضع يدَه اليمنى على فخذه اليمنى، ونصب إصبعه للدعاء، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى. قال: ثم أَتيتُهم من قابِل، فرأيتُهم يرفعون أيديَهم في البرانس» . وفي أخرى مثله، وزاد فيه بعد قوله: «فَخِذِه اليمنى» . «وعقد ثنتين: الوسطى والإبهام [ص: 307] وأشار» ولم يذكر مجيئه إليهم من قابل. وفي أخرى، قال: «صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فرأيته يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، هكذا، وأشار قيس إلى نحو الأذنين» . وفي أخرى قال: «قدمت المدينة، فقلت: لأنظُرَنَّ إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فكبَّر، ورفع يديه، حتى رأيت إبهاميه قريباً من أذنيه، فلما أراد أنْ يركعَ كبر، ورفع يديه، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده، ثم كبر وسجد، فكانت يداه من أذنيه على الموضع الذي استقبل بهما الصلاة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِيَال) : حيال الشيء وحذوه بمعنى.   (1) رواه مسلم رقم (401) في الصلاة، باب وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام، وأبو داود رقم (723) و (724) و (725) و (726) و (727) و (728) و (729) و (736) و (737) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والنسائي 2 / 194 في الافتتاح، باب رفع اليدين عند الرفع من الركوع، وباب مكان اليدين من السجود، وباب موضع اليدين عند الجلوس للتشهد الأول و 3 / 34 و 35، في السهو، باب صفة الجلوس في الركعة التي يقضي فيها الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن كليب بن شهاب، عن وائل بن حُجر. قال: «قلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يصلي. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستقبل القبلة، فرفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم أخذ شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، ووضع يديه على ركبته، فلما رفع رأسه من الركوع رفعهما مثل ذلك، فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من يديه، ثم جلس، فافترش رجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحدَّ مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض ثنتين، وحلق، ورأيته يقول هكذا - وأشار بشر بالسبابة من اليمنى - وحلق الإبهام والوسطى» . أخرجه الحميدي (855) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/316) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/316) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (4/316) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/317) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وفي (4/317) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (4/318) قال: حدثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم. قالا: حدثنا سفيان. وفي (4/318) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا زائدة. وفي (4/318) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. قال: حدثني سفيان. وفي (4/318) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا زهير بن معاوية. وفي (4/319) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/319) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1364) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة ابن قدامة. والبخاري في رفع اليدين (26) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. وفي (30) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أنبأنا عبد الله. قال: أنبأنا زائدة بن قدامة. وفي (71) قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا ابن إدريس الكوفي. وأبو داود (726 و 957) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (727) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا زائدة. وابن ماجة (810 و 912) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (810 و 867) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير. قال: حدثنا بشر بن المفضل. والترمذي (292) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والنسائي (2/622) و (3/37) . وفي الكبرى (873 و 1100) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن زائدة. وفي (2/211) . وفي الكبرى (602) قال: أخبرني أحمد بن ناصح. قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (2/236) . وفي الكبرى (659) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/34) . وفي الكبرى (1095) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/35) . وفي الكبرى (1096) قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون الرقي. قال: حدثنا محمد، وهو ابن يوسف الفريابي. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/35) . وفي الكبرى (1097) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: أنبأنا بشر بن المفضل. وابن خزيمة (477 و 641 و 690 و 713) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (478 و 713) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (479) قال: حدثنا أبو موسى. قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا سفيان. وفي (480 و 714) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وفي (691) قال: حدثنا المخزومي. قال: حدثنا سفيان. وفي (697) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (698) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا شعبة. وفي (713) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن إدريس. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان. عشرتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعبد الواحد بن زياد، وشعبة، وعبد العزيز بن مسلم، وزائدة ابن قدامة، وزهير، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل - عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره. - الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة، - في رواية أسود بن عامر، عن زهير عند أحمد (4/318) زاد في آخره: (قال زهير. قال عاصم: وحدثني عبد الجبار، عن بعض أهله، أن وائلا قال: أتيته مرة أخرى وعلى الناس ثياب فيها البرانس وفيها الأكسية فرأيتهم يقولون هكذا تحت الثياب) . - وأخرجه أبو داود (728) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر. قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أدنيه. قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم في افتتاح الصلاة وعليهم برانس وأكسية» . - وأخرجه ابن خزيمة (457) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان، عن عاصم ابن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال: «صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس» . - وعن علقمة بن وائل ومولى لهم، عن وائل بن حجر: «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حين دخل في الصلاة، كبر - وصف همام حيال أذنيه - ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما، ثم كبر فركع. فلما قال: سمع الله لمن حمده. رفع يديه، فلما سجد سجد بين كفيه» . أخرجه أحمد (4/317) . ومسلم (2/13) قال: حدثنا زهير بن حرب. وابن خزيمة (906) قال: حدثناه محمد بن يحيى. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير، ومحمد بن يحيى - عن عفان بن مسلم. قال: حدثنا همام بن يحيى. قال: حدثنا محمد بن جحادة. قال: حدثني عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل ومولى لهم أنهما حدثاه، فذكراه. - وأخرجه أبو داود (723) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. وابن خزيمة (905) قال: حدثنا عمران ابن موسى القزاز. كلاهما - عبيد الله، وعمران - عن عبد الوارث بن سعيد. قال: حدثنا محمد بن جحادة، قال: حدثني عبد الجبار بن وائل بن حُجْر. قال: كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي. قال: فحدثني وائل بن علقمة، عن أبي، وائل بن حجر، فذكره. - قال أبو بكر بن خزيمة: هذا - علقمة بن وائل - لاشك فيه. لعل عبد الوارث أو من دونه شك في اسمه. - وأخرجه أبو داود (736 و 839) قال: حدثنا محمد بن معمر. قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه؛ «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه وكبر، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يرفع. قال هكذا، بثوبه وأخرج يديه ثم رفعهما وكبر وركع، فلما أراد أن يسجد، وقعت ركبتاه على الأرض قبل كفيه، فلما سجد وضع جبهته بين كفيه، وجافى عن إبطيه» . قال همام: وأكبر علمي أن في حديث محمد بن جحادة «فإذا نهض، نهض على ركبتيه، واعتمد على فخذيه» . قال حجاج: وقال همام: وحدثنا شقيق. قال: حدثني عاصم بن كليب عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا. - عن كُليب بن شهاب، عن وائل بن حجر قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد، وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض، رفع يديه قبل ركبتيه» . أخرجه الدارمي (1326) . وأبو داود (838) قال: حدثنا الحسن بن علي وحسين بن عيسى. وابن ماجة (882) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. والترمذي (268) قال: حدثنا سلمة بن شبيب وأحمد بن إبراهيم الدورقي والحسن بن علي الحلواني وعبد الله بن منير. وغير واحد. والنسائي (2/206) وفي الكبرى (589) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى القومسي البسطامي. وفي (2/234) والكبرى (653) قال: أخبرنا إسحاق ابن منصور. وابن خزيمة (626 و 629) قال: حدثنا علي بن مسلم وأحمد بن سنان ومحمد بن يحيى ورجاء بن محمد العذري. جميعهم - عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، والحسن بن علي، وحسين بن عيسى، وسلمة بن شبيب، وأحمد بن إبراهيم، وعبد الله بن منير، وإسحاق بن منصور، وعلي بن مسلم، وأحمد بن سنان، ومحمد بن يحيى، ورجاء بن محمد - عن يزيد بن هارون، عن شريك بن عبد الله، عن عاصم بن كليب عن أبيه، فذكره. الحديث: 3388 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 3389 - (خ) سعيد بن الحارث بن المعلى قال: «صلى لنا أبو سعيد الخدري، فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع من الركعتين، وقال: هكذا رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 250 في صفة الصلاة، باب يكبر وهو ينهض من السجدتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/18) قال: ثنا أبو عامر. والبخاري (1/209) قال: ثنا يحيى بن صالح. وابن خزيمة (580) قال: ثنا محمد بن معمر، قال: ثنا أبو عامر. كلاهما - أبو عامر، ويحيى - عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، فذكره. الحديث: 3389 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 307 3390 - (خ م د س) مطرف بن عبد الله قال: صليتُ خَلْف علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنا وعمران بن حصين، فكان إذا سجد كبَّر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما قضى الصلاة أخذ عمران بيدي، فقال: «ذكَّرَني هذا صلاةَ محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولقد صلى بنا صلاة محمد» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود. وفي رواية النسائي، قال: «صلى عليٌّ، فكان يُكبِّر في كل خَفْض ورَفْع، يُتِمَّ الركوع، فقال عمران: لقد ذكرني هذا صلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 250 في صفة الصلاة، باب يكبر وهو ينهض من السجدتين، وباب إتمام التكبير في الركوع، وباب إتمام التكبير في السجود، ومسلم رقم (393) في الصلاة، باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع، وأبو داود رقم (835) في الصلاة، باب إتمام التكبير، والنسائي 3 / 2 في السهو، باب التكبير إذا قام من الركعتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/428) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن غيلان بن جرير. (ح) وعبد الوهاب، عن صاحب له، عن غيلان بن جرير. وفي (4/429) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة وغير واحد. وفي (4/432) قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد، عن رجل. وفي (4/440 و444) قال: حدثنا سليمان بن حرب وحسن بن موسى قالا: حدثنا حماد بن زيد.، قال:حدثنا غيلان بن جرير. والبخاري (1/199) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد، عن الجريري، عن أبي العلاء. وفي (1/199) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد، عن غيلان بن جرير. وفي (1/209) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا غيلان بن جرير. ومسلم (2/8) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وخلف بن هشام. جميعا عن حماد، - قال يحيى: أخبرنا حماد ابن زيد - عن غيلان. وأبو داود (835) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن غيلان بن جرير. والنسائي (2/204) وفي الكبرى (582) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد، عن غيلان بن جرير. وفي (3/2) . وفي الكبرى (1012) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا غيلان بن جرير. وابن خزيمة (581) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة، عن سعيد، عن خالد - يعني الحذاء - عن غيلان بن جرير. جميعهم - غيلان، وقتادة، وغير واحد، ورجل، وأبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير - عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره. الحديث: 3390 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 308 3391 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبَّر، ورفع يديه حَذْوَ منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته، وإذا أراد أن يركع ويصنعه إذا رفع من الركوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك، وكبَّر» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (744) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- وأخرجه أحمد (1/93) (717) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي الزناد - وفي 1/119 (960) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. والبخاري في رفع اليدين (1 و 9) قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. وأبو داود (744 و 761) قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وابن ماجه (864) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا سليمان بن داود أبو أيوب الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (1054) قال: حدثنا علي بن عمرو الأنصاري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج. والترمذي 3423 قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وابن خزيمة (464 و 584 و 673) قال: حدثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر بن سابق الخولاني، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي الزناد. وفي (584) قال: حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (607) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز. قالا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج. كلاهما - عبد الرحمن بن أبي الزناد، وابن جريج - عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل. 3- وأخرجه أحمد (1/102) (803) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/103) (804) قال: حدثنا حجين. والدارمي (1241 و 1320) قال أخبرنا يحيى بن حسان. ومسلم (2/186) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا أبو النضر. وأبو داود (760 و 1509) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والترمذي (266) ، قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (2/129 و 192 و 220) وفي الكبرى (550 و 624 و 881) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (462 و 612 و 743) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج بن منهال، وأبو صالح كاتب الليث. وفي (612) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: أخبرنا حجين بن المثنى أبو عمر. ثمانيتهم - هاشم أبو النضر، وحجين ويحيى بن حسان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ، وأبو داود، وحجاج، وأبو صالح - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة. 4- وأخرجه أحمد (1/103) (805) قال: حدثنا حجين، قال: حدثنا عبد العزيز، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي. 5- وأخرجه مسلم (2/185) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. والترمذي (3421) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. وابن خزيمة (723) قال: حدثنا بحر بن نصر، قال: حدثنا يحيى - يعني ابن حسان - ثلاثتهم - محمد بن أبي بكر، ومحمد بن عبد الملك، ويحيى بن حسان - عن يوسف بن يعقوب الماجشون عن أبيه. 6- وأخرجه الترمذي (3422) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ويوسف بن الماجشون. قال عبد العزيز: حدثني عمي. وقال يوسف: أخبرني أبي. كلاهما - عبد الله بن الفضل، ويعقوب الماجشون - عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع فذكره. الحديث: 3391 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 308 3392 - (خ م د س) أبو قلابة «أنه رأى مالك بن الحويرث [ص: 309] رضي الله عنه إذا صلى كبَّر، ورفع يديه، فإذا أراد أن يركعَ رفع يديه، [وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه] ، وحدَّثَ: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل هكذا» . وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا كبَّر رفع يديه، حتى يحاذِيَ بهما أُذُنيه، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذيَ بهما أُذُنيه، وإذا رفع رأسه من الركوع، فقال: سمع الله لمن حمده، فعل مثل ذلك» وفي رواية «حتى يحاذيَ بهما فروعَ أذنيه» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود والنسائي مختصراً، قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه إذا كبر، وإذا رفع رأسه من الركوع، حتى يبلغَ بهما فروع أُذُنيه» . وفي أخرى للنسائي مثله، وزاد: «وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من سجوده» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فُرُوع أذنيه) : فروع الأذن: أعلاها، وفرع كل شيء: أعلاه.   (1) رواه البخاري 2 / 183 في صفة الصلاة، باب رفع اليدين إذا كبر وإذا رفع، ومسلم رقم (391) في الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام والركوع، وأبو داود رقم (745) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والنسائي 2 / 182 في الافتتاح، باب رفع اليدين للركوع حذاء فروع الأذنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/436) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (3/437) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/53) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري في (رفع اليدين) (65) قال: حدثنا خليفة بن خياط، قال: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (2/7) قال: حدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي (2/123) وفي الكبرى (865) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية. وفي (2/182) وفي الكبرى (1006) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل. وفي (2/194) وفي الكبرى (556) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. وفي (2/206) وفي الكبرى (586) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. خمستهم - محمد بن أبي عدي، ومحمد بن جعفر، وإسماعيل (ابن علية) ، ويزيد، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة. 2- وأخرجه أحمد (5/53) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1254) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري في (رفع اليدين) (7) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، وسليمان بن حرب وفي (98) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وأبو داود (745) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/122) وفي الكبرى (864) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي (2/205) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. سبعتهم - يحيى، وأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، وسليمان، وآدم، وحفص، وخالد، وابن أبي عدي - عن شعبة. 3- وأخرجه أحمد (5/53) قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر. وابن ماجة (859) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، والنسائي (2/206و 231) وفي الكبرى (587 و642) قال: أخبرنا محمد بن مثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام أربعتهم - عبد الصمد، أبو عامر، يزيد بن معاذ - عن هشام. 4- وأخرجه أحمد (5/53) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. 5- وأخرجه البخاري في (رفع اليدين) (53) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. 6- وأخرجه مسلم (2/7) قال: حدثني أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا أبو عوانة. ستتهم - سعيد، وشعبة، وهشام، وهمام، وحماد، وأبو عوانة - عن قتادة، قال: سمعت نصر بن عاصم، فذكره. الحديث: 3392 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 308 3393 - (س) عبد الرحمن بن الأصم: قال: «سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن التكبير في الصلاة؟ فقال: يُكبِّر إذا ركع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود، وإذا قام من الركعتين، فقال له حُطَيْم (1) : [ص: 310] عمَّن تحفظ هذا؟ قال: عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وعمر ثم سكت فقال له حطيم: وعثمان؟ قال له: وعثمان» . أخرجه النسائي (2) .   (1) وفي " شرح السيوطي على سنن النسائي ": حطيم، بضم الحاء و [فتح] الطاء، المهملتين: شيخ كان يجالس أنس بن مالك. (2) 3 / 2 في السهو، باب التكبير إذا قام من الركعتين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/251 و 257) قال: حدثنا عفان. والنسائي (3/2) وفي الكبرى (1011) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، كلاهما - عفان، وقتيبة - قالا: حدثنا أبو عوانة. 2- وأخرجه أحمد (3/262) قال: حدثنا يحيى، وفي (3/132) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (3/179) قال حدثنا وكيع، وفي (3/262) قال: حدثنا أبو نعيم أربعتهم عن سفيان. كلاهما - أبو عوانة، وسفيان - عن عبد الرحمن الأصم فذكره. الحديث: 3393 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 309 3394 - (خ) عكرمة قال: «رأيت رجلاً عند المقام يكبِّر في كل خفض ورفع، وإذا قام، وإذا وضع، فأخبرتُ ابن عباس، فقال: أوَلَيْس تلك صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟» . وفي رواية: قال: «صليت خلف شيخ بمكة، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة. فقلت لابن عباس: إنه أحمق. فقال ثكلتك أمك، سُنَّةُ أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثنتين وعشرين) : هذا العدد الذي ذكره - وهو اثنتان وعشرون تكبيرة - إنما يكون في الصلاة الرباعية، كالظهر والعصر والعشاء، بإضافة تكبيرة الإحرام، وتكبيرة القيام من التشهد الأول.   (1) 2 / 225 في صفة الصلاة، باب التكبير إذا قام من السجود، وباب إتمام التكبير في السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/218) (1886) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. وفي (1/292) (2656) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (1/339) (3140) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/351) (3294) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة. والبخاري (1/199) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: أخبرنا همام. وقال موسى: حدثنا أبان. وابن خزيمة (582) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - كلاهما عن سعيد. أربعتهم - سعيد، وهمام، وشعبة، وأبان - عن قتادة. 2- وأخرجه أحمد (1/250) (2257) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني الدباغ- عن عبد الله الدَّاناج. 3- وأخرجه أحمد (1/327) (3016) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (1/335) (3101) قال: حدثنا عبد الصمد. كلاهما - أبو سعيد، وعبد الصمد - قالا: حدثنا عمر بن فروخ قال: حدثني حبيب- يعني ابن الزبير. 4- وأخرجه البخاري (1/199) قال: حدثنا عمرو بن عون. وابن خزيمة (577) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. كلاهما - عمرو، ويعقوب - قالا: حدثنا هشيم، عن أبي بشر. أربعتهم - قتادة، وعبد الله، وحبيب، وأبو بشر - عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3394 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 310 3395 - (ط) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يكبِّر في الصلاة كلما خفض ورفعَ، فلم تزل تِلكَ صلاته - صلى الله عليه وسلم- حتى لقي الله» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 76 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وهو مرسل صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/230) قال الزرقاني: «قال ابن عبد البر: لا أعلم خلافا بين رواة الموطأ في إرسال هذا الحديث. رواه عبد الوهاب بن عطاء عن مالك عن ابن شهاب عن علي عن أبيه موصلا، ورواه عبد الرحمن بن خالد بن نجيح عن أبيه عن مالك عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب، ولا يصح فيه إلا ما في الموطأ مرسل، وأخطأ فيه محمد بن مصعب فرواه عن مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه ولا يصح فيه هذا الإسناد والصواب عندهم ما في الموطأ» . الحديث: 3395 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 310 3396 - (ط) سليمان بن يسار: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه في الصلاة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 76 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وهو مرسل صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/231) عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار فذكره. قال الزرقاني: «رواه شعبة عن يحيى بن سعيد عن سليمان كذلك مرسلا بلفظ: كان يرفع يديه إذا كبر لافتتاح الصلاة وإذا رفع رأسه من الركوع» . الحديث: 3396 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 311 3397 - (د س) النضر بن كثير السعدي قال: «صلى إلى جنبي عبد الله بن طاوس في مسجد الخيف، فكان إذا سجد السجدة الأولى فرفع رأسه منها، رفع يديه تِلْقاءَ وجهه، فأنكرتُ ذلك، فقلت لوهيب بن خالد فقال وهيب: تصنع شيئاً لم نَرَ أحداً يصنعه؟ فقال ابن طاوس: رأيتُ أبي يصنعه، وقال أبي رأيت ابن عباس يصنعه، ولا أعلم إلا أنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يصنعُه» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (740) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والنسائي 2 / 232 في الافتتاح، باب رفع اليدين بين السجدتين تلقاء الوجه، والنضر بن كثير السعدي ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (740) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن أبان. والنسائي (2/232) وفي الكبرى (645) قال: أخبرنا موسى بن عبد الله بن موسى البصري. ثلاثتهم - قتيبة، ومحمد، وموسى - قالوا: حدثنا النضر بن كثير فذكره. الحديث: 3397 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 311 3398 - (د) ميمون المكي «أنه رأى عبد الله بن الزبير - وصلى بهم - يُشِير بكفَّيه حين يقومُ، وحين يركع، وحين يسجد، وحين ينهض للقيام، فيقوم فيشير بيديه، قال: فانطلقت إلى ابن عباس، فقلت: إني رأيت ابن الزبير صلى صلاة لم أرَ أحداً يُصلِّيها، ووصفتُ له هذه الإشارة، فقال: إن أحببتَ أَن تنظر إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاقتدِ بصلاة عبد الله بن الزبير» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (739) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وميمون المكي مجهول، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/255) (2308) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (1/289) (2627) قال: حدثنا موسى بن داود. وأبو داود (739) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - قتيبة، وموسى - عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة أبي هبيرة، عن ميمون المكي، فذكره. الحديث: 3398 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 311 الفرع الثاني: في القيام والقعود ، و وضع اليدين والرجلين القيام والقعود 3399 - (خ د ت س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: «كانت بي بَواسيرُ، فسألت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة؟ فقال: صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنْب» . وفي رواية «أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الرجل قاعداً؟ قال: إن صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد» . أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي، إلا أنه لم يذكر البواسير، وقال: «سألته عن صلاة المريض» . ولأبي داود في أخرى: «أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الرجل قاعداً؟ قال: صلاتُه قائماً أفضل من صلاته قاعداً، وصلاته قاعداً على النصف من صلاته قائماً» . وله في أخرى، قال: «كان بي النَّاصُور، فسأَلتُ النبي - صلى الله عليه وسلم-؟ وذكر مثل الرواية الأولى. وللبخاري عن عمران بن حصين - وكان مَبْسوراً «سألتُ رسول الله [ص: 313] صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الرجل قائماً؟ ... » الحديث وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مبسوراً) : المبسور: هو الذي به بواسير، وقد أفصح به في الرواية الأخرى، قال: «كانت بي بواسير» . (وصلاته نائماً) : قال الخطابي: قوله: «وصلاته نائماً» لا أعلم أني سمعته إلا في هذا الحديث، ولا أحفظ عن أحد من أهل العلم أنه رخص في صلاة التطوع نائماً، كما رخصوا فيها قاعداً، فإن صحت هذه اللفظة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن من بعض الرواة من أدرجه في الحديث وقاسه على صلاة القاعد، وصلاة المريض إذا لم يقدر على القعود، فتكون صلاة المتطوع القادر نائماً جائزة. والله أعلم.   (1) رواه البخاري 2 / 482 في تقصير الصلاة، باب صلاة القاعد بالإيماء، وباب صلاة القاعد، وباب إذا لم يطق قاعداً صلى على جنب، وأبو داود رقم (951) و (952) في الصلاة، باب في صلاة القاعد، والترمذي رقم (372) في الصلاة، باب ما جاء أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم، والنسائي 3 / 223 و 224 في قيام الليل، باب فضل صلاة القاعد على صلاة النائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 4/426 قال: حدثنا وكيع. والبخاري (2/60) قال: حدثنا عبدان، عن عبد الله. وأبو داود (952) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1223) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (372) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (979 و 1250) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا محمد بن عيسى، قال: أخبرنا ابن المبارك. كلاهما - وكيع، وعبد الله بن المبارك - عن إبراهيم بن طهمان، قال: حدثني الحسين المعلم، عن ابن بريدة، فذكره. الحديث: 3399 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 312 3400 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها - قال عبد الله بن شقيق: «قلت لعائشة: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي وهو قاعد؟ قالت: نعم بعدما حطَمَهُ الناس» . وفي أخرى، قالت: «لما بدَّنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 314] وثقلَ، كان أكثر صلاته جالساً» . وفي أخرى «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يمتْ حتى كان كثير من صلاته وهو جالس» . وفي أخرى قال علقمة بن وقاص «قلت لعائشة كيف كان يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الركعتين وهو جالس؟» قالت: «كان يقرأ فيهما، فإذا أراد أن يركع قام فركع» . وفي أخرى، قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ وهو قاعد، فإذا أراد أن يركع: قام قدر ما يقرأُ إنسان أربعين آية» . هذه روايات مسلم. وله وللبخاري عن عروة «أن عائشة أخبرته: أنها لم ترَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة الليل قاعداً قطُّ، حتى أسَنَّ فكان يقرأ قاعداً، حتى إذا أراد أن يركع: قام فقرأ نحواً من ثلاثين أو أربعين آية، ثم ركع» . وفي أخرى، قالت: «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في شيء من صلاة الليل جالساً، حتى إذا كبر قرأ جالساً، حتى إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية، قام فقرأهنَّ، ثم ركع» . وفي أخرى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي جالساً، فيقرأُ وهو جالس، فإذا بقي عليه من قراءته نحو من ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأها وهو قائم ثم ركع، ثم سجد، ففعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فإذا قضى صلاته، فإن كنتُ يقْظَى تحدّثَ معي، وإن كنت نائمة اضطجع» . وأخرج الموطأ هذه الرواية الآخرة. وأخرج أبو داود الرواية الأولى والرواية الآخرة، وأخرج الترمذي الرواية الآخرة. وانتهت رواية الموطأ [ص: 315] وأبي داود والترمذي في الآخرة: إلى قوله: «مثل ذلك» . وللترمذي ولأبي داود والنسائي، قال: «سألتُها عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن تطوعه؟ قالت: كان يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً قاعداً، فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قإئم، وإذا قرأ وهو جالس ركع وسجد وهو جالس» . وأخرج النسائي الرواية الأولى، والرواية الآخرة إلى قوله: «مثل ذلك» والرواية الثالثة. وله في أخرى، قالت: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلي متربِّعاً» . قال النسائي: ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَطَمَه الناس) : يقال: حطم فلاناً أهله: إذا كبر فيهم، كأنه بما حمَّلوه من أثقالهم صيروه شيخاً محطوماً: أي منكسراً لضعفه. (بدَّن) : الرجل - بتشديد الدال وفتحها - إذا كبر بتخفيفها، وبضمها: إذا سمن.   (1) رواه البخاري 2 / 485 في تقصير الصلاة، باب إذا صلى قاعداً ثم صح أو وجد خفة، وفي التهجد، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره، ومسلم رقم (731) و (732) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً، والموطأ 1 / 137 و 138 في صلاة الجماعة، باب ما جاء في صلاة القاعد في النافلة، وأبو داود رقم (953) و (954) و (955) و (956) في الصلاة، باب في صلاة القاعد، والترمذي رقم (374) و (375) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يتطوع جالساً، والنسائي 3 / 219 - 224 في قيام الليل، باب كيف يفعل إذا افتتاح الصلاة قائماً، وباب كيف صلاة القاعد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا كهمس. (ح) ويزيد وأبو عبد الرحمن المقرئ، عن كهمس. وفي (6/218) قال: حدثنا إسماعيل ويزيد، المعنى. قال: أخبرنا الجريري. ومسلم (2/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد بن زريع، عن سعيد الجريري. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا كهمس. وأبو داود (956) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا كهمس بن الحسن. والنسائي (3/223) قال: أخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد بن زريع. قال: أنبأنا الجريري. وابن خزيمة (539) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا كهمس. وفي (1241) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا كهمس. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن علية، عن الجريري. كلاهما - كهمس، وسعيد الجريري - عن عبد الله بن شقيق، فذكره. الحديث: 3400 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 313 3401 - (س) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «ما قُبضَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى كان أكثرُ صلاته جالساً، إلا المكتوبة - وفي رواية: إلا الفريضة - وكان أحبُّ العمل إليه أدْوَمَه وإن قلَّ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 222 في قيام الليل، باب صلاة القاعد في النافلة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/297) قال: حدثنا أبو قطن. والنسائي (3/222) وفي الكبرى (1267) قال: أخبرنا سليمان بن سلم البلخي. قال: حدثنا النضر. كلاهما - أبو قطن، والنضر - عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الأسود، فذكره. الحديث: 3401 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 316 3402 - (م ط ت س) حفصة - رضي الله عنها -: قالت: «ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى في سُبْحَتِه قاعداً حتى كان قبل وفاته بعام، فكان يصلي في سبحته قاعداً، وكان يقرأ بالسورة فيُرَتِّلُها، حتى تكونَ أطول من أطولَ منها» . وفي رواية نحوه، إلا أنه قال: «بعام أو عامين» . أخرجه مسلم والموطأ والترمذي والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سُبْحَتَه) : السبحة: الصلاة مطلقاً، وقد ترد في مواضع بمعنى النافلة خاصة كهذا الموضع، وإنها بالنافلة أخص، فإن الفريضة قال: كان فيها تسبيح أيضاً - ولكن تسبيح الفريضة فيها نافلة أيضاً، فجُعِل اسم صلاة النافلة كلها سُبْحَة. (ترتيلها) : ترتيل القراءة: تبيينها، وترك العجلة فيها.   (1) رواه مسلم رقم (733) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً، والموطأ 1 / 137 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة القائم على صلاة القاعد، والترمذي رقم (373) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يتطوع جالساً، والنسائي 2 / 223 في قيام الليل، باب صلاة القاعد في النافلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ صفحة (104) . وأحمد (6/285) قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا مالك بن أنس (ح) وعبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. والدارمي (392) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث قال: حدثني يونس وفي (1393) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا إسحاق ابن إبراهيم وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. والترمذي (373) وفي الشمائل (281) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن قال: حدثنا مالك. والنسائي (3/223) ، وفي الكبرى (1285) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك. وابن خزيمة (1242) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه (ح) ، وحدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك. ثلاثتهم - مالك، ومعمر، ويونس - عن ابن شهاب الزهري عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة. وأخرجه أحمد (6/285) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. قال: قال ابن شهاب، وأخبرني عطاء بن يزيد أن المطلب بن أبي وداعة أخبره أن حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته قالت: ما رأيت رسول الله يصلي جالسا حتى كان قبل وفاته بعام أو عامين. الحديث: 3402 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 316 3403 - (م ط د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما [ص: 317] : قال: «حُدِّثتُ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: صلاةُ الرجل قاعداً نصف الصلاة، قال: فأتيته فوجدته يصلي جالساً، فوضعت يدي على رأسه - وفي رواية: فوضعت يدي على رأسي - فقال: مالك يا عبد الله بن عمرو؟ قلت: حُدِّثتُ يا رسول الله أنك قلتَ: صلاة الرجل قاعداً على نصف الصلاة، وأنت تصلي قاعداً - وفي رواية على النصف من صلاة القائم؟ قال: أجل ولكني لست كأحدٍ منكم» . أخرجه مسلم وأبو داود، وأخرجه النسائي أخصر من هذا. وفي رواية الموطأ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة أحدِكم وهو قاعد مثلُ نصف صلاته وهو قائم» . وفي أخرى له، قال: «لما قدمنا المدينة نالنا وباء من وَعكِها شديد، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهم يصلون في سُبْحَتِهِم قعوداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: صلاة القاعد مثلُ نصف صلاة القائم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وباء) : الوباء: هو الداء العام الذي يشترك فيه أكثر الخلق. (وعكها) : الوعك: ألم المريض وأذاه، وما ينال المحموم عقيب الحمى من الضعف والألم.   (1) رواه مسلم رقم (735) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً، والموطأ 1 / 136 و 137 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة القائم على صلاة القاعد، وأبو داود رقم (950) في الصلاة، باب في صلاة القاعد، والنسائي 3 / 223 في قيام الليل، باب فضل صلاة القائم على صلاة القاعد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/162) (6512) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/192) (6803) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: قال شعبة. وفي (2/201) (6883) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/203) (6894) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (1391) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا جعفر، هو ابن الحارث. ومسلم (2/165) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن محمد بن جعفر، عن شعبة (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (950) قال: حدثنا محمد بن قدامة بن أعين، قال: حدثنا جرير. والنسائي (3/223) . وفي الكبرى (1270) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وابن خزيمة (1237) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجعفر بن الحارث، وجرير بن عبد الحميد - كلاهما - وكيع، وأبو نعيم - عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي موسى فذكره، وفي رواية وكيع (عن شيخ يكنى أبا موسى) في رواية وكيع قال سفيان أراه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. الحديث: 3403 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 316 3404 - (م) بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لم يَمُتْ حتى صلى قاعداً» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (744) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/165) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن سماك فذكره. الحديث: 3404 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 318 3405 - () محارب بن دثار قال: نضر حذيفةُ رضي الله عنه إلى رجل في المسجد يصلِّي، ولا يقيم ظهره، فلما فرغ قال له: أيألَمُ ظهرُك؟ قال: «لا قال: إنك لو مُتَّ على حالك هذه مُتَّ مخالفاً لسُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه البخاري 2 / 227 و 228 في صفة الصلاة، باب إذا لم يتم الركوع عن زيد بن وهب قال: رأى حذيفة رجلاً لا يتم الركوع والسجود، فقال: ما صليت؟ ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمداً صلى الله عليه وسلم، ورواه البخاري أيضاً في صفة الصلاة، باب إذا لم يتم السجود، عن أبي وائل عن حذيفة أنه رأى رجلاً لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته قال له حذيفة: ما صليت؟ قال: وأحسبه قال: لو مت مت على غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ في " الفتح ": واستدل به على وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود، وعلى أن الإخلال بها مبطل للصلاة ... الخ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/321) حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت زيد ابن وهب قال: فذكره. الحديث: 3405 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 318 وضع اليدين والرجلين 3406 - (خ ط) أبو حازم بن دينار قال: قال سهل سعد: «كان الناسُ يؤمرُون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذِراعيه اليسرى في الصلاة. قال أبو حازم: لا أعْلَمُه إلا يَنْمي ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي [ص: 319] رواية [قال إسماعيل] : «إلا ويُنْمَى ذلك، ولم يقل: يَنْمِي (1) » . أخرجه البخاري والموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنْمي) : نميت الحديث أنميه: إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير، وكل شيء نَمَيته فقد رفعته. فإذا أردته على وجه الفساد قلت: نَمَّيته بالتشديد.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": الأول: بضم أوله وفتح الميم، بلفظ المجهول. والثاني، وهو المنفي: كرواية القعنبي - راويه عن مالك عن أبي حازم - فعلى الأول: الهاء ضمير الشأن فيكون مرسلاً لأن أبا حازم لم يعين من نماه له، وعلى رواية القعنبي: الضمير لسهل شيخه، فهو متصل. وإسماعيل - هذا - هو ابن أبي أويس شيخ البخاري، كما جزم به الحميدي. (2) رواه البخاري 2 / 186 و 187 في صفة الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، والموطأ 1 / 159 في قصر الصلاة، باب وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (117) وأحمد (5/336) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والبخاري (1/188) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. كلاهما - عبد الرحمن، وعبد الله - عن مالك عن أبي حازم بن دينار فذكره. الحديث: 3406 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 318 3407 - (ت) هلب (1) - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يؤمُّنا، فيأخذ شماله بيمينه» أخرجه الترمذي (2) .   (1) هو هلب الطائي. (2) رقم (252) في الصلاة، باب وضع اليمين على الشمائل في الصلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/226) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (5/227) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/227) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (5/227) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. وأبو داود (1041) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (809 و 929) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (252 و 301) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/226) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع،عن سفيان. وفي (226) قال: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا محمد بن جعفر الوركاني. قال: حدثنا شريك. وفي (5/226) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن صبيح. قال: حدثنا شريك. وفي (5/226) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (5/226) قال: حدثنا العباس بن الوليد النرسي وهناد بن السري. قالا: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5/227) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5/227) قال: حدثنا يحيى بن عبد ربه مولى بني هاشم. قال: حدثنا شعبة. خمستهم - سفيان، وشعبة، وزائدة، وأبو الأحوص، وشريك - عن سماك بن حرب، عن قبيصة بن الهلب، فذكره. الحديث: 3407 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 319 3408 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فوضع يده اليمنى على اليسرى» . أخرجه أبو داود. [ص: 320] وفي رواية النسائي، قال: «رآني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد وضعتُ شمالي على يميني في الصلاة، فأخذ بيميني، فوضعها على شمالي» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (755) في الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، والنسائي 2 / 126 في الافتتاح، باب في الإمام إذ رأى الرجل قد وضع شماله على يمينه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (755) قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان. وابن ماجة (811) قال: حدثنا أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم. والنسائي (2/126) وفي الكبرى (872) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن. ثلاثتهم - محمد بن بكار، وأبو إسحاق الهروي، وعبد الرحمن بن مهدي - عن هشيم، عن الحجاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي فذكره. قلت: إسناده صحيح. الحديث: 3408 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 319 3409 - (س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا كان قائماً في الصلاة: قبض بيمينه على شِماله» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 125 و 126 في الافتتاح، باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/316) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا موسى بن عمير العنبري. والنسائي (2/125) وفي الكبرى (871) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن موسى بن عمير العنبري وقيس بن سليم العنبري. كلاهما - موسى، وقيس - قالا: حدثنا علقمة بن وائل، فذكره. - رواية وكيع: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعا يمينه على شماله في الصلاة. الحديث: 3409 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 3410 - (د) أبو جحيفة - رضي الله عنه - أن عليّاً قال: «السُّنَّةُ: وضْعُ الكفِّ على الكفِّ في الصلاة، ويضعهما تحت السرة» أخرجه رزين (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع: أخرجه رزين، ورواه أحمد في " المسند " رقم (875) ، وأبو داود رقم (756) في الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وفي سنده عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو ضعيف، وزياد بن زيد السوائي وهو مجهول، والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد ابن حنبل في " المسند ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (756) قال: حدثنا محمد بن محبوب، قال: حدثنا حفص بن غياث. وعبد الله بن أحمد (1/110) (875) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأسدي «لوين» قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة. كلاهما - حفص، ويحيى - عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن زياد بن زيد السوائي، عن أبي جحيفة، فذكره. الحديث: 3410 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 3411 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «رأى رجلاً يُصلِّي، قد صفَّ بين قدميه، فقال: خالفْت السُّنَّة، لو رَاوَحتَ بينهما كان أفضل» . وفي أخرى، قال: «أخطأَ السُّنَّةَ، لو راَوَحَ بينهما كان أعجبَ إليَّ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 128 في الافتتاح، باب الصف بين القدمين في الصلاة، وفي إسناده انقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه النسائي (2/128) . وفي الكبرى (876) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان بن سعيد الثوري. وفي (2/128) وفي الكبرى (877) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. كلاهما - الثوري، وشعبة - عن ميسرة بن حبيب، قال: سمعت المنهال بن عمرو، يحدث عن أبي عبيدة، فذكره. - قال أبو عبد الرحمن النسائي: لم يسمع أبو عبيدة من أبيه. الحديث: 3411 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 3412 - (د) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: قال: «صفُّ [ص: 321] القدمَينْ، ووَضْعُ اليد على اليد: من السُّنَّةِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (754) في الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة من حديث عبد الله بن الزبير، وقد وقع في أوله: عروة بن الزبير، وهو خطأ مطبعي، وقد وقع كذلك في المطبوع وفي سنده زرعة بن عبد الرحمن لو يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (754) حدثنا نصر بن علي أخبرنا أبو أحمد، عن العلاء بن صالح، عن زرعة بن عبد الرحمن قال: سمعت ابن الزبير يقول: فذكره. الحديث: 3412 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 3413 - (د) إسماعيل بن أمية قال: «سألتُ نافعاً عن الرجل يصلي وهو مُشَبِّك يديه؟ فقال: سمعتُ ابن عمر يقول: تلك صلاة المغضوب عليهم» . أخرجه أبو داود (1) . وزاد رزين (2) : قال: «ورأى ابنُ عمر رجلاً يتَّكِئُ على أَلْيَةِ يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة، فقال له: لا تجلس هكذا، فإن هكذا يجلس الذين يُعذَّبون» .   (1) رقم (993) في الصلاة، باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة، وإسناده صحيح. (2) وهو أيضاً عند أبي داود رقم (994) وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (993) حدثنا بشر بن هلال ثنا عبد الوارث عن إسماعيل بن أمية، فذكره. الحديث: 3413 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 321 الاختصار 3414 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - يرفعه قال: «نهى الرجل أن يصلِّي مختصرَاً» . وفي رواية: «نَهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ... » . وفي أخرى: «نهى عن الخَصرِ في الصلاة» . وفي أخرى: «نهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن الاختصار في الصلاة» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) . [ص: 322] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاختصار) : الاختصار المنهي عنه في الصلاة: هو أن يضع يده على خاصرته، قيل: إنه من فعل اليهود. وقيل: الاختصار: هو أن يأخذ بيده مِخْصَرة، أي عوداً يتكئ عليه في الصلاة.   (1) رواه البخاري 3 / 70 في العمل في الصلاة، باب الخصر في الصلاة، ومسلم رقم (545) في المساجد، باب كراهة الاختصار في الصلاة، وأبو داود رقم (947) في الصلاة، باب الرجل يصلي مختصراً، والترمذي رقم (383) في الصلاة، باب النهي عن الاختصار في الصلاة، والنسائي 2 / 127 في الافتتاح، باب النهي عن التخصر في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/232) قال: حدثنا محمد بن سلمة. وفي (2/290 و 295) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/331) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا أبو جعفر، يعني الرازي. وفي (2/399) قال: حدثنا معاوية. قال: حدثنا زائدة. والدارمي (1435) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا أبو خالد. والبخاري (2/84) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/74) قال: حدثني الحكم بن موسى القنطري قال: حدثنا عبد الله بن المبارك ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد وأبو أسامة. وأبو داود (947) قال: حدثنا يعقوب بن كعب قال: حدثنا محمد بن سلمة. والترمذي (383) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (2/127) . وفي الكبرى (874) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا جرير. ح وأخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (908) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي. قال: حدثنا عبد الأعلى. عشرتهم - محمد بن سلمة، ويزيد بن هارون، وأبو جعفر، وزائدة، وأبو خالد الأحمر، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وأبو أسامة، وجرير، وعبد الأعلى - عن هشام بن حسان. 2- وأخرجه البخاري (2/84) قال: حدثنا أبو النعمان. قال: حدثنا حماد، عن أيوب. كلاهما - هشام، وأيوب - عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 3414 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 321 3415 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: «أنها كانت تكره أن يجعلَ يَده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله» . أخرجه البخاري (1) . وفي رواية ذكرها رزين، قالت: «نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الاختصار في الصلاة وغيرها» .   (1) 6 / 260 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3458) حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة فذكره. قال البخاري: تابعه شعبة عن الأعمش. الحديث: 3415 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 322 3416 - (د س) زياد بن صبيح الحنفي قال: «صلَّيتُ إلي جنب ابن عمر فوضعت يدي على خاصرتي، فلما صلَّى قال: هذا الصَّلْبُ (1) في الصلاة، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عنه» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: «صلَّيتُ إلى جنب ابن عمر، فوضعتُ يدي على خَصري، فقال لي: هكذا ضرَبَه بيده - فلما صلَّيتُ، قلت لرجل: من هذا؟ قال: عبد الله بن عمر، قلت: يا أبا عبد الرحمن، ما راَبَكَ مني؟ قال: إن هذا الصَّلْبُ، وإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهانا عنه» (2) . [ص: 323] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصَّلْب) : المتصلب: هو المختصر، والذي يضع يديه على خاصرتيه، ويُجافي عضديه في القيام، وقيل في المختصر قول آخر: وهو الذي يختصر في القراءة؛ فيقرأ بعض السورة، وفيه بعد، لأن الحديث مسوق في ذكر هيئة القيام في الصلاة، فما للقراءة فيه مدخل.   (1) لأنه يشبه المصلوب. (2) رواه أبو داود رقم (903) في الصلاة، باب في التخصر والاقعاء، والنسائي 2 / 127 في الافتتاح، باب النهي عن التخصر في الصلاة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/30) (4849) قال: حدثنا يزيد وفي (2/106) (5836) قال حدثنا وكيع وأبو داود (903) قال: حدثنا هناد بن السري عن وكيع. والنسائي (2/127) وفي الكبرى (875) قال: أخبرنا حميد بن مسعده عن سفيان بن حبيب. ثلاثتهم - يزيد، ووكيع، وسفيان بن حبيب - عن سعيد بن زياد الشيباني قال: حدثنا زياد بن صبيح الحنفي. فذكره. الحديث: 3416 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 322 3417 - (د) هلال بن يساف قال: «قَدِمتُ الرَّقَّةَ، فقال لي بعض أصحابي: هل لك في رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: غَنيمة، فدفَعْنا إلى وابِصة، فقلت لصاحبي: نبدأُ، فننظر إلى دَلِّه، فإذا عليه قَلَنْسُوة لاطِئَة ذاتُ أُذُنين، وبُرْنُسُ خزٍّ أَغبَرُ، وإذا هو يعتمد على عصاً في صلاته، فقلنا له، بعد أن سلَّمنا، فقال: حدَّثتني أمُّ قيس بنتُ مِحْصن: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما أسَنَّ وحمل اللحم اتَّخذَ عموداً في مُصلاهُ يعتمد عليه» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دَلِّهِ) : الدَّلُّ والهديُّ والسمت بمعنى، والمراد به السكينة والوقار في الهيئة والمنظر. (وبُرْنُس) : البرنس: كان معروف، وكان يلبسه العُبَّاد قديماً.   (1) رقم (948) في الصلاة، باب الرجل يعتمد في الصلاة على عصا، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (344) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/355) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/356) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/356) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. وقال: حدثنا معمر. والبخاري (7/161) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي (7/164) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/165) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (7/166) قال: حدثني محمد. قال: أخبرنا عتاب بن بشير، عن إسحاق. ومسلم (7/24) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (3877) قال: حدثنا مسدد وحامد بن يحيى قالا: حدثنا سفيان. وابن ماجه (3462) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أنبأنا يونس. وفي (3468) قال: حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أنبأنا يونس وابن سمعان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18343) عن قتيبة بن سعيد والحارث بن مسكين، كلاهما عن سفيان. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس. ستتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس، وشعيب بن أبي حمزة، وإسحاق بن راشد، وابن سمعان - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. الحديث: 3417 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 323 الفرع الثالث: في القراءة ، وفيه خمسة أنواع النوع الأول: في البسملة 3418 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (245) في الصلاة، باب من رأى الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (تحفة الأشراف) (6537) عن مسدد. والترمذي (245) قال: حدثنا أحمد بن عبده الضبي. كلاهما - مسدد، وأحمد - عن معتمر بن سليمان، قال: حدثني إسماعيل بن حماد، عن أبي خالد، فذكره. - وقال أبو داود: ضعيف. حديث أبي داود في رواية أبي الطيب بن الأشناني. راجع «تحفة الأشراف» . الحديث: 3418 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 324 3419 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «صلَّيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم» . وفي رواية: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: «أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات، يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك» قال: وقال الأوزاعي عن قتادة: أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدَّثه: أنه قال: «صلَّيتُ خلف النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون: بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة [ص: 325] ولا [في] آخرها» . وأخرج الموطأ والنسائي الرواية الأولى، وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الثانية. وفي أخرى للنسائي، قال: «صلَّيتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمرَ فافتتحوا بالحمد لله رب العالمين» . وفي أخرى، قال: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فلم يُسمِعْنا: بسم الله الرحمن الرحيم» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 188 في صفة الصلاة، باب ما يقول بعد التكبير، ومسلم رقم (399) في الصلاة، باب حجة من قال: لا يجهر بالبسملة، والموطأ 1 / 81 في الصلاة، باب العمل في القراءة، وأبو داود رقم (782) في الصلاة، باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والترمذي رقم (246) في الصلاة، باب ما جاء في افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين، والنسائي 2 / 133 - 135 في الافتتاح، باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، وباب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/176 و 273) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. وفي (3/179 و 275) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/12) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار كلاهما عن غندر. وفي (2/12) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود. وابن خزيمة (494) قال: حدثنا بندار قال حدثنا محمد بن جعفر. وفي (495) قال: حدثنا سلم بن جنادة القرشي. قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، ووكيع، وأبو داود - عن شعبة. 2- وأخرجه عبد بن حميد (1191) قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا محمد بن عبيد الله العرزمي. 3- وأخرجه النسائي (2/135) وفي الكبرى (889) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج قال: حدثني عقبة بن خالد. قال: حدثنا شعبة وابن أبي عروبة. 4- وأخرجه ابن خزيمة (496) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: سمعت سعيد بن أبي عروبة. ثلاثتهم - شعبة، والعرزمي، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة فذكره. في رواية وكيع عن شعبة - وكانوا لا يجهرون - وفي رواية العرزمي - فلم أسمع أحدا منهم يجهر -. الحديث: 3419 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 324 3420 - (ت س) ابن عبد الله بن مغفل - رحمه الله - قال: «سمعني أبي وأنا أقرأُ بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بُنيَّ، محْدَث، إيَّاك والحَدَثَ، قال: ولم أرَ أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان أبغض إليه الحدَثُ في الإسلام - يعني: منه قال: وقد صلَّيتُ مع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ومع أبي بكر، ومع عمر، ومع عثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقولها، فلا تَقُلْها، إذا أنت صلَّيتُ فقل: {الحمد لله رب العالمين} » . أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي، قال: «كان عبد الله بن مغفَّل إذا سمع أحداً يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يقول: صلَّيتُ خلفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخلفَ [ص: 326] أبي بكر، وخلف عمر، فما سمعتُ أحداً منهم يقرأُ: بسم الله الرحمن الرحيم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحدَث) : الأمر الحادث الذي لم تأت به سُنَّة.   (1) رواه الترمذي رقم (244) في الصلاة، باب ما جاء في ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والنسائي 2 / 135 في الافتتاح، باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وابن عبد الله بن مغفل مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/85) قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سعيد بن إياس الجريري. وفي (5/54) قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عثمان بن غياث. وفي (5/55) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب عن أبي مسعود الجريري سعيد بن إياس. والبخاري في القراءة خلف الإمام (116) قال: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا يزيد بن هارون عن الجريري. وفي (130) قال: أنبأنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا الجريري. وابن ماجه (815) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري. والترمذي (244) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا سعيد بن إياس الجريري. والنسائي (2/135) . وفي الكبرى (890) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا عثمان بن غياث. كلاهما - سعيد بن إياس الجريري، وعثمان بن غياث - عن أبي نعامة الحنفي قيس بن عباية، قال: حدثني ابن عبد الله بن مغفل. فذكره. الحديث: 3420 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 325 3421 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا نهض في الركعة الثانية: استفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين، ولم يسْكُتْ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (599) في المساجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن خزيمة (1603) قال: حدثنا الحسن بن نصر المعارك المصري. قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عمارة بن القعقاع. قال: حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. - أخرجه مسلم تعليقا (2/99) قال: حدثت عن يحيى بن حسان ويونس المؤدب وغيرهما. قالوا: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثني عمارة بن القعقاع. قال: حدثنا أبو زرعة. قال: سمعت أبا هريرة، فذكره. الحديث: 3421 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 326 3422 - (م د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يفتتح الصلاة بالتَّكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين، وكان يختمها بالتَّسليم» . هذا طرف من حديث قد أخرجه مسلم وأبو داود، يَرِدُ في الفرع السابع من هذا الفصل (1) .   (1) رواه مسلم رقم (498) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به، وأبو داود رقم (783) في الصلاة، باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (6/31) قال: حدثنا إسحاق، يعني الأزرق ويحيى بن سعيد. قال إسحاق: حدثنا حسين المكتب. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا حسين المعلم. وفي (6/110) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا أبان. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد. وفي (6/194) قال: حدثني يحيى بن حسين. وفي (6/281) قال: حدثنا أسباط بن محمد قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1239) قال: أخبرنا جعفر بن عون عن سعيد بن أبي عروبة. ومسلم (2/54) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو خالد يعني الأحمد عن حسين المعلم (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى بن يونس قال: حدثنا حسين المعلم. وأبو داود (783) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم. وابن ماجة (812 و 869 و 893) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حسين المعلم. وابن خزيمة (699) قال: حدثنا أحمد بن عبده. قال: أخبرنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا حسين المعلم. أربعتهم - حسين المعلم، وأبان، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة - عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، فذكره. الحديث: 3422 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 326 النوع الثاني: في الفاتحة والتأمين 3423 - (خ م ت د س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» ، أخرجه الجماعة [ص: 327] إلا الموطأ، وزاد أبو داود: «فصاعداً، قال: وقال سفيان: «لمن يصلِّي وحده» . وزاد النسائي أيضاً في رواية له: فصاعداً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فصاعداً) : أي فما زاد عليها، وهو منصوب على الحال.   (1) رواه البخاري 2 / 199 و 200 في صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر، ومسلم رقم (394) في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، وأبو داود رقم (822) في الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، والترمذي رقم (247) في الصلاة، باب ما جاء أنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، والنسائي 2 / 137 و 138 في الافتتاح، باب قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. 1- أخرجه الحميدي (386) . وأحمد (5/314) ، والبخاري (1/192) . وفي خلق أفعال العباد (66) ، وفي القراءة خلف الإمام (2) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي خلق أفعال العباد (66) ، وفي القراءة خلف الإمام (5) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي القراءة خلف الإمام (299) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (2/8) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم. وأبو داود (822) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، وابن السرح. وابن ماجه (837) قال: حدثنا هشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، وإسحاق بن إسماعيل. والترمذي (247) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وعلي بن حجر. والنسائي (2/137) ، وفي الكبرى (892) ، وفي فضائل القرآن (34) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (488) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، وأحمد بن عبدة، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن الوليد القرشي. جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، وحجاج بن منهال، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وقتيبة، وابن السرح، وهشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، وإسحاق بن إسماعيل، وابن أبي عمر، وعلي بن حجر، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء، والحسن بن محمد، وأحمد بن عبدة، وسعيد بن عبد الرحمن، ومحمد بن الوليد - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (5/321) . والبخاري في خلق أفعال العباد (66) ، وفي القراءة خلف الإمام (3) قال: حدثنا إسحاق. ومسلم (2/9) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني. ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، والحسن ابن علي - قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم (بن سعد) ، قال: حدثنا أبي، عن صالح. 3- وأخرجه أحمد (5/322) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري في خلق أفعال العباد (67) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (2/9) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق. والنسائي (2/137) . وفي الكبرى (893) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. ثلاثتهم - عبد الرزاق، ووهيب، وعبد الله بن المبارك - عن معمر. 4- وأخرجه الدارمي (1245) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. والبخاري في خلق أفعال العباد (66) . وفي القراءة خلف الإمام (6) قال: حدثني عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث. ومسلم (2/9) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: حدثنا ابن وهب (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. ثلاثتهم -عثمان، والليث، وابن وهب - عن يونس. أربعتهم - ابن عيينة، وصالح، ومعمر، ويونس - عن الزهري، قال: سمعت محمود بن الربيع، فذكره. الحديث: 3423 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 326 3424 - (م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلَّى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خدَاج، يقولها ثلاثاً - وفي رواية: فيه خداج، ثلاثاً غيرُ تمام - فقيل لأبي هريرة: إنا نكونُ وراءَ الإمام؟ فقال: اقرأْ بها في نفسك: فإني سمعتُ رسولَ - صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله عز وجل: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سألَ - وفي رواية فنصفها لي، ونصفها لعبدي - فإذا قال العبد: {الحمد لله رَبِّ العالمين} قال الله: حَمِدَني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله: أثْنَى عليَّ عبدي، وإذا قال: {مَالِكِ يومِ الدين} قال مَجَّدَني عبدي - وقال مرَّة: فَوَّضَ إليَّ عبدي - وإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: [ص: 328] هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عليْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالِّينَ} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل» . أخرجه مسلم والموطأ والترمذي والنسائي. وفي رواية الترمذي وأبي داود، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن صلى صلاة لم يقرأْ فيها بأُمِّ القرآن فهي خِداج، فهي خِداج، فهي خداج، غيرُ تمام. قال أبو السائب - مولى هشام بن زهرة - قال: يا أبا هريرة، إني أحيَاناً أكون وراء الإمام؟ قال: فغمز ذِراعي، ثم قال: اقرأْ بها في نفسك يا فَارِسي ... » وساق نحو ما تقدَّم، وقال في آخرها: «هذا لِعبْدِي، ولعبدي ما سأل» . وفي أخرى لأبي داود، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُخْرُج، فنَادِ في المدينة: إنه لا صلاة إلا بقرآن، ولو بفاتحة الكتاب فما زاد» .. وفي رواية للترمذي ولأبي داود: «أمرني أن أُناديَ: لا صلاةَ إلا بقراءةِ فاتحة الكتاب» . زاد أبو داود «فما زاد» . وفي رواية ذكرها رزين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة إلا بقراءة، فما أعْلَن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أعْلَنَّاه لكم، وما أخفى أخفيْناه لكم، فقال له رجل: أرأيتَ يا أبا هريرة إن لم أزِد على أم القرآن؟ فقال: قد سُئِلَ عن [ص: 329] ذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: إن انتهيتَ إليها أجزأتك، وإن زِدْتَ عليها فهو خير وأفضل» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أم القرآن) : سورة الفاتحة، سميت بذلك لأنها أوله وعليها مبناه، وأم الشيء: أصله ومُعظمه. (خِدَاج) : الخِدَاج: النقص. وتقديره: فهي ذات خِداج، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، أو فهي مُخْدَجَة، فوضع المصدر موضع المفعول. (مَجَّدني) : المجيد: الكريم والشريف، والتمجيد: التعظيم والتشريف. (فَوَّض) : يقال: فوَّض فلان أمره إلى فلان: إذا ردَّه إليه، وعَوَّل فيه عليه. (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي) : أراد بالصلاة هاهنا: القراءة، بدليل أنه فسرها في الحديث بها، وقد تسمى الصلاة قراءة لوقوع القراءة فيها، وكونها جزءاً من أجزائها، كما سميت بها في قوله: {ولا تَجْهَرْ بِصَلاتِكْ ولا [ص: 330] تُخافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] أراد: القراءة، كما سمَّى الصلاة قرآناً، قال: تعالى: {وَقُرآنَ الفَجْرِ إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهوداً} [الإسراء: 78] أراد صلاة الفجر، لانتظام أحدهما بالآخر. والصلاة خالصة لله تعالى، لا شرك فيها لأحد، وحقيقة هذه القسمة التي جعلها بينه وبين عبده: راجعة إلى المعنى، لا إلى متلو اللفظ، لأن السورة من جهة اللفظ (2) نصفها ثناء ونصفها مسألة ودعاء، وقِسْم الثناء انتهى عند قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ، وقوله {وإِيَّاكَ نَستَعِينُ} من قسم الدعاء. لذلك قال: «وهذه بيني وبين عبدي» ولو كان المراد: قسمة الألفاظ والحروف، لكان النصف الآخر يزيد على الأول زيادة بيِّنة، فيرتفع معنى التعديل والتنصيف، فعُلِم أنما هو قِسمة المعاني.   (1) رواه مسلم رقم (395) في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، والموطأ 1 / 84 و 85 في الصلاة، باب القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة، وأبو داود رقم (819) و (820) و (821) في الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، والترمذي رقم (2954) و (2955) في التفسير، باب ومن سورة فاتحة الكتاب، والنسائي 2 / 135 و 136 في الافتتاح، باب ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب. (2) في المطبوع: من جهة المعنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (990) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن جريج. وأحمد (2/258) قال: حدثنا عبد الواحد الحداد أبو عبيدة. قال: حدثنا حبيب بن الشهيد. وفي (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي محمد. وفي (2/308) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن أبن أبي ليلى. وفي (2/342) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا ابن أبي ليلى. وفي (2/343، 416) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن قيس وحبيب. وفي (2/348) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/411) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن أبي محمد، أظنه حبيب بن الشهيد. وفي (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن حبيب بن الشهيد. وفي (2/446) قال: حدثنا وكيع، عن هارون الثقفي. وفي (2/487) قال: حدثنا إسماعيل وابن جعفر. قالا: حدثنا ابن جريج. والبخاري (1/195) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي القراءة خلف الإمام (8) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (13) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا حماد، عن قيس وعمارة بن ميمون وحبيب بن الشهيد. وفي (15) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا داود بن أبي الفرات، عن إبراهيم الصائغ. ومسلم (2/10) قال: حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب. قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد، يعني ابن زريع، عن حبيب المعلم. وأبو داود (797) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن قيس بن سعد وعمارة بن ميمون، وحبيب. والنسائي (2/163) وفي الكبرى 9510) قال: أخبرنا محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير، عن رقبة. وفي (2/163) وفي الكبرى (952) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: أنبأنا خالد. قال: حدثنا ابن جريج. وابن خزيمة (547) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار أبو بكر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. تسعتهم - ابن جريج، وحبيب بن الشهيد، وابن أبي ليلى، وقيس بن سعد، وهارون الثقفي، وإبراهيم الصائغ، وعمارة بن ميمون، وحبيب المعلم، ورقبة - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. - في رواية الحميدي زاد « ... كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فقال له الرجل: أرأيت إن قرأت بها وحدها تجزئ عني؟ قال: إن انتهيت إليها أجزأت عنك، فإن زدت فهو أحسن» . - وأخرجه مسلم (2/10) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبو أسامة، عن حبيب بن الشهيد. قال: سمعت عطاء يحدث عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا صلاة إلا بقراءة» قال أبو هريرة: فما أعلن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلنَّاه لكم، وما أخفاه أخفيناه لكم. - قال ابن حجر في تعليقه على هذا الحديث في النكت الظراف على تحفة الأشراف: قلت: قال الدارقطني: المحفوظ عن أبي أسامة وقفه. الحديث: 3424 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 327 3425 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «أُمِرْنا أن نقرأَ بفاتحة الكتاب، وما تَيَسَّرَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (818) في الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/3) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/45) قال: حدثنا بهز وعفان. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (879) والبخاري في القراءة خلف الإمام (12) . وأبو داود (818) قالوا: - عبد، والبخاري، وأبو داود: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. أربعتهم - عبد الصمد، وبهز، وعفان، وأبو الوليد - قالوا: حدثنا همام، عن قتادة، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 3425 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 3426 - (ط ت) جابر - رضي الله عنه - قال: «مَن صلى ركعة لم يقرأُ فيها بأُمِّ القرآن، فلم يُصَلِّ، إلا [أن يكونَ] وراءَ الإمام» . أخرجه الموطأ والترمذي (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 84 في الصلاة، باب ما جاء في أم القرآن، والترمذي رقم (313) في الصلاة، باب ما جاء في ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر الإمام بالقراءة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/253) عن أبي نعيم وهب بن كيسان أنه سمع جابر فذكره. وأخرجه الترمذي (313) حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. حدثنا معن حدثنا مالك عن أبي نعيم وهب بن كيسان أنه سمع جابر. فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3426 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 3427 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله [ص: 331] صلى الله عليه وسلم- إذا تلاَ {غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم وَلا الضَّالِّينَ} قال: آمين، حتى يَسْمَعَ منْ يَلِيه من الصفِّ الأوَّلِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (934) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/497) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. قال: حدثنا رشدين. قال: حدثني عمرو، يعني ابن الحارث. والنسائي (2/134) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب. قال: حدثنا الليث. قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (499) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: أخبرنا أبي وشعيب، يعني ابن الليث. قالا: أخبرنا الليث. قال: حدثنا خالد. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: أخبرنا الليث. قال: حدثني خالد بن يزيد. وفي (688) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. قال: حدثنا عمي. قال: أخبرني حيوة. قال: حدثني خالد بن يزيد. كلاهما - عمرو بن الحارث، وخالد بن يزيد - عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، فذكره. الحديث: 3427 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 3428 - (د ت) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ: {غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فقال: آمين، ومَدَّ بها صوتَه - وفي رواية: «وخفضَ بها صوتَه» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قرأَ {وَلا الضَّالِّينَ} قال: آمين، ورفع بها صوتَه» . وفي رواية: «أنه صلَّى خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فجهر بآمين، وسلَّم عن يمينه، وعن شماله، حتى رأيتُ بياض خدِّه» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (932) و (933) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، والترمذي رقم (248) في الصلاة، باب ما جاء في التأمين، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث وائل بن حجر حديث حسن، وفي الباب عن علي وأبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/315) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/317) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1250) قال: أخبرنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان بن سعيد. وأبو داود (932) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وفي (933) قال: حدثنا مخلد بن خالد الشعيري. قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا علي بن صالح. والترمذي (248) قال: حدثنا بندار محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي. قالا: حدثنا سفيان. وفي (249) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. قال: حدثنا العلاء بن صالح الأسدي. ثلاثتهم - سفيان، وعلي بن صالح، والعلاء - عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، فذكره. - لفظ رواية علي بن صالح: «أنه صلى خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجهر بآمين، وسلم عن يمينه وعن شماله حتى رأيت بياض خده» . - ورواية محمد بن عبد الله بن الزبير مختصرة على: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم عن يمينه وعن شماله» . - أخرجه أحمد (4/316) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس. قال: سمعت علقمة يحدث عن وائل، أو سمعه حجر من وائل قال: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين. وأخفى بها صوته. ووضع يده اليمنى على يده اليسرى. وسلم عن يمينه وعن يساره» . - وأخرجه أحمد (4/316) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: وقال شعبة: وخفض بها صوته. هكذا ذكره أحمد عقب رواية وكيع التي في أول الحديث. - لفظ رواية محمد بن عبد الله بن الزبير عن سفيان: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم عن يمينه، وعن شماله» . الحديث: 3428 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 331 3429 - (د) بلال بن رباح - رضي الله عنه - قال: «يا رسول الله، لا تَسْبِقْني بآمين» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا تسبقني بآمين) : آمين فيها لغتان: المد والقصر، ومعناها: اللهم استجب، وقيل: وليكن كذلك، وقوله: «لا تسبقني بآمين» يُشبه أن يكون معناه أن بلالاً كان يقرأ الفاتحة في السكتة الأولى من السكتتين، فربما بقي عليه الشيء [ص: 332] منها ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فرغ من قراءتها، فاستمهله بلال في التأمين مقدار ما يتم فيه بقية السورة، حتى ينال بركة موافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في التأمين.   (1) رقم (937) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/12) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (6/15) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (37) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان. وابن خزيمة (573) قال: حدثنا محمد بن حسان الأزرق. قال: حدثنا ابن مهدي، عن سفيان. ثلاثتهم - محمد، وشعبة، وسفيان - عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، فذكره. الحديث: 3429 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 331 النوع الثالث: في السور صلاة الفجر 3430 - (خ م س) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأُ في صلاة الغداة ما بين السِّتِّين إلى المائة» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 157 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح بالستين إلى المائة، ورواه أيضاً مطولاً البخاري 2 / 23 في المواقيت، باب وقت الظهر عند الزوال، وباب وقت العصر، وباب ما يكره من السمر بعد العشاء، وفي صفة الصلاة، باب القراءة في الفجر، ومسلم رقم (647) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح، والنسائي 1 / 246 في المواقيت، باب أول وقت الظهر، وباب كراهة النوم بعد صلاة المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/157) أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يزيد قال: أنبأنا سليمان التيمي عن سيار يعني ابن سلامة عن أبي برزة. فذكره. الحديث: 3430 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 3431 - (م د س) عمرو بن حريث - رضي الله عنه - قال: «كأني الآن أسمعُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في صلاة الغداة {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الجوَارِ الكُنَّسِ} [التكوير: 15، 16] » . أخرجه مسلم وأبو داود، وفي رواية النسائي قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يقرأ في الفجر {إِذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} » (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخُنَّس) : الرواجع، وهي النجوم السيارة الخمسة: زحل [ص: 333] والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد، بينا يُرى النجم في آخر البرج يُرى قد كر راجعاً إلى أوله. والجواري: السيارة. والكُنَّس: التي تغيب، من كنس الوحش: إذا دخل في كِنَاسه، وهو موضعه، وقيل: هي جميع الكواكب تَخْنس بالنهار، فتغيب عن العيون، وتكنِس: أي تطلع في أماكنها كالوحش في كناسه. (كُوِّرَت) : من تكوير العمامة، وهو لفها: أي يلف ضوؤها لفّاً، فيذهب انبساطه واستنارته في الآفاق، وذلك عبارة عن إزالتها والذهاب بها، وقيل: هو من طَعَنه فكوَّره: أي ألقاه، والمراد: تُلْقى وتطرح عن فلكها، كما وصف النجوم بالانكدار وهو الانتثار.   (1) رواه مسلم رقم (456) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وأبو داود رقم (817) في الصلاة، باب القراءة في الفجر، والنسائي 2 / 157 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح: {إذا الشمس كورت} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (567) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مسعر. وأحمد (4/306) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر والمسعودي. وفي (4/307) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا مسعر. والدارمي (1303) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا المسعودي. وفي (1304) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا مسعر. ومسلم (2/39) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد ح قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع ح وحدثني أبو كريب، قال: أخبرنا ابن بشر - يحيى، ووكيع، ومحمد بن بشر - عن مسعر. وفي (2/46) قال: حدثنا محرز بن عون بن أبي عون، قال: حدثنا خلف بن خليفة الأشجعي أبو أحمد. والنسائي (2/157) . وفي الكبرى (933) قال: أخبرنا محمد بن أبان البلخي، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن مسعر والمسعودي. وأخرجه النسائي أيضا (تحفة الأشراف) (8/10720) عن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن مسعر. ثلاثتهم - مسعر، والمسعودي، وخلف - عن الوليد بن سريع فذكره. الحديث: 3431 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 3432 - (خ م د س) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه - قال: «صلى لنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الصبح بمكة، فاسْتَفْتَحَ سورة «المؤمنين» حتى جاء ذِكْر موسى وهارون - أو ذِكْر عيسى، شك الراوي، أو اختلفوا عليه - أخذتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سَعْلَة، فركع، وعبد الله بن السائب حاضر ذلك - وفي رواية: فحذف، فركع» . أخرجه مسلم، وأبو داود والنسائي (1) . [ص: 334] قال الحميديُّ: جعله أبو مسعود من أفراد مسلم. وقد أخرجه البخاري تعليقاً، فقال: ويُذْكر عن عبد الله بن السائب: «قرأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- «المؤمنون» في الصبح، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر عيسى - أخذته سَعْلة فركع» (2) .   (1) رواه مسلم رقم (455) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وأبو داود رقم (648) و (649) في الصلاة، باب الصلاة في النعل، والنسائي 2 / 176 في الافتتاح، باب قراءة بعض السورة، وسنده عند مسلم: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول: أخبرني أبو سلمة بن [ص: 334] سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي عن عبد الله بن السائب ... الحديث، قال النووي: قوله: ابن العاص، غلط عند الحفاظ، فليس هذا عبد الله بن عمرو ابن العاص الصحابي المعروف، بل هو تابعي حجازي، قال: وفي الحديث جواز قطع القراءة، وجواز القراءة ببعض السورة، وقال الحافظ في " الفتح ": وقوله: ابن عمرو بن العاص وهم من بعض أصحاب ابن جريج، وقد رويناه في " مصنف عبد الرزاق " عنه، فقال: عبد الله بن عمرو القاري، وهو الصواب. (2) رواه البخاري تعليقاً 2 / 211 في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في ركعة، وقد وصله مسلم وأبو داود والنسائي كما تقدم، قال الحافظ في " الفتح ": واختلف في إسناده على ابن جريج، فقال ابن عيينة عنه ابن مليكة عن عبد الله بن السائب، أخرجه ابن ماجة، وقال أبو عاصم: عنه عن محمد بن عباد عن أبي سلمة بن سفيان، أو سفيان بن سلمة، قال: وكأن البخاري علقه بصيغة " ويذكر " لهذا الاختلاف، مع أن إسناده مما تقوم به الحجة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 30/411) قال: حدثنا حجاج. وفي (3/411) قال: حدثنا عبد الرزاق، وررح. وفي (3/411) قال: حدثنا روح. ومسلم (2/39) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) قال: وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (649) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق، وأبو عاصم. وابن خزيمة (546) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا حجاج (يعني ابن محمد) (ح) وحدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الرزاق. أربعتهم - حجاج، وعبد الرزاق، وروح، وأبو عاصم - عن ابن جريج. قال: سعمت محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن المسيب العابدي، فذكروه. (*) أخرجه أحمد (3/411) قال: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: محمد بن عباد حدثني حديثا رفعه إلى أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو، فذكراه. ليس فيه (عبد الله بن المسيب) . (*) وأخرجه النسائي (2/176) وفي الكبرى (989) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن عباد حديثا، رفعه إلى ابن سفيان، عن عبد الله بن السائب، فذكره. ليس فيه (عبد الله بن عمرو، ولا عبد الله بن المسيب) . الحديث: 3432 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 333 3433 - (س) أم هشام بنت حارثة بن النعمان - رضي الله عنها -: قالت: «ما أخذتُ {ق. وَالقُرْآنِ المَجِيدِ} إلا من فَمِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُصلِّي بها في الصبح» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 157 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح بـ {ق} ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/463) قال: حدثنا الحكم بن موسى (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم) . والنسائي (2/157) وفي الكبرى (931) قال: أخبرنا عمران بن يزيد. كلاهما - الحكم، وعمران - عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته. - أخرجه مسلم (3/13) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا سليمان بن بلال ح وحدثنيه أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب. وأبو داود (1102) قال: حدثنا محمود بن خالد. قال: حدثنا مروان. قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (1103) قال: حدثنا ابن السرح قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يحيى بن أيوب. كلاهما - سليمان بن بلال، ويحيى بن أيوب - عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن أخت لعمرة. قالت: أخذت {ق والقرآن المجيد} من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة. الحديث: 3433 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 334 3434 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الفجر بـ {ق. والقُرْآنِ المَجِيدِ} ونحوها، وكانت صلاتُه [ص: 335] إلى تَخْفيف» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (458) في الصلاة، باب القراءة في الصبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/90) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (5/102) قال: حدثنا يحيى بن آدم. ومسلم (2/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما (أبو كامل، ويحيى) قالا: حدثنا زهير. 2- وأخرجه أحمد (5/91 و 105) قال: حدثنا حسين بن علي. وفي (5/103) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (2/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي. وابن خزيمة (526) قال: حدثنا أبو موسى محمد المثنى. ثلاثتهم - حسين، وعبد الرحمن، وابن المثنى - عن زائدة. كلاهما - زهير، وزائدة - عن سماك، فذكره. الحديث: 3434 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 334 3435 - (م ت س) قطبة بن مالك - رضي الله عنه - قال: «صلَّيتُ وصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقرأ {ق. وَالقُرآنِ المَجِيدِ} حتى قرأ {والنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [ق: 10] قال: فجعَلْتُ أُرَدِّدُها، ولا أدْرِي ما قال - وفي رواية: أَنه صلى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الصبحَ، فقرأَ في أول ركعة {والنَّخْلَ باسِقَاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ} وربما قال: {ق} » أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الثانية. وفي رواية النسائي «صلَّيت مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الصبح، فقرأ في إحدى الركعتين {والنَّخْلَ باسِقاتٍ} - قال شعبة: فلقيتُه في السوق في الزِّحام، فقال: {ق} » (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (باسقات) : الباسق: العالي المرتفع في علوه.   (1) رواه مسلم رقم (457) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، والترمذي رقم (306) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح، والنسائي 2 / 157 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح بـ {ق} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (825) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/322) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا مسعر. والدارمي (1301) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال حدثنا شعبة. وفي (1302) قال: أخبرنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. والبخارث في خلق أفعال العباد (38) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (2/39 و 40) قال: حدثني أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك وابن عيينة. ح وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا ابن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (816) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك وسفيان بن عيينة. والترمذي (306) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن مسعر وسفيان. والنسائي (2/157) . وفي الكبرى (932) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، ومحمد بن عبد الأعلى. قالا: حدثنا خالد، عن شعبة. وابن خزيمة (527 و 1591) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ح وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي 1591 قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. سبعتهم (سفيان بن عيينة، ومسعر، وشعبة، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وأبو عوانة، وشريك) عن زياد بن علاقة، فذكره. الحديث: 3435 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 335 3436 - (م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة {آلم. تَنزيلُ} السجدة و {هَلْ أَتَى على الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهرِ} وأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الجمعة: سورة الجمعة، والمنافقين» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. [ص: 336] وأخرجه الترمذي إلى قوله: {حِينٌ مِنَ الدَّهرِ} (1) .   (1) رواه مسلم رقم (879) في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة، وأبو داود رقم (1074) في الصلاة، باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة، والترمذي رقم (520) في الصلاة، باب ما جاء ما يقرأ به في صلاة الصبح يوم الجمعة، والنسائي 3 / 111 في الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين، وفي الافتتاح، باب القراءة في الصبح يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/226) (1993) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال: حدثني مخول. وفي (1/328) (3040) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مخول بن راشد. وفي (1/340) (3160) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مخول. وفي (1/354) (3326) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق. ومسلم (3/16) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن سفيان، عن محول بن راشد. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبوكريب قال حدثنا وكيع كلاهما - عن سفيان عن مخول (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مخول. وأبو داود (1074) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مخول بن راشد. وفي (1075) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن مخول. وابن ماجه (821) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا سفيان، عن مخول. والترمذي (520) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا شريك، عن مخول بن راشد. والنسائي (2/159) وفي الكبرى (938) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وأخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا شريك، عن المخول بن راشد. وفي (3/111) ، وفي الكبرى (1662) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خلد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني مخول. وابن خزيمة (533) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، عن مرة، قال: أخبرنا شريك، عن مخول بن راشد. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا محمد، عن شعبة، عن مخول. (ح) وحدثنا الصنعاني، قال: حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) ، قال: أخبرنا شعبة، قال: أخبرني مخول. كلاهما - مخول، وأبو إسحاق - عن مسلم البطين. 2- وأخرجه أحمد (1/272) (2457) قال: حدثنا حسين. وفي (1/307) (2800) و (1/316) (2908) قال: حدثنا أسود بن عامر. كلاهما - حسين وأسود - قالا: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق. 3- وأخرجه أحمد (1/334) (3096) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان. وفي (1/361) (3404) قال: حدثنا بهز. ثلاثتهم - عبد الصمد، وعفان، وبهز - قالوا: حدثنا همام، عن قتادة، عن عزرة. 4- وأخرجه أحمد (1/334) (3097) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا بكير بن أبي السميط، قال: قال قتادة. 5- وأخرجه ابن خزيمة (533) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي، بخبر غريب غريب، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب. خمستهم - مسلم، وأبو إسحاق، وعزرة، وقتادة، وأيوب - عن سعيد بن جبير، فذكره. - وأخرجه أحمد (1/361) (3404) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن صاحب له، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 3436 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 335 3437 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - مثله في صلاة الفجر ولم يذكر صلاة الجمعة. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 314 في الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة، وفي سجود القرآن، باب سجدة تنزيل السجدة، ومسلم رقم (880) في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة، والنسائي 2 / 159 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. 1- أخرجه أحمد (2/340) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/472) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن. والدارمي (1550) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والبخاري (2/5) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (2/50) قال: حدثنا محمد بن يوسف. ومسلم (3/16) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/159) وفي الكبرى (937) قال: أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ح وأنبأنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. خمستهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن يوسف، وأبو نعيم - عن سفيان. 2- وأخرجه مسلم (3/16) قال: حدثني أبو الطاهر. وابن ماجة (823) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. كلاهما - أبو الطاهر وحرملة - عن عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد. كلاهما - سفيان، وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. الحديث: 3437 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 336 3438 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أن أبا بكر الصِّديق صلى الصُّبح، فقرأَ فيها بسورة البقرة في الركعتين كلتيهما» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 82 في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وإسناده منقطع، لأن عروة لم يدرك أبا بكر، ولكن ورد في " مصنف عبد الرزاق " وصححه الحافظ في " الفتح " عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه أم الصحابة في صلاة الصبح بسورة البقرة، فقرأها في الركعتين، قال الحافظ: وروى الدارقطني بإسناد قوي عن ابن عباس أنه قرأ الفاتحة وآية من البقرة في كل ركعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/247) عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر الصديق فذكره. قال الزرقاني: «هذا منقطع لأن عروة ولد في أوائل خلافة عثمان، لكنه ورد عن أنس وغيره، فلعل عروة حمله عن أنس أو غيره» . الحديث: 3438 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 336 3439 - (ط) الفرافصة بن عمير الحنفي (1) قال: ما أخذتُ سورة «يوسف» إلا من قراءة عثمان بن عفانَ إياها في الصبح، من كثرة ما كان يُرَدِّدُها. أخرجه الموطأ (2) .   (1) في المطبوع: الفرافصة بن حمير، وهو تحريف، والحنفي نسبة إلى بني حنيفة، قبيلة من العرب، المدني، وثقه ابن حبان والعجلي وقد وافق اسمه اسم والد زوجة عثمان بن عفان التي كانت عنده حين قتل، واسمها نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة. (2) 1 / 82 في الصلاة، باب القراءة في الصبح، والفرافصة بن عمير الحنفي لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/248) عن يحيى بن سعيد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد أن الفرافصة بن عمير الحنفي. فذكره. الحديث: 3439 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 336 3440 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قرأ في الأولى من الصُّبح بأربعين آية من «الأنفال» ، وفي الثانية بسورة من المفصَّل. أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري تعليقاً 2 / 212 في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في ركعة والقراءة بالخواتيم وبسورة قبل سورة وبأول سورة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله عبد الرزاق بلفظه من رواية عبد الرحمن بن يزيد النخعي، وأخرجه هو وسعيد بن منصور من وجه آخر عن عبد الرزاق بلفظ: فافتتح (الأنفال) حتى بلغ {ونعم النصير} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (2/298) في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في ركعة والقراءة بالخواتيم وبسورة قبل سورة وبأول سورة، قال الحافظ في الفتح: وصله عبد الرزاق بلفظه من رواية عبد الرحمن بن يزيد النخعي وأخرجه هو وسعيد بن منصور من وجه آخر عن عبد الرزاق بلفظ فافتتح (الأنفال) حتى بلغ {ونعم النصير} . الحديث: 3440 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 3441 - (ط) عامر بن ربيعة (1) قال: صلينا وراء عمر بن الخطاب الصُّبح، فقرأ فيها بسورة «يوسف» ، وسورة «الحج» ، قراءة بطِيئة، قيل له: إذاً لقد كان يقوم حين يَطْلُعُ الفجر؟ قال: «أجل» أخرجه الموطأ (2) .   (1) في نسخ الموطأ المطبوعة: عبد الله بن عامر بن ربيعة. (2) 1 / 82 في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/247) عن هشام بن عروة عن أبيه أنه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول. فذكره. قال الزرقاني: زيادة في الإسناد خالف فيها مالك أصحاب هشام أبا أسامة ووكيعا وحاتما فقالوا عن هشام: أخبرني عبد الله بن عامر، ولم يقولوا عن أبيه. قاله مسلم. الحديث: 3441 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 3442 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان يقرأُ في الصُّبح في السَّفَر بالعَشْرِ السُّورِ الأُولِ من المفصَّل: في كل ركعة بأُمِّ القرآن وسورة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 82 في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/248) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3442 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 3443 - (خ) (عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «قرأ في الركعة الأولى من الصبح مائة وعشرين آية من «البقرة» ، وفي الثانية بسورة من المثاني» . أخرجه ... (1) .   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وذكره البخاري تعليقاً 2 / 212 في الأذان، باب الجمع بين السورتين في ركعة، قال الحافظ في " الفتح ": وصلة ابن أبي شيبة من طريق أبي رافع، قال: كان عمر يقرأ في الصبح بمائة من البقرة ويتبعها بسورة من المثاني. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره البخاري تعليقا (2/298) في الأذان باب الجمع بين السورتين في ركعة قال الحافظ في الفتح: وصله أن أبي شيبة من طريق أبي راقع قال: كان عمر يقرأ في الصبح بمائة من البقرة ويتبعها بسورة من المثاني. الحديث: 3443 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 3444 - (خ) الأحنف بن قيس قرأ في الأولى بـ «الكهف» وفي الثانية [ص: 338] بـ «يوسف» - أو يونس - وذكر أنه صلى مع عمر الصبح بهما أخرجه (1) .   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وذكره البخاري تعليقاً 2 / 212 في الأذان، باب الجمع بين السورتين في ركعة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله جعفر الفريابي في كتاب الصلاة له من طريق عبد الله بن شقيق قال: صلى بنا الأحنف ... فذكره وقال في الثانية: يونس، ولم يشك، قال: وزعم أنه صلى خلف عمر كذلك، ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في " المستخرج ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره البخاري تعليقا (2/298) في الأذان باب الجمع بين السورتين في ركعة قال الحافظ في الفتح: وصله جعفر الفريابي في كتاب الصلاة له من طريق عبد الله بن شقيق قال: صلى بنا الأحنف ... فذكره. وقال في الثانية يونس ولم يشك، قال: وزعم أنه صلى خلف عمر كذلك. ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في المستخرج. الحديث: 3444 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 3445 - (د) معاذ بن عبد الله الجهني «أن رجلاً من جهَيْنةَ أخبره أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ في الصبح {إِذا زُلزِلَتْ} في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنَسِيَ، أم قرَأ ذلك عمداً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (816) في الصلاة، باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (816) حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن ابن أبي هلال عن معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلا من جهينه أخبره، فذكره. الحديث: 3445 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 338 صلاة الظهر والعصر 3446 - (خ م د س) أبو قتادة - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الظهر في الأُولَيَيْنِ: بأُمِّ الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأُخرَييْنِ بأمِّ الكتاب، ويُسمِعُنَا الآية أحياناً، ويطِيلُ في الركعة الأولى ما لا يطيل في الركعة الثانية، وهكذا في العصر، وهكذا في الصبح» . وفي رواية «كذلك» هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود، والنسائي قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي بنا، فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوُليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآيةَ أحياناً وكان يُطَوِّلُ الركعة الأولى من الظهر ويُقَصِّرُ الثانية، وكذلك في الصُّبح» . ولم يذكر مُسِّدد «فاتحة [ص: 339] الكتاب وسورة» وفي أخرى لأبي داود ببعض هذا، وزاد في الأُخريين بفاتحة الكتاب، قال: «وكان يُطَوِّل في الركعة الأولى ما لا يطوِّل في الثانية، وهكذا في صلاة العصر، وهكذا في صلاة الغداة» . زاد في رواية: «فظننا أنه يريد بذلك: أن يُدْرِك الناسُ الركعة الأولى» وفي أُخرى للنسائي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي بنا الظهر، فيقرأُ في الركعتين الأوليين، يُسْمِعُنا الآية كذلك، وكان يُطِيل الركعة [الأولى] في صلاة الظهر، والركعة الأولى يعني: في الصُّبح» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 216 في صفة الصلاة، باب يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب، وباب القراءة في العصر، وباب إذا سمع الإمام الآية، وباب يطول في الركعة الأولى، ومسلم رقم (451) في الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، وأبو داود رقم (798) و (799) و (800) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر، والنسائي 2 / 164 و 165 في الافتتاح، باب تطويل القيام في الركعة الأولى من صلاة الظهر، وباب إسماع الإمام الآية في الظهر، وباب تقصير القيام في الركعة الثانية من الظهر، وباب القراءة في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر، وباب القراءة في الركعتين الأوليين من العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/295 و 301) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (5/297 و 310) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا علي بن المبارك. وفي (5/300) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان. وفي (5/305) حدثنا مخلد بن يزيد الحراني. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (5/305) قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي. قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار. وفي (5/305) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (5/307) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (5/308) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا همام بن يحيى وأبان بن يزيد. وفي (5/309) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا حرب، يعني ابن شداد. وفي (5/311) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن الحجاج، يعني ابن أبي عثمان الصواف. وفي (5/311) قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن الأوزاعي. وعبد بن حميد (198) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والدارمي (1295) قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1296) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن الأوزاعي. وفي (1297) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا همام. والبخاري (1/193) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. وفي (1/193) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، عن هشام. وفي (1/197) . وفي جزء القراءة (239 و 288) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا همام. وفي (1/197) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1/198) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا هشام. وفي جزء القراءة خلف الإمام (238) قال: حدثنا ( ..... ) - كذا - قال: حدثنا أبان بن يزيد وهمام بن يحيى. وفي (286) قال: حدثنا أبو عاصم، عن الأوزاعي. ومسلم (2/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد ابن هارون. قال: أخبرنا همام وأبان بن يزيد. وأبو داود (798) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله. وفي (799) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا همام وأبان بن يزيد العطار. وفي (800) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وابن ماجه (829) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا هشام الدستوائي. والنسائي (2/164) . وفي الكبرى (956) قال: أخبرنا يحيى بن درست البصري. قال: حدثنا أبو إسماعيل، وأبو إسماعيل: إبراهيم بن عبد الملك بصري. وفي (2/164) . وفي الكبرى (957) قال: أخبرنا عمران بن يزيد بن خالد بن مسلم، يعرف بابن أبي جميل الدمشقي. قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/165) وفي الكبرى (958) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وفي (2/165) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا أبان بن يزيد. وابن خزيمة (503) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا همام وأبان بن يزيد. وفي (504) قال: حدثنا محمد بن ميمون المكي. (قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي) . وفي (507) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. قال: حدثنا الوليد، يعني ابن مسلم. قال: حدثني أبو عمرو، وهو الأوزاعي. (ح) وحدثنا بحر بن نصر الخولاني. قال: حدثنا بشر بن بكر. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1580) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو خالد. قال: أخبرنا سفيان، عن معمر. وفي (1588) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا هشام. عشرتهم (هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وعلي بن المبارك، وأبان بن يزيد، والأوزاعي، وهمام بن يحيى، وحرب بن شداد، والحجاج الصواف، ومعمر، وشيبان، وأبو إسماعيل القناد - عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة. فذكره. - وأخرجه أحمد (4/383) ومسلم (2/37) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي. وأبو داود (798) قال: حدثنا ابن المثنى. وابن ماجة (819) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف. والنسائي (2/166) . وفي الكبرى (960) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى، وبكر بن خلف، وقتيبة - عن محمد بن أبي عدي، عن حجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة، عن أبي قتادة، نحوه. الحديث: 3446 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 338 3447 - (خ د) عبد الله بن سخبرة - رضي الله عنه - قال: «سأَلنا خَبَّاباً: أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلت: بأي شيء كنتم تعرفون قراءَته؟ قال: باضطراب لِحْيتِهِ» . أخرجه البخاري وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 204 في صفة الصلاة، باب القراءة في الظهر، وباب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، وباب القراءة في العصر، وباب من خافت القراءة في الظهر والعصر، وأبو داود رقم (801) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (156) . وابن خزيمة (505) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. أربعتهم - الحميدي، وعبد الجبار، وابن عبدة، والمخزومي - قالوا حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (5/109 و 110) . وابن خزيمة (506) قال: حدثنا بشر بن خالد العسكري. كلاهما - أحمد، وبشر بن خالد. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. 3- وأخرجه أحمد (5/109) . وابن ماجة (826) قال: حدثنا علي بن محمد. وابن خزيمة (506) قال: حدثنا يعقوب الدورقي، وسلم بن جنادة. أربعتهم - أحمد، وعلي، والدورقي، وسلم - قالوا: حدثنا وكيع. 4- وأخرجه أحمد (5/109) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (1/193) قال: حدثنا محمد بن يوسف. كلاهما - عبد الرحمن، وابن يوسف - قالا: حدثنا سفيان (الثوري) . 5- وأخرجه أحمد (5/110 و 112) ، (6/395) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3517) عن هناد بن السري. وابن خزيمة (505) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. ثلاثتهم (أحمد، وهناد، والدورقي) عن أبي معاوية. 6- وأخرجه أحمد (5/110) قال: حدثنا ابن نمير. 7- وأخرجه البخاري (1/190) قال: حدثنا موسى. وأبو داود (801) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - موسى، ومسدد - قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد. 8- وأخرجه البخاري (1/193) . وفي جزء القراءة خلف الإمام (295) قال: حدثنا عمر بن حفص،. قال: حدثنا أبي. 9- وأخرجه البخاري (1/197) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. 10- وأخرجه ابن خزيمة (505) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. عشرتهم - ابن عيينة، وشعبة، ووكيع، والثوري، وأبو معاوية، وابن نمير، وعبد الواحد، وحفص، وجرير، وأبو أسامة - عن الأعمش، عن عمارة عن عمير، عن أبي معمر، فذكره. الحديث: 3447 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 339 3448 - (د) عبد الله بن عباس قال: «لا أدري أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر والعصر، أم لا؟» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (809) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2246) , (2332) ، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/249) (2246) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم. وفي (1/257) (2332) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير. وأبو داود (809) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. كلاهما - هشيم، وجرير - عن حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3448 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 340 3449 - (د س) عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال: «دخلتُ على ابن عباس في شباب من بني هشام، فقلنا لشابّ مِنا: سَلْ ابنَ عباس: أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر والعصر؟ فقال: لا، لا. فقيل له: فلعلَّه كان يقرأُ في نفسه؟ فقال: خَمْشاً، هذه شر من الأولى، كان عبداً مأموراً، بلَّغ ما أُرسل به، وما اختَصَّنا دون الناس بشيء، إلا بثلاثِ خصال: أُمَرنا أن نُسْبِغ الوضوءَ، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا نُنْزِي الحمار على الفرس» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَمْشاً) : دعاء عليه بأن يُخْمَش وجهه أو جلده، كما يقال: جَدْعاً وصَلْباً. (نُنْزِي) : نزا الحمار على الأتان: إذا علا عليها، وأنزيته أنا.   (1) رواه أبو داود رقم (808) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، والنسائي 6 / 224 و 225 في الخيل، باب التشديد في حمل الحمير على الخيل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2238) ، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي كان رسول الله عبدا مأمورا ما اختصنا دون الناس بشيء إلا بثلاث، ولم يذكر أول الحديث. وفي حديث يحيى بن حبيب بن عربي (النسائي) وأحمد بن عبده (ابن ماجة) أمرنا بإسباغ الوضوء - حسب. وأبو داود في الصلاة (132:4) عن مسدد عن عبد الوارث عن أبي جهضم موسى بن سالم عنه به. والترمذي في الجهاد (49) عن أبي كريب عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي جهضم به. وقال: حسن صحيح. وقد روى الثوري عن أبي جهضم هذا فقال: عن عبيد الله بن عبد الله، وسمعت محمد يقول حديث الثوري غير محفوظ - وهم فيه الثوري. والنسائي في الخيل (10:2) عن حميد بن مسعدة - وفي الطهارة (106:1) عن يحيى بن حبيب بن عربي - وابن ماجه في الطهارة (49:1) عن أحمد بن عبدة الضبي ثلاثتهم عن حماد بن زيد عن أبي جهضم به إلا أن في حديث أحمد بن عبدة - موسى بن جهضم أبو جهضم- وهو وهم راجع تحفة الأشراف (5/42) . الحديث: 3449 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 340 3450 - (خ م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «قال [ص: 341] عمر لسعد: قد شَكوْكَ في كلِّ شيء، حتى في الصلاة. قال: أمَّا أنا فأمُدُّ في الأُولَيْين، وأَحْذِف في الأُخريَيْن، ولا آلُو ما اقتديتُ به من صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: صدقتَ، ذلك الظَّن بك - أَو ظَنِّي بك -» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. وفي أخرى له، قال: «وقع ناس من أهل الكوفة في سعد عند عمرَ فقالوا: والله ما يحسنُ الصلاةَ، فقال: أمَّا أنا فأصَلي بهم صلاةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لا أَخرِمُ منها: أركُدُ في الأُوليين، وأحذِف في الأُخريين، قال: ذلك الظنُّ بك» . وقد أخرجه البخاري بأطول من هذا، وهو مذكور في مناقب سعد بن أبي وقاص في «كتاب الفضائل» من حرف الفاء (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا آلُو) : يقال: ما آليت في هذا الأمر، وما آلوا: أي ما قصرت وما أُقصِّر. (أرْكُدُ) : بمعنى: أثبت وأدوم وأسكن. (لا أخرِمُ) : يقال: ما خرمت من فعل فلان شيئاً، أي: ما تركت.   (1) رواه البخاري 2 / 208 في صفة الصلاة، باب يطول في الأوليين ويحذف الأخريين، وباب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر، وباب القراءة في الظهر، ومسلم رقم (453) في الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، وأبو داود رقم (803) في الصلاة، باب تخفيف الأخريين، والنسائي 2 / 174 في الافتتاح، باب الركود في الركعتين الأوليين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (72) قال: حدثنا سفيان. وفي (73) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وأحمد (1/176) (1518) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان (الثوري) . وفي (1/179) (1548) قال حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وفي (1/180) (1557) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. والبخاري (1/192) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/هامش 193) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/38) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير، والنسائي (2/174) ، وفي الكبرى (985) قال: أخبرنا حماد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية أبو الحسن، قال: حدثنا أبي، عن داود الطائي. وابن خزيمة (508) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ستتهم - ابن عيينة، وجرير، والثوري، وأبو عوانة، وهشيم، وداود الطائي - عن عبد الملك بن عمير. 2- وأخرجه أحمد (1/175) (1510) قال: حدثنا محمد بن جعفر، (ح) وبهز، وعفان. والبخاري (1/194) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (2/38) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (803) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/147) ، وفي الكبرى (984) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. سبعتهم - محمد بن جعفر، وبهز، وعفان، وسليمان بن حرب، وابن مهدي، وحفص بن عمر، ويحيى بن سعيد - عن شعبة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله. 3- وأخرجه مسلم (2/38) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر، عن عبد الملك، وأبي عون. كلاهما - عبد الملك بن عمير، وأبو عون - عن جابر بن سمرة، فذكره. الحديث: 3450 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 340 3451 - (د ت س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأُ في الظهر والعصر بـ {السماء ذَاتِ البُرُوج} ، {والسماء والطارق} ونحوهما من السُّور» أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (805) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، والترمذي رقم (307) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر والعصر، والنسائي 2 / 166 في الافتتاح، باب القراءة في الأوليين من صلاة العصر، وهو حديث صحيح، صححه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/103) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/106) قال: حدثنا بهز. وفي (5/108) قال: حدثنا عبد الرحمن، وعفان. والدارمي (1294) .قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري في جزء القراءة (296) وسقط شيخه من المطبوع الذي روي عن حماد بن سلمة. وأبو داود (805) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (307) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (2/166) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن. ستتهم - يزيد، وبهز، وعبد الرحمن، وعفان، وأبو الوليد، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، فذكره. الحديث: 3451 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 342 3452 - (م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر بـ {الليل إذا يغشى} وفي العصر نحوَ ذلك، وفي الصبح أطولَ من ذلك» . وفي أخرى «كان يقرأُ في الظهر بـ {سبِّح اسم ربِّك الأعلى} وفي الصبح بأطولَ من ذلك» . أخرجه مسلم وأبو داود، وأخرج النسائي الأولى (1) .   (1) رواه مسلم رقم (458) و (459) و (460) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وأبو داود رقم (806) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، والنسائي 2 / 166 في الافتتاح، باب القراءة في الركعتين الأوليين من صلاة العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/101 و 108) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/86 و 88) قال: حدثنا سليمان بن داود. ومسلم (2/40) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (2/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. وأبو داود (806) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي (2/166) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن. وابن خزيمة (510) قال: حدثنا يحيى بن حكيم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، قالا: حدثنا أبو داود. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وأبو داود، ومعاذ - قالوا حدثنا شعبة عن سماك فذكره. الحديث: 3452 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 342 3453 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلي خلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الظهرَ، فنسمع منه الآية بعد الآيات من {لقمان} و {الذاريات} » أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 163 في الافتتاح، باب القراءة في الظهر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (830) قال: حدثنا عقبة بن مكرم. والنسائي (2/163) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن صدران. قالا: - عقبة، وابن صدران - حدثنا سلم بن قتيبة عن هاشم بن البريد عن أبي إسحاق فذكره. الحديث: 3453 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 342 3454 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - صلى الظهر، فلما فرغ قال: إني صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة الظهر فقرأ بهاتين السورتين: [ص: 343] بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ} أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 و 163 و 164 في الافتتاح، باب القراءة في الظهر، وفي سنده أبو بكر بن النضر بن أنس وهو مجهول، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/163) قال: أخبرنا محمد بن شجاع المروذي قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد عن عبد الله بن عبيد قال: سمعت أبا بكر بن النضر. فذكره. الحديث: 3454 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 342 3455 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سجد في صلاة ثم قام فركع، فرأَوْا أنه قرأ {تنزيل السجدة} أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (807) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، وفي سنده أمية وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/83) (5556) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (807) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وهشيم. كلاهما - يزيد بن هارون وهشيم - عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز، فذكره. - أخرجه أبو داود (807) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا معتمر بن سليمان التيمي، عن أمية، عن أبي مجلز، فذكره. الحديث: 3455 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 343 صلاة المغرب 3456 - (خ م ط د ت س) أم الفضل - رضي الله عنها -: قالت: «سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بـ {المُرْسَلاتِ عُرْفاً} ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله» . وفي أخرى «ثم ما صلى بعدُ، حتى قبضه الله عز وجل» . وفي أخرى قال ابن عباس: «إن أم الفضل سمعتْه يقرأُ {والمرْسلاتِ عُرفاً} فقالت: يا بُنيَّ، لقد ذكرَّ تني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها في المغرب» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الموطأ وأبو داود الرواية الآخرة. وفي رواية الترمذي، قالت: خرج إلينا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عاصِب رأسَه في مرضه، فصلى المغرب، فقرأ بـ {المرسلاتِ عُرفاً} فما صلاها بعدُ حتى لَقي الله، وفي رواية النسائي، قالت: صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيته المغربَ، فقرأ {والمرسلاتِ} ما صلى بعدها صلاة، حتى قُبض - صلى الله عليه وسلم [ص: 344] وفي أخرى: «أنها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بـ المرسلاتِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُرفاً) : بمعنى العُرْف الذي هو نقيض النُّكر، أي: أُرسلن للمعروف والإحسان، وقيل: أراد: أُرسلن متتابعة كتتابع شعر العُرْف.   (1) رواه البخاري 2 / 204 في صفة الصلاة، باب القراءة في المغرب، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم رقم (462) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، والموطأ 1 / 78 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وأبو داود رقم (810) في الصلاة، باب القراءة في المغرب، والترمذي رقم (308) في الصلاة، باب القراءة في المغرب، والنسائي 2 / 168 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ (المرسلات) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (71) والحميدي (338) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/338) قال: حدثنا سفيان بن عيينة وفي (6/340) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (6/340) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك (ح) وحدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا مالك. وعبد بن حميد (1585) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة. والدارمي (1298) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. والبخاري (1/193) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (6/11) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (2/40) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي (2/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، قالا: حدثنا سفيان ح وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر ح وحدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وأبو داود (810) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (831) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة والترمذي (308) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق. والنسائي (2/168) وفي الكبرى (968) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18052) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما عن ابن القاسم، عن مالك. وابن خزيمة (519) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان ح وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا سفيان. سبعتهم - مالك، وسفيان، ومعمر، ويونس، وعقيل، وصالح، ومحمد بن إسحاق - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، فذكره. الحديث: 3456 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 343 3457 - (خ د س) مروان بن الحكم قال: «قال لي زيد بن ثابت: مالكَ تقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، وقد سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ بطُولى الطُّوليْين؟» . هذه رواية البخاري. وزاد أبو داود: قال: قلتُ: وما طُولَى الطُّوليين؟ قال: «الأعراف» . قال: وسألت أنا ابنَ أبي مُليكة؟ فقال لي من قِبَلِ نفسه «المائدة» و «الأعراف» . وفي رواية النسائي، قال: «ما لي أراك تقرأ في المغرب بقصار السور، وقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ فيها بأطول الطُّولييْن؟» قلت: يا أبا عبد الله، ما أطول الطولَيين؟ قال: «الأعراف» . وفي أخرى له: «أنه قال لمروان: يا أبا عبد الملك، أتقرأُ في المغرب [ص: 345] بـ {قل هو الله أحد} و {إنا أَعطيناك الكوثر} ؟ قال: نعم، قال فمحلوفُهُ (1) لقد رأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ فيها بأطول الطُّوليين: {المص} » (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طُولى الطُّوليين) : قال الخطابي: أصحاب الحديث يقولون: «طِوَلَ الطُّوليين» قال: وهو خطأ، فإن الطِّوَل: الحبل، وإنما هو: «طُولى الطُّوليين» أي أطول السورتين. وطُولى: فُعلى، بوزن: حُبلى، وهو تأنيث أطول، والطُّوليين تثنيتها.   (1) أراد بالمحلوف: الله الذي لا يستحق الحلف إلا به، والخبر المحذوف، أي: الله قسمي. (2) رواه البخاري 2 / 204 و 205 في صفة الصلاة، باب القراءة في المغرب، وأبو داود رقم (812) في الصلاة، باب قدر القراءة في المغرب، والنسائي 2 / 169 و 170 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ (المص) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد 50/187) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه أحمد (5/188) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/189) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. والبخاري (1/194) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (812) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (2/170) وفي الكبرى (972) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (515) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (516) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا روح بن عبادة. (ح) وحدثنا الحسين بن مهدي، قال: حدثنا عبد الرزاق. ستتهم - محمد بن جعفر، وعبد الرزاق، وابن بكر، وخالد، وأبو عاصم، وروح - عن ابن جريج، قال: حدثني ابن أبي مليكة. كلاهما - هشام، وابن أبي مليكة - عن عروة، عن مروان، فذكره. الحديث: 3457 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 344 3458 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى المغرب بسورة «الأعراف» ، فرَّقها في ركعتين» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 170 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ (المص) ، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/170) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية، وأبو حيوة عن ابن أبي حمزة قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه فذكره. الحديث: 3458 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 345 3459 - (خ م ط د س) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأُ في المغرب بـ {الطُّورِ} » . زاد في رواية «فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَاواتِ وَالأَرْضَ بَلْ لاَ يُوقِنُونَ. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ المُسَيْطِرُونَ} [الطور: 35، 37] كاد قلبي أن يطيرَ» . [ص: 346] قال سفيان: «فأمَّا أنا فلم أسمع هذه الزيادة» . وفي رواية: «أن جبير بن مطعم - وكان جاء في أسارَى بدر - ... » وذكر الحديث. أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُسَيْطر) : بالسين والصاد: المسلط على القوم، القاهر [لهم] ، يقال: تسيطر علينا يتسيطر، وسيطر يسيطر: والأصل فيه السين والصاد مقلوبة منها لأجل الطاء.   (1) رواه البخاري 2 / 206 في صفة الصلاة، باب الجهر في المغرب، وفي الجهاد، باب فداء المشركين، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي تفسير سورة (والطور) ، ومسلم رقم (463) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، والموطأ 1 / 78 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وأبو داود رقم (811) في الصلاة، باب قدر القراءة في المغرب، والنسائي 2 / 169 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ (الطور) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ ص (71) . وأحمد (4/85) قال: قرأت على عبد الرحمن، (ح) وحدثني حماد الخياط. والبخاري (1/194) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/41) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (811) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (2/169) . وفي الكبرى (969) قال: أخبرنا قتيبة. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (3189) عن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم. وابن خزيمة (514) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. سبعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وحماد الخياط، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، والقعنبي، وقتيبة، وابن قاسم - عن مالك. 2- وأخرجه الحميدي (556) . وأحمد (4/80) . والدارمي (1299) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والبخاري (6/175) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (2/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. وابن ماجة (822) قال: حدثنا محمد بن الصباح. وابن خزيمة (514 و 1589) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. تسعتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد بن يوسف، وأبو بكر، وزهير، ومحمد بن الصباح، وعبد الجبار، وابن خشرم، وسعيد - عن سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه أحمد (4/83) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو. 4- وأخرجه أحمد (4/84) . والبخاري (4/84) قال: حدثني محمود. وفي (5/110) قال: حدثني إسحاق بن منصور. ومسلم (2/41) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد. خمستهم - أحمد، ومحمود، وإسحاق بن منصور، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. 5- وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد ص (47) قال: حدثنا عبيد بن يعيش، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. 6- وأخرجه مسلم (2/41) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. ستتهم - مالك، وسفيان، ومحمد بن عمرو، ومعمر، وابن إسحاق، ويونس - عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، فذكره. الحديث: 3459 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 345 3460 - (د) أبو عثمان النهدي قال: «صلَّيتُ خلْفَ ابن مسعود المغربَ، فقرأَ {قلْ هُوَ الله أحد} » أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (815) في الصلاة، باب من رأى التخفيف في المغرب، وفي سنده النزال بن عمار، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (815) حدثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا قرة عن النزال بن عمار عن أبي عثمان النهدي. فذكره. الحديث: 3460 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 346 3461 - (س) عبد الله بن عتبة بن مسعود «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ في صلاة المغرب بـ {حم الدخان} » . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 169 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ {حم الدخان} ، وفي سنده معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدني، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخبرنا قتيبة عن مالك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: فذكره. الحديث: 3461 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 346 3462 - (ط) عبد الله الصنابحي قال: قدمتُ المدينةَ في خلافة أبي بكر الصِّدِّيق، فصلَّيتُ وراءه المغرب، فقرأ في الركعتين الأُوليَيْنِ بأُمِّ القرآن، وسورة سورة من قصار المفصل، ثم قام في الثالثة، فدنَوْتُ منه، حتى إنَّ ثِيابي لَتَكَادُ أن تَمسَّ ثيابَهُ، فمسعتُه قرأ بأُمِّ القرآن، وبهذه الآية {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أنتَ الوهَّابُ} [آل عمران: 8] . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 79 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/239) عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عبادة بن أنس عن قيس بن الحارث عن أبي عبد الله الصنابحي قال. فذكره. الحديث: 3462 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 347 صلاة العشاء 3463 - (ت س) بريدة - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العشاء بـ {الشمس وضُحَاها} ونحوِها من السُّور» . أخرجه الترمذي، وعند النسائي «وأشباهها من السور» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (309) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة العشاء، والنسائي 2 / 173 في الافتتاح، باب القراءة في العشاء بـ {الشمس وضحاها} ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، قال الترمذي: وفي الباب عن البراء بن عازب وأنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/354) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (309) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، قال: حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي (2/173) قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: حدثنا أبي. كلاهما - زيد بن الحباب، وعلي بن الحسن - قالا: حدثنا الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 3463 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 347 3464 - (خ م د س ط ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان في سفر، فصلى العشاء الآخرة، فقرأ في إحدى الركعتين بـ {التين والزيتون} فما سمعت أحداً أحسنَ صوْتاً، أو قراءة، منه - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 348] وانتهت رواية أبي داود والنسائي عند قوله: {والتين} . وفي رواية الموطأ والترمذي والنسائي، قال: «صليتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- العشاءَ، فقرأ فيها بـ {التين والزيتون} » (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 208 في صفة الصلاة، باب الجهر في العشاء، وباب القراءة في العشاء، وفي تفسير سورة {والتين والزيتون} ، وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع الكرام البررة، ومسلم رقم (464) في الصلاة، باب القراءة في العشاء، والموطأ 1 / 79 و 80 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وأبو داود رقم (1221) في الصلاة، باب قصر قراءة الصلاة في السفر، والترمذي رقم (310) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في العشاء، والنسائي 2 / 173 في الافتتاح، باب القراءة فيها بـ {والتين والزيتون} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) ص (72) ، وأحمد (4/286) قال: حدثنا ابن نمير. وفيه (4/286) قال: حدثنا أبو خالد الأحمد. وفي (4/303) قال: حدثنا يزيد، وابن نمير. ومسلم (2/41) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وابن ماجة (834) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال؛ أنبأنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. والترمذي (310) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (2/173) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (1791) عن قتيبة، عن الليث ومالك. ثمانيتهم - مالك، وابن نمير، وأبو خالد، ويزيد، وليث، وسفيان، ويحيى بن زكريا، وأبو معاوية - عن يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري. 2- وأخرجه الحميدي (726) ، وابن خزيمة (522 و 1590) قال: حدثنا علي بن خشرم. كلاهما -الحميدي، وابن خشرم - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد ومسعر. 3- وأخرجه أحمد (4/284) قال: حدثنا بهز. وفي (4/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز. والبخاري (1/194) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (6/213) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (2/41) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (1221) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/173) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن خزيمة (524) قال: حدثنا بندار محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. ثمانيتهم - بهز، وابن جعفر، وأبو الوليد، وحجاج، ومعاذ، وحفص، ويزيد، وعبد الرحمن - قالوا: حدثنا شعبة. 4- وأخرجه أحمد (4/291) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/298) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (4/302) قال: حدثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد. وفي (4/304) قال: حدثنا وكيع ومحمد بن عبيد. والبخاري (1/194) ، وفي خلق أفعال العباد (34) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. وفي (9/194) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/41) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (835) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. عشرتهم - يزيد، وابن آدم، وأبو أحمد، ووكيع، وابن عبيد، وخلاد، وأبو نعيم، وابن نمير، وسفيان، وابن أبي زائدة - عن مسعر. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، ومسعر، وشعبة - عن عدي بن ثابت، فذكره. الحديث: 3464 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 347 صلوات مشتركة 3465 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «ما صليتُ وراءَ أحد أشْبَهَ صلاة برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من فُلان، فصلَّينا وراءَ ذلك الإنسان، فكان يُطَوِّلُ الأُوليين من الظهر، ويخفف في الأخريين، ويخفِّفُ في العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، ويقرأ في العشاء بـ {الشمس وضُحَاها} وبأشباهها، ويقرأ في الصبح بسورتين طويلتين» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 167 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بقصار المفصل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/300) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. وفي (2/329) قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. وفي (2/532) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. وابن ماجة (827) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. والنسائي (2/167) وفي الكبرى (964) قال: أخبرنا هارون ابن عبد الله. قال: حدثنا ابن أبي فديك. وفي (2/167) وفي الكبرى (965) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. وابن خزيمة (520) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو بكر، يعني الحنفي. ثلاثتهم - محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وأبو بكر الحنفي، وعبد الله بن الحارث - عن الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، فذكره. الحديث: 3465 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 348 3466 - (ط) نافع مولى ابن عمر «أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا صلَّى وحدَه يقرأُ في الأربع جميعاً: في كلِّ ركعة بأُمِّ القُرْآن، وسورة من القرآن، وكان يقرأُ أحياناً بالسورتين والثلاث في الركعة الواحدة من [ص: 349] صلاة الفريضة، ويقرأُ في الركعتين من المغرب كذلك بأُمِّ القرآن، وسورة سورة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 79 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/240) عن نافع أن عبد الله بن عمر. فذكره. الحديث: 3466 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 348 3467 - (د) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه، قال: «ما من المفُصَّل - سورة صغيرة، ولا كبيرة، إلا وقد سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يؤمُّ بها النَّاسَ في الصلاة المكتوبةِ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) لم نجده في نسخ الموطأ، وهو عند أبي داود رقم (814) في الصلاة، باب من رأى التخفيف في المغرب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (814) حدثنا أحمد بن سعيد السرخسي، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: فذكره. الحديث: 3467 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 349 3468 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رجل من الأنصار يَؤمُّهُمْ في مسجد قُبَاءَ، فكان كلما افتتحَ سورة يَقرَأُ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ {قل هو الله أحد} حتى يَفْرُغَ منها، ثم يقرأُ سورة أخرى معها، فكان يَصْنعُ ذلك في كل رَكْعة، فكلَّمهُ أصحابه، فقالوا: إنك لتفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأَ بأُخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها، وتقرأ بأخرى؟ فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أَؤُمَّكم بذلك فعلتُ، وإن كَرِهتُمْ تركتُكم، وكانوا يَرَوْنَ أنَّه مِنْ أفضلهم، فكرِهوا أن يَؤمَّهُم غيرُه، فلما أتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أخبروه الخبرَ، فقال: يا فلان، ما يمنعُكَ أن تَفْعَلَ ما يأمُرُكَ به أصحابُك؟ وما يحملك على لُزُوم [ص: 350] هذه السورةِ كلَّ ركعة؟ قال: إنّي أُحِبُّها، قال: حُبُّكَ إيَّاها أدْخَلَكَ الجنةَ» . أخرجه البخاري تعليقاً، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 213 و 214 في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في ركعة، وقد وصله الترمذي رقم (2903) في ثواب القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص، ووصله أيضاً البزار، قال الحافظ في " الفتح ": وصله الترمذي والبزار عن البخاري عن إسماعيل ابن أبي أويس، والبيهقي من رواية محرز بن سلمة كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي عنه بطوله، قال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله عن ثابت، قال: وقد روى مبارك ابن فضالة عن ثابت ... فذكر طرفاً من آخره ... وانظر " الفتح " 2 / 213. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري تعليقا (2/298) في صفة الصلاة باب الجمع بين السورتين في ركعة. وقد وصله الترمذي رقم (2901) في ثواب القرآن باب ما جاء في سورة الإخلاص، ووصله أيضا البزار قال الحافظ في «الفتح» وصله الترمذي والبزار عن البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس. والبيهقي من رواية محرز بن سلمة كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي عنه بطوله. قال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله عن ثابت قال: وقد روى مبارك بن فضالة عن ثابت ... فذكر طرفا من آخره ... وانظر الفتح (2/298) . الحديث: 3468 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 349 3469 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن سولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعث رجلاً على سريَّة وكان يقرأُ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ {قل هو الله أحد} فلما رَجعوا ذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: سَلُوه: لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه؟ فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحبُّ أن أقرأ بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أخبِرُوه أن الله يحبّه» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السرية) : طائفة من الجيش ينفذون في طلب العدو وغيره.   (1) رواه البخاري 13 / 301 في التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، ومسلم رقم (813) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة {قل هو الله أحد} ، والنسائي 2 / 171 في الافتتاح، باب الفضل في قراءة {قل هو الله أحد} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في التوحيد (1:5) عن أحمد بن صالح - وفي بعض النسخ عن محمد، عن أحمد بن صالح - ومسلم في الصلاة (52:5) عن أحمد بن عبد الرحمن بن أخي ابن وهب، والنسائي فيه (الصلاة 326:1) وفي اليوم والليلة (203:2) عن أبي الربيع سليمان بن داود المهري، ثلاثتهم عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الرجال به «الأشراف» (12/415) . الحديث: 3469 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 350 3470 - (خ م د ت س) شقيق بن سلمة قال: جاء رجل يقال له: نَهيكُ ابن سنان، إلى عبد الله بن مسعود، فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأُ هذا الحرفَ: ألِفاً تجدُهُ، أمْ ياء {مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد: 15] أو {مِنْ مَاءٍ غَير يَاسِنٍ} ؟ فقال له عبد الله: أوَ كُلَّ القرآنِ قد أحصيتَ غيرَ هذا؟ قال: إني لأقرأُ المفصَّل في كل ركعة، فقال عبد الله: هذّاً كهذِّ الشِّعْر، إن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوِزُ تَرَاقيهُمْ، ولكن إذا وقع في القلب فرَسَخَ نفع، إن أفضل الصلاة الركوع والسجودُ، إني لأعلم النظائر التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقْرُنُ بينهنَّ، سورتين في كلِّ ركعة، ثم قام عبد الله، فدخل علقمة في إثْرِهِ، فقلنا له: سَلْهُ عن النَّظائر التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها في كلِّ ركعة، فدخل عليه، فسأله؟ ثم خرج علينا، فقال: عشرون سورة من أول المفصل، على تأليف عبد الله، آخرهن من الحواميم {حم الدخان} ، و {عَمَّ يَتسَاءَلُونَ} هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود عن علقمة، والأسود، قالا: «أتى ابنَ مسعود رجل، فقال: إني أَقرأ المفصل في ركعة، فقال: هذًّا كهذِّ الشِّعْرِ، ونَثراً كَنَثرِ الدَّقَلِ؟ لكنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ النظائر، السورتين في ركعة {الرحمن} و {النجم} في ركعة، و {اقتربت} و {الحاقَّة} في ركعة، و {الطور} و {الذاريات} في ركعة، و {إذا وقعت} ، و «ن» في ركعة، و {سأل سائل} و {النازعات} في ركعة، و {ويل للمطففين} و {عبس} في ركعة، و «المدثر» و «المزَّمِّل» في ركعة، و «هل أتى» ، ولا «أقسم بيوم القيامة» في ركعة [ص: 352] و «عمَّ يتساءلون} ، {المرسلات} في ركعة و {الدخان} و {إذا الشمس كُوِّرَتْ} في ركعة» . وقال أبو داود: هذا تأليف ابن مسعود. وفي رواية النسائي، قال مسروق: «أتاه رجل، فقال: إني قرأتُ الليلة المفصَّل في ركعة، فقال: هذًّا كهذِّ الشِّعْرِ؟ لكنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ النظائر عشرين سورة من المفصل، من آل حم» وفي أخرى عن شقيق، قال: «قال رجل عند عبد الله: قرأتُ المفصل في ركعة، قال: هذًّا كهذِّ الشعْرِ؟ لقد عرفتُ النظائر التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقْرُنُ بينهن فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين [سورتين] في ركعة» . وفي أخرى عن شقيق: «قال عبد الله: إن لأعرِفُ النظائر التي كان يقرأ بهن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، عشرين سورة في عشر ركعات، ثم أخذ بيد علقمة، فدخل، ثم خرج إلينا علقمة، فسألناه؟ فأخبرنا بهن» . وفي رواية الترمذي، قال: سأل رجل عبد الله عن هذا الحرف {غَيْرِ آسِنٍ} أو {غَيْرِ يَاسِنٍ} ؟ قال: كل القرآن قرأْتَ غير هذا؟ قال: نعم قال: إن قوماً يقرؤونه يَنْثُرونه نثر الدَّقلِ، لا يجاوزُ تَرَاقِيُهم، إني لأعرِف السُّورَ النَّظائرَ التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقْرُنُ بينَهُنَّ، قال: فَأَمَرْنَا علقمةَ، فسأله؟ فقال: عشرون سورة من المفصَّل، كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقْرُنُ بين كل سورتين في ركعة» (1) . [ص: 353] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آسِنٍ) : أسن الماء يأسن: إذا تغيرت ريحه. (تراقيهم) : التراقي: جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق، وعنده مخرج الصوت. (هذًّا) : الهذُّ: سرعة القطع، والمراد به: سرعة القراءة والعجلة فيها، وهو نصب على المصدر. (كنثر الدَّقَل) : الدَّقَل: أردأ التمر، فلا تراه ليبسه ورداءته يجمع، بل يكون منثوراً. (النظائر) : جمع نظير، وهو المثل والشبه.   (1) رواه البخاري 2 / 214 و 215 في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في الركعة والقراءة [ص: 353] بالخواتيم، وفي فضائل القرآن، باب تأليف القرآن، وباب الترتيل في القراءة، ومسلم رقم (822) في صلاة المسافرين، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ، وأبو داود رقم (1396) في الصلاة، باب تحزيب القرآن، والنسائي 2 / 175 و 176 في الافتتاح، باب قراء سورتين في ركعة، والترمذي رقم (602) في الصلاة، باب ما ذكر في قراءة سورتين في ركعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/380) (3607) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (10/455) (4350) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (6/229) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. ومسلم (2/204) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، جميعا عن وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. والترمذي (602) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. والنسائي (2/174) ، وفي الكبرى (986) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس. وابن خزيمة (538) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، قال: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا أبو موسى، ( ..... ) ح وحدثنا يوسف بن موسى، وسلم ابن جنادة، قالا: حدثنا أبو معاوية. ستتهم - أبو معاوية، ومحمد بن عبيد، وأبو حمزة، ووكيع، وعيسى بن يونس، وأبو خالد - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (1/421) (3999) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (1/462) (4410) قال: حدثنا عفان. والبخاري (6/240) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (2/250) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، وأبو النعمان، وشيبان - عن مهدي بن ميمون، قال: حدثنا واصل الأحدب. 3- وأخرجه أحمد (1/427) (4062) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا سيار. 4- وأخرجه أحمد (1/436) (4154) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (1/197) قال: حدثنا آدم. ومسلم (2/205) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، عن محمد بن جعفر. والنسائي (2/175) ، وفي الكبرى (987) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وآدم، وخالد بن الحارث - قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة. 5- وأخرجه مسلم (2/205) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن منصور. خمستهم - الأعمش، وواصل، وسيار، وعمرو بن مرة، ومنصور - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، فذكره. الحديث: 3470 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 351 3471 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قام حتى أصبح بآية، والآية: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] » أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 177 في الافتتاح، باب ترديد الآية، وفي سنده قدامة بن عبد الله بن عبدة البكري العامري الذهلي أبو روح الكوفي، لم يوثقه غير ابن حبان، وجسرة بنت دجاجة العامرية، لم يوثقها غير ابن حبان والعجلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/156) قال: حدثنا وكيع. و (5/170 و 177) قال: حدثنا يحيى. و (5/170) قال: حدثنا مروان. وابن ماجة (1350) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (2/177) وفي الكبرى (992) قال: أخبرنا نوح بن حبيب. قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان. ثلاثتهم - وكيع، ويحيى، ومروان - عن قدامة بن عبد الله، عن جسرة، فذكرته. الحديث: 3471 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 353 3472 - () أبو سلمة بن عبد الرحمن: «أن عمر بن الخطاب صلى المغربَ بالناس، فلم يقرأ فيها، فلما انصرفَ قيل له: ما قرأتَ؟ قال: فكيف كان الرُّكوع، والسُّجود؟ قالوا: حسناً، قال: لا بأس إذاً» . وفي أخرى عن زيد بن أسلم «أن عمر انفَتَلَ من صلاة، فقيل له: ما قرأتَ ... » وذكر الحديث أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وكلا الأثرين منقطع، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن، وزيد بن أسلم، لم يسمعا من عمر، وقد روى البيهقي أثر أبي سلمة بن عبد الرحمن في " سننه " 2 / 381 في الصلاة، باب من قال: تسقط القراءة عمن نسي ومن قال: لا تسقط، وإسناده منقطع، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع من عمر، وقال ابن التركماني في " الجوهر النقي " 2 / 381: ذكر صاحب " الاستذكار " حديث أبي سلمة ثم قال: حديث منكر، ليس عند يحيى وطائفة معه، لأنه رماه مالك من كتابه بآخرة، وقال: ليس عليه العمل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، والصحيح عن عمر أنه أعاد الصلاة، وروى يحيى بن يحيى النيسابوري، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث أن عمر نسي القراءة فأعاد الصلاة، فهذا متصل شهده همام عن عمر، وحديث مالك عن عمر مرسل، لا يصح، يعني رواية أبي سلمة، والإعادة عنه صحيحة، رواها عنه جماعة، منهم همام، وعبد الله بن حنظلة، وزياد بن عياض، وكلهم لقي عمر وسمع منه وشهد القصة، ورواها عنه غيرهم أيضاً، قال: وذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أبان عن جابر بن زيد أن عمر أعاد تلك الصلاة بإقامة، وعن ابن جريج عن عكرمة بن خالد أن عمر أمر المؤذن فأقام، وأعاد تلك الصلاة، وروى أشهب: سئل مالك: أيعجبك ما قال عمر؟ فقال: أنا أنكر أن يكون عمر فعله، وأنكر الحديث، وقال: يرى الناس عمر يفعل هذا في المغرب، ولا يسبحون به ولا يخبرون؟ : من فعل هذا أرى أن يعيد هو ومن خلفه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البيهقي في سننه (2/381) أنبأ أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وغيره قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح) وأنبأنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، فذكره. الحديث: 3472 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 354 النوع الرابع: في الجهر بالقراءة 3473 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «في كل صلاة نقرأُ، فما أسْمَعَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أسْمعناكم، وما أخفى علينا أخفيْنا عليكم» . أخرجه أبو داود والنسائي، وقال النسائي: «أخفينا منكم» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (797) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر، والنسائي 2 / 163 في الافتتاح، باب قراءة النهار، ورواه أيضاً البخاري 2 / 209 في صفة الصلاة، باب القراءة في الفجر، ومسلم رقم (396) في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (990) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن جريج. وأحمد (2/258) قال: حدثنا عبد الواحد الحداد أبو عبيدة. قال: حدثنا حبيب بن الشهيد. وفي (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي محمد. وفي (2/308) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى. وفي (2/342) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا ابن أبي ليلى. وفي (2/343) و (416) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد، عن قيس وحبيب. وفي (2/348) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/411) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن أبي محمد، أظنه حبيب بن الشهيد. وفي (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن حبيب بن الشهيد. وفي (2/446) قال: حدثنا وكيع، عن هارون الثقفي. وفي (2/487) قال: حدثنا إسماعيل وابن جعفر. قالا: حدثنا ابن جريج. والبخاري (1/195) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي القراءة خلف الإمام (8) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (13) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا حماد، عن قيس وعمارة بن ميمون وحبيب بن الشهيد. وفي (15) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا داود بن أبي الفرات، عن إبراهيم الصائغ. ومسلم (2/10) قال: حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد، يعني ابن زريع، عن حبيب المعلم. وأبو داود (797) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن قيس بن سعد وعمارة بن ميمون، وحبيب. والنسائي (2/163) وفي الكبرى (951) قال: أخبرنا محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير، عن رقبة. وفي (2/163) وفي الكبرى (952) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: أنبأنا خالد. قال: حدثنا ابن جريج. وابن خزيمة (547) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار أبو بكر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. تسعتهم - ابن جريج، وحبيب بن الشهيد، وابن أبي ليلى، وقيس بن سعد، وهارون الثقفي، وإبراهيم الصائغ، وعمارة بن ميمون، وحبيب المعلم ورقبة - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. - في رواية الحميدي زاد « ... كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فقال له الرجل: أرأيت إن قرأت بها وحدها تجزئ عني؟ قال: إن انتهيت إليها أجزأت عنك، فإن زدت فهو أحسن» . - وأخرجه مسلم (2/10) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبو أسامة، عن حبيب بن الشهيد. قال: سمعت عطاء يحدث عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا صلاة إلا بقراءة» قال أبو هريرة: فما أعلن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلنَّاه لكم، وما أخفاه أخفيناه لكم. - قال ابن حجر في تعليقه على هذا الحديث في النكت الظراف على تحفة الأشراف: قلت: قال الدارقطني: المحفوظ عن أبي أسامة وقفه. تحفة الأشراف (10/14170) . الحديث: 3473 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 355 3474 - (د ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج ليلة، فإذا هو بأبي بكر يُصلِّي، يخفِضُ من صوته، ومرَّ بعُمَرَ يُصلِّي، يرْفَعُ من صوته، فسأله أبا بكر؟ فقال: قد أسمعتُ مَن ناجيتُ يا رسولَ الله، وسأل عمر؟ فقال: «أُوقِظُ الوَسْنان وأطرُدُ الشيطان» . أخرجه أبو داود، وزاد الحسن في حديثه: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا بكر، ارْفع من صوتك شيئاً، وقال لعمر: اخفِضْ من صوتك شيئاً» . وأخرجه الترمذي مختصراً: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: «مررتُ بك وأنت تقرأُ، وأنت تخفض من صوتك؟» فقال: إني أسمعتُ من ناجيتُ، قال: ارْفعْ قليلاً، وقال لعمر: مررت بك وأنت تقرأُ، وأنت ترفع من صوتك؟ قال: « [إني] أُوقِظُ الوَسنان، وأطردُ الشيطان، قال: اخفِض قليلاً» (1) . [ص: 356] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوَسنَان) : النائم الذي ليس بمستغرق في نومه.   (1) رواه أبو داود رقم (1329) في الصلاة، باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، والترمذي رقم (447) في الصلاة، باب ما جاء في قراءة الليل، وإسناده حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، قال الترمذي: وفي الباب عن عائشة، وأم هانئ، وأنس، وأم سلمة , وابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1329) قال: حدثنا الحسن بن الصباح. والترمذي (447) قال: حدثنا محمود بن غيلان. وابن خزيمة (1161) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاحب السابري. ثلاثتهم - الحسن بن الصباح، ومحمود بن غيلان، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاحب السابري - قالوا: حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح. فذكره. - وأخرجه أبو داود (1329) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن ثابت البناني، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. - قال الترمذي: هذا حديث غريب. وإنما أسنده يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح. مرسلا. الحديث: 3474 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 355 3475 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - بهذه القصة، لم يذكر «فقال لأبي بكر: ارفع شيئاً، وقال لعمر: اخفض شيئاً» وزاد «وقد سمعتك يا بلال وأَنت تقرأُ من هذه السورة، ومن هذه السورة؟ قال: كلام طيب يجمع الله بعضه إلى بعض، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: كلُّكم قد أصابَ» أخرجه أبو داود هكذا (1) .   (1) رقم (1330) في الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في الليل، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1330) حدثنا أبو حصين بن يحيى الرازي ثنا أسباط بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 3475 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 356 3476 - (ط) البياضي (1) - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج على الناس وهم يُصلُّون، وقد علَتْ أصواتُهم بالقراءة، فقال: إن المصلِّي يُناجِي ربَّه، فلْيَنْظُرْ بما يُنَاجِيه، ولا يَجهَرُ بعضكم على بعض بالقرآن» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال السيوطي في " شرح الموطأ ": اسمه فروة بن عمرو بن ودقة، وبياضة: فخذ من الخزرج، شهد العقبة وبدراً وما بعدها. (2) 1 / 80 في الصلاة، باب العمل في القراءة، ورواه بمعناه أبو داود رقم (1332) في الصلاة، باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح، وانظر " المقاصد الحسنة "، للحافظ السخاوي صفحة (361) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/242) عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي حازم التمار عن البياض، فذكره. الحديث: 3476 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 356 3477 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كانت [ص: 357] قراءةُ رسولِ - صلى الله عليه وسلم- على قدْرِ ما يَسمَعُه من في الحُجْرَة وهو في البيت» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1327) في الصلاة، باب في رفع الصوت بالقراءة في الليل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/271) (2446) قال: حدثنا سريج. وأبو داود (1327) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني. والترمذي في «الشمائل» (321) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: حدثنا يحيى بن حسان. ثلاثتهم - سريج، ومحمد بن جعفر الوركاني، ويحيى بن حسان - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3477 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 356 3478 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم- بالليل: يرْفَعُ طَوْراً، ويخفِضُ طوراً» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1328) في الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1328) حدثنا محمد بن بكار بن الريان ثنا عبد الله بن المبارك عن عمران بن زائدة عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة فذكره. قال أبو داود: أبو خالد الوالبي اسمه هرمز. الحديث: 3478 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 3479 - (ط) أبو سهيل بن مالك عن أبيه، قال: «كنا نسمعُ قراءةَ عمرَ بنِ الخطاب عند دَارِ أبي جَهم بالبَلاط» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 81 في الصلاة، باب العمل في القراءة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/246) عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه قال، فذكره. الحديث: 3479 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 3480 - [ (م ط ت س) حفصة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بالسورة في الصلاة، فيُرَتِّلُها، حتى تكونَ أطوَلَ من أطولَ منها» ] أخرجه رزين (1) .   (1) هذا الحديث زيادة ليست في الأصل، وإنما ذكر في المطبوع، وقال في آخره: أخرجه رزين، وقد رواه مسلم رقم (733) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً بأطول من هذا، والموطأ 1 / 137 في الجماعة، باب ما جاء في صلاة القاعد في النافلة، والترمذي رقم (373) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يتطوع جالساً، والنسائي 3 / 223 في قيام الليل، باب صلاة القاعد في النافلة، وقد تقدم رقم (3402) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ ص (104) وأحمد (6/285) قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر. ح وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مالك بن أنس ح وعبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والدارمي (1392) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. وفي (1393) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. ح وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس ح وحدثني إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والترمذي (373) . وفي الشمائل (281) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. والنسائي (3/223) . وفي الكبرى (1285) قال: أخبرنا قتببة بن سعد عن مالك. وابن خزيمة (1242) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. (ح) وحدثنا عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك. ثلاثتهم - مالك، ومعمر، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة، فذكره. - وأخرجه أحمد (6/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. قال: قال ابن شهاب: وأخبرني عطاء بن يزيد، أن المطلب بن أبي وداعة أخبره، أن حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته قال: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي جالسا حتى كان قبل وفاته بعام أو عامين. الحديث: 3480 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 3481 - (خ) عبد الله بن شداد قال: «سمعتُ نَشِيجَ عمرَ وأنا في آخر [ص: 358] الصُّفُوفِ يقرأ {إنما أَشْكُو بَثِّي وحُزْنِي إلى اللهِ} [يوسف: 86] إذا افتتح الصلاة» [أخرجه البخاري في ترجمة باب] (1) . وفي أخرى، قال: «صليتُ خلف عمر، فسمعتُ نَشِيجَهُ» [أخرجه رزين] (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نشيج) : النشيج: صوت يتردد في الحلق والصدر.   (1) رواه البخاري تعليقاً 2 / 172 في الأذان، باب إذا بكى الإمام في الصلاة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن إسماعيل بن محمد بن سعد سمع عبد الله بن شداد بهذا، وزاد: في صلاة الصبح، قال الحافظ: وفي الباب حديث عبد الله بن الشخير: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء، رواه أبو داود والنسائي والترمذي في " الشمائل " وإسناده قوي، وصححه ابن حبان وابن خزيمة. (2) في الأصل: أخرجه البخاري في ترجمة باب، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وليست هذه الرواية عند البخاري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري تعليقا (2/241) في الأذان باب إذا بكى الإمام في الصلاة، قال الحافظ في الفتح: وصله سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن إسماعيل بن محمد بن سعد سمع عبد الله بن شداد بهذا وزاد: في صلاة الصبح قال الحافظ، وفي الباب حديث عبد الله بن الشخير رأيت رسول الله يصلي بنا، وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء. رواه أبو داود والنسائي والترمذي في الشمائل، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان، وابن خزيمة. الحديث: 3481 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 3482 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كانت له سكْتة إذا افتتح الصلاة» . أخرجه النسائي (1) . وقد جاء لهذا الحديث رواية أخرى ذُكِرت في «كتاب الدعاء» من حرف الدال.   (1) 2 / 128 في الافتتاح، باب سكوت الإمام بعد افتتاحه الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/128) أخبرنا محمود بن غيلان قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان عن عمارة ابن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 3482 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 358 النوع الخامس: في سكتة القارئ 3483 - (د ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: «سَكْتَتَان حَفِظْتُهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأنكر ذلك عِمران بن حصين، قال: حَفِظْنا سَكْتَة، فكتَبنا إلى أُبيِّ بن كعب بالمدينة، فكتب أُبيّ: أن حفِظَ سمرةُ، فقلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة، ثم قال بعد ذلك: وإذا قرأ {ولا الضَّالِّينَ} قال: فكانُ يعْجِبُه إذا فرغ من القراءة أن يسكتَ حتى يَتَرَادَّ إليه نَفَسُهُ» . أخرجه الترمذي. وأخرجه أبو داود، قال سمرة: «حفظتُ سكتتين في الصلاة، سكتة إذا كبَّر الإمام حتى يقرأ، وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب وسورة عند الركوع، قال: فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين، فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أُبَيّ، فصدَّق سَمُرَةَ» . وفي رواية «وسكتة إذا فرغ من القراءة» وفي أخرى عنه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أنه كان يسكُت سكتتين: إذا اسْتَفْتَح، وإذا فرغ من القراءة ... » ثم ذكر معناه. وفي أخرى بنحو من رواية الترمذي ولفظها (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (777) و (778) و (779) في الصلاة، باب السكتة عند الافتتاح، ورواه الترمذي رقم (251) في الصلاة، باب ما جاء في السكتتين في الصلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/7) ، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (277) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وأبو داود (779) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد. وفي (780) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن ماجة (844) قال: حدثنا جميل ابن الحسن بن جميل العتكي، قال: حدثنا عبد الأعلى. والترمذي (251) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن خزيمة (1578) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بزيع، قال: حدثنا يزيد (يعني ابن زريع) . ثلاثتهم - محمد بن جعفر، ويزيد بن زريع، وعبد الأعلى - عن سعيد، عن قتادة. 2- وأخرجه أحمد (5/11 و 23) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (5/21) قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (777) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (845) قال: حدثنا محمد بن خالد بن خداش، وعلي بن الحسين بن أشكاب، قالا: حدثنا إسماعيل بن علية. كلاهما - يزيد بن زريع، وإسماعيل بن علية - عن يونس. 3- وأخرجه أحمد (5/22) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، ويونس. 4- وأخرجه أحمد (5/15) قال: حدثنا يزيد، وفي (5/20) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (5/21) قال: حدثنا عفان. والدارمي (1246) قال: أخبرنا عفان. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (872) قال: حدثنا أبو الوليد، وموسى. خمستهم - يزيد، وأبو كامل، وعفان، وأبو الوليد، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل. 5- وأخرجه أبو داود (778) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن أشعث. خمستهم - قتادة، ويونس، ومنصور، وحميد، وأشعث - عن الحسن، فذكره. الحديث: 3483 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 359 الفرع الرابع: في الركوع والسجود والقنوت ، وفيه نوعان النوع الأول: في الركوع والسجود الاعتدال 3484 - (د ت س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُجزِئُ صلاةُ أحدِكم حتى يُقيمَ ظهرةَ في الركوع والسجود» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (855) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه، والترمذي رقم (265) في الصلاة، باب رقم (84) ، والنسائي 2 / 143 في الافتتاح، باب إقامة الصلب في الركوع، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (454) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/119) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/122) قال: حدثنا وكيع. (ح) وابن نمير (ح) وابن أبي زائدة. وفي (4/122) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1333) قال: أخبرنا يعلى بن عبيد. وأبو داود (855) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (870) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (265) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (2/183) . وفي الكبرى (1009) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الفضيل. وفي (2/214) . وفي الكبرى (612) قال: أخبرنا علي بن خشرم المروزي، قال: أنبأنا عيسى وهو ابن يونس. وابن خزيمة (591 و 666) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: أخبرنا ابن فضيل ح وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. وفي (592) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. ح وحدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، عن شعبة. وفي (666) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن إدريس، ومحمد بن فضيل ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. جميعهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وابن أبي زائدة، ويعلى بن عبيد، وأبو معاوية، والفضيل بن عياض، وعيسى، ومحمد بن فضيل، وابن إدريس - عن سليمان الأعمش، قال: سمعت عمارة بن عمير، عن أبي معمر، فذكره. الحديث: 3484 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 360 3485 - (ط) النعمان بن مرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا تَرَوْنَ في الشَّاربِ والزَّاني والسَّارق؟ وذلك قبل أن تنزل فيهم الحدودُ، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هنّ فَواحِشُ، وفيهن عقوبة، وأسوَأُ السَّرقة: الذي يَسرِق صلاتَه، قالوا: كيف يسرقُ صلاتَه يا رسول الله؟ قال: لا يُتمُّ ركوعها ولا سجودها» قال النعمان: وكان عمر يقول: «إن وجه دينكم الصلاة فزيِّنُوا وجه دينكم بالخشوع» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 167 في قصر الصلاة في السفر، باب العمل في جامع الصلاة، وهو مرسل صحيح، وله [ص: 361] شواهد مسندة صحيحة، منها عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته، قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها، رواه أحمد في " المسند " 5 / 310 وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ورواه الطبراني عن أبي هريرة وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/482) عن يحيى بن سعيد عن النعمان بن مرة. الحديث: 3485 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 360 3486 - (د س) سالم البرَّاد قال: «أتينا أبا مسعود فقلنا له: حدِّثْنا عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام بين أيدينا، فكبَّر، فلما ركع وضع راحتيه على ركبتيه، وجعل أصابعه أسفل من ذلك وجَافى [بين] مرْفَقَيْهِ حتى استوى كلُّ شيء منه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، فقام حتى استوى كلُّ شيء منه» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جافى) : يده عن جنبه: إذا رفعها عنه، ولم يلصقها به.   (1) رواه أبو داود رقم (863) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 186 في الافتتاح، باب مواضع الراحتين في الركوع، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/119) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (4/120) قال: حدثنا حسين ابن علي، عن زائدة. وفي (5/274) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة. والدارمي (1310) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال: حدثنا همام. وأبو داود (863) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. والنسائي (2/186) . وفي الكبرى (537) قال: أخبرنا هناد بن السري في حديثه عن أبي الأحوص. وفي (2/186) . وفي الكبرى (538) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا حسين، عن زائدة. وفي (2/187) . وفي الكبرى (539) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية. وابن خزيمة (598) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. ستتهم - همام، وزائدة، وأبو عوانة، وجرير، وأبو الأحوص، وابن علية - عن عطاء بن السائب عن سالم أبي عبد الله البراد، فذكره. الحديث: 3486 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 361 3487 - (خ) حرملة - مولى أسامة - «أن الحجاجَ بنَ أيمنَ بن أمِّ أيمن - وكان أخا أسامةَ لأمِّه من الأنصار - رآه ابنُ عمر لا يتم ركوعه، فقال: أَعِدْ» زاد في رواية «فلما ولى، قال ابن عمر: مَن هذا؟ قلت: الحجَّاجُ بن أيمن، قال: لو رأى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذا لأحبَّهُ» زاد بعض الرواة: «وكانت حاضنة النبي - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) . [ص: 362] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حاضنة) : الحاضنة: المرأة التي تلي أمر الطفل وتربِّيه.   (1) 6 / 63 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3737) قال أبو عبد الله، وحدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد، فذكره. الحديث: 3487 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 361 3488 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اعْتدلُوا في السجود، ولا يبسُطنَّ أحدكم ذراعيه انبساط الكلب» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. وزاد البخاري في رواية أخرى «وإذا بزق فلا يبْزُقنَّ بين يديه، ولا عن يمينه، فإنه يناجي ربَّه» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 249 في صفة الصلاة، باب لا يفترش ذراعيه في السجود، ومسلم رقم (493) في الصلاة، باب الاعتدال في السجود، وأبو داود رقم (897) في الصلاة، باب صفة السجود، والترمذي رقم (276) في الصلاة، باب ما جاء في الاعتدال في السجود، والنسائي 2 / 211 و 212 في الافتتاح، باب النهي عن بسط الذراعين في السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. أخرجه البخاري في الصلاة (292) عن بندار. ومسلم فيه (الصلاة 45:2) عن بندار وأبي موسى كلاهما عن غندر و (45:1) عن أبي بكر عن وكيع و (45:2) عن يحيى بن حبيب بن عربي عن خالد بن الحارث وأبو داود فيه (الصلاة 159: 2) عن مسلم بن إبراهيم والترمذي فيه (الصلاة 90:2) عن محمود بن غيلان عن أبي داود والنسائي فيه (الصلاة، لعله (363) عن محمد بن عبد الأعلى، و (400) إسماعيل بن مسعود فرقها كلاهما عن خالد بن الحارث خمستهم عنه به راجع تحفة الأشراف (1/321) . الحديث: 3488 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 362 3489 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «إني لا آلو أن أُصَلِّيَ بكم كما رأيتُ رسولَ - صلى الله عليه وسلم- يصلي بنا. قال ثابت: فكان أنس يصنَع شيئاً لا أَراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائماً، حتى يقول القائل: قد نَسِيَ، وإذا رفع رأسه من السجدة مكث حتى يقول القائل: قد نَسِيَ» . وفي رواية نحوه، إلا أنه قال: «وإذا رفع رأسه بين السجدتين» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «كان أنس يَنْعَتُ لنا صلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فكان يُصَلِّي، فإذا رفع رأسَهُ من الركوع قام حتى نقول: قد نَسِيَ» . [ص: 363] وفي رواية أبي داود، قال: «ما صليتُ خلفَ رجل أوجزَ صلاة من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في تمام، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قال: سمع الله لمن حمده، قام حتى نقول: قد [أ] وْهَمَ، ثم يُكبِّر ويسجد، وكان يقعد بين السجدتين، حتى نقول: قد [أ] وْهَمَ» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 249 في صفة الصلاة، باب المكث بين السجدتين، وباب الاطمئنان حين يرفع رأسه من الركوع، ومسلم رقم (472) في الصلاة، باب اعتدال أركان الصلاة وأبو داود رقم (853) في الصلاة، باب طول القيام من الركوع بين السجدتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. 1- أخرجه أحمد (3/226) قال: حدثنا يونس وعبد بن حميد (1380) قال: حدثنا محمد بن الفضل والبخاري (1/208) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومسلم (2/45) قال: حدثنا خلف بن هشام وابن خزيمة (609 و 282) قال: حدثنا أحمد بن عبده الضبي وفي (609) أيضا قال: حدثنا أحمد بن المقدام. ستتهم - يونس، ومحمد بن الفضل، وسليمان، وخلف، وأحمد بن عبده، وأحمد بن المقدام - قالوا حدثنا حماد بن زيد. 2- وأخرجه أحمد (3/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر وعبد بن حميد - (1261) قال: حدثني وهب ابن جرير وفي (1305) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. والبخاري (1/202) قال: حدثنا أبو الوليد أربعتهم - ابن جعفر، ووهب، وسعيد، وأبو الوليد - قالوا حدثنا شعبة. 3- وأخرجه أحمد (3/162) وعبد بن حميد (1252) كلاهما عن عبد الرزاق قال: حدثنا معمر. 4- وأخرجه أحمد (3/223) وعبد بن حميد (1281) قالا: حدثنا هاشم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. أربعتهم - حماد، وشعبة، ومعمر، وسليمان - عن ثابت فذكره. الحديث: 3489 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 362 3490 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أقيموا الرُّكوعَ والسجود، فوَاللهِ، إني لأراكم من بعدي - وربما قال: من بعد ظهري - إذا ركعتم وسجدتم» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وللبخاري: أنه سمع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أتمُّو الركوع والسجود، فوالذي نفسي بيده، إني لأراكم من بعد ظهري، إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم» . ولمسلم: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أتمُّوا الركوع والسجود» . وفي أخرى «أقيموا الركوع والسجود ... » وذكر نحوه وفي رواية النسائي أيضاً، قال: «أتمُّوا الركوع والسجود إذا ركعتم وسجدتم» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 461 في الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي صفة الصلاة، باب الخشوع في الصلاة، ومسلم رقم (425) في الصلاة، باب الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها، والنسائي 2 / 193 و 194 في الافتتاح، باب الأمر بإتمام الركوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في الصلاة (239:2) عن بندار ومسلم فيه (الصلاة 24:3) عن أبي موسى وبندار كلاهما عن غندر عنه به. الأشراف (1/329) . وأخرجه النسائي (2/193) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنسا. الحديث: 3490 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 363 3491 - (خ د س) مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - قال لأصحابه: «ألا [ص: 364] أُنَبِّئُكم بصلاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: وذاك في غير حين صلاة - فقام ثم ركع فكبَّر، ثم رفع رأسه، فقام هُنَيْهة ثم سجد رفع رأسه هُنيْهة، وصلى صلاةَ عمر وابن سلمة - شيخنا هذا. قال أيوب: كان يفعل شيئاً لم أَرَكْم تفعلونه، كان يقعد في الثالثة أو الرابعة» . وفي رواية، قال: قلت لأبي قلابَةَ: كيف كانت صلاتُهم؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا - يعني: عمرو بن سلمة - وكان ذلك الشيخ يُتمُّ التكبير، وإذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس واعتَمد على الأرض ثم قام. وفي رواية نحوه، وفيه: «قام فأمْكَنَ القيام، ثم ركع فأمكن الركوع، ثم رفع رأسه فانْتَصب قائماً هُنيْهة، قال أبو قِلابة: صلَّى بنا صلاةَ شيخنا هذا - أبي بُرَيد - وكان أبو بريد (1) إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة من الركعة الأولى والثانية، استوى قاعداً، ثم نهض» . أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود: قال أبو قِلابة: «جاءنا أيو سليمان - مالك بن الحُوَيْرِث - في مسجدنا، فقال: إني لأُصلِّي، ما أريد الصلاةَ، ولكنِّي والله أُريدُ أن أُرِيكم كيف رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي، قال: قلت لأبي قِلابة: كيف صلَّى؟ قال: مثل صلاةِ شيخنا هذا - يعني: عمرو بن سلمة إمامهم - وذكر أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة في الركعة الأولى، قعد، ثم قام» . وفي رواية النسائي، قال: «كان مالك بن الحويرث يأتينا، فيقول: [ص: 365] ألا أحدِّثُكم عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيصلي في غير وقت صلاة، فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية في أول الركعة استوى قاعداً، ثم قام فاعتمد على الأرض» (2) .   (1) هو عمرو بن سلمة الجرمي. قال الحافظ في " الفتح ": واختلف في ضبط كنيته، ووقع هنا للأكثر بالتحتانية والزاي، وعند الحموي وكريمة: بالموحدة والراء، مصغراً، وكذا ضبطه مسلم في الكنى، وقال عبد الغني بن سعيد: لم أسمعه من أحد إلا بالزاي، لكن مسلم أعلم، والله أعلم. (2) رواه البخاري 2 / 240 و 241 في صفة الصلاة، باب الطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع، وباب المكث بين السجدتين، وباب كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة، وفي الجماعة، باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (842) في الصلاة، باب النهوض في الفرد، والنسائي 2 / 234 في الافتتاح، باب الاعتماد على الأرض عند النهوض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/436) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (5/53) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. والبخاري (1/172) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. وفي (1/202) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/207) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد. وفي (1/209) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (842) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن إبراهيم. وفي (843) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي (2/233) وفي الكبرى (650) قال: أخبرنا زياد بن أيوب دلويه، قال: حدثنا إسماعيل. ثلاثتهم - إسماعيل، وحماد، ووهيب - قالوا: حدثنا أيوب. 2- وأخرجه النسائي (2/234) وفي الكبرى (652) قال: أخبرنا محمد بن بشار. وابن خزيمة (687) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى. كلاهما - محمد بن بشار، وأبو موسى محمد بن المثنى - قالا: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد. كلاهما - أيوب، وخالد - عن أبي قلابة، فذكره. الحديث: 3491 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 363 مقدار الركوع والسجود 3492 - (د س) سعيد بن جبير قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: «ما صليتُ وراء أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أشبه صلاة بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز - قال: فحزَرنَا ركوعه عشر تسبيحات، وسجودَه عشر تسبيحات» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (888) في الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود، والنسائي 2 / 224 و 225 في الافتتاح، باب عدد التسبيح في السجود، ورواه أحمد في " المسند " 3 / 162 و 163 وفي سنده وهب بن مانوس، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول الحال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الصلاة (155:4) عن أحمد بن صالح المصري ومحمد بن رافع النيسابوري كلاهما عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان عن أبيه عن وهب بن مأنوس عنه به، قال: أحمد بن صالح، قلت له: مأنوس أو مأبوس. قال: أما عبد الرزاق فيقول: مأبوس. وأما حفظي فمأنوس. والنسائي (الصلاة 423) عن محمد بن رافع به. الأشراف (1/225) . الحديث: 3492 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 365 3493 - (د) السعدي عن أبيه - أو عمه - قال: «رَمَقْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قَدْر ما يقول: سبحان الله وبحمده ثلاثاً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (885) في الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود، والسعدي مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (885) حدثنا مسدد ثنا خالد بن عبد الله، ثنا سعيد الجريري، عن السعدي عن أبيه أو عن عمه قال: فذكره. الحديث: 3493 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 365 3494 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كان ركوعُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وسجودُه، وبين السجدتين، وإذا رفع رأسه من الركوع - ما خلا القيام والقعود - قريباً من السَّواء» . وفي رواية، قال: «رَمَقْتُ الصلاة مع محمد - صلى الله عليه وسلم- فوجدتُ قيامَه فركعتَه، فاعتداله لَه بعد ركوعه، فسجدتَه، فجلستَه بين السجدتين، فسجدتَه وجلسته ما بين التسليم، والانصراف: قريباً من السَّواء» . وفي أخرى قال: «غلب على الكوفة رجل قد سماه: زَمَن بنِ الأشعث، وسماه غُنْدَر في روايته: مطرَ بن ناجية - فأمر أبا عبيدة بن عبد الله أن يصلِّي بالناس، وكان يصلِّي فإذا رفع رأسه من الركوع: قام قدْرَ ما أقول: اللهم ربنا لك الحمد، ملءَ السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعدُ، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ، قال الحكَم: فذكرتُ ذلك لعبد الرحمن بن أبي ليلى، فقال: سمعت البراء بن عازب يقول: كانت صلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: قيامُه، وركوعه، وإذا رفع رأسه من الركوع، وسجودُه، وما بين السجدتين: قريباً من السواء. قال شعبة: فذكرته لعمرو بن مرة، فقال: قد رأيتُ ابن أبي ليلى، فلم تكن صلاته هكذا» . هذه رواية البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود مثل الرواية الثانية. وله في أخرى، قال: «رَمَقْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، فوجدتُ قيامه كركعته [ص: 367] وسجدته، واعتداله في الركعة كسجدته، وجلستَه بين السجدتين، وجلسته ما بين التسليم والانصراف: قريباً من السواء» . وله في أخرى، قال: «كان ركوعه وسجوده وما بين السجدتين: قريباً من السواء» . وفي رواية الترمذي والنسائي، قال: «كانت صلاةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود، قريباً من السواء» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 228 في صفة الصلاة، باب استواء الظهر في الركوع، وباب الاطمئنان حين يرفع رأسه من الركوع، وباب المكث بين السجدتين، ومسلم رقم (471) في الصلاة، باب اعتدال أركان الصلاة وتخفيفها، وأبو داود رقم (852) في الصلاة، باب طول القيام من الركوع بين السجدتين، والترمذي رقم (279) في الصلاة، باب ما جاء في إقامة الصلب إذا رفع رأسه من الركوع والسجود، والنسائي 2 / 197 و 198 في الافتتاح، باب قدر القيام بين الرفع من الركوع والسجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. 1- أخرجه أحمد (4/280) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/285) قال: حدثنا عفان. وفيه (4/285) قال: حدثنا إسماعيل بن علية. والدارمي (1339) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع. والبخاري (1/200) قال: حدثنا بدل بن المحبر. وفي (1/202) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (2/45) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (852) قال: حدثنا حفص بن عمر. والترمذي (279) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وفي (280) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (2/197) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية. وفي (2/232) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (610 و 659) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أحمد بن المقدام قال: حدثنا يزيد بن زريع. جميعهم - ابن جعفر، وعفان، وإسماعيل، وسعيد، وبدل، وأبو الوليد، ومعاذ، وحفص، وابن المبارك، ويحيى، ووكيع، ويزيد - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والبخاري (1/208) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. ثلاثتهم - عبدة، والزبيري، ويحيى - عن مسعر. كلاهما - شعبة، ومسعر - عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 3494 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 366 3495 - (خ س) زيد بن وهب قال: «رأى حذيفة - رضي الله عنه - رجلاً يصلي، فطَفَّفَ، فقال له حذيفةُ: مذُ كم تصلي هذه الصلاة؟ قال: مُنْذُ أربعين (1) سنة، قال: ما صليتَ منذ أربعين (2) سنة، ولو مُتَّ وأنت تصلي هذه الصلاة، مُتَّ على غير فِطْرة محمد - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: إن الرجل ليُخَفِّفُ ويُتمُّ ويُحْسِن» . أخرجه النسائي. وفي رواية البخاري، قال شقيق: «إن حذيفة رأى رجلاً لا يتمُّ ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته، دعاه، فقال له حذيفة: ما صليتَ - قال وأحسبه قال: ولو مُتَّ مُتَّ على غير سُنَّة محمد - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية «ولو مُتَّ مُتَّ على غير الفطرة التي فطر الله [عليها] محمداً - صلى الله عليه وسلم-» (3) . [ص: 368] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَفَّف) : التطفيف في الكيل: نقصه، والمراد به هاهنا: نقص الصلاة والقراءة والاختصار فيها. (فطرة محمد) : الفطرة: الخلقة، والفطرة: الملة، أراد دين الإسلام الذي هو منسوب إلى محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.   (1) في الأصل: منذ أربعون. (2) في الأصل: منذ أربعون. (3) رواه البخاري 2 / 227 و 228 في صفة الصلاة، باب إذا لم يتم الركوع، وباب إذا لم يتم السجود، والنسائي 3 / 58 و 59 في السهو، باب تطفيف الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/384) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (1/200) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - أبو معاوية، وشعبة - عن الأعمش. 2- وأخرجه النسائي (3/58) وفي الكبرى (521 و 1144) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف. كلاهما - الأعمش، وطلحة - عن زيد بن وهب، فذكره. الحديث: 3495 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 367 3496 - (د س) عبد الرحمن بن شبل - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن نقْرَةِ الغراب، وافتِراشِ السَّبُع، وأن يُوَطِّن الرجلُ بالمكان في المسجد كما يُوَطِّنُ البعير» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نقر الغراب) : النقر في الصلاة: ترك الطمأنينة في السجود، والمتابعة بين السجدتين من غير أن يقعد بينهما، شبهه بنقر الغراب إذا وقع على الجيفة فأكل منها، فتراه يتابع بين نقراته لحمها. (افتراش السبع) : هو أن يضع ساعديه على الأرض في السجود كما يقعد الكلب في بعض حالاته، وكذلك غيره من السباع، كالذئب ونحوه. [ص: 369] (يوطن بالمكان كما يوطن البعير) : معناه: أن يألف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد يصلي فيه، كالبعير لا يأوي من عَطَن إلا إلى مَبْرَك دَمِت قد أوطنه واتخذه مُناخاً، وقيل: هو أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود كبُروك البعير على المكان الذي أوطنه.   (1) رواه أبو داود رقم (862) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع، والنسائي 2 / 214 في الافتتاح، باب النهي عن نقرة الغراب، ورواه أحمد في " المسند " 3 / 428 و 448 والدارمي 1 / 303 في الصلاة، باب النهي عن الافتراش ونقرة الغراب، ورواه أحمد في " المسند " 5 / 447 من حديث أبي سلمة الأنصاري، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/428) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد. وفي (3/428) قال: حدثنا الحجاج، قال: حدثنا الليث، يعني ابن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وفي (3/428) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (3/444) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا عبد الحميد (ح) ومحمد بن بكر، قال: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر. والدارمي (1329) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر. وأبو داود (862) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وابن ماجة (1429) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. والنسائي (2/214) . وفي الكبرى (609) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال. وابن خزيمة (662 و 1319) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى، وأبو عاصم، قالا: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وفي (662) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن عبد الحميد بن جعفر. أربعتهم - عبد الحميد بن جعفر، ويزيد بن أبي حبيب، والليث، وسعيد بن أبي هلال - عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن تميم بن محمود، فذكره. الحديث: 3496 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 368 3497 - () عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن النَّقْر، فقال: ليس لنا مَثَلُ السَّوْء، ليس منا من ينْقُرُ نَقْرَ الغراب، قال: ونهى عن افتراش السبع» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله. الحديث: 3497 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 369 هيئة الركوع والسجود 3498 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «إذا ركعَ أحدُكم فليَفرِش ذراعيه على فَخِذيه، وليُطبِّق بين كَفَّيْه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية قال: علَّمَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الصلاة، فكبَّر، ورفع يديه، فلما ركع طبَّقَ يديه بين ركبتيه، قال: فبلغ ذلك سعداً، فقال: «صدق أخي، كنا نفعل هذا، ثم أُمِرْنا بهذا، يعني الإمساك على الركبتين» . أخرجه أبو داود، وأخرج النسائي الثانية (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (868) في الصلاة، باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين، والنسائي 2 / 184 و 185 في الافتتاح، باب التطبيق، ورواه مسلم في " صحيحه "، وأحمد في " المسند " وغيرهم، وهو حديث صحيح، وفي الحديث نسخ التطبيق في الركوع، وقد بقي عليه ابن مسعود رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/418) (3974) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري في رفع اليدين (32) قال: حدثنا الحسن بن الربيع. وأبو داود (747) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي (2/184) . وفي الكبرى (533) قال: أخبرنا نوح بن حبيب. وابن خزيمة (595) قال: حدثنا محمد بن أبان. خمستهم - يحيى بن آدم، والحسن، وعثمان، ونوح، ومحمد بن أبان - عن عبد الله بن إدريس، عن عاصم ابن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، فذكره. الحديث: 3498 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 369 3499 - (ت س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «سُنَّتْ لكم الرُّكبُ، فأمْسِكُوا بالرُّكَب» . وفي رواية: «إنما السُّنّةُ الأخذُ بالرُّكب» . هذه رواية النسائي. وفي رواية الترمذي، قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي: قال لنا عمر بن الخطاب: «إن الرُّكَب سُنَّةُ نبيكم - صلى الله عليه وسلم- (1) فخذوا بالرُّكب» (2) .   (1) لفظه في نسخ الترمذي المطبوعة: إن الركب سنت لكم. (2) رواه الترمذي رقم (258) في الصلاة، باب ما جاء في وضع اليدين على الركبتين في الركوع، والنسائي 2 / 185 في الافتتاح، باب الإمساك بالركب في الركوع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن سعد، وأنس، وأبي حميد، وأبي أسيد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، وأبي مسعود، وهذا أيضاً ناسخ للتطبيق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (258) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: حدثنا أبو حصين. والنسائي (2/185) . وفي الكبرى (536) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثني أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي (2/85) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي حصين. كلاهما - أبو حصين، وإبراهيم - عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره. الحديث: 3499 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 370 3500 - (د س) أبو إسحاق السبيعي قال: «وصف لنا البراء بن عازب رضي الله عنه السجودَ، فوضعَ يديه واعتمد على رُكْبتيه، ورفع عَجيزتَه، وقال: هكذا كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسجد» أخرجه أبو داود والنسائي، وفي رواية قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا صلى جنَّحَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَجِيزته) : العَجِيزة: العَجُز. (جَنَّح) الرجل: إذا جافى يديه عن جانبيه، فصارا له مثل الجناح إذا فرشه الطائر.   (1) رواه أبو داود رقم (896) في الصلاة، باب صفة السجود، والنسائي 2 / 212 في الافتتاح، باب صفة السجود، قال الحافظ الزيلعي في " نصب الراية ": قال النووي. ورواه ابن حبان والبيهقي، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/303) قال: حدثنا أبو كامل. وأبو داود (896) قال: حدثنا الربيع بن نافع والنسائي (2/212) وابن خزيمة (646) كلاهما عن علي بن حجر. ثلاثتهم - أبو كامل، والربيع، وعلي - عن شريك ابن عبد الله النخعي عن أبي إسحاق فذكره. الحديث: 3500 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 370 3501 - (م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا سجدتَ فضَعْ كفَّيْكَ، وارفع مِرفَقَيك» . أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي، قال: «قلت للبراء: أين كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يضع وجهه إذا سجد؟ فقال: بين كفَّيْه» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (494) في الصلاة، باب الاعتدال في السجود، والترمذي رقم (271) في الصلاة، باب ما جاء أين يضع الرجل وجهه إذا سجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا أبو الوليد وعفان. وفي (4/294) قال: حدثنا عفان. ومسلم (2/53) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن خزيمة (656) قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. أربعتهم - أبو الوليد، وعفان، ويحيى، وابن مهدي - عن عبيد الله بن إياد، عن إياد فذكره. الحديث: 3501 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 371 3502 - (م د س) ميمونة - رضي الله عنها -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد لو أنَّ بَهمَة أرادت أن تَمُرَّ بين يديه مرَّتْ» . أخرجه مسلم. وزاد أبو داود والنسائي بعد قوله: «سجد» : «جَافى بين جنبيه (1) حتى - وفي أخرى للنسائي - كان إذا سجد خوَّى يدهُ حتى يُرَى وَضَحُ إِبطَيْهِ من ورائه، وإذا رفع (2) اطمَأنَّ على فَخِذِه اليسرى» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَهْمة) : البهمة: الصغير من الغنم. (وَضَح إبطيه) : الوضح: البياض، وأراد به: البياض الذي تحت إبطيه، وذلك للمبالغة في التجافي، وإبعاد اليدين عن الجنبين. [ص: 372] (خَوَّى) : في صلاته: إذا رفع بطنه عن الأرض عند السجود، وهو مستحب للرجال دون النساء.   (1) في نسخ أبي داود والنسائي المطبوعة: جافى بين يديه. (2) في نسخ النسائي المخطوطة والمطبوعة: قعد. (3) رواه مسلم رقم (496) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة، وما يفتتح به ويختم به، وأبو داود رقم (898) في الصلاة، باب صفة السجود، والنسائي 2 / 213 في الافتتاح، باب التجافي في السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (314) . وأحمد (6/331) . والدارمي (1337) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. ومسلم (2/53) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وابن أبي عمر. وأبو داود (898) قال: حدثنا قتيبة. وابن ماجة (88) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (2/213) . وفي الكبرى (610) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (657) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمر بن حفص الشيباني. تسعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن حسان، ويحيى بن يحيى، وابن أبي عمر، وقتيبة، وهشام ابن عمار، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعمر بن حفص الشيباني - عن سفيان بن عيينة، عن عبيد ?الله ابن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، فذكره. - في رواية الحميدي: حدثنا أبو سليمان عبد الله بن عبد الله بن أخي يزيد بن الأصم الأكبر منهما. الحديث: 3502 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 371 3503 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- من خَلْفِه، فرأيتُ بياضَ إبطيه وهو مُجَخٍّ قد فرَّجَ بين يديه» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُجَخٍّ) : جخَّى في صلاته وجخَّ: إذا فتح عضديه في السجود، وقيل: إذا رفع بطنه عن الأرض.   (1) رقم (899) في الصلاة، باب صفة السجود، ورواه أحمد في " المسند " (2405) ، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/267) (2405) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. وفي (1/292) (2662) قال: حدثنا حسين قال: حدثنا أبو وكيع، وفي (1/302) (2753) قال: حدثنا أسود قال: حدثنا شريك، وفي (1/305) (2782) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثنا إسرائيل، وفي (1/316) (2909) قال: حدثنا حجاج قال: أخبرنا شريك، وفي (1/317) (2910) قال: حدثنا أسود قال: حدثنا إسرائيل وفي (1/339) (3152) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، وفي (1/343) (3197) قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان (1/354) (3328) قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل وفي (1/365/ 3447) قال: حدثنا عبد الرزاق، وفي (1/365) (3447) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان وأبو داود (899) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. ستتهم - زهير، وأبو وكيع، وشريك، وإسرائيل التميمي، وشعبة، وسفيان - عن أبي إسحاق التميمي فذكره. في رواية شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث أنه سمع رجلا من بني تميم، ولم يسمه. الحديث: 3503 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 3504 - (د) أحمر بن جزء - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد جافى عَضُدَيه عن جنبيه، حتى نأويَ له» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نأوي) : أويت لفلان آوي: إذا رحمته وأشفقت عليه.   (1) رقم (900) في الصلاة، باب صفة السجود، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/342) قال حدثنا عبد الرحمان بن مهدي وفي (5/30) قال حدثنا وكيع وفي (5/31) قال حدثنا عفان وأبو داود (900) قال حدثنا مسلم بن إبراهيم وابن ماجة (886) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع. أربعتهم (ابن مهدي، ووكيع، وعفان، ومسلم) قالوا حدثنا عباد بن راشد عن الحسن فذكره. الحديث: 3504 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 3505 - (ت س) عبد الله بن أقرم الخزاعي قال: كنتُ مع أبي بالقاع من نَمِرَةَ، فمرَّتْ رَكَبَة، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قائم يصلي، قال: فكنت أنظر إلى عُفْرَتَي إبطيه إذا سجد، وأرى بياضَه، أخرجه الترمذي [ص: 373] وفي رواية النسائي، قال: «صليتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكنتُ أرى عفْرَةَ إبطيه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَكَبَة) : الرَّكْب: أصحاب الإبل في السفر دون الدواب، وهم العشرة فما فوقها، والجمع أرْكُب، والرَّكَبَة - بالتحريك - أقل من الرَّكْب، والأُرْكُوب - بالضم - أكثر من الرَّكْب، والرِّكاب: الإبل، لا واحد له من لفظه. (عُفْرَتَي إِبطَيْه) : العُفْرَة: البياض الذي تحته، والمراد به: المبالغة في التجافي كما سبق.   (1) رواه الترمذي رقم (274) في الصلاة، باب ما جاء في التجافي في السجود، والنسائي 2 / 213 في الافتتاح، باب صفة السجود، ورواه أحمد في " المسند " 4 / 35 وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: حديث عبد الله بن أقرم حديث حسن، قال: وفي الباب عن ابن عباس، وابن بحينة، وجابر، وأحمر بن جزء، وميمونة، وأبي حميد، وأبي مسعود، وأبي أسيد، وسهل ابن سعد، ومحمد بن مسلمة، والبراء بن عازب، وعدي بن عميرة، وعائشة، قال: والعمل عليه عند أكثر أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (923) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/35) قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي. وفي (4/35) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/35) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (881) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي، وصفوان بن عيسى، وأبو داود. والترمذي (274) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. والنسائي (2/213) وفي الكبرى (208) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل. ثمانيتهم (سفيان، وعبد الرحمان، ووكيع، وأبو نعيم، وصفوان، وأبو داود، وأبو خالد، وإسماعيل بن جعفر) عن داود بن قيس الفراء، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي، فذكره. الحديث: 3505 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 3506 - (د ت) أبو هريرة رضي الله عنه قال: «اشتكى أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَشَقَّةَ السجود، إذا انفَرَجوا (1) ، فقال لهم: اسْتَعِينُوا بالرُّكَبِ» (2) . أخرجه الترمذي وأبو داود. وفي رواية ذكرها رزين، [ص: 374] قال: «استعينوا بالانضمام» (3) .   (1) أي: إذا باعدوا اليدين عن الجنبين ورفعوا البطن عن الفخذين في السجود. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن عجلان أحد رواته: وذلك أن يضع مرفقيه على ركبتيه إذا طال السجود وأعيا. (3) رواه أبو داود رقم (902) في الصلاة، باب الرخصة في ذلك للضرورة، والترمذي رقم (286) في الصلاة، باب ما جاء في الاعتماد في السجود، وقد روى هذا الحديث سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمي عن النعمان بن أبي عياش عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً نحو هذا، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث. وفي (2/417) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا يعقوب وأبو داود (902) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. والترمذي (286) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. كلاهما (الليث، ويعقوب) عن ابن عجلان، عن سمي، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 3506 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 373 3507 - (خ م س) عبد الله بن مالك بن بحينة (1) - رضي الله عنه - «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا صلى فرَّجَ بين يديه حتى يَبْدُوَ بياضُ إبطيه» . وفي رواية: «كان إذا سجد يُجنِّحُ في سجوده، حتى يُرَى وضَحُ إبطيه» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي الأولى (2) .   (1) بحينة: أم عبد الله، وأبوه مالك. (2) رواه البخاري 2 / 243 في صفة الصلاة، باب يبدي ضبعيه ويجافي السجود، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (495) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به ويختم به، والنسائي 2 / 212 في الافتتاح، باب صفة السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/345) قال: حدثنا يحيى بن غيلان قال: حدثنا رشدين قال: حدثنا عمرو بن الحارث وفي (5/345) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر بن مضر. والبخاري (1/108، 205) قال حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني بكر بن مضر وفي (4/230) قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر بن مضر ومسلم (2/53) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر وهو ابن مضر (ح) وحدثنا عمرو بن سواد. قال أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث والليث بن سعد، والنسائي (2/212) وفي الكبرى (606) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا بكر. وابن خزيمة (648) قال: حدثنا محمد وسعد ابنا عبد الله بن عبد الحكم المصريان قالا: حدثنا أبي قال: أخبرنا بكر بن مضر. ثلاثتهم (عمرو بن الحارث، وبكر بن مضر، والليث) عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمان بن هرمز الأعرج فذكره. الحديث: 3507 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 374 3508 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «لو كنتُ بين يديْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لأبْصَرتُ إبطيْه» قال أبو مجلز: قال ذلك لأنه في صلاة. أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 212 و 213 في الافتتاح، باب صفة السجود، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (746) قال: حدثنا ابن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) قال: وحدثنا موسى بن مروان. قال: حدثنا شعيب، يعني ابن إسحاق. والنسائي (2/212) وفي الكبرى (607) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع. قال: حدثنا معتمر بن سليمان. ثلاثتهم (معاذ، وشعيب، ومعتمر) عن عمران بن حدير، عن لاحق أبي مجلز، عن بشير بن نهيك، فذكره. الحديث: 3508 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 374 3509 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا سجد أحدُكم فلا يَفْتَرِشْ يديه افتراشَ الكلب، وليَضُمَّ فَخِذَيْهِ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (901) في الصلاة، باب صفة السجود، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (901) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثنا ابن وهب وابن خزيمة (653) قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: حدثنا أبي. كلاهما (ابن وهب، وعبد الله بن عبد الحكم) عن الليث بن سعد، عن دراج، عن ابن حجيرة، فذكره. الحديث: 3509 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 374 3510 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سجد أحدُكم فلْيَعْتَدِلْ، ولا يَفْتَرِشْ ذِراعيه افتراش الكلب» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (275) في الصلاة، باب ما جاء في الاعتدال في السجود، وإسناده حسن، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن عبد الرحمن بن شبل وأنس، والبراء، وأبي حميد، وعائشة، والعمل عليه عند أهل العلم يختارون الاعتدال في السجود، ويكرهون الافتراش كافتراش السبع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/305) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. وفي (3/389) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (891) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (275) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (644) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، والأشج، قالا: حدثنا أبو خالد (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا سلم بن جنادة القرشي، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، ووكيع. سبعتهم - ابن فضيل، وأبو معاوية، ووكيع، وسفيان، وأبو خالد، وابن نمير، وجرير - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 3510 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 375 3511 - (ت) عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمر بوضعِ اليدين، ونَصْبِ القدمين» . أخرجه الترمذي، وقال: وقد روي عن عامر مرسلا (1) .   (1) رقم (277) و (278) في الصلاة، باب ما جاء في وضع اليدين ونصب القدمين في السجود، موصولاً ومرسلاً، وهو حديث صحيح، قال الترمذي: وهو الذي أجمع عليه أهل العلم واختاروه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (277) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان، قال: أخبرنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، فذكره. * قال الترمذي: قال عبد الله (بن عبد الرحمان الدارمي) قال معلى: وحدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر ... فذكر نحوه. ولم يقل: عن أبيه. قال الترمذي: وروى يحيى القطان وغير واحد، عن ابن عجلان، عن محمد، عن عامر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسل، وهذا أصح من حديث وهيب. تحفة الأشراف (3887) . الحديث: 3511 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 375 3512 - (ت) عباس بن سهل قال: «اجتمع أبو حُميد، وأبو أُسيْد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أَبو حميد: أنا أعْلَمكم بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ركع فوضع يديه على ركبتيه، كأنه قابض عليهما، ووترَ يديه، فنحَّاهما عن جنبيه» . أخرجه الترمذي. وهو طرف من حديث قد أخرجه هو والبخاري وأبو داود، ويَرِدُ في الفرع السابع من هذا الفصل (1) .   (1) أخرجه الترمذي رقم (260) في الصلاة، باب ما جاء أنه يجافي يديه عن جنبيه في الركوع، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: حديث أبي حميد حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أنس، وهو الذي اختاره أهل العلم أن يجافي الرجل يديه عن جنبيه في الركوع والسجود، وسيأتي برقم (3576) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (1313) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا أبو عامر العقدي. قال: حدثنا فليح بن سليمان. والبخاري في رفع اليدين (5) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا فليح بن سليمان. وأبو داود (733، 966) قال: حدثنا علي بن الحسين ابن إبراهيم. قال: حدثنا أبو بدر. قال: حدثني زهير أبو خيثمة. قال: حدثنا الحسن ابن الحر. قال: حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك. وفي (734، 967) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: أخبرني فليح. وفي (735) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية. قال: حدثني عتبة. قال: حدثني عبد الله بن عيسى. وابن ماجه (863) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا فليح بن سليمان. والترمذي (260، 270، 293) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار. قال: حدثنا أبو عامر العقدي. قال: حدثنا فليح بن سليمان وابن خزيمة (589، 608، 637) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا فليح بن سليمان. وفي (640) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو عامر. قال: أخبرنا فليح بن سليمان المدني. وفي (689) قال: حدثنا بندار ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا أبو عامر. قال: أخبرنا فليح بن سليمان المدني. ثلاثتهم- فليح، ومحمد بن عمرو، وعبد الله بن عيسى - عن عباس بن سهل، فذكره. * في رواية محمد بن عمرو: (عن عباس، أو عياش بن سهل الساعدي) . * الروايات مطولة ومختصرة ولم يذكر أحد منهم متن الحديث كاملا. الحديث: 3512 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 375 3513 - (س) أبو حُميد - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ركع اعتدل، ولم يصب (1) رأْسَهُ، ولم يُقْنعْهُ، ووضع يديه على رُكْبَتَيْه» . أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يَصُبَّ رأسه) : أي: لم يمله إلى أسفل، والصَّب: قلب الماء من فوق إلى تحت. (ولم يُقْنِعه) : أقنع رأسه، ومنه قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤوسهم} [إبراهيم: 43] وذلك أن ينصبه لا يلتفت يميناً ولا شمالاً، ويجعل طرفه مُوازياً لما بين يديه.   (1) في نسخ النسائي المطبوعة والمخطوطة: فلم ينصب. (2) 2 / 187 في الافتتاح، باب الاعتدال في الركوع، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/187) أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال: حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي فذكره. الحديث: 3513 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 376 3514 - (س) أبو حميد - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أهوى إلى الأرض ساجداً جافى عضُدَيْهِ عن إبطيه، وفتخَ أصابع رجليه» . أخرجه النسائي، وهو طرف من حديث طويل، قد أخرجه الترمذي وأبو داود والبخاري، تقدّم ذِكْره (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أهوى) : الهوي [السقوط] من فوق إلى أسفل، يقال فيه: هوى يَهْوي [ص: 377] هوياً، بفتح الهاء. فأما أهوى يُهْوي: فإنما هو إذا مد يده إلى الشيء، والذي جاء في الحديث على اختلاف النسخ أهوى بألف. (وفَتَخَ) : الفتخ - بالخاء المعجمة -: اللين والاسترخاء، وفتخ أصابعه: إذا أرخاها وثناها معطوفة، وقيل: هو أن ينصب أصابعه، ويغمز موضع المفاصل منها إلى باطن الراحة من اليد، وفي الرجل إلى ما يلي وجه القدم.   (1) 2 / 211 في الافتتاح، باب فتخ أصابع الرجلين في السجود، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/211) أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال: حدثني محمد بن عطاء عن أبي حميد الساعدي فذكره. الحديث: 3514 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 376 3515 - (ت) أبو حميد - رضي الله عنه - «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد أمْكنَ أنْفَهُ جَبْهَتَهُ من الأرض، ونحى يديه عن جنبيه، ووضع كفَّيْه حَذْوَ مَنْكبيه» . أخرجه الترمذي، وهو طرف من الحديث المقدَّم ذِكره (1) .   (1) رقم (270) في الصلاة، باب ما جاء في السجود على الجبهة والأنف، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عباس، ووائل بن حجر، وأبي سعيد، والعمل عليه عند أهل العلم أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (270) حدثنا محمد بن بشار بندار حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا فليح بن سليمان حدثني عباس بن سهل عن أبي حميد الساعدي. قال: وفي الباب عن ابن عباس ووائل بن حجر وأبي سعيد. وقال أبو عيسى: حديث أبي حميد حديث حسن وصحيح. والعمل عليه عند أهل العلم أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه فإن سجد على جبهته دون أنفه فقد قال: قوم من أهل العلم يجزئه، وقال غيرهم لا يجزئه حتى يسجد على الجبهة والأنف. الحديث: 3515 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 377 3516 - (س) يوسف بن ماهك: قال: قال حكيم بن حِزام: «بايعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: أن لا أَخِرَّ إلا قائماً» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 205 في الافتتاح، باب كيف يخر للسجود، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (2/205) وفي الكبرى (584) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا خالد. كلاهما - ابن جعفر، وخالد - قالا: حدثنا شعبة عن أبي بشر، قال: سمعت يوسف، فذكره. الحديث: 3516 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 377 3517 - (د ت س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي. وفي رواية لأبي داود، قال: «فلما سجد وقعتا ركبتاه (1) إلى الأرض قبل [ص: 378] أن يَقعَا كفَّاه (2) ، فلما سجد وضع جبّهَتَهُ بين كفَّيه، وجافى عن إبطيه» . قال أبو داود: وفي حديث عاصم بن كليب عن أبيه بمثل هذا، وفي حديث أحدِ رواته: «وإذا نهض نهضَ على ركبتيه، واعتمد على فخذيه» (3) .   (1) هكذا في الأصل وفي نسخ أبي داود المطبوعة: وقعتا ركبتاه، قال في " عون المعبود " والظاهر: وقعت ركبتاه بإفراد الفعل، لكنه على لغة (وأسروا النجوى الذين ظلموا) و (أكلوني البراغيث) . (2) قال في " عون المعبود ": الظاهر: أن يقع كفاه. (3) رواه أبو داود رقم (838) في الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه، والترمذي رقم (268) في الصلاة، باب ما جاء في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود، والنسائي 2 / 207 في الافتتاح، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء، وله شاهد عن عاصم الأحول عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم انحط بالتكبير حتى سبقت ركبتاه يديه، أخرجه الدارقطني والحاكم والبيهقي، قال: هو على شرطهما، وقال البيهقي: تفرد به العلاء بن العطار، والعلاء مجهول، قال الترمذي: وروى همام عن عاصم هذا مرسلاً، ولم يذكر فيه وائل بن حجر، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، قال: والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، يرون أن يضع الرجل ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1326) وأبو داود (838) قال: حدثنا الحسن بن علي، وحسين بن عيسى. وابن ماجة (882) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. والترمذي (268) قال: حدثنا سلمة بن شبيب وأحمد بن إبراهيم الدورقي والحسن بن علي الحلواني وعبد الله بن منير وغير واحد. والنسائي (2/206) وفي الكبري (589) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى القومي البسطامي وفي (2/234) والكبرى (653) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. وابن خزيمة (626، 629) قال: حدثنا علي بن مسلم وأحمد بن سنان ومحمد بن يحيى ورجاء بن محمد بالعذرى. جميعهم (عبد الله بن عبد الرحمان الدارمي، والحسن بن علي، وحسين بن عيسى، وسلمة بن شبيب، وأحمد بن إبراهيم وعبد الله بن منير، وإسحاق بن منصور، وعلي بن مسلم، وأحمد بن سنان، ومحمد بن يحيى، ورجاء بن محمد) عن يزيد بن هارون، عن شريك بن عبد الله، عن عاصم بن كليب، عن أبيه فذكره. الحديث: 3517 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 377 3518 - (د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا سجد أحدكم فلا يْبرُكْ كما يَبْرُكُ البعير، يضعُ (1) يديه قبل ركبتيه» . وفي رواية، قال: «يَعْمِدُ أَحدُكم فيبرُك في صلاته كما يبرُك الجمل» . أخرجه أبو داود والنسائي، وأخرج الترمذي الرواية الثانية (2) .   (1) وفي نسخ أبي داود المطبوعة: وليضع، بالأمر. (2) رواه أبو داود رقم (840) و (841) في الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه، والترمذي رقم (269) في الصلاة، باب ما جاء في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود، والنسائي 2 / 207 في الافتتاح، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده، وإسناده حسن، قال الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام ": وحديث أبي هريرة أقوى من حديث وائل. اهـ.، وحديث أبي هريرة أيضاً حديث قولي، وهو يرجح على الحديث الفعلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/381) قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والدارمي (1327) قال: أخبرنا يحيى بن حسان قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (840) قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد وفي (841) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد الله بن نافع. والترمذي (269) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الله بن نافع. والنسائي (2/207) وفي الكبري (591) قال أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال من كتابه قال: حدثنا مروان ابن محمد قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. الحديث: 3518 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 378 3519 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «يا عليُّ، إني أُحِبُّ لك ما أُحِبُّ لِنَفسي، وأكرهُ لك ما أكرهُ لنفسي لا تُقْع بين السجدتين» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإقعاء) : في الصلاة هو أن يلصق أليتيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه بالأرض، كما يقعد الكلب في بعض حالاته. والإقعاء عند الفقهاء: أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين.   (1) رقم (285) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الإقعاء في السجود، وفي سنده الحارث الأعور، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/82) (619) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا حجاج. وفي (1/146) (1243) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا إسرائيل بن يونس. وعبد حميد (67) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وأبو داود (908) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق. وابن ماجة (894) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، والترمذي (282) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل. ثلاثتهم (حجاج م، وإسرائيل، ويونس) عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. * رواية حجاج مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ الرجل وهو راكع أو ساجد.» * ورواية يونس مختصرة على «يا علي، لا تفتح على الإمام في الصلاة» . * رواية ابن ماجة والترمذي مختصرة على: «لا تقع بين السجديين» . * قال أبو داود: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث، ليس هذا منها. الحديث: 3519 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 379 3520 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده» . وفي رواية: «نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة» . وفي أخرى «نهى أن يصلِّيَ الرجل وهو معتمد على يده» . وفي أخرى: «نهى أن يعتمد الرجل على يَدَيْه إذا نهض من الصلاة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (992) في الصلاة، باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/147) (6347) . وأبو داود (992) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن شبويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الملك الغزال. وابن خزيمة (692) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، والحسين بن مهدي. ستتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن شبويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الملك، ومحمد بن سهل بن عسكر، والحسين بن مهدي - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، فذكره. الحديث: 3520 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 379 3521 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ينهض في الصلاة على صُدور قدميه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) لم نجده عند أبي داود، وإنما هو عند الترمذي رقم (288) في الصلاة، باب كيف النهوض من السجود، وفي سنده خالد بن إياس، أو خالد بن الياس، وهو متروك، وصح ذلك من فعل ابن مسعود ويستدل بهذا الحديث من لا يقول بجلسة الاستراحة، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (288) قال: حدثنا يحيى بن موسى قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا خالد بن إلياس عن صالح مولى التوأمة، فذكره. قال الترمذي: خالد بن إلياس هو ضعيف عند أهل الحديث، ويقال: خالد بن إياس أيضا. الحديث: 3521 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 379 3522 - (خ د ت س) مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - «أنه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي، فإذا كان في وِتر من صلاته لم ينهضْ حتى يستويَ قاعداً» . أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 249 في صفة الصلاة، باب من استوى قاعداً في وتر من صلاته ثم نهض، وأبو داود رقم (844) في الصلاة، باب النهوض في الفرد، والترمذي رقم (287) في الصلاة، باب ما جاء كيف النهوض من السجود، والنسائي 2 / 233 و 234 في الافتتاح، باب الاستواء للجلوس عند الرفع من السجدتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/208) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وأبو داود (844) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (287) قال: حدثنا علي بن حجر. والنسائي في (2/234) وفي الكبرى (651) قال: أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (686) قال: حدثنا علي بن حجر. ثلاثتهم - محمد، ومسدد، وعلي - عن هشيم قال: أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة فذكره. الحديث: 3522 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 380 3523 - (ط) نافع - مولى ابن عمر «أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سجد وضع كفَّيْه على الذي وَضعَ (1) عليه وجهه» ، قال نافع: «ولقد رأيتُه في يوم شديد البرد، وإنه ليُخْرج كفَّيْه من تحت بُرْنُس له، حتى يضعهما على الحصباء» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) في الموطأ المطبوع: يضع. (2) 1 / 163 في قصر الصلاة، باب وضع اليدين على ما يوضع عليه الوجه في السجود، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/466) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3523 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 380 3524 - (خ) مجزأة بن زاهر «عن رجل من أصحاب الشجرة اسمه أُهْبَان بن أوس، وكان يشتكي ركبتيه، فكان إذا سجد: جعل تحت ركبتيه وسادة» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 347 في المغازي، باب غزوة الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في صحيحه (4174) حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا إسرائيل عن مجزأة بن زاهر الأسلمي عن أبيه وكان ممن شهد الشجرة، فذكره. قال الحافظ: (1/517) وليس لمجزأة في البخاري إلا هذا الحديث، والذي قبله. الحديث: 3524 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 380 3525 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر أن ابن عمر - رضي الله عنهما كان يقول: «إذا لم يستطع المريض السجود: أوْمَأ برأسه إيماء، ولم يرفع إلى جبهته شيئاً» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 168 في قصر الصلاة، باب العمل في جامع الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/484) عند نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3525 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 380 أعضاء السجود 3526 - (م د ت س) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: إنه سمع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سجد العبد سجد معه سبعةُ آرَاب: وجهُهُ، وكَفَّاهُ، وركبتاه، وقدَماهُ» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (491) في الصلاة، باب أعضاء السجود، وأبو داود رقم (891) في الصلاة، باب أعضاء السجود، والترمذي رقم (272) في الصلاة، باب ما جاء في السجود على سبعة أعضاء، والنسائي 2 / 208 في الافتتاح، باب تفسير ذلك أي على كم السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/206) (1764) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد. 2- وأخرجه أحمد (1/206) (1765) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (1/206) (1769) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أنبأنا ابن لهيعة. وفي (1/208) (1780) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر القرشي. وأبو داود (891) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر - يعني ابن مضر - وابن ماجة (885) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (272) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر. والنسائي (2/208) وفي الكبرى (594) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر. وفي (2/210) ، وفي الكبرى (599) الحديث: 3526 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 381 3527 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أمرنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أن نسجدَ على سبعة أعضاء، ولا نكفَّ شعراً ولا ثوباً -: الجبهةِ، واليدين، والركبتين، والرجلين» . وفي رواية: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نسجدَ» . كذا قال: أحد رواته، وقال الآخر: «أُمِرتُ أن أسجدَ ... » وذكر الحديث ومنهم من قال: «على سبعة أعظم» . وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُمرتُ أن أسجدَ على سبعة أعظم: على الجبهة- وأشر بيده إلى أنفه - واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نَكْفِتَ الثِّيابَ ولا الشَّعَر» . وفي أُخْرى، قال: أُمِرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- «أن يسجد منه على سبعة: ونُهِيَ أن يَكْفِتَ الشعر والثياب» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «أُمِرتُ - وفي أخرى: أُمِرَ [ص: 382] نبيُّكُم - أن يسجدَ على سبعة، ولا يكف شعراً ولا ثوباً، وفي أُخرى: أن يسجد على سبعة آراب» . لم يزد. وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الآخرة من روايات البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَكُفَّ شعراً) : كف الشعر: عقصه، وغرز طرفه في أعلى الضفيرة، وقد نُهي عنه. (آراب) : جمع إرْب، وهو العضو. (نكفت الثياب) : يقال: كَفَتُّ الثوب: إذا ضممته وجمعته من الانتشار، والمنهي عنه: هو جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود.   (1) رواه البخاري 2 / 245 و 246 في صفة الصلاة، باب السجود على سبعة أعظم، وباب السجود على الأنف، وباب لا يكف شعراً، وباب لا يكف ثوبه في الصلاة، ومسلم رقم (490) في الصلاة، باب أعضاء السجود، وأبو داود رقم (889) و (890) في الصلاة، باب أعضاء السجود، والترمذي رقم (273) في الصلاة، باب ما جاء في السجود على سبعة أعضاء، والنسائي 2 / 208 في الافتتاح، باب على كم السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (493) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/221) (1927) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/255) (2300) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/270) (2436) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/279) (2527) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/285) (2584) و (1/286) (2588) و (1/286) (2590) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/286) (2596) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/324) (2985) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (617. قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا محمد بن مسلم. والدارمي (1324) قال: أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/206) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/207) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد - وهو ابن زيد - (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/52) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع الزهراني، قال يحيى: أخبرنا، وقال أبو الربيع: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد - وهو ابن جعفر -، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (889) قال: حدثنا مسدد، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (890) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا شعبة. وابن ماجة (883 و 1040) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير، قال: حدثنا أبو عوانة، وحماد بن زيد. والترمذي (273) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (2/208) وفي الكبرى (593) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2/215) وفي الكبرى (613) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة البصري، عن يزيد - وهو ابن زريع، قال: حدثنا شعبة، وروح - يعني ابن القاسم -. وفي (2/216) وفي الكبرى (615) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، عن سفيان. وابن خزيمة (632 و 782) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: أخبرنا أبو عوانة. وفي (633) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة، وروح بن القاسم. وفي (634) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. سبعتهم - سفيان، وشعبة، وهشيم، ومحمد بن مسلم، وحماد، وأبو عوانة، وروح - عن عمرو بن دينار. 2- وأخرجه الحميدي (494) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/222) (1940) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/292) (2657) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب بن خالد. وفي (1/305) (2778) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا وهيب بن خالد. والدارمي (1325) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن حسان، قالا: حدثنا وهيب. والبخاري (1/206) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (2/52) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا وهيب (ح) وحدثنا أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني ابن جريج، وابن ماجه (884) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى (596) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، ويونس بن عبد الأعلى، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن وهب، عن ابن جريج. وفي (597) قال: أخبرنا عمرو بن منصور النسائي، قال: حدثنا المعلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. وفي (598) قال: أخبرنا محمد بن منصور، وعبد الله بن محمد البصري، قالا: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (635) قال: حدثنا المخزومي، قال: حدثنا سفيان. وفي (636) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن جريج. ثلاثتهم - سفيان، ووهيب، وابن جريج - عن عبد الله بن طاووس. كلاهما - عمرو بن دينار، وعبد الله بن طاووس - عن طاووس، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة. الحديث: 3527 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 381 3528 - (د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: يرفعه، قال: «إن اليدينَ تَسْجدَان كما يَسْجُدُ الوجهُ، فإذا وضعَ أحدُكم وجهَه فليضعهُما، وإذا رفعه فليرْفعهما» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (892) في الصلاة، باب أعضاء السجود، والنسائي 2 / 207 في الافتتاح، باب وضع اليدين مع الوجه في السجود، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/6) (4501) وأبو داود (892) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي (2/207) وفي الكبرى (592) أخبرنا زياد بن أيوب دلويه. وابن خزيمة (630) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج وزياد بن أيوب، ومؤمل بن هشام. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، وعبد الله بن سعيد الأشج، ومؤمل بن هشام - عن إسماعيل بن إبراهيم بن عليه - قال: حدثنا أيوب عن نافع، فذكره. الحديث: 3528 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 382 3529 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله [ص: 383] صلى الله عليه وسلم- رُئِيَ على جبهته أثرُ طِين من صلاة صلاها بالناس» أخرجه أبو داود: وهو طرف من حديث قد أخرجه البخاري ومسلم والموطأ في ذِكر ليلة القدر، وحيث ذكر أبو داود منه هذا القدر لحاجته إليه في باب: كيف السجود؟ لم نُعلم إلا علامته، وإن كان هذا القدر من الحديث متفقاً [عليه] . ورواية النسائي أيضاً مختصرة، قال: «بصرَتْ عَيْناي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على جبينه وأنفه أثَرُ الماء والطين من صبح ليلة إحدى وعشرين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرنبته) : أرنبة الأنف: طرفه.   (1) رواه أبو داود رقم (894) في الصلاة، باب السجود على الأنف والجبهة، والنسائي 2 / 208 و 209 في الافتتاح، باب السجود على الجبين، ورواه أيضاً البخاري مطولاً 2 / 246 و 247 في صفة الصلاة، باب السجود على الأنف في الطين، وباب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى، وفي الجماعة، باب هل يصلي الإمام بمن حضر وهل يخطب يوم الجمعة في المطر، وفي صلاة التراويح، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، وباب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، وفي الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر، وباب من خرج من اعتكافه عند الصبح، ورواه أيضاً مسلم رقم (1167) في الصيام، باب فضل ليلة القدر، والموطأ 1 / 319 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الصلاة (321: 1) عن القعنبي عن مالك عن ابن الهاد به. و (158: 1) عن محمد بن المثنى عن صفوان بن عيسى و (158: 2) عن محمد بن يحيى عن عبد الرزاق و (167) عن مؤمل ابن الفضل الحراني عن عيسى بن يونس ثلاثتهم عن معمر ببعضه أن رسول الله رؤي على جبهته وعلى أرنبته أثر طين من صلاة صلاها بالناس. والنسائي في الاعتكاف (في الكبرى وفي المجتبي، في الصلاة (551) أيضا- عن قتيبة به. وعن محمد بن عبد الأعلى عن معتمر به.. وعن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث عن هشام به، وعن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين كلاهما عن ابن القاسم عن مالك بتمامه فيه - الاعتكاف في الكبرى - وبقصة السجود في الصلاة (389) . وعن محمد بن بشار عن يوسف بن يعقوب عن شعبة عن أبي الحسن عنه ببعضه كان يعتكف العشر الأواخر مختصر الأشراف (3/492) . الحديث: 3529 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 382 3530 - (ط) نافع - مولى ابن عمر أن ابنَ عمر كان يقول: «من وضع جبهته بالأرض فلْيَضَعْ كفَّيْه على الذي وضع عليه جبهته، ثم إذا رفع فليرفعهما، فإن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 163 في قصر الصلاة، باب وضع اليدين على ما يوضع عليه الوجه في السجود، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/466) عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول، فذكره. الحديث: 3530 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 383 النوع الثاني: في القنوت 3531 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سبعين رجلاً لحاجة، يقال لهم: القُرَّاء، فعرض لهم حَيَّانِ من سُلَيم: رِعل وذَكْوان، عند بئر يقال لها: بئرُ معونة، فقال القوم: والله ما إيَّاكم أردنا، إنما نحن مجْتازون في حاجة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقتلوهم، فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- شهراً في صلاة الغداة، وذلك بدء القنوت، وما كنا نقنُتُ. قال عبد العزيز بن صُهيب: فسأل رجل أنساً عن القُنوت، أبعدَ الركوع، أو بعد فرَاغ القراءة؟ قال لا: بل عند فراغ القراءة» . وفي أخرى قال أنس: «قنت النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- شهراً بعد الركوع، يدْعُو على أحياء من العرب» . وفي رواية، قال محمد بن سيرين: قلت لأنس: «هل قنت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة؟ قال: نعم بعد الركوع يسيراً» . وفي أخرى، قال: «قنت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهراً بعد الركوع في صلاة الصبح، يَدْعو على رِعْل وذكوانَ، ويقول: عُصَيَّةُ عَصَتِ الله ورسولَه» . وفي أخرى قال سليمان الأحول: «سألت أَنساً عن القنوت: قبل الركوع، أو بعد الركوع؟ قال: قبل الركوع. قلت: فإن ناساً يزعمون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قنت بعد الركوع، فقال: إنما قنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهراً، يدعو على ناس قتلوا ناساً من أصحابه يقال لهم: القُرَّاء، زُهاءَ سبعين رجلاً» . زاد في رواية: «وكان بينهم وبين [ص: 385] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عهد» ، وفي أخرى «أُصِيبوا يومَ بئر مَعونةَ» . وفي أخرى، قال: «بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سَريَّة يقال لهم: القُرَّاءُ، فأُصِيبُوا، فما رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وَجَدَ على شيء ما وجد عليهم، فقنت شهراً في صلاة الفجر، ويقول: إن عُصَيَّةَ عَصَتِ الله» . هذه روايات البخاري ومسلم. ولمسلم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قنت شهراً بعد الركوع في صلاة الفجر، يَدْعُو على بني عُصَيَّةَ» . وللبخاري، قال: «كان القنوت في المغرب والفجر» . وفي رواية أبي داود والنسائي، قال: «سُئل أنس: هل قنت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة الصبح؟ قال: نعم، فقيل له: قبل الركوع، أم بعد الركوع؟ قال: بعد الركوع - قال مُسَدَّد: بِيسير» . وفي أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قنت شهراً، ثم تركه» . وفي أخرى للنسائي، قال: «قنت شهراً يَلْعَنُ رِعْلاً وذكوانَ ولِحْيانَ» . وفي أخرى له: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قنت شهراً يَدْعو على حيٍّ من أحياء العرب» (1) . [ص: 386] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القُنُوت) : الطاعة في الأصل، ثم سمي القيام في الصلاة قُنوتاً، ومنه الحديث «أفضل الصلاة طول القنوت» ومنه: قنوت الوتر.   (1) رواه البخاري 2 / 408 في الوتر، باب القنوت قبل الركوع وبعده، وفي الجنائز، باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن، وفي الجهاد، باب دعاء الإمام على من نكث عهداً، وفي المغازي، باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، ومسلم رقم (677) في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات، وأبو داود رقم (1444) و (1445) في الصلاة، باب القنوت في الصلوات، والنسائي 2 / 200 في الافتتاح، باب القنوت بعد الركوع، وباب القنوت في صلاة الصبح، وباب اللعن في القنوت، وباب ترك القنوت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/216 و 278) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (3/259 و 278) قال: حدثنا أسود بن عامر. ومسلم (2/137) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا الأسود بن عامر. والنسائي (2/203) وفي الكبرى (577) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. ثلاثتهم - أبو سعيد، وأسود، وأبو داود - قالوا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/134) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما - ابن جعفر، وابن زريع - قالا: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. كلاهما - شعبة، وسعيد - عن قتادة، فذكره. الحديث: 3531 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 384 3532 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «قنت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهراً متتابعاً: في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وصلاةِ الصبح، في دُبُرِ كل صلاة، إذا قال: سمع الله لمن حمده، من الركعة الآخرة: يدعو على أحياء من سُلَيْم، على رِعْل، وذَكْوانَ، وعُصيَّةَ، ويُؤمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1443) في الصلاة، باب القنوات في الصلوات، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/301) 27460) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان. وأبو داود 14430) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. وابن خزيمة (618) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أبو النعمان. أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، وعبد الله بن معاوية، وأبو النعمان - عن ثابت بن يزيد أبو زيد الأحول، قال: حدثنا هلال بن خباب، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3532 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 386 3533 - (م) خفاف بن إيماء (1) - رضي الله عنه - قال: «ركع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثم رفع رأسه، فقال: غِفارُ: غفرَ الله لها، وأسْلَمُ: سَالَمَهَا الله، وعُصَيَّةُ عَصَتِ الله ورسولَه، اللهم العَنْ بَنى لِحْيانَ، والعنَ رِعْلاً وذَكْوانَ، ثم وقع ساجداً - قال خُفافُ [بنُ إيماء] : فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الكَفرَة من أجل ذلك» . أخرجه مسلم (2) .   (1) خفاف: بضم الخاء، وإيماء بكسر الهمزة. (2) رقم (679) في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/57) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. ومسلم (2/137) قال: حدثنا يحيى بن زيوب، وقتيبة، وابن حجر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرني محمد - وهو ابن عمرو -. كلاهما - ابن إسحاق، وابن عمرو - عن خالد بن عبد الله بن حرملة، عن الحارث بن خفاف، فذكره. الحديث: 3533 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 386 3534 - (خ ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنه سمع [ص: 387] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول: اللهم العن فلاناً، وفلاناً - بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد - فأنزل الله عليه {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ علَيهم أو يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] » أخرجه البخاري، وأخرجه الترمذي والنسائي بنحوه (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 170 في تفسير سورة (آل عمران) ، باب قوله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء} ، وفي المغازي، باب {ليس لك من الأمر شيء} ، وفي الاعتصام، باب قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شي} ، والترمذي (3007) في التفسير، باب ومن سورة (آل عمران) ، والنسائي 2 / 203 في الافتتاح، باب لعن المنافقين في القنوت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (2/147) (6349) . والنسائي (2/203) ، وفي الكبرى 5780) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (622) قال: حدثنا محمد بن يحيى. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق ابن إبراهيم، ومحمد بن يحيى - قال إسحاق: أنبأنا. وقال الآخران: حدثنا عبد الرزاق. 2- وأخرجه أحمد (2/147) (6350) قال: حدثنا علي بن إسحاق. والبخاري (5/127) قال: حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي. وفي (6/47) قال: حدثنا حبان بن موسى. وفي (9/131) قال: حدثنا أحمد بن محمد. والنسائي في الكبرى - تحفة الأشراف - (6940) عن عمرو بن يحيى بن الحارث، عن محبوب ابن موسى. خمستهم - علي بن إسحاق، ويحيى بن عبد الله السلمي، وحبان بن موسى، وأحمد بن محمد، ومحبوب بن موسى - عن عبد الله بن المبارك. كلاهما - عبد الرزاق، وابن المبارك - قالا: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: حدثني سالم، فذكره. الحديث: 3534 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 386 3535 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: لما رفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رأسه من الركعة الثانية، قال: اللهم أَنجِ الوليدَ بن الوليد، وسَلَمَةَ بن هشام وعيَّاشَ بن أبي ربيعة (1) ، والمُسْتَضْعَفِين بمكة، اللهم اشْدُدْ وَطأتَكَ على مُضَر، اللهم اجعلها عليهم سِنين كَسِني يُوسف-. قال في رواية - وكان يقول في بعض صلاته: في صلاة الفجر - قال يونس: حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة، ويكبِّر، ويرفع رأسه: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد ثم يقول وهو قائم: اللهم أنجِ الوليد.. وذكره ... إلى قوله: كِسنِي يوسف [ص: 388] اللهم العَنْ فلاناً وفلاناً، لأحياءَ من العرب، حتى أنزل الله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء ... } الآية [آل عمران: 128] سمَّاهم في رواية يونس، قال: اللهم العن لِحّيَانَ ورِعْلاً وذكْوَان، وعُصيَّةَ عَصَتِ الله ورسوله قال: ثم بلغَنَا: أنه ترك ذلك لما أنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ من الأَمْرِ شيءٌ أَوْ يَتوبَ عَليهِم أو يُعَذِّبَهم فإنَّهم ظَالِمُونَ} . وفي رواية قال: «بَيْنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يصلي العشاء، إذْ قال: سمع الله لمن حمده، ثم قال قبل أن يسجد: اللهم نجِّ عيَّاش بن أبي ربيعة، اللهم نجِّ سلمةَ بن هشام، اللهم نجِّ الوليد بن الوليد، اللهم نجِّ المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشْدُدْ وطأتكَ على مُضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسنِي يوسف» . وفي أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قَنَتَ بعد الركعة في صلاته شهراً، إذا قال: سمع الله لمن حمده، يقول في قنوته: اللهم نجِّ الوليد بن الوليد.. وذكر الدعاء بنحوه، إلى قوله ... كَسِني يوسف - وفي آخره قال أبو هريرة: ثم رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ترك الدعاء بعدُ، فقلت: أرى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد ترك الدعاء؟ قال: وما تراهم قد قَدِمُوا؟» هذه روايات البخاري ومسلم. وللبخاري: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة: اللهم أنجِ عيَّاشَ بن أبي ربيعة ... وذكره. وفي أخرى «أنه كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة ... وذكره.. إلى قوله: كسِني يوسف - ثم قال: وإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: غِفار غَفَر [ص: 389] الله لها، وأسلمُ سالمها الله» . قال البخاري: وقال ابن أبي الزِّناد: «هذا كله في الصبح» . وفي أخرى لهما «أنه قال: لأقَرِّبنَّ بكم صلاةَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان أبو هريرة يقنُت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر والعشاء الآخرة وصلاةِ الصبح، بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، فيدعُو للمؤمنين، ويلعن الكفار» . وأخرج أبو داود هذه الرواية الآخرة. وله في أخرى، قال: «قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة العَتَمة شهراً، يقول في قنوته: اللهم نجِّ الوليد بن الوليد.. وذكر الحديث.. إلى قوله: وما تراهم قد قَدِموا؟» . وفي رواية النسائي، قال: «لما رفع رأسه من الركعة الثانية من صلاة الصبح ... وذكر نحوه ... إلى قوله كسنِي يوسف» . وفي أخرى له «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة حين يقول: سمع الله لمن حمده، ربَّنا ولك الحمد.. وذكر مثله، وقال: ثم يقول: الله أكبر فيسجد، وضَاحِيةُ مُضر يومئذ مخالفون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-» (2) .   (1) هؤلاء الثلاثة كانوا ممن حبسهم مشركو مكة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم، ليخلصهم الله تعالى. (2) رواه البخاري 8 / 170 في تفسير سورة (آل عمران) ، باب قوله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء} ، وفي تفسير سورة النساء، باب قوله: {فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم} ، وفي الاستسقاء، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلها عليهم سنين كسني يوسف، وفي الجهاد، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي الأدب، باب تسمية الوليد، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، ومسلم رقم (675) في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات، وأبو داود رقم (1442) في الصلاة، باب القنوت في الصلوات، والنسائي 2 / 201 في الافتتاح، باب القنوت في صلاة الصبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد 20/255) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. والدارمي (1603) قال: حدثنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والبخاري (6/47) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (2/134) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة ابن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. والنسائي. (2/201) وفي الكبرى (574) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية، عن ابن أبي حمزة. وابن خزيمة (619) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1097) قال: حدثناه عمرو بن علي ومحمد بن يحيى. قالا: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. - أخرجه الحميدي (939) . وأحمد (2/239) والبخاري (8/54) قال: أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين. ومسلم (2/135) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. وابن ماجة (1244) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (2/201) وفي الكبرى (573) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (615) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ح وحدثنا أحمد بن عبده، وسعيد بن عبد الرحمن. تسعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء، وأحمد بن عبده وسعيد بن عبد الرحمن - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو سلمة. 1- أخرجه أحمد (2/470) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا هشام. وفي (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر، قالا: حدثنا هشام. والبخاري (8/104) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. قال: حدثنا هشام. وفي (6/61) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. ومسلم (2/135) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا شيبان. وأبو داود (1442) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. وابن خزيمة (617) قال: حدثنا أحمد بن عبده. قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا هشام. وفي (621) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثني أبو عمرو الأوزاعي. ثلاثتهم - هشام الدستوائي، وشيبان، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير. 2- وأخرجه أحمد (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. 3- وأخرجه أحمد (2/502) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. 4- وأخرجه البخاري (9/25) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن هلال بن أسامة. أربعتهم - يحيى، والزهري، ومحمد بن عمرو، وهلال بن أسامة - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: سعيد بن المسيب. - الروايات مطولة ومختصرة، ويزيد بعضهم على بعض. الحديث: 3535 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 387 3536 - (م ت د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في الصبح والمغرب» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي (1) وفي أخرى لأبي داود: «في صلاة الصبح» . ولم يذكر «المغرب» .   (1) رواه مسلم رقم (678) في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات، وأبو داود رقم (1441) في الصلاة، باب القنوت في الصلوات، والترمذي رقم (401) في الصلاة، باب القنوت في الفجر، والنسائي 2 / 202 في الافتتاح، باب القنوت في صلاة المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/280) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/285) قال: حدثنا ابن إدريس. والدارمي (1605) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (1606) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/137) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (1441) قال: حدثنا أبو الوليد، ومسلم بن إبراهيم، وحفص بن عمر (ح) وحدثنا ابن معاذ، قال: حدثني أبي. والترمذي (401) قال: حدثنا قتيبة، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (616، 1099) قال:حدثنا بندار قال: أخبرنا محمد بن جعفر وفي (1099) قال: حدثنا أحمد وفي (1099) قال: حدثنا أحمد بن عبده، قال: حدثنا أبو داود. ثمانيتهم - أبو جعفر، وابن إدريس، وأبو الوليد، وأبو نعيم، ومسلم، وحفص، ومعاذ، وأبو داود - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (4/299) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (2/137) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. كلاهما - عبد الرحمن، وعبد الله بن نمير - قالا: حدثنا سفيان. 3- وأخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/202) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، عن عبد الرحمن. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1098) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى - عن سفيان، وشعبة. كلاهما - شعبة، وسفيان الثوري - عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. ومنهم من لم يذكر المغرب. الحديث: 3536 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 3537 - (د) - محمد بن سيرين قال: «حدَّثني مَن صلى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- صلاة الغداة، فلما رَفَعَ رأسه من الركعة الثانية قام هُنَيَّة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1446) في الصلاة، باب القنوت في الصلوات، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1446) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (2/200) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. كلاهما - مسدد، وإسماعيل بن مسعود - قالا: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 3537 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 3538 - (د) الحسن [البصري] (1) قال: «إن عمر بن الخطاب جمع الناس على أُبَيِّ بن كعب، فكان يصلِّي لهم عشرين ليلة، ولا يقْنُتُ بهم إلا في النصف الباقي، فإذا كانت العشرُ الأواخر تخلَّف [فصلى] في بيته، وكانوا يقولون: أبَقَ أبيّ» . قال أبو داود: وروي أن أُبَي بن كعب قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في الوتر قبل الركوع، قال أبو داود: وروي «أن أُبيَّ بن كعب كان يقنت في النصف من رمضان» . قال أبو داود: قول الحسن: «وكان لا يقنت بهم إلا في النصف الآخر» يدل على ضعف حديث أُبيّ «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قنت في الوتر» (2) .   (1) كذا في الأصل ونسخ أبي داود المطبوعة، وفي المطبوع: الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو خطأ. (2) رقم (1428) و (1429) في الصلاة، باب القنوت في الوتر، وفي سنده انقطاع، لأن الحسن لم يدرك عمر بن الخطاب، قال الزيلعي في " نصب الراية ": قال النووي في " الخلاصة ": ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1429) حدثنا شجاع بن مخلد ثنا هشيم أخبرنا يونس بن عبيد عن الحسن أن عمر بن الخطاب. الحديث: 3538 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 3539 - (ت س) أبو مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال: «قلتُ لأبي: يا أبتِ، قد صلَّيْتُ خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمرَ وعثمان وعليِّ بن أبي طالب، هاهنا بالكوفة خمس سنين، أكانوا يقْنتُون؟ قال: أي بُنَيَّ، مُحّدِث» هذه رواية الترمذي. وفي رواية النسائي: قال «صلَّيتُ خلفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فلم يقْنت، وصلَّيتُ خلف أبي بكر فلم يقنت، وصليت خلف عمر فلم يقنت، وصليت خلف عثمانَ فلم يقنت، وصليت خلف علي فلم يقنت، ثم قال: «يا بنيَّ بدعة» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (402) في الصلاة، باب ما جاء في ترك القنوت، والنسائي 2 / 203 و 204 في الافتتاح، باب ترك القنوت، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً بمعناه أحمد وابن ماجة وابن حبان، وقد تقدم في الأحاديث الصحيحة قبله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على رعل وذكوان وعصية، وذلك يدل على أن القنوت يكون في النوازل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (402) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون عن أبي مالك الأشجعي، فذكره. قال أبو عيسى: وأبو مالك الأشجعي اسمه «سعد بن طارق بن أشيح» . وأخرجه النسائي (2/204) أخبرنا قتيبة عن خلف، وهو ابن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه، فذكره. الحديث: 3539 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 3540 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر «أن ابنَ عمر - رضي الله عنهما - كان لا يقنت في شيء من الصلاة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 159 في قصر الصلاة، باب القنوت في الصبح، وإسناده صحيح. وقد ثبت فيما قبله القنوت في النوازل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/456) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3540 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 3541 - (د ت س) الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -: قال «علَّمني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتوَلَّني فيمن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أَعطيتَ، وقني شَرَّ [ص: 392] ما قضيتَ، فإنك تقضي ولا يُقْضى عليك، وإنه لا يذِلُّ من واليْتَ، تباركتَ رَبَّنا وتعاليتَ» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وفي أخرى لأبي داود، وقال في آخره: «قال: هذا تقول في الوتر في القنوت» ولم يذكر «أقولهنَّ في الوتر» وله في أخرى بدل قوله: «أقولهنَّ في الوتر» : «أقولهنَّ في قنوت الوتر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِني) : من الوقاية، هي ما يحول بين الإنسان وبين ما يكرهه. (تباركت) : تفاعلت: من البركة، وهي الكثرة والاتساع في الخير، وأصلها من البقاء والثبات.   (1) رواه أبو داود رقم (1425) و (1426) في الصلاة، باب القنوت في الوتر، والترمذي رقم (464) في الصلاة، باب ما جاء في القنوت في الوتر، والنسائي 3 / 248 في قيام الليل، باب الدعاء في الوتر، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/199) وابن خزيمة (1095) قال: حدثناه يوسف بن موسى، وزياد بن أيوب. ثلاثتهم - أحمد، ويوسف، وزياد - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. 2- وأخرجه أحمد (1/200) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان. والدارمي (160) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وفي (1601) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثني أبو الأحوص. وأبو داود (1425) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأحمد بن جواس الحنفي، قالا: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1426) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (1178) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك. والترمذي (464) والنسائي (3/248) وفي الكبرى (1351) قال الترمذي: حدثنا وقال النسائي: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. وابن خزيمة (1095) قال: حدثناه محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى - يعني ابن آدم - قال: حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثناه يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. خمستهم - سفيان، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وزهير، وشريك - عن أبي إسحاق. 3- وأخرجه أحمد (1/200) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/200) أيضا قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1599) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وابن خزيمة (1096) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثناه أبو موسى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم - يحيى، ومحمد، وعثمان، ويزيد بن زريع - عن شعبة. ثلاثتهم - يونس، وأبو إسحاق، وشعبة - عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء السعدي، فذكره. الحديث: 3541 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 3542 - (ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في آخر وترِهِ: «اللهم إني أعوذُ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك (1) ، لا أُحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (2) . [ص: 393] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعوذ برضاك من سخطك) : هذا الحديث قد أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي فيما رويناه من كتبهم «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» قدموا الاستعاذة بالرضى من السخط، ثم بالمعافاة من العقوبة، ثم به منه، ورأيت بعض أكابر العلماء قد ذكر هذا الحديث في بعض كتبه، فبدأ بالمعافاة، ثم بالرضى، وذكر له معنى حسناً، فقال: إنما ابتدأ بالتعوذ بالمعافاة من العقوبة، لأن المعافاة والعقوبة من صفات الأفعال، كالإماتة والإحياء، والرضى والسخط: من صفات الذات، وصفات الأفعال أدنى رتبة من صفات الذات، فبدأ بالأدنى، مترقياً إلى الأعلى، فلذلك بدأ بصفات الأفعال، ثم ثنَّى بصفات الذات، ثم لما ازداد يقيناً فيه وارتفاعاً: ترك الصفات، وقصر نظره على الذات، فقال: «وأعوذ بك منك» ثم ازداد قرباً بما استحيى به من الاستعاذة على بساط القرب، فالتجأ إلى الثناء، فقال: «لا أحصي ثناء عليك» ثم علم أن ذلك قصور، فقال: «أنت كما أثنيت على نفسك» وهذه انتقالات في درجات الصديقين، ومقامات العارفين، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها. وهذا التأويل الذي ذكره هذا العالم رحمه الله على حسنه إنما يتم له على الترتيب الذي أورده، من تقديم المعافاة على الرضى، [فأما] على ما ورد في رواية [ص: 394] هؤلاء الأئمة رحمهم الله، فلا ينتظم، على أن له وجهاً سديداً، وتأويلاً صالحاً، وذلك: أنه إنما قدَّم الاستعاذة بالرضى من السخط، لأن المعافاة من العقوبة تحصل بحصول الرضى، فإذا قال: «أعوذ برضاك من سخطك» فقد استعاذ بمعافاته من عقوبته، وكان الثاني داخلاً في حكم الأول. فإن قيل: فإذا كان داخلاً في حكمه، فأي حاجة إلى إعادة ذكره؟ قيل: إن دلالة الأول على الثاني هي دلالة تضمين، فلا يُقنَع بها، فأراد أن يدل عليها دلالة مطابقة، فكَنى عنها أولاً، ثم صرح بها ثانياً، ولأن الراضي قد يُعَاقِب: إما لاستيفاء حق، أو لما يراه من المصلحة، فحيث احتمل هذا الأمر: عدل إلى الإفصاح بالاستعاذة من العقوبة، فقال: «وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك» ثم لما كمل له الأمران مصرِّحاً بهما، ترك النظر إلى الصفات، ولجأ إلى الذات كما سبق في الأول. والله أعلم.   (1) أي بذاتك من آثار صفاتك، وفيه إيماء إلى قوله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} وإشارة إلى قوله تعالى: {ففروا إلى الله} . (2) رواه أبو داود رقم (1427) في الصلاة، باب القنوت في الوتر، والترمذي رقم (3561) في الدعوات، باب في دعاء الوتر، والنسائي 3 / 248 و 249 في قيام الليل، باب الدعاء في الوتر، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/96) (751) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/118) (957) قال: حدثنا بهز وأبو كامل. وعبد بن حميد (81) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وأبو داود (1427) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجه (1179) قال: حدثنا أبو عمر حفص بن عمرو، قال: حدثنا بهز بن أسد. والترمذي (3566) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وعبد الله بن أحمد (1/150) (1294) قال: حدثني إبراهيم بن الحجاج الناجي. والنسائي (3/248) . وفي الكبرى (1353) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا سليمان بن حرب، وهشام بن عبد الملك. وفي الكبرى - تحفة الأشراف (10207) عن إسحاق بن منصور، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك به. الحديث: 3542 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 392 3543 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «أفضلُ الصلاة: طولُ القنوت» . أخرجه مسلم، وأما الترمذي، فإنه قال: قيل: يا رسولَ الله، أيُّ الصلاة أفضل؟ فقال: «طولُ القنوت» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (756) في صلاة المسافرين، باب أفضل الصلاة طول القنوت، والترمذي رقم (387) في الصلاة، باب ما جاء في طول القيام في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/302) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/314) قال: حدثنا أبو معاوية، ويعلى، ووكيع. وعبد بن حميد (1016) قال: حدثنا يعلى. ومسلم (2/175) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (1155) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا أبو معاوية، ويعلى. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إبراهيم بن بسطام الزعفراني، قال: حدثنا أبو علي الحنفي، قال: حدثنا مالك بن مغول. أربعتهم - وكيع، وأبو معاوية، ويعلى، ومالك - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 3543 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 394 الفرع الخامس: في التشهد والجلوس ، وفيه نوعان النوع الأول: في التشهد 3544 - (م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنا التشهدَ، كما يعلِّمنا السُّورةَ من القرآن، فكان يقول: التَّحيَّاتُ، المباركات، الصلوات، الطيبات لله، السلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسولُ الله» . وفي رواية مختصراً إلى قوله: «من القرآن» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، إلا أن الترمذي قال: «سلام عليك - سلام علينا» بغير ألف ولام، وقال هو وأبو داود: «كما يُعَلِّمُنا القرآن» وقال النسائي مثل الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التحيات) : جمع تحية، وهي السلام، وقيل: الملك، وقيل: البقاء، وإنما جاءت بلفظ الجمع، لأن ملوك الأرض يُحَيَّون بأنواع من التحيات، [ص: 396] كتحية ملوك الجاهلية، وملوك الفرس، وملوك الإسلام، وغيرهم من ملوك الأرض، فَجُمِعَت كلها وجُعلت لله تعالى.   (1) رواه مسلم رقم (403) في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وأبو داود رقم (974) في الصلاة، باب التشهد، والترمذي رقم (290) في الصلاة، باب ما جاء في التشهد، والنسائي 2 / 242 و 243 في الافتتاح، باب نوع آخر من التشهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (150) . وأحمد (1/242) (2168) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (1/258) (2343) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1/298) (2709) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (1/311) (2839) قال: حدثنا روح. ومسلم (2/94) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1542) قال: حدثنا القعنبي. والترمذي (3494) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن. والنسائي (4/104) و (8/276) قال: أخبرنا قتيبة. سبعتهم - عبد الرحمن، وإسماعيل، وإسحاق، وروح، وقتيبة، والقعنبي، ومعن - عن مالك، عن أبي الزبير المكي. 2- وأخرجه أبو داود (984) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا عمر بن يونس اليمامي، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن طاووس، عن أبيه. كلاهما - أبو الزبير، وعبد الله بن طاووس - عن طاووس اليماني، فذكره. رواية عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -أنه كان يقول بعد التشهد.. فذكره. الحديث: 3544 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 395 3545 - (خ م س د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «علَّمني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- التشهد - كفِّي بين كفَّيْه - كما يُعَلِّمُني السورة من القرآن: التحياتُ الله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد [الله] الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسولُ الله» . وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قعد أحدُكم في الصلاة فليقل: التحيات لله ... وذكره، وزاد عند ذكر - عباد الله الصالحين -: فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سَلَّمْتُم على كل عبدٍ لله صالح في السماء والأرض ... وفي آخره: ثم يتخيَّر من المسألة ما شاء» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج النسائي الرواية الأولى، إلا أنه قال: «وقعدتُ بين يديه عوض كفِّي بين كفَّيْه» وله وللترمذي قال: «علَّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قعدنا في الركعتين أن نقول: التحيَّات ... » وذكر الحديث. وفي رواية أبي داود، قال: «كنا إذا جلَسنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان وفلان، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدُكم [ص: 397] فليقل: التحيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك: أصاب كلَّ عبد صالح في السماء - أو بين السماء، والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم ليَتَخيَّرْ أحدُكم من الدعاءِ أعجبَه إليه، فيدعو به» . وفي رواية، قال: «كنا لا ندري ما نقول إذا جَلَسْنا في الصلاة، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد عُلِّمْ ... » فذكر نحوه. قال شريك: وفي رواية عنه مثله، قال: «وكان يُعَلِّمَناهُن كما يُعَلِّمُنا التشهد: اللهم ألِّفْ بين قلوبنا، وأصلحْ ذاتَ بيننا، واهْدِنا سُبُلَ السلام، ونجِّنا من الظلمات إلى النور، وجَنَّبْنَا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرِّيَّاتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتِك، مُثْنِين بها، قابليها، وأتمَّها علينا» . وفي أخرى، قال علقمة: «إن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ بيد عبد الله، فعلَّمه التشهد في الصلاة ... » فذكر مثل دعاء حديث الأعمش، وهي الرواية الأولى، وقال: «إذا قلت هذا أو قضيت هذا: فقد قضيتَ صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد» . وفي رواية النسائي، قال: «كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين، غير [ص: 398] أن نُسَبِّحَ وَنُكبِّرَ ونَحْمدَ [ربَّنا] ، وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم- علَّمَ مَفاتِحَ الخير وخواتمه، فقال: إذا قعدتُم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسولُ الله» . وفي أخرى قال: «علَّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- التشهدَ في الصلاة، والتشهدَ في الحاجة، فقال: التشهد في الصلاة: التحيات ... » وذكر مثله. وله في أخرى، قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا نعلم شيئاً، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: قولوا في كل جلسة: التحيات لله ... » الحديث. وفي أخرى: «كنا لا ندري ما نقول إذا صلينا، فعلَّمَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جوامع الكلم، فقال لنا: قولوا: التحيات ... » الحديث. وفي أخرى، قال: كنا إذا صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نقول: «السلام على الله، السلام على جبريل وميكائيل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله تبارك وتعالى هو السلام، ولكن قولوا: التحيات ... » وذكر الحديث. وفي أخرى، قال: «كنا إذا جلسنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث، وقال في آخره: ثم لْيَتَخَيَّرْ من الدعاء بعدُ أَعجَبه إليه فليدْعُ به» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 257 - 261 في صفة الصلاة، باب التشهد في الآخرة، وباب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد، وفي العمل في الصلاة، باب من سمى قوماً أو سلم في الصلاة، وفي الاستئذان [ص: 399] باب السلام اسم من أسماء الله تعالى، وباب الأخذ باليمين، وفي الدعوات، باب الدعاء في الصلاة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {السلام المؤمن} ، ومسلم رقم (402) في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وأبو داود رقم (968) و (969) في الصلاة، باب التشهد، والترمذي رقم (289) في الصلاة، باب ما جاء في التشهد، والنسائي 2 / 237 في الافتتاح، باب كيف التشهد الأول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/382) (3622) و (1/427) (4064) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/413) (3920) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/431) (4101) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (1346) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (1/211) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (1/212) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (8/63) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (2/14) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (968) قال: حدثنا مسدد، قال: أخبرنا يحيى. وابن ماجه (899) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (3/41) . وفي الكبرى (1111) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الفضيل، وهو ابن عياض. وفي (3/50) . وفي الكبرى (1130) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعمرو بن علي، قالا: حدثنا يحيى. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (9245) عن قتيبة، عن عبثر ابن القاسم. وابن خزيمة (703) قال: حدثنا بندار، ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، وابن إدريس (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو حصين بن أحمد بن يونس، قال: حدثنا عبثر. جميعهم - أبو معاوية، وزائدة، ويحيى بن سعيد، ويعلى، وأبو نعيم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير، والفضيل بن عياض، وعبثر، وأبو أسامة، وابن فضيل، ووكيع، وابن إدريس - عن سليمان الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (1/394) (3738) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وأبو داود (969) قال: حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، يعني ابن يوسف. كلاهما - يحيى بن آدم، وإسحاق بن يوسف - عن شريك، عن جامع ابن أبي راشد. 3- وأخرجه أحمد (1/418) (3967) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش، وحماد. 4- وأخرجه أحمد (1/413) (3919) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/439) (4177) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/89) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (2/13) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. وابن خزيمة (704) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. ثلاثتهم - زائدة، وشعبة، وجرير - عن منصور. 5- وأخرجه أحمد (1/423) (4017) وابن ماجه (899) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما - أحمد، ومحمد بن يحيى - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا الثوري، عن منصور، والأعمش، وحصين، وأبي هاشم وحماد. 6- وأخرجه أحمد (1/440) (4189) والنسائي (2/240) . وفي الكبرى (669) قال: أخبرنا بشر بن خالد العسكري. كلاهما - أحمد، وبشر - عن محمد بن جعفر، غندر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، ومنصور، وحماد، ومغيرة، وأبي هاشم. 7- وأخرجه أحمد (1/464) (4422) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (2/240) ، وفي الكبرى 6680) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا هشام، هو الدستوائي. كلاهما - شعبة، وهشام - عن حماد بن أبي سليمان. 8- وأخرجه البخاري (2/79) قال: حدثنا عمرو بن عيسى، قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي عبد العزيز بن عبد الصمد. وابن خزيمة (704) قال: حدثنا أبو حصين، قال: حدثنا عبثر. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا ابن إدريس. ثلاثتهم - أبو عبد الصمد، وعبثر، وابن إدريس - عن حصين بن عبد الرحمن. 9- وأخرجه البخاري (9/142) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن خزيمة (704) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. كلاهما - زهير، وجرير - عن المغيرة. 10- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (990) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا محل بن محرز الضبي الكوفي. 11- وأخرجه ابن ماجة (899) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا قبيصة، قال: أنبأنا سفيان، عن الأعمش، ومنصور، وحصين. 12- وأخرجه النسائي (2/239) . وفي الكبرى (664) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، وهو ابن آدم، قال: سمعت سفيان، قال: حدثنا منصور، وحماد. 13- وأخرجه النسائي (3/40) . وفي الكبرى (1109) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، ومنصور. ثمانيتهم - الأعمش، وجامع بن أبي راشد، ومنصور، وحماد بن أبي سليمان، وحصين بن عبد الرحمن، وأبو هاشم يحيى بن دينار، والمغيرة بن مقسم، ومحل - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، فذكره. (*) في رواية جامع بن أبي راشد عند أبي داود زاد في آخره: «قال: وكان يعلمنا كلمات، ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد: اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأرواحنا، وذرياتنا، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها، قابليها، وأتمها علينا» . - ورواه أيضا: عبد الله بن سخبره أبو معمر قال: سمعت ابن مسعود يقول: أخرجه أحمد (1/414) (3935) . والبخاري (8/73) . ومسلم (2/14) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (2/241) . وفي الكبرى (670) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. أربعتهم - أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق - عن الفضل بن دكين أبي نعيم، قال: حدثنا سيف بن سليمان، قال: سمعت مجاهدا يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة، فذكره. الحديث: 3545 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 396 3546 - (م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - صَلوا معه، فقال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان عند القعْدة فليكن من أول قول أحدِكم: التحيات لله، الطيبات، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله» . أخرجه النسائي وقد أخرجه هو ومسلم وأبو داود. وسيرد في صلاة الجماعة (1) .   (1) 2 / 242 في الافتتاح، باب نوع آخر من التشهد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/393 و 394) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (4/401 و 405) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا سعيد. وفي (4/409) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام. وفي (4/415) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا جرير، عن سليمان التيمي. والدارمي (1318 و 1365) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. عن سعيد بن أبي عروبة. ومسلم (2/14 و 15) قال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري ومحمد بن عبد الملك الأموي. قالوا: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة (ح) وحدثنا زبو غسان المسمعي. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، عن سليمان التيمي. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر، عن عبد الرزاق عن معمر. وأبو داود (972) قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: أخبرنا أبو عوانة (ح) وحدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام. وفي (973) قال: حدثنا عاصم بن النضر. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت أبي. وابن ماجة (847) قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان. قال: حدثنا جرير، عن سليمان التيمي. وفي (901) قال: حدثنا جميل بن الحسن. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن عمر. قال: حدثنا ابن أبي عدي. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة وهشام بن أبي عبد الله. والنسائي (2/96) قال: أخبرنا مؤمل بن هشام. قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن سعيد. وفي (2/196) . وفي الكبرى (564) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا سعيد. وفي (2/241) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة السرخسي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام. وفي (2/242) قال: أخبرنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت أبي. وفي (3/41) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عن هشام. ح وأنبأنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا هشام. وابن خزيمة (1584 و 1593) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا عبدة، عن سعيد. خمستهم - معمر، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وسليمان التيمي، وأبو عوانة - عن قتادة، عن أبي غلاب يونس بن جبير، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، فذكره. - في رواية سليمان التيمي: «وإذا قرأ فأنصتوا» . قال أبو داود: وقوله: «فأنصتوا» ليس لمحفوظ، لم يجيء به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث. الحديث: 3546 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 399 3547 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنا التشهد، كما يُعَلِّمُنا السورة من القرآن: بسم الله، وبالله، التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أسألُ الله الجنة، وأعوذ بالله من النار» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 243 في الافتتاح، باب نوع آخر من التشهد من حديث المعتمر بن سليمان عن أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر الحديث، قال السيوطي [ص: 400] في " زهر الربى " قال ابن سيد الناس في " شرح الترمذي ": قال ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أيمن: قرأت بخط أبي عبد الرحمن النسائي: لا نعلم أحداً تابع أيمن على هذا الحديث، وخالفه الليث في إسناده، وأيمن لا بأس به، والحديث خطأ، وقال الحاكم: أيمن ثقة يخرج حديثه في صحيح البخاري ولم يخرج هذا الحديث، إذ ليس له متابع عن أبي الزبير من وجه يصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (902) قال: حدثنا محمد بن زياد، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (2/243) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. وفي (3/43) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم. ثلاثتهم - المعتمر، وابن بكر، وأبو عاصم - قالوا: حدثنا أيمن بن نابل، قال: حدثنا أبو الزبير، فذكره. الحديث: 3547 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 399 3548 - (ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في التشهد: «التحيات لله، الصلوات، الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله- قال ابن عمر: زِدْتُ فيها وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله - قال ابن عمر: زدت فيها: وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الموطأ: قال نافع: «إن ابنَ عمر كان يتشهد: بسم الله، التحيات لله، الصلوات لله، الزَّاكيات لله، السلام على النبيِّ، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، شهدتُ أن لا إله إلا الله، شهدتُ أن محمداً رسول الله. يقول هذا في الركعتين الأُوليين، ويدعُو إذا قضى تشهُّدَه بما بدا له، فإذا جلس في آخر صلاته تشهَّدَ كذلك أيضاً، إلا أنه يُقَدِّم التشهد، ثم يدعو بما بدا له، فإذا أراد أن يُسلِّم قال: السلام على النبيِّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ثم يقول: السلام عليكم، عن يمينه، ثم يرُدُّ على الإِمام، وإن سلَّم عليه أحد عن يساره ردَّ عليه» (1) . [ص: 401] زاد رزين: «وقال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمره بذلك» .   (1) رواه الموطأ 1 / 91 في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وأبو داود رقم (971) في الصلاة، باب التشهد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (971) قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثني أبي قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت مجاهدا فذكره. وأخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/269) عن نافع أن عبد الله بن عمر. الحديث: 3548 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 400 3549 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول إذا تشهدَتْ: «التَّحياتُ، الطَّيبات، الصَّلوات، الزَّاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبدُه ورسولُه، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم» . أخرجه الموطأ. وله في أخرى مثله ولم يقل: «وحده لا شريك له» (1) .   (1) 1 / 91 و 92 في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وإسناده صحيح، وهو موقوف حكمه حكم الرفع، لأن مثله لا يقال بالرأي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/271) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي فذكره. الحديث: 3549 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 401 3550 - (ط) عبد الرحمن بن عبد القاريُّ أنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يُعَلِّمُ النَّاس التَّشَهُّد، يقول: «قولوا: التحيات لله، الزَّاكيات لله، الطَّيبات لله، الصَّلوات لله، السَّلام عليك أيها النبيُّ، ورحمة الله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسولهُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 90 في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وإسناده صحيح، وهو أيضاً موقوف حكمه حكم الرفع، لأن مثله لا يقال بالرأي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/267) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه سمع عمر بن الخطاب، فذكره. الحديث: 3550 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 401 3551 - (د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - كان يقول: «من السُّنَّةِ: إخفاءُ التشهُّد» وفي رواية: «أن يُخْفَى» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (986) في الصلاة، باب إخفاء التشهد، والترمذي رقم (291) في الصلاة، باب ما جاء أنه يخفي التشهد، ورواه الحاكم 1 / 230 وصححه ووافقه الذهبي، وله شاهد عند الحاكم بسند صحيح عن عائشة قالت: نزلت هذه الآية في التشهد: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (986) والترمذي (291) وابن خزيمة (706) ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد الكندي أبي سعيد الأشج قال: حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه فذكره. الحديث: 3551 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 401 النوع الثاني: في الجلوس 3552 - (م ط د ت س) علي بن عبد الرحمن المعاوي قال: رآني ابنُ عُمرَ وأَنا أعبْثُ بالحْصبَاء في الصلاة، فلما انْصَرَف نهاني فقال: «اصْنَع كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع، [فقلت: وكيف كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع؟] قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفَّه اليمنَى على فَخِذِه اليمنى، وقبض أصابعه كلَّها وأشار بإصبَعه، التي تَلي الإبهام، ووضع كفَّه اليُسْرَى على فخذه اليسرى» . وفي رواية نافع عن ابن عمر: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام، فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته، باسِطَها عليها» . وفي أخرى لنافع عنه: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثاً وخمسين، وأشار بالسبَّابة» . أخرجه مسلم. وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وزاد: «وقال: هكذا كان يفعل» . وأخرج أبو داود والنسائي الأولى، وقال فيها: «بالحصى» بدل «الحصباء» . وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الثانية، وأخرج النسائي الرواية الثالثة، إلا أنه أخرجها عن علي بن عبد الرحمن أيضاً، وللنسائي أيضاً: قال: قال علي بن عبد الرحمن: «صلَّيتُ إلى جَنْبِ ابنِ عمر، فقلَّبْتُ الحصَى، فقال لي ابنُ عمر: [ص: 403] لا تُقَلِّب الحصى، فإن تقليب الحصى من الشيطان، وافعل كما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل، قلتُ: وكيف رأَيتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل؟ قال: هكذا، ونصب اليمنى وأضجع اليسرى، ووضع يده على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بالسَّبَّابَةِ» . وفي أخرى له نحوه، وقال: «كيف كان يصنع؟ قال: فوضع يده اليمنى على فخذه [اليمنى] ، وأَشار بإصبعه التي تلي الإبهام في القبلة، ورمَي ببصره إليها، أو نحوها، ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحصباء) : الحصى الصغار، وذلك أن أرض مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مفروشة بالحصباء، وكانوا يصلون عليها لا حائل بين وجوههم وبينها، فكانوا إذا سجدوا سوَّوها بأيديهم، فنهوا عن ذلك، لأنه فعل من غير أفعال الصلاة، والعبث في الصلاة لا يجوز.   (1) رواه مسلم رقم (580) في المساجد، باب صفة الجلوس في الصلاة، والموطأ 1 / 88 في الصلاة، باب العمل في الجلوس في الصلاة، وأبو داود رقم (987) في الصلاة، باب الإشارة في التشهد، والترمذي رقم (254) في الصلاة، باب ما جاء في الإشارة في التشهد، والنسائي 2 / 237 في الافتتاح، باب موضع البصر في التشهد و 3 / 36 في السهو، باب موضع الكفين، وباب قبض الأصابع من اليد اليمنى دون السبابة، وباب بسط اليسرى على الركبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (76) والحميدي (648) قال: حدثنا سفيان، وعبد العزيز بن محمد. وأحمد (2/10) (4575) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/45) (5043) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. وفي (2/65) (5331) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك. وفي (2/73) (5421) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (2/90) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي (2/91) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (987) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (2/236) ، وفي الكبرى (660) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. وفي (3/36) ، وفي الكبرى (1098) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/36) ، وفي الكبرى (1099) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (712) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو موسى، ويحيى بن حكيم، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالوا: حدثنا سفيان. وفي (719) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر. سبعتهم - مالك، وسفيان، وعبد العزيز بن محمد، وشعبة، ووهيب، وإسماعيل بن جعفر، ويحيى بن سعيد - عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المعاوي، فذكره. - في رواية الحميدي، وابن أبي عمر، وعبد الجبار بن العلاء، ويحيى بن حكيم، عن سفيان، قال: كان يحيى بن سعيد حدثنا بهذا الحديث عن مسلم بن أبي مريم، فلقيت أنا مسلما، فسألته، فحدثني به. - وفي رواية محمد بن منصور، عن سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم، شيخ من أهل المدينة، قال سفيان: ثم لقيت الشيخ، فقال: سمعت علي بن عبد الرحمن. - رواية سفيان، عند أحمد (2/10) (4575) مختصرة على: «صليت إلى جنب ابن عمر، فقلبت الحصى. فقال: لا تقلب الحصى، فإنه من الشيطان، ولكن كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل، كان يحركه هكذا» . الحديث: 3552 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 402 3553 - [ (د س) عبد الله بن الزبير (1) - رضي الله عنهما -:] قال: «كان [ص: 404] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فَخِذِه، وساقِهِ، وفرش قدمَه اليمنى، ووضع اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بإصْبَعه - قال راويه: وأرانا عبد الواحد - وأشار بالسبابة» . وفي رواية: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يشير بإصبعه إذا دعا، ولا يُحرِّكها» (2) . وفي أخرى: أنه رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يدعو كذلك، ويتحامل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بيده اليسرى على فخذه اليسرى. وزاد في رواية: «لا يُجاوِزُ بصرُه إشارتَه» . أخرجه أبو داود. وأخرج النسائي الثانية والثالثة، وله في أخرى، قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا جلس في الثِّنْتيْن أو في الأربع: يضع يديه على ركبتيه، ثم أشار بإصبعه» (3) .   (1) في المطبوع: عروة بن الزبير وهو خطأ، والتصحيح من أبي داود والنسائي. (2) وإسناده حسن، وقال النووي في " شرح المهذب ": وإسناده صحيح، وفي حديث وائل بن حجر عند ابن حبان والنسائي والبيهقي: فرأيته يحركها يدعو بها، وإسناده صحيح، قال البيهقي: يحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة بها، لا تكرير تحريكها، فيكون موافقاً لرواية ابن الزبير، والله تعالى أعلم. أقول: وقد استدل آخرون بحديث وائل على استحباب تكرير الأصبع، كمالك وغيره، وقال به بعض الشافعية، كما في " شرح المهذب " للنووي 3 / 454. (3) رواه أبو داود رقم (988) و (989) و (990) في الصلاة، باب الإشارة في التشهد، والنسائي 2 / 237 في الافتتاح، باب الإشارة بالإصبع في التشهد الأول. و 3 / 37 في السهو، باب بسط اليسرى على الركبة، وباب موضع البصر عند الإشارة وتحريك السبابة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/3) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (2/90) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. والنسائي (3/93) ، وفي الكبرى (1107) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (718) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى، وليث، وأبو خالد - عن ابن عجلان. 2- وأخرجه مسلم (2/90) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي، قال: حدثنا أبو هشام المخزومي. وأبو داود (988) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا عفان. وابن خزيمة (696) قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار. ثلاثتهم - أبو هشام، وعفان، والعلاء بن عبد الجبار - عن عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عثمان بن حكيم. كلاهما - ابن عجلان، وعثمان - عن عامر بن عبد الله بن الزبير، فذكره. الحديث: 3553 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 403 3554 - (ت س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «قدمتُ المدينةَ، فقلت: لأنَظُرَنَّ إلى صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما جلس - يعني للتشهد - افترش رجله اليسرى ووضع يده - يعني على فخذه اليسرى - ونصب رجله [ص: 405] اليمنى» أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي: «أنه رأى النبيَّ جلس في الصلاة فافترش رِجله اليسرى، ووضع ذِراعَيْهِ على فخذيه، وأشار بالسَّبَّابة يدعو» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (292) في الصلاة، باب ما جاء كيف الجلوس في التشهد، والنسائي 3 / 35 في السهو، باب موضع الذراعين، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (885) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/316) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/316) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (4/316) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/317) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (4/318) قال: حدثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم. قالا: حدثنا سفيان. وفي (4/318) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا زائدة. وفي (4/318) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. قال: حدثني سفيان. وفي (4/318) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا زهير بن معاوية. وفي (4/319) قال: حدثنا هاشم ابن القاسم. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/319) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1364) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة بن قدامة. والبخاري في رفع اليدين (26) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. وفي (30) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أنبأنا عبد الله. قال: أنبأنا زائدة بن قدامة. وفي (71) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا ابن إدريس الكوفي. وأبو داود (726 و 957) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (727) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا زائدة. وابن ماجة (810 و 912) قال: حدثنا علي بن محمد قاغل: حدثنا عبد الله بن إدريس وفي (810، 867) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير. قال: حدثنا بشر ابن المفضل. والترمذي (292) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والنسائي (2/126) و (3/37) . وفي الكبرى (873 و 1100) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن زائدة. وفي (2/211) . وفي الكبرى (602) قال: أخبرني أحمد بن ناصح. قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (2/236) وفي الكبرى (659) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/34) وفي الكبرى (1095) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/35) . وفي الكبرى (1096) قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون الرقي. قال: حدثنا محمد، وهو ابن يوسف الفريابي. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/35) . وفي الكبرى (1097) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: أنبأنا بشر بن المفضل. وابن خزيمة (477) و (641) و (690) و (713) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (478 و 713) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (479) قال: حدثنا أبو موسى. قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا سفيان. وفي (480 و 714) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وفي (691) قال: حدثنا المخزومي. قال: حدثنا سفيان. وفي (697) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (698) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا شعبة. وفي (713) قال: حدثنا عبي بن خشرم. قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن إدريس ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان. عشرتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعبد الواحد بن زياد، وشعبة، وعبد العزيز بن مسلم، وزائدة ابن قدامة، وزهير، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل - عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره. - الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. - في رواية أسود بن عامر، عن زهير عند أحمد (4/318) زاد في آخره: (قال زهير. قال عاصم: وحدثني عبد الجبار، عن بعض أهله، أن وائلا قال: أتيته مرة أخرى وعلى الناس ثياب فيها البرانس وفيها الأكسية فرأيتهم يقولون هكذا تحت الثياب) . - وأخرجه أبو داود (728) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر. قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أذنيه. قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم في افتتاح الصلاة وعليهم برانس وأكسية» . - وأخرجه ابن خزيمة (457) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان، عن عاصم ابن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال: «صليت مع رسول الله وأصحابه فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس» . الحديث: 3554 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 404 3555 - (خ م د س) أبو يعفور (1) عبد الرحمن بن عبيد قال: سمعتُ مُصعب ابن سعد يقول: «صلَّيتُ إلى جنب أبي، فطبَّقتُ بين كَفَّيَّ، ثم وَضعْتُهما بين فخذيَّ، فنهاني أبي، وقال: كنا نفعله فنُهينا عنه، وأُمرْنا أن نَضع أيدينا على الرُّكب» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (2) .   (1) في الأصل: أبو يعقوب، والتصحيح من البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي، وهو أبو يعفور الأكبر. (2) رواه البخاري 2 / 226 في صفة الصلاة، باب وضع الأكف على الركب في الركوع، ومسلم رقم (535) في المساجد، باب الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع ونسخ التطبيق، وأبو داود رقم (867) في الصلاة، باب تفريع أبواب الركوع، والنسائي 2 / 185 في الافتتاح، باب نسخ التطبيق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (79) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1308) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل. والبخاري (1/200) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/69) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو كامل الجحدري، قالا: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (867) قال: حدثنا حفص ابن عمر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (259) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة، والنسائي (2/185) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة خمستهم - سفيان، وإسرائيل، وشعبة، وأبو عوانة، وأبو الأحوص - عن أبي يعفور العبدي. 2- وأخرجه أحمد (1/181) (1570) قال: حدثنا يحيى. وفي 10/182) (1576) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/69) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني الحكم بن موسى قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (873) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر. والنسائي (2/185) قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (596) قال: حدثنا محمد بن بشر والنسائي (2/185) قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (596) قال: حدثنا سلم بن جنادة قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا وكيع وأبو أسامة. خمستهم - وكيع، وعيسى بن يونس، ومحمد بن بشر، ويحيى بن سعيد، وأبو أسامة - عن إسماعيل بن أبي خالد عن الزبير بن عدي. 3- أخرجه الدارمي (1309) قال: حدثنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن أبي إسحاق. ثلاثتهم - أبو يعفور وقدان، والزبير بن عدي، وأبو إسحاق - عن مصعب بن سعد فذكره. الحديث: 3555 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 405 3556 - (س) الأسود، وعلقمة قالا: «صلَّينا مع ابن مسعود في بيته، فقام بيننا، فوضعنا أيدينا على رُكبِنا، فنَزَعها، فخالف بين أصابعنا، وقال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعله» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 184 في الافتتاح، باب التطبيق، وإسناده حسن، ولكن التطبيق منسوخ، كما مر، وقد بقي عليه ابن مسعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد 10/378) (3588) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (2/68) قال: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (2/69) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا ابن مسهر (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير ح وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل، كلهم عن الأعمش. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور. وأبو داود (868) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. والنسائي (2/50) ، وفي الكبرى (710) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النضر، قال: أنبأنا شعبة، عن سليمان. وفي (2/183) ، وفي الكبرى (530) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن شعبة، عن سليمان. وفي (2/184) وفي الكبرى 5320) قال: أخبرني أحمد بن سعيد الرباطي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، قال: أنبأنا عمرو - وهو ابن أبي قيس -، عن الزبير بن عدي. وفي الكبرى (531) قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل بن مهلهل، عن الأعمش. ثلاثتهم - سليمان الأعمش، ومنصور، والزبير بن عدي- عن إبراهيم. 2- وأخرجه أحمد (1/413) (3927) قال: حدثنا أسود، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق. والنسائي (2/84) ، وفي الكبرى (785) قال: أخبرنا محمد بن عبيد الكوفي، عن محمد بن فضيل، عن هارون بن عنترة. كلاهما - أبو إسحاق، وهارون بن عنترة - عن عبد الرحمن بن الأسود. 3- وأخرجه أحمد (1/414) (3928) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق. ثلاثتهم - إبراهيم، وعبد الرحمن الأسود، وأبو إسحاق - عن علقمة والأسود. فذكراه. - أخرجه أحمد (1/426) (4045) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. وفي (1/451) (4311) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود. وفي (1/455) (4347) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد - يعني ابن إسحاق -، عن عبد الرحمن بن الأسود. وفي (1/459) (4386) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي. وأبو داود (613) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن هارون بن عنترة، عن عبد الرحمن بن الأسود. والنسائي (2/49) ، وفي الكبرى (709) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. وابن خزيمة (1636) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم. كلاهما - إبراهيم، وعبد الرحمن بن الأسود - عن الأسود، قال: دخلت أنا وعلقمة، على عبد الله بن مسعود، فذكره. - أخرجه أحمد (1/424) (4030) قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا هارون بن عنترة، عن عبد الرحمن بن الأسود، قال: استأذن علقمة والأسود، على عبد الله، قال: إنه سيليكم أمراء يشتغلون عن وقت الصلاة، فصلوها لوقتها، ثم قام فصلى بيني وبينه. ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. - وأخرجه أحمد (1/447) (4272) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، أن الأسود وعلقمة، كانا مع عبد الله في الدار، فقال عبد الله: صلى هؤلاء؟ قالوا: نعم. قال: فصلي بهم بغير أذان ولا إقامة ... فذكره مرسلا. - رواية أحمد (1/378) (3588) و (1/426) (4045) ، وأبي داود (868) مختصرة على: «إذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذه، وليطلق بين كفيه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» . - ورواية أبي إسحاق، ومنصور، وإسحاق بن إبراهيم عند النسائي، مختصرة على: «عن علقمة والأسود، أنهما دخلا على عبد الله، فقال: أصلي من خلفكم؟ قالا: نعم. فقام بينهما، وجعل أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، ثم ركعنا فوضعنا أيدينا على ركبنا فضرب أيدينا ثم طبق بين يديه، ثم جعلهما بين فخذيه، فلما صلى قال: هكذا فعل رسول الله» . - ورواية أبي داود (613) ، والنسائي (2/84) مختصرة على: (صلاة ابن مسعود بين علقمة والأسود، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل) إلا أن رواية النسائي زاد في أوله: دخلنا على عبد الله نصف النهار، فقال: إنه سيكون أمراء يشتغلون عن وقت الصلاة، فصلوا لوقتها. الحديث: 3556 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 405 3557 - (ت) عاصم بن كليب عن أبيه عن جده، قال: دخلتُ على [ص: 406] رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلِّي، وقد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه، وبسط السبابة، وهو يقول: «يا مُقلِّب القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي على دينك» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3581) في الدعوات، باب رقم (135) ، وإسناده ضعيف وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. أقول: وقد ثبت هذا الدعاء من غير تقييد بهذا المكان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3587) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري، قال: حدثنا عبد الله بن معدان، قال: أخبرني عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، عن جده، فذكره. الحديث: 3557 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 405 3558 - (خ ت د س) عباس بن سهل الساعدي قال: «اجتمع أبو حُميد وأبو أُسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو حُميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إن رسولَ الله جلس - يعني: للتشهد - فافترش رِجله اليسرى، وأقبلَ بصدر اليمنى على قِبلته، ووضع كفَّه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفَّه اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بإصبعه - يعني: السبابة» أخرجه الترمذي، وهو طرف من حديث قد أخرجه هو والبخاري وأبو داود، يَرِدُ في «الفرع السابع» . من هذا الفصل. وفي رواية النسائي طرف من هذا، قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا كان في الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخرَ رِجِله اليسرى وقعد على شِقِّهِ مُتَوَرِّكاً، ثم سلَّم» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (293) في الصلاة، باب رقم (219) ، والنسائي 3 / 34 في السهو، باب صفة الجلوس في الركعة التي يقضي فيها الصلاة، وهو حديث صحيح، وسيأتي من رواية البخاري وأبي داود والترمذي مطولاً رقم (3576) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الصلاة (296:2) عن يحيى بن بكير عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد القرشي كلاهما عن محمد بن عمرو بن حلحلة عنه بهذا. و (296:2) عن يحيى بن بكير عن الليث وفي نسخة أخرى، وقال الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عمرو بن حلحلة نحوه. وقال في آخر الحديث الأول الليث سمع يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد بن حلحلة، وابن حلحلة ابن عطاء قال: وقال أبو صالح عن الليث كل قفار ظهره. وقال ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب أن محمد بن عمرو بن حلحلة قال: كل قعار، وأبو داود فيه (الصلاة 182:1) عن أحمد بن حنبل عن أبي عاصم و (182:1) عن مسدد عن يحيى القطان كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد في عشرة من أصحاب النبي منهم أبو قتادة. قال: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله فذكره. وقال في آخره قالوا صدقت. و (182:3) عن قتيبة عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب ببعضه. و (182:2) عن عيسى بن إبراهيم المصري عن ابن وهب عن الليث بن سعد عن يزيد بن محمد القرشي، ويزيد بن أبي حبيب به. والترمذي فيه (الصلاة 111:3) عن ابن مثنى وابن بشار كلاهما عن يحيى القطان به. و (111:4) عن ابن بشار والحسن بن علي الخلال وغير واحد، كلهم عن أبي عاصم به. والنسائي فيه (الصلاة 395) عن ابن بشار عن يحيى (مقطعا) به و (455 و 482:1) عن يعقوب ابن إبراهيم وابن بشار كلاهما عن يحيى ببعضه، وقال: محمد بن عطاء نسبه إلى جده، وابن ماجة فيه (الصلاة 111:2) عن بندار عن أبي عاصم به (؟) عن أبي بكر بن أبي شيبة و (40:1) علي بن محمد كلاهما عن أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر ببعضه كان إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة ورفع يديه، وقال: «الله أكبر» و (54:5) عن بندار عن يحيى بن سعيد بطرف منه. الأشراف (9/149، 150) . الحديث: 3558 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 406 3559 - (د س) مالك بن نمير الخزاعي عن أبيه قال: «رأيتُ [ص: 407] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- واضعاً ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعاً إصبعه السبابة، قد حنَاها شيئاً» . أخرجه أبو داود والنسائي. وفي أخرى للنسائي، قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى في الصلاة يُشِيرُ بإصْبَعِه» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (991) في الصلاة، باب الإشارة في التشهد، والنسائي 3 / 39 في السهو، باب احناء السبابة في الإشارة، ومالك بن نمير الخزاعي مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/471) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (3/471) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (991) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا عثمان، يعني ابن عبد الرحمن. وابن ماجة (911) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (3/38) . وفي الكبرى (1103) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، عن المعافى. وفي (3/39) . وفي الكبرى (1106) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي. قال: حدثنا أبو نعيم. وابن خزيمة (715) قال: حدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن بهز. (ح) وحدثناه محمد بن رافع. قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (716) قال: حدثنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا الفضل. سبعتهم - يحيى بن آدم، ووكيع، وعثمان بن عبد الرحمن، والمعافى بن عمران، وأبو نعيم، وابن بهز، والفضل - عن عصام بن قدامة البجلي قال: حدثني مالك بن نمير الخزاعي، فذكره. الحديث: 3559 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 406 3560 - (خ ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال عبد الله بنُ عبد الله بن عمر: «إنه كان يرى عبد الله بن عمر يتَرَّبع في الصلاة إذا جلس، ففعلتُه، وأنا يومئذ حديث السِّنِّ، فنهاني عبد الله بن عمر، وقال إنما سُنَّةُ الصلاة: أن تنصب رجلك اليمنى، وتَثْنِيَ رجلك اليسرى، فقلت: إنك تفعل ذلك؟ قال: إن رِجْلَيَّ لا تحْملاني» . أخرجه البخاري والموطأ. وفي رواية النسائي قال: «إن من سُنَّةِ الصلاةِ: أن تُضْجِعَ رجلك اليسرى وَتنْصِبَ اليمنى» . وفي أخرى «أن تنصِب القدم اليمنى، واستقبالُه بأصابعها القبلةَ، والجلوسُ على اليسرى» . وفي أخرى للموطأ عن عبد الله بن دينار «أنه سمع ابن عمر - وصلى رجل إلى جنبه - فلما جلس الرجل في أربع: تَرَبَّع، وثَنَى رجليه، فلما انصرف عبد الله عاب ذلك عليه، فقال الرجل: إنكَ لتفْعلُ ذلك، فقال عبد الله: إني أشْتَكي» . وفي أخرى للموطأ عن المغيرة [ص: 408] ابن حكيم «أنه رأى ابن عمر تربَّع في السجدتين في الصلاة على صُدور قدميه، فلما انصرَفَ ذكرَ ذلك له، فقال: إنها ليست بسنَّةِ الصلاة، وإنما أفعل هذا من أجل أني أشتكي» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 252 في صفة الصلاة، باب سنة الجلوس في التشهد، والموطأ 1 / 89 و 90 في الصلاة، باب العمل في الجلوس في الصلاة، والنسائي 2 / 235 و 236 في الافتتاح، باب كيف الجلوس للتشهد الأول، وباب الاستقبال بأطراف أصابع القدم القبلة عند القعود للتشهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (77) . والبخاري (1/209) . وأبو داود (958) قالا: - البخاري وأبو داود - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم. 2- وأخرجه أبو داود (959) قال: حدثنا ابن معاذ، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (960) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (961) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (2/235) ، وفي الكبرى (656) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وفي (2/236) ، وفي الكبرى (657) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر، قال: حدثني أبي، عن عمرو بن الحارث. وابن خزيمة (678) قال: حدثنا أبو كريب، وعبد الله بن سعيد الأشج، قالا: أخبرنا أبو خالد، قال: حدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (679) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. ثمانيتهم - عبد الوهاب، وجرير، ومالك، والليث، وعمرو بن الحارث، وابن فضيل، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة - عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت القاسم بن محمد. كلاهما - عبد الرحمن بن القاسم، والقاسم بن محمد - عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3560 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 407 3561 - (م د ت) طاوس بن كيسان اليماني قال: «قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين؟ (1) فقال: هي السُّنَّةُ، فقلنا له: أما تراه جَفَاءً بالرَّجُلِ؟ فقال ابن عباس: بل هي سُنَّةُ نبيِّكم -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، وزاد أبو داود بعد: «القدمين» : «في السجود» (2) .   (1) أي: أن يضع ألييه على عقبيه بين السجدتين. (2) رواه مسلم رقم (536) في المساجد، باب جواز الإقعاء على العقبين، وأبو داود رقم (845) في الصلاة، باب الإقعاء بين السجدتين، والترمذي رقم (283) في الصلاة، باب ما جاء في الرخصة في الإقعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/313) (2855) قال: حدثنا محمد بن بكر، وعبد الرزاق، ومسلم (2/70) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن بكر (ح) قال: وحدثنا حسن الحلواني، قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (845) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والترمذي (283) قال: حدثنا يحيى بن موسى قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (680) قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - ابن بكر، وعبد الرزاق، وحجاج - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (1/313) (2857) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة. كلاهما - ابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، أنه سمع طاووسا يقول، فذكره. الحديث: 3561 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 408 3562 - (د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا جلس في الركعتين الأُولَيَيْنِ كأنه على الرَّضْفِ، قال: شُعْبَةُ: ثم حرَّك سعد شفتيه بشيء، فأقول: «حتى يقوم؟ [فيقول: حتى يقومَ] » أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) . [ص: 409] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرضف) : بسكون الضاد، جمع رضفة، وهي حجارة محماة.   (1) رواه أبو داود رقم (995) في الصلاة، باب في تخفيف القعود، والترمذي رقم (366) في الصلاة، باب ما جاء في مقدار القعود في الركعتين الأوليين، والنسائي 2 / 243 في الافتتاح، باب [ص: 409] التخفيف في التشهد الأول، وفي سنده انقطاع، لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، قال الحافظ ابن حجر في " التلخيص ": وروى ابن أبي شيبة من طريق تميم بن سلمة: كان أبو بكر رضي الله عنه إذا جلس في الركعتين كأنه على الرضف، وقال الحافظ: إسناده صحيح، وعن ابن عمر نحوه، قال: وروى أحمد وابن خزيمة من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه التشهد، فكان يقول إذا جلس في وسط الصلاة وفي آخرها على وركها اليسرى: التحيات ... إلى قوله: عبده ورسوله، ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده، وإن كان في آخرها بعد تشهده دعا بما شاء الله أن يدعو ثم يسلم، أقول: وهذه شواهد لحديث الباب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الصلاة (189) عن حفص بن عمر عن شعبة عنه به، والترمذي فيه (الصلاة 154) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود عن شعبة به، وقال: حسن. والنسائي فيه (الصلاة 452) عن الهيثم ابن أيوب الطالقاني عن إبراهيم بن سعد عن أبيه به (الأشراف 7/159) . الحديث: 3562 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 408 الفرع السادس: في السلام 3563 - (م س) عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسلِّم عن يمينه وعن يساره، حتى أرى بياضَ خدِّه» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (582) في المساجد، باب السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها وكيفيته، والنسائي 3 / 61 في السهو، باب السلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/172) (1484) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو سعيد، قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (1/180) (1564) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا مصعب بن ثابت. وعبد بن حميد (144) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي. والدارمي (1352) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. ومسلم (2/91) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وابن ماجة (915) قال: حدثنا محمد بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، والنسائي (3/61) ، وفي الكبرى (1148) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا إبراهيم، وهو ابن سعد، قال: حدثني عبد الله بن جعفر. وفي (3/61) أيضا، وفي الكبرى (1149) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وابن خزيمة (726) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري. وفي (727 و 1712) قال: حدثنا عتبة بن عبد الله اليحمدي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا مصعب بن ثابت. كلاهما - عبد الله بن جعفر، ومصعب بن ثابت - عن إسماعيل بن محمد. 2- وأخرجه أحمد 10/186) (1619) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا أبو معشر عن موسى بن عقبة كلاهما - إسماعيل بن محمد، وموسى بن عقبة - عن عامر بن سعد فذكره. الحديث: 3563 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 409 3564 - (ت د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يسلِّم عن يمينه وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم [ص: 410] ورحمة الله» . أخرجه الترمذي. وزاد أبو داود بعد قوله: «شماله» . «حتى يُرَى بياضُ خدِّه» . وفي رواية النسائي «حتى يُرى بياضُ خدِّه من هاهنا، [وبياضُ خدِّه من هاهنا] » (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (996) في الصلاة، باب في السلام، والترمذي رقم (295) في الصلاة، باب ما جاء في التسليم في الصلاة، والنسائي 3 / 63 في السهو، باب كيف السلام على الشمال، وهو حديث صحيح، قال الترمذي: وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر بن سمرة، والبراء، وأبي سعيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/390) (3699) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/408) (3879) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا الحسن. وفي (1/409) (3888) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، والثوري. وفي (1/444) (4241) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن، قالا: حدثنا سفيان. وفي (1/448) (4280) قال: حدثنا عمر بن عبيد. وأبو داود (996) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان ح وحدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص (ح) وحدثنا محمد بن عبيد المحاربي، وزياد بن أيوب، قالا: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي (ح) وحدثنا تميم ابن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق - يثعني ابن يوسف -، عن شريك. وابن ماجة (914) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عمر بن عبيد. والترمذي (295) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (3/63) وفي الكبرى (1154 و1155 و 1156) قال: أخبرنا زيد بن أخزم، عن ابن داود (يعني عبد الله بن داود الخريبي) ، عن علي بن صالح. (ح) وأخبرنا محمد بن آدم، عن عمر بن عبيد. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وابن خزيمة (728) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وزياد بن أيوب، قال إسحاق: حدثنا عمر، وقال زياد: حدثني عمر بن عبيد الطنافسي. ثمانيتهم - سفيان الثوري، والحسن بن صالح، ومعمر، وعمر بن عبيد، وزائدة، وأبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي، وشريك، وعلي بن صالح - عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، فذكره. - أخرجه أحمد (1/406) (3849) قال: حدثنا هاشم، وحسين. وأبو داود (996) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا حسين بن محمد. كلاهما - هاشم، وحسين - قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، والأسود بن يزيد، عن عبد الله، فذكره. - وأخرجه النسائي (3/63) وفي الكبرى (1157) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: أنبأنا الحسين بن واقد، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن علقمة، والأسود، وأبي الأحوص، قالوا: حدثنا عبد الله بن مسعود، فذكره. - قال أبو داود: شعبة كان ينكر هذا الحديث، حديث أبي إسحاق أن يكون مرفوعا. الحديث: 3564 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 409 3565 - (د) وائل بن حجر قال: «صليتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان يسلِّم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (997) في الصلاة، باب في السلام، وإسناده منقطع، فإن علقمة بن وائل لم يسمع من أبيه، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (997) قال: حدثنا عبده بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل، فذكره. الحديث: 3565 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 410 3566 - (م) أبو معمر الأزدي الكوفي: قال: «إن أميراً كان بمكة يسلِّم تسليمتين، فسمع به عبد الله، فقال: أنَّى عَلِقَها؟ إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يفعلُه» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنَّى عَلِقَها) أنَّى: بمعنى: من أين؟ وبمعنى كيف، وعَلِقَها بمعنى تعلمها: أي: من أين عرف ذلك، وممن أخذها؟   (1) رقم (581) في المساجد، باب السلام للتحليل من الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/444) (4239) . ومسلم (2/91) قال: حدثني أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن الحكم. وفي (2/91) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن الحكم، ومنصور. كلاهما - الحكم، ومنصور - عن مجاهد، عن أبي معمر، فذكره. - في رواية أحمد بن حنبل، قال شعبة: رفعه مرة. الحديث: 3566 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 410 3567 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: «أما بعدُ، أمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا كان في وسط الصلاة - أو حين انقضَائها - فابَدؤوا قبل التسليم، فقولوا: التحيات، الطيبات، والصلوات والملك لله، [ثمَّ سلمُوا على اليمين] ثم سَلِّمُوا على قارئكم وعلى أنفسكم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (975) في الصلاة، باب التشهد، وفي إسناده مجاهيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (975) قال: حدثنا محمد بن داود بن سفيان قال: حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا سليمان بن موس أبو داود قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، قال: حدثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه سليمان بن سمرة، فذكره. الحديث: 3567 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 411 3568 - (م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا إذا صلَّيْنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا: السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله - أشار بيده إلى الجانبين - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: علامَ تُومِئُونَ بأيديكم، كأنها أذْنابُ خيل شُمُس؟ وإنما يكفي أحدكم أن يضع يدَه على فخذه، ثم يسلِّم على أخيه من عن يمينه وشماله» . أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود، قال: «كنا إذا صلينا خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسلَّمَ أحدُنا: أشار بيده من عن يمينه، ومن عن يساره، فلما صلى قال: ما بال أحدِكم يومئُ بيديه كأنها أذنابُ خيل شُمْس؟ إنما يكفي - أو ألا يكفي - أحدَكم أن يقول هكذا - أشار بإصبعه - يُسَلِّم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله» . وفي أخرى له بمعناه، وقال «إنما يكفي أحدَكم - أو أحدَهم - أن يضع يده على فخذيه، ثم يُسلِّم على أخيه من عن يمينه وشماله» . وفي أخرى له، قال: «دخل علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والناس رافِعُو أيديهم - قال زهير: أُرَاه قال: في الصلاة - قال: مالي أَراكم [ص: 412] رافعي أيديكم، كأنها أذناب خيل شُمْس؟ اسكنوا في الصلاة» هذه الرواية الآخرة قد أخرجها مسلم في جملة حديث يتضمن معنى آخر، والحديث مذكور في «الفصل الخامس» من «باب صلاة الجماعة» . وفي رواية النسائي مثل رواية مسلم، إلا أنه قال في آخره: «أن يضع يدَه على فخذه، ثم يقول: السلام عليكم، السلام عليكم» . وفي أخرى له مثل رواية مسلم، وفي أخرى «فليَلتَفِتْ إلى صاحبه، ولا يُومئْ [بيده] » (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (علام تُومِئون) : الإيماء: الإشارة إلى الشيء باليد والرأس والعين، وعلام: أي على ما، حذفت الألف من «ما» تخفيفاً لكثرة الاستعمال، ومثله عمَّ [وبم] ، وفيم. (خيل شُمْس) : شُمْس: جمع شَمُوس، وهو من الدواب ما لا يكاد يستقر شَغَباً وبطراً، ورجل شموس الأخلاق: عَسِرُها.   (1) رواه مسلم رقم (430) في الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام، وأبو داود رقم (998) و (999) و (1000) في الصلاة، باب في السلام، والنسائي 3 / 4 و 5 في السهو، باب السلام بالأيدي في الصلاة، وباب موضع اليدين عند السلام، وباب السلام باليدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (896) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/86 و 88) قال: حدثنا يزيد، وفي (5/102) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (5/107) قال: حدثنا وكيع. والبخاري في رفع اليدين حديث رقم (36) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/29) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. وأبو داود (998) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن زكريا ووكيع، وفي (999) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي (3/4) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثني يحيى بن آدم. وفي (3/61) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو نعيم. وابن خزيمة (733) قال: حدثنا بندار، والحسن بن محمد، قالا: حدثنا يزيد ابن هارون. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - (ح) وحدثنا الحسن بن محمد أيضا، قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. وفيه، وفي (1708) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ثمانيتهم - سفيان، ويزيد، ومحمد بن عبيد، ووكيع، وأبو نعيم، وابن أبي زائدة، ويحيى بن آدم، وعيسى - عن مسعر بن كدام. 2- وأخرجه مسلم (2/30) قال: حدثنا القاسم بن زكريا. والنسائي (3/64) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. كلاهما - القاسم، وأحمد - قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن فرات القزاز. كلاهما - مسعر، وفرات - عن عبيد الله بن القبطية، فذكره. الحديث: 3568 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 411 3569 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يسلِّم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاءَ وجهه، ثم يميل إلى الشِّقِّ الأيمن شيئاً» . [ص: 413] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (296) في الصلاة، باب رقم (222) ، وإسناده ضعيف، قال الحافظ في " التلخيص ": وروى ابن حبان في صحيحه، وأبو العباس السراج في " مسنده " عن عائشة من وجه آخر شيئاً من هذا أخرجاه من طريق زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو ثم يسلم تسليمة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس ... الحديث، وإسناده على شرط مسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (919) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني، والترمذي (296) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة أبو حفص التنيسي. وابن خزيمة (729) قال: حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن خلف العسقلاني، ومحمد بن مهدي العطار، قالوا حدثنا عمرو بن أبي سلمة. كلاهما - عبد الملك بن محمد، وعمرو بن أبي سلمة - عن زهير بن محمد المكي عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره. الحديث: 3569 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 412 3570 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «حَذْفُ السَّلام سُنَّة» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَذْف السلام) : المراد بحذف السلام: تخفيفه وترك الإطالة فيه.   (1) رواه أبو داود رقم (1004) في الصلاة، باب حذف التسليم، والترمذي رقم (297) في الصلاة، باب ما جاء أن حذف السلام سنة، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/532) قال: حدثنا محمد بن يوسف، يعني الفريابي، بمكة. وأبو داود (1004) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثني محمد بن يوسف الفريابي. وابن خزيمة (734) قال: حدثنا عمرو بن علي الصيرفي. قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي. وفي (735) قال: حدثناه علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا عمارة بن بشر المصيصي. كلاهما - محمد بن يوسف، وعمارة بن بشر - عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. - وأخرجه الترمذي (297) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك وهقل بن زياد. وابن خزيمة (735) قال: حدثنا أبو عمار. قال: حدثنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا حرمي بن عمارة. قالا - عبد الرحمن، وحرمي -: حدثنا عبد الله بن المبارك (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا محمد بن يوسف. أربعتهم - ابن المبارك، وهقل، وعيسى بن يونس، ومحمد بن يوسف - عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال: «حذف السلام سنة» . - قال أبو داود: قال عيسى: نهاني ابن المبارك عن رفع هذا الحديث. قال أبو داود: سمعت أبا عمير عيسى بن يونس الفاخوري الرملي، وقال: لما رجع الفريابي من مكة ترك رفع هذا الحديث، وقال: نهاه أحمد بن حنبل عن رفعه. الحديث: 3570 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 413 3571 - () (عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَخْتِمُ الصلاة بالتسليم، وينهى عن عُقْبة الشيطان» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُقْبَة الشيطان) : أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين (2) ، وهو الذي [ص: 414] يجعله بعض الناس الإقعاء، وقيل: هو أن يترك عقبيه غير مغسولين في الوضوء.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، قال الحافظ في " التلخيص ": رواه الطبراني من حديث ابن عباس، وقد رواه مسلم من حديث عائشة بأطول من هذا رقم (498) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به ويختم به، وكذا أبو داود رقم (783) في الصلاة، باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وأحمد في " المسند " 6 / 31 و 194. (2) كذا فسره المصنف هنا، وهو بعيد، لأن هذا هو الإقعاء المسنون، وقد تقدم رقم (3561) وأما عقبة الشيطان، فهي الإقعاء المنهي عنه، وفسره أبو عبيدة وغيره: بأن يلصق ألييه بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرض، كما يفرش الكلب وغيره من السباع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (783) حدثنا مسدد ثنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة. الحديث: 3571 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 413 3572 - () (نافع - مولى ابن عمر «أن ابن عمر كان يَسْتَحِبُّ إذا سلَّم الإمام: أن يُسلِّم [على] مَنْ خَلفَه» . أخرجه ... (1) .   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. الحديث: 3572 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 414 3573 - (م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا سلَّمَ لم يقْعدْ إلا مِقْدارَ ما يقول: اللهمَّ أنت السلام، ومنك السلام، تباركتَ يا ذا الجلال والإكرام» أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (592) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، والترمذي رقم (298) في الصلاة: باب ما يقول إذا سلم من الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/62) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم بن سليمان. وفي (6/184) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن الحذاء. وفي (6/235) قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عاصم الأحول. والدارمي (1354) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا عاصم. ومسلم (2/94 و 95) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال: حدثنا أبو خالد، يعني الأحمر، عن عاصم. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا شعبة. عن عاصم وخالد. وأبو داود (1512) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول وخالد الحذاء. وابن ماجة (924) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عاصم الأحول. والترمذي (298) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول. وفي (299) قال: حدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزازي وأبو معاوية، عن عاصم الأحول. والنسائي (3/69) وفي الكبرى (1170) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن إبراهيم بن صدران، عن خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي عمل اليوم والليلة (95) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عاصم. وفي (96) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي (97) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان. قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم وخالد. وفي (367) قال: حدثنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم. كلاهما - عاصم بن سليمان الأحول، وخالد الحذاء - عن أبي الوليد عبد الله بن الحارث، فذكره. الحديث: 3573 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 414 3574 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نَرُدَّ السَّلام على الإمام، ونَتَحابَّ، وأن يُسَلِّم بعضُنا على بعض» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1001) في الصلاة، باب الرد على الإمام، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أبو داود (1001) وابن خزيمة (1711) قال: حدثنا محمد بن يحيى كلاهما - أبو داود، ومحمد بن يحيى - عن محمد بن عثمان أبو الجماهر الدمشقي، قال: حدثنا سعيد بن بشير. 2- وأخرجه ابن ماجة (921) قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي. 3- وأخرجه ابن ماجة (922) قال: حدثنا عبده بن عبد الله. وابن خزيمة (1710) قال: حدثنا إبراهيم بن المستمر البصري (ح) وحدثنا محمد بن يزيد بن عبد الملك الأسقاطي البصري. ثلاثتهم - عبده، وإبراهيم، ومحمد بن يزيد - عن عبد الأعلى بن القاسم أبو بشر صاحب اللؤلؤ عن همام بن يحيى. ثلاثتهم - سعيد، وأبو بكر، وهمام - عن قتادة، عن الحسن، فذكره. رواية أبي بكر الهذلي مختصرة على: «إذا سلم الإمام فردوا عليه» . رواية سعيد، وهمام مختصرة على: «أن نسلم على أئمتنا، وأن يسلم بعضنا على بعض» . - وقع في سنن ابن ماجة (922) : حدثنا على بن القاسم. قال المزي: كذا وقع عنده، والصواب عبد الأعلى بن القاسم. تحفة الأشراف حديث رقم (4597) . - وفي رواية ابن خزيمة (1710) : أن نسلم على أيماننا - كذا في المطبوع. الحديث: 3574 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 414 3575 - (خ س) عتبان بن مالك - رضي الله عنه - قال: «صلَّينا خَلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسلَّمنا حين سلَّم» أخرجه النسائي في آخر حديث طويل (1) .   (1) 3 / 64 و 65 في السهو، باب تسليم المأموم حين يسلم الإمام، وإسناده صحيح، ورواه البخاري أيضاً بهذا اللفظ 2 / 267 في صفة الصلاة، باب يسلم حين يسلم الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (3/64 و 65) أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري أخبره قال: أخبرني محمود بن الربيع، قال: سمعت عتبان بن مالك، فذكره. الحديث: 3575 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 414 الفرع السابع: في أحاديث جامعة لأوصاف من أعمال الصلاة 3576 - (خ د ت) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال محمد بن عمرو بن عطاء: «سمعتُ أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- منهم أبو قتادة - قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسولِ - صلى الله عليه وسلم-، قالوا: فلِم؟ فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعاً، ولا أقدمنا له صحة، قال: بلى، قالوا: فأعرض، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذيَ بهما مَنكبيه، ثم يُكبِّرُ حتى يَرْجِعَ كلُّ عظم في موضع معتدلاً، ثم يقرأ، ثم يكبِّر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضعه راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل ولا ينْصِبُ رأسه ولا يُقْنِعُ، ثم يرفع رأسه فيقول: سمع الله لمن حمده، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلاً، ثم يقول: الله أكبر، ثم يَهْوِي إلى الأرض، فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه، ويَثْنِي رجله اليسرى فيقعد عليها، ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ويسجد ثم يقول: الله أكبر، ويرفع، ويثْني رجله اليسرى فيقعد عليها، حتى يرجعَ كل عظم إلى موضعه، ثم يصنع في الآخر مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبَّر ورفع يديه حتى يحاذيَ بهما منكبيه، كما كبر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع [ص: 416] ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخَّر رِجله، وقعد مُتورِّكاً على شِقِّه الأيسر، قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية قال: «كنتُ في مجلس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتذاكروا صلاته، فقال أبو حميد - فذكر بعض هذا الحديث - وقال: فإذا ركع أمْكن كفَّيه من ركبتيه، وفرَّج بين أصابعه، وهَصر ظهره، غير مُقْنِعٍ رأسه، ولا صافِحٍ بخدِّه، وقال: فإذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا كان في الرابعة أفضى بوَرِكه اليسرى إلى الأرض، وأخرج قدميه من ناحية واحدة» . وفي أخرى نحو هذا، «قال: إذا سجد وضع يديه غير مُفْترِش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابعه القبلة» . وفي أخرى عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عباس - أو عيَّاش - بن سهل الساعدي: أنه كان في مجلس فيه أَبوه - وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- وفي المجلس أبو هريرة وأبو أُسَيد وأبو حُميد الساعدي: بهذا الخبر، يزيد وينقص، قال فيه: ثم رفع رأسه - يعني: من الركوع - فقال: «سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ورفع يديه، ثم قال: الله أكبر، فسجد، فانتصب على كفَّيه، وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر، فجلس، فتَوَرَّكَ ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر، فقام ولم يتورَّك ... وساق الحديث [ص: 417] قال: ثم جلس بعد الرَّكْعتين، حتى إذا أرادَ أن ينهض للقيام، قام بتكبير، ثم ركع الركعتين الأخريين ... ولم يذكر التورُّكَ للتشهد» . وفي أخرى قال: «اجتمع أبو حُميد وأبو أُسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو حُميد: أنا أعلمكم بصلاةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر بعض هذا - قال: ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه، كأنه قابضٌ عليهما، ووَتَّرَ يديه، فتجافى عن جنبيه، وقال: ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته، ونحَّى يديه عن جنبيه، ووضع كفَّيه حذْو منكبيه، ثم رفع رأسه حتى رجع كل عُضو (1) في موضعه، حتى فرغ، ثم جلس فافترش رِجله - يعني اليسرى - وأقبل بصدْر اليمنى على قبلته، ووضع كفّه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفَّه اليسرى على ركبته اليسرى - وأشار بإصبعه» . وفي رواية في هذا الحديث، قال: «فإذا سجد فرَّجَ بين فخذيه غير حامِل بطنَه على شيء من فَخِذيه» . هذه روايات أبي داود، وله أطراف من هذا الحديث لم نذكرها، لأنها قد تضمنتها هذه الروايات. وفي رواية الترمذي: قال محمد بن عمرو عن أبي حميد الساعدي: سمعتُه وهو في عشرة من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، أحدهم: أبو قتادة بن ربِعيّ يقول: «أنا أَعلمكم بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالوا: ما كنت أقدمَنا له صحبة، ولا أكثرنا له إتْيَاناً؟ قال: بلى، قالوا: فاعرض، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة [ص: 418] اعتدل قائماً ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيْه، فإذا أراد أن يركعَ رفع يديه حتى يحاذيَ بهما منكبيه، ثم قال: الله أكبر، وركع، ثم اعتدل، فلم يُصَوِّبْ رأسه، ولم يُقنِعْ، ووضع يديه على ركبتيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ورفع يديه واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه معتدلاً، ثم هوَى إلى الأرض ساجداً، ثم قال: الله أكبر، ثم جافى عَضُديه عن إبطيه، وفتخ (2) أصابع رجليه، ثم ثَنى رجله اليسرى وقعد عليها، ثم اعتدل حتى يَرْجِعَ كل عضو (3) في موضعه، ثم نهض، حتى صنع في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم إذا قام من السجدتين كبَّر، ورفع يديه، حتى يحاذيَ بهما منكبيه، كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك، حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها صلاته: أخَّر رِجله اليسرى، وقعد على شقِّه مُتَوَرِّكاً، ثم سلم» . قال: «ومعنى قوله إذا قام من السجدتين، ورفع يديه، يعني: إذا قام من الركعتين» . وفي أخرى له قال.. بمعناه، وزاد فيه «قالوا: صدقت، هكذا صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» . وأخرجه البخاري مختصراً عن محمد بن عمرو بن عطاء: «أنه كان جالساً مع نفر من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرنا صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال أبو حميد: أنا كنتُ أحفظكم لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، رأيتُه إذا كبَّر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصَرَ ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار إلى مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، [ص: 419] واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رِجله اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا جلس في الركعة الآخرة، قدَّم رِجله اليسرى، ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينصب رأسه ويقنع) : نصب الرأس معروف، وهو رفعه. ورواه الترمذي: «يُصَبِّ (5) رأسه» ، وقد ذكر شرحه، وقد روي: «يُصَبِّي» يقال: صَبَّى رأسه يُصبِّيه: إذا خفضه جداً؛ قال: ويقال لمن خفض رأسه: قد أقنعه أيضاً، وهو من الأضداد. (هَصر ظهره) : هَصْرُ الظهر: ثنيه وخفضه، وأصل الهصر: أن تجذب طرف الغصن إليك فيميل معك. (صافح بخده) : قوله: «ولا صافحٍ بخده» : أي غير مُبرِزٍ جانب خده [ولا] مائلاً في أحد الشقين. (فَقَار) الظهر: خرزه، واحدته: فَقارة. (مُتَوَرِّكاً) : التورُّك في التحيات: أن يفضي بأليته اليسرى إلى الأرض إذا جلس، وهو في السجود: أن يلصق ألييه بعقبيه، وقيل: هو أن يرفع وَرِكَيه إذا سجد، حتى يُفْحِش في ذلك.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: كل عظم، وكلاهما بمعنى. (2) في الأصل " فتح " وهو تصحيف، وانظر معنى الكلمة في غريب الحديث رقم (3514) . (3) في نسخ الترمذي المطبوعة: كل عظم. (4) رواه البخاري 2 / 253 و 254 و 255 في صفة الصلاة، باب سنة الجلوس في التشهد، وأبو داود رقم (730) و (731) و (732) و (733) و (734) و (735) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والترمذي رقم (304) و (305) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة. (5) وكذلك رواه أبو داود، وفي رواية عند الترمذي: يصوب، وكله بمعنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] سبق تخريجه في حديث رقم (3558) . الحديث: 3576 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 415 3577 - (ت د س) رفاعة بن رافع - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس في المسجد يوماً - قال رفاعةُ: ونحن معه - إذْ جاءه رجل كالبدوي، فصلَّى فأخفَّ صلاته، ثم انصرف فسلَّم على النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «وعليك، فارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فرجع فصلى، ثم جاء فسلم عليه فقال: وعليك (1) ، فارجع فصل فإنك لم تصل، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، كل ذلك يأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فيسلِّم على النبيِّ، فيقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: وعليك، فارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فعافَ (2) الناس وكبرَ عليهم: أن يكونَ من أخفَّ صلاتَه لم يصل، فقال الرجل في آخر ذلك: فأرني وعلِّمْني، فإنما أنا بشر أُصيبُ وأُخطئ، فقال: أجل، إذا قمتَ إلى الصلاة فتوضأْ كما أمرك الله به، ثم تشَهَّدْ فأقِمْ، فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فاحمد الله وكبِّرْه وهلِّلْهُ، ثم اركع فاطمَئنَّ راكعاً، ثم اعتدل قائماً، ثم اسجد فاعتدل ساجداً، ثم اجلس فاطمئنَّ جالساً، ثم قم، فإذا فعلتَ ذلك فقد تمَّت صلاتك، وإن انتقصت منه شيئاً فقد انتقصت من صلاتك، قال: وكان [هذا] أهونَ عليهم من الأولى (3) : أنه من انتقص من ذلك شيئاً انتقص من صلاته، ولم تذهبْ كلُّها» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود مثل حديث قبله، وهو حديث أبي هريرة قال.. فذكر نحوه، وقال فيه: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إنه لا تتمُّ صلاةُ أحد من الناس [ص: 421] حتى يتوضأ، فيضع الوضوءَ - يعني مواضِعَه - ثم يكبِّر، ويحمد الله عزَّ وجلَّ، ويثني عليه، ثم يقرأ بما شاء من القرآن، ثم يقول: الله أكبر، ثم يركع حتى تطمئن مفاصلُه، ثم يرفع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حتى يستويَ قائماً، ويقول: الله أكبر، ثم يسجد، حتى تطمئنَّ مفاصلُه، ثم يقول: الله أكبر، ويرفع رأْسه حتى يستويَ قاعداً، ثم يقول: الله أكبر، ثم يسجد حتى تطمئنَّ مفاصله، ويرفعه ثانية فيكبِّرُ، فإذا فعل ذلك تمت صلاته» . وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَتِمُّ صلاةُ أحدِ حتى يُسْبِغَ الوضوء كما أمر الله، فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه، ويغسل رجليه إلى الكعبين، ثم يكبر الله ويحمده، ثم يقرأ من القرآن ما أُذِنَ له فيه وتَيَسَّرَ ... فذكر نحو حديث حماد - قال: ثم يكبر، فيسجد ويُمكِّنُ وجهه وفي رواية: جبهته - من الأرض، حتى تطمئنَّ مفاصله فَتَسْتَرْخي، ثم يكبِّر فيستوي قاعداً على مقعده، ويقيم صُلْبَهُ - فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات، حتى فرغ - لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك» . وفي أخرى بهذه القصة، فقال: إذا قمتَ فتوَّجهت إلى القبلة فكبِّرْ، ثم اقرأ بأُمِّ القرآن، وبما شاء الله أن تقرأَ، فإذا ركعت فضعْ راحتيكَ على ركبتيك، وامدُد ظهرك، وقال: إذا سجدت فمكِّنْ بسجودك، فإذا رفعت فاقعُد على فخذك اليسرى. [ص: 422] وفي أخرى بهذه القصة، وقال فيه: «فإذا جلستَ في وسط الصلاة فاطمئنَّ، وافترشَ فَخِذك اليسرى، ثم تشهَّدْ، ثم إذا قمتَ فمثل ذلك حتى تفرُغَ من صلاتك» . وفي أخرى نحوه، فقال فيه: «فتوضأْ كما أمرك الله عز وجل، ثم تشهَّدْ فأقم، ثم كبِّرْ، فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد الله، وكبِّرْهُ وهلِّلهُ ... وقال فيه: وإن انتقصت فيه شيئاً: انتقصتَ من صلاتك» . وأخرجه النسائي، قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذْ دخل رجل المسجد فصلَّى، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يرْمُقُه، ولا يَشْعُرُ، ثم انصرف فأتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فسلم عليه فردَّ عليه السلام، ثم قال: ارجع فصلِّ، فإنك لم تصل، قال: لا أدري - في الثانية أو في الثالثة - قال: والذي أنزل عليك الكتاب لقد جَهِدْتُ فعلِّمْني وأَرِني، قال: إذا أردت الصلاة فتوضَّأ وأحسن الوضوء، ثم قم فاستقبل القبلة، ثم كبِّر، ثم اقرأ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع رأسك حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، فإذا صنعت ذلك: فقد قضيت صلاتك، وما انتقصت من ذلك فإنما تَنقُصه من صلاتك» . وله في أُخرى نحو الرواية الثانية التي لأبي داود، إلا أنه قال في أولها نحوَ ما قال هو في روايته الأولى (4) .   (1) وفي رواية مسلم كما في الحديث الذي بعده من حديث أبي هريرة (وعليك السلام) . (2) في بعض نسخ الترمذي المطبوعة: فخاف. (3) أي من المقالة الأولى، وهي: فارجع فصل فإنك لم تصل. (4) رواه الترمذي رقم (302) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة، وأبو داود رقم (857) و (858) و (859) و (860) و (861) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 193 في الافتتاح، باب الرخصة في ترك الذكر في الركوع، وباب الرخصة في ترك الذكر في السجود، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره. وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وعمار بن ياسر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/340) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (101) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، عن حاتم بن إسماعيل. وفي (102) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان. ح وحدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (103) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وفي (111) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (112) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر. والنسائي (2/193) وفي الكبرى (553) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر. وفي (3/59) وفي الكبرى (1145) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. ستتهم - يحيى، وحاتم، وسليمان، وابن إدريس، والليث، وبكر - عن محمد بن عجلان. 2- أخرجه الدارمي (1335) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (110) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وأبو داود (858) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، والحجاج بن منهال. وابن ماجة (460) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج. والنسائي (2/225) . وفي الكبرى (635) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ أبو يحيى، بمكة وهو بصري، قال: حدثنا أبي. أربعتهم - أبو الوليد، وحجاج، وهشام، وعبد الله بن يزيد - قالوا: حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. 3- وأخرجه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام (108) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (109) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عبد الله. والنسائي (3/60) وفي الكبرى (1146) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - أبو نعيم، وعبد الله - عن داود بن قيس الفراء. 4- وأخرجه أبو داود (861) قال: حدثنا عباد بن موسى الختلي. والنسائي (2/20) . وفي الكبرى (1557) قال: أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (545) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي. كلاهما - عباد، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رفاعة بن رافع الزرقي. 5- وأخرجه أبو داود (860) . وابن خزيمة (597 و 638) . كلاهما - أبو داود، وابن خزيمة - عن مؤمل بن هشام اليشكري، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن محمد بن إسحاق. خمستهم - محمد بن عجلان، وإسحاق، وداود، ويحيى بن علي، ومحمد بن إسحاق - عن علي بن يحيى بن خلاد بن مالك بن رافع بن مالك، عن أبيه، فذكره. - وقع في المطبوع من سنن أبي داود (859) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد، يعني ابن عمرو، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن رفاعة. وصوابه: ليس فيه (عن أبيه) . انظر تحفة الأشراف (3604) ، ومسند أحمد (4/340) ، وأشار إلى ذلك أيضا ابن أبي حاتم في (علل الحديث) (221 و 222) حيث قال: رواه محمد بن عمرو بن علقمة، فقال: عن علي بن يحيى بن خلاد، عن عمه، أسقط أباه من الإسناد. - أخرجه الترمذي (302) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي، عن جده، عن رفاعة، فذكره. ولم يذكر عن أبيه (تحفة الأحوذي (1/237) . وقد وضع أحمد شاكر محقق سنن الترمذي (عن أبيه) بين معقوفتين رغم أنه لم يقف عليها في جميع النسخ - كما أشار -. وقال المزي عند تخريجه لهذا الحديث في (تحفة الأشراف) عند كلامه على رواية الترمذي له في كتاب الصلاة: «عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن يحيى، عن جده» ولم يقل عن أبيه. (تحفة الأشراف) (3604) . فهذا دليل على صحة ما ذهبنا إليه. في رواية داود بن قيس الفراء وبكر بن مضر (عن عم له بدريا ولم يسمه) . الحديث: 3577 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 420 3578 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، فسلم على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فردَّ، وقال: ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فرجع فصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم- فردَّه وقال: ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ - فرجع ثلاثاً - فقال: والذي بعثك بالحق، ما أُحسن غيرَه، فعلِّمْني، فقال: إذا قمتَ إلى الصلاة فكبِّر، ثم اقرأ ما تيسَّرَ معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدلَ قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، وافعل ذلك في صلاتك كلِّها» . وفي رواية بنحوه، وفيه «وعليك السلام، ارجع - وفيه: فإذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبَّر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن.. وذكر نحوه وزاد في آخره - بعد قوله: حتى تطمئن جالساً - ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلِّها» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ. وزاد أبو داود في رواية: له «فإذا فعلت هذه تمت صلاتك، وما انتقصت من هذا فإنما انتقصته من صلاتك» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 229 في صفة الصلاة، باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يتم ركوعه بالإعادة، وباب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت، وفي الاستئذان، باب من رد فقال: عليك السلام، وفي الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، ومسلم رقم (397) في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، وأبو داود رقم (856) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، والترمذي رقم (303) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة، والنسائي 2 / 125 في الافتتاح، باب القول الذي يفتتح به الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/437) والبخاري (1/192) و (8/69) قال: حدثنا محمد بن بشار. وفي (1/200) وفي القراءة خلف الإمام (113) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (2/10) قال: حدثني محمد بن المثنى. وأبو داود (856) قال: وحدثنا ابن المثنى. والترمذي (303) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي (2/124) وفي الكبرى (868) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. وابن خزيمة (461 و 590) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار وأحمد بن عبده ويحيى بن حكيم، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم. سبعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار، ومسدد، ومحمد بن المثنى، وأحمد بن عبده، ويحيى بن حكيم، وعبد الرحمن بن بشر - عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. - رواية البخاري في القراءة خلف الإمام مختصرة على: «إذا أقيمت الصلاة، فكبر، ثم اقرأ، ثم اركع» . - قال أبو عيسى الترمذي: وقد روى ابن نمير هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه - عن أبيه عن أبي هريرة -. ورواية يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، أصح. وسعيد المقبري قد سمع من أبي هريرة، وروى عن أبيه عن أبي هريرة. - قال: أبو عبد الرحمن النسائي في الكبرى (868) : خولف يحيى في هذا الحديث، فقيل: عن سعيد عن أبي هريرة، والحديث صحيح. - قال أبو بكر بن خزيمة في (590) لم يقل أحد ممن روى هذا الخبر عن عبيد الله بن عمر: عن سعيد عن أبيه - غير يحيى بن سعيد، إنما قالوا: عن سعيد عن أبي هريرة. - أخرجه البخاري (8/68) وفي القراءة خلف الإمام (115) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. وفي (8/169) وفي القراءة خلف الإمام (114) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (2/11) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير. ح وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وأبو داود (856) قال: حدثنا القعنبي قال: حدثنا أنس - يعني ابن عياض. وابن ماجة (1060 و 3695) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (2692) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبد الله بن نمير وابن خزيمة (454) قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا الحسن بن الجنيد. قال: حدثنا عيسى بن يونس. أربعتهم - عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وأنس بن عياض، وعيسى بن يونس - عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ليس فيه: عن أبيه - وزاد فيه: «.. إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ... » وساق نحوه. - في رواية القعنبي زاد في آخره: « ... فإذا فعلت هذا فقد تمت صلاتك، وما انتقصت من هذا شيئا، فإنما انتقصته من صلاتك» . الحديث: 3578 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 423 3579 - (د س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: «لأنظُرَنَّ إلى صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، كيف يُصلِّي؟ قال: فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فاستقبل القِبلةَ، فكبَّر فرفع يديه حتى حاذى أُذُنَيه، ثم أخذ شِماله بيمينه، فلما أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، ثم وضع يديه على ركبتيه، فلما رفع رأسه من الركوع رفعهما مثل ذلك، فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من يديه، ثم جلس فافترش رِجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحدَّ مِرفقه (1) الأيمن على فخذه اليمنى وقبض ثنتين، وحلَّق حَلْقة، ورأيتُه يقول هكذا - وحلَّق بِشْرٌ الإبهام والوسطى، وأشار بالسبَّابة» . وفي رواية بمعناه، قال فيه: «ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفِّه اليسرى، والرُّسْغِ والسَّاعدِ - قال فيه: ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برْد شديد، فرأيت الناس عليهم جُلُّ الثياب، تُحرَّكُ أيديهم تحت الثياب» أخرجه أبو داود والنسائي، وفي أخرى للنسائي قال: صليتُ خلف النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما افتتح الصلاة كبَّر، ورفع يديه، حتى حاذى أُذنيه، ثم قرأ بفاتحة الكتاب، فلما فرغ منها قال: آمين، يرفع بها صوته» (2) . [ص: 425] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرسغ) : بالسين: مَوصِل الساعد بالكف، وقد جاء في هذا الحديث بالصاد، وذلك جائز لأجل الغين.   (1) أي رفعه عن فخذه، والحد: المنع، والفصل بين الشيئين. (2) رواه أبو داود رقم (726) و (727) في الصلاة، باب رفع اليدين في الصلاة، والنسائي 3 / 35 في السهو، باب موضع المرفقين، وفي الافتتاح، باب رفع اليدين حيال الأذنين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (726) حدثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر. قال: قلت فذكره. وأخرجه النسائي (3/35) أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: أنبأنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر. الحديث: 3579 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 424 3580 - (د س) سالم البرَّاد قال: «أتينا عقبةَ بن عمرو الأنصاري - أبا مسعود - فقلنا له: حدِّثْنا عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام بين أيدينا في المسجد، فكبَّر، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه، وجعل أصابعه أسفل من ذلك وجافى بين مِرفقيه حتى اسْتقرَّ كلُّ شيء منه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، فقام حتى استقرَّ كل شيء منه، ثم كبَّر وسجد، ووضع كفَّيه على الأرض، ثم جافى بين مرْفقيه، حتى استقرَّ كل شيء منه، ثم رفع رأسه، فجلس حتى استقرَّ كل شيء منه، ففعل مثل ذلك أيضاً، ثم صلى أربع ركعات مثل هذه الركعة، فصلى صلاتَه، ثم قال: هكذا رأينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (863) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 186 و 187 في الافتتاح، باب مواضع أصابع اليدين في الركوع، وباب التجافي في الركوع، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الصلاة (149:9) عن زهير بن حرب عن جرير والنسائي فيه الصلاة (350) عن هناد بن السري عن أبي الأحوص و (352) عن يعقوب بن إبراهيم عن ابن علية. و (351) عن أحمد بن سليمان الرهاوي عن حسين بن علي عن زائدة. أربعتهم عن عطاء بن السائب عنه به. الأشراف (7/329) . الحديث: 3580 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 425 3581 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة يكبِّر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع [ص: 426] ، ثم يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صُلْبَه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد، ثم يكبر حين يهوي ساجداً، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلِّها حتى يقضَيها، ويكبر حين يقوم من الثِّنْتين بعد الجلوس - زاد في رواية: ثم يقول أبو هريرة: إني لأشبهكم صلاةً برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وزاد هو وغيره: الواو: في قوله: «ولك الحمد» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري: أن أبا هريرة كان يكبِّر في كل صلاة من المكتوبة وغيرِها، في رمضان وغيرِه، فيكبر حين يقوم، ويكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد - ثم ذكر نحوه - وقال في آخره: «ويفعل ذلك في كل ركعة حتى يفرُغَ من الصلاة، ثم يقول حين ينصرف: والذي نفسي بيده، إني لأقربُكم شبهاً بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إن كانت هذه لصلاتُه حتى فارق الدنيا - قال: وقال أبو هريرة: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين يرفع رأسه يقول: سمع الله من حمده، ربنا ولك الحمد، يدعُو لرجال، فيُسمِّيهم بأسمائهم، فيقول: اللهم أنجِ الوليد بن الوليد، وسلمةَ بن هشام وعيَّاش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشْدُدْ وطأتك على مُضَر، واجعلها عليهم كسِني يوسف، وأهلُ المشرق يومئذ من مُضَرَ مُخالفون له» . وأخرجه مسلم: «أن أبا هريرة كان يكبِّر في الصلاة كلما رَفَعَ ووضع، فقلنا: يا أبا هريرة، ما هذا التكبير؟ فقال: إنها لصلاةُ رسولِ الله [ص: 427] صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية للبخاري قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا قال: سمع الله لمن حمده قال: اللهم ربنا ولك الحمد، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا ركع وإذا رفع رأسه يكبر، وإذا قام من السجدتين قال: الله أكبر، ذكره الحميدي في أفراد البخاري، وهو طرف من هذا الحديث، وأخرجه أبو داود والنسائي مثل الرواية الثانية، ولم يذكر رمضان، ولا ذَكَر الدعاءَ لمن سماهم في حديثه «حتى فارق الدنيا» وأخرج النسائي أيضاً الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 225 و 226 في صفة الصلاة، باب التكبير إذا قام من السجود، وباب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع، وباب يهوي بالتكبير حين يسجد، وباب إتمام التكبير في الركوع، ومسلم رقم (392) في الصلاة، باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة، وأبو داود رقم (836) في الصلاة، باب تمام التكبير، والنسائي 2 / 233 في الافتتاح، باب التكبير للسجود، وباب التكبير للنهوض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصلاة (2/268) عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن به، ومسلم فيه الصلاة (3/10) عن محمد بن رافع عن حجين بن المثنى عن الليث به. و (2/10) عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن الزهري به. وأبو داود فيه الصلاة (10/118) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج به. والنسائي فيه الصلاة (2/237) عن محمد بن رافع عن حجين بن المثنى به. الأشراف (10/429) . الحديث: 3581 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 425 3582 - (م د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ {الحمد لله رب العالمين} وكان إذا ركع لم يُشْخِصْ رأسه ولم يُصَوِّبْه، ولكن بين ذلك وكان إذا رفع رأسه من الركوع، لم يسجد حتى يستوي قائماً، وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجدْ حتى يستويَ جالساً، وكان يقول في كل ركعتين: التحيَّةَ، وكان يفرش رجله اليسرى، وينصب رِجْله اليمنى، وكان ينهى عن عُقْبة الشيطان، وكان ينهى أن يفترش [الرَّجُلُ] ذراعيه افتراش السَّبُع، وكان يختم الصلاة بالتسليم» . [ص: 428] وفي رواية: «عن عَقِبِ الشيطان» أخرجه مسلم وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يشخص رأسه) : شخص - بالفتح - يشخص: إذا ارتفع، وأشخص رأسه: أي رفعه.   (1) رواه مسلم رقم (498) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به ويختم به، وأبو داود رقم (783) في الصلاة، باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/31) قال: حدثنا إسحاق يعني الأزرق، ويحيى بن سعيد، قال إسحاق: حدثنا حسين المكتب (ح) وحدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا حسين المعلم. وفي (6/110) قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا أبان. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، وفي (6/194) قال: حدثنا يحيى بن حسين وفي (6/281) قال: حدثنا أسباط بن محمد قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1239) قال: أخبرنا جعفر بن عون عن سعيد بن أبي عروبة. ومسلم (2/54) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو خالد يعني الأحمر عن حسين المعلم ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى بن يونس قال: حدثنا حسين المعلم. وأبو داود (783) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم. وابن ماجة (812) و (869) و (893) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حسين المعلم. وابن خزيمة (699) قال: حدثنا أحمد بن عبده قال: أخبرنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حسين المعلم. أربعتهم - حسين المعلم، وأبان، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة - عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء، فذكره. الحديث: 3582 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 427 3583 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مِفْتَاحُ الصلاة: الطُّهورُ، وتحريمُها: التكبير، وتحليلُها: التسليمُ، ولا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحة الكتاب وسورة، في فريضة وغيرها» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تحريمها التكبير) : أصل التحريم، من قولك: حرمت فلاناً عطاءه، أي منعته إياه، وأحرم الرجل بالحج: إذا دخل فيما يمتنع معه من أشياء كانت مطلقة له [قبل] ، وكذلك المصلي: بالتكبير صار ممنوعاً من الكلام والأفعال الخارجة عن كلام الصلاة، وأفعالها، فقيل للتكبير: تحريم، لمنعه المصلي من ذلك. وتحليلها التسليم: أي: دخل بالتسليم في الحل والإباحة لما كان ممنوعاً [ص: 429] منه، كما يستحل المحرم بالحج عند الفراغ منه ما كان محظوراً عليه. قال الخطابي: وقوله: وتحليلها بالتسليم بالألف واللام، يدل على أنه لا يجوز أن يخرج من الصلاة بغير التسليم من الأفعال والأقوال، كما ذهب إليه قوم من العلماء، لأنه ذكر التسليم معرَّفاً بالألف واللام، وعينه كما عين الطهور في قوله «مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير» وعرَّفها بالألف واللام، وذلك يوجب التخصيص. والله أعلم.   (1) رقم (238) في الصلاة، باب ما جاء في تحريم الصلاة وتحليلها، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه دون قوله في آخره: في فريضة وغيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (276 و 839) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (276) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (839) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن الفضيل. والترمذي (238) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا محمد بن الفضيل. ثلاثتهم - علي بن مسهر، وأبو معاوية، ومحمد بن الفضيل - عن أبي سفيان طريف السعدي، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 3583 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 428 3584 - (د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مفتاح الصلاة الطُّهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (61) في الطهارة، باب فرض الوضوء، والترمذي رقم (3) في الطهارة، باب ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (1/123) (1006) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/129) 10720) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (693) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. وأبو داود (61 و 618) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (275) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3) قال: حدثنا قتيبة وهناد ومحمود بن غيلان، قالوا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ومحمد بن يوسف - عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي بن أبي طالب. وهو ابن الحنفية، فذكره. الحديث: 3584 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 429 الفرع الثامن: في طول الصلاة وقصرها 3585 - (م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كنا نحْزِرُ قيام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في الظهر والعصر، فحزَرْنا قيامه في الركعتين الأُوليين من الظهر: قدر {آلم. تنزيل} السجدة، وحزرنا قيامه من الأخريين: قدر [ص: 430] النصف من ذلك، وحزرنا، قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه في الأخريين من الظهر، وفي الأخريين من العصر: على النصف من ذلك» . وفي رواية: «قدر ثلاثين آية» بدل قوله: « {آلم تنزيل} » . وفي أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأُ في صلاة الظهر في الركعتين الأُوليين، في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين: قدر خمس عشرة آية - أو قال: نصف ذلك، وفي العصر في الركعتين الأوليين، في كُلِّ ركعة: قدر قراءة خمس عشرة آية. وفي الأخريين: قدر نصف ذلك» . أخرجه مسلم. وأخرج النسائي الرواية الأولى، وزاد فيها: «قدر ثلاثين آية، قدر سورة السجدة» وأخرج الرواية الأخرى أيضاً، وفي رواية أبي داود، قال: حزرنا قيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأولَيَيْنِ من العصر: على قدر الأخريين من الظهر، وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر: على النصف من ذلك» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (452) في الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، وأبو داود رقم (804) في الصلاة، باب تخفيف الأخريين، والنسائي 1 / 237 في الصلاة، باب عدد صلاة العصر في الحضر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 2. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/2) قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا منصور - يعني ابن زاذان - عن الوليد بن مسلم، عن أبي المتوكل أو عن أبي الصديق. فذكره. - وأخرجه أحمد (3/85) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا أبو عوانة. وعبد بن حميد (940) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم. والدارمي (1292) قال: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1293) قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: حدثنا هشيم. والبخاري في القراءة خلف الإمام (293) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا هشيم. ومسلم (2/37) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، جميعا عن هشيم. (ح) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (804) قال: حدثنا عبد الله بن محمد - يعني النفيلي -، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (1/237) ، وفي الكبرى (335) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم. وابن خزيمة (509) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو هاشم زياد بن ابن محمد - يعني النفيلي - قال: حدثنا هشيم. والنسائي (1/237) ، وفي الكبرى (335) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم. وابن خزيمة (509) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي. وأبو هاشم زياد بن أيوب، وأحمد بن منيع، قالوا حدثنا هشيم. كلاهما - أبو عوانة وهشيم - عن منصور بن زاذان، عن الوليد بن مسلم أبي بشر الهجيمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد، فذكره. - وأخرجه النسائي (1/237) ، وفي الكبرى (336) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن أبي عوانة، عن منصور بن زاذان، عن الوليد أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، فذكره. الحديث: 3585 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 429 3586 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «لقد كانت صلاةُ الظُّهرِ تُقام، فيذهبُ الذَّاهبُ إلى البقيع، فيقضي حاجَتَه، ثم يتوضأُ، ثم يأتي ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الرَّكعةِ الأولى مما يُطوِّلها» أخرجه مسلم والنسائي. [ص: 431] وذكر رزين في أوله زيادة (1) ، قال قزْعةَ: «أتيتُ أبا سعيد الخدري وهو مَكْثور عليه، فلما تفرَّقَ الناسُ عنه، قلتُ: إني لأسألك عن شيء مما يسألكَ هؤلاء عنه، أسألك عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: مالكَ ولها؟ فأعدتُ عليه، فقال: مالك في ذلك من خير (2) لا تُطيقُها، فأعدتُ عليه، فقال: كانت صلاة الظهر تقام ... » وذكر الحديث (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مكثور عليه) : إذا كثرت عليه الحقوق، ومكثور: إذا كان مغلوباً، والذي أراده في الحديث: أنه كان عنده جمع من الناس يسألونه عن أشياء، وكأنه كان لهم عليه حقوق، فهم يطلبونها.   (1) وهي أيضاً إحدى روايات مسلم. (2) أي: إنك لا تستطيع الإتيان بمثلها، لطولها وكمال خشوعها، وإن تكلفت ذلك شق عليك ولم تحصله، فتكون قد علمت السنة وتركتها. (3) رواه مسلم رقم (454) في الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، والنسائي 2 / 164 في الافتتاح، باب تطويل القيام في الركعة الأولى من صلاة الظهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/35) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والبخاري في القراءة خلف الإمام (248) قال: حدثنيه عبد الله بن محمد، قال: حدثنا بشر بن السري. ومسلم (2/38) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن ماجة (825) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. ثلاثتهم - ابن مهدي، وبشر، وزيد - قالوا: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد. 2- وأخرجه مسلم (2/38) قال: حدثنا داود بن رشيد. والنسائي (2/164) ، وفي الكبرى (955) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. كلاهما - داود، وعمرو - قالا: حدثنا الوليد - يعني ابن مسلم -، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس. دون ذكر القصة التي في أول الحديث. كلاهما - ربيعة، وعطية - عن قزعة، فذكره. الحديث: 3586 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 430 3587 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «صلَّيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأطال، حتى همَمْتُ بأمرِ سَوْء، قيل: وما همَمْتَ به؟ قال: هممتُ أن أجلسَ وأدَعَه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 16 في التهجد، باب طول القيام في صلاة الليل، ومسلم رقم (773) في صلاة المسافرين، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصلاة (1/486) عن سليمان بن حرب عن شعبة. ومسلم فيه الصلاة (2/135) عن عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير و (3/135) عن إسماعيل بن الخليل وسويد بن سعيد كلاهما عن علي بن مسهر ثلاثتهم عنه به. والترمذي في الشمائل (18/41) عن سفيان بن وكيع عن جرير به. و (17/41) عن محمود بن غيلان عن سليمان بن حرب به. وابن ماجة في الصلاة (1/239) عن عبد الله بن عامر بن زرارة وسويد بن سعيد. كلاهما عن علي بن مسهر به. الأشراف (7/39) . الحديث: 3587 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 431 3588 - (س) زيد بن أسلم قال: «دخلنا على أنس رضي الله عنه فقال: صَلَّيتُم؟ قلنا: نعم، قال: يا جاريةُ، هَلُمِّي وَضوئي، ما صليتُ وراء إمام أشبهَ صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إمامكم هذا - يعني عمرَ بن عبد العزيز - قال زيد: وكان عمرُ بنُ عبد العزيز يُتِمُّ الركوعَ والسجودَ، ويُخفِّفُ القيامَ والقُعودَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 166 و 167 في الافتتاح، باب تخفيف القيام والقراءة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/166) أخبرنا قتيبة قال: حدثنا العطاف بن خالد عن زيد بن أسلم، قال: دخلنا على أنس، فذكره. الحديث: 3588 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 432 3589 - () شقيق بن عبد الله: قال: «بلغني: أن عمَّار بن ياسر صلَّى بالناس فخففَ من قراءته في صلاته، ومن الطمأنينة فيها، فقيل له: لو تنفَّسْتَ فقال: إنما بادَرْتُ به الوسواسَ» . أخرجه ... (1) .   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه بمعناه أحمد في " المسند " 4 / 264 من حديث محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن ابن لاس الخزاعي قال: دخل عمار بن ياسر المسجد فركع فيه ركعتين أخفهما وأتمهما، قال: ثم جلس فقمنا إليه فجلسنا عنده ثم قلنا له: لقد خففت ركعتيك هاتين جداً يا أبا اليقظان، فقال: إني بادرت بهما الشيطان أن يدخل علي فيهما، وإسناده حسن، ورواه النسائي بمعناه أيضاً 3 / 54 و 55 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء إلا أنه زاد فيه دعاء دعا به في الصلاة، وإسناده جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه بمعناه الإمام أحمد في المسند (4/264) من حديث محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن ابن لاس الخزاعي قال: دخل عمار بن ياسر المسجد فركع فيه ركعتين أخفهما وأتمهما قال: ثم جلس فقمنا إليه فجلسنا عنده، ثم قلنا لقد خففت ركعتيك هاتين جدا يا أبا اليقطان، فقال: إني بادرت بهما الشيطان أن يدخل علي فيهما. الحديث: 3589 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 432 الفرع التاسع: في أحاديث متفرقة 3590 - (ت) الفضل بن العباس - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 433] قال: «الصَّلاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تشهُّد في كلِّ ركعتين، وتَخشُّع، وتضَرُّع وتمسْكُن (1) ، وتُقْنِعُ يديك - يقول: ترفعهما إلى ربك مستقبلاً ببطونهما وجهك - وتقول: يارب، يارب، ومن لم يفعل، فهو كذا وكذا» . وفي رواية «فهو خِداج (2) » أخرجه الترمذي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مثنى، مثنى) : معدول عن اثنين اثنين، يريد: أن صلاة الليل، أو صلاة التطوع: ركعتان ركعتان بتشهد وتسليم، وليست رباعية كصلاة الظهر والعصر والعشاء. (تمَسْكُن) : التَّمسْكُن: من المسكنة، وهو أخو الفقر. والمراد به: التواضع أيضاً، وهو تَفَعُّل، أو تَمَفْعُل وهو أصح. (تُقْنِع يديك) : إقناع اليدين: رفعهما إلى الله بالمسألة، وقد ذُكر (4) .   (1) قال القاري في " المرقاة شرح المشكاة ": قال التوربشتي: وجدنا الرواية فيهن بالتنوين، لا غير. وكثير ممن لا علم له بالرواية يسردونها على الأمر، ونراها تصحيفاً، ونقل السيوطي في " قوت المغتذي " عن العراقي: المشهور: أنها أفعال مضارعة حذف منها إحدى التاءين، ويدل عليه ما في رواية أبي داود " وأن تشهد ". (2) أي: فعل صلاته ناقص، وفي بعض نسخ الترمذي المطبوعة: فهي خداج، أي: صلاته ناقصة. (3) رقم (385) في الصلاة، باب ما جاء في التخشع في الصلاة , وفي سنده عبد الله بن نافع بن العمياء، وهو مجهول. (4) انظر الصفحة (419) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/211) (1799) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أنبأنا عبد الله بن مبارك. وفي (4/167) حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب. والترمذي (385) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والنسائي في الكبرى (528 و 1349) قال: أخبرنا سويد بن نصر بن سويد، قال: أخبرنا عبد الله، هو ابن المبارك. وابن خزيمة (1213) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير. ثلاثتهم - ابن المبارك، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن عبد الله - عن الليث بن سعد، قال: حدثنا عبد ربه ابن سعيد، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع، بن العمياء، عن ربيعة بن الحارث، فذكره. - رواه شعبة. فقال: سمعت عبد ربه بن سعيد، يحدث عن أنس بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع بن العمياء، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب، فذكره. الحديث: 3590 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 432 3591 - (د) المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: أن النبي [ص: 434] صلى الله عليه وسلم- قال: «الصَّلاة مثنى مثنى: أن تشهَّد في كل ركعتين، وأن تَبْأَسَ (1) وتمسْكنَ، وتُقْنِعَ بيديكَ، وتقول: اللهم، اللهم، فمن لم يفعل ذلك فهو خدِاج» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وأن تَبْأَس) : التباؤس: تفاعل من البؤس، وهو الفقر، لأن الفقير يتذلل، والمراد به: الخشوع في الصلاة والتواضع.   (1) وفي بعض نسخ أبي داود المطبوعة: تبأس، بفتح الباء وتشديد الهمزة، وفي بعضها: تباءس بالمد. (2) رقم (1296) في الصلاة، باب في صلاة النهار، ورواه ابن ماجة رقم (1325) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في صلاة الليل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 167، وفي سنده أيضاً عبد الله بن نافع بن العمياء، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/167) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/167) قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي (4/167) قال: حدثنا روح. وأبو داود (1296) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ. وابن ماجة (1325) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة بن سوار. والنسائي في الكبرى (529 و 1350) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سعيد بن عامر. وابن خزيمة (1212) قال: حدثناه علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى. سبعتهم - محمد جعفر، وحجاج، وروح، ومعاذ، وشبابة، وسعيد بن عامر، وعيسى - عن شعبة، قال: حدثني عبد ربه بن سعيد، عن أنس بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع بن العمياء، عن عبد الله بن الحارث، فذكره. - أخرجه أحمد (4/167) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرنا يزيد بن عياض، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع بن أبي العمياء، عن المطلب بن ربيعة، فذكره. - في رواية ابن ماجة. ورواية ابن خزيمة: (المطلب بن أبي وداعة) . الحديث: 3591 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 433 3592 - (ط ت د) عبد الله بن عمر: كان يقول: «صلاة الليل والنهار مثنى مثْنى، تسلِّم من كلِّ ركعتين» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 119 في صلاة الليل، باب ما جاء في صلاة الليل، وقد وصله أبو داود رقم (1295) في الصلاة، باب في صلاة النهار، والترمذي رقم (597) ، باب ما جاء أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، وابن ماجة رقم (1322) في الإقامة، باب ما جاء في صلاة الليل، ورواه النسائي 3 / 227 في صلاة الليل، باب كيف صلاة الليل، وإسناده حسن، وقال النسائي: هذا الحديث عندي خطأ والله أعلم. أقول: ورواية صلاة النهار مثنى مثنى شاذة، ولذلك قال الحافظ في " الفتح ": وقد تعقب هذا بأن أكثر أئمة الحديث أعلوا هذه الزيادة، وهي قوله: " والنهار " بأن الحفاظ من أصحاب ابن عمر لم يذكروها عنه، وادعى يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع، أن ابن عمر كان يتطوع بالنهار أربعاً لا يفصل بينهن، وقال الحافظ: ولو كان حديث الأزدي - أحد الرواة - صحيحاً لما خالفه ابن عمر يعني مع شدة اتباعه، رواه عنه محمد بن نصر في سؤالاته، لكن روى [ص: 435] ابن وهب بإسناد قوي عن ابن عمر قال: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، موقوف أخرجه ابن عبد البر من طريقه، فلعل الأزدي اختلط عليه الموقوف بالمرفوع، فلا تكون هذه الزيادة صحيحة على طريقة من يشترط في الصحيح أن لا يكون شاذاً، وقد روى ابن أبي شيبة عن وجه آخر، عن ابن عمر أنه كان يصلي بالنهار أربعاً أربعاً، وهذا موافق لما نقله ابن معين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/350) قال الزرقاني: بلاغة صحيح وقد رواه ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج أن محمد بن عبد الرحمن بن قرمان حدثه أنه سمع ابن عمر يقول، فذكره. الحديث: 3592 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 434 3593 - (د) عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الرجل لينصرف وما كُتِبَ له إلا عُشْر صلاته، تُسُعُها،، ثُمُنها، سُبُعها، سُدُسها، خُمُسها، رُبُعها، ثُلُثُها، نِصْفُها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (796) في الصلاة، باب ما جاء في نقصان الصلاة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/321) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. وأبو داود (796) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن بكر، يعني ابن مضر. والنسائي في الكبرى (525) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر، هو ابن مضر. كلاهما - صفوان، وبكر - عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عنمة، فذكره. - أخرجه الحميدي (145) قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن رجل من بني سليم، عن عبد الله بن عثمة، فذكره. - وأخرجه أحمد (4/264) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن ابن لاس الخزاعي، قال: دخل عمار بن ياسر المسجد فركع فيه ركعتين ... فذكر الحديث. - قال علي بن المديني: لعل أبا لاس هو عبد الله بن عثمة. (تحفة الأشراف) (7/10359) . الحديث: 3593 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 3594 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يوماً، ثم انصرف، فقال: يا فلان، ألا تُحسنُ صلاتك؟ ألا ينظر المصلِّي إذا صلَّى كيف يُصلِّي؟ فإنما يصلِّي لنفسه، إني لأُبصر من ورائي كما أُبصِر من بين يَدَيَّ» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (423) في الصلاة، باب الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها والخشوع فيها، والنسائي 2 / 119 في الإمامة، باب الركوع دون الصف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (2/27) قال: حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء الهمداني. قال: حدثنا أبو أسامة عن الوليد يعني ابن كثير. والنسائي (2/118) وفي الكبرى (855) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثني أبو أسامة. قال: حدثني الوليد بن كثير. وابن خزيمة (474) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد وهو ابن إسحاق. وفي (664) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو خالد، عن محمد بن إسحاق. كلاهما - الوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. - أخرجه أحمد (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، يعني ابن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، مثله، ليس فيه - عن أبيه -. الحديث: 3594 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 3595 - (د س) مطرِّف بن عبد الله بن الشخير: عن أبيه قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرَّحا من البكاء» . أخرجه أبو داود، وفي رواية النسائي، «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجَل - يعني يبكي -» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [ص: 436] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أزيز) : الأزيز: صوت غليان المرجل، والمراد به: ما كان يعرض له في الصلاة من الخوف الذي يوجب ذلك الصوت.   (1) رواه أبو داود رقم (904) في الصلاة، باب البكاء في الصلاة، والنسائي 3 / 13 في السهو، باب البكاء في الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 25 و 26، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/25) قال: حدثنا يزيد. وفي (4/25) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (4/26) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (514) قال: حدثني سليمان بن حرب. وأبو داود (904) قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - والترمذي في الشمائل (322) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (3/13) ، وفي الكبرى (459 و 1044) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله - هو ابن المبارك. وابن خزيمة (900) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري، قال: حدثني أبي. ستتهم - يزيد بن هارون، وابن مهدي، وعفان، وسليمان بن حرب، وعبد الله بن المبارك، وعبد الصمد - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى (460) قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن ضمرة، عن السري بن يحيى، عن عبد الكريم بن راشد. كلاهما - ثابت، وعبد الكريم - عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره. - في رواية عبد الكريم: عن ابن الشخير. ولفظه: كان يسمع للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أزيز بالدعاء، وهو ساجد، كأزيز المرجل. الحديث: 3595 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 3596 - (د) أبو هريرة: قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم» . وفي رواية قال: «أُراه رفعه، قال: لا غِرار في تسليم ولا صلاة» قال أبو داود: وقد روي غير مرفوع، قال أبو داود: قال أحمد: يعني - فيما أرى - أن لا تُسَلِّم ولا يُسَلَّم عليك، ويُغَرّر الرجل بصلاته، فينصرف وهو فيها شاك (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا غِرَار في صلاة ولا تسليم) : قد جاء في عقب هذا الحديث ذكر معنى ذلك عن مالك، ونحن نزيده هاهنا بياناً، فنقول: الغِرَار: النقصان، من غارت الناقة: إذا نقص لبنها، وهو في الصلاة: أن لا يُتِم أركانها كاملة، وقيل: الغرار: النوم: أي ليس في الصلاة نوم. وأما التسليم ففيه وجهان. فمن رواه بالجر جعله معطوفاً على قوله: «في صلاة» فيكون المعنى: [ص: 437] لا نقص في صلاة ولا في تسليم، وهو أن يقول إذا سلم: السلام عليك، وإذا رد يقول: وعليك. والوجه الثاني: أن يروى منصوباً، فيكون معطوفاً على قوله: «لا غرار» فيكون المعنى: لا نقص في صلاة ولا تسليم فيها، أو لا نوم في صلاة ولا تسليم فيها، لأن الكلام لغير كلام الصلاة لا يجوز فيها. وعلى الوجه الأول: لا يكون لتأويل الغرار بالنوم مدخل.   (1) رواه أبو داود رقم (928) و (929) في الصلاة، باب رد السلام في الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 461، والحاكم 1 / 264، والبيهقي 2 / 260 و 261، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/461) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (928) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (929) قال: حدثنا محمد بن العلاء قال: أخبرنا معاوية بن هشام. كلاهما - عبد الرحمن، ومعاوية بن هشام - عن سفيان عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم فذكره. قال أبو داود: ورواه ابن فضيل على لفظ ابن مهدي، ولم يرفعه. في رواية معاوية بن هشام عن أبي حازم عن أبي هريرة، قال: «أراه رفعه» . الحديث: 3596 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 436 3597 - (د) جابر - رضي الله عنه - قال: «كنا نُصلِّي التَّطَوُّع، فندعُو قياماً وقعوداً، ونُسَبِّحُ ركوعاً وسجوداً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (833) في الصلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة من رواية الحسن البصري عن جابر، والحسن لم يسمع من جابر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (833) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، قال: أخبرنا أبو إسحاق (يعني الفزازي) . وفي (834) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. كلاهما - القزاري، وحماد - عن حميد، عن الحسن، فذكره. في رواية حماد لم يذكر التطوع. الحديث: 3597 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 437 3598 - () عثمان - رضي الله عنه - قال: «دخل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد، فرأى فيه ناساً يصلُّون رافعي أيديهم إلى السماء فشدَّد فيه» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الحديث من زيادات رزين. الحديث: 3598 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 437 الفصل السادس: في شرائط الصلاة ولوازمها ، وفيه ثمانية فروع الفرع الأول: في طهارة الحدث [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحدث) : الأمور الحادثة التي تمنع الإنسان أن يدخل في الصلاة دون إزالتها، كالبول والغائط، والنوم، ومس الفرج، وغير ذات المحرم، والإغماء، والجنون، والخارج من غير السبيلين عند قوم، والجنابة، والحيض، وغير ذلك من الأسباب الناقضة للوضوء على اختلاف المذاهب. 3599 - (م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال مصعب بن سعد بن أبي وقَّاص: «دخل ابنُ عمر على ابن عامر وهو مريض، فقال: ألا تدعو الله لي يا ابن عمر؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يقبل الله صلاة بغير طُهور، ولا صدقة من غُلول: وقد كنت على البصرة» أخرجه مسلم. وأخرج الترمذي المسند منه فقط، وهو أول حديث في كتاب الترمذي (1) . [ص: 439] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَهُور) : الطَّهور: الماء الطاهر المطهر الذي يرفع الحدث ويزيل النجس، وهو مفتوح الطاء، وأما الطُّهور - بالضم - فالتطهر، وهو المراد في هذا الحديث، وكذلك الوُضُوء والوَضُوء - بالفتح والضم - مثله. (غُلُول) : الغُلُول: الخيانة في الغنيمة والسرقة منها.   (1) رواه مسلم رقم (224) في الطهارة، باب وجوب الطهارة للصلاة، والترمذي رقم (1) في الطهارة، باب ما جاء لا تقبل صلاة بغير طهور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/19) (4700) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (2/39) (4969) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وفي (2/51) (5123) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/57) (5205) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (2/73) (5419) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (1/140) قال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري. قالوا: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. قال أبو بكر: ووكيع، عن إسرائيل. وابن ماجة (272) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. والترمذي قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وابن خزيمة (8) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا الحسين بن محمد الذارع، قال: حدثنا يزيد ابن زريع، (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو داود. قالوا: جميعا: حدثنا شعبة. أربعتهم - شعبة، وزائدة، وإسرائيل، وأبو عوانة - عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، فذكره. الحديث: 3599 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 438 3600 - (د س) أبو المليح [بن أسامة الهذلي] عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقبل الله صدقة من غلول، ولا صلاة بغير طُهور» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (59) في الطهارة، باب فرض الوضوء، والنسائي 1 / 87 و 88 في الطهارة، باب فرض الوضوء، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/74) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والدارمي (692) قال: أخبرنا سهل بن حماد. وأبو داود (59) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي (5/56) قال: أخبرنا الحسين بن محمد الزارع، قال: حدثنا يزيد بن زريع (ح) وأنبأنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وابن ماجة (271) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر (ح) وحدثنا بكر ابن خلف، قال: حدثنا يزيد بن زريع (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، وشبابة بن سوار. تسعتهم عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (5/75) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة. 3- وأخرجه النسائي (1/87) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - شعبة، وسعيد، وأبو عوانة - عن قتادة، قال: سمعت أبا المليح، فذكره. الحديث: 3600 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 439 3601 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة لمن لا وضوءَ له، ولا وضوءَ لمن لم يذكر اسم الله عليه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (101) و (102) في الطهارة، باب التسمية على الوضوء، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/418) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (101) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجه (399) قال: حدثنا أبو كريب وعبد الرحمن بن إبراهيم، قالا: حدثنا ابن أبي فديك. كلاهما - قتيبة، وابن أبي فديك - عن محمد بن موسى بن أبي عبد الله عن يعقوب بن سلمة الليثي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3601 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 439 3602 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله لا يقبل صلاةَ أحدكم إذا أحدث حتى يتوضَّأ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (76) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء من الريح، وأبو داود رقم (60) في الطهارة، باب فرض الوضوء، وسقط من المطبوع عزوه إلى الترمذي، وإسناده صحيح، ورواه بمعناه البخاري ومسلم وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/308 و 318) والبخاري (1/46) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. وفي (9/29) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. ومسلم (1/140) قال: حدثنا محمد بن رافع. وأبو داود (60) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل. والترمذي (76) قال: حدثنا محمود بن غيلان. وابن خزيمة (11) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وعمي إسماعيل بن خزيمة. سبعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، وإسحاق بن نصر، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان، وعبد الرحمن بن بشر، وإسماعيل بن خزيمة - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر بن راشد، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 3602 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 439 3603 - (خ د س ت) أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ لكل صلاة، قيل له: كيف كنتم تصنعون؟ قال: يجزئ أحدَنا الوضوءُ ما لم يُحْدِث» . أخرجه البخاري والترمذي، وزاد الترمذي في رواية أخرى: «لكل صلاة، طاهراً وغير طاهر» وأسقط منها. «ما لم يحدث» وفي رواية أبي داود قال: «سألت أنس بن مالك عن الوضوء؟ فقال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ لكل صلاة، وكنا نُصَلِّي الصلوات بوضوء واحد» . وفي رواية النسائي عن أنس: أنه ذكر «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بإناء صغير، فتوضَّأ، فقلت: أكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ لكل صلاة؟ قال: نعم. قال: فأنتم؟ قال: نُصلِّي الصلوات ما لم نُحدث، قال: وقد كنا نصلِّي الصَّلوات بوضوء» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 272 و 273 في الوضوء، باب الوضوء من غير حدث، وأبو داود رقم (171) في الطهارة، باب الرجل يصلي الصلوات بوضوء واحد، والترمذي رقم (58) و (60) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء لكل صلاة، والنسائي 1 / 85 في الطهارة، باب الوضوء لكل صلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/132 و 133) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (726) والبخاري (1/64) قالا: حدثنا محمد بن يوسف، والبخاري (1/64) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والترمذي (60) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - عبد الرحمن، ومحمد بن يوسف، ويحيى بن سعيد - عن سفيان الثوري. 2- وأخرجه أحمد (3/154) قال: حدثنا أسود بن عامر. وأبو داود (171) قال: حدثنا محمد بن عيسى. وابن ماجه (509) قال: حدثنا سويد بن سعيد. ثلاثتهم، عن شريك. 3- وأخرجه أحمد (3/194) قال: حدثنا حجاج. وفي (3/260) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، وحجاج. والنسائي (1/85) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (126) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا وهب بن جرير، أربعتهم قالوا: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - سفيان الثوري، وشعبة، وشريك - عن عمرو بن عامر، فذكره. الحديث: 3603 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 440 3604 - (د) محمد بن يحيى بن حَبَّان - رحمه الله - عن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال (1) : «قلتُ: أرأيتَ توَضُّؤ ابنِ عمر لكل صلاة، طاهراً وغير طاهر: عمَّ ذاك؟ فقال: حدَّثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنْظلة بن أبي عامر حدَّثها: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بالوضوء عند كل صلاة طاهراً وغير طاهر، فلما شقَّ ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة. فكان ابن [ص: 441] عمر يرى أنَّ به قوَّة، فكان لا يدَع الوضوءَ لكل صلاة» أخرجه أبو داود (2) .   (1) القائل: محمد بن يحيى بن حبان. (2) رقم (48) في الطهارة، باب السواك، وفيه عنعنة ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (48) حدثنا محمد بن عوف الطائي ثنا أحمد بن خالد، ثنا محمد بن إسحق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره. قال أبو داود: إبراهيم بن سعد، رواه عن محمد بن إسحاق قال: عبيد الله بن عبد الله. الحديث: 3604 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 440 3605 - (د ت) أبو غطيف (1) الهذلي: قال: كنتُ عند ابن عمر: فلما نوديَ بالظهُر توضأ فصلى، فلما نودي بالعصر توضأ فصلى، فقلت له فيه، فقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ على طُهْر كُتب له عشرُ حسنات» . أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي المسند منه فقط (2) .   (1) في الأصل: ابن غطيف، والتصحيح من أبي داود والترمذي. (2) رواه أبو داود رقم (62) في الطهارة، باب الرجل يجدد الوضوء من غير حدث، والترمذي رقم (59) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء لكل صلاة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (859) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. وأبو داود (62) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجه (512) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ. والترمذي (59) قال: حدثنا الحسين بن حريث المروزي، قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. أربعتهم - عبدة بن سليمان، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعيسى بن يونس، ومحمد بن يزيد - عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن أبي غطيف الهذلي، فذكره. الحديث: 3605 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 441 3606 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر والعصر، بوضوء واحد» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رواه الترمذي تعليقاً على الحديث رقم (61) في الطهارة، باب ما جاء أنه يصلي الصلوات بوضوء واحد، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره الترمذي تعليقا على الحديث رقم (61) في الطهارة باب ما جاء أنه يصلي الصلوات بوضوء واحد. الحديث: 3606 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 441 3607 - (م د ت س) بريدة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ لِكُلِّ صلاة، فلما كان يومُ الفتح صلى الصلوات بوضوء واحد، فقال له عمر: فعلت شيئاً لم تكن تفعله؟ فقال: عمداً فعلته يا عمر» أخرجه النسائي والترمذي، وأخرجه مسلم، ولم يذكر «أنه كان يتوضأ لكل صلاة» . وقال في آخره: «ومسح على خُفَّيْه» . وأخرجه أبو داود مثل مسلم (1) .   (1) رواه مسلم رقم (277) في الطهارة، باب جواز الصلوات كلها بوضوء واحد، وأبو داود رقم (172) في الطهارة، باب الرجل يصلي الصلوات بوضوء واحد، والترمذي رقم (61) في الطهارة، باب ما جاء أنه يصلي الصلوات بوضوء واحد، والنسائي 1 / 86 في الطهارة، باب الوضوء لكل صلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/350) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وفي (5/351) قال: حدثنا وكيع، وفي (5/358) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (665) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. ومسلم (1/160) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (172) قال: حدثنا مسدد، قال: أخبرنا يحيى. والترمذي (61) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (1/86) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (12) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. خمستهم - يحيى، ووكيع، وعبد الرحمن، وعبيد الله، وابن نمير - عن سفيان، عن علقمة بن مرثد. 2- وأخرجه ابن ماجة (510) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (13) قال: حدثنا علي بن الحسين الدرهمي، قال: حدثنا معتمر. وفي (14) قال: حدثنا أبو عمار، قال: حدثنا وكيع بن الجراح كلاهما - وكيع، ومعتمر - عن سفيان الثوري عن محارب بن دثار. كلاهما - علقمة، ومحارب - عن سليمان بن بريدة، فذكره. الحديث: 3607 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 441 3608 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من أحدث في صلاته فلينصرف، فإن كان في صلاة جامعة، فليأخذ بأنْفِه (1) ولينصرفْ» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليأخذ بأنفه) : إنما أمره أن يأخذ بأنفه، ليوهم القوم أن به رُعَافاً، وهو نوع من الأدب في ستر العورة، وإخفاء القبيح، والتورية بالأحسن عن الأقبح، ولا يدخل في باب الرياء والكذب، وإنما هو من باب التجمل والحياء، وطلب السلامة من الناس.   (1) قال في " المرقاة " قال الطيبي: رخص له ذلك لئلا يسول له الشيطان الاستحياء من الناس. (2) رقم (1114) في الصلاة، باب استئذان المحدث الإمام، ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 184 وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1114) حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، ثنا حجاج، ثنا ابن جريج، أخبرني هشام بن عروة عن عروة عن عائشة، فذكره. قال أبو داود: رواه حماد بن سلمة وأبو أسامة عن هشام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا دخل والإمام يخطب» لم يذكر عائشة رضي الله عنها. الحديث: 3608 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 442 3609 - (ط) نافع «أن عبد الله بن عمر كان إذا رعف انصرف فتوضأَ، ثم رجع فبَنَى، ولم يتكلم» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 38 في الطهارة، باب ما جاء في الرعاف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/121) عن نافع عن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3609 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 442 3610 - (ط) مالك بلغه: «أن عبد الله بن عباس: كان يَرْعُفُ فيخرج فيغسل الدَّمَ، ثم يرجع فيبني على ما قد صلَّى» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 38 في الطهارة، باب ما جاء في الرعاف، لكن يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/121) أنه بلغه أن عبد الله بن عباس، فذكره. الحديث: 3610 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 442 3611 - (ط) يزيد بن عبد الله الليثي: «رأى سعيد بن المسيب رَعَفَ وهو يصلِّي، فأتى حجرة أمِّ سلمة زوجِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فأُتِيَ بوَضُوء فتوضأَ ثم رجع، فبنى على ما قد صلَّى» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 38 و 39 في الطهارة، باب ما جاء في الرعاف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/122) عن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي أنه رأى، فذكره. الحديث: 3611 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 443 3612 - (ت) ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أَحدث - يعني الرجل - وقد جلس لآخر صلاته، قبل أن يسلم: فقد جازت صلاته» . أخرجه الترمذي (1) وقال: ليس إسناده بالقوي، وقد اضطربوا في إسناده، وقد أخرج أبو داود هذا المعنى بزيادة تتعلق بالإمام، وهو مذكور في «باب صلاة الجماعة» .   (1) رقم (408) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يحدث في التشهد، وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (408) حدثنا أحمد بن محمد بن موسى الملقب مردويه، قال: أخبرنا ابن المبارك أخبرنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أن عبد الرحمن بن رافع، وبكر بن سوادة أخبراه عن عبد الله بن عمرو، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث إسناده ليس بذاك القوي، وقد اضطربوا في إسناده. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا. وقال أبو عيسى: وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم هو الإفريقي، وقد ضعفه بعض أهل الحديث منهم يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل. الحديث: 3612 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 443 الفرع الثاني: في طهارة اللباس 3613 - (د س) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: «سأل أخته أم حبيبة - زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: هل كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي في الثوب الذي يجامعها فيه؟ فقالت: نعم، ما لم يَرَ فيه أذى» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [ص: 444] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أذى) : الأذى هاهنا: أراد به النجاسة.   (1) رواه أبو داود رقم (366) في الطهارة، باب الصلاة في الثوب الذي يصيب أهله فيه، والنسائي 1 / 155 في الطهارة، باب المني يصيب الثوب، وذكره البخاري في ترجمة باب، 1 / 394 في الصلاة، باب وجوب الصلاة في الثياب، ومن صلى في الثوب الذي يجامع فيه ما لم ير فيه أذى، وصححه ابن حبان وابن خزيمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/325) قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق. وفي (6/426) قال: حدثنا حجاج وشعيب بن حرب. قالا: حدثنا ليث. وعبد بن حميد (1555) قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا ليث بن سعد. والدارمي (1383) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا ليث بن سعد. وأبو داود (366) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري. قال: أخبرنا الليث. وابن ماجة (540) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث بن سعد. والنسائي (1/155) . وفي الكبرى (279) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (776) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو وابن لهيعة، والليث بن سعد (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: أخبرنا أبي وشعيب. قالا: أخبرنا الليث بن سعد (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا الليث بن سعد (ح) وحدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق. أربعتهم - محمد بن إسحاق، والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وابن لهيعة - عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، عن معاوية بن أبي سفيان، فذكره. - وأخرجه الدارمي (1382) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاوية بن حديج، عن معاوية بن أبي سفيان، فذكره. ليس فيه: سويد بن قيس. الحديث: 3613 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 443 3614 - (د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يصلِّي في شُعُرِنَا - أو لُحُفِنا - شك أحد رواته» ، وفي رواية «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان لا يصلي في مَلاحفِنا» . أخرجه أبو داود. وأخرج النسائي الرواية الثانية، وفي رواية الترمذي: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لا يصلي في لُحُفِ نسائه» (1) . قال الترمذي: وقد روي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في ذلك رخصة. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شُعُرِنا) : الشُّعُر: جمع شِعار، وهو الثوب الذي يلي الجسد، وإنما خصه بالذِّكر لأنه أقرب إلى أن تناله النجاسة من الدثار حيث يباشر الجسد.   (1) رواه أبو داود رقم (368) في الطهارة، باب الصلاة في شعر النساء، والترمذي رقم (600) في الصلاة، باب كراهية الصلاة في لحف النساء، والنسائي 8 / 217 في الزينة، باب اللحف، وإسناده صحيح، والجمع بين الروايتين أنه صلى الله عليه وسلم تارة كان يفعل، وتارة يترك، فهو أمر مباح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (367 و 645) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. والترمذي (600) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد بن الحارث. والنسائي (8/217) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة، عن سفيان بن حبيب ومعتمر بن سليمان. أربعتهم - معاذ، وخالد بن الحارث، وسفيان بن حبيب، ومعتمر بن سليمان - عن أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن عبد الله بن شقيق، فذكره. - وأخرجه أبو داود (368) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد، عن هشام، عن ابن سيرين، عن عائشة، فذكرته. ولم يذكر فيه عبد الله بن شقيق. قال حماد: وسمعت سعيد بن أبي صدقة. قال: سألت محمدا عنه فلم يحدثني، وقال: سمعته منذ زمان ولا أدري ممن سمعته، ولا أدري أسمعته من ثبت أم لا فسلوا عنه. - وأخرجه أحمد (6/101) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا بشر، يعني ابن مفضل، قال: حدثنا سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين. قال: نبئت أن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي في شعرنا. الحديث: 3614 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 444 3615 - (ط) ابن عمر - رضي الله عنهما -: «أنه كان يَعْرَقُ في الثوب وهو جُنُب، ثم يصلي فيه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 52 في الطهارة، باب جامع غسل الجنابة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/156) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3615 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 444 3616 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: بينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي بأصحابه في نَعْليه، إذْ خَلَعهما فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك أصحابُه أَلقوْا نِعَالَهم، فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاتَه، قال: ما حَمَلكم على خَلْعِ نعالكم؟ قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن جبريل أتاني، فأخبرني: أن فيهما قَذَراً، وقال إذا جاء أحدكم المسجدَ، فلينظر، فإن رأى في نعليه قذراً، أو أذى، فليمْسحْه، وليُصَلِّ فيهما» . وفي رواية: «خَبثاً» . في الموضعين أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (650) في الصلاة، باب الصلاة في النعل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/20) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/92) قال: حدثنا أبو كامل. وعبد بن حميد (880) قال: حدثنا محمد بن الفضل. والدارمي (1385) قال: حدثنا حجاج بن منهال، وأبو النعمان. وأبو داود (650) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن خزيمة (1017) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يزيد (وهو ابن هارون) (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو الوليد (ح) وحدثنا محمد بن يحيى أيضا، قال: حدثنا أبو النعمان. ستتهم - يزيد، وأبو كامل، ومحمد بن الفضل أبو النعمان، وحجاج بن منهال، وموسى، وأبو الوليد - عن حماد بن سلمة. 2- وأخرجه ابن خزيمة (786) قال: حدثنا محمد بن عقيل، قال: حدثنا حفص، قال: حدثني إبراهيم، عن الحجاج. كلاهما - حماد بن سلمة، والحجاج - عن أبي نعامة السعدي، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 3616 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 445 3617 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي بنعليه وفيهما قذَر، فأخبره جبريل، فحذفهما، وأتم صلاته» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله. الحديث: 3617 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 445 3618 - (خ م ت س) سعيد بن يزيد (1) : قال سألتُ أنس بن مالك «أكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي في نعليه؟ قال: نعم» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (2) .   (1) في المطبوع: سعيد بن زيد، وهو خطأ. (2) رواه البخاري 1 / 415 في الصلاة، باب الصلاة في النعال، وفي اللباس، باب النعال السبتية، ومسلم رقم (555) في المساجد، باب جواز الصلاة في النعلين، والترمذي رقم (400) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في النعال، والنسائي 2 / 74 في القبلة، باب الصلاة في النعلين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصلاة (24) عن آدم عن شعبة. وفي اللباس (37:1) عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد. ومسلم في الصلاة (67:1) عن يحيى بن يحيى عن بشر بن المفضل و (67:2) عن أبي الربيع الزهراني عن عباد بن العوام. والترمذي فيه (الصلاة 177) عن علي بن حجر عن إسماعيل بن إبراهيم. وقال حسن صحيح. والنسائي فيه الصلاة (191) عن عمرو بن علي عن يزيد بن زريع وغسان بن مضر. قال النسائي: بصري ثقة. الأشراف (1/227) . الحديث: 3618 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 445 3619 - (د) شداد بن أوس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خالِفوا اليهود، فإنهم لا يصلُّون في خفافهم، ولا نِعالهم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (652) في الصلاة، باب الصلاة في النعل، وإسناده حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (652) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن هلال ابن ميمون الرملي عن يعلى بن شداد بن أوس فذكره. الحديث: 3619 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 446 3620 - (د) عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي حافياً، وَمُتَنَعِّلاً (1) » . أخرجه أبو داود (2) .   (1) وفي بعض نسخ أبي داود المطبوعة: ومنتعلاً، وكلاهما صواب. (2) رقم (653) في الصلاة، باب الصلاة في النعل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/174) (6627) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن حسين المعلم. قال محمد - يعني غندرا -: أنبأنا به الحسين. وفي (2/178) (6660) قال: حدثنا خلف ابن الوليد، قال: حدثنا أبو جعفر، يعني الرازي، عن مطر الوراق. وفي (2/179) (6679) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا حسين. وفي (2/190) (6783) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن جحادة، قال: حدثنا حجاج. وفي (2/206) (6928) قال: حدثنا عبد الواحد الحداد، قال: حدثنا حسين المعلم. (ح) ويزيد، قال: أخبرنا حسين. وفي (2/215) (7021) قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا سعيد، عن حسين المعلم. قال: (يعني عبد الوهاب9: وقد سمعته منه (يعني حسينا) . وأبو داود (653) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن حسين المعلم. وابن ماجة (931 و 1038) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن حسين المعلم. والترمذي (1883) . وفي الشمائل (207) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن حسين المعلم. ثلاثتهم - حسين المعلم، ومطر الوراق، وحجاج بن أرطأة - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3620 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 446 3621 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا صلى أحدكم فلا يَضَعْ نعليه عن يمينه، ولا عن يساره، فتكون عن يمين غيره، إلا أن يكون عن يساره أحد، وليَضَعْهُما بين رجليه» . وفي رواية: «إذا صلى أحدُكم فخلع نعليه، فلا يؤذِ بهما أحداً، ليَجعَلْهُما بين رجليه، أو ليُصلِّ فيهما» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (654) و (655) في الصلاة، باب المصلي إذا خلع نعلين أين يضعهما، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (654) قال: حدثنا الحسن بن علي. وابن خزيمة (610) قال: حدثنا بندار. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. ثلاثتهم - الحسن بن علي، وبندار، ويعقوب - قالوا: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا صالح بن رستم، أبو عامر، عن عبد الرحمن بن قيس، عن يوسف بن ماهك، فذكره. الحديث: 3621 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 446 3622 - (د س) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه -: قال: «رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يصلِّي، ووضع نعليه عن يساره» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (648) في الصلاة في النعل، والنسائي 2 / 74 في القبلة، باب أين يضع الإمام نعليه إذا صلى بالناس، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/410) وأبو داود (648) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (1431) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (2/74) وفي الكبرى (763) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، وشعيب بن يوسف. وابن خزيمة (1014) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. وقرأته على بندار. سبعتهم - أحمد، ومسدد، وأبو بكر، وعبيد الله، وشعيب، ويعقوب، وبندار - عن يحيى بن سعيد. 2- وأخرجه ابن خزيمة (1015 و 1649) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عثمان بن عمر. كلاهما - يحيى، وعثمان - عن ابن جريج، قال: حدثني محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن سفيان، فذكره. - في رواية مسدد: عن ابن سفيان، ولم يسمه. - وفي رواية عثمان بن عمر: عن أبي سلمة بن سفيان. الحديث: 3622 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 446 الفرع الثالث: في ستر العورة ، وفيه خمسة أنواع [النوع] الأول: في سترها 3623 - (د ت) بهز بن حكيم عن أبيه عن جده - وكانت له صحبة - قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، عوراتُنا: ما نأتي منها وما نذَرُ؟ قال: احفظ عورتَك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك، قلت: يا رسول الله، فالرجل يكون مع الرجل؟ قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل، قلت: فالرجل يكون خالياً؟ قال: الله أحقُّ أن يَستَحْي منه الناسُ (*) » . وفي رواية: «قلتُ: يا رسول الله، إذا كان القوم بعضُهم في بعض؟ قال: إن استطعتَ أن لا يراها أحد فلا يَرينَّها، قلت: فإذا كان أحدنا خالياً؟ قال: الله أحق أن يستحيي منه النَّاس (*) » أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عوراتنا) : العورات: جمع عورة، وهو ما يجب على الإنسان ستره [ص: 448] في الصلاة، وهي من الرجل: ما بين السرة والركبة، ومن المرأة الحرة: جميع جسدها إلا الوجه واليدين إلى الكوعين. وفي أخمصها وجهان. ومن الأمة: مثل الرجل، وما يبدو منها في حال الخدمة، كالرأس، والرقبة، وأطراف الساق والساعد: فليس بعورة. وما يجب ستره من هذه العورات في الصلاة يجب في غير الصلاة، وفي وجوبه عند الخلوة تردد، وكل ما يُسْتَحْيَى منه إذا ظهر: فهو عورة، ولهذا يقال للنساء: عورة، وعورة الإنسان: سوءته. والعورة في الحروب والثغور: خلل يتخوف منه القتل. ومنه قوله تعالى: {إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} [الأحزاب: 13] أي خلل مُمَكِّنَةٌ من العدو.   (1) رواه أبو داود رقم (4017) في الحمام، باب ما جاء في التعري، والترمذي رقم (2670) و (2795) في الأدب، باب ما جاء في حفظ العورة، ورواه أيضاً ابن ماجة، وإسناده حسن، وذكره البخاري تعليقاً بصيغة الجزم 1 / 266 في الغسل، باب من اغتسل عرياناً وحده في خلوة فالتستر أفضل، قال الحافظ في " الفتح ": وإسناده إلى بهز صحيح، ولهذا جزم به البخاري، وأما بهز وأبوه فليسا من شرطه، وقال: رواه الحاكم وصححه، وحسنه الترمذي. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: لفظ أبي داود "اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنْ النَّاسِ"، ولفظ الترمذي "فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ" [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (5/3) قال: حدثنا يحيى بن سعيد وإسماعيل بن إبراهيم. وفي (5/4) قالك حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (5/4) قال: حدثنا يونس، عن حماد بن زيد. وفي (5/4) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وأبو داود (4017) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا أبي ح وحدثنا ابن بشار. قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (1920) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون وأبو أسامة. والترمذي (2769) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2794) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11380) عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد. ثمانيتهم - يحيى، وإسماعيل، ومعمر، وحماد، ومسلمة، ويزيد، وأبو أسامة، ومعاذ - عن بهز بن حكيم عن أبيه فذكره. الحديث: 3623 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 447 3624 - (م د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يُفضِي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا المرأة إلى المرأة في ثوب واحد» . وفي رواية مكان «عورة» «عُِرْيَةِ» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُفضي) : أفضى الرجل إلى الرجل: إذا ألصق جسده بجسده. [ص: 449] (عُرْية) : العُرْيَة: التعري من الثياب. يقال: عَرِي الرجل من ثوبه يَعْرَى عُرْياً، فهو عَارٍ وعُرْيان، وأَعْرَيته أنا، وعَرَّيته فتَعَرَّى، وأصله من العراء وهو الفضاء الذي لا ستر فيه.   (1) رواه مسلم رقم (338) في الحيض، باب تحريم النظر إلى العورات، وأبو داود رقم (4018) في الحمام، باب ما جاء في التعري، والترمذي رقم (2794) في الأدب، باب ما جاء في كراهية مباشرة الرجل الرجل والمرأة المرأة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/63) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. ومسلم (1/183) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب (ح) وحدثنيه هارون بن عبد الله، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا ابن أبي فديك. وأبو داود (4018) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أبي فديك. وابن ماجة (661) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (2793) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا زيد بن حباب. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4115) عن هارون بن عبد الله، عن ابن أبي فديك. وابن خزيمة (72) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. كلاهما - ابن أبي فديك، وزيد بن الحباب - عن الضحاك بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فذكره. الحديث: 3624 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 448 3625 - (ت) عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إيَّاكم والتَّعرِّي، فإنَّ معكم من لا يفارِقُكم إلا عند الغائط، وحين يُفْضِي الرجلُ إلى أهله، فاستحيوهم، وأكْرِموهم» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغائط) : الغائط في الأصل: المكان المنخفض. ولما كَثُر قضاء الحاجة في الأماكن المنخفضة سُمِّي باسم مكانه، فقالوا للنَّجْو نفسه: الغائط.   (1) رقم (2801) في الأدب، باب ما جاء في الاستتار عند الجماع، وفي سنده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، ولكن يشهد له من جهة المعنى حديث بهز الذي تقدم رقم (3623) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2800) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن نيزك البغدادي قال: حدثنا الأسود بن عامر قال: حدثنا أومحياة عن ليث عن نافع، فذكره. الحديث: 3625 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 449 3626 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُفضِيَنَّ رجل إلى رجل، ولا امرأة إلى امرأة، إلا إلى ولد، أو والد» . وفي رواية: «إلا ولداً أو والداً، قال: وذكر الثالثة فنسيتُها» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4019) في الحمام، باب ما جاء في التعري، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4019) حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن علية عن الجريري (ح) وثنا مؤمل بن هشام، قال: ثنا إسماعيل عن الجريري عن أبي نضرة عن رجل من الطفاوة عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 3626 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 449 3627 - (م د) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - قال: «حملت حَجَراً ثقيلاً، فبينا أنا أمشي سقط عَنِّي ثوبي، فلم أستطع أخذَه، فرآني النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، [ص: 450] فقال لي: خذ عليك ثوبَك، ولا تمشُوا عُراة» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (341) في الحيض، باب الاعتناء بحفظ العورة، وأبو داود رقم (4016) في الحمام، باب ما جاء في التعري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1/184) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي. وأبو داود (4016) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. كلاهما - سعيد، وإسماعيل - عن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري، قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. الحديث: 3627 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 449 3628 - (خ د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُباشِر المرأةُ المرأةَ، حتى تَصِفَها لزوجها، كأنه ينظر إليها» (1) . أخرجه أبو داود والترمذي (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قال القابسي: هذا أصل لمالك في " سد الذرائع "، فإن الحكمة في هذا النهي خشية أن يعجب الزوج الوصف المذكور، فيفضي ذلك إلى تطليق الواصفة، أو الافتتان بالموصوفة. (2) رواه أبو داود رقم (2150) في النكاح، باب ما يؤمر به من غض البصر، والترمذي رقم (2793) في الأدب، باب ما جاء في كراهية مباشرة الرجل الرجل والمرأة المرأة، وإسناده صحيح، ورواه البخاري 9 / 295 و 296 في النكاح، باب لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها. وفي الحديث تحريم نظر الرجل إلى عورة الرجل، والمرأة إلى عورة المرأة، وكذا الرجل إلى عورة المرأة، والمرأة إلى عورة الرجل، ويستثنى الزوجان، فلكل منهما النظر إلى عورة صاحبه، وفي الحديث أيضاً تحريم ملاقاة بشرتي الرجلين بغير حائل إلا عند الضرورة، ويستثنى المصافحة، ويحرم لمس عورة غيره بأي موضع من بدنه كان، قال النووي: ومما تعم به البلوى ويتساهل فيه كثير من الناس الاجتماع في الحمام فيجب على من فيه أن يصون نظره ويده وغيرهما عن عورة غيره، وأن يصون عورته عن بصر غيره، ويجب الإنكار على من فعل ذلك لمن قدر عليه، ولا يسقط الإنكار بظن عدم القبول، إلا إن خاف على نفسه أو غيره فتنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/380) (3609) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/387) (3668) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/438) (4175) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. وفي (1/440) (4190) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش. وفي (1/440) (4191) و (1/462) (4407) و (1/464) (4424) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. وفي (1/443) (4229) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/460) (4395) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن أبي النجود. والبخاري (7/49) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن منصور. (ح) وحدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وأبو داود (2150) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش. والترمذي (7292) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9252) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، عن الأعمش. وفي (9305) عن إبراهيم بن يوسف البلخي، عن أبي الأحوص، عن منصور (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن منصور. ثلاثتهم - سليمان الأعمش، ومنصور، وعاصم بن أبي النجود - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، فذكره. الحديث: 3628 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 450 3629 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا زَوَّج أحدُكم عبدَه، أمتَه أو أجيرَه، فلا ينظرنَّ إلى عورتها» . وفي رواية: «إذا زوَّج أحدكم خادمه: عبدَه أو أجيره، فلا ينظرنَّ [ص: 451] إلى ما دون السُّرَّةِ وفوق الرُّكْبة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4113) و (4114) في اللباس، باب قوله عز وجل: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (2/87) (6756) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وعبد الله بن بكر السهمي. وأبو داود (4114) قال: حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - محمد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن بكر، ووكيع - عن سوار أبي حمزة. 2- وأخرجه أبو داود (4113) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الميمون قال: حدثنا الوليد عن الأوزاعي. كلاهما - سوار، والأوزاعي - عن عمرو بن شعيب عن أبيه، فذكره. الحديث: 3629 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 450 3630 - (د) علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «يا عليُّ، لا تُبْرِزْ فَخِذَك، ولا تنظرْ إلى فَخِذ حيٍّ ولا ميت» . أخرجه أبو داود، وفي أخرى قال: «نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كشف الفخِذِ وقال: لا تكشف فَخِذَكَ، ولا تنظر إلى فخذ حيٍّ ولا ميت» (1) .   (1) رقم (3140) في الجنائز، باب في ستر الميت عند غسله، ورقم (4015) في الحمام، باب النهي عن التعري، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3140 و 4015) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا حجاج. وابن ماجه (1460) قال: حدثنا بشر بن آدم، قال: حدثنا روح بن عبادة. وعبد الله بن أحمد (1/146) (1248) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثني يزيد أبو خالد القرشي. ثلاثتهم - حجاج، وروح، وأبو خالد -. قال حجاج: عن ابن جريج، قال: أخبرت عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، فذكره. وقال روح: عن ابن جريج، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، فذكره. الحديث: 3630 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 451 3631 - (د ت) زرعة بن مسلم بن جَرْهَد: عن أبيه عن جده «أنه كان من أهل الصُّفَّة، وأنه قال: جلس عندي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً، فرأى فخذي مُنكشِفَة فقال: أما علمتَ أن الفخِذَ عورة؟» . وفي رواية: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مرَّ به في المسجد وقد كشف فخذه، فقال له: غَطِّ فخذك فإنها من العورة» . أخرجه الترمذي وأبو داود، إلا أن أبا داود قال: زُرعة بن عبد الرحمن بن جَرْهد عن أبيه قال: كان جرهد (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4014) في الحمام، باب النهي عن التعري، والترمذي رقم (2799) في الأدب، باب ما جاء أن الفخذ عورة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (857) والترمذي (2795) قال: حدثنا ابن أبي عمر. كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر - قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا سالم أبو النضر، عن زرعة بن مسلم بن جرهد الأسلمي، عن جده جرهد، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن ما أرى إسناده بمتصل. سقط في المطبوع من مسند الحميدي «حدثنا سفيان» . 2- وأخرجه أحمد (3/479) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا ابن أبي الزناد. وفي (3/479) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. كلاهما - ابن أبي الزناد، وسفيان - عن أبي الزناد، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن جرهد جده، فذكره. - في رواية ابن أبي الزناد: عن جرهد، ونفر من أسلم ذوي رضا. 3- وأخرجه أحمد (3/478) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك، عن أبي النضر، عن زرعة بن جرهد الأسلمي، عن أبيه، وكان من أصحاب الصفة، فذكره. 4- وأخرجه أحمد (3/478) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (2653) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك. وأبو داود (4014) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ثلاثتهم - ابن مهدي، والحكم، وعبد الله بن مسلمة - عن مالك بن أنس، عن أبي النضر، عن زرعة بن عبد الرحمن، عن أبيه فذكره. 5- وأخرجه أحمد (3/478) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير، يعني ابن محمد. والترمذي (2797) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح. كلاهما - زهير، والحسن - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن جرهد، عن أبيه، فذكره. - قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. 6- وأخرجه أحمد (3/478) . والترمذي (2798) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. كلاهما - أحمد، والخلال - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أبي الزناد، قال: أخبرني ابن جرهد، عن أبيه، فذكره. - قال الترمذي: هذا حديث حسن. 7- وأخرجه الحميدي (858) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو الزناد، قال: حدثني آل جرهد، عن جرهد، فذكره. الحديث: 3631 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 451 3632 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الفَخِذُ عورة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2798) في الأدب، باب ما جاء أن الفخذ عورة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/275) (2493) قال: حدثنا محمد بن سابق، والترمذي (2796) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، قال: حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما - محمد بن سابق، ويحيى بن آدم - عن إسرائيل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد، فذكره. الحديث: 3632 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 451 [النوع] الثاني: في الثوب الواحد، وهيئة اللبس 3633 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُصَلِّ أحدُكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء» . أخرجه البخاري، وأخرجه مسلم، وقال: «على عاتِقَيه» . وأخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 398 في الصلاة، باب إذا صلى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه، ومسلم رقم (516) في الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد، وأبو داود رقم (626) في الصلاة، باب جماع أثواب ما يصلى فيه، والنسائي 2 / 71 في القبلة، باب صلاة الرجل في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (964) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/464) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والدارمي (1378) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، ومحمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (1/100) قال: حدثنا أبو عاصم، عن مالك. ومسلم (2/61) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة. قال زهير: حدثنا سفيان. وأبو داود (626) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (2/71) وفي الكبرى (756) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (765) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا ابن أبي الزناد. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، ومالك، وابن أبي الزناد - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 3633 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 452 3634 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: أشهدُ أني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من صلى في ثوب فلْيُخَالفْ بين طَرَفيه» . هذه رواية البخاري. وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا صلى أحدكم في ثوب فليُخالف بطرفيه على عاتقيه» . أخرج الحميدي هذا الحديث في أفراد البخاري، وأخرج الأول في المتفق، ومعناهما واحد، وهذا على خلاف عادته، وقد اقتدينا به، وذكرنا [هـ] كذلك (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 398 في الصلاة، باب إذا صلى في الثوب الواحد، وأبو داود رقم (627) في الصلاة، باب جماع أثواب ما يصلى فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال أحمد: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (2/520) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن هشام. والبخاري (1/101) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. وأبو داود (627) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل. كلاهما - يحيى وإسماعيل - عن هشام بن أبي عبد الله. ثلاثتهم - هشام، ومعمر، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3634 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 452 3635 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن سائلاً [ص: 453] سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في ثوب واحد؟ فقال: أوَلِكُلِّكم ثوبان؟» أخرجه الجماعة إلا الترمذي، وفي رواية للبخاري ومسلم قال: «نادى رجل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أيصلي أحدُنا في ثوب واحد؟ فقال: أفكلُّكم يجدُ ثوبين؟» زاد في رواية: «قال: ثم سأل رجل عمرَ، فقال: إذا وسَّع الله فوسِّعوا: جمع رجل عليه ثيابه،: صلَّى رجل في إزار ورِداء، في إزار وقميص، في إزار وقِباء، في سراويل ورداء، في سراويل وقميص، في سراويل وقِباء، في تُبَّان (1) وقباء، في تُبَّان وقميص - قال: وأحسبه قال: في تُبَّان ورِداء» وفي رواية للموطأ عن ابن المسيب قال: «سُئل أبو هريرة: هل يصلِّي الرجل في ثوب واحد؟ قال: نعم. فقيل له: هل تفعل ذلك أنت؟ فقال: نعم، إني لأُصلِّي في ثوب واحد، وإن ثيابي لَعلَى المِشْجَب» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المِشْجَب) : خشبات كانت تعد لتوضع الثياب عليها إذا خلعت.   (1) التبان: سراويل قصيرة فوق الركبة. (2) رواه البخاري 1 / 397 و 398 في الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفاً به، وباب الصلاة في القميص والسراويل والتبان، ومسلم رقم (515) في الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد، والموطأ 1 / 140 في صلاة الجماعة، باب الرخصة في الصلاة في الثوب الواحد، وأبو داود رقم (625) في الصلاة، باب جماع أثواب ما يصلى فيه، والنسائي 2 / 69 و 70 في القبلة، باب الصلاة في الثوب الواحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (106) . والحميدي (937) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/238) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/100) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/61) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وأبو داود (625) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجه (1047) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/69) ، وفي الكبرى (750) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (758) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان. كلاهما - مالك، وسفيان بن عيينة - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. - أخرجه مسلم (2/61) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: وحدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. كلاهما - يونس، وعقيل - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكراه. وزادا فيه (أبا سلمة) . - وأخرجه أحمد (2/265) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر وابن جريج، عن الزهري. وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني ابن شهاب. وفي (2/345) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا سليمان بن كثير. قال: حدثنا ابن شهاب. وفي (2/501) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. كلاهما - ابن شهاب الزهري، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه سعيد بن المسيب. الحديث: 3635 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 452 3636 - (خ م ط د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال محمد بن المنكدر: «رأيتُ جابراً يصلي في ثوب واحد وقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي في ثوب» . وفي رواية قال: «دخلت على جابر بن عبد الله وهو يصلي في ثوب، مُلْتَحِفاً به، ورداؤه موضوع، فلما انصرف، قلنا: يا أبا عبد الله، تصلي ورداؤك موضوع؟ قال: نعم أحببتُ أن يراني الجُهال مثلُكم، رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يصلي كذلك» . وفي أخرى قال: «صلى بنا جابر في إزار قد عَقَده من قِبَلِ قَفَاه، وثيابُه موضوعة على المِشْجَبِ، فقال له قائل: تصلي في إزار واحد؟ فقال: إنما صنعت ذلك ليراني أحْمقٌ مثلك، وأيُّنا كان له ثوبان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟» . وفي أخرى قال سعيد بن الحارث المعلَّى: «سألت جابر بن عبد الله عن الصلاة في الثوب الواحد؟ فقال: خرجت مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، فجئت مَرَّة لبعض أمري، فوجدته يصلي، وعليَّ ثوب واحد، فاشتَمَلْتُه، وصلَّيتُ إلى جانبه، فلما انصرف، قال: ما السُّرى يا جابر؟ فأخبرته بحاجتي، فلما فرغتُ، قال: ما هذا الاشتمال الذي رأيتُ؟ قلت: كان ثوب واحد. قال: فإن كان واسعاً فالتَحِف به، وإن كان ضيِّقاً فاتَّزِرْ به» . هذه رواية البخاري. وفي رواية مسلم قال محمد بن المنكدر عن جابر: «كنت مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فانتهينا إلى مَشْرَعة، فقال: ألا تُشْرِع يا جابر؟ قلت: بلى. قال فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأَشْرَعْتُ [ص: 455] قال: ثم ذهب لحاجته، ووضعت له وَضُوءاً، قال: فجاء فتوضَّأ، ثم قام فصلَّى في ثوب واحد، خَالَفَ بين طَرَفيه، فقمت خلفه، فأخذ بأُذني، فجعلني عن يمينه» . وفي رواية أبي الزبير عنه قال: «رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي في ثوب واحد مُتَوَشِّحاً به» . وفي أخرى: «أنه رأى جابر بن عبد الله يصلِّي في ثوب واحد، متوشِّحاً به، وعنده ثيابه، وقال جابر: إنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- يصنع ذلك» . وفي رواية الموطأ قال مالك: «بلغه: أن جابر بن عبد الله كان يصلي في الثوب الواحد» . وفي أخرى بلغه عن جابر أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من لم يجد ثوبين فلْيُصَلِّ في ثوب واحد، ملتحفاً به، فإن كان الثوب قصيراً فلْيَتَّزِرْ به» . وفي رواية أبي داود عن عباد [ة] بن الوليد [بن] عبادة بن الصامت قال: أتينا جابرَ بن عبد الله، فقال: سِرتُ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة، فقام يصلِّي، وكانت عليَّ بُرْدَة ذهبتُ أُخالِف بين طرفيها، فلم تبلُغ لي، وكانت لها ذَباذِبُ فنكّستُها، ثم خالفتُ بين طرفيها، ثم تواقَصْتُ عليها لا تسْقُطُ، ثم جئت حتى قمت عن يسار النبي - صلى الله عليه وسلم-، فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، فجاء ابنُ صخْر حتى قام عن يساره، فأخذنا بيديه جميعاً حتى أقامنا خلْفه، قال: وجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يرْمُقُني وأنا لا أشعر، ثم فطَنتُ به، فأشار إليَّ: أن اتَّزِرْ بها، فلما فرغ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قال: يا جابرُ، قلتُ: لبَّيْكَ يا رسولَ الله، قال: «إذا كان واسِعاً فخَالِفْ بين طَرَفَيْه، وإذا كان ضيِّقاً فاشْدُدهُ على حَقْوِكَ» . [ص: 456] هذا الذي أخرجه أبو داود طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم بطوله وهو مذكور في «كتاب النُّبُوَّة» من حرف النون. وله في أخرى عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: «أمَّنا جابرُ في قميص ليس عليه رداء، فلما انصرف قال: إني رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلِّي في قميص» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السُّرى) : السير في الليل، والمراد: ما أوجب مجيئك في هذا الوقت. (التحف بالثوب) : إذا تغطى به كاللحاف يشمل الإنسان. (وأشرعت) : شرعت الدواب في الماء تشرع شَرْعاً وشُروعاً: دخلت، وشَرَّعْتُها أنا تشريعاً، وأشرعتها مُعَدَّى بالهمزة، هكذا جاء في الحديث بالهمزة. (مُتَوَشحاً) : التوشح بالثوب: أن يُجعل موضع الوشاح، والوشاح: شيء ينسج عريضاً من أدم، ويُرَصَّع بالجواهر، وتشده المرأة بين عاتقيها وكَشحَيْها. [ص: 457] (ذَبَاذِب) الثوب: أهدابه، وسميت ذباذب لتذبذبها، أي تحركها وترددها. (تَوَاقَصْتُ) عليها، أي: ثنيت عنقي لأُمسك به الثوب، كأنه يحكي خِلْقة الأوقَص من الناس، وهو القصير العنق. (حَقْوُك) : الحَقْو: الخصر، ومشد الإزار نفسه.   (1) رواه البخاري 1 / 403 في الصلاة، باب الصلاة بغير رداء، وباب عقد الإزار على القفا في الصلاة، ومسلم رقم (766) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل، ورقم (518) في الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه، والموطأ 1 / 141 في صلاة الجماعة، باب الرخصة في الصلاة في الثوب الواحد، وأبو داود رقم (633) و (634) في الصلاة، باب في الرجل يصلي في قميص واحد، وباب إذا كان الثوب ضيقاً يتزر به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/293) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (3/294) قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وأبو نعيم. وفي (3/300) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن. ومسلم (2/62) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وفي (2/62) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الرحمن. ستتهم - يحيى، وعبد الرزاق، وأبو نعيم، ووكيع، وعبد الرحمن، وعبد الله بن نمير - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (3/312) قال: حدثنا هاشم. وفي (3/386) قال: حدثنا حسن. كلاهما - هاشم، وحشن - قالا: حدثنا زهير. 3- وأخرجه أحمد (3/356 قال: حدثنا يونس، وعفان. وفي (3/391) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سليم بن حيان. ثلاثتهم - يونس، وعفان، وسليم - قالوا: حدثنا حماد. 4- وأخرجه أحمد (3/357) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا ابن لهيعة. 5- وأخرجه أحمد (3/379) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا حجاج. 6- وأخرجه عبد بن حميد (1051) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا العمري. 7- وأخرجه مسلم (2/62) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو. 8- وأخرجه ابن خزيمة (762) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، وأسامة بن زيد الليثي. ثمانيتهم - سفيان، وزهير، وحماد، وابن لهيعة، وحجاج، والعمري، وعمرو، وأسامة - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 3636 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 454 3637 - (خ م ط ت د س) عمر بن أبي سلمة (1) - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى في ثوب واحد، وقد خالف بين طرفيه» . وفي رواية: «أنه رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يصلِّي في ثوب واحد في بيتِ أُمِّ سَلَمَةَ، [قد أَلقى طرفَيه على عاتِقَيْه» . وفي أخرى قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي في ثوب واحد مُشْتَمِلاً به في بيت أُمِّ سَلَمَةَ،] واضعاً طرفيه على عاتقيه» وفي أخرى: «متَوَشِّحاً» وفي أخرى: «مُلتَحِفاً - وزاد قال - على منكبيه» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ والترمذي الرواية الثانية، والنسائي الأولى، وأبو داود الآخرة (2) .   (1) في الأصل: عمرو بن أبي سلمة، والتصحيح من الصحيحين والموطأ وأصحاب السنن. (2) رواه البخاري 1 / 396 في الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفاً به، ومسلم رقم (517) في الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد، والموطأ 1 / 140 في صلاة الجماعة، باب الرخصة في الصلاة في الثوب الواحد، وأبو داود رقم (628) في الصلاة، باب جماع أثواب ما يصلى فيه، والترمذي رقم (339) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في الثوب الواحد، والنسائي 2 / 70 في القبلة، باب الصلاة في الثوب الواحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ ص (106) ، وأحمد (4/26) قال: حدثنا يحيى بن سعيد ووكيع. وفيه أيضا قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/100) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (2/ 61 و 62) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن وكيع (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا حماد بن زيد. وابن ماجة (1049) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (339) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائي (2/70) وفي الكبرى (751) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (761) قال: حدثنا أحمد بن عبده، قال: أخبرنا حماد، يعني ابن زيد. ح وحدثنا بندار ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ح وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا الحسن بن حبيب، يعني ابن ندبة. وفي (770) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار، قال: حدثنا سفيان. وفي (771) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. تسعتهم - مالك، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وسفيان، وعبيد الله بن موسى، وأبو أسامة، وحماد بن زيد، والليث، والحسن - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3637 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 457 3638 - (د) طلق بن علي - رضي الله عنه - قال: «قَدِمْنا على نَبيِّ الله [ص: 458] صلى الله عليه وسلم-، فجاء رجل، فقال: يا نَبيَّ الله، ما ترى في الصلاة في الثوب الواحد؟ قال: فأطلق - صلى الله عليه وسلم- إزاره (1) ، طارَق به رداءه، فاشتمل بهما، ثم قام فصلَّى بنا نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- فلما أن قضى الصلاة، قال: أوَكُلُّكم يجد ثَوْبَيْنِ؟» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَارَقْت) الثوب على الثوب: إذا أطبقته عليه، ومنه طارقت النعل: إذا جعلته من جلود عدة، واحداً فوق واحد.   (1) أي: حله. (2) رقم (629) في الصلاة، باب جماع أثواب ما يصلى فيه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/22) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا ملازم، قال: حدثنا عبد الله بن بدر. وفي (4/22) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن عيسى بن خثيم. وأخرجه أحمد أيضا. قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا أيوب بن عتبة. وقال أحمد أيضا: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أيوب. وقال أيضا: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير. وأبو داود (629) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا ملازم بن عمرو الحنفي، قال: حدثنا عبد الله بن بدر. أربعتهم - عبد الله بن بدر، وعيسى، وأيوب بن عتبة، ويحيى بن أبي كثير - عن قيس بن طلق، فذكره. الحديث: 3638 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 457 3639 - (س ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: آخرُ صلاة: صلاَّها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مع القوم: «صلَّى في ثوب واحد متوشِّحاً به، خلف أبي بكر» . أخرجه النسائي وفي رواية الترمذي: «صلَّى في مرضه خلفَ أبي بكر، قاعداً في ثوب مُتَوشِّحاً به» (1) .   (1) رواه النسائي 2 / 79 في الإمامة، باب صلاة الإمام خلف رجل من رعيته، والترمذي رقم (363) في الصلاة، باب إذا صلى الإمام قاعداً فصلوا قعوداً، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/159) قال: حدثنا سليمان. والنسائي (2/79) وفي الكبرى (771) قال: أخبرنا علي بن حجر كلاهما - سليمان، وعلي - قالا: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر. 2- وأخرجه أحمد (3/216) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد قال: حدثنا سفيان. 3- وأخرجه أحمد (3/233) قال: حدثنا عبد الوهاب، وزاد - وهو قاعد -. 4- وأخرجه أحمد (3/243) قال: حدثنا علي بن عاصم. أربعتهم - ابن جعفر، وسفيان، وعبد الوهاب، وعلي - عن حميد، فذكره. الحديث: 3639 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 458 3640 - (د) بريدة - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُصَلَّى في لحاف لا يُتَوَشَّحُ به، والآخر: أن يُصلِّى في سراويل ليس عليه رداء» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (636) في الصلاة، باب إذا كان الثوب ضيقاً يتزر به، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (636) حدثنا محمد بن يحيى (بن فارس) الذهلي ثنا سعيد بن محمد ثنا أبو تميلة (يحيى بن واضح) ثنا أبو المنيب عبيد الله العتكي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه فذكره. الحديث: 3640 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 458 3641 - (د س) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إني رجل أصَّيَّد، فأُصلِّي في القميص الواحد؟ قال: نعم وازْرُرْهُ عليك، ولو بشَوْكة» أخرجه أبو داود. وعند النسائي قال: قلت: يا رسول الله، إني لأكونُ في الصفِّ وليس عليَّ إلا القميص، أفأصلِّي فيه قال: «زُرَّه عليك ولو بشوْكة» (1) . وفي نسخه أخرى: «إني أكون في الصَّيْف» . والأول: هو السماع. وفي كتاب أبي داود حاشية قال: كان بخط المقدسي: «أصِيد» وليس بمعروف. قال: وهو الذي في رقبته علَّة، لا يمكنه الالتفات معها، قال: وقد روي في بعض ألفاظ هذا الحديث ما يدل على أنه أصْيَد.   (1) رواه أبو داود رقم (632) في الصلاة، باب في الرجل يصلي في قميص واحد، والنسائي 2 / 70 في القبلة، باب الصلاة في قميص واحد، ورواه أيضاً أحمد والشافعي وابن خزيمة والطحاوي وابن حبان والحاكم، وإسناده حسن، حسنه النووي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/49) قال: حدثنا حماد بن خالد. وفيه (4/49) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4/54) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، ويونس. والنسائي (2/70) . وفي الكبرى (752) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - حماد بن خالد، وهاشم، وإسحاق، ويونس، وقتيبة - عن عطاف ابن خالد المخزومي. 2- وأخرجه أبو داود (632) قال: حدثنا القعنبي. وابن خزيمة (777) قال: حدثنا نصر بن علي. وفي (778) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. ثلاثتهم - القعنبي، ونصر، وأحمد - قال نصر: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. كلاهما - عطاف، وعبد العزيز - عن موسى بن إبراهيم، فذكره. الحديث: 3641 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 459 3642 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-- أو قال: قال عمر: «إذا كان لأحدكم ثوبان فليُصَلِّ فيهما، فإن لم يكن إلا ثوب فلْيَتَّزِرْ، ولا يشتَمِلْ اشْتَمال اليهود» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اشتمال اليهود) : الاشتمال بالثوب: هو أن يغطي به جسده. واشتمال [ص: 460] اليهود، قال الخطابي: هو أن يجلل بدنه بالثوب ويُسبِلَه من غير أن يُسْبِلَ طرفه.   (1) رقم (635) في الصلاة، باب إذا كان الثوب ضيقاً يتزر به، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/148) (6356) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: حدثنا ابن جريج. وأبو داود (635) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. كلاهما - ابن جريج، وأيوب - عن نافع، فذكره. - ولفظ رواية ابن جريج: «لا يشتمل أحدكم في الصلاة اشتمال اليهود، ليتوشح، من كان له ثوبان فليأتزر وليرتد، ومن لم يكن له ثوبان فليأتزر، ثم ليصل» . - وأخرجه أحمد (1/16) (96) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عنه نافع مولاه، قال: كان عبد الله بن عمر يقول: إذا لم يكن للرجل إلا ثوب واحد فليأتزر به، ثم ليصل، فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول ذلك، ويقول: لا تلتحفوا بالثوب إذا كان وحده كما تفعل اليهود. قال نافع: ولو قلت لك إنه أسند ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجوت أن لا أكون كذلك. - وأخرجه ابن خزيمة (766) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا أبو بحر، عبد الرحمن بن عثمان البكراوي. وفي (769) قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا سعيد بن عامر (ح) وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. ثلاثتهم - أبو بحر البكراوي، وسعيد بن عامر، وعبد الوهاب بن عطاء - عن سعيد بن أبي عروبة، قال: حدثنا أيوب عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلى أحدكم في ثوب واحد فليشده على حقوه، ولا تشتملوا كاشتمال اليهود» . الحديث: 3642 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 459 3643 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن السِّدْلِ في الصلاة» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (643) في الصلاة، باب ما جاء في السدل في الصلاة، والترمذي رقم (378) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية السدل في الصلاة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عسل بن سفيان. وفي (2/143) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا وهيب وحماد، عن عسل. وفي (2/345) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أنبأنا عسل بن سفيان التميمي. وفي (2/348) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن عسل. والدارمي (1386) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن عسل. والترمذي (378) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن عسل. والترمذي (378) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا قبيصة، عن حماد بن سلمة، عن عسل بن سفيان. وابن خزيمة (772 و 918) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، عن الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول. كلاهما - عسل بن سفيان، وسليمان الأحول - عن عطاء، فذكره. - أخرجه أبو داود (643) قال: حدثنا محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى، عن ابن المبارك، عن الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء. قال إبراهيم: عن أبي هريرة، فذكره. - وأخرجه ابن ماجة (966) قال: حدثنا أبو سعيد، سفيان بن زياد المؤدب. قال: حدثنا محمد بن راشد، عن الحسن بن ذكوان، عن عطاء عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «سليمان الأحول» . - رواية عسل بن سفيان مختصرة على: «أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن السدل في الصلاة» . الحديث: 3643 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 460 3644 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - «أن محمد بن عمرو بن حزم كان يصلِّي في القميص الواحد» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 141 في صلاة الجماعة، باب الرخصة في الصلاة في الثوب الواحد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/411) عن ربيعة بن عبد الرحمن أن محمد بن عمرو بن حزم، فذكره. الحديث: 3644 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 460 3645 - (خ م س د) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «كان رجال يصلون مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عاقدي أُزُرِهم على أعناقهم كهيئة الصِّبيان، ويقال للنساء: لا ترْفَعْن رؤوسَكن حتى يستوي الرجال جلوساً» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وعند أبي داود نحوه، وفيه: من ضيق الأُزُر. وفيه: فقال قائل: «يا معشر النساء، لا ترفعْنَ رؤوسكنَّ ... وذكره» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 395 في الصلاة، باب عقد الإزار على القفا، وباب إذا كان الثوب ضيقاً، وفي صفة الصلاة، باب عقد الثياب وشدها، وفي العمل في الصلاة، باب إذا قيل للمصلي: تقدم أو انتظر فلا بأس، ومسلم رقم (441) في الصلاة، باب خروج النساء المصليات وراء الرجال، وأبو داود رقم (630) في الصلاة، باب الرجل يعقد الثوب في قفاه ثم يصلي، والنسائي 2 / 70 في القبلة، باب الصلاة في الإزار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. 1- أخرجه أحمد (3/433) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/331) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والبخاري (1/101) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (1/207) و (2/82) قال: حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (2/32) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (630) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/70) . وفي الكبرى (753) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (763) قال: حدثنا أبو قدامة، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا بنحوه سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى، ومحمد بن كثير - عن سفيان. 2- وأخرجه ابن خزيمة (1695) قال: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا بشر - يعني ابن المفضل -، قال: حدثنا عبد الرحمن، وهو ابن إسحاق. كلاهما - سفيان، وعبد الرحمن عن أبي حازم، فذكره. - لفظ رواية عبد الرحمن بن إسحاق: «كن النساء يؤمرن في الصلاة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن لا يرفعن رؤوسهن، حتى يأخذ الرجال مقاعدهم من قباحة الثياب» . الحديث: 3645 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 460 [النوع] الثالث: في لبس النساء 3646 - (د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُقْبَل صلاة الحائض إلا بخمار» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صلاة الحائض) : أراد: المرأة التي بلغت المحيض، فاستكملت حد البلوغ، ولم يرد: التي هي حائض عند الصلاة، فإن الحائض لا صلاة عليها، ولا تصح صلاتها لو صلت، فلذلك قال: «لا تصح صلاة الحائض - أي المرأة - إلا بخمار» .   (1) رواه أبو داود رقم (641) في الصلاة، باب المرأة تصلي بغير خمار، والترمذي رقم (377) في الصلاة، باب لا تقبل صلاة المرأة إلا بخمار، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/150) قال: حدثنا أبو كامل وعفان. وفي (6/218) قال: حدثنا بهز. (ح) ويونس. (ح) وحدثنا عفان. وفي (6/259) قال: حدثنا يونس. وأبو داود (641) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا حجاج بن منهال. وابن ماجة (655) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو الوليد وأبو النعمان. والترمذي (377) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا قبيصة. وابن خزيمة (775) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد والحجاج بن منهال. ثمانيتهم - أبو كامل، وعفان، وبهز، ويونس، وحجاج بن منهال، وأبو الوليد الطيالسي، وعارم أبو النعمان، وقبيصة - عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن صفية بنت الحارث، فذكرته. - قال أبو عيسى الترمذي: حديث عائشة حديث حسن. - قال أبو داود: رواه سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. الحديث: 3646 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 461 3647 - (ط) عبد الله الخولاني وكان في حَجْر ميمونةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أن ميمونة كانت تصلِّي في الدِّرْع والخمار ليس عليها إزار» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 142 في صلاة الجماعة، باب الرخصة في صلاة المرأة في الدرع والخمار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/412) عن الثقة عنده عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن عبيد الله بن الأسود الخولاني، فذكره. قال الزرقاني معلقا على الإسناد في قوله «الثقة عنده» هو الليث بن سعد ذكره الدارقطني، وقال منصور بن سلمة: هذا مما رواه مالك عن الليث ذكره ابن عبد البر. الحديث: 3647 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 461 3648 - (ط د) محمد بن زيد بن قنفد: عن أمه: «أنها سألت أمَّ سلمةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-:ماذا تصلي فيه المرأة من الثياب؟ فقالت: تصلي في الخمار والدِّرع السابغ إذا كان يُغَيِّب ظهور قدميها» أخرجه الموطأ وأبو داود، ولأبي داود أيضاً عن أم سلمة: «أنها سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: أتصلي المرأةُ في دِرْع وخمار [ص: 462] ليس عليها إزار؟ قال: إذا كان الدِّرْعُ سابغاً يغطى ظُهورَ قَدَمَيْهَا» . قال أبو داود: ورواه جماعة موقوفاً على أمِّ سلمةَ، ولم يذكروا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- (1) .   (1) رواه مالك في " الموطأ " 1 / 142 في صلاة الجماعة، باب الرخصة في صلاة المرأة في الدرع، وأبو داود رقم (639) و (640) في الصلاة، باب في كم تصلي المرأة، موقوفاً ومرفوعاً، وهو حديث ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (640) قال: حدثنا مجاهد بن موسى. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن دينار، عن محمد بن زيد، عن أمه، فذكرته. - وأخرجه مالك في الموطأ (107) . وأبو داود (639) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن محمد بن زيد ابن قنفذ، عن أمه، أنها سألت أم سلمة: ماذا تصلي فيه المرأة من الثياب؟ فقالت: تصلي في الخمار والدرع السابغ الذي يغيب ظهور قدميها. موقوف. - قال أبو داود: روى هذا الحديث مالك بن أنس، وبكر بن مضر، وحفص بن غياث، وإسماعيل بن جعفر، وابن أبي ذئب، وابن إسحاق، عن محمد بن زيد، عن أمه، عن أم سلمة، لم يذكر أحد منهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، قصروا به على أم سلمة - رضي الله عنها-. الحديث: 3648 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 461 3649 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه: «أن عائشة كانت تصلِّي في الدِّرع والخمار» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 41 بلاغاً في صلاة الجماعة، باب الرخصة في صلاة المرأة في الدرع والخمار، وإسناده منقطع، أو معضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/411) قال الزرقاني: وهذا حديث محفوظ عنه من رواية أهل المدينة أخرجه البخاري من طريق فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن جابر ومسلم من طريق حاتم بن إسماعيل عن أبي حرزة عن عبادة بن الوليد عن جابر. الحديث: 3649 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 462 [النوع] الرابع: فيما كره من اللباس 3650 - (خ م ط س د) عائشة - رضي الله عنها -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- صَلَّى في خَمِيصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جَهم (1) ، وائتُوني بأنبِجانِيَّة أبي جهم، فإنها ألهتْني آنِفاً عن صلاتي» وفي رواية: «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كانت له خميصة لها أعلام، فكان يتشاغل بها في الصلاة، فأعطاها أبا جهم، وأخذ كساء له أنبجانياً (2) » أخرجه [ص: 463] البخاري ومسلم. قال البخاري وقال هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «كنت أنظر إلى عَلِمَها وأنا في الصلاة، فأخاف أن يفْتِنَني» وأخرجه الموطأ وأبو داود والنسائي، وأخرج الموطأ أيضا عن عروة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، فجعله مرسلاً من هذا الطريق، وفي رواية أخرى لأبي داود: «وأخذ كُرْدّياً (3) كان لأبي جهم، فقيل: يا رسول الله، الخميصة كانت خيراً من الكرديِّ» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَمِيصة) : ثوب أسود مُعْلم من خز أو صوف. (ألهتني) : أي شغلتني. (آنِفاً) : يقال: فعلت الشيء آنفاً: أي الآن. (بأنْبِجَانيَّة) : الأنْبِجَانيَّة: كساء له خَمل، وقيل: الأنبجانيَّة: الغليظ من الصوف.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": هو عبيد، ويقال: عامر بن حذيفة القرشي العدوي، وإنما خصه النبي به، لأنه كان أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه مالك في " الموطأ ". (2) قال الحافظ في " الفتح ": بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الموحدة وتخفيف الجيم وبعد النون ياء النسبة: كساء غليظ لا علم له، قال أبو موسى المديني: نسبة إلى موضع يقال له: أنبجان، لا إلى منبج. (3) أي: رداءً كردياً. (4) رواه البخاري 1 / 406 و 407 في الصلاة، باب إذا صلى في ثوب له أعلام، وفي صفة الصلاة، باب الالتفات في الصلاة، وفي اللباس، باب الأكسية والخمائص، ومسلم رقم (556) في المساجد، باب كراهية الصلاة في ثوب له أعلام، والموطأ 1 / 97 و 98 في الصلاة، باب النظر في الصلاة إلى ما يشغلك عنها، وأبو داود رقم (914) في الصلاة، باب النظر في الصلاة، ورقم (4052) في اللباس، باب من كره لبس الحرير، والنسائي 2 / 72 في القبلة، باب الرخصة في الصلاة في خميصة لها أعلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (172) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (1/104) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1/191) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/190) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (2/77) قال: حدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب. (ح) وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (914) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (4052) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (4053) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة في آخرين. قالوا: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3550) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/72) وفي الكبرى (758) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وقتيبة بن سعيد، عن سفيان. وفي الكبرى (468) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: أخبرنا سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان. وابن خزيمة (928) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قالا: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وإبراهيم بن سعد، ويونس - عن الزهري. 2- أخرجه أحمد (6/46) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/208) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/78) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (915) قال: حدثني عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن أبي الزناد. وابن خزيمة (929) قال: وقالا: - يعني عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي -: حدثنا سفيان. أربعتهم - أبو معاوية، ووكيع، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسفيان - عن هشام بن عروة. كلاهما - الزهري، وهشام - عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 3650 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 462 3651 - (س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «أُهدِيَ إلى [ص: 464] النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَرُّوج حرير (1) ، فلبسه فصلَّى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعاً شديداً كالكارِه له، وقال: لا ينبغي هذا للمتَّقين» أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فروج الفروج) : القِباء له فرج من وراء أو من أمام.   (1) أهداه إليه أكيدر دومة كما صرح البخاري في أبواب اللباس. (2) 2 / 72 في القبلة، باب الصلاة في الحرير، ورواه أيضاً بمعناه البخاري 1 / 408 في الصلاة، باب من صلى في فروج حرير ثم نزعه، وفي اللباس، باب القباء، وفروج حرير، ومسلم رقم (2075) في اللباس، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قلت: بل الحديث في الصحيحين، واللفظ للبخاري (7/186) . أخرجه أحمد (4/143) قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق. وفي (4/149) قال: حدثنا حجاج وهاشم، قالا: حدثنا ليث. وفي (4/150) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. (ح) وعن الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر. والبخاري (1/105) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي (7/186) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. ومسلم (6/143) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا الضحاك، يعني أبا عاصم، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. والنسائي (2/72) ، وفي الكبرى (757) قال: أخبرنا قتيبة، وعيسى بن حماد زغبة، عن الليث. وابن خزيمة (774) قال: حدثنا به بندار، وأبو موسى، عن أبي عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر. ثلاثتهم - محمد بن إسحاق، وليث، وعبد الحميد بن جعفر - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد ابن عبد الله اليزني، فذكره. الحديث: 3651 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 463 [النوع] الخامس: في ثوب بعضه على غير المصَلِّي 3652 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في ثوب بعضُه عليَّ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (631) في الصلاة، باب الرجل يصلي في ثوب واحد بعضه على غيره، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/70) قال: حدثنا معاوية. وفي (6/251) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (631) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. ثلاثتهم - معاوية بن عمرو، وعبد الصمد، وأبو الوليد - قالوا: حدثنا زائدة، عن أبي حصين، عن أبي صالح، فذكره. وبلفظ «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى وعليه مرط من صوف، عليه بعضه، وعليها بعضه» . أخرجه أحمد (6/146) قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وفي (6/220 و 249) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا همام. كلاهما - هشام الدستوائي، وهمام - عن قتادة، عن كثير بن أبي كثير، عن أبي عياض فذكره. - أخرجه أحمد (6/129) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة، عن ابن سيرين؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كره الصلاة في ملاحف النساء. قال قتادة: وحدثني إما قال: كثير وإما قال: عبد ربه. شك همام، عن أبي عياض، عن عائشة، فذكر نحوه. الحديث: 3652 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 464 3653 - (د) ميمونة - رضي الله عنها -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى وعليه مِرْط عليَّ بعضُه» أخرجه أبو داود (1) . وقد جاء في هذا المعنى أحاديث، إلا أنها تتعلق بالحيض، قد ذكرناها في «كتاب الحيض» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مِرْط) : كساء يتغطى به، وجمعه مُرُوط.   (1) رقم (369) في الطهارة، باب في الرخصة في الصلاة في شعر النساء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (313) . وأحمد (6/330) . وأبو داود (369) قال: حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان. وابن ماجة (653) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل. وابن خزيمة (768) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء. خمستهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح، وسهل بن أبي سهل، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، فذكره. الحديث: 3653 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 464 الفرع الرابع: في أمكنة الصلاة وما يصلى عليه ، وفيه أربعة أنواع [النوع] الأول: فيما يُصلَّى عليه 3654 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن جدَّته مُلَيْكة (1) دعتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لطعام صنعتْه، فأكل منه، ثم قال: قوموا فأُصلي لكم، قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسْوَدَّ من طول ما لُبِسَ، فنضَحْتُه بماء، فقام عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وصففتُ أنا واليتيمُ وراءه، والعجوزُ من ورائنا، فصلى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين، ثم انصرف» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى به وبأمِّه - أو خالته - قال: «فأقامني عن يمينه، وأقام المرأة خلفنا» . وفي أخرى قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أحسنَ الناس خُلقاً، فربما تحضُرُ الصلاةُ وهو في بيتنا، قال: فيأمُرُ بالبساط الذي تحته فيُكْنَس، ثم يُنْضَح، ثم يؤمُّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونقوم خلفه، فيصلِّي بنا، قال: وكان بساطهم من جريد النخل» . وأخرج الرواية الأولى الموطأ وأبو داود والترمذي والنسائي. وفي أخرى لأبي داود قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يزور أمَّ سُليم، فتُدركه الصلاة أحياناً، فيصلي على بساط لنا وهو حصير، ننضحه بالماء» . وفي أخرى للنسائي «أن أمَّ سليم سألت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يأتيها فيصلي [في بيتها] ، فَتَتَّخِذهُ مُصَلَّى؟ فأتاها، فعمَدَت إلى [ص: 466] حصير، فنضحتُه بماء، فصلَّى عليه، وصلّوا معه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَرِيد النخل) : سَعَفُه (3) .   (1) في الأصل: أن أمه مليكة، والتصحيح من البخاري ومسلم والموطأ وأصحاب السنن. (2) رواه البخاري 1 / 411 و 412 في الصلاة، باب الصلاة على الحصير، وفي الجماعة، باب المرأة وحدها تكون صفاً، وفي صفة الصلاة، باب وضوء الصبيان، وباب صلاة النساء خلف الرجال، وفي التطوع، باب ما جاء التطوع مثنى مثنى، ومسلم رقم (658) و (659) و (660) في المساجد، باب جواز الجماعة في النافلة والصلاة على حصير، والموطأ 1 / 153 في قصر الصلاة في السفر، باب جامع سبحة الضحى، وأبو داود رقم (612) و (658) في الصلاة، باب إذا كانوا ثلاثة كيف يقومون، وفي الصلاة على الحصير، والترمذي رقم (234) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي ومعه الرجال والنساء، والنسائي 2 / 56 و 57 في المساجد، باب الصلاة على الحصير و 2 / 85 و 86 في الإمامة، باب إذا كانوا ثلاثة وامرأة. (3) أغصان النخل ما دامت بالخوص، فهي سعف، فإذا زال الخوص عنها قيل: جريد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: الحديث ورد بألفاظ عدة، منها: «صنع بعض عمومتي للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعاما، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أحب أن تأكل في بيتي وتصلي فيه، قال: فأتاه، وفي البيت فحل من هذه الفحول، فأمر بناحية منه فكنس ورش، فصلى وصلينا معه» . أخرجه أحمد (3/112) قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (3/128) قال: ثنا ابن أبي عدي. وابن ماجة (756) قال: ثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا ابن أبي عدي. كلاهما - إسماعيل، وابن أبي عدي، عن ابن عون، عن أنس بن سيرين، عن عبد الحميد، فذكره. وبلفظ: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يزور أم سليم، فتدركه الصلاة أحيانا فيصلي على بساط لنا، وهو حصير ننضحه بالماء» . أخرجه أبو داود (658) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا المثنى بن سعيد الذراع، قال: ثنا قتادة، فذكره. وبلفظ: أن أم سليم سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيها فيصلي في بيتها، فتتخذه مصلى، فأتاها، فعمدت إلى حصير فنضحته بماء، فصلى عليه، وصلوا معه» . أخرجه النسائي (2/56) وفي الكبرى (727) قال: ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: ثنا أبي، قال: ثنا يحيى بن سعيد عن إسحاق بن عبد الله، فذكره. وبلفظ: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت أم سليم على حصير قديم قد تغير من القدم. قال: ونضحته بشيء من ماء فسجد عليه» . أخرجه أحمد (3/145) قال: ثنا أبو سعيد. و (3/226) قال: ثنا هاشم. كلاهما، قال: ثنا عبد العزيز -هو ابن عبد الله بن أبي سلمة - قال: ثنا إسحاق، فذكره. وبلفظ الباب: أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس. ومسلم عن يحيى بن يحيى. وأبو داود عن القعنبي، والترمذي عن إسحاق، عن معن. والنسائي عن قتيبة، كلهم عن مالك به. جامع المسانيد والسنن (21/29-30) . الحديث: 3654 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 465 3655 - (خ د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قال رجل من الأنصار - وكان ضخماً - للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: إني لا أستطيع الصلاةَ مَعَكَ، فصنع للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- طعاماً، فدعاه إلى بيته، ونضح له طرَف حصير بماءِ، فصلَّى عليه ركعتين، فقال فلان بن فلان بن الجارود (1) لأنس: أكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي الضحى؟ قال: ما رأيتُه صلَّى غير ذلك اليوم (2) » . وفي رواية: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- زار أهل بيت من الأنصار، فطعِمَ عندهم طعاماً، فلما أراد [ص: 467] أن يخرجَ أمر بمكان من البيت فنُضِحَ له على بساط، فصلَّى عليه، ودعا لهم» أخرجه البخاري، وأخرج أبو داود الرواية الأولى، إلا أنه قال فيه: «فلان ابن الجارود» (3) .   (1) في رواية للبخاري في باب هل يصلي الإمام بمن حضر " فقال رجل من آل الجارود " قال الحافظ في " الفتح ": في رواية علي بن الجعد عن شعبة، في صلاة الضحى: كأنه عبد الحميد ابن المنذر بن الجارود البصري. (2) عدم رؤيته لا يستلزم عدم رؤية غيره. (3) رواه البخاري 2 / 133 في الجماعة، باب هل يصلي الإمام بمن حضر وهل يخطب يوم الجمعة في المطر، وفي التطوع، باب صلاة الضحى في الحضر، وفي الأدب، باب الزيارة ومن زار قوماً فطعم عندهم، وأبو داود رقم (657) في الصلاة، باب الصلاة على الحصير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/130) قال: ثنا محمد بن جعفر. وفي (3/131) قال: ثنا هاشم، وفي (3/184 و 291) قال: ثنا بهز. وفي (3/184) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي «مختصرا» ، وعبد بن حميد (1221) قال: ثنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/171) قال: ثنا آدم. وفي (2/73) قال: ثنا علي بن الجعد. وأبو داود (657) قال: ثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي: ثمانيتهم - ابن جعفر، وهاشم، وبهز، وابن مهدي، وابن هارون، وآدم، وابن الجعد، ومعاذ - قالوا: ثنا شعبة، قال: ثنا أنس بن سيرين، فذكره. الحديث: 3655 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 466 3656 - (خ م س د) ميمونة - رضي الله عنها -: قالت: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي على الخُمْرة» . أخرجه النسائي، وفي رواية أبي داود والبخاري قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي وأَنا حِذَاءهُ حائض، وربما أصابني ثوبه إذا سجد، وكان يصلِّي على الخُمرة» . ولمسلم نحوه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخُمرة) : السجادة، وهي مقدار ما يضع عليه الرجل حُرَّ وجهه في سجوده من حصير أو نَسِيجة، من خُوص وهي التي يسجد عليها الآن الشِّيعة.   (1) رواه البخاري 1 / 413 في الصلاة، باب الصلاة على الخمرة، وباب إذا أصاب ثوب المصلي امرأته إذا سجد، وفي الحيض، باب الصلاة على النفساء وسنتها، وفي سترة المصلي، باب إذا صلى إلى فراش فيه حائض، ومسلم رقم (513) في المساجد، باب جواز الجماعة في النافلة، وأبو داود رقم (656) في الصلاة، باب الصلاة على الخمرة، والنسائي 2 / 57 في المساجد، باب الصلاة على الخمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/330 و 336) قال: حدثنا هشيم. وفي (6/330) قال: حدثنا بكر بن عيسى الراسبي. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/330) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (6/335) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1380) قال: أخبرنا سعيد بن عامر وأبو الوليد، عن شعبة. والبخاري (1/90) قال: حدثنا الحسن بن مدرك. قال: حدثنا يحيى بن حماد. قال: أخبرنا أبو عوانة، اسمه الوضاح من كتابه. وفي (1/106) قال: حدثنا مسدد، عن خالد. وفي (1/107) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/137) قال: حدثنا عمرو بن زرارة. قال: أخبرنا هشيم. وفي (1/137) قال: حدثنا أبو النعمان. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. ومسلم (2/61) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا خالد بن عبد الله (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عباد بن العوام. وأبو داود (656) قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: حدثنا خالد. وابن ماجة (958 و 1028) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عباد بن العوام. والنسائي (2/57) . وفي الكبرى (728) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد، عن شعبة. وابن خزيمة (1007) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى، عن شعبة (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة. ثمانيتهم - هشيم، وأبو عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وشعبة، وخالد بن عبد الله، وعباد بن العوام، وجرير، وسفيان بن عيينة - عن سليمان الشيباني، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، فذكره. - وأخرجه الحميدي (311) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن عبد الله بن شداد، أو يزيد بن الأصم، سفيان الذي يشك، عن ميمونة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على الخمر. وبلفظ: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الخمرة، فيسجد، فيصيبني ثوبه وأنا إلى جنبه وأنا حائض» . أخرجه أحمد (6/331) قال: حدثنا محمد بن فضيل. قال: حدثنا الشيباني، عن يزيد بن الأصم، فذكره. وبلفظ: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع رأسه في حجر إحدانا، فيتلو القرآن وهي حائض. وتقوم إحدانا بخمرته إلى المسجد فتبسطها وهي حائض» . أخرجه الحميدي (310) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/331) قال: حدثنا سفيان. و (6/334) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: أخبرنا ابن جريج. والنسائي (1/147 و 192) وفي الكبرى (259) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان. كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن منبوذ، عن أمه، فذكرته. الحديث: 3656 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 467 3657 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان [ص: 468] رسولُ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي على الخُمرة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (331) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على الخمرة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/269) (2426) قال: ثنا عبد الرحمن، وأبو سعيد. وفي (1/309) (2814) قال: حدثنا عبد الرحمن، وعبد الصمد. وفي (1/320) (2942) قال: حدثنا حسين. وفي (1/358) (3371) قال: حدثنا عبد الرحمن. أربعتهم - عبد الرحمن، وأبو سعيد، وعبد الصمد، وحسين - عن زائدة - يعني ابن قدامة -. 2- وأخرجه الترمذي (331) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. كلاهما - زائدة، وأبو الأحوص - عن سماك بن حرب، عن عكرمة، فذكره. وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. وبلفظ «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على بساط» . أخرجه أحمد (1/232) (2061) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/273) (2472) قال: حدثنا الفضل بن دكين. وابن خزيمة (1005) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عامر. (ح) وحدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا أبو أحمد. أربعتهم - وكيع، والفضل، وأبو عامر، وأبو أحمد - قال أبو أحمد: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا زمعة ابن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، فذكره. - قال أبو بكر بن خزيمة: في القلب من زمعة. الحديث: 3657 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 467 3658 - (م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أنه دخل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: فرأيتُه يصلي على حصير يسجد عليه، قال: ورأَيتُه يصلي في ثوب واحد متوشحاً به» أخرجه مسلم، وفي رواية الترمذي مختصراً «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى على حصير» لم يزد (1) .   (1) رواه مسلم رقم (519) في الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد وصفته، والترمذي رقم (332) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على الحصير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/10) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/52) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (3/59) قال: حدثنا يعلى. ومسلم (2/62) قال: حدثني عمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس. وفي (2/62) (2/128) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (2/128) قال: حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وابن ماجه (1029) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (332) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن خزيمة (1004) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم - أبو معاوية، ومحمد بن عبيد، ويعلى، وعيسى، وابن مسهر - عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره. الحديث: 3658 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 468 3659 - (د) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي على الحصير، والفروة المدبوغة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (659) في الصلاة، باب الصلاة على الحصير، وفي سنده جهالة وانقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/254) قال: حدثنا محمد بن ربيعة. وأبو داود (659) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيري. وابن خزيمة (1006) قال: حدثنا بندار، وبشر بن آدم، قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيري. كلاهما - محمد بن ربيعة، وأبو أحمد - قالا: حدثنا يونس بن الحارث، عن أبي عون، عن أبيه، فذكره. - قال ابن خزيمة: أبو عون هذا هو محمد بن عبيد الله الثقفي. الحديث: 3659 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 468 3660 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدُنا أن يُمكِّنَ جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود. وفي رواية النسائي قال: «كنا إذا صلينا خلف النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بالظَّهائِرِ، سجدنا على ثيابنا اتِّقاءَ الحرِّ» (1) . [ص: 469] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالظهائر) : الظهائر جمع الظهيرة، وهي شدة الحر.   (1) رواه البخاري 3 / 64 في العمل في الصلاة، باب بسط الثوب في الصلاة في السجود، وفي الصلاة في الثياب، باب السجود على الثوب في شدة الحر، وفي مواقيت الصلاة، باب وقت الظهر عند الزوال، ومسلم رقم (620) في المساجد، باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت، وأبو داود رقم (660) في الصلاة، باب الصلاة على الحصير، والترمذي رقم (584) في الصلاة، باب ما ذكر في الرخصة في السجود على الثوب في الحر والبرد، والنسائي 2 / 216 في الافتتاح، باب السجود على الثياب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/100) والدارمي (1343) قال: ثنا عفان. والبخاري (1/107) قال: ثنا الوليد. وفي (2/81) قال: ثنا مسدد. ومسلم (2/109) قال: ثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (660) قال: ثنا أحمد بن حنبل. وابن ماجه (1033) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب. وابن خزيمة (675) قال: ثنا يعقوب الدورقي، ومحمد بن عبد الأعلى. ثمانيتهم - أحمد، وعفان، وأبو الوليد، ومسدد، ويحيى، وإسحاق، ويعقوب، ومحمد - عن بشر بن المفضل. 2- وأخرجه البخاري (1/143) قال: ثنا محمد بن مقاتل. والترمذي (584) قال: ثنا أحمد بن محمد. والنسائي (2/216) وفي الكبرى (616) قال: ثنا سويد بن نصر. ثلاثتهم - محمد، وأحمد، وسويد - عن عبد الله بن المبارك، قال: ثنا خالد بن عبد الرحمن. كلاهما - بشر بن المفضل، وخالد بن عبد الرحمن - قالا: ثنا غالب القطان، عن بكر بن عبد الله المزني، فذكره. الحديث: 3660 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 468 3661 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رأى رجلاً يصلِّي على حصير فقال: «إن الحصباءَ أعفرُ للقدم» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بياض في الأصل، وفي المطبوع: أخرجه رزين. الحديث: 3661 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 469 [النوع] الثاني: في الأمكنة المكروهة 3662 - (د) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صَلُّوا في مَرَابضِ الغَنم، فإنها مباركة، ولا تُصَلّوا في عَطَنِ الإبل، فإنها من الشيطان» . وفي رواية قال: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في مَبارك الإبل؟ فقال: لا تصلوا في مبارك الإبل، فإنها من الشياطين، وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم؟ فقال: صلوا في مرابض الغنم فإنها بركة» أخرج أبو داود الرواية الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَرَابِض الغنم) : أماكنها التي تبرك فيها وتُقيم بها، ومُراحها: الموضع الذي تروح إليه من مرعاها، أي: ترجع. [ص: 470] (أعطان الإبل) : مباركها حول الماء، لتشرب عَلَلاً بعد نَهَل، ووجه النهي عن الصلاة في أعطان الإبل: ليس من جهة النجاسة، فإنها موجودة في مرابض الغنم، وإنما هو لأن الإبل تزدحم في المنهل ذَوداً ذَوداً، حتى إذا شربت رفعت رأسها، فلا يؤمن تفرُّقها ونِفَارُها في ذلك الموضع، فتؤذي المصلِّي عندها.   (1) رقم (493) في الصلاة، باب النهي عن الصلاة في مبارك الإبل، وإسناده حسن. (2) كذا في الأصل والمطبوع، وقد رواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 85 و 86 من حديث عبد الله بن مغفل، وهو حديث حسن يشهد له رواية أبي داود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/288) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (4/303) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وأبو داود (184 و 493) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية وابن ماجة (494) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وأبو معاوية. والترمذي (81) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (32) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محاضر الهمداني. أربعتهم - أبو معاوية، وسفيان، وابن إدريس، ومحاضر - عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 3662 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 469 3663 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي في مرابض الغنم» أخرجه الترمذي، وزاد البخاري ومسلم: ثم قال بعد ذلك: «قبل أن يُبنى المسجدُ» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 439 في المساجد، باب الصلاة في مرابض الغنم، وفي الوضوء، باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها، ومسلم رقم (524) في المساجد، باب ابتناه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (350) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/131) قال: ثنا محمد بن جعفر، وجماح. و (3/194) قال: ثنا حجاج. والبخاري (1/68) قال: ثنا آدم. و (1/117) قال: ثنا سليمان بن حرب. ومسلم (2/65) قال: ثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: ثنا أبي (ح) وثناه يحيى بن يحيى، قال: ثنا خالد بن الحارث. والترمذي (350) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد. سبعتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، وآدم، وسليمان بن حرب، ومعاذ العنبري، وخالد بن الحارث، ويحيى بن سعيد - عن شعبة، عن أبي التياح، فذكره. الحديث: 3663 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 470 3664 - (ط) عروة بن الزبير عن رجل من المهاجرين لم نَرَ به بأساً: «أنه سأل عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: أُصلِّي في عَطَنِ الإبل؟ فقال عبد الله: لا، ولكن صلِّ في مُراحِ الغنم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) رواه " الموطأ " 1 / 169 في قصر الصلاة في السفر، باب العمل في جامع الصلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (409) قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3664 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 470 3665 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «صلوا في مرابض الغنم، ولاتصلوا في أعطان الإبل» . أخرجه الترمذي، وقال: وقد روي موقوفاً على أبي هريرة (1) .   (1) رقم (348) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وله شاهد عند مسلم من حديث جابر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/451 و 491 و 509) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/491) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1398) قال: أخبرنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (768) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. ح وحدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والترمذي (348) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش. وابن خزيمة (795) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي. قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا يحيى بن آدم. عن أبي بكر، وهو ابن عياش. ستتهم - يزيد بن هارون، ومحمد بن جعفر، ويزيد بن زريع، وأبو بكر بن عياش، وعبد الأعلى، وأبو خالد - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، فذكره. - أخرجه أحمد (4/150) قال: حدثنا هارون. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، أنه قال: «صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل، أو مبارك الإبل» ولم يرفعه. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله، أو بنحوه. هكذا ذكره الترمذي وابن خزيمة عقب حديث ابن سيرين، عن أبي هريرة. ولم يذكرا متنه. أخرجه الترمذي (349) . وابن خزيمة (796) كلاهما عن محمد بن العلاء أبي كريب. قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 3665 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 470 3666 - (س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة في أعطان الإبل» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 44 في المساجد، باب ذكر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في أعطان الإبل، وهو حديث صحيح يشهد له الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/85) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا يونس. وفي (4/86) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا المبارك. وفي (5/54) قال: حدثنا وكيع، عن سليمان، عن أبي سفيان بن العلاء. وفي (5/55) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: سئل سعيد عن الصلاة في أعطان الإبل، فأخبرنا عن قتادة (ح) وحدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي. وفي (5/56) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن يونس. وعبد بن حميد (501) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. وابن ماجة (769) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم، عن يونس. والنسائي (2/56) وفي الكبرى (725) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، عن أشعث. ستتهم - يونس بن عبيد، والمبارك، وأبو سفيان، وقتادة، وعبيد الله بن طلحة، وأشعث - عن الحسن، فذكره. الحديث: 3666 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 471 3667 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «نهى أن يصلي في سبعة مواطن: في المزْبَلَة، والمجْزَرَة، والمقبرة، وقارعة الطريق، وفي الحمَّام، ومعاطن الإبل، وفوق ظهر بيت الله» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المَزْبَلَة) : موضع طرح الزِّبْل والقذر، ومنع من الصلاة فيها لأجل النجاسة التي فيها. (المَجْزَرة) : موضع الذبائح، وطرح أرواثها، والمنع من الصلاة بها لأجل النجاسة. (المقبرة) : إنما نهى عن الصلاة في المقبرة لاختلاط ترابها بصديد الموتى ونجاستهم، فلا تصح الصلاة فيها إذا كانت كذلك، قال: وإذا صلى في مكان طاهر منها أجزأته، وصحت صلاته، قال: وكذلك الحمام إذا صلى في موضع نظيف منه. [ص: 472] (قارعة الطريق) : أعلاه، وقارعة الدار: ساحتها، وأراد بقارعة الطريق هاهنا: الطريق نفسه، ووجه الطريق. (ظهر بيت الله) : إنما مُنِع من الصلاة على ظهر البيت، لأنه ليس بين يديه ساتر من الكعبة، فلا تصح صلاته.   (1) رقم (346) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية ما يصلى إليه وفيه، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (346) قال: حدثنا محمود - بن غيلان - حدثنا المقرئ حدثنا يحيى بن أيوب عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمر فذكره. وفي (347) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن زيد بن جبير، عن داود بن حصين عن نافع، عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. وقال الترمذي: وحديث ابن عمر إسناده ليس بذاك القوي، وقد تكلم في زيد بن جبيرة من قبل حفظه. وقال: وزيد بن جبير الكوفي أثبت من هذا، وأقدم وقد سمع من ابن عمر. وقد روى الليث بن سعد هذا الحديث عن عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. وحديث (داود عن نافع عن) ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشبه وأصح من حديث الليث بن سعد. وعبد الله بن عمر العمري ضعفه بعض أهل الحديث من قبل حفظه، منهم يحيى بن سعيد القطان. الحديث: 3667 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 471 3668 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الأرض كلها مسجد، إلا الحمَّام، والمقبرة» أخرجه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: وفي الباب عن علي، وابن عمرو، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، وحذيفة، وأنس، وأبي أمامة، وأبي ذرٍّ، قالوا: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «جُعِلَتْ لي الأرضُ كلُّها مسجداً وطَهوراً» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (492) في الصلاة، باب في المواضع التي لا تجوز فيها الصلاة، والترمذي رقم (317) في الصلاة، باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام، ورواه أيضاً الدارمي في " سننه "، وهو حديث صحيح. الحديث: 3668 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 472 3669 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «قاتل الله اليهود، اتَّخذُوا قبور أنبيائهم مساجدَ» وفي رواية «لعن الله اليهود والنصارى ... » الحديث. أخرجه البخاري، ومسلم وأبو داود، وأخرج النسائي الرواية الأولى، وقال: «لعن الله ... » (1) . [ص: 473] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قاتل الله فلاناً) : أي قتله، وقيل: عاداه، وقيل: لعنه، وهو المراد في هذا الحديث، وأصل فاعل: أن يكون بين اثنين، وقد يجيء من واحد، كقولك: سافرت، وطارقت النعل.   (1) رواه البخاري 1 / 444 في الصلاة، باب الصلاة في البيعة، ومسلم رقم (530) في المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، وأبو داود رقم (3227) في الجنائز، باب في البناء على القبر، والنسائي 4 / 95 و 96 في الجنائز، باب اتخاذ القبور مساجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/284) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. وفي (2/285) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: قال أبو إسحاق الفزاري، قال: قال الأوزاعي. وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر، وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/366) قال: حدثنا الخزاعي، قال: أخبرنا ليث، عن يزيد بن الهاد. وفي (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أبو أويس. وفي (2/453) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث بن سعد، قال: حدثني عقيل. وفي (2/518) قال: حدثنا سكن بن نافع، قال: حدثنا صالح (ح) وحدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/119) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا مالك. ومسلم (2/67) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، ومالك. وأبو داود (7221) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (4/95) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى صاعقة، قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13233) عن عمرو بن سواد بن الأسود، عن ابن وهب، عن مالك. ثمانيتهم - معمر، والأوزاعي، وابن جريج، ويزيد بن الهاد، وأبو أويس، وعقيل، وصالح، ومالك - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. - وعن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» . أخرجه مسلم (2/67) قال: حدثني قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الفزاري، عن عبيد الله بن الأصم، قال: حدثنا يزيد بن الأصم، فذكره. الحديث: 3669 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 472 3670 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي لم يَقُمْ منه: «لعن الله اليهود والنصارى، اتَّخذُوا قبور أنبيائهم مساجدَ. قالت: ولولا ذلك أُبرِزَ قبرُه، غير أنه خُشيَ أن يُتَّخَذَ مسجداً» . وفي رواية قالت: «ولولا ذلك لأُبْرِزَ قبرهُ، غير أني أخشى أن يُتَّخَذَ مسجداً» . وفي أخرى «ولولا ذلك» ولم يذكر: «قالت» وفي أخرى عنها وعن ابن عباس قالا: «لما نُزِلَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم-: طَفِقَ يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتمَّ كشفها عن وجهه، فقال: وهو كذلك - لعنةُ الله على اليهود والنصارى، اتخذوا (1) قبور أنبيائهم مساجد، يُحَذِّرُ ما صنعوا (2) » [ص: 474] أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي الرواية الآخرة، وفي رواية ذكرها رزين قال: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَّخِذي المساجد على القبور» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَفِق) : يفعل كذا: أي جعل. (اغْتَمَّ) : إذا طرح على وجهه شيئاً يحبس نفسه عن الخروج.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله " اتخذوا " جملة مستأنفة على سبيل البيان لموجب اللعن، كأنه قيل: ما سبب لعنهم؟ فأجيب بقوله: " اتخذوا ". (2) قال الحافظ في " الفتح ": قوله " يحذر ما صنعوا " جملة أخرى مستأنفه من كلام الراوي، كأنه سئل عن حكمة ذكر ذلك في ذلك الوقت؟ فأجاب بذلك، وقد استشكل ذكر النصارى فيه لأن اليهود لهم أنبياء، بخلاف النصارى، فليس بين عيسى وبين نبينا صلى الله عليه وسلم نبي غيره، وليس له قبر. والجواب: أنه كان فيهم أنبياء أيضاً، لكنهم غير مرسلين، كالحواريين ومريم في قول، أو [ص: 474] الجمع في قوله: " أنبيائهم " بإزاء المجموع من اليهود والنصارى. أو المراد: الأنبياء وكبار أتباعهم، فاكتفى بذكر الأنبياء: ويؤيده قوله في رواية مسلم من طريق جندب " كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد " ولهذا لما أفرد النصارى في الحديث الذي قبله قال: " إذا مات فيهم الرجل الصالح " ولما أفرد اليهود في الحديث الذي بعده قال: " قبور أنبيائهم " أو المراد بالاتخاذ: أعم من أن يكون ابتداعاً أو أتباعاً فاليهود ابتدعت، والنصارى اتبعت، ولا ريب أن النصارى تعظم قبور كثير من الأنبياء الذين تعظمهم اليهود. (3) رواه البخاري 3 / 161 في الجنائز، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور، وباب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم رقم (529) في المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها، والنسائي 2 / 40 و 41 في المساجد، باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد، و 4 / 95 في الجنائز، باب اتخاذ القبور مساجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/80) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا أبو معاوية، يعني شيبان. وفي (6/121) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/255) قال: حدثنا عارم بن الفضل. قال: حدثنا أبو عوانة. والبخاري (2/111) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وفي (2/128) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/67) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. قالا: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شيبان. كلاهما - شيبان، وأبو عوانة - عن هلال بن أبي حميد، عن عروة بن الزبير، فذكره. - الروايات متقاربة المعنى. - وعن سعيد بن المسيب، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» . أخرجه أحمد (6/146) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) ومحمد بن بكر. وفي (6/252) قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (4/95) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا خالد بن الحارث. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وابن بكر، وخالد - قالوا: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، فذكره. - وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة؛ أن عائشة قالت: «كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خميصة سوداء حين اشتد به وجعه. قالت: فهو يضعها مرة على وجهه ومرة يكشفها عنه، ويقول: قاتل الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحرم ذلك على أمته» . أخرجه أحمد (6/274) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. وبرواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، وابن عباس: 1- أخرجه أحمد (1/218) (1884) و (6/34) قال: حدثنا عبد الأعلى. وفي (6/228) قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الأعلى، وعبد الرزاق - عن معمر. 2- وأخرجه أحمد (6/275) والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5842) عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد. كلاهما - أحمد، وعبيد الله - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. 3- وأخرجه الدارمي (1410) . والبخاري (1/118) كلاهما عن أبي اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. 4- وأخرجه البخاري (4/206) قال: حدثني بشر بن محمد. والنسائي (2/40) . وفي الكبرى (693) قال: أخبرنا سويد بن نصر. كلاهما - بشر وسويد - عن عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني معمر، ويونس. 5- وأخرجه البخاري (6/13 و 14) قال: حدثنا سعيد بن عفير. وفي (7/190) قال: حدثني يحيى بن بكير. كلاهما - سعيد، ويحيى - قالا: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. 6- وأخرجه مسلم (2/67) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وحرملة بن يحيى، قال حرملة: أخبرنا، وقال هارون: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. خمستهم - معمر، وصالح، وشعيب، ويونس، وعقيل - عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، فذكره. الحديث: 3670 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 473 3671 - (ط) عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - قال: كان من آخر ما تكلم به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن قال: «قاتلَ الله اليهود والنصارى، اتخذُوا قبور أنبيائهم مساجدَ لا يبْقَيَنَّ دينان في جزيرة العرب» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 892 في الجامع، باب ما جاء في إجلاء اليهود من المدينة مرسلاً، وهو موصول في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (1716) قال: عن إسماعيل بن أبي حكيم، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/290) : مرسل، وهو موصول في الصحيحين، وغيرهما من طرق عن عائشة وغيرها. الحديث: 3671 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 474 3672 - (ط) عطاء بن يسار أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهمَّ [ص: 475] لا تجعلْ قبري وثناً يعبد، اشْتَدَّ غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وثناً) : الوثن: الصنم، وما يعبد من دون الله عز وجل.   (1) 1 / 172 في قصر الصلاة، باب جامع الصلاة مرسلاً، وقد صح موصولاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (415) قال: عن زيد بن أسلم، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/496) قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث. وأسنده البزار عن عمر بن محمد عن زيد عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقوله: «اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» محفوظ من طرق كثيرة صحاح. وعمر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب من ثقات أشراف أهل المدينة. روى عنه مالك والثوري، وسليمان بن بلال، فالحديث صحيح عند من يحيج بمراسيل الثقات، وعند من قال بالمسند لإسناد عمر بن محمد له بلفظ الموطأ سواد وهو من تقبل زيادته وله شاهد عند العقيلي من طريق سفيان عن حمزة بن المغيرة عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه. الحديث: 3672 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 474 3673 - (د) أبو صالح الغفاري: «أن عليّاً مرَّ بِبَابلَ وهو يسير، فجاءه المؤذِّن يُؤْذِنُه بصلاة العصر، فلما بَرَزَ منها أَمر المؤذِّن فأقام الصلاة، فلما فرغ قال: إن حِبِّي - صلى الله عليه وسلم- نهاني أن أُصلِّي في المقبرة، ونهاني أن أُصلي في أرض بابل، فإنها ملعونة» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرض بابل) : قال الخطابي: في إسناد هذا الحديث مقال، ولا أعلم أحداً من العلماء حرم الصلاة في أرض بابل، قال: ويُشبه - إن ثبت هذا الحديث-: أنه نهاه أن يتخذ أرض بابل وطناً ومقاماً، فتكون صلاته فيها -إذا كانت إقامته بها -[مكروهة] ، أو لعل النهي على الخصوص، ألا تراه قال: نهاني، ولعل ذلك إنذار منه بما لقي من المحنة بالكوفة، وهي أرض بابل.   (1) رقم (490) في الصلاة، باب في المواضع التي لا تجوز فيها الصلاة، وفي إسناده مقال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (490) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني ابن لهيعة ويحيى بن أزهر، عن عمار بن سعد المرادي. وفي (491) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أزهر وابن لهيعة، عن الحجاج بن شداد. كلاهما - عمار، وحجاج - عن أبي صالح الغفاري، فذكره. الحديث: 3673 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 475 [النوع] الثالث: في الصلاة على الدابة 3674 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا سافر، فأراد أن يتطوَّع: استقبل القبلة بناقته ثم كبَّر ثم صلَّى حيث وجَّهه رِكابُه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1225) في الصلاة، باب التطوع على الراحلة والوتر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/203) ، وعبد بن حميد (1233) كلاهما عن يزيد بن هارون. وأخرجه أبو داود (1225) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - يزيد، ومسدد - قال: حدثنا ربعي بن عبد الله بن الجارود، قال: حدثني عمرو بن أبي الحجاج، قال: حدثني الجارود بن أبي سبره، فذكره. الحديث: 3674 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 476 3675 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يُسَبِّحُ على ظهر راحلته حيث كان وجهه، ويُومئ برأْسه، وكان ابن عمر يفعله» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال فيه: «يُسبِّحُ على الراحلة قِبلَ أيِّ وجه توجَّه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلِّي عليها المكتوبةَ» . ولهما من حديث سعيد بن يسار قال: «كنتُ أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة، فلما خشيتُ الصبح، فنزلت فأوْترت ثم لحقتُه، فقال عبد الله بن عمر: أَين كنت؟ فقلت: خشيتُ الصبح، فنزلتُ فأوترت، فقال: أليس لك في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أُسوة حسنة؟ فقلت: بلى والله، فقال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يوتر على البعير» . وللبخاري تعليقاً (1) : قال سالم: كان عبد الله يصلي على دابته من الليل وهو مسافر، ما يُبَالي حيث كان وجهه، قال ابن عمر: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «يُسبِّح على الراحلة» . [ص: 477] وذكر مثل الرواية الثانية إلى آخرها: وللبخاري: «أن ابن عمر كان يُصلِّي على راحلته، ويوتِرُ عليها، ويخبر: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يفعله» . وله في أخرى: «كان ابن عمر يصلي في السفر على راحلته أينما توجهت يُومِئُ، وذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يفعله» . وله في أخرى قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي في السفر على راحلته حيث توجهت به يُومِئُ إيماءً صلاةَ الليل، إلا الفرائض، ويوتر على راحلته» . ولمسلم قال: «رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي على حمار وهو مُتَوجِّه إلى خيبر» . وفي أخرى: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي على راحلته حيث توجّهت [به] » وفي أخرى: «كان يصلي سُبْحتَه حيثما توجَّهت به ناقته» . وفي أخرى: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي على دابته وهو مقبل من مكة إلى المدينة حيثما توجهت، وفيه نزلت {فَأيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللهِ} [البقرة: 115] » . وفي أخرى: «كان يصلِّي على راحلته حيثما توجهت به، قال: وكان ابن عمر يفعل ذلك» . وفي أخرى: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يوتر على راحلته» . وأخرج الموطأ رواية سعيد بن يسار، والرواية التي فيها ذكْر خيبر، والرواية التي لمسلم قبل الرواية الآخرة، وأخرج أبو داود الرواية الثانية التي آخرها: «ولا يصلي عليها المكتوبة» والرواية التي فيها ذكر خيبر. وأخرج الترمذي رواية سعيد بن يسار، وهذا لفظه: قال: «كنت مع ابن عمر في سفر، فتخلفت عنه، فقال: أين كنت؟ [ص: 478] فقلت: أوترتُ ... » فذكر الحديث وفيه: «على راحلته» وأخرج الرواية التي فيها ذِكْر الآية. وهذا لفظه: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي على راحلته أينما توجَّهت به، وهو جاءٍ من مكة إلى المدينة، ثم قرأ ابن عمر هذه الآية: {وَلِلَّهِ المَشْرقُ والمَغْرِبُ ... } الآية. [البقرة: 115] » وقال: «في هذا أُنزِلت» . وأخرج النسائي الرواية الثانية التي فيها: «ولا يُصلِّي عليها المكتوبة» ، وأخرج مسند رواية سعيد بن يسار، وأخرج الرواية التي فيها ذكر الآية ونزولها، والرواية التي لمسلم قبل الرواية الآخرة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُسَبِّح) التسبيح: صلاة النافلة هاهنا.   (1) وصله الإسماعيلي كما في " الفتح ". (2) رواه البخاري 2 / 473 في تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الدابة وحيثما توجهت به، وباب الإيماء على الدابة، وباب من لم يتطوع في السفر دبر الصلاة، وباب من تطوع في السفر، وفي الوتر، باب الوتر على الدابة، وباب الوتر في السفر، ومسلم رقم (700) في المسافرين، باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت، والموطأ 1 / 150 و 151 في قصر الصلاة، باب صلاة النافلة في السفر بالنهار والليل، وأبو داود رقم (1224) و (1226) في الصلاة، باب التطوع على الراحلة والوتر، والترمذي رقم (472) في الصلاة، باب ما جاء في الوتر على الراحلة، ورقم (2961) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، والنسائي 1 / 243 و 244 في القبلة، باب الحال التي يجوز فيها استقبال غير القبلة، و 3 / 232 في قيام الليل، باب الوتر على الراحلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. أخرج الحديث بألفاظ عدة منها: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته، حيث كان وجهه. قال: وفيه نزلت: {فأينما تولو فثم وجه الله} » . وفي رواية يزيد بن هارون: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي على راحلته تطوعا، أينما توجهت به، وهو جاء من مكة إلى المدينة. ثم قرأ ابن عمر هذه الآية: {ولله المشرق والمغرب} الآية. فقال: ابن عمر: ففي هذه أنزلت هذه الآية» . وفي رواية ابن فضيل: «إنما نزلت هذه الآية: {فأينما تولوا فثم وجه الله} ، أن تصلي أينما توجهت بك راحلتك في السفر، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رجع من مكة يصلي على راحلته تطوعا، يومئ برأسه نحو المدينة» . أخرجه أحمد (2/20) (4714) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/41) (5001) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. ومسلم (2/149) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثناه أبو كريب، قال: أخبرنا ابن المبارك، وابن أبي زائدة (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. والترمذي (2958) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والنسائي (1/244) قال: أخبرنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى، عن يحيى. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (7057) عن محمد بن آدم، عن ابن المبارك. وابن خزيمة (1267) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. وفي (1269) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل. سبعتهم - يحيى بن سعيد، وعبد الله بن إدريس، وابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون، وابن فضيل - عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: حدثنا سعيد بن جبير، فذكره. - أخرجه أحمد (2/4) (4476) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، عن سعيد بن جبير، أن ابن عمر كان يصلي على راحلته تطوعا، فإذا أراد أن يوتر نزل فأوتر على الأرض. - وعن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسبح على ظهر راحلته، حيث كان وجهه، يومئ برأسه» . وكان ابن عمر يفعله. هذه رواية شعيب، عن الزهري، وفي رواية معمر: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على راحلته، حيث توجهت به» . وفي رواية يونس: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الراحلة قبل أي وجه تتوجه به، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة» . وفي رواية عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة: «أن عبد الله بن عمر كان يصلي في السفر صلاته بالليل، ويوتر راكبا على بعيره، لا يبالي حيث وجه بعيره، ويذكر ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -» . وفي رواية عبد الله بن عمر العمري، عن موسى بن عقبة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر على راحلته» . 1- أخرجه أحمد (2/7) (4518) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/132) (6155) قال: حدثنا عصام بن خالد، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة. (ح) وأبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. والبخاري (2/57) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (2/150) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (1224) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (1/243) قال: أخبرنا عيسى بن حماد زعبة، وأحمد بن عمرو بن السرح، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، عن يونس. وفي (2/61) . وفي الكبرى (858) قال: أخبرنا عيسى بن حماد، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وابن خزيمة (1090) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب (ح) وأخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم، قال: أخبرني يونس. وفي (1262) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. ثلاثتهم - معمر، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس - عن ابن شهاب الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/137) (6221) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (2/138) (6224) قال: حدثنا نوح بن ميمون، قال: أخبرنا عبد الله. كلاهما - عبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد الله بن عمر العمري - عن موسى بن عقبة. كلاهما - الزهري، وموسى بن عقبة - عن سالم بن عبد الله، فذكره. - وعن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، أنه قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر على راحلته» . أخرجه مسلم (2/149) قال: حدثني عيسى بن حماد المصري، قال: أخبرنا الليث، قال: حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، فذكره. - وعن نافع، عن ابن عمر: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي سبحته، حيثما توجهت به ناقته» . هذه رواية عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر، وفي رواية قران بن تمام، ووهيب، وأبي خالد الأحمر، عن عبيد الله، عن نافع: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على راحلته، حيث توجهت به» . وفي رواية معتمر بن سليمان، عن عبيد الله: «رأيت ابن عمر يصلي على دابته التطوع حيث توجهت به، فذكرت له ذلك؟ فقال: رأيت أبا القاسم يفعله» . وفي رواية ابن عجلان، وموسى بن عقبة: «أنه كان يصلي على راحلته، ويوتر عليها، ويذكر ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -» . وفي رواية ابن أبي ليلى: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على راحلته في التطوع، حيثما توجهت به، يومئ إيماء، ويجعل السجود أخفض من الركوع» . وفي رواية جويرية بن أسماء: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في السفر على راحلته، حيث توجهت به، يومئ إيماء، صلاة الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته» . وفي رواية عبيد الله بن الأخنس: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر على الراحلة» . وفي رواية الحسن بن الحر: «أن ابن عمر كان يوتر على بعيره. ويذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك» . أخرجه أحمد (2/4) (4470) قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن عبيد الله. وفي (2/13) (4620) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. وفي (2/38 (4956) قال: حدثنا قران بن تمام، عن عبيد الله. وفي (2/57 (5447) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/124) (6071) قال: حدثنا سليمان بن حيان، أبو خالد الأحمر، عن عبيد الله، يعني ابن عمر. وفي (2/142) (6287) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (3/73) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن أبي ليلى. والبخاري (2/32) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية بن أسماء. وفي (2/55) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا موسى بن عقبة. ومسلم (2/148) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/149) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله. والنسائي (3/232) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس. (ح) وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن علي، قال: حدثنا زهير، عن الحسن بن الحر. وابن خزيمة (1264) قال: حدثنا أبو كريب، وعبد الله بن سعيد، قالا: حدثنا أبو خالد. قال عبد الله: حدثنا عبيد الله. وقال محمد بن العلاء: عن عبيد الله. سبعتهم - عبيد الله بن عمر، وابن عجلان، وابن أبي ليلى، وجويرية بن أسماء، وموسى بن عقبة، وعبيد ?الله بن الأخنس، والحسن بن الحر - عن نافع فذكره. - أخرجه أحمد (2/105) (5822) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا موسى بن عقبة، قال: حدثني سالم، أن عبد الله كان يصلي في الليل، ويوتر راكبا على بعيره، لا يبالي حيث وجهه. قال: وقد رأيت أنا سالما يصنع ذلك، وقد أخبرني نافع، عن عبد الله، أنه كان يأثر ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعن نافع، عن ابن عمر، أنه كان في سفر، فنزل صاحب له يوتر. فقال ابن عمر: ما شأنك لا تركب؟ قال: أوتر. قال ابن عمر: أليس لك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة. أخرجه أحمد (2/165) (6449) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: حدثني داود بن قيس، عن نافع، فذكره. - وعن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أنه قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على راحلته، حيثما توجهت به» . قال عبد الله بن دينار: كان ابن عمر يفعل ذلك. وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على راحلته في السفر، حيث توجهت به» . قال عبد الله بن دينار: وكان عبد الله بن عمر يفعل ذلك. وفي رواية: «كان عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما يصلي في السفر على راحلته أينما توجهت به، يومئ. وذكر عبد الله، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله» . أخرجه مالك في الموطأ (112) . وأحمد (2/46) (5062) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/56) (5189) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/66) (5334) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/72) (5413) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/81) (5529) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/56) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. ومسلم (2/149) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. والنسائي (1/244) و (2/61) ، وفي الكبرى (857) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. خمستهم - مالك، وشعبة، وسفيان، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن مسلم - عن عبد الله بن دينار، فذكره. - وعن سعيد بن يسار، أنه قال: كنت أسير مع ابن عمر بطريق مكة. قال سعيد: فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت. ثم أدركته. فقال لي ابن عمر: أين كنت؟ فقلت له: خشيت الفجر، فنزلت فأوترت. فقال عبد الله: أليس لك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة؟ فقلت: بلى. والله، قال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر على البعير» . أخرجه مالك في الموطأ ص (96) . وأحمد (2/7) (4519) و (2/7) (4530) و (2/57) (5209) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (2/57) (5208) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/113) (5936) قال: حدثنا إسحاق. وعبد بن حميد (839) قال: حدثنا أبو نعيم. والدارمي (1598) قال: أخبرنا مروان بن محمد. والبخاري (2/31) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/149) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجه (1200) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (472) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/232) وفي الكبرى (1304) قال: أخبرنا قتيبة. ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وإسحاق، وأبو نعيم، ومروان بن محمد، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، وقتيبة - عن مالك بن أنس عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سعيد بن يسار، فذكره. - رواية عبد الرحمن بن مهدي، وأبي نعيم، ومروان بن محمد، وقتيبة، مختصرة على: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر على البعير» . - لفظ رواية وكيع: «قال لي ابن عمر: أما لك برسول الله أسوة؟ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر على بعيره» . وعن سعيد بن يسار، عن ابن عمر، قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على حمار، وهو موجه إلى خيبر» . وفي رواية: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على حمار، وهو متوجه إلى خيبر، نحو المشرق» . وفي رواية: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على حمار، ووجهه قبل المشرق، تطوعا» . أخرجه مالك في الموطأ (112) . وأحمد (2/7) (4520) و (2/57) (5207) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وفي (2/49) (5099) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/57) (5206) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/75) (5451) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/83) (5557) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان بن سعيد. وفي (2/128) (6120) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. ومسلم (2/149) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وأبو داود (1226) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (2/60) ، وفي الكبرى (730) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (1268) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا محمد بن دينار. خمستهم - مالك، وسفيان بن سعيد، والثوري، وحماد بن سلمة، وزائدة، ومحمد بن دينار - عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، فذكره. - قال أبو عبد الرحمن النسائي: لم يتابع عمرو بن يحيى على قوله: يصلي على حمار - إنما يقولون: (يصلي على راحلته) . وعن عبد الرحمن بن سعد، قال: كنت مع ابن عمر، فكان يصلي على راحلته ها هنا وها هنا، فقلت له؟ فقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل. هذه رواية سفيان، وفي رواية شعبة: «صحبت ابن عمر من المدينة إلى مكة، فجعل يصلي على راحلته ناحية مكة، فقلت لسالم: لو كان وجهه إلى المدينة كيف كان يصلي؟ قال: سله. فسألته؟ فقال: نعم. وها هنا وهاهنا. وقال: لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنعه» . وفي رواية حماد بن أبي سليمان: «أنه أبصر عبد الله بن عمر يصلي على راحلته لغير القبلة تطوعا. فقال: ما هذا يا أبا عبد الرحمن؟ قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله» . أخرجه أحمد (2/40) (4982) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان عن منصور، وفي قال حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن منصور وفي (2/154) (5048) قال: حدثنا حسين وفي (2/45) (5048) قال: حدثناه حسين، قال: حدثنا شيبان، عن منصور. وفي (2/105) (5826) قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: أخبرنا هشام، عن حماد. كلاهما - منصور، وحماد بن أبي سليمان - عن عبد الرحمن بن سعد، مولى عمر بن الخطاب، فذكره. -وعن حفص بن عاصم، عن ابن عمر، أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته. قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله» . أخرجه أحمد (2/44) (5040) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، فذكره. الحديث: 3675 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 476 3676 - (خ م ط س) أنس بن سيرين قال: «استقبلنا أنساً حين قدِم من الشام، فلقيناه بعين التَّمْرِ، فرأيته يصلي على حمار، ووجهه من ذلك [ص: 479] الجانب - يعني عن يسار القبلة - فقلتُ: رأَيتُك تصلي لغير القبلة، فقال: لولا أني رأيتُ رسولَ - صلى الله عليه وسلم- يفعله لم أَفعله» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الموطأ عن يحيى بن سعيد قال: «رأيتُ أنس بن مالك في سفر وهو يصلي على حمار، وهو متوجِّه إلى غير القبلة، يركع ويسجد إيماء من غير أن يضع وجهه على شيء» . وأخرجه النسائي، «أنه رأى رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي على حمار وهو راكب إلى خيبرَ والقِبلةُ خلفه» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 474 و 475 في تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الحمار، ومسلم رقم (702) في المسافرين، باب جواز صلاة النافلة على الدابة، والموطأ 1 / 151 في قصر الصلاة، باب صلاة النافلة في السفر بالنهار والليل والصلاة على الدابة، والنسائي 2 / 60 في المساجد، باب الصلاة على الحمار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/204) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (2/56) قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا حبان. ومسلم (2/150) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا عفان. ثلاثتهم - يزيد، وحبان، وعفان - عن همام بن يحيى، قال: حدثنا أنس بن سيرين، فذكره. ورواية مالك أخرجها في الموطأ (354) ، فذكره. الحديث: 3676 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 478 3677 - (خ م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «بعثني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في حاجة، فجِئتُ وهو يصلي على راحلته نحوَ المشرق، والسجودُ أَخفضُ من الركوع» . هذه رواية الترمذي وأبي داود، وفي رواية البخاري ومسلم قال: «كنا مع النبي- صلى الله عليه وسلم-، فبعثني في حاجه، فرجعت وهو يصلِّي على راحلته [ووجهه] على غير القبلة، فسلَّمت عليه، فلم يردَّ عليَّ، فلما انصرف قال: أمَّا إنه لم يمنعْني أنْ أردَّ عليك إلا أني كنت أُصلي» . وفي رواية البخاري: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة» . وفي أخرى له: «كان يصلي على راحلته نحو المشرق، فإذا أرَاد أن يصلِّي المكتوبة نزل فاستقبل القِبلة» . وله في أخرى قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في غزوة أنمَار يصلي [ص: 480] على راحلته، متوجهاً قِبلَ المشرق متطوعاً» . وفي أخرى لمسلم: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعثني لحاجة، ثم أدركتُه وهو يصلي - وفي رواية - وهو يسير، فسلَّمتُ عليه، فأشار إليَّ، فلما فرغ دعاني، فقال: إنك سلَّمتَ [عليَّ] آنفاً وأنا أُصلي، وهو موجّه حينئذ قِبل المشرق» . وفي أخرى له قال: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو منطلق إلى بني المصطَلِق فأتيته وهو يصلي على بعيره، فكلمته، فقال لي بيده هكذا - أومأ زهير بيده - ثم كلمته فقال لي هكذا - وأومأ زهير بيده نحو الأرض - وأنا أسمعه يقرأ، يومئ برأسه، فلما فرغ قال: «ما فعلتَ في الذي أرسلتُك له؟ فإنه لم يمنعني أن أكلمك إلا أني كنت أُصلي» . وأخرج أبو داود أيضاً رواية مسلم هذه الآخرة، ولم يذكر قول زهير، وأخرج النسائي أيضاً رواية مسلم الأولى، وله في أخرى قال: «بعثني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يسير مُشَرِّقاً ومُغرِّباً، فسلمت عليه، فأشار بيده فانصرفتُ، فناداني: يا جابر، فأتيته فقلت: يا رسول الله، سلمتُ عليك، فلم ترد عليَّ، فقال: إني كنت أصلي» . وفي رواية ذكرها رزين بنحو ما سبق، وفيه: «فقلت في نفسي: لعل النبي - صلى الله عليه وسلم- وجد عليَّ أن أبطأتُ، ثم سلمت عليه، فلم يردَّ عليَّ، فوقع في قلبي أشد من الأول، ثم سلمت عليه، فردَّ عليَّ ... » وذكر الحديث (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 473 في تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الدواب حيثما توجهت، وباب ينزل للمكتوبة، وفي القبلة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان، وفي المغازي، باب ينزل للمكتوبة، ومسلم رقم (540) في المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، وأبو داود رقم (926) في الصلاة، باب رد السلام في الصلاة، ورقم (1227) في الصلاة، باب التطوع على الراحلة والوتر، والترمذي رقم (351) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على الدابة حيثما توجهت به، والنسائي 3 / 26 في السهو، باب رد السلام بالإشارة في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. 1- أخرجه أحمد (3/296) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/380) قال: حدثنا محمد بن بكر. وابن خزيمة (1270) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا محمد بن بكر. كلاهما - عبد الرزاق، ومحمد - قالا: أخبرني ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/312) قال: حدثنا هاشم. وفي (3/338) قال: حدثنا حسن. ومسلم (2/71) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وأبو داود (926) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. وابن خزيمة (889) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا خلاد الجعفي (يعني ابن يزيد - خمستهم - هاشم بن القاسم، وحسن، وأحمد بن يونس، وعبد الله، وخلاد - عن زهير بن معاوية. 3- وأخرجه أحمد (3/332) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (3/379) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/388) قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (1227) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (351) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، ويحيى بن آدم. خمستهم - أبو أحمد، ويزيد، وعبد الرزاق، ووكيع، ويحيى - عن سفيان الثوري. 4- وأخرجه أحمد (3/334) قال: حدثنا يونس بن محمد، وحجين. ومسلم (2/71) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجه (1018) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. والنسائي (3/6) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم - يونس، وحجين، وقتيبة، وابن رمح - عن الليث بن سعد. 5- وأخرجه أحمد (3/351) قال: حدثنا عبد الصمد، وكثير بن هشام، قالا: حدثنا هشام. 6- وأخرجه أحمد (3/363) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. 7- وأخرجه النسائي (3/6) قال: أخبرنا محمد بن هاشم البعلبكي، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن عمرو بن الحارث. سبعتهم - ابن جريج، وزهير، وسفيان، والليث، وهشام، ويزيد، وعمرو - عن أبي الزبير، فذكره. في رواية ابن جريج: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو على راحلته يصلي النوافل في كل وجه، ولكنه يخفض السجدتين من الركعتين، ويومئ إيماء» . - وعن عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أنمار يصلي على راحلته متوجها قبل المشرق متطوعا» . أخرجه أحمد (3/300) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (5/148) قال: حدثنا آدم. كلاهما - وكيع، وآدم - عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، فذكره. - وعن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، قال: حدثني جابر بن عبد الله. أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على راحلته نحو المشرق، فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة» . أخرجه أحمد (3/304 و 330) قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية -، قال: أخبرنا هشام الدستوائي. وفي (3/378) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. والدارمي (1521) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام الدستوائي. والبخاري (1/110) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام. وفي (2/55) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان. وفي (2/56) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام. وابن خزيمة (976) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية، قال: حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، عن الأوزاعي. وفي (1263) قال: ثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. أربعتهم - هشام، ومعمر، وشيبان، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن، فذكره. والرواية الأخيرة: 1- أخرجها أحمد (3/350) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (2/83) قال: حدثنا أبو معمر. ومسلم (2/72) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا معلى بن منصور. ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو معمر، ومعلى - عن عبد الوارث بن سعيد. 2- وأخرجه أحمد (3/388) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وعبد بن حميد (1007) قال: حدثني سليمان ابن حرب. ومسلم (2/72) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري. ثلاثتهم - إسحاق، وسليمان، وأبو كامل - قالوا: حدثنا حماد بن زيد. كلاهما - عبد الوارث، وحماد - عن كثير بن شنطير، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، فذكره. الحديث: 3677 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 479 3678 - (خ م) عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي على راحلته حيث توجهت به» . وفي أخرى قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو على الراحلة يُسَبِّحُ، يومئُ برأسه قِبَلَ أيِّ وجه توجَّه، ولم يكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع ذلك في الصلاة المكتوبة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 473 في تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الدابة حيثما توجهت به، وباب ينزل للمكتوبة، ومسلم رقم (701) في المسافرين، باب جواز صلاة النافلة على الدابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/444) قال: حدثنا سكن بن نافع، قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. 2- وأخرجه أحمد (3/445) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/445) قال: حدثنا عبد الأعلى. وعبد بن حميد (319) قال: أخبرنا عبد الرزاق. والبخاري (2/55) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن خزيمة (1265) قال: حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الأعلى - عن معمر. 3- وأخرجه أحمد (3/446) قال: حدثنا حجاج. والدارمي (1522) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. والبخاري (2/56) قال: حدثنا يحيى بن بكير. ثلاثتهم - حجاج، وعبد الله، ويحيى - قالوا: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. 4- وأخرجه مسلم (2/150) قال: حدثنا عمرو بن سواد، وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. أربعتهم - صالح، ومعمر، وعقيل، ويونس - عن ابن شهاب، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، فذكره. وأخرجه أحمد (3/447) قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج: حدثني يحيى بن حرجة، عن ابن شهاب، قال: ثني عبد الله بن عامر، قال: رأى عامر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على ظهر راحلته. (مرسلا) . الحديث: 3678 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 481 3679 - (ت) عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة (1) : عن أبيه عن جده: «أنهم كانوا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في مسيره، فانتَهوْا إلى مضيق، فحضرت الصلاةُ فمطِروا: السماءُ من فوقهم، والبِلَّة من أسفلَ منهم، فأذَّن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو على راحلته وأقام، فتقدَّم على راحلته فصلى بهم يومئ إيماء، يجعل السجود أخفض من الركوع» . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البِلَّة) : البلل والنداوة.   (1) في الأصل والمطبوع: يعلى بن مرة، وهو خطأ، والتصحيح من " سنن الترمذي ". (2) رقم (411) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على الدابة في الطين والمطر، وعمرو وأبوه عثمان مجهولان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/173) قال: حدثنا سريج بن النعمان. والترمذي (411) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا شبابة بن سوار. كلاهما - سريج، وشبابة - عن عمر بن ميمون بن الرماح، عن أبي سهل كثير بن زياد البصري، عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة، عن أبيه، فذكره. - قال الترمذي: هذا حديث غريب، تفرد به عمر بن الرماح البلخي، لا يعرف إلا من حديثه. الحديث: 3679 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 481 3680 - (د) عطاء بن أبي رباح: «سأل عائشة: هل رُخِّص للنساء [ص: 482] أن يُصَلِّين على الدوابِّ؟ قالت: لم يُرخَّص لهنَّ ذلك، في شدَّة ولا رخاء» قال محمد: -[وهو ابن شعيب بن شابور]- هذا في المكتوبة. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1228) في الصلاة، باب الفريضة على الراحلة من عذر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1228) قال: ثنا محمود بن خالد، قال: ثنا محمد بن شعيب، عن النعمان بن المنذر، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. الحديث: 3680 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 481 [النوع] الرابع: في أحاديث متفرقة 3681 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «جُعِلت لي الأرضُ مسجداً وطهوراً، أينما أدرك رجل من أمتي الصلاة صلَّى» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 56 في المساجد، باب الرخصة في الصلاة في أعطان الإبل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه النسائي (2/56) قال: نا الحسن بن إسماعيل بن سليمان قال: ثنا هشيم، قال: ثنا سيار عن يزيد الفقير، فذكره. قلت: طرفه الأول جزء من حديث أصله في الصحيحين. الحديث: 3681 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 482 3682 - (خ م س) إبراهيم بن يزيد التيمي: قال: «كنت أقرأُ على أبي القرآن في السُّدَّة، فإذا قرأتُ السجدة سجد، فقلت له: يا أبتِ أتسجد في الطريق؟ قال: إني سمعت أبا ذر يقول: سألت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أيُّ؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون عاماً، ثم الأرض لك مسجد، فأينما أدركتك الصلاةُ فصلِّ» . زاد في رواية البخاري «فإن الفضل فيه» وأول حديثه: «قلنا: يا رسولَ الله أيُّ مسجد وضع في الأرض أوَّلُ؟ ... » أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [ص: 483] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السُّدَّة) : الفناء، والسُّدَّة: الباب، والسُّدَّة: الصُّفَّة، والطاق المسدود.   (1) رواه البخاري 6 / 290 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وباب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} ، ومسلم رقم (520) في المساجد، باب المساجد ومواضع الصلاة، والنسائي 2 / 32 في المساجد، باب ذكر أي مسجد وضع أولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (134) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/150) قال: حدثنا سفيان. وفي (5/156) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/157) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (5/157) قال: حدثنا عبدة. وفي (5/160) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/160 و 166) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (4/177) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (4/197) قال: حدثني عمر بن حفص، قال: حدثني أبي. ومسلم (2/63) قال: حدثني أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد الواحد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، قال: أخبرنا علي بن مسهر. وابن ماجة (753) قال: حدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا محمد بن عبيد. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (2/32) وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (9/11994) عن بشر بن خالد، عن غندر، عن شعبة. وابن خزيمة (787) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا بندار، وأبو موسى، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: أخبرنا أبو معاوية. وفي (1290) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. عشرتهم - سفيان، وأبو عوانة، وعبدة، وأبو معاوية، وشعبة، وعبد الواحد، وحفص، وعلي بن مسهر، ومحمد بن عبيد، وجرير - عن الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3682 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 482 3683 - (خ م س ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبوراً» أخرجه الجماعة إلا الموطأ» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 441 في الصلاة، باب كراهية الصلاة في المقابر، وفي التطوع، باب التطوع في البيت، ومسلم رقم (777) في صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته، وأبو داود رقم (1448) في الصلاة، باب فضل التطوع في البيت، والترمذي رقم (451) في الصلاة، باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت، والنسائي 3 / 197 في صلاة الليل، باب الحث على الصلاة في البيوت والفضل في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/6) (4511) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/187) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. كلاهما - إسماعيل، وعبد الوهاب - قال إسماعيل: حدثنا. وقال عبد الوهاب: أخبرنا أيوب. 2- وأخرجه أحمد (2/16) (4653) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/122) (6045) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، يعني الجمحي. والبخاري (1/118) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/187) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (1043) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. وفي (1448) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (1377) قال: حدثنا زيد بن أخزم، وعبد الرحمن بن عمر، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (451) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. وابن خزيمة (1205) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن نمير - عن عبيد الله بن عمر. 3- وأخرجه البخاري (2/76) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب، وعبيد ?الله. 4- وأخرجه النسائي (3/197) ، وفي الكبرى (1199) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا جويرية بن أسماء، عن الوليد بن أبي هشام. ثلاثتهم - أيوب، وعبيد الله بن عمر، والوليد بن أبي هشام - عن نافع، فذكره. - رواية إسماعيل، عن أيوب: عن نافع، عن ابن عمر، قال: صلوا في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا. قال: أحسبه ذكره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. - رواية زيد بن أخزم، وعبد الرحمن بن عمر، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، مختصرة على: «لا تتخذوا بيوتكم قبورا» . الحديث: 3683 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 483 3684 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - (1) قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قضى أحدُكم الصلاةَ في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعِل في بيته من صلاته خيراً» . أخرجه مسلم (2) .   (1) في المطبوع: عبد الله بن عمر، وهو خطأ، والتصحيح من الأصل وكتب الحديث. (2) رواه مسلم رقم (778) في صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد وفي المطبوع: رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وهو خطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. أخرجه أحمد (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/316) قال: حدثنا ابن نمير. ومسلم (2/187) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. كلاهما - أبو معاوية، وابن نمير - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 3684 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 483 3685 - (ط) عروة بن الزبير: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 168 في قصر الصلاة في السفر، باب العمل في جامع الصلاة مرسلاً، وهو موصول عند البخاري ومسلم وغيرهما من حديث ابن عمر كما تقدم رقم (3683) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (403) قال: عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/483) : مرسل عند جميع الرواة، وقد أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع، فذكره. الحديث: 3685 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 483 3686 - (خ م ط س) محمود بن الربيع (1) الأنصاري «أن عِتبان بن مالك كان يؤمُّ قومَه وهو أْعمى، وأنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّها تكون الظُّلمةُ والمطر والسَّيل، وأنا رجل ضرير البصر، فصلِّ يا رسول الله في بيتي مكاناً أتخذهُ مصلَّى فجاءه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال أين تحب أن أُصلِّي؟ فأشار له إلى مكان من البيت، فصلَّى فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الموطأ والنسائي وأخرجه البخاري ومسلم بأطول من هذا، وهو مذكور في «باب فضل الإيمان» من «كتاب الفضائل» . من حرف الفاء (2) .   (1) في الأصل والمطبوع: محمود بن لبيد، والتصحيح من الصحيحين وكتب الرجال. (2) رواه البخاري 1 / 433 - 436 في المساجد، باب المساجد في البيوت، وباب إذا دخل بيتاً يصلي حيث شاء أو حيث أمر، وفي الجماعة، باب الرخصة والمطر والعلة أن يصلي في رحله، وباب إذا زار الإمام قوماً فأمهم، وفي صفة الصلاة، باب يسلم حين يسلم الإمام، وباب من لم ير رد السلام على الإمام، وفي التطوع، باب صلاة النوافل جماعة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي الأطعمة، باب الخزيرة، وفي الرقاق، باب العمل الذي ابتغي به وجه الله، وفي استتابة المرتدين والمعاندين، باب ما جاء في المتأولين، ومسلم رقم (33) في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد، وفي المساجد، باب الرخصة في التخلف، والموطأ 1 / 172 في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة، والنسائي 2 / 80 في الإمامة، باب إمامة الأعمى، وباب الجماعة للنافلة، وفي السهو، باب تسليم المأموم حين يسلم الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وهو جزء من حديث طويل. 1- أخرجه مالك في الموطأ (124) . وأحمد (4/43) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن مبارك، عن معمر. وفي (4/43) قال: حدثنا سفيان. وفي (4/43) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. وفي (4/44) قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر. وفي (4/44) ، و (5/449) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/450) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا يونس. والبخاري (1/115) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. وفي (1/115) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1/170) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. وفي (1/175) و (8/111) قال: حدثنا معاذ بن أسد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. وفي (1/212) قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. وفي (1/212) و (9/23) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/74) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. وفي (5/107) و (7/94) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث عن عقيل. ومسلم (2/126) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/127) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي. وابن ماجة (754) قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي (2/80) وفي الكبرى (774) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك (ح) وحدثنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وفي (2/105) . وفي الكبرى (829) قال: أخبرنا نصر بن علي بن نصر، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا معمر. وفي (3/64) . وفي الكبرى (1159) . وفي عمل اليوم والليلة (1108) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن معمر. وابن خزيمة (1231) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. وفي (1653 و 1673) قال: حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة حدثهم عن عقيل. وفي (1654) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (1709) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد. ثمانيتهم - معمر، وسفيان بن عيينة، وسفيان بن حسين، ويونس، وعقيل، وإبراهيم بن سعد، ومالك، والأوزاعي - عن محمد بن مسلم الزهري. 2- وأخرجه أحمد (5/449) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (1/45) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1107) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن. ثلاثتهم - حجاج، وشيبان، وعبد الرحمن بن مهدي - قالوا: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك. كلاهما - الزهري، وأنس بن مالك - عن محمود بن الربيع، فذكره. - أخرجه مسلم (1/46) قال: حدثني أبو بكر بن نافع العبدي، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1105) قال: أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد ابن سلمة. وفي (1106) قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون الرقي، قال: حدثني القعنبي، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. كلاهما - حماد بن سلمة، وسليمان - عن ثابت، عن أنس، عن عتبان بن مالك، فذكره. - ليس فيه محمود بن الربيع -. - وأخرجه أحمد (4/44) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم، عن علي بن زيد بن جدعان، قال: حدثني أبو بكر بن أنس بن مالك، قال: قدم أبي من الشام وافدا، وأنا معه، فلقينا محمود بن الربيع، فحدث أبي حديثا عن عتبان بن مالك، قال أبي: أي بني احفظ هذا الحديث فإنه من كنوز الحديث، فلما قفلنا انصرفنا إلى المدينة فسألنا عنه فإذا هو حي، وإذا شيخ أعمى، قال: فسألناه عن الحديث، فقال: نعم ... فذكر الحديث. - أخرجه البخاري (1/115) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. وفي (5/107) قال: حدثنا أحمد هو ابن صالح، قال: حدثني عنبسة، قال: حدثنا يونس. وفي (7/94) قال: حدثني يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (2/126) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1109) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. وابن خزيمة (1653 و 1673) قال: حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة حدثهم عن عقيل. كلاهما - عقيل، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب، قال: ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري، وهو أحد بني سالم، وهو من سراتهم، عن حديث محمود بن الربيع، فصدقه بذلك. - في رواية سليمان بن المغيرة، عن ثابت: قال أنس: فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني: أكتبه، فكتبه. - في رواية يزيد بن هارون عند أحمد: (عن محمود بن الربيع أو الربيع بن محمود) - شك يزيد -. - في رواية عبد الرزاق، عن معمر. ورواية عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، عند أحمد. ورواية يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عند البخاري. ورواية عبد الله بن المبارك، عن معمر، عند النسائي في عمل اليوم والليلة. قال محمود: فحدثت بهذا الحديث نفرا، فيهم أبو أيوب الأنصاري. فقال: ما أظن رسول الله قال ما قلت. قال: فحلفت، إن رجعت إلى عتبان أن أسأله. قال فرجعت إليه فوجدته شيخا كبيرا قد ذهب بصره. وهو إمام قومه. فجلست إلى جنبه. فسألته عن هذا الحديث. فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 3686 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 484 3687 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يسْتحِبُّ الصلاة في الحيطان، قال بعض رواته: يعني: في البساتين» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (334) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في الحيطان، وفي سنده الحسن بن أبي جعفر الجفري، وهو ضعيف الحديث مع فضله وعبادته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3340) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا الحسن ابن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، فذكره. - قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن أبي جعفر. والحسن بن أبي جعفر قد ضعفه يحيى بن سعيد، وغيره. الحديث: 3687 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 484 الفرع الخامس: في ترك الكلام قد تقدَّم في الفرع الرابع في أحاديث الصلاة على الدابة شيء مما يختص بهذا الفرع، حيث كان مشتركاً، ونذكر في هذا الفرع ما يختص به. 3688 - (خ م د ت س) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: «كنا نتكلَّم في الصلاة، يكلِّمُ الرجلُ صاحبَه وهو إلى جنبه، حتى نزلت {وَقُوموا لِلَّهِ قَانِتينَ} [البقرة: 238] فأُمِرْنا بالسكوت، ونُهينَا عن الكلام» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وفي رواية أبي داود قال: «كان أحدُنا يكلِّم الرجلَ إلى جنبه في الصلاة، فنزلت ... » وذكر الحديث. وفي رواية الترمذي: «كنا نتكلَّم خلف رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة..» وذكر الحديث (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 59 و 60 في العمل في الصلاة، باب ما ينهى عنه من الكلام في الصلاة، وفي تفسير سورة البقرة، باب {وقوموا لله قانتين} ، ومسلم رقم (539) في المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، وأبو داود رقم (949) في الصلاة، باب النهي عن الكلام في الصلاة، والترمذي رقم (405) في الصلاة، باب ما جاء في نسخ الكلام في الصلاة، والنسائي 3 / 18 في السهو، باب الكلام في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/368) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن المنهال، وعبد بن حميد (260) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (2/78) وفي جزء القراءة خلف الإمام (242) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وفي (6/38) وفي جزء القراءة خلف الإمام (241) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/71) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، ووكيع (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (949) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا هشيم. والترمذي (405 و 2986) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. وفي (2986) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية، ويزيد بن هارون، ومحمد بن عبيد. والنسائي (3/18) وفي الكبرى (1051) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وفي الكبرى (472) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله (ابن المبارك) . وابن خزيمة (856) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. وفي (857) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عشرتهم - المنهال، ويزيد، وعيسى، ويحيى، وهشيم، وابن نمير، ووكيع، ومروان، ومحمد، وعبد الله بن المبارك - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو الشيباني، فذكره. الحديث: 3688 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 485 3689 - (خ م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: [ص: 486] «كنا نسلِّم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو في الصلاة، فيردُّ علينا، فلما رجعنا من عند النجاشِي سلَّمنا عليه، فلم يردَّ علينا، فقلنا: يا رسولَ الله كنا نسلِّم عليك في الصلاة فتردُّ علينا؟ فقال: إن في الصلاة لشُغلاً» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، وفي رواية لأبي داود قال: «كنا نسلِّم في الصلاة، ونأمر بحاجتنا، فقدمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي، فسلمت عليه، فلم يَرُدَّ عليَّ السلامَ، فأخذني ما قدُم وما حدُث، فلما قضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة قال: أن الله يُحدِث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث: أن لا تَكَلَّموا في الصلاة، فرد عليَّ السلام» . وفي رواية للنسائي قال: «كنت آتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي، فأسلم عليه، فيردُّ عليَّ فأتيته فسلمت عليه وهو يصلي، فلم يردَّ عليَّ، فلما سلَّم أشار إلى القوم: إن الله تبارك وتعالى أحدث في الصلاة: أن لا تكلّموا إلا بذكر الله وما ينبغي لكم، وأن تقوموا لله قانتين» وفي أخرى له قال: «كنا نسلِّم على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فيرُّد علينا السلام، حتى أتينا من الحبشة، فسلمت عليه فلم يردَّ عليَّ فأخذني ما قرُب وما بعُد، حتى قضى الصلاة، فقال: إن الله يُحدث من أمره ما يشاء، وإنه قد حدث من أمره: أن لا نتكلَّم في الصلاة» (1) . [ص: 487] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَدُمَ وحَدُث) : يقال في الغم والحزن: أخذني ما قدُم وما حَدُث، يعني: ما تقدم من الأحزان عاوده، واتصل بحديثها، وهو الذي حدث منها، أي: تجدد.   (1) رواه البخاري 3 / 58 و 59 في العمل في الصلاة، باب ما ينهى عنه من الكلام في الصلاة، وباب لا يرد السلام في الصلاة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة الحبشة، ومسلم رقم (538) في المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، وأبو داود رقم (923) و (924) في الصلاة، باب رد السلام في الصلاة، والنسائي 3 / 19 في السهو، باب الكلام في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/376) (3563) قال: حدثنا محمد بن فضيل. والبخاري (2/78) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (2/78) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا هريم بن سفيان. وفي (2/83) قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (5/64) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/71) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج، قالوا: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثني ابن نمير، قال: حدثني إسحاق بن منصور السلولي، قال: حدثنا هريم بن سفيان. وأبو داود (923) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا ابن فضيل. وابن خزيمة (855) قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (858) حدثنا أبو موسى، عن يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - محمد بن فضيل، وهريم، وأبو عوانة - عن سليمان الأعمش. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى (453) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو خالد، وهو سليمان ابن حيان الأحمر، عن شعبة، عن الحكم. كلاهما - الأعمش، والحكم - عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. - أخرجه أحمد (1/409) (3884) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش. والنسائي في الكبرى (454) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (455) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. كلاهما - سليمان الأعمش، والحكم - عن إبراهيم، عن عبد الله، فذكره - ليس فيه علقمة -. - وعن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: «كنا نسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيرد علينا السلام، حتى قدمنا من أرض الحبشة، فسلمت عليه، فلم يرد علي، فأخذني ما قرب وما بعد..» . أخرجه الحميدي (94) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/377) (3575) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/435) (4145) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/463) (4417) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (924) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان. والنسائي (3/19) ، وفي الكبرى (474 و 1053) قال: أخبرنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وزائدة، وشعبة، وأبان بن يزيد - عن عاصم بن بهدلة، عن شقيق أبي وائل، فذكره. - وعن كلثوم، عن عبد الله بن مسعود، قال: «كنت آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فأسلم عليه، فيرد عليّ، فأتيته، فسلمت عليه، وهو يصلي، فلم يرد علي، فلما سلم أشار إلى القوم، فقال: إن الله عز وجل، يعني أحدث في الصلاة أن لا تكلموا إلا بذكر الله، وما ينبغي لكم، وأن تقوموا لله قانتين» . أخرجه النسائي (3/18) ، وفي الكبرى (473) و 1052) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا ابن أبي غنية - واسمه يحيى بن عبد الملك -، والقاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان، عن الزبير بن عدي، عن كلثوم، فذكره. الحديث: 3689 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 485 3690 - (م د س) معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال: بينا أنا أُصلي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إذْ عطَس رجُل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القومُ بأبصارهم، فقلت: واثُكلَ أُمِّياه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يُصَمِّتونني، لكني سكتُّ فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبأبي هو وأُمِّي، ما رأيت معلِّماً قبله ولا بعده أحسنَ تعليماً منه، فوالله ما كَهرَني، ولا ضربني، ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن - أو كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكُهَّان؟ قال: فلا تأتهم. قال: ومنا رجال يتطيَّرون؟ قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يَصُدنَّهم - قال ابن الصبَّاح: فلا يصدَّنكم - قال: قلت: ومنا رجال يخُطُّون؟ قال: كان نبي من الأنبياء يخطُّ، فمن وافق خطَّه: فذاك، قال: وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَلَ أُحُد والجَوَّانِيَّة، فاطَّلعْت ذات يوم، [ص: 488] فإذا الذئبُ قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسفُ كما يأسفون، لكنِّي صكَكْتُها صَكَّة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فعظُم ذلك عليَّ، قلت: يا رسول الله، أفلا أُعتِقها؟ قال: ائتني بها، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: «أعتِقها فإنها مؤمنة» . هذه رواية مسلم وأبي داود. وأخرج النسائي، وقدَّم فيه ذكر الكهانة والتطيُّر، وثنَّي بالكلام في الصلاة، وثلَّث بذكر الجارية، ولأبي داود أيضاً مختصراً قال: قلت: يا رسول الله، فينا رجال يخطُّون، قال: كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطَّه فذاك، وأخرج الموطأ من هذا الحديث ذكر الجارية والغنم إلى آخره، وحيث اقتصر على هذا القدر منه لم نُعلم عليه هاهنا علامته، وقد ذكرنا ما أخرجه في: «كتاب الإيمان» من حرف الهمزة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كَهَرني) : الكَهْر: الزَّبْر والنَّهْر، كهره يَكْهَر [هـ] : إذا زَبَره ونَهَره. (الكُهَّان) : جمع كاهن، وهو الذي كان في الجاهلية يرجعون إليه ويسألونه عن المُغيَّبات ليُخبِرهم بها في زعمهم، وحقيقته: أن يكون له رئي من الجن [ص: 489] يُلقى إليه ما يستمعه، ويَستَرِقه من أخبار السماء، فما يكون قد استمعه، وألقاه على جهته كان صحيحاً، وما يكذب فيه مما لا يكون قد سمعه فهو الأكثر، وقد جاء هذا مصرَّحاً به في الحديث الصحيح. (يتَطَيَّرُون) : التطيُّر: التشاؤم بالشيء، وأصله: أن العرب كانوا إذا خرجوا في سفر، أو عزموا على عمل: زَجَروا الطائر تفاؤلاً به، فما غلب على ظنهم وقَوِي في أنفسهم فعلوه: من قول أو عمل، أو ترك، أو نهى الشرع عنه، تسليماً لقضاء الله وقدره، وجعل لهم بدل ذلك الاستخارة في الأمر، وما أحسن هذا البدل. (يَخُطُّون) : الخط: الذي يفعله المنجِّم في الرمل بإصبعه ويحكم عليه، ويستخرج به الضمير، وقد تقدم ذكره فيما مضى من الكتاب. (آسَف) : أَسِف الرجل يأسف أسفاً: إذا غضب، والأسف: الغضب. (صَكَكْتُها) : الصَّك: الضرب واللطم.   (1) رواه مسلم رقم (537) في المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، وأبو داود رقم (930) و (931) في الصلاة، باب تشميت العاطس في الصلاة، والنسائي 3 / 14 - 18 في السهو، باب الكلام في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/447) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثني الحجاج بن أبي عثمان. وفي (5/448) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (5/448) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان ابن يزيد العطار. وفي (5/448) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن حجاج الصواف. والدارمي (1510) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1511) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا ابن علية ويحيى بن سعيد، عن حجاج الصواف. والبخاري في خلق أفعال العباد (26) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي. قال: حدثنا أبو حفص التنيسي. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي جزء القراءة خلف الإمام (69) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا أبان. وفي (70) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن الحجاج. ومسلم (2/70 و 71) و (7/35) قال: حدثنا أبو جعفر، محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج الصواف. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عيسى بن يونس. قال: حدثنا الأوزاعي. وأبو داود (930 و 3282 و 3909) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن الحجاج الصواف. وفي (930) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج الصواف. والنسائي (3/14) وفي الكبرى (471 و 1050) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11378) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن الحجاج الصواف. أربعتهم - الحجاج بن أبي عثمان الصواف، وهمام، وأبان بن يزيد، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، فذكره. - وأخرجه مالك في الموطأ ص (485) . والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11378) عن قتيبة. (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم. كلاهما - قتيبة، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم، فذكره. كذا يقول مالك: (عمر بن الحكم) وفي رواية يحيى بن أبي كثير: معاوية بن الحكم - كما سبق -. وعن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي: «لما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، علمت أمورا من أمور الإسلام، فكان فيما علمت أن قال لي: إذا عطست فاحمد الله، وإذا عطس العاطس فحمد الله. فقل: يرحمك الله. قال: فبينما أنا قائم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، إذ عطس رجل فحمد الله. فقلت: يرحمك الله، رافعا بها صوتي. فرماني الناس بأبصارهم، حتى احتملني ذلك. فقلت: مالكم تنظرون إلي بأعين شزر؟! قال: فسبحوا، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة. قال: من المتكلم؟ قيل هذا الأعرابي، فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال لي: إنما الصلاة لقراءة القرآن، وذكر الله عز وجل، فإذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك. فما رأيت معلما قط أرفق من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» . أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (67) وجزء القراءة خلف الإمام (68) قال: حدثني يحيى بن صالح. وأبو داود (931) قال: حدثنا محمد بن يونس النسائي. قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. كلاهما - يحيى بن صالح، وعبد الملك بن عمرو- قالا: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 3690 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 487 3691 - (ط) نافع «أن عبد الله بن عمر مرَّ على رجل وهو يصلي فسلَّم عليه فردَّ الرجل كلاماً، فرجع إليه عبد الله بن عمر، فقال له: إذا سُلِّم على أحدكم وهو يصلي فلا يتكلم، وليُشِرْ بيده» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 168 في قصر الصلاة في السفر، باب العمل في جامع الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (406) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 3691 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 489 3692 - (م س) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي، فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك، ثم قال: ألعنُك بلعنة الله - ثلاثاً وبسط يده [كأنه] يتناول شيئاً فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسولَ الله، قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعْك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك؟ قال: إن عدوَّ الله إبليس جاء بشِهَاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك - ثلاث مرات- ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر - ثلاث مرات - ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح مُوثَقاً يلعب به وِلْدَانُ أهل المدينة» أخرجه مسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دَعْوَة) : أراد بدعوة سليمان عليه السلام قوله: {هَبْ لي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدي} [ص:35] ومن جملة ملكه: تسخير الجن له وانقيادهم.   (1) رواه مسلم رقم (542) في المساجد، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة، والنسائي 3 / 13 في السهو، باب لعن إبليس والتعوذ منه في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/72) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي. والنسائي (3/13) . وفي الكبرى (464 و 1047) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. وابن خزيمة (891) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي. كلاهما - محمد بن سلمة، وعيسى - عن عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، قال: حدثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. الحديث: 3692 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 490 3693 - (س) عمار بن ياسر - رضي الله عنه -: قال: «إنه سلَّم على [ص: 491] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي، فردَّ عليه (1) » . أخرجه النسائي (2) .   (1) يعني إشارة، كما هو مقيد عند النسائي في الباب نفسه. (2) 3 / 6 في السهو، باب رد السلام بالإشارة في الصلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/263) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا أبو الزبير. والنسائي في الكبرى (456) و (1020) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب، يعني ابن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا قيس بن سعد، عن عطاء. كلاهما - أبو الزبير، وعطاء - عن محمد بن علي، فذكره. الحديث: 3693 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 490 الفرع السادس: في ترك الأفعال ، وفيه ثلاثة أنواع [النوع] الأول: في مس الحصباء وتسوية التراب [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مس الحَصباء) : الحصباء: الحصى الصغار، ومسه في الصلاة: تسويته لموضع السجود، وقد تقدم ذكره. 3694 - (خ م ت د س) معيقيب - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في الرجل يُسَوِّي التراب حيث يسجد، قال: «إن كنت فاعلاً فواحدة» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «ذكر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المسح في المسجد - يعني الحصباء - قال: إن كنت لابد فاعلاً فواحدة» . وفي أخرى له: «أنهم سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم- عن المسح في الصلاة؟ فقال: واحدة» . وفي رواية الترمذي قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن مسح الحصباء في الصلاة؟ فقال: إن كنتَ لابد فاعلاً فمرة واحدة» . [ص: 492] وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تمسح - يعني الأرض - وأنت تصلي، فإن كنت لابدَّ فاعلاً فواحدة، تسوية الحصى» . وأخرج النسائي: «إن كنت لابدَّ فاعلاً فواحدة» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 64 في العمل في الصلاة، باب مسح الحصى في الصلاة، ومسلم رقم (545) في المساجد، باب كراهة مسح الحصى وتسوية التراب في الصلاة، وأبو داود رقم (946) في الصلاة، باب مسح الحصى في الصلاة، والترمذي رقم (380) في الصلاة، باب رقم (167) ، والنسائي 3 / 7 في السهو، باب الرخصة في مسح الحصى في الصلاة مرة واحدة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/426) و (5/425) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/425) قال: حدثنا وكيع. والدارمي 13940) قال: حدثنا وهب بن جرير. ومسلم (2/74) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وفي (2/75) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) . وحدثنيه عبيد ?الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. وأبو داود (946) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وابن خزيمة (895) قال: حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. وفي (896) قال: حدثناه الدورقي، قال: حدثنا ابن علية. ستتهم - يحيى، ووكيع، ووهب، وخالد بن الحارث، ومسلم بن إبراهيم، وابن علية - عن هشام الدستوائي. 2- وأخرجه أحمد (3/426) و (5/425) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. والبخاري (2/80) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/75) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الحسن بن موسى. ثلاثتهم - يحيى، وأبو نعيم، والحسن - عن شيبان. 3- وأخرجه ابن ماجة (1026) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وعبد الرحمن بن إبراهيم، قالا: حدثنا الوليد بن مسلم. والترمذي (380) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (3/7) وفي الكبرى (448، 1024) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - الوليد، وابن المبارك - عن الأوزاعي. ثلاثتهم - هشام، وشيبان، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 3694 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 491 3695 - (ط ت د س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسَّ الحصى، فإن الرحمة تُوَاجِهُه» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي. ورواية الموطأ: قال أبو ذرّ: «مسحُ الحصى لموضع جبهته مسحة واحدة وتركها خير من حُمر النَّعَم،» موقوفاً عليه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حُمْر النَّعم) : النَّعم هاهنا: الإبل، وحُمْرها، خِيارها وجِيادها.   (1) رواه الموطأ 1 / 157 في قصر الصلاة في السفر، باب مسح الحصباء في الصلاة بلاغاً، وإسناده منقطع، وقد رواه موصولاً كل من أبي داود رقم (945) في الصلاة، باب في مسح الحصى في الصلاة، والترمذي رقم (379) في الصلاة، باب رقم (167) ، والنسائي 3 / 6 في السهو، باب النهي عن مسح الحصى في الصلاة، وفي إسناده أبو الأحوص مولى بني ليث أو غفار، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (128) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (5/149) قال: حدثنا سفيان. وفي (5/150) قال: حدثنا هارون، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (5/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. (ح) وعبد الأعلى، عن معمر. وفي (5/179) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. والدارمي (1395) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا ابن عيينة. وأبو داود (945) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1027) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (379) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/6) ، وفي الكبرى (447 و 1023) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد، والحسين بن حريث، عن سفيان. وابن خزيمة (913) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة. (ح) وحدثنا المخزومي، قال: حدثنا سفيان. وفي (914) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. قال: حدثنا معمر. أربعتهم - سفيان بن عيينة، ويونس، ومعمر، وابن أبي ذئب - عن الزهري، عن أبي الأحوص، فذكره. وبلفظ: «سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كل شيء، حتى سألته عن مسح الحصى؟ فقال: واحدة، أو دع» . أخرجه أحمد (5/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عيسى. (ح) ومؤمل. قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه. وابن خزيمة (916) قال: حدثنا سعيد بن أبي يزيد وراق الفريابي بالرملة، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عيسى. كلاهما - عيسى بن عبد الرحمن، وعبد الله بن عيسى - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 3695 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 492 3696 - (ط) أبو جعفر القارئ: «قال كنت أرى عبد الله بن عمر إذا أهوى ليسجد مسح الحصى لموضع جبهته مسْحاً خفيفاً» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 157 في قصر الصلاة في السفر، باب مسح الحصباء في الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (372) ، فذكره. الحديث: 3696 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 493 3697 - () جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لأن يُمْسكَ أحدُكم يدَه عن الحصباء خير له من أن يكون له مائة ناقة كلُّها سُودُ الحَدَقَ، فإن غلب على أحدكم فليمسح مسحة واحدة» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " 3 / 328 و 384 و 493، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/300) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/328) قال: حدثنا أبو النضر. (ح) وابن أبي بكير. وفي (3/384) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/393) قال: حدثنا حسين. وعبد بن حميد (1145) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. وابن خزيمة (897) قال: حدثنا وكيع - كذا في المطبوع، وقد سقط منه شيخ ابن خزيمة -. ستتهم - وكيع، وأبو النضر، وابن أبي بكير، وهاشم، وحسين، وعبيد الله - عن ابن أبي ذئب. 2- وأخرجه أحمد (3/393) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا أبو أويس. كلاهما - ابن أبي ذئب، وأبو أويس - عن شرحبيل بن سعد، فذكره. الحديث: 3697 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 493 3698 - (د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كنتُ أصلي الظهرَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فآخذُ قبضة من الحصى لتبرد في كفِّي أضعها لجبهتي، أسجد عليها لشدة الحرِّ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: «كنا نصلي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الظهر، فآخذ قبضة من حصى في كفِّي أُبرِّدُه، ثم أُحوِّلُه في كفي الآخر، فإذا سجدتُ وضعته لجبهتي» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (399) في الصلاة، باب في وقت صلاة الظهر، والنسائي 2 / 204 في التطبيق، باب تبريد الحصى للسجود عليه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/327) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي (3/327) أيضا قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا عباد بن عباد. وأبو داود (399) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومسدد، قالا: حدثنا عباد ابن عباد. والنسائي (2/204) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا عباد. كلاهما - ابن بشر، وعباد - عن محمد بن عمرو، عن سعيد بن الحارث، فذكره. الحديث: 3698 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 493 [النوع] الثاني: الالتفات 3699 - (د س) أبو ذر الغفاري قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال [ص: 494] الله عز وجل مُقْبِلاً على العبد وهو في صلاته، ما لم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (909) في الصلاة، باب الالتفات في الصلاة، والنسائي 3 / 8 في السهو، باب التشديد في الالتفات في الصلاة، وهو حديث صحيح، صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/172) قال: حدثنا علي بن إسحاق قال: قال عبد الله. والدارمي (1430) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث. وأبو داود (909) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. والنسائي (3/8) ، وفي الكبرى (442، 1027) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (481) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثني عمي. وفي (482) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث. ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، والليث، وابن وهب - عن يونس، عن الزهري، قال: سمعت أبا الأحوص يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب، وابن المسيب جالس، فذكره. الحديث: 3699 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 493 3700 - (خ د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الالتفات في الصلاة؟ فقالت: هو الاختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاختلاس) : الاسْتِلاب والافتراص.   (1) في الأصل والمطبوع: أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، ولم نره عند مسلم بعد بحث طويل، وقد ذكره أيضاً التبريزي في " مشكاة المصابيح " من رواية البخاري ومسلم، وأما الحافظ فلم يذكره في " الفتح " من رواية مسلم، وإنما عزاه زيادة على البخاري لأبي داود والنسائي، وكذلك هو في " المنتقى " لمجد الدين ابن تيمية، وقد رواه البخاري 2 / 194 في صفة الصلاة، باب الالتفات في الصلاة، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وأبو داود رقم (910) في الصلاة، باب الالتفات في الصلاة، والنسائي 3 / 8 في السهو، باب التشديد في الالتفات في الصلاة، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 237 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/106) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا زائدة. والبخاري (1/191) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (4/152) قال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص. وأبو داود (910) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (590) قال: حدثنا صالح بن عبد الله. قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي (3/8) ، وفي الكبرى (440 و 1028) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا زائدة. وفي (3/8) وفي الكبرى (1029) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا أبو الأحوص. وابن خزيمة (484 و 931) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري. قال: حدثنا يوسف بن عدي. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (484) قال: حدثنا محمد بن عثمان أيضا. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. أربعتهم - زائدة، وأبو الأحوص، وشيبان، وإسرائيل - عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، عن أبيه، عن مسروق، فذكره. وأخرجه أحمد (6/70) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن مسروق، نحوه. ليس فيه - أبو الشعثاء -. وأخرجه النسائي (3/8) وفي الكبرى (1030) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا إسرائيل، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبي عطية، عن مسروق، فذكر نحوه. وفيه: أبو عطية بدلا من أبي الشعثاء. وأخرجه النسائي في الكبرى (441) قال: أخبرني أحمد بن بكار الحراني، عن مخلد، وهو ابن يزيد الحراني. عن إسرائيل،. عن أشعث، عن أبيه، عن أبي عطية العوفي، عن مسروق، فذكر نحوه. زاد فيه: أبا عطية العوفي. (*) الروايات متقاربة المعنى. وأخرجه النسائي (3/8) وفي الكبرى (1031) قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال. قال: حدثنا المعافى بن سليمان. قال: حدثنا القاسم، هو ابن معن، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية. قال: قالت عائشة: إن الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من الصلاة، موقوفا. الحديث: 3700 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 494 3701 - (خ د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ما بالُ أقوام يرفعونَ أبصارهم إلى السماء في الصلاة، فاشتدَّ قوله في ذلك، حتى قال: لَيَنْتَهُنَّ عن ذلك، أو لتُخطَفَنَّ أبصارُهم» أخرجه البخاري [ص: 495] وأبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَتَخُطَفَنَّ) : الاختِطاف: الأخذ بالسرعة.   (1) رواه البخاري 2 / 193 في صفة الصلاة، باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة، وأبو داود رقم (913) في الصلاة، باب النظر في الصلاة، والنسائي 3 / 7 في السهو، باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/109) قال: حدثنا ابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر، والخفاف. وفي (3/112 و115 و 116) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/140) قال: حدثنا محمد بن بشر. وعبد بن حميد (1196) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. والدارمي (1307) قال: أخبرنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بشر. والبخاري (1/191) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (913) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (1044) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى. والنسائي (3/7) وفي الكبرى (457 و 1025) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، وشعيب بن يوسف، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (475) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (476) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. ثمانيتهم - ابن أبي عدي، وابن جعفر، والخفاف، ويحيى بن سعيد، وابن بشر، وعبد الأعلى، ويزيد، والأنصاري - عن سعيد بن أبي عروبة. 2- وأخرجه أحمد (3/258) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار. كلاهما - سعيد، وأبان - عن قتادة، فذكره. الحديث: 3701 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 494 3702 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لينتهينَّ أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء، أو لَتَخْطَفَنَّ أبصارُهم» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (429) في الصلاة، باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة، والنسائي 3 / 39 في السهو، باب النهي عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/29) قال: حدثني أبو الطاهر وعمرو بن سواد. والنسائي (3/39) وفي الكبرى (1108) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. كلاهما - أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وعمرو بن سواد - عن ابن وهب. قال: أخبرني الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء أو ليخطفن الله أبصارهم» . أخرجه أحمد (2/333) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (2/367) قال: حدثنا خلف. كلاهما - أبو النضر، وخلف - قالا: حدثنا المبارك عن الحسن، فذكره. الحديث: 3702 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 495 3703 - (م د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: لينتهينَّ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة، أو لا ترجعُ إليهم» . أخرجه مسلم وأبو داود، ولأبي داود قال: «دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المسجدَ فرأى فيه ناساً يصلون، رافعي أيديَهم إلى السماء، فقال: لينتهينَّ ... » وذكر الحديث (1) .   (1) رواه مسلم رقم (428) في الصلاة، باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة، وأبو داود رقم (912) في الصلاة، باب النظر في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/90 و 93) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/101) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/108) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. والدارمي (1306) قال: أخبرنا إسماعيل بن خليل، قال: حدثنا علي بن مسهر. ومسلم (2/29) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (912) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وابن ماجة (1045) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال: حدثنا سفيان. خمستهم - شعبة، وأبو معاوية، وسفيان، وابن مسهر، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، فذكره. الحديث: 3703 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 495 3704 - (س) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (1) [بن مسعود الهذلي] : أن رجلاً من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- حدَّثه: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا كان أحدُكم في الصلاة فلا يرفع بصَره إلى السماء: [أن] يُلتَمَعُ بَصَرُه» . أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يلتمع) : الالتماع: الاختلاس.   (1) في الأصل: عبد الله بن عبد الله بن عقبة، وهو خطأ، والتصحيح من النسائي وكتب الرجال. (2) 3 / 7 في السهو، باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/441) قال: حدثنا علي بن إسحاق. وفي (5/295) قال: حدثنا إبراهيم. والنسائي (3/7) قال: أخبرنا سويد بن نصر. ثلاثتهم - علي، وإبراهيم، وسويد - عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فذكره. الحديث: 3704 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 496 3705 - (ط) أبو جعفر القارئ: قال: «كنت أُصلي وعبد الله بن عمر ورائي، لا أشعر به، فالتَفَتُّ، فغمَزَني» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 164 في قصر الصلاة، باب الالتفات والتصفيق عند الحاجة في الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (393) فذكره. الحديث: 3705 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 496 3706 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَلحَظُ في الصلاة يميناً وشِمالاً، ولا يَلْوِي عُنُقَه خلفَ ظهرِهِ» . أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (587) في الصلاة، باب ما ذكر في الالتفات في الصلاة، والنسائي 3 / 9 في السهو، باب الرخصة في الالتفات في الصلاة يميناً وشمالاً، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 236 و 237 وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وذكر له الحاكم شاهداً من حديث سهل بن الحنظلية، وقال: هذا الالتفات غير ذلك، فإن الالتفات المباح أن يلحظ بينه يميناً وشمالاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/275) (2485) قال: حدثنا الحسن بن يحيى، والطالقاني. وفي (1/306) (2792) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق. وأبو داود (تحفة الأشراف) (6014) عن أحمد بن محمد بن ثابت المروزي. والترمذي (587) قال: حدثنا محمود بن غيلان، وغير واحد. والنسائي (3/9) قال: أخبرنا أبو عمار الحسين بن حريث. وفي الكبرى (444) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (485 و 871) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. ستتهم - الحسن، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وأحمد بن محمد بن ثابت، ومحمود، وأبو عمار، وإسحاق - قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، قال: حدثني ثور بن زيد، عن عكرمة، فذكره. - أخرجه أحمد (1/275) (2486) . والترمذي (588) قال: حدثنا محمود بن غيلان. كلاهما - أحمد ومحمود - عن وكيع، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن رجل من أصحاب عكرمة - وفي رواية محمود بن غيلان - عن بعض أصحاب عكرمة - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلحظ في صلاته، من غير أن يلوي عنقه. وأخرجه أبو داود - تحفة الأشراف - (6014) عن هناد، عن وكيع، عن عبد الله بن سعيد، عن رجل، عن عكرمة، عن النبي، - صلى الله عليه وسلم - قال أبو داود: وهذا أصح. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. - قال المزي: وحديث أبي داود في رواية أبي الطيب بن الأشناني. الحديث: 3706 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 496 3707 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا بُنيَّ، إياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هَلَكة، فإن كان ولابُدَّ ففي التطوع، لا في الفريضة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (589) في الصلاة، باب ما ذكر في الالتفات في الصلاة، من حديث علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب عن أنس، وعلي بن زيد بن جدعان، ضعيف، قال المنذري في " الترغيب والترهيب ": ورواية سعيد بن المسيب عن أنس غير مشهورة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (589) قال: حدثنا أبو حاتم مسلم بن حاتم البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 3707 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 497 3708 - (د) سهل بن الحنظلية - رضي الله عنه - قال: «ثُوِّبَ بالصلاة - يعني: صلاة الصبح - فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وهو يلتفت إلى الشِّعْب» . أخرجه أبو داود، وقال: «وكان أرسل فارساً إلى الشِّعب من الليل يحرسُ» (1) .   (1) رقم (916) في الصلاة، باب الرخصة في النظر في الصلاة، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 237 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (916 و 2501) قال: حدثنا الربيع بن نافع، أبو توبة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4650) عن محمد بن يحيى بن محمد بن كثير، عن أبي توبة الحلبي. وابن خزيمة (487) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا معمر بن عمر، (ح) وحدثناه فهد بن سليمان، قال: قرأت على أبي توبة، الربيع بن نافع. كلاهما - الربيع أبو توبة، ومعمر - قالا: حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد - يعني ابن سلام - أنه سمع أبا سلام، قال: حدثني السلولي، فذكره. الحديث: 3708 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 497 [النوع] الثالث: في أفعال متفرقة 3709 - (ت د س) صهيب - رضي الله عنه - قال: «مرَرْت برسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يصلِّي، فسلَّمتُ عليه، فردَّ إِليَّ إشارة - وقال: لا أعلم إلا أنه قال: إشارة بإصبعه» أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (925) في الصلاة، باب رد السلام في الصلاة، والترمذي رقم (367) في الصلاة، باب ما جاء في الإشارة في الصلاة، والنسائي 3 / 5 في السهو، باب رد السلام بالإشارة في الصلاة، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده، قال الترمذي: وفي الباب عن بلال، وأبي هريرة، وأنس، وعائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/332) قال: حدثنا حجاج بن محمد. والدارمي (1368) قال: أخبرنا أبو الوليد، هو الطيالسي. وأبو داود (925) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب، وقتيبة بن سعيد. والترمذي (367) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/5) وفي الكبرى (1018) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وقال الترمذي: وحديث مهيب حسن، لا نعرفه إلا من حديث الليث عن بكير. الحديث: 3709 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 497 3710 - (د ت س) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «خرج رسولُ - صلى الله عليه وسلم- إلى مسجد قُباء يصلي فيه، فجاءته الأنصار، فسلموا عليه وهو يصلِّي، قال ابنُ عمر: فقلت لبِلال: كيف رأيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يردُّ عليهم حين كانوا يسلِّمون عليه وهو يصلي؟ قال: هكذا - وبسط كفَّه، وجعل بطنَه أسفل، وظهرَه إلى فوق» . أخرجه أبو داود، وأخرجه الترمذي: قال: ابنُ عمر: «قلتُ لبلال: كيف كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يردُّ عليهم حين كانوا يسلِّمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: كان يُشيرُ بيده» . وفي أخرى له قال: «قلت لبلال: كيف كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يردُّ عليم حين كانوا يسلمون عليه في مسجد بني عمرو بن عوف؟» قال: كان يرد إشارة، وفي رواية النسائي عوَض «بلال» : «صهيب» وقال في آخره: «كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصنع إذا سُلِّم عليه؟ قال: كان يشير بيده» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (927) في الصلاة، باب رد السلام في الصلاة، والترمذي رقم (368) في الصلاة، باب ما جاء في الإشارة في الصلاة، والنسائي 3 / 5 و 6 في السهو، باب رد السلام بالإشارة في الصلاة، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله، قال في " عون المعبود ": اعلم أنه ورد الإشارة لرد السلام في هذا الحديث بجميع الكف، وفي حديث جابر باليد، وفي حديث ابن عمر عن صهيب بالإصبع، وفي حديث ابن مسعود عند البيهقي بلفظ: فأوما برأسه، وفي رواية له: فقال برأسه، يعني الرد، ويجمع بين هذه الروايات بأنه صلى الله عليه وسلم فعل هذا مرة، وهذا مرة، فيكون جميع ذلك جائزاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/12) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (927) قال: حدثنا الحسين بن عيسى الخراساني الدامغاني، قال: حدثنا جعفر بن عون. والترمذي (368) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، وجعفر - قالا: حدثنا هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. والرواية الأخرى: أخرجه الحميدي (148) . وأحمد (2/10) (4568) . والدارمي (1369) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. وابن ماجه (1017) قال: حدثنا علي بن محمد الطنافسي. والنسائي (3/5) وفي الكبرى (1019) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي. وابن خزيمة (888) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا علي بن خشرم، وأبو عمار. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، ويحيى بن حسان، والطنافسي، ومحمد بن منصور المكي، وعبد الجبار بن العلاء، وابن خشرم، وأبو عمار - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا زيد بن أسلم، فذكره. - قال سفيان: قلت لرجل: سله، أسمعته من ابن عمر، فقال: يا أبا أسامة، أسمعته من ابن عمر؟ فقال: أما أنا فقد كلمته وكلمني، ولم يقل سمعته منه. الحميدي (148) ، وأحمد (2/10) (4568) . الحديث: 3710 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 498 3711 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 499] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «التسبيحُ للرجال - يعني في الصلاة - والتُّصفيقُ للنساء» أخرجه الجماعة إلا الموطأ. وقال الترمذي: قال علي: «كنتُ إذا استأذنتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- سبَّح» . وللنسائي أيضاً إلى قوله: «للرجال» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التسبيح للرجال) : يعني: إذا أرادوا أن ينبهوا أحداً في الصلاة من سهو أو غيره؛ قالوا: سبحان الله. (التصفيق للنساء) : يعني: أنهن يصفقن، ولا يتكلَّمن بالتسبيح مثل الرجال.   (1) رواه البخاري 3 / 62 في العمل في الصلاة، باب التصفيق للنساء، ومسلم رقم (422) في الصلاة، باب تسبيح الرجال وتصفيق المرأة، وأبو داود رقم (939) في الصلاة، باب التصفيق في الصلاة، والترمذي رقم (369) في الصلاة، باب ما جاء أن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء، والنسائي 3 / 11 و 12 في السهو، باب التسبيح في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (948) . وأحمد (2/241) . والدارمي (1370) قال: حدثنا يحيى بن حسان. والبخاري (2/79) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (2/27) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. وأبو داود (939) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (1034) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار. والنسائي (3/11) . وفي الكبرى (449 و 1039) قال: أخبرنا قتيبة، ومحمد بن المثنى. وابن خزيمة (894) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن محمد الزهري، وعلي بن خشرم. جميعهم - الحميدي، وأحمد، ويحيى بن حسان وعلي بن عبد الله، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير، وقتيبة، وهشام بن عمار، ومحمد بن المثنى، وعبد الجبار، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن محمد، وعلي بن خشرم - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. - أخرجه أحمد (2/529) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. ومسلم (2/27) قال: حدثنا هارون بن معروف، وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي (3/11) . وفي الكبرى (1040) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. كلاهما - محمد بن أبي حفصة، ويونس - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. - وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «التسبيح للرجال والتصفيق للنساء» . أخرجه أحمد (2/261) قال: حدثنا يعلى. وفي (2/440) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (2/479) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/27) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الفضيل يعني ابن عياض ح وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عيسى بن يونس. والترمذي (369) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (3/11) ، وفي الكبرى (1041) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الفضيل بن عياض ح وأنبأنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. وفي الكبرى (458) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الفضيل. سبعتهم - يعلى بن عبيد، ومحمد بن عبيد، وشعبة، والفضيل بن عياض، وأبو معاوية، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن المبارك - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان، فذكره. - وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء، في الصلاة» . أخرجه أحمد (2/290) قال: حدثنا مروان. قال: أخبرني عوف. وفي (2/432 و 473) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف. وفي (2/492) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا عوف. وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. والنسائي (3/12) وفي الكبرى (1042) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف. كلاهما - عوف، وهشام بن حسان - عن محمد بن سيرين، فذكره. - وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «التسبيح للقوم، والتصفيق للنساء، في الصلاة» . أخرجه أحمد (2/317) . ومسلم (2/27) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. - وعن عطاء، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء» . أخرجه أحمد (2/376) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، فذكره. - وعن خلاس، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك. هكذا ذكره أحمد عقيب حديث الحسن قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء، في الصلاة» . أخرجه أحمد (2/492) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا عوف، عن خلاس، فذكره. - وعن أبي غطفان، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «التسبيح للرجال - يعني في الصلاة - والتصفيق للنساء؛ من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه فليعد لها» . يعني الصلاة. أخرجه أبو داود (944) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس، عن أبي غطفان، فذكره. - قال أبو داود: هذا الحديث وهم. الحديث: 3711 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 498 3712 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 62 في العمل في الصلاة، باب التصفيق للنساء، وباب ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة للرجال، وباب رفع الأيدي في الصلاة لأمر ينزل به، وفي السهو، باب الإشارة في الصلاة، وفي الصلح، باب ما جاء في الإصلاح بين الناس، وباب قول الإمام لأصحابه: اذهبوا بنا نصلح، وفي الأحكام، باب الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم، ومسلم رقم (421) في الصلاة، باب تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (119) . والحميدي (927) قال: حدثنا سفيان - ابن عيينة - وأحمد (5/330) قال: حدثنا سفيان - ابن عيينة -. وفي (5/331) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا المسعودي. وفي (5/332) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/332) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد، قال: حدثني عبيد الله بن عمر. (قال حماد: ثم لقيت أبا حازم، فحدثني به. فلم أنكر مما حدثني شيئا) . وفي (5/335) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (الثوري) (ح) وعبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان الثوري. وفي (5/336) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -وفي (5/337) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (5/338) قال: حدثنا حجين بن المثنى، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن أبي سلمة -. وعبد بن حميد (450) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والدارمي (1371) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا حماد بن زيد، وفي (1372) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وعبد العزيز بن محمد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وسفيان بن عيينة. والبخاري (1/174) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/79) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (2/80) قال: حدثنا يحيى، قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان الثوري، وفي (2/83 قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز. وفي (2/88) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (3/239) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان، وفي (9/92) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد. ومسلم (2/25) قال: حدثني يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي (2/26) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم (ح) وقال قتيبة: حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن القاري. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: أخبرنا عبد الأعلى، قال: حدثنا عبيد الله وأبوداود (940) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وفي (941) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا حماد بن زيد. وابن ماجه (1035) قال: حدثنا هشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/77) . وفي الكبرى (770) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن. وفي (2/82) . وفي الكبرى (779) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة، عن حماد بن زيد. وفي (3/3) وفي الكبرى (439 و 1015) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبيد الله، وهو ابن عمر. وفي (8/243) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (853) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم (ح) وحدثنا إسماعيل بن بشر ابن منصور السليمي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن عبيد الله (ح) . وحدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا عبيد الله - يعني ابن عمر - وفي (854) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي (1517) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - وفي (1574) قال: حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، قالا: حدثنا عبد الأعلى، عن عبيد الله، وفي (1623) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان - ابن عيينة - (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، أن مالكا حدثه. جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والمسعودي، وحماد بن زيد، وعبيد الله بن عمر، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، ومعمر، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد العزيز بن محمد، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب بن عبد الرحمن، وأبو غسان - عن أبي حازم، فذكره. - أخرجه البخاري (3/240) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وإسحاق بن محمد الفروي، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، عن أبي حازم، فذكره. مختصرا على. الحديث: 3712 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 499 3713 - (م د س) عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه -: قال: «صلَّيتُ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فرأيتُه تَنَخَّع فدَلكها بنعله اليسرى» . أخرجه مسلم وفي رواية أبي داود قال: «أتيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلِّي فبزَقَ تحت قدمه اليسرى» زاد في أخرى «ثم دَلَكَهُ بنعله» . وفي رواية النسائي «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تَنَخَّعَ فدَلكَهُ برجلِه اليسرى» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَنَخَّعَ) الإنسان: إذا رمى بنُخَاعته، وهي النخامة، أي البزقة التي تخرج من أقصى الحلق.   (1) رواه مسلم رقم (554) في المساجد، باب النهي عن البصاق في المسجد، وأبو داود رقم (483) في الصلاة، باب في كراهية البزاق في المسجد، والنسائي 2 / 52 في المساجد، باب بأي الرجلين يدلك بصاقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/25) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (482) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن خزيمة (879) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار البصري، والحجاج بن منهال. أربعتهم - عفان، وموسى، والعلاء، والحجاج - عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن أخيه مطرف بن عبد الله، فذكره. - أخرجه أحمد (4/25) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/25) قال: حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم. وفي (4/25) قال: حدثنا علي بن عاصم. ومسلم (2/77) قال: حدثني يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا يزيد بن زريع. وأبو داود (483) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي (2/52) ، وفي الكبرى (717) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (878) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن علية (ح) وحدثنا الصنعاني، قال: حدثنا يزيد - يعني ابن زريع -. (ح) وحدثنا أبو بشر الواسطي، قال: حدثنا خالد. سبعتهم - معمر، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وعلي بن عاصم، ويزيد بن زريع، وعبد الله بن المبارك، وإسحاق بن يوسف، وخالد - عن سعيد الجريري. 2- وأخرجه مسلم (2/77) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا كهمس. كلاهما - الجريري، وكهمس - عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، فذكره. ليس فيه أخوه - مطرف بن عبد الله -. الحديث: 3713 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 500 3714 - (د) أبو بصرة - رضي الله عنه -: قال: «بَزَقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في ثوبه، وَحَكَّ بعضه ببعض» . وعن أنس مثله. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (389) و (390) في الطهارة، باب البصاق يصيب الثوب، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (389) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت البناني عن أبي نضرة، فذكره. وفي (390) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن حميد، عن أنس، فذكره. الحديث: 3714 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 500 3715 - (د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «جئت يوماً من خارج ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي في البيت والباب عليه مُغْلق، فاسْتَفْتَحْتُ فتقدَّم وفتح لي، ثم رجع القَهْقَرى إلى مصلاه، فأتمَّ صلاتَه» . أخرجه أبو داود والترمذي، قال الترمذي: «ووصفْت: أن الباب كان في القبلة» . وفي رواية [ص: 501] النسائي قالت: «استفتحتُ الباب ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي تطوعاً، والباب على القِبلة، فمشى عن يمينه- أو عن يساره - ففتح الباب، ثم رجع إلى مصلاه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القَهقَرَى) : الرجوع إلى وراء، وهو أن يمشي الإنسان إلى ما يخالف جهة وجهة، ولا يردُّ وجهه.   (1) رواه أبو داود رقم (922) في الصلاة، باب العمل في الصلاة، والترمذي رقم (601) في الصلاة، باب ذكر ما يجوز من المشي والعمل في صلاة التطوع، والنسائي 3 / 11 في السهو، باب المشي أما القبلة خطى يسيرة، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/31) قال: أخبرنا بشر بن المفضل. وفي (6/183) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفي (6/234) قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي. وأبو داود (922) قال: حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد واللفظ له. قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. والترمذي (601) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف. قال: حدثنا بشر بن المفضل. والنسائي (3/11) وفي الكبرى (438 و 1038) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا حاتم بن وردان. أربعتهم - بشر بن المفضل، وعلي بن عاصم، وعبد الأعلى، وحاتم بن وردان - عن برد بن سنان أبي العلاء، عن الزهري، عن عروة، فذكره. - الروايات مطولة ومختصرة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 3715 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 500 3716 - (د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اقْتُلُوا الأَسْوَدَيْنِ في الصلاة: الحيَّةَ والعقرب» . أخرجه أبو داود والترمذي، وفي رواية النسائي: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بقتل الأسودين في الصلاة» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (921) في الصلاة، باب العمل في الصلاة، والترمذي رقم (390) في الصلاة، باب ما جاء في قتل الحية والعقرب في الصلاة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 256 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي في الكبرى (527) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب. قال: حدثنا الليث. قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. وأخرجه أحمد (2/233 و 490) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/248) قال: حدثنا سفيان. قال: حفظت عن معمر. وفي (2/255) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. وفي (2/284) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن علي بن المبارك. وفي (2/475) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا علي بن المبارك. (ح) وإسماعيل. قال: أخبرني علي بن المبارك. والدارمي (1512) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام. وأبو داود (921) قال حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا علي بن المبارك. وابن ماجة (1245) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن معمر. والترمذي (390) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن علية وهو ابن إبراهيم، عن علي بن المبارك. والنسائي (3/10) وفي الكبرى (435 و 1034) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن سفيان ويزيد وهو ابن زريع، عن معمر. وفي (3/10) وفي الكبرى (1035) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا سليمان بن داود أبو داود. قال: حدثنا هشام، وهو ابن أبي عبد الله، عن معمر. وابن خزيمة (869) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن معمر. (ح) وحدثنا محمد بن هشام. قال: حدثنا يحيى بن اليمان. (ح) وحدثنا أبو موسى. قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا غندر. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن جعفر. قالوا: حدثنا معمر. ثلاثتهم - معمر، وهشام، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير، عن ضمضم بن جوس، فذكره. - في رواية عبد الرزاق عند أحمد: «عن يحيى بن أبي كثير، أراه قال: عن ضمضم، عن أبي هريرة» . الحديث: 3716 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 501 3717 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غلاماً لنا، يقال له: أفْلَحُ، إذا سجدَ نَفَخ، فقال: يا أَفْلَحُ، تَرِّبْ وجهك» . وفي أخرى «مولى لنا، يقال له: ربَاح» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (381) في الصلاة، باب في كراهية النفخ في الصلاة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/301) قال: حدثنا طلق بن غنام بن طلق. قال: حدثنا سعيد بن عثمان الوراق. وفي (6/323) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا أبو حمزة. والترمذي (381) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا عباد بن العوام. قال: أخبرنا ميمون أبو حمزة. وفي (382) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ميمون أبي حمزة. كلاهما - سعيد بن عثمان، وميمون أبو حمزة - عن أبي صالح مولى طلحة، فذكره. - في رواية طلق بن غنام بن طلق: يسار. - وفي رواية عفان، وأحمد بن عبدة الضبي: رباح. - وفي رواية أحمد بن منيع: أفلح. وله متابعة: عن كريب، عن أم سلمة بلفظ: «مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بغلام لهم يقال له رباح، وهو يصلي، فنفخ في سجوده، فقال له: يا رباح، لا تنفخ، إن من نفخ فقد تكلم» . أخرجه النسائي في الكبرى (463) قال: أخبرني الحسين بن عيسى القوسي البسطامي. قال: حدثنا أحمد بن أبي طيبة، وعفان بن سيار، عن عتبة بن الأزهر، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، فذكره. الحديث: 3717 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 501 3718 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن السَّدْل في الصلاة، وأن يُغَطِّيَ الرجُل فاهُ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّدْل) : المنهي عنه في الصلاة: هو أن يلتحف بثوبه، ويُدخل يديه من داخل، فيركع ويسجد، وهو كذلك، وكان هذا فعل اليهود، فنهوا عنه، وهو مطرد في القميص وغيره من الثياب، وقيل: هو أن يضع وسط الإزار على رأسه، ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه. (أن يُغطي الرجل فاه) : ومعناه: أن العرب كان من عادتها التلثم بالعمائم على الأفواه، فنُهوا عن ذلك في الصلاة، فإن عرض للمصلي التثاؤب في الصلاة، فليغطِّ فاه، فإنه قد جاء في حديث (2) .   (1) رواه أبو داود رقم (643) في الصلاة، باب ما جاء في السدل في الصلاة، والترمذي رقم (378) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية السدل في الصلاة، وهو حديث حسن. (2) انظر صحيح مسلم رقم (2995) في الزهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عسل بن سفيان. وفي (2/341) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا وهيب وحماد، عن عسل. وفي (2/345) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أنبأنا عسل بن سفيان التميمي. وفي (2/348) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن عسل. والدارمي (1386) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن عسل. والترمذي (378) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا قبيصة، عن حماد بن سلمة، عن عسل بن سفيان. وابن خزيمة (772 و 918) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، عن الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول. كلاهما - عسل بن سفيان، وسليمان الأحول - عن عطاء، فذكره. - أخرجه أبو داود (643) قال: حدثنا محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى، عن ابن المبارك، عن الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء. قال إبراهيم: عن أبي هريرة، فذكره. - وأخرجه ابن ماجة (966) قال: حدثنا أبو سعيد، سفيان بن زياد المؤدب. قال: حدثنا محمد بن راشد، عن الحسن بن ذكوان، عن عطاء، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «سليمان الأحول» . - رواية عسل بن سفيان مختصرة على: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن السدل في الصلاة» . - وعن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن من الجفاء أن يكثر الرجل مسح جبهته، قبل الفراغ من صلاته» . أخرجه ابن ماجة (964) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا ابن أبي فديك. قال: حدثنا هارون بن هارون بن عبد الله بن الهدير التيمي، عن الأعرج، فذكره. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة لا نعرفه من حديث عطاء، عن أبي هريرة، مرفوعا إلا من حديث عسل بن سفيان. الحديث: 3718 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 502 3719 - (خ) الأزرق بن قيس قال: «كنا بالأهواز نُقاتل الحَرُوريَّةَ، فبينا أنا على جُرُفِ نهر، إذْ جاءَ رجل، فقام يصلي، وإذا لِجامُ دابته بيده، فجعلت الدابةُ تنازعه، وجعل يَتْبَعها - قال شعبة: هو أبو بَرْزةَ [ص: 503] الأسلميُّ - فجعل الرجل من الخوارج (1) يقول: اللهم افعل بهذا الشيخ، فلما انصرف الشيخ قال: إني سمعتُ قولَكم، وإِني غزوتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ستَّ غزَوَات - أو سبْعَ غَزَوات، أو ثمان (2) - وشهدتُ تيسيره، وإِني [إن] كنتُ أرجع مع دابَّتي أحبُّ إليَّ من أن أَدَعَها ترجع إلى مأْلَفِها (3) ، فيَشُقُّ عليَّ» . وفي أخرى قال: «كنا على شاطئ النهر بالأهواز، وقد نَضب عنه الماءُ، فجاء أبو بَرزَة على فرس، فصلى، وخلَّى فرسه، فانطلقتِ الفرسُ، فترك صلاتَه وتَبِعها، حتى أدركها فأخذها، ثم جاء فقضى صلاته، وفينا رجل له رأْي فأقبل يقول: انظروا إلى هذا الشيخ؟ ترك صلاته من أجل فرس، فأقبل فقال: ما عنَّفني أحد منذ فارقتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: وقال: إن منزلي مُتَراخٍ، فلو صليَّتُ وتركته لم آتِ أهلي إلى الليل، وذكر أنه قد صحب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فرأى من تيسيره» . أخرجه البخاري (4) . [ص: 504] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَضَب الماء) : إذا غار. (رجل له رأي) : يقال: فلان من أصحاب الرأي، وفلان له رأي: إذا كان من أصحاب القياس، والمحدِّثون يسمون أصحاب القياس: أصحاب الرأي، يعنون: أنهم يأخذون بآرائهم فيما يُشكل من الحديث أو ما لم يأت فيه حديث، وكذلك يقال: فلان من أهل الرأي: أي أنه يرى رأي الخوارج، وهو الذي أراد في الحديث: أي أكره أن أمرَّ بين يديه من جانب إلى جانب. (تيسيره) : التيسير: التسهيل والتخفيف.   (1) في نسخ البخاري المطبوعة: فجعل رجل من الخوارج. (2) وفي رواية الكشميهني: أو ثمانياً، بالياء والتنوين. وفي بعضها: أو ثماني، بالياء من غير تنوين، والكل صواب. قال الحافظ في " الفتح ": وقد رواه عمرو بن مرزوق بلفظ: سبع غزوات بغير شك. (3) في الأصل: إلى ماء لها، والتصويب من نسخ البخاري المطبوعة. (4) 3 / 65 و 66 في العمل في الصلاة، باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة، وفي الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يسروا ولا تعسروا ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/420) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة: وفي (4/423) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. والبخاري (2/81) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/37) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وابن خزيمة (866) قال: حدثنا أحمد بن عبده، قال: أخبرنا حماد، يعني ابن زيد. كلاهما - شعبة، وحماد - عن الأزرق بن قيس، فذكره. الحديث: 3719 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 502 الفرع السابع: في قِبلة المصلِّي وما يتعلق بها، وفيه نوعان [النوع] الأول: في المعترض بين يدي المصلي 3720 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة» . وفي أخرى قالت: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاتَه من الليل كلَّها، وأنا معترضة بينه وبين القبلة، فإذا أراد أن يوتِرَ أيقظني فأوترتُ» هذه للبخاري ومسلم، وللبخاري [ص: 505] مرسلاً عن عروة «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي وعائشة بينه وبين القبلة على الفِراش الذي ينامان عليه» . ولمسلم «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي صلاتَه بالليل وهي معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت» . وفي أخرى له قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل، فإذا أوتر قال: قومي فأوتري يا عائشة» . وله في أخرى قالت عائشة: «ما يقطع الصلاة؟» قال عروة: «فقلنا: المرأة والحمار، فقالت: إن المرأة لدابَّة سَوء؟ لقد رأيتُني بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- معترضة كاعتراض الجِنازة وهو يصلي» . وفي أخرى لهما «أن عائشة ذُكر عندها ما يقطع الصلاة، فذُكر الكلبُ والحمار والمرأة، فقالت: لقد شبهتمونا بالحُمُر والكِلاب، والله لقد رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يصلي على السرير وأنا بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجة، فأكره أن أجلس فأوذيَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأنسَلُّ من قِبَل رجليه» . وفي أخرى لهما، قالت: «عَدََلتُمونا بالكلاب والحُمُر؟ لقد رأيتُني مضطجعة على السرير، فيجيء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيتوسط السرير فيصلي، فأكره أن أَسْنَحَه، فأنسلُّ من قِبَل رِجْلَيِ السَّرير، حتى أنسلَّ من لحافي» . وفي أخرى لهما قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي في وسط السرير، وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، تكون لي الحاجة فأكره أن أقومَ فأستقبلَه، فأنسلُّ انسلالاً» ، وفي أخرى لهما قالت: «كنت أنام بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم- ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجليَّ، [ص: 506] وإذا قام بسطتهما، قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح» . وأخرج الموطأ هذه الرواية الآخرة، وأخرج أبو داود الرواية الثانية، وله في أخرى، قالت: «كنت أكون نائمة ورجلاي بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي من الليل، فإذا أراد أن يسجد ضرب رجليَّ فقبضتهما فسجد» . وله في أخرى قالت: «كنت أنام وأنا معترضة في قبلة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فيصلي وأنا أمامَه، فإذا أراد أن يوتر غمزني فقال: تَنَحِّي» . وأخرج النسائي الرواية الثانية والأخيرة التي قبلها، وله في أخرى نحو رواية أبي داود الآخرة، وقال: «حتى إذا أراد أن يوتر مسَّني برجله» ولأبي داود في أخرى قالت: «بئسما عدَلْتمونا بالحمار والكلب، لقد رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلي وأنا معترضة بين يديه، فإذا أراد أن يسجد غمز رجليَّ، فضممتهما إليَّ، ثم سجد» . وله في أُخرى قالت: «كنت بين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وبين القبلة، قال شعبة: وأحسبها قالت: وأنا حائض» قال أبو داود: رواه جماعة عن جماعة ولم يذكروا «حائضاً» (1) . [ص: 507] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أن أسنحه) : السانح عند العرب: ما مر بين يديك من عن يسارك إلى يمينك من طائر أو غيره، وكانت العرب تتيمَّن به، ويقال: سَنَحَ لي رأي في كذا: أي عرض.   (1) رواه البخاري 1 / 413 في الصلاة في الثياب، باب الصلاة على الفراش، وفي سترة المصلي، باب التطوع خلف المرأة، وفي العمل في الصلاة، باب ما يجوز من العمل في الصلاة، وفي سترة المصلي، باب الصلاة إلى السرير، وباب استقبال الرجل وهو يصلي، وباب الصلاة خلف النائم، وباب من قال: لا يقطع الصلاة شيء، وباب هل يغمز الرجل امرأته عند السجود لكي يسجد، وفي الوتر، باب إيقاظ النبي صلى الله عليه وسلم أهله بالوتر، وفي الاستئذان، باب السرير، ومسلم رقم (512) في الصلاة، باب الاعتراض بين يدي المصلي، والموطأ 1 / 117 في صلاة الليل، باب ما جاء في صلاة الليل، وأبو داود رقم (711) و (712) و (713) و (714) في الصلاة، باب من المرأة لا تقطع الصلاة، والنسائي 1 / 101 و 102 في الطهارة، باب ترك الوضوء من مس الرجل امرأته من غير شهوة، وفي القبلة، باب الرخصة في الصلاة خلف النائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (171) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الزهري. وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (6/50) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (6/86) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثني الزهري وعطاء بن أبي رباح، وفي (6/94 و 176) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. قال: حدثني سعد بن إبراهيم. وفي (6/98 و 176) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. وفي (6/98) قال: وحجاج. قال: أخبرنا شعبة، عن سعد ابن إبراهيم. وفي (6/126) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، وفي (6/134) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. قال: أخبرني أبو بكر بن حفص. وفي (6/192 و 205) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (6/200) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني عطاء. وفي (6/205) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن الأعمش، عن تميم، يعني ابن سلمة. وفي (6/231) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا هشام. وفي (6/275) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير. والدارمي (1420) أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب. والبخاري (1/107) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وفي (1/136) و (2/31) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا هشام. وفي (1/137) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب أنه سأل عمه عن الصلاة يقطعها شيء؟ فقال: لا يقطعها شيء. ومسلم (2/60) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، عن هشام. (ح) وحدثني عمرو بن علي. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص. وفي (2/168) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة. وأبو داود (710) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. وفي (711) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا هشام بن عروة. وابن ماجة (956) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. والنسائي (2/67) وفي الكبرى (746) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وابن خزيمة (822) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (823) قال: حدثنا أحمد بن عبده. قال: أخبرنا حماد - يعني ابن زيد، عن هشام بن عروة. (ح) وحدثنا أحمد. قال: أخبرنا حماد. قال: قال أيوب: عن هشام. وفي (824) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا ابن بشر. قالا: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة. سبعتهم - ابن شهاب الزهري، وهشام بن عروة، وعطاء بن أبي رباح، وسعد بن إبراهيم، وأبو بكر بن حفص، ومحمد بن جعفر بن الزبير، وتميم بن سلمة - عن عروة بن الزبير، فذكره. - وأخرجه البخاري (1/107) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث، عن يزيد، عن عراك، - عن عروة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه. مرسلا. - وعن الأسود، عن عائشة؛ قالت: «عدلتمونا بالكلاب والحمر. لقد رأيتني مضطجعة على السرير. فيجيئ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيتوسط السرير. فيصلي. فأكره أن أسنحه. فأنسل من قبل رجلي السرير. حتى أنسل من لحافي» . أخرجه أحمد (6/42) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/125 و 132) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد، عن حماد. وفي (6/174) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج. قال: أخبرنا شعبة، عن منصور. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير، عن الأعمش. (ح) وحدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا قطبة، عن الأعمش وفي (6/266) قال: حدثنا عبيدة. قال: حدثني منصور. والبخاري (1/135) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (1/136) قال: حدثنا إسماعيل بن خليل. قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش. وفي (1/137) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (2/60) قال: حدثنا عمرو الناقد وأبو سعيد الأشج. قالا: حدثنا حفص بن غياث. ح وحدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، عن منصور. والنسائي (2/65) وفي الكبرى (742) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة، عن منصور. وابن خزيمة (825) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا حفص، يعني أبو غياث، عن الأعمش. وفي (826) قال: حدثناه الدورقي. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. ثلاثتهم - الأعمش، وحماد بن أبي سليمان، ومنصور - عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. - وعن مسروق، عن عائشة. وذكر عندها ما يقطع الصلاة. الكلب والحمار والمرأة. «فقالت عائشة: قد شبهتمونا بالحمير والكلاب. والله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأنا على السرير. بينه وبين القبلة مضطجعة. فتبدوا لي الحاجة. فأكره أن أجلس فأوذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنسل من عند رجله» . أخرجه أحمد (6/41) قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا قطبة. والبخاري (1/136) قال: حدثنا إسماعيل بن خليل. قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (1/137) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. وفي (8/76) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا جرير. ومسلم (2/60) قال: حدثنا عمرو الناقد وأبو سعيد الأشج. قالا: حدثنا حفص بن غياث. (ح) وحدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (825) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث. خمستهم - حفص بن غياث، وعبد الله بن نمير، وقطبة، وجرير، وعلي بن مسهر - عن الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق، فذكره. - الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ رواية مسلم. - وعن القاسم، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: «بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار، لقد رأيتني ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فقبضتهما» . أخرجه أحمد (6/44 و 54) والبخاري (1/138) قال: حدثنا عمرو بن علي. وأبو داود (712) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (1/102) وفي الكبرى (155) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي، ومسدد، ويعقوب بن إبراهيم - عن يحيى، عن عبيد الله. قال: سمعت القاسم بن محمد، فذكره. - أثبتنا لفظ رواية البخاري. - وعن راشد بن سعد، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقطع صلاة المسلم شيء إلا الحمار والكافر والكلب والمرأة. فقالت عائشة: يا رسول الله، لقد قرنا بدواب سوء» . أخرجه أحمد (6/84) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا صفوان. قال: حدثنا راشد بن سعد، فذكره. - وعن القاسم بن محمد، عن عائشة؛ «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي صلاته بالليل، وهي معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت» . ورواية عبد الرحمن بن القاسم: «إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي وأني لمعترضة بين يديه اعتراض الجنازة، حتى إذا أراد أن يوتر مسني برجله» . أخرجه أحمد (6/259) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن يزيد، يعني ابن الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم. ومسلم (2/168) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. والنسائي (1/101) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث. قال: أنبأنا ابن عبد الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم. كلاهما - عبد الرحمن بن القاسم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن - عن القاسم بن محمد، فذكره. - وعن عطاء، عن عائشة، «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي، وهي معترضة عن يمينه وعن شماله» . أخرجه أحمد (6/95) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام، وفي (6/146) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد. كلاهما - همام، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة، عن عطاء فذكره. وعن عروة، عن عائشة. «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى وهي معترضة بين يديه. وقال: أليس هن أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم» . أخرجه أحمد (6/64) قال: حدثنا يونس. وفي (6/54) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ. كلاهما - يونس، وأبو عبد الرحمن - عن داود بن أبي الفرات، عن إبراهيم بن ميمون الصائغ، عن عطاء، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 3720 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 504 3721 - (م ت د س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قام أحدكم يصلِّي، فإِنه يستره إذا كان بين يديه مثلُ آخرة الرَّحل، فإذا لم يكن بين يديه مثلُ آخرة الرحَّل، فإنه يقطع صلاتَه الحمارُ، والمرأة، والكلب الأسودُ» ، قلت: يا أبا ذر: ما الكلب الأسود، من الكلب الأحمر، من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي، سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كما سألتني، فقال: «الكلب الأسود شيطان» . وزاد الترمذي بعد قوله: كآخرة الرَّحْل «أو كواسطة الرَّحْل» . وجعل عوض «الأصفر» «الأبيض» . وأخرجه أبو داود، وأول روايته قال: «يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه كَقَدرِ آخِرة الرَّحْل ... » الحديث، وأخرجه النسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (510) في الصلاة، باب قدر ما يستر المصلي، والترمذي رقم (338) في الصلاة، باب ما جاء أنه لا يقطع الصلاة إلا الكلب والحمار والمرأة، وأبو داود رقم (702) في الصلاة، باب ما يقطع الصلاة، والنسائي 2 / 63 في القبلة، باب ذكر ما يقطع الصلاة وما لا يقطع إذا لم يكن بين يدي المصلي سترة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/149) قال: ثنا عفان، قال: حدثنا شعبة وفي (5/151 و 160) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. وفي (5/155) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (5/158) قال: حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة. وفي (5/161) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. والدارمي (1421) قال: أخبرنا أبو الوليد، وحجاج قالا: حدثنا شعبة. ومسلم (2/59) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية (ح) قال: وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس. (ح) حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا إسحاق أيضا، قال: أخبرني المعتمر بن سليمان، قال: سمعت سلم بن أبي الذيال. (ح) وحدثني يوسف بن حماد، قال: حدثنا زياد البكائي، عن عاصم الأحول. وأبو داود (702) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبد السلام بن مطهر، وابن كثير، أن سليمان بن المغيرة أخبرهم. وابن ماجة (952) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3210) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله، قال: حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة. والترمذي (338) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس بن عبيد، ومنصور بن زاذان. والنسائي (2/63) وفي الكبرى (737) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: أنبأنا يزيد، قال: حدثنا يونس. وابن خزيمة (806) قال: حدثنا الدورقي، قال حدثنا ابن علية، عن يونس. وفي (830) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن علية، عن يونس. (ح) وحدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. قال: حدثنا يونس. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس ومنصور، وهو ابن زاذان (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا هلال بن بشر، قال: حدثنا سالم بن نوح، عن عثمان بن عامر. (ح) وحدثنا نصر بن مرزوق قال: حدثنا أسد، يعني ابن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، ويونس بن عبيد، وحبيب بن الشهيد. (ح) وحدثنا الدورقي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن سلم، وهو ابن أبي الذيال (ح) وحدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا سهل بن أسلم، يعني العدوي. وفي (831) قال: حدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي. قال: حدثنا هشام. جميعهم - شعبة، ويونس، وسليمان بن المغيرة، وجرير، وسلم بن أبي الذيال، وعاصم الأحول، ومنصور ابن زاذان، وعثمان بن عامر، وأيوب، وحبيب بن الشهيد، وسهل بن أسلم، وهشام بن حسان - عن حميد ابن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. - وعن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر. قال: يقطع الصلاة الكلب الأسود - أحسبه قال: والمرأة الحائض - قال: قلت لأبي ذر: ما بال الكلب الأسود؟ قال: أما إني قد سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: إنه شيطان. أخرجه أحمد (5/64) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. الحديث: 3721 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 507 3722 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال أبو الصهباء: تذاكرنا ما يقطَعُ الصلاة عند ابن عباس، فقال: جئتُ أنا وغلام من بني عبد المطلب على حمار، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي، فنزل ونزلتُ، فتركنا الحمارَ أمام الصف، فما بالاه، وجاءت جاريتان من بني عبد المطلب فدخلتا بين الصف، فما بالى ذلك، وفي رواية بهذا الحديث وقال: جاءت جاريتان من بني عبد المطلب اقتتلتا، فأخذهما ففرَعَ بينهما. وفي أخرى: فنزع إحداهما من الأخرى، فما بالَى ذلك» . وفي أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا صلى أحدكم إلى غيرِ السُّتْرة فإنه يقطع صلاتَه: الحمارُ، والخنزيرُ، واليهوديُّ، والمجوسيُّ، والمرأةُ، وتجزئ عنه: إذا مَرُّوا بين يديه على قَذْفَةٍ بحجر» (1) . وفي أخرى قال: «يقطع الصلاة: المرأة الحائض، والكلب» (2) . قال أبو داود في الأول: عن ابن عباس، أحسبه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقال في الثاني: رفعه شعبة. [ص: 509] أراد بالثاني: هذه الرواية الآخرة، وبالأول: التي قبلها. وفي أخرى قال: «أقبلتُ راكباً على أتانِ، وأنا يومئذ قد ناهزتُ الاحتلام والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررتُ بين يدي الصفِّ فنزلتُ، وأرسلتُ الأتانَ ترْتعُ، ودخلتُ في الصف، فلم ينكر ذلك عليَّ أحد» . زاد في رواية: «بمنى في حجة الوَدَاع» . هذه روايات أبي داود» . وأخرج البخاري ومسلم والموطأ الرواية الآخرة. وأخرج الترمذي قال: «كنتُ رديفَ الفضل على أتان: فجئنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي بأصحابه بمنى، فنزلنا عنها، فوصلنا الصفَّ، فمرَّتْ بين أيديهم، فلم تقطع صلاتَهم» . وأخرج النسائي الرواية الثانية، وله في أخرى قال: «جئتُ أنا والفضلُ على أَتان لنا، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي بالناس بعرفة.. ثم ذَكَرَ كلمة معناها، فمررنا على بعض الصفِّ - فنزلنا وتركناها ترتع، فلم يقل لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً. وله في أخرى: قال قتادة: «قلتُ لجابرِ بن زيد: ما يقطعُ الصلاة؟ فقال: كان ابن عباس يقول: المرأة الحائض والكلب» . ورفعه شعبة، وفي رواية ذكرها رزين قال: «تذاكرنا ما يقطع الصلاة عند ابن عباس، فقال: جئتُ على أتان والناسُ في الصلاة، فتركتُها ترتع بين يدي الصفِّ، فما بالاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: «وجاءتا جاريتان (3) تقتتلان [ص: 510] بين يديه، ففرع بينهما وهو في الصلاة، فدخلتا بين يدي الصفِّ، فما بالَى ذلك، قال: ولقد رأيتُه يصلِّي في صحراء، وليس بين يديه سُتْرة، وأتان لنا وكلبة تعبثان (4) بين يديه، فما بالَى ذلك» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ففَرَع) بينهما: أي حجز وكف، بالفاء والعين المهملة. (ناهزت) الاحتلام: أي قاربته. والمناهزة: مقاربة الشيء. (أتان) الأتان: الأنثى من الحمير. (تَرْتَع) : رتعت البهيمة في المرعى: إذا ذهبت وجاءت راعية.   (1) قال أبو داود: في نفسي من هذا الحديث شيء ... أقول: وعلته أن ابن عباس شك في رفعه فقال: أحسبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه أيضاً عنعنة يحيى بن أبي كثير. (2) قال الترمذي: وقد ذهب بعض أهل العلم إليه فقالوا: يقطع الصلاة، الحمار، والمرأة، والكلب الأسود، قال أحمد: الذي لا أشك فيه أن الكلب الأسود يقطع الصلاة، وفي نفسي من الحمار والمرأة شيء، وقال إسحاق: لا يقطعها شيء إلا الكلب الأسود. (3) من باب {وأسروا النجوى الذين ظلموا} ولغة (أكلوني البراغيث) . (4) وكذلك هي في أبي داود كما في الحديث الذي بعده: تعبثان، بالباء الموحدة، من العبث وهو اللعب، وفي نسخة بهامش المنذري: يعيثان، والعيث: الإفساد، وفي هذه الرواية جهالة وانقطاع. (5) رواه البخاري 1 / 472 في سترة المصلي، باب الإمام سترة من خلفه، وفي العلم باب متى يصح سماع الصغير، وفي صفة الصلاة، باب وضوء الصبيان، وفي الحج، باب حج الصبيان، ومسلم رقم (504) في الصلاة، باب سترة المصلي، والموطأ 1 / 155 و 156 في قصر الصلاة في السفر، باب الرخصة في المرور بين يدي المصلي، وأبو داود رقم (703) و (704) و (715) و (716) و (717) في الصلاة، باب تفريع أبواب ما يقطع الصلاة وما لا يقطعها، وباب ما يقطع الصلاة، وباب من قال: الحمار لا يقطع الصلاة، والترمذي رقم (337) في الصلاة، باب ما جاء لا يقطع الصلاة شيء، والنسائي 2 / 64 و 65 في القبلة، باب ذكر ما يقطع الصلاة، وما لا يقطع إذا لم يكن بين يدي المصلي سترة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «أقبلت راكبا على حمار أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار فممرت بين يدي بعض الصف، فنزلت، وأرسلت الأتان، ترتع، ودخلت في الصف، فلم ينكر ذلك عليّ أحد» . 1- أخرجه مالك في الموطأ (115) . وأحمد (1/342) (3184) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (1/ 342) (3185) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (1/29) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. وفي (1/132) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (1/218) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، وفي (5/226) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. ومسلم (2/57) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (715) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5834) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم. وابن خزيمة (834) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب (ح) وحدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثمانيتهم - عبد الرحمن، وإسماعيل، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن قزعة، ويحيى بن يحيى، وابن القاسم، وابن وهب - عن مالك. 2- وأخرجه الحميدي (475) . وأحمد (1/219) (1891) . والدارمي (1422) قال: أخبرنا أبو نعيم. ومسلم (2/57) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم. وأبو داود (715) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (947) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (2/64) وفي الكبرى (739) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (833) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن. جميعهم - الحميدي، وأحمد، وأبو نعيم، ويحيى، وعمرو، وإسحاق، وعثمان، وهشام، ومحمد بن منصور، وأبو موسى، وعبد الجبار، وسعيد - عن سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه أحمد (1/264) (2376) . والبخاري (3/23) قال: حدثنا إسحاق. كلاهما - أحمد وإسحاق - عن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. 4- وأخرجه أحمد (1/365) (3454) قال: حدثنا عبد الرزاق، وعبد الأعلى. ومسلم (2/57) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق. والترمذي (337) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن خزيمة (834) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثني عبد الأعلى. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعبد الأعلى، ويزيد - عن معمر. 5- وأخرجه مسلم (2/57) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. خمستهم - مالك، وسفيان، وابن أخي ابن شهاب، ومعمر، ويونس - عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره. - عن شعبة، عن ابن عباس، قال: «جئت أنا والفضل على حمار، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس في فضاء من الأرض، فممرنا بين يديه، ونحن عليه، حتى جاوزنا عامة الصف، فما نهانا، ولا ردنا» . أخرجه أحمد (1/327) (3019) قال: حدثنا حماد بن خالد. وفي (1/352) (3306) قال: حدثنا يزيد، وحماد. كلاهما - حماد، ويزيد - عن ابن أبي ذئب، عن شعبة، فذكره. - وعن الحسن العرني، قال: ذكر عند ابن عباس: يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة. قال: بئسما عدلتم بامرأة مسلمة كلبا وحمارا. «لقد رأيتني أقبلت على حمار، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس، حتى إذا كنت قريبا منه مستقبله، نزلت عنه، وخليت عنه، ودخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاته، فما أعاد رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - صلاته، ولا نهاني عما صنعت، ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس، فجاءت وليدة، تخلل الصفوف، حتى عاذت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما أعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته، ولا نهاها عما صنعت، ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في مسجد، فخرج جدي من بعض حجرات النبي - صلى الله عليه وسلم - فذهب، يجتاز بين يديه، فمنعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن عباس: أفلا تقولون: الجدي يقطع الصلاة؟ أخرجه أحمد (1/247) (2222) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: أخبرنا أبو المعلى العطار. وفي (1/308) (2805) قال: حدثنا الأشجعي، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل. وفي (1/343) (3193) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن سلمة. وابن ماجة (953) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أنبأنا حماد بن زيد، قال: حدثنا يحيى أبو المعلى. كلاهما - أبو المعلى، وسلمة - عن الحسن العرني، فذكره. - وعن صهيب، قال: سمعت ابن عباس، يحدث؛ «أنه مر بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وغلام من بني هاشم، على حمار بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فنزلوا ودخلوا معه، فصلوا، ولم ينصرف. فجاءت جاريتان، تسعيان من بني عبد المطلب، فأخذتا بركبتيه، ففرع بينهما. ولم ينصرف» . 1- أخرجه أحمد (1/235) (2095) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/341) (3167) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان. والنسائي (2/65) وفي الكبرى (741) قال: أخبرنا أبو الأشعث، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (836) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي، قال: حدثنا عبيد الله. خمستهم - وكيع، ومحمد، وعفان، وخالد، وعبيد الله - عن شعبة. 2- وأخرجه أبو داود (716) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (717) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وداود بن مخراق الفريابي، قالا: حدثنا جرير. وابن خزيمة (837 و 882) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. كلاهما - أبو عوانة، وجرير - عن منصور. كلاهما - شعبة، ومنصور- عن الحكم. عن يحيى بن الجزار، عن صهيب أبي الصهباء، فذكره. - وعن عكرمة، قال: قال ابن عباس: «ركزت العنزة بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفات، فصلى إليها، والحمار يمر من وراء العنزة» . أخرجه أحمد (1/243) (2175) قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم. وابن خزيمة (840) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثني إبراهيم بن الحكم (ح) وحدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا حفص بن عمر المقرئ. ثلاثتهم - يزيد، وإبراهيم، وحفص - قالوا: حدثنا الحكم بن أبان، قال: سمعت عكرمة، فذكره. - وعن عكرمة، عن ابن عباس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم -كان يصلي، فمرت شاة بين يديه، فساعاها إلى القبلة، حتى ألزق بطنه بالقبلة» . أخرجه ابن خزيمة (827) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي، قال: حدثنا الهيثم بن جميل، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، والزبير بن الخريت، عن عكرمة، فذكره. - وعن يحيى بن الجزار، أن ابن عباس قال: «مررت أنا وغلام من بني هاشم على حمار، وتركناه يأكل من بقل بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ينصرف، وجاءت جاريتان تشتدان، حتى أخذتا بركبتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ينصرف» . أخرجه أحمد (1/250) (2258) قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (1/254) (2295) قال: حدثنا عفان. كلاهما - عبد الوهاب، وعفان - قالا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، فذكره. - وعن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي، فجعل جدي يريد أن يمر بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يتقدم، ويتأخر» . وفي رواية: «فجعل يتقيه ويتأخر» . أخرجه أحمد (1/291) (2653) قال: حدثنا عفان، وفي (1/341) (3174) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وأبو داود (709) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وحفص بن عمر. خمستهم - عفان، وابن جعفر، وحجاج، وسليمان، وحفص - عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، فذكره. - وعن مجاهد، عن ابن عباس، قال: «جئت أنا والفضل على أتان، فمررنا بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، وهو يصلي المكتوبة، ليس شيء يستره، يحول بيننا وبينه» . أخرجه ابن خزيمة (839) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم، أن مجاهدا أخبره، فذكره. وعن يحيى بن الجزار عن ابن عباس: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في فضاء، ليس بين يديه شيء» . أخرجه أحمد (1/224) (1965) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الحجاج، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار فذكره. - وعن مقسم، عن ابن عباس، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فجاءت جاريتان، حتى قامتا بين يديه عند رأسه، فنحاهما، وأومأ بيديه عن يمينه وعن يساره» . أخرجه أحمد (1/316) (2901) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا المسعودي، عن الحكم، عن مقسم، فذكره. وعن جابر بن زيد، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يقطع الصلاة الكلب الأسود، والمرأة الحائض» . أخرجه أحمد (1/437) (3241) وأبو داود (703) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (949) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي. والنسائي (2/64) وفي الكبرى (738) قال: أخبرنا عمرو بن علي. وابن خزيمة (832) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم. خمستهم - أحمد بن حنبل، ومسدد، وأبو بكر، وعمرو، وعبد الله - عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثنا جابر، فذكره. - أخرجه النسائي (2/64) ، وفي الكبرى (738) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثني هشام، عن قتادة. قال: قلت لجابر بن زيد: ما يقطع الصلاة؟ قال: كان ابن عباس يقول: المرأة الحائض، والكلب. (موقوفا) . الحديث: 3722 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 508 3723 - (د س) الفضل بن العباس - رضي الله عنهما - قال: «أتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحنُ في بادية لنا، ومعه عبَّاس، فصلَّى في صحراءَ ليس [ص: 511] بين يديه سُتْرة، وحمارة لنا وكلبة تعبثان بين يديه، فما بالى ذلك» هذه رواية أبي داود، وفي رواية النسائي قال: «زار النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عباساً في بادية لنا، ولنا كُلَيْبة وحمارة، فصلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- العصر وهما بين يديه، فلم تُزْجَرا، ولم تؤَّخرا» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (718) في الصلاة، باب من قال: الكلب لا يقطع الصلاة، والنسائي 2 / 65 في القبلة، باب ذكر ما يقطع الصلاة وما لا يقطع، وفي سنده جهالة وانقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/211) (1797) قال: حدثنا حجاج. قال: قال ابن جريج. وأبو داود (718) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن يحيى بن أيوب. والنسائي (2/65) . وفي الكبرى (740) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن خالد، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج. كلاهما - ابن جريج، ويحيى بن أيوب - قال ابن جريج: أخبرني. وقال يحيى بن أيوب: عن محمد بن عمر بن علي، عن عباس بن عبيد الله بن عباس، فذكره. - أخرجه أحمد (1/212) (1817) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا ابن جريج، قال: حدثني محمد بن عمر بن علي، عن الفضل بن العباس، فذكره. ليس فيه عباس بن عبيد الله. الحديث: 3723 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 510 3724 - (د س) كثير بن كثير بن [المطلب] بن أبي وداعة: عن بعض أهله يحدِّثه عن جَدِّه: «أنه رأى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلَّي مما يلي باب بني سَهم، والناس يمرُّونَ بين يديه، وليس بينهما سُترة - قال سفيان: ليس بينه وبين الكعبة سُترة» هذه رواية أبي داود، وفي رواية النسائي قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- طاف بالبيت سَبْعاً، ثم صلى ركعتين بحذائه في حاشية المقام وليس بينه وبين الطواف واحد» (1) . كأنه يريد بقوله واحد: الجائز والسترة، ويريد بالطواف: المطاف (2) .   (1) في النسائي المطبوع: أحد. (2) رواه أبو داود رقم (2016) في المناسك، باب في مكة، والنسائي 2 / 67 في القبلة، باب الرخصة في المرور بين يدي المصلي وسترته، وفي سنده كثير بن المطلب بن وداعة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/399) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (2958) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (2/67) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس. وفي (5/235) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى. وابن خزيمة (815) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وأبو أسامة، وعيسى بن يونس - عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، قال: حدثني كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، عن أبيه، فذكره. - أخرجه الحميدي (578) وأحمد (6/399) وأبو داود (2016) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. كلاهما - الحميدي، وأحمد - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثني كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، عن بعض أهله، أنه سمع جده بن أبي وداعة يقول: فذكره. - قال سفيان: وكان ابن جريج حدثنا أولا - عن كثير عن أبيه، عن المطلب - فلما سألته عنه قال: ليس هو عن أبي، إنما أخبرني بعض أهلي أنه سمعه من المطلب. الحديث: 3724 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 511 3725 - (خ م ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن [ص: 512] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقْطَعُ الصلاة شيء (1) ، وادْرَؤوا ما استطعتم فإنما هو شيطان» (2) . وفي أخرى «أن حاجب بن سليمان قال: رأيت عطاء بن يزيد الليثي قائماً يصلي، فذهبت أمرُّ بين يديه، فردَّني، ثم قال: حدَّثني أبو سعيد الخدري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من استطاع منكم أن لا يحولَ بينه وبين قِبلتِهِ أحد فليفعل» . وفي رواية: قال أبو صالح السمان: «رأيت أبا سعيد الخدري في يوم جمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي مُعَيْط أن يجتاز بين يديه، فدفعه أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب فلم يجد مَساغاً إلا بين يديه، فعاد ليجتاز، فدفعه أبو سعيد أشدَّ من الأولى فنال من أبي سعيد، ثم دخل على مَروان، فشكى إليه ما لقيَ من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مَروان، فقال: مالكَ ولابن أخِيكَ يا أبا سعيد؟ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا صلى أحدُكم إلى شيء [ص: 513] يستُره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه، فليدفعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان» . أخرج الأولى أبو داود والثانية، وأخرج البخاري الثالثة وأخرج مسلم منه المسند، قال: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحداً يمرُّ بين يديه، وليَدْرَأْهُ ما استطاع، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان» وأخرج الموطأ المسند منه فقط، وأخرج أبو داود في أخرى: «إذا صلى أحدكم فليُصلِّ إلى سُترة، وليدنُ منها ... » وساق الحديث، وله في أخرى قال: دخل أبو سعيد على مَرْوان فقال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا صلى أحدكم ... » وذكره. وله في أخرى قال: «مرَّ شاب من قريش بين يدي أَبي سعيد وهو يصلي، فدفعه، ثم عاد، فدفعه - ثلاث مرات - فلما انصرف قال: إن الصلاة لا يقطعها شيء، ولكن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادْرؤوا ما استطعتم فإنه شيطان» . وأخرج النسائي رواية مسلم، وله في أخرى عن عطاء بن يسار: أنه كان يصلي، فأراد ابن لمروان [أن] يمر بين يديه، فدرأه، فلم يرجع، فضربه، فخرج الغلام يبكي، حتى أتى مروان فأخبره، فقال مروانُ لأبي سعيد: لمَ ضربت ابنَ أخيك؟ قال: «ما ضربتُه، إنما ضربت الشيطان، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان أحدكم في [ص: 514] الصلاة، فأراد إنسان أن يمرَّ بين يديه فليْدْرأْهُ ما استطاع، فإن أبى فليقاتَله، فإنه شيطان» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ادْرَؤوا) : دَرَأْت فلاناً: إذا دفعته. (مَساغاً) : المساغ: المذهب والمدخل. (فَنَال) : يقال: نال فلان من فلان: إذا شتمه أو ذمه.   (1) حديث لا يقطع الصلاة شيء، رواه أبو داود، وفي سنده مجالد بن سعيد، وهو سيء الحفظ، لكن له شواهد بمعناه عند الدارقطني والطبراني، وقد رواه عبد الرزاق في " مصنفه " رقم (2366) عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر موقوفاً عليه قال: لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوا ما استطعتم، أو قال: ما استطعت، وهذا إسناد صحيح، وقد روى مالك في الموطأ 1 / 156 عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر كان يقول: لا يقطع الصلاة شيء مما يمر بين يدي المصلي، وإسناده صحيح، وقال الحافظ في " الفتح ": 1 / 486 وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن علي وعثمان وغيرهما نحو ذلك موقوفاً. (2) وهذه الفقرة الثانية من الحديث لها شواهد صحيحة بمعناها. (3) رواه البخاري 1 / 480 و 481 في سترة المصلي، باب يرد المصلي من مر بين يديه، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (505) في الصلاة، باب منع المار بين يدي المصلي، والموطأ 1 / 154 في قصر الصلاة في السفر، باب التشديد في أن يمر أحد بين يدي المصلي، وأبو داود رقم (697) و (698) و (699) و (700) في الصلاة، باب ما يؤمر المصلي أن يدرأ عن الممر بين يديه، والنسائي 2 / 66 في القبلة، باب التشديد في المرور بين يدي المصلي وسترته، وفي القسامة، باب من اقتص وأخذ حقه دون سلطان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه، وليدرأه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان» . أخرجه مالك في الموطأ ص (114) . وأحمد (3/34) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (3/43) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك. وفي (3/49) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثني زهير. وفي (3/57) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا داود بن قيس. وفي (3/93) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والدارمي (1418) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، قال: حدثنا مالك. ومسلم (2/57) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وأبو داود (697) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وفي (698) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو خالد، عن ابن عجلان. وابن ماجة (954) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان. والنسائي (2/66) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (816) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد الدراوردي - وفي (817) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا همام. سبعتهم - مالك، وزهير، وداود بن قيس، ومعمر، وابن عجلان، والدراوردي، وهمام - عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، فذكره. في رواية معمر: ابن أبي سعيد. وعن أبي صالح السمان، قال: رأيت أبا سعيد الخدري في يوم جمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه، فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب، فلم يجد مساغا إلا بين يديه، فعاد ليجتاز، فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى فنال من أبي سعيد، ثم دخل على مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان، فقال: مالك وابن أخيك يا أبا سعيد؟ قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبي فليقاتله فإنما هو شيطان» . 1- أخرجه أحمد (3/63) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وبهز. والبخاري (1/135) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. ومسلم (2/57) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. وأبو داود (700) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن خزيمة (819) قال: حدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. خمستهم - هاشم، وبهز، وآدم، وشيبان، وموسى - قالوا: حدثنا سليمان بن المغيرة. 2- وأخرجه البخاري (1/135) و (4/149) قال: حدثنا أبو معمر. وابن خزيمة (818) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قالك حدثني أبي. كلاهما - أبو معمر، وعبد الصمد - عن عبد الوارث، قال: حدثنا يونس. كلاهما - سليمان، ويونس - عن حميد بن هلال، عن أبي صالح، فذكره. - وعن عطاء بن يزيد الليثي، قال: حدثني أبو سعيد الخدري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين قبلته أحد فليفعل» . أخرجه أبو داود (699) قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي، قال: أخبرنا أبو أحمد الزبيري، قال: أخبرنا مسرة بن معبد اللخمي، لقيته بالكوفة، قال: حدثني أبو عبيد حاجب سليمان، قال: رأيت عطاء يزيد الليثي قائما يصلي، فذهب أمر بين يديه فردني، ثم قال، فذكره. وعن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أنه كان يصلي فإذا بابن لمروان يمر بين يديه، فدرأه فلم يرجع، فضربه، فخرج الغلام يبكي، حتى أتى مروان فأخبره، فقال مروان لأبي سعيد: لم ضربت ابن أخيك؟ قال: ما ضربته، إنما ضربت الشيطان، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا كان أحدكم في صلاة، فأراد إنسان يمر بين يديه، فيدرؤه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله، فإنه شيطان» . أخرجه النسائي (8/61) قال: أخبرنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا محمد بن المبارك، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، فذكره. - وعن أبي الوداك، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤا ما استطعتم، فإنما هو شيطان» . أخرجه أبو داود (719) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (720) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. الحديث: 3725 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 511 3726 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان أحدكم يصلي فلا يَدَعْ أحداً يمرُّ بين يديه، فإن أبى فليقاتله، فإنه معه القرينَ» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القَرِين) : أراد بقوله: فإن معه القرين: أي القوة معه، والمعونة له [ص: 515] والإطاقة، ومنه قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13] أي مُطيقين (2) .   (1) رقم (506) في الصلاة، باب منع المار بين يدي المصلي. (2) المراد بالقرين في الحديث: الشيطان، كما قال الله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين} [الزخرف: 36] . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/86) (5585) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. ومسلم (2/58) قال: حدثني هارون بن عبد الله، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. (ح) وحدثني إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو بكر الحنفي. وابن ماجة (955) قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال، والحسن بن داود المنكدري، قالا: حدثنا ابن أبي فديك. وابن خزيمة (800 و 820) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو بكر، يعني الحنفي. كلاهما - محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وأبو بكر الحنفي - قالا: حدثنا الضحاك بن عثمان، قال: حدثنا صدقة بن يسار، فذكره. وفي رواية أبي بكر الحنفي: «لا تصل إلا إلى سترة، ولا تدع أحدا يمر بين يديك، فإن أبى فلتقاتله، فإنه معه القرين» . الحديث: 3726 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 514 3727 - (ط) مالك بن أنس: بلغة: «أن سعدَ بن أبي وقاص كان يمرُّ بين يدي الصُّفوفِ، والصَّلاةُ قائمة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 156 بلاغاً في قصر الصلاة في السفر، باب الرخصة في المرور بين يدي المصلي، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (367) بلاغا. الحديث: 3727 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 515 3728 - (ط) مالك بن أنس: قال: «بلغني: أن عليَّ بن أبي طالب قال: لا يقطعُ الصَّلاة شيء مما يمرُّ بين يدي المصلِّي» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 156 بلاغاً في قصر الصلاة، باب الرخصة في المرور بين يدي المصلي، وإسناده منقطع، لكن يشهد له حديث ابن عمر الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (368) بلاغا، وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (1/448) وهذا البلاغ رواه سعيد بن منصور، بإسناد صحيح عن علي وعثمان موقوفا. الحديث: 3728 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 515 3729 - (ط) مالك بن أنس عن ابن عمر مثله. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 156 بلاغاً في قصر الصلاة، باب الرخصة في المرور بين يدي المصلي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (369) عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (1/448) : رواه مالك موقوفا، وأخرجه الدارقطني من وجه آخر عن سالم، عن أبيه، مرفوعا، لكن إسناده ضعيف، وجاء أيضا مرفوعا عن أبي سعيد، عن أبي داود، وعن أنس وأبي أمامة عند الدارقطني، عن جابر عند الطبراني في الأوسط، وفي إسناد كل منهما ضعف. الحديث: 3729 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 515 3730 - (خ م ط ت د س) بسر بن سعيد أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جُهَيم يسألُه: ماذا سمع من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في المارِّ بين يدي المصلِّي؟ قال أَبو جُهيْم: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو يعلم المارُّ بين يدي المصلِّي ماذا عليه؟ لكان أن يقفَ أربعين خيراً له من أَن يمر بين يديه - قال أبو النضر: لا أدري قال: أربعين يوماً، أو شهراً، أو سنة؟» أخرجه الجماعة. [ص: 516] وقال الترمذي: وقد روي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أَنه قال: «لأن يقف أحدُكم مائة عام خير له من أن يمر بين يدي أَخيه وهو يصلِّي» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 483 و 484 في سترة المصلي، باب إثم المار بين يدي المصلي، ومسلم رقم (507) في الصلاة، باب منع المار بين يدي المصلي، والموطأ 1 / 154 و 155 في قصر الصلاة، باب التشديد في أن يمر بين يدي المصلي، وأبو داود رقم (701) في الصلاة، باب ما يؤمر به المصلي أن يدرأ عن الممر بين يديه، والترمذي رقم (336) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية المرور بين يدي المصلي، والنسائي 2 / 66 في القبلة، باب التشديد في المرور بين يدي المصلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (114) . وأحمد (4/169) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وأخرجه أحمد أيضا. قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا مالك. والدارمي (1424) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/136) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/58) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك (ح) وحدثنا عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وأبو داود (701) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (945) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (336) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (2/66) وفي الكبرى (743) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. كلاهما - مالك، وسفيان - عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن بسر بن سعيد، فذكره. الحديث: 3730 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 515 3731 - (د) يزيد بن نمران: قال: «رأيت رجلاً بتَبُوكَ مُقْعداً، فذكر أنه مرَّ بين يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على حمار وهو يصلي، فقال: اللهم اقْطعْ أثرهُ، قال: فما مَشيْتُ عليها بعدُ» . وفي رواية قال: «قطع صلاتَنا قطع الله أثَرَهُ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُقْعَداً) : رجل مُقْعَد: إذا كان لا يقدر على القيام لعلَّة به مُزْمِنَةٍ. (اللهم اقْطَعْ أَثَرَه) هذا دعاء عليه بالزَّمانة، لأنه إذا زَمِنَ لا يقدر أَن يمشيَ، فحينئذ ينقطع أثره، فلا يُرى له في الأرض أثرٌ.   (1) رقم (705) و (706) في الصلاة، باب ما يقطع الصلاة، وفي سنده جهالة مولى يزيد بن نمران. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/64) و (5/376) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (705) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري. قال: حدثنا وكيع. وفي (706) قال: حدثنا كثير بن عبيد، يعني المذحجي. قال: حدثنا حيوة. ثلاثتهم - أبو عاصم، ووكيع، وحيوه - عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي. قال: حدثنا مولى ليزيد بن نمران. قال: حدثنا يزيد بن نمران، فذكره. الحديث: 3731 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 516 3732 - (د) سعيد بن غزوان (1) عن أبيه قال: «نزلت بتبوك أريد الحج، فإذا رجل مُقْعَد، فسألته عن أمره؟ فقال: سأحدِّثُكَ حَديثاً فلا تحدِّثْ به ما سمعتَ أني حي: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نزل بتبوكَ إلى نخْلَة، فقال: [ص: 517] هذه قِبْلَتُنا، فصلَّى إليها، فأقبلتُ وأنا غلام أسعى، حتى مَرَرْتُ بينه وبينها، قال: قَطَعَ صلاتنا، قطعَ الله أثَرَه، فما قمت عليها إلى يومي هذا» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في الأصل: سعد بن غزوان، والتصحيح من أبي داود وكتب الرجال. (2) رقم (707) في الصلاة، باب ما يقطع الصلاة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (707) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ح وحدثنا سليمان بن داود. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني معاوية، عن سعيد بن غزوان، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3732 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 516 3733 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلِّي، فذهب جدْي يمرُّ بين يَدَيْهِ، فجعل يتَّقيه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (708) في الصلاة، باب سترة الإمام سترة من خلفه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تحت رقم (3722) . الحديث: 3733 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 517 3734 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «هبطنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من ثَنية أذَاخِرَ، فحضرتِ الصلاةُ - يعني [فصلَّى] إلى جدَار - أو جدْر - فاتَّخذه قِبلة ونحن خلفه، فجاءت بَهْمة تمرُّ بين يديه، فما زال يُدارِئُها حتى ألصَق بطنه بالجِدار، ومرَّت من ورائه - أو كما قال مسدَّد» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثنيَّة) الثنيَّة: الطريق في الجبل. (البَهْمَة) : الصغير من أولاد الضأن، ذكراً كان أو أنثى، والجمع [ص: 518] بَهْم، وجمع البَهْم البِهام، وأولاد المعز: السِّخَال، فإذا اجتمع البِهام والسِّخال قيل لها: البِهام.   (1) رقم (709) في الصلاة، باب سترة الإمام سترة من خلفه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/196) (6852) - مكرر - قال: حدثنا أبو مغيرة. وأبو داود (708) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس. كلاهما - أبو مغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وعيسى - قالا: حدثنا هشام بن الغاز، قال: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه، فذكره. الحديث: 3734 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 517 3735 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان يكره أن يمرَّ بين يدي النِّساء وهنَّ يصلِّينَ» . أخرجه الموطأ (1) . وفي رواية له: «أنه كان لا يمر بين يدي أحد، ولا يدع أحداً يمرُّ بين يديه» (2) .   (1) بلاغاً 1 / 155 في قصر الصلاة في السفر، باب التشديد في أن يمر بين يدي المصلي، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له من جهة المعنى الرواية التي بعده. (2) أخرجه الموطأ 1 / 155 في قصر الصلاة في السفر، باب التشديد في أن يمر بين يدي المصلي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (364) بلاغا، والرواية الثانية أخرجها في الموطأ (365) عن نافع، فذكره. الحديث: 3735 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 518 3736 - (ط) كعب الأحبار قال: «لو يعلم المارُّ بين يدي المصلي ماذا عليه؟ لكان أن يُخسَف به خيراً له من أن يمرَّ بين يديه» . وفي رواية: «أهوَن عليه» (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) جملة " أهون عليه " لم أجدها في الموطأ. (2) 1 / 155 في قصر الصلاة، باب التشديد في أن يمر بين يدي المصلي، وإسناده صحيح، وهو موقوف على كعب الأحبار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (363) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 3736 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 518 3737 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصلُّوا خلف النِّيام، ولا المُتَحَلِّقينَ، ولا المُتَحَدِّثينَ» . وفي رواية أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصلُّوا خلف النائم، ولا المتحدِّث» . [ص: 519] أخرج الثانية أبو داود (1) ، والأولى ذكرها رزين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المتَحَلِّقين) : يقال: رأيت القوم مُتَحَلِّقين: إذا كانوا جلوساً حِلَقاً حِلَقاً، جمع حَلْقة، مثل: قَصْعة وقِصَع.   (1) رقم (694) في الصلاة، باب الصلاة إلى المتحدثين والنيام، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (694) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدثه، عن محمد بن كعب القرظي، قال: قلت له - يعني لعمر بن عبد العزيز - حدثني عبد الله بن عباس، فذكره، والمذكور في المطبوع الرواية الثانية. الحديث: 3737 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 518 3738 - (خ) أم سلمة رضي الله عنها «كان فراشها حيال مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .   (1) في الأصل والمطبوع: أخرجه أبو داود، وهو خطأ فقد رواه البخاري 1 / 489 و 490 في سترة المصلي، باب إذا صلى إلى فراش فيه حائض، وفي الحيض، باب الصلاة على النفساء وسنتها، وفي الصلاة في الثياب، باب إذا أصاب ثوب المصلي امرأته إذا سجد، وباب الصلاة على الخمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/322) قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (4148 قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (957) قال: حدثنا بكر بن خلف، وسويد بن سعيد. قالا: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما - وهيب، ويزيد بن زريع - عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن زينب بنت أبي سلمة، فذكرته. قلت: وللحديث شاهد في الصحيح عن ميمونة بنت الحارث. الحديث: 3738 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 519 [النوع] الثاني: في سترة المصلي 3739 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا صلَّى أحدكم فليجعلْ تِلقاءَ وجهه شيئاً، فإن لم يجدْ فلْيَنْصِب عصا، فإن لم يكن معه عصاً فلْيَخْطُطْ في الأرض خطّاً، ثم لا يضرُّه ما مرَّ أمامَه» . قال أبو داود: قالوا: الخطُّ بالطول، وقالوا: بالعرض مثل الهلال (1) .   (1) رقم (689) في الصلاة، باب الخط إذا لم يجد عصا، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (993) . وأبو داود (690) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال: حدثنا علي، يعني ابن المديني. وابن خزيمة (811) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء ومحمد بن منصور الجواز. أربعتهم - الحميدي، وعلي بن المديني، وعبد الجبار بن العلاء، ومحمد بن منصور - عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث العذري، عن جده، فذكره. - أخرجه أحمد (2/249) قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث العذري. قال مرة: عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده، قال: سمعت أبا هريرة، فذكره. - وأخرجه أحمد (2/249) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/249 و 254 و 266) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر والثوري. وابن خزيمة (812) قال: حدثناه محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر والثوري. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، والثوري - عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة، يرفعه، فذكر نحوه. - وأخرجه عبد بن حميد (1436) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا وهيب بن خالد. وأبو داود (689) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر بن المفضل. وابن خزيمة (812) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا بشر بن المفضل. كلاهما - وهيب، وبشر - عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة، فذكره نحوه. - وأخرجه ابن ماجة (943) قال: حدثنا بكر بن خلف، أبو بشر. قال: حدثنا حميد بن الأسود. قال: حدثنا إسماعيل بن أمية. (ح) وحدثنا عمار بن خالد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث بن سليم، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. - قال سفيان، عقب الحديث (690) في سنن أبي داود: لم نجد شيئا نشد به هذا الحديث، ولم يجئ إلا من هذا الوجه، قال: قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه، فتفكر ساعة، ثم قال: ما أحفظ إلا أبا محمد بن عمرو، قال سفيان: قدم ها هنا رجل بعدما مات إسماعيل بن أمية، فطلب هذا الشيخ أبا محمد، حتى وجده، فسأله عنه، فخلط عليه. الحديث: 3739 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 519 3740 - (م ت د) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: قال: قال [ص: 520] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا وضع أحدكم بين يديه مثلَ مُؤخِرةِ الرَّحْل فليُصلِّ، ولا يبالي من مرَّ وراء ذلك» . أخرجه مسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود: «فلا يضرُّه ما يمر بين يديه» ، وقال: قال عطاء: آخِرةُ الرَّحل: ذِراع فما فوقه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُؤخرة الرَّحل) : الرحل: هو الكور الذي يُرْكَب عليه، وآخِرتُه - بكسر الخاء والمد-: الخشبة التي يستند إليها الراكب، ومُؤْخِرَتُه - مهموزة ساكنة الهمزة مكسورة الخاء - لغة قليلة في آخرته، قال بعضهم: ولا يقال: مُؤْخِرة، كأنه منع من هذه اللغة.   (1) رواه مسلم رقم (499) في الصلاة، باب سترة المصلي، وأبو داود رقم (685) في الصلاة، باب ما يستر المصلي، والترمذي رقم (335) في الصلاة، باب ما جاء في سترة المصلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/161) (1388) . ومسلم (2/55) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن إبراهيم. وابن ماجة (940) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. وابن خزيمة (805 و 842) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وابن نمير، وإسحاق - قالوا: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي. 2- وأخرجه أحمد (1/162) (1393) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. 3- وأخرجه أحمد (1/162) (1394) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (685) قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي. وابن خزيمة (843) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن. ثلاثتهم - وكيع، ومحمد بن كثير العبدي، وعبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل. 4- وأخرجه أحمد 10/162) (1398) قال: حدثنا عبد الرحمن. وعبد بن حميد (100) قال: حدثنا حسين الجعفي، وأبو الوليد. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وحسين الجعفي، وأبو الوليد - عن زائدة. 5- وأخرجه مسلم (2/54) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (335) قال: حدثنا قتيبة، وهناد. أربعتهم - يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهناد - قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا أبو الأحوص. خمستهم - عمر بن عبيد، وسفيان وإسرائيل، وزائدة، وأبو الأحوص - عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، فذكره. الحديث: 3740 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 519 3741 - (م س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سئل في غزوة تبُوك عن سُترة المصلِّي؟ فقال: كمؤخرة الرَّحلِ» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (500) في الصلاة، باب سترة المصلي، والنسائي 2 / 62 في القبلة، باب سترة المصلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/55) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: أخبرنا حيوة. والنسائي (2/62) وفي الكبرى (732) قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري. قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا حيوة بن شريح. كلاهما - سعيد بن أبي أيوب، وحيوة بن شريح - عن أبي الأسود، محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، فذكره. الحديث: 3741 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 520 3742 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يقطعُ الصلاة: الكلبُ، المرأةُ، والحمارُ، ويقي من ذلك مثلُ مُؤْخِرة الرَّحْل» . [ص: 521] أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (511) في الصلاة، باب قدر ما يستر المصلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/59) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا المخزومي، قال: حدثنا عبد الواحد وهو ابن زياد. قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم. قال: حدثنا يزيد بن الأصم، فذكره. - وعن أبي هريرة، سعد بن هشام بلفظ «يقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار» . أخرجه أحمد (2/299) . وابن ماجة (950) قال: حدثنا زيد بن أخزم أبو طالب. كلاهما - أحمد، وزيد بن أخزم - قالا: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، فذكره. - وعن أبي هريرة، زرارة بن أوفى، بلفظ: «يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة» . قال هشام: ولا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (2/425) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا هشام الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، فذكره. الحديث: 3742 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 520 3743 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحرْبَة، فتوضَعُ بين يديه، فيصلِّي إليها والنَّاسُ وراءه، وكان يفعل ذلك في السَّفَرِ، فمن ثَمَّ اتَّخذها الأُمراء» . وفي أخرى: «كان يَرْكُزُ الحرْبةَ قُدَّامَه يوم الفطر والنَّحر، ثم يصلِّي» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية البخاري قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يغدو إلى المصلِّى والعنَزَةُ بين يديه تُحمَل، وتُنْصب بالمصلَّى بين يديه، فيصلِّي إليها» . وأخرج أبو داود الأولى، وفي رواية النسائي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يَركُزُ الحربةَ، ثم يصلي إليها» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 475 في سترة المصلي، باب الصلاة إلى الحربة، وباب سترة الإمام سترة من خلفه، ومسلم رقم (501) في الصلاة، باب سترة المصلي، وأبو داود رقم (687) في الصلاة، باب ما يستر المصلي، والنسائي 2 / 62 في القبلة، باب سترة المصلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن نافع، عن عبد الله بن عمر: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يركز له الحربة فيصلي إليها» . هذه رواية يحيى، ومحمد بن بشر، عن عبيد الله، وفي رواية هريم، عن عبيد الله: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحمل معه العنزة في العيدين في أسفاره، فتركز بيه يديه، فيصلي إليها» . وفي رواية عبد الله بن نمير، عن عبيد الله: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج يوم العيد، أمر بالحربة فتوضع بين يديه، فيصلي إليها، والناس وراءة، وكان يفعل ذلك في السفر» . فمن ثم اتخذها الأمراء. وفي رواية عبد الوهاب، عن عبيد الله: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - تخرج له حربة في السفر، فينصبها فيصلي إليها» .وفي رواية على بن مسهر، عن عبيد الله «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركز الحربة يوم الفطر والنحر يصلي إليها، وكان يخطب بعد الصلاة» . وفي رواية عبد الله بن رجاء المكي، عن عبيد الله: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - تخرج له حربة في السفر، فينصبها فيصلي إليها» . وفي رواية علي بن مسهر، عن عبيد الله: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى يوم عيد، أو غيره، نصبت الحربة بين يديه. فيصلي إليها، والناس من خلفه» قال نافع: فمن ثم اتخذها الأمراء. وفي رواية عقبة بن خالد السكوني، عن عبيد الله: «أنه كان يركز الحربة بين يديه» . وفي رواية أبي خالد الأحمر، عن عبيد الله: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يركز له الحربة يصلي إليها يوم العيد» . وفي رواية عبد الله بن عمر العمري: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان تركز له الحربة في العيدين، فيصلي إليها» . وفي رواية أيوب: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج العنزة يوم الفطر ويوم الأضحى يركزها، فيصلي إليها» . وفي رواية الأوزاعي، وعقيل: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغدو إلى المصلى في يوم العيد والعنزة تحمل بين يديه. فإذا بلغ المصلى، نصبت بين يديه. فيصلي إليها. وذلك أن المصلى كان فضاء، ليس فيه شيء يستتر به» . وفي رواية سعيد بن أبي هلال: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج يوم الفطر، ويوم الأضحى بالحربة، يعرزها بين يديه حين يقوم يصلي» . 1- أخرجه أحمد (2/13) (4614) و (2/18) (4681) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/98) (5734) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا هريم. وفي (2/142) (6286) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (1/133) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (1/133) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (2/25) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب. ومسلم (2/55) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (687) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا ابن نمير. وابن ماجة (941) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا عبد الله بن رجاء المكي. وفي (1305) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. والنسائي (2/62) ، وفي الكبرى (733) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى (ح) وابن خزيمة (798) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا عقبة، يعني ابن خالد السكوني. وفي (799) قال: حدثنا الأشج، قال: حدثنا أبو خالد. وفي (1433) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب. تسعتهم - يحيى بن سعيد وهريم بن سفيان، وعبد الله بن نمير، وعبد الوهاب، ومحمد بن بشر، وعبد الله بن رجاء المكي، وعلي بن مسهر، وعقبة بن خالد السكوني، وأبو خالد الأحمر - عن عبيد الله بن عمر. 2- وأخرجه أحمد (2/106) (5840) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري. 3- وأخرجه أحمد (2/145) (6319) و (2/151) (6388) . والنسائي (3/183) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. كلاهما - أحمد، وإسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن أيوب. 4- وأخرجه البخاري (2/25) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا الوليد. وابن ماجة (1304) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد ابن مسلم. كلاهما - الوليد بن مسلم، وعيسى بن يونس - قالا: حدثنا الأوزاعي. 5- وأخرجه ابن خزيمة (1434) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني الليث، عن خالد، وهو ابن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. 6- وأخرجه ابن خزيمة (1435) قال: أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة حدثني، عن عقيل. ستتهم - عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري، وأيوب، والأوزاعي، وسعيد بن أبي هلال، وعقيل- عن نافع، فذكره. الحديث: 3743 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 521 3744 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَعْرِض راحِلتَهُ ويصلِّي إليها» . وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «صلَّى إلى بعيره» أخرجه البخاري ومسلم، زاد الترمذي في هذه الثانية: «أو راحلته، وكان يصلي على راحِلَتِهِ حيثما تَوجّهَتْ به» . وفي [ص: 522] رواية لأبي داود موقوفاً عليه: «أنه كان يصلي إلى بعيره» . وكذلك أخرجه الموطأ موقوفاً عليه «أنه كان يَستَتِر براحِلَتِهِ إذا صلَّى» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 479 في سترة المصلي، باب الصلاة إلى الراحلة والبعير والشجر والرحل، وفي المساجد، باب الصلاة في مواضع الإبل، ومسلم رقم (502) في الصلاة، باب سترة المصلي، والموطأ 1 / 157 في قصر الصلاة، باب سترة المصلي في السفر، وأبو داود رقم (692) في الصلاة، باب الصلاة إلى الراحلة، والترمذي رقم (352) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة إلى الراحلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن نافع، عن ابن عمر: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعرض راحلته وهو يصلي إليها» . هذه رواية أحمد بن حنبل، عن معتمر، وفي رواية محمد بن أبي بكر المقدمي، عن معتمر: «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها. قلت: أفرأيت إذا هبت الركاب؟ قال: كان يأخذ هذا الرحل فيعدله، فيصلي إلى آخرته، أو قال: مؤخره» . وفي رواية عبيدة بن حميد: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فيعرض البعير بينه وبين القبلة» . وفي رواية شريك: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى بعيره» . وفي رواية أبي خالد الأحمر: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى بعيره، أو راحلته» . وزاد سفيان بن وكيع عن أبي خالد: « ... وكان يصلي على راحلته حيث ما توجهت به» . أخرجه أحمد (2/3) (4468) و (2/141) (6261) قال: حدثنا معتمر. وفي (2/26) (4793) و (2/106) (5841) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شريك. وفي (2/129) (6128) قال: حدثنا عبيدة بن حميد. والدارمي (1419) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، وعبد الله بن سعيد، عن أبي خالد الأحمر. والبخاري (1/117) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا سليمان بن حيان. وفي (1/135) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا معتمر. ومسلم (2/55) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر. وأبو داود (692) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ووهب بن بقية، وابن أبي خلف، وعبد الله بن سعيد، قال عثمان: حدثنا أبو خالد. والترمذي (352) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. وابن خزيمة (801) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو خالد. وفي (802) قال: حدثنا به الأشج، وهارون بن إسحاق، عن أبي خالد. أربعتهم - معتمر بن سليمان، وشريك، وعبيدة بن حميد، وأبو خالد الأحمر، وسليمان بن حيان - عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. الحديث: 3744 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 521 3745 - (خ م د س) أبو جحيفة - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بهم بالبَطْحاءِ - وبين يديه عَنزَة - الظهرَ ركعتين، والعصرَ ركعتين، يمرُّ بين يديه - وفي رواية: بين يدي العَنزَةِ: المرأةُ والحمارُ» . وفي أخرى: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حُلَّة حمْراءَ، فرَكَزَ عَنزَة يصلِّي إليها، يمرُّ من ورائها الكلبُ والمرأة والحمار» . هذا حديث له طرق عِدَّة، قد أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، ويرد في مواضع أخرى من الكتاب (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 475 في سترة المصلي، باب الصلاة إلى العنزة، وباب سترة الإمام سترة من خلفه، وباب السترة بمكة وغيرها، وفي الوضوء، باب استعمال فضل وضوء الناس، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في الثوب الأحمر، وفي الأذان، باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، وباب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي اللباس، باب التشمير في الثياب، وباب القبة الحمراء من أدم، ومسلم رقم (503) في الصلاة، باب سترة المصلي، وأبو داود رقم (688) في الصلاة، باب ما يستر المصلي، والنسائي 1 / 87 في الطهارة، باب الانتفاع بفضل الوضوء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/307) قال: حدثنا عفان. وفي (4/308) قال: حدثنا بهز. وفي (4/309) قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحجاج. والدارمي (1416) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري (1/59) قال: حدثنا آدم. وفي (1/133) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (4/228) قال: حدثنا الحسن بن منصور أبو علي. قال: حدثنا حجاج بن محمد الأعور بالمصيصة. ومسلم (2/56) قال: حدثنا محمد بن المثنى. ومحمد بن بشار قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/57) قال: حدثني زهير بن حرب ومحمد بن حاتم. قالا: حدثنا ابن مهدي. والنسائي (1/235) قال: أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي الكبرى (328) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثمانيتهم - عفان، وبهز، ومحمد بن جعفر، وحجاج، وأبو الوليد، وآدم، وسليمان بن حرب، وابن مهدي - عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة، فذكره. - قال شعبة: وزاد فيه عون، عن أبيه أبي جحيفة: وكان يمر من ورائها المرأة والحمار. هذه الزيادة في رواية عفان، ومحمد بن جعفر عند أحمد ومسلم، وحجاج بن مهدي. - وعن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي. قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بالأبطح العصر ركعتين. ثم قدم بين يديه عنزة بينه وبين مارة الطريق» . أخرجه أحمد (4/307) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا أبو بكر. وفي (4/308) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا إسرائيل. وفي (4/308) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر. قال: حدثنا يونس. وفي (4/308) قال: حدثنا أبوأحمد قال حدثنا إسرائيل وفي (4/308) قال وفي (4/308) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شريك. وفي (4/309) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. ثلاثتهم - أبو بكر بن عياش، وإسرائيل، ويونس - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 3745 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 522 3746 - (د) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه -: قال: «ما رأَيتُ [ص: 523] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى إلى عُود، ولا عَمُود، ولا شَجَرة، إلا جعله عن حاجِبه الأيْمَنِ أو الأَيْسرِ: ولا يَصْمِدُ إليه صَمْداً» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَصْمِد) : صَمَدت إلى الشيء: إذا قصدت نحوه، وتوجَّهت وجهته.   (1) رقم (693) في الصلاة، باب إذا صلى إلى سارية أو نحوها، أين يجعلها منه، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/4) . وأبو داود (693) قال: حدثنا محمود بن خالد الدمشقي. كلاهما - أحمد، ومحمود بن خالد - قالا: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا أبو عبيدة الوليد بن كامل من أهل حمص البجلي، قال: حدثني المهلب بن حجر البهراني، عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود، فذكرته. وللحديث شاهد: عن ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب، عن أبيها؛ بلفظ: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى إلى عود أو خشبة أو شبه ذلك، لا يجعله نصب عينيه، ولكنه يجعله على حاجبه الأيسر» . أخرجه أحمد (6/4) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني الوليد بن كامل، عن الحجر، أو أبي الحجر بن المهلب البهراني، قال: حدثتني ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب، فذكرته. قلت: لعل الحديثان واحد، والاختلاف من الرواة أو من النسخ. الحديث: 3746 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 522 3747 - (د س) سهل بن أبي حثمة - رضي الله عنه -: يبلُغُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا صلَّى أحدكم إلى سُتْرة فليَدْنُ منها، لا يقطع الشيطانُ عليه صلاته» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (695) في الصلاة، باب الدنو من السترة، ورواه أيضاً النسائي 2 / 62 في القبلة، باب الأمر بالدنو من السترة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (401) وأحمد (4/2) . وأبو داود (695) قال: حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، وحامد بن يحيى، وابن السرح. والنسائي (2/62) وفي الكبرى (735) قال: أخبرنا علي بن حجر، وإسحاق بن منصور. وابن خزيمة (803) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، وأحمد بن عبدة. جميعهم - الحميدي، وأحمد، وابن الصباح، وعثمان، وحامد، وابن السرح، وابن حجر، وإسحاق، وعبد الجبار، وأحمد بن منيع، وأحمد بن عبده - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا صفوان بن سليم، قال: أخبرني نافع بن جبير بن مطعم، فذكره. قلت: وللحديث متابعة لسهل، عن ابنه محمد. أخرجه عبد بن حميد (447) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد، أنه سمع صفوان يحدث، عن محمد بن سهل، فذكره. الحديث: 3747 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 523 3748 - (خ م د) سهل سعد - رضي الله عنه -: قال: «كان بين مصلَّى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وبين الجدار مَمَرُّ الشَّاة» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وفي رواية أبي داود: «كان بين مقام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وبين القبلة مَمَرُّ عنز» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 474 و 475 في سترة المصلي، باب قدر كم ينبغي أن يكون بين المصلي والسترة، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (508) في الصلاة، باب دنو المصلي من السترة، وأبو داود رقم (696) في الصلاة، باب الدنو من السترة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه البخاري (1/133) قال: حدثنا عمرو بن زرارة. ومسلم (2/58) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي. وأبو داود (696) قال: حدثنا القعنبي، والنفيلي. وابن خزيمة (804) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي. أربعتهم - عمرو، والدورقي، والقعنبي، والنفيلي - عن عبد العزيز بن أبي حازم. 2- وأخرجه البخاري (9/129) قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. كلاهما - عبد العزيز، وأبو غسان - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 3748 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 523 الفرع الثامن: في أحاديث متفرقة حمل الصغير 3749 - (خ م ط د س) أبو قتادة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلِّي وهو حامل أُمامةَ بنتَ زينب بنتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس - فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها» . وفي رواية: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يؤُمَّ الناسَ وأُمامةُ بنتُ أَبي العاص على عاتقه، فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي الأولى. وفي أخرى لأبي داود ومسلم: قال: «بينا نحن جلوس في المسجد، إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يحمل أُمامةَ بنت أبي العاص بن الربيع، وأمُّها زينب بنتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي صَبيَّة، فحملها على عاتقه، فصلى رسول الله وهي على عاتقه، يضعها إذا ركع، ويُعِيدُها إذا قام حتى قضى صلاتَه، يفعل ذلك بها» . وفي أخرى له قال: «بينا نحن ننظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الظهر أو العصر، وقد دعاه بلال إلى الصلاة إذْ خرج إلينا وأُمامةُ بنتُ أبي العاص بنتُ بِنْتِه على عُنُقِهِ، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مُصَلاهُ، وقمنا خلفه، وهي في مكانها الذي هي فيه [ص: 525] قال: فكبَّر فَكبّرْنا، حتى إذا أراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يركعَ أخذها فوضعها، ثم ركع وسجد، حتى إذا فرغ من سجوده وقام، أخذها فردَّها في مكانها، فما زال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع بها ذلك في كُلِّ ركعة حتى فرغ من صلاته» . وأخرج النسائي أيضاً الرواية التي لأبي داود قبل هذه (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 487 في سترة المصلي، باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه، وفي الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله، ومسلم رقم (543) في المساجد، باب جواز حمل الصبيان في الصلاة، والموطأ 1 / 170 في قصر الصلاة، باب جامع الصلاة، وأبو داود رقم (917) و (918) و (919) و (920) في الصلاة، باب العمل في الصلاة، والنسائي 2 / 45 في المساجد، باب إدخال الصبيان المساجد، و 3 / 10 في السهو، باب حمل الصبيان في الصلاة ووضعهن في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (123) . والحميدي (422) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عثمان بن أبي سليمان ومحمد بن عجلان. وأحمد (5/295) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مالك. وفي (5/296) قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان، وابن عجلان. وفي (5/303) قال: حدثنا عبد الرحمن وعبد الرزاق. قالا: حدثنا مالك. وفي (5/304) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (5/311) قال: حدثنا وكيع، عن أبي العميس. والدارمي (1367) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/137) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/73) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد. قالا: حدثنا مالك (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: قلت لمالك (ح) وحدثنا محمد بن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان وابن عجلان. وأبو داود (917) قال: حدثنا القعنبي. قال: حدثنا مالك. والنسائي (2/95) و (3/10) . وفي الكبرى (812 و 1037) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان. وفي (3/10) وفي الكبرى (436 و 1036) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا مالك. وفي الكبرى (437) قال: أخبرني محمد بن صدقة الحمصي. قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. وابن خزيمة (868) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. قال: أخبرنا عثمان بن أبي سليمان وابن عجلان. ستتهم - مالك، وعثمان بن أبي سليمان، ومحمد بن عجلان، وابن جريج، وأبو العميس، والزبيدي - عن عامر بن عبد الله بن الزبير. 2- وأخرجه أحمد (5/295) قال: حدثنا بشر بن المفضل أبو إسماعيل. قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن إسحاق، عن زيد بن أبي عتاب. 3- وأخرجه أحمد (5/303) قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. والدارمي (1366) قال: أخبرنا أبو عاصم، هو النبيل، عن ابن عجلان. والبخاري (8/8) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا الليث. ومسلم (2/73) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث (ح) قال: وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وأبو داود (918) قال: حدثنا قتيبة، يعني ابن سعيد. قال: حدثنا الليث. وفي (920) قال: حدثنا يحيى بن خلف. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد، يعني ابن إسحاق. والنسائي (2/45) . وفي الكبرى (701) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. أربعتهم - الليث بن سعد، ومحمد بن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر، ومحمد بن إسحاق - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. 4- وأخرجه أحمد (5/310) وابن خزيمة (783) قال: حدثنا ( .... ) - كذا -. وفي (784) قال: حدثنا الدورقي. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وشيخ ابن خزيمة، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي - عن يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. قال: حدثني سعيد وعامر بن عبد الله بن الزبير. 5- وأخرجه مسلم (2/73) قال: حدثني أبو الطاهر ح قال: وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي. وأبو داود (919) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي. ثلاثتهم - أبو الطاهر بن السرح، وهارون بن سعيد، ومحمد بن سلمة - عن ابن وهب. قال: أخبرني مخرمة عن أبيه. أربعتهم - عامر بن عبد الله، وزيد بن أبي عتاب، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وبكير بن عبد الله بن الأشج والد مخرمة - عن عمرو بن سليم، فذكره. الحديث: 3749 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 524 من نعس وهو يصلي 3750 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نعسَ أحدُكم وهو يصلي فَلْيرْقُد حتى يذهبَ عنه النَّوْمُ، فإنَّ أحَدَكم إذا صَلّى وهو ناعس لا يدري: لعله يذهب يستغفرُ فيسُبُّ نفسه» . وفي رواية: «إذا نَعَس أحدكم وهو يصلي فَلْينْصَرِفْ، فلعله يدعو على نفسه وهو لا يدري» أخرج الثانية النسائي، وأخرج الباقون الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 271 و 272 في الوضوء، باب الوضوء من النوم، ومسلم رقم (786) في صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته بأن يرقد، والموطأ 1 / 118 في صلاة الليل، باب ما جاء في صلاة الليل، وأبو داود رقم (1310) في الصلاة، باب النعاس في الصلاة، والترمذي رقم (355) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند النعاس، والنسائي 1 / 99 و 100 في الطهارة، باب النعاس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. أخرجه مالك في الموطأ (93) . والحميدي (185) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/56) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/202) قال: حدثنا يحيى. (ح) ووكيع. وفي (6/205) قال: حدثنا وكيع وفي (6/259) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. والدارمي (1390) قال: أخبرنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (1/63) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/190) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس. وأبو داود (13100) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1370) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (355) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي. والنسائي (1/99) وفي الكبرى (152) قال: أخبرنا بشر ابن هلال. قال: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب. وابن خزيمة (907) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا بشر بن هلال. قال: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب. جميعهم - مالك وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، ويحيى، ووكيع، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وأبو أسامة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبدة بن سليمان، وأيوب، وعيسى بن يونس - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. - الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 3750 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 525 3751 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا نعَسَ (1) في الصَّلاة فَلْيَنَمْ، حتى يَعلم، ما يقرأ» . أخرجه البخاري، وفي رواية النسائي، «إذا نعسَ أحدكم في صلاته فَلْيَنْصَرِفْ، وَليَرْقُدْ» (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": زاد الإسماعيلي: أحدكم. (2) رواه البخاري 1 / 272 في الوضوء، باب الوضوء من النوم، والنسائي 1 / 216 في الغسل، باب الأمر بالوضوء من النوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/100) . والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (953) عن يعقوب بن إبراهيم. كلاهما - أحمد، ويعقوب - عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. 2- وأخرجه أحمد (3/142 و 150) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (1/64) قال: حدثنا أبو معمر. كلاهما - عبد الصمد، وأبو معمر - عن عبد الوارث. 3- وأخرجه أحمد (3/250) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. ثلاثتهم - الطفاوي، وعبد الوارث، ووهيب - عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره. الحديث: 3751 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 526 عقص الشعر 3752 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنه رأى عبد الله بن الحارث ورأسُه مَعقُوص من ورائه، فقام وراءه فجعل يَحُلُّهُ، فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس، فقال: مالَكَ ورأْسِي؟ فقال: إِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنما مَثَلُ هذا مَثَلُ الذي يصلِّي، وهو مَكْتُوف» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي، وزاد أبو داود بعد قوله فجعل يحله: «فأقرَّ له الآخر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَعْقُوص) : عَقَص شعره: إذا ضفره وشده، وغرز طرفه في أعلاه.   (1) رواه مسلم رقم (492) في الصلاة، باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب وعقص الرأس في الصلاة، وأبو داود رقم (647) في الصلاة، باب الرجل يصلي عاقصاً شعره، والنسائي 2 / 215 و 216 في التطبيق، باب مثل الذي يصلي ورأسه معقوص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/304) (2768) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين. والدارمي (1388) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني بكر - وهو ابن مضر - ومسلم (2/53) قال: حدثنا عمرو بن سواد العامري، قال: حدثنا ابن وهب. والنسائي (2/215) وفي الكبرى (614) قال: أخبرنا عمرو بن سواد ابن الأسود بن عمرو السرحي من ولد عبد الله بن سعد بن أبي سرح، قال: أخبرنا ابن وهب. وابن خزيمة (910) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن إبراهيم الغافقي، قالا: حدثنا ابن وهب. ثلاثتهم - رشدين، وبكر، وابن وهب - عن عمرو بن الحارث. 2- وأخرجه أحمد (1/316) (2905) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة. كلاهما - عمرو، وابن لهيعة - عن بكير بن الأشج، أن كريبا مولى ابن عباس، حدثه، فذكره. - أخرجه أحمد (1/316) (2904) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا الليث، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله، عن شعبة مولى ابن عباس، وكريب مولى ابن عباس، أن عبد الله بن عباس مر بعبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة - الحديث. الحديث: 3752 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 526 3753 - (د ت) أبو سعيد المقبري «أن أبا رافع مولى رسولِ الله [ص: 527] صلى الله عليه وسلم- مرَّ بالحسن بن علي وهو يصلِّي قائماً، وقد غرزَ ضُفْر رأسه» . وعند الترمذي: وقد عقَصَ ضَفْرَهُ في قفاه، فحلَّها أبو رافع، فالتفت حَسَن إليه مُغْضَباً، فقال أبو رافع: أقبِلْ إلى صلاتك ولا تغضب، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ذلك كِفْلُ الشَّيْطان، يعني: مَقْعَد الشيطان، يعني مغْرِزَ ضفره» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَغْرَزُ ضَفْرِه) : مغرز الضفرة: هو أصل الضفيرة مما يلي الرأس. (كِفْلُ الشيطان) : مقعده، وأصل الكِفْل: أن يجمع الكساء على سنام البعير، ثم يركب عليه، وإنما أمره بإرسال شعره ليسقط معه على الموضع الذي يسجد عليه ويصلي فيه، فيسجد معه، ويدل عليه الحديث الآخر: «أُمِرْتُ أن أسجد على سبعة آرَاب، ولا أكفَّ شعراً ولا ثوباً» .   (1) رواه أبو داود رقم (646) في الصلاة، باب الرجل يصلي عاقصاً شعره، والترمذي رقم (384) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية كف الشعر في الصلاة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد. قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (6460) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (384) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (911) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم من أصله. قال: حدثنا حجاج. كلاهما - عبد الرزاق، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج. قال: أخبرني عمران بن موسى. قال: أخبرنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. - وأخرجه الدارمي (1387) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن مخول، عن أبي سعيد، عن أبي رافع، قال: «رأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ساجد، وقد عقصت شعري، أو قال: عقدت، فأطلقه» . - وأخرجه أحمد. قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (1042) قال: حدثنا بكر بن خلف. قال: حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - خالد بن الحارث، ومحمد بن جعفر - عن شعبة. قال: أخبرني مخول. قال: سمعت أبا سعد، رجلا من أهل المدينة. يقول: رأيت أبا رافع، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رأى الحسن بن علي وهو يصلي، وقد عقص شعره، فأطلقه، أو نهى عنه، وقال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي الرجل وهو عاقص شعره» . - وأخرجه أحمد (6/8) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/391) قال: حدثنا وكيع. كلاهما - عبد الرزاق، ووكيع - قالا: حدثنا سفيان. عن مخول بن راشد، عن رجل، عن أبي رافع. قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي الرجل وشعره معقوص» . - وأخرجه أحمد قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا مكحول، عن أبي سعيد المؤذن، فذكر معناه. وقال الترمذي: حديث أبي رافع حديث حسن. الحديث: 3753 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 526 مدافعة الأخبثين [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأخْبَثَين) : الأخبثان: البول والغائط. 3754 - (ط س ت د) عبد الله بن الأرقم - رضي الله عنه -: «كان [ص: 528] يؤمُّ أصحابَه، فحضرت الصلاةُ يوماً، فذهب لحاجتَه، ثم رجع فقال: إِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا أراد أحدكم الغَائِط فليبدأْ به قبل الصلاة» أخرجه الموطأ والنسائي، وعند الترمذي قال: «أُقيمت الصلاةُ، فأخذ بيد رجل فقدَّمه - وكان إمامَ القوم - وقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا أقيمت الصلاةُ ووجد أحدكم الخلاء فَلْيَبْدَأْ بالخَلاءِ» . وعند أبي داود: «أنه خرج حاجاً أو مُعْتَمِراً، ومَعَهُ الناسُ، وكان يَؤُمُّهم، فلما كان ذاتَ يوم أقام الصلاة: صلاة الصبح، ثم قال: ليتقدَّمْ أحدُكم - وذهبَ إلى الخلاء - فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ: إذا أَرادَ أحدُكم أن يذهبَ إِلى الخلاء، وقامتِ الصلاةُ، فليبْدأْ بالخَلاءِ» (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 159 في قصر الصلاة في السفر، باب النهي عن الصلاة والإنسان يريد حاجة، وأبو داود رقم (88) في الطهارة، باب أيصلي الرجل وهو حاقن، والترمذي رقم (142) في الطهارة، باب ما جاء إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ به، والنسائي 2 / 110 و 111 في الإمامة، باب العذر في ترك الجماعة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 383 و 4 / 35، والحاكم في " المستدرك " 1 / 168 وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (117) ، وأحمد (3/483) و (4/35) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1434) قال: حدثنا محمد بن كناسة. وأبو داود (88) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (616) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والترمذي (142) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (2/110) . وفي الكبرى (836) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (932) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا حماد بن زيد، وعمرو بن علي. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا الدورقي، قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب (ح) وحدثنا أبو هاشم، قال: حدثنا إسماعيل - وهو ابن علية - قال: حدثنا أيوب. وفي (1652) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا حماد بن زيد. تسعتهم - مالك، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن كناسة، وزهير، وابن عيينة، وأبو معاوية، وحماد بن زيد، وأبو أسامة، وأيوب - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3754 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 527 3755 - (ط) زيد بن أسلم: «أنَّ عُمَرَ بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: لا يُصَلِّين أحدُكم وهو ضامٌّ بين وَرِكَيْه (1) » أخرجه الموطأ (2) .   (1) يعني من شدة الحقن. (2) 1 / 160 في قصر الصلاة في السفر، باب النهي عن الصلاة والإنسان يريد حاجة، وإسناده منقطع، فإن زيد بن أسلم لم يدرك عمر رضي الله عنه، ولكن يشهد له معنى الفقرة الثانية من الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (380) فذكره. الحديث: 3755 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 528 3756 - (م د) عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاةَ بحضرةِ الطعام، ولا لمن يدَافِعُهُ الأخْبَثَانِ» . أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال عبد الله بن محمد بن أبي بكر: «كُنَّا عندَ عائشةَ، فجيءَ بطعامِها، فقام القاسِمُ بن محمد يصلِّي، فقالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر الحديث. ولمسلم عن ابن أبي عتيق قال: «تحدَّثْتُ أنا والقاسُم عندَ عائشةَ حديثاً - وكان القاسم رجلاً لحَّاناً (1) ، وكان لأم ولدِ، فقالت له عائشةُ: ماَلَكَ لا تَحَدَّثُ (2) كما يتحدَّثُ ابنُ أَخي هذا؟ أما إني [قد] عَلِمْتُ من أين أُتِيتَ؟ هذا أَدَّبَتْهُ أُمُّه، وأنتَ أدَّبتكَ أُمُّكَ، قال: فغضب القاسم وأضبَّ عليها، فلما رأى مائدة عائشةَ قد أُتيَ بها قام، قالت: أَين؟ قال: أصلي، قالت: اجْلِسْ، قال: إني أصلِّي. قالت: اجلس غُدَرُ، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا صلاة بحضرةِ الطعام، ولا وهو يُدَافِعُهُ الأْخبَثانِ» (3) . هذه الرواية لم يذكرها الحميدي. قال رزين: قال أبو عيسى في كتاب «الشرح» له: ومما نهى عنه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ الحاقِنِ، والحاقِبِ، والحازِق، والمُسْبِلِ، والمختصِرِ، والمصلِّب، والصَّافِنِ، والصَّافِدِ، والكافِت، والوَاصِلِ، والمُلْتَفِتِ، [ص: 530] والعابث باليد، والمُسْدِل، وعن مسح الحصباء من الجبهة قبل الفراغ من الصلاة، وأن يصلِّيَ بطريق مَنْ يَمُرُّ بين يديه» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أضَبَّ) : الضَّبُّ: الحقد، يقال: أضَبَّ فلان على غل في صدره: أضمره. (غُدَر) : أكثر ما يُستعمل هذا في النداء بالشتم، يقولون: يا غُدَرُ، وهو من الغَدْر: ترك الوفاء. (الحاقِن) : الذي يُدافع بوله. (الحاقِب) : الذي يُدافع الغائط. (الحازِق) : الذي في رجله خُفٍّ ضَيِّق. (المُسبِلُ) : الذي يُسْبِل ثوبه، وقد تقدم ذكره. (المختصِر) : الذي يجعل يده على خاصرته، وقد ذُكِر. (المُصَلِّب) : قد تقدم ذِكْره، وهو المختصر أيضاً. (الصافِن) : الذي يثني قدمه إلى ورائه، كما يفعل الفرس إذا ثنى سُنْبُكَهُ (5) عند الشرب والأكل لِقِصَرٍ في عُنُقه. (الصَّافِد) : الذي يقرن بين قدميه معاً، كأنهما في قيد، مأخوذ من الصَّفَد، وهو القَيْد. (الكافِت) : قد ذُكِر، وهو الذي يجمع شعره.   (1) أي: كثير اللحن في كلامه. (2) بحذف إحدى التاءين تخفيفاً، أي: أي مالك لا تتحدث. (3) رواه مسلم رقم (560) في المساجد، باب كراهية الصلاة بحضرة الطعام، وأبو داود رقم (89) في الطهارة، باب أيصلي الرجل وهو حاقن. (4) وقد تقدمت مفردة في أحاديث تقدمت، سوى الحاقب، والحازق، والصافن، والصافد. (5) أي: طرف حافره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. أخرجه أحمد (6/43 و 54) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/73) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/78) قال: حدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا حاتم، وهو ابن إسماعيل. وفي (2/79) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر. وأبو داود (89) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ومسدد ومحمد بن عيسى، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (933) قال: حدثنا بندار ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويحيى بن حكيم، وأحمد بن عبده. قالوا: حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل - عن أبي حزرة القاص يعقوب بن مجاهد. قال: حدثني عبد الله بن محمد، فذكره. - في رواية أحمد (6/73) . ومسلم: عبد الله بن أبي عتيق. - وفي رواية محمد بن عيسى وابن خزيمة: عبد الله بن محمد وهو ابن أبي بكر. الحديث: 3756 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 529 الفصل السابع: في السجدات ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في سجود السهو ، وفيه ثلاثة أقسام [القسم] الأول: في السجود قبل التسليم 3757 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن مالك بن بحينة (1) «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قام من اثنتين من الظهر، لم يجلسْ بينهما، فلما قضى صلاتَه سجدَ سجدتين، ثم سلَّم بعد ذلك» . وفي رواية «صلَّى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين من بعض الصلوات، ثم قام فلم يجلسْ، فقام الناسُ معه، فلما قضى صلاتَهُ، ونَظَرنَا تسليمَهُ (2) ، كبَّرَ قَبْلَ التسليم، فسجدَ سجدتين، وهو جالس» . وفي أخرى نحوه، وفيه: «فلما قضى صلاتَهُ، وانتظر الناسُ تسليمَهُ: كبَّر فسجدَ قبل أن يسلِّمَ، ثم رفعَ رأسَهُ ثم كبَّرَ فسجدَ، ثم رفعَ رأْسَهُ، وسلَّم» . وفي أخرى: «قام في صلاة الظهر، وعليه جلوس، فلما أتمَّ صلاتَهُ، سجد [ص: 532] سجدتين، يُكَبِّرُ في كلِّ سجدة وهو جالس قبل أن يسلِّمَ، وسجدهما الناسُ، معه، مكانَ ما نَسِيَ من الجلوس» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الموطأ الأولى والثانية، وفي رواية أبي داود مثل الرواية الأولى، إلا أنه لم يُسمِّ الظهر. وفي أخرى له بمعناه، وزاد: «وكان منَّا المتشهِّدُ في قيامه: من نسيَ أن يتشهَّدَ وهو جالس» . وفي رواية الترمذي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قام في صلاةِ الظُّهرِ وعليه جلوس، فلما أتمَّ صلاتَهُ سجد سجدتين يُكبِّرُ في كل سجدة، وهو جالس قبل أن يسلِّم،» وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية الترمذي، وللنسائي أيضاً: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قام من الشَّفْع الذي يريدُ أن يجلسَ فيه، فمضى في صلاته، حتى إذا كان في آخر صلاته سجد سجدتين قبل أن يسلِّم، ثم سلَّم» ، وفي أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى، فقام في الركعتين، فسَبَّحُوا، فمضى، فلما فرغ من صلاتَه سجد سجدتين، ثم سلَّم» (3) .   (1) بضم الباء وفتح الحاء وسكون الياء، وهي أمه، وأبوه مالك. (2) أي: انتظرنا تسليمه. (3) رواه البخاري 3 / 74 في السهو، باب ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة، وباب من يكبر في سجدتي السهو، وفي صفة الصلاة، باب من لم ير التشهد في الأولى، وباب التشهد في الأولى، وفي الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، ومسلم رقم (570) في المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، والموطأ 1 / 96 في الصلاة، باب من قام بعد الإتمام أو في الركعتين، وأبو داود رقم (1034) و (1035) في الصلاة، باب من قام من ثنتين ولم يتشهد، والترمذي رقم (391) في الصلاة، باب ما جاء في سجدتي السهو قبل التسليم، والنسائي 3 / 19 و 20 في السهو، باب ما يفعل من قام من اثنتين ناسياً لم يتشهد، وباب التكبير في سجدتي السهو، و 2 / 244 في الافتتاح، باب ترك التشهد الأول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (81) . والحميدي (903) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/345) قال: حدثنا سفيان. وفي (5/345) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (5/345) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: حدثنا ابن جريج. وفي (5/346) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أبو أويس. والدارمي (1507) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/210) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (2/85) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك بن أنس. وفي (2/87) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وفي (8/170) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (2/83) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) قال: وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. وأبو داود (1034) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وفي (1035) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا أبي وبقية، قالا: حدثنا شعيب. وابن ماجه (1206) قال: حدثنا عثمان، وأبو بكر، ابنا أبي شيبة، وهشام بن عمار، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (391) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائي (3/19) ، وفي الكبرى (514 و 1054) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (3/34) ، وفي الكبرى (517 و 1093) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، ويونس، والليث. وابن خزيمة (1029) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. تسعتهم - مالك، وسفيان، وابن جريج، وأبو أويس، وشعيب، والليث، وابن أبي ذئب، وعمرو بن الحارث، ويونس - عن ابن شهاب. 2- وأخرجه مالك في الموطأ (81) والحميدي (904) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/345) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (5/346) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (1508) قال: أخبرنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (2/85) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/83) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (1207) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير، وابن فضيل، ويزيد بن هارون (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، ويزيد بن هارون، وأبو معاوية. والنسائي (2/244) ، وفي الكبرى (512 و 676) قال: أخبرني يحيى بن حبيب بن عربي البصري، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2/244) ، وفي الكبرى (511 و 677) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/20) ، وفي الكبرى (1055) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وفي الكبرى (513) قال: أخبرنا سويد بن نصر بن سويد، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (515) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام. (ح) وأخبرنا سليمان بن سلم، قال: أخبرنا النضر، قال: أخبرنا هشام. وابن خزيمة (1029) قال: حدثنا عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان. وفي (1031) قال: حدثنا عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان. وفي (1031) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، قال: حدثنا شعبة ح وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يزيد بن هارون. جميعهم - سفيان، ومحمد بن فضيل، وحماد بن سلمة، ومالك، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وابن نمير، وأبو خالد الأحمر، وأبو معاوية، وشعبة، والليث، وعبد الله بن المبارك، وهشام - عن يحيى بن سعيد. 3- وأخرجه البخاري (1/210) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر، عن جعفر بن ربيعة. 4- وأخرجه ابن خزيمة (1029) قال: حدثنا المخزومي، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن الزهري، ويحيى بن سعيد. 5- وأخرجه ابن خزيمة (1030) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عمي، قال: أخبرني ابن أبي حازم، عن الضحاك، وهو ابن عثمان. أربعتهم - ابن شهاب الزهري، ويحيى بن سعيد، وجعفر بن ربيعة، والضحاك بن عثمان - عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. - وأخرجه أحمد (5/346) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب أيضا عن ابن بحينة الأسدي، فذكره - ليس فيه الأعرج -. - وعن محمد بن يحيى بن حبان، عن مالك بن بحينة: «أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام في الشفع الذي يريد أن يجلس فيه، فسبحنا، فمضى، ثم سجد سجدتين» . أخرجه النسائي في الكبرى (510) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، فذكره. - قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ، والصواب - عبد الله بن مالك بن بحينة -. الحديث: 3757 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 531 3758 - (د ت) المغيرة بن شعبة: قال زيد بن عِلاقة: «صلَّى بنا [ص: 533] المغيرةُ بنُ شعبةَ، فنهضَ في الركعتين، فقلنا: سبحان الله! فقال: سبحان الله! ومضى فلما أتمَّ صلاته سجد سجدة قبل السلام ثم سلَّم» . وفي رواية: «فلما أتمَّ صلاتَهُ وسلَّم، سجد سجدتي السهو، فلما انصرف قال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يَصْنَعُ كما صنعتُ» . قال أبو داود: وَفَعَلَ كَفِعْلِ المغيرةِ: سعدُ ابن أبي وقاص، وعمرانُ بنُ حُصَين، والضَّحاكُ، ومعاويةُ، وأفتى به ابنُ عباس، وعمر بن عبد العزيز. وفي أخرى، قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قام الإمام في الركعتين: فإن ذَكَرَ قبل أن يستويَ قائماً فَلْيَجلِسْ، وإذا استوى قائماً فلا يجلسْ، ويسجد سجدتي السهو» . أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي نحو الثانية (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1036) و (1037) في الصلاة، باب من نسي أن يتشهد وهو جالس، والترمذي رقم (365) في الصلاة، باب ما جاء في الإمام ينهض في الركعتين ناسياً، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/253) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (4/253) قال: حدثنا حجاج، قال: سمعت سفيان. وفي (4/254) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثني شعبة. وأبو داود (1036) قال: حدثنا الحسن بن عمرو، عن عبد الله بن الوليد، عن سفيان. وابن ماجة (1208) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - إسرائيل، وسفيان وشعبة - عن جابر بن يزيد الجعفي، عن المغيرة بن شبيل الأحمسي، عن قيس ابن أبي حازم، فذكره. - وعن زياد بن علاقة قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة، فلما صلى ركعتين قام ولم يجلس، فسبح به من خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم وسجد سجدتي السهو وسلم، وقال: هكذا صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (4/247 و 253 و 254) . والدارمي (1509) . وأبو داود (1037) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي. والترمذي (365) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وعبيد الله بن عمر - عن يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن زياد بن علاقة. فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3758 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 532 3759 - (ت د) عمران بن حصين «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى بهم فسها، فسجد سجدتين، ثم تشهَّد، ثم سلَّم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (395) في الصلاة، باب ما جاء في التشهد في سجدتي السهو، ورواه أيضاً أبو داود رقم (1039) في الصلاة، باب سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم، وابن حبان في " صحيحه " رقم (536) موارد، في الصلاة، باب سجود السهو، والحاكم في " المستدرك "، وقال الحافظ في " الفتح " 3 / 79: قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وقال ابن حبان: ما روى ابن سيرين عن خالد - يعني الحذاء - غير هذا الحديث اهـ. وهو من رواية " الأكابر عن الأصاغر "، وضعفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما، ووهموا رواية أشعث - يعني هذه - لمخالفته غيره من الحفاظ عن ابن سيرين، فإن المحفوظ عن ابن سيرين في حديث [ص: 534] عمران ليس فيه ذكر التشهد، وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضاً في هذه القصة: قلت لابن سيرين: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد شيئاً، وقد تقدم في باب تشبيك الأصابع من طريق ابن عون عن ابن سيرين قال: نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم، وكذا المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإسناد في حديث عمران، ليس فيه ذكر التشهد كما أخرجه مسلم، فصارت زيادة أشعث شاذة، ولهذا قال ابن المنذر: لا أحسب التشهد في سجود السهو يثبت، لكن قد ورد في التشهد في سجود السهو، عن ابن مسعود عند أبي داود والنسائي، وعن المغيرة عند البيهقي، وفي إسنادهما ضعف، فقد يقال: إن الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترتقي إلى درجة الحسن، قال العلائي: وليس ذلك ببعيد، وقد صح ذلك عن ابن مسعود من قوله، أخرجه ابن أبي شيبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1039) ، والترمذي (395) ، والنسائي (3/26) . وفي الكبرى (519 و 1068) . ثلاثتهم عن محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري الذهلي. وابن خزيمة (1062) قال: حدثنا محمد بن يحيى وأبو حاتم الرازي، وسعيد بن محمد بن ثواب البصري، والعباس بن يزيد البحراني. أربعتهم عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، فذكره. - أخرجه الحميدي (983) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: أخبرت عن عمران بن حصين، نحوه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب (صحيح) . الحديث: 3759 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 533 3760 - (د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا كنتَ في صلاة، فشككتَ في ثلاثَ أو أَربع، وأكثرُ ظَنِّكَ على أربع، تشهدَّتَ ثم سجدتَ سجدتين، وأنتَ جالس قبل أن تسّلم، ثم تشهدتَ أيضاً، ثم تُسلِّم» . أخرجه أبو داود (1) ، وقال: وقد روي عنه ولم يرفعوه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-.   (1) رواه أبو داود رقم (1028) في الصلاة، باب من قال: يتم على أكبر ظنه، من حديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عبد الله بن مسعود، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/428) (4075) . وأبو داود (1028) قال: حدثنا النفيلي. والنسائي في الكبرى (518) قال: أخبرني عمرو بن هشام. ثلاثتهم - أحمد، والنفيلي، وعمرو - قالوا: حدثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن أبي عبيدة، فذكره. - أخرجه أحمد (1/429) (4076) قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا خصيف، قال: حدثنا أبو عبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود، فذكره. موقوفا. - قال أبو داود: رواه عبد الواحد عن خصيف، ولم يرفعه. ووافق عبد الواحد أيضا: سفيان وشريك وإسرائيل واختلفوا في الكلام في متن الحديث. الحديث: 3760 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 534 3761 - (م ط د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا شكَّ أحدكم في صلاته، فلم يدرِ: كم صلى: ثلاثاً، أو أربعاً؟ فليطرح الشَّكَّ، وليبْنِ على ما استِيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يُسَلِّمَ، فإن كان صلى خمساً، شفَعْن له صلاته، وإن كان صلى إتْماماً لأربع، كانتا ترْغيماً للشيطان» . أخرجه مسلم وأخرجه الموطأ مرسلاً عن عطاء بن يسار، وهذا لفظه: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شكَّ أحدُكم في [ص: 535] صلاته، فلم يَدْرِ كم صلى: ثلاثاً، أم أربعاً؟ فليُصَلِّ ركعة، ويسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم، فإن كانت الركعة التي صلَّى خامسة، شفعَها بهاتين السجدتين، وإن كانت رابعة، فالسجدتان ترغيم للشيطان» . وأخرجه أبو داود مسنداً، وهذا لفظه: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شكَّ أحدُكم في صلاته فليُلِقِ الشَّكَّ، ولَيبْنِ على اليقين، فإذا اسْتَيْقَنَ التَّمام سجدَ سجدتين، فإن كانت صلاتُهُ تَامَّة، كانت الركعةُ نافلة (1) والسجدتان، وإن كانت ناقصة، كانت الركعة تماماً لصلاته، وكانت السجدتان مُرغِمتي الشيطان» . وأخرجه أيضا مرسلاً عن عطاء ابن يسار بمثل الموطأ، وله في أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شكَّ أحدُكم في صلاته، فإن اسْتَيْقَن أنْ قد صلَّى ثلاثاً، فلْيَقُم فليُتِمَّ ركعة بسجودها، ثم يجلس فيتشهد، فإذا فرغ فلم يبْقَ إلا أن يُسَلِّمَ، فليسجد سجدتين وهو جالس، ثم يسلم» . ثم ذكر معنى ذلك، وأخرجه النسائي مسنداً مثل رواية الموطأ، ولم يذكر فيها «قبل التسليم» . وله في أخرى قال: «إذا شك أحدُكم في صلاته فليُلْغِ الشَّكَّ، ولْيَبْنِ على اليقين، فإذا استيقنَ بالتمام، فليسجد سجدتين، وهو قاعد» . وفي رواية الترمذي عن عياض بن هلال قال: «قلت لأبي سعيد: أحدُنا يصلِّي، فلا يدري كيف صلى؟ فقال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى أحدُكم فلم يَدْرِ: أزاد، أم نقص؟ فليسجد سجدتين وهو قاعد» وأخرج أبو داود هذه الرواية، وزاد فيها: «فإذا أتاه [ص: 536] الشيطان، فقال له: إنك أحدثتَ، فليقل له: كذبتَ، إلا ما وجد ريحاً بأنفه أو صوتاً بأُذنه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَرْغيماً) : أرْغَم الله أنفه: أي أهانه وأذله، من الرَّغام: وهو التراب، أي ألصق أنفه بالتراب (يشفعن له) : الشفع: الزوج، ويشفعن له: أي يجعلن صلاته شفعاً.   (1) في المطبوع: كانت الركعة باطلة، وهو تحريف. (2) رواه مسلم رقم (571) في المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، والموطأ 1 / 95 في الصلاة، باب إتمام المصلي ما ذكر إذا شك في صلاته، وأبو داود رقم (1024) و (1026) و (1027) و (1029) في الصلاة، باب إذا صلى خمساً، والترمذي رقم (396) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي فيشك في الزيادة والنقصان، والنسائي 3 / 27 في السهو، باب إتمام المصلي على ما ذكر إذا شك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «إذا صلى أحدكم فلا يدري كم صلى فليسجد سجدتين وهو جالس، وإذا جاء أحدكم الشيطان فقال: إنك قد أحدثت. فليقل: كذبت. إلا ما وجد ريحه بأنفه، أو سمع صوته بأذنه» . 1- أخرجه أحمد (3/12) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (3/37 و 53) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/51) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (1029) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وابن ماجة (1204) قال: حدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. والترمذي (396) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى (500) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) وابن خزيمة (29) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام خمستهم - إسماعيل، ويحيى، ويزيد، وخالد، ومعاذ - عن هشام الدستوائي. 2- وأخرجه أحمد (3/73 و 53) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 3- وأخرجه أحمد 30/50) والنسائي في الكبرى (501) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. كلاهما - أحمد، وإبراهيم - قالا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان. 4- وأخرجه أحمد 30/53) قال: حدثنا سويد بن عمرو. وفي (3/53) أيضا قال: حدثنا يونس. وأبو داود (1029) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ثلاثتهم - سويد، ويونس، وموسى - قالوا: حدثنا أبان. 5- وأخرجه أحمد (3/54) وابن خزيمة (29) قال: حدثنا سلم بن جنادة القرشي. كلاهما - أحمد، وسلم - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا علي بن المبارك. 6- وأخرجه النسائي في الكبرى (502) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق، قالك حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا شعيب. وفي (503) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، عن بقية. كلاهما - شعيب، وبقية - عن الأوزاعي. 7- وأخرجه النسائي في الكبرى (504) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. سبعتهم - هشام، ومعمر، وشيبان، وأبان، وعلي بن المبارك، والأوزاعي، وعكرمة - عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال، فذكره. - في رواية أبان، وعكرمة بن عمار، وأحمد بن حنبل (3/37) من رواية معمر، اسمه (هلال بن عياض) . - وفي رواية الأوزاعي سماه عياض بن أبي زهير. وبلفظ: «إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى، ثلاثا أم أربعا، فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإذا كان صلى خمسا، شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتماما لأربع، كانتا ترغيما للشيطان» . أخرجه أحمد (3/72) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا فليح. وفي (3/83) قال: حدثنا موسى ابن داود، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (3/84) قال: حدثنا يزيد، وأبو النضر، قالا: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. وفي (3/87) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا محمد بن مطرف. والدارمي (1503) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز - وهو ابن سلمة الماجشون -. ومسلم (2/84) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثني عمي عبد الله، قال: حدثني داود بن قيس.. وأبو داود (1024) ، وابن ماجة (1210) قالا - أبو داود، وابن ماجة -: حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، والنسائي (3/27) ، وفي الكبرى (1071) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا حجين بن المثنى، قال: حدثنا عبد العزيز - وهو ابن أبي سلمة - وفي الكبرى (499) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يحيى بن محمد - هو ابن قيس أبو زكير - وابن خزيمة (1023) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، وعبد الله بن سعيد الأشج، قالا: حدثنا أبو خالد، عن ابن عجلان. وفي (1024) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن قيس المدني. (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب (يعني ابن الليث) ، قال: حدثنا الليث، عن محمد بن عجلان. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الماجشون عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام - وهو ابن سعد -. ثمانيتهم - فليح، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز، وابن مطرف، وداود بن قيس، وابن عجلان، ويحيى بن محمد، وهشام - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وبلفظ: «إذا أوهم الرجل في صلاته فلم يدر أزاد أم نقص فليسجد سجدتين وهو جالس» . أخرجه أحمد (3/42) وعبد بن حميد (872) كلاهما عن محمد بن الفضل (عارم) ، قال: حدثنا سعيد بن زيد، قال: حدثنا علي بن الحكم، قال: حدثنا أبو نضرة، فذكره. الحديث: 3761 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 534 3762 - (ت) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سَها أحدُكم في صلاته، فلم يَدْرِ: واحدةً صلى، أَو ثنْتين؟ فلْيَبْنِ على واحدة، فإن لم يَدْرِ: ثنتين صلَّى، أو ثلاثاً؟ فليَبْنِ على ثنتين، فإن لم يدر: ثلاثاً صلى، أو أربعاً؟ فليَبْنِ على ثلاث، وليسجد سجدتين قبل أن يُسَلِّم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (398) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي فيشك في الزيادة والنقصان، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/190) (1656) قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن كريب. وفي (1/195) (1689) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده، حدثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله. وابن ماجة (1209) قال: حدثنا أبو يوسف الرقي محمد بن أحمد الصيدلاني، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن كريب. والترمذي (398) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: أخبرنا محمد بن خالد بن عثمة، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن كريب. كلاهما - كريب، وعبيد الله بن عبد الله - عن ابن عباس، فذكره. - أخرجه أحمد (1/193) (1677) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني مكحول، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا صلى أحدكم فشك ... الحديث» مرسل. قال محمد بن إسحاق: وقال لي حسين بن عبد الله: هل أسنده لك؟ فقلت: لا. فقال: لكنه حدثني أن كريبا مولى ابن عباس، حدثه عن ابن عباس، قال: «جلست إلى عمر بن الخطاب، فقال: يابن عباس، إذا اشتبه على الرجل في صلاته، فلم يدر أزاد أم نقص؟ قلت: والله يا أمير المؤمنين ما أدري ما سمعت في ذلك شيئا، فقال عمر: والله ما أدري، قال: فبينا نحن على ذلك إذ جاء عبد الرحمن بن عوف، فقال: ما هذا الذي تذاكران؟ فقال له عمر: ذكرنا الرجل يشك في صلاته كيف يصنع. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... » يقول هذا الحديث. - لفظ رواية عبيد الله بن عبد الله، «عن ابن عباس: أنه كان يذاكر عمر شأن الصلاة، فانتهى إليهم عبد الرحمن بن عوف، فقال: ألا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: بلى، قال: فأشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من صلى صلاة يشك في النقصان، فليصل حتى يشك في الزيادة» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن (غريب) صحيح. الحديث: 3762 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 536 3763 - (ت) محمد بن إبراهيم (1) «أن أبا هريرةَ و [عبد الله بن] السائب القارئَ (2) كانا يسجدان سجدتي السهو قبل التسليم» أخرجه الترمذي (3) .   (1) هو محمد بن إبراهيم بن الحارث القرشي التيمي أبو عبد الله المدني. (2) في الأصل: السائب، وهو السائب بن أبي السائب المخزومي، ولكن المشهور بالقارئ المكي ابنه عبد الله. (3) رقم (391) في الصلاة، باب ما جاء في سجدتي السهو قبل التسليم، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي تحت الحديث (391) قائلا: حدثنا محمد بن بشاو قال: حدثنا عبد الأعلى وأبو داود قالا: حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، فذكره. الحديث: 3763 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 536 [القسم] الثاني: في السجود بعد التسليم 3764 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين: أقُصرَت الصلاةُ، أو نَسيِت يا رسول الله؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أصدَقَ ذو اليدين؟ فقال الناسُ: نعم، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى اثنتين أُخرَيَيْن، ثم سلَّم، ثم كبَّر، ثم سجد مثل سجوده أو أطولَ، ثم رفع» . وفي رواية سلمة بن علقمة «قلت لمحمد - يعني ابن سيرين -: في سجدتي السهو تشهُّد؟ قال: ليس في حديث أبي هريرة» . وفي رواية قال: «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إحدَى صلاتي العَشِيِّ - قال محمد: وأكثر ظني: العصر - ركعتين، ثم سلَّم، ثم قام إلى خشبة في مقدَّم المسجد، فوضع يده عليها، وفيهم أبو بكر وعمرُ، فهاباه أن يُكلِّماه، وخرج سَرعَانُ الناسِ فقالوا: أقُصِرَت الصلاة؟ ورجلٌ (1) يدعوه النبي - صلى الله عليه وسلم- ذو اليدين (2) فقال: يا نبيَّ الله، أنسيتَ، أم قُصِرَتْ؟ فقال: لم أنسَ ولم تَقْصُرْ، قال: بلى، قد نسيتَ، قال: صدق ذو اليدين، فقام فصلَّى ركعتين، ثم سلَّم، ثم كبَّر فسجد مثلَ سجودِه أو أطولَ، ثم رفع رأسه وكبَّر» . وفي أخرى نحوه، وفيه: «ثم أتى جِذعاً في قبلة المسجد فاسْتَنَدَ إليه مغضباً» . وفيه: «فقام ذو اليدين، فقال: يا رسولَ الله، أقُصِرَت الصلاةُ، أم نَسيتَ؟ فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يميناً وشمالاً، فقال: ما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: صدق، لم تُصَلِّ [ص: 538] إلا ركعتين، فصلَّى ركعتين ثم سلَّم، ثم كبَّر، ثم سجد، ثم كبَّر فرفع، ثم كبَّر وسجد، ثم كبَّر ورفع - قال: وأُخبِرتُ عن عمران بن حصين أنه قال: وسلَّم» . أخرجه البخاري ومسلم، وفي أخرى للبخاري قال: «صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الظهْرَ ركعتين، فقيل: صَلَّيتَ ركعتين، فصلَّى ركعتين ثم سلَّم، ثم سجد سجدتين» . وفي أخرى له: «صلى بنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الظهر أو العصر ركعتين فسلَّم، فقال له ذو اليدين: الصلاةَ يا رسولَ الله، أنقَصَتْ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: أحقٌّ ما يقول: قالوا: نعم، فصلَّى ركعتين أُخرَيينِ، ثم سجد سجدتين، قال سعد: -[هو ابن إبرهيم بن عبد الرحمن بن عوف]- ورأيتُ عُرْوةَ بن الزُّبيرِ صلَّى من المغرب ركعتين فسلم، وتكلَّم، ثم صلَّى ما بقي، وسجد سجدتين، وقال: هكذا فعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» . ولمسلم قال راويه: سمعتُ أبا هريرةَ يقول: «صلى لنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- صلاةَ العَصْرِ، فسلم في ركعتين، فقام ذو اليدين فقال: أقُصِرَتِ الصلاةُ يا رسولَ الله، أم نسِيتَ؟ فقال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: كُلُّ ذلك لم يكن، فقام ذو اليدين فقال: قد كان بعضُ ذلك يا رسولَ الله، فأقبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على النَّاسِ، فقال أصدَقَ ذو اليدين؟ فقالوا: نعم يا رسولَ الله، فأتم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ما بقي من الصلاة، ثم سجد سجدتين هو جالس بعد التسليم» وله في أخرى «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى ركعتين من صلاةِ الظهر، ثم سلَّم، فأتاه رجُل من بني سُلَيم، فقال: يا رسولَ الله، أقُصِرَتِ الصلاةُ، [ص: 539] أم نَسِيتَ؟ ... » وساق الحديث. وأخرج الموطأ الرواية الأولى من المتفق [عليه] ، والأولى من أفراد مسلم. وأخرجه أبو داود قال: صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إحدى صلاتي العَشِيِّ: الظهر، أو العصر، قال: فصلَّى بنا ركعتين ثم سلَّم، ثم قام إلى خشبة في مقدَّم المسجد، فوضع يديه عليها، إحداهما على الأخرى، يُعْرَف في وجهه الغضبُ، ثم خرج سَرعانُ الناس، وهم يقولون: قُصِرتِ الصلاةُ، قُصِرتِ الصلاةُ، وفي الناس أبو بكرِ وعُمرُ، فهاباه أن يكلِّماه، وقام رجل كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسَمِّيه ذا اليدين، فقال: يا رسولَ الله، أنسيتَ، أم قُصِرتِ الصلاةُ؟ فقال: لم أنسَ، ولم تُقْصَرْ الصلاة، قال: بل نسيتَ يا رسولَ الله، فأقبل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على القومِ فقال: أصدق ذو اليدين؟ فأوْمَؤُوا: أي نعم، فرجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى مقامه، فصلَّى الركعتين الباقيتين، ثم سلَّم، ثم كبَّر وسجد مثل سجوده أو أطولَ، ثم رفع وكبَّرَ، ثم كبَّر وسجد مِثْلَ سجوده أو أطولَ، ثم رفع وكبّرَ، قال: فقيل لمحمد: «سلَّمَ في السهو؟ فقال: لم أحفظه من أبي هريرة، ولكن نُبِّئتُ أن عمران بنَ حصين قال: ثم سلَّم» . وله في أخرى بهذا، قال أبو داود: وحديث حمَّاد أتمُّ: «قال: صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- .... » ولم يقل: «فأوْمَؤُوا» . قال: فقال الناس: نعم، وقال: «ثم رفع» ولم يقل: «وكبَّرَ [ثم كبَّر] وسجد مثل سجوده أو أطولَ، ثم رفع» وتم حديثه - ولم يذكر ما بعده. قال أبو داود: وكلُّ [ص: 540] مَنْ روى هذا الحديثَ لم يقل: «فكبَّر» ولم يذكر «فأوْمَؤُوا» . إلا حماد بن زيد، وله في أخرى بمعنى الأول من رواياته، إلى قوله: «نُبِّئْتُ أن عِمْران بنَ حصين، قال: ثم سلَّم، قال: قلت: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد، وأحبُّ إليَّ أنْ يَتَشَهَّدَ» . ولم يَذْكُرْ «كان يسميه ذا اليدين» ولا ذكر «فأوْمَؤُوا» ولا ذكر «الغضب» وله في أخرى بهذا الحديث قال: «ولم يسجد سجدتي السهو حتى يَقَّنَه الله ذلك» وله في أخرى ذكر «أنه سجد سجدتي السهو، وفي أخرى قال: ثم سجد سجدتي السهو بعد السلام» . كل هذه روايات أبي داود. وهذا لفظه. وأخرج الترمذي الرواية الأولى من متفق البخاري ومسلم، وله في أخرى مختصراً «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سجدهما بعد السلام» وأخرج النسائي الأولى ونحو الثانية، وأخرج رواية البخاري الثانية، ورواية مسلم الأولى، وأخرج رواية أبي داود الأولى، وله في أخرى «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سجد يوم ذي اليدين سجدتين بعد السلام» . وفي أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سجد في وَهَمِهِ بعد التسليم» وفي أخرى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سلَّم ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس، ثم سلَّم» . وفي أخرى «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يسجدْ يومئذٍ قبل السلام ولا بعده» (3) . [ص: 541] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صلاتي العشي) : العشي: ما بعد الزوال إلى الليل، وإحدى صلاتيه: الظهر أو العصر. (سَرَعَان الناس) : أوائلهم والمتقدِّمون منهم.   (1) التقدير: وهناك رجل. (2) وفي بعض النسخ: ذا اليدين. (3) رواه البخاري 3 / 77 و 78 في السهو، باب إذا سلم في ركعتين أو ثلاث سجد سجدتين، وباب من لم يتشهد في سجدتي السهو، وباب من يكبر في سجدتي السهو، وفي المساجد، باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، وفي الجماعة، باب هل يأخذ الإمام إذا شك بقول الناس، [ص: 541] وفي الأدب، باب ما يجوز من ذكر الناس، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، ومسلم رقم (573) في المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، والموطأ 1 / 93 و 94 في الصلاة، باب ما يفعل من سلم من ركعتين ساهياً، وأبو داود رقم (1008) و (1009) و (1010) و (1011) و (1012) في الصلاة، باب السهو في السجدتين، والترمذي رقم (394) و (399) في الصلاة، باب ما جاء في سجدتي السهو بعد السلام والكلام، وباب ما جاء في الرجل يسلم في الركعتين من الظهر والعصر، والنسائي 3 / 30 - 36 في السهو، باب ما يفعل من سلم من ركعتين ناسياً وتكلم، وباب ذكر الاختلاف على أبي هريرة في السجدتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي إما الظهر وإما العصر، فسلم في ركعتين، ثم أتى جذعا في قبلة المسجد، فاستند إليها مغضبا، وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يتكلما، وخرج سرعان الناس. فقالوا: قصرت الصلاة، فقام ذو اليدين فقال: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - يمينا وشمالا، فقال: ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: صدق لم تصل إلا ركعتين. فصلى ركعتين، وسلم، ثم كبر ثم سجد، ثم كبر فرفع ثم كبر وسجد ثم كبر ورفع» . 1- أخرجه مالك في الموطأ (79) . والحميدي (983) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/247) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/284) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (1/183) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك بن أنس. وفي (2/86) قال: وحدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك ابن أنس. وفي (9/108) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (2/86) قال: حدثني عمرو بن الناقد وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة. قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) قال: وحدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا حماد. وأبو داود (1008) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1009) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. والترمذي (399) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي (3/22) وفي الكبرى (487 و 1057) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا ابن القاسم، عن مالك. وابن خزيمة (860) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني ابن عبد المجيد الثقفي. وفي (1035) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. خمستهم - مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وحماد بن زيد، وعبد الوهاب الثقفي - عن أيوب السختياني. 2- وأخرجه أحمد (2/234) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. والدارمي (1504) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/129) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا ابن شميل. وابن ماجة (1214) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (3/20) ، وفي الكبرى (488 و 1056) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة. قال: حدثنا يزيد. وهو ابن زريع. وابن خزيمة (1035) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا معاذ بن معاذ. ح وحدثنا بندار. قال: حدثنا حسين، يعني ابن الحسن. (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا ابن أبي عدي. ثمانيتهم - محمد بن أبي عدي. ويزيد بن هارون والنضر بن شميل، وأبو أسامة، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، ومعاذ ابن معاذ، وحسين بن الحسن - عن عبد الله بن عون. 3- وأخرجه البخاري (2/86) و (8/20) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. 4- وأخرجه أبو داود (1010) قال: حدثنا مسدد. وابن خزيمة (1035) قال: حدثنا يعقوب الدورقي. كلاهما - مسدد، ويعقوب - عن بشر بن المفضل، عن سلمة بن علقمة. 5- وأخرجه أبو داود (1011) قال: حدثنا علي بن نصر. قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد ابن زيد، عن أيوب وهشام ويحيى بن عتيق وابن عون. 6- وأخرجه الترمذي (394) قالك حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم، عن هشام بن حسان. 7- وأخرجه النسائي (3/26) ، وفي الكبرى (486 و 1066) قال: أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود. وابن خزيمة (1036) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي. كلاهما - عمرو بن سواد، وعيسى بن إبراهيم - عن ابن وهب. قال: حدثني عمرو بن الحارث. قال: حدثني قتادة بن دعامة. 8- وأخرجه النسائي (3/26) ، وفي الكبرى (1067) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار. قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا شعبة. قال: حدثني ابن عون وخالد الحذاء. 9- وأخرجه أحمد (2/37) قال: حدثنا حماد بن أسامة. قال: حدثنا هشام وابن عون. ثمانيتهم - أيوب السختياني، وابن عون، ويزيد بن إبراهيم، وسلمة بن علقمة، وهشام، ويحيى بن عتيق، وقتادة، وخالد الحذاء - عن محمد بن سيرين، فذكره. - أخرجه البخاري (2/86) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد، عن سلمة بن علقمة. قال: قلت لمحمد: في سجدتي السهو تشهد؟ قال: ليس في حديث أبي هريرة. - الروايات مطولة ومختصرة. وبلفظ: «صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العصر، فسلم في ركعتين، فقام ذو اليدين، فقال: أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كل ذلك لم يكن. فقال: قد كان بعض ذلك يا رسول الله. فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على الناس، فقال: أصدق ذو اليدين؟ فقالوا: نعم. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتم ما بقي من الصلاة، ثم سجد سجدتين بعد التسليم، وهو جالس» . أخرجه مالك في الموطأ (79) وأحمد (2/447) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/459) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. وفي (2/532) قال: حدثنا حماد، يعني ابن خالد. ومسلم (2/87) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (3/22) وفي الكبرى (489 و 1058) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (1037) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: أخبرنا ابن وهب. ستتهم - وكيع، وعبد الرحمن، وإسحاق، وحماد بن خالد، وقتيبة بن سعيد، وابن وهب - عن مالك، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، مولى ابن أبي أحمد، فذكره. - رواية وكيع مختصرة على: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم فسها، فلما سلم سجد سجدتين ثم سلم» . - ورواية حماد بن خالد مختصرة على: «سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجدتي السهو بعد السلام» . وبلفظ: «بينما أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظهر، فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ركعتين، فقام رجل من بني سليم. فقال: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لم تقصر ولم أنس. فقال: يا رسول الله، إنما صليت ركعتين. فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أحق ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم. فصلى بهم ركعتين» . ورواية سعد بن إبراهيم: «صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر ركعتين. فقيل: صليت ركعتين، فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم سجد سجدتين» . أخرجه الحميدي (984) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن أبي لبيد. وأحمد (2/386) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم وفي (2/423) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي (2/468) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز، المعنى. قالا: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. والبخاري (1/183) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. وفي (2/85) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة. عن سعد بن إبراهيم. ومسلم (2/87) قال: حدثنا حجاج بن الشاعر. قال: حدثنا هارون بن إسماعيل الخزاز. قال: حدثنا علي، وهو ابن المبارك. قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى. وأبو داود (1014) قال: حدثنا ابن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة، عن سعد. والنسائي (3/23) وفي الكبرى (475 و 1059) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله. قال: حدثنا بهز ابن أسد. قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. وفي (3/23) وفي الكبرى (476 و 1060) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس. وفي الكبرى (477) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي (478) قال: أخبرنا أحمد بن سعيد. قال: حدثنا حبان بن هلال. قال: حدثنا أبان ابن يزيد العطار. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. وابن خزيمة (1035) قال: حدثنا عبد الجبار. قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي لبيد. وفي (1038) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير. أربعتهم - ابن أبي لبيد، وسعد بن إبراهيم، ويحيى بن أبي كثير، وعمران بن أبي أنس - عن أبي سلمة، فذكره. - قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أحدا ذكر عن أبي سلمة في هذا الحديث «ثم سجد سجدتين» غير سعد. - أثبتنا رواية النسائي في الكبرى (477) ، ورواية سعد بن إبراهيم عند البخاري (1/183) . وبلفظ: «صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، صلاة الظهر أو العصر، فسلم في ركعتين من إحداهما، فقال له ذو الشمالين بن عبد الله بن عمرو بن نضلة الخزاعي، وهو حليف بني زهرة: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لم أنس ولم تقصر. فقال ذو الشمالين: قد كان بعض ذلك يا رسول الله. فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على الناس. فقال: أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم يا رسول الله، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتم الصلاة» . ولم يحدثني أحد منهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد سجدتين وهو جالس في تلك الصلاة، وذلك، فيما نرى والله أعلم، من أجل أن الناس يقنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى استيقن. أخرجه الدارمي (1505) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. وأبو داود (1013) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب. قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والنسائي (3/24) وفي الكبرى (481 و 1063) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وابن خزيمة (1042) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. وفي (1043) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو سعيد الجعفي. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (1051) قال: حدثنا محمد. قال: وحدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثني أبي، عن صالح. كلاهما - يونس، وصالح - عن ابن شهاب قال: أخبرني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله، فذكروه. - رواية صالح: عن ابن شهاب، أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره، أنه بلغه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الخبر، قال: ابن شهاب: وأخبرني بهذا الخبر، سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال: - ابن شهاب-: وأخبرني أبو سلمة وابن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله. - وأخرجه أحمد (2/271) والنسائي (3/24) وفي الكبرى (480 و 1062) قال: أخبرنا محمد بن رافع. وابن خزيمة (1046) قال: حدثنا محمد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبي هريرة. ليس فيه - سعيد ولا عبيد الله، ولا أبو بكر بن عبد الرحمن -. - وأخرجه أبو داود (1012) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا محمد بن كثير. وابن خزيمة (1040) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا محمد بن كثير. وفي (1044) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما - محمد بن كثير، والوليد بن مسلم - عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، نحوه. ليس فيه - أبو بكر بن عبد الرحمن -. - وأخرجه النسائي (3/24) ، وفي الكبرى (479 و 1061) قال: أخبرنا هارون بن موسى الفروي. قال: حدثني أبو ضمرة، عن يونس، عن ابن شهاب. قال: أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. - وأخرجه النسائي (3/25) وفي الكبرى (482 و 1064) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا شعيب. قال: أنبأنا الليث، عن عقيل. وابن خزيمة (1045) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا أبو صالح، عن الليث. كلاهما - عقيل، والليث - عن ابن شهاب، عن سعيد وأبي سلمة وأبي بكر بن عبد الرحمن وابن أبي حثمة، عن أبي هريرة؛ أنه قال: «لم يسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ، قبل السلام، ولا بعده» . - وأخرجه مالك في الموطأ (80) . وابن خزيمة (1050) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا مطرف، وقرأته على ابن نافع، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن. مرسل. - وأخرجه مالك في الموطأ (80) وأبو داود (1013) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب. قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والنسائي (3/24) ، وفي الكبرى (481 و 1063) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وابن خزيمة (1047) قال: حدثنا محمد. قال: وفيما قرأت على عبد الله بن نافع، وحدثني مطرف، عن مالك. وفي (1048) قال: حدثنا محمد أيضا. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (1049) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ثلاثتهم - مالك، وصالح، وشعيب - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر نحوه، مرسلا. - وأخرجه ابن خزيمة (1041) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثني الزهري. قال: حدثني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله، بهذه القصة، ولم يذكر أبا هريرة، وانتهى حديثه عند قوله: فأتم ما بقي من صلاته. - قال أبو بكر بن خزيمة بعد أن ذكر أسانيده السابقة: سمعت محمد بن يحيى يقول: وهذه الأسانيد عندنا محفوظة عن أبي هريرة إلا حديث أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، فإنه يتخالج في النفس منه أن يكون مرسلا لرواية مالك وشعيب وصالح بن كيسان. وقد عارضهم معمر فذكر في الحديث أبا هريرة، والله أعلم. - الروايات مطولة ومختصرة. وبلفظ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلم، ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس، ثم سلم» قال: ذكره في حديث ذي اليدين. أخرجه أحمد (2/423) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وأبو داود (1016) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. والنسائي (3/66) وفي الكبرى (483 و 1162) قال: أخبرنا سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن عكرمة بن عمار. وفي الكبرى (484) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: أخبرني الحسن بن موسى. قال: أخبرنا شيبان. قال: قال يحيى بن أبي كثير. وفي (516) قال: أخبرني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا أبو زيد الهروي سعيد بن الربيع. قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، وعكرمة - عن ضمضم بن جوس، فذكره. - لفظ رواية عبد علي الله بن المبارك: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر، فقام في الركعتين الأوليين فلم يقعد حتى إذا كان في آخر صلاته، فسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم سلم» . وبلفظ: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، انصرف من الركعتين من صلاة المكتوبة، فقال له رجل: أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ قال: كل ذلك لم أفعل. فقال الناس: قد فعلت ذلك يا رسول الله، فركع ركعتين أخريين، ثم انصرف، ولم يسجد سجدتي السهو» . أخرجه أبو داود (1015) قال: حدثنا إسماعيل بن أسد. قال: أخبرنا شبابة. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. وبلفظ: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد يوم ذي اليدين سجدتين بعد السلام» . أخرجه النسائي (3/25) . وفي الكبرى (485 و 1065) قال: أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، فذكره. الحديث: 3764 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 537 3765 - (د) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فسلَّم في ركعتين..» فذكر نحو حديث ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: «ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو» . هكذا أخرجه أبو داود (1) ، ورواية ابن سيرين عن أبي هريرة هي الأولى التي لأبي داود (2) .   (1) رقم (1017) في الصلاة، باب السهو في السجدتين، وهو حديث صحيح. (2) انظر الرواية بطولها في الصفحة (539) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1017) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت (ح) وحدثنا محمد بن العلاء. وابن ماجة (1213) قال: حدثنا علي بن محمد، وأبو كريب، وأحمد بن سنان. وابن خزيمة (1034) قال: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني، وبشر بن خالد العسكري. خمستهم - أحمد بن محمد بن ثابت، ومحمد بن العلاء أبو كريب، وعلي بن محمد، وأحمد بن سنان، وبشر بن خالد - قالوا: حدثنا أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. الحديث: 3765 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 541 3766 - (خ م د س ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فزاد أو نقص - شَكَّ بعضُ الرُّواةِ - والصحيحُ: أنه زاد - فلمَّا سلم قيل له: يا رسولَ الله، أحدَثَ في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صَلَّيتَ كذا وكذا، قال: فَثَنَى رِجْلَيْه واستقبلَ القِبْلَةِ، وسجد سجدتين، [ص: 542] ثم سلَّم، ثم أقبلَ علينا بوجهه، فقال: إنَّه لو حدَثَ في الصلاة شيء أنبأُتكم به، ولكنِّي إنما أنا بشر، أنسى كما تَنسَون، فإذا نسيتُ فذكروني، وإذا شكَّ أحدكم في صلاته فليتَحرَّ الصواب فلْيَبْنِ عليه، ثم يسجد سجدتين» . وفي أخرى: «أنه عليه الصلاة والسلام سجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام» وفي أخرى «قالوا: فإنك صلَيْتَ خمساً، فانفَتَلَ ثم سجد سجدتين ثم سلَّم» أخرجه البخاري ومسلم، وفي أخرى لمسلم نحوه مختصراً، قال: «صلى بنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- خمساً فقلنا: يا رسولَ الله، أزيدَ في الصلاة؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صَلَّيْتَ خمساً، فقال: إنما أنا بشر مثلُكم، أذْكر كما تَذْكُرُون، وأَنسى كما تَنْسونَ، ثم سجد سجدتي السهو» وله في أخرى بنحو ما سبق، وقال: «فلينظر أحْرى ذلك للصواب» . وفي أخرى: «فليَتَحرَّ أقرَب ذلك إلى الصواب» وفي أخرى عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سُويَد قال: «صلى بنا علقمةُ الظهرَ خمساً، فلما سلَّم قال القوم: يا أبا شِبْل، قد صلَّيْتَ خمساً، قال كلا، ما فعلتُ، قالوا: بلى. قال: وكنتُ في ناحية القوم وأنا غلام، فقلت: بلى صلَّيتَ خمساً، قال لي: وأنتَ [أيضاً] يا أعورُ تقول ذلك؟ (1) قال: قلت: نعم، قال: فانفتل فسجد سجدتين، ثم سلَّم، ثم قال: قال عبد الله: صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خمساً، فما انفتلَ توَشْوَشَ القوم بينهم، فقال: ما شأنُكم؟ قالوا: يا رسولَ الله، هل زيدَ في الصلاة؟ قال: لا، قالوا: فإنك قد صلَّيْتَ خمساً، فانفتل، ثم سجد سجدتين، ثم سلَّم، ثم قال: إنما أنا بشر مثلُكم، أَنْسَى كما تَنْسَوْنَ [ص: 543] زاد في رواية: فإذا نَسِيَ أحدُكم فليسجد سجدتين، وله في أخرى قال: صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فزاد أو نقص، قال إبراهيم: والوهم منِّي، فقيل: يا رسولَ الله، أزيد في الصلاة شيء؟ فقال: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسوْن، فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس - ثم تحوَّلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فسجد سجدتين» . وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الأولى من المتفق [عليه] ، وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد مسلم، وفي أخرى لأبي داود الحديث الأول، وقال: «فإذا نسيَ أحدكم فليسجد سجدتين، ثم تحوَّل فسجد سجدتين» . وفي أخرى للنسائي نحو الأولى، وقال فيه: «صلى صلاة الظهر» وفي رواية الترمذي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى الظُّهْرَ خمساً، فقيل له: أزيدَ في الصلاة؟ فسجد سجدتين بعد ما سلَّم» . وفي أخرى له: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «سجد سجدتي السهو بعد الكلام» . وأخرج أبو داود والنسائي رواية الترمذي الأولى (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليَتَحَرَّ) : التَّحري: القصد، وطلب الأَوْلى والأحْرَى. [ص: 544] (توشوش) : القوم: إذا تكلموا مختلطين في القول.   (1) هو إبراهيم بن سويد الأعور النخعي، قال النووي في " شرح مسلم ": فيه دليل على جواز مثل هذا الكلام لقرابته وتلميذه وتابعه إذا لم يتأذ به. (2) رواه البخاري 2 / 74 و 75 في السهو، باب إذا صلى خمساً، وفي القبلة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان، وباب ما جاء في القبلة ومن لا يرى الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة، وفي الأيمان، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، وفي خبر الواحد في فاتحته، ومسلم رقم (572) في المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، وأبو داود رقم (1019) و (1020) و (1021) و (1022) في الصلاة، باب إذا صلى خمساً، والنسائي 3 / 31 - 33 في السهو، باب ما يفعل من صلى خمساً، والترمذي رقم (392) و (393) في الصلاة، باب ما جاء في سجدتي السهو بعد السلام والكلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/376) (3566) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم. وفي (1/443) (4237) قال: حدثنا يحيى، ومحمد بن جعفر. وفي (1/465) (4431) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1506) قال: حدثنا سعيد بن عامر. والبخاري (1/111) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (2/85) قال: حدثنا أبو الوليد وفي (9/108) قال: حدثنا حفص بن عمر. ومسلم (2/85) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (1019) قال: حدثنا حفص بن عمر، ومسلم بن إبراهيم. وابن ماجة (1205) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو بكر بن خلاد، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (392) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (3/31) وفي الكبرى (1086) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1056) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى ح وحدثنا أبو موسى، ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرحمن ح وحدثنا بندار، قال: حدثنا محمد (ح) وحدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا سعيد بن عامر. تسعتهم - عمرو بن الهيثم، ويحيى، ومحمد بن جعفر، وسعيد بن عامر، وأبو الوليد، وحفص بن عمر، ومعاذ العنبري، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن مهدي - عن شعبة، عن الحكم. 2- وأخرجه أحمد (1/379) (3602) قال: حدثنا جرير. وفي (1/419) (3975) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/438) (4174) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/455) (4348) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا مسعر. والبخاري (1/110) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير. وفي (8/170) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، سمع عبد العزيز بن عبد الصمد. ومسلم (2/84 و 85) قال: حدثنا عثمان، وأبو بكر، ابنا أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير. (ح) وحدثناه أبو كريب، قال: حدثنا ابن بشر (ح) قال: وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا وكيع، كلاهما عن مسعر. (ح) وحدثناه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا وهيب بن خالد. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبيد بن سعيد الأموي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا فضيل بن عياض. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وأبو داود (1020) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وابن ماجة (1211) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1212) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن مسعر. والنسائي (3/28) ، وفي الكبرى (1072) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل - وهو ابن مهلهل -. وفي (3/28) ، وفي الكبرى (1073) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا وكيع، عن مسعر. وفي (3/28) ، وفي الكبرى (1074) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن مسعر. وفي (3/28) وفي الكبرى (495 و 1075) قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي، قال: حدثنا الفضيل - يعني ابن عياض -. وفي (3/29) . وفي الكبرى (1076) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن شعبة. وابن خزيمة (1028) قال: حدثنا يوسف بن موسى، وزياد بن أيوب، قالا: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا فضيل - يعني ابن عياض - (ح) وحدثنا أبو موسى، ويعقوب الدورقي، قالا: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد أبو عبد الصمد (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زائدة ح وحدثنا أبو موسى أيضا، قال: حدثنا أبو داود نحوه، عن زائدة. ثمانيتهم - جرير، وسفيان، وشعبة، ومسعر، وعبد العزيز بن عبد الصمد، ووهيب، وفضيل بن عياض، وزائدة - عن منصور. 3- وأخرجه أحمد (1/424) (4032) قال: حدثنا ابن نمير. ومسلم (2/85) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا ابن مسهر. وفي (2/86) قال: حدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا حسين ابن علي الجعفي، عن زائدة. وأبو داود (1021) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا علي بن مسهر. والنسائي في الكبرى (491) قال: أخبرنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (1055) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن نمير. أربعتهم -عبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر، وزائدة، وجرير - عن سليمان الأعمش. 4- وأخرجه النسائي (3/32) . وفي الكبرى (492 و 1087) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم. وابن خزيمة (1057) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي. كلاهما - عبدة، وأحمد بن سعيد - عن النضر بن شميل، قال: أخبرنا شعبة، عن الحكم ومغيرة. 5- وأخرجه ابن خزيمة (1056) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، ومحمد بن يحيى القطعي، قالا: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة. أربعتهم - الحكم، ومنصور والأعمش، ومغيرة - عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. - رواية الحكم، ومغيرة: «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى بهم الظهر خمسا. فقالوا: إنك صليت خمسا، فسجد سجدتين بعدما سلم وهو جالس» . - أخرجه النسائي في الكبرى (493) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ... مرسل. وبلفظ: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام» . 1- أخرجه الحميدي (96) . وأحمد (1/376) (3570) . وابن ماجة (1218) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر بن خلاد - عن سفيان بن عيينة، عن منصور. 2- وأخرجه أحمد (1/456) (4358) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (2/86) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) قال: وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حفص، وأبو معاوية. والترمذي (393) قال: حدثنا هناد، ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (3/66) ، وفي الكبرى (509 و 1161) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن حفص، هو ابن غياث. وابن خزيمة (1058) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص - يعني ابن غياث -. وفي (1059) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، ويوسف بن موسى، قالا: حدثنا أبو معاوية. كلاهما - أبو معاوية، وحفص بن غياث - عن الأعمش. كلاهما - منصور، والأعمش - عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. - في رواية منصور لم يقل: والكلام. - وفي رواية حفص بن غياث: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سلم، ثم تكلم، ثم سجد سجدتي السهو» . - وعن إبراهيم بن سويد؛ قال: صلى بنا علقمة الظهر خمسا، فلما سلم. قال القوم: يا أبا شبل، قد صليت خمسا. قال: كلا، ما فعلت. قالوا: بلى. قال: وكنت في ناحية القوم، وأنا غلام. فقلت: بلى. قد صليت خمسا. قال لي: وأنت أيضا، يا أعور، تقول ذاك؟ قال: قلت: نعم. قال: فانفتل فسجد سجدتين ثم سلم. ثم قال: قال عبد الله: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسا. فلما انفتل توشوش القوم بينهم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: يا رسول الله، هل زيد في الصلاة؟ قال: لا. قالوا: فإنك قد صليت خمسا. فانفتل، ثم سجد سجدتين، ثم سلم. ثم قال: إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون» . 1- أخرجه أحمد (1/438) (4170) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل. 2- وأخرجه أحمد (1/448) (4282) قال: حدثنا ابن إدريس. ومسلم (2/85) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وأبو داود (1022) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. والنسائي (3/32) ، وفي الكبرى (1088) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثني يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل بن مهلهل. وابن خزيمة (1061) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. ثلاثتهم - ابن إدريس، وجرير، ومفضل - عن الحسن بن عبيد الله. كلاهما - سلمة بن كهيل، والحسن بن عبيد الله - عن إبراهيم بن سويد، فذكره. - أخرجه النسائي (3/33) ، وفي الكبرى (1090) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، أن علقمة، صلى خمسا، فلما سلم، قال إبراهيم بن سويد، يا أبا شبل، صليت خمسا، فقال: أكذلك يا أعور، فسجد سجدتي السهو، ثم قال: هكذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (مرسلا. ليس فيه: عبد الله بن مسعود) . وبلفظ: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسا، فقلنا يا رسول الله، أزيد في الصلاة؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت خمسا، قال: إنما أنا بشر مثلكم، أذكر كما تذكرون، وأنسى كما تنسون، ثم سجد سجدتي السهو» . أخرجه أحمد (1/409) (3883) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن جابر. وفي (1/420) (8983) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الله النهشلي. وفي (1/428) (4072) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جابر. وفي (1/463) (4418) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن جابر. ومسلم (2/85) قال: حدثناه عون بن سلام الكوفي، قال: أخبرنا أبو بكر النهشلي. والنسائي (3/33) ، وفي الكبرى (494 و 1091) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن أبي بكر النهشلي. كلاهما - جابر الجعفي، وأبو بكر النهشلي - عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه، فذكره. الحديث: 3766 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 541 3767 - (م د س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى العَصْرَ فسلَّمَ في ثلاث ركعات، ثم دخل منزِله، فقام إليه رجل يقال له: الخِرْبَاق - وكان في يديه طول - فقال: يا رسولَ الله ... فذكرَ [له] صَنيعَه وخرج غضبانَ يجُرُّ رِداءَهُ، حتى انتهى إلى الناس، فقال: أصدقَ هذا؟ قالوا: نعم، فصلى ركعة ثم سلَّم، ثم سجد سجدتين، ثم سلَّم» وفي أخرى قال: «سلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من ثلاث ركعات من العصر، ثم قام فدخل الحُجْرةَ، فقام رجل بسيط اليدين، فقال: أقصرَتِ الصلاةُ يا رسولَ الله؟ فخرج مُغْضباً، فصلى الركعة التي كان ترك، ثم سلَّم، ثم سجد سجدتي السهو ثم سلَّم» أخرجه مسلم، وعند أبي داود: «فصلى تلك الركعة ثم سلَّم، ثم سجد سجدتيها، ثم سلم» . وله في أخرى: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صلَّى بهم فسها، فسجد سجدتين، ثم تَشَهَّدَ، ثم سلم» . وأخرج النسائي روايتي أبي داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (574) في المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، وأبو داود رقم (1018) و (1039) في الصلاة، باب السهو في السجدتين، وباب سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم، والنسائي 3 / 26 في السهو، باب الاختلاف على أبي هريرة في السجدتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/427) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/431) قال: حدثنا معتمر. وفي (4/440) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/87) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. جميعا عن ابن علية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. وأبو داود (1018) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع ح وحدثنا مسدد، قال: حدثنا مسلمة بن محمد. وابن ماجة (1215) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وأحمد بن ثابت الجحدري، قالا: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي (3/26) . وفي الكبرى (490 و 1069) قال: أخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد ابن زريع. وفي (3/66) ، وفي الكبرى (520 و 1163) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد. وابن خزيمة (1054) قال: حدثني يحيى حبيب الحارثي، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل. وهو ابن إبراهيم (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن علية ح وحدثنا الصنعاني، ويعقوب بن إبراهيم. قالا: حدثنا يعني حدثنا المعمتر ابن سليمان (ح) وحدثنا بندار، قال:حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي وفي (1060) قال: حدثنا محمد بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية. سبعتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، ومعتمر، وشعبة، وعبد الوهاب، ويزيد بن زريع، ومسلمة بن محمد، وحماد بن زيد - عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، فذكره. وبلفظ: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم، فسها، فسجد سجدتين، ثم تشهد، ثم سلم» . أخرجه أبو داود (1039) ، والترمذي (395) ، والنسائي (3/26) . وفي الكبرى (519 و 1068) . ثلاثتهم - عن محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري الذهلي. وابن خزيمة (1062) قال: حدثنا محد بن يحيى وأبو حاتم الرازي وسعيد بن محمد بن ثواب البصري والعباس بن يزيد البحراني. أربعتهم عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، فذكره. - أخرجه الحميدي (983) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: أخبرت عن عمران بن حصين، نحوه. الحديث: 3767 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 544 3768 - (د) ثوبان - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 545] «لكلِّ سَهو سجدتان بعد السلام» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1038) في الصلاة، باب من نسي أن يتشهد وهو جالس، ورواه أيضاً ابن ماجة وأحمد في " المسند "، وفي إسناده مقال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1038) قال: حدثنا الربيع بن نافع، وعثمان بن أبي شيبة، وشجاع بن مخلد. وابن ماجة (1219) قال: حدثنا هشام بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة. أربعتهم - الربيع، وعثمان وشجاع، وهشام - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عبيد، عن زهير بن سالم العنسي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، فذكره. - أخرجه أحمد (5/280) قال: حدثنا الحكم بن نافع، وأبو داود (1038) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. كلاهما - الحكم، وعمرو - قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي، عن زهير - يعني ابن سالم العنسي -، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن ثوبان، فذكره. (كذا زاد الحكم بن نافع، وعمرو بن عثمان في روايتهما قوله: عن أبيه) . الحديث: 3768 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 544 3769 - (د س) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من شكَّ في صلاته، فليسجد سجدتين بعد ما يسلِّم» أخرجه أبو داود والنسائي، وفي أخرى للنسائي: «فليسجد سجدتين وهو جالس» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1033) في الصلاة، باب من قال بعد التسليم، والنسائي 3 / 30 في السهو، باب التحري، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1747) و (1752) و (1753) و (1761) ، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/204) (1747) وفي (1/205) (1761) قال: حدثنا روح. وفي (1/205) (1752) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (1033) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا حجاج والنسائي (3/30) وفي الكبرى (1083) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج، وروح - هو ابن عبادة. وابن خزيمة (1033) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا روح. كلاهما - روح، وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن مسافع، عن مصعب بن شيبة، عن عقبة بن محمد، فذكره. - وأخرجه أحمد (1/205) (1753) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أنبأنا عبد الله. والنسائي (3/30) وفي الكبرى (507 و 1080) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وفي (3/30) وفي الكبرى (1081) قال: أخبرنا محمد بن هاشم، قال: أنبأنا الوليد. كلاهما - عبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم - عن ابن جريج، عن عبد الله بن مسافع، عن عقبة. فذكره. ليس فيه - مصعب بن شيبة -. - في رواية أبي داود، وروايات السنن الكبرى (عتبة بن محمد) . - قال النسائي: مصعب منكر الحديث. وعتبة ليس بمعروف، ويقال: عقبة. وقال ابن خزيمة: وهذا الشيخ يختلف أصحاب ابن جريج في اسمه، قال حجاج بن محمد وعبد الرزاق: (عن عتبة بن محمد) وهذا الصحيح حسب علمي. الحديث: 3769 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 545 3770 - (ت) عامر الشعبي: قال: «صلى بنا المغيرةُ بن شعبة، فنهض في الركعتين، فسبَّح به القوم وسبَّح بهم، فلما صلَّى بقية صلاته: سلَّم، ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس، ثم حدَّثهم: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فعل بهم مثل الذي فعل» أخرجه الترمذي: وقد تقدم في القسم الأول من هذا الفرع رواية لهذا الحديث عن أبي داود (1) .   (1) رقم (364) في الصلاة، باب ما جاء في الإمام ينهض في الركعتين ناسياً، وهو حديث حسن بشواهده، قال الترمذي: حديث المغيرة بن شعبة قد روي من غير وجه عن المغيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/248) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، والترمذي (364) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. كلاهما - سفيان، وهشيم- عن ابن أبي ليلى عن الشعبي، فذكره. وقال الترمذي: وقد تكلم بعض أهل العلم في ابن أبي ليلى من قبل حفظه، وقال أحمد: لا يحتج بحديث ابن أبي ليلى، وقال محمد بن إسماعيل: ابن أبي ليلي هو صدوق، ولا أروي عنه، لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وكل من كان حاله مثل هذا فلا أروي عنه شيئا. وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة. رواه سفيان، عن جابر، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة. وجابر الجعفي قد ضعفه بعض أهل العلم، تركه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهما. ورواية أبي داود تقدمت برقم (3758) . الحديث: 3770 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 545 3771 - (ط د) أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة: قال: بلغني: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «ركع ركعتين من إحدى صلاتي النهار: الظهرِ، أو العصرِ، فسلَّم من اثنتين، فقال له ذو الشِّمالين - رجل من بني زُهرة بن [ص: 546] كلاب (1) أَقُصِرَتِ الصلاةُ يا رسولَ الله، أم نَسيتَ؟ فقال له رسولُ الله: ما قُصِرَتِ الصلاةُ، ولا نَسِيتُ، فقال له ذو الشِّمالين: قد كان بعضُ ذلك يا رسولَ الله، فأقبل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على الناس، فقال: أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم يا رسولَ الله، فأتمَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ما بقي من الصلاة، ثم سلَّم» . وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن مثل ذلك، أخرجه الموطأ. وأخرج أبو داود هذا الحديث مجملاً بمثل حديث قبله لأبي هريرة. قال: «ولم يسجد سجدتي السهو اللتين تُسْجدَان إذا شك حين لقَّاه الناس» . وهذا الحديث يشبه أن يكون من جملة روايات حديث أبي هريرة المقدَّم ذِكْرُهُ، ولكن حيث لم يَرِدْ له ذِكْر أفردناه (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": أي من حلفائهم، وهو خزاعي، واسمه عمير بن عبد عمرو، استشهد يوم بدر، قال الحافظ: اتفق أئمة الحديث كما نقله ابن عبد البر وغيره على أن الزهري وهم في ذلك، لأنه قتل ببدر، وهي قبل إسلام أبي هريرة بأكثر من خمس سنين، وإنما هو ذو اليدين عاش مدة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث بهذا الحديث كما أخرجه الطبراني وغيره ... الخ. (2) رواه الموطأ 1 / 94 في الصلاة، باب ما يفعل من سلم من ركعتين ساهياً، وأبو داود رقم (1013) في الصلاة، باب السهو في السجدتين، وإسناده منقطع، ثم إن الزهري لم يذكر في حديثه هذا سجود السهو، وقد ذكره جماعة من الحفاظ، قال ابن عبد البر: لا أعلم أحداً من أهل العلم بالحديث المصنفين فيه عول على الزهري في قصة ذي اليدين، وكلهم تركوه لاضطرابه وإن كان إماماً عظيماً في هذا الشأن، فالغلط لا يسلم منه بشر، والكمال لله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (208) عن ابن شهاب، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/279) : قال ابن عمر: حديثه هذا منقطع عند جميع رواة الموطأ. وحديث أبي داود تقدم في الحديث (3764) . الحديث: 3771 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 545 [القسم] الثالث: في أحاديث متفرقة (1) 3772 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أحدَكم إذا قام يصلي جاءَه الشيطان، فلَبَّس عليه: حتى لا يدري كم صلى؟ فإذا وجد ذلك أَحدُكم فليسجد سجدتين وهو جالس» . وفي رواية قال: «إذا نُودِيَ بالصلاة أدْبرَ الشيطان له ضُراط، حتى لا يسمع الأَذانَ، فإذا قُضِيَ الأذانُ أقبل، فإذا ثُوِّبَ بها أدبر، فإذا قُضيَ التثويبُ، أقبل حتى يَخْطِرُ بين المرءِ ونفسه، ويقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم [يكن] يذكر، حتى يَظَلَّ الرَّجلُ إنْ يَدْرِي (2) : كم صلى؟ فإذا لم يَدْرِ أحدُكم: ثلاثاً صلى أو أربعاً؟ فليسجد سجدتين وهو جالس» . أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم: «إن الشيطان إذا ثُوِّبَ بالصلاة ولَّى وله ضُراط ... » فذكر نحوه وزاد: «فَهَنَّاه ومَنَّاه، وذكَّره من حاجاته ما لم يكن يذكر» . وأخرج الموطأ وأبو داود والترمذي الرواية الأولى، وزاد أبو داود في رواية أخرى بعد قوله: «وهو جالس» .: «قبل التسليم» . وله في أخرى: «فليسجد سجدتين قبل أن يُسلِّم ثم يسلِّمُ» ، وفي رواية النسائي: «إذا نُودِيَ بالصلاة أدبر الشيطان لهُ ضُراط، فإذا قُضِيَ التثويبُ، أقبل حتى يخطر بين المرءِ وقلبه: حتى لا يدري: كم صلى؟ فإذا رأى أحدكم ذلك فليسجدْ سجدتين» (3) . [ص: 548] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثُوِّبَ) : التثويب بالصلاة: إقامتها والنداء بها، وقد تقدم شرحه مستوفى (4) . (يخطر) : خَطَر الشيطان بين المرء وقلبه: إذا وسوس له. (فهَنَّاه) : هنَّاهُ: ذكره المهانِئَ، و «منَّاه» عرض له الأماني، والمراد به: ما يعرض للإنسان في صلاته من أحاديث النفس ومواعيد الشيطان الكاذبة.   (1) في المطبوع: في أحاديث مطلقة. (2) أي: ما يدري. (3) رواه البخاري 3 / 83 في السهو، باب إذا لم يدر كم صلى ثلاثاً أو أربعاً سجد سجدتين وهو [ص: 548] جالس، وباب السهو في الفرض والتطوع، وفي الأذان، باب فضل التأذين، وفي العمل في الصلاة، باب تفكر الرجل الشيء في الصلاة، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (389) في المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، والموطأ 1 / 100 في السهو، وأبو داود رقم (1030) و (1031) و (1032) في الصلاة، باب من قال: يتم على أكبر ظنه، والترمذي رقم (397) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي فيشك في الزيادة والنقصان، والنسائي 3 / 31 في السهو، باب التحري. (4) انظر الصفحة (287) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «إن أحدكم إذا قام يصلي، جاءه الشيطان، فلبس عليه. حتى لا يدري كم صلى؟ فإذا وجد ذلك أحدكم، فليسجد سجدتين، وهو جالس» . 1- أخرجه مالك (الموطأ) (83) . والحميدي (947) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/241) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/283) قال: حدثنا إبراهيم. قال: حدثنا رباح، عن معمر. وفي (2/284) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. (ح) وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر. والبخاري (2/87) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وفي (2/83) قال: حدثني عمرو بن الناقد، وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان، وهو ابن عيينة. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، عن الليث بن سعد. وأبو داود (1030) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. و (1031) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب. قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا ابن أخي الزهري. و (1032) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا يعقوب. قال: أخبرنا أبي، عن ابن إسحاق. وابن ماجة (1216) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. قال: حدثنا يونس بن بكير. قال: حدثنا ابن إسحاق. والترمذي (397) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (3/30) وفي الكبرى (506 و 1084) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (1020) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعلي بن خشرم. قال سعيد: حدثنا. وقال علي: أخبرنا ابن عيينة. (ح) وحدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: أخبرنا ابن جريج. ح وحدثنا بندار. قال: أخبرنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا ابن أبي ذئب (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا ابن أبي فديك. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. تسعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وابن جريج، ومعمر، والليث بن سعد، وابن أخي الزهري، وابن إسحاق، والأوزاعي، وابن أبي ذئب - عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/522) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا هشام. والدارمي (1207) قال: أخبرنا وهب بن جرير. قال: حدثنا هشام. وفي (1502) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا هشام. والبخاري (2/87) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي. وفي (4/151) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. ومسلم (2/83) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. والنسائي (3/31) . وفي الكبرى (1085) قال: أخبرنا بشر بن هلال. قال: حدثنا عبد الوارث، عن هشام الدستوائي، كلاهما - هشام الدستوائي، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير. 3- وأخرجه أحمد (2/483) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا فليح. وابن ماجة (1217) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. قال: حدثنا يونس بن بكير. قال: حدثنا ابن إسحاق. كلاهما - فليح، وابن إسحاق - عن سلمة ابن صفوان بن سلمة. 4- وأخرجه النسائي في الكبرى (505) قال: أخبرني عمران بن يزيد. قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله، وهو ابن سماعة، عن الأوزاعي. قال: حدثني الزهري، ويحيى. 5- وأخرجه أحمد (2/503) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. أربعتهم - الزهري، ويحيى بن أبي كثير، وسلمة بن صفوان، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره. - رواية يحيى بن أبي كثير: «إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان، وله ضراط، حتى لا يسمع الأذان. فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا وكذا، ما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى، فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ثلاثا أو أربعا، فليسجد سجدتين وهو جالس» . وبلفظ: «إذا نودي للصلاة، أدبر الشيطان، له ضراط، حتى لا يسمع النداء. فإذا قضي النداء، أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى» . أخرجه مالك في الموطأ (66) ، عن أبي الزناد. وأحمد (2/460) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن أبي الزناد. والبخاري (1/158) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد. وفي (2/84) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن جعفر. ومسلم (2/6) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي، عن أبي الزناد. وفي (2/83) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، عن عبد ربه بن سعيد. وأبو داود (516) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد. والنسائي (2/21) . وفي الكبرى (1560) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن أبي الزناد. ثلاثتهم - أبو الزناد، وجعفر بن ربيعة، وعبد ربه - عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «إذا سمع الشيطان المنادي ينادي بالصلاة، ولى وله ضراط حتى لا يسمع الصوت، فإذا فرغ رجع فوسوس فإذا أخذ في الإقامة فعل مثل ذلك» . أخرجه أحمد (2/398) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة، قال: حدثنا سليمان الأعمش. وفي (2/531) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا زائدة. قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (2/5) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (2/5) قال: حدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله، عن سهيل. وفي (2/6) قال: حدثني أمية بن بسطام. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح، عن سهيل. كلاهما - سليمان الأعمش، وسهيل بن أبي صالح - عن أبي صالح، فذكره. - رواية سهيل: «إذا أذن المؤذن، أدبر الشيطان، وله حصاص» . وبلفظ: «إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان، وله ضراط حتى لا يسمع التأذين. فإذا قضي التأذين أقبل، حتى إذا ثوب بها أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، فيقول له: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر من قبل، حتى يظل الرجل إن يدري كيف صلى» . أخرجه أحمد (2/313) . ومسلم (2/6) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 3772 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 547 3773 - (ط) ابن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول: «إذا شكَّ أحدكُم في صلاته فلَيتَوَخَّ الذي يَظنُّ أنه نسي من صلاته، فليُصَلِّهِ (1) ، ثم لْيَسْجُدْ سجدتي السهو وهو جالس» . أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فلْيَتَوَخَّ) : التَّوخِّي: التحري والقصد.   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: هو عنده البناء على اليقين. (2) 1 / 95 و 96 في الصلاة، باب إتمام المصلي ما ذكر إذا شك في صلاته، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (211) عن عمر بن محمد بن زيد، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 3773 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 548 3774 - (ط) عطاء بن يسار - رضي الله عنه -: قال: سألتُ عبد الله [ص: 549] ابن عمرو بن العاص وكعبَ الأحبار عن الذي يشك في صلاته، فلا يدري كم صلى: «أثلاثاً أو أربعاً؟ فكلاهما قال: لِيُصَلِّ ركعة أخرى، ثم ليسجدْ سجدتين وهو جالس» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 96 في الصلاة، باب إتمام المصلي ما ذكر إذا شك في صلاته، وقد جاء في المرفوع بمعناه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (212) عن عفيف بن عمرو السهمي، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 3774 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 548 3775 - (د س) معاوية بن حديج (1) - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى يوماً فسلَّم وقد بقيتْ من صلاته ركعة، وخرج فأدركَهُ رَجل، فقال: نسيتَ من الصلاة ركعة، فرجع فدخل المسجد وأمر بلالاً فأقام الصلاة، فصلى للناس ركعة، فأخبرتُ بذلك الناسَ، فقالوا: تَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ قلت: لا، إلا أن أراه، فمرَّ بي رَجُل، فقلت: هذا هو، فقالوا: هذا هو طلحةُ بنُ عبيد الله» أخرجه أبو داود والنسائي (2) .   (1) بضم الحاء المهملة وياء وجيم. (2) رواه أبو داود رقم (1023) في الصلاة، باب إذا صلى خمساً، والنسائي 2 / 18 و 19 في الآذان، باب الإقامة لمن نسي ركعة من الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 401 وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/401) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. وأبو داود (1023) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، يعني ابن سعد. والنسائي (2/18) . وفي الكبرى (1544) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (1052) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: أخبرنا أبي وشعيب. قالا: أخبرنا الليث. وفي (1053) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي. قال: سمعت يحيى بن أيوب. كلاهما - الليث، ويحيى بن أيوب - عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، فذكره. الحديث: 3775 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 549 3776 - (س) محمد بن يوسف - مولى عثمان - رضي الله عنه -: عن أبيه يوسف: أن معاويةَ صلَّى إِمامَهم (1) ، فقام في الصلاة وعليه جلوس، فسبَّح الناسُ، فتمَّ على قيامه، ثم سجد بنا سجدتين وهو جالس بعد أن أتمَّ الصلاةَ، ثم قعد [ص: 550] على المنبر فقال: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من نسي شيئاً من صلاته فليسجدْ مثل هاتين السجدتين» أخرجه النسائي (2) .   (1) في المطبوع: أمامه. (2) 3 / 33 في السهو، باب ما يفعل من نسي شيئاً من صلاته، وفي إسناده ضعف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/100) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (4/100) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن محمد، يعني ابن عجلان. والنسائي (3/33) . وفي الكبرى (508 و 1092) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث، قال: حدثنا الليث، عن محمد بن عجلان. كلاهما - ابن جريج، ومحمد بن عجلان - عن محمد بن يوسف مولى عثمان عن أبيه يوسف، فذكره. - في رواية ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان. الحديث: 3776 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 549 3777 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «من أوْهَم في صلاته فلْيَتَحرَّ الصوابَ، ثم يسجدُ سجدتين بعد ما يفْرُغُ وهو جالس» . وفي رواية: «من شك أو [أ] وْهَمَ فليتحرَّ، ثم ليسْجُدْ سجدتين» . وفي أخرى «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- تكلَّم، ثم سجد سجدتي السهو» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوْهَمَ) : [يقال] : وَهِمْتُ - بكسر الهاء: إذا غَلِطت، وأُوهِمَ: فُعِل به ذلك.   (1) 3 / 30 في السهو، باب التحري، وباب سجدتي السهو بعد السلام والكلام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم برقم (3766) . الحديث: 3777 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 550 3778 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سمَّى سجدتي السهو: المُرْغَمَتَيْنِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1025) في الصلاة، باب إذا صلى خمساً، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1025) . وابن خزيمة (1063) قال أبو داود: حدثنا، وقال ابن خزيمة: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن كيسان، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3778 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 550 3779 - (ط) مالك بن أنس بلغه: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأنسى، أو أُنَسَّى لأسُنَّ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 100 في السهو، باب العمل في السهو بلاغاً، وإسناده معضل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسنداً ولا مقطوعاً من غير هذا الوجه، وهو أحد الأحاديث الأربعة التي في الموطأ لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة. أقول: وقد ثبت في " الصحيحين " وغيرهما من حديث ابن مسعود [ص: 551] رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني "، وقد تقدم في الحديث رقم (3766) ، ولا ينافي أن يترتب على نسيانه صلى الله عليه وسلم حكم وفوائد من البيان والتعليم، ولكن لا يجوز نفي النسيان عنه صلى الله عليه وسلم بالكلية لحديث الباب الضعيف وهو يعارض الحديث الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك (221) بلاغا. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/294) : قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسند ولا مقطوعا من غير هذا الوجه، وهو أحد الأحاديث الأربعة التي في الموطأ التي لا توجد في غيره مسنده، ولا مرسلة، ومعناه صحيح في الأصول. الحديث: 3779 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 550 الفرع الثاني: في سجود القرآن ، وفيه ستة أنواع [النوع] الأول: في وجوب السجود 3780 - (خ م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأُ السورة التي فيها السجدة فيسجد ونسجد، حتى ما يجدُ أحدُنا مكاناً لموضع جَبهته في غير وقتِ صلاة» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، وفي أخرى لأبي داود قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأُ علينا القرآنَ، فإذا مرَّ بالسجدة كبَّر، وسجدَ وسجدنا» . وفي أخرى له: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ عام الفتح سجدة، فسجد النَّاسُ كُلُّهم، منهم الرَّاكبُ والساجدُ في الأرض، حتى إن الرَّاكِبَ ليسجدُ على يده» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 459 في سجود القرآن، باب ازدحام الناس إذا قرأ الإمام السجدة، وباب من سجد لسجود القارئ، وباب من لم يجد موضعاً للسجود من الزحام، ومسلم رقم (575) في المساجد، باب سجود التلاوة، وأبو داود رقم (1411) و (1412) و (1413) في الصلاة، باب في الرجل يسمع السجدة وهو راكب وفي غير الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/17) (4669) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/142) (6285) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (2/51) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا بشر بن آدم، قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (2/53) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. ومسلم (2/88) قال: حدثني زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، ومحمد بن المثنى، كلهم عن يحيى القطان. قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (1412) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أحمد بن أبي شعيب، قال: حدثنا ابن نمير. وابن خزيمة (557) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (558) قال: حدثناه محمد بن هشام، قال: حدثنا ابن إدريس. خمستهم - يحيى بن سعيد، وعبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر، وعبد الله بن إدريس - عن عبيد الله بن عمر. 2- وأخرجه أحمد (2/157) (6461) قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا عبد الله. كلاهما - عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر - عن نافع، فذكره. * رواية عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله، مختصرة على: «كنا نقرأ السجدة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فيسجد، ونسجد معه، حتى زحم بعضنا بعضا.» . * لفظ رواية عبد الله بن عمر العمري: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا القرآن، فإذا مر بسجود القرآن سجد، وسجدنا معه.» . وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ عام الفتح سجدة، فسجد الناس كلهم، فمنهم الراكب، والساجد في الأرض، حتى أن الراكب ليسجد على يده» . أخرجه أبو داود (1411) . وابن خزيمة (556) قال: حدثنا محمد بن يحيى بخبر غريب غريب. كلاهما - أبو داود، ومحمد بن يحيى - عن محمد بن عثمان الدمشقي أبو الجماهر، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن نافع، فذكره. وبلفظ: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في صلاة الظهر، ثم قام، فركع. فرأينا أنه قرأ تنزيل، السجدة.» . أخرجه أحمد (2/83) (5556) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (807) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وهشيم. كلاهما - يزيد بن هارون. وهشيم - عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز، فذكره. * أخرجه أبو داود (807) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن سليمان التيمي، عن أمية، عن أبي مجلز، فذكره. * قال أبو داود: قال ابن عيسى: لم يذكر أمية أحد إلا معتمر. * في رواية يزيد بن هارون عند أحمد، قال سليمان التيمي: ولم أسمعه من أبي مجلز. وبلفظ: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ علينا القرآن، فإذا مر بالسجدة، كبر، وسجد، وسجدنا.» . أخرجه أبو داود (1413) قال: حدثنا أحمد بن الفرات، أبو مسعود الرازي، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. الحديث: 3780 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 551 [النوع] الثاني: في كونه سنة 3781 - (خ ط) ربيعة بن عبد الله: «أنه حضَرَ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بـ (سورة النحل) ، حتى جاء السجدةَ فنزل فسجد وسجدَ النَّاسُ، حتى إذا كانت الجمعة القابلةُ قرأ بها، حتى إذا جاء السجدةَ قال: يا أيها النَّاسُ، إنما نَمرُّ بالسجود، فمن سجدَ فقد أصابَ، ومَنْ لم يسجدْ فلا إثم عليه، ولم يسجدْ عُمَرُ» . قال البخاري: زاد نافع عن ابن عمر: «قال - يعني عمر - إن الله لم يفْرِضْ علينا السجودَ، إلا أن نشاءَ» . هذه رواية البخاري (1) . وأخرجه الموطأ عن عروة: «أن عُمَرَ بن الخطاب» وقال في آخره: «فلم يسجد، وَمَنَعَهُمْ أن يسجدوا» (2) .   (1) رواه البخاري 2 / 460 و 461 في سجود القرآن، باب من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود. (2) أخرجه مالك في " الموطأ " 1 / 206 في القرآن، باب ما جاء في سجود القرآن، وفيه انقطاع، فإن عروة ولد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلم يدرك عمر رضي الله عنه، ولكن يشهد له رواية البخاري، وهذا دليل على أن سجود التلاوة ليس بواجب بل هو على الندب، خلافاً لمن قال بالوجوب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (485) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. والبخاري (1077) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني أبو بكر بن أبي مليكة عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير التييم قال أبو بكر، وكان ربيعة من خيار الناس، عما حضر ربيعة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/29) : فيه انقطاع، فعروة ولد في خلافة عثمان، فلم يدرك عمر. الحديث: 3781 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 552 3782 - (خ) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قيل له: «الرَّجُلُ يسْمَعُ السجدةَ ولم يجلس لها؟ قال: أَرأيتَ لو جلس لها؟ كأنه لا يوجِبُه [ص: 553] عليه» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) في المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري تعليقاً 2 / 460 في سجود القرآن، باب من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة بمعناه من طريق مطرف قال: سألت عمران بن حصين عن الرجل لا يدرى أسمع السجدة أو لا؟ فقال: وسمعها أو لا، فماذا؟ وروى عبد الرزاق من وجه آخر عن مطرف أن عمران مر بقاص، فقرأ القاص السجدة، فمضى عمران ولم يسجد معه، وإسنادهما صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في سجود القرآن باب من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود. وقال الحافظ في الفتح (2/649) وصله ابن أبي شيبة بمعناه من طريق مطرف، وروى عبد الرزاق من وجه آخر عن مطرف. وإسنادهما صحيح. الحديث: 3782 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 552 3783 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قرأ ابنُ آدَم السجدةَ فسجد، اعتزلَ الشيطانُ يبكي، يقول» : «يا ويلَتى، أُمِر ابنُ آدم بالسجودِ فسجدَ، فله الجنةُ، وأُمِرتُ بالسجود فأبيتُ فليَ النارُ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (81) في الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/443) قال: حدثنا وكيع ويعلى ومحمد ابنا عبيد ومسلم (1/61) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثني زهير. قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1052) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (549) قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم - وكيع، ويعلى، ومحمد، وأبو معاوية، وجرير - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. الحديث: 3783 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 553 [النوع] الثالث: في السجود بعد الصبح 3784 - (د) أبو تميمة الهجيمي قال: «لما بَعَثْنا الرَّكْبَ - قال: أبو داود: يعني إلى المدينة - قال كنتُ أقصُّ بعد صلاةِ الصبح، فأسجدُ فيها، فنهاني ابنُ عمرَ رضي الله عنه، فلم أنتَه - ثلاث مرات - ثم عاد، فقال: إني صلَّيتُ خلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومع أبي بكر وعُمرَ وعثمانَ رضي الله عنهم، فلم يسجدوا حتى تطْلُعَ الشمس» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1415) في الصلاة، باب فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1415) قال: حدثنا عبد الله بن الصباح العطار، قال: حدثنا أبو بحر، قال: حدثنا ثابت بن عمارة، قال: حدثنا أبو تميمة الهجمي، فذكره. الحديث: 3784 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 553 3785 - () سالم بن عبد الله - رحمه الله - قال: «كان ابنُ عمر إذا قرأ بالسجدة بعد الصبح يسجد ما لم يُسفِرْ» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] من رواية رزين، ولم أقف عليه. الحديث: 3785 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 554 [النوع] الرابع: كم في القرآن سجدة؟ 3786 - (د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: «أقرأني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- خمس عشرةَ سجدة في القرآن، منها ثلاثُ في المُفصَّل، وفي سورة الحج سجدتان» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1401) في الصلاة، باب تفريع أبواب السجود وكم سجدة في القرآن، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1057) في إقامة الصلاة، باب عدد سجود القرآن، والحاكم في " المستدرك " 1 / 223، وفي سنده عبد الله بن منين لم يوثقه غير يعقوب بن سفيان، ولم يرو عنه سوى الحارث ابن سعيد العتقي، وهو مجهول، ولكن لبعضه شاهد من حديث عقبة في الحديث الآتي رقم (3786) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1401) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي. وابن ماجة (1057) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما - محمد بن عبد الرحيم، ومحمد بن يحيى - قالا: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد، عن الحارث بن سعيد، العتقي، عن عبد الله بن منين، من بني عبد كلال، فذكره. الحديث: 3786 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 554 3787 - (د ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «في القرآن إحدى عشرةَ سجدة» أخرجه أبو داود وقال: إسناده واه، وفي رواية الترمذي: قال أبو الدرداء: «سجدتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إحدى عشرةَ سجدة، منها التي في (النجم) » (1) . [ص: 555] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَاهٍ) : الواهي: الضعيف.   (1) رواه أبو داود تعليقاً على حديث عمرو بن العاص الذي قبله رقم (1401) في الصلاة، باب تفريع أبواب السجود وكم سجدة في القرآن، والترمذي رقم (568) في الصلاة، باب ما جاء في سجود القرآن من حديث عمر الدمشقي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، وعمر الدمشقي مجهول، وحديثه عن أم الدرداء منقطع، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث عند الترمذي وحده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/194) قال: حدثنا سريج بن النعمان. وابن ماجة (1055) قال: حدثنا حرملة بن يحيى المصري. الترمذي (568) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. ثلاثتهم - سريج، وحرملة، وسفيان بن وكيع - عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمر الدمشقي، عن أم الدرداء، فذكرته. * أخرجه أحمد (6/442) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين، قال: حدثني عمرو بن الحارث. والترمذي (569) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان، قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد. كلاها - عمرو بن الحارث، وخالد بن يزيد - عن سعيد بن أبي هلال، عن عمر بن حيان الدمشقي، قال: سمعت مخبرا، يخبر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. نحوه. * قال أبو عيسى الترمذي: وهذا أصح من حديث سفيان بن وكيع عن عبد الله بن وهب. ورواية أبي داود أخرجها تعليقا (حديث 1401) . الحديث: 3787 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 554 [النوع] الخامس: في تفصيل السجدات سورة الحج 3788 - (ت د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسولَ الله أفي (الحج) سجدتان؟ قال: نعم، ومن لم يسجدْهما فلا يقرأهما» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1402) في الصلاة، باب تفريع أبواب السجود، والترمذي رقم (578) في الصلاة، باب ما جاء في السجدة في الحج، ورواه أيضاً أحمد 4 / 151 و 155، والحاكم 1 / 221 و 2 / 390، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/151) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وفي (4/155) قال: حدثنا أبو عبد الرحمان. وأبو داود (1402) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب. والترمذي (578) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - أبو سعيد، وأبو عبد الرحمان، وابن وهب، وقتيبة - عن ابن لهيعة، قال: حدثنا مشرح بن هاعان أبو مصعب المعافري، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي. الحديث: 3788 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 555 3789 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «قرأ (سورة الحج) فسجد فيها سجدتين، ثم قال: إنَّ هذه السورةَ فُضِّلت بسجدتين» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 205 و 206 في القرآن، باب ما جاء في سجود القرآن، وفي سنده جهالة رجل من أهل مصر، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها، منها الذي بعده، ومنها ما ذكره ابن كثير في التفسير، قال: قال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي: حدثني ابن أبي داود، حدثنا يزيد بن عبد الله، حدثنا الوليد، حدثنا أبو عمرو، حدثنا حفص بن غياث حدثني نافع قال: حدثني أبو الجهم أن عمر سجد سجدتين في الحج وهو بالجابية وقال: إن هذه فضلت بسجدتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (482) عن نافع مولى ابن عمر، أن رجلا من أهل مصر أخبره أن عمر بن الخطاب، فذكره. الحديث: 3789 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 555 3790 - (ط) عبد الله بن دينار: قال: رأيتُ عبد الله بنَ عمر [ص: 556] رضي الله عنهما سجد في (سورة الحج) سجدتين. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 206 في القرآن، باب ما جاء في سجود القرآن، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (483) فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/28) : وروى عن عقبة مرفوعا: في الحج سجدتان، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما إلا وهو طاهر والتعلق به ليس بقوي لضعف إسناده قاله الباجي، ورده ابن زرقون بأن ابن حنبل احتج به، وهو أعلم بإسناده، وهذا رد بالصدر من فقيه على محدث حاف إذا لا يلزم من احتجاجه به أن لا يكون ضعيفا، فالكلام إنما هو مع إسناده. الحديث: 3790 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 555 سورة ص 3791 - (خ ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: مجاهد: قلتُ لابن عباس أَأَسجدُ في (ص) فقرأ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ} - حتى أتى - {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 84 - 90] فقال: «نبيُّكم - صلى الله عليه وسلم- ممَّن أُمر أن يقْتَديَ بهم» . وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال: «ليست (ص) من عزائم السجود، وقد رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يسجدُ فيها» . أخرجه البخاري وأخرج الترمذي وأبو داود الثانية. وفي رواية النسائي قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سجد في (ص) ، وقال سجدها داودُ توبة، ونسجدها شكراً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عزائم السجود) : واجباتها، والمراد: ما سنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها، وما عزم على فعله.   (1) رواه البخاري 2 / 456 في سجود القرآن، باب سجدة {ص} وفي الأنبياء، باب {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب} ، وأبو داود رقم (1409) في الصلاة، باب السجود في {ص} ، والترمذي رقم (577) في الصلاة، باب ما جاء في السجدة في {ص} ، والنسائي 2 / 159 في الافتتاح، باب سجود القرآن، السجود في {ص} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/360) (3388) قال: حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية. والبخاري (4/196) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا سهل بن يوسف. وفي (6/155) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/155) قال: حدثني محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. وابن خزيمة (552) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب وعبد الله بن سعيد الأشج، قالا: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا الأشج، قال: حدثنا ابن أبي غنية. خمستهم - ابن أبي غنية، وسهل، وشعبة، ومحمد بن عبيد، وأبو خالد الأحمر - عن العوام بن حوشب. 2- وأخرجه البخاري (6/71) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم، قال: أخبرني سليمان الأحول. كلاهما - العوام، وسليمان - عن مجاهد، فذكره. وألفاظهم متقاربة. وبلفظ: «كان النبي، -صلى الله عليه وسلم- يسجد، في {ص} .» . أخرجه أحمد (1/364) (3436) قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا ليث، عن مجاهد، فذكره. وبلفظ: «أن النبي، -صلى الله عليه وسلم-، سجد في {ص} وقال: سجدها داود توبة، ونسجدها شكرا.» . أخرجه النسائي (2/159) وفي الكبرى (939) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن المقسمي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن عمر بن ذر، عن أبيه عن سعيد بن جبير،فذكره. وبلفظ: «أنه كان يسجد في {ص} فقيل له. فقال: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} . وقال: سجدها داود، وسجدها رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-.» . أخرجه ابن خزيمة (551) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال أخبرنا حفص بن غياث، وأبو خالد يعني سليمان بن حيان الأحمر، عن العوام ابن حوشب، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 3791 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 556 3792 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «قرأ رسولُ الله [ص: 557] صلى الله عليه وسلم- سورة (ص) وهو على المنبر، فلما بلغ السجدة نزل، فسجد، وسجد الناسُ معه، فلما كان يوم آخرُ قرأها، فلما بلغ السجدةَ تَشَزَّن الناسُ للسجود، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنما هي توبة نبيّ، ولكني رأَيتُكم تشزَّنتم، فنزل فسجد وسجدوا» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَشَزَّن) التشَزُّن: التهيؤ والاستعداد لفعل الشيء.   (1) رقم (1410) في الصلاة، باب السجود في {ص} ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1474، 1562) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني خالد يعني ابن يزيد. وأبو داود (1410) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو يعني ابن الحارث. وابن خزيمة (1455، 1795) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي، وشعيب، قالا: أخبرنا الليث، قال: حدثنا خالد وهو ابن يزيد. كلاهما - خالد، وعمرو - عن سعيد بن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله، فذكره. الحديث: 3792 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 556 سورة النجم 3793 - (خ م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قرأ {وَالنَّجم} فسجد فيها، وسجد مَنْ كان مَعَهُ، غير أن شيخاً من قريش أخذ كفاً من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته، وقال: يكفيني هذا. قال عبد الله: فلقد رأيتُه بعد قُتِلَ كافراً» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، وأخرجه النسائي مختصراً قال: «قرأ (النجم) فسجد فيها» . وفي رواية للبخاري قال: «أولُ سورة أُنزلت فيها سجدة (النجمُ) قال: فسجد رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وسجدَ من خلفَه، إلا رجلاً رأيتُه أخذ كفاً من تراب فسجد عليه، فرأيتُه بعد ذلك قُتِلَ كافراً، وهو أُميَّةُ بن خَلَف» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 457 في سجود القرآن، باب سجدة {والنجم} ، وباب ما جاء في سجود [ص: 558] القرآن وسنتها، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة، وفي المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، وفي تفسير سورة {والنجم} ، ومسلم رقم (576) في المساجد، باب سجود التلاوة، وأبو داود رقم (1406) في الصلاة، باب من رأى فيها السجود، والنسائي 2 / 160 في الافتتاح، باب السجود في {والنجم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/1388) (3682) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه أحمد (1/401) (3805) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/437) (4164) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان. وفي (1/443) (4235) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1/462) (4405) قال: حدثنا عفان. والدارمي (1473) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري (2/50) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (2/50) قال: حدثنا حفص بن عمر،. وفي (5/57) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/96) قال: حدثنا عبدان بن عثمان، قال: أخبرني أبي ومسلم (2/88) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (1406) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/160) وفي الكبرى (941) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (553) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثمانيتهم - يزيد، ومحمد بن جعفر غندر، وعفان، ويحيى بن سعيد، وأبو الوليد، وحفص بن عمر، وعثمان والد عبدان، وخالد - عن شعبة. 3- وأخرجه البخاري (6/177) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرني أبو أحمد، يعني الزبيري، قال: حدثنا إسرائيل. ثلاثتهم - سفيان، وشعبة، وإسرائيل- عن أبي إسحاق، قال: سمعت الأسود، فذكره. * رواية خالد عن شعبة مختصرة على: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ النجم فسجد فيها.» . * وفي رواية إسرائيل زاد في آخره: «وهو أمية بن خلف» . الحديث: 3793 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 557 3794 - (خ ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سَجَدَ بـ (النجم) وسجد معه المسلمون والمشركون، والجنُّ والإنسُ» . أخرجه البخاري والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 457 في سجود القرآن، باب سجود المسلمين مع المشركين، وفي تفسير سورة: {والنجم} والترمذي رقم (575) في الصلاة، باب ما جاء في السجدة في {والنجم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/51) قال: حدثنا مسدد. وفي (6/177) قال: حدثنا أبو معمر والترمذي (575) قال: حدثنا هارون بن عبد الله البزاز البغدادي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. ثلاثتهم - مسدد، وأبو معمر، وعبد الصمد - قالوا: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3794 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 558 3795 - (س) المطلب بن [أبي] وداعة - رضي الله عنه -: قال: «قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بمكة سورة (النجم) ، وسجدَ مَنْ عنده، فرفعتُ رأسي وأَبَيْتُ أن أَسجدَ، ولم يكن يومئذ أسلَمَ المطلبُ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 160 في الافتتاح، باب السجود في {والنجم} ، وفي سنده جعفر بن المطلب، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له معنى الحديثين اللذين قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/420، 4/215، 6/399) . والنسائي (2/60) وفي الكبرى (940) قال: أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران، قال: حدثنا ابن حنبل، قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد، عن جعفر بن المطلب ابن أبي وداعة السهمي، فذكره. * أخرجه أحمد (3/420، 4/215، 6/400) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد، عن المطلب، فذكره. ولم يذكر جعفر بن المطلب. الحديث: 3795 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 558 3796 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قرأ (النجم) فسجد فيها» . أخرجه البخاري. قال الحميدي: قال أبو مسعود [الدمشقي] : أخرجه البخاري في سجود القرآن: قال: ولم أجده فيما عندنا من النسخ (1) .   (1) وكذلك لم نجده في النسخ التي بين أيدينا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 3796 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 558 3797 - (ط) [عبد الرحمن بن هرمز] الأعرج: «أن عمر بن الخطاب قرأ بـ {النجم إذا هوى} ، فسجد فيها، ثم قام فقرأ بسورة أُخرى أخرجه الموطأ» (1) .   (1) 1 / 206 في القرآن، باب ما جاء في سجود القرآن، وإسناده منقطع، لكن روى الطبري بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمر أنه قرأ {والنجم} في الصلاة فسجد فيها، ثم قام فقرأ {إذا زلزلت} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (484) عن ابن شهاب، عن الأعرج، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/29) : وروي الطبراني بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبزي عن عمر، أنه قرأ النجم في الصلاة فسجد فيها ثم قام فقرأ {إذا زلزلت الأرض} . الحديث: 3797 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 559 3798 - (خ م ت د س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: «قرأتُ على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- (النجم) ، فلم يسجد فيها» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود، وقال أبو داود: «وكان زيد الإمامَ، فلم يسجد فيها. وفي رواية النسائي عن عطاء بن يسار: أنه سأل زيد بن ثابت عن القراءة مع الإمام؟ فقال: لا قراءة مع الإمام في شيء، وزعم أنه قرأ على رسولِ - صلى الله عليه وسلم- {وَالنَّجمِ إِذا هَوَى} فلم يسجد» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 458 في سجود القرآن، باب من قرأ السجدة ولم يسجد، ومسلم رقم (577) في المساجد، باب سجود التلاوة، وأبو داود رقم (1404) في الصلاة، باب من لم ير السجود في المفصل، والترمذي رقم (576) في الصلاة، باب ما جاء من لم يسجد فيه، والنسائي 2 / 160 في الافتتاح، باب ترك السجود في {النجم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/183) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/186) قال: حدثنا وكيع، ويزيد. وعبد بن حميد (251) والدارمي (1480) قالا:عبد، والدارمي أخبرنا عبيد الله بن موسى، والبخاري (2/51) قال: حدثنا آدم بن أبي رياس. وأبو داود (1404) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (576) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (568) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا بندار مرة، قال: حدثنا يحيى، وعثمان بن عمر. ستتهم - يحيى، ووكيع، ويزيد، وعبيد الله، وآدم، وعثمان - عن ابن أبي ذئب. 2- وأخرجه البخاري (2/51) قال: حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع. ومسلم (2/88) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وابن حجر. والنسائي (2/160) وفي الكبرى (942) قال: أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (568) قال: حدثناه علي بن حجر. أربعتهم - سليمان، ويحيى، وقتيبة، وابن حجر - قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة. 3- وأخرجه ابن خزيمة (568) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمان بن وهب، قال: حدثنا عمي، عن أبي صخر. ثلاثتهم - ابن ذئب، ويزيد بن خصيفة، وأبو صخر - عن يزيد بن عبد الله بن قسط، عن عطاء، فذكره. الحديث: 3798 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 559 سورة انشقَّت 3799 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال أبو سلمةَ: «رأيت أبا هريرة قرأ: {إذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فسجد بها، فقلت: يا أبا هريرةَ، [ص: 560] ألم أَرَك تسجدُ؟ قال: لو لم أر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يسجدُ لم أسجد» . وفي حديث أبي رافع الصايغ قال: «صليتُ مع أبي هريرة العَتَمةَ، فقرأَ {إذا السَّماءُ انشقَّتْ} فسجدَ، فقلتُ: ما هذه [السجدة] ؟ قال: سجدتُ بها خلف أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم-، فلا أزال أسجدُ بها حتى ألقاه» . أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم: «أن أبا هريرة قرأ لهم: {إِذَا السَّماءُ انشقَّتْ} فسجدَ فيها، فلما انصرف أخبرهم: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سجد فيها» . وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وأخرج أبو داود رواية أبي رافع، وأخرج النسائي الأولى والثانية والثالثة، وله في أخرى قال: «سجدَ أبو بكر وعمرُ في {إذا السَّماءُ انشقَّتْ} وَمَنْ هو خير منهما» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 459 في سجود القرآن، باب سجدة {إذا السماء انشقت} ، وباب من قرأ السجدة في الصلاة فيسجد بها، وفي صفة الصلاة، باب الجهر بالعشاء، وباب القراءة في العشاء، ومسلم رقم (578) في المساجد، باب سجود التلاوة، والموطأ 1 / 205 في القرآن، باب ما جاء في سجود القرآن، وأبو داود رقم (1408) في الصلاة، باب السجود في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ} ، والنسائي 2 / 161 في الافتتاح، باب السجود في {إذا السماء انشقت} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (145) عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان. وأحمد (2/413) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي (2/434) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، قال: حدثنا يحيى. وفي (2/449) قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. (ح) وأبو النضر، عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عياش، عن عمر بن عبد العزيز. وفي (2/466) قال: حدثنا عبد الرحمان. قال: حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير. وفي (2/487) قال: قرأت على عبد الرحمان: مالك، عن عبد الله بن زيد مولى الأسود بن سفيان. وفي (2/529) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن يزيد. والدارمي (1476) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (1477) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى. والبخاري (2/51) قال: حدثنا مسلم ومعاذ بن فضالة. قالا: أخبرنا هشام، عن يحيى. ومسلم (2/88، 89) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود ابن سفيان. (ح) وحدثني إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا عيسى، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شهام، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي (2/161) وفي الكبرى (943) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد. وفي (2/161) وفي الكبرى (944) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا ابن أبي فديك. قال: أنبأنا ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عياش، عن ابن قيس، وهو محمد، عن عمر بن عبد العزيز. أربعتهم - عبد الله بن يزيد، ويحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو، وعمر بن عبد العزيز - عن أبي سلمة بن عبد الرحمان، فذكره. - وعن عطاء بن ميناء عنه. أخرجه الحميدي (991) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/249) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/461) قال: حدثنا عبد الرحمان، عن سفيان. والدارمي، (1479) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/89) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (1407) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1058) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (573) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/162) وفي الكبرى (949) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا سفيان. (ح) ووكيع. عن سفيان وابن خزيمة (554) قال: حدثنا أبو موسى. قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي. قال: أخبرنا سفيان. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (555) قال: حدثنا عبد الرحمان بن بشر بن الحكم. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وابن جريج - عن أيوب بن موسى، عن عطاء بن ميناء، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. 1- أخرجه أحمد (2/229) قال: حدثنا معتمر بن سليمان. والبخاري (1/194) قال: حدثنا أبو النعمان. قال: حدثنا معتمر. وفي (1/194) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (2/52) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا معتمر. ومسلم (2/89) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى. قالا: حدثنا المعتمر. (ح) وحدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا أبو كامل. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا سليم بن أخضر. وأبو داود (1408) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا المعتمر. والنسائي (2/162) وفي الكبري (950) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سليم، وهو ابن أخضر. وابن خزيمة (561) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن الشهيد، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي. قالوا: حدثنا المعتمر. أربعتهم - معتمر بن سليمان التيمي، ويزيد بن زريع، وعيسى بن يونس، وسليم بن أخضر - عن سليمان التيمي. قال: حدثنا بكر. 2- وأخرجه أحمد (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن مروان الأصفر. 3- وأخرجه أحمد (2/459) ومسلم (2/89) قال: حدثني محمد بن المثنى وابن بشار. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار - قالوا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عطاء بن أبي ميمونة. 4- وأخرجه أحمد (2/466) قال: حدثنا عبد الرحمان. قال: حدثنا شعبة، عن مروان الأصفر وعطاء ابن أبي ميمونة. ثلاثتهم - بكر بن عبد الله المزني، ومروان الأصفر، وعطاء بن أبي ميمونة - عن أبي رافع، فذكره. * الروايات ألفاظها متقاربة. الحديث: 3799 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 559 سورة اقرأ باسم ربك 3800 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سجدْنا مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في {إذا السَّماءُ انشقَّتْ} و {اقرأ باسم ربك} ، وفي أخرى قال: سجدَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في {إذا السَّماءُ انشقَّتْ} و {اقرأ باسم ربك} . [ص: 561] أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وللنسائي قال: سجدَ أبو بكر وعمرُ، ومَنْ هو خير منهما في {إذا السَّماءُ انشقَّتْ} و {اقرأ باسم ربِّك} (1) .   (1) رواه مسلم رقم (578) في المساجد، باب سجود التلاوة، وأبو داود رقم (1407) في الصلاة، باب السجود في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ} ، والترمذي رقم (573) و (574) في الصلاة، باب ما جاء في السجدة في {اقرأ باسم ربك الذي خلق} و {إذا السماء انشقت} ، والنسائي 2 / 161 و 162 في الافتتاح، باب السجود في {إذا السماء انشقت} ، وباب السجود في {اقرأ باسم ربك} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (992) وأحمد (2/247) والدارمي (1478) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن ماجه (1059) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (574) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (2/161) وفي الكبرى (945) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وفي (2/161) وفي (2/161) وفي الكبرى (946) قال: أخبرنا قتيبة. خمستم -الحميدي، وأحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وقتيبة، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فذكره. * في رواية ابن ماجة قال أبو بكر بن أبي شيبة: هذا الحديث من حديث يحيى بن سعيد. ما سمعت أحدا يذكره غيره. * وأثبتنا لفظ روية محمد بن منصور عند النسائي. وعن نعيم بن عبد الله المجمر، أنه قال: صليت مع أبي هريرة فوق هذا المسجد، فقرأ {إذا السماء انشقت} فسجد فيها. وقال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يسجد فيها.» . أخرجه أحمد (2/451) قال: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (559) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي. قال: حدثنا شعيب، يعني ابن الليث. كلاهما - حجاج، وشعيب - عن الليث، عن بكير بن عبد الله، عن نعيم بن عبد الله المجمر، فذكره. - عن عبد الرحمن الأعرج مولى بني مخزوم عن أبي هريرة؛ أنه قال: «سجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ باسم ربك} .» . أخرجه مسلم (2/89) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان بن سليم. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر. كلاهما - صفوان، وعبيد الله - عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. - وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال: «سجد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ومن هو خير منهما، -صلى الله عليه وسلم- في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ باسم ربك} .» . أخرجه النسائي (2/161) وفي الكبرى (947) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. وفي (2/162) وفي الكبرى (948) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا المعتمر. كلاهما - يحيى، والمعتمر - عن قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، فذكره. * أخرجه أحمد (2/281) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، أن أبا هريرة كان يسجد فيها قال أبو هريرة. «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسجد فيها. يعني {إذا السماء انشقت} .» . الحديث: 3800 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 560 المفصل مجملا ً 3801 - (د) ابن عباس: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يسجدْ في شيء من المُفصل منذ تحوَّلَ إلى المدينة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1403) في الصلاة، باب من لم ير السجود في المفصل، وفي إسناده ضعف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1403) . وابن خزيمة (560) قالا: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا أزهر ابن القاسم، قال محمد: رأيته بمكة، قال: حدثنا أبو قدامة وهو الحارث بن عبيد، عن مطر الوراق، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 3801 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 561 [النوع] السادس: في دعاء السجود 3802 - (ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في سجود القرآن بالليل: سجدَ وجهِيَ للذي خَلَقَهُ، وشقَّ سَمعَه وبصَرَهُ، بِحوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) . وزاد رزين: «وكان يقول: اللهم اكتب لي بها أجراً، وحُطَّ عنِّي بها [ص: 562] وزراً، واجعلها لي عندك ذُخْراً، وتقبَّلها منِّي كما تقبلتها من داودَ عبدِكَ ورسولِكَ» (2) .   (1) رواه أبو داود رقم (1414) في الصلاة، باب ما يقول إذا سجد، والترمذي رقم (580) في الصلاة، باب ما يقول في سجود القرآن، والنسائي 2 / 222 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في السجود، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، رواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 220 وصححه ووافقه الذهبي. (2) سيأتي تخريجه في الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/30) قال: حدثنا هشيم. والترمذي (580، 3425) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي (2/222) قال: أخبرنا سوار بن عبد الله بن سوار القاضي ومحمد بن بشار، عن عبد الوهاب. كلاهما - هشيم، وعبد الوهاب - عن خالد الحذاء، عن أبي العالية، فذكره. * أخرجه أحمد (6/217) ، وأبو داود (1414) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومسدد - قالا: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا خالد الحذاء، عن رجل، عن أبي العالية، مثله زاد فيه إسماعيل بن علية «عن رجل» . وقال الترمذي. هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3802 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 561 3803 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، رأيتُني الليلةَ وأنا نائم، كأني أُصلِّي خلفَ شجرَة، فسجدتُ، فسجدتْ الشجرةُ لسجودي، فسمعتُها تقول: «اللهم اكتبْ لي بها أجراً، وحُطَّ عني بها وزْراً، واجعلها لي عندك ذُخراً، وتقبَّلها مني كما تقبَّلْتَها من عبدك داود، قال ابن عباس: فسمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ سجدة، ثم سجد، فقال مثل ما أخبره الرَّجلُ عن قول الشجرة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (579) في الصلاة، باب ما يقول في سجود القرآن، ورواه أيضاً ابن ماجة في " سننه " رقم (1053) في الصلاة، باب سجود القرآن، وفي سنده الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد المكي، وفيه كلام، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " والحاكم في " المستدرك " 1 / 202 وصححه ووافقه الذهبي، ورواه بمعناه أبو يعلى والطبراني من حديث أبي سعيد الخدري، وهو حديث حسن، حسنه الحافظ ابن حجر في " أمالي الأذكار "، كما ذكر ذلك ابن علان في " الفتوحات الربانية على الأذكار النووية " 2 / 276. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1053) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي. والترمذي (579، 3424) قال: حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (562) قال: حدثنا الحسن بن محمد وفي (563) قال: حدثنا أحمد بن جعفر الحلواني. أربعتهم - أبو بكر بن خلاد، وقتيبة، والحسن بن محمد بن الصباح، وأحمد بن جعفر - قالوا: حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس، عن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: قال لي ابن جريج: يا حسن، أخبرني جدك عبيد الله بن أبي يزيد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب بن حديث ابن عباس، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي الحديث الثاني ذكر نفس التعليق إلا كلمة حسن فلم يذكرها. الحديث: 3803 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 562 الفرع الثالث: في سجود الشكر 3804 - (د ت) أبو بكرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله [ص: 563] صلى الله عليه وسلم- إذا جاءه أمر سُروراً (1) ، أو بُشِّرَ به (2) ، خرَّ ساجداً، شاكراً لله (3) تعالى» أخرجه أبو داود، وفي رواية الترمذي: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أتاه أمر فسُرَّ به، فخرَّ ساجداً» (4) .   (1) نصب " سروراً " بتقدير: يوجب، أو حال، بمعنى ساراً، وفي نسخ أبي داود المطبوعة: إذا جاءه أمر سرور، بالإضافة. (2) في المطبوع: أو يسر به، من السرور، وهو كذلك في بعض النسخ. (3) في بعض النسخ: شكراً لله. (4) رواه أبو داود رقم (2774) في الجهاد، باب في سجود الشكر، والترمذي رقم (1578) في السير، باب ما جاء في سجدة الشكر، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1394) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة والسجدة عند الشكر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2774) قال: حدثنا مخلد بن خالد. وابن ماجة (1394) قال: حدثنا عبدة ابن عبد الله الخزاعي، وأحمد بن يوسف السلمي. والترمذي (1578) قال: حدثنا محمد بن المثنى. أربعتهم - مخلد، وعبدة، وأحمد بن يوسف، ومحمد بن المثنى - قالوا: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، فذكره. * في رواية ابن ماجة - بكار بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي بكرة -. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث بكار بن عبد العزيز. الحديث: 3804 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 562 3805 - (د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من مكة نريدُ المدينة، فلما كُنَّا قريباً من عَزْوَرا (1) نزل فرفعَ (2) يديه، فدعا الله عزَّ وجلَّ [ساعة] ، ثم خرَّ ساجداً، ثم مكث (3) طويلاً، ثم قام فرفع يديه [فدعا الله] ساعة، ثم خرَّ ساجداً - قال أبو داود: «وذكر أحمد بن صالح: ثلاثاً - قال: إني سألت ربي؟ وشفَعْتُ لأُمتي، فأعطاني ثُلُثَ أُمتي، فخرَرَْت ساجداً لربي شكراً (4) ، ثم رفعتُ رأْسِي، [ص: 564] فسألتُ ربي لأمتي، فأعطاني ثُلُث أُمَّتي، فخررْتُ لربي ساجداً شكراً (5) ، ثم رفعتُ رأسي، فسألتُ ربي لأُمتي، فأعطاني الثُلُثَ الآخِر، فخَرَرتُ ساجداً لربي» أخرجه أبو داود (6) .   (1) عزورا، بفتح العين وسكون الزاي وفتح الواو والراء مقصوراً، ويقال: عزور، على وزن قسور: ثنية الجحفة، عليها الطريق من المدينة إلى مكة. (2) في المطبوع ونسخ أبو داود المطبوعة: ثم رفع. (3) في المطبوع ونسخ أبو داود المطبوعة: فمكث. (4) في المطبوع ونسخ أبو داود المطبوعة: ساجداً شكراً لربي. (5) في المطبوع ونسخ أبو داود المطبوعة: فخررت ساجداً شكراً لربي. (6) رقم (2775) في الجهاد، باب في سجود الشكر، وفي سنده يحيى بن الحسن بن عثمان، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2775) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثني موسى بن يعقوب، عن ابن عثمان قال أبو داود: وهو يحيى بن الحسن بن عثمان - عن الأشعث ابن إسحاق بن سعد، عن عامر بن سعد، فذكره. * قال أبو داود: أشعث بن إسحاق أسقطه أحمد بن صالح حين حدثنا به، فحدثني به عنه موسى بن سهل الرملي. الحديث: 3805 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 563 الباب الثاني: في صلاة الجماعة ، وفيه خمسة فصول الفصل الأول: في وجوبها والمحافظة عليها 3806 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رجل أعمى، فقال: يا رسولَ الله، إنه ليس لي قائد يقودُني إلى المسجد، فسأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُرَخِّصَ له؟ فرَّخص له، فلما وَلَّى دعاه، فقال: [هل] تسمع النداء [بالصلاة] ؟ قال: نعم، قال فأجِبْ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (653) في المساجد، باب يجب إتيان المساجد على من سمع النداء، والنسائي 2 / 109 في الإمامة، باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/124) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم وسويد بن سعيد ويعقوب الدورقي. والنسائي (2/109) وفي الكبرى (834) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. أربعتهم - قتيبة، وإسحاق، وسويد، ويعقوب - عن مروان بن معاوية الفزاري، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، فذكره. الحديث: 3806 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 564 3807 - (د س) عمرو بن أم مكتوم - رضي الله عنه -: قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِني ضَرِيرُ البصر، شاسِعُ الدار، ولي قائد لا يلاومني، فهل لي رخصة أن أُصلِّي في بيتي؟ قال: هل تسمع النداءَ؟ قال: نعم، قال: فأجِب، فإني لا أجدُ لك رُخْصة» (1) . وفي رواية: «قال: يا رسولَ الله، إن المدينة كثيرة الهوامِّ والسباع، وأنا ضريرُ البصر، فهل تجد لي من رخصة؟ قال: تسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ قال: نعم، فقال: فَحَيَّ هَلا، ولم يُرَخِّص» أخرجه أبو داود والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُلاومُني) : الملاومة: الموافقة والمناسبة، قال الخطابي: هكذا يروى في الحديث: «يُلاومني» بالواو، والصواب: «يُلايمني» أي: يوافقني، وأما المُلاومة، فإنها: مُفاعلة من اللوم، وليس هذا موضعه. (الهوام) : هوام الأرض: حشراتها التي لا يقتل سمها. [ص: 566] (فحيَّ هلا) : حي كلمة مفردة بمعنى: هَلُمَّ، وهلا بمعنى: عجِّل وأسرع، فجُعلت الكلمة كلمة واحدة، وبُنيت حيَّ على الفتح.   (1) رواه أبو داود رقم (552) في الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (792) في المساجد، باب التغليظ في التخلف عن الجماعة، وإسناده حسن. (2) رواه أبو داود رقم (553) في الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة، والنسائي 2 / 110 في الإمامة، باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن، وإسناده صحيح، لكن ليس في نسخ أبي داود والنسائي المطبوعة في هذه الرواية " وأنا ضرير البصر فهل تجد لي من رخصة "، ومعناها عند أبي داود في الرواية الأولى، وعند ابن ماجة رقم (792) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/423) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شيبان. وأبو داود (552) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وابن ماجة (792) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن زائدة. وابن خزيمة (1480) قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد، قال: حدثنا شيبان أبو معاوية. (ح) وحدثناه محمد بن الحسن بن تسنيم، قال: حدثنا محمد، يعني ابن بكر، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. أربعتهم - شيبان، وحماد بن زيد، وزائدة، وحماد بن سلمة - عن عاصم بن بهدلة، عن أبي رزين، فذكره. * في رواية حماد بن سلمة: عبد الله بن أم مكتوم. والرواية الثانية: أخرجها أبو داود (553) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي والنسائي (2/109) وفي الكبرى (835) قال: أخبرنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سفيان (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا قاسم بن يزيد. وابن خزيمة (1478) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي بخبر غريب غريب، قال: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء. كلاهما - زيد، وقاسم - قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 3807 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 565 3808 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «من سمع المنادي فلم يمنْعهُ من اتِّباعه عذر - قال: وما العُذْر؟ قال: خوف أو مرض - لم تُقبل منه الصلاةُ التي صلَّى» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (551) في الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة، وفي إسناده أبو جناب يحيى بن أبي حية، ضعفوه لكثرة تدليسه، لكن للحديث شاهد عند ابن ماجة رقم (793) بلفظ: " من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر "، وإسناده صحيح، وقد صححه غير واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (551) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، عن أبي جناب، عن مغراء العبدي وابن ماجه (793) قال: حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي، قال: أنبأنا هشيم، عن شعبة. كلاهما - مغراء، وشعبة - عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 3808 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 566 3809 - (خ م ط د س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أثقلُ صلاة على المنافقين: صلاةُ العِشاء، وصلاةُ الفجرِ، ولو يعْلَمُونَ ما فيهما لأتوهما ولو حَبْواً، ولقد همَمْتُ أن آمرَ بالصلاة فتقامَ، ثم آمرَ رجلاً فيصلِّي بالناس، ثم أنطلقَ معي برجال معهم حُزَم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأُحرِّق عليهم بيوتَهم بالنَّار» . وفي رواية نحوه، وقال في آخره: «فأحُرِّق على من لا يخرج إلى الصلاة يَقْدِرُ (1) » . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج البخاري أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، لقد هممتُ أن آمرَ بحَطَب فيُحْطبَ، ثم آمرَ بالصلاة [ص: 567] فيُؤذَّنَ لها، ثم آمرَ رجلاً فيؤمَّ الناس، ثم أُخالِف إلى رجال، فأحرِّقَ عليهم بُيوتَهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدُهم أنه يجد عَرْقاً سَمِيناً، أو مَِرْماتيْنِ حَسنَتَيْنِ لشهدَ العشاءَ» وفي أخرى له، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لقد هممْتُ أن آمرَ بالصلاة فتقامَ، ثم أُخالفَ إلى منازلِ قوم لا يشهدون الصلاة فأُحرِّقَ عليهم» . وأخرجه مسلم: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقدَ ناساً في بعض الصلوات، فقال: لقد هممتُ أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أخالفَ إلى رجال يتخلَّفون عنها، فآمرَ بهم فيُحرِّقوا عليهم بحُزَمِ الحطب بُيوتهم، ولو علم أحدُهم أنه يجد عظماً سميناً لشهدها - يعني: صلاةَ العشاء-» . وله في أخرى قال: «لقد هممتُ أن آمُرَ فِتياني أن يستعدُّوا لي بحُزمٍ من حطب، ثم آمرَ رجلاً يصلي بالناس ثم تُحرَّقَ بيوتٌ على من فيها» . وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي رواية البخاري الأولى، وفي أخرى لمسلم وأبي داود قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لقد هممتُ أن آمرَ فتيتي فيجمعوا لي حُزَماً من حَطب، ثم آتيَ قوماً يصلُّونَ في بيوتهم ليستْ بهم عِلَّة، فأحرِّقَها عليهم» . قيل ليزيد - هو ابن الأصم -[يا أبا عَوْف] : الجمعةَ عَنى، أو غيرَها؟ قال: صُمَّتا أُذُنايَ إن لم أكن سمعتُ أبا هريرةَ يأْثُرُه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ولم يذْكر جُمُعة، ولا غيرَها، وأخرجه الترمذي مختصراً قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لقد هممتُ أن آمرَ فتيتي أن يجمعوا حُزَمَ الحطب [ص: 568] ثم آمرَ بالصلاة فتقامَ، ثم أحرِّقَ على أقوام لا يشهدون الصلاة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَبْواً) : الحَبْو: المشي على الأيدي والركب. (عَرْقاً) : العَرْق: العظم بما عليه من بقايا اللحم بعد ما أُخِذ عنه معظم اللحم. (المَرْمَاة) : بفتح الميم وكسرها، في تأويلها وشرحها اختلاف، ونحن نحكي ما قيل فيها، قال الأزهري: هو ما بين ظلفي الشاة، قال: وقال أبو عبيد: هذا حرف لا أدري ما وجهه؟ إنه هكذا يفسَّر [يريد به حقارته] وقال الأزهري: المَرْماتان: سهمان يرمي بهما الرجل، فيُحْرِز سَبَقَه، فيقول: سابق إلى إحراز الدنيا وسَبَقِها ويَدَعُ سَبَقَ الآخرة. قال: المِرْمَاة: سهم الأهداف، وقال الجوهري: المِرْمَاة: نَصْل مدوَّر للسهم، قال: وهو مثل السِّروَة، والسِّروَة: سهم صغير، قال: وأما الذي في الحديث، فيقال: [ص: 569] المِرْمَاة: الظِّلْف، قال: وقال أبو عبيد: هو ما بين ظِلفي الشاة، قال: [وقال] : ولا أدري ما وجهه؟ إلا أنه هكذا يفسَّر، وقال الهروي: قال ابن الأعرابي: المِرْمَاة في الحديث: هو السهم الذي يُرْمى به، وذكر أيضاً في كتابه قول الأزهري الثاني، والذي ذكره الحميدي في كتابه [هو] ما حكيناه عن الهروي وهذه الأقوال كما تراها، وبحق ما قال أبو عبيد: ما أدري ما وجهه؟ . (يأْثُرُه) : أثَرْتُ الحديث آثُرُه: إذا رويته عن غيرك وحدَّثت به.   (1) لعل هذه الفقرة من زيادات الحميدي. (2) رواه البخاري 2 / 104 - 108 في صلاة الجماعة، باب وجوب صلاة الجماعة، وفي الخصومات، باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة، وفي الأحكام، باب إخراج الخصوم وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة، ومسلم رقم (651) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة، والموطأ 1 / 129 و 130 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة على الفذ، وأبو داود رقم (548) و (549) في الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة، والترمذي رقم (217) في الصلاة، باب ما جاء فيمن سمع النداء فلا يجيب، والنسائي 2 / 107 في الإمامة، باب التشديد في التخلف عن الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ «والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم. والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عظما سمينا، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء.» . أخرجه مالك الموطأ (100) والحميدي (956) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/244) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/165) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (9/101) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك ومسلم (2/123) قال: حدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/107) وفي الكبرى (832) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك وابن خزيمة (1481) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - مالك، وسفيان - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر. ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا. ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار.» . 1- أخرجه أحمد (2/377) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: أنبأنا أبو بكر. وفي (2/416) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/525) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. وفي (2/537) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا شيبان. والدارمي (1215) قال: أخبرنا حجاج بن منهال وعمرو بن عاصم. قالا: حدثنا حماد بن سلمة. ثلاثتهم - أبو بكر بن عياش، وحماد بن سلمة، وشيبان - عن عاصم بن بهدلة. 2- وأخرجه أحمد (2/424، 531) قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وابن نمير. وفي (2/472) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/479) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/531) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا زائدة. والدارمي (1276) أخبرنا الحسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص والبخاري (1/167) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. ومسلم (2/123) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (548) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (791، 797) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (1484) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا سلم ابن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية. سبعتهم - أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وشعبة، وزائدة، وأبو الأحوص، وحفص - عن الأعمش. كلاهما - عاصم بن بهدلة، والأعمش - عن أبي صالح، فذكره. وبلفظ: «لقد هممت أن آمر فتيتي أن يجمعوا حزم الحطب، ثم آمر بالصلاة فتقام، ثم أحرق على أقوام لا يشهدون الصلاة.» . أخرجه أحمد (2/472) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا جعفر بن برقان وفي (2/539) قال: حدثنا كثير. قال: حدثنا جعفر. ومسلم (2/123) قال: حدثنا زهير بن حرب وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم، عن وكيع، عن جعفر ابن برقان. وأبو داود (549) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا أبو المليح. قال: حدثني يزيد بن يزيد. والترمذي (217) قال: هناد. قال: حدثنا وكيع، عن جعفر بن برقان. كلاهما - جعفر بن برقان، ويزيد بن يزيد بن جابر- عن يزيد بن الأصم، فذكره. وبلفظ: «لقد هممت أن آمر فتياني أن يستعدوا لي بحزم من حطب، ثم آمر رجلا يصلي بالناس، ثم تحرق بيوت على من فيها.» . أخرجه أحمد (2/314) ومسلم (2/123) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر عن همام بن منبه، فذكره وبلفظ: «لقد هممت أن آمر فتياني فيجمعوا حطبا، ثم آمر رجلا يوم الناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عن الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم. وايم الله لو يعلم أحدهم أن له بشهودها عرقا سمينا أو مرماتين لشهدها. ولو يعلمون ما فيها لأتوها ولو حبوا.» . أخرجه أحمد (2/292) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (2/376) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا محمد بن عجلان. وفي (2/319) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، عن ابن أبي ذئب والدارمي (277) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن عجلان. وابن خزيمة (1482) قال: حدثنا بندار. قال: حدثني صفوان وأبو عاصم. قالا: حدثنا ابن عجلان. كلاهما - ابن أبي ذئب، وابن عجلان - عن عجلان، فذكره. * رواية ابن أبي ذئب. «لينتهين رجال ممن حول المسجد لا يشهدون العشاء الآخرة في الجميع أو لأحرقن حول بيوتهم بحزم الحطب» . وبلفظ: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم.» . أخرجه البخاري (3/160) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. وبلفظ: «لولا ما في البيوت من النساء والذرية لأقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار» . أخرجه أحمد (2/367) قال: حدثنا خلف. قال: حدثنا أبو معشر، عن سعيد المقبري، فذكره. وبلفظ: «لو أن أحدكم يعلم أنه إذا شهد الصلاة معي كان له أعظم من شاة سمينة أو شاتين، لفعل، فما يصيب من الأجر أفضل.» . أخرجه أحمد (2/299) قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، فذكره. الحديث: 3809 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 566 3810 - (م د س) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «لقد رأيتُنا وما يتخلَّف عن الصلاة إلا منافق قد عُلِمَ نفاقُه، أو مريض، إن كان المريضُ لَيَمشي بين رَجُليْنِ حتى يأتي الصلاةَ، وقال: إن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- علَّمنَا سُنَنَ الهُدَى، وإن من سنن الهُدَى: الصلاة في المسجد الذي يؤذَّن فيه» . أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «حافظوا على هؤلاءِ الصلواتِ الخمسِ حيث يُنادَى بهن، فإنّهن من سُنن الهدى، وإن الله تبارك وتعالى شرع لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم- سُنَن الهدى، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق بيِّنُ النفاق، ولقد رأيتُنا وإنَّ الرَّجُلَ لَيُهادَى بين رَجُليْنِ حتى يقامَ في الصف، وما منكم أحد إلا وله مسجد في بيته، ولو صليتم في بيوتكم، وتركتم مساجدكم، تركتم سُنَّة نبيكم، ولو تركتم سُنَّة نبيِّكم لكفرتُم (1) » . وقد أخرج مسلم والنسائي هذا المعنى أطول [ص: 570] منه، وسيجيءُ في «فضل صلاة الجماعة» . من «كتاب الفضائل» من حرف الفاء (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُهَادى) : جاء الرجل يُهَادى بين رجلين: إذا جاء متكئاً عليهما في مِشْيتِهِ.   (1) في مسلم: ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. (2) رواه مسلم رقم (654) في المساجد، باب صلاة الجماعة من سنن الهدى، وأبو داود رقم (550) في الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة، والنسائي 2 / 107 و 109 في الإمامة، باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/382) (3623) قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (777) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - أبو معاوية، وشعبة - عن إبراهيم بن مسلم الهجري. 2- وأخرجه أحمد (1/414) (3936) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو عميس. وفي (1/419) (3979) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك. وفي (1/455) (4355) قال: حدثنا أبو قطن، عن المسعودي. ومسلم (2/124) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن أبي العميس. وأبو داود (550) قال: حدثنا هارون بن عباد الأزدي، قال: حدثنا وكيع، عن المسعودي. والنسائي (2/108) وفي الكبرى (833) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن المسعودي، وابن خزيمة (1483) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن المسعودي. كلاهما - أبو عميس المسعودي، وشريك - عن علي بن الأقمر. 3- وأخرجه مسلم (2/124) قال: حدثنات أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. ثلاثتهم - إبراهيم الهجري، وعلي بن الأقمر، وعبد الملك بن عمير - عن أبي الأحوص، فذكره. * في رواية أبي معاوية عن إبراهيم بن مسلم الهجري زاد في آخره: «وإن فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة.» . الحديث: 3810 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 569 3811 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: «سُئِلَ عن رجل يصوم النهارَ ويقوم الليلَ، ولا يشهدُ الجماعة ولا الجُمعةَ؟ فقال: هذا في النار» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (218) في الصلاة، باب ما جاء فيمن يسمع النداء فلا يجيب، قال: قال مجاهد: وسئل ابن عباس عن رجل ... الخ، وقال في آخره: حدثنا بذلك هناد، حدثنا المحاربي، عن ليث عن مجاهد، وليث، وهو ابن أبي سليم، ضعيف، ومع ذلك فقد صحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي 1 / 424. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (218) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا المحاربي عن ليث، عن مجاهد، فذكره. الحديث: 3811 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 570 3812 - (خ) أم الدرداء - رضي الله عنها -: قالت: «دخل عليَّ أبو الدرداء وهو مُغْضَب، فقلت: ما أغضبَك؟ قال: والله، ما أعرف من أمر محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- شيئاً إلا أنهم يصلُّون جميعاً» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 115 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة الفجر في جماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/195) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/443) قال: حدثنا محمد بن عبيد. (ح) وحدثنا عبد الرحمن، عن سفيان والبخاري (1/166) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. أربعتهم - أبو معاوية، ومحمد بن عبيد، وسفيان، وحفص بن غياث - عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، فذكرته. الحديث: 3812 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 570 الفصل الثاني: في تركها للعذر 3813 - (خ م ط س) عتبان بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «يا رسولَ الله، إن السُّيولَ تحولُ بيني وبين مسجدِ قومي، فأُحِبُّ أن تأتيني في مكان من بيتي أتَّخِذُه مسجداً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: سنفعل، فلما دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قال: أين تريد؟ فأشار إلى ناحية من البيت، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فصفَفْنا خلفَه، فصلَّى بنا ركعتين» . وفي أخرى: قال: «فغدا عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معه بعدما اشتدَّ النهار، فاستأذن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فأذنتُ له فلم يجلس حتى قال: أين تحب أن أُصلِّيَ من بيتك؟ فأشرت له إلى المكان الذي أُحبُّ أن يُصَلِّيَ فيه، فقام فصلَّى بنا، فصفَفْنا خلفه، ثم سلَّم وسَلَّمنا حين سلم» . أخرجه النسائي، وقد أخرجه الموطأ والبخاري ومسلم باختلاف بعض الألفاظ، وقد مرَّ فيما تقدم، وسيجيء فيما يأتي (1) . [ص: 572] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اشتدَّ النهار) : إذا علا.   (1) روه البخاري 2 / 132 في صلاة الجماعة، باب الرخصة في المطر والعلة، وباب إذا زار الإمام قوماً فأمهم، وفي المساجد، باب إذا دخل بيتاً يصلي حيث شاء وحيث أمر، وباب المساجد في البيوت، وفي صفة الصلاة، باب يسلم حين يسلم الإمام، وباب من لم يرد السلام على الإمام، وفي التطوع، باب صلاة النوافل جماعة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة [ص: 572] بدراً، وفي الأطعمة، باب الخزيرة، وفي الرقاق، باب العمل الذي ابتغي به وجه الله، وفي استتابة المرتدين والمعاندين، باب ما جاء في المتأولين، ومسلم رقم (33) في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، والموطأ 1 / 172 في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة، والنسائي 2 / 80 في الإمامة، باب إمامة الأعمى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 3813 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 571 3814 - (خ م ط د س) ابن عمر - رضي الله عنه -: «أنه نادى للصلاة في ليلة ذات بَرْد وريح ومطر، وقال في آخر ندائه: ألا صلُّوا في رحالكم، ألا صلُّوا في الرِّحال، ثم قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يأمر المؤذِّنَ إذا كانت ليلة باردة أو ذاتُ مطر في السَّفر أن يقول: ألا صلُّوا في رحالكم» . وفي رواية أذَّن ابنُ عمر في ليلة باردة، ونحن بضجنان، ثم قال: «ألا صلُّوا في رِحالكم، وأخبر أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر مؤذِّناً يؤذِّن، ثم يقول على إثره: ألا صلُّوا في الرِّحال، في الليلة الباردة، أو المطيرة في السفر» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود، ولأبي داود أيضاً: «أن ابن عمر نزل بضَجنانَ (1) في ليلة باردة، فأمر المنادي، فنادى: إن الصلاة في الرِّحال» وحدَّث نافع عن ابن عمر: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا كانت ليلة باردة أو مطيرة، أمر المنادي فنادى: إن الصلاة في الرِّحال» وله في أخرى: قال: «نادى منادي النبيّ - صلى الله عليه وسلم [ص: 573] بذلك [في المدينة] في الليلة المطيرة، والغداةِ القَرَّة» . وفي رواية النسائي: «أن ابنَ عمر أذَّن بالصلاة في ليلة ذات بردِ وريح، فقال: ألا صلُّوا في الرِّحال، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يأمر المؤذِّن إذا كانت ليلة باردة ذاتُ مطر يقول: ألا صلُّوا في الرِّحال» (2) .   (1) موضع أو جبل بين مكة والمدينة. (2) رواه البخاري 2 / 93 في الأذان، باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، وفي الجماعة، باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلي في رحله، ومسلم رقم (697) في صلاة المسافرين، باب الصلاة في الرحال في المطر، والموطأ 1 / 73 في الصلاة، باب النداء في السفر وعلى غير وضوء، وأبو داود رقم (1060) و (1061) و (1062) و (1063) و (1064) في الصلاة، باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة، والنسائي 2 / 15 في الأذان، باب الأذان في التخلف عن شهود الجماعة في الليلة المطيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (68) وأحمد (2/63) (5302) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (1/170) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/147) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1063) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (2/15) وفي الكبرى (1534) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - عبد الرحمن، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وقتيبة - عن مالك. 2- وأخرجه الحميدي (700) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/4) (4478) قال: حدثنا إسماعيل وفي (2/10) (4580) قال: حدثنا سفيان. وعبد بن حميد (767) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان. والدارمي (1278) قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وأبو داود (1060) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1061) قال: حدثنا مؤمل ابن هشام، قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (937) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وابن خزيمة (1655) قال: حدثنا أحمد بن منيع، وزياد بن أيوب، قالا: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وإسماعيل، وحماد بن زيد - قالوا: حدثنا أيوب. 3- وأخرجه أحمد (2/53) (5151) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/103) (5800) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (1/163) قال: حدثنا مسدد، قال: أخبرنا يحيى. ومسلم (2/147) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (1062) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (1062) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. وابن خزيمة (1655) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا حماد، يعني ابن مسعدة (ح) وحدثنا يحيى أيضا، قال: وحدثنا أبو يحيى، يعني عبد الرحمن بن عثمان. ستتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبيد، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وحماد بن مسعدة، وعبد الرحمن بن عثمان - عن عبيد الله بن عمر. 4- وأخرجه عبد بن حميد (744) قال: حدثنا يعلى. وأبو داود (1064) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة. كلاهما - يعلى، ومحمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق. أربعتهم - مالك، وأيوب، وعبيد الله، وابن إسحاق - عن نافع، فذكره. وبلفظ: «كما إذا كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فكانت ليلة ظلماء، أو ليلة مطيرة، أذن مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو نادى مناديه: أن صلوا في رحالكم.» . أخرجه ابن خزيمة (1656) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن يحيى بن سعيد الأنصرري، عن القاسم بن محمد، فذكره. عن مجاهد، قال: كنت مع ابن عمر، فثوب رجل في الظهر، أو العصر. قال: اخرج بنا، فإن هذه بدعة. أخرجه أبو داود (538) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو يحيى القتات، عن مجاهد، فذكره. عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خصلتان معلقتان في أعناق المؤذنين للمسلمين: صلاتهم وصيامهم.» . الحديث: 3814 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 572 3815 - (س) رجل من ثقيف «أنه سمع مناديَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: حيَّ على الصلاة، حيَّ علي الصلاة، صلُّوا في رحالكم» أخرجه النسائي (1) .   (1) كذا في الأصل: أخرجه النسائي، وفي المطبوع، أخرجه الموطأ، وهو خطأ، وقد رواه النسائي 2 / 14 و 15 في الأذان، باب الأذان في التخلف عن شهود الجماعة في الليلة المطيرة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/346، 5/370) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/373) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرني ابن جريج. والنسائي (2/14) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - شعبة، وابن جريج، وسفيان - عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/415) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا مسعر، عن عمرو بن دينار. قال: سمعت عمرو بن أوس. قال: «أخبرني من سمع منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قامت الصلاة، أو حين حانت الصلاة أو نحو هذا، أن صلوا في رحالكم لمطر كان» . الحديث: 3815 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 573 3816 - (م ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «خرَجنَا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في سفَر فمُطِرْنا، فقال: ليُصَلِّ من شاءَ منكم في رَحْلِهِ» . أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (698) في صلاة المسافرين، باب الصلاة في الرحال في المطر، وأبو داود رقم (1065) في الأذان، باب الأذان في التخلف عن شهود الجماعة في الليلة المطيرة، والترمذي رقم (409) في الصلاة، باب ما جاء إذا كان المطر فالصلاة في الرحال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/312) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي (3/327) قال: حدثنا هاشم، ويحيى بن أبي بكير. وفي (3/397) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. ومسلم (2/147) قال: حدثنا يحيى بن يحيى (ح) وحدثنا أحمد بن يونس. وأبو داود (1065) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين. والترمذي (409) قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي البصري، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. وابن خزيمة (1659) قال:حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا سنان يعني ابن مطاهر. تسعتهم - حسن، وهاشم، ويحيى بن أبي بكير، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن يونس، والفضل، وأبو داود الطيالسي، وأبو نعيم، وسنان - عن زهير بن معاوية أبي خيثمة، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 3816 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 573 3817 - (د س) أبو المليح [بن أسامة] : عن أبيه قال: «كنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بحُنين، فأصابنا مطَر، فنادى منادي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن صَلُّوا في رِحالكمْ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 111 في الإمامة، باب العذر في ترك الجماعة، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أبو داود رقم (1057) و (1058) و (1059) في الصلاة، باب الجمعة في اليوم المطير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/74) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه، فذكره. وقال العماد ابن كثير: رواه أبو داود عن محمد بن كثير، عن همام به، ومن حديث سعيد، عن صاحب له، عن أبي المليح به. ورواه هو وابن ماجة من حديث خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح به. ورواه النسائي عن محمد بن المثنى، عن غندر، عن شعبة، عن قتادة، به. حدثنا عفان، حدثنا هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله سواء. جامع المسانيد (1/82، 283) . الحديث: 3817 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 574 الفصل الثالث: في صفة الإمام وأحكامه ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في أولى الناس بالإمامة 3818 - (م ت د س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يؤمُّ القومَ أقروُهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسُّنَّةِ، فإن كانوا في السنَّةِ سواء، فأقدَمُهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنَّاً، ولا يُؤمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في سُلطانِهِ، ولا يقعدْ في بيته على تَكْرِمَتِهِ إلا بِإِذنه» ، وفي رواية: «يؤمُّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله، وأقدَمَهُم قراءة، ولا يَؤمَّنَّ الرُّجُلُ الرَّجُلَ في أهله [ص: 575] ولا في سُلطانه» . وذكر الباقي، هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي مثل الأولى وقال فيها: «فأكبرُهم سِنّاً، ولا يؤمُّ الرَّجُلُ في سلطانه، ولا يُجْلَسُ على تكْرِمَتِهِ إلا بإذْنِهِ» . وفي رواية أبي داود: «يَؤُمُّ القومَ أقرؤُهم لكتاب الله، وأقدَمهم قراءة، فإن كانوا في القراءة سواء، فليؤمهم أقدَمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فليؤمَّهم أكبَرُهم سِنّاً، ولا يُؤمُّ الرَّجُلُ في بيته، ولا في سلطانه ولا يُجْلَسُ على تكرِمَتِهِ إلا بِإِذنه - قال شعبة: فقلت لإسماعيل: ما تَكْرِمَتُهُ؟ قال: فِراشُهُ» . وفي أخرى له مثل رواية مسلم، ولم يذكر فيها «أقدَمَهُم قراءة» . وفي رواية النسائي مثل رواية أبي داود، ولم يذكر «فأقدمهم قراءة» . وله في أخرى عن أوس بن ضَمْعَج عن أبي مسعود: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُؤَمُّ الرَّجلُ في سلطانه، ولا يُجْلَسُ على تكْرِمَتِهِ في بيته إلا بإذنه» . وأخرج الترمذي هذه الرواية عن أوس: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: ... » ولم يذكر أبا مسعود (1) . [ص: 576] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَكْرِمَته) : تكْرِمَة الرجل: موضع جلوسه في بيته، وما يقعد عليه من مطرَح أو نحوه.   (1) رواه مسلم رقم (673) في المساجد، باب من أحق بالإمامة، والترمذي رقم (235) في الصلاة، باب ما جاء من أحق بالإمامة، ورقم (2773) في الأدب، باب رقم (24) ، وأبو داود رقم (582) و (583) و (584) في الصلاة، باب من أحق بالإمامة، والنسائي 2 / 76 و 77 في الإمامة، باب من أحق بالإمامة، وباب اجتماع القوم وفيهم الوالي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (457) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الأعمش. وأحمد (4/118) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/121) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/121، 5/272) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/121) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وإسماعيل، يعني ابن علية، قال: قال شعبة. ومسلم (2/133) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج. كلاهما - عن أبي خالد الأحمر - (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا جرير، وأبو معاوية (ح) وحدثنا الأشج، قال: حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، كلهم عن الأعمش (ح) وحدثنا محمد بن المثى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. وأبو داود (582) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. وفي (583) قال: حدثنا ابن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. وفي (584) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش. وابن ماجة (980) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (235، 2772) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معوية، عن الأعمش. وفي (235) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، عن الأعمش. والنسائي (2/76) وفي الكبري (766) قال: أخبرنا قتيبة قال: أنبأنا فضيل بن عياض، عن الأعمش. وفي (2/77) وفي الكبرى (769) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وابن خزيمة (1507، 1516) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا شعبة. وفي (1507) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش. (ح) وحدثنا أبو عثمان، وسلم بن جنادة، قالا: حدثنا وكيع، قال أبو عثمان: حدثنا فطر بن خليفة، وقال سلم: عن فطر. ثلاثتهم - الأعمش، وشعبة، وفطر بن خليفة - عن إسماعيل بن رجاء، قال: سمعت أوس بن ضمعج، فذكره. الحديث: 3818 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 574 3819 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كانوا ثلاثة فليؤُمَّهم أحدُهم، أحقُّهم بالإمامة: أقرؤُهم» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (672) في المساجد، باب من أحق بالإمامة، والنسائي 2 / 77 في الإمامة، باب اجتماع القوم في موضع هم فيه سواء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/24) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا هشام، وشعبة. وفي (3/34) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وسئل عن الثلاثة يجتمعون فتحضرهم الصلاة، قال: حدثنا سعيد. وفي (3/36) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا هشام. وفي (3/51) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا سعيد (ح) وحدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (3/84) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا همام بن يحيى. وقال: عبد الله بن أحمد قال أبي: وأبو بدر، عن سعيد. وعبد بن حميد (878) قال أخبرنا أبو الوليد، قال: أخبرنا همام. والدارمي (1257) قال: أخبرنا عفان، قال: حدثنا همام. ومسلم (2/133) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن سعيد بن أبي عروبة (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي، قال: حدثنا معاذ وهو ابن هشام، قال: حدثني أبي والنسائي (2/77) وفي الكبرى (768) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، عن يحيى، عن هشام، وفي (2/103) وفي الكبرى (825) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن خزيمة (1508) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، وهشام (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، وهشام (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الغفار بن عبيد الله، قال: حدثنا شعبة. خمستهم - هشام، وشعبة، وسعيد، وهمام، وأبو عوانة - عن قتادة. 2- وأخرجه أحمد (3/48) قال: حدثنا شجاع بن الوليد، عن سعيد بن يزيد. 3- وأخرجه مسلم (2/133) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سالم بن نوح (ح) وحدثنا حسن ابن عيسى، قال: حدثنا ابن المبارك، وابن خزيمة (1701) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا سالم بن نوح. كلاهما - سالم بن نوح، وابن المبارك - عن الجريري. ثلاثتهم - قتادة، وسعيد بن يزيد، والجريري - عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 3819 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 576 3820 - (خ م س ت د) مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - قال: أتينَا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن شَبَبَة مُتقارِبون، فأقمنا عنده عشرينَ ليلة، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رحيماً رفيقاً، وظن أنَّا قد اشتَقْنا أهلَنا، فسألنا عمَّنْ تركنا من أهلنا؟ فأخبرناه، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلموهم ومروهم فليصلُّوا صلاةَ كذا في حين كذا، وصلاةَ كذا في حينِ كذا، وإذا حضرتِ الصلاةُ فليؤذِّنْ لكم أحدُكم، وليُؤمَّكم أكبَركم» . أخرجه البخاري ومسلم وللبخاري «وصلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي» ولمسلم مختصراً قال: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أنا وصاحب لي، فقال لنا: «إذا حضرت الصلاةُ فأذِّنا، ثم أقيما، وليؤمَّكُما أكبرُكما» . وفي أخرى له نحوه قال: «أتاه رجلان يريدان السفر» [ص: 577] زاد في رواية - قال: (1) «وكانا متقارِبَين (2) في القراءةِ» ، وفي رواية النسائي مختصراً قال: قال (3) : «أتيتُ أنا وابنُ عمّ لي - وقال مرة: أنا وصاحبُ لي إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إذا سافرتما فأذِّنا وأقيما، وليؤمَّكما أكبُركما» . وفي رواية الترمذي وأبي داود هذه المختصرة: قال الترمذي: «أنا وابنُ عم لي» . وفي أخرى لأبي داود زيادة: قال: «وكنا متقارِبَيْنِ في العلم» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَبَبة) : جمع شاب، مثل كاتب وكتبة.   (1) أي: خالد الحذاء، أحد الرواة. (2) في الأصل: وكنا متقاربين، وما أثبتناه من " صحيح مسلم " المطبوع. (3) قال الأولى تعود على النسائي، والثانية على مالك بن الحويرث الصحابي رضي الله عنه. (4) رواه البخاري 2 / 92 و 93 في الأذان، باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، وباب من قال: ليؤذن في السفر مؤذن واحد، وفي الجماعة، باب اثنان فما فوقهما جماعة، وباب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبر، وفي الجهاد، باب سفر الاثنين، وفي الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، ومسلم رقم (674) في المساجد، باب من أحق بالإمامة، وأبو داود رقم (589) في الصلاة، باب من أحق بالإمامة، والترمذي رقم (205) في الصلاة، باب ما جاء في الأذان في السفر، والنسائي 2 / 77 في الإمامة، باب تقديم ذوي السن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/436) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (5/53) قال: حدثنا سريج ويونس قالا: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. والدارمي (1256) قال: أخبرنا يحيى بن سحان، قال: حدثنا وهيب بن خالد. والبخاري (1/162) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. وفي (1/162، 9/107) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (1/175) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/207) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد. وفي (8/11) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (9/107) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي الأدب المفرد (213) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/134) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني وخلف بن هشام، قالا: حدثنا حماد. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي (2/9) وفي الكبرى (1515) قال: أخبرني زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل. وابن خزيمة (397) قال: حدثنا محمد بن بشار، بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد. وفي (398) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، وأبو هاشم، قالا: حدثنا إسماعيل. وفي (586) قال: حدثنا بندار ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا عبد الوهاب وهو الثقفي. أربعتهم - إسماعيل، وحماد، ووهيب، وعبد الروهاب - قالوا: حدثنا أيوب. 2- وأخرجه أحمد (3/436) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (5/53) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/162) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان وفي (1/167) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (4/33) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب. ومسلم (2/134) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. (ح) وحدثناه أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث، وأبو داود (589) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا مسلمة بن محمد وابن ماجه. (979) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والترمذي (205) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان والنسائي (2/8، 77) وفي الكبرى (767) ، (1514) قال: أخبرنا حاجب بن سليمان المنبجي عن وكيع، عن سفيان. وفي (2/21) وفي الكبرى (1559) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل. وابن خزيمة (395) قال: حدثنا عبد الله بن سعبد الأشج، قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث. وفي (396) قال: حدثنا سلم ابن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1510) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قالا: حدثنا يزيد بن زريع (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية. ثمانتيتهم - رسماعيل بن علية، وشعبة، وسفيان الثوري، ويزيد، وأبو شهاب، وعبد الوهاب، وحفص، ومسلمة - عن خالد الحذاء. كلاهما - أيوب، وخالد - عن أبي قلابة. فذكره. الحديث: 3820 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 576 3821 - (د ت س) أبو عطية العقيلي: قال: «كان مالكُ بنُ الحُوَيْرِثِ يأتينا إلى مُصلانا يتحدَّثُ، فحضرتِ الصلاةُ يوماً، قال أبو عطية: فقلنا له: تقدَّمَ فَصِلِّه، قال لنا: قدِّموا رجلاً منكم يصلِّي بكم، وسأحدثِّكم لم [ص: 578] لا أُصلِّي بكم؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من زار قوماً فلا يؤمَّهم، وليؤمَّهم رجل منهم» . أخرجه أبو داود والترمذي، وفي رواية النسائي مختصراً قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا زارَ أحدُكم قوماً فلا يُصَلِّينَّ بهم» (1) . وزاد رزين في آخر الرواية الأولى: «وسمعتُه يقول: لا يؤمَّنَّ رَجُل رجلاً في سلطانه إلا بإذنه، ولا يجلسْ على تكْرِمَتِهِ إلا بإذنه» .   (1) رواه أبو داود رقم (596) في الصلاة، باب إمامة الزائر، والترمذي رقم (356) في الصلاة، باب ما جاء فيمن زار قوماً لا يصلي بهم، والنسائي 2 / 80 في الإمامة، باب إمامة الزائر. وأبو عطية العقيلي، قال أبو حاتم: لا يعرف ولا يسمى، وقال الحافظ في " التهذيب ": وقال ابن المديني: لا يعرفونه، وقال أبو الحسن القطان: مجهول، وصحح ابن خزيمة حديثه. أقول: ولكن يشهد له حديث أبي مسعود الذي تقدم رقم (3618) فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/436) قال: حدثنا أبو عبيدة، يعني الحداد. (ح) وحدثنا يونس بن محمد. وفي (5/53) قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا يزيد (ح) وحدثنا عفان. وأبو داود (596) قال: حدثنا مسلم ابن إبراهيم. والترمذي (356) قال: حدثنا محمود بن غيلان، وهناد، قالا: حدثنا وكيع. وعبد الله بن أحمد (5/53) قال: حدثناه إبراهيم بن الحجاج ومحمد بن أبان الواسطي. والنسائي (2/80) وفي الكبرى (773) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (1520) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. عشرتهم - أبو عبيدة، ويونس، ووكيع، ويزيد، وعفان، ومسلم، وإبراهيم، ومحمد، وعبد الله، وعبد الرحمن - عن أبان بن يزيد العطار، عن بديل بن ميسرة العقيلي، عن أبي عطية، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 3821 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 577 3822 - (خ د س) عمرو بن سلمة - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا بماءٍ ممرَّ الناس (1) ، يمرُّ بنا الرُّكبَانُ نسألُهم:: ما للناس، ما للناس؟ ما هذا الرَّجل؟ فيقولون: يَزْعُم أنَّ الله أرسلَهُ، أوحى إليه كذا، فكنتُ أحفظُ ذلك الكلامَ، فكأَنما يُغْرَى في صدري، وكانت العربُ تُلَوِّم بإسلامهم الفتحَ، فيقولون: اتركوه وقومَه، فإنه إنْ ظهرَ عليهم فهو نبيّ صادق، فلما كانت وقعةُ الفتح بَادَرَ كُلُّ قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قَدِمَ قال: جئتُكم والله من عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- حقّاً. فقال: صلوا صلاةَ كذا في حينِ كذا، وصلاةَ كذا في حينِ كذا، فإذا حضرتِ الصلاةُ فليؤذِّنْ أحدُكم وليؤمَّكم أكثرُكم [ص: 579] قرآناً، فنظروا فلم يكن أحدٌ أكثرَ قرآناً مني، لما كنتُ أتلَّقى من الرُّكبان، فقدَّموني بين أيديهم وأنا ابنُ ست، أو سبع سنين، وكانت عليَّ بُرْدة، كنتُ إذا سجدتُ تَقَلَّصتْ عنّي، فقالت امرأة من الحيِّ: ألا تغطُّوا عنا استَ قارئكم؟ فاشْتَرَوْا، فقطعوا لي قميصاً، فما فرحتُ بشيء فرحي بذلك القميص» . هذه رواية البخاري، وفي رواية أبي داود قال: «كُنَّا بحاضرِ يمرُّ بنا الناسُ إذا أتوُا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فكانوا إذا رجعوا مَرُّوا بنا فأخبرونا أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال كذا، وقال كذا، وكنتُ غلاماً حافظاً، فحفظتُ من ذلك قرآناً كثيراً، فانطلق أبي وافداً إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في نفر من قومه، فعلَّمهم الصلاة، وقال: يؤمُّكم أقرؤكم، وكنت أقرأهم لما كنتُ أحفظُ، فقدَّمُوني، فكنتُ أؤمُّهم وعليَّ بُردة صغيرة، فكنتُ إذا سجدتُ انكشفتْ عنِّي، فقالت امرأة من النساء: وارُوا عنا عَوْرَةَ قارئكم، فاشتَرَوْا لي قميصاً عُمَانياً، فما فرحتُ بشيء بعدَ الإسلام فرحي به، فكنتُ أؤمُّهم وأنا ابنُ سبع سنين، أو ثمان سنين» . وفي أخرى له: «قال فكنت أؤمُّهم في بردة مُوَصَّلة فيها فَتْق، فكنتُ إذا سجدتُ خرجتْ استي» . وفي أخرى له: «أنهم وفدوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فلما أرادوا أن ينصرفوا، قالوا: يا رسولَ الله، من يؤُمُّنا؟ فقال: أَكثرُكم جمعاً للقرآن، أو أخذاً للقرآن، فلم يكن أحد من القوم جمع ما جمعتُ، قال: فقدَّموني، وأنا غلام، وعليَّ شَمْلة لي، قال: فما شهدتُ مجمَعاً من [ص: 580] جَرْم (2) إلا كنتُ إمامَهم وكنت أُصلِّي على جنائزهم إلى يومي هذا» . وفي رواية النسائي مختصراً قال: لما كانت وَقْعَةُ الفتح بادَرَ كلُّ قوم بإسلامهم، فذهب أَبي بإسلام أهل جُواثَا (3) ، فلما قَدِمَ استقبلناه، فقال: جئتكم والله من عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: صلوا صلاةَ كذا في حين كذا، وصلاةَ كذا في حين كذا، فإذا حضرتِ الصلاةُ فليؤذِّنْ [لكم] أحدُكم، وليؤمَّكم أكثرُكم قرآناً. وأخرج منه طرفاً آخر، فقال: «لما رجع قومي من عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: ليؤمَّكم أكثركم قراءة للقرآن، قال: فدَعوني فعلَّموني الركوعَ والسجودَ، فكنتُ أُصلي بهم، وكانت عليَّ بردة مفتوقة، فكانوا يقولون لأبي: ألا تغطِّي عنا استَ ابنَك؟» وله في أخرى قال: «كان يمرُّ علينا الرُّكبان فنتعلَّمُ منهم القرآن، فأتى أبي النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ليؤمَّكم أكثرُكم قرآناً، فكنتُ أكثرَهم قرآناً، فكنتُ أَؤُمُّهم وأنا ابنُ ثمان سنين» (4) . [ص: 581] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُغْرَى) يقال: غَرِيَ هذا الحديث في صدري: إذا التصق به، كأنه أُلصق بالغِراء. (تُلَوِّم) : التَّلَوُّم: المكث والانتظار. (بحاضر) الحاضر: القوم النزول على ما يقيمون به، ولا يرحلون عنه، وهو فاعل بمعنى: مفعول، حاضر بمعنى محضور. (تَقَلَّصَتْ) تقلص الثوب عن الإنسان: إذا قصر وارتفع إلى فوق. (شَملَة) الشملة: كساء يشتمل به: أي يُتغطى.   (1) في بعض النسخ: بما ممر الناس، أي بموضع. (2) بجيم مفتوحة وراء ساكنة، وهم قومه. (3) بالقصر والمد، وهو علم مرتجل، حصن لعبد القيس بالبحرين، فتحه العلاء بن الحضرمي في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة (12) عنوة، قالوا: وجواثا أول موضع جمعت فيه الجمعة بعد المدينة، قال عياض: وبالبحرين أيضاً موضع يقال له: قصر جواثا. (4) رواه البخاري 8 / 18 في المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وأبو داود رقم (585) و (586) و (587) في الصلاة، باب من أحق بالإمامة، والنسائي 2 / 9 و 10 في الأذان، باب اجتزاء المرء بأذان غيره في الحضر، وفي القبلة، باب الصلاة في الإزار، وفي الإمامة، باب إمامة الغلام قبل أن يحتلم. الحديث: 3822 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 578 3823 - (د) ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليؤذِّنّ لكم خِيَارُكم، وليؤمَّكم أَقرؤُكم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (590) في الصلاة، باب من أحق بالإمامة، وفي سنده حسين بن عيسى الحنفي، وهو ضعيف، وللفقرة الثانية شواهد تقدمت في الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «أنهم وفدوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما أرادوا أن ينصرفوا، قالوا: يا رسول الله، من يؤمنا؟ قال: أكثركم جمعا للقرآن - أو أخذا للقرآن-.» . قال عمرو: فلم يكن أحد من القوم جمع من القرآن ما جمعت، قال: فقدموني وأنا غلام، فكنت أؤمهم وعلي شملة لي، قال: فما شهدت مجمعا من جرم إلا كنت إمامهم، وأصلي على جنائزهم إلى يومي هذا. أخرجه أحمد (5/29) وأبو داود (587) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - أحمد بن حنبل، وقتية - قالا: حدثنا وكيع، عن مسعر بن حبيب الجرمي، قال: حدثنا عمرو بن سلمة، فذكره. * أخرجه أحمد (5/71) قال: حدثنا عبد الواحد بن واصل الحداد، قال: حدثنا مسعر أبو الحارث الجرمي، قال: سمعت عمرو بن سلمة الجرمي، يحدث أن أباه ونفرا من قومه وفدوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين ظهر أمره وتعلم الناس ... فذكر الحديث. * أخرجه أحمد (5/30) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (3/475) (5/30، 71) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة. وفي (5/71) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني أيوب. والبخاري (5/191) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة. وأبو داود (585) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد هو ابن سلمة قال: أخبرنا أيوب. والنسائي (2/9) وفي الكبرى (1516) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال:حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة. وفي (2/80) وفي الكبرى (775) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سفيان، عن أيوب. وابن خزيمة (1512) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. كلاهما - أيوب، وأبو قلابة - عن عمرو بن سلمة. * وفي رواية حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال أيوب: قال لي أبو قلابة: ألا تلقاه فتسأله، قال: فلقيته فسألته، فقال: الحديث ... بلفظ الباب. * وأخرجه أبو داود (586) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا زهير. والنسائي (3/70) وفي الكبرى (754) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما - زهير، ويزيد عن عاصم الأحول، عن عمر بن سلمة، قال: «لما رجع قومي من عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، قالوا: إنه قال: ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن، قال: فدعوني فعلموني الركوع والسجود، فكنت أصلي بهم، وكانت علي بردة مفتوقة، فكانوا يقولون لأبي: ألا تغطي عنا آست ابنك.» . ولم يقل عمرو عن أبيه. الحديث: 3823 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 581 الفرع الثاني: فيمن تجوز إمامته ومن لا تجوز 3824 - (خ د) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «لما قَدِم المهاجرون الأوَّلونَ نزلوا العَصَبَة - موضعاً بقباءَ - قبل مقدَم النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يَؤُمُّهم [ص: 582] سالم مولى أبي حذيفةَ، وكان أكثرهُم قرآناً» . وفي رواية «لما قَدِمَ المهاجرون الأوَّلون المدينةَ كان يَؤُمُّهم سالم مولى أبي حذيفةَ، وفيهم عمرُ، وأبو سلمةَ بنُ عبد الأسد» وفي أخرى نحوه وفيه «وفيهم عمر، وأبو سلمةَ، وزيد، وعامرُ بن ربيعة» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 156 في صلاة الجماعة، باب إمامة العبد والمولى، وفي الأحكام، باب استقضاء الموالي واستعمالهم، وأبو داود رقم (588) في الصلاة، باب من أحق بالإمامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/178) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله. وفي (9/88) قال: حدثنا عثمان بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني ابن جريج. وأبو داود (588) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا أنس، يعني ابن عياض (ح) وحدثنا الهيثم بن خالد الجهني، قال: حدثنا ابن نمير، عن عبيد الله. وابن خزيمة (1511) قال: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، وعلي بن المنذر، قالا: حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله. كلاهما - عبد الله، وابن جريج - عن نافع فذكره. الحديث: 3824 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 581 3825 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: «كان يَؤُمُّها عبدُها ذَكْوان من المصحف» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 2 / 155 في الإمامة، باب إمامة العبد والمولى، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي داود في " كتاب المصاحف " من طريق أيوب عن ابن أبي مليكة أن عائشة كان يؤمها غلامها ذكوان في المصحف، ووصله ابن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبي بكر بن أبي مليكة عن عائشة أنها أعتقت غلاماً لها عن دبر فكان يؤمها في رمضان في المصحف، ووصله الشافعي وعبد الرزاق من طريق أخرى عن ابن أبي مليكة أنه كان يأتي عائشة بأعلى الوادي هو وأبوه وعبيد بن عمير والمسور بن مخرمة وناس كثير فيؤمهم أبو عمرو مولى عائشة وهو يومئذ غلام لم يعتق، وأبو عمرو المذكور هو ذكوان، وإلى صحة إمامة العبد ذهب الجمهور، وخالف مالك فقال: لا يؤم الأحرار إلا إن كان قارئاً وهم لا يقرؤون، فيؤمهم، إلا في الجمعة لأنها لا تجب عليه، وخالفه أشهب، واحتج بأنها تجزئه إذا حضرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الأذان باب إمانة العبد والولي. وقال الحافظ في الفتح (2/216-217) وصله أبو داود في كتاب المصاحف من طريق أيوب عن ابن أبي مليكة أن عائشة، فذكره ووصله ابن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبي بكر بن أبي ملكية، عن عائشة أنها أعتقت غلاما لها عن در، فكان يؤمها في رمضان في المصحف. ووصله الشافعي وعبد الرزاق من طريق أخرى عن ابن أبي مليكة أنه كان يأتي عائشة بأعلى الوادي - هو وأبوه وعبيد بن عمير والمسور بن مخرمة وناس كثير فيؤمهم أبو عمرو مولى عائشة وهو يومئذ غلام لم يعتق، وأبو عمرو المذكور هو ذكوان. الحديث: 3825 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 582 3826 - (د) أنس: قال: «استخلف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ابنَ أمِّ مكتوم يَؤُمُّ الناسَ وهو أعمى» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (595) في الصلاة، باب إمامة الأعمى، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/132) وأبو داود (595) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري وفي (ا293) قال: وأبو داود: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، والعنبري، والمخرمي - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. 2- وأخرجه أحمد (3/192) قال: حدثنا بهز. كلاهما - ابن مهدي، وبهز - قالا: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، فذكره. الحديث: 3826 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 582 3827 - (خ م د ت) جابر - رضي الله عنه -: «أن معاذاً كان يصلِّي [ص: 583] مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عشاءَ الآخرة، ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاةَ» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، وفي أخرى لأبي داود والبخاري والترمذي «أن معاذَ بن جبل كان يصلِّي مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يرجع إلى قومه فيؤمُّهم» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 162 في صلاة الجماعة، باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة فخرج فصلى، وباب من شكا إمامه إذا طول، وباب إذا صلى ثم أم قوماً، وفي الأدب، باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولاً أو جاهلاً، ومسلم رقم (465) في الصلاة، باب القراءة في العشاء، وأبو داود رقم (599) و (600) في الصلاة، باب إمامة من يصلي بقوم وقد صلى تلك الصلاة، والترمذي رقم (583) في الصلاة، باب ما جاء في الذي يصلي الفريضة ثم يؤم الناس بعد ما صلى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1246) وأحمد (3/308) ومسلم (2/41) قال: حدثني محمد بن عباد وأبو داود (600) قال: حدثنا مسدد. وفي (790) قال: حدثنا أحمد بن حنبل والنسائي (2/102) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (521) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. وفي (1611) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد بن عباد، ومسدد، ومحمد بن منصور، وأحمد بن عبدة، وعبد الجبار - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (3/369) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1300) قال: حدثنا سعيد بن عامر. والبخاري (1/179) قال: حدثنا مسلم. وفي (1/179) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ثلاثتهم - غندر، وسعيد، ومسلم - عن شعبة. 3- وأخرجه البخاري (1/182) قال: حدثنا سليمان بن حرب وأبو النعمان ومسلم (2/42) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني. ثلاثتهم - سليمان، وأبو النعمان، وأبو الربيع - عن حماد بن زيد، عن أيوب. 4- وأخرجه البخاري (8/32) قال: حدثنا محمد بن عبادة، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا سليم. 5- وأخرجه مسلم (2/42) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم، عن منصور. 6- وأخرجه مسلم (2/42) والترمذي (583) قالا: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. ستتهم - سفيان، وشعبة، وأيوب، وسليم، ومنصور، وحماد - عن عمرو بن دينار، فذكره. في رواية سفيان، قال: قلت لعمرو، إن أبا الزبير، حدثنا عن جابر، أنه قال: اقرأ {والشمس وضحاها} ، {والضحى} ، {والليل إذا يغشى} ، {وسبح اسم ربك الأعلى} . فقال عمرو: نحو هذا. وبلفظ: «كان معاذ يصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشاء، ثم يرجع فيصلي بأصحابه، فرجع ذات يوم، فصلى بهم، وصلى خلفه فتى من قومه، فلما طال على الفتى، صلى وخرج، فأخذ بخطام بعيره وانطلقوا، فلما صلى معاذ ذكر ذلك له. فقال: إن هذا لنفاق، لأخبرن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأخبره معاذ بالذي صنع الفتى فقال الفتى: يا رسول الله، يطيل المكث عندك ثم يرجع فيطول علينا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفتان أنت يا معاذ؟ وقال للفتى: كيف تصنع يا ابن أخي إذا صليت؟ قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني ومعاذ حول هاتين أو نحو ذي قال: قال الفتى: ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم. وقد خبروا أن العدو قد دنا. قال: فقدموا، قال: فاستشهد الفتى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: بعد ذلك لمعاذ: ما فعل خصمي وخصمك؟ قال: يا رسول الله، صدق الله وكذبت، استشهد.» . 1- أخرجه أحمد (3/302) وأبو داود (599) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. وابن خزيمة (1633) قال: حدثنا محمد بن بشار. ثلاثتهم- أحمد، وعبيد الله، وابن بشار - قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد. 2- وأخرجه أبو داود (793) ، وابن خزيمة (1634) قالا: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. كلاهما - يحيى، وخالد - عن محمد بن عجلان، عن عبيد الله بن مقسم، فذكره. الحديث: 3827 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 582 3828 - (د) أم ورقة [بنت عبد الله بن الحارث بن عويمر] بن نوفل [الأنصارية - رضي الله عنها] «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما غزا بدراً قالت: قلتُ له: يا رسولَ الله، ائذن لي في الغزو معك، أُمَرَّضُ المرَضى، وأُداوي الجرحى، لعلَّ الله يرزقني الشهادة، فقال لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: قِرِّي في بيتك، فإن الله يرزقك الشهادة، فكانت تسمِّى الشهيدة، قال: كانت قد قرأتِ القرآن، فاستأذَنتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أن تَتَّخِذ في دارها مؤذِّناً، فأذن لها، قال: وكانت قد دَبَّرت غلاماً لها وجارية، فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت، وذهبا، فأصبحَ عمرُ، فقام في الناس فقال: مَن [كان] عنده من هَذين علم؟ أو من رآهما فلْيجيء بهما [فأمر بهما] فَصُلِبا، فكانا أوَّل مصلوبِ بالمدينة» وفي رواية: عن أمِّ ورقةَ بنت عبد الله بن الحارث بهذا [ص: 584] الحديث - والأوَّلُ أتم - قال: «وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يزورُها في بيتها، وجعل لها مؤذِّناً يؤذِّن لها، وأمرَها أن تؤمَّ أهلَ دارها، قال عبد الرحمن: -[يعني ابنَ خلاد الأنصاري]- فأنا رأيتُ مؤذِّنها شيخاً كبيراً» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دَبَّرَت) : تدبير العبد والأمة: تعليق عِتقهما بموت مولاهما، بأن يقول: إذا مِتُّ فأنت حر. (فَغَمَّاها) : الغمّ: تغطية الوجه، فلا يخرج النفس ولا يدخل الهواء، فيموت الإنسان.   (1) رقم (591) و (592) في الصلاة، باب إمامة النساء، وفي سنده عبد الرحمن بن خلاد، وهو مجهول الحال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/405) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (591) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع بن الجراح. كلاهما - أبو نعيم، ووكيع - قالا: حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع. قال: حدثني عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري وجدتي، فذكراه. * في رواية وكيع: «أم ورقة بنت نوفل» . * وأخرجه أحمد (6/405) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثتني جدتي، عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري، وكانت قد جمعت القرآن، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أمرها أن تؤم أهل دارها وكان لها مؤذن، وكانت تؤم أهل دارها. أخرجه أبو داود (592) قال: حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي. قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث، بهذا الحديث، والأول ثم قال: قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنا يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها. قال عبد الرحمن: فأنا رأيت مؤذنها شيخا كبيرا. * وأخرجه ابن خزيمة (1676) قال: حدثنا نصر بن علي. قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن الوليد بن جميع، عن ليلى بنت مالك، عن أبيها. وعن عبد الرحمن بن خلاد، عن أم ورقة؛ أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: انطلقوا بنا نزور الشهيدة. وأذن لها أن يؤذن لها، وأن تؤم أهل دارها في الفريضة، وكانت قد جمعت القرآن. الحديث: 3828 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 583 3829 - (خ) عبيد الله (1) بن عدي [بن الخيار] (2) «أنه دخل على عثمان وهو محصور، فقال: إنَّك إمامُ العامَّةِ، ونزلَ بك ما ترى، ويصلِّي لنا إمامُ فتنة، ونتحرَّج من الصلاةَ مَعَه؟ فقال: الصلاةُ أحسنُ ما يعمَل الناسُ، فإذا أحسن الناسُ فأحْسِنْ معهم، وإذا أساؤوا فاجتنبْ إساءتهم» . أخرجه البخاري (3) .   (1) في المطبوع: عبد الله، وهو خطأ. (2) وهو تابعي كبير، معدود في الصحابة لكونه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عثمان ابن عفان رضي الله عنه من أقارب أمه. (3) 2 / 158 و 159 في صلاة الجماعة، باب إمامة المفتون والمبتدع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الأذان - باب إمامة المفتون والمبتدع (695) قال: قال لنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا الزهري عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عدي ابن خيار، فذكره. وقال الحافظ في الفتح (2/221) : قيل عبر بهذه الصيغة لأنه مما أخذخ من شيخه في المذاكرة فلم يقل فيه حدثنا، وقيل أن ذلك مما تحمله بالإجازة أو المناولة أو العرض، وقيل: هو متصل من حيث اللفظ منقطع من حيث المعنى. والذي ظهر لي بالاستقراء خلاف ذلك وهو أنه متصل لكنه لا يعبر بهذه الصيغة إلا إذا كان المتن موقوفا أو كان فيه راو ليس على شرطه،وقد وصله الإسماعلي من رواية محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي. الحديث: 3829 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 584 3830 - (د) [عبد الله] بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاثة لا يقبلُ [الله] منهم صلاة: من تقدَّم قوماً وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دِباراً - والدِّبار: أن يأتيها بعد أن تفوتَهُ ومن اعْتَبَد محرَّرَهُ (1) » أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دِباراً) : جمع دَبْر،أو دُبُر، هو آخر أوقات الشيء، وقيل: أراد بعدما يفوت الوقت، وقد ذُكِرَ في الحديث. (اعْتَبَد مُحَررَّهُ) : المحَرَّر: المعتَق، أي: الذي جعل حُرّاً. واعتباده: اسْتِرْقَاقه واستهلاكه.   (1) وفي بعض النسخ: محررة. (2) رقم (593) في الصلاة، باب الرجل يؤم القوم وهم له كارهون، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف، وفيه أيضاً عمران بن عبد المعافري، وهو ضعيف، ولكن الفقرة الأولى من الحديث صحيحة، لها شواهد كثيرة، منها الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (593) قال: حدثنا القعنبر، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن غانم. وابن ماجة (970) قال: حدثنا أبو كريب، قال حدثنا عبدة بن سليمان وجعفر بن عون. ثلاثتهم - عبد الله بن عمر بن غانم، وعبدة، وجعفر - عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عمران، فذكره. الحديث: 3830 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 585 3831 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «ثلاثة لا تجاوِز صلاتُهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجعَ، وامرأة باتتْ وزوجُها عليها ساخِط، وإمامُ قوم وهم له كارهون» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 586] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الآبِق) : أَبَق العبد يأبِق: إذا هرب، فهو آبِقٌ، بالمد.   (1) في الأصل، أخرجه البخاري، وهو خطأ، والحديث عند الترمذي رقم (360) في الصلاة، باب ما جاء فيمن أم قوماً وهم له كارهون، وإسناده حسن، حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] -أخرجه الترمذي (360) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن واقد، قال: حدثنا أبو غالب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هدا الوجه. الحديث: 3831 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 585 الفرع الثالث: في آداب الإمام تخفيف الصلاة 3832 - (خ م د س) جابر - رضي الله عنه -: قال: «كان معاذُ بن جَبَل يصلِّي مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم يأتي فيؤمُّ قومَه، فصلَّى ليلة مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- العِشاءَ، ثم أتى قومَه فأمَّهم، فافتتح بـ {سورة البقرة} ، فانحرف رجل فسلَّم، ثم صلَّى وحدَه وانصرف، فقالوا له: أنافقتَ يا فلان؟ قال: لا والله، ولآتينَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فلأُخْبِرَنَّهُ، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله إنَّا أصحابُ نواضحَ نعمل بالنَّهار، وإن معاذاً صلى معك العشاءَ، ثم أتى فافتتح بـ {سورة البقرة} ، فأقبلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على معاذ، فاقل: يا معاذُ، أفتَّان أنت؟ اقرأْ بكذا، واقرأ بكذا، قال سفيان: فقلت لعمرو [بن دينار] : إن أبا الزُّبَيْر حدثَّنا عن جابر أَنّه قال: اقرأ {والشمس وضحاها} {والضحى} ، {والليل إذا يغشى} و {سبح اسم ربك الأعلى} فقال عمرو نحو هذا» . أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري قال: «أقبل رجل بناضحين وقد جنحَ الليلُ، [ص: 587] فوافق معاذاً يصلِّي ... » وذكر نحوه، وقال في آخره: «فلولا صلَّيتَ بـ {سبح اسم ربك الأعلى} ، {والشمس وضحاها} {والليل إذا يغشى} فإنه يصلِّى وراءك الكبير والضعيف وذوُ الحاجة» ، أحسب في الحديث قال البخاري: وقال عمرو [بن دينار] وعبد الله بن مِقْسم وأبو الزبير عن جابر «قرأ معاذ في العشاء بـ {البقرة} » وأخرجه مسلم نحو ما تقدَّم بطوله، وفيه ذكْر السُّورِ التي تقدَّمت، ومنهم من رواه عن عمرو [بن دينار] عن جابر مختصراً «أن معاذاً كان يصلِّي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عِشاءَ الآخرة، ثم يَرْجِعُ إلى قومه فيصلِّي بهم تلك الصلاةَ» . وقد تقدّم ذلك. وفي رواية أبي داود قال: «كان معاذ يصلَّي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم يرْجعُ فيؤمُّنا - وقال مرة: ثم يرجع فيصلِّي بقومه، فأخَّر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، ليلةً الصلاةَ - وقال مرة: العِشاءَ - فصلى معاذ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ثم جاءَ يؤمُّ قوَمه، فقرأ {البقرة} ، فاعتزل رجل من القوم فصلَّى، فقيل له: نافقتَ يا فلان؟ فقال: ما نافقتُ. فأَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: إن معاذاً يصلِّي [مَعَكَ] ، ثم يرجع فيؤمُّنا [يا رسولَ الله، وإنما نحن أصحاب نوَاضِح، ونعمل بأيدينا، وإنه جاء يؤمُّنا] فقرأ بـ {سورة البقرة} ، فقال: يا معاذ، أفتَّان أنتَ؟ أفتان أنت؟ اقرأ بكذا، اقرأ بكذا - قال أبو الزبير: {سبح اسم ربك الأعلى} ، [ص: 588] {والليل إذا يغشى} - فذكرنا لعمرو [بن دينار] فقال: أُراه قد ذكرَهُ» . وفي رواية، قال: فقال: «يا معاذ لا تكن فتَّاناً، فإنه يصلي وراءَك الكبيرُ والضعيفُ وذُو الحاجة والمسافر» . وفي أخرى لأبي داود، قال: وذكر قصة معاذ - قال: «وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- للفتى: كيف تصنعُ يا ابن أخي إذا صليتَ؟ قال أقرأُ بـ (فاتحة الكتاب) ، وأسألُ الله الجنة، وأعوذُ به من النار، وإني لا أدري ما دَنْدَنتُك ودندَنةُ معاذ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنا ومعاذ حول هاتين، أو نحو ذلك» وأخرج النسائي الرواية الأولى، وله في أخرى قال: جاء رجل من الأنصار، وقد أُقيمت الصلاةُ، فدخلَ المسجدَ فصلَّى خلف معاذ، فطوَّل بهم، فانصرف الرجلُ فصلَّى في ناحية المسجد، ثم انطلق، فلما قضى معاذ الصلاة، قيل له: إن فلاناً فعل كذا وكذا، فقال معاذ: لئن أصبحتُ لأذكرنَّ ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتى معاذ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، فأرسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إليه، فقال: ما حملك على الذي صنعتَ؟ قال: يا رسولَ الله، عمِلْتُ على ناضح من النهار فجئتُ وقد أُقيمت الصلاة، فدخلتُ معه الصلاةَ، فقرأ سورة كذا وكذا، فطوَّل، فانصرفتُ، [فصلَّيتُ] في ناحية المسجد، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أفتَّان يا معاذ، أفتَّان يا معاذُ؟» وله في أخرى مختصراً، قال: «قام معاذ فصلى العشاءَ، الآخرة فطوَّل، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أفتَّان يا معاذ؟ [ص: 589] أفتَّان يا معاذ؟ أين كنتَ عن {سَبِّح اسمَ ربِّك الأعلى} ، {والضحى} ، {وإذا السماء انفطرت} » وفي أخرى قال: «صلى معاذ بن جبل لأصحابه العشاءَ الآخرةَ فطوَّل عليهم، فانصرف رجل منا، فأُخبرَ معاذ عنه، فقال: إِنَّه منافق، فلما بلغَ ذلك الرجلَ دخل على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بما قال معاذ، فقال له النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «أتريد أن تكونَ فتَّاناً يا معاذ؟ إذا أممتَ الناسَ، فاقرأ بـ {الشمس وضحاها} و {سبح اسم ربك الأعلى} و {الليل إذا يغشى} ، و {اقرأ باسم ربك} » (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نواضح) : النواضح: جمع ناضح، وهو البعير يُستقى عليه. (جَنَحَ الليل) : أي أقبل ظلامه. (دَنْدَنَتُك) : الدندنة هي أن يتكلم الإنسان بالكلام، فتُسمع نغمته، ولا يُفهم ما يقول.   (1) رواه البخاري 2 / 162 - 164 في صلاة الجماعة، باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة فخرج فصلى، وباب من شكا إمامه إذا طول، وباب إذا صلى ثم أم قوماً، وفي الأدب، باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولاً أو جاهلاً، ومسلم رقم (465) في الصلاة، باب القراءة في العشاء، وأبو داود رقم (790) و (791) و (793) في الصلاة، باب في تخفيف الصلاة، والنسائي 2 / 97 و 98 في الإمامة، باب خروج الرجل من صلاة الإمام وفراغه من صلاته في ناحية المسجد، وباب اختلاف نية الإمام والمأموم، وفي الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ {سبح اسم ربك الأعلى} ، وباب القراءة في العشاء الآخرة بـ {سبح اسم ربك الأعلى} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 3832 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 586 3833 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن [ص: 590] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا صلى أحدُكم للناس فليخفِّف، فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبيرَ، وإذا صلَّى أحدُكم لنفسه فليطوِّل ما شاءَ» . وفي أخرى «إذا صلَّى أحدُكم للناس فليخفِّف، فإن في الناس الضعيفَ والسَّقيمَ وذا الحاجة» . وفي أخرى بدل «السقيم» : «الكبير» وفي أخرى «إذا أمَّ أحدُكم الناس فليخفِّف، فإن فيهم الصغيرَ والكبيرَ، والضعيفَ والمريضَ، وإذَا صلَّى وحده فليصلِّ كيف شاء» . وفي أخرى: «إذا قام أحدُكم للناس فليخفِّف الصلاة، فإن فيهم الكبيرَ، وفيهم الضعيفَ، وإذا قام وحدَه فليُطِلْ صلاتَه ما شاء» . أخرج الأولى البخاري والموطأ، وأبو داود والنسائي، وأخرج الروايات الباقية مسلم، وفي رواية الترمذي «فإن فيهم الصغير، والكبير والضعيف، والمريض» وفي أخرى لأبي داود «فإن فيهم السقيم، والشيخَ الكبير، وذا الحاجة» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 168 في صلاة الجماعة، باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء، ومسلم رقم (467) في الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام، والموطأ 1 / 134 في الجماعة، باب العمل في صلاة الجماعة، وأبو داود رقم (794) و (795) في الصلاة، باب في تخفيف الصلاة، والنسائي 2 / 94 في الإمامة، باب ما على الإمام من التخفيف، والترمذي رقم (236) في الصلاة، باب ما جاء إذا أم أحدكم الناس فليخفف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (103) . وأحمد (2/486) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (1/180) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/43) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة. وهو ابن عبد الرحمن الحزامي. وأبو داود (794) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والترمذي (236) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. والنسائي (2/94) وفي الكبرى (808) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. كلاها - مالك، والمغيرة بن عبد الرحمن -عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 3833 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 589 3834 - (خ م) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «إِني لأتأخَّرُ عن صلاةِ الصُّبحِ من أجل فلان مما يُطيل بنا فما رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- غضب في موعظة قطُّ أشدَّ مما غضب [ص: 591] يومئذٍ، فقال: يا أيُّها الناسُ، إن منكم مُنَفِّرين، فأيكم أمَّ النَّاسَ فليوجِزْ، فإن من ورائه الكبيرَ والصغيرَ وذا الحاجة» . وفيه رواية «فإن فيهم الضعيفَ والكبيرَ، وذا الحاجة» . وفي أخرى «فليخفِّف، فإن فيهم المريضَ، والضعيفَ وذا الحاجة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُنَفِّرِين) : المُنَفِّر: الذي يذكر للإنسان شيئاً يخافه ويكرهه فيفِر منه.   (1) رواه البخاري 2 / 168 في صلاة الجماعة، باب من شكا إمامه إذا طول، وباب تخفيف الإمام في القيام وإتمام الركوع والسجود، وفي العلم، باب الغضب في الموعظة والتعليم، وفي الأدب، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله، وفي الأحكام، باب هل يقضي الحاكم أو يفتي وهو غضبان، ومسلم رقم (466) في الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (453) بقال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/118) قال حدثنا يزيد. وفي (4/119) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة وفي (5/273) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (2/126) قال: أخبرنا جعفر بن عون. والبخاري (1/33) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان الثوري. وفي (1/180) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان الثوري. وفي (8/33) قال حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيي. وفي (9/82) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (2/42) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال أخبرنا هشيم. وفي (2/43) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا هشيم، ووكيع وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا عمر بن عمر، قال: سفيان. وابن ماجة (984) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى (الورقة 77-أ) قال: أخبرنا يعقوب إبراهيم، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1605) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيي بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الأعلى.، قال: حدثنا المعتمر. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة قال: حدثنا وكيع. جميعهم - سفيان بن عيينة، ويزيد، وشعبة، ويحيى بن سعيد القطان وجعفر بن عون، وسفيان الثوري، وزهير، وعبد الله بن المبارك وهشيم، ووكيع، وعبد الله بن نمير، والمعتمر بن سليمان - عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثنا قيس بن أبي حازم، فذكره.. الحديث: 3834 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 590 3835 - (خ د س) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأقومُ في الصلاة أريدُ أن أطوِّل فيها، فأسمعُ بكاءَ الصَّبيِّ فأتجوَّزُ في صلاتي، كراهية أن أشقَّ على أُمِّه» أخرجه البخاري، وأبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأتجوَّز) : التَّجَوُّز في الأمر: التخفيف والتسهيل. [ص: 592] (أشُقَّ) : أمر شاق: أي شديد.   (1) رواه البخاري 2 / 169 في صلاة الجماعة، باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي، وفي صفة الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس، وأبو داود رقم (789) في الصلاة، باب تخفيف الصلاة للأمر يحدث، والنسائي 2 / 95 في الإمامة، باب ما على الإمام من التخفيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/305) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والبخاري (1/181) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا الوليد بن مسلم. وفي (1/. 219) قال: حدثنا محمد بن مسكين. قال: حدثنا بشر بن بكر. وأبو داود (789) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد وبشر بن بكر. وابن ماجة (991) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد وبشر بن بكر. والنسائي (2/95) . وفي الكبرى (810) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله. أربعتهم - عبد الله بن المبارك. والوليد بن مسلم، وبشر بن بكر،، وعمر بن عبد الواحد - عن الأوزاعي. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة. فذكره. الحديث: 3835 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 591 3836 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأدخلُ في الصلاة وأنا أُريدُ أن أطيلَها، فأسمعُ بكاءَ الصَّبي فأتجوَّزُ في صلاتي، مما أعلمُ من شِدَّة وجْدِ أُمِّه من بكائه» . وفي رواية قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع بكاءَ الصبي مع أمِّه وهو في الصلاة، فيقرأُ بالسورة الخفيفة، أو بالسورة القصيرة» . وفي أخرى قال: «ما صلَّيتُ وراءَ إمام قطُّ أخفَّ صلاة ولا أتمَّ صلاة من النبيّ - صلى الله عليه وسلم-» . زاد في رواية أخرى «وإن كان ليسمعُ بكاءَ الصَّبيِّ فيخفِّفُ مخافةَ أن تُفْتَتَنَ أُمُّه» . وفي أخرى قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُوجِزُ الصلاةَ ويكملِّها» . وفي أخرى «كان يوجزُ في الصلاة ويتمُّ» . وفي أخرى «كان من أخفِّ الناس صلاة في تمام» . وفي أخرى «ما صلَّيتُ خَلْفَ أحد أوجزَ صلاة، ولا أتمَّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانت صلاتُه مُتقارِبَة، وصلاةُ أبي بكر متقاربة، فلما كان عمرُ مدَّ في صلاة الصبح» . هذه روايات البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي الرواية السابعة، وله في أخرى أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأسْمَعُ بكاءَ الصبيَّ وأنا في الصلاة، فأخففُ مخافةَ أن تُفْتَتَنَ أُمُّه» . وأخرج النسائي الرواية السابعة (1) . [ص: 593] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وجد أُمِّه) : الوَجْد: الحُزْن.   (1) رواه البخاري 2 / 170 في صلاة الجماعة، باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي، ومسلم رقم (469) و (470) في الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام، ورقم (473) في الصلاة، باب اعتدال أركان الصلاة وتخفيفها في تمام، والترمذي رقم (237) في الصلاة، باب ما جاء إذا أم أحدكم فليخفف، ورقم (376) في الصلاة، باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إني لأسمع بكاء الصبي في الصلاة فأخفف "، والنسائي 2 / 94 و 95 في الإمامة، باب ما على الإمام من التخفيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواية لفظ الباب أخرجه أحمد (3/109) قال: حدثنا بن عدي، ومحمد بن جعفر، وعبد الوهاب الخفاف. والبخاري (1/181) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يزيد بن زريع، وفي (1/181) أيضا قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا بن أبي عدي،. ومسلم (2/44) قال: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (989) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن خزيمة (1601) قال: حدثنا بندار، محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي. خمستهم - ابن أبي عدي، وابن جعفر، وعبد الوهاب، ويزيد، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره وبلفظ: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسمع بكاء الصبي .... » أخرجه أحمد (3/153) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/156) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي. وعبد بن حميد (1371) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد. ومسلم (2/44) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن خزيمة (1609) قال: حدثنا بشر بن هلال. خمستهم - عبد الصمد، وإبراهيم، وابن عبد الحميد.، ويحيى بن يحيى، وبشر - عن جعفر بن سليمان، وعن ثابت، فذكره. وبلفظ: «ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ...... » 1- أخرجه أحمد (3/233) قال: حدثنا عبيد الله بن أبي قرة وفي (3/240) قال: حدثنا أبو سعيد مولى ابن بني هاشم. والبخاري (1/181) قال: حدثنا خالد بن مخلد.. ثلاثتهم - ابن أبي قرة، وأبو سعيد، وخالد - قال: حدثنا سليمان بن بلال. 2- وأخرجه أحمد (3/262) قال: حدثنا سليمان بن داود. ومسلم (2/44) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة سعيد، وعلي بن حجر. خمستهم - سليمان، ويحيى، ويحيى، وقتيبة، وابن حجر - عن إسماعيل بن جعفر - مختصرا على أوله. كلاهما - سليملان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، عن شريك. فذكره. وبلفظ: «والله إني لأسمع بكاء الصبي .... » أخرجه الترمذي (376) قال: حدثنا قيتبة، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن حميد، فذكره. وقال الترمذي: حديث أنس حديث حسن صحيح. وله متابعة بلفظ: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع بكاء صبي في الصلاة فخفف .... » أخرجه أحمد (3/182) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/188) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الأنصاري..وفي (3/205) قال: حدثنا ابن أبي عدي. ثلاثتهم - يحيى، والأنصاري، وابن أبي عدي - عن حميد، فذكره، وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جوز ذات يوم في صلاة الفجر ..... » أخرجه أحمد (3/257) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، بن زياد، قال أخبرنا علي بن زيد، وحميد، قال عفان: فوجدته عندي في غير موضع: عن علي بن يزيد، وحميد بن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره. وبلفظ: ما صليت خلف أحد أوجز صلاة من صلاة -صلى الله عليه وسلم- حدثنا بهز. ثلاثهم- يزيد، وعفان، وبهز - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. وأخرجه أبو داود (853) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل: قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت ذكر، نحوه. بلفظ: «كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متقاربة .... » أخرجه أحمد (3/200) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/113) قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وفي (3/205) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/253) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. أربعتهم - يزيد، وإسماعيل، وابن أبي عدي، والأنصاري -عن حميد، فذكره. الحديث: 3836 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 592 3837 - (م د س) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه -: قال: آخِرُ ما عَهِدَ إليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أممْتَ قوماً فأخِفَّ بهم الصلاةَ» . وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «أُمَّ قومَكَ، فمن أمَّ قوماً فليخفِّفْ، فإن فيهم الكبيرَ، وإن فيهم المريضَ، وإنَّ فيهم الضعيفَ، وإنَّ فيهم ذا الحاجة، وإذا صلَّى أحدُكم وحدَه فليصلِّ كيف شاء» . أخرجه مسلم، وفي رواية أخرى له أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: «أُمَّ قومَكَ، قال: قلتُ: يا رسولَ الله إني أجدُ في نفسي شيئاً، قال: ادْنُهْ، فأجلسني بين يديه، ثم وضع كفَّه في صدري بين ثدْييَّ، ثم قال: تحوَّلْ، فوضعها في ظهري بين كتفيَّ ثم قال: أُمَّ قومَكَ، فمن أمَّ قوماً فليخفِّف، فإن فيهم الكبيرَ، وإن فيهم المريضَ، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، وإذا صلَّى أحدُكم وحدَه فليصلِّ كيف شاء» ، هذه الرواية لم يذكرْها الحميديُّ في كتابه، وهي أتم روايات هذا الحديث، وفي رواية أبي داود والنسائي، قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، اجعلني إمام قومي، قال: أنتَ إمامُهم، واقْتَدِ بأضعَفِهِم، واتَّخِذْ مؤذِّناً لا يأخذُ على أذانه أجراً» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (468) في الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام، وأبو داود رقم (531) في الصلاة، باب أخذ الأجر على التأذين، والنسائي 2 / 23 في الأذان، باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (905) قال:حدثنا سفيان. وأحمد (4/21) قال: حدثنا يونس، قال:حدثنا حماد يعني ابن زيد. وابن ماجة (987) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وابن خزيمة (1608) قال:حدثنا عبد الجبار بن العلاء،قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن عيسى، قال:حدثنا سلمة. (ح) وحدثنا بندار، قال:حدثنا ابن أبي عدي. خمستهم - سفيان، وحماد ابن يزيد، وابن عليه، وسلمة، بن أبي عدي - عن محمد بن إسحاق، سمعه من سعيد بن أبي هند. 2- وأخرجه أحمد (4/21و 217) قال: حدثناعفان، قال:حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/21) قال: حدثنا عفان، قال:حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/217) قال:حدثنا حسين بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، وفي (4/218) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد. وأبو داود (531) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والنسائي (2/23) .. وفي البكري (1562) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال:حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة. وابن خزيمة (423) قال: حدثنامحمد بن بشار،قال:حدثنا بن الوليد،قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا بندار،قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد. كلاهما - حماد بن سلمة، وحماد بن زيد -عن سعيد الجريري، عن يزيد أبي العلاء. كلاهما -سعيد بن أبي هند،وأبو العلاء - عن مطرف بن عبد الله، فذكره. * أخرجه أحمد (4./21) قال:حدثنا عبد الصمد،قال: حدثنا حماد،عن الجريري، عن أبي العلاء، عن عثمان بن أبي العاص، فذكره (ليس فيه مطرف) . عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، قال: «كان آخر ما عهد إلي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن لا أتخذ مؤذنا يأخذ على الأذان أجرا» . أخرجه الحميدي (906) قال:حدثنا الفضيل بن عياض، وابن ماجة (714) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيب، قال:حدثنا حفص بن غياث. والترمذي (209) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو زبيد وهو عبثر بن القاسم. ثلاثتهم - الفضيل، وحفص بن غياث، وأبو زبيد - عن أشعث، عن الحسن فذكره. وبفظ «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: أم قومك. قال: قلت: يارسول الله إني أجد في نفسي شيئا، قال آذنه فجلسني بين يديه، ثم وضع كفه في ... » . أخرجه أحمد (4/21) قال:حدثنا وكيع. وفي (4/ 216) قال حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (2/43) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال:حدثنا أبي. ثلاثتهم - وكيع، ويحيى، وعبد الله بن نمير - قالوا: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا موسى بن طلحة، فذكزه. وبلفظ «ماعهد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: آذا أممت قوما فأخف بهم الصلاة» . أخرجه أحمد (4/22) .ومسلم (2/44) قال:حدثنا محمد بن المثني، وابن بشار. ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار - قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال سمعت سعيد بن المسيب، فذكره. وبلفظ «استعملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الطائف، وكان آخر ما عهده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: خفف على الناس الصلاة.» . أخرجه أحمد (4/218) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري،قال: حدثنا عبد الله يعني ابن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، عن عبد الله بن الحكم، فذكره. وبلفظ «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أم قومك. وإذا أممت قومك فأخف بهم الصلاة فإن يقوم فيها الصغير، والكبير والضعيف، والمريض، وذوا الحاجة» . أخرجه أحمد (4/21) قال:حدثنا محمد بن بكر،قال:حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم: قال: سمعت أشياخنا ثقيف، فذكروه. وبلفظ «إن أخركلام كلمني به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا استعملني علي الطائف فقال: خفف الصلاة على الناس، حتى وقت لي {اقرأ باسم ربك الذي خلق} وأشباهها من القرآن» . الحديث: 3837 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 593 3838 - (س) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بالتخفيف، ويؤمُّنا بـ {الصافَّات} » أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 95 في الإمامة، باب الرخصة للإمام في التطويل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/62 (4796) قال:حدثنا وكيع. وفي (2/40) (4989) قال: حدثنا حماد بن خالد (ح) ويزيد. وفي (2/157) قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. والنسائي (2/95) ، وفي الكبرى (811) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال:حدثنا خالد بن الحارث. وابن خزيمة (1606) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا بندار،قال: حدثنا عثمان، يعني ابن عمر. خمستهم - وكيع، وحماد بن خالد الخياط، ويزيد بن هارون، وخالد بن الحارث، وعثمان بن عمر - عن ابن زبي ذئب، قال: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن،عن سالم بن عبد الله، فذكره. * في رواية يزيد بن هارون: «وإن كان ليؤمنا بالصافات في الصبح» . الحديث: 3838 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 594 آداب متفرقة 3839 - (د) عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقومُ في الركعة الأولى من صلاة الظهر، حتى لا يُسْمَعَ وَقْعَ قَدَم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (802) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر، وفي إسناده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/356) . وأبوداود (802) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد، وعثمان - قالا: حدثنا عفان،قال:حدثنا همام، قال: حدثنا محمد بن جحادة، عن رجل، فذكره. الحديث: 3839 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 594 3840 - (د) سالم أبو النضر: قال «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين يقام للصلاة في المسجد: إذا رآهم قليلاً جلس [لم يُصلِّ] (1) ، وإذا رآهم جماعة صلى» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) وفي نسخة: ثم صلى. (2) رقم (545) في الصلاة، باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعوداً، وسالم أبو النضر تابعي، فالحديث مرسل، وفيه أيضاً عنعنة ابن جريج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبوداود (545) قال:حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر قال: فذكره. قلت: سالم أبو النضر تابعي،لم يدرك الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وله شاهد، وهو الحديث الذي يليه. الحديث: 3840 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 594 3841 - (د) أبو مسعود الزُّرَقي: عن علي بن أبي طالب مثل ذلك. أخرجه أبو داود هكذا عقيب حديث سالم (1) .   (1) رقم (546) في الصلاة، باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعوداً، وأبو مسعود الزرقي مجهول، وفي أيضاً عنعنة ابن جريج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (616) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق، قال: أخبرنا أبي عاصم، عن ابن جريج،عن موسى بن عقبة، عن نافع بن جبير،عن أبي مسعود الزرقي، فذكره. الحديث: 3841 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 594 3842 - (د) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله [ص: 595] صلى الله عليه وسلم-: «لا يصلي الإمام في موضعه الذي صلى فيه المكتوبة حتى يتحوَّل» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (616) في الصلاة، باب الإمام يتطوع في مكانه، وفي سنده ضعف وانقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (616) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الملك القرشي، وابن ماجة (1428) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن وهب، عن عثمان بن عطاء، (ح) وحدثنا كثير بن عبيد الحمصي، قال: حدثنا بقية، عن أبي عبد الرحمن التيمي، عن عثمان بن عطاء. كلاهما - عبد العزيز، وعثمان بن عطاء - عن عطاء الخراساني، فذكره * قال أبو داود: عطاء الخراساني لم يدرك المغيرة بن شعبة. الحديث: 3842 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 594 3843 - (د) أبو هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيعجزُ أحدُكم أن يتقدَّم أو يتأخر عن يمينه أو عن شماله» زاد في حديث حماد «في الصلاةِ - يعني: في السُّبحة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1006) في الصلاة، باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة، وفي إسناده مجاهيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/425) قال:حدثنا إسماعيل. وأبوداود (1006) قال: حدثنا مسدد. قال:حدثنا حماد وعبد الوارث. وابن ماجة (1427) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. من قال: حدثنا إسماعيل ابن عليه. ثلاثتهم - إسماعيل بن علية، وحماد، وعبد الوارث - عن ليث، عن حجاج بن عبيد، عن إبراهيم بن إسماعيل، فذكره. الحديث: 3843 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 595 3844 - (خ) (أبو هريرة - رضي الله عنه - «يُذْكَرُ عنه: ولا يَتَطَوَّعُ الإمام في مكانه» ولم يصح. أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري تعليقاً 2 / 277 فقال: ويذكر عن أبي هريرة رفعه: لا يتطوع الإمام في مكانه، ولم يصح، قال الحافظ في " الفتح ": قوله: ولم يصح، هو كلام البخاري، وذلك لضعف إسناده واضطرابه، تفرد به ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، واختلف عليه فيه، وقد ذكر البخاري الاختلاف فيه في تاريخه وقال: لم يثبت هذا الحديث، وفي الباب عن المغيرة بن شعبة مرفوعاً أيضاً بلفظ: " لا يصلي الإمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول "، رواه أبو داود وهو منقطع، (وقد تقدم رقم 3840) ، قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة بإسناد حسن عن علي قال: من السنة أن لا يتطوع الإمام حتى يتحول من مكانه، وحكى ابن قدامة في " المغني " عن أحمد أنه كره ذلك، وقال: لا أعرفه عن غير علي، فكأنه لم يثبت عنده حديث أبي هريرة ولا المغيرة، وكأن المعنى في كراهة ذلك خشية التباس النافلة بالفريضة، وفي مسلم عن السائب بن يزيد أنه صلى مع معاوية الجمعة فتنفل بعدها، فقال له معاوية: إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك، ففي هذا إرشاد إلى طريق الأمن [ص: 596] من الالتباس، وعليه تحمل الأحاديث المذكورة، ويؤخذ من مجموع الأدلة أن للإمام أحوالاً لأن الصلاة إما أن تكون مما يتطوع بعدها، أو لا يتطوع، الأول اختلف، هل يتشاغل قبل التطوع بالذكر المأثور ثم يتطوع، وهذا الذي عليه عمل الأكثر، وعند الحنفية: يبدأ بالتطوع، وحجة الجمهور حديث معاوية، ويمكن أن يقال: لا يتعين الفصل بين الفريضة والنافلة بالذكر، بل إذا تنحى من مكانه كفى، فإن قيل: لم يثبت الحديث في التنحي، قلنا: قد ثبت في حديث معاوية: " أو تخرج " ويترجح تقديم الذكر المأثور بتقييده في الأخبار الصحيحة بدبر الصلاة ... الخ، وانظر " الفتح " 2 / 278. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بياض بالأصل، وفي المطبوع أخرجه رزين. والحديث أخرجه البخاري تعليقا في الأذان -باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام قائلا: ويذكر عن أبي هريرة رفعه، فذكره. وقال الحافظ: في الفتح (2/390) هو كلام البخاري ولم يصح، وذلك لضعف إسناده واضطرابه تفرد به ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، واختلف عليه فيه وقد ذكر البخاري الاختلاف فيه في تاريخه وقال: لم يثبت هذا الحديث وفي الباب عن المغيرة بن شعبة مرفوعا أيضا بلفظ: «لايصلي الإمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول» رواه أبو داود وإسناده منقطع، وروى ابن أبي شيبة بإسناد حسن عن علي قال: «من السنة أن لا يتطوع الإمام حتى يتحول من مكانه» ، وحكى ابن قدامة في المغنى عن أحمد أنه كره ذلك وقال: لا أعرفه عن غير ذلك، فكأنه لم يثبت عنده حديث أبي هريرة ولا المغيرة، وكان المعنى في كراهة ذلك خشية التباس النافلة بالفريضة، وفي مسلم «عن السائب بن يزيد أنه صلى مع معاوية الجمعة فتنفل بعدها، فقال له معاوية: إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك» . الحديث: 3844 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 595 3845 - (خ) نافع: مولى ابن عمر قال: «كان ابنُ عُمَرَ يصلِّي في مكانه الذي صلَّى فيه الفريضةَ بالناس، وفعلهُ القاسمُ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري تعليقاً 2 / 277 في صفة الصلاة، باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام، قال الحافظ في " الفتح ": هو موصول، وإنما عبر يقوله: قال، لكونه موقوفاً مغايرة بينه وبين المرفوع، هذا الذي عرفته بالاستقراء من صنيعه، وقيل: إنه لا يقول ذلك إلا فيما حمله مذاكرة، وهو محتمل، لكنه ليس بمطرد، لأني وجدت كثيراً مما قال فيه: قال لنا في الصحيح، قد أخرجه في تصانيف أخرى بصيغة حدثنا، وقد روى ابن أبي شيبة أثر ابن عمر من وجه آخر عن أيوب عن نافع قال: كان ابن عمر يصلي سبحته مكانه. أقول: وروى عبد الرزاق في " مصنفه " رقم (3923) عن ابن عمر بإسناد صحيح، أنه كان يؤمهم ثم يتطوع في مكانه، قال: وكان إذا صلى المكتوبة سبح مكانه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بياض بالأصل وفي المطبوع أخرجه رزين أخرجه البخاري تعليقا في الأذان -باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام. وقال الحافظ في الفتح (2/389) :هو موصول، وإنما عبر بقوله: «قال لنا» لكونه موقوفا مغايرة بينه وبين المرفوع،هذا الذي عرفنه بالاستقرار من صيغته، وقيل إنه لا يقول ذلك إلا فيما حمله فذكره، وهومحتمل لكنه ليس بمطرد، لأبي وجدت كثيرا مما قال فيه: «قال لنا» في الصحيح: قد أخرجه من تصانيف أخرى بصيغة حدثنا، وقد روى ابن أبي شيبة أثر أبي عمر من وجه آخر عن أيوب عن نافع، قال: «كان ابن عمر يصلى سبحته مكانه» . قوله: وفعله القاسم أي ابن محمد بن أبي بكر الصديق، وقد وصله، ابن أبي شيبة عن معتمر عن عبيد ?الله بن عمر قال: «رأيت القاسم وسالما يصليان الفريضة ثم يتطوعان في مكانهما» . الحديث: 3845 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 596 3846 - (خ س د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يمكثُ في مكانه يسيراً، قالت: فَنُرى (1) - والله أعلم - لكي ينصرفَ النساءُ قبل أن يدرِكهنَّ الرجالُ» . وفي رواية «أنَّ النِّساءَ في عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- كنَّ إذا سلَّمْنَ من المكتوبة قُمْنَ، وثبتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 597] ومن صلَّى مِنَ الرِّجالِ ما شاءَ الله، فإذا قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قامَ الرجال» . أخرجه البخاري، وأخرج النسائي الثانية، وفي رواية أبي داود قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا سلَّم مكث قليلاً، وكانوا يروْنَ أن ذلك كيما ينفُذ النساءُ قبل الرجال» (2) .   (1) أي: نظن. (2) رواه البخاري 2 / 278 في صفة الصلاة، باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام، وباب التسليم، وباب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس، وباب صلاة النساء خلف الرجال، والنسائي 3 / 67 في السهو، باب جلسة الإمام بين التسليم والانصراف، وأبو داود رقم (1040) في الصلاة، باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/296) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (6/310) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر وفي (6/31) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. والبخاري (1/212) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد. وفي (1/215) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. في (1/219) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس. وفي (1/220) قال: حدثنا يحيى بن قزعة قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وأبوداود (1040) قال: حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا عبد الرزاق. وقال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (932) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد. وقال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي (3/67) وفي الكبرى (1165) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. وابن خزيمة (1718) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. وفي (1719) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم ويحيى بن حكيم. قالا: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد.، ثلاثتهم -إبراهيم بن سعد. ومعمر، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، قال: حدثتني هند بنت الحارث القرشية، فذكرته. الحديث: 3846 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 596 3847 - (د ت) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «ثلاث لا يحلُّ لأحد أن يفْعَلَهن: لا يؤُمَّنَّ رجل قوماً فيخصَّ نفسه بالدُّعاءِ دُونَهم، فإن فعل فقد خَانَهم، ولا ينظرْ في قعر بيت قبل أن يستأذِنَ، فإن فعل فقد خانهم (1) ، ولا يصلِّي وهو حَقِنٌ، حتى يتخفَّفَ» أخرجه أبو داود. وعند الترمذي قال: «لا يحلُّ لامرئ أن ينظرَ في جوف بيتِ امرئٍ حتى يستأذن، فإن نظرَ فيه فقد دخل، ولا يؤمَّ قوماً فيخصَّ نفسه بدعوة دونهم فإن فعل فقد خانهم، ولا يقوم إلى الصلاة وهو حَقِن» (2) .   (1) في المطبوع ونسخ أبي داود والترمذي المطبوعة: فقد دخل. (2) رواه أبو داود رقم (90) في الطهارة، باب أيصلي الرجل وهو حاقن، والترمذي رقم (357) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية أن يخص الإمام نفسه بالدعاء، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 250 و 260 و 261 من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وهو حديث حسن بشواهده، سوى تخصيص نفسه بالدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/280) قال: حدثنا الحكيم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياض وفيه (5/280) قال: حدثنا عبد الجبار بن محمد (يعني الخطابي) قال: حدثنا بقية. وأبو داود (9) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن عياش. وابن ماجة (619، 923) قال: حدثنا محمد المصفي الحمصي، قال:حدثنا بقية. والترمذي (357) قال: حدثنا علي بن حجر،قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. كلاهما - إسماعيل، بقية - عن حبيب بن صالح. 2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1093) قال: حدثنا إسحاق بن العلاء، قال: حدثنا عمرو بن الحارث،قال: حدثني عبد الله بن سالم، عن محمد بن الوليد. كلاهما - حبيب، ومحمد بن الوليد- عن يزيد بن شريح، أن أبا حي المؤذن حدثه، فذكره. وقال الترمذي: حديث ثوبان حديث حسن. الحديث: 3847 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 597 3848 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يحلُّ لِرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلِّيَ وهو حَقِنٌ حتى يتخفَّفَ ... » ثم ساق نحوه على هذا اللفظ - قال: «ولا يحلُّ لرجل يؤمنُ بالله واليوم الآخر أن يؤمَّ قوماً إلا بإذنهم، ولا يخصَّ نفسه بدعوةٍ دونهم، فإن فعل فقد خانهم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (91) في الطهارة، باب أيصلي الرجل وهو حاقن، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (91) قال: حدثنا محمود بن خالد السلمي، قال: حدثنا أحمد،عن يزيد بن شريح الحضرمي، عن أبي حي المؤذن، فذكره. الحديث: 3848 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 598 الفصل الرابع: في أحكام المأموم ، وفيه خمسة فروع الفرع الأول: في الصفوف ، وفيه ثلاثة أنواع [النوع] الأول: في ترتيبها 3849 - (م س د) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: استووا، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، لَيلنِي منكم أُولوا الأحلام والنُّهى، ثم الذين يَلُونهم، ثم الذين يلونهم، قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشدُّ اختلافاً» أخرجه مسلم [ص: 599] والنسائي، وأخرجه أبو داود، وأوَّل حديثه قال: «لِيَلِني منكم أولو الأحلام» وحذف ما قبله (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأحلام والنُّهى) : العقول والألباب.   (1) رواه مسلم رقم (432) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، والنسائي 2 / 90 في الإمامة، باب ما يقول الإمام إذا تقدم في تسوية الصفوف، وأبو داود رقم (674) في الصلاة، باب من يستحب أن يلي الإمام في الصف وكراهية التأخر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (456) قال: حدثنا سفيان،. وأحمد (4/122) قال: حدثنا وكيع. وأبو معاوية. والدارمي (1270) قال: أخبرنا محمد بن يوسف.، قال: حدثنا سفيان،. ومسلم (2/30) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وأبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثناه إسحاق، قال: أخبرنا جرير (ح) قال: وحدثنا ابن خشرم، قال أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس (ح) قال: وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا ابن عيينة، وأبو داود (674) قال: حدثنا ابن كثير.، قال: أخبرنا سفيان الثوري. وأبن ماجة (976) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة، والنسائي (2/87) وفي الكبرى (792) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبو معاوية. وفي (2/90) وفي الكبرى (797) ثم قال: أخبرنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وابن خزيمة (1542) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناسلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. (ح) وحدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، عن شعبة. تسعتهم - سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبو معاوية وسفيان الثوري، وعبد الله بن إدريس، وجرير، وعيسى بن يونس، وشعبة، وأبو أسامة - عن سليمان الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة الأزدي، فذكره. الحديث: 3849 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 598 3850 - (م ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليلني منكم أولو الأحلام، والنُّهى، ثم الذين يلونهم - ثلاثاً - وإياكم وهَيْشاتِ الأسواق» أخرجه مسلم، وزاد الترمذي وأبو داود «ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم» قبل قوله: «وإياكم» قال الترمذي: وقد روي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أنه كان يُعْجِبُه أن يليَهُ المهاجرون والأنصار ليحفظوا عنه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَيْشَات الأسواق) : الهَيْشة: الاختلاط وكثره اللغط، ويروى «هَوْشَات» بالواو.   (1) رواه مسلم رقم (432) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود رقم (675) في الصلاة، باب من يستحب أن يلي الإمام في الصف، والترمذي رقم (228) في الصلاة، باب ما جاء ليلني منكم أولو الأحلام والنهى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4571) (4373) قال: حدثنا يونس. والدارمي (1271) قال: أخبرنا زكريا بن عدي، ومسلم (2/30) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، وصالح بن حاتم بن وردان،.وأبوداود (765) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (228) قال:حدثنا نصر بن علي الجهضمي. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9415) عن حميد بن مسعدة، وابن خزيمة (572) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، وبشر بن معاذ العقدي. ثمانيتهم - يونس، وزكريا، ويحيى بن حبيب، وصالح بن حاتم، ومسدد، ونصر، وحميد بن مسعدة، وبشر - عن يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. الحديث: 3850 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 599 3851 - (س) قيس بن عباد [القيسي الضبعي] : قال: «بينا أنا في المسجد في الصَّفِّ المقدَّم فجبَذَني رجل من خلفي جَبْذة فنحَّاني، وقام مقامي، فوالله ما عقَلْتُ صلاتي، فلما انصرف، فإذا هو أُبيُّ بنُ كعب، فقال: يا فتى لا يَسُؤْكَ الله، إنَّ هذا عهدٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إلينا أن نَلِيَه، ثم استقبل القبْلةَ، فقال: هلك أهلُ العقد وربِّ الكعبة - ثلاثاً - ثم قال: والله ما عليهم آسَى، ولكن آسَى على من أضلُّوا، قلت: يا أبا يعقوب، ما تعني بأهل العقد؟ قال الأمراءُ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَبَذ) : الجَبْذ: لغة في الجَذْب، وقيل: هو مقلوب منه. (أهل العقد والحلِّ) : هم الذين يرجع الناس إلى أقوالهم، ويقتدون بهم: من الأكابر، والعلماء، والمتقدِّمين (2) . (آسَى) : الأسى - مفتوحاً ومقصوراً -: الحُزْن، أسِيَ يَأسَى أسى.   (1) 2 / 88 في الإمامة، باب موقف الإمام إذا كان معه صبي وامرأة، وإسناده صحيح. (2) في المطبوع: والمقتدى بهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/140) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (5/140) قال: حدثنا سليمان ابن داود، ووهب بن جرير، وعبد بن حميد. (177) ، قال: حدثني ابن أبي شيب، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - ابن جعفر، وسليمان بن داود، ووهب - عن شعبة، قال: سمعت أبا جمرة، قال: سمعت إياس بن قتادة. 2- وأخرجه النسائي (882) ، وابن خزيمة (1573) قال النسائي أخبرنا، وقال ابن خزيمة: حدثنا محمد بن عمر بن علي بن مقد، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: أخبرني التيمي، عن أبي مجلز. كلاهما - إياس، وأبو مجلز- عن قيس بن عباد، فذكره. الحديث: 3851 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 600 3852 - (خ م ط ت د س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «صلَّيتُ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة، فقمتُ عن يساره، فأخذ بذُؤَابتي فجعلني عن يمينه» ، وفي رواية قال: «بِتُّ عند خالتي ميمونةَ، فقام رسولُ الله [ص: 601] صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل، فقمت..» وذكر الحديث. وفي رواية: «برأسي» وفي أخرى «بيدي» وفي أخرى: «بعَضُدِي» أخرجه الجماعة، وفي أخرى لمسلم قال: «بعثني العباسُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو في بيت خالتي ميمونةَ، فبِتُّ معه تلك الليلةَ، فقمتُ عن يساره، فتناولني من خَلفي ظهري، فجعلني عن يمينه» . وهذه الروايات أطراف من حديث طويل، له روايات كثيرة، وطرق عِدَّة، قد أخرجه الجماعة، ويرد في «صلاة الليل» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 160 في صلاة الجماعة، باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء إذا كانا اثنين، وباب إذا قام الرجل عن يسار الإمام فحوله الإمام إلى يمينه لم تفسد صلاتهما، وباب إذا لم ينو الإمام أن يؤم ثم جاء قوم فأمهم، وباب إذا قام الرجل عن يسار الإمام وحوله الإمام خلفه إلى يمينه تمت صلاته، وباب ميمنة المسجد والإمام، وفي العلم، باب السمر في العلم، وفي الوضوء، باب التخفيف في الوضوء، وباب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره، وفي صفة الصلاة، باب وضوء الصبيان، وفي الوتر، باب ما جاء في الوتر، وفي العمل في الصلاة، باب استعانة اليد في الصلاة إذا كان من أمر الصلاة، وفي تفسير (سورة آل عمران) ، باب قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض} ، وباب قوله تعالى: {الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم} ، وباب قوله تعالى: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته} ، وباب قوله تعالى: {ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان} ، وفي اللباس، باب الذوائب، وفي الأدب، باب رفع البصر إلى السماء، وفي الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل، وفي التوحيد، باب ما جاء في تخليق السموات والأرض وغيرها من الخلائق، ومسلم رقم (763) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، والموطأ 1 / 121 و 122 في صلاة الليل، باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر، وأبو داود رقم (610) و (611) في الصلاة، باب الرجلين يؤم أحدهما صاحبه كيف يقومان، والترمذي رقم (232) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي ومعه رجل، والنسائي 2 / 104 في الإمامة، باب الجماعة إذا كانوا اثنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/257) (2326) قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا جرير. وفي (1؟ 357) (3359) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، وفي (1/365) (3451) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان و، الدارمي (647) قال: أخبرنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - جرير، وسفيان - عن الأعمش، عن سميع الزيات فذكره. رواية عبد الرحمن، وقبيصة، عن سفيان، عن الأعمش قال: سألت: إبراهيم عن الرجل يصلي مع الإمام، فقال: يقوم عن يساره، فقلت: حدثني سميع الزيات، فذكر الحديث. والرواية الثانية: أخرجه أحمد (302) (2751) . والنسائي (2/ 87، 104) وفي الكبرى (826) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وابن خزيمة (1537) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن منصور الرمادي. أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل، يعقوب، وأحمد بن منصور - قالوا: حدثنا حجاج - وهو ابن محمد - قال: قال ابن جريج، أخبرني زياد، أن قزعة مولى لعبد قيس أخبره، أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس، فذكره. الحديث: 3852 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 600 3853 - (م د س) الأسود [بن يزيد] وعلقمة: «استأذنا على ابن مسعود - قال الأسود: وقد كنا أطلنا القعود على بابه - فخرجت الجاريةُ، فاستأذنت لهما، فأذن لهما، ثم قام فصلى بيني وبينه، ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فعل» . أخرجه أبو داود، وفي رواية النسائي قال: «دخلتُ أنا وعلقمةُ على عبد الله بن مسعود، فقال: صلَّى هؤلاء؟ قلنا: لا، قال: قوموا فصلُّوا، فذهبنا لنقومَ خلفَهُ، فجعل أحدَنا عن يمينه، والآخرَ عن شِماله، فصلى بغير أذان، ولا إقامة، فجعل إذا ركع يُشَبِّكُ بين أصابعه، وجعلها فيما بين رُكْبتيه، وقال: هكذا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل» (1) . وفي أخرى له «بغير أذان ولا إقامة: وقال: إذا كنتم ثلاثة فاصنعوا هكذا، وإذا كنتم أكثرَ من ذلك فليؤمَّكم أحدكم، وليفرِشْ كفَّيه على فخذيه، فكأنما أنظرُ إلى اختلاف أصابعِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» وقد أخرج مسلم هذا المعنى بأطول من هذا اللفظ، ويجيء في موضعه (2) .   (1) وهو التطبيق المنسوخ، وقد بقي عليه ابن مسعود، وقد تقدم الكلام عليه، انظر الصفحة (369) . (2) رواه أبو داود رقم (613) في الصلاة، باب إذا كانوا ثلاثة كيف يقومون، والنسائي 2 / 49 و 50 في المساجد، باب تشبيك الأصابع في المسجد، وفي الافتتاح، باب التطبيق، ومسلم رقم (534) في المساجد، باب الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 3853 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 602 3854 - (س) مسعود غلام فروة الأسلمي - رضي الله عنه: قال: «مَرَّ بي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، فقال لي أبو بكر: يا مسعود [ص: 603] ائتِ أبا تميم - يعني مولاه - فقل له يحملْنا على بعير ويبعثْ لنا بزاد ودليل، فجئت إلى مولاه فأخبرتُه، فبعث معي ببعير ووَطْبٍ من لبَن، فجعلت آخذ بهم في إخفاء الطريق، وحضرتِ الصلاةُ، فقام النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وقام معه أبو بكر عن يمينه، وقد عرفت الإسلام، وأنا معهما، فجئت فقمت خلفهما، فدفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في صدر أبي بكر، فقمنا خلفه» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَطْب) : الوَطْب: سِقَاء اللبن خاصة، قال ابن السِّكِّيت: هو جلد الجَذَع فما فوقه.   (1) 2 / 84 و 85 في الإمامة، باب موقف الإمام إذا كانوا ثلاثة والاختلاف في ذلك، وفي سنده بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، وليس بالقوي، ولكن له شواهد بمعناه في صف الاثنين خلف الإمام، والسنة في موقف الاثنين أن يصف خلف الإمام، خلافاً لمن قال: إن أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، وحجتهم في ذلك حديث ابن مسعود الذي أخرجه أبو داود وغيره عنه أنه أقام علقمة عن يمينه والأسود عن شماله، وأجاب عنه ابن سيرين كما رواه الطحاوي بأن ذلك كان لضيق المكان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/84) وفي الكبرى (786) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا أفلح بن سعد، قال: حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: بريدة هذا ليس بالقوى في الحديث. الحديث: 3854 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 602 3855 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «ألا أحدِّثُكُم بصلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فأقام الصلاةَ، فصفَّ الرِّجالَ، وصفَّ خَلْفَهُمْ الغِلْمانَ، ثم صلَّى بهم، فذكر صلاتَه، ثم قال: هكذا صلاةُ - قال عبد الأعلى: لا أحسِبُه إلا قال: أُمَّتي» . [ص: 604] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (677) في الصلاة، باب مقام الصبيان في الصف، وفي سنده شهر بن حوشب، وقد ضعف لسوء حفظه، ولكن يشهد له من جهة المعنى حديث قيس بن عباد الذي تقدم رقم (3849) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] : قلت هو جزء من حديث طويل. أخرجه أحمد (5/341) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن ابن أبي حسين. وفي (5/341) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثني عبد الحميد بن بهرام. وفي (3435) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا عبد الحميد بن بهرام الفزاري. وفي (5/344) قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: أخبرنا داود بن أبي هند. وفي (5/334) قال: أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثت عن الفضل بن العباس الواقفي، يعني الأنصاري من بني واقف، عن قرة بن خالد. قال: حدثنا بديل. وأبو داود (677) قال: حدثنا عيسى بن شاذان. قال: حدثنا عيسى. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا قرة بن خالد. قال: حدثنا بدليل. أربعتهم - ابن أبي حسين، وعبد الحميد بن بهرام، وداود بن أبي هند وبديل بن ميسرة - عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره. * رواية ابن أبي حسين: «كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزلت عليه {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} قال: فنحن نسأله. أو قال: لله عز وجل عباد ليسوا بأنببياء ولا شهداء يغطهم النبيون والشهداء لمقعدهم وقربهم من الله يوم القيامة .... » فذكره الحديث بطوله. * ورواية داود بن أبي هند مختصرة على: «أنه قال لقومه: قوما صلوا حتى أصلي لكم صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فصفوا خلفه فكبر، ثم قرأ، ثم كبر، ثم ركع، ثم رفع رأسه فكبر، ففعل ذلك في صلاته كلها» . * ورواية وكيع وأبي داود مختصرة على: «قال أبو مالك الأشعري لقومه ألا أصلي لكم صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصف الرجال، ثم صف الولدان خلف الرجال، ثم صف النساء خلف الولدان» . * ورواية بديل عند أحمد بن حنبل: «قال أبو مالك الأشعري ألا أحدثكم بصلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وسلم عن يمينه وعن شماله.. ثم قال: هذه صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر الحديث» . * وأخرجه أحمد (5/342) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا عوف، عن أبي المنهال، عن شهر بن حوشب. قال: كان منا معشر الأشعريين رجل قد صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وشهد معه المشاهد الحسنة الجميلة (قال: عوف: حسبت أنه يقال له مالك، أو أبو مالك) قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لقد علمت أقواما ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله عز وجل» . الحديث: 3855 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 603 3856 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «صلَّيتُ إلى جنبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وعائشةُ خلْفَنا تصلِّي معنا، وأنا إلى جنبِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أصلِّي معه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 86 في الإمامة، باب موقف الإمام إذا كان معه صبي وامرأة، وفي سنده قزعة مولى لعبد القيس، وفي كلام، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/302) (2751) ، والنسائي (2/687 104) وفي الكبرى (826) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. ابن خزيمة (1537) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن الدورقي، وأحمد بن منصور الرمادي. أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل، ويعقوب، وأحمد بن منصور - قالوا: حدثنا حجاج وهو ابن محمد - وقال: قال ابن جريج، أخبرني زياد، أن قزعة مولى لعبد قيس أخبره، أنه سمع عكرمه مولى ابن عباس، فذكره. الحديث: 3856 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 604 3857 - (م س د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال «صلَّيتُ أنا ويتيم (1) في بيتنا خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأُمُّ سُلَيم خلْفَنا» . وفي رواية: «أنه صلَّى بِه وبأُمِّه أو خالته، قال: فأقامني عن يمينه، وأقام المرأةَ خَلْفنا» . أخرجه مسلم والنسائي. وفي رواية أبي داود قال: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل على أُمِّ حرام، فأتَوْهُ بسمنٍ وتمرٍ، فقال: رُدُّوا هذا في وِعَائِهِ، وهذا في سِقَائِهِ، فإني صائم، ثم قال فصلَّى بنا ركعتين تطوعاً، فقامت أمُّ سُلَيْم وأمُّ حَرَام خلْفَنا، قال ثابت: ولا أعلمه إلا قال: أقامني عن يمينه على بساط» . وفي أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَّه وامرأة منهم، فجعله عن يمينه، والمرأةَ خلف ذلك» . وفي أخرى للنسائي قال: «دخل علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 605] وما هو إلا أنا وأُمي وأمُّ حرَام خالتي، فقال: قوموا فلأُصَلِّ لكم، قال: في غير وقت الصلاة، قال: فصلى بنا» . وقد تقدَّم لهذا الحديث روايات أخرجها الجماعة، وهو مذكور في الباب الأول «فيما يصلَّى عليه» (2) .   (1) هو علم على أخي أنس بن مالك من أمه. (2) رواه مسلم رقم (660) في المساجد، باب جواز الجماعة في النافلة، وأبو داود رقم (608) و (609) في الصلاة، باب الرجلين يؤم أحدهما صاحبه كيف يقومان، والنسائي 2 / 86 في الإمامة، باب إذا كانوا رجلين وامرأتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 3857 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 604 3858 - (ت) سمرة بن جندب قال: «أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا كنا ثلاثة أن يتقدَّمنا أحدُنا» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (233) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي مع الرجلين، وهو حديث حسن، قال الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود، وجابر، وأنس بن مالك، والعمل على هذا عند أهل العلم قالوا: إذا كانوا ثلاثة قام رجلان خلف الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (233) قال: حدثنا بندار، محمد بن بشار،قال: حدثنات محمد بن أبي عدي، قال: أنبأنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، فذكره. * في التحفة الأشراف (4575) : «أن تقدم أحدنا» وقال الترمذي: وحديث سمرة حديث (حسن) غريب. الحديث: 3858 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 605 3859 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «قمتُ وراءَ ابنِ عُمرَ في صلاة من الصَّلَواتِ، وليس معه أحد غيري، فخالف عبد الله بيده، فجعلني حذاءه عن يمينه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 134 في صلاة الجماعة، باب العمل في صلاة الجماعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (300) عن نافع فذكره. الحديث: 3859 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 605 3860 - (ط) عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: «دخلتُ على عُمَرَ بنِ الخطابِ بالهاجِرَةِ، فوجدتُه يُسبِّح، فقمتُ وراءه، فقرَّبني حتى جعلني حِذاءه عن يمينه، فلما جاء يَرْفَأُ تأخَّرْتُ فصَففْنا وراءه» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 154 في قصر الصلاة في السفر، باب جامع سبحة الضحى، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه (الموطأ) (360) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. الحديث: 3860 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 605 3861 - (س) البراء بن عازب قال: «كنُّا إذا صلَّينا خلْفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أحببتُ أن أكونَ عن يمينه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 94 في الإمامة، باب المكان الذي يستحب من الصف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/290) و304) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/290) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/153) قال: حدثنا أبو كريب، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثناه أبو كريب وزهير بن حرب، قالا: حدثنا وكيع. وأبو داود (615/1006) قال: حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا أبو أحمد الزبير. وابن ماجة (1006) قال: حدثنا على بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/94) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، وابن خزيمة (1564) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء،قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1565) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا أبو أحمد. ستتهم - وكيع، وأبو نعيم، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو أحمد، وعبد الله بن المبارك، وسفيان - عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء،فذكره. * وفي رواية أبي نعيم، ووكيع عند أحمد (4/304) . ومسلم (2/153) . وابن ماجة (1006) ورواية ابن أبي زائدة، وابن المبارك، وأبي أحمد عند ابن خزيمة: قال مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، ولم يسمه. * وفي رواية وكيع عند أحمد (4/290) ، وسفيان، قال: مسعر (عن ثابت بن عبيد،عن يزيد بن البراء) . وفي رواية أبي داود (615) قال مسعر: (عن ثابت بن عبيد، عن عبيد بن البراء) . * وأخرجه ابن خزيمة (1563) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - أبو أحمد، ووكيع،عن مسعر عن ثابت بن عبيد، عن البراء بن عازب، فذكره. الحديث: 3861 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 606 3862 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: خيرُ صفوفِ الرِّجالِ أوَّلُها، وشرُّها آخِرُها، وخيرُ صفُوفِ النِّساءِ آخِرُها، وشَرُّها أوَّلُها» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (440) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود رقم (678) في الصلاة، باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، والترمذي رقم (224) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الصف الأول، والنسائي 2 / 93 في الإمامة، باب ذكر خير صفوف النساء وشر صفوف الرجال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/336) قال: حدثنا عبد المصمد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن مسلم. وفي (2/354) قال: حدثنا حسن،قال: حدثنا حماد بن سلمة، وفي (2/367) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال: حدثنا خالد بن عبد الله المزني. ومسلم (2/32) قال: حدثنات زهير بن حرب، قال حدثنا جرير. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز،يعني الدراوردي. وأبو داود (678) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا خالد وإسماعيل بن زكريا. وابن ماجة (1000) قال: حدثنا أحمد بن عبدة قال:حدثنا عبد العزيز بن محمد. والترمذي (224) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (2/93) . وفي الكبرى (805) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (1561) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا عبد العزيز،يعني الدراوردي. ستتتهم - عبد العزيز بن مسلم، وحماد بن سلمة، وخالد بن عبد الله وجرير، وعبد العزير بن محمد الدراوردي، وإسماعيل بن زكريا - عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. وبلفظ «أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة. خير صفوف الرجال في الصلاة أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء في الصلاة آخرها وشرها أولها» . أخرجه أحمد (2/ 485) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير، يعني ابن محمد الخراساني. (ح) وأبو عامر. قال: حدثنا زهير، وابن ماجة (1000) قال: حدثنا حدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، وابن خزيمة (1561، 1693) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. كلاهما - زهير، وعبد العزيز بن محمد بن الدراوردي - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه فذكره. وبلفظ «خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخر وشرها أولها» . أخرجه الحميدي (1001) قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، وأحمد (2/ 340) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث. والدارمي (1272) قال: أخبرنا أبو عاصم. ثلاثتهم - عبد الله بن رجاء، وليث، وأبو عاصم - عن محمد بن عجلان عن أبيه، فذكره. * أخرجه الحميدي (1000) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن أبيه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكروه. * وأخرجه أحمد (2/347) قال: حدثنا سليمان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، رواية، فذكره. الحديث: 3862 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 606 [النوع] الثاني: في تسوية الصفوف وتقويمها 3863 - (خ م ت د س) النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لتسَوُّنَّ صُفُوفَكم، أو لَيُخَالِفَنَّ الله بين وجوهكم» . أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم أيضاً قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُسَوِّي صُفُوفَنا، حتَّى كأنما يُسوِّي بها القِدَاحَ، حتى رأى أنَّا قد عقَلْنا عنه، ثم خرج يوماً، فقام حتى كاد أن يكبِّرَ، فرأى رجلاً باديِاً صَدْرُهُ، [ص: 607] فقال: عبادَ الله، لتُسَوُّنَّ صُفُوفكم، أو ليُخَالِفَنَّ الله بين وجوهكم» وأخرج الترمذي وأبو داود والنسائي هذه الرواية الثانية، وأخرج أبو داود أيضاً قال: «أقبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على الناس بوجهه، فقال: أقيموا صُفُوفكم - ثلاثاً - والله لَتُقِيمُنَّ صفوفكم، أو ليُخَالِفَنَّ الله بين قُلُوبكم، قال: فرأيتُ الرَّجُلَ مِنَّا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صاحبِهِ، ورُكبَتَهُ برُكْبَتِهِ، وكعبَهُ بكعْبِهِ» وله في أخرى قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُسَوِّي صفوفنا إذا قُمنا للصلاة، فإذا استوينا كبَّر» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 173 في صلاة الجماعة، باب تسوية الصفوف عند الإقامة، ومسلم رقم (436) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود رقم (662) و (663) في الصلاة، باب تسوية الصفوف، والترمذي رقم (227) في الصلاة، باب ما جاء في إقامة الصفوف، والنسائي 2 / 89 في الإمامة، باب كيف يقوم الإمام الصفوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/271) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/277) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (1/184) قال: حدثنا أبو الوليد بن هشام بن عبد الملك، ومسلم (2/31) قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر غندر، وأبو الوليد - عن شعبة، قال: أخبرني عمرو بن مرة، قال: سمعت سالم بن أبي الجعد، فذكره. وبلفظ «أقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الناس بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم، ثلاثا، والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم. قال: فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه» . أخرجه أحمد (4/276) قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (662) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وابن شعيبة. خزيمة قال: حدثنا سلم بن جنادة قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن أبي غنية ثلاثتهم - وكيع، ويزيد، وابن أبي غنية - عن زكريا بن أبي زائدة، وحدثنا حسين الحارث بن أبي القاسم، فذكره. وبلفظ «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسوي صفوفنا، حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنا قد علقنا عنه، ثم خرج يوما، فقام حتى كان يكبر، فرأى رجلا باديا صدره من الصف، فقال: عباد الله لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم» . أخرجه أحمد (4/270) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر. وفي (4/271) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا مسعر وفي (4/272) قال: حدثنا حسين بن على، عن زائدة. وفي (4/276) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/276) قال: حدثنا وكيع.، عن سفيان. وفي (4/ 277) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. ومسلم (2/31) قال: حدثنا يحيى بن سحيى قال: أخبرنا خيثمة. (ح) وحدثناحسن بن الربيع، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (663) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وفي (665) قال: حدثنا ابن معاذ، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا حاتم، يعني ابن أبي صغيرة. وابن ماجة (994) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (227) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، والنسائي (12/89) وفي الكبرى (795) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: أنبأنا أبو الأحوص. تسعتهم - مسعر، وزائدة، وحماد، وسفيان، وشعبة، وأبو خيثم زهير بن معاوية، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وحاتم بن أبي صغيرة، - عن سماك بن حرب، فذكره. * رواية مسعر مختصرة على أوله. * ورواية سفيان مختصرة على: «صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرأى رجلا صدره من الصف، فقال: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم.» . يسوى صفوفنا إذا قمنا للصلاة، فإذا استوينا كبر» . الحديث: 3863 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 606 3864 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سوُّوا صفوفكم، فإن تسوية الصَّفِ من تمام الصلاةِ» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتُّموا الصُّفوف، فإني أراكم من وراءِ ظهري» ومنهم من قال فيه: «أقيموا الصفوف» . أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري قال: «أقيمت الصلاةُ فأقبلَ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بوجهه، فقال: أقيموا صُفُوفكم وتَرَاصُّوا، فإني أراكم من وراء ظهري - زاد في رواية - وكان أحدُنا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمنْكِبِ صاحِبِهِ، وقدمَهُ بِقَدَمِهِ» . [ص: 608] وفي رواية أبي داود: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: رُصُّوا صُفُوفكم، وقاربُوا بينها، وحاذُوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده، إني لأرى الشيطان يَتَخَلَّلُكم، ويدخل من خَلِلِ الصَّفِّ كأنها الحَذَفُ» . وله في أخرى قال محمد بن السائب: «صَلَّيتُ إلى جانب أنس يوماً، فقال: هل تدري: لم جُعِلَ هذا العودُ في القبلة؟ قلت: لا والله، قال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يضعَ يدَه عليه، فيقول: استووا، وعدِّلُوا صفوفكم» . وفي أخرى: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بيمينه، ثم التفتَ، فقال: اعتدلوا، سوُّوا صُفَوفَكم، ثم أخذه بيساره، وقال: اعتدلوا، سوُّوا صفوفكم» . وفي أخرى له: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: أتِمُّوا الصفَّ المُقدَّم، ثم الذي يليه، فما كان من نقْص فليَكُن في الصف المؤخَّر» . وأخرج النسائي رواية البخاري المفردة ورواية أبي داود الأولى، إلى قوله: «بالأعناق» وروايته الثالثة، وله في أخرى أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «استووا، استووا، استووا، فوالذي نفسي بيده، إني لأراكم من خلْفي كما أراكم من بين يديَّ» (1) . [ص: 609] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رُصُّوا) : الرَّص: الاجتماع والانتظام، ومنه قوله تعالى: {كأنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] : أي متصل بعضه ببعض. (كأنها الحَذَف) الحَذَف: الغنم الصغار الحجازية، واحدها: حَذَفة وقيل: هي غنم صغار، ليس لها أذناب ولا آذان، يُجاء بها من جُرَشِ [اليمن] سُمِّيت حَذَفاً لأنها محذوفة عن مقدار الكبار.   (1) رواه البخاري 2 / 173 في صلاة الجماعة، باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها، وباب إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف، وباب إقامة الصف من تمام الصلاة، وباب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف، ومسلم رقم (433) و (434) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود رقم (667) و (668) و (669) و (670) و (671) في الصلاة، باب تسوية الصفوف، والنسائي 2 / 91 في الإمامة، باب كم مرة يقول: استووا، وباب حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة بينها، وباب الصف المؤخر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصلاة (225: 2) عن أبي الوليد، ومسلم فيه (الصلاة 28: 4) عن أبي موسى، وبندار كلاهما عن غندر، وأبو داود فيه (الصلاة 95: 8) عن أبي الوليد، وسليمان بن حرب، وابن ماجة فيه (الصلاة 89: 2) عن بندار، عن يحيى، و (89: 2) عن نصر بن علي، عن أبيه، وبشر بن عمر،. ستتهم - عن شعبة بن الحجاج، عن قتادة فذكره، (تحفة الأشراف 1/323) . وبلفظ: «أقيموا صفوفكم فإني أراكم خلف ظهري» . أخرجه البخاري في الصلاة (222: 2) عن أبي معمر، ومسلم فيه الصلاة (28: 5) عن شيبان. كلاهما عن شعبة، عن عبد العزيز، فذكره. (تحفة الأشراف 1/278) . وبلفظ: «أقيموا صفوفكم وتراصوا .... » . أخرجه البخاري في الصلاة (223: 1) عن أحمد بن أبي رجاء، عن معاوية بن عمرو، عن خالد بن عبد الله بن الواسطي الطحان، عن حميد، فذكره. تحفة الأشراف (1/187) ، والبخاري في الصلاة (277) عن عمرو بن خالد، عن زهير بن معاوية، عن حميد، فذكره، (تحفة الأشراف 1/188- 189) وبلفظ: «رصوا صفوفكم، وقاربوا بينهما» . أخرجه أبوداود في الصلاة (95: 7) عن مسلم بن إبراهيم، والنسائي فيه الصلاة (222) عن محمد بن عبد الله عبد المبارك المخري، عن أبي هشام والمخزومي، كلاهما عن أبان بن يزد العطار أبو يزيد البصري، عن قتادة، فذكره. (تحفة الأشراف 1/298) وبلفظ «استووا» . أخرجه النسائي في الصلاة (219) عن أبي بكر بن نافع، عن بهز بن أسد، عن حماد بن سلمة بن دينار، أبو سلمة البصري، عن ثابت، فذكره. (تحفة الأشراف 1/129) وبلفظ " «أتموا الصف الأول ثم الذي يليه .... » . أخرجه أبو داود في الصلاة (96: 11) عن محمد بن سليمان الأنباري، عن عبد الوهاب بن عطاء، والنسائي فيه الصلاة (222) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث. كلاهما - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة فذكره (تحفة الأشراف 1/314) . الحديث: 3864 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 607 3865 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أقيموا الصفَّ، فإن إقامة الصَّفِ من حُسْنِ الصلاةِ» وفي أخرى: «أن الصلاةَ كانت تقامُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فيأخذُ الناسُ مصافَّهم قبل أن يقومَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مَقَامَهُ» . أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود الثانية (1) .   (1) رواه مسلم رقم (435) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، ورقم (605) في المساجد، باب متى يقوم الناس للصلاة، وأبو داود رقم (541) في الصلاة، باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعوداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح أخرجه أحمد (2/314) . والبخاري (1/184) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (2/31) قال: حدثنا محمد بن وافع. ثلاثتهم - أحمد،وعبد الله بن محمد، محمد بن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. والرواية الثانية أخرجها مسلم (2/101) قال: حدثني إبراهيم بن موسى. وأبو داود (541) قال: حدثنا محمود بن خالد. (ح) وحدثنا داود بن رشيد. ثلاثتهم - إبراهيم، ومحمود، وداود - عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة فذكره. الحديث: 3865 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 609 3866 - (د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أقيموا الصُّفوف، وحاذوا بين المناكب، وسُدُّوا الخلل، ولِينُوا بأيدي إخوانكم، ولا تَذَروا فُرُجات الشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطعه قطعه الله» أخرجه أبو داود، وأخرج النسائي منه قوله: «من [ص: 610] وصل صفاً ... » إلى آخره (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فُرُجَات الشيطان) : الفُرُجَات: جمع فُرْجة، وهي الخلل الذي يكون بين المصلِّين في الصفوف، فأضافها إلى الشيطان.   (1) رواه أبو داود رقم (666) في الصلاة، باب تسوية الصفوف، والنسائي 2 / 93 في الإمامة، باب من وصل صفاً، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/97) (5724) قال: حدثنا هارون بن معروف،. وأبو داود (666) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي. والنسائي (2/93) ، وفي الكبرى (804) قال: أخبرنا عيسى ابن إبراهيم بن مثرود. وابن خزيمة (1549) قال: حدثنا عسى بن إبراهيم الغافقي. كلاهما - هارون بن معروف، وعيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقي قالا حدثنا: عبد الله بن وهب. عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، فذكره. * أخرجه أبو داود (666) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن معاوية بن صالح. عن أبي الزاهرية، عن أبي شجرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، لم يذكر (ابن عمر) . قال: أبو داود: أبو شجرة كثير بن مرة. * رواية النسائي، وابن خزيمة، مختصرة على: «من وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعة الله عز وجل» . الحديث: 3866 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 609 3867 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «لما قدِمَ المدينة» قيل له: «ما أنكرتَ مما عهدتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: ما أنكرتُ شيئاً، إلا أنَّكم لا تقيمونَ الصفوفَ» أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 175 في صلاة الجماعة، باب إثم من لم يتم الصفوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/112) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا عقبة بن عبيد. وفي (3/114) قال: حدثنا يحيى، عن عقبة بن عبيد الطائي، والبخاري (1/185) قال: حدثنا معاذ بن أسد، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، قال: أخبرنا سعيد بن عبيد الطائي.. كلاهما - عقبة،وسعيد - عن بشير، فذكره. الحديث: 3867 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 610 3868 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - «أن عُمرَ بنَ الخطاب كان يأمرُ بتسوية الصفوف، فإذا جاؤوا فأخبروه: أنْ قَدِ استوت: كبَّر» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 158 في قصر الصلاة، باب ما جاء في تسوية الصفوف، وفي سنده انقطاع، بين نافع وعمر، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (374) عن نافع، فذكره، قلت:إسناده منقطع. الحديث: 3868 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 610 3869 - (ط) أبو سهيل [نافع] بن مالك [الأصبحي] : عن أبيه قال: «كنتُ مع عثمانَ، فقامتِ الصَّلاةُ وأنا أُكلِّمه في أن يَفرِضَ لي، فلم أزَلْ أُكلِّمُه وهو يُسوِّيَ الحصباءَ بنعليه، حتى جاءه رجال قد كان وكلَّهم بتسوية [ص: 611] الصُّفوف، فأخبروه أن قدِ استوتْ، فقال لي: اسْتَوِ في الصفِّ، ثم كبَّرَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 158 في قصر الصلاة، باب ما جاء في تسوية الصفوف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (375) عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3869 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 610 3870 - (د) أبو هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «توسَّطوا (1) الإمام، وسُدُّوا الخلَلَ» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: وسطوا، وهو في البيهقي 3 / 104 باللفظ الذي ذكره المصنف، قال المناوي في " فيض القدير ": أي: اجعلوه وسط الصف، لينال كل أحد عن يمينه وشماله حظه من نحو سماع وقرب، أو المراد: اجعلوه من واسطة قومه: أي خيارهم. وقال الموفق في " المغني ": ويستحب أن يقف الإمام في مقابلة وسط الصف. (2) رقم (681) في الصلاة، باب مقام الإمام من الصف، وإسناده ضعيف، فيه يحيى بن بشير بن خلاد وأمه، وهما مجهولان، لكن للشطر الثاني من الحديث شواهد صحيحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (671) قال: حدثنتا جعفر بن مسافر. قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن يحيى بن بشير بن خلاد بن عن أمه، أنها دخلت على محمد بن كعب القرظي فسمعته يقول، فذكره. الحديث: 3870 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 611 3871 - (د) ابن عباس: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيارُكم أليَنُكم مناكبَ في الصلاةِ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أليَنُكُم مناكب) : أراد بلين المناكب: لزوم السكينة في الصلاة و [أن] لا يلتفت فيها، وقيل: أراد به: أن لا يمنع على من أراد أن يدخل بين الصفوف ليَسُدَّ الخلل، أو يضيِّق المكان، فيُمكِّنَه من ذلك، ولا يدفعه بمنكبه لتتراصَّ الصفوف، ويتكاثف الجمع.   (1) رقم (672) في الصلاة، باب تسوية الصفوف، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (672) قال: حدثنا ابن بشار،قال حدثنا أبوعاصم قال: حدثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال: أخبرني عمي عمارة بن ثوبان، عن عطاء، فذكره. الحديث: 3871 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 611 3872 - (ت س د) عبد الحميد بن محمود: قال: «صلَّينا خلفَ أمير من الأُمراء، فاضطَّرَّنا الناسُ، فصلَّيْنا بين السَّاريتين، فلما صلَّينا قال أنس: كنا [ص: 612] نتقي هذا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي والنسائي، وفي رواية أبي داود قال: «صلَّيتُ مع أنس بن مالك يوم الجمعة، فدُفِعنا إلى السَّواري، فتقدَّمْنا وتأَخَّرْنا، فقال أنس ... » وذكر الحديث (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (229) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الصف بين السواري، والنسائي 2 / 94 في الإمامة، باب الصف بين السواري، وأبو داود رقم (673) في الصلاة، باب الصفوف بين السواري، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 131، كما رواه الحاكم في " المستدرك " بأسانيد متعددة، وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود في الصلاة (96) عن ابن بشار، عن ابن مهدي. والترمذي فيه الصلاة (55) عن هناد، عن وكيع، وقال: حسن. والنسائي فيه الصلاة (225) عن عمر وبن منصور، عن أبي نعيم. ثلاثتهم عن سفيان، عن يحيى بن هاني بن عروة، عن عبد الحميد، محمود المعولي البصري، فذكره (تحفة الأشراف 1/265) . الحديث: 3872 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 611 3873 - (د ت) هلال بن يساف (1) : قال «أخذ زيادُ بنُ الجَعْد بيدي ونحن بالرَّقَّةِ، فقام بي على شيخ يقال له: وابصةُ بنُ مَعْبَد من بني أسد، فقال زياد: حدَّثَني هذا الشيخُ وهو يسمعُ: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يصلِّي خلفَ الصفِّ وحدَهُ، فأمره أن يُعيدَ الصلاةَ» أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود منه المسند، وفيه: «فأمره أن يعيدَ» قال سليمانُ بنُ حرب «الصلاةَ» (2) .   (1) في الأصل: هلال بن يسار، وهو خطأ، والتصحيح من الترمذي وأبي داود وكتب الرجال. (2) رواه الترمذي رقم (230) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة خلف الصف وحده، وأبو داود رقم (682) في الصلاة، باب الرجل يصلي وحده خلف الصف، ورواه أيضاً أحمد وغيره، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/227) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/228) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبوداود (682) قال: حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر. والترمذي (231) قال: حدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم - ابن جعفر، ويحيى، وسليمان، وحفص - قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، فذكره. * وأخرجه الحميدي (884) قال: حدثنا سفيان (بن عيينة) . وأحمد (4/228) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان الثوري. وفي (4/228) قال حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، والدارمي (1289) قال أخبرنا أحمد بن عبد الله. قال: حدثنا أبو زبيد، هو عيثر بن القاسم. وابن ماجة (1004) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والترمذي (230) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو الأحوص. ستتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وشعبة، وعبثر، وعبد الله بن إدريس، وأبو الأحوص - عن حصين بن عبد الرحمن،عن هلال بن يساف قال: أخذ بيدي زياد بن أبي الجعد، فأوقفني على شيخ بالرقة، يقال له: وابصة بن معبد. فقال: «صلى رجل خلف الصف وجده. فأمره الني -صلى الله عليه وسلم- أن يعيد» * في رواية أبي الأحوص: (هلال بن يساف. قال: أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي ونحن بالرقة، فقال بي على شيخ يقال له وابصة بن معبد من بني أسد. فقال: زياد: حدثني هذا الشيخ) . * وأخرجه أحمد (4/228) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1290) قال: أخبرنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. كلاهما - وكيع، وعبد الله بن داود 0عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عمه عبيد بن أبي الجعد، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد،فذكره. * وأخرجه أحمد (4/228) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، عن وابصة بن معبد. قال: «سئل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عن رجل صلي خلف الصفوف وحده؟ فقال: يعيد الصلاة.» . الحديث: 3873 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 612 [النوع] الثالث: في الصف الأول 3874 - (س) العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله [ص: 613] صلى الله عليه وسلم- كان يصلِّي على الصَّف الأول ثلاثاً، وعلى الصفِّ الثاني واحدة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 92 و 93 في الإقامة، باب فضل الصف الأول والثاني، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (395) موارد، كما رواه ابن ماجة رقم (996) في إقامة الصلاة، باب فضل الصف المقدم، والحاكم في " المستدرك " 1 / 214 بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للصف المقدم ثلاثاً، وللثاني مرة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/128) قال: حدثنا حسين بن موسى.، قال: حدثنا شيبان عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم. وفيه (4/128) قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا بحير بن سعد. وفي (4/128) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد. والدارمي (1269) قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب عن شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم. والنسائي (2/92) وفي الكبرى (208) قال: أخبرني يحيى بن عثمان الحمصي، قال: حدثنا بقية، عن بحير بن سعد. كلاهما - محمد بن إبراهيم. وبحير بن سعد - عن خالد بن معدان بن عن جبير بن نفير، فذكره. * أخرجه أحمد (4/2126) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ووكيع. وفي (4/127) قال: حدثنا إسماعيل والدارمي (1268) قال: أخبرنا وهب بن جرير. وابن ماجة (996) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد ابن هارون، ابن خزيمة (1558) قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن هارون. (ح) وحدثنا الحسن أيضا، قال حدثنا عبد الله بن بكر (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال حدثنا وكيع. ستتهم 0 يحيى، ووكيع، وإسماعيل، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون عبد الله بن بكر - عن هشام الدستوائي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن خالد بن معدان، عن عرباض بن سارية، فذكره ليس فيه (جبير بن نفير) . ولفظه: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا، وللثاني مرة» . الحديث: 3874 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 612 3875 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال قوم يتأخرون عن الصفِّ الأول حتى يؤخِّرَهم الله في النار» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (679) في الصلاة، باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول من رواية عكرمة ابن عمار العجلي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها، وعكرمة بن عمار صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولكن يشهد له ما رواه مسلم في " صحيحه " من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخراً فقال لهم: تقدموا فائتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله "، وسيأتي برقم (3879) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (679) قال: حدثنا يحيى بن معين. وابن خزيمة (1559) قال: حدثنا الحسين بن مهدي. كلاهما - يحي بن معين، والحسين بن مهدي - قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 3875 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 613 3876 - (د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتخلَّلُ الصفوف من ناحية إلى ناحية، يمسحُ صدورنا ومناكبنا، ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، قال: وكان يقول: إن الله وملائكته يصلُّون على الصُّفوف الأُول» أخرجه أبو داود، وعند النسائي «الصفوف المقدَّمة» (1) . وفي أخرى لأبي داود قال كهمس [بنُ الحسن] : «قمنا [ص: 614] بمنى إلى الصلاة، والإمامُ لم يخرجْ، فقعدَ بعضُنا، فقال لي شيخ من أهل الكوفة: ما يُقْعِدُكَ؟ قلت: ابنُ بريدةَ؟ قال: هذا السُّمُود، فقال لي الشيخ: حدَّثني عبد الرحمن بن عَوْسجة عن البراءِ بن عازب قال: كنا نقومُ في الصفوف على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- طويلاً قبل أن يكبِّرَ، قال: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله وملائكتَه يصلُّون على الذين يلون الصُّفوف الأُوَل، وما من خُطوة أحبَّ إلى الله من خُطوة يمشيها العبد، يَصِلُ بها صفّاً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السُّمُود) : الغفلة والذهاب عن الشيء. وقيل السَّامِد: الرافع رأسه، وقد روى عن على رضي الله عنه: أنه خرج والناس ينتظرونه قياماً للصلاة فقال: مالي أراكم سَامِدين؟ وقال النخعي: إنهم كانوا يكرهون أن ينتظروا الإمام قياماً ويقولون: ذلك السُّمود.   (1) رواه أبو داود رقم (664) في الصلاة، باب تسوية الصفوف، والنسائي 2 / 89 و 90 في الإمامة، باب كيف يقوم الإمام الصفوف، وإسناده صحيح. (2) رواه أبو داود رقم (543) في الصلاة، باب الصلاة تقام ولم يأت الإمام، وفي سنده مجهول، لكن يشهد للشطر الأول من الحديث الرواية التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/285) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا محمد بن طلحة. وفيه (4. 285) قال حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/296) قال: حدثنا عبد الرزرق، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، والأعمش. وفي (4/ 304) قال: حدثنا يحيى، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة. والدارمي (1267) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (664) قال: حدثنا هناد بن السري، وأبو عاصم بن جواس، عن أبي الأحوص، عن منصور. وابن ماجة (997) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، والنسائي (2/89) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور. وابن خزيمة (1551) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، ويحيى، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1556) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور. أربعتهم - محمد بن طلحة، وشعبة ومنصرر والأعمش - عن طلحة بن مصرف. 2- وأخرجه أحمد (4/297) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني جرير بن حازم. وفي) (4/289) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا عمار بن رزيق،. وفي (4/299) قال: حدثنا يحيى بن آدم.، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش وعمار بن رزيق، وابن خزيمة (1552) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب، عن جرير بن حازم. ثلاثتهم 0 جرير، رعمار، وأبو بكر - عن أبي إسحاق الهمداني. 3- وأخرجه ابن خزيمة (1557) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. قال: حدثنا أشعث-0 يعني ابن عبد الرحمن بن زبيد - قال: حدثنا أبي، عن جدي. ثلاثتهم - طلحة، أبو إسحاق، وزبيد - عن عبد الرحمن بن عوسجة فذكره. الحديث: 3876 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 613 3877 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو يعْلَمُونَ - أو تعلمون - ما في الصَّفِّ الأوَّلِ لكانت قُرْعة» . وفي أخرى «ما كانت إلا قُرْعة» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (439) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/23) قال: حدثنا إبراهيم بن دينار، ومحمد بن حرب الواسطي. وابن ماجة (998) قال: حدثنا أبو ثور، إبراهيم بن خالد. وابن خزيمة (1555) قال: حدثنا محمد بن حرب الواسطي. ثلاثتهم - إبراهيم بن دينار، ومحمد بن حرب الواسطي، وأبو ثور - عن عمرو بن الهيثم أبي قطن، عن شعبة، عن قتادة عن خلاس، عن أبي رافع، فذكره. وبلفظ «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا» . أخرجه مالك (الموطأ) (65) . وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن وفي (2/.278) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2/303، 533) قال: قرأت على عبد الرحمن. في (2/374) قال حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (1/159) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (1/176) قال: حدثنا قتيبة، وفي (3/ 238) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/31) قال:حدثنا يحيى بن يحيى. والترمذي (225) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. وفي (226) قال حدثنا قتيبة والنسائي (1/269) . وفي الكبري (1437) قال: أخبرنا عتبة بن عبد الله (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وفي (2/23) . وفي الكبرى (1561) قال: أخبرنا قتيبة. و «ابن خزيمة» (391) و (1554) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا يحى بن حكيم. وقال: حدثنا بشر بن عمر. (ح) وحدثنا عتبة بن عبد الله الحميدي. وفي (1475) قال: أخبرنا عتبة بن عبد الله وفي (1554) قال: حدثنا محمد بن خلاد الباهلي. قال: حدثنا معن بن عيسى. جميعهم - عبد الرحمن، وعبد الرزاق، وإسحاق بن عيسى، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة، وإسماعيل، ويحيى بن يحيى، ومعن وعتبة بن عبد الله وابن القاسم، وابن وهيب، وبشر بن عمر - عن مالك، عن سمي، مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 3877 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 614 3878 - (م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا تصُفُّون كما تصُفُّ الملائكة عند ربهم؟ قلنا: وكيف تَصُفُّ الملائكةُ عند ربهم؟ قال: يُتِمُّون (1) الصفوف المقدَّمة، ويتراصُّون في الصف» أخرجه أبو داود والنسائي، وهو طرف من حديث قد أخرجه مسلم بطوله، وفرَّقه أبو داود، ويرد في الفصل الثالث من هذا الباب (2) .   (1) في الأصل: يقيمون، والتصويب من نسخ مسلم وأبي داود والنسائي المطبوعة. (2) رواه مسلم رقم (430) في الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة، وأبو داود رقم (661) في الصلاة، باب تسوية الصفوف، والنسائي 2 / 92 في الإمامة، باب حث الإمام على رص الصفوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/101) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/106) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/29) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،أبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/29) قال: حدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (661) قال:حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير، وابن ماجة (992) قال: حدثنا على بن محمد، قال حدثنا وكيع. والنسائي (2/92) وفي الكبرى (801) قال: أخبرنا قتيبة، قال حدثنا الفضيل بن عياض. وابن خزيمة قال حدثنا بندار قال: حدثنا يحيى، وحدثنا الدورقي قال: حدثنا أبو معاوية وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبر عيسى وحدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا وكيع. حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا الدورقي،قال:حدثنا أبو معاويةقال: حدثنا وكيع. ستتهم - أبو معاوية، ووكيع، وعيسى وزهير،والفضيل، ويحيى - عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم،بن طرفة، فذكره. الحديث: 3878 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 615 3879 - (م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى في أصحابه تأخُّراً، فقال لهم: تقدَّمُوا فائتَمُّوا بي، وليأتَمَّ بكم مَنْ بَعْدَكم، لا يزالُ قومٌ يتأخَّرُونَ حتى يؤخِّرَهم الله» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (438) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود رقم (680) في الصلاة، باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، والنسائي 2 / 83 في الإمامة، باب الائتمام بمن يأتم بالإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/19) قال: حدثنا منصور بن سلمة. وفي (3/34) قال حدثنا يزيد. وفي (3/54) قال: حدثنا وكيع. و «عبد بن حميد» (874) قال: حدثني أبو نعيم. و «مسلم» (2/31) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. وأبو داود (680) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل، ومحمد بن عبد الله الخزاعي، وابن ماجة (978) قال: حدثنا أبوكريب، قال: حدثنا بن أبي زائدة. والنسائي (2/83) وفي الكبري قال أخبرنا سويد بن نصر،قال: أنبانا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (781) قال: حدثناسلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن معمر القيس، قال: حدثنا أبوعامر عشرتهم - منصور، ويزيد، ووكيع، وأبو نعيم، وشيبان وموسى، والخزاعي، وابن أبي زائدة، وابن المبارك، وأبو عامر - عن جعفر بن حيان أبي الأشهب. 2- وأخرجه مسلم (2/31) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الرقاشي،قال: حدثنا بشر بن منصور. والنسائي (2/83) وفي الكبرى (782) قال: أخبرنا سويد بن نصر،قال: أنبأنا عبد الله وابن خزيمة (1560) قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي، قال: حدثنا القاسم ابن مالك المزني، ثلاثتهم - بشر،وعبد الله والقاسم - عن الجريري. كلاهما - أبو الأشهب، والجريري عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 3879 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 615 3880 - (د) عائشة - رضي الله عنها - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله وملائِكَتَهُ يصلُّونَ على مَيَامِن الصُّفُوفِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (676) في الصلاة، باب الصف بين السواري، وإسناده حسن، حسنه الحافظ في " الفتح " 2 / 177، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (995) في إقامة الصلاة، باب إقامة الصفوف، بلفظ " إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (676) وابن ماجة (1005) . كلاهما - أبو داود وابن ماجة - قالا: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال حدثنا معاوية بن هشام. قال: حدثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن عروة، فذكره. الحديث: 3880 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 615 الفرع الثاني: في الاقتداء، وشرائطه ولوازمه ، وفيه أربعة أنواع [النوع] الأول: في صفة الاقتداء بالإماء قائماً وقاعداً 3881 - (م د س) حطان بن عبد الله الرَّقاشي: قال: صلَّيتُ مع أبي موسى الأشعري صلاة، فلما كان عند القعْدَةِ قال رجل من القوم: أُقِرَّتِ الصلاةُ بالبِرِّ والزَّكاةِ؟ قال: فلما قضى أبو موسى الصلاةَ وسلَّم، انصرف فقال: أيُّكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرَمَّ القومُ، ثم قال: أيُّكم القائل [كلمة] كذا وكذا؟ فأرَمَّ القوم، فقال: لعلَّكَ يا حِطَّانُ قلتَها؟ قال: ما قُلتُها، ولقد رَهِبتُ أن تَبكَعَني بها، فقال رجل من القوم: أنا قلتها، ولم أُرِدْ بها إلا الخيرَ، فقال أبو موسى: أما تعلَمون كيف تقولون في صلاتكم؟ إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطبَنا فبيَّن لنا سُنّتنا، وعلَّمنا صلاتَنا، فقال: إذا صلَّيتُم فأقيموا صُفُوفكم، ثم ليؤمَّكم أحدُكم، فإذا كبّرَ فكبِّروا - وفي رواية: «فإذا قرأ فأنصتوا - وإذا قال: {غيرِ المغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالين} فقولوا: آمين: يُجِبكُم الله، فإذا كبَّر وركع، فكبِّروا واركعوا، فإن الإمام يركعُ قبلَكم ويرْفعُ قبلكم: فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: فتلك بتلك، وإذا قال: سمع الله لمن حمِدَهُ، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد: يسمَع الله لكم، فإن [ص: 617] الله تباركَ وتعالى قال لسان على لسنة نبيَّه (1) - صلى الله عليه وسلم-: سمع الله لمن حمده، وإذا كبَّر وسجد، فكبِّروا واسجدوا، فإن الإمام يسجدُ قبلَكم ويرفعُ قبلَكم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فتلك بتلك، وإذا كان عند القَعْدةِ فليكن من أوَّلِ قولِ أحدكم: التّحِيَّاتُ، الطيِّبات، الصلواتُ لله، السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده رسوله» . أخرجه مسلم، وأبو داود، إلا أن أبا داود قال: «وأشهد أن محمداً رسولُ الله» . قال: ولم يقل أحمد (2) : «وبركاته» ولا قال: «وأشهد» وقال: «وأن محمداً» . وفي رواية النسائي قال: صلَّى بنا أبو موسى، فلما كان في القَعْدَةِ دخلَ رجل من القوم، فقال: أُقِرِّتِ الصلاةُ بالبِرِّ والزَّكاةِ؟ فلما سلَّم أبو موسى أقبل على القوم، فقال: أيُّكم القائل هذه الكلمة؟ فأرَمَّ القوم، فقال: يا حِطَّان، لعلك قُلتَها؟ قلت: لا، وقد خشيتُ (3) أن تبْكَعَني بها، فقال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يعلِّمنا صلاتَنا وسُنَّتنا، فقال: إنما الإمام ليُؤتَمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قال: {غيرِ المغضوب عليهم ولا الضَّالين} فقولوا: آمين: يُجِبْكم الله، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجدَ فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا، فإن الإمام يسجدُ قبلكم، ويرفع قبلكم [ص: 618] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «فتلك بتلك» وأخرج في موضع آخر من كتابه قال: «إن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- خطبنا فبين لنا سُنَّتنا، وعلَّمنا صلاتنا، فقال: إذا صلَّيتُمّ فأقيموا صُفُوفَكم، ثم ليؤمَّكم أحدُكم، فإذا كبَّر الإمام فكبِّروا، وإذا قرأ: {غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين، يُجبْكم الله، وإذا كبَّر وركع فكبَّروا واركعوا، فإن الإمام يَركَعُ قبلَكم، [ويرفعُ قبلكم] ، قال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: فتلك بتلك، وإذا قال سمع الله لمن حمده ... » وذكر الحديث إلى آخره مثل مسلم، وقال في آخره سبع كلمات، «وهي: تحية الصلاة..» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُقِرَّت الصلاة بالبِرِّ والزَّكاة) : أُقِرَّت: أي جُعِلت: مستقرة، يعني أن الصلاة مقرونة بالزكاة في القرآن كلما ذُكِرَت الصلاة، فهي قَارَّة مع الزكاة أي: مجاورة لها. (فأرَمَّ) : أرَمَّ القوم: إذا سكتوا. (تبكَعَني) : بَكَعْتُه: إذا اسقبلته بما يكره من القول. [ص: 619] (فتلك بتلك) : قال الخطابي: هذا مردود إلى قوله: «وإذا قرأ {غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالين} فقالوا: آمين يُجبكم الله عز وجل» يريد: أن كلمة «آمين» يستجاب بها الدعاء الذي تضمنته السورة أو الآية كأنه قال فتلك الدعوة مضمَّنه تلك الكلمة، أو مُعلَّقة بها أو نحوه من الكلام، وقيل: معناه: أن يكون الكلام معطوفاً على ما يليه من الكلام، وهو قوله: «وإذا كبَّر وركع: فكبِّروا واركعوا» يريد: أن صلاتكم متعلِّقة بصلاة إمامكم فاتَّبعُوه، وائتموا به، ولا تختلفوا عليه، فتلك إنما تصح وتثبت بتلك، وكذلك الفصل الآخر، وهو قوله: «إذا قال: سمع الله لمن حمده - إلى أن قال: فتلك بتلك» يريد: أن الاستجابة مقرونة بتلك الدعوة وموصولة بها، فإن قول الإمام سمع الله لمن حمده» معناه: استجاب دُعَاء من حمده. وهو من الإمام دعاءٌ للمأموم، وإشارة إلى قوله: «ربَّنا ولك الحمد» فانتظمت الدعوتان إحداهما بالأخرى، فكان ذلك معنى قوله: «فتلك بتلك» والله أعلم.   (1) وفي رواية أخرى لمسلم: قضى على لسان نبيه. (2) يعني أحمد بن حنبل، وفي المطبوع: ولم يقل أحد، وهو تحريف. (3) في المطبوع: وحسبت، وهو تصحيف. (4) رواه مسلم رقم (404) في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وأبو داود رقم (972) و (973) في الصلاة، باب التشهد، والنسائي 2 / 96 و 97 في الإمامة، باب مبادرة الإمام و 3 / 42 في السهو، باب نوع آخر من التشهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 3881 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 616 3882 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما جُعِلَ الإمام ليُؤتمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا رَكَعَ فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربَّنا لك الحمد، وإذا صلَّى قائماً فصلُّوا قِياماً، وإذا صلى قاعداً فصلُّوا قُعوداً» . وفي رواية [ص: 620] قال: «إنما جُعِلَ الإِمام ليؤتمَّ به، فلا تخْتلفوا عليه، فإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالساً فصلُّوا جُلُوساً أجمعون، وأقيموا الصَّفَّ في الصلاةِ، فإن إقامة الصَّفِّ من حُسْنِ الصلاةِ» . أخرجه البخاري ومسلم.. وانتهت رواية مسلم عند قوله: «أجمعون» ولمسلم قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعلِّمنا، يقول: «لا تُبَادِروا الإمام، إذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قال: {ولا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد» . زاد في رواية: «ولا ترفعوا قبله» ولم يذكر فيها: «وإذا قال: {ولا الضَّالين} فقولوا: آمين» . وفي أخرى له قال: إنما الإمامُ جُنَّة، فإذا صلَّى قاعداً فصلُّوا قُعوداً، وإذا قال: سمع الله لمن حمدَهُ، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإذا وافق قولُ أهل الأرض قولَ أهل السماء، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» . وفي رواية أبي داود قال: «إنما جعل الإمام ليُؤتمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، ولا تكبِّروا حتى يكبِّرَ، فإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد - وفي رواية: ولك الحمد - وإذا سجد فاسجدوا، ولا تسجدوا حتى يسجدَ، وإذا صلَّى قائماً فصلُّوا قياماً، وإذا صلى قاعداً فصلُّوا قعوداً أجمعين» . وفي أخرى له: «وإذا قرأ فأنصتوا» . قال أبو داود: وهذه الزيادة ليست بمحفوظة. [ص: 621] وفي رواية النسائي قال: «إنما جُعل الإمام ليُؤتمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد» . وله في أخرى إلى قوله: «فأنصتوا» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 174 في الجماعة، باب إقامة الصف من تمام الصلاة، وفي صفة الصلاة، باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة، ومسلم رقم (414) في الصلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام ورقم (415) و (416) و (417) في الصلاة، باب النهي عن مبادرة الإمام بالتكبير وغيره، وأبو داود رقم (603) و (604) في الصلاة، باب الإمام يصلي من قعود، والنسائي 2 / 141 و 142 في الافتتاح، باب تأويل قوله عز وجل: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: «إنما الإمام جنة، فإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: لللهم ربنا لك الحمد، فإذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء، غفر له ما تقدم من ذنبه» . أخرجه أحمد (2/386) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/416) قال: حدثنا عفان وبها. قالا: حدثنا أبو عوانة. وفي (2/ 467) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة وعبد بن حميد (1462) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: أخبرنا أبو عوانة. ومسلم (2/20) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال حدثنا شعبة (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (1597) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم -حماد بن سلمة. وأبو عوانة، وشعبة - عن يعلي بن عطاء بن عن أبي علقمة، فذكره. وبلفظ «إنما الإمام ليوتم به، فإذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا رجع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، ولا تسجدوا حتى يسجد، وإن صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون.» . ورواية الأعمش: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا يقول: لا تبادروا الإمام إذا كبر فكبروا، وإذا قال {ولا الضالين} فقولوا: آمين. وإذا ركع. فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: اللهم ربنا الك الحمد.» . وزاد بن عجلان في روايته: «.. وإذا قرأ فأنصتوا.» . 1- أخرجه أحمد (2/341) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (603) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم بن إبراهيم. ثلاثتهم -عفان، وسليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم - عن وهيب، عن مصعب بن محمد. 2- وأخرجه أحمد (2/420) قال: حدثنا عبد الله بن محمد (قال عبد الله بن أحمد: وسمعت أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة) - قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. وأبوداود (604) قال: حدثنا محمد بن آدم المصيصي. قال حدثنا أبو خالد. وابن ماجة (846) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال حدثنا أبو خالد الأحمر والنسائي (2/141) في الكبرى (903) قال: أخبرنا الجارود بن معاذ الترمذي. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. في (2/142) . في الكبرى (904) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا محمد بن سعد الأنصاري. كلاهما - أبو خالد الأحمر.، ومحمد بن سعد- عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم. 3- وأخرجه أحمد (2/440) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (2/20) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن خشرم. قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (960) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (9/12460) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن عبيد. وابن خزيمة (1576) (1582) قال: حدثنا على بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى. كلاهما - محمد بن عبيد، وعيسى بن يونس، عن الأعمش. 4- وأخرجه مسلم (2/20) قال: حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (1575) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. كلاهما - قتيبة وأحمد بن عبدة - قالا: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراودي، عن سهيل أربعتهم مصعب بن محمد، وزيد بن أسلم، والأعمش، وسهيل بن أبي صالح - عن أبي صالح، فذكره. * قال أبو داود: هذه الزيادة «وإذا قرأ فأنصتوا» ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد. * وقال النسائي: لا نعلم أحدا تابع ابن عجلان على قوله: إذا قرأ فأنصوتوا. وبلفظ «إنما الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وآذا ركع فأركعوا وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: ربنا لك الحمد. فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون» . أخرجه أحمد (2/230) قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن محمد بن عمرو. وفي (2/441) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (2/438 و475) قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، عن محمد بن عمرو. والدارمي (1317) قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وابن ماجة (1239) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال حدثنا هشيم بن بشر، عن عمر بن أبي سلمة. كلاهما - محمد بن عمرو، وعمر بن أبي سلمة - عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا ركع فأركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون.» . أخرجه أحمد (2/314) . والبخاري (1/184) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (2/20) قال: حدثنا محمد بن رافع - ثلاثتهم - أحمد، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وبلفظ «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فأركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقو لا: ربنا ولك الحمد. وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسا. فصلوا جلوسا أجمعون.» . أخرجه الحميدي (958) قال: حدثنا سفيان، والبخاري (1/187) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي القراءة خلف الإمام (627) قال: حدثناعثمان. قال: حدثنا بكر. عن ابن عجلان. ومسلم (2/19) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال حدثنا المغيرة - يعني الحزامي -. وابن خزيمة (1613) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان، وشعيب، وابن عجلان، والمغيرة - عن أبي الزناد عن الأعرج، فذكره. * رواية سفيان، عن أبي الزناد، مختصرة على «الإمام أمير، فإن صلى قاعدا فصلوا قعودا، وإن صلى قائما فصلوا قياما.» . * رواية بن عجلان مختصرة على أوله. وعن قيس بن أبي حازم، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مثل حديث - سفيان، عن أبي الزناد، إلا أنه قال: «للأمير إمامة» أخرجه الحميدي (959) قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. وبلفظ «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قر فأنصتوا، وإذا قال: {ولا الضالين} ققولوا: آمين وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: ربنا ولك الحمد. وإذا صلى جالسا فصوا جلوسا أجمعون.» أخرجه أحمد (2/376) قال: حدثنا أبو سعد الصاغاني محمد بن ميسر. قال: حدثنا محمد عجلان، عن أبيه، فذكره. وبلفظ «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد. وإذا صلى قائما صلوا قياما وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون.» . أخرجه مسلم (2/20) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: حدثنا ابن وهب. عن حيوة، أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه، فذكره الحديث: 3882 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 619 3883 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: سقطَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن فرسٍ فجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمنُ، فدخلنا عليه نَعُودُه، فحضرتِ الصلاةُ، فصلَّى بنا قاعداً، فصلَّينا وراءَه قعوداً، فلما قضى الصلاةَ قال: إنما جُعل الإمامُ ليؤتمَّ به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد وإذا صلَّى قاعداً فصلُّوا قعوداً أجمعون» . زاد بعض الرواة «وإذا صلَّى قائماً فصلُّوا قياماً» أخرجه البخاري ومسلم. قال الحميدي: ومعاني سائر الروايات متقاربة. قال: وزاد في كتاب البخاري قوله: «إذا صلَّى جالساً فصلُّوا جُلُوساً. هو في مرضه القديم، وقد [ص: 622] صلى في مرضه الذي مات فيه جالساً، والناسُ خلفَهُ قيام، لم يأمرهم بالقعود، وإنما نأخذ بالآخِر فالآخِر من أمر النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه الموطأ وأبو داود، وليس عندهما ذِكر السجود، وأخرجه الترمذي والنسائي، وأخرجه النسائي مختصراً قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سقط من فرس على شِقِّه الأيمن، فدخلوا عليه يعودونه، فحضرتِ الصلاةُ، فلما قضى الصلاةَ قال: إنما الإمام ليُؤتمَّ به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَجُحِشَ) الجَحْش: هو أن يُصيبه شيء كالخَدْش فينسلخ منه جلده.   (1) رواه البخاري 2 / 151 في صلاة الجماعة، باب إنما جعل الإمام ليؤتم به، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب، وفي صفة الصلاة، باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة، وباب يهوي بالتكبير حين يسجد، وفي تقصير الصلاة، باب صلاة القاعد، وفي الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وفي المظالم، باب الغرفة والعلية، وفي النكاح، باب قول الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء} ، وفي الطلاق، باب قول الله تعالى: {الذين يؤلون من نسائهم} ، وفي الأيمان والنذور، باب من حلف لا يدخل على أهله شهراً، ومسلم رقم (411) في الصلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام، والموطأ 1 / 135 في صلاة الجماعة، باب صلاة الإمام وهو جالس، وأبو داود رقم (601) في الصلاة، باب الإمام يصلي من قعود، والترمذي رقم (361) في الصلاة، باب ما جاء إذا صلى الإمام قاعداً فصلوا قعوداً، والنسائي 2 / 83 في الإمامة، باب الائتمام بالإمام، وباب الائتمام بالإمام يصلي قاعداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في «الموطأ» (صفحة 301) . والدارمي (1259) ، (1316) قال: أخبرنا عبد الله بن عبد المجيد. والبخاري (1/177) قال: حدثنا عبيد الله بن يوسف. ومسلم (2/18) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا معن بن عيسى. وأبو داود (601) قال: حدثنا القعنبي، والنسائي (2/98) وفي الكبرى: (817) قال: أخبرنا قتيبة. خمستهم - عبيد الله، وابن يوسف، ومعن، والقعنبي، وقتيبة، -عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه الحميدي (1189) وأحمد (3/110) والبخاري (1/203) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (2/59) حدثنا أبو نعيم ومسلم. قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد. وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو بن الناقد، وزهير بن حرب، وأبو كريب، وابن ماجة (876) مختصرا، (1238) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (2/83) و (195) وفي الكبرى (561، 780) قال: أخبرنا هناد بن السري. و «ابن خزيمة» (977) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزمي، وعلى بن خشرم، وعقد اللهخ بن محمد الزهري، وأحمد بن عبدة،. جمعيا عن سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه أحمد (3/162) مرتين مطولا ومختصرا. و «عبد بن حميد» (1161) ، ومسلم (2/18) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أحمد حدثنا. وقال عبد: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر 4- وأخرجه البخاري (1/187) ومسلم (2/18) والترمذي (361) قالوا: حدثنا قتيبة. ومسلم (2/18) قال: حدثنا محمد بن رمح. كلاهما - قتيبة، وابن رمح - عن الليث بن سعد. 5- وأخرجه البخاري (1/186) قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب. 6- وأخرجه مسلم (2/181) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. ستتهم - مالك، وابن عيينة، ومعمر، والليث، وشعبة، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، فذكره وبنحوه أخرجه أحمد (3/200) . والبخاري (1/106) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم. كلاهما - أحمد، ومحمد عبد الرحيم - قالا: حدثنا يزيد، بن هارون. قال: أخبرنا حميد. فذكره. الحديث: 3883 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 621 3884 - (م س د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «اشتكى [ص: 623] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلَّينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكرُ يُسمِعُ النّاسَ تكبيرَهُ، فالتفتَ إلينا فرآنا قياماً، فأشار إلينا فقعدنا، فصلَّيْنا بصلاته قعوداً، فلما سلَّم قال: إن كدْتُم آنفاً تفعلون فعل فارسَ والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا ائتمُّوا بأئمتكم، إن صَلَّى قائماً فصلُّوا قياماً، وإن صلَّى قاعداً فصلُّوا قعوداً» . أخرجه مسلم والنسائي، وفي رواية أبي داود قال: «ركِبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فرساً بالمدينة، فصَرَعه على جِذْمِ نَخْلة، فانفكَّتْ قَدَمُه، فأتيناه نَعُودُه، فوجدناه في مَشْرُبةٍ لعائشةَ يُسَبِّحُ جالساً، قال: فقمنا خَلْفَهُ، فسكت عنَّا، ثم أتيناه مرَّة أخرى نعودُه، فصلى المكتوبة جالساً، فقمنا خلْفهُ، فأشار إلينا فقعدْنا، قال: فلما قضى الصلاةَ، قال: إذا صلَّى الإمام جالساً فصلُّوا جلوساً، وإذا صلَّى الإمام قائماً فصلوا قياماً، ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارسَ بعظمائهم» . وله في أخرى مثل رواية مسلم إلى قوله: «وأبو بكر يُسمِعُ الناسَ تكبيره، ثم قال: ... » وساق الحديث ولم يَذْكُرْهُ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فصَرَعَه) : صرع الرجل عن دابته: إذا سقط عن ظهرها. [ص: 624] (جِذْم نخلة) : جِذْم الشجرة: أصلها. (مَشرُبة) : المشرُبة: بضم الراء وفتحها - الغُرْفة. (فانْفكَّت) : انفكاك القدم: نوع من الوَهن والخَلع.   (1) رواه مسلم رقم (413) في الصلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام، والنسائي 3 / 9 في السهو، باب الرخصة في الالتفات في الصلاة يميناً وشمالاً، وأبو داود رقم (602) في الصلاة، باب الإمام يصلي من قعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/334) قال: حدثنا يونس. وحجين. والبخاري في (الأدب المفرد) (948) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. ومسلم (2/19) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنامحمد بن رمح. وأبو داود (606) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ويزيد بن خالد بن موهب. وابن ماجة (1240) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. والنسائي (3/9) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (486، 873، 886) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب. (يعني ابن الليث) . سبعتهم - يونس. وحجين، وعبد الله بن صالح، وقتيبة، وابن رمح، ويزيد بن خالد، وشعيب - عن الليث بن سعد. 2- وأخرجه مسلم (2/19) . والنسائي (2/84) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم. كلاهما - مسلم، وعبيد الله - قالا: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاس عن أبيه. كلاهما- الليث، وعبد الرحمن - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 3884 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 622 3885 - (خ م ط د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في بيته وهو شاك، فصلَّى جالساً، وصلَّى وراءه قوم قياماً، فأشار إليهم أن اجلسوا، فلما انصرف، قال: «إنما جُعلِ الإمام ليُؤتمَّ به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً» . أخرجه البخاري ومسلم، والموطأ وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَاكٍ) الشَّاكي: المريض الذي يشكو ألمه ومرضَه.   (1) رواه البخاري 2 / 146 - 150 في صلاة الجماعة، باب إنما جعل الإمام ليؤتم به، وفي تقصير الصلاة، باب صلاة القاعد، وفي السهو، باب الإشارة في الصلاة، وفي المرضى، باب إذا عاد مريضاً فحضرت الصلاة فصلى بهم جماعة، ومسلم رقم (412) في الصلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام، وأبو داود رقم (605) في الصلاة، باب الإمام يصلي من قعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ 103) . وأحمد (6/51، 194) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/57) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/68) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (6/148) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. والبخاري (1/176) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال أخبرنا مالك. وفي (2/59) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (2/89) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني مالك. وفي (7/1512) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/19) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،. قال: حدثنا عبدة بن سليمان (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وأبو داود (605) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1237) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال:حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (12/17315) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1614) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى. خمستهم - مالك، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن نمير، وحماد بن زيد، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، عن عروة، فذكره. الحديث: 3885 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 624 3886 - (ت) عائشة: قالت: «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- خَلْفَ أبي بكر في مرضه الذي مات فيه قاعداً» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 625] وقال (2) : وقد روي عنها عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إذا صلَّى الإمام جالساً فصلُّوا جلوساً» (3) . وروى عنها: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج في مرضه، وأبو بكر يصلِّي بالناس فصلَّى إلى جنب أبي بكر، الناسُ يأتمون بأبي بكر، وأبو بكر يأتمُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» (4) .   (1) رقم (362) في الصلاة، باب ما جاء إذا صلى الإمام قاعداً فصلوا قعوداً، وإسناده صحيح. (2) أي: الترمذي. (3) ذكره الترمذي عقب الرواية التي قبله، بغير سند، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما. (4) هو جزء من حديث طويل، رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها، وقد ذكره الترمذي عقب حديث الباب بغير سند. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (362) قال: حدثنا محمد بن غيلان، قال: حدثنا شبابة (بن سوار) عن شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق، فذكره. قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح غريب، والروايات الأخرى ذكرها تحت هذا الحديث. الحديث: 3886 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 624 3887 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال «صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مرضه خلف أبي بكر قاعداً في ثوب مُتَوَشِّحاً به» . أخرجه الترمذي، وأخرجه النسائي، ولم يَذْكُرْ «قاعداً» وقال: «في ثوب واحد، وأنها آخر صلاة صلاها» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (363) في الصلاة، باب ما جاء إذا صلى الإمام قاعداً فصلوا قعوداً، والنسائي 2 / 79 في الإمامة، باب صلاة الإمام خلف رجل من رعيته، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (363) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا محمد بن طلحة عن حميد عن ثابت عن أنس، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال:وهكذا رواه يحيى بن أيوب عن حميد بن ثابت عن أنس، وقد رواه غير واحد عن حميد عن أنس، ولم يذكروا فيه (عن ثابت) ومن ذكر فيه عن (ثابت) فهذا أصح. والنسائي (7912) قال: حدثنا علي بن حجر، قال:حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا حميد، عن أنس، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال: وهكذا رواه يحيى بن أيوب عن حميد عن ثابت عن أنس، وقد رواه غير واحد عن حميد عن أنس، ولم يذكروا فيه عن ثابت وذكر فيه عن ثابت فهو أصح. الحديث: 3887 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 625 3888 - (د) حصين - من ولد سعد بن معاذ: عن أُسَيْدِ بنِ حُضَير أنه كان يؤمُّهم، قال: «فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعوده، قال: يا رسول الله، إن إمامنا مريض، فقال: إذا صلَّى قاعداً فصلُّوا قُعُوداً» أخرجه أبو داود [ص: 626] وقال: هذا الحديث ليس بمتصل (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (607) في الصلاة، باب الإمام يصلي من قعود، وقال: هذا الحديث ليس بمتصل، وقال المنذري: وما قاله ظاهر، فإن حصيناً هذا إنما يروي عن التابعين، لا تحفظ له رواية عن الصحابة، سيما أسيد بن حضير، فإنه قديم الوفاة، توفي سنة عشرين، وقيل: إحدى وعشرين، وقال الحافظ في " التهذيب ": روى عن أسيد بن حضير ولم يدركه. أقول: فإسناده منقطع، وحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (607) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا زيد يعني ابن الحباب - عن محمد بن صالح، قال: حدثني حصين من ولد سعد بن معاذ، عن أسيد بن حضير، فذكره. وقال أبو داود: هذا الحديث ليس بمتصل. الحديث: 3888 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 625 [النوع] الثاني: في مسابقة الإمام 3889 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أما يخْشَى أحدُكم - أو ألا يخشى أحدُكم - إذا رفع رأسَه من ركوع أو سجود قبل الإمام أن يجعلَ الله رأسَهُ رأس حمار، أو يجعل الله صورتَه صورةَ حمار؟» أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 153 في صلاة الجماعة، باب إثم من رفع رأسه قبل الإمام، ومسلم رقم (427) في الصلاة، باب تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود، وأبو داود رقم (623) في الصلاة، باب التشديد فيمن يرفع قبل الإمام أو يضع قبله، والترمذي رقم (582) في الصلاة، باب ما جاء في التشديد في الذي يرفع رأسه قبل الإمام، والنسائي 2 / 96 في الإمامة، باب مبادرة الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/260) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/260) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، يعني ابن عبيد. وفي (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/425) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس بن عبيد. وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. قالا: حدثنا شعبة. وفي (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/472) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/504) قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1322) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/177) قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/28، 29) قال: حدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد، كلهم عن حماد. قال خلف: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي وعبد الرحمن بن الربيع بن مسلم، جميعا عن الربيع بن مسلم (ح) وحدثنا عبيد ?الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، عن حماد بن سلمة. وأبو داود (623) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجه (961) قال: حدثنا حميد بن مسعدة وسويد بن سعيد قالا: حدثنا حماد بن زيد. والترمذي (582) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (2/96) وفي الكبرى (813) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد. وابن خزيمة (1600) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد. ستتهم - معمر، ويونس بن عبيد، وشعبة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد، فذكره. الحديث: 3889 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 626 3890 - (ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «الذي يرفع رأسه ويخفضُه قبل الإمام فإنما ناصيتُه بيد شيطان» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 92 في الصلاة، باب ما يفعل من رفع رأسه قبل الإمام، قال الحافظ في " الفتح ": وأخرجه البزار من رواية مليح بن عبد الله السعدي عن أبي هريرة مرفوعاً، وأخرجه عبد الرزاق من هذا الوجه موقوفاً، وهو المحفوظ. أقول: ومليح بن عبد الله السعدي، لم أجد له ترجمة في " التقريب " و " التهذيب " و " تعجيل المنفعة " و " ميزان الاعتدال "، وقد ذكره أبو حاتم في " الجرح والتعديل " وسكت عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (205) عن محمد بن عمرو بن علقمة عن مليح بن عبد الله السعدي، عن أبي هريرة، فذكره. وله متابعة عند الحميدي. أخرجه (989) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة. قال: سمعت مليح بن عبد الله السعدي، فذكره. وقال أبو بكر الحميدي، وقد كان سفيان ربما رفعه، وربما لم يرفعه. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/274) قال ابن عبد البر: هذا الحديث رواه مالك موقوفا، ورواه الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي مليح، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انتهى. الحديث: 3890 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 626 3891 - (م س) أنس بن مالك: قال: «صلَّى بنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم [ص: 627] ذاتَ يوم فلما قضى الصلاةَ أقبل علينا بوجهه، فقال: أيُّها النَّاسُ، إني إمامُكم، فلا تسبقوني بالرُّكوع، ولا بالقيام، ولا بالانصراف، فإني أراكم أمامي ومِن خَلْفي، ثم قال: والذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيتُ لضحكتُم قليلاً، ولبَكَيْتم كثيراً، قالوا: وما رأيتَ يا رسولَ الله؟ قال: الجنةَ والنَّارَ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (426) في الصلاة، باب تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود، والنسائي 3 / 83 في السهو، باب النهي عن مبادرة الإمام بالانصراف من الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/126) . ومسلم (2/28) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (1602، 1716) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. أربعتهم - ابن حنبل، وابن نمير، وإسحاق، وهارون - عن محمد بن فضيل. 2- وأخرجه أحمد (3/126) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/217) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (3/240) قال: حدثنا أبو سعيد. والدارمي (1323) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. أربعتهم - عبد الصمد، وابن مهدي، وأبو سعيد، وأبو الوليد - قالوا: حدثنا زائدة. 3- وأخرجه أحمد (3/154) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا زهير. 4- وأخرجه أحمد (3/245 290،) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد. 5- وأخرجه مسلم (2/28) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. 6- وأخرجه مسلم (2/28) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر. والنسائي (3/83) وفي الكبرى (1195) . وابن خزيمة (1715، 1716) عن علي بن حجر. كلاهما - أبو بكر، وعلي - قالا: حدثنا علي بن مسهر. ستتهم - ابن فضيل، وزائدة، وزهير، وعبد الواحد، وجرير، وابن مسهر - عن المختار بن فلفل، فذكره. الحديث: 3891 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 626 3892 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «كنَّا نُصلِّي خلفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فإذا قال: سمع الله لمن حمده، لم يحنِ أحد منا ظهره حتى يضع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- جبهتَه على الأرض» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «كنا مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لا يحنِي أحد مِنَّا ظهرَه حتى نراه قد سجد» . زاد في رواية «ثم نَخِرُّ من وراءه سُجَّداً» . وفي رواية أبي داود: «أنهم كانوا إذا رفعوا رؤوسهم من الركوع مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قاموا قِياماً، فإذا رأوه قد سجد سجدوا» وفي أخرى له «أنَّهم كانوا يصلُّون مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذ ركع ركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، لم نزل قياماً حتى نراه قد وضع جبهته بالأرض، ثم يتبعونه» وفي أخرى له «كنا نصلِّي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلا يحْنو أحد منا ظهره حتى نرى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يضع» . وأخرج النسائي رواية [ص: 628] أبي داود الأولى، وأخرج الترمذي: «كنا إذا صلينا خلف رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فرفع رأسه من الركوع، لم يحنِ رجل منا ظهرَه حتى يسجدَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فَنَسْجدَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يَحْنِ) : حَنَيْتُ ظهري، وحَنَيْتُ العود: إذا عطفته، وحنوت، لغة فيه، وقد جاءا معاً في الحديث «حَنَى [يحني» و] «يحنو» وحنوت عليه: أي عطفت عليه، من الحُنُوِّ والشفقة، وكأن المعنى: يرجع إليه. (نَخِرُّ) : خَرَّ: إذا وقع من عالٍ، والمراد به: الهَوِي للسجود، وكذلك أراد بقوله: يضع.   (1) رواه البخاري 2 / 152 و 153 في صلاة الجماعة، باب متى يسجد من خلف الإمام، وفي صفة الصلاة، باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، وباب السجود على سبعة أعظم، ومسلم رقم (474) في الصلاة، باب متابعة الإمام والعمل بعده، وأبو داود رقم (620) و (621) و (622) في الصلاة، باب ما يؤمر به المأموم من اتباع الإمام، والترمذي رقم (281) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية أن يبادر الإمام بالركوع والسجود، والنسائي 2 / 96 في الإمامة، باب مبادرة الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/284) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/285) قال: حدثنا عفان. وفيه (4/285) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (1/190) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (620) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/96) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية. وفي الكبرى تحفة الأشراف (1772) عن علي بن الحسين الدرهمي، عن أمية بن خالد. ستتهم - ابن جعفر، وعفان، وإسماعيل بن علية، وحجاج، وحفص، وأمية - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (4/304) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (1/177) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/46) قال: حدثني أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (281) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. أربعتهم - عبد الرحمن، ووكيع، ويحيى، وأبو نعيم - عن سفيان الثوري. 3- وأخرجه البخاري (1/206) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا إسرائيل. 4- وأخرجه مسلم (2/45) قال: حدثنا أحمد بن يونس (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. كلاهما عن زهير بن معاوية أبي خيثمة. أربعتهم - شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وزهير - عن أبي إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن يزيد، فذكره. عن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا البراء، «أنهم كانوا يصلون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا ركع ركعوا، وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: سمع الله لمن حمده، لم نزل قياما حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض، ثم نتبعه.» . أخرجه مسلم (2/46) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم، وأبو داود (622) قال: حدثنا الربيع ابن نافع. كلاهما - محمد، والربيع - عن إبراهيم بن محمد أبي إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن محارب بن دثار، قال: سمعت عبد الله بن يزيد يقول على المنبر، فذكره. وبلفظ «كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا يحنو أحد منا ظهره حتى نراه قد سجد.» . أخرجه الحميدي (725) ، ومسلم (2/46) قال: حدثنا زهير بن حرب وابن نمير. وأبو داود (621) قال: حدثنا زهير بن حرب، وهارون بن معروف. أربعتهم - الحميدي، وزهير، وهارون، وابن نمير - قالوا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبان بن تغلب، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. وبلفظ «كنا إذا صلينا خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قمنا صفوف، حتى إذا سجد تبعناه» . أخرجه أحمد (4/292) قال: حدثنا هشيم، عن العوام، عن عروة، فذكره. الحديث: 3892 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 627 3893 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُبادِرُوني بركوع ولا بسجود، فإني مهما أسبقكم به إذا ركعتُ تُدْرِكُوني به إذا رفعتُ إني قد بدَّنتُ» أخرجه ... (1) . [ص: 629] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَدَّنْت) : بَدَّنَ الرجل بالتشديد: إذا كَبِرَ و [بَدُنَ] بالتخفيف: إذا سَمِنَ.   (1) رقم (619) في الصلاة، باب ما يؤمر به المأموم من اتباع الإمام، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (963) في إقامة الصلاة، باب النهي أن يسبق الإمام بالركوع والسجود، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (602) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (603) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن عجلان. وأحمد (4/92) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. وفي (4/98) قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. والدارمي (1321) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان. وأبو داود (619) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. وابن ماجة (963) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان (ح) وحدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. وابن خزيمة (4951) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، ومحمد بن عجلان. (ح) وحدثنا أيضا سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا ابن عجلان. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، قال: حدثنا ابن عجلان. كلاهما - يحيى بن سعيد، ومحمد بن عجلان - عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الله بن حيريز، فذكره. الحديث: 3893 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 628 3894 - (م) عمرو بن حريث - رضي الله عنه -: قال: «صَلَّيْتُ خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الفجر، فسمعته يقرأ: {فلا أُقسمُ بالخُنَّسِ. الجوارِ الكُنَّسِ} وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتمَّ ساجداً» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (475) في الصلاة، باب متابعة الإمام والعمل بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (475) حدثنا محرز بن عون بن أبي عون حدثنا خلف بن خليفة الأشجعي أبو أحمد عن الوليد بن سريح مولى آل عمرو بن حريث عن عمرو بن حريث فذكره. الحديث: 3894 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 629 [النوع] الثالث: في المسبوق 3895 - (خ م د ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام فقد أدرك الصلاة كلَّها» . أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية أبي داود قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا، ولا تعُدُّوها شيئاً، ومن أدرك الركعة فقد أَدرك الصلاةَ» وفي رواية الموطأ قال: كان أبو هريرة يقول: «من أدرك الركعةَ فقد أدرك السجدةَ، ومن فاتته قراءة أُمِّ القرآنِ فقد فاته خير كثير» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 46 و 47 في مواقيت الصلاة، باب من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة، ومسلم رقم (607) في المساجد، باب من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك تلك الصلاة، والموطأ 1 / 11 في وقوت الصلاة، باب من أدرك ركعة من الصلاة، وأبو داود رقم (893) في الصلاة، باب في الرجل يدرك الإمام ساجداً كيف يصنع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصلاة (129) عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. ومسلم فيه الصلاة (83:1) عن يحيى بن يحيى عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة (83:3) عن أبي كريب عن ابن المبارك عن معمر ومالك ويونس والأوزاعي. أربعتهم - عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وأبو داود فيه الصلاة (242) عن القعنبي والنسائي فيه الصلاة (54:2) عن قتيبة. كلاهما عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. الحديث: 3895 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 629 3896 - (ت) علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل - رضي الله عنهما -: قالا: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا أتى أحدُكم الصلاةَ والإمامُ على حال، فليصنع كما يصنعِ الإمامُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (591) في الصلاة، باب ما ذكر في الرجل يدرك الإمام وهو ساجد، وفي إسناده في حديث علي، الحجاج بن أرطاة، وهو كثير الخطأ والتدليس، وفي حديث معاذ انقطاع بين ابن أبي ليلى ومعاذ، لكن له شاهد بمعناه من حديث معاذ عند أبي داود رقم (506) وقد تقدم في الصفحة (273) يقول فيه ابن أبي ليلى: حدثنا أصحابنا، وفي رواية ابن أبي شيبة: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: كان الرجل إذا جاء يسأل فيخبر بما سبق من صلاته، وأنهم قاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بين قائم وراكع وقاعد ومصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء معاذ، فأشاروا إليه: فقال معاذ: لا أراه على حال إلا كنت عليها، قال: فقال: إن معاذاً قد سن لكم سنة كذلك فافعلوا، وهذا متصل، وإسناده صحيح، وقد صححه غير واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (591) قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي، قال: حدثنا المحاربي، عن الحجاج ابن أرطأة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي. وعن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ ابن جبل، فذكراه. الحديث: 3896 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 630 3897 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول: «إذا فاتتك الركعةُ فقد فاتتك السجدةُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 10 في وقوت الصلاة، باب من أدرك ركعة من الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/43) عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول فذكره. الحديث: 3897 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 630 3898 - (م ط د س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: «أنه غزا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تَبُوكَ، قال: فتبَرَّز رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قِبَل الغائط، فحملتُ معه إداوة قَبلَ صلاةَ الفجر، فلما رجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذتُ أُهريقُ على يديه من الإداوةِ، وغسل يديه ثلاث مرات، ثم غسل وجهه - ثم ذَكر ضيق كُمَّي الجُبَّةِ، وأنه غسل ذراعيه إلى المرفقين - ثم توضأ على [ص: 631] خفيه، قال: فأقبلت معه حتى نجدَ الناس قد قدَّموا عبد الرحمنِ بن عوف فصلَّى لهم، فأدرك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إحدى الركعتين، فصلَّى مع الناس الركعة الأخيرة، فلما سلم عبد الرحمن قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتم صلاتَه، فأفزعَ ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاتَهُ أقبل عليهم، ثم قال: أحسنتم - أو قد أصبتم - يُغبِّطهم: أن صلوا الصلاة لوقتها» . وفي أخرى قال: «تخلَّف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتخلَّفتُ معه، فلما قضى حاجته قال: أمعك ماء؟ فأتيته بمَطْهَرة، فغسل كفَّيْهِ ووجهه، ثم ذهبَ يَحْسُِرُ عن ذراعيه، فضاق كمُّ الجبَّة، فأخرج يديه من تحت الجُبَّةِ، وألقى الجبة على منكبيه، وغسل ذراعيه، ومسح بناصيته، وعلى العِمامة، وعلى خُفَّيْهِ، ثم ركب وركبت معه، فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة، يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف، وقد ركع [بهم ركعة] ، فلما أحسَّ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ذهب يتأخَّر، فأومأ إليه، فصلَّى بهم، فلما سلَّم قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وقمتُ، فركعنا الركعةَ التي سبقتنا» ، ولهذا الحديث روايات مختصرة تتضمن ذِكْر الوضوء والمسح على الخفين، تجيء في «كتاب الطهارة» من حرف الطاء. وهذا المذكور هاهنا أخرجه مسلم وأبو داود، وفي رواية الموطأ «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ذهب لحاجته في غزوة تبوكَ، قال المغيرة: فذهبت معه بماء فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فسكبتُ عليه الماءَ، فغسل وجهه، ثم ذهب يخرجُ يديه من كُمَّيْ جُبَّتَه، فلم [ص: 632] يستطع من ضيق كمِّ الجبَّة، فأخرجهما من تحت الجبة فغسل يديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفَّيْنِ، فجاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعبد الرحمن بن عوف يؤمُّهم، وقد صلَّى لهم ركعة، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الركعة التي بقيت عليهم، ففزع الناس، فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاته، قال: أحسنتم» وأخرج النسائي الرواية الثانية، وأخرج البخاري تلك الروايات التي تذكر في «كتاب الطهارة» فلهذا لم نثبت له هاهنا علامة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَتَبَرَّزَ قِبَل الغائط) : الغائط: موضع قضاء الحاجة، والتبرُّز إليه: الخروج نحوه، وأصل التبرز: من البَرَاز، وهو الموضع الذي تُقضى فيه الحاجة، وأصله: الفضاء الواسع من الأرض. (إدَاوَة) : الإدواة: إناء صغير من جلد يُتَّخذ للماء، كالسَّطِيحة ونحوها. (أهْرِيق) : أراق الماء وهَرَاقَه وأهْرَاقَه: إذا بدَّده وأجرَاه من إنائه، والهاء فيه بدل من الهمزة، ثم جمع بينهما. [ص: 633] (يُغَبِّطهم) : الغِبْطَة: حُسْن الحال، وغبَّطت الرجل بالتشديد أي حَسَّنتُ له ما فعل، ومدحتُه عليه. (بمَطْهَرَة) : المَطْهَرَة كالإدَاوَة يُتوضأ منها، وهي مَفْعلة من الطهارة. (يَحسُِر) : حَسَرَ الثوب عن بدنه والعمامة عن رأسه: إذا كشفه.   (1) رواه مسلم رقم (274) في الصلاة، باب تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإمام، والموطأ 1 / 35 و 36 في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين، وأبو داود رقم (149) في الطهارة، باب المسح على الخفين، والنسائي 1 / 76 و 77 في الطهارة، باب المسح على العمامة مع الناصية، وباب كيف المسح على العمامة، ورواه البخاري 1 / 400 في الصلاة، باب الصلاة في الجبة الشامية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/244، 249) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (4/247) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. والبخاري في جزء القراءة (196) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أنبأنا أيوب. والنسائي (1/77) وفي الكبرى (112) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس بن عبيد. وفي الكبرى (166) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أيوب. وابن خزيمة (1064) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب. وفي (1645) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو بشر الواسطي، قالا: حدثنا هشيم، عن يونس. ثلاثتهم - أيوب، وهشام، ويونس بن عبيد - عن محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب الثقفي، فذكره. * أخرجه أحمد (4/248) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، قال: حدثني رجل، عن عمرو بن وهب، فذكر نحوه. * وأخرجه أحمد (4/251) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن عون، عن ابن سيرين، رفعه إلى المغيرة بن شعبة، فذكره. * وأخرجه النسائي (1/63) وفي الكبرى (111) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم البصري، عن بشر بن المفضل، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن رجل حتى رده إلى المغيرة بن شعبة، فذكره. الحديث: 3898 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 630 [النوع] الرابع: في ارتفاع مكان الإمام 3899 - (د) عمار بن ياسر - رضي الله عنه -: «أمَّ الناسَ بالمدائن وهو على دُكَّان، والنَّاسُ أسفل منه، فتقدَّم حذيفة إليه، فأخذ على يديه، فاتَّبَعه عمار حتى أنزله [حذيفة] من الدكان، فلما فرغ عمار من صلاته قال له حذيفة: ألم تسمعْ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أمَّ أحدكم القومَ فلا يقم في مكان أرفع من مكانهم؟ فقال له عمار: لذلك اتَّبعتك حين أخذتَ على يديَّ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دُكَّان) : الدُّكان: الدِّكَّة: وهو الموضع المرتفع يُجْلَس عليه.   (1) رقم (598) في الصلاة، باب الإمام يقوم مكاناً أرفع من مكان القوم، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له معنى الحديث الذي بعده، وفيه أن حذيفة هو الإمام وأن الذي جبذه هو أبو مسعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (598) حدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني أبو خالد عن عدي بن ثابت الأنصاري حدثني رجل أنه كان مع ابن ياسر بالمدائن فذكره. الحديث: 3899 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 633 3900 - (د) همام بن الحارث [النخعي الكوفي] : قال: «إن حذيفة أمَّ [ص: 634] الناسَ بالمدائن على دُكَّان، فأخذ أبو مسعود بقميصه فجبذه، فلما فرغ من صلاته قال: ألم تعلم أنّهم كانوا يُنْهوْنَ عن ذلك؟ قال: [بلى] ، تذَكَّرتُ حين مدَدْتَني» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (597) في الصلاة، باب الإمام يقوم مكاناً أرفع من مكان القوم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (597) حدثنا أحمد بن سنان وأحمد بن الفرات أبو مسعود الرازي المعنى قالا: ثنا يعلى ثنا الأعمش عن إبراهيم عن همام أن حذيفة فذكره. الحديث: 3900 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 633 3901 - (خ م د س) أبو حازم بن دينار: «أن نفراً جاؤوا إلى سهل بن سعد - رضي الله عنه- قد تَمارَوْا في المنبر: من [أي] عود هو؟ فقال: أما والله إني لأعرف من أيِّ عود هو ومنْ عَمِلَهُ، ورأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أولَ يوم جلس عليه قال: فقلتُ له يا أبا عباس، فحدِّثنا، فقال: أرسلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى امرأة - قال أبو حازم: إنه ليسمِّيها يومئذ - انظري غلامكِ النجارَ يعْمَلُ لي أعواداً أكلِّمُ الناسَ عليها، فعمِل هذه الثلاث درجات، ثم أمر بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فوضعت هذا الموضع، فهي من طَرْفاءِ الغابَةِ ولقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قام عليه فكبَّر، وكبَّر الناسُ وراءَه وهو على المنبر، ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصلِ المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس، إنما صنعتُ هذا لتأتمُّوا بي، ولتَعَلَّموا (1) صلاتي» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. وفي [ص: 635] رواية: «ولقد رأيتُه أولَ يوم وُضِع، وأولَ يوم جلس عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر نحوه في أعواد المنبر، ثم قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى عليها وكبَّر وهو عليها، ثم ركع وهو عليها، ثم نزل القهقرى وسجد في أصل المنبر، ثم عاد، فلما فرغ أقبل على الناس فقال ... » الحديث. وفي رواية البخاري «أنه سُئل: من أي شيء المنبرُ؟ فقال: من أَثْل الغابة، عمِلَهُ فلان مولى فلانة لرسولِ - صلى الله عليه وسلم-، وقام عليه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين عُمل ووُضِع، فاستقبل القبلة وكبَّر، وقام الناسُ خلفَه، فقرأ، وركع وركع الناسُ خلفه، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ففعل مثل ذلك، فهذا شأنُهُ» قال البخاري: قال علي بن عبد الله (2) : سألني أحمد بن حنبل عن هذا الحديث؟ وقال: إنما أردتُ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث، قال: فقلت له: إن سفيانَ بن عيينة كان يُسألُ عن هذا كثيراً فلم تسمعه منه؟ قال: لا. قال الحميدي، ففي هذا استفادةُ أحمدَ من ابن المديني، ورواية البخاري عن رجل عن أحمد (3) . [ص: 636] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَمَارَوا) : الامْتِرَاء والتماري: الشك في الأمر. (أَثْل) : الأثل: شجر من شجر الطَّرْفاء.   (1) أي لتتعلموا، وعرف منه أن الحكمة في صلاته في أعلى المنبر، ليراه من قد يخفى عليه رؤيته إذا صلى على الأرض. (2) هو علي بن عبد الله بن المديني. (3) رواه البخاري 1 / 452 و 453 في المساجد، باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب، وفي الجمعة، باب الخطبة على المنبر، وفي البيوع، باب النجار، وفي الهبة، باب من استوهب من أصحابه [ص: 636] شيئاً، ومسلم رقم (544) في المساجد، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة، وأبو داود رقم (1080) في الصلاة، باب في اتخاذ المنبر، والنسائي 2 / 57 - 59 في المساجد، باب الصلاة على المنبر، قال الحافظ في " الفتح " 2 / 331: ويستفاد من الحديث أن من فعل شيئاً يخالف العادة أن يبين حكمته لأصحابه، وفيه مشروعية الخطبة على المنبر لكل خطيب خليفة كان أو غيره، وفيه جواز قصد تعليم المأمومين، أفعال الصلاة بالفعل، وجواز العمل اليسير في الصلاة، وكذا الكثير إن تفرق، وكذا في جواز ارتفاع الإمام، وفيه استحباب اتخاذ المنبر لكونه أبلغ في مشاهدة الخطيب والسماع منه، واستحباب الافتتاح بالصلاة في كل شيء جديد، إما شكراً، وإما تبركاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (926) وأحمد (5/330) . والبخاري (1/105) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (2/74) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر. وابن ماجة (1416) قال: حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري. وابن خزيمة (1522، 1779) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وأبو بكر، وزهير، وابن أبي عمر، وأحمد بن ثابت، وعبد الجبار - قالوا: حدثنا سفيان هو ابن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (5/339) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والدارمي (1261) قال: أخبرنا أبو معمر، إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري (1/122) (3/80) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (2/74) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (1521) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. خمستهم - إسحاق، وأبو معمر، وقتيبة، ويحيى، ويعقوب - عن عبد العزيز بن أبي حازم 3- وأخرجه البخاري (2/11) . ومسلم (2/74) وأبو داود (1080) والنسائي (2/57) وفي الكبرى (729) قال النسائي: أخبرنا. وقال الباقون: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله القاري القرشي. 4- وأخرجه البخاري (3/201) قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. أربعتهم - سفيان، وعبد العزيز، ويعقوب، وأبو غسان - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 3901 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 634 3902 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي من الليل في حجْرَتهِ، وجدارُ الحجرة قصير، فرأى الناسُ شخص النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقام ناس يصلُّون بصلاته، فأصبحوا فتحدَّثوا، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الثانية يصلِّي، فقام ناس يصلُّون بصلاته، فصنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثاً، حتى إذا كان بعد ذلك جلس النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ولم يَخرُجْ، فلما أصبح ذكرَ ذلك له الناسُ، فقال: إني خِفتُ أن تُكْتبَ عليكم صلاةُ الليل» . أخرجه البخاري، وأخرجه أبو داود مختصراً قال: قالت: «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حجرته والناس يأتمون به من وراء الحجرة» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 178 في صلاة الجماعة، باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة، وفي اللباس، باب الجلوس على الحصير، وأبو داود رقم (1126) في الصلاة، باب الرجل يأتم بالإمام وبينهما جدار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد قال: حدثنا هشيم. والبخاري (1/186) قال: حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا عبدة وأبو داود (1126) قال: حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا هشيم. كلاهما - هشيم، وعبدة بن سليمان - عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة فذكرته. الحديث: 3902 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 636 الفرع الثالث: في آداب المأموم 3903 - (خ م ط د س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السَّكينةُ والوَقَارُ، ولا تُسْرِعُوا فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا» وفي رواية قال: «إذا أقيمتِ الصلاةُ فلا تأتوها تسْعوْن، وائتُوها تمشُون، وعليكم السَّكينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا» أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا ثُوِّبَ بالصلاة، فلا يَسْعَ إليها أحدُكم، ولكن لِيَمْشِ وعليه السكينةُ والوقارُ، فصلِّ ما أدركتَ، واقض ما سبقك» زاد في رواية: «فإن أحدَكم إذا كان يَعْمِد إلى الصلاة فهو في صلاة» وأخرج الموطأ رواية مسلم المفردة، وفي رواية أبي داود والنسائي والترمذي الرواية الثانية من المتفق [عليه] ، ولأبي داود أيضاً «ائتوا الصلاة وعليكم السَّكينةُ، فصلوا ما أدركتم، واقضوا ما سبقكم» (1) . [ص: 638] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّكِينة) : فَعِيلة من السُّكون.   (1) رواه البخاري 2 / 97 و 98 في الأذان، باب لا يسعى إلى الصلاة وليأت بالسكينة والوقار، وفي الجمعة، باب المشي إلى الجمعة، ومسلم رقم (602) في المساجد، باب استحباب إتيان الصلاة بسكينة ووقار، والموطأ 1 / 68 و 69 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، وأبو داود رقم (572) و (573) في الصلاة، باب السعي إلى الصلاة، والترمذي رقم (327) في الصلاة، باب ما جاء في المشي إلى المسجد، والنسائي 2 / 114 و 115 في الإمامة، باب السعي إلى الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/237) قال: حدثنا ابن مهدي، عن مالك. وفي (2/460) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثني مالك. وفي (2/529) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا مالك والبخاري في جزء القراءة (185) قال: حدثنا قتيبة، عن عبد العزيز بن محمد. ومسلم (2/100) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وابن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. قال: ابن أيوب حدثنا إسماعيل. وابن خزيمة (1065) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل. ثلاثتهم - مالك، وعبد العزيز، وإسماعيل بن جعفر - عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، فذكره. الحديث: 3903 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 637 3904 - (خ م) أبو قتادة - رضي الله عنه -: قال: «بينما نحنُ نصلِّي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إذْ سمع جلَبةَ رجالِ، فلما صلى قال: ما شأنكم؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، قال: فلا تفعلوا، إذا أتيتُم الصلاةَ، فعليكم السكينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَلَبَة) : الجَلَبَة: الأصوات المرتفعة، والضجة المختلطة.   (1) رواه البخاري 2 / 96 في الأذان، باب قول الرجل: فاتتنا الصلاة، ومسلم رقم (603) في المساجد، باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (5/306) قال: حدثنا حسن بن موسى وحسين بن محمد. قالا: حدثنا شيبان. والدارمي (1287) قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا شيبان. والبخاري (1/163) وفي جزء القراءة خلف الإمام (165) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. ومسلم (2/100، 101) قال: حدثني إسحاق ابن منصور. قال: أخبرنا محمد بن المبارك الصوري. قال: حدثنا معاوية بن سلام. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا معاوية بن هشام. قال: حدثنا شيبان. وابن خزيمة (1644) قال: حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني. قال: حدثنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا معاوية بن سلام. كلاهما - شيبان، ومعاوية بن سلام- عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره. الحديث: 3904 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 638 3905 - (خ د س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: «أنه انتهى إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو راكع، فركعَ قبل أن يصلَ إلى الصفِّ، فذكر ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: زادَك الله حِرْصاً، ولا تَعُدْ» أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود «أنه دخل المسجد ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- راكع، قال: فركعت دون الصفِّ، وَمَشَيْتُ إلى الصف، فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاتَه قال: أيُّكم الذي ركع دون الصف ثم مَشَى إلى الصفِّ؟ قلت: أنا، قال: زادك الله حرصاً، ولا تَعُدْ» . وفي أخرى له قال: «إنه دخل المسجد» . وذكر نحو رواية البخاري، [ص: 639] وأخرج النسائي نحو رواية البخاري أيضاً (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 222 في صفة الصلاة، باب إذا ركع دون الصف، وأبو داود رقم (683) و (684) في الصلاة، باب الرجل يركع دون الصف، والنسائي 2 / 118 في الإمامة، باب الركوع دون الصف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/39) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا أشعث، عن زياد الأعلم. وفي (5/45) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا زياد الأعلم. وفي (5/45) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: أخبرنا زياد الأعلم. وفي (5/46) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، قال: سمعت هشاما. والبخاري (1/198) وفي جزء القراءة خلف الإمام (135) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام، عن الأعلم، وهو زياد. وفي جزء القراءة خلف الإمام (195) قال: حدثنا محمد بن مرداس أبو عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا عبد الله بن عيسى أبو خلف الخزاز، عن يونس. وأبو داود (683) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، أن يزيد بن زريع حدثهم، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن زياد الأعلم. والنسائي (2/118) وفي الكبرى (854) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن زياد الأعلم. ثلاثتهم - زياد الأعلم، وهشام، ويونس - عن الحسن، فذكره. * أخرجه أحمد (5/46) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن قتادة. وأبو داود (684) قال: حدثنا موسى بن إمساعيل. قال: حدثنا حماد. قال: أخبرنا زياد الأعلم. كلاهما - قتادة، وزياد - عن الحسن، أن أبا بكرة جاء، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- راكع ... الحديث مرسل. الحديث: 3905 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 638 3906 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - قال: «كان ابن مسعود إذا أعجَلَ يدبُّ إلى الصف راكعاً، وزيدُ بن ثابت مثله» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 165 في قصر الصلاة، باب ما يفعل من جاء والإمام راكع، رواه مالك عن ابن مسعود بلاغاً، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له رواية زيد بن ثابت، وإسنادها صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/472) أنه بلغه أن عبد الله بن مسعود فذكره. الحديث: 3906 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 639 3907 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم: «أن ابن عمر سمع الإقامة وهو بالبقيع، فأسرع المشي إلى المسجد» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 72 في الصلاة، باب ما جاء في النداء إلى الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/218) عن نافع أن عبد الله بن عمر فذكره. الحديث: 3907 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 639 3908 - (خ م د ت س) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا تقوموا حتى تَرَوْني قد خرجتُ وعليكم بالسكينة» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ، ولم يذكر النسائي «وعليكم بالسكينة» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 99 في الأذان، باب متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام عند الإقامة، وباب لا يسعى إلى الصلاة مستعجلاً، وفي الجمعة، باب المشي إلى الجمعة، ومسلم رقم (604) في المساجد، باب متى يقوم الناس للصلاة، وأبو داود رقم (539) و (540) في الصلاة، باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعوداً، والترمذي رقم (592) في الصلاة، باب كراهية أن ينتظر الناس الإمام وهم قيام، والنسائي 2 / 81 في الإمامة، باب قيام الناس إذا رأوا الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (427) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا معمر. وأحمد (5/296، 303) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا الحجاج بن أبي عثمان. وفي (5/304) قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا حجاج الصواف. وفي (5/305) قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي. قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار. وفي (5/307) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان. وفي (5/308) قال: حدثنا يزيد ابن هارون. قال: أخبرنا همام بن يحيى. وفي (5/309) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وعبد الوهاب الخفاف. قالا: حدثنا هشام. وفي (5/310) قال: حدثنا أبو قطن. قال: حدثنا هشام. وفي (5/310) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا علي بن المبارك. (ح) وحدثنا هاشم. قال: حدثنا شيبان. وعبد بن حميد (189) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والدارمي (1264) قال: أخبرنا وهب بن جرير. قال: حدثنا هشام. وفي (1265) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا همام والبخاري (1/164) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام. وفي (1/164) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. وفي (2/9) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثني أبو قتيبة. قال: حدثنا علي بن المبارك. ومسلم (2/101) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن معمر. (ح) قال أبو بكر: وحدثنا ابن علية، عن حجاج بن أبي عثمان (ح) قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عيسى بن يونس وعبد الرزاق، عن معمر. (ح) وقال إسحاق: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن شيبان. وأبو داود (539) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل. قالا: حدثنا أبان. وفي (540) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: حدثنا عيسى، عن معمر. والترمذي (592) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا معمر. والنسائي (2/31) وفي الكبرى (1577) قال: أخبرنا الحسين بن حريث. قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن معمر. وفي (2/81) وفي الكبرى (776) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا هشيم، عن هشام بن أبي عبد الله وحجاج بن أبي عثمان. وابن خزيمة (1644) قال: حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني. قال: حدثنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا معاوية بن سلام. ثمانيتهم - معمر، والحجاج بن أبي عثمان الصواف، وأبان بن يزيد، وهمام بن يحيى، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وعلي بن المبارك، وشيبان، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره. * وزاد معمر في روايته. «حتى تروني قد خرجت» . ولم يذكر سفيان بن عيينة هذه الزيادة في روايته عن معمر. قال أبو داود: لم يذكر «قد خرجت» إلا معمر ورواه ابن عيينة عن معمر لم يقل فيه: قد خرجت. * في رواية هشام الدستوائي قال: كتب إلي يحيى. * في رواية البخاري (2/9) عن عبد الله بن أبي قتادة لا أعلمه إلا عن أبيه. * وأخرجه مسلم (2/101) قال: حدثني محمد بن حاتم وعبيد الله بن سعيد. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1526) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار. قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا أحمد بن سنان الواسطي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا سفيان، يعني ابن حبيب. كلاهما - يحيى بن سعيد، وسفيان بن حبيب - عن الحجاج بن أبي عثمان الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة وعبد الله بن أبي قتادة، فذكراه. الحديث: 3908 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 639 3909 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الظهر، وأبو بكر خلفَه، فإذا كبَّر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كبَّر أبو بكر يُسْمِعُنا» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 84 في الإمامة، باب الائتمام بمن يأتم بالإمام، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/84) أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم قال: حدثنا يحيى يعني ابن يحيى قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرواسي عن أبيه عن أبي الزبير عن جابر فذكره. الحديث: 3909 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 640 3910 - (د) مطرف [بن طريف بن الحارثي] : عن عامر (1) قال: «لا يقول القومُ خلف الإمام: سمع الله لمن حمده، ولكن يقولون (2) : ربنا لك الحمد» أخرجه أبو داود (3) .   (1) يعني الشعبي، وفي المطبوع: مطرف بن عامر، وهو خطأ. (2) في المطبوع: يقولوا، بحذف النون. (3) كذا في الأصل: أخرجه أبو داود، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (849) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، وإسناده صحيح، قال الخطابي في " معالم السنن ": اختلف الناس فيما يقول المأموم إذا رفع رأسه من الركوع، فقالت طائفة: يقتصر على " ربنا لك الحمد " وهو الذي جاء به الحديث، لا يزيد عليه، وهو قول الشعبي، وإليه ذهب مالك وأحمد بن حنبل، وقال أحمد: إلى هذا انتهى أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت طائفة: يقول: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، يجمع بينهما، هذا قول ابن سيرين وعطاء، وإليه ذهب الشافعي، وهو مذهب أبي يوسف ومحمد: قلت: (القائل الخطابي) : وهذه الزيادة وإن لم تكن مذكورة في الحديث نصاً، فإنها مأمور بها الإمام، وقد جاء: " إنما جعل الإمام ليؤتم به " فكان هذا في جميع أقواله وأفعاله، والإمام يجمع بينهما، وكذلك المأموم، وإنما كان القصد بما جاء في هذا الحديث مداركة الدعاء والمقارنة بين القولين ليستوجب بها دعاء الإمام، وهو قوله: سمع الله لمن حمده، ليس بيان كيفية الدعاء والأمر باستيفاء جميع ما يقال في ذلك المقام، إذ وقعت الغنية بالبيان المتقدم فيه، وانظر " نيل الأوطار " في الصلاة، باب ما يقول في رفعه من الركوع وبعد انتصابه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (849) حدثنا بشر بن عمار ثنا أسباط عن مطرف عن عامر فذكره. الحديث: 3910 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 640 3911 - (خ م ط د س) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 641] بلغه أن بني عمرِو بن عوف كان بينهم شر، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلِح في أُناسِ معه، فحبِسَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وحانت الصلاةُ، فجاء بلال إلى أبي بكر، فقال: يا أبا بكر، إن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد حُبِسَ وحانتِ الصلاةُ، فهل لك أن تؤُمَّ الناس؟ قال: نعم، إن شئتَ، فأقام بلال، وتقدَّم أبو بكر فكبَّر وكبَّر الناسُ، وجاء رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي في الصفوف حتى قام في الصف، فأخذ الناسُ في التصفيق، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس [التصفيق] التفتَ فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذهب يتأخَّرُ، فأشار إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن امْكُثْ مكانَك، فرفع أبو بكر يده، فحمد الله، ورجع القهقرى وراءه، حتى قام في الصف، فتقدَّم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى للناس، فلما فرغ أقبل على الناس، فقال: يا أيُّها الناس ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة أخذتم في التصفيق، إنما التصفيق للنساء من نابه شيء في صلاته فليقل: سبحان الله، فإنه لا يسمعه أحد حين يقول: سبحان الله إلا التفت، يا أبا بكر، ما منعك أنْ تصلِّيَ بالناس حين أشرتُ إليك؟ فقال أبو بكر: ما كان ينبغي لابن أبي قُحافة أن يصلِّي بين يدي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» وفي رواية «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر، ثم أتاهم يُصْلِحُ بينهم، وأن الصلاة التي احتُبِسَ عنها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وتقدَّم فيها أبو بكر: هي صلاة العصر» وفيه أنه قال للقوم: «إذا نابكُم أمر فلْيُسَبِّحِ الرجال، وليصَفِّحِ النساء» . وفي أخرى [ص: 642] مختصراً: «أن أهل قُباءَ اقتتلوا حتى تَرَامَوّا بالحجارة، فأُخْبِرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: اذهبوا بنا حتى نُصلِحَ بينهم» أخرجه البخاري ومسلم، وليس عند مسلم في هذه الرواية الآخرة قولُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وأخرج الموطأ والنسائي وأبو داود الرواية الأولى، إلا أن رواية أبي داود انتهت عند قوله: «وإنما التصفيق للنساء» وأخرجه أبو داود في رواية أخرى قال: «كان قتالٌ بين بني عمرو بن عوف، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأتاهم ليُصلحَ بينهم بعد الظهر، فقال لبلال: إنْ حضرتْ صلاةُ العصرِ ولم آتِكَ فمُرْ أبا بكر فليُصَلِّ بالناس، فلما حضرتْ العصرُ أذَّن بلال، ثم أقام، ثم أمر أبا بكر فتقدَّم» . وقال في أخره: «إذا نابكم شيء في الصلاة فليسبِّحِ الرجال، وليُصَفِّحِ النساء» . قال أبو داود: قال: عيسى بن أيوب: التصفيحُ للنساء، تضرب بأصبعين من يمينها على كفِّها اليسرى، وأخرج النسائي أيضاً رواية أبي داود هذه (1) . [ص: 643] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نابكم) : ناب فلان كذا وكذا: أي عرض له مرة بعد أخرى.   (1) رواه البخاري 2 / 139 - 141 في صلاة الجماعة، باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول فتأخر الأول أو لم يتأخر جازت الصلاة، وفي العمل في الصلاة، باب ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة للرجال، وباب التصفيق للنساء، وباب رفع الأيدي في الصلاة لأمر ينزل به، وفي السهو، باب الإشارة في الصلاة، وفي الصلح، باب ما جاء في الإصلاح بين الناس، وباب قول الإمام: اذهبوا بنا نصلح، وفي الأحكام، باب الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم، ومسلم رقم (421) في الصلاة، باب تقديم الجماعة من يصلي بهم، والموطأ 1 / 163 و 164 في قصر الصلاة، باب الالتفات والتصفيق، وأبو داود رقم (940) و (941) و (942) في الصلاة، باب التصفيق في الصلاة، والنسائي 2 / 77 و 78 في الإمامة، باب إذا تقدم الرجل من الرعية ثم جاء الوالي هل يتأخر، وباب استخلاف الإمام إذا غاب، وفي السهو، باب رفع اليدين وحمد الله والثناء عليه في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصلاة (199) عن عبد الله بن يوسف ومسلم فيه الصلاة (22: 1) عن يحيى بن يحيى وأبو داود فيه الصلاة (174: 2) عن القعنبي. ثلاثتهم - عن مالك بن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد، الأشراف (4/119) . الحديث: 3911 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 640 3912 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «هل ترون قِبْلَتي هاهنا؟ والله ما يخفى عليَّ ركوعُكم ولا خشوعُكم وإني لأراكم من وراء ظهري» أخرجه البخاري ومسلم والموطأ (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 187 في صفة الصلاة، باب الخشوع في الصلاة، وفي المساجد، باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة، ومسلم رقم (424) في الصلاة، باب الأمر بتحسين الصلاة، والموطأ 1 / 167 في قصر الصلاة، باب العمل في " جامع الصلاة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (121) والحميدي (961) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/244) قال: قرئ على سفيان. وفي (2/303) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك وفي (2/365) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا سفيان يعني ابن عيينة. وفي (2/375) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/114) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك وفي (1/189) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم. (2/27) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك ابن أنس. كلاهما - مالك، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 3912 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 643 3913 - (د) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول للنساء: «من كانت منكنَّ تؤمِنُ بالله واليوم الآخر فلا ترفَعْ رأسها حتى يرفعَ الرجال رؤوسَهم: كراهيةَ أن يَرَيْنَ عوْراتِ الرجال» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (851) في الصلاة، باب رفع النساء إذا كن مع الرجال رؤوسهن من السجدة، وفي سنده جهالة مولى أسماء بنت أبي بكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (851) حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري عن مولى لأسماء ابنه أبي بكر عن أسماء بنت أبي بكر فذكره. الحديث: 3913 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 643 3914 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- حضَّهم على الصلاة، ونهاهم أن ينصرفوا قَبلَ انصرافه من الصلاة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (624) في الصلاة، باب فيمن ينصرف قبل الإمام، وفي سنده حفص بن بغيل المرهبي، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (624) حدثنا محمد بن العلاء ثنا حفص بن بغيل المرهبي ثنا زائدة عن المختار بن فلفل عن أنس فذكره الحديث: 3914 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 643 الفرع الرابع: في القراءة مع الإمام، وفَتحِها عليه القراءة 3915 - (د ت س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري: أبْطَأ عبادةُ بن الصامت عن صلاة الصبح، فأقام أبو نُعيم المؤذِّنُ الصلاةَ، فصلَّى أبو نُعيم بالناس، وأقبل عبادةُ بن الصامت وأنا معه، حتى صفَفْنا خلفَ أبي نُعيم، وأبو نُعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادةُ يقرأ بـ {أم القرآن} ، فلما انصرفَ قلتُ لعبادة: سمعتُك تقرأُ: بـ {أم القرآن} وأبو نُعيم يَجهَرُ؟ قال: أجل، صلى بنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بعض الصلوات التي يُجْهر فيها بالقراءة. [قال] : «فالتَبَسَت عليه القراءةُ، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه، وقال: هل تقرؤون إذا جهرتُ [بالقراءة] ؟ فقال بعضُنا: إنا لنصنع ذلك، قال فلا تفعلوا، وأنا أقول: مالي أُنازَعُ القرآن؟ فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرتُ إلا بـ {أم القرآن} » أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي وأبي داود قال: «صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الصبحَ، فثقُلتْ عليه القراءةُ، فلما انصرف قال: إني أراكم تقرؤون وراءَ إمامكم، قال: قلنا: يا رسولَ الله، إي والله، قال: فلا تفعلوا، إلا بـ {أم القرآن} فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها» . وفي رواية النسائي قال: «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعض الصلوات التي يُجهر فيها [ص: 645] بالقراءة، فقال: لا يقرأنَّ أحد منكم إذا جهرتُ بالقراءة إلا بـ {أم القرآن} » (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (823) و (824) في الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، والترمذي رقم (311) في الصلاة، باب في القراءة خلف الإمام، والنسائي 2 / 141 في الافتتاح، باب قراءة أم القرآن خلف الإمام فيما جهر به الإمام، وقال الترمذي: حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/313، 5/322) قال: حدثنا محمد بن سلمة. وفي (5/316) قال: حدثنا يزيد. وفي (5/321، 322) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي. والبخاري في القراءة خلف الإمام (64) قال: حدثنا أحمد بن خالد. وفي (257) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (258) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبدة. وأبو داود (823) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة. والترمذي (311) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. وابن خزيمة (1581) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن علية (ح) وحدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا عبد الأعلى (ح) وحدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن رافع، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، قالا: حدثنا يزيد وهو ابن هارون. ثمانيتهم - محمد بن سلمة، ويزيد، وإبراهيم بن سعد، وأحمد بن خالد، وابن أبي عدي، وعبدة، وابن علية، ويحيى بن سعيد - عن محمد بن إسحاق عن مكحول، عن محمود بن الربيع، فذكره. * أخرجه أبو داود (825) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء، عن مكحول، عن عبادة. فذكره. ليس فيه محمود ابن الربيع. وقال الترمذي: حديث عبادة حديث حسن. الحديث: 3915 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 644 3916 - (م د س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر، فجعل [رجل] يقرأُ خلفَه، بـ {سَبِّح اسمَ ربِّكَ الأعلى} فلما انصرفَ قال: أيُّكم قرأ، أو أيُّكم القارئ قال رجل: أنا، فقال: قد ظننتُ أن بعضكم خالَجَنيها» وفي رواية: «صلاة الظهر - أو العصر - بالشك» أخرجه مسلم، وفي رواية أبي داود والنسائي قال: «قد عرفتُ أن بعضكم خالَجنيها» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (398) في الصلاة، باب نهي المأموم عن جهره بالقراءة خلف إمامه، وأبو داود رقم (828) و (829) في الصلاة، باب من رأى القراءة إذا لم يجهر، والنسائي 2 / 140 في الافتتاح، باب ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (835) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن قتادة، وأحمد (4/426) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثنا قتادة. وفي (4/426، 431) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا سعيد، قال: حدثنا قتادة. وفي (4/426) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (4/433) قال: حدثنا محبوب بن الحسن ابن هلال بن أبي زينب، قال: حدثنا خالد. وفي (4/441) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (82) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (88) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة،في (90، 260) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن قتادة. وفي (91) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (92) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (93) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن شعبة، عن قتادة. وفي (94) قال: حدثنا خليفة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (100) قال: حدثنا أبو النعمان ومسدد، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة وفي (259) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا. همام، عن قتادة. ومسلم (2/11، 12) قال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد. كلاهما عن - أبي عوانة - قال سعيد: حدثنا أبو عوانة عن قتادة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. كلاهما عن ابن أبي عروبة، عن قتادة. وأبو داود (828) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن كثير العبدي، قال: أخبرنا شعبة، عن قتادة. وفي (829) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة. والنسائي (2/140، 3/247) . وفي الكبرى (899) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (2/140) وفي الكبرى (900) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. كلاهما - قتادة، وخالد - عن زرارة بن أوفى، فذكره. الحديث: 3916 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 645 3917 - (ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- انصرف من صلاةِ جهرَ فيها بالقراءة، فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنِفاً؟ فقال رجل: نعم. فقال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنا أقول: مالي أُنازع القرآن! ؟ قال: فانتهى الناسُ عن القراءة مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فيما يُجهر [ص: 646] فيه حين سمعوا ذلك من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الموطأ وأبو داود والترمذي والنسائي، وفي أخرى لأبي داود قال: «صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة - نظنُّ أنها الصبحُ - بمعناه، إلى قوله: مالي أُنازَع القرآنَ؟» قال أبو داود: قال معمر: «فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» وفي أخرى قال أبو هريرة: «فانتهى الناس» . وفي أخرى «أن قوله: فانتهى الناس» من كلام الزهري (1) .   (1) يعني أنه مدرج رواه الموطأ 1 / 86 في الصلاة، باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر فيه، وأبو داود رقم (826) و (827) في الصلاة، باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام، والترمذي رقم (312) في الصلاة، باب ما جاء في ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر الإمام، والنسائي 2 / 141 في الافتتاح، باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر الإمام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (190) عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثي، فذكره. وأخرجه أبو داود في الصلاة (10138) عن القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة به و (138: 2) عن مسدد وأحمد بن محمد المروزي ومحمد بن أحمد بن أبي خلف وعبد الله بن محمد الزهري وأبي الطاهر بن السرح. خمستهم عن سفيان، عن الزهري قال: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب قال: سمعت أبا هريرة فذكره. والترمذي فيه الصلاة (117: 1) عن الأنصاري، عن معن، عن مالك به، وقال: حسن. والنسائي فيه الصلاة (285) عن قتيبة، عن مالك نحوه، وابن ماجة فيه الصلاة (52: 2) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار. كلاهما عن سفيان نحوه، و (52: 4) عن جميل بن الحسن، عن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري نحوه. تحفة الأشراف (10/287) . الحديث: 3917 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 645 3918 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان إذا سُئِل: هل يقرأ أحد خلف الإمام؟ قال: إذا صلى أحدُكم خلف الإمام فحسبُه قراءةُ الإِمام، وإذا صلى وحدَه فليقرأْ (1) ، قال (2) : وكان ابنُ عمر لا يقرأ خلف الإمام» أخرجه الموطأ (3) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: ظاهر هذا أنه لا يرى القراءة في سر الإمام ولا في جهره، ولكن مالك قيده بترجمة الباب أن ذلك فيما جهر به الإمام بما علم من المعنى اهـ. أقول: ويدل على صحته ما رواه عبد الرزاق في " مصنفه " رقم (2811) عن معمر عن ابن جريج قال: حدثني ابن شهاب عن سالم أن ابن عمر كان يقول: ينصت للإمام فيما يجهر به في الصلاة ولا يقرأ معه. (2) يعني مالك. (3) 1 / 86 في الصلاة، باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر فيه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (189) عن نافع، أن عبد الله بن عمر فذكره. الحديث: 3918 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 646 3919 - (س) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم» (1) . قال رجل من الأنصار: «وجَبَتْ هذه، فالتفتَ [إليَّ] (2) ، وكنتُ أقربَ القوم منه، فقال: ما أرى الإمامَ إذا أمَّ القوم إلا قد كفاهم» (3) . قال النسائي: هذا عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خطأ، إنما هو قولُ أبي الدرداء، ولم يُقرأْ هذا مع الكتاب.   (1) 2 / 142 في الافتتاح، باب اكتفاء المأموم بقراءة الإمام، وإسناده حسن. (2) أي: أبو الدرداء. (3) وهو من كلام أبي الدرداء، وإلى هذا أشار النسائي بقوله: هذا عن رسول الله خطأ، إنما هو قول أبي الدرداء، ولم يقرأ مع الكتاب، يعني أنه رفعه خطأ، والصواب وقفه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (2/142) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: حدثني أبو الزاهرية، قال: حدثني كثير بن مرة الحفري، فذكره. وقال النسائي: هذا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطأ إنما هو قول أبي الدرداء ولم يقرأ هذا مع الكتاب. الحديث: 3919 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 647 3920 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان إذا فاته شيء من الصلاة مع الإمام فيما يجهر فيه الإمام بالقراءة: أنه إذا سلم الإمام قام عبد الله، فقرأ لنفسه فيما يقضي، وجهر» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 81 في الصلاة، باب العمل في القراءة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (177) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3920 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 647 3921 - (س) شبيب أبو روح (1) : عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أنه صلى صلاة الصبح، فقرأ (الروم) فالتُبِس عليه، فلما صلى قال: ما بال أقوام يصلُّون معنا، لا يُحسنون الطُّهور؟ وإنما يُلبِّس علينا القرآنَ أولئك» . أخرجه النسائي (2) .   (1) هو شبيب بن نعيم، ويقال: ابن أبي روح كما في الأصل: والصواب: شبيب أبو روح، كما أثبتناه. (2) 2 / 156 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح بـ {الروم} ، وهو حديث حسن، ورواه بمعناه عبد الرزاق وأحمد والبغوي والطبراني والبيهقي، كما في " الجامع الكبير " للسيوطي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/471، 5/368) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (3/471) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك. وفي (5/363) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (2/156) وفي الكبرى (929) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: أنبأنا سفيان. كلاهما - شعبة، وسفيان - عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب أبي روح، فذكره. *أخرجه أحمد (3/471) قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة (ح) وحدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. قال: حدثنا زائدة. كلاهما - شعبة، وزائدة - عن عبد الملك بن عمير. قال: سمعت شبيبا أبا روح من ذي الكلاع، أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الصبح فقرأ بالروم ... الحديث. الحديث: 3921 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 647 الفتح على الإمام 3922 - (د) المسور بن يزيد المالكي - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-- وربما قال: شهدت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الصلاة، فيتركُ شيئاً لم يقرأْه، فقال له رجل: يا رسولَ الله، تركت آية كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فهلا أذكرتنيها؟» زاد في رواية قال: «كنت أُرى أنها نُسِخت» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (907) في الصلاة، باب الفتح على الإمام في الصلاة، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (378) و (379) في الصلاة، باب الفتح على الإمام وفي سنده يحيى بن كثير الكاهلي المالكي الكوفي، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب "، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (194) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. وأبو داود (907) قال: حدثنا محمد بن العلاء، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. وعبد الله بن أحمد (4/74) قال: حدثني سريج بن يونس. وابن خزيمة (1648) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا الحميدي (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري، قال: حدثنا يوسف ابن عدي. ستتهم - عبد الله بن عبد الوهاب، ومحمد بن العلاء، وسليمان بن عبد الرحمن، وسريج بن يونس، والحميدي، ويوسف بن عدي - عن مروان بن معاوية، عن يحيى بن كثير الكاهلي، فذكره. الحديث: 3922 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 648 3923 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم- صلَّى صلاة، فقرأَ فيها، فلُبِّس عليه، فلما انصرف قال لأُبيّ: أصليت معنا؟ قال: نعم، قال: فما منعك» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (907) في الصلاة، باب الفتح على الإمام في الصلاة، ورواه أيضاً ابن حبان رقم (380) موارد في الصلاة، باب الفتح على الإمام، وإسناده حسن، والحديثان يدلان على مشروعية الفتح على الإمام، قال الحافظ ابن حجر: وقد صح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال علي: إذا استطعمك الإمام فأطعمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (907) قال: حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي، قال: حدثنا هشام بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن شعيب، قال: أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زبر، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 3923 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 648 3924 - () مالك بن أنس قال: «بلغني أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بالناس صلاة يُجهر فيها، فأسقط آية، فقال: يا فلان، هل أسقطتُ في هذه السورة من شيء؟ قال: لا أدري، ثم سأل آخر، حتى سأل اثنين أو ثلاثاً، [ص: 649] كلُّهم يقول: لا أدري، فقال هل فيكم أُبيّ؟ قالوا: نعم يا رسولَ الله، قال: فهو لها إذاً، ثم قال: يا أُبيُّ، هل أسقطتُ في هذه السورة من شيء؟ قال: نعم، آية كذا، قال: ما منعك أن تفتحها عليَّ؟ قال: ظننتُ أنها نُسِخَت أو رُفعَتْ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما بال أقوامِ يتلَى عليهم كتاب الله فما يدرون ما يُتْلى منه مما تُرِك، هكذا خرجتْ عظمةُ الله من قلوب بني إسرائيل، فشهدتْ أَبدانُهم، وغابتْ قُلُوبُهم، ولا يَقْبَلُ الله من عبد عملاً، حتى يشهدَ بقلبه مع بدنه» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه الموطأ ولم نجده في نسخ الموطأ التي بين أيدينا، ويشهد لأوله الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بياض بالأصل بعد أخرجه، وفي المطبوع أخرجه الموطأ، ولم نقف عليه عنده. الحديث: 3924 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 648 3925 - (د) أبو إسحاق [السبيعي] عن الحارث [الأعور] عن عليّ قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يُفْتَحُ على الإمام في الصلاة» . أخرجه أبو داود، وقال: أبو إسحاق (1) لم يسمعْ من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا الحديث منها (2) .   (1) هو أبو إسحاق السبيعي. (2) رواه أبو داود رقم (908) في الصلاة، باب النهي عن التلقين، وفي إسناده الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني، وهو ضعيف، وكانت عبارة الأصل: أخرجه أبو داود وقال: أبو إسحاق سمع من الحارث أربعة أحاديث ليس هذا الحديث منها، وما أثبتناه، من نسخ أبي داود المطبوعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (908) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. وقال أبو داود: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها. الحديث: 3925 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 649 الفرع الخامس: في المنفرد بالصلاة إذا أدرك جماعة الأمر بالإعادة 3926 - (ط س) بسر بن محجن: عن أبيه مِحْجن «أنه كان في مجلس مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأُذِّنَ بالصلاةِ، فقامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى ورَجعَ ومِحْجن في مجلسه، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما منعك أن تصلِّي مع الناسِ، ألستَ برِجل مسلم؟ قال: بلى يا رسولَ الله، ولكني كنتُ قد صلَّيتُ في أهلي، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا جئتَ المسجدَ وكنتَ قد صلَّيتَ، فأُقيمتِ الصلاةُ، فصلِّ مع النَّاسِ وإن كنتَ قد صلَّيتَ» . أخرجه الموطأ والنسائي (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 132 في صلاة الجماعة، باب إعادة الصلاة مع الإمام، والنسائي 2 / 112 في الإمامة، باب إعادة الصلاة مع الجماعة بعد صلاة الرجل لنفسه، ورواه أحمد في " المسند " 4 / 34، والحاكم في " المستدرك " 1 / 244، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ صفحة (102) . وأحمد (4/34) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (4/34) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/34) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (4/338) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (2/112) وفي الكبرى (241) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. ثلاثتهم - مالك، وسفيان، ومعمر - عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني الديل يقال له بسر بن محجن، فذكره. الحديث: 3926 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 650 3927 - (د ت س) يزيد بن الأسود - رضي الله عنه -: قال: «شَهِدْتُ مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حَجَّتَهُ، فصلَّيتُ مَعَهُ صلاةَ الصُّبْحِ في مسجد الخَيْف، فلما قضى صلاتَهُ انحرَفَ، فإذا هو بِرَجُلَينِ في أخرى القومِ لم يُصَلِّيا معه، فجيء بهما تُرْعَدُ فرائصهُما، فقال: ما منعكما أن تُصلِّيا معنا؟ فقالا: [ص: 651] يا رسولَ الله إنا كنَّا قد صلَّيْنا في رِحَالِنا، قال: فلا تفعلا، إذا صلَّيتُما في رِحالِكُما، ثم أتيتُما مسجدَ جماعة فصلِّيا معهم، فإنَّها لكم نافلة» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي. وفي أخرى لأبي داود: «أنه صلَّى معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو غلام شاب، فلما صلى إذا رجلان لمُ يصلِّيا في ناحية المسجد ... » وذكر الحديث. وقال في الأولى: «في مسجدنا» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُرْعَدُ فرائِصُهما) : الفرائص: جمع فَريصة، وهي اللحمة من الجنب والكتف التي لا تزال تُرْعَد - أي: تتحرك - من الدابة، فاستُعِير للإنسان، لأن له فَرِيصة، وهي تَرْجُف عند الخوف.   (1) رواه أبو داود رقم (575) و (576) في الصلاة، باب فيمن صلى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم، والترمذي رقم (219) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي وحده ثم يدرك الجماعة، والنسائي 2 / 112 و 113 في الإمامة، باب إعادة الفجر مع الجماعة لمن صلى وحده، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو قول غير واحد من أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/160) قال: حدثنا هشيم. وفي (4/161) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/161) قال: حدثنا بهز قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (4/161) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام بن حسان وشعبة وشريك. وفي (4/161) قال: حدثنا أسود بن عامر وأبو النضر. قالا: حدثنا شعبة. وفي (4/161) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1374) قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (575) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة: وفي (576) قال: حدثنا ابن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. وفي (576) قال: حدثنا ابن معاذ قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. وفي (614) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. والترمذي (219) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. والنسائي (2/112) وفي الكبرى (842) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. قال: حدثنا هشيم. وفي (3/67) وفي الكبرى (1166) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وابن خزيمة (1279) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وزياد ابن أيوب. قالا: حدثنا هشيم. وفي (1638) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب وأحمد بن منيع. قالا: حدثنا هشيم (ح) وحدثنا بندار: قال: حدثنا محمد (ح) وحدثنا الصنعاني. قال: حدثنا خالد. قالا: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام بن حسان وشعبة وشريك (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1713) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. ستتهم - هشيم، وسفيان، وأبو عوانة، وهشام بن حسان، وشعبة، وشريك - عن يعلى بن عطاء. قال: حدثنا جابر بن يزيد بن الأسود، فذكره. * رواية يحيى عن سفيان مختصرة على: «صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان إذا انصرف انحرف.» . * وزاد أبو عوانة في رواية «قال: فقال أحدهما استغفر لي يا رسول الله فاستغفر له. قال: ونهض الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونهضت معهم وأنا يومئذ أشب الرجال وأجلده. قال: فما زلت أزحم الناس حتى وصلت رلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخذت بيده فوضعتها إما على وجهي أو صدري. قال: فما وجدت شيئا أطيب ولا أبرد من يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: وهو يومئذ في مسجد الخيف.» . وقال الترمذي: حديث يزيد بن الأسود حديث حسن صحيح. الحديث: 3927 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 650 3928 - (ط د) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: «سأله رجُل فقال: أُصلِّي في بيتي، ثم آتي المسجدَ فأجدُ الإمامَ يُصلِّي، أفأُصلِّي مَعَهُ؟ فقال أبو أيوب: نعم، صلِّ معه، فإن من صَنَعَ ذلك فإن له سهمَ جمْع، أو مِثْلَ سَهمِ جمْع» . أخرجه الموطأ. [ص: 652] وفي رواية أبي داود قال: «سأله رجُل من [بني] أسدِ بنِ خُزيمةَ قال: يصلِّي أحدُنا في منزله الصلاة، ثم يأتي المسجدَ وتقامُ الصلاةُ، فأُصلِّي معهم، فأجد في نفسي من ذلك شيئاً؟ فقال أبو أيوب: سأَلْنا عن ذلك النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: فذلك له سهمُ جَمْع» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سهم جَمْع) : قال الخطابي: يريد بقوله: سهم جَمع: أنه سهم من الخير جُمع له [فيه] حظَّان، قال: وقال الأخفش: يريد [به] : سهم الجيش، قال: و «الجمع» الجيش هاهنا، واستدل بقوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} [الشعراء: 61] وبقوله تعالى {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} [القمر: 45] .   (1) رواه الموطأ 1 / 133 في صلاة الجماعة، باب إعادة الصلاة مع الإمام، وأبو داود رقم (578) في الصلاة، باب فيمن صلى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم، وفي سنده رجل مجهول، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (297) . وأبود داود (578) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: قرأت على ابن وهب، قال: أخبرني عمرو عن بكير. كلاهما - مالك، وبكير - قال بكير. أنه سمع عفيف بن عمرو بن المسيب يقول: حدثني رجل من بني أسد بن خزيمة، فذكره. الحديث: 3928 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 651 3929 - (ط) ابن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رجلاً سأله فقال: إني أُصلِّي في بيتي، ثم أُدْرِكُ الصلاةَ في المسجد مع الإمام، أفأُصلِّي معه؟ قال له: نعم، قال الرجل: أيَّتُهما أجعلُ صلاتي؟ قال ابن عمر: [أوَ] ذلك إليك؟ إنما ذلك إلى الله عزَّ وجلَّ، يجعل أَيَّتَهما شاءَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 133 في صلاة الجماعة، باب إعادة الصلاة مع الإمام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (295) عن نافع، أن رجلا سأل عبد الله بن عمر، فسأله، فذكره. الحديث: 3929 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 652 3930 - (د) يزيد بن عامر - رضي الله عنه -: قال: «جئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في الصلاة، فجلستُ، ولم أدخلْ مَعَهُم في الصلاة، فلما انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رآني جالساً، فقال: ألم تُسِلْم يا يزيدُ؟ قلت: بلى يا رسولَ الله، قد أسلمتُ، قال: فما منعك أن تدخلَ مع الناس في صلاتِهم؟ قال: إني كنتُ قد صَلَّيتُ في منزلي [وأنا] أحسِبُ أن قد صلَّيتم، فقال: إذا جئتَ الصلاةَ فوجدتَ النَّاس فصلِّ معهم، وإن كنتَ قد صلَّيتَ، تكن لك نافلة، وهذه مكتوبة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (577) في الصلاة، باب فيمن صلى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم، وفي سنده نوح بن صعصعة، وهو مجهول الحال، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (577) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا معن بن عيس، عن سعيد بن السائب، عن نوح بن صعصعة، فذكره. الحديث: 3930 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 653 3931 - (م ت س د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله: «كيف أنتَ إذا كانت عليك أمراءُ يُمِيتُون الصلاةَ» أو قال: «يؤخِّرُونَ الصلاةَ عن وقتها» قلت: ما تأمرني؟ قال: «صلِّ الصلاةَ لوقتها، فإن أدركتَها معهم فصلِّ، فإنها لك نافلة» . وفي رواية «فإن أُقيمتِ الصلاةُ وأنت في المسجد فصلِّ» . وفي أخرى: «فإن أدركَتْكَ - يعني: الصلاةَ - معهم فصلِّ، ولا تقل: إني قد صلَّيتُ فلا أُصلِّي» . وفي أخرى متصلاً به: أن أبا ذرّ قال: «إن خليلي أوصاني أن أسمعَ وأطيعَ وإن كان عبداً مُجَدَّعَ الأطراف، وأن أُصلِّي الصلاةَ لوقتها ... » وذكر الحديث بمعناه، وفصَلَ مسلم السمع [ص: 654] والطاعة منه. وأخرجه في المغازي أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وفي أخرى للنسائي عن أبي العالية البَرَّاء قال: «أخَّر زياد الصلاةَ، فأتاني عبد الله بنُ الصامت، فألقيتُ له كرسيّاً فجلس عليه، فذكرتُ له صُنْعَ زياد فعضَّ على شَفَتيهِ، وضرب [على] فخذي، وقال: إني سألتُ أبا ذر كما سألتني؟ فضربَ فخذي كما ضربتُ فَخِذكَ، وقال: إني سألتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كما سألتني؟ فضرب فخذي كما ضربتُ فخذك فقال: - صلى الله عليه وسلم-: صلِّ الصلاةَ لوقتها، فإن أدركتَ معهم فصلِّ، ولا تقُلْ: إني قد صلَّيتُ، فلا أُصلِّي» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُجَدَّعَ الأطراف) : الجدْع: قطع الأطراف، وعبد مُجَدَّع الأطراف: مقطوع الأنف أو اليد أو الرجل ونحو ذلك.   (1) رواه مسلم رقم (648) في المساجد، باب كراهية تأخير الصلاة عن وقتها، ورقم (1837) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية، وأبو داود رقم (431) في الصلاة، باب إذا أخر الإمام الصلاة عن الوقت، والترمذي رقم (176) في الصلاة، باب في تعجيل الصلاة إذا أخرها الإمام، والنسائي 2 / 75 في الإمامة، باب الصلاة مع أئمة الجور، وباب إعادة الصلاة بعد ذهاب وقتها مع الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/147) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن أيوب عن أبي العالية. وفي (5/149) قال: حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار. قال: حدثني أبو عمران الجوني. وفي (5/165) قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي عمران الجوني. وفي (5/159) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا المبارك بن فضالة، عن أبي نعامة (ح) وحدثنا حسين. قال: حدثنا المبارك. قال: حدثني أبو نعامة. وفي (5/160) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا أيوب، عن أبي العالية البراء. وفي (5/163) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. العمي. قال: حدثنا أبو عمران الجوني. وفي (5/168) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن بديل بن ميسرة، قال: سمعت أبا العالية البراء. وفي (5/169) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا صالح بن رستم، عن أبي عمران الجوني. والدارمي (1230) قال: أخبرنا سهل بن حماد، قال: حدثنا شعبة، عن بديل، عن أبي العالية البراء. وفي (1231) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا أبو عمران الجوني. والبخاري في الأدب المفرد (954) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا وهيب، قال حدثنا أيوب، عن أبي العاية. ومسلم (2/120) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثني أبو الربيع الزهراني، وأبو كامل الجحدري. قالا: حدثنا حماد، عن أبي عمران. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا جعفر ابن سليمان، عن أبي عمران الجوني. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن أبي عمران. وفي (2/121) قال: وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن بديل، قال: سمعت أبا العالية (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: شعبة، عن بديل، قال: سمعت أبا العالية. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي العالية. (ح) وحدثنا عاصم بن النضر التيمي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن أبي نعامة. (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي، قال: حدثنا معاذ - وهو ابن هشام - قال: حدثني أبي، عن مطر، عن أبي العالية البراء. وأبو داود (431) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران - يعني الجوني - وابن ماجة (1256) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني. والترمذي (176) قال: حدثنا محمد بن موسى البصري، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمران الجوني. والنسائي (2/75) وفي الكبرى (765) قال: أخبرنا زياد بن أيوب قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أيوب، عن أبي العالية البراء، وفي (2/113) وفي الكبرى (843) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن إبراهيم بن صدران، عن خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن بديل، قال: سمعت أبا العالية. وابن خزيمة (1637) قال: حدثنا محمد بن بشار، ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا عبد الوهاب. (ح) وحدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث، قالا: حدثنا أيوب (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية- قال: أخبرنا أيوب، عن أبي العالية البراء. وفي (1639) قال: حدثنا محمد بن هشام، ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أيوب، عن أبي العالية البراء. ثلاثتهم - أبو العالية، وأبو عمران الجوني، وأبو نعامة - عن عبد الله بن الضامت، فذكره. الحديث: 3931 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 653 3932 - (م د س) عمرو بن ميمون الأودي قال: قَدِمَ علينا معاذُ بن جبل اليمنَ، رسولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلينا، قال: فسمعتُ تكبيرةُ مع الفجر - رجل أجشُّ الصوت - قال: فأُلقيتْ عليه مَحبَّتي، فما فارقتُه حتى [ص: 655] دَفَنْتُهُ بالشام ميتاً، ثم نظرتُ إلى أفقهِ الناس بعدَه، فأتيتُ ابنَ مسعود، فلزمتُه حتى مات، قال: «قال [لي] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف بكم إذا أتتْ عليكم أمراءُ يصلُّون الصلاةَ لغير ميقاتها؟ قلت: فما تأمرني إن أدْركني ذلك يا رسول الله؟ قال: صلِّ الصلاةَ لميقاتها، واجعل صلاتَكَ معهم سُبحة» . أخرجه أبو داود. وفي رواية مسلم: قال الأسود وعلقمة: أتينا ابنَ مسعود في داره، وكانت بجنب المسجد، فقال: «أصلَّى هؤلاءِ خلفكم؟ قلنا: لا، فقال: قوموا فصلُّوا، فلم يأمرْنا بأذانِ ولا إقامة، قال: وذهبنا لنقومَ خلفَهُ، فأخذ بأيدينا، فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله، قال: فلما ركع وضعْنا أيدينا على رُكبنا، قال: فضرب أيدينا، وطبَّق بين كفَّيه، ثم أدخلهما بين فخذيه (1) ، قال: فلما صلى قال: إنه سيكون عليكم أُمَراءُ يؤخِّرون الصلاةَ عن ميقاتها، ويختُنقُونها إلى شَرَقِ الموتَى، فإذا رأَيتموهم قد فعلوا ذلك فصلُّوا الصلاةَ لميقاتِها، واجعلوا صلاتكم معهم سُبْحَة، وإذا كنتم ثلاثةَ فصلُّوا جميعاً، وإذا كنتم أكثر من ذلك، فليؤمَّكم أحدُكم، وإذا ركع أحدُكم، فليَفْرِش ذِراعيهِ على فخذيه، وليَجْنأ وليُطَبِّقْ بين كفَّيه، فلكأني أنظُرُ إلى اختلافِ أصابعِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأراهم» . وفي رواية النسائي قال: قال [ص: 656] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لعلكم سَتُدْرِكون أقواماً يصلُّون الصلاةَ لغير وقتها، فإن أدركتموهم فصلُّوا الصلاةَ لوقتها، وصلُّوا معهم، واجعلوها سبحة» . وفي أخرى قالا: «دخلنا على عبد الله نصفَ النهار، فقال: إنه سيكون أمراءُ يشتغلون عن وقت الصلاةِ، فصلُّوا لوقتها، ثم قام فصلَّى بيني وبينه، وقال: هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أجَشَّ الصوت) : رجل أجَشُّ الصوت، أي: غليظ الصوت بِغُنَّة. (سُبْحة) : السُّبْحة هاهنا: النافلة من الصلوات، وقد ذُكِرت. (ميقاتها) : الميقات: مِفْعال من الوقت. (يخنُقُونها) : أي يؤخرونها، يقال: خَنَقت الوقت: أي: أخرته وضيَّقْته. (شَرَق الموتى) : هو حين تدنو الشمس للغروب، يقال: شَرَقت الشمس شَرقاً: إذا ضعف لونها، لأن لونها في آخر النهار عند الغروب. [ص: 657] يحمر ويضعف، ولما كان ضوؤها عند ذلك الوقت ساقطاً على المقابر أضافه إلى الموتى، وقيل، هو أن يَشرَق المحتَضِر بريقه، فأراد أنهم يصلُّونها، ولم يَبْقَ من النهار إلا قدر ما يبقى من نَفَس المحتضر. (ولْيَجْنَأ) : قد جاء في الحديث هذه اللفظة «وليجنأ» فإن كانت بالحاء فهو من حنا ظهره: إذا عطفه، وقد تقدَّم ذكره، وإن كان بالجيم فهو من جنأ الرجل على الشيء. وجانأ عليه: إذا أكب عليه. وكلا المعنيين متقارب، والذي قرأناه في كتاب الحميدي: بالحاء، والذي قرأناه في كتاب مسلم: بالجيم، والله أعلم.   (1) وهو التطبيق المنسوخ، وقد تقدم غير مرة، وبقي عليه ابن مسعود رضي الله عنه. (2) رواه مسلم رقم (534) في المساجد، باب الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع، وأبو داود رقم (432) في الصلاة، باب إذا أخر الإمام الصلاة عن الوقت، والنسائي 2 / 75 و 76 في الإمامة، باب الصلاة مع أئمة الجور، وباب موقف الإمام إذا كانوا ثلاثة، والاختلاف في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ورواية الباب أخرجها أبو داود (432) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني حسان - يعني ابن عطية -، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون، فذكره. والرواية الثانية: تقدمت هي والرواية الثالثة. أخرجها أحمد (1/379) (3601) وابن ماجة (1255) قال: حدثنا محمد بن الصباح. والنسائي (2/75) وفي الكبرى (322) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. وابن خزيمة (1640) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن هشام. خمستهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح، وعبيد الله بن سعيد، ويعقوب، ومحمد بن هشام - عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر بن حبيش. فذكره. الحديث: 3932 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 654 3933 - (د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّها ستكون عليكم بعدي أمراءُ تشْغَلُهم أشياءُ عن الصلاةِ لوقتها، حتى يذهبَ وقْتُها، فصلُّوا الصلاةَ لوقتها، فقال رجل: يا رسولَ الله، أُصلِّي معهم؟ قال: نعم» . وفي رواية: «إن أدركتها أُصلِّيها معهم؟ قال: نعم إن شئتَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (433) في الصلاة، باب إذا أخر الإمام الصلاة عن الوقت، وإسناده صحيح، وله شاهد بمعناه عند مسلم من حديث أبي ذر رقم (648) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/315) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان الثوري. وفي (5/315) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (433) قال: حدثنا محمد بن قدامة بن أعين، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري. وابن ماجة (1257) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/329) قال: حدثنا أبو خيثمة، زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. أربعتهم - الثوري، وشعبة، وجرير، وابن عيينة - عن منصور، عن هلال ابن يساف، عن أبي المثنى الحمصي، عن أبي أبي ابن امرأة عبادة بن الصامت، فذكره. * لفظ رواية ابن عيينة: «سيكون أمراء، تشغلهم أشياء، يؤخرون الصلاة عن وقتها، فاجعلوا صلاتكم معهم تطوعا» . * واية جرير، قال: - عن أبي المثنى، عن ابن أخت عبادة - ورواية شعبة: عن ابن امرأة عبادة. الحديث: 3933 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 657 3934 - (د) قبيصة بن وقاص - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «يكون عليكم أمراءُ من بعدي يؤخِّرون الصلاةَ، فهي لكم، وهي عليهم، [ص: 658] فصلُّوا معهم ما صلَّوا القِبْلةَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (434) في الصلاة، باب إذا أخر الإمام الصلاة عن الوقت، وفي سنده صالح بن عبيد، لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (434) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا أبو هاشم، يعنى الزعفراني، قال: حدثني صالح بن عبيد، فذكره. الحديث: 3934 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 657 المنع من الإعادة 3935 - (د س) سليمان - مولى ميمونة - رضي الله عنها -: قال: «أتيْتُ ابنَ عُمَرَ على البَلاط (1) ، وهم يُصلُّون، فقلتُ: ألا تُصلِّي معهم؟ قال: قد صلَّيتُ، وإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تُصَلُّوا صلاة في يوم مرتين» أخرجه أبو داود والنسائي (2) .   (1) موضع معروف بالمدينة المنورة. (2) رواه أبو داود رقم (579) في الصلاة، باب إذا صلى ثم أدرك جماعة يعيد، والنسائي 2 / 114 في الإمامة، باب سقوط الصلاة عمن صلى مع الإمام في المسجد جماعة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 19 و 41، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/19) (4689) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/41) (4994) قال: حدثنا يزيد وأبو داود (579) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي (2/114) وفي الكبرى (844) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1641) قال: حدثنا أحمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو خالد (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى (ح) وحدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا أبو أسامة. ستتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، ويزيد بن زريع، وأبو خالد، وعيسى، وأبو أسامة - عن حسين بن ذكوان المعلم، قال: حدثنا عمرو بن شعيب، قال: حدثني سليمان مولى ميمونة، فذكره. الحديث: 3935 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 658 3936 - (ط) نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول: «من صلَّى المغرب أو الصبح، ثم أدركهما مع الإمام فلا يَعُدْ لهما» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 133 في صلاة الجماعة، باب إعادة الصلاة مع الإمام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (298) عن نافع، أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 3936 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 658 الفصل الخامس: في أحاديث متفرقة 3937 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله [ص: 659] صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا صلاةَ إلا المكتوبةَ» . قال حماد: ثم لقيتُ عمرو بنَ دينار فحدَّثني به، ولم يرفعه، أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (710) في صلاة المسافرين، باب كراهية الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن، وأبو داود رقم (1266) في الصلاة، باب إذا أدرك الإمام ولم يصل ركعتي الفجر، والترمذي رقم (421) في الصلاة، باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة، والنسائي 2 / 116 في الإمامة، باب ما يكره من الصلاة عند الإقامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عمرو بن دينار المكي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، أخرجه مسلم في الصلاة (117: 1) عن محمد بن حاتم ومحمد بن رافع. كلاهما عن - شبابة بن سوار - و (117: 1) عن أحمد بن حنبل، عن غندر، عن شعبة. كلاهما عن ورقاء بن عمر، عن عمرو بن دينار، به و (117: 2) عن يحيى بن حبيب، عن روح بن عبادة، و (117: 3) عن عبد بن حميد. عن عبد الرزاق. كلاهما - عن زكريا بن إسحاق - عنه به، و (117: 4) عن الحسن بن علي الحلواني، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عمرو بن دينار به وزاد، قال: حماد: ثم لقيت عمرا فحدثني به، ولم يرفعه، وأبو داود فيه الصلاة (295: 2) عن أحمد بن حنبل به، و (295: 2) عن الحسن بن علي، عن يزيد بن هارون به، ولم يذكر الزيادة. و (295: 2) عن محمد بن المتوكل، عن عبد الرزاق، به و (295: 2) عن مسلم بن إبراهيم، عن حماد بن سلمة و (295: 2) عن الحسن بن علي، عن أبي عاصم، عن ابن جريج. كلاهما عن عمرو بن دينار، به، والترمذي فيه والصلاة (196) عن أحمد بن منيع، عن روح بن عبادة به وقال حسن. وهكذا روى أيوب ورقاء وزياد - يعني ابن سعد- وإسماعيل بن مسلم ومحمد بن جحادة، عن عمرو، ورواه حماد بن زيد، وابن عيينة، عن عمرو، ولم يرفعاه، والمرفوع أصح. والنسائي فيه الصلاة (253: 2) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم ومحمد بن بشار. كلاهما عن غندر به - و (252: 1) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن زكريا بن إسحاق، وابن ماجة فيه الصلاة (142: 1) عن أبي بشر بكر بن خلف، عن روح بن عبادة، به. (142: 2) عن محمود بن غيلان، عن يزيد بن هارون به، ولم يذكر الزيادة. وفي (142: 1) عن محمود بن غيلان، عن أزهر بن القاسم، عن زكريا بن إسحاق به. الحديث: 3937 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 658 3938 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن: «أنَّ ابنَ عمر كان إذا جاء المسجد وقد صلَّى الناسُ، بدأ بالصلاةِ المكتوبةِ، ولم يُصلِّ قبلَها شيئاً» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 168 في قصر الصلاة في السفر، باب العمل في جامع الصلاة، وفي سنده انقطاع بين ربيعة ابن أبي عبد الرحمن وابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (405) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 3938 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 659 3939 - (ت د) ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قضى الإمامُ الصلاةَ وتشهَّد فأحدَث قبل أن يتكلَّم فقد تمتْ صلاتُه وصلاةُ منْ خلْفَهُ ممن أتمَّ الصلاةَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (617) في الصلاة، باب الإمام يحدث بعد ما يرفع رأسه من آخر الركعة، ورواه أيضاً الترمذي رقم (408) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يحدث في التشهد، وفي سنده عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (617) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. والترمذي (408) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، الملقب مردويه، قال: أخبرنا ابن المبارك. كلاهما - زهير بن معاوية، وعبد الله بن المبارك - عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع، وبكر بن سوادة، فذكراه. * رواية ابن المبارك: «إذا أحدث يعني الرجل وقد جلس في آخر صلاته قبل أن يسلم، فقد جازت صلاته.» . * قال الترمذي: هذا حديث، إسناده ليس بذاك القوي، وقد اضطربوا في إسناده. وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، هو الإفريقي، وقد ضعفه بعض أهل الحديث، منهم: يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل. الحديث: 3939 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 659 3940 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 660] قال: يُصلُّون لكم، فإن أصابوا فلكم [ولهم] ، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 157 في صلاة الجماعة، باب إذا لم يتم الإمام وأتم من خلفه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/355، 536) والبخاري (1/178) قال: حدثنا الفضل بن سهل. كلاهما - أحمد، والفضل بن سهل - عن الحسن بن موسى الأشيب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المديني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 3940 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 659 3941 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أمَّ النَّاس فأصابَ الوقتَ، فله ولهم، ومن انتَقَص من ذلك شيئاً، فعليه ولا عليهم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (580) في الصلاة، باب في جماع الإمامة وفضلها، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (983) في إقامة الصلاة، باب ما يجب على الإمام، وفي سنده عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، وهو صدوق ربما أخطأ، كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن يشهد له ما رواه البخاري 2 / 107 في صلاة الجماعة، باب إذا لم يتم الإمام وأتم من خلفه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/145) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا ابن عياش، عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي. وفي (4/154) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا الفرج، قال: حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي. وفي (4/156) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: حدثني الأسلمي. وفي (4/201) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثني عبد الرحمن بن حرملة. وأبو داود (580) قال حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة. وابن ماجة (983) قال: حدثنا محرز بن سلمة العدني، قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن حرملة. وابن خزيمة (1513) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي (ح) وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن حرملة (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي. كلاهما - عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، وعبد الله بن عامر الأسلمي - عن أبي علي الهمداني، فذكره. * أخرجه أحمد (4/146) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا عطاف، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن رجل من جهينة، عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنها ستكون عليكم أئمة من بعدي، فإن صلوا الصلاة لوقتها فأتموا الركوع والسجود فهي لكم ولهم، وإن لم يصلوا الصلاة لوقتها، ولم يتموا ركوعها ولا سجودها، فهي لكم وعليهم.» . * الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. الحديث: 3941 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 660 3942 - (م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن ندْعو ونرفَعُ أيدينا، فقال: مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذْنابُ خيل شُمْس؟ اسْكُنوا في الصلاة، قال: ثم خرج علينا فرآنا حلَقاً، فقال: مالي أراكم عِزينَ؟ ثم خرج علينا فقال: ألا تُصَفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكة عند ربِّها؟ قلنا: يا رسولَ الله، وكيف تَصُفُّ الملائكة عند ربها؟ قال: يُتِمُّون الصفوف الأُول، ويتراصُّون في الصفِّ» . [ص: 661] أخرجه مسلم وأخرجه أبو داود متفرِّقاً في ثلاثة مواضع، وأخرج النسائي المعنى الأول، وقد تقدَّم ذكر ذلك في ذكر السلام والخروج من الصلاة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَلَقاً) : الحَلْقة بسكون اللام: حَلْقة الباب، وحَلْقة القوم، وجمعها حَلَق - بفتح الحاء واللام على غير قياس قاله الجوهري، قال: وقال الأصمعي: الجمع: حِلَق، مثل: بَدْرَة وبِدَر، وقَصعة وقِصَع، قال: وحكى يونس عن أبي عمرو: حَلَقة في الواحد، بالتحريك، والجمع: حَلَق، وقال ثعلب: كلهم يجيزه على ضعفه، وقال الشيباني: ليس في الكلام: حَلَقة بالتحريك إلا في جمع حَالِق، وهو الذي يحلق الشَّعر، والذي رويناه في كتاب مسلم «حِلَقاً» مضبوطاً بكسر الحاء، والله أعلم. (عِزين) : جمع عِزَة، وهي الحَلْقة من الناس، والأصل: عِزوَة، وهذا من الجموع النادرة الخارجة عن بابها.   (1) رواه مسلم رقم (430) في الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة، وأبو داود رقم (661) في الصلاة، باب تسوية الصفوف، والنسائي 2 / 92 في الإمامة، باب حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة بينها، وقد تقدم الحديث رقم (3568) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن رافعو أيدينا في الصلاة، فقال: ما بالهم رافعين أيديهم في الصلاة كأنها أذناب الخيل الشمس اسكنوا في الصلاة.» . أخرجه أحمد (5/93) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وفي (5/101) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/101) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/107) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/29) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/29) قال: حدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (912) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، وفي (1000) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. والنسائي (413) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبثر. ثمانيتهم - شعبة، ويحيى، وأبو معاوية، ووكيع، وعيسى، وجرير، وزهير، وعبثر - عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، فذكره. وبلفظ «دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد وهم حلق فقال: مالي أراكم عزين» . أخرجه أحمد (5/93) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة وفي (5/101) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/101) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/107) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/29) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/29) قال: حدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (4823) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (4824) قال: حدثنا واصل ابن عبد الأعلى، عن ابن فضيل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2129) عن هناد بن السري، عن وكيع (ح) وعن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس، عن عبثر. سبعتهم - شعبة، ويحى، وأبو معاوية، ووكيع، وعيسى، وابن فضيل، وعبثر - عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن ثميم بن طرفة، فذكره. وبلفظ: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قال: قلنا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف.» . أخرجه أحمد (5/101) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/106) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/29) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/29) قال: حدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (661) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (992) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع والنسائي (2/92) وفي الكبرى (801) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الفضيل بن عياض. وابن خزيمة (1544) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا الدورقي، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى. (ح) وحدثنا سلم ابن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ستتهم - أبو معاوية، ووكيع، وعيسى، وزهير، والفضيل، ويحيى - عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، فذكره. الحديث: 3942 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 660 الباب الثالث: في صلاة الجمعة ، وفيه ثمانية فصول الفصل الأول: في وجوبها وأحكامها 3943 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الجمعةُ على مَن سمع النداء» . أخرجه أبو داود وقال: رواه جماعة، ولم يرفعوه، وإنما أسنده قَبِيصَةُ (1) .   (1) رقم (1056) في الصلاة، باب من تجب عليه الجمعة، وفي سنده أبو سلمة بن نبيه وشيخه عبد الله ابن هارون، وهما مجهولان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1056) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن سعيد يعني الطائفي، عن أبي سلمة بن نبيه، عن عبد الله بن هارون، فذكره. * قال أبو داود: روى هذا الحديث جماعة عن سفيان مقصورا على عبد الله بن عمرو، لم يرفعوه. وإنما أسنده قبيصة. الحديث: 3943 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 662 3944 - (د) طارق بن شهاب - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة، إلا على أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبيّ، أو مريض» . أخرجه أبو داود، وقال: طارق قد رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وهو يُعدُّ من أصحاب النبيِّ، ولم يسمع منه شيئاً (1) .   (1) رقم (1067) في الصلاة، باب الجمعة للمملوك والمرأة، وإسناده منقطع، فإن طارق بن شهاب لم يصح له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أبو داود، ورواه أيضاً الشافعي في " مسنده " 1 / 152 متصلاً، ولكن في سنده إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1067) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم، قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثنا هريم، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره. قال أبو داود: طارق بن شهاب قد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه شيئا. الحديث: 3944 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 662 3945 - (د س) حفصة - رضي الله عنها -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «على كلِّ محتلم رَوَاح إلى الجمعة، وعلى من راحَ إلى الجمعة الغُسْلُ» أخرجه أبو داود، وفي رواية النسائي «رواحُ الجمعة على كل محتلم» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (342) في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، والنسائي 3 / 89 في الجمعة، باب التشديد في التخلف عن الجمعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (342) قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي، والنسائي (3/89) في الكبرى (1586) قال: أخبرني محمود بن غيلان. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وابن خزيمة (1721) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان المصري. قال: حدثنا يحيى بن بكير (ح) وحدثنا محمد بن علي بن حمزة قال: حدثنا يزيد بن خالد وهو ابن موهب. أربعتهم - يزيد بن خالد الرملي، والوليد بن مسلم، ويحيى بن بكير، ويزيد بن خالد بن موهب - عن المفضل بن فضالة، عن عياش بن عباس القتباني، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. الحديث: 3945 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 663 3946 - (خ) يونس بن [يزيد الأيلي] : قال: كتب رُزَيق بن حكيم إلى ابن شهاب وأنا معه يومئذ بوادي القُرى: هل ترى أن أُجمِّعَ؟ ورُزَيْق عاملٌ على أرض يعْمَلُها، وفيها جماعة من السَّودان وغيرهم يعملون فيها، ورُزَيق يومئذ على أيْلةَ (1) ، فكتبَ ابنُ شهاب، وأنا أسمعُ يأمُرُه أن يجمِّع، يخبره أن سالماً حدَّثه: أن [عبد الله] بنَ عمرَ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كلُّكم راع، وكلُّكم مسؤول عن رعِيَّته: الإمامُ راعٍ، ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله، ومسؤول عن رعيته، والمرأةُ راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رَعيَّتها، والخادمُ راعٍ في مال سيِّدِهِ، ومسؤول عن رَعِيَّتِهِ، قال: وحسبتُ أن قد قال: والرَّجُلُ راعٍ في مال أبيه، ومسؤول عن رعيته، فكلُّكم راع، وكلُّكم مسؤول عن رعيته» أخرجه البخاري، [ص: 664] وقد أخرج معنى الرِّعاية أيضاً مسلم والترمذي وأبو داود، وقد تقدَّم الحديث بطرقه في «كتاب الخلافة» من حرف الخاء، ولم نُعْلم هاهنا إلا علامة البخاري وحدَه لا لانفرادِه بأصل الحديث (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": بلدة معروفة في طريق الشام بين المدينة ومصر على ساحل القلزم - البحر الأحمر - وكان رزيق - بتقديم الراء المهملة على الزاي - أميراً عليها من قبل عمر بن عبد العزيز، والذي يظهر: أن الأرض التي كان يزرعها من أعمال أيلة. (2) 2 / 317 في الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، وفي الاستقراض، باب العبد راع في مال سيده ولا يعمل إلا بإذنه، وفي العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق، وباب العبد راع في مال سيده، وفي الوصايا، باب تأويل قول الله تعالى: {من بعد وصية توصون بها} ، وفي النكاح، باب قول الله تعالى: {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً} ، وباب المرأة راعية في بيت زوجها، وفي الأحكام، باب قول الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} ، وقد تقدم الحديث رقم (2028) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم برقم (2028) . الحديث: 3946 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 663 3947 - (ت) رجل من أهل قباء: عن أبيه - وكان من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أمرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن نشهدَ الجمعةَ من قُباءَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (501) في الصلاة، باب ما جاء من كم تؤتى الجمعة، وإسناده ضعيف، فيه جهالة الرجل من أهل قباء، وفيه أيضاً ثوير بن أبي فاختة، وهو ضعيف. الحديث: 3947 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 664 3948 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «الجمعةُ على من آواه الليل إلى أهله» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 665] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آواه الليل) : أوَى يأوي إلى المنزل: إذا انضم إليه، والمراد به: من إذا صلى الجمعة وعاد إلى منزله وصل إليه وعليه نهار.   (1) رقم (502) في الصلاة، باب ما جاء من كم تؤتى الجمعة، وقال الترمذي: وهذا حديث إسناده ضعيف، إنما يروى من حديث معارك بن عباد، عن عبد الله بن سعيد المقبري، وضعف يحيى ابن سعيد القطان عبد الله بن سعيد المقبري في الحديث. أقول: بل إسناده تالف، فإن عبد الله ابن سعيد المقبري، متروك، ومعارك بن عباد، ضعيف، وعنه حجاج بن نصير، ضعيف، وقد استشهد بهذا الحديث أحمد بن الحسن الترمذي الحافظ الرحال صاحب أحمد بن حنبل، أمام أحمد بن حنبل، فغضب عليه أحمد وقال: استغفر ربك، استغفر ربك، لأنه لم يعد الحديث شيئاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (205) (5/741) في كتاب العلل قال: سمعت أحمد بن الحسن يقول: كنا عند أحمد بن حنبل، فذكروا على من تجب الجمعة، فلم يذكر أحمد فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئا، قال أحمد بن الحسن، فقلت لأحمد بن حنبل: فيه عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال أحمد: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: نعم. قال أحمد بن الحسن: حدثنا حجاج بن نصير، قال: حدثنا معارك بن عباد، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. قال: فغضب عليّ أحمد بن حنبل، وقال لي استغفر ربك، استغفر ربك. * قال أبو عيسى: إنما فعل أحمد بن حنبل هذا لأنه لم يعد هذا الحديث شيئا، وضعفه لحال إسناده. الحديث: 3948 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 664 3949 - (د) عائشة: قالت: «كان الناسُ يَنتَابُون الجمعةَ من منازلهم ومن العَوَالي» . أخرجه أبو داود، وهو طرف من حديث قد أخرجه البخاري ومسلم في «غسل الجمعة» وهو مذكور هناك بطوله (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنتَابُون) انتاب فلان القوم: إذا أتاهم مرَّة بعد مرَّة، وهو من النَّوبة.   (1) رقم (1055) في الصلاة، باب من تجب عليه الجمعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وهو جزء من حديث في الصححين بلفظ «كان الناس أهل عمل، ولم يكن لهم كفاة، فكانوا يكون لهم تفل. فقيل لهما: لو اغتسلتم يوم الجمعة.» . أخرجه الحميدي (178) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/62) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان والبخاري (2/8) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (3/3) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث وأبو داود (352) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا حماد بن زيد. خمستهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، والليث، وحماد - عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، فذكرته. * في رواية الحميدي قال سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد مالا أحصي. وبلفظ «كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمال أنفسهم، وكان يكون لهم أرواح. فقيل لهم: لو اغتسلتم.» . أخرجه البخاري (2/8) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه. وفي (3/74) قال: حدثني محمد. قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سعيد. قال: حدثني أبو الأسود. ومسلم (3/3) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن جعفر حدثه. وأبو داود (1055) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن جعفر حدثه. والنسائي في الكبرى (1608) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ المكي. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا سعيد. قال: حدثني أبو الأسود. وابن خزيمة (1753) قال: حدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا قريش بن أنس. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (1754) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. قال: حدثنا عمي. قال: أخبرني عمرو، وهو ابن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن جعفر حدثه. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر، أنهم ذكروا غسل يوم الجمعة عند عائشة. فقالت: إنما كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى بها الناس، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: أولا يغتسلون. أخرجه النسائي (3/93) وفي الكبرى (1609) قال: أخبرنا محمود بن خالد، عن الوليد. قال: حدثنا عبد الله بن العلاء أنه سمع القاسم بن محمد بن أبي بكر، فذكره. الحديث: 3949 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 665 3950 - (س) ابن عمر: قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «من أدركَ رَكعة من الجمعة أو غيرها فقد تمَّت صلاتُهُ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 274 و 275 في المواقيت، باب من أدرك ركعة من الصلاة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1123) قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثيربن زينار الحمصي. والنسائي (1/274) قال: أخبرني موسى بن سليمان بن إسماعيل بن القاسم. وفي الكبرى (1456) قال: أخبرني موسى بن سليمان بن إسماعيل بن القاسم. وفي الكبرى (1456) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، وموسى بن سليمان بن إسماعيل بن القاسم. كلاهما - عمرو بن عثمان، وموسى بن سليمان - قالا: حدثنا بقية، هو ابن الوليد، قال: حدثنا يونس ابن يزيد الأيلي، قال: حدثني الزهري، عن سالم، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى (1457) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سالم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أدرك ركعة من صلاة من الصلوات، فقد أدركها، إلا أنه يقضي ما فاته.» . مرسلا. ليس فيه ابن عمر. الحديث: 3950 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 665 3951 - (س) أبو هريرة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أدركَ من صلاةِ الجمعةِ ركعة فقد أدركَ» (1) أخرجه النسائي (2) .   (1) أي تمكن من إدراكه بضم الركعة الثانية لها. (2) 3 / 112 و 113 في الجمعة، باب من أدرك ركعة من الجمعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1121) قال: حدنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا عمر بن حبيب، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، فذكراه. * أخرجه النسائي (3/112) قال: أخبرنا قتيبة ومحمد بن منصور، عن سفيان. وابن خزيمة (1850) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون، بالإسكندرية. قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي. وفي (1851) قال: حدثناه محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن أسامة بن زيد الليثي. ثلاثتهم - سفيان، والأوزاعي، وأسامة - عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. لم يذكر سعيد بن المسيب. لم يذكر المزي في تحفة الأشراف (11) صفحة (46) في ترجمة - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - هذا الحديث واكتفى بإيراد رواية ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة في (1/45) الحديث (13254) دون الإشارة إلى رواية أبي سلمة كعادته في مثل الأحاديث المشتركة. ولم يعقب على ذلك ابن حجر في النكت الظراف مع أن قوله عن أبي سلمة ثابت في نسختنا المطبوعة من سنن ابن ماجة والخطبة من مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة الورقة (71) . الحديث: 3951 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 665 الفصل الثاني: في المحافظة عليها، وإثم تاركها 3952 - (د س ت) أبو الجعد (1) الضمري - رضي الله عنه - وكانت له صحبة: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من ترَكَ ثلاثَ جُمَع تهاوناً بها طبَع الله على قلبه» . أخرجه أبو داود والنسائي، وعند الترمذي «من ترك الجمعة ثلاث مرَّات تَهاوُناً بها طَبَعَ الله على قلبه» (2) . وفي رواية ذكرها رزين «فقد بَرِئَ الله منه» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَبَعَ الله على قلبه) : الطَّبع والختم واحد، والمراد: أنه بتركه الجمعة قد أُغْلِق قلبه وخُتِمَ عليه، فلا يصل إليه شيء من الخير.   (1) في المطبوع: أبو جعدة، وهو خطأ. (2) رواه أبو داود رقم (1052) في الصلاة، باب التشديد في ترك الجمعة، والترمذي رقم (500) في الصلاة، باب ما جاء في ترك الجمعة من غير عذر، والنسائي 3 / 88 في الجمعة، باب التشديد في التخلف عن الجمعة، وإسناده حسن، حسنه الترمذي وغيره، وصححه جماعة، وهو حديث صحيح بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/424) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1579) قال: حدثنا يعلى. وأبو داود (1052) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى وابن ماجة (1125) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، ويزيد بن هارون، ومحمد بن بشر. والترمذي (500) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. والنسائي (3/88) وفي السنن الكبرى (1582) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1857) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة أيضا قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1858) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر. (ح) وحدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ويزيد بن هاون. عشرتهم - يحيى بن سعيد، ويعلى، وعبد الله بن إدريس، ويزيد بن هارون، ومحمد بن بشر، وعيسى بن يونس، وسفيان، والمعتمر، وإسماعيل، وعبد الوهاب الثقفي - عن محمد بن عمرو بن علقمة الليثي عن عبيدة بن سفيان، فذكره. وقال الترمذي: حديث أبي الجعد حديث حسن. الحديث: 3952 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 666 3953 - (م س) الحكم بن ميناءَ: أن عبد الله بن عمرَ، وأبا هريرةَ حدَّثاه: أنهما سمعا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول على مِنبره: «لَيَنْتَهينَّ أقوام عن وَدْعِهِم [ص: 667] الجُمُعاتِ أو ليخْتِمَنَّ الله على قلوبهم، ثم ليكونُنَّ من الغافلين» أخرجه مسلم [و] أخرجـ[ـه] النسائي عن ابن عباس وأبي هريرة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَدْعِهم) : الوَدْع: الترك، وهو مصدر وَدَع يَدَعُ وَدْعاً، وزعم بعض النحويين، أن مصدر مثل هذا الفعل متروك وكذلك أفعالها الماضية، وأنهم يستغنون عن «وَدَع» بـ «تَرَك» وعن الوَدْع بالتَّرْك، ونحو ذلك، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- أفصح وأعرف بالعربية.   (1) كذا في الأصل والمطبوع: وأخرجه النسائي عن ابن عباس وأبي هريرة، والذي في نسخ النسائي المخطوطة والمطبوعة: عن عبد الله بن عباس وابن عمر، والحديث ورواه مسلم رقم (865) في الجمعة، باب التغليظ في ترك الجمعة، والنسائي 3 / 88 و 89 في الجمعة، باب التشديد في التخلف عن الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (1578) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا معاوية بن سلام ومسلم (3/10) قال: حدثني الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا أبو توبة، قال: حدثنا معاوية وهو ابن سلام - والنسائي في الكبرى (1585) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير. كلاهما - معاوية بن سلام، ويحيى بن أبي كثير - عن زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام، قال: حدثني الحكم بن ميناء، فذكره. * ورواه أيضا الحكم بن ميناء، عن ابن عباس، وابن عمرو الخدري. أخرجه أحمد (1/239) (2132) (2/84) (5560) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام الدستوائي. وفي (1/335) (3099) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (1/335) (3100) قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار. كلاهما - هشام الدستوائي، وأبان العطار - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/254) (2290) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار. والنسائي في الكبرى (1585) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا علي بن المبارك. كلاهما - أبان العطار، وعلي بن المبارك- عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، فذكره. وزاد في إسناده زيد بن سلام. * وأخرجه النسائي (3/88) وفي الكبرى (1584) قال: أخبرنا محمد بن معمر البصري، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا أبان، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، وعن زيد، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، فذكره. وزاد في إسناده: «الحضرمي بن لاحق، وزيد بن سلام» . * وأخرجه ابن ماجة (794) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحكم بن ميناء، فذكره. وقال: الجماعات. ولم يذكر بين يحيى بن أبي كثير، وبين الحكم بن ميناء أحدا.. * وروى أيضا الحكم بن ميناء، عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري. أخرجه ابن خزيمة (1855) قال: حدثنا موسى بن سهل الرملي، قال: حدثنا الربيع بن نافع، أبو توبة، قال: حدثنا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام الحبشي، يقول: حدثني الحكم ابن ميناء، فذكره. الحديث: 3953 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 666 3954 - (ط) صفوان بن سليم - رضي الله عنه -: قال مالك: «لا أدري أعن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أم لا» ، إلا أنه قال: «من ترك الجمعةَ ثلاثاً من غير عُذْر ولا عِلَّة، طبع الله على قلبه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 111 في الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة والاحتباء ومن تركها من غير عذر، وقد تردد في رفعه مالك، والحديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (244) عن صفوان بن سليم. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/332) قال أبو عمر: هذا يسند من وجوه أحسنها حديث أبي الجعد الضمري بنحوه. أخرج الشافعي في الأم وأحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم وغيره عن أبي الجعد الضمري مرفوعا «من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه» . وأخرج ابن عبد البر عن أبي قتادة مرفوعا: «من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرور، فقد طبع على قلبه. وأخرج أيضا عن أبي هريرة رفعه: من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير عذر فقد طبع الله على قلبه. وأخرج الشافعي عن ابن عباس مرفوعا «من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة كتب منافقا في كتاب لا يمحى ولا يبدل» . وأخرج أبو يعلى برواة الصحيح عن ابن عباس رفعه «من ترك ثلاث جمعات متواليات فقد نبذ الإسلام وراء ظهره» . وفي مسلم عن ابن عمر وأبي هريرة، وذكر الحديث الماضي. الحديث: 3954 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 667 3955 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لقوم يتخلَّفون عن الجمعة: «لقد هممْتُ أن آمُرَ رجلاً يصلي بالناس، ثم أحرِّقَ على رجال يتخَلَّفون عن الجمعة بيُوتَهم» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (652) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/394) (3743) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/402) (3816) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير. وفي (1/422) (4007) قال: حدثنا أبو داود، يعني الطيالسي، قال: حدثنا زهير. وفي (1/449) (4295) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (1/449) (4297) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. وفي (1/461) (4398) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. ومسلم (2/123) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن خزيمة (1853) قال: حدثنا أبو خيثمة علي بن عمرو بن خالد الحراني، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زهير. وفي (1854) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، ومحمد بن معمر، قالا: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا زهير. ثلاثتهم - إسرائيل، وزهير، ومعمر - عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، سمعه منه، فذكره. * في رواية إسرائيل: «لقد هممت أن آمر رجلا، فيصلي بالناس، ثم آمر بأناس لا يصلون معنا، فتحرق عليهم بيوتهم» . الحديث: 3955 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 667 3956 - (د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ترك الجمعة من غير عذر، فليتصدَّق بدينار، فإن لم يجد، فبنصف دينار» . قال أبو داود: وقال قدامة بنُ وَبْرَةَ [العُجَيْفي البصري] : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من فاتتهُ الجمعةُ من غير عذر فليتصدَّق بدرهم، أو نصفِ درهم، أو صاعِ حنطة، أو نصف صاع» قال أبو داود: وفي رواية عن قتادة هكذا، إلا أنه قال: «مُدّاً أو نِصفَ مُدٍّ» وقال: عن سمرة، وأخرج النسائي المسند الأول فقط (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صاع) : الصاع: مكيال يسع أربعة أمداد. (مُداً) : المُد: رطل وثلث بالعراقي، أو رطلان، على اختلاف المذهبين.   (1) رواه أبو داود رقم (1053) و (1054) في الصلاة، باب كفارة من ترك الجمعة، والنسائي 3 / 89 في الجمعة، باب كفارة من ترك الجمعة من غير عذر، وفي سنده قدامة بن وبرة وهو مجهول، وفي الرواية الثانية عند أبي داود جهالة وانقطاع، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1128) في إقامة الصلاة، باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر، من حديث قتادة عن الحسن عن سمرة، قال المنذري: منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/8) قال: حدثنا بهز. (ح) ويزيد. (ح) قال: وحدثنا عفان. وفي (5/14) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1053) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (3/89) ، وفي الكبرى (1587) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن خزيمة (1861) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو داود، ويزيد بن هارون. وابن خزيمة (1861) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو داود، ويزيد بن هارون. (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو داود. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو عبيدة يعني الحداد (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ستتهم - بهز، ويزيد، وعفان، ووكيع، وأبو داود، وأبو عبيدة - عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، فذكره. الحديث: 3956 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 668 الفصل الثالث: في تركها للعذر 3957 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال عبد الله بنُ الحارث البصري - وهو ابنُ عمِّ محمد بن سيرين - قال: «خطبنا ابنُ عباس في يوم ذي رَدَغ، فأمر المؤذِّنَ - لما بلغ حيَّ على الصلاةَ - قال: قل: الصلاةُ في الرِّحال، فنظر بعضُهم إلى بعض، كأنهم أنكروا، فقال: كأنَّكم أنكرتُم هذا؟ إنَّ هذا فَعَلَه من هو خير منِّي - يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- إنها عَزْمة، وإني كرهتُ أن أُحْرِجَكم - وفي رواية - أن أُؤَثمَكم - فتَجِيؤُونَ فتدُوسون في الطين إلى رُكبِكم» . وفي أخرى: «أن ابن عباس قال لمؤذِّنه في يوم مطير - وكان يومَ جمعة - إذا قلتَ: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فلا تقل: حيَّ على الصلاة: قل: صلُّوا في بيوتكم، فكأنَّ الناسَ استنكروا، فقال: فَعَلَهُ مَنْ هو خير منِّي، إن الجمعة عَزْمة، وإني كرهتُ أن أُحْرِجَكم فتمشون (1) في الطين والدَّحْض والزَّلل» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الثانية أبو داود (2) . [ص: 670] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَدَغ) : الرَّدَغ - بفتح الدال - الماء والطين. (عَزْمَة) : العزمة: الفريضة اللازمة. (أُحْرِجَكم) : الحرج: الضيق، وقيل: الإثم، وأحرجته: إذا ألجأته إلى أمر يَشُق عليه، أو يأثم به. (أُوْثِّمكم) : أثَّمْت الرجل أُؤْثِّمُه: إذا أوقعته في الإثم. (الدَّحْض) : بسكون الحاء: الزَّلَق.   (1) كذا في الأصل والمطبوع: فتمشون، وهو على حذف مقدر، وفي نسخ مسلم المطبوعة: فتمشوا، وكلاهما صواب. (2) رواه البخاري 2 / 319 في الجمعة، باب الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر، وفي الأذان، باب الكلام في الأذان، وفي الجماعة، باب هل يصلي الإمام بمن حضر وهل يخطب يوم الجمعة في المطر، ومسلم رقم (699) في صلاة المسافرين، باب الصلاة في الرحال في المطر، وأبو داود رقم (1066) في الجمعة، باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أنه قال لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، فلا تقل حي علي الصلاة، قل صلوا في بيوتكم، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني، إن الجمعة عزمة، وإني كرهت أن أخرجكم فتمشوا في الطين والدحض. أخرجه البخاري (1/160) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، وعبد الحميد صاحب الزيادي، وعاصم الأحول. وفي (1/170) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عبد الحميد صاحب الزيادي، وعن حماد، عن عاصم. وفي (2/7) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرني عبد الحميد صاحب الزيادي. ومسلم (2/147) قال: حدثني علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل، عن عبد الحميد صاحب الزيادي. وفي (2/148) قال: وحدثنيه أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد عن عبد الحميد، وقال أبو كامل: حدثنا حماد، عن عاصم (ح) وحدثنيه أبو الربيع العتكي هو الزهراني قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد عن عبد الحميد، وقال أبو كامل: حدثنا حماد، عن عاصم. الأحول. (ح) وحدثني رسحاق بن منصور، قال: أخبرنا ابن شميل، قال: أخبرنا شعبة، قال: حدثنا عبد الحميد صاحب الزيادي. (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. كلاهما عن - عاصم الأحول - (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب. وأبو داود (1066) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرني عبد الحميد صاحب الزيادي. وابن ماجة (939) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عباد بن الزيادي وابن ماجه (939) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي، قال: حدثنا عاصم الأحول. وابن خزيمة (1864) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا عباد يعني ابن عباد (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، جميعا عن عاصم. وفي (1865) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، عن عبد الحميد صاحب الزيادي. ثلاثتهم - أيوب، وعبد الحميد، وعاصم - عن عبد الله بن الحارث، فذكره. * في رواية وهيب عن أيوب عن عبد الله بن الحارث. قال وهيب: لم يسمعه منه. مسلم (2/148) . وعن محمد، أن ابن عباس - قال ابن عون: أظنه قد رفعه - قال: «أمر مناديا، فنادى في يوم مطير أن: صلوا في رحالكم.» . أخرجه أحمد (1/277) (2503) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن محمد، فذكره. وعن عطاء، عن ابن عباس، «عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: في يوم جمعة، يوم مطر صلوا في رحالكم.» . أخرجه ابن ماجة (938) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب. وابن خزيمة (1866) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما - عبد الرحمن، ومحمد - عن الضحاك بن مخلد أبي عاصم، عن عباد بن منصور، قال: سمعت عطاء، فذكره. الحديث: 3957 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 669 3958 - (د س) أبو المليح: عن أبيه «أن شهدَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - زَمَنَ الحديبيةِ يوم الجمعة، وقد أصابهم مطر لم يَبُلَّ أسفل نعالهم، فأمرهم أن يصلُّوا في رِحالهم» . وفي رواية: «أنَّ يوم حنين كان يومَ مطر، فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مناديَهُ: أنَّ الصلاةَ في الرِّحال» زاد في رواية: «أن ذلك كان يومَ جمعة» أخرجه [الأولى] أبو داود [وأخرج الثانية النسائي] (1) .   (1) في الأصل: أخرجه أبو داود، وفي المطبوع: أخرج الأولى أبو داود، وأخرج الثانية النسائي، كما أثبتناه وهو الصواب، وقد رواه أبو داود رقم (1058) و (1059) في الصلاة، باب الجمعة في اليوم المطير، والنسائي 2 / 111 في الإمامة، باب العذر في ترك الجماعة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] : تقدم. الحديث: 3958 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 670 الفصل الرابع: في الوقت والنداء [إليها] 3959 - (خ د ت) أنس - رضي الله عنه - «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يصلِّي الجمعةَ حين تميلُ الشمس» أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 322 في الجمعة، باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس، وأبو داود رقم (1084) في الجمعة، باب وقت الجمعة، والترمذي رقم (503) في الصلاة، باب ما جاء في وقت الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/128) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (3/150) قال: حدثنا سليمان ابن داود والبخاري (2/8) قال: حدثنا سريح بن النعمان، وأبو داود (1084) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (503) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سريح بن النعمان. وفي (504) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. أربعتهم - أبو عامر، وسليمان، وسريح، وزيد - قالوا: حدثنا فليح بن سليمان، عن عثمان بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 3959 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 671 3960 - (خ) أنس - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتَدَّ البرْدُ بكرَّ بالصلاةَ، وإذا اشتد الحرُّ أبرَد بالصلاة - يعني الجمعةَ -» قال: وقال بشرُ بن ثابت: حدَّثنا أبو خَلْدةَ - هو خالد بن دينار - قال: «صلى بنا أميرٌ الجمعةَ، ثم قال لأنس: كيف كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي الظهر؟..» يعني فذكره. وفي رواية عن أنس قال: «كُنَّا نُبَكِّر بالجمعة، ونَقِيلَ بعد الجمعة» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَكَّرَ) : التِّبكير بالجمعة: المُضِيّ إليها في أول وقتها. (أبْرَدَ) : الإبراد: تأخير الصلاة إلى أن ينكسر الحَرُّ. [ص: 672] (نَقِيل) : التَّقَييل: هو السكون في البيت والمنزل وقت شدة الحر، والتقييل بالجمعة: هو أن يَقِيل قبل المضي إليها أو بعدها، على ما جاء في لفظ الحديث.   (1) 2 / 322 و 323 في الجمعة، باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس، وباب إذا اشتد الحر يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/8) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا حري بن عمار، وفي الأدب المفرد (1162) قال: حدثنا عبيد، قال: حدثنا يونس بن بكير. والنسائي (1/248) وفي الكبرى (1402) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قسال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وفي الكبرى تحفة الأشراف (823) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث. وابن خزيمة (1842) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا حرمي بن عمار، أربعتهم - حرمي، ويونس، وأبو سعيد، وخالد - عن أبي خلدة خالد بن دينار، فذكره. الحديث: 3960 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 671 3961 - (خ م د ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا نُصلِّي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الجمعةَ، ثم تكون القائلة» وفي رواية قال: «ما كنا نَقيلُ ولا نتغدَّى إلا بعد الجمعة» زاد في رواية «في عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم، وعند الترمذي: «ما كنا نتغدَّى في عهدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ولا نقِيل إلا بعد الجمعة» ، وعند أبي داود: «كُنَّا نقيل ونتغدَّى بعد الجمعة» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 356 في الجمعة، باب قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} ، وباب القائلة بعد الجمعة، وفي الحرث والمزارعة، باب ما جاء في الغرس، وفي الأطعمة، باب السلق والشعير، وفي الاستئذان، باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال، وباب القائلة بعد الجمعة، ومسلم رقم (859) في الجمعة، باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس، وأبو داود رقم (1086) في الجمعة، باب في وقت الجمعة، والترمذي رقم (525) في الصلاة، باب ما جاء في القائلة يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: «ما كنا نقيل، ولا نتغدى إلا بعد الجمعة.» . وفي رواية بشر بن المفضل عند أحمد (3/433) : «رأيت الرجال تقيل وتتغذى يوم الجمعة.» . وفي روايته عند أحمد (5/336) : «كنا نقيل، ونتغدى بعد الجمعة مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية سليمان بن بلال: «كنا لا نتغدى، ولا نقيل يوم الجمعة إلا بعد الجمعة.» . وفي رواية أبي غسان: «كنا نصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الجمعة ثم تكون القائلة» . وفي رواية سفيان: «كنا نقيل، ونتغدى بعد الجمعة» . وفي رواية الفضيل بن سليمان: «كنا نجمع مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم نرجع، فنتغدى، ونقيل» . أخرجه أحمد (3/433، 5/336) قال: حدثنا بشر بن المفضل. وعبد بن حميد (454) قال: حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال. والبخاري (2/17) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا ابن أبي حازم. وفي (2/17) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (8/77) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/9) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة ابن قعنب، ويحيى بن يحيى، وعلي بن حجر، قال: يحيى: أخبرنا. وقال: الآخران: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وأبو داود (1086) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان وابن ماجة (1099) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (525) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن جعفر. وابن خزيمة (1875) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، والحسن بن قزعة، قالا: حدثنا الفضيل بن سليمان، وفي (1876) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. سبعتهم - بشر، وسليمان، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأبو غسان، وسفيان، وعبد الله بن جعفر، والفضيل - عن أبي حازم، فذكره. - عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، رضي الله عنه، أنه قال: «إنا كنا نفرح بيوم الجمعة. كانت لنا عجوز تأخذ من أصول سلق لنا كنا نغرسه في أربعائنا، فتجعله في قدر لها، فتجعل فيه حبات من شعير. لا أعلم إلا أنه قال: ليس فيه شحم ولا ودك، فإذا صلينا الجمعة زرناها، فقربته إلينا، فكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك، وما كنا نتغدى ولا نقيل إلا بعد الجمعة.» . أخرجه البخاري (2/16) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (3/143) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (7/95) قال: حدثنا يحيى بن بكري، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (8/68) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا ابن أبي حازم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4784) عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - أبو غسان، ويعقوب، وابن أبي حازم - عن أبي حازم، فذكره. * رواية أبي غسان ليس فيها ذكر القائلة. الحديث: 3961 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 672 3962 - (خ م د س) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا نُصلِّي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الجمعة، ثم ننصرفُ وليس للحيطان فيء» . وفي أخرى «ظِلٌّ نستظِل به» . وفي أخرى: «كنَّا نجمِّع مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا زالت الشمس، ثم نرجع نتَّتبع الفيءَ» . أخرجه البخاري مسلم، وأخرج أبو داود الأولى، و [النسائي] الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 346 في المغازي، باب غزوة الحديبية، ومسلم رقم (860) في الجمعة، باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس، وأبو داود رقم (1085) في الصلاة، باب في وقت الجمعة، والنسائي 3 / 100 في الجمعة، باب وقت الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (4/54) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي. (ح) وأبو أحمد الزبيدي. والدارمي (1554) قال: أخبرنا عفان بن مسلم. والبخاري (5/159) قال: حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي. ومسلم (3/9) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا هشام بن عبد الملك. وأبو داود (1085) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وابن ماجة (1100) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (3/100) وفي الكبرى (1624) قال: أخبرني شعيب بن يوسف النسائي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (1839) قال: حدثنا سلم ابن جنادة، عن وكيع. ثمانيتهم - عبد الرحمن، وأبو سلمة، وأبو أحمد، وعفان، ويحيى بن يعلى، ووكيع، وهشام، وأحمد بن يونس - عن يعلى بن الحارث، قال: سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع، فذكره. الحديث: 3962 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 672 3963 - (ط) أبو سهيل بن مالك: عن أبيه قال: «كنتُ أرى طِنْفِسة لِعَقيل بن أبي طالب يومَ الجمُعة تطْرحُ إلى جدارِ المسجدِ الغربيِّ، فإذا غَشِي الطِّنْفِسةَ كلَّها ظلُّ الجدار خَرَجَ عُمَرُ فصلَّى الجمعةَ، قال، ثم نَرْجِعُ بعد صلاة الجمعة فنقِيل قائلة الضُّحى» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طِنْفِسَة) : الطنفسة: كساء له خَمَل يُجلس عليه، وهو المحفورة. (الضُّحى) : بضم الضاد مقصوراً: أول النهار، بعد أن تعلو الشمس وتُشرِق، وبفتح الضاد ممدوداً: ارتفاع النهار كثيراً وامتداده، وهو قُبِيل الظُّهر.   (1) 1 / 9 في وقوت الصلاة، باب وقت الجمعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (12) عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، فذكره. الحديث: 3963 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 673 3964 - (ط) ابن أبي سليط (1) : قال: «صلى عثمانُ بنُ عفانَ الجمعةَ بالمدينة، وصلى العصر بمَلل (2) » قال مالك: وذلك للتَّهجِيرِ وسرعة السَّيْرِ. أخرجه الموطأ (3) .   (1) في الأصل والمطبوع: ابن أبي مليكة، والتصحيح من الموطأ وكتب الرجال، واسمه عبد الله ابن أبي سليط الأنصاري. (2) ملل - بوزن جمل - موضع بين مكة والمدينة على بعد سبعة عشر ميلاً من المدينة. (3) 1 / 10 في وقوت الصلاة، باب وقت الجمعة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (13) عن عمرو بن يحيى المازني، عن ابن أبي سليط، فذكره. الحديث: 3964 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 673 3965 - (م س) جابر - رضي الله عنه -: سأله محمد بن علي بن الحسين: «متى كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي الجمعةَ؟ قال: كان يصلِّي، ثم نذهب إلى [ص: 674] جمالنا فنريحها حين تزول الشمس - يعني النواضح» أخرجه مسلم، وفي رواية النسائي قال: «كُنَّا نصلِّي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الجمعة، ثم نرجعُ ونريح نواضِحنا، قلت: أيَّةَ ساعة؟ قال: زوالَ الشمس» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّوَاضح) : الإبل التي يُستقى عليها.   (1) رواه مسلم رقم (858) في الجمعة، باب صلاة الجمعة حيث تزول الشمس، والنسائي 3 / 100 في الجمعة، باب وقت الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/331) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حسن بن عياش. وفي (3/331) أيضا قال: حدثنا محمد بن ميمون أبو النضر الزعفراني. ومسلم (3/8) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال أبو بكر: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حسن بن عياش. وفي (3/8) قال: حدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا خالد بن مخلد. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: حدثنا يحيى بن حسان، قالا جميعا: حدثنا سليمان بن بلال. والنسائي (3/100) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثني يحيى بن آدم، قال: حدثنا حسن بن عياش. ثلاثتهم - حسن، وأبو النضر، وسليمان - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. - وعن عقبة بن عبد الرحمن بن جابر، عن جابر: أخرجه أحمد (3/331) قال: حدثنا يحيى بن آدم، وأبو أحمد، قالا: حدثنا عبد الحميد بن يزيد الأنصاري، قال أبو أحمد: حدثني عقبة بن عبد الرحمن بن جابر، فذكره. الحديث: 3965 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 673 3966 - (خ د ت س) السائب بن يزيد - رضي الله عنه -: قال «كان النداءُ يومَ الجمعة: أوَّلُه إذا جلس الإمامُ على المنبر على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمرَ، فلما كان عثمانُ - وكثر النّاسُ (1) - زاد النداءَ الثالثَ (2) على الزوراء» (3) . زاد في رواية: «فثبتَ الأمرُ على ذلك» وفي أخرى قال: «ولم يكن للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- غيرُ مؤذِّن واحد» أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وهذا لفظ الترمذي، قال: «كان الأذانُ على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمرَ: إذا خرج الإمامُ أُقيمت الصلاةُ، فلما كان عثمانُ نادى النداءَ الثالث على الزَّوارَاءِ» . وهذا لفظ أبي داود، أخرجه نحو رواية البخاري [ص: 675] إلى قوله: «فثبت الأمرُ على ذلك» . وفي أخرى قال: «كان يُؤذَّن بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد وأبي بكر وعمر، ... ثم ساق نحو ما تقدَّم، وفي أخرى لم يكن لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا مؤذِّن واحد بلال ... » ثم ذكر معناه. وفي أخرى للنسائي قال: «كان بلال يُؤذِّن إذا جلس النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على المنبر يوم الجمعة، فإذا نزل أقام، ثم كان كذلك في زمن أبي بكر وعمرَ» وأخرج النسائي أيضاً رواية أبي داود الأُولى (4) .   (1) أي في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2) في رواية وكيع عن ابن أبي ذئب، فأمر عثمان بالأذان الأول، ولا منافاة بينهما، لأنه باعتبار كونه مزيداً يسمى ثالثاً، وباعتبار كونه جعل مقدماً على الأذان والإقامة يسمى أولاً، وإنما أحدثه عثمان لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة. (3) موضع بجوار سوق المدينة. (4) رواه البخاري 2 / 326 و 327 في الجمعة، باب الأذان يوم الجمعة، وباب المؤذن الواحد يوم الجمعة، وباب الجلوس على المنبر عند التأذين، وباب التأذين عند الخطبة، وأبو داود رقم (1087) و (1088) و (1089) و (1090) في الصلاة، باب النداء يوم الجمعة، والترمذي رقم (516) في الصلاة، باب ما جاء في أذان الجمعة، والنسائي 3 / 100 و 101 في الجمعة، باب الأذان للجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/449) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. وفي (3/449) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن إدريس، وأبو شهاب. وأبو داود (1088) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة. وفي (1089) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا عبدة. وابن ماجة (1135) قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، وابن خزيمة (1837) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد. سبعتهم - إبراهيم، وابن إدريس، وأبو شهاب، ومحمد بن سلمة، وعبدة، وجرير، وأبو خالد - عن محمد بن إسحاق. 2- أخرجه أحمد (3/450) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (2/10) قال: حدثنا آدم. والترمذي (516) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. وابن خزيمة (1773) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو عامر، وفي (1774) قال: أخبرنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - وكيع، وآدم، وحماد بن خالد، وأبو عامر - عن ابن أبي ذئب. 3- وأخرجه البخاري (2/10) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. 4- وأخرجه البخاري (2/10) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. 5- وأخرجه البخاري (2/11) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. وأبو داود (1087) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، والنسائي (3/100) وفي الكبرى (1626) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب - عن يونس. 6- وأخرجه أبو داود (1090) والنسائي (3/101) وفي الكبرى (1628) . كلاهما - أبو داود، والنسائي - عن محمد بن يحيى بن عبد الله بن فارس، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. 7- وأخرجه النسائي (3/101) وفي الكبرى (1627) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه سليمان التيمي. سبعتهم - محمد بن إسحاق، وابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وعقيل، ويونس، وصالح بن كيسان، وسليمان - عن الزهري، فذكره. * وقع في المطبوع من صحيح ابن خزيمة (1837) عن أبي إسحاق والصواب ابن إسحاق كما في باقي الروايات. * ألفاظ الروايات متقاربة. الحديث: 3966 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 674 الفصل الخامس: في الخُطبة وما يتعلق بها 3967 - (م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ قائماً، ثم يجلسُ، ثم يقومُ فيخطبُ قائماً، فمن نبَّأك أنه كان يخطبُ جالساً فقد كذَبَ، فقد والله صلَّيْتُ معه أكثر من ألفي صلاة» . وفي أخرى قال: «كانت للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- خُطْبَتانِ، يجلس بينهما، يقرأُ القرآن، ويُذكِّر الناسَ» . أخرجه مسلم، وأخرجه أبو داود، وانتهت روايته عند قوله: «ألفي صلاة» وله في أخرى مثل الثانية، وفي رواية النسائي قال: «جالسْتُ [ص: 676] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فما رأيتُه يخطُب إلا قائماً، ويجلسُ ثم يقومُ فيخطبُ الخطبة الآخرة» وله في أخرى مثل رواية مسلم إلى قوله: «فقد كذبَ» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (862) في الجمعة، باب ذكر الخطبتين قبل الصلاة، وأبو داود رقم (1093) و (1094) و (1095) في الصلاة، باب الخطبة قائماً، والنسائي 3 / 110 في الجمعة، باب السكوت في القعدة بين الخطبتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب قائما، ثم يجلس، ثم يقوم، ويقرأ آيات، ويذكر الله عز وجل، وكانت خطبته قصدا، وصلاته قصدا.» . وفي رواية زهير، وسليمان، وأبي عوانة، وأبي الأحوص «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائما، فمن نبأك أنه كان يخطب جالسا فقد كذب، فقد والله صليت معه أكثر من زلفي صلاة.» . وفي رواية شيبان أبي معاوية: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، إنما هن كلمات يسيرات.» . 1- أخرجه أحمد (5/86، 88) قال: حدثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري. وفي (5/93، 98) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/102، 106، 107) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/107) قال: حدثنا عبد الرحمن وأبو داود (1101) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (1106) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وعبد الله بن أحمد (5/100) قال: حدثنا قاسم بن دينار، قال: حدثنا مصعب يعني ابن المقدام. والنسائي (3/110) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن. وفي (3/192) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن. وابن خزيمة (1448) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وسلم بن جنادة، قالا: حدثنا وكيع. ستتهم - أبو داود، وعبد الرزاق، ووكيع، وعبد الرحمن، ويحيى، ومصعب - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (5/87) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/101) قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (1105) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن الوليد، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (3/186) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. ثلاثتهم - محمد، ويحيى، وخالد - عن شعبة. 3- وأخرجه أحمد (5/89) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن قرم. 4- وأخرجه أحمد (5/90) قال: حدثنا عفان وأبو داود (1095) قال: حدثنا أبو كامل. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال: حدثنا خلف بن هشام. والنسائي (3/191) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم - عفان، وأبو كامل، وخلف، وقتيبة - قالوا: حدثنا أبو عوانة. 5- وأخرجه أحمد (5/90، 100) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (5/91) قال: حدثنا هاشم بن القاسم ومسلم (3/9) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1093) قال: حدثنا النفيلي عبد الله بن محمد. أربعتهم - أبو كامل، وهاشم، ويحيى، والنفيلي - عن زهير أبي خيثمة. 6- وأخرجه أحمد (5/91، 93، 95) قال: حدثنا حسين بن علي وفي (5/92، 94) قال: حدثنا أبو سعيد. كلاهما - حسين، وأبو سعيد - عن زائدة. 7- وأخرجه أحمد (5/92) قال: حدثنا بهز، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد بن سلمة. 8- وأخرجه أحمد (5/108) وعبد الله بن أحمد (5/100) قال: حدثني عثمان بن محمد بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد، وعثمان - قالا: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي. 9- وأخرجه الدارمي (1565، 1567) قال: أخبرنا محمد بن سعيد. ومسلم (3/9) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وحسن بن الربيع، وأبو بكر بن أبي شيبة. وفي (3/11) قال: حدثنا حسن بن الربيع، وأبو بكر بن أبي شيبة. وفي (3/11) قال: حدثنا حسن بن الربيع وأبو بكر بن أبي شيبة. وأبو داود (1094) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، وعثمان بن أبي شيبة. والترمذي (705) قال: حدثنا قتيبة، وهناد. وعبد الله بن أحمد (5/94) قال: حدثني أحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي. والنسائي (3/191) قال: أخبرنا قتيبة. تسعتهم - محمد بن سعيد، ويحيى، وحسن، وأبو بكر، وإبراهيم، وعثمان، وقتيبة، وهناد، وأحمد بن إبراهيم - عن أبي الأحوص. 10- وأخرجه مسلم (3/11) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا زكريا. 11- وأخرجه أبو داود (1107) قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد، قال: أخبرني شيبان أبو معاوية. 12- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/93) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني. وفي (5/99) قال: حدثني أبو القاسم الزهري، قال: حدثنا عمي وهو يعقوب بن إبراهيم - والنسائي (3/109) قال: أخبرنا علي بن حجر. ثلاثتهم - محمد، ويعقوب، وعلي - قالوا: حدثنا شريك. 13- وأخرجه النسائي (3/110) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد يعني ابن زريع، قال: حدثنا إسرائيل. 14- وأخرجه ابن خزيمة (1447) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حفص يعني ابن جميع العجلي. جميعا - سفيان، وشعبة، وسليمان، وأبو عوانة، وزهير، وزائدة، وابن سملة، وعمر، وأبو الأحوص، وزكريا، وشيبان أبو معاوية، وشريك، وإسرائيل، وحفص - عن سماك بن حرب، فذكره.. الحديث: 3967 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 675 3968 - (خ م ت د س) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُب خطبتين، كان يجلس إذا صعِد المنبر حتى يفرُغَ المؤذِّن، ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلَّم، ثم يقوم فيخطب» . أخرجه أبو داود، وفي رواية البخاري ومسلم «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطب خُطْبتين، يقعدُ بينهما، وفي أخرى لهما: كان يخطب يوم الجمعةَ قائماً، ثم يجلس، ثم يقوم فيُتِمُّ، كما تفعلون الآن» . وأخرج الترمذي الثانية من روايتي البخاري ومسلم، وفي رواية النسائي: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطب الخطبتين قائماً، وكان يفصل بينهما بجلوس» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 336 في الجمعة، باب القعدة بين الخطبتين يوم الجمعة، باب الخطبة قائماً، ومسلم رقم (861) في الجمعة، باب ذكر الخطبتين قبل الصلاة، وأبو داود رقم (1092) في الصلاة، باب الجلوس إذا صعد المنبر، والترمذي رقم (506) في الصلاة، باب ما جاء في الجلوس بين الخطبتين، والنسائي 3 / 109 في الجمعة، باب الفصل بين الخطبتين بالجلوس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب قائما، ثم يقعد، ثم يقوم، كما يفعلون الآن.» . هذه رواية خالد بن الحارث، عن عبيد الله، وفي رواية معمر، عن عبيد الله: «أن النبي، -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب خطبتين، يجلس بينهما جلسة.» . وفي رواية بشر بن المفضل، عن عبيد الله: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب الخطبتين، وهو قائم، وكان يفصل بينهما بجلوس.» . وفي رواية عبد الرحمن بن عثمان، أبي بحر البكراوي، عن عبيد الله، ورواية أزهر بن القاسم، عن عبد الله بن عمر: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم-، يخطب يوم الجمعة خطبتين، يجلس بينهما.» . وفي رواية قراد، عن عبد الله بن عمر: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجلس بين الخطبتين.» . 1- أخرجه أحمد (2/35) (4919) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والدارمي (1566) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. والبخاري (2/12) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا خالد بن الحارث. وفي (2/14) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل ومسلم (3/9) قال: حدثنا عبيد بن عمر القواريري وأبو كامل الجحدري، جميعا عن خالد. قال أبو كامل: حدثنا خالد بن الحارث. وابن ماجة (1103) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر (ح) وحدثنا يحيى بن خلف، أبو سلمة، قال: حدثنا بشر بن المفضل. والترمذي (506) قال: حدثنا حميد بن مسعدة البصري، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والنسائي (3/109) وفي الكبرى (1637، 1648) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي الكبرى (1647) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وابن خزيمة (1446) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا بشر بن المفضل وفي (17781) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو بحر، عبد الرحمن بن عثمان البكراوي. أربعتهم - معمر، وبشر بن المفضل، وخالد بن الحارث، وأبو بحر البكراوي - عن عبيد الله بن عمر. 2- وأخرجه أحمد (2/91) (5657) قال: حدثنا قراد. وفي (2/98) (5726) قال: حدثنا أزهر بن القاسم. كلاهما - قراد، وأزهر بن القاسم - عن عبد الله بن عمر. كلاهما - عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر - عن نافع، فذكره. وبلفظ «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب خطبتين: كان يجلس لذا صعد المنبر حتى يفرغ أراه قال: المؤذن ثم يقوم، فيخطب، ثم يجلس، فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب» . أخرجه أبو داود (1092) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني ابن عطاء عن العمري، عن نافع، فذكره. الحديث: 3968 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 676 3969 - (ط) جعفر بن محمد: عن أبيه: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خطبَ خطبتين يوم الجمعة جلس بينهما» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 112 في الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة والاحتباء، من حديث جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر مرسلاً، وقد وصله البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث ابن عمر، كما في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك الموطأ (245) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/333) أرسله الموطأ، وهو يتصل من غير حديث مالك، ففي الصحيحين من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكر الحديث الذي قبله. الحديث: 3969 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 676 3970 - (م س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه - «أَنه دخل المسجد وعبد الرحمنِ بنُ أُمِّ الحكم يخطُب قاعداً؟ فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعداً؟ وقال الله تعالى: {وَإِذَا رأوْا تِجارَةً أو لَهْواً انفَضُّوا إلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قائماً} [الجمعة: 11] » أخرجه مسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انفَضُّوا) : الانْفِضَاض: التفرُّق.   (1) رواه مسلم رقم (864) في الجمعة، باب قوله تعالى: {وإذا رأوا تجارة أو لهواً} ، والنسائي 2 / 102 في الجمعة، باب قيام الإمام في الخطبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الصلاة (176:5) عن أبي موسى وبندار، والنسائي فيه الصلاة (576) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم. ثلاثتهم - عن غندر، عن شعبة، عن منصور، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، فذكره. تحفة الأشراف (8/305) . الحديث: 3970 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 677 3971 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطب قائماً، ثم يقعد قعدة، ثم يقوم» أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 186 في العيدين، باب قيام الإمام في الخطبة، وإسناده صحيح، ورواه مسلم بمعناه رقم (862) في الجمعة، باب ذكر الخطبتين وما فيهما من الجلسة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع جابر بن عبد الله، ولم أجده إلا عن جابر بن سمرة. أخرجه النسائي في الصلاة (669) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، وابن ماجة فيه الصلاة (124:3) عن محمد بن بشار ومحمد بن الوليد. كلاهما - عن غندر - كلاهما - عن شعبة بن الحجاج، عن سماك - فذكره. تحفة الأشراف (2/158) . الحديث: 3971 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 677 3972 - (م د ت س) عمارة بن رويبة: «أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه، فقال قبَّح الله تَيْنِك اليدين، لقد رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ما كان يزيد على أن يقول بيده هكذا (1) - وأَشار بإصبعه المسبّحة» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود [والنسائي] ، إلا أن أبا داود قال: «وما كان يزيد على هذه - يعني السبَّابة التي تلي الإبهام» (2) .   (1) في مسلم المطبوع: ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، أي يشير بيده، فهو من إطلاق القول على الفعل. (2) رواه مسلم رقم (874) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأبو داود رقم (1104) في الصلاة، باب رفع اليدين والإمام يخطب، والترمذي رقم (515) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية رفع الأيدي على المنبر، والنسائي 3 / 108 في الجمعة، باب الإشارة في الخطبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/135) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/136) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفيه (4/136) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا زهير. وفي (4/261) قال: حدثنا ابن فضيل. والدارمي (1568) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو زبيد. وفي (1569) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/13) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد، قال: دحثنا أبو عوانة. وأبو داود (1104) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة. والترمذي (515) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (3/108) وفي الكبرى (1641) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1640) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن خزيمة (1793) قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا هشيم،وفي (1794) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان عشرتهم - سفيان، وزهير، ومحمد بن فضيل، وأبو زبيد عبثر بن القاسم، وعبد الله بن إدريس، وأبو عوانة، وزائدة، وهشيم، وجرير، وشعبة - عن حصين، فذكره. الحديث: 3972 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 677 3973 - (د) الحكم بن حزن الكلفي: قال: «وفدتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سابع سبعة - أو تاسع تسعةَ - فدخلنا عليه، فقلنا: يا رسولَ الله، زُرناك، فادعُ الله لنا بخير، فدعا، وأمر بنا - أو أمر لنا - بشيء من التمر، والشأنُ إذ ذاك دُون، فأقمنا بها أياماً، وشهدنا فيها الجمعةَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام - صلى الله عليه وسلم- متوكئاً على عصاً - أو قوسٍ - فحمدَ الله وأثنَى عليه بكلمات خفيفات طيِّبات مباركات، ثم قال: أيها الناسُ، إنكم لن تطيقوا - أو لن تفعلوا - كلَّ ما أُمِرتُم به، ولكن سَدِّدُوا [وقارِبُوا، وأبشروا] ويَسِّروا (1) » أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَدِّدُوا) : اقصدوا السَّداد في الأمور، وهو العدل والقصد. (قَارِبُوا) : اجعلوا عملكم قصداً لا غُلُو فيه. (يَسِّرُوا) : التيسير: التسهيل في الأمور.   (1) في الأصل: سددوا ويسروا، وعلى هامش الأصل نسخة: وبشروا، بدل: ويسروا، وفي المطبوع: ولكن سددوا، وقاربوا، وأبشروا، ويسروا، والذي في نسخ أبي داود المطبوعة: ولكن سددوا وأبشروا، وفي نسخة على هامش " عون المعبود ": ويسروا، بدل " وأبشروا ". (2) رقم (1096) في الصلاة، باب الرجل يخطب على قوس، قال الحافظ في " التلخيص ": وإسناده حسن، وفيه شهاب بن خراش، وقد اختلف فيه، والأكثر وثقوه، وقد صححه ابن السكن وابن خزيمة، وله شاهد من حديث البراء بن عازب، رواه أبو داود بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي يوم العيد قوساً فخطب عليه، وطوله أحمد والطبراني، وفي الباب عن ابن عباس وابن الزبير رواهما أبو الشيخ بن حيان في كتاب " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/212) قال: حدثنا الحكم بن موسى. قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم. وفي (4/212) وأبو داود (1096) قالا: - أحمد وأبو داود - حدثنا سعيد بن منصور. وابن خزيمة (1452) قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير المصري، قال: حدثنا عمرو بن خالد. ثلاثتهم - الحكم، وسعيد، وعمرو - قالوا: حدثنا شهاب بن خراش، قال: حدثني شعيب بن رزيق، فذكره. الحديث: 3973 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 678 3974 - (م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خطب: احْمَرَّتْ عيناه، وعلا صوتُه، واشتد غضبُه، حتى كأنه مُنْذِر جيش، يقول: صبَّحكم ومسَّاكم، ويقول: بعثتُ أنا والساعةَ كهاتين، ويقرْن بين إصبعيه: السبَّابةِ والوسطى، ويقول: أما بعدُ، فإن خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيرُ الهدْي هدْيُ محمد، وشرُّ الأمورِ مُحْدَثاتُها، وكلُّ بدْعةٍ ضلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، مَنْ ترك مالاً فلأهله، ومن ترك دَيناً أو ضياعاً فإليَّ وعليَّ» . وفي رواية قال: «كانت خُطْبَةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: يحمَد الله، ويُثْني عليه، ثم يقول على إثر ذلك، وقد علا صوته ... » وذكر نحوه. وفي أخرى: «كان يخطب الناس: يحمد الله، ويثني عليه بما هو أهله ثم قول: من يهدِ الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وخيرُ الحديث كتابُ الله ... » ثم يقول ذكر نحو ما تقدم. أخرجه مسلم، وفي رواية النسائي قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته: نحمدُ الله ونُثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، إن أصدقَ الحديث كتاب الله، وأحسنُ الهدْي هدْيُ محمد، وشرُّ الأمور محدَثاتها، وكل محدثَة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم يقول: بعثت أنا والساعةَ كهاتين، وكان إذا ذكر الساعةَ احْمَرَّتْ وَجنتاه، وعلا صوتُه، واشتد غضبه، كأنه نذير جيش، يقول: صبَّحكم ومسَّاكم، ثم قال: من ترك مالاً [ص: 680] فلأهله، ومن ترك دَيْناً أو ضياعاً فإليَّ [أو عليَّ] ، وأنا أولى بالمؤمنين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُنْذِر جيش) : المُنْذِر: المُعْلِم المُعَرِّف للقوم بما يكون قد دهمهم من عدو أو غيره، وهو المَخُوف. (الهَدْي) : السيرة والطريقة، وهو ساكن الدال. (ضَيَاعاً) : الضَّياع بفتح الضاد: العيال.   (1) رواه مسلم رقم (867) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، والنسائي 3 / 188 و 189 في العيدين، باب كيف الخطبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/310) قال: حدثنا مصعب بن سلام. 2- وأخرجه أحمد (3/319) . والدارمي (212) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف. والنسائي (3/58) قال: أخبرنا عمرو بن علي. ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن أحمد، وعمرو - قالوا: حدثنا يحيى. 3- وأخرجه أحمد (3/337) قال: حدثنا ابن الوليد. وفي (3/371) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (3/11) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2954) قال: حدثنا محمد بن كثير وابن ماجه (2416) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (3/188) قال: أخبرنا عتبة بن عبد الله، قال: أنبأنا ابن المبارك. وابن خزيمة (1785) قال: حدثنا عتبة بن عبد الله، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. أربعتهم - عبد الله بن الوليد، ووكيع، وابن كثير، وابن المبارك - عن سفيان. 4- وأخرجه مسلم (3/11) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال. 5- وأخرجه مسلم (3/11) قال: حدثني محمد بن المثنى. وابن ماجة (45) قال: حدثنا سويد بن سعيد، وأحمد بن ثابت الجحدري. ثلاثتهم - ابن المثنى، وسويد، وأحمد بن ثابت - قالوا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. 6- وأخرجه ابن خزيمة (1785) قال: حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي، قال: حدثنا أنس يعني ابن عياض. ستتهم - مصعب، ويحيى، وسفيان، وسليمان، والثقفي، وأنس - عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، فذكره. رواية يحيى مختصرة على أول الحديث. ورواية أبي داود (2954) ، وابن ماجة (2416) مختصرة على «من ترك مالا فلورثته، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي، وأنا أولى بالمؤمنين» . في رواية الدارمي نسب يحيى إلى أنه يحيى بن سليم. الحديث: 3974 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 679 3975 - (د ت س) ابن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا تشهَّد قال: «الحمد لله، نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسولهُ، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يَدَي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رَشد، ومن يعصهما فإنه لا يضرُّ إلا نفسه، ولا يضرُّ الله شيئاً» . وفي رواية: أن يونس [بن يزيد] سأل ابن شهاب عن تشهُّدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ الجمعة ... فذكر نحوه، قال: «ومن يعصهما قد غوى، ونسأل [الله] ربَّنا أن يجعلنا ممن يطيعه، ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما [ص: 681] نحنُ به وله» . أخرجه أبو داود (1) . وقد أخرج هو والترمذي والنسائي هذا المعنى أيضا بزيادة، وترد في: «كتاب النكاح» من حرف النون. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غَوَى) الغَي: ضد الرشاد، غوى الرجل يَغْوِي.   (1) رقم (1097) و (1098) في الصلاة، باب الرجل يخطب على قوس، وفي سنده عبد ربه بن أبي يزيد، وأبو عياض المدني، وهما مجهولان، ولكن للحديث طرق يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قلت: هو بهذا اللفظ. أخرجه أبو داود (1097، 2119) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عمران، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، فذكره. الحديث: 3975 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 680 3976 - (م ت د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «كنت أُصلِّي مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- الصلوات، فكانت صلاتُه قصداً، وخطبتُه قصداً» أخرجه مسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود قال: «كانت صلاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قصداً، وخطبته قصداً يقرأ بآيات من القرآن، ويُذكِّر الناس» . وله في أخرى «كان رسولُ - صلى الله عليه وسلم- لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، إنما هُنَّ كلمات يسيرات» وفي رواية النسائي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطب قائماً، ثم يجلس، ثم يقوم ويقرأُ آيات، ويذْكُرُ الله، وكانت خطبتُه قصداً، وصلاتُه قصداً» (1) . [ص: 682] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قصداً) : القصد: العدل والسواء.   (1) رواه مسلم رقم (866) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأبو داود رقم (1101) في الصلاة، باب الرجل يخطب على قوس، والترمذي رقم (507) في الصلاة، باب ما جاء في قصد الخطبة، والنسائي 3 / 110 في الجمعة، باب القراءة في الخطبة الثانية والذكر فيها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 3976 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 681 3977 - (م د) أبو وائل: قال: «خطبنا عمَّار، فأوجزَ وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان: لقد أبلغتَ وأوجزتَ، فلو كنتَ تنفّسْتَ؟ فقال: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن طول صلاةِ الرجل وقِصر خطبته مَئِنَّة من فِقْهه، فاقصُروا الخطبة وأطيلوا الصلاة، وإن من البيان سحراً» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود عن عمار قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بإقصار الخُطَب» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَنَفَّسْت) : تنفَّس الرجل في قوله، أي: أطال. وأصله: أن المتكلم إذا تنفس استأنف القول، وسَهُلَ عليه الإطالة. (مَئِنَّة) : المَئِنَّة: مَفْعِلة من «إن» التي للتحقيق: أي أنَّ قصر الخطبة وطول الصلاة: علامة من فِقْه الرجل، ومَخْلَقَة [ومَجْدَرَة] ومَحْرَاة به. (إن من البيان سحراً) : أي: إن من البيان ما يصرف قلوب السامعين [ص: 683] إلى قبول ما يسمعون وإن كان غير حق. وقيل: إن من البيان ما يُكْتَسب به من الإثم ما يكتسبه الساحر بسحره.   (1) رواه مسلم رقم (869) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأبو داود رقم (1106) في الصلاة، باب إقصار الخطب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/263) قال: حدثنا قريش بن إبراهيم. والدارمي (1564) قال: أخبرنا العلاء ابن عصيم الجعفي. ومسلم (3/12) قال: حدثني سريج بن يونس. وابن خزيمة (1782) قال: حدثنا محمد بن عمر بن هياج أبو عبد الله الهمداني، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مالك بن الحارث الأرحبي. (ح) وحدثنا رجاء بن محمد العذري أبو الحسن، قال: حدثنا العلاء بن عصيم الجعفي. أربعتهم - قريش، والعلاء، وسريج، ويحيى بن عبد الرحمن - عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن واصل بن حيان، عن أبي وائل، فذكره. وفي رواية محمد بن عبد الله بن نمير «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإقصار الخطب.» أخرجه أحمد (4/320) وأبو داود (1106) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نيمير. كلاهما - أحمد، ومحمد - عن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا العلاء بن صالح، عن عدي ين ثابت، عن أبي راشد فذكره. الحديث: 3977 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 682 3978 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (509) في الصلاة، باب ما جاء في استقبال الإمام إذا خطب، وفي إسناده محمد بن الفضل بن عطية، كذبوه، كما قال الحافظ في " التقريب "، ولكن معنى الحديث صحيح، قال الترمذي: ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء - يعني صريحاً - وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، يستحون استقبال الإمام إذا خطب، وهو قول سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وذكر البخاري تعليقاً 2 / 333 في الجمعة، باب استقبال الناس الإمام إذا خطب، فقال: واستقبل ابن عمر وأنس رضي الله عنهم الإمام. قال الحافظ في " الفتح ": أما ابن عمر، فرواه البيهقي من طريق الوليد بن مسلم قال: ذكرت لليث بن سعد، فأخبرني عن ابن عجلان أنه أخبره عن نافع أن ابن عمر كان يفرغ من سبحته يوم الجمعة قبل خروج الإمام، فإذا خرج لم يقعد الإمام حتى يستقبله، وأما أنس، فرويناه في نسخة نعيم بن حماد بإسناد صحيح عنه أنه كان إذا أخذ الإمام في الخطبة يوم الجمعة يستقبله بوجهه حتى يفرغ من الخطبة، ورواه ابن المنذر من وجه آخر عن أنس أنه جاء يوم الجمعة فاستند إلى الحائط واستقبل الإمام، قال ابن المنذر: لا أعلم في ذلك خلافاً بين العلماء، وانظر الفتح 2 / 333 - 334. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (509) قال: حدثنا عباد بن يعقوب الكوفي، قال: حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. * قال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث محمد بن الفضل بن عطية. ومحمد بن الفضل بن عطية ضعيف، ذاهب الحديث عند أصحابنا. قال الترمذي: ولا يصح في هذا الباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء. الحديث: 3978 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 683 3979 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ خطبه ليس فيها تشهُّد فهي كاليد الجَذْماء» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4841) في الأدب، باب في الخطبة، والترمذي رقم (1106) في النكاح، باب ما جاء في خطبة النكاح، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (579) موارد، وقال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول لا يثبت: بلفظ «كل كلام،أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عز وجل، فهو أبتر، أو قال: أقطع» . وفي رواية: «كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله، فهو أجذم» . أخرجه أحمد (2/359) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا ابن مبارك، عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن. وأبو داود (4840) قال: حدثنا أبو توبة. قال: زعم الوليد، عن الأوزاعي، عن قرة. وابن ماجة (1894) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن يحيى ومحمد بن خلف العسقلاني. قالوا: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن الأوزاعي، عن قرة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (494) قال: أخبرنا محمود بن خالد. قال: حدثنا الوليد. قال: قال أبو عمرو: وأخبرني قرة. وفي (495) قال: أخبرني محمود بن خالد. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز. كلاهما - قرة بن عبد الرحمن، وسعيد بن عبد العزيز - عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (496) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. مرسل. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (497) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا الحسن، يعني ابن عمر، عن الزهري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... مرسل. وبلفظ «كل خطبة ليس فيها تشهد، فهي كاليد الجذماء.» أخرجه أحمد (2/302) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي (2/343) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وأبو داود (4841) قال: حدثنا مسدد وموسى بن إسماعيل. قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والترمذي (1106) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي. قال: حدثنا محمد بن فضيل. كلاهما - عبد الواحد بن زياد، ومحمد بن فضيل - عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره. قلت: راجع «فتح المجيد» بتحقيقي ص (16) . الحديث: 3979 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 683 3980 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ كلام لا يبدأ بالحمد لله فهو أجذمُ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَجْذَم) : الأجذم: مقطوع اليد، أو أنه مجذوم عرض له الجُذَام، والأول أوجه.   (1) رقم (4840) في الأدب، باب الهدي في الكلام، وروي بلفظ: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع "، رواه ابن ماجة رقم (1894) في النكاح، باب خطبة النكاح، وأحمد في المسند 2 / 359، وابن حبان في " صحيحه " رقم (578) موارد، وفي سنده قرة بن عبد الرحمن ابن حيوئيل، وهو صدوق له مناكير، كما الحافظ في " التقريب "، ومع ذلك فقد حسنه ابن الصلاح والنووي والعراقي، والحافظ ابن حجر، كما في " الفتوحات الربانية على الأذكار النووية " لابن علان 3 / 288 و 6 / 63. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم. الحديث: 3980 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 684 3981 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطبهم، فقال: أما بعدُ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أمَّا بعدُ) : بعد: مبنية على الضم، لأنها مقطوعة عن الإضافة، التقدير: أما بعدَ حمد الله فكذا وكذا، فلما قطعه عن الإضافة بناه على الضم.   (1) رقم (4973) في الأدب، باب في " أما بعد " في الخطب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4973) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن أبي حيان، عن يزيد بن حيان، فذكره. الحديث: 3981 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 684 3982 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «احْضُرُوا الذِّكْرَ، وادْنُوا من الإمام، فإن الرجل لا يزال يتباعدُ حتى يؤخَّر في الجنة وإن دخلها» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1108) في الصلاة، باب الدنو من الإمام عند الموعظة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 11، والحاكم في " المستدرك " 1 / 289، وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/11) وأبو داود (1108) . كلاهما - أحمد، وأبو داود - قالا: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده، ولم أسمعه منه، قال: حدثنا قتادة، عن يحيى بن مالك فذكره وله متابعة عند أحمد بلفظ. «احضروا الجمعة، وادنوا من الإمام، فإن الرجل ليتخلف عن الجمعة، حتى إنه ليتخلف عن الجنة وإنه لمن أهلها.» . أخرجه أحمد (5/10) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. الحديث: 3982 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 684 3983 - (م س) أبو رفاعة العدوي - رضي الله عنه -: قال: «انتهينا إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، قال: فقلت: يا رسولَ الله، رجل غريب جاء يسأل عن دِينه، لا يدري ما دِينُه؟ قال: فأقبل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وترك خطبته، حتى انتهى إليَّ، فأُتيَ بكرسيٍّ حَسِبْتُ (1) قوائمه حديداً، قال: فقعد عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وجعل يعلمني مما علَّمه الله، ثم أتى الخطبةَ، فأتمَّ آخرها» أخرجه مسلم والنسائي، إلا أن النسائي قال: «فأُتِيَ بكرسيِّ خُلْبٍ قوائمهُ حديد» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خُلْب) : الخُلْب: [بضم اللام وسكونها] اللِّيف، واحدته، خُلْبَة [وخُلُبة] .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في جميع النسخ: حسبت، ورواه ابن أبي خيثمة في غير " صحيح مسلم ": خلت، بكسر الخاء وسكون اللام، وهي بمعنى حسبت. قال القاضي: ووقع في نسخة ابن الحذاء: خشيت، بالخاء والشين المعجمتين، وفي " كتاب ابن قتيبة ": خلب، بضم الخاء، وآخره باء موحدة، وفسره بالليف، وكلاهما تصحيف، والصواب: حسبت بمعنى ظننت، كما هو في نسخ مسلم وغيره من الكتب المعتمدة. (2) كذا في الأصل والمطبوع: فأتي بكرسي خلب قوائمه حديد، وهو تصحيف، والذي في نسخ النسائي المطبوعة والمخطوطة: فأتي بكرسي خلت (بكسر الخاء وسكون اللام وضم التاء) قوائمه حديداً، أي: ظننت أن قوائمه كانت حديداً، وهو الصواب، والحديث رواه مسلم رقم (876) في الجمعة، باب حديث التعليم في الخطبة، والنسائي 8 / 220 في الزينة، باب الجلوس على الكرسي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/80) قال: حدثنا بهز. (ح) وأخرجه أحمد أيضا قال: حدثنا هاشم بن القاسم وأبو عبد الرحمن المقرئ. (ح) وحدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (1164) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. ومسلم (3/15) قال: دحثنا شيبان بن فروخ. والنسائي (8/220) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الرحمن، وابن خزيمة (1457) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الرحمن. وابن خزيمة (1457) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1800) قال: حدثنا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم. قال: حدثنا المقرئ. ستتهم- بهز، وهاشم، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، وعفان، وشيبان، وعبد الرحمن بن مهدي- عن سليمان بن المغيرة. قال: حدثنا حميد بن هلال، فذكره. الحديث: 3983 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 685 3984 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: قال ثعلبة بن مالك القُرَظِي: «إنهم كانوا في زمان عمر بن الخطاب يصلُّون يوم الجمعة، [ص: 686] حتى يخرجَ عمرُ، فإذا خرج عمرُ وجلس على المنبر وأذَّن المؤذِّن، قال ثعلبة: جلسنا نتحدَّث، فإذا سكت المؤذِّنون، وقام عمر يخطب أنصتنا، فلم يتكلمْ منا أحد» قال ابن شهاب: فخروج الإمام يقطع الصلاة، وكلامه: يقطع الكلام أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 103 في الجمعة، باب ما جاء في الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (229) عن ابن شهاب، عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي، فذكره. الحديث: 3984 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 685 3985 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: «أن ابن عمر رأى رجلين يتحدثان، والإمام يخطب يوم الجمعة، فحَصَبَهما: أن اصْمُتا» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فحصبهما) : الحَصْب: الرَّجم بالحصباء، وهي صغار الحصى.   (1) 1 / 104 في الجمعة، باب ما جاء في الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (231) عن نافع، فذكره. الحديث: 3985 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 686 3986 - (ط) عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: كان يقول في خطبته - قلَّ ما يدَع ذلك إذا خطب -: «إذا قام الإمام يخطُبُ يوم الجمعة فاستمِعوا له وأنصِتُوا، فإن للمُنْصِتِ الذي لا يسمع: من الحظَّ مثلَ ما للمنصتِ السامع، فإذا قامت الصلاة فاعْدِلُوا الصفوف، وحاذوا بالمناكب، فإن اعتدال الصفوف من تمام الصلاة، ثم لا يكبِّر حتى يأتيه رجال قد وكَّلهم بتسوية الصفوف، فيُخْبِرُونه أن قد استوت فيُكبِّر» أخرجه الموطأ (1) . [ص: 687] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انصِتَا) : الإنصات: السُّكوت والإصغاء إلى الكلام.   (1) 1 / 104 في الجمعة، باب ما جاء في الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (230) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن مالك بن أبي عامر، فذكره. الحديث: 3986 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 686 3987 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قلتَ لصاحبك يوم الجمعة: أنصِتْ - والإمام يخطُب - فقد لَغوْت» . أخرجه الجماعة، ولفظ الترمذي: «من قال يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصِتْ قد لغا» وأخرج النسائي هذه أيضاً (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَغَوْت) : اللَّغْو: الهذر من الكلام والباطل، لَغَا يَلْغُو لَغْواً، ولَغِيَ يَلْغَى لَغاً.   (1) رواه البخاري 2 / 343 في الجمعة، باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب، ومسلم رقم (851) في الجمعة، باب في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة، والموطأ 1 / 103 في الجمعة، باب ما جاء في الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب، وأبو داود رقم (1112) في الصلاة، باب الكلام والإمام يخطب، والترمذي رقم (512) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الكلام والإمام يخطب، والنسائي 3 / 103 و 104 في الجمعة، باب الإنصات للخطبة يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ «إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة، والإمام يخطب فقد لغيت.» قال أبو الزناد: هي لغة أبي هريرة. وإنما هو: فقد لغوت. أخرجه مالك الموطأ (85) والحميدي (966) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/244) قال: قرئ على سفيان. وفي (2/485) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والدارمي (1556) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا مالك. ومسلم (3/5) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (1806) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا ابن عيينة. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن. قال:حدثنا سفيان. كلاهما - مالك، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد عن الأعرج، فذكره. وبلفظ «إذا قلت لصاحبك: أنصت. يوم الجمعة. والإمام يخطب فقد لغوت.» . أخرجه أحمد (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وابن بكر، عن ابن جريج. وفي (2/280) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج ومالك. وفي (2/393) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. وفي (2/474) قال: حدثنا يحيى، عن مالك. وفي (2/485) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (2/518) قال: دحثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. وفي (2/532) قال: حدثنا حماد، عن مالك وابن أبي ذئب. والدارمي (1557) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا مالك. وفي (1558) قال: أخبرنا المعلى بن أسد. قال: حدثنا وهيب، عن معمر. والبخاري (2/16) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (3/4، 5) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح بن المهاجر. قال ابن رمح: أخبرنا الليث، عن عقيل. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم. قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. وأبو داود (1112) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجه (1110) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة بن سوار، عن ابن أبي ذئب. والترمذي (512) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. والنسائي في الكبرى (1652) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا مالك. وفي (3/103) وفي الكبرى (1653) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (3/104) وفي الكبرى (1654) قال: أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل. وفي (3/188) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك. وابن خزيمة (1805) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة حدثهم، عن عقيل. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج. سبعتهم - ابن جريج، ومالك، وابن أبي ذئب، وأبو أويس، ويونس، ومعمر، وعقيل - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. وبلفظ «إذا قلت لصاحبك: أنصت. يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت.» أخرجه أحمد (2/272، 280) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/272) قال: وحدثنا ابن بكر، عن ابن جريج. ومسلم (3/5) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم. قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. والنسائي (3/104) وفي الكبرى (1654) قال: أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل. وابن خزيمة (1805) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني. قال: حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج. كلاهما - ابن جريج، وعقيل بن خالد - عن ابن شهاب، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، فذكره. * في رواية ابن جريج: «إبراهيم بن عبد الله بن قارظ» . عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تكلمت يوم الجمعة، فقد لغوت وألغيت.» . أخرجه أحمد (2/388) قال: حدثنا عفان. وابن خزيمة (1804) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي. قال: حدثنا حبان. كلاهما عفان، وحبان قالا: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل، عن أبيه، فذكره. أخرجه أحمد (2/424) . ومسلم (3/8) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. وأبو داود (1050) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (1025، 1090) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (498) قال: حدثنا هناد وبلفظ. وابن خزيمة (1756) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وسلم بن جنادة. وفي (1818) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. ثمانيتهم - أحمد، ويحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، ومسدد، وهناد، ويعقوب، وسلم - عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. وبفلظ «إذا قلت للناس: أنصتوا وهم يتكلمون فقد ألغيت على نفسك.» . أخرجه أحمد (2/318) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام، فذكره. الحديث: 3987 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 687 3988 - (ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يكلَّم بالحاجة إذا نزَلَ من المنبر» . أخرجه الترمذي، وفي رواية أبي داود والنسائي: «رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ينزِل من المنبر، فيعرض له الرجل في الحاجة فيقوم معه حتى يقضي حاجته ثم يقوم فيُصلِّي» . قال أبو داود: الحديث ليس بمعروف عن ثابت، وهو مما تفرد به جرير بن حازم، وعند النسائي: «يقضي [ص: 688] حاجته، ثم يتقدَّم إلى مُصلاه فيصلي» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1120) في الصلاة، باب الإمام يتكلم بعدما ينزل من المنبر، والترمذي رقم (517) في الصلاة، باب ما جاء في الكلام بعد نزول الإمام من المنبر، والنسائي 3 / 110 في الجمعة، باب الكلام والقيام بعد النزول عن المنبر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/116) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/127) قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي (3/213) وعبد بن حميد (1260) ، قالا: حدثنا وهب بن جرير وأبو داود (112) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وابن ماجة (1117) والترمذي (517) قالا: حدثنا محمد بشار، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي (3/110) قال: أخبرني محمد بن علي بن ميمون، قال: حدثنا الفريابي. وابن خزيمة (1838) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ستتهم - وكيع، وحجاج، ووهب، ومسلم، وأبو داود، والفريابي - عن جرير بن حازم، عن ثابت، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم. قال: وسمعت محمدا يقول: وهم جرير بن حازم في هذا الحديث، والصحيح ما روي عن ثابت عن أنس قال: «أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمازال يكلمه حتى نعس بعض القوم» . قاتل محمد: والحديث هو هذا، وجرير بن حازم ربما يهم في الشيء، وهو صدوق. وقال أبو داود: الحديث ليس بمعروف عن ثابت، هو مما تفرد به جرير بن حازم. الحديث: 3988 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 687 الفصل السادس: في القراءة في الصلاة والخطبة 3989 - (م د ت) عبيد الله (1) بن أبي رافع: قال: «استخلف مروانُ أبا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة، فصلَّى لنا أبو هريرة الجمعة فقرأ - بعد الحمد [لله]- (سورة الجمعة) في الأولى، و {إذا جاءَك المنافقون} - في الثانية، قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأُ بهما في الكوفة، قال أبو هريرة: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأُ بهما» أخرجه مسلم والترمذي وأَبو داود، إلا أن أبا داود لم يذكر حديث استخلاف مروان أبا هريرة (2) .   (1) في المطبوع: عبد الله، وهو تصحيف. (2) رواه مسلم رقم (877) في الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الجمعة، وأبو داود رقم (1124) في الصلاة، باب ما يقرأ به في الجمعة، والترمذي رقم (519) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/429) قال: حدثنا يحيى ومسلم (3/15) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا سليمان، وهو ابن بلال. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي وأبو داود (1124) قال: حدثنا القعنبي. قال: حدثنا سليمان، يعني ابن بلال. وابن ماجة (1118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني. والترمذي (519) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. والنسائي في الكبرى (1661) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1843) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1844) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. خمستهم - يحيى بن سعيد، وسليمان بن بلال، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الوهاب الثقفي- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. * وأخرجه أحمد (2/467) قالس: حدثنا محمد بن جعفر وبهز، المعنى، قالا: حدثنا شعبة، عن الحكم، قال: بهز في حديثه: أخبرني الحكم، عن محمد بن علي، أن رجلا قال لأبي هريرة: إن عليا، رضي الله عنه، يقرأ في يوم الجمعة بسورة الجمعة، {إذا جاءك المنافقون} فقال أبو هريرة: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بهما.» . الحديث: 3989 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 688 3990 - (د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأُ في الجمعة: بـ {سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ} و {هَلْ أتَاكَ حَديثُ الغَاشِيةِ} » أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1125) في الصلاة، باب ما يقرأ به في الجمعة، والنسائي 3 / 111 و 112 في الجمعة، باب القراءة في الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى} ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/13) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (1125) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائى (3/111) وفي الكبرى (1665) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (1847) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عثمان بن عمر (ح) وحدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا سعيد - يعني ابن عامر -. خمستهم - يحيى، وخالد، وعبد الرحمن، وعثمان، وسعيد - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (5/14) قال: حدثنا محمد بن عبد، قال: حدثنا مسعر. 3- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4615) عن محمود بن غيلان، عن وكيع، عن مسعر، وسفيان. ثلاثتهم - شعبة، ومسعر، وسفيان - عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، فذكره. الحديث: 3990 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 688 3991 - (م ط س د ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: كتب الضحاكُ بنُ قيس إلى النُّعمان بن بشير يسأله: «أيُّ شيء قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ الجمعة، سوى {سورةِ الجمعة} ؟ فقال: كان يقرأُ {هل أتاك} » . وفي رواية قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين وفي الجمعة: بـ {سبِّح اسمَ ربِّك الأعلى} و {هل أَتاك حديثُ الغاشية} قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقْرَأُ بهما في الصلاتين» أخرجه مسلم والنسائي، وأخرج الموطأ الأولى، وأخرج أبو داود والترمذي الثانية (1) .   (1) رواه مسلم رقم (878) في الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الجمعة، والموطأ 1 / 111 في الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة، وأبو داود رقم (1122) و (1123) في الصلاة، باب ما يقرأ به في الجمعة، والترمذي رقم (533) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في العيدين، والنسائي 3 / 112 في الجمعة، باب ذكر الاختلاف على النعمان بن بشير في القراءة في صلاة الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (89) وأحمد (4/270، 277) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا مالك. والدارمي (1574) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. ومسلم (3/16) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (1123) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، وابن ماجه (1119) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان. والنسائي (3/112) وفي الكبرى (1663) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (1845) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالا: حدثنا سفيان. كلاهما - مالك، وسفيان بن عيينة - عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره. أخرجه الدارمي (1575) قال: حدثنا إسماعيل بن أبان. وابن خزيمة (1846) قال: حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. كلاهما - إسماعيل بن أبان، وإسماعيل بن أبي أويس - عن أبي أويس، عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن الضحاك بن قيس الفهري، عن النعمان بن بشير، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها الحميدي (921) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي. وأحمد (4/273) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (4/276) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، ومسعر. (ح) وقال: وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، وفي (4/277) قال: حدثنا محمد بن جعفر وهاشم قالا: حدثنا شعبة. والدارمي (1576، 1615) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان ومسلم (3/15) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق، جميعا عن جرير. وفي (3/16) قال: حدثناه قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (1122) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (1281) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والترمذي (533) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي (3/112) وفي الكبرى (1666) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. وفي (3/184) وفي الكبرى (1664) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (3/194) قال: أخبرني محمد بن قدامة، عن جرير. وابن خزيمة (1463) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - جرير، وأبو عوانة، وسفيان الثوري، ومسعر، وشعبة، وسفيان بن عيينة - عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، فذكره. * أخرجه أحمد (4/271) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني إبراهيم، عن حبيب ابن سالم، فذكره، ليس فيه - محمد بن المنتشر والد إبراهيم -. * وأخرجه الحميدي (920) وأحمد (4/271) قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان بن بشير، فذكره. * قال الحميدي: كان سفيان يغلط فيه. * قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: حبيب بن سالم سمعه من النعمان، وكان كاتبه، وسفيان يخطئ فيه، يقول: حبيب بن سالم، عن أبيه، وهو سمعه من النعمان. الحديث: 3991 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 689 3992 - (م د س ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة {آلم. تنزيل} في الأولى، وفي الثانية: {هل أَتى على الإنسان} وفي صلاة الجمعة بـ {سورة الجمعة} و {المنافقين} » أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «الإنسان» وأخرجه أبو داود مثل الترمذي أيضاً (1) .   (1) رواه مسلم رقم (879) في الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الجمعة، وأبو داود رقم (1074) في الصلاة، باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة، والترمذي رقم (520) في الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ به في صلاة الصبح يوم الجمعة، والنسائي 3 / 111 في الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة بـ (سورة الجمعة) و (المنافقون) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 3992 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 689 3993 - (م د س) أم هشام بنت حارثة بن النعمان - رضي الله عنها -: قالت: «لقد كان تَنُّورُنا وتَنُّورُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- واحداً سنتين - أو سنة وبعض سنة - ما أخذتُ {ق. والقُرْآنِ المَجيدِ} إلا عن لسان رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس» . وفي رواية «أخذت {ق. والقرآن المجيد} من فِي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، يقرأُ بها على المنبر في كل جمعة» . زاد في رواية قالت: «وكان تَنُّورُنا وتَنُّور رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- واحداً» . أخرجه مسلم، و [أخرج] أبو داود الرواية الأولى، ولم يذكر «سنتين» ولا «سنة وبعض سنة» وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) .   (1) رواه مسلم رقم (873) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأبو داود رقم (1100) في الصلاة، باب الرجل يخطب على قوس، والنسائي 3 / 107 في الجمعة، باب القراءة في الخطبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/435) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. ومسلم (3/13) قال: حدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري. وابن خزيمة (1787) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير، عن محمد بن أبي بكر. كلاهما - عبد الله بن محمد، ومحمد بن أبي بكر - عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، فذكره. وبلفظ «ما حفظت {ق} إلا من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب بها كل جمعة. قالت: وكان تنورنا وتنور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واحدا.» . أخرجه أحمد (6/463) . ومسلم (3/13) قال: حدثني محمد بن بشار. وأبو داود (1100) قال: حدثنا محمد بن بشار، وابن خزيمة (1786) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن بشار - قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن محمد بن معن، فذكره. * في رواية أحمد «عن ابنة حارثة بن النعمان» وفي رواية ابن خزيمة: «عن ابنة الحارثة بن النعمان» . قال ابن خزيمة: ابنة الحارثة هذه هي أم هشام بنت حارثة. * وفي رواية أبي داود: «عن بنت الحارث - كذا - ابن النعمان» . قال أبو داود: قال روح بن عبادة عن شعبة. قال: بنت حارثة بن النعمان. وقال ابن إسحاق: أم هشام بنت حارثة بن النعمان. وبلفظ «حفظت {ق. والقرآن المجيد} من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر يوم الجمعة.» . أخرجه النسائي (3/107) وفي الكبرى (1646) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا هارون بن إسماعيل. قال: حدثنا علي، وهو ابن المبارك، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/435) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ابن أخي عمرة سمعته منه قبل أن يجيء الزهري، عن امرأة من الأنصار. قالت: كان تنورنا وتنور النبي- صلى الله عليه وسلم - واحدا، فما حفظت {ق} إلا منه كان يقرؤها. الحديث: 3993 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 690 3994 - (خ م د ت) يعلى بن أمية - رضي الله عنه -: قال: «سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأُ على المنبر {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: 77] » أخرجه البخاري، ومسلم وأبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 437 في تفسير سورة الزخرف، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وباب صفة النار، ومسلم رقم (871) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأبو داود رقم (3992) في الحروف والقراءات، والترمذي رقم (508) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة على المنبر، وقد تقدم الحديث برقمه (964) في أبواب القراءات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 3994 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 690 الفصل السابع: في آداب الدخول إلى الجامع والجلوس فيه 3995 - (ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - يرفعه، كان يقول: «لأن يُصَلِّيَ أحدُكم بظهر الحرَّة خير له من أن يقعدَ حتى إذا قام الإمام يخطب [جاء] يتخطَّى رقابَ الناس يومَ الجمعة» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَرَّة) : المكان الذي فيه حجارة سود، والمراد به: موضع مخصوص بظاهر المدينة.   (1) 1 / 110 في الجمعة، باب الهيئة وتخطي الرقاب، وفي سنده جهالة، لكن يشهد له معنى الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (242) عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عمن حدثه، عن أبي هريرة فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/330) قال ابن عبد البر: هذا المعنى مرفوع، ثم ساق ما أخرجه أحمد، وأبو داود وصحيح ابن حبان والحاكم عن أبي سعيد وأبي هريرة قال -صلى الله عليه وسلم-: «من اغتسل يوم الجمعة واستن ومس طيبا» . وأخرج أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: -صلى الله عليه وسلم- «يحفر الجمعة ثلاثة نفر، رجل حفرها يلغو وهو حظه منها.» . وروى أبو داود والبيهقي عن ابن عمرو مرفوعا «من اغتسل يوم الجمعة» ومس من طيب امرأته إن كان لها، ولبس من صالح ثيابه..» . الحديث: 3995 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 691 3996 - (د س) عبد الله بن بسر - رضي الله عنه -: قال أبو الزَّاهِرَّية «كنا مع عبد الله بن بُسْر صاحبِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة، فجاء رجل يتخطَّى رقاب الناس، فقال عبد الله بن بُسْر: جاء رجل يتخطَّى رقابَ الناس يومَ الجمعة والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اجْلِس فقد آذَيتَ» . أخرجه أبو داود، وفي رواية النسائي قال: «كنت جالساً إلى جانبه يوم [ص: 692] الجمعة» ، فقال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أي اجلسْ، فقد آذَيتَ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1118) في الصلاة، باب تخطي رقاب الناس يوم الجمعة، والنسائي 3 / 103 في الجمعة، باب النهي عن تخطي رقاب الناس والإمام يخطب على المنبر يوم الجمعة، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (572) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/188) قال: حدثنا زيد بن الحباب وفي (4/190) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود (1118) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا بشر بن السري. والنسائي (3/103) وفي الكبرى (1632) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: أنبأنا ابن وهب. وابن خزيمة (1811) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي. أربعتهم - زيد، وعبد الرحمن، وبشر، وابن وهب - عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، فذكره. الحديث: 3996 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 691 3997 - (ت) معاذ بن أنس الجهني - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من تخطَّى رقابَ الناس يوم الجمعة اتخذَ جِسراً إلى جهنم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (513) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية التخطي يوم الجمعة، وإسناده ضعيف، فيه رشدين بن سعد وزبان بن فائد، وهما ضعيفان، لكن يشهد له معنى الذي قبله، وقال الترمذي: والعمل عليه عند أهل العلم، كرهوا أن يتخطى الرجل رقاب الناس يوم الجمعة، وشددوا في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/437) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، وحسن، قالا: حدثنا ابن لهيعة وابن ماجة (116) . والترمذي (513) قالا: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا رشدين بن سعد. كلاهما - ابن لهيعة، ورشدين بن سعد - عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، فذكره. وقال الترمذي: حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني، حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد. الحديث: 3997 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 692 3998 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لا يُقيمنَّ أحدُكم أخاه يومَ الجمعة، ثم ليُخَالفْ إلى مَقْعَدِه فيقعدَ فيه، ولكن يقول: افسَحوا» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2178) في السلام، باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/342) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (7/0) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قاال: حدثنا معقل وهو ابن عبد الله. كلاهما - ابن لهيعة، ومعقل - عن أبي الزبير، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (3/90) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/295) أيضا قال حدثنا محمد بن كبر. كلاهما - عبد الرزاق، وابن بكر) قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني سليمان بن موسى، فذكره. الحديث: 3998 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 692 3999 - (خ م) نافع: قال: سمعتُ ابنَ عمر يقول: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يقيمَ الرَّجُلُ الرجلَ من مقعده ثم يجلس فيه، قيل لنافع: في الجمعة؟ قال: في الجمعة وغيرها» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 326 في الجمعة، باب لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة ويقعد مكانه، وفي الاستئذان، باب لا يقيم الرجل من مجلسه، وباب إذا قيل لكم: تفسحوا في المجالس، ومسلم رقم (2177) في السلام، باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه المباح الذي سبق إليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقيم الرجل الرجل من مقعده، ثم يجلس فيه. ولكن تفسحوا وتوسعوا.. أخرجه الحميدي (664) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وأحمد (2/16) (4659) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/22) (4735) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (2/32) (4874) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/45) (5046) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت أيوب بن موسى. وفي (2/102) (5785) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/121) (6024) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (2/134) (6062) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. وفي (2/126) (6085) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب وفي (2/149) (6371) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، وعبد بن حميد (764) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن عبد الله بن عمر العمري. والدارمي (2656) قال: أخبرنا مسدد قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (2/10) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (8/75) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. وفيه (8/75) قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله. وفي الأدب المفرد (1140) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر وفي (1153) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله ومسلم (7/9، 10) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة وابن نمير. قالوا: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عن ابن جريج - (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. والترمذي (2749) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب وابن خزيمة (1820) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج وفي (1822) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله. عشرتهم - عبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وأيوب بن موسى، وشعيب، والليث بن سعد، وأيوب بن أبي تميمة، وابن جريج، وعبد الله بن عمر، ومالك، والضحاك - عن نافع، فذكره. وعن سلام، عن ابن عمر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقيمن أحدكم أخاه، ثم يجلس في مجلسه.» . وكان ابن عمر إذا قام له رجل عن مجلسه، لم يجلس فيه. أخرجه أحمد (2/89) (5625) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (7/10) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الأعلى. والترمذي (2750) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الأعلى - عن معمر، عن الزهري، عن سالم، فذكره. وعن أبي الخصيب. قال: كنت قاعدا، فجاء ابن عمر، فقام رجل من مجلسه له، فلم يجلس فيه، وقعد في مكان آخر. فقال الرجل: ما كان عليك لو قعدت؟ فقال: لم أكن أقعد في مقعدك ولا مقعد غيرك بعد شيء شهدته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام له رجل من مجلسه، فذهب ليجلس فيه، فنهاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.» . أخرجه أحمد (2/84) (5567) وأبو داود (4828) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد، وعثمان - عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عقيل بن طلحة، قال: سمعت أبا الخصيب، فذكره. الحديث: 3999 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 692 4000 - (ت د) معاذ بن أنس - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الحَبْوَةِ يوم الجمعة والإمام يخطب» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَبْوَة) : الاحْتِبَاء: الاشتداد بثوب يجمع بين ظهره وركبتيه ليشتدَّ به، وإنما نُهِيَ عنه، لأنه ربما دعاه إلى النوم، وانْتِقَاض الوضوء، والغفلة عن استماع الخطبة.   (1) رواه أبو داود رقم (1110) في الصلاة، باب الاحتباء والإمام يخطب، والترمذي رقم (514) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الاحتباء والإمام يخطب، وإسناده حسن وله شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/439) وأبو داود (1110) قال: حدثنا محمد بن عوف. والترمذي (514) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، وعباس بن محمد الدوري. وابن خزيمة (1815) قال: حدثنا أبو جعفر السمناني. خمستهم - أحمد ومحمد بن عوف، ومحمد بن حميد الرازي، وعباس الدوري، وأبو جعفر السمناني - عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، قال: أخبرني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، فذكره. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن. الحديث: 4000 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 693 4001 - (د) يعلى بن شداد بن أوس (1) : قال: «شهدتُ مع معاويةَ بيتَ المقدس، فجمَّع بنا، فنظرت فإذا جُلُّ مَنْ في المسجد أصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهم مُحْتَبُونَ والإِمام يخطب» . أخرجه أبو داود (2) . وقال: وكان ابنُ عمرَ يَحْتَبي والإمام يخطب (3) ، وأنس بن مالك، [وشريح] ، وصعْصَعَة بن صوحان، وسعيد بن المسيب، وإبراهيم النَّخعي، [ص: 694] ومكحول، وإسماعيل بن محمد بن سعد، ونُعيم بن سلامة قال: لا بأس بها، [قال أبو داود] : ولم يبلغني أن أحداً كرهه إلا عُبادة بن نُسَيِّ (4) .   (1) في الأصل والمطبوع: شداد بن أوس، والتصحيح من نسخ أبي داود المطبوعة وكتب الرجال. (2) رقم (1111) في الصلاة، باب الاحتباء والإمام يخطب، وفي سنده سليمان بن عبد الله بن الزبرقان، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في " التقريب ": فيه لين. (3) أثر ابن عمر المعلق هذا، وصله ابن أبي شيبة في " المصنف ": حدثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يحتبي والإمام يخطب، ثم ساقه بسندين آخرين عن ابن عمر. (4) قال الترمذي: وقد كره قوم من أهل العلم الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب، ورخص في ذلك بعضهم، منهم عبد الله بن عمر وغيره، وبه يقول أحمد وإسحاق، لا يريان بالحبوة والإمام يخطب بأساً، وحديث معاذ بن أنس الذي قبله يؤيد من قال بكراهته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (111) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا خالد بن حيان الرقي، قال: حدثنا سليمان بن عبد الله بن الزبرقان، عن يعلى بن شداد بن أوس، فذكره. الحديث: 4001 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 693 4002 - (د) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التَّحلُّق يوم الجمعة قبل الصلاة» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه أبو داود، وقد رمز له في أوله بحرف (د) ، وهو جزء من حديث رواه أبو داود رقم (1079) في الصلاة، باب التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة، وإسناده حسن، وهو بتمامه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1079) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. الحديث: 4002 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 694 4003 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: قال: «لما استوى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة على المنبر قال: اجلسوا، فسمع ذلك ابنُ مسعود فجلس على باب المسجد، فرآه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: تعالَ يا عبد الله بنَ مسعود» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1091) في الصلاة، باب الإمام يكلم الرجل في خطبته، وقال أبو داود: هذا يعرف مرسل، إنما رواه الناس عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أقول: وفيه أيضاً عنعنة ابن جريج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1091) قال: حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، فذكره. وقال أبو داود: هذا يعرف مرسل، إنما رواه الناس عن عطاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومخلد هو شيخ. الحديث: 4003 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 694 4004 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نَعَسَ أحدُكم يوم الجمعة فلْيَتَحوَّلْ من مجلسه ذلك» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) في الأصل: أخرجه الترمذي، ولم يذكر أبا داود، ولم يرمز له في أوله، وقد رواه أبو داود رقم (1119) في الصلاة، باب الرجل ينعس والإمام يخطب، والترمذي رقم (526) في الصلاة، باب ما جاء فيمن نعس يوم الجمعة أنه يتحول من مجلسه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. أقول: وفيه عنعنة محمد بن إسحاق، وقد أخرجه أحمد في " المسند " 2 / 135 فصرح فيه ابن إسحاق بالتحديث، فزالت شبهة تدليسه وثبت الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/22) (4741) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (2/32) (4875) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/135) (6187) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. وعبد بن حميد (747) قال: حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد. وأبو داود (1119) قال: حدثنا هناد بن السري، عن عبدة. والترمذي (526) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، وأبو خالد الأحمر. وابن خزيمة (1819) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد، وعبدة بن سليمان (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا أبو خالد (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبيد (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا محمد أيضا، قال: حدثنا يعلى بن عبيد. ستتهم - يعلى بن عبيد، ويزيد بن هارون، وإبراهيم بن سعد، ومحمد بن عبيد، وعبدة بن سليمان، وأبو خالد الأحمر - عن محمد بن إسحاق، عن نافع، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4004 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 694 الفصل الثامن: في أول جمعة جُمِّعَت 4005 - (خ د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إن أولَ جمعة جُمِّعت - بعد جمعة في مسجد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في مسجدِ عبد القيس بِجُواثََا من البحرين» أخرجه البخاري، وفي رواية أبي داود: «أن أوَّل جمعة في الإسلام - بعد جمعة جُمِّعتْ في مسجد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة - لَجُمعةٌ جُمِّعتْ بِجُواثََا من قرَى البحرين» . قال عثمان: -[وهو ابن أبي شيبة]- «قرية من قرى عبد القيس» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 316 في الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، وأبو داود رقم (1068) في الصلاة، باب الجمعة في القرى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/5) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو عامر العقدي. وفي (5/214) قال: حدثني عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا أبو عامر عبد الملك. وأبو داود (1068) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله المخرمي، قالا: حدثنا وكيع، وابن خزيمة (1725) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر. كلاهما - أبو عامر، ووكيع - عن إبراهيم بن لمهمان، عن أبي جمرة الضبعي، فذكره. الحديث: 4005 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 695 4006 - (د) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: «كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترَّحم لأسعدِ بن زُرارةَ، قال عبد الرحمن ابنُه: فقلت: له: إذا سمعتَ النداء ترّحْمت لأسعد بن زُرارة؟ فقال: إنه لأولُ من جَمَّع بنا في هَزْم النَّبيت من حَرَّة بني بياضةَ في نَقيع يقال له: نقيعُ الخَضَمات، قلت له: كم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 696] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَقيعُ الخَضَمات) : النقيع هاهنا بالنون: بطن من الأرض يستنقع فيه الماء مدة، أي: يجتمع، فإذا نضب الماء أنبت الكلأ، ومنه حديث عمر رضي الله عنه أنه حمى النَّقيع لخيل المسلمين، وقد يُصَحِّفُه بعض الرواة، فيرويه البقيع بالباء، وإنما البقيع مقبرة بالمدينة، وحَرَّة بني بياضة على ميل من المدينة. (هَزْمُ النَّبيت) : الهزم: ما اطمأن من الأرض، وجمعه هُزُوم، والهزم: ما يُهْزَم من الأرض: أي يُشَقُّ ويُكْسَر.   (1) رقم (1069) في الصلاة، باب الجمعة في القرى، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1069) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وكان قائد أبيه بعد ما ذهب نظره، عن أبيه كعب بن مالك، فذكره. الحديث: 4006 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 695 الباب الرابع: في صلاة المسافرين ، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في القصر وأحكامه ، وفيه أربعة فروع الفرع الأول: في مسافة القصر وابتدائه 4007 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «صلَّيتُ الظهر مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة أربعاً، وخرج يريد مكة، فصلَّى بذي الحُليفة العصر ركعتين» . هذه رواية البخاري ومسلم، وعند البخاري أيضاً قال: «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة أربعاً، وبذي الحليفة ركعتين، ثم بات حتى أصبحَ بذي الحليفة، فلما ركب راحلته واستوت به: أهلَّ» وفي أخرى قال: «وأَحسِبه بات بها حتى أصبحَ» . وفي أخرى «سمعتهم يصرُخون بها جميعاً» . وأخرج الترمذي وأبو داود والنسائي الرواية الأولى (1) . [ص: 698] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَهَلَّ) : الإهلال: رفع الصوت بالتلبية. (يصرُخُون بهما) : الصراخ: رفع الصوت، وقوله: «بهما» ، يعني: بالحج والعمرة.   (1) رواه البخاري 2 / 470 في تقصير الصلاة، باب يقصر إذا خرج من موضعه، وفي الحج، باب من بات بذي الحليفة حتى أصبح، وباب رفع الصوت بالإهلال، وباب التحميد والتسبيح [ص: 698] والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدابة، وباب من نحر بيده، وباب نحر البدن قائمة، وفي الجهاد، باب الخروج بعد الظهر، وباب الإرداف في الغزو والحج، ومسلم رقم (690) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، وأبو داود رقم (1202) في الصلاة، باب متى يقصر المسافر، والترمذي رقم (546) في الصلاة، باب ما جاء في التقصير في السفر، والنسائي 1 / 234 في الصلاة، باب صلاة العصر في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر بالمدينة أربعا، وصلى العصر بذي الخليفة ركعتين» . 1- أخرجه الحميدي (1192) ، وأحمد (3/111) . قالا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه أحمد (3/186) ، والبخاري (2/210) قال: حدثنا مسدد. ومسلم، (2/144) قال: حدثني زهير بن حرب، ويعقوب بن إبراهيم. أربعتهم - أحمد، ومسدد، وزهير، ويعقوب - قالوا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 3- وأخرجه مسلم (2/144) قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد. والنسائي (1/237) وفي الكبرى (327) قال: أخبرنا قتيبة، قالوا: حدثنا حماد بن زيد. ثلاثتهم - سفيان، وإبراهيم، وحماد - قالوا: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، فذكره. وبلفظ «صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة أربعا، وبذي الحليفة ركعيتن، ثم بات حتى أصبح بذي الخليفة، فلما ركب راحلته واستوى به أهل» . أخرجه أحمد (3/378) قال: حدثنا محمد بن بكر. والبخاري (2/170) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف وأبو داود (1773) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن بكر. كلاهما - ابن بكر، وهشام - عن ابن جريج، قال: أخبرنا محمد بن المنكدر فذكره. وبلفظ «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر بالمدينة أربعا، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين» ، قال: وأحسبه بات بها حتى أصبح» . أخرجه البخاري (2/170) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، فذكره. وبلفظ «صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة الظهر أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين وسمعتهم يصرخون بها جميعا.» . أخرجه البخاري (2/170، 4/59) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره. وبلفظ: «صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الظهر بالمدينة أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين» . 1- أخرجه البخاري (2/201) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (2/144) قال: حدثني زهير بن حرب، ويعقوب بن إبراهيم. ثلاثتهم - مسدد، وزهير، ويعقوب - قالوا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 2- وأخرجه مسلم (2/144) قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، والنسائي (1/237) قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - خلف، والزهراني، وقتيبة - قالوا: حدثنا حماد بن زيد. كلاهما - إسماعيل، وحماد - عن أيوب، عن أبي قلابة فذكره. الحديث: 4007 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 697 4008 - (م س) جبير بن نفير - رضي الله عنه -: قال: «خرجت مع شُرَحبيل بن السِّمْط إلى قرية على رأس سبعة عشر ميلاً - أو ثمانية عشر ميلاً - فصلى ركعتين، فقلت له، فقال: رأيتُ عمر صلى بذي الحليفة ركعتين، فقلت له: فقال: إنما أفعل كما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل» أخرجه مسلم والنسائي، وفي رواية لمسلم قال بهذا الإسناد، وقال: عن ابن السِّمْط، ولم يُسَمِّ شرحبيل، وقال: «إنه أتى أرضاً يقال لها: دُومِين (1) من حمص، على رأس ثمانية عشر ميلاً» (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": " دومين " بضم الدال وفتحها: وجهان مشهوران، والواو ساكنة والميم مكسورة. (2) رواه مسلم رقم (692) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، والنسائي 3 / 118 في قصر الصلاة في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/29) (198) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/30) (207) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. ومسلم (2/145) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن بشار. جميعا عن ابن مهدي. (ح) وحدثنيه محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (3/118) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر بن شميل. أربعتهم - محمد بن جعفر، وهاشم، وعبد الرحمن بن مهدي، والنضر - عن شعبة، عن يزيد بن خمير الهمداني، قال: سمعت حبيب بن عبيد، يحدث عن جبير بن نفير، عن شرحبيل بن السمط، فذكره. الحديث: 4008 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 698 4009 - (ط) نافع مولى ابن عمر: «أنَّ ابنَ عمر كان إذا خرج حاجاً أو معتمراً قصر الصلاة بذي الحُليفة» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 147 في قصر الصلاة، باب ما يجب فيه قصر الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (335) عن نافع، فذكره. الحديث: 4009 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 699 4010 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال يحيى بن يزيد الهُنائيُّ: «سألت أنساً عن قصر الصلاة؟ فقال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خرج مسيرةَ ثلاثةِ أميال، أو ثلاثةِ فراسخ - شك شعبة - صلى ركعتين» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (691) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، وأبو داود رقم (1201) في الصلاة، باب صلاة المسافر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/129) ومسلم (2/145) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار وأبو داود (1201) قال: حدثنا محمد بن بشار. ثلاثتهم - أحمد، وأبو بكر، وابن بشار - قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن يحيى بن يزيد، فذكره. الحديث: 4010 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 699 4011 - (ط) مالك بن أنس: «بلغه أن ابنَ عباس كان يقصُر الصلاة في مثل ما بين مكَة والطائُف، وفي مثل ما بين مكة وعُسْفانَ، وفي مثل ما بين مكةَ وجُدَّةَ، قال مالك: أربعة بُرُد» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البُرُد) : جمع بريد، والأصل فيه: البغل، وهي كلمة فارسية، وأصلها: «بُرِيده دُمْ» أي: محذوف الذَّنب، لأن بغال البريد [كانت] محذوفة الأذناب، فعُرِّبت الكلمة وخُفِّفت، ثم سمي الرسول الذي يركبه: [ص: 700] بريداً، والمسافة التي بين السِّكَّتَين: بريداً، والسِّكَّة: هي الموضع الذي كان يسكنه الفُيُوج المرتَّبُون للأخبار: من رِباط، أو قُبَّة، أو خيمة، أو نحو ذلك، وبُعْدُ ما بين السِّكَّتين فرسخان، وقيل: أربعة فراسخ، والفرسخ: ثلاثة أميال، فيكون البريد على اختلاف القولين ستة أميال، أو اثني عشر ميلاً، وأربعة بُرُد: ثمانية فراسخ، أو ستة عشر فرسخاً، وهو الأصح وهي مسافة القَصر والفِطر.   (1) 1 / 148 في قصر الصلاة، باب ما يجب فيه قصر الصلاة بلاغاً، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له معنى الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (341) بلاغا. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/424) قال الحافظ: روي عن ابن عباس مرفوعا أخرجه الدارقطني وابن أبي شيبة من طريق عبد الوهاب عن مجاهد عن أبيه وعن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة في أدنى من أربعة برد من مكة إلى عسفان.» . وإسناده ضعيف من أجل عبد الوهاب. وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: لا تقصر الصلاة ولا في اليوم ولا تقصر في دون اليوم. ولابن أبي شيبة من وجه أخر صحيح عنه قال: تقصر الصلاة في مسير يوم وليلة. الحديث: 4011 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 699 4012 - (ط) سالم بن عبد الله بن عمر: «أن أباه ركب إلى رِيمٍ أو ذات النُّصُبِ فقصر الصلاةَ في مسيره ذلك، قال مالك: وذلك أربعة بُرُد» أخرجه الموطأ، وفي أخرى له «أنه ركب إلى ذات النُّصُب، فقصر الصلاة في مسيره ذلك، قال مالك: وبين ذاتِ النُّصب والمدينةِ أربعة بُرُد» . وفي أخرى له: «أن ابن عمر كان يقصر الصلاة في مسيره اليوم التَّام» . وفي أخرى له عن نافع: «أنه كان يسافر مع عبد الله بن عمر البريدَ فلا يقصر الصلاة» . وفي أخرى عن نافع «أن ابن عمر كان يسافر من المدينة إلى خيبر فيقصر الصلاة» (1) .   (1) 1 / 147 و 148 في قصر الصلاة، باب ما يجب فيه قصر الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (336) عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه فذكره. الحديث: 4012 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 700 4013 - (ت س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج من المدينة إلى مكَة لا يخاف إلا ربَّ العالمين، فصلى ركعتين» أخرجه [ص: 701] الترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (547) في الصلاة، باب ما جاء في التقصير في السفر، والنسائي 3 / 117 في تقصير الصلاة في السفر، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1852) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/215) (1852) قال: حدثنا هشيم، عن منصور. وفي (1/226) (1995) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن عون وفي (1/354) (3317) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا عبد الله بن عون. وفي (1/355) (3334) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا قرة بن خالد، ويزيد بن إبراهيم. وفي (1/362) (3411) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون. وفي (1/369) (3493) حدثنا معاذ، قال: حدثنا ابن عون. وعبد بن حميد (662) قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم، قال: أخبرنا هشام بن حسان. وفي (663) قال: حدثنا مضعب بن مقدام الخثعمي، قال: حدثنا أبو هلال. والترمذي (547) . والنسائي (3/117) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا هشيم، عن منصور بن زاذان. والنسائي (3/117) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا ابن عون. ستتهم- منصور بن زاذان، وابن عون، وقرة، ويزيد بن إبراهيم، وهشام، وأبو هلال - عن ابن سيرين، فذكره. الحديث: 4013 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 700 الفرع الثاني: في القصر مع الإقامة 4014 - (خ م د ت س) أنس بن مالك قال: «خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة فكان يصلِّي ركعتين ركعتين، حتى رجعنا إلى المدينة، قيل له: أقمتم بمكة شيئاً؟ قال: أقمنا بها عشراً» أخرجه الجماعة إلا الموطأ، وفي رواية البخاري ومسلم مختصراً قال: «أقمنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عشرة نقصر الصلاة» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 463 في التقصير، باب ما جاء في التقصير وكم يقيم حتى يقصر، وفي المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، ومسلم رقم (693) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، وأبو داود رقم (1233) في الصلاة، باب متى يتم المسافر، والترمذي رقم (548) في الصلاة، باب ما جاء في كم تقصر الصلاة، والنسائي 3 / 121 في تقصير الصلاة، باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/187) قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. 2- وأخرجه أحمد (3/190) . ومسلم (2/145) قال: حدثناه أبو كريب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1652) عن زياد بن أيوب. وابن خزيمة (956) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. أربعتهم - ابن حنبل، وأبو كريب، وزياد، ويعقوب - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 3- وأخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (2/145) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. كلاهما - ابن جعفر، ومعاذ - قال: حدثنا شعبة. 4- وأخرجه الدارمي (1518) قال: حدثنا محمد بن يوسف. والبخاري (5/190) قال: حدثنا أبو نعيم (ح) وحدثنا قبيصة، ومسلم (2/145) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. خمستهم - ابن يوسف، وأبو نعيم، وقبيصة، وابن نمير، وأبو أسامة - قالوا: حدثنا سفيان. 5- وأخرجه البخاري (2/35) قال: حدثنا أبو معمر. وابن خزيمة (956، 2996) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. كلاهما - أبو معمر، وأحمد - قالا: حدثنا عبد الوارث. 6- وأخرجه مسلم (2/145) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والترمذي (548) قال: حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما - يحيى، وابن منيع - عن هشيم. 7- وأخرجه مسلم (2/145) ، والنسائي (3/118) . كلاهما عن قتيبة - قال: حدثنا أبو عوانة. 8- وأخرجه أبو داود (1233) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا وهيب. 9- وأخرجه ابن ماجة (1077) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، وعبد الأعلى. 10- وأخرجه النسائي (3/121) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع. 11- وأخرجه ابن خزيمة (956) قال: حدثناه الصنعاني، قال: حدثنا بشر بن المفضل (ح) وحدثناه عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، وبشر بن المفضل. عشرتهم - عبد الأعلى، وابن علية، وشعبة، وسفيان، وعبد الوارث، وهشيم، وأبو عوانة، ووهيب، ويزيد بن زريع، وبشر - عن يحيى بن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 4014 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 701 4015 - (خ ت د س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- تسع عشرةَ يقصر الصلاة، فنحن إذا سافرنا فأقمنا تسع عشرة قصرنا، وإن زدنا أتممنا» أخرجه البخاري، وفي رواية الترمذي قال: «سافر النبيُّ [ص: 702] صلى الله عليه وسلم- سفراً، فصلى تسعة عشر يوماً ركعتين ركعتين، قال ابن عباس: فنحن نصلِّي فيما بيننا وبين تسع عشرة ركعتين ركعتين، فإذا أقمنا أكثر من ذلك صلَّينا أربعاً» . قال: وقد روي عن ابن عباس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أنه أقام في بعض أسفاره تسع عشرة يصلِّي ركعتين ... » وذكر نحوه. وفي رواية أبي داود «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقام سبع عشرة بمكة يقصر الصلاة، قال ابن عباس: ومن أقام سبع عشرة قصرَ، ومن أقام أكثر أتم» وله في أخرى «تسع عشرة» وله في أخرى قال: «أقام بمكة عام الفتح خمس عشرة يقصر الصلاة» وأخرجه النسائي، وفيه «خمسة عشر» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 463 في التقصير، باب ما جاء في التقصير، وفي المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، وأبو داود رقم (1230) و (1231) و (1232) في الصلاة، باب متى يتم المسافر، والترمذي رقم (549) في الصلاة، باب ما جاء في كم تقصر الصلاة، والنسائي 3 / 121 في تقصير الصلاة، باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/223) (1958) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (582) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن المبارك. والبخاري (5/191) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (5/191) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب. وأبو داود (1230) قال: حدثنا محمد بن العلاء، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا حفص. وابن ماجة (1075) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والترمذي (549) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (955) قال: حدثنا سلم بن جنادة، ومحمد بن يحيى بن ضريس، قالا: حدثنا أبو معاوية. خمستهم- أبو معاوية، وعبد الله بن المبارك، وأبو شهاب، وحفص بن غياث، وعبد الواحد بن زياد - عن عاصم الأحول. 2- وأخرجه أحمد (1/303) (2758) قال: حدثنا أسود. وفي (1/315) (2885) قال: حدثنا يحيى بن آدم، وأبو النضر. وعبد بن حميد (585) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (1232) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرني أبي وعبد الله بن أحمد (1/315) (2886) قال: حدثنا عبد الله بن عون الخراز، من الثقات (ح) وحدثني نصر بن علي، قال: أخبرني أبي. ستتهم - أسود، ويحيى بن آدم، وأبو النضر، وأبو نعيم، وعلي، وعبد الله بن عون - عن شريك، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. 3- وأخرجه البخاري (2/53) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم، وحصين. ثلاثتهم - عاصم، وابن الأصبهاني، وحصين - عن عكرمة فذكره.. في رواية عبد الرزاق عن ابن المبارك «أقام عشرين ليلة» .. في رواية ابن الأصبهاني «أقام بمكة عام الفتح سبع عشرة» . الحديث: 4015 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 701 4016 - (د) عمران بن حصين: قال «غزوتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وشهدت معه الفتح، فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين، ويقول: يا أهل البلد: صلُّوا أربعاً فإنَّا سَفْر» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَفْر) : السَّفْر: القوم المسافرون، جمع سافر، يقال: سَفَرْت اسْفُر سُفُوراً، فأنا سَافِر: إذا خرجت إلى السفر، والقوم سَفْر، مثل: رَاكِب ورَكْب.   (1) رقم (1229) في الصلاة، باب متى يتم المسافر، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1229) حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد (ح) وثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن علية وهذا لفظه أخبرنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن عمران بن حصين، فذكره. الحديث: 4016 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 702 4017 - (د) جابر بن عبد الله: قال «أقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بتبوكَ عشرينَ يوماً يقصر الصلاة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1235) في الصلاة، باب إذا أقام بأرض العدو يقصر، من حديث معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وفيه عنعنة يحيى بن أبي كثير، وهو مدلس، وقال أبو داود غير: معمر لا يسنده، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وذكر البيهقي أنه غير محفوظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/295) وعبد بن حميد (1139) وأبو داود (1235) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. كلاهما - أحمد، وعبد بن حميد - قال: أحمد حدثنا وقال: عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثري، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان فذكره. الحديث: 4017 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 703 4018 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أقام بمكةَ عشر ليال يقصُر الصلاة، إلا [[أن]] يصلِّيَها مع الإمام، فيصلِّيها بصلاته» وفي أخرى «أنه كان يقول: أصلِّي صلاة المسافر ما لم أُجمِع مُكثاً، وإن حَبسني ذلك اثنتي عشرة ليلة» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما لم أُجْمِع مكثاً) : الإجماع: العزم والنية على الشيء، والمكث: الإقامة.   (1) 1 / 148 في قصر الصلاة، باب صلاة المسافر ما لم يجمع مكثاً، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/426) عن نافع أن ابن عمر فذكره. الحديث: 4018 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 703 4019 - (خ م د ت س) حارثة بن وهب - رضي الله عنه -: قال: «صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحن أكثرُ ما كنا قطُّ وآمَنُهُ، بمنى: ركعتين» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وفي رواية أبي داود والنسائي قال: [ص: 704] «صليتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بمنى أكثر ما كانوا، فصلى بنا ركعتين في حجة الوداع» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 464 في التقصير، باب الصلاة بمنى، وفي الحج، باب الصلاة بمنى، ومسلم رقم (696) في صلاة المسافرين، باب قصر الصلاة بمنى، وأبو داود رقم (1965) في الحج، باب القصر لأهل مكة، والترمذي رقم (882) في الحج، باب ما جاء في تقصر الصلاة بمنى، والنسائي 3 / 119 و 120 في تقصير الصلاة، باب الصلاة بمنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/306) قال: حدثنا وكيع. والنسائي (3/120) قال: أنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - وكيع، ويحيى - قالا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه أحمد (4/306) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (2/53) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (2/197) قال: حدثنا آدم. والنسائي (3/119) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد وابن خزيمة (1702) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد يعني ابن جعفر. أربعتهم - محمد، وأبو الوليد، وآدم، ويحيى - قالوا: حدثنا شعبة. 3- وأخرجه مسلم (2/147) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة. والترمذي (882) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/119) وفي الكبرى (429) قال: أخبرنا قتيبة. كلاهما - يحيى وقتيبة - قال يحيى: أخبرنا، وقال قتيبة: حدثنا أبو الأحوص. 4- وأخرجه مسلم (2/147) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. وأبو داود (1965) قال: حدثنا النفيلي. كلاهما - أحمد، والنفيلي - قالا حدثنا زهير. أربعتهم - سفيان، وشعبة، وأبو الأحوص، وزهير - عن أبي إسحاق. فذكره. الحديث: 4019 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 703 4020 - (خ م د س) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال عبد الرحمن بن يزيد - وهو أخو الأسود النخعي -: «صلى بنا عثمانُ بنُ عفانَ بمنى أربعَ ركعات، فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود، فقال: صليتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بمنى ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ثم تفرقتْ بكم الطرق، فياليت حظي من أربع ركعات: ركعتان متقبَّلتان» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وفي أخرى لأبي داود زيادة «ومع عثمانَ صدراً من إمارته، ثم أتمها ... » وذكر الحديث. وفي رواية النسائي قال: صلى عثمان بمنى أربعاً، حتى بلغ ذلك عبد الله بن مسعود، فقال: لقد صليتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بمنى ركعتين، وله في أخرى قال: «صلَّيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين» (1) . [ص: 705] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تفرَّقت بكم الطُّرُق) : الطُّرُق: المذاهب والآراء، أي: إنكم اختلفتم، وذهب كلٌّ منكم إلى مذهب، ومال إلى قول، وتركتم السُّنَّة. (صَدْراً) : صَدْر كل شيء مقدمه وأعلاه، وصدر الأمر: أوله، وهو المراد.   (1) رواه البخاري 2 / 465 في تقصير الصلاة، باب الصلاة بمنى، وفي الحج، باب الصلاة بمنى، ومسلم رقم (695) في صلاة المسافرين، باب قصر الصلاة بمنى، وأبو داود رقم (1960) في المناسك، باب الصلاة بمنى، والنسائي 3 / 120 و 121 في تقصير الصلاة، باب الصلاة بمنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/378) (3593) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/422) (4003) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/425) (4034) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (1881) قال: أخبرنا محمد بن الصلت، عن منصور بن أبي الأسود. والبخاري (2/53) ، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي (2/197) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/146) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (2/147) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا إسحاق، وابن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى. وأبوداود (1960) قال: حدثنا مسدد، أن أبا معاوية، وحفص بن غياث حدثاه. والنسائي (3/120) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الواحد (ح) وأنبأنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى. وابن خزيمة (2962) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى (ح) وحدثنا سلم ابن جنادة، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أبو معاوية، وجرير. ثمانيتهم - أبو معاوية، وسفيان، وابن نمير، ومنصور بن أبي الأسود، وعبد الواحد، وجرير، وعيسى، وحفص بن غياث - عن سليمان الأعمش، قال: حدثنا إبراهيم، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. * أخرجه أحمد (1/416) (3953) قال: حدثنا روح، ومحمد بن جعفر. وفي (1/464) (4427) قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - روح، ومحمد بن جعفر - قالا: حدثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت عمارة بن عمير، قال ابن جعفر: أو إبراهيم - شعبة شك - عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. الحديث: 4020 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 704 4021 - (خ م س) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال «صلى بنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بمنى ركعتين، وأبو بكر بعده، وعمرُ بعد أبي بكر، وعثمانُ صدراً من خلافته، ثم إن عثمانَ صلى بعدُ أربعاً، فكان ابنُ عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعاً، وإذا صلاها وحده صلى ركعتين» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه مسلم من طريق أخرى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنه صلى صلاة المسافر بمنى وغيرِه ركعتين، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، ركعتين صدراً من خلافته، ثم أتمها أربعاً» وأخرجه البخاري نحوه، ولم يقل: «وغيرِه» وفي رواية النسائي مختصراً قال: «صليتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بمنى ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 464 في تقصير الصلاة، باب الصلاة بمنى، وفي الحج، باب الصلاة بمنى، ومسلم رقم (694) في صلاة المسافرين، باب قصر الصلاة بمنى، والنسائي 3 / 121 في تقصير الصلاة، باب الصلاة بمنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/16) (4652) (2/55) (5178) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (2/53) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/146) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه ابن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان (ح) وحدثناه أبو كريب، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة (ح) وحدثناه ابن نمير، قال: حدثنا عقبة بن خالد. والنسائي (3/121) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: أنبأنا يحيى. وابن خزيمة (2963) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو خالد. خمستم - يحيى بن سعيد القطان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعقبة بن خالد، وأبو خالد الأحمر - عن عبيد الله بن عمر. 2- وأخرجه أحمد (2/57) (5214) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري. كلاهما - عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري - عن نافع، فذكره. الحديث: 4021 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 705 4022 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى بمنى ركعتين، وأن أبا بكر صلاها بمنى ركعتين، وأن عمر صلاها بمنى ركعتين، وأن عثمان صلاها بمنى ركعتين شطر إمارته، ثم أتمها بعدُ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَطْر) : كل شيء: نِصْفه.   (1) 1 / 402 في الحج، باب صلاة منى، وفي سنده انقطاع، فإن عروة لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء موصولاً في حديث ابن عمر الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/481) عن هشام بن عروة عن أبيه فذكره. قال الزرقاني: مرسل وهو في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن مسعود وابن عمر. الحديث: 4022 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 706 4023 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «صلَّيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بمنى، ومع أبي بكر، وعمر ركعتين، مع عثمانَ [ركعتين] صدراً من إمارته» أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 120 في تقصير الصلاة، باب الصلاة بمنى، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/144) قال: حدثنا يونس بن محمد وفي (3/168) قال: حدثنا حجاج والنسائي (3/120) قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - يونس، وحجاج، وقتيبة - قالوا حدثنا الليث بن سعد. 2- وأخرجه أحمد (3/145) قال: حدثنا حسن قال: حدثنا ابن لهيعة. كلاهما - الليث، وابن لهيعة - عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن محمد بن عبد الله بن أبي سليم فذكره. الحديث: 4023 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 706 4024 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: وقد سئل عن صلاة المسافر؟ فقال: «حججتُ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فصلَّى رَكْعَتين، وحجَجْتُ مع أبي بكر فصلَّى رَكعَتين، وحججْتُ مع عمَرَ فصلَّى رَكعتين، ومع عثمانَ سِتَّ سنين من خلافته - أو ثمانيَ سنين - فصلى ركْعَتين» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (545) في الصلاة، باب ما جاء في التقصير في السفر، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، ولكن له شواهد يقوى بها، منها الحديث الذي قبله، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (545) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا علي بن زيد بن جدعا القرشي عن أبي نضرة قل سئل عمران بن حصين فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4024 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 706 4025 - (م س) موسى بن سلمة: قال: «سألتُ ابنَ عباس: كيف أُصلِّي إذا كنتُ بمكةَ، إذا لم أُصلِّ مع الإمام؟ قال: رَكعتين، سُنَّةَ أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم-» وفي رواية النسائي قال: «تفُوتُني الصلاةُ في جماعة وأنا بالبطحاءِ، ما ترى أُصلِّي؟ قال: رَكْعتَين، سنَّةَ أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم-» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (688) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، والنسائي 3 / 119 في تقصير الصلاة، باب الصلاة بمكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/216) (1862) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، قال: حدثنا أيوب. وفي (1/226) (1996) قال: حدثنا يحيى،عن هشام. وفي (1/290) (2632) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/290) (2637) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (1/337) (2119) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: حدثني شعبة. وفي (1/369) (3494) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. ومسلم (2/143) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/144) قال: حدثناه محمد بن منهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. والنسائي (3/119) حدثنا محمد بن عبد الأعلى في حديثه، عن خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/119) وفي الكبرى (428) : قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد. وابن خزيمة (951) قال: حدثنا محمد بن عبد الاعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا محمد قالا: حدثنا شعبة. خمستهم - أيوب، وهشام، وشعبة، وهمام، وسعيد - عن قتادة، قال: سمعت موسى بن سلمة، فذكره. الحديث: 4025 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 707 الفرع الثالث: في الإتمام مع الإقامة 4026 - (د) عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: «لما اتَّخذَ الأموال بالطائف، وأراد أن يقيمَ: صلَّى بمنى أربعاً، ثمَّ أخذ به الأئمةُ بعدَهُ» . وفي رواية: «إنما صلَّى بمنى أربعاً، لأنه أجمع على الإقامة بعد الحج» . وفي أخرى «أنه أتم الصلاة بمنى من أجل الأعراب، لأنهم كثروا عامَئِذٍ، فصلَّى بالناس أربعاً، ليعلِّمهم أنَّ الصلاةَ أرْبَع» أخرجه أبو داود، وفي أخرى له «أن عثمانَ صلَّى أربعاً، لأَنه اتخذها وطناً» (1) .   (1) رقم (1961) و (1962) و (1963) و (1964) في المناسك، باب الصلاة بمنى من حديث عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن عثمان بن عفان، وإسناده منقطع، فإن الزهري لم يدرك عثمان، وروايته عنه مرسلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1961) حدثنا محمد بن العلاء أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن الزهري أن عثمان فذكره. وفي رواية (1963) حدثنا محمد بن العلاء أخبرنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال. فذكره. الحديث: 4026 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 707 4027 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «صلَّى أربعاً فقيل له: عِبْتَ على عثمان، ثم صلَّيتَ أربعاً؟ قال: الخِلافُ شَرٌّ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1960) في المناسك، باب الصلاة بمنى، من حديث الأعمش عن معاوية بن قرة عن أشياخه أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ... وفيه جهالة أشياخ معاوية بن قرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1960) حدثنا مسدد أن أبا معاوية وحفص بن غياث حدثاه وحديث أبي معاوية أتم عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: فذكره. قال الأعمش: فحدثني معاوية بن قرة عن أشياخه أن عبد الله صلى أربعا فذكر الحديث وفيه الخلاف شر. الحديث: 4027 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 708 الفرع الرابع: في اقتداء المسافر بالمقيم، والمقيم بالمسافر 4028 - (خ م ط) نافع مولى ابن عمر: «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان يصلِّي وراءَ الإمام أربعاً، فإذا صلَّى لنفسه صلَّى ركعتين» . أخرجه الموطأ، وقد أخرج البخاري ومسلم هذا المعنى في جملة حديث ذُكِرَ في الفرع الثاني (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 149 في قصر الصلاة في السفر، باب صلاة المسافر إذا كان إماماً أو وراء إمام، وقد تقدم معنى الحديث من رواية ابن عمر برقم (4019) فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/427) عن نافع أن عبد الله بن عمر فذكره. وتقدم معنى الحديث من رواية ابن عمر برقم (4019) فليراجع. الحديث: 4028 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 708 4029 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «صلَّى للناس بمكةَ، فلما انصرف قال: يا أهلَ مكة، أتمُّوا صلاتكم، فإنا قوم سَفْر» . وفي أخرى مثله وزاد «ثم صلَّى بمنى ركعتين، ولم يبلُغنا أنه قال شيئاً» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 149 في قصر الصلاة، باب صلاة المسافر إذا كان إماماً، عن الزهري عن سالم عن عبد الله ابن عمر، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً عبد الرزاق في " مصنفه " رقم (4369) من حديث معمر، عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. قال: صلى عمر ... . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك مع شرح الزرقاني (1/427) عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر بن الخطاب، فذكره. الحديث: 4029 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 708 4030 - (ط) صفوان بن عبد الله قال: «قال جاء عبد الله بن عمر [ص: 709] رضي الله عنه - يعود عبد الله بن صفوان، فصلَّى لنا ركعتين، ثم انصرف، فقمنا فأتممْنا» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 150 في قصر الصلاة، باب صلاة المسافر إذا كان إماماً أو كان وراء إمام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/427) عن ابن شهاب عن صفوان أنه قال، فذكره. الحديث: 4030 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 708 الفصل الثاني: في الجمع ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في جمع المسافر 4031 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمسُ أخَّر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحلَ صلى الظهر، ثم ركب» . وفي رواية «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يجمعَ بين الصلاتين في السفر أخَّر الظُّهر، حتى يدخل أوَّل وقت العصر» . وفي أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا عَجِل عليه السَّيْرُ (1) يؤخِّر الظهر إلى أوَّل وقت العصر، فيجمعُ بينهما، ويؤخِّر المغربَ حتى يجْمَع بينهما وبين العشاء» . أخرجه البخاري، ومسلم وأبو داود، وزاد أبو داود في رواية أخرى بعد قوله: «العشاء» : «حين يغيبُ الشَّفَقُ» . [ص: 710] وفي رواية النسائي مثل الرواية الثانية وزيادة أبي داود، وفي أخرى للبخاري «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يجمَعُ بين هاتين الصلاتين في السفر، يعني: المغربَ والعِشاءَ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَزِيغ) : زاغت الشمس تزيغ: إذا مالت عن وسط السماء إلى الغرب.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: كان إذا عجل عليه السفر، وهو بمعنى: عجل به. (2) رواه البخاري 2 / 479 في تقصير الصلاة، باب إذا ارتحل بعد ما زاغت الشمس صلى الظهر ثم ركب، وباب يؤخر الظهر إلى العصر إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، ومسلم رقم (704) في صلاة المسافرين، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر، وأبو داود رقم (1218) و (1219) في الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، والنسائي 1 / 284 و 285 في مواقيت الصلاة، باب الوقت الذي يجمع فيه المسافر بين الظهر والعصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/247) قال: حدثنا قتيبة وفي (3/265) وعبد بن حميد (1165) قالا: حدثنا يحيى بن غيلان. والبخاري (2/58) قال: حدثنا حسان الواسطي وفي (2/58) ومسلم (2/150) قالا البخاري، ومسلم حدثنا قتيبة. وأبو داود (1218) قال: حدثنا قتيبة وابن موهب يزيد والنسائي (1/284) وفي الكبرى (1479) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم - قتيبة، وابن غيلان، وحسان، وابن موهب - عن المفضل بن فضالة عن عقيل عن ابن شهاب فذكره. أخرجه مسلم (2/151) قال: وحدثني عمرو الناقد قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا ليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن الزهري، عن أنس. الحديث: 4031 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 709 4032 - (خ م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يجمَعُ بين صلاتي الظُّهرِ والعصر إذا كان على ظهرِ سَيْر، ويجمَعُ بين المغربِ والعِشاءِ» أخرجه البخاري (1) . وفي رواية مسلم: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جَمَعَ بين الصلاة في سَفْرة سافرها في غزوة تبوكَ، فجمع بين الظهرِ والعصرِ، والمغربِ والعشاءِ» (2) .   (1) تعليقاً 2 / 478 في تقصير الصلاة، باب الجمع في السفر بين المغرب والعشاء، قال الحافظ في " الفتح ": وصله البيهقي من طريق محمد بن عبدوس عن أحمد بن حفص النيسابوري عن أبيه عن إبراهيم المذكور بسنده المذكور إلى ابن عباس بلفظه. (2) رواه مسلم رقم (705) في صلاة المسافرين، باب جواز الجمع بين الصلاتين في الحضر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/151) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي قال: حدثنا خالد يعني ابن الحارث وابن خزيمة (967) قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا عبد الرحمن. كلاهما - خالد، وعبد الرحمن - قالا: حدثنا قرة قال: حدثنا أبو الزبير قال: حدثنا سعيد بن جبير فذكره. الحديث: 4032 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 710 4033 - (ط) علي بن حسين كان يقول: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يسير يوْمَهُ: جمع بين الظهرِ والعصرِ، وإذا أراد أن يسير ليْلَه: جمع بين المغرب والعشاءِ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 145 في قصر الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر بلاغاً، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: هذا حديث يتصل من رواية مالك من حديث معاذ بن جبل وابن عمر، معناه، وهو عند جماعة من أصحابه مسنداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/419) أنه بلغه عن علي بن حسين. قال الزرقاني «قال ابن عبد البر هذا حديث يتصل من رواية مالك من حديث معاذ بن جبل وابن عمر معناه وهو عند جماعة من أصحابه مسند» . الحديث: 4033 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 711 4034 - (م ط د س ت) معاذ بن جبل رضي الله عنه: «أنه خرج مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوكَ، فكان يصلِّي الظهرَ والعصر جميعاً، والمغربَ والعشاءَ جميعاً» . وفي رواية قال: فقلت: ما حمله على ذلك؟ فقال: «أراد أن لا يُحرج أُمَّتَهُ» . أخرجه مسلم. وفي رواية الموطأ وأبي داود والنسائي «أنهم خرجوا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يجمَعُ بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاءِ، فأخرَ الصلاةَ يوماً، ثم خرج فصلَّى الظهرَ والعصرَ جميعاً، ودخل، ثم خرج فصلَّى المغرب والعشاءَ جميعاً» . وفي رواية الترمذي ولأبي داود قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوكَ إذا زاغت الشمس قبل أن يرْتَحِلَ جمع بين الظهرِ والعصرِ، فإن رحل قبل أن تزيغ الشمسُ أخَّر الظهرَ حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك، إن غابت الشمس قبل أن يرتحلَ: جمَعَ بين المغرب والعشاء، فإن ارتحل قبل أن تغيب الشمسُ: [ص: 712] أخر المغربَ حتى ينزلَ للعشاء، ثم يجمعُ بينهما» قال أبو داود: روَى هذا الحديث هشام بن عروة عن حسين بن عبد الله، عن كريب، عن ابن عباس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحوه (1) .   (1) رواه مسلم رقم (706) في صلاة المسافرين، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، والموطأ 1 / 143 و 144 في قصر الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر، وأبو داود رقم (1206) و (1208) و (1220) في الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، والترمذي رقم (553) و (554) في الصلاة، باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين، والنسائي 1 / 285 في مواقيت الصلاة، باب الوقت الذي يجمع فيه المسافر بين الظهر والعصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ صفحة (108) وأحمد (5/228) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا قرة بن خالد. وفي (5/230) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان (ح) وأبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/233) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا هشام بن سعد. وفي (5/236) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (5/237) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا مالك، وفي (5/238) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك بن أنس. والدارمي (1523) قال: أخبرنا أبو علي الحنفي، قال: حدثنا مالك بن أنس. ومسلم (2/151) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زهير. وفي (2/152) قال: حدثنا يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، قال: حدثنا قرة بن خالد. وفي (7/60) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا أبو علي الحنفي، قال: حدثنا مالك-وهو ابن أنس. وأبو داود (1206) قال حدثنا القعنبي، عن مالك..وفي (1208) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمداني، قال: حدثنا المفضل بن فضالة، والليث بن سعد، عن هشام بن سعد. وابن ماجة (1070) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (1/285) وفي الكبرى (1480) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وابن خزيمة (966) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا قرة. وفي (968) ، (1704) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. خسمتهم - مالك بن أنس، وقرة بن خالد، وسفيان، وهشام بن سعد، وزهير - عن أبي الزبير المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، فذكره. الحديث: 4034 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 711 4035 - (ط) أبو هريرة: - رضي الله عنه -: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: «كان يجْمَعُ بين الظهرِ والعصرِ في سفره [إلى] تبوكَ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 143 في قصر الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر، وإسناده صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر في " التقصي ": هكذا روي عن يحيى مسنداً، وروي عنه مرسلاً كجمهور رواة الموطأ، وقال ابن عبد البر في " التمهيد ": رواه أصحاب مالك مرسلاً، إلا أبا مصعب في غير " الموطأ "، ومحمد بن المبارك الصوري، ومحمد بن خالد، وإسماعيل ابن داود، فقالوا: عن أبي هريرة، وذكره أحمد بن خالد عن يحيى مسنداً، وإنما وجدنا عند شيوخنا مرسلاً في نسخة يحيى وروايته، ويمكن أن ابن وضاح طرح أبا هريرة من روايته عن يحيى لأنه رأى ابن القاسم وغيره ممن انتهت إليه روايته للموطأ قد أرسل الحديث فظن أن رواية يحيى غلط لم يتابع عليه، فرمى أبا هريرة وأرسل الحديث إن صح قول ابن خالد، وإلا فهو وهم منه، أقول: ويشهد له حديث معاذ الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/413) عن داود بن الحصين عن الأعرج عن أبي هريرة فذكره. قال الزرقاني «هكذا روى عن يحيى مسندا وروي عنه مرسلا» كجمهور رواة الموطأ قاله ابن عبد البر في التقصي» . الحديث: 4035 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 712 4036 - (د س) جابر - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرجَ من مكَةَ قبل غروب الشمس، فجمعَ بين العشاءيْن بسَرِفَ، وبينهما عشرة [ص: 713] أميال، وفي رواية أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- غابت له الشمسُ بمكة، فجمع بينهما بِسَرِفَ، قال هشام بن سعد: بينهما عشرة أميال. أخرج الثانية أبو داود والنسائي (1) ، والأولى ذكرها رزين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَرِف) بكسر الراء: موضع بينه وبين مكة مما يلي طريق المدينة عشرة أميال، وكثير يقولونه بفتح الراء، وهو خطأ.   (1) رواه أبو داود رقم (1215) في الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، والنسائي 1 / 287 في مواقيت الصلاة، باب الجمع بين المغرب والعشاء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/305) قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا الأجلح. وفي (3/380) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: سمعت الحجاج بن أرطاة. وأبو داود (1215) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا يحيى بن محمد بالجاري، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن مالك. والنسائي (1/287) قال: أخبرنا المؤمل بن إهاب، قال: حدثني يحيى بن محمد الجاري، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن مالك بن أنس. ثلاثتهم - الأجلح، وحجاج، ومالك - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 4036 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 712 4037 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أعْجَلهُ السَّيْر في السفر يؤخِّر المغرب حتى يجمعَ بينها وبين العشاء، قال سالم: «وكان عبد الله يفعله إذا أعجله السَّيْرُ» قال البخاري: وزاد الليث: حدَّثني يونس عن ابن شهاب قال سالم: «كان ابن عمر يجْمَعُ بين المغربِ والعشاءِ بالمزدلفة» قال سالم: «وأخَّرَ ابنُ عُمَرَ المغربَ - وكان استُصْرخ على امرأته صفية بنت أبي عُبيد - فقلت له: الصلاةَ؟ فقال: سِر، فقلت: الصلاة؟ فقال: سِر، حتى سار مِيلين أو ثلاثة، ثم نزل فصلَّى، ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي إذا أعجله السَّيْرُ، وقال عبد الله: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أعجله السَّيْرُ، يُقيمُ المغربَ فيُصَلِّيها ثلاثاً، ثم يسلِّم، ثم قلَّما يَلْبَثُ حتى يُقيمَ العِشاء، فيُصَلِّيها ركعتين، ثم يُسلِّم، ولا يُسبِّح بعدَ العِشاءِ حتى يقوم من جوف الليل» هكذا في زيادة الليث، وفي رواية [ص: 714] شعيب (1) عن الزهري: أن ذلك عن فعل ابن عمر من قول الراوي: «ثم قلَّما يلبَثُ» ، لم يسنده، وفي أخرى للبخاري عن أسلَم مولى عمر قال: «كنتُ مَعَ عبد الله بنِ عمر بطريق مكةَ، فبلغه عن صفية بنت أبي عُبيد شدَّةُ وجع، فأسرع السَّيْر، حتى كان بعد غروب الشفق، ثم نزل فصلى المغرب والعَتَمَةَ، وجمع بينهما، وقال: أني رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[إذا] جدَّ به السَّيْرُ أخَّرَ المغرب وجمع بينهما» . وفي رواية لمسلم عن نافع: أنَّ ابنَ عمر كان إذا جدَّ به السيرُ جمع بين المغرب والعشاء بعد أن يغيب الشفق، ويقول: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا جدَّ به السَّيْرُ جمع بين المغرب والعشاء» وفي أخرى: «كان إذا عَجِلَ به السْيرُ جمع بين المغرب والعشاء» . وأخرج الموطأ هذه الرواية الآخرة، وأخرج أبو داود عن نافع وعبد بن واقد «أن مؤذِّن ابنِ عمرَ قال: الصلاةَ قال: سِر، [سِرْ] حتى إذا كان قبلَ غروبِ الشَّفق، نزل فصلَّى المغرب، ثم انتظر حتى غاب الشفق، فصلى العشاءَ، ثم قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا عَجِلَ به أمر صنع مثل الذي صنعتُ، فسار في ذلك اليومَ والليلةَ مسيرة ثلاث» . وفي رواية قال: «حتى إذا كان عند ذهاب الشفق نزل فجمع بينهما» وفي أخرى «أنَّ ابنَ عُمَرَ اسْتُصْرِخَ على صفيةَ وهو بمكةَ فسار حتى إذا غربت الشمس (2) وبدت النجوم قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان [ص: 715] إذا عَجِلَ به أمر في سفرِ جمع بين هاتين الصلاتين، فسار حتى غاب الشَّفقُ، فنزل فجمع بينهما» وفي أخرى (3) قال [عبد الله] بن دينار: «غابت الشمس وأنا عند ابن عمر، فسِرنا، فلما رأيناه قد أمسى قلنا له: الصلاةَ فسار حتى غابَ الشفقُ، وتصوَّبتِ النجوم، ثم إنه نزل فصلَّى الصلاتين جميعاً، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا جدَّ به السَّيْرُ صلَّى صلاتي هذه، يقول: يجمع بينهما بعد ليل» قال أبو داود: رواه إسماعيل بن ذُؤيب «أن الجمع بينهما كان من ابن عمرَ بعد غُيوب الشفق» . وله في أخرى أن ابنَ عمر قال: «ما جمعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قطُّ بين المغرب والعشاء في سفر إلا مرة» قال أبو داود: وهذا يُروى عن أيوبَ عن نافع موقوفاً على ابن عمر «أنه لم يرَ ابن عمر جمع بينهما قطُّ إلا تلك الليلةَ - يعني: ليلةَ استُصرِخَ على صفيةَ» وفي أخرى: «أنه رأى ابن عمر فعل ذلك مرة أو مرتين» . وفي رواية الترمذي «أن ابنَ عُمَرَ استُغِيثَ على أهله، فجدَّ به السَّيْرُ» ... وذكر الحديث. وفي رواية النسائي «أن صفية بنت عبيد كانت تحتَ ابنِ عُمَرَ، فكتبتْ إليه وهو في زراعة له: إني في آخرِ يوم من الدُّنيا وأوَّل يوم من الآخرة، فركب فأسْرَعَ السَّيرَ، حتى إذا كانتْ صلاةُ الظهر، قال له المؤذِّنُ: الصلاةَ [ص: 716] يا أبا عبد الرحمن، فلم يلتفتْ، حتى إذا كان بين الصلاتين قال: أقم، فإذا سلَّمت فأقمِ، فصلَّى، ثم ركب، حتى إذا غابت الشمس قال له المؤذِّن: الصلاةَ، قال: كفِعلك في صلاة الظهر، والعصر، ثم سار حتى إذا اشتبكت النجوم نزل ثم قال للمؤذِّن: أقم الصلاة، فإذا سلَّمتَ فأقمْ، فصلَّى ثم انصرف، فالتفت إلينا فقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا حضرَ أحدَكم الأمرُ الذي يخافُ فوتَه: فليُصلِّ هذه الصلاةَ» . وفي آخر له نحوه، وفي أوله قال «سألنا سالم بنَ عبد الله عن الصلاة في السفر، فقلنا: أكان عبد الله يجمع بين شيء من الصلوات في السفر؟ فقال: لا، إلا بِجَمع ... » وذكر الحديث. وقال فيه: «ثم سلَّم واحدة تِلْقاءَ وجهه» وفي أخرى له: قال نافع: «خرجتُ مع ابن عمرَ في سفرِ، يريد أرضاً له، فأتاه آتٍ، فقال: إن صفيَّةَ بنت أبي عبيد لما بها، فانظر أن تدرِكها، فخرج مُسرِعاً، ومعه رجل من قريش يُسَايرُه، وغابت الشْمسُ، فلم يقل: الصلاةَ، وعهدي به وهو يحافظ على الصلاة، فلما أبطأ، قلنا: الصلاةَ يرحمكَ الله، فالتفت إليَّ ومضى، حتى إذا كان آخرُ الشَّفقِ نزلَ فصلَّى المغرب، ثم أقام العشاءَ وقد توارى الشَّفقُ، فصلَّى بنا، ثم أقبل علينا فقال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا عَجِلَ به السَّيْرُ صنع هكذا» . وله في أخرى مختصراً قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا عَجِلَ به السَّيْرُ في السفر يؤخِّرُ صلاةَ المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء» ، وفي أخرى «إذا جدَّ [ص: 717] به أمر - أو جدَّ به السَّيْرُ» . وفي أخرى له عن إسماعيل بن عبد الرحمن - شيخ من قريش - قال: «صحبتُ ابنَ عمرَ إلى الحِمَى، فلما غربت الشمْسُ، هِبْتُ أن أقولَ له: الصلاةَ، فسار حتى ذهب بياضُ الأُفُق وفَحْمَةُ العشاء، ثم نزل فصلَّى المغرب ثلاثَ ركعات، ثم صلى ركعتين على إثْرِها، ثم قال: كذا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اسْتُصْرِخ) : فلان: إذا أتاه الصارخ يُعْلِمُه بأمر حادث يستعين به عليه، أو ينْعِي له ميتاً، واسْتِصرَاخ الحي على الميت: الاستعانة به، ليقوم بشأنه وتجهيزه، وعلى المريض، ليقوم بتمريضه، ويحضر وصيته وموته. (تَصَوَّبَت النجوم) : انحدرت، والتصويب: ضد التصعيد. (فَحْمَة العشاء) : شدة سواد الليل وظلمته، قال الأزهري: وإنما [ص: 718] يكون ذلك في أوله حتى إذا سكن نُورُهُ قلَّت ظلمته. قلت: وما أظن ذلك إلا لأمرين، أحدهما: أن النجوم تظهر جميعها وتُزهر، فينبسط نورها ويكثر، فتقلُّ ظلمة الليل. والآخر: أن العين إذا نظرت إلى الظلمة ابتداءاً لا تكاد ترى شيئاً، لا سيما إذا انتقلت إليها من ضوء، فمتى ألِفَت الظلمة ساعة من زمان قوي نظرها، ورأت الأشياء فيها خيراً مما كانت في الأول، وحينئذ تقل الظلمة في النظر، والله أعلم.   (1) هو شعيب بن أبي حمزة الراوي عن الزهري. (2) في المطبوع: حتى إذا غاب الشفق. (3) في المطبوع: وفي أخرى لهما، وهو خطأ، فإن هذه الروايات لأبي داود. (4) رواه البخاري 2 / 478 في تقصير الصلاة، باب الجمع في السفر بين المغرب والعشاء، وباب يصلي المغرب ثلاثاً في السفر، وباب هل يؤذن أو يقيم إذا جمع بين المغرب والعشاء، وفي الحج، باب المسافر إذا جد به السير يعجل إلى أهله، وفي الجهاد، باب السرعة في السير، ومسلم رقم (703) في صلاة المسافرين، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر، والموطأ 1 / 144 في قصر الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر، وأبو داود رقم (1207) و (1209) و (1212) و (1213) و (1217) في الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، والترمذي رقم (555) في الصلاة، باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين، والنسائي 1 / 287 و 289 في مواقيت الصلاة، باب الجمع بين المغرب والعشاء، وباب الحال التي يجمع فيها بين الصلاتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (616) وأحمد (2/8) (4542) والدارمي (1525) قال: حدثنا محمد بن يوسف والبخاري (2/57) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (2/150) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. والنسائي (2891) قال: أخبرنا محمد بن منصور، وابن خزيمة (964) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وفي (965) قال: حدثنا يعقوب الدورقي، وسعيد بن عبد الرحمن، ويحيى بن حكيم. جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن يوسف، وعلي بن عبد الله، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء، ويعقوب الدورقي، وسعيد بن عبد الرحمن، ويحيى بن حكيم - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (2/148) (6354) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 3- وأخرجه البخاري (2/55، 58) قال: حدثنا أبو اليمان. والنسائي (1/287) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية (ح) وأنبأنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان. وفي الكبرى (1484) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان. ثلاثتهم - أبو اليمان، وبقية، وعثمان بن سعيد بن كثير- عن شعيب بن أبي حمزة. 4- وأخرجه مسلم (2/150) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا بن وهب، قال: أخبرني يونس. أربعتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد - عن الزهري، قال: أخبرني سالم، فذكره. الحديث: 4037 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 713 4038 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «كان إذا سافر سار بعدما تغرُبُ الشَّمسُ، حتى إذا كاد أن يُظْلِمَ (1) ، ثم ينزلَ فيصلي المغرب، ثم يدعو بعَشائه فيتعشَّى، ثم يصلي العِشاءَ، ثم يرتحلُ، ويقول: هكذا كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع» . أخرجه أبو داود (2) ، وقال (3) : وروى حفص بنُ عبيد الله «أن أنساً كان يجمع بينهما حين يغيبُ الشَّفَقُ، ويقول: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع ذلك» (4) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: حتى تكاد أن تظلم. (2) رقم (1234) في الصلاة، باب متى يتم المسافر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1143) ، وهو حديث حسن. (3) أي أبو داود. (4) رواه أبو داود تعليقاً على الحديث رقم (1234) في الصلاة، باب متى يتم المسافر، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً أبو داود مسنداً رقم (1219) ، ومعناه عند البخاري ومسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1234) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وابن المثنى وهذا لفظ ابن المثنى قالا ثنا أبو أسامة قال ابن المثنى: قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه عن جده أن عليا فذكره. الحديث: 4038 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 718 الفرع الثاني: في الجمع بجَمْع ومزدلفة 4039 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى المغربَ والعشاءَ بالمزدلفة جميعاً» زاد البخاري في رواية «كلَّ واحدة منهما بإقامة، ولم يُسبِّحْ بينهما، ولا على إثر واحدة منهما» . ولمسلم قال: «جمعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين المغرب والعشاء بجمْع، ليس بينهما سجدة وصلَّى المغربَ ثلاثَ ركعات، وصلَّى العشاءَ ركعتين، وكان عبد الله يُصَلِّي بجَمْع كذلك حتى لحقَ بالله عزَّ وجلَّ» ، وله في أخرى «جمعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بين المغرب والعشاء بجَمْع: صلاةَ المغرب ثلاثاً، والعشاءَ ركعتين بإقامة واحدة» . قال الحميديُّ: وفي ألفاظ الرواة اختلاف، والمعنى واحد، وفي أخرى للبخاري عن نافع «أن ابنَ عُمرَ كان يجمع بين المغرب والعشاء بجَمْع، غيرَ أنَّه يمرُّ بالشِّعْبِ الذي دخله رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فيدخُلُ، فينتفِضُ ويتوضَّأُ ولا يُصلِّي حتى يصلِّي بجَمْعٍ» . هذه الرواية أخرجها الحميديُّ في أفراد البخاري وحقُّها أن تكونَ في جملة الحديث، فإنها إحدى طرقه، وكذا عادتُه في جميع الطرق، وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وهذه الرواية الآخرة مختصرة قال: [ص: 720] «كان يُصلِّي المغرب والعشاءَ بالمزدلفة جميعاً» وأخرج أبو داود الرواية الأولى. وله في أخرى عن سعيد بن جبير وعبد الله بن مالك قالا: «صلَّينا مع ابن عمرَ المغربَ والعشاءَ بالمزدلفةِ جميعاً، ليس بينهما سجدة: المغربَ ثلاثاً، والعشاءَ ركعتين، بإقامة واحدة، ثم انصرف وقال: هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بنا في هذا المكان» . وفي أخرى له قال: «أقام سعيدُ بنُ جبير بجَمْع، فصَّلى المغربَ ثلاثاً ثم صلَّى العشاء ركعتين، ثم قال: شهدت ابنَ عمر صنع في هذا المكان مثل هذا، وقال: شهدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صنع مثل هذا في هذا المكان» . وله في أخرى: قال عبد الله بن مالك: «صليتُ مع ابنِ عمَرَ المغربَ بجمع ثلاثاً، والعشاءَ ركعتين، فقال له مالك بن الحارث: ما هذه الصلاة؟ قال: صلَّيْتُهما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في هذا المكان بإقامة واحدة» . وله في أخرى عن سُلَيْم قال: «أقبلتُ مع ابنِ عُمَرَ من عرفات إلى المزدلفة، فلم يكن يَفْتُر من التَّكبير والتهليل، حتى أتينا المزدلفة مع ابن عمر، فأذَّن وأقام، أو أمر إنساناً فأذَّن وأقام، فصلى بنا المغرب ثلاث ركعات، ثم التفت إلينا، فقال: الصلاة، فصلى بنا العشاءَ ركعتين، ثم دعا بعشائه، فقيل لابن عمر في ذلك، فقال: صلَّيتُ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- هكذا» وأخرج أيضاً نحو الرواية الأولى، وقال: «بإقامة، جمع بينهما» . [ص: 721] وله في أخرى «صلى كل صلاة بإقامة» . وفي أخرى «بإقامة واحدة لكلِّ صلاة ولم ينادِ في الأولَى ولم يسبِّح على إثْرِ واحدة منهما» . وفي أخرى: «لم ينادِ لواحدة منهما» وأخرج الترمذي «أنَّ ابنَ عُمَرَ صلى بجَمْع، فجمع بين الصلاتين بإقامة، وقال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فعل مثل هذا في هذا المكان» وأخرج النسائي الرواية الأولى، وله في أخرى مثلها، إلا أنه قال: «ولم يتطوعْ قبل واحدة منهما ولا بعدَها» وله في أخرى قال: «كنتُ مع ابنِ عمرَ حيث أفاض من عرفاتِ، فلما أتى جَمْعاً جمع بين المغرب والعشاء، فلما فرغ قال: فَعَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في هذا المكان مثل هذا» . وأخرج أيضاً رواية أبي داود عن سعيد بن جبير وحده (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولم يُسَبِّح) : أردا بالتسبيح هاهنا: صلاة النافلة، يعني: أن الرواتب [ص: 722] والتطوعات لم يكن يُصلِّيها في السفر، ونقول: إن الفرائض قد قُصِرت، فترك النوافل أولى، ولهذا قال: لو كنت متنفِّلاً لأتممت، والناس فيها مختلفون، ومنهم من ذهب إلى أن الرواتب أولى أن تُصَلَّى في السفر. (فَيَنْتَفِض) : الانتفاض بالفاء والضاد المعجمة: كناية عن الحركة لقضاء الحاجة من الغائط والبول، والأصل في النَّفْض: التحريك وإثارة الساكن.   (1) رواه البخاري 3 / 415 في الحج، باب النزول بين عرفة وجمع، وباب من جمع بينهما ولم يتطوع، ومسلم رقم (703) و (1288) في الحج، باب الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعاً بالمزدلفة، والموطأ 1 / 400 في الحج، باب صلاة المزدلفة، وأبو داود رقم (1926) و (1927) و (1929) و (1930) و (1931) و (1932) و (1933) في المناسك، باب الصلاة بجمع، والترمذي رقم (887) و (888) في الحج، باب ما جاء في الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة، والنسائي 1 / 291 و 292 في مواقيت الصلاة، باب الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/56) (5186) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/157) (6473) قال: حدثنا حماد ابن خالد والدارمي (1891) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. والبخاري (2/201) قال: حدثنا آدم. وأبو داود (1927) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا حماد بن خالد. وفي (1928) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة (ح) وحدثنا مخلد بن خالد، قال: أخبرنا عثمان بن عمر. والنسائي (2/16) وفي الكبرى (1540) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع. وفي (5/260) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. سبعتهم - يحيى بن سعيد، وحماد بن خالد، وعبيد الله بن عبد المجيد، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عمر، ووكيع. - عن ابن أبي ذئب، عن الزهري. 2- وأخرجه ابن ماجه (3021) قال: حدثنا محرز بن سلمة العدني، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله. كلاهما - الزهري، وعبيد الله بن عمر - عن سالم فذكره. الحديث: 4039 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 719 4040 - (خ م ط س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جمع في حجة الوداع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 418 في الحج، باب من جمع بينهما ولم يتطوع، وفي المغازي، باب حجة الوداع، ومسلم رقم (1287) في الحج، باب الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعاً بالمزدلفة، والموطأ 1 / 401 في الحج، باب صلاة المزدلفة، والنسائي 1 / 291 في مواقيت الصلاة، باب الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (260) والحميدي (383) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/419) قال: حدثنا ابن نمير وفي (5/420) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. والدارمي (1524) قال: حدثنا يحيى بن حسان،قال: حدثنا حماد بن زيد. والبخاري (2/2901) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (5/226) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (4/75) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثناه قتيبة وابن رمح، عن الليث ابن سعد. وابن ماجة (3020) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (1/291) وفي الكبرى (1493) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (5/260) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد. ستتهم - مالك، وسفيان، وابن نمري، وحماد، وسليمان، والليث، عن يحيى بن سعيد. 2- وأخرجه أحمد (5/418) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/418) قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/421) قال: حدثنا بهز. والدارمي (ا1890) قال: أخبرنا أبو الوليد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3465) عن عمرو بن علي عن يحيى، خمستهم - وكيع، ويحيى بن سعيد، وابن جعفر، وبهز، وأبو الوليد - عن شعبة. كلاهما - يحيى، وشعبة - عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن عبد الله بن يزيد، فذكره. الحديث: 4040 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 722 4041 - (خ م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «ما رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صلَّى صلاة لغير ميقاتها إلا صلاتين: جمع بين المغرب والعشاء بجَمْع، وصلى الفجر يومئذ قبل ميقاتها» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 424 في الحج، باب متى يصلي الفجر بجمع، وباب من أذن وأقام ثم صلى المغرب، ومسلم رقم (1289) في الحج، باب استحباب زيادة التغليس بصلاة الصبح يوم النحر بالمزدلفة، وأبو داود رقم (1934) في المناسك، باب الصلاة بجمع، والنسائي 1 / 291 و 292 في مواقيت الصلاة، باب الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج (100:1) عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه ومسلم فيه الحج (48:1) عن يحيى وأبي بكر وأبي كريب. كلاهما بل ثلاثتهم - عن أبي معاوية - (48:2) عن عثمان وإسحاق. كلاهما - عن جرير - وأبو داود فيه المناسك (65:9) عن مسدد عن الواحد بن زياد وأبي عوانة وأبي معاوية. خمستهم - عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود - والنسائي فيه المناسك (210) عن أبي كريب محمد بن العلاء عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود و (201) عن إسماعيل بن مسعود عن خالد بن الحارث عن شعبة عن الأعمش عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود مختصرا، تحفة الأشراف (7/83) . الحديث: 4041 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 722 4042 - (س) عبد الله بن عمر (1) - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى المغربَ والعشاءَ بجَمْع بإقامة واحدة» أخرجه النسائي (2) .   (1) في الأصل والمطبوع: عبد الله بن عباس، وما أثبتناه موافق لما في جميع نسخ النسائي المطبوعة والمخطوطة. (2) 5 / 260 في الحج، باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/18) (4676) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/33) (4893، 4894) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/78) (5495) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/152) (6400) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (1929) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (887) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا سفيان الثوري. كلاهما - سفيان الثوري، وشعبة - عن أبي إسحاق، قال: سمعت عبد الله بن مالك، فذكره. * أخرجه أبو داود (1930) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن يوسف، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عبد الله بن مالك، قالا: صلينا مع ابن عمر، فذكراه. * في رواية يحيى، عن سفيان: «فقال له عبد الله بن مالك» . وفي رواية عبد الرزاق، عن سفيان: «فقال له مالك بن خالد الحارثي» . وفي رواية محمد بن كثير، عن سفيان: «فقال له مالك بن الحارث» . الحديث: 4042 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 723 4043 - (د) جعفر بن محمد: عن أبيه «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى الظهر والعصر بأذان واحد بعرفةَ - ولم يُسبِّح بينهما - وإقامتين، وصلى المغرب والعشاءَ بجَمْع، بأذان واحد وإقامتين، ولم يُسبِّح بينهما» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1906) في المناسك، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده منقطع، قال أبو داود: هذا الحديث أسنده حاتم بن إسماعيل في الحديث الطويل - يعني حديث جابر الطويل في قصة حجته صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما بذكر جابر بن عبد الله، فصار متصلاً - قال أبو داود: ووافق حاتم بن إسماعيل على إسناده محمد بن علي الجعفي عن جعفر عن أبيه عن جابر، إلا أنه قال: فصلى المغرب والعتمة بأذان وإقامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1906) حدثنا عبد الله بن مسلمة ثنا سليمان يعني ابن بلال (ح) وثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الوهاب الثقفي المعنى واحد عن جعفر بن محمد عن أبيه فذكره. قال أبو داود: هذا الحديث أسنده حاتم بن إسماعيل في الحديث الطويل ووافق حاتم بن إسماعيل على إسناده محمد بن على الجعفي عن جعفر عن أبيه عن جابر إلا أنه قال: فصلى المغرب والعتمة بأذان وإقامة. الحديث: 4043 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 723 الفرع الثالث: في جمع المقيم 4044 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «من جمع بين صلاتين من غير عذْر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 724] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكبائر) : جمع كبيرة: فَعْلة كبيرة من الذنوب، كالقتل، والزنا، والقذف، والربا، والفرار من الزحف، والعقوق، والشرك بالله.   (1) رقم (188) في الصلاة، باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر، وفي سنده حنش، وهو حسين بن قيس أبو علي الرحبي، وهو متروك، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (188) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف البصري، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حنش، عن عكرمة، فذكره. قال الترمذي: وحنش هذا هو: أبو علي الرحبي وهو حسين بن قيس، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه أحمد وغيره. الحديث: 4044 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 723 4045 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بالمدينة سبعاً وثمانياً: الظهرَ والعصرَ، والمغربَ والعشاءَ، قال أيوب (1) : لعله في ليلة مطيرة؟ قال: عسى (2) » . وفي رواية قال: «صلَّيتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً، قال عمرو (3) : قلت: يا أبا الشَّعثاء، أظُنُّه أخَّر الظهر وعجَّل العصرَ، وأخَّر المغربَ وعجَّل العِشاءَ؟ قال: وأنا أظن ذلك» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الظُّهرَ والعصرَ جميعاً، والمغربَ والعشاءَ جميعاً، من غير خوف ولا سفر» زاد في رواية: قال: قال أبو الزبير: «فسألت سعيداً (4) : لِمَ فعل ذلك؟ فقال: سألتُ ابنَ عباس عمَّا سألتني؟ فقال: أراد أن لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ» . وله في أخرى نحوه، وقال: في غير خوف ولا مطر» وله في أخرى: قال عبد بن شقيق العقيلي: «خطبنا ابنُ عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمسُ وبدت النُّجوم، وجعل الناس يقولون: الصلاة، الصلاةَ، قال: [ص: 725] «فجاءه رجل من بني تميم لا يفترُ ولا يَنْثَني: الصلاةَ، الصلاةَ، فقال ابن عباس: أتعلِّمَني بالسُّنَّةِ (5) ؟ لا أبا لكَ (6) ، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، قال عبد الله بن شقيق: فحاكَ في صدري من ذلك شيء، فأتيتُ أبا هريرةَ فسألتُه، فصدَّق مقالتَهُ» . وفي رواية قال: «قال رجل لابن عباس: الصلاةَ، فسكت، ثم قال: الصلاةَ، فسكت، ثم قال: الصلاةَ، فسكت، ثم قال: لا أمَّ لك، تُعلِّمنا بالصلاة؟ كنا نجمع بين الصلاتين على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» وفي رواية الموطأ «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جمع بين الظهر والعصر جميعاً، من غير خوف ولا سفر» . قال: قال مالك أرى ذلك كان في مطر، وفي رواية أبي داود والترمذي والنسائي، رواية مسلم المفردة الأُولى، ولأبي داود أيضاً الرواية الأولى من المتفق، إلى قوله: «العشاء» وزاد في أخرى قال: «في غير مطر» وله في أخرى مثل رواية مسلم، إلى قوله «ولا سفر» وزاد قال: «قال مالك: أُرى كان ذلك في مطر» قال أبو داود: وقد رواه أبو الزبير قال: «في سَفْرَة سافرها إلى تبوكَ» وأخرج النسائي الرواية الثانية من المتفق [عليه] ، وهذا لفظه، قال: «صلَّيتُ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً، [ص: 726] أخَّر الظهرَ، وعجَّل العصر، وأخَّر المغرب، وعجَّل العشاءَ» وله في أخرى مثل رواية مسلم المفردة الأولى من غير الزيادة، وله في أخرى «أنه صلى بالبصرة: الأولى والعصرَ ليس بينهما شيء، والمغربَ والعشاء ليس بينهما شيء، فعل ذلك من شُغْل، وزعم ابنُ عباس: أنه صلى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة: الأولى والعصر ثماني سَجَدات، ليس بينهما شيء» (7) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَحَاكَ) : حاك هذا الأمر في صدري: أي دار في خَلَدِي، وحصل في نفسي.   (1) هو أيوب السختياني، والمقول له: هو أبو الشعثاء. (2) أي: أن يكون كما قلت. (3) هو عمرو بن دينار الراوي عن جابر بن زيد أبي الشعثاء. (4) يعني سعيد بن جبير. (5) في المطبوع: أتعلمني بالصلاة، وما أثبتناه من الأصل، وهو موافق لما في نسخ مسلم المطبوعة. (6) في مسلم المطبوع: لا أم لك. (7) رواه البخاري 2 / 19 في مواقيت الصلاة، باب تأخير الظهر إلى العصر، وفي التطوع، باب من لم يتطوع بعد المكتوبة، ومسلم رقم (705) في صلاة المسافرين، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، والموطأ 1 / 144 في قصر الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر، وأبو داود رقم (1210) و (1211) و (1214) في الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، والترمذي رقم (187) في الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، والنسائي 1 / 290 في المواقيت، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (470) وأحمد (1/221) (1918) قال الحميدي وأحمد: حدثنا سفيان. وأحمد (1/273) (2465) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/285) (2582) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/366) (3467) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. والبخاري (1/43) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد هو ابن زيد -. وفي (1/147) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/72) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/152) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد بن زيد. وأبو داود (1214) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومسدد، قالا: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا حماد بن زيد. والنسائي (1/286) وفي الكبرى (353) قال: أخبرنا تقيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/290) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا ابن جريج. وفي الكبرى (358) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد. أربعتهم - سفيان، وشعبة، وابن جريج، وحماد - عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد أبي الشعثاء، فذكره. الحديث: 4045 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 724 4046 - (ط) نافع «أن ابن عمر كان إذا جمع الأمراء بين المغرب والعشاء في المطر جمَعَ معهم» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 144 في قصر الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/418) عن ابن شهاب أنه سأل سالم بن عبد الله فذكره. الحديث: 4046 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 726 الفصل الثالث: في صلاة النوافل في السفر 4047 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صحبتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فلم أرَه يُسبِّح في السَّفرِ، وقال الله تعالى: {لََقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حسنَةٌ} [الأحزاب: 21] » . وفي رواية يزيد بن زُريع قال: «مرضتُ، فجاء ابنُ عمرَ يعودُني، فسألتُهُ عن السُّبْحة في السفر؟ فقال: صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُه يُسبِّح، ولو كنتُ مسبِّحاً لأتْممتُ» . أخرجه البخاري ومسلم وللبخاري عن عاصم: «أنه سمعَ ابنَ عُمرَ يقول: صحبتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فكان لا يزيد في الس فر ع لى ركعتين، وأبا بكر وعُمرَ وعثمان كذلك» ، ولمسلم عن عاصم قال: «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بمنى صلاةَ المسافر، وأبو بكر، وعمر وعثمان ثماني سنين، أو قال: ست سنين، قال حفص: وكان ابن عمرَ يصلِّي بمنى ركعتين، ثم يأتي فراشه، فقلتُ لابنِ عمر: لو صلَّيتَ بعدها ركعتين؟ قال: لو فعلتُ لأتممت الصلاةَ» . وله في أخرى عنه قال: «صحبتُ ابنَ عمرَ في طريق مكةَ، قال: فصلَّى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه، حتى جاء رَحْله وجلس، وجلسنا معه، فحانت منه [ص: 728] التفاتة نحو حيثُ صلَّى، فرأى أُناساً قياماً، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يُسبِّحونَ قال: لو كنتُ مُسبِّحاً لأتممت صلاتي، يا ابن أخي، إني صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر، فلم يزِدْ على ركعتين، حتى قبضه الله، وصحبتُ أبا بكر فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبتُ عُمرَ، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمانَ، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسولِ الله أُسوةٌ حسنة} » . وفي رواية أبي داود نحو رواية مسلم هذه الآخرة. وفي رواية الترمذي قال: «سافرت مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكرِ، وعمَرَ، وعثمانَ، كانوا يصلُّون الظهر والعصر ركعتين ركعتين، لا يصلُّون قبلها ولا بعدها، وقال ابنُ عمر: لو كنتُ مصلِّياً قبلها أو بعدَها لأتممتُها» . وفي رواية النسائي قال: «كنتُ مع ابن عمر في سفرِ، فصلَّى الظهر والعصر ركعتين، ثم انصرف إلى طُنْفُسة له، فرأى قوماً يُسبِّحون، فقال: ما يصنع هؤلاء قلت: يُسبِّحون، قال: لو كنتُ مصلِّياً قبلَها أو بعدَها لأتممتُها ... » وذكر الحديث نحو مسلم. وفي رواية الموطأ «أن عبد الله بن عمر لم يكن يُصلِّي مع صلاة الفريضة في السفر شيئاً قبلَها ولا بعدَها، إلا من جوف الليل، فإنه كان يصلِّي على الأرض، وعلى راحلته حيث توجهت» (1) . [ص: 729] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُسْوَة) : الأُسوة: القُدوة والأخذ بفعل الغير، فيها لغتان: كسر الأول وضمه.   (1) رواه البخاري 2 / 476 في تقصير الصلاة، باب من لم يتطوع في السفر دبر الصلاة وقبلها، ومسلم رقم (689) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، والموطأ 1 / 150 في [ص: 729] قصر الصلاة، باب صلاة النافلة في السفر بالنهار والليل، وأبو داود رقم (1223) في الصلاة، باب التطوع في السفر، والترمذي رقم (544) في الصلاة، باب ما جاء في التقصير في السفر، والنسائي 3 / 122 و 123 في تقصير الصلاة، باب ترك التطوع في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/24) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/56) (5185) قال: حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (827) عن شيخ له، قال: أخبرنا جعفر بن برقان. والبخاري (2/57) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/144) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. وأبو داود (1223) قال: حدثنا القعنبي. وابن ماجة (1071) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا أبو عامر، والنسائي (3/123) قال: أخبرني نوح بن حبيب. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1257) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. خمستهم - وكيع، ويحيى، ويحيى بن سعيد، وجعفر بن برقان، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو عامر العقدي - عن عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. 2- وأخرجه البخاري (2/56) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب. ومسلم (2/144) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. كلاهما - ابن وهب، ويزيد بن زريع - عن عمر بن محمد. كلاهما - عيسى بن حفص، وعمر بن محمد - عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، فذكره. * أخرجه ابن خزيمة (1259) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عاصم بن عبد الله، أن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أخبره، أنه سأل عبد الله بن عمر عن تركه السبحة في السفر، فقال له عبد الله: لو سبحت ما باليت أن أتم الصلاة. الحديث: 4047 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 727 4048 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صلَّيتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الظهر في السفر ركعتين، وبعدَها ركعتين» (1) . وفي رواية قال: «صلَّيتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في الحضَر والسَّفَر، فصلَّيتُ معه في الحضر الظهر أربعاً، وبعدَها ركعتين، وصليتُ معه في السفر الظهر ركعتين، وبعدَها ركعتين والعصرَ ركعتين، ولم يُصلِّ بعدها شيئاً، والمغرب في الحضر والسفر سواء: ثلاثَ رَكعَات، لا تنقُص في حَضَر ولا سَفَر، وهي وَترُ النَّهار، وبعْدها ركْعتَيْنِ» أخرجه الترمذي (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (551) في الصلاة، باب ما جاء في التطوع في السفر، وفي سنده الحجاج بن أرطاة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، وعطية العوفي، وهو ضعيف، ولكن في الباب أحاديث يدل مجموعها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي السنن أو بعضها في السفر أحياناً. (2) رقم (552) في الصلاة، باب ما جاء في التطوع في السفر، وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو صدوق سيء الحفظ جداً، وعطية العوفي، وهو ضعيف، ولكن في الباب أحاديث بهذا المعنى يقوى بها، كما في الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (552) قال: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، يعني الكوفي، قال: حدثنا علي بن هاشم وابن خزيمة (1254) قال: حدثناه أبو الخطاب، قال: حدثنا مالك بن سعير. كلاهما - علي بن هاشم، ومالك بن سعير - عن ابن أبي ليلى، عن نافع، وعطية بن سعد العوفي، فذكراه. * أخرجه أحمد (2/90) (5634) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حسن، يعني ابن صالح، عن فراس. والترمذي (551) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الحجاج. كلاهما- فراس، وحجاج بن أرطأة - عن عطية العفوي، فذكره، ليس فيه نافع. * رواية الحجاج بن أرطاة مختصرة: «صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الظهر في السفر ركعتين، وبعدها ركعتين.» . * قال ابن خزيمة: قبل وعقب هذا وقد روى الكوفيون أعجبوبة عن بن عمر، إني خائف أن لا تجوز روايتها، إلا تبين علتها، لا أنها أعجوبة في المتن، إلا أنها أعجوبة في الإسناد في هذه القصة. ثم قال: وروى هذا الخبر جماعة من الكوفيين عن عطية، عن ابن عمر. منهم: أشعث بن سوار، وفراس، وحجاج بن أرطأة، منهم من اختصر الحديث، ومنهم من ذكره بطوله. فهذا خبر لا يخفى عن عالم بالحديث أن هذا غلط وسهو عن ابن عمر، قد كان ابن عمر، رحمه الله، ينكر التطوع في السفر، ويقول: لو كنت متطوعا ما بالبيت أن أتم الصلاة. وقال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يصلي قبلا ولا بعدها في السفر. * وقال الترمذي: هذا حديث حسن. سمعت محمدا يعني البخاري يقول: ما روى ابن أبي ليلى حديثا أعجب إلي من هذا، ولا أروي عنه شيئا. الحديث: 4048 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 729 4049 - (د ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ثمانية عشر سفراً، فما رأيتُه ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1222) في الصلاة، باب التطوع في السفر، والترمذي رقم (550) في الصلاة، باب ما جاء في التطوع في السفر، وفي سنده أبو بسرة الغفاري التابعي، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، قال الترمذي: وسألت محمداً (يعني البخاري) عنه، فلم يعرفه إلا من حديث الليث بن سعد، ولم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري، ورآه حسناً، وقال الذهبي في " الميزان ": لا يعرف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي الباب عن ابن عمر، يريد الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/292) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. وفي (4/295) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا فليح. وأبو داود (1222) ، والترمذي (550) قالا: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (1253) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي وشعيب، قالا: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب كذا. (ح) وحدثنا يونس بن عبد اللأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا الليث، وأبو يحيى بن سليمان هو فليح. ثلاثتهم - الليث بن سعد، وفليح، ويزيد - عن صفوان بن سليم، عن أبي بسرة، فذكره. الحديث: 4049 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 730 4050 - (ط) نافع: أن عبد الله بنَ عمر: «كان يرى ابنه عبيدَ الله يتنفَّل في السفر، فلا يُنْكِرُ عليه» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 150 في قصر الصلاة، باب صلاة النافلة في السفر بالنهار والليل، قال مالك: بلغني عن نافع ... فهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/429) بلغني أن عبد الله بن عمر. الحديث: 4050 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 730 فرع 4051 - (ط س) ابن شهاب: عن رجل من آل خالد بن أُسيْد أنه سأل ابن عمر فقال له: «إنا نجد صلاةَ الخوف وصلاةَ الحضر في القرآن، ولا نجدُ صلاةَ السفر؟ فقال ابنُ عمر: يا ابنَ أخي، إن الله بعثَ إلينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- ولا نعلم شيئاً، فإنما نفعل كما رأيناه يفعل» أخرجه الموطأ والنسائي، إلا [ص: 731] أن الموطأ لم يُسمِّ الرَّجلَ، وسمَّاه النسائي: أُميَّةَ بن عبد الله بن خالد بن أُسَيد (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 145 و 146 في قصر الصلاة في السفر، باب قصر الصلاة في السفر، والنسائي 3 / 116 و 117 في تقصير الصلاة في فاتحته، وإسناده عند النسائي صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: لم يقم مالك إسناد هذا الحديث، لإبهام الرجل، لأنه أسقط منه رجلاً، فقد رواه معمر والليث بن سعد ويونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد. اهـ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/94) (5683) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني ليث، قال: حدثني ابن شهاب. وفي (2/148) (6353) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وابن ماجة (1066) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب والنسائي (1/226) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشعيثي. وفي (3/117) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب. وابن خزيمة (946) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا شعيب، يعني ابن الليث، عن أبيه، عن ابن شهاب. كلاهما - ابن شاب الزهري، والشعيثي - عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فذكره. * أخرجه مالك الموطأ صفحة (109) وأحمد (2/65) (5333) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن رجل من آل خالد بن أسيد، قال: قلت لابن عمر، فذكره. الحديث: 4051 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 730 4052 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: «أنها اعتمرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من المدينةِ إلى مكةَ، حتى إذا قَدِمتْ مكةَ قالت: يا رسولَ الله، بأبي أنتَ وأُمي، قصرتَ وأتممتُ، وأفطرتَ وصمتُ، قال: أحسنتِ يا عائشة، وما عاب عليَّ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 122 في تقصير الصلاة، باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (3/122) قال أخبرني أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا العلاء بن زهير الأزدي قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود فذكره. الحديث: 4052 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 731 الباب الخامس: في صلاة الخوف 4053 - (خ م ط ت د س) سهل بن أبي حثمة - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بأصحابه في الخوف، فصفَّهم خلْفَهُ صفين، فصلَّى بالذين يَلُونهُ ركعة، ثم قام فلم يزلَ قائماً حتى صلى الذين خلفه ركعة، ثم تقدَّموا، وتأخر الذين كانوا قُدَّامهم، فصلى بهم ركعة، ثم قعد حتى صلَّى الذين تخلَّفوا ركعة، ثم سلَّم» . [ص: 732] وفي رواية عن يزيد بن رومان عن صالح بن خَوَّات عمَّن صلَّى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يومَ ذاتِ الرِّقاع صلاةَ الخوف: «أن طائفة صفَّت معه، وطائفة وِجَاه العدوِّ، فصلَّى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائماً، وأتمُّوا لأنفسهم، ثم انصرفوا وِجَاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً، فأتمُّوا لأنفسهم، ثم سلَّم بهم» . أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية الموطأ عن صالح «أن سهل بن أبي حَثْمة حدَّثه أن صلاةَ الخوف: أن يقومَ الإمام ومعه طائفة من أصحابه، وطائفة مواجهة العدو، فيركع الإمام ركعة ويسجد بالذين معه، ثم يقوم، فإذا استوى قائماً ثبت وأتمُّوا لأنفسهم الركعة الباقية، ثم يُسلِّمون وينصرفون والإمام قائم، فيكونون وِجَاه العدوِّ، ثم يُقبلُ الآخرون الذين لم يصلُّوا، فيكبرونَ وراء الإمام، فيركعُ بهم ويسجدُ، ثم يسلِّم، فيقومون ويركعون لأنفسهم الركعةَ الباقية، ثم يسلِّمون» . وفي رواية الترمذي نحوه، وزاد في آخره «فهي له ثنتان، ولهم واحدة» وأخرج أبو داود الأولى من روايتي البخاري ومسلم، ورواية الموطأ، وأخرج هو والموطأ والنسائي الرواية الثانية من روايتهما، وفي رواية للنسائي قال: «يقوم الإمام مستقبل القبلة، وتقوم طائفة منهم معه، وطائفة قِبلَ العدوِّ، وجُوهُهم إلى العدوِّ، فيركع بهم ركعة، ويركعون لأنفسهم، ويسجدون [ص: 733] سجدتين في مكانهم، ويذهبون إلى مقام أولئك، ويجيءُ أولئك، فيركع بهم ويسجدُ سجدتين، فهي له ثنتان، ولهم واحدة، ثم يركعون ركعة ويسجدون سجدتين» وله في أخرى مختصرة «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء، وجاء أولئك، فصلَّى بهم ركعةً ركعة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وِجَاه) الإنسان: بضم الواو وكسرها مُقَابِلُه وتِلْقَاؤه.   (1) رواه البخاري 7 / 328 و 329 في المغازي، باب غزوة ذي الرقاع، ومسلم رقم (841) في صلاة المسافرين، باب صلاة الخوف، والموطأ 1 / 183 في صلاة الخوف في فاتحته، والترمذي رقم (565) في الصلاة، باب صلاة الخوف، وأبو داود رقم (1237) و (1238) و (1239) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 170 و 171 في صلاة الخوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/448) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/448) أيضا قال: حدثنا روح. والدارمي (1531) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. والبخاري (5/146) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، ومسلم (2/214) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي وأبو داود (1237) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (1259) قال: قال محمد بن بشار: فسألت يحيى بن سعيد القطان عن هذا الحديث. والترمذي (566) قال: قال محمد بن بشار: سألت يحيى بن سعيد عن هذا الحديث. والنسائي (3/170) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1356) قال: سمعت بندارا يقول: سألت يحيى عن هذا الحديث. وفي (1357) قال: سمعت أبا موسى يقول: حدثني يحيى بن سعيد. وفي (1359) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة، قال: حدثنا روح. أربعتهم - ابن جعفر، وروح، ويحيى، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خوات، فذكره. * أخرجه مالك الموطأ (130) وأحمد (3/448) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، ومالك بن أنس. والدارمي (1530) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (5/145) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (5/146) قال: حدثني محمد بن عبيد الله، قال: حدثني ابن أبي حازم. وأبو داود (1239) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1259) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والترمذي (565) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والنسائي (3/178) قال: أخبرنا أبو حفص، عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1356) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1358) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وأبو يحيى، محمد بن عبد الرحيم، قالا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة، ومالك بن أنس. أربعتهم - مالك، وشعبة، ويحيى القطان، وابن أبي حازم - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة، فذكره موقوفا. وأخرجه مالك الموطأ (130) والبخاري (5/145) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (2/214) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو داود (1238) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (3/171) قال أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - قتيبة، ويحيى، والقعنبي - عن مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم ذات الرقاع صلاة الخوف فذكره. الحديث: 4053 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 731 4054 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أنه غزا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قِبَلَ نجد، فلما قَفَل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قفل معه، فأدركتهم القائلةُ في واد كثير العِضَاهِ، فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتفرَّق الناس يستظِلُّون بالشجر، فنزلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تحت سَمُرة، فعلَّق بها سَيْفَهُ، ونِمنا نومة، فإذا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: إنَّ هذا اخْتَرطَ عليَّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظتُ وهو في يده صَلْتاً، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله - ثلاثاً - ولم يعاقبْهُ، وجلسَ» . قال البخاري: وقال أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر: [ص: 734] «كنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بذاتِ الرِّقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فجاء رجل من المشركين وسيفُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- معلَّق بالشجرة، فاخترطه، فقال: تخافني؟ فقال: لا، فقال: منْ يمنعك مني؟ قال: الله، فتهدَّده أصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأُقيمت الصلاةُ، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فكان للنبي - صلى الله عليه وسلم- أربع، وللقوم ركعتان» . وأول حديث أبان في رواية عفَّان عنه «أقبلْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كنا بذات الرِّقاع ... » قال البخاري: «وقال مسدِّد عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل: غَوْرَث بن الحارث، وقاتل فيها مُحارب ابن خَصَفة (1) » لم يزد البخاري على هذا. وقال البخاري: وقال بكرُ بن سَوَادَةَ: حدَّثني زياد بن نافع، عن أبي موسى - وهو موسى بن علي - أن جابراً حدَّثهم قال: «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يومَ مُحَارِب وثعلبةَ» لم يزد البخاري على هذا، حذف المتن، وهو «أنه - صلى الله عليه وسلم- صلَّى صلاة الخوف يومَ محارب وثعلبة: لكل طائفة ركعة (2) ، وسجدتين» وأخرج [ص: 735] البخاري حديث أبان تعليقاً، وأخرجه مسلم من رواية عفان بن أبان مُدرَجاً على أحاديث الزهري في ذلك قبله، وذكر منه أوَّلَه، ثم قال: «بمعنى حديث الزهري» وليس في شيء مما قبله من الروايات عن الزهري ما في حديث أبان من صلاة الخوف، وعَلِمنا ذلك من إيراد البخاري كذلك، ثم وجدنا مسلماً قد أخرجه بعينه متناً، وإسناداً بطوله في الصلاة، ولم يدرجه، فصح أن مسلماً عَنَى: «بمعناه» في البعض، لا في الكل، وإن كان قد أهمل البيان، وقال البخاري في كتابه في المغازي: وقال عبد الله بن رجاء: أخبرنا عمران القطان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بأصحابه في الخوف في الغزوة السابعة: غزوة ذات الرِّقاع» وأخرجه مسلم بطوله، وفيه كيفية الصلاة بنحو ما مرَّ آنفاً في حديث أبان عن يحيى، وأفرد مسلم منه أيضاً صلاةَ الخوف، فقال: قال ابن إسحاق: سمعتُ وَهبَ بن كيْسان، سمعتُ جابراً قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى ذات الرِّقاع من نَخل، فلقي جمعاً من غطفان، فلم يكن قِتال، وأخاف الناسُ بعضهم بعضاً، فصلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ركعتي الخوف» . هذا جميعه لفظ الحميدي، نقلاً من كتابه «الجمع بين الصحيحين» وأخرج ذلك في المتفق، وأخرج أيضاً في أفراد مسلم قال: «شهدتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الخوف، فصففنا صفَّينِ خلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، والعدوُّ بيننا وبين القبلة، فكبَّر النبي - صلى الله عليه وسلم-، وكبَّرنا جميعاً، ثم ركع وركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه [ص: 736] من الرُّكوع، ورفعنا جميعاً، ثم انحدَر بالسجود والصفُّ الذي يليه، وقام الصفُّ المؤخِّر في نحر العدو، فلما قضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- السجودَ، وقام الصفُّ الذي يَليه، انحدر الصف المؤخر بالسجود، وقاموا، ثم تقدَّم الصفُّ المؤخَّر، وتأخَّر الصفُّ المقدَّم، ثم ركع النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه من الركوع، ورفعنا جميعاً، ثم انحدر بالسجود والصفُّ الذي يليه [الذي] كان مؤخراً في الركعة الأولى، فقام الصفُّ المؤخَّرُ في نحر العدو، فلما قضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- السجودَ والصفُّ الذي يليه، انحدَرَ الصفُّ المؤخَّرُ بالسجود، فسجدوا، ثم سلَّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وسلَّمنا جميعاً - قال جابر: كما يصنع حرَسُكم هؤلاء بأُمرائهم» . وفي أخرى له قال: «غزَوْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قوماً من جُهَينةَ، فقاتلونا قتالاً شديداً، فلما صلَّينا الظُّهر، قالوا: لو مِلْنا عليهم مَيْلة لاقتطعناهم، فأخبرَ جبريلُ عليه السلام رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: وقالوا: إنهم ستأتيهم صلاة هي أحبُّ إليهم من الأولاد، فلما حضرتِ العصرُ صفَفْنا صفَّيْن، والمشركون بيننا وبين القبلة - ثم ذكره - إلى أن قال: كما يصلِّي أُمراؤُكم هؤلاءِ» وفي رواية النسائي «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى بهم صلاة الخوف، فقام صفّ بين يديه، وصف خلْفَه، صلَّى بالذين خلفه ركعة وسجدتين، ثم تقدَّم هؤلاء حتى قاموا في مقام أصحابهم، وجاء أولئك فقاموا مقام هؤلاء، فصلَّى بهم رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 737] ركعة وسجدتين، ثم سلَّم، فكانت للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ركعتان، ولهم ركعة ركعة» . وله في أخرى بنحو رواية مسلم الأولى من أفراده، وله في أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بطائفة من أصحابه ركعتين، ثم سلَّم، ثم صلَّى بأخرى ركعتين، ثم سلَّم» وله في أخرى «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بأصحابه صلاة الخوف، فصلت طائفة معه، وطائفة وُجوهُهم قِبلَ العدوِّ، فصلى بهم ركعتين، ثم قاموا مقام الآخرين، وجاء الآخرون فصلَّى بهم ركعتين، ثم سلَّم» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَفَلَ) المسافر: إذا أخذ في الرجوع إلى بلده. (العِضَاه) بالهاء: كل شجر يعظُم، وله شوك، فمنه الطَّلْح، والسَّمُر. (صَلْتاً) : أصْلَت السيف: إذا جرَّده من جفنه، وضربه بالسيف صَلتاً وصُلْتاً: إذا ضربه به، والسيف مُصْلَت، والرجل مُصْلِت. (اخْتَرَط) السيف: إذا سلَّه من غِمْدِه. (نحر العدو) وقفنا في نحر العدو: أي في موازاتهم ومقابلتهم. [ص: 738] (لاقتطعناهم) : اقتطعت الشيء: إذا أخذته لنفسك جميعه واستأصلته، وهو افتعال من القطع.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": هكذا أورده مختصراً من الإسناد ومن المتن - ثم ساق الإسناد - وقال: وأما المتن: فتمامه عن جابر قال: " غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب بن خصفة بنخل، فرأوا من المسلمين غرة ... الحديث "، وقال البخاري: محارب بن خصفة - بفتحات - من بني ثعلبة من غطفان. (2) في المطبوع: ركعتين. (3) رواه البخاري 7 / 329 - 331 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع وغزوة بني المصطلق، وفي الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، وباب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة، ومسلم رقم (840) و (843) في صلاة المسافرين، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 175 و 176 و 178 في صلاة الخوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الجهاد وفي المغازي (33: 2) عن محمود عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: في المغازي (32) تعليقا وقال أبان: حدثنا يحيى. كلاهما عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله. ومسلم في الفضائل النبي -صلى الله عليه وسلم- الفضائل (4: 1) عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن أبي سلمة عن جابر و (4: 3) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان عن أبان عن أبي سلمة عن جابر، راجع تحفة الأشراف (2/849) . الحديث: 4054 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 733 4055 - (د س) أبو عباس الزُّرَقي - رضي الله عنه -: قال: «كنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بعُسْفانَ، وعلى المشركين خالدُ بن الوليد، فصلَّينا الظهرَ، فقال المشركون: لقد أُصِبْنا غفلة، لو كُنَّا حملنا عليهم وهم في الصلاة؟ فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرتِ العصْرُ قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مستقبل القبلة، والمشركون أمامه، فصفَّ خلف رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صفُّ، وصف بعد ذلك الصف صف آخرُ، فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وركعوا جميعاً، وسجد وسجد الصفّ الذين يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين، وقاموا، سجد الآخرون الذي كانوا خلفهم، ثم تأخر الصفُّ الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدَّم الصفُّ الآخر إلى مقام الصف الأول، ثم ركع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وركعوا جميعاً، ثم سجد، وسجد الصف الذي يليه، ثم قام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والصفُّ الذي يليه، سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعاً، فسلَّم عليهم جميعاً» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان مصافَّ العدو بعُسْفَانَ، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلى بهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الظهر، فقال المشركون: لهم صلاة بعد هذه هي أحبُّ إليهم من أبنائهم وأموالهم، فصلَّى بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 739] العصر فصفَّهُم صفين خلفه، فركع بهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- جميعاً، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الصفُّ الذي يليه، وقام الآخرون، فلما رفعوا رؤوسهم من السجود سجد الصفُّ المؤخر لركوعهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثم تأخر الصف المقدم، وتقدَّم الصفُّ المؤخَّر، فقام كل واحد منهم في مقام صاحبه، ثم ركع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جميعاً، فلما رفعوا رؤوسهم من الركوع سجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون، فلما فرغوا من سجودهم، سجد الآخرون، ثم سلم النبي - صلى الله عليه وسلم- عليهم» . وله في أخرى «فقال المشركون: لقد أصبنا منهم غفلة، فنزلت صلاة الخوف بين الظهر والعصر، فصلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ العصر، ففرَّقنا فرقتين، فرقة تصلِّي مع النبي - صلى الله عليه وسلم-، وفرقة يحرسونهم، ثم ركع وركع هؤلاء وأولئك، ثم سجد الذين يلُونه، وتأخر هؤلاء الذين يلونه، وتقدَّم الآخرون فسجدوا، ثم قام فركع بهم جميعاً الثانية بالذين يلونه والذين يحرسونهم، ثم سجد بالذين يلونه، ثم تأخَّروا، وقاموا في مصافِّ أصحابهم، وتقدَّم الآخرون فسجدوا، ثم سلَّم عليهم، فكانت لكلِّهم ركعتان ركعتان مع إمامهم» (1) . [ص: 740] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَصَاف العدو) : أي صفوفه مقابل صفوفهم، والمصاف: جمع مَصَفٍّ، وهو موضع الحرب.   (1) رواه أبو داود رقم (1236) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 176 و 178 في صلاة الخوف، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/59) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا الثوري. وفي (4/60) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (1236) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. والنسائي (3/176) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، عن محمد هو ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/177) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. أربعتهم - سفيان الثوري، وشعبة، وجرير، وعبد العزيز - عن منصور قال: سمعت مجاهدا فذكره. الحديث: 4055 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 738 4056 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف: بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهةُ العدُوِّ، ثم انصرفوا، وقاموا في مقام أصحابهم، مُقْبِلين على العدُوِّ، وجاء أولئك، ثم صلَّى بهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ركعة، ثم قضى هؤلاء ركعة، وهؤلاء ركعة» . وفي رواية قال: صلى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الخوف في بعض أيامه، فقامت طائفة معه، وطائفة بإزاء العدُوِّ، فصلى بالذين معه ركعة، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة، ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة [قال] : وقال ابن عمر: «إذا كان الخوف أكثرَ من ذلك صلَّى راكباً وقائماً يومئُ إيماء» أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري طرف منه من رواية ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر نحواً من قول مجاهد: «إذا اختلطوا قياماً» . كذا قال، وزاد [عن] ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «وإن كانوا أكثر من ذلك صلُّوا قياماً ورُكْباناً» وللبخاري أن ابن عمَرَ «كان إذا سُئِل عن صلاةِ الخوف؟ قال: يتقدَّم الإمامُ وطائفة من الناس، فيصلِّي بهم الإمامُ ركعة، وتقومُ طائُفة منهم بينه وبين العدو لم يصلُّوا، فإذا صلى الذين [ص: 741] معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا، ولا يسلِّمون، ويتقدَّم الذين لم يصلُّوا فيصلون معه ركعة، ثم ينصرف الإمام وقد صلى ركعتين، فيقوم كلُّ واحد من الطائفتين فيصلُّون لأنفسهم ركعة بعد أن ينصرف الإمام، فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلوا ركعتين، فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلُّوا رجالاً: قياماً على أقدامهم وركباناً، مستقبلي القبلة وغيرَ مستقبليها» قال مالك: قال نافع: ولا أرى ابن عمر ذكر ذلك إلا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وفي رواية الترمذي، وأبي داود والنسائي مثل الرواية الأولى، إلى قوله: «في مقام أصحابهم» وقالوا: «فجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلَّم عليهم، ثم قام هؤلاء فقضوْا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم» . وفي أخرى للنسائي قال: «غزوت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قِبَل نجد، فوازينا العدوَّ فصاففناهم، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي لنا، فقامت طائفة منا معه، وأقبلت طائفة على العدو، فركعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ومن معه ركعة و [سجد] سجدتين ثم انصرفوا، وكانوا مكان أولئك الذين لم يصلُّوا، وجاءت الطائفة التي لم تصلِّ، فركع بهم ركعة وسجدتين، ثم سلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام كل رجل من المسلمين، فركع لنفسه ركعة وسجدتين» . وفي أخرى له قال: «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف، قال فكبَّر فصلَّى خلفه طائفة منا، وطائفة مواجِهةُ العدو، فركع بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعة وسجد سجدتين، ثم انصرفوا ولم [ص: 742] يسلِّموا، وأَقْبلوا على العدوِّ فصَفُّوا مكانَهم، وجاءت الطائفة الأخرى فصفُّوا خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلى بهم ركعة وسجدتين، ثم سلَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقد أتم ركعتين وأربع سجدَات، ثم قامت الطائفتان فصلَّى كلُّ إنسان منهم لنفسه ركعة وسجدتين» . قال أبو بكر السُّنِّي: الزهريُّ سمع من ابنِ عمر [حديثين] ، ولم يسمع هذا منه، وله في أخرى مثل الرواية الثانية من المتفق، وأخرج الموطأ الرواية الآخرة من أفراد البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رِجَالاً ورُكْباناً) : الرِّجال: جمع راجل، والرُّكْبان: جمع راكب. (فَوَازَيْنَا) : المُوازَاة: المقابلة.   (1) رواه البخاري 2 / 358 في صلاة الخوف، باب صلاة الخوف، باب غزوة ذي الرقاع، وفي تفسير سورة البقرة، باب {فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً} ، ومسلم رقم (839) في صلاة المسافرين، باب صلاة الخوف، والموطأ 1 / 184 في صلاة الخوف، وأبو داود رقم (1243) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والترمذي رقم (564) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الخوف، والنسائي 3 / 171 - 173 في صلاة الخوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/132) (6159) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، عن أيوب بن موسى. 2- وأخرجه أحمد (1552) (6431) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (2/18) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا ابن جريج. ومسلم (2/212) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان. والنسائي (3/173) قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان. كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن موسى بن عقبة. 3- وأخرجه ابن ماجة (1258) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا جرير، عن عبيد الله بن عمر. ثلاثتهم - أيوب بن موسى، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر - عن نافع. الحديث: 4056 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 740 4057 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وقام الناسُ معه «فكبَّر وكبَّرُوا معه وركع وركعَ ناس معه، ثم سجد وسجدوا معه، ثم قام للثانية، فقام الذين سجدوا وحرسوا إخوانهم، وأتت الطائفة الأخرى، فركعوا وسجدوا معه والناسُ كلُّهم في الصلاة، [ص: 743] ولكن يحرس بعضهم بعضاً» أخرجه البخاري والنسائي، وفي أخرى للنسائي قال: «ما كانت صلاة الخوف إلا سجدتين، كصلاة حرَّاسكم هؤلاء اليومَ خلف أئمتكم هؤلاء، إلا أنها كانت عُقَبَاً، قامت طائفة منهم وهم جميعاً مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وسجدت معه طائفة، ثم قام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وقاموا معه جميعاً، ثم ركع وركعوا معه، ثم سجد فسجد معه الذين كانوا قياماً أوَّل مرة، فلما جلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والذين سجدوا معه في آخر صلاتهم، سجدَ الذين كانوا قياماً لأنفسهم، ثم جلسوا، فجمعهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالتسليم» وله في أخرى «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى بذي قَرَد، فصف الناسُ خلفه صفين: صفاً خلفه، وصفاً موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضُوا» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُقَباً) : غزا الجيش عُقَباً: إذا خرجت منه طائفة، فأقامت في الغزو مدة، ثم جاءت أخرى عوضها، وعادت الأولى، وأقامت الثانية، فهم يتعاقبون طائفة بعد طائفة.   (1) رواه البخاري 2 / 361 في صلاة الخوف، باب يحرس بعضهم بعضاً في صلاة الخوف، والنسائي 3 / 169 و 170 في صلاة الخوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/18) قال: حدثنا حيوة بن شريح. والنسائي (3/169) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير. كلاهما - حيوة، وعمرو بن عثمان - عن محمد بن حرب، عن الزبيدي عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره. الحديث: 4057 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 742 4058 - (د س) ثعلبة بن زهدم - قال: «كنَّا مَعَ سعيد بن العاص بطَبَرِسْتَان (1) ، فقام: أيُّكم صلَّى مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، فصلَّى بهؤلاء ركعة، وبهؤلاءِ ركعة، ولم يَقْضُوا» . قال أبو داود: وروى بعضهم: «أنهم قَضَوْا ركعة أخرى» . وفي رواية النسائي: «فقال حذيفة: أنا، فوصفَ فقال: صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الخوف بطائفة رَكعة، ثم نكص (2) هؤلاء إلى مَصافِّ هؤلاء، وجاء أولئك فصلَّى بهم ركعة» . وفي أخرى له: «فقال حذيفة: أنا، فقام حذيفةُ وصفَّ الناسُ خلْفَهُ صفَّيْنِ: صفّاً خلْفَهُ، وصفّاً موازيَ العدوِّ، فصلَّى بالَّذين خلْفَهُ رَكعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلَّى بهم ركعة ولم يقْضُوا» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فنَكَص) : نكص علي عقبيه: إذا رجع إلى ورائه.   (1) وينسب إلى هذا الموضع الإمام أبو جعفر ابن جرير الطبري، صاحب التفسير المشهور، وطبرستان بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم، خرج من نواحيها من لا يحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه، والغالب على هذه النواحي الجبال، فمن أعيان بلدانها: دهستان، وجرجان، واستراباذ، وآمل، والامام الطبراني نسبة إلى طبرية: من أعمال الأردن. (2) في الأصل: ثم ركض، وما أثبتناه من نسخ النسائي المطبوعة. (3) رواه أبو داود رقم (1246) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 167 و 168 في صلاة الخوف، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/385) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/399) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود (1246) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (3/167) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا وكيع. وفي (3/168) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى وابن خزيمة (1343) قال: حدثنا محمد بن بشار،وأبو موسى محمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى - عن سفيان، قال: حدثني الأشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم، فذكره. الحديث: 4058 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 744 4059 - (ت س د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نزل بين ضَجْنانَ وعُسْفَانَ، فقال المشركون: لهؤلاء صلاة هي أحبُّ إليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر، فأجْمَعوا أمرَكُم فميلوا عليهم ميْلَة واحدة، وأن جبريل أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فأمره أن يَقْسِم أصحابه شَطْرين فيصلي بهم، وتقومَ طائفة أخرى وراءَهم، وليأخذوا حذْرَهم وأسلِحَتَهُم، [ثم يأتي الآخرون ويُصَلُّون معه ركعة واحدة، ثم يأخذ هؤلاء حِذْرَهُم، وأسلحتهم] فتكون لهم ركعة [ركعة] ، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتان» أخرجه الترمذي، والنسائي، وزاد فيه بعد قوله: وعُسْفَان «محاصِرَ المشركين» وقال فيه: «من أبنائهم وأبكارهم» . وفي رواية أبي داود عن عروة بن الزُّبير: «أنَّ مروانَ سأل أبا هريرة قال: هل صلَّيت معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الخوف؟ قال أَبو هريرةَ: نعم، فقال مروانُ: متى؟ قال أبو هريرة: عامَ غزْوَةِ نَجْد، قَام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مُقَابِلُو العدُوِّ، ظهورُهم إلى القبلة، فكبَّر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكبَّروا جميعاً: الذين مَعَهُ، والذين مقابلو العدُوِّ، ثم ركعَ رسولُ - صلى الله عليه وسلم- ركعة واحدة، وركعتِ الطائفة التي مَعَهُ، ثم سجدَ فسجدتِ الطَّائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابلي العدُوِّ، ثم قامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقامتِ الطائفة التي معه فذهبوا إلى العدُوِّ فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مُقابِلي العَدُوِّ فركعوا وسجدوا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم كما هو، ثم قاموا، فركع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعة أخرى [ص: 746] ورَكعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفةُ التي كانت مقابلي العدُوِّ فركعوا، وسجدوا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد ومَنْ معه، ثم كان السَّلامُ، فسلَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وسلَّموا جميعاً، فكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- رَكعتان، ولكلِّ رجل من الطائفتين رَكعةٌ رَكعة» . وفي أخرى له قال: «خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى نَجدِ، حتى إذا كُنَّا بذاتِ الرِّقاع من نَخْلٍ لقي جمعاً من غطفان ... » فذكر معناه. قال أبو داود: ولفظه غيرُ لفظِ حَيْوةَ بنِ شُريح، وقال فيه: «حتى ركع بمن معه وسجدَ، قال: فلما قاموا مشَوْا القهقرى إلى مصافِّ أصحابهم» . ولم يذكر استدبارَ القبلة، وأخرج النسائي رواية أبي داود، وقال في آخره: «ولكلِّ واحد من الطائفتين ركعتان ركعتان» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1240) و (1241) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والترمذي رقم (3038) في التفسير، باب ومن سورة النساء، والنسائي 3 / 173 و 174 في صلاة الخوف، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وجابر، وأبي عياش الزرقي، وابن عمر، وحذيفة، وأبي بكرة، وسهل بن أبي حثمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الصلاة (258: 1) عن الحسن بن علي عن أبي عبد الرحمن المقرئ عن حيوة وابن لهيعة. كلاهما - عن أبي الأسود - أنه سمع عروة يحدث عن مروان أنه سأل أبا هريرة فذكره والنسائي فيه الصلاة، الكبرى (285: 15) عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله المقرئ. كلاهما - عن المقرئ عن حيوة وذكر آخر. كلاهما - عن أبي الأسود عن مروان عن أبي هريرة - راجع تحفة الأشراف (10/368) . وأخرجه الترمذي (3035) حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا سعيد بن عبد الهنائي حدثنا عبد الله بن شقيق حدثنا أبو هريرة فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة. الحديث: 4059 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 745 4060 - [ (د) عروة بن الزبير - رضي الله عنه -] : أخرج أبو داود هذا الحديث عن عروةَ عقب الحديث الذي قبله عن أبي هريرة، وهذا لفظه: «أن عائشة حدَّثتْهُ بهذه القصة، قالت: كبَّرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكبَّرتِ [ص: 747] الطائفة الذين صَفُّوا معه، ثم رَكع فركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رَفع فرفعوا، ثم مكث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً، ثم سجد هؤلاء لأنفسهم الثانية، ثم قاموا فَنكَصُوا على أعقابهم يمْشُونَ القهقرى، حتى قاموا من ورائهم، وجاءت الطائفة الأخرى، فقاموا فكبَّروا، ثم ركعوا لأنفسهم، ثم سجد رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فسجدوا معه، ثم قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وسجدوا لأنفسهم الثانية، ثم قامت الطائفتين جميعاً فصلُّوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فركع وركعوا، ثم سجد فسجدوا جميعاً، ثم عاد فسجد الثانية، فسجدوا معه سريعاً كأسرعِ الأسراع جاهداً، لا يألونَ سِرَاعاً، ثم سلَّم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وقد شاركه الناسُ في الصلاة كلِّها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا يألون) يفعلون كذا: أي لا يُقَصِّرون.   (1) رواه أبو داود رقم (1242) في الصلاة، باب صلاة الخوف، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1242) قال: وأما عبيد الله بن سعد فحدثنا قال: حدثني عمي ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة فذكرته. الحديث: 4060 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 746 4061 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الخوف، فقاموا صفَّيْنِ: قام صف خلْفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وصف مستقبلَ العدُوِّ، فصلى بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعة، وجاء الآخرون فقاموا مقامهم، واستقبلَ هؤلاء، فصلَّى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ركعة، ثم سلَّم، [ص: 748] فقام هؤلاء فصلُّوا لأنفسهم ركعة، ثم سلَّموا، ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبلي العدوِّ، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلَّوا لأنفسهم، ركعة ثم سلَّموا» . وفي رواية بمعناه قال: «فكبَّر نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- وكبَّر الصَّفَّان جميعاً» (1) . قال أبو داود: «وصلَّى عبد الرحمن بن سَمُرةَ هكذا، إلا أن الطَّائفة التي صلَّى بهم ركعة ثم سلَّم، مضوْا إلى [مقام] أصحابهم، وجاء هؤلاء فصلَّوْا لأَنفسهم ركعة، ثم رجعوا إلى مقام أولئك مستقبلي العدوِّ، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلَّوا لأنفسهم ركعة ثم سلَّموا» . قال أبو داود: حدَّثنا بذلك مسلمُ بنُ إبراهيم، قال: حدَّثنا عبد الصمد بن حبيب قال: أخبرني أبي أنهم غزَوْا مع عبد الرحمن بن سَمُرَة كابُلَ (2) ، فصلَّى بنا صلاةَ الخَوْفِ (3) .   (1) أخرجه أبو داود رقم (1244) و (1245) في الصلاة، باب صلاة الخوف، وفي سنده خصيف ابن عبد الرحمن الجزري أبو عون الحضرمي الحراني، وهو سيء الحفظ، لم يسمع من أبيه، أقول: ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها. (2) كابل: ولاية ذات مروج كبيرة بين هند وغزنة، ونسبتها إلى الهند أولى، لأنها متاخمة للهند، وهي الآن عاصمة أفغانستان. (3) رواه أبو داود عقب الحديث الذي قبله، وذكر سنده في آخره، فهو موصول موقوف، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1244) حدثنا عمران بن ميسرة ثنا ابن فضيل ثنا خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود. الحديث: 4061 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 747 4062 - (د س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: قال: «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في خوف الظهرَ، فصفَّ بعضُهم خلْفَهُ، وبعضُهم بإزاء العدُوِّ، فصلَّى رَكعتين، ثم سلَّم فانطلق الذين صلَّوا معه فوقفوا موقفَ أصحابهم، ثم [ص: 749] جاء أولئك فصلَّوا خلْفَهُ، فصلَّى بهم ركعتين، ثم سلَّم، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- أربعاً، ولأصحابه ركعتين ركعتين» ، وبذلك كان يفتي الحسن (1) . قال أبو داود: وكذلك في المغرب يكون للإمام ستُ ركعات، وللقوم ثلاث. قال أبو داود: كذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، أخرجه أبو داود والنسائي، وفي أخرى للنسائي «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، صلَّى بالقوم في الخوف ركعتين ثم سلَّم، ثم صلى بالقوم الآخرين ركعتين، ثم سلَّم، فصلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أربعاً» (2) .   (1) يعني الحسن البصري رحمه الله. (2) رواه أبو داود رقم (1248) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 179 في صلاة الخوف، وفيه عنعنة الحسن البصري، أقول: وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/39) قال: حدثنا يحيى. وفي (5/49) قال: حدثنا روح. وأبو داود (1248) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي (2/103) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (3/178) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن مسعود، قالا: حدثنا خالد. وفي الكبرى (432) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، وهو ابن الحارث. وفي (821) قال: أخبرنا بشر بن هلال، قال: حدثنا يحيى، هو القطان. أربعتهم - يحيى، وروح، ومعاذ، وخالد بن الحارث - عن أشعث، عن الحسن، فذكره. الحديث: 4062 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 748 4063 - (د) عبد الله بن أُنيس - رضي الله عنه -: قال: «بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى خالد بن سفيان الهُذَليّ، وكان نحو عُرَنَة وعرفَات، قال: اذهب فاقتله، فرأيتُه وحضرت صلاةُ العصر، فقلتُ: إني لأخاف أن يكونَ بيني وبينه ما يؤخِّرُ الصلاةَ، فانطلقتُ أمشي وأنا أُصلِّي، أومِئُ إيماءً نحوه، فلما دَنوْتُ منه قال لي: مَنّ أنت؟ قلتُ: رجل من العرب، بلغني أنك تجمع لهذا الرجل، فجئتُك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، قال: فمشَيْتُ معه ساعة، حتى إذا أمكنني علَوْتُه بسيفي حتى بَرَدَ» أخرجه أبو داود في بابٍ [ص: 750] سماه: باب صلاة الطالب، عقيب أبواب صلاة الخوف (1) . وذكر رزين رواية زاد فيها: «وكان ساكناً بعرنة وكان يَجْمَعُ لقتالِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفيه «قلتُ: إني لا أعرفه، قال: إنه ثائرُ الرَّأسُ، كأنه شيطان، إذا رأيتَهُ لم يََخْفَ عليْكَ، قال: فجئتُه فرأيتُه وعرَفْتُهُ» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثائر الرأس) : رجل ثائر الرأس، إذا كان شَعث الشعر، بعيد العهد بالغَسل والتسريح. تم - بعون الله تعالى وحسن توفيقه - الجزء الخامس من كتاب «جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -» ويليه إن شاء الله الجزء السادس، وأوله: القسم الثاني من كتاب الصلاة في النوافل   (1) رقم (1249) في الصلاة، باب صلاة الطالب، وفيه عنعنة ابن إسحاق، ولكن رواه أحمد في " المسند " 3 / 496 وصرح فيه ابن إسحاق بالتحديث فزالت شبهة التدليس، وقد حسنه أيضاً الحافظ ابن حجر في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/496) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم قال: حدثنا أبي. وفي (3/496) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن إدريس. وأبو داود (1249) قال: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو، قال: حدثنا عبد الوارث. وابن خزيمة (982) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (983) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، وكتبته من أصله، قال حدثنا يعقوب ابن إبراهيم. قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وابن إدريس، وعبد الوارث - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أنيس، فذكره. الحديث: 4063 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 749 بسم الله الرحمن الرحيم القسم الثاني: من كتاب الصلاة: في النوافل ، وفيه بابان الباب الأول: في النوافل المقرونة بالأوقات ، وفيه سبعة فصول الفصل الأول: في رواتب الصلوات الخمس والجمعة ، وفيه سبعة فروع الفرع الأول: في أحاديث جامعة لرواتب مشتركة 4064 - (خ م ط د س ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صَلَّيْتُ مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- رَكعتين قبلَ الظهر، ورَكْعتين بعد الظهر، وركعتين بعد الجمعة، ورَكْعتين بعد المغرب، و [ركعتين بعد] العشاء» . وفي رواية بمعناه، وزاد: «فأما المغرب، والعشاء، والجمعة: ففي بيته» . [ص: 4] وعند البخاري لم يذكر الجمعة، وزاد البخاري في رواية قال: وحدَّثتْني حَفْصَةُ: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يصلِّي سجدتين خفيفتين بعدما يطلُعُ الفجرُ، وكانت ساعة لا أدخلُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فيها» . قال البخاري في أخرى: «بعد العشاءِ في أهله» . وفي رواية لهما، وفيه: «وكان لا يصلِّي بعد الجمعة حتى ينصرفَ، فيصلِّي ركعتين في بيته» . وللبخاري قال: «حَفِطْتُ عَنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رَكْعتين قبل الظهر، ورَكْعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبلَ الغداة، وكانتْ ساعة لا أَدخل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فيها، فحدَّثتْني حفصةُ: أنه كان إذا طلع الفجر وأَذَّنَ المُؤذِّن صَلَّى ركعتين» . وأَخرج الموطأ، وأبو داود، والنسائي الرواية التي آخرها: «وكان لا يصلِّي بعد الجمعة حتى ينصرفَ فيصلِّي ركعتين في بيته» . وأخرج الترمذي رواية البخاري المفردة إلى قوله: «قبلَ الغداة» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 41 في التطوع، باب التطوع بعد المكتوبة، وباب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، وباب الركعتين قبل الظهر، وفي الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة وقبلها، ومسلم رقم (729) في صلاة المسافرين، باب فضل السنن الراتبة، ورقم (882) في الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة، والموطأ 1 / 166 في قصر الصلاة، باب العمل في جامع الصلاة، وأبو داود رقم (1252) في الصلاة، باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، والنسائي 2 / 119 في الإقامة، باب الصلاة بعد الظهر، وفي الجمعة، باب صلاة الإمام بعد الجمعة، والترمذي رقم (433) و (434) في الصلاة، باب ما جاء أنه يصليهما في البيت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (121) . وأحمد (2/63) (5296) و (2/87) (5603) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (1444) و (1581) قال: أخبرنا أبو عاصم. والبخاري (2/16) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (3/17) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1252) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (2/119) و (3/113) . وفي الكبرى (329) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (1870) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا الوليد. سبعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عاصم، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وقتيبة بن سعيد، والوليد - عن مالك. 2 - وأخرجه أحمد (2/6) (4506) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/35) (4921) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (2/74) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. والترمذي (425) و (432) . وفي «الشمائل» (283) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (433) من السنن قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني الخلال، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وابن خزيمة (1197) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، وأحمد بن منيع، قالا: حدثنا إسماعيل. وفي (1869) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ثلاثتهم - إسماعيل بن إبراهيم، ومعمر، وحماد بن زيد - عن أيوب. 3 - وأخرجه أحمد (2/17) (4660) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/75) (5448) و (2/77) (5480) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري (2/72) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (2/162) قال: حدثني زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا يحيى وهو ابن سعيد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي في الكبرى (355) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا حسين، وهو ابن علي، عن زائدة. أربعتهم - يحيى بن سعيد، ووهيب، وأبو أسامة، وزائدة - عن عبيد الله بن عمر. 4 - وأخرجه أحمد (2/23) (4757) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، والعمري. 5 - وأخرجه أحمد (2/123) (6056) قال: حدثنا يونس. ومسلم (3/17) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح (ح) وحدثنا قتيبة. وابن ماجة (1130) قال: حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (522) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى (416 و 1672) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. أربعتهم - يونس، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، وقتيبة بن سعيد - قال ابن رمح: أخبرنا. وقال الباقون: حدثنا الليث. 6 - وأخرجه عبد بن حميد (781) قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ستتهم - مالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، وابن أبي ذئب، وعبد الله بن عمر العمري، والليث بن سعد - عن نافع، فذكره (*) لفظ رواية الليث بن سعيد: «عن عبد الله بن عمر، أنه كان إذا صلى الجمعة انصر، فصلى سجدتين في بيته، ثم قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع ذلك» . (*) وباقي الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها ومعانيها متقاربة. الحديث: 4064 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 3 4065 - (ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من ثابرَ على ثِنْتَيْ عشْرةَ رَكْعة من السُّنَّةِ بنى اللهُ له بيتاً في الجنةِ: أَربعَ ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبلَ الفجر» . أَخرجه الترمذي. وعند النسائي: «من ثابر على ثِنتي عشْرةَ ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة ... الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثابر) على الشيء: إذا حرص على فعله.   (1) رواه الترمذي رقم (414) في الصلاة، باب ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة، والنسائي 3 / 260 و 261 في قيام الليل، باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده، قال الترمذي: وفي الباب عن أم حبيبة، وأبي هريرة، وأبي موسى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (1140) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (414) قال: حدثنا محمد بن رافع النيسابوري. والنسائي (3/260) . وفي الكبرى (1376) قال: أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري. وفي (3/261) . وفي الكبرى (1393) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى. قال: حدثنا محمد بن بشر. أربعتهم - أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن رافع، والحسين بن منصور، ومحمد بن بشر - عن إسحاق بن سليمان الرازي، قال: أخبرنا مغيرة بن زياد، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. (*) قال الترمذي: حديث عائشة حديث غريب من هذا الوجه، ومغيرة بن زياد قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. الحديث: 4065 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 5 4066 - (م ت س د) أم حبيبة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلى في يوم وليلة ثِنتي عَشْرَةَ ركعة بُنيَ له بيت في الجنة» . وذكرت مثل حديث عائشة قالت: «وركعتين قبل صلاة الغداة» . أَخرجه الترمذي، والنسائي. وفي أخرى للنسائي: «من ركع ثنتي عشْرةَ ركعة في يوم وليلة سوى المكتوبةِ بنى اللهُ له بيتاً في الجنة» . [ص: 6] وفي أُخرى: «من صلى في يوم ثنتي عشرةَ ركعة ... الحديث» . وفي أخرى: «بالنهار، أو بالليل» . وأخرج مسلم، وأبو داود نحو رواية النسائي المفردة. وكأنَّ هذه الروايات التي للنسائي المفردة عن الترمذي ليس المرادُ بها الرَّوَاتِبَ (1) .   (1) رواه مسلم رقم (728) في صلاة المسافرين، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن، وأبو داود رقم (1250) في الصلاة، باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، والترمذي رقم (415) في الصلاة، باب ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة عشرة ركعة من السنة وماله فيه من الفضل، والنسائي 3 / 261 في قيام الليل، باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/326) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. وعبد بن حميد (1552) قال: أخبرنا النضر بن شميل. قال: أخبرنا إسرائيل بن يونس. قال: أخبرنا أبو إسحاق. وابن ماجة (1141) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد. والترمذي (415) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا مؤمل، هو ابن إسماعيل. قال: حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق. والنسائي (3/262) . وفي الكبرى (1388) قال: أخبرنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري. قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا فليح، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي إسحاق. وفي (3/263) . وفي الكبرى (1383) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أنبأنا إسماعيل. وابن خزيمة (1189) قال: حدثنا محمد بن أحمد الجنيد البغدادي «كذا في المطبوع» . قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا فليح، عن سهيل بن أبي صالح. عن أبي إسحاق. كلاهما - إسماعيل بن أبي خالد، وأبو إسحاق - عن المسيب بن رافع. 2 - وأخرجه أحمد (6/327) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، وفي (6/327) قال: حدثنا بهز وابن جعفر. قالا: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم. والدارمي (1445) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم. ومسلم (2/161) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبو خالد يعني سليمان بن حيان، عن داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم. (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي. قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا داود، عن النعمان بن سالم. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم. وفي (2/162) قال: وحدثني عبد الرحمن بن بشر وعبد الله بن هاشم العبدي قالا: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. قال: النعمان بن سالم أخبرني. وأبو داود (1250) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا ابن علية. قال: حدثنا داود بن أبي هند. قال: حدثني النعمان بن سالم. والنسائي (3/262) . وفي الكبرى (1381) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: أنبأنا أبو الأسود. قال: حدثني بكر بن مضر، عن ابن عجلان، عن أبي إسحاق الهمداني. وفي الكبرى (408) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا يزيد - وهو ابن زريع -. قال: حدثنا شعبة. عن النعمان بن سالم. وفي «تحفة الأشراف» (11/15860) عن حميد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل، عن داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم. وابن خزيمة (1186) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا محبوب بن الحسن. قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن رجل من أهل الطائف. يقال له: النعمان بن سالم. وفي (1187) قال: حدثنا يعقوب الدورقي. قال: حدثنا ابن علية. قال: أخبرنا داود بن أبي هند. قال: حدثني النعمان بن سالم. وفي (1188) قال: حدثنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا شعيب. قال: حدثنا الليث. عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق الهمداني. كلاهما - النعمان بن سالم، وأبو إسحاق الهمداني - عن عمرو بن أوس الثقفي. 3 - وأخرجه عبد بن حميد (1553) قال: حدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية. 4 - وأخرجه النسائي (3/262) . وفي الكبرى (1379) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا زيد ابن حباب. قال: حدثني محمد بن سعيد الطائفي. قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح. عن يعلى بن أمية. أربعتهم - المسيب بن رافع، وعمرو بن أوس، وحسان بن عطية، ويعلى بن أمية - عن عنبسة بن أبي سفيان، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/326) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. قال: حدثنا المفضل - يعني ابن فضالة - عن خالد بن يزيد. والنسائي (3/261) . وفي الكبرى (1378) قال: أخبرني أيوب بن محمد. قال: أنبأنا مُعَمّر بن سليمان. قال: حدثنا زيد بن حباب، عن ابن جريج. كلاهما - خالد بن يزيد، وابن جريج - عن عطاء بن أبي رباح، عن عنبسة بن أبي سفيان، فذكره. (*) قال النسائي: عطاء لم يسمعه من عنبسة. * وأخرجه النسائي (3/261) . وفي الكبرى (1392) قال: أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى. قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا معقل، عن عطاء. قال: أخبرت أن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ...... الحديث. * وأخرجه النسائي (3/261) . وفي الكبرى (1377) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: قال ابن جريج. قلت لعطاء: بلغني أنك تركع قبل الجمعة اثنتي عشرة ركعة ما بلغك في ذلك؟ قال: أخبرت أن أم حبيبة حدثت عنبسة بن أبي سفيان، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من ركع اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة سوى المكتوبة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة» . * وأخرجه أحمد (6/426) . وابن خزيمة (1185) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وزياد بن أيوب. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ويعقوب، وزياد - قالوا: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم، عن عنبسة بن أبي سفيان، فذكره. ليس فيه «عمرو بن أوس» . (*) قال ابن خزيمة: أسقط هشيم من الإسناد عمرو بن أوس. * وأخرجه النسائي (3/263) . وفي الكبرى (1382) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا أبونعيم. قال: أنبأنا زهير، عن أبي إسحاق، وفي (3/263) . وفي الكبرى (1384) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا إسماعيل. كلاهما - أبو إسحاق، وإسماعيل بن أبي خالد - عن المسيب بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة قالت: من صلى في الليل والنهار ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بني له بيت في الجنة. موقوف. * وأخرجه النسائي (3/263) . وفي الكبرى (1398) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: حدثنا محمد ابن مكي وحبان. قالا: حدثنا عبد الله، عن إسماعيل، عن المسيب بن رافع، عن أم حبيبة. فذكرته موقوفا، وليس فيه «عنبسة بن أبي سفيان» . * وأخرجه النسائي (3/263) . وفي الكبرى (1385) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا وهب ابن بقية. قال: أخبرنا خالد، عن حصين، عن المسيب بن رافع، عن أبي صالح ذكوان. قال: حدثني عنبسة بن أبي سفيان. أن أم حبيبة حدثته أنه من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة. موقوف. (*) قال النسائي: لم يرفعه حصين وأدخل بين عنبسة وبين المسيب ذكوان. (*) زاد أبو إسحاق الهمداني في روايته: « ..... أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر» . (*) ورواية حسان بن عطية: «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة حرم الله عز وجل لحمه على النار» . (*) في رواية «بهز، عن شعبة» زاد في أوله: «ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى لله كل يوم ... » فذكر مثله. ورواه أبو صالح، عن أم حبيبة. ولفظه: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «متصل في يوم ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له أو بني له بيت في الجنة» . أخرجه أحمد (6/326) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (6/428) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد. والنسائي (3/264) . وفي الكبرى (1386) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. قال: حدثنا حماد. وفي (3/264) . وفي الكبرى (1397) قال: أخبرنا علي بن المثنى، عن سويد بن عمرو. قال: حدثني حماد. كلاهما - حماد بن زيد، وحماد بن سلمة - عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، فذكره. * وأخرجه النسائي (3/264) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا النضر. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أم حبيبة، فذكرته موقوفا. الحديث: 4066 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 5 4067 - (خ م س د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «صلاتان لم يكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتركهما سِرّاً وعلانية، في سَفَر، ولا حَضَر: ركعتان قبل الصبح، وركعتان بعد العصر» . وفي رواية قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يَدَعُ أربعاً قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة» . أخرج البخاري ومسلم، والنسائي الأولى، وأَخرج البخاري، وأبو داود، والنسائي الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 53 في مواقيت الصلاة، باب ما يصلى بعد العصر من الفوائت، وفي الحج، باب الطواف بعد الصبح والعصر، ومسلم رقم (835) في صلاة المسافرين، باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر، وأبو داود رقم (1253) في الصلاة، باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، والنسائي 1 / 281 في مواقيت الصلاة، باب الرخصة في الصلاة بعد العصر، و 3 / 251 و 252 في قيام الليل، باب المحافظة على الركعتين قبل الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/159) قال: حدثنا هشام بن سعيد. قال: حدثنا خالد، عن الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود. والبخاري (1/153) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عبد الواحد. قال: حدثنا الشيباني. قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود. ومسلم (2/211) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا علي بن مسهر قال: أخبرنا أبو إسحاق الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود. والنسائي (1/281) . وفي الكبرى (1470) قال: أخبرني محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم وفي (1/281) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أنبأنا علي بن مسهر، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود. كلاهما - عبد الرحمن بن الأسود، وإبراهيم بن يزيد النخعي - عن الأسود، فذكره. الحديث: 4067 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 6 4068 - (م د ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله -: قال: «سألتُ عائشةَ - رضي الله عنها - عن صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عن تطوعه؟ - فقالت: كان [النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-] يصلِّي في بيته قبلَ الظهر أربعاً، ثم يخرج فيصلِّي بالناس، ثم يدخل فيصلِّي ركعتين، وكان يصلِّي بالناس المغربَ، ثم يدخل فيصلِّي ركعتين، ويصلِّي بالناس العشاءَ، ويدخل بيتي فيصلِّي ركعتين، وكان يصلِّي من الليل تسعَ رَكَعَات، فيهن الوتر، وكان يصلِّي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً قاعداً، وكان إِذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ قاعداً ركع وسجد وهو قاعد، وكان إِذا طلع الفجر صلَّى ركعتين» . أخرجه مسلم. وزاد أبو داود: «ثم يخرج فيصلِّي بالناس صلاة الفجر» . وفي رواية الترمذي: قال: «سألتُ عائشةَ عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يصلِّي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعدَ المغرب ثنتين، وبعد العشاء ثنتين، وقبل الفجر ثنتين» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (730) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً، وأبو داود رقم (1251) في الصلاة، باب تفريع أبواب التطوع، والترمذي رقم (436) في الصلاة، باب ما جاء في الركعتين بعد العشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/30) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا خالد. وفي (6/98) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن حميد. وفي (6/100) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن بديل. وفي (6/112) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا جرير. عن محمد. وفي (6/113) قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري مولى بني أسد. قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن محمد. وفي (6/166) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. عن أيوب السختياني، عن ابن سيرين. (ح) وحدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر والثوري، عن أيوب، عن ابن سيرين. وفي (6/204) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا يزيد - يعني ابن إبراهيم -، عن ابن سيرين. وفي (6/216) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا خالد. وفي (6/227) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا بديل بن ميسرة. وفي (6/227) قال: حدثنا محمد بن سليمة، عن هشام، عن محمد بن سيرين. وفي (6/228) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا هشام، عن ابن سيرين. وفي (6/236) . قال:حدثنا يزد. قال: أخبرنا حميد وفي (6/241) قال حدثنا معاذ. قال: حدثناحميد الطويل. وفي (6/261) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد يعني ابن سلمة- عن بديل. وفي (6/262) قال: حدثنا الحسن بن موسى قال:حدثنا أبو هلال، عن محمد بن سيرين. وفي (6/265) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن بديل بن ميسرة. ومسلم (2/162) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حماد، عن بديل وأيوب. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا هشيم، عن خالد. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن بديل. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن حميد. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية. عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين. وفي «تحفة الأشراف» (11/16205) عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن حميد. وأبو داود (955) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد بن زيد. قال: سمعت بديل بن ميسرة وأيوب. وفي (1251) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا خالد (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا خالد. وابن ماجة (1164) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا هشيم. عن خالد الحذاء. وفي (1228) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن حميد. والترمذي (375) وفي «الشمائل» (280) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا خالد - وهو الحذاء -. وفي (436) وفي الشمائل (286) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف. قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن خالد الحذاء. والنسائي (3/219) وفي الكبرى (1264) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حماد، عن بديل وأيوب. وفي (3/219) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم. قال: أنبأنا وكيع. قال: حدثني يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16207) عن أبي الأشعث، عن يزيد بن زريع، عن خالد. وابن خزيمة (1167) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا خالد. وفي (1199 و 1245) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو هاشم زياد بن أيوب. قالا: حدثنا هشيم. قال: حدثنا خالد. وفي (1246) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن بديل وأيوب. وفي (1247) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو خالد. قال: حدثنا حميد. وفي (1248) قال: حدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين. خمستهم، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، فذكره. الحديث: 4068 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 7 4069 - (ت س) عاصم بن ضمرة - رحمه الله -: قال: «سألنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من النهار؟ فقال: إنكم [ص: 8] لا تطيقون ذلك، فقلنا: مَن أطاق ذلك منا، فقال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند العصر صلَّى ركعتين، وإذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند الظهر صلى أَربعاً، وصلى أربعاً قبل الظهر، وبعدها ركعتين، وقبل العصر أربعاً يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكةِ المقرَّبينَ والنَّبيِّين، والمرسَلين، ومن تَبِعهُم من المؤمنين والمسلمين» . أخرجه الترمذي، والنسائي. وللنسائي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي حين تزيغ الشمس ركعتين، وقبل نصف النهار أربَعَ رَكَعات، ويجعل التسليم في آخره» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (424) و (429) و (598) و (599) في الصلاة، باب ما جاء في الأربع قبل العصر، وباب كيف كان تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار، والنسائي 2 / 120 في الإمامة، باب الصلاة قبل العصر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/85) (650) وفي (1/143) (1207) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان وإسرائيل وأبي. وفي (1/111) (885) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا شريك. وفي (1/147) (1257) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا مسعر. وفي (1/160) (1375) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (1161) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، وأبي وإسرائيل. والترمذي (2424 و 429) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (598) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. وفي (599) وفي الشمائل (287) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وعبد الله بن أحمد (1/142) (1201) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1202) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن الحسين إملاء عليّ من كتابه، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/143) (1207) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل وأبو خيثمة، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1/146) (1241) قال: حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، قال: أخبرنا عبد الرحيم الرازي، عن زكريا بن أبي زائدة والعلاء بن المسيب. والنسائي (2/119) وفي الكبرى (332) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى (324 و 331 و 394) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن فضيل، عن عبد الملك بن أبي سليمان. وفي (393) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. وأخرجه النسائي أيضا «تحفة الأشراف» (10139) عن علي بن محمد بن علي، عن إسحاق بن عيسى، عن هشيم، عن حصين. وابن خزيمة (1211) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. جميعهم - سفيان، وإسرائيل، والجراح والد وكيع، وشريك، ومسعر، وشعبة، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وزكريا، والعلاء، وعبد الملك، وحصين - عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. * أخرجه أحمد (1/89) (682) قال: حدثنا سليمان بن داود. والنسائي «تحفة الأشراف» (10144) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود. وابن خزيمة (1232) قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي. قال: حدثنا أبو عامر. (ح) وحدثنا بندار بن قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. ثلاثتهم - أبو داود سليمان بن داود، وأبو عامر، وهشام - عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى» . (*) قال ابن خزيمة: هذا الخبر عندي مختصر من حديث عاصم بن ضمرة: سألنا علي] اعن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قد أمليته قبل. قال في الخبر: « .... إذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا عند العصر صلى ركعتين..» . فهذه صلاة الضحى. الحديث: 4069 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 7 4070 - (د) طاوس: قال: «سئل ابنُ عمر - رضي الله عنهما - عن الركعتين قبل المغرب؟ فقال: ما رأَيتُ أَحداً على عهد رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلِّيهما، ورخص في الركعتين بعد العصر» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1284) في الصلاة، باب الصلاة قبل المغرب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه عبد بن حميد (804) قال: حدثنا سليمان بن داود. وأبو داود (1284) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - سليمان بن داود، ومحمد بن جعفر - عن شعبة، عن أبي شعيب، قال: سمعت طاوسا يقول، فذكره. (*) قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين يقول: هو شعيب - يعني وهم شعبة في اسمه -. الحديث: 4070 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 8 4071 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلِّي في إِثْرِ كلِّ صلاة مكتوبة ركعتين، إِلا الفجرَ والعصرَ» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1275) في الصلاة، باب من رخص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1 - أخرجه أحمد (1/124) (1012) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن. وعبد بن حميد (71) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (1275) قال: حدثنا محمد بن كثير. وعبد الله بن أحمد (1/144) (1225) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (1196) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة قال: حدثنا وكيع. خمستهم عن سفيان الثوري. 2 - وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/143) (1216) قال: حدثني أبو خيثمة. وفي (1/144) (1226) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل. قالا - أبو خيثمة، وإسحاق -: حدثنا جرير ومحمد بن فضيل. والنسائي في «الكبرى» (330) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير. كلاهما - جرير، ومحمد بن فضيل - عن مطرف. كلاهما - سفيان، ومطرف - عن أبي إسحاق، عن عاصم، فذكره. (*) رواية مطرف ليس فيها «إلا الفجر والعصر» . الحديث: 4071 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 8 4072 - (خ م س ت د) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «بين كلِّ أذانين صلاة، بين كلِّ أذانين صلاة، قال في الثالثة: لمن شاء» . أخرجه الجماعة إِلا الموطأ، وعند الترمذي مرة واحدة، وعند أبي داود مرتين (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بين كل أذانين صلاة) : أراد بالأذانين: الأذان والإقامة، فغلب أحد الاسمين على الآخر، على أن الأذان في الإقامة حقيقة أيضاً، لأنها إعلام بالصلاة والدخول فيها، والأذان إعلام بوقتها.   (1) رواه البخاري 2 / 88 و 89 في الأذان، باب كم بين الأذان والإقامة، وباب بين كل أذانين صلاة لمن شاء، ومسلم رقم (838) في صلاة المسافرين، باب بين كل أذانين صلاة، وأبو داود رقم (1283) في الصلاة، باب الصلاة قبل المغرب، والترمذي رقم (185) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة قبل المغرب، والنسائي 2 / 29 في الأذان، باب الصلاة بين الأذان والإقامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/54) قال: حدثنا وكيع. وابن جعفر. وفي (5/55) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (1/161) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. ومسلم (2/212) وابن ماجة (216_) قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، ووكيع. والترمذي (185) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/28) وفي الكبرى (352 و 1571) قال:أخبرنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، عن يحيى. وابن خزيمة (1287) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا ابن المبارك. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا سليم - يعني ابن أخضر -. سبعتهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، ومحمد بن جعفر، وعبد الله بن يزيد، وأبو أسامة، وابن المبارك، وسليم - عن كهمس بن الحسن. 2 - وأخرجه الدارمي (1447) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/161) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد. ومسلم (2/212) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى. وأبو داود (1283) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا ابن علية. وابن خزيمة (1287) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا سالم بن نوح العطار. خمستهم - يزيد بن هارون، وخالد بن عبد الله، وعبد الأعلى، وابن علية، وسالم - عن سعيد الجريري. 3 - وأخرجه أحمد (5/57) . وابن خزيمة (1287) قال: حدثنا بندار. كلاهما - أحمد، وبندار - قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا الجريري، وكهمس. كلاهما - كهمس، والجريري - عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 4072 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 9 4073 - (خ) يحيى بن سعيد الأنصاري - رحمه الله-: قال: ما أدركتُ فقهاءَ أرضنا إِلا يسلِّمون من كلِّ اثنتين من تطوع النهار (1) . ويُذْكَر ذلك عن عمَّار، وأبي ذَرٍّ، وأنس، وجابرِ بن زيد، وعِكرِمَةَ، والزهريِّ. أَخرجه البخاري تعليقاً (2) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 3 / 40 في التهجد، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، قال الحافظ في " الفتح ": لم أقف عليه موصولاً. (2) ذكره البخاري تعليقاً 3 / 39 في التهجد، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، قال الحافظ في [ص: 10] " الفتح ": أما عمار فكأنه أشار إلى ما رواه ابن أبي شيبة من طريق عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام عن عمار بن ياسر أنه دخل المسجد فصلى ركعتين خفيفتين، إسناده حسن، وأما أبو ذر، فكأنه أشار إلى ما رواه ابن أبي شيبة أيضاً من طريق مالك بن أويس عن أبي ذر أنه دخل المسجد فأتى سارية وصلى عندها ركعتين، وأما أنس فكأنه أشار إلى حديثه المشهور في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بهم في بيتهم ركعتين، وقد تقدم في الصفوف، وذكره في هذا الباب مختصراً، وأما جابر بن زيد وهو أبو الشعثاء البصري فلم أقف عليه بعد، وأما عكرمة، فروى ابن أبي شيبة عن حرمي بن عمارة عن أبي خلدة قال: رأيت عكرمة دخل المسجد فصلى فيه ركعتين، وأما الزهري فلم أقف على ذلك عنه موصولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري (3/39) في التهجد، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، راجع «فتح الباري» . الحديث: 4073 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 9 الفرع الثاني: في ركعتي الفجر ، وفيه خمسة أنواع [النوع] الأول: في المحافظة عليهما 4074 - (خ م د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «لم يكن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشدَّ تعاهداً منه على ركعتي الفجر» . وفي رواية: «معاهدةً [منه على ركعتي الفجر] » . وفي رواية: قالت: «ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أسرعَ منه إِلى ركعتين قبل الفجر» . أَخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «رَكعتا الفجر خير من الدُّنيا وما فيها» . وله في أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: في شأن الركعتين عند طلوع الفجر: «لهما أحبُّ إِليَّ من الدنيا جميعاً» . [ص: 11] وأخرج أبو داود الرواية الأُولى، وأخرج الترمذي رواية مسلم الأولى، وأَخرج النسائي [قال] : «ركعتان قبل الفجر خير من الدنيا جميعاً» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 37 في التطوع، باب تعاهد ركعتي الفجر، ومسلم رقم (725) في صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما، وأبو داود رقم (1254) في الصلاة، باب ركعتي الفجر، والترمذي رقم (416) في الصلاة، باب ما جاء في ركعتي الفجر من الفضل، والنسائي 3 / 252 في قيام الليل، باب المحافظة على الركعتين قبل الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/43) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/170) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. والبخاري (2/71) قال: حدثنا بيان بن عمرو، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (2/160) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، جميعا عن حفص بن غياث، قال ابن نمير: حدثنا حفص. وأبو داود (1254) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي «الكبرى» (384) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1108) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا حفص - يعني ابن غياث -. وفي (1109) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ويحيى بن حكيم. قالوا: حدثنا يحيى - وهو ابن سعيد -. أربعتهم - يحيى بن سعيد، وعبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وحفص بن غياث - عن ابن جريج. قال: حدثني عطاء، عن عبيد بن عمير، فذكره. الحديث: 4074 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 10 4075 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَدَعُوهُما ولو طردتكم الخَيْلُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1258) في الصلاة، باب في تخفيفهما، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 405، وفي سنده ابن سيلان، وهو مجهول الحال، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وقد رواه أيضاً ابن المنكدر عن أبي هريرة. أقول: ولم أجده عن ابن المنكدر، وله شاهد بمعناه من حديث أبي هريرة عند أبي يعلى: " وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما وإن صليت الليل كله، فإن فيهما الرغائب " ومن حديث ابن عمر عند الطبراني في " الكبير ": " لا تدعوا الركعتين قبل صلاة الفجر فإن فيهما الرغائب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/405) قال: حدثنا خلف بن الوليد. وأبو داود (1258) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - خلف بن الوليد، ومسدد - قالا: حدثنا خالد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد، عن ابن سجلان، فذكره. الحديث: 4075 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 11 4076 - (د) بلال - رضي الله عنه -: «أَنه أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُؤْذِنُه بصلاة الغداة، فَشَغَلَتْ عائشةُ بلالاً بأمر سألتْه عنه، حتى فَضَحَهُ الصبحُ، فأصبح جداً، قال: فقام بلال فآذَنَهُ بالصلاة، وتابع أذانَه، فلم يخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما خرج صلى بالناس، فأخبره أن عائشةَ شَغَلَتْهُ بأمر سألتْهُ عنه حتى أصبح جداً، وأَنه أبطأ عنه بالخروج، فقال: إِني كنتُ رَكَعْتُ ركعتي الفجر، فقال: يا رسول الله، إِنَّك أصبحتَ جداً، قال: لو أَصبحتُ [ص: 12] أكثرَ مما أصبحتُ لركعتهما وأَحسنتُهما وأَجملتُهما» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَضَحه الصبح) : أي دهمه فُضْحُ الصبح، وهو ظهوره (2) ، يقال: فضح الصبح وأفضح إذا بدا، والأفضح الأبيض، وليس بالشديد البياض، وقيل: الفضح غُبْرة في اللون، وفُضْحَة الصبح أول ضوئه، وقيل معناه: أنه لما تبين الصبح جداً ظهرت غفلته عن الوقت، فصار كما يفتضح بعيب يظهر منه، قال الخطابي: وقد روي بالصاد غير المعجمة، قال: ومعناه: بان له الصبح، ومنه: الإفصاح بالكلام، وهو الإبانة عن الضمير بالبيان.   (1) رقم (1257) في الصلاة، باب في تخفيفهما، من حديث أبي زيادة عبيد الله بن زياد الكندي عن بلال، قال الحافظ في " التقريب ": وروايته عن بلال مرسلة. (2) في " النهاية " للمصنف، واللسان: أي: دهمته فضحة الصبح، وهي بياضه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه أحمد (6/14) ، وأبو داود (1257) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا المغيرة، قال: ثنا عبد الله بن العلاء، قال: حدثني أبو زيادة، فذكره. قلت: قال الحافظ في «التقريب» : وروايته عن بلال مرسلة. الحديث: 4076 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 11 [النوع] الثاني: في وقتهما وصفتهما 4077 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يصلِّي رَكْعتين خفيفتين بين النداءِ والإِقامة من صلاة الصبح» . وفي رواية: «أَنه كان يصلِّي ركعتي الفجر، فيخفِّفُهما حتى أقول: هل قرأ فيهما بأُم القرآن؟» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: «كان يصلِّي ركعتي الفجر إِذا سمع الأذان، ويخفِّفهما» . [ص: 13] وفي أُخرى: «إِذا طلع الفجر» . وأخرج الموطأ، وأبو داود والنسائي الرواية الثانية. وللنسائي: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا سكتَ المُؤذِّنُ بالأذان الأول من صلاة الفجر، قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر، بعد أن يَسْتَنِيرَ الفجر (1) ، ثم اضطجع على شِقِّهِ الأيمنِ» (2) .   (1) في النسائي المطبوع: بعد أن يتبين الفجر. (2) رواه البخاري 3 / 38 في التطوع، باب القراءة في ركعتي الفجر، وفي الأذان، باب الأذان بعد الفجر، ومسلم رقم (724) في صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر، والموطأ 1 / 127 في صلاة الليل، باب ما جاء في ركعتي الفجر، وأبو داود رقم (1255) في الصلاة، باب في تخفيفهما، والنسائي 3 / 256 في قيام الليل، باب وقت ركعتي الفجر، وباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على الشق الأيمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (181) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأحمد (6/40) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا يحيى. وفي (6/49) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (6/100 و 172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/164) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا يحيى. وفي (6/186) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثني أبي قال: حدثني يحيى - يعني ابن سعيد -. وفي (6/235) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا يحيى. والبخاري (2/72) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا يحيى - هو ابن سعيد -. ومسلم (2/160) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (1255) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني. قال: حدثنا زهير بن معاوية. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (2/156) . وفي «الكبرى» (928) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا جرير، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1113) قال: حدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي - قال: سمعت يحيى ابن سعيد. (ح) وحدثنا أبو عمار. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا أبو خالد. جميعا عن يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى بن سعيد، وشعبة - عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، فذكرته. الحديث: 4077 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 12 4078 - (خ م ط س) حفصة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان [إِذا] أَذَّنَ المؤذِّنُ للصبح، وبدا الصبحُ، صلى ركعتين خفيفتين، قبل أن تُقَامَ الصلاة» . وفي رواية: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا طلع الفجر لا يصلِّي إِلا ركعتين خفيفتين» أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 83 و 84 في الأذان، باب الأذان بعد الفجر، وفي التطوع، باب التطوع بعد المكتوبة، وباب الركعتين قبل الظهر، ومسلم رقم (723) في صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي الفجر، والموطأ 1 / 127 في صلاة الليل، باب ما جاء في ركعتي الفجر، والنسائي 3 / 253 - 256 في قيام الليل، باب وقت ركعتي الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (98) . والحميدي (288) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا من لا أحصي من أصحاب نافع. وأحمد (2/6) و (6/283) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثناأيوب. وفي (2/17) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (6/284) قال:قرآت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك. (6/284) قال: حدثنا عبد الجبار بن محمد الخطابي، في سنة ثمان ومائتين. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم - يعني الجزري -. وفي (6/284) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن زيد بن محمد. وفي (6/284) قال: حدثنا هشام بن سعيد - يعني الطالقاني -. قال: حدثنا معاوية بن سلام قال: سمعت يحيى - يعني ابن أبي كثير -. وفي (6/285) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وعبد بن حميد (1546) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والدارمي (1450) قال: أخبرنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (1451) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/160) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (2/72) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. وفي (2/74) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. ومسلم (2/159) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب. (ح) وحدثني أحمد بن عبد الله بن الحكم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن زيد بن محمد. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا النضر. قال: حدثنا شعبة، عن زيد بن محمد. وابن ماجة (1145) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (433) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني الخلال. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب وفي الشمائل (284) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أيوب. والنسائي (1/283) و (3/255) . وفي الكبرى (1476) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن زيد بن محمد، وفي (3/252 و 255) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. وفي (3/254) قال: أخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحاق. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: أنبأنا شعيب. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثني يحيى. (ح) وأخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أنبأنا يحيى. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثني يحيى. وفي (3/254) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير. (ح) وأخبرنا يحيى بن محمد. قال: حدثنا محمد بن جهضم، قال إسماعيل: حدثنا عن عمر بن نافع. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن الحكم. قال:أنبأنا إسحاق بن الفرات، عن يحيى بن أيوب. قال: حدثني يحيى بن سعيد. (ح) وأخبرنا عبد الله بن إسحاق، عن أبي عاصم، عن ابن جريج. قال: أخبرني موسى بن عقبة. وفي (3/255) . وفي الكبرى (1363) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك. وفي (3/255) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد بن الحارث. قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا جويرية بن أسماء. وابن خزيمة (1197) قال: حدثنا مؤمل بن هشام. قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب. جميعهم - مالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر العمري، وعبد الكريم الجزري، وزيد بن محمد، ويحيى بن أبي كثير، ومحمد بن إسحاق، والليث بن سعد، وعمر بن نافع، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة، وجويرية بن أسماء - عن نافع. 2 - وأخرجه أحمد (2/141) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور وابن عون، عن ابن سيرين. 3 - وأخرجه عبد بن حميد (732) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والدارمي (1452) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. عن عمرو. ومسلم (2/159) قال: حدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، والترمذي (434) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والنسائي (3/252) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو. وفي (3/256) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. (ح) وأخبرنا الحسين بن عيسى. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. وابن خزيمة (1111) ، (1198) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار. كلاهما - معمر، وعمرو بن دينار - عن الزهري، عن سالم بن عبد الله. 4 - وأخرجه الترمذي في «الشمائل» (285) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران. 5 - وأخرجه النسائي (3/254) قال: أخبرنا هشام بن عمار. قال: حدثنا يحيى - يعني ابن حمزة - قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة قال: هو ونافع. خمستهم - نافع، وابن سيرين، وسالم، وميمون بن مهران، وأبو سلمة - عن عبد الله بن عمر، فذكره. (*) رواية عبد الكريم الجزري: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أذن المؤذن صلى ركعتين، وحرم الطعام، وكان لا يؤذن حتى يطلع الفجر» . الحديث: 4078 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 13 4079 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان [ص: 14] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي ركعتي الفجر إذا سمع الأَذان، ويُخَفِّفُهُمَا» . أَخرجه النسائي، وقال: هذا حديث منكر (1) .   (1) رواه النسائي 3 / 256 في قيام الليل، باب وقت ركعتي الفجر، وفيه عنعنة الأعمش وحبيب ابن أبي ثابت وهم مدلسان، ولذلك قال النسائي: هذا حديث منكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (3/256) قال: أخبرنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا عثام بن علي، قال: حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، فذكره. قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا حديث منكر. الحديث: 4079 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 13 4080 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال أنس بن سيرين: «قلتُ لابن عمر: أرأيتَ الركعتين قبل صلاة الغداة: أُطِيلُ فيهما القراءَةَ؟ قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي من الليل مَثْنَى مَثْنَى، ويوتر بركعة من آخر الليل، ويُصَلي ركعتين قبل صلاة الغداة، وكأَنَّ الأَذانَ بأُذنيه» . قال حماد: أي بسرعة، أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مثنى مثنى) : يعني أن في كل ركعتين تسليماً، وقد تقدم ذكره.   (1) رواه البخاري 2 / 405 في الوتر، باب ساعات الوتر، وفي المساجد، باب الحلق والجلوس في المسجد، وفي التهجد، باب كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (749) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى، والترمذي رقم (461) في الصلاة، باب ما جاء في الوتر بركعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/31) (4860) قال: ثنا يزيد. وفي (2/45) (5049) و (2/78) (5490) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (2/174) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - يزيد بن هارون، ومحمد بن جعفر - قال يزيد: أخبرنا. وقال محمد بن جعفر: حدثنا شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (2/88) (5609) قال: حدثنا أبو كامل. والبخاري (2/31) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (2/174) قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو كامل. وابن ماجة (1144 و 1174 و 1318) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والترمذي (461) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6652) عن أحمد بن عبدة. وابن خزيمة (1073 و 1112) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. خمستهم - أبو كامل فضيل بن حسين، وأبو النعمان، وخلف بن هشام، وأحمد بن عبدة، وقتيبة - قالوا: حدثنا حماد بن زيد. 3 - وأخرجه أحمد (2/126) (6090) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة. ثلاثتهم - شعبة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة - عن أنس بن سيرين، فذكره. الحديث: 4080 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 14 4081 - (د ت) يسار - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «رآني ابنُ عمر وأنا أُصلِّي بعد طلوع الفجر، وأُسلِّم من ركعتين، فقال: يا يسار إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج علينا ونحن نصلِّي كما تصلِّي، فقال لنا: ليُبلِّغِ الشاهدُ الغائبَ: لا تصلُّوا بعد الفجر إِلا سجدتين» . أَخرجه أَبو داود. [ص: 15] وأَخرجه الترمذي مختصراً: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة بعد الفجر إِلا سجدتين» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1278) في الصلاة، باب الصلاة بعد العصر، والترمذي رقم (419) في الصلاة، باب ما جاء لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتين، وفي سنده محمد بن الحصين، ويقال: أيوب ابن الحصين التميمي الحنظلي، وهو مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن في الباب عن عبد الله بن عمرو، وحفصة، وحديث حفصة رواه الشيخان وغيرهما من حديث أخيها عبد الله بن عمر عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين، فالحديث حسن بهذه الشواهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، وله شواهد: أخرجه أحمد (2/104) (5811) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (1278) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (235) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أنبأنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. والترمذي (419) قال: حدثنا أحمد ابن عبدة، الضبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. كلاهما - وهيب بن خالد، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي -. قال وهيب: حدثنا قدامة بن موسى، قال: حدثنا أيوب بن حصين التميمي، عن أبي علقمة مولى عبد الله بن عباس، عن يسار مولى عبد الله بن عمر، فذكره. وقال عبد العزيز بن محمد الدراوردي: حدثني قدامة بن موسى، عن محمد بن الحصين التميمي، عن أبي علقمة مولى ابن عباس، عن يسار مولى ابن عمر، فذكره. * أخرجه أحمد (2/23) (4756) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا قدامة بن موسى، عن شيخ، عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 4081 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 14 [النوع] الثالث: في القراءة فيهما 4082 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان كثيراً ما يقرأ في ركعتي الفجر: في الأُولى منهما: {قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِليْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأْسبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} الآية التي في [البقرة: 136] ، وفي الآخرة: {آمَنَّا بِاللهِ واشْهَدْ بأنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52] . وفي رواية: كان يقرأ في ركعتي الفجر: {قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِليْنَا} والتي في آل عمران: {تَعَالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64] » . أَخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (727) في صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر، وأبو داود رقم (1259) في الصلاة، باب في تخفيفهما، والنسائي 2 / 155 في الافتتاح، باب القراءة في ركعتي الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/230) (2038) قال: ثنا ابن نمير. وفي (1/231) (2045) قال: حدثنا يعلى. وعبد بن حميد (706) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير بن معاوية. ومسلم (2/161) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الفزاري - يعني مروان بن معاوية -. (ح) وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر (ح) وحدثني علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (1259) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. والنسائي (2/155) . وفي الكبرى (926) قال: أخبرني عمران بن يزيد، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وابن خزيمة (1115) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا أبو خالد. ستتهم - ابن نمير، ويعلى، وزهير، والفزاري، وأبو خالد، وعيسى بن يونس - عن عثمان بن حكيم، قال: أخبرني سعيد بن يسار، فذكره. الحديث: 4082 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 15 4083 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في ركعتي الفجر: {قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِليْنَا} في الركعة الأولى، وبهذه الآية: {ربنا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53] ، أو: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالحَقِّ بَشِيراً ونَذِيراً ولا تُسأْلُ عَنْ أصحَابِ الجَحِيمِ} [البقرة: 119] » . قال أبو داود: شك الراوي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجحيم) : من أسماء جهنم، وهو في اللغة: مُعظم النار.   (1) رقم (1260) في الصلاة، باب في تخفيفهما، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1260) قال: ثنا محمد بن الصباح بن سفيان. قال: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عثمان بن عمر - يعني ابن موسى - عن أبي الغيث، فذكره. قلت: الشاك هو عبد العزيز الدراوردي. الحديث: 4083 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 16 4084 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ في ركعتي الفجر: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللهُ أحد} » أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (726) في صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر، وأبو داود رقم (1256) في الصلاة، باب في تخفيفهما، والنسائي 2 / 155 و 156 في الافتتاح، باب القراءة في ركعتي الفجر: {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/160) قال: حدثني محمد بن عباد وابن أبي عمر. وأبو داود (1256) قال: حدثنا يحيى بن معين. وابن ماجة (1148) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ويعقوب بن حميد بن كاسب. والنسائي (2/155) وفي الكبرى (927) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم، دحيم. خمستهم - محمد بن عباد، وابن أبي عمر، ويحيى، وعبد الرحمن، ويعقوب - قالوا: حدثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كسيان، عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 4084 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 16 4085 - (ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «رَمَقْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- شهراً، وكان يقرأُ في الركعتين قبل الفجر: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللهُ أحد} » . أخرجه الترمذي. [ص: 17] وفي رواية النسائي قال: «رمقتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللهُ أحد} » (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (417) في الصلاة، باب ما جاء في تخفيف ركعتي الفجر، والنسائي 2 / 170 في الصلاة، باب القراءة في الركعتين بعد المغرب، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/24) (4763) و (2/58) (5215) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (2/35) (4909) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري. وفي (2/94) (5691) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/95) (5699) قال: حدثنا حجين ابن المثنى، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (2/99) (5742) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا إسرائيل. وابن ماجة (1149) قال: حدثنا أحمد بن سنان، ومحمد بن عبادة الواسطيان قالا: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (417) قال: حدثنا محمود بن غيلان، وأبو عمار، قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - إسرائيل، وسفيان الثوري - عن أبي إسحاق، عن مجاهد، فذكره. * أخرجه النسائي (2/170) ، وفي الكبرى (974) قال: أخبرنا الفضل بن سهل الأعرج، قال: حدثني الأحوص بن جواب، قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، فذكره. وزاد في إسناده «إبراهيم بن مهاجر» . قلت: في إسناده أبو إسحاق، كأنه دلس الإسناد، ولمتنه شواهد. الحديث: 4085 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 16 [النوع] الرابع: في الاضطجاع بعدهما 4086 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِذا صَلَّى ركعتي الفجر، فإن كنتُ مُسْتَيْقِظَة حدَّثَني، وإِلا اضطجع» . زاد في رواية: «حتى يُؤْذَن بالصلاة» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شِقِّهِ الأيمنِ» . ولمسلم مثل الأولى، بغير زيادة. وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا قضى صلاته من آخر الليل، نَظَرَ، فإن كنتُ مستيقِظة حدَّثَني، وإن كنتُ نائمة أيقظني وصلى بالركعتين، ثم اضطجع حتى يأتيَه المؤذِّنُ فيُؤْذِنهُ بصلاة الصبح، فيُصلِّي ركعتين خفيفتين، ثم يخرج إِلى الصلاة» . وفي رواية الترمذي قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا صلى ركعتي [ص: 18] الفجر، فإِن كانت له إِليَّ حاجة كلَّمني، وإِلا خرج إِلى الصلاة» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 36 في التطوع، باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع، وباب الحديث بعد ركعتي الفجر، ومسلم رقم (743) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل، وأبو داود رقم (1262) و (1263) في الصلاة، باب الاضطجاع بعدها، والترمذي رقم (418) في الصلاة، باب ما جاء في الكلام بعد ركعتي الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (175) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو النضر. وفي (176) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا زياد بن سعد الخراساني، عن ابن أبي عتاب. وفي (177) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة. وأحمد (6/35) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك، عن سالم أبي النضر. والدارمي (1453) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر. والبخاري (2/70) قال: حدثنا بشر بن الحكم. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثني سالم أبو النضر. وفي (2/71) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال أبو النضر: حدثني. ومسلم (2/168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ونصر بن علي وابن أبي عمر. قال أبو بكر: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي النضر. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عن ابن أبي عتاب. وأبو داود (1262) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا بشر بن عمر. قال: حدثنا مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر. وفي (1263) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عمن حدثه ابن أبي عتاب أو غيره. والترمذي (418) قال: حدثنا يوسف بن عيسى المروزي. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. قال: سمعت مالك بن أنس، عن أبي النضر. وابن خزيمة (1122) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان، عن سالم أبي النضر. ثلاثتهم - سالم أبو النضر، وابن أبي عتاب، ومحمد بن عمرو بن علقمة - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4086 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 17 4087 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا صلَّى أحدُكم الركعتين قبلَ الصبح فلْيضطَجع على يمينه» . أَخرجه الترمذي. وزاد أبو داود: «فقال له مَروانُ بن الحكم: أما يُجْزيءُ أحدَنا مَمْشاه إِلى المسجد حتى يضطجعَ على يمينه؟ قال: لا، فبلغ ذلك ابنَ عُمَرَ، فقال: أكْثَر أبو هريرة على نفسه، فقيل لابن عمر: هل تُنْكِرُ شيئاً مما يقول؟ قال: لا، ولكنَّه اجْتَرَأ وَجبُنَّا، قال: فبلغ ذلك أبا هريرة، قال: فما ذنبي، أن كنتُ حَفِظتُ ونَسُوا» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اجترأ وجَبُنّا) : الاجتراء الإقدام على الشيء من غير خوف ولا فزع، والجبن خلافه.   (1) رواه أبو داود رقم (1261) في الصلاة، باب الاضطجاع بعدها، والترمذي رقم (420) في الصلاة، باب ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، وإسناده حسن، وقد ثبت ذلك من فعله صلى الله عليه وسلم، وهو في " الصحيحين " وغيرهما كما في الحديث الذي قبله، والظاهر أن المراد من الأحاديث الواردة في ذلك قولاً وفعلاً: أن يستريح المصلي بعد طول صلاة الليل لينشط لفريضة الصلاة، أو هي استراحة لانتظار الصلاة فقط، وقد أفاض القول في هذا البحث العلامة أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي الهندي في كتابه " إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر " ص 14 - 20 فارجع إليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/415) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (1261) قال: حدثنا مسدد وأبو كامل وعبيد الله بن عمر بن ميسرة. والترمذي (420) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي. وابن خزيمة (1120) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي. خمستهم - عفان، ومسدد، وأبو كامل، وعبيد الله، وبشر بن معاذ - عن عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. (*) رواية أحمد والترمذي مختصرة على متن الحديث فقط. * أخرجه ابن ماجة (1199) قال: حدثنا عمر بن هشام. قال: حدثنا النضر بن شميل. قال: أنبأنا شعبة. والنسائي في الكبرى (1365) قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن صلت كوفي. قال: حدثنا أبو كدينة. كلاهما - شعبة، وأبو كدينة - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، بنحوه. الحديث: 4087 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 18 4088 - () نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أن ابن عمر رأى رجلاً صلى ركعتي الفجر ثم اضطجع، فقال: ما حملك على ما صنعتَ؟ فقال: أردتُ أَن أفصل بين صلاتَيَّ، فقال له: وأيُّ فصل أفضل من السلام؟ قال: فإنها سُنَّة، قال: بل هي بدعة» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، قال الحافظ في " الفتح ": ما حكي عن ابن عمر أنه بدعة، فإنه شذ بذلك حتى روي عنه أنه أمر بحصب من اضطجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] شاذ أو منكر: هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول. والثابت عن ابن عمر عكس ذلك. الحديث: 4088 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 19 [النوع] الخامس: في صلاتهما بعد الفريضة جوازه 4089 - (ت د) محمد بن إبراهيم [التيمي] عن قيس [بن عمرو] : قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأقيمت الصلاةُ، فصلَّيتُ معه الصبحَ، ثم انصرفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فوجدني أُصلي، فقال: مهلاً يا قيسُ، أصلاتان معاً؟ فقلتُ: يا رسولَ الله، إِني لم أكن ركعتُ ركعتي الفجر، قال: فلا إذاً» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود عن قيس [بن عمرو] قال: «رأَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: صلاة الصبح ركعتان (1) ، فقال الرجل: إِني لم أكنْ صليتُ الركعتين اللَّتَيْن قبلهما، [ص: 20] فصليتُهما الآن، فسكَت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية عبدِ ربِّه، ويحيى ابني سعيد: «أَن جدَّهم صلى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» ... بهذه القصة، مرسل (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَهْلاً) : بمعنى أمهل أي تأنّ واتئد، يقال للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد.   (1) في الأصل: صلاة الصبح ركعتين، وهو خطأ، والتصحيح من نسخ أبي داود المطبوعة. (2) رواه أبو داود رقم (1267) في الصلاة، باب من فاتته متى يقضيها، والترمذي رقم (422) في الصلاة، باب ما جاء فيمن تفوته الركعتان قبل الفجر يصليهما بعد صلاة الفجر، وقال الترمذي: وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل، محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من قيس. أقول: ولكن للحديث شواهد وطرق يقوى بها، منها ما رواه الحاكم 1 / 274 و 275، والبيهقي 2 / 483 من طريق الربيع بن سليمان: حدثنا أسد بن موسى، حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أبيه عن جده قيس بن قهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (868) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/447) قال: حدثنا ابن نمير. وأبو داود (1267) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير. وابن ماجة (1154) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (422) قال: حدثنا محمد بن عمرو السواق البلخي، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وابن خزيمة (1116) قال: حدثنا أبو الحسن عمر بن حفص، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وعبد العزيز - عن سعد بن سعيد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم، فذكره. (*) قال سفيان: كان عطاء بن أبي رباح يحدث بهذا الحديث عن سعد بن سعيد. وقال أبو داود: وروى عبد ربه ويحيى ابنا سعيد هذا الحديث مرسلا، أن جدهم صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال الترمذي: وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل، محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من قيس. * أخرجه أحمد (5/447) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: وسمعت عبد ربه بن سعيد، أخا يحيى بن سعيد، يحدث عن جده، قال: خرج إلى الصبح ... فذكر الحديث. * وأخرجه ابن خزيمة (1116) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ونصر بن مرزوق بخبر غريب غريب، قالا: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا الليث بن سعد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن جده قيس بن عمرو، نحوه. قال الحافظ في «الإصابة» (8/204) (7205) : قد أخرج أحمد من طريق ابن جريج: سمعت عبد الله بن سعيد يحدث عن جده - نحوه - فإن كان الضمير لعبد الله فهو مرسل، لأنه لم يدركه، وإن كان لسعيد فيكون محمد بن إبراهيم فيه قد توبع، وأخرج بن مندة من طريق أسد بن موسى، عن الليث، عن يحيى، عن أبيه، عن جده، وقال: غريب تفرد به أسد موصولا، وقال غيره: عن الليث، عن يحيى إن حديثه - كذا - مرسل، والله أعلم. أ. هـ. الحديث: 4089 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 19 4090 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «أَن رجلاً صلى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الصبح، فلما انصرف صلى ركعتين، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: آلصُّبْحَ أربعاً؟ فقال: يا رسولَ الله، إِني كُنتُ لم أُصلِّ ركعتي الفجر، قال: فلا إِذاً» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وهو بمعنى الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين العبدري على الأصول. لم أقف عليه. الحديث: 4090 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 20 المنع منه 4091 - (خ م س) عبد الله بن مالك بن بحينة - رضي الله عنه [ص: 21] : قال: «مرَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- برجل - وفي رواية: أنه رأى رجلاً - قد أُقيمتِ الصلاةُ يُصلِّي ركعتين، فلما انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لاثَ به الناس، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: آلصبحَ أربعاً؟ آلصبحَ أربعاً؟» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «أُقيمت صلاةُ الصبح، فرأى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يصلِّي والمؤذِّنُ يُقيمُ، فقال: أُتصلِّي الصبحَ أربعاً؟» . وفي أخرى له: «أَنَّهُ مرَّ برجل يُصلي وقد أُقيمت صلاةُ الصبح، فكلَّمه بشيء لا ندري ما هو؟ فلما انصرفنا أحَطْنا به، نقول: ماذا قال لك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: قال لي: يُوشِك أن يُصَلِّيَ أحدُكم الصبحَ أَربعاً» . وأَخرج النسائي رواية مسلم الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لاث) : فلان بفلان أي دار به ولاذ به. (يوشك) : أوشك يوشك إذا أسرع، والوَشْك السرعة.   (1) رواه البخاري 2 / 125 و 126 في صلاة الجماعة، باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة، ومسلم رقم (711) في صلاة المسافرين، باب كراهة الشروع في نافلة بعد شروع الأذان، والنسائي 2 / 117 في الإمامة، باب ما يكره من الصلاة عند الإقامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/345) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: وحدثنا شعبة. وفي (5/345) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. وفي (5/345) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: أخبرنا شعبة. والدارمي (1457) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/168) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثني عبد الرحمن - يعني ابن بشر - قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/154) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (1153) قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي (2/117) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9155) عن محمود بن غيلان، عن وهب بن جرير، عن شعبة. ثلاثتهم - شعبة، وإبراهيم بن سعد، وأبو عوانة - عن سعد بن إبراهيم، عن حفص بن عاصم بن عمر، فذكره. الحديث: 4091 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 20 4092 - (م د س) عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه -: قال: «دخل رجل المسجدَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة الغداة، فصلَّى ركعتين في [ص: 22] جانب المسجد، ثم دخل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما سلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: يا فلان، بأيِّ الصلاتين اعتدَدْتَ: [أ] بصلاتك وحدَك، أم بصلاتك معنا؟» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (712) في صلاة المسافرين، باب كراهة الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن، وأبو داود رقم (1265) في الصلاة، باب إذا أدرك الإمام ولم يصل ركعتي الفجر، والنسائي 2 / 117 في الإمامة، باب فيمن يصلي ركعتي الفجر والإمام في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/82) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/154) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - (ح) وحدثني حامد بن عمر البكراوي، قال: حدثنا عبد الواحد - يعني ابن زياد - (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وأبو داود (1265) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وابن ماجة (1152) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (2/117) وفي الكبرى (851) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد. وابن خزيمة (1125) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا حماد -يعني ابن زيد - (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا عباد - يعني ابن عباد المهلبي - (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة أيضا، عن عبد الواحد بن زياد. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا الفزاري - يعني مروان بن معاوية - (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى القطعي، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا شعبة. ستتهم - شعبة، وحماد، وعبد الواحد، وأبو معاوية، ومروان، وعباد - عن عاصم الأحول، فذكره. الحديث: 4092 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 21 4093 - (ط) أبو سلمة [بن عبد الرحمن] : قال: «سمع قوم الإِقامةَ، فقامُوا يصلُّون، فخرج عليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أَصلاتان معاً؟ أصلاتان معاً؟ وذلك في صلاة الصبح في الركعتين اللتين قبل الصبح» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 128 في صلاة الليل، باب ما جاء في ركعتي الفجر، وهو مرسل، وفي إسناده أيضاً شريك ابن عبد الله بن أبي نمر، وهو صدوق يخطئ، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، منقطع: أخرجه مالك في «الموطأ» (283) قال: عن شريك بن عبد الله بن نمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. قال أبو عمر: لم تختلف رواة مالك في إرساله إلا الوليد بن مسلم، فرواه عن مالك عن شريك عن أنس، ورواه الدراوردي عن شريك عن أبي سلمة عن عائشة. الحديث: 4093 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 22 قضاؤهما 4094 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من لم يُصَلِّ ركعتي الفجر فليُصلهما بعدما تطلُع الشمس» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (423) في الصلاة، باب ما جاء في إعادتهما بعد طلوع الشمس، من طريق عمر بن عاصم الكلابي عن همام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة، ورواه أيضاً الحاكم 1 / 274 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (423) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي البصري. وابن خزيمة (1117) قال: حدثنا علي بن نصر بن علي الجهضمي وعبد القدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب. ثلاثتهم - عقبة بن مكرم، وعلي بن نصر، وعبد القدوس - عن عمرو بن عاصم، عن همام، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال: ولا نعلم أحدا روى هذا الحديث عن همام بهذا الإسناد نحو هذا إلا عمرو بن عاصم الكلابي، والمعروف من حديث قتادة عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أدرك ركعة من صلاة الصبح، قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح» . الحديث: 4094 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 22 4095 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه: «أن ابنَ عمر فاتَتْه ركعتا الفجر، فقضاهما بعد أن طلعتِ الشمسُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 128 في صلاة الليل، باب ما جاء في ركعتي الفجر، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له معنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك في «الموطأ» (284) . الحديث: 4095 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 الفرع الثالث: في راتبة الظهر 4096 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صليتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 40 في التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، وباب التطوع بعد المكتوبة، وباب الركعتين قبل الظهر، وفي الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة وقبلها، ومسلم رقم (729) في صلاة المسافرين، باب فضل السنن الراتبة وبيان عددهن، والترمذي رقم (425) في الصلاة، باب ما جاء في الركعتين بعد الظهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 4096 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 4097 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي قبل الظهر أربعاً، وبعدها ركعتين» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (424) في الصلاة، باب ما جاء في الأربع قبل الظهر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن تقدم تخريجه. راجع الحديث رقم (4069) . الحديث: 4097 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 4098 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا لم يُصَلِّ أربعاً قبل الظهر صلاها بعدها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (426) في الصلاة، باب ما جاء في الركعتين بعد الظهر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه ابن ماجة (1158) قال: حدثنا محمد بن يحيى وزيد بن أخزم ومحمد بن معمر، قالوا:حدثنا موسى بن داود الكوفي. قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن شعبة. والترمذي (426) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله العتكي المروزي. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - شعبة، وعبد الله بن المبارك - عن خالد الحذاء،عن عبد الله بن شقيق، فذكره. الحديث: 4098 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 4099 - (ت د س) أم حبيبة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلَّى قبل الظهر أربعاً، وبعدها أربعاً حرَّمه الله على النار» . وفي رواية قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من حافظ على أربعِ ركعات قبل الظهر، وأَربع بعدها، حرَّمه الله على النار» . أَخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود، والنسائي الثانية. وفي أخرى للنسائي: «فتمَسّ وجهَه النارُ أبداً إن شاء الله» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1269) في الصلاة، باب الأربع قبل الظهر وبعدها، والترمذي رقم (427) و (428) في الصلاة، باب ما جاء في الركعتين قبل الظهر، والنسائي 3 / 265 في قيام الليل، باب الاختلاف على إسماعيل بن خالد، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه أحمد (6/325) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية. وفي (6/426) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشعيثي. (ح) ويزيد. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشعيثي. عن أبيه. وأبو داود (1269) قال: حدثنا مؤمل ابن الفضل. قال: حدثنا محمد بن شعيب، عن النعمان، عن مكحول. وابن ماجة (1160) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشعيثي، عن أبيه. والترمذي (427) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا يزيد بن هارون، عن محمد بن عبد الله الشعيثي. عن أبيه. وفي (428) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق البغدادي. قال: حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي الشامي. قال: حدثنا الهيثم بن حميد. قال: أخبرني العلاء - هو ابن الحارث - عن القاسم أبي عبد الرحمن. والنسائى (3/264) . وفي الكبرى (1389) قال: أخبرني يزيد بن محمد بن عبد الصمد. قال: حدثنا هشام العطار. قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، عن موسى بن أعين، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن حسان بن عطية. وفي (3/265) وفي الكبرى (1394) قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد بن أبي أنيسة. قال: حدثني أيوب رجل من أهل الشام، عن القاسم الدمشقي. وفي (3/265) . وفي الكبرى (1396) قال: أخبرنا أحمد بن ناصح. قال: حدثنا مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن مكحول. وفي (3/265) . وفي الكبرى (1390) قال: أخبرنا محمود بن خالد، عن مروان بن محمد. قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى. عن مكحول. وفي (3/266) وفي الكبرى (1395) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو قتيبة. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشعيثي، عن أبيه. وابن خزيمة (1911) قال: حدثنا نصر بن مرزوق. قال: حدثنا عمرو - يعني ابن أبي سلمة -. قال: حدثنا صدقة، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول. وفي (1192) قال: حدثنا نصر بن مرزوق. قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الهيثم - يعني ابن حميد -. قال: أخبرنا النعمان - يعني ابن المنذر - عن مكحول. أربعتهم - حسان بن عطية، وعبد الله بن المهاجر الشعيثي، ومكحول، والقاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشامي - عن عنبسة بن أبي سفيان، فذكره. (*) في رواية محمود بن خالد: قال مروان بن محمد: وكان سعيد إذا قرئ عليه، عن أم حبيبة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقر بذلك ولم ينكره، وإذا حدثنا به هو لم يرفعه. (*) قال النسائي: مكحول لم يسمع من عنبسة شيئا. (*) وأخرجه أحمد (6/326) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا سليمان ابن موسى. قال: أخبرني مكحول، أن مولى لعنبسة بن أبي سفيان حدثه، أن عنبسة بن أبي سفيان أخبره، فذكره. الحديث: 4099 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 4100 - (د) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَربع قبل الظهر ليس فيهنَّ تسليم تُفْتح لهنَّ أَبواب السماء» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1270) في الصلاة، باب الأربع قبل الظهر وبعدها، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1157) ، وفي سنده عبيدة بن معتب الضبي، وهو ضعيف تغير بأخرة، كما في " التقريب "، ومعناه عند الترمذي بغير إسناد تعليقاً على الحديث رقم (478) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: 1- أخرجه الحميدي (385) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/416) قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (1157) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي في «الشمائل» (294) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (1214) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. خمستهم - سفيان، وأبو معاوية، ووكيع، ومحمد بن يزيد، وشعبة - عن عبيدة بن معتب الضبي، عن إبراهيم النخعي، عن سهم بن منجاب، عن قزعة. 2 - وأخرجه عبد بن حميد (226) قال: حدثنا يعلى. وأبو داود (1270) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - يعلى، وشعبة - عن عبيدة، عن إبراهيم، عن ابن منجاب. كلاهما - قزعة، وابن منجاب - عن القرثع، فذكره. * أخرجه الترمذي في «الشمائل» (293) قال: حدثنا أحمد بن منيع، عن هشيم، قال: أنبأنا عبيدة، عن إبراهيم، عن سهم بن منجاب، عن قرثع الضبي، أو عن قزعة، عن قرثع، فذكره. * وأخرجه ابن خزيمة (1214) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عبيدة، عن ابن منجاب، عن رجل، عن قرثع الضبي، فذكره. قال أبو داود: عبيدة ضعيف. قلت: وله لفظ آخر، ضعيف أيضا: عن علي بن الصلت، عن أبي أيوب الأنصاري، أنه كان يصلي أربع ركعات قبل الظهر، فقيل له: إنك تديم هذه الصلاة؟ فقال: «إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله، فسألته؟ فقال: «إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحببت أن يرتفع لي فيها عمل صالح» أخرجه أحمد (5/418) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وابن خزيمة (1215) قال: حدثناه أبو موسى، قال: حدثنا أبو أحمد. كلاهما - يحيى، وأبو أحمد - قالا: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن علي بن الصلت، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/419) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. وابن خزيمة (1215) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل. كلاهما - ابن الوليد، ومؤمل - قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن رجل من الأنصار، عن أبي أيوب، نحوه. قال ابن خزيمة: ولست أعرف علي بن الصلت هذا، ولا أدري من أي بلاد الله هو، ولا أفهم ألقي أبا أيوب أم لا، ولا يحتج بمثل هذه الأسانيد - علمي - إلا معاند، أو جاهل. الحديث: 4100 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 4101 - (ت) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُصَلِّي أربعاً بعد أن تزولَ الشمسُ قبل الظهر، وقال: إِنَّها ساعة تفتح فيها أبوابُ السماء، وأُحِبُّ أن يَصْعَدَ لي فيها عمل صالح» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (478) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند الزوال، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/411) . والترمذي (478) وفي الشمائل (295) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. والنسائي في الكبرى (323) قال: أخبرني هارون. ثلاثتهم - أحمد، وابن المثنى، وهارون - عن أبي داود الطيالسي، عن محمد بن مسلم بن أبي الوضاح - أبي سعيد المؤدب - عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، فذكره. الحديث: 4101 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 4102 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أربع قبل الظهر، وبعد الزوال تُحْسَبُ بِمثْلِهِنَّ في السَّحَر، وما من شيء إِلا وَهُوَ يُسبِّحُ اللهَ تلكَ الساعةَ، ثم قرأَ: {يَتَفَيَّؤُ ظِلالُهُ عَنْ اليَمِينِ والشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النحل: 48] » . أَخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَتَفيَّأ) التفيؤ: تحول الظل من جهة إلى أخرى، وفاء الفَيء: إذا رجع من الغرب إلى الشرق، وذلك بعد الزوال. (الشمائل) : جمع شمال، وهو ضد اليمين، وذلك جمع على غير قياس. (داخرون) : أي صاغرون.   (1) رقم (3127) في التفسير، باب ومن سورة النحل، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم. أقول: وعلي بن عاصم وهو ابن صهيب الواسطي التيمي، يخطئ ويصر، كما في " التقريب " وفي سنده أيضاً يحيى البكاء، وهو ضعيف أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (24) . والترمذي (3128) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن يحيى البكاء، قال: حدثني عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 4102 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 25 الفرع الرابع: في راتبة العصر قبلها وبعدها 4103 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي قبل (1) العصر ركعتين» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: بعد، وهو خطأ. (2) رقم (1272) في الصلاة، باب الصلاة قبل العصر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: تقدم تخريجه برقم (4069) . الحديث: 4103 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 25 4104 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «رحمَ اللهُ امْرَءاً صَلَّى قبلَ العَصْرِ أَربَعاً» . أَخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1271) في الصلاة، باب الصلاة قبل العصر، والترمذي رقم (430) في الصلاة، باب ما جاء في الأربع قبل العصر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/117) (5980) . وأبو داود (1271) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم. والترمذي (430) قال: حدثنا يحيى بن موسى، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وغير واحد. وابن خزيمة (1193) قال: حدثنا سلمة بن شبيب. (ح) وحدثنا أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف. ستتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم، ويحيى بن موسى، ومحمود بن غيلان، وسلمة بن شبيب، وأحمد بن عبد الله بن علي بن سويد - عن سليمان بن داود، أبي داود الطيالسي، قال: حدثنا محمد بن مسلم بن مهران، قال: حدثني جدي، فذكره. الحديث: 4104 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 26 4105 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي قبل العصرِ أربع ركعات، يَفْصِلُ بينهنَّ بالتسليم على الملائكة المُقَرَّبينَ، ومن تَبِعهم من المسلمينَ والمؤمنين» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (429) في الصلاة، باب ما جاء في الأربع قبل العصر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: تقدم تخريجه. راجع الحديث رقم (4069) . الحديث: 4105 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 26 4106 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «ما كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يأتيني في يوم بعد العصر إِلا صلَّى ركعتين» . وفي رواية قالت: «ما ترك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[ركعتين] بعد العصر عندي قَطُّ» . أَخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري عن عبد العزيز بن رُفَيع قال: «رأيتُ عبدَ الله بنَ الزُّبَير يطوف بعد الفجر ويصَلِّي ركعتين، ورأيت عبدَ الله بنَ الزُّبير يصلي بعد العصر، ويخبرُ أن عائشةَ حدَّثَتْهُ: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لم يدخل بيتها إِلا صلاهما» . [ص: 27] وله في أخرى عن أيمن المكي: أنه سمع عائشةَ تقول: «والذي ذَهَبَ به، ما تركَهما حتى لقي الله، وما لقي الله حتى ثَقُل عن الصلاة، وكان يصلي كثيراً من صلاته قاعداً - تعني الركعتين بعد العصر - وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّيهما، ولا يصليهما في المسجد، مخافةَ أن يُثْقِلَ على أُمَّته، وكان يُحِبُّ ما يُخفِّف عنهم» . ولمسلم: «أن أبا سلمةَ سأل عائشةَ عن السجدتين اللتين كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّيهما بعد العصر؟ فقالت: كان يصلِّيهما قبل العصر، ثم إِنَّهُ شُغِلَ عنهما، أو نسيهما، فصلاهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إِذا صلى صلاة أثبتَها، تعني: داوم عليها» . وله في أخرى قالت: «لم يَدَعْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الركعتين بعد العصر» . وقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تتحرَّوْا طلوع الشمس، ولا غروبَها، فَتُصلُّوا عند ذلك» . وأخرج أبو داود، قالت: «ما من يوم يأتي علي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إِلا صلى بعد العصر ركعتين» . وله في أخرى قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي بعد العصر وينهى عنها، ويواصِلُ ويَنْهَى عن الوِصال» . وأخرج النسائي الرواية الثانية، والخامسة. [ص: 28] وله في أخرى قالت: «ما دخل [عليَّ] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بعد صلاة العصر إلا صلاهما» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَتَحَرُّوا) التحري: القصد والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول.   (1) رواه البخاري 2 / 52 في مواقيت الصلاة، باب ما يصلى بعد العصر، وفي الحج، باب الطواف بعد الصبح والعصر، ومسلم رقم (833) و (835) في صلاة المسافرين، باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1279) و (1280) في الصلاة، باب الصلاة بعد العصر، والنسائي 1 / 280 و 281 في المواقيت، باب الرخصة في الصلاة بعد العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عروة، عن عائشة: 1 - أخرجه الحميدي (194) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/50) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/96) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وعبد بن حميد (1505) قال: حدثني ابن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1442) قال: أخبرنا فروة بن أبي المغراء. قال: حدثنا علي بن مسهر. والبخاري (1/153) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/211) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا ابننمير قال: حدثنا أبي. والنسائي (1/280) وفي الكبرى (1469) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى. وفي الكبرى (346) قال: أخبرنا إسحاق بن إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا جرير. سبعتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد اقطان، ووهيب بنخالد، ووكيع بن الجراح، وعلى بن مسهر، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن نمير - عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه أحمد (6/169) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن كبر. قالا: أخبرنا ابن جرير. قال: سمعت عبد الله بن عروة بن الزبير يزعم أن عروة أخبره. كلاهما - هشام، وعبد الله - عن أبيهما عروة بن الزبير، فذكره أخرجه أحمد (6/159) قال: حدثنا هشام بن سعيد. قال: حدثنا خالد، عن الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود. والبخاري (1/153) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عبد الواحد. قال: حدثنا الشيباني. قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود. ومسلم (2/211) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا علي بن مسهر. قال: أخبرنا أبو إسحاق الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود. والنسائي (1/281) وفي الكبرى (1470) قال: أخبرني محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم. وفي (1/281) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أنبأنا علي بن مسهر، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود. كلاهما - عبد الرحمن بن الأسود، وإبراهيم بن يزيد النخعي - عن الأسود، فذكره. ورواه الأسود ومسروق. قالا: نشهد على عائشة أنها قالت. أخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا إسرائيل. وفي (6/134) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/176) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1441) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/154) قال: حدثنا محمد بن عرعرة قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/211) قال: حدثنا ابن المثنى وابن بشار. قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (1279) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (1/281) . وفي الكبرى (1471) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن شعبة. كلاهما - إسرائيل، وشعبة - عن أبي إسحاق، عن الأسود ومسروق فذكراه.. وروته أم موسى. قالت: سألت عائشة، عن الركعتين بعد العصر. فقالت. أخرجه أحمد (6/109) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا إسرائيل، عن المغيرة، عن أم موسى، فذكرته. ورواه عطاء. قال: أخبرتني عائشة. أخرجه أحمد (6/253) قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني. قال: أخبرنا يحيى بن قيس. قال: أخبرني عطاء، فذكره. ورواه مسروق. قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة ... فلم أكذبها. أخرجه أحمد (6/241) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. قال: حدثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، فذكره. الحديث: 4106 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 26 4107 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إِنَّما صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد العصر - لأنه اشتغل بِقِسمةِ مال أتاه - عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فصلاهما بعد العصر، ثم لم يَعُدْ لهما» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (184) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة بعد العصر، وهو من رواية جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وقد سمع جرير من عطاء بعد اختلاطه، قال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن، قال: وفي الباب عن عائشة، وأم سلمة، وميمونة، وأبي موسى، وانظر تعليق الشيخ أحمد محمد شاكر على الحديث في الترمذي 1 / 345 - 351. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه الترمذي (184) قال: ثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 4107 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 28 4108 - (خ م د س) كريب مولى ابن عباس: «أن عبدَ الله بنَ عباس، وعبدَالرحمن بنَ أزهر، والمِسْورَ بن مَخْرَمة، أرسلوه إلى عائشة زَوْجِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: اقْرأ عليها السلامَ منا جميعاً، وسَلها عن الركعتين بعد العصر، وقل: إِنا أُخبِرنا أَنكِ تُصَلِّينهما، وقد بَلَغَنا: أَنَّ رسولَ الله [ص: 29] صلى الله عليه وسلم- نهى عنهما؟ قال ابن عباس: وكنت أَضْرِبُ مع عمرَ بنِ الخطاب الناسَ عنها (1) ، قال كُرَيبُ: فدخلتُ عليها، وبلَّغْتُها ما أَرسلوني به، فقالتْ: سَلْ أُمَّ سلمةَ، فخرجتُ إليهم فأخبرتُهم بقولها، فردُّوني إِلى أُمِّ سلمةَ بمثل ما أرسلوني به إِلى عائشةَ، فقالت: أمُّ سلمةَ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ينهى عنهما، ثم رأيتُه يصلِّيهما حين صلى العصر، ثم دخل وعندي نِسْوَة من بني حَرَام من الأنصار [فصلاهما] ، فأرسلتُ إِليه الجاريةَ، فقلتُ: قومي بجنبه، فقولي [له] : تقول لك أُمُّ سلمةَ: يا رسولَ الله، سمعتُك تنهى عن هاتين الركعتين، وأراك تصليهما؟ فإن أشار بيده فاستأْخري عنه، ففعلتِ الجاريةُ، فأشار بيده، فاستأْخرت عنه، فلما انصرف قال: يا بنتَ أَبي أُمَيَّةَ (2) ، سأَلتِ عن الركعتين بعد العصر، وإنه أتاني أُناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم، فشغلوني عن الركعتين بعد الظهر فهما هاتان» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، إِلا أنه لم يذكر قول ابن عباس: «وكنت أضرب الناس مع عمر عنها» . وفي رواية النسائي بلا قصة، وهذا لفظه: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى في بيتها بعد العصر ركعتين مرة واحدة، وأَنها ذكرت ذلك له، فقال: هما ركعتان كنت أُصَلِّيهما بعد الظهر، فشُغِلْتُ عنهما حتى صلَّيتُ العصر» . [ص: 30] وفي رواية أُخرى له قالت: «شُغِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الركعتين قبل العصر، فصلاهما بعد العصر» . وفي أخرى له: قال عمران بنُ حُدَير: «سألت لاحقاً (3) عن الركعتين عند غروب الشمس؟ [فقال: كان عبد الله بن الزبير يصليهما، فأرسل إليه معاوية: ما هاتان الركعتان عند غروب الشمس؟] فاضْطَرَّ الحديثَ إِلى أم سلمة (4) ، فقالت أُمُّ سلمةَ: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلي ركعتين قبل العصر، فشُغل عنهما، فركعهما حين غابت الشمس، فلم أَرَهُ يُصلِّيهما قبلُ، ولا بعدُ» (5) .   (1) وفي بعض النسخ: وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها. (2) يخاطب أم المؤمنين أم سلمة، واسمها هند، وهي بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة المخزومية. (3) هو لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري أبو مجلز. (4) أي نسبه إليها. (5) رواه البخاري 3 / 84 و 85 في السهو، باب إذا كلم وهو يصلي فأشار بيده واستمع، وفي المغازي، باب وفد عبد القيس، ومسلم رقم (834) في صلاة المسافرين، باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر، وأبو داود رقم (1273) في الصلاة، باب الصلاة بعد العصر، والنسائي 1 / 281 و 282 في المواقيت، باب الرخصة في الصلاة بعد العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (1443) قال: أخبرنا أحمد بن عيسى. والبخاري (2/87 و 5/214) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (2/210) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي. وأبو داود (1273) قال: حدثنا أحمد بن صالح. أربعتهم - أحمد بن عيسى، ويحيى بن سليمان، وحرملة بن يحيى، وأحمد بن صالح - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن كريب مولى ابن عباس، فذكره. الحديث: 4108 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 28 4109 - (خ) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -: قال: «إِنكم لَتُصَلُّون صلاة، لقد صحبنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فما رأَيناه يُصليهما، ولقد نهى عنهما - يعني: الركعتين بعد العصر» . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 50 في المواقيت، باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر معاوية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/99) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/99) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (1/152) قال: حدثنا محمد بن أبان. قال: حدثنا غندر. وفي (5/35) قال: حدثني عمرو بن عباس، قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - محمد بن جعفر غندر، وحجاج - قالا: حدثنا شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت حمران بن أبان، فذكره. الحديث: 4109 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 30 4110 - (م) المختار بن فلفل - رحمه الله -: قال: «سألتُ أنسَ بن [ص: 31] مالك عن التطوع بعد العصر؟ فقال: كان عُمَرُ يضرب الأيدي على صلاة بعد العصر، وكنا نُصلِّي على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب، فقلتُ له: أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّيهما، قال: كان يرانا نصلِّيهما، فلم يأمُرْنا ولم ينْهَنَا» . أَخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (836) في صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم، باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب جميعا، عن ابن فضيل، قال أبو بكر: حدثنا محمد بن فضيل، عن مختار بن فلفل، فذكره. قلت: وأخرجه أبو داود - الصلاة قبل المغرب - عن محمد بن عبد الرحيم البزار، عن سعيد بن سليمان، عن منصور بن أبي الأسود، عن المختار بنحوه. الحديث: 4110 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 30 الفرع الخامس: في راتبة المغرب 4111 - (خ س م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان المؤذِّن إِذا أَذَّن قام ناس من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يَبْتَدِرُونَ السَّواريَ حتى يخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهم كذلك يُصلُّون ركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإِقامة شيء» . وفي رواية: «لم يكن بينهما إِلا قليل» . وفي رواية قال: «كنا بالمدينة، فإِذا أَذّنَ المؤذِّنُ لِصلاة المغرب ابتدروا السَّواريَ (1) ، فركعوا ركعتين، حتى إن الرجل الغريبَ ليدخل [ص: 32] المسجد، فيحسِبُ أن الصلاة قد صُلِّيت من كثرة مَن يُصَلِّيهما» . أَخرج الأُولى البخاري، والنسائي، والثانية مسلم (2) .   (1) أي: تسارعوا إليها، والسواري، جمع السارية، وهي الاسطوانة، أي: يقف كل أحد خلف أسطوانة لئلا يقع المرور بين يديه في صلاته فرداً. (2) رواه البخاري 2 / 89 في الأذان، باب كم بين الأذان والإقامة ومن ينتظر الإقامة، وفي المصلي، باب الصلاة إلى الاسطوانة، ومسلم رقم (837) في صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب، والنسائي 2 / 28 و 29 في الأذان، باب الصلاة بين الأذان والإقامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/280) قال: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت عمرو بن عامر الأنصاري، فذكره. قال العماد ابن كثير: رواه البخاري في الصلاة عن قبيصة، عن سفيان، وعن بندار عن غندر، عن شعبة، قال البخاري: وقال عثمان بن جبلة وأبو داود- كلاهما عن شعبة - كلاهما عنه به، ورواه النسائي عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي عامر، عن سفيان، عنه نحوه، وفي نسخة عن شعبة بدل سفيان. الحديث: 4111 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 31 4112 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «صليتُ الركعتين قبل المغرب على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال المختار بن فُلْفُل: قلت لأَنس: أَرَآكُم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، رآنا، فلم يأمُرنا ولم يَنْهَنا» . أَخرجه أبو داود (1) ، وهو طرف من حديث أخرجه مسلم، وقد ذُكِرَ في الفرع الرابع (2) .   (1) رقم (1282) في الصلاة، باب الصلاة قبل المغرب، وإسناده صحيح. (2) تقدم تخريجه والكلام عليه في الحديث رقم (4206) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] راجع تخريج الحديث رقم (4110) . الحديث: 4112 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 32 4113 - (خ س) مرثد بن عبد الله - رحمه الله -: قال: «أَتيتُ عُقْبَةَ [بن عامر] الجُهنيَّ، فقلت: أَلا أُعَجِّبُكَ من أبي تميم!؟ يركع ركعتين قبل صلاة المغرب، فقال عقبةُ: إِنا كُنَّا نفعلُه على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قلت: فما يمنعك الآن؟ قال: الشُّغْلُ» . أخرجه البخاري، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 49 في التطوع، باب الصلاة قبل المغرب، والنسائي 1 / 282 و 283 في المواقيت، باب الرخصة في الصلاة قبل المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/155) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد - يعني ابن أبي أيوب -. والبخاري (2/74) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. والنسائي (1/282) . وفي الكبرى (351) قال: أخبرنا علي بن عثمان بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن نفيل. قال: حدثنا سعيد بن عيسى. قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، قال: حدثنا بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث. كلاهما - سعيد بن أبي أيوب، وعمرو بن الحارث - عن يزيد بن أبي حبيب، قال: سمعت مرثد بن عبد الله اليزني، فذكره. (*) لفظ رواية عمرو بن الحارث: «أن أبا تميم الجيشاني قام ليركع ركعتين قبل المغرب. فقلت لعقبة بن عامر: انظر إلى هذا، أي صلاة يصلي، فالتفت إليه فرآه، فقال: هذه صلاة كنا نصليها على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . الحديث: 4113 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 32 4114 - (د خ م) عبد الله المزني بن المغفل - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلُّوا قبل المغرب ركعتين، ثم قال: صلوا قبل المغرب ركعتين، لمن شاء، خشيةَ أن يتخذَها الناسُ سُنَّة» . وفي أخرى قال: «صلوا قبل صلاة المغرب - قال في الثالثة: لمن شاء، كراهيةَ أن يتِّخذَها الناس سُنَّة» . أخرج الأولى أبو داود، والثانية البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1281) في الصلاة، باب الصلاة قبل المغرب، ورواه البخاري 3 / 49 في التطوع، باب الصلاة قبل المغرب، وفي الاعتصام، باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم على التحريم إلا ما تعرف إباحته، وليس الحديث عند مسلم بهذا اللفظ، وإن عزاه بعضهم إليه كالتبريزي في " مشكاة المصابيح "، وغيره، وقد جاء في رواية مسلم رقم (838) في صلاة المسافرين، باب بين كل أذانين صلاة، عن عبد الله بن مغفل المزني بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بين كل أذانين صلاة، قالها ثلاثاً، قال في الثالثة: لمن شاء، فلعل المصنف أراد هذا، فإنه متفق عليه، ولكن ليس فيه ذكر صلاة المغرب، بل هو عام في كل صلاة، ويشمل المغرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/55) قال: ثنا عبد الصمد. (ح) وعفان. والبخاري (2/74) و (9/138) قال: حدثنا أبو معمر. وأبو داود (1281) . قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وابن خزيمة (1289) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو معمر. أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، وأبو معمر، وعبيد الله - عن عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا حسين المعلم، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 4114 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 33 4115 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صليتُ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد المغرب في بيته» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (432) في الصلاة، باب ما جاء أنه يصليهما في البيت، وإسناده صحيح، وهو جزء من حديث رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، وهو جزء من حديث متفق عليه، أخرجاه عن ابن عمر - رضي الله عنهما -. الحديث: 4115 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 33 4116 - (د س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أَتَى مسجدَ بني [عبد] الأشهَل، فصلى فيه المغرب، فلما قَضَوْا صلاتهم رآهم يُسبِّحون بعدَها، فقال: هذه صلاة البيوت» . أَخرجه أَبو داود. [ص: 34] وفي رواية النسائي: قام ناس يتنفَّلون، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بهذه الصلاة في البيوت» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1300) في الصلاة، باب ركعتي المغرب أين تصليان، والنسائي 3 / 198 و 199 في قيام الليل، باب الحث على الصلاة في البيوت والفضل في ذلك، وفي سنده إسحاق بن كعب بن عجرة، وهو مجهول الحال، كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1300) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: حدثني أبومطرف محمد بن أبي الوزير. والترمذي (604) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير البصري، ثقة. والنسائي (3/198) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: أنبأنا إبراهيم بن أبي الوزير. وابن خزيمة (1201) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير. كلاهما - محمد، وإبراهيم، ابنا أبي الوزير - عن محمد بن موسى الفطري، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، فذكره. قلت: إسحاق بن كعب، مجهول. الحديث: 4116 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 33 4117 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «ما أُحصي ما سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد} » . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (431) في الصلاة، باب ما جاء في الركعتين بعد المغرب والقراءة فيهما، وفي سنده عبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي البصري، وهو ضعيف، وقد ثبت من حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأهما في سنة الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (1166) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن واقد. (ح) وحدثنا محمد بن المؤمل بن الصباح، قال: حدثنا بدل ابن المحبر. قالا - عبد الرحمن بن واقد، وبدل -: حدثنا عبد الملك بن الوليد، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن زر، وأبي وائل، فذكراه. * أخرجه الترمذي (431) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا بدل بن المحبر، قال: حدثنا عبد الملك بن معدان، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: «ما أحصي ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل صلاة الفجر ب {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} » . (*) ليس فيه «زر بن حبيش» . ونسب عبد الملك بن الوليد إلى جده. فهو: عبد الملك بن الوليد بن معدان. قلت: عبد الملك بن الوليد، يضعف في الحديث، وشيخه ليس بذاك. الحديث: 4117 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 34 4118 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُطِيل القراءة في الركعتين بعد المغرب حتى يتفرَّق أهلُ المسجدِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1301) في الصلاة، باب ركعتي المغرب أين تصليان، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1301) قال: حدثنا حسين بن عبد الرحمن الجرجرائي، قال: حدثنا طلق بن غنام. (ح) وحدثناه محمد بن عيسى بن الطباع، قال: حدثنا نصر المجدر. والنسائي في الكبرى (356) قال: أخبرنا الحسين بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا طلق بن غنام. كلاهما - طلق بن غنام، ونصر المجدر - عن يعقوب بن عبد الله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، فذكره. * أخرجه أبو داود (1302) قال: حدثنا أحمد بن يونس، وسليمان بن داود العتكي، قالا: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. مرسل. (*) قال أبو داود: سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت يعقوب يقول: كل شيء حدثتكم عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو مسند عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 4118 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 34 4119 - () مكحول [الشامي] يبلغ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صلى بعد المغرب، قبل أن يتكلم ركعتين - وفي رواية: أربع ركعات - رُفعت صلاتُه في عِلِّيِّين» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره [ص: 35] السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه لعبد الرزاق في الجامع، قال المناوي في " فيض القدير ": ورواه عنه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق، ورواه في " مسند الفردوس " مسنداً عن ابن عباس بلفظ: " من صلى أربع ركعات بعد المغرب قبل أن يكلم أحداً رفعت له في عليين، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسند الأقصى "، قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين العبدري، وقد عزاه المناوي في «فتح القدير» لابن أبي شيبة وعبد الرزاق، وللديلمي في «الفردوس» مسندا عن ابن عباس. وقد ضعفه الحافظ العراقي. الحديث: 4119 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 34 4120 - () حذيفة [بن اليمان]- رضي الله عنه -: نحوه، وزاد: فكان يقول: «عَجِّلوا الركعتين بعد المغرب، فإنهما تُرفعان مع المكتوبة» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره التبريزي في " مشكاة المصابيح " ونسب هذه الزيادة للبيهقي في " شعب الإيمان " كما ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه لابن نصر عن حذيفة، وقال المناوي في " فيض القدير ": وفيه ما فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وهذا أيضا من زيادات رزين العبدري، وقد عزاه التبريزي في مشكاته للبيهقي في شعب الإيمان، وعزاه السيوطي في «الجامع الصغير» لابن نصر. الحديث: 4120 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 35 الفرع السادس: في راتبة العشاء 4121 - (د) شريح بن هانئ - رحمه الله -: قال: «سألتُ عائشةَ عَن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: ما صلَّى العِشاء قطُّ فدخل بيتي إِلا صلَّى أربعَ ركعات، أَو ستَّ ركعات، ولقد مُطِرْنا مَرَّة من الليل، فطَرَحنَا له نِطْعاً، فكأني أنظر إِلى ثَقْب (1) فيه ينبُع منه الماء، وما رأيته مُتَّقياً الأرضَ بشيء من ثيابه قطُّ» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: نقب. (2) رقم (1303) في الصلاة، باب الصلاة بعد العشاء، وفي سنده مقاتل بن بشير العجلي الكوفي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناد ضعيف: أخرجه أحمد (6/58) قال: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا عثمان بن عمر. وأبو داود (1303) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا زيد بن الحباب العكلي، والنسائي في الكبرى (365) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد بن الحارث. أربعتهم - ابن نمير، وعثمان، وزيد، وخالد - عن مالك بن مغول، عن مقاتل بن بشير، عن شريح بن هانئ، فذكره. قلت: مقاتل بن بشير العجلي، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 4121 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 35 الفرع السابع: في راتبة الجمعة 4122 - (خ م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «دخل رجل يَوَمَ الجمعة، والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ، فقال: صلَّيْتَ؟ قال: لا، قال: فصلِّ ركعتين» . وفي رواية: «قمْ فاركع» ، وفي أخرى: «قم فصل الركعتين» . وفي أخرى: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا جَاءَ أَحدُكُمْ يومَ الجُمُعَةِ وقد خرج الإِمَامُ فليركَعْ رَكعتين» . أَخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم قال: جاء سُلَيْك الغَطَفانيُّ يومَ الجمعة ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد على المنبر، فقعد سُليك قبل أن يُصَلِّيَ، فقال له النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «أركعتَ ركعتين؟» قال: لا، قال: «فاركع» . وفي أخرى: «قال له: يا سُلَيك، قم فاركع ركعتين، تَجَوَّزْ فيهما» . زاد في أخرى «ثم قال: إِذا جاء أحدُكم الجمعةَ والإمام يَخْطُبُ فليركع ركعتين، وليتجوَّز فيهما» . وأخرج أبو داود الرواية الثانية، والأولى من أفراد مسلم. وله في أخرى عن جابر، وأبي هريرة مثل الرواية الثانية من أفراد مسلم. وأخرج الترمذي الرواية الثانية. [ص: 37] وأخرج النسائي الرواية الأولى، والرابعة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَجَوَّز) : تجوز في الأمر: إذا أسرع فيه وخففه.   (1) رواه البخاري 2 / 276 في الجمعة، باب إذا رأى الإمام رجلاً جاء وهو يخطب أمره أن يصلي ركعتين، وباب من جاء والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين، وفي التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، ومسلم رقم (875) في الجمعة، باب التحية والإمام يخطب، وأبو داود رقم (1115) و (1116) و (1117) في الجمعة، باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب، والترمذي رقم (510) في الصلاة، باب ما جاء في الركعتين إذا جاء الرجل والإمام يخطب، والنسائي 3 / 103 في الجمعة، باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء والإمام يخطب، وباب مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن جابر، عمرو بن دينار: أخرجه أحمد (3/369) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1559) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والبخاري (2/71) قال: حدثنا آدم. ومسلم (3/14) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد- وهو ابن جعفر -. والنسائي (3/101) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. أربعتهم - ابن جعفر، وهاشم، وآدم، وخالد - عن شعبة، عن عمرو بن دينار، فذكره. وله لفظ آخر عنه: 1- أخرجه الحميدي (1223) . وأحمد (3/308) . والدارمي (1563) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والبخاري (2/15) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (3/14) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق ابن إبراهيم. وابن ماجة (1112) قال: حدثنا هشام بن عمار. وابن خزيمة (1832) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد بن يوسف، وعلي، وقتيبة، وإسحاق، وهشام، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/369) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/380) قال: حدثنا محمد بن بكر. ومسلم (3/14) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق. والنسائي (3/103) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، ويوسف بن سعيد، قالا: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (1833) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري. قال: أخبرنا أبو عاصم. وفي (1834) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. أربعتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وحجاج، وأبو عاصم - عن ابن جريج. 3 - وأخرجه البخاري (2/15) . وفي «جزء القراءة خلف الإمام» - رقم (160) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (3/14) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد. وأبو داود (1115) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والترمذي (510) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/107) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (1833) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، وبشر بن معاذ، وأحمد بن المقدام. سبعتهم - أبو النعمان، وأبو الربيع، وقتيبة، وسليمان، وأحمد بن عبدة، وبشر، وأحمد بن المقدام - قالوا: حدثنا حماد بن زيد. 4 - وأخرجه مسلم (3/14) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بالدورقي. كلاهما- أبو بكر، ويعقوب - عن ابن علية عن أيوب. وأخرجه ابن خزيمة (1833) ويعقوب الدورقي. وابن خزيمة (1833) قال: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد - يعني ابن زريع - قال: حدثنا روح بن القاسم. خمستهم عن عمرو بن دينار، فذكره. ورواه عن جابر أبو سفيان: 1- أخرجه أحمد (3/297) قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا روح، وعبد الوهاب. وأبو داود (1117) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - ابن جعفر، وروح، وعبد الوهاب - عن سعيد، عن الوليد أبي بشر. 2 - وأخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (1024) قال: حدثنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي، عن زائدة. والبخاري في «جزء القراءة خلف الإمام» رقم (161) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (3/14) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، كلاهما عن عيسى بن يونس. وأبو داود (1116) قال: حدثنا محمد بن محبوب، وإسماعيل بن إبراهيم، قالا: حدثنا حفص بن غياث. وابن ماجة (1114) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا حفص بن غياث. وابن خزيمة (1835) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - أربعتهم - أبو معاوية، وزائدة، وحفص، وعيسى - عن الأعمش. كلاهما - الوليد، والأعمش - عن أبي سفيان طلحة، فذكره. - ورواه عنه، محمد بن المنكدر: أخرجه ابن خزيمة (1831) قال: حدثنا حاتم بن بكر بن غيلان الضبي، قال: حدثنا عيسى بن واقد، قال: أخبرنا شعبة، عن محمد بن المنكدر، فذكره. - ورواه عنه أبو الزبير: 1- أخرجه الحميدي (1223) . وابن ماجة (1112) قال: حدثنا هشام بن عمار. وابن خزيمة (1832) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثلاثتهم - الحميدي، وهشام، وعبد الجبار - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/363) قال: حدثنا عفان. والبخاري في «جزء القراءة خلف الإمام» رقم (159) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - عفان، وموسى - قالا: حدثنا يزيد بن إبراهيم. 3- وأخرجه عبد بن حميد (1048) قال: حدثني أحمد بن يونس. ومسلم (3/14) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2921) عن قتيبة. ثلاثتهم - أحمد، وقتيبة، ومحمد - عن الليث بن سعد. ثلاثتهم - سفيان، ويزيد، والليث - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 4122 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 36 4123 - (ت) عبد الله بن أبي سرح - رضي الله عنه -: «أَن أبا سعيد الخدريَّ دَخَلَ يوم الجمعة المسجد ومَرْوانُ يَخطُبُ، فقام يصلي، فجاء الحرسُ ليُجْلِسُوه، فأبى، حتى صلَّى، فلما انصرف أتيناه، فقلنا: رحمك الله، إن كادوا لَيَقَعُوا بك، فقال: ما كنتُ لأتركهما بعد شيء رأيتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم ذكر أن رجلاً جاء يوم الجمعة في هيئة بَذّة، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَخطُبُ يوم الجمعة، فأَمره، فصلَّى ركعتين، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَخطُبُ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 38] وهذان الحديثان إِنما أوردناهما في هذا الفصل - وإن كان المراد بالصلاة المذكورة فيهما: تحية المسجد - لأنه قَرَنَ ذِكْرَ الصلاة فيهما بيوم الجمعة، فأوردناهما هاهنا لتخصيصهما بيوم الجمعة، ولتحية المسجد موضع آخر تُذْكَرُ فيه. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَذَّة) : الهيئة البذة السيئة الرثة.   (1) رقم (511) في الصلاة، باب ما جاء في الركعتين إذا جاء الرجل والإمام يخطب، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث أبي سعيد، حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق، قال الترمذي: وفي الباب عن جابر، وأبي هريرة، وسهل بن سعد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (741) . والدارمي (1560) قال: أخبرنا صدقة. والبخاري في القراءة خلف الإمام (162) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وأبو داود (1675) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل. وابن ماجة (1113) قال: حدثنا محمد بن الصباح. والترمذي (511) قال: حدثنا ابن أبي عمر والنسائي (3/106) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. وابن خزيمة (1799 و 2481) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. وفي (1830) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. تسعتهم - الحميدي، وصدقة، وعبد الله بن محمد، وإسحاق، وابن الصباح، وابن أبي عمر، ومحمد بن عبد الله، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/25) . والنسائي (5/63) قال: أخبرنا عمرو بن علي. كلاهما - أحمد، وعمرو - قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - سفيان، ويحيى - قالا: حدثنا محمد بن عجلان، قال: حدثنا عياض بن عبد الله بن سعد، فذكره. الحديث: 4123 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 37 4124 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا صَلَّى أحدُكُم الجمعةَ فليُصلِّ بعدها أربعاً» . وفي رواية قال: «من كان مصلياً بعد الجمعة فَليُصَلِّ أربعاً» . وفي أخرى: «من كان منكم مُصَلِّياً ... » الحديث. وفي أخرى: «إِذا صليتم بعد الجمعة فصلوا أربعاً» . زاد في رواية قال سهيل: «فإن عَجِلَ بك شيء فصلِّ ركعتين في المسجد، وركعتين إذا رجعتَ» . أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الرواية الثانية. وفي أخرى له: «إذا صليتم الجمعة فصلوا بعدها أربعاً، قال: فقال لي [ص: 39] أبي - يعني [أحمد] بن يونس (1) ، يا بنيَّ، فإن صليتَ في المسجد ركعتين ثم أتيتَ المنزل أو البيتَ، فصَلِّ ركعتين» . وأخرج الترمذي الرواية الثانية (2) .   (1) كذا في الأصل، ولكن في " عون المعبود " 1 / 440 قال - يعني سهيل بن صالح -: " فقال لي أبي - يعني أبا صالح " وهذه الزيادة في رواية ابن يونس فقط، دون ابن الصباح، وفي " صحيح مسلم " من طريق عبد الله بن إدريس " قال سهيل: فإن عجل بك شيء فصل ركعتين في المسجد وركعتين إذا رجعت ". (2) رواه مسلم رقم (881) في الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة، وأبو داود رقم (1131) في الصلاة، باب الصلاة بعد الجمعة، والترمذي رقم (523) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة قبل الجمعة وبعدها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (976) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/249 و 442) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (2/499) قال: حدثنا علي بن عاصم. والدارمي (1583) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/16 و 17) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا عمرو الناقد وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. وأبو داود (1131) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. وابن ماجة (1132) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو السائب سلم بن جنادة. قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس. والترمذي (523) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي في «الكبرى» (414) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أخبرنا علي بن مسهر، عن سفيان. وفي (3/113) وفي الكبرى (1669) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير. وابن خزيمة (1873) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا عبد العزيز - يعني ابن محمد الدراوردي. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. وفي (1874) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. تسعتهم - سفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وعلي بن عاصم، وسفيان الثوري، وخالد بن عبد الله، وجرير، وزهير بن معاوية، وإسماعيل بن زكريا، وعبد العزيز الدراوردي - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4124 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 38 4125 - (خ م د ت س) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أَنَّ ابنَ عُمَرَ رَأَى رجلاً يُصَلِّي ركعتين يوم الجمعة في مقامه، فدفعه، وقال: أَتُصلِّي الجمعة أربعاً، قال: وكان عبدُ الله يُصَلِّي يوم الجمعة ركعتين في بيته، ويقول: هكذا فعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُصلِّي بعد الجمعة ركعتين» . وفي أخرى: «كان ابنُ عُمَرَ إِذا صلَّى الجمعة انصرف فسجد سجدتين في بيته، ويحَدِّث: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك» . وفي أخرى: «أن ابنَ عُمَرَ كان يُطيلُ الصلاةَ قبل الجمعة، فإذا صلى الجمعة ... وذكر الحديث» . وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- كان لا يُصَلِّي بعد الجمعة حتى ينصرفَ فيُصَلِّيَ ركعتين» . [ص: 40] وفي أخرى: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي بعد الجمعة ركعتين في بيته» . وفي أخرى: «أن ابنَ عُمَرَ كان يُصَلِّي بعد الجمعة ركعتين، ويُطِيل فيهما، ويقول: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَفْعَلُهُ» . أخرج البخاري الثانية، وأخرج مسلم الثانية، والثالثة، وأخرج أبو داود الأولى والثانية والرابعة، وأخرج الترمذي الثانية، والثالثة، وأخرج النسائي الخامسة والسادسة والسابعة (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 354 في الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة وقبلها، وفي التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، وباب التطوع بعد المكتوبة، ومسلم رقم (882) في الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة، وأبو داود رقم (1127) و (1128) في الصلاة، باب الصلاة بعد الجمعة، والترمذي رقم (521) و (522) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة قبل الجمعة وبعدها، والنسائي 3 / 113 في الجمعة، باب صلاة الإمام بعد الجمعة، وباب إطالة الركعتين بعد الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/103) (5807) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (1127) قال: حدثنا محمد بن عبيد، وسليمان بن داود، قالا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1128) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي (3/113) . وفي الكبرى (1673) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، عن يزيد - وهو ابن هارون - قال: أنبأنا شعبة. وابن خزيمة (1836) قال: حدثنا أحمد بن منيع، وزياد بن أيوب، ومؤمل بن هشام قالوا: حدثنا إسماعيل. أربعتهم - وهيب، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وشعبة - عن أيوب، عن نافع، فذكره. الحديث: 4125 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 39 4126 - (د ت) عطاء [بن أبي رباح] (1) : «أَنَّ ابنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - كان إِذا صلَّى الجمعة تَقَدَّمَ فَصَلَّى ركعتين، ثم يتقدَّم فيُصَلِّي أربعاً، وإِذا كان بالمدينة صلَّى الجمعة، ثم رجع إلى بيته، فصلَّى ركعتين، ولم يُصلِّ في المسجد، فقيل له، فقال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعله» . وفي رواية: قال [عطاء] : «رأيتُ ابنَ عُمَرَ يُصَلِّي بعد الجمعة، فَيَنْمَازُ عن مُصَلاه الذي صلى الجمعة فيه قليلاً غير كثير، قال: فيركع ركعتين، [ص: 41] قال: ثم يمشي أنفَس من ذلك، فيركع أربع ركعات، قال ابن جريج: قلتُ لعطاء: كم رأيتَ ابنَ عُمَرَ يَصْنَعُ ذلك؟ قال: مِراراً» . أخرجه أبو داود، واختصره الترمذي، قال: «رأيتُ ابنَ عُمَرَ صلَّى بعد الجمعة ركعتين، ثم صلَّى بعد ذلك أربعاً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فينَمْاز) : انماز عن مكانه أي فارقه، أراد أنه تحول عن موضعه الذي صلى فيه. (أنفَسَ) : من ذلك أي أبعد منه بقليل.   (1) في المطبوع: عطاء بن يسار، وهو خطأ. (2) رواه أبو داود رقم (1130) و (1133) في الصلاة، باب الصلاة بعد الجمعة، والترمذي رقم (523) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة قبل الجمعة وبعدها، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1130) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. * أخرجه أبو داود (1133) قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والترمذي (523) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. كلاهما - حجاج بن محمد، وسفيان بن عيينة - عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، أنه رأى بن عمر يصلي بعد الجمعة ... فذكره موقوفا. الحديث: 4126 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 40 4127 - (م د) عمر بن عطاء بن أبي الخوار - رحمه الله -: «أن نافع بن جبير أرسله إِلى السائب بن أُخت نَمِر يسألُهُ عن شيء رآه منه معاويةُ في الصلاة؟ فقال: نعم، صلَّيتُ معه الجمعةَ في المقصورة (1) ، فلما سلَّم الإِمام قمتُ في مقامي فصليتُ، فلما دخل أرسل إِليَّ، فقال: لا تَعُدْ لما فعلتَ، إِذا صليتَ الجمعةَ فلا تَصِلْها بصلاة حتى تكَلَّم أو تخرجَ، فإن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك: أن لا تُوصَل صلاة [بصلاة] حتى نتكلَّم، أو نخرجَ» . [ص: 42] وفي رواية: «فلما سلَّم» ، ولم يذكر الإمام، أخرجه مسلم، وأبو داود، وقال أبو داود: «فلما سلَّمتُ [قُمْتُ في مقامي، فصلَّيتُ، فلما دخل أرسل إِليَّ] ، فقال: لا تَعُدْ لما صنعتَ» ، وقال: [ «فإن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- أَمر بذلك] أن لا تُوصَل صلاة بصلاة [حتى يتكلَّم أو يخرج] » (2) .   (1) هي الحجرة المبنية في المسجد. (2) رواه مسلم رقم (883) في الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة، وأبو داود رقم (1129) في الصلاة، باب الصلاة بعد الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/95) قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن بكر. وفي (4/99) قال: حدثنا محمد بن بكر. ومسلم (3/17) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر. (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. وأبو داود (1129) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (1705) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (1705 و 1867) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا الوليد - يعني ابن مسلم -. وفي (1868) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أبو عاصم. ستتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وغندر محمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، والوليد، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار، فذكره. الحديث: 4127 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 41 الفصل الثاني: في صلاة الوتر ، وفيه ستة فروع [الفرع] الأول: في وجوبه واستنانه 4128 - (د) بريدة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الوِتر حق، فمن لم يُوتِرْ فليس منا، الوتر حق، فمن لم يوتِر فليس منا، الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا» . أَخرجه أبو داود (1) . [ص: 43] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَقٌّ) : الحق والحتم اللازم الواجب الذي لابد من فعله.   (1) رقم (1419) في الصلاة، باب فيمن لم يوتر، وفي سنده عبيد الله بن عبد الله العتكي، ضعفه بعضهم، ووثقه آخرون، وممن وثقه ابن معين وغيره، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وتكلم فيه النسائي، وابن حبان، والعقيلي، وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به. أقول: ويشهد له حديث أبي أيوب الذي سيأتي رقم (1435) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل التحسين: أخرجه أحمد (5/357) قال: حدثنا الحسن بن يحيى. وأبو داود (1419) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو إسحاق الطالقاني. كلاهما - الحسن، وأبو إسحاق - عن الفضل بن موسى، عن عبيد الله بن عبد الله العتكي، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 4128 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 42 4129 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه: «أَنَّ رجلاً سأل ابن عمر عن الوتر: أواجب هو؟ فقال عبد الله: قد أوتَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأوتر المسلمون، فجعل الرجل يردِّدُ عليه، وعبد الله يقول: أوتَر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأوتر المسلمون» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 124 بلاغاً في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك في «الموطأ» (270) كتاب الصلاة - باب الأمر بالوتر. الحديث: 4129 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 43 4130 - (ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «الوتْرُ ليس بِحَتم كصلاة المكتوبة، ولكن سَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: إِن الله وِتْر يُحِبُّ الوِتْرَ، فأوتِرُوا يا أهل القرآن» . وفي رواية: «الوتر ليس بحتم، كهيئة الصلاة المكتوبة، ولكنه سُنَّة سنَّها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود، والنسائي قال: «يا أَهل القرآن أوتْرِوُا، فإن الله وِتر يُحِبُّ الوِتْرَ» . وأَخرج النسائي الثانية (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (453) و (454) في الصلاة، باب ما جاء أن الوتر ليس بحتم، وأبو داود رقم (1416) في الصلاة، باب استحباب الوتر، والنسائي 3 / 228 و 229 في قيام الليل، باب الأمر بالوتر، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: 1- أخرجه أحمد (1/86) (652) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/98) (761) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (454) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (3/229) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي نعيم. وفي الكبرى (1294) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - وكيع، وابن مهدي، وأبو نعيم - عن سفيان الثوري. 2- وأخرجه أحمد (1/100) (786) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا أبو خيثمة. 3- وأخرجه أحمد (1/107) (842) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (70) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والدارمي (1587) قال: حدثنا عفان. ثلاثتهم عن شعبة. 4- وأخرجه أحمد (1/110) (877) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (1416) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. كلاهما عن عيسى بن يونس، عن زكريا بن أبي زائدة. 5- وأخرجه أحمد (1/115) (927) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر والثوري. 6- وأخرجه أحمد (1/120) (969) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الحجاج. 7- وأخرجه ابن ماجة (1169) قال: حدثنا علي بن محمد ومحمد بن الصباح. والترمذي (453) قال: حدثنا أبوكريب. وعبد اللله بن أحمد (1/148) (1261) حدثنا عبد الله بن صندل وسويد بن سعيد جميعا في سنة ست وعشرين ومائتين. والنسائي (3/228) . وفي الكبرى (1293) قال: أخبرنا هناد بن السري. وابن خزيمة (1067) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الله بن سعيد الأشج ومحمد بن هشام. «تسعتهم» عن أبي بكر بن عياش. 8- وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/143) (1213) قال: حدثني أبو خيثمة. وفي (1/144) (1224) قال: حدثني إسحاق بن إسماعيل. وفي (1/144) (1227) قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى (369) قال: أخبرني إسحاق بن موسى الأنصاري. أربعتهم عن جرير، عن منصور. 9- وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/144) (1219) قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، قال: أنبأنا شريك. 10- وأخرجه أحمد بن عبد الله (1/145) (1231) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد، قال: حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، عن علي بن صالح. 11 - وأخرجه ابن خزيمة (1067) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. جميعهم - سفيان الثوري، وأبو خيثمة زهير بن معاوية، وشعبة، وزكريا، ومعمر، وحجاج، وأبو بكر ابن عياش، ومنصور، وشريك، وعلي بن صالح، وسفيان بن عيينة - عن أبي إسحاق، عن عاصم بن خمرة، فذكره. الحديث: 4130 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 43 4131 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: بمعناه، وزاد: «فقال أعرابي: ما تقول؟ ليس لك ولا لأصحابك» (1) . أخرجه أبو داود عقيب حديث علي (2) .   (1) قال في " عون المعبود ": بل إنه خاص بالقراء والحفاظ. (2) رقم (1417) في الصلاة، باب استحباب الوتر، من حديث الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عبد الله، وإسناده منقطع، فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه أبو داود (1417) . وابن ماجة (1170) قالا: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو حفص الأبار، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، فذكره. قلت: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، والأعمش مدلس وقد عنعنه. الحديث: 4131 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 44 4132 - (ط د س) عبد [الله] بن محيريز - رحمه الله -: «أَن رجلاً من كِنانة يُدْعَى المُخْدِجيُّ (1) سمع رجلاً بالشام، يُكنى: أبا محمد (2) ، يقول: إِنَّ الوِترُ وَاجِب، فقال المُخْدِجي: فَرُحْتُ إِلى عبادة بن الصامت، فاعترضتُ له وهو رَائح إِلى المسجد، فأخبرتُه بالذي قال أبو محمد، فقال عبادةُ بنُ الصامت: كذب أبو محمد، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: خمس صلوات كتبهنَّ اللهُ على العباد، فمن جاء بهنَّ، ولم يُضَيِّع منهن شيئاً، استخفافاً بحقِّهن، كان له عند الله عهد أن يُدْخِلَه الجنةَ، ومن يأت بهنَّ، فليس له عند الله عهد، إِن شاء عذَّبَه، وإِن شاء أدْخَله الجنة» . أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي. وفي أخرى لأبي داود قال: قال عبد الله الصُّنَابِحي: «قلت لابن [ص: 45] الصامت: زعم أبو محمد أن الوِتر واجب، قال ابن الصامت: كذب أبو محمد أشهدُ أني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: خمس صلوات افترضهنَّ اللهُ، مَنْ أحْسَنَ وضوءَهُنَّ، وصلاهنَّ لوقتهنَّ، وأَتَمَّ ركوعَهُنَّ، وَسُجُودَهُنَّ وخُشُوعَهنَّ، كان على اللهِ عهد أن يغفر لَهُ، وَمَن لَمْ يَفْعَل فَلَيْسَ له على اللهِ عهد، إِن شاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِن شَاءَ عذبَهُ» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كذب أبو محمد) : لم يرد بقوله: كذب أبو محمد: تعمد الكذب الذي هو ضد الصدق، لأن الكذب إنما يجيء في الإخبار، وأبو محمد إنما أفتى فتيا، رأى فيها رأياً، وأخطأ فيه، وهو رجل من الأنصار، له صحبة، ولا يجوز أن يكذب في الإخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، والعرب من عادتها أن تضع الكذب موضع الخطأ، فتقول: كذب سمعي، وكذب بصري، أي أخطأ.   (1) وهو مجهول، قيل: اسمع رفيع، ولكن تابعه عند أبي داود في الرواية الثانية: أبو عبد الله الصنابحي. (2) أنصاري صحابي، اختلف في اسمه، قيل: مسعود، وقيل: سعد، وغيره ذلك. (3) رواه الموطأ 1 / 123 في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وأبو داود رقم (425) في الصلاة، باب المحافظة على وقت الصلوات، ورقم (1420) في الصلاة، باب فيمن لم يوتر، والنسائي 1 / 230 في الصلاة، باب المحافظة على الصلوات الخمس، وهو حديث صحيح لطرقه، وقد صححه ابن عبد البر وغيره من العلماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يثبت: 1- أخرجه مالك (96) ، وأحمد (5/315) قال: ثنا يزيد. وفي (5/319) قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والدارمي (1585) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود (1420) قال: حدثنا القعنبي. عن مالك. والنسائي (1/230) . وفي الكبرى (314) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. ثلاثتهم - مالك، ويزيد، والقطان - عن يحيى بن سعيد الأنصاري. 2 - وأخرجه الحميدي (388) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن عجلان. 3 - وأخرجه أحمد (5/322) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. 4 - وأخرجه ابن ماجة (1401) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. أربعتهم - يحيى بن سعيد، وابن عجلان، وابن إسحاق، وعبد ربه - عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن المخدجي، فذكره. - ورواه عبد الله الصنابحي، عن عبادة: أخرجه أحمد (5/317) قال: ثنا حسين بن محمد، وأبو داود (425) قال: حدثنا محمد بن حرب الواسطي، قال: حدثنا يزيد - يعني ابن هارون -. كلاهما - حسين، ويزيد - قالا: حدثنا محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصُّنابحي، فذكره. الحديث: 4132 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 44 4133 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اجْعَلُوا آخِرَ صلاتكم بالليل وِتراً» . أخرجه البخاري، ومسلم، [ص: 46] وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 406 في الوتر، باب ليجعل آخر صلاته وتراً، ومسلم رقم (751) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل، وأبو داود رقم (1438) في الصلاة، باب في وقت الوتر، والنسائي 3 / 230 و 231 في قيام الليل، باب وقت الوتر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/20) (4710) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/39) (4971) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي (2/102) (5794) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (2/143) (6300) قال: حدثنا ابن نمير، ومحمد بن عبيد. والبخاري (1/127) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (2/31) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (2/173) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثني زهير بن حرب، وابن المثنى، قالا: حدثنا يحيى. وأبو داود (1438) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1082) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيي. (ح) وحدثنا الدورقي، والحسن الزعفراني ابن محمد، قالا: حدثنا محمد بن عبيد. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا حماد بن مسعدة. سبعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن بشر، ومحمد بن عبيد، وعبد الله بن نمير، وبشر بن المفضل، وأبو أسامة، حماد بن أسامة، وحماد بن مسعدة - عن عبيد الله. 2 - وأخرجه أحمد (2/150) (6373) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. ومسلم (2/173) قال: حدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. ثلاثتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج. 3 - وأخرجه مسلم (2/173) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا ابن رمح. والنسائي (3/230) . وفي الكبرى (1300) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح - قال قتيبة: حدثنا. وقال ابن رمح: أخبرنا الليث. ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، وابن جريج، والليث بن سعد - عن نافع، فذكره. الحديث: 4133 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 45 4134 - (ط) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اجعلوا آخِرَ صلاتكم وِتْراً» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) لن نجده في نسخ الموطأ التي بين أيدينا، وهو بمعنى حديث ابن عمر الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه في «الموطأ» رواية يحيى ولا رواية أبي مصعب، ولا في غيره. الحديث: 4134 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 46 [الفرع] الثاني: في عدد الوتر 4135 - (د س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الوِترُ حق على كُلِّ مسلم، فَمَن أَحَبَّ أَن يُوتِرَ بخمس فَلْيَفْعَلْ، وَمَن أحبَ أَن يُوتِرَ بِثَلاث فَليفعل، وَمَن أَحبَ أَن يُوتِرَ بِوَاحِدة فَليفعل» . أخرجه أبو داود. وفي النسائي مثله، وزاد: «من شاء أَوتَرَ إِيماء» . وله في أخرى بزيادة في أوله: «فمن شاء أن يوتر بسبع فليفعلْ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1422) في الصلاة، باب كم الوتر، والنسائي 3 / 238 و 239 في صلاة الليل، باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب في الوتر، ورواه ابن ماجة رقم (1190) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الوتر بثلاث وخمس وسبع وتسع، وإسناده صحيح ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " (670) موارد، والحاكم في " المستدرك " 1 / 302 و 303، وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/418) . والدارمي (1590) كلاهما عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا سفيان بن حسين. 2 - وأخرجه الدارمي (1591) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. وابن ماجة (1190) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الفريابي. والنسائي (3/238) . وفي الكبرى (1310) قال: أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، قال: أخبرني أبي. كلاهما - محمد بن يوسف الفريابي، والوليد بن مزيد - قالا: حدثنا الأوزاعي. 3 - وأخرجه أبو داود (1422) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثني قريش بن حيان العجلي، قال: حدثنا بكر بن وائل. 4 - وأخرجه النسائي (3/238) . وفي الكبرى (370) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني ضبارة بن أبي السليك، قال: حدثني دويد بن نافع. أربعتهم - سفيان، والأوزاعي، وبكر، ودويد - عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، فذكره. الحديث: 4135 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 46 4136 - (د) عبد الله بن أبي قيس: قال: «سألتُ عائشةَ - رضي الله عنها- بكم كان يوتر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: كان يوتر بأربع وثلاث، وسِتّ وثلاث، وثمان وثلاث، وعشْر وثلاث، ولم يكن يوتر بأنْقَصَ من سبع، ولا بأكثر من ثلاثَ عشرةَ» . زاد في رواية: «لم يكن يوتر ركعتين قبل الفجر، قلت: ما يوتر؟ قالت: لم يكن يدعَ ذلك» ، ولم يذكر فيها «ست، وثلاث» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1362) في الصلاة، باب في صلاة الليل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: قال أبو داود: زاد أحمد بن صالح: ولم يكن يوتر بركعتين قبل الفجر. قلت: ما يوتر؟ قالت: لم يكن يدع ذلك، ولم يذكر أحمد: «وست وثلاث» . أخرجه أحمد (6/149) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (1362) قال: حدثنا أحمد بن صالح ومحمد بن سلمة المرادي. قالا: حدثنا ابن وهب. كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي،وعبد الله بن وهب - عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس، فذكره. الحديث: 4136 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 47 4137 - (ت س) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يوتر بثلاث عشرة، فلما كبِرَ وضَعُفَ أوْتَر بسبع» . أخرجه الترمذي، والنسائي، إِلا أن النسائي قال: «فلما أَسَنَّ وثَقُل» (1) . قال الترمذي: وقد روي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «الوِتْرُ بثلاث عشرةَ، وإِحدى عشرةَ، وتِسْع، وسبع، وخمس، وثلاث، وواحدة» . قال: وقال إِسحاق بن إِبراهيم: معنى ما روي «أنه كان يوتر بثلاث عشرة» [إنما معناه] أنه كان يُصَلِّي من الليل ثلاثَ عشرة ركعة مع الوتر، فَنُسِبَتْ صلاة الليل إلى الوتر. وفي رواية أخرى للنسائي قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُوتِر بسبع، أو خمس، لا يَفْصِل بينهن بتسليم» . [ص: 48] وفي أُخرى له: «كان يوتر بخمس وسبع، ولا يفصل بينها بسلام ولا بكلام» (2) .   (1) هذه الرواية في حديث عائشة عند النسائي عقب حديث أم سلمة. (2) رواه الترمذي رقم (457) في الصلاة، باب ما جاء في الوتر بسبع، والنسائي 3 / 237 في قيام الليل، باب ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس في الوتر، وباب كيف الوتر بخمس وذكر الاختلاف على الحكم في حديث الوتر، وباب الوتر بثلاث عشرة ركعة، ورواه أيضاً الحاكم 1 / 306، وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/322) والترمذي (457) قال: حدثنا هناد. والنسائي (3/237 و 243) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. وفي الكبرى (1256) قال: أخبرنا هناد بن السري. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وهناد بن السري، وأحمد بن حرب - عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، فذكره. - والرواية الأخرى: أخرجه النسائي (3/239) . وفي الكبرى (1313) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار. قال: حدثنا عبيد، عن إسرائيل. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18181) عن عمرو بن هشام، عن مخلد، وهو ابن يزيد، عن سفيان. كلاهما - إسرائيل، وسفيان - عن منصور، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره. * أخرجه أحمد (6/290) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، وفي (6/310) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/321) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1192) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن زهير. والنسائي (3/239) . وفي الكبرى (1312) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا جرير. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18214) عن محمد بن عبد الله بن المبارك، عن يحيى، عن سفيان. ثلاثتهم - جرير بن عبد الحميد، وسفيان، وزهير - عن منصور، عن الحكم، عن مقسم، عن أم سلمة، مثله. ليس فيه «ابن عباس» . الحديث: 4137 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 47 4138 - (س) مقسم [بن بجرة] : قال: «الوِتْرُ سبع، ولا أقل من خمس، قال الحكم: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: عمَّن ذكره؟ قلت: لا أدري، قال الحكم: فحججت، فلقيت مِقْسَماً، فقلت له: عمن؟ قال:عن عائشة، وميمونة» . وفي رواية: عن عروة، عن عائشة: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بخمس، ولا يجلس إِلا في آخرهن» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 239 و 240 في قيام الليل، باب كيف الوتر بخمس، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/193) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/335) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد. والنسائي في الكبرى (1315) قال: أخبرني إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد - وهو ابن زريع. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، ويزيد - عن شعبة قال: حدثني الحكم، فذكره. * وأخرجه النسائي (3/239) وفي الكبرى (1314) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد، قال: حدثنا سفيان بن الحسين، عن الحكم، عن مقسم. قال: الوتر سبع، فلا أقل من خمس، فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: عمن ذكره؟ قلت: لا أدري، قال الحكم: فحججت فلقيت مقسما فقلت له: عمن؟ قال: عن الثقة، عن عائشة، وعن ميمونة. ليس فيه: «عن النبي -صلى الله عليه وسلم-» . قلت: سفيان بن الحسين له أوهام، وقد جوده شعبة. الحديث: 4138 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 48 4139 - (خ م ط ت س) أبو مجلز: قال: «سألتُ ابنَ عباس - رضي الله عنهما- عن الوتر؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ركعة من آخر الليل، قال: وسألت ابنَ عمر؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ركعة من آخر الليل» . وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل مثنى مثنى، [ص: 49] فإذا رأيت أن الصبحَ مُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: تُسلِّم في كل ركعتين» . وفي أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردتَ أن تنصرفَ فاركع ركعة تُوتِرُ لك ما صلَّيتَ» . قال القاسم: «ورأينا أُناساً منذ أدركنا يوتِرون بثلاث، وإِنَّ كُلاًّ لَوَاسِع، وأرجو أن لا يكون بشيء منه بأس» . وفي أخرى زيادة: «أَنَّ ابنَ عمر كان يسلِّم بين الركعتين في الوتر، حتى يأمر ببعض حاجته» . وفي أخرى قال: «قام رجل، فقال: يا رسول الله، كيف صلاةُ الليل؟ قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خِفْتَ الصبح فأوتِرْ بواحدة» . أخرج البخاري ومسلم الثالثة والخامسة، وأخرج البخاري الرابعة، وأخرج مسلم الأولى، والثانية، وأخرج الموطأ الرواية الرابعة والخامسة، وأخرج الترمذي الثالثة، وزاد: «واجعل آخر صلاتك وتراً» . وأخرج النسائي الثالثة (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 404 في الوتر، باب ما جاء في الوتر، وفي المساجد، باب الحلق والجلوس في المسجد، وفي التهجد، باب كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (749) و (753) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى، والموطأ 1 / 123 في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، والترمذي رقم (437) في الصلاة، باب ما جاء أن صلاة الليل مثنى مثنى، والنسائي 3 / 227 و 228 في قيام الليل، باب كيف صلاة الليل، وباب كيف الوتر بواحدة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/311) (2837) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (1/361) (3408) قال: حدثنا بهز. (ح) وحدثنا عفان. ومسلم (2/173) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الصمد. ثلاثتهم - عبد الصمد، وبهز، وعفان - قالوا: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن أبي مجلز، فذكره. * أخرجه أحمد (2/43) (5016) و (2/51) (5126) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وحجاج، قالا: حدثنا شعبة، عن أبي التياح. ومسلم (2/173) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا عبد الوارث، عن أبي التياح. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. والنسائي (3/232) . وفي الكبرى (1305) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن أبي التياح. وفي (3/232) . وفي الكبرى (1306) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى ومحمد، قالا: حدثنا ثم ذكرا كلمة معناها شعبة، عن قتادة. كلاهما - أبو التياح، وقتادة - عن أبي مجلز، عن ابن عمر، فذكره، ليس فيه ابن عباس. أخرجه مالك «الموطأ» (96) . والبخاري (2/30) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/171) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1326) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (3/233) . وفي الكبرى (1308) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. أربعتهم - عبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وابن القاسم - عن مالك، عن نافع، وعبد الله بن دينار، فذكراه. * أخرجه الحميدي (631) قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1320) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل. قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (1072) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الجبار، وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان -. (ح) وحدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. كلاهما - سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن جعفر - قالا: حدثنا عبد الله بن دينار، فذكره. ليس فيه «نافع» . * وأخرجه أحمد (2/5) (4492) و (2/48) (5085) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/49) (5103) و (2/66) (5341) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير - يعني أبا أحمد الزبيري - قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن أبي رواد -. وفي (2/54) (5159) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، وفي (2/102) (5793) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/119) (6008) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا الليث. والدارمي (1467 و 1592) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/127) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، وابن ماجة (1319) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (437) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث. والنسائي (3/227) قال: أخبرنا موسى بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله ابن يونس. قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا الحسن بن الحر. وفي (3/228) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث. وفي (3/233) . وفي الكبرى (397) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خالد بن زياد. وابن خزيمة (1072) قال: حدثنا أحمد بن منيع، ومؤمل بن هشام، وزياد بن أيوب، قالوا: حدثنا إسماعيل بن علية. قال مؤمل: عن أيوب وقال الآخرون: أخبرنا أيوب. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثنا بندار أيضا، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، قال: حدثنا عبد الله. ثمانيتهم - أيوب، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، ومالك، والحسن بن الحر، وخالد بن زياد، وعبد الله - عن نافع، فذكره. ليس فيه «عبد الله بن دينار» . ورواه سالم بن عبد الله، ولفظه أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إن رجلا قال: يا رسول الله، كيف صلاة الليل؟ قال: مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة» . 1 - أخرجه الحميدي (628) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4559) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/148) (6355) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (2/64) قال: حدثنا أبواليمان، قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (2/172) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1320) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (3/227) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان، ومحمد بن صدقة. قالا: حدثنا محمد بن حرب. عن الزبيدي. وفي (3/228) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان، عن شعيب. وفي الكبرى (396) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. وفي (1289) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان. وابن خزيمة (1072) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن الزهري. 2 - وأخرجه أحمد (2/133) (6169) قال: حدثنا أبو المغيرة. وفي (2/133) (6170) قال: حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي. كلاهما - أبو المغيرة، وزيد بن يحيى - قالا: حدثنا عبد الله بن العلاء. كلاهما - الزهري، وعبد الله بن العلاء بن زبر - عن سالم، فذكره. ورواه عن أنس بن سيرين، ولفظه قال: سألت ابن عمر، قلت: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أأطيل فيهما القراءة؟ قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة قال: قلت: إني لست عن هذا أسألك، قال: إنك لضخم. ألا تدعني أستقرئ لك الحديث؟ كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل مثى مثنى. ويوتر بركعة. ويصلي ركعتين قبل الغداة. كأن الأذان بأذنيه» . 1- أخرجه أحمد (2/31) (4860) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/45) (5049) و (2/78) (5490) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (2/174) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - يزيد بن هارون ومحمد بن جعفر - قال يزيد: أخبرنا. وقال محمد بن جعفر: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (2/88) (5609) قال: حدثنا أبو كامل. والبخاري (2/31) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (2/174) قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو كامل. وابن ماجة (1144 و 1174 و 1318) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والترمذي (461) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6652) عن أحمد بن عبدة. وابن خزيمة (1073 و 1112) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. خمستهم - أبو كامل فضيل بن حسين، وأبو النعمان، وخلف بن هشام، وأحمد بن عبدة، وقتيبة - قالوا: حدثنا حماد بن زيد. 3- وأخرجه أحمد (2/126) (6090) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة. ثلاثتهم - شعبة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة - عن أنس بن سيرين، فذكره. ورواه أنس بن سيرين، ولفظه قال: قلت لعبد الله بن عمر: أقرأ خلف الإمام؟ قال: تجزئك قراءة الإمام. قلت: ركعتي الفجر. أطيل فيهما القراءة؟ قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة الليل مثنى مثنى» . قال: قلت: إنما سألتك عن ركعتي الفجر، قال: إنك لضخم ألست تراني أبتدئ الحديث. «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح أوتر بركعة، ثم يضع رأسه، فإن شئت قلت: نام، وإن شئت قلت: لم ينم، ثم يقوم إليهما والأذان في أذنيه، فأي طول يكون» . ثم قلت: رجل أوصى بمال في سبيل الله، أينفق منه في الحج؟ قال: أما إنكم لو فعلتم كان من سبيل الله. قال: قلت: رجل تفوته ركعة مع الإمام. فسلم الإمام، أيقوم إلى قضائها قبل أن يقوم الإمام؟ قال: «كان الإمام إذا سلم قام» . قلت: الرجل يأخذ بالدين أكثر من ماله؟ قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة عند إسته على قدر غدرته» . أخرجه أحمد (2/49) (5096) قال: حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا أبي، عن أنس ابن سيرين، فذكره. ورواه طاوس، ولفظه: عن ابن عمر، «أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الليل، فقال: مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأتر بركعة» . 1- أخرجه الحميدي (629) . ومسلم (2/172) قال: حدثنا محمد بن عباد. وابن ماجة (1320) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل. وابن خزيمة (1072) قال: حدثنا عبد الجبار (ح) وحدثنا المخزومي (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن بشر. ستتهم - الحميدي، ومحمد بن عباد، وسهل بن أبي سهل، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الرحمن بن بشر - قالوا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار. 2- وأخرجه أحمد (2/30) (4848) قال: حدثنا يزيد. والنسائي في الكبرى (398) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا المعتمر. كلاهما - يزيد، والمعتمر - عن سليمان التيمي. 3 - وأخرجه أحمد (2/113) (5937) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/141) (6258) قال: حدثنا جرير، عن منصور. والنسائي (3/227) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن منصور. كلاهما - سفيان، ومنصور - عن حبيب بن أبي ثابت. ثلاثتهم - عمرو بن دينار، وسليمان التيمي، وحبيب بن أبي ثابت - عن طاوس، فذكره. ورواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع - ولفظهما -: عن ابن عمر، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سمعه يقول: «صلاة الليل ركعتين ركعتين، فإذا خفتم الصبح، فأوتروا بواحدة» . أخرجه أحمد (2/75) (5454) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان. والنسائي (3/233) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد - يعني ابن المبارك - قال: حدثنا معاوية، وهو ابن سلام. كلاهما - شيبان، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع، فذكراه. أخرجه الحميدي (630) . وأحمد (2/10) (4571) . وابن ماجة (1320) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل. والنسائى (3/227) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (1072) قال: حدثنا عبد الجبار. خمستهم - الحميدي، وأحمد، وسهل بن أبي سهل، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء - قالوا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن أبي لبيد، عن أبي سلمة، فذكره. ليس فيه «نافع» . ورواه عبد الله بن شقيق - ولفظه -: عن عبد الله بن عمر: «أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا بينه وبين السائل. فقال: يا رسول الله، كيف صلاة الليل؟ قال: مثنى مثنى. فإذا خشيت الصبح، فصل ركعة، واجعل آخر صلاتك وترا. ثم سأله رجل، على رأس الحول، وأنا بذلك المكان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا أدري، هو ذلك الرجل أو رجل آخر. فقال له مثل ذلك» . أخرجه أحمد (2/40) (4987) قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن خالد. وفي (2/58) (5217) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عمران بن حدير. وفي (2/71) (5399) قال: حدثنا أبوسعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا ليث، قال: حدثنا عاصم. وفي (2/76) (5470) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: أنبأنا خالد الحذاء. وفي (2/79) (5503) قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن خالد. وفي (2/81) (5537) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر. وفي (2/100) (5759) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. ومسلم (2/172) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب، وبديل. (ح) وحدثني أبو كامل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب وبديل، وعمران بن حدير (ح) وحدثنا محمد بن عبيد الغبري، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب، والزبير بن الخريت. وأبو داود (1421) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا همام، عن قتادة. والنسائي (3/232) . وفي الكبرى (1307) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني، عن عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. وابن خزيمة (1072) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا خالد. (ح) وحدثنا بندار أيضا، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد (ح) وحدثنا الصنعاني، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد. وفي (1110) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا مرحوم - يعني ابن عبد العزيز - عن خالد. ثمانيتهم - خالد الحذاء، وعمران بن حدير، وعاصم الأحول، وأبو بشر، جعفر بن أبي وحشية، وقتادة، وأيوب، وبديل بن ميسرة، والزبير بن الخريت - عن عبد الله بن شقيق العقيلي، فذكره. (*) في رواية علي بن عاصم، وشعبة، ومرحوم بن عبد العزيز، عن خالد الحذاء: «فإذا خشيت الصبح فاسجد سجدة، وركعتين قبل الصبح» وفي رواية عاصم الأحول: «فإذا خشيت الصبح، فبادر الصبح بركعة، وركعتين قبل صلاة الغداة» . (*) لفظ رواية قتادة: «أن رجلا من أهل البادية سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الليل. قال: مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل» . ورواه عقبة بن حريث - ولفظه -: قال: سمعت ابن عمر يحدث، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك، فأوتر بواحدة» . فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن يسلم في كل ركعتين. أخرجه أحمد (2/44) (5032) قال: حدثنا بهز. وفي (2/77) (5483) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (2/174) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - بهز، ومحمد بن جعفر - قالا: حدثنا شعبة، قال: سمعت عقبة بن حريث، فذكره. ورواه سالم بن عبد الله بن عمر، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف - ولفظهم -: عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أنه قال: «قام رجل فقال: يا رسول الله، كيف صلاة الليل؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح، فأوتر بواحدة» . أخرجه مسلم (2/172) . والنسائي (3/228) قال: أخبرنا أحمد بن الهيثم. كلاهما - مسلم، وأحمد بن الهيثم - عن حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن ابن شهاب حدثه، أن سالم بن عبد الله بن عمر، وحميد بن عبد الرحمن ابن عوف حدثاه، فذكراه. * أخرجه أحمد (2/134) (6176) . والنسائي (3/228) . وفي الكبرى (1290) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى - قالا: حدثنا يعقوب - هو ابن إبراهيم - قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، فذكره. ليس فيه «سالم بن عبد الله ابن عمر» . ورواه القاسم بن محمد - ولفظه -: عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله قال: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف، فاركع بواحدة، توتر لك ما قد صليت» . أخرجه البخاري (2/30) وفي جزء القراءة (231) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. والنسائي (3/233) . وفي الكبرى (372) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا حجاج بن إبراهيم. كلاهما - يحيى بن سليمان، وحجاج بن إبراهيم - قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه، عن أبيه، فذكره. ورواه عبيد الله بن عبد الله بن عمر - ولفظه - أن ابن عمر حدثهم: أن رجلا نادى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في المسجد، فقال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كيف أوتر صلاة الليل؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلى فليصل مثنى مثنى، فإن أحس أن يصبح، سجد سجدة، فأوترت له ما صلى» . أخرجه مسلم (2/173) قال: حدثنا أبو كريب، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره. قال أبو كريب: «عبيد الله بن عبد الله» ولم يقل: «ابن عمر» ، يعني لم ينسبه إلى جده. ورواه عطية بن سعد - ولفظه - عن ابن عمر، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فواحدة، إن الله تعالى وتر، يحب الوتر» . أخرجه أحمد (2/155) (6439) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش عن عطية بن سعد، فذكره. ورواه محمد بن عبد الرحمن - ولفظه -: عن عبد الله بن عمر. قال: «سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر، يخطب الناس، وهو يقول: لا تأتون الله يوم القيامة بشيء، هو أفضل من صلاتكم، ألا وإن صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح، فواحدة» . أخرجه عبد بن حميد (845) قال: حدثني سعيد بن سلام، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، عن حميد الأعرج، عن محمد بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4139 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 48 4140 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «قيل له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، ما أوتر إِلا بواحدة؟ قال: أصاب، إِنه فقيه» . «أوْتَرَ معاويةُ بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابنَ عباس فأخبره (1) ، فقال: دَعْه، فإنه قد صحب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري (2) .   (1) لفظة " فأخبره " ليست في نسخ البخاري المطبوعة، ولعلها من زيادات الحميدي. (2) 7 / 81 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر معاوية رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وفي رواية نافع بن عمر: «قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب، إنه فقيه» . أخرجه البخاري (5/35) قال: حدثنا الحسن بن بشر، قال: حدثنا المعافى، عن عثمان بن الأسود. (ح) وحدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا نافع بن عمر. كلاهما - عثمان، ونافع - عن ابن أبي مليكة،فذكره. الحديث: 4140 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 50 4141 - (خ ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: أخبرني عبد الله بن ثعلبة - وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد مسح عينه (1) -: «أَنه رأَى سعد بن أبي وقَّاص يُوتر بركعة» . وفي رواية: «وكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قد مسح وجهه عام الفتح» . أخرجه البخاري، والموطأ (2) .   (1) في المطبوع: عنه. (2) رواه البخاري 8 / 17 معلقاً، في المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، وفي الدعوات 11 / 127 موصولاً، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم، والموطأ مختصراً 1 / 125 في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وهو منقطع عنده، وقد وصله البخاري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (274) عن ابن شهاب، فذكره منقطعا. وأخرجه البخاري معلقا (8/17) وفي الدعوات موصولا (11/127) قال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير - وكان رسول الله قد مسح عينه. قلت: ويضاف: أخرجه أحمد (5/432) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: قرأت على يونس. وفي (5/432) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثني الزبيدي. وفي (5/432) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. والبخاري (8/95) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. ثلاثتهم - يونس، والزبيدي، وشعيب - عن الزهري، فذكره. الحديث: 4141 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 50 4142 - (س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كان بين مكةَ والمدينةِ، فصلَّى العشاء ركعتين، ثم قام فصلَّى ركعة أوْتَرَ بها، فقرأ فيها بمائة آية من النساء، ثم قال: ما أَلَوْتُ أن أضعَ قدميَّ حيث وضع [ص: 51] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قَدَمَيْهِ، وأَن أقرأ بما قرأ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 243 و 244 في قيام الليل، باب القراءة في الوتر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/419) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا ثابت. والنسائي (3/243) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما - ثابت، وحماد - عن عاصم الأحول، عن أبي مجلز، فذكره. الحديث: 4142 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 50 [الفرع] الثالث: في القراءة في الوتر 4143 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُوتِرُ بِثلاث، يقرأُ فيهن بتسع سُوَر (1) من المفصل، يقرأ في كل ركعة بثلاث سور، آخِرُهُنَّ: {قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ} » . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في الأصل والمطبوع: يقرأ فيهن سبع سور، وفي جميع نسخ الترمذي: بتسع سور، وقد رواه أيضاً أحمد في المسند رقم (678) وعدد أسماء السور التسع وهي: {ألهاكم التكاثر} و {إنا أنزلناه في ليلة القدر} و {إذا زلزلت} و {والعصر} و {إذا جاء نصر الله والفتح} و {إنا أعطيناك الكوثر} و {قل يا أيها الكافرون} و {تبت يدا أبي لهب وتب} و {قل هو الله أحد} . (2) رقم (460) في الصلاة، باب ما جاء في الوتر بثلاث، وفي سنده الحارث الأعور، وهو ضعيف جداً. أقول: والإيتار بثلاث له شواهد كثيرة، قال الترمذي: وفي الباب عن عمران ابن حصين، وعائشة، وابن عباس، وأبي أيوب، وعبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب، وقد قال محمد بن نصر في " قيام الليل ": الأمر عندنا أن الوتر بواحدة وبثلاث وخمس وسبع وتسع، كل ذلك جائز حسن على ما روينا من الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده، وقال سفيان: إن شئت أوترت بخمس، وإن شئت أوترت بثلاث، وإن شئت أوترت بركعة، وقال محمد بن سيرين: كانوا يوترون بخمس وبثلاث وبركعة، ويرون كل ذاك حسناً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/89) (678) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، وأسود ابن عامر، قالا: حدثنا إسرائيل. وفي (685) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو بكر. وعبد ابن حميد (68) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. والترمذي (460) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. كلاهما - إسرائيل، وأبو بكر - عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. الحديث: 4143 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 51 4144 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الوتر بـ: {سبِّح اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} و: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد} في ركعةٍ ركعة» . أَخرجه الترمذي، وعند النسائي: «كان يوتر بثلاث ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (462) في الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ به في الوتر، والنسائي 3 / 136 في قيام الليل، باب ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس، وهو حديث حسن له شواهد بمعناه، منها حديث عائشة الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (462) قال: ثنا علي بن حجر، أخبرنا شريك عن أبي إسحاق. والنسائي (3/236) أخبرنا الحسين بن عيسى قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا زكريا بن أبي زائدة، وفي (3/236) أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: ثنا نعيم، قال: ثنا زهير، قالا: عن أبي إسحاق عن سعيد ابن جبير، فذكره. الحديث: 4144 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 52 4145 - (ت د س) عبد العزيز بن جريج - رحمه الله -: قال: «سَأَلْنا عائشةَ: بأي شيء كان يوتر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: كان يقرأ في الأولى بـ: {سبِّح اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} وفي الثانية بـ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} وفي الثالثة بـ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد} والمعوِّذتين» . أخرجه الترمذي، وأبو داود، وأخرجه النسائي عن عبد الرحمن بن أبْزَى عن عائشة (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1424) في الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ به في الوتر، ولم نجده عند النسائي من رواية عبد الرحمن ابن أبزى عن عائشة، وإنما هو عند النسائي 3 / 244 و 245 في قيام الليل، من حديث عبد الرحمن ابن أبزى، وهو كذلك في " مشكاة المصابيح " رقم (1269) ، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 305 من طريق أخرى وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/227) . وأبو داود (1424) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب. وابن ماجة (1173) قال: حدثنا محمد بن الصباح وأبو يوسف الرقي محمد بن أحمد الصيدلاني. والترمذي (463) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري. خمستهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي شعيب، ومحمد بن الصباح، وأبو يوسف، وإسحاق - عن محمد بن سلمة الحراني، عن خصيف، عن عبد العزيز بن جريج، فذكره. قلت: خصيف يضعف في الحديث. الحديث: 4145 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 52 4146 - (س) عبد الرحمن بن أبزى: عن أبيه (1) - رضي الله عنه [ص: 53] : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأُُ في الوتر بـ: {سبِّح اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} و: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد} » . وفي أخرى مثلها، وزاد: «وكان يقول إِذا سلَّم: سبحان الملك القدوس ثلاثاً، ويرفع صوته في الثالثة» . وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَوْتَرَ بـ: {سبِّح اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} » . أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القُدُّوس) : بضم القاف وفتحها: من القُدس: الطهارة، والتقديس: التطهير، وسيبويه يرويه بالفتح، وغيره يرويه بالضم والفتح.   (1) كذا في الأصل والمطبوع: عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، والذي في النسائي المطبوع: عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه. (2) 3 / 244 - 247 في قيام الليل، باب نوع آخر من القراءة في الوتر، وباب ذكر الاختلاف على شعبة، وباب ذكر الاختلاف على مالك بن مغول فيه، وباب ذكر الاختلاف على شعبة عن قتادة في هذا الحديث، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/406) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. وفي (3/406) قال: حدثنا أبو داود. وفي (3/407) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (3/247) . وفي الكبرى (1356) . وفي عمل اليوم والليلة (744) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا أبو داود. وفي (3/247) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد. أربعتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، وأبو داود، ويحيى - عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة، فذكره. (*) رواية محمد بن جعفر، وحجاج، ويحيى بن سعيد مختصرة على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بـ {سبح اسم ربك الأعلى} » . - ورواه ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، - ولفظه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} وكان يقول إذا سلم: سبحان الملك القدوس، ثلاثا، ويرفع صوته بالثالثة. 1- أخرجه أحمد (3/406) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، وزبيد الأيامى. وفي (3/406) قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني زبيد، وسلمة بن كهيل. وفي (3/406) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: زبيد وسلمة، أخبراني. وفي (3/406) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن زبيد. وفي (3/407) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن زبيد. والنسائي (3/244) . وفي الكبرى (1339) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة، عن حصين بن نمير، عن حصين بن عبد الرحمن. وفي (3/244) وفي الكبرى (1344) . وفي عمل اليوم والليلة (737) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة، وزبيد. وفي (3/245) . وفي عمل اليوم والليلة (738) قال: أخبرنا محمد ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني سلمة، وزبيد. وفي (3/250) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن زبيد. وفي (3/250) . وفي الكبرى (1357) . وفي عمل اليوم والليلة (731) قال: أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا جرير، قال: سمعت زبيدا. وفي عمل اليوم والليلة (730) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق - وهو ابن منصور - قال: حدثنا حماد، عن عطاء. أربعتهم - سلمة بن كهيل، وزبيد، وحصين بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب - عن ذر بن عبد الله المرهبي. 2- وأخرجه أحمد (3/406) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا همام. وفي (3/406) قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/406) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (312) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي أبو عبد الله، عن سعيد بن أبي عروبة. والنسائي (3/251) . وفي الكبرى (375) وفي عمل اليوم والليلة (741) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا سعيد. وفي (3/246) . وفي الكبرى (1355) . وفي عمل اليوم والليلة (743) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة. وفي عمل اليوم والليلة (742) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا سعيد. ثلاثتهم - همام، وشعبة، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة، عن عزرة. كلاهما - ذر، وعزرة - عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، فذكره. * أخرجه النسائي (3/245) . وفي عمل اليوم والليلة (739) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير، عن منصور، عن سلمة بن كهيل. وأخرجه النسائي (3/245) . وفي الكبرى (1342) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد ابن عبيد، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان. وفي (3/246) . وفي الكبرى (1343) . وفي عمل اليوم والليلة (733) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا محمد بن جحادة. وفي (3/246) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا شعيب بن حرب، عن مالك وفي (3/249) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم، عن سفيان. وفي (3/250) . وفي عمل اليوم والليلة (735) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن سفيان الثوري، وعبد الملك بن أبي سليمان. أربعتهم - عبد الملك بن أبي سليمان، ومحمد بن جحادة، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري - عن زبيد. وأخرجه النسائي (3/246) . وفي الكبرى (1340) قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح، قال: حدثنا الحسن ابن حبيب، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن عطاء بن السائب. ثلاثتهم - سلمة بن كهيل، وزبيد، وعطاء بن السائب - عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، فذكره. «ليس فيه ذر» . * وأخرجه النسائي (3/246) . وفي عمل اليوم والليلة (732) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مالك، عن زبيد، عن ذر. وفي (3/251) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي عامر، عن هشام، عن قتادة، عن عزرة. كلاهما - ذر، وعزرة - عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره مرسلا، ليس فيه «عن أبيه» . الحديث: 4146 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 52 4147 - (د س) أُبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يوتر بـ: {سبِّح اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} و: {قُلْ للذينَ كَفَروا} (1) و: {الله الواحد الصمد} » (2) أخرجه أبو داود. وله في أخرى قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا سلَّم في الوتر قال: سبحان الملك القدوس» . [ص: 54] وفي رواية النسائي: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُوتِرُ بثلاث ركعات يقرأ في الأولى بـ: {سبِّح اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} وفي الثانية بـ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} وفي الثالثة بـ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد} ويقنت قبل الركوع، فإِذا فَرَغ قال عند فراغه: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات، يُطيل في آخرهنَّ» . وفي أخرى له: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الوتر بـ: {سبِّح اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} ... وذكره، وقال: ولا يسلِّم إِلا في آخرهن، ويقول بعد التسليم: سبحان الملك القدوس ثلاثاً» (3) .   (1) أي: {قل يا أيها الكافرون} وفي هامش " عون المعبود " نسخة: وقل {قل يا أيها الكافرون} . (2) أي: {قل هو الله أحد} . (3) رواه أبو داود رقم (1423) في الصلاة، باب ما يقرأ في الوتر، والنسائي 3 / 235 في قيام الليل، باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي بن كعب في الوتر، وباب نوع آخر من القراءة في الوتر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ورد الحديث مطولا ومختصرا على النحو التالي: رواية عبد بن حميد (176) ، وأبي داود (1423) ، وابن ماجة (1171) ، وعبد الله بن أحمد (5/123) ، والنسائي (3/235 و 244) مختصرة على القراءة. ورواية أبي داود (1430) مختصرة على التسبيح. ورواية ابن ماجة (1182) مختصرة على القنوت. ورواية عبد الله بن أحمد (5/123) ، والنسائي (3/244) ، وفي عمل اليوم والليلة (729) مختصرة على القراءة والتسبيح. ورواية النسائي (3/235) ، وفي عمل اليوم والليلة (740) مختصرة على القراءة والتسبيح، وزاد «ولايُسَلِّمُ إلا في آخرهن» . بيان تخريجه: 1 - من طريق الأعمش: أخرجه عبد بن حميد (176) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سعد، قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي. وأبو داود (1423) ، وابن ماجة (171) ، وعبد الله بن أحمد (5/123) ثلاثتهم عن عثمان بن أبي شيبة، قا: حدثنا أبو حفص الأبار، وفي (1423) قال أبو داود: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا محمد بن أنس، والنسائي (3/244) قال: أخبرنا يحيي بن موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي. ثلاثتهم - أبو جعفر الرازي، وأبو حفص الأبار، ومحمد بن أنس - عن الأعمش، عن زبيد، وطلحة، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، فذكره. وأخرجه أبو داود (1430) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن أحمد (5/123) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، والنسائي في عمل اليوم والليلة (729) قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم. ثلاثتهم - عثمان، وأبو بكر، ومحمد بن الحسين - عن محمد بن أبي عبيدة، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن طلحة الإيلي، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، فذكره. 2- من طريق سفيان: أخرجه ابن ماجة (1182) ، والنسائي (3/235) ، وفي عمل اليوم والليلة (734) . كلاهما - النسائي وابن ماجة - عن علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن زبيد اليامي، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، فذكره. 3- من طريق قتادة: أخرجه النسائي (3/235) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس، وفي (3/235) ، وفي عمل اليوم والليلة (740) قال النسائي: أخبرنا يحيى بن موسى، قال: أنبأنا عبد العزيز ابن خالد. كلاهما - عيسى، وعبد العزيز - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، فذكره. «ولم يذكر عيسى بن يونس في روايته عزرة» . 4- ومن طريق جرير بن حازم: أخرجه عبد الله بن أحمد (5/123) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا أبو عمر الضرير البصري، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن زبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4147 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 53 4148 - (س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أوْتَرَ بـ: {سبِّح اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} » أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 247 في قيام الليل، باب ذكر الاختلاف على شعبة عن قتادة في هذا الحديث، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (3/247) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا شبابة، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أحدا تابع شبابة على هذا الحديث. الحديث: 4148 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 54 [الفرع] الرابع: في وقت الوتر الوتر قبل الصبح 4149 - (د ت) خارجة بن حذافة - رضي الله عنه -: قال: «خرج علينا [ص: 55] يوماً رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: قد أمدَّكم الله بصلاة هي خير لكم من حُمْر النَّعَم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء الآخر [ة] (1) إِلى طلوع الفجر» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حُمر النَّعَم) النَّعَم: الإبل، وحمرها: خيارها وأعلاها قيمة.   (1) لفظة " الآخرة " ليست في نسخ أبي داود والترمذي المطبوعة. (2) رواه أبو داود رقم (1418) في الصلاة، باب استحباب الوتر، والترمذي رقم (452) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الوتر، وفي سنده ضعف وانقطاع، ولكن في الباب عن معاذ ابن جبل، وعمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، وأبي بصرة الغفاري، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وانظر تخريجها في " تلخيص الحبير " للحافظ ابن حجر 2 / 16. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: 1 - أخرجه أحمد. قال: حدثنا يزيد بن هارون. (ح) وحدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. كلاهما - يزيد، وإبراهيم بن سعد والد يعقوب - عن محمد بن إسحاق. 2 - وأخرجه أحمد. قال: حدثنا هاشم. والدارمي (1584) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. وأبو داود (1418) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وقتيبة بن سعيد. وابن ماجة (1168) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. والترمذي (452) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - هاشم، وأبو الوليد، وقتيبة، وابن رمح- عن الليث بن سعد. كلاهما - ابن إسحاق، والليث - عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن راشد الزوفي، عن عبد الله ابن أبي مرة الزوفي، فذكره. قال الحافظ: له حديث واحد في الوتر، ونقل عن محمد بن الربيع قوله: «لم يرو عنه غير المصريين» . اهـ. قال أبو عيسى: حديث غريب. لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي حبيبة وقد وهم بعض المحدثين في هذا الحديث فقال: عن عبد الله بن راشد الزرقي وهو وهم في هذا. راجع نصب الراية (1/109) ، طبقات ابن سعد (4/1/139) . الحديث: 4149 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 54 4150 - (م ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أوتِروا قبلَ أَن تُصْبِحُوا» . أخرجه مسلم، والترمذي. وفي رواية النسائي: «قبل الصبح» . وفي أخرى: «قبل الفجر» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (754) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل، والترمذي رقم (468) في الصلاة، باب ما جاء في مبادرة الصبح بالوتر، والنسائي 3 / 231 في قيام الليل، باب الأمر بالوتر قبل الصبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/4) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام. وفي (3/13) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا أبو معاوية - يعني شيبان -. وفي (3/35) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا علي. وفي (3/37) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (3/71) ، والدارمي (5196) قالا - أحمد، والدارمي -: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار. ومسلم (2/174) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرني عبيد الله، عن شيبان. وابن ماجة (1189) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وأحمد بن الأزهر، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والترمذي (468) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (3/231) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، قال: أنبأنا محمد،وهو ابن المبارك قال: حدثنا معاوية-وهو ابن سلام بن أبي سلام-وفي (3/231) . وفي الكبرى (1301) قال: أخبرنا يحيى بن درست، قال: حدثنا أبو إسماعيل القناد. وابن خزيمة (1089) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثني عبد الأعلى، قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا علي - يعني ابن المبارك. سبعتهم - همام، وأبو معاوية شيبان، وعلي بن المبارك، ومعمر، وأبان، ومعاوية بن سلام، وأبوإسماعيل - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي نضرة، فذكره. (*) رواية همام: «الوتر بالليل» . (*) ورواية أبان، وأبي إسماعيل القناد: «أوتروا قبل الفجر» . الحديث: 4150 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 55 4151 - (م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى من الليل فلْيجعل آخر صلاته وتْراً قبل الصبح» . أخرجه مسلم. [ص: 56] وفي أخرى له وللترمذي: أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بادِرُوا الصبحَ بالوتر» . وفي أخرى للترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا طلعَ الفجرُ فقد ذهبَ كلُّ صلاة الليل والوتر، فأَوتروا قبل الفجر» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (751) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى، والترمذي رقم (467) و (469) في الصلاة، باب ما جاء في مبادرة الصبح بالوتر، وأخرج أبو داود رواية الترمذي الأولى رقم (1436) في الصلاة، باب في وقت الوتر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم، راجع تخريج الحديث رقم (4133) . الحديث: 4151 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 55 4152 - (خ م س ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «من كلِّ الليل أوْتر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: من أوَّلِ الليل، وأوسَطِهِ، وآخِرهِ، وانتهى وِتْرُهُ إِلى السَّحَر» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. ولفظ البخاري: «كلَّ (1) الليل أوْتر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وانتهى وِتره إِلى السَّحر» . وفي رواية الترمذي: «وانتهى وتره حين مات (2) في السحر» . وفي رواية أبي داود قال: قلتُ لعائشة: متى كان يُوتِرُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: ... وذكرت الحديث مثل الترمذي. وأخرجه الترمذي، وأبو داود بزيادة معنى آخر عن عبد الله بن أبي قيس. فأما لفظ الترمذي، فقال: «سألتُ عائشةَ عن وِتْرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 57] : كيف كان يوتر، من أوَّلِ الليل، أو من آخره؟ فقالت: كلَّ ذلك قد كان يصنع، ربما أوتر من أول الليل، وربما أوتر من آخره، فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سَعة، فقلت: كيف كانت قراءته: أكان يُسِرُّ بالقراءة، أم يجهر؟ فقالت: كلَّ ذلك كان يفعل، قد كان ربما أسَرَّ، وربما جهر، قال: فقلت: الحمد لله الذي جعلَ في الأمر سَعَة، قال: فقلت: كيف كان يصنع في الجنابة: أَكان يغتسل قبل أن ينام، أَو ينام قبل أن يغتسل؟ قالت: كلَّ ذلك قد كان يفعل، ربما اغتسل فنام، وربما توَّضأَ فنام، فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سَعة» . وأما لفظ أبي داود: فإنه قال: «سألتُ عائشةَ عن وتْر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: ربما أوْتَر أوَّل الليل، وربما أوْتَر آخرَه. قلت: كيف كانت قراءته: كان يُسِرُّ بالقراءة، أَم يجهر؟ قالت: كلُّ ذلك كان يفعل، ربما أَسَرَّ، وربما جهر، وربما اغتسل فنام، وربما توضَّأ فنام» . قال غير قتيبة: «يعني في الجنابة» (3) .   (1) بنصب " كل " على الظرفية، أو بالرفع، على أنه مبتدأ، والجملة خبر، والتقدير: أوتر فيه. (2) في الأصل: حين بات، والتصحيح من نسخ الترمذي المطبوعة. (3) رواه البخاري 2 / 406 في الوتر، باب ساعات الوتر، ومسلم رقم (745) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل وأن الوتر ركعة، والنسائي 3 / 230 في قيام الليل، باب وقت الوتر، والترمذي رقم (456) في الصلاة، باب ما جاء في الوتر من أول الليل وآخره ورقم (2925) في ثواب القرآن، باب ما جاء كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1435) و (1437) في الصلاة، باب في وقت الوتر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (188) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو يعفور بن عبيد بن نسطاس، عن مسلم بن صبيح. وأحمد (6/46) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم. وفي (6/46 و 100) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. قال: سمعت أبا الضحى. وفي (6/107) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى. وفي (6/129) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن مسلم (ح) وأبي حصين، عن يحيى بن وثاب. وفي (6/204) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي الضحى. وفي (6/204) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب. والدارمي (1595) قال: أخبرنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب. والبخاري (2/31) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. قال: حدثني مسلم. ومسلم (2/168) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبي يعفور، واسمه واقد، ولقبه وقدان. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. كلاهما عن مسلم. (ح) وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب. (ح) وحدثني علي بن حجر. قال: حدثنا حسان قاضي كرمان، عن سعيد بن مسروق، عن أبي الضحى. وأبو داود (1435) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن مسلم. وابن ماجة (1185) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن يحيى. والترمذي (456) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. قال: حدثنا أبو حصين، عن يحيى بن وثاب. والنسائي (3/230) وفي الكبرى (1299) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب. كلاهما - مسلم بن صبيح أبو الضحى، ويحيى بن وثاب - عن مسروق، فذكره. (*) قال أحمد بن حنبل عقب رواية وكيع وعبد الرحمن: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي. (ح) وسفيان، عن أبي حصين، فذكرهما جميعا. قلت: سيأتي من ألفاظه، في حرف الطاء «الطهارة» . الحديث: 4152 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 56 4153 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أَمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أُوتِرَ قبل أن أَنام» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (455) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية النوم قبل الوتر، وقال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال، وفي الباب عن أبي ذر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه الترمذي (455) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن عيسى بن أبي عزة، عن الشعبي، عن أبي ثور الأزدي، فذكره. قلت: له شواهد وطرق كثيرة جدا بألفاظ مختلفة. الحديث: 4153 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 58 4154 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليْوتِرْ أَوَّلَه، ثم لِيَرْقُدْ، ومن طَمِعَ أَن يقومَ آخرَ الليل، فإن صلاةَ آخِرِ الليل مَشهُودة مَحْضُورة، وذلك أفْضلُ» . أَخرجه مسلم، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مشهودة محضورة) : يعني تشهدها ملائكة الليل والنهار، وتحضرها، هذه صاعدة، وهذه نازلة.   (1) رواه مسلم رقم (755) في صلاة المسافرين، باب من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، والترمذي رقم (455) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية النوم قبل الوتر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية، ومحمد بن عبيد. وفي (3/389) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وعبد بن حميد (1017) قال: حدثنا يعلى. ومسلم (2/174) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص، وأبو معاوية. وابن ماجة (1187) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي غنية. والترمذي (455) مكرر قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (1086) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - (ح) وحدثنا علي أيضا، قال: أخبرنا عبد الله - يعني ابن إدريس - (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير 0 (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا محمد بن عبيد (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. عشرتهم - أبو معاوية، وابن عبيد، وسفيان، ويعلى، وحفص، وابن أبي غنية، وعيسى، وابن إدريس، وجرير، وأبو عوانة - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 4154 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 58 4155 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: كانت تقولُ: «من خشيَ أن ينام حتى يصبحَ فليوترْ قبل أَن ينامَ، ومن رجا أن يستيقظ آخر الليل فليُؤخِّرَ وِتْرَه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 124 في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بلاغ: ذكره مالك في «الموطأ» (271) أنه بلغه أن عائشة، فذكرته. الحديث: 4155 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 58 4156 - (د ط) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: «متى توتر؟ قال: أُوتر من أَولِ الليل، وقال لعمر: متى توتر؟ قال: آخرَ الليل، فقال لأبي بكر: أخذ هذا بالحَذَرِ (1) ، وقال لعمر: أَخذ هذا بالقوة» . أَخرجه أبو داود. وأَخرجه الموطأ عن ابن المسيِّب، قال: «كان أبو بكر الصِّدِّيق إِذا أَراد أن يَأتِيَ فِرَاشَهُ أوْتَر، وكان عمر يوتِر آخِرَ الليل» (2) .   (1) في بعض النسخ: بالحزم. (2) رواه الموطأ 1 / 124 في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وأبو داود رقم (1434) في الصلاة، باب في الوتر قبل النوم، وإسناده عند أبي داود حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1434) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف. وابن خزيمة (1084) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز بخبر غريب غريب. كلاهما - محمد بن أحمد بن أبي خلف، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز - عن يحيى بن إسحاق السيلحيني أبو زكريا. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح. فذكره. (*) قال ابن خزيمة: هذا عند أصحابنا، عن حماد. مرسل. ليس فيه «أبو قتادة» . الحديث: 4156 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 59 4157 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي من الليل، فإذا أوتَرَ قال: قُومي فَأَوتِرِي يا عائشةُ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (744) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/152) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر. ومسلم (744) قال: ثنا زهير بن حرب، ثنا جرير - كلاهما - عن الأعمش عن تميم بن سلمة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته. الحديث: 4157 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 59 الوتر بعد الصبح 4158 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من نام عن وِترِه فَلْيُصلِّ إِذا أَصْبَحَ» . أخرجه الترمذي. وله في أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم- قال: «من نام عن الوتْرِ أو نسِيه فَلْيَصَلِّ إِذا ذكره وَإِذا استيْقَظ» . [ص: 60] وأخرج أبو داود الرواية الثانية إِلى قوله: «إِذا ذَكَرَهُ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1431) في الصلاة، باب في الدعاء بعد الوتر، والترمذي رقم (465) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل ينام عن الوتر أو ينساه، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 302 والبيهقي 2 / 480 وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/31) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/44) قال: حدثنا إسحاق. وابن ماجة (1188) قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني، وسويد بن سعيد. والترمذي (465) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - وكيع، وإسحاق، وأبو مصعب، وسويد - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. 2- وأخرجه أبو داود (1431) قال: حدثنا محمد بن عوف، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني. كلاهما - عبد الرحمن، وأبو غسان - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. (*) قال الترمذي: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من نام عن وتره فليصل إذا أصبح» . قال الترمذي: وهذا أصح من الحديث الأول. الحديث: 4158 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 59 4159 - (س) محمد بن المنتشر: «كان في مسجد عَمرو بن شُرحبيل فأُقيمتِ الصلاةُ، فجعلوا ينتظرونه، فقال: إِني كُنتُ أُوتِرُ، قال: وسئل عبدُ الله: هل بعدَ الأذان وِتر؟ قال: نعم، وبعد الإقامة وحدَّثَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس، ثم صلَّى» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 231 في قيام الليل، باب الوتر بعد الأذان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (3/231) قال: أخبرنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا ابن أبي عدي،عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر،عن أبيه، فذكره. الحديث: 4159 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 4160 - (ط) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «نام ليلة ثم استيقظ، فقال لغلامه: انظر ما صنع الناس؟ وكان قد ذهبَ بصرُه، فذهب الخادم، ثم رجع، فقال: انصرَفوا من الصبح، فقام فأوتر، ثم صلى الصبح» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 126 في صلاة الليل، باب الوتر بعد الفجر، وفي سنده عبد الكريم بن أبي المخارق البصري وهو ضعيف، لكن يشهد له معنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (276) عن عبد الكريم بن أبي المخارق البصري، عن سعيد بن جبير، فذكره. قلت: ابن أبي المخارق ضعفوه. ولفظه: رقد ثم استيقظ. الحديث: 4160 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 4161 - (ط) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: «كان يَؤُمُّ قوماً، فخرج إِلى الصبح، فأقام المؤذِّن، فأسكته حتى أوتر، ثم أقام» . [ص: 61] أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 126 في صلاة الليل، باب الوتر بعد الفجر من حديث يحيى بن سعيد عن عبادة بن الصامت، وفي سنده انقطاع، فإن يحيى بن سعيد لم يدرك عبادة بن الصامت، لكن يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه مالك (279) عن يحيى بن سعيد أنه قال: كان عبادة، فذكره. الحديث: 4161 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 4162 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه: «أَن عبدَ الله بن عباس، وعبادة [بن] الصامت، والقاسمَ بن محمد، وعبدَ الله بن عامر بن ربيعة قد أَوْتَرُوا بعد الفجر» . أخرجه الموطأ. وله في أخرى: أن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: «إِني لأُوتِرُ وأنا أَسمع الإِقامة للصبح، أو بعد الفجر» شك راويه (1) .   (1) 1 / 126 بلاغاً في صلاة الليل، باب الوتر بعد الفجر، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بلاغ: ذكره مالك في «الموطأ» (277) . قلت: والرواية الأخرى: أخرجها (280) قال: عن عبد الرحمن بن القاسم أنه قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة. الحديث: 4162 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 4163 - (ط) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «ما أُبالي لو أُقيمت الصبحُ وأَنا أُوتر» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الموطأ 1 / 126 في صلاة الليل، باب الوتر بعد الفجر، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (278) عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عبد الله بن مسعود. الحديث: 4163 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 [الفرع] الخامس: في نقض الوتر 4164 - (خ) أبو جمرة (1) : قال: سألت عائِذَ بن عمرو - وكان من أصحاب الشجرة-: هل يُنْقَضُ الوتر؟ قال: «إِذا أَوتَرتَ من أوَّله فلا [ص: 62] تُوتِرَ من آخره» . أَخرجه البخاري (2) . وزاد رزين: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا وِتْرَانِ في ليلة» (3) .   (1) في المطبوع: أبو حمزة، بالحاء بدل الجيم، وهو تصحيف، وأبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي. (2) 7 / 347 و 348 في المغازي، باب غزوة الحديبية. (3) وهو رواية أبي داود، والترمذي، والنسائي، كما في الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/347 و 348) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، حدثنا شاذان، عن شعبة عن أبي جمرة، فذكره. الحديث: 4164 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 4165 - (ت د س) طلق بن علي - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا وِتْرَانِ في ليلة» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود، والنسائي: قال قيس بن طَلْق: «زارنا طلْق بن علي في يوم من رمضان، وأَمْسى عندنا وأفطر، ثم قام بنا تلكَ الليلةَ وَأوتر، ثم انْحَدَر إِلى مسجده، فصلى بأصحابه، حتى إِذا بَقيَ الوترُ قَدَّم رَجُلاً، فقال: أَوتر بأصحابك، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا وِترانِ في ليلة» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1439) في الصلاة، باب في نقض الوتر، والترمذي رقم (470) في الصلاة، باب ما جاء لا وتران في ليلة، والنسائي 3 / 229 و 230 في قيام الليل، باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوترين في ليلة، وهو حديث صحيح، وقد حسنه الحافظ في الفتح 2 / 399. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/23) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا ملازم بن عمرو السحيمي، قال: حدثنا جدي عبد الله بن بدر. قال: وحدثني سراج بن عقبة. وأخرجه أحمد أيضا قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: أخبرنا محمد بن جابر الحنفي، عن عبد الله بن بدر. وقال أيضا: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا أيوب بن عتبة. وقال أحمد أيضا: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أيوب بن عتبة. وأبو داود (1439) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا ملازم بن عمرو، قال: حدثنا عبد الله بن بدر. والترمذي (470) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا ملازم بن عمرو، قال: حدثني عبد الله بن بدر. والنسائي (3/229) . وفي الكبرى (1297) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن ملازم بن عمرو، قال: حدثني عبد الله بن بدر. وابن خزيمة (1101) قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا ملازم بن عمرو، قال: حدثنا عبد الله بن بدر. كلاهما - عبد الله بن بدر، وسراج بن عقبة - عن قيس بن طلق، فذكره. * أخرجه أحمد (4/23) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي كذا في المطبوع. وفي «أطراف المسند» علي بن طلق عن أبيه، فذكره. الحديث: 4165 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 4166 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «كنتُ مع ابن عمر بمكة والسماء مُغِيْمَة، فخشيَ الصبحَ، فأوتَرَ بواحدة ثم انكشف الغيم، فرأَى أن عليه ليلاً، فشفع بواحدة، ثم صلَّى ركعتين [ركعتين] ، فلما خشي الصبح أوتر بواحدة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 125 في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في «الموطأ» (272) عن نافع، فذكره. الحديث: 4166 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 4167 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُصَلِّي بعد الوتر ركعتين» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (471) في الصلاة، باب ما جاء لا وتران في ليلة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1195) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الركعتين بعد الوتر جالساً، وإسناده ضعيف، فيه ميمون بن موسى المرئي، والحسن البصري، وكلاهما مدلسان، وقد روياه بالعنعنة، وفيه أيضاً خيرة أم الحسن البصري مولاة أم سلمة، لم يوثقها غير ابن حبان، وقال الترمذي: وقد روي نحو هذا عن أبي أمامة وعائشة وغير واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم. أقول: وحديث أبي أمامة رواه أحمد في " المسند " 5 / 260 بإسناد حسن، فهو شاهد يقوى به الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/298) . وابن ماجة (1195) قال: حدثنا محمد بن بشار. والترمذي (471) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار - قالا: حدثنا حماد بن مسعدة، قال: حدثنا ميمون بن موسى المرئي، عن الحسن، عن أمه، فذكرته. قلت: الراوي عن الحسن البصري والحسن مدلسان، وقد عنعنا. الحديث: 4167 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 [الفرع] السادس: في أحاديث متفرقة 4168 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان لا يسلِّم في ركعتي الوتر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 235 في قيام الليل، باب كيف الوتر بثلاث، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (3/235) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى، فذكره. الحديث: 4168 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 4169 - (ط خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يسلِّم في الركعتين في الوتر (1) ، حتى يأمُرَ ببعض حاجته» . أخرجه الموطأ، وأَخرجه البخاري في آخر حديث قَدْ ذُكِرَ (2) .   (1) في نسخ البخاري والموطأ المطبوعة: كان يسلم بين الركعتين والركعة في الوتر. (2) رواه البخاري 2 / 401 في الوتر في فاتحته، والموطأ 1 / 125 في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وقد تقدم في بعض روايات الحديث رقم (4139) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم (4139) . الحديث: 4169 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 4170 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول: «صلاةُ [ص: 64] المغربِ وِتْرُ صلاةِ النهار» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 125 في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف على هذا الأثر في رواية يحيى، وهي عند الشيباني - محمد بن الحسن - في روايته (249) قال: أخبرنا مالك، ثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. الحديث: 4170 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 4171 - (د ت س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في وتْره: «اللَّهُمَّ إِني أَعوذُ بِرضَاكَ من سَخَطِكَ، وأعوذُ بمعافاتك من عُقُوبتك، وأعوذ بكَ منك، لا أُحْصِي ثناء عليك، أنت كما أثْنَيْتَ على نفسك» . أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3561) في الدعوات، باب في دعاء الوتر، وأبو داود رقم (1427) في الصلاة، باب القنوت في الوتر، والنسائي 3 / 249 في قيام الليل، باب الدعاء في الوتر، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/96) (751) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/118) (957) قال: حدثنا بهز وأبو كامل. وعبد بن حميد (81) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود (1427) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (1179) قال: حدثنا أبو عمر حفص بن عمرو، قال: حدثنا بهز بن أسد. والترمذي (3566) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وعبد الله بن أحمد (1/150) (1294) قال: حدثني إبراهيم بن الحجاج الناجي. والنسائي (3/248) . وفي الكبرى (1353) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا سليمان بن حرب، وهشام بن عبد الملك. وفي «الكبرى» تحفة الأشراف (10207) عن إسحاق بن منصور، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك. سبعتهم - يزيد، وبهز، وأبو كامل، وموسى، وإبراهيم، وسليمان، وهشام - عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عمرو الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث، فذكره. (*) قال أبو داود: هشام أقدم شيخ لحماد، وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال: لم يرو عنه غير حماد بن سلمة. الحديث: 4171 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 64 الفصل الثالث: في صلاة الليل ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في الحث عليها 4172 - (خ م ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: قال: «قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى تورَّمت قدماه، فقيل له: قد غفرَ الله لك ما تقدَّمَ من ذنبكَ وما تأخَّر؟ قال: أفلا أكونُ عبداً شكوراً؟» . [ص: 65] وفي رواية: «إِنْ كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لَيَقُومُ - أَو لَيُصلِّي - حتى تَرِمَ قَدَمَاهُ - أو ساقاه- فيُقال له، فيقول: أفلا أكونُ عبْداً شكوراً؟» . وفي أخرى: «حتى تَرِمَ أو تَنتفِخَ» . وفي أخرى: «أنه صلى حتى انتفختْ قدماه، فقيل له: أتَكَلَّفُ هذا، وقد غُفِرَ لك؟ فقال: ... وذكره» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج الترمذي الرواية الثانية، والنسائي الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 12 في التهجد، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل، وفي تفسير سورة الفتح، وفي الرقاق، باب الصبر عن محارم الله، ومسلم رقم (2819) في صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، والترمذي رقم (412) في الصلاة، باب ما جاء في الاجتهاد في الصلاة، والنسائي 3 / 219 في قيام الليل، باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (759) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/251) قال: حدثنا سفيان. وفي (4/255) قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، وسفيان «الثوري» . وفي (4/255) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان «الثوري» . والبخاري (2/63) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا مسعر. وفي (6/169) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي (8/124) قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا مسعر. ومسلم (8/141) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1419) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (412) . وفي الشمائل (261) قال: حدثنا قتيبة، وبشر بن معاذ العقدي، قالا: حدثنا أبو عوانة. والنسائي (3/219) وفي الكبرى (1234) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن منصور، عن سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11498) عن قتيبة، عن أبي عوانة. وعن سويد بن نصر، عن عبد الله، عن ابن عيينة. وابن خزيمة (1182) قال: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1183) قال: حدثنا علي بن خشرم، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد الجبار بن العلاء، عن سفيان بن عيينة. أربعتهم- سفيان بن عيينة، ومسعر، وسفيان الثوري، وأبو عوانة - عن زياد بن علاقة، فذكره. الحديث: 4172 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 64 4173 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتَّى تَفَطَّرَتْ قدماه» . وفي أخرى: «كان يقومُ من الليل حتى تتَفَطَّرَ قدماه، فقلتُ له: لم تصنعُ هذا يا رسول الله وقد غُفِرَ لكَ ما تقدَّم من ذنبك، وما تأخَّر؟ قال: أَفلا أُحِبُّ أن أَكُونَ عبداً شكوراً؟ قالت: فلما بدَّنَ وَكَثُرَ لَحمُهُ صلَّى جالساً، فَإِذا أرادَ أن يَرْكَعَ قام فَقرأَ، ثم ركع» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 66] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَفَطَّرَت) : التَّفَطُّر التشقق. (بدَّن) : بَدَنَ بالتخفيف: إذا سمن، وبالتشديد: إذا كَبِر.   (1) رواه البخاري 8 / 449 في تفسير سورة الفتح، باب قوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} ، و 3 / 12 في التهجد تعليقاً، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2820) في صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/115) قال: حدثنا هارون بن معروف. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني أبو صخر، عن ابن قسيط. والبخاري (6/169) قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز. قال: حدثنا عبد الله بن يحيى. قال: أخبرنا حيوة، عن أبي الأسود. ومسلم (8/141) قال: حدثنا هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني أبو صخر، عن ابن قسيط. كلاهما - ابن قيسط يزيد بن عبد الله، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل - عن عروة، فذكره. الحديث: 4173 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 4174 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي حتى تَزْلَعَ قَدَمَاه» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَزْلع) : زَلِع قدمُه - بالكسر - يزلع زَلَعاً: إذا تشقَّق.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه النسائي 3 / 219 في قيام الليل، باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: -رواه عن أبي هريرة أبو صالح - بنحوه: أخرجه ابن ماجة (1420) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد. قال: حدثنا يحيى بن يمان والترمذي في «الشمائل» (263) قال: حدثنا عيسى بن عثمان بن عيسى بن عبد الرحمن الرملي. قال: حدثنا عمي يحيى بن عيسى الرملي. كلاهما- يحيى بن يمان، ويحيى بن عيسى - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. - ورواه عنه، أبو سلمة: أخرجه الترمذي في «الشمائل» (262) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. قال: أنبأنا الفضل بن موسى. وابن خزيمة (1184) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي. (ح) وحدثنا أبو عمار. قال: حدثنا الفضل بن موسى. كلاهما - الفضل بن موسى، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. -ورواه عنه كليب، واللفظ له: أخرجه النسائي (3/219) وفي الكبرى (1235) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا صالح بن مهران، وكان ثقة، قال: حدثنا النعمان بن عبد السلام، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4174 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 4175 - (د) عبد الله بن أبي قيس: قال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: «لا تدَعْ قيام الليل، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان لا يَدَعُهُ، وكان إِذا مَرِض أو كَسِلَ صلى قاعداً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1307) في الصلاة، باب قيام الليل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/249) ، والبخاري في «الأدب المفرد» (800) قال: حدثنا محمد بن بشار. وأبو داود (1307) قال: حدثنا محمد بن بشار. وابن خزيمة (1137) قال: حدثنا محمد بن بشار. (ح) وحدثنا علي بن مسلم. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار، وعلي بن مسلم - عن سليمان بن داود أبي داود. قال: حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير. قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس يقول: فذكره. (*) في رواية أحمد والبخاري وابن خزيمة.: «عبد الله بن أبي موسى» قال أحمد بن حنبل: إنما هو «عبد الله بن أبي قيس» وهو الصواب مولى لبني نصر بن معاوية. (*) وقال ابن خزيمة: هذا الشيخ عبد الله هو عندي الذي يقول له المصريون والشاميون: عبد الله بن أبي قيس، روى عنه معاوية بن صالح أخبارا. الحديث: 4175 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 4176 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «رحِمَ اللهُ رجلاً قامَ من الليلِ فصلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِن أَبَتْ نَضَحَ في وَجْهِهَا الماءَ، رَحِمَ اللهُ امرأة قَامَتْ من الليل فصلتْ وأَيقظتْ زوجَها، فإِنْ أَبَى نضحتْ في وجهه الماءَ» . أخرجه أَبو داود، والنسائي (1) . [ص: 67] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَضَح) الماء في وجهه: إذا رشه عليه.   (1) رواه أبو داود رقم (1308) في الصلاة، باب قيام الليل، والنسائي 3 / 205 في قيام الليل، باب الترغيب في قيام الليل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/250 و 436) . وأبو داود (1308) و (1450) قال: ثنا ابن بشار. وابن ماجة (1336) قال: حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري. والنسائي (3/205) وفي الكبرى (1209) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. وابن خزيمة (1148) قال: حدثنا أبو قدامة ومحمد بن بشار. خمستهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار، وأحمد بن ثابت، ويعقوب بن إبراهيم، وأبو قدامة، عبيد الله بن سعيد - عن يحيى بن سعيد القطان، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، فذكره. - ورواه عنه، سعيد: أخرجه أحمد (2/247) قال: قرئ على سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، فذكره. الحديث: 4176 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 4177 - (د) أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا أيقظَ الرجلُ أهلَهُ من الليل فصلَّيا - أو صلَّى - ركعتين جميعاً، كُتِبَا في الذَّاكرينَ والذَّاكِراتِ» . قال أبو داود: رواه ابن كثير موقوفاً على أبي سعيد، ولم يذكر أبا هريرة. وفي رواية أخرى: «كُتِبا من الذَّاكرينَ اللهَ كثيراً والذَّاكِراتِ» (1) .   (1) رقم (1309) في الصلاة، باب قيام الليل، ورقم (1451) ، باب الحث على قيام الليل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1309) و (1451) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال: حدثنا عبيد الله ابن موسى. وابن ماجة (1335) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي في الكبرى (1219) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار كوفي، قال: حدثنا عبيد الله - يعني ابن موسى. كلاهما- عبيد الله، والوليد - عن شيبان أبي معاوية، عن الأعمش، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، فذكره. * وأخرجه أبو داود (1309) قال: حدثنا ابن كثير، قال: حدثنا سفيان، عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عن أبي سعيد، موقوفا، ولم يذكر أبا هريرة. (*) في تحفة الأشراف (3965) لم يذكر «مسعرا» بين سفيان، وعلي بن الأقمر. الحديث: 4177 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 67 4178 - (خ ط ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اسْتَيْقَظَ ليلة فَزِعاً، وهو يقول: لا إِله إِلا الله، ماذا أُنزل الليلةَ من الفتنة؟ ماذا أُنزل من الخزائن؟ - وفي رواية: ماذا فُتح من الخزائن؟ - مَن يُوقِظُ صواحبَ الحُجُرات - يريد: أزواجَه - فيُصلِّين؟ رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» (1) . [ص: 68] أخرجه البخاري، والموطأ، والترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] ( [ربَّ] كاسية في الدنيا عارية في الآخرة) : هذا كناية عما يقدمه الإنسان لفنسه من الأعمال الصالحة، يقول: رُبَّ غني في الدنيا لا يفعل خيراً، هو فقير في الآخرة، ورُبَّ مكتسٍ في الدنيا ذي ثروة ونعمة، عارٍ في الآخرة شقي.   (1) قال الحافظ ابن حجر في " الفتح ": واختلف في المراد بقوله: كاسية وعارية على أوجه، أحدها: كاسية في الدنيا بالثياب لوجود الغنى، عارية في الآخرة من الثواب، لعدم العمل في الدنيا، ثانيها: كاسية بالثياب، لكنها شفافة لا تستر عورتها، فتعاقب في الآخرة بالعري جزاء على [ص: 68] ذلك. ثالثها: كاسية من نعم الله، عارية من الشكر الذي تظهر ثمرته في الآخرة بالثواب، رابعها: كاسية جسدها، لكنها تشد خمارها من ورائها فيبدو صدرها فتصير عارية فتعاقب في الآخرة، خامسها: كاسية من خلعة التزوج بالرجل الصالح، عارية في الآخرة من العمل، فلا ينفعها صلاح زوجها، كما قال تعالى: {فلا أنساب بينهم} ، ذكر هذا الأخير الطيبي، ورجحه لمناسبة المقام، واللفظة وإن وردت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لكن العبرة بعموم اللفظ، وقد سبق لنحوه الداودي، فقال: كاسية للشرف في الدنيا، لكونها أهل التشريف، وعارية يوم القيامة، قال: ويحتمل أن يراد: عارية في النار، قال ابن بطال: في هذا الحديث أن الفتوح في الخزائن تنشأ عنه فتنة المال، بأن يتنافس فيه فيقع القتال بسببه، وأن يبخل به فيمنع الحق أو يبطر صاحبه فيسرف، فأراد صلى الله عليه وسلم تحذير أزواجه من ذلك كله، وكذا غيرهن ممن بلغه ذلك، وفي الحديث الندب إلى الدعاء والتضرع عند نزول الفتنة، ولاسيما في الليل لرجاء وقت الإجابة لتكشف أو يسلم الداعي ومن دعا له، وبالله التوفيق. (2) رواه البخاري 3 / 8 في التهجد، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل، وفي العلم، باب العلم والعظة بالليل، وفي اللباس، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجوز من اللباس والبسط، وفي الأدب، باب التكبير والتسبيح عند التعجب، وفي الفتن، باب لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، والموطأ 2 / 913 في اللباس، باب ما يكره لبسه للنساء من الثياب، والترمذي رقم (2197) في الفتن، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (292) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا معمر. وأحمد (6/297) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (1/39) قال: حدثنا صدقة. قال: أخبرنا ابن عيينة، عن معمر. (ح) وعن عمرو ويحيى بن سعيد. وفي (2/62) قال: حدثنا ابن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. وفي (7/197) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا معمر. وفي (8/60 و 9/62) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/62) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. والترمذي (2196) قال: حدثنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا معمر. خمستهم - معمر، وعمرو، ويحيى، وشعيب، ومحمد بن أبي عتيق - عن الزهري، عن هند بنت الحارث، فذكرته. الحديث: 4178 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 67 4179 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن أباه عمر بن [ص: 69] الخطاب: «كان يُصلِّي من الليل ما شاء الله، حتى إذا كان من آخر الليل أَيْقَظَ أهلَهُ للصلاة، يقول لهم: الصلاةَ، الصلاةَ، ثم يتلو هذه الآية: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ (1) وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوى} [طه: 132] » أخرجه الموطأ (2) .   (1) في المطبوع: نحن نأمرك، وهو خطأ. (2) 1 / 119 في صلاة الليل، باب ما جاء في صلاة الليل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (258) عن زيد بن أسلم، فذكره. الحديث: 4179 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 68 4180 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يُوقِظُ أهلَهُ في العَشْر الأواخِر من رمضان» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (795) في الصوم، باب ما جاء في ليلة القدر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: وفي رواية أبي بكر بن عياش: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر أيقظ أهله ورفع المئزر» . أخرجه أحمد (1/98) (762) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان وشعبة وإسرائيل. وفي (1/128) (1058) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1/137) (1153) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (93) قال: حدثنا أيو نعيم وعبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. والترمذي (795) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وعبد الله بن أحمد (1/132) (1103) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. وفي (1104) قال: حدثني أبو خيثمة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان وشعبة وإسرائيل. وفي (1105) قال: حدثني يوسف الصفار مولى بني أمية وسفيان بن وكيع، قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش. وفي (1/133) (1114) قال: حدثني أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر ابن عياش. وفي (1115) قال: حدثني سريج بن يونس، قال: حدثنا سلم بن قتيبة، عن شعبة وإسرائيل. أربعتهم- سفيان، وشعبة، وإسرائيل، وأبو بكر بن عياش - عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، فذكره. الحديث: 4180 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 69 4181 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَعْقِدُ الشيطانُ على قَافِيَةِ رأسِ أَحدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثلاثَ عُقَد، كل عُقْدَة مكانها: عَليكَ ليل طويل فارقُدْ، فإن استيقظ فذكر الله انحلَّت عُقْدة، فإن توَّضأَ انحلَّت عقدة، فإن صلى انحلَّت عُقَدُه كلُّها، فأصْبح نشيطاً طَيِّبَ النَّفْس، وإِلا أصبحَ خبيثَ النفس كَسْلانَ» . أخرجه الجماعة إِلا الترمذي (1) . [ص: 70] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قافية الرأس) : مؤخره، ومنه سميت قافية الشِّعر، وقيل: قافيته: وسطه، والمراد: يعقد على رأس أحدكم، فكنى بالبعض عن الكل.   (1) رواه البخاري 3 / 20 في التهجد، باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (776) في صلاة المسافرين، باب [ص: 70] ما روي فيمن نام الليل أجمع، والموطأ 1 / 176 في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الترغيب في الصلاة، وأبو داود رقم (1306) في الصلاة، باب قيام الليل، والنسائي3 / 203 و 204 في قيام الليل، باب الترغيب في قيام الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (126) . والحميدي (960) قال: ثنا سفيان. وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (2/65) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/187) قال: حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب، قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (1306) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. والنسائي (3/203) وفي الكبرى (1210) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله ابن يزيد، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (1131) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعبد الجبار بن العلاء، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. كلاهما - مالك، وسفيان - عن أبي الزناد. 2 - وأخرجه ابن خزيمة (1132) قال: حدثنا علي بن قرة بن حبيب بن يزيد بن مطر الرماح، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرنا شعبة، عن يعلى بن عطاء. كلاهما - أبو الزناد، ويعلى بن عطاء - عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. الحديث: 4181 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 69 4182 - (خ م س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «ذُكِرَ عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رجل، فقيل: ما زال نائماً حتى أَصبحَ، ما قام إلى الصلاة، فقال: ذاك رجل بالَ الشيطانُ في أُذُنِه (1) - أو قال: في أُذُنَيه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (2) . [ص: 71]   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": اختلفوا في معناه، فقال ابن قتيبة: معناه: أفسده، يقال: بال في كذا: إذا أفسده، وقال المهلب والطحاوي وآخرون: هو استعارة وإشارة إلى انقياده للشيطان، وتحكمه فيه، وعقده على قافية رأسه " عليك ليل طويل " وإذلاله له وقيل: معناه: استخف به واحتقره واستعلى عليه، يقال لمن استخف بإنسان وخدعه: بال في أذنه، وأصل ذلك في دابة تفعل ذلك بالأسد إذلالاً له، وقال الحربي: معناه: ظهر عليه وسخر منه، وقال القاضي عياض: ولا يبعد أن يكون على ظاهره، قال: وخص الأذن لأنها حاسة الانتباه، وقد ذكر هذا التعليق الشيخ حامد الفقي في " شرح الغريب " للمصنف، ومعلوم أن المصنف توفي قبل ولادة النووي، فكيف ينقل عنه؟! . (2) رواه البخاري 3 / 23 و 24 في التهجد، باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (774) في صلاة المسافرين، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، والنسائي 3 / 204 في قيام الليل، باب الترغيب في قيام الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/375) (3557) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (1/427) (4059) قال: حدثنا جرير. والبخاري (2/66) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبوالأحوص. وفي (4/148) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (2/187) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق، قال عثمان: حدثنا جرير. وابن ماجة (1330) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا جرير. والنسائي (3/204) . وفي الكبرى (1211) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير. وفي (3/204) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وابن خزيمة (1130) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا عمرو بن علي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، قالا: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أبو الأحوص. ثلاثتهم - عبد العزيز، وجرير، وأبو الأحوص - عن منصور، عن أبي وائل، فذكره. الحديث: 4182 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 70 4183 - (خ م س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا عبدَ الله، لا تكن مثلَ فلان، كان يقومُ من الليل، فترك قيام الليل» أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 331 في التهجد، باب ما يكره من ترك قيام الليل، وباب من نام عند السحر، وفي الصوم، باب حق الضيف في الصوم، وباب حق الجسم في الصوم، وباب صوم الدهر، وباب حق الأهل في الصوم، وباب صوم يوم وإفطار يوم، وباب صوم داود عليه السلام، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبوراً} ، وفي النكاح، باب إن لزوجك عليك حقاً، وفي الأدب، باب حق الضيف، وفي الاستئذان، باب من ألقي له وسادة، ومسلم رقم (1159) في الصيام، باب النهي عن صوم الدهر ... ، والنسائي 3 / 253 في قيام الليل، باب ذم من ترك قيام الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/170) (6584) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو معاوية وابن مبارك. وفي (2/170) (6585) قال: حدثنا الزبيري - يعني أبا أحمد - قال: حدثنا ابن المبارك. والبخاري (2/68) قال: حدثنا عباس بن الحسين، قال: حدثنا مبشر. (ح) وحدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. وابن ماجة (1331) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا الوليد بن مسلم. والنسائى (3/253) . وفي الكبرى (1212) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله - هو ابن المبارك. أربعتهم - أبو معاوية، وعبد الله بن المبارك، ومبشر بن إسماعيل والوليد -، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. 2- وأخرجه البخاري (2/68) قال: وقال هشام: حدثنا ابن أبي العشرين. ومسلم (3/164) قال: حدثني أحمد بن يوسف الأزدي، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة. والنسائي (3/253) . وفي «الكبرى» (1213) قال: أخبرنا الحارث بن أسد، قال: حدثنا بشر بن بكر. وابن خزيمة (1129) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدَفي، قال: حدثنا بشر - يعني ابن بكر - (ح) وحدثنا أحمد بن يزيد بن عليل المقرئ وأحمد بن عيسى بن يزيد اللخمي التنيسي، قالا: حدثنا عمرو بن أبي سلمة. ثلاثتهم - عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، وعمرو، وبشر - عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم بن ثوبان. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، وعمر - قالا: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4183 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 71 4184 - (خ م س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- طَرَقَهُ وفاطمةَ، فقال: ألا تُصَلِّيانِ؟ قال عليّ: فقلتُ: يا رسولَ الله، إِنَّما أَنْفُسُنَا بيد الله، إِذا شاء أَن يبعَثَنَا بعَثَنَا، فانصرفَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين قلتُ له ذلك، ولم يرجع إليَّ شيئاً، ثم سمعتُه يقول وهو منصرف يضربُ فَخِذه: {وكان الإِنسانُ أَكْثَرَ شيءٍ جَدَلاً} [الكهف: 54] » . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. وفي أخرى للنسائي: «دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعلى فاطمةَ من الليل، فأيقظنا للصلاة، ثم رجع إلى بيته، فصلَّى هَوِيّاً من الليل فلم يسمع لنا حِسّاً، فرجع إلينا فأيقظنا، فقال: قُومَا فَصلِّيا، قال: فجلستُ أنا أعرُك [ص: 72] عَيْنيِ وأنا أَقول: إِنا واللهِ ما نُصلِّي إِلا ما كتبَ الله لنا، إِنما أنْفُسُنا بيد الله، إذا شاء أن يبْعَثَنَا بعثَنا، قال: فولَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو يقول - ويضرب بيده على الأخرى -: ما نصلي إِلا ما كتبَ الله لنا! {وكان الإِنسانُ أكثرَ شيءٍ جَدَلاً} » (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَرَقه) : الطُّرُوق إتيان المنزل ليلاً. (هَوِيّاً) : الهَويّ - بفتح الهاء - طائفة من الليل، تقول: مضى هَوَيّ من الليل، أي: هَزِيع منه.   (1) رواه البخاري 3 / 8 في التهجد، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل والنوافل من غير إيجاب، وفي تفسير سورة الكهف، باب {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} ، وفي الاعتصام، باب قول الله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} ، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (775) في صلاة المسافرين، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، والنسائي 3 / 205 و 206 في قيام الليل، باب الترغيب في قيام الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/91) (705) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي عن ابن إسحاق، قال: حدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف. وفي (1/112) (900) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. وفي (901) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري (2/62 و9/131و9/168) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/110) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (9/131) قال: حدثني محمد بن سلام، قال: أخبرنا عتاب بن بشير، عن إسحاق. وفي (9/168) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي عبد الحميد، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. وفي «الأدب المفرد» (955) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (2/187) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن عقيل. وعبد الله بن أحمد (1/77) (571) قال: حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة. وفي (575) قال: كتب إليّ قتيبة بن سعيد: كتبت إليك بخطي وختمت الكتاب بخاتمي يذكر أن الليث بن سعد حدثهم عن عقيل. والنسائي (3/205) . وفي الكبرى (1220) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (3/206) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف. وابن خزيمة (1139) قال: حدثنا محمد بن علي بن محرز، قال: حدثنا يعقوب - يعني ابن إبراهيم بن سعد - قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف. وفي (1140) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا حجين بن المثنى أبو عمر، قال: حدثنا الليث - يعني ابن سعد - عن عقيل. سبعتهم - حكيم، وشعيب، وصالح بن كيسان، وإسحاق بن راشد، ومحمد بن أبي عتيق، وعقيل، وزيد - عن الزهري، قال: أخبرني علي بن حسين، أن حسين بن علي أخبره، فذكره. الحديث: 4184 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 71 4185 - (ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من امرئ تكون له صلاة بليل، فيغْلِبُه عليها نوم إِلا كُتِبَ له أَجْرُ صلاته، وكان نومُه عليه صدقة» . أخرجه الموطأ وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 117 في صلاة الليل، باب ما جاء في صلاة الليل، وأبو داود رقم (1314) في الصلاة، باب من نوى القيام فنام، والنسائي 3 / 257 في قيام الليل، باب من كان له صلاة بالليل فغلبه عليها النوم، من حديث سعيد بن جبير عن رجل عنده رضي عن عائشة ... الخ، وفيه جهالة الرجل الرضي، ورواه النسائي من طريق أخرى، وسمى الرجل الرضي الأسود بن يزيد، فالإسناد صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (3/258) وفي الكبرى (1367) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا محمد بن سليمان. قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن الأسود بن يزيد، فذكره.. (*) قال النسائي في الكبرى: محمد بن سليمان بن أبي داود وكان يقال له بومة، ليس به بأس وأبوه ليس بثقة ولا مأمون. * أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (93) . وأحمد (6/180) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (1314) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (3/257) وفي الكبرى (1366) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، والقعنبي، وقتيبة - عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن رجل عنده رِضى أخبره أن عائشة - رضي الله عنها - أخبرته، فذكر نحوه. * وأخرجه أحمد (6/63) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أبو جعفر الرازي. وفي (6/72) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا أبو أويس. والنسائي (3/258) قال: أخبرنا أحمد بن نصر. قال: حدثنا يحيي بن أبي بكير. قال: حدثنا أبو جعفر الرازي. كلاهما - أبو جعفر، وأبو أويس - عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، نحوه، ليس فيه واسطة بين سعيد وعائشة. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: أبو جعفر الرازي ليس بالقوي في الحديث. الحديث: 4185 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 72 4186 - (س) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: يبلُغ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى فِرَاشَهُ وهو ينْوي أن يقومَ يُصلِّي من الليل، فغلبَتْه عينهُ حتى أصبح، كُتِبَ له ما نوى، وكان نومُه صدقة عليه من ربِّه» . وفي رواية عن أبي الدرداء، وأبي ذرٍّ، موقوف. أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 258 في قيام الليل، باب من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام، ورواه أيضاً ابن ماجة والبزار وغيرهما، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1344) قال: ثنا هارون بن عبد الله الحمال. والنسائي (3/258) وفي الكبرى (1368) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله. وابن خزيمة (1172) قال: ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي. كلاهما - هارون، وموسى - عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن سليمان الأعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غَفَلَة، فذكره. (*) قال أبو بكر بن خزيمة: هذا خبر لا أعلم أحدا أسنده غير حسين بن علي عن زائدة، وقد اختلف الرواة في إسناد هذا الخبر. * أخرجه النسائي (3/258) . وفي الكبرى (1369) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، عن سفيان الثوري. وفي الكبرى (1369) قال: أخبرنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، عن ابن عيينة. كلاهما - الثوري، وسفيان بن عيينة - عن عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت سويد بن غفلة، عن أبي ذر وأبي الدرداء. موقوفا. * وأخرجه ابن خزيمة (1173) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش، عن أبي الدرداء، نحوه. موقوفا. (*) قال ابن خزيمة: وهذا التخليط من عبدة بن أبي لبابة. قال مرة: «عن زر» . وقال مرة: «عن سويد بن غفلة» كان يشك في الخبر أهو «عن زر» أو «عن سويد» . (*) ثم قال ابن خزيمة (1174) : حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش أو عن سويد بن غفلة - شك عبدة -، عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر، فذكراه. موقوفا. (*) ثم قال ابن خزيمة (1175) : قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، قال: حفظته من عبدة بن أبي لبابة. قال: ذهبت مع زر بن حبيش إلى سويد بن غفلة نعوده، فحدَّث سويد - أو حدّث رز وأكبر ظني أنه سويد - عن أبي الدرداء، أو عن أبي ذر، وأكبر ظني أنه عن أبي الدرداء، أنه قال. «نحوه» موقوفا. الحديث: 4186 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 73 الفرع الثاني: في وقت القيام 4187 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إِنْ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيُوقِظُهُ اللهُ من الليل، فما يجيءُ السَّحَرُ حتى يَفْرُغَ من حِزْبِهِ» . وفي رواية: «من جُزئه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1316) في الصلاة، باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (1316) قال: ثنا حسين بن يزيد الكوفي. قال: ثنا حفص عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4187 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 73 4188 - (خ م د س) مسروق: قال: «سألتُ عائشة - رضي الله عنها -: أيُّ العمل كان أحبَّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: الدائم، قلت: فأيَّ حين كان يقوم من الليل؟ قالت: كان يقوم من الليل إذا سمع الصارخ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. [ص: 74] ولفظ أبي داود: «سألتُ عائشةَ عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ لها: أيَّ حينٍ كان يُصلِّي؟ قالت: كان إِذا سمع الصَّارِخَ قام فصلَّى» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصارخ) : الديك، وصُراخُه: صوته.   (1) رواه البخاري 3 / 14 في التهجد، باب من نام عند السحر، وفي الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، ومسلم رقم (741) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1317) في الصلاة، باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 3 / 208 في قيام الليل، باب وقت القيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/94) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/110) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/147) قال: حدثنا محمد بن جعفر وروح. قالا: حدثنا شعبة. وفي (6/203) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/279) قال: حدثنا حسن بن موسى وحسين بن محمد. قالا: حدثنا شيبان. والبخاري (2/63) و (8/122) قال: حدثني عبدان. قال: أخبرني أبي، عن شعبة. وفي (2/63) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا أبو الأحوص. ومسلم (2/167) قال: حدثني هناد بن السري. قال: حدثنا أبو الأحوص. وأبو داود (1317) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: حدثنا أبو الأحوص (ح) وحدثنا هناد، عن أبي الأحوص. والنسائي (3/208) ، وفي الكبرى (1225) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم البصري، عن بشر - هو ابن المفضل -. قال: حدثنا شعبة. أربعتهم - شعبة، وسفيان الثوري، وشيبان بن عبد الرحمن التميمي، وأبو الأحوص سلام بن سليم - عن أشعث بن سليم، عن أبيه، عن مسروق، فذكره. الحديث: 4188 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 73 4189 - (خ م د س) الأسود بن زيد: قال: «سألتُ عائشةَ - رضي الله عنها-: كيف كانت صلاةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالليل؟ قالت: كان ينام أوَّله، ويقوم آخره فيصلِّي، ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذَّن المؤذِّن وَثَبَ، فإن كان به حاجة اغتَسَلَ، وإِلا تَوَّضأ وخرج» . وفي رواية أبي سلمة [عن عائشة] قالت: «ما أَلْفَاه (1) السَّحَرُ عندي إِلا نائماً، تعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى قالت: «ما ألْفَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- السَّحَرُ الأعَلْى (2) في بيتي - أو عندي- إِلا نائماً» . أَخرجه البخاري ومسلم. [ص: 75] وأخرج أبو داود الرواية الثانية، وأَخرج النسائي الأولى إلى قوله: «ويقومُ آخره» . وأخرجها أيضاً أتمّ من هذه، وستجيء في الفرع الثالث (3) .   (1) أي: ما وجده. (2) السحر الأعلى: هو من آخر الليل، ما قبيل الصبح. (3) رواه البخاري 3 / 15 في التهجد، باب من نام عند السحر، ومسلم رقم (739) و (742) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1318) في الصلاة، باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 3 / 218 في قيام الليل، باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/63 و 214) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا إسرائيل. وفي (6/102) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا زهير. وفي (6/102) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير. وفي (6/109) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا إسرائيل. وفي (6/176) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/253) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا إسرائيل. والبخاري (2/66) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثني سليمان، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/167) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو خيثمة. وابن ماجة (1365) قال: حدثنا أو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل. والترمذي في «الشمائل» (264) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (3/218) . وفي الكبرى (1218) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا يحيي. قال: حدثنا زهير. وفي (3/230) والكبرى (1298) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - إسرائيل، وزهير بن معاوية أبو خيثمة، وشعبة - عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، فذكره. الحديث: 4189 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 74 4190 - (د ت س) يعلى بن مملك: «أنه سأَل أُمَّ سلمةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عن قراءةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وصلاتِهِ؟ فقالت: ومالكم وصلاتَه؟ كان يُصلِّي ثم ينامُ قَدْرَ ما صلَّى، ثم يصلِّي قدْرَ ما نام، ثم ينام قدْرَ ما صلَّى، حتى يُصبْحَ، ثم نَعَتَتْ قراءَتَه، فإذا هي تَنْعَتُ قراءة مُفَسَّرَة حرفاً حرفاً» . أَخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي. وفي أخرى للنسائي: «أنه سألها عن صلاةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يُصَلِّي العَتَمة، ثم يُسبِّح، ثم يُصلِّي بعدها ما شاء اللهُ من الليل، ثم ينصرفُ فيرقُدُ مثلَ ما صلَّى، ثم يستَيقِظُ من نومه ذلك، فيُصلِّي مثْلَ ما نام، وصلاتُه تلك الآخرةُ تكون إلى الصبح» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1466) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والترمذي رقم (2924) في ثواب القرآن، باب ما جاء كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 2 / 181 في الافتتاح، باب تزيين القرآن بالصوت و 3 / 214 في قيام الليل، باب ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 294 و 300، وفي سنده يعلى [ص: 76] ابن مملك، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد لبعضه الحديث الذي بعده، وله شاهد في وصف قراءته صلى الله عليه وسلم، عند أحمد 6 / 302، وأبي داود رقم (4001) في الحروف والقراءات، والترمذي رقم (2928) في القراءات، باب فاتحة الكتاب، وصححه الدارقطني 1 / 118، والحاكم 2 / 231 و 232 وصححه وأقره الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل التحسين: أخرجه أحمد (6/294 و 300) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرني ليث بن سعد. وفي (6/297) قال: حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق. قالا: حدثنا ابن جريج. وفي (6/308) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج. والبخاري في خلق أفعال العباد (23) قال: حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن يكير قالا: حدثنا الليث. وفي (23) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثني الليث. وأبو داود (1466) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي. قال: حدثنا الليث. والترمذي (2923) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (2/181 و 3/214) وفي الكبرى (1004 و 1284) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. وابن خزيمة (1158) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي. قال: حدثنا شعيب. قال: حدثنا الليث. كلاهما - ليث، وابن جريج - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، فذكره. * أخرجه النسائي (3/214) وفي الكبرى (1233) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا حجاج. قال: قال ابن جريج: عن أبيه، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن يعلى بن مملك أخبره، فذكر نحوه. زاد فيه: «والد ابن جريج» . الحديث: 4190 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 75 4191 - (س) حميد بن عبد الرحمن بن عوف: «أنَّ رجلاً من أصحاب النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: قُلتُ:- وأنا في سفر مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: والله لأرْقُبَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- للصلاة، حتى أرى فِعْلَهُ، فلما صلَّى صلاة العشاء - وهي العَتَمةُ - اضْطجع هَوِيّاً من الليل، ثم استيقظ، فنظر في الأُفُق، فقال: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً} حتى بلغ: {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعَادَ} [آل عمران: 191 - 194] ثم أَهْوَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى فراشه، فاسْتَلَّ منه سِواكاً، ثم أفرَغَ في قَدَح من إِدَاوَة عنده ماء، فاسْتَنَّ ثم قام فصَّلى، حتى قُلْتُ: قد صلَّى قَدْرَ ما نام، ثم اضطجع حتى قلت: قد نام قدر ما صلى، ثم استيقظ، ففعل كما فعل أولَ مرة، وقال مثل ما قال. ففعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات قبل الفجر» . أَخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاسْتَنَّ) : الاستنان: التسوك بالمسواك.   (1) 3 / 213 في قيام الليل، باب بأي شيء تستفتح صلاة الليل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي (3/213) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، فذكره. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (307) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني خالد، عن ابن أبي هلال، عن الأعرج. قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، عن رجل من الأنصار، أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فذكر نحوه. الحديث: 4191 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 76 4192 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «ما كُنَّا [ص: 77] نَشاءُ أَن نَرى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- في الليلِ مُصَلِّياً إِلا رأَيناهُ، ولا نشاءُ أَن نَراه نائماً إِلا رأيناه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 213 و 214 في قيام الليل، باب ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، وإسناده صحيح، ومعناه في البخاري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (3/213 و 214) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا حميد، فذكره. الحديث: 4192 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 76 الفرع الثالث: في صفتها 4193 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «صلَّيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة، فأطال حتى هممتُ بأَمرِ سوء، قيل: ومَا هممتَ به؟ قال: هممتُ أن أجلسَ وأدَعَهُ» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 15 و 16 في التهجد، باب طول القيام في صلاة الليل، ومسلم رقم (773) في صلاة المسافرين، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/385) (3646) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (1/396) (3766) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وفي (1/415) (3937) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة (ح) قال سليمان: وحدثنا محمد بن طلحة. وفي (1/440) (4199) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (2/64) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/186) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة،وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير. وفي (2/187) قال: حدثناه إسماعيل بن الخليل، وسويد بن سعيد، عن علي بن مسهر. وابن ماجة (1418) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، وسويد بن سعيد، قالا: حدثنا علي بن مسهر. والترمذي في «الشمائل» (277) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا سليمان ابن حرب، قال: حدثنا شعبة. وفي (278) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (1154) قالا: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو موسى، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. ستتهم - سفيان، وزائدة، وشعبة، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وجرير، وعلي بن مسهر - عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره. الحديث: 4193 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 77 4194 - (م س د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: قال: «صليتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلتُ: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلتُ: يصلِّي بها في الركعة، فمضى فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسِّلاً، إِذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرَّ بسؤال سَألَ، وإذا مرَّ بتعوُّذ تعَوَّذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوُعه نحواً من قيامه، ثم قال: [ص: 78] سمع الله لمن حمده - زاد في رواية: ربنا لك الحمد -: ثم قام قياماً طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريباً من قيامه» . أخرجه مسلم، والنسائي. وزاد النسائي في رواية أخرى: «لا يمرُّ بآيةِ تخويف أو تعظيم لله عزَّ وجلَّ إِلا ذَكَرَهُ» . وفي رواية أبي داود قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي من الليل، فاستفتح يقول: الله أكبر - ثلاثاً - ذو المَلَكُوتِ والجَبَرُوتِ والكِبْرِيَاءِ والعَظَمَةِ، ثم استفتح فقرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوُعُه نحواً من قيامه، وكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه من الركوع، فكان قيامه نحواً من ركوعه (1) ، يقول: لربي الحمدُ، ثم يسجد، فكان سجوده نحواً من قيامه، وكان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحواً من سجوده، وكان يقول: رب اغفر لي [ربِّ اغفر لي] ، فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة - أو الأنعام - شك شعبة» (2) . [ص: 79] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الترسل) في القراءة: إتباع بعضها ببعض من غير مدٍّ ولا إطالة. (الملكوت) من الملك: العز والغلبة، و «الجبروت» : الكبر والسطوة والقدرة، وزيدت التاء فيهما كما زيدت في رهبوت ورحموت، من الرهبة والرحمة. (الكبرياء) : الكبْر والاعتلاء.   (1) في الأصل والمطبوع: نحواً من قيامه، والتصحيح من سنن أبي داود. (2) رواه مسلم رقم (772) في صلاة المسافرين، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل، وأبو داود رقم (871) و (874) في الصلاة، باب ما يقوله الرجل في ركوعه وسجوده، والنسائي 2 / 176 و 177 في الافتتاح، باب تعوذ القارئ إذا مر بآية عذاب، وباب مسألة القارئ إذا مر بآية رحمة. و 3 / 225 و 226 في قيام الليل، باب تسوية القيام والركوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/382) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/384) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/394) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/397) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (1312) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة. ومسلم (2/186) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبرهايم جميعا،. عن جرير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (871) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (897) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا حفص بن غياث. و (1351) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (262) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. وفي (263) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة. والنسائي (2/176) وفي الكبرى (990) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن، وابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2/177) وفي الكبرى (991) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن حفص بن غياث. وفي (2/190) وفي الكبرى (547) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو معاوية. وفي (2/224) وفي الكبرى (632) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير. وفي (3/225) وفي الكبرى (1286) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وابن خزيمة (543 و 603) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. وعبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي، عن شعبة. (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي (543 و 603) قال: حدثنا بشر ابن خالد العسكري، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (603 و 660 و 669) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري، وسلم بن جنادة القرشي، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (603) قال: حدثنا أبو موسى ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي (684) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا حفص بن غياث. خمستهم - شعبة، وأبو معاوية، وابن نمير، وجرير، وحفص - عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد. 2- وأخرجه ابن خزيمة (604 و 668) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن أبان، وسلم ابن جنادة، قالوا: حدثنا حفص بن غياث، قال: حدثنا ابن أبي ليلى، عن الشعبي. كلاهما - المستورد، والشعبي - عن صلة بن زفر، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/389) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن صلة بن زفر، عن حذيفة. «ليس فيه المستورد» . (*) زاد حفص بن غياث في روايته: «كان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي، رب اغفر لي» . قلت: تقدم تخريج بعض ألفاظه في الأدعية. الحديث: 4194 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 77 4195 - (د س) عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه -: قال: «قمتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمرُّ بآيةِ رحمة إِلا وَقَفَ وسأل، ولا يمرُّ بآيةِ عذاب إِلا وقف وتعوَّذ، قال: ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: سبحان ذي الملَكُوتِ، والجَبَرُوتِ، والكِبرياءِ، والعَظَمَةِ، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة [سورة] » . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (873) في الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، والنسائي 2 / 191 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر في الركوع، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: تقدم تخريجه في الأدعية حرف الدال. الحديث: 4195 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 79 4196 - (م ط د) زيد بن خالد - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: لأرْمُقَنَّ الليلةَ صلاةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى ركعتين خفيفتين، ثم صلَّى ركعتين طويلتين [طويلتين، طويلتين] ثم صلى ركعتين، هما دون اللتين [ص: 80] قبلهما، ثم صلَّى ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فذلك ثلاثَ عشرَة ركعة» أخرجه مسلم. وأخرجه الموطأ، ولم يذكر في أوله: «ركعتين خفيفتين» . وأخرجه أبو داود، وزاد: «فتوسَّدتُ عَتَبَتَهُ - أو فُسطاطَه» بعد قوله: «صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتَوَسدت) : التوسد: النوم وأصله من الوسادة وهي المِخَدَّة وذلك أن الغالب على حال من يريد أن ينام أن يجعل تحت رأسه مخدة.   (1) رواه مسلم رقم (765) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في الليل وقيامه، والموطأ 1 / 122 في صلاة الليل، باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر، وأبو داود رقم (1366) في الصلاة، باب صلاة الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك. «الموطأ» (96) . وعبد بن حميد (273) قال: أخبرني أبو علي الحنفي. ومسلم (2/183) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1366) قال: حدثنا القعنبي. وابن ماجة (1362) قال: حدثنا عبد السلام بن عاصم، قال: حدثنا عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري. والترمذي في «الشمائل» (269) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى، قال: حدثنا معن. وعبد الله بن أحمد (5/193) قال: حدثنا مصعب (ح) وحدثنا أبو موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن. والنسائي في الكبرى (1245) قال: أخبرنا قتيبة. خمستهم - أبو علي، وقتيبة، وعبد الله بن نافع، ومعن، ومصعب) عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عبد الله بن قيس بن مخرمة، فذكره. * أخرجه أحمد (5/193) قال: قرأت على عبد الرحمن، مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، أن عبد الله ابن قيس أخبره، فذكره. * قال عبد الله بن أحمد: ولم يذكر عبد الرحمن فيه «عن أبيه» وهم فيه. الحديث: 4196 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 79 4197 - (خ م ط د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «بِتُّ عند خالتي ميمونةَ ليلة، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من الليل، فَتوضَّأ من شَنّ مَعَلَّق وضوءاً خفيفاً- يخفِّفه عمرو [بن دينار] ويُقلِّلُه - وقام يصلِّي، قال: فقمتُ، فتوضَّأتُ نحواً مما توَّضأ، ثم جئتُ فقمتُ عن يساره - وربما قال سفيان: عن شماله - فحوَّلني، فجعلني عن يمينه، ثم صلَّى ما شاء الله، ثم [ص: 81] اضطجع فنام حتى نَفَخَ، ثم أتاهُ المنادي فآذَنه بالصلاة، فقام إِلى الصلاة، فصلى الصبح، ولم يتوَّضأ» . قال سفيان: وهذا للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- خاصة؛ لأنه بلغنا: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه، ولا ينام قلبُهُ» . وفي رواية ابن المديني عن سفيان «قال: قلت لعمرو: إِن ناساً يقولون: إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه، ولا ينام قلبه؟ فقال عمرو: سمعتُ عُبَيدَ بنَ عُمَيْر يقول: رؤيا الأنبياء وحي، ثم قرأ: {إِنِّي أَرَى في المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: 102] » . وفي رواية قال: بِتُّ في بيت خالتي ميمونَة، فتحدَّث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مع أهلِهِ ساعة، ثم رقد، فلما كان ثُلُثُ الليلِ الآخِرُ قعد، فنظرَ إِلى السماء فقال: « {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ وَاختِلاَفِ الليْلِ والنَّهَارِ لآياتٍ لأُولي الأَلْبَاب} [آل عمران: 190] ، ثم قام فتوضأ واسْتَنَّ، فصلَّى إِحدى عشرةَ ركعة، ثم أذن بلال، فصلَّى ركعتين، ثم خرج» . وفي أخرى قال: «رَقَدْتُ في بيتِ ميمونةَ لَيلَةَ كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عندها لأنظر: كيف صلاةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فتحَدَّثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مع أَهله ساعة. وذكر الحديث» . وفي رواية: «أنه باتَ عند ميمونةَ أُمِّ المؤمنين، وهي خالتُهُ، قال: [ص: 82] فقلتُ: لأنظرنَّ إِلى صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَطَرَحَتْ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وِسَادَة، قال: فاضطجعتُ في عرض الوسادة، واضطجعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأهلُه في طولها، فنام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى انتصفَ الليلُ، أو قَبلَه بقليل، أو بعدَه بقليل، ثم استيقظ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجلسَ يمسح النومَ عن وجهه بيده، ثم قرأ العشْرَ الآياتِ الخواتمَ من سورة آل عمران، ثم قام إِلى شَنّ مُعَلَّقَة، فتوَّضأ منها، وأحسنَ وُضُوءهُ، ثم قام يُصلِّي، قال عبدُ الله بن عباس: فقمتُ فصنعتُ مثل ما صنعَ، ثم ذهبتُ فقمتُ إلى جنبه، فوضعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يده اليمنى على رأْسي، وأخذ بأُذُني اليمنى فَفَتَلَهَا فصلَّى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المُؤذِّن، فقام فصلَّى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلَّى الصبح» . وفي أخرى قال: «بِتُّ عند ميمونَةَ، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عندها تلكَ الليلةَ، فتوضأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قام فصلَّى، فقُمتُ عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه، فصلَّى في تلكَ الليلةِ ثلاثَ عَشْرَةَ رَكعة، ثم نام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نفخ، وكان إِذا نامَ نَفَخَ، ثم أتاه المؤذِّن، فخرج فصلَّى، ولم يتوَّضأ» . وفي أخرى قال: «بِتُّ ليلة عند خالتي ميمونةَ بنتِ الحارث، فقلت [ص: 83] لها: إِذا قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فأيقظيني، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقُمتُ إِلى جنبه الأيسر، فأخذ بيدي فجعلني من شِقِّه الأيمن، فجعلت إِذا أغْفَيتُ يأْخذ بِشَحمة أُذُني، [قال] : فصلَّى إِحدى عَشْرَةَ رَكْعَة، ثم احْتَبَى، حتى إِني لأسمع نَفَسَهُ راقداً، فلما تبيَّنَ له الفجرُ صلَّى ركعتين خفيفتين» . وفي أخرى قال: بِتُّ عند ميمونةَ، فقامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فأتى حاجتَه، ثم غسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام فأتى القِرْبَةَ، فأطلق شِناقَها، ثم توضأَ وضوءاً بين الوضوءَيْنِ لم يُكْثِرْ، وقد أبلغَ، ثم قام فصلَّى، فقمتُ كراهيةَ أن يرى أَنَّي كُنتُ أَبقِيهِ، فتوضَّأْتُ، وقام يصلِّي، فقمتُ عن يساره، فأخذ بيدي، فأدارني عن يمينه، فتتامَّتْ صلاتُه ثلاثَ عَشرَةَ ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام [نفخ] ، فأتاه بلال فآذَنَهُ بالصلاة، فقام يصلِّي ولم يتوضَّأُ، وكان في دعائه: «اللَّهمَّ اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً» . قال كريب: وسبعاً (1) في التابوت (2) ، فلقيت رجلاً من ولد العبَّاس [ص: 84] فحدَّثني بهن، فذكر: «عصبي، ولحمي، ودمي، وشعري، وبَشَري، وذكر خَصْلَتين» . وزاد في رواية: «وأعْظِمْ لي نوراً» ، بدل قوله: «واجعل لي نوراً» . وفيه: «كراهيَةَ أن يرى أني كنت أنتبه له» . وفي رواية أخرى قال: «بِتُّ في بيت خالتي ميمونةَ، فَبَقَيْتُ - وفي رواية: فرقبتُ- كيف يصلِّي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-؟» وذكر نحوه ... إلى أن قال: «ثم نام حتى نفخ، وكنَّا نعرِفه إِذا نام بنفخه، ثم خرج إلى الصلاة فصلَّى، فجعل يقول في صلاته - أو في سجوده -: اللَّهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، وخلفي نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، واجعل لي نوراً - أو قال: اجعلني نوراً» ، ولم يذكر: «فلقيتُ بعضَ ولد العباس» ، وفي رواية قال: «اجعلني نوراً» ، ولم يَشُكَّ. وفي أخرى: فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلتئذ بِتسعَ عَشْرَةَ كلمة، قال سلمةُ: حَدَّثَنيها كُريب، فحفظتُ منها ثِنْتَيْ عَشْرَة، ونسيتُ ما بقي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ اجعل لي في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، ومن بين يديَّ نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً» . [ص: 85] وفي أخرى: «بِتُّ عند خالتي ميمونةَ ... » فاقتص الحديث، ولم يَذْكُرْ غَسْلَ الوجه والكفَّيْن، غير أنه قال: «أَتى القِرْبَةَ، فَحلَّ شِناقها، فتوضَّأَ وضوءاً بين الوضوءَين، ثم أتى فِرَاشَه فنام، ثم قام قَومَة أخرى، فأتى القِرْبَةَ فحلَّ شِناقها، ثم توضَّأ وضوءاً هو الوضوءُ» . وقال فيه: «أعظم لي نوراً» ، ولم يذكر: «واجعلني نوراً» . هذه روايات البخاري، ومسلم. وأخرج الحميدي لهما رواية مختصرة في كتابه عن أبي جمرة (3) : أنَّ ابنَ عباس قال: «كانت صلاةُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثلاثَ عَشْرَةَ ركعة» يعني: بالليل، ولم يَذْكُرْها في جملة هذا الحديث الطويل، وذلك بخلاف عادته، فذكرناها نحن في جملة طُرُقِهِ، ولعله أدركَ منها ما أوجب إفرادها والله أعلم. وفي رواية للبخاري قال: «بِتُّ في بيت خالتي ميمونةَ بنتِ الحارثِ زوجِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عندها في ليلتها، فصلَّى النبيُّ العشاءَ، ثم جاءَ إِلى منزله؛ فصلَّى أربعَ رَكعَات، ثم نام، ثم قام، ثم قال: نام الغُلَيم - أو كلمة تشبهها - ثم قام فقمتُ عن يساره، فجعلني عن يمينه، فصلَّى خمس ركعات، ثم صلَّى ركعتين، ثم نام حتى سمعتُ غَطيطه -أو خطيطه - ثم خرج إلى الصلاة» . وفي رواية لمسلم: «أنه رَقَدَ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: فاستيقظ وتَسَوَّك، [ص: 86] وتوضأ، وهو يقول: {إِنَّ في خَلقِ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآياتٍ لأُولي الأَلْبَابِ} ، فقرأ هؤلاءِ الكلماتِ حتى ختم السورة، ثم قام فصلَّى ركعتين، أطال فيهما القيامَ، والرُّكوعَ، والسجودَ ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات: ستَّ ركعات، كلَّ ذلك يستاك ويتوضأ، ويقرأ هؤلاء الآياتِ، ثم أوتر بثلاث، فأذَّنَ المؤذِّنُ فخرج إلى الصلاة وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل من خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم أعطني نوراً» . وله في أخرى: «أنه بات عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة، فقام نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- من آخر الليل، فخرج فنظر إلى السماء، فتلا هذه الآية في آل عمران: {إِنَّ في خَلقِ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ} حتى بلغ {فَقِنَا عذاب النار} [آل عمران: 190] ثم رجع إلى البيت فتسوّك، وتوضأ، ثم قام فصلَّى، ثم اضطجع، ثم قام فخرج فنظر إلى السماء، ثم تلا هذه الآية، ثم رجع فتسوّك، فتوضأ، ثم قام فصلى» . وله في أخرى قال: «بتُّ ذاتَ ليلة عند خالتي ميمونةَ، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي متطوعاً من الليل، فقام إِلى القرْبَةِ فتوضأ، وقام يصلِّي، فقمتُ، فلما رأيتُه صنع ذلك، فتوضأتُ من القِرْبَةِ، ثم قمتُ إِلى شِقِّه الأيسر، فأخذ بيدي [ص: 87] من وراءِ ظهره، يُعَدِّلني كذلك من وراء ظهره إلى شِقِّه الأيمن، قلت: أَفي تطوّع كان ذلك؟ قال: نعم» . وأخرج الموطأ الرواية الرابعة التي فيها ذِكْرُ الوسادة. وأخرج أبو داود الرابعة، ورواية البخاري، ومسلم المفردتين، وزاد في آخر رواية البخاري: «ثم قام فصلَّى ركعتين، ثم خرج فصلى ركعتين، ثم خرج فصلَّى الغداة» ، ولم يَذْكُرْ قبل النوم والغطيط «أنه صلى ركعتين بعد الخمس» . وله في أخرى: قال كُرَيْب: «سألتُ ابنَ عباس: كيف كانت صلاةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بالليل؟ قال: بِتُّ عنده ليلة، وهو عند ميمونةَ، فنام حتى إذا ذهب ثُلثُ الليل أو نصفُه استيقظ، فقام إِلى شَنّ فيه ماء فتوضأ، وتوضأتُ معه، ثم قام، فقمتُ إلى جنبه على يساره، فجعلني على يمينه، ثم وضع يده على رأسي، كأنه يَمَسُّ أُذُني، كأَنَّه يوقظني، فصلَّى ركعتين خفيفتين، قلتُ: قرأ فيهما بأم القرآن في كلِّ رَكْعةِ، ثم سلَّم، ثم صلَّى، حتى إذا صلى إِحدى عَشْرَةَ رَكعَة بالوتر، ثم نام، فأَتاه بلال، فقال: الصلاةَ يا رسول الله، فقام فركع ركعتين، ثم صلى للناس» . وفي أُخرى له قال: «بِتُّ عند ميمونةَ، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد ما أمسى، فقال: أصلَّى الغلامُ؟ قالوا: نعم. فاضطجع، حتى إِذا مضى من [ص: 88] الليل ما شاء الله، قام فتوضأَ، ثم صلى سبعاً - أو خمساً - أوترَ بهن، ولم يسلِّم إِلا في آخرهن» . وله في أخرى قال: «بِتُّ ليلة عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما استيقظ من منامه أتى طهورَهُ فأخذ سِواكه فاستاك، ثم تلا هذه الآيات: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاواتِ والأرضِ واختلافِ الليل والنهار لآياتٍ لأُولي الألباب} [آل عمران: 190] حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ وأتى مُصلاه، فصلَّى ركعتين، ثم رجع إِلى فراشه، فنام ما شاء الله، ثم استيقظ، ففعل مثلَ ذلك، ثم رجع إلى فراشه، ثم استيقظ، ففعل مثل ذلك، كلُّ ذلك يستاك ويصلِّي رَكعتين، ثم أَوتر» . وفي رواية: «فتسوَّك وتوَّضأ، وهو يقول: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاواتِ والأرضِ واختلافِ الليل ... } حتى ختم السورة» . وله في أخرى قال: «بِتُّ عند خالتي ميمونةَ، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فصلى ثلاثَ عَشرَةَ رَكعة، منها ركعتا الفجر، حَزَرْتُ قيامه في كلِّ ركعة بقدر: {يا أيها المُزمِّلُ} » ، ولم يقل أحد رواته: «منها ركعتا الفجر» . وله في أخرى قال: «بِتُّ في بيت خالتي ميمونةَ، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الليل، فأطلَقَ شِناق القِرْبَةِ، فتوضأ، ثم أوْكأ القِرْبَةَ، ثم قام إلى [ص: 89] الصلاة، فقمتُ فتوَّضأْتُ كما تَوَضَّأَ، ثم جئتُ فقمتُ عن يساره، فأخذني بيمينه، فأدارني من ورائه، فأقامني عن يمينه، فصلَّيتُ معه» . وله في أخرى أخرجها عقيب روايته التي هي مثل الرواية الرابعة من روايتي البخاري، ومسلم، قال: وفي رواية بهذه القصة: «قال: قام فصلَّى ركعتين ركعتين، حتى صلى ثمانيَ ركعات، ثم أَوتر بخمس لم يجلس فيهن» . وأَخرج النسائي الرواية الرابعة من روايتي البخاري، ومسلم. وله في أُخرى عن كُرَيْب قال: «سأَلتُ ابنَ عباس عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فوصف أنه صلَّى إِحدى عَشْرَةَ رَكعة بالوتر، ثم نام حتى اسْتَثْقَلَ، فرأيتُه ينفخ، فأتاه بلال، فقال: الصلاةَ يا رسولَ الله، فقام فصلَّى ركعتين، وصلى بالناس ولم يتوضأ» . وله في أخرى قال: «كنتُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقام فتوضأَ واستاك، وهو يقرأ هذه الآية حتى فرغ منها: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاواتِ والأرضِ واختلافِ الليل والنهار لآياتٍ لأُولي الألباب} ثم صلَّى ركعتين، ثم عاد (4) ، فنام حتى سمعتُ نَفْخَه، ثم قام فتوضأ واستاك، ثم صلَّى ركعتين، ثم نام، ثم قام فتوضَّأ واستاك، وصلى ركعتين، وأوتر بثلاث» . [ص: 90] وفي أخرى: «أنه قام. وذكر نحوه» . وزاد في آخره: «ثم صلى ركعتين» . وفي أُخرى قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُحْيي من الليل ثمانيَ رَكعات، ويُوتِر بثلاث، ويصلِّي ركعتين قبل صلاة الفجر» . وأخرج الترمذي من هذا الحديث رواية واحدة مختصرة، قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي من الليل ثلاثَ عَشْرَةَ رَكعة» . وحيث لم يَجئْ لَهُ إِلا هذا القدر أِثبتناه في المتن، ولم نُعلمْ له علامة لأجل قِلَّته (5) . [ص: 91] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشَّن) : القِربة البالية، وجمعها: شِنان. (بِشِناقِها) : الشِّناق الخيط الذي يُشَد به فم القِربة. (أَبْقِيه) : بَقَيْت الرجل أَبقِيه: إذا رقبته وانتظرته ورصدته. (غطيطه - خطيطه) : الغطيط: صوت النائم، وكذلك خطيطه، هكذا جاء في الحديث «غطيطه - أو خطيطه» . (الطَّهور) : بفتح الطاء: الماء يُتوضأ به، ويُتطهر به. (أوكأ) : الإيكاء: شد فم القِربة وغيرها.   (1) في الأصل: وسبع. وما أثبتناه من مسلم المطبوع. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": قال العلماء: معناه: وذكر في الدعاء سبعاً، أي سبع كلمات نسيتها، قالوا: والمراد بالتابوت: الأضلاع وما يحويه من القلب وغيره، تشبيها بالتابوت الذي هو كالصندوق يحرز فيه المتاع، أي وسبعاً في قلبي، ولكن نسيتها. والقائل: " لقيت بعض ولد العباس "، هو سلمة بن كهيل - يعني الراوي عن كريب مولى ابن عباس. (3) في المطبوع: عن أبي حمزة، وهو تصحيف. (4) في المطبوع: ثم دعا، وهو تحريف. (5) رواه البخاري 1 / 189 و 190 في العلم، باب السمر في العلم، وفي الوضوء، باب التخفيف في الوضوء، وباب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره، وفي الجماعة، باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء إذا كانا اثنين، وباب إذا قام الرجل عن يسار الإمام إلى يمينه لم تفسد صلاتهما، وباب إذا لم ينو الإمام أن يؤم ثم جاء قومه فأمهم، وباب إذا قام الرجل عن يسار الإمام خلفه وحوله الإمام إلى يمينه تمت صلاته، وباب ميمنة المسجد والإمام، وفي صفة الصلاة، باب وضوء الصبيان، وفي الوتر، باب ما جاء في الوتر، وفي العمل في الصلاة، باب استعانة اليد في الصلاة إذا كان من أمر الصلاة، وفي تفسير سورة آل عمران، باب قوله: {إن في خلق السماوات والأرض} ، وباب قوله: {الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم} ، وباب {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته} ، وباب {ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان} ، وفي اللباس، باب الذوائب، وفي الأدب، باب رفع البصر إلى السماء، وفي الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل، وفي التوحيد، باب ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق، ومسلم رقم (763) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، والموطأ 1 / 121 و 122 في صلاة الليل، باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر، وأبو داود رقم (58) في الطهارة، باب السواك لمن قام من الليل [ص: 91] و 610 و 611 في الصلاة، باب الرجلين يؤم أحدهما صاحبه كيف يقومان، ورقم (1353) و (1354) و (1355) و (1356) و (1357) و (1364) و (1365) و (1367) في الصلاة، باب صلاة الليل، والنسائي 2 / 30 في الأذان، باب إيذان المؤذنين الأئمة بالصلاة و 2 / 218 في الافتتاح، باب الدعاء في السجود و 3 / 210 و 211 في قيام الليل، باب ذكر ما يستفتح به القيام و 3 / 236 في قيام الليل، باب ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس في الوتر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عن ابن عباس، كريب مولاه: 1- أخرجه مالك في «الموطأ» صفحة (95) . وأحمد (1/242) (2164) قال: قرأت على عبد الرحمن: عن مالك. وفي (1/358) (3372) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. والبخاري (1/57) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. وفي (2/30) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (2/78) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (6/51) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس. وفي (6/52) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك. وفي (6/52) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. ومسلم (2/179) قال: حدثنا يحيى بن يحيي، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عياض بن عبد الله الفهري. وفي (2/180) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك. وأبو داود (1364) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. وفي (1367) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1363) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك بن أنس. والترمذي في «الشمائل» (265) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا إسحاق ابن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، عن مالك. والنسائي (2/30) . وفي الكبرى (1247 و 1576) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: حدثنا الليث، قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال. وفي (3/210) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك. وفي الكبرى (1246) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (1675) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: قال الشافعي: أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. أربعتهم - مالك، وعياض، والضحاك، وسعيد بن أبي هلال - عن مخرمة بن سليمان. 2- وأخرجه الحميدي (472) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/220) (1911 و 1912) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/244) (2196) قال: حدثنا يونس، وحسن، قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/330) (3061) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس. والبخاري (1/46و217) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/185) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا داود. ومسلم (2/180) قال: حدثنا ابن أبي عمر، ومحمد بن حاتم، عن ابن عيينة. وابن ماجة (423) قال: حدثنا أبو إسحاق الشافعي، إبراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (232) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار. والنسائي (1/215) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا داود. وابن خزيمة (884) و (1524 و 1533) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالا: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وحماد بن سلمة، وحاتم بن أبي صغيرة، وداود بن عبد الرحمن - عن عمرو ابن دينار. 3 - وأخرجه أحمد (1/234) (2083 و 2084) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1/283) (2559) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/284) (2567) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/343) (3194) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (8/86) (وفي «الأدب المفرد» (695) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا ابن مهدي. عن سفيان. ومسلم (1/170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/178) قال: حدثني عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي، قال: حدثنا عبد الرحمن -يعني ابن مهدي - قال: حدثنا سفيان. وفي (2/180) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد - وهو ابن جعفر -، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/181) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهناد بن السري، قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق. (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: حدثنا ابن وهب، عن عبد الرحمن بن سلمان الحجري، عن عقيل بن خالد. وأبو داود (5043) قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن ماجة (508) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن ماجة (508) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: سمعت سفيان يقول لزائدة بن قدامة: يا أبا الصلت، هل سمعت في هذا شيئا؟ فقال: حدثنا سلمة بن كهيل. والترمذي في «الشمائل» (258) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (2/218) . وفي الكبرى (621) قال: أخبرنا هناد ابن السري، عن أبي الأحوص، عن سعيد بن مسروق. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (6352) عن بندار، عن ابن مهدي، عن سفيان. وابن خزيمة (127) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (1534) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر - قال: حدثنا شعبة. خمستهم - سفيان، وشعبة، وسعيد، وعقيل، وزائدة - عن سلمة بن كهيل. 4- وأخرجه أحمد (1/257) (2325) قال: حدثنا عثمان بن محمد. «قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا منه» ، قال: حدثنا جرير. وأبو داود (1654) قال: حدثنا محمد بن العلاء، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا محمد - هو ابن أبي عبيدة - عن أبيه. كلاهما - جرير، وأبو عبيدة - عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد. رواية أبي داود ذكرها عقب رواية حبيب بن أبي ثابت والتي تأتي في التخريج رقم (9) وقال: نحوه. ولم يذكر الحديث بتمامه كما فعل مع حديث حبيب. 5- وأخرجه أحمد (1/364) (3437) قال: حدثنا ابن فضيل، قال: أخبرنا رشدين بن كريب. 6- وأخرجه البخاري (1/179) قال: حدثنا أحمد. ومسلم (2/179) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. كلاهما - أحمد، وهارون - عن عبد الله بن وهب، قال: حدثنا عمرو، عن عبد ربه بن سعيد، عن مخرمة بن سليمان. قال عمرو: فحدثت به بكير بن الأشج. فقال: حدثني كريب بذلك. 7 - وأخرجه البخاري (6/51 و8/59 و 9/165) . ومسلم (2/182) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق. كلاهما - البخاري، وأبو بكر - عن سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر. 8 - وأخرجه مسلم (2/181) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثنا النضر بن شميل. وابن ماجة (508) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - النضر، ويحيى- عن شعبة، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، عن بكير، عن كريب، عن ابن عباس. قال سلمة: فلقيت كريبا فقال: قال ابن عباس. فذكر الحديث. 9- وأخرجه أبو داود (1653) قال: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي. والنسائي في الكبرى (1248) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي كوفي. كلاهما - محمد بن عبيد، ومحمد بن إسماعيل - عن محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت. وأوله: «عن ابن عباس، قال: بعثني أبي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في إبل أعطاها إياه من إبل الصدقة، فلما أتاه وكانت ليلة ميمونة، وكانت ميمونة خالة ابن عباس، فأتى المسجد فصلى العشاء ..... » . وذكر الحديث نحو حديثهم. «رواية أبي داود مختصرة على أوله» . ثمانيتهم - مخرمة، وعمرو بن دينار، وسلمة بن كهيل، وسالم بن أبي الجعد، ورشدين، وبكير، وشريك، وحبيب بن أبي ثابت - عن كريب، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة. - ورواه سعيد بن جبير عن ابن عباس: 1- أخرجه أحمد (1/215) (1843) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/287) (2602) قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/209 و210) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا الفضل بن عنبسة، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا هشيم. وأبو داود (611) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم. كلاهما - شعبة، وهشيم - عن أبي بشر. 2- وأخرجه أحمد (1/341) (3169) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/341) (3170) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/341) (3175) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/354) (3324) قال: حدثنا وكيع، عن محمد بن قيس. والدارمي (1258) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/40) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/178) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (1356) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا محمد بن قيس الأسدي. وفي (1357) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. والنسائي في «الكبرى» (1250) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، ومحمد بن قيس - عن الحكم ابن عتيبة. 3 - وأخرجه أحمد (1/360) (3389) . والبخاري (1/179) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (2/87) وفي «الكبرى» (791) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. ثلاثتهم - أحمد، ومسدد، ويعقوب - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير. ثلاثتهم - أبو بشر، والحكم، وعبد الله بن سعيد - عن سعيد بن جبير، فذكره. - ورواه عطاء، عن ابن عباس، قال: 1 - أخرجه الحميدي (472) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/367) (3479) قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن بكر. ومسلم (2/182) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر. ثلاثتهم - سفيان، وعبد الرزاق، وابن بكر - قالوا: حدثنا ابن جريج. 2 - وأخرجه أحمد (1/249) (2245) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف وفي (1/147) (3243) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/183) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (610) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى (827) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله. أربعتهم - إسحاق، وعبد الله بن نمير، ويحيى، وعبد الله بن المبارك - عن عبد الملك بن أبي سليمان. 3 - وأخرجه مسلم (2/183) قال: حدثني هارون بن عبد الله، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا وهب بن جرير، قال: أخبرني أبي، قال: سمعت قيس بن سعد. ثلاثتهم - ابن جريج، وعبد الملك، وقيس - عن عطاء، فذكره. - ورواه علي بن عبد الله بن عباس، عن عبد الله بن عباس: 1- أخرجه أحمد (1/373) (3541) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا أبو عوانة. وعبد بن حميد (672) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. ومسلم (2/182) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وأبو داود (58 و 1353) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا هشيم. وفي (1353) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (1354) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد. والنسائي (3/237) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا حسين، عن زائدة. وابن خزيمة (448) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (449) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا أبوعوانة. خمستهم - أبو عوانة، وزائدة، ومحمد بن فضيل، وهشيم، وخالد - عن حصين بن عبد الرحمن. 2- وأخرجه أحمد (1/350) (3271) . والنسائي (3/236) . وفي الكبرى (1253) قال: أخبرنا محمد ابن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - حصين، وسفيان - عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، فذكره. * أخرجه النسائي (3/237) . وفي الكبرى (1254) قال: أخبرنا محمد بن جبلة، قال: حدثنا معمر ابن مخلد - ثقة - قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي، عن ابن عباس، قال: استيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاستن ... وساق الحديث. لم يقل محمد بن علي: «عن أبيه» . - ورواه أبو المتوكل، أن ابن عباس حدثه. أخرجه أحمد (1/275) (2488) و (1/350) (3276) . ومسلم (1/152) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد، وعبد - قالا: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، قال: حدثنا أبو المتوكل، فذكره. - رواه أبو نضرة، عن ابن عباس، قال. أخرجه ابن خزيمة (1103) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا بشر - يعني ابن المفضل - وفي (1121) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. كلاهما - بشر، وإسماعيل - عن سعيد بن يزيد - وهو أبو مسلمة - عن أبي نضرة، فذكره. - ورواه عبد المطلب، عن ابن عباس:. أخرجه أحمد (1/347) (3243) قال: حدثنا يحيى، عن عبد المطلب، فذكره. - ورواه الشعبي، عن ابن عباس. أخرجه أحمد (1/268) (2413) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، وعبد الصمد، قالا: حدثنا ثابت. والبخاري (1/185) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ثابت بن يزيد. وابن ماجة (973) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. كلاهما - ثابت، وعبد الواحد - قالا: حدثنا عاصم، عن الشعبي، فذكره. - ورواه حبيب، عن ابن عباس. أخرجه أحمد (1/371) (3514) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا كامل، عن حبيب، فذكره. - ورواه إسحاق بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس، قال. أخرجه أحمد (1/284) (2572) [قال عبد الله بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخطه، قال:] حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثني محمد بن ثابت العبدي العصري، قال: حدثنا جبلة بن عطية، عن إسحاق بن عبد الله، فذكره. - ورواه سعيد بن جبير، أن ابن عباس حدثه. أخرجه أبو داود (1358) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في «الكبرى» (1251) قال: أخبرني محمد بن علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا القعنبي. كلاهما -قتيبة، والقعنبي - قالا: حدثنا عبد العزيز - هو ابن محمد الدراوردي - عن عبد المجيد - هو ابن سهيل - عن يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، فذكره. - ورواه أبو سفيان طلحة بن نافع، عن عبد الله بن عباس، قال:. أخرجه ابن خزيمة (1093) قال: حدثنا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني، قال: حدثنا أيوب بن سويد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 4197 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 80 4198 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي من الليل ثلاثَ عَشْرَةَ ركعة، منها الوتْرُ وركعتا الفجر» . وفي رواية قالت: «كانت صلاةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- عَشرَ رَكعات، ويُوتِرُ بسجدة، ويركع رَكْعَتي الفجر، فتلك ثلاثَ عَشْرَةَ» . [ص: 92] وفي أخرى قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي من الليل إِحدى عَشْرَةَ رَكعة، فإذا طلع الفجر صلَّى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شِقِّهِ الأيمنِ، حتى يجيءَ المؤذِّنُ فيُؤذِنهُ» . وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلِّي إِحدى عَشرَةَ رَكْعَة، كانت تلكَ صلاتُه - تعني: بالليل - فيسجد السجدة من ذلك قَدْر ما يقرأ أحدُكم خمسين آية قبل أَن يرفعَ رأْسَهُ، ويركَع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شِقِّهِ الأيمنِ حتى يأتيَهُ المؤذِّنُ للصلاة» . وفي أخرى: «أنه كان يُصلِّي بالليل إِحدى عَشرَةَ ركعة، يُوتِر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شِقِّهِ حتى يأْتيَهُ المؤذِّنُ، فيصلِّي ركعتين خفيفتين» . وفي أخرى قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي ما بين أن يَفْرُغَ من صلاة العشاء - وهي التي يدعو الناسُ العَتَمَةَ - إِلى الفجر إِحدى عَشرَةَ ركعة، يسلِّم بين كلِّ ركعتين، ويوتِرُ بواحدة، فإذا سكت المؤذِّنُ من صلاة الفجر وتبيَّن له الفجر وجاءهُ المؤذِّنُ: قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شِقِّه الأيمن، حتى يأتيَهُ المؤذِّنُ للإِقامة» . وفي أخرى قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي من الليل ثلاثَ عَشرَةَ ركعة، يُوتِرُ من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إِلا في آخرها» . [ص: 93] وفي أُخرى قالت: «كان [النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-] يُصلِّي من الليل ثلاثَ عشرة ركعة، ثم يُصلِّي إِذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين» . وفي أُخرى عن أبي سلمة: «أنه سأل عائشةَ: كيف كانت صلاةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في رمضانَ ولا في غيره على إِحدى عَشرَةَ ركعة، يُصلِّي أربعاً، فلا تسألْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولهنَّ، ثم يصلِّي أربعاً لا تسألْ عن حُسْنِهنَّ وطولهنَّ، ثم يُصلي ثلاثاً، قالت عائشة: فقلت: يا رسولَ الله، أتنام قبل أن توتِرَ؟ فقال: يا عائشة، إِن عَيْنيَّ تنامان، ولا ينام قلبي» . هذه روايات البخاري، ومسلم. وللبخاري قالت: «صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- العِشاءَ، ثم صلى ثمانيَ ركعات، وركعتين جالساً، وركعتين بعد النداءَيْنِ، ولم يكن يَدَعُهما أبداً» . وفي أخرى له عن مسروق [بن الأجْدع] قال: «سألتُ عائشةَ عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: سَبْع، وتِسْع، وإِحدى عشرةَ ركعة، سوى ركعتي الفجر» . ولمسلم: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُصلِّي ثلاثَ عَشرَةَ ركعة بركعتي الفجر» . وله في أخرى عن أبي سلمة قال: «سألتُ عائشةَ عن صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يصلي ثلاثَ عَشْرَةَ، يُصلِّي ثمانيَ ركعات، ثم يوتر، [ص: 94] ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإِذا أراد أن يركعَ قام فركعَ، ثم يصلي ركعتين بين النداء، والإقامة من صلاة الصبح» . وله في أخرى بنحوه، غير أن فيه: «تسع ركعات قائماً يوتر فيهنَّ» . وله في أخرى قال أبو سلمةَ: «أتيتُ عائشةَ، فقلتُ: أي أُمَّهْ، أخبريني عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: كانت صلاتُه في شهرِ رمضانَ وغيرِه ثلاثَ عَشرَةَ ركعة بالليل، منها ركعتا الفجر» . وله في أخرى عن أبي إسحاق قال: «سألتُ الأسود بن يزيد عمَّا حدَّثَتْهُ عائشةُ عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: كان ينامُ أوَّلَ الليل ويُحْيي آخرَهُ، ثم إِن كانت له حاجة إِلى أَهله قضى حاجته، ثم ينام فإذا كان عند النداء الأول، قالت: وَثَبَ - ولا والله ما قالت: قام - فأفاض عليه الماءَ - ولا والله ما قالت: اغتسل، وأنا أعلم ما تريد - وإن لم يكن جُنباً توضَّأَ وضُوءَ الرجلِ للصلاة، ثم صلى الركعتين» . وأخرج الموطأ الرواية الثامنةَ والتاسعةَ، وله في أخرى: مثل الخامسة إِلى قوله: شِقِّهِ، وزاد: «الأيمن» . وأخرج أبو داود الرواية الأولى، والثانية، وقال فيها: «ويسجد سجدتي الفجر» ، والرابعة، والسابعة، والثامنة، والتاسعة، والأولى من أفراد [ص: 95] البخاري، والثانية من أَفراد مسلم، وأَخرج الرواية الخامسة مثل الموطأ. وله في أخرى قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي فيما بين أن يفرُغَ من صلاة العشاء إِلى أن يَنْصَدِعَ الفجرُ إِحدى عَشْرَةَ ركعة، يُسلِّم في كل اثنتين، ويوتر بواحدة، ويمكثُ في سجوده قَدْرَ ما يقرأ أحدُكم خمسين آية، فإذا سكت المؤذِّنُ الأول من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شِقِّهِ الأيمنِ، حتى يأتيَهُ المؤذِّنُ» . وله في أخرى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلِّي من الليل ثلاث عَشْرَةَ ركعة، يوتر بسبع - أو كما قال- ويصلِّي ركعتين وهو جالس، وركعتي الفجر بين الأذان والإقامة» . وفي أخرى: «كان يوتر بتسع رَكعات، ثم أوتر بسبع ركعات، وركع ركعتين وهو جالس بعد أن يُوتِرُ، يقرأ فيهما، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم سجد» . وفي أخرى عن الأسود بن يزيد: «أنه دخل على عائشةَ، فسألها عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالليل؟ فقالتْ: كان يُصلِّي ثلاثَ عَشْرَةَ ركعة من الليل، ثم إِنه صلى إِحدى عَشْرَةَ ركعة، وترك ركعتين، ثم قُبِضَ وهو يُصلِّي من الليل تسع ركعات، آخرُ صلاته من الليل الوِتْرُ» . وأخرج الترمذي الرواية الخامسة مثل الموطأ. وأخرج السابعة، وزاد: [ص: 96] «فإذا أذَّنَ المؤذِّنُ قام فصلَّى ركعتين خفيفتين» . وأخرج التاسعة. وله في أخرى قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي من الليل تِسْعَ رَكعات» . وله في أخرى قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِذا لم يصلِّ من الليل - منعه من ذلك مَرض، أو غلبتْهُ عيناه - صلِّى في النهار ثنتي عشْرَةَ ركعة» . وأخرج النسائي الرواية الخامسة، وأخرجها أيضاً مثل الموطأ، وأَخرج التاسعة، وروايتي مسلم: الثانية، والثالثة، ورواية أبي داود الأُولى. وله في أخرى قال الأسود: «سألتُ عائشةَ عن صلاةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت: كان ينامُ أوَّلَ الليل، ثم يقوم، فإذا كان من السَّحَر أوْتَر ثم أتى فرَاشَه، فإذا كان له حاجة ألمَّ بأهله، فإذا سمع الأذَانَ وَثَبَ، فإن كان جُنُباً أفاض عليه من الماء، وإِلا توضَّأ، ثم خرج إِلى الصلاة» (1) . [ص: 97] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ألَمَّ بأهله) : أي قرب منهم، وهو كناية عن الجماع هاهنا، والإلمام: القرب من الشيء.   (1) رواه البخاري 3 / 16 في التهجد، باب كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (736) و (737) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم، والموطأ 1 / 125 و 126 في صلاة المسافرين، باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر، وأبو داود رقم (1334) و (1335) و (1336) و (1337) و (1338) و (1339) و (1340) و (1341) ورقم (1360) في الصلاة، باب صلاة الليل، والترمذي رقم (439) و (440) و (441) و (443) و (444) و (445) في الصلاة، باب ما جاء في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 210 في قيام الليل، باب وقت الوتر، وباب كيف الوتر بواحدة، وباب كيف الوتر بثلاث، وباب كيف الوتر بإحدى عشرة ركعة، وباب قدر السجدة بعد الوتر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؟. أخرجه مالك «الموطأ» 94. وأحمد (6/36) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (6/73) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (6/104) قال: حدثنا أبو سلمة. والبخاري (2/66) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (3/59) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/231) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (2/166) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1341) قال: حدثنا القعنبي. والترمذي (439) . وفي الشمائل (270) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي (3/234) . قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. وفي الكبرى (367) قال: الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وفي (381) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن. وفي (1330) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (49 و 1166) قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب. جميعهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، وأبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، وعبد الله ابن يوسف، وإسماعيل، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى، ومعن بن عيسى، وعبد الرحمن بن القاسم، وقتيبة، وابن وهب - عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. - وعن أبي سلمة، ولفظه: قال: أتيت عائشة فقلت: أي أمَّه، أخبريني عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: «كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل، منها ركعتا الفجر» . أخرجه الحميدي (173) . وأحمد (6/39) . ومسلم (2/167) قال: حدثنا عمرو الناقد. والنسائي في الكبرى (366) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. وفي (382) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (2213) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء. ستتهم - أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، ومحمد بن عبد الله، وقتيبة، وأبو هاشم، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن أبي سلمة، فذكره. - وعن أبي سلمة، ولفظه: قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: «كان يصلي ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمان ركعات، ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح» . وفي رواية: «كان يصلي ثلاث عشرة ركعة، تسع ركعات قائما يوتر فيها ... » الحديث. وفي رواية: «أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح» . وفي رواية محمد بن عمرو: «عن أبي سلمة. قال: قلت لعائشة: أي أمتاه كيف كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد العشاء الآخرة؟ قالت: تسعا قائما، وثنتين جالسا، وثنتين بعد النداءين» . 1 - أخرجه أحمد (6/52) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (6/81) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا أبو معاوية، يعني شيبان. وفي (6/128) قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/138) قال: حدثنا وكيع، عن علي - يعني ابن مبارك -. وفي (6/189) . قال: حدثنا عبد الملك ابن عمرو ويزيد. قالا: أخبرنا هشام. وفي (6/249) قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر. قالا: حدثنا هشام. وفي (6/279) قال: حدثنا حسن بن موسى وهاشم وحسين بن محمد. قالوا: حدثنا شيبان. والدارمي (1482) قال: حدثنا يزيد بن هارون ووهب بن جرير. قالا: حدثنا هشام. والبخاري (1/160) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. ومسلم (2/160 و 166) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام. وفي (2/166) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا شيبان. (ح) وحدثني يحيى بن بشر الحريري. قال: حدثنا معاوية- يعني ابن سلام -. وأبو داود (1340) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم. قالا: حدثنا أبان. وابن ماجة (1196) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد. قال: حدثنا الأوزاعي. والنسائي (3/251) . وفي الكبرى (1358) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم. قال: حدثنا محمد - يعني ابن المبارك الصوري -. قال: حدثنا معاوية - يعني ابن سلام -. وفي (3/256) قال: أخبرنا محمود بن خالد. قال: حدثنا الوليد، عن أبي عمرو. وفي (3/256) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا هشام. وفي الكبرى (378) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وفي (1331) قال: أخبرنا هشام بن عمار، عن يحيى - هو ابن حمزة -. قال: حدثنا الأوزاعي. وابن خزيمة (1102) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. قال: حدثنا هشام (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام بن أبي عبد الله. ستتهم - هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وشيبان أبو معاوية، وعلي بن مبارك، ومعاوية بن سلام، وأبان بن يزيد وأبو عمرو الأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير. 2 - وأخرجه أحمد (6/55) قال: حدثنا يحيى..وفي (6/182) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (1350) قال: حدثنا موسى - يعني ابن إسماعيل -. قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة. ثلاثتهم - يحيى، ويزيد، وحماد - عن محمد بن عمرو. 3 - وأخرجه أحمد (6/222) قال: حدثنا حجاج. والنسائي في الكبرى (379) قال: أخبرني أبو بكر بن إسحاق الصغاني. قال: حدثنا يونس - هو ابن محمد المعلم البغدادي - كلاهما - حجاج، ويونس - قالا: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن ربيعة. ثلاثتهم - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو، وجعفر بن ربيعة - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. - ورواه عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: 1 - أخرجه الحميدي (195) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/50) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/64) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا الليث. وفي (6/123) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (6/161) قال: حدثنا حماد. وفي (6/205 و 213) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (1589) قال: أخبرنا جعفر بن عون. ومسلم (2/166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا وكيع وأبو أسامة. وأبو داود (1338) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (1359) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والترمذي (459) قال: حدثنا إسحاق ابن منصور الكوسج. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي (3/240) وفي الكبرى (1316) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أنبأنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي الكبرى (1329) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عبدة بن سليمان. وابن خزيمة (1076) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (1077) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. جميعهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، والليث، وهمام، وحماد بن أسامة أبو أسامة، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وجعفر بن عون، وعبدة بن سليمان، ووهيب، وسفيان الثوري - عن هشام بن عروة. 2 - وأخرجه أحمد (6/275) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني هشام بن عروة بن الزبير ومحمد بن جعفر بن الزبير. 3- وأخرجه أبو داود (1359) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني. قال: حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير. كلاهما - هشام بن عروة، ومحمد بن جعفر - عن عروة بن الزبير، فذكره. - وعن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة، ثم يصلي إذا سمع النداء - بالصبح - ركعتين خفيفتين» . أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (95) . وأحمد (6/177) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (2/72) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود (1339) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي في الكبرى (1328) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، والقعنبي، وقتيبة - عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. - وعن عروة، عن عائشة، قالت: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة ثم يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة، ويسجد سجدة قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية، ثم يرفع رأسه، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر ركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن بالإقامة فيخرج معه» . رواية مالك ومعمر: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين» . أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (94) . وأحمد (6/34) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/35 و 182) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك. وفي (6/74) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. (ح) وأبو النضر، عن ابن أبي ذئب. وفي (6/83) قال: حدثنا أبوالمغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (6/88) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/143) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (6/167) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/215) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (6/248) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. وعبد بن حميد (1470) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والدارمي (1454 و 1481 و 1593) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب. والبخاري (2/31 و 61) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/84) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام بن يوسف. قال: أخبرنا معمر. ومسلم (2/165) قال: حدثنا يحيى بن يحيي. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني حرملة بن يحيي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث. (ح) وحدثنيه حرملة. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (1335) . قال: حدثني القعنبي، عن مالك. وفي (1336) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم ونصر بن عاصم. قالا: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وقال نصر: عن ابن أبي ذئب والأوزاعي. وفي (1337) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني ابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد. وابن ماجة (1177) و (1358) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة، عن ابن أبي ذئب. وفي (1358) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. والترمذي (440) وفي الشمائل (271) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن بن عيسى. قال: حدثنا مالك. وفي (441) وفي الشمائل (272) قال: حدثنا قتيبة. عن مالك. وفي الشمائل (272) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا معن. عن مالك. والنسائي (2/30) وفي الكبرى (1575) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: أنبأنا ابن وهب. قال: أخبرني ابن أبي ذئب ويونس وعمرو بن الحارث. وفي (3/65) وفي الكبرى (1160) قال: أخبرنا سليمان بن داود بن حماد بن سعد ابن أخي رشدين بن سعد، أبو الربيع، عن ابن وهب. قال: أخبرني ابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس. وفي (3/234) وفي الكبرى (373) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أنبأنا عبد الرحمن. قال: حدثنا مالك. وفي (3/249) وفي الكبرى (1354) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد. قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عقيل. وفي الكبرى (1327) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. ثمانيتهم - مالك، ومعمر، وابن أبي ذئب، والأوزاعي، وشعيب، ويونس، وعمرو بن الحارث، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. - ورواه مسروق، أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن خزيمة (1168) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري. قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية- عن منصور بن عبد الرحمن، وهو الغداني الذي يقال له الأشل، عن أبي إسحاق الهمداني، عن مسروق، فذكره. -وفي لفظ لعروة، عن عائشة: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي من الليل ثلاث عشرة سجدة، وكان أكثر صلاته قائما. فلما كبر وثقل، كان أكثر صلاته قاعدا، وكان يصلي صلاته وأنا معترضه بين يديه على الفراش الذي يرقد عليه، حتى يريد أن يوتر فيغمزني، فأقوم فيوتر، ثم يضطجع، حتى يسمع النداء بالصلاة، ثم يقوم فيسجد سجدتين خفيفتين، ثم يلصق جنبه بالأرض، ثم يخرج إلى الصلاة» . أخرجه أحمد (6/103) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا أبو الأسود. عن عروة، فذكره. - ورواه مسروق. قال: سألت عائشة - رضي الله عنها - عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالليل؟ فقالت: سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر. أخرجه البخاري (2/64) قال: حدثنا إسحاق. والنسائي في الكبرى (1326) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. كلاهما - إسحاق، وأحمد بن سليمان - قالا: حدثنا عبيد الله. قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، فذكره. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر بسبع، أو كما قالت، ويصلي ركعتين وهو جالس، وركعتي الفجر بين الأذان والإقامة» . أخرجه أبو داود (1350) قال: حدثنا موسى - يعني ابن إسماعيل - قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة- عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. وعن الأسود بن يزيد، أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالليل، فقالت: «كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل، ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة وترك ركعتين، ثم قُبض -صلى الله عليه وسلم- حين قبض وهو يصلي من الليل تسع ركعات، وكان آخر صلاته من الليل الوتر» . أخرجه أبو داود (1363) قال: حدثنا مؤمل بن هشام. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. عن منصور بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الأسود بن يزيد، فذكره. وعن عروة، أن عائشة أخبرته: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي ثلاث عشرة ركعة بالليل مع ركعتي الفجر» . أخرجه أحمد (6/222) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (2/166) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو داود (1360) قال: حدثنا قتيبة، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16371) عن قتيبة. كلاهما - حجاج، وقتيبة - قالا: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن عروة، فذكره. - ورواه القاسم بن محمد، قال: سمعت عائشة تقول: «كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الليل عشر ركعات، ويوتر بسجدة، ويركع ركعتي الفجر، فتلك ثلاث عشرة ركعة» . أخرجه أحمد (6/165) قال: حدثنا ابن نمير وروح. والبخاري (2/64) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. ومسلم (2/167) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وأبو داود (1334) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي في الكبرى (1332) قال: حدثنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا ابن وهب. خمستهم - عبد الله بن نمير، وروح، وعبيد الله بن موسى، وابن أبي عدي، وابن وهب - عن حنظلة عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 4198 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 91 4199 - (م د س) سعد بن هشام - رضي الله عنه -: «أراد أن يغزُوَ في سبيل الله، فَقدِم المدينةَ، وأَراد أن يبيعَ عقاراً بها، فيجعلَه في السلاح والكُراع، ويُجاهِدَ الرُّومَ حتى يموتَ، فلما قَدِمَ المدينةَ لَقِيَ أُناساً من أهل المدينة، فنهَوْه عن ذلك، وأخبروه أن رَهْطاً ستَّة أرادوا ذلك في حياةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فنهاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال: أليس لكم فيَّ أُسوة؟ فلما حدَّثوه بذلك راجع امرأته - وقد كان طلَّقها - وأشهد على رَجْعَتِها فأتى ابنَ عباس، فسأله عن وِتْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال ابنُ عباس: ألا أدُلُّك على من هو أعلم أَهل الأرض بوتر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: من؟ قال: عائشة، فائتِها فسَلْها، ثم ائْتِني فأخبرني بردِّها عليك. قال: فانطلقتُ إِليها، فأَتيتُ على حكيمِ بنِ أفْلَحَ، فاسْتَلْحَقْتُه (1) إِليها، فقال: ما أنا بِقارِبِها؛ لأني نهيتُها أن تقولَ في هاتين الشِّيعَتَين شيئاً، فأَبَتْ إِلا مُضيًّا، قال: فأقسمتُ عليه فجاء، فانطلقنا إِلى عائشةَ، فاستأذَنَّا عليها، فأَذِنَت لنا، فدخلنا عليها، فقالتْ: حكيم؟ فَعَرَفَتْه، فقال: نعم، فقالت: مَنْ معك؟ [ص: 98] قال: سعدُ بنُ هشام، قالت: مَن هشام؟ قال: ابنُ عامر. فترَّحَمتْ عليه، وقالت خيراً - قال قتادة: وكان أُصيبَ يوم أُحُد - فقلت: يا أمَّ المؤمنين، أنبئيني عن خُلُق رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: ألسْتَ تقرأْ القرآنَ؟ قلت: بلى، قالتْ: فإن خُلُقَ نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم- كان القرآنَ، قال: فَهَمَمْتُ أَن أقوم، ولا أسألَ أحداً عن شيء حتى أموتَ، ثم بدا لي، فقلت: أَنبئيني عن قيام رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: ألسْتَ تقرأ: {يا أيها المزمل} ؟ قلت: بلى، قالت: فإن الله - عز وجل - افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام نبي الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه حَوْلاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً [في السماء] ، حتى أنزل اللهُ - عز وجل - في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة، قال: قلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: كنا نُعِدُّ له سِواكَه، وطَهورَهُ، فيبعثْهُ الله متى شاء أن يبعثَهُ من الليل، فيتسوَّكُ ويتوضأُ، ويصلِّي تسع ركعات، لا يجلس فيها إِلا في الثامنة، فيذكُر الله ويحمَدُهُ [وَيَدْعوه، ثم ينهضُ ولا يسلِّم، ثم يقومُ فيصلِّي التاسعةَ، ثم يقعد فيذكر الله ويحمَدُه ويدعوه] ، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلِّي ركعتين بعد ما يسلِّمُ وهو قاعد، فتلك إِحدى عَشرَةَ ركعة يا بُنيَّ، فلما أسنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأخذه اللحمُ، أوتر بسبع، وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول، فتلك تسع [ص: 99] يا بنيَّ، وكان نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا صلى صلاة أحبَّ أن يداوم عليها، وكان إِذا غلبه نوم، أو وَجَع عن قيام الليل صلَّى من النهار ثنتي عَشرَةَ ركعة، ولا أعلم نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ القرآن كلَّه في ليلة، ولا صلَّى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهرَاً كاملاً غير رمضان، قال: فانطلقتُ إِلى ابنِ عباس فحدَّثْتُه بحديثها، فقال: صَدقَتْ، ولو كنتُ أَقْرَبُها، أو أدخلُ عليها، لأتيتُها حتى تُشافِهَني به، قال: قلت: لو علمتُ أنك لا تدخلُ عليها ما حدَّثْتُكَ حديثها» . وفي رواية قال: «انطلقتُ إلى عبدِ الله بنِ عباس، فسألتُه عن الوتر؟ - وساق الحديث بقصته - وقال فيه: قالت: مَنْ هشام؟ قلتُ: ابنُ عامر، قالت: نِعْم المرءُ كان عامر (2) ، أصيب يومَ أُحد» . أخرجه مسلم. وأخرجه أبو داود، وفي ألفاظه تغيير بزيادة ونقصان قليل، ولفظ مسلم أَتم. وفي أخرى لأبي داود قال: «إن عائشةَ سُئِلتْ عن صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل؟ فقالت: كان يصلِّي صلاةَ العِشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إِلى فراشه ينام، وطَهورُهُ مُغَطّى عند رأْسه، وسِواكُه موضوع، حتى يبعثَهُ الله - عز وجل - ساعتَه التي يبعثُه [ص: 100] من الليل، فيتسوَّك ويُسبغ الوضوء، ثم يقوم إِلى مصلاه، فيصلي ثمانيَ ركعات، يقرأ فيهن بأُمِّ القرآن وسورة من القرآن، وما شاء الله، ولا يقعدُ في شيء منها حتى يقعد في الثامنة، ولا يسلِّم، ويقرأُ في التاسعة حتى يقعدَ، فيدعو بما شاء الله أن يدعوَ، ويسألُهُ، ويسلِّمُ تسليمة واحدة شديدة، يكاد يوقِظُ أَهلَ البيت من شِدَّةِ تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد بأمِّ الكتاب، ويركع وهو قاعد، ثم يقرأُ في الثانية، فيركع ويسجد وهو قاعد، ثم يدعو بما شاء الله أن يدعوَ، ثم يسلم وينصرف، فلم تزل تلكَ صلاةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَّنَ، فنقص من التسع ثِنتين، فجعلها إلى الستِّ والسبع والركعتين وهو قاعد، حتى قُبض على ذلك» . وفي أخرى بهذا الحديث قال: «يُصلِّي العِشاءَ، ثم يأوي إلى فراشه» ، ولم يذكر الأربع ركعات (3) . وقال فيه: «فيصلِّي ثمانيَ ركعات، يسوِّي بينهن بالقراءة والركوع والسجود» ، وقال: «لا يجلس في شيء منهن إِلا في الثامنة، فإنه كان يجلس، ثم يقوم، ولا يُسلِّم، فيصلِّي ركعة يوتر بها، ثم يسلم تسليمة يرفع بها صوته، حتى يوقِظنا ... وساق معناه» . وفي أخرى، ولم يذكر: «أنه سوَّى بينهن في القراءة والركوع والسجود» ، ولا ذكر في التسليم: «حتى يوقظنا» . [ص: 101] وفي أخرى بمعناه ونحوه، وفيه: «كان يُخَيّل إِليّ أَنَّهُ سوّى بينهن في القراءة والركوع والسجود. ثم يوتر بركعة، ثم يصلِّي ركعتين وهو جالس، ثم يضع جَنْبَهُ، فربما جاء بلال فآذَنَهُ بالصلاة: ثم يُغفِي، وربما شككتُ: أَغفَى، أوْلا؟ حتى يُؤْذِنَهُ بالصلاة، فكانت تلك صلاته حتى أسنّ ولَحُمَ، فذكرت من لحمه ما شاء الله ... » وساق الحديث. وأخرجه النسائي بنحو من رواية مسلم، ولم يذكر في أوله حديث بيع العقار، وجعلِه في السلاح والكُراع، ومراجعةِ زوجته، وأولُ حديثه «أنه لقيَ ابنَ عباس فسأله عن وتر رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟» . وله في أخرى قال: «قدمتُ المدينةَ، فدخلتُ على عائشةَ، قالت: مَنْ أَنت؟ قلت: أَنا سعدُ بنُ هشام بن عامر. قالت: رحم الله أباك، قلت: أخبريني عن صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-. قالت: إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان وكان، قلتُ: أجَلْ. قالت: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلِّي بالليلِ صلاةَ العِشاءِ، ثم يأوي إلى فراشه فينام، فإِذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإِلى طَهُورِهِ فتوضأ، ثم دخل المسجد، فيصلي ثماني ركعات، يُخَيَّل إِليّ أنه يُسوِّي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ويوتر بركعة، ثم يصلِّي ركعتين وهو جالس، ثم يضع جنبه، فربما جاء بلال فآذَنَهُ بالصلاة قبل أَن يُغْفِيَ، وربما شككتُ: أَغْفَى، أوْ لم يُغْفِ؟ حتى يُؤْذِنَهُ بالصلاة، فكانت تلك صلاة رسولَ الله [ص: 102] صلى الله عليه وسلم-، حتى أَسَنَّ وَلَحُمَ - فذكرت من لحمه ما شاء الله - قالت: وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي بالناس العشاء، ثم يأوي إِلى فراشه، فإِذا كان جوفُ الليل قام إِلي طَهوره وإِلى حاجته، ثم دخل المسجدَ فصلَّى سِتَّ ركعات، يُخَيَّل إِليَّ أَنه يُسَوِّي بينهن في القراءةِ والركوعِ والسجودِ، ثم يوتر بركعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، ثم يضع جنبه، وربما جاء بلال فآذَنَهُ بالصلاة قبل أن يُغْفِيَ، وربما أُغفيَ، [وربما] شككت: أَغْفى، أم لا؟ حتى يُؤْذِنَهُ بالصلاة. قالت: فما زالت تلك صلاة رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وله في أخرى، قالت: «كنا نُعِدُّ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سِواكه وطَهوره، فيبعثُه الله - عز وجل - ما شاء أَن يبعثَهُ من الليل، فيستاك، ويتوضَّأُ، ويُصلِّي تسع ركعات، لا يجلس فيهن إِلا عند الثامنة، ويحمد الله، ويصلِّي على نبيه، ويدعو بينهن، ولا يسلِّم، ثم يصلي التاسعة، ويقعد، يذكر كلمة نحوها، ويحمد الله، ويصلي على نبيه، ويدعو ثم يسلِّم تسليماً يُسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو قاعد - زاد في أخرى: فتلك إِحدى عَشْرَةَ ركعة يا بني - فلما أسَنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأخذ اللّحْمَ، أوتر بسبع، ثم يصلِّي ركعتين، وهو جالس بعد ما يسلِّم، فتلك تِسْع (4) أَي بُنَيَّ. وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 103] إِذا صلى صلاة أحبَّ أن يداوم عليها» . وله طرف آخر: «أنه سمعها تقول: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بتسع ركعات، ثم يصلِّي ركعتين وهو جالس، فلما ضعف أوتر بسبع ركعات، ثم صلى ركعتين وهو جالس» . وله طرف آخرُ: «أنه كان يوتر بتسع، ويركع ركعتين وهو جالس» . وله طرف آخرُ: «أنه وفَد على أُمِّ المؤمنين عائشةَ، فسألها عن صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يُصلِّي من الليل ثماني ركعات، ويوتر بالتاسعة، ويصلِّي ركعتين وهو جالس» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكُرَاع) : أراد بالكراع: الخيل المربوطة في سبيل الله تعالى. (بقاربِها) : قربت من الشيء أقرُب قُرباً، أي دنوت، وقرِبته - بالكسر - أقرَبه بالفتح قِرباناً فأنا قاربه، أي: دنوت، فالأول قاصر، والثاني متعد.   (1) في الأصل: فاستحلقته، وهو تحريف، والتصحيح من " صحيح مسلم ". (2) أي: نعم المرء عامر، ولفظة " كان " صلة زائدة. وفي المطبوع: نعم المرء كان عامراً. (3) في المطبوع: ولم يذكر إلا أربع ركعات، وهو خطأ. (4) في الأصل والنسائي المطبوع: فتلك تسعاً، وفي نسخ النسائي المخطوطة في دار الكتب الظاهرية: فتلك تسع، وهو الصواب. (5) رواه مسلم رقم (746) في صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض، وأبو داود رقم (1342) و (1343) و (1344) و (1345) و (1346) و (1347) و (1348) و (1349) و (1352) في الصلاة، باب صلاة الليل، والنسائي 3 / 199 في قيام الليل، باب قيام الليل، وباب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل، وباب كيف يفعل إذا افتتح الصلاة قائماً، وباب كيف الوتر بثلاث، وباب كيف الوتر بخمس، وباب كيف الوتر بسبع، وباب كيف الوتر بتسع، وباب المحافظة على الركعتين قبل الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/53) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. عن قتادة. وفي (6/94) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. وفي (6/109) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا أبو عوانة. عن قتادة. وفي (6/109) قال: حدثنا الأسود بن عامر. قال: أخبرنا شعبة. عن قتادة. وفي (6/163 و 168) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة. وفي (6/236) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا عمران بن يزيد العطار، عن بهز بن حكيم. وفي (6/258) قال: حدثنا عفان. قال: حدثا همام. قال: حدثنا قتادة. والدارمي (1483) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة. والبخاري في خلق أفعال العباد (48) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. ومسلم (2/168) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي. قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة. وفي (2/170) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. قال: حدثنا قتادة. (ح) وحدثنا إسحاق ابن إبراهيم ومحمد بن رافع، كلاهما عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن قتادة. وفي (2/171) قال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد، جميعا عن أبي عوانة. «قال سعيد: حدثنا أبو عوانة» ، عن قتادة. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى - وهو ابن يونس - عن شعبة، عن قتادة. وأبو داود (1349) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد- يعني ابن سلمة - عن بهز بن حكيم. وفي (1342) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. وفي (1343) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن قتادة. وفي (1344) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (1345) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة. وابن ماجة (1191 و 1348) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. عن قتادة. والترمذي (445) وفي الشمائل (267) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. والنسائي (3/60 و 199) وفي الكبرى (1147 و 1203) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيي بن سعيد، عن سعيد، عن قتادة. وفي (3/218) و (241) و (4/151) وفي الكبرى (1244) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق. قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن قتادة. وفي (3/234) وفي الكبرى (1309) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (3/240) و (4/199) وفي الكبرى (1317 و 1323) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن خالد. قال: حدثنا سعيد. قال: حدثنا قتادة. وفي (3/240) وفي الكبرى (1318) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة. وفي (3/241) وفي الكبرى (376) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا إسحاق قال: أنبأنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن قتادة. وفي (3/259) وفي الكبرى (1370) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وابن خزيمة (1078) و (1127) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا ابن أبي عدي. عن سعيد (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق. قال: حدثنا عبدة. عن سعيد (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، جميعا عن قتادة. وفي (1127) قال: حدثنا أحمد بن المقدام. قال: حدثنا محمد بن سواء، عن سعيد، عن قتادة. وفي (1169 و 1178) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: حدثنا عيسى - يعني ابن يونس - عن شعبة، عن قتادة. وفي (1170) قال: حدثنا بندار. قال: أخبرنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا بندار أيضا. قال: حدثنا ابن أبي عدي. كلاهما عن سعيد (ح) وحدثنا بندار أيضا. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، كلاهما عن قتادة. وفي (1177) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة. عن قتادة. كلاهما - قتادة، وبهز بن حكيم - عن زرارة بن أوفى. 2 - وأخرجه أحمد (6/91) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا مبارك. وفي (6/97) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. قال: حدثنا حصين بن نافع المازني «قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: حصين هذا صالح الحديث» . وفي (6/168) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن قتادة. وفي (6/216) قال: حدثنا إسماعيل. عن يونس. وفي (6/227) قال: حدثنا أبو كامل وعفان. قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة. وفي (6/235) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. وأبو داود (1352) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام. والنسائي (3/220) وفي الكبرى (1325) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام. وفي (3/242) وفي الكبرى (377) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن قتادة. وفي (3/242) وفي الكبرى (1319) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا حماد، عن قتادة. وفي (3/242) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الخلنجي. قال: حدثنا أبو سعيد - يعني مولى بني هاشم - قال: حدثنا حصين بن نافع. وفي الكبرى (1324) قال: أخبرنا عثمان بن عبد الله. قال: حدثنا عبيد الله بن محمد. قال: حدثنا حماد، عن أبي حرة. وفي «تحفة الأشراف» (11/16096) عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان. (ح) وعن محمد بن علي بن حرب، عن هشام بن عبد الملك، عن حصين ابن نافع. وابن خزيمة (1104) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا أبو حرة. ستتهم - مبارك بن فضالة، وحصين بن نافع، وقتادة، ويونس بن عبيد، وهشام بن حسان، وأبو حرة واصل بن عبد الرحمن - عن الحسن. 3 - وأخرجه أحمد (6/227) قال: حدثنا أبو كامل وعفان. والنسائي في الكبرى (1320) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا الحجاج. ثلاثتهم - أبو كامل، وعفان، والحجاج - قالوا: حدثنا حماد، عن حميد، عن بكر بن عبد الله. ثلاثتهم - زرارة بن أوفى، والحسن البصري، وبكر بن عبد الله - عن سعد بن هشام، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/236) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (1346) قال: حدثنا علي بن الحسين الدرهمي. قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (1347) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (1348) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا مروان - يعني ابن معاوية -. ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وابن أبي عدي، ومروان بن معاوية - عن بهز بن حكيم. قال: حدثنا زرارة ابن أوفى، أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل. فقالت: كان يصلي صلاة العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه، وينام وطهوره مغطى عند رأسه وسواكه موضوع حتى يبعثه الله ساعته التي يبعثه من الليل فيتسوك ويسبغ الوضوء، ثم يقوم إلى مصلاه فيصلي ثمان ركعات يقرأ فيهن بأم الكتاب وسورة من القرآن وما شاء الله، ولا يقعد في شيء منها حتى يقعد في الثامنة، ولا يسلم، ويقرأ في التاسعة، ثم يقعد فيدعو بما شاء الله أن يدعو، ويسأله ويرغب إليه، ويسلم تسليمة واحدة شديدة يكاد يوقظ أهل البيت من شدة تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد، بأم الكتاب، ويركع وهو قاعد، ثم يقرأ الثانية فيركع ويسجد وهو قاعد، ثم يدعو ما شاء الله أن يدعو، ثم يسلم وينصرف، فلم تزل تلك صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بدن فنقص من التسع ثنتين، فجعلها إلى الست والسبع وركعتيه وهو قاعد حتى قبض على ذلك -صلى الله عليه وسلم- ليس فيه «سعد بن هشام» . الحديث: 4199 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 97 4200 - (د) الفضل بن العباس - رضي الله عنهما -: قال: «بِتُّ ليلة عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لأنْظُرَ كَيفَ يصلِّي من الليل، فقام فتوضأ وصلَّى ركعتين؛ قيامُه مثل ركوعه، وركُوعُه مثلُ سجوده، ثم نام، ثم استيقظ فتوضأَ، واستنثر، ثم قرأ بخمس آيات من آل عمران: {إِنَّ في خَلقِ السَّمَاواتِ والأرض ... } فلم يزل يفعل هكذا حتى صلى عشر ركعات، ثم قام فصلى سجدة واحدة فأوتر بها، ونادى المنادي عند ذلك، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بعدما سكت المُؤذِّنُ، فصلَّى سجدتين خفيفتين، ثم جلس حتى صلى الصبح» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاستنثار) : الامتخاط، وتحريك نثرة الأنف، وهي طرفه.   (1) رقم (1355) في الصلاة، باب صلاة الليل، من حديث شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن الفضل بن عباس ... الخ، ورواية كريب عن الفضل مرسلة. أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وقد علق على الحديث الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في " تهذيب السنن " 2 / 103 فقال: وهذه القصة نفسها رواها كريب عن عبد الله بن عباس كما وردت في " المسند " وغيره مراراً، فأخشى أن يكون أحد الرواة عن أبي داود أخطأ وسها، فجعله عن الفضل بن عباس، خصوصاً وأن صاحب " ذخائر المواريث " وهو أحد الكتب الستة والموطأ، لم يذكر هذا الحديث في مسند الفضل ولا أشار إليه. أقول: بل قد ذكره صاحب " ذخائر المواريث " 3 / 81 في مسند الفضل بن عباس، فزالت الخشية التي ذكرها الشيخ أحمد شاكر رحمه الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: (*) قال أبو داود: خفي عليّ من ابن بشار بعضه. أخرجه أبو داود (1355) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، فذكره. قلت: كريب روايته عن الفضل مرسلة. الحديث: 4200 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 104 4201 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا قامَ أَحدُكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين» . أَخرجه مسلم، وأَبو داود. وزاد أبو داود في رواية: «ثم ليطوِّلْ بعدُ ما شاء الله» . قال أَبو داود: ورواه جماعة موقوفاً على أبي هريرة (1) .   (1) رواه مسلم رقم (768) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، وأبو داود رقم (1323) و (1324) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/232) قال: حدثنا محمد بن سلمة. وفي (2/278) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2/399) قال: حدثنا معاوية. قال: حدثنا زائدة. ومسلم (2/184) قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (1323) قال: حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة. قال: حدثنا سليمان بن حيان. والترمذي في «الشمائل» (268) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: أنبأنا أبو أسامة. وابن خزيمة (1150) قال: حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي. قال: حدثنا عبد الأعلى. ستتهم - محمد بن سلمة، وعبد الرزاق، وزائدة، وأبو أسامة، وسليمان بن حيان، وعبد الأعلى - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، فذكره. * أخرجه أبو داود (1324) قال: حدثنا مخلد بن خالد. قال: حدثنا إبراهيم - يعني ابن خالد - عن رباح، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: «إذا» بمعناه، زاد: ثم ليطول بعد ما شاء. «موقوف» . قال أبو داود: روى هذا الحديث حماد بن سلمة، وزهير بن معاوية. وجماعة عن هشام، أوقفوه على أبي هريرة، وكذلك رواه أيوب، وابن عون، أوقفوه على أبي هريرة، ورواه ابن عون عن محمد، قال: فيهما تجوز. * وأخرجه الحميدي (985) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب. عن محمد، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مثله. هكذا في المطبوع من مسند الحميدي «مرفوعا» وسبق أن أشار أبو داود إلى أن رواية أيوب جاءت موقوفة. فالله أعلم. الحديث: 4201 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 4202 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل افتتح [صلاته] بركعتين خفيفتين» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (767) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/30) قال: حدثنا هشيم. وفي (6/203) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/184) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة، جميعا عن هشيم. قال أبو بكر: حدثنا هشيم. كلاهما - هشيم، ويحيى بن سعيد - عن أبي حرة واصل بن عبد الرحمن، عن الحسن، عن سعد بن هشام، فذكره. الحديث: 4202 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 4203 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بآية من القرآن ليلة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (448) في الصلاة، باب ما جاء في قراءة الليل، وإسناده صحيح. وله شاهد صحيح من حديث أبي ذر قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها، والآية: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} رواه ابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (448) وفي الشمائل (276) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن نافع البصري. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن إسماعيل بن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل الناجي، فذكره. الحديث: 4203 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 4204 - (خ م ط د س ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «قام رجل، فقال: يا رسولَ الله، كيف صلاةُ الليل؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: صلاةُ الليل مثنى مثنى، فإذا خِفْتَ الصبحَ فأوْتِرْ بواحدة» . [ص: 106] أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود، والنسائي. وزاد الترمذي: «واجعل آخِرَ صلاتك وِتْراً» ، ولم يذكر سؤال الرَّجل النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-. وفي أخرى لأبي داود، والنسائي: «أن رجلاً من أهل البادية سأَل النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الليل؟ فقال بأصبعه، هكذا: مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل» (1) . وفي رواية للترمذي، وأبي داود، والنسائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ الليل والنَّهارِ مثنى مثنى» . قال الترمذي: وقد اختلف في هذا الحديث عن ابن عمر، فرفعه بعضهم، ووقفه بعضهم، قال: والصحيح ما روي عنه أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل مثنى مثنى» ، ولم يذكر «النهار» ، قال النسائي: هذا [ص: 107] الحديث خطأ، يعني: الذي فيه ذِكْرُ النهار (2) .   (1) رواه البخاري 3 / 16 في التهجد، باب كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المساجد، باب الحلق والجلوس في المسجد، وفي الوتر، باب ما جاء في الوتر، ومسلم رقم (749) في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل، والموطأ 1 / 123 في صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وأبو داود رقم (1326) في الصلاة، باب صلاة الليل مثنى مثنى، ورقم (1421) في الصلاة، باب فيمن لم يوتر، والترمذي رقم (537) في الصلاة، باب صلاة الليل، والنسائي 3 / 227 في قيام الليل، باب كيف صلاة الليل، وباب وقت الوتر، وباب كم الوتر. (2) رواه الترمذي رقم (597) في الصلاة، باب ما جاء أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، وأبو داود رقم (1295) في الصلاة، باب في صلاة النهار، والنسائي 3 / 227 في قيام الليل، باب كيف صلاة الليل، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1322) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، والدارقطني صفحة 160، والطحاوي صفحة 197، وابن حبان في " صحيحه " رقم (636) موارد، باب الصلاة مثنى مثنى، وابن خزيمة، والحاكم في " علوم الحديث "، والبيهقي 2 / 487، وقال الترمذي كما ذكر المصنف: وقد اختلف في هذا الحديث عن ابن عمر، فرفعه بعضهم، ووقفه بعضهم، قال: والصحيح ما روي عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صلاة الليل مثنى مثنى " ولم يذكر " النهار "، وقال النسائي: هذا الحديث خطأ، يعني الذي فيه ذكر النهار، قال الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " 2 / 143: وقال - يعني النسائي - في " سننه الكبرى ": إسناده جيد، إلا أن جماعة من أصحاب ابن عمر، خالفوا الأزدي فلم يذكروا فيه النهار، منهم سالم، ونافع، وطاوس، ثم ساق رواية الثلاثة ... ، ورواه أيضاً أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " من حديث عائشة، وإبراهيم الحربي في " غريب الحديث "، من حديث أبي هريرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " 2 / 55، وهو خلاف ما رواه الثقات المعروفون عن ابن عمر، فإنهم رووا ما في الصحيحين أنه سئل عن صلاة الليل، فقال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الفجر فأوتر بواحدة، ولهذا ضعف الإمام أحمد وغيره من العلماء حديث البارقي، قال: ولا يقال: هذه زيادة من الثقة فتكون مقبولة لوجوه ... فذكرها. أقول: وقد صحح بعضهم هذه الزيادة كما في " تهذيب سنن أبي داود " للمنذري 2 / 87 وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح " 2 / 397 و 398: ففي السنن وصححه ابن خزيمة وغيره من طريق علي الأزدي عن ابن عمر مرفوعاً: " صلاة الليل والنهار مثنى مثنى " وتعقب هذا الأخير، بأن أكثر أئمة الحديث أعلوا هذه الزيادة، وهي وقوله: " والنهار " بأن الحفاظ من أصحاب ابن عمر لم يذكروها عنه، وحكم النسائي على راويها بأنه أخطأ فيها، وقال يحيى بن معين: من علي الأزدي حتى أقبل منه وأدع يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع أن ابن عمر كان يتطوع بالنهار أربعاً لا يفصل بينهن، ولو كان الأزدي صحيحاً لما خالفه ابن عمر، يعني مع شدة اتباعه، رواه عنه محمد بن نصر في سؤالاته، لكن روى ابن وهب بإسناد قوي عن ابن عمر قال: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى. موقوف، أخرجه ابن عبد البر من طريقه، فلعل الأزدي اختلط عليه الموقوف بالمرفوع، فلا تكون هذه الزيادة صحيحة على طريقة من يشترط في الصحيح أن لا يكون شاذاً، وقد روى ابن أبي شيبة من وجه آخر عن ابن عمر أنه كان يصلي بالنهار أربعاً أربعاً، وهذا موافق لما نقله ابن معين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه برقم (4061) . ولفظة: «النهار» شاذة لا تثبت كما حققت ذلك في ترغيب المنذري، ونصب الراية. الحديث: 4204 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 الفصل الرابع: في صلاة الضحى 4205 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: قال عبد الله بن شقيق: قُلتُ لعائشة: هل كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى؟ قالت: «لا، إِلا أن يجيءَ من مغيبه» . وفي رواية مثله، وزاد: «قلتُ: هل كان يَقْرُن بين السورتين؟ قالت: من المفصل؟» أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الثانية. وأخرج النسائي الأولى، وزاد: «قال: قلتُ: هل كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم شهراً كلَّه؟ قالت: ما علمتُه صام شهراً كلَّه، ولا أفطره حتى يصومَ منه، حتى مضى لسبيله» . وفي أخرى قالت: «واللهِ إِنْ صام شهراً معلوماً سوى رمضانَ، حتى مضى لوجهه، ولا أفطره حتى يصومَ منه» . وفي رواية أخرجها البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود «قالت: إِنْ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيَدَعُ العَمَلَ وهو يحبُّ أن يَعْمَلَ به، خشيةَ أن يعملَ [ص: 109] به الناسُ، فَيُفْرَضَ عليهم، وما سبَّح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سُبْحة الضحى قَطُّ، وإِني لأُسَبِّحها» . وفي أخرى: «قالت: ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي سُبحة الضحى قط، وإِني لأُسبِّحها. وإِنْ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيَدَعُ العمل ... وذكرت الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 9 في التهجد، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل والنوافل، وفي التطوع، باب من لم يصل الضحى ورآه واسعاً، ومسلم رقم (717) و (718) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى، والموطأ 1 / 152 و 153 في قصر الصلاة، باب صلاة الضحى، وأبو داود رقم (1292) و (1293) في الصلاة، باب صلاة الضحى، والنسائي 4 / 152 في الصوم، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر عائشة فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عروة، عن عائشة: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (113) . وأحمد (6/33) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/85) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (6/86) قال: حدثنا علي بن عياش. قال: حدثنا شعيب. وفي (6/168) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/169) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (6/177) قال: حدثنا حجاج. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (6/178) قال: قرأت على عبد الرحمن. مالك. وفي (6/209) قال: حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب. وفي (6/215) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (6/223) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عقيل بن خالد. وفي (6/238) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وعبد بن حميد (1478) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والدارمي (1463) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (2/62) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف..قال: أخبرنا مالك. وفي (2/73) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (2/156) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على: مالك. وأبو داود (1293) قال: حدثنا القعنبي. عن مالك. والنسائي في الكبرى (402) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. سبعتهم - مالك، والأوزاعي، وشعيب، ومعمر، وابن جريج، وابن أبي ذئب، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. - ورواه عبد الله بن شقيق. قال: قلت لعائشة: أكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى؟ قالت: لا إلا أن يجيء من مغيبه. أخرجه أحمد (6/31) قال: حدثنا معتمر. قال: سمعت خالدا. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا كهمس. (ح) ويزيد وأبو عبد الرحمن المقرئ عن كهمس. وفي (6/204) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا كهمس. وفي (6/218) قال: حدثنا إسماعيل ويزيد. المعنى: قالا: أخبرنا الجريري. ومسلم (2/156) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد بن زريع، عن سعيد الجريري. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا كهمس بن الحسن القيسي. وأبو داود (1292) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا الجريري. والترمذي في الشمائل (291) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا كهمس بن الحسن. والنسائي (4/152) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: أنبأنا خالد - وهو ابن الحارث - عن كهمس. (ح) وأخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد -وهو ابن زريع -. قال: حدثنا الجريري. وفي الكبرى (403) قال: أخبرنا أحمد بن موسى مروزي. قال: أخبرنا عبد الله - هو ابن المبارك -. قال: أخبرنا خالد الحذاء. وابن خزيمة (539) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا كهمس. وفي (1230) قال: حدثنا يعقوب الدورقي. قال: حدثنا معتمر. عن خالد (ح) وحدثناه الدورقي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا كهمس (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن كهمس (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا سالم بن نوح. قال: حدثنا الجريري (ح) وحدثنا يعقوب الدورقي. قال: حدثنا ابن علية، عن الجريري. وفي (2132) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا سالم بن نوح. قال: حدثنا الجريري. ثلاثتهم - خالد الحذاء، وكهمس، وسعيد الجريري - عن عبد الله بن شقيق، فذكره. (*) لفظ رواية خالد الحذاء: «ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى، إلا أن يقدم من سفر فيصلي ركعتين» . الحديث: 4205 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 108 4206 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلِّي الضحى، حتى نقول: لا يَدَعُها، ويَدَعُها حتى نقولَ: لا يصلِّيها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (477) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 21 و 36، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/21) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/36) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وعبد بن حميد (891) قال: حدثنا أبو نعيم. والترمذي (477) . وفي الشمائل (292) قال: حدثنا زياد بن أيوب البغدادي. قال: حدثنا محمد بن ربيعة. أربعتهم - يزيد، ويحيى، وأبو نعيم، وابن ربيعة - عن فضيل بن مرزوق. عن عطية العوفي، فذكره. قلت: في إسناده عطية العوفي، ضعيف يدلس. الحديث: 4206 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 4207 - (خ) مورق العجلي: قال: «قلتُ لابن عمر - رضي الله عنهما -: تصلِّي الضحى؟ قال: لا، قلتُ: فَعُمرُ؟ قال: لا، قال: قلتُ فأبو بكر؟ قال: لا، قلتُ: فالنبيُّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لا إخَالُهُ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 3 / 42 في التطوع، باب صلاة الضحى في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/23) (4758) قال: ثنا وكيع. وفي (2/45) (5052) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (2/73) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. ثلاثتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد - عن شعبة، عن توبة العنبري، قال: سمعت مورقا العجلي، فذكره. الحديث: 4207 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 4208 - (خ) نافع مولى ابن عمر: «أنَّ ابنَ عمر كان لا يصلِّي من الضحى إِلا في يومين: يومَ يَقْدَمُ مكة، فإنه كان يَقْدَمُها ضُحى فيطوفُ بالبيت، فيصلِّي ركعتين خَلْفَ المقام، ويومَ يأتي مسجدَ قُبَاءَ، فإنه كان يأتيه كل سَبْت، وإذا دخل المسجد كَرِه أَن يخرجَ منه حتى يصلِّيَ فيه، قال: وكان يُحَدِّثُ أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يزوره راكباً وماشياً، قال: وكان يقول لنا: إِنما أصنعُ كما رأَيتُ أصحابي يصنعون، ولا أمنع أحداً يصلِّي في أيِّ ساعة من ليل أو نَهَار، غير أن لا تَتَحَرَّوْا طلوعَ الشمس، ولا غروبَها» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 3 / 56 في التطوع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، وفي مواقيت الصلاة، باب من لم يكره الصلاة إلا بعد العصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/56) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، أخبرنا أيوب عن نافع، فذكره. قلت: أطرافه في (1193، 1194، 7326) . الحديث: 4208 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 110 4209 - (خ م ط د ت س) عبد الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله -: قال: «ما حدَّثنا أَحد أنه رأَى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يصلِّي الضُّحى، غيرَ أمِّ هانئ، فإنها قالت: إِن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- دخل بيتها يوم فتح مكةَ، فاغتسلَ وصلَّى ثمانيَ رَكَعَات، فلم أرَ صلاة قط أخفَّ منها، غيرَ أنه يُتم الركوعَ والسجودَ» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم في رواية عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي، قال: سألتُ [ص: 111] وحَرَصْتُ على أن أَجدَ أحداً من الناس يُخْبِرُني أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سبَّح سُبحةَ الضُّحَى، فلم أجد أحداً يحدِّثني ذلك، غيرَ أمِّ هانئ بنتِ أبي طالب أخبرتني أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أتى بعدما ارتفع النهار يوم الفتح، فأُتيَ بثوب فسُتِر عليه، فاغتسل، ثم قام فركع ثمانيَ رَكَعَات، لا أدري: أقيامُه فيها أطولُ، أم ركوعهُ، أم سجودُه؟ كل ذلك منه متقارب، قالت: فلم أَرَهُ سبَّحها قبلُ ولا بعدُ. ولمسلم: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صلَّى في بيتها عام الفتح ثمانيَ رَكَعَات في ثوب واحد قد خَالَفَ بين طَرَفَيْهِ» . وأخرج أبو داود، والترمذي الأولى. وفي رواية النسائي: «أنها دخلتْ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة وهو يغتسل، قد سَتَرَتْهُ [فاطمةُ] بثوب دُونَهُ في قصعة فيها أَثَرُ العجين، قالت: فصلى الضحى، فما أدري: كم صلى حين قضى غُسْلَهُ؟» . وفي أخرى: «أنها ذَهَبَتْ إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عام الفتح، فَوَجَدَتهُ يَغْتَسِلُ وفاطمةُ ابنتُه تستُره بثوب، فسلَّمتْ، فقال: من هذا؟ قلتُ: أُمُّ هانئ، فلما فرغ من غُسْلِه قام فصلَّى ثمانيَ ركعات ملتحفاً في ثوب واحد» . وأخرج الموطأ رواية مسلم الآخرة إلى قوله: «في ثوب واحد» . [ص: 112] ولأبي داود: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح صلَّى سُبْحَةَ الضُّحى ثمانيَ ركعات يسلِّم من كل ركعتين» . وفي أخرى بمعناه، ولم يذكر: «سُبْحَةَ الضُّحى» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 43 و 44 في التطوع، باب صلاة الضحى في السفر، وفي تقصير الصلاة، باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلاة وقبلها، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ومسلم رقم (336) في الحيض، باب تستر المغتسل بثوب ونحوه، وفي صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان وأكملها ثمان، والموطأ 1 / 152 في قصر الصلاة، باب صلاة الضحى، وأبو داود رقم (1290) و (1291) في الصلاة، باب صلاة الضحى، والترمذي رقم (474) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، والنسائي 1 / 126 في الطهارة، باب ذكر الاستتار عند الاغتسال و (202) في الغسل، باب الاغتسال في قصعة العجين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/342) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/343) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1460) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري (2/57) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (2/73) قال: حدثنا آدم. وفي (5/189) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (2/157) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (1291) قال: حدثنا حفص بن عمر. والترمذي (474) . وفي الشمائل (290) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى (407) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد. قال: حدثنا بهز. وابن خزيمة (1233) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. ستتهم - محمد بن جعفر، ووكيع، وأبو الوليد الطيالسي، وحفص بن عمر، وآدم، وبهز - عن شعبة، قال: حدثنا عمرو بن مرة. 2 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18007) عن إبراهيم بن محمد التيمي، عن يحيى، عن سفيان، عن زبيد. كلاهما - عمرو بن مرة، وزبيد - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. - ورواه عنها عطاء: أخرجه أحمد (6/341) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: حدثنا ابن جريج. والنسائي (1/202) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد. قال: حدثنا محمد بن موسى بن أعين. قال: حدثنا أبي. عن عبد الملك بن أبي سليمان. كلاهما - عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وابن أبي سليمان - عن عطاء، فذكره. - ورواه عنها يوسف بن ماهك: أخرجه أبو داود (1290) قال: حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح. وابن ماجة (1323) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن رمح. وابن خزيمة (1234) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. أربعتهم - ابن صالح، وابن عمرو، وعبد اله، وابن عبد الرحمن - عن عبد الله بن وهب، عن عياض ابن عبد الله، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، فذكره. أخرجه الحميدي (332) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد. وفي (333) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عبد الكريم أبو أمية. وأحمد (6/342) قال: حدثنا هارون. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب. قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث. وفي (6/342) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد. وفي (6/425) قال: حدثنا عبيدة بن حميد. قال: حدثني يزيد بن أبي زياد. ومسلم (2/157) قال: حدثني حرملة بن يحيى ومحمد بن سلمة المرادي. قالا: أخبرنا عبد الله بن الحارث. وابن ماجة (1379) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. عن يزيد بن أبي زياد. والنسائي في الكبرى (405) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله. قال: حدثنا الربيع بن روح. قال: حدثنا محجمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري. قال: أخبرني عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل. وفي (406) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أ] برني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب. قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث. وابن خزيمة (1235) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن مسلم. قال: حدثنا عمي. قال: أخبرني يونس، عن الزهري. قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله ابن الحارث بن نوفل. ثلاثتهم - يزيد بن أبي زياد، وعبد الكريم أبو أمية، وعبد الله بن عبد الله بن الحارث، أو عبيد الله بن عبد الله بن الحارث - عن عبد الله بن الحارث، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/341) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. قال: حدثني ابن شهاب. عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ، فذكره. ليس فيه «عبد الله بن عبد الله» . * وأخرجه ابن ماجة (614) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. والنسائي في الكبرى (404) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - محمد بن رمح، وقتيبة - عن الليث بن سعد، عن ابن شهاب. عن عبد الله بن عبد الله. قال: سألت لأجد أحدآ يخبرني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبح في سفره، فلم أجد أحدا يخبرني عن ذلك، حتى أخبرتني أم هانئ بنت أبي طالب، أنه قدم عام الفتح، فأمر بستر فستر عليه، ثم سبح ثمان ركعات. ليس فيه: «عبد الله بن الحارث» . الحديث: 4209 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 110 4210 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: «كانت تصلِّي الضحى ثمانيَ ركعات، ثم تقول: لو نُشِرَ لي أبوايَ ما تركتُهُمَا» أَخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُشِر) : أنشر الله الميت ونشره: إذا أحياه، ونُشِرَ الميت: إذا عاش.   (1) 1 / 153 في قصر الصلاة، باب صلاة الضحى، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» (358) عن زيد بن أسلم عن عائشة، فذكرته. الحديث: 4210 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 112 4211 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت معاذةُ: إنها سألتْ عائشةَ - رضي الله عنها -: كم كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي الضحى؟ قالت: «أَربع ركعات، ويزيدُ ما شاء الله» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (719) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/459) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. (ح) وأبو داود. قال: أخبرنا شعبة، عن عباس - يعني الجريري -. (ح) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن أبي شمر الضبعي. والدارمي (1462) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا شعبة، عن عباس الجريري. وفي (1753) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة، عن عباس الجريري. والبخاري (2/73) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: أخبرنا شعبة. قال: حدثنا عباس الجريري - هو ابن فروخ -. وفي (3/53) قال: حدثنا أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أبو التياح. ومسلم (2/158) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أبو التياح. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عباس الجريري وأبي شمر الضبعي. والنسائي (3/229) قال: أخبرنا سليمان بن سلم ومحمد بن علي بن الحسن ابن شقيق،عن النضر بن شميل. قال: أنبأنا شعبة، عن أبي شمر. وفي (3/229) وفي الكبرى (1296) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة، ثم ذكر كلمة معناها عن عباس الجريري. وفي الكبرى (399) قال: أخبرنا بشر بن هلال الصواف البصري. قال: حدثنا عبد الوارث، عن أبي التياح، وفي الكبرى (1295) قال: أخبرنا سليمان بن سلم البلخي، عن النضر بن شميل. قال: أخبرنا شعبة، عن أبي شمر. وابن خزيمة (2123) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا عبد الوارث - يعني ابن سعيد العنبري عن أبي التياح -. ثلاثتهم - عباس الجريري، وأبو شمر، وأبو التياح - عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 4211 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 112 4212 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم- بصيامِ ثلاثةِ أيام من كلِّ شهر، وركعتي الضُّحى، وأن أوتِرَ قبل أن أَرقُدَ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. وفي رواية الترمذي، والنسائي قال: «عَهِدَ إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة: أن لا أنام إِلا على وِتْر، وصومَ ثلاثةِ أَيام من كلِّ شَهر، وأن أُصلِّيَ الضُّحى» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 47 في التطوع، باب من لم يصل الضحى في الحضر، وفي الصوم، باب صيام أيام البيض، ومسلم رقم (721) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان، وأبو داود رقم (1432) في الصلاة، باب في الوتر قبل النوم، والترمذي رقم (760) في الصوم، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر، والنسائي 3 / 229 في قيام الليل، باب الحث على الوتر قبل النوم. الحديث: 4212 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 4213 - (م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: «أوصاني حبيبي - صلى الله عليه وسلم- بثلاث أَن لا أدَعَهُنَّ ما عشتُ: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاةِ الضحى، وأن لا أنام إِلا على وتر» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (722) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان، وأبو داود رقم (1433) في الصلاة، باب في الوتر قبل النوم، ولم نجده عند النسائي، وقد عزاه في " ذخائر المواريث ": لمسلم وأبي داود فقط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/159) قال: حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع قالا: حدثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبي مرة مولى أم هانئ، فذكره. (*) في «تحفة الأشراف» : «لا أدعهن» وفيه: «وأن لا أنام» . «تحفة» (8/10974) . - ورواه عن أبي الدرداء جبير بن نفير: أخرجه أحمد (6/440) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثني بعض المشيخة، عن أبي إدريس السكوني، عن جبير بن نفير، فذكره. * أخرجه أحمد (6/451) . وأبو داود (1433) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة. كلاهما - أحمد بن حنبل، وعبد الوهاب - عن الحكم بن نافع أبي اليمان، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، عن أبي إدريس السكوني، عن جبير بن نفير، فذكره. الحديث: 4213 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 4214 - (م) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: أنه رأى قوماً يصلُّون [ص: 114] من الضُّحَى، فقال: لقد علموا أنَّ الصلاةَ في غير هذهِ الساعةِ أفضلُ، إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاةُ الأوَّابين حين تَرْمَضُ الفِصَال» . وفي رواية: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج على أَهل قُباءَ وهم يصلُّون، فقال: صلاةُ الأوَّابينَ إِذا رَمِضَتِ الفِصَالُ» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأوابين) : جمع أواب، وهو الكثير الرجوع إلى الله بالتوبة، وقيل: هو المطيع. وقيل: المسبِّح، ومعنى قوله: «حين ترمَضُ الفِصال» : يريد ارتفاع الشمس، ورَمْض الفصال: أن تُحمى الرَّمضاء - وهو الرمل - بحرِّ الشمس، فتبرُك الفِصال - وهي أولاد الإبل، جمع فصيل - من شدة حرها، وإحراقها أخفافها.   (1) رقم (748) في صلاة المسافرين، باب صلاة الأوابين حين ترمض الفصال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/366) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1465) قال: أخبرنا وهب بن جرير. ومسلم (2/171) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - وكيع، ووهب، ويحيى - عن هشام الدستوائي. 2 - وأخرجه أحمد (4/367) و (4/372) قال: حدثنا إسماعيل بن علية. ومسلم (2/171) قال: حدثنا زهير بن حرب، وابن نمير، قالا: حدثنا إسماعيل - وهو ابن علية -. وابن خزيمة (1227) قال: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا حماد بن زيد. كلاهما - إسماعيل بن علية، وحماد بن زيد - عن أيوب السختياني. 3 - وأخرجه أحمد (4/374) قال: حدثنا عد الوهاب، عن سعيد. وعبد بن حميد (258) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حسام بن المصك. وابن خزيمة (1227) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا يزيد - يعني ابن زريع - قال: حدثنا سعيد. كلاهما - سعيد، وحسام - عن قتادة. ثلاثتهم - هشام، وأيوب، وقتادة - عن القاسم الشيباني، فذكره. الحديث: 4214 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 الفصل الخامس: في قيام شهر رمضان، وهو التراويح 4215 - (خ م د س ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العَشْرُ الأَواخر (1) من رمضان أحيى الليلَ، وأيقظَ [ص: 115] أهلَه، وَجدَّ، وشَدَّ المِئْزَرَ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. ولمسلم قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يجتهدُ في رمضانَ ما لا يجتهدُ في غيره، وفي العشْرِ الأواخِرِ منه ما لا يجتهد في غيره» . وفي رواية الترمذي: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يجتهدُ في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شد المئزر) : شد المئزر كناية عن اجتناب النساء، أو عن الجد والاجتهاد في العمل.   (1) لفظة " الأواخر " ليست عند البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي في صلب الحديث، وإنما هي تفسير، ولعلها هنا من زيادات الحميدي. (2) رواه البخاري 4 / 233 و 234 في صلاة التراويح، باب العمل في العشر الأواخر من رمضان، ومسلم رقم (1174) في الاعتكاف، باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان، وأبو داود رقم (1376) في الصلاة، باب في قيام شهر رمضان، والترمذي رقم (796) في الصوم، باب ما جاء في ليلة القدر، والنسائي 3 / 218 في قيام الليل، باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (187) . وأحمد (6/40) . والبخاري (3/61) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (3/175) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وابن أبي عمر. وأبو داود (1376) قال: حدثنا نصر بن علي وداود بن أمية. وابن ماجة (1768) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري. والنسائي (3/217) . وفي الكبرى (1243) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. وابن خزيمة (2214) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري. ومحمد بن الوليد. عشرتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، وإسحاق، وابن أبي عمر، ونصر، وداو ابن أمية، وعبد الله بن محمد ومحمد بن عبد الله، ومحمد بن الوليد - عن سفيان بن عيينة، عن أبي يعفور بن عبيد بن نسطاس، عن مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق، فذكره. - الرواية الأخرى لمسلم: أخرجها أحمد (6/122) قال: حدثنا عفان. وفي (6/255) قال: حدثنا أبو سعيد. ومسلم (3/176) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري. وابن ماجة (1767) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وأبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم. والترمذي (796) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15924) عن قتيبة. وابن خزيمة (2215) قال: حدثنا علي ابن معبد. قال: حدثنا معلى بن منصور. سبعتهم - عفان، وأبو سعيد مولى بني هاشم، وقتيبة، وأبو كامل، ومحمد بن عبد الملك، وأبو إسحاق الهروي، ومعلى - عن عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود ابن يزيد، فذكره. الحديث: 4215 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 114 4216 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقومُ في رمضانَ، فجئتُ فقمتُ إلى جَنْبِه، وجاء رجل فقام أيضاً، حتى كُنَّا رَهْطاً، فلما أحسَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَنَّا خَلْفَهُ جعل يتجَوَّزُ في الصلاة، ثم دخل رَحْلَه، فصلَّى صلاة لا يُصلِّيها عندنا. قال: فقلنا له حين أصبحنا: فَطِنْتَ لنا الليلة؟ قال: نعم، ذاك الذي حملني على ما صَنَعْتُ، قال: [ص: 116] فأَخذ يُوَاصِلُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وذلك في آخر الشهر، فأخذ رجال من أصحابه يواصلون، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ما بالُ رجال يواصلون؟ إنكم لستم مثلي، أما والله لو تَمَادَى بِيَ (1) الشهرُ لواصلتُ وِصَالاً يَدَعُ المُتَعَمِّقُون تعمُّقَهم» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المتعمقون) : المتعمق: المبالغ في الأمر، المتشدد فيه، الذي يطلب أقصاه.   (1) في مسلم المطبوع: لي. (2) رقم (1104) في الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1104) قال: حدثني زهير بن حرب، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان عن ثابت، فذكره. وأخرجه عن عاصم بن النضر التيمي، ثنا خالد - يعني ابن الحارث - حدثنا حميد عن ثابت، فذكره. الحديث: 4216 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 115 4217 - (د خ م ط س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إِن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلَّى في المسجد، فصلَّى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثُر الناس، ثم اجتمعُوا من الليلة الثالثة، فلم يخرج إِليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما أصبَح قال: قد رأَيتُ الذي صنعتم، ولم يمنعْني من الخروج إِليكم إِلا أنِّي خشيتُ أن تُفْرَضَ عليكم، وذلك في رمضان» . [وفي رواية: قالت: «كان الناسُ يصلُّون في المسجد في رمضانَ] أَوْزَاعاً فأمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فضربتُ له حَصيراً، فصلى عليه ... بهذه القصة، قالت فيه: تعني النبي -صلى الله عليه وسلم-: أَيها الناس، أما واللهِ ما بِتُّ ليلتي هذه بحمد [ص: 117] الله غافلاً، ولا خَفيَ عليَّ مكانُكم» . أخرجه أبو داود. وفي رواية البخاري، ومسلم: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خرج من جوفِ الليل، فصلَّى في المسجد، فصلَّى رجال بصلاته، فأصبح الناسُ يتحدَّثون بذلك، فاجتمع أكثرُ منهم، فخرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الليلة الثانية فصلَّوْا بصلاته، فأَصبح الناس يذكرون ذلك، فكَثُرَ أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج، فصلَّوْا بصلاته، فلما كانت الليلةُ الرابعةُ عَجزَ المسجدُ عن أهله، فلم يخرجْ إليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فطَفِقَ رجال منهم يقولون: الصلاةَ، فلم يخرجْ إِليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى خرج لصلاة الفجر، فلما قضى الفجرَ أَقْبَل على الناس، ثم تشهَّدَ فقال: أَما بعدُ، فإِنه لم يخْفَ عليَّ شأنُكم الليلةَ، ولكنِّي خشيتُ أن تُْفْرَض عليكم صلاةُ الليل، فتعجَزوا عنها» . وفي رواية بنحوه، ومعناه مختصراً، قال: «وذلك في رمضان» . زاد في أخرى: «فتُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والأمرُ على ذلك» . وفي رواية البخاري: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُصَلِّي في حُجْرَتِهِ، وجدارُ الحجرة قصير، فرأَى الناسُ شخصَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام ناس يُصلُّون بصلاته، فأصْبَحوا فتحدَّثُوا، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الثانية يُصلِّي، فقام ناس يُصلُّون بصلاته، فصنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثاً، حتى إذا كان بعد ذلك جلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فلم يخرجْ، فلما أَصبح ذَكَرَ ذلك له الناسُ، فقال: إِني خِفْتُ أن تُكْتَبَ عليكم صلاةُ الليل» . [ص: 118] وفي رواية الموطأ مثل رواية أبي داود الأولى، وزاد فيها: «بعد الثالثة والرابعة» . وأخرج النسائي الأولى من روايتي أبي داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوزاعاً) : الأوزاع: الفرق والجماعات، يقال فيها: أوزاع من الناس، أي جماعات وهو من التوزيع، التفريق. (طَفِق) : يفعل كذا، أي جعل.   (1) رواه البخاري 3 / 220 في صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، وفي الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، وفي التهجد، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل، ومسلم رقم (761) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، والموطأ 1 / 113 في الصلاة في رمضان، باب الترغيب في الصلاة في رمضان، وأبو داود رقم (1373) و (1374) في الصلاة، باب في قيام شهر رمضان، والنسائي 3 / 202 في قيام الليل، باب قيام شهر رمضان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (91) . وأحمد (6/169) . قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (6/177) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (6/182) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سفيان - يعني ابن حسين -. وفي (6/232) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. وعبد بن حميد (1469) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. والبخاري (2/13) و (3/58) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (2/62) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (3/58) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (2/177) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني حرملة بن يحيي. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. وأبو داود (1373) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (3/202) . وفي الكبرى (1206) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي (4/155) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: أنبأنا إسحاق. قال: أنبأنا عبد الله بن الحارث، عن يونس الأيلي. وفي (4/155) قال: أخبرني محمد بن خالد. قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبي ح. وابن خزيمة (1128 و 2207) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. وفي (1128) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. سبعتهم - مالك، وابن جريج، وسفيان بن حسين، ومعمر، ويونس، وعقيل، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) زاد في رواية يونس عند النسائي وابن خزيمة، ورواية شعيب عند النسائي: « .... قالت: فكان يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ويقول: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. قال: فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك» . * وأخرجه النسائي (4. 154) مقتصرا على هذه الزيادة. قال: أخبرنا محمد بن جبلة. قال: حدثنا المعافى. قال: حدثنا موسى، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري. قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرته، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرغب الناس في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه، فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» . قال المزي عقب إيراده لهذا الحديث «تحفة الأشراف» (12/16411) : ذكره - يعني النسائي - في جملة أحاديث، ثم قال: وكلها عندي خطأ، وينبغي أن يكون «وكان يرغبهم» من كلام الزهري، ليس عن عروة، عن عاذشة، وإسحاق بن راشد ليس في الزهري بذاك القوى، وموس بن أعين ثقة. الحديث: 4217 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 116 4218 - (خ م د س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: «احْتَجَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حُجَيْرَة بِخَصَفَة أو حَصير - قال عفان: في المسجد، وقال عبد الأعلى: في رمضانَ - فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي فيها، قال: فتتبَّع إِليه رجال، وجاؤوا يصلُّون بصلاته، قال: ثم جاؤوا [ليلة] ، فحضروا، وأبطأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عنهم فلم يخرجْ إليهم، فرفَعُوا أصواتَهم، وحَصَبُوا البابَ، فخرج إليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُغْضَباً، فقال لهم: ما زال بكم صَنِيعُكم حتى ظننتُ أنه سيُكتَبُ عليكم، فعليكم بالصلاةِ في بيوتكم، فإِن خيرَ صلاةِ [ص: 119] المرءِ في بيته إِلا الصلاةَ المكتوبة» . وفي حديث عفَّان: «ولو كُتِبَ عليكم ما قمتم به» ، وفيه: «فإنَّ أفضلَ صلاةِ المرءِ في بيته إِلا المكتوبةَ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرجه أبو داود، ولم يذكر «في رمضانَ» . وفي رواية النسائي: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اتَّخَذَ حُجرة في المسجد من حصير، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فيها لَيَالِيَ، فاجتمع إِليه ناس (1) ، ثم فَقَدُوا صَوتَه ليلة، فظنوا أنه قد نام، فجعل بعضُهُم يَتَنَحْنَحُ ليخرجَ، فلم يخرجْ، فلما خرجَ للصبح قال: ما زال بكم الذي رأيتُ من صَنِيعكمْ، حتى خشيتُ أن يُكْتَبَ عليكم، ولو كتبَ عليكم ما قُمتم به، فصلُّوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضلَ الصلاةِ صلاةُ المرء في بيته إِلا المكتوبة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (احتجر) : الحجرة: الناحية المنفردة، والاحتجار: الانفراد [ص: 120] والتنحي عن القوم، وقوله: «حجيرة» تصغير: حجرة. (بخَصَفَة) : الخصفة نوع من الحُصر، وأصل الخصف: الجمع والضم، وقيل: الخصف: ثياب غلاظ، ولعلها شُبِّهت بالخصف لخشونتها، فسميت به. (وحَصَبوا) : الحَصْب الرمي بالحجارة.   (1) في النسائي المطبوع: حتى اجتمع إليه الناس. (2) رواه البخاري 10 / 430 في الأدب، باب ما يجوز من الغضب، وفي الجماعة، باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة، وفي الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال، ومسلم رقم (781) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته، وأبو داود رقم (1447) في الصلاة، باب فضل التطوع في البيت، والنسائي 3 / 198 في قيام الليل، باب الحث على الصلاة في البيوت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/182) وعبد بن حميد (250) قالا: حدثنا عفان بن مسلم. والبخاري (1/186) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد. وفي (9/117) قال: حدثن إسحاق، قال: أخبرنا عفان. ومسلم (2/188) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. والنسائي (3/197) . وفي الكبرى (1201) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عفان بن مسلم. وابن خزيمة (1204) قال: حدثنا محمد ابن معمر القيسي، قال: حدثنا عفان. ثلاثتهم - عفان، وعبد الأعلى، وبهز - عن وهيب عن موسى ابن عقبة. 2 - وأخرجه أحمد (5/183 و 186) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/187) قال: حدثنا مكي. والدارمي (1373) قال: أخبرنا مكي بن إبراهيم. والبخاري (8/34) قال: حدثني محمد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (2/188) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (1447) قال: حدثنا هارون بن عبد الله البزاز، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. والترمذي (450) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (1203) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - وكيع، ومكي، ومحمد بن جعفر - قالوا: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند. 3 - وأخرجه أبو داود (1044) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي النضر. ثلاثتهم - موسى بن عقبة، وعبد الله بن سعيد، وإبراهيم - عن أبي النضر، سالم بن أبي أمية، عن بسر ابن سعيد، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/184) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا محمد بن عمرو. والنسائي في الكبرى (1200) قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، قال: سمعت حجاجا، قال: قال ابن جريج. كلاهما - محمد بن عمرو، وابن جريج - عن موسى بن عقبة، عن بسر بن سعيد. «ولم يذكر أبا النضر» . الحديث: 4218 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 118 4219 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على الناس في رمضانَ وهم يصلُّون في ناحية المسجد، فقال: ما هؤلاء؟ قيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن، وأُبَيُّ بن كعب يصلِّي بهم، وهم يصلُّون بصلاته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: [أَصَابُوا] ، وَنِعْمَ ما صنَعُوا» . أخرجه أَو داود (1) ، وقال: هذا الحديث ليس بالقوي، مسلم بن خالد ضعيف.   (1) رقم (1377) في الصلاة، باب في قيام شهر رمضان، وفي إسناده مسلم بن خالد المخزومي، وهو ضعيف كما قال أبو داود، قال الحافظ في " الفتح " 4 / 218 والمحفوظ أن عمر رضي الله عنه هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منكر: أخرجه أبو داود (1377) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني. وابن خزيمة (2208) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي. كلاهما - أحمد بن سعيد، والربيع بن سليمان - قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، عن مسلم بن خالد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. (*) قال أبو داود: ليس هذا الحديث بالقوي، مسلم بن خالد ضعيف. قلت: المحفوظ أن عمر بن الخطاب - رضي اله عنه - هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب، قاله الحافظ في «الفتح» . الحديث: 4219 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 120 4220 - (ت د س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: «صُمْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رمضانَ، فلم يَقُمْ بنا حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا حتى ذَهَبَ ثلثُ الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شَطْرُ الليل، فقلنا له: يا رسولَ الله، نَفَّلْتَنا بقيةَ ليلتنا هذه، قال: [ص: 121] إِنَّه من قام مع الإمام حتى ينصرفَ كُتِبَ له قيامُ ليلة، ثم لم يقم بنا حتى بقي ثلاث ليال من الشهر (1) ، فصلَّى بنا في الثالثةِ، ودعا أَهلَه ونساءه، فقام بنا حتى تخوَّفْنا الفلاحَ، قلتُ: وما الفلاحُ؟ قال: السُّحورُ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي، إِلا أن أبا داود قال: «حتى خشينا أن يفوتَنا الفلاحُ» ، وزاد هو والنسائي «ثم لم يقم بنا بقية الشهر» وأخرجه النسائي بغير زيادة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَفَّلْتَنا) : أي زدتَنا، والنافلة الصلاة الزائدة على الفريضة.   (1) في المطبوع: حتى بقي ثلث من الشهر. (2) رواه أبو داود رقم (1375) في الصلاة، باب في قيام شهر رمضان، والترمذي رقم (806) في الصوم، باب ما جاء في قيام شهر رمضان، والنسائي 3 / 83 و 84 في السهو، باب ثواب من صلى مع الإمام حتى ينصرف وفي قيام الليل، باب قيام شهر رمضان، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/159) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفي (5/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (1784) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (1785) قال: حدثنا عبيد اله بن موسى، عن سفيان. وأبو داود (1375) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (1327) قال: حدثنا محمد بن عد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا مسلمة بن علقمة. والترمذي (806) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا محمد بن الفضيل. والنسائي (3/83) . وفي الكبرى (1196) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر - وهو ابن المفضل -. وفي (3/202) . والكبرى (1207) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن الفضيل. وابن خزيمة (2206) قال: حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا محممد بن الفضيل. ستتهم - علي بن عاصم، وسفيان، ويزيد بن زريع، ومسلمة بن علقمة، وبشر بن المفضل، ومحمد بن فضيل - عن داود بن أبي هند، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير، فذكره. الحديث: 4220 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 120 4221 - (س) النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: قال: «قمنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضانَ ليلةَ ثلاث وعشرين إِلى ثُلثِ الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إِلى نصف الليل، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين، حتى ظَنَنَّا أن لا نُدْرِكَ الفلاحَ، وكانوا يُسمُّونه السُّحُورَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 203 في قيام الليل، باب قيام شهر رمضان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/272) . والنسائي (3/202) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. وفي الكبرى (1208) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، وعبدة بن عبد الله، وعبد الرحمن بن خالد. وابن خزيمة (2204) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن سليمان، وعبدة، وعبد الرحمن - عن زيد بن الحباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: حدثني نعيم بن زياد أبو طلحة الأنماري، فذكره. الحديث: 4221 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 121 4222 - (خ ط) عبد الرحمن بن عبد القاريُّ: قال: «خرجتُ مع عمرَ بنِ الخطاب ليلة إِلى المسجد، فإذا النَّاسُ أوزاع متفرِّقون، يُصلِّي الرجلُ لنفسه، ويُصلِّي الرجل فيُصلِّي بصلاته الرَّهْطُ، فقال عمرُ: إِني [أَرى] لو جمعتُ هؤلاءِ على قارئ واحد لكان أمْثَلَ، ثم عَزَم، فجمعهم على أُبيِّ بن كعب، قال: ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال عمرُ: نِعْمَتِ البدعةُ هذه، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون- يريد: آخرَ الليل - وكان الناسُ يقومون أوَّلَه» . أخرجه البخاري، والموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أمثل) : هذا أمثل من كذا، أي أفضل وأدنى إلى الخير، وأماثل الناس خِيارهم. (نعمت البدعة هذه، والتي تنامون عنها أفضل) : قد تقدم في هذا الكتاب شرح البدعة، واستقصينا ذكرها في حرف الهمزة (2) ، وأما قول عمر - رضي الله عنه -: «نعمت البدعة هذه» [فإنه] يريد بها صلاة التراويح، فإنه في حيز المدح، لأنه فعل من أفعال الخير، وحرص على الجماعة المندوب إليها، وإن كانت لم تكن في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - فقد صلاها رسول الله [ص: 123] صلى الله عليه وسلم-، وإنما قطعها إشفاقاً من أن تفرض على أمته، وكان عمر ممن نبه عليها وسنها على الدوام، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وقد قال في آخر الحديث: «والتي تنامون عنها أفضل» تنبيهاً منه على أن صلاة آخر الليل أفضل، قال: وقد أخذ بذلك أهل مكة، فإنهم يصلون التراويح بعد أن يناموا.   (1) رواه البخاري 4 / 218 في صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، والموطأ 1 / 114 في الصلاة في رمضان، باب ما جاء في قيام رمضان. (2) انظر الجزء الأول صفحة 280. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/218) قال: ثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاريِّ، فذكره. ومالك في «الموطأ» (248) الصلاة في رمضان، عن ابن شهاب، به. الحديث: 4222 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 122 4223 - (ط) السائب بن يزيد: قال: «أمر عمرُ أُبيَّ بنَ كعب وتميماً الداريَّ: أن يقوما للناس في رمضان بإِحدى عشرة ركعة، فكان القارئ يقرأ بالمِئينَ، حتى كنا نعتمدُ على العِصِيِّ من طول القيام، فما كنا ننصرفُ إِلا في فروع الفجر» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فروع الفجر) : يريد قُبيله بقريب، وفرع كل شيء، أعلاه.   (1) 1 / 115 في الصلاة في رمضان، باب ما جاء في قيام رمضان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (249) عن محمد بن يوسف عن السائب، فذكره. الحديث: 4223 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 123 4224 - (ط) يزيد بن رومان: قال: «كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين ركعة» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 115 في الصلاة في رمضان، باب ما جاء في قيام رمضان، وفي سنده انقطاع، فإن يزيد ابن رومان لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أقول: لكن جاء الحديث من طريق آخر موصول صحيح، رواه البيهقي في " السنن الكبرى " 2 / 469 عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة، قال: وكانوا يقرؤون بالمئين، وكانوا يتوكؤون على عصيهم في [ص: 124] عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شدة القيام، وإسناده صحيح، صححه غير واحد من العلماء، منهم الإمام النووي في " المجموع " 4 / 32 قال: واحتج أصحابنا (يعني الشافعية) بما رواه البيهقي وغيره بالإسناد الصحيح عن السائب بن يزيد الصحابي رضي الله عنه ... فذكره، وفي الباب عن ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما آثار عن الصحابة والتابعين أنهم كانوا يصلون عشرين ركعة، ومن ضعف حديث العشرين فما أصاب، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " فتاواه " 2 / 401: في قيام رمضان لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم فيه عدداً معيناً، بل كان هو صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة، لكن كان يطيل الركعات، فلما جمعهم عمر على أبي بن كعب كان يصلي بهم عشرين ركعة ثم يوتر بثلاث، وكان يخف القراءة بقدر ما زاد من الركعات، لأن ذلك أخف على المأمومين من تطويل الركعة الواحدة، ثم كان طائفة من السلف يقومون بأربعين ركعة، ويوترون بثلاث، وآخرون قاموا بست وثلاثين وأوتروا بثلاث، وهذا كله سائغ، فكيفما قام في رمضان من هذه الوجوه فقد أحسن، والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام، فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل، وإن كانوا لا يحتملونه، فالقيام بعشرين هو الأفضل، وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين، فإنه وسط بين العشر وبين الأربعين، وإن كان بأربعين وغيرها جاز ذلك، ولا يكره شيء من ذلك، وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره، ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد موقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزداد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ. وانظر " فتح الباري " للحافظ ابن حجر 4 / 219 و 220. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (250) عن يزيد بن رومان، فذكره. قلت: لم يدرك يزيد عمر بن الخطاب. الحديث: 4224 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 123 4225 - (ط) [عبد الرحمن بن هرمز] الأعرج: سُمع يقول (1) : «ما أدركْنَا الناسَ إِلا وهم يلعنون الكفرةَ في رمضانَ؛ قال: وكان القارئُ يقرأ سورة البقرة في ثمانِ ركعات، فإِذا قام بها في ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعة رأى الناسُ أَنْ قد خَفَّف» . أَخرجه الموطأ (2) .   (1) لفظه في الموطأ المطبوع: عن داود بن حصين أنه سمع الأعرج يقول ... وفي المطبوع من جامع الأصول: الأعرج سمعه داود بن الحصين يقول ... . (2) 1 / 115 في الصلاة في رمضان، باب ما جاء في قيام رمضان، وإسناده صحيح، وعبد الرحمن ابن هرمز أدرك عدداً من الصحابة والتابعين وروى عنهم. الحديث: 4225 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 124 4226 - (ط) عبد الله بن أبي بكر [بن محمد بن عمرو بن حزم] : قال: سمعتُ أبي يقول: «كنا ننصرف في رمضان من القيام، فَنَسْتَعْجِلُ الخدمَ بالطعام، مخافةَ فَوْتِ السَّحور» (1) . وفي أخرى: «مخافة الفجر» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) جملة " مخافة فوت السحور " لم نرها في الموطأ. (2) 1 / 116 في الصلاة في رمضان، باب ما جاء في قيام رمضان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (252) عن عبد الله بن أبي بكر فذكره بلفظ مخافة الفجر بدلا من مخافة فوت السحور. الحديث: 4226 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 125 الفصل السادس: في صلاة العيدين ، وفيه عشرة فروع [الفرع] الأول: في عدد الركعات 4227 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج يوم عيد، فصلَّى ركعتين، لم يُصلِّ قبلَها، ولا بعدَها ثم أتى النساء وبلال معه، فأَمرهن بالصدقة، فجعلت المرأةُ تَصَدَّق بخُرْصِها وسِخَابِها» . وفي رواية: «خرج في يوم أضحى، أو فطر» . وفي أخرى: «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلَّى يوم الفطر ركعتين» . الحديث. [ص: 126] أخرجه الجماعة إِلا الموطأ، وانتهت رواية الترمذي، والنسائي عند قوله: «ولا بعدَها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بخُرْصها) : الخُرص: الحلقة الصغيرة من الحلي. (وسِخَابها) : السِّخَاب: القلادة من الخرز يلبسها الصبيان والجواري.   (1) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين، باب الخطبة بعد العيد، وباب خروج الصبيان إلى المصلى، وباب العلم الذي بالمصلى، وباب الصلاة قبل العيد وبعدها، وفي العلم، باب عظة الإمام للنساء وتعليمهن، وفي الأذان، باب وضوء الصبيان، وفي الزكاة، باب التحريض على الصدقة، وباب العرض في الزكاة، وفي تفسير سورة الممتحنة، وفي النكاح، باب {والذين لم يبلغوا الحلم} ، وفي اللباس، باب الخاتم للنساء، وباب القلائد والسخاب للنساء، وباب القرط للنساء، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (884) في العيدين، باب ترك الصلاة قبل الصلاة وبعدها في المصلى، وأبو داود رقم (1159) في الصلاة، باب الصلاة بعد صلاة العيد، والترمذي رقم (537) في الصلاة، باب ما جاء لا صلاة قبل العيد ولا بعدها، والنسائي 3 / 193 في العيدين، باب الصلاة قبل العيدين وبعدها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/280) (2533) قال: حدثنا بهز. وفي (1/340) (3153) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. وفي (1/355) (3333) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1613، 1619) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري (2/23) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (2/30) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (2/140) قال: حدثنا مسلم. وفي (7/204) قال: حدثنا محمد بن عرعرة. وفي (7/204) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (3/21) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنيه عمرو الناقد، قال: حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، ومحمد بن بشار، جميعا عن غندر. وأبو داود (1159) قال: حدثنا حفص ابن عمر، وابن ماجه (1291) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (537) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (3/193) ، وفي الكبرى (411) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن إدريس. وابن خزيمة (1436) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد يعني ابن جعفر. جميعا - بهز، ومحمد بن جعفر غندر، ووكيع، وأبو الوليد، وسليمان، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد ابن عرعرة، وحجاج، ومعاذ، وابن إدريس، وحفص، ويحيى - عن شعبة، قال: أخبرني عدي بن ثابت، قال: سمعت سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 4227 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 125 4228 - (س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «صلاةُ الأضحى: ركعتان، وصلاة الفطر: ركعتان، وصلاة المسافر: ركعتان، وصلاة الجمعة: ركعتان، تَمام غيرُ قَصْر، على لسان النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 183 في العيدين، باب عدد صلاة العيدين، من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر، وقد اختلف في سماعه من عمر، والصحيح أنه لم يسمع منه، فالإسناد منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه النسائي (3/183) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سفيان بن سعيد، عن زبيد الأيامي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. وقال الحافظ في التهذيب (6/261) قلت لأبي يحيى أبا حاتم الرازي يصح لابن أبي ليلى سماع من عمر؟ قال: لا، وقال الخليلي في الإرشاد: الحفاظ لا يثبتون سماعه من عمر، وقال ابن المديني: كان شعبة ينكر أن يكون سمع من عمر، وقال يعقوب ابن أبي شيبة: قال ابن معين: لم يسمع من عمر. الحديث: 4228 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 126 4229 - (ط ت) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أن عبدَ الله بنَ عمر لم يكن يصلِّي يومَ الفطر قبلَ الصلاة ولا بعدَها» . أخرجه الموطأ. وعند الترمذي: «أنَّ ابنَ عمر خرج يوم عيد، ولم يصلِّ قبلَها، ولا بعدَها، وذكر أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فعله» (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 181 في العيدين، باب ترك الصلاة قبل العيدين وبعدهما، والترمذي رقم (538) في الصلاة، باب ما جاء لا صلاة قبل العيد ولا بعدها، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 57 والحاكم في " المستدرك " 1 / 295 وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (436) عن نافع، فذكره. وأخرجه أحمد (2/57) (5212) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (838) قال: أخبرنا أبو نعيم. والترمذي (538) قال: حدثنا أبو عمار، الحسين بن حريث، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، وأبو نعيم - عن أبان بن عبد الله البجلي، قال: حدثني أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4229 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 127 [الفرع] الثاني: في عدد التكبيرات 4230 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُكبِّر في الفطر والأضحى، في الأولى: سبعَ تكبيرات، وفي الثانية: خمسَ تكبيرات» . زاد في رواية: «سوى تكبيرتي الركوع» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1149) و (1150) في الصلاة، باب التكبير في العيدين، وفي سنده ابن لهيعة وهو ضعيف، لكن يشهد له الحديث الذي بعده، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل. وفي (6/70) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد. وأبوداود (1149) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل وفي (1150) قال: حدثنا ابن السرح. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد. وابن ماجه (1280) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد وعقيل. كلاهما - عقيل، وخالد بن يزيد - عن ابن شهاب، عن عروة، فذكره. قلت: مدار الحديث على ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ. الحديث: 4230 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 127 4231 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «التكبيرُ في الفطر: سبع في الأولى، وخمس في [ص: 128] الآخرة، والقراءةُ بعدهما كلتيهما» . وفي أخرى: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يكبِّر في الفطر في الأولى سبعاً، ثم يقرأ، ثم يكبِّر، ثم يقوم فيكبِّر أربعاً، ثم يقرأ، ثم يركع» . أَخرجه أبو داود، وقال: رواه وكيع، وابن المبارك، قالا: «سبعاً وخمساً (1) » (2) .   (1) في الأصل: سبع وخمس، وما أثبتناه من نسخ أبي داود المطبوعة. (2) رقم (1151) و (1152) في الصلاة، باب التكبير في العيدين، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/180) (6688) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1151) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا المعتمر. وفي (1152) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن حيان. وابن ماجة (1278) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وفي (1292) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - وكيع، والمعتمر، وسليمان، وعبد الله بن المبارك عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. (*) رواية سليمان بن حيان: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكبر في الفطر: في الأولى سبعا، ثم يقرأ، ثم يكبر، ثم يقوم، فيكبر أربعا، ثم يقرأ، ثم يركع» . (*) رواية وكيع: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كبر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة، سبعا في الأولى، وخمسا في الآخرة، ولم يصل قبلها ولا بعدها» . (*) رواية ابن المبارك: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كبر في صلاة العيد سبعا وخمسا» . الحديث: 4231 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 127 4232 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «شهدتُ الأَضحى والفطر مع أبي هريرة، فكبَّر في الركعة الأولى سبعَ تكبيرات قبل القراءة، وفي الأخرى خمس تكبيرات قبل القراءة» أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 180 في العيدين، باب ما جاء في التكبير والقراءة في صلاة العيدين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (435) عن نافع، فذكره. الحديث: 4232 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 128 4233 - (ت) كثير بن عبد الله - رحمه الله -: عن أبيه عن جدِّه «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كبَّر في العيدين في الأولى سبعاً قبل القراءة، وفي الآخرة خمساً قبل القراءة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (536) في الصلاة، باب ما جاء في التكبير في العيدين، وفي سنده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزي وهو ضعيف، لكن يشهد له الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (290) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. وابن ماجه (1279) قال: حدثنا أبو مسعود محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة. والترمذي (536) قال: حدثنا مسلم بن عمرو أبو عمرو الحذاء المديني، قال: حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ. وابن خزيمة (1438) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (1439) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن أبي أويس. أربعتهم - إسماعيل، ومحمد بن خالد، وعبد الله بن نافع، وعبد الله بن وهب - عن كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف، عن أبيه، فذكره. (*) في رواية ابن وهب. قال: كتب إلي كثير بن عبد الله بن عمرو. (*) قال الترمذي: حديث جد كثير حديث حسن، وهو أحسن شيء. روي في هذا الباب عن النبي عليه السلام. وقال الزيلعي في نصب الراية. (2/217) : قال ابن القطان في كتابه: هذا ليس بصريح في التصحيح، فقوله: هو أصح شيء في الباب «يعني أشبه ما في الباب وأقل ضعفا، فظهر من ذلك أن قول البخاري: أصح شيء ليس معناه تصحيحا، قال: ونحن وإن خرجنا عن ظاهر اللفظ، ولكن أوجبه، أن كثير بن عبد الله عندهم متروك، قال أحمد بن حنبل: كثير بن عبد الله لا يساوي شيئا، وضرب على حديثه في المسند، ولم يحدث به، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: واه الحديث، وقال الشافعي: هو ركن من أركان الكذب، وقال ابن حبان. روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها في الكتب، إلا على سبيل التعجب، قال ابن دحية في العلم المشهور: وكم حسن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة، وأسانيد واهية: منها هذا الحديث، فإن الحسن عندهم ما نزل عن درجة الصحيح، ولا يرد عليه، إلا من كلامه، قال في علله التي في آخر كتابه الجامع والحديث الحسن عندنا ما روى من غير وجه، ولم يكن شاذّا، ولا في إسناده من يتهم بالكذب. وله شاهد بلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبر خمسا» . أخرجه ابن ماجة (1506) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا إبراهيم بن علي الرافعي، عن كثير بن عبد الله، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4233 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 128 4234 - (د) سعيد بن العاص - رحمه الله -: قال: سأَلت أبا موسى [ص: 129] وحذيفة (1) : كيف كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يكبِّر في الأضحى والفطر؟ فقال أبو موسى: «كان يكبِّر أربعاً، كتكبيره على الجنازة، فقال حذيفةُ: صدق، فقال أَبو موسى: وكذلك كنتُ أُكبِّر في البصرة حيث كنتُ عليهم» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: أخبرني أبو عائشة أن سعيد بن العاص سأل أبا موسى وحذيفة ... . (2) رقم (1153) في الصلاة، باب التكبير في العيدين، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/416) ، وأبو داود (1153) قال: حدثنا محمد بن العلاء، وابن أبي زياد. ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن العلاء، وابن أبي زياد - قالوا: حدثنا زيد بن الحباب، عن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن أبي عائشة، فذكره. الحديث: 4234 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 128 [الفرع] الثالث: في الوقت والمكان 4235 - (د) عبد الله بن بُسر صاحبُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خرج مع الناس [في] يوم فطر - أو أضْحى - فأنكر إِبطاءَ الإمام، وقال: إِنَّا كنا قد فَرَغْنا ساعَتَنا هذه، وذلك حين التسبيح (1) » . أخرجه أبو داود (2) .   (1) أي: حين يسبح الضحى. (2) رقم (1135) في الصلاة، باب وقت الخروج إلى العيد، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1317) في إقامة الصلاة، باب في وقت صلاة العيدين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (1135) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو المغيرة. وابن ماجة (1317) قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. كلاهما - أبو المغيرة، وإسماعيل - قالا: حدثنا صفوان بن عمرو، عن يزيد بن خمير، فذكره. الحديث: 4235 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 129 4236 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أصابنا مطر في يوم فطر، فصلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد» . أخرجه أَبو داود (1) ، وزاد رزين: «ولم يخرج بنا إلى المصلى» .   (1) رقم (1160) في الصلاة، باب يصلي بالناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر، وفي سنده عيسى بن عبد الأعلى، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1160) قال: حدثنا هشام بن عمار (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وابن ماجة (1313) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي. ثلاثتهم - هشام، وعبد الله، والعباس - عن الوليد بن مسلم، عن عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة قال: سمعت أبا يحيى عبيد الله التيمي، فذكره. (*) في رواية هشام بن عمار: حدثنا رجل من الفرويين ولم يسمه. قلت: مدار الحديث على عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة، قال عنه الحافظ في التهذيب (8/218) : قال الذهبي: لا يكاد يعرف والخبر منكر، قال ابن القطان: لا أعرفه في شيء من الكتب ولا في غير هذا الحديث. الحديث: 4236 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 129 [الفرع] الرابع: في الأذان والإقامة [للعيد] 4237 - (م د ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «صلَّيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- العيديْن، غيرَ مرة ولا مرتين، بغير أذان، ولا إقامة» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (887) في صلاة العيدين في فاتحته، وأبو داود رقم (1148) في الصلاة، باب ترك الأذان في العيد، والترمذي رقم (532) في الصلاة، باب ما جاء أن صلاة العيدين بغير أذان ولا إقامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا يحيى بن آدم. ومسلم (3/19) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وحسن بن الربيع، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة. وأبو داود (1148) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وهناد. والترمذي (532) قال: حدثنا قتيبة. سبعتهم - يحيى بن آدم، ويحيى بن يحيى، وحسن، وقتيبة، وأبو بكر، وعثمان، وهناد - عن أبي الأحوص. 2- وأخرجه أحمد (5/91 و 94) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/107) قال: حدثنا وكيع. وعبد الله بن أحمد (5/95) قال: حدثنا أبو سليمان الضبي، داود بن عمرو المسيبي. وابن خزيمة (1432) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل الفزاري. أربعتهم - أسود، ووكيع، وداود،وموسى - عن شريك. 3- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/98) قال: حدثني محمد بن أبي غالب، قال: حدثنا عمرو هو ابن طلحة، قال: حدثنا أسباط. ثلاثتهم - أبو الأحوص، وشريك، وأسباط- عن سماك، فذكره. الحديث: 4237 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 130 4238 - (خ م س د) عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله - رضي الله عنهم-: قالا: «لم يكن يُؤذَّنُ يوم الفطر، ولا يوم الأضحى» . قال ابن جريج: ثم سألته - يعني: عطاء - بعد حين عن ذلك؟ فأَخبرني قال: أخبرني جابر بن عبد الله: «أن لا أَذانَ للصلاةِ يوم الفطر حين يخرجُ الإمام، ولا بعدَ ما يخرج، ولا إِقامةَ ولا نِداءَ ولا شيءَ، لا نداءَ يومئذ ولا إِقامةَ» . هذه رواية مسلم. وأما البخاري فذكر إِلى قوله: «يومَ الأضحى» . وأخرجه النسائي عن جابر قال: «صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في عيد قبل الخُطبة بغير أذان ولا إقامة» . [ص: 131] وأَخرجه أبو داود عن ابن عباس وحدَه «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى العيد بلا أذان ولا إقامة، وأَن أبا بكر، وعمرَ أو عثمانَ، شك أحد رُواتِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين، باب المشي والركوب إلى العيد والصلاة، ومسلم رقم (886) في العيدين في فاتحته، والنسائي 3 / 182 في العيدين، باب ترك الأذان للعيدين وأبو داود رقم (1147) ، في الصلاة، باب ترك الأذان في العيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/22) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام. ومسلم (3/19) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - هشام، وعبد الرزاق - عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، فذكره. ورواية النسائي أخرجها (3/182) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر، فذكره. ورواية أبي داود أخرجها (1147) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، عن الحسن ابن مسلم، عن طاووس، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 4238 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 130 [الفرع] الخامس: في الخطبة وتقديم الصلاة عليها 4239 - (خ م ت س) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: أنَّ ابنَ عمر قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، وعمرُ يصلُّون العيديْن قبل الخطبة» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 375 في العيدين، باب المشي والركوب إلى العيد والصلاة، وباب الخطبة بعد العيد، ومسلم رقم (888) في العيدين في فاتحته، والترمذي رقم (531) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة العيدين قبل الخطبة، والنسائي 3 / 183 في العيدين، باب صلاة العيدين قبل الخطبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/12) (4602) و (2/38) (4963) قال: حدثنا عبدة. وفي (2/92) (5663) قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والبخاري (2/22) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس بن عياض. وفي (2/23) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (3/20) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، وأبو أسامة. وابن ماجة (1276) قال: حدثنا حوثرة بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (531) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (3/183) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبدة بن سليمان. وابن خزيمة (1443) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا حماد بن مسعدة (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. خمستهم - عبدة بن سليمان، وحماد بن مسعدة، وأنس بن عياض، وأبو أسامة، وعبد الوهاب الثقفي - عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. (*) رواية عبد الوهاب الثقفي مختصرة على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب بعد الصلاة» . وعن سالم، عن أبيه «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج يوم عيد، فبدأ، فصلى بلا أذان ولا إقامة، ثم خطب» . وفي رواية ابن شهاب الزهري: «شهدت العيد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلى بلا أذان ولا إقامة، ثم شهدت العيد مع أبي بكر، فصلى بلا أذان ولا إقامة، قال: ثم شهدت العيد مع عمر، فصلى بلا أذان ولا إقامة، ثم شهدت العيد مع عثمان، فصلى بلا أذان ولا إقامة» . 1- أخرجه أحمد (2/39) (4967) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرزاق بن عمر الثقفي. وفي (2/39) (4968) قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا ابن ثوبان، أنه سمع النعمان بن راشد الجزري. كلاهما - عبد الرزاق بن عمر، والنعمان بن راشد - عن ابن شهاب الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/108) (5871) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (2/108) (5872) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6789) عن الحسن بن قزعة. ثلاثتهم - علي بن عبد الله، ومحمد بن أبي بكر، والحسن بن قزعة - عن حصين بن نمير، أبو محصن، عن الفضل بن عطية. كلاهما - الزهري، والفضل بن عطية - عن سالم، فذكره. وله شاهد: عن عبد الرحمن بن رافع الحضرمي، قال: رأيت ابن عمر في المصلى في الفطر، وإلى جنبه ابن له. فقال لابنه. هل تدري كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع في هذا اليوم؟ قال: لا أدري. قال ابن عمر: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي قبل الخطبة» . أخرجه أحمد (2/71) (5394) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن رافع الحضرمي، فذكره. الحديث: 4239 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 131 4240 - (خ م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خرج يوم الفطر، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة» . وفي رواية «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قام فبدأ بالصلاة، ثم خطب الناس، فلما فرغَ نزل فأتى النساءَ فذكَّرهن وهو يتوكَّأُ على يَدِ بلال، وبلال باسط ثوبَه [ص: 132] يُلقِي فيه النساءُ صَدَقَة، قلت لعطاء: أترى حقّاً على الإمام أن يَأتِيَ النساءَ، فيذكِّرَهُنَّ؟ قال: إِن ذلك لحقٌّ عليهم، وما لهم أن لا يفعلوا؟» . وفي أخرى قال: «شهدتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان، ولا إقامة، ثم قام مُتوكِّئاً على بلال، فأمر بتقوى الله، وحَثَّ على طاعته، ووَعظَ الناسَ، وذكَّرهم، ثم مضى حتى أتى النساءَ، فوعظهنَّ وذكَّرهنَّ، فقال: تَصَدَّقْنَ، فإنَّ أكثركُنَّ حَطَبُ جهنم، فقامت امرأة من سِطَةِ النِّساءِ سَفْعَاءُ الخدَّين، فقالت: لِمَ يا رسولَ الله؟ فقال: لأنكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وتَكْفُرْنَ العَشيرَ. قال: فجعلنَ يتصدَّقْنَ من حُلِيِّهنَّ، يُلْقينَ في ثوب بلال من أقْرِطَتِهِنَّ وخواتيمهن» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود قال: «قام النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم الفطر فصلَّى، فبدَأ بالصلاةِ قبل الخُطبة، ثم خطب الناسَ، فلما فَرَغَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نزل فأتى النساءَ، فذكَّرهنَ، وهو يتوكَّأُ على يد بلال، وبلال باسط ثوبَه، يُلْقي فيه النساءُ الصَّدقة، قال: تُلْقي المرأة فَتخَتَها، ويُلْقين، ويُلْقين» . وفي رواية النسائي قال: «شهدتُ الصلاةَ مع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في يوم عيد، فبدأ بالصلاة قبل الخُطبة بغير أذان، ولا إقامة، فلما قضى الصلاةَ قام [ص: 133] مُتوكِّئاً على بلال، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ الناس وذكَّرهم، وحَثَّهم على طاعته، ثم مال ومضى إِلى النساء ومعه بلال، فأمرهنَّ بتقوى الله، ووعظهنَّ، وذكَّرهنَّ، وحَمِدَ الله، وأثنى عليه، ثم حثَّهنَّ على طاعته، ثم قال: تصدَّقْنَ، فإن أكثركنَّ حطب جهنم، فقالت امرأة من سَفِلَةِ النساء، سفْعَاءُ الخَدّينِ: لِمَ يا رسولَ الله؟ قال: تُكْثِرْنَ الشَّكاةَ، وتَكْفُرْنَ العشيرَ، فجعلْنَ يَنْزِعْنَ قَلائِدَهنَّ وأقْرِطتَهنَّ وخواتيمهنَّ، يَقْذِفْنَهُ في ثوب بلال يتصدَّقْنَ به» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سِطَة النساء) : يقال: هذه امرأة من سِطَة النساء: أي من أوساطهن حسباً ونسباً. (سَفْعاء) : السُّفْعَة: سواد في اللون. (الشَّكاة) : الشكوى، مفتوح الشين. (العَشِير) : الزوج، فعيل من العشرة. وكفره: جحدهن حقه. [ص: 134] يريد أنهن يكثرن شكوى أزواجهن إلى الناس، ويجحدن إحسانهم إليهن. (أقْرِطَتَهُنَّ) : القُرْط: من حلي الآذان، وجمعه أقرطة، في القلة. (فَتَخَتَها) : الفَتَخَة: حلقة يلبسها النساء في أصابع أرجلهن وأيديهن لا فص لها. (سَفِلَة النساء) : السَّفِلة: السُّقاط من الناس، يقال: هو من السَّفِلة، ولا تقل: هو سَفِلة، لأنه جمع، قال الجوهري: والعامة تقول: رجل سَفِلة من قوم سَفْل، وبعض العرب يخفف، فيقول: فلان من سِفْلة الناس، فينقل كسرة الفاء إلى السين، والسَّفالة: النذالة.   (1) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين، باب المشي والركوب إلى العيد والصلاة قبل الخطبة، ومسلم رقم (885) في العيدين في فاتحته، وأبو داود رقم (1141) في الصلاة، باب الخطبة يوم العيد، والنسائي 3 / 186 و 187 في العيدين، باب قيام الإمام في الخطبة متوكئاً على إنسان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/242) قال: حدثنا محمد بن ربيعة. وفي (3/296) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. والبخاري (2/22) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام. وفي (2/26) قال حدثني إسحاق بن إبراهيم بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (3/18) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع. كلاهما -عن عبد الرزاق. وفي (3/19) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (1141) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق، ومحمد بن بكر. وابن خزيمة (1444 و 1459) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. أربعتهم - محمد بن ربيعة، وعبد الرزاق، وابن بكر، وهشام - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/310) قال: حدثنا نصر بن باب. وفي (3/379) قال: حدثنا يزيد. كلاهما - نصر، ويزيد - عن حجاج. 3- وأخرجه أحمد (3/314) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/318) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/318) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وفي (3/381، 382) قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والدارمي (1610و 1618) قال: أخبرنا يعلى بن عبيد. ومسلم (3/19) قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير، قال: حدثنا أبي. والنسائي (3/182) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (3/186) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1460) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن بشر. ثمانيتهم - أبو معاوية، ويحيى، وإسحاق، وعبدة، ويعلى، وابن نمير، وأبو عوانة، ومحمد بن بشر - عن عبد الملك بن أبي سليمان. 4- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2410) عن الحسن بن قزعة، عن حصين بن نمير، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي. 5- وأخرجه أحمد (2/108) (5871) م قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا حصين، يعني ابن نمير، أبو محصن، عن الفضل بن عطية. مختصرا على أوله. خمستهم - ابن جريج، وحجاج، وعبد الملك، وحصين، والفضل - عن عطاء، فذكره. (*) رواية ابن جريج، وحجاج وحصين لم يذكروا قصة المرأة. الحديث: 4240 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 131 4241 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: شهدتُ الصلاةَ يوم الفطر مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، فكلهم يُصَلِّيها قبل الخُطبة، ثم يخطبُ بعدُ، فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكأني أنظر إِليه حين يُجْلِسُ الرجالَ بيده، ثم أقبَلَ يشُقُّهم حتى أتى النساء مع بلال، فقرأ: {يَا أَيُّها النبيُّ إِذا جاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ على أن لا يُشْرِكْنَ باللهِ شيئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنِينَ ولا يَقْتُلْنَ أولادَهُنَّ} [الممتحنة: 12] حتى فرغ من الآية كلِّها، ثم قال حين فرغ: أنتُنَّ على ذلك؟ فقالت امرأة [ص: 135] واحدة، لم يُجِبْهُ غيرُها [منهنَّ] : نعم يا رسولَ الله - لا يدري الحسن [بن مسلم] (1) من هي؟ - قال: «فتصدقنَ» «فبسط بلال ثوبَه، فجعلْنَ يُلقينَ الفَتَخَ والخواتيمَ في ثوب بلال» . وفي رواية: «فبسط بلال ثوبَه، وقال: هلُمَّ فِدى لكُنَّ أبي وأمي، فيُلْقينَ الفَتخَ والخواتيمَ» . قال عبد الرزاق: الفَتَخُ: الخواتيمُ العِظامُ كانت في الجاهلية. وفي أخرى أنه قال: «أشهدُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج، وقال عطاء: أَشهد على ابن عباس - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج ومعه بلال، فظن أنه لم يُسمِعِ النساءَ، فوعظهنَّ وأمرهنَّ بالصدقة، فجعلتِ المرأةُ تلقي القُرْطَ والخاتمَ، والشيءَ، وبلال يأخذ في طَرف ثوبه» . وفي أخرى: «أنَّ ابنَ عباس أرسل إلى ابن الزبير - أولَ ما بُويِعَ له -: إِنَّه لم يكن يُؤذَّن للصلاة يوم الفطر، فلا تُؤذِّنْ لها، [قال] : فلم يؤذِّنْ لها ابنُ الزُّبير يومَهُ، وأرسل إِليه مع ذلك: إِنما الخطبةُ بعد الصلاة، وإِن ذلك قد كان يُفعل، قال: فصلى ابنُ الزُّبَير قبلَ الخطبة» . أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرج أبو داود الروايةَ التي أولها: «أشهد على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . [ص: 136] وله في أخرى قال: «فجعل بلال يجعله في كِسَائِهِ، قال: فقسمه على فقراءِ المسلمين» . وله في أخرى عن عبد الرحمن بن عابس قال: سمعتُ ابنَ عباس قال له رجل: أشهِدتَ العيدَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، ولولا منزلتي منه ما شهدتُهُ من الصِّغَرِ، فأتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- العَلَم الذي عند دَارِ كثيرِ بن الصَّلْتِ، فصلَّى، ثم خطبَ - ولم يذكر أذاناً ولا إِقامة - قال: ثم أمر بالصدقة، فجعل النساءُ يُشِرْنَ إِلى آذانِهنَّ وحُلُوقِهنّ، فأمر بلالاً فأتاهنَّ، ثم رجعَ إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-. وأخرج النسائي رواية أبي داود الآخرة إِلى قوله: «ثم خطبَ» . وقال: «فأتى النساءَ فوعَظهنَّ وذكَّرهنَّ، وأمرهنَّ أن يتصدَّقْنَ، فجعلت المرأةُ تهوْي بيدها إِلى حَلَقها تُلقي في ثوب بلال» . وأخرج أيضاً قال عطاء: سمعتُ ابنَ عباس يقول: «أشهدُ أني شهدتُ العيدَ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فبدأَ بالصلاة قبل الخُطبةِ» (2) .   (1) هو الراوي عن طاوس عن ابن عباس. (2) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين، باب الخطبة بعد العيد، وباب خروج الصبيان إلى المصلى، وباب العلم الذي بالمصلى، وباب الصلاة قبل العيد وبعدها، وفي العلم، باب عظة الإمام النساء وتعليمهن، وفي الأذان، باب وضوء الصبيان، وفي الزكاة، باب التحريض على الصدقة، وباب العرض في الزكاة، وفي تفسير سورة الممتحنة، وفي النكاح، باب {والذين لم يبلغوا الحلم} ، وفي اللباس، باب الخاتم للنساء، وباب القلائد والسخاب للنساء، وباب القرط للنساء، وفي الاعتصام، باب [ص: 137] ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (884) في العيدين في فاتحته، وأبو داود رقم (1142) و (1143) و (1144) و (1145) و (1146) و (1147) في الصلاة، باب الخطبة يوم العيد، والنسائي 3 / 184 في العيدين، باب الخطبة في العيدين بعد الصلاة، وباب موعظة الإمام النساء بعد الفراغ من الخطبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/227) (2004) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/242) (2171) قال: حدثنا محمد بن ربيعة. وفي (1/242) (2173) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/285) (2574) (1/346) (3227) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/33) (3064) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. وفي (1/345) (3225) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والدارمي. (1612) قال: أخبرنا أبو عاصم. والبخاري (2/23 و 7/204) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (2/26) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/187) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. ومسلم (3/18) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد، جميعا عن عبد الرزاق. وأبو داود (1147) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (1274) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1458) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: وحدثني الضحاك بن مخلد الشيباني. سبعتهم - يحيى، ومحمد بن ربيعة، وسفيان، وعبد الرزاق، وابن بكر، والضحاك بن مخلد أبو عاصم، وعبد الله بن وهب - عن ابن جريج، قال: حدثني الحسن بن مسلم، عن طاووس، فذكره. رواية يحيى بن سعيد مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى العيد بغير أذان ولا إقامة» . ورواية محمد بن ربيعة مختصرة على: «شهدت مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، العيد، وأبي بكر وعمر وعثمان، فكلهم صلى قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة.» . ورواية سفيان: «صلى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، ثم خطب، وصلى أبو بكر، ثم خطب. وعمر، ثم خطب. وعثمان، ثم خطب. بغير أذان ولا إقامة» . وعن عبد الرحمن بن عابس، قال: سمعت ابن عباس، قيل له: أشهدت العيد مع النبي، -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، ولولا مكاني من الصغر، ما شهدته، حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت، فصلى، ثم خطب، ثم أتى النساء، ومعه بلال، فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، فرأيتهن يهوين بأيديهن يقذفنه في ثوب بلال، ثم انطلق هو وبلال إلى بيته» . أخرجه أحمد (1/232) (2062) و (1/345) (3226) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/357) (3358) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/368) (3487) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (1/218) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (2/26) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/26) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (7/51) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (9/128) وأبو داود (1146) قالا: حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (3/192) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. ستتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويزيد، ويحيى، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن كثير - عن سفيان ابن سعيد الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، فذكره. في رواية وكيع وابن المبارك، ومحمد بن كثير: «ثم خطب، لم يذكر أذانا، ولا إقامة ... » الحديث. وبلفظ: «أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصلى قبل الخطبة، قال: ثم خطب، فرأى أنه لم يسمع النساء، فأتاهن، فذكرهن، ووعظهن، وأمرهن بالصدقة، وبلال قائل بثوبه، فجعلت المرأة تلقي الخاتم والخرص والشيء» . أخرجه الحميدي (476) . وأحمد (1/220) (1902) قالا: حدثنا سفيان وأحمد (1/226) (1983) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1/286) (2593) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1611) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثني ابن عيينة. والبخاري (1/35) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/144) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (3/18) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر. كلاهما عن سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنيه أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثني يعقوب الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وأبو داود (1142) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا ابن كثير، قال: أخبرنا شعبة. وفي (1143) قال: حدثنا مسدد، وأبو معمر عبد الله بن عمرو، قالا: حدثنا عبد الوارث. وفي (1144) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد. وابن ماجة (1273) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/184) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (1437) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا حماد يعني ابن زيد. خمستهم - سفيان، وإسماعيل، وشعبة، وحماد، وعبد الوارث - عن أيوب السختياني، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 4241 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 134 4242 - (خ م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخرجُ يوم الفطر، والأضحى إِلى المصلى، وأولُ شيء يبدأُ به الصلاةُ، ثم ينصرفُ فيقوم مُقابِل الناس - والناس جُلُوس على صُفُوفِهم - فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أَن يقطعَ بعْثاً أو يأمرَ بشيء أمرَ به، ثم ينصرفُ، وقال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك، حتى خرجتُ مَعَ مَرْوانَ، وهو أمير المدينة في أضْحَى - أو فطر - فلما أتينا المصلَّى إِذا مِنْبَر قد بناه كثيرُ بن الصَّلْت، فإذا هو يريد أَن يَرْتَقِيَه قبل أن يصلِّيَ، فجبذتُ بثوبه، فجبذني وارتفع، فخطب قبل الصلاة، فقلتُ له: غيَّرتُم والله، فقال: أبا سعيد، ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم واللهِ خير مما لا أعلم، فقال: إن النَّاسَ لم يكونوا يجلسونَ لنا بعد الصلاة، فجعلتُها قبل الصلاة» . وفي رواية قال: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر، فيبدأ بالصلاة، فإذا صلَّى صلاتَه قام فأقبل على الناس وهم جُلُوس في مُصلاهم، فإن كانت له حاجة بِبَعْث ذَكَرَهُ للناس، أو حاجة بغير ذلك [ص: 138] أمرهم بها، وكان يقول: تصدَّقوا، تصدَّقوا، تصدَّقوا، فكان أكثرَ مَنْ يتصدَّق النساءُ، ثم انصرف، فلم يزلْ كذلك حتى كان مروانُ بن الحكم، فخرجتُ مُخَاصِراً مروانَ حتى أتينا المصلى، فإذا كثير بن الصَّلت قد بنى منبراً من طين ولَبِن، فإذا مروان يُنَازِعني يده، كأنه يَجرُّني نحو المنبر، وأنا أُجُرُّه نحو الصلاة، فلما رأيتُ ذَلك قلت: أين الابتداءُ بالصلاة؟ قال: لا، يا أبا سعيد، قد تُرك ما تعلم، قلت: كلا والذي نفسي بيده، لا تأتون بخير مما أعلم - ثلاثَ مرات - ثم انصرف» . وفي أخرى قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في أضْحَى - أو فطر - إلى المصلَّى، فمرَّ على النساءِ، فقال: يا معشرَ النساءِ، تصدَّقْنَ، فإني أُرِيتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النار، فقلن: لِمَ يا رسول الله؟ قال: تُكْثِرْنَ اللعنَ، وتكفُرنَ العشيرَ، وما رأيتُ من ناقصاتِ عقل ودين أذْهَبَ لِلُبِّ الرجل الحازِمِ من إِحداكن، قُلْنَ: وما نُقْصَان عقلنا ودِيننا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادةُ المرأة منكنَ مثلَ نصفِ شهادةِ الرجل؟ قُلْنَ: بلى؟ قال: أَليس إِذا حاضت لم تُصَلِّ ولم تصم؟ قُلْنَ: بلى، قال: وذلك من نُقْصَانِ دينها» . أخرج الأولى البخاري، والثانيةَ مسلم، والثالثة البخاري، وأخرجها مسلم، ولم يذكر لفظها، وأدرجها على ما قبلها، وأخرج النسائي رواية مسلم [ص: 139] إلى قوله: «أكثرَ من يتصدق النساءُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بعثاً) : البَعْث: القوم يبعثون في الغزو، وقطعهم: إفرادهم من الناس وتعيينهم. (مُخَاصِراً) : المخاصرة: أن يأخذ الرجل بيد رجل آخر، يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه. (اللُّب) : العقل، والحازم: العاقل المحترز في الأمور المستظهر فيها.   (1) رواه البخاري 2 / 374 في العيدين، باب الخروج إلى المصلى بغير منبر، وفي الحيض، باب ترك الحائض الصوم، وفي الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، وفي الصوم، باب الحائض تترك الصوم والصلاة، وفي الشهادات، باب شهادة النساء، ومسلم رقم (889) في العيدين في فاتحته، والنسائي 3 / 187 في العيدين، باب استقبال الإمام الناس بوجهه في الخطبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/31) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/36) قال: حدثنا أبو عامر، وفي (3/36) أيضا، قال: حدثناه عبد الله بن الحارث. وفي (3/42) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر. وفي (3/54) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/54) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (3/20) قال: حدثنا يحيى ابن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر، وابن ماجة (1288) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (3/187) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز. وفي (3/190) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1445) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. وفي (1449) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل ابن جعفر. تسعتهم - وكيع، وأبو عامر، وابن الحارث، وأبو المنذر، وعبد الرزاق، ويحيى، وإسماعيل بن جعفر، وأبو أسامة، وعبد العزيز بن محمد - عن داود بن قيس الفراء. 2- وأخرجه أحمد (3/56) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن. 3- وأخرجه البخاري (2/22) . وابن خزيمة (1430) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وزكريا بن يحيى بن أبان. ثلاثتهم - البخاري، وابن يحيى، وزكريا - قالوا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد وهو ابن أسلم. ثلاثتهم - داود، والحارث، وزيد عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح، فذكره. (*) الروايات جاءت مطولة ومختصرة. وبلفظ: «خرج رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: يا معشر النساء، تصدقن. فإني أريتكن أكثر أهل النار» . أخرجه البخاري (1/83، 2/49، 3/45، 226) ومسلم (1/61) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، وأبو بكر بن إسحاق. وابن خزيمة (2045) (2462) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وزكريا ابن يحيى بن أبان. خمستهم - البخاري، والحسن، وأبو بكر، ومحمد بن يحيى، وزكريا - قالوا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، فذكره. (*) رواية البخاري (3/45) مختصرة على «أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ فذلك نقصان دينها» . (*) ورواية البخاري (3/226) مختصرة على «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلنا: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها» . (*) لم يذكر مسلم متن الحديث، وإنما ذكره عقب حديث عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، في كتاب الإيمان. (*) وروايات ابن خزيمة مختصرة. الحديث: 4242 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 137 4243 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان يصلي يوم الفطر والأضحى قبل الخُطبة» (1) . قال مالك: «وبلغني: أن أبا بكر وعمرَ بنَ الخطاب كانا يفعلان ذلك» . أَخرجه الموطأ (2) .   (1) رواه مالك في الموطأ 1 / 178 في العيدين، باب الأمر بالصلاة قبل الخطبة في العيدين، وإسناده منقطع، وقد وصله البخاري 2 / 375 في العيدين، باب المشي والركوب إلى العيد، ومسلم رقم (888) في العيدين في فاتحته من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الأضحى والفطر ثم يخطب. (2) رواه مالك في الموطأ 1 / 178 في العيدين، باب الأمر بالصلاة قبل الخطبة في العيدين، وإسناده معضل، وقد وصله البخاري 2 / 377 في العيدين، باب الخطبة بعد العيد، ومسلم رقم (884) في العيدين في فاتحته من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الرواية الأولى أخرجها مالك في الموطأ (429) عن ابن شهاب فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/513) :مرسل متصل من وجوه صحاح، فأخرجه الشيخان من طريق عبيد الله،عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. ولهما عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج يوم الفطر، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة،والثانية في الموطأ (430) فذكره بلاغا. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/513) : بلاغه صحيح، ففي الصحيحين عن ابن عباس، شهدت العيد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان. فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة. الحديث: 4243 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 139 4244 - (س) أبو عبيد (1) - مولى ابن عوف (2) : [قال: «شهدتُ علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -]- في يوم عيد - بدأَ بالصلاة قبل الخطبة، ثم صلَّى بلا أذان ولا إقامة، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى أن يُمسِك أحد من نُسُكه [شيئاً] فوق ثلاثة أيام» . أخرجه النسائي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُسُكه) : النُّسُك: العبادة، وأراد به هاهنا: الأضحية (4) .   (1) في الأصل: علي، وما أثبتناه من النسائي المطبوع. (2) ويقال: مولى ابن أزهر. (3) 7 / 233 في الضحايا، باب الإذن في أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام، وإسناده صحيح، وروى الشطر الثاني من الحديث أحمد في " المسند " 1 / 140، وإسناده صحيح أيضاً. (4) في المطبوع: الصحبة، وهو تصحيف عن الضحية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 4244 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 140 4245 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الأضْحَى إِلى البقيع، فصلَّى ركعتين، ثم أَقبل علينا بوجهه، وخطبَ، وقال: إِن [أولَ] ما نبدأُ به في يومنا هذا؟ أن نُصلِّيَ، ثم نرجعَ فَنَنْحرَ، فمن فعل ذلك فقد أصابَ سُنَّتَنا، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدَّمه لأهله، ليس من النُّسُك في شيء ... الحديث» . وقد تقدَّم ذِكْرُه باختلاف طرقه في «باب الأضاحي» من «كتاب [ص: 141] الحج» في حرف الحاء. أَخرجه الجماعة إِلا الموطأ (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين، باب الخطبة بعد العيد، وفي الأضاحي، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز، وباب سنة الأضحية، وباب الذبح بعد الصلاة، وباب من ذبح قبل الصلاة أعاد، وفي العيدين، باب الذبح بعد الصلاة، وباب من ذبح قبل الصلاة أعاد، وفي العيدين، باب سنة العيدين لأهل الإسلام، وباب الأكل يوم النحر، وباب التكبير إلى العيد، وباب استقبال الناس الإمام في خطبة العيد، وباب كلام الإمام والناس في خطبة العيد، ومسلم رقم (1961) في الأضاحي، باب وقتها، والترمذي رقم (1508) في الأضاحي، باب ما جاء في الذبح بعد الصلاة، وأبو داود رقم (2800) في الضحايا، باب ما يجوز من السن في الضحايا، والنسائي 7 / 222 و 223 في الضحايا، باب ذبح الضحية قبل الإمام، وأخرجه أيضاً الدارمي في " السنن " 2 / 80 في الأضاحي، باب في الذبح قبل الصلاة، وقد تقدم الحديث رقم (1661) وفيه بعض الفوائد فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 4245 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 140 4246 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -:قال: «خطبنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر بعد (1) الصلاة» . أخرجه النسائي (2) .   (1) في الأصل والمطبوع قبل الصلاة، وما أثبتناه موافق لما في نسخ النسائي المخطوطة في دار الكتب الظاهرية، والمطبوعة، وهو الصواب. (2) 3 / 185 في العيدين، باب الخطبة في العيدين بعد الصلاة، ورواه البخاري أيضاً 2 / 373 في العيدين، باب الأكل يوم النحر، ومسلم رقم (1961) في الأضاحي. أقول: وهو إحدى روايات الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه النسائي (3/184-185) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن الشعبي، فذكره. وانظر ما قبله. الحديث: 4246 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 141 4247 - (د س) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه -: قال: «شهدتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ العيد يوم الفطر، فكبَّر تكبيرَ العيد، فلما قضى الصلاةَ قال: إِنا نخطُب، فمن أحبَّ أن يجلسَ للخطبة فليجلسْ، ومن أحب أَن يذهبَ فليذهبْ» . قال أبو داود: هذا يروى مرسلاً. [ص: 142] وفي رواية النسائي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى العيد، فقال: من أحبَّ أن ينصرفَ فلينصرفْ، ومن أَحب أن يُقيم للخطبة فليُقِمْ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1155) في الصلاة، باب الجلوس للخطبة، والنسائي 3 / 185 في العيدين، باب التخيير بين الجلوس في الخطبة للعيدين، وقال الشوكاني في " نيل الأوطار ": قال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل، أقول: وفيه أيضاً عنعنة ابن جريج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1155) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. وابن ماحة (1290) قال: حدثنا هدية بن عبد الوهاب، وعمرو بن رافع البجلي. والنسائي (3/185) قال: حدثنا محمد بن يحيى ابن أيوب. وابن خزيمة (1462) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري، قال: حدثنا نعيم بن حماد. خمستهم - محمد بن الصباح، وهدية، وعمرو، ومحمد بن يحيى، ونعيم - عن الفضل بن موسى السيناني، عن ابن جريج، عن عطاء، فذكره. (*) قال أبو داود: هذا مرسل، عن عطاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال النسائي: خطأ، والصواب، مرسل. وقال ابن خزيمة: هذا حديث خراساني غريب غريب، لا نعلم أحدا رواه غير الفضل بن موسى السيناني. الحديث: 4247 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 141 4248 - (س) أبو كاهل الأحمسي - رضي الله عنه -: قال: «رأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يخطبُ على ناقته وحبَشِيّ يأخذ بخِطَام الناقة» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 185 في العيدين، باب الخطبة على البعير، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/603) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1284) قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (3/185) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال:حدثنا ابن أبي زائدة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9/12142) عن إسحاق بن منصور، عن أبي أسامة. ثلاثتهم - وكيع، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو أسامة - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه. فذكره. (*) في رواية وكيع. قال إسماعيل بن أبي خالد: رأيت أبا كاهل وكانت له صحبة. (*) وأخرجه ابن ماجة (1285) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن عائذ، هو أبو كاهل. فذكره. ولم يقل إسماعيل: عن أخيه. الحديث: 4248 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 142 4249 - (د) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نُووِلَ يومَ العيدِ قَوساً يخطبُ عليه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1145) في الصلاة، باب يخطب على قوس، وإسناده ضعيف، فيه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، وقد ضعفوه لكثرة تدليسه، كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن له شاهد عند أبي داود من حديث الحكم بن حزن الكلفي، وهو حديث طويل، وفيه: فقام متوكئاً على عصى أو قوس فحمد الله وأثنى عليه ... الحديث، وإسناده حسن، وصححه ابن السكن وابن خزيمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1145) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن أبي جناب، عن يزيد بن البراء، عن أبيه، فذكره. قلت: فيه أبو جناب يحيى بن أبي حية، قال عنه الحافظ في التقريب:ضعفوه لكثرة تدليسه. الحديث: 4249 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 142 4250 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خطب بالمُصلَّى تَنَكَّبَ على قوس أَو عصا» . أخرجه ... (1) . [ص: 143] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَنكَّب) : على قوسه: إذا اتكأ عليها.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو الشيخ ابن حبان في " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " صفحة 146، وفي سنده الحسن بن عمارة، وهو متروك، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، ولم أقف عليه. الحديث: 4250 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 142 [الفرع] السادس: في القراءة في الصلاة 4251 - (م ط د ت س) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (1) : «أن عمر بن الخطاب سألَ أبا واقد اللَّيثي: ما كان يقرأ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الأضحى والفطر؟ قال: كان يقرأُ فيهما بـ: {ق. والقُرآنِ المجيد} و: {اقْتَرَبت الساعةُ وانشَقَّ القمرُ} قال عمر: صدقتَ» . وفي أخرى قال أبو واقد اللَّيثي: «قد سألني عمر بن الخطاب عما قرأ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في يوم العيد؟ فقلت: بـ: {اقْتَرَبت الساعةُ} و: {ق. والقُرآنِ المَجِيدِ} » . أخرجه مسلم. وأَخرج الموطأ، وأَبو داود، والترمذي، والنسائي الرواية الأولى، ولم يذكر واحد من الجماعة قول عمر: «صدقتَ» وهو مما وجدتُه في كتاب رزين (2) .   (1) وروايته عن عمر رضي الله عنه مرسلة، لأنه لم يدرك عمر رضي الله عنه، ولكن الحديث متصل في الرواية الثانية عند مسلم، فهو صحيح. (2) رواه مسلم رقم (891) في العيدين، باب ما يقرأ به في صلاة العيدين، والموطأ 1 / 180 في العيدين، باب ما جاء في التكبير والقراءة في صلاة العيدين، وأبو داود رقم (1154) في الصلاة، باب ما يقرأ في الأضحى والفطر، والترمذي رقم (534) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في العيدين، والنسائي 3 / 183 و 184 في العيدين، باب القراءة في العيدين بـ {ق} و {اقتربت} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (128) .والحميدي (849) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/217) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مالك. ومسلم (3/21) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى. قال: قرأت على مالك. وأبو داود (1154) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1282) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا سفيان والترمذي (534) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن بن عيسى. قال: حدثنا مالك ابن أنس وفي (535) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/183) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: أنبأنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11/15513) عن قتيبة، عن مالك. كلاهما - سفيان بن عيينة، ومالك بن أنس - عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. أخرجه أحمد (5/219) قال: حدثنا يونس وسريج. ومسلم (3/21) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا أبو عامر العقدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15513) عن أحمد بن سعيد، عن يونس بن محمد. وابن خزيمة (1440) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري بالفسطاط. قال: حدثنا سريج بن النعمان. (ح) وحدثناه أبو الأزهر من أصله. قال: حدثنا أبو أسامة. أربعتهم - يونس بن محمد، وسريج بن النعمان، وأبو عامر العقدي، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن فليح بن سليمان، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي واقد الليثي. قال: سألني عمر بن الخطاب عما قرأ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم العيد ... فذكره. (*) قال أبو بكر بن خزيمة: لم يسند هذا الخبر أحد أعلمه غير فليح بن سليمان. رواه مالك بن أنس وابن عيينة، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله. وقالا: إن عمر سأل أبا واقد الليثي. الحديث: 4251 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 143 4252 - (م ط ت د س) النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين والجمعة بـ: {سبح اسم ربك الأعلى} و: {هل أتاكَ حديث الغاشية} وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأ بهما» . أخرجه الجماعة إِلا البخاري (1) .   (1) رواه مسلم رقم (878) في الجمعة، باب ما يقرأ به في صلاة الجمعة، والموطأ 1 / 111 في الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة، وأبو داود رقم (1122) و (1123) في الصلاة، باب ما يقرأ به في الجمعة، والترمذي رقم (533) في الصلاة، باب ما جاء في العيدين، والنسائي 3 / 184 في العيدين، باب القراءة في العيدين بـ {سبح اسم ربك الأعلى} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 4252 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 144 [الفرع] السابع: في إجتماع العيد والجمعة 4253 - (د س) إِياس بن أبي رملة الشامي - رحمه الله -: قال: «شهدتُ معاويةَ بنَ أبي سفيان وهو يسأل زيدَ بنَ أرقم قال: شهدتَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: فكيف صنع؟ قال: صلى العيد، ثم رخَّص في الجمعة، ثم قال: من شاء أن يُصلِّيَ فليُصلِّ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي «قال: نعم، صلَّى العيد من أول النهار ورخَّص في الجمعة» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1070) في الصلاة، باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد، والنسائي 3 / 194 في العيدين، باب الرخصة في التخلف عن الجمعة لمن شهد العيد، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 372 وابن ماجة رقم (1310) في إقامة الصلاة، باب فيما إذا اجتمع العيدان في يوم، وفي سنده إياس بن أبي رملة الشامي، وهو مجهول، ولكن يشهد له الأحاديث التي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/372) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (1620) قال: أخبرنا عبيد الله ابن موسى. وأبو داود (1070) قال: حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجة (1310) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا أبو أحمد. والنسائي (3/194) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (1464) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن. أربعتهم - عبد الرحمن، وعبيد الله، ومحمد بن كثير، وأبو أحمد - عن إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن إياس بن أبي رملة الشامي، فذكره. قلت: في سنده إياس بن أبي رملة الشامي، قال عنه الحافظ في التهذيب (1/388) ، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن المنذر: إياس مجهول، وقال ابن القطان هو كما قال. الحديث: 4253 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 144 4254 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: « [قد] اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإِنَّا مُجَمِّعون» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُجَمِّعُون) : التَّجْميع: إقامة الجمعة.   (1) رقم (1073) في الصلاة، باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1311) في إقامة الصلاة، باب ما جاء فيما إذا اجتمع العيدان في يوم، من حديث أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الصلاة (218:4) عن محمد بن مصفى، وعمرو بن حفص الوصابي. وابن ماجة في الصلاة 205: 3 عن محمد بن يحيى، عن يزيد بن عبد ربه. ثلاثتهم عن بقية بن الوليد، عن شعبة، عن مغيرة الضبي، عن عبد العزيز بن رفيع المكي،عن أبي صالح، فذكره. وله شاهد عن ابن عباس. أخرجه ابن ماجة (1311) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني مغيرة الضبي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 4254 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 145 4255 - (د س) عطاء بن أبي رباح: قال: «صلى بنا ابنُ الزبير يوم عيد في يوم جمعة أولَ النهار، ثم رُحْنا إِلى الجمعة، فلم يخرج إِلينا، فصلَّينا وُحْداناً، وكان ابن عباس بالطائف، فلما قَدِمَ ذكرنا ذلك له، فقال: أصابَ السُّنَّة» . وفي رواية قال: «اجتمع يومُ جمعة ويومُ فطر على عهد ابن الزبير، فقال: عيدانِ اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعاً، فصلاهما ركعتين بُكْرة، لم يزد عليهما حتى صلى العصر» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: «اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير، فأخَّر الخروجَ حتى تعالى النهارُ، ثم خرج فخطب، فأَطال الخطبة، ثم نزل فصلى، [ص: 146] ولم يصلِّ الناسُ يومئذ الجمعةَ، فذُكِر ذلك لابن عباس، فقال: أصابَ السُّنَّةَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وُحْداناً) : جمع واحد، والمراد: صلينا منفردين واحداً واحداً.   (1) رواه أبو داود رقم (1071) و (1072) في الصلاة، باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد، من حديث عطاء، وإسناده صحيح، والنسائي 3 / 194 في العيدين، باب الرخصة في التخلف عن الجمعة لمن شهد العيد من حديث وهب بن كيسان، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (1071) قال: حدثنا محمد بن طريف البجلي، قال: حدثنا أسباط، عن الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. ورواية النسائي: أخرجها (3/194) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1465) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا سليم يعني ابن أخضر. كلاهما - يحيى وسليم - قالا: حدثنا عبد الحميد بن جعفر من بني عوف بن ثعلبة، قال: حدثني وهب بن كيسان، فذكره. الحديث: 4255 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 145 [الفرع] الثامن: في الإفطار قبل الخروج، والمشي إلى العيد 4256 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكلَ تَمَرات، ويأكلُهنَّ وِتْراً» . أخرجه البخاري. وفي رواية الترمذي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يفطر على تمرات يوم الفطر، قبل أَن يخرجَ إِلى المُصلَّى» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 372 في العيدين، باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج، والترمذي رقم (543) في الصلاة، باب ما جاء في الأكل يوم الفطر قبل الخروج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/126) قال: حدثني حرمي بن عمارة، وابن خزيمة (1429) قال: حدثنا محمد بن علي بن محرز، قال: حدثنا أبو النضر. كلاهما - حرمي، وأبو النضر - قالا: حدثنا المرجي بن رجاء. 2- وأخرجه أحمد (3/232) قال: حدثنا علي بن عاصم. 3- وأخرجه البخاري (2/21) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا سعيد بن سليمان. وابن ماجة (1754) قال: حدثنا جبارة بن المغلس. كلاهما - سعيد، وجبارة - قالا: حدثنا هشيم. ثلاثتهم - المرجي، وعلي، وهشيم - عن عبيد الله بن أبي بكر، فذكره. ورواية الترمذي: أخرجها عبد بن حميد (1237) قال: أخبرنا زكريا بن عدي. والدارمي (1609) قال: حدثنا عمرو بن عون. والترمذي (543) قال: حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (1428) قال: حدثنا أحمد بن منيع. أربعتهم - زكريا، وعمرو، وقتيبة، وابن منيع - قالوا: حدثنا هشيم، عن محمد بن إسحاق، عن حفص، فذكره. الحديث: 4256 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 146 4257 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «من السُّنَّةِ أن تخرجَ إِلى العيد ماشياً، وأن تأكلَ شيئاً قبل أن تخرجَ» . [ص: 147] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (530) في الصلاة، باب ما جاء في المشي يوم العيد، ورواه ابن ماجة رقم (1296) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الخروج إلى العيد ماشياً، وفي سنده الحارث بن عبد الله الأعور، وهو ضعيف جداً، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث ابن عمر، وسعد القرظ، وأبي رافع، وأسانيدها كلها ضعيفة، وفي الباب أيضاً عن عبد الرحمن بن حاطب رواه أبو نعيم، وعن سعد رواه البزار، فهذه الروايات يشد بعضها بعضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه ابن ماجة (1296) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا زهير. والترمذي (530) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، قال: حدثنا شريك. كلاهما - زهير، وشريك - عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. (*) رواية زهير مختصرة على المشي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 4257 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 146 4258 - (ت) بريدة - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعَمَ، ولا يَطْعَمُ يوم الأضحى حتى يصلِّيَ» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (542) في الصلاة، باب ما جاء في الأكل يوم الفطر قبل الخروج، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن حبان في صحيحه، وابن ماجة، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي وصححه ابن القطان. قال الترمذي: وفي الباب عن علي وأنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (5/352) قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد. وفي (5/360) قال: حدثنا حرمي بن عمارة. وابن ماجة (1756) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو عاصم. والترمذي (542) قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن خزيمة (1426) قال: حدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا أبو عاصم. أربعتهم - أبو عبيدة، وحرمي، وأبو عاصم، وعبد الصمد - عن ثواب بن عتبة المهري. 2- وأخرجه أحمد (5/352) قال: حدثنا يونس. والدارمي (1608) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. كلاهما - يونس، ويحيى - قالا: حدثنا عقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم. كلاهما - ثواب، وعقبة - عن عبد الله بن بريدة، فذكره. وقال الترمذي: حديث بريدة بن حصيب الأسلمي حديث غريب. الحديث: 4258 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 147 4259 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ يوم العيد في طريق، ثم رجع في طريق آخر» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1156) في الصلاة، باب الخروج إلى العيد في طريق ويرجع في طريق، وإسناده ضعيف فيه عبد الله بن عمر العمري، وهو ضعيف، لكن للحديث شواهد، يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/109) (9781) قال: حدثنا هارون بن معروف. قال أبو عبد الرحمن، عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب. وأبو داود (1156) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وابن ماجة، (1299) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو قتيبة. ثلاثتهم - ابن وهب، وعبد الله بن مسلمة، وأبو قتيبة، سلم بن قتيبة - قالوا: حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. قلت: مدار الحديث علي عبد الله بن عمر، ثقة، غير أن الحفاظ لم يرضوا حفظه، لأنه كان ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الضبط فاستحق الترك. الحديث: 4259 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 147 4260 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يومُ عيد خالفَ الطريقَ» . أخرجه البخاري، وقال: رواه سعيد عن أَبي هريرة. وحديث جابر أصح (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 392 في العيدين، باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/29) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو تميلة، يحيى بن واضح، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، فذكره. الحديث: 4260 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 147 4261 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (541) في الصلاة، باب ما جاء في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى العيد في طريق ورجوعه من طريق آخر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/338) قال: حدثنا يونس بن محمد. والدارمي (1621) قال: أخبرنا محمد ابن الصلت. وابن ماجة (1301) قال: حدثنا محمد بن حميد. قال: حدثنا أبو تميلة. والترمذي (541) قال: حدثنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي وأبو زرعة. قالا: حدثنا محمد بن الصلت. وابن خزيمة (1468) قال: حدثنا علي بن سعيد وأبو الأزهر، وكتبته من أصله. قالا: حدثنا يونس بن محمد، وهو المؤدب. ثلاثتهم - يونس بن محمد، ومحمد بن الصلت، وأبو تميلة - عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، فذكره. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب. الحديث: 4261 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 4262 - (د) بكر بن مبشر الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: «كنتْ أَغْدُو مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى المُصلَّى يومَ الفطرِ ويومَ الأضحى، فَنَسلُك بُطحَان حتى نأتيَ المُصَلَّى، فنصلِّي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم نرجعُ من بُطحان إِلى بيوتنا» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1158) في الصلاة، باب إذا لم يخرج الإمام للعيدين يومه يخرج من الغد، وفي سنده مجهولان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1158) قال: حدثنا حمزة بن نصير، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا إبراهيم بن سويد، قال: أخبرني أنيس بن أبي يحيى، قال: أخبرني إسحاق بن سالم، فذكره. قال عنه الحافظ في التهذيب (1/233) : وقد أخرجه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه وصححه، وكذا صححه ابن السكن. الحديث: 4262 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 [الفرع] التاسع: في خروج النساء إلى العيد 4263 - (خ م د ت س) أم عطية - رضي الله عنها -: قالت: «أُمِرْنا - وفي رواية: أمرَنا - تعني: النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أَن نُخرِج في العيدين: العَوَاتِقَ وذواتِ الخُدُورِ، وأمر الحُيَّضَ أن يعْتزِلْنَ مُصلَّى المسلمين» . وفي أخرى: «أَمَرنا أَن نَخْرُجَ، ونُخْرِجَ الحُيَّضَ: العواتقَ وذواتِ الخدور - وقال [عبد الله] بن عَوْن: والعواتقُ: ذوات الخدور - فأما الحُيَّضُ: فيشْهدْنَ جماعةَ المسلمين ودعوتَهم، ويعتزْلنَ مصلاهم» . [ص: 149] قال البخاري عن ابن سيرين: قالت أُم عطية: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية قالت: «كنا نُؤمَرُ أن نخرُجَ يوم العيد، حتى نُخْرِجَ البِكْرَ من خِدْرِهَا، حتى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيكبِّرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركةَ ذلك اليوم وطُهْرَتَهُ» . وفي أخرى: «كُنَّا نُؤمَرُ بالخروج في العيدين، والمُخبَّأةُ، والبِكرُ، قالت: والحُيَّضُ يخرُجنَ، فيَكُنَّ خلفَ الناس، يُكبِّرْنَ مع الناس» . وفي أخرى عن حفصة بنت سيرين قالت: «كنا نمنع جَوَارِيَنَا - وفي رواية: عوَاتِقَنَا - أن يخرجْنَ يومَ العيد، فجاءت امرأة، فنزلت قَصْر بني خلف، فأتيتُها فحدَّثَتْ أَن زوْجَ أختها غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثنتي عَشْرَةَ غزوة، فكانت أختها معه في ستِّ غزوات، قالت: فكنَّا نقوم على المرضَى ونُدَاوي الكَلْمَى، فقالت: يا رسول الله، على إِحدانا بأس إِذا لم يكن لها جِلباب أن لا تخرج - تعني في العيد؟ - قال: لتُلبِسْها صاحبتُها من جلبابها، وَيَشْهَدْنَ الخيرَ ودعوةَ المؤمنين. قالت حفصة: فلما قدمت أُمُّ عطيةَ أتيتُها، فسأَلتُها: أسمعتِ في كذا [وكذا] ؟ قالت: نعم بأبي - وقَلَّما ذكرتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- إِلا قالت: بأبي - قال: لِتَخْرُجِ العواتقُ وذَوَاتُ الخدور - أو قال: العواتقُ ذواتُ الخدور، شك أيوب - والحُيَّضُ، فتعتزلُ الحائضُ المصلَّى، ولتشهدِ [ص: 150] الخيرَ ودعوةَ المؤمنين، قالت: فقلت لها: الحُيَّضُ؟ قالت: نعم، أليس الحائض تشهد عرفات، وتشهد كذا وتشهد كذا؟» . وفي أخرى قالت: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نُخْرِجَهنَّ في الفطر والأضحى: العواتقَ والحُيَّضَ وذواتِ الخدور، فأما الحيَّضُ، فيعتزلْنَ الصلاة، ويشهدْنَ الخيرَ ودعوةَ المسلمين، قلت: يا رسولَ الله، إِحدانا لا يكون لها جِلباب؟ قال: لتُلْبِسْها أختُها من جلبابها» . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية الترمذي: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُخْرِجُ الأَبكارَ، والعواتِقَ، وذواتِ الخدور، والحُيَّضَ في العيدين، فأما الحُيَّضُ فَيعتزِلْنَ المُصَلَّى، ويشهدْنَ دعوةَ المسلمين. قالت إحداهن: يا رسولَ الله إِن لم يكن لها جلباب؟ قال: فَلْتُعِرْها أختُها من جلابيبها» . وفي رواية أبي داود مثل رواية الترمذي، ولم يذكر الأَبكار والعواتق، وقال: «تُلْبِسُها صاحبتُها طائفة من ثوبها» . وفي أخرى له قالت: «ويعتزلُ الحيَّضُ مصلَّى المسلمين» . ولم يذكر الثوب. وفي أخرى له قالت: «والحيَّضُ يكنَّ خَلفَ الناس، فيكبِّرنَ مع الناس» . [ص: 151] وله في أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينةَ جمع نساءَ الأنصار في بيت، فأرسل إلينا عمرَ بن الخطاب، فقام على الباب فسلَّم علينا، فرددنا عليه السلام، ثم قال: أنا رسولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إِليكُنَّ، وأُمرنا بالعيدين أن نُخْرِجَ فيهما الحُيَّضَ والعُتَّقَ، ولا جمعةَ علينا، ونهانا عن اتِّباع الجنائز» . وفي رواية النسائي: قالت حفصة بنت سيرين: «كانت أم عطية لا تذكر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا قالت: بأبي، فقلتُ: أسمعتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر كذا وكذا؟ قالت: نعم، بأبي، قال: لِتَخْرُجِ العواتقُ، وذواتُ الخدور، والحيَّضُ، فيشهدنَ العيدَ ودعوةَ المسلمين، وليعتزِل الحيَّضُ المصلَّى» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العواتق) : جمع عاتق، وهي المرأة المخدرة إلى أن تدرك، وكذلك العُتَّق مثل حائض وحُيَّض. [ص: 152] (الخُدُور) : جمع خِدر، وهو الموضع الذي تصان فيه المرأة، والخِدْر: الستر. (الكَلْمَى) : الجرحى، جمع كَلِيم، أي جريح. (الجلباب) : الملحفة والإزار الذي تتغطى به المرأة.   (1) رواه البخاري 2 / 386 في العيدين، باب خروج النساء والحيض إلى المصلى، وباب إذا لم يكن لها جلباب في العيد، وفي الحيض، باب شهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين، وفي الصلاة في الثياب، باب وجوب الصلاة في الثياب، وفي الحج، باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، ومسلم رقم (890) في صلاة العيدين، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة، وأبو داود رقم (1136) و (1137) و (1138) و (1139) في الصلاة، باب خروج النساء في العيد، والترمذي رقم (539) و (540) في الصلاة، باب ما جاء في خروج النساء في العيدين، والنسائي 3 / 180 و 181 في العيدين، باب خروج العواتق وذوات الخدور في العيدين، وباب اعتزال الحيض مصلى الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (361 و 362) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب. وأحمد (5/84) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. وفي (5/84) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا هشام. (ح) ويزيد. قال: أخبرنا هشام. والدارمي (1617) قال: أخبرنا إبراهيم بن موسى. قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، عن هشام، والبخاري (1/88) قال: حدثنا محمد، هو ابن سلام. قال: أخبرنا عبد الوهاب، عن أيوب. وفي (2/25) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي، عن عاصم، وفي (2/26) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (2/27) قال: حدثنا أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أيوب. وفي (2/196) قال: حدثنا مؤمل بن هشام. قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب ومسلم (3/20) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو خيثمة، عن عاصم الأحول. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا عيسى بن يونس. قال: حدثنا هشام. وأبو داود (1138) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا عاصم الأحول. وابن ماجة (1307) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن حسان. والترمذي (540) قال: حدثنا أحمد ابن منيع. قال: حدثنا هشيم، عن هشام بن حسان. والنسائي (1/193) و (3/180) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة. قال: أنبأنا إسماعيل. عن أيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/18136) عن أبي بكر بن علي، عن سريج بن يونس، عن هشيم، عن هشام بن حسان. وابن خزيمة (1466) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. قال: حدثنا أيوب. وفي (1467) قال: حدثنا علي بن مسلم. قال: حدثنا هشيم، عن هشام. ثلاثتهم - أيوب، وهشام بن حسان، وعاصم الأحول - عن حفصة بنت سيرين، فذكرته. وبنحوه أخرجه أحمد (5/85) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم. والبخاري (1/99) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. وفي (2/26) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (2/28) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون. ومسلم (3/20) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا أيوب. وأبو داود (1136) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن أيوب ويونس وحبيب ويحيى بن عتيق وهشام في آخرين وفي (1137) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا أيوب. وابن ماجة (1308) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا سفيان، عن أيوب. والترمذي (539) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان. والنسائي (3/180) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان، عن أيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/18108) عن أبي بكر بن علي، عن سريج بن يونس، عن هشيم، عن منصور. وفي (12/18110) عن أبي بكر بن علي، عن سريج بن يونس، عن هشيم، عن هشام بن حسان. وابن خزيمة (1467) قال: حدثنا علي بن مسلم. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان وهشام. تسعتهم - جرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، وأيوب، وابن عون، ويونس بن عبيد، وحبيب بن الشهيد، ويحيى بن عتيق، وهشام بن حسان، ومنصور - عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 4263 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 [الفرع] العاشر: في أحاديث متفرقة 4264 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُخرِجُ العَنَزَةَ يومَ الفطر، ويومَ الأضحى، يُرْكِزُها فيصلي إِليها» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العَنَزَة) : قد تقدم ذكرها، وهي شبه العُكّازة، وفي طرفها سنان فيه طول.   (1) 3 / 183 في العيدين، باب صلاة العيدين إلى العنزة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه النسائي (3/183) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. عن أيوب. عن نافع، فذكره. وقد تقدم. الحديث: 4264 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 152 4265 - (س) ثعلبة بن زهدم: «أن عليّاً استَخْلفَ أبا مسعود [الأنصاري] على الناسِ، فخرج يوم عيد، فقال: يا أيها الناس، إِنه ليس من السُّنَّةِ أن يُصَلِّى قبل أن يصلِّيَ الإمامُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 181 و 182 في العيدين، باب الصلاة قبل الإمام يوم العيد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (3/181) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأشعث، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم، فذكره. الحديث: 4265 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 152 4266 - (د س) أبو عمير (1) بن أنس: عن عُمُومة من أَصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أَن رَكْباً جاؤوا إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم- يشهدون أنهم رَأَوُا الهلالَ بالأمس، فأمرهم أن يُفْطِرُوا، وإِذا أصبحوا أن يغدُوا إِلى مُصلاهم» . أخرجه أبو داود، والنسائي (2) .   (1) في الأصل: ابن عمير، وهو خطأ، والتصحيح من أبي داود والنسائي وكتب الرجال. (2) رواه أبو داود رقم (1157) في الصلاة، باب إذا لم يخرج الإمام للعيدين يومه يخرج من الغد، والنسائي 3 / 180 في العيدين، باب الخروج إلى العيدين من الغد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الصلاة (256:1) عن حفص بن عمرو، عن شعبة، عن جعفر بن أبي وحشية، عن أبي عمير بن أنس، عن عمومة له من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- به، والنسائي في الصلاة (653) عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن شعبة نحوه، وابن ماجة في الصوم (6:2) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هشيم، عن أبي بشر، وهو جعفر بن أبي وحشية، نحوه. قلت: فيه أبو عمير بن أنس قال عنه الحافظ في التهذيب (12/188) ، وصحح حديثه أبو بكر بن المنذر وغير واحد، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عبد البر: مجهول لا يحتج به. الحديث: 4266 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 4267 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أمر موْلاهُ ابنَ أبي عُتْبَةَ (1) - وكان في الزاوية (2) - فجمع أهلَه وبنيه، وصلَّى كصلاة أهل المِصر وتكبيرهم» . أخرجه ... (3) .   (1) وفي بعض النسخ: ابن أبي غنية، والراجح أنه ابن أبي عتبة، كما الحافظ في " الفتح " 2 / 395. (2) " الزاوية " بالزاي موضع على فرسخين من البصرة، كان به لأنس قصر وأرض، وكان يقيم هناك كثيراً، وكانت الزاوية موقعة عظيمة بين الحجاج وابن الأشعث. (3) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري تعليقاً 2 / 394 في العيدين، باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين، قال الحافظ في " الفتح ": وهذا الأثر وصله ابن أبي شيبة، عن ابن علية عن يونس هو ابن عبيد، حدثني بعض آل أنس " أن أنساً كان ربما جمع أهله وحشمه يوم العيد، فيصلي بهم عبد الله بن أبي عتبة مولاه ركعتين " والمراد بالبعض المذكور: عبد الله بن أبي بكر بن أنس. روى البيهقي من طريقه قال: " كان أنس إذا فاته العيد مع الإمام جمع أهله فصلى بهم مثل صلاة الإمام في العيد ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، وهو عند البخاري تعليقا في العيدين - باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين. وقال الحافظ في الفتح (2/551) :وهذا الأثر وصله ابن أبي شيبة عن ابن علية عن يونس هو ابن عبيد حدثني بعض آل أنس أن أنسا كان ربما جمع أهله وحشمه يوم العيد فيصلي بهم عبد الله بن أبي عتبة مولاه ركعتين. الحديث: 4267 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 الفصل السابع: في صلاةالرغائب 4268 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ صلاةَ الرغائب - وهي أول ليلة جمعة من رجب - فصلَّى ما بين المغرب والعشاء ثنتي عشرة ركعة بست تسليمات، كلُّ ركعة بفاتحة الكتاب مرة، والقَدْرِ ثلاثاً، و: {قُل هو اللهُ أحد} ثنتي عَشْرَةَ مَرة، فإذا فرغ من صلاته قال: اللهم صلِّ على محمد النبي الأمي وعلى آله - بعد ما يُسلِّم - سبعين مرة، ثم يسجد سجدة، ويقول في سجوده: سُبُّوح قُدُّوس ربُّ الملائكة والرُّوح سبعين مرة، ثم يرفع رأسه ويقول: ربِّ اغْفِر وارْحَم وتجاوَزْ عما تعلم، إِنَّك أنت العليُّ الأعظم، وفي أخرى: الأعزُّ الأكرمُّ - سبعين مرة-، ثم يسجدُ ويقولُ مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله - وهو ساجد- حاجتَه، فإن الله لا يردُّ سائلَه» . هذا الحديث مما وجدته في كتاب رزين، ولم أجده في أحد من الكتب الستة، والحديث مطعون فيه (1) . [ص: 155] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرغائب) : جمع رغيبة، وهي ما يُرغب فيه. (سُبُّوح) : من التسبيح، بضم السين وفتحها، مثل: قُدُّوس، وقد ذكر. (الرُّوح) : ها هنا: اسم جبريل عليه السلام. وقيل: اسم مَلَك من الملائكة غيره.   (1) قال النووي في " المجموع " 4 / 56: الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهي ثنتي عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، هاتان [ص: 155] الصلاتان بدعتان، منكرتان، قبيحتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب " قوت القلوب " و " إحياء علوم الدين " ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابها، فإنه غلط في ذلك، وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما، فأحسن فيه وأجاد رحمه الله. اهـ. وقال العز بن عبد السلام: ومما يدل على ابتداع هذه الصلاة: أن العلماء الذين هم أعلام الدين وأئمة المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وغيرهم ممن دون الكتب في الشريعة مع شدة حرصهم على تعليم الناس الفرائض والسنن لم ينقل عن أحد منهم أنه ذكر هذه الصلاة ولا دونها في كتابه ولا تعرض لها في مجالسه، وقال ابن الصلاح: هذه الصلاة شاعت بعد المائة الرابعة ولم تكن تعرف، والحديث الوارد بها بعينها وخصوصها ضعيف ساقط عند أهل الحديث، ثم منهم من يقول: هو موضوع، وذاك الذي نظنه، ومنهم من يقتصر على وصفه بالضعف، ولا يستفاد له صحة من ذكر رزين بن معاوية إياه في كتابه " تجريد الصحاح " ولا من ذكر صاحب كتاب " الإحياء " له فيه واعتماده عليه، لكثرة ما فيهما من الحديث الضعيف وإيراد رزين مثله في مثل كتابه " من العجب "، وقال الحافظ العراقي في تخريج " إحياء علوم الدين ": أورده رزين في كتابه، وهو حديث موضوع. أقول: وممن قال بطلانها وبدعيتها أيضاً كل من الأئمة: أبو شامة المقدسي، وابن تيمية، وزكريا الأنصاري وغيرهم. وقال في " كشف الظنون ": اختلق بعض الكذابين في القرن الثالث حديثاً في فضلها، ثم اشتهر في القرن الرابع، فممن نص على فضلها: أبو طالب المكي، وتبعه الغزالي معتمداً على الحديث الموضوع. هذا وقد جرى في هذا الموضوع مساجلة علمية بين الإمامين الجليلين: العز بن عبد السلام، وابن الصلاح، وقد قام بطبعه المكتب الإسلامي بدمشق، فليرجع إليها من شاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يثبت، وهو من زيادات رزين. الحديث: 4268 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 154 الباب الثاني: في النوافل المقرونة بالأسباب ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في صلاة الكسوف 4269 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كَسَفَت الشمسُ على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقام النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى بالناس، فأطال القراءة، ثم ركع فأطال الركوعَ، ثم رفع رأسه، فأطال القراءة - وهي دون قراءته الأُولى - ثم ركع فأطال الركوع، دون ركوعه الأول، ثم رفع رأسه، فسجد سجدتين، ثم قام فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم قام فقال: إِن الشمسَ والقمرَ لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله يُريهما عبادَه، فإذا رأيتُم ذلك فافْزَعُوا إِلى الصلاة» . وفي أخرى نحوه، إِلا أنه قال: «فسلَّم وقد تجلَّتِ الشمسُ، فخطب الناس ... » . ثم ذكر الحديث. وفي أخرى قال: «خَسَفت الشمسُ في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فخرج إلى [ص: 157] المسجد، فصفَّ الناسُ وراءه، فكبَّر ... » وذكر نحوه، إِلا أنه قال: «ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم سجد» ، وفيه: «وانْجَلَتِ الشمسُ قبل أن ينصرفَ» ثم وصل به حديثاً عن كثير بن عَبَّاس (1) ، عن ابن عباس: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى أربع رَكَعَات في ركعتين وأربع سجدات، ثم قال الزهري: فقلت لعروةَ: إِن أخاك - يوم كَسَفَتِ الشمس بالمدينة - لم يزِدْ على ركعتين مثل الصبح، قال: أجل؛ لأنه أخْطَأْ السُّنَّةَ» . وفي أخرى: «أنه - صلى الله عليه وسلم- جهر في صلاة الخسوف بقراءته، فإذا فرغ من قراءته كبَّر فركع، وإذا رفع من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم يُعَاوِدُ القراءةَ في صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات» . قال: وقال الأوزاعي وغيره عن الزهري عن عروةَ عن عائشة: «خَسَفَت الشمس على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم-، فبعث منادياً: الصلاةَ جامعة، فقام فصلَّى أربع ركعات في رَكعتين، وأربع سجدات» . قال البخاري: تابعه سليمان بن كثير، وسفيان بن حسين عن الزهري في الجهر. [ص: 158] وفي أخرى نحو ما تقدَّم في أوله، وفيه: «ثم قال: سمع اللهُ لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة، هي أدْنَى من القراءة الأولى، ثم كبَّر فركع ركوعاً طويلاً، هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم سجد، ولم يذكر أحد رواية: ثم سجد - ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات - ثم ذكره إلى قوله: فافزَعُوا إِلى الصلاة» . قال: وقال أيضاً: فصلُّوا حتى يُفَرَّجَ عنكم، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رأيتُ في مقامي هذا كلَّ شيء وُعِدْتُم [به] ، حتى لقد رأيتُني أُريد أنْ آخذَ قِطْفاً من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدمُ» وفي رواية: أتقدَّم - ولقد رأيتُ جهنم يَحْطِمُ بعضها بعضاً، حين رأيتموني تأَخَّرْتُ، ورأيت فيها ابنَ لُحيّ، وهو الذي سَيَّبَ السَّوَائِب (2) ، وانتهتْ رواية أحدهم عند قوله: «فافزعوا إِلى الصلاة» . وفي أخرى قالت: «خَسَفَتِ الشمسُ في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقام. ثم ذكر الأربع ركعات، وإِطالتَه فيها، وأنَّ القيامَ والركوعَ في كلّ منها دون ما قبله. وفيه ... ثم انصرف وقد انْجَلَتِ الشمسُ، فخطب الناسَ وحمد الله وأثنى [عليه] ، ثم قال: إِن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يَخسِفَان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادْعُوا الله وكبِّرُوا، [ص: 159] وصلُّوا وتصدَّقوا، ثم قال: يا أمةَ محمد، والله ما من أحد أغْيَرُ من الله: أن يزنِيَ عبدُه، أو تزنيَ أمتُهُ، يا أُمةَ محمد، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولَبَكَيْتُم كثيراً» . زاد في رواية: «أَلا هل بلَّغتُ؟» . وفي أخرى: «ثم رفع يديه فقال: اللهم هل بلَّغتُ؟» . وفي أخرى قالت: «إِنْ يهودية جاءت تسألها؟ فقالت لها: أَعاذَكِ الله من عذاب القبر، فسألتْ عائشةُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَيُعَذَّب الناسُ في قبورهم؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: عائذاً بالله (3) من ذلك، ثم ركب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذات غداة مَرْكَباً، فخسفت الشمس، فرجع ضُحى، فمرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين ظَهْرَانَي الحُجَر، ثم قام يُصلِّي، وقام الناسُ وراءه ... ثم ذكر نحو ما تقدَّم في عدد الركوع، وطول القيام، وأنَّ ما بعدَ كلّ من ذلك دونَ ما قبله ... وقال في آخره: ثم انصرف، فقال ما شاء الله أن يقولَ، ثم أمرهم أن يتعوّذوا من عذاب القبر» . وفي أخرى نحوه، وفي آخره: «فقال: إِني قد رأيتُكُم تُفْتَنون في القبور كفتنة الدجال، قالت عَمْرةُ: فسمعتُ عائشةَ تقول: فكنتُ أسمعُ رسولَ الله [ص: 160] صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك يتعوّذ من عذاب النار، وعذاب القبر» . هذه روايات البخاري، ومسلم. ولمسلم «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صلَّى سِتَّ ركعات وأربَع سجدات» . وفي أخرى: «أن الشمس انكسفت على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام قياماً شديداً، يقوم قائماً، ثم يركع، ثم يقوم، ثم يركع، [ثم يقوم، ثم يركع] ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات، فانصرف وقد تجلَّت الشمسُ، وكان إِذا ركع قال: الله أكبر، ثم يركعُ، وإذا رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمدَه، فقام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إِن الشمسَ والقمرَ لا ينكسفان لموت أَحد ولا لحياته، ولكنهما من آيات الله يُخوِّف الله بهما عباده، فإذا رأيتم كسوفاً، فاذكروا الله حتى يَنْجَلِيا» . وأَخرج الموطأ الرواية السادسة، وهي التي في آخرها: ذِكر الزنى، والرواية السابعة التي فيها: ذِكرُ عذابِ القبر. وأخرج الترمذي الرواية الأولى إِلى قوله: «فصنع في الركعة الثانية مثلَ ذلك» . وله في أخرى: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى صلاةَ الكسوف وجهر بالقراءة فيها» . [ص: 161] وأخرج أبو داود قالت: «خَسَفَت الشمس في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فخرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِلى المسجد، فقام فكبَّرَ، وصفَّ الناسُ وراءه، فاقْتَرَأَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قراءة طويلة، ثم كبَّر فركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقْتَرَأ قراءة طويلة، هي أدْنَى من القراءة الأولى، ثم كبَّر فركع ركوعاً طويلاً، هو أدْنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك؛ فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانْجَلتِ الشمسُ قبل أن ينصرفَ» . وأَخرج أيضاً نحو الرواية الآخرة التي لمسلم، إلا أنه قال في وسطه بعد قوله: «ركعتين في كل ركعة» : «ثلاث ركعات، يركع الثالثة ثم يسجد، حتى إِن رجالاً يومئذ ليُغْشَى عليهم مما قام بهم، حتى إن سِجال الماء لتُصَبُّ عليهم، يقول إذا ركع: الله أكبر ... وذكر الحديث» ، وقال في آخره: «يخِّوفُ بهما عباده، فإِذا كَسَفا فافزعوا إِلى الصلاة» . وله في أخرى قال: كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فصلى بالناس، فقام، فحَزَرْتُ قراءَتَه، فرأيتُ أنه قرأ سورة البقرة ... وساق الحديث، ثم سجد سجدتين، ثم قام فأطال القراءة فحزرتُ قراءته، فرأيت أنه قرأ سورة آل عمران ... وساق الحديث من [ص: 162] لفظ أبي داود، ولم يذكر لفظ الحديث. وله في أخرى قالت: «خَسَفتِ الشمس على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فبعث منادياً: الصلاةَ جامعة» . وله في أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قرأ قراءة طويلة يجهر بها، يعني في صلاة الكسوف» . وفي أخرى: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن الشمس والقمر لا يَخسِفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأَيتم ذلك فادعوا الله وكَبِّروا وتصدَّقوا» . وأَخرج النسائي الرواية الثالثة التي فيها: «فصفَّ الناسُ وراءَهُ» . والرواية الرابعة التي فيها: ذِكرُ الجهر بالقراءة، والرواية الخامسة التي فيها: ذِكرُ السوائب، والرواية السادسة التي فيها: ذِكْرُ الزِّنى، والرواية السابعة التي فيها ذِكرُ: عذاب القبر، كالرواية الأولى التي لمسلم والأخرى، إِلا أنه ذكر فيها ما ذكره أبو داود فيها. وأخرج في رواية: «أنه لما كَسَفَتِ الشمسُ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ، وأمر فنُودي: إِن الصلاةَ جامعة، فقام فأطال القيام في صلاته، قالت عائشة: فحسبتُهُ قرأ سورة البقرة، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام مثل ما قام، ولم يسجد، ثم ركع فسجد، ثم قام فصنع مثل ما صنع: ركعتين وسجدتين، ثم جُلِّيَ عن الشمس» . [ص: 163] وله في أخرى: «أنه صلَّى في كسوف، في صُفَّةِ زَمْزَمَ: أربعَ ركعات في أربعِ سجدات» . وله في أخرى: «خَسَفَتِ الشمس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فبعث منادياً ينادي، فنادى: إِن الصلاةَ جامعة، فاجتمعوا واصْطفُّوا، فصلى بهم أربع ركعات في ركعتين» . وله في أخرى: «أنه - صلى الله عليه وسلم- صلى أربع ركعات، وأربع سجدات، وجهر فيها بالقراءة، كلما رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد» . وله في أخرى قال: «كَسَفَتِ الشمس، فأمرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً، فنادى: إِن الصلاةَ جامعة، فاجتمع الناس فصلَّى بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فكبَّر، ثم قرأ قراءة طويلة، ثم كبَّر، فركع ركوعاً طويلاً، مثل قيامه أو أطول، ثم رفع رأسه، وقال: سمع الله لمن حمده، ثم قرأ قراءة طويلة، هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبَّر، فركع ركوعاً طويلاً، هو أدنى من الركوع الأول، ثم رفع رأسه، ثم كبَّر، فقال: سمع [اللهُ] لِمَن حَمِدَهُ، ثم كبَّرَ فَسَجَدَ سجوداً طويلاً مثلَ ركوعه أو أطولَ، ثم كبَّرَ فرفعَ رَأسَهُ، ثم كبَّر فَسَجَدَ، ثم كبَّرَ فقامَ، فقرأ قراءة طويلة، هي أدْنى من الأولى، ثُمَّ كَبَّرَ ثم ركع ركوعاً هو أدنى من الرُّكُوعِ الأول، ثم رفعَ رأسَهُ، فقال: سمع الله لمن حَمِدَهُ، ثم قرأ قراءة هي أدْنَى من القراءة الأولى فِي القيامِ الثاني، ثم كبَّر [ص: 164] فَركَعَ ركوعاً طويلاً، دونَ الركوع الأول، ثم كبَّر فرفع رأسه، فقال: سمعَ اللهُ لمن حَمِدَهُ، ثمَّ كبَّرَ فسجد أدنى من سجوده الأول، ثم تشهد، ثم سلَّم فقام فيهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إِن الشمس والقمرَ لا يَنْخَسِفَانِ لِمَوتِ أحد ولا لحيَاتِهِ، ولكنهما آيتانِ من آياتِ الله، فأيُّهُمَا خُسِفَ به أو بأحدهما فافْزَعُوا إِلى اللهِ عز وجل بذكر الصلاة» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كَسَفَت) : يقال: كسفت الشمس بالفتح، وكسفها الله، يتعدى فعله ولا يتعدى، وكذلك: كسف القمر، والأولى أن يقال: خسف القمر، وقد جاء في الحديث، «كسفت الشمس وخسفت» ، و «كسف القمر وخسف» . [ص: 165] (فاقترأ) : الاقتراء: الافتعال من القراءة. (فافزعوا) : فزعت إلى الشيء: لجأت إليه، يقال: فزعت إلى فلان فأفزعني، أي: لجأت إليه فألجأني، واستعنت به فأعانني. (عائذ) : العائذ: اللاجئ، عذت بفلان: أي لجأت إليه. (قِطْفاً) : القِطف: العنقود، اسم لكل ما يقطف من الفواكه ونحوها. (يَحْطِم) : الحَطْم: الكسر والدوس. (سَيَّب) : السوائب: جمع سائبة، وهي الناقة التي كانوا يسيِّبونها من إبلهم، فلا تركب ولا تحلب ولا يؤكل لحمها، وقد تقدم شرحها في تفسير سورة المائدة من حرف التاء. (ظهراني الحُجر) : الحُجر: جمع حُجْرة، يريد بها منازل نسائه. وظهرانيها، بفتح النون أي: بينها، وقد تقدم شرحه مستوفى في حرف الهمزة في كتاب الإيمان. (تُفتنون في القبور) : الفتنة: الاختبار والامتحان. والمراد بفتنة القبور: مُسَاءَلَة منكر ونكير. (سِجال) : السِّجال: جمع سَجْل، وهو الدلو إذا كان فيه ماء، قل أو كثر، ولا يقال له وهو فارغ: سَجْل، ولفظه مذكر، والدلو مؤنثة، هكذا قال الجوهري. وقال الأزهري: السَّجْل: أعظم ما يكون من الدِّلاء.   (1) في الأصل: كثير بن عياش، وهو تصحيف، والتصحيح من البخاري وكتب الرجال، وهو كثير بن عباس بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخو عبد الله بن عباس، رضي الله عنهم. (2) تسييب الدواب: إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت. (3) هو من الصفات القائمة مقام المصدر، وناصبه محذوف، أي: أعوذ عياذاً بالله. (4) رواه البخاري 2 / 438 و 439 في الكسوف، باب الصدقة في الكسوف، وباب خطبة الإمام في الكسوف، وباب هل يقول: كسفت الشمس أو خسفت، وباب لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا لحياته، وباب الجهر بالقراءة في الكسوف، وفي العمل في الصلاة، باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة، وفي بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، وفي التفسير، باب {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة} ، ومسلم رقم (901) و (902) و (903) في الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، والموطأ 1 / 186 في الكسوف، باب العمل في صلاة الكسوف، وأبو داود رقم (1177) و (1180) و (1187) و (1188) و (1190) و (1191) في الصلاة، باب من قال: الكسوف أربع ركعات، وباب القراءة في صلاة الكسوف، وباب ينادى فيها بالصلاة وباب الصدقة فيها، والترمذي رقم (561) و (563) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الكسوف، وباب ما جاء في صفة القراءة في الكسوف، والنسائي 3 / 127 في الكسوف، باب الأمر بالنداء لصلاة الكسوف، وباب الصفوف في صلاة الكسوف، وباب نوع آخر من صلاة الكسوف، وباب نوع أخر منه عن عائشة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (132) . والحميدي (180) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/32) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (6/164) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/168) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والدارمي (1537) قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف البويطي، عن محمد بن إدريس، هو الشافعي. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (2/42 و 7/45) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (8/160) قال: حدثني محمد. قال: أخبرنا عبدة. ومسلم (3/27) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (3/28) قال: حدثناه يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (1191) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (3/132) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي (3/152) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا عبدة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17176) عن قتيبة، عن مالك (ح) وعن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك. وابن خزيمة (1378) (1391) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (1395) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا محمد بن بشر. ثمانيتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن نمير، ومعمر، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية، ومحمد بن بشر - عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا عقيل بن خالد. وفي (6/76) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا سليمان بن كثير. وفي (6/87) قال: حدثنا بشر ابن شعيب. قال: حدثني أبي. وفي (6/168) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (2/43) و (4/132) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثني الليث، عن عقيل. وفي (2/43) قال: حدثني أحمد بن صالح. قال: حدثنا عنبسة. قال: حدثنا يونس. وفي (2/44) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (2/49) قال: حدثنا محمد بن مهران. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: أخبرنا ابن نمر. (ح) وقال الوليد: قال الأوزاعي وغيره. وفي (2/82) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. وفي (6/69) قال: حدثني محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني. قال: حدثنا حسان بن إبراهيم. قال: حدثنا يونس. ومسلم (3/28) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرني ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني أبو الطاهر ومحمد بن سلمة المرادي. قالا: حدثنا ابن وهب، عن يونس. وفي (3/29) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: قال الأوزاعي: أبو عمرو وغيره. (ح) وحدثنا محمد بن مهران. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن نمر. وأبو داود (1180) قال: حدثنا ابن السرح. قال: أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا محمد بن سلمة المرادي. قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. وفي (1188) قال: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال: أخبرني أبي. قال: حدثنا الأوزاعي. وفني (1190) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا عبد الرحمن بن نمر. وابن ماجة (1263) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس والترمذي (561) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر. وفي (563) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان. قال: حدثنا إبراهيم بن صدقة، عن سفيان بن حسين. والنسائي (3/127) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد. قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي. وفي (3/128) قال: أخبرنا محمد بن خالد بن خلي. قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه. وفي (3/130) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن وهب، عن يونس. وفي (3/132) وفي الكبرى (419) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي. وفي (3/148) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا الوليد. قال: حدثنا عبد الرحمن بن نمر. وفي (3/150) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن نمر. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/16428) عن إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن سفيان بن حسين. (ح) وعن محمد بن يحيى بن عبد الله، عن أبي داود، عن سليمان بن كثير. وابن خزيمة (1379) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن صدقة. قال: حدثنا سفيان، وهو ابن حسين. وفي (1387) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (1398) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. ثمانيتهم - عقيل، وسليمان بن كثير، وشعيب، ومعمر، ويونس، وعبد الرحمن بن نمر، والأوزاعي، وسفيان بن حسين - عن ابن شهاب الزهري. 3- وأخرجه البخاري (2/48) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري وهشام بن عروة. 4- وأخرجه أبو داود (1187) قال: حدثنا عبيد الله بن سعد. قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. قال: حدثني هشام بن عروة وعبد الله بن أبي سلمة وسليمان بن يسار. أربعتهم - هشام بن عروة، والزهري، وعبد الله بن أبي سلمة، وسليمان بن يسار - عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. وعن عبيد بن عمير. قال: حدثني من أصدق حسبته يريد عائشة. «أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام قياما شديدا، يقوم قائما ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع، ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات، فانصرف وقد تجلت الشمس. وكان إذا ركع قال: الله أكبر. ثم يركع، وإذا رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده. فقام فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم كسوفا، فاذكروا الله حتى ينجليا» . أخرجه أحمد (6/76) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد قال: حدثنا قتادة. ومسلم (3/29) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا معاذ، وهو ابن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة. وأبو داود (1177) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن ابن جريج. والنسائي (3/129) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن علية. قال: أخبرني ابن جريج. وفي (3/130) والكبرى (421) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة. وابن خزيمة (1382) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي وابن أبي عدي، عن هشام، عن قتادة وفي (1383) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن علية. قال: حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثنا محمد بن هشام. قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية. قال: أخبرنا ابن جريج. كلاهما - قتادة، وابن جريج - عن عطاء. قال: سمعت عبيد بن عمير، فذكره. (*) في رواية قتادة: عن عبيد بن عمير، عن عائشة. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى (422) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا وكيع (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - وكيع، ويحيى - عن هشام، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة. قالت: صلاة الآيات ست ركعات في أربع سجدات. موقوفا. وبلفظ: «جاءتني يهودية تسألني فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر. فلما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت: يا رسول الله، أيعذب الناس في القبور؟» . أخرجه مالك الموطأ (133) ، والحميدي (179) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/53) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (1535) قال: حدثنا أبو النعمان. قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1538) قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف البويطي، عن محمد بن إدريس، هو الشافعي. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (2/45) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (2/47) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي (2/49) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/30) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. قال: حدثنا سليمان يعني ابن بلال. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (3/133 و 151) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. وفي (3/134) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/135) والكبرى (420) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم. قال: أنبأنا ابن عيينة. وابن خزيمة (1378 و1390) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان. ثمانيتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وحماد بن زيد، وسفيان الثوري، وسليمان بن بلال، وعبد الوهاب، وعمرو بن الحارث - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته. (*) رواية سفيان بن عيينة عند النسائي (3/135) مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في كسوف في صفة زمزم أربع ركعات في أربع سجدات» . قال ابن حجر تعليقا على هذا الرواية: وفي رواية عند النسائي لفظة شذ بها شيخ ثقفي، وهي قوله في صفة زمزم، النكت الظراف (12/17939) . (*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. وبلفظ «أنه لما كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ وأمر فنودي أن الصلاة جامعة، فقام فأطال القيام في صلاته. قالت: عائشة: فحسبت قرأ سورة البقرة، ثم ركع فأطال الركوع. ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام مثل ما قام، ولم يسجد، ثم ركع فسجد، ثم قام فصنع مثل ما صنع ركعتين وسجدة، ثم جلس وجلي عن الشمس» . أخرجه أحمد (6/98) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان. وفي (6/158) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (3/137) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع. قال: حدثنا علي بن المبارك. كلاهما - شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النحوي، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي حفصة، فذكره. الحديث: 4269 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 156 4270 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «انكسفت الشمسُ في عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم ماتَ إِبراهيمُ ابنُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال الناسُ: إنما كسَفت لموت إبراهيم، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فصلى بالناس سِتَّ ركعات بأربع سجدات، ثم بدأ فكبَّر، ثم قرأ فأطال القراءةَ، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأسه من الركوع، فقرأ قراءة دون القراءة الأولى، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأْسه من الركوع، فقرأ قراءة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأْسه من الركوع، ثم انحدر بالسجود، فسجد سجدتين، ثم قام أيضاً، فركع ثلاث ركعات ليس منها ركعة إِلا التي قبلها أطولُ من التي بعدها، وركُوعه نحو من سجوده، ثم تأخَّر وتأخرتِ الصفوف خلفه، حتى انتهينا إلى النساء، ثم تقدَّم وتقدم الناس معه حتى قام في مقامه، فانصرف حين انصرف وقد آضَتْ الشمسُ، فقال: يا أيها الناسُ، إِنَّمَا الشمسُ والقمرُ آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلُّوا حتى تَنْجليَ، ما من شيء تُوعَدُونَه إِلا قَد رأيتُه في صلاتي هذه، ولقد جيء بالنار، وذلك حين رأيتموني تأخَّرتُ، مخافة أن يُصيبَني من لَفْحِها، وحتى رأيتُ فيها صاحبَ المِحْجَنَ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النار، كان يسرق الحاج بمحْجَنِهِ، فإن فُطِنَ له قال: [ص: 167] إِنَّما تعلَّقَ المِحْجََنُ (1) ، وإِن غُفِلَ عنه ذَهَبَ به، وحتى رأيتُ فيها صاحبةَ الهرة التي ربطتْها فلم تُطعِمها، ولم تَدَعها تأكل من خَشَاش الأرض حتى ماتت جوعاً، ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدَّمتُ حتى قمتُ في مقامي، ولقد مَدَدْتُ يدي، فأنا أُريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء تُوعَدُونه إِلا قد رأيتُهُ في صلاتي هذه» . وفي أخرى قال: «كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في يوم شديد الحرِّ، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلُوا يَخِرُّون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأَطال، ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحواً من ذلك، فكانت أَربعَ رَكعات وأربعَ سجَدات، ثم قال: إنه عُرِضَ عليَّ كل شيء تُولَجونه (2) ، فعُرضت عليَّ الجنةُ، حتى لو تناولتُ منها قِطفاً لأخذتُه - أو قال: تناولت منها قِطفاً، فَقَصُرَتْ يدي عنه - وعُرضت عليَّ النارُ، فرأيتُ فيها امرأة من بني إسرائيل تُعَذَّبُ في هِرَّة لها ربطتها فلم تُطعِمْها ولم تَدَعها تأكل من خَشَاش الأرض، ورأيتُ أَبا ثُمامةَ عمرو بنَ مالك يَجرُّ قُصْبَهُ في النار، وإنهم كانوا يقولون: إِن الشمسَ والقمرَ [ص: 168] لا يخسِفَانِ إِلا لموت عظيم، وإِنهما آيتان من آيات الله يُريكموهما، فإذا خَسَفَا فصلُّوا حتى تَنْجَليَ» . وفي أخرى نحوه، إِلا أَنه قال: «ورأيتُ في النار امرأَة حِمْيَرِيَّة، سوداءَ طويلة» ، ولم يقل: «من بني إسرائيل» أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الرواية الأولى إلى قوله: «فصلُّوا حتى تَنْجَليَ، ثم قال ... وساق بقية الحديث» ولم يذكر لفظه. وأخرج الرواية الثانية إلى قوله: «وأربع سجدات، ثم قال ... وساق الحديث» ولم يذكر لفظه. وأخرج النسائي الرواية الثانية، وأسقط منها من قوله: «إِنه عُرضِ عليَّ كلُّ شيء تُولَجونه (3) - إِلى قوله -: يَجُرُّ قُصْبَهُ في النار» ، والباقي مثله، وزاد بعد قوله: «نحواً من ذلك» : فجعل يتقدَّم، ثم جعل يتأخَّر (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آضت) : آض الشيء: إذا عاد ورجع. [ص: 169] (لفحها) : لفح النار: حرها ووهجها. (المِحْجَن) : شبه الصولجان، وليس به. (قُصْبَه) : القُصْب: واحد الأقصاب، وهي الأمعاء. (خَشَاش الأرض) : حشراتها وهوامها، وقد جاء في الحديث «خشاشها أو خشيشها» . (تَجَلَّت) الشمس: إذا انكشفت وخرجت من الكسوف. وكذلك انجلت.   (1) في مسلم المطبوع: إنما تعلق بمحجني. (2) في الأصل: ترجونه، والتصحيح من صحيح مسلم المطبوع. (3) في الأصل: ترجونه، والتصحيح من صحيح مسلم المطبوع. (4) رواه مسلم رقم (904) في الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف وأبو داود رقم (1178) و (1179) في الصلاة، باب من قال: (الكسوف) أربع ركعات، والنسائي 3 / 136 في الكسوف، باب نوع آخر من صلاة الكسوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/317) قال: حدثنا يحيى وعبد بن حميد (1012) قاب: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (3/31) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. كلاهما - أبو بكر، ومحمد- قالا: حدثنا عبد الله بن نمير. وأبو داود (1178) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2438) عن عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى. كلاهما عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1386) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. كلاهما - يحيى، وابن نمير - عن عبد الملك، قال: أخبرني عطاء، فذكره. وبلفظ: «كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم شديد الحر، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع» . 1- أخرجه أحمد (3/335) قال: حدثنا حسن. وفي (3/941) قال: حدثنا موسى. كلاهما - حسن، وموسى- عن ابن لهيعة. مختصرا. 2- وأخرجه أحمد (3/374) قال: حدثنا كثير بن هشام. وفي (3/282) قال: حدثنا أبو قطن. ومسلم (3/30) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وفي (3/31) قال: وحدثنيه أبو غسان المسمعي. قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح. وأبو داود (1179) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي (3/136) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو علي الحنفي. وابن خزيمة (1380) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن علية. وفي (1381) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الأعلى. ستتهم - كثير، وأبو قطن، وإسماعيل، وعبد الملك، وأبو علي الحنفي، وعبد الأعلى - عن هشام بن أبي عبد الله صاحب الدستوائي. كلاهما - ابن لهيعة، وهشام - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 4270 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 166 4271 - (خ م ط س) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: «أتيتُ عائشةَ - رضي الله عنها - وهي تُصلِّي، فقلتُ: ما شأَنُ الناس؟ فأشارت إِلى السماء، فإذا الناسُ قيام، قالت: سبحان الله، قلت: آية؟ فأشارت برأسها: أي نعم، فقمتُ حتى تجلاني الغَشْيُ، فجعلتُ أصُبُّ على رأسي الماء، فَحَمدَ اللهَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وأثنى عليه، قال: ما من شيء كنتُ لم أرَه إِلا رأيتُه في مقامي هذا، حتى الجنةَ والنارَ، وأُوحيَ إِليَّ: أنكم تُفتْنَونَ في قبوركم مثلَ أو قريباً (1) لا أَدري أيَّ ذلك قالت أسماءُ (2) ؟ - من فتنة المسيح الدَّجال. [ص: 170] يُقال: ما عِلْمُكَ بهذا الرجل؟ فأما المؤمن - أَو المُوقِنُ، لا أدري أيَّهما قالت أسماء؟ - فيقول: هو محمد، وهو رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، جاءنا بالبيِّنات والهُدَى، فأَجَبْنَا واتَّبَعنا، هو محمد - ثلاثاً - فيقال: نَمْ صالحاً، قد علمنا إنْ كنتَ لمُوقِناً به، وأما المنافق - أو المرتاب، لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء؟ فيقول: لا أدري، سمعتُ الناسَ يقولون شيئاً فقلتْه» . وفي حديث زائدة (3) : «لقد أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالعتاقة في كسوف الشمس» . قال البخاري: قالتْ أسماءُ: «فانصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد تَجَلَّت الشمسُ، فحمد الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد ُ:» . قال البخاري في رواية: وذكر نحو ما قدَّمنا، وفيه قالت: فأطال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- جدّاً، حتى تجلاني الغَشْيُ، وإِلى جنبي قِرْبَة فيها ماء، ففَتحتُها فجعلتُ أَصُبُّ منها على رأسي، فانصرفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقد تجلَّت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعدُ - ولغَط نِسْوَة من الأنصار، فانْكَفَأْتُ إِليهنَّ لأُسْكتَهنَّ - فقلتُ لعائشة: ما قال؟ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من شيء لم أكن رأيتُه إِلا رأيتُه في مقامي هذا، حتى الجنةَ، والنار، ولقد أُوحِيَ إِليَّ: أنكم تُفْتَنون في القبورِ مثلَ [ص: 171] أَو قريباً - مِن فتنة الدجال» . ثم ذكر نحو ما تقدَّم ... إِلى قوله: «سمعتُ الناس يقولون شيئاً فقلته» . قال هشام: وقد قالت لي فاطمة فأوْعيتُه (4) ، غيرَ أنها ذكرت ما يُغلَّظ عليه. أَخرجه البخاري، ومسلم. وللبخاري: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى صلاةَ الكَسوفِ، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأَطال الركوع، ثم قام فأَطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع، ثم سجد فأَطال السجود، ثم رفع، ثم سجد فأَطال السجود، ثم قام فأَطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأَطال القيام (5) ، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فسجد، فأطال السجود، ثم رفع، فسجد [فأطال السجود] ، ثم انصرف، فقال: قد دَنَتْ مني الجنةُ، حتى لو اجترأتُ عليها لَجِئْتُكُمْ بِقطاف من قِطافها، ودنت مِنِّي النارُ، حتى قلتُ: أيْ ربِّ، وأنا معهم (6) ؟ وإِذا امرأة - حسبتُ أنه قال: تَخْدِشُها هِرَّة - قلتُ: ما شأْن هذه؟ قالوا: حبسَتْها حتى ماتت جُوعاً، لا [هي] أطعمتها، ولا أرسلتها تأكُل - قال [نافع] : حسبت أنه قال: من خشيش الأرض - أو خشاش» . [ص: 172] قال أبو بكر الإسماعيلي: والصحيح «أَوَ أنا معهم؟» (7) قال: وقد يُسْتَخَفُّ إسقاط ألف الاستفهام في مواضع. ولمسلم قال: «كَسَفَتِ الشمس على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ففَزِعَ، فأخطأ بدِرْع - وفي رواية: فأخذَ دِرْعاً - حتى أُدْرِك بردائه بعدَ ذلك، قالت: فقضيتُ حاجتي، ثم جئتُ ودخلتُ المسجد فرأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قائما، فقمتُ معه، فأطال القيامَ حتى رأْيتُني أريدُ أن أجلسَ، ثم الْتَفِتُ إِلى المرأةِ الضعيفةِ، فأقول: هذه أضعفُ مني فأقوم، فركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القيام، حتى لو أن رجلاً جاءَ خُيِّلَ إِليه أنه لم يركع» . وفي رواية عن عروةَ قال: «لا تقل: كَسَفَتِ الشمسُ، ولكن قل: خَسَفت» . وأخرج الموطأُ الرواية الأولى، وأخرج النسائي رواية البخاري إِلى قوله: «ثم انصرف» . وللبخاري مختصراً قالت: «لقد أمرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالعَتَاقة في كسوف الشمس» . وأخرج أبو داود قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يأْمرُ بالعتاقةِ في صلاة الكسوف» . [ص: 173] وحيث لم يخرِّج من هذا الحديث بطوله غير هذا القدر، لم نُثْبِتْ له علامة، وأَشرنا إِلى ما أخرج منه (8) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فانكفأت) : الانكفاء: الرجوع من حيث جئت، أو الميل إلى جهة أخرى.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": كذا هو بترك التنوين في الأول (يعني لفظة مثل) ، وإثباته في الثاني (يعني لفظة قريباً) ، قال ابن مالك: توجيهه أن أصله: مثل فتنة الدجال، أو قريباً من فتنة الدجال، فحذف ما أضيف إلى مثل، وترك على هيئته قبل الحذف، وجاز الحدف لدلالة ما بعده عليه، قال: وفي رواية بترك التنوين في الثاني أيضاً (يعني لفظة قريباً) وتوجيهه أنه مضاف إلى (فتنة) أيضاً، وإظهار حرف الجر بين المضاف والمضاف إليه جائز عند قوم. (2) قال الحافظ في " الفتح ": وجملة: لا أدري أي ذلك قالت أسماء: جملة معترضة بين بها الراوي أن الشك منه، هل قالت أسماء: مثل، أو قالت: قريباً. (3) وهو عند البخاري. (4) في الأصل: فما وعيته، والتصحيح من البخاري المطبوع. (5) في البخاري المطبوع: ثم رفع فأطال القيام. (6) وفي بعض النسخ: أو أنا منهم؟ وكلاهما صواب. (7) قال الحافظ في " الفتح ": كذا للأكثر بهمزة الاستفهام بعدها واو عاطفة، وهي على مقدر، وفي رواية كريمة: بحذف الهمزة، وهي مقدرة. (8) رواه البخاري 1 / 251 في الوضوء، باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل، وفي العلم، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس، وفي الكسوف، باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف، وباب من أحب العتاقة في كسوف الشمس، وفي السهو، باب الإشارة في الصلاة، وفي الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، وفي الأذان، باب ما يقول بعد التكبير، وفي العتق، باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف والآيات، وفي الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (905) في الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، والموطأ 1 / 188 في الكسوف، باب ما جاء في صلاة الكسوف، والنسائي 3 / 151 في الكسوف، باب التشهد والتسليم في صلاة الكسوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (133) وأحمد (6/345) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (1/31) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. وفي (1/57) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي (2/46) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (2/89) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. قال: حدثني ابن وهب. قال: حدثنا الثوري. وفي (9/116) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (3/32) قال: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني. قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة. خمستهم - مالك، وعبد الله بن نمير، ووهيب بن خالد، وسفيان الثوري، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن هشام بن عروة، عن امرأته فاطمة بنت المنذر، فذكرته. (*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. وبلفظ: «صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الكسوف. فقام فأطال القيام. ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فقام فأطال القيام. ثم ركع فأطال الركوع. ثم رفع ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود ثم رفع فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فقام فأطال القيام. ثم ركع فأطال الركوع. ثم رفع. ثم سجد فأطال السجود. ثم رفع. ثم سجد فأطال السجود. ثم انصرف، فقال: لقد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها. ودنت مني النار حتى قلت: أي رب وأنا فيهم.» . قال: نافع: حسبت أنه قال: «ورأيت امرأة تخدشها هرة لها. فقلت: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعا. لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض.» . أخرجه أحمد (6/350) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (6/351) قال: حدثنا وكيع والبخاري (1/189 و 3/147لاقال: حدثنا ابن أبي مريم. وابن ماجة (1265) قال: حدثنا محرز بن سلمة العدني. والنسائي (3/151) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثنا موسى بن داود. أربعتهم - موسى بن داود، ووكيع، وسعيد بن أبي مريم، ومحرز بن سلمة - عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. وأثتبتنا لفظ رواية ابن ماجة. وبلفظ: «خسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسمعت رجة الناس وهم يقولون: آية، ونحن يومئذ في فازع، فخرجت متلفعة بقطيفة للزبير حتى دخلت على عائشة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قائم يصلي للناس. فقلت لعائشة: ما للناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء. قالت: فصليت معهم، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرغ من سجدته الأولى. قالت: فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قياما طويلا حتى رأيت بعض من يصلي ينتضح بالماء، ثم ركع، فركع ركوعا طويلا، ثم قام ولم يسجد قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون ركوعه الأول، ثم سجد، ثم سلم، وقد تجلت الشمس، ثم رقي المنبر. فقال: أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة وإلى الصدقة وإلى ذكر الله، أيها الناس، إنه لم يبق شيء لم أكن رأيته إلا وقد رأيته في مقامي هذا، وقد أريتكم تفتنون في قبوركم، يسأل أحدكم: ما كنت تقول وما كنت تعبد. فإن قال: لا أدري، رأيت الناس يقولون شيئا فقلته، ويصنعون شيئا فصنعته. قيل له: أجل، على الشك عشت، وعليه مت، هذا مقعدك من النار وإن قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قيل: على اليقين عشت وعليه مت، هذا مقعدك من الجنة، وقد رأيت خمسين، أو سبعين، ألفا يدخلون الجنة في مثل صورة القمر ليلة البدر، فقام إليه رجل. فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: اللهم اجعله منهم، أيها الناس، إنكم لن تسألوني عن شيء حتى أنزل إلا أخبرتكم به. فقام رجل. فقال: من أبي؟ قال: أبوك فلان، الذي كان ينسب إليه» . أخرجه أحمد (6/354) قال: حدثنا سريج بن النعمان. وابن خزيمة (1399) قال: حدثنا أبو الأزهر وكتبته من أصله قال: حدثنا يونس، يعني ابن محمد المؤدب. كلاهما - سريج، ويونس - قال: حدثنا فليح، عن محمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير، فذكره. وبلفظ: «كسفت الشمس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ففزع، فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه بعذ ذلك. قالت: فقضيت حاجتي ثم جئت ودخلت المسجد فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائما، فقمت معه، فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس، ثم ألتفت إلى المرأة الضعيفة فأقول: هذه أضعف مني فأقوم. فركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القيام حتى لو أن رجلا جاء خيل إليه أنه لم يركع» . أخرجه أحمد (6/349) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: قال ابن جريج. وفي (6/351) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج ومسلم (3/33) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. قال: حدثنا خالد ابن الحارث. قال: حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثني سعيد بن يحيى الأموي. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان. قال: حدثنا وهيب. كلاهما - ابن جريج، ووهيب بن خالد - عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية بنت شيبة، فذكرته. (*) أخرجه أحمد (6/349) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج، قال: حدثت عن أسماء بنت أبي بكر، نحوه. وبلفظ: «أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعتاقة في كسوف الشمس» . وفي رواية: «كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة» . أخرجه أحمد (6/345) قال: حدثنا عثام بن علي أبو علي العامري. (ح) وحدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. والدارمي (1539) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وفي (1540) قال: حدثني أبو حذيفة موسى بن مسعود، عن زائدة. والبخاري (2/47) قال: حدثنا ربيع بن يحيى. قال: حدثنا زائدة. وفي (3/189) قال: حدثنا موسى بن مسعود. قال: حدثنا زائدة بن قدامة. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر. قال: حدثنا عثام. وأبو داود (1192) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وابن خزيمة (1401) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي. قال: حدثنا موسى بن مسعود أبو حذيفة. قال: حدثنا زائدة. (ح) وحدثنا الدارمي. قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. ثلاثتهم - عثام بن علي، وزائدة بن قدامة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته (*) الروايات متقاربة المعنى. الحديث: 4271 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 169 4272 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «انخسفت الشمس على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والناسُ معه، فقام قياماً طويلاً نحواً من قراءةِ سورةِ البقرة، ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع فقام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، [ص: 174] ثم رفع، فقام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف وقد تَجَلَّت الشمسُ، فقال [- صلى الله عليه وسلم-] : إِن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يَخسِفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله، قالوا: يا رسولَ الله، رأيناك تناولت شيئاً في مقامك، ثم رأَيناكَ تَكَعْكَعْتَ؟ قال: إِني رأيتُ الجنةَ، فتناولتُ عُنْقُوداً، ولو أَصبتُه لأَكلتم منه ما بقيتِ الدنيا، وأُرِيتُ النارَ، فلم أرَ مَنْظَراً كاليومِ قَطُّ أفْظَعَ، ورأيتُ أكثر أهلها النساء، قالوا: بِمَ يا رسول الله؟ قال: بكفرهن. قيل: أيكفُرْنَ بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان (1) ، لو أحسنتَ إِلى إِحداهنَّ الدهرَ كلَّه، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيتُ منكَ خيراً قَطُّ» . أخرجه البخاري، ومسلم. وقد أخرجه مسلم مختصراً، قال: «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات - يعني في كسوف الشمس» . وله في أخرى قال: «صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين كَسَفتِ الشمسُ ثمانيَ ركعات في أربع سجدات» . [وقال] : عن عليّ مثل ذلك. [ص: 175] وفي أُخرى: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صلَّى في كسوف، قرأَ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد» . والأخرى مثلها. وأخرج الموطأ الرواية الأولى. وأخرج أبو داود الرواية الآخرة التي لمسلم. وأخرج النسائي الأولى من المتفق، والأولى من أفراد مسلم، والثانية. وله وللترمذي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى في كسوف، فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم سجد سجدتين» . والأخرى مثلها. وفي رواية لأبي داود قال: «خَسَفت الشمسُ، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والناسُ معه، فقام قياماً طويلاً بنحو من سورة البقرة، ثم ركع ... وساق الحديث» ، ولم يذكر أبو داود لفظه. وله في أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى في كسوف الشمس» . قال أبو داود: مثل حديث عروة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أَنَّه صلَّى ركعتين، في كلِّ ركعة ركعتين» . وحديثُ عائشةَ قد تقدَّم ذِكْرُه في أول صلاة الكسوف، ولم يذكر أبو داود لفظ ابن عباس (2) . [ص: 176] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تكعكعت) : التكعكع: المشي إلى وراء، وقيل: التوقف والاحتباس.   (1) عند مسلم " بكفر العشير، وبكفر الإحسان " قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا ضبطناه بالباء الموحدة الجارة، وفيه جواز إطلاق الكفر على كفران الحقوق، وإن لم يكن ذلك الشخص كافراً بالله تعالى. (2) رواه البخاري 2 / 447 في الكسوف، باب صلاة الكسوف جماعة، وفي الإيمان، باب كفران العشير، وكفر دون كفر، وفي المساجد، باب من صلى وقدامه تنور أو نار أو شيء مما يعبد [ص: 176] فأراد به الله، وفي صفة الصلاة، باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، وفي بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، وفي النكاح، باب كفران العشير، ومسلم رقم (907) و (908) و (909) في صلاة الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم، والموطأ 1 / 186 و 187 في صلاة الكسوف، باب العمل في صلاة الكسوف، وأبو داود رقم (1181) و (1183) في الصلاة، باب من قال: [صلاة الكسوف] أربع ركعات، والترمذي رقم (560) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الكسوف، والنسائي 3 / 129 في الكسوف، باب كيف صلاة الكسوف، وباب نوع آخر من صلاة الكسوف، وباب قدر القراءة في صلاة الكسوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (132) . وأحمد (1/298) (2711) قال: حدثنا إسحاق يعني ابن عيسى. وفي (1/358) (3374) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثني إسحاق. والدارمي (1536) قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف البويطي، عن محمد بن إدريس هو الشافعي. والبخاري (1/14،، 118 2/45) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (1/190، 4/132) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. وفي (7/39) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (3/34) قال: حدثناه محمد بن رافع، قال: حدثنا إسحاق يعني ابن عيسى وأبو داود (1189) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (3/146) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن القاسم. وابن خزيمة (1377) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا الربيع، قال: قال الشافعي. (ح) وحدثنا أبو موسى محمد ابن المثنى، قال: حدثنا روح. تسعتهم - إسحاق بن عيسى، وعبد الرحمن، والشافعي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن يوسف، وابن القاسم، وابن وهب، وروح - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه مسلم (3/33) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة. كلاهما - مالك، وحفص بن ميسرة - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وبلفظ: «صليت مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- الكسوف، فلم أسمع منه فيها حرفا من القرآن» . أخرجه أحمد (1/293) (2673) قال: حدثنا حسن يعني ابن موسى. وفي (1/293) (2674) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (1/350) (3278) قال: حدثنا زيد بن الحباب. ثلاثتهم - حسن، وعبد الله بن المبارك، وزيد - عن ابن لهيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عكرمة، فذكره. وفي رواية ابن المبارك «فلم أسمع منه فيها حرفا واحدا» . وفي رواية زيد: «أن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، قرأ في كسوف الشمس، فلم نسمع منه حرفا» . وبلفظ: «صلى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، حين كسفت الشمس ثمان ركعات، في أربع سجدات» وفي رواية يحيى القطان: «عن النبي، -صلى الله عليه وسلم-، أنه صلى في كسوف، قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم سجد. قال: والأخرى مثلها.» . 1- أخرجه أحمد (1/225) (1975) . ومسلم (3/34) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/128) ، وفي الكبرى (424) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. ثلاثتهم - أحمد، وأبو بكر، ويعقوب - عن إسماعيل بن علية. 2- وأخرجه أحمد (1/346) (3236) . والدارمي (1534) قال: أخبرنا علي بن عبد الله المديني، ومسدد. ومسلم (3/34) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وأبو بكر بن خلاد. وأبو داود (1183) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (560) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي (3/129) قال: أخبرنا محمد ابن المثنى. وابن خزيمة (1385) قال: حدثنا أبو موسى. ستتهم - أحمد، وعلي بن عبد الله، ومسدد، وأبو موسى محمد بن المثنى، وأبو بكر بن خلاد، وابن بشار - عن يحيى بن سعيد القطان. كلاهما - ابن علية، ويحيى القطان - عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس. فذكره. وبلفظ: «أن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، صلى يوم كسفت الشمس أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات.» . أخرجه مسلم (3/29) قال: حدثنا محمد بن مهران، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن نمر. (ح) وحدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي. وأبو داود (1181) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة، قال: حدثنا يونس. والنسائي (3/129) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد، قال: حدثنا الوليد، عن ابن نمر وهو عبد الرحمن بن نمر. وفي (3/129) وفي الكبرى (425) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي. أربعتهم - ابن نمر، والزبيدي، ويونس، والأوزاعي - عن الزهري، قال: أخبرني كثير بن عباس، فذكره. الحديث: 4272 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 173 4273 - (خ م س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «إِن الشمسَ والقمرَ لا ينكسفان لموت أحد من الناس، ولكنهما آيتان من آيات اللهِ عزَّ وجلَّ، فإِذا رأيتموها فقوموا فصلّوا» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 437 في الكسوف، باب الصلاة في كسوف الشمس، وباب لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا لحياته، وفي بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، ومسلم رقم (911) في الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف، والنسائي 3 / 126 في الكسوف، باب الأمر بالصلاة عند كسوف القمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (455) قال: حدثنا سفيان،وأحمد (4/122) قال: حدثنا إسماعيل ويزيد بن هارون. والدارمي (1533) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (2/42لاقال: حدثنا شهاب بن عباد، قال: حدثنا إبراهيم بن حميد. وفي (2/48) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/132) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، ومسلم (3/35) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، ويحيى بن حبيب، قالا: حدثنا معتمر. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، وأبو أسامة، وابن نمير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، ووكيع. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان ومروان وابن ماجة (1261) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، والنسائي (3/126) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1370) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. جميعهم - سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، ويزيد، ويعلى، وإبراهيم بن حميد، ويحيى، وهشيم، ومعتمر، ووكيع، وأبو أسامة، وعبد الله ابن نمير، وجرير، ومروان بن معاوية - عن إسماعيل ابن أبي خالد، قال: حدثني قيس، فذكره الحديث: 4273 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 176 4274 - (خ م س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «خَسفَتِ الشمسُ في زمان رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام فَزِعاً يخشى أن تكونَ الساعةُ، حتى أتى المسجدَ، فقام يصلِّي بأطولِ قيام وركوع وسجود، ما رأيتُه [ص: 177] يفعله في صلاة قطُّ، ثم قال: إن هذهِ الآياتِ التي يُرسلها الله، لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُرْسِلُها يخوِّفُ بها عباده، فإِذا رأيتم منها شيئاً فافزعوا إِلى ذِكْرِهِ ودعائِه، واستغفاره» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَفَزِع) : فزعت إلى الأمر: لجأت إليه، وقد ذُكِر (2) .   (1) رواه البخاري 2 / 451 و 452 في الكسوف، باب الذكر في الكسوف، ومسلم رقم (912) في الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف، والنسائي 3 / 153 و 154 في الكسوف، باب الأمر بالاستغفار في الكسوف. (2) انظر الصفحة 165 من هذا الجزء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/48) قال: حدثنا محمد بن العلاء، ومسلم (3/35) قال: حدثنا أبو عامر الأشعري عبد الله بن براد، ومحمد بن العلاء. والنسائي (3/153) قال: أخبرنا موسى ابن عبد الرحمن المسروقي. وابن خزيمة (1371) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي. ثلاثتهم - محمد بن العلاء، وأبو عامر، وموسى بن عبد الرحمن، - عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 4274 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 176 4275 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن الشمسَ والقمرَ لا يَخْسِفَان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فصلُّوا» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 438 في الكسوف، باب الصلاة في الكسوف، وفي بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، ومسلم رقم (914) في الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف، والنسائي 3 / 125 و 126 في الكسوف، باب الأمر بالصلاة عند كسوف الشمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/109) و (5883) و (2/118) (5996) قال: حدثنا هارون بن معروف. والبخاري (2/42) قال: حدثنا أصبغ. وفي (4/131) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (3/36) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. والنسائي (3/125) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. خمستهم - هارون بن معروف، وأصبغ بن الفرج، ويحيى بن سليمان، وهارون بن سعيد، ومحمد بن سلمة - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «أن الشمس كسفت يوم مات إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فظن الناس أنها كسفت لموته، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال: أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فافزعوا إلى الصلاة، وإلى ذكر الله، وادعوا وتصدقوا» . أخرجه ابن خزيمة (1400) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثنا مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، فذكره. الحديث: 4275 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 177 4276 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: قال: «انكَسَفت الشمسُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم مات إِبراهيمُ، فقال الناسُ: انكسفت لموتِ إِبراهيمَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الشمسَ والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإِذا رأَيتموهما فادعوا الله وصلُّوا [ص: 178] حتى تنجليَ» . أَخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 438 في الكسوف، باب الصلاة في كسوف الشمس، وباب الدعاء في الكسوف، وفي الأدب، باب من سمى بأسماء الأنبياء، ومسلم رقم (915) في الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/249) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة. وفي (4/253) قال: حدثنا زبو النضر، قال: حدثنا شيبان. والبخاري (2/42) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شيبان أبو معاوية. وفي (2/48) و (8/54) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا زائدة. ومسلم (3/36) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا مصعب، وهو ابن المقدام، قال: حدثنا زائدة. والنسائي في الكبرى الورقة (25-أ) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا زائدة. كلاهما - زائدة، وشيبان - عن زياد بن علاقة، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (4/245) قال عبد الله بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده، حدثني عبد المتعال بن عبد الوهاب. وعبد الله بن أحمد (4/245) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي. كلاهما - عبد المتعال، وسعيد بن يحيى - عن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا المجالد، عن عامر، فذكره. الحديث: 4276 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 177 4277 - (د س خ م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «انكسفت الشمس في حياة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يَكَدْ يركع، ثم ركع فلم يكد يرفع (1) ، ثم رفع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع، ثم رفع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع، ثم رفع، وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم نفخ في آخر سجوده، فقال: أُفٍّ، أُفٍّ، ثم قال: ربِّ، ألم تَعِدْني أن لا تُعَذِّبَهم، وأنا فيهم؟ ألم تَعِدْني أن لا تعذِّبَهم وهم يستغفرون؟ ففزِع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من صلاته وقد أمْحَصَتِ الشمسُ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: قال: «انكسفتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِلى الصلاة، وقام الذين معه، فقام قياماً فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسَه وسجد فأطال السجودَ، ثم عرف رأسه وجلسَ فأطال الجلوس، ثم سجدَ فأطال السجودَ، ثم رفع [ص: 179] رأسه وقام، فصنع في الركعة الثانية مثل ما صنع في الأولى: من القيام، والركوع، والسجود، والجلوس، فجعل ينفُخُ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي، ويقول: لم تَعِدْني هذا وأنا فيهم، لم تَعِدْني هذا، ونحنُ نستغفرك، ثم رفع رأسه، وانجلتِ الشمسُ، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فخطبَ الناس، فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: إِن الشمسَ والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم كسوف أحدهما فاسعَوْا إِلى ذِكْر الله، والذي نفسُ محمد بيده، لقد أُدْنِيَتِ الجنةُ مني حتى لو بسطتُ يدي لتعاطيتُ من قُطُوفها، ولقد أُدنِيت مِنيَّ النارُ حتى لقد جعلتُ أتَّقِيها خشية أن تغشاكم، حتى رأيتُ فيها امرأة من حِمْيرَ تُعذَّب في هِرَّة ربطتْها، فلم تَدَعْها تأكل من خَشاش الأرض، لا هي أطعمتها، ولا هي أسْقَتها (2) حتى ماتت، فلقد رأيتها تَنْهَشُها إِذا أقبلت، وإِذا وَلَّت تَنْهَش أَلْيَتها، وحتى رأيت فيها صاحبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ أخا بَنِي الدَّعْداعِ يُدفع بعصىً ذات شُعبَتين في النار، وحتى رأيتُ فيها صاحبَ المحْجَن الذي كان يسرق الحاجَّ بِمِحْجَنِهِ مَتَّكئاً على محجنه في النار، يقول: أنا سارقُ المحجن» . وله في أخرى بنحو ذلك، والأولى أتمُّ، وفيها: «فجعلتُ أنفُخ خشيةَ أن يغشاكم حَرُّها، ورأيتُ فيها سارقَ بَدَنةِ (3) رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ورأيتُ [ص: 180] فيها أخا بني دُعْدُع سارقَ الحجيج، فإذا فُطِن له قال: هذا عَمَلُ المحجن، ورأيت فيها امرأَة طويلة سوداء تُعذَّب في هِرَّة رَبطتها، فلم تُطْعِمْها ولم تَسْقِها، ولم تَدَعْها تأْكل من خَشَاش الأرض حتى ماتت، وإن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، وَلكنهما آيتان من آيات الله، فإِذا انكسفت إِحداهما - أو قال: فعل أحدهما شيئاً من ذلك - فاسْعَوا إِلى ذِكرِ الله عزَّ وجلَّ» . وفي أخرى له قال: «انكَسَفتِ الشمسُ، فركعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين وسجد سجدتين، [ثم قام فركع ركعتين، وسجد سجدتين] ، ثم جُلِّي عن الشمس، قال: وكانت عائشةُ تقول: ما سجدَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سجوداً، ولا ركعَ ركوعاً أطولَ منه (4) » . وأخرج البخاري ومسلم قال: «لما كَسَفَتِ الشمس على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- نُودِيَ: إِن الصلاةَ جامعة، فركع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ركعتين في سجدة، ثم [ص: 181] قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جلس، ثم جُلِّيَ عن الشمس، فقالت عائشةُ: ما ركعتُ ركوعاً، ولا سجدتُ سجوداً قَطُّ [كان] أطولَ منه» . وفي رواية إِلى قوله: «جامعة» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أمحصت الشمس) : معنى أمحصت الشمس، أي: انجلت، وأصل المحص: الخلوص، يقال: مَحَصْت الذهب: إذا خلَّصته مما يشوبه، ومنه التمحيص من الذنوب، وهو التطهير منها. (السِّبْتِيَّتَيْن) : يعني بالسبتيتين: النعلين، والسين مكسورة.   (1) في الأصل: ثم رفع فلم يكد يرفع، وهو خطأ، والتصحيح من نسخ أبي داود المطبوعة. (2) في النسائي المطبوع: سقتها. (3) في النسائي المطبوع: بدنتي بالتثنية. (4) هذه الرواية عند النسائي من رواية معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي طعمة عن عبد الله ابن عمرو، قال النسائي: خالفه - يعني معاوية بن سلام - علي بن المبارك - ثم ساق بسنده إلى علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو حفصة، مولى عائشة عن عائشة أخبرته أنه " لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، وأمر فنودي: إن الصلاة جامعة، فقام فأطال القيام في صلاته، قالت عائشة: فحسبته قرأ سورة البقرة، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام مثل ما قام، ولم يسجد، ثم ركع فسجد، ثم قام فصنع مثل ما صنع: ركعتين وسجدة، ثم جلس وجلي عن الشمس ". (5) رواه البخاري 2 / 442 في الكسوف، باب النداء بالصلاة جامعة في الكسوف، وباب طول السجود في الكسوف، ومسلم رقم (910) في الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف: الصلاة جامعة، وأبو داود رقم (1194) في الصلاة، باب من قال: يركع ركعتين، والنسائي 3 / 136 و 137 في الكسوف، باب نوع آخر من صلاة الكسوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (2/159) (6483) قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (2/163) (6517) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (2/188) (6763) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: ووافق شعبة زائدة. وقال: من خشاش الأرض حدثناه معاوية. وفي (2/198) (6868) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وأبو داود (1194) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والترمذي في الشمائل (324) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. والنسائي (3/137) قال: أخبرنا هلال بن بشر، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (3/149) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي الكبرى (462) قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثنا حماد. وابن خزيمة (901) و (1389) ، (1392) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. وفي لل1393) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. سبعتهم - محمد بن فضيل، وشعبة، وزائدة بن قدامة، وسفيان وحماد بن سلمة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز - عن عطاء بن السائب. 2- وأخرجه أحمد (2/223) (7080) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والنسائي في الكبرى (461) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. كلاهما - يحيى، ومحمد - قالا: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا أبو إسحاق. كلاهما - عطاء، وأبو إسحاق السبيعي - عن السائب، فذكره. (*) رواية عبد الرزاق عن سفيان: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم يوم كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابنه، فقام بالناس، فقيل: لا يركع، فركع، فقيل: لا يرفع، فرفع فقيل: لا يسجد، فسجد، فقيل: لا يرفع، فقام في الثانية ففعل مثل ذلك، وتجلت الشمس» . (*) رواية أبي صالح عن حماد: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ساجدا في آخر سجوده في صلاة الآيات، فنفخ في آخر سجدة، فقال: أف! أف! أف! ثم قال: رب ألم تعدني أن لا تعذبهم، وأنا فيهم، رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون.» . (*) رواية أبي إسحاق عند أحمد: «لما توفي إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كسفت الشمس، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلى ركعتين، فأطال القيام، ثم ركع مثل قيامه، ثم سجد مثل ركوعه، فصلى ركعتين كذلك، ثم سلم» . (*) باقي الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة. وبلفظ: «انكسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأطال القيام حتى قيل لا يركع، ثم ركع فأطال الركوع حتى قيل لا يرفع، ثم رفع رأسه، فأطال القيام حتى قيل لا يسجد، ثم سجد، فأطال السجود حتى قيل لا يرفع، ثم رفع، فجلس حتى قيل لا يسجد، ثم سجد، ثم قام ففعل في الأخرى مثل ذلك، ثم أمحصت الشمس» . أخرجه ابن خزيمة (1393) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن يعلي بن عطاء، عن أبيه، فذكره. أخرجه أحمد (2/175) (6631) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا أبو معاوية، يعني شيبان. وفي (2/220) (7046) قال: حدثنا هشام بن سعيد، قال: أخبرنا معاوية بن سلام. والبخاري (2/43) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا معاوية بن سلام بن أبي سلام الحبشي الدمشقي. وفي (2/45) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان. ومسلم (3/34) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو معاوية، وهو شيبان النحوي. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا معاوية بن سلام. والنسائي (3/136) قال: أخبرني محمود بن خالد، عن مروان، قال: حدثني معاوية بن سلام. وابن خزيمة (1375) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان. وفي (1376) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثني أبو بكر بن أبي الأسود، قال: أخبرنا حميد بن الأسود، عن حجاج الصواف. ثلاثتهم - شيبان، ومعاوية، وحجاج - عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. والرواية الثانية للنسائي: أخرجها (3/136) قال: أخبرنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا ابن حمير، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي طعمة، فذكره. الحديث: 4277 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 178 4278 - (د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «بينما أنا وغلام من الأنصار نَرْمي غَرَضَيْنِ لنا، حتى إِذا كانت الشمس قِيْدَ رُمحين أو ثلاث في عين الناظر من الأُفق، اسودَّت حتى آضَتْ كأنها تَنُّومة، فقال أحدنا لصاحبه: انطلِقْ بنا إِلى المسجد، فوالله ليُحدِثَنَّ شأنُ هذه الشمس لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في أُمَّته حَدَثاً، قال: فدفَعنا فإِذا هو بارِز، فاستقدمَ [ص: 182] فصلَّى، فقام بنا كأَطوَلِ ما قام بنا في صلاة قَطُّ، لا نَسْمعُ له صوتاً، قال: ثم ركعَ بنا كأَطول ما ركع بنا في صلاة قطُّ، لا نسمع له صوتاً، قال: ثم سجد كأَطول ما سجد بنا في صلاة قطُّ، لا نسمع له صوتاً، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، قال: فوافق تجلِّي الشمسِ جلوسه في الركعة الثانية، ثم سلَّم فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، وشهد أن لا إِله إِلا اللهُ، وشهد أنه عبدُه ورسوله ... ثم ساق ابنُ يونس خُطبَةَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود. وأخرجه النسائي، ولم يذكر حتى آضت كأنها تنومة وقال فيه: «فدفعنا إِلى المسجد، قال: فوافقنا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- حين خرج إِلى الناس، قال: فاستقدَم» والباقي مثله. وله في أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خطب حين انكسفت الشمس، فقال: أما بعدُ ... » . وله وللترمذي: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بنا في كسوف لا نسمعُ له صوتاً» . وحيث أخرج الترمذي هذا القَدْر لم نُعلم عليه علامته، وأشرنا إِلى ما أخرج منه (1) . [ص: 183] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِيد) : القِيد، بكسر القاف: القَدْر. (تَنُّومَة) : التَّنُّومة من نبات الأرض: نبت فيه وفي ثمره سواد قليل. (بارز) : قال الخطابي: قوله: «بارز» براء غير معجمة قبل زاي معجمة، وهو اسم فاعل من البروز الظهور خطأ: وهو تصحيف من الراوي، وإنما هو «بِأَزَز» ، بزاءين معجمتين: أي بجمع كثير. تقول العرب: الفضاء منهم أزز والبيت منهم أزز: إذا غص بهم لكثرتهم وقال الأزهري في كتاب [ص: 184] «التهذيب» ، وذكر حديث سمرة بن جندب وقال: «بأَزَز» بزاءين أيضاً، وفسره بمعناه، وكذلك ذكره الهروي في كتابه، قال: يقال: أتيت الوالي والمجلس أزز، أي: كثير الزحام ليس فيه متسع، ويقال: الناس أزز: إذا انضم بعضهم إلى بعض   (1) رواه أبو داود رقم (1184) في الصلاة، باب من قال: [صلاة الكسوف] أربع ركعات، والنسائي 3 / 140 في الكسوف، باب نوع آخر من صلاة الكسوف، ورواه أيضاً الترمذي [ص: 183] مختصراً رقم (562) في الصلاة، باب ما جاء في صفة القراءة في الكسوف، وابن ماجة مختصراً أيضاً رقم (1264) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في صلاة الكسوف، كما رواه الحاكم في " المستدرك " مطولاً، 1 / 329 - 331، وفي سنده ثعلبة بن عباد العبدي وهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان، وقد قال الترمذي: حديث سمرة، حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن عائشة، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ولعل ذلك لشواهده، فقد جاء عن ابن عباس قال: كنت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف فما سمعت منه حرفاً، رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي من حديث عكرمة عنه، وزاد في آخره: حرفاً من القرآن، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، وللطبراني من طريق موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، ولفظه: صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس فلم أسمع له قراءة، وقد ذكر هذه الروايات الحافظ في " التلخيص "، وقال الترمذي: وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا، يعني الإسرار بالقراءة في صلاة الكسوف، وهو قول الشافعي. أقول: وقد قال بذلك كثير من الفقهاء، وفي الصحيحين، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم في كسوف الشمس وجهر بالقراءة فيها. قال أبو بكر بن العربي: والجهر عندي أولى لأنها صلاة جامعة ينادى لها ويخطب، فأشبهت العيد والاستسقاء، والله أعلم. وقال الحافظ في " الفتح ": بعدما ذكر أحاديث الإسرار في قراءته: وعلى تقدير صحتها، فمثبت الجهر معه قدر زائد، فالأخذ به أولى، وإن ثبت التعدد، فيكون فعل ذلك لبيان الجواز. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/14) و (19) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/16) قال: حدثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري. والبخاري في خلق أفعال العباد (54) قال: حدثنا حبان، قال: أنبأنا عبد الله. وابن ماجة (1264) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (562) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (3/148) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (3/152) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود الحفري. وابن خزيمة (1397) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم. أربعتهم - وكيع، وعمر أبو داود الحفري، وعبد الله، وأبو نعيم - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (5/16) قال: حدثنا أبو كامل. والبخاري في خلق أفعال العباد (53) قال: حدثنا أبو غسان. وأبو داود (1184) قال: حدثنا أحمد بن يونس. والنسائي (3/140) قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدثنا الحسين بن عياش. أربعتهم - أبو كامل، وأبو غسان، وأحمد، والحسين - قالوا: حدثنا زهير. 3- وأخرجه أحمد (5/17) قال: حدثنا عفان. وفي (5/17) قال: حدثنا خلف بن هشام، وعبد الواحد بن غياث. ثلاثتهم - عفان، وخلف، وعبد الواحد - قالوا: حدثنا أبو عوانة. 4- وأخرجه أحمد (5/23) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع. أربعتهم - سفيان، وزهير، وأبو عوانة، وسلام - عن الأسود بن قيس، قال: حدثني ثعلبة بن عباد العبدي، فذكره. (*) ورد الحديث بطوله عند أحمد (5/16) من رواية زهير. وعند ابن خزيمة (1397) من رواية سفيان. (*) وورد بلفظ: «صلى بنا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، في الكسوف، فلا نسمع له صوتا» . من رواية سفيان: عند أحمد (5/14) و (19) ، وابن ماجة (1264) ، والترمذي (562) ، والنسائي (3/148) . ومن رواية سلام بن أبي مطيع: عند أحمد (5/23) . (*) وجاء مختصرا علي: «أن النبي، -صلى الله عليه وسلم-، خطب حين انكسفت الشمس. فقال: أما بعد» . من رواية سفيان: عند أحمد (5/16) ، والنسائي (3/152) وأبي عوانة: عند أحمد (5/17) . (*) وورد مختصرا على: «إن كنتم تعلمون أني قصرت عن تبليغ شيء من رسالات ربي. فقالوا: نشهد أنك بلغت رسالات ربك.» . من رواية سفيان: عند البخاري في خلق أفعال العباد (54) . (*) وورد مختصرا على أوله إلى ذكر صفة صلاة الكسوف. من رواية زهير: عند أبي داود (1184) ، والنسائي (3/140) . الحديث: 4278 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 181 4279 - (خ س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: قال: «كنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فانكسفت الشمسُ، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَجُرُّ رِداءه حتى دخل المسجدَ، وثابَ الناسُ إِليه، فصلَّى بهم ركعتين حتى انجلت الشمسُ، فقال: إِن الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ الله، وإِنهما لا يَخسِفَان لموت أحد، فإِذا كان ذلك فصلُّوا وادْعُوا، حتى يُكْشَفَ ما بكم، وذلك أن ابناً للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مات، يقال له: إِبراهيم، فقال الناس في ذلك» . وفي أخرى مختصراً قال: «انكسفت الشمس على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فصلّى ركعتين» . أخرجه البخاري، والنسائي. إِلا أنه قال: «فصلَّى بنا» ، وقال: «فلما انكسفت الشمسُ قال: إِن الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات الله، يُخوِّفُ الله بهما عباده، وإِنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ... وذكر الباقي» . وأخرجه النسائي أيضاً إِلى قوله: «حتى انجلت» . وله في أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِن الشمسَ والقمرَ آيتان [ص: 185] من آيات الله، لا ينكسفان لموتِ أحد، ولا لحياته، ولكن يُخوِّف اللهُ بهما عباده» . وفي أخرى بعد «لحياته» : فإذا «رأَيتموهما فصلُّوا حتى تنْجَليَ» . وفي أخرى: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صلَّى ركعتين مثل صلاتكم هذه ... وذكر كسوف الشمس (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثَاب) : الناس إلى فلان: أي رجعوا إليه.   (1) رواه البخاري 2 / 436 في الكسوف، باب الصلاة في كسوف الشمس، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يخوف الله عباده بالكسوف، وباب الصلاة في كسوف القمر، وفي اللباس، باب من جر إزاره من غير خيلاء، والنسائي 3 / 124 في الكسوف، باب كسوف الشمس والقمر، وباب الأمر بالصلاة عند الكسوف حتى تنجلي، وباب صلاة الكسوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/37) قال: حدثنا عبد الأعلى، وربعي بن إبراهيم، قالا: حدثنا يونس. وفي (5/37) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا المبارك. والبخاري (2/42) قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: حدثنا خالد، عن يونس. وفي (2/44) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يونس. وفي (2/49) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن يونس. وفي (2/49) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا يونس. وفي (7/182) قال: حدثني محمد، قال: أخبرنا عبد الأعلى، عن يونس. والنسائي (3/124) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد، عن يونس. وفي (3/126) قال: أخبرنا محمد بن كامل المروزي، عن هشيم، عن يونس. وفي (3/127) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا خالد، قال: حدثنا أشعث. وفي (3/146) قال: أخبرنا عمران ابن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا يونس. (ح) أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن أشعث. وفي (3/152) . وفي الكبرى (418) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع، قال: حدثنا يونس. وابن خزيمة (1374) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا يونس. ثلاثتهم - يونس، والمبارك، وأشعث - عن الحسن، فذكره. الحديث: 4279 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 184 4280 - (م د س) عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «كنتُ أرْتَمي بأسْهُم لي بالمدينة في حياةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذ انْكسفت الشمس، فَنَبَذْتُها، فقلت: والله لأنْظرَنَّ إِلى مَا حَدَث لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في كسوف الشمس، قال: فأَتيتُهُ، وهو قائم في الصلاة، رافع يديه، فجعل يُسبِّحُ ويَحْمَد، ويُهلِّلُ ويُكبِّر، ويدعُو، حتى حُسِرَ عنها، قال: فلما حُسِر عنها: قرأ سورتين، وصلَّى ركعتين» . أخرجه مسلم، وأخرجه أبو داود، ولم يذكر: «ويكبِّر» ، ولا «وهو قائم في الصلاة» . [ص: 186] وفي رواية النسائي قال: «بينا أنا أترامى بأسْهُم لي بالمدينة، إِذِ انكسفتِ الشمسُ، فجمعتُ أسهُمي، وقلتُ: لأنظرنَّ ما أحدَثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في كسوف الشمس، فأتيتُه مما يلي ظهره وهو في المسجد، فجعل يُسبِّح ويكبِّر، ويدعو، حتى حُسِرَ عنها، قال: ثم قام فصلَّى ركعتين وأربع سجدات» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرتمي وترامى) : تقول: رميت بالسهم رمياً، وراميته مراماة وارتمينا: إذا رميتهم بالسهام عن القسي، قال: ويقال: خرجت أترمى في الأغراض، وفي أصول الشجر: وخرجت أرتمي: إذا رميت القنص. (حَسَر) : الانحسار: الانكشاف.   (1) رواه مسلم رقم (913) في الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف، وأبو داود رقم (1195) في الصلاة، باب من قال: يركع ركعتين في الكسوف، والنسائي 3 / 125 في الكسوف، باب التسبيح والتكبير والدعاء عند كسوف الشمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/61) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، ومسلم (3/35) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (3/36) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سالم ابن نوح. وأبو داود (1195) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. والنسائي (3/124) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا أبو هشام، هو المغيرة بن سلمة، قال: حدثنا وهيب. وابن خزيمة (1373) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا سالم بن نوح. خمستهم - إسماعيل بن إبراهيم، وبشر، وعبد الأعلى، وسالم بن نوح، ووهيب - عن سعيد بن إياس أبو مسعود الجريري، عن حيان بن عمير، فذكره. الحديث: 4280 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 185 4281 - (د س) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: قال: «كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجعل يصلِّي ركعتين ركعتين، ويسأل عنها حتى انجَلَتِ الشمسُ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: «انكسفتِ الشمسُ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 187] فخرج يَجُرُّ ثوبه فَزِعاً، حتى أتى المسجدَ، فلم يَزلْ يُصلِّي حتى انجلت، قال: إِن الناس يزعمون أن الشمسَ والقمر لا ينكسفان إِلا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك، إِن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله - عز وجل-، إِن الله إِذا بدا لشيء من خَلْقِهِ خشع له (1) ، فإِذا رأَيتم ذلك فصلوا كأحدثِ صلاة صلَّيتموها من المكتوبة» . وله في أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلّى حين انكسفت الشمس مثل صلاتنا، يركع ويسجد» . وله في أخرى: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً مستعجلاً إِلى المسجد، وقد انكسفت الشمس، فصلى حتى انجلت، ثم قال: إن أهل الجاهلية كانوا يقولون: إِن الشمسَ والقمرَ لا ينخسفان إِلا لموت عظيم من عظماء أهل الأرض، وإن الشمسَ والقمرَ لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما خَليقتان من خلقه، يُحْدِثُ الله في خلقه ما شاء، فأيهما انخسف فصلُّوا حتى تنجليَ، أو يُحْدِثَ اللهُ أمراً» (2) . [ص: 188] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كأحدث صلاة) : أحدث صلاة، أي: أقرب صلاة إليكم من الصلوات التي صليتموها. (خشع) : الخشوع: الخضوع.   (1) انظر ما قاله العلماء حول هذه الجملة في النسائي 3 / 141 - 144. (2) رواه أبو داود رقم (1193) في الصلاة، باب من قال: يركع ركعتين في صلاة الكسوف، والنسائي 3 / 141 - 145 في الكسوف، باب نوع آخر من صلاة الكسوف، وفي إسناده انقطاع واضطراب، وأعله أيضاً ابن أبي حاتم بالانقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/269) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا أيوب. وفي (4/271) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول. وفي (4/277) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول. وأبو داود (1193) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثني الحارث ابن عمير البصري، عن أيوب السختياني. وابن ماجه (1262) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وأحمد بن ثابت، وجميل بن الحسن، قالوا: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد الحذاء. والنسائي (3/141) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد. وفي (3/145) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة. (ح) وأخبرنا أحمد بن عثمان ابن حكيم، قال: حدثنا أبو نعيم، عن الحسن بن صالح، عن عاصم الأحول. وابن خزيمة (1403) قال حدثناه بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا أيوب. وفي (1404) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن خالد. أربعتهم - أيوب، وعاصم الأحول، وخالد الحذاء، وقتادة - عن أبي قلابة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/267) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا. أيوب، فذكر حديثا، قال: وحدث عن أبي قلابة، عن رجل، عن النعمان بن بشير، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. وبلفظ: «أنه خرج يوما مستعجلا إلى المسجد، وقد انكسفت الشمس» . أخرجه النسائي (3/145) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. الحديث: 4281 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 186 4282 - (د) أبيّ بن كعب - رضي الله عنه -: قال: «انكسفت الشمسُ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى بهم، فقرأ بسورة من الطِّوَلِ، وركع خمسَ ركعات، وسجد سجدتين، ثم قام الثانية، فقرأ بسورة من الطِّوَل، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم قام الثانية، فقرأ بسورة من الطِّول، ثم ركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو، حتى انْجَلَى كسوفُها» . أَخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (1182) في الصلاة، باب من قال: أربع ركعات في صلاة الكسوف، وفي سنده أبو جعفر الرازي، وهو سيء الحفظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1182) قال: حدثنا أحمد بن الفرات بن خالد أبو مسعود الرازي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن أبي جعفر الرازي، قال أبو داود: وحدثت عن عمر بن شقيق، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، وهو لفظه وهو أتم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، فذكره. وقال الحافظ في النكت الظراف (1/13) : وصله عبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5:134) عن روح ابن عبد المؤمن، عن عمر بن شقيق به. قلت: فيه أبو جعفر الرازي قال عنه الحافظ في التقريب صدوق سيئ الحفظ، خصوصا عن مغيرة. الحديث: 4282 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 188 4283 - (د س) قبيصة بن مخارق الهلالي - رضي الله عنه -: قال: «كسفت الشمس على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فخرج فزِعاً يَجُرُّ ثوبه، وأنا معه يومئذ بالمدينة، فصلى ركعتين، فأطال فيهما القيام ثم انصرف وانجلت، ثم قال: إنما هذه الآياتِ يخوِّف الله بهما عباده، فإذا رأيتموها فصلُّوا كأحدثِ [ص: 189] صلاة صلَّيتموها من المكتوبة» . وفي رواية: «إِن الشمس كسفت ... وذكر بمعناه ... حتى بدت النجوم» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: «كسفت الشمس ونحن إِذْ ذاك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فخرج فَزِعاً يجرُّ ثوبه، فصلى ركعتين أطالهما، فوافق انصرافُه انْجِلاءَ الشمس، فحمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إِن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإِنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإِذا رأَيتم من ذلك شيئاً، فصلُّوا كأَحْدَثِ صلاة مكتوبة صلَّيتموها» . وفي أخرى: «إِن الشمس انخسفت، فصلِّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ركعتين ركعتين، حتى انجلت، ثم قال: إن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد، ولكنهما خَلْقان من خلقه، وإن الله عزَّ وجلَّ يُحدِث في خلقه ما شاء، وإن الله عزَّ وجلَّ إِذا تجلَّى لشيء من خلقه خَشع له، فَأيهما حدث فصلُّوا حتى ينجلي أو يُحدِثَ الله أمراً» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1185) و (1186) في الصلاة، باب صلاة الكسوف، والنسائي 3 / 144 في الكسوف، باب نوع آخر من صلاة الكسوف، وفي سنده ضعف وانقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/60) قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا أيوب. وفي (5/61) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب. وأبو داود (1185) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب. والنسائي (3/144) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، أن جده عبيد الله بن الوازع حدثه، قال: حدثنا أيوب السختياني. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ، وهو ابن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة. وابن خزيمة (1402) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة. كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (1186) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا ريحان بن سعيد، قال: حدثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر، أن قبيصة الهلالي حدثه ... فذكر نحوه. زاد فيه هلال بن عامر. الحديث: 4283 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 188 4284 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام فصلَّى للناس، فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود، وهو دون السجود الأول، ثم قام فصلَّى ركعتين، وفعل فيهما مثل ذلك، ثم سجد سجدتين يفعلُ فيهما مثل ذلك، حتى فرغَ من صلاته، ثم قال: إِن الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم من ذلك فافزعوا إِلى ذِكْر الله - عزَّ وجلَّ وإِلى الصلاة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 139 في الكسوف، باب نوع آخر من صلاة الكسوف، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (3/139) قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم. قال: حدثني إبراهيم سبلان. قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 4284 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 190 4285 - (د) النضر [بن عبد الله بن مطر القيسي] : قال: «كانت ظلمة على عهدِ أَنس، فأتيتُ أَنسَ بنَ مالك، فقلت: يا أبا حمزةَ، هل كان [مثلُ] هذا يُصيبُكم على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: مَعَاذَ الله، إِن كانت الريح لَتَشْتَدُّ فنُبادر المسجدَ، مخافةَ أن تكون القيامةُ» . أخرجه أبو داود (1) . قلتُ: قال الخطابي في «معالم السنن» : يشبه أن يكون اختلاف [ص: 191] الروايات في صلاة الكسوف، وفي عدد ركعاتها: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد صلاها دَفَعَات، فكانت إِذا طالت مدة الكسوف مَدَّ في صلاته، وإِذا لم تَطُلْ لم يُطِلْ.   (1) رقم (1196) في الصلاة، باب الصلاة عند الظلمة ونحوها، والنضر بن عبد الله بن مطر القيسي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وحكى البخاري في التاريخ فيه اضطراباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1196) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد، قال: حدثني حرمي بن عمارة، عن عبيد الله بن النضر، قال: حدثني أبي، فذكره. قلت: فيه النضر بن عبد الله بن مطر القيسي، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 4285 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 190 الفصل الثاني: في صلاة الاستسقاء 4286 - (ت د س) هشام بن إِسحاق بن عبد الله بن كنانة: عن أبيه قال: «أرسلني الوليد بن عُقبة (1) - وهو أميرُ المدينةِ - إِلى ابن عباس يسألُه (2) عن استسقاءِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ [فأتيتُه] فقال: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَبذِّلاً مُتَواضعاً متضرعاً، حتى أتى المصلى فرَقِيَ المنبر، فلم يخطب خُطْبتَكم هذه، ولكن لم يَزَلْ في الدعاء والتضرُّعِ والتكبيرِ، ثم صلَّى ركعتين كما يصلي في العيد» . وزاد في رواية: «متخشِّعاً» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود، ولم يذكر «متبذلاً» ، ولا «متخشِّعاً» ، وقال: روي الوليد بن عقبة، وابن عبتة والصواب: ابنُ عتبة. [ص: 192] وأَخرجه النسائي قال: «أرسلني فلان إِلى ابن عباس أَسألهُ عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في الاستسقاء؟ فقال: خرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- متضرِّعاً متواضعاً متبذِّلاً، فلم يخطُب نحو خُطبتِكم هذه، فصلَّى ركعتين» . وله في أخرى قال: «أَرسلني أمير من الأمراء إِلى ابن عباس: أسألُه عن الاستسقاء؟ فقال ابنُ عباس: ما منعه أَن يسأَلني؟ خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- متواضعاً متذِّللاً متخشِّعاً متضَرِّعاً، فصلى ركعتين كما يُصلِّي في العيدين، ولم يخطُب خطبتكم هذه» . وأخرج الرواية الأولى، وأول حديثه قال: «سألتُ ابن عباس» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاستسقاء) : طلب السقي، وقد صار غالباً على طلب الغيث، ومسألة الله تعالى: أن يسقي الناس والدواب والنبات عند تعذر الغيث. (مُتَبَذِّلاً) : التَّبَذُّل: ترك التزين، والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة. (مُتَضَرِّعاً) : التَّضَرُّع: المبالغة في السؤال والرغبة.   (1) كذا الأصل: الوليد بن عقبة، وفي المطبوع: الوليد بن عتبة، ولعله أقرب، وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي، ولي المدينة سنة 57هـ. (2) في أبي داود والترمذي المطبوع: أسأله. (3) رواه أبو داود رقم (1165) في الصلاة، باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها، والترمذي رقم (558) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، والنسائي 3 / 156 في الاستسقاء، باب الحال الذي يستحب للإمام أن يكون عليها إذا خرج، وباب جلوس الإمام على المنبر للاستسقاء وباب كيف صلاة الاستسقاء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/230) (2039) ، (1/355) (3331) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1266) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (559) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (3/156) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، ومحمد بن المثنى، عن عبد الرحمن. وفي (3/163) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (1405) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. وفي (1408) قال: حدثنا أبوموسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن. كلاهما - وكيع، وعبد الرحمن - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (1/269) (2423) قال: حدثنا أبو سعيد. وابن خزيمة (1419) قال: حدثنا زكريا ابن يحيى بن أبان المصري، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. كلاهما - أبو سعيد، وابن يوسف - عن إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة. 3- وأخرجه أبو داود (1165) قال: حدثنا النفيلي، وعثمان بن أبي شيبة. والترمذي (558) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/156) قال: أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد. أربعتهم - النفيلي، وعثمان، وقتيبة، ومحمد بن عبيد - قالوا: حدثنا حاتم بن إسماعيل. ثلاثتهم - سفيان، وإسماعيل بن ربيعة، وحاتم - عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4286 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 191 4287 - (خ م د ط ت س) عبد الله بن زيد المازني - رضي الله عنه -: قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِلى هذا المصلَّى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة، فقلَب رداءه» . زاد في رواية: «ثم صلَّى ركعتين» . قال البخاري: كان ابنُ عُيينةَ يقول: هو صاحبُ الأذان، و [لكنه] وهم؛ لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، مازن الأنصار. أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية أَبي داود: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج بالناس يستسقي، فصلى بهم ركعتين، جهرَ بالقراءة فيهما، وحوَّل رداءه، فدعا واستسقَى واستقبل القبلة» . وله في أخرى قال: «خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً يستسقي، فحوَّل إِلى الناس ظهره يدعو الله - قال سليمان: واستقبل القبلة وحوَّل رداءه، ثم صلى ركعتين، قال ابن أبي ذئب: وقرأ فيهما - زاد ابنُ السَّرْح: يريد الجهرَ. وفي أخرى بهذا الحديث - ولم يذكر الصلاة - قال: وحوَّل رداءه، وجعل عِطافه الأيمنَ على عاتقه الأيسر، وجعل عِطافُه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله» . [ص: 194] وفي أُخرى قال: «استسقى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعليه خميصة له سوداءُ، فأراد رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذَ أسفلها فيجعلَه أعلاها، فلما ثَقُلت قَلَبها على عاتقه» . وله في أخرى قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى المصلَّى، فاستسقى، وحوَّل رداءه حين استقبلَ القِبْلَةَ» . وأَخرج النسائي الرواية الأولى بالزيادة. وله في أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استسقى وعليه خميصة سوداءُ» . وله في أخرى: «أنه خرجَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يستسقي، فحوَّل رداءه، وحول للناس ظَهْرَه، ودعا، ثم صلَّى ركعتين فقرأ فجهر» . وله في أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- استسقَى، وصلى ركعتين وقلب رداءه» . وفي أخرى: «أنه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في الاستسقاء استقبل القبلة، وقلب الرداءَ، ورفع يديه» . وأخرج رواية أبي داود الثانية، وروايتَه الآخرة. وأخرج الموطأ رواية أبي داود الآخرة. وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) . [ص: 195] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخميصة) : كساء أسود له عَلَمَان، فإن لم يكن مُعلماً فليس بخميصة.   (1) رواه البخاري 2 / 415 في الاستسقاء، باب تحويل الرداء في الاستسقاء، وباب الاستسقاء، وباب الدعاء في الاستسقاء قائماً، وباب الجهر بالقراءة في الاستسقاء، وباب كيف حول النبي [ص: 195] صلى الله عليه وسلم ظهره إلى الناس، وباب صلاة الاستسقاء ركعتين، وباب الاستسقاء في المصلى، وباب استقبال القبلة في الاستسقاء، وفي الدعوات، باب الدعاء مستقبل القبلة، ومسلم رقم (894) في الاستسقاء في فاتحته، والموطأ 1 / 190 في الاستسقاء، باب العمل في الاستسقاء، وأبو داود رقم (1161) و (1162) و (1163) و (1164) في الصلاة، باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها، والترمذي رقم (556) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، والنسائي 3 / 155 - 157 في الاستسقاء، باب خروج الإمام إلى المصلى للاستسقاء، وباب تحويل الإمام ظهره إلى الناس عند الدعاء في الاستسقاء، وباب متى يحول الإمام رداءه، وباب رفع الإمام يده، وباب الصلاة بعد الدعاء، وباب كم صلاة الاستسقاء، وباب الجهر بالقراءة في صلاة الاستسقاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (135) والحميدي (415) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/39) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/39) و (41) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (4/41) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (4/41) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثني مالك، والبخاري (2/32) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/34) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/39) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/39) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/23) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي (3/23) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (1167) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1267) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/155) قال: أخبرني محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/157) وفي الكبرى (417) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/157) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (1406) و (1414) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وابن إسحاق - عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم. 2- وأخرجه الحميدي (416) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والمسعودي. وأحمد (4/38) قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وفي (4/40) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد. وفي (4/40) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1541) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري. والبخاري (2/39) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا عبد الوهاب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (3/23) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد. وأبو داود (1166) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان يعني ابن بلال، عن يحيى. وابن ماجة (1267) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان، عن يحيى بن سعيد. والنسائي (3/155) قال: أخبرني محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا المسعودي. وفي (3/163) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. وفي الكبرى تحفة الأشراف (5297) عن محمد ابن بشار، عن يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وابن خزيمة (1406) و (1414) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا المسعودي، ويحيى هو الأنصاري. وفي (1407) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم من أصله، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وسفيان بن عيينة - عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. 3- وأخرجه أحمد (4/39) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا ابن أبي ذئب وفي (4/39) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/39) . قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (4/40) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. وفي (4/41) قال: حدثنا سكن بن نافع، قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (4/41) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وعبد بن حميد (516) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. والدارمي (1542) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب. والبخاري (2/38) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (2/38) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/38) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (3/23) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (1161) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/116) قال: حدثنا ابن السرح، وسليمان بن داود، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي ذئب، ويونس. وفي (1163) قال: حدثنا محمد بن عوف، قال: قرأت في كتاب عمرو بن الحارث يعني الحمصي: عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي. والترمذي (556) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (3/157) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا الوليد، عن ابن أبي ذئب. وفي (3/158) قال: أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو تقي الحمصي، قال: حدثنا بقية، عن شعيب. وفي (3/163) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، ويونس. وفي (3/164) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي ذئب. وابن خزيمة (1410) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (1420) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (4/142) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. ستتهم - ابن أبي ذئب، ومعمر، وشعيب، وصالح، ويونس، والزبيدي - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري. 4- وأخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا سريج بن النعمان. وفي (4/42) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (1164) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (3/156) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (1415) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا نعيم بن حماد، وإبراهيم بن حمزة. خمستهم - سريج، وعلي، وقتيبة، ونعيم، وإبراهيم - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمارة ابن غزية. 5- وأخرجه البخاري (2/34) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا وهب، قال: أخبرنا شعبة، عن محمد ابن أبي بكر. 6- وأخرجه البخاري (8/93) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عمرو ابن يحيى المازني. ستتهم - عبد الله، وأبو بكر، والزهري، وعمارة بن غزية، ومحمد بن أبي بكر، وعمرو بن يحيى - عن عباد بن تميم، فذكره. الحديث: 4287 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 193 4288 - (خ) أبو إسحاق [السبيعي] : قال: «خرجَ عبدُ الله بنُ يزيد الخَطْمي الأَنصاري، وخرج معه البَرَاءُ بنُ عازب، وزيدُ بنُ أرقم فاسْتَسْقوْا، فقام زيد فاستسقى، فقام لهم على رِجْلَيْهِ على غير منبر، فاستغفر، ثم صلَّى ركعتين، يجهر بالقراءة، ولم يُؤذِّنْ ولم يُقِم» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 426 في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء قائماً، قال الحافظ في " الفتح ": أورد الحميدي في " الجمع " - يعني الجمع بين الصحيحين - هذا الحديث فيما انفرد به البخاري، ووهم في ذلك، وسببه أن رواية مسلم وقعت في المغازي ضمن حديث لزيد بن أرقم. أقول: وهو عند مسلم رقم (1254) في الحج، باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وبنفس الرقم في الجهاد، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الاستسقاء الصلاة (412:1) وقال لنا أبو نعيم، عن زهير، عن أبي إسحاق قال: خرج ... فذكره. ومسلم في المغازي (51:1) عن محمد بن مثنى وابن بشار. كلاهما -عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق به. تحفة الأشراف (7/184-185) . وهو أيضا في الصحيحين بأطول منه عن زيد بن أرقم. أخرجه البخاري في المغازي (1) عن عبد الله بن محمد، عن وهب بن جرير، عن شعبة و (78:9) عن عمرو بن خالد، عن زهير، و (90:1) عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل. ومسلم في المغازي (51:1) عن بندار وأبي موسى. كلاهما -عن غندر، عن شعبة وذكر فيه استسقاء عبد الله بن يزيد، في المغازي (51:2) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن آدم، وفي المناسك (35:3) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن الحسن بن موسى. كلاهما عن زهير. والترمذي في الجهاد (32) عن محمود بن غيلان، عن وهب بن جرير وأبي داود، كلاهما - عن شعبة - وقال حسن صحيح. كلهم عن أبي إسحاق، فذكره. تحفة الأشراف (3/200) . الحديث: 4288 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 195 4289 - (خ م ط د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: [ص: 196] «أَصابت الناسَ سَنَة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فبينما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله هلك المالُ، وجاعَ العِيال، فادْعُ الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قَزَعَة، فوالذي نفسي بيده، ما وضعهما حتى ثارَ السحابُ أمثالَ الجبال، ثم لم ينزلْ عن منبره حتى رأيتُ السحابَ يتحادَرُ على لحيته، فمُطرنا يومَنا ذلك، ومن الغد، ومن بعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعةِ الأخرى، فقام ذلك الأعرابي - أو قال: غيرهُ - فقال: يا رسولَ الله، تهدَّم البناءُ، وغَرِق المال، فادْعُ الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالَيْنا ولا علينا، فما يُشير بيده إِلى ناحية من السحاب إِلا انفرجت، وصارت المدينةُ مثل الجَوْبةِ، وسال وادي قَنَاةَ (1) شهراً، ولم يأتِ أحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْدِ» . وفي أخرى: «أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة من بابٍ كان نحو دارِ القضاءِ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قائم يخطُب، فاستقبل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قائماً، ثم قال: يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السُّبُل، فادْعُ الله يُغيثُنا (2) ، قال: فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يديه، ثم قال: اللهُمَّ أغِثْنا، اللهم أغثنا، اللهم أَغثنا. قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قَزَعة، وما بيننا وبين سَلْع [ص: 197] من بيت ولا دار، قال: وطلعتْ من ورائه سحابة مثلُ التُّرْسِ، فلما توَّسطت السماءَ انتشرتْ ثم أمطرتْ. قال: فلا والله، ما رأينا الشمس سَبْتاً (3) . قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعةِ المقبلةِ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- قائم يخطُبُ، فاستقبله قائماً، فقال: يا رسولَ الله، هلكتِ الأموالُ، وانقطعت السُّبُلُ، فادْعُ الله يُمْسِكْها عَنَّا، قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يديه، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَابِ، وبُطُون الأودية، ومنابتِ الشجر، قال: فانقلعت (4) وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألتُ أنسَ بنَ مالك: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري» . وفي أخرى قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ يوم الجمعة، فقام الناسُ، فصاحوا، فقالوا: يا رسولَ الله، قَحَطَ المطر، واحمَرَّت الشجرُ، وهلكتِ البهائِمُ، فادْعُ الله أن يَسْقِيَنَا، فقال: اللهم اسْقِنا - مرتين- وايْمُ الله، ما نرى في السماء قَزَعة من سحاب، فنشأتْ سحابة فأمطرت، ونزل عن المنبر فصلَّى بنا، فلما انصرف لم تَزَلْ تُمْطِرُ إِلى الجمعة التي تليها، فلما قام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يخطُب صَاحُوا إِليه: تهدَّمت البُيُوتُ، وانقطعتِ السبلُ، فادْعُ الله يَحبِسْهَا عنا، فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قالَ: اللهم حَوالَينا ولا عَلينا، [ص: 198] وتَكشَّطت المدينةُ، فجعلت تُمْطِرُ حولها، ولا تَمْطُرُ بالمدينةِ قطرة، فنظرتُ إِلى المدينة، وإنها لَفِي مثْلِ الإِكليل» . أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرجه البخاري مختصراً قال: «بينما رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ يوم الجمعةِ، إِذْ جاءَ رجل، فقال: يا رسولَ الله قَحَطَ المطرُ، فادْعُ الله أن يَسْقِيَنَا، فدعا فَمطرنا، فما كِدْنا أَن نَصِلَ إِلى منازِلنا، وما زلنا نُمْطَر إِلى الجمعةِ المقبلةِ، قال: فقام ذلكَ الرجلُ - أو غيره - فقال: يا رسولَ الله، ادْعُ الله أن يَصرِفَهُ عنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فلقد رأيتُ السحاب يتَقَطَّع يميناً وشِمالاً، يُمطَرون، ولا يُمْطَرُ أهلُ المدينةِ» . وله في أخرى طرف قال: «بينما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ يوم الجمعةِ، إِذْ قَامَ رجل، فقالَ: يا رسولَ الله، هَلَكَ الكُرَاع (5) ، هَلكَ الشاءُ، فادْعُ اللهَ أَن يَسقَينا، فَمدَّ يديه فدعا» . وله طرف آخر: «رفع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رأَيت بَيَاضَ إِبطيْه» . وله في أخرى قال: «أتى رَجُل أعرابي من أَهل البدْوِ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ الجمعة، فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، هَلَكَ العِيال، هلك الناس، فرفع رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يديه يدعو، ورفع الناس أيديَهم مع [ص: 199] رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، يَدْعُون قال: فما خرجنا من المسجد حتى مُطِرْنا، فما زِلنا نُمْطَرُ حتى كانت الجمعةُ الأخرى، فأَتى الرجلُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، بَشِقَ المسافرُ، ومُنِعَ الطريقُ» . وأَخرجه مسلم مختصراً قال: «جاء أعرابي إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يومَ الجمعة، وهو على المنبر ... » واقتص الحديث. وزاد «ورأَيت السحابَ يَتمزَّق كأنه المُلاءُ حين تُطْوَى» . وله في أخرى بنحوه، وزاد: «فألَّف اللهُ بين السحاب وَمَلأَتْنا (6) ، حتى رأيتُ الرجل الشديد تَهُمُّه نفسُه أن يَأْتيَ أهلَه» . وفي كتاب الحميدي: «ومَلأَتْنَا» ، وفي كتاب مسلم: «ومَلَتْنا» ، والذي وجدته في كتاب رزين: «وهَلتْنا» . وأخرجه البخاري، والموطأ قال: «جاء رجل إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، وتقطَّعتِ السُّبُل، فادْعُ الله، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فمُطِرْنا من الجمعة إِلى الجمعة. قال: فجاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، تهدَّمت البيوت، وانقطعتِ السُّبُل، وهلكت المواشي، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهم ظُهورَ الجبال والآكام، وبُطُونَ الأوْدِيَة، ومنابتَ الشجر، قال: فانْجابَتْ عن المدينة انْجِيَابَ الثوب» . وأخرجه أبو داود قال: «أصابَ أهلَ المدينةِ قَحْط على عهد [ص: 200] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فبينا هو يخطبنا يومَ جمعة، إِذْ قام رجل، فقال: يا رسول الله هلك الكُرَاع، وهلك الشّاءُ، فادْعُ الله أن يسقَيَنا، فمدَّ يَدَهُ، ودعا، قَال أنس: وَإِن السَّمَاءِ لَمِثْلُ الزُّجاجة، فهاجت ريح، ثم أنشأت سحاباً، ثم اجتمعَ، ثم أرسلت السماء عَزَالِيهَا، فخرجنا نَخُوضُ الماء حتى أَتينا منازلنا، فلم نَزَلْ نُمْطَرُ إِلى الجمعة الأخرى، فقام إِليه ذلك الرَجُلُ - أو غَيرُهُ - فقال: يا رسول الله، تَهَدَّمت البيوتُ، فادْعُ الله أَن يَحبِسَه، فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: حوالينا، ولا علينا، فنظرتُ إِلى السحابِ يتصدَّعُ حولَ المدينة، كأَنه إكليل» . وفي أخرى له نحوه، وفيه: «وقال: فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يديه حِذاءَ وجهه، فقال: اللهم اسقنا ... » وساق نحوه. هكذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه. وأَخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية، ولم يذكر في أولها «من بابٍ كان نحو دارِ القضاء» ، وأخرج الرواية الثالثة، وأَخرج رواية الموطأ. وأَخرج رواية أبي داود الثانية، إِلا أن أبا داود لم يذكر لفظها. وذكر النسائي قال: «بينا نحنُ في المسجد يوم الجمعةِ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ الناسَ، فقامَ رجل، فقالَ: يا رسولَ الله، تقطَّعت السُّبُل، وهلكت الأموال، وأجدبت البلادُ، فادْعُ اللهَ أن يسقِيَنَا، فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 201] يديه حِذاءَ وجهه، فقال: اللهم اسْقِنا، فوالله ما نزلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن المنبر حتى أُوسِعنا مطراً، وأُمْطِرْنا ذلك اليوم إِلى الجمعة الأُخرى، فقام رجل - لا أَدري: هو الذي قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اسْتَسْقِ لنا، أم لا؟ فقال: يا رسول الله، انقطعت السُّبُل، وهلكت الأموال من كثرة الماء، فادْعُ اللهَ أَن يُمْسِكَ عنَّا الماءَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اللهمَّ حَوَالَينَا ولا عَلينا، ولكن على الجِبَالِ، ومنابتِ الشجرِ. قال: والله ما هو إِلا أنْ تَكَلَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بذلك: تمزَّقَ السحابُ حتى ما نرى منه شيئاً» . وله في أخرى قال: «قَحَط المطرُ عاماً، فقام بعضُ المسلمين إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في يوم جمعة، فقال: يا رسولَ الله، قحطَ المطرُ، وأجْدبت الأرض، وهلك المال. قال: فرفع يديه وما نرى في السماء سحابة، فمدَّ يديه، حتى رأيت بَياضَ إِبطَيْهِ، يستسقي الله عز وجلّ. قال: فما صلينا الجمعة حتى أهَمَّ الشابَّ القريبَ الدارِ الرجوعُ إِلى أهله، فدامت جمعة، فلما كانت الجمعةُ التي تليها، قالوا: يا رسول الله، تهدَّمَت البيوتُ، واحْتَبَسَ الرُّكْبان. قال: فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لِسُرْعة مَلالَةِ ابنِ آدم، وقال بيديه: اللهم حوالَينا، ولا علينا، فَتكشَّطتْ عنِ المدينة» (7) . [ص: 202] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَنَة) : السَّنَة هاهنا: الجدب والغلاء. (المال) : أراد بالمال: المواشي. (قَزَعَة) : القَزَعَة - بالتحريك -: القطعة من الغيم، والجمع: قَزَع. (الجَوْبة) : الموضع المنخفض من الأرض. (بالجَوْد) : الجَوْد - بفتح الجيم -: المطر الغزير. (أغِثْنَا) : الإغاثة: الإعانة. والمراد به: إعانتهم بإنزال المطر، وليس [هو] من الغيث، فإن فعل الغيث ثلاثي، تقول: غاث الغيث الأرض: إذا أصابها، وغاث الله البلاد يَغِيثها غيثاً، وغِيثت الأرض تُغاث، والسؤال منه: غِثْنا، ومن الغَوث: أغِثْنَا. (الآكام) : جمع أكمة، وهي الرابية المرتفعة من الأرض. [ص: 203] (الظِّراب) : جمع ظَرِب، وهي صغار الجبال والتلال. (قُحُوط) المطر: احتباسه وتأخره. يقال: قَحَطَ المطر وقَحِطَ بالفتح والكسر. وأقحط القوم: إذا أصابهم القحط، وهو الجدب، وقُحِطُوا على ما لم يُسَمَّ فاعله. (تكَشَّطَت عن المدينة) : الكَشْط والقَشْط واحد، وهو قلع الشيء وإزالته. والمراد: انكشاف الغيم عن المدينة. (بَشِقَ) : المسافر بالباء الموحدة، أي: اشتد. وقال الخطابي: بَشِقَ ليس بشيء، إنما هو «لَثِقَ» من اللثق وهو الوحل، قال: ويحتمل أن يكون «مَشِقَ» أي: صار مَزِلَّة وزَلَقاً، والميم والباء متقاربان، وقال غيره: إنما هو بالباء، من قولهم: بَشَقْت الثوب وبَشَكْته: إذا قطعته في خِفَّة، أي: قُطع بالمسافر، وجائز أن يكون بالنون من قولهم: نَشِقَ الظبي في الحِبالة، أي: عَلِقَ فيها، ورجل بَشِقَ: إذا كان يدخل في أمور لا يكاد يتخلص منها. (الإكليل) : ما أطاف بالرأس: من عصابة مُزيَّنة بجوهر أو خرز ونحوه، أراد: أن الغيم تقطع عن وسط السماء، وصار في آفاقها كالإكليل، وكل شيء أحدق بشيء وأطاف به فهو إكليل له. (المُلاء) : جمع مُلاءة، وهي الإزار، شبه تمزيق الغيم وانضمام بعضه [ص: 204] إلى بعض، وانحساره عن المدينة: بالإزار إذا جمعت أطرافه وطُوي. (مَلَتْنَا) : الذي جاء في كتاب الحميدي «ملأتنا» . وفي كتاب مسلم «مَلَتْنَا» ولم يتعرض الحميدي في غريبه لشرحها، والذي جاء في كتاب رزين «هَلَتْنَا» يعني السحاب، وهو أقرب إلى المعنى، والله أعلم. وهذه اللفظة لم تجئ إلا في رواية مسلم، ولا أعرف معناها، ونحن نرويها كما سمعناها إلى أن نعرف لها معنى. (السُّبُل) : جمع سبيل، وهي الطريق. (المواشي) : جمع ماشية، وهي الغنم والبقر والإبل السائمة. (انْجَابَت) : أي: انكشفت وتقطعت. (عَزَاليها) : العَزَالي: جمع العَزْلاء، وهي فم المزادة. (أَجْدَبت) : أجدبت البلاد: إذا وقع فيها الجَدْب، وهو ضد الخِصْب، وذلك إذا تأخر الغيث، ولم تنبت الأرض، فَغَلَت الأسعار.   (1) اسم لواد من أودية المدينة، وعليه زروع لهم. (2) بالرفع، أي: فهو يغيثنا، وهذه رواية الأكثر، وفي بعض الروايات: أن يغيثنا، بالنصب، وفي بعضها: يغثنا، بالجزم، والكل صواب. (3) وقع للأكثر بلفظ السبت، يعني أحد الأيام، والمراد به: الأسبوع، وهو من تسمية الشيء باسم بعضه، كما يقال: جمعة. (4) لفظه في البخاري: فأقلعت، وهما بمعنى، أي: فأمسكت السحابة الماطرة. (5) الكراع: اسم لجميع الخيل. (6) في مسلم المطبوع: ومكثنا. (7) رواه البخاري 2 / 417 في الاستسقاء، باب الاستسقاء في المسجد الجامع، وباب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة، وباب الاستسقاء على المنبر، وباب من اكتفى بصلاة [ص: 202] الجمعة في الاستسقاء، وباب الدعاء إذا انقطعت السبل من كثرة المطر، وباب ما قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة، وباب إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يردهم، وباب الدعاء إذا كثر المطر، حوالينا ولا علينا، وباب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الجمعة، باب رفع اليدين في الخطبة، وباب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، وفي الدعوات، باب الدعاء غير مستقبل القبلة، ومسلم رقم (897) في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، والموطأ 1 / 191 في الاستسقاء، باب ما جاء في الاستسقاء، وأبو داود رقم (1174) و (1175) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، والنسائي 3 / 154 و 155 في الاستسقاء، باب متى يستسقي الإمام، وباب كيف يرفع، وباب ذكر الدعاء، وباب مسألة الإمام رفع المطر إذا خاف ضرره، وباب رفع الإمام يديه عند مسألة إمساك المطر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/256) قال: حدثنا علي بن إسحاق. والبخاري (2/40) قال: حدثنا محمد، هو ابن مقاتل. كلاهما - علي، وابن مقاتل - قالا: أخبرنا عبد الله، هو ابن المبارك. 2- وأخرجه البخاري (2/15) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. ومسلم (3/25) قال: حدثنا داود بن رشيد. والنسائي (3/166) قال: أخبرنا محمود بن خالد. ثلاثتهم - إبراهيم، وداود، ومحمود - قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم. 3- وأخرجه البخاري (2/37) قال: حدثنا الحسن بن بشر، قال: حدثنا معافى بن عمران. ثلاثتهم - ابن المبارك، والوليد، ومعافي - عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره. والرواية الثانية: 1- أخرجها مالك في الموطأ (135) . والبخاري (2/36) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (2/36) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/37) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. والنسائي. (3/154) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم- عبد الله بن مسلمة، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه البخاري (2/34) قال: حدثنا محمد، هو ابن سلام، قال: حدثنا أنس بن عياض. 3- وأخرجه البخاري (2/35) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (3/24) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى ابن أيوب، وقتيبة. وابن حجر، والنسائي (3/161) . وابن خزيمة (1788) . كلاهما عن علي بن حجر. أربعتهم - قتيبة، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وابن حجر - قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر. 4- وأخرجه أبو داود (1175) . والنسائي (3/159) . كلاهما عن عيسى بن حماد، قال: أخبرنا الليث، عن سعيد المقبري. أربعتهم - مالك، وأنس بن عياض، وإسماعيل بن جعفر، والمقبري - عن شريك، فذكره. والرواية الثالثة: 1- أخرجها أحمد (3/104) قال: حدثنا ابن أبي عدي. 2- وأخرجه أحمد (3/187) قال: حدثنا عبيدة بن حميد. 3- وأخرجه عبد بن حميد (1417) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. 4- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (612) . وفي رفع اليدين (93) قال: حدثنا محمد بن سلام. والنسائي (3/165) . وابن خزيمة (1789) . كلاهما عن علي بن حجر. كلاهما - محمد بن سلام، وابن حجر - عن إسماعيل بن جعفر. 5- وأخرجه ابن خزيمة (1789) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وعلي بن الحسين الدرهمي: قالا: حدثنا خالد بن الحارث. خمستهم - ابن أبي عدي، وعبيدة، وابن هارون، وإسماعيل، وخالد - عن حميد، فذكره. وبنحوه: 1- أخرجه أحمد (3/194) قال: حدثنا بهز، (ح) وحدثنا حجاج. وعبد بن حميد (1282) قال: حدثني هاشم بن القاسم. ومسلم (3/25) قال: حدثناه أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. أربعتهم - بهز، وحجاج، وهاشم، وأبو أسامة - عن سليمان بن المغيرة.. 2- وأخرجه أحمد (3/271) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. 3- وأخرجه البخاري (2/15) (4/236) وأبو داود (1174) قالا - البخاري، وأبو داود: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يونس بن عبيد. 4- وأخرجه البخاري (2/37) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. ومسلم (3/25) قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. والنسائي (3/160) . وابن خزيمة (1423) . كلاهما عن محمد بن عبد الأعلى. ثلاثتهم - المقدمي، وعبد الأعلى، ومحمد - قالوا: حدثنا معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر. أربعتهم - سليمان، وحماد، ويونس، وعبيد الله - عن ثابت، فذكره. وبنحوه: 1- أخرجه أحمد (3/257) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. 2- وأخرجه البخاري (2/15) وفي (4/236) . وأبو داود (1174) قالا: حدثنا مسدد. كلاهما - عبد الله، ومسدد - عن حماد بن زيد، عن عبد العزيز، فذكره. ورواية مسلم المختصرة. أخرجها (3/25) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة بن زيد الليثي، أن حفص بن عبيد الله حدثه، فذكره. والرواية الأخيرة أخرجها النسائي (3/160) . وابن خزيمة (1417) . كلاهما عن محمد بن بشار، قال: حدثني أبو هشام المغيرة بن سلمة، قال: حدثني وهيب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، فذكره. الحديث: 4289 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 195 4290 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «شَكَا الناسُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قُحُوط المطر، فَأمَرَ بِمِنبَر، فَوُضِعَ له في المصلَّى، ووعد الناسَ يوماً يخرجون فيه، قالتْ عائشةُ: فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حينَ بَدا حاجبُ الشمسِ، فقعدَ على المنبرِ، فكبَّرَ وحَمِدَ الله، ثمَّ قالَ: إِنكم شَكَوْتُم جَدْبَ دِياركم، واسْتِئْخَارِ المطر عن إِبَّانِ زمانه عنكم، وقد أمركم اللهُ أن [ص: 205] تَدْعُوهُ، ووعدكُم أن يستجيبَ لكم، ثم قال: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إِلهَ إِلا الله، يفعلُ ما يُريد، اللهم أنت الله، لا إِله إِلا أنتَ الغنيُّ، ونحن الفقراء، أنْزِلْ علينا الغيث، واجعلْ ما أنزلت لنا قوةً وبلاغاً إِلى حين، ثم رفع يده (1) ، فلم يترك الرفع حتى بدا بياضُ إِبطيْه، ثم حوَّل إِلى الناسِ ظهره، وقَلَبَ - أو حوَّل - رداءه، وهو رافع يده (2) ، ثم أقبل على الناس، ونزل فصلَّى ركعتين، فأنشَأَ اللهُ سحابة، فرَعَدت وبَرَقَت، ثم أمْطَرَتْ بإِذن الله، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالت السيول، فلما رأى سُرْعَتَهُم إِلى الكِنِّ ضحك حتى بدت نواجذُه، فقال: أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيء قَدير، وأَنِّي عبدُ اللهِ ورسولُهُ» . أخرجه أبو داود (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إبَّان) الشيء: وقته وأوانه. (بلاغاً) : البلاغ: ما يُتَبَلَّغ به، ويتوصل به إلى الشيء المطلوب. (الكِنَّ) : ما يرُدُّ الحرَّ والبرد من الأبنية والمساكن.   (1) في أبي داود المطبوع: ثم رفع يديه. (2) في أبي داود المطبوع: وهو رافع يديه. (3) رقم (1173) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، وإسناده حسن، قال أبو داود: وهذا حديث غريب، وإسناده جيد، أهل المدينة يقرؤون: {ملك يوم الدين} وإن هذا الحديث حجة لهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1173) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا خالد بن نزار، قال: حدثني القاسم بن مبرور، عن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وقال أبو داود: هذا حديث غريب إسناده جيد. الحديث: 4290 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 204 4291 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «إن قريشاً أبطؤوا عن الإسلامِ، فدعا عليهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخذتْهم سَنَة، حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميْتةَ، والعِظَامَ، فجاءه أبو سفيان، فقال: يا محمد، جئتَ تأمر بِصِلَة الرحِم، وَإِن قَومَك هلكُوا، فادْعُ اللهَ [لهم] ، فقرأ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تأتي السَّماءُ بِدُخَانٍ مُبينٍ} [الدخان: 10] ثم عادوا إِلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى} [الدخان: 16] يوم بدر» . زاد في رواية: «فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسُقُوا الغَيْثَ، فأطْبَقَتْ عليهم سبعاً، وشكا الناسُ كثرةَ المطر، قال: اللهم حوالينا، ولا علينا، فانحدرتِ السحابةُ عن رأسه، فسُقوا الناسُ (1) حولَهم» . وفي رواية: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لما رأى من الناس إِدْباراً قال: اللهم سبعاً كسبع يوسف، فأخذتهم سَنة حَصَّتْ كل شيء (2) ، حتى أكلوا الجلودَ والميتة والجِيَف ... » وذكر الحديث. وقد تقدَّم ذِكْره في تفسير (سورة الدخان) من كتاب التفسير، من [ص: 207] حرف التاء، وقد أَخرج الحديث البخاري ومسلم، والترمذي، والرواية الأولى ذكرها البخاري، والمعنى متفق، فلذلك أعلمنا العلائم الثلاث (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَصَّ) : ريش الطائر: إذا حلقه، فشبه هلاك نبات الأرض بالجدب بحلق ريش الطائر.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 2 / 425: كذا في جميع الروايات في الصحيح: بضم السين والقاف وهو على لغة بني الحارث، وفي رواية البيهقي المذكورة: فأسقى الناس حولهم. (2) أي: استأصلت كل شيء. (3) رواه البخاري 8 / 439 في تفسير سورة حم الدخان، باب {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} ، وفي الاستسقاء، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اجعلها عليهم سنين كسني يوسف "، وباب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط، وفي تفسير سورة يوسف، باب {وراودته التي هو في بيتها} ، وفي تفسير سورة الروم، وفي تفسير سورة ص، ومسلم رقم (2798) في صفات المنافقين، باب الدخان، والترمذي رقم (3251) في التفسير، باب ومن سورة الدخان، وقد تقدم الحديث برقم (800) في تفسير سورة حم الدخان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 4291 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 206 4292 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يرفع يديه في شيء من دعائه إِلا في الاستسقاء، فإِنَّهُ كان يرفع حتى يُرَى بياضُ إِبطيه» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه في الدعاء حتى يُرى بياضُ إِبطيه» . وفي أخرى: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَسقَى، فأشار بظهر كَفَّيه إِلى السماء» . [ص: 208] وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان لا يرفع يديه ... وذكر الرواية الأولى» . وله في أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يستسقي هكذا، ومدَّ يَديْهِ، وجعل بُطُونهما مما يلي الأرض، حتى رأيتُ بياض إبطيه» . وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى إِلى قوله: «في الاستسقاء» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 429 في الاستسقاء، باب رفع الإمام يده في الاستسقاء، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (895) في الاستسقاء، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء، وأبو داود رقم (1170) و (1171) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، والنسائي 3 / 158 و 159 في الاستسقاء، باب كيف يرفع، وفي قيام الليل، باب ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/181) ، ومسلم (3/24) قال: حدثنا محمد بن المثنى. والنسائي (3/158) قال: أخبرني شعيب بن يوسف. ثلاثتهم - ابن حنبل، وابن المثنى، وشعيب - عن يحيى بن سعيد. 2- وأخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر. 3- وأخرجه الدارمي (1543) قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا عبدة. 4- وأخرجه البخاري (2/39) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وابن أبي عدي. 5- وأخرجه البخاري (4/231) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد. وأبو داود (1170) . وابن ماجة (1180) قالا: حدثنا نصر بن علي. والنسائي في الكبرى (1347) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، وابن خزيمة (1791) قال: حدثنا بشر بن معاذ. أربعتهم - عبد الأعلى، ونصر، وحميد، وبشر - عن يزيد بن زريع. 6- وأخرجه مسلم (3/24) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، وعبد الأعلى. ستتهم - يحيى، وابن جعفر، وعبدة، وابن أبي عدي، وابن زريع، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره. وعن ثابت، عن أنس، قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء» . قال شعبة: فقلت لثابت: أنت سمعته من أنس؟ قال: سبحان الله. قلت: سمعته؟ قال: سبحان الله. أخرجه النسائي (3/249) وفي الكبرى (1345) . وابن خزيمة (1411) قال النسائي: أخبرنا، وقال ابن خزيمة: حدثنا محمد بن بشاو، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن ثابت، فذكره. وبلفظ: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استسقى بشار بظهر كفيه إلى السماء» . أخرجه أحمد (3/153) . وعبد بن حميد (1338) ومسلم (3/24) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - عبد، وأحمد بن حنبل - قالا: حدثنا الحسن بن موسى. وأخرجه أحمد (3/241) قال: حدثنا مؤمل. وعبد بن حميد (1293) قال: حدثنا يونس بن محمد. وأبو داود (1171) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا عفان. وابن خزيمة (1412) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج. خمستهم - الحسن بن موسى، ومؤمل، ويونس، وعفان، وحجاج - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. * أخرجه أحمد (3/123) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض» . وبلفظ: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه في الاستسقاء» . أخرجه البخاري في رفع اليدين (84) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 4292 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 207 4293 - (د ت س) عُمير مولى آبي اللحم (1) - رضي الله عنه -: «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- يستسقي عند أحجار الزَّيت قريباً من الزَّوْراء، قائماً يدعو يستسقي، رافعاً يديه قِبل وجهه، لا يُجاوز بهما رأْسه» . أخرجه أبو داود. وأخرجه الترمذي عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم، وقال: كذا قال قتيبة في هذا الحديث عن آبي اللحم، قال: [ولا يعرف له عن النبيِّ [ص: 209] صلى الله عليه وسلم- إِلا هذا الحديث الواحد] وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أحاديث، وله صحبة (2) . ولفظ الترمذي: «أنه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عند أحجارِ الزيتِ يستَسقِي وهو مُقْنِع بكفَّيهِ يدعو» . وأخرجه النسائي مثل الترمذي رواية ولفظاً (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُقْنِع) : أقنع الرجل يديه: إذا رفعهما، وكذلك أقنع رأسه.   (1) هو آبي اللحم الغفاري، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: خلف، وقيل: الحويرث، وله صحبة وإنما قيل له: آبي اللحم، لأنه كان لا يأكل ما ذبح على الأصنام، له عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، روى عنه عمير مولاه وله صحبة أيضاً. (2) وقد رواه أحمد في " المسند " 5 / 223 عن قتيبة نفسه من حديث " عمير مولى آبي اللحم " ولم يذكر " عن آبي اللحم " وذكر الحديث في " مسند عمير " فلعل قتيبة لم يحفظ هذا الحديث جيداً، فكان يرويه مرة هكذا، ومرة هكذا، وقد أخطأ في إسناده خطأ آخر، إذ جعل الرواية عن يزيد بن عبد الهاد عن عمير مباشرة، والصواب أن يزيد رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عمير كما في رواية أحمد وأبي داود من طريق حيوة وعمر بن مالك عن ابن الهاد. (3) رواه أبو داود رقم (1168) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، والترمذي رقم (557) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، والنسائي 3 / 159 في الاستسقاء، باب كيف يرفع، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 223، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/223) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال حيوة. (ح) وحدثنا هارون، قال: حدثنا ابن وهب، عن رجل وعمر بن مالك. وأبو داود (1168) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: أخبرنا ابن وهب، عن حيوة وعمر بن مالك. كلاهما - حيوة، وعمر بن مالك - عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، فذكره. * أخرجه أحمد (5/223) والترمذي (557) . والنسائي (3/158) . ثلاثتهم - عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند أحجار الزيت الحديث. * وأخرجه أحمد (5/427) قال: حدثنا يزيد. والبخاري في رفع اليدين (89) . وأبو داود (1172) قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم. كلاهما - يزيد، ومسلم - قالا: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، قال: أخبرني من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند أحجار الزيت باسطا كفيه. وبنحوه أخرجه أحمد قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا محمد بن زيد ابن المهاجر بن قنفذ، فذكره. وعن أبي اللحم. أخرجه أحمد (5/223) ، والترمذي (557) ، والنسائي (3/158) قال أحمد والترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله عن عمير مولى آبي الحم، فذكره. * قوله: عن أبي اللحم، سقط من المطبوع من مسند أحمد، انظر أطراف المسند الورقة (2-ب) وجامع المسانيد والسنن الورقة (4-ب) . الحديث: 4293 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 4294 - (د) محمد بن إبراهيم التيمي - رحمه الله -: قال: «أَخبرني مَن رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كَفَّيه» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1172) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1172) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، فذكره. الحديث: 4294 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 209 4295 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «رأيتُ [ص: 210] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُواكي، فقال: اللهم اسْقِنا غيثاً مغيثاً مَريئاً مَريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، قال: فأطبقت عليهم السماءُ» أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا استسقى قال: اللهم اسْقِ بلادَك، وارْحَمْ عبادك، وانْشُرْ رحمتَك، وأَحْي بَلَدَكَ الميت، اللهم اسْقِنا غيثاً مريئاً مريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير رائث، قال: وكان إِذا استَسقى يمد يديه ويجعل بطونَهما مما يلي الأرض، ويرفع حتى أرى بياض إِبطيه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُوَاكي) : الذي جاء في كتاب سنن أبي داود وهو الذي أخرج هذا الحديث عن جابر قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بواكي» (3) هكذا جاء في الكتاب فيما قرأناه، وبحثت عنه في نسخ أخرى، فوجدته كذلك، والذي جاء في «معالم السنن» للخطابي، قال جابر: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يواكي» بياء معجمة من تحت بنقطتين، قال: ومعناه: التحامل على يديه إذا رفعهما [ص: 211] ومدهما في الدعاء، ومنه التوكؤ على العصا، وهو التحامل عليها. (مَرِيئاً) : المريء: الذي يُمْرِئ، يقال: مَرَأَني الطعام وأمرأني. قال الفراء: يقال: هنأني الطعام ومرأني، فإذا أتبعوها «هنأني» قالوا: «مَرَأني» بغير ألف، فإذا أفردوها قالوا: «أَمْرَأني» . (مَرِيعاً) : قال الخطابي: يروى على وجهين، بالياء والباء، فمن رواه بالياء جعله من المَرَاعة وهي الخِصْب، يقال منه: مَرَعَ المكان: إذا أخصب، فهو مَريع، بوزن: قتيل، ومن رواه بالباء، فمعناه: مُنْبِتاً للربيع، يقال: أَرْبَع الغيث يُرْبع، فهو مربِع، بوزن: مُكْرِم. (رَاث) علينا الأمر: إذا أبطأ فهو رائث.   (1) رقم (1169) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، وإسناده صحيح. (2) الشطر الأول من هذه الرواية رواه مالك وأبو داود كما سيأتي في الحديث الذي بعده، والشطر الثاني في الرواية التي قبله من حديث جابر رضي الله عنه رقم (4295) ، ورواه أيضاً ابن ماجة في الاستسقاء رقم (1269) و (1270) ، وهو حديث صحيح، والشطر الأخير رواه البخاري وأبو داود وغيرهما، وقد تقدم من حديث أنس رضي الله عنه برقم (4292) . (3) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة: أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (1125) وأبو داود (1169) قال: حدثنا ابن أبي خلف. وابن خزيمة (1416) قال: حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن أبحر. ثلاثتهم - عبد بن حميد، وابن أبي خلف، وعلي بن الحسين - قالوا: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، قال: حدثنا مسعر بن كدام، عن يزيد الفقير، فذكره. الحديث: 4295 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 209 4296 - (ط د) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول إِذا استسقى: اللهم اسْقِ عبادَك وبهائِمكَ، وانشُرْ رَحمتَكَ وأَحْيِ بَلدَكَ الميت» . أخرجه الموطأ، وأبو داود، إِلا أن الموطأ لم يذكر: عن أبيه، عن جده (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 190 و 191 في الاستسقاء، باب ما جاء في الاستسقاء مرسلاً من حديث يحيى ابن سعيد عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر الحديث، وقد وصله أبو داود رقم (1176) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، من حديث يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1176) قال: حدثنا سهل بن صالح، قال: حدثنا علي بن قادم، قال: أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه فذكره. * أخرجه مالك الموطأ صفحة (135) وأبو داود (1176) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول، فذكره. مرسلا. الحديث: 4296 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 211 4297 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن عمرَ بنَ الخطاب [ص: 212] كان إِذا قَحَطوا استسقى بالعباس، فقال: اللهم إِنا كُنا نَتوسَّلُ إِليكَ بنبيِّكَ فَتَسْقِيَنا، وإِنا نتوسَّلُ إِليكَ بِعَمِّ نبيِّك - صلى الله عليه وسلم- فاسْقِنا فيُسْقَوْن» . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 4 / 413 في الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر العباس بن عبد المطلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/34 و 5/25) قال: حدثنا الحسن بن محمد. وابن خزيمة (1421) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما - الحسن، ومحمد - قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 4297 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 211 4298 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «ربما ذَكَرتُ قولَ الشاعر - وأنا أنظرُ إِلى وجه رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يَسْتَسْقِي، فما ينزلُ حتى يجيِشَ كُلُّ ميزاب: وَأبْيَضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه ... ثمال اليتامَى عِصمة للأرامل» وهو قول أبي طالب (1) . وفي رواية عبد الله بن دينار، قال: «سمعتُ ابنَ عمر يتمثَّلَ بشعر أبي طالب ... » وذَكر البيت. أخرجه البخاري (2) . [ص: 213] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَجِيش) : جاش الوادي: إذا دفق جريه وزخر، وكذلك جاش الميزاب يجيش: إذا تدفق بالماء. (ثِمال اليتامى عِصمة للأرامل) : الثِّمال: الملجأ. والذي يعتمد عليه في الأمور، والأرامل: جمع أرملة، وهي المرأة التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيباً، تزوجت أو لم تتزوج، وكذلك الأرمل: الرجل، وعِصْمَتُهنَّ: ما يعتصمن به: أي يستوثقن به، ويركن إليه.   (1) 2 / 411 - 413 تعليقاً في الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، فقال: وقال عمر بن حمزة: حدثنا سالم عن أبيه ... الخ. قال الحافظ في " الفتح ": قوله: وقال عمر بن حمزة، أي: ابن عبد الله بن عمر، وسالم شيخه هو عمه، وعمر مختلف في الاحتجاج به، وكذلك عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المذكور في الطريق الموصولة - يعني التي بعدها - فاعتضدت إحدى الطريقين بالأخرى، وهو من أمثلة إحدى قسمي الصحيح، كما تقرر في علوم الحديث، وطريق عمر بن حمزة المعلقة وصلها أحمد وابن ماجة والإسماعيلي من رواية أبي عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي عنه. (2) رواه البخاري 2 / 410 و 412 في الاستسقاء، باب سؤال الإمام الاستسقاء إذا قحطوا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/93) (5673) . وابن ماجة (1272) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن الأزهر - قالا: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو عقيل، وهو عبد الله بن عقيل، قال: حدثنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: حدثنا سالم، فذكره. والبخاري تعليقا (1009) قال: وقال عمر بن حمزة، قال: حدثنا سالم، فذكره. أما رواية ابن دينار فأخرجها البخاري (1008) مسند، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو قتيبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4298 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 212 4299 - (ط) أنس بن مالك - رحمه الله -: بلغه: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: إِذا أنشأت بَحْريَّة (1) ثم تشاءَمَتْ: فتلك عَيْن غُدَيقة» . أَخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنشأت بحريَّة) : نشأت، وأنشأت: ابتدأت. وأراد بالبحرية: السحاب، وخصها بالبحر، لأن البحر عن المدينة في الجهة اليمانية، وهي الجنوب. [ص: 214] (تشاءمت) : أي قصدت الشام، وهو الجانب الذي تهب منه الشمال. (عين غُدَيْقَة) : غُدَيْقَة: تصغير غَدَقة: أي كثيرة الماء.   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": أي ظهرت سحابة بحرية، ورواه الشافعي [بحرية] بالنصب، كما أفاده أبو عمر، أي على الحال. (2) 1 / 192 بلاغاً في الاستسقاء، باب الاستمطار بالنجوم، وإسناده معضل، قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أعرفه في وجه من الوجوه في غير الموطأ، إلا ما ذكره الشافعي في " الأم " عن محمد بن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أنشأت بحرية ثم استحالت شامية فهو أمطر لها، قال: وابن أبي يحيى وإسحاق ضعيفان لا يحتج بهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (453) بلاغا. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/549) قال ابن عبد البر: لا أعرف هذا الحديث بوجه في غير الموطأ إلا ما ذكره الشافعي في الأم عن محمد بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نشأت بحرية ثم استحالت سامية فهو أمطر لها» . قال: وابن أبي يحيى وإسحاق ضعيفان لا يحتج بهما. الحديث: 4299 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 213 4300 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا رَأَى المطر قال: اللهم اجعَلهُ صيِّباً نافعاً» . أخرجه البخاري، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صَيِّباً) : الصَّيِّب: المطر المدرار الدافق.   (1) رواه البخاري 2 / 430 في الاستسقاء، باب ما يقال إذا أمطرت، والنسائي 3 / 164 في الاستسقاء، باب القول عند المطر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 4300 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 214 4301 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «أصابنا - ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَطَر، فحَسَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثوبَه، حتى أصابه من المطر، قلنا: يا رسول الله لِمَ صنَعتَ هذا؟ قال: إِنَّهُ حديث عَهْد بربِّه» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5100) في الأدب، باب ما جاء في المطر، وإسناده صحيح، وقد أبعد المصنف النجعة، فالحديث في صحيح مسلم رقم (898) في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الاستسقاء الصلاة (191:6) عن يحيى بن يحيى. وأبو داود في الأدب (114) عن قتيبة بن سعيد، ومسدد، والنسائي في الصلاة في الكبرى عن قتيبة به، والحاكم من حديث النسائي في رواية أبي بكر محمد بن معاوية بن الأحمر عنه، ولم يذكره أبو القاسم. كلهم عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، فذكره. تحفة الأشراف (1/105) . الحديث: 4301 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 214 الفصل الثالث: في صلاة الجنائز ، وفيه عشرة فروع الفرع الأول: في عدد التكبيرات 4302 - (خ م س ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَعَى النجاشيَّ اليومَ الذي مات فيه، وخرجَ بهم إِلى المُصلَّى، فصفَّ بهم، وكبَّر عليه أربعَ تكبيرات» . وفي رواية: «نَعَى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- النجاشيَّ صاحبَ الحبشة [في] اليوم الذي مات فيه، وقال: استغفروا لأخيكم» ، ولم يزد على هذا. أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. وأخرج الأُولى الموطأ، والترمذي، وأبو داود (1) . [ص: 216] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَعَى) النَّعْيُ والنَّعِيُّ: خبر الميت.   (1) رواه البخاري 3 / 92 في الجنائز، باب الرجل ينعى إلى الميت بنفسه، وباب الصفوف على الجنازة، وباب الصلاة على الجنازة بالمصلى والمسجد، وباب التكبير على الجنازة أربعاً، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب موت النجاشي، ومسلم رقم (951) في الجنائز، باب في التكبير على الجنازة، والموطأ 1 / 226 و 227 في الجنائز، باب التكبير على الجنائز، وأبو داود رقم (3204) في الجنائز، باب في الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك، والترمذي رقم (1022) في الجنائز، باب ما جاء في التكبير على الجنازة، والنسائي 4 / 72 في الجنائز، باب عدد التكبير على الجنازة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/280) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/529) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. والبخاري (2/111) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (5/65) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن صالح. ومسلم (3/54) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. (ح) وحدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والنسائي (4/26 و94) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (4/70) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر. أربعتهم - معمر، ومحمد بن أبي حفصة، وعقيل بن خالد، وصالح بن كيسان - عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وابن المسيب، فذكراه. * أخرجه مالك الموطأ (157) . وأحمد (2/230) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا معمر. وفي (2/289) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/348) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن إسحاق. وفي (2/438 و439) قال: حدثنا يحيى، عن مالك. وفي (2/479) قال: حدثنا وكيع، عن زمعة، يعني ابن صالح المكي. والبخاري (2/92) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي (2/109) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد ابن زريع. قال: حدثنا معمر. وفي (2/111) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (2/112) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (5/65) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن صالح. ومسلم (3/54) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وأبو داود (3204) قال: حدثنا القعنبي. قال: قرأت على مالك بن أنس. وابن ماجة (1534) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمرا. والترمذي (1022) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا معمر. والنسائي (4/69) قال: أخبرنا سويد ابن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن مالك. وفي (4/72) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. سبعتهم - مالك، ومعمر، وعبيد الله، ومحمد بن إسحاق، وزمعة بن صالح، وعقيل، وصالح - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكر نحوه، وفيه: «أن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، صف بهم في المصلى، فصلى عليه، وكبر أربعا» . ليس فيه أبو سلمة. * الروايات مطولة ومختصرة. * وأخرجه الحميدي (1023) وأحمد (2/241) . والنسائي (4/94) قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وقتيبة - قالوا: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: «لما مات النجاشي. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: استغفروا له» . ليس فيه: سعيد بن المسيب.» . الحديث: 4302 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 215 4303 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى على أَصْحَمَةَ النجاشيّ، فكبَّر عليه أَربعاً» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 163 في الجنائز، باب التكبير على الجنازة أربعاً، وباب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام، وباب الصفوف على الجنازة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب موت النجاشي، ومسلم رقم (952) في الجنائز، باب في التكبير على الجنازة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/361 و 363) قال: حدثنا عفان. والبخاري (2/112) قال: حدثنا محمد بن سنان، وفي (5/65) ومسلم (3/54) قالا - البخاري، ومسلم:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. ثلاثتهم - عفان، ومحمد بن سنان، ويزيد - عن سليم بن حيان، قال: حدثنا سعيد بن ميناء، فذكره. الحديث: 4303 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 4304 - (م د ت س) عبد الرحمن بن أبي ليلى: قال: «كان زيد بن أرْقم يكبِّر على جنائزنا أَربعاً، وإِنَّهُ كَبَّر على جنازة خمساً، فسألناه فقال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يكبِّرها» . أخرجه مسلم، وأَبو داود، والترمذي. وفي رواية النسائي: «أن زيد بن أرقم صلَّى على جنازة، فكبَّر عليها خمساً، وقال: كبَّرها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (957) في الجنائز، باب الصلاة على القبر، وأبو داود رقم (3197) في الجنائز، باب التكبير على الجنازة، والترمذي رقم (1023) في الجنائز، باب ما جاء في التكبير على الجنازة، والنسائي 4 / 72 في الجنائز، باب عدد التكبير على الجنازة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/367) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/372) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (3/56) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، ابن بشار، قالوا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (3197) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وابن ماجة (1505) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: دحثنا محمد بن جعفر، (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا بن أبي عدي، وأبو داود. والترمذي (1023) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (4/72) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. خمستهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، وأبو الوليد، وابن أبي عدي، وأبو داود - عن شعبة، قال: حدثني عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/371) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا جعفر الأحمر، عن عبد العزيز بن حكيم، فذكره. * وجاء في مسند أحمد (4/370) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، فذكره. الحديث: 4304 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 4305 - (خ) حميد بن عبد الرحمن: قال: «صلَّى بنا أنس، [ص: 217] فكبَّر ثلاثاً، وسلَّم، فقيل له، فاستقبل القبلةَ، وكبَّر الرابعة، ثم سلَّم» . أَخرجه البخاري في ترجمة الباب (1) .   (1) رواه البخاري تعليقاً 3 / 162 في الجنائز، باب التكبير على الجنازة أربعاً، قال الحافظ في " الفتح " لم أره موصولاً من طريق حميد، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أنه كبر على جنازة ثلاثاً ثم انصرف ناسياً، فقالوا: يا أبا حمزة إنك كبرت ثلاثاً، فقال: صفوا، فصفوا، فكبر الرابعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الجنائز باب التكبير على الجنازة أربعا. وقال الحافظ في الفتح (3/241) : لم أره موصولا من طريق حميد، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أنه كبر على جنازة، ثلاثا ثم انصرف ناسيا، فقالوا: يا أبا حمزة إنك كبرت ثلاثا، فقال: صفوا فصفوا، فكبر الرابعة. وروي عن أنس الاقتصار على ثلاث. قال ابن أبي شيبة، حدثنا معاذ بن عمران بن جرير قال: عن يحيى ابن أبي إسحاق قال: قيل لأنس إن فلانا كبر ثلاثا. فقال: وهل التكبير إلا ثلاثا؟ انتهى. الحديث: 4305 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 4306 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كَبَّرَ على جنازة، فرفع يديه مع أول تكبيرة، وضع اليمنى على اليسرى» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1077) في الجنائز، باب ما جاء في رفع اليدين على الجنازة، وإسناده ضعيف، ولكن صحيح المعنى، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الرفع في غير التكبيرة الأولى، وهو قول سفيان الثوري، وأهل الكوفة، وبه أخذ الحنفية وغيرهم. وقال بعض أهل العلم: يرفع المصلي على الجنازة يديه في كل تكبيرة، وهو قول عبد الله بن المبارك، والشافعي، وإسحاق تبعاً لبعض الصحابة، وقاسه بعضهم على الرفع في تكبيرات الانتقال في الصلوات الخمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (1077) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق، عن يحيى بن يعلى، عن أبي فروة، يزيد بن سنان، عن زيد، وهو ابن أبي أنيسة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب. لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 4306 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 217 4307 - (خ) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «صلَّى على سهل بن حُنيف، فكبَّر، وقال: إِنَّهُ شَهِدَ بدْراً» . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 245 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، قال الحافظ في " الفتح ": كذا في الأصول لم يذكر عدد التكبير، وقد أورده أبو نعيم في " المستخرج " من طريق البخاري بهذا الإسناد، فقال فيه: " كبر خمساً "، وأخرجه البغوي في " معجم الصحابة " عن محمد بن عباد بهذا الإسناد والإسماعيلي والبرقاني والحاكم من طريقه فقال: " ستاً "، وكذا أورده البخاري في " التاريخ " عن محمد بن عباد، وكذا أخرجه سعيد منصور عن ابن عيينة، وأورده بلفظ " خمساً "، زاد في رواية الحاكم: التفت إلينا فقال: إنه من أهل بدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/106) قال: حدثني محمد بن عباد، قال: أخبرنا ابن عيينة، قال: أنفذه لنا ابن الأصبهاني، سمعه من ابن معقل، فذكره. الحديث: 4307 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 217 الفرع الثاني: في القراءة والدعاء 4308 - (خ ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب» (1) . وفي رواية عن طلحة بن عبد الله بن عوف: «أنَّ ابنَ عباس صلَّى على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، فقلت له، فقال: إِنَّهُ من السُّنَّةِ - أو تمام السُّنَّةِ -» . أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود الثانية. وأخرج البخاري قال: «صَلَّيْتُ خلفَ ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، وقال: لِتَعْلَموا أنها سُنَّة» . قال الترمذي في الرواية الأولى: إِن إِسنادها ليس بالقوي، والصحيح: أنه موقوف. وفي رواية النسائي قال: «صلَّيتُ خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، وجَهَرَ حتى أسمعنا، فلما فرغ أخذتُ بيده، [ص: 219] فسألته؟ فقال: سُنَّة وحقٌّ» (2) .   (1) هذه الرواية المرفوعة، من رواية الترمذي، وهي ضعيفة كما قال الترمذي، والصحيح عن ابن عباس قوله في الرواية الثانية: من السنة القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب. (2) رواه البخاري 3 / 164 في الجنائز، باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة، وأبو داود رقم (3198) في الجنائز، باب ما يقرأ على الجنازة، والترمذي رقم (1026) في الجنائز، باب ما جاء في القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب، والنسائي 4 / 74 و 75 في الجنائز، باب الدعاء. قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول الشافعي، وأحمد، وإسحاق. أقول: وهو الصواب، لقول ابن عباس: إنه من السنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/112) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/112) وأبو داود (3198) قالا - البخاري، وأبو داود: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (1027) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان والنسائي (4/74) قال: أخبرنا الهيثم بن أيوب، قال: حدثنا إبراهيم وهو ابن سعد وفي (4/75) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله بن عوف. فذكره. في رواية إبراهيم بن سعد، زاد: «فقرأ بفاتحة الكتاب، وسورة، وجهر، حتى أسمعنا» . وأخرجه ابن ماجة (1495) . والترمذي (1026) قالا: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا ربراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، فذكره. ولفظ الباب لهما. الحديث: 4308 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 218 4309 - (س) أبو أمامة - رضي الله عنه -: قال: «السُّنَّة في الصلاة على الجنازة: أن تقرأ في التكبيرة الأُولى بأمِّ القرآن مُخَافَتَة، ثم تكبِّر ثلاثاً، والتسليم عند الآخرة» . وعن الضحَّاك بن قيس بنحو ذلك أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 75 في الجنائز، باب الدعاء، وإسناده صحيح، وصححه النووي، والحافظ ابن حجر وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/75) قال: أخبرنا قتيبة، قال:حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن محمد ابن سويد الدمشقي الفهري، فذكره. ذكره المزي في تحفة الأشراف حديث رقم (4974) وقد تعقبه ابن حجر في النكت الظراف فقال: وقد خالف الليث فيه سندا متنا: يونس بن يزيد وشعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، وهما أحفظ الناس لحديث الزهري، فزادا في السندين، وساقا المتن أتم مما ساقه الليث، أما رواية يونس، فأخرجها البيهقي في السنن الكبرى. وأما رواية شعيب: فأخرجها الطبراني في مسند الشاميين. والطحاوي. كلاهما من رواية شعيب. كلاهما - يونس، وشعيب - عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف. قال الزهري: وكان من أكابر الأنصار وعلمائهم، ومن أبناء الذين شهدوا بدرا أنه أخبره رجال من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة على الجنازة، أن يكبر الإمام، ثم يقرأ أم القرآن بعد التكبيرة الأولى سرا في نفسه، ثم صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الثانية ... الحديث لفظ يونس - وأول حديث شعيب: أن السنة في الصلاة على الجنازة فذكر مثله، وزادا جميعا: قال ابن شهاب: أخبرني أبو أمامة بذلك، وسعيد بن المسيب يسمع، فلم ينكر عليه، فذكرت لمحمد بن سويد الذي ذكر لي أبو أمامة، فقال: وأنا سمعت الضحاك بن قيس، يحدث عن حبيب بن مسلمة في صلاة صلاها على الميت، مثل الذي أخبر أبو أمامة. الحديث: 4309 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 219 4310 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أن عبد الله بن عمر كان لا يقرأ في الصلاة على الجنازة (1) » . أخرجه الموطأ (2) .   (1) أي: لا يقرأ فاتحة الكتاب، وإنما يكتفي بالدعاء والثناء، وهو قول سفيان الثوري وغيره من أهل الكوفة. (2) 1 / 228 في الجنائز، باب ما يقول المصلي على الجنازة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (538) عن نافع فذكره. الحديث: 4310 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 219 4311 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذا صلَّيتُمْ على الميتِ فأخْلِصُوا لَهُ الدعاء» . أَخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (3199) في الجنائز، باب الدعاء للميت، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1497) في الجنائز، باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، لكن أخرجه ابن حبان من طريق آخر، رقم (754) موارد في الجنائز، باب الإيذان بالميت والصلاة عليه، وقد صرح عنده محمد بن إسحاق بالتحديث، فزال تدليسه، وثبت الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3199) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني. وابن ماجة (1497) قال: حدثنا أبو عبيد، محمد بن عبيد بن ميمون المديني. كلاهما - عبد العزيز، وأبو عبيد - عن محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4311 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 219 4312 - (ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال أبو سعيد المقبري: «إِنَّهُ سأل أبا هريرة: كيف يُصَلَّى على الجنازة؟ فقال أبو هريرة: أنا لعمرُ الله أُخبِرك: اتَّبِعُها من عند أهلها، فإذا وُضِعَت كَبَّرتُ، وحمِدتُ الله، وصلَّيتُ على نبيه، ثم أقول: اللهم [إِنَّه] عبدُك وابنُ عبدك وابنُ أمتك، كان يشهد أن لا إِله إِلا أنت، وأن محمداً عبدُك ورسولُك، وأنت أعْلَمُ به مني، اللهم إِن كان مُحْسِناً فزِدْ في إحسانه، وإن كان مُسِيئاً فتجاوَزْ عن سيئاته، اللهم لا تَحْرِمْنا أجرَه، ولا تَفْتِنَّا بعدَه» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 228 في الجنائز، باب ما يقول المصلي على الجنازة، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً إسماعيل ابن إسحاق القاضي في " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " رقم (93) طبع المكتب الإسلامي من طريق بنفس السند. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (536) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه، فذكره. الحديث: 4312 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 220 4313 - (م ت س) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على جنازة، فحفظنا من دعائه: اللهم اغفِر له وارْحَمْه، وعافِهِ واعفُ عنه، وأكْرِم نُزُلَهُ، ووسِّعْ مَدْخَلَه، واغسله بالماء والثلج والبَرَد، ونَقِّه من الخَطَايا كما يُنَقَّي الثَّوبُ الأبْيَضُ من الدَّنَس، وأَبْدِلْه داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوْجاً خيراً من زوجِه، وأدْخِلْه الجَنَّةَ، وأعِذْهُ من القبر، أو من عذاب النار» . قال عوف: حتى تَمنَّيتُ أن أَكونَ [أنا] ذلك الميت. [ص: 221] زاد في رواية: «لدعاء رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- له» ، وفيها: «بِماء وثلج وبَرَد» . أخرجه مسلم. واختصره الترمذي، قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي على ميت، ففهمت من صلاته عليه: اللهم اغفِرْ لَهُ وارْحَمْهُ، واغْسِلْهُ بالبَرَد كما يُغْسَل الثوبُ» . وأَخرج النسائي مثل مسلم. وله في أُخرى: «وَنَجِّه من النار - أَو قال: من عذاب القبر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُزُلَه) النُّزُل: ما يعد للضيف من طعام وشراب ونحوه. (بماء الثَّلْج والبَرَد) : هذا مبالغة في التنظيف، وقد تقدم تفسيره مستوفى في الدعوات من حرف الدال (2) .   (1) رواه مسلم رقم (963) في الجنائز، باب الدعاء للميت في الصلاة، والترمذي رقم (1025) في الجنائز، باب ما يقول في الصلاة على الميت، والنسائي 4 / 73 في الجنائز، باب الدعاء. (2) انظر الجزء الرابع صفحة (345) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/23) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية، عن حبيب ابن عبيد. وفي (6/28) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير. ومسلم (3/59) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن حبيب بن عبيد. (ح) قال معاوية: وحدثني عبد الرحمن بن جبير. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا معاوية بن صالح. بالإسنادين جميعا، نحو حديث ابن وهب. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن عيسى بن يونس. عن أبي حمزة الحمصي (ح) وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي. قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي حمزة بن سليم، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وابن ماجة (1500) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا فرج بن فضالة، قال: حدثني عصمة بن راشد، عن حبيب بن عبيد. والترمذي (1025) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. والنسائي (1/51 و 4/73) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن حبيب بن عبيد الكلاعي. وفي (4/73) وعمل اليوم والليلة (1087) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي حمزة بن سليم، عن عبد الرحمن بن جبير. كلاهما - حبيب بن عبيد، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير - عن جبير بن نفير، فذكره. الحديث: 4313 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 220 4314 - (د) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -: قال: «صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على رجل من المسلمين، فسمعته يقول: اللهم إِنَّ فلان بن فلان في ذِمَّتك» زاد في رواية: «وحَبْلِ جِوارِكَ - فَقِهِ مِن فِتْنَة القبر، وعذاب النَّارِ، وأنتَ أهلُ الوَفاءِ والحق، اللهم اغفِرْ له وارْحَمْهُ، إِنَّكَ أنتَ الغفورُ [ص: 222] الرحيمُ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذِمَّتك) : الذِّمَّة والذِّمام: الضمان، تقول: فلان في ذمتي: أي في ضماني وقيل: الذِّمة والذِّمام: الأمان والعهد. (حَبْل جِوَارك) : الحبل: العهد والأمان، ومنه قوله تعالى: {واعْتَصِمُوا بحَبلِ اللهِ جَمِيعاً} [آل عمران: 103] أي: بعهده، وكان من عادة العرب أن يخيف بعضها بعضاً، فكان الرجل إذا أراد سفراً أخذ عهداً من سيد قبيلة، فيأمن بذلك ما دام في حدودها، حتى ينتهي إلى الآخرى، فيأخذ مثل ذلك، فهذا حبل الجوار.   (1) رقم (3202) في الجنائز، باب الدعاء للميت، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1499) في الجنائز، باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/491) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (3202) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. (ح) وحدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. وابن ماجة (1499) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. ثلاثتهم - علي، وعبد الرحمن، وإبراهيم بن موسى - عن الوليد بن مسلم. قال: حدثنا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، فذكره. الحديث: 4314 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 221 4315 - (ت س) أبو إبراهيم الأشهلي: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا صلى على الجنازة قال: اللهم اغْفِرْ لحيِّنا ومَيِّتنا وشاهدنا وغائبنا، وصَغِيرِنا، وكبيرِنا، وذكرِنا وأنثانا» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) . وقال الترمذي: ورواه أَبو سلمة بن عبد الرحمن عن أَبي هريرة عن النبيِّ [ص: 223] صلى الله عليه وسلم-، وزاد فيه: «اللهم من أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ على الإِسلامِ، وَمَن تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ على الإِيمانِ» . قال: وقد روي عن أبي سلمة مُرسلاً عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (1024) في الجنائز، باب ما يقول في الصلاة على الميت، والنسائي 4 / 74 في الجنائز، باب الدعاء، وأبو إبراهيم الأشهلي مجهول، ولكن يشهد له الحديثان اللذان بعده، فهو حسن. (2) رواه الترمذي عقب حديث أبي إبراهيم الأشهلي الذي قبله، والصحيح أنه مرسل، ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 358 في الجنائز، باب أدعية صلاة الجنازة، وله شاهد عند الحاكم من حديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها، فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/368) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال: حدثنا أيوب بن عتبة، عن يحيى ابن أبي كثير. وأبو داود (3201) قال: حدثنا موسى بن مروان الرقي، قال: حدثنا شعيب، يعني ابن إسحاق، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير. وابن ماجة (1498) قال: حدثنا سويد بن سعيد. قال: حدثنا علي بن مسهر، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم. والترمذي (1024) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا هقل بن زياد. قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1080) قال: أخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحاق. قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثنا يحيى. وفي (1081) قال: أخبرني أحمد بن بكار الحراني. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن إبراهيم - عن أبي سلمة، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. * قال أبو عيسى الترمذي: وروى هشام الدستوائي وعلي بن المبارك هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن النبي، -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، وروى عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وحديث عكرمة بن عمار غير محفوظ. وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى. وروي عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي، -صلى الله عليه وسلم- وسمعت محمدا يقول: أصح الروايات في هذا: حديث يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، وسألته عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه. الحديث: 4315 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 222 4316 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على جنازة، فقال: اللهم اغْفِرْ لحيِّنا ومَيِّتِنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذَكرنا وأُنْثَانا، وشاهِدِنا وغائبنا، اللهم من أحْيَيْتَه مِنا فأحْيه على الإيمان، ومن توفَّيْتَهُ منا فتوفَّهُ على الإِسلام، اللهمَّ لا تحرمنا أجْرَه، ولا تُضِلَّنا بعده» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3201) في الجنائز، باب الدعاء للميت، وهو حديث حسن، يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] انظر ما قبله. الحديث: 4316 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 223 4317 - (د) علي بن شماخ - وقيل: شماس: قال: «شهدتُ مَرْوانَ يسأل أبا هريرة: كيف سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي على الجنازة؟ قال: أَمَعَ الذي قلت؟ قال: نَعم - قال: كلام كان بينهما قبل ذلك - قال أبو هريرة: سمعتُه يقول: اللهم أنت ربُّها، وأنت خلقتَها، وأنت هديتَها إِلى الإِسلام، وَأَنت قبضتَ رُوحَها، وأَنت أعلم بسرِّها، وعلانيِتها، جئنا شفعاء، فاغفر لها (1) » . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: فاغفر له. (2) رقم (3200) في الجنائز، باب الدعاء للميت، وعلي بن شماخ لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وذكره الحافظ ابن حجر في " أمالي الأذكار " من طريق الطبراني في الدعاء، وقال: هذا حديث حسن، انظر " الفتوحات الربانية " لابن علان 4 / 176. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/363) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (3200) قال: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1078) قال: أخبرنا معاوية بن صالح. قال: حدثني عبد الرحمن بن المبارك. ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو معمر، وعبد الرحمن بن المبارك - عن عبد الوارث، عن أبي الجلاس عقبة بن سيار، عن علي بن الشماخ، فذكره. * أخرجه أحمد (2/345) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أبو الجلاس عقبة ابن سيار. قال: حدثني عثمان بن شماخ. قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة، فذكر نحوه. * وأخرجه أحمد (2/256) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/458) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1077) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد. كلاهما - يزيد، ومحمد بن جعفر - عن شعبة، عن الجلاس، عن عثمان بن شماس، قال: سمعت أبا هريرة، فذكر نحوه. * قال أبو داود: أخطأ شعبة في اسم علي بن شماخ، قال فيه: عثمان بن شماس. * وأخرجه عبد بن حميد (1450) قال: حدثني عبد الرحميم بن عبد الرحمن المحاربي ومعاوية بن عمرو. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1076) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. ثلاثتهم - عبد الرحيم بن عبد الرحمن، ومعاوية بن عمرو، وعبد الله بن المبارك - عن زائدة، عن يحيى ابن أبي سليم. قال: سمعت الجلاس يحدث قال: سأل مروان أبا هريرة، فذكر نحوه. قلت: فيه عثمان بن شماس، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 4317 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 223 4318 - (ط) سعيد بن المسيب: قال: «صليَّتُ وراءَ أبي هريرة على صبيّ لم يعملْ خطيئة قطُّ، فسمعته يقول: اللهم أعِذْهُ من عذاب القبر» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 228 في الجنائز، باب ما يقول المصلي على الجنازة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (537) عن يحيى بن سعيد، أنه قال: سمعت سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 4318 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 4319 - (خ) الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -: قال: «يُقْرَأُ على الطفل فاتحةُ الكتاب، ويقول: اللهم اجعله سَلَفاً وفَرَطاً وذُخراً وأجْراً» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَلَفاً وفَرَطاً) : إذا مات للإنسان ولد صغير قيل: جعله الله لك سلفاً وفرطاً، فالسلف: من سلف المال في المبيعات، كأنه قد أسلفه وجعله ثمناً للأجر والثواب، و «الفرط» ، المتقدم على القوم لطلب الماء، أي جعله الله متقدماً بين يديك، وذُخراً عنده.   (1) رواه البخاري تعليقاً 3 / 163 في الجنائز، باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله عبد الوهاب بن عطاء في كتاب الجنائز له عن سعيد بن أبي عروبة، أنه سئل عن الصلاة على الصبي، فأخبرهم عن قتادة عن الحسن أنه كان يكبر، ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثم يقول: اللهم اجعله لنا سلفاً، وفرطاً، وأجراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الجنائز باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة. وقال الحافظ في الفتح (3/242) : وصله عبد الوهاب بن عطاء في كتاب الجنائز له عن سعيد بن أبي عروبة أنه سئل عن الصلاة على الصبي فأخبرهم عن قتادة عن الحسن أنه كان يكبر ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثم يقول: اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وأجرا. وروى عبد الرزاق والنسائي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر ثم يقرأ بأم القرآن، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يخلص الدعاء للميت ولا يقرأ إلا في الأولي إسناده صحيح. الحديث: 4319 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 4320 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أن عبدَ الله بن عمر كان إِذا صلَّى على الجنائز يُسَلِّم حتى يُسْمِعَ من يليه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 230 في الجنائز، باب جامع الصلاة على الجنائز، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (544) عن نافع، فذكره. الحديث: 4320 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 الفرع الثالث: في الصلاة على الأطفال 4321 - (د) البهي: قال: «لما ماتَ إِبْراهيمُ ابنُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى عليه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في المقاعد (1) » . أخرجه أبو داود (2) .   (1) أي: مواضع القعود. (2) رقم (3188) في الجنائز، باب في الصلاة على الطفل، مرسلاً، والبهي، وهو عبد الله مولى مصعب بن الزبير، مضطرب الحديث، كما قال ابن أبي حاتم في " العلل ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (3188) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن وائل بن داود قال: سمعت البهي، فذكره. الحديث: 4321 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 225 4322 - (د) عطاء بن أبي رباح: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى على ابنه وهو ابن سبعين ليلة» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3188) في الجنائز، باب في الصلاة على الطفل، مرسلاً أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود تحت رقم (3188) قال: قرأت على سعيد بن يعقوب الطالقاني [قيل له] : حدثكم ابن المبارك، عن يعقوب بن القعقاع، عن عطاء فذكره. الحديث: 4322 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 225 4323 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الطفلُ لا يُصَلَّى عليه، ولا يَرِثُ ولا يُورَثُ حتى يَسْتَهِلَّ» . أَخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَسْتَهِلُّ) : استهل المولود: إذا بكى عند الولادة وصاح.   (1) رقم (1032) في الجنائز، باب ما جاء في ترك الصلاة على الجنين حتى يستهل، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1508) ، وفيه عنعنة ابن الزبير، وقال الترمذي: هذا حديث قد اضطرب الناس فيه، فرواه بعضهم عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً، قال: ورواه بعضهم موقوفاً على جابر، وكأن هذا (يعني الموقوف) أصح من المرفوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1508) و (2750) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الربيع بن بدر. والترمذي (1032) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن إسماعيل بن مسلم المكي. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (2968) عن يحيى بن موسى، عن شبابة، عن المغيرة بن مسلم. ثلاثتهم - الربيع، وإسماعيل، والمغيرة - عن أبي الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث قد اضطرب الناس فيه، فرواه بعضهم عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرفوعا. وروى أشعث بن سوار وغير واحد عن أبي الزبير، عن جابر موقوفا. وروى محمد بن إسحاق عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر، موقوفا. وكان هذا أصح من الحديث المرفوع. الحديث: 4323 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 225 4324 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُصَلَّى على السِّقْط، ويُدْعَى لوالديه بالمغفرة والرحمة» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السِّقْط) : الولد يسقط من بطن المرأة قبل تمامه.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. أقول: وقد رواه أحمد في " المسند " 4 / 248 و 249، وأبو داود رقم (3180) في الجنائز، باب المشي أمام الجنازة المغيرة بن شعبة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " الراكب خلف الجنازة والماشي أمامها قريباً عن يمينها أو عن يسارها والسقط يصلى عليه، ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة "، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، وهو عن المغيرة بن شعبة بلفظ: «الراكب خلف الجنازة، والماشي أمامها، قريبا عن يمينها، أو عن يسارها. والسقط يصلى عليه، ويدعي لوالديه بالمغفرة والرحمة» . أخرجه أحمد (4/247) قال: حدثنا عبد الواحد الحداد، قال: حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي. وفي (4/248) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا المبارك. وفي (4/249) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا يونس. وفي (4/252) قال: حدثنا وكيع. وروح، قالا: حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي. وأبو داود (3180) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس. وابن ماجة (1507) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية. والترمذي (1031) قال: حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان البصري، قال: حدثنا إسماعيل ابن سعيد بن عبيد الله. قال: حدثنا أبي. والنسائي (4/56) قال: أخبرني أحمد بن بكار الحراني قال: حدثنا بشر بن السري، عن سعيد الثقفي. وفي (4/58) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا سعيد بن عبيد الله. ثلاثتهم - سعيد، والمبارك بن فضالة، ويونس - عن زياد بن جبير بن حية عن أبيه، فذكره. * غير أن يونس رواه موقوفا، قال: وأهل زياد يذكرون النبي -صلى الله عليه وسلم- وأما أنا فلا أحفظه. * أخرجه ابن ماجة (1481) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية، والنسائي (4/55) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. قال: حدثنا عبد الواحد بن واصل. قال: حدثنا سعيد بن عبيد الله وأخوه المغيرة. جميعا عن زياد بن جبير، عن المغيرة بن شعبة. لم يقل زياد: عن أبيه. الحديث: 4324 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 226 4325 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «مات إِبراهيمُ ابنُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وهو ابنُ ثمانية عشر شهراً، فلم يُصَلِّ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3187) في الجنائز، باب في الصلاة على الطفل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 267، وإسناده حسن، وذلك لا ينفي مشروعية الصلاة على الطفل، وإنما يدل على أن الصلاة عليه ليست للوجوب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/267) وأبو داود (3187) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته. الحديث: 4325 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 226 الفرع الرابع: في موقف الإمام 4326 - (د ت) نافع أبو غالب: قال: «كنتُ في سكَّة المِرْبَدِ فمرَّتْ جنازة ومعها ناس كثير، قالوا: جنازةُ عبدِ الله بن عُمَيْر، فتبعتُها، [ص: 227] فَإِذا أنا برجل عليه كِساء رقيق على بُرَيذِينَة (1) ، وعلى رأسه خرقة تَقِيْهِ من الشمس، فقلتُ: من هذا الدِّهقان؟ فقيل: هذا أنسُ بن مالك، فلما وُضِعت الجنازةُ قام أنس فصلَّى عليها، وأنا خَلفَهُ، لا يَحُول بيني وبينه شيء، فقام عند رأسه، وكبَّرَ أربع تكبيرات، لم يُطِل، ولم يُسْرِعْ، ثم ذهب فقعد، فقيل: يا أَبا حمزة، المرأةُ الأنصاريةُ (2) ، فقرَّبُوها وعليها نَعْش أخضر، فقام عند عَجيزتها، فصلى عليها نحو صلاته على الرجل، ثم جلس، فقال له العلاءُ بنُ زياد: يا أبا حمزة، أهكذا كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي على الجنازة كصلاتك هذه: يكبِّر عليها أربعاً، ويقوم عند رأس الرجل، وعجيزة المرأة؟ قال: نعم، قال: يا أبا حمزة، غزوتَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، غزَوْتُ معه حُنَيناً، فخرج المشركون، فحملوا علينا، حتى رأَينا خَيْلنا وراءَ ظهورنا، وفي القوم رجل يحمل علينا، فيذُقُّنَا ويَحْطِمُنا، فهزمهم الله، وجعل يُجاءُ بهم، فيُبايِعُونه على الإسلامِ، فقال رجل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: إِن عَلَيَّ نذراً إِنْ جاء اللهُ بالرجلِ الذي كانَ منذُ اليومَ يَحطِمُنا لأضرِبنَّ عُنقَه، فسكتَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وجِيءَ بالرجل، فلما رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: يا رسولَ الله تبتُ إِلى الله، فأمسكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عنه لا يُبايعُه، لِيَفيَ [ص: 228] الآخَرُ بِنَذْره، قال: فجعلَ الرجلُ يتصدَّى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليأمُرَه بقتله، وجعل يَهَابُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يقتلَه، فلما رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ لا يصنعُ شيئاً، بايَعه، فقال الرجل: يا رسولَ الله، نَذْري، فقال: إِني لم أُمسِك عنهُ منذُ اليومَ إِلا لِتُوفِيَ بنذرِك، قال: يا رسولَ الله، أَلا أوْمَضْتَ إِليَّ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّهُ ليس لنبيّ أن يُومِضَ، قال أَبو غالب: ثم سألت عن صنيع أنس في قيامه عَلَى المرأة عند عَجيزتها؟ فحدَّثوني: أنه إنما كان لأنه لم تكن النُّعُوشُ، فكان الإمام يقوم حِيَال عجيزتها، يستُرها من القوم» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي مختصراً: قال أبو غالب: «صليتُ مع أنس بن مالك عَلَى جنازة رجل، فقامَ حِيَالَ رأسه، ثم جاؤوا بجنازة امرأة من قريش، فقالوا: يا أبا حمزة، صَلِّ عليها، فقامَ حِيالَ وَسطِ السرير، فقال له العلاءُ بنُ زياد: هكذا رأيتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقوم على الجنازة كمقامك منها، ومقامه من الرجل مقامك منه؟ قال: نعم. فلما فرغ قال: احفظوا» (3) . [ص: 229] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدِّهْقَان) : التانئ الكبير الذي له فلاحون يعملون بين يديه في أعماله: من الفِلاحة والزراعة ونحوها. (يحطِمنا) : الحَطْم: الكَسْر والدَّوْس. (يتصدَّى) : التَّصَدِّي: التعرض للشيء، وقيل: هو الذي يستشرف [الشيء] ناظراً إليه. (أوْمَضَت) : الإيماض: الإشارة إلى الشيء. (حِيَال) : حِيَال الشيء: تلقاؤه. (عجيزتها) : العجيزة: العَجُز.   (1) وفي بعض النسخ: بريذينته، وهي تصغير برذون، والبرذون: الدابة وجمعه: براذين، والبراذين من الخيل: ما كان من غير نتاج العرب. (2) أي: هذه جنازتها. (3) رواه أبو داود رقم (3194) في الجنائز، باب أي يقول الإمام من الميت إذا صلى عليه، والترمذي رقم (1034) في الجنائز، باب ما جاء أين يقوم الإمام من الرجل والمرأة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن سمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (3/151) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وأبو داود (3194) قال: حدثنا داود. كلاهما - عبد الصمد، وداود - قالا: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. 2- وأخرجه أحمد (3/118) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/204) قال: حدثنا يزيد. وابن ماجة (1494) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، والترمذي (1034) قال: حدثنا عبد الله بن منير. كلاهما - نصر، وابن منير - عن سعيد بن عامر بن يحيى ثلاثتهم - وكيع، ويزيد، وسعيد بن عامر - عن همام.. كلاهما - عبد الوارث، وهمام - عن نافع أبي غالب، فذكره. وقال الترمذي: حديث أنس هذا حديث حسن. الحديث: 4326 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 226 4327 - (خ م د ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «لقد كنتُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- غُلاماً، فكنتُ أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إِلا أن هاهنا رجالاً هم أسَنُّ منِّي، وقد صليتُ وراء رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عَلَى امرأة ماتَتْ في نِفَاسِها، فقام عليها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة [عند] وَسْطها» . أخرجه البخاري ومسلم. واختصره الترمذي قال: «إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى على امرأة، فقام وَسطها» . وفي رواية أبي داود قال: «صليتُ وراء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- على امرأة ماتت في نِفَاسِها، فقام عليها للصلاة وسطها» . [ص: 230] وفي رواية لمسلم والنسائي: «صلَّيتُ خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم صلَّى على أُمِّ كعب الأَنصاريةِ، ماتت وكانت نفساءَ، فقام عند وسطها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نِفَاسَها) : نَفِسَت المرأة بفتح النون وضمها، إذا ولدت، والنفاس: الولادة، وبفتح النون [لا غير] : إذا حاضت.   (1) رواه البخاري 3 / 162 في الجنائز، باب الصلاة على النفساء إذا ماتت، وباب أين يقوم من المرأة والرجل، وفي الحيض، باب الصلاة على النفساء وسنتها، ومسلم (964) في الجنائز، باب أين يقوم الإمام من الميت للصلاة عليه، وأبو داود رقم (3195) في الجنائز، باب أين يقوم الإمام من الميت إذا صلى عليه، والترمذي رقم (1035) في الجنائز، باب ما جاء أن يقوم الإمام من الرجل والمرأة، والنسائي 4 / 72 في الجنائز، باب اجتماع جنائز الرجال والنساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/14) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/19) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. وفي (5/19) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (1/90) قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج، قال: أخبرنا شبابة، قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/111) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (2/111) قال: حدثنا عمران بن ميسرة قال: حدثنا عبد الوارث. ومسلم (3/60) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا عبد الوارث بن سعيد. (ح) وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن المبارك، ويزيد بن هارون. (ح) وحدثني علي بن حجر، قال: أخبرنا ابن المبارك، والفضل بن موسى. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وعقبة بن مكرم العمي، قالا: حدثنا ابن أبي عدي. وأبو داود (3195) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (1493) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (1035) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى. والنسائي (1/195) و (4/70) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن عبد الوارث. وفي (4/72) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا ابن المبارك، والفضل بن موسى. (ح) وأخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله. تسعتهم - يزيد بن هارون، وعبد الوارث، ويحيى، وشعبة، ويزيد بن زريع، وابن المبارك، والفضل، وابن أبي عدي، وأبو أسامة - عن حسين بن ذكوان المعلم، قال: حدثني عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 4327 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 229 4328 - (د س) عمار - مولى الحارث بن نوفل: قال: «شهدتُ جنازة أُمِّ كُلثوم وابنها، فجُعل الغلام مما يلي الإمام - فأَنكرتُ ذلك - وفي القوم ابنُ عباس، وأبو قتادة، وأبو سعيد، وأبو هريرة، فكلُّهم قالوا: إِن هذه السُّنّةُ» . أَخرجه أبو داود. زاد رزين: «أن يُقدَّم الذَّكَرُ إِلى الإمام في الصلاة، ويُقدَّم إِلى القبلة في الدَّفن» . وفي رواية النسائي قال: «حضرتُ جنازةَ صَبيّ وامرأة، فقُدِّم الصبيُّ مما يلي القوم، ووُضِعت المرأةُ وراءه، فصُلِّيَ عليهما، وفي القوم أبو سعيد [ص: 231] الخدري، وابن عباس، وأبو قتادة، وأبو هريرة، فسألتهم عن ذلك؟ فقالوا: السُّنَّةُ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3193) في الجنائز، باب إذا حضر جنائز رجال ونساء من يقدم، والنسائي 4 / 71 في الجنائز، باب اجتماع جنازة صبي وامرأة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (3193) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن جريج، عن يحيى بن صبيح. والنسائي (4/71) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء ابن أبي رباح. كلاهما - يحيى بن صبيح، وعطاء - عن عمار، فذكره. الحديث: 4328 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 230 4329 - (س) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: زعم «أن ابنَ عمر صلَّى على تِسْعِ جنائزَ جميعاً، فجعل الرجالَ يَلُون الإمام، والنساءَ يَلينَ القِبْلةَ، فصفَّهنَّ صفَّاً واحداً، ووُضِعت جنازةُ أمِّ كلثوم بنتِ عليّ امرأة عمر بن الخطاب، وابنٍ يقال له: زيد، وُضِعا جميعاً، والإِمام يومئذ سعيد بن العاص، وفي الناس ابنُ عباس، وأبو هريرة، وأَبو سعيد، وأبو قتادة، فوُضِع الغلامُ ممَّا يَلي الإمامَ، فقال رجل: فأنكرت ذلك، فنظرت إِلى ابن عباس، وأبي هريرة وأبي سعيد، وأبي قتادة، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هي السُّنَّةُ» (1) .   (1) 4 / 71 و 72 في الجنائز، باب اجتماع جنائز الرجال والنساء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (4/71) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا ابن جريج، قال: سمعت نافعا، فذكره. الحديث: 4329 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 231 4330 - (ط) مالك بن أنس: بلغه: «أن عثمان بن عفان، وأبا هريرة، وابنَ عمر كانوا يُصلُّون على الجنائز بالمدينةِ: الرّجالِ والنساءِ، فيجعلونَ الرجال مما يلي الإمام، والنساءَ مما يلي القِبْلةَ» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 230 بلاغاً في الجنائز، باب جامع الصلاة على الجنائز، وإسناده منقطع، لكن له شواهد بمعناه، منها الحديثان اللذان قبله، فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (543) بلاغا، فذكره. الحديث: 4330 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 231 الفرع الخامس: في وقت الصلاة على الجنازة 4331 - (ط) محمد بن أبي حرملة [مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان ابن حُويطب] : «أن زينبَ بنتَ أبي سلمة تُوُفِّيت وطارق أميرُ المدينة، فأُتِيَ بجنازتها بعد [صلاة] الصبح، فوُضِعت بالبقيع، قال: وكان طارق يُغَلِّسُ بالصبح، قال ابن أَبي حَرْمَلة: فسمعتُ عبدَ الله ابنَ عمر يقول لأهلها: إِمَّا أن تُصلُّوا على جنازتكم الآنَ، وإِما أن تتركوها حتَّى ترتفعَ الشمسُ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُغَلِّس) : الغَلَس: ظلمة آخر الليل، والتَّغْليس: فِعل الشيء في الغَلَس.   (1) 1 / 229 في الجنائز، باب الصلاة على الجنائز بعد الصبح إلى الاسفار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (539) عن محمد بن أبي حرملة مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب فذكره. الحديث: 4331 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 232 4332 - (ط خ) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: أن عبدَ الله بن عمر قال: «يُصَلَّى على الجنازة بعد الصبح، وبعد العصر، إِذا صُلِّيتَا لوقتهما» . أخرجه الموطأ (1) . [ص: 233] وفي رواية ذكرها البخاري في ترجمة باب بغير إسناد قال: «كان ابنُ عمر لا يُصلِّي إِلا طاهراً (2) ، ولا يُصلِّي عند طلوع الشمس، ولا غروبها، ويرفع يديه» (3) . وأخرج الموطأ أَيضاً: أن ابن عمر كان يقول: «لا يُصَلِّي الرجل على الجنازة إِلا وهو طاهر» (4) .   (1) رواه الموطأ 1 / 229 في الجنائز، باب الصلاة على الجنائز بعد الصبح إلى الاسفار ... ، وإسناده صحيح. (2) ذكره البخاري تعليقاً في ترجمة باب 3 / 152 في الجنائز، باب سنة الصلاة على الجنازة، وقد وصله مالك بسند صحيح، كما في الرواية التي قبله. (3) ذكره البخاري تعليقاً 3 / 152 في الجنائز، باب سنة الصلاة على الجنازة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور من طريق أيوب عن نافع قال: كان ابن عمر إذا سئل عن الجنازة بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر يقول: ما صليتا لوقتهما. أقول: وقد وصله مالك وقد تقدم بإسناده صحيح. (4) رواه الموطأ 1 / 230 في الجنائز، باب جامع الصلاة على الجنائز، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (540) عن نافع، فذكره. * رواية البخاري ذكرها تعليقا في الجنائز - باب سنة الصلاة على الجنائز -. وطرفه الأول وصله مالك الموطأ (545) عن نافع، فذكره. وطرفه الثاني قال عنه الحافظ في الفتح (3/227) : وصله سعيد بن منصور من طريق أيوب عن نافع. وقوله: ويرفع يديه وصله البخاري في كتاب رفع اليدين والأدب المفرد من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر إنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة، وقد روي مرفوعا أخرجه الطبراني في الأوسط. من وجه آخر عن نافع عن ابن عمر بإسناد ضعيف. الحديث: 4332 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 232 الفرع السادس: في الصلاة على الميت في المسجد 4333 - (م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: لما توفي سعدُ بن أبي وقاص قالت: «ادْخُلُوا به المسجد حتى أُصَلِّيَ عليه، فأُنْكِرَ ذلك عليها، فقالتْ: والله، لقد صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ابْنَيْ بَيضاءَ في المسجد: [ص: 234] سهَيل وأخيه» (1) . وفي رواية: «فأَنكرَ الناسُ ذلك عليها، فقالت: ما أسرعَ ما نَسِيَ الناسُ» - وفي نسخة: ما أسرعَ الناسَ - ما صلَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على سهيلِ بن البيضاءِ إِلا في المسجد. وفي رواية: «لما توفي سعدُ بنُ أبي وقاص أرسلَ أزواجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أن يَمُرُّوا بجنازته في المسجد، فيُصَلينَ عليه، ففعلوا، فوُقِفَ به على حُجَرِهِنَّ يُصلين عليه، وأُخرِج من باب الجنائز الذي كان إِلى المقاعد، فبلغهنَّ أن الناسَ عابُوا ذلك، وقالوا: ما كانت الجنائزُ يُدخَلُ بها في المسجدِ، فبلغ ذلك عائشةَ، فقالت: ما أسرعَ الناسَ إِلى أن يَعيبُوا ما لا علم لهم به! عابوا علينا أن يمروا بجنازته (2) في المسجد، وما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على سُهيل بنِ البيضاءِ إِلا في جوف المسجد» . أخرجه مسلم، وقال: سهيل ابن دَعْد - وهو ابنُ البيضاء- أُمُّه بيضاءُ. وفي رواية الموطأ: «أنها أمَرَتْ أن يُمَرَّ عليها بِسَعْدِ بنِ أبي وقاص في [ص: 235] المسجد، حين مات، لتدعوَ له، فأنكر ذلكَ الناسُ عليها، فقالت عائشةُ: ما أسرع الناسَ! ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على سهيلِ بنِ البيضاءِ إِلا في المسجد» . واختصره الترمذي، والنسائي، قالت: «ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على سهل ابن البيضاء إِلا في المسجد» . وفي رواية أبي داود مختصراً أيضاً قالت: «والله ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على سهيل بن البيضاء إِلا في المسجد» . وفي أخرى: «والله لقد صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ابنيْ بيضاءَ في المسجد: سُهيل، وأخيهِ» (3) .   (1) قال النووي " في شرح مسلم " بنو بيضاء: ثلاثة إخوة: سهل، وسهيل، وصفوان. وأمهم البيضاء اسمها دعد، والبيضاء وصف، وأبوهم: وهب بن ربيعة القرشي الفهري قديم الإسلام، هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد بدراً وغيرها، توفي سنة تسع. (2) في مسلم المطبوع: أن يمر بجنازة. (3) رواه مسلم رقم (973) في الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في المسجد، والموطأ 1 / 229 في الجنائز، باب الصلاة على الجنائز في المسجد، وأبو داود رقم (3189) و (3190) في الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في المسجد، والترمذي رقم (1033) في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الميت في المسجد، والنسائي 4 / 68 في الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في المسجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/79) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا فليح، عن صالح بن عجلان وفي (6/79) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا فليح، عن محمد بن عباد بن عبد الله وصالح بن عجلان.. وفي (6/133) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا فليح بن سليمان، عن صالح بن عجلان ومحمد بن عبد الله بن عباد. وفي (6/169) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير. ومسلم (3/62) قال: حدثني علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال علي: حدثنا وقال إسحاق: أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الواحد بن حمزة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن عبد الواحد، وأبو داود (3189) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا فيلح بن سليمان، عن صالح بن عجلان ومحمد بن عبد الله بن عباد. وابن ماجة (1518) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا فليح بن سليمان، عن صالح بن عجلان. والترمذي (1033) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الواحد بن حمزة. والنسائي (4/68) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن حجر. قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الواحد بن حمزة. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله، عن موسى بن عقبة، عن عبد الواحد بن حمزة. ثلاثتهم - صالح بن عجلان، ومحمد بن عباد بن عبد الله، وقيل محمد بن عبد الله بن عباد، وعبد الواحد بن حمزة - عن عباد بن عبد الله بن الزبير، فذكره. * في رواية عبد الرزاق: عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير بدل عباد بن عبد الله بن الزبير. وبلفظ: «ما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد» . أخرجه أحمد (6/261) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا موسى بن عقبة، عن يحيى بن عباد، عن حمزة بن عبد الله بن الزبير، فذكره. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص، قالت: ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه، فأنكر ذلك عليها. فقالت: «والله لقد صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابني بيضاء في المسجد: سهيل وأخيه» . أخرجه مسلم (3/63) قال: حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع. وأبو داود (3190) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. كلاهما - هارون، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا ابن أبي فديك. قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان، عن أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. * وأخرجه مالك الموطأ صفحة (159) عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله، عن عائشة، فذكرته. ليس فيه أبو سلمة بن عبد الرحمن. الحديث: 4333 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 233 4334 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صُلِّيَ على عمرَ ابنِ الخطاب في المسجد» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 230 في الجنائز، باب جامع الصلاة على الجنائز، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (542) عن نافع، فذكره. الحديث: 4334 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 235 4335 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له - وفي نسخة: فلا شيء عليه -» . [ص: 236] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3191) في الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في المسجد، وفي سنده صالح مولى التوأمة، وقد تغير بأخرة. قال النووي في " شرح مسلم ": وأجابوا عن حديث أبي داود - يعني هذا الحديث - بأجوبة. أحدها: أنه ضعيف لا يصح الاحتجاج به، قال أحمد بن حنبل: هذا حديث ضعيف، تفرد به صالح مولى التوأمة، وهو ضعيف. والثاني: أن الذي في النسخ المشهورة المحققة المسموعة من " سنن أبي داود ": ومن صلى على جنازة في المسجد، فلا شيء عليه، ولا حجة له حينئذ فيه. الثالث: أنه لو ثبت الحديث، وثبت أنه قال: " فلا شيء له "، يوجب تأويله على " فلا شيء عليه " ليجمع بين الروايتين، بين هذا الحديث وحديث سهيل بن بيضاء، وقد جاء " له " بمعنى " عليه " كقوله تعالى: {وإن أسأتم فلها} . الرابع: أنه محمول على نقص الأجر في حق من صلى في المسجد ورجع ولم يشيعها إلى المقبرة، لما فاته من تشييعه إلى المقبرة وحضور دفنه، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/444) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/455) قال: حدثنا حجاج ويزيد بن هارون. وفي (2/505) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (3191) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى وابن ماجة (1517) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - وكيع، وحجاج، ويزيد، ويحيى - عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، فذكره. * في رواية يحيى في المطبوع من سنن أبي داود قال: « ... فلا شيء عليه» . وفي تحفة الأشراف (10/13503) فلا شيء له. الحديث: 4335 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 235 الفرع السابع: في الصلاة على القبور 4336 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن امرأَة سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجدَ - أو شابّاً - فقدَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأل عنها - أو عنه - فقالوا: مات، قال: أفلا كُنتم آذَنْتُموني؟ قال: فكأنهم صَغَّرُوا أمرها - أو أمره - فقال: دُلُّوني على قبره، فدلُّوه، فصلى عليها، ثم قال: إن هذه القبورَ مملوءة ظلمة على أهلها، وإِن الله يُنَوِّرُها لهم بصلاتي عليهم» . [ص: 237] أخرجه البخاري، ومسلم، واللفظ لمسلم، وأخرجه أبو داود إِلى قوله: «فصلَّى عليه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَقُمُّ) القَمّ: الكنس، والقُمامة: الكُناسة. (آذنتموني) الإيذان: الإعلام بالأمر.   (1) رواه البخاري 3 / 164 في الجنائز، باب الصلاة على القبر بعدما يدفن، وفي المساجد، باب كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدان، وباب الخدم للمسجد، ومسلم رقم (956) في الجنائز، باب الصلاة على القبر، وأبو داود رقم (3203) في الجنائز، باب الصلاة على القبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/353) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي (2/388) و (406) قال: حدثنا عفان. والبخاري (1/124) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (1/124) قال: حدثنا أحمد بن واقد. وفي (2/112) قال: حدثنا محمد بن الفضل. ومسلم (3/56) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري. وأبو داود (3203) قال: حدثنا سليمان بن حرب ومسدد. وابن ماجة (1527) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. وابن خزيمة (1299) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. تسعتهم - يونس، وعفان، وسليمان بن حرب، وأحمد بن واقد، ومحمد بن الفضل، وأبو الربيع، وأبوكامل، ومسدد، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. وبنحوه: أخرجه ابن خزيمة (1300) قال: حدثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني. قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4336 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 236 4337 - (م) أنس - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى على قبر. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (955) في الجنائز، باب الصلاة على القبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/130) ،ومسلم (3/56) قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي. وابن ماجة (1531) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، ومحمد بن يحيى الذهلي قالا: حدثنا أحمد بن حنبل. كلاهما - أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن عرعرة - قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، فذكره. الحديث: 4337 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 237 4338 - (ت) سعيد بن المسيب - رضي الله عنه -: «أن أمَّ سعد ماتت والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- غائب، فلما قَدِمَ صلى عليها، وقد مضى لذلك شهر» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1038) في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على القبر، ورواه البيهقي أيضاً 4 / 48 وهو مرسل صحيح، كما قال الحافظ في " التلخيص "، ووصله البيهقي 4 / 48 من طريق عكرمة عن ابن عباس، وفي إسناده سويد بن سعيد، وهو صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، ووصله أيضاً الدارقطني صفحة 193، فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه الترمذي (1038) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب. فذكره. الحديث: 4338 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 237 4339 - (ط س) أبو أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه -: «أن [ص: 238] مسكينة مَرِضَتْ، فأُخبِرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بمرضها. قال: وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يعُود المساكين، ويسأل عنهم، فقال كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِذا ماتت فآذِنُوني بها، فخُرِج بجنازتها ليلاً، فكَرِهُوا أن يُوقِظُوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فلما أصبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أُخْبِرَ بالذي كان من شأْنها، فقال: ألم آمرْكم أن تُؤْذِنُوني بها؟ فقالوا: يا رسول الله، كرهنا أن نوقِظَكَ ونخرِجَكَ ليلاً، فخرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى صفَّ بالناسِ على قَبرِها، وكبَّر أربع تكبيرات» . أَخرجه الموطأ. وفي رواية النسائي قال: «اشتكت امرأة بالعوالي مسكينة، فكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يسأَل عنها، وقال: إِن ماتت فلا تدفنوها حتى أُصلِّيَ عليها، فتُوفِّيت، فجاؤوا بها إِلى المدينة بعد العَتَمة، فوجدوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد نام، فكرهوا أن يُوقظوه، فصلَّوْا عليها، ودفنوها ببقيع الغَرْقَدِ، فلما أصبحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جاؤوا، فسألهم عنها؟ فقالوا: قد دُفِنَت يا رسول الله، وقد جئناك فوجدناك نائماً، فكرهنا أن نُوقِظَكَ، قال: فانْطَلِقوا، فانطلق يمشي ومشَوْا معه، حتى أَرَوْهُ قبرها، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وصفُّوا وراءَهُ، فصلى عليها، وكبر أربعاً» (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 227 في الجنائز، باب التكبير على الجنائز، والنسائي 4 / 69 في الجنائز، باب الصلاة على الجنازة بالليل، وهو مرسل، وقد جاء معناه موصولاً عن أبي هريرة من رواية البخاري ومسلم وأبي داود، وقد تقدم رقم (4332) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك الموطأ (534) عن ابن شهاب فذكره. والنسائي (4/69) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: حدثني يونس عن ابن شهاب، فذكره. قال الزرقاني في شرح الموطأ (2/82) : لم تختلف رواة الموطأ في إرساله، ووصله موسى بن محمد القرشي عن مالك فزاد عن رجل من الأنصار، وموسى متروك، ووصله سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة، وسفيان بن حسين ضعيف في الزهري باتفاق، فالصواب عن أبي أمامة مرسل. نعم الحديث صحيح جاء من رواية جماعة من الصحابة بأسانيد ثابتة. الحديث: 4339 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 237 4340 - (خ م د ت س) [عامر] الشعبي - رحمه الله -: قال: «أخبرني من مرَّ مع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- على قبر منْبُوذ فأمَّهم وصفَّهم خلفه، وقال الشيباني: قلت للشعبي: من حدَّثك بهذا يا أبا عمرو؟ قال: ابنُ عباس» . وفي رواية زائدة قال: «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبراً [مَنْبُوذاً] ، فقالوا: هذا دُفِنَ - أو دُفِنت - البارحة، قال ابن عباس: فصفَّنا خلفَه، ثم صلى عليها» . ومنهم من قال: «إِنَّهُ - صلى الله عليه وسلم- قال: أَفلا آذَنتمُوني؟ قالوا: دفنَّاه في ظلمة الليل، وكرهنا أن نوقظك، فقام فصفَّنا خلفه، قال ابنُ عباس: وأنا فيهم، فصلَّى عليها» . وفي أخرى قال: «انتهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى قبر رَطْب، فصلى عليه وصَفُّوا خلفه، وكبَّر أربعاً» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود الرواية الآخرة، وزاد «فقيل له: من حدَّثك؟ قال: الثقةُ، من شَهِدَهُ، عبدُ الله بنُ عباس» (1) . وفي رواية الترمذي قال: «أخبرني من رأَى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، ورأَى قبراً مُنْتَبَذاً، فصفَّ أصحابه فصلَّوْا عليه، فقيل له: مَن أخبرك؟ فقال: ابنُ عباس» . [ص: 240] وفي رواية النسائي قال: «أَخبرني من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم-: مرَّ بقبر مُنتبَذ فصلَّى عليه، وصفَّ أصحابَه خلفه، قيل: من حَدَّثَكَ؟ قال: ابنُ عباس» . وفي أخرى قال: «أخبرني من مرَّ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- على قبر منْتَبَذ، فأمَّهم وصفَّ (2) خلفه، قلت: من هو يا أَبا عمرو؟ قال: ابنُ عباس» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قبر منبوذ) المنبوذ: المرمي الملقى، أراد: أنه مر بقبر منتبذ عن القبور، فصلى عليه، قال الهروي: ومن رواه بإضافة «قبر» أراد بقبر شخص منبوذ، والمنبوذ: اللقيط، قلت: ليس لهذه الرواية وجه، فإن [في] رواية هذا الحديث أنه «بقبر منتبذ» ، و «رأى قبراً منتبذاً» ، فهذا مما يمنع أنه أراد الإضافة، والله أعلم.   (1) وهذا اللفظ أيضاً عند مسلم. (2) في المطبوع: وصلى. (3) رواه البخاري 3 / 164 في الجنائز، باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن، وباب الأذن بالجنازة، وباب الصفوف على الجنازة، وباب صفوف الصبيان مع الرجال على الجنائز، وباب سنة الصلاة على الجنائز، وباب صلاة الصبيان مع الناس على الجنازة، وفي صفة الصلاة، باب وضوء الصبيان، ومسلم رقم (954) في الجنائز، باب الصلاة على القبر، وأبو داود رقم (3196) في الجنائز، باب التكبير على الجنازة، والترمذي رقم (1037) في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على القبر، والنسائي 4 / 85 في الجنائز، باب الصلاة على القبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عامر الشعبي، عن ابن عباس، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بقبر، قد دفن ليلا، فقال: متى دفن هذا؟ قالوا: البارحة. قال: أفلا آذنتموني. قالوا: دفناه في ظلمة الليل، فكرهنا أن نوقظك. فقام، فصففنا خلفه. قال ابن عباس: وأنا فيهم، فصلى عليه» . وفي رواية شعبة، وهشيم: عن العشبي، قال: أخبرني من مر مع نبيكم -صلى الله عليه وسلم- على قبر منبوذ، فأمنا فصففنا خلفه. فقلنا: يا أبا عمرو من حدثك؟ قال: ابن عباس، رضي الله عنهما» . وزاد مسلم بن إبراهيم عن شعبة: «وكبر أربعا» . وفي رواية عبد الله بن إدريس: عن الشعبي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بقبر رطب، فصفوا عليه، وكبر عليه أربعا. فقلت للشعبي: من حدثك؟ قال: الثقة من شهده عبد الله بن عباس. 1- أخرجه أحمد (1/224) (1962) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/283) (2554) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. (ح) وحدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/338) (3134) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/217) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثني غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/92) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو معاوية. وفي (2/109) قال: حدثنا مسلم. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/109) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (2/110) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/110) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زائدة. وفي (2/112) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/113) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (3/55) قال: حدثنا حسن بن الربيع، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا حسن بن الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبيد الله ابن معاذ، قال: حدثنا أبي، عن شعبة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3196) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن إدريس. وابن ماجة (1530) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، والترمذي (1037) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (4/85) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. وفي (4/85) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم. ثمانيتهم - أبو معاوية، وسفيان، وشعبة، وعبد الواحد بن زياد، وزائدة، وجرير، وعبد الله بن إدريس، وهشيم - عن سليمان أبي إسحاق الشيباني. 2- وأخرجه مسلم (3/56) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وهارون بن عبد الله، جميعا عن وهب بن جرير، عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد. 3- وأخرجه مسلم (3/56) قال: حدثني أبو غسان محمد بن عمرو الرازي، قال: حدثنا يحيى بن الضريس، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي حصين. ثلاثتهم - أبو إسحاق الشيباني، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو حصين - عن الشعبي، فذكره. الحديث: 4340 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 239 4341 - (س) يزيد (1) بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: «إِنهم خرجوا [ص: 241] مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم، فرأى قبراً جديداً، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذه فلانةُ مولاةُ فلان، فعرَفَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ماتَتْ ظهراً، وأنت صائم قائل، فلم نُحِبَّ أن نوقظك بها، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وصفَّ الناسَ خلفه، فكبَّر عليها أربعاً، ثم قال: لا يموت فيكم ميت ما دُمت بين أظهركم، إِلا - يعني: آذنتموني به - فإن صلاتي له رحمة» . أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قائل) القائل: اسم فاعل، من القائلة، وهي شدة الحر.   (1) في المطبوع: زيد، وهو خطأ، والتصحيح من النسائي. (2) 4 / 84 في الجنائز، باب الصلاة على القبر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/388) قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (1528) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا هشيم. والنسائي (4/84) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. كلاهما - هشيم، وعبد الله بن نمير - قالا: حدثنا عثمان بن حكيم، عن خارجة بن زيد، فذكره. الحديث: 4341 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 240 4342 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى على قبر امرأة بعد ما دُفِنَتْ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 85 في الجنائز، باب الصلاة على القبر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/85) قال: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن، قال: حدثنا زيد بن علي وهو أبو أسامة، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء،فذكره. الحديث: 4342 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 241 4343 - (د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً، فصلى على أهل أُحُد صلاتَهُ على الميت، ثم انصرف» . وفي رواية: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صلَّى على قَتْلَى أُحُد بعد ثمانِ سنين، كالمودِّع للأحياءِ والأموات» . أخرجه أبو داود. وللنسائي قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً، فصلَّى على أهل أحُد صلاتَه [ص: 242] على الميت، ثم انصرف إِلى المنبر، فقال: إِنِّي فَرَطُكُم، وإِنِّي شهيد عليكم» (1) .   (1) كذا في الأصل، وفي المطبوع: نسب روايتي أبي داود له وللنسائي، وأفرد رواية النسائي بحديث عقب هذا الحديث، ونسبها لرزين، والحديث رواه أبو داود رقم (3223) و (3224) في الجنائز، باب الميت يصلى على قبره بعد حين، والنسائي 4 / 61 و 62 في الجنائز، باب الصلاة على الشهداء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قلت هو في الصحيح بلفظ. «صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . 1- أخرجه أحمد (4/149) قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي (4/153) قال: حدثنا هاشم. والبخاري (2/114) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (4/240) قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل. وفي (5/132) و (8/151) قال: حدثني عمرو بن خالد، وفي (8/112) ، ومسلم (7/67) ، وأبو داود (3223) ، والنسائي (4/61) . أربعتهم - البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي - عن قتيبة ابن سعيد. ستتهم - حجاج بن محمد، وهاشم، وعبد الله بن يوسف، وسعيد بن شرحبيل، وعمرو بن خالد، وقتيبة بن سعيد - عن الليث بن سعد. 2- وأخرجه أحمد (4/154) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري (5/120) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم. قال: أخبرنا زكريا بن عدي. وأبو داود (3224) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما - يحيى، وزكريا - عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح. 3- وأخرجه مسلم (7/67) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب، يعني ابن جرير، قال: دحثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب. ثلاثتهم - ليث، وحيوة، ويحيى بن أيوب - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، فذكره. * واللفظ للبخاري (5/120) . عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صبوة» . الحديث: 4343 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 241 الفرع الثامن: في الصلاة على الغائب 4344 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «قد تُوُفِّيَ اليوم رجل صالح من الحَبش، فهلُمُّوا فصلُّوا عليه، قال: فصففنا، فصلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، ونحن [صفوف] (1) ، وقال أبو الزبير عن جابر: كنت في الصف الثاني» سمَّاه في رواية «أصْحَمةَ» . وفي رواية: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى على النَّجاشي، وكنت في الصف الثاني، أو الثالث» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِن أخاً لكم قد مات، فقُوموا فصلُّوا عليه، قال: فقمنا، فصففنا صفَّين» . وله في أخرى قال: «مات اليوم عبد [لله] صالح: أصْحَمةُ، فقام فأمَّنا وصلَّى عليه» . [ص: 243] وفي رواية النسائي: «إِن أخاكُم النجاشيَّ قد مات، فصلُّوا عليه، فقام فصفَّ بنا، كما يُصَفُّ على الجنازة، وصلَّى عليه» . وأخرج أيضاً رواية مسلم الأولى. وله في أخرى قال: «كنتُ في الصف الثاني يوم صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على النجاشي» (2) .   (1) في الأصل: فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن، وفي البخاري المطبوع: فصلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ في " الفتح ": زاد المستملي في رواية: ونحن صفوف. (2) رواه البخاري 3 / 150 في الجنائز، باب الصفوف على الجنازة، وباب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب موت النجاشي، ومسلم رقم (952) في الجنائز، باب في التكبير على الجنازة، والنسائي 4 / 69 و 70، باب الصفوف على الجنازة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (1291) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/295) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/319) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (2/109) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف. وفي (5/64) قال: حدثنا أبو الربيع، قال: حدثنا ابن عيينة. ومسلم (3/55) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (4/69) قال: أخبرنا محمد بن عبيد، عن حفص بن غياث. وفي فضائل الصحابة (200) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. خمستهم - سفيان، وعبد الرزاق، ويحيى، وهشام، وحفص - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/295) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد. وفي (3/369) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. وفي (3/400) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (2/108) قال: حدثنا مسدد، عن أبي عوانة، وفي (5/64) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد. ثلاثتهم - سعيد، ويزيد، وأبو عوانة - عن قتادة. كلاهما - ابن جريج، وقتادة - عن عطاء، فذكره. الحديث: 4344 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 242 4345 - (م ت س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِن أخاً لكم قَد ماتَ، فقوموا فصلُّوا عليه - يعني: النجاشيَّ -» . أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي: «إِن أخاكُم النجاشيَّ قد مات، فقوموا فصلُّوا عليه، فقمنا فصففنا كما يُصَفُّ على الميت، وصلَّينا معه كما يُصلَّى على الميت» . وأخرج الروايتين النسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (953) في الجنائز، باب في التكبير على الجنازة، والترمذي رقم (1039) في الجنائز، باب ما جاء في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي، والنسائي 4 / 70 في الجنائز، باب الصفوف على الجنازة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/431) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس، عن أبي قلابة. وفي (4/433) قال: حدثنا محبوب بن الحسن، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة. (ح) وحدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة. وفي (4/439) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين. وفي (4/446) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب، قال: حدثنا يحيى، أن أبا قلابة حدثه. ومسلم (3/55) قال: حدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر. قالا: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا يحيى ابن أيوب، قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن أبي قلابة. وابن ماجة (1535) قال: حدثنا يحيى ابن خلف ومحمد بن زياد. قالا: حدثنا بشر بن المفضل. (ح) وحدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا هشيم. جميعا عن يونس، عن أبي قلابة. والترمذي (1039) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف وحميد بن مسعدة. قالا: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين. والنسائي (4/57) قال: أخبرنا علي ابن حجر وعمرو بن زرارة النيسابوري. قالا: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قلابة. وفي (4/70) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا يونس، عن محمد بن سيرين. كلاهما - أبو قلابة، ومحمد بن سيرين - عن أبي المهلب، فذكره. * أخرجه أحمد (4/439) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. وفي (4/441) قال: حدثنا عبد الأعلى - كلاهما - عبد الوارث بن سعيد، والد عبد الصمد. وعبد الأعلى -قالا: حدثنا يونس، عن محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين، فذكره. ليس فيه أبوالمهلب. الحديث: 4345 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 243 الفرع التاسع: في الصلاة على المحدود، والمديون، ومن قتل نفسه 4346 - (د) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يُصَلِّ على ماعزِ بنِ مالك، ولم يَنْهَ عن الصلاة عليه» . أخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (3186) في الجنائز، باب الصلاة على من قتلته الحدود، وفي سنده جهالة نفر من أهل البصرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3186) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، قال: حدثني نفر من أهل البصرة، فذكره. قلت: في مسنده جهالة نفر من أهل البصرة. الحديث: 4346 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 244 4347 - (خ م س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- كان يُؤْتَى بالرَّجُلِ المتوفَّى عليه الدَّيْنُ، فَيَسألُ: هل تَرَكَ لِدَيْنِه قَضَاء؟ فإن حُدِّث أنه تركَ وفاء [صلَّى عليه] ، وإِلا قال للمسلمين: صلّوا على صاحِبِكُم، قال: فلما فتحَ اللهُ على رسولِهِ كان يصلِّي ولا يسأل عن الدَّيْن، وكان يقول: أنا أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن تُوفِّي من المؤمنين فترك دَيْناً أو كلاًّ أو ضَيَاعاً، فعليَّ وإِليَّ، ومن ترك مالاً فلورثته» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، والترمذي (1) . [ص: 245] وقد تقدَّم في كتاب الدَّيْن من حرف الدال أَحاديث في هذا المعنى فلم نُعِدْها (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كلاًّ) : الكَلُّ: الثِّقْل والدَّيْن. (الضَّياع) بفتح الضاد: العِيال.   (1) رواه البخاري 12 / 7 و 8 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك مالاً فلأهله، وباب ابني عم أحدهما أخ للأم والآخر زوج، وباب ميراث الأسير، وفي الكفالة، باب الدين، وفي الاستقراض، باب الصلاة على من ترك ديناً، وفي تفسير سورة الأحزاب في فاتحتها وفي النفقات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك كلاً أو ضياعاً فالي، ومسلم رقم (1619) في الفرائض، باب من ترك مالاً فلورثته، والترمذي رقم (1070) في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على المديون، والنسائي 4 / 66 في الجنائز، باب الصلاة على من عليه دين. (2) انظر الجزء الثاني 465 - 467. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 4347 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 244 4348 - (م ت س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِرَجل قَتَلَ نَفْسَه بمشاقِصَ، فلم يُصلِّ عليه. أخرجه مسلم، والنسائي، وأَخرجه الترمذي، ولم يذكر: المشاقص (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بمشاقص) : المشاقص، جمع مشقص، وهو من النصال ما طال وعرض، وقيل: هو سهم له نصل عريض.   (1) رواه مسلم رقم (978) في الجنائز، باب ترك الصلاة على القاتل نفسه، والترمذي رقم (1068) في الجنائز، باب ما جاء فيمن قتل نفسه، والنسائي 4 / 66 في الجنائز، باب ترك الصلاة على من قتل نفسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/87) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/107) قال: حدثنا حجاج. وعبد الله ابن أحمد (5/97) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا إسحاق يعني ابن منصور السلولي. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وحجاج، وإسحاق - عن إسرائيل. 2- وأخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي. وفي (5/92) و (94) قال: حدثنا حسن بن موسى. ومسلم (3/66) قال: حدثنا عون بن سلام الكوفي. وأبو داود (3185) قال: حدثنا ابن نفيل. والنسائي (4/66) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا أبو الوليد. خمستهم - حميد، وحسن، وعون، وابن نفيل، وأبو الوليد - عن زهير أبي خيثمة. 3- وأخرجه أحمد (5/91) و (94) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/92) و (94) قال: حدثنا أبوكامل. وابن ماجة (1526) وعبد الله بن أحمد (5/94) قالا: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال: حدثني سويد بن سعيد. أربعتهم - أسود، وأبو كامل، وعبد الله بن عامر، وسويد - قالوا:حدثنا شريك بن عبد الله. 4- وأخرجه أحمد (5/102) و (107) ،والترمذي (1068) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. كلاهما - أحمد، ويوسف - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل، وشريك. ثلاثتهم - إسرائيل، وزهير، وشريك - عن سماك فذكره. الحديث: 4348 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 245 الفرع العاشر: في انتفاع الميت بالصلاة عليه 4349 - (م ت س) عائشة - رضي الله عنها -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مَيِّت تُصَلِّي عليه أُمَّة من المسلمين، يبلُغُون مائة، كُلُّهم يشفعون له، إِلا شُفِّعُوا فيه» . [ص: 246] قال راويه - وهو عبد الله بن يزيد، رضيع عائشة -: فحدَّثتُ به شعيبَ بن الحَبْحاب، فقال: حدَّثني به أنس بنُ مالك عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي، والنسائي إِلى قوله: «إِلا شُفِّعُوا فيه» . وقال في رواية أخرى: «مائة فما فَوقَها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَضِيع عائشة) الرضيع: الذي تشرب أنت وهو لبناً واحداً، وهو الأخ من الرضاعة.   (1) رواه مسلم رقم (947) في الجنائز، باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه، والترمذي رقم (1029) في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الجنازة والشفاعة للميت، والنسائي 4 / 75 في الجنائز، باب فضل من صلى عليه مائة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الجنائز (18) عن الحسن بن عيسى، عن ابن المبارك، عن سلام بن أبي مطيع، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن يزيد، رضيع عائشة به قال سلام: فحدثت به شعيب بن الحبحاب، فقال: حدثني به أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. والترمذي في الجنائز (40: 2) عن ابن أبي عمر، عن عبد الوهاب الثقفي و (40: 2) عن علي بن حجر، وأحمد بن منيع. كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم. كلاهما عن أيوب نحوه. وقال: حسن صحيح، وقد رواه بعضهم ولم يرفعه، والنسائي فيه الجنائز (78: 2) عن عمرو بن زرارة، عن إسماعيل نحوه. و (78: 1) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن سلام بن أبي مطيع به، وذكر حديث شعيب بن الحبحاب مفردا. تحفة الأشراف (11/472) وهو أيضا عن أنس. أخرجه أحمد (3/266) قال: حدثنا علي بن إسحاق، وعتاب. ومسلم (3/52) قال: دحثنا الحسن بن عيسى. والنسائي (4/75) قال: أخبرنا سويد بن نصر. أربعتهم - علي، وعتاب، والحسن، وسويد - عن عبد الله بن المبارك، عن سلام بن أبي مطيع، عن شعيب، فذكره. الحديث: 4349 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 245 4350 - (م د) كريب مولى ابن عباس: «أنَّ ابنَ عباس مات له ابن بقُدَيد - أَو بعُسْفانَ - فقال: يا كُريبُ، انظر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجتُ، فإِذا نَاس قد اجتمعوا له، فأخبرتُهُ، فقال: تقول: هم أربعون؟ قال: قلتُ: نعم، قال: أخرجوه، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَا مِن رَجُل يَموتُ فيقوم على جنازته أربعون رجلاً، لا يشركون بالله شيئاً، إِلا شفَّعهم الله فيه» . أَخرجه مسلم، وأخرج أبو داود المسند [ص: 247] منه فقط (1) .   (1) رواه مسلم رقم (948) في الجنائز، باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه، وأبو داود رقم (3170) في الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنائز وتشييعها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/277) (2509) قال: حدثنا هارون - قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون- قال: أخبرنا ابن وهب، ومسلم (3/53) قال: حدثنا هارون بن معروف، وهارون بن سعيد الأيلي، والوليد بن شجاع، قال الوليد: حدثني، وقال الآخران: حدثنا ابن وهب، وأبوداود (3170) قال: حدثنا الوليد بن شجاع السكوني، قال: حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (1489) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا بكر بن سليم. كلاهما - ابن وهب، وبكر بن سليم- عن حميد بن زياد الخراط أبي صخر، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب مولى ابن عباس، فذكره. الحديث: 4350 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 246 4351 - (س) الحكم بن فروخ: قال: «صلَّى بنا أبو المَليح على جنازة، فظننَّا أنه قد كبَّر، فأقبل علينا بوجهه، فقال: أقيموا صُفوفَكم، ولْتَحْسُنْ شفَاعَتُكم، قال أبو المَليح: حدَّثني عبدُ الله عن إِحدى أُمَّهاتِ المؤمنين - وهي ميمونةُ زوجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالت: أخبرني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قال: مَا مِنْ مَيِّت يُصلِّي عليه أُمَّة من الناس إِلا شُفِّعُوا فيه، فسألت أبا المليح عن الأُمَّةِ؟ فقال: أربعون» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 76 في الجنائز، باب فضل من صلى عليه مائة، وفي سنده عبد الله بن سليط لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ويشهد له معنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/331) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/331و334) قال: حدثنا أبو عبيدة عبد الواحد الحداد. والنسائي (4/76) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا محمد بن سواء أبوالخطاب. ثلاثتهم - يحيى، وأبو عبيدة، ومحمد بن سواء- عن أبي بكار الحكم بن فروخ. قال: صلى بنا أبو المَليح على جنازة، فظننا أنه قد كبر، فأقبل علينا بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم، ولتحسن شفاعتكم. قال أبوالمليح0: حدثني عبد الله وهو ابن سليط، فذكره. * في رواية أحمد بن حنبل: «عبد الله بن سليل» ، قال ابن حَجَر: وقد أخرجه أحمد فقال في رواية له: «عبد الله بن سليل» وكذا ذكر البخاري الاختلاف في أبيه، والراجح «السليط» انظر تهذيب التهذيب (5/الترجمة 422) . الحديث: 4351 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 247 4352 - (د ت) مالك بن هبيرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ مُسلم يموتُ، فيُصلِّي عليه ثلاثةُ صفوف من المسلمين إِلا أوْجَبَ» . فكان مالك إِذا استقلَّ أهل الجنازة جَزَّأَهم ثلاثة صفوف، لهذا الحديث. أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي قال: «كان مالك بنُ هُبَيْرَةَ إِذا صلى على جنازة، فَتَقَالَّ الناسُ عليها جزَّأهم ثلاثة أجزاء، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ [ص: 248] صلَّى عليه ثلاثةُ صفوف أوْجَبَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوجَبَ) الرجل: إذا فَعَلَ فعلاً وجبت له به الجنة أو النار.   (1) رواه أبو داود رقم (3166) في الجنائز، باب في الصفوف على الجنازة، والترمذي رقم (1028) في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الجنازة والشفاعة للميت، وفيه عنعنة ابن إسحاق، قال الترمذي: حديث مالك بن هبيرة حديث حسن، قال: وفي الباب عن عائشة، وأم حبيبة، وأبي هريرة، وميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/79) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا حماد بن زيد.. وأبو داود (3166) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (1490) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، والترمذي (1028) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، ويونس بن بكير. أربعتهم - حماد بن زيد، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن المبارك، ويونس بن بكير- عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، فذكره. وقال الترمذي: حديث مالك بن هبيرة حديث حسن، هكذا رواه غير واحد عن محمد بن إسحاق، وروى إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق هذا الحديث، وأدخل بين مرثد ومالك بن هبيرة رجلا، ورواية هؤلاء أصح عندنا. الحديث: 4352 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 247 الفصل الرابع: في صلوات متفرقة تحية المسجد 4353 - (خ م ط د ت س) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا دَخَلَ أحدُكم المسجدَ فليركّعْ ركعتين قبل أن يجلسَ» . أخرجه الجماعة. وعند أبي داود: «فَليُصَلِّ سجدتين» . وله في أخرى زيادة: «ثم ليقعُدْ بعدُ إِن شاءَ، أو ليذهبْ لحاجته» . وفي أخرى للبخاري، ومسلم قال: «دخلتُ المسجدَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 249] جالس بين ظَهْرَانَيِ الناس، قال: فجلستُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما منعك أن تركعَ ركعتين قبل أن تجلسَ؟ قال: فقلتُ: يا رسول الله، رأيتُكَ جالساً، والناسُ جلوس، قال: فإذا دخل أَحدُكم المسجدَ فلا يَجْلِسْ حتى يَرْكَعَ ركعتين» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 447 في المساجد، باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين، وفي التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، ومسلم رقم (714) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحية المسجد بركعتين، والموطأ 1 / 162 في قصر الصلاة، باب انتظار الصلاة والمشي فيها، وأبو داود رقم (467) و (468) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند دخول المسجد، والترمذي رقم (316) في الصلاة، باب ما جاء إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين، والنسائي 2 / 53 في المساجد، باب الأمر بالصلاة قبل الجلوس في المسجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (118) . والحميدي (421) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عثمان بن أبي سليمان ومحمد بن عجلان. وأحمد (5/295) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا مالك، يعني ابن أنس، وفي (5/، 296 305) قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان وابن عجلان. وفي (5/303) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق. قالا: حدثنا مالك. وفي (5/305) قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان. وفي (5/311) قال: حدثنا وكيع، عن أبي العميس. والدارمي (1400) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا مالك بن أنس وفليح بن سليمان. والبخاري (1/120) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (2/70) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، عن عبد الله بن سعيد. ومسلم (2/155) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، وقتيبة بن سعيد. قالا: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، وأبو داود (467) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا مالك. وابن ماجة (1013) قال: حدثنا العباس بن عثمان. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا مالك بن أنس. والترمذي (316) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (2/53) . وفي الكبرى (720) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا مالك. وفي الكبرى (434) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت عمارة بن غزية، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1825) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن عجلان وعثمان بن أبي سليمان. وفي (1826) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن مهدي، عن مالك. وفي (1827) قال: حدثنا بُنْدار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا ابن عجلان. (ح) وحدثنا أبو عمار. قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد، وهو ابن أبي هند. (ح) وحدثنا بندر، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد. (ح) وحدثنا الصنعاني. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت عمارة بن غزية، يحدث عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا علي بن الحسين الدرهمي. قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق. تسعتهم - مالك، وعثمان بن أبي سليمان، ومحمد بن عجلان، وأبو العميس، وفليح بن سليمان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ويحيى بن سعيد، وزياد بن سعد، ومحمد بن إسحاق - عن عمار بن عبد الله بن الزبير. 2- وأخرجه أحمد (5/305) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. ومسلم (2/155) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حسين بن علي. وابن خزيمة (1829) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي. قال: حدثنا حسين، يعني ابن علي الجعفي. كلاهما - معاوية بن عمرو، وحسين بن علي - عن زائدة. قال: حدثنا عمرو بن يحيى الأنصاري. قال: حدثني محمد بن يحيى بن حبان. كلاهما - عامر بن عبد الله، ومحمد بن يحيى بن حبان - عن عمرو بن سليم الزرقي، فذكره. * وزاد محمد بن إسحاق في روايته. قال: وحدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عامر بن عبد الله، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله. * وأخرجه أبو داود (468) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا أبوعميس عتبة بن عبد الله، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن رجل من بني زريق، عن أبي قتادة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بنحوه. زاد: ثم ليقعد بعد إن شاء، أو ليذهب لحاجته. وبلفظ: «أعطوا المساجد حقها. قيل: وما حقها؟ قال: ركعتين قبل أن تجلس.» . أخرجه ابن خزيمة (1824) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا أبو خالد. قال ابن إسحاق: أخبرنا، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرو بن سليم، فذكره. الحديث: 4353 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 248 4354 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كان لي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- دَيْن، فقضاني وزادني، فدخلتُ عليه المسجدَ، فقال: صَلِّ ركعتين» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 447 في المساجد، باب الصلاة إذا قدم من سفر، وفي البيوع، باب شراء الدواب والحمير، وفي الوكالة، باب إذا وكل رجل رجلاً أن يعطي شيئاً ولم يبين كم يعطي فأعطى على ما يتعارفه الناس، وفي الاستقراض، باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه، وباب حسن القضاء، وفي المظالم، باب من عقل بعيره على البلاط، وفي الهبة، باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة، وفي الشروط، باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان، وفي الجهاد، باب من ضرب دابة غيره في الغزو، وباب استئذان الرجل الإمام، وباب الصلاة إذا قدم من سفر، وفي النكاح، باب الثيبات، وباب طلب الولد، وباب تستحد المغيبة وتمتشط، وفي النفقات، باب عون المرأة زوجها في ولده، وفي الدعوات، باب الدعاء للمتزوج، ومسلم رقم (715) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحية المسجد بركعتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصلاة (59) وفي الاستقراض (7:2) عن خلاد بن يحيى، وفي الهبة (12:1) عن ثابت بن محمد. كلاهما عن مسعر. وفي الجهاد (197:1) عن سليمان بن حرب، وفي الاستقراض لا بل في الجهاد (198) عن أبي الوليد. وفي الهبة (22:2) عن بندار، عن غندر. ثلاثتهم عن شعبة. وقال البخاري في الجهاد (198) عقب حديث وكيع: وزاد معاذ، عن شعبة فذكر زيادة. ومسلم في الصلاة (119:3) عن أحمد بن جواس الحنفي، عن عبد الله الأشجعي، عن سفيان، عنه، به، وفي الصلاة (120:1) وفي البيوع (42:2) عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، وفي البيوع (42:9) عن يحيى ابن حبيب بن عربي. عن خالد بن الحارث. كلاهما عن شعبة به. وأبو داود في البيوع (11:2) عن أحمد بن حنبل، عن يحيى، عن مسعر بالقصة الأولى، والنسائي في البيوع (51:1) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بالقصة الأولى. و (51:1) عن محمد بن منصور ومحمد بن عبد الله بن يزيد. كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بالقصة الأولى. وفي السير في الكبرى عن عمرو بن يزيد، عن بهز ابن أسد. عن شعبة. بالقصة الثانية. وبعضهم يزيد على بعض في الحديث، ومنهم من ذكر فيه قصة البعير. كلهم عن محارب بن دثار السدوسي الكوفي فذكره. تحفة الأشراف (2/264- 265) . الحديث: 4354 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 249 4355 - (د خ م) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِذا قَدِمَ من سفر بدأ بالمسجد، فصلَّى فيه ركعتين، ثم جلس للناس» . أَخرجه أبو داود. وهو طرف من حديثِ توبةِ كعب بن مالك، وقد ذُكِر في تفسير سورة براءة في حرف التاء، وقد أخرجه البخاري ومسلم بتمامه (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2781) في الجهاد، باب في الصلاة عند القدوم من السفر، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً مطولاً البخاري ومسلم، وقد تقدم برقم (662) في حرف التاء في تفسير سورة براءة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 4355 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 250 4356 - (س) أبو سعيد [بن] المعلى - رضي الله عنه -: قال: «كنا نَغْدُو إِلى السوق على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَنَمُرُّ على المسجدِ، فنُصلِّي فيه» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 55 في المساجد، باب صلاة الذي يمر على المسجد، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه النسائي (2/55) . وفي الكبرى (722) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين. قال: حدثنا شعيب. قال: حدثنا الليث. قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال. قال: أخبرني مروان بن عثمان، أن عبيد بن حنين أخبره. فذكره. الحديث: 4356 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 250 صلاة الاستخارة 4357 - (خ د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمنا الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها، كما يعلِّمنا السورةَ من القرآن، يقول: إِذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركَعْ ركعتين من غيرِ الفريضةِ، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرُكَ بعلمكَ، وأسْتَقْدِرُك بقدرتكَ، وأَسأَلكَ من فضلك العظيم، فإنك تقدِر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علامُ الغيوب، [ص: 251] اللهم إِن كنتَ تعلم أن هذا الأمْرَ خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبةِ أمري - أو قال: عاجِلِ أمري وآجِلِهِ - فاقْدُرْهُ لي ويسِّرْهُ لي، ثم بارك لي فيه، اللهم إن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمر شَرّ لي في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمري - أو قال: في عاجِلِ أمري وآجِلهِ - فاصْرِفه عَنِّي، واصرفْني عنه، واقْدُرْ لِي الخيرَ حيث كان، ثم رَضِّني به. قال: ويُسَمِّي حاجَتَه» . أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاستخارة) في الأمور: طلبُ الخِيرة فيها، واستعلام ما عند الله تعالى فيها. (أستَقْدِرك) لكذا، أي: أطلب منك أن تُقْدِرني عليه. (فاقدره لي) : قَدَرْتُ الشيء أقدره: أي قَدَّرْتُه وهيأته، وليلة القدر: هي الليلة التي تقدَّر فيها الأرزاق.   (1) رواه البخاري 11 / 155 - 158 في الدعوات، باب الدعاء عند الاستخارة، وفي التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {قل هو القادر} ، وأبو داود رقم (1538) في الصلاة، باب في الاستخارة، والترمذي رقم (480) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستخارة، والنسائي 6 / 80 و 81 في النكاح، باب كيف الاستخارة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/344) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، وأبو سعيد -يعني مولى بني هاشم-. وعبد بن حميد (1089) قال: حدثني خالد بن مخلد، والبخاري (2/70) قال: حدثنا قتيبة. وفي (8/101) ، وفي الأدب المفرد (703) قال: حدثنا مُطرّف بن عبد الله أبو مصعب. وفي (9/144) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا معن بن عيسى. وأبو داود (1538) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الرحمن بن مقاتل، خال القعنبي، ومحمد بن عيسى، وابن ماجة (1383) قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا خالد بن مخلد. والترمذي (480) قال: حدثنا قتيبة. وعبد الله بن أحمد (3/344) قال: حدثناه منصور بن أبي مزاحم. والنسائي (6/80) ، وفي عمل اليوم والليلة (498) قال: أخبرنا قتيبة. جميعا - إسحاق، وأبو سعيد، وخالد، وقتيبة، ومطرف، وابن المنذر، ومعن، والقعنبي، وابن مقاتل، ومحمد بن عيسى، ومنصور- قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 4357 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 250 صلاة الحاجة 4358 - (ت) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله [ص: 252] صلى الله عليه وسلم-: «مَن كانت له إِلى الله حاجة، أو إِلى أحد من بني آدمَ فليَتوضَّأُ ولْيُحْسِنِ الوضوءَ، ثم ليصلِّ ركعتين، ثم لِيُثْنِ على الله، ولْيُصلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم ليقل: لا إِله إِلا الله الحليمُ الكريمُ، سبحان الله ربِّ العرشِ العظيم: الحمدُ لله رب العالمين، أسألكَ موجباتِ رحمتكَ، وعزائمَ مغفرتك، والغنيمةَ من كلِّ بِرّ، والسلامةَ من كل إِثم، لا تدعْ لي ذنباً إِلا غفرتَهُ، ولا همّاً إِلا فَرَّجْتَه، ولا حاجة هي لكَ رِضىً إِلا قضيتَها يا أرحم الراحمين» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُوجِباتِ رحمتكَ) : ما يوجبُ الرحمةَ من الأعمال الصالحة والطاعات. (عزائم مغفرتك) : عزائم المغفرة: الأسباب التي يعزمُ له بها الغفران ويُحقِّقُهُ.   (1) رقم (479) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الحاجة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1384) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في صلاة الحاجة، والحاكم 1 / 320، وفي إسناده قائد بن عبد الرحمن، وهو متروك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (1384) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا أبو عاصم العَبّاداني. والترمذي (479) قال: حدثنا علي بن عيسى بن يزيد البغدادي، وعبد الله بن مُنير. قالا: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي. كلاهما - أبو عاصم، وعبد الله- عن فَائد بن عبد الرحمن، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، فائد بن عبد الرحمن يضعف في الحديث، وفائد هو «أبو الورقاء» . الحديث: 4358 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 251 صلاة التسبيح 4359 - (د ت) عبد الله بن عباس، وأبو رافع - رضي الله عنهم -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال للعباس بن عبد المطلب: «يا عباسُ، يا عمَّاهُ، ألا أُعطيكَ، ألا أمنَحُكَ، ألا أُجِيزُكَ، أَلا أفعلُ بكَ؟ عشرُ خِصال إِذا أنتَ فعلتَ ذلك غَفَرَ اللهُ لكَ [ص: 253] ذَنبَكَ: أَوَّلَهُ وآخِرَهُ، قديمَه وحديثَه، خطأَه وعمْدَه، صغيرَه وكبيرَه، سِرَّه وعلانيتَه؟ عشرُ خصال: أن تُصلِّي أربع ركعات، تقرأُ في كلِّ ركعة فاتحةَ الكتاب، وسورة، فإذا فرغتَ من القراءةِ في أوَّلِ ركعة وأنتَ قائم، قلتَ: سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إِله إِلا الله، واللهُ أكبر - خمسَ عَشْرَةَ مرة - ثم تركعُ فتقولُها وأنتَ راكع عشراً، ثم تَرفَعُ رأْسك من الركوعِ فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولُها وأنتَ ساجد عشراً، ثم ترفعُ رأسَكَ من السجود فتقولُها عشراً، ثم تسجدُ فتقولها عشراً، ثم ترفع رأْسك فتقولُها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعلُ ذلك في أربع ركعات. إن استطعتَ أن تُصَلِّيَها في كلِّ يوم مرة فافعلْ، فإن لم تفعلْ ففي كلِّ جمعة، فإن لم تَفْعَل ففي كلِّ شهر مَرَّة، فإن لم تفعلْ ففي كلِّ سَنَة مَرَّة، فإِن لم تفعلْ ففي كُلِّ عمرِكَ مَرَّة» . أخرجه أبو داود عن ابن عباس. وله في أخرى عن أبي الجوزاء، حدَّثني رَجُل كانت له صحبة - يرون أنهُ عبدُالله بنُ عمرو - قال: «ائْتِني غداً أحْبُوكَ، وأُثِيبُكَ، وأُعطيكَ، حتى ظننتُ أنه يُعطيني عطية، قال: إِذا زال النهارُ فقُمْ فصلِّ أربعَ رَكعات ... فذكر نحوه، قال: ثم ترفع رأسك - يعني: من السجود - وفي نسخة من السجدة الثانية - فاسْتَوِ جالساً ولا تقم حتى تُسبِّحَ عشراً، وتُهلِّلَ عشراً، وتحمَدَ عشراً، وتكبِّر عشراً، ثم تصنعُ ذلك في الأربع ركعات، قال: فإنك [ص: 254] لو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً غُفِرَ لك بذلك، قلتُ: فإن لم أَستطع أن أُصلِّيَها تلكَ الساعةَ؟ قال: صَلِّهَا من الليل والنهار» . قال أبو داود: رواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عَمرو موقوفاً. وفي رواية الأنصاري: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لجعفر بهذا ... الحديث، فذكر نحوه - قال في السجدة الثانية من الركعة الأولى» . وأخرجه الترمذي عن أبي رافع قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- للعباس: «يا عمِّ [أَلا أَصِلُكَ] ألا أحْبُوكَ، ألا أَنْفَعُكَ؟ قال: بلى يا رسولَ الله، قال: يا عمِّ صلِّ أربعَ رَكَعَات تقرأُ في كل ركعة بفاتحةِ الكتاب، وسورة، فإذا انقضتْ القراءةُ فقل: الله أكبر، والحمد لله، ولا إِله إِلا الله، وسبحانَ الله، خمسَ عشرة مرة قبلَ أَن تركع ... وذكر مثله، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، وهي ثلاثمائة في أربع ركعات، فلو كانت ذُنُوبك مثْلَ رمْلِ عالِج غَفَرَهَا اللهُ لك، قال: يا رسولَ الله، ومن لم يستطعْ أن يقولها في يوم؟ قال: إِن لم تستطع أن تقولها في يوم فَقُلْها في جمعة، فإن لم تستطعْ أن تقولَها في جمعة فقلها في شهر، فلم يزل يقول له حتى قال: فقلها في سنة» (1) . [ص: 255] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَمْنَحُك) المِنْحةُ: العَطيَّةُ. (أُجِيزُكَ) : الجائزة: ما يعطى الوافد والقاصد، وأصل الجائزة: أن يُعطِيَ الرجلُ الرجلَ ماء، أو يجيزه ليذهب لوجهه، يقول الرجل إذا ورد ماء لقيِّم الماء: أجزني ماء، أي: أعطني ماء حتى أذهبَ لوجهي، ثم كَثُرَ حتى سموا الغِبطَةَ: جائزة. (أَحْبُوكَ) : الحِبَاء: العَطِيَّةُ.   (1) رواه أبو داود رقم (1297) و (1298) و (1299) في الصلاة، باب صلاة التسبيح، والترمذي رقم (482) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1386) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح، والحاكم في " المستدرك " 1 / 317 و 318 وصححه ووافقه الذهبي، وهو حديث صحيح لطرقه وشواهده الكثيرة، وقد صححه جماعة من العلماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1297) . وابن ماجة (1387) . وابن خزيمة (1216) قالوا: حدثنا عبد الرحمن ابن بشر بن الحكم النيسابوري، قال: حدثنا موسى بن عبد العزيز، قال: حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، فذكره. (*) أخرجه ابن خزيمة (1216) قال: حدثناه محمد بن رافع، قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أَبان، عن أبيه، عن عكرمة، مرسلا، لم يقل فيه: -عن ابن عباس-. وأما عن أبي رافع: أخرجه ابن ماجة (1386) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن أبو عيسى المسروقي. والترمذي (482) قال: حدثنا أبو كُريب محمد بن العلاء. كلاهما - موسى بن عبد الرحمن، وأبو كريب- عن زيد بن الحباب. قال: حدثنا موسى بن عبيدة. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، مولى أبي بكر بن عمرو بن حزم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي رافع. الحديث: 4359 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 252 خاتمة كتاب الصلاة تتضمن أحاديث متفرقة [مشتملة على عشرة أنواع] [النوع الأول] : الانصراف عن الصلاة 4360 - (خ م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «لا يجعلْ أحدكم للشيطان شيئاً من صلاته، يُرَى أَنَّ حَقّاً عليه أن لا ينصرفَ إِلا عن يمينه، لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كثيراً ينصرف عن يساره» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأَبو داود، والنسائي، إِلا أَن أبا داود قال: «أكثرُ ما ينصرف عن شماله» . قال عمارة: «أتيتُ المدينةَ بعدُ، فرأيتُ منازلَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم [ص: 256] عن يساره» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 280 في صفة الصلاة، باب الانفتال والانصراف عن اليمين والشمال، ومسلم رقم (707) في صلاة المسافرين، باب جواز الانصراف عن اليمين والشمال، وأبو داود رقم (1042) في الصلاة، باب كيف الانصراف من الصلاة، والنسائي 3 / 81 في السهو، باب الانصراف في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه الحميدي (127) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/383) (3631) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير. (ح) ويحيى. وفي (1/429) (4084) قال: حدثنا يحيى. (ح) وأبو معاوية. (ح) وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/464) (4426) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1357) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/216) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/153) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، وعيسى بن يونس، (ح) وحدثناه علي بن خَشْرَم، قال: أخبرنا عيسى. وأبو داود (1042) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (930) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (3/81) . وفي الكبرى (1192) قال: أخبرنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1714) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا علي بن خَشرم، قال: حدثنا عيسى. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا بُنْدار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، قال: أنبأنا شعبة. (ح) وحدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: وأخبرنا محمد، يعني ابن جعفر، عن شعبة. عشرتهم - سفيان، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير، ويحيى بن سعيد، وشعبة، ووكيع، وجرير، وعيسى بن يونس، وأبو أسامة، وابن فضيل- عن سليمان الأعمش، قال: سمعت عُمارة بن عمير. 2 - وأخرجه أحمد (1/408) (3872) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (1/459) (4383) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. وفي (1/459) (4384) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث بن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. كلاهما -يزيد، وإبراهيم بن سعد والد يعقوب - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الرحمن بن الأسود. كلاهما - عمارة بن عمير، وعبد الرحمن بن الأسود - عن الأسود بن يزيد، فذكره. (*) رواية عبد الرحمن بن الأسود: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عامة ما ينصرف من الصلاة على يساره إلى الحجرات» . الحديث: 4360 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 255 4361 - (د ت) قبيصة بن هلب: عن أبيه [هُلْب] قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَؤُمُّنا: فينصرفُ على جانبيه جميعاً، على يمينه، وعلى شماله» . أَخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: «أنه صلَّى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فكان ينصرف عن شِقَّيه» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1041) في الصلاة، باب كيف الانصراف من الصلاة، والترمذي رقم (301) في الصلاة، باب ما جاء في الانصراف عن يمينه وعن شماله، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 226، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، قال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وأنس، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم. الحديث: 4361 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 256 4362 - (ط) واسع بن حَبان: قال: «كنت أُصلِّي، وعبدُ الله بنُ عمرَ مُسْنِد ظهره إِلى جدار القِبْلَةِ، فلما قضيتُ صلاتي انصرفتُ إِليه من قِبَلِ شِقِّيَ الأيسرِ، فقال عبدُ اللهِ بنُ عمر: ما منعكَ أَن تنصرفَ عن يمينك؟ قال: فقلت: رأيتكَ فانصرفتُ إِليك: قال عبد الله: فإنك قد أَصبتَ، إن قائلاً يقول: انصرف عن يمينك، فإذا كنتَ تصلِّي فانصرف حيث شئت؟ إن شئتَ على يمينك، وإن شئت على يسارك» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 169 في قصر الصلاة، باب العمل في جامع الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (الموطأ) (408) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، فذكره. الحديث: 4362 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 256 4363 - (م س) إسماعيل بن عبد الرحمن السدي: قال: «سألتُ أنسَ بنَ مالك: كيف أنصرفُ إِذا سلَّمتُ: عن يميني، أو عن يساري؟ قال: أَمَّا أنا فأكثرُ ما رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ينصرف عن يمينه» . أخرجه مسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (708) في صلاة المسافرين، باب جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين وعن الشمال، والنسائي 3 / 81 في السهو، باب الانصراف من الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/133) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، وفي (3/179) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني سفيان. وفي (3/217) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، قال: حدثنا حسن بن يزيد الكوفي، وفي (3/280) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (4358) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وفي (1359) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/153) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفيه (2/153) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (3/81) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. أربتعهم - سفيان، وحسن، وأبو عوانة، وإسرائيل - عن السدي وإسماعيل بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4363 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 257 4364 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «رأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يشرب قائماً وقاعداً، ويصلي حافياً ومُنْتَعِلاً، وينصرف عن يمينه، وعن شماله» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 82 في السهو، باب الانصراف من الصلاة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (3/81) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا بقية، قال: حدثنا الزبيدي أن مكحولا حدثه أن مسروق بن الأجدع حدثه، فذكره. الحديث: 4364 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 257 4365 - (د س) يزيد بن الأسود - رضي الله عنه -: قال: «صلَّيتُ خَلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فكان إِذا انصرفَ انْحَرفَ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: «أنه صلَّى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الصبح، فلما صلَّى انحرفَ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (614) في الصلاة، باب الإمام ينحرف بعد التسليم، والنسائي 3 / 67 في السهو، باب الانحراف بعد التسليم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم. الحديث: 4365 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 257 4366 - (د) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «كنا إذا صَلَّينا خَلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أحْبَبْنا أن نكونَ عن يمينه، فيُقْبلُ علينا بوجهه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (615) في الصلاة، باب الإمام ينحرف بعد التسليم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 4366 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 257 [النوع الثاني] : الجهر بالذكر بعد الصلاة 4367 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إِنَّ رَفْعَ الصوتِ بالذِّكْرِ، حين ينصرفُ الناسُ من المكتوبة: كان على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال ابنُ عباس: كنتُ أعلمُ إِذا انصرفوا بذلك، إِذا سمعتُه» . وفي رواية: «ما كنا نعرف انقضاءَ صلاةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إِلا بالتكبير» ، قال عمرو [بن دينار] : وأخبرني به أبو مَعْبَد، ثم أنكره بعدُ. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، إِلا أَن أبا داود قال في الأولى: « [كنتُ أعلم إِذا انصرفوا] بذلك، وأسمعه» . وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 269 في صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، ومسلم رقم (583) في المساجد، باب الذكر بعد الصلاة، وأبو داود رقم (1002) و (1003) في الصلاة، باب التكبير بعد الصلاة، والنسائي 3 / 67 في السهو، باب التكبير بعد تسليم الإمام، قال الحافظ في " الفتح ": قال النووي: حمل الشافعي هذا الحديث على أنهم جهروا به وقتاً يسيراً لأجل تعليم صفة الذكر، لا أنهم داوموا على الجهر به، والمختار أن الإمام والمأموم يخفيان الذكر إلا إن احتيج إلى التعليم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجها أحمد (1/367) (3478) قال: حدثنا عبد الرزاق،وابن بكر. والبخاري (1/213) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/91) قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا محمد بن بكر (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرزاق. وأبو داود (1003) قال: حدثنا يحيى بن موسى البلخي، قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (1707) قال: حدثنا الحسن بن مهدي، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وابن بكر - قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرنا عمرو بن دينار، أن أبا معبد مولى ابن عباس، أخبره، فذكره. والرواية الثانية: أخرجه الحميدي (480) . وأحمد (1/222) (1933) . والبخاري (1/213) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (2/91) قال: حدثنا زهير بن حرب (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. وأبو داود (1002) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي (3/67) .، وفي الكبرى (1167) قال: أخبرا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وابن خزيمة (1706) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، وزهير، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة، ويحيى بن آدم، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي معبد مولى ابن عباس، فذكره. قال عمرو: فذكمرت ذلك لأبي معبد، فأنكره، وقال: لم أحدثك بهذا. قال عمرو: وقد أخبرنيه قبل ذلك. الحديث: 4367 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 258 [النوع الثالث] : الفصل بين الصلاتين 4368 - (د) الأزرق بن قيس: قال: «صلَّى بنا إمام لنا، يُكْنى أبا رِمْثَة، فقال: صلَّيْتُ هذه الصلاةَ [أَو مِثْلَ هذهِ الصلاةِ] معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان أبو بكر وعمرُ يقومان في الصفِّ المقدَّم عن يمينه، وكان رجل [ص: 259] قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاتَه، ثم سلم عن يمينه وعن يساره، حتى رأينا بياض خَدَّيْه، ثم انفَتَلَ كانْفِتال أبي رِمْثةَ - يعني: نَفْسَهُ - فقام الرَّجُلُ الذي أدْرَكَ معه التكبيرة الأولى من الصلاة ليشفَع، فوَثَبَ عمرُ، فأخذ بمنكبه فهزَّه، ثم قال: اجلس فإنه لم يَهْلِكْ أهلُ الكتاب إِلا أنهم لم يكن بين صلواتهم فَصْل، فرفع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بَصَرَهُ، فقال: أَصابَ اللهُ بك يا ابن الخطاب» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1007) في الصلاة، باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1007) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة. قال: حدثنا أشعث ابن شعبة، عن المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس. فذكره. (*) قال أبو داود: وقد قيل: أبو أمية. مكان أبي رمثة. الحديث: 4368 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 258 [النوع الرابع] : الخروج من المسجد بعد الأذان 4369 - (م س د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال أبو الشَّعْثاء: «كنا قعوداً في المسجد مع أبي هريرة، فأذَّنَ المُؤذِّنُ، فقام رجل يمشي، فأَتْبَعَهُ أبو هريرة بَصرَه حتى خرجَ من المسجد. فقال أبو هريرة: أمَّا هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم، والنسائي. وفي رواية أبي داود قال: «كنا مع أبي هريرة في المسجد، فخرج رجل حين أذَّن المؤذن بالعصر، فقال أبو هريرة: أمَّا هذا ... وذكر الحديث» . [ص: 260] وفي رواية الترمذي قال: «رأَى أبو هريرة رجلاً يخرج من المسجد بعد ما أُذِّن فيه للعصر ... فذكر الحديث» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (655) في المساجد، باب النهي عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن، وأبو داود رقم (536) في الصلاة، باب الخروج من المسجد بعد الأذان، والترمذي رقم (204) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان، والنسائي 2 / 29 في الأذان، باب التشديد في الخروج من المسجد بعد الأذان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (998) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمر بن سعيد بن مسروق الثوري. وأحمد (2/506) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا المسعودي. وفي (2/537) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا المسعودي وشريك. و (2/537) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا شريك، عن المسعودي. ومسلم (2/125) قال: حدثنا ابن أبي عمر المكي. قال: حدثنا سفيان - هو ابن عيينة -، عن عمر بن سعيد. والنسائي (2/29) وفي الكبرى (1573) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، عن عمر بن سعيد. ثلاثتهم - عمر بن سعيد، والمسعودي، وشريك - عن أشعث بن سليم. 2 - وأخرجه أحمد (2/410) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/416) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/471) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والدارمي (1208) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة. ومسلم (2/124) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأح-وص. وأبو داود (536) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (733) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (204) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن خزيمة (1506) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد -. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - شعبة، وسفيان الثوري، وأبو الأحوص - عن إبراهيم بن مهاجر. 3 - وأخرجه النسائي (2/29) . وفي الكبرى (1574) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم. قال: حدثنا جعفر بن عون عن أبي عميس، قال: أخبرنا أبو صخرة. ثلاثتهم - أشعث بن سليم، وإبراهيم بن مهاجر، وأبو صخرة جامع بن شداد - عن أبي الشعثاء، فذكره. (*) في حديث زاد: « .... ثم قال: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا كنتم في المسجد فنودي بالصلاة، فلا يخرج أحدكم حتى يصلي» . الحديث: 4369 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 259 [النوع الخامس] : المقام بعد الصلاة 4370 - (م ت د س) سماك بن حرب (1) : قال: قلتُ لجابر بنِ سَمُرَةَ: «أكنتَ تجالس رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نَعم، كثيراً، كان لا يقوم من مُصلاه الذي صلى فيه الصبح، أو الغَداة حتى تطلعَ الشمسُ، فإذا طلعتِ الشمسُ قام، وكانوا يتحدَّثون فيأخذونَ في أمر الجاهلية، فيضحكون، ويتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى الفجر جلس في مُصَلاه حتى تَطْلُعَ الشمسُ حَسناً (2) » . أخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِذا صلى الفجرَ قَعَدَ في مُصَلاه حتى تَطْلُعَ الشمسُ» . وأخرجه أبو داود مثل الأولى إِلى قوله: «فإذا طلعت الشمس قام» . [ص: 261] وأخرج الثانية، وقال: «تربَّع في مجلسه» وأخرجه النسائي (3) .   (1) في الأصل: سهل بن حرب، وهو تحريف. (2) قال النووي في شرح " مسلم " هو بفتح السين وبالتنوين: أي طلوعاً حسناً، أي مرتفعة. (3) رواه مسلم رقم (670) في المساجد، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح، وأبو داود رقم (1294) في الصلاة، باب صلاة الضحى، والترمذي رقم (585) في الصلاة، باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، والنسائي 3 / 80 في السهو، باب قعود الإمام في مصلاه بعد التسليم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا أبو كامل، وأبو النضر. ومسلم (2/132) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. وفي (2/132) و (7/78) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1294) قال: حدثنا ابن نفيل، وأحمد بن يونس. والنسائي (3/80) وفي عمل اليوم والليلة (170) قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم. ستتهم - أبو كامل، وأبو النضر، وأحمد، ويحيى بن يحيى، وابن نفيل، ويحيى بن آدم - عن زهير بن أبي خيثمة. 2 - وأخرجه أحمد (5/86 و 88) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (5/91) قال: حدثنا أسود بن عامر وفي (5/105) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي. والترمذي (2850) . وفي الشمائل (247) قال: حدثنا علي بن حجر. أربعتهم - سليمان، وأسود، وأبو سلمة، وعلي - عن شريك. 3 - وأخرجه أحمد (5/101) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (5/107) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/107) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (2/132) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (4850) . وعبد الله بن أحمد (5/100) قالا: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو داود الحفري. أربعتهم - أبو سعيد، ووكيع، وعبد الرحمن، وأبو داود - عن سفيان الثوري. 4 - وأخرجه أحمد (5/88) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/101) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/132) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (757) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن. ثلاثتم - ابن جعفر، ويحيي، وعبد الرحمن - عن شعبة. 5 - وأخرجه أحمد (5/91 و 105) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. 6 - وأخرجه مسلم (2/132) قال: حدثنا قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (585) . والنسائي (3/80) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال: حدثني خلف بن هشام البزار المقرئ. ثلاثتهم - قتيبة، وأبو بكر، وخلف - قالوا: حدثنا أبو الأحوص. 7 - وأخرجه مسلم (2/132) قال: قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا محمد بن بشر، عن زكريا. سبعتهم - زهير، وشريك، والثوري، وشعبة، وزائدة، وأبو الأحوص، وزكريا - عن سماك بن حرب، فذكره. الحديث: 4370 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 260 [النوع السادس] : تسمية العشاء بالعتمة 4371 - (م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تَغْلِبَنَّكم الأعرابُ على اسمِ صلاتِكُم، ألا إنها العشاء، وهم يُعتِمُون بالإِبل» (1) . وفي رواية: «على اسم صلاتِكم العشاءِ، فإنها في كتابِ اللهِ العشاءُ، وإنها تُعْتِمُ بحِلاب الإِبلِ» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُعْتِمُون) : أعتم بحلاب الإبل: إذا أراحها ثم أناخها في مراحِها فحلبها حين يدخل في عتمة الليل، وهي ظلمته. [ص: 262] قال الأزهري: وكأن المعنى: لا يغرنكم فعلهم هذا عن صلاتكم، فتؤخروها، ولكن صلوها إذا كان وقتها. وحِلاب الإبل: حَلْبُها.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": معناه: أن الأعراب يسمونها العتمة لكونهم يعتمون بحلاب الإبل، أي يؤخرونه إلى شدة الظلام، وإنما اسمها في كتاب الله " العشاء " في قوله تعالى: {ومن بعد صلاة العشاء} [النور: 58] فينبغي لكم أن تسموها العشاء. (2) رواه مسلم رقم (644) في المساجد، باب وقت العشاء، وأبو داود رقم (4984) في الأدب، باب في صلاة العتمة، والنسائي 1 / 270 في المواقيت، باب الكراهية في أن يقال للعشاء: العتمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه الحميدي (638) . وأحمد (2/10) (4572) . ومسلم (2/118) قال: حدثني زهير بن حرب، وابن أبي عمر. وأبو داود (4984) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (704) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح. والنسائي (1/270) . وفي الكبرى (1439) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (349) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. عشرتهم - الحميدي، وأحمد، وزهير، وابن أبي عمر، وعثمان، وهشام، وابن الصباح، وابن المبارك، وعبد الجبار، وسعيد - عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (2/18) (4688) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/49) (5100) قال: حدثنا عبد الله ابن الوليد. وفي (2/144) (6314) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (1/270) . وفي الكبرى (1438) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود - هو الحفري -. خمستهم - يحيى، وعبد الله بن الوليد، وعبد الرزاق، ووكيع، وأبو داود - عن سفيان الثوري. كلامهما - ابن عيينة، والثوري - عن عبد الله بن أبي لبيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4371 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 261 [النوع السابع] : تسمية المغرب بالعشاء 4372 - (خ) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَغْلِبَنَّكم الأَعرابُ على اسم صلاتِكم المغربِ، قال: وتقول الأعراب: هي العشاءُ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 36 في المواقيت، باب من كره أن يقال للمغرب: العشاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/55) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (1/147) قال: حدثنا أبو معمر - هو عبد الله بن عمرو - وابن خزيمة (341) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري، قال: حدثني أبي. كلاهما - عبد الصمد، وأبو معمر - عن عبد الوارث، قال: حدثنا حسين، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. (*) قال ابن خزيمة: عبد الله المزني - هو عبد الله بن المغفل -. الحديث: 4372 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 262 [النوع الثامن] : السَّمر بعد العشاء 4373 - (خ م د ت) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكرهُ النومَ قبل العِشاءِ، والحديثَ بعدَها» . أخرجه البخاري هكذا، وأخرجه هو ومسلم في جملة حديث قد تقدَّم في ذِكْرِ مواقيت الصلاة (1) ، فيكون هذا أيضاً متفقاً. وأَخرجه الترمذي، وعند أبي داود: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عن النومِ قبلَها، وعن الحديث بعدَها» (2) .   (1) انظر الجزء الخامس الصفحة (218) . (2) رواه البخاري 2 / 41 في المواقيت، باب ما يكره من النوم قبل العشاء، ومسلم رقم (647) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح، وأبو داود رقم (398) في الصلاة، باب وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يصليها، والترمذي رقم (168) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية النوم قبل العشاء والسمر بعدها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 4373 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 262 4374 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَسْمُرُ مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين، وأنا معهما» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (169) في الصلاة، باب ما جاء من الرخصة في السمر بعد العشاء من حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر رضي الله عنه، قال الترمذي: وقد روى هذا الحديث الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن علقمة عن رجل من جعفي يقال له: قيس أو ابن قيس، عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة طويلة، وهو عند أحمد في " المسند " رقم (265) من حديث الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن قيس أو ابن قيس رجل من جعفي عن عمر رضي الله عنه ... وحسنه الترمذي، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وأوس بن حذيفة، وعمران بن الحصين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (169) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. وقال الترمذي: حديث عمر حديث حسن. الحديث: 4374 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 263 [النوع التاسع] : الاستراحة بالصلاة 4375 - (د) سالم بن أبي الجعد: قال: «قال رجل من خُزاعةَ: ليتني صلَّيتُ فاسترْحتُ، فكأنّهم عابوا ذلك عليه، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: أقم الصلاةَ يا بلالُ، أرِحْنا بها» . وفي رواية عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: «انطلقتُ أنا وأبي إِلى صِهْر لنا من الأنصار نَعُودُه، فحضرتِ الصلاةُ، فقال لبعض أهْلِهِ: يا جاريةُ، ائتُوني بوَضوء لَعَلِّي أُصلِّي فأستريح، قال: فأنكرنا ذلك، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: قُمْ يا بلالُ، فأرِحْنَا بالصلاة» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 264] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرحنا بها) : أراد بقوله: «أرحنا بها» أي: آذِنَّا بالصلاة لنستريح بأدائها من شُغل القلب بها، وقيل: كان اشتغاله بالصلاة راحة له، فإنه كان يعد غيرها من الأعمال الدنيوية تعباً، فكان يستريح بالصلاة، لما فيها من مناجاة الله تعالى، ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «وجعلت قرة عيني في الصلاة» وما أقرب الراحة من قُرة العين.   (1) رقم (4985) و (4986) في الأدب، باب في صلاة العتمة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/364) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (4985) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عيسى بن يونس. كلاهما - وكيع، وعيسى بن يونس - عن مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. (*) في رواية وكيع: «رجل من أسلم» . الحديث: 4375 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 263 [النوع العاشر] : شيطان الصلاة 4376 - (م) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، إِن الشيطانَ قد حَالَ بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يُلَبِّسُهَا عليَّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ذاك شيطان يقال له: خِنْزَب، فإِذا أحْسَسْتَهُ فتعوَّذ بالله منه، واتْفُلْ عن يسارك ثلاثاً، ففعلتُ ذلك فأذْهَبَهُ اللهُ عني» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2203) في السلام، باب التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/216) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (4/216) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وعبد بن حميد (380) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان. ومسلم (7/20) قال: حدثنا يحيى بن خلف الباهلي، قال: حدثنا عبد الأعلى. وفي (7/21) قال: حدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا سالم بن نوح (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. خمستهم - إسماعيل بن إبراهيم، وسفيان، وعبد الأعلى الشامي، وسالم بن نوح، وأبو أسامة - عن سعيد الجريري، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء، فذكره. * أخرجه عبد بن حميد (381) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن عثمان بن أبي العاص، فذكره. زاد فيه: «عن مطرف» . - وبلفظ: «لما استعملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الطائف، جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي. فلما رأيت ذلك، رحلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: ابن أبي العاص؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ما جاء بك؟ قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي. قال: ذاك الشيطان. ادنه. فدنوت منه. فجلست على صدور قدمي. قال: فضرب صدري بيده، وفل في فمي، وقال: اخرج عدو الله، ففعل ذلك ثلاث مرات. ثم قال: الحق بعملك» . قال: فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد. أخرجه ابن ماجة (3548) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني عيينة بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبي، فذكره. الحديث: 4376 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 264 الكتاب الثاني من حرف الصاد: في الصوم، وفيه بابان الباب الأول: في واجباته وسننه وأحكامه، جائزاً ومكروهاً، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في وجوبه وموجبه ، وفيه خمسة فروع الفرع الأول: في وجوبه بالرؤية 4377 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا رأيْتُمُوه فصُومُوا، وإذا رأيتموه فأفطِرُوا، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له» . وفي رواية: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ رمضانَ، فقال: لا تصُوموا حتى تَرَوُا الهِلالَ، ولا تُفطِرروا حتى تروه، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا لَهُ» . [ص: 266] وفي أخرى أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الشهر تسع وعشرون ليلَة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غُمَّ عليكم فأكْمِلوا العِدَّةَ ثلاثين» ، أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ رمضانَ، فضربَ بيديه، فقال: الشهرُ هكذا، وهكذا، وهكذا - ثم عقد إِبهامه في الثالثة - فصوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا ثلاثين» . وفي رواية: «فَاقْدُرُوا له» . وأخرج الموطأ الرواية الثانية، والثالثة، وقال: «فإِن غُمَّ عليكم فاقدروا له» . وأخرج أبو داود الثالثة، وزاد: «فكانَ ابنُ عُمَرَ إِذا كان شعبانُ تسعاً وعشرين: نُظِرَ له، فإن رُئِيَ فذاك، وإِن لم يُرَ ولم يَحُلْ دون مَنْظَره سحاب أو قَتَرَة أصبح مفطراً، فإن حال دون منظره سحاب أو قترة أصبح صائماً، قال: وكان ابنُ عمرَ يُفْطِرُ مع الناس، ولا يأخذُ بهذا الحساب» . وأخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية (1) . [ص: 267] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غُمَّ، وأُغْمِيَ، وغُمِّي) : يقال: غُمَّ الهلال، وأُغْمِي، وغُمِّيَ: إذا غطَّاه شيء من غيم أو غيره، فلم يظهر. (فاقدُرُوا له) : يقال: قدرت الأمر أقدره. وأُقَدِّره: إذا نظرت فيه ودَبَّرْته: والمعنى: قدِّروا عدد الشهر حتى تُكْمِلُوه ثلاثين يوماً. (قَتَرَة) : القَتَرة: الظلمة والغبار.   (1) رواه البخاري 4 / 102 - 104 في الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، وباب هل يقال: رمضان أو شهر رمضان، وباب [ص: 267] قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكتب ولا نحسب، وفي الطلاق، باب اللعان، ومسلم رقم (1080) في الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والموطأ 1 / 286 في الصيام، باب ما جاء في رؤية الهلال للصوم والفطر في رمضان، وأبو داود رقم (2320) في الصوم، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين، والنسائي 4 / 134 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على الزهري، وباب ذكر الاختلاف على عبيد الله بن عمر في هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/145) (6323) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم. والبخاري (3/33) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثني الليث، عن عقيل. ومسلم (3/122) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وابن ماجة (1654) قال: حدثنا أبو مروان، محمد بن عثمان العثماني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي (4/134) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وابن خزيمة (1905) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 4377 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 265 4378 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا رأيتُم الهلالَ فصوموا، وإِذا رأيتموهُ فأفْطِرُوا، فإِن غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثينَ يوماً» . وفي أخرى قال: ذَكَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الهلالَ، فقال: ... وذكر الحديث، وقال في آخره: «فإن أُغْمِيَ عليكم فعُدُّوا ثلاثين» . وفي أخرى قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أو قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-: «صوموا لرؤيتِهِ، وأفطروا لرؤيته: فإن غُمِّيَ عليكم فأكملوا العدَّةَ» (1) . [ص: 268] وفي أخرى «فإن أُغمي عليكم الشهر فعُدُّوا ثلاثين» . أخرجه مسلم. وأخرج البخاري الرواية الثالثة، وقال: «فإِن غُمِّيَ عليكم فأكملوا عدةَ شعبانَ ثلاثين» . وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى مثلها، وقال: «فإن غُمَّ عليكم فعدُّوا ثلاثين» . وفي أخرى: «فاقْدُرُوا ثلاثين» . وفي أخرى: «فاقْدُرُوا له» . وله في أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الشهرُ يكون تسعاً وعشرين، ويكون ثلاثينَ، فإِذا رأيتموه فصوموا، وإِذا رأيتموه فأَفطروا، فإن غُمَّ عليكم فأَكملوا العدة» (2) .   (1) في مسلم المطبوع: فأكملوا العدد. (2) رواه البخاري 4 / 106 في الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، ومسلم رقم (1081) في الصوم، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والنسائي 4 / 133 في الصوم، باب إكمال شعبان ثلاثين، وباب ذكر الاختلاف على الزهري، وباب ذكر الاختلاف على عبيد الله بن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/263) . قال: حدثنا أبو كامل. ومسلم (3/124) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجة (1655) قال: حدثنا أبو مروان العثماني. والنسائي (4/133) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري. قال: حدثنا سليمان بن داود. أربعتهم - أبو كامل، ويحيى، وأبو مروان، وسليمان بن داود - عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * أخرجه أحمد (2/281) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، أو عن أحدهما، عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 4378 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 267 4379 - (د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تَقَدَّمُوا الشهرَ حتى تَرَوُا الهلالَ، أو تُكْمِلوا العِدَّة، ثم صوموا حتى تروُا الهلالَ، أو تُكملوا العدة» . أخرجه أبو داود، والنسائي. وزاد النسائي بعد «الهلال» في الموضعين «قبلَه» . [ص: 269] وللنسائي عن بعض أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ولم يسمِّه ... وذكر الحديث، وقال: «أو تُكملوا العدة ثلاثين» . وله في أخرى عن رِبْعي [بن حِراش] مرسلاً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا رأيتم الهلال فصوموا، وإِذا رأيتموه فأفطروا، فإن غمَّ عليكم فأتموا شعبانَ ثلاثين، إِلا أن تَرَوُا الهلالَ قبل ذلك، ثم صوموا رمضانَ ثلاثين، إِلا أن تَرُوا الهلال قبل ذلك» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2326) في الصوم، باب إذا أغمي الشهر، والنسائي 4 / 135 و 136 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على منصور في حديث ربعي بن حراش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2326) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. والنسائي (4/135) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (1911) قال: حدثنا يوسف بن موسى. ثلاثتهم - ابن الصباح، وإسحاق، ويوسف - قال إسحاق: أنبأنا، وقال الآخران: حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي، عن منصور «ابن المعتمر» عن ربعي بن حراش، فذكره. الحديث: 4379 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 268 4380 - (ط س د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ رمضانَ، فقال: لا تصوموا حتى تَرَوُا الهلال، ولا تُفْطِرُوا حتى تَرَوْه، فإن غُمَّ عليكم فأَكملوا العدة ثلاثين» . أخرجه الموطأ، والنسائي. وفي رواية للنسائي: أنَّ ابنَ عباس قال: «عجبتُ ممن يتقدَّم الشهرَ، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِذا رأيتم الهلاَل فصوموا، وإِذا رأيتموه فأَفطِرُوا، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين» . وله في أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب فأكملوا العدة، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً» . [ص: 270] وفي أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تصوموا قبل رمضان، صوموا للرؤية، وأفطروا للرؤية، فإن حالت دونه غَيَايَة، فأكملوا ثلاثين» . وأخرجه أبو داود قال: «لا تَقدَّموا الشهر بصيام يوم أو يومين، إِلا أن يكون شيء يصومُهُ أحدُكم، ولا تصوموا حتى تَرَوْه، ثم صوموا حتى تروه، فإن حال دونه غَمامة، فأتموا العدة ثلاثين، ثم أفطروا، الشهر تسع وعشرون» . وفي رواية بمعناه، ولم يقل: «ثم أفطروا» . وأخرجه الترمذي قال: «لا تصوموا قبل رمضانَ، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حالت دونه غياية فأكمِلوا ثلاثين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غَيَايَة) : بياءين منقوطتين من تحت: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه، مثل السحابة، و «الغُبْرَة» : الظُّلْمَة.   (1) رواه الموطأ 1 / 287 في الصيام، باب ما جاء في رؤية الهلال للصوم، والنسائي 4 / 136 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على منصور في حديث ربعي، وإسناده منقطع، وقد وصله أبو داود رقم (2327) في الصوم، باب من قال: فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين، والترمذي رقم (688) في الصوم، باب ما جاء أن الصوم لرؤية الهلال والافطار له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (513) . وأحمد (1/221) (1931) . والدارمي (1693) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. والنسائي (4/135) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. أربعتهم - الحميدي، وأحمد، وعبيد الله، ومحمد - قالوا: حدثنا سفيان. 2 - وأخرجه أحمد (1/367) (3474) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن عمرو بن دينار، قال: أخبرني محمد بن حنين مولى آل العباس، فذكره. رواية ابن جريج: «إذا لم تروا الهلال، فاستكملوا ثلاثين ليلة» . في مسند أحمد (1/367) . وسنن الدارمي (1693) : محمد بن جبير بدلا من «محمد بن حنين» . والله أعلم بالصواب. وقد ذكر المزي هذا الحديث في «تحفة الأشراف» (6435) إشارة إلى رواية النسائي تحت ترجمة: محمد بن جبير بن مطعم عن ابن عباس. وقال: وكان في كتاب أبي القاسم - يعني ابن عساكر - محمد بن حنين عن ابن عباس. وهو وهم. وفي مسند الحميدي في المطبوع منه - محمد بن حنين - وقال محقق الكتاب في الأصل: - محمد بن جبير. الحديث: 4380 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 269 4381 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان [ص: 271] يَتَحَفَّظ (1) من شعبانَ ما لا يتحفَّظُ من غيره، ثم يصوم لرؤيةِ رمضانَ، فإِن غُمَّ عليه عَدَّ ثلاثين يوماً، ثم صام» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) أي يتكلف في عد أيام شعبان لمحافظة صوم رمضان. (2) رقم (2325) في الصوم، باب إذا أغمي الشهر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/149) . وأبو داود (2325) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وابن خزيمة (1910) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم. كلاهما - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن هاشم - عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس، فذكره. الحديث: 4381 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 270 4382 - (د) أيوب السختياني: قال: كتبَ عُمَرُ بنُ عبد العزيز إِلى أهل البصرةِ: «بَلَغَنَا عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر نحو حديثِ ابنِ عُمَرَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وزاد: وإِنَّ أحسن ما يُقدَر له، إِذا رأينا هلالَ شعبان لكذا وكذا، فالصومُ إِن شاء الله لكذا وكذا، إِلا أَن تروا الهلال قبل ذلك» . أخرجه أبو داود هكذا عقيب حديث ابنِ عمر، وحديثُ ابنِ عُمَرَ قد تقدَّم في أول الفصل في جملة رواية أبي داود (1) .   (1) رقم (2321) بلاغاً في الصوم، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين، وإسناده معضل لكن يشهد له حديث ابن عمر المتقدم برقم (4377) ، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وهذا الذي قاله عمر بن عبد العزيز قضت به الروايات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2321) حدثنا حميد بن مسعدة، ثنا عبد الوهاب، حدثني أيوب، قال، فذكره. الحديث: 4382 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 271 الفرع الثاني: في وجوبه بالشهادة ، وهو نوعان [النوع] الأول: شهادة الواحد 4383 - (د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «جاء أعرابي إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: إِني رأيتُ الهلالَ - قال الحسن في حديثه: يعني هلالَ رمضانَ - فقال: أتشهدُ أن لا إِله إِلا الله؟ قال: نعم، قال: [ص: 272] أتشهدُ أن محمداً رسولُ الله؟ قال: نعم، قال: يا بلالُ، أذِّن في الناس: أَنْ صوموا غداً» . وفي رواية عن عكرمة: «أنهم شَكُّوا في هلالِ رمضانَ مَرَّة، فأرادوا أن لا يقوموا ولا يصوموا، فجاء أعرابي من الحَرَّةِ يشهدُ أنه رأى الهلالَ، فأُتيَ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أتشهدُ أن لا إِله إِلا الله، وأني رسولُ الله؟ قال: نعم، وشهدَ أنه رأى الهلالَ، فأَمر بلالاً، فنادى في الناس: أن يقوموا وأن يصوموا» . أخرجه أبو داود. وقال: رواه جماعة عن سِماك بن حرب عن عكرمة مرسلاً، ولم يذكر القيامَ أحد إِلا حمادُ بن سلمة، قال أبو داود: هذه كلمة لم يقلها إِلا حماد: «وأن تقوموا» ، لأن قوماً يقولون: القيامُ قبل الصيام. وفي رواية الترمذي: قال: «جاء أعرابي إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِني رأيتُ الهلالَ، فقال: أتشهدُ أن لا إِله إِلا الله؟ أَتشهدُ أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، قال: يا بلال، أذِّن في الناس: أن يصوموا غداً» . قال الترمذي: وروي عن عكرمة مرسلاً. وأخرجه النسائي مثل الترمذي، وقال: «أن محمداً عبدُه ورسولُهُ» . وله في أخرى: «فنادى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أن صوموا» . أخرجه أيضاً مرسلاً [ص: 273] عن عكرمة، ولم يذكر لفظه (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2340) و (2341) في الصيام، باب في شهادة الواحد على رؤية الهلال، والترمذي رقم (691) في الصوم، باب ما جاء في الصوم بالشهادة، والنسائي 4 / 132 في الصوم، باب قبول شهادة الرجل الواحد على هلال شهر رمضان، من حديث سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس، ورواية سماك عن عكرمة مضطربة، وقال الترمذي: حديث ابن عباس فيه اختلاف، وروى سفيان الثوري وغيره عن سماك عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وأكثر أصحاب سماك رووا عن سماك عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها الحديث الذي بعده، وقال إسحاق: لا يصام إلا بشهادة رجلين، ولم يختلف أهل العلم في الإفطار أنه لا يقبل فيه إلا شهادة رجلين. قال الترمذي: والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، قالوا: تقبل شهادة رجل واحد في الصيام، وبه يقول ابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وأهل الكوفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1699) قال: حدثني عصمة بن الفضل، قال: حدثنا حسين الجعفي عن زائدة. وأبو داود (2340) قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان. قال: حدثنا الوليد - يعني ابن أبي ثور - (ح) وحدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا الحسين - يعني الجعفي-، عن زائدة. وابن ماجة (1652) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا زائدة بن قدامة. والترمذي (691) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. والنسائي (4/131) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، عن سفيان. وفي (4/132) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حسين، عن زائدة. وفي (4/132) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حسين، عن زائدة. وابن خزيمة (1923) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي. قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا زائدة. وفي (1924) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي. عن زائدة. ثلاثتهم - زائدة، والوليد بن أبي ثور، وسفيان - عن سماك بن حرب، عن عكرمة، فذكره. * أخرجه أبو داود (2341) قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والنسائي (4/132) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن عن أبي داود. عن سفيان. وفي (4/132) قال: أخبرنا محمد بن حاتم ابن نعيم مصيصي. قال: أنبأنا حبان بن موسى المروزي، قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان. كلاهما - حماد، وسفيان - عن سماك بن حرب، عن عكرمة، مرسلا. ليس فيه ابن عباس. (*) وقال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا أولى بالصواب - يعني المرسل - من حديث الفضل بن موسى. لأن سماك بن حرب كان ربما لقن. فقيل له: عن ابن عباس. وابن المبارك أثبت في سفيان من الفضل بن موسى. وسماك إذا تفرد بأصل لم يكن حجة، لأنه كان يلقن فيلقن. «تحفة الأشراف» (6104) . الحديث: 4383 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 271 4384 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «تَرَاءى الناسُ الهلالَ، فأَخْبَرْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَني رأيتُهُ فصامَهُ، وأمر النَّاسَ بِصيامِهِ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَرَاءَى) : الترائي: تفاعل: من الرؤية، وهو طلب رؤية الهلال.   (1) رقم (2342) في الصوم، باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2342) حدثنا محمود بن خالد وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وأنا لحديثه أتقن قالا: ثنا مروان هو ابن محمد، عن عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن أبي بكر بن نافع. عن أبيه، عن ابن عمر. الحديث: 4384 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 273 [النوع] الثاني: في شهادة الاثنين 4385 - (د) حسين بن الحارث الجدلي (1) : أن أميرَ مكةَ [خطبَ، ثم [ص: 274] قال:] «عهدَ إِلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن نَنْسُكَ لرؤيته، فإن لم نَرَهُ، وشهدَ شاهداً عَدْل، نَسَكْنا بشهادتهما، قال: فسألتُ الحسينَ بن الحارث: مَن أميرُ مكةَ؟ قال: لا أَدري، ثم لقيني بعدُ، فقال: هو الحارثُ بنُ حاطب، أخو محمد بن حاطب، ثم قال الأمير: إِنَّ فيكم مَنْ هو أعلم بالله ورسوله مني، وقد شهدَ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأومأ إلى رجل - قال الحسين: فقلتُ لشيخ إِلى جنبي: مَنْ هذا الذي أومأ إليه الأميرُ؟ قال: هذا عبدُ اللهِ بنُ عُمر، وصَدَقَ، كان أعلمَ بالله جَلَّ وعزَّ منه - فقال: بذلك أمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ننسك) : النُّسُك: العبادة، والمراد به هاهنا: الصوم.   (1) من جديلة قيس. (2) رقم (2338) في الصوم، باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال، وإسناده صحيح، وقال الدارقطني: هذا إسناد متصل صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2338) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز، قال: حدثنا سعيد ابن سليمان، قال: حدثنا عباد، عن أبي مالك الأشجعي، قال: حدثنا حسين بن الحارث، فذكره. الحديث: 4385 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 273 4386 - (س) عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: «أنه خطب الناسَ في [اليوم] الذي يُشكُّ فيه - فقال: ألا، إِني جَالَسْتُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وساءَلْتهم، وإِنَّهم حدَّثُوني: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: صُوموا لرؤيته، وأفْطِرُوا لرؤيته، وانْسُكُوا لها، فإن غُمَّ عليكم فأتموا ثلاثين، وإن شهدَ شاهدانِ فصوموا وأفطروا» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 132 و 133 في الصوم، باب قبول شهادة الرجل الواحد على هلال رمضان، وفيه عنعنة زكريا بن أبي زائدة، وهو مدلس، ولكن له شواهد بمعناه، فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/132) أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا سعيد بن شبيب أبو عثمان وكان شيخا صالحا بطرسوس قال: أنبأنا ابن أبي زائدة عن حسين بن الحارث الجدلي عن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب، فذكره. الحديث: 4386 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 274 4387 - (د) ربعي بن حراش: عن رَجُل من أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اختلفَ الناسُ في آخر يوم من رمضانَ، فَقَدِمَ أعرابيَّان فشهدا عند رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بالله: لأهَلَّ الهلالُ (1) ، ورأياه أمسِ عَشِيَّة، فأمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الناس أن يُفطروا» . زاد في رواية: «وأن يَغُدوا إِلى مصلاهم» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) أي: ظهر، وفي بعض النسخ: لأهلا الهلال، بنصب الهلال، وهو أعلى وأفصح. (2) رقم (2339) في الصوم، باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2339) حدثنا مسدد وخلف بن هشام المقرئ قالا: ثنا أبو عوانة عن منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. الحديث: 4387 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 4388 - (د س) أبو عمير [عبد الله] بن أنس بن مالك: عن عمومة له من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنَّ رَكْباً جاؤوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يشهدون: أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يفطروا، وإِذا أصبحوا يغدون (1) إِلى مصلاهم» . أخرجه أبو داود، والنسائي (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: وإذا أصبحوا أن يغدوا. (2) رواه أبو داود رقم (1157) في الصلاة، باب إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه يخرج من الغد، والنسائي 3 / 180 في العيدين، باب الخروج إلى العيدين من الغد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/57) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/58) قال: حدثنا هشيم. وأبو داود (1157) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (1653) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا هشيم. والنسائي (3/180) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وهشيم - عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن أبي عمير بن أنس، فذكره. الحديث: 4388 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 الفرع الثالث: في اختلاف البلاد في الرؤية 4389 - (م د ت س) كريب مولى ابن عباس: «أن أمَّ الفضل [ص: 276] بعثَتْهُ إِلى معاويةَ بالشام، قال: فَقَدِمْتُ الشامَ، فقضيتُ حاجَتها، واسْتُهِلَّ عليَّ رمضانُ وأنا بالشام، فرأيتُ الهلاَل ليلةَ الجمعةِ، ثم قَدِمْتُ المدينةَ في آخرِ الشهرِ، فسألني عبدُ الله بنُ عباس، ثم ذكر الهلالَ، فقال: متى رأيتُم الهلالَ؟ فقلت: رأيناه ليلةَ الجمعةِ، فقال: أنتَ رأيتَهُ؟ فقلتُ: نعم، ورآه الناسُ وصاموا، وصام معاويةُ، فقال: لكنَّا رأَيناه ليلةَ السبتِ، فلا نزال نصومُ، حتى نُكمِلَ ثلاثين أو نراه، فقلتُ: أو لا تكتفي برؤية معاويةَ وصِيامِهِ؟ فقال: لا، هكذا أمرَنَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» شك أحد رواته في نكتفي أو: تكتفي. أخرجه مسلم، وأخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وكلُّهم قالوا: «فرأيتُ الهلالَ ليلةَ الجمعة» . والذي في كتاب الحميدي: «يومَ الجمعة» . وقال النسائي: «أو لا تكتفي برؤية معاويةَ وأصحابه؟» ، وقال الترمذي: «فقلتُ: رآه الناس وصاموا» ، ولم يقل عن نفسه: «أنه رآه» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1087) في الصيام، باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت، وأبو داود رقم (2332) في الصوم، باب إذا رؤي الهلال في بلد قبل الآخرين بليلة، والترمذي رقم (693) في الصوم، باب ما جاء لكل أهل بلد رؤيتهم، والنسائي 4 / 131 في الصوم، باب اختلاف أهل الأفاق في الرؤية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/306) (2790) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. ومسلم (3/126) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. وأبو داود (2332) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (693) قال: حدثنا علي بن حجر. والنسائي (4/131) قال: أخبرنا علي ابن حجر. وابن خزيمة (1916) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي. ستتهم - سليمان، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حجر، وموسى - عن إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرني محمد بن أبي حرملة، قال: أخبرني كريب، فذكره. الحديث: 4389 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 4390 - (م) أبو البختري [سعيد بن فيروز] : قال: «خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نَخْلَةَ قال: تراءَيْنا الهلاَل، فقال بعضُ القوم: هو ابنُ ثلاث، وقال بعضُ القوم: هو ابنُ ليلتين، قال: فلقينا ابنَ عباس، فقلتُ: إِنا رأينا الهلالَ، فقال بعضُ القوم: هو ابنُ ثلاث، وقال بعضُ القوم: هو ابنُ ليلتين، فقال: أيَّ ليلة رأيتُمُوه؟ قال، فقلنا: ليلةَ كذا وكذا، فقال: إن [رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-] قال: إِن الله مدَّه للرؤية، فهو لليلة رأيتموه» . وفي أخرى قال أبو البَخْتري: «أهْلَلْنا رمضانَ ونحن بذاتِ عِرْق فأرسلنا رجلاً إِلى ابنِ عباس، فسأله؟ فقال ابنُ عباس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الله قد أمَدَّه لرؤيته (1) ، فإِن أغْمي عليكم فأكملوا العدة» . أخرجه مسلم (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": معناه: أطال مدته إلى الرؤية. (2) رقم (1088) في الصوم، باب أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/327) (3022) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وهاشم. وفي (1/344) (3208) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/371) (3515) قال: حدثنا روح. ومسلم (3/127) قال:حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (1915) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر -. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو داود. خمستهم - محمد بن جعفر غندر، وهاشم، ووكيع، وروح، وأبو داود - قالوا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه مسلم (3/127) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن خزيمة (1919) قال: حدثنا علي بن المنذر. كلاهما - أبو بكر، وعلي - عن محمد بن فضيل، قال: حدثنا حصين. كلاهما - شعبة، وحصين - عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا البختري، فذكره. الحديث: 4390 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 277 الفرع الرابع: في الصوم والفطر بالاجتهاد 4391 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصومُ يومَ تصومون، والفِطْرُ يومَ تُفْطِرونَ، والأضحى يوم تُضَحُّون» . أَخرجه الترمذي. [ص: 278] وعند أبي داود عن أبي هريرة - ذكرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فيه - قال: «وفِطْرُكم يوم تُفْطِرُون، وأضحاكم يوم تُضَحُّون، وكلُّ عرفةَ مَوْقِف، وكل مِنًى مَنْحَر، وكل فِجاج مكة مَنْحَر، وكل جَمْعٍ موقِف» . قال الترمذي: فسَّر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقال: إِنما معنى هذا: أَن الصومَ والفطر مع الجماعة، وعُظْم الناس، وترجم أبو داود على هذا الحديث: باب إِذا أخطأ القوم الهلال (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصوم يوم تصومون) : قال الخطابي: معنى الحديث: أن الخطأ موضوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد، فلو أن قوماً اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد، ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعاً وعشرين، فإن صومهم وفطرهم ماضٍ، ولا شيء عليهم من وزر أو عيب، وكذلك الحج: إذا أخطؤوا [يوم] عرفة، فليس عليهم إعادته، وكذلك أضحاهم تجزئهم، وإنما هذا رفق من الله ولطف بعباده. (فِجَاج) : الفجاج: جمع فَجٍّ، وهو الطريق. [ص: 279] (جَمْع) : اسم علم [على] المزدلفة.   (1) رواه الترمذي رقم (697) في الصوم، باب ما جاء الصوم يوم تصومون ... ، وأبو داود رقم (2324) في الصوم، باب إذا أخطأ القوم الهلال، وحسنه الترمذي وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (697) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد. قال: حدثني عبد الله بن جعفر. عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، فذكره. أخرجه أبو داود (2324) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد في حديث أيوب، عن محمد ابن المنكدر، فذكره. الحديث: 4391 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 277 4392 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الفطر يوم يُفْطِرُ الناس، والأضحى يوم يضحِّي الناسُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (802) في الصوم، باب ما جاء في الفطر والاضحى متى يكون، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (802) قال: حدثنا يحيى بن موسى قال: حدثنا يحيى بن اليمان عن معمر. عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 4392 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 279 الفرع الخامس: في كون الشهر تسعاً وعشرين 4393 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «الشهر كذا وكذا وكذا، وصفَّق بيديه مرتين بكلِّ أصابعهما، ونقص في الصفقة الثالثة إِبهامَ اليمنى أو اليسرى» . هذه رواية مسلم. وفي رواية البخاري قال: «الشهرُ هكذا وهكذا، وَخَنَسَ إِبهامَهُ في الثالثة» . وفي رواية للبخاري: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّا أُمَّة أُمِّيَّة لا نكتُب، ولا نَحْسُب، الشهر هكذا، وهكذا - يعني مرة: تسعاً وعشرين، ومرة ثلاثين» . وفي رواية لمسلم أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنا أُمَّة أُمِّيَّة، لا نكتُب، ولا [ص: 280] نحسُبُ، الشهرُ هكذا، وهكذا، وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة، والشهر هكذا، وهكذا، وهكذا، يعني: تمام الثلاثين» . وفي أخرى قال: «الشهرُ هكذا وهكذا، وقبض إِبهامه في الثالثة» . وفي أخرى: أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «الشهرُ هكذا، وهكذا، وهكذا: عشراً، وعشراً، وتسعاً» . وفي أخرى أنه قال: «الشهرُ تِسْع وعشرون» . ولم يزد. وزاد في أخرى قال عُقبةُ: «وأحسِبه قال: الشهر ثلاثون، وطَبَّق كفَّيه ثلاث مِرَار» . وفي أخرى «أَنَّ ابنَ عمرَ سمع رجلاً يقول: الليلةَ ليلةُ النصف، فقال له: وما يُدْريك أَن الليلةَ النصفُ؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الشهر هكذا، وهكذا، وأشار بأصابعه العشر مرتين، وهكذا في الثالثة، وأشار بأصابعه كلِّها، وَحَبَسَ - أو خَنَس - إِبهامه» . وأخرج أبو داود رواية البخاري الثانية، وقال: «هكذا» مرة ثالثة، وقال: «وخنس سليمان - هو ابن حرب - إِصبَعه في الثالثة، يعني: تسعة وعشرين، وثلاثين» . وأخرج النسائي رواية مسلم الثانية التي فيها: «أُمَّة أُمِّيَة» . وله في أخرى: «إِنَّا أُمَّة أُمِّيَّة، لا نكتُب، ولا نحسُب، الشهرُ هكذا، [ص: 281] وهكذا، وهكذا - ثلاثاً - حتى ذكر تسعاً وعشرين» . وله في أخرى قال: «الشهرُ هكذا» ، ووصف شُعبة عن صفة جبلة [ابن سُحَيم] عن صفة ابن عمر: «أنه تسع وعشرون» ، فيما حكى من صنيعه مرتين بأصابع يديه، ونقص في الثالثة إِصبعاً من أصابع يديه. وأخرج أيضاً أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الشهر تِسع وعشرون» . لم يزد على هذا (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُمَّة أُمِّيَّة) : الأُمَّة: الجيل من الناس، والأُمِّيَّة: التي لا تكتب ولا تقرأ. وقيل: هو منسوب إلى الأم، أي إنها على أصل ولادتها، لم تتعلم الكتاب. (خَنَس) إبهامه: أي قبضها وجمعها على أخواتها.   (1) رواه البخاري 4 / 108 في الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكتب ولا نحسب، وباب هل يقال: رمضان أو شهر رمضان، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وفي الطلاق، باب اللعان، ومسلم رقم (1080) في الصوم، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، وأبو داود رقم (2319) و (2320) و (2321) في الصوم، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين، والنسائي 4 / 139 و 140 في الصوم، باب كم الشهر وذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/44) (5039) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/81) (5536) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (3/34) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (7/68) قال: حدثنا آدم. ومسلم (3/1213) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي (4/140) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (1917) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا عبد الرحمن. سبعتهم - محمد بن جعفر، وبهز بن أسد، وأبو الوليد الطيالسي، وآدم بن أبي إياس، ومعاذ بن معاذ العنبري، وخالد بن الحارث، وعبد الرحمن بن مهدي - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا جبلة بن سحيم، فذكره. الحديث: 4393 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 279 4394 - (م س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: «ضربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده على الأخرى، ثم قال: الشهرُ هكذا، وهكذا، وهكذا، ثم نقص في الثالثة إِصبعاً» . أخرجه مسلم، وعند النسائي مثله. [ص: 282] وله في أخرى: «الشهرُ هكذا وهكذا وهكذا» - يعني تسعة وعشرين - وفي أخرى مثل الأولى، وقال: «وصفَّق محمد بن عبيد بيديه يَنْعَتُها، ثلاثاً، ثم قبض في الثالثة الإِبهام في اليسرى» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1086) في الصيام، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين، والنسائي 4 / 138 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على إسماعيل في خبر سعد بن مالك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/184) (1594) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي (1/184) (1595) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/184) (1596) قال: حدثنا الطالقاني، قال: حدثنا ابن المبارك. ومسلم (3/126) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. (ح) وحدثنيه محمد بن عبد الله بن قهزاذ، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، وسلمة بن سليمان، قالا: أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. وابن ماجة (1657) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا محمد بن بشر. والنسائي (4/138) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (1920) قال: حدثنا محمد بن الوليد قال: حدثنا مروان - يعني ابن معاوية - (ح) وحدثنا عبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد - يعني ابن بشر. أربعتهم - محمد بن بشر، وزائدة، وعبد الله بن المبارك، ومروان بن معاوية - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن محمد بن سعد، فذكره. * قال المزي: قال النسائي عقب حديث سويد: رواه يحيى وغيره، عن إسماعيل، عن محمد، تمرسلا، وحديث يحيى أولى بالصواب عندي. تحفة الأشراف (3920) . الحديث: 4394 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 281 4395 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أتاني جبريلُ فقال: الشهرُ تسع وعشرون يوماً» . وفي أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الشهرُ تِسْع وعشرون يوماً» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 138 في الصوم، باب كم الشهر وذكر خبر ابن عباس فيه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/138) أخبرنا عمرو بن يزيد هو أبو يزيد الجرمي بصري. عن بهز. ققال: حدثنا شعبة. عن سلمة. عن أبي الحكم. عن ابن عباس فذكره. الحديث: 4395 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 4396 - (د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «لَمَا صُمْنا معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تسعاً وعشرين أكثرَ مما صمنا ثلاثين» . أخرجه أبو داود. وعند الترمذي قال: «ما صمتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر الحديث (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2322) في الصوم، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين، والترمذي رقم (689) في الصوم، باب ما جاء أن الشهر يكون تسعاً وعشرين، وفي سنده دينار الكوفي والد عيسى، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، قال الترمذي: وفي الباب عن عمر وأبي هريرة , وعائشة، وسعد بن أبي وقاص، وابن عباس، وابن عمر، وأنس، وجابر، وأم سلمة، وأبي بكرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشهر يكون تسعاً وعشرين. أقول: فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/397) (3776) قال: حدثنا أبو المنذر. وفي (1/405) (3840) قال: حدثنا محمد بن سابق. وفي (1/408) (38721) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (1/441) (4209) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/450) (4300) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. وأبو داود (2322) قال: حدثنا أحمد بن منيع، عن ابن أبي زائدة. والترمذي (689) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة. وابن خزيمة (1922) قال: حدثني أحمد بن منيع، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا أحمد، وعثمان بن عمر. سبعتهم - أبو المنذر، ومحمد بن سابق، وأبو أحمد، ووكيع، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأحمد، وعثمان بن عمر- عن عيسى بن دينار مولى خزاعة، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث، فذكره. الحديث: 4396 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 4397 - (خ م د ت) أبو بكرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم [ص: 283] قال: «شهرَا عيد لا ينقصان: رمضانُ، وذو الحِجَّةِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي. قال الترمذي: قال أحمد: معنى هذا الحديث: لا ينقصانِ معاً في سَنَة واحدة، إِن نقص أحدهما تمَّ الآخر، قال: وقال إسحاق: معناه: إِن يكن تسعاً وعشرين فهو تمام غيرُ نُقصان (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَهْرا عِيدٍ لا ينقصان) : قال الخطابي: اختلف الناس في معنى قوله: شهرا عيد لا ينقصان، فقال بعضهم: معناه: أنهما لا يكونان ناقصين في الحكم، وإن وُجِدَا ناقصين في عدد الحساب. وقال بعضهم: معناه: أنهما لا يكادان يوجدان في سنة واحدة مجتمعين في النقصان، إن كان أحدهما تسعة وعشرين كان الآخر ثلاثين. قال الخطابي: قلت: وهذا القول لا يعتمد عليه؛ لأن الواقع يخالفه، إلا أن يحمل الأمر على الغالب والأكثر. وقال بعضهم: إنما أراد بهذا تفضيل العمل في العشر من ذي الحجة، فإنه لا ينقص في الأجر والثواب عن شهر رمضان.   (1) رواه البخاري 4 / 106 في الصوم، باب شهرا عيد لا ينقصان، ومسلم رقم (1089) في الصيام، باب بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم: شهرا عيد لا ينقصان، وأبو داود رقم (2323) في الصوم، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين، والترمذي رقم (692) في الصوم، باب ما جاء شهرا عيد لا ينقصان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/38) قال: حدثنا إسماعيل عن خالد الحذاء، وفي (5/47) قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة (ح) وروح قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سالم أبي حاتم. وفي (5/47) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت خالدا الحذاء. وفي (5/50) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وجدت هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد. والبخاري (3/35) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت إسحاق بن سويد. (ح) وحدثني مسدد، قال: حدثنا معتمر، عن خالد الحذاء. ومسلم (3/127) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا يزيد بن زريع، عن خالد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن إسحاق بن سويد، وخالد. وأبو داود (2323) قال: حدثنا مسدد، أن يزيد بن زريع حدثهم، قال: حدثنا خالد الحذاء. وابن ماجة (1659) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد الحذاء. والترمذي (692) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف البصري، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن خالد الحذاء. أربعتهم - خالد الحذاء، وسالم أبو حاتم، وعلي بن زيد، وإسحاق بن سويد- عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره. * في رواية إسماعيل بن علية، عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه. قال: أحسبه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 4397 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 4398 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أحْصُوا هلالَ شعبانَ لرمضانَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (687) في الصوم، باب ما جاء في إحصاء هلال شعبان لرمضان، وإسناده حسن. وفي الباب عن عائشة عند أبي داود قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره، وقد تقدم برقم (4381) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (687) قال: حدثنا مسلم بن حجاج قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا أبو معاوية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة. فذكره. قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية. الحديث: 4398 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 الفصل الثاني: في ركن الصوم ، وفيه فرعان الفرع الأول: في النية ، وفيها نوعان النوع الأول: في نية الفرض 4399 - (د ت س) حفصة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لَمْ يُجْمِع الصيامَ قَبْلَ الفَجرِ فلا صيامَ لَهُ» . أَخرجه أبو داود، والترمذي. وعند النسائي: «من لم يُجْمِع الصيامَ قبلَ طلوع الفجرِ فلا يصومُ» . [ص: 285] وفي أخرى: «من لم يُبَيِّتِ الصيامَ من الليل فلا صيامَ له» . وفي أخرى له: «مَن لم يُبَيِّت الصيامَ قبل الفجر فلا صيام له» . وفي أخرى: «من لم يُبَيِّتِ الصيامَ من الليل» . وله في أخرى: أن حفصةَ كانت تقولُ: «من لم يُجْمِعِ الصومَ من الليل فلا يصوم» . وفي أخرى: «لا صيام لمن لم يُجمِع الصوم قبلَ الفجر» . وفي أخرى: «لا صيامَ لمن لم يُجمع قبلَ الفجر» . وقال أبو داود: وقفه على حَفصةَ: مَعْمر، والزبيدي، وابن عيينة، ويونس الأيلي، [كلُّهم] عن الزهري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُجْمِع) الإجماع: العزم والنية. (يُبَيِّت) التَّبْيِيتُ: أن ينوي الصيام من الليل.   (1) رواه أبو داود رقم (2454) في الصوم، باب النية في الصيام، والترمذي رقم (730) في الصوم، باب ما جاء لا صيام لمن لم يعزم من الليل، والنسائي 4 / 196 و 197 في الصوم، باب النية في الصيام، وذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة في ذلك، ورواه أيضاً الدارمي في " سننه " 2 / 6 في الصيام، باب من لم يجمع الصيام من الليل، وإسناده صحيح، ولا يضر وقف من وقفه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2454) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثني ابن لهيعة ويحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، والترمذي (730) قال: حدثنا إسحاق ابن منصور قال: أخبرنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، والنسائي (4/196) قال: أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال: حدثني يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر. (ح) وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أشهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، وذكر آخر، أن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، حدثهما. وفي (4/197) قال: أخبرنا أحمد بن الأزهر. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج. وابن خزيمة (1933) قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، وابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر. (ح) وأخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم. قال: أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة، عن عبدذالله بن أبي بكر. كلاهما - عبد الله بن أبي بكر، وابن جريج - عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، فذكره. * أخرجه أحمد (6/287) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن سالم، عن حفصة، فذكرته، ليس فيه -عبد الله بن عمر-. * وأخرجه الدارمي (1705) قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل. قال: حدثنا ليث بن سعد، عن يحيى بن أيوب، وابن ماجة (1700) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد القطواني، عن إسحاق بن حازم. والنسائي (4/196) قال: أخبرني القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل قال: أنبأنا الليث، عن يحيى بن أيوب. كلاهما - يحيى بن أيوب، وإسحاق بن حازم- عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، فذكره. ليس فيه: «ابن شهاب» . * وأخرجه النسائي (4/197) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت عبيد الله، عن ابن شهاب، عن سالم، (ح) وأخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. قال: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر. (ح) وأخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا الحسن بن عيسى. قال: أنبأنا ابن المبارك. قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله. (ح) وأخبرنا محمد بن حاتم. قال: أنبأنا حبان. قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان بن عيينة ومعمر، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر. كلاهما - سالم، وحمزة- عن عبد الله بن عمر، عن حفصة، فذكرته موقوفا. * وأخرجه النسائي (4/197) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب. كلاهما - إسحاق، وأحمد بن حرب- عن سفيان، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله، عن حفصة، فذكرته موقوفا. ليس فيه «عبد الله بن عمر» . * وأخرجه النسائي (4/197) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عائشة وحفصة مثله: لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر. مرسل. * وأخرجه النسائي (4/198) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت عبيد الله. (ح) وقال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. كلاهما - عبيد الله، ومالك - عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يقول: لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر. موقوف. وليس فيه: «حفصة» . الحديث: 4399 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 4400 - (ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول: [ص: 286] «لا يصوم إِلا من أجمع الصيام قبل الفجر» . أخرجه الموطأُ. وعند النسائي قال: «إِذا لم يُجمِعِ الرَّجُلُ الصومَ من الليل فلا يَصُمْ» . وفي أخرى أنه كان يقول: «لا يصومنَّ إِلا من أجمعَ الصيامَ قبل الفجر» (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 288 في الصيام، باب من أجمع الصيام قبل الفجر، والنسائي 4 / 198 في الصيام، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/210) عن نافع عن عبد الله بن عمر فذكره. وأخرجه النسائي (4/198) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت عبيد الله عن نافع عن ابن عمر فذكره. الحديث: 4400 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 285 4401 - (ط س) عائشة، وحفصة - رضي الله عنهما -: قالتا: «لا يصوم إِلا من أَجمع الصيام قبل الفجر» . أخرجه النسائي. وأخرجه الموطأ عقيب حديث ابن عمر، وقال: عن عائشة، وحفصة، زوجَي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك، ولم يذكر لفظهما (1) .   (1) رواه النسائي 4 / 197 و 198 في الصوم، باب النية في الصيام، والموطأ 1 / 288 في الصيام، باب من أجمع الصيام قبل الفجر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/210) عن ابن شهاب عن عائشة. وأخرجه النسائي (4/197) و (198) أخبرنا أحمد بن حرب، حدثنا سفيان عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن حفصة قال النسائي: أرسله مالك بن أنس قال: الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم قال: حدثني مالك عن ابن شهاب عن عائشة وحفصة مثله. الحديث: 4401 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 286 النوع الثاني: في نية صوم التطوع 4402 - (م س ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم: «يا عائشةُ، هل عِنْدَكم شيء؟ قالتْ: فقلتُ: يا رسولَ الله، ما عندنا شيء، قال: فإني صائم، قالت: فخرج رسولُ الله [ص: 287] صلى الله عليه وسلم-، فأُهْدِيت لنا هَديَّة - أو جاءنا زَوْر - فلما رجعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ: يا رسولَ الله، أُهْدِيَتْ لنا هَديَّة - أو جاءنا زَوْر - وقد خبَأْتُ لك شيئاً، قال: ما هو؟ قلت: حَيْس، قال: هاتيه، فجئتُ به فأكلَ، ثم قال: قد كنتُ أصبحتُ صائماً» . قال طلحةُ: فحدَّثْتُ مجاهداً بهذا الحديث، فقال: ذلك بمنزلة الرَّجُلِ يُخْرِجُ الصدقةَ من ماله، فإِن شاءَ أمْضاها، وإِن شاءَ أمسكها. وفي أخرى قالت: «دخل عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، فقال: هل عندكم من شيء؟ فقلنا: لا، قال: فإني إِذن صائم، ثم أتانا يوماً آخر، فقلنا: يا رسولَ الله، أُهْدِيَ لنا حَيْس، فقال: أرِينيه، فلقد أصبحتُ صائماً، فأكَل» . أخرجه مسلم، وأخرج النسائي الرواية الثانية. وله في أخرى مثلها، وقال في آخره: «فقلتُ يا رسولَ الله دخلتَ عليَّ وأنت صائم، ثم أكلتَ حَيْساً؟ قال: نعم يا عائشةُ، إِنما منزلةُ مَنْ صام في غيرِ رمضانَ، أو في غير قضاءِ رمضانَ، أو في التطوع، بمنزلةِ رَجُل أخرجَ صدقة من ماله، فجادَ منها بما شاء فأَمضاه، وبَخِلَ [منها] بما بقي فأمْسَكه» . وفي رواية الترمذي قالتْ: «دخلَ عليَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً فقال: هل عندكم شيء؟ قالتْ: قلتُ لا، قال: فإني صائم» . [ص: 288] وفي أُخرى قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يأتيني، فيقولُ: أعندكِ غَدَاء؟ فأَقول: لا، فيقول: إِني صائم، قالت: فأتاني يوماً، فقلتُ: يا رسول الله، إِنَّهُ قد أُهْدِيَتْ لنا هَدِيَّة، قال: وما هي؟ قُلتُ: حَيْس، قال: أَما إِني أصبحتُ صائماً، ثم أَكل» . وفي رواية أبي داود قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا دخل عليَّ قال: هل عندكم طعام؟ فإذا قلنا: لا، قال: إني صائم» ، زاد وكيع: «فدخل علينا يوماً آخرَ، فقلنا: يا رسولَ الله، أُهْدِيَ لنا حَيْس، فَحَبَسْنَاهُ لك، فقال: أدنِيه، قال طلحة: فأصبحَ صائماً، فأفطرَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زَوْر) الزور: الزائر والضيف، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع والذكر والأنثى. (حَيْس) الحيس: دقيق وسمن وتمر مخلوط. وقيل: تمر وسمن وأقط.   (1) رواه مسلم رقم (1154) في الصيام، باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال، والنسائي 4 / 193 - 195 في الصوم، باب النية في الصيام، والترمذي رقم (733) و (734) في الصوم، باب صوم التطوع بغير تثبيت، وأبو داود رقم (2455) في الصوم، باب في الرخصة في النية في الصيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (190) و (191) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/49) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/207) قال: حدثنا وكيع، وابن نُمير، ومسلم (3/159) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2455) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (733) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع. وفي (734) ، وفي الشمائل (182) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا بشر بن السري، عن سفيان. والنسائي (4/، 194 195) قال: أخبرنا أحمد ابن حرب. قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا وكيع. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17876) عن محمد بن منصور، عن سفيان. وابن خزيمة (2141) قال: حدثنا الحسن بن محمد وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي. قالا: حدثنا رَوح. قال: حدثنا شعبة. في (2143) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن سعيد. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد. قال: حدثنا وكيع. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وعبد الواحد بن زياد، وسفيان الثوري، وشعبة، ومحمد بن سعيد- عن طلحة بن يحيى، عن عمته عائشة بنت طلحة، فذكرته. * وأخرجه النسائي (4/195) قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا المعافى بن سليمان، قال: حدثنا القاسم، عن طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على عائشة. فقال: هل عندكم طعام. نحوه. * وأخرجه ابن ماجة (1701) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى. قال: حدثنا شريك. والنسائي (4/193) و (194) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا عاصم بن يوسف. قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وأخبرنا أبو داود. قال: حدثنا يزيد. قال: أنبأنا شريك. (ح) وأخبرنا عبد الله بن الهيثم. قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - شريك، وأبو الأحوص، وسفيان- عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة، فذكرته. وزاد في آخره: « ... ثم قال: إنما مثل صوم المتطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها» . وأخرجه النسائي (4/195) قال: أخبرني صفوان بن عمرو. قال: حدثنا أحمد بن خالد. قال: حدثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب. قال: حدثني رجل عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين فذكرته. الحديث: 4402 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 286 4403 - (ت د) أم هانئ - رضي الله عنها -: قالت: «كنتُ قاعدة عند النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فأُتِيَ بشراب، فشرب منه، ثم ناوَلَني فشربتُ، فقلتُ: إِني [ص: 289] أذنبتُ فاستغفر لي، فقال: وما ذاكِ؟ قلتُ: كنتُ صائمة فأفطرتُ، فقال: أَمِنْ قضاء كنتِ تقضينَه؟ قلتُ: لا، قال: فلا يضرُّك» . وفي رواية مثله، وفيه: «فقالتْ: يا رسولَ الله، أما إِني كنتُ صائمة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: الصائم المتطوِّع أمينُ نَفْسِهِ، إن شاء صامَ، وإن شاءَ أفطرَ» . وفي رواية: «أميرُ نَفْسِهِ - أو أمينُ نفسه -» على الشَّكِّ. أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قالت: «لما كان يومُ الفتحِ - فتحِ مكةَ - جاءت فاطمةُ، فجلستْ على يسارِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأمُّ هانئ عن يمينه، قال: فجاءت الوليدةُ بإِناء فيه شراب، فناولَتْه، فشرب منه، ثم ناولَه أمَّ هانئ فشربتْ منه، فقالتْ: يا رسول الله، لقد أفطرتُ وكنت صائمة، فقال لها: أكنتِ تقضينَ شيئاً؟ قالت: لا، قال: لا يَضُرُّكِ، إِن كان تطوُّعاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوَلِيدة) : الأمة، والجمع: ولائد.   (1) رواه الترمذي رقم (731) و (732) في الصوم، باب ما جاء في إفطار التطوع، وأبو داود رقم (2456) في الصوم، باب في الرخصة في النية في الصيام، ورواه أيضاً أحمد، والحاكم 1 / 439 وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، فإن للحديث متابعات، وقد حسنه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/343) قال: حدثنا بَهز. وفي (6/424) قال: حدثنا يزيد، والدارمي (1742) قال: أخبرنا أبو النعمان. ثلاثتهم - بهز، ويزيد، وأبو النعمان - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن هارون بن ابنة أم هانئ، أو ابن ابن أم هانئ، فذكره. * في رواية يزيد. قال: «هارون بن بنت أم هانئ، أو ابن أم هانئ» . * وأخرجه الترمذي (731) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/18015) عن قتيبة، عن أبي الأحوص. (ح) وعن محمد بن المثنى، عن أبي الوليد، عن أبي عوانة. كلاهما - أبو الأحوص، وأبو عوانة- عن سماك بن حرب، عن ابن أم هانئ، عن أم هانئ، قالت: «كنت قاعدة عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتي بشراب فشرب منه، ثم ناولني فشربت منه. فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي. فقال: وما ذاك؟ قالت: كنت صائمة فأفطرت. فقال: أمن قضاء كنت تقضينه؟ قالت: لا. قال: فلا يضرك» . * في رواية أبي عوانة: سماه - هاون بن أم هانئ -. الحديث: 4403 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 288 4404 - (خ) أم الدرداء - رضي الله عنها -: قالت: «كان أبو الدرداء [ص: 290] يأتي نهاراً، فيقول: [هل] عندكم طعام؟ فإن قلنا: لا، قال: فإني صائم يومي هذا» (1) . وفعله أبو طلحة، وأبو هريرة، وابن عباس، وحذيفة، وذكره البخاري في ترجمة باب من أبواب الصوم (2) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 4 / 121 في الصوم، باب إذا نوى بالنهار صوماً. قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة من طريق أبي قلابة عن أم الدرداء قالت: كان أبو الدرداء يغدونا أحياناً ضحى فيسأل الغداء، فربما لم يوافقه عندنا، فيقول: إذاً أنا صائم، وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي إدريس، وعن أيوب عن أبي قلابة عن أم الدرداء، وعن معمر عن قتادة أن أبا الدرداء كان إذا أصبح سأل أهله الغداء، فإن لم يكن، قال: أنا صائم. (2) ذكره البخاري تعليقاً 4 / 121 في الصوم، باب إذا نوى بالنهار صوماً. قال الحافظ في " الفتح ": أما أثر أبي طلحة، فوصله عبد الرزاق من طريق قتادة، وابن أبي شيبة من طريق حميد كلاهما عن أنس، ولفظ قتادة أن أبا طلحة كان يأتي أهله فيقول: هل من غداء؟ فإن قالوا: لا صام يومه ذلك، قال قتادة: وكان معاذ بن جبل يفعله، وأما أثر أبي هريرة، فقد وصله البيهقي من طريق ابن أبي ذئب عن حمزة عن يحيى عن سعيد بن المسيب قال: رأيت أبا هريرة، يطوف بالسوق، ثم يأتي أهله فيقول: عندكم شيء؟ فإن قالوا: لا، قال: فأنا صائم، وأما أثر ابن عباس، فوصله الطحاوي من طريق عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يصبح حتى يظهر ثم يقول: والله لقد أصبحت وما أريد الصوم وما أكلت من طعام ولا شراب منذ اليوم، ولأصومن يومي هذا، وأما أثر حذيفة، فوصله عبد الرزاق، وابن أبي شيبة من طريق سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال حذيفة: من بدا له الصيام بعدما تزول الشمس فليصم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره البخاري تعليقا (4/121) في الصوم باب إذا نوى بالنهار صوما، قال الحافظ في الفتح: وصله ابن أبي شيبة من طريق أبي قلابة عن أم الدرداء قالت: كان أبو الدرداء يغدونا أحيانا ضحى فيسأل الغداء فربما لم يوافقه عندنا فيقول: إذا أنا صائم، وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي إدريس وعن أيوب، عن أبي قلابة عن أم الدرداء وعن معمر عن قتادة أن أبا الدرداء كان إذا أصبح سأل أهله الغداء فإن لم يكن قال: أنا صائم. الحديث: 4404 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 289 الفرع الثاني: في الإمساك عن المفطرات ، وهي أنواع النوع الأول: في القيء، والحجامة، والاحتلام 4405 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن ذَرَعَهُ القَيءُ، فليس عليه قضاء، ومن اسْتَقَاءَ عمداً فليَقْضِ» . أخرجه الترمذي. وعند أبي داود: «من ذرعه الْقيءُ وهو صائم، فليس عليه قضاء، ومن اسْتَقَاء فليَقْضِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذَرَعَه القيء) : إذا خرج من غير استدعاء ولا اقتضاء.   (1) رواه الترمذي رقم (720) في الصوم، باب ما جاء فيمن استقاء عمداً، وأبو داود رقم (2380) في الصوم، باب الصائم يستقيء عمداً، ورواه أيضاً ابن ماجة، والدارمي، وغيرهما، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/498) قال: حدثنا الحكم. - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم بن موسى -0 قال: حدثنا عيسى بن يونس. والدارمي (1736) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا عيسى بن يونس. وأبو داود (2380) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (1676) قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم. قال: حدثنا الحكم بن موسى. قال: حدثنا عيسى ابن يونس. (ح) وحدثنا عبيد الله. قال: حدثنا علي بن الحسن بن سليمان أبو الشعثاء. قال: حدثنا حفص بن غياث. والترمذي (720) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا عيسى بن يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14542) عن إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس. وابن خزيمة (1960 و 1961) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي. قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (1961) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو سعيد الجعفي. قال: حدثنا حفص بن غياث. كلاهما - عيسى بن يونس، وحفص بن غياث - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، فذكره. (*) ذكر الدارمي عقب الحديث: قال عيسى: زعم أهل البصرة أن هشاما أوهم فيه، فموضع الخلاف ها هنا. (*) قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب. لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من حديث عيسى بن يونس. وقال محمد - يعني البخاري - لا أراه محفوظا. قال أبو عيسى: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يصح إسناده. الحديث: 4405 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 291 4406 - (ط) نافع - مولى ابن عمر -: أنَّ ابنَ عمرَ - رضي الله عنهما - كان يقول: «من استقاءَ وهو صائم، فعليهِ القضاءُ، ومن ذَرَعَهُ القيءُ فليس عليه قضاء» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 304 في الصيام، باب ما جاء في قضاء رمضان والكفارات، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/250) عن نافع،عن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 4406 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 291 4407 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاث لا يُفْطِرْن الصائمَ: الحجامةُ، والقيءُ، والاحتلامُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (719) في الصوم، باب ما جاء في الصائم يذرعه القيء، وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم، وهو ضعيف. قال الترمذي: حديث أبي سعيد الخدري غير محفوظ، وقد روى عبد الله بن زيد بن أسلم وعبد العزيز بن محمد وغير واحد هذا الحديث مرسلاً، ولم يذكروا فيه عن أبي سعيد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يضعف في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] * أخرجه عبد بن حميد (959) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. والترمذي (719) قال: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي. كلاهما - إسماعيل، ومحمد بن عبيد - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي سعيد الخدري، حديث غير محفوظ. وقد روى عبد الله بن زيد ابن أسلم، عبد العزيز بن محمد، وغير واحد، هذا الحديث عن زيد بن أسلم مرسلا. ولم يذكروا فيه «عن أبي سعيد» وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يضعف في الحديث. الحديث: 4407 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 292 4408 - (د) زيد بن أسلم: عن رجل من أصحابه عن رجل من أصحاب النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُفْطِر من قاء، ولا من احتلم، ولا من احتجم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2376) في الصوم، باب في الصائم يحتلم نهاراً في شهر رمضان، وفي سنده جهالة، وقد روى من غير وجه ولا يثبت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2376) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان عن زيد بن أسلم، فذكره. الحديث: 4408 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 292 4409 - (د ت) معدان بن [أبي] طلحة: أنَّ أبا الدرداءِ حدَّثه: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَاءَ فأفْطر، فلقيتُ ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مسجد دمشقَ، فقلت: إِن أبا الدرداء حدَّثني: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قاءَ فأفطر، قال: صدق، وأنا صَبَبْتُ له وَضُوءه» . أخرجه أبو داود، والترمذي نحوه (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2381) في الصوم، باب الصائم يستقيء عمداً، والترمذي رقم (87) في الطهارة، باب ما جاء الوضوء من القيء والرعاف، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/443) قال: حدثنا عبد الصمد. والدارمي (1735) قال: أخبرنا عبد الصمد ابن عبد الوارث. وأبو داود (2381) قال: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو. والترمذي (87) قال: حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، وهو أحمد بن عبد الله الهمداني الكوفي وإسحاق بن منصور. قال أبو عبيدة: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. والنسائي في الكبرى «الورقة 42» قال: أخبرني محمد بن علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا أبو معمر، (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن خزيمة (1956) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي والحسين بن عيسى البسطامي. عن عبد الصمد بن عبد الوارث. كلاهما - عبد الصمد، وأبو معمر - عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد بن هشام أن أباه حدثه. قال: حدثني معدان ابن أبي طلحة، فذكره. (*) في رواية أبي داود، وإسحاق بن منصور، وعمرو بن علي: «معدان بن طلحة» . قال أبو عبد الرحمن النسائي: الصواب: «معدان بن أبي طلحة» . وقال الترمذي: «ابن أبي طلحة» أصح. * وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 42» قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: سمعت أبي يحدث. قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، أن عبد الله بن عمرو الأوزاعي حدثه، أن يعيش بن الوليد حدثه، أن معدان بن طلحة حدثه، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: كذا وجدته في كتابي. * وأخرجه أحمد (5/195 و 277) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن ابن معدان، أو معدان، عن أبي الدرداء، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 42» قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي، قال: أخبرني ابن شميل، قال: حدثنا هشام الدستوائي. وابن خزيمة (1956) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي. قال: حدثنا الحسين، وهو المعلم. وفي (1958) قال: حدثنا حاتم بن بكر بن غيلان، قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب بن شداد. ثلاثتهم - هشام، وحسين المعلم، وحرب - عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد ابن هشام، عن معدان، فذكره. لم يقل فيه يعيش: «عن أبيه» . * وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 42» قال: أخبرنا سليمان بن سلم، قال: أخبرنا النضر. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعيد سرخسي. يقال له: أبو قدامة، عن معاذ بن هشام. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، وابن خزيمة (1959) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن -يعني ابن عثمان البكراوي -. (*) رواية النضر: قال: أخبرنا هشام، عن يحيى، عن رجل، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن أبي معدان، عن أبي الدرداء. (*) وفي رواية معاذ،قال: حدثني أبي، عن يحيى، قال: حدثني رجل من إخواننا. عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء. (*) وفي رواية ابن أبي عدي، عن هشام، عن يحيى، قال: حدثني رجل من إخواننا، عن يعيش بن الوليد، أن ابن معدان، أخبره، نحوه. (*) وفي رواية عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا هشام، عن يحيى، قال: حدثني رجل من إخواننا- يريد الأوزاعي - عن يعيش بن هشام، أن معدان أخبره، نحوه. وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 42» قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. كلاهما - إبراهيم، ومحمد - عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام، عن يحيى، عن يعيش بن الوليد بن هشام، أن معدان أخبره. «وفي رواية محمد بن إسماعيل» أن خالد بن معدان أخبره، فذكره. لم يقل يحيى «عن رجل» . ولم يقل يعيش: «عن أبيه» . * وأخرجه أحمد (6/449) . والنسائي في الكبرى «الورقة 42» قال: أخبرني أحمد بن فضالة بن إبراهيم النسائي. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن فضالة - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء، قال: «استقاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأفطر، فأتي بماء فتوضأ» .ولم يذكر «ثوبان» . الحديث: 4409 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 292 4410 - (خ م د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ [ص: 293] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم» . أَخرجه البخاري ومسلم. وعند أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم» . وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم صائماً محرماً» . وعند الترمذي: «احتجم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو محرم صائم» . وفي رواية أخرى: احتجم فيما بين مكة والمدينة وهو محرم صائم (1) . وفي أخرى: احتجم وهو صائم (2) .   (1) انظر ما قاله الحافظ ابن حجر في " التخليص " 2 / 193 حول هذه الرواية: احتجم وهو محرم صائم، فإن فيها إشكالاً. (2) رواه البخاري 4 / 155 في الصوم، باب الحجامة والقيء للصائم، وفي الطب، باب أي ساعة يحتجم، ومسلم رقم (1202) في الحج، باب جواز الحجامة للمحرم، وأبو داود رقم (2372) و (2374) في الصوم، باب الرخصة للصائم أن يحتجم، والترمذي رقم (775) و (776) و (777) في الصوم، باب ما جاء في الرخصة بالحجامة للصائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/236) (2108) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام (ح) وابن جعفر، قال: حدثنا هشام. وفي (1/249) (2243) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا هشام. وفي (1/259) (2355) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا هشام - يعني ابن حسا-. وفي (1/351) (3282) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن خالد. وفي (1/372) (3523) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا هشام. والبخاري (3/42) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب. وفي (3/43و7/16ى) قال: حدثنا أبو معمر. قال حدثنا عبد الوراث. قال: حدثنا أيوب. وفي (7/162) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام. وأبو داود (1836) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام. وفي (2372) قال: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو، قال: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب. والترمذي (775) قال: حدثنا بشر بن هلال البصري. قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا أيوب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6020) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، عن الحسن بن زيد. وفي (6226) عن أبي داود، عن محاضر، عن هشام. وفي (5989) عن بشر بن هلال، عن عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب. (ح) وعن قطن بن إبراهيم، عن الحسين بن الوليد النيسابوري، عن حماد بن زيد، عن أيوب. (ح) وعن محمد بن معمر، عن حبان بن هلال، عن وهيب. عن أيوب وفي (6231) عن أبي بكر بن علي، عن سريج بن يونس، عن عبد الله بن رجاء المكي، عن هشام بن حسان. أربعتهم - هشام بن حسان، وخالد، وأيوب، والحسن بن زيد - عن عكرمة، فذكره. رواية هشام: «احتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل» . ورواية أبي معمر مختصرة على: «احتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو صائم» . ورواية خالد مختصرة على: «احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو محرم» . *أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5989) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن علية. (ح) وعن أبي بكر بن علي، عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن حماد بن زيد. (ح) وعن محمد بن حاتم، عن حبان بن موسى، عن عبد الله، عن معمر. ثلاثتهم - إسماعيل، وحماد، ومعمر - عن أيوب، عن عكرمة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم. مرسل. الحديث: 4410 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 292 4411 - (د خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «ما كنا نَدَعُ الحجامةَ للصائمِ إِلا كراهيةَ الجَهْد» . أخرجه أبو داود. وعند البخاري: قال ثابت [البُناني] : «سئل أنس بن مالك: [أ] كنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد رسول اللهِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لا، إِلا من أجل الضعف» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2375) في الصوم، باب الرخصة في الصائم يحتجم، والبخاري 4 / 156 في الصوم، باب الحجامة والقيء للصائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3/43) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت ثابتا البناني يسأل أنس بن مالك، فذكره «كذا في صحيح البخاري» . وهذا خطأ وقع فيه الناسخ، فإن شعبة لم يسمع من أنس كما هو معلوم، وقال المزي: رواه أبو النضر هاشم بن القاسم، عن شعبة، عن حميد، قال: سمعت ثابتا البناني يسأل أنس بن مالك. وكذلك رواه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، عن آدم، وهو الصحيح. «تحفة الأشراف» (448) . وأخرجه أبو داود (2375) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، فذكره. الحديث: 4411 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 293 4412 - (د) عبد الرحمن بن أبي ليلى: عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الحجامة والمواصلة، ولم يُحرِّمْهما إبقاءً على أصحابه، فقيل له: يا رسول الله إِنَّكَ تواصل [إِلى السَّحَر] فقال: إِني أُوَاصِل إِلى السَّحَر، وربي يُطعِمُني ويسقيني» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2374) في الصوم، باب الرخصة في الصائم أن يحتجم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/314) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (4/314) و (315) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/363 و 364) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2374) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - ابن مهدي، وعبد الرزاق، ووكيع - عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 4412 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 293 4413 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: «أن سعد بن أبي وقَّاص، وابن عمر، كانا يحتَجِمَان وهما صائمان» . أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 298 في الصيام، باب ما جاء في الحجامة للصائم، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/234) عن ابن شهاب، أن سعد، فذكره. قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: هذا منقطع ثم أخرجه من وجه آخر عن عامر بن سعد عن أبيه ثم قال: وفعل سعد يضعف حديثه المرفوع أفطر الحاجم والمحجوم. وقد انفرد به داود بن الزبرقان وهو متروك. انظره (2/234و 235) . الحديث: 4413 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 294 4414 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان يحتجم وهو صائم، ثم ترك ذلك بعدُ، فكان إِذا صام لم يحتجم حتى يُفطِرَ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 298 في الصيام، باب ما جاء في الحجامة للصائم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك بشرح الزرقاني (2/234) عن نافع عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 4414 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 294 4415 - (ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أَفطر الحاجم والمحجوم» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفطر الحاجم والمحجوم) : من ذهب إلى أن الحجامة تُفطر فهو ظاهر، ومن قال: إنها لا تفطر، فمعناه أنهما تعرَّضا للإفطار، أما المحجوم، فللضعف الذي يلحقه من ذلك، فربما أعجزه عن الصوم، وأما الحاجم: فلا يأمن أن يصل إلى حلقه شيء من دم المحجوم فيبلعه، أو من طعمه، وهذا كما يقال: أهلك فلان نفسه: إذا كان يتعرَّض للمهالك، وكقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من جُعِل قاضياً فقد ذُبح بغير سكين» يريد أنه قد تعرض للذبح، وقيل: هذا على سبيل الدعاء عليهما، كقوله عليه الصلاة والسلام فيمن صام الدهر: «لا صام [ص: 295] ولا أفطر» المعنى: بطل أجرهما، فكأنهما صارا مفطرين غير صائمين.   (1) رقم (774) في الصوم، باب كراهية الحجامة للصائم، وإسناده صحيح، ولكنه منسوخ، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/465) . والترمذي (774) قال: حدثنا محمد بن يحيى، ومحمد بن رافع النيسابوري، ومحمود بن غيلان، ويحيى بن موسى. وابن خزيمة (1964) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، والحسين بن مهدي. سبعتهم - أحمد، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان، ويحيى بن موسى، والعنبري، والحسين بن مهدي - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 2 - وأخرجه ابن خزيمة (1965) قال: حدثنا أحمد بن الحسين الشيباني ببغداد، قال: وحدثني عمار بن مطر أبو عثمان الرهاوي، قال: حدثنا معاوية بن سلام. كلاهما - معمر، وابن سلام - عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن السائب بن يزيد، فذكره. الحديث: 4415 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 294 4416 - (د) ثوبان - رضي الله عنه -: أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أفطر الحاجم والمحجوم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2367) و (2370) و (2371) في الصوم، باب في الصائم يحتجم، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/282) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، وروح. وأبو داود (2370) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن بكر، وعبد الرزاق. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن إبراهيم -. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2104) عن أحمد بن فضالة بن إبراهيم، عن عبد الرزاق. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. خمستهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وروح، وإسماعيل، وخالد - عن ابن جريج، قال: أخبرني مكحول، أن شيخا من الحي «قال عثمان بن أبي شيبة في حديثه: مصدق» أخبره، فذكره. الحديث: 4416 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 4417 - (د) شداد بن أوس - رضي الله عنه -: قال: «بينما هو يمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... » فذكر نحوه. وفي رواية: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَتَى رجلاً بالبقيع وهو يحتجم، وهو آخِذ بيدي، لثمانَ عشرة خلت من رمضان، فقال: أفطر الحاجم والمحجوم» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2368) و (2369) في الصوم، باب في الصائم يحتجم، ورواه أيضاً ابن ماجة والدارمي، وإسناده صحيح، وهذا والذي قبله منسوخان أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/123) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. وفي (4/123) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا عاصم الأحول. وفي (4/124) قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن عاصم الأحول. وفي (4/124) أيضا قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن داود بن أبي هند، والدارمي (1737) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا عاصم. والنسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال: أخبرنا علي بن المنذر، كوفي شيعي، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا داود بن أبي هند. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سهل بن يوسف، قال: حدثنا أبو غفار. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وأحمد بن سليمان الرهاوي، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عاصم. (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، قال: حدثنا زائدة عن عاصم الأحول. أربعتهم - أيوب، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند،وأبو غفار، المثنى بن سعيد - عن عبد الله بن زيد أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/124) قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا أبو العلاء - يعني القصاب -، عن قتادة. والنسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال: أخبرنا إسماعيل، قال: حدثنا عاصم بن هلال، عن أيوب. (ح) وأخبرنا أبو عاصم، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن إسماعيل بن عبد الله، عن خالد. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن أيوب، عن قتادة. ثلاثتهم - قتادة، وأيوب، وخالد الحذاء - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن شداد بن أوس. فذكره. ليس فيه «أبو الأشعث الصنعاني» . * وأخرجه أحمد (4/122) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا خالد. وفي (4/124) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب. وفي (4/124) أيضا قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول. وأبو داود (2369) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب. والنسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا خضر بن محمد، قال: أخبرنا هشيم، قال: أخبرنا منصور. وخالد. (ح) وأخبرني عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا ريحان بن سعيد، عن عباد، عن أيوب. (ح) وأخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله العطار البصري، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا هشام، عن عاصم الأحول. (ح) وأخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي، قال: أخبرنا ابن شميل، قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم، وخالد. (ح) وأخبرنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن عاصم، وخالد. (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن خالد. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع، قال: حدثنا خالد. أربعتهم - خالد الحذاء، وأيوب، وعاصم الأحول، ومنصور - عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس، فذكره. ليس فيه «أبو أسماء الرحبي» . * وأخرجه أحمد (4/125) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عمن حدثه، عن شداد، فذكره. * وأخرجه أبو داود (2368) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. وابن ماجة (1681) قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا عبيد الله، قال: أنبأنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. (ح) وأخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب. كلاهما - يحيى بن أبي كثير،وأيوب - عن أبي قلابة، عن شداد بن أوس، فذكره. ليس فيه «أبو الأشعث، ولا أبو أسماء» . * وأخرجه النسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: سمعت وهب بن جرير يقول: قال أبي: عرضت على أيوب كتابا لأبي قلابة، فإذا فيه: عن شداد بن أوس، وثوبان، هذا الحديث. قال: عرضت عليه فعرفه. الحديث: 4417 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 [النوع] الثاني: الكحل 4418 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: اشتكت عَيْني، أَفأَكتَحِلُ وأَنا صائم؟ قال: نعم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (726) في الصوم، باب ما جاء في الكحل للصائم، قال الترمذي: ليس بالقوي، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء، أبو عاتكة يضعف. قال الحافظ في " التلخيص ": 2 / 191: ورواه أبو داود من فعل أنس، ولا بأس بإسناده، وفي الباب عن بريرة مولاة عائشة في الطبراني " الأوسط " وعن ابن عباس في " شعب الإيمان " للبيهقي بإسناد جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (726) قال: حدثنا عبد الأعلى بن واصل الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن عطية، قال: حدثنا أبو عاتكة، فذكره. الحديث: 4418 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 4419 - (د) عبد الرحمن بن النعمان [بن معبد بن هوذة] : عن أبيه عن جده: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بالإِثْمِد المرَوَّح عند النوم، وقال: ليَتَّقهِ [ص: 296] الصائم» . أخرجه أبو داود، وقال: قال لي يحيى بن مَعين: هو حديث منكر، يعني: حديث الكحل (1) .   (1) رقم (2377) في الصوم، باب في الكحل عند النوم للصائم، والنعمان بن معبد بن هوذة مجهول، ولكن للحديث شواهد بمعناه كما في الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود حدثنا النفيلي، ثنا علي بن ثابت، حدثني عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة. عن أبيه. عن جده، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 4419 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 4420 - (د) أنس بن مالك: «أنه كان يكتحل وهو صائم» . أَخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (2378) في الصوم، باب في الكحل عند النوم للصائم، وإسناده لا بأس به، كما قال الحافظ في " التلخيص ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2378) حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا أبو معاوية عن عتبة أبي معاذ عن عبيد الله ابن أبي بكر بن أنس، عن أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 4420 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 296 [النوع] الثالث: القُبْلَة والمباشرة 4421 - (خ م ط د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إِنْ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيُقبِّل بعض أزواجه وهو صائم، ثم ضحكت» . وفي أخرى قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُقبِّل ويُباشِر وهو صائم، وكان أَمْلَكَكم لإِرْبه» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم عن عروة، أن عائشة أخبرته: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُقبِّلها وهو صائم» . وفي رواية ابن عيينة قال: «قلت لعبد الرحمن بن القاسم: أسمعتَ أباكَ يُحدِّثُ عن عائشة: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يُقَبِّلُها وهو صائم؟ فسكت ساعة، ثم قال: نعم» . [ص: 297] وفي أخرى قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقبِّلُني وهو صائم، وأَيُّكم يملك إِرْبَه، كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يملك إِرْبَهُ؟» . وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُقبِّل وهو صائم، وكان أملَكَكم لإِرْبه، وأنه كان يُباشر وهو صائم» . وفي أخرى: «أَنه كان يقبِّل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه أملَكُكم لإِرْبِهِ» . وفي أخرى قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُقبِّل في شهر الصوم» . وفي أخرى: «يقبل وهو صائم في رمضان» . وأخرج الموطأ الرواية الأولى. وله في أخرى: «بلغه: أن عائشةَ - رضي الله عنها - كانت إِذا ذكرت أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّل وهو صائم، تقول: وأَيُّكم أمْلكُ لنفسه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟» . وأخرج أبو داود الروايتين: الخامسة، والسادسة من أَفراد مسلم. وله في أخرى قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقبِّلني وهو صائم وأنا صائمة» . وفي أخرى: «أنه كان يقبِّلها وهو صائم، ويَمُصُّ لسانها» (1) . وأَخرج الترمذي الرواية الخامسة والسادسة من أفراد مسلم. [ص: 298] وللترمذي: «أنه كان يباشرني وهو صائم، وكان أَملَكَكم لإِرْبِهِ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُقَبِّل ويُبَاشِر) التقبيل: البََوْس (3) ، والمباشرة أراد بها: الملامسة والمداعبة ومقدمات الجماع. (أمْلَكَكُم لإربه) : يروى «لإرْبه» بكسر الهمزة وسكون الراء، وهو الإرب المخصوص، ويعني: الذَّكَر، ويروى بفتح الهمزة والراء، والإرب الحاجة، وأرادت به حاجة الجماع.   (1) إسناد هذه الرواية: ويمص لسانها، ضعيف. (2) رواه البخاري 4 / 131 في الصوم، باب القبلة للصائم، وباب المباشرة للصائم، ومسلم رقم (1106) في الصيام، باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة، والموطأ 1 / 292 في الصيام، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم، وأبو داود رقم (2382) و (2383) و (2384) و (2386) في الصوم، باب القبلة للصائم، وباب الصائم يبلع ريقه، والترمذي رقم (727) و (728) و (729) في الصوم، باب ما جاء في القبلة للصائم، وباب ما جاء في مباشرة الصائم. (3) وهو فارسي معرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/42) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (3/135) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال يحيى: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وأبو داود (2382) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (729) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15950) عن عبد الله بن محمد الضعيف، عن أبي معاوية، عن الأعمش. وفي (11/15981) عن قتيبة، عن خالد بن عبد الله، عن مغيرة. كلاهما - الأعمش، ومغيرة - عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، فذكراه. * أخرجه أحمد (6/128) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. قال: أخبرنا هشام الدستوائي، عن حماد. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا الأعمش. والدارمي (775) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن هشام صاحب الدستوائي، عن حماد. وفي (776) قال: أخبرنا أبو حاتم البصري روح بن أسلم. قال: حدثنا زائدة، عن سليمان. والبخاري (3/38) قال: حدثنا سليمان بن حرب، عن شعبة، عن الحكم. ومسلم (3/135) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: سمعت ابن عون. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15939) عن علي بن حسين الدرهمي، عن ابن أبي عدي، عن هشام بن أبي عبد الله، عن حماد. وفي (11/15950) عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، عن الأعمش. (ح) وعن محمود بن غيلان، عن النضر بن شميل، عن شعبة، عن الأعمش. وفي (11/15972) قال: وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع، عن ابن علية، عن ابن عون. (ح) وعن علي ابن حجر، عن إسماعيل بن علية، عن ابن عون. (ح) وعن حميد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل، عن ابن عون. وفي (11/15980) عن أبي بكر بن حفص الأيلي، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مغيرة. وفي (11/15999) عن محمود بن غيلان، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن الأشجعي، عن الثوري، عن منصور. وابن خزيمة (1998) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا بشر - يعني ابن المفضل - قال: حدثنا ابن عون. ستتهم - حماد بن أبي سليمان، وسليمان الأعمش، والحكم بن عتيبة، وعبد الله بن عون، ومغيرة، ومنصور - عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة، فذكرته، ليس فيه «علقمة» . * وأخرجه الحميدي (196) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا منصور. وأحمد (6/40 و 201) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور. وفي (6/174) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج. قال: أخبرنا شعبة، عن منصور. وفي (6/266) قال: حدثنا عبيدة. قال: حدثنا منصور. ومسلم (3/135) قال: حدثني علي بن حجر وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان، عن منصور. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن منصور. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17407) عن محمد بن منصور الجواز - من أهل مكة ثقة - (ح) والحسين بن حريث - فرقهما - كلاهما عن سفيان، عن منصور. (ح) وعن تميم بن المنتصر، عن إسحاق الأزرق، عن شريك، عن الأعمش. كلاهما - منصور، والأعمش - عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة، فذكرته، ليس فيه «الأسود» . * وأخرجه أحمد (6/216) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (3/135) قال: حدثنيه يعقوب الدورقي. قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15972) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل بن علية. (ح) وعن حميد بن مسعدة، عن يزيد بن زريع. كلاهما - إسماعيل، ويزيد - عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود ومسروق، عن عائشة، فذكرته. * وأخرجه ابن ماجة (1687) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن ابن عون، عن إبراهيم. قال: دخل الأسود ومسروق على عائشة. فقالا: أكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..» الحديث. * وأخرجه أحمد (6/156) قال: حدثنا هاشم قال: حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، ومسلم (3/135) قال: حدثنا شجاع بن مخلد. قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة. قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15972) قال: فيما قرأ علينا أحمد بن منيع، عن ابن عليه، عن ابن عون، عن إبراهيم. وفي (12/17644) عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح. ثلاثتهم - عامر الشعبي، مسلبم بن صبيح، وزائدة النخعي - عن مسروق، عن عائشة، فذكرته. * وأخرجه أحمد (6/126) قال: حدنمثا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16141) عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن. كلاهما- محمد بن جعفر، وعبد الرحمن - عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، أن علقمة وشريح بن أرطاة كانا عند عائشة. فقال أحدهما: سليهغ عن القبلة .... الحديث» مرسل. * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16141) عن أحمد ابن سليمان بن عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن شريح بن أرطأة، عن عائشة، فذكرته، ثم سمعه علقمة من عائشة في قصة. * وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16141) عن الحسن بن محمد، عن عبيدة بن حميد، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن النخعي ولم يسمه، عن عائشة. وفيه قال شريح: إني أهم أن أضربك بهذا القوس على سبيل الإنكار لذلك. الحديث: 4421 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 296 4422 - (م ط) عمر بن أبي سلمة - ربيبُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «أنه سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أيُقبِّل الصائم؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: سلْ هذه - لأمِّ سلمة - فأَخبرتْه: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك، فقال: يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، فقال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أما والله، إِني لأتقاكم لله، وأخْشَاكم له» . أخرجه مسلم (1) . وفي رواية الموطأ عن عطاء بن يسار: «أن رجلاً قبَّل امرأته وهو صائم [ص: 299] في رمضانَ، فوجَدَ من ذلك وَجْداً شديداً، فأرسل امرأته، فسألت أمَّ سلمةَ؟ فأخبرتها: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعله، فأخبرت زوجها، فزاده ذلك شَرّاً، وقال: لَسْنا مثلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إِن الله يُحِلُّ لرسوله ما شاء، ثم رجعت امرأْتُه إِلى أُمِّ سلمةَ فوجدت عندها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما لهذه المرأة؟ فأخبرته أمُّ سلمةَ، فقال: ألا أخبرتيها أني أفعل ذلك؟ قالت: قد أخبرتها، فذهبتْ إِلى زوجها فأخبرته، فزاده ذلك شرّاً، وقال: لسنا مثل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، يُحِلُّ الله لرسوله ما شاء، فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال: والله إِني لأتْقَاكم لله، وأعْلمُكم بحدوده» (2) .   (1) رقم (1108) ، باب أن القبلة في الصوم ليست محرمة. (2) هذه الرواية عند الموطأ 1 / 291 و 292 في الصيام، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم مرسلة، ولكن وصلها عبد الرزاق وأحمد بإسناد صحيح عن عطاء عن رجل من الأنصار، ويشهد لها أيضاً رواية مسلم التي قبلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (3/136) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو - وهو ابن الحارث - عن عبد ربه بن سعيد. عن عبد الله بن كعب الحميري، فذكره. الحديث: 4422 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 298 4423 - (م) حفصة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقبِّل وهو صائم» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1107) في الصيام، باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/286) قال: حدثنا سفيان. عن منصور. (ح) وحدثنا عفان، قال: حدثنا أبوعوانة. قال: حدثنا منصور. (ح) وحدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور والأعمش. ومسلم (3/136) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب. قال يحيى: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير كلاهما عن منصور. وابن ماجة (1685) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش والنسائي فيي الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15798) عن قتيبة عن جرير. عن منصور (ح) وعن ابن مثنى، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، ومنصور. كلاهما - منصور، والأعمش - عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن شتير بن شكل، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15798) عن إبراهيم بن يعقوب، عن عبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور، عن مسلم، عن مسروق، عن شتير، فذكره. الحديث: 4423 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 299 4424 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن عمرَ بنَ الخطابِ قال: «هَشِشْتُ، فقبَّلت، وأنا صائم، فقلتُ: يا رسولَ الله، صنعتُ اليوم أمراً عظيماً: قبَّلتُ وأنا صائم، قال: أرأيتَ لو مضمضت بالماء وأنتَ صائم؟ قلت: لا بأس، قال: فَمهْ!» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 300] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَشِشْت) هَشَّ إلى الأمر يَهِشُّ: إذا مالت نفسه إليه وفرح به. (فَمَهْ؟) : قوله: فمه، أي فماذا عليه؟ والهاء للسكت، ويجوز أن يكون «مَهْ» بمعنى اسكت.   (1) رقم (2385) في الصوم، باب القبلة للصائم، وهو حديث منكر، وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/21) (138) و (1/52) (372) قال: حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (21) . والدارمي (1731) كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي. وأبو داود (2385) قال: حدثنا أحمد بن يونس. (ح) وحدثنا عيسى بن حماد. والنسائي في الكبرى «الورقة 41 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (1999) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث. ستتهم - حجاج، وأبو الوليد، وأحمد بن يونس، وعيسى بن حماد، وقتيبة، وشعيب - عن الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله، عن عبد الملك بن سعيد، عن جابر بن عبد الله، فذكره. (*) قال ابن خزيمة (1999) : حدثناه محمد بن يحيي، قال: سمعت أبا الوليد يقول: جاءني هلال الرازي فسألني عن هذا الحديث. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا حديث منكر، وبكير مأمون، وعبد الملك بن سعيد رواه عنه غير واحد، ولا ندري ممن هذا. «تحفة الأشراف» (8/10422) . الحديث: 4424 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 299 4425 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله -: أن عاتكةَ بنتَ زَيدِ بنِ عمرو بن نُفَيل امرأةَ عمر بن الخطاب: «كانت تقبِّل رأس عمر وهو صائم، فلا ينهاها» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 292 في الصوم، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/219) عن يحيى بن سعيد، فذكره. الحديث: 4425 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 4426 - (ط) عائشة بنت طلحة: «كانت عند عائشةَ زوْجِ النبي - صلى الله عليه وسلم-، فدخل عليها زوْجُها هنالك - وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق - وهو صائم، فقالت له عائشة: ما يمنعك من أن تدنوَ من أهلك فتقبِّلَها وتلاعِبَها؟ قال: أُقبِّلُها وأنا صائم؟ قالتْ: نعم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 292 في الصوم، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/220) عن أبي نضرة مولى عمر بن عبيد الله، فذكره. الحديث: 4426 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 4427 - (ط) زيد بن أسلم: «أن أبا هريرة، وسعد بن أبي وقاص: كانا يُرخِّصَان في القُبلةِ للصائم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 292 في الصوم، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/220) عن زيد بن أسلم أن أبا هريرة، فذكره. الحديث: 4427 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 4428 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رجلاً سأل رسولَ الله [ص: 301] صلى الله عليه وسلم- عن المباشرةِ للصائمِ؟ فرَّخص له، فأتاه آخر فسأله، فنهاه، فإذا الذي رخَّصَ له شيخ، وإِذا الذي نهاه شاب» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2387) في الصوم، باب كراهيته للشاب، وفي إسناده أبو العنبس، واسمه عبد الله بن صهبان الأسدي، وهو لين الحديث، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال أبو حاتم: في حديثه شيء، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وبالفرق قال مالك في رواية، والشافعي، وأبو حنيفة، وعن مالك كراهتها بالفرض دون النفل، والمشهور عنه كراهتها مطلقاً، قال ابن عبد البر: أظن من فرق بينهما ذهب إلى قول عائشة: أيكم أملك لإربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: أملك لنفسه وشهوته، قال: وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم رخص في القبلة للشيخ وهو صائم ونهى عنها الشاب، وقال: الشيخ يملك إربه، والشاب يفسد صومه، ففهم من التعليل: أنه دائم مع تحريك الشهوة بالمعنى المذكور، وأن التعبير بالشيخ والشاب جرى على الغالب من أحوال الشيوخ في انكسار شهوتهم وأحوال الشباب في قوتها، فلو انعكس الأمر لانعكس الحكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2387) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا أبو أحمد - يعني الزبيري - قال: أخبرنا إسرائيل. عن أبي العنبس. عن الأغر، فذكره. الحديث: 4428 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 4429 - (ط) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «كان يرخِّص فيها للشيخ الكبير، ويكرهها للشاب» . أخرجه الموطأ، وهذا لفظه: «أنه سئل عن القُبلة للصائم؟ فأَرخص فيها للشيخ الكبير وكَرِهَها للشاب» (1) .   (1) الموطأ 1 / 293 في الصيام، باب ما جاء في التشديد في القبلة للصائم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/222) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن عبد الله بن عباس، فذكره. الحديث: 4429 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 4430 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: أن عبد الله بن عمر: «كان ينهى عن القُبْلَةِ والمباشرةِ للصائم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 293 في الصيام، باب ما جاء في التشديد في القبلة للصائم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/222) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 4430 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 [النوع] الرابع: المفطر ناسيا ً 4431 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ [ص: 302] صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن نَسِيَ وهو صائم، فأكلَ أو شربَ، فليُتمَّ صومه، فإِنما أطعَمهُ الله وسقاه» . أَخرجه البخاري، ومسلم. وعند الترمذي: «من أكلَ أو شربَ ناسياً فلا يفطر، فإنما هو رزق رزقه الله» . وعند أبي داود: «أن رجلاً جاء إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله: أكلتُ وشربتُ ناسياً، وأنا صائم؟ فقال: اللهُ أطعمكَ وسقاكَ» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 135 في الصوم، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسياً، وفي الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، ومسلم رقم (1155) في الصيام، باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر، والترمذي رقم (721) في الصوم، باب في الصائم يأكل ويشرب ناسياً، وأبو داود رقم (2398) في الصوم، باب من أكل ناسياً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/395) قال: حدثنا هوذة. والبخاري (8/170) قال: حدثني يوسف ابن موسى. قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (1673) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (722) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - هوذة، وأبو أسامة - عن عوف الأعرابي، عن خلاس ومحمد بن سيرين، فذكراه. * أخرجه أحمد (2/425) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم - وهو ابن علية - عن هشام بن حسان. (ح) ويزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام. وفي (2/491) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا هشام. وفي (2/493) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا عوف. وفي (2/513) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا عوف وهشام. والدارمي (1733) قال: أخبرنا عثمان بن محمد. قال: حدثنا جرير، عن هشام. والبخاري (3/40) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا هشام. ومسلم (3/160) قال: حدثني عمرو بن محمد الناقد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام القردوسي. وأبو داود (2398) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن أيوب، وحبيب وهشام. والترمذي (721) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، عن قتادة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14479) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، عن عوف. وفي (10/14543) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، عن هشام. وابن خزيمة (1989) قال: حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام. خمستهم - هشام بن حسان، وعوف الأعرابي، وأيوب السختياني، وحبيب بن الشهيد، وقتادة - عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه: «خلاس» . الحديث: 4431 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 الفصل الثالث: في زمان الصوم ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في الأيام المستحب صومها ، وفيه تسعة أنواع النوع الأول: قول كلي في الصوم 4432 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان [ص: 303] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُفطِرُ من الشهر، حتى نظنَّ أنْ لا يصومَ منه، ويصومُ حتى نظنَّ أن لا يفطرَ منه شيئاً، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مُصَلياً إِلا رأيتَهُ، ولا نائماً إِلا رأَيتَهُ» . وفي رواية: قال حميد: «سألتُ أنساً عن صيام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: ما كنتُ أُحِبُّ أن أراه من الشهر صائماً إِلا رأيتُهُ، ولا مُفْطِراً إِلا رأَيتُهُ، ولا من الليل قائماً إِلا رأيتُهُ، ولا نائماً إِلا رأيتُهُ، ولا مَسِسْتُ خَزَّة، ولا حَريرة أَلْيَنَ من كفِّ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا شَمِمتُ مِسْكَة، ولا عَبِيرَة أَطْيبَ رائحة من رائحةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري. ولمسلم: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم حتى يقال: قد صام، [قد] صام، ويُفطرُ حتى يقال: قد أفْطَر، [قد] أفطر» . وأخرجه الترمذي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 188 في الصوم، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره، وفي التهجد، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ونومه وما نسخ من قيام الليل، ومسلم رقم (1158) في الصيام، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، والترمذي رقم (769) في الصوم، باب ما جاء في سرد الصوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1972) حدثني عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني محمد بن جعفر. عن حميد أنه سمع أنسا. وأخرجه مسلم (1158) حدثني زهير بن حرب وابن أبي خلف، قالا: حدثنا روح بن عبادة. حدثنا حماد وعن ثابت. عن أنس، فذكره. وأخرجه الترمذي (769) حدثنا علي بن حجر. حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس بن مالك، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4432 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 302 4433 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «ما صام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهراً كاملاً قَطُّ غيرَ رمضانَ، وكان يصومُ حتى [ص: 304] يقولَ القائلُ: لا والله لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتى يقولَ القائلُ: لا واللهِ لا يصومُ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. وزاد النسائي: «وما صام شهراً غيرَ رمضانَ منذ قَدِمَ المدينة» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 188 في الصوم، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره، ومسلم رقم (1157) في الصيام، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 4 / 199 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/227) (1998) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، وفي (1/241) (2151) قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/271) (2450) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/301) (2737) و (1/321) (2949) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة. والدارمي (1750) قال: أخبرنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو عوانة. والبخاري (3/50) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (3/161) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع، عن غندر، عن شعبة. وابن ماجة (1711) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي في «الشمائل» (300) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (4/199) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وأبو عوانة - عن أبي بشر. 2 - وأخرجه أحمد (1/231) (2046) و (1/326) (3011) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (3/161) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (3/162) قال: حدثنيه علي بن حجر، قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (2430) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا عيسى. أربعتهم - محمد بن عبيد، وعبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس - عن عثمان بن حكيم الأنصاري. كلاهما - أبو بشر جعفر بن إياس، وعثمان بن حكيم - عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 4433 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 303 4434 - (س) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَسْرُدُ الصوم، فيقال: لا يُفْطِرُ، ويفطرُ، فيقال: لا يصوم» . أَخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَسْرُد) سردت الصوم: إذا تابعت بعضه بعضاً من غير إفطار.   (1) 4 / 22 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/202) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني ثابت بن قيس الغفاري، قال: حدثني أبو سعيد المقبري. قال: حدثني أبو هريرة، فذكره. الحديث: 4434 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 304 4435 - (م ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قال عبد الله بن شقيق العقيلي: «سألتُ عائشةَ عن صوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يصوم حتى نقولَ: قد صامَ، قد صامَ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: قد أَفْطَرَ، قد أفطر، وما رأيتُه صام شهراً كاملاً منذ قَدِمَ المدينةَ، إِلا أن يكونَ رمضانَ» . وفي رواية قالت: «ما علمتُهُ صام شهراً كلَّه إِلا رمضانَ، ولا أَفطره كلَّه حتى يصومَ منه، حتى مضى لسبيله» . أخرجه مسلم. [ص: 305] وأخرج الترمذي، والنسائي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1156) في الصيام، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، والترمذي رقم (768) في الصوم، باب ما جاء في سرد الصوم، والنسائي 4 / 199 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه أيضاً البخاري 4 / 186 في الصوم، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/62و 139) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا كهمس. وفي (6/157) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا كهمس. (ح) ويزيد وأبو عبد الرحمن المقرئ، عن كهمس. وفي (6/ 218) قال: حدثنا إسماعيل ويزيد المعنى. قالا: أخبرنا الجريري. وفي (6/246) قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن هشام، عن محمد بن سيرين. وفي (6/227) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا كهمس. ومسلم (3/106) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد بن زريع، عن سعيد الجريري (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا كهمس. (ح) وحدثني أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا حماد، عن أيوب وهشام، عن محمد. قال حماد: وأظن أيوب قد سمعه من عبد الله بن شقيق - (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد، عن أيوب والترمذي (768) . وفي الشمائل (298) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب والنسائي (4/. 152) قال أخبرنا محمد بن أبي يوسف الصيدلاني حراني. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن هشام، عن ابن سيرين. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: أنبأنا خالد، وهو ابن الحارث. عن كهمس. (ح) وأخبرنا أبو الأشعث. عن يزيد. وهو ابن زريع. قال: حدثنا الجرير. وفي (4/199) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد. عن أيوب وابن خزيمة (2132) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا سالم بن نوح. قال: حدثنا الجريري. أربعتهم - كهمس، ومحمد بن سيرين، وسعيد الجريري، وأيوب - عن عبد الله بن شقيق، فذكره. الحديث: 4435 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 304 النوع الثاني: في يوم عاشوراء 4436 - (خ م ط د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان عاشوراءُ يُصَامُ قبلَ رمضانَ، فلما نزلَ رمضانَ كان من شاءَ صام، ومن شاءَ أفطر» . وفي رواية قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بصيام يوم عاشوراء ... » الحديث. وفي أخرى قالت: «كانوا يصومون عاشوراءَ قَبْلَ أن يُفْرَضَ رمضانُ، وكان يوماً تُسْتَرُ فيه الكعبةُ، قالت: فلما فُرِضَ رمضانُ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: من شاء أن يصومَه فلْيَصُمْهُ، ومن شاء أن يترُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ» . وفي أخرى قالت: «كان يومُ عاشوراءَ تصومُه قريش في الجاهلية، وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصومُهُ في الجاهلية، فلما قَدِمَ المدينة صامه، وأمر [ص: 306] بصيامه، فلما فُرِض رمضانُ ترك عاشوراءَ، فمن شاء صامه، ومن شاء تركَه» . وفي أخرى: «فلما فُرِضَ رمضانُ قال: من شاءَ صامه، ومن شاءَ تركه» . وفي أخرى: «أن قريشاً كانت تصومُ عاشوراءَ في الجاهلية، ثم أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بصيامه، حتى فُرِضَ رمضانُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: من شاء صامه، ومن شاءَ فَلْيُفْطِرْ» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ، وأبو داود، والترمذي الرواية الرابعة، وقالوا فيها: «وكان هو الفريضةَ» . بعد قوله: «فلما فُرِضَ رمضانُ» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 212 في الصوم، باب صوم يوم عاشوراء، وباب وجوب الصوم، وفي الحج، باب قول الله تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية، وفي تفسير سورة البقرة، باب: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} ، ومسلم رقم (1125) في الصيام، باب صوم عاشوراء، والموطأ 1 / 299 في الصيام، باب صيام يوم عاشوراء، وأبو داود رقم (2442) و (2443) في الصوم، باب في صوم يوم عاشوراء، والترمذي رقم (753) في الصوم، باب ما جاء في ترك الرخصة في ترك صوم يوم عاشوراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (199) . وأحمد (6/29) قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/50) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/162) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. والدارمي (1770) قال: أخبرنا عبد الوهاب ابن سعيد. قال: حدثنا شعيب بن إسحاق. والبخاري (3/57) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (5/51) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (6/30) قال: حدثني محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى. ومسلم (3/146) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن نمير. وأبو داود (2442) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة، عن مالك، والترمذي (753) . وفي الشمائل (309) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا عبدة بن سليمان، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17310) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (2080) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. ثمانيتهم - مالك، وعباد بن عباد، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن زكريا، وشعيب بن إسحاق، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه الحميدي (200) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الزهري وهشام بن عروة 3- وأخرجه أحمد (6/248) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. والدارمي (1767) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. والبخاري (2/182) قال: حدثنا يحيى ابن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. (ح) وحدثني محمد بن مقاتل. قال: أخبرني عبد الله، هو ابن المبارك. قال: أخبرنا محمد بن أبي حفصة. والبخاري (3/57) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/29) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا بن عيينة. ومسلم (3/147) قال: حدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وابن ماجة (1733) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16470) عن عمرو بن عثمان بن سعيد، عن أبيه، عن شعيب. ستتهم - محمد بن أبي حفصة، ويونس بن يزيد، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وعقيل، وشعيب بن أبي حمزة، وسفيان بن عيينة - عن الزهري. 4- وأخرجه البخاري (3/31) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (3/147) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17368) عن قتيبة. كلاهما- قتيبة، ومحمد بن رمح. - عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، أن عراك بن مالك حدثه. ثلاثتهم - هشام بن عروة، والزهري، وعراك بن مالك - عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 4436 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 305 4437 - (خ م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن أهْلَ الجاهليةِ كانوا يصومون يومَ عاشوراءَ، وأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صامه والمسلمون قبلَ أن يُفْرَضَ رمضانُ، فلما افْتُرِضَ رمضانُ قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إِن عاشوراءَ يوم من أيامِ الله، فمن شاء صامه» . [ص: 307] وفي رواية قال: «ذُكِرَ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يومُ عاشوراء، فقال: ذاكَ يوم كان يصومُه أهلُ الجاهلية، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه» . أخرجه البخاري، ومسلم. وللبخاري قال: «صامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عاشوراءَ وأمر بصيامه، فلما فُرِضَ رمضانُ ترك، وكان عبدُ الله لا يصومه إِلا أن يوافقَ صَوْمَهُ» . ولمسلم مثل الثانية، وقال: «فمن أَحَبَّ منكم أَن يصومَهُ فليصمْهُ، ومن كره فَلْيَدَعْهُ» . وأخرج أبو داود نحو الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 212 و 213 في الصوم، باب صوم يوم عاشوراء، وباب وجوب الصوم، وفي تفسير سورة البقرة، باب: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} ، ومسلم رقم (1126) في الصيام، باب صوم عاشوراء، وأبو داود رقم (2443) في الصوم، باب في صوم عاشوراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/4) (4483) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/57) (5203) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/57) (5204) قال: حدثنا روح. قال: أخبرنا عبيد الله بن الأخنس. وفي (2/143) (6292) قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا عبيد الله. والدارمي (1769) قال: أخبرنا يعلى، عن محمد بن إسحاق. والبخاري (3/31) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب. وفي (6/29) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله ومسلم (3/147) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، كلاهما عن عبيد الله. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا ابن رمح. قال: أخبرنا الليث (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد، يعني ابن كثير. وفي (3/148) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا روح. قال: حدثنا أبو مالك عبيد الله بن الأخنس. وأبو داود (2443) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وابن ماجة (1737) قال: حدثنا محمد ابن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8285) عن قتيبة، عن الليث بن سعد. وابن خزيمة (2082) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبيد الله. ستتهم - أيوب، وعبيد الله بن عمر، وعبيد الله بن الأخنس، ومحمد بن إسحاق، والليث بن سعد، والوليد بن كثير - عن نافع فذكره. الحديث: 4437 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 306 4438 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كان يومُ عاشوراءَ يوماً تُعظِّمُهُ اليهودُ، وتتَّخِذُهُ عيداً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: صوموه أنتم» . وفي رواية: «كان أهلُ خيبرَ يصومون يومَ عاشوراءَ، يَتَّخِذُونَهُ عيداً، ويُلبِسُون نساءهم فيه حُلِيَّهم وشارَتَهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فصوموه أنتم» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [ص: 308] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَارَتَهم) : الشارة، الرُّواء والمنظر الحسن والزينة.   (1) رواه البخاري 4 / 215 في الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، ومسلم رقم (1131) في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/409) . والبخاري (3/57) قال: حدثنا على بن عبد الله. وفي (4/89) قال: حدثني أحمد أو محمد بن عبيد الله الغداني. ومسلم (3/150) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن نمير (ح) وحدثناه أحمد بن المنذر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9009) عن حسين بن حريث. سبعتهم - ابن حنبل، وعلى بن عبد الله، وابن عبيد الله الغداني، وابن أبي شيبة، وابن نمير، وابن المنذر، وحسين بن حريث - عن أبي أسامة، عن أبي عميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهابب، فذكره. (*) زاد أحمد بن المنذر: قال أبو أسامة: فحدثني صدقة بن أبي عمران، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى. رضي الله عنه قال: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فصوموه أنتم» . * وفي رواية ابن عبيد الله الغدان.: «دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء، ويصومونه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: نحن أحق بصومه. فأمر بصومه» . الحديث: 4438 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 307 4439 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، فرأى اليهودَ تصومُ عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: [هذا] يوم صالح، نَجَّى اللهُ فيه موسى وبني إِسرائيل من عدوِّهم، فصامه، فقال: أنا أحقُّ بموسى [منكم] ، فصامَهُ - صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه» . وفي رواية: «فقال لهم: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم، أنْجَى اللهُ فيه موسى وقومه، وغرَّق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومُهُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: فنحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وأمر بصيامه» . وفي أخرى بنحو ذلك، وفيه: «فنحن نصومه تعظيماً له» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج أَبو داود الرواية الآخرة (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 214 في الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، وفي تفسير سورة يونس، وفي تفسير سورة طه، ومسلم رقم (1130) في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء، وأبو داود رقم (2444) في الصوم، باب في صوم يوم عاشوراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (515) قال: حدثنا سفيان وأحمد (1/291) (2644) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الوارث وفي (1/310) (2832) قال: حدثنا عبد الصمد. قال:حدثنا أبي. وفي (1/336) (3112) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (3/57) قال:حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (4/186) قال: حدثنا على بن عبد الله قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/150) قال: حدثني ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5528) عن محمد بن منصور، عن سفيان (ح) وعن إسماعيل بن يعقوب، عن محمد بن موسى بن أعين،عن أبيه عن الحارث بن عمير. أربعتهم - سفيان، وعبد الوراث، ومعمر، والحارث بن عمير - عن أيوب السختياني، قال: أخبرني عبد الله بن سعيد بن جبير. 2- وأخرجه أحمد (1/340) (3164) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة،والدارمي (1766) قال: أخبرنا سهل بن حماد، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (5/89) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. وفي (6/91) قال:حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/120) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (3/149) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثناه ابن بشار،وأبو بكر ابن نافع، جميعا عن محمد بن جعفر، عن شعبة وأبو داود (2444) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5450) عن زياد بن أيوب، عن هشيم، وابن خزيمة (2084) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا بشر بن معاذ،قال: حدثنا هشيم بن بشير. كلاهما - شعبة، وهشيم - قالا: حدثنا أبو بشر. كلاهما - عبد الله بن سعيد بن جبير، وأبو بشر جعفر بن إياس - عن سعيد بن جبير،فذكره. * أخرجه ابن ماجة (1734) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، فذكره (ليس فيه عبد الله بن سعيد بن جبير) . الحديث: 4439 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 308 4440 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله [ص: 309] صلى الله عليه وسلم- يأْمر بصيام يومِ عاشوراءَ، ويَحُثُّنا عليه، ويتعاهدُنا عنده، فلما فُرِضَ رمضانُ لم يأْمرْنا ولم يَنْهَنَا ولم يتعاهدنا عنده» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1128) في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/96 و 105) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. ومسلم (3/149) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. وابن خزيمة (2083) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود. ثلاثتهم - هاشم، وعبيد الله، وأبو داود - عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن جعفر بن أبي ثور، فذكره. الحديث: 4440 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 308 4441 - (خ م) علقمة بن قيس النخعي: «أن الأشعثَ بنَ قيس دخل على عبد الله [بن مسعود] وهو يَطْعم يوم عاشوراءَ، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إِن اليَومَ يومُ عاشوراء، فقال: قد كان يُصَامُ قبل أن يَنزِلَ رمضان، فلما نزلَ رمضانُ تُركَ، فإن كنتَ مفطراً فاطْعَم» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم نحوه، إِلا أنه قال: «كان يوماً يصومه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبل أَن ينزل رمضانُ، فلما نزل رمضانُ تركه» . وله في أخرى مختصراً قال: «دخل الأشعث على عبد الله يوم عاشوراء فقال: ادْنُ فكُلْ، فقال: إني صائم، قال: كنا نصومه، ثم تُرِكَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَطْعَم) طَعِمَ الرجل يطعَمُ: إذا أكل.   (1) رواه البخاري 7 / 134 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} ، ومسلم رقم (1127) في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/29) قال: حدثني محمود، قال: أخبرنا عبيد الله. ومسلم (3/149) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا إسحاق بن منصور. كلاهما - عبيد الله بن موسى، وإسحاق - عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. الحديث: 4441 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 309 4442 - (خ م س) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله [ص: 310] صلى الله عليه وسلم- أمر رجلا من أسلم: أَنْ أذِّنْ في الناس: من كان أَكَلَ فَلْيَصُمْ بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يومُ عاشوراء» . وفي رواية «أنه قال لرجل من أسلم: أذِّن في قومك - أو في الناس - بالشك» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 216 في الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، وباب إذا نوى بالنهار صوماً، وفي خبر الواحد، باب ما كان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراء والرسل واحداً بعد واحد، ومسلم رقم (1135) في الصيام، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه، والنسائي 4 / 192 في الصوم، باب إذا لم يجمع من الليل هل يصوم ذلك اليوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/47) قال: حدثنا حماد بن مسعدة. وفي (4/48) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. وفي (4/50) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1768) قال: أخبرنا أبو عاصم. والبخاري (3/38) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (3/58) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي (9/111) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (3/151) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ققال: حدثنا حاتم - يعني ابن إسماعيل -. والنسائي (4/192) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (2092) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. ستتهم - حماد، وصفوان، ويحيى بن سعيد، وأبو عاصم، والمكي، وحاتم - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. الحديث: 4442 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 309 4443 - (د) عبد الرحمن بن مسلمة: عن عمه «أن أسْلَمَ أتت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: صُمتُم يومكم هذا؟ قالوا: لا، قال: فأتِمُّوا بقيَّة يومكم، واقضوه» . أخرجه أبو داود، وقال: يعني يومَ عاشوراء (1) .   (1) رقم (2447) في الصوم، باب في فضل عاشوراء، ورواه أيضاً النسائي 4 / 192 في الصوم، باب إذا لم يجمع من الليل هل يصوم ذلك اليوم من التطوع، وعبد الرحمن بن مسلمة مجهول، ومختلف في اسم أبيه، ولا يدرى من عمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/29) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثني شعبة. وفي (5/367) قال: حدثنا محمد وحجاج. قالا: حدثنا شعبة. وفي (5/409) قال:حدثنا روح. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وأبو داود (2447) قال: حدثنا محمد بن المنهال. قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15628) عن محمد بن المثنى، عن غندر، عن شعبة. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن بكر، عن ابن أبي عروبة. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل، عن سعيد. كلاهما - شعبة، وسعيد - عن قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال بن سلمة الخزاعي، فذكره. (*) في رواية محمد بن جعفر، عن شعبة عند أحمد: «عبد الرحمن بن المنهال، أو ابن مسلمة» . (*) وفي رواية روح ومحمد بن بكر، عن سعيد: «عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي» . (*) وفي رواية يزيد، عن سعيد: «عبد الرحمن بن مسلمة» . (*) وفي رواية محمد بن جعفر غندر، عن شعبة عند أبي داود: «عبد الرحمن بن المنهال الخزاعي» . (*) وفي رواية بشر بن المفضل، عن سعيد: «عبد الرحمن الخزاعي» . الحديث: 4443 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 310 4444 - (خ م) الرُّبَيِّع بنتِ مُعَوِّذ - رضي الله عنها -: قالت: أرسل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إِلى قُرى الأنصار التي حول المدينة: من كان أصبح صائماً فليُتمَّ صومَهُ، ومن كان مُفْطِراً فليتمَّ بقية يومه، فكُنَّا بعد ذلك نصومه ونصوِّمُه صبيانَنَا الصِّغار، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللُّعبةَ من العِهن، فإذا بكى أحدهم أعطيناها إياه، حتى يكون الإفطار. [ص: 311] وفي أخرى نحوه، قال: «ونصنعُ لهم اللعبةَ من العهن، فنذهب به معنا، فإذا سألونا الطعامَ أعطيناهم اللُّعبةَ، نُلهِيهم بها حتى يُتِمُّوا صومَهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العِهن) : الصوف. وقيل: هو الصوف المصبوغ.   (1) رواه البخاري 4 / 175 في الصوم، باب صوم الصبيان، ومسلم رقم (1136) في الصيام، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/359) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. (ح) وحدثنا علي بن عاصم. والبخاري (3/48) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر بن المفضل. ومسلم (3/152) قال: حدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال: حدثنا بشر بن المفضل بن لاحق. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: حدثنا أبو معشر العطار. أربعتهم - عبد الواحد بن زياد، وعلي بن عاصم، وبشر بن المفضل بن لاحق، وأبو معشر - عن خالد بن ذكوان، فذكره. الحديث: 4444 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 310 4445 - (س) قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: قال: «كنا نصوم عاشوراء، ونؤدِّي زكاة الفطر، فلما نزل رمضان، ونزلت الزكاةُ: لم نُؤمَر به، ولم نُنْه عنه، وكنا نفعله» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 49 في الزكاة، باب فرض صدقة الفطر قبل نزول الزكاة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/49) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: أنبأنا شعبة. عن الحكم بن قتيبة. عن القاسم بن مخيمرة. عن عمرو بن شرحبيل، فذكره. الحديث: 4445 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 311 4446 - (س) محمد بن صيفي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء: «أمِنْكُم أحد أكلَ اليومَ؟ فقالوا: منا من صام، ومنا من لم يصم، قال: فأَتِمُّوا بقية يومكم، وابعثوا إِلى أهل العَرُوض فلْيُتِمُّوا بقية يومهم» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 192 في الصوم، باب إذا طهرت الحائض، أو قدم المسافر في رمضان، هل يصوم بقية يومه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/388) قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (1735) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (4/192) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس أبو حصين، قال: حدثنا عبثر. وابن خزيمة (2091) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. ثلاثتهم - هشيم، ومحمد بن فضيل، وعبثر - عن حصين، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 4446 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 311 4447 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه: «أن عمر بن الخطاب [ص: 312] أرسل إِلى الحارث بن هشام: أن غداً يومُ عاشوراء، فصُمْ وأمُر أَهلك أَن يصوموا» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 299 في الصيام، باب صيام يوم عاشوراء، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/239) بلاغا أن عمر، فذكره. الحديث: 4447 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 311 4448 - (خ م س) عبيد الله بن أبي يزيد: أنه سمع ابن عباس، وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: «ما علمتُ [أن] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صام يوماً يَطْلُب فَضله على الأيام إِلا هذا اليوم، ولا شهراً إِلا هذا الشهر - يعني: رمضان -» . وفي حديث عبيد الله بن موسى [عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد] «ما رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إِلا هذا اليوم: يومَ عاشوراء، وهذا الشهر - يعني شهر رمضان» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 215 و 216 في الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، ومسلم رقم (1132) في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء، والنسائي 4 / 204 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (484) . وأحمد (1/222) (1938) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (1/313) (2856) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (1/367) (3475) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. والبخاري (3/57) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن ابن عيينة. ومسلم (3/150) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، عمرو الناقد، عن سفيان. وفي (3/151) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. والنسائي (4/204) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2086) قال: حدثنا عبد الجبار ابن العلاء، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، وابن جريج - قالا: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، فذكره. الحديث: 4448 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 312 4449 - (ت) أبو قتادة الأنصاري - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «صيام يوم عاشوراء: إِني أحْتَسِبُ على الله أن يكفِّر السنَّةَ التي قبله» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (752) في الصوم، باب ما جاء في الحث على صوم يوم عاشوراء، وإسناده حسن، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (1162) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/296) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/297) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (5/299) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مهدي بن ميمون. وفي (5/303) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/308) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا مهدي بن ميمون. وفي (5/310) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا مهدي بن ميمون. ومسلم (3/167 و 168) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد، جميعا عن حماد. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي، عن شعبة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة، عن شعبة (ج) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا النضر بن شميل، عن شعبة. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان بن هلال. قال: حدثنا أبان العطار. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مهدي بن ميمون. وأبو داود (2425) قال: حدثنا سليمان بن حرب ومسدد. قالا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2426) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا مهدي. وابن ماجة (1713) و (1730) و (1738) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا حماد بن زيد. والترمذي (749 و 752 و 767) قال: حدثنا قتيبة. وأحمد بن عبدة الضبي. قالا: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (4/207) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/208) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12118) عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مهدي بن ميمون. وابن خزيمة (2087 و 2111 و 2126) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا حماد بن زيد. وفي (2117) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا بندار أيضا. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد. قال: حدثنا وكيع، عن مهدي ابن ميمون. وفي (2126) قال: وحدثنا بندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. خمستهم - شعبة، وقتادة، ومهدي بن ميمون، وحماد بن زيد، وأبان بن يزيد العطار - عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، فذكره. الحديث: 4449 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 312 4450 - (ت) عبد الله بن عباس: قال: «أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 313] بصوم يوم عاشوراءَ: [يومَ] العاشر» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (755) في الصوم، باب ما جاء في عاشوراء أي يوم هو؟ ، وفيه عنعنة الحسن البصري، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (755) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد الوارث، عن يونس، عن الحسن، فذكره. الحديث: 4450 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 312 4451 - (خ م ط س) حميد بن عبد الرحمن: أنه «سمع معاوية بن أبي سفيان خطيباً بالمدينة، يعني في قَدْمة قَدِمَها خطبهم يوم عاشوراء - وفي حديث البخاري: عام حجَّ - على المنبر يقول: يا أَهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأَنا صائم، فمن شاء صامه، ومن شاء فَلْيُفْطِر» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 213 و 214 في الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، ومسلم رقم (1129) في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء، والموطأ 1 / 299 في الصيام، باب صيام يوم عاشوراء، والنسائي 4 / 204 و 205 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (199) . والحميدي (601) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/95) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/95) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك، ومحمد بن أبي حفصة. وفي (4/97) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (3/57) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (3/149) قال: حدثني حرملة بن يحيي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني مالك بن أنس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (4/204) قال: أخبرنا قتيبة، عن سفيان. وفي الكبرى «الورقة 39 - أ» قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وابن خزيمة (2085) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا يونس بن يزيد. ستتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، ومحمد بن أبي حفصة، ويونس، وصالح - عن ابن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، فذكره. (*) وزاد محمد بن منصور في روايته: « ... وأرسل إلى أهل العوالي، فقال: من أكل فلا يأكل ومن لم يأكل فليتم صومه» . (*) قال النسائي: هذا الكلام الآخر خطأ، لا نعلم أن أحدا من أصحاب الزهري تابعه عليه. الحديث: 4451 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 313 4452 - (م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لئن بقيتُ إِلى قابل لأصومَنَّ التاسع - يعني: يوم عاشوراء» . وفي رواية قال: «حين صام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تُعظِّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فإذا كان العامُ القابل - إن شاء الله - صمتُ اليوم التاسع، فلم يأت العام المقبل حتى تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . [ص: 314] وفي رواية الحكَم بن الأعرج قال: «انتهيت إلى ابن عباس وهو مُتوسِّد رداءه في زمزم، فقلتُ: أخبرني عن صوم عاشوراء؟ فقال: إِذا رأيتَ هلال المحرم فاعدُدْ، وأصْبِحْ يومَ التاسع صائماً، قلت: هكذا كان محمد -صلى الله عليه وسلم- يصومه؟ قال: نعم» . أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الثانية، والثالثة (1) . وفي رواية ذكرها رزين عن عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول: «صوموا التاسع والعاشر، خالفوا اليهود» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لأصومن التاسع) : قال الخطابي: يجوز أن يكون أراد بصوم التاسع: مخالفة اليهود، فيصوم اليوم التاسع، ويدع العاشر، ويجوز أن يكون أراد: أن يصله بيوم قبله، كراهية أن يصوم يوماً فرداً لا يصله بصيام قبله ولا بعده، وأما قول ابن عباس: «إن عاشوراء هو اليوم التاسع» فإن بعض أهل اللغة زعم: أن يوم عاشوراء مأخوذ من أعشار أوراد الإبل، والعشر عندهم: تسعة أيام، وذلك أنهم يحسبون في الإظماء يوم الوِرْد، فإذا وردوا يوماً وأقاموا في الرعي يومين، ثم وردوا اليوم الثالث قالوا: وردنا رِبْعاً، وإنما هو [ص: 315] اليوم الثالث في الإظماء، وإذا قاموا في الرعي ثلاثاً ووردوا في اليوم الرابع قالوا: وردنا خِمْساً، وعلى هذا الحساب بهذا القياس، وإنما هو اليوم التاسع، وإليه ذهب ابن عباس.   (1) رواه مسلم رقم (1133) و (1134) في الصيام، باب أي يوم يصام في عاشوراء، وأبو داود رقم (2445) و (2446) في الصوم، باب ما روي أن عاشوراء يوم التاسع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/224) (1971) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/236) (2106) قال: حدثنا يزيد بن هارون، وروح. وفي (1/345) (3213) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (671) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (3/151) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1736) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - أبو معاوية، ويزيد بن هارون، وروح، ووكيع - عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عبد الله بن عمير، فذكره. الحديث: 4452 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 313 4453 - (س) حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما -: قالت: «أربع لم يكن يَدَعُهنَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أَيام من كل شهر، وركعتان قبل الفجر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 220 في الصوم، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وفي سنده أبو إسحاق الأشجعي الكوفي، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/287) . والنسائي (4/220) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر - عن أبي النضر هاشم بن القاسم. قال: حدثنا أبو إسحاق الأشجعي الكوفي. قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي، عن الحر بن الصياح، عن هنيدة بن خالد الخزاعي، فذكره. * أخرجه النسائي (4/220) قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا خلف بن تميم، عن زهير، عن الحر بن الصياح. قال: سمعت هنيدة الخزاعي. قال: دخلت على أم المؤمنين، سمعتها تقول: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، أول اثنين من الشهر، ثم الخميس، ثم الخميس الذي يليه» . الحديث: 4453 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 315 النوع الثالث: في صوم رجب 4454 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال عثمان بن حكيم الأنصاري (1) : «سألتُ سعيد بن جُبيْر عن صوم رجب ونحن يومئذ في رجب؟ فقال: سمعت ابن عباس يقول: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم، حتى نقولَ: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه أبو داود عن عثمان بن حكيم: أنه سأَل سعيد ابن [ص: 316] جبير؟ ... وذكر الحديث (2) .   (1) في الأصل: " عباد بن حنيف "، وهو خطأ، والتصحيح من أبي داود ومسلم وكتب الرجال، والعجب من المصنف أن يقول: " وأخرجه أبو داود عن عثمان بن حكيم " وهو عند مسلم كذلك. (2) رواه البخاري 4 / 188 في الصوم، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1157) في الصيام، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، وأبو داود رقم (2430) في الصوم، باب في صوم المحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/227) (1998) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، وفي (1/241) (2151) قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/271) (2450) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/301) (2737) و (1/321) (2949) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة. والدارمي (1750) قال: أخبرنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو عوانة. والبخاري (3/50) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (3/161) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع، عن غندر، عن شعبة. وابن ماجة (1711) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي في «الشمائل» (300) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (4/199) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وأبو عوانة - عن أبي بشر. 2 - وأخرجه أحمد (1/231) (2046) و (1/326) (3011) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (3/161) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (3/162) قال: حدثنيه علي بن حجر، قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (2430) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا عيسى. أربعتهم - محمد بن عبيد، وعبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس- عن عثمان بن حكيم الأنصاري. كلاهما - أبو بشر جعفر بن إياس، وعثمان بن حكيم - عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 4454 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 315 النوع الرابع: في صوم شعبان 4455 - (خ م ط د س ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم، حتى نقولَ: لا يفطر، ويفطر حتى نقولَ: لا يصوم، وما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قطُّ إِلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان» . وفي رواية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: «سأَلت عائشةَ عن صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يصوم، حتى نقولَ: قد صام، ويفطر حتى نقولَ: قد أفطر، ولم أرَه صائماً من شهر قَطُّ أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كلَّه، كان يصوم شعبان إِلا قليلاً» . أخرج الأولى البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود، وأخرج الثانية مسلم، والنسائي. وفي رواية الترمذي قالت: «ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في شهر أكثر صياماً منه في شعبان، كان يصومه إِلا قليلاً، بل كان يصومه كلَّه» . [ص: 317] وفي أُخرى لأبي داود قالت: «كان أحبَّ الشهور إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يصومه: شعبانُ، ثم يصله برمضان» . وأخرج النسائي أَيضاً رواية الترمذي، وأبي داود. وللنسائي أيضاً قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقولَ: لا يفطر، ويفطر حتى نقولَ: لا يصوم، وكان يصوم شعبانَ، أو عامَّة شعبان» . وفي أخرى له قالت: «لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لشهر أكثرَ صياماً منه لشعبان، كان يصومه، أو عامَّتَهُ» . وفي أخرى له قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان إِلا قليلاً» . وفي أخرى: «كان يصوم شعبان كلَّه» . وفي رواية البخاري، ومسلم قالت: «لم يكن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصوم شهراً أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كلَّه، وكان يقول: خُذُوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَملُّوا، وأحبُّ الصلاة إِلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما دُوِمَ عليه، وإِن قَلَّت، وكان إِذا صلَّى صلاة داوم عليها» (1) . [ص: 318] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا) : قد تقدم تفسير هذا الكلام مستوفى في كتاب الاعتصام من حرف الهمزة (2) ، ونحن نذكر منه هاهنا بعضه، قالوا: المراد بهذا الحديث: أن الله عز وجل لا يملُّ أبداً، مللتم أو لم تملوا، وقيل: أراد أن الله لا يطَّرِحُكم حتى تتركوا العمل، فسمى الفعلين مللاً، وكلاهما ليس بملل، وقيل: أراد أن الله لا يقطع فضله حتى تملُّوا سؤاله.   (1) رواه البخاري 4 / 186 في الصوم، باب صوم شعبان، ومسلم رقم (1156) في الصيام، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، والموطأ 1 / 309 في الصيام، باب جامع الصيام، وأبو داود رقم (2431) و (2434) في الصوم، باب في صوم شعبان، وباب كيف كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (736) في الصوم، باب ما جاء في وصال شعبان برمضان، والنسائي 4 / 199 و 200 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم. (2) انظر الجزء الأول صفحة (306) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (205) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله. والحميدي (173) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عبد الله بن أبي لبيد، وكان من عباد أهل المدينة. وأحمد (6/39) قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي لبيد، وفي (6/107) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. قال: حدثنا مالك، عن أبي النضر. وفي (6/143) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. وفي (6/153) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا مالك. قال: حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله. وفي (6/242) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله. وفي (6/165) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا محمد - يعني ابن عمرو -. وفي (6/268) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. وعبد بن حميد (1516) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. والبخاري (3/50) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي النضر. ومسلم (3/160) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله. وفي (3/161) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن ابن عيينة. «قال أبو بكر: حدثنا سفيان بن عيينة» . عن ابن أبي لبيد. وأبو داود (2434) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله. وابن ماجة (1710) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي لبيد. والترمذي (737) . وفي «الشمائل» (302) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن عمرو. وفي «الشمائل» (307) قال: حدثنا أبو مصعب المديني، عن مالك بن أنس، عن أبي النضر. والنسائي (4/150) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني أسامة بن زيد، أن محمد بن إبراهيم حدثه (ح) وأخبرنا أحمد بن سعد بن الحكم قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا نافع بن يزيد، أن ابن الهاد حدثه، أن محمد بن إبراهيم حدثه. وفي (4/151) قال: أخبرنا محمد ابن عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي لبيد. وفي (4/199) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مالك وعمرو بن الحارث وذكر آخر قبلهما، أن أبا النضر حدثهم. وفي (4/200) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن إبراهيم. (ح) وأخبرني عمرو بن هشام. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن سعيد. وفي الكبرى (382) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن سفيان، عن ابن أبي لبيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17708) عن عبد الله بن محمد الضعيف، عن زيد بن حباب، عن نوح بن أبي بلال، عن زيد بن أبي عتاب. وفي (12/17757) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو. وابن خزيمة (2133) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: حدثنا أسامة بن زيد الليثي، أن محمد بن إبراهيم حدثه. ستتهم - سالم أبو النضر، وعبد الله بن أبي لبيد، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد، وزيد بن أبي عتاب - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4455 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 316 4456 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: بمثل حديث قبلَه عن عائشةَ، ولم يذكر أبو داود لفظ أبي هريرة، وحديث عائشةَ الذي أخرجه أبو داود، وأحال بحديث أبي هريرة عليه: هو الرواية الأُولى من حديثِها المقدَّم ذِكْرُهُ، قال أبو داود: وزاد أبو هريرة «كان يصومه إِلا قليلاً، بل كان يصومه كلَّه» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2435) في الصوم، باب كيف كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2435) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 4456 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 318 4457 - (د ت س) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرين متتابعين إِلا شعبانَ، ورمضانَ» . أخرجه الترمذي. [ص: 319] وعند أبي داود: «لم يكن يصومُ من السَّنَةِ شهراً تاماً إِلا شعبان، كان يصلُهُ برمضانَ» . وأخرج النسائي الروايتين. وله في أخرى: «ما رأيتُه يصوم شهرين متتابعين، إِلا أنه كان يصلُ شعبانَ برمضانَ» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (736) في الصوم، باب ما جاء في وصال شعبان برمضان، وأبو داود رقم (2336) في الصوم، باب فيمن يصل شعبان برمضان، والنسائي 4 / 200 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (6/293) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أبي. وفي (6/300) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وعبد بن حميد (1538) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا إسرائيل. والدارمي (1746) قال: أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل. وابن ماجة (1648) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن شعبة. والترمذي (736) . وفي الشمائل (301) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. والنسائي (4/150) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/200) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة. أربعتهم - الجراح بن مليح والد وكيع، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وشعبة - عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد. 2- وأخرجه أحمد (6/311) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (2336) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (4/150) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا النضر. وفي (4/200) قال: أخبرنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا محمد. كلاهما - محمد بن جعفر، والنضر بن شميل - عن شعبة، عن توبة العنبري، عن محمد بن إبراهيم. كلاهما - سالم، ومحمد بن إبراهيم - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4457 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 318 4458 - (س) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: قال: «قلتُ: يا رسول الله، لم أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصومُ من شعبان؟ قال: ذاك شهر يَغْفُلُ الناسُ عنه بين رجب ورمضانَ، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إِلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي، وأنا صائم» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 201 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/201) . والنسائي (4/201) قال: أخبرنا عمرو بن علي. كلاهما - أحمد، وعمرو - عن عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن. قال: حدثني أبو سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 4458 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 319 النوع الخامس: ست من شوال 4459 - (م د ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ صَام رمضانَ وأتْبَعَهُ بِستّ من شَوَّال كان كصيامِ الدَّهْرِ» . أخرجه مسلم، والترمذي. [ص: 320] وعند أبي داود: «فكأنما صام الدهر» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1164) في الصيام، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعاً لرمضان، والترمذي رقم (759) في الصوم، باب ما جاء في صيام ستة أيام من شوال، وأبو داود رقم (2433) في الصوم، باب في صوم ستة أيام من شوال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (381) . والدارمي (1761) قال: حدثنا نعيم بن حماد. وأبو داود (2433) قال: حدثنا النفيلي. والنسائي في الكبرى ورقة (39) قال: أخبرنا خلاد بن أسلم. وابن خزيمة (2114) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. خمستهم - الحميدي، ونعيم، والنفيلي، وخلاد، وابن عبدة - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن صفوان بن سليم، وسعد بن سعيد. 2- وأخرجه الحميدي (382) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الصائغ. والنسائي في الكبرى ورقة (39) قال: أخبرنا هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد قال: حدثنا عتبة. قال: حدثنا عبد الملك بن أبي بكر. كلاهما - إسماعيل، وابن أبي بكر - عن يحيى بن سعيد. 3 - وأخرجه أحمد (5/417) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/419) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت ورقاء. وفي (5/419) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (228) قال: حدثني محاضر بن المورع. ومسلم (3/169) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي ابن حجر، جميعا عن إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن ماجة (1716) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (759) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى ورقة (39 - أ) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن محمد، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت ورقاء. (ح) وأخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق، عن حسن - وهو ابن صالح - عن محمد بن عمرو الليثي. سبعتهم - أبو معاوية، وورقاء، وعبد الله بن نمير، ومحاضر، وإسماعيل، وابن المبارك، ومحمد بن عمرو - عن سعد بن سعيد بن قيس. ثلاثتهم - صفوان، وسعد، ويحيى - عن عمر بن ثابت، فذكره. الحديث: 4459 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 319 النوع السادس: عشر ذي الحجة 4460 - (د س) هنيدة بن خالد: عن امرأتِهِ عن بعضِ أزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم تِسْعَ ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر: أولَ اثنين من الشهر، والخميس» . أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية النسائي مثله، وقال: «اثنين من الشهر، وخميسين» . وفي أخرى: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ العشرَ، وثلاثة أيام من كل شهر، الأثنين والخميسين» .   (1) رواه أبو داود رقم (2437) في الصوم، باب في صوم العشر، والنسائي 4 / 220 في الصوم، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 271 و 6 / 288 و 423 قال الحافظ المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": واختلف على هنيدة بن خالد في إسناده، فروي عنه كما أوردناه، وروي عنه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وروي عنه عن أمه عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. أقول: هو حديث حسن، وانظر التعليق على الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/289 و 310) . وأبو داود (2452) قال: حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (4/221) قال: أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وإبراهيم بن سعيد - قالوا: حدثنا محمد بن فضيل. قال: حدثنا الحسن بن عبيد الله، عن هنيدة الخزاعي، عن أمه، فذكرته. * وأخرجه أحمد (5/271) قال: حدثنا سريج وعفان. وفي (6/288و 423) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2437) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (4/205) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا شيبان. وفي (4/220) قال: أخبرني أحمد بن يحيى، عن أبي نعيم. وفي (4/221) قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا عبد الرحمن. ستتهم - سريج بن النعمان، وعفان، ومسدد، وشيبان، وأبو نعيم، وعبد الرحمن - قالوا: حدثنا أبو عوانة، عن الحر بن الصياح، عن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم تسعا من ذي الحجة. ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر، وخميسين» . الحديث: 4460 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 320 4461 - (م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «ما رأيتُ [ص: 321] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صائماً في العشر قَطُّ» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود إِلا أن أبا داود أسقط منه لفظه: «في» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1176) في الاعتكاف، باب صوم عشر ذي الحجة، وأبو داود رقم (2439) في الصوم، باب في فطر العشر، والترمذي رقم (756) في الصوم، باب ما جاء في صيام العشر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (6/42) قال: حدثنا أبو معاوية ويعلى. وفي (6/124) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/190) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/176) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق. قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2438) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو عوانة. والترمذي (756) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15949) عن عبد الله بن محمد الضعيف، عن أبي معاوية. (ح) وعن عمرو بن يزيد، عن ابن مهدي، عن سفيان. (ح) وعن أحمد بن عثمان، عن أبي نعيم، عن حفص بن غياث. وابن خزيمة (2103) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو خالد (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. ستتهم - أبو معاوية، ويعلى، وأبو عوانة، وسفيان، وحفص بن غياث، وأبو خالد الأحمر - عن سليمان الأعمش. 2 - وأخرجه ابن ماجة (1729) قال: حدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور. كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. الحديث: 4461 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 320 4462 - (ط) القاسم بن محمد بن أبي بكر: قال: «كانت عائشةُ تصوم يوم عرفةَ، ولقد رأيتُها عَشِيَّة عَرَفَةَ: يدفع الإِمامُ ثم تقفُ، حتى يَبْيَضَّ ما بينها وبين الناس من الأرض، ثم تدعُو بشراب فتُفْطِرُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 375 و 376 في الحج، باب صيام يوم عرفة، وإسناده صحيح. قال النووي في " شرح مسلم ": قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا: الأيام التسعة من أول ذي الحجة، قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحباباً شديداً، لاسيما التاسع منها، وهو يوم عرفة، وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه - يعني العشر الأوائل من ذي الحجة - فيتناول قولها - يعني عائشة رضي الله عنها - لم يصم، أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، وأنها لم تره صائماً فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة - يعني الحديث الذي قبله -. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/426) عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد أن عائشة، فذكره. الحديث: 4462 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 321 4463 - (ت) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «صيامُ يومِ عرفةَ: إِني أحْتَسِبُ على الله أن يُكَفِّرَ السنة التي بعدَه والسَّنَّة التي قبلَهُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (749) في الصوم، باب ما جاء في فضل صوم يوم عرفة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1730) في الصيام، باب صيام يوم عرفة، وإسناده صحيح، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (1162) في الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/296) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/304) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (194) قال: أخبرنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق. كلاهما - يحيى، وعبد الرزاق - عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد. 2 - وأخرجه أحمد (5/307) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: سئل عطاء بن أبي رباح، وأنا شاهد عن الفضل في صوم يوم عرفة. فقال: جاء هذا من قبلكم يا أهل العراق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن عيسى بن محمد، عن الفريابي، عن سفيان، عن منصور. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن أبيه، عن همام، عن قتادة. (ح) وعن عمرو بن علي، عن أبي داود، عن همام، عن عطاء. ثلاثتهم - عطاء بن أبي رباح، ومنصور، وقتادة - عن أبي الخليل. كلاهما - مجاهد، وأبو الخليل - عن حرملة بن إياس، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد. (ح) وعن موسى بن عبد الرحمن، عن حسين بن علي، عن زائدة، عن منصور، عن أبي الخليل. كلاهما - مجاهد، وأبو الخليل - عن إياس بن حرملة، عن أبي قتادة، فذكره. 1- وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/296) قال: حدثنا نصر بن علي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن محمد بن عبد الله بن يزيد. (ح) وعن مسعود بن جويرية والحسين بن عيسى وهارون بن عبد الله. خمستهم عن سفيان، عن داود بن شابور، عن أبي قزعة. 2 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن محمد بن عبيد الله، عن الحسن بن بشر، عن زهير، عن أبي الزبير. كلاهما - أبو قزعة، وأبو الزبير - عن أبي الخليل، عن أبي حرملة، عن أبي قتادة، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/296) قال: حدثنا سفيان. قال: سمعناه من داود بن شابور، عن أبي قزعة، عن أبي الخليل، عن أبي حرملة، فذكره موقوفا من قول أبي قتادة. قال أحمد بن حنبل: لم يرفعه لنا سفيان وهو مرفوع. * وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12140) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود ومعاوية، كلاهما عن الثوري، عن منصور، عن أبي الخليل، عن حرملة، عن مولى لأبي قتادة، عن أبي قتادة، فذكره. * وأخرجه الحميدي (429) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا داود بن شابور، عن أبي قزعة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12084) عن حاجب بن سليمان، عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء. (ح) وعن عبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن محمد بن ربيعة، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء. (ح) وعن القاسم بن زكريا، عن إسحاق بن منصور، عن شريك، عن منصور. ثلاثتهم - أبو قزعة، وعطاء، ومنصور - عن أيي الخليل، عن أبي قتادة، فذكره. ليس فيه: «إياس بن حرملة» . * وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12084) عن إبراهيم بن الحسن، عن حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة، فذكره. موقوفا. * وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12100) عن محمد بن مصفى، عن معاوية بن حفص، عن الحكم بن هشام، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، نحوه الحديث: 4463 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 321 النوع السابع: أيام الأسبوع 4464 - (ت س) عائشة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يتحرَّى صيام يوم الاثنين والخميس» . أخرجه الترمذي، والنسائي. وفي رواية للنسائي: «أن رجلاً سأل عائشة عن الصيام؟ فقالت: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصوم شعبانَ كلَّه، ويتحرى صيام يوم الاثنين والخميس» . وفي أخرى له قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان، ورمضان، ويتحرَّى يوم الاثنين والخميس» . وفي أخرى: «كان يصومُ الاثنين والخميس» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (745) في الصوم، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس، والنسائي 4 / 202 و 203 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1739) في الصيام، باب صيام يوم الاثنين والخميس، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1649 و 1739) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا يحيى بن حمزة. والترمذي (745) وفي «الشمائل» (304) قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاس. قال: حدثنا عبد الله بن داود. والنسائي (4/153 و 202) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الله بن داود. كلاهما - يحيى بن حمزة، وعبد الله بن داود - عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن ربيعة الجرشي، فذكره. (*) في رواية يحيى بن حمزة: «ربيعة بن الغاز» . (*) وأخرجه أحمد (6/80) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا الأشجعي. (ح) قال عبد الله ابن أحمد: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا محمد بن حميد أبو سفيان. وفي (6/106) قال: حدثنا مؤمل. والنسائي (4/203) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبيد الله ابن سعيد الأموي. أربعتهم - عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، ومحمد بن حميد، ومؤمل، وعبيد الله بن سعيد - عن سفيان، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عائشة، فذكرته «ليس فيه ربيعة الجرشي» . الحديث: 4464 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 4465 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تُعْرَض الأعمال على الله يوم الاثنين ويومَ الخميس، فأُحِبُّ أَن يُعْرَض عملي، وأنا صائم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (747) في الصوم، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس، وفي سنده محمد بن رفاعة بن ثعلبة القرظي، لم يوثقه غير ابن حبان، قال الحافظ: وقال الأزدي: منكر الحديث، وباقي رجاله ثقات، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منها الذي بعده، ولذلك قال الترمذي: حديث أبي هريرة في هذا الباب، حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (566) . وأحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/329) قال: حدثنا أبو عاصم. قال: أخبرنا محمد بن رفاعة. وفي (2/389) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/400) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: قرئ على مالك. وفي (2/465) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والدارمي (1758) قال: حدثنا أبو عاصم، عن محمد بن رفاعة. والبخاري في «الأدب المفرد» (411) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/11) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس - فيما قرئ عليه -. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن عبدة الضبي، عن عبد العزيز الدراوردي. وأبو داود (4916) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (1740) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن محمد بن رفاعة. والترمذي (747) وفي «الشمائل» (305) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو عاصم، عن محمد بن رفاعة. وفي (2023) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. سبعتهم - مالك، ومعمر، ومحمد بن رفاعة، ووهيب، وجرير، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وأبو عوانة - عن سهيل بن أبي صالح. 2 - وأخرجه الحميدي (975) قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/11) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/12) قال: حدثنا أبو الطاهر وعمرو بن سواد. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرنا مالك بن أنس. وابن خزيمة (2120) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالك بن أنس أخبره. كلاهما - سفيان، ومالك - عن مسلم بن أبي مريم. كلاهما - سهيل، ومسلم - عن أبي صالح، فذكره. * أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (567) عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أنه قال: تعرض أعمال الناس كل جمعة مرتين. يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن. فذكر نحوه موقوفا. الحديث: 4465 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 4466 - (د س) مولى أسامة بن زيد: «أنه انطلق مع أسامةَ إِلى [ص: 323] وادي القُرى في طلب مال له، فكان يصوم الاثنين والخميس، فقال له مولاه: لِمَ تصوم الاثنين والخميس، وأنت شيخ كبير؟ فقال: إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصوم الاثنين والخميس، فسئل عن ذلك؟ فقال: إِن أَعمال الناس تُعرضُ يوم الاثنين، ويوم الخميس» . أخرجه أبو داود (1) . وعند النسائي: قال أسامة: «قلتُ: يا رسول الله، إِنك تصوم حتى لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد تصوم، إِلا يومين إنْ دخلا في صيامك، وإِلا صمتهما؟ قال: أيَّ يومين؟ قلت: الاثنين والخميس، قال: ذلك يومان تُعرَض فيهما الأعمال على رب العالمين، فأُحب أن يعرض عملي وأنا صائم» (2) .   (1) رواه النسائي 4 / 201 و 202 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، إسناده حسن. (2) رواه أبو داود رقم (2436) في الصوم، باب في صوم الاثنين والخميس، وفي سنده مجهولان، ولكن يشهد له رواية النسائي التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/200) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2436) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، كلاهما - عفان، وموسى - قالا: حدثنا أبان. 2 - وأخرجه أحمد (5/204 و 208) قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (1757) . قال: حدثنا وهب ابن جرير. والنسائي في الكبرى «تحفة 126» عن محمد بن عبد الأعلى. عن خالد. (ح) وعن عبيد الله ابن سعيد عن معاذ بن هشام. أربعتهم - إسماعيل، ووهب، وخالد، ومعاذ - عن هشام الدستوائي. كلاهما - أبان، وهشام - عن يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم بن ثوبان. عن مولى قدامة. عن مولى أسامة، فذكره. الحديث: 4466 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 4467 - (د س) حفصة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثة أيام من الشهر: الاثنين والخميس، والاثنين من الجمعة الأخرى» . أخرجه أبو داود، والنسائي. وللنسائي في أخرى بزيادة في أوله قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا أخذَ مَضْجَعه جعل كفَّه اليمنى تحت خدِّه الأيمن، وكان يصوم الاثنين والخميس» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2451) في الصوم، باب من قال: الاثنين والخميس، والنسائي 4 / 203 و 204 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/287) . والنسائي (4/220) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر - عن أبي النضر هاشم بن القاسم. قال: حدثنا أبو إسحاق الأشجعي الكوفي. قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي، عن الحر بن الصياح، عن هنيدة بن خالد الخزاعي، فذكره. * أخرجه النسائي (4/220) قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي. قال: حدثنا خلف بن تميم، عن زهير، عن الحر بن الصياح، قال: سمعت هنيدة الخزاعي. قال: دخلت على أم المؤمنين، سمعتها تقول: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، أول اثنين من الشهر، ثم الخميس، ثم الخميس الذي يليه» . وأخرجه أبو داود (2451) حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد. عن عاصم بن بهدلة. عن سواء الخزاعي. عن حفصة، فذكرته. الحديث: 4467 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 323 4468 - (د س) هنيدة الخزاعي: عن أمه قالت: «دخلتُ على أمِّ سلمةَ، فسألتها عن الصيام؟ فقالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، أولُها الاثنين والخميس» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام: الاثنين والخميس من هذه الجمعة، والإثنين من المقبلة» . وفي أخرى: «أول اثنين من الشهر، ثم الخميس، ثم الخميس الذي يليه» . وفي أخرى: «كان يأمر بصيام ثلاثة أيام: أولِ خميس، والاثنين، والاثنين» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2452) في الصيام، باب من قال: الاثنين والخميس، والنسائي 4 / 220 و 221 في الصوم، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/289 و 310) . وأبو داود (2452) قال: حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (4/221) قال: أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وإبراهيم بن سعيد - قالوا: حدثنا محمد بن فضيل. قال: حدثنا الحسن بن عبيد الله، عن هنيدة الخزاعي، عن أمه، فذكرته. * وأخرجه أحمد (5/271) قال: حدثنا سريج وعفان. وفي (6/288) و (423) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2437) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (4/205) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا شيبان. وفي (4/220) قال: أخبرني أحمد بن يحيى، عن أبي نعيم. وفي (4/221) قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي. قال: حدثنا عبد الرحمن. ستتهم - سريج بن النعمان، وعفان، ومسدد، وشيبان، وأبو نعيم، وعبد الرحمن - قالوا: حدثنا أبو عوانة، عن الحر بن الصياح، عن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم تسعا من ذي الحجة. ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر، وخميسين» . الحديث: 4468 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 324 4469 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر: يوم الاثنين من أول الشهر، والخميس الذي يليه، [ثم الخميس الذي يليه] » . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 220 في الصوم، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/90) (5643) قال: حدثنا حجاج. والنسائي (4/219) قال: أخبرنا يوسف ابن سعيد، قال: حدثنا حجاج. وفي (4/220) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا سعيد بن سليمان. كلاهما - حجاج، وسعيد بن سليمان - عن شريك، عن الحر بن الصياح، فذكره. الحديث: 4469 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 324 4470 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم من الشهر: السبت، والأحد، والاثنين، ومن الشهر الآخر: الثلاثاء، والأربعاء، والخميس» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (746) في الصوم، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، قال: وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان ولم يرفعه. قال الحافظ في " الفتح ": وهو أشبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (746) وفي «الشمائل» (306) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد ومعاوية بن هشام. قالا: حدثنا سفيان. عن منصور. عن خيثمة، فذكره. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن، وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان ولم يرفعه. الحديث: 4470 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 324 4471 - () عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصوم كلَّ أربعاء وخميس» . أخرجه ... (1) .   (1) في الأصل: أخرجه مسلم، وهو خطأ، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نجده بهذا اللفظ. الحديث: 4471 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 4472 - (د ت) مسلم القرشي - رضي الله عنه -: قال: «سألت - أو سئل- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيام الدهر، فقال: إِن لأَهلك عليك حَقّاً، فصم رمضان، والذي يليه، وكلَّ أربعاء، وخميس، فإِذا أنت قد صمت الدهر كلَّه» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2432) في الصيام، باب في صوم شوال. والترمذي رقم (748) في الصوم، باب ما جاء في صوم يوم الأربعاء والخميس، وفي سنده عبيد الله بن مسلم القرشي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2432) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي. قال: حدثنا عبيد الله - يعني ابن موسى -. والترمذي (748) قال: حدثنا الحسين بن محمد الجريري ومحمد بن مدويه. قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى. والنسائي في الكبرى «الورقة 38 - أ» قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. (ح) وأخبرنا أحمد بن يحيى. قالا: حدثنا أبو نعيم. (ح) وأخبرنا عبدة بن عبد الله البصري. قال: أنبأنا زيد - وهو ابن حباب. ثلاثتهم - عبيد الله، وأبو نعيم، وزيد بن حباب - عن هارون بن سلمان، عن عبيد الله بن مسلم القرشي، فذكره. (*) في رواية إبراهيم بن يعقوب: «مسلم بن عبيد الله، عن أبيه» . (*) وفي رواية أحمد بن يحيى: «مسلم بن عبد الله، عن أبيه» .. الحديث: 4472 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 النوع الثامن: في أيام البيض 4473 - (د س) عبد الملك بن ملحان القيسي: عن أبيه قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نصوم البيض: ثلاثَ عشرة، وأربعَ عشرة، وخمس عشرة، قال: وقال: هُنَّ كهيئة الدهر» . أخرجه أبو داود. وعند النسائي قال: عن عبد الملك بن قدامة بن ملحان عن أَبيه قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بصوم أيام الليالي الغُرِّ البيضِ: ثلاث عشرة، وأَربع عشرة، وخمس عشرة» . [ص: 326] وله في أخرى عن عبد الملك عن أبيه - ولم يُسمِّ أباه -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بهذه الأيام الثلاث البيض، ويقول: هن صيام الشهر» . وله في أخرى عن عبد الملك بن أبي المنهال عن أبيه: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمرهم بصيام ثلاثة أَيام البيض، وقال: هي صومُ الشهر» (1) . قلتُ: هكذا رويناه في كتاب النسائي، والذي قد جاء في أسماء الصحابة على اختلاف الكتب: أن عبد الملك: هو ابن قتادة، لا قدامة، وجاء في رواية أخرى: أَنه ابن قتادة بن منهال، لا ابن أبي المنهال، والله أعلم. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أيام البيض) : الأيام البيض من كل شهر: ثالث عشر، ورابع عشر، وخامس عشر، وسميت بِيضاً، لأن لياليها بيض، لطلوع القمر فيها من أولها إلى آخرها. ولا بد من حذف مضاف، تقديره: أيام الليالي البيض. (الغُرُّ) البيض: [مأخوذ] من غُرة الفرس، وهو البياض الذي يكون في وجهه.   (1) رواه أبو داود رقم (2449) في الصيام، باب في صوم الثلاث من كل شهر، والنسائي 4 / 224 و 225 في الصوم، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وعبد الملك بن ملحان، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن له شواهد بمعناه، منها الحديثان اللذان بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2449) حدثنا محمد بن كثير، ثنا همام، عن أنس أخي محمد. عن ابن ملحان القيسي عن أبيه، فذكره. وأخرجه النسائي (4/224 و 225) أخبرنا محمد بن معمر. قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا همام. قال: حدثنا أنس بن سيرين. قال: حدثني عبد الملك بن قدامة بن ملحان. عن أبيه، قال، فذكره. الحديث: 4473 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 4474 - (ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا ذَر، إِذا صُمتَ من الشهر ثلاثة أيام، فصُم ثلاث [ص: 327] عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة» . وفي رواية النسائي: «أَمَرَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن نصومَ من الشهرِ ثلاثةَ أيام البيض: ثلاثَ عشرةَ، وأربع عشرةَ، وخمسَ عشرةَ» . وله في أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا صمتَ شيئاً فَصُم ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمس عشرةَ» . وفي أخرى: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل: «عليكم بصيامِ ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرة» . وفي أخرى: «أمر رجلاً» . وفي أخرى عن ابن الحَوْتَكيَّة قال: قال أبي: «جاء أعرابي إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومعه أرنب قد شواها، وخبز فوضعها بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ثم قال: إِني وجدتُها تَدْمى، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: لا يضرُّ كلوا، وقال للأعرابيِّ: كلْ، [قال] : إِني صائم، قال: صومُ ماذا؟ قال: صومُ ثلاثة أيام من الشهر، قال: إِن كنتَ صائماً فعليك بالغُرِّ البيضِ: ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ» . قال النسائي: الصوابُ عن أبي ذر، ويشبه أن يكونَ وقع من الكُتَّاب «ذر» فقيل: «أبي» . وفي أُخرى عن موسى بن طلحة: «أَن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بأرنب، [ص: 328] وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مدَّ يده إليها، فقال الذي جاء بها: إِني رأيتُ بها دماً، فكَفَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يده، وأمر القومَ أن يأكلوا، وكان في القوم رجل مُنْتَبَذ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مالك؟ قال: إِني صائم، فقال له النبيُّ: فَهلا ثلاثَ البيض: ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ؟» . وفي أخرى نحوه، وفيه «وقال لمن عنده: كلوا، فإني لو اشْتهيْتُها أكلتُها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَدْمَى) : أي أنها ترى الدم، وذلك أن الأرنب يجيئها الدم، كما تحيض المرأة. (مُنْتَبَذ) الانتباذ: الانفراد والتنحي عن الناس.   (1) رواه الترمذي رقم (761) في الصوم، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر، والنسائي 4 / 222 - 224 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على موسى بن طلحة في الخبر في صيام ثلاثة أيام من الشهر، وإسناده حسن، وهو بمعنى الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (136) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وحكيم بن جبير. وأحمد (5/150) قال: حدثنا سفيان. قال: سمعناه من اثنين وثلاثة. حدثنا حكيم بن جبير. (ح) وحدثنا سفيان. قال: حدثنا اثنان، ومحمد بن عبد الرحمن، وحكيم بن جبير. والنسائي (4/223) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، عن بيان بن بشر. (ح) وأخبرنا محمد ابن المثنى. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا رجلان - محمد، وحكيم -. و (7/196) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن حكيم بن جبير، وعمرو بن عثمان، ومحمد بن عبد الرحمن. وابن خزيمة (2127) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة. (ح) وحدثنا عبد الجبار. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثني عمرو بن عثمان بن موهب. أربعتهم - محمد بن عبد الرحمن، وحكيم، وبيان، عمرو - عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، فذكره. (*) وقال أبو بكر بن خزيمة: قد خرَّجْتُ هذا الباب بتمامه في كتاب «الكبير» وبينتُ أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب، وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعا. * أخرجه الحميدي (137) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله، ولم يذكر فيه «ابن الحوتكية» . * وأخرجه أحمد (5/152) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/162) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. وفي (5/177) قال: حدثنا يحيى، عن فطر. والترمذي (761) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة، عن الأعمش. والنسائي (4/222) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز. قال: أنبأنا الفضل بن موسى، عن فطر. (ح) وأخبرنا عمرو بن يزيد. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش. وابن خزيمة (2128) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا شعبة، عن سليمان الأعمش. كلاهما - سليمان الأعمش، وفطر - عن يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر، فذكره. الحديث: 4474 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 326 4475 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «جاء أعرابي إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بأرنب قد شواها فوضعها بين يديه، فأمسك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فلم يأكلْ، وأمرَ القومَ أن يأكلوا، وأمسك الأعرابيُّ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ما يمنعك أَن تأكلَ؟ قال: إِني أصوم ثلاثة أَيام من الشهر، قال: إِن كنتَ [ص: 329] صائماً فصم الغُرَّ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 222 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على موسى بن طلحة في الخبر في صيام ثلاثة أيام من الشهر، وفي سنده عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي، تغير حفظه، وربما دلس، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/336) قال: حدثنا أبو الوليد بن عمر. وفي (2/346) قال: حدثنا عفان. والنسائي (4/222) قال: أخبرنا محمد بن معمر. قال: حدثنا حبان. ثلاثتهم - أبو الوليد، وعفان، وحبان بن هلال - عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، فذكره. * أخرجه النسائي (4/224) قال: أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث. قال: حدثنا المعافى بن سليمان. قال: حدثنا القاسم بن معن. (ح) وأخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا يعلى. كلاهما - القاسم بن معن، ويعلى بن عبيد - عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بأرنب، فذكره مرسلا. الحديث: 4475 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 328 4476 - (س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنهما -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «صيامُ ثلاثةِ أيام من كلِّ شهر: صيامُ الدهر، وأيامُ البيض: صبيحةَ ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 221 في الصوم، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/221) قال: أخبرنا مخلد بن الحسن، قال: حدثنا عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 4476 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329 4477 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يُفْطِرُ أيامَ البيضِ في حَضَر، ولا سَفَر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 198 و 199 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/198) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا. قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثنا يعقوب عن جعفر، عن سعيد، فذكره. الحديث: 4477 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329 النوع التاسع: في الأيام المجهولة من كل شهر 4478 - (خ م س د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قد تقدَّم لحديث عبد الله بن عَمرو بن العاص روايات عدة طويلة في كتاب الاعتصام من حرف الهمزة وغيره. ونحن نذكر في هذا الفصل ما بقي من طُرُقه على اختلاف ألفاظها وطُولها وقِصرها. قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِنكَ لتصومُ الدهرَ، وتقومُ الليلَ؟ قلتُ: [ص: 330] نعم. قال: إِنكَ إذا فعلتَ ذلك هَجَمَتْ له العينُ، ونَفِهتْ له النَّفْسُ، لا صامَ من صامَ الأبدَ، صومُ ثلاثةِ أيام: صومُ الدَّهرِ كلِّه، قلتُ: فإني أُطيقُ أكثرَ من ذلك. قال: فَصُمْ صومَ دَاودَ، كان يصومُ يوماً، وَيُفْطِرُ يوماً، ولا يَفِرُّ إِذا لاقى» . زاد في رواية: «من لي بهذه يا نبيَّ الله؟ وقال: لا أَدري كيف ذكر صيام الأبد؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا صامَ من صامَ الأَبدَ - مرتين» . وفي أُخرى: قال له «ألم أُخْبَرْ أَنكَ تَصُومُ، ولا تُفْطِرُ، وتُصلِّي الليلَ؟ فلا تَفْعَلْ، فإِنَّ لِعَيْنِكَ حظّاً، ولِنَفْسِكَ حظّاً، ولأهْلِكَ حظّاً، فَصُمْ وأفْطِرْ، وصلِّ ونَمْ، وصُم من كلِّ عشرةِ أيام يوماً، ولك أجرُ تِسْعة» . وفيه: «لا صامَ من صامَ الأبد - ثلاثاً» . وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذُكِرَ له صومي، فدخل عليَّ، فأَلْقَيْتُ له وِسادة من أدَم حَشْوُها لِيف، فجلس على الأرض، وصارتْ الوِسادةُ بيني وبينه، فقال: أما يكفيكَ من كلِّ شهر ثلاثةُ أيام؟ قال: قلتُ: يا رسول الله (1) ، قال: خمساً؟ قلتُ: يا رسول الله، قال: سبعاً؟ قلت: يا رسول الله، قال: تسعاً؟ قلتُ: يا رسول الله، قال: إِحدى عشرةَ، ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا صومَ فوق صومِ داودَ عليه السلام: شَطْرُ الدَّهرِ، صمْ يوماً، وأَفْطِرْ يوماً» . أخرجه البخاري، ومسلم. [ص: 331] ولمسلم: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: «صُمْ يوماً، ولك أجرُ ما بقي» ، قال: إِني أُطِيقُ أكثرَ من ذلك. قال: صُمْ يومين، ولك أجرُ ما بقي، قال: إِني أطيقُ أكثر من ذلك، قال: صُمْ ثلاثةَ أيام، ولك أجْرُ ما بقي، قال: إِني أطِيقُ أكثر من ذلك. قال: صُمْ [أربعةَ أيام، ولك أجرُ ما بقي، قال: إِني أُطيق أكثر من ذلك. قال: صم] أفضلَ الصيام عند الله: صومَ داود عليه السلام، كان يصومُ يوماً، ويُفْطِرُ يوماً. وله في أخرى قال: «بلغني أنك تصومُ النهارَ، وتقومُ الليلَ؟ فلا تَفْعَلْ، فإن لجسدكَ عليك حظّا، ولعينكَ عليك حظّاً، و [إِن] لزوجكَ [عليكَ] حظّاً، صم وأفطر، صُمْ من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام، فذلك صوم الدهرِ. قلت: يا رسول الله، إِن بي قوة. قال: فصمْ صومَ داودَ عليه السلام، صم يوماً، وأفْطِرْ يوماً، فكان يقول: يا ليتني أخذتُ بالرُّخصة» . وأخرج النسائي الرواية الثانية التي فيها ذِكْرُ الوِسادة، والروايةَ الأولى، ورواية مسلم الأولى. وله في أخرى قال: «ذَكَرْتُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الصومَ، فقال: صم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تلك التسعةِ، قلتُ: إِني أقوى من ذلك، قال: صم من كل تسعةِ [أيام] يوماً، ولك أجر تلك الثمانية، فقلتُ: إِني أقوى من ذلك، قال: فصم من كلِّ ثمانيةِ أَيام يوماً، ولك أجر تلك السبعة، قلت: [ص: 332] إني أقوى من ذلك، قال: فلم يَزَلْ حتى قال: صم يوماً، وأَفْطِرْ يوماً» . وله في أخرى قال: «أَنْكَحَني أبي امرأة ذاتَ حَسَب، فكان يأْتيها فيسأْلُها عن بَعْلها؟ فقالت: نِعْمَ الرَّجلُ من رَجُل، لم يَطَأْ لنا فراشاً ولم يُفَتِّشْ لنا كَنَفاً منذ أَتيناه، فَذُكِرَ ذلك للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائْتِني به، فأتيتُه معه، فقال: كيف تصومُ؟ قلتُ: كلَّ يوم، قال: صم من كلِّ جمعة ثلاثة أيام، قلتُ: إِني أُطيق أفضل من ذلك، قال: صم يوماً وأَفْطِرْ يومين، قلتُ: إِني أُطيقُ أَكثرَ من ذلك، قال: صُمْ أفضلَ الصيامَ: صيام داود عليه السلام: صوم يوم، وفطر يوم» . وله في أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بلغني أنكَ تقوم الليلَ وتصوم النهارَ؟ قلتُ: يا رسول الله، ما أردتُ بذلك إِلا الخير، قال: لا صام من صام الأبد، ولكن أَدُلُّك على صوم الدَّهرِ: ثلاثة أيام من كلِّ شهر، قلتُ: يا رسولَ الله، إِني أُطيقُ أكثر من ذلك، قال: صم خمسة أيام، قلتُ: إِني أطيقُ أكثر من ذلك، قال: فصم عشراً، فقلتُ: إِني أُطيق أكثر من ذلك، قال: صم صوم داود، كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً» . [ص: 333] وله في أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَفْضلُ الصيام صيامُ داودَ عليه السلام كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً» . وقد أطال النسائي في تخريج طرق هذا الحديث: وقد ذكرنا بعضها في كتاب الاعتصام، وبعضها هنا، وبعضُها تكرر، فلم نحتج إِلى ذِكْرِهِ، ومن جملة طرقه قال: قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «اقرأ القرآن في شهر، قلت: إني أُطيق أكثرَ من ذلك، فلم أزل أطلب إِليه حتى قال: خمسة أيام، وقال: ثلاثة أيام من الشهر، قلت: إِني أطيق أكثرَ من ذلك، فلم أَزل أطلب إليه حتى قال: صم أحبَّ الصيام إِلى الله عز وجل: صوم داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً» . وأخرج أبو داود غير ما تقدَّم ذِكرُهُ في كتاب الاعتصام، وكتاب تلاوة القرآن، وفي رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن ابن عمرو قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صُم من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام، واقرأ القرآن في شهر، فناقضني وناقضته (2) ، فقال: صم يوماً وأفطر يوماً - قال عطاء: فاختلفنا عن أبي، فقال بعضنا: سبعة أيام، وقال بعضنا: خمساً» . وأخرج الترمذي من هذا الحديث أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصوم صوم أخي داود: كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً، ولا يَفِرُّ [ص: 334] إذا لاقى» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هجمت له العين) : هجوم العين: غَوْرُها ودخولها في مكانها من الضعف. (نَفِهَت له النفس) نَفِهت النفس - بالنون - إذا أعيت وسئمت. (كنَفاً) الكنف: الجانب أرادت أنه لم يقربها، ولم يطلع منها على ما جرت بها عادة الرجال مع نسائهم. (فناقضني) المناقضة: المراددة في القول، ينقض قولي وأنقض قوله.   (1) جواب النداء محذوف: أي: لا يكفيني ذلك. (2) في نسخ أبي داود المطبوعة: فناقصني وناقصته، بالصاد المهملة، أي جرى بيني وبينه مراجعة في النقصان. (3) رواه البخاري 4 / 191 في الصوم، باب صوم الدهر، وباب حق الضيف، وباب حق الجسم في الصوم، وباب حق الأهل في الصوم، وباب صوم يوم وإفطار يوم، وباب صوم داود ن وفي التهجد، باب من نام عند السحر، وباب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبورا} ، وفي فضائل القرآن، باب في كم يقرأ القرآن، وفي النكاح، باب لزوجك عليك حقاً، وفي الأدب، باب حق الضيف والاستئذان، وباب من ألقي له وسادة، ومسلم رقم (1159) في الصوم، باب النهي عن صوم الدهر، وأبو داود رقم (1389) في الصلاة، باب كم يقرأ القرآن، و (2425) في الصيام، باب صوم الدهر، والترمذي رقم (770) في الصوم، باب في صوم يوم وفطر يوم، والنسائي 4 / 209 - 215 في الصيام، باب صوم يوم وإفطار يوم، وذكر الزيادة في الصيام والنقصان وصوم عشرة أيام من الشهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (590) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/195) (6843) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/68) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/165) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (4/214) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - سفيان بن عيينة، وشعبة - عن عمرو بن دينار. 2 - وأخرجه أحمد (2/164) (6527) و (6534) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، ومسعر. وفي (2/188) (6766) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/190) (6789) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/212) (6988) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وعبد بن حميد (321) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة. والبخاري (3/52) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/195) قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا مسعر. ومسلم (3/164 و 165) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه أبو كريب، قال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر. وابن ماجة (1706) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، وسفيان. والترمذي (770) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، وسفيان. والنسائي (4/213) قال: أخبرنا محمد بن عبيد، عن أسباط، عن مطرف، وفي (4/214) قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا أمية، عن شعبة. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. خمستهم - سفيان، ومسعر، وشعبة، وحجاج بن أرطاة، ومطرف بن طريف - عن حبيب بن أبي ثابت. 3 - وأخرجه أحمد (2/199) (6874) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. (ح) وروح. والبخاري (3/52) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: أخبرنا أبو عاصم. ومسلم (3/164) قال: حدثني محمد ابن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (4/206 و 215) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد. وابن خزيمة (2109) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، قال: أخبرنا محمد - يعني ابن بكر -. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. خمستهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وروح، وأبو عاصم، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج، قال: سمعت عطاء. ثلاثتهم - عمرو بن دينار، وحبيب بن أبي ثابت، وعطاء بن أبي رباح - عن أبي العباس المكي، فذكره. الحديث: 4478 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329 4479 - (م د ت) معاذة بنت عبد الرحمن العدوية: قالت: سألتُ عائشةَ: «أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصومُ من كلِّ شهر ثلاثة أيام؟ قالت: [ص: 335] نعم، قلتُ لها: من أيِّ أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أيِّ أيام الشهر يصوم» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1160) في الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأبو داود رقم (3453) في الصوم، باب من قال: لا يبالي من أي الشهر، والترمذي رقم (763) في الصوم، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/145) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/166) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا عبد الوارث. وأبو داود (2453) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الوارث. وابن ماجة (1709) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا غندر، عن شعبة. والترمذي (763) وفي «الشمائل» (308) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أخبرنا شعبة. وابن خزيمة (2130) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وعبد الوارث - عن يزيد الرشك، عن معاذة العدوية، فذكرته. الحديث: 4479 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 334 4480 - (ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من صام من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام فذلك صِيام الدهر، فأَنزل الله تصديق ذلك في كتابه: {مَنْ جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالها} [الأنعام: 160] اليوم بعشرة أيام» . أخرجه الترمذي، وقال: وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة. وفي رواية النسائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صامَ ثلاثة أيام من الشهر فقد صام الدهر كلَّه، ثم قال: صدق الله في كتابه: {مَنْ جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالها} » . وله في أخرى: «من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد تمَّ صوم الشهر، أو: فله صوم الشهر» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (761) في الصوم، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر، والنسائي 4 / 219 في الصوم، باب في صيام ثلاثة أيام من كل شهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/145) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل. وابن ماجة (1708) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (762) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (4/319) قال: أخبرنا علي بن الحسن اللاني بالكوفة، عن عبد الرحيم - وهو ابن سليمان -. ثلاثتهم - إسرائيل، وأبو معاوية، وعبد الرحيم - عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. * وأخرجه النسائي (4/219) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أنبأنا حبان، قال: أنبأنا عبد الله، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن رجل. قال: قال أبو ذر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. زاد فيه «عن رجل» . الحديث: 4480 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 335 4481 - (م د س) أبو قتادة الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: [ص: 336] إِنَّ رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من قوله، فلما رأى عمرُ غَضَبَه، قال: رضينا بالله ربّاً، وبالإِسلام ديناً، وبمحمد نبيّاً - وفي رواية: وبِبَيْعَتِنا بيعة - نعوذُ بالله من غضب الله، وغضب رسوله، فجعل عمر يُرَدِّدُ هذا الكلام حتى سكن غَضَبهُ، فقال عمرُ: يا رسولَ الله، كيف بمن يصوم الدهرَ كلَّه؟ قال: لا صام، ولا أفطر - أو قال: لم يصم، ولم يفطر - قال: كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوماً؟ قال: ويُطيق ذاك أحد؟ قال: كيف بمن يصوم يوماً ويفطر يوماً؟ قال: ذاك صوم داودَ عليه السلام، قال: كيف بمن يصوم يوماً ويفطر يومين؟ قال: ودِدْتُ أنِّي طُوِّقْتُ ذلك، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث من كلِّ شهر، ورمضانُ إِلى رمضانَ: فهذا صيامُ الدهر كلِّه، صيامُ يوم عرفة: أحتَسِبُ على الله أن يكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيامُ [يوم] عاشوراءَ: أحتسب على الله أن يكفِّرَ السنةَ التي قبلَه» . وفي رواية مثله ونحوه، إلى قوله: «ذاك صوم أخي داودَ عليه السلام، قال: وسئل عن صوم يوم الاثنين؟ قال: ذاك يوم وُلِدت فيه، وفيه بعثت، وفيه أُنْزِلَ عليَّ، قال: فقال: صومُ ثلاثة أيام من كل شهر، ورمضانُ إِلى رمضانَ: صيام الدهر، قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: يكفِّرُ السَّنَةَ الماضيةَ والباقيةَ، قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفِّر السنةَ الماضية» . [ص: 337] وفي هذا الحديث في رواية شعبة قال: «وسئل عن صوم الاثنين والخميس؟ فسكتنا عن ذكر الخميس، لما نُرَاه وَهْماً» . وفي رواية بمثله، غير أنه ذكر: «الاثنين» ، ولم يذكر «الخميس» . وفي رواية: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن صوم الاثنين؟ فقال: فيه وُلِدتُ، وفيه أُنزِل عليَّ» . أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود مثل الأولى، ولم يذكر «وَبِبَيْعتِنَا بَيْعَة» . وزاد في أخرى: «قال: يا رسولَ الله، أرأيتَ [صومَ] الاثنين، والخميس؟ فقال: فيه وُلِدْتُ، وفيه أُنْزِلَ عليَّ القرآنُ» . وفي رواية النسائي: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن صومه؟ فغضِبَ، فقال عمرُ: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وسئل عن صيام الدهر؟ فقال: لا صام، ولا أفطر، أو ما صام، وما أفطر» . وفي أخرى له: قال عمرُ: «يا رسولَ الله، كيف بمن يَصُومُ الدَّهْرَ كلَّه؟ قال: لا صام، ولا أفطر، أو ما صام، وما أفطر، أو لم يَصُمْ، ولم يفطر ... وذكر الحديث، إِلى قوله: هذا صيامُ الدَّهرِ كُلِّه» (1) . [ص: 338] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فغضب رسول الله) : يشبه أن يكون غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من مسألته إياه عن صومه كراهية أن يقتدي به السائل في ذلك فيعجز عنه ويسأمه ويمله، أو أنه يفعله فيكون من غير نية وإخلاص، فقد «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يواصل وينهى أمته عن الوصال» وقد ترك بعض النوافل خوفاً [من] أن تقتدي به أمته فيعجزوا. (وَدِدْت أني طُوِّقت) : يقول: ليتني طُوِّقْتُ هذا الأمر، أي ليته جُعل داخلاً في طاقتي وقدري، ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- عاجزاً عن ذلك غير مُطيق له لضعف فيه، ولكنه يحتمل أنه إنما خاف العجز عنه للحقوق التي تلزمه لنسائه، لأن ذلك يُخِلُّ بحظوظهن منه.   (1) رواه مسلم رقم (1162) في الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأبو داود رقم (2425) و (2426) في الصوم، باب في صوم الدهر تطوعاً، والنسائي 4 / 207 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على غيلان بن جرير فيه، وباب صوم ثلثي الدهر وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم في الصوم (26: 3) عن يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد. كلاهما عن حماد بن زيد. عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني به. و (36: 4) عن محمد بن المثنى محمد بن بشار كلاهما عن غندر. و (36: 5) عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه. و (36: 5) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شبابة بن سوار. و (36: 5) عن إسحاق بن إبراهيم عن النضر بن شميل. أربعتهم عن شعبة عن غيلان بن جرير نحوه. وزاد فيه: وسئل عن صوم الاثنين والخميس. قال مسلم: فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهما. و (36: 6) عن أحمد بن سعيد الدارمي عن حبان بن هلال عن أبان بن يزيد عن غيلان نحوه، وذكر فيه صوم الاثنين ولم يذكر الخميس. وأبو داود في «الصوم 53: 1» عن سليمان بن حرب ومسدد. كلاهما عن حماد بن زيد، عن عبد الله بن معين عن أبي قتادة. والترمذي في «الصوم 46» عن قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي. كلاهما عن حماد بن زيد - بقصة يوم عرفة ويوم عاشوراء وصوم الأبد قطعا - وقال: حسن. والنسائي في «الصيام 42 - إ: 2» عن محمد بن بشار بأول وقصة صوم الدهر. وابن ماجة «الصيام 31: 2 و 40: 1 و 41: 6» عن أحمد بن عبدة ببعضه. تحفة الأشراف (9/260) . الحديث: 4481 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 335 4482 - (س) عمرو بن شرحبيل - رحمه الله -: عن رجل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «قيل للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: رَجُل يصوم الدَّهر؟ فقال: وَدِدْتُ أنه لم يَطْعَم الدَّهْرَ، قالوا: فَثُلثَيْهِ؟ قال: أكثرُ، قالوا: فَنصْفَهُ؟ قال: أكثرُ، ثم قال: ألا أُخْبِرُكم بما يُذْهِبُ وَحرَ الصَّدْر؟ صوم ثلاثة أيام من كلِّ شهر» . وفي أخرى عن عمرو بن شُرحبيل قال: «أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رَجل فقال: يا رسولَ الله، ما تقول في رجل صام الدَّهر كلَّه؟ ... الحديث» . [ص: 339] أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 208 في الصوم، باب صوم ثلثي الدهر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/208) أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قيل، فذكره. الحديث: 4482 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 338 4483 - (س) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «صيامٌ حَسَن: صيامُ ثلاثةِ أيام من كل شهر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 219 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: 1 - أخرجه أحمد (4/21) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن محمد بن إسحاق. وفي (4/22) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث بن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وفي (4/217) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وابن ماجة (1639) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (4/167 و 219) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (4/167) قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن إسحاق. وابن خزيمة (1891) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وفي (2125) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي، وشعيب، قالا: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. كلاهما - محمد بن إسحاق، ويزيد بن أبي حبيب - عن سعيد بن أبي هند. 2 - وأخرجه أحمد (4/217) قال: حدثنا عفان. وفي (4/218) قال: حدثنا يونس. كلاهما - عفان، ويونس - عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء. كلاهما - سعيد بن أبي هند، وأبو العلاء - عن مطرف، فذكره. * أخرجه النسائي (4/167 و 219) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: أنبأنا أبو مصعب، عن مغيرة ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند، قال عثمان بن أبي العاص نحوه. مرسل. الحديث: 4483 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 339 4484 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثةَ أيام من كلِّ شهر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 219 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/90) (5643) قال: حدثنا حجاج. والنسائي (4/219) قال: أخبرنا يوسف ابن سعيد. قال: حدثنا حجاج. وفي (4/220) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا سعيد بن سليمان. كلاهما - حجاج، وسعيد بن سليمان - عن شريك عن الحر بن الصياح، فذكره. الحديث: 4484 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 339 4485 - (س) أبو عقرب [البكري الكناني]- رضي الله عنه -: أنه «سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصوم، فقال: صُمْ يوماً من كلِّ شهر، فاستزاده، فقال: بأبي أنتَ وأمِّي، إِني أجِدُني قوياً، فزاده، فقال: صم يومين من كلِّ شهر، قال: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ الله، إِني أجدني قوياً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِني أجِدُني قوياً، إِني أجدني قوياً! ، فما كاد أن يزيدَه، فلما أَلَحَّ عليه قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: صم ثلاثةَ أيام من كلِّ شهر» . وفي رواية قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصوم، فقال: صُمْ [ص: 340] يوماً من الشهر، قلتُ: يا رسولَ الله زِدني، [زدني] قال: تقول: يا رسولَ الله زدني [زدني] يومين من كلِّ شهر، قلتُ: يا رسولَ الله زِدني [زِدْني] ، إِني أجدني قويّاً، فقال: زدني، زدني، إِني أجدُني قوياً! فسكتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى ظننتُ أنه ليزيدني (1) ، قال: صُمْ ثلاثةَ أيام من كلِّ شهر» . أخرجه النسائي (2) .   (1) في النسائي المطبوع: ليردني. (2) 4 / 225 في الصوم، باب صوم يومين من الشهر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/347) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/67) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/67) قال: حدثنا عفان. والبخاري في «الأدب المفرد» (731) قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر. ومسلم نحوه. والنسائي (4/225) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثني سيف بن عبيد الله، من خيار الخلق. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. قال: حدثنا يزيد بن هارون. ستتهم - وكيع، ويزيد، وعفان، وعبد الله بن أبي بكر، ومسلم، وسيف بن عبيد الله - عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، فذكره. الحديث: 4485 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 339 4486 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «شَهْرُ الصَّبْرِ وثلاثةُ أيام من كلِّ شهر: صومُ الدَّهْرِ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شهر الصبر) : هو شهر رمضان، وأصل الصبر: الحبس، وسمي الصيام صبراً: لما فيه من حبس النفس عن الطعام، والشراب، والنكاح.   (1) 4 / 218 و 219 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (2/384) قال: حدثنا عفان. وفي (2/513) قال: حدثنا روح. والنسائي (4/218) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبد الأعلى. أربعتهم - أبو كامل، وعفان، وروح، وعبد الأعلى بن حماد - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 4486 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 340 4487 - (د) مجيبة الباهلية: عن أبيها أو عمها «أَنه أَتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم انطلقَ، فأتاه بعد سَنَة، وقد تَغَيَّرَتْ حالتُهُ، وهيئتُه، فقال: يا رسولَ الله، أَما تعرفني؟ قال: ومن أنتَ؟ قال: أنا الباهليُّ الذي جئتُك عام أوَّل، قال: فما غَيَّرَكَ، وكُنتَ حَسَنَ الهيئة؟ قال: ما أكلتُ طعاماً [ص: 341] منذ فارقتكَ إِلا بليل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فلم عذَّبتَ نفسكَ؟ ثم قال: صُم شهرَ الصَّبْرِ، ويوماً من كلِّ شهر، قلت: زِدْني فإنَّ بي قُوَّة، قال: صُم يومين، قلت: زدني، قال: صُمْ ثلاثة، قلت: زِدني، قال: صُمْ من الحُرُم واتْرُكْ، صُمْ من الحُرُم واترك، صُمْ من الحُرُمِ، واتْرُك، وقال بأصابعه الثلاثة، فضمَّها، ثم أرسلها» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحُرُم) الأشهر الحرم: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.   (1) رقم (2428) في الصوم، باب في صوم أشهر المحرم، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وأخرجه النسائي وابن ماجة، إلا أن النسائي قال فيه: " عن مجيبة الباهلي عن عمه " وقال ابن ماجة: " عن أبي مجيبة الباهلي عن أبيه، أو عن عمه " وذكره أبو القاسم البغوي في " معجم الصحابة "، وقال فيه: " عن مجيبة - يعني الباهلية - قالت: حدثني أبي أو عمي " وسمى أباها " عبد الله بن الحارث " وقال: سكن بالبصرة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً ... وذكر هذا الحديث - إلى أن قال المنذري: أشار بعض شيوخنا إلى تضعيفه من أجل هذا الاختلاف، وهو متوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2428) حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد عن سعيد الجريري، عن أبي السليل عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى، فذكرته. الحديث: 4487 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 340 4488 - (ت د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصوم من غُرَّةِ كلِّ شهر ثلاثة أيام» . أخرجه أبو داود. وزاد الترمذي، والنسائي: «وقَلَّما كان يُفْطِرُ يوم الجمعة» (1) . [ص: 342] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غُرَّةُ كلِّ شهر) : أوله، ويقال للثلاثة أيام من أول الشهر: غرر.   (1) رواه أبو داود رقم (2450) في الصوم، باب في صوم الثلاث من كل شهر، والترمذي رقم (742) في الصوم، باب ما جاء في صوم يوم الجمعة، والنسائي 4 / 204 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (1/406) (3860) قال: حدثنا أبو النضر، وحسن. وأبو داود (2450) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا أبو داود. وابن ماجة (1725) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا أبوداود. والترمذي (742) . وفي «الشمائل» (303) قال: حدثنا القاسم بن دينار، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، وطلق بن غنام. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9206) عن عمرو بن علي، عن أبي داود. وابن خزيمة (2129) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود. خمستهم - أبو النضر، وحسن، وأبو داود، وعبيد الله، وطلق بن غنام - عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي. 2 - وأخرجه النسائي (4/204) قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: قال أبي: أنبأنا أبو حمزة. كلاهما - شيبان، وأبو حمزة السكري - عن عاصم، عن زر، فذكره. (*) رواية أبي كامل مختصرة على: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم - يعني من غُرَّة كل شهر - ثلاثة أيام» . (*) ورواية إسحاق بن منصور مختصرة على: «قلما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر يوم الجمعة» . (*) قال الترمذي: حديث حسن غريب، قال: وروى شعبة عن عاصم هذا الحديث، ولم يرفعه. الحديث: 4488 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 341 4489 - (خ م د ت س) أبو هريرة، وأبو الدرداء - رضي الله عنهما -: قال كلاهما: «أوصاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بثلاث لا أدَعُهُنَّ في سَفَر، ولا حَضَر: صومِ ثلاثةِ أيام من كلِّ شهر، ولا أنام إِلا على وِتْر، وسُبْحةِ الضُّحى» . أخرجه الجماعة إِلا الموطأ باختلاف أَلفاظهم في تقديم بعضها على بعض، وقد تقدَّم الحديثُ في صلاة الضحى (1) .   (1) تقدم الحديث باختلاف رواياته في الجزء السادس صفحة 113، في صلاة الضحى برقم (4212) و (4213) ، وقد رواه البخاري 3 / 47 في التطوع، باب من لم يصل الضحى في الحضر، وفي الصوم، باب صيام أيام البيض، ومسلم رقم (721) و (722) في الصلاة، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان، وأبو داود رقم (1432) و (1433) في الصلاة، باب في الوتر قبل النوم، والترمذي رقم (760) في الصوم، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر، والنسائي 3 / 229 في قيام الليل، باب الحث على الوتر قبل النوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الصلاة (510: 1) عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن عباس الجريري. وفي الصوم (60) عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي التياح. ومسلم في الصلاة (121: 13) عن شيبان بن فروخ عن عبد الوارث عن أبي التياح. و (121: 14) عن محمد بن مثنى ومحمد بن بشر. كلاهما عن غندر عن شعبة عن عباس الجريري وأبي شمر الضبعي. ثلاثتهم عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة. والنسائي فيه (الصلاة 713: 2) عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن عباس الجريري عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة و (713: 1) عن سليمان بن سلم، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق. كلاهما عن النضر بن شميل عن شعبة عن أبي شمر عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة. و «الكبرى 57» عن بشر بن هلال عن عبد الوارث عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة. تحفة الأشراف (10/152) . الحديث: 4489 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 4490 - (ت) عامر بن مسعود - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الغنيمةُ الباردةُ: الصومُ في الشتاءِ» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: هو مرسل لأن عامر ابن مسعود لم يدرك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-.   (1) رقم (797) في الصوم، باب ما جاء في الصوم في الشتاء، وهو مرسل، كما قال الترمذي. أقول: وفي سنده أيضاً نمر بن عريب، لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/335) قال: حدثنا وكيع. والترمذي (797) . وابن خزيمة (2145) قالا: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - وكيع، ويحيى - عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نمير بن عريب، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي، الذي روى عنه شعبة والثوري. الحديث: 4490 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 4491 - (خ م د) علقمة - رحمه الله - (1) : قال: «قلتُ لعائشة: هل كانَ [ص: 343] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يختصُّ يوماً من الأيام شيئاً؟ قالت: لا، كان عملُه دِيمة، وأيُّكم يُطِيقُ ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُطِيقُ؟» . أخرجه البخاري، ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دِيمَتُه) الدِّيمة: المطر الدائم في سكون، فتشبه به الأعمال الدائمة مع القصد والرفق.   (1) في الأصل والمطبوع: عبد الله بن مسعود، وهو خطأ، والتصحيح من صحيح البخاري ومسلم. (2) رواه البخاري 4 / 206 في الصوم، باب هل يخص شيئاً من الأيام، وفي الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، ومسلم رقم (783) في صلاة المسافرين، باب فضيلة العمل الدائم، ورواه أيضاً أبو داود رقم (370) في الصلاة، باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في الرقاق (18: 6) عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير وفي الصوم (64) عن مسدد عن يحيى عن سفيان. كلاهما عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة. ومسلم في الصوم «بل في الصلاة (138: 3) » عن إسحاق بن إبراهيم، وزهير بن حرب. كلاهما عن جرير عن علقمة عن عائشة. وأبو داود في الصلاة (318: 3) عن عثمان عن علقمة عن عائشة. والترمذي في «الشمائل» (44: 13) عن بندار عن ابن مهدي عن سفيان عن علقمة عن عائشة. والنسائي في الرقائق «في الكبرى» عن الحسين بن حريث عن جرير عن علقمة عن عائشة. تحفة الأشراف (12/244، 245) . الحديث: 4491 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 الفرع الثاني من الفصل الثالث: في الأيام التي يحرم صومها: وهي نوعان النوع الأول: في أيام العيد والتشريق 4492 - (خ م د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال قَزَعةُ: سمعتُ منه حديثاً فأعجبني، فقلتُ له: أنتَ سمعتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فأقولُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم أسمعْ؟ قال: سمعتُه يقول: «لا يصلُحُ الصيام في يومين: يوم الفطر، ويومِ الأضحى» . وفي رواية: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيام يومين: يومِ الفطر، ويومِ النَّحْرِ» . أخرجه مسلم. [ص: 344] وعند البخاري قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم الفطر، و [يوم] النَّحر، وعن الصَّمَّاءِ، وأن يَحْتَبيَ الرجلُ في ثوب واحد، وعن الصلاة بعدَ الصبحِ [والعَصرِ] » . وفي رواية الترمذي: «نهى عن صيامين: صومِ يوم الأضحى، ويوم الفطر» . وعند أبي داود مثل البخاري، وقال في حديثه: «وعن الصلاة في ساعتين: بعدَ الصبح، وبعدَ العصر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصَّمَّاء) : اشتمال الصماء: هيئة مخصوصة من اللبس، وقد تقدم ذكره مستقصى في كتاب الصلاة (2) . (يَحْتَبي) : الاحتِبَاء أن يجمع الإنسان بين ظهره وركبتيه بحبل أو ثوب فيستند إليه.   (1) رواه البخاري 4 / 209 في الصوم، باب صوم يوم النحر، وفي التطوع، باب مسجد بيت المقدس، وفي الحج، باب حج النساء، ومسلم رقم (827) في الصيام، باب النهي عن صوم يوم الفطر، ويوم الأضحى، وأبو داود رقم (2417) في الصوم، باب في صوم العيدين، والترمذي رقم (772) في الصوم، باب ما جاء في كراهية الصوم يوم الفطر والنحر. (2) انظر الجزء الخامس الصفحة 262. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصوم (66: 2) عن موسى عن وهيب. ومسلم فيه (الصوم 22: 4) عن أبي كامل عن عبد العزيز المختار. كلاهما عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن سعد بن مالك «بقصة الصوم حسب» . وأبو داود فيه (الصوم 48: 2) عن موسى عن عمرو بن يحيى عن يحيى عن سعد بن مالك. والترمذي في (الصوم 58: 2) عن قتيبة عن الدراوردي عن عمرو بن يحيى بقصة الصوم حسب وقال: حسن صحيح. تحفة الأشراف (3/482، 483) . الحديث: 4492 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 343 4493 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيامِ يومِ الأضحى، والفطرِ» . أخرجه مسلم، والموطأ (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1138) في الصيام، باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى، والموطأ 1 / 300 في الصيام، باب صيام يوم الفطر والأضحى والدهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (200 و 245) . وأحمد (2/511) قال: حدثنا روح. وفي (2/529) قال: حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (3/152) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13967) عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، كلاهما عن ابن القاسم. أربعتهم - روح، وعثمان، ويحيى، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 4493 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 344 4494 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن صوم يومين: يومِ الفطر، ويومِ الأضحى» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1140) في الصيام، باب النهي عن صوم يوم الفطر والأضحى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (22: 6) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن سعد بن سعيد عن عمرة عن عائشة. الأشراف (12: 407) . الحديث: 4494 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 4495 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان أبو طلحةَ قلَّما يصومُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما رأيتُه مفطراً إِلا يومَ فِطْر أو أضحى» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 6 / 31 في الجهاد، باب من اختار الغزو على الصوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2828) حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا ثابت البناني. قال: سمعت أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 4495 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 4496 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: أنه سمع أهل العلم يقولون: «لا بأسَ بصيام الدَّهرِ إِذا أفطر الأيام التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيامها، وهي: أيام منى، ويوم الأضحى، ويوم الفطر فيما بلغنا، وذلك أحبُّ ما سمعتُ إليَّ في ذلك» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 300 في الصيام، باب صيام يوم الفطر والأضحى والدهر بلاغاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/240) أنه سمع أهل العلم يقولون، فذكره. الحديث: 4496 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 4497 - (خ م ط د ت) أبو عبيد سعد بن عبيد - مولى ابن أزهر: عن عمر وعلي مسنداً، وعن عثمان موقوفاً: «أنه شهدَ العيد مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فصلى قبلَ الخُطْبَةِ، ثم خَطَبَ الناسَ، فقال: يا أَيُّها الناسُ إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهاكم عن صيام هذين العيدين - وقال بعضهم: اليومين [ص: 346] الفطرِ والأضحى، أمَّا أحدُهما: فيوم فطرِكم من صيامكم، وأما الآخَرُ: فيوم تأْكلون فيه من نُسُككم، قال أبو عبيد: ثم شهدتُه مع عثمانَ بنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، فصلَّى قبلَ أن يَخْطُبَ، وكان ذلك يوم جمعة، فقال لأهل العوالي: من أحبَّ أن ينتظرَ الجمعةَ فليفعلْ، ومن أحبَّ أن يرجعَ إِلى أهله فقد أذِنَّا له، ثم شهدتُه مع عليّ - رضي الله عنه -، فصلَّى قبلَ الخطبة، ثم خَطَبَ فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد نهاكم أن تأكلوا من لُحُوم نُسُكِكُم فوقَ ثلاث» (1) . ليس في رواية مالك «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكلِ لحوم النُّسُك فوقَ ثَلاث» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه الموطأ، وزاد بعد قوله: «مع علي بن أبي طالب» : «وعثمان محصور» . وانتهت روايته عند قوله: «ثم خَطَبَ» . وأخرجه الترمذي قال: «شهدتُ مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- في يوم نَحْر بدأ بالصلاة قَبْلَ الخطبة، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن صوم هذين اليومين، أمَّا يوم الفطر: ففطرُكم من صومِكم، وعيدُ المسلمين، وأمَّا يوم الأضحى: فكلوا من لحم نُسُكِكم» . وأخرجه أبو داود مثل الترمذي، وفيه «أما يوم الأضحى: فتأكلونَ [ص: 347] من لَحْمِ نُسُكِكم، وأمَّا يوم الفطر: ففطرُكم من صيامكم» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُسُككم) : النُّسك هاهنا: الذبيحة، يريد بها الضحية.   (1) وقد نسخ النهي عن أكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث، انظر صحيح مسلم رقم (1977) في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث في أول الإسلام وبيان نسخه وإباحته إلى متى شاء. (2) رواه البخاري 4 / 208 في الصوم، باب صوم يوم الفطر، وفي الأضاحي، باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منه، ومسلم رقم (1137) في الصيام، باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى، والموطأ 1 / 178 و 179 في العيدين، باب الأمر بالصلاة قبل الخطبة في العيدين، وأبو داود رقم (2416) في الصوم، باب في صوم العيدين، والترمذي رقم (771) في الصوم، باب ما جاء في كراهية الصوم يوم الفطر والنحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (127) . والحميدي (8) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (1/24) (163) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/34) (224) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (225) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. وفي (1/40) (282) قال: قرأت على عبد الرحمن، عن مالك. والبخاري (3/55) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (7/134) قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرني يونس. (ح) وعن معمر. ومسلم (3/152) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وأبوداود (2416) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1722) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (771) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا معمر. وابن خزيمة (2959) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان. خمستهم - مالك، وسفيان، ومعمر، وابن إسحاق، ويونس - عن الزهري، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، فذكره. الحديث: 4497 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 4498 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «جاء إليه رجل فقال: إِني نذَرْتُ أن أصومَ يوماً، فوافق [يوم] أضحى، أو فطر، فقال ابنُ عمرَ: أمر اللهُ بوفاءِ النَّذرِ، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن صوم هذا اليوم» . أخرجه البخاري ومسلم، ولهما رواية أخرى ترد في كتاب النذور (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 209 و 210 في الصوم، باب صوم يوم النحر، وفي الأيمان والنذور، باب من نذر أن يصوم أياماً فوافق يوم النحر، ومسلم رقم (1139) في الصيام، باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/2) (4449) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا يونس. وفي (2/59) (5245) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا ابن عون. وفي (2/138) (6235) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا يونس بن عبيد. والبخاري (3/56) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ، قال: أخبرنا ابن عون. وفي (8/178) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا يزيد بن زريع عن يونس. ومسلم (3/153) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع عن ابن عون. والنسائي في الكبرى «ورقة 38 - أ» قال: أخبرنا الحسين بن عيسى، قال: حدثنا أزهر ثم ذكر كلمة معناها: حدثنا ابن عون. كلاهما - يونس بن عبيد، وعبد الله بن عون - عن زياد بن جبير، فذكره. الحديث: 4498 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 347 4499 - (ط د) أبو مرة - مولى أم هانئ: قال: «أخبرني عبدُ الله بنُ عمرو: أنه دخل على أبيه في أيام التشريق، فوجده يأكل، قال: فدعاني، فقلت له: لا آكل، إِني صائم، فقال: كلْ، فإن هذه الأيام التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بإفطارها، وينهى عن صيامها» . أخرجه الموطأ. [ص: 348] وفي رواية أبي داود «أنه دخلَ مع عبدِ اللهِ بنِ عمرو على أبيه، فقرَّب إِليه طعاماً، فقال: كلْ، فقال: إِني صائم، فقال عمرو: كلْ فهذه الأيام التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بإفطارها، وينهى عن صيامها» . قال مالك: هي أيام التشريق (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أيام التشريق) : ثلاثة أيام بعد يوم النحر، سُمِّيت بذلك لأنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لحوم الأضاحي في الشمس، وقد استوفينا ذكر ذلك في كتاب الحج من حرف الحاء.   (1) رواه الموطأ 1 / 376 و 377 في الحج، باب ما جاء في صيام أيام منى، وأبو داود رقم (2418) في الصوم، باب صيام أيام التشريق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخبرني مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/429) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي مرة مولى أم هانئ أخت عقيل بن أبي طالب عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه أخبره، فذكره. وأخرجه أبو داود (2418) حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن يزيد بن الهاد عن أبي مرة مولى أم هانئ أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص، فذكره. الحديث: 4499 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 347 4500 - (د ت س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يومُ عرفةَ، ويومُ النَّحرِ، وأيامُ التشريق: عيدُنا أهلَ الإِسلام، وهي أيامُ أكل وشُرْب» . أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2419) في الصوم، باب صيام أيام التشريق، والترمذي رقم (773) في الصوم، باب ما جاء في كراهية الصوم في أيام التشريق، والنسائي 5 / 252 في المناسك، باب النهي عن صوم يوم عرفة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/152) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/152) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (1771) قال: أخبرنا وهب بن جرير. وأبو داود (9144) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا وهب. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (773) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (5/252) قال: أخبرني عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الله - وهو ابن يزيد المقرئ -. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9941) عن القاسم بن زكريا بن دينار، عن زيد بن حباب. (ح) وعن حسين بن حريث، عن سعيد بن سالم. وابن خزيمة (2100) قال: حدثنا جعفر بن محمد الثعلبي قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو عمار، قال: حدثنا سعيد بن سالم. ستتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ووهب، وعبد الله بن يزيد، وزيد بن حباب، وسعيد بن سالم - عن موسى بن علي اللخمي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4500 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 348 4501 - (م) نبيشة الهذلي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيامُ التشريق أيَّام أكل وشُرب، وذِكْرِ الله» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1141) في الصيام، باب تحريم صوم أيام التشريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (5/75و76) قال: حدثنا هشيم. وفي (5/75 و 76) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (3/153) قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا هشيم وأبو داود (2813) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (3160) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. وفي (3167) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا يزيد ابن زريع. والنسائي (7/170) قال: أخبرنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: حدثنا يزيد - وهو ابن زريع -. وفي الكبرى «الورقة 54 - ب» قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، وابن علية. أربعتهم - هشيم، وإسماعيل بن علية، ويزيد، وعبد الأعلى - عن خالد الحذاء. 2 - وأخرجه أحمد (5/76) . والنسائي (7/169) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد، وابن المثنى - عن محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، قال: حدثنا جميل. كلاهما - خالد، وجميل - عن أبي المليح، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/76) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1964) قال: أخبرنا عمرو بن عون، عن خالد - هو ابن عبد الله الطحان -. ومسلم (3/153) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية -. وأبو داود (2830) قال: حدثنا مسدد (ح) وحدثنا نصر بن علي، كلاهما عن بشر بن المفضل. والنسائي (7/170) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (7/171) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية. أربعتهم - شعبة، وخالد بن عبد الله، وإسماعيل بن علية، وبشر - عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، فذكره. (*) في رواية شعبة، قال خالد الحذاء: وأحسبني قد سمعته من أبي المليح. (*) وفي رواية إسماعيل بن علية عند مسلم، قال خالد: فلقيت أبا المليح فسألته فحدثني به. * وأخرجه النسائي (7/169) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا بشر - وهو ابن المفضل - عن خالد، وربما قال: عن أبي المليح، وربما ذكر أبا قلابة، عن نبيشة، فذكره. (*) رواية هشيم عند أحمد (5/75) ، وروايتا مسلم، ورواية النسائي في الكبرى، مختصرة على: «أيام التشريق أيام أكل،وشرب، وذكر الله عز وجل» . الحديث: 4501 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 348 4502 - (ط م) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «بعثَ عبدَ الله بنَ حُذافةَ أيام منى يطوف، يقول: إِنما هي أيامُ أكل وشُرْب وذِكْر الله» . أخرجه الموطأ (1) . وفي رواية مسلم: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمره أن يناديَ في أيام التشريق: أنَّها أيام أكل وشُرْب» . قال الحميديُّ: أخرجه خَلَف الواسطيِّ في كتابه عن مسلم، قال: ولم أجده فيما عندنا من كتاب مسلم (2) .   (1) 1 / 376 مرسلاً في الجمع، باب ما جاء في صيام أيام منى، وقد وصله أحمد في " المسند " 3 / 451، وإسناده صحيح. (2) لم نجده في مسلم، وهو عند أحمد في " المسند " 3 / 450 و 451، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع بشرح الزرقاني (2/427) عن ابن شهاب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. قال الزرقاني «مرسلا» عند جميع الرواة عن مالك. وتابعه يونس وابن أبي ذئب وعبد الله بن عمر العمري كلهم عن ابن شهاب مرسلا وهو الصحيح عنه قاله أبو عمر. وأحمد (3/450، 451) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله -يعني ابن أبي بكر - وسالم أبي النضر. عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حذافة أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. الحديث: 4502 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 4503 - (س) بشر بن سحيم - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمره أَن يناديَ في أيام التشريق: أنَّهُ لا يدخل الجنة إِلا مؤمن، وهي أيام أكل وشُرْب» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 104 في الإيمان، باب تأويل قوله عز وجل: {قالت الأعراب آمنا} ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/415) قال: حدثنا وكيع، قال: أخبرنا سفيان. وفي (3/415) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/415 و 4/335) قال: حدثنا ابن مهدي،عن سفيان. وابن ماجة (1720) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2019) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان،وعن ابن مثنى، عن أبي النعمان الحكم بن عبد الله، عن شعبة. كلاهما - سفيان، وشعبة - عن حبيب بن أبي ثابت. 2 - وأخرجه أحمد (4/335) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا حماد بن زيد. والدارمي (1773) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (8/104) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. وابن خزيمة (2960) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، عن حماد بن زيد. (ح) وحدثنا سعيد ابن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - حماد، وسفيان - عن عمرو بن دينار. كلاهما - حبيب، وعمرو - عن نافع بن جبير، فذكره. الحديث: 4503 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 4504 - (م) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعثه وأوسَ بنَ الحدَثانِ أيام التشريق، فناديا: إنه لا يَدْخُلُ الجنةَ إِلا مؤمن، وأيام منى أيام أكل وشُرْب» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1142) ، في الصيام، باب تحريم صوم أيام التشريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/460) قال: حدثنا محمد بن سابق. وعبد بن حميد (374) قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (3/153) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن سابق. (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو. كلاهما - محمد، وعبد الملك - عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن ابن كعب بن مالك، فذكره. الحديث: 4504 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 4505 - (ط) سليمان بن يسار - رحمه الله -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن صوم أيام التشريق» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 376 في الحج، باب ما جاء في صيام أيام منى، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له معنى الذي قبله والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/427) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسار قال الزرقاني: «لم يختلف على مالك في إرساله قال أبو عمر: وقد وصله النسائي وقاسم ابن أصبغ من طريق سفيان الثوري عن أبي النضر وعبد الله بن أبي بكر، كلاهما عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن حذافة» . الحديث: 4505 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 350 4506 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «الصيام تمتُّع بالعمرة إِلى الحج إِلى يوم عرفةَ، فإن لم يجد هَدْياً، ولم يصم صام أيام منى» . وعن عائشة مثله، وقال: «لم يُرخَّص في أيام التشريق أنْ يُصَمنَ إِلا لمن لم يجدِ الهَدْيَ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 4 / 211 في الصوم، باب صيام أيام التشريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1999) حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله بن عمر عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 4506 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 350 النوع الثاني: في يوم الشك 4507 - (ت د س) صلة بن زفر: قال: «كُنَّا عند عُمَّار في اليوم الذي يُشَك فيه من شعبانَ، أو رمضانَ، فأُتِينا بشاة مَصْلِيَّة، فتنَحَّى بعضُ القوم، فقال: إِني صائم، فقال عمار: من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2334) في الصوم، باب كراهية صوم يوم الشك، والترمذي رقم (686) في الصوم، باب ما جاء في كراهية صوم يوم الشك، والنسائي 4 / 153 في الصوم، باب صيام يوم الشك، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1645) في الصيام، باب ما جاء في صوم يوم الشك، والدارمي 2 / 2 في الصوم، باب في النهي عن صوم يوم الشك، وفي الباب عن أبي هريرة، [ص: 351] وأنس، وهو حديث صحيح، قال الحافظ في " الفتح ": وله متابع بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة، وقال الترمذي: حديث عمار حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين، وبه يقول سفيان الثوري ومالك بن أنس، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، كرهوا أ، يصوم الرجل اليوم الذي يشك فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1689) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد. وأبو داود (2334) . وابن ماجة (1645) قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. والترمذي (686) . والنسائي (4/153) . وابن خزيمة (1914) ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد الأشج. كلاهما - محمد بن عبد الله، وعبد الله بن سعيد - قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس الملائي، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، فذكره. الحديث: 4507 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 350 4508 - (س) سماك بن حرب: قال: «دخلتُ على عكرمةَ في يوم - يعني: قد أشكل: من رمضانَ هو، أو من شعبانَ؟ - وهو يأكلُ خُبزاً وبَقْلاً ولبَناً، فقال لي: هَلُمَّ، فقلتُ: إِني صائم، فقال - وحلف بالله -: لتُفطِرنّ: قلتُ: سبحان الله! مرتين، فلما رأيتُه يحلف لا يستثني تقدَّمتُ، فقلتُ: هاتِ الآنَ ما عندك، قال: سمعتُ ابنَ عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: صوموا لرؤيته، وأَفطِروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحابة، أو ظُلمة، فأكملوا العِدَّة: عدةَ شعبانَ، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً، ولا تَصِلُوا رمضانَ بيوم من شعبانَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 153 و 154 في الصوم، باب صيام يوم الشك، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (1/226) (1985) . والدارمي (1690) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. والنسائي (4/136) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله، وإسحاق - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، قال:حدثنا حاتم بن أبي صغيرة. 2 - وأخرجه أحمد (1/258) (2335) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. وأبو داود (2327) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا حسين. كلاهما - معاوية، وحسين - عن زائدة. 3 - وأخرجه الترمذي (688) . والنسائي (4/136) . قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. 4 - وأخرجه النسائي (4/153) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن أبي يونس. 5 - وأخرجه ابن خزيمة (1912) قال: حدثنا يحيى بن محمد بن السكن البزار، قال: حدثنا يحيى بن كثير، قال: حدثنا شعبة. خمستهم - ابن أبي صغيرة، وزائدة، وأبو الأحوص، وأبو يونس، وشعبة - عن سماك بن حرب، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 4508 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 351 4509 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: قال: سمعتُ أهلَ العلم يَنْهونَ عن صَوْمِ اليوم الذي يُشَكُّ فيه: إِنَّهُ من شعبانَ، أو رمضانَ؟ إِذَا نُوِيَ به الفرضُ، ويرونَ أنَّ على من صامَهُ على غير رؤية، ثم جاء الثَّبَتُ أَنَّهُ رمضان - القضاءُ، ولا يرون في صيامه تطوعاً بأْساً. أخرجه الموطأ (1) . [ص: 352] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الثَّبتُ) : الحُجَّة والبَيِّنَة.   (1) 1 / 309 في الصيام، باب صيام اليوم الذي يشك فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك مع شرح الزرقاني (2/259) أنه سمع أهل العلم، فذكره. الحديث: 4509 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 351 الفرع الثالث من الفصل الثالث: في الأيام التي يكره صومها: وهي أربعة أنواع النوع الأول: صوم الدهر 4510 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: من صام الأَبد فلا صامَ ولا أفطر» . وفي أخرى إِلى قوله: «فلا صام» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 205 و 206 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على عطاء في الخبر فيه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/205) قال: أخبرني حاجب بن سليمان، قال: حدثنا الحارث بن عطية. وفي (4/205) قال: حدثنا عيسى بن مساور، عن الوليد. (ح) وأنبأنا محمد بن عبد الله، قال: حدثني الوليد. كلاهما - الحارث بن عطية، والوليد بن مسلم - قالا: حدثنا الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. * أخرجه النسائي (4/205) قال: أخبرنا العباس بن الوليد، قال: حدثنا أبي وعقبة. وفي (4/206) قال: أخبرنا إسماعيل بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - الوليد بنمزيد، وعقبة بن علقمة، وموسى بن أعين - عن الأوزاعي، قال: حدثني عطاء، قال: حدثني من سمع ابن عمر، فذكره. * في رواية عيسى بن مساور، عن الوليد بن مسلم: لم ينسب عبد الله بن عمر. الحديث: 4510 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 352 4511 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من صام الأبد فلا صام ولا أفطر» . وفي أخرى قال: «بلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أني أسرُدُ الصوم ... وساق الحديث» . قال عطاء: لا أدري كيف ذكر صيام الأبد: «لا صام من صام الأبد» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 206 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الاختلاف على عطاء في الخبر فيه، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/206) أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد. قال: حدثنا ابن عائذ قال: حدثنا يحيى عن الأوزاعي عن عطاء أنه حدثه قال: حدثني من سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره. الحديث: 4511 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 352 4512 - (س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: قيل: يا رسولَ الله، إِن فلاناً لا يفطر نهاراً الدهر، قال: «لا صام ولا أفطر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 205 في الصوم، باب النهي عن صيام الدهر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/426 و 431 و 433) . والنسائي (4/206) قال: أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (2151) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. (ح) وحدثنا علي بن حجر. ثلاثتهم - أحمد، وعلي، ويعقوب - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، قال: أخبرنا الجريري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف، فذكره. الحديث: 4512 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 353 4513 - (س) عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه -: قال: «قيل: يا رسولَ الله، إِن فلاناً لا يفطر نهاره الدَّهرَ؟ قال: لا صام، ولا أفطر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 206 في الصوم، باب النهي عن صيام الدهر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (5/24) قال: حدثنا يحيى. (ح) وبهز. وفي (5/25) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/26) قال: حدثنا حسين. وابن ماجة (1705) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يزيد بن هارون، وأبو داود. والنسائي (4/207) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. وابن خزيمة (2150) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا يزيد بن هارون.، وأبو داود. ستتهم - يحيى، وبهز، ويزيد، وحسين، وعبيد الله بن سعيد، وأبو داود - عن شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (5/25) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/25) قال: حدثنا روح. كلاهما - ابن جعفر، وروح - قالا: حدثنا سعيد. 3 - وأخرجه أحمد (5/25) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. 4 - وأخرجه الدارمي (1751) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والنسائي (4/206) قال: أخبرني عمرو ابن هشام، قال: حدثنا مخلد. كلاهما - محمد بن يوسف، ومخلد بن يزيد - عن الأوزاعي. أربعتهم - شعبة، وسعيد، وهمام، والأوزاعي - عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره. الحديث: 4513 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 353 4514 - (ت س) أبو قتادة - رضي الله عنه -: قال: «قيل: يا رسولَ الله كيف بمن صام الدهر؟ قال: لا صام، ولا أفطر» . أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي عن أبي قتادة عن عمر قال: «كنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فمررنا برجل، فقالوا: يا رسولَ الله، هذا لا يفطر منذ كذا وكذا، فقال: لا صام، ولا أفطر» (1) . وهذا الحديث طرف من حديث قد أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وقد تقدَّم في النوع التاسع من الفرع الأول من هذا الفصل (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (767) في الصوم، باب ما جاء في صوم الدهر، والنسائي 4 / 207 في الصوم، باب النهي عن صيام الدهر - ذكر الاختلاف على غيلان بن جرير فيه، وإسناده صحيح. (2) انظر الصفحات (335 - 337) من هذا الجزء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (767) حدثنا قتيبة. وأحمد بن عبدة قالا: حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد عن أبي قتادة، فذكره. وأخرجه النسائي (4/207) أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: أنبأنا أبوهلال قال: حدثنا غيلان - وهو ابن جرير - قال: حدثنا عبد الله - وهو ابن معبد الزماني - عن أبي قتادة عن عمر قال، فذكره. قال أبو عيسى: حديث أبي قتادة حديث حسن. الحديث: 4514 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 353 النوع الثاني: صوم أواخر شعبان 4515 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذا انتصف شعبان فلا تصوموا» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي: «إِذا بَقيَ نصف من شعبان فلا تصوموا» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2337) في الصوم، باب في كراهية من يصل شعبان برمضان، والترمذي رقم (738) في الصوم، باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان، وإسناده صحيح، وقد جمع بعضهم بين هذا الحديث والذي بعده بأن هذا الحديث محمول على من يضعفه الصوم، والحديث بعده مخصوص بمن يحتاط بزعمه لرمضان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/442) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أبو العميس عتبة. والدارمي (1747) قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا عبد الرحمن الحنفي، يقال عبد الرحمن بن إبراهيم. وفي (1748) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، عن عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (2337) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وابن ماجة (1651) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا مسلم بن خالد. والترمذي (738) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14098) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن محمد بن ربيعة، عن أبي عميس. أربعتهم - أبو العميس عتبة بن عبد الله، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وعبد العزيز بن محمد، ومسلم بن خالد - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. (*) قال أبو داود: وكان عبد الرحمن لا يحدث به. قلت لأحمد: لم؟ قال: لأنه كان عنده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصل شعبان برمضان. وقال: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلافه. قال أبو داود: وليس هذا عندي خلافه ولم يجئ به غير العلاء عن أبيه. الحديث: 4515 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 354 4516 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يتقدمنَّ أحدُكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إِلا أن يكونَ رجلاً كان يصومُ صوماً فليَصُمْهُ» . أَخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي. وللترمذي في أخرى بزيادة: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فَعُدُّوا ثلاثين» . وأخرجه النسائي مثلهم، وله في أخرى قال: «أَلا لا تتقدَّموا قبل الشهر بصيام، إِلا رَجُل كان يصوم صياماً أتى ذلك اليومُ على صيامه» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 109 في الصوم، باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين، ومسلم رقم (1082) في الصوم، باب لا تتقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، وأبو داود رقم (2335) في الصوم، باب فيمن يصل شعبان برمضان، والترمذي رقم (684) في الصوم، باب ما جاء لا تقدموا الشهر بصوم، والنسائي 4 / 149 في الصوم، باب التقدم قبل شهر رمضان، وباب ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو على أبي سلمة فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/234) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم. قال: حدثنا هشام. وفي (2/281) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/347 و 408) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. (ح) وعفان. قال: حدثنا أبان. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا علي بن المبارك. وفي (2/513) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله وحسين بن ذكوان. وفي (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر. قالا: حدثنا هشام. والدارمي (1696) قال: أخبرنا وهب بن جرير. قال: حدثنا هشام. والبخاري (3/35) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام. ومسلم (3/125) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال أبو بكر: حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك. (ح) وحدثناه يحيي بن بشر الحريري. قال: حدثنا معاوية - يعني ابن سلام -. (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر. قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد. قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا شيبان. وأبو داود (2335) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام. وابن ماجة (1650) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب والوليد بن مسلم، عن الأوزاعي. والترمذي (685) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك. والنسائي (4/149) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا الوليد، عن الأوزاعي. وفي (4/149) قال: أخبرني عمران بن يزيد بن خالد. قال: حدثنا محمد بن شعيب. قال: أنبأنا الأوزاعي. وفي (4/154) قال: أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال: أخبرني أبي، عن جدي. قال: أخبرني شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي وابن أبي عروبة. جميعهم - هشام الدستوائي، ومعمر، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وعلي بن المبارك، وحسين بن ذكوان، ومعاوية بن سلام، وأيوب السختياني، وشيبان، والأوزاعي، وسعيد بن أبي عروبة - عن يحيى بن أبي كثير. 2 - وأخرجه أحمد (2/438) قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد. وفي (2/497) قال: حدثنا محمد ابن عبد الله الأنصاري. والترمذي (684) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. ثلاثتهم - يحيى، ومحمد بن عبد الله، وعبدة - عن محمد بن عمرو. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة،فذكره. الحديث: 4516 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 354 4517 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تتقدَّموا الشهرَ بصيامِ يوم أو يومين، إِلا أن يوافقَ ذلك يوماً كان يصومُهُ أحدُكم» . أخرجه النسائي، وقال: هذا خطأ (1) .   (1) 4 / 149 في الصوم، باب التقدم قبل شهر رمضان - ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو على أبي سلمة فيه، وإسناده حسن، والظاهر أن النسائي عنى بقوله: وهذا خطأ، أي: رواية هذا الحديث عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن ابن عباس، وأن روايته: عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة، قال: أخبرني أبو هريرة ... الحديث، كما في الذي قبله عند النسائي 4 / 149. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/149) قال: أخبرنا محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، فذكره. قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ. الحديث: 4517 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 355 4518 - (خ م د) عمران بن حصين - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أما صمت من سَرَرِ هذا الشهر؟ يعني: آخرَ شعبان» قال: لا، قال: «إِذا أفطرت فصم يومين» . وفي رواية قال: «أصمت سَرَرَ هذا الشهر؟ قال: أظنه يعني رمضانَ» . وفي أخرى: «من سَرَرِ شعبانَ» ، قال البخاري: «وشعبانُ» أصح. وفي أخرى: «أصمتَ من سُرَّةِ هذا الشهر؟» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود قال: «هل صمتَ من سَرَرِ شعبانَ [شيئاً] ؟» قال: لا، قال: «فإذا أفطرت فصم يوماً» . وفي أخرى قال: «يومين» (1) . [ص: 356] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سِرُّ الشهر) : آخره، وكذلك سَرَره وسِرَاره. قال الخطابي: وما روي عن الأوزاعي أنه قال: «سِرُّه» : أوله، غلط في النقل، ولا أعرف له وجهاً في اللغة، قال: وقوله في الحديث: «صوموا الشهر» يريد: مُسْتَهَلَّ الشهر، والعرب تسمي الهلال شهراً، قال: والشهر مثل قُلامَة الظفر، قال: وفي «السر» ثلاث لغات: سِرُّه، وسَرَرُه، وسِرَاره. قال: ويجوز أن يكون سِرُّه: وسطه، وسِرُّ كل شيء: جَوفُه ووسطه، ومنه سُرَّة الإنسان، فيكون حَثّاً على صيام الأيام البيض، قال: وقوله: «هل صُمْتَ من سَرَرِ شعبان شيئاً؟ قال: لا» يشبه أن يكون سؤال زجر وإنكار؛ لأنه قد نهى أن يُستقبل الشهر بيوم أو يومين، ويشبه أن يكون هذا الرجل قد أوجبهما على نفسه، فاستحب له الوفاء بهما، وأن يجعل قضاءهما في شوال.   (1) رواه البخاري 4 / 200 و 201 في الصوم، باب الصوم من آخر الشهر، ومسلم رقم (1161) في الصيام، باب صوم سرر شعبان، وأبو داود رقم (2328) في الصوم، باب في التقدم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/428) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن ابن أخي مطرف بن الشخير. وفي (4/432) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سليمان - يعني التيمي-، عن أبي العلاء. وفي (4/434) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن التيمي، عن أبي العلاء. وفي (4/439) قال: حدثنا هاشم وعفان. قالا: حدثنا مهدي، «قال عفان:» حدثنا غيلان. وفي (4/442) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الجريري، عن أبي العلاء. (ح) وحدثنا يزيد، قال: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي العلاء بن الشخير. وفي (4/443) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد، عن ثابت. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا حماد، عن الجريري، عن أبي العلاء. وفيه (4/443) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا حماد، عن الجريري، عن أبي العلاء. وفيه (4/443) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت. (ح) وسعيد الجريري، عن أبي العلاء. وفي (4/446) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا مهدي، قال: حدثنا غيلان. والدارمي (1749) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير. والبخاري (3/54) قال: حدثنا الصلت بن محمد، قال: حدثنا مهدي، عن غيلان. (ح) وحدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، قال: حدثنا غيلان بن جرير. ومسلم (3/166) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال: حدثنا مهدي - وهو ابن ميمون -، قال: حدثنا غيلان بن جرير. وفي (3/168 و 169) قال: حدثنا هداب بن خالد، قال: حدثنا حماد ابن سلمة، عن ثابت. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن الجريري، عن أبي العلاء. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن ابن أخي مطرف بن الشخير. (ح) وحدثني محمد بن قدامة ويحيى اللؤلؤي، قالا: أخبرنا النضر، قال: أخبرنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله بن هانئ بن أخي مطرف. وأبو داود (2328) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن ثابت. «قال حماد:» وسعيد الجريري، عن أبي العلاء. والنسائي في الكبرى «الورقة 39 - أ» قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا ثابت. «قال حماد:» وسعيد الجريري، عن أبي العلاء. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي العلاء. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن التيمي، عن أبي العلاء. أربعتهم - عبد الله بن هانئ ابن أخي مطرف، وأبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، وغيلان بن جرير، وثابت - عن مطرف، فذكره. (*) قال عمرو بن علي: حدثنا يحيى مرتين: مرة «عن مطرف، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعمران» . السنن الكبرى الورقة (39 - أ) . * أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 39 - أ» قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه، قال: حدثنا أبو العلاء بن الشخير أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل، فذكر نحوه، فقلت له: عمن يحدث هذا أبو العلاء؟ قال: سألت رجلا من أهل بيته عمن يحدث هذا أبو العلاء؟ فقال الرجل: عن عمران بن حصين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 4518 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 355 4519 - (د) المغيرة بن فروة: قال: «قام معاويةُ في الناس بِدَيْرِ مِسْحَل، الذي على باب حِمْص، فقال: يا أيُّها الناسُ، إِنا قد رأينا الهلال يومَ كذا، وكذا، وإِني متقدِّم بالصيام، فمن أحبَّ أن يفعلَه فليفعله، [قال] : فقام إليه مالكُ بنُ هُبَيْرَةَ السبَئيُّ (1) ، فقال: يا معاويةُ، أَشيء سمعتَه من رسولِ الله [ص: 357] صلى الله عليه وسلم-، أم شيء من رأيك؟ فقال: بل سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: صوموا الشهر وسِرَّه» . قال الأوزاعي: «سِرُّهُ: أوَّلُه» . أخرجه أبو داود. وزاد رزين: وقال غيره: «أوسطه» ، وقال جماعة: هو آخره، حين يستسِرُّ الهلال، وهو الذي عَنى معاويةُ (2) .   (1) مالك بن هبيرة: له صحبة. كنيته: أبو سعيد. عداده في أهل مصر، ويعد من الحمصيين لأنه ولي حمص لمعاوية، روى عنه من أهل حمص غير واحد. (2) رقم (2329) ورقم (2330) ورقم (2331) في الصوم، باب في التقدم، والمغيرة بن فروة وهو الثقفي أبو الأزهر الدمشقي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2329) قال: حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيري من كتابه قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء عن أبي الأزهر المغيرة بن فروة، فذكره. الحديث: 4519 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 356 النوع الثالث: صوم يوم عرفة 4520 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن صومِ يومِ عرفةَ بعرفةَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2440) في الصوم، باب في صوم يوم عرفة بعرفة، وفي سنده مهدي بن حرب العبدي، وهو مهدي بن أبي مهدي الهجري، لم يوثقه غير ابن حبان، قال الحافظ في " التهذيب ": قال الحسين بن الحسن الرازي، قلت لابن معين: مهدي الهجري، قال: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في " الثقات "، قلت (القائل ابن حجر) : وصحح ابن خزيمة حديثه، أقول: وانظر الأحاديث التي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/304) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (2/446) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2440) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (1732) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14253) عن سليمان بن معبد، عن سليمان بن حرب. وابن خزيمة (2101) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا أبو داود. أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي،ووكيع، وسليمان بن حرب، وأبو داود - عن حوشب بن عقيل، عن مهدي العبدي، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 4520 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 357 4521 - (خ م) ميمونة أم المؤمنين - رضي الله عنها -: «أن الناس شَكُّوا في صيامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة، فأرسلتُ إِليه بِحلاب وهو وَاقِف في المَوقِفِ، فَشَرِبَ والنَّاسُ يَنْظُرونَ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 358] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِحِلاب) الحلابُ: قَدَح يُحْلَبُ فيه، بملء قَدْرِ الحَلبة.   (1) رواه البخاري 4 / 207 في الصوم، باب صوم يوم عرفة، ومسلم رقم (1124) في الصيام، باب استحباب الفطر للحاج يوم عرفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3/55) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (3/146) قال: حدثني هارون ابن سعيد الأيلي. وابن خزيمة (2829) قال: حدثنا الربيع. ثلاثتهم - يحيى، وهارون، والربيع - عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن كريب مولى ابن عباس، فذكره. الحديث: 4521 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 357 4522 - (خ م ط د) أم الفضل - رضي الله عنها -: «أن ناساً اختلفوا عندها يومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال بعضهم: هو صائِم، وقال بعضهم: ليس بِصَائِم، فَأرسلتُ إِليه بِقَدَح لَبَن، وهو واقف على بَعِيرِه فشَرِبَه» . وفي رواية: «فبعثْتُ إِليه بِشَراب فَشَرِبَه» . أخرجه البخاري، والموطأ، وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 206 في الصوم، باب صوم يوم عرفة، وفي الحج، باب صوم يوم عرفة، وفي الأشربة، باب شرب اللبن، وباب من شرب وهو واقف على بعيره، وباب الشرب في الأقداح، والموطأ 1 / 375 في الحج، باب صيام يوم عرفة، وأبو داود رقم (2441) في الصوم، باب صوم عرفة بعرفة، وقد أغفل المصنف رواية هذا الحديث عن مسلم، وهو عنده رقم (1123) في الصوم، باب استحباب الفطر للحاج يوم عرفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (245) . وأحمد (6/340) قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان. وفي (6/339) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/340) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مالك. والبخاري (2/198) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/198) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك. وفي (3/55) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى عن مالك. (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (7/140) قال: حدثنا الحميدي، سمع سفيان. وفي (7/143) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة. وفي (7/147) قال: حدثني عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/145) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وفي (3/146) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. وابن أبي عمر، عن سفيان. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو. وأبو داود (2441) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن خزيمة (2828) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك بن أنس. (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث. خمستهم - مالك، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وعمرو بن الحارث - عن سالم أبي النضر عن عمير مولى عبد الله بن عباس، فذكره. الحديث: 4522 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 358 4523 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أفْطَرَ بِعَرَفَةَ، وأَرسَلَتْ إِليه أُمُّ الفَضْلِ بِلَبَن فشربَه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (750) في الصوم، باب ما جاء في كراهية صوم يوم عرفة بعرفة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/278) (2517) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (1/360) (3398) قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (750) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6002) عن زياد بن أيوب، عن ابن علية. كلاهما - وهيب، وإسماعيل بن علية - قالا: حدثنا أيوب، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 4523 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 358 4524 - (ت) عبد الله بن أبي نجيح يسار: عن أبيه قال: «سُئِلَ ابنُ عمرَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فقال: حججتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فلم يَصُمْ، ومع أبي [ص: 359] بَكر فلم يصمْه، ومع عمر فلم يصمْه، ومع عثمان فلم يصمْه، وأنا لا أصُومُه، ولا آمُرُ به، ولا أنْهى عَنه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (751) في الصوم، باب ما جاء في كراهية صوم يوم عرفة بعرفة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/47) (5080) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وسفيان بن عيينة. وفي (2/50) (5117) قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (1772) قال: أخبرنا المعلى بن أسد، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. والترمذي (751) قال: حدثنا أحمد بن منيع، وعلي بن حجر، قالا: حدثنا سفيان ابن عيينة، وإسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8571) عن علي بن حجر، عن سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن إبراهيم. كلاهما - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وسفيان بن عيينة - قالا: حدثنا ابن أبي نجيح، عن أبيه، فذكره.. * في رواية أحمد بن حنبل (2/47) (5080) قال: وقال سفيان مرة: عمن سأل ابن عمر. * أخرجه الحميدي (681) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل، أن رجلا سأل ابن عمر، فذكره. * وأخرجه أحمد (2/73) (5420) قال: حدثنا عفان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8571) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. كلاهما - عفان، وخالد بن الحارث - عن شعبة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل، عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 4524 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 358 النوع الرابع: صوم الجمعة والسبت 4525 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَصُومَنَّ أحدُكُم يوم الجمعة إِلا أن يصومَ يوماً قَبْلَهُ أو بَعْدَهُ» . هذا لفظ البخاري. وعند مسلم: «لا يصومُ أحدكم يوم الجمعة إِلا أن يصومَ قبلَه، أو يصومَ بعدَه» . وله في أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَخْتَصُّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تَخُصُّوا يومَ الجمعة بصيام من بين الأيام، إِلا أن يكونَ في صوم يصومُه أحدُكم» . وعند الترمذي مثل الرواية الثانية. وعند أبي داود مثلها، وقال: «إِلا أن يصومَ قبلَه بيوم أو بعدَه» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 203 في الصوم، باب صوم يوم الجمعة، وإذا أصبح صائماً يوم الجمعة فليفطر، ومسلم رقم (1144) في الصيام، باب كراهية صيام يوم الجمعة منفرداً، وأبو داود رقم (2420) في الصوم، باب النهي أن يخص يوم الجمعة بصوم، والترمذي رقم (743) في الصوم، باب ما جاء في كراهية صوم يوم الجمعة وحده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/495) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (3/54) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (3/154) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال:حدثنا حفص وأبو معاوية. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (2420) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (1723) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية وحفص بن غياث. والترمذي (743) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12503) عن أحمد بن حرب الموصلي، عن أبي معاوية. وابن خزيمة (2158) قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير. ثلاثتهم - عبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، وأبو معاوية - عن الأعمش عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 4525 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 359 4526 - (خ د) جُويرية - رضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «دخلَ عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال لها: أصمتِ أمسِ؟ قالت: لا، قال: تريدين أَن تصومي غداً؟ قالت: لا، قال: فأفطري» . أخرجه البخاري، وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 203 في الصوم، باب صوم يوم الجمعة وإذا أصبح صائماً يوم الجمعة فعليه أن يفطر، وأبو داود رقم (2422) في الصوم، باب الرخصة [أن يصوم يوم السبت] . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/324) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا بهز. قال: حدثنا همام. وفي (6/430) قال: حدثنا محمد وحجاج. قالا: حدثنا شعبة. وفي (6/430) أيضا قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وعبد بن حميد (1557) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا شعبة. والبخاري (3/54) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وحدثني محمد. قال: حدثنا غندر. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (2422) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: حدثنا همام. (ح) وحدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا همام. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15789) عن إبراهيم بن محمد التيمي القاضي. عن يحيى القطان، عن شعبة. كلاهما - شعبة، وهمام بن يحيى - عن قتادة، عن أبي أيوب، فذكره. (*) في رواية وكيع: «عن أبي أيوب الهجري» . وفي رواية حفص بن عمر عن همام «عن أبي أيوب العتكي» . الحديث: 4526 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 360 4527 - (خ م) محمد بن عباد: قال: «سألتُ جابرَ بنَ عبد الله وهو يطوف بالبيت: أنهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيام يوم الجمعة؟ قال: نعم، وربِّ هذا البيتِ» . أخرجه البخاري ومسلم. زاد البخاري في رواية: «يعني: أن ينفردَ بصيامه» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 202 و 203 في الصيام، باب صوم يوم الجمعة وإذا أصبح صائماً فعليه أن يفطر، ومسلم رقم (1143) في الصيام، باب كراهية صيام يوم الجمعة منفرداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (1226) . وأحمد (3/312) . ومسلم (3/153) قال: حدثنا عمرو الناقد. وابن ماجة (1724) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي في الكبرى «ورقة 38 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - الحميدي، وأحمد، وعمرو، وهشام، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (3/296) قال: حدثنا عبد الرزاق. والدارمي (1755) . والبخاري (3/54) قال الدارمي: أخبرنا، وقال البخاري: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (3/154) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى «ورقة 38 -أ» قال: أخبرنا يوسف بن سعيد المصيصي قال: حدثنا حجاج. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وأبو عاصم، وحجاج - عن ابن جريج. كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن محمد بن عباد بن جعفر، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى «ورقة 38 -أ» قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. (ح) وأخبرنا سليمان بن سلم البلخي، قال: حدثنا النضر. (ح) وأخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا حفص. ثلاثتهم - يحيى، والنضر، وحفص بن غياث - عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر، فذكره. «ليس فيه عبد الحميد بن جبير» . الحديث: 4527 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 360 4528 - (د ت) عبد الله بن بسر السلمي: عن أختِهِ الصَّماءِ: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصومُوا يوم السبت إِلا فِيما افْترضَ اللهُ عليكم، فَإِن لم يجدْ أحدُكم إِلا لِحاءَ عِنَبَة أو عُودِ شجر فليمْضَغْهُ» . أَخرجه الترمذي، وأبو داود (1) . [ص: 361] وقال أبو داود: هذا حديث منسوخ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لِحَاءَ عِنَبَة) اللِّحاء: قشر الشجر، وأراد به: قشر العنبة التي يجمع ماؤها.   (1) رواه أبو داود رقم (2421) في الصوم، باب النهي أن يخص يوم السبت بصوم، والترمذي رقم (744) في الصوم، باب ما جاء في صوم يوم السبت، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1726) في الصيام، باب ما جاء في صيام يوم السبت، وأحمد في " المسند " 6 / 368، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. (2) والراجح عدم النسخ، كما ذكر الحافظ في " التلخيص ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه عبد بن حميد (508) . وابن ماجة (1726) قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى «الورقة 38 - أ» قال: أخبرنا علي بن خشرم. كلاهما - أبو بكر، وابن خشرم - عن عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد. 2 - وأخرجه النسائي «الكبرى - الورقة 38 - أ» قال: أخبرنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني الزبيدي، قال: حدثنا لقمان بن عامر، عن عامر بن جشيب. 3 - وأخرجه النسائي الكبرى «الورقة 38 - أ» قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا يزيد بن عبدربه، قال: حدثنا بقية، عن الزبيدي، عن عامر بن جشيب. «ليس فيه لقمان» . كلاهما - ثور، وعامر - عن خالد بن معدان، فذكره. الحديث: 4528 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 360 الفصل الرابع: في سنن الصوم وجائزاته ومكروهاته ، وفيه ثمانية فروع الفرع الأول: في السحور ، وفيه نوعان النوع الأول: في الحث عليه 4529 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَسَحَّرُوا، فإِنَّ فِي السَّحُورِ بركة» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي (1) . [ص: 362] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّحُور) بفتح السين: ما يُتَسحَّر به، وبضمها: الفِعلُ نَفْسُهُ.   (1) رواه البخاري 4 / 120 في الصوم، باب بركة السحور من غير إيجاب، ومسلم رقم (1095) في الصيام، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، والترمذي رقم (708) في الصوم، باب ما جاء في فضل السحور، والنسائي 4 / 141 في الصوم، باب الحث على السحور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/281) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1703) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. والبخاري (3/37) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وابن خزيمة (1937) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد - هو ابن جعفر -. ثلاثتهم - ابن جعفر، وسعيد، وآدم - عن شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (3/99) . ومسلم (3/130) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن خزيمة (1937) قال: حدثنا زياد بن أيوب. ثلاثتهم - أحمد، ويحيى، وزياد - عن هشيم. 3 - وأخرجه أحمد (3/99) . ومسلم (3/130) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وزهير بن حرب. وابن خزيمة (1937) قال: حدثنا أبو عمار. أربعتهم - أحمد، وأبو بكر، وزهير، وأبو عمار - عن إسماعيل بن علية. 4 - وأخرجه ابن ماجة (1692) . وابن خزيمة (1937) قالا: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد ابن زيد. 5- وأخرجه أحمد (3/258) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. 6 - وأخرجه ابن خزيمة (1937) قال: حدثنا عمران بن موسى، قال: " حدثنا عبد الوارث. ستتهم - شعبة، وهشيم، وإسماعيل، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وعبد الوارث - عن عبد العزيز ابن صهيب، فذكره. الحديث: 4529 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 361 4530 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ في السَّحورِ بركة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 140 و 141 في الصوم، باب الحث على السحور، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/140) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن. وابن خزيمة (1936) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا أبو يحيى محمد ابن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا أحمد بن يونس. كلاهما - عبد الرحمن، وأحمد بن يونس - عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، فذكره. أخرجه النسائي (4/141) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: تسحروا. «موقوف» قال عبيد الله: لا أدري كيف لفظه. قال النسائى: عبيد الله أثبت عندنا من ابن بشار، وحديثه أولى بالصواب. «تحفة الأشراف» (7/9218) . الحديث: 4530 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 362 4531 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ في السَّحورِ بركة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 141 في الصوم، باب الحث على السحور ذكر الاختلاف على عبد الملك بن أبي سليمان، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/377) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا سفيان، عن ابن أبي ليلى. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا ابن أبي ليلى. والنسائي (4/141) قال: أخبرنا علي بن سعيد بن جرير نسائي. قال: حدثنا أبو الربيع. قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن عبد الملك بن أبي سليمان. وفي (4/141) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا ابن أبي ليلى. (ح) قال: وأخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان، عن ابن أبي ليلى. كلاهما - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الملك بن أبي سليمان - عن عطاء، فذكره. (*) قال النسائى: ابن أبي ليلى لين في الحديث، سييء الحفظ، ليس بالقوي. «تحفة الأشراف» (10/14202) . * أخرجه النسائي (4/141) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا يزيد. قال: أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: «تسحروا فإن في السحور بركة» . موقوفا. الحديث: 4531 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 362 4532 - (س) عبد الله بن الحارث عن رَجُل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «دخلتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يَتَسَحَّرُ، فقال: إِنها بركة أعْطاكم الله إِيَّاها، فلا تَدَعُوهُ» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 145 في الصوم، باب فضل السحور، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/367) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/370) قال: حدثنا روح. والنسائي (4/145) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أنبأنا عبد الرحمن. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وروح بن عبادة، وعبد الرحمن بن مهدي - قالوا: حدثنا شعبة. قال: سمعت عبد الحميد صاحب الزيادي، يحدث عن عبد الله بن الحارث، فذكره. الحديث: 4532 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 362 4533 - (م ت د س) عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «فَصْلُ ما بين صيامِنا وصيامِ أهل الكتاب: أكلَةُ السَّحَرِ» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1096) في الصيام، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، وأبو داود رقم (2343) في الصوم، باب توكيد السحور، والترمذي رقم (709) في الصوم، باب ما جاء في فضل السحور، والنسائي 4 / 146 في الصوم، باب فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/197) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفيه (4/197) قال: حدثنا يزيد. وفي (4/202) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (293) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والدارمي (1704) قال: حدثنا وهب بن جرير. ومسلم (3/130 و 131) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة. جميعا عن وكيع. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (2343) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والترمذي (709) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائي (4/146) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (1940) قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا يونس، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. (ح) وأخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم. (ح) وحدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع. ثمانيتهم - ابن مهدي، ويزيد بن هارون، ووكيع، وزيد بن الحباب، ووهب، وليث بن سعد، وعبد الله ابن وهب، وابن المبارك - عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن أبي قيس، فذكره. قال الترمذي: أهل مصر يقولون: «موسى بن علي» وأهل العراق يقولون: «موسى بن علي» . وهو موسى بن علي بن رباح اللخمي. الحديث: 4533 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 362 4534 - (د س) العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: قال: «دعاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى السَّحُورِ في رمضان، فقال: هَلُمَّ إِلى الغَدَاءِ المُبَارَك» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2344) في الصوم، باب من سمى السحور غداء، والنسائي 4 / 145 في الصوم، باب دعوة السحور، وفي سنده الحارث بن زياد، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب "، لكن يشهد له الحديثان اللذان بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/126) قال: حدثنا ابن خالد الخياط. وفي (4/127) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي. وأبو داود (2344) قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد. قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. والنسائي (4/145) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف بصري، قال: حدثنا عبد الرحمن. وابن خزيمة (1938) قال: حدثنا بندار. ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعبد الله بن هاشم، قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - حماد بن خالد،وعبد الرحمن بن مهدي - قالا: حدثنا معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، فذكره. الحديث: 4534 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 363 4535 - (س) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بغَدَاءِ السَّحُورِ، فإنه الغَدَاءُ المُبَارَكُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 146 في الصوم، باب تسمية السحور غداء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/132) قال: حدثنا عتاب. والنسائي (4/146) قال: أخبرنا سويد بن نصر. كلاهما - عتاب، وسويد - عن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، فذكره. * أخرجه النسائي (4/146) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن ثور، عن خالد بن معدان، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،فذكره «مرسل» . الحديث: 4535 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 363 4536 - (س) خالد بن معدان - رحمه الله -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لرجل: «هَلُمَّ إِلى الغَدَاءِ المُبَارَكِ، يعني: السَّحُورَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 146 في الصوم، باب تسمية السحور غداء، وإسناده منقطع، وقد وصله في الرواية التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/146) أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. عن ثور عن خالد بن معدان، فذكره. الحديث: 4536 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 363 4537 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «نِعْمَ سَحُورُ المؤمِنِ: التَّمْرُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2345) في الصوم، باب من سمى السحور الغداء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2345) قال: حدثنا عمر بن الحسن بن إبراهيم. قال: حدثنا محمد بن أبي الوزير أبو المطرف. قال: حدثنا محمد بن موسى، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 4537 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 363 النوع الثاني: في وقته وتأخيره 4538 - (خ م ت س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: «تَسحرنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قمنا إِلى الصَّلاةِ، قال أنس بن مالك: قلتُ: كم كان قَدْرُ ما بينَهما؟ قال: قَدْرُ خمسين آية» . وفي رواية عن قتادة: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وزيدَ بن ثابت تَسَحَّرا» جعله من مسند أنس، أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قال: «قَدَرَ خَمْسين آية» . وفي رواية النسائي قال: «قَدَرَ ما يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسينَ آيَة» . وفي أخرى: «قلتُ: زُعِم أنَّ أنساً القَائِلُ: ما كان بين ذلك؟ قال: قَدْرَ ما يَقْرأُ الرَّجُلَ خمسينَ آية» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 118 و 119 في الصوم، باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر، وفي مواقيت الصلاة، باب وقت الفجر، وفي التهجد، باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح، ومسلم رقم (1097) في الصيام، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، والترمذي رقم (703) في الصوم، باب ما جاء في تأخير السحور، والنسائي 4 / 143 في الصوم، باب قدر ما بين السحور وبين صلاة الصبح، وباب ذكر اختلاف هشام وسعيد على قتادة فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/182و 186) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا وكيع. وفي (5/186) أيضا قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (248) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. والدارمي (1702) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. والبخاري (3/37) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (3/131) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1694) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (703) قال: حدثنا يحيي بن موسى، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. وفي (704) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (4/143) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا وكيع. وفي (4/143) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (1941) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث -. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع. ستتهم - يحيى، ووكيع، وعبد الملك، ومسلم، وأبو داود، وخالد - عن هشام الدستوائي. 2 - وأخرجه أحمد (5/185) قال: حدثنا عفان. وفي (5/186) قال: حدثنا يزيد. وفي (5/188) قال: حدثنا بهز بن أسد أبو الأسود. والبخاري (1/151) قال: حدثنا عمرو بن عاصم. ومسلم (3/131) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا يزيد بن هارون. أربعتهم - عفان، ويزيد، وبهز، وعاصم -عن همام. 3 - وأخرجه أحمد (5/192) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا أبو هلال. 4 - وأخرجه مسلم (3/131) قال: حدثنا ابن المثنى. وابن خزيمة (1941) قال: حدثنا بندار محمد بن بشار. كلاهما - ابن المثنى، وبندار - قالا: حدثنا سالم بن نوح، قال: حدثنا عمر بن عامر. أربعتهم -هشام، وهمام، وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي، وعمر بن عامر - عن قتادة، عن أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 4538 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 364 4539 - (س خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «تَسَحَّر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وزيدُ بن ثابت، ثم قاما، فدخَلا في صلاة الصُّبْح، فقلت [ص: 365] لأَنس: كم كان بين فَرَاغِهما ودُخُولِهما في الصَّلاة؟ قال: قَدَرَ ما يَقْرَأُ الإِنسانُ خَمْسين آيَة» . وفي رواية: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وذلك عند السَّحَر: «يا أَنسُ، إِني أُريدُ الصِّيامَ، فأطْعِمْني شيئاً، فأتيتُه بتَمر، وإِنَاء فيه ماء - وذلك بعد أن أَذَّنَ بلال - قال: يا أنس، انظُر رَجُلاً يأكل معي، فدَعُوْتُ زيد بن ثابت، فجاء فقال: إِني شربت شَربة سويق، وأنا أريدُ الصِّيامَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وأنا أريد الصِّيامَ، فَتَسَحَّرَ معه، ثم قام فصلى ركعتين، ثم خرج إِلى الصلاة» . أخرجه النسائي. وفي رواية البخاري عن أنس: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وزيد بن ثابت تَسحَّرا فلما فرغا من سَحورِهِما، قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِلى الصلاة، فصلى، قال: قلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سَحُورِهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: قدر ما يَقْرَأُ الرجل خَمْسين آية» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 118 و 119 في الصوم، باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر، وفي مواقيت الصلاة، باب وقت الفجر، وفي التهجد، باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح، والنسائي 4 / 143 في الصوم، باب قدر ما بين السحور وبين صلاة الصبح - ذكر اختلاف هشام وسعيد على قتادة فيه، وباب السحور بالسويق والتمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/170) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/234) قال: حدثنا عبد الوهاب. وعبد بن حميد (1190) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي. والبخاري (1/151) قال: حدثنا الحسن بن الصباح، سمع روح بن عبادة. وفي (2/63) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا روح. والنسائي (4/143) قال: أخبرنا أبو الأشعث، قال: حدثنا خالد بن الحارث. خمستهم - ابن جعفر، وعبد الوهاب، وابن بشر، وروح، وخالد - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره. الحديث: 4539 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 364 4540 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: «كنت أَتَسَحَّرُ [ص: 366] [في أهلي] ثم يكونُ بي سُرْعَة أن أُدْرِك صلاة الفَجْرِ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 4 / 118 في الصلاة، باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر، وفي المواقيت، باب وقت الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (1/151) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان. وفي (3/37) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وابن خزيمة (1942) قال: حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا سليمان - وهو ابن بلال. كلاهما - سليمان، وعبد العزيز - عن أبي حازم، فذكره. في رواية ابن خزيمة: «أن أدرك صلاة الصبح ... » . وفي رواية البخاري (1/151) : «أن أدرك صلاة الفجر ... » . الحديث: 4540 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 365 4541 - (س) زر بن حبيش - رحمه الله -: قال: «قلنا لحذيفة: أيَّةَ ساعة تسحَّرتَ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو النَّهَارُ، إِلا أن الشمسَ لم تَطْلُعْ» . وفي رواية قال زِرُّ بنُ حُبيش: «تَسَحَّرْتُ [مع حذيفةَ] ، ثم خرجنا إِلى الصلاة، فلما أتينا المَسجِدَ صلَّيْنا رَكْعَتْيْن، وأُقِيمَت الصَّلاةُ، وليس بينهما إِلا هُنَيْهة» . وفي رواية عن صِلَة بنِ زُفَر: «تسحَّرتُ مع حذيفةَ، ثم خرجنا إِلى المسجد، فصلينا رَكْعَتي الفَجرِ، ثم أُقِيمَت الصَّلاةُ فَصَلَّينا» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 142 في الصوم، باب تأخير السحور، وذكر الاختلاف على زر فيه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/396) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/399) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/400) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (5/405) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا شريك بن عبد الله. وابن ماجة (1695) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. والنسائي (4/142) قال:أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب، قال: أنبأنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم- حماد بن سلمة، وسفيان، وشريك، وأبو بكر بن عياش - عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، فذكره. الحديث: 4541 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 366 4542 - (خ م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَمنَعَنَّ أحدَكم أذانُ بِلال من سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤذِّن - أو قال: ينادي - بليل، لِيَرجِعَ قائِمَكم، ويُوقِظَ نَائِمَكم، وليس الفَجرُ أن يقول: هكذا - وجمع بعضُ الرواة كَفَّيه - حتى يقول: هذا، ومدَّ إِصبعيه السَّبَّابَتَيْنِ» . [ص: 367] وفي رواية: «هو المُعْتَرِضُ، وليس بالمُستَطِيل» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. وفي رواية النسائي: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ بلالاً يُؤذِّنُ بِلَيْل، ليُنبِّه نائِمَكُم، ويَرْجِعَ قَائِمَكَم، وليس الفَجْرُ أن يقول: هكذا - وأَشار بكَفِّه - ولكن الفجر: أن يقول: هكذا، وأشار بالسَّبَّابَتَين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليَرْجِعَ قَائمَكم) القائم: هو الذي يصلي صلاةَ الليل، ورُجُوعه عن صلاته: إذا سمع الأذان.   (1) رواه البخاري 2 / 86 في الأذان، باب الأذان قبل الفجر، وفي الطلاق، باب الإشارة في الطلاق والأمور، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة الخبر الواحد، ومسلم رقم (1093) في الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، وأبو داود رقم (2347) في الصوم، باب وقت السحور، والنسائي 4 / 148 في الصوم، باب كيف الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/386) (3654) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/392) (3717) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (1/435) (4147) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (1/160) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وفي (7/67) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا يزيد ابن زريع. وفي (9/107) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى. ومسلم (3/129) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو خالد - يعني الأحمر-. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معتمر بن سليمان (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، والمعتمر بن سليمان. وأبو داود (2347) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (1696) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي. والنسائي (2/11) . وفي الكبرى (1521) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا المعتمر بن سليمان. وفي (4/148) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (402) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا المعتمر. (ح) وحدثناه يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. وفي (1928) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم بن كثير الدورقي، قال: حدثنا المعتمر. ثمانيتهم - يحيى، وابن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وزهير، ويزيد بن زريع، وأبو خالد الأحمر، ومعتمر بن سليمان، وجرير - عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 4542 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 366 4543 - (خ م ط س) عائشة، وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن بلالاً يُؤذِّنُ بِلَيْل، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابنُ أُمِّ مَكْتُوم» . وفي رواية عنها، وعن ابن عمر: «أنَّ بلالاً كان يؤذِّنُ بِليل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كُلوا واشْرَبُوا حتى يُؤذِّنَ ابنُ أُمِّ مَكْتوم، فَإِنَّهُ لا يُؤذِّنُ حتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ» . [ص: 368] وفي أخرى عن ابن عمر قال: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُؤذِّنان: بلال، وابنُ أمِّ مكتوم الأعمى، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ بِلالاً يُؤذِّنُ بلَيْل، فكُلُوا واشْرَبُوا حتى يُؤذِّنَ ابْنُ أمِّ مَكتُوم، قال: ولم يكن بينهما إِلا أن ينزِل هذا، ويَرْقى هذا» . وفي عقبه متصلاً به من حديث عبد الله بن عمر: عن القاسم، عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- بمثله. أخرج الأولى البخاري ومسلم، والثانية: البخاري، والثالثة: مسلم، وأخرج الموطأ الأولى. وفي رواية النسائي قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا أَذَّنَ بِلال فَكُلوا واشْرَبُوا، حتى يُؤذِّنَ ابنُ أُمِّ مكتوم، [قالت] : ولم يكن بينهما إِلا أن يَنْزِلَ هذَا، ويَصْعَدَ هذا» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 117 في الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، وفي الأذان، باب الأذان قبل الفجر، ومسلم رقم (1092) في الصوم، باب بيان أن الدخول في الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، والموطأ 1 / 74 في الصلاة، باب قدر السحور من النداء، والنسائي 2 / 10 في الأذان، باب المؤذنان للمسجد الواحد، وباب هل يؤذنان جميعاً أو فرادى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/44 و 54) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (1193) قال: أخبرنا إسحاق. قال: حدثنا عبدة. والبخاري (1/161) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا أبو أسامة. (ح) وحدثني يوسف بن عيسى المروزي. قال: حدثنا الفضل بن موسى. وفي (3/37) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة. ومسلم (2/3 و 3/129) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وفي (3/129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا عبدة (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والنسائي (2/10) . وفي الكبرى (1519) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا حفص. وابن خزيمة (403) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم. قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد. سبعتهم - يحيى بن سعيد، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة، والفضل بن موسى، وعبد الله بن نمير، وحماد بن مسعدة، وحفص بن غياث - عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 4543 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 367 4544 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ بِلالاً يُنادي بِلَيْل، فكُلوا واشرَبُوا حتى يناديَ [ص: 369] ابنُ أمِّ مكتوم، قال: وكان ابنُ أُمِّ مكتوم رجلاً أعمى، لا ينادي حتى يقال له: أصْبَحْتَ أصْبَحْتَ» . أخرجه البخاري ومسلم، والموطأ. وأخرجه الترمذي، والنسائي إِلى قوله: «حتى يُناديَ ابنُ أمِّ مكتوم» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 82 و 83 في الأذان، باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره، وباب الأذان بعد الفجر، وفي الشهادات، باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، ومسلم رقم (1092) في الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، والموطأ 1 / 74 و 75 في الصلاة، باب قدر السحور من النداء، والترمذي رقم (203) في الصلاة، باب ما جاء في الأذان بالليل، والنسائي 2 / 10 في الأذان، باب المؤذنان للمسجد الواحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/44 و 54) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (1193) قال: أخبرنا إسحاق. قال: حدثنا عبدة. والبخاري (1/161) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا أبو أسامة. (ح) وحدثني يوسف بن عيسى المروزي. قال: حدثنا الفضل بن موسى. وفي (3/37) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة. ومسلم (2/3 و 3/129) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وفي (3/129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا عبدة. (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والنسائي (2/10) . وفي الكبرى (1519) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا حفص. وابن خزيمة (403) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم. قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد. سبعتهم - يحيى بن سعيد، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة، والفضل بن موسى، وعبد الله بن نمير، وحماد بن مسعدة، وحفص بن غياث - عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 4544 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 368 4545 - (م ت د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَغُرَّنكم من سَحورِكم أذانُ بلال، ولا بياضُ الأفُقِ المستطيلِ هكذا حتى يستطيرَ هكذا - وحكاه حماد بن زيد بيديه - قال: يعني: معترِضاً» . أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي: «لا يمنعنَّكم من سَحُوركم أذانُ بلال، ولا الفجرُ المستطيلُ، ولكنِ الفجرُ المستطيرُ في الأفق» . وفي رواية أبي داود: «لا يمنعنَّ من سَحوركم أذانُ بلال، ولا بياضُ الأُفُق الذي هو هكذا حتى يستطيرَ» . وفي رواية النسائي: «لا يَغُرَّنَّكم أذانُ بلال، ولا هذا البياضُ، حتى [ص: 370] ينفجرَ الفجرُ - هكذا وهكذا - يعني: معترضاً» (1) . قال أبو داود - يعني: الطيالسي -: بسط يديه يميناً وشِمالاً، مادّاً يديه. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يستطير) : استطار ضوء الفجر: إذا انبسط في الأفق وانتشر.   (1) رواه مسلم رقم (1094) في الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، وأبو داود رقم (2346) في الصوم، باب وقت السحور، والترمذي رقم (706) في الصوم، باب ما جاء في بيان الفجر، والنسائي 4 / 148 في الصوم، باب كيف الفجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/9) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. 2 - وأخرجه أحمد (5/13) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ومسلم (3/129) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (3/130) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل ابن علية. (ح) وحدثني أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. وأبو داود (2346) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد. وابن خزيمة (1929) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا ابن علية. ثلاثتهم - إسماعيل بن علية، وعبد الوارث، وحماد - عن عبد الله بن سوادة. 3 - وأخرجه أحمد (5/13) . والترمذي (706) قال: حدثنا هناد، ويوسف بن عيسى. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وهناد بن السري، ويوسف بن عيسى - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبو هلال. 4 - وأخرجه أحمد (5/7) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وروح. وفي (5/18) قال: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (3/130) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه ابن المثنى. قال: حدثنا أبو داود. والنسائي (4/148) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. خمستهم - ابن جعفر، وروح، ويزيد، ومعاذ، وأبو داود - عن شعبة. أربعتهم - همام، وعبد الله بن سوادة، وأبو هلال محمد بن سليم، وشعبة - عن سوادة بن حنظلة، فذكره. الحديث: 4545 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 369 4546 - (س) أنيسة بنت حبيب الأنصارية - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا أذَّنَ ابنُ أمِّ مكتوم فلا تأْكلوا، ولا تشربوا، وإِذا أذّنَ بلال فكلوا واشربوا» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 11 في الأذان، باب هل يؤذنان جميعاً أو فرادى، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/433) ، قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا هشيم. قال: حدثنا منصور - يعني ابن زاذان -. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (2/10) وفي الكبرى (1520) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم. قال: أنبأنا منصور. وابن خزيمة (404) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور - وهو ابن زاذان-. وفي (405) قال: حدثناه محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه أحمد بن مقدام العجمي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، ومنصور بن زاذان - عن خبيب بن عبد الرحمن، فذكره. (*) في روايتي عفان ومحمد بن جعفر، عن شعبة، عند أحمد: «عن خبيب بن عبد الرحمن، قال: سمعت عمتي» ولم يسمها. الحديث: 4546 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 370 4547 - (ت د) طلق بن علي - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلوا واشربوا، ولا يَهِيْدنَّكم الساطعُ المصْعِدُ حتى يعترضَ لكم الأحمر» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) . [ص: 371] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَهيدَنّكم) هِدْتُ الشيء: إذا حركته وأقلقته، يقول: لا تنزعجن للفجر المستطيل، فإنه الصبح الكذاب، فلا تمتنعوا به عن الأكل والشرب.   (1) رواه أبو داود رقم (2348) في الصوم، باب وقت السحور، والترمذي رقم (705) في الصوم، باب ما جاء في بيان الفجر، وإسناده حسن، قال الترمذي: وفي الباب عن عدي ابن حاتم وأبي ذر وسمرة، وقال الترمذي: حديث طلق بن علي حديث حسن غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم أنه لا يحرم على الصائم الأكل والشرب حتى يكون الفجر الأحمر المعترض، وبه يقول عامة أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/23) قال: حدثنا موسى، وأخرجه أحمد أيضا. قال: حدثنا أبو زكريا السيليحيني. كلاهما - موسى، وأبو زكريا - قالا: حدثنا محمد بن جابر. 2- وأخرجه أبو داود (2348) قال: حدثنا محمد بن عيسى. والترمذي (705) قال: حدثنا هناد. وابن خزيمة (1930) قال: حدثنا أحمد بن المقدام. ثلاثتهم - محمد، وهناد، وأحمد - قالوا: حدثنا ملازم بن عمرو. كلاهما - ابن جابر، وملازم - عن عبد الله بن النعمان، عن قيس بن طلق، فذكره. قال الترمذي: وفي الباب عن عدي ابن حاتم وأبي ذر وسمرة، وقال الترمذي: حديث طلق بن علي حديث حسن غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم أنه لا يحرم على الصائم الأكل والشرب حتى يكون الفجر الأحمر المعترض، وبه يقول عامة أهل العلم. الحديث: 4547 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 370 4548 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا سمع أحدُكم النداءَ، والإِناءُ على يده، فلا يَدَعْهُ (1) حتى يقضيَ حَاجَتَه» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة، والطبري، و " المستدرك ": فلا يضعه، وفي " مسند أحمد ": فلا يدعه، كما في الأصل. (2) رقم (2350) في الصوم، باب في الرجل يسمع النداء والإناء في يده، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 423، وأبو جعفر الطبري في " التفسير " رقم (3115) ، وإسناده صحيح، والحاكم في " المستدرك " 1 / 426 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/510) قال: حدثنا روح. وأبو داود (2350) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد. كلاهما - روح، وعبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. على شرط مسلم، ورواه حماد أيضا عن عمار بن أبي عمار. عن أبي هريرة. قال الحاكم في المستدرك: (1/588) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال الحافظ: في التلخيص على شرط مسلم، ورواه حماد أيضا عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة. الحديث: 4548 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 371 الفرع الثاني: في الإفطار ، وفيه أربعة أنواع النوع الأول: في وقت الإفطار 4549 - (خ م د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا أَقْبلَ الليلُ من هاهنا، وأدبَر النهارُ [من هاهنا] وغابتِ الشمسُ، فقد أفطرَ الصائمُ» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي: «فقد أفطرتَ» . وفي رواية أبي داود: «إِذا جاءَ الليل من هاهنا، وذهب النهار من هاهنا» . [ص: 372] زاد في رواية: «فقد أفطر الصائمُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فقد أفطر الصائم) : أي أنه صار في حكم المفطر وإن لم يأكل ولم يشرب وقيل: معناه: أنه دخل وقت الفطر، وجاز له أن يفطر، كما قيل: أصبح الرجل: إذا دخل في وقت الصبح، وكذلك أمسى وأظهر.   (1) رواه البخاري 4 / 171 في الصوم، باب متى يحل فطر الصائم، ومسلم رقم (1100) في الصيام، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار، وأبو داود رقم (2351) في الصوم، باب وقت فطر الصائم، والترمذي رقم (698) في الصوم، باب ما جاء إذا أقبل الليل وأدبر النهار فقد أفطر الصائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (20) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/28) (192، (1/54) (383) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/35) (231) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/48) (338) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1707) قال: حدثنا عثمان بن محمد. قال: حدثنا عبدة. والبخاري (3/46) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/132) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب وابن نمير. قال يحيى: أخبرنا أبو معاوية. وقال ابن نمير: حدثنا أبي. وقال أبو كريب. حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2351) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود. والترمذي (698) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. (ح) وعن أبي كريب، عن أبي معاوية، وعن محمد بن مثنى، عن عبد الله بن داود. والنسائي في الكبرى الورقة (43-ب) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. وابن خزيمة (2058) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا عبدة. سبعتهم - سفيان، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الله ابن داود - عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عاصم بن عمر، فذكره. الحديث: 4549 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 371 4550 - (خ م د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: «كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر في شهر رمضانَ، فلما غابت الشمسُ قال: يا فلانُ، انزل فاجْدحْ لنا، قال: يا رسولَ الله، إِنَّ عليك نهاراً، قال: انزلْ فاجْدَحْ لنا، قال: فنزل فَجَدَحَ، فأُتيَ به، فشرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال بيديه: إِذا غابتِ الشمسُ من هاهنا، وجاء الليل من هاهنا، فقد أفطر الصائمُ» . وفي رواية قال: «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فلما غابتِ الشمسُ قال لرجل: قال: انزلْ فاجْدَحْ لنا، فقال: يا رسولَ الله لو أمسيتَ، فقال: انزلْ فاجْدَحْ لنا، فقال: إِنَّ علينا نهاراً، فنزل فجدَح له، فشرب [ص: 373] ثم قال: إِذا رأيتم الليلَ قد أقبل من هاهنا - وأَشار بيده نحو المشرق - فقد أفطر الصائمُ» . أخرجه مسلم. وعند البخاري، قال: «كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فصام حتى أمسى، قال لرجل: انزل فاجْدَح لي، قال: لو انتظرتَ حتى تُمسيَ، قال: انزل فاجْدَحْ لي، إِذا رأيتَ الليل أقبلَ من هاهنا، فقد أفطرَ الصائمُ» . وفي أخرى لمسلم - ووافقه عليها أبو داود - قال: «سِرنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو صائم، فلما غربتِ الشمسُ قال: يا فلانُ، انزل فاجْدَحْ لنا» . إِلى هاهنا ذَكَر مسلم، ثم قال: «بمثل حديث ابن مُسهِرٍ، وعَبَّادِ بن العوام» يعني: الذي تقدَّم. وأما أبو داود: فإنه قال: «فلما غربتِ الشمسُ قال: يا بلالُ، انزل فاجْدَحْ لنا، قال: يا رسولَ الله، لو أمسيتَ، قال: انزل فاجْدَحْ لنا، قال: يا رسولَ الله، إِنَّ عليك نهاراً، قال: انزل فاجْدَحْ لنا، فنزل فجدح فشربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: إِذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا، فقد أَفطر الصائم، وأشار بإصبعه قِبَل المشرق» (1) . [ص: 374] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَاجْدَح) : جَدَحْتَ السَّويق: أي: لَتَتَّه، والمِجْدح: خشبة طرفها ذو جوانب يُخلَط بها.   (1) رواه البخاري 4 / 172 في الصوم، باب متى يحل فطر الصائم، وباب الصوم في السفر، وباب يفطر بما تيسر عليه، وباب تعجيل الإفطار، وفي الطلاق، باب الإشارة في الطلاق والأمور، ومسلم رقم (1101) في الصيام، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار، وأبو داود رقم (2352) في الصوم، باب وقت فطر الصائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الصوم (44) عن مسدد. عن عبد الواحد بن زياد و (43: 2) عن إسحاق الواسطي، عن خالد بن عبد الله و (45: 2) عن أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش و (33: 1) عن علي بن عبد الله، عن سفيان. وفي الطلاق (25: 4) عن علي بن عبد الله، عن جرير ومسلم في الصوم (10: 2) عن يحيى بن يحيى، عن هشيم، و (10: 3) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي بن مسهر وعباد بن العوام و (10: 4) عن أبي كامل الجحدري، عن عبد الواحد و (10: 5) عن ابن أبي عمر، عن سفيان و (10: 5) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير و (10: 5) عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة و (10: 5) عن محمد بن المثنى، عن غندر، عن شعبة. تسعتهم- عن سليمان بن الشيباني الكوفي. عن عبد الله بن أبي أوفى وأبو داود فيه الصوم (19: 2) عن مسدد. عن سليمان الشيباني. عن عبد الله بن أبي أوفى والنسائي فيه الصيام، الكبرى (11: 2) عن محمد ابن منصور عن سفيان عن سليمان الشيباني. عن عبد الله بن أبي أوفى. تحفة الأشراف (4/282) . الحديث: 4550 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 372 4551 - (ط) حميد بن عبد الرحمن: «أنَّ عمرَ بنَ الخطاب، وعثمانَ بنَ عَفَّانَ كانا يُصلِّيان المغربَ حين ينظرانِ إِلى الليلِ الأسود، قبلَ أن يفطرا، ثم يفطران بعد الصلاة، وذلك في رمضان» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 289 في الصيام، باب ما جاء في تعجيل الفطر، من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن عمر رضي الله عنه، وإسناده منقطع، فإن حميد بن عبد الرحمن لم يسمع من عمر وعثمان رضي الله عنهما، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله، فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/212) عن ابن شهاب. عن حميد بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب فذكره. قال الزرقاني: «لكن روى ابن أبي شيبة وغيره عن أنس قال:ما رأيت رسول الله يصلي حتى يفطر ولو على شربة من ماء وروى عن ابن عباس وطائفة أنهم كانوا يفطرون قبل الصلاة» . والحديث إسناده منقطع لأن حميد بن عبد الرحمن لم يسمع من عمر وعثمان رضي الله عنهما. الحديث: 4551 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 374 4552 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله-: «بلغه: أن الهلال رُئيَ في زمن عثمانَ بنِ عفانَ بعَشِيّ، فلم يُفْطِرْ عثمانُ حتى أمسى [وغابت الشمس] » . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 287 في الصيام، باب ما جاء في رؤية الهلال للصوم والفطر في رمضان بلاغاً، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/208) أنه بلغه فذكره. والحديث إسناده منقطع. الحديث: 4552 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 374 النوع الثاني: في تعجيل الإفطار 4553 - (خ م ط ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزالُ الناسُ بخير ما عَجَّلوا الفِطْرَ» . أخرجه البخاري ومسلم، [ص: 375] والموطأ، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 173 في الصوم، باب تعجيل الإفطار، ومسلم رقم (1098) في الصيام، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، والموطأ 1 / 288 في الصيام، باب ما جاء في تعجيل الفطر، والترمذي رقم (699) في الصوم، باب ما جاء في تعجيل الإفطار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (193) وأحمد (5/331) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا جرير ابن حازم. وسفيان. وفي (5/334) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (5/336) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن يوسف الأزرق، قالا: حدثنا سفيان. وفي (5/337) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا مالك. وفي (5/339) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك. وعبد بن حميد (458) قال: حدثنا عمر بن سعد، عن سفيان. والدارمي (1706) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري. والبخاري (3/47) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (3/131) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم. (ح) وحدثناه قتيبة، قال: حدثنا يعقوب. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان. وابن ماجه (1697) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (699) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان. (ح) وأخبرنا أبو مصعب قراءة. عن مالك، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4787) عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن، وابن خزيمة (2059) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن أبي حازم. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. خمستهم - مالك، وجرير، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن أبي حازم، يعقوب - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 4553 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 374 4554 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال الدِّينُ ظاهراً ما عَجَّل الناسُ الفطرَ؛ لأن اليهودَ والنصارى يؤخِّرونَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2353) في الصوم، باب ما يستحب من تعجيل الفطر، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1698) في الصيام، باب ما جاء في تعجيل الإفطار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/450) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (2353) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد. وابن ماجه (1698) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15117) عن شعيب بن يوسف، عن يزيد بن هارون. وابن خزيمة (2060) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا علي ابن خشرم. قال: حدثنا علي بن محمد (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي. قال: حدثنا المحاربي. ستتهم - يزيد بن هارون، وخالد بن عبد الله، ومحمد بن بشر، وعبد الأعلى، وعلي بن محمد، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 4554 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 375 4555 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «قال الله عز وجل: أحبُّ عبادي إِليَّ: أعجلُهم فِطراً» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (700) في الصوم، باب ما جاء في تعجيل الإفطار، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/237) قال: حدثنا الوليد. وفي (2/329) قال: حدثنا أبو عاصم. والترمذي (700) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (701) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال: أخبرنا أبو عاصم وأبو المغيرة. وابن خزيمة (2062) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. قال: حدثنا الوليد. (ح) قال: وحدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا أبو عاصم. ثلاثتهم - الوليد بن مسلم، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج - عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. * قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4555 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 375 4556 - (م س ت د) مالك بن عامر أبو عطية - رحمه الله -: قال: «دخلتُ أنا ومسروق [بن الأجدع] على عائشةَ أمِّ المؤمنين، فقلتُ: يا أمَّ المؤمنين، رَجُلانِ من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم-، أحدهما يعجِّلُ الإِفطار، ويعجِّل الصلاة، والآخرَ يؤخِّرُ الإِفطارَ ويؤخِّر الصلاةَ؟ قالت: أيُّهما الذي يُعجِّل الإِفطار ويعجِّل الصلاةَ؟ قال: قلنا: عبد الله بن مسعود، قالت: كذا كان يصنع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . [ص: 376] زاد في رواية: «والآخر أبو موسى» . وفي أخرى قال لها مسروق: «رجلانِ من أصحابِ محمد - صلى الله عليه وسلم-، كلاهما لا يأْلُو عن الخير، أحدُهما يعجِّل المغربَ والإِفطارَ، والآخَرُ يُؤخِّرُ المغربَ والإفطارَ، فقالت: من يُعَجِّلُ المغربَ والإِفطارَ؟ قال: عبدُ الله، فقالت: هكذا كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصنعُ» . أخرجه مسلم، والنسائي، إِلا أن النسائي لم يُسَمِّ المغربَ، وقال: «الصلاةَ» . أخرج الترمذي، وأبو داود الرواية الأولى. وأخرجه النسائي عن مالك بن عامر، ولم يذكر معه مسروقاً، قال: «قلتُ لعائشةَ: فينا رجلان من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، أحدُهما يعجِّلُ الإِفطارَ ويؤخِّرُ السَّحُورَ، والآخَرُ يُؤَخِّرُ الإِفطارَ ويُعَجِّلُ السَّحور ... وذكر الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا يألو) في كذا: أي لا يُقَصِّر.   (1) رواه مسلم رقم (1099) في الصيام، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، وأبو داود رقم (2354) في الصوم، باب ما يستحب من تعجيل الفطر، والترمذي رقم (702) في الصوم، باب ما جاء في تعجيل الإفطار، والنسائي 4 / 143 و 144 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على سليمان بن مهران في حديث عائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم في الصوم (9: 8) عن يحيى بن يحيى وأبي كريب. كلاهما عن أبي معاوية و (9: 9) عن أبي كريب. عن يحيى بن أبي زائدة. كلاهما - عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عطية. عن عائشة وأبو داود فيه الصوم (2: 2) عن مسدد والترمذي فيه الصيام (11-ب: 4) عن هناد عن أبي عطية عن عائشة. و (11-ب: 3) عن أحمد بن سليمان. عن. حسين بن علي. عن زائدة. عن الأعمش. عن أي عطية. عن عائشة. و (11-ب: 1) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن شعبة و (11-ب: 2) عن ابن بشار عن عبد الرحمن، عن سفيان. كلاهما عن سليمان الأعمش، عن خيثمة عن أبي عطية عن عائشة نحوه تحغة الأشراف (12/378) . الحديث: 4556 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 375 4557 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: أنه سمع عبد الكريم بن [ص: 377] أبي المخارق يقول: «مِنْ عََمَلِ النبوةِ: تعجيلُ الفِطرِ، والاستيناءُ بالسَّحورِ» . أَخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاستيناء) : التأني والتأخير.   (1) 1 / 158 في قصر الصلاة، باب وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة، وعبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال في " التهميد " ضعيف متروك باتفاق أهل الحديث، لقيه مالك بمكة، وكان مؤدب كتاب، حسن السمت فغره منه سمته، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه، فروى عنه من المرفوع هذا الحديث الواحد، فيه ثلاثة أحاديث، يتصل من غير رواية من وجوه صحاح، ولم يرو عنه حكماً، إنما روى عنه ترغيباً وفضلاً، قال الزرقاني: وروى الطبراني في " الكبير " بسند صحيح، عن ابن عباس: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنا معاشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا، وتأخير سحورنا، وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/453) عن عبد الكريم بن أبي المخارق البصري أنه قال: فذكره. قال الزرقاني في شرح الموطأ (1/453) قال في التمهيد: ضعيف-أي عبد الكريم بن أبي المخارق - متروك باتفاق أهل الحديث، لقيه مالك بمكة وكان مؤدب كتاب حسن السمت فغره منه سمته ولم يكن من أهل بلده فيعرفه، فروى عنه من المرفوع في الموطأ هذا الحديث الواحد فيه ثلاثة أحاديث مرسلة يتصل من غير روايته من وجوه صحاح ولم يرو عنه حكما إنما روى عنه ترغيبا وفضلا، وكذلك غر الشافعي من إبراهيم بن أبي يحيى حذقه ونباهته فروى عنه وهو مجمع على ضعفه لكنه أيضَا لم يحتج به في حكم أفرده به. انتهى باختصار. وقد روى البخاري لعبد الكريم هذا في قيام الليل، ومسلم في مقدمة صحيحه وأصحاب السنن إلا أن النسائي ما روى له إلا قليلا مات سنة ست وعشرين ومائة. قال: الزرقاني أخرج الطبراني في الكبير بسند صحيح عن ابن عباس سمعت النبي يقول: «إنا معاشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة» . الحديث: 4557 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 376 النوع الثالث: فيما يفطر عليه 4558 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن وَجَدَ تمراً فليفطر عليه، ومن لا، فليفطر على ماء، فإنَّ الماءَ طَهور» . وفي رواية قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُفْطِرُ قبل أن يصليَ على رُطَبات، فإن لم تكن رُطَبات فتَمرات، فإِن لم تكن تمرات حَسا حَسواتٍ من ماء» . [ص: 378] أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود الثانية (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2356) في الصوم، باب ما يفطر عليه، والترمذي رقم (694) في الصوم، باب ما جاء ما يستحب عليه الإفطار، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (694) ، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1026) ، وابن خزيمة (2066) . ثلاثتهم - عن محمد بن عمر بن علي المقدمي وأما ابن خزيمة فقال: حدثنا محمد بن عمر وأبو بكر بن إسحاق، قالا: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. وأخرجه أحمد (3/164) . وأبو داود (2356) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والترمذي (696) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد، وابن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثني ثابت فذكره. قال أبو عيسى. الترمذي: حديث أنس لا نعلم أحدا رواه عن شعبة مثل هذا، غير سعيد بن عامر، وهو حديث غير محفوظ ولا نعلم له أصلا من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس، وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب عن سلمان بن عامر عن النبي وهو أصح من حديث سعيد بن عامر وهكذا رووا عن شعبة عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن سلمان ولم يذكر فيه شعبة عن الرباب والصحيح ما رواه سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد: عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر. وابن عون يقول: عن أم الرائح بنت صليع عن سلمان بن عامر والرباب هي أم الرائح. وقال الترمذي في الرواية الأخرى «كان النبي يفطر قبل أن يصلي على رطبات..» التي أخرجها أبو داود: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4558 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 377 4559 - (ت د) سلمان (1) بن عامر الضبي: يبلغ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا أَفطرَ أحدُكُم فليفطرْ على تَمْر، فَإِنَّهُ بركة، فَإِن لم يَجدْ تمراً فالماءُ، فَإِنَّهُ طَهور، وقال: الصَّدَقَةُ على المسكينِ صَدَقة، وهي على ذي الرَّحمِ ثِنْتَانِ: صدقة، وصِلة» . أخرجه الترمذي. وللترمذي، وأبي داود في أخرى إِلى قوله: «طَهور» . ولم يذكرا «فإِنَّهُ بركة» (2) .   (1) في المطبوع: سليمان، وهو خطأ. (2) رواه أبو داود رقم (2355) في الصوم، باب ما يفطر عليه، والترمذي رقم (658) في الزكاة، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (2/823) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/17) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفيه (4/17) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، وفي (4/8 -أ) قال: حدثنا أبو معاوية. والدارمي (1708) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا ثابت بن يزيد. وأبو داود (2355) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وابن ماجه (1699) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بن فضيل. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد ابن فضيل. والترمذي (658) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (695) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان الثوري. (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى الورقة (43) قال: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2067) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد. (ح) وحدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، والثوري، وأبو معاوية، وثابت بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الرحيم ابن سليمان، ومحمد بن فضيل، وحماد بن زيد - عن عاصم الأحول. 2- وأخرجه أحمد (4/18) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى الورقة (43) قال: أخبرنا أحمد ابن حرب، قال: حدثنا ابن علية. (ح) وأخبرنا علي بن حجر، قال: أخبرنا قران بن تمام. (ح) وأخبرنا حسين بن محمد، قال: حدثنا خالد. أربعتهم - عبد الرزاق، وإسماعيل بن علية، وقران بن تمام، وخالد بن الحارث - عن هشام بن حسان. كلاهما - عاصم الأحول، وهشام بن حسان - عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب أم الرائح، فذكرته. * وأخرجه أحمد (4/18) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. والنسائي في الكبرى الورقة (43) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله، قال: أخبرنا أبو قتيبة، قال: حدثنا شعبة، عن هشام. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. (ح) وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة عن خالد. ثلاثتهم - عاصم الأحول، وهشام بن حسان، وخالد الحذاء - عن حفصة، عن سلمان بن عامر، عن النبي، -صلى الله عليه وسلم-، به ليس فيه الرباب أم الرائح. * وأخرجه أحمد (4/17) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى الورقة (43) قال: أخبرنا عبد الله بن الهيثم، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، وحماد بن مسعدة. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، ويوسف، وحماد - عن هشام، عن حفصة، عن الرباب الضبية، عن سلمان بن عامر الضبي به موقوفا. * قال هشام: وحدثني عاصم، أن حفصة ترفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني عن الرباب عن سلمان. * وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (43) قال: أخبرنا عبد الله بن الهيثم، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، عن هشام، عن حفصة، عن سلمان، فذكره موقوفا. * رواية سفيان بن عيينة: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة الحديث» . * قال النسائي: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث: فإنه بركة. غير سفيان بن عيينة. السنن الكبرى الورقة (43) . الحديث: 4559 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 378 النوع الرابع: في الدعاء عند الإفطار 4560 - (د) معاذ بن زهرة: بلغه أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إِذا أفطر قال: اللهم لك صُمْتُ، وعلى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ» . أخرجه أبو داود، وهو مرسل (1) .   (1) رقم (2358) في الصوم، باب القول عند الإفطار، مرسلاً، ولكن للحديث شواهد يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2358) حدثنا مسدد، ثنا هشيم، عن حصين، عن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبي فذكره. قلت: وأورده أبو داود في المراسيل (91) وعن معاذ بن زهرة أنه بلغه فذكره. وأورد الحافظ في تهذيب التهذيب الحديث في ترجمته فقال أرسل عن النبي في القول عند الإفطار. الحديث: 4560 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 378 4561 - (د) مروان بن سالم المقفع: قال: «رأيتُ ابنَ عمر يقبض على لحيته، فيقطعُ ما زاد على الكفِّ، وقال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِذا أفطر [ص: 379] قال: ذَهَبَ الظَّمأُ، وابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وثَبَتَ الأجرُ إِن شاءَ اللهُ» . أخرجه أبو داود (1) . زاد رزين: «الحمدُ لله» . في أول الحديث.   (1) رقم (2357) في الصوم، باب القول عند الإفطار، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2357) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (299) قال: أخبرني قريش بن عبد الرحمن. كلاهما - عبد الله بن محمد، وقريش بن عبد الرحمن - قالا: حدثنا علي بن الحسن هو ابن شقيق، قال: أخبرنا الحسين بن واقد، قال: حدثنا مروان، يعني ابن سالم المقفع، فذكره. قلت: حسن إسناده الدارقطني في السنن، وذكر الحديث الحافظ في تهذيب التهذيب من ترجمته وقال: ذكره ابن حبان في الثقات مما يشعر انفراد ابن حبان بتوثيقه، وابن حبان معروف بتوثيق المجهولين فلا يعتمد توثيقه عند انفراده. الحديث: 4561 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 378 الفرع الثالث: ترك الوصال 4562 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الوصال، قالوا: إِنكَ تُوَاصِلُ؟ قال: إِني لَسْتُ كهيئتِكُم، إِني أُطْعَم وأُسْقَى» . وفي رواية: «لستُ مِثْلَكم» . أخرجه البخاري، ومسلم. وللبخاري: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- واصل، فواصل الناسُ، فشقَّ عليهم، فنهاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُواصلوا، قالوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قال: لَستُ كهيئتكم، إِني أَظَلُّ أُطعَم وأُسْقَى» . وأخرج الموطأ، وأبو داود الرواية الأولى (1) . [ص: 380] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوِصَال) : المواصلة في الصوم: هو أن يصوم يومين أو ثلاثة لا يفطر فيها. (أُطْعَمُ وأُسْقَى) : أي: أعان على الصوم وأقوى عليه، فيكون ذلك بمنزلة الطعام والشراب لكم.   (1) رواه البخاري 4 / 119 في الصوم، باب بركة السحور من غير إيجاب، وباب الوصال ومن قال: ليس في الليل صيام، ومسلم رقم (1102) في الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم، والموطأ 1 / 300 في الصيام، باب النهي عن الوصال في الصيام، وأبو داود رقم (2360) في الصوم، باب في الوصال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (200) ، وأحمد (2/21) (4721) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/23) (4752) قال: حدثنا وكيع، عن العمري. وفي (2/102) (5795) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/112) (5917) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا مالك. وفي (2/128) (6125) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي (2/143) (6299) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/153) (6413) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أيوب. وعبد ابن حميد (755) قال: حدثنا محمد ابن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (3/37) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية. وفي (3/48) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (3/133لاقال: حدثنا يحيى ابن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله ابن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: دحثني أبي، عن جدي، عن أيوب، وأبو داود (2360) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8216) عن أبي قدامة، عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. خمستهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري، وأيوب، وجويرية بن أسماء - عن نافع، فذكره. الحديث: 4562 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 379 4563 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «واصل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في آخرِ شهرِ رمضانَ، فواصل ناسٌ من المسلمين، فبَلَغَهُ ذلك، فقال: لو مُدَّ لنا الشهرُ لواصلنا وِصالاً يَدَعُ المتعمِّقون تَعَمُّقَهم، إِنكم لستم مِثْلي - أو قال: لَسْتُ مثلَكم - إِني أظلُّ يُطعمني ربي ويَسقيني» . وفي رواية قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُوَاصِلوا، قالوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قال: لَستُ كأحد منكم، إِني أبيتُ أُطْعَم، وأسْقَى» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي الثانية، وقال: «إِن ربي يُطعمني ويَسقيني» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المتعَمِّقُون) : المتَعَمِّق في الأمر: المبالغ فيه، المجاوز للحد.   (1) رواه البخاري 4 / 176 في الصوم، باب الوصال، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو، ومسلم رقم (1104) في الصوم، باب النهي عن الوصل في الصوم، والترمذي رقم (778) في الصوم، باب ما جاء في كراهية الوصال للصائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/24) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/200) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (9/106) قال: حدثنا عياش بن الوليد، قال: حدثنا عبد الأعلى. ومسلم (3/134) قال: حدثنا عاصم بن النضر التيمي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. وابن خزيمة (2070) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. أربعتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، وعبد الأعلى، وخالد - عن حميد. 2- وأخرجه أحمد (3/253) قال: حدثنا عفان،وعبد بن حميد (1353) قال: حدثني سليمان بن حرب. كلاهما - عفان، وسلميان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما - حميد، وحماد - عن ثابت، فذكره. الحديث: 4563 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 380 4564 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «نهاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الوِصَال رحمة لهم، فقالوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قال: إِني لَسْتُ كهيئتكم، إني يطعمني ربي، ويسقيني» . أخرجه البخاري ومسلم، إِلا أن البخاري قال: «نَهى» ، ولم يقل: «نهاهم» ، وقال: ولم يذكر عثمانُ - يعني: ابنَ أبي شيبة - أحدُ رواته «رحمة لهم» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 177 في الصوم، باب الوصال، ومسلم رقم (1105) في الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/48) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ومحمد. ومسلم (3/134) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعثمان بن أبي شيبة والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17047) عن إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم - عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن سلام، وإسحاق بن إبراهيم - عن عبدة بن سليمان، عن هشام ابن عروة، عن أبيه،فذكره. الحديث: 4564 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 381 4565 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الوِصال في الصوم، فقال له رَجُل من المسلمين: إِنكَ تُوَاصِل يا رسولَ الله؟ قال: وأيُّكم مثلي؟ إِني أبيتُ يُطعمني ربي ويَسقيني، فلما أَبَوْا أَن يَنْتَهُوا عن الوصال وَاصَلَ بهم يوماً، ثم يوماً، ثم رأوا الهلال، فقال: لو تأخَّرَ لزدتُكم، كالتنكيل لهم حين أبَوْا أن ينتهوا» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكم والوِصَال - مرتين - فقيل: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قال: إِني أبيتُ يُطعمني ربي ويَسقيني، فاكْلَفُوا من الأعمال ما تُطيقُون» . ولمسلم نحوه، ولم يقل: «مرتين» ، وقال: «إِنَّكم لَستُم في ذلك مثلي» . [ص: 382] وله في أخرى مثله، وقال: «اكْلَفُوا مالَكُم به طاقة» . وأَخرج الموطأ رواية البخاري إِلى قوله: «ويسقيني» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كالتَّنكيل) نَكَّلَ به: إذا جعله عبرة لغيره، وقيل: هو العقوبة.   (1) رواه البخاري 4 / 179 في الصوم، باب التنكيل لمن أكثر الوصال، وفي المحاربين، باب كم التعزير والأدب، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين، ومسلم رقم (1103) في الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم، والموطأ 1 / 301 في الصيام، باب النهي عن الوصال في الصيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/261) قال: حدثنا ابن نمير ويزيد. قالا: أخبرنا محمد وفي (2/281) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (2/516) فال: حدثنا روح. قال: حدثنا صالح. قال: أخبرنا ابن شهاب. والدارمي (1713) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب والبخاري (3/48) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (8/216) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وفي (9/119) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. ومسلم (3/133) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. والنسائي في الكبرى الورقة (43-أ) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا أبي، عن شعيب، عن الزهري. كلاهما - محمد بن عمرو، وابن شهاب الزهري - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره * أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (43-أ) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الوليد. قال: حدثنا عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري. قال: حدثنا سعيد وأبو سلمة، أن أبا هريرة قال: فذكراه. * وأخرجه البخاري (9/106) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، أن سعيد بن المسيب أخبره، أن أبا هريرة قال: فذكره. ليس فيه: أبو سلمة. الحديث: 4565 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 381 4566 - (خ د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تواصلوا، فأيُّكم أرادَ أن يُوَاصِلَ فليُواصِلْ حتى السحَرِ، قالوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يا رسولَ الله؟ فقال: إِني لَستُ كهيئتكم، إِني أَبِيتُ لي مُطعِم يُطعمني، وساقٍ يَسقيني» . أَخرجه البخاري، وأبو داود (1) . ولم أجد هذا الحديث في كتاب الحميديِّ، وقد ذكره البخاري في «كتاب الصوم» ، في «باب الوصال» بعد حديث أنس، ولا أعلم سبب سُقُوطه من كتاب الحميديِّ الذي قرأتُهُ ونقلتُ منه، ولعله يقعُ في نسخة أخرى لكتابه، أو أنَّهُ لم يكن في كتاب البخاري الذي رواه الحميديُّ، ونقل منه، والله أعلم.   (1) رواه البخاري 4 / 177 في الصوم، باب الوصل، وباب الوصال إلى السحر، وأبو داود رقم (2361) في الصوم، باب في الوصال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/8) قال: حدثنا قتيبة،قال: حدثنا بكر بن مضر. وفي (3/87) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. والدارمي (1712) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث. والبخاري (3/48) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، وفي (3/49) قال: حدثنا ربراهيم بن حمزة، قال: حدثنا ابن أبي حازم. وأبو داود (2361) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، أن بكر بن مضر حدثهم. وابن خزيمة (2073) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم، قال: أخبرني عمرو بن مالك الشرعبي خمستهم - بكر بن مضر، وعبد الله بن جعفر، والليث، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعمرو بن مالك - عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، فذكره. الحديث: 4566 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 382 الفرع الرابع: في الجنابة 4567 - (خ م ط د ت س) عائشة، وأم سلمة - رضي الله عنهما -: قالتا: «إن كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليصبحُ جُنُباً من جِمَاع، غيرِ احتلام، في رمضان ثم يصومُ» . وفي أخرى عن عبد الرحمن بن أبي بكر: «أَن مَرْوانَ أرسله إِلى أمِّ سلمةَ، يسألُ عن الرَّجُلِ يصبح جُنُباً، أيصومُ؟ فقالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصْبِحُ جُنُباً من جماع، لا حُلْم، ثم لا يفطر، ولا يقضي» . وفي أخرى قالت عائشة: «كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُدْرِكُهُ الفجرُ في رمضانَ جُنُباً من غير حُلْم، فيغتسلُ ويصومُ» . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية للبخاري: قال أبو بكر بن عبد الرحمن: «كنتُ أَنا وأبي، فذهبتُ معه حتى دخلنا على عائشةَ، فقالت: أشهدُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن كان ليصبِحُ جُنُباً من جِمَاع غيرِ احتلام، ثم يصوم، ثم دخلنا على أمِّ سلمةَ، فقالت مثلَ ذلك» . وفي أخرى لمسلم: أن أمَّ سلمةَ قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصبح جُنُباً من غيرِ احتلام، ثم يصوم» . [ص: 384] وفي أخرى للبخاري عن أبي بكر بن عبد الرحمن: «أن أبا عبد الرحمن: أخبر مروانَ: أن عائشةَ وأمَّ سلمةَ أخبرتاه: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدركه الفجر، وهو جُنُب من أهله، ثم يغتسل ويصوم، فقال مروانُ لعبد الرحمن: أَقْسِمُ بالله لَتَقْرَعَنَّ (1) بها أبا هريرة، ومروانُ يومئذ على المدينة، قال أبو بكر: فكره ذلك عبد الرحمن، ثم قُدِّرَ لنا أن نجتمع بذي الحُلَيفة، وكانت لأبي هريرة هنالك أرض، فقال عبد الرحمن لأبي هريرة: إِني ذاكر لك أمراً، ولولا مروانُ أقسمَ عَليَّ فيه لم أَذْكُر قولُ عائشةَ وأمِّ سلمة، فقال: كذلك حدَّثني الفضلُ بنُ العباس (2) ، وهو أعلم» . قال البخاري: وقال همام: حدَّثني عبدُ الله بن عمر عن أبي هريرة: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يأمر بالفطر» ، والأول أسند (3) . وفي رواية عبد الملك بن أَبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر عند مسلم قال: «سمعتُ أبا هريرة يَقُصُّ يقول في قصصه: من أَدركه الفجرُ جُنُباً فلا يصوم، فذكرت ذلك لعبد الرحمن - يعني: لأبيه - فأنكرَ ذلك، فانطلق عبدُ الرحمن، وانطلقتُ معه، حتى دخلنا على عائشة، وأمِّ سلمة [ص: 385] فسألهما عبدُ الرحمن عن ذلك؟ فكلتاهما قالتا: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصبح جُنُباً من غير حُلْم، ثم يَصُومُ، قال: فانطلقنا حتى دخلنا على مروان، فذكر ذلك له عبدُ الرحمن، فقال مروانُ: عَزَمْتُ عليكَ إِلا ما ذهبتَ إِلى أبي هريرة وَرَدَدْتَّ عليه ما يقول، قال: فجئنا أبا هريرة - وأبو بكر حاضر ذلك كلَّه - فَذَكَرَ له عبدُ الرحمن، فقال أبو هريرةَ: أهما قالتا لك؟ قال نعم، قال: هما أعلم. ثم ردَّ أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إِلى الفضل بن العباس، فقال أبو هريرة: سمعتُ ذلك من الفضل، ولم أسمعه من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك» . قال يحيى بن سعيد: قلتُ لعبد الملك: أقالتا «في رمضان؟» . قال: كذلك « [كان] يصبحُ جُنُباً من غير حُلْم، ثم يصومُ» . وفي رواية أخرى لمسلم عن عائشةَ: «أن رجلاً جاء إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يسْتَفْتِيه - وهي تسمعُ من وراء الباب - فقال: يا رسولَ الله: تدركني الصلاةُ وأنا جُنُب فأصوم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وأَنا تُدركني الصلاةُ وأنا جُنُب فأصوم، فقال: لَسْتَ مثلنا يا رسولَ الله، قد غَفَرَ الله لك ما تقدَّم من ذَنْبكَ وما تَأخَّرَ، فقال: والله إِني لأرْجُو أن أكونَ أخشاكم لله، وأعلَمكم بما أَتَّقِي» . وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وله في أخرى مثلها، ولم يذكر «في رمضانَ» . [ص: 386] وله في أخرى عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: «كنتُ أَنا وأبي عند مروانَ بن الحكم وهو أميرُ المدينة، فذُكِرَ له أنَّ أبا هريرةَ يقولُ: من أَصبحَ جُنُباً أفطر ذلك اليوم، فقال مروانُ: أَقسمتُ عليك يا عبدَ الرحمن (4) لتذهبنَّ إِلى أُمَّي المؤمنين: عائشةَ، وأمِّ سلمةَ فلْتسألنَّهما عن ذلك، فَذَهَبَ عبدُ الرحمن وذَهَبْتُ معه، حتى دخلنا على عائشةَ، فسلَّم عليها، ثم قال: يا أمَّ المؤمنين، إِنا كنا عند مروانَ بنِ الحكم، فذُكر له: أن أبا هريرةَ يقول: من أصبح جُنُباً أفطر ذلك اليوم، قالت عائشةُ: ليس كما قال أبو هريرة يا عبدَ الرحمن، أترغبُ عما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع؟ قال عبد الرحمن: لا والله، قالت عائشة: فأَشهدُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنه كان يُصْبح جُنُباً من جماع، غيرِ احتلام، ثم يصومُ ذلك اليوم، قال: ثم خرجنا حتى دخلنا على أمِّ سلمة، فسألها عن ذلك؟ فقالت كما قالت عائشةُ، قال: فخرجنا حتى جئنا مروانَ بنَ الحكم، فذكر له عبد الرحمن ما قالتا، فقال مروانُ: أقسمتُ عليكَ يا أبا محمد لتركبنَّ دابتي، فإنها واقفة بالباب، فلتذهبنَّ إِلى أبي هريرة، فإنه بأرضه بالعقيق، فلَتخبرنَّه ذلك، فركب عبد الرحمن وركبت معه، حتى أَتينا أبا هريرةَ، فتحدَّثَ معهُ عبدُ الرحمن ساعة، ثم ذكر له ذلك، فقال أبو هريرة: لا علم لي بذلك، إنما أخبرنيه مخبر» . وأخرج الموطأ أيضاً رواية مسلم الآخرة، وقال فيها: «إِني أصبحُ [ص: 387] جُنُباً وأنا أريدُ الصيام، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنا أصبح جُنُباً وأَنا أُريدُ الصيامَ، فأغتسلُ، وأصومُ» . وأخرج أبو داود عن عائشةَ، وأمِّ سلمةَ: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصْبِحُ جُنُباً - قال عبدُ الله الأذرَمي في حديثه -: في رمضانَ، من جماع غيرِ احتلام، ثم يصومُ» . قال أبو داود: ما أَقَلَّ من يقول هذه الكلمة، يعني: «يصبحُ جُنُباً في رمضان» ، وإنما الحديث: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يصبح وهو صائم» . وأخرج الرواية الآخرة التي لمسلم، وقال فيها: «إِني أصبحتُ جُنُباً، وإني أريدُ الصيام، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وأَنا أُصبح جُنُباً، وأنا أريدُ الصيام، فأغتسلُ وأصومُ ... وذكر الحديث» . وقال في آخره: «وأعلمُكم بما أَتَّبِعُ» . وفي رواية الترمذي عن عائشةَ، وأمِّ سلمةَ: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يدركه الفجر وهو جُنُب من أهله، ثم يغتسلُ، ويصوم» . وفي رواية النسائي: قال سليمانُ بنُ يسار: «دخلتُ على أمِّ سلمةَ، فحدَّثَتْني: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصبحُ جُنُباً من غيرِ احتلام، ثم يصوم» . وحدَّثنا مع هذا الحديث أنها حَدَّثَتْهُ: «أنها قَرَّبت إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم [ص: 388] مَشْويّاً، فأكل منه، ثم قام إِلى الصلاة ولم يتوضأ» (5) .   (1) وفي بعض النسخ: لتفزعن، من الفزع وهو الخوف. (2) وخبر أبي هريرة عن الفضل منسوخ، لأن الله تعالى عند ابتداء فرض الصيام كان منع في ليل الصوم من الأكل والشرب والجماع بعد النوم، ثم أباح الله ذلك كله إلى طلوع الفجر، فدل على أن حديث عائشة ناسخ لحديث الفضل، ولم يبلغ الفضل ولا أبا هريرة الناسخ، فاستمر أبو هريرة على الفتيا به، ثم رجع عنه بعد ذلك لما بلغه، وفي الحديث فوائد انظرها في " الفتح " 4 / 128. (3) انظر " الفتح " 4 / 125 و 126. (4) في الأصل: يا أبا عبد الرحمن، وهو خطأ، والتصحيح من الموطأ وكتب الرجال. (5) رواه البخاري 4 / 123 في الصوم، باب الصائم يصبح جنباً، وباب اغتسال الصائم، ومسلم رقم (1109) في الصيام، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب، والموطأ 1 / 291 في الصيام، باب ما جاء في صيام الذي يصبح جنباً في رمضان، وأبو داود رقم (2388) و (2389) في الصوم، باب فيمن أصبح جنباً في شهر رمضان، والترمذي رقم (779) في الصوم، باب ما جاء في الجنب يدركه الفجر وهو يريد الصوم، والنسائي 1 / 108 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما غيرت النار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/279) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا الفضيل، يعني ابن سليمان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف. (11/16139) عن هارون بن عبد الله. عن أبي بكر الحنفي. كلاهما - الفضيل بن سليمان، وأبو بكر الحنفي - عن خثيم بن عراك بن مالك، عن سليمان بن يسار، فذكره. ورواه أيضا عبد الرحمن بن الحارث. عن أم سلمة وعائشة. أخرجه أحمد (6/308) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (6/313) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج. والدارمي (1732) قال: أخبرنا أبو عاصم. قال: حدثنا عبد الملك، يعني ابن جريج. والنسائي في الكبرى الورقة (40-أ) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد. قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج. (ح) وأخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق قال: حدثنا مروان. قال: حدثنا ليث، وهو ابن سعد. كلاهما - ابن جريج، وليث بن سعد - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. * قال ابن جريج: حدثني ابن شهاب. * أخرجه أحمد (6/245، 312) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا سعيد. وفي (6/312) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد. والنسائي في الكبرى الورقة (40-أ) قال: أخبرنا أحمد بن حفص ابن عبد الله. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم، عن الحجاج. (ح) وأخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عمرو بن عيسى. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا سعيد. كلاهما - سعيد، والحجاج بن الحجاج - عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن مروان بن الحكم بعثه إلى أم سلمة وعائشة. قال: فلقيت غلامها نافعا فأرسلته إليها فسألها. قال: فرجع إلي فأخبرني أنها قالت: إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصبح جنبا ويصبح صائما. قال: ثم بعثني إلى عائشة. فلقيت غلامها ذكوان فأرسلته إليها فرجع إلى فأخبرني أنها قالت: إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصبح صائما. قال: فأتيت مروان فأخبرته. فقال: أقسمت عليك لتأتين أبا هريرة فلتخبرنه به. فأتيته فأخبرته. فقال: هن أعلم. * في رواية زكريا بن يحيى: عبد رب. وفيه فلقيت غلامها ولم يسمه. * وأخرجه أحمد (6/312) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام، عن قتادة، أن أبا عياض، حدث أن مروان بعث إلى أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. ليس فيه عبد الرحمن بن الحارث. * وأخرجه البخاري (3/38) قال: حدثنا أبو اليمان. والنسائي في الكبرى الورقة (40-أ) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة. قال: حدثنا أبو حيوة. كلاهما - أبو اليمان، وأبو حيوة شريح بن يزيد - عن شعيب بن أبي حمزة. وفي رواية عن الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه عبد الرحمن أخبره مروان أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40 - أ) قال: أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا وذكر خالدا، عن أبي قلابة، عن عبد الرحمن بن الحارث، أن أبا هريرة كان يقول: من أصبح جنبا فليفطر. فأرسل مروان إلى عائشة فقالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبح جنبا من جماع غبر حلم ثم يصوم. ثم أتى أم سلمة.. الحديث. * وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40 -أ) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا وهب بن بقية. قال: أخبرنا خالد، عن خالد، عن أبي قلابة، عن عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصبح جنبا من غير احتلام ثم يصبح صائما. مرسل ليس فيه عبد الرحمن بن الحارث. * وأخرجه أحمد (6/71) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا ابن أبي السفر، عن الشعبي. وفي (6/99) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن. وفي (6/112) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا زكريا، عن عامر. وفي (6/313) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا صالح. قال: حدثنا ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى الورقة (40- أ) قال: أخبرنا جعفر بن مسافر. قال: حدثنا ابن أبي فديك. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه. وفي الورقة (40- ب) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا أبو حفص. قال: وسمعت يحيى يقول: أنا سمعت مجالدا يحدث عن عامر. (ح) وأخبرنا الحسن بن محمد. قال: حدثنا أبو عابد. عن شعبة. قال: حدثني عبد الله بن أبي السفر. عن الشعبي. (ح) وأخبرني عثمان بن عبد الله. قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: ح أخبرنا خالد. عنه مغيرة. عن الشعبي (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد. قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن زكريا، عن الشعبي. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن أبي بكر بن عبد الرحمن. كلاهما - عامر الشعبي، وأبو بكر بن عبد الرحمن - عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فذكره عن عائشة. ليس فيه أم سلمة. * وأخرجه أحمد (6/170) قال: حدثنا هشيم، عن سيار. والنسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال: أخبرني محمد بن قدامة. قال: حدثني جرير، عن مغيرة (ح) وأخبرني يعقوب بن ماهان. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا سيار. (ح) وأخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عمرو بن عيسى. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا سعيد، عن عاصم الأحول. ثلاثتهم - سيار، ومغيرة، وعاصم - عن الشعبي، عن عائشة، فذكرته. ليس فيه عبد الرحمن بن الحارث. * وفي حديث عاصم، عن الشعبي، أن عائشة حدثت، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/313) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا صالح. قال: حدثنا ابن شهاب. والنسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. قال: أخبرنا الليث، عن يحيى بن سعيد، عن عراك بن مالك، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن. كلاهما - ابن شهاب، وعبد الملك -عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. عن أبيه، عن أم سلمة، فذكرته. ليس فيه عائشة. * وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40- أ) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا عبد العزيز. قال: حدثنا خالد، عن أبي قلابة. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا خالد، عن أبي قلابة. وفي الورقة (40 - ب) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني عراك بن مالك، عن عبد الملك بن أبي بكر. (ح) وأخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار. قال: حدثني خالد بن مخلد. قال: حدثني سليمان. قال: حدثني يحيى بن سعيد. قال: حدثني عراك بن مالك، عن عبد الملك بن أبي بكر. كلاهما - أبو قلابة، وعبد الملك - عن أم سلمة، فذكرته. ليس فيه عائشة. * وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40- أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصبح جنبا من غير احتلام ويصوم. * وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا داود، عن عامر، عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن أباه أرسل إلى عائشة يسألها عن الجنب يصبح هل يصوم؟ فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا عبد العزيز، عن محمد وهو ابن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، «أن أبا هريرة كان يحدث أنه من أدرك الفجر وهو جنب فلا يصوم. فقال مروان لعبد الرحمن بن الحارث: إن أبا هريرة ليحدث حديثا قد فظعنا به، فاذهب إلى أم سلمة فسلها عن ذلك.. الحديث» وليس فيه عائشة. * وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا أسباط، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. قال: قال أبو هريرة: من أدركه الصبح وهو جنب فليفطر فقطع الناس من قول أبي هريرة، فأرسل مروان وهو أمير المدينة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. فقال: «اذهب إلى عمتك أم سلمة فاسألها عن هذا» . الحديث. ليس فيه عائشة. * وأخرجه أحمد (1/213) قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي في الكبرى الورقة (40-أ) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا يزيد. كلاهما - إسماعيل، ويزيد بن هارون - عن ابن عون، عن رجاء بن حيوة، بني يعلى بن عقبة في رمضان فأصبح جنبا فسأل أبا هريرة فقال: أفطر فقال: ألا أصوم هذا اليوم وأجزئه بيوم مكانه؟ قال: لا، فأتى مروان فذكر ذلك له فأرسل أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى عائشة فسألها عن ذلك فقالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبح جنبا من غير احتلام فيغتسل، ثم يصبح صائما» . قال: الق بها أبا هريرة. قال: جاري جاري. قال: عزمت عليك إلا لقيته فلقيته، فحدثته الحديث. قال: أما إني لم أسمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما حدثني بذلك الفضل بن عباس. قلت لرجاء: من حدثك عن يعلى؟ قال: إياي حدث به يعلى. الحديث: 4567 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 383 الفرع الخامس: في السواك 4568 - (د ت خ) عامر بن ربيعة - رضي الله عنه -: قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يستاك وهو صائم ما لا أَعُدُّ، ولا أُحْصي» . أخرجه أبو داود. وعند الترمذي قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ما لا أُحصي يتسوَّكُ وهو صائم» . وأخرجه البخاري، قال: ويُذْكَرُ عن عامر بن ربيعة ... وذكر الحديث (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2364) في الصوم، باب السواك للصائم، والترمذي رقم (725) في الصوم، باب ما جاء في السواك للصائم، وذكره البخاري تعليقاً 4 / 136 في الصوم، باب سواك الرطب واليابس للصائم، وقد وصله أبو داود والترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (141) . وابن خزيمة (2007) قال: حدثنا أبو موسى. كلاهما - الحميدي، وأبو موسى - قالا: حدثنا سفيان يعني ابن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/445) قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عبد الرحمن وفي (3/446) قال: حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (318) قال: أخبرنا عبد الرزاق. وأبو داود (2364) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى والترمذي (725) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (2007) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى، قالا: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد الثعلبي، قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى، وعبد الرزاق - عن سفيان الثوري. 3- وأخرجه أبو داود (2364) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا شريك. ثلاثتهم - ابن عيينة، والثوري، وشريك - عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، فذكره. * قال أبو بكر بن خزيمة: وأنا بريء من عهدة عاصم، سمعت محمد بن يحيى يقول: عاصم بن عبيد الله ليس عليه قياس، وسمعت مسلم بن الحجاج يقول: سألنا يحيى بن معين، فقلنا: عبد الله بن محمد بن عقيل أحب إليك أم عاصم بن عبيد الله؟ قال: لست أحب واحدا منهما. وذكره البخاري تعليقا (4/187) قال: ويذكر عن عامر بن ربيعة قال،فذكره. قال الحافظ: وصله أحمد وأبو داود والترمذي من طريق عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه، وقال:كنت لا أخرج حديث عاصم، ثم نظرت فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه. وروى يحيى وعبد الرحمن عن الثوري عنه. وروى مالك عنه خبرا في غير الموطأ.. قلت: وضعفه ابن معين والذهلي والبخاري وغير واحد. الحديث: 4568 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 388 4569 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «يَسْتَاكُ أوَّلَ [ص: 389] النهار الصائمُ وآخره» . أخرجه البخاري في ترجمة باب اغتسال الصائم (1) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 4 / 133 في الصوم، باب اغتسال الصائم، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة عنه بمعناه، ولفظه: كان ابن عمر يستاك إذا أراد أن يروح إلى الظهر وهو صائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره البخاري تعليقا (4/181) قال الحافظ: وصله ابن أبي شيبة عنه بمعناه ولفظه «كان ابن عمر يستاك إذا أراد أن يروح إلى الظهر وهو صائم» . الحديث: 4569 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 388 الفرع السادس: في حفظ اللسان 4570 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيامُ جُنَّة، فإذا كانَ أحدُكُم صائماً فلا يَرْفُثْ ولا يَجْهلَ، فَإِنِ امْرُؤ قَاتَلَهُ أو شَاتَمَهُ، فليقل: إِنِّي صائم» . أخرجه الموطأ، وأبو داود. وأخرجه البخاري ومسلم، والنسائي أطول من هذا بزيادة معنى آخر، وسيجيءُ في كتاب «فضل الصوم» من «حرف الفاء» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُنَّة) الجُنَّة: الوقاية. (يَرْفُث) لا يرفث، أي: لا يُفْحِش في القول. [ص: 390] (فليقل: إني صائم) معناه: فليقل لصاحبه: إني صائم، ليرده بذلك عن نفسه، وقيل: هو أن يقول ذلك في نفسه، ليعلم نفسه أنه صائم ويذكِّرَها بذلك، فلا يخوض معه، ولا يكافئه على شتمه، لئلا يَفْسُد صومه، ولا يحبط أجر عمله.   (1) رواه البخاري 4 / 88 و 89 في الصوم، باب فضل الصوم، وباب هل يقول: إني صائم إذا شتم، وفي اللباس، باب ما يذكر في المسك، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وباب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، ومسلم رقم (1151) في الصيام، باب حفظ اللسان للصائم، والموطأ 1 / 310 في الصيام، باب جامع الصيام، وأبو داود رقم (2363) في الصوم، باب الغيبة للصائم، والنسائي 4 / 163 في الصوم، باب فضل الصيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/313) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره، والبخاري في الصوم (2) عن القعنبي. عن مالك. عن عبد الله. عن عبد الرحمن الأعرج. عن أبي هريرة. وأبو ادود فيه الصلاة (25: 2) عن القعنبي. عن مالك. عن عبد الله. عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة ولم يذكر الصيام جنة. والنسائي فيه الصيام، الكبرى (95: 1) عن محمد بن سلمة عن ابن القاسم عن مالك. عن عبد الله. عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة وقال: الصيام تحفة الأشراف (10/191) . وأخرجه مسلم في الصوم (30: 2) عن قتيبة والقعنبي. كلاهما عن المغيرة عن عبد الله. عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة. والنسائي فيه الصيام، الكبرى (94) عن قتيبة. عن المغيرة. عن عبد الله عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة. وزاد: «إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل» الحديث تحفة الأشراف (10/203) . الحديث: 4570 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 389 4571 - (خ د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ» . أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قول الزُّور) : هو الكذب.   (1) رواه البخاري 4 / 99 و 100 في الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم، وفي الأدب، باب قول الله تعالى: {واجتنبوا قول الزور} ، وأبو داود رقم (2362) في الصوم، باب الغيبة للصائم، والترمذي رقم (707) في الصوم، باب ما جاء في التشديد في الغيبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/452) قال: حدثنا حجاج. وفي (2/452) (505) قال: حدثنا يزيد والبخاري (3/33) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي (8/21) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وأبو داود (2362) قال: حدثنا أحمد بن يونس وابن ماجه (1689) قال: حدثنا عمرو بن رافع. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك والترمذي (707) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا عثمان بن عمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14321) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك. (ح) وعن الربيع بن سليمان، عن ابن وهب. وابن خزيمة (1995) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك. سبعتهم - حجاج بن محمد، ويزيد بن هارون، وآدم، وأحمد بن يونس، وعبد الله بن المبارك، وعثمان ابن عمر، وابن وهب - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/13018) عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره، ليس فيه عن أبيه. الحديث: 4571 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 390 الفرع السابع: في دعوة الصائم 4572 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا دُعِيَ أحدُكم إِلى الطعامِ وهو صائم، فليقُلْ: إِني صَائِم» . وفي رواية: «إِذا دُعِيَ أحَدَكُم إِلى الطعامِ، فَلْيُجِبْ، فَإِن كانَ مُفْطِراً، فَليَطعَمْ، وَإِن كان صَائِماً فَلْيُصَلِّ» . [ص: 391] قال هشام: يريد: «فليَدْعُ لهم» . أخرجه مسلم، وأَبو داود. وأخرج الترمذي الرواية الأولى، وأخرج الثانية، قال: «فَلْيُجِبْ، فإن كان صائماً فَليُصَلِّ - يعني: الدُّعاءَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فلْيُصَلِّ) : قد جاء تفسيره في الحديث، أي: فلْيَدْعُ لهم، وكذلك هو، فإن الصلاة في اللغة أصلها الدعاء.   (1) رواه مسلم رقم (1150) في الصيام، باب الصائم يدعى لطعام فليقل: إني صائم، وأبو داود رقم (2461) في الصوم، باب ما يقول الصائم إذا دعي إلى الطعام، والترمذي رقم (780) و (781) في الصوم، باب ما جاء في إجابة الصائم الدعوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (1012) وأحمد (2/242) . والدارمي (1744) قال: أخبرنا حجاج بن منهال. ومسلم (3/157) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. وأبو داود (2461) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (1750) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح. والترمذي (781) قال: حدثنا نصر بن علي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13671) عن قتيبة. عشرتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وحجاج بن منهال، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، ومسدد، ومحمد بن الصباح، ونصر بن علي، وقتيبة بن سعيد - عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 4572 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 390 4573 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن نزل بقوم فلا يَصُومنَّ [تطوعاً] إِلا بإذنهم» ، أَخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث منكر، لا نعرف أحداً من الثقات [روى هذا الحديث] عن (1) هشام بن عروة (2) .   (1) في الأصل والمطبوع غير، والتصحيح من نسخ الترمذي المطبوعة. (2) رقم (789) في الصوم، باب ما جاء فيمن نزل بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم، وفي سنده أيوب بن واقد الكوفي، وهو متروك، قال الترمذي: روى موسى بن داود عن أبي بكر المدني عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من هذا، قال الترمذي: وهذا ضعيف أيضاً، وأبو بكر ضعيف عند أهل الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه بن ماجة (1763) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي. قال: حدثنا موسى بن داود، وخالد بن أبي يزيد. قالا: حدثنا أبو بكر المدني. والترمذي (789) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي البصري. قال: حدثنا أيوب بن واقد الكوفي. كلاهما - أبو بكر المدني، وأيوب بن واقد - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث منكر، لا نعرف أحدا من الثقات روى هذا الحديث عن هشام بن عروة، وقد روى موسى بن داود، عن أبي بكر المدني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نحوا من هذا، وهذا حديث ضعيف أيضا، وأبو بكر ضعيف عند أهل الحديث. قلت: وفي سند الترمذي أيوب بن واقد ذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين. (1/134) وقال: قال أحمد، وأبو حاتم الرازي، والنسائي: ضعيف الحديث، وقال يحيى: ليس بثقه وقال الدارقطني: منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بروايته. وسند ابن ماجة فيه أبو بكر المدني قال الحافظ في التقريب (2/397) : رموه بالوضع. الحديث: 4573 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 391 4574 - (ت) أم عمارة بنت كعب الأنصارية - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل عليها، فقدَّمت إِليه طعاماً، فقال لها: كُلي، فقالت: إِني صائمة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الصائم تُصَلِّي عليه الملائكة إِذا أُكِلَ [ص: 392] طعامُهُ حتى يفرغوا - وربما قال: [حتى] يشبعوا» . وفي رواية ليلى عن مولاتها (1) : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصائم إِذا أَكَلَ عنده المفاطيرُ صَلَّت عليه الملائكةُ» . وفي أخرى نحو الأولى، ولم يذكر فيها «حتى يفرغوا، أو يشبعوا» ، أخرجه الترمذي (2) .   (1) ليلى: هي عتيقة أم عمارة. وأم عمارة: هي جدة حبيب بن زيد، راوي الحديث عن ليلى، ولذلك قال في رواية " عن مولاة لنا ". (2) رقم (784) و (785) و (786) في الصوم، باب ما جاء في فضل الصائم إذا أكل عنده، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/365) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وفي (6/365) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وفي (6/365) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/439) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/439) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا شعبة وعبد بن حميد (1568) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا شعبة. الدارمي (1745) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (1748) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وعلي بن محمد وسهل. قالوا: حدثنا وكيع، عن شعبة. والترمذي (785) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أخبرنا شعبة. وفي (786) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شريك، وشعبة - عن حبيب بن زيد الأنصاري، عن مولاة لهم يقال لها: ليلى، عن جدته أم عمارة بنت كعب الأنصارية، فذكرته. * في رواية شريك: عن مولاته ليلى، عن عمته أم عمارة. * وأخرجه الترمذي (784) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا شريك، عن حبيب بن زيد، عن ليلى، عن مولاتها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة. * وأخرجه النسائي الكبرى الورقة (43-أ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة، عن حبيب، عن ليلى، عن جدة حبيب، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فأتته بطعام. فقال لها: كلي. فقالت: إني صائمة. فقال: إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا. * وأخرجه النسائي الكبرى الورقة (43-أ) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أخبرنا شريك، عن حبيب ابن زيد، عن ليلى، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة. الحديث: 4574 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 391 الفرع الثامن: في صوم المرأة بإذن زوجها 4575 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَصُمِ المرأَةُ وبَعْلُها شاهد إِلا بإِذنِهِ» . رواه البخاري في رواية هكذا، ولم يزد عليه. وقد اتفق هو ومسلم عليه في رواية أخرى في جملة حديث ذُكِرَ في «باب الصَّدَقة» . [ص: 393] وزاد أبو داود في هذه الرواية: «في غير رمضانَ، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إِلا بإِذنه» . وفي رواية الترمذي: «لا تصومُ المرأةُ وزوجُها شاهد يوماً من غير شهرِ رمضانَ إِلا بإِذنه» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 257 في النكاح، باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعاً، وباب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه، ومسلم رقم (1026) في الزكاة، باب ما أنفق العبد من مال مولاه، وأبو داود رقم (2485) في الصوم، باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها، والترمذي رقم (782) في الصوم، باب ما جاء في كراهية صوم المرأة إلا بإذن زوجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/316) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (3/73و7/84) قال: حدثنا يحيى بن جعفر. قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (7/39) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (3/91) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (1687، 2458) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك - عن معمر، عن همام بن منبه. فذكره. الحديث: 4575 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 392 الباب الثاني من كتاب الصوم: في مبيح الإفطار وموجبه، وفيه فصلان الفصل الأول: في المبيح، وهو السفر ، وفيه أربعة فروع الفرع الأول: في إباحة الإفطار وذم الصيام 4576 - (م ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله [ص: 394] صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ عام الفتح إِلى مكةَ في رمضانَ، فصامَ حتى بلغَ كُراعَ الغَميم، فصام الناسُ، ثم دعا بِقَدح من ماء، فرَفَعَهُ حتى نَظَرَ الناسُ، ثم شَرِبَ، فقيل له بعد ذلك: إِنَّ بعضَ الناس قد صام؟ فقال: أولئكَ العُصاةُ، أولئكَ العُصاةَ» . زاد في رواية «فقيل له: إِنَّ الناسَ قد شَقَّ عليهم الصيامُ، وإنما ينظرون فيما فعلتَ، فدعا بِقَدَح من ماء بعدَ العصر» . أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الرواية الثانية، وقال: «أولئك العُصاةُ» . مرة واحدة (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1114) في الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، والترمذي رقم (710) في الصوم، باب ما جاء في كراهية الصوم في السفر، ورواه أيضاً النسائي 4 / 117 في الصوم، باب ذكر اسم الرجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1289) قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/141) قال: حدثني محمد ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب يعني ابن عبد المجيد وفي (3/142) والترمذي (710) قالا -مسلم، والترمذي- حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (4/177) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: أنبأنا الليث، عن ابن الهاد. وابن خزيمة (2019) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عياض. خمستهم - سفيان، وعبد الوهاب، وعبد العزيز، وابن الهاد، وأنس عن جعفر بن محمد، عن أبيه - فذكره. الحديث: 4576 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 393 4577 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كنا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر، فمنَّا الصائم، ومِنَّا المفطرُ، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حارّ، أكثرُنا ظِلاً صاحبُ الكساءِ، ومِنَّا من يتَّقي الشمسَ بيده، قال: فسقط الصُّوَّام، وقام المفطرون فضربوا الأبنيةَ، وسَقَوُا الرِّكابَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ذَهَبَ المفطرون اليومَ بالأجرِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) . [ص: 395] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأبنية) جمع بناء، وهو الخِباء والخيمة. (الرِّكاب) : الإبل.   (1) رواه البخاري 6 / 62 في الجهاد، باب الخدمة في الغزو، ومسلم رقم (1119) في الصيام، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل، والنسائي 4 / 182 في الصوم، باب فضل الإفطار في السفر على الصيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه البخاري (4/42) قال: حدثنا سليمان بن داود، أبو الربيع، عن إسماعيل بن زكريا. 2- وأخرجه مسلم (3/143) قال: حدثنا إسحاق أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (4/182) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (2033) قال: حدثنا سلم بن جنادة. ثلاثتهم - أبو بكر، وإسحاق، وسلم - عن أبي معاوية. 3- وأخرجه مسلم (3/144) . وابن خزيمة (2032) قالا: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا حفص بن غياث. ثلاثتهم - إسماعيل، وأبو معاوية، وحفص - عن عاصم الأحول، عن مورق، فذكره. الحديث: 4577 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 394 4578 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أُتيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بطعام بِمَرِّ الظِّهران، فقال لأَبي بكر وعمر: أُدْنُوَا فكُلا، فقالا: إِنا صائمان، قال: ارْحَلُوا لصاحِبَيْكم، اعملوا لصاحِبَيْكم» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 177 في الصوم، باب ذكر اسم الرجل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/336) .والنسائي (4/177) قال:أخبرنا هارون بن عبد الله وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. وابن خزيمة (2031) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله ومحمد بن خلف الحدادي. خمستهم - أحمد بن حنبل، وهارون بن عبد الله،وعبد الرحمن بن محمد، وعبدة بن عبد الله، ومحمد بن خلف- عن عمر بن سعد وهو أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن الأوزاعي، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. * أخرجه النسائي (4/178) قال: أخبرنا عمران بن يزيد. قال: حدثنا محمد بن شعيب. قال: أخبرني الأوزاعي. (ح) قال: وأخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا علي. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11/15399) عن محمود بن خالد، عن الوليد، عن الأوزاعي. كلاهما - الأوزاعي، وعلي بن عمر - عن يحيى، عن أبي سلمة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره مرسلا. الحديث: 4578 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 395 4579 - (خ م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فرأى رجلاً قد اجتمع الناسُ عليه، وقد ظُلِّل عليه، فقال: ماله؟ قالوا: رَجَل صائم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ليس [من] البرِّ أن تصوموا في السفر» . وفي رواية: «ليس من البرِّ الصومُ في السفر» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. وفي أخرى للنسائي: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ برجل في ظِلِّ شجرة، يُرَشُّ عليه الماء، فقال: ما بالُ صاحبكم؟ قالوا: يا رسولَ الله، صائم، قال: إِنَّهُ ليسَ من البرِّ أن تصوموا في السَّفَرِ، وعليكم برُخْصَةِ الله التي رَخَّصَ لكم، فَاقْبَلُوها» . [ص: 396] وله في أخرى مختصراً: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليسَ من البرِّ الصيامُ في السَّفرِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البِرُّ) : الطاعة وفعل الخير.   (1) رواه البخاري 4 / 161 و 162 في الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد عليه الحر: ليس من البر الصيام في السفر، ومسلم رقم (1115) في الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، وأبو داود رقم (2407) في الصوم، باب اختيار الفطر، والنسائي 4 / 176 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على علي بن المبارك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/299) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/317) قال: حدثنا إسماعيل، وفي (3/319) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/398) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1079) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والدارمي (1716) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم، وأبو الوليد. والبخاري (3/44) قال: حدثنا آدم. ومسلم (3/142) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن محمد بن جعفر. وفي (3/142) أيضا قال: حدثنا عبيد الله ابن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أبو داود. وأبو داود (2407) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. والنسائي (4/177) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وخالد بن الحارث. وابن خزيمة (2017) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. جميعهم - محمد بن جعفر، وإسماعيل، ويحيى، وعفان، ويزيد، وهاشم، وأبو الوليد، وآدم، ومعاذ، وأبو داود، وخالد - عن شعبة. عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن محمد بن عمرو، فذكره. الحديث: 4579 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 395 4580 - (س) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليسَ من البِرِّ الصيامُ في السفر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 174 و 175 في الصوم، باب ما يكره من الصيام في السفر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 434، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/174 و175) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال:أنبأنا سفيان عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم فذكره. الحديث: 4580 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 396 4581 - () أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أمِنَ امْبِرّ امْصَوم في امْسَفَر؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ليس من امْبِرّ امْصَوم في امْسَفَر» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من امْبِر) قوله: من امبر، هذه الميم بدل من لام التعريف في لغة قوم من اليمن، فلا ينطقون بلام التعريف، ويجعلون مكانها الميم.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 434 من حديث كعب بن عاصم الأشعري، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد الله في زوائد المسند (5/434) حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري وكان من أصحاب السقيفة قال ... فذكره. قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية (3/26) :وروى «ليس من امبر امصيام في امسفر» وهي لغة بعض العرب، رواها عبد الرزاق في مصنفه:أخبرنا معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري عن النبي فذكره، وعن عبد الرزاق رواه أحمد في مسنده، ومن طريق أحمد رواه الطبراني في معجمه الحديث: 4581 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 396 4582 - (س) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: «كان يقال: الصيامُ في السفر: كالإفطار في الحَضر» . وفي رواية: «الصائم في السفر: كالمفطر في الحضر» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 183 في الصوم، باب ذكر قوله: الصائم في السفر كالمفطر في الحضر، وإسناده منقطع، ورواه ابن ماجة مرفوعاً، وإسناده منقطع أيضاً، قال الحافظ في " التلخيص ": وصحح كونه موقوفاً ابن أبي حاتم عن أبيه والدارقطني في " العلل " والبيهقي وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1666) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا عبد الله بن موسى التيمي، عن أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. * أخرجه النسائي (4/183) قال: أخبرنا محمد بن أبان البلخي، قال: حدثنا معن. (ح) وأخبرنا محمد ابن يحيى بن أيوب، قال: حدثنا حماد الخياط، وأبو عامر. ثلاثتهم - معن بن عيسى، وحماد، وأبو عامر - عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف، فذكره موقوفا. * وأخرجه النسائي (4/183) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب. قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه. فذكره موقوفا أيضا. قلت: ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/238) قال أبو زرعة:رواه أبو أحمد الزبيري ومعن بن عيسى وحماد بن خالد الخياط عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه قوله الصائم في السفر ورواه عنبسة بن خالد عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه عن النبي، ورواه ابن لهيعة عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي ورواه بقية عن آخر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي قال أبو زرعة الصحيح عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه موقوف. ونقل الحافظ في التلخيص ترجيح كونه موقوفا عن ابن أبي حاتم عن أبيه والدارقطني في العلل والبيهقي وغيرهما. وإسناد ابن ماجة إسناد منقطع بن أبي سلمة والنبي،وإسناد النسائي أيضا منقطع والمترجح فيه الوقف كما أشرت آنفا. الحديث: 4582 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 397 الفرع الثاني: في التخيير بين الصوم والفطر 4583 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن حمزةَ بنَ عمرو الأسلمي قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أأصومُ في السفر؟ - وكان كثيرَ الصيام - فقال: إن شئتَ فَصُمْ، وإن شئتَ فَأفْطِرْ» . وفي رواية: «إِني أسْرُدُ الصومَ» . وفي أخرى: «سأله عن الصوم في السفر؟» . أخرجه الجماعة (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 156 و 157 في الصوم، باب الصوم في السفر والإفطار، ومسلم رقم (1121) في الصيام، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر، والموطأ 1 / 295 في الصيام، باب ما جاء في الصيام في السفر، والترمذي رقم (711) في الصوم، باب ما جاء في الرخصة في السفر، وأبو داود رقم (2402) في الصوم، باب الصوم في السفر، والنسائي 4 / 185 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على سليمان بن يسار في حديث عمرو بن حمزة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (199) قال: حدثنا سفيان،وأحمد (6/46) قال: حدثنا معاوية. وفي (6/193 و202) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/207) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1714) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (3/43) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (3/144) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا حماد، وهو ابن زيد. وفي (3/145) قال: وحدثناه يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن نمير. (ح) وقال أبو بكر: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. وأبو داود (2402) قال: حدثنا سليمان بن حرب ومسدد. قالا: حدثنا حماد. وابن ماجة (1662) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (711) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، عن عبدة بن سليمان. والنسائي (4/187) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: أنبأنا ابن القاسم. قال: حدثني مالك. (ح) وأخبرني عمرو بن هشام. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن عجلان. وفي (4/188) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا ابن عبدة بن سليمان وفي (4/207) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. قال: حدثنا حماد. وابن خزيمة (2028) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم قال: أخبرنا محمد، يعني ابن بكر. قال: أخبرنا شعبة. جميعهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، ويحيى بن سعيد،ووكيع، وسفيان الثوري، ومالك، وليث ابن سعد، وحماد بن زيد، وعبد الله بن نمير، وعبد الرحيم بن سليمان، وعبدة بن سليمان، ومحمد بن عجلان، وشعبة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. أخرجه مالك الموطأ صفحة (197) عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال رسول الله، فذكره، مرسلا. الحديث: 4583 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 397 4584 - (خ م ط د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كنا [ص: 398] نسافر مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلم يَعِبِ الصائمُ على المفطرِ، ولا المفطرُ على الصائمِ» . وفي رواية: قال حميد [بن أبي حميد] الطويل: «خرجتُ فصمتُ، فقالوا لي: أعِدْ، فقلتُ: إِن أنساً أخبرني أن أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- كانوا يسافرون، فلا يَعِيبُ الصائمُ على المفطرِ، ولا المفطرُ على الصائم، فَلَقِيتُ ابنَ أبي مُلَيكة، فأخبرني عن عائشةَ بمثله» . أخرجه البخاري ومسلم. وأَخرج الموطأ الرواية الأولى. وفي رواية أبي داود قال: «سافرنا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في رمضان، فصام بعضنا، وأفطر بعضنا، فلم يَعِب الصائمُ على المفطرِ، ولا المفطرُ على الصائم» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 163 في الصوم، باب لم يعب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضاً في الصوم والإفطار، ومسلم رقم (1118) في الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، والموطأ 1 / 295 في الصيام، باب ما جاء في الصيام في السفر، وأبو داود رقم (2405) في الصوم، باب الصوم في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (197) ، والبخاري (3/44) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. 2- وأخرجه مسلم (3/143) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو خيثمة، زهير بن معاوية. 3- وأخرجه مسلم (3/143) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، سليمان ابن حيان. 4- وأخرجه أبو داود (2405) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة بن قدامة. أربعتهم - مالك، وزهير، وأبو خالد، وزائدة - عن حميد، فذكره. الحديث: 4584 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 397 4585 - (م ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال قَزَعةُ: «أتيتُ أبا سعيد الخدريَّ وهو مكثور عليه، فلما تفرَّقَ الناسُ عنه قلتُ: إِني لا أسألكَ عما يسألك هؤلاء، فسألتُهُ عن الصوم في السفر؟ فقال: سافرنَا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى مكةَ ونحنُ صيام، قال: فنزلنا منزِلاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنكم قد دَنَوْتُم من عَدُوِّكم، والفِطْرُ أقوى لكم، [ص: 399] فكانتْ رخصة، فمنا من صامَ، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزِلاً آخرَ، فقال: إنكم مُصَبِّحوا عدوِّكم، والفِطرُ أَقوى [لكم] ، فأفْطِرُوا، وكانت عَزْمة، فأَفطرنا، ثم لقد رأَيتُنا نصوم مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك في السفر» . أخرجه مسلم. وله عن أبي نَضْرة (1) عن أبي سعيد قال: «غزونا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لستَّ عشرةَ مَضَتْ من رمضانَ، فمنَّا من صامَ، ومنَّا من أفطرَ، فلم يَعِبْ الصائمُ على المُفطرِ، ولا المفطرُ على الصائمِ» . وفي رواية: «لثماني عشرةَ خَلَتْ» . وفي أخرى: «في ثِنْتَيْ عَشْرَةَ» . وفي أخرى: «لسبع عشرة - أو تسع عشرة» . وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وقال في أولها: «وهو يفتي الناسَ وهو مَكْثُور عليه، فانتظرتُ خَلْوتَهُ، فلما خلا سأْلتُهُ عن صيام رمضانَ في السَّفَرِ؟ قال: خرجنا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في رمضانَ عامَ الفَتح، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصومُ، ونصومُ، حتى بلغَ مَنْزِلاً من المنازل ... وذكر الحديث» . وقال في آخره: «ثم لقد رأيتُني أصومُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك وبعد ذلك» . [ص: 400] وفي رواية الترمذي قال: «كُنَّا نُسَافِرُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في شهرِ رمضانَ، فما يُعابُ على الصائم صومه، ولا على المفطرِ إِفطاره» . وفي أخرى له قال: «كُنَّا نسافِر مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-. فمنَّا الصائم، ومنَّا المفطرُ، فلا يجدُ المفطر على الصائم، ولا الصائمُ على المفطر، وكانوا يَرَوْنَ: أَنَّه مَنْ وَجدَ قُوَّة فصام، فَحَسَن، وَمَنْ وَجدَ ضَعفاً فَأفْطَرَ، فَحَسَن» . وفي رواية النسائي قال: «كُنَّا نُسَافِرُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فمنَّا الصائمُ، ومنَّا المفطر، فلا يَعِيبُ الصائمُ على المفطرِ، ولا المفطرُ على الصائم» . وله عنه وعن جابر مثله (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَزْمَة) : العَزمة: الفريضة، وهي ضد الرخصة. (مَكْثُور عليه) المكثور عليه، يريد به: الذي اجتمع عليه الناس وكثروا فلا يخلو. (الوَجْد) : الغضب، فلان يجد علي، أي يغضب.   (1) في المطبوع: عن أبي بصرة، وهو تصحيف. (2) رواه مسلم رقم (1116) و (1117) و (1120) في الصيام، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل، وأبو داود رقم (2406) في الصوم، باب ما جاء في الرخصة في السفر، والترمذي رقم (712) و (713) في الصوم، باب ما جاء في الرخصة في السفر، والنسائي 3 / 188 و 189 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/35) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (3/144) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (2406) قال: حدثنا أحمد بن صالح، ووهب بن بيان، قالا: حدثنا ابن وهب، وابن خزيمة (2023) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - ابن مهدي، وابن وهب - قالا: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، قال: حدثني قزعة، فذكره. الحديث: 4585 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 398 4586 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: [ص: 401] «سَافَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في رمضانَ، فصامَ حتى بَلَغَ عُسْفَانَ ثم دعا بإِناء من ماء، فشرب نهاراً ليراه الناسُ، وأفطر حتى قَدِمَ مكةَ، قال: وكان ابنُ عباس يقولُ: صامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر، وأفطرَ، فمن شاءَ صامَ، ومن شاءَ أفطرَ» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم أنَّ ابنَ عباس قال: «لا تَعِبْ على من صام، ولا على من أفطر، قد صام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر وأفطرَ» . وللبخاري قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في رمضانَ إِلى حُنَيْن، والناسُ مختلفون، فصائم ومُفْطِر، فلما استوى على راحلته دعا بإِناء من لبن أو ماء، فوضعه على راحلته - أو راحته- ثم نظرَ الناسُ فقال المفطرون للصُوَّام: أَفطروا» . قال البخاري: وقال عبد الرزاق: أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عام الفتح» ، لم يزد. وأَخرج أبو داود، والنسائي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 157 في الصوم، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر، وفي الجهاد، باب الخروج في رمضان، وفي المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان، ومسلم رقم (1113) في الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان، وأبو داود رقم (2404) في الصوم، باب الصوم في السفر، والنسائي 4 / 183 في الصوم، باب الصيام في السفر، وباب ذكر الاختلاف على منصور، وباب الرخصة للمسافر أن يصوم بعضاً ويفطر بعضاً، وباب الرخصة في الإفطار لمن حضر شهر رمضان فصام ثم سافر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/259) (2350) قال: حدثنا عبيدة. وفي (1/259) (2351) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شيبان. وفي (1/291) (2652) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/325) (2996) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. والبخاري (3/ 44) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة وفي (5/186) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا جرير ومسلم (3/141) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، وأبو داود (2404) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة والنسائي (4/184) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير. وفي (4/189) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وابن خزيمة (36/20) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح. قال: حدثنا عبيدة بن حميد. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. خمستهم - عبيدة بن حميد، وشيبان، وأبو عوانة، ومفضل، وجرير- عن منصور، عن مجاهد، عن طاووس، فذكره. * أخرجه أحمد (1/340) (3162) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة، عن منصور. وابن ماجة (1661) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور والنسائي (4/183) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا. قال: حدثنا سعيد بن عمرو. قال: حدثنا عبثر بن العلاء بن المسيب، عن الحكم بن عتيبة. وفي (4/184) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن شعبة، عن منصور. كلاهما - منصور، والحكم - عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره، ليس فيه طاووس. الحديث: 4586 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 400 4587 - (د س) حمزة بن عمرو (1) الأسلمي - رضي الله عنهما -: قال: «قلتُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِني صاحبُ ظَهْر أُعالجه، أُسافرُ عليه وأَكْرِيه، وإِنَّه ربما صادفَني هذا الشهر - يعني: رمضانَ- وأنا أجِدُ القُّوةَ، وأَنا شابّ، وأَجِدُني أَن أصومَ يا رسولَ الله أهْوَنُ عليَّ مِن أَن أُؤَخِّره فيكون دَيْناً، أَفأَصومُ يا رسول الله أعظمُ لأجري، أو أُفطِرُ؟ قال: أيَّ ذلك شئتَ يا حَمْزَةُ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: «أنه سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصوم في السفر؟ فقال: إِن شئتَ فَصُم، وَإِن شئتَ فأفطر» . وفي أخرى: «إِن شئتَ أن تصومَ فَصُمْ، وإِن شئتَ أَن تُفطرَ فأفطر» . وفي أخرى: «إِني أجدُ قُوَّة على الصيام في السفر؟ قال: إِن شئتَ فَصُمْ، وَإِن شِئتَ فَأَفْطِرْ» . وفي أخرى قال: «كنتُ أَسْرُدُ الصيامَ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسولَ الله، إِني أسرُدُ [الصيامَ] في السفر؟ فقال: إِن شئتَ فَصُمْ وَإِن شئتَ فأفْطِرْ» . وفي أخرى: «إِني أجد فيَّ قُوَّة على الصيام في السفر، فهل عليَّ جُنَاح؟ قال: هي رُخْصَة من الله عز وجل، فمن أخذ بها فَحَسَن، وَمَنْ أحبَّ أن يصومَ فلا جُنَاحَ عَلَيْهِ» (2) . [ص: 403] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظَهر) : الظهر هاهنا: كناية عن الإبل. (أُعالجه) : معالجته: معاناته، يريد به: مكاراته والسفر به.   (1) في المطبوع: حمزة بن عمر، وهو خطأ. (2) رواه أبو داود رقم (2403) في الصوم، باب الصوم في السفر، والنسائي 4 / 185 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على سليمان بن يسار، وباب ذكر الاختلاف على عروة في حديث حمزة، وباب الاختلاف على هشام بن عروة فيه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2403) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا محمد بن عبد المجيد المدني، قال: سمعت حمزة بن محمد بن حمزة الأسلمي يذكر أن أباه أخبره، فذكره. أخرجه النسائي (4/185) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أنبأنا عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. قلت: ضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود. الحديث: 4587 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 402 الفرع الثالث: في إباحة الإفطار مطلقا ً 4588 - (خ م ط س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج من المدينة، ومعه عَشْرَةُ آلاف، وذلك على رأس ثمانيَ سنين ونصف من مَقْدَمِهِ المدينةَ، فسار بمن معه من المسلمينَ إِلى مكةَ، يصومُ ويصومون، حتى بلغ الكَديد - وهو ما بين عُسفانَ وقُدَيْد - أفطرَ وأفطَرُوا» قال الزُّهري: وَإِنَّمَا يُؤخَذُ من أمر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الآخِرُ فالآخِرُ. وفي رواية للبخاري: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- غزا غزوةَ الفتح في رمضان» لم يزد، قال الزهري: وسمعتُ سعيدَ بنَ المسيِّبِ يقول مثل ذلك، [ثم] قال [البخاري] متصلاً به: وعن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: «صامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى إِذا بلغَ الكَديد - الماء الذي بين قُديد وعُسْفانَ - أفطَر، فلم يزل مُفْطِراً حتى انسلخ الشَّهرُ» . [ص: 404] وهو عند مسلم عن ابن شهاب: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح، فصام حتى بَلَغَ الكَديد، ثم أفطر، قال: وكان أصحابُه - صلى الله عليه وسلم- يَتَّبِعُون الأحدَثَ فالأحْدَثَ من أمرِهِ - صلى الله عليه وسلم-» ، وعنده في رواية سفيان مثله. قال سفيان: لا أدري: من قولِ مَنْ هو؟ يعني: «وكان يُؤخَذُ بالآخِرِ من قول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟» . وعنده في أخرى مثله، وقال: قال الزهري: «كان الفِطْرُ آخرَ الأمرين، وإنما يؤخَذُ من أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالآخِرِ فالآخِرِ، قال الزهري: فصبَّح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مكةَ لثلاثَ عَشْرَةَ [لَيلة خَلَتْ] من رمضانَ» . زاد في رواية: «وكانوا يتَّبعون الأحْدَث فالأحْدَثَ من أمرِهِ، ويَرَوْنَهُ الناسخَ المحكَم» . وأخرج الموطأ: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَرج إِلى مكةَ عام الفتح في رمضانَ، فصام حتى بلغ الكَديد، ثم أفطرَ، فأَفطرَ الناسُ، وكانوا يأخذون بالأحْدَثِ فالأحْدَثِ من أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية النسائي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج في رمضانَ، فصام حتى إِذا أَتى قُدَيداً أُتِيَ بِقَدَح من لَبَن، فشربَ، فأفطرَ هو وأصحابه» . وفي أخرى قال: «صامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من المدينة حتى أتى قُدَيداً، ثم أَفطرَ، حتى أتى مكةَ» . [ص: 405] وله عن مجاهد مرسلاً: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صام في شهر رمضان، وأفطرَ في السفر» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 157 في الصوم، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر، وفي الجهاد، باب الخروج في رمضان، وفي المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان، ومسلم رقم (1113) في الصوم، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، والموطأ 1 / 294 في الصوم، باب ما جاء في الصيام في السفر، والنسائي 4 / 183 في الصوم، باب الصيام في السفر، وباب ذكر الاختلاف على منصور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (196) ، والحميدي (514) ، وأحمد (1/219) (1892) قالا: حدثنا سفيان وأحمد (1/266) (2392) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي عن ابن إسحاق وفي (1/315) (2884) قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق. وفي (1/334) (3089) و (1/366) (3460) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (1/348) (3258) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (645) قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (648) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس والدارمي (1715) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك، والبخاري (3/43) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (4/60) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/185) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. وفي (5/185) قال: حدثنا محمود، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (3/140) قال: حدثني يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قالا: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وفي (3/141) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، عن سفيان. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنثي حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (4/189) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2035) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة. ثمانيتهم - مالك، وسفيان، ومحمد بن إسحاق، ومعمر، وابن جريج، ويونس، وعقيل، والليث - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. لفظ رواية ابن إسحاق: «ثم مضى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- لسفره، واستخلف على المدينة، أبا رهم كلثوم بن حصين بن عتبة بن خلف الغفاري، وخرج لعشر مضين من رمضان، فصام رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وصام الناس معه، حتى إذا كان بالكديد، ماء بين عسفان وأمج، أفطر، ثم مضى حتى نزل بمر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين» . ولفظ رواية معمر: «أن النبي، خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثماني سنين ونصف، من مقدمة المدينة، فسار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد، وهو ماء بين عسفان وقديد، أفطر، وأفطروا» . الحديث: 4588 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 403 4589 - (خ م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: خرجنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضانَ في حَرّ شديد، حتى إنْ كان أحدُنا ليضع يَدَهُ على رأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحرِّ، وما فينا صائم إِلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعبدُ اللهِ بنُ رَوَاحةَ. أخرجه البخاري ومسلم. وعند أبي داود: «خَرَجْنَا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض غَزَوَاتِهِ في حرّ شديد، حتى إِنَّ أحَدَنا ليضعُ يَدَهُ، أو كَفَّهُ على رأْسه من شدَّةِ الحرِّ ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 159 في الصوم، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر، ومسلم رقم (1122) في الصوم، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر، وأبو داود رقم (2409) في الصوم، باب فيمن اختار الصيام في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/194) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال:حدثني إسماعيل بن عبيد الله. وفيه (5/194) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا هشام يعني ابن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي، وفي (6/444) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا هشام ابن سعد، عن عثمان بن حيان وإسماعيل بن عبيد الله. [قال أبو عامر: عثمان بن حيان وحده] وعبد بن حميد (208) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي. والبخاري (3/43 و 44) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن حمزة،عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أن إسماعيل بن عبيد الله حدثه، ومسلم (3/145) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله. (ح) وحدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي. وأبو داود (2409) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله. وابن ماجة (1663) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم وهارون بن عبد الله الحمال. قالا: حدثنا ابن أبي فديك. جميعا - عن هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي. كلاهما - إسماعيل بن عبيد الله، وعثمان بن حيان - عن أم الدرداء، فذكرته. الحديث: 4589 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 405 4590 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «بلغَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عامَ الفتح مَرَّ الظَّهْران، فآذَننا بلقاءِ العدوِّ، فأَمرنا بالفِطْرِ، فأَفطرنا [ص: 406] أجمعين» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1684) في الجهاد، باب ما جاء في الفطر عند القتال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 29، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/29) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا ابن مبارك. وفي (3/87) قال: حدثنا الحكم بن نافع. والترمذي (1684) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (2038) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي، قال: حدثنا أبو عاصم. ثلاثتهم - ابن المبارك، والحكم، وأبو عاصم - عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة، فذكره. * أخرجه أحمد (3/87) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني عطية ابن قيس، عمن حدثه، عن أبي سعيد، فذكره. الحديث: 4590 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 405 4591 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «سافرنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصام بعضُنا، وأفطرَ بعضُنا» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 188 و 189 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على أبي نضرة المنذر بن مالك، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (3/143) قال:حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وسهل بن عثمان وسويد بن سعيد وحسين بن حريث كلهم. عن مروان بن معاوية والنسائي (4/188) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا القواريري، قال: حدثنا بشر بن منصور. وفي (4/189) قال: أخبرني أيوب بن محمد، قال: حدثنا مروان. وابن خزيمة (2029) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. ثلاثتهم - أبو معاوية، ومروان، وبشر - عن عاصم الأحول، عن أبي نضرة، فذكره. رواية أحمد، والنسائي (4/188) عن أبي نضرة عن جابر فقط. الحديث: 4591 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 406 4592 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «غَزَوْنَا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- غزوتين: بَدْراً (1) ، والفتحَ، فأفطرنا فيهما» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: يوم بدر. (2) رقم (714) في الصوم، باب ما جاء في الرخصة للمحارب في الإفطار، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، لكن له شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/22) (140) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا بكير. وفي (142) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن معمر. والترمذي (714) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة. كلاهما - بكير، ومعمر - عن سعيد بن المسيب، فذكره. قلت: والحديث في سنده ابن لهيعة وهو ضعيف، وضعفه العلامة الألباني في ضعيف سنن الترمذي. الحديث: 4592 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 406 4593 - (س) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: «بينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتغدَّى بمرَّ الظهران، ومعه أبو بكر، وعمر، فقال: الغداءَ» . أَخرجه النسائي. وقال: هذا مرسل (1) .   (1) 4 / 178 في الصوم، باب ذكر اسم الرجل، وهو مرسل كما قال النسائي، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/178) أخبرنا عمران بن يزيد. قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني الأوزاعي. عن يحيى أنه حدثه عن أبي سلمة،فذكره. قلت: قال النسائي: مرسل أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا علي. عن يحيى عن أبي سلمة أن رسول الله وأبا بكر وعمر كانوا بمر الظهران. مرسل. الحديث: 4593 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 406 4594 - (س) عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه -: قال: «قَدِمْتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من سَفَر، فقال: انتظرِ الغَدَاءَ يا أبا أُمَيَّةَ، [ص: 407] قلتُ: إِني صائم، قال: أُدْنُ أُخْبِرْك عن المسافر: إِنَّ اللهَ وَضَعَ عنه الصيامَ، ونِصْفَ الصلاةِ» . وفي رواية قال له: «تعالَ، ادْنُ مني، حتى أخبرَك عن المسافر. وَذَكَرَهُ» . وفي أخرى قال: قدمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «ألا تنتظرُ الغداءَ يا أبا أُميةَ؟ قلت: إِني صائم ... الحديث» . وفي أخرى: «فسلَّمتُ عليه، فلما ذهبتُ لأخرج قال: انتظرِ الغَداءَ ... » الحديث. أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 178 في الصوم، باب ذكر وضع الصيام عن المسافر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/178) قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم، عن محمد بن شعيب، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، فذكره. ورواه عن عمرو بن أمية جعفر بن عمرو. أخرجه النسائي (4/178) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو قلابة، قال: حدثني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، فذكره. * أخرجه النسائي (4/180) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أنبأنا علي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن رجل، أن أبا أمية أخبره، أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- من سفر. نحوه. * وأخرجه النسائي (4/179) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثني الأوزاعي. وفي (4/180) قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ابن إبراهيم الحراني، قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا معاوية. كلاهما - الأوزاعي، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، أن أبا أمية الضمري حدثهم، أنه قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. نحوه. ليس فيه جعفر بن عمرو ولا رجل. ورواه أيضا أبو مهاجر عن أبي أمية الضمري. أخرجه الدارمي (1719) قال: حدثنا أبو المغيرة. والنسائي (4/179) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا أبو المغيرة. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا موسى بن مروان، قال: حدثنا محمد بن حرب. كلاهما - أبو المغيرة، ومحمد بن حرب - عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، فذكره. الحديث: 4594 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 406 4595 - (د ت س) رجل من بني عبد الله بن كعب - اسمه: أنس بن مالك (1) : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن اللهَ وضعَ شَطْرَ الصلاةِ عن المسافرِ، ورخَّصَ له الإفطار، [ص: 408] وأرخص فيه للمرضِع والحُبْلَى إِذا خافتا على وَلَديهما» . أخرجه أبو داود (2) . وفي أخرى له وللترمذي قال: «أغَارَتْ علينا خَيل لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكنتُ قد أسلمتُ، قال: فانطلقتُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فوجدتُه يتغدَّى، فقال لي: اجلس وأصِبْ من طعامنا هذا، فقلتُ: إني صائم، فقال: اجلس أُحدِّثْك عن الصلاة، وعن الصيام: إِن اللهَ وضعَ شَطْر الصلاةِ عن المسافر، ووضع عنه الصومَ، ووضعَ عن الحامل والمرضعِ الصيامَ، واللهِ لقد قالهما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- كليهما أَو أحدهما - قال: فإِذا ذكرتُ ذلك تَلَهَّفتُ على أن لم آكلْ من طعامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية النسائي قال: «أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في إِبل لي، كانت أُخِذتْ، فوافقتُه وهو يأكل، فدعاني إِلى طعامه، فقلتُ: إِني صائم، فقال: أُدْنُ أُخْبِرْكَ عن ذلك: إِن الله وضعَ عن المسافرِ الصومَ، وشَطرَ الصلاةِ» . وفي رواية له عن رجل - ولم يُسمِّه - قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يتغدَّى، قال: هَلُمَّ إِلى الغَداءِ، فقلتُ: إِني صائم، قال: هَلُمَّ أُخْبِرْكَ عن الصوم: إِنه وُضِعَ عن المسافرِ نصفُ الصلاة، والصومُ، ورُخِّصَ للحبلى والمرضع» . [ص: 409] وفي أخرى عن شيخ من قُشَير عن عمِّهِ: «أَنه ذهب في إِبل له، فانتهى إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يأكل - أَو قال: يَطْعَم ... » وذكر الحديث. وفي أخرى عن رجل من بَلْحَرِيْش عن أبيه قال: «كنتُ مسافراً» . وفي أخرى: «كنا نُسافِرُ ما شاءَ الله، فأتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَطْعَم، فقال: هَلُمَّ واطْعَمْ، قلتُ: إِني صائم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أُحدِّثُكُم عن الصيام: إِن الله وضعَ عن المسافِرِ الصومَ، وشطرَ الصلاةِ» . وله في أخرى عن هانئ بن عبد الله بن الشِّخِّيرِ عن أبيه - ولم يذكر رجلاً من بَلْحَرِيْش- قال: «كنتُ مسافراً، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر الحديث. وهذه الرواية قد جعلها عن عبد الله بن الشِّخِّيرِ، والتي قبلها عن هانئ عن رجل من بَلْحَرِيْش عن أبيه، فإن كان قد أسقط من هذه الثانية رَجُلاً، فهي من جملة طرق الحديث، وإِن لم يكن قد أسقط رجلاً، فهو حديث منفرد برأسه. وله في أخرى عن غَيلان، قال: «خرجتُ مع أبي قِلابة في سفر فقرَّب طعاماً، فقلتُ: إِني صائم، فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج في سفر، فقرَّب طعاماً، فقال لرجل: ادْنُ فاطْعَمْ، قال: إِني صائم، قال: إن الله [ص: 410] وضعَ عن المسافرِ نصفَ الصلاةِ، والصيامَ، في السفر، فادْنُ فاطْعَمْ، فدنوتُ فَطَعِمتُ» . وهذه الرواية أيضاً كذا أخرجها عن أبي قِلابة، ولأبي قلابة فيما تقدَّم من روايات الحديث عن رجل - ولم يُسمِّه - فتكون هذه الرواية مرسلة (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَطْر) كل شيء: نصفه. (للمرضع) المرضع: المرأة التي لها ولد ترضعه، فإن وصفتها بإرضاع الولد قلت: مُرْضِعة.   (1) هو أنس بن مالك الكعبي، من بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وهو صحابي ليس له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد، وبعضهم يذكر في نسبة القشيري، يذهبون إلى أن قشيراً هو ابن كعب بن ربيعة، وأنس بن مالك بن النضر الأنصاري، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المراد في أكثر الأحاديث عن اطلاق اسم أنس، ثم أنس بن مالك الكعبي، وهو الذي في حديثنا، وهذان صحابيان، وأنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، والد الإمام مالك بن أنس، وهو تابعي، ثم أنس بن مالك الصيرفي، شيخ خلاد بن يحيى، وأنس بن مالك شيخ لأبي داود الطيالسي، وهذا متأخران يرويان عن التابعين. (2) هذه الرواية بهذا اللفظ لم نعثر عليها في نسخ أبي داود المطبوعة، ولم نر من تعرض لذكرها، وهي قريبة من إحدى روايات النسائي في هذا الحديث، ولعلها في بعض نسخ أبي داود التي لم نطلع عليها. (3) رواه أبو داود رقم (2408) في الصوم، باب اختيار الفطر، والترمذي رقم (715) في الصوم، باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع، والنسائي 4 / 180 - 182 في الصوم، باب وضع الصيام عن المسافر، وباب وضع الصيام عن الحبلى والمرضع، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1667) في الصيام، باب ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع، وهو حديث صحيح، قال الترمذي: حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وقال بعض أهل العلم: الحامل والمرضع تفطران وتقضيان وتطعمان، وبه يقول سفيان، ومالك، والشافعي، وأحمد، وقال بعضهم: تفطران وتطعمان، ولا قضاء عليهما، وإن شاءتا قضتا ولا إطعام عليهما، وبه يقول إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/347) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/347) قال: حدثنا عفان. وفي (5/29) قال: حدثنا عبد الصمد، وعبد بن حميد (431) قال: حدثني سليمان بن حرب، وأبو داود (2408) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. والترمذي (715) قال: حدثنا أبو كريب، ويوسف بن عيسى، قالا: حدثنا وكيع. وابن ماجة (، 1667 3299) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. وعبد الله بن أحمد (4/347) قال: حدثنا شيبان. وابن خزيمة (2044) قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا الحسن أيضا، قال: حدثنا عاصم بن علي. ستتهم - وكيع، وعفان، وعبد الصمد، وسليمان، وشيبان، وعاصم - قالوا: حدثنا أبو هلال، عن عبد الله بن سوادة، فذكره. * وأخرجه النسائي (4/190) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن وُهَيب بن خالد، قال: حدثنا عبد الله بن سوادة، عن أبيه، عن أنس، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/29) ، والنسائي (4/180) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا سُريج. وابن خزيمة (2042) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو هاشم زياد بن أيوب. أربعتهم - أحمد، وسُريج، ويعقوب، وزياد - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عُليَّة، عن أيوب، قال: حدثني أبو قلابة هذا الحديث، ثم قال: هل لك في صاحب الحديث؟ فدلني عليه، فلقيته، فقال: حدثني قريب لي يُقال له أنس بن مالك، فذكره. * وأخرجه النسائي (4/180) قال: أخبرنا عُمر بن محمد بن الحسن بن التل، قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (2043) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي، قال: حدثنا عُبيدالله. كلاهما - محمد بن الحسن، وعبيد الله - عن سفيان الثوري، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، فذكره. ذكره الزيلعي في نصب الراية (191/2) قال: قال الترمذي: حدثنا حسن، ولا يعرف لأنس هذا عن النبي، غير هذا الحديث، ورواه أحمد في المسند (4/347) . ورواه الطحاوي (1/246) . والطبراني في معجمه. والحديث قال عنه الألباني حسن صحيح. أبي داود (2408) . ابن ماجة (16667) الترمذي (718) . النسائي (2146) حسن فقط. الحديث: 4595 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 407 4596 - (ط د) أبو بكر بن عبد الرحمن: قال: حدَّثني رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[قال] : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بالعَرْج يُصَبُّ على رأسه الماءُ من العطش - أو من الحرِّ - ثم قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ طائفة [ص: 411] من الناس قد صاموا حين صُمْتَ، قال: فلما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالكَدِيدِ دعا بِقَدَح فشربَ، فأفطرَ الناسُ» . أخرجه الموطأ بتمامه، وأبو داود إِلى قوله: «أو الحرِّ» ، لم يزد (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 294 في الصيام، باب ما جاء في الصيام في السفر، وأبو داود رقم (2365) في الصوم، باب الصائم يصب عليه الماء من العطش، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/224) عن سمي مولى أبي كر بن عبد الرحمن. عن أبي بكر بن عبد الرحمن. عن بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. وأخرجه أبو داود (2365) حدثنا عبيد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب النبي، فذكره. الحديث: 4596 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 410 4597 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان لا يصومُ في السفر (1) » . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": لأنه كان يرى أن الصوم في السفر لا يجزئ، لأن الفطر عزيمة من الله تعالى، لقوله: {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} فجعل عليه عدة، وبه قال أبوه عمر، وأبو هريرة، وعبد الرحمن بن عوف، وقوم من أهل الظاهر، ويرده أحاديث الباب، قاله ابن عبد البر. (2) 1 / 295 في الصوم، باب ما جاء في الصيام في السفر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/227) عن نافع، أن عبد الله بن عمر،فذكره. الحديث: 4597 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 411 الفرع الرابع: في أحاديث متفرقة يوم الخروج 4598 - (ت) محمد بن كعب: قال: «أَتيتُ أنسَ بنَ مالك - رضي الله عنه- في رمضانَ، وهو يريد سفراً، وقد رُحِلَتْ له راحلتُه، ولبس ثيابَ سفره، ودعا بطعام، فأكلَ، فقلتُ له: سُنَّة؟ قال: سُنَّة، ثم ركب» . [ص: 412] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (799) و (800) في الصوم، باب من أكل ثم خرج يريد سفراً، وإسناده حسن، وفي الباب من حديث عبيد بن جبر عند أبي داود وسيأتي رقم (4602) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (799) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (800) قال الترمذي: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - عبد الله بن جعفر، ومحمد بن جعفر - عن زيد بن أسلم، عن محمد بن المنكدر، عن محمد ابن كعب، فذكره. الحديث: 4598 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 411 يوم الدخول 4599 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: «بلغه: أن عمر بن الخطاب كان إِذا كان في سفر في رمضان، فعلم أنه داخل المدينةَ من أول يومه، دخل وهو صائم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 296 في الصيام، باب ما يفعل من قدم من سفر أو أراده في رمضان، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/227) أنه بلغه أن عمر بن الخطاب. قلت: إسناده منقطع. الحديث: 4599 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 412 مقدار السفر 4600 - (د) منصور الكلبي: «أن دِحيةَ بنَ خليفةَ خرج من قرية من دمشقَ مَرَّة، إِلى قَدْرِ قَرْيةِ عَقبَةَ من الفُسطاط - وذلك ثلاثة أميال - في رمضان، ثم إِنه أفطر، وأفطر معه أُناس، وكره آخرون أن يفطروا، فلما رجع إِلى قريته قال: والله، لقد رأيتُ اليوم أمراً ما كنتُ أظن أني أراه، إِنَّ قوماً رغبوا عن هَدْي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه - يقول ذلك للذين صاموا - ثم قال عند ذلك: اللهم اقبِضْني إِليك» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 413] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَدْي) : الهدي: السيرة والطريقة.   (1) رقم (2413) في الصوم، باب قدر مسيرة ما يفطر فيه، ومنصور الكلبي مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/398) قال: حدثنا حجاج، ويونس. وأبو داود (2413) قال: حدثنا عيسى ابن حماد. وابن خزيمة (2041) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي، وشعيب. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا ابن أبي مريم. ستتهم - حجاج، ويونس، وعيسى، وعبد الله بن عبد الحكم، وشعيب، وابن أبي مريم عن الليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن منصور الكلبي، فذكره. قلت: منصور الكلبي قال ابن المديني مجهول لا أعرفه، وقال ابن خزيمة: لا أعرفه. الحديث: 4600 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 412 4601 - (د) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أن ابن عمر كان يخرج إِلى الغابة في رمضان، فلا يُفْطِرُ، ولا يَقْصُر» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2414) في الصوم، باب قدر مسيرة ما يفطر فيه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2414) حدثنا مسدد، ثنا المعتمر، عن عبيد الله، عن نافع أن ابن عمر، فذكره. الحديث: 4601 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 413 سفر الماء 4602 - (د) عبيد بن جبر: قال: «كنت مع أبي بَصْرة الغفاري، صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفينة من الفُسطاط في رمضان، فدفع، ثم قرَّب غداءه - قال جعفر في حديثه: فلم يُجاوز البيوت حتى دعا بالسُّفْرة - قال: اقْتَربْ، قلتُ: ألستَ ترى البيوت؟ قال أبو بصرة: أترغب عن سُنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال جعفر في حديثه: فأكل» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2412) في الصوم، باب متى يفطر المسافر إذا خرج، وفي سنده كليب بن ذهل الحضرمي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، لكن يشهد له حديث محمد بن كعب عند الترمذي الذي تقدم رقم (4598) ، فالحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2412) حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثني عبد الله بن يزيد، (ح) وثنا جعفر بن مسافر، ثنا عبد الله بن يحيى، المعنى، حدثني سعيد بن أبي أيوب، وزاد جعفر: والليث، حدثني يزيد ابن أبي حبيب، أن كليب بن ذهل الحضرمي أخبره، عن عبيد، قال جعفر بن جبر، فذكره. قلت: وفي سنده كليب بن ذهل الحضرمي لم يوثقه غير ابن حبان قال الحافظ في التهذيب: قال ابن خزيمة: لا أعرفه بعدالة، وقال الذهبي: تفرد عنه يزيد بن أبي حبيب. الحديث: 4602 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 413 إدراك رمضان المسافر 4603 - (د) سلمة بن المحبق الهذلي - رضي الله عنه -: قال: قال [ص: 414] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من كان له حُمولة يأوي إِلى شِبَع فليصم رمضانَ حيث أدركه» . وفي رواية قال: «من أدركه رمضانُ في السفر ... » وذكر معناه. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حمُولة) الحمُولة بالضم: الأحمال، فأما الحمُول بلا هاء فهي الإبل التي عليها الهوادج كان فيها نساء أو لم يكن.   (1) رقم (2410) و (2411) في الصوم، باب فيمن اختار الصيام، وفي سنده حبيب بن عبد الله الأزدي، وهو مجهول، وابنه عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي، ضعفه أحمد وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/476) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (5/7) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبوداود (2410) قال: حدثنا حامد بن يحيى، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثنا أبو قتيبة. وفي (2411) قال: حدثنا نصر بن المهاجر، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. ثلاثتهم - أبو النضر هاشم بن القاسم، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة -قالوا: حدثنا عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي، قال: حدثني حبيب بن عبد الله يعني أباه. قال: سمعت سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي، فذكره. قلت: في سنده حبيب بن عبد الله الأزدي قال أبو حاتم مجهول، وابنه عبد الصمد بن حبيب نقل ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (2/108) عن الإمام أحمد أنه قال: هو لين الحديث وضعفه. الحديث: 4603 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 413 الفصل الثاني: في موجب الإفطار ، وفيه فرعان الفرع الأول: في القضاء ، وفيه ستة أنواع [النوع] الأول: في التتابع والتفريق 4604 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: أنَّ ابنَ عمرَ [ص: 415] كان يقولُ: «يصومُ [قضاءَ] رمضانَ متتابعاً مَنْ أفطر من مَرَض أو في سَفَر» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 304 في الصيام، باب ما جاء في قضاء رمضان والكفارات، وإسناده صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": مذهب ابن عمر وجوب تتابع القضاء، وكذا روي عن علي والحسن والشعبي، وبه قال أهل الظاهر، وذهب الجمهور، ومنهم الأئمة الأربعة إلى استحبابه فقط، وبه قال جمع من الصحابة، وإن كان القياس التتابع إلحاقاً لصفة القضاء بصفة الأداء، وتعجيلاً لبراءة الذمة، ولكن لم يجب لإطلاق الآية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/249) عن نافع فذكره. الحديث: 4604 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 414 4605 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: «أن أبا هريرة، وابن عباس اختلفا في قضاء رمضانَ، فقال أحدهما: يُفرَّق بينه، وقال الآخر: لا يُفرَّق بينه، لا أدري أيُّهما قال: لا يفرَّق بينه، ولا أَيُّهما قال: يُفرَّق بينه؟» أَخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 304 في الصيام، باب ما جاء في قضاء رمضان والكفارات، وإسناده منقطع بين الزهري وأبي هريرة وابن عباس، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: لا أدري عمن أخذ ابن شهاب هذا، وقد صح عن ابن عباس وأبي هريرة أنهما أجازا تفريق قضاء رمضان، قالا: لا بأس بتفريقه، لقوله تعالى: {فعدة من أيام أخر} ، وقال الحافظ في " الفتح ": هكذا أخرجه مالك منقطعاً مبهماً، ووصله عبد الرزاق معيناً عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس فيمن عليه قضاء رمضان، قال: يقضيه مفرقاً، قال الله تعالى: {فعدة من أيام أخر} ، وأخرجه الدارقطني من وجه آخر عن معمر بسنده قال: صمه كيف شئت، ورويناه في فوائد أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري بلفظ: لا يضرك كيف قضيتها، إنما هي عدة من أيام أخر فأحصه، وقال عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء أن ابن عباس وأبا هريرة قالا: فرقه إذا أحصيته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/249) عن ابن شهاب فذكره. قال الزرقاني في شرح الموطأ:قال ابن عبد البر: لا أدري عمن أخذ ابن شهاب هذا وقد صح عن ابن عباس وأبي هريرة أنهما أجازا تفريق قضاء رمضان قالا: لا بأس بتفريقه لقوله تعالى: {فعدة من أيام أخر} ، وقال الحافظ في الفتح: هكذا أخرجه مالك منقطعا مبهما، ووصله عبد الرزاق معينا عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس فيمن عليه قضاء رمضان، قال: يقضيه مفرقا، قال الله تعالى: {فعدة من أيام أخر} ، وأخرجه الدارقطني من وجه أخر عن معمر بسنده قال: صمه كيف شئت، ورويناه في فوائد أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري بلفظ لا يضرك كيف قضيتها، إنما هي عدة من أيام أخر فأحصه، وقال عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء أن ابن عباس وأبا هريرة قالا: فرقه إذا أحصيته. الحديث: 4605 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 415 [النوع] الثاني: في تأخير القضاء 4606 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كانَ [ص: 416] يكونُ عليَّ الصومُ مِنْ رمضانَ، فما أستطيعُ أن أقضيَ إِلا في شعبانَ» . قال يحيى بن سعيد: «ذلك عن الشُّغْلِ من النبي - صلى الله عليه وسلم-، أو بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية: «وذلك لمكانِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قالت: «إِنْ كانَتْ إحدانَا لَتُفطِر في زمانِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فما تَقْدِرُ على أن تقضيَهُ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى يأتيَ شعبانُ» . وعند الموطأ، وأبي داود قالتْ: «إِنْ كانَ ليكونُ عليَّ الصيامُ من رمضانَ، فما أستطيعُ أصومُهُ حتى يأتيَ شعبانُ» . وفي رواية الترمذي قالت: «ما كنتُ أقضي ما يكون عليَّ من رمضانَ إِلا في شعبانَ، حتى تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وأخرج النسائي الرواية الأولى، ونحوه رواية مسلم، وزاد فيها: «وما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم في شهر ما يصوم في شعبانَ، كان يصومُهُ كلَّه إِلا قليلاً، بل كان يصومُه كلَّه» . وهذه الزيادة قد أَخرجها البخاري ومسلم، وقد تقدَّم ذِكْرُها (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 166 في الصوم، باب متى يقضي قضاء رمضان، ومسلم رقم (1146) في الصيام، باب قضاء رمضان في شعبان، والموطأ 1 / 308 في الصيام، باب جامع قضاء الصيام، وأبو داود رقم (2399) في الصوم، باب تأخير قضاء رمضان، والترمذي رقم (783) في الصوم، باب ما جاء في تأخير رمضان، والنسائي 4 / 191 في الصوم، باب وضع الصيام عن الحائض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (205) . والبخاري (3/45) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. ومسلم (3/154و 155) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا بشر بن عمر الزهراني. قال: حدثني سليمان بن بلال. (ح) وحدثنيه محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2399) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. والنسائي (4/191) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (2046) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. وفي (2047) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2048) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. سبعتهم - مالك، وزهير بن معاوية، وسليمان بن بلال، وابن جريج، وعبد الوهاب الثقفي، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان - عن يحيى بن سعيد الأنصاري. 2- وأخرجه مسلم (3/155) قال: حدثني محمد بن أبي عمر المكي. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. والنسائي (4/150) قال: أخبرنا أحمد بن سعد بن الحكم. قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا نافع بن يزيد. كلاهما - عبد العزيز، ونافع - عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم. 3- وأخرجه ابن ماجة (1669) قال: حدثنا علي بن المنذر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن إبراهيم، وعمرو بن دينار - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4606 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 415 [النوع] الثالث: في الصوم عن الميت 4607 - (خ م د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ ماتَ وعليه صوم صام عنه وَليُّه» . أخرجه البخاري ومسلم، وأبو داود (1) ، قال أبو داود: هذا في النذر (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صام عنه وليه) : هذا فيه مذهبان، أحدهما: أن يصوم الولي عن المولَّى عليه، وإليه ذهب قوم من أصحاب الحديث، وهو مذهب الشافعي في القول القديم. والآخر: أن يكون المراد به: الكفارة، فعبر عنها بالصوم إذ كانت تلازم الصوم، وعلى هذا أكثر الفقهاء.   (1) رواه البخاري 4 / 168 في الصوم، باب من مات وعليه صوم، ومسلم رقم (1147) في الصوم، باب قضاء الصيام عن الميت، وأبو داود رقم (2400) في الصوم، باب فيمن مات وعليه صيام. (2) وهو الصواب كما في الأحاديث التي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/69) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرنا ابن لهيعة. (ح) وموسى بن داود. قال: حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (3/45) قال: حدثنا محمد بن خالد. قال: حدثنا محمد بن موسى بن أعين. قال: حدثنا أبي، عن عمرو بن الحارث. ومسلم (3/155) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرنا عمرو بن الحارث. وأبو داود (2400 و 3311) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16382) عن علي بن عثمان النفيلي وإسماعيل بن يعقوب الصبيحي الحرانيين. كلاهما عن محمد بن موسى بن أعين، عن أبيه، عن عمرو ابن الحارث وابن خزيمة (2052) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. قال: حدثنا عمي. قال: حدثني عمرو بن الحارث. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. (ح) وحدثنا زكريا ابن يحيى ابن أبان. قال: حدثنا عمرو بن ظاهر -كذا في المطبوع - قال: حدثنا يحيى بن أيوب. ثلاثتهم - عبد الله بن لهيعة، وعمرو بن الحارث، ويحيى بن أيوب - عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، فذكره. * أخرجه أحمد (6/69) قال: حدثنا هارون. قال: حدثنا ابن وهب. قال: قال حيوة: أخبرني سالم أنه عرض هذا الحديث على يزيد فعرفه، أن عروة بن الزبير. قال، فذكره. الحديث: 4607 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 417 4608 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إِذا مرض الرجل في رمضانَ، ثم مات ولم يَصحَّ (1) ، أُطْعِمَ عنه، ولم يكن عليه قضاء، وإن نذر قضَى عنه وليُّه» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في بعض النسخ: ولم يصم. (2) رقم (2401) في الصوم، باب فيمن مات وعليه صيام، وهو موقوف صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2401) حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 4608 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 417 4609 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «جاءتِ امرأة إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالتْ: يا رسولَ الله، إِن أُمي ماتت، [ص: 418] وعليها صوم نذر، أفأصومُ عنها؟ قال: أرأيتِ لو كان على أُمِّكِ دَيْن فقضِيته، أكان ذلك يؤدِّي عنها؟ قالت: نعم، قال: فصومي عن أُمِّكِ» . وفي رواية قال: «جاء رجل إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، إِن أُمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ فقال: لو كان على أُمِّكَ دَيْن أكنتَ قاضيَه؟ قال: نعم، قال: فَدَيْنُ اللهِ أحقُّ أن يُقْضَى» . وفي أخرى قال: «إِن أختي ماتت» . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية أبي داود مثل الرواية الثانية، وقال: «جاءتِ امرأة» . وفي رواية الترمذي قال: «جاءتِ امرأة إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقالت: إِن أُختي ماتت وعليها صوم شهرين متتابعين» ، وذكر ... الحديث مثل الثانية. وفي رواية لأبي داود، والنسائي: «أن امرأة ركبت البحر، فنذرت إن نجَّاها الله: أن تصومَ شهراً، فنجاها اللهُ، فلم تَصُمْ حتى ماتت، فجاءت ابنتُها - أو أختُها- إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأَمرها أن تصومَ عنها» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 169 في الصوم، باب من مات وعليه صوم، ومسلم رقم (1148) في الصوم، باب قضاء الصيام عن الميت، وأبو داود رقم (3307) و (3308) في الأيمان والنذور، باب في قضاء النذر عن الميت، والترمذي رقم (716) في الصوم، باب ما جاء في الصوم عن الميت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/224) (1970) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/227) (2005) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/258) (2336) قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/362) (3420) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (3/46) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. ومسلم (3/155) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثني أحمد بن عمر الوكيعي، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وأبو داود (3310) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى الورقة (39-ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبثر -وهو ابن القاسم كوفي - (ح) وأخبرنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. (ح) وأخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب، قال: حدثنا موسى بن أعين. سبعتهم - أبو معاوية، ويحيى، وزائدة، وابن نمير، وعيسى بن يونس، وعبثر، وموسى بن أعين - عن الأعمش، عن مسلم البطين. 2- وأخرجه مسلم (3/156) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، وابن أبي خلف، وعبد بن حميد. والنسائي في الكبرى الورقة (39-ب) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار. أربعتهم - إسحاق، وابن أبي خلف، وعبد بن حميد، والقاسم - عن زكريا بن عدي، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، قال: حدثنا الحكم بن عتيبة. كلاهما - مسلم البطين، والحكم بن عتيبة - عن سعيد بن جبير، فذكره. زاد في رواية زائدة قال: قال سليمان الأعمش: فقال الحكم، وسلمة بن كهيل: ونحن جميعا جلوس، حين حدث مسلم بهذا الحديث، قالا: سمعنا مجاهدا، يذكر هذا عن ابن عباس. وزاد في رواية عبد الرحمن بن مغراء، عن الأعمش قال: وعن سلمة بن كهيل، عن مجاهد، عن ابن عباس، وعن الحكم بن عتيبة، عن عطاء، عن ابن عباس. وزاد في رواية موسى بن أعين: قال سليمان الأعمش: وحدثنيه سلمة بن كهيل، والحكم، بمثل ذلك. يعني بمثل رواية مسلم، عن سعيد بن جبير. * أخرجه مسلم (3/156) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. وابن ماجة (1758) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. والترمذي (716) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. وفي (717) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي في الكبرى الورقة (39-ب) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد. وابن خزيمة (1953و 2055) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. كلاهما - أبو سعيد الأشج عبد الله بن سعيد، وأبو كريب - قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، والحكم بن عتيبة، ومسلم البطين، عن سعيد بن جبير، وعطاء، ومجاهد، عن ابن عباس، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (39-ب) قال: أخبرنا الحسين بن منصور النيسابوري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. (ح) وعن سلمة بن كهيل، عن مجاهد، عن ابن عباس. (ح) وعن الحكم بن عتيبة، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره. رواية الترمذي: الأعمش، عن سلمة بن كهيل، ومسلم البطين. ليس فيها الحكم. في رواية أبي خالد الأحمر، والحكم عن سعيد بن جبير، وأبي معاوية ويحيى وعيسى وابن نمير، عن الأعمش: «أتت امرأة، فقالت: يا رسول الله، إن أمي ماتت..» . الحديث وفي رواية الترمذي: «إن أختي ماتت» . الحديث: 4609 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 417 4610 - (م د ت) بريدة - رضي الله عنه -: قال: «بينا أَنا جالس عند [ص: 419] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذْ أَتَتْهُ امرأة، فقالتْ: إِني تصدَّقْتُ على أُمِّي بجارية، وإنها ماتت، قال: وَجَبَ أجرُكِ، وردَّها عليكِ الميراثُ، فقالتْ: يا رسولَ الله، وإِنه كان عليها صومُ شهر، أفأصومُ عنها؟ قال: صومي عنها، قالت: إِنها لم تحجَّ قطُّ، أفأحج عنها؟ قال: حجي عنها» أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1149) في الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت، وأبو داود رقم (3309) في الأيمان والنذور، باب في قضاء النذر عن الميت، والترمذي رقم (667) في الزكاة، باب ما جاء في المتصدق يرث صدقته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/351و 361) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (3/156) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. وفي (3/157) قال: حدثنيه إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. وابن ماجة (1759) قال: حدثنا زهير بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2394) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (929) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1980) عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن وكيع. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى - عن سفيان. 2- وأخرجه مسلم (3/156) . والترمذي (667 و 929) قالا: حدثنا علي بن حجر السعدي. قال: حدثنا علي بن مسهر أبو الحسن. 3- وأخرجه مسلم (3/156) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. 4- وأخرجه أبو داود (1656 و 2877و 3309) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1980) عن عبدة بن عبد الله، عن سويد بن عمرو الكلبي، وعن هلال بن العلاء عن حسين بن عياش. ثلاثتهم - أحمد، وسويد، وحسين - عن زهير. 5- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1980) عن محمد بن المثنى، عن عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى. خمستهم - سفيان، وعلي بن مسهر، وعبد الله بن نمير، وزهير، وابن أبي ليلى - عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 4610 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 418 4611 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: «بلغه: أن ابن عُمَرَ كان يُسأَل: هل يصوم أحد عن أحد؟ أو يصلِّي أحد عن أحد؟ فيقول: لا يصوم أحد عن أحد، ولا يصلِّي أحد عن أحد» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 1 / 303 في الصيام، باب النذر في الصيام، والصيام عن الميت، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/247) بلاغا. قلت: إسناده منقطع. الحديث: 4611 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 419 [النوع] الرابع: في قضاء التطوع 4612 - (ط د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كنتُ أنا وحَفْصَةُ صائمتين، فأُهدِيَ لنا طعام، فأكلنا منه، فدخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت حفصة: - وبَدَرَتْني بالكلام، وكانتْ بنتَ أَبيها (1) - يا رسولَ الله، [ص: 420] إِني أَصبحتُ أنا وعائشةُ صائمتين متطوعتين، فأُهْدِيَ لنا طعام، فأَفطرنا عليه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقْضِيَا مكانَهُ يوماً آخَرَ» . أخرجه الموطأ، والترمذي، وأبو داود (2) .   (1) أي: في جرأة أبيها عمر رضي الله عنهما. (2) رواه الموطأ 1 / 306 في الصيام، باب قضاء التطوع، وإسناده منقطع، وقد وصله أبو داود رقم (2457) في الصوم، باب من رأى عليه القضاء، والترمذي رقم (735) في الصوم، باب ما جاء في إيجاب القضاء عليه، وقال الترمذي: وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل هذا، ورواه مالك بن أنس، ومعمر، وعبد الله بن عمر، وزياد بن سعد، وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلاً، ولم يذكروا فيه: عن عروة، وهذا أصح، لأنه روي عن ابن جريج قال: سألت الزهري، قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئاً، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة هذا الحديث، قال الحافظ في " الفتح ": وقال الخلال: اتفق الثقات على إرساله، وشذ من وصله، وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا، وانظر تتمة الموضوع في " الفتح " 4 / 185 و 186 في الصوم، باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ولم ير عليه قضاء إذا كان أوفق له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (6/141 و 237) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سفيان، يعني ابن حسين. وفي (6/263) قال: حدثنا كثير بن هشام. قال: حدثنا جعفر بن برقان. والترمذي (735) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا كثير بن هشام. قال: حدثنا جعفر بن برقان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16413) عن محمد بن سهل بن عسكر، عن سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن إسماعيل بن عقبة. قال: وعندي في موضع آخر: وأخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) قال يحيى بن أيوب: وسمعت صالح بن كيسان. وجدته عندي في موضع آخر: حدثني صالح بن كيسان ويحيى بن سعيد. وفي (12/16419) عن إسحاق بن إبراهيم، عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان. وفي (12/16429) عن محمد بن المثنى، عن يزيد بن هارون، عن سفيان، وهو ابن حسين. وفي (12/16490) عن محمد بن منصور، عن سفيان، عن صالح بن أبي الأخضر. ستتهم - سفيان بن حسين، وجعفر بن برقان، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وصالح بن كيسان، ويحيى بن سعيد، وصالح بن أبي الأخضر - عن الزهري. 2- وأخرجه أبو داود (2457) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني حيوة بن شريح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16337) عن الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن حيوة وعمر بن مالك. كلاهما - حيوة، وعمر - عن ابن الهاد، عن زميل مولى عروة. كلاهما - الزهري، وزميل - عن عروة بن الزبير، فذكره. * في رواية محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. قال: سألوا الزهري، وأنا شاهد: أهو عن عروة؟ فقال: لا. * قال النسائي: هذا خطأ، وصالح بن أبي الأخضر ضعيف في الزهري وفي غير الزهري، يعني أن الصواب حديث الزهري، عن عاشة وحفصة، مرسل. * أخرجه النسائي في الكبري (2/248) (3296) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أخبرنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله، عن معمر، عن الزهري. قال: قالت عائشة: أصبحت أنا وحفصة صائمتين. وساق الحديث. * وأخرجه النسائي في الكبري (2/248) (3297) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (3298) قال: الحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك. كلاهما - عبيد الله، ومالك - عن الزهري، أن عائشة وحفصة صامتا يوما.. الحديث. قال الترمذي: وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل هذا، ورواه مالك بن أنس، ومعمر، وعبد الله بن عمر، وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلا، ولم يذكروا فيه: عن عروة، وهذا أصح لأنه روى عن ابن جريج قال: سألت الزهري، قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة هذا الحديث، وقال الحافظ في الفتح: وقال الخلال: اتفق الثقات على إرساله، وشذ من وصله، وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا وانظر تتمة الموضوع:. الفتح (4/185، 186) في الصوم، باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ولم ير عليه قضاء إذا كان أوفق له. الحديث: 4612 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 419 [النوع] الخامس: في الإفطار يوم الغيم 4613 - (خ د) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: «أفطرنا على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في يوم غيم، ثم طلعت الشمس» (1) . وقيل لهشام: «أَفأُمِرُوا بالقضاء؟ قال: بُدٌّ (2) من قضاء؟» . [ص: 421] أخرجه البخاري وأبو داود (3) .   (1) رواه البخاري 4 / 174 في الصوم، باب إذا أفطر في رمضان، وأبو داود رقم (2359) في الصوم، باب الفطر قبل غروب الشمس. (2) هو استفهام إنكار محذوف الأداة، والمعنى: لابد من قضاء، ووقع في رواية أبي ذر: لابد من القضاء. (3) رواه البخاري تعليقاً 4 / 174 في الصوم، باب إذا أفطر في رمضان، وأبو داود رقم (2359) في الصوم، باب الفطر قبل غروب الشمس، قال الحافظ في " الفتح ": هذا التعليق وصله عبد ابن حميد قال: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، سمعت هشام، فذكر ... الحديث، وفي آخره: فقال إنسان لهشام: أقضوا، أم لا؟ فقال: لا أدري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/346) قال: حدثنا أبو أسامة. وعبد بن حميد (1574) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (3/47) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2359) قال: حدثنا هارون بن عبد الله ومحمد بن العلاء، المعنى. قالا: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (1674) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو أسامة وابن خزيمة (1991) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - أبو أسامة، ومعمر - عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته. * في رواية معمر: فقال إنسان لهشام، أقضوا أم لا؟ قال: لا أدري. الحديث: 4613 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 420 4614 - (ط) خالد بن أسلم (1) : «أن عمرَ أفطر ذات يوم من رمضانَ في يوم ذي غيم، ورأى أنه قد أمسى، وغابت الشمس، فجاءه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، طلعتِ الشمسُ، فقال عمرُ: الخَطْبُ يسير، وقد اجتهدنا» . قال مالك: يريد بقوله: «الخَطْبُ يَسير» : القضاءَ فيما نرَى، والله أعلم، لِخفَّة مؤونته ويَسارته، يقول: «نصوم مكانه يوماً» . أَخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخَطْب) : الأمر والشأن.   (1) في الأصل: أسلم، وفي المطبوع: أسلم مولى عمر، والتصحيح من نسخ الموطأ المطبوعة. (2) 1 / 303 في الصيام، باب ما جاء في قضاء رمضان والكفارات، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/248) عن زيد بن أسلم. عن أخيه خالد بن أسلم، فذكره. وإسناده منقطع. الحديث: 4614 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 421 [النوع] السادس: في التشديد في الإفطار 4615 - (ت د خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أفطرَ يوماً من رمضانَ، من غيرِ رُخْصَة، ولا مرض، لم يقْضِه صومُ الدهرِ كُلِّه، وإِن صامَهُ» أخرجه الترمذي. [ص: 422] وأخرجه أَبو داود، ولم يذكر: المرض، ولا «كلِّه وإِن صامه» (1) . وأخرجه البخاري، قال: ويُذْكَرُ عن أبي هريرة رفعه، وقال: «على غير عُذْر، ولا مَرَض ... الحديث» (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (723) في الصوم، باب ما جاء في الإفطار متعمداً، وأبو داود رقم (2396) في الصوم، باب التغليظ فيمن أفطر عمداً، وهو حديث ضعيف، قال الترمذي: حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث، وانظر " فتح الباري " 4 / 139 في الصيام، باب إذا جامع في رمضان. (2) 4 / 139 تعليقاً في الصوم، باب إذا جامع في رمضان، أقول: وقد وصله أبو داود والترمذي في الرواية المتقدمة، وهي ضعيفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4/190) تعليقا في الصوم: باب إذا جامع في رمضان، قال الحافظ في الفتح: وصله أصحاب السنن الأربعة، وصححه ابن خزيمة من طريق سفيان الثوري وشعبة. كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت. عن عمارة بن عمير عن أبي المطوس. عن أبيه. عن أبي هريرة نحوه. وأخرجه أبو داود في الصوم (38: 1) عن محمد بن كثير وسليمان بن حرب. كلاهما عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عمارة بن عمير، عن ابن المطوس عن أبيه عن أبي هريرة. وقال ابن كثير عن أبي المطوس، عن أبيه. عن أبي هريرة به و (38: 2) عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن حبيب، عن عمارة عن أبي المطوس قال حبيب: فلقيت أبا المطوس فحدثني عن أبيه عن أبي هريرة به. قال أبو داود: اختلف على سفيان وشعبة: ابن المطوس، وأبو المطوس وأخرجه الترمذي فيه الصوم (27) عن بندار عن يحيى بن سعيد وابن مهدي. كلاهما عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت قال: حدثني أبو المطوس عن أبيه عن أبي هريرة به، وقال لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسمعت محمدا يقول: أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس لا أعرف له غير هذا الحديث. تحفة الأشراف (10/372) . الحديث: 4615 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 421 الفرع الثاني: في الكفارة 4616 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «بينما نَحْنُ جُلُوس عندَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، إِذْ جاء رجل، فقال: يا رسولَ الله هَلَكتُ، قال: مالَكَ؟ قال: وقعتُ على امرأتي وأنا صائم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تجد رَقَبَة تُعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصومَ شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: هل تجد إطعام ستين مسكيناً؟ قال: لا، قال: اجلس، قال: فمكث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِعَرَق (1) فيه تمر، [ص: 423] والعَرَق: المِكْتَلُ الضخم - قال: أين السائل؟ قال: أنا، قال: خذ هذا فتصدَّقْ به، فقال الرَّجُلُ: أعلى أفْقَر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابَتَيْها - يريد: الحَرَّتين - أَهلُ بيت أَفقرُ من أهل بيتي، فضحك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ أنيابُهُ، ثم قال: أطْعِمْهُ أهلكَ» . وفي رواية: «فوالذي نفسي بيده ما بين طُنْبي المدينة (2) أفقرُ مني، فضحك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ أنيابُهُ، قال: خُذْهُ» . وفي رواية نحوه، وقال: «بِعَرَق فيه تمر، وهو الزِّنبيل» ، ولم يذكر «فضحك حتى بَدَتْ أنيابه» . وفي أخرى: «أن رجلاً أفطر في رمضانَ، فأمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُعْتِقَ رقبة، أو يصومَ شهرين متتابعين، أو يُطْعِمَ ستين مسكيناً» . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية الموطأ قال: «إِن رجلاً أفطر في رمضانَ، فأمره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن يُكفِّر بِعتقِ رَقَبَة، أو صيامِ شهرين متتابعين، أو إِطعام ستين مسكيناً، فقال: لا أجدُه، فأُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعَرَق تمر، فقال: خُذْ هذا فتصدَّقْ به، فقال: يا رسول الله، ما أجدُ أحداً أحوَجَ مني، فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ أنيابه، قال: كُلْه» . [ص: 424] وله في أخرى عن [سعيد بن] المسيب قال: «جاء أعرابيّ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يضرب فَخِذَه، ويَنْتِفُ شَعْرَهُ، ويقول: هَلَكَ الأبْعَدُ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وما ذاكَ؟ قال: أصبتُ أَهلي وأنا صائم في رمضانَ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تستطيع أن تعتِقَ رقبة؟ قال: لا، فقال: هل تستطيع أن تُهديَ بَدَنة؟ فقال: لا، قال: فاجلس، فأُتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعَرَق..» وذكر الحديث. وقال فيه: «فقال: كُلْهُ، وصُمْ يوماً مكان ما أصبتَ» . قال مالك: قال عطاء: فسألتُ ابنَ المسيِّب: «كم في ذلك العَرَق من التمر؟ فقال: ما بين خمسةَ عشرَ صاعاً إِلى عشرين» . وفي رواية أبي داود قال: «أَتى رَجُل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: هَلَكْتُ، فقال: ما شأْنُك؟ قال: وقعتُ على امرأتي في رمضانَ، قال: فهل تجدُ ما تعتِق رقبة؟ قال: لا، قال: فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تُطْعِمَ ستين مسكيناً؟ قال: لا، قال: اجلس، فأُتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعَرَق فيه تمر، فقال: تصدَّقْ به، فقال: يا رسولَ الله، ما بين لابتيها أهلُ بيت أَفقرُ منا، فضحكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ ثناياه، قال: فأطعِمْه إِيَّاهم» . قال: مُسَدَّد في موضع آخر: «أنيابه» . [ص: 425] وفي رواية بهذا الحديث بمعناه، وزاد: قال الزهري: «وإِنما كانَ هذا رخصة، فلو أنَّ رجلاً فعل ذلك اليوم لم يكن له بُدّ من التكفير» . وزاد في أخرى: قال الأوزاعي: «واستغْفِر اللهَ» . وله في رواية أخرى مثل رواية الموطأ الأولى. وله في أخرى قال: «جاءَ رَجُل إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أفطر في رمضان - بهذا الحديث- قال: فأُتي بعرَق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعاً، وقال فيه: كُلْه أنتَ وأهلُ بيتك، وصُمْ يوماً، واستغفِرِ الله» . وفي رواية الترمذي مثل رواية أبي داود الأُولى، وقال فيها: «بعَرَق فيه تمر، والعَرَق: المِكْتَل الضخم، وقال: حتى بدت أنيابه، قال: خذه، فأَطعمه أهلك» (3) . [ص: 426] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لابتيها) اللابة: الأرض ذات الحجارة السود الكثيرة، وهي الحرة، ولابتا المدينة: حرَّتاها من جانبيها. (بمِكْتَل) المكتل: إناء شبه الزِّنبيل، يسع خمسة عشر صاعاً. (بعَرَق) العَرَق بفتح الراء: خُوص منسوج مضفور يُعمل منه الزِّنبيل، فسمي الزِّنبيل عَرَقاً، لأنه يُعمل منه.   (1) في المطبوع: بفرق. (2) أي: ما بين طرفيها، والطنب: أحد أطناب الخيمة، فاستعاره للطرف والناحية. (3) رواه البخاري 4 / 141 - 149 في الصوم، باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء فتصدق عليه فليكفر، وباب المجامع في رمضان هل يطعم أهله من الكفارة إذا كانوا محاويج، وفي الهبة، باب إذا وهب هبة فقبضها الآخر ولم يقل: قبلت، وفي النفقات، باب نفقة المعسر على أهله، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، وباب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وفي الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} ، وباب من أعان المعسر في الكفارة، وباب يعطي في الكفارة عشرة مساكين، وفي المحاربين، باب من أصاب ذنباً دون الحد فأخبر الإمام فلا عقوبة عليه بعد التوبة إذا جاء مستفتياً، ومسلم رقم (1111) في الصيام، باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم، والموطأ 1 / 296 و 297 في الصيام، باب كفارة من أفطر في رمضان، وأبو داود رقم (2390) و (2391) و (2392) و (2393) في الصوم، باب كفارة من أتى أهله في رمضان، والترمذي رقم (724) في الصوم، باب ما جاء في كفارة الفطر في رمضان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (198) والحميدي (1008) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/208) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة. وفي (2/241) قال: حدثنا سفيان وفي (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وابن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/281) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/516) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك. (ح) وعثمان بن عمر. قال: أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا روح. قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. والدارمي (1723) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1724) قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/41) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/42) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (3/210 و 8/180) قال: حدثنا محمد بن محبوب. قال: حدثنا عبد الواحد. قال: حدثنا معمر. وفي (7/86) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (8/29) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا إبراهيم. وفي (8/47) قال: حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا الأوزاعي. وفي (8/180) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/180) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/206) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. ومسلم (3/138 و 139) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير. كلهم عن ابن عيينة. قال يحيى: أخبرنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، عن منصور. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح. قالا: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. قال: أخبرنا مالك. (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا بن جريج (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر وأبو داود (2390) قال: حدثنا مسدد ومحمد بن عيسى. قالا: حدثنا سفيان وفي (2391) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2392) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وابن ماجة (1671) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة والترمذي (724) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وأبو عمار. قالا: أخبرنا سفيان بن عيينة والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12275) عن قتيبة، عن ليث. (ح) وعن محمد بن منصور، عن سفيان. (ح) وعن محمد بن قدامة، عن جرير، عن منصور. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أشهب، عن مالك والليث. (ح) وعن محمد بن نصر النيسابوري ومحمد بن إسماعيل الترمذي. كلاهما - عن أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن يحيى ابن سعيد. (ح) وعن الربيع بن سليمان بن داود، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار وإسحاق بن بكر بن مضر. كلاهما عن بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك. (ح) وعن هارون بن عبد الله، عن معن بن عيسى، عن مالك. وابن خزيمة (1943) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. أن مالكا حدثهم. (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان. قال: قال الشافعي: أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا محمد بن تسنيم. قال: أخبرنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (1944) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. وفي (1945) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (1949) قال: أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة حدثهم، عن عقيل. وفي (1950) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا منصور. جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والحجاج بن أرطاة، وابن جريج، ومعمر، ومحمد بن أبي حفصة، وإبراهيم بن سعد، وشعيب، ومنصور بن المعتمر، والأوزاعي، والليث بن سعد، ويحيى بن سعيد، وعراك بن مالك، وعقيل - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن ابن عوف المدني، فذكره. الحديث: 4616 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 422 4617 - (خ م د) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: إِنَّهُ احْتَرَقَ، فقال: مالك: قال: أصبت أهلي في رمضان، فأُتيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بمكتل يُدْعَى: العَرَق، فقال: أين المحترِق؟ قال: أنا، قال: تصدَّقْ بهذا» . وفي رواية قال: «وطئت امرأتي في رمضان نهاراً، قال: تصدَّقْ، قال: ما عندي شيء، فأمره أن يجلس، فجاءه عَرَقان فيهما طعام، فأمره أن يتصدق به» . وفي أخرى: «أتى رجل إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في المسجد في رمضان، فقال: يا رسول الله، احترقت احترقت، فسأله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما شأْنه؟ فقال: أصبت أهلي، قال: تصدق، فقال: والله يا نبيَّ الله، مالي شيء، وما أقدر عليه، قال: اجلس، فجلس، فبينا هو على ذلك أقبل رجل يسوق [ص: 427] حماراً عليه طعام، فقال رسول الله: أين المحترِق آنفاً؟ فقام الرجل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: تصدق بهذا، فقال: يا رسولَ الله، على غيرنا؟ فوالله إِنَّا لَجِياع، ما لنا شيء، قال: فكلوه» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الثالثة. وله في أخرى قال - بهذه القصة -: «فأُتي بعَرَق فيه عشرون صاعاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (احترق) أي: فعل فعلاً يُنَزَّل منزلة الاحتراق من شدة وقعه عنده.   (1) رواه البخاري 4 / 140 في الصوم، باب إذا جامع في رمضان، ومسلم رقم (1112) في الصيام، باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم، وأبو داود رقم (2394) و (2395) في الصوم، باب كفارة من أتى أهله في رمضان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/140) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا يحيى، عن عبد الرحمن ابن القاسم. وفي (6/276) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. والدارمي (1725) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، أن عبد الرحمن بن القاسم أخبره. والبخاري (3/41) قال: حدثنا عبد الله بن منير، أنه سمع يزيد بن هارون. قال: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد، أن عبد الرحمن بن القاسم أخبره. ومسلم (3/139 و140) قال: حدثنا محمد ابن رمح بن المهاجر. قال: أخبرنا الليث، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. قال: سمعت يحيى بن سعيد. يقول: أخبرني عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو ابن الحارث، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه. وأبو داود (2394) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه. وفي (2395) قال: حدثنا محمد بن عوف. قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/16176) عن الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وعن عيسى بن حماد، عن الليث، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم. وابن خزيمة (1946) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. (ح) وأخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه. وفي (1947) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا مصعب بن عبد الله. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيد الدراوردي، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن القاسم، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن الحارث - عن محمد بن جعفر ابن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/16176) عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، فذكره. ولم يذكر: عبد الرحمن بن القاسم. الحديث: 4617 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 426 4618 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: «بلغه: أن أنس بن مالك كَبِر حتى كاد لا يقدر على الصيام، فكان يفتدِي» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَفْتَدي) الفدية: ما يعطيه المفطر عن كل يوم، وهو مُدٌّ من طعام، والمدُّ قد ذُكِرَ مع الصاع.   (1) 1 / 307 بلاغاً في الصيام، باب فدية من أفطر في رمضان من علة، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه، منها ما رواه الطبري في تفسيره رقم (2744) عن عطاء أنه كان يقول: وجب الصوم على كل أحد إلا مريض أو مسافر أو شيخ كبير مثلي يفتدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/255) أنه بلغه،فذكره. وإسناده منقطع. الحديث: 4618 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 427 4619 - (ط) مالك بن أَنس - رحمه الله -: بلغه: أن «عبد الله بن عمر [ص: 428] سئل عن المرأة الحامل إِذا خافت على ولدها واشتد عليها الصيام؟ فقال: تُفطِر، وتطعم مكان كل يوم مسكيناً، مُدّاً من حنطة بمد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 308 بلاغاً في الصيام، باب فدية من أفطر في رمضان من علة، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه، منها ما رواه الدارقطني صفحة (250) من طريق حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن امرأته سألته وهي حبلى، فقال: أفطري وأطعمي عن كل يوم مسكيناً ولا تقضي، ورواه بمعناه الطبري رقم (2760) ، وروى الطبري أيضاً رقم (2759) أن ابن عباس رأى أم ولد له حاملاً أو مرضعاً فقال: أنت بمنزلة الذي لا يطيقه، عليك أن تطعمي مكان يوم مسكيناً ولا قضاء عليك، ورواه الدارقطني بمعناه صفحة (250) وصحح إسناده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/256) أنه بلغه فذكره. وإسناده منقطع. الحديث: 4619 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 427 4620 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «مَن ماتَ وعليه صيامُ شهر، فلْيُطْعِم مكان كل يوم مسكيناً (1) » . أخرجه الترمذي، وقال: الصحيح: أنه موقوف على ابن عمر (2) .   (1) كذا وقع بالنصب في نسخ الترمذي المطبوعة، ووقع في " مشكاة المصابيح " رقم (2034) مسكين بالرفع. وعلى هذا فيكون قوله: فليطعم، على بناء المجهول. (2) رقم (718) في الصوم، باب ما جاء في الكفارة، وإسناده ضعيف، قال الترمذي: حديث ابن عمر لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، والصحيح عن ابن عمر موقوف قوله، قال الترمذي: واختلف أهل العلم في هذا الباب، فقال بعضهم: يصام عن الميت، وبه يقول أحمد وإسحاق، قالا: إذا كان على الميت نذر صيام يصام عنه، وإذا كان عليه قضاء رمضان أطعم عنه، وقال مالك وسفيان والشافعي: لا يصوم أحد عن أحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1757) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا قتيبة. والترمذي (718) قال: حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (2056) قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي. كلاهما - قتيبة بن سعيد، وصالح بن عبد الله - قالا: حدثنا عبثر، هو ابن القاسم، عن أشعث، عن محمد، عن نافع، فذكره. * في رواية محمد بن يحيى، قال: «عن محمد بن سيرين» . قال المزي: وهو وهم. تحفة الأشراف (8423) . * وفي رواية الترمذي، قال: عن محمد ولم ينسبه. قال الترمذي: ومحمد هو عندي ابن عبد الرحمن ابن أبي ليلى. * وفي رواية صالح بن عبد الله الترمذي، قال: عن محمد وهو ابن أبي ليلى. قال أبو بكر بن خزيمة: هذا عندي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قاضي الكوفة. قال الترمذي: حديث ابن عمر لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه والصحيح عن ابن عمر موقوفا. الحديث: 4620 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 428 4621 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله -: أنه كان يقول: «من كان عليه قضاء رمضان، فلم يقْضِهِ وهو قويّ على صيامه حتى جاء رمضان آخر، فإنه يُطعِم مكان كل يوم مسكيناً مُدّاً من حِنْطَة، وعليه مع ذلك القضاء» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 308 في الصيام، باب فدية من أفطر في رمضان من علة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/256) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه فذكره. الحديث: 4621 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 428 الكتاب الثالث من حرف الصاد: وهو كتاب الصبر 4622 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الصبرُ عند الصَّدْمَةِ الأولى» . وفي رواية: «أَنه أتى على امرأة تبكي على صبيٍّ لها، فقال: اتقي الله، واصبري، فقالتْ: وما تُبَالي بمصيبتي، فلما ذهب قيل لها: إِنَّهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخذها مثلُ الموت، فأتت بابَه، فلم تجد على بابه بَوَّابين، فقالتْ: يا رسولَ الله، لم أعرِفْكَ، قال: إِنَّما الصبر عند أوَّلِ صَدْمَة - أو قال: عند أوَّلِ الصَّدْمَةِ» . وفي أخرى نحوه، وأنها قالتْ: «إِليكَ عَنِّي، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي، ولم تعرفه، وأنه قال - صلى الله عليه وسلم- لما جاءته وقالت: لم أعرفك - إنما الصبرُ عند الصدمة الأُولى» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود الرواية الثانية، ولم يذكر: «فأخذها مثلُ الموت» . [ص: 430] وقال في آخره: «إِنَّمَا الصبرُ عند الصدمة الأُولى، أو: عِندَ أوَّل صَدْمة» ، وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصدمة الأولى) : أول [ما يحصل عند] سماع المصيبة ومعرفتها، فكأنها قد صدمته بغتة، كما يصدمه الحائط من حيث لا يشعر.   (1) رواه البخاري 3 / 138 في الجنائز، باب الصبر عند الصدمة الأولى، وباب قول الرجل للمرأة عند القبر: اصبري، وباب زيارة القبور، وفي الأحكام، باب ما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له بواب، ومسلم رقم (626) في الجنائز، باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى، وأبو داود رقم (3124) في الجنائز، باب الصبر عند الصدمة، والترمذي رقم (987) في الجنائز، باب ما جاء أن الصبر في الصدمة الأولى، ورواه أيضاً النسائي مثل الرواية الأولى 4 / 22 في الجنائز، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/130) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (3/143) قال: حدثنا عبد الصمد، وأبو داود. وفي (3/217) قال: حدثنا أبو قطن مختصرا. وعبد بن حميد (1203) قال: حدثنا عثمان بن عمر والبخاري (2/93 و 99) قال: حدثنا آدم. وفي (2/105) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (9/81) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد. ومسلم (3/40) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد. يعني ابن جعفر. وفيه (3/40) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (3/41) قال: وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. (ح) وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (3124) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عثمان بن عمر. والترمذي (988) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر. والترمذي (988) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (4/22) قال: أخبرنا عمرو بن علي، حدثنا محمد بن جعفر، وفي عمل اليوم والليلة (1068) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو داود. ثمانيتهم - محمد بن جعفر غندر، وعبد الصمد، وأبو داود، وأبو قطن، وعثمان بن عمر، وآدم، وخالد، وعبد الملك - عن شعبة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 4622 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 429 4623 - (م ط د ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِن مُسلم تُصِيبُه مصيبة فيقولُ ما أمره الله: {إِنَّا لله وَإِنَّا إِليه رَاجعون} [البقرة: 156] اللهم أجُرْني في مصيبتي، وأَخْلِفْ لي خيراً منها، إِلا أخلف الله [له] خيراً منها، قالت: فلما مات أبو سلمةَ قلتُ: أيُّ المسلمين خير من أبي سلمة؟ أوَّلُ بيت هاجر إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم إِني قُلتُها، فأَخْلَفَ الله لي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالتْ: فأرسل إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حاطِبَ بن أَبي بَلْتَعةَ يَخطُبني له، فقلتُ: إِن لي بنتاً، وأنا [ص: 431] غَيُور، فقال: أمَّا ابنتُها فندعو اللهَ أن يغنيَها عنها، وأَدعو الله: أَن يَذْهَب بالغَيْرَةِ» . وفي رواية: «فلما تُوُفِّي أبو سلمةَ قلتُ: مَنْ خَيْرٌ من أبي سلمةَ صاحبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ ثم عَزَمَ الله لي، فقلتُها، قالت: فتزوَّجْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم. وأَخرج الموطأ الرواية الأولى إِلى قوله: «خيراً منها» ثم قال: «إِلا فعلَ الله ذلك به، فقالتْ أم سلمةَ: فلما تُوُفِّي أبو سلمةَ قلتُ ذلك، ثم قلتُ: وَمَنْ خَيْر من أبي سلمة؟ فأعقبها اللهُ رسولَه، فتزوَّجها» . وفي رواية أبي داود، والترمذي قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا أصابتْ أحدَكم مصيبة، فليقل: إنا لله، وإنَّا إِليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي، فأْجُرني بها، وأبْدِلْني خيراً منها، فلما احتُضِرَ أبو سلمةَ، قال: اللهم اخلُفني في أهلي خيراً مني، فلما قُبِضَ قالتْ أمُّ سلمةَ: إِنَّا لله وإِنَّا إِليه راجعون، عند الله أحتسبُ مصيبتي فأْجُرني فيها» (1) . [ص: 432] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللهم أْجُرني) آجره يؤجره: إذا أثابه (2) وأعطاه الأجر والجزاء، والأمر منه: [آجِرني و] أْجُرني، وهو بلفظ السؤال أيضاً. (غَيُور) : فعول من الصفات يكون للذكر والأنثى بصورة واحدة، تقول: رجل غيور، وامرأة غيور، والغَيْرة معروفة. (أحتسب) مصيبتي عند الله، أي: أعتد بها عنده، وأقدِّمها لي. (عزم الله لي) : أي قضى وحكم، يقال: عزمت على كذا: إذا أردت أن تفعله، وقطعت بفعله، وأوجبته عليك. (اعْقُبْني) : بكذا، أي: أبدلني منه، وأعطني عوضه بعده، وكذلك اخْلُفني، أي: اجعله لي خلفاً بعده.   (1) رواه مسلم رقم (918) في الجنائز، باب ما يقال عند المصيبة، والموطأ 1 / 236 في الجنائز، باب جامع الحسبة في المصيبة، وأبو داود رقم (3119) في الجنائز، باب ما يستحب أن يقال عند الميت من الكلام، والترمذي رقم (3506) في الدعوات، باب رقم (88) . (2) في الأصل: إذا آتاه، والتصحيح من " النهاية " للمصنف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/309) قال: حدثنا ابن نمير. ومسلم (3/37) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (3/38) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - عبد الله بن نمير، وإسماعيل بن جعفر، وأبو أسامة - عن سعد بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن ابن سفينة، فذكره. الحديث: 4623 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 430 4624 - (ت) أبو سنان [عيسى بن سنان الحنفي القسملي] : قال: دفنتُ ابني سناناً، وأبو طلحةَ الخَوْلاني جالس على شَفير، فلما فَرَغْتُ قال: أَلا أُبَشِّرك؟ قلت: بلى، قال: حدَّثني أبو موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا ماتَ ولدُ العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد [ص: 433] عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثَمَرَةَ فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حَمِدك واسترجع، فيقول: ابْنُوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسَمُّوه بيت الحمد» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثمرة فؤاده) : يقال للولد: الثمرة، وذلك لأن الثمرة هي ما تنتجه الشجرة، وكذلك الولد من الرجل: ما ينتجه.   (1) رقم (1021) في الجنائز، باب فضل المصيبة إذا احتسب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وابن حبان في " صحيحه " وغيرهما، وفي سنده أبو سنان واسمه عيسى بن سنان القسملي، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب "، ولكن له شواهد بمعناه يرتقي بها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال ابن علان في " الفتوحات الربانية على الأذكار النووية " 3 / 296: قال الحافظ - يعني ابن حجر -: الحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/415) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، يعني السالحيني. وفي (4/415) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك. وعبد بن حميد (551) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. والترمذي (1021) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - يحيى بن إسحاق، وعبد الله بن المبارك - عن حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن أبي طلحة الخولاني، قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، فذكره. (*) ويقال: الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم وجاء هكذا في رواية عبد بن حميد. قلت: فيه أبو سنان واسمه عيسى بن سنان القسملي قال الحافظ في التقريب: لين الحديث. الحديث: 4624 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 432 4625 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: « [إِنَّ الله تعالى قال] : إِذا ابتليتُ عبدي بَحَبِيبَتَيْهِ، ثم صبر، عوَّضْتُه منهما الجنة - يريد: عينيه» . أخرجه البخاري. وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِن الله يقول: إِذا أخذتُ كريمتي عبدي في الدنيا، لم يكن له جزاء عندي إِلا الجنةَ» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 100 في المرضى، باب فضل من ذهب بصره، والترمذي رقم (2402) في الزهد، باب ما جاء في ذهاب البصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الطب المرضى (7) عن عبد الله بن يوسف، عن الليث، عن ابن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو. عن أنس. تحفة الأشراف (1/295) . وأخرجه الترمذي (2400) حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. حدثنا عبد العزيز. حدثنا أبو ظلال. عن أنس بن مالك، فذكره قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأبو ظلال اسمه هلال. الحديث: 4625 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 433 4626 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: رفعه إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 434] «يقول الله عز وجل: من أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ، فصبر واحتسب، لم أرض له ثواباً دون الجنةِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2403) في الزهد، باب ما جاء في ذهاب البصر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/265) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا سفيان. والدارمي (2798) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الكرماني، قال: حدثنا جرير. والترمذي (2401) قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12484) عن هناد، عن أبي الأحوص. ثلاثتهم - سفيان الثوري، وجرير، وأبو الأحوص- عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4626 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 433 4627 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللهَ لا يرضى لعبده المؤمن إِذا ذهبَ بصفِيِّه من أهل الأرض فصبر، واحتَسَبَ [وقال ما أُمر به] : بثواب دونَ الجنةِ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صَفِيّه) الصفي: الخليل والصديق الذي يختاره الإنسان ويصطفيه، أو أنه المصافي الخالص في الإخاء.   (1) 4 / 23 في الجنائز، باب ثواب من صبر واحتسب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/23) أخبرنا سويد بن نصر قال: حدثنا عبد الله قال أنبأنا عمرو بن سعيد بن أبي حسين أن عمرو بن شعيب كتب إلى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين يعزيه بابن له هلك وذكر في كتابه أنه سمع أباه يحدث عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره. الحديث: 4627 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 434 4628 - (خ م) عطاء بن أبي رباح: قال: قال لي ابنُ عباس - رضي الله عنهما-: «ألا أُرِيكَ امرأة من أهل الجنة؟ قلتُ: بلى، قال: هذه المرأةُ السوداءُ أَتتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالتْ: إِني أُصْرَعُ، وإِني أَتََكشَّف، فادْع الله لي، قال: إن شئتِ صبرتِ، ولكِ الجنةُ، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ، قالت: أصبرُ، قالت: فإني أتكشَّفُ فادْع الله أن لا أتكشَّف، فدعا لها» . أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 435] وعند البخاري في رواية عن عطاء: «أنه رأى أُمَّ زُفرَ تلك المرأةَ الطويلةَ السوداءَ على سِتْرِ الكعبة» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 99 في المرضى، باب فضل من يصرع من الريح، ومسلم رقم (2576) في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/346) (3240) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (7/150) وفي الأدب المفرد (505) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (8/16) قال: حدثنا عبيد الله ابن عمر القواريري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وبشر بن المفضل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5952) عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى. كلاهما - يحيى، وبشر - قالا: حدثنا عمران أبو بكر، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، فذكره. أخرجه البخاري (7/151) قال: حدثنا محمد. قال: أخبرنا مخلد، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة. الحديث: 4628 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 434 4629 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يقول الله: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إِذا قَبضتُ صَفِيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إِلا الجنة» . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 11 / 207 في الرقاق، باب العمل الذي يبتغى به وجه الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/417) والبخاري (8/112) كلاهما عن قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن. عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب. عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 4629 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 435 4630 - (ط) عطاء بن يسار: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا مرض العبدُ بعث الله إِليه مَلَكين، فقال: انظرا ماذا يقول لعُوَّادِه؟ فَإِنْ هو إِذا جاؤوه حَمِدَ الله وأثنى عليه، رَفَعَا ذلك إِلى الله - وهو أَعلم - فيقول: لعبدي عليَّ إِنْ توفيَّتُهُ أنْ أُدخِلَه الجنةَ، وإِن أنا شَفيتُه أَن أُبْدِله لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمه، وأن أكفِّر [عنه] سيئاتِهِ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 940 في العين، باب ما جاء في أجر المريض، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وصله ابن عبد البر من طريق عباد بن كثير المكي، قال: وليس بالقوي، وثقه بعضهم، وضعفهم ابن معين وغيره، عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري ... الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/412) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، فذكره. قال الزرقاني: وصله ابن عبد البر من طريق عباد بن كثير المكي قال: وليس بالقوي وثقه بعضهم، وضعفه ابن معين وغيره عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري.. الحديث. الحديث: 4630 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 435 4631 - (خ د س) خباب بن الأرت - رضي الله عنه -: قال: «شَكَوْنا إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو متوسِّد بُرْدة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تَسْتَنْصِرُ [ص: 436] لنا؟ ألا تَدْعو [الله] لنا؟ فقال: قد كان مَنْ قبلكم يُؤخَذُ الرجل، فيُحْفَر له في الأرض، فَيُجْعَلُ فيها، ثم يُؤْتَى بالمنشار، فيوضَعُ على رأْسه، فيُجْعَلُ نصفين، ويُمْشَط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يَصدُّه ذلك عن دينه، والله لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمرَ حتى يَسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إِلى حَضْرَمَوْتَ، لا يخاف إِلا اللهَ والذئبَ على غنمه، ولكنَّكم تستعجلون» . وفي رواية قال: «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو متوسِّد بُرْدَة [له] في ظل الكعبة، وقد لَقِينا من المشركين شِدَّة، فقلتُ: ألا تدعو الله؟ فقعد - وهو محمر وجهُهُ - فقال: لقد كان مَن قبلكم لَيُمْشَط بأمشاط الحديد ... » ثم ذكر معناه. أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود مثل الأولى، وزاد بعد قوله: «بأمشاط الحديد» ، «ما دون عظمه من لحم وعَصَب، ما يصرفه ذلك عن دِينه» ، وأخرج النسائي طرفاً من أوله، وقال: إِلى قوله: «تدعو لنا؟» (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 126 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر، وأبو داود رقم (2649) في الجهاد، باب في الأسير يكره على الكفر، والنسائي 8 / 204 في الزينة، باب لبس البرود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (157) . والبخاري (5/56) قال: حدثنا الحميدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3519) عن عبدة بن عبد الرحيم. كلاهما - الحميدي - وعبدة - عن سفيان، قال: حدثنا بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد. 2- وأخرجه أحمد (5/109) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (5/110) قال: حدثنا يزيد. وفي (5/111) قال: حدثنا محمد بن يزيد. وفي (5/111) و (6/395) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (4/244) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي (9/25) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى وأبو داود (2649) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم وخالد. والنسائي (8/204) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن المثنى عن يحيى. ستتهم - محمد بن عبيد، ويزيد، ومحمد بن يزيد، ويحيى، وهشيم، وخالد - عن إسماعيل بن أبي خالد. كلاهما - بيان، وإسماعيل - عن قيس، فذكره. الحديث: 4631 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 435 4632 - (خ م د س) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: قال: «أَرسلتْ بنتُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إِليه: إن ابناً لي قُبض، فائتنا - وفي رواية: إِن [ص: 437] ابني احتُضِر فاشهدنا - وفي أخرى: إِن ابنتي قد حُضِرَتْ - فأَرسل يقرئُ السلام، ويقول: إن للهِ ما أَخذَ، وله ما أعطى، وكلّ عنده بأجل مسمى، فلتصبِرْ ولتَحْتَسِبْ، فأرسلت إِليه: تقسم عليه باللهِ ليأتِينَّها ... » وذكر الحديث. وسيجيء في «كتاب الموت» من حرف الميم بطوله. أخرجه البخاري ومسلم، وأبو داود، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (احْتُضِرَ) المريض: إذا أشفى على الموت، وجاءه مقدمات الموت.   (1) رواه البخاري 3 / 124 في الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت ببكاء أهل عليه، وفي المرضى، باب عيادة الصبيان، وفي القدر، باب {وكان أمر الله قدراً مقدوراً} ، وفي الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، وفي التوحيد، باب قول الله تبارك وتعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} ، وباب ما جاء في قوله تعالى: {إن رحمة الله قريب من المحسنين} ، ومسلم رقم (923) في الجنائز، باب البكاء على الميت، وأبو داود رقم (3125) في الجنائز، باب في البكاء على الميت، والنسائي 4 / 21 و 22 في الجنائز، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في الجنائز (32) عن عبدان ومحمد. وهو ابن مقاتل. كلاهما عن عبد الله بن المبارك وفي الطب (المرضي) (9) عن حجاج بن المنهال. وفي النذور (الأيمان والنذور) (9) عن حفص بن عمر. كلاهما عن شعبة وفي التوحيد (2) عن أبي النعمان محمد بن الفضل، عن حماد بن زيد. وفي التوحيد (25) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد الواحد بن زياد. وفي القدر (4) عن مالك بن إسماعيل، عن إسرائيل مختصرا. ومسلم في الجنائز (6: 2) عن أبي كامل الجحدري، عن حماد بن زيد و (6: 3) عن ابن نمير، عن محمد بن فضيل و (6: 3) عن أبي بكر، عن أبي معاوية. وأبو داود فيه الجنائز (28) عن أبي الوليد، عن شعبة، والنسائي فيه الجنائز (22) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك. وابن ماجه فيه الجنائز (53) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن عبد الواحد بن زياد. سبعتهم - عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان. عن أسامة بن زيد. تحفة الأشراف (1/48) . الحديث: 4632 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 436 4633 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «اشتكى ابن لأبي طلحةَ، فمات وأبو طلحةَ خارج، فلما رأتْ امرأتُهُ أنه قد مات هيَّأت شيئاً ونَحَّتْه في جانبِ البيت، فلما جاء أبو طلحةَ قال: كيف الغلامُ؟ قالتْ: قد هدأتْ نَفْسُهُ، وأَرجو أن يكون قد استراح، فظنَّ أبو طلحة أنها صادقة، قال: فبات، قال: فلما أصبح اغتسل، فلما أَراد أن يخرج: أعلمته أنه قد مات، [ص: 438] فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم-، ثم أخبِر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بما كان منهما، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لعله أَن يبارك لهما في ليلتهما، قال سفيان بن عيينة: فقال رجل من الأَنصار: فرأيت لهما تسعة أولاد، كلُّهم قد قرأ القرآنَ» . أخرجه البخاري (1) . وقد أَخرج هو ومسلم، وأبو داود هذا المعنى بزيادة، وهو مذكور في «كتاب الأسامي» من حرف الهمزة (2) .   (1) 3 / 135 - 137 في الجنائز، باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة، وفي العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق وتحنيكه. (2) قد تقدم في الجزء الأول ص 366 رقم (157) فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1301) حدثنا بشر بن الحكم حدثنا سفيان بن عيينة. أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 4633 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 437 4634 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله -: قال: «هلكتْ امرأة لي، وأتاني محمد ابن كعب القُرَظِيُّ يُعَزِّيني بها، فقال: إنه كان في بني إِسرائيل رجل فقيه عابد عالم مجتهد، وكانت له امرأة، وكان بها مُعْجَباً، فماتت، فوَجَد عليها وَجْداً شديداً، حتى خلا في بيت، وأَغلق على نفسه، واحتجب عن الناس، فلم يكن يدخل عليه أحد، ثم إِن امرأة من بني إِسرائيل سمعت به، فجاءته، فقالت: إِن لي إِليه حاجة أسْتَفْتِيه فيها، ليس يجزيني إِلا أن أُشَافِهَه بها، فذهبَ الناسُ، ولزمتِ البابَ، فأُخْبِر، فأذِنَ لها؟ فقالت: أستفتيك في أمر، قال: وما هو؟ قالت: إِني استعرتُ من جارة لي حُليّاً فكنتُ أَلْبَسه وأُعيره زماناً، ثم إِنهم أرسلوا إِليَّ فيه، أَفأرُدُّه إِليهم؟ قال: نَعَمْ واللهِ، قالتْ: إِنَّهُ قد مَكَثَ عندي زَمَاناً؟ فقال: ذلك أحقُّ لردِّكِ [ص: 439] إِيَّاهُ، فقالت له: يرحمك الله، أفتأسفُ على ما أعارَك الله، ثم أَخذه منك، وهو أحقُّ به منكَ؟ فأبْصر ما كان فيه، ونفعه الله بقولها» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 237 في الجنائز، باب جامع الحسبة في المصيبة، وإسناده إلى محمد بن كعب القرظي صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وفي " الاستذكار ": هذا خبر حسن عجيب في التعازي، وليس في كل الموطآت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/110) عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد فذكره. قال الزرقاني: وفي الاستذكار: هذا خبر حسن عجيب في التعازي، وليس في كل الموطآت. الحديث: 4634 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 438 4635 - (ت) شيخ من بني مرة: قال: «قَدِمْتُ الكوفةَ، فأُخبِرْتُ عن بِلالِ ابنِ أبي بُرْدةَ، فقلتُ: إِنَّ فيه لمعتَبراً، فأتيتُه وهو محبوس في داره التي [كان قد] بَنَى، وإِذا كلُّ شيء منه قد تغيَّر من العذاب والضَّرْبِ، وإِذا هو في قُشاش (1) ، فقلت له: الحمد لله يا بلال، لقد رأيتُكَ تمُرُّ بنا وأنتَ تُمْسِكُ أنْفَكَ من غِيرِ غُبار، وأنتَ في حالك هذه [اليومَ] ، فكيفَ صَبْرُكَ اليوم؟ فقال لي: مِمَّنْ أَنتَ؟ فقلتُ: من بني مُرَّةَ ابنِ عَبَّاد، فقال: ألا أُحَدِّثُكَ حديثاً، عسى اللهُ أن يَنفعَكَ به؟ قلتُ: هاتِ، قال: حدَّثني أبو بردةَ عن أبي موسى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: لا تُصيبُ عبداً نَكْبةٌ فما فوقها أو دونها، إِلا بذنب، وما يعفو الله عنه أَكثر، قال: وقرأ: {وَمَا أصَابَكم من مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أيْدِيكُمْ ... } الآية [الشورى: 30] » . أخرجه الترمذي (2) .   (1) والقشيش كأمير: اللقاطة، كالقشاش بالضم. (2) رقم (3249) في التفسير، باب ومن سورة الشورى، وفي سنده مجهولان، عبيد الله بن الوازع الكلابي البصري، والشيخ من بني مرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3252) حدثنا عبد بن حميد. حدثنا عمرو بن عاصم. حدثنا عبيد الله بن الوازع، حدثني شيخ من بني مرة قال، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: في سنده عبيد الله بن الوازع الكلابي البصري، قال أبو جعفر الطبري:عبيد الله بن الوازع غير معروف في نقلة الآثار، وجهاله الشيخ من بني مرة. الحديث: 4635 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 439 4636 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا أحد أصْبَرَ على أذى سَمِعَهُ من الله - عزَّ وجلَّ -: إِنَّهُ لَيُشْرَكُ به، ويُجْعَل له الولدُ، ثم يعافيهم ويرزُقُهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 426 في الأدب، باب الصبر على الأذى، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} ، ومسلم رقم (2804) في صفات المنافقين، باب لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه الحميدي (774) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمر بن سعيد الثوري. وأحمد (4/395) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/401) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/405) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (8/31) وفي الأدب المفرد (389) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (9/141) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. ومسلم (8/133، 134) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، وأبو أسامة. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو أسامة والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9015) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد الثوري. ستتهم - عمر بن سعيد، ووكيع، وسفيان الثوري، وأبو حمزة، وأبو معاوية، وأبو أسامة - عن الأعمش، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقول: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي، فذكره. الحديث: 4636 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 440 4637 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «كأني أنظرُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يحْكِي نبيّاً من الأنبياء ضَرَبَه قومُهُ فأدْمَوْهُ، وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجهه، ويقول: اللهم اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمونَ» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 249 في استتابة المرتدين، باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (1792) في الجهاد، باب غزوة أحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/380) (3611) قال: حدثنا أبو معاوية وفي (1/432) (4107) قال: حدثنا وكيع، وأبو معاوية. وفي (1/441) (4203) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (4/213، 9/20) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (5/179) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، ومحمد بن بشر. وابن ماجة (4025) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا وكيع. خمستهم - أبو معاوية، ووكيع، وشعبة، وحفص بن غياث، ومحمد بن بشر - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (1/427) (4057) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/453) (4331) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/456) (4366) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. والدارمي (2471) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. والبخاري في الأدب المفرد (757) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد. كلاهما - حماد بن زيد، وحماد بن سلمة - عن عاصم بن بهدلة. كلاهما - الأعمش، وعاصم - عن شقيق أبي وائل، فذكره. * صرح الأعمش بالسماع في روايتي شعبة وحفص بن غياث، عنه. الحديث: 4637 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 440 4638 - (ط) عبد الرحمن بن القاسم: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لِيُعَزِّ المسلمين في مصائِبِهم: المصيبةُ بي» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 236 في الجنائز، باب جامع الحسبة في المصيبة، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: وقد روي مسنداً من حديث سهل بن سعد، وعائشة، والمسور ابن مخرمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/107) عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، فذكره. قال الزرقاني:قال ابن عبد البر: وقد روي مسندا من حديث سهل بن سعد، وعائشة، والمسور بن مخرمة، والحديث إسناده منقطع. الحديث: 4638 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 440 4639 - (ت) يحيى بن وثاب: عن شيخ من أصحاب رسول الله [ص: 441] صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «المسلم الذي يُخالط الناس، ويَصْبِرُ على أَذاهم خير من الذي لا يخالط الناس، ولا يَصْبِرُ على أذاهم» . أخرجه الترمذي، وقال: وكان شعبة يرى أنه ابنُ عمر (1) .   (1) رقم (2509) في صفة القيامة، باب مخالطة الناس مع الصبر على أذاهم، ورواه أيضاً ابن ماجة في " سننه " رقم (4032) في الفتن، باب الصبر على البلاء، وإسناده حسن، وفي الحديث أفضيلة من يخالط الناس مخالطة يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحسن معاملتهم، فإنه فضل من الذي يعتزلهم ولا يصبر على المخالطة، والأحوال تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان، ولكل حال مقال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/365) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا سفيان بن سعيد، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، فذكره. والترمذي (2507) حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان الأعمش. عن يحيى بن وثاب. عن شيخ من أصحاب النبي. عن النبي فذكره. قال أبو موسى: قال ابن أبي عدي. كان شعبة يرى أنه ابن عمر. الحديث: 4639 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 440 4640 - () جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصبرُ مُعوَّلُ المسلم» . أَخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين ولم نره، وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " في الجنائز، باب الترغيب في الصبر، وقال: ذكره رزين العبدري، ولم أره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين لم أقف عليه. الحديث: 4640 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 441 الكتاب الرابع: في الصدق 4641 - (خ م ط د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدي إِلي البِرِّ، وإِن البِرَّ يهدي إِلى الجنةِ، وإِن الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتى يُكتَب [عند الله] صِدِّيقاً، وإِن الكذبَ يهدي إِلى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يهدي إِلى النارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ ليكذبُ حتى يكتبَ عندَ اللهِ كذَّاباً» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم في آخر حديث، أوَّلُه: «أَلا أُنْبِّئكم: ما العَضَهُ؟ - ثم قال: وإن محمداً - صلى الله عليه وسلم- قال: إِنَّ الرَّجُلَ ليصدُق حتى يكتبَ صِدِّيقاً، ويكذبُ حتى يُكتبَ كَذَّاباً» . وفي رواية الموطأ: بلغه: أن ابن مسعود كان يقول: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إِلى البرِّ، وإِن البرَّ يهدي إِلى الجنةِ، وَإِيَّاكُم والكذب، فَإِن الكذبَ يهدي إِلى الفجور، وإِن الفجورَ يهدي إِلى النار. ألا ترى أنه يقال: صَدَقَ وبَرَّ، وَكَذَبَ وفَجَرَ؟» (1) . [ص: 443] وفي رواية أبي داود والترمذي: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إِلى البرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يَصدُق ويَتَحَرَّى الصِّدقَ حتى يكتبَ عند الله صدِّيقاً، وإِياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إِلي الفجور، وإِن الفجور يهدي إِلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذَّاباً» . إِلا أن أبا داود ذكر الكذب قبل الصدق (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البرّ) : الإحسان والاتساع فيه. (الفُجُور) : الفحش، والأصل فيه: الميل عن القصد. (العَضَهُ) : رمي الإنسان بالبهتان.   (1) وإسناده عند الموطأ منقطع، وهو موقوف على ابن مسعود، وقد وصله البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي مرفوعاً كما في الذي قبله والذي بعده. (2) رواه البخاري 10 / 423 في الأدب، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ، وما ينهى عن الكذب، ومسلم رقم (2606) و (2607) في البر، باب تحريم النميمة، وباب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله، والموطأ 2 / 989 في الكلام، باب ما جاء في الصدق والكذب، وأبو داود رقم (4989) في الأدب، باب في التشديد في الكذب، والترمذي رقم (1972) في البر، باب ما جاء في الصدق والكذب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/384) (3638) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/432) (4108) قال: حدثنا وكيع، وأبو معاوية. والبخاري في الأدب المفرد (386) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود. ومسلم (8/29) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا ابن مسهر. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (4989) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود. والترمذي (1971) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم - أبو معاوية، ووكيع، وعبد الله بن داود، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (1/393) (3727) و (1/439) (4187) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/30) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (8/29) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهناد بن السري، قالا: حدثنا أبو الأحوص. ثلاثتهم - شعبة، وجرير، وأبو الأحوص - عن منصور. كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، فذكره. الحديث: 4641 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 442 4642 - (ت س) أبو الحوراء السعدي ربيعة بن شيبان: قال: «قلتُ للحسن بن علي - رضي الله عنهما -: ما حفظتَ من رسولِ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: حفظتُ منه: دَعْ [ص: 444] مَا يَرِيبُكَ إِلى ما لا يَرِيبُكَ، فإِن الصِّدْقَ طُمأْنينة والكذبَ رِيبَة» . أخرجه الترمذي، وقال: في الحديث قصة. وأخرج النسائي منه إِلى قوله: «ما لا يَرِيبُكَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَرِيبُكَ) الرَّيْب: الشك والتهمة، أي: دع ما يوقعك في التهمة والشك، وتجاوزه إلى ما لا يوقعك فيهما.   (1) رواه الترمذي رقم (2520) في صفة القيامة، باب رقم (61) ، والنسائي 8 / 327 و 328 في الأشربة، باب الحث على ترك الشبهات، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/200) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1/200) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2535) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. والترمذي (2518) قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (2518) أيضا قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر المخرمي. والنسائي (8/327) قال: أخبرنا محمد بن أبان، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن خزيمة (2348) قال: حدثنا بندار، وأبو موسى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم - يحيى، ومحمد، وسعيد، وعبد الله - عن شعبة، قال: حدثني بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء السعدي، فذكره. الحديث: 4642 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 443 الكتاب الخامس: في الصدقة ، وفيه فصلان الفصل الأول: في الحث عليها وآدابها 4643 - (خ م س) حارثة بن وهب - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تصدَّقُوا، فيُوشِكُ الرَّجُلُ يمشي بِصَدَقتِهِ، فيقولُ الذي أُعطيها: لو جئتنا بها بالأمس قبلتُها، فأما الآن، فلا حاجة لي فيها، فلا يَجِدُ من يَقْبَلُها منه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 71 و 72 في الفتن، باب خروج النار، وفي الزكاة، باب الصدقة قبل الرد، ومسلم رقم (1011) في الزكاة، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها، والنسائي 5 / 77 في الزكاة، باب التحريض على الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/306) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/306) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (478) قال: حدثنا حجاج بن نصير. وفي (479) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والبخاري (2/135) قال: حدثنا آدم. وفي (2/138) قال: حدثنا علي بن الجعد. وفي (9/73) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (3/84) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (5/77) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال:حدثنا خالد. سبعتهم - ابن جعفر، ووكيع، وحجاج، وآدم، وعلي، ويحيى، وخالد -عن شعبة، قال: حدثنا معبد بن خالد، فذكره. الحديث: 4643 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 445 4644 - (خ م) أبو موسى الأشعريّ - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليأتِيَّنَ على الناس زمان يطوفُ الرَّجُلُ فيه بالصَّدَقَةِ من الذَّهبِ، ثم لا يجدُ أحداً يأخُذُها منه، ويُرَى الرَّجُلُ الواحد يتبَعُهُ أربعون امرأة، [ص: 446] يَلُذْنَ به من قِلَّةِ الرِّجالِ وكثرةِ النِّساءِ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لُذْتُ) به ألوذ: إذا لجأت إليه وطفت به [واللَّوْذ: حِصْنُ الجبل وجانبه، وما يطيف به] .   (1) رواه البخاري 3 / 222 و 223 في الزكاة، باب الصدقة قبل الرد، ومسلم رقم (1012) في الزكاة، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/135) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (3/84) قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري وأبو كريب محمد بن العلاء. كلاهما - محمد بن العلاء، وعبد الله بن براد- قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة فذكره، فذكره. الحديث: 4644 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 445 4645 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «بادِرُوا بالصدقة، فإنَ البلاء لا يتخطَّاها» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه للطبراني في " الأوسط " عن علي، وللبيهقي عن أنس، ورمز له بالضعف، قال المناوي: قال الهيثمي: فيه عيسى بن عبد الله بن محمد، وهو ضعيف وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " رواه البيهقي مرفوعاً، وموقوفاً على أنس، ولعله أشبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين لم أقف عليه. الحديث: 4645 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 446 4646 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لمَّا خَلقَ اللهُ الأرضَ جعلت تَمِيدُ وتَكَفَّأُ، فأرساها بالجِبال، فاستقرَّتْ، فَتَعَّجَبَتِ الملائكةُ من شِدَّةِ الجبالِ، فقالتْ: يا رَبَّنا، هل خلقْتَ خلقاً أشدَّ من الجبالِ؟ قال: [نعم] ، الحديدَ، قالوا: [يارب] ، فهل خَلَقْتَ خلقاً أَشدَّ من الحديد؟ قال: [نعم] ، النارَ، قالوا: [يارب] فهل خَلَقْتَ خلقاً أشدَّ من النار؟ قال: [نعم] ، الماءَ، قالوا: [يارب] ، فهل خَلَقْتَ خلْقاً أشدَّ من الماءِ؟ قال: [نعم] ، الرِّيحَ، قالوا: [يارب] ، فهل [ص: 447] خَلَقْتَ خلقاً أشدَّ من الرِّيحِ؟ قال: [نعم] ابنَ آدم، إِذا تصدَّق بصدقة بيمينه فأَخْفَاها عن شماله» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَمِيد) مادت الأرض تَمِيد: إذا تحركت واضطربت. (تَكفَّأ) تكفَّأت المرأة في مشيتها: إذا تمايلت كما تتمايل النخلة، والأصل: تَتَكفَّأ، فحذفت إحدى التاءين تخفيفاً. (فأرْسَاها) : أرسيت الشيء: أثبته، ورسا هو: إذا ثبت.   (1) رقم (3366) في التفسير، باب رقم (2) ، وفي سنده سليمان بن أبي سليمان الهاشمي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3369) حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. قلت: وفي سنده سليمان بن أبي سليمان لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 4646 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 446 4647 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «ضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مثلَ البخيل، والمتصدِّق، كمثل رجلين عليهما جُنَّتان من حديد قد اضطرت أيديهما إِلى ثُدِيِّهما وتَرَاقِيهما، فجعل المتصدِّق كُلَّما تصدَّق بصدقة انبسطت عنه، حتى تُغَشِّيَ أنامَلُه، وتعفوَ أثرَهُ، وجعل البخيل كُلَّما هَمَّ بصدقة قَلَصَتْ، وأخذتْ كلُّ حَلْقة بمكانها، قال أبو هريرة: فأنا رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: بإصبعه هكذا في جَيبه، فلو رأيتُه: يُوَسِّعُها ولا تَوَسَّعُ» . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية النسائي قال: «مَثَلُ المُنْفِقِ المتصدِّقِ، والبخيل، كمثل [ص: 448] رجلين عليهما جُنَّتان - أو جُبَّتَان - من حديد، من لَدُن ثُدِيِّهما إِلى تراقيهما، فإذا أراد المنفِق أن ينفِقَ: اتَّسعت عليه الدِّرْعُ، أو مرَّت، حتى تُجِنَّ بَنَانه، وتعفو أَثَرَه، وإِذا أراد البخيل أن يُنفِق: قَلَصَتْ، ولزمت كلُّ حَلْقة موضَعَها حتى أَخذته بِتُرْقُوَته - أو برقبته - يقول أبو هريرة: يشهد: أنه رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يوسِّعها فلا تتَّسع. قال طاوس: سمعت أبا هريرة يشير بيده: وهو يوسِّعها فلا تتسع» . وله في أخرى نحو الأولى. ولمسلم قال: «مثل المنفِق والمتصدِّق: كمثل رجل عليه جُنَّتان - أو جُبتَّان - من لَدُنْ ثُدِيِّهما إِلى تراقيهما، فإذا أراد المُنفِقُ - وقال الآخر: إذا أرادَ المُتصدِّقُ - أَن يتصدَّقَ سَبَغَتْ عليه، أو مَرَّت، وإِذا أرادَ البخيلُ أن ينفِقَ قَلَصت عليه، وأخذتْ كلُّ حَلْقة موضِعَها حتى تُجِنَّ بَنَانَه، وتَعْفُوَ أثرَه، قال: فقال أبو هريرة: فقال: يوسِّعها فلا تتَّسِعُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُبَّتَان من حديد) : قد جاء في الحديث «جُبَّتان - أو جُنَّتان» ، بالباء والنون، فالجبَّة بالباء: معروفة، وبالنون: الوقاية. [ص: 449] (تَرَاقِيهما) : التَّراقي جمع تَرقُوة، وهي العظم الذي بين ثُغْرة النحر والعاتق. (يعفو أثره) عفا الأثر: [إذا] امَّحى، وعفوت أثره: إذا محوته، يتعدَّى ولا يتعدَّى. (قَلَصَت) قَلَصَ العضو: إذا قَصُرَ واجتمع، وكذلك الثوب. (لَدُن) بمعنى: عند، إلا أنه أقرب مكاناً من عند. (تُجِنُّ بَنَانه) البَنَان: الأنامل، وأجَنَّها، أي: غطَّاها وسترها.   (1) رواه البخاري 10 / 227 و 228 في اللباس، باب جيب القميص من عند الصدر وغيره، وفي الزكاة، باب مثل البخيل المتصدق، وفي الجهاد، باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب، ومسلم رقم (1021) في الزكاة، باب مثل البخيل المتصدق، والنسائي 5 / 70 - 72 في الزكاة، باب صدقة البخيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1065) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن جريج. وأحمد (2/522) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا إبراهيم بن نافع والبخاري (7/185) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا إبراهيم بن نافع ومسلم (3/88، 89) قال: قال عمرو وحدثنا سفيان بن عيينة. قال: وقال ابن جريج (ح) وحدثني سليمان ابن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني. قال: حدثنا أبو عامر، يعني العقدي. قال: حدثنا إبراهيم بن نافع. والنسائي (5/70) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. كلاهما - عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وإبراهيم بن نافع - عن الحسن بن مسلم بن يناق. 2- وأخرجه أحمد (2/389) قال: حدثنا عفان. والبخاري (2/142، 4/50) قال: حدثنا موسى بن رسماعيل ومسلم (3/89) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي. والنسائي (5/72) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا عفان. ثلاثتهم - عفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل، وأحمد بن إسحاق الحضرمي - عن وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طاووس. كلاهما - الحسن بن مسلم بن يناق، وعبد الله بن طاووس - عن طاووس. الحديث: 4647 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 447 4648 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال وهو على المنبر: وَذَكَر الصدقةَ والتعفُّفَ عن المسألة -: «اليدُ العليا خير من اليدِ السُّفْلى، والعليا: هي المنفِقةُ، والسفلى: هي السائِلةُ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود، والنسائي. وقال أبو داود في رواية عبد الوارث: «العليا: المُتَعَفِّفة» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 235 و 236 في الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، ومسلم رقم (1033) في الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، والموطأ 2 / 998 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة، وأبو داود رقم (1648) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والنسائي 5 / 61 في الزكاة، باب اليد السفلى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (616) والبخاري (2/140) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، ومسلم (3/94) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1648) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة والنسائي (5/61) قال: أخبرنا قتيبة. كلاهما - عبد الله بن مسلمة، وقتيبة بن سعيد - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه أحمد (2/67) (5344) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا موسى ابن عقبة. 3- وأخرجه أحمد (2/98) (5728) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (775) قال: حدثني سليمان ابن حرب. والدارمي (1659) قال: أخبرنا سليمان بن حرب. والبخاري (2/139) قال: حدثنا أبو النعمان. ثلاثتهم - يونس، وسليمان بن حرب، وأبو النعمان - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. ثلاثتهم - مالك، وموسى بن عقبة، وأيوب - عن نافع، فذكره. الحديث: 4648 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 449 4649 - (د) مالك بن نضلة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم [ص: 450] قال: «الأَيدي ثلاثة: فيدُ الله العليا، ويدُ المعطي التي تليها، ويدُ السائل السفلى، فأعطِ الفضْلَ، ولا تَعْجِزْ عن نفسك» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1649) في الزكاة، باب في الاستعفاف، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/473، 4/137) . وأبو داود (1649) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وابن خزيمة (2440) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. كلاهما - أحمد بن حنبل، والحسن بن محمد - عن عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمان التيمي، قال: حدثنا أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، فذكره. الحديث: 4649 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 449 4650 - (خ م س) عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرَة» . وفي رواية: «من استطاع منكم أن يَسْتَتِرَ من النار ولو بِشِقِّ تَمْرَة فليفعلْ» . وفي أخرى: «أنه ذَكَرَ النار، فتعَوَّذَ منها، وأشاحَ بوجهه ثلاث مرات ثم قال: اتقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيِّبة» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأَخرج النسائي الثالثة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أشاح بوجهه) : أعرض، وقيل: حَذِر، وقيل: أقبل بوجهه.   (1) رواه البخاري 3 / 225 في الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، وباب الصدقة قبل الرد، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الأدب، باب طيب الكلام، وفي الرقاق، باب من نوقش الحساب عذب، وباب صفة الجنة والنار، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ، وباب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، ومسلم رقم (1016) في الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، والنسائي 5 / 74 و 75 في الزكاة، باب القليل في الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/256) قال: حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/258) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/259) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/377) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (2/136) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/86) قال: حدثنا عون بن سلام الكوفي، قال: حدثنا زهير بن معاوية الجعفي. ثلاثتهم - سفيان، وشعبة، وزهير - عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن معقل، فذكره. الحديث: 4650 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 450 4651 - (ط ت د س) أم بجيد الأنصارية - رضي الله عنها -: وكانت [ص: 451] ممن بايعتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قالت: «قلتُ: يا رسولَ الله، إِنَّ المسكين ليقوم على بابي، فما أجدُ شيئاً أعطيه إِياه؟ قال: إِن لم تجدي إِلا ظِلفاً مُحْرَقاً فادفَعيه إِليه في يده» . وفي رواية: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «رُدُّوا المسكين ولو بظِلف مُحْرَق» . أخرج الأولى الترمذي، وأبو داود، والنسائي، وأخرج الثانية الموطأ، وأخرجها النسائي عن ابن بجيد (1) عن جَدَّته، ولم يسمِّها (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظِلْفاً مُحْرَقاً) : الظِّلْف: خُفُّ الشاة، وفي كونه محرقّاً مبالغة في غاية ما يُعطى من القلة.   (1) في الأصل والمطبوع: عن أبي بجيد، وما أثبتناه من الموطأ والنسائي المطبوع. (2) رواه الموطأ 2 / 923 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في المساكين، وأبو داود رقم (1667) في الزكاة، باب حق السائل، والترمذي رقم (665) في الزكاة، باب ما جاء في حق السائل، والنسائي 5 / 86 في الزكاة، باب تفسير المسكين، وباب رد السائل، وقال الترمذي: حديث أم بجيد حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن علي، وحسين بن علي، وأبي هريرة، وأبي أمامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/382) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (6/382) قال: حدثنا حجاج وأبو كامل. قالا: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. وفي (6/382) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا الليث. وفي (6/383) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق. وأبو داود (1667) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. والترمذي (665) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. والنسائي (5/86) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (2473) قال: حدثنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا شعيب. قال: حدثنا الليث. ثلاثتهم - ابن أبي ذئب، واالليث، ومحمد بن إسحاق - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الرحمان بن بجيد، فذكره. قال الترمذي حديث أم بجيد حديث حسن صحيح. الحديث: 4651 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 450 4652 - (د) عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «هل منكم أحد أطعم اليومَ مسكيناً؟ فقال أبو بكر: [ص: 452] دخلتُ المسجدَ، فإذا بسائل يسأل، فجئتُ البيتَ، فوجدتُ كِسْرَةَ خُبز في يد عبد الرحمن، فأخذتُها منه فدفعتُها إِليه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1670) في الزكاة، باب المسألة في المساجد، وفي سنده مبارك بن فضالة، وهو صدوق يدلس ويسوي، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، وذكر أنه روي مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1670) قال: حدثنا بشر بن آدم، قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، فذكره. قلت: في سنده مبارك بن فضالة قال عنه الحافظ في التقريب يدلس ويسوى. وذكره ابن أبي حاتم في العلل قال: قال أبي هذا خطأ إنما هو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن النبي. وقال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد وذكر أنه روى مرسلا. الحديث: 4652 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 451 4653 - (ط) مالك بن أنس: «بلغه عن عائشةَ: أن مسكيناً سألها وهي صائمة، وليس في بيتها إِلا رغيف، فقالت لمولاة لها: أعطيه إياه، فقالتْ: ليس لكِ ما تُفْطرين عليه، فقالت: أعطيه إياه، قالت: ففعلتُ، فلما أمسينا أهْدَى لها أهلُ بيت، أو إِنسان، ما كان يُهدِي لها: شاة وكَفَنَها (1) ، فدعتني عائشةُ، فقالتْ: كلي من هذا، هذا خير من قُرْصِكِ» . قال مالك: وبلغني «أن مسكيناً استطعم عائشةَ أمَّ المؤمنين وبين يديها عِنَب، فقالتْ لإنسان: خذْ حَبَّة فأعْطه إياها، فجعل ينظرُ إِليها، ويَعْجَبُ، فقالتْ عائشةُ: أتعجَبُ؟ كم ترى في هذه الحَبَّةِ من مثقال ذَرَّة؟» (2) .   (1) أي: ما يغطيها من الأقراص والرغف. (2) أخرجه الموطأ بلاغاً 2 / 997 في الصدقة، باب الترغيب في الصدقة، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/541) أنه بلغه فذكره. وإسناده منقطع. الحديث: 4653 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 452 4654 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «يا رسول الله، أيُّ [ص: 453] الصدقةِ أفضلُ؟ قال: جُهدُ المُقِلِّ، وابدَأْ بمن تَعُول» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُهْدُ المُقِلّ) الجُهْد بالضم الوسع والطاقة، والمُقِلُّ: الذي ماله قليل، فهو يُعطي بقدر ماله.   (1) رقم (1677) في الزكاة، باب في الرخصة في ذلك، وهو حديث حسن. الحديث: 4654 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 452 4655 - (د) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: أن سعدَ بنَ عبادةَ أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «أيُّ الصدقةِ أفضلُ وأعجبُ إِليك، قال: الماءُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1679) و (1680) في الزكاة، باب في فضل من سقى الماء، وإسناده منقطع، فإن سعيد ابن المسيب لم يدرك سعد بن عبادة رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/284) قال: حدثنا هاشم قال: أخبرنا المبارك. وفي (5/284، 6/7) قال: حدثنا حجاج، قال: سمعت شعبة يحدث، عن قتادة. والنسائي (6/255) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج، قال: سمعت شعبة يحدث عن قتادة. كلاهما - المبارك بن فضالة، وقتادة - عن الحسن، فذكره. * رواية المبارك مختصرة على «مر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، دلني على صدقة، قال: آسق الماء.» . * أخرجه أبو داود (1680) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا محمد بن عرعرة، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، والحسن، عن سعد بن عبادة، فذكره. وإسناده منقطع لأن سعيد بن المسيب لم يدرك سعد بن عبادة. الحديث: 4655 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 453 4656 - (د) [حسين بن] علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «للسائل حقّ، وإن جاء على فرس» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولو جاء على فرس) قال الخطابي: معناه: الأمر بحسن الظن بالسائل [ص: 454] إذا تعرَّض لك، وأن لا تَجْبَهَهُ بالتكذيب والرد، مع إمكان الصدق، يقول: لا تُخَيِّب السائل إذا سألك، وإذا رابك منظره وجاءك راكباً على فرس، فإنه قد يكون له فرس، ووراء ذلك عائلة ودَيْن يجوز معه أخذ الصدقة، وقد يكون من أصحاب سهم السبيل، أو عليه حَمالة (2) فيجوز له ذلك.   (1) رقم (1665) في الزكاة، باب حق السائل، ورواه أحمد في " المسند " رقم (1730) ، وفي سنده يعلى بن أبي يحيى، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له الأحاديث التي بعده، فهو حديث حسن. (2) أي: كفالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/201) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمان. وأبو داود (1665) قال: حدثنا محمد بن كثير. وابن خزيمة (2468) قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي.، قال: حدثنا وكيع. وعبد الرحمان. ثلاثتم - وكيع، وعبد الرحمان، ومحمد - قال محمد: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مصعب بن محمد بن شرحبيل، قال: حدثني يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت حسين، فذكرته. وفي سنده يعلى بن أبي يحيى لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 4656 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 453 4657 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أعطوا السائلَ، ولو جاء على فرس» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) مرسلاً 2 / 996 في الصدقة، باب الترغيب في الصدقة، ولكن يشهد له ما قبله وما بعده فهو حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/540) عن زيد بن أسلم فذكره. والحديث مرسل. الحديث: 4657 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 454 4658 - () عكرمة: «أن أعرابياً أتى ابنَ عباس فسأَله؟ فقال: أتشهدُ أن لا إِله إِلا اللهُ، وأن محمداً رسولُ الله، وتُصلِّي، وتصوم؟ قال: نعم، قال: سأَلتَ، وللسائل حق، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أعط السائل ولو جاء على فرس، فأعطاهُ قميصاً كان عليه» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه الموطأ، وهو خطأ، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 4658 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 454 4659 - (ت) فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها -: قالت: «سئل أو سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الزكاة؟ فقال: إِن في المال حقّاً سوى الزكاة، ثم تلا هذه الآية التي في البقرة: {لَيْسَ البِرَّ أنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ [ص: 455] والنَّبِيِّينَ وآتَى المَالَ على حُبِّهِ ذَوي القُرْبَى والْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلينَ وَفي الرِّقَابِ وَأقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزكاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا والصَّابِرِينَ في البأْسَاءِ والضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ} [البقرة: 177] » أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (659) و (660) في الزكاة، باب ما جاء أن في المال حقاً سوى الزكاة، وفي سنده أبو حمزة ميمون الأعور، وهو ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك، وأبو حمزة ميمون يضعف، وروى بيان وإسماعيل بن سالم عن الشعبي هذا الحديث قوله، وهذا أصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1644) قال: أخبرنا محمد بن الطفيل. وابن ماجة (1789) قال: حدثنا علي ابن محمد. قال: حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (659) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن مدويه. قال: حدثنا الأسود بن عامر. وفي (660) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان. قال: أخبرنا محمد بن الطفيل. ثلاثتهم - محمد بن الطفيل، ويحيى بن آدم، والأسود بن عامر - عن شريك، عن أبي حمزة، عن عامر الشعبي، فذكره. * قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث إسناده ليس بذاك. وأبو حمزة ميمون الأعور يضعف. وروى بيان وإسماعيل بن سالم عن الشعبي هذا الحديث قوله. وهذا أصح. * لفظ رواية يحيى بن آدم: «أنها سمعته، تعني النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ليس في المال حق سوى الزكاة» . وفي سنده أبو حمزة ميمون الأعور وهو ضعيف. الحديث: 4659 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 454 4660 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما نَقَصَ مال من صدقة - أو ما نقصتْ صدقة من مال - وما زاد اللهُ عبداً بعفْو إِلا عزّاً، وما تواضَعَ عبد للهِ إِلا رَفَعَهُ اللهُ» . أخرجه مسلم، والترمذي. وأخرجه الموطأ مرسلاً: أنه سمع العلاء بن عبد الرحمن يقول: «ما نقصت صدقة من مال ... » وذكر الحديث. وقال مالك في آخره: لا أدري: أيرفع هذا الحديث إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، أم لا؟ (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2588) في البر والصلة، باب استحباب العفو والتواضع، والترمذي رقم (2030) في البر والصلة، باب ما جاء في التواضع، والموطأ 2 / 1000 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة، ويشهد لرواية مالك المرسلة، رواية مسلم والترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الأدب (19) عن يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر. ثلاثتهم - عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به. والترمذي في البر والصلة (82) عن قتيبة عن الدراوردي عن عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة الأشراف (10/225، 234) . وأخرجه مالك في الموطأ مرسلا في الصدقة باب ماجاء في التعفف عن المسألة. الحديث: 4660 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 455 4661 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أَمَرَ مِن كُلِّ جَادِّ عشرة أوْسُقٍ من التمر: بِقِنْوٍ يُعَلَّقُ في المسجد للمساكين» . [ص: 456] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جادّ عشرة أوسُق) الوَسْق: ستون صاعاً، والصاع: خمسة أرطال وثلث بالعراقي، أو ثمانية أرطال، على اختلاف المذهبين، وقد ذكر، و «جادُّ عشرة أوسق» يعني: نخلاً يُجَدُّ منه أي: يقطع عشرة أوسق، وذلك ستمائة صاع. (بِقِنْو) القِنْو: العِذْق بما فيه من الرُّطَب.   (1) رقم (1662) في الزكاة، باب في حقوق المال، وفيه عنعنة ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/359) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي وفي (3/359) أيضا قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثنا محمد بن سلمة. وأبو داود (1662) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، قال: حدثني محمد بن سلمة. وابن خزيمة (2469) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا سهل بن بكار، قال: حدثنا حماد بن سلمة. ثلاثتهم - إبراهيم، ومحمد وحماد - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، فذكره. وفي عنعنة ابن إسحاق. الحديث: 4661 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 455 4662 - (س د) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «خَرَجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وبيده عصاً، وقد علّقَ رَجُل قِنْوَ حَشَف، فجعل يَطْعَنُ في ذلك القِنْوِ، فقال: لو شاء ربُّ هذه الصدقة تصدَّق بأطيبَ من هذا، إِن ربَّ هذه الصدقةِ يأكلُ حَشَفاً يوم القيامة» . أخرجه النسائي. وفي رواية أبي داود قال: «دخل علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المسجدَ، وبيده عصاً، وقد علَّق رجل ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1608) في الزكاة، باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة، والنسائي 5 / 43 و 44 في الزكاة، باب قوله عز وجل: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} ، وفي سنده صالح بن أبي عريب، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/23) قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. وفي (6/28) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (1608) قال: حدثنا نصر بن عاصم. الأنطاكي، قال: حدثنا يحيى، يعني القطان وابن ماجة (1821) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (5/43) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: أنبأنا يحيى. كلاهما - أبو بكر الحنفي، ويحيى بن سعيد القطان - عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني صالح بن أبي عريب، غن كثير بن مرة الحضرمي، فذكره. الحديث: 4662 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 456 4663 - (م س) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا في صَدْرِ النهارِ عِنْدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاءه قَوم عُرَاة مُجتابي النِّمار، أو العَباءِ، مُتَقَلِّدي السيوفِ، عامَّتُهم من مُضَرَ، بل كلُّهم مِنْ مُضَرَ - فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: لما رأى بهم من الفَاقة، فدخل، ثم خَرَجَ، فأمر بلالاً، فأذَّن وأقام فصلَّى، ثم خَطَبَ، فقال: {يَا أَيُّها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ (1) مِنْهَا زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1] ، والآية التي في الحشر: {اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُر نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] تصدَّق رَجُل مِن دِينارِهِ، من دِرْهَمِهِ، من ثوبِهِ، من صاع بُرِّه، من صاع تَمرِهِ، حتى قال: ولو بشِقِّ تمرة، قال: فجاء رَجُل من الأَنصار بصُرَّة، كادت كَفُّه تعجِزُ عنها، بل قد عَجَزَتْ، قال: ثم تتابع الناسُ، حتى رأيتُ كَوْمَيْنِ من طعام وثياب، حتى رأَيتُ وجهَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تَهَلَّلَ كأنه مُدْهنَة (2) ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن سَنَّ في الإِسلام سُنَّة حَسَنَة فله أجرُها وأجرُ من عمل بها من بعده، من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيء، ومن سَنَّ في الإِسلام [ص: 458] سُنَّة سيِّئة كان عليه وِزْرُها وَوِزْرُ مَنْ عمل بها من بعده، من غير أن ينقُصَ من أوزارهم شيء» . وفي أخرى قال: «جاء نَاس من الأعراب إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، عليهم الصوف، فرأى سُوءَ حالهم ... فذكر بمعناه» . أخرجه مسلم. وأخرج النسائي الرواية الأولى، وليس عنده: «مُجتابي النِّمار، أو العَبَاءِ» ، وزاد: «حُفاة» ، وقال: «مُذْهَبَة» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُجْتَابِي النِّمَار) النِّمَار: جمع نَمِرَة، وهي شَمْلة مخططة من مآزر الأعراب، واجتاب فلان ثوباً، إذا لبسه، وقيل: النَّمِرَة: بردة يلبسها الإماء والأول أوجه. (فَتَمعَّر) تمعَّر وجهه: إذا تغيَّر وتلوَّن من الغضب. (كَومَيْن) الكَوْم من الطعام: الصُّبْرَة، وأصل الكوم: ما ارتفع وأشرف. (مُدْهُنَة) المُدْهُن: نقرة في الجبل يستنقع فيها الماء من المطر، والمُدْهُن أيضاً: ما جعل فيه الدُّهن، والمدهُنة كذلك، شبَّه صفاء وجهه - صلى الله عليه وسلم- لإشراقه بالسرور: بصفاء هذا الماء المجتمع في الحجر، أو بصفاء الدهن، هذا [ص: 459] ما شرحه الحميدي في غريبه، وقد جاء في كتاب النسائي وبعض نسخ مسلم «مُذْهَبة» بالذال المعجمة والباء المعجمة بواحدة، فإن صحت الرواية: فهي من الشيء المُذْهَب، أي: المُموه بالذَّهب، أو من قولهم: فرس مُذْهَب: إذا علت حمرته صفرة، والأنثى مُذْهَبة، وإنما خص الأنثى بالذكر: لأنها تكون أصفى لوناً من الذكر، وأرق بشرة. والله أعلم. (وِزْرَة) الوِزْر: الحِمْل والثِّقْل.   (1) في المطبوع: ثم خلق، وهو خطأ. (2) وفي النسائي وبعض نسخ مسلم: مذهبة. (3) رواه مسلم رقم (1017) في الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة، والنسائي 5 / 75 و 76 في الزكاة، باب التحريض على الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/357) مختصرا قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي. وفي (4/357، 359) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4/358) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (3/86، 8/62) قال: حدثني محمد بن المثنى العنزي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر. وفي (3/87، 8/62) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شعبة، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (3/87، 8/62) أيضا قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. والنسائي (5/75) قال: أخبرنا أزهر بن جميل، قال: حدثنا خالد بن الحارث. ستتهم - عبد الرحمان، وهاشم، وابن جعفر، وأبو أسامة، ومعاذ، وخالد - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثني عون بن أبي جحيفة. 2- وأخرجه مسلم (3/87، 8/62) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، وأبو كامل، ومحمد بن عبد الملك الأموي، قالوا: حدثنا أبو عوانة، وابن ماجة (203) مختصرا قال: حدثنا محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، قال: حدثنا أبو عوانة. والترمذي (2675) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا المسعودي. كلاهما - أبو عوانة، والمسعودي - عن عبد الملك بن عمير. كلاهما - عون بن أبي جحيفة، وعبد الملك - عن المنذر بن جرير، فذكره. زاد أبو عوانة في روايته عن مسلم: فصلى الظهر ثم صعد منبرا صغيرا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد. فذكر الحديث. رواية المسعودي عن عبد الملك مختصرة وقال: عن ابن جرير ولم يسمه. الحديث: 4663 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 457 4664 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: قال رجل: لأتَصَدَّقَنَّ بصدقة، فخرج بصدقتِهِ، فوضعها في يدِ سارق، فأصبحوا يتحدَّثون: تُصُدِّق الليلةَ على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، على سارق، لأتصدقنَّ بصدقة، فخرج بصدقتِهِ، فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدَّثون: تُصُدِّق الليلةَ على زانية، فقال: اللهم لك الحمد، على زانية، لأتصدقنَّ بصدَقة، فخرج بصدقتِهِ، فوضعها في يد غَنيّ، فأَصبحوا يتحدَّثون: تُصُدِّقَ الليلةَ على غَنيّ، فقال: اللهم لك الحمد، على سارق، وزانية، وغَنيّ، فأُتيَ، فقيل له: أمَّا صدقتُكَ على «سارق: فلعلَّه أن يَسْتَعِفَّ عن سرقته، وأمَّا الزانيةُ: فلعلها أن تستَعِفَّ عن زِناها، وأما الغنيُّ: فلعله يعتبرُ فينفِقُ مما أعطاه الله» . هذا لفظ البخاري، وأخرجه مسلم نحوه بمعناه. [ص: 460] وأخرج النسائي مثلها، وقال فيها: «فقيل له: أمَّا صَدَقَتُكَ فقد تُقُبِّلَتْ ... » وذكره (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أن يستعف) استعفَّ الرجل: إذا ألزم نفسه العِفَّة، وهي التنزه عن الطلب والمسألة.   (1) رواه البخاري 3 / 230 في الزكاة، باب إذا تصدق على غني وهو لا يعلمه، ومسلم رقم (1022) في الزكاة، باب ثبوت أجر المتصدق وإن وقعت الصدقة في يد غير أهلها، والنسائي 5 / 55 و 56 في الزكاة، باب إذا أعطاها غنياً وهو لا يشعر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/322) قال: حدثنا علي بن حفص. قال: أخبرنا ورقاء، عن أبي الزناد. وفي (2/350) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (2/137) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. قال: حدثنا أبو الزناد. ومسلم (3/89) قال: حدثني سويد بن سعيد. قال: دحثني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزناد. والنسائي (5/55) قال: أخبرنا عمران بن بكار. قال: حدثنا علي بن عياش. قال: حدثنا شعيب. قال: حدثني أبو الزناد. كلاهما - أبو الزناد، وعبد الله بن لهيعة - عن عبد الرحمان بن هرمز الأعرج، فذكره. الحديث: 4664 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 459 الفصل الثاني: في أحكام الصدقة ، وفيه ستة فروع الفرع الأول: في الصدقة عن ظهر غنى، والابتداء بالألزم والأقارب 4665 - (خ د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظَهْرِ غِنى، وابْدَأْ بمن تَعول» . وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى، [ص: 461] وابدأْ بمن تَعُولُ، وخيرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظهرِ غِنى، ومن يستَعِفّ يُعِفُّه الله، ومن يستغنِ يُغنِهِ اللهُ» . أخرجه البخاري. وعند أبي داود: «خَيْرُ الصدقةِ ما ترك غِنى، أو تُصدِّقَ عن ظهر غِنَى، وابدأْ بمن تَعُولُ» . وعند النسائي: «خَيْرُ الصدقةِ ما كان عن ظهر غِنى، واليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى، وابدأُْ بمن تَعُولُ» (1) . وفي أخرى قال: «أفضلُ الصدقةِ: ما ترك غنى، واليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى، وابدأْ بمن تَعُولُ، تقول المرأة: إِمَّا أن تُطعمَني، وإما أن تُطَلِّقَني، ويقول العبدُ: أطعْمني واستعملني، ويقول الابنُ: أطعمني، إِلى من تَدَعُني؟ فقالوا: يا أبا هريرةَ: سمعتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لا، هذا من كيس أبي هريرة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظَهْر غِنى) يقال: أعطى فلان عن ظهر غنى، أي: أعطى عطاء من له ثروة ومال، فكأنه أسند ظهره إلى غِناه وماله. [ص: 462] (اليد العليا) : يد المتصدق، وهي العليا في الحقيقة صورة ومعنى، قال الخطابي: أرى أن المتعففة في الحديث أولى من المنفقة، لأن الحديث مسوق لذكر العفة عن السؤال، فكان ذكر التعفف أولى من ذكر النفقة، والله أعلم. (ابدأ بمن تعول) يعني: ابتدئ في الإنفاق والإعطاء بمن يلزمك نفقته من عيالك. فإن فضل شيء فليكن للأجانب.   (1) رواه البخاري 3 / 234 في الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، وفي النفقات، باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، وأبو داود رقم (1676) في الزكاة، باب الرجل يخرج من ماله، والنسائي 5 / 62 في الزكاة، باب الصدقة على ظهر غنى. (2) هذه الرواية لم نجدها عند النسائي، وهي عند أحمد في " المسند " 2 / 252 و 299. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (1658) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. والبخاري (2/139) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. كلاهما - الليث، ووهيب - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. أخرجه النسائي (5/62) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا بكر، عن ابن عجلان، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4665 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 460 4666 - (خ م س) حكيم بن حزام - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى، وابدأْ بمن تَعُولُ، وخيرُ الصدقةِ: عن ظهرِ غِنى، ومن يستعفَّ يُعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ يُغْنِهِ اللهُ» . هذا لفظ البخاري. وعند مسلم، والنسائي قال: «أفضلُ الصدقةِ - أو خيرُ الصدقة - عن ظهر غِنى، واليدُ العليا خير من السفلى، وابدأْ بمن تَعُولُ» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 234 و 235 في الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، ومسلم رقم (1034) في الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، والنسائي 5 / 69 في الزكاة، باب فضل الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/403لاقال: حدثنا وكيع. وفي (3/434لاقال: حدثنا ابن نمير والبخاري (2/139) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. ثلاثتهم - وكيع، وابن نمير، ووهيب - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. أخرجه أحمد (3/402) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (3/434) قال: حدثنا يحيى بن سعيد والدارمي (1660) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (3/94) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن حاتم، وأحمد بن عبدة، عن يحيى القطان. والنسائي (5/69) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. ثلاتهم - محمد بن عبيد، وأبو نعيم، ويحيى - عن عمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة،فذكره. الحديث: 4666 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 462 4667 - (س) طارق بن عبد الله المحاربي - رضي الله عنه -: قال: «قَدِمْنا المدينةَ، فإِذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قائم على المنبر يخطُبُ الناس، وهو يقول: يدُ المعطي: العليا، وابدأْ بمن تَعُولُ: أمّك، وأباك، وأختكَ وأخاك، [ص: 463] ثم أدناك فأدناك» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 61 في الزكاة، باب اليد العليا واليد السفلى، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/61) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زياد، ابن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، فذكره. الحديث: 4667 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 462 4668 - (م ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا ابنَ آدم، إِنَّكَ أن تَبْذُلَ الفَضلَ خير لك، وأن تُمْسِكَهُ شرّ لك، ولا تُلامُ على كَفاف، وابدأْ بمن تَعُولُ، واليدُ العليا خير من [اليد] السُّفْلى» . أخرجه مسلم، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكَفَاف) : الذي لا يفضل منه شيء ولا يعوز معه شيء.   (1) رواه مسلم رقم (1036) في الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، والترمذي رقم (2344) في الزهد، باب رقم (32) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/262) قال: حدثنا أبو نوح قراد. ومسلم (3/94) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، وزهير بن حرب، وعبد بن حميد، قالوا: حدثنا عمر بن يونس. والترمذي (2343) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عمر بن يونس، هو اليمامي. كلاهما - أبو نوح، وعمر - قالا: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله، فذكره. الحديث: 4668 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 463 4669 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالصدقة يوماً، فقال رجل: يا رسول الله، عندي دينار؟ فقال: تَصدَّقْ به على نفسك، قال: عندي آخَرُ؟ قال: تَصَدَّقْ به على ولدك، قال: عندي آخَرُ؟ قال: تَصَدَّقْ به على زوجتكَ، أو على زوجِكَ، قال: عندي آخَرُ، قال: تَصَدَّقْ به على خادِمِكَ، قال: عندي آخَرُ، قال: أنتَ أبصَرُ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1691) في الزكاة، باب صلة الرحم، والنسائي 5 / 62 في الزكاة، باب تفسير الصدقة عن ظهر غنى، وفي سنده محمد بن عجلان المدني، وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (1176) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/251، 471) قال: حدثنا يحيى بن سعيد والبخاري في الأدب المفرد (197) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وأبو داود (1691) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (5/62) قال: أخبرنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9/13041) عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، ويحيى بن سعيد، ويعقوب بن عبد الرحمان - عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 4669 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 463 4670 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «دخل رجل المسجدَ، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن يطرحوا ثياباً، فطرحوا، فأمر له منها بثوبين، فحثَّ على الصدقة أيضاً، فجاء فطرح أحدَ الثوبين، فصاحَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقال: خُذْ ثوبَكَ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: «أن رجلاً دخل المسجدَ يوم الجمعة والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ، فقال: صلِّ ركعتين، ثم جاء الجمعةَ الأخرى، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ، فقال: صَلِّ ركعتين، ثم جاء الجمعةَ الثالثة، فقال: صلِّ ركعتين، ثم قال: تصدَّقُوا، فتصدَّقُوا، فأعطاه ثوبين، ثم قال: تصدَّقوا، فطرح أحدَ ثوبيه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَلم تَرَوْا إِلى هذا؟ إِنَّهُ دخل المسجد بهيئة بَذَّة، فرَجوتُ أن تَفْطِنُوا له، فتتصدَّقوا عليه، فلم تفعلوا، فقلتُ: تصدَّقوا فتصدَّقتم، فأعطيتُه ثوبين، ثم قلتُ: تصدَّقوا، فطرح أحد ثوبيه، خُذْ ثوبَكَ، وانْتَهَرَهُ» . وله في أخرى قال: «جاء رجل يومَ الجمعة - والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ - بهيئة بَذَّة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أصليتَ؟ قال: لا، قال: صلِّ ركعتين، وحثَّ الناسَ على الصدقة، فألقَوْا ثياباً، فأعطاه منها ثوبين، فلما كانت الجمعةُ الثانيةُ جاء وَرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ، فحثَّ الناس على الصدقة، فألقى أحدَ ثوبيه، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: جاء هذا يوم الجمعة بهيئة بَذَّة، فأمرتُ [ص: 465] الناس بالصدقة، فألقَوْا ثياباً، فأَمرتُ له بثوبين، ثم جاء الآن، فأمرتُ الناس بالصدقة، فألقى أحدَهما، فانتهرَه، وقال: خُذْ ثوبَك» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البَذَّة) الهيئة البَذَّة: السيئة التي تدل على الضائقة والفقر. (فانْتَهَرَه) انتهرت الإنسان: إذا زَبَرْتَه وأنكرت عليه شيئاً من فعله أو قاله.   (1) رواه أبو داود رقم (1675) في الزكاة، باب الرجل يخرج من ماله، والنسائي 3 / 106 في الجمعة، باب حث الإمام على الصدقة يوم الجمعة في خطبته، و 5 / 63 في الزكاة، باب إذا تصدق وهو محتاج إليه هل يرد عليه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (741) والدارمي (1560) قال: أخبرنا صدقة. والبخاري في القراءة خلف الإمام (162) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وأبو داود (1675) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل. وابن ماجة (1113) قال: حدثنا محمد بن الصباح. والترمذي (511) قال: حدثنا ابن أبي عمر. والنسائي (3/106) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. وابن خزيمة (1799، 2481) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمان المخزومي. وفي (1830) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. تسعتهم - الحميدي، وصدقة، وعبد الله بن محمد، وإسحاق، وابن الصباح، وابن أبي عمر، ومحمد ابن عبد الله، وسعيد بن عبد الرحمان، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/25) والنسائي (5/63) قال: أخبرنا عمرو بن علي. كلاهما - سفيان، ويحيى - قالا: حدثنا محمد بن غجلان، قال: حدثنا عياض بن عبد الله بن سعد، فذكره. الحديث: 4670 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 464 4671 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كُنَّا عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إِذْ جاءَ رجل بمثل بَيْضَة من ذَهَب، فقال: يا رسولَ الله، أصبتُ هذه من مَعْدِن، فخذها فهي صدقة، ما أملك غيرَها، فأعرضَ عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتاه من قِبَل رُكْنه الأيمن، فقال مثل ذلك، فأَعرض عنه، ثم أتاه من قِبَل رُكْنه الأيسر، فأعرض عنه، ثم أتاه من خلفه، فأخذها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فحذفه بها، فلو أصابتْه لأوجعته، أو لَعَقَرَتْه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يأْتي أحدُكم بجميع ما يملك، فيقولُ: هذه صدقة، ثم يقعد يَسْتَكِفُّ الناسَ، خيرُ الصدقة ما كان عن ظهرِ غنى» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 466] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَسْتَكِف) اسْتَكَفَّ الناس: إذا سألهم وطلب منهم، وأصله: أن يأخذ الصدقة ببطن كفِّه.   (1) رقم (1673) في الزكاة، باب الرجل يخرج من ماله، وفيه عنعنة ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (1120) قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1121) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. والدارمي (1666) قال: أخبرنا يعلى، وأحمد بن خالد. وأبو داود (1673) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. وفي (1674) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس. وابن خزيمة (2441) قال: حدثنا الدورقي يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يزيد يعني ابن هارون. خمستهم - حماد، ويعلى، وأحمد بن خالد، وابن إدريس، ويزيد - عن محمد بن إسحاق، عن عاصم ابن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره. الحديث: 4671 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 465 4672 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رضي الله عنه -: بلغه (1) أن أبا لُبَابة بنَ عبدِ المنذر، حين تاب الله عليه قال: «يا رسولَ الله، أهجُرُ دارَ قومي التي أصبتُ فيها الذَّنْبَ وأُجاوِرُكَ، وأنْخلِعُ من مالي صدقة إِلى الله وإِلى رسوله؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يجزيك من ذلك الثلثُ» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وعند ابن وهب في موطئه: عن يونس عن الزهري قال: أخبرني بعض بني السائب عن أبي لبابة، ورواه إسماعيل بن علية عن الزهري عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه، وعن ابن أبي لبابة عن أبيه. (2) 2 / 481 في الأيمان والنذور، باب جامع الأيمان، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: كذا هذا الحديث عند يحيى وابن القاسم، وابن وهب وطائفة، وروته طائفة منهم: عبد الله بن يوسف عن مالك أنه بلغه، لم يذكر عثمان ولا ابن شهاب، وليس هذا الحديث في الموطأ عند ابن بكير ولا القعنبي ولا أكثر الرواة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/90) عن عثمان بن حفص بن عمر بن خلدة عن ابن شهاب فذكره. قال الزرقاني وعند ابن وهب في موطئه: عن يونس عن الزهري قال: أخبرني بعض بني السائب عن أبي لباته، ورواه إسماعيل بن علية عن الزهري عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه، وعن ابن أبي لبابة عن أبيه والحديث إسناده منقطع. وقال الزرقاني أيضا قال ابن عبد البر كذا هذا الحديث عند يحيى وابن القاسم، وابن وهب وطائفة، وروته طائفة منهم عبد الله بن يوسف عن مالك أنه بلغه، لم يذكر عثمان ولا ابن شهاب، ولا هذا الحديث في الموطأ عند ابن بكير ولا القعنبي ولا أكثر الرواة. الحديث: 4672 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 466 4673 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان أبو طلحةَ أكثَرَ الأنصار مالاً بالمدينة من نخل، وكان أحبَّ أمواله إِليه بَيْرُحاءَ، وكانت مستقبلةَ المسجدِ، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدخُلُها، ويشربُ من ماء فيها طيِّب، قال أنس: فلما نزلتْ هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قام أبو طلحةَ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 467] فقال: يا رسولَ الله، إِن الله تبارك وتعالى يقول: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإِن أحبَّ مالي إِليَّ: بَيْرُحاءَ، وإِنَّها صدقة لله، أرجو بِرَّها وذُخْرَها عند الله، فَضعْها يا رسولَ الله حيث أراكَ الله، قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بَخٍ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعتُ ما قلتَ، وإِني أرى أن تجعلَها في الأقربين، فقال أبو طلحةَ: أفعلُ يا رسولَ الله، فقسمها أبو طلحةَ في أقاربه وبني عمه» . قال القَعْنَبي عن مالك، قال: «رابح، أو رايح» ، وقال غيره: «رايح» ، وقال غيره: «رابح» (1) . قال البخاري: قال ثابت عن أنس: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لأبي طلحةَ: «اجعله لفقراءِ أقارِبِكَ، فجعلها لحسانَ، وأُبيِّ بن كعب» . وفي رواية: وقال: «اجعلها لفقراءِ قرابتِكَ، قال أنس: فجعلها لحسانَ وأُبيِّ بن كعب، وكانا أقربَ إِليه مني، وكانت قرابةُ حسانَ، وأُبيِّ من أَبي طلحةَ - واسمه: زيد بن سهل بن الأسود بن حَرام بن عمرو بن زيد مناة بن عَدِي بن عمرو بن مالك بن النجار، وحسان: بن ثابت بن المنذر بن حرام - يجتمعان إِلى حرام، وهو الأب الثالث» . قال البخاري: وقال إسماعيل: أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي [ص: 468] سلمةَ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحةَ - لا أعلمه إِلا عن أنس - قال: «لما نزلتْ: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ} جاء أبو طلحةَ ... ثم ذكر نحو ما تقدَّم ... إِلى أن قال: فهي إِلى الله عز وجل، وإِلى رسوله - صلى الله عليه وسلم-، أرجو بِرَّه وذُخْرَهُ، فضعها أيْ رسولَ الله حيث أَراك الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بَخ أبا طلحة، ذلك مال رابح، قبلناه منك، ورَددناه عليك، فاجعله في الأقربين، فتصدَّقَ أبو طلحةَ على ذوي رَحِمه، قال: وكان منهم: أُبَيٌّ وحسانُ، قال: فباع حسانُ حِصَّتَهُ من معاويةَ، فقيل له: تبيعُ صدقةَ أبي طلحةَ؟ فقال: أَلا أبيعُ صاعاً من تمر بصاع من دراهم؟ قال: وكانتْ تلك الحديقةُ في موضع قصر بني جديلةَ الذي بناه معاوية» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم قال: «لما نزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ} قال أبو طلحةَ: أرى رَبَّنا يسأَلُنا من أموالنا، فأُشْهِدك أني [قد] جعلتُ أرضي بيرُحَاءَ لله، فقال: اجعلها في قرابتك، قال: فجعلها في حسانَ بنِ ثابت، وأُبيِّ بن كعب» . وأخرج الموطأ الرواية الأولى. وفي رواية أبي داود مثل هذه الآخرة، وقال: «فقسمها بين حسان بن ثابت، وأُبي بن كعب» . قال أبو داود: وبلغني عن الأنصاري - محمد بن عبد الله - قال أبو طلحة: زيد بن سهل، وذكر نَسَبَهُ، ونَسَبَ حسان كما سبق - وزاد: وأَبيّ بن كعب بن [ص: 469] قيس بن عتيك بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، فعمرو يجمع حسان وأبا طلحة وأُبَيّاً، قال الأنصاري: وبين أُبيّ وأبي طلحة ستةُ آباء. وفي رواية الترمذي قال: «لما نزلت: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ونزلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً} [البقرة: 245] قال أبو طلحة: يا رسول الله، حائطي صدقة لله، ولو استطعتُ أنْ أُسِرَّ ذلك لم أُعْلنْه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اجعلْه في قرابتك» . وأخرج النسائي رواية مسلم الآخرة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَيْرُحَاء) هذه اللفظة ما رأيت أحداً ضبطها ضبطاً يزول معه الشك، إلا أن الدائر في ألسنة قراء الحديث، يقولونها: «بَيْرُحَاء» بضم الراء والمد، والذي رأيته في كتاب «الفائق» للزمخشري، قال: «بَيْرَحى» بفتح الراء والقصر، وقال: إنه اسم أرض كانت لأبي طلحة، وهي فيعلى من البَرَاح، وهو المكان المتسع الظاهر. [ص: 470] (بَخٍ بَخٍ) : كلمة يقولها المتعجب من الشيء، وعند المدح والرضى بالشيء، ويكرر للمبالغة، فيقال: بخٍ بخٍ، فإن وصلت جررت ونوَّنت فقلت: بخٍ بخٍ، وربما شدَّدت. (مال رابح، ورايح) رابح بنقطة واحدة، معناه: ذو رِبْح، وأما بنقطتين، فمعناه: أنه قريب المسافة يروح خيره ولا يغرب.   (1) يعني أن القعنبي رواه بالشك، ورواه غيره بالجزم " رابح " بالباء من الربح، أو " رايح " أي: رايح عليه أجره. وانظر " الفتح " 3 / 257. (2) رواه البخاري 3 / 257 في الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، وفي الوكالة، باب إذا قال الرجل لوكيله: ضعه حيث أراك الله، وفي الوصايا، باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه، وباب إذا وقف أرضاً ولم يبين الحدود، فهو جائز، وفي تفسير سورة آل عمران، باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وفي الأشربة، باب استعذاب الماء، ومسلم رقم (998) في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج، والموطأ 2 / 995 و 996 في الصدقة، باب الترغيب في الصدقة، وأبو داود رقم (1689) في الزكاة، باب في صلة الرحم، والترمذي رقم (3000) في التفسير، باب من سورة آل عمران، والنسائي 6 / 231 و 232 في الإحباس، باب كيف يكتب الحبس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/537) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك فذكره. وأخرجه البخاري (1461) حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك فذكره وأخرجه مسلم في الذكاة (15: 2) عن محمد بن حاتم عن بهز وأبو داود فيه الزكاة (46) عن موسى بن إسماعيل والنسائي في الإحباس (2: 6) وفي التفسير في الكبرى عن أبي بكر ابن نافع عن بهز. كلاهما - عن حماد بن سلمة بن دينار أبو سلمة البصري عن ثابت عن أنس. تحفة الأشراف (1/118) . الحديث: 4673 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 466 4674 - (خ م س) زينب - امرأة ابن مسعود - رضي الله عنهما -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تصدَّقْنَ يا معشر النساء، ولو من حُلِيِّكنّ، قالت: فرجعتُ إِلى عبدِ الله، فقلتُ: إِنكَ رَجُل خفيفُ ذاتِ اليدِ، وإِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أمرنا بالصدقة، فائْتِهِ فاسْأَلْهُ، فإِن كان ذلك يُجزِي عني، وإِلا صَرفتُها إِلى غيركم؟ فقال لي عبد الله: بل ائْتِيه أنتِ، قالت: فانطلقتُ، فإِذا امرأة من الأنصار بباب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حاجتي حاجتُها، قالت: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أُلْقِيَتْ عليه المهابةُ، قالت: فخرج علينا بلال، فقلنا له: ائتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فَأخْبِرْهُ: أَن امرأَتين بالباب يسألانك: أتُجزيءُ الصدقة عنهما على أَزواجهما، وعلى أَيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن. قالت: فدخلَ بلال على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأله، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [من هما؟ قال: امرأة من الأَنصار وزينب، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-:] أيُّ الزيانب؟ قال: امرأةُ عبدِ الله. فقال رسولُ الله [ص: 471] صلى الله عليه وسلم-: لهما أجران: أجرُ القرابة، وأجرُ الصدقة» . أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم. وعند النسائي أخصر من هذا (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 259 في الزكاة، باب الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر، ومسلم رقم (1000) في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج، والنسائي 5 / 92 و 93 في الزكاة، باب الصدقة على الأقارب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/502) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل. وفي (3/502) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا الأعمش، عن منصور، وفي (3/502) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن شقيق. والدارمي (1661) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا شعبة. قال: سليمان أخبرني. قال: سمعت أبا وائل. والبخاري (2/150) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. قال: حدثني شقيق. (ح) قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم فحدثني إبراهيم، عن أبي عبيدة. ومسلم (3/80) قال: حدثنا حسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن أبي وائل. (ح) وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي. قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش. قال: حدثني شقيق. (ح) قال الأعمش: فذكرت لإبراهيم، فحدثني عن أبي عبيدة، والترمذي (636) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن الأعمش. قال: سمعت أبا وائل. والنسائي (5/92) قال: أخبرنا بشر بن خالد. قال: حدثنا غندر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل. وفي الكبرى الورقة (124-ب) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثني عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. قال: حدثني شقيق (ح) قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم، فحدثني، أراه، عن أبي عبيدة. وابن خزيمة (2463) قال: حدثنا عبد الله ابن سعيد الأشج قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق. وفي (2464) قال: حدثنا علي بن المنذر. قال: حدثنا ابن فضيل. قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة. ثلاثتهم - شقيق بن سلمة أبو وائل، ومنصور، وأبو عبيدة - عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، فذكره. وأخرجه أحمد (6/363) وابن ماجة (1834) قال: حدثنا علي بن محمد. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح. والترمذي (635) قال: حدثنا هناد. والنسائي في الكبرى الورقة (124- ب) قال: أخبرنا هناد بن السري ومحمد بن العلاء. خمستهم - أحمد بن حنبل، وعلي بن محمد، والحسن بن محمد، وهناد، ومحمد بن العلاء - قالوا: حدثنا زبو معاوية قال: حدثنا الزعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله، عن زينب امرأة عبد الله، فذكرته. قال الترمذي: أبو معاوية وهم في حديثه. فقال: عن عمرو بن الحارث عن ابن أخي زينب. والصحيح إنما هو عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب. الحديث: 4674 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 470 4675 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في أضحى، أو فِطْر، إِلى المصلَّى، ثم انصرف فَوَعَظَ النَّاسَ فأمرهم بالصدقة، فقال: أيُّها الناس، تصدَّقوا، فمرَّ على النساءِ، فقال: يا معشر النِّسَاءِ تَصدَّقْنَ، فَإِني رأيتُكُنَّ أكْثَرَ أهلِ النار، فقُلْنَ: وبِمَ ذلك يا رسول الله؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ما رأيتُ [من] ناقصاتِ عَقْل ودِيْن أذْهَبَ لِلُبِّ [الرجلِ] الحازِم من إِحداكنَّ يا معشر النساء، ثم انصرف، فلما صار إِلى منزله جاءت زينبُ امرأةُ ابنِ مسعود تستأذن عليه، فقيل: يا رسولَ الله، هذه زينبُ، فقال: أيُّ الزيانب؟ فقيل: امْرأَةُ ابن مسعود، قال: نعم، ائْذَنُوا لها، فأُذِن لها، قالت: يا نبيَّ الله إِنك أمرتَ اليوم بالصدقة، وكان عندي حُليّ لي، فأردتُ أن أتصدَّقَ به، فزعم ابنُ مسعود: أنه وولده أحقُّ من تُصِدِّق به عليهم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: صَدَقَ ابنُ مسعود [ص: 472] زَوْجُكِ وولَدُكِ أحقُّ من تَصَدَّقْتِ به عليهم» . أخرجه البخاري (1) . وقد أخرج مسلم المعنى الأول، وهو مذكور في «باب صلاة العيدين» . من «كتاب الصلاة» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَكْفُرن العَشير) العشير: الزوج: وكفرانهن: جحدهن خيره وإحسانه.   (1) 3 / 257 و 258 في الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، وفي الحيض، باب ترك الحائض الصوم، وفي العيدين، باب الخروج إلى المصلى بغير منبر، وفي الصوم، باب الحائض تترك الصوم والصلاة، وفي الشهادات، باب شهادة النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (1/83، 2/149، 3/45، 226) . ومسلم (1/61) قال: حدثنا الحسن ابن علي الحلواني، وأبو بكر بن رسحاق. وابن خزيمة (2045) (2462) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وزكريا بن يحيى بن أبان. خمستهم - البخاري، والحسين، وأبو بكر، ومحمد بن يحيى، وزكريا - قالوا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، فذكره. * رواية البخاري (3/45) مختصرة على أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ فذلك نفصان دينها. * ورواية البخاري (3/226) مختصرة على «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلنا: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها» . * لم يذكر مسلم متن الحديث، وإنما ذكره عقب حديث عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما - في كتاب الإيمان. * وروايات ابن خزيمة مختصرة. الحديث: 4675 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 471 4676 - (خ) معن بن يزيد - رضي الله عنه -: قال: «بايعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وأبي وَجَدي (1) ، وخطب عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأنكحني، وخاصمت إِليه، وكان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها، فوضعها عند رجل في المسجد، فأعطانيها، ولم يَعْرِفْ، فأتيتُه بها، فقال: إِني والله ما إِيَّاكَ أردتُ، فخاصمتُهُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لكَ ما نويتَ يا يزيدُ، ولكَ ما أخذتَ يا مَعْنُ» . أَخرجه البخاري (2) . وزاد رزين بعد قوله: «فأنكحني» : «وأمهرَ عَنِّي» .   (1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 231 اسم جده: الأخنس بن حبيب السلمي، كما جزم ابن حبان وغير واحد. (2) 3 / 230 و 231 في الزكاة، باب إذا تصدق على ابنه وهو لا يشعر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/470) قال: حدثنا مصعب بن المقدام، ومحمد بن سابق، قالا: حدثنا إسرائيل. وفي (3/470) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، وسريج بن النعمان، قالا: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (4/259) قال: حدثنا هشام بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة والدارمي (1645) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل. والبخاري (2/138) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل. كلاهما - إسرائيل، وأبو عوانة - عن أبي الجويرية، فذكره. الحديث: 4676 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 472 الفرع الثاني: في صدقة المرأة من بيت زوجها، والعبد من مال سيده 4677 - (خ م د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا أنفقتِ المرأْةُ من طعام بيتها، غيرَ مُفسدة، فلها أجرُها بما أنفقتْ، وللزوج بما أكتسبَ، وللخازن مثل ذلك،لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. وفي رواية الترمذي، والنسائي بدل: «أَنفقتْ» : «تصدَّقتْ» . وفي أخرى: «أعطت» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 240 في الزكاة، باب أجر المرأة إذا تصدقت أو أطعمت من بيت زوجها غير مفسدة، وباب من أمر خادمه بالصدقة ولم يناول نفسه، وباب أجر الخادم إذا تصدق بأمر صاحبه غير مفسد، وفي البيوع، باب قول الله تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم} ، ومسلم رقم (1024) في الزكاة، باب أجر الخازن الأمين والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها غير مفسدة، وأبو داود رقم (1685) في الزكاة، باب المرأة تتصدق من بيت زوجها، والترمذي رقم (671) و (672) في الزكاة، باب في نفقة المرأة من بيت زوجها، والنسائي 5 / 65 في الزكاة، باب صدقة المرأة من بيت زوجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (276) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الأعمش. وأحمد (6/44) قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير. قالا: حدثنا الأعمش. وفي (6/44) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش. وفي (6/278) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا شيبان، عن منصور. والبخاري (2/139، 3/73) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (2/141) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (2/142) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا منصور والأعمش. (ح) وحدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا جرير، عن منصور. ومسلم (3/90) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير. قال: يحيى أخبرنا جرير، عن منصور. (ح) وحدثنا ابنأبي عمر. قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثناه ابن نمير قال: حدثنا أبي وأبو معاوية، عن الأعمش. وأبو داود (1685) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو عوانة، عن منصور. وابن ماجة (2294) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي وأبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (672) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا المؤمل، عن سفيان، عن منصور. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17608) عن محمد بن قدامة، عن جرير، عن منصور. (ح) وعن أحمد بن حرب، عن أبي معاوية، عن الأعمش. كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، عن مسروق، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/99) والترمذي (671) قال: حدثنا محمد بن المثنى. والنسائي (5/65) قال: أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار - قالوا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة. قال: سمعت أبا وائل يحدث عن عائشة، فذكره. ليس فيه مسروق. * وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17607) عن يوسف ابن سعيد، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن مسروق، عن عائشة، قالت: إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها ... الحديث موقوفا. الحديث: 4677 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 473 4678 - (خ م د ت س) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: «قلتُ: يا رسولَ الله، مالي مال إِلا ما أدخل عَليَّ الزبيرُ، أَفأتصدقُ؟ قال: تصدَّقي، ولا تُوعِي فيُوعِي [الله] عليك» . وفي رواية: «أنها جاءتْ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالتْ: يا رسولَ الله ليس [لي] شيء [ص: 474] إِلا ما أدخَلَ عليَّ الزُّبَيرُ، فهل عليَّ جُنَاح أن أرضخَ مما يُدخِل عليَّ؟ قال: ارْضَخي ما استطعتِ، ولا توعِي فيوعِي الله عليكِ» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود والترمذي قالت: «قلتُ: يا رسولَ الله ... وذكر مثل الأولى» . وقال عوض «تُوِعي» : «تُوكِي» . وأخرج النسائي الرواية الآخرة، وقال: «تُوكي» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا توعي فيُوعي الله عليك) كناية عن الشُّح والإمساك، لأنه من الجمع والادخار، وكذلك «لا تُوكي فيُوكي الله عليك» ، كناية أيضاً عن البخل والمنع، من الإيكاء، وهو الشد، كأنه يشد كيسه فلا ينفق منه شيئاً. (الرَّضْخ) : العطاء القليل.   (1) رواه البخاري 3 / 238 في الزكاة، باب الصدقة فيما استطاع، وباب التحريض على الصدقة، وفي الهبة، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو جائز، ومسلم رقم (1029) في الزكاة، باب الحث في الإنفاق وكراهة الإحصاء، وأبو داود رقم (1699) في الزكاة، باب في الشح، والترمذي رقم (1961) في البر، باب ما جاء في السخاء، والنسائي 5 / 74 في الزكاة، باب الإحصاء في الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (325) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب السختياني. وأحمد (6/139) قال: حدثنا وكيع، قال: قال أسامة. في (6/344) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب. وفي (6/353) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، وفي (6/353) قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا محمد بن سليمان، وعبد الجبار بن ورد رجلان من أهل مكة. وفي (6/354) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وأبو داود (1699) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. والترمذي (1960) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، قال: حدثنا حاتم بن وردان، قال: حدثنا أيوب. والنسائي في الكبرى الورقة (124- أ) قال: أخبرنا عبد الرحمان بن محمد ابن سلام، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب. خمستهم - أيوب، وأسامة، وابن جريج، ومحمد بن سليمان، وعبد الجبار بن ورد - عن ابن أبي مليكة، فذكره. * أخرجه أحمد (6/354) قال: حدثنا روح. والبخاري (2/140) قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم، عن حجاج بن محمد. وفي (2/140، 3/207) قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (3/92) قال: حدثني محمد بن حاتم وهارون بن عبد الله. قالا: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي (5/74) قال: أخبرنا الحسن بن محمد، عن حجاج. ثلاثتهم - روح، وحجاج بن محمد، وأبو عاصم النبيل - عن ابن جريج. قال: أخبرني ابن أبي مليكة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر، نحوه. وزاد فيه: عباد بن عبد الله بن الزبير. الحديث: 4678 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 473 4679 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا أنفقتِ المرأةُ من كَسْبِ زوجها من غيرِ أمرِهِ، فلهُ نِصْفُ الأَجْرِ» . أخرجه البخاري. [ص: 475] وعند مسلم زيادة في أوله، قال: «لا تَصُمِ المرأة وبَعْلُها شاهد إِلا بإِذنه، ولا تأذَنْ في بيتِهِ وهو شاهد إِلا بإِذنه ... وذكر الحديث» . وأخرج البخاري مثل هذه الزيادة، وفيه: «ما أنفقتْهُ من نَفَقَة من غيرِ إِذنِهِ، فإِنه يُؤدَّى إِليه شَطْرُه» . وأخرج الترمذي ذِكْرَ الصوم وَحْدَهُ. وأخرج أبو داود الصوم والإِذن وحدهما. وفي أخرى لأبي داود: «أنَّ أبا هريرة سُئِلَ عن المرأة: هل تتصدَّقُ من بيتِ زوجِها؟ قال: لا إِلا من قُوْتِها، والأجرُ بينهما، ولا يَحِلُّ لها أن تتصدَّقَ من مال زوجِها إِلا بإِذنِهِ» (1) . زاد رزين: «فإِن أذن لها [زوجُها] فالأجرُ بينهما، فإن فعلتْ بغير إِذنه، فالأجر له، والإِثمُ عليها» .   (1) رواه البخاري 4 / 255 في البيوع، باب قوله تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم} ، وفي النفقات، باب نفقة المرأة إذا غاب زوجها، ومسلم رقم (1026) في الزكاة، باب أجر الخازن الأمين، وأبو داود رقم (1687) و (1688) في الزكاة، باب المرأة تتصدق من بيت زوجها، والترمذي رقم (782) في الصوم، باب ما جاء في كراهية صوم المرأة إلا بإذن زوجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/316) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (3/73، 7/84) قال: حدثنا يحيى بن جعفر. قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (7/39) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله ومسلم (3/91) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (1687، 2458) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك - عن معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 4679 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 474 4680 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يقول في خُطْبَتِهِ عام حَجَّةِ الوَداع: «لا تُنفق امرأة [ص: 476] شيئاً من بيتِ زوجها إِلا بإذن زوجها، قيل: يا رسولَ الله، ولا الطعامَ؟ قال: ذلك أَفضلُ أموالنا» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (670) في الزكاة، باب في نفقة المرأة من بيت زوجها، وقال الترمذي: حديث أبي أمامة حديث حسن، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وأسماء بنت أبي بكر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وعائشة رضي الله عنهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/267) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (2870، 3565) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي. وابن ماجة (2007، 2295، 2398، 2713) قال: حدثنا هشام بن عمار. وفي (2405) قال: حدثنا هشام بن عمار، والحسن بن عرفة. والترمذي (670) قال: حدثنا هناد. وفي (1265، 2120) قال: حدثنا هناد، وعلي بن حجر. وعبد الله بن أحمد (5/267) قال: حدثنا يحيى بن معين. سبعتهم - أبو المغيرة، وابن نجدة، وهشام، وابن عرفة، وهناد، وابن حجر، وابن معين - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني، فذكره. الحديث: 4680 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 475 4681 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجوزُ لامرأة عَطِيَّة إِلا بإِذن زوجِها» . وفي رواية قال: «لا يجوزُ لامرأَة أمرٌ في مالها إِذا مَلَكَ زوجُها عِصْمَتَها» . أخرجه أبو داود. وعند النسائي قال: «لما فَتَحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ قام خطيباً ... وذكر الأولى» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3546) و (3547) في البيوع، باب في عطية المرأة بغير إذن زوجها، والنسائي 5 / 65 و 66 في الزكاة، باب عطية المرأة بغير إذن زوجها، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (2/221) (7058) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (3546) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي (6/278) قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا حبان (ح) وأخبرني إبراهيم بن يونس بن محمد، قال: حدثنا أبي. أربعتهم - عفان، وموسى، وحبان بن هلال، ويونس بن محمد - عن حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، وحبيب المعلم. 2- وأخرجه ابن ماجة (2388) قال: حدثنا أبو يوسف الرقي محمد بن أحمد الصيدلاني، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن المثنى بن الصباح. ثلاثتهم - داود، وحبيب، والثنى - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * رواية المثنى بن الصباح: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبة خطبها: لا يجوز لامرأة في مالها، إلا بإذن زوجها إذا هو ملك عصمتها.» . * رواية النسائي: «لا يجوز لامرأة هبة في مالها إذا ملك زوجها عصمتها.» . الحديث: 4681 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 476 4682 - (م س) عمير - مولى آبي اللحم: قال: «أَمرني مولاي أن أقْدُرَ لحماً، فجاءني مسكين، فأطعمتُهُ منه، فعلم بذلك مولاي، فضربني، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ ذلك له، فدعاه، فقال: لم ضَرَبْتَهُ؟ فقال: يعطي طعامي بغير أن آمرَه؟ فقال: الأجرُ بينكما» . وفي رواية قال: «كنتُ مملوكاً، فسألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أتصدَّقُ [ص: 477] من مال مولاي بشيء؟ قال: نعم، والأجرُ بينكما نصفان» . أَخرجه مسلم، وأخرج النسائي الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أقدُر لحماً) أي: أطبخ قِدْراً من لحم.   (1) رواه مسلم رقم (1025) في الزكاة، باب ما أنفق العبد من مال مولاه، والنسائي 5 / 63 و 64 في الزكاة، باب صدقة العبد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد. قال: حدثنا صفوان. ومسلم (3/91) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. والنسائي (5/63) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم. كلاهما - صفوان، وحاتم - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. الحديث: 4682 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 476 الفرع الثالث: في ابتياع الصدقة، والرجوع فيها 4683 - (خ م ط س د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «حَمَلْتُ على فرس في سبيل الله، فأضاعه الذي كان عنده، فأردتُ أن أشتريَهُ، وظننتُ أنَّهُ يبيعه بِرُخْص، فسأَلتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: لا تشترِ، ولا تَعُدْ في صَدَقَتِكَ وإِن أعطاكه بدرهم، فإِن العائد في صدقته كالعائد في قَيْئه» . وفي رواية: «فإن الذي يعودُ في صدقته كالكلبِ يعودُ في قَيْئِهِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والنسائي. وفي رواية أبي داود: «أن عمرَ حمل على فرس في سبيل الله، فوجده يُباع، فأراد أن يبتاعَهُ، فسألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ فقال: لا تَبْتَعْهُ، ولا تَعُدْ في صَدَقَتِكَ» . [ص: 478] وأخرج الترمذي نحو هذه، وأخرج النسائي مثلها، وقال: «ولا تَعَرَّض في صدقتك» . وله في أخرى: «أنه تصدَّق بفرس في سبيل الله، فوجده يُبَاع بعد ذلك، فأراد أن يشتريَهُ، ثم أتى رسولََ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَاسْتَأْمَرَهُ في ذلك، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تَعُدْ في صدقَتك» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 279 في الزكاة، باب هل يشتري صدقته، وفي الوصايا، باب وقف الدواب والكراع، وفي الجهاد، باب الجعائل والحملان في السبيل، وباب إذا حمل على فرس فرآها تباع، ومسلم رقم (1621) في الهبات، باب كراهة شراء الإنسان ما تصدق به ممن تصدق عليه، والموطأ 1 / 282 في الزكاة، باب اشتراء الصدقة والعود فيها، وأبو داود رقم (1793) في الزكاة، باب الرجل يبتاع صدقته، والترمذي رقم (668) في الزكاة، باب في كراهية العود في الصدقة، والنسائي 5 / 108 و 109 في الزكاة، باب شراء الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (189) والحميدي (15) قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت مالك ابن أنس. وأحمد (1/25) (166) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/37) (258) (1/54) (384) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن سعد. وفي (1/40) (281) قال: حدثنا عبد الرحمان، عن مالك. والبخاري (2/157) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك بن أنس. وفي (3/215) قال: حدثنا يحيى بن قزعة، قال: حدثنا مالك. وفي (3/218، 4/64) قال: حدثنا الحميدي، قال: أخبرنا سفيان، قال: سمعت مالكا. وفي (4/71) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (5/63) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمان، يعني ابن مهدي، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثني أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح، وهو ابن القاسم. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2390) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن سعد. والنسائي (5/108) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثنا مالك. أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وهشام بن سعد، وروح بن القاسم - عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4683 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 477 4684 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَل الذي يتصدَّقُ بالصدقةِ، ثم يرجع فيها، كمِثل الكلب قاءَ، ثم عاد في قيئه فأكله» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 267 في الهبة، باب ذكر الاختلاف بخبر عبد الله بن عباس فيه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/280) (2529) (1/342) (3178) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/291) (2646) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (1/339) (3146) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. وفي (1/345) (3221) قال: حدثنا وكيع، وأبو عامر، قالا: حدثنا هشام. والبخاري (3/215) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام، وشعبة. ومسلم (5/64) قال: حدثناه محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. وأبو داود (3538) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان. وهمام، وشعبة. وابن ماجة (2385) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. النسائي (6/266) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا أبو الأشعث، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. خمستهم - شعبة، وهمام، وسعيد، وهشام، وأبان - عن قتادة. 2- وأخرجه أحمد (1/289) (2622) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثنا موسى بن أعين. ومسلم (5/64) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى، قالا: حدثنا ابن وهب. كلاهما - موسى بن أعين، وابن وهب - عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله. 3- وأخرجه أحمد (1/349) (3269) قال: حدثنا الوليد بن مسلم. ومسلم (5/64) قال: حدثني إبراهيم بن موسى الرازي، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثناه أبو كريب محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن المبارك. (ح) وحدثنيه حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب، قال: حدثنا يحيى وهو ابن أبي كثير وابن ماجة (2391) قال: حدثنا عبد الرحمان ابن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (6/266) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر. (ح) وأخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب وهو ابن شداد، قال: حدثنا يحيى هو ابن أبي كثير. (ح) وأخبرنا الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران، قال: حدثنا محمد وهو ابن بكار بن بلال، قال: حدثنا يحيى ابن حمزة، وابن خزيمة (2474) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا الوليد بن مسلم (ح) وحدثنا محمد بن مسكين اليمامي، قال: حدثنا بشر بن بكر. وفي (2475) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا ابن المبارك. سبعتهم - الوليد، وعيسى بن يونس، وابن المبارك، ويحيى بن أبي كثير، وعمر بن عبد الواحد، ويحيى ابن حمزة، وبشر بن بكر - عن الأوزاعي، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي. ثلاثتهم - قتادة، وبكير بن عبد الله، وأبو جعفر - قالوا: سمعنا سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 4684 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 478 الفرع الرابع: في صدقة الوقف 4685 - (خ م ت د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: [ص: 479] «أصبتُ أرضاً من أرضِ خَيْبَرَ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: أصبتُ أرضاً، لم أُصِبْ مالاً أحبَّ إِليَّ ولا أنفسَ عندي منها، فما تأمرُ به؟ قال: إِن شئتَ حَبستَ أَصلها، وتصدَّقت بها، قال: فتصدَّق بها عمرُ على أن لا تُباعَ ولا تُوَهبَ، في الفقراء، وذوي القربى، والرِّقابِ، والضيف، وابنِ السبيل، لا جناح على من وَليها أن يأْكل منها بالمعروف، غير مُتَمَوِّل مالاً، ويَطْعَم» . وقد روي هذا الحديث عن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أيضاً مثله، أخرجه مسلم، والترمذي، وأَبو داود، والنسائي نحوه. وللنسائي في أخرى: «أن عمرَ قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: المائةُ سهم التي لي من خيبر، لم أُصِبْ مالاً أعجبَ إِليَّ منها، فأردتُ أن أتصدَّقَ بها؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: احبس أَصلها، وسبِّلْ ثمرتها» . وفي أخرى نحوه، وفيها: «كان لي مائةُ رأس، فاشتريتُ بها مائة سهم بخيبر من أهلها، وإِني قد أردتُ أن أتقرَّبَ بها إِلى الله - عز وجل - ... » وذكر الحديث. وفي أخرى قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أرض لي بثَمْغ (1) ؟ قال: [ص: 480] احبس أصلها، وسَبِّلْ ثمرتها» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنْفَس) الشيء النفيس: الكريم على أهله العزيز عندهم. (أحبس) الحَبْس: الوقف، يريد: أن يقف أصل الملك. (سبّل) يسبِّل الثمرة: أي: يجعلها مباحة لمن وقفها عليه.   (1) روى نحوها البخاري، وقال الحافظ في " الفتح " 5 / 293 " ثمغ " بفتح المثلثة الثاء وسكون الميم وبعدها معجمة، ومنهم من فتح الميم، حكاه المنذري، قال أبو عبيد البكري: هي أرض تلقاء المدينة كانت لعمر. (2) رواه البخاري 5 / 263 في الشروط في الوقف، وفي الوصايا، باب قول الله تعالى: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} ، وباب الوقف كيف يكتب، وباب الوقف للغني والفقير والضيف، وباب نفقة القيم للوقف، ومسلم رقم (1632) و (1633) في الوصية، باب الوقف، وأبو داود رقم (2878) في الوصايا، باب ما جاء في الرجل يوقف الوقف، والترمذي رقم (1375) في الأحكام، باب في الوقف، والنسائي 6 / 230 و 231 في الاحتباس، باب كيف يكتب الحبس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (5/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. والنسائي (6/230) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو داود الحفري عمر بن سعد، عن سفيان. وفي (6/230) قال النسائي: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري. كلاهما - سفيان الثوري، وأبو إسحاق - عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. وأخرجه البخاري (2737) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال: أنبأني نافع عن ابن عمر فذكره. الحديث: 4685 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 478 الفرع الخامس: في إحصاء الصدقة 4686 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أنها ذَكَرَتْ عدة [من] مساكين - قال أيوب: أو قال: عِدَّة من صدقة - فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَعطي، ولا تُحصي، فيحصي اللهُ عليكِ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي عن أبي أُمامة به سهل بن حُنيف قال: «كنا يوماً في المسجد جلوس، ونفر من المهاجرين والأنصار، فأرسلنا رجلاً إِلى عائشة [ص: 481] ليستأذنَ، فدخلنا عليها، قالتْ: دخل عليَّ سائل مَرَّة، وعندي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمرتُ له بشيء، ثم دعوتُ به، فنظرتُ إِليه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أما تريدين أن لا يدخلَ بيتَكِ شيء، ولا يخرجَ إِلا بعلمك؟ قلت: نعم، قال: مهلاً يا عائشةُ، لا تُحْصِي، فيحصي الله عز وجل عليكِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا تُحْصِي فيحصي الله عليك) أي: لا تَعُدِّي ما تتصدقين به وتجمعينه، فيحصي الله ما يعطيك ويَعُدُّهُ عليك، وقيل: هو المبالغة في التقصي والاستئثار.   (1) رواه أبو داود رقم (1700) في الزكاة، باب في الشح، والنسائي 5 / 73 في الزكاة، باب الإحصاء في الصدقة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/108) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا نافع. وفي (6/139) قال: حدثنا وكيع، عن محمد، يعني ابن شريك. وفي (6/160) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا محمد بن شريك. وأبو داود (1700) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. ثلاثتهم - نافع، ومحمد بن شريك، وأيوب - عن ابن أبي مليكة، فذكره. أخرجه النسائي (5/73) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: حدثني الليث، قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن أمية بن هند، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. الحديث: 4686 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 480 4687 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنفقي - أو انْضَحِي، أو انْفَحِي - ولا تُحصي، فيُحصي اللهُ عليكِ» . وفي رواية: «أنفقي، ولا تحصي، فيحصي الله عليك، ولا تُوعِي فيوعِي اللهُ عليكِ» . وفي أخرى «انْفَحِي - أو انضحي، أو أنفقي - ولا تُحْصي، فيُحصِي الله عليك، ولا توعِي فيُوعِي الله عليك» وفي أخرى قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُوكي فيوكي اللهُ عليكِ» . وفي أخرى: «لا تُحصي فيحصي اللهُ عليكِ» . [ص: 482] أخرجه البخاري ومسلم. وقد تقدَّم في الفرع الثاني لأسماءَ روايات فيها هذا المعنى بزيادة غيره (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انْضَحِي - انفحي) النضح والنفح: كناية عن السماحة والعطاء.   (1) رواه البخاري 3 / 238 في الزكاة، باب التحريض على الصدقة، وفي الهبة، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو جائز، ومسلم رقم (1029) في الزكاة، باب الحث في الإنفاق وكراهية الإحصاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/345) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/346، 354) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/346، 354) قال: حدثنا محمد بن بشر. والبخاري (2/140) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا عبدة (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن عبدة. وفي (3/207) قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (3/92) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث (ح) وحدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب، وإسحاق ابن إبراهيم، جميعا عن أبي معاوية. قال زهير: حدثنا محمد بن حازم. والنسائي (5/73) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن عبدة، وفي الكبرى الورقة (124) قال: أخبرنا هناد بن السري، قال: حدثنا عبدة. (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم - أبو معاوية محمد بن خازم، وابن نمير، ومحمد بن بشر، وعبدة، وحفص بن غياث - عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته. الحديث: 4687 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 481 الفرع السادس: في الصدقة عن الميت 4688 - (خ ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رجلاً قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِن أُمي تُوُفِّيت، أينفعُها إِن تصدَّقْتُ عنها؟ قال: نعم، قال: فإِن لي مَخْرَفاً، فأنا أشهدك أَني قد تصدَّقْتُ به عنها» . وفي أخرى نحوه، وفي أوله: «أن سعدَ بنَ عُبَادَةَ - أخا بني سعد - تُوْفِّيِتْ أُمُّهُ وهو غَائِب عنها، فقال: يا رسولَ الله، إِن أُمي تُوفِّيَتْ وأنا غائب، أُفينفعها؟ ... » وذكر الحديث. أخرجه البخاري، وأخرج الأولى الترمذي، وأبو داود، والنسائي. [ص: 483] وفي أُخرى للنسائي: «أن سَعْداً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: إِن أُمِّي ماتَتْ ولم تُوصِ، أَفأَتصدَّقُ عنها؟ قال: نعم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَخْرَفاً) المخرَف: النخل، لأنها تُخْتَرَف ثمارها، أي: تُجتنَى.   (1) رواه البخاري 5 / 289 في الوصايا، باب إذا قال: أرضي أو بستاني صدقة عن أمي فهو جائز وباب الإشهاد في الوقف والصدقة، وباب إذا وقف أرضاً ولم يبين الحدود فهو جائز، وأبو داود رقم (2882) في الوصايا، باب ما جاء فيمن مات عن غير وصية يتصدق عنه، والترمذي رقم (669) في الزكاة، باب ما جاء في الصدقة عن الميت، والنسائي 6 / 252 و 253 في الوصايا، باب فضل الصدقة عن الميت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/333) (3080) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. وفي (1/370) (3508) قال: حدثنا روح. والبخاري (4/8) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد. وفي (4/10) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف. وابن خزيمة (2501) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (502) قال: حدثنا محمد بن سنان القزاز، قال: حدثنا أبو عاصم. ستتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وروح، ومخلد، وهشام بن يوسف، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني يعلى. 2- وأخرجه أحمد (1/370) (3504) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا. والبخاري (4/13) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. وفي الأدب المفرد (39) قال: حدثنا يسرة بن صفوان، قال: حدثنا محمد بن مسلم. وأبو داود (2882) ، والترمذي (669) قالا: أبو داود، والترمذي حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. والنسائي (6/252) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى، قال: أنبأنا سفيان. وفي (6/252) قال: أخبرنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. ثلاثتهم - زكريا بن إسحاق، ومحمد بن مسلم، وسفيان - عن عمرو بن دينار. كلاهما - يعلى، وعمرو بن دينار - عن عكرمة، فذكره في رواية زكريا بن إسحاق، ومحمد بن مسلم: «أن رجلا قال: يا رسول الله، إن أمه توفيت، أفينفعها، إن تصدقت عنها..» الحديث. ولم يسمه. الحديث: 4688 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 482 4689 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِن أُمِّي افْتُلِتَت نفسَُها (1) ، وأظنُّها لو تَكَلَّمتْ تَصدَّقَتْ، فهل لها أجْر إِن تصدَّقْتُ عنها؟ قال: نعم» . وفي رواية: «افْتُلِتَتْ نفسَُهَا ولم تُوصِ ... وذكر نحوه» . أخرجه الجماعة إِلا الترمذي (2) . [ص: 484] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (افْتُلِتَتْ نفسها) افتلتت نفس فلان، أي: مات فجأة، كأن نفسه أُخِذت فَلْتَة.   (1) نفسها، بنصب السين ورفعها، فالرفع على أنه مفعول ما لم يسم فاعله، والنصب على أنه مفعول ثان، قال القاضي عياض: وأكثر روايتنا فيه النصب. (2) رواه البخاري 5 / 291 في الوصايا، باب ما يستحب لمن توفي فجأة أن يتصدقوا عنه وقضاء النذور عن الميت، وفي الجنائز، باب ما يستحب لمن يتوفى فجأة أن يتصدقوا عنه وقضاء النذور عن الميت، ومسلم رقم (1004) في الزكاة، باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه، والموطأ 2 / 760 في الأقضية، باب صدقة الحي عن الميت، وأبو داود رقم (2881) في الوصايا، باب ما جاء فيمن مات عن غير وصية يتصدق عنه، والنسائي 6 / 250 في الوصايا، باب إذا مات الفجأة هل يستحب لأهله أن يتصدقوا عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (473) والحميدي (243) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/51) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (2/127) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/10) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك ومسلم (3/81، 5/73) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا محمد بن بشر (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا الحكم بن موسى. قال: حدثنا شعيب بن إسحاق. وفي (3/81) قال: حدثني علي بن حجر. قال: أخبرنا علي بن مسهر. وفي (5/73) قال: حدثني أمية بن بسطام. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. قال: حدثنا روح، وهو ابن القاسم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا جعفر بن عون. وأبو داود (2881) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (2717) قال: حدثنا إسحاق ابن منصور. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (6/250) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا ابن القاسم، عن مالك. وابن خزيمة (2499) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير. جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن بشر، وأبو أسامة، وشعيب بن إسحاق، وعلي بن مسهر، وروح بن القاسم، وجعفر بن عون، وحماد بن سلمة، وجرير - عن شهام بن عروة. وعن أبيه، فذكره. * في رواية حماد بن سلمة: «أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها ... » . * في رواية سفيان عند الحميدي: قال: سفيان: وحفظ الناس عن هشام كلمة لم أحفظها أنه قال: «إن أمي افتلتت نفسها فماتت» . ولم أحفظ من هشام، إنما هذه الكلمة أخبرنيها أيوب السختياني عن هشام. الحديث: 4689 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 483 4690 - (د س) سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، إِن أُمي ماتت، فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: الماءُ، فحفر بئراً وقال: هذه لأمِّ سَعْد» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1679) و (1680) و (1681) في الزكاة، باب فضل سقي الماء، والنسائي 6 / 254 و 255 في الوصايا، باب ذكر الاختلاف على سفيان، من طريق الحسن البصري، وسعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة، وكلاهما لم يدرك سعد بن عبادة، فالإسناد منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/284) قال: حدثنا هشام قال: أخبرنا المبارك. وفي (5/284، 6/7) قال: حدثنا حجاج، قال: سمعت شعبة يحدث، عن قتادة. والنسائي (6/255) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج، قال: سمعت شعبة يحدث عن قتادة. كلاهما - المبارك بن فضالة، وقتادة - عن الحسن، فذكره. * رواية المبارك مختصرة علي مر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، دلني على صدقة، قال: اسق الماء. * أخرجه أبو داود (1680) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا محمد بن عرعرة، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، والحسن، عن سعد بن عبادة، فذكره. الحسن البصري وسعيد بن المسيب. كلاهما لم يدرك سعد بن عبادة قالا سناد منقطع. الحديث: 4690 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 484 4691 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم-: «إِن أبي مات، ولم يُوصِ، أَفينفَعُهُ أن أتصدَّقَ عنه؟ قال: نعم» . أخرجه مسلم، وزاد النسائي فيه: «وترك مالاً» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1630) في الوصية، باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت، والنسائي 6 / 251 و 252 في الوصايا، باب فضل الصدقة عن الميت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر ومسلم (5/73) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. وابن ماجة (2716) قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والنسائي (6/251) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أنبأنا إسماعيل. وابن خزيمة (2498) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. كلاهما - إسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن أبي حازم- عن العلاء بن عبد الرحمان، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4691 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 484 4692 - (ط س) سعيد بن عمرو بن شرحبيل [بن سعيد بن سعد بن عبادة] : عن أبيه عن جَدِّه قال: «خرج سعدُ بنُ عُبادةَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في بعض مَغازيه، وَحَضَرَتْ أُمَّه الوفاةُ بالمدينة، فقيل لها: أوصي، فقالتْ: فِيمَ أوصي؟ المالُ مالُ سَعْد، فتُوفِّيتْ قَبْلَ أن يَقْدَم سَعْد، فلما قَدِمَ سَعْد ذُكِرَ ذلك له، فقال: يا رسولَ الله، هل ينفعُها أن أتصدَّق عنها؟. [ص: 485] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: نعم، فقال سَعْد: حائط كذا وكذا صدقة عنها - لحائط سماه» . أخرجه الموطأ، والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حائط) الحائط: البستان من النخيل.   (1) رواه الموطأ 2 / 760 في الأقضية، باب صدقة الحي عن الميت، والنسائي 6 / 250 في الوصايا، باب إذا مات الفجأة هل يستحب لأهله أن يتصدقوا عنه، وعمرو بن شرحبيل وأبوه شرحبيل ابن سعيد لم يوثقهما غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. الحديث: 4692 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 484 الكتاب السادس: في صلة الرحم 4693 - (ت د) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: قال: «اشتكى أبو الرَّدّادِ الليثيُّ، فعادَهُ عبدُ الرحمن بنُ عوف، فقال: خيرُهم وأوصلُهم - ما علمتُ - أبو محمد (1) ، فقال عبدُ الرحمن: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله عز وجل: أنا اللهُ، وأنا الرحمنُ، خلقتُ الرَّحِمَ، وشققتُ لها اسماً من اسمي، فمن وَصَلَها وصلتُهُ، ومن قطعَها - قطعتُه- أَو قال: بتَتُّه» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) . [ص: 487] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صلة الرحم) : مبرة الأهل والأقارب والإحسان إليهم. (بتَتُّه) البَتُّ: القطع والاستئصال، وقطع الرحم: ضد صلتها.   (1) أبو محمد هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه. (2) رواه أبو داود رقم (1694) في الزكاة، باب صلة الرحم، والترمذي رقم (1908) في البر والصلة، باب ما جاء في قطيعة الرحم، من حديث سفيان عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وإسناده منقطع، فإن أبي سلمة لم يسمع من أبيه، قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح، قال: وروى معمر هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة عن الرداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف، ومعمر كذا يقول، قال محمد (يعني البخاري) وحديث معمر خطأ، قال الحافظ في " التهذيب ": وروى أبو داود من حديث معمر عن الزهري عن أبي سلمة وهو الصواب أن رداداً أخبره عن عبد الرحمن بن عوف ... الخ، قال: ورواه البخاري في " الأدب المفرد " من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي، قال الحافظ: قلت: وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك، وهو الصواب، قال: وقال أبو حاتم الرازي: إن المعروف: أبو سلمة عن عبد الرحمن، وأما الرداد الليثي، فإن له في القصة ذكراً، إلا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوي رواية معمر، قال: وللمتن متابع رواه أبو يعلى بسند صحيح من طريق عبد الله بن قارظ عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرداد فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/194) (1680) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/194) (1681) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، قال: حدثني أبي. والبخاري في الأدب المفرد (53) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق. وأبو داود (1695) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ثلاثتهم - معمر، وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن أبي عتيق - عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن، أن أبا الرداد الليثي، أخبره، فذكره. * في رواية محمد بن المتوكل العسقلاني: عن الرداد الليثي. * أخرجه الحميدي (65) . وأحمد (1/194) (1686) وأبو داود (1694) قال: حدثنا مسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1907) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. ستتهم - الحميدي، وأحمد، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وسعيد - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد، فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم، ما علمت أبو محمد، فقال عبد الرحمن بن عوف، فذكر الحديث. * وفي رواية أبي داود: عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف. الحديث. وقال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح. وروى معمر هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة عن رداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف ومعمر كذا يقول: قال: محمد، وحديث معمر خطأ. وعن عبد الله بن قارظ، أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف، وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه، فأبته. أو قال: من يبتها أبته.» . أخرجه أحمد (1/191) (1659) و (1/194) (1687) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن أباه حدثه، فذكره. الحديث: 4693 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 486 4694 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن الرَّحِمَ شُجْنة من الرَّحْمَنِ، فقال الله: من وَصَلكِ وصلتُه، ومن قَطَعَكِ قطعتُه» . وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِن اللهَ خَلَقَ الخلق، حتى إِذا فَرَغَ منهم قامَتِ الرَّحِمُ، فأخذت بحَقْوِ الرحمن، فقال: مَهْ؟ قالت: هذا مقامُ العائِذ [بكَ] من القطيعة، قال: نعم، أَمَا تَرضينَ أن أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وأقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قالت: بلى، قال: فذلك لكِ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرؤوا إِن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرضِ وَتُقَطِّعُوا أرْحَامَكُمْ. أُولَئِكَ الَّذينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم. أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ على قُلُوبٍ أقْفَالُهَا} [محمد: 22، 24] » . أخرجه البخاري، وأخرج الثانية مسلم (1) . [ص: 488] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العائذ) : اللاجئ إلى الإنسان. (القطيعة) : الهِجران والصد. (شجْنَة) الشُّجنة بضم الشين وكسرها: القرابة المشتبكة كاشتباك العروق. (بحَقْو الرحمن) الحَقْو: مشد الإزار من الإنسان، وقد يطلق على الإزار، ولما جعل الرحم شُجنة من الرحمن استعار لها الاستمساك بها والأخذ، كما يستمسك القريب من قريبه، والنسيب من نسيبه (*) .   (1) رواه البخاري 13 / 392 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وفي تفسير سورة {الذين كفروا} ، وفي الأدب، باب من وصل وصله الله، ومسلم رقم (2554) في البر، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال الشيخ البراك: ومن خير ما يقال في هذا المقام: قول الشافعي رحمه الله تعالى: " آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله". وقول شيخ الإسلام في نقض التأسيس (3 / 127) : "هذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء، وردوا على من نفى موجبه". " (التعليق 49) [تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري - نقله على الشبكة العنكبوتية عبد الرحمن بن صالح السديس] " الواجب الإيمان بما دل عليه الحديث وإمراره كما جاء على حقيقته كباقي نصوص الصفات، والإيمان بمقتضى الحديث أن لله حقواً، كما أن له سمعاً ووجهاً وقدماً، كل ذلك على الحقيقة اللائقة بالله عز وجل من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ... وتكلُّف كونه مجازاً واستعارة مما يفضي إلى التعطيل ونفي الصفات الثابتة لله عز وجل. والواجب إثبات الصفات لله على الوجه اللائق بالله من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، كما هو قول أهل السنة والجماعة، والله ولي التوفيق. " [التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري - لعلي الشبل وهو إكمال لما بدأه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على الفتح بإشارته ومتابعته ومراجعته وقراءته - ص 31] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري عن ابن زريع، عن روح بن القاسم (ح) وحدثني أحمد بن عثمان بن حكيم. قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال. وأبو داود (4983) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. خمستهم - مالك، ومعمر، وحماد بن سلمة، وروح بن القاسم، وسليمان بن بلال - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه فذكره. * زاد في رواية معمر: «يقول الله إنه هو هالك» . بلفظ: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم. فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة. قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى قال: فذاك لك» . ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} . أخرجه أحمد (2/330) قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. والبخاري (6/167) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان. وفي (6/168) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة. قال: حدثنا حاتم. وفي (6/168) و (8/6) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. وفي (9/177) وفي الأدب المفرد (50) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال: حدثني سليمان بن بلال. ومسلم (8/7) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي ومحمد بن عباد قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13382) عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن حبان، عن عبد الله بن المبارك. أربعتهم - أبو بكر الحنفي، وسليمان بن بلال، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن المبارك - عن معاوية، وهو ابن أبي مزرد مولى بني هاشم. قال: حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار، فذكره. وبلفظ: «أن الرحم شجنة من الرحمن تقول: يرب، إني قطعت. يرب، إني ظلمت. يرب، إني أسيء إلي. يارب. يارب، فيجيبها ربها عز وجل فيقول: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك» . أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/383 و 406) قال: حدثنا عفان. وفي (2/455) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. (ح) وعفان. (ح) وحدثناه أبو الوليد. والبخاري في الأدب المفرد (65) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ستتهم - يزيد، وعفان، ومحمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وأبو الوليد، وحجاج بن منهال - عن شعبة. قال: سمعت محمد بن عبد الجبار. قال: سمعت محمد بن كعب القرظي، فذكره. وبلفظ: «قال الله عز وجل: أنا الرحمن، وهي الرحم، شققت لها من اسمي. من يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه فأبته.» . أخرجه أحمد (2/498) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ: «إن الرحم شجنة من الرحمن. فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته» . أخرجه البخاري (8/7) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان. قال: حدثنا عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، فذكره. وبلفظ: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك» . وفي رواية: «قيل يا رسول الله، من أبر؟ قال: أمك» . الحديث. وفي رواية: «ثم أدناك أدناك» . أخرجه الحميدي (1118) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمارة بن القعقاع. وأحمد (2/327) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا محمد، عن عبد الله بن شبرمة. وفي (2/391) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك، عن عمارة بن القعقاع. وفي (2/402) قال: حدثنا يعمر بن بشر قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. والبخاري (8/2) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة. وفي الأدب المفرد (5) قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا وهيب بن خالد، عن ابن شبرمة. وفي (6) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. ومسلم (8/2) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي وزهير ابن حرب. قالا: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن عمارة بن القعقاع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عمارة وابن شبرمة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا محمد بن طلحة. (ح) وحدثني أحمد بن خراش قال: حدثنا حبان قال: حدثنا وهيب. كلاهما - عن ابن شبرمة. وابن ماجة (2706) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عمارة بن القعقاع وابن شبرمة. وفي (3658) قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن ميمون المكي. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمارة بن القعقاع. ثلاثتهم - عمارة بن القعقاع بن شبرمة، وعبد الله بن شبرمة، ويحيى بن أيوب - عن أبي زرعة بن عمرو ابن جرير، فذكره. الحديث: 4694 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 487 4695 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الرَّحِمُ مُعلَّقة بالعرشِ، تقولُ: من وَصَلَني وَصَلَهُ اللهُ، ومن قطعني قَطَعَهُ الله» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 350 في الأدب، باب من وصلها وصله الله، ومسلم رقم (2555) في البر، باب صلة الرحم وتحريم قطعيتها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/62) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (8/7) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي الأدب المفرد (55) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني سليمان. ومسلم (8/7) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، وسليمان بن بلال - عن معاوية بن أبي مزرد، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 4695 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 488 4696 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن سَرّه أن يَبْسُط الله له في رزقه، وأن يَنْسَأ له في أَثَره، فلْيَصِلْ رحمه» . أخرجه البخاري. وعند الترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تعلَّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صِلَة الرحم: مَحَبَّة في الأهل، مَثْرَاة في المال، [ص: 489] مَنْسَأة في الأثر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنْسأ في أثره) نسأ الله في أجله وأنسأ، أي: أخر، والمَنْسأة: المفعلة منه، والأثر هاهنا: الأجل، وسمي الأجل أثراً، لأنه تابع للحياة وسابقها. قال كعب بن زهير: والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهي العين (2) حتى ينتهي الأثر (مثراة) : مفعلة، من الثراء، وهو كثرة المال.   (1) رواه البخاري 10 / 348 في الأدب، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم، والترمذي رقم (1980) في البر والصلة، باب ما جاء في تعليم النسب. (2) في اللسان: لا ينتهي العمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/6) وفي الأدب المفرد (57) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن معن. قال: حدثني أبي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. وبلفظ: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر» . أخرجه أحمد (2/374) قال: حدثنا إبراهيم. والترمذي (1979) قال: حدثنا أحمد بن محمد. كلاهما - إبراهيم بن إسحاق، وأحمد بن محمد - عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن يزيد مولى المنبعث، فذكره. الحديث: 4696 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 488 4697 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن سَرَّهُ أن يَبسُطَ اللهُ عليه في رِزْقِهِ، أو يَنْسَأ في أثرِه، فَلْيَصِلْ رحمه» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 348 في الأدب، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم، وفي البيوع، باب من أحب البسط في الرزق، ومسلم رقم (2557) في البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، وأبو داود رقم (1693) في الزكاة، باب في صلة الرحم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/247) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن قرة. 2- وأخرجه البخاري (3/37) قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، قال: حدثنا حسان. ومسلم (8/8) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (1693) قال: حدثنا أحمد بن صالح، ويعقوب بن كعب، قالا: حدثنا ابن وهب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1555) عن أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، عن ابن وهب. كلاهما - حسان، وابن وهب - عن يونس بن يزيد 3- وأخرجه البخاري (8/6) قال: حدثنا يحيى بن بكير. وفي الأدب المفرد (56) قال: حدثنا عبد الله ابن صالح. ومسلم (8/8) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي. ثلاثتهم - ابن بكير، وعبد الله بن صالح، وشعيب - عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد. ثلاثتهم - قرة، ويونس، وعقيل - عن الزهري، فذكره وله متابعة عند أحمد (3/156) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا مسلم بن خالد، عن عبد الله بن عبد الرحمن، فذكره. وأخرى عند أحمد (3/229) قال: حدثنا يونس. وفي (3/266) قال:حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني. كلاهما - يونس، والحراني - عن حزم بن أبي حزم القطعي، عن ميمون بن سياه، فذكره. الحديث: 4697 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 489 4698 - (خ م د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَدْخُلُ الجنةَ قاطِع» . زاد في رواية: قال سفيان: «يعني: قاطعَ رحم» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 347 في الأدب، باب إثم القاطع، ومسلم رقم (2556) في البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، وأبو داود رقم (1696) في الزكاة، باب صلة الرحم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (557) وأحمد (4/80) ومسلم (8/7) قال: حدثني زهير بن حرب، وابن أبي عمر، وأبو داود (1696) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (1909) قال: حدثنا ابن أبي عمر،ونصر بن علي، وسعيد بن عبد الرحمن. سبعتهم - الحميدي،وأحمد، وزهير، وابن أبي عمر، ومسدد، ونصر بن علي، وسعيد - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (4/83) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرنا سفيان، يعني ابن حسين. 3- وأخرجه أحمد (4/84) . ومسلم (8/8) قال: حدثنا محمد بن رافع، وعبد بن حميد. ثلاثتهم - أحمد، ومحمد، وعبد - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 4- وأخرجه البخاري (8/6) قال: حدثنا يحيى بن بكير. وفي الأدب المفرد (64) قال: حدثنا عبد الله ابن صالح. كلاهما - يحيى، وعبد الله - قالا: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. 5- وأخرجه مسلم (8/8) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال: حدثنا جويرية، عن مالك. خمستهم - ابن عيينة، وابن حسين، ومعمر، وعقيل، ومالك - عن الزهري، عن محمد بن جبير، فذكره. الحديث: 4698 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 489 4699 - (خ د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليس الواصلُ بالمكافئ، [ولكن] الواصلُ: مَنْ إِذا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» . أخرجه البخاري. قال سفيان الثوري: رفعه الحسن، وفِطر [بن خليفة] ، ولم يرفعه الأعمش، وأخرجه الترمذي، وأبو داود، قال: «إِذا انقطعَتْ رحمهُ وَصَلها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالمكافئ) كافأت الرجل على صنيعه، أي جازيته.   (1) رواه البخاري 10 / 355 في الأدب، باب ليس الواصل بالمكافئ، وأبو داود رقم (1697) في الزكاة، باب في صلة الرحم، والترمذي رقم (1909) في البر والصلة، باب ما جاء في صلة الرحم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (594) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا بشير بن سلمان أبوإسماعيل، وفطر بن خليفة الحناط، وأحمد (2/163) (6524) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا فطر. وفي (2/190) (6785) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الحسن بن عمرو الفقيمي. وفي (2/193) (6817) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا فطر. (ح) ويزيد بن هارون، قال: أخبرنا فطر. والترمذي (1908) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا بشير أبو إسماعيل، وفطر بن خليفة. ثلاثتهم - بشير، وفطر، والحسن بن عمرو - عن مجاهد، فذكره. * أخرجه البخاري، (8/7) .وفي الأدب المفرد (68) . وأبو داود (1697) .كلاهما - البخاري، وأبو داود - عن محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، والحسن بن عمرو، وفطر، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. قال سفيان: لم يرفعه الأعمش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورفعه حسن وفطر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وبلفظ: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام، أصل، ويقطعوني، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال: لا. إذن تتركون جميعا، ولكن خذ بالفضل، وصلهم، فإنه لن يزال معك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك» . أخرجه أحمد (2/181) (6700) و (2/208) (6942) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4699 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 490 4700 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلاً قال: «يا رسولَ الله، إِن لي قرابة، أصلِهُم ويقطعونني، وأُحْسِن إِليهم ويُسيئُون إِليَّ، وأحلُم عنهم، ويجهلون عليَّ؟ قال: لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهُم الملَّ، ولن يزال معك من الله ظهير عليهم ما دُمتَ على ذلك» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُسِفُّهم المَلَّ) أسَفَّهُم يُسِفُّهم، من السَّفُوف: الدواء، والمَلَّ: الرماد، وقيل: الجمر الذي تستوي فيه الخُبزة، والمعنى: كأنما تلقي وترمي في وجوههم الملّ. [ص: 491] (ظهير) الظهير: المعين والناصر.   (1) رقم (2558) في البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/300) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/412) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القاص. وفي (2/484) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير. والبخاري في الأدب المفرد (52) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا ابن أبي حازم. ومسلم (8/8) قال: حدثني محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. أربعتهم - شعبة، وعبد الرحمن القاص، وزهير بن محمد، وابن أبي حازم - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4700 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 490 4701 - (خ م) عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول جهاراً غير سِرّ: «إِن آل أبي ليسوا بأوليائي، إِنما وَلِيِّيَ اللهُ وصالحُ المؤمنين» . وفي رواية: «إِن آل أبي فلان» . قال البخاري: زاد عَنْبسةُ بنُ عبد الواحد عن بيان [بن بشر الأحمسي البَجَلي] : «ولكن لها رحم أبُلُّهَا بِبلالها» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ببلالها) رأوا بعض الأشياء تتصل وتختلط بالنداوة، ويحصل بينهما التجافي والتفريق باليُبْس، استعاروا البَلَّ لمعنى الوصل، واليُبْس لمعنى القطيعة، والبلال: كل ما يُبَلُّ به الحلق من ماء أو لبن أو غيره، المعنى: صِلُوا أرحامكم بصلتها، ونَدُّوها بما يَبُلُّها، وقيل: البلال: جمع بلل.   (1) رواه البخاري 10 / 351 - 354 في الأدب، باب تبل الرحم ببلالها، ومسلم رقم (215) في الإيمان، باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/203) . والبخاري (8/7) قال: حدثنا عمرو بن عباس. ومسلم (1/136) قال: حدثني أحمد بن حنبل. كلاهما - أحمد، وعمرو - قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 4701 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 491 4702 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّكم ستَفْتَحُون أرضاً يُذْكَرُ فيها القيراطُ» . [ص: 492] وفي أخرى: « [إِنَّكم] سَتَفْتَحُون مِصْرَ، وهي أَرَض يُذْكَرُ فيها القِيرَاطُ، فاسْتَوْصُوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذِمَّة ورَحِماً» . وفي أخرى: «فإن فَتَحْتُموها، فَأَحْسِنُوا إِلى أَهلها، فإن لهم ذِمَّة، وَرَحِماً - أو قال: ذِمَّة وصِهْراً - فإِذا رأَيتَ رجلين يختصمان فيها في موضع لَبنَة، فاخرج منها، قال: فمرَّ بربيعةَ وعبدِ الرحمنِ ابني شُرحبيلَ يَتنازعان في موضعِ لَبنَة، فخرج منها» . وفي أخرى: «فرأيتُ، فخرجتُ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2543) في فضائل الصحابة، باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/173) . ومسلم (7/190) قال: حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير، وعبيد الله - قالوا: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي قال: سمعت حرملة المصري، يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بصرة، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/174) قال: حدثنا هارون. ومسلم (7/190) قال: حدثني أبو الطاهر (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. كلاهما - هارون، وأبو الطاهر بن السرح - عن ابن وهب. قال: حدثني حرملة، وهو ابن عمران التجيبي، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري، قال: سمعت أبا ذر، فذكره. ليس فيه أبو بصرة. الحديث: 4702 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 491 4703 - (خ م د) ميمونة - رضي الله عنها -: «أَعتقَت وَلِيدَة، ولم تستأْذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما كان يومُها الذي يدور عليها فيه قالتْ: أَشَعَرْتَ يا رسول الله: أَني أَعْتَقْتُ ولِيدَتي؟ قال: أَوَ فَعلتِ؟ قالتْ: نعم، قال: أَمَا إِنَّكَ لو أَعطيتِها أخوالَكِ كان أعظمَ لأجرِكِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَلِيدتَي) الوليدة: الأمة، والجمع: الولائد.   (1) رواه البخاري 5 / 161 في الهبة، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها، ومسلم رقم (999) في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد ... ، وأبو داود رقم (1690) في الزكاة، باب في صلة الرحم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/332) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (3/207) قال: حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، عن يزيد. ومسلم (3/79) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف. (12/18078) عن أحمد بن يحيى بن الوزير، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث وذكر آخر قبله. ثلاثتهم - ابن لهيعة، ويزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث - عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن كريب مولى ابن عباس، فذكره. وعن سليمان بن يسار، عن ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، قالت: أعتقت جارية لي، فدخل علي النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بعتقها، فقال: «آجرك الله. أما إنك لو كنت أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك» . أخرجه أحمد (6/332) قال: حدثنا يعلى. وعبد بن حميد (1548) قال: حدثنا يعلى بن محمد. وأبو داود (1690) قال: حدثنا هناد بن السري، عن عبدة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/18058) عن هناد بن السري، عن عبدة بن سليمان. كلاهما - يعلى، وعبدة - عن محمد بن إسحاق، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، فذكره. وعن عطاء بن يسار، عن الهلالية التي كانت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ «أنها كانت لها جارية سوداء. فقالت: يا رسول الله، إني أردت أن أعتق هذه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفلا تفدين بها بنت أخيك، أو بنت أختك من رعاية الغنم؟» . أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 46-ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن حديث عبد العزيز، عن شريك، عن عطاء بن يسار، فذكره. وعن عبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، «أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- خادما، فأعطاها، فأعتقتها، فقال: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك» . أخرجه ابن خزيمة (2434) قال حدثنا الربيع بن سليمان المرادي بخبر غريب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/18074) عن محمد بن عبد الرحيم البرقي. كلاهما - الربيع بن سليمان، ومحمد بن عبد الرحيم - عن أسد بن موسى، عن محمد بن خازم، هو أبو معاوية، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فذكره. * قال النسائي: هذا الحديث خطأ، لا نعلمه من حديث الزهري. الحديث: 4703 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 492 4704 - (ت س) سلمان بن عامر - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الصَّدَقَةُ على المسكين صَدَقَة، وعلي ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَة، وَصِلَة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 92 في الزكاة، باب الصدقة على الأقارب، ورواه أيضاً الترمذي رقم (658) في الزكاة، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة، وابن ماجة رقم (1844) في الزكاة، باب فضل الصدقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وفي الباب عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، وجابر، وأبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (823/3) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عاصم الأحول. وأحمد (4/17) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم. وفيه (4/17) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن عون. وفي (4/18) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا هشام. وفي (4/18) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون والدارمي (1687) قال: أخبرنا أبو حاتم البصري، قال: حدثنا ابن عون. وفي (1688) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن ابن عيينة، قال: وسمعته من الثوري، عن عاصم، وابن ماجة (1844) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن ابن عون. والترمذي (658) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم الأحول، والنسائي (5/92) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا ابن عون. وابن خزيمة (2067) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم. وفي (2385) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل، قال: حدثنا ابن عون. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، عن ابن عون. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عاصم. (ح) وحدثنا ابن خشرم، قال: أخبرنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم. ثلاثتهم - عاصم الأحول، وابن عون، وهشام بن حسان - عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب أم الرائح، فذكرته. * وأخرجه أحمد (4/18) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/18) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - يزيد، ويحيى - عن هشام، قال: حدثتني حفصة، عن سلمان بن عامر، فذكر الحديث ليس فيه الرباب أم الرائح. وقال الترمذي: حديث سلمان بن عامر حديث حسن. الحديث: 4704 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 493 الكتاب السابع: في الصحبة ، وفيه ثمانية عشر فصلاً الفصل الأول: في صحبة الأهل والأقارب ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في حق الرجل على الزوجة 4705 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو كنتُ آمِراً أحدا أن يسجدَ لأحد لأمرتُ الزوجةَ أن تَسجدَ لزوجها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1159) في الرضاع، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة، وهو حديث صحيح، له شواهد بمعناه، قال الترمذي: وفي الباب عن معاذ بن جبل، وسراقة بن مالك بن جعشم، وعائشة، وابن عباس، وعبد الله بن أبي أوفى، وطلحة بن علي، وأم سلمة، وأنس، وابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1159) قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. الحديث: 4705 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 494 4706 - (د) قيس بن سعد - رضي الله عنه -: قال: أتيتُ الحِيْرةَ فرأيتُهم يسجدون لِمَرْزُبان لهم، فقلتُ: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أحقُّ أن يُسْجَد له، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: إِني أتيتُ الحِيرَةَ، فرأيتُهم يسجدون [ص: 495] لمِرزُبان لهم، فأنتَ أحقُّ أن يُسْجَدَ لك، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أرأَيتَ لو مررتَ بقبري أكنتَ تَسْجُدُ له؟» فقلتُ: لا، فقال: «لا تفعلوا، لو كنتُ آمِراً أحداً أَن يسجدَ لأحد لأمرتُ النساء أن يَسْجُدْنَ لأزواجهنّ، لما جعل الله لهم عليهنَّ من حقّ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَرْزُبان) بضم الزاي، واحد مَرَازِبَة الفُرْس، معرَّب (2) ، وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك.   (1) رقم (2140) في النكاح، باب في حق الزوج على المرأة، وفي سنده شريك القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله، فهو حديث حسن. (2) في " المعرب " للجواليقي: وتفسيره بالعربية: حافظ الحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1471) وأبو داود (2140) قال الدارمي: أخبرنا. وقال أبو داود: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن حصين، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 4706 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 494 4707 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما امرأة ماتتْ وزوجُها راضٍ عنها، دخلتِ الجنةَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1161) في الرضاع، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة من حديث مساور الحميري عن أبيه عن أم سلمة، ومساور الحميري مجهول، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، فهو حديث حسن، وقد حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد حميد (1941) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد. وابن ماجة (1854) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1161) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى. ثلاثتهم - يحيى بن عبد الحميد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وواصل بن عبد الأعلى - قالوا: حدثنا محمد ابن فضيل، عن أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن، عن مساور الحميري، عن أمه، فذكرته. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4707 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 495 4708 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا دعا الرَّجُلُ امرأَتَهُ إِلى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ أن تجيءَ فباتَ غضبانَ لعنتْها الملائكةُ حتى تُصْبِحَ» . [ص: 496] وفي رواية: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، مَا مِنْ رَجُل يدعو امرأَتَهُ إِلى فِرَاشِهِ فتأبى عليه إِلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها» . وفي أخرى قال: «إِذا باتَتِ المرأةُ مُهاجِرَة فراش زوجها لعنتْها الملائكةُ حتى تصبحَ» . وفي أخرى: «حتى تَرْجِعَ» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 258 في النكاح، باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (1436) في النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها، وأبو داود رقم (2141) في النكاح، باب حق الزوج على المرأة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/439) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا الأعمش. وفي (2/439، و 480) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. والبخاري (4/140) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش. وفي (7/39) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان. ومسلم (4/157) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا مروان، عن يزيد، يعني ابن كيسان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير كلهم عن الأعمش. وأبو داود (2141) قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13404) عن محمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش كلاهما - الأعمش، ويزيد بن كيسان - عن أبي حازم، فذكره. * رواية يزيد بن كيسان: «والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها» . الحديث: 4708 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 495 4709 - (ت) طلق بن علي - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا دعا الرجل زوجته لحاجته فَلْتَأْتِه، وإن كانت على التَّنُّور» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1160) في الرضاع، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/22) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا محمد بن جابر. وأخرجه أحمد أيضا قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا أيوب بن عتبة. وقال أيضا: حدثنا أبو النضير، قال: حدثنا أيوب بن عتبة. والترمذي (1160) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا ملازم بن عمرو، قال: حدثني عبد الله ابن بدر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5026) عن هناد، عن ملازم، عن عبد الله بن بدر. ثلاثتهم - ابن جابر، وأيوب، وعبد الله - عن قيس بن طلق، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4709 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 496 4710 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُؤذي امرأَة زوجَها في الدنيا إِلا قالت زوجتُهُ من الحور العين: لا تؤذيه، قاتلكِ اللهُ، فإنما هو دَخِيل عندك، يوشِكُ أن يفارِقَكِ إِلينا» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 497] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دَخِيل) الدَّخِيل: الضيف والنزيل. (يُوشِك) الإيشاك: الإسراع.   (1) رقم (1174) في الرضاع، باب رقم (19) ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/242) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي. وابن ماجة (2014) قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك. والترمذي (1174) قال: حدثنا الحسن بن عرفة. ثلاثتهم - إبراهيم بن مهدي، وعبد الوهاب بن الضحاك، والحسن بن عرفة - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ورواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين أصح، وله عن أهل الحجاز وأهل العراق، مناكير. الحديث: 4710 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 496 4711 - (د) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: قال: «استأْذَن أبو بكر على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمعَ صوتَ عائشةَ عالياً، فأذن له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما دخلَ قال لعائشةَ: لا أسمعُكِ ترفعين صوتكِ (1) على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ ورفع يده ليَلْطِمَها، فحجزه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وخرج أبو بكر مُغَضَباً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف رأيتِني أنقذتُكِ من الرجل؟ فمكثَ أبو بكر أياماً، ثم استأْذن، فوجدهما قد اصطلحا، فقال: أدْخِلاني في سِلْمِكما كما أدخلتماني في حَرْبِكما، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد فَعَلنَا، [قد فعلنا] » . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَجَزه) حجزته عن كذا، أي: حُلْتُ بينه وبينه، ومنعتُه عنه. (أنقذتك) الإنقاذ: التخليص. (سِلْمكما) السِّلْم: الصلح، وهو ضد الحرب.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: ألا أراكِ ترفعين صوتك. (2) رقم (4999) في الأدب، باب ما جاء في المزاح، من حديث يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق السبيعي عن العيزار بن حريث عن النعمان رضي الله عنه، وإسناده حسن. قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " رقم (4834) ، ورواه النسائي، وليس فيه ذكر أبي إسحاق السبيعي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/271) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وأبو داود (4999) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. كلاهما - إسرائيل، ويونس - عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، فذكره. * أخرجه أحمد (4/275) قال: حدثنا أبو نعيم،والنسائي في الكبرى الورقة (123- ب) قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي، قال: حدثنا عمرو بن محمد، يعني العنقزي. كلاهما - أبو نعيم، وعمرو بن محمد - عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، فذكره. ليس فيه أبو إسحاق. الحديث: 4711 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 497 4712 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قيل لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ النساءِ خَيْر؟ قال: التي تَسُرُّه إِذا نَظَرَ، وتطيعُه إِذا أَمَرَ، ولا تخالِفُهُ في نفسها، ولا مالها بما يَكرهُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 68 في النكاح، باب أي النساء خير، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 251، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/251، و432) قال: حدثنا يحيى، والنسائي (6/68) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي الكبرى تحفة الأشراف. (9/13058) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى، والليث بن سعد - عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (2/438) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عباس، قال: سمعت أبي، فذكره. الحديث: 4712 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 498 4713 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُسَألُ الرجلُ فيما ضربَ امرأَتَهُ؟» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) كذا في الأصل: أخرجه أبو داود، وفي المطبوع، أخرجه أبو داود والنسائي، وهو عند أبي داود رقم (2147) في النكاح، باب في ضرب النساء، ولم نجده في النسائي، ولعله في " الكبرى "، وقد رواه أحمد في " المسند " رقم (122) ، وفي سنده داود بن يزيد الأودي، ضعيف، وعبد الرحمن المسلي، وهو شبه المجهول، ومع ذلك فقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في النكاح (43:3) عن زهير بن حرب، عن ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، والنسائي في عشرة النساء، الكبرى (61:6) عن إسحاق بن منصور وعمرو بن علي. كلاهما عن ابن مهدي. وابن ماجة في النكاح (51:5) عن محمد بن خالد بن خراش، عن ابن مهدي، و (51:4) عن محمد بن يحيى والحسن بن مدرك الطحان. كلاهما - عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة. كلهم عن الأشعث بن قيس أبو محمد الكندي، فذكره. تحفة الأشراف (8/11) . الحديث: 4713 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 498 4714 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «جاءتِ امرأة إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحن عندَه، فقالت: زوجي صَفَوانُ بنُ المعطِّل [السُّلَمي] يضربُني إِذا صليتُ، ويُفَطِّرُني إِذا صُمْتُ، ولا يصلِّي [صلاةَ] الفجر حتى تطلعَ الشمسُ، قال: وصفوان عنده، قال: فسأله عما قالت؟ فقال: يا رسولَ الله، أَما قولها: يضربني إِذا صلَّيتُ، فإنها تقرأ بسورتين، وقد نهيتُها، قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو كانت سورة واحدة لكفَتِ الناس، قال: وأما قولها: يُفطِّرني إِذا صمتُ، فإِنها تنطلق فتصوم، وأنا رجل شاب، فلا أصبر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[يومئذ] : لا تصومُ امرأَة إِلا بإِذن زوجها، [ص: 499] وأَما قولها: إِني لا أُصلِّي حتى تطلع الشمس، فإِنَّا أهلُ بيت قد عُرِف لنا ذاك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلعَ الشمسُ، قال: فإذا استيقظتَ يا صفوانُ فَصَلِّ» . أَخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (2459) في الصوم، باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها، من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد، وقال أبو داود في آخره: رواه حماد - يعني ابن سلمة - عن حميد أو ثابت عن أبي المتوكل. أقول: وإسناده حسن، قال أبو بكر البزار: هذا الحديث كلامه منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ولو ثبت احتمل إنما يكون إنما أمرها بذلك استحباباً، وكان صفوان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أتى فكرة هذا الحديث، أن الأعمش لم يقل: حدثنا أبو صالح، فأحسب أنه أخذه عن غير ثقة، وأمسك عن ذكر الرجل، فصار الحديث ظاهر إسناده حسن، وكلامه منكر، لما فيه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمدح هذا الرجل ويذكره بخير، وليس للحديث عندي أصل، وقال في " عون المعبود ": والحاصل أن أبا صالح ليس بمتفرد بهذه الرواية عن أبي سعيد، بل تابعه أبو المتوكل عنه، ثم الأعمش ليس بمتفرد أيضاً، بل تابعه حميد أو ثابت، وكذا جرير ليس بمتفرد، بل تابعه حماد ابن سلمة، وفي هذا كله رد على الإمام أبي بكر البزار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/80) قال: حدثنا عثمان - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان - قال: حدثنا جرير. وفي (3/84) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أبو بكر. والدارمي (1726) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك. وأبو داود (2459) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وابن ماجة (1762) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يحيى ابن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. أربعتهم - جرير، وأبو بكر بن عياش، وشريك، وأبو عوانة - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * رواية شريك، وأبي عوانة مختصرة على «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النساء أن يصمن إلا بإذن أزواجهن» . الحديث: 4714 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 498 4715 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: «تزوَّجني الزُّبَيْرُ، وماله في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غيرَ فَرَسه، - وفي رواية: غير ناضح، وغير فرسه - قالت: فكنتُ أعلفُ فَرَسَهُ وأكفِيه مُؤونَتَه وأسُوسُه، وأدُقُّ النَّوى لناضحه، فأعلفه، وأَسْتقي الماءَ، وأخْرِزُ غَرْبَه، وأَعجِنُ، ولم أكن أُحْسِنُ أخبزُ، فكان تخبِزُ لي جارات من الأَنصار، وكنَّ نسوةَ صِدْق، قالتْ: وكنتُ أنقُلُ النَّوى من أرض الزبير التي أقْطَعَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على رأسي، وهي على ثُلَثي فَرْسَخ، [ص: 500] قالت: فجئتُ يوماً والنَّوَى على رأسي، فلقيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر من أصحابه - وفي رواية: من الأَنصار - فدعاني، وقال: إِخْ، إِخْ، ليحملني خلفَه، قالت: فاستحييتُ وذكرتُ غَيْرَتك - وفي رواية: فاستحييْتُ أَن أسيرَ مع الرجال، وذكرتُ الزُّبيرَ وغيرَتَهُ، وكان أغْيَرَ الناس - فعرَف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أني قد استحييتُ، فمضى، فجئتُ الزُّبَيْرَ، فقلتُ: لَقِيَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأَناخ لأركبَ فاستحييتُ منه، وعرفتُ غَيْرَتَكَ، فقال: والله لَحَملكِ النَّوى على رأْسكِ أشدُّ عليَّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إِليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكَفتْني سياسة الفرَس، فكأنما أعتقني» . وفي رواية: «أعتقني» . أَخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قالت: «كنتُ أخدُمُ الزُّبيرَ خدمةَ البيت، وكان له فرس، وكنتُ أسُوسُه، فلم يكن من الخدمة شيء أشدُّ عليَّ من سياسة الفرَس، كنتُ أحْتَشُّ له، وأَقومُ عليه، وأسُوسُه، قالت: ثم إِنها أصابت خادماً، جاء للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- سَبْي، فأَعطاها خادماً، قالت: كفتني سياسةَ الفرس، فألقت عَنِّي مُؤونَتَهُ، فجاءني رجل، فقال: يا أمَّ عبدِ الله إِني رجل فقير، أردتُ أن أبيعَ في ظِلِّ داركِ، قالت: إِني إِنْ رخَّصتُ لكَ أَبَى ذلك الزبيرُ، فتعال فاطلبْ إِليَّ والزُّبَيرُ شاهد، فجاء فقال: يا أمَّ عبد الله، إِني رجل فقير، أردتُ أن أبيعَ في ظلِّ [ص: 501] داركِ، فقالت: مالك بالمدينة إِلا ظِلُّ داري؟ فقال لها الزبيرُ: مالكِ أن تمنعي رجلاً فقيراً؟ فكان يبيعُ إِلى أن كسب، فبعتُه الجارية، فدخل عليَّ الزبيرُ، وثمنُها في حِجْري، فقال: هِبِيها لي، فقلتُ: إِني قد تصدَّقْتُ بها» . قال البخاري: عن عروة «إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقطعَ الزبيرَ أرضاً من أموالِ بني النَّضيرِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَاضِح) الناضح: البعير يُستقى عليه الماء. (غَرْبَه) الغَرْب: الدلو، يعني أنها كانت تَخْرِز له دلوه وراويته.   (1) رواه البخاري 9 / 280 و 281 في النكاح، باب الغيرة، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحه، ومسلم رقم (2182) في السلام، باب جواز إرداف المرأة الأجنبية إذا أعيت في الطريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/347) والبخاري (4/115) و (7/45) قال: حدثنا محمود بن غيلان. ومسلم (7/11) قال: حدثنا محمد بن العلاء، أبو كريب الهمداني. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15725) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمود بن غيلان، وأبو كريب، ومحمد بن عبد الله المخرمي - عن أبي أسامة. قال: حدثنا هشام بن عروة. قال: أخبرني أبي، فذكره. الحديث: 4715 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 499 4716 - (خ م د ت) أبو الورد بن ثمامة: قال: قال علي لابن أعْبُد: «أَلا أُحدِّثُكَ عنِّي وعن فاطمةَ بنت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانت من أحبِّ أهله إِليه، وكانت عندي؟ قلتُ: بلى، قال: إِنها جَرَّتْ بالرَّحا، حتى أَثَّرت في يدها، واستقتْ بالقِرْبة حتى أَثَّرَت في نَحْرِها، وَكَنَسَتِ البيتَ حتى اغبرَّت ثيابُها، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خَدَم، فقلتُ: لو أتيتِ أباكِ فسألتِه خادماً؟ فأتته فوجدتْ عندهُ حُدَّاثاً، فرجعت، فأتاها من الغَدِ، فقال: [ص: 502] ما كان حاجتُكِ؟ فسكتت، فقلتُ: أنّا أُحَدِّثُكَ يا رسولَ الله: جَرَّت بالرَّحا حتى أَثَّرَتْ في يَدِها، وحَمَلَت بالقِربة حتى أَثَّرتْ في نَحرها، فلمَّا أن جاءَ الخَدمُ، أمرتُها أن تأْتِيَكَ، فتَستَخْدِمَكَ خادماً، يَقيها حَرَّ ما هي فيهِ، قال: اتَّقي الله يا فاطمةُ، وأَدِّي فريضةَ ربِّكِ، واعملي عَمَلَ أهلِكِ، وإذا أَخَذْتِ مَضجعكِ فَسَبِّحي ثلاثاً وثلاثين، واحمَدي ثلاثاً وثلاثين، وكَبِّري أربعاً وثلاثين، فتلك مائة، فهي خَير لَكِ من خادم، قالت: رَضِيتُ عن الله وعن رسوله» . زاد في رواية: «ولَم يُخْدِمها» . أخرجه أبو داود. وقد أخرج ذلك البخاري ومسلم، والترمذي من رواية أخرى نحوه بمعناه. والحديث باختلاف طُرُقِهِ مَذكور في «أدعية النوم والانتباه» من «كتاب الدعاء» من حرف الدال (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 59 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب، وفي الجهاد، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين، وفي النفقات، باب عمل المرأة في بيت زوجها، وباب خادم المرأة، وفي الدعوات، باب التكبير والتسبيح عند المنام، ومسلم رقم (2727) في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، والترمذي رقم (3405) في الدعوات، باب ما جاء في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام، وأبو داود رقم (2988) و (2989) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس، ورقم (5062) و (5063) في الأدب، باب التسبيح عند النوم، وقد تقدم الحديث وتخريجه وذكر فوائد في أدعية النوم برقم (2240) فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم الحديث: 4716 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 501 الفرع الثاني: في حق المرأة على الزوج 4717 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَوْصُوا بالنساء [خيراً] ، فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع، وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإِن ذهبتَ تُقيمُهُ كسرتَهُ، وإِن تركتَهُ لم يزلْ أعوجَ، فاستوصوا بالنساء» . وأول حديث البخاري: «من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جارَه، واستوصوا بالنساء خيراً، فإِنّهنَّ خُلِقْنَ من ضِلَع ... » وذكر نحوه. وفي رواية لمسلم في أَوله: «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فَإِذا شهدَ أَمراً فَلْيَتَكَلَّمْ بخير أو ليسكُتْ، واستوصوا بالنساءِ ... » الحديث. وللبخاري: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المرأةُ كالضِّلَعِ، إِن أقمتَها كسرتَها، وإِن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عِوَج» . ولمسلم نحوه. وله في أُخرى: «إِن المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَع، ولن تستقيمَ على طريقة، فَإِن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وبها عِوَج، وإِن ذهبتَ تُقيمُها كسرتَها، وكسرُها طلاقُها» . وأخرج الترمذي رواية البخاري المفردة (1) . [ص: 504] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استمتعت بها) الاستمتاع بالمرأة: الانتفاع بها وبوطئها.   (1) رواه البخاري 9 / 218 في النكاح، باب المداراة مع النساء، وفي الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، وفي الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، وباب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه، وفي الرقاق، باب حفظ اللسان، ومسلم رقم (1468) في الرضاع، باب الوصية بالنساء، والترمذي رقم (1188) في الطلاق، باب ما جاء في مداراة النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/161) قال: حدثنا أبو كريب وموسى بن حزام. وفي (7/34) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. ومسلم (4/178) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13434) عن القاسم بن زكريا. خمستهم - أبو كريب، وموسى، وإسحاق، وأبو بكر، والقاسم - عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، فذكره. -صلى الله عليه وسلم- وبلفظ: «إن المرأة كالضلع، إذا ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمعت بها وفيها عوج» . أخرجه مسلم (4/178) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنيه زهير بن حرب وعبد بن حميد. كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي الزهري. والترمذي (1188) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. كلاهما - يونس، وابن أخي الزهري - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. والرواية الأخيرة: أخرجها الحميدي (1168) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/497) قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري. قال: أخبرنا سفيان الثوري. وفي (2/530) قال: حدثنا علي بن حفص. قال: حدثنا ورقاء. والدارمي (2228) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا مالك. والبخاري (7/33) قال: حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله. قال: حدثني مالك. ومسلم (4/178) قال: حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، وسفيان الثوري، وورقاء، ومالك - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. * أثبتنا رواية سفيان عند مسلم. وبلفظ: «المرأة كالضلع، فإن تحرص على إقامته تكسره، وإن تتركه تستمتع به وفيه عوج» . أخرجه أحمد (2/428) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. قال: سمعت أبي، فذكره. الحديث: 4717 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 503 4718 - (ت) عمرو بن الأحوص - رضي الله عنه -: أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع يقول - بعد أن حَمِدَ الله وأثنى عليه، وذكَّر وَوَعَظَ فذكر في الحديث قصة - فقال: «أَلا واستوصوا بالنساءِ خيراً، فَإِنما هُنّ عَوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً غيرَ ذلك، إِلا أن يأتينَ بفاحشة مُبيِّنة، فإن فعلنَ فاهجروهنّ في المضاجع، واضربوهنَّ ضرباً غير مُبرِّح، فَإِن أطَعْنَكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا وإِن لكم على نسائكم حقّاً، ولنسائكم عليكم حقّاً، فحقُّكم عليهنَّ: أن لا يُوطِئن فُرُشَكم مَنْ تَكرهون، ولا يَأْذَنَّ في بيوتكم لمن تَكرهون، أَلا وَحَقُّهنَّ عليكم: أن تُحْسِنوا إِليهنَّ في كِسْوتهنَّ وطعامهنَّ» . أَخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَوَان) : جمع عانية، أي: أسيرة، شبَّه المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالأسير. (لا تَبْغُوا عليهن سبيلاً) أي: لا تطلبوا عليهن طريقاً تحتجون به عليهن إذا قُمْنَ بواجبكم، فلا تُعْنِتوهن.   (1) رقم (3087) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، وفي سنده سليمان بن عمرو بن الأحوص، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وللحديث شواهد في الصحيحين، منها حديث جابر الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم وغيره، فالحديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 4718 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 504 4719 - (د) حكيم بن معاوية [بن حيدة القشيري] : عن أبيه قال: «قلتُ يا رسول الله، ما حَقُّ زوجةِ أحدِنا عليه؟ قال: أن تُطعِمَها إِذا طَعِمتَ، وتكسوَها إِذا اكْتَسَيتَ، ولا تضرِبِ الوجهَ، ولا تُقبِّحْ، ولا تَهْجُرْ إِلا في البيت» . أَخرجه أبو داود، وقال: «لا تُقبِّحْ» ، أن تقولَ: قَبَّحَكِ الله. ولرزين قال بَهْز [بن حكيم بن معاوية] : حدثني أبي عن جَدِّي قال: «قلتُ: يا رسولَ الله ما حقُّ نسائنا، وما نأتي منها، وما نَذَرُ؟ قال: ائتِ حَرْثَك أَنَّى شئتَ، وأطعمها إِذا طَعِمْتَ، واكسُها إِذا اكتسيتَ، ولا تُقبِّح الوجهَ، ولا تَضْرِبْ (1) » .   (1) هاتان الروايتان عند أبي داود برقم (2142) و (2143) و (2144) في النكاح، باب في حق المرأة على زوجها، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/447) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا شعبة، عن أبي قزعة. وفي (5/3) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا أبو قزعة الباهلي. وفي (5/3) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا بهز بن حكيم. وفي (5/5) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن بهز بن حكيم ابن معاوية بن حيدة القشيري. وأبو داود (2142) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد. قال: أخبرنا أبو قزعة الباهلي. وفي (2143) قال: حدثنا ابن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا بهز بن حكيم. وفي (2144) قال: أخبرني أحمد بن يوسف المهلبي النيسابوري. قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن رزين. قال: حدثنا سفيان بن حسين، عن داود الوراق، عن سعيد بن حكيم. وابن ماجه (1850) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أبي قزعة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11395) عن حسين بن منصور بن جعفر النيسابوري، عن مبشر بن عبد الله بن رزين، عن سفيان بن حسين، عن داود الوراق، عن سعيد بن حكيم. وفي (8/11396) عن عبدة بن عبد الله الصفار، عن يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أبي قزعة. (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن عبد الله بن محمد النفيلي، عن زهير، عن محمد بن جحادة، عن الحجاج الباهلي، عن أبي قزعة. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي بكير. عن شبل بن عباد، عن أبي قزعة. وفي (8/11385) عن ابن بشار، عن يحيى، عن بهز بن حكيم. ثلاثتهم - أبو قزعة سويد بن حجير، وبهز بن حكيم، وسعيد بن حكيم - عن حكيم بن معاوية، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/3) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرنا أبو قزعة وعطاء، عن رجل من بني قشير، عن أبيه، أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما حق امرأتي، فذكر الحديث. الحديث: 4719 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 505 4720 - (خ م ت) عبد الله بن زمعة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَجْلِدْ أحدُكم امرأته جَلْدَ العبد، ثم لعله يجامعُها - أو قال: يُضَاجِعُها من آخر اليوم» . وفي رواية قال: «نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَن يَضْحَكَ الرَّجُلُ مما يخرُج من الأنفس، وقال: بم يَضْرِبُ أَحدُكم امرأته ضرْبَ العبد؟ ثم لعله يُعانِقُها» . أَخرجه البخاري. وقد أخرج هو ومسلم، والترمذي ضرْبَ المرأةِ مع معنى آخر، وهو [ص: 506] مذكور في تفسير سورة: (والشمس وضحاها) من كتاب التفسير من حرف التاء (1) .   (1) تقدم الحديث وتخريجه برقم (878) ، وهو عند البخاري 8 / 542 في تفسير سورة الشمس، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} ، وفي النكاح، باب ما يكره من ضرب النساء، وفي الأدب، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} ، ومسلم رقم (2855) في الجنة وصفة نعيمها، والترمذي رقم (3340) في التفسير، باب ومن سورة الشمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 4720 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 505 4721 - (د) إِياس بن عبد الله بن أبي ذباب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَضْرِبوا إِماءَ الله، فجاء عمرُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ذَئِرنَ النساءُ (1) على أزواجهن، فرَخَّصَ في ضربهن، فأطاف بآلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نساء كثير يَشْكُون أَزواجهنّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخيارِكم» . أَخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذَئِرْن) ذَئِرَت المرأة على زوجها تَذْأر: إذا نشزت واجترأت عليه، فهي ذائر، والرجل ذائر مثلها، الذكر والأنثى سواء. [ص: 507] (أطاف) بالشيء: إذا أحاط به.   (1) من باب: أكلوني البراغيث، على لغة بني الحارث، ومن باب قوله تعالى: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} . (2) رقم (2146) في النكاح، باب في ضرب النساء من حديث عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، وإياس بن عبد الله بن أبي ذباب مختلف في صحبته، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال ابن أبي حاتم: إياس بن عبد الله بن أبي ذباب مدني له صحبة، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، وقد أورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث في " الإصابة " في ترجمة إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، وصحح إسناده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (876) والدارمي (2225) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف. وأبو داود (2146) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، وأحمد بن عمرو بن السرح. وابن ماجة (1985) قال: حدثنا محمد بن الصباح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1746) عن قتيبة. خمستهم - الحميدي، وابن أبي خلف، وابن السرح، وابن الصباح، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره. * في رواية ابن أبي خلف عند أبي داود، وابن الصباح عند ابن ماجة (عن عبد الله بن عبد الله بن عمر) .. الحديث: 4721 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 506 4722 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «جَلَسَ إِحدى عَشْرَةَ امرأَة، فتعاهدْنَ وتعاقدْنَ أَن لا يكتُمن من أخبارِ أَزواجهن شيئاً. قالت الأولى: زوجي لَحْمُ جملِ غثّ، على رأس جَبل وَعْر، لا سهل فيُرْتَقَى، ولا سَمين فيُنْتَقَل - وفي رواية البخاري: فينتقي، هكذا قال الحميديُّ، ولم أجدها في كتاب البخاري. قالت الثانية: زوجي: لا أبُثُّ خَبَرَه، إِني أخاف أنْ لا أذَرَهُ، إِن أذكُرْهُ أذْكُرْ عُجرَه وبُجَرَه. قالت الثالثة: زوجي: العَشَنَّقُ، إِن أنْطِقْ أُطَلَّقْ، وإِن أسكُتْ أُعلَّقْ. قالت الرابعة: زوجي: كَلَيْلِ تِهامةَ، لا حَرٌّ، ولا قَرّ، ولا مَخافةَ، ولا سَآمَةَ. قالت الخامسة: زوجي: إِن دخلَ فَهِدَ، وإن خرج أسِدَ، ولا يَسألُ عما عَهِدَ. قالت السادسة: زوجي: إِن أكل لَفَّ، وإِن شرب اشْتَفَّ، وإن اضطجع التَفّ، ولا يُولج الكَفَّ، ليعلم البَثَّ. قالت السابعة: زوجي: عَياياء - أو غياياء، طَبَاقاءُ، الراوي شك - كلُّ داء له داء، شَجَّكِ أَو فَلَّكِ، أو جمع كُلاًّ لَكِ. [ص: 508] قالت الثامنة: زوجي: الرِّيحُ ريحُ زَرْنَب، والمسُّ مسُّ أرنب. قالت التاسعة: زوجي: رفيعُ العِماد، طويلُ النِّجاد، عظيمُ الرَّماد، قريب البيت من النادي. قالت العاشرة: زوجي: مالكٌ، وما مالك، مالك خير من ذلك، له إِبل كثيراتُ المبارِك، قليلاتُ المسارح، إِذا سَمِعْنَ صوتَ المِزْهر أيقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالكُ. قالت الحاديةَ عشرةَ: زوجي: أبو زَرْع، فما أبو زرع؟ أناس من حُليّ أُذُنيَّ، وملأ من شَحْم عَضُدَيَّ، وبَجَّحَني فبجِحَت إِليَّ نفسي، وَجدني في أهل غُنَيْمَة بِشِقّ، فجعلني في أهل صَهِيل وأطِيط، ودائس ومُنَقّ، فعنده أقولُ فلا أُقَبَّحُ، وأرْقُدُ فأتصبَّحُ، وأشرب فأتقنَّحُ - وللبخاري: فأتقمَّحُ -. أُمُّ أبي زرع، فما أمَّ أبي زرع؟ عُكومها رَدَاح، وبيتُها فَساح. ابن أَبي زرع: فما ابن أبي زرع؟ مَضْجَعه كَمَسَلِّ شَطبَة، ويُشبعُه [ذراع] الجَفْرَةِ. بنت أبي زرع: فما بنت أبي زرع؟ طَوعُ أَبيها، وطوع أُمِّها، ومِلْءُ كسائها، وغَيْظُ جارتها. جارية أبي زرع: فما جارية أبي زرع؟ لا تَبُثُّ حديثنا تَبْثيثاً، ولا [ص: 509] تُنقِّثُ مِيْرَتنا تَنقِيثاً، ولا تملأُ بيتنا تعشيشاً. قالت: خرج أبو زرع والأوطابُ تُمْخَضُ، فلقيَ امرأة معها وَلَدَان لها كالفَهْدين، يلعبان من تحت خَصْرها بِرُمَّانتين، فطلَّقني ونكحها، فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِياً رَكب شريّاً، وأخذَ خَطِّيّاً، وأراح عليَّ نَعَماً ثَرِيّاً، وأعطاني من كل رائحة زوجاً، وقال: كُلي أمَّ زرع، ومِيْرِي أهْلَكِ، قالت: فلو جمعت كلَّ شيء أعطانيه ما بلغ أصغرَ آنيةِ أبي زرع. قالت عائشة: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كنتُ لكِ كأَبي زرع لأمِّ زَرْع» . وفي رواية نحوه، وقال: «عياياء طَباقاء» ، ولم يشك، وقال: «وصفْرُ رِدائها، وخيرُ نسائها، وعَقرُ جارتها» . قال: «وأعطاني من كل ذابحة زوجاً» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غَثّ) أي: مهزول. (وَعْر) الوعر: ضد السهل، وهذه اللفظة لم تجئ في رواية البخاري ومسلم، وقد جاءت في كتب الغريب. [ص: 510] (فينتقل) أرادت: لِهُزَال هذا اللحم لا ينقله الناس إلى منازلهم، بل يتركونه رغبة عنه، وقد جاء في كتب الغريب «فينتقى» أي: ليس له نِقْي وهو المخ، وقلة المخ دليل على الهزال، تصف زوجها بقلة خيره وبعده عن الخير مع القلة، كالشيء الرديء في قلة الجبل الصعب [المرتقى] لا ينال إلا بالمشقة. (أبُثُّ) بَثَثْت الخبر أبثه: إذا نشرته وأظهرته. (أذَرُه) أي: أتركه وأدعه. (عُجَرَه وبُجَرَه) العُجَر: العُروق المتعقِّدة في الجسد حتى يراها ظاهرة فيه، والبُجَر نحوها، إلا أنها خاصة بالبطن، تريد بهذا الوصف: إني لا أخوض في ذكره، لأني إن خضت فيه خفت أن أفضحه وأعدد معايبه، وكَنت بالعُجَر والبُجَر عن ظاهر أمره وخافيه. (العَشَنَّق) : الطويل، وقيل: السيء الخلق، تعني: أنه لسوء خُلُقه إن ذكرت ما فيه طلَّقها، وإن سكتت تركها معَلَّقة، لا أيِّماً ولا ذات بعل ضائعة، وعلى معنى الطويل، فلأنه في الغالب دليل السفه، وما ذكرته فعل السفهاء ومن لا تماسك عنده. (كليل تِهامة، لا حَرٌّ ولا قَرّ، ولا مخافة ولا سآمة) كليل تِهامة: طلق معتدل، شبهته به في خُلُوه عن الأذى والمكروه، لأن الحرَّ والبرد [ص: 511] فيهما أذى. و «لا مخافة» ليس فيه ما يخاف منه و «لا سآمة» أي: لا يسأمني، فيمل صحبتي، تصفه باعتدال الأخلاق «إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد» تصفه بكثرة النوم، لأن الفهد كثير النوم، أرادت: أنه لا يتفقد ما يذهب من ماله، ولا يلتفت إلى معايب البيت، لأنه نائم لا يتفقد شيئاً من حاله، وبيان ذلك في قولها «ولا يسأل عما عهد» أي عما كان يعهده قبل ذلك عندها. «وإن خرج أسد» تصفه بالشجاعة إذا خرج لمشاهدة الحرب ولقاء العدو، ومعنى قولها «فهد، وأسد» أي: صار فهداً وأسداً، أو قام مقامهما. (إن أكل لفّ، وإن شرب اشتفّ، وإن اضطجع التفّ) اللفّ في الأكل: الإكثار منه مع التخليط، حتى لا يبقى منه شيء، والاشتفاف في الشرب: استقصاء ما في الإناء، والالتفاف في النوم: التغطي وترك التكشف. (ولا يُولج الكفّ ليعلم البَثّ) لا يُدخل كفه ليعلم البَثّ، وهو المرض الشديد هاهنا، وفي الأصل: البثّ: أشد الحزن. أرادت: أنه قليل الشفقة عليها، وأنه إذا رآها عليلة لا يدخل يده في ثوبها ليَجُسَّها متعرِّفاً لما بها، كما هو عادة الناس الأباعد، فضلاً عن الأزواج، وقيل: أرادت أنه قليل التفتيش عن خفي أمرها وما تريد أن تستره عنه، فهو لا يفعل فعل من لا يدخل يده في باطن الشيء يختبره، فهي حينئذ تصفه بالكرم والتغافل، وقلة البحث عن كل ما تريده إخفاءه. [ص: 512] (عيايا) يروى بالعين والغين. فبالعين المهملة: هو العنين الذي لا يأتي النساء عجزاً، وبالغين المعجمة وهو قليل، بعيد المعنى، إلا أن يكون من الغياية، تريد به: العاجز الذي لا يهتدي لأمر، كأنه في غياية: أي في ظلمة لا تبصر مسلكاً تنظر فيه، و «طباقاً» : هو المفحَم الذي انطبق عليه الكلام وانغلق، وصفته بعجز الطرفين: اللسان والذَّكَر. وقيل: الطَّباق: الذي انطبقت عليه الأمور فلا يهتدي لوجهها. (كل داءٍ له داء) يحتمل أن يكون قولها «له داء» خبراً «لكل» تعني أن كل داء يعرف في الناس فهو فيه، ويحتمل أن يكون «له» صفة لـ «داء» ، و «داء» خبراً لـ «كل» : أي كل داء في زوجها بليغٌ مُتَنَاهٍ، كما تقول: إن زيداً رجل، وإن هذا الفرس فرس. (شَجَّكِ، أو فََلَّكِ، أو جمع كُلاًّ لكِ) الشجُّ: شج الرأس، وهو شقه. والفَلُّ: الكسر. أرادت: أنه ضَروبٌ لها، وأنه كلما ضربها شجها، أو كسر عظمها، أو جمع لها بين الشج والكسر معاً. وهذا معنى قولها: «أو جمع كُلاًّ [لك] » أي: كلاًّ من الشج والكسر. (زَرْنَب) الزَّرْنَب: نبات طيب الريح. وقيل: هو نوع من أنواع الطيب معروف. أرادت: أنه ليِّن العريكة، سهل الجانب، كأنه الأرنب في لين مسها، وأنه في طيب عرقه ورائحة ثيابه كالزَّرْنَب، وأرادت لين بشرته، وطيب عرق جسده. [ص: 513] (رفيع العِماد، طويل النِّجاد، عظيم الرَّماد) كنت عن ارتفاع بيته في الحسب برفعة عِمَاده، وكنت عن طول قامته بطول نجاده، وهو حمائل سيفه، فإنها إذا طالت دلت على طول قامته، وكنت عن إكثاره القِرَى بكثرة رَمَاده وعظمه، لأن من كثر إطعامه الطعام كَثُرَت ناره، ومن كَثُرَت ناره كَثُرَ رماده. (النَّادي) : مجتمع القوم، وإنما قرَّب بيته من النادي ليعلم الناس بمكانه فينتابوه ويقصدوه. (مالك، وما مالك؟) قولها: «وما مالك» تعظيم لأمره وشأنه، وأنه خير مما يُذكر به من الثناء عليه. (كَثِيرات المبارِك، قليلات المسارح) له إبل كثيرات البُرُوك بفنائه، معدَّة لورود الأضياف، فإن نزل به ضيف لم تكن غائبة عنه، ولكنها قريبة منه، فلذلك قالت: «قليلات المسارح» أي: لا يُوَجِّهُهُن يَسْرَحْنَ نهاراً إلا قليلاً، فيُبَادر إلى من ينزل به من الضيفان بألبانها ولحومها. (صوت المِزْهَر) هو العود الذي يتغنى به. (أيْقَنَّ أنهن هوالك) تعني: أن من عادة زوجها أن يطعم الضيفان، وينحر لهم، ويسقيهم، ويأتيهم بالملاهي إكراماً لهم، فقد ألفت إبله عند سماع الملاهي، أنه ينحرها لضيفانه، فمتى سمعت الملاهي أيقن بالهلاك، وهو النحر. [ص: 514] (أنَاسَ من حُلي أُذُني) النَّوْس: تحرك الشيء مُتَدَلِّياً، تريد: أناس أُذُني مما حلاهما من الشُّنُوف والقِرَطة. (وملأ من شحم عَضُدَيَّ) أي سمنني بإحسانه وتعهده، وخصت العضدين، لأنهما إذا سَمِنا سَمِنَ جميع البدن. (وبَجَّحَني فَبَجِحَت إليَّ نفسي) يقال: بجَّح بالشيء: إذا فرح به، تريد: أنه سرني وفرحني بتوالي إحسانه إلي، فسرَّني السرور في نفسي، وتبين موقعه مني، أو ففرحت نفسي، وأظهرت إليَّ فرحها. (غُنَيمة بِشِق) المحدِّثون يكسرون الشين، وهو المشقة، وهو بالفتح اسم موضع، أرادت: أنه وجدها مع أهلها وهم في موضع شاق، أو أصحاب غنم قليلة مع جهد ومشقة. (صَهِيل وأطِيط، ودائِس ومُنَقٌّ) الصهيل: صوت الخيل، والأطيط: صوت الإبل، والدائس: دائس الطعام ليخرجه من سنبله، والمنَقِّي بفتح النون: هو الذي ينقي الطعام ويراعي تنظيفه، أرادت: أنه نقلها إلى أهل خيل وإبل وزرع وخدم، وأهل الحديث يروونه و «مُنِقّ» بكسر النون، قال الهروي: قال أبو عبيد: لا أعرفه، وقال الهروي: قال إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه: المنِقُّ بكسر النون من نقيق أصوات المواشي والأنعام، تصفه بكثرة أمواله، والذي قرأناه في كتاب البخاري ومسلم: «مُنَق» بفتح النون. [ص: 515] (أقول فلا أُقَبَّح) أي: لا يقال لي: قبَّحك الله، ويقبل قولي فيما أقوله. (وأرْقُدُ فأتَصَبَّح) أي: أنها تستوفي عنده نومها، ولا يكرهها على الانتباه والسهر في الخدمة والعمل، وهو من الصُّبْحَة: نوم أول النهار. (وأشرب فأتَقَنَّح) التَّقَنح: الشرب فوق الري، يقال: قَنَحْت من الشرب أقنَح قُنُوحاً: إذا تكارهت على شربه، ومن رواه «فأتقمَّح» فهو من قمح البعير قُمُوحاً: إذا رفع رأسه ولم يشرب ريّاً، تقول: إنها قد امتلأت من الماء، فهي ترفع رأسها عن الماء فلا تشربه. (عُكُومُها رَدَاح) العُكوم: جمع عِكْم، وهو العدل إذا كان فيه متاع، والرَّدَاح، العظيمة الثقيلة. (وبيتها فَسَاح) من الفسيح: الواسع، وكذلك من رواه «فَيَاح» أراد به الواسع. (كَمسَلّ شَطْبَة) الشَّطْبة: السيف، وقيل: السَّعفة و «المسلّ» مصدر ميمي بمعنى السَّل، يقام مقام المسلول، والمعنى: كمسلول الشطبة، تريد: ما سُلَّ من قشره أو من غِمْده، وصفته بالرقة وقلة اللحم. (ذِرَاع الجَفْرَة) الجَفْرَة: الأنثى من أولاد الغنم، وقيل: من ولد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفُصِل، وصفته بِقَلة الأكل. (مِلْءُ كسائها) أي: إنها ذات لحم، فهي تملأ كساءها. [ص: 516] (صِفر ردائها) وصفتها أنها ضامرة البطن، فكأن رداءها صِفْر، أي: خال، فرادؤها لا ينتهي إلى البطن. (غيظ جاراتها) الجارة: الضُّرة المجاورة، فهي لحسنها تُغِيظ جاراتها حسداً لها، وفي رواية: «وعَقْر جاراتها» أي هلاكهن من الحسد. (لا تَبُثُّ حديثنا تَبْثيثاً) الرواية «تَبُثَّ» بالباء، من البَثَّ، وهو إظهار الحديث وإفشاؤه، ومن رواه بالنون من «النَّث» فهو بمعنى البثّ أيضاً، وصفتها بأنها لا تفشي لهم سِراً. (وتُنَقِّثُ مِيرَتَنا تَنْقِيثاً) المِيرَة: ما يمتار البدوي من المدن من طعام وغيره، و «النقث» والنقل واحد، والتَّنْقِيث مصدر «نقَّث» شدُّد للتكثير، وهو الإسراع في الشيء، تقول: إنها أمينة على حفظ طعامنا لا تأخذه فتنقله إلى غيرنا. (ولا تملأ بيتنا تَعْشيشاً) التعشيش: من عُشّ الطائر، أي: لا تخبأ في بيتنا خَبْئاً، فشبّهت المخابئ بعُشِّ الطائر، وقيل: إنها تَقُمُّ البيت وتكنسه، فلا تدعه كعش الطائر في قلة نظافته. (والأوطاب تمخض) الأوطاب: جمع وَطَب، وهو سِقَاء اللبن، ومَخْضُها: استخراج الزبد من اللبن بتحريكها. [ص: 517] (بِرُمَّانَتَين) أرادت أن أحدهما يرمي الرُّمَّانة إلى أخيه، ويرمي أخوه الأخرى إليه من تحت رِدْفها. (سَرِيّاً) الذي له سَرْوٌ وجلالة. وقيل: السَّرْو: سخاء في مُرُوءة. (شريّاً) فرس شريّ، وهو الذي يستشري في عدوه: أي يلج في نشاطه ويتمادى. وقيل: هو الفائق الخِيار (وأخذ خَطِّيّاً) الخَطِّي: من أسماء الرِّماح، سمي بذلك لأنه يأتي من الخِط، ناحية من البحرين وعُمَان، فنُسِب إليها. (نَعَماً ثَرِيّاً) النَّعَم: الإبل، و «الثّرِي» الكثير يقال: أثرى بنو فلان: إذا كَثُرَت أموالهم. (رائحة) الرائحة: ما يروح عليها من أصناف المال، أي: أعطاني من كلِّها نصيباً مضاعفاً. ومن رواه «ذابحة» فإن صحت به الرواية: فَيُؤَول إلى معنى الأول، ويجعل بمعنى مفعول، أي من كل شيء يجوز ذبحه من الإبل والبقر والغنم.   (1) رواه البخاري 9 / 220 - 241 في النكاح، باب حسن المعاشرة مع الأهل، ومسلم رقم (2448) في فضائل الصحابة، باب ذكر حديث أم زرع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/34) قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. ومسلم (7/139) قال: حدثنا علي بن حجر قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. ومسلم (7/139) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي وأحمد بن جناب. كلاهما عن عيسى. وفي (7/140) قال: حدثنيه الحسن بن علي الحلواني. قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا سعيد بن سلمة. والترمذي في الشمائل (253) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا عيسى بن يونس والنسائي في الكبرى (الورقة 123- أ) قال: أخبرنا علي بن حجر بن إياس. قال: أخبرنا عيسى بن يونس. كلاهما - عيسى بن يونس، وسعيد بن سلمة - عن هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-أ) قال: أخبرنا أبو عقبة خالد بن عقبة السكوني الكوفي. قال: حدثني أبي عقبة بن خالد. قال: حدثنا هشام. قال: حدثني يزيد بن رومان. كلاهما - عبد الله بن عروة، ويزيد بن رومان - عن عروة، فذكره. * رواية يزيد بن رومان مختصرة على آخره: «قالت عائشة: فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فكنت لك كأبي زرع لأم زرع» . * وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-أ) قال: أخبرنا أبو عقبة. خالد بن عقبة بن خالد السكوني الكوفي. قال: حدثني أبي عقبة بن خالد. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. قال: حدثنا ريحان بن سعيد بن المثنى أبو عصمة. قال: حدثنا عباد بن منصور. كلاهما - عقبة بن خالد، وعباد بن منصور - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره، ليس فيه عبد الله ابن عروة، ولا يزيد بن رومان. * وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-ب) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثنا عبد الملك ابن إبراهيم، سنة ثلاث ومئتين أملاه علينا. قال: حدثنا محمد بن محمد أبو نافع. قال: حدثني القاسم ابن عبد الواحد. قال: حدثني عمر بن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة. قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية، وكان قد ألف ألف وقية. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اسكتي يا عائشة، فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع. ثم أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدث: إن إحدى عشرة امرأة اجتمعن في الجاهلية.» . الحديث. الحديث: 4722 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 507 4723 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنهما (1) -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 518] «لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة، إِن كَرِه منها خُلُقاً، رضي منها آخَرَ» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَفْرَك) الفِرْك: البُغض، يقال: فَرِكَ يَفْرَك فِركاً وفَرْكاً وفُرُوكاً.   (1) في الأصل والمطبوع: جابر بن عبد الله، وهو خطأ، والتصحيح من صحيح مسلم المطبوع. (2) رقم (1469) في الرضاع، باب الوصية بالنساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/329) قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (4/178) قال: حدثني إبراهيم بن موسى الرازي. قال: حدثنا عيسى. يعني ابن يونس. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو عاصم. كلاهما - أبو عاصم، وعيسى - قالا: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن عمر ابن الحكم، فذكره. الحديث: 4723 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 517 الفرع الثالث: في أحاديث متفرقة 4724 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كنا نتَّقي الكلام والانبساطَ إِلى نسائنا على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- هَيْبَةَ أن ينزلَ فينا شيء، فلما تُوُفِّيَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تَكلَّمنا فانبسطنا» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 9 / 219 في النكاح، باب الوصاة بالنساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/62) (5284) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (7/34) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (1632) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم - قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 4724 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 518 4725 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما رأيتُ من ناقصاتِ عَقْل ولا دِين أغلبَ لذي لُبّ منكن، قالت: وما نُقْصَانُ العقل والدِّين؟ قال: أما نُقْصَان العقل: فشهادةُ امرأتين بشهادة رجل، وأما نُقْصان الدِّين: فإن إحداكنَّ تُفْطِر رمضانَ، وتُقيم أياماً لا تصلِّي» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4679) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، وهو جزء من حديث رواه مسلم رقم (79) في الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4003) في الفتن، باب فتنة النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/66) (5343) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: وقال مرة: حيوة. ومسلم (1/61) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر المصري، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، عن بكر بن مضر. وأبو داود (4679) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن بكر بن مضر. وابن ماجة (4003) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. ثلاثتهم - حيوة،والليث، وبكر - عن ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 4725 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 518 4726 - (خ م ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما تركتُ بعدي فِتْنَة هي أضَرُّ على الرجال من النساء» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. وأخرجه الترمذي عن أسامة بن زيد، وسعيد بن زيد (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 118 في النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة، ومسلم رقم (2740) في الذكر والدعاء، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وبيان الفتنة في النساء، والترمذي رقم (2781) في الأدب، باب ما جاء في التحذير من فتنة النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في النكاح (18) عن آدم، عن شعبة، ومسلم في آخر الدعوات الرقاق (26:9) عن سعيد بن منصور، عن سفيان بن عيينة ومعتمر بن سليمان و (26:10) عن عبيد الله بن معاذ وسويد بن سعيد ومحمد بن عبد الأعلى. ثلاثتهم - عن معتمر و (26:11) عن ابن نمير وأبي بكر. كلاهما عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر و (26:11) عن يحيى بن يحيى، عن هشيم و (26:11) عن إسحاق،عن جرير. ستتهم عن سليمان التيمي، عن عثمان به. وفي حديث المعتمر خاصة عن أسامة وسعيد ولم يذكر سعيد بن منصور في حديثه سعيد بن زيد. والترمذي في الاستئذان (65) عن محمد بن عبد الأعلى، وقال: حسن صحيح. ولا نعلم أحدا قال في هذا عن سعيد غير معتمر. والنسائي في عشرة النساء في الكبرى عن عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع، ويحيى بن سعيد، وعن عمران بن موسى، عن عبد الوارث، وابن ماجة في الفتن (19) عن بشر بن هلال، عن عبد الوارث. والفتن (19) عن عمرو بن رافع، عن عبد الله ابن المبارك. أربعتهم عن سليمان التيمي. كلهم عن عبد الرحمن بن مل أبو عثمان النهدي، فذكره. تحفة الأشراف (1/49، 50) . الحديث: 4726 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 519 4727 - (م) مطرف بن عبد الله [بن الشخير] : قال: «كان له امرأَتان، فخرج من عند إِحداهما، فلما رجع قالت له: أتيتَ من عند فلانة؟ قال: أتيتُ من عندِ عِمْرانَ بن حُصَيْن، فحدَّثنَا: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: إِن أقلَّ ساكني الجنةِ النساءُ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2738) في الذكر والدعاء، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وبيان الفتنة في النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/436) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (4/443) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/88) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (الورقة 125-ا) قال: أخبرنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وحماد بن سلمة - عن أبي التياح الضبعي يزيد بن حميد، قال: سمعت مطرف بن الشخير، فذكره. الحديث: 4727 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 519 4728 - (د) أبو نضرة العبدي (1) : قال: حدثني شيخ من طُفاوة قال: «نَثَوَّيتُ أبا هريرة بالمدينة، فلم أرَ رجلاً أشدَّ تشميراً، ولا أقومَ على ضيف منه، قال: فبينا أنا عنده يوماً، وهو على سرير له، ومعه كِيس فيه حصى أو نَوى - وأسفلُ منه جارية له سوداءُ - وهو يسبِّح بها، حتى إِذا أنْفَدَ ما في الكيس ألقاه إِليها، فأعادته في الكيس فدفعتْه إِليه، فقال: أَلا أُحدِّثُكَ عنِّي [ص: 520] وعن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قلتُ: بلى، قال: بينا أنا أُوعَكُ في المسجد، إِذْ جاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فدخلَ المسجدَ، فقال: من أحسَّ الفتى الدَّوْسِيَّ؟ ثلاث مرات - فقال رجل: يا رسول الله، هو ذا يُوعَكُ في جانب المسجد، فأقبل يمشي حتى انتهى إِليَّ، فوضع يدَه عَلَيَّ، فقال لي معروفاً، فنهضتُ، فانطلق يمشي، حتى أتى مقامه الذي يصلِّي فيه، فأقبل عليهم، ومعه صَفَّان من رجال وصفٌّ من نساء - أو صَفَّان من نساء، وصفٌّ من رجال - فقال: إِن نسَّانيَ الشيطانُ شيئاً من صلاتي فَلْيُسَبِّح الرِّجالُ (2) ، ولْيُصَفِّقِ النِّساءُ، قال: فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ولم ينس من صلاته شيئاً، فقال: مجالِسَكم - زاد في رواية -[هاهنا] : ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ قال: ثم اتفقوا - ثم أقبل عليهم الرِّجالُ، فقال: هل مِنْكُم الرجل إِذا أتى أهله فأغلق عليه بابه، وألْقَى عليه سِتْرَه، واسْتَتَرَ بسِتْر الله؟ قالوا: نعم، قال: ثم يجلس بعد ذلك، فيقول: فعلْتُ كذا، فعلتُ كذا؟ قال: فَسَكَتوا، ثم أقبلَ على النساء. فقال: هل مِنْكُنَّ من تُحَدِّثُ؟ فسكَتْنَ، فجثَتْ فَتاة كَعاب على إِحدى رُكْبَتَيْها، وتطاوَلت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ليراها، ويَسمعَ كلامها، فقالتْ: يا رسول الله، إِنَّهم ليتحَدَّثون، وإِنَّهُنَّ ليتحَدَّثْنه، فقال: هل تدرون ما مَثَلُ ذلك؟ إِنَّما مَثَلُ ذلك، مثَلُ شيطانة لقيَتْ شيطاناً في السِّكّةِ، فقضى منها حاجتَه، والناسُ ينظرون إِليه، أَلا وإِن طِيبَ الرجال: [ص: 521] ما ظهر رِيحُهُ، ولم يظهر لونه، ألا وإِن طيب النِّساء، ما ظهر لونُه، ولم يظهر ريحُه، أَلا لا يُفضِيَنَّ رجل إِلى رَجُل، ولا امرأة إِلى امرأة، إِلا إِلى ولد أو والد، وذكر ثالثة فنسيتُها» . هكذا قال أبو داود، وهو أَخرجه (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَثَوْيتُ) فلاناً: إذا كنت له ضيفاً، والثَّوِي: الضيف، والثَّوْي: الإقامة، ومنه يقال لزوجة الرجل: أم مثواه، والمثْوَى: المنزل. (تشميراً) التشمير في الأمر: الجِدُّ فيه. (أُوْعَك) الوَعْك: المرض والحمّى. (من أحَسَّ الفتى الدوسي) أي: من عرف وعلم معرفة حِسّ، يعني: أبصره و «دَوْس» حي من اليمن، أبو هريرة منه. (جَثَتْ) جثا الرجل على ركبتيه: إذا قعد عليها. (كَعَاب) الكَعَاب: المرأة يبدو ثدياها، وهي الكاعب أيضاً. (السِّكَّة) : الطريق. (يُفْضِي) أفضى الرجل إلى امرأته: إذا جامعها، وأصل الإفضاء، الوصول إلى الشيء.   (1) في الأصل: أبو بصرة الغفاري، وهو خطأ، والتصحيح: من " سنن أبي داود " و " مسند أحمد ". (2) في نسخ أبي داود المطبوعة: فليسبح القوم. (3) رقم (2174) في النكاح، باب ما يكره من ذكر الرجل ما يكون من إصابته أهله، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 540 و 541، وفي سنده سعيد بن إياس الجريري، وكان قد اختلط قبل موته، وفيه أيضاً جهالة الشيخ من طفاوة، ولبعضه شاهد عند مسلم في الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/447) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/540) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وعبد بن حميد (1456) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2174) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر. (ح) وحدثنا مؤمل. قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا موسى. قال: حدثنا حماد وفي (4019) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا ابن علية (ح) وحدثنا مؤمل بن هشام. قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (2787) وفي الشمائل (219) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. وفي (2787) وفي الشمائل (220) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي (8/151) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا أبو داود، يعني الحفري، عن سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن علي بن ميمون الرقثي. قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي. قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان، وإسماعيل بن إبراهيم ابن علية، وبشر، وحماد - عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن رجل من الطفاوة، فذكره. * في رواية وكيع وقبيصة والفريابي، عن سفيان، وفي رواية ابن حجر، عن إسماعيل بن علية. وفي رواية حماد: عن الطفاوي وفي رواية أبي داود الحفري، عن سفيان: عن رجل ولم ينسبه. وفي رواية بشر. ورواية مؤمل بن هشام، عن إسماعيل بن علية، عند أبي داود (2174) «عن شيخ من طفاوة» . * رواية وكيع، عن سفيان، مختصرة على: «لا يباشر الرجل الرجل، ولا المرأة المرأة، إلا الولد والوالدة.» . * وفي رواية قبيصة، وأبي داود الحفري ومحمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان: «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه» . * وروايات إسماعيل بن علية جاءت مطولة ومختصرة. وأثبتنا لفظ إسماعيل بن علية عند أحمد (2/540) . الحديث: 4728 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 519 4729 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ من أعظمِ الأمانة عندَ الله يوم القيامةَ: الرَّجُلُ يُفْضي إِلى امرأته وتُفْضي إِليه، ثم ينشُرُ سِرَّها» . وفي رواية: «إِن من أشَرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجلُ يفضي إِلى امرأته أو تُفضي إِليه، ثم ينشرُ أحدُهما سِرَّ صاحبه» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1437) في النكاح، باب تحريم إفشاء سر المرأة، وأبو داود رقم (4870) في الأدب، باب في نقل الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/69) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد يعني أبا إبراهيم المعقب. ومسلم (4/157) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما - إسماعيل، وأبو بكر - قالا: حدثنا مروان بن معاوية. 2- وأخرجه مسلم (4/157) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب. وأبو داود (4870) قال: حدثنا محمد بن العلاء، وإبراهيم بن موسى الرازي. ثلاثتهم - ابن نمير، وابن العلاء أبو كريب، وإبراهيم - عن أبي أسامة. كلاهما - مروان، وأبو أسامة - عن عمر بن حمزة العمري، عن عبد الرحمن بن سعد، فذكره. الحديث: 4729 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 522 4730 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِني لأعلمُ إِذا كُنتِ عني راضية، وإِذا كنتِ عَليَّ غَضْبى، قالت: فقلتُ: ومن أيْنَ تَعْرِفُ ذلك؟ فقال: أمَّا إِذا كنتِ راضية: فَإِنَّكِ تقولين: لا وربِّ محمد، وإِذا كنتُ غَضْبى، قلتِ: لا، وربِّ إِبراهيم، قالت: قُلتُ: أجَلْ واللهِ يا رسولَ الله، ما أهجرُ إِلا اسمكَ» . وفي رواية: «إِني لأعرف غَضَبَكِ مِن رِضَاك ... » وذكر بمعناه. أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 285 في النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن، وفي الأدب، باب ما يجوز من الهجران لمن عصى، ومسلم رقم (2439) في فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/30) قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/61) قال: حدثنا أبوأسامة. وفي (6/213) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (7/47) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/26) وفي الأدب المفرد (403) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا عبدة ومسلم (7/134 و 135) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: وجدت في كتابي عن أبي أسامة. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال: حدثنا عبدة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف. (12/17124) عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر. خمستهم - عباد بن عباد، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ووكيع، وعبدة بن سليمان، وعلي بن مسهر - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4730 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 522 الفصل الثاني: في أحاديث جامعة لخصال من آداب الصحبة 4731 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُم والظَّنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجسَّسُوا، ولا تَنَافسُوا، ولا تحاسَدُوا، ولا تَبَاغضُوا، ولا تَدَابَروا، وكُونوا عبادَ اللهِ إِخواناً كما أمرَكُم، المسلم أخو المسلم، لا يظلِمُهُ، ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ. التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا - ويشير إِلى صدره - بِحَسْب امرئ من الشَّرِّ أن يَحْقِر أخاه المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلم حَرَام: دمُهُ، وعِرْضُهُ، ومَالُهُ. إِن الله لا ينظر إِلى أجسادكم، ولا إِلى صُوَرِكم، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأَعمالكم» . وفي رواية: إِلى قوله: «إِخواناً» . وفي أخرى قال: «لا تحاسدوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تناجَشُوا، وكونوا عباد الله إِخواناً» . وفي أخرى: «لا تقاطعوا، ولا تدابَرُوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله» . [ص: 524] وفي أخرى: «لا تَهَاجَرُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا تَحَسَّسوا، ولا يَبِعْ بعضُكم على بَيْعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إِخواناً» . وفي أخرى: «لا تَباغَضُوا، ولا تدابَرُوا، ولا تَنَافَسُوا، وكونوا عبادَ الله إِخواناً» . وفي أخرى: «لا تَحاسَدوا، ولا تَنَاجَشوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تدابَرُوا، ولا يَبِعْ بعضكم على بَيْعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخواناً، المسلمُ أخو المسلم، لا يَظْلِمُهُ، ولا يَخْذُلهُ، ولا يَحْقِرهُ، التقوى هاهنا - ويشير إِلى صدره ثلاث مرات - بِحَسْبِ امرئ من الشَّرِّ: أَن يَحْقِرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمُه، ومالُه، وعِرْضُه» . وفي أخرى قال: «إِنَّ الله لا ينظرُ إِلى صوركم وأَموالكم، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأعمالكم» . هذه روايات مسلم. وأَما البخاري فقال: «إِيَّاكم والظنَّ، فَإِن الظَنَّ أكذبُ الحديث، ولا تَحَسَّسوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً، ولا يَخْطُبِ الرجل على خِطْبة أخيه، حتى ينكِحَ أو يتركَ» . وله في أخرى: «إِيَّاكُم والظنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديث، ولا تَحسَّسوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكونوا عبادَ الله إخواناً» . وأخرج الموطأ إِلى قوله: «وكونوا عباد الله إخواناً» . [ص: 525] وفي رواية الترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلم أخو المسلم، لا يخونُه، ولا يكذِبُهُ، ولا يَخْذُله، كلُّ المسلم على المسلم حرام: عِرْضُهُ، ومالُه، ودمُه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر: أَن يحقِرَ أخاه المسلم» . وله في أخرى: «إِيَّاكُم والظَّنَّ، فإِن الظَّنَّ أكذبُ الحديث» . وأخرج أبو داود قال: «كلُّ المسلم على المسلم حرام: مالُه، وعِرْضُهُ، ودَمُهُ، حسبُ امرئ من الشر: أن يحقِرَ أخاه المسلم» . وله في أخرى: «إِيَّاكم والظَّنَّ، فإِنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديث، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إيَّاكم والظَّن) أراد بالظَّن الشَّك الذي يعرض للإنسان في الشيء فيحققه ويعمل به، وقيل: أراد: إياكم وسوء الظن وتحقيقه، دون مبادئ الظنون التي لا تُمْلَك، وخواطر القلوب التي لا تُدْفَع، معناه: لا تبحثوا عن عيوب الناس، ولا تتبعوا أخبارهم. [ص: 526] (ولا تُجَسُّسُوا) التُّجسس - بالجيم -: طلب الخبر لغيرك، وبالحاء: طلبه لنفسك. (تَنَافَسُوا) المُنَافَسة: المثابرة على طلب الشيء، والمغالبة فيه. (تدابروا) التَّدابر: التقاطع والتهاجر، وأصله: أن يوَلِّي أخاه ظهره. (تَنَاجَشُوا) المُنَاجشة: أن تزيد في بيع لست تريد شراءه ليقع غيرك فيه بزيادة في الثمن.   (1) رواه البخاري 9 / 171 في النكاح، باب لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع، وفي الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، وباب: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن} ، وفي الفرائض، باب تعليم الفرائض، ومسلم رقم (2563) في البر والصلة، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس، والموطأ 2 / 907 و 908 في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وأبو داود رقم (4882) و (4917) في الأدب، باب في الغيبة، وباب في الظن، والترمذي رقم (1928) في البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ههنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه» . أخرجه أحمد (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا داود بن قيس. وفي (2/311) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا سفيان، عن داود بن قيس. وفي (2/360) قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو وأبو نعيم. قالا: حدثنا داود بن قيس. وعبد بن حميد (1442) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا داود ابن قيس. ومسلم (8/10) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا داود، يعني ابن قيس. وفي (8/11) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح. قال: حدثنا ابن وهب، عن أسامة، وهو ابن زيد وابن ماجة (3933) قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب. قال: حدثنا عبد الله بن نافع ويونس بن يحيى، جميعا عن داود بن قيس. وفي (4213) قال: حدثنا يعقوب بن حميد المدني. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن داود بن قيس. كلاهما - داود بن قيس، وأسامة بن زيد - عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، فذكره. * في رواية أسامة بن زيد زاد ونقص، ومما زاد فيه: «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم. ولكن ينظر إلى قلوبكم» وأشار بأصابعه إلى صدره. * رواية سفيان مختصرة على: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» . * رواية عبد الله بن نافع ويونس بن يحيى مختصرة على: «كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه» . * رواية عبد العزيز بن محمد مختصرة على: «حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» . وبلفظ: «المسلم أخو المسلم. لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله. كل المسلم على المسلم حرام: عرضه وماله ودمه. التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم» . أخرجه أبو داود (4882) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى. والترمذي (1927) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي.، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، فذكره. * لم يذكر واصل بن عبد الأعلى أول الحديث إلى أن قال: ولا يخذله. وبلفظ: «لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا. وكونوا عباد الله إخوانا» . وفي رواية جرير، عن الأعمش: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخوانا» . وفي رواية شعبة، عن الأعمش: «لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا إخوانا كما أمركم الله» . أخرجه أحمد (2/389) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت سليمان. والبخاري في الأدب المفرد (400) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل. ومسلم (8/10) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وعلي بن نصر الجهضمي. قالا: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل. كلاهما - سهيل، وسليمان الأعمش - عن أبي صالح ذكوان، فذكره. وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا» . أخرجه أحمد (2/312) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (8/23) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. وفي الأدب المفرد (410) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن المبارك - قالا: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» . أخرجه أحمد (2/342) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا عبد الله بن طاووس. وفي (2/539) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا أبو معاوية، يعني شيبان، عن ليث والبخاري (8/185) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا ابن طاووس. كلاهما - عبد الله بن طاووس، وليث بن أبي سليم - عن طاووس، فذكره. وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تحاسدوا ولا تنافسوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» . أخرجه أحمد (2/470) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/491) قال: حدثنا بهز. (ح) وحدثنا عفان. وفي (2/504) قال: حدثنا يزيد. أربعتهم - عبد الرحمن، وبهز، وعفان، ويزيد - عن سليم بن حيان. قال: سمعت أبي يحدث، فذكره. وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تنافسوا، ولا تدابروا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا» . أخرجه أحمد (2/482) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره. وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تناجشوا ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» . أخرجه مالك الموطأ (566) عن أبي الزناد. والحميدي (1086) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. وأحمد (2/245) قال: قرئ على سفيان: سمعت أبا الزناد. وفي (2/287) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عبد الله بن ذكوان. وفي (2/465) قال: حدثنا إسحاق. قال أخبرنا مالك، عن أبي الزناد. وفي (2/517) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك، عن أبي الزناد. والبخاري (7/24) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث. عن جعفر بن ربيعة. وفي (8/23) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد. وفي الأدب المفرد (1287) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد. ومسلم (8/10) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن أبي الزناد، وأبو داود (4917) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد. والترمذي (1988) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. كلاهما - أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وجعفر بن ربيعة - عن الأعرج، فذكره. * رواية سفيان مختصرة على: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» . * زاد في رواية جعفر بن ربيعة: «ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح، أو يترك» . وبلفظ: «كونوا عباد الله إخوانا، لا تعادوا ولا تباغضوا، سددوا وقاربوا وأبشروا» . رواية ابن مهدي: «لا تدابروا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا» . أخرجه أحمد (2/446) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - وكيع، وابن مهدي - قالا: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عن محمد بن زياد، فذكره. وبلفظ: «لا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا» . وفي رواية: «ولا تدابروا ولا تنافسوا.» . أخرجه أحمد (2/288، و393) قال: حدثنا الفضل بن دكين أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان، عن صالح بن نبهان، فذكره. وبلفظ: «لا تهجروا ولا تدابروا ولا تحسسوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا» . أخرجه مسلم (8/10) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد، عن العلاء، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4731 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 523 4732 - (خ م ط ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَقَاطَعُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عبادَ الله إخواناً، ولا يَحِلُّ لمسلم أن يَهْجُرَ أخاه فوق ثلاث» . وفي أخرى: «لا تحاسَدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطَعُوا، وكونوا عبادَ الله إخواناً» . أخرج الأولى الجماعة إِلا النسائي، وأخرج الثانية مسلم. وقال مالك في الموطأ في روايته: «ولا أحْسِبُ التدابر إِلا الإعراض عن المسلم، يُدبِرُ عنه بوجهه» (1) . [ص: 527] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إنشاد الضالة) الضالَّة: الضائعة، وإنشادها: تعريفها طريقها، أو تعريف صاحبها بها.   (1) رواه البخاري 10 / 403 في الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، وباب الهجرة، ومسلم رقم (2559) في البر والصلة، باب تحريم التحاسد والتباغض، والموطأ 2 / 907 في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وأبو داود رقم (4910) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، والترمذي رقم (1936) في البر والصلة، باب ما جاء في الحسد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (566) ، والبخاري (8/25) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي الأدب المفرد (398) قال: حدثنا إسماعيل، ومسلم (8/8) قال: حدثني يحيى بن يحيى. وأبو داود (4910) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. أربعتهم - ابن يوسف، وإسماعيل، ويحيى، وابن مسلمة - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه الحميدي (1183) ، وأحمد (3/110) ، ومسلم (8/9) قال: حدثنا زهير بن حرب، وابن أبي عمر، وعمرو الناقد. والترمذي (1935) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار، وسعيد بن عبد الرحمن. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وزهير، وابن أبي عمر، والناقد، وعبد الجبار، وسعيد - عن سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه أحمد (3/165) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/199) قال: حدثنا عبد الأعلى. ومسلم (8/9) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، وعبد ابن حميد. كلاهما - عن عبد الرزاق -. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعبد الأعلى، ويزيد - عن معمر بن راشد. 4- وأخرجه أحمد (3/209) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، وزكريا بن إسحاق. 5- وأخرجه أحمد (3/225) والبخاري (8/23) قالا - البخاري، وأحمد - حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. 6- وأخرجه مسلم (8/8) قال: حدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي. 7- وأخرجه مسلم (8/9) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. ثمانيتهم - مالك، وسفيان، ومعمر، وابن جريج، وزكريا، وشعيب، والزبيدي، ويونس - عن الزهري، فذكره. وبلفظ: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا» . 1- أخرجه أحمد (3/209، و 277) قال: حدثنا روح، ومسلم (8/9) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود. (ح) وحدثنيه علي بن نصر الجهضمي، قال: حدثنا وهب بن جرير. ثلاثتهم - روح، وأبو داود، ووهب - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/283) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان بن يزيد. كلاهما - شعبة، وأبان - عن قتادة، فذكره. الحديث: 4732 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 526 4733 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «حقُّ المسلمِ على المسلم خمس: ردُّ السلام، وعِيادةُ المريض، واتِّباعُ الجنازة، وإِجابةُ الدَّعْوَةِ، وتشميتُ العاطس» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: «حقُّ المسلم على المسلم سِتّ، قيل: ما هنَّ يا رسولَ الله؟ قال: إِذا لقيتَه فسلِّمْ عليه، وإِذا دَعَاكَ فأَجِبْهُ، وإِذَا استنصحَكَ فانْصَحْ له، وإِذا عَطَسَ فَحمِدَ الله فشَمِّتْه، وإِذا مرضَ فعُدْه، وإِذَا ماتَ فاتْبَعْهُ» . وأخرج أبو داود الأولى. وفي رواية الترمذي نحو الثانية، وجعل بدل السلام: «وتَنْصَح له إِذا غابَ أو شَهِدَ» . وفي رواية النسائي قال: «للمؤمن على المؤمن سِتُّ خِصَال: يعُودُه إِذا مَرِضَ، ويشهدُهُ إِذا ماتَ، ويجيبُه إِذا دعاه، ويسلِّمُ عليه إِذا لَقِيَهُ، ويشمِّتُه إِذا عَطَسَ، وينصَحُ له إِذا غابَ أَو شَهِدَ» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 90 في الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز، ومسلم رقم (2162) في السلام، باب من حق المسلم على المسلم رد السلام، وأبو داود رقم (5030) في الأدب، باب في العطاس، والترمذي رقم (2738) في الأدب، باب ما جاء في تشميت العاطس، والنسائي 4 / 53 في الجنائز، باب النهي عن سب الأموات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (2/90) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي. ومسلم (7/3) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا عبد ابن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (5030) قال: حدثنا محمد بن داود ابن سفيان وخشيش بن أصرم، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (221) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن الأوزاعي. ثلاثتهم - الأوزاعي، ويونس، ومعمر - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره. * في رواية عبد بن حميد قال عبد الرزاق: كان معمر يرسل هذا الحديث عن الزهري، وأسنده مرة، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. وبلفظ: «حق المسلم على المسلم ست: قيل: ماهن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه» . أخرجه أحمد (2/372) قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/412) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القاص. والبخاري في الأدب المفرد (925) قال: حدثنا محمد بن سلام، عن إسماعيل بن جعفر. وفي (991) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك. ومسلم (7/3) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. ثلاثتهم - إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن إبراهيم، ومالك - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «حق المؤمن على المؤمن ست خصال: أن يسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وإن دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهده، وإذا غاب أن ينصح له» . أخرجه أحمد (3/321) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن ابن حجيرة، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «للمؤمن على المؤمن ست خصال: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وينصح له إذا غاب، أو شهد» . أخرجه الترمذي (2737) ، والنسائي (4/53) . كلاهما - الترمذي، والنسائي - عن قتيبة، قال: حدثنا محمد بن موسى المخزومي المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. وبلفظ: «ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل» . أخرجه البخاري في الأدب المفرد (519) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «خمس من حق المسلم على المسلم: رد التحية، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله» . وفي رواية عمر بن أبي سلمة: «ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل» . أخرجه أحمد (2/332) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (2/356) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. وفي (2/357) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة وفي (2/388) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عمر بن أبي سلمة. وابن ماجة (1435) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو. كلاهما - محمد بن عمرو، وعمر بن أبي سلمة - عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 4733 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 527 4734 - (خ م ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال معاوية بن سويد بن مُقَرِّن: دخلتُ على البراء بنِ عازِب، فسمعتُه يقول: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِسَبْع، ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادةِ المريض، واتِّباعِ الجنازة، وتشميتِ العاطس، وإِبْرَارِ القسم - أو المُقْسِم- ونصرِ المظلوم، وإِجابةِ الدَّاعي، وَإِفشاءِ السلام، ونهانا عن خواتيم الذهب، أو عن تختُّمٍ بالذهب، وعن شُربٍ بالفضة، وعن المياثِر، وعن القَسِّيِّ، وعن لُبْس الحرير، والإِسْتَبْرَقِ والديباج» . وفي رواية: «وإِنشادِ الضَّالَّة» . زاد في أخرى: «وعن الشُّرْبِ في الفضة، فإنَّه مَن شَرِبَ فيها في الدنيا، لم يشرب فيها في الآخرة» ، وقال: «إِبرار المقسِم» من غير شك. وفي أخرى: «رَدّ السلام» ، بدل: «إِفشاء السلام» ، وقال: «نهانا عن خاتم الذهب، أو عن حَلْقَةِ الذَّهَبِ» . وفي أخرى: «وإِبرارِ القسم» . وفي أخرى: «ونهانا عن خاتم الذهب، وعن آنيةِ الفضة» . وفي أخرى: «وعن المياثر الحُمْرِ» . وأخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي [الرواية] الأولى. وفي رواية النسائي قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بسبع: أمرنا باتِّباع [ص: 529] الجنائز، وعيادةِ المريض، وتشميتِ العاطس، وإجابةِ الدَّاعي، ونصرِ المظلوم، وإِبرارِ القسم، وردِّ السلام» . وله في أخرى قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بسبع، ونهانا عن سبع، أمرنا بعيادةِ المريض، وتشميتِ العاطس، وإِبرارِ القسم، ونُصْرَةِ المظلوم، وإِفشاءِ السلام، وإِجابةِ الدَّاعي، واتِّباع الجنائز، ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن آنيةِ الفضة، وعن المياثِر، وعن القَسِّيَّةِ، والإِسْتَبْرَقِ، والحريرِ، والديباجِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إبرار القَسَم) القَسَم: اليمين، والمُقْسِم: الحالف، وإبراره: تصديقه وأن لا يُحنِثَه. (القَسِّيِّ) : ثياب منسوجة من كَتان وإبْرَيسم مُضَلَّعة، كانت تجيء مِصْر من قرية تسمى القَسّ، فنسبت إليها. [ص: 530] (الإسْتَبْرَق) : ما غَلُظَ من الدِّيباج.   (1) رواه البخاري 10 / 266 في اللباس، باب خواتيم الذهب، وباب لبس القسي، وباب الميثرة الحمراء، وفي الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز، وفي المظالم، باب نصر المظلوم، وفي النكاح، باب حق إجابة الوليمة، وفي الأشربة، باب آنية الفضة، وفي المرضى، باب وجوب عيادة المرضى، وفي الأدب، باب تشميت العاطس إذا حمد الله، وفي الاستئذان، باب إفشاء السلام، وفي الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، ومسلم رقم (2066) في اللباس، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء ... ، والترمذي رقم (2810) في الأدب، باب ما جاء في كراهية لبس المعصفر للرجل، والنسائي 4 / 54 في الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز، وفي الأيمان والنذور، باب إبرار القسم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم الحديث: 4734 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 528 4735 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف: يُسلِّم عليه إِذا لقيَه، ويُجيبه إِذا دعاه، ويُشَمِّتُه إِذا عطس، ويعُودُه إِذا مرض، ويَتْبَع جنازَته إِذا مات، ويحبُّ له ما يحبُّ لنفسه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2737) في الأدب، باب ما جاء في تشميت العاطس، وفي سنده الحارث الأعور، وهو ضعيف، ولكن للحديث شواهد يرقى بها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: وفي الباب عن أبي هريرة وأيوب والبراء وابن مسعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/88) (673) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/89) (674) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا إسرائيل. والدارمي (2636) قال: أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل. وابن ماجة (1433) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو الأحوص والترمذي (2736) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص كلاهما - إسرائيل، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد تكلم بعضهم في الحارث الأعور. الحديث: 4735 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 530 4736 - (ت) أَنَس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودُ المريض، ويشهدُ الجنازة، ويركبُ الحمار، ويجيب دعوة العبد، وكان يومَ بني قُرَيْظَةَ على حمار مخطوم بحَبْل من لِيف، عليه إِكافُ ليف» . أَخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَخْطُوم) : له خِطَام، وهو حبل يكون في أنف الدابة تُقَاد به.   (1) رقم (1017) في الجنائز، باب رقم (32) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4178) في الزهد، باب البراءة من الكبر والتواضع، وفي سنده مسلم بن كيسان الضبي الأعور، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم عن أنس، ومسلم الأعور يضعف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في الجنائز (32) وأيضا في الشمائل (48:3) عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر، وقال: لا نعرفه إلا من حديث مسلم، ومسلم يضعف. وابن ماجة في التجارات (66:1) عن محمد بن الصباح، عن سفيان و (66:1) عن عمرو بن رافع عن جرير. كلاهما عنه ببغضه: كان يجيب دعوة المملوك. وفي الزهد (16:6) عن عمرو بتمامه عن مسلم بن كيسان الملائي الأعور الكوفي، فذكره. الحديث: 4736 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 530 4737 - (خ د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أطْعِمُوا الجائع، وعُودُوا المريض، وَفُكُّوا العَانِيَ» . [ص: 531] أَخرجه البخاري، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فُكوا العاني) العاني: الأسير، وفكُّه: إطلاقه.   (1) رواه البخاري 10 / 97 في المرضى، باب وجوب عيادة المريض، وفي الجهاد، باب فكاك الأسير، وفي النكاح، باب حق إجابة الوليمة، وفي الأحكام، باب إجابة الحاكم الدعوة، وأبو داود رقم (3105) في الجنائز، باب الدعاء للمريض بالشفاء عند العيادة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/394) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/406) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. والدارمي (2468) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. وعبد بن حميد (554) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان، وإسرائيل. والبخاري (4/83) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (7/31 و 9/88) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (7/87) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (7/150) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (3105) قال: حدثنا ابن كثير، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9001) عن قتيبة، عن أبي عوانة (ح) وعن محمود بن غيلان، عن وكيع، وبشر بن السري، عن سفيان. أربعتهم - سفيان، وإسرائيل، وجرير، وأبو عوانة - عن منصور، عن أبي وائل، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 4737 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 530 4738 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَحْقِرَنَّ أحدُكم شيئاً من المعروف، وإِن لم يجد فلْيَلْقَ أَخَاهُ بوجه طليق، وَإِذا اشتَريتَ لحماً، أو طبخْتَ قِدْراً: فَأكثِرْ مَرَقَتَه، واغْرِفْ لجارك منه» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَلِيق) الوجه وطَلْق الوجه: إذا كان منبسطاً غير مُنْقَبِض.   (1) رقم (1834) في الأطعمة، باب ما جاء في إكثار ماء المرقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، قال الترمذي: وقد رواه شعبة عن أبي عمران الجوني. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1833) قال:حدثنا الحسين بن علي بن الأسود البغدادي. قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي. قال: حدثنا إسرائيل، عن صالح بن رستم أبي عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4738 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 531 الفصل الثالث: في المجالسة وآداب المجلس ، وفيه ثمانية فروع الفرع الأول: في الجلوس بالطرق 4739 - (خ م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ [ص: 532] صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُم والجلوسَ في الطُّرُقات، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدّ، نتحدَّث فيها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فإِذا أَبيتُم إِلا المجلسَ فَأعْطُوا الطريقَ حقَّهُ، قالوا: وَمَا حَقُّ الطريق يا رسولَ الله؟ قال: غَضُّ البصرِ، وكَفُّ الأَذَى، وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهي عن المنكرِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 9 في الاستئذان، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم} ، وفي المظالم، باب أفنية الدور والجلوس فيها والجلوس على الصعدات، ومسلم رقم (2121) في اللباس، باب النهي عن الجلوس في الطرقات، وأبو داود رقم (4815) في الأدب، باب في الجلوس في الطرقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/36) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زهير بن محمد. وفي (3/47) قال: حدثنا عبد الملك، قال: حدثنا هشام. وعبد بن حميد (958) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام بن سعد. والبخاري (3/173) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة. وفي (8/63) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير. وفي الأدب المفرد (1150) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا الدراوردي. ومسلم (6/165 و 7/2 و 3) قال: حدثني سويد بن سعيد، قال: حدثني حفص بن ميسرة. (ح) وحدثناه يحيى ابن يحيى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني. (ح) وحدثناه محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا هشام يعني ابن سعد. وأبو داود (4815) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد. أربعتهم - زهير بن محمد، وهشام بن سعد، وحفص بن ميسرة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. * أخرجه أحمد (3/61) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد، فذكره. الحديث: 4739 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 531 4740 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة، قال: «وإِرْشَادُ السبيل» . أخرجه أبو داود، عقيب حديث أبي سعيد الخدري هكذا (1) .   (1) رقم (4816) في الأدب، باب في الجلوس في الطرقات، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4816) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 4740 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 532 4741 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة، قال: «وتُغيثُوا الملْهُوف، وتَهْدُوا الضَّال» . أخرجه أبو داود عقيب حديث أبي هريرة هكذا (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الملهوف) : المظلوم يستغيث.   (1) رقم (4817) في الأدب، باب في الجلوس في الطرقات، وفي سنده ابن جحير العدوي، وهو مجهول لم يسم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرج حديث ابن حجير: أبو داود (4817) قال: حدثنا الحسن بن عيسى النيسابوري قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن إسحاق بن سويد، عن ابن حجير العدوي، فذكره. الحديث: 4741 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 532 4742 - (م) أبو طلحة - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا قُعُودا بالأفنِية نتحدَّث، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام علينا، فقال: ما لكم ولمجالس الصُّعُدات؟ اجتنبوا مَجالِسَ الصعدات، فقلنا: إِنَّما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتذاكر، ونتحدّث، قال: إِمَّا لا، فأدُّوا حقَّها: غَضُّ البصر، وردّ السَّلام، وحُسْنُ الكلام» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأفنية) جمع فناء، وهو ساحة الدار. (الصُّعُدات) جمع صُعُد، وصُعُد، جمع صَعيد، والصعيد: التراب ووجه الأرض، مثل طريق وطُرُق وطرقات. (إما لا) يقال: افعل هذا إما لا، أصله: إن و «ما» زائدة والمعنى: إلا تفعل هذا فافعل هذا، وقد أمالوا فقالوا: إمالا.   (1) رقم (2161) في السلام، باب من حق الجلوس على الطريق رد السلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/30) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (7/2) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3776) عن محمد بن إبراهيم، عن الفضل بن العلاء. كلاهما - عبد الواحد، والفضل- عن عثمان بن حكيم، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4742 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 533 4743 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ بناس من الأنصار - وهم جُلُوس في الطريق - فقال: إِن كُنتم لابُدَّ فاعلين، فردُّوا السلام، وأعينوا المظلوم، واهدوا السَّبيل» . أخرجه الترمذي عن أبي إسحاق السَّبِيعي عن البراء، قال: ولم يسمعه منه (1) .   (1) رقم (2727) في الاستئذان، باب ما جاء في المجالس على الطريق، وإسناده منقطع، لكن للحديث شواهد بمعناه، فهو بها حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/282) قال: حدثنا عفان. وفي (4/291) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان. وفي (4/291، 301) قال: حدثنا أبو سعيد. والدارمي (2658) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والترمذي (2726) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. خمستهم - عفان، وابن جعفر، وأبو سعيد، وأبو الوليد، وأبو داود - قالوا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (4/282) قال: حدثنا حسين بن محمد. وفي (4/291) قال: حدثنا أسود. وفي (4/293) قال: حدثنا يحيى بن آدم. ثلاثتهم - حسين، وأسود، ويحيى - قالوا: حدثنا إسرائيل. كلاهما - شعبة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، فذكره، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4743 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 533 الفرع الثاني: في التناجي 4744 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا كانَ ثلاثة فلا يَتَنَاجى (1) اثنانِ دونَ الثالثِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ. وعند مسلم: «دون واحد» . وللموطأ قال عبد الله بنُ دينار: «كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عُقْبة التي بالسوق، فجاء رجل يريد أن يناجيَه وليس مع ابن عمر رجل غيري، فدعا ابن عمر رجلاً آخر، حتى كنا أربعة، فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا: استأخرا شيئاً، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يَتَناجَ اثنان دون واحد» . وأخرجه أبو داود عقيب حديث أخرجه عن ابن مسعود، فقال: عن ابن عمر مثلُهُ. وقال: قال أبو صالح: «فقلتُ لابن عمر: فأربعة؟ قال: لا يضرُّك» (2) . [ص: 535] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَتَنَاجى) المُناجاة: المحادثة سرّاً من الحاضرين.   (1) وهو نفي، ومعناه النهي، وفي بعض النسخ بجيم فقط بلفظ النهي. (2) رواه البخاري 11 / 68 و 69 في الاستئذان، باب لا يتناجى اثنان دون الثالث، ومسلم رقم (2183) في السلام، باب تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث، والموطأ 2 / 988 و 989 في الكلام، باب ما جاء في مناجاة اثنين دون واحد، وأبو داود رقم (4852) في الأدب، باب في التناجي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «إذا كان ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون واحد» . أخرجه مالك الموطأ صفحة (611) . والحميدي (646) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن عمر. وأحمد (2/17) (4664) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/32) (4874) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/45) (5046) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت أيوب بن موسى. وفي (2/121) (6024) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (2/123) (6057) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث. وفي (2/126) (6085) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (2/141) (6270) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/146) (6338) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. والبخاري (8/80) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (8/80) والأدب المفرد (1168) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (7/12) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر وابن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد. قالا: حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا قتيبة وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد، عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت أيوب بن موسى. ثمانيتهم - مالك، وعبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وأيوب بن موسى، وشعيب، وليث، وأيوب بن أبي تميمة - عن نافع، فذكره. وبلفظ «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتناجى اثنان دون الثالث» . أخرجه الحميدي (645) قال: حدثنا سفيان وصالح بن قدامة الجمحي المدني. وأحمد (2/9) (4564) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/60) (5258) قال: حدثنا وكيع. عن سفيان. وفي (2/60) (5258) و (2/62) (5281) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/73) (5425) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/79) (5501) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وابن ماجة (3776) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. خمستهم - سفيان بن عيينة، وصالح بن قدامة، وسفيان الثوري، وعبد العزيز، وشعبة - عن عبد الله ابن دينار، فذكره. وعن القاسم بن محمد، أن ابن عمر قال ليحيى بن حبان: أما ترون القتل شيئا. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يتناجى اثنان دون الثالث» . أخرجه الحميدي (647) قال: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، فذكره. وعن يحيى بن حبان، أنه كان مع عبد الله بن عمر، وأن عبد الله بن عمر قال له في الفتنة: لا ترون القتل شيئا؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للثلاثة: «لا ينتجي اثنان دون صاحبهما» . أخرجه أحمد (2/32) (4871) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى، يعني بن سعيد، عن محمد ابن يحيى بن حبان أخبره، أن رجلا أخبره عن أبيه يحيى، فذكره. * أخرجه أحمد (2/2) (4450) قال: حدثنا هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناج اثنان دون واحد» . وعن أبي صالح، عن ابن عمر. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجين اثنان دون صاحبهما» . أخرجه أحمد (2/18) (4685) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/43) (5023) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/141) (6264) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. والبخاري في الأدب المفرد (1170) قال: حدثني عمر بن حفص، قال: حدثني أبي. وأبو داود (4852) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس. خمستهم - يحيى، وشعبة، وإسحاق، وحفص بن غياث، وعيسى - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1172) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عمر. قال: إذا كانوا أربعة فلا بأس. وعن سعيد المقبري. قال: جلست إلى ابن عمر، ومعه رجل يحدثه، فدخلت معهما، فضرب بيده صدري. وقال: أما علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تناجى اثنان، فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما.» . أخرجه أحمد (2/114) (5949) قال: حدثنا سريج. وفي (2/138) (6225) قال: حدثنا نوح. كلاهما - سريج، ونوح - عن عبد الله، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 4744 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 534 4745 - (د خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَنْتَجي (1) اثنان دون صاحبهما، فَإِن ذلك يُحْزِنُهُ» . أخرجه أبو داود. وهذا هو الحديث الذي جعل حديث ابن عمر مثله. وفي رواية البخاري ومسلم: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى (1) اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يُحْزِنُه، ولا تُبَاشِرُ المرأةُ المرأةَ فتصفها لزوجها كأنه ينظر إِليها» . وفي رواية الترمذي: «إِذا كنتم ثلاثة فلا يَنْتَجي (1) اثنان دون صاحبهما» . وفي أخرى: «لا يتناجى (1) اثنان دون الثالث، فإن ذلك يُحْزِنُه» (2) .   (1) وهو نفي بمعنى النهي، وفي بعض النسخ: بجيم فقط بلفظ النهي. (2) رواه البخاري 11 / 69 في الاستئذان، باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة، ومسلم رقم (2184) في السلام، باب تحريم مناجاة الاثنين دون ثالث بغير رضاه، وأبو داود رقم (4851) في الأدب، باب في التناجي، والترمذي رقم (2827) في الأدب، باب ما جاء لا يتناجى اثنان دون ثالث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (109) قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش. وأحمد (1/375) (3560) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/425) (4039) قال: حدثنا أبومعاوية، قال: حدثنا الأعمش وفي (1/425) (4040) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير، قالا: حدثنا الأعمش. وفي (1/430) (4093) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن الأعمش. وفي (1/431) (4106) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/438) (4175) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. وفي (1/440) (4190) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش، وفي (1/440) (4191) ، و (1/462) (4407) و (1/464) (4424) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. وفي (1/460) (4395) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن أبي النجود. وفي (1/465) (4436) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أبو بكر، عن عاصم، والدارمي (2660) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن الأعمش. والبخاري (8/80) وفي الأدب المفرد (1171) قال:حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي الأدب المفرد (1169) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (7/12) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وهناد بن السري، قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور (ح) وحدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (7/13) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب، قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - عن الأعمش - وأبو داود (4851) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش. وابن ماجه (3775) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش والترمذي (2825) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثني ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش. ثلاثتهم - سليمان الأعمش،ومنصور، وعاصم بن أبي النجود - عن شقيق أبي وائل، فذكره. الحديث: 4745 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 535 الفرع الثالث: في القيام للداخل 4746 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنهما -: قال: «لم يكن [ص: 536] شخص أحبَّ إِليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانوا إِذا رَأَوْه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2755) في الأدب، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/132) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وفي (3/134) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/151) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/250) قال: حدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (946) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (2754) وفي الشمائل (335) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عفان. خمستهم - عن حماد بن سلمة، عن حميد - فذكره. * وفي رواية أبي كامل عند أحمد (3/134) قال: حدثنا حماد، مرة عن ثابت عن أنس، ومرة عن حميد عن أنس. * وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. الحديث: 4746 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 535 4747 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَوَكِّئاً على عصى، فقمنا إِليه. فقال: لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظِّم بعضهم بعضاً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5230) في الأدب، باب في قيام الرجل للرجل، وإسناده ضعيف، ولكن معنى الحديث صحيح، فقد روى مسلم في " صحيحه " رقم (413) ... إن كدتم تفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/253) ،وأبو داود (5230) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة - قالا: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا مسعر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، فذكره. * أخرجه أحمد (5/253) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مسعر، عن أبي، عن أبي، عن أبي، منهم أبو غالب، عن أبي أمامة، فذكره. لم يذكر كناهم. * أخرجه أحمد (5/256) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مسعر، قال: حدثنا أبو العدبس، عن رجل أظنه أبا خلف، قال: حدثنا أبو مرزوق، قال: قال أبو أمامة، فذكره. ليس فيه أبو العنبس، ولا أبو غالب. وزاد فيه أبا خلف. * أخرجه ابن ماجة (3836) قال: حدثنا علي بن محمد، قال:حدثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي مرزوق، عن أبي وائل، عن أبي أمامة الباهلي، فذكره. الحديث: 4747 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 536 4748 - (د ت) أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي: قال: «خرج معاوية على ابن عامر، وعلى ابن الزبير - رضي الله عنهم - فقام ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاويةُ لابن عامر: اجلس، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ أَحبَّ أن يَمْثُلَ لهُ الناسُ (1) قياماً، فَليَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ من النار» . أخرجه أبو داود. وعند الترمذي قال: «خرج معاويةُ، فقام عبد الله بن الزبير، وابن صفوان، حين رَأَوْه، فقال: اجلسا، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَن سرَّهُ أن يتَمثَّلَ له الرجالُ قياماً فَلْيَتَبَوأْ مَقْعَدَهُ من النار» (2) . [ص: 537] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَمْثُلَ) مَثَلَ الناس للأمير قياماً: إذا قاموا بين يديه وعن جانبيه وهو جالس، نهي عنه لأن الباعث عليه الكبر وإذلال الناس. (فليتبوَّأ) تَبَوَّأ منزلاً: إذا اتخذه مقاماً.   (1) في نسخ أبو داود المطبوعة: أن يمثل له الرجال. (2) رواه أبو داود رقم (5229) في الأدب، باب في قيام الرجل للرجل، والترمذي رقم (2756) في الأدب، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/91) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/93) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/100) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وعبد بن حميد (413) قال: أخبرنا أبو أسامة. والبخاري في الأدب المفرد (977) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد. وأبو داود (5229) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد والترمذي (2755) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا أبو أسامة. ستتهم - شعبة، وإسماعيل بن علية، ومروان، وأبو أسامة، وحماد، وسفيان - عن حبيب بن الشهيد، عن أبي مجلز لاحق بن حميد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 4748 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 536 الفرع الرابع: في الجلوس في مكان غيره 4749 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُقيمنَّ أحَدُكم رجلاً من مجلسه، ثم يجلسُ فيه، ولكن تَوَسَّعُوا وتَفَسَّحُوا، يَفْسَحِ اللهُ لكم» . وفي رواية نحوه، وفيه: «وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مَجْلسه لم يَجْلسْ فيه» . وفي رواية: «لا يقيمُ أحدُكم أخاه من مجلسه، ثم يجلسُ فيه» . أخرج الأولى والثانية البخاري ومسلم، وأخرج الثانية والثالثة الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام له رجل آخرُ من مجلسه، فذهب ليجلس فيه، فنهاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 52 و 53 في الاستئذان، باب لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه، وباب [ص: 538] إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا، وفي الجمعة، باب لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة، ويقعد مكانه، ومسلم رقم (2177) في السلام، باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه المباح الذي سبق إليه، والترمذي رقم (2750) و (2751) في الأدب، باب ما جاء في كراهية أن يقام الرجل من مجلسه، وأبو داود رقم (4828) في الأدب، باب في الرجل يقوم للرجل من مجلسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/32) (4874) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن نافع، فذكره. وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقيم الرجل الرجل من مقعده، ثم يجلس فيه. ولكن تفسحوا وتوسعوا» . أخرجه الحميدي (664) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وأحمد (2/16) (4659) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/22) (4735) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (2/32) (4874) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/45) (5046) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت أيوب بن موسى. وفي (2/102) (5785) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله وفي (2/121) (6024) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (2/134) (6062) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. وفي (2/126) (6085) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد،، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (2/149) (6371) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (764) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن عبد الله بن عمر العمري. والدارمي (2656) قال: أخبرنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (2/10) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (8/75) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. وفي (8/75) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. وفي (8/75) قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله. وفي الأدب المفرد (1140) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (1153) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله. ومسلم (7/9 و10) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة وابن نمير. قالوا: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما عن ابن جريج (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. والترمذي (2749) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وابن خزيمة (1820) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (1822) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله. عشرتهم - عبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وأيوب بن موسى، وشعيب، والليث بن سعد، وأيوب بن أبي تميمة، وابن جريج، وعبد الله بن عمر، ومالك، والضحاك - عن نافع، فذكره. وعن سالم، عن ابن عمر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقيمن أحدكم أخاه، ثم يجلس في مجلسه» . وكان ابن عمر إذا قام له رجل عن مجلسه، لم يجلس فيه. أخرجه أحمد (2/89) (5625) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (7/10) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى. والترمذي (2750) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الأعلى - عن معمر، عن الزهري، عن سالم، فذكره. وعن نافع، عن ابن عمر، قال: «نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يخلف الرجل في مجلسه، وقال: إذا رجع، فهو أحق به» . أخرجه أحمد (2/32) (4874) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن نافع، فذكره. الحديث: 4749 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 537 4750 - (د) [أبو عبد الله - مولى لآل أبي بردة] : - عن سعيد بن أبي الحسن: قال: «جاء أبو بَكْرَةَ في شهادة، فقام له رجل من مجلسه، فأَبى أن يجلسَ فيه، وقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذا [ونهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-] أن يمسح الرجلُ يده بثوب مَن لم يكْسُه» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4827) في الأدب، باب في الرجل يقوم للرجل من مجلسه، وأبو عبد الله مولى آل أبي بردة، مجهول، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحداً يرويه إلا أبو بكرة، ولا نعلم له إلا هذا الطريق، ولا نعلم أحداً سمى هذا الرجل - يعني: أبا عبد الله مولى قريش - وإنما ذكرناه على ما فيه، لأنه لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/44) قال:حدثنا هشام بن القاسم. وفي (5/48) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وأبو داود (4827) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. أربعتهم - هاشم، وابن جعفر، وحجاج ومسلم - عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن أبي عبد الله مولى لآل أبي موسى الأشعري، عن سعيد بن أبي الحسن، فذكره. * في رواية محمد بن جعفر وحجاج عن شعبة: عن عبد رب بن سعيد، وقال أحمد بن حنبل: وقال بهز: عبد ربه. الحديث: 4750 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 538 4751 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا قام أحدُكم من مجلس ثم رجعَ إِليه، فهو أحقُّ به» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2179) في السلام، باب إذا قام من مجلسه ثم عاد فهو أحق به، وأبو داود رقم (4853) في الأدب، باب إذ قام من مجلسه ثم رجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير. وفي (2/283) قال:حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/342) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (2/389) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة ووهيب. وفي (2/446 و 447) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/483) قال:حدثنا سريج. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (2/527) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد. وفي (2/537) قال: حدثنا هاشم وأبو كامل. قالا: حدثنا زهير. والدارمي (2657) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله. قال: حدثنا زهير. والبخاري في الأدب المفرد (1138) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (7/10) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: أخبرنا أبو عوانة. (ح) وقال قتيبة أيضا: حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد. وأبو داود (4853) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3717) قال: حدثنا عمرو بن رافع. قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (1821) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا ابن أبي حازم. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا عبد العزيز،يعني الدراوردي. (ح) وحدثنا أبو بشر الواسطي. قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله. (ح) وحدثنا يوسف ابن موسى. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا بشر بن معاذ. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح بن القاسم. جميعهم - زهير، ومعمر، وحماد بن سلمة، ووهيب، وسفيان، وأبو عوانة، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وجرير، وابن أبي حازم، وخالد بن عبد الله، وروح بن القاسم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه، ولكن افسحوا يفسح الله لكم. وإذا صنع خادم أحدكم طعاما فولي حره ومشقته، فليدعه فليأكل معه، فإن لم يدعه فليناوله منه. ومن باع مصراة فالمشتري بالخيار ثلاثة أيام، إن شاء ردها ورد معها صاعا من تمر» . أخرجه أحمد (2/338) قال: حدثنا يونس. وفي (2/483) قال: حدثنا سريج. وفي (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ثلاثتهم - يونس، وسريج، وعبد الملك - قالوا: حدثنا فليح، عن أيوب بن عبد لرحمان بن صعصعة الأنصاري، عن يعقوب بن أبي يعقوب، فذكره. * في رواية يونس: «أيوب بن عبد الرحمن» . وفي رواية عبد الملك بن عمرو: «أيوب بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة» . * رواية يونس وعبد الملك بن عمرو مختصرة على أول الحديث. الحديث: 4751 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 538 4752 - (ت) وهب بن حذيفة الغفاري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الرجلُ أحقُّ بمجلسه، فإِذا خرج لحاجته ثم عادَ، فهو أحق بمجلسه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2752) في الأدب، باب ما جاء إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/422) قال: حدثنا هشام بن سعيد. وفي (3/422) قال: حدثنا عفان. والترمذي (2751) قال: حدثنا قتيبة. ثلاثتهم - هشام، وعفان، وقتيبة - عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 4752 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 538 4753 - (د ت) جابر بن سمرة (1) - رضي الله عنهما -: قال: «كنا إِذا أتينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- جلس أحدُنا حيث ينتهي» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: جابر بن عبد الله، وهو خطأ. (2) رقم (4825) في الأدب، باب في التحلق، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2727) في الاستئذان، باب رقم (29) وقال: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/107) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري في الأدب المفرد (1141) قال: حدثنا محمد بن الطفيل. وأبو داود (4825) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، وهناد. والترمذي (2725) قال: حدثنا علي بن حجر. وعبد الله بن أحمد (5/98) قال: حدثني محمد بن سليمان بن حبيب، «لوين» .والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2173) عن هناد. سبعتهم - أسود، وعبد الرحمن، وابن الطفيل، ومحمد بن جعفر، وهناد، وعلي، ولوين - عن شريك، عن سماك بن حرب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 4753 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 539 4754 - (د ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله-: عن أبيه عن جده: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُجْلَسُ بين رجلين إِلا بإِذنهما» . وفي رواية: «لا يحلُّ لرجل أن يُفَرِّق بين اثنين إِلا بإِذنهما» . أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الثانية (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4844) و (4845) في الأدب، باب في الرجل يجلس بين الرجلين بغير إذنهما، والترمذي رقم (2853) في الأدب، باب ما جاء في كراهية الجلوس بين الرجلين بغير إذنهما، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/213) (6999) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله. والبخاري في الأدب المفرد (1142) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا الفرات بن خالد. وأبو داود (4845) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: أخبرنا ابن وهب والترمذي (2752) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله. ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، والفرات، وابن وهب - عن أسامة بن زيد الليثي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * وأخرجه أبو داود (4844) قال: حدثنا محمد بن عبيد، وأحمد بن عبدة، المعنى، قالا: حدثنا حماد، قال: حدثنا عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، قال ابن عبدة: عن أبيه، عن جده، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4754 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 539 4755 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «خيرُ المجالس أوسَعُها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4820) في الأدب، باب في سعة المجلس من حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن أبي سعيد، وعبد الرحمن مجهول، قال الحافظ في " التهذيب ": وما أظنه سمع من أبي سعيد الخدري، وهو ابن أخي عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري الثقة، لكن للحديث شاهد من حديث أنس عند الحاكم والبيهقي وغيرهما بسند ضعيف يتقوى به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/18) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (3/69) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وعبد بن حميد (981) قال: حدثني عبد الله بن مسلمة القعنبي. والبخاري في الأدب المفرد (1136) قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو عامر العقدي. وأبو داود (4820) قال: حدثنا القعنبي. ثلاثتهم - أبو عامر، وأبو سعيد، والقعنبي - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال، عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة الأنصاري، فذكره. الحديث: 4755 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 539 الفرع الخامس: في القعود وسط الحلقة 4756 - (د ت) أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي: «أَن رجلاً قعد وسطَ حَلْقة، فقال حذيفة: ملعون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم- أو لعن الله [ص: 540] على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم- من جلس وَسْطَ الحَلْقة» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود مختصراً: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لعن من جلس وَسْط الحَلْقة» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4826) في الأدب، باب الجلوس وسط الحلقة، والترمذي رقم (2754) في الأدب، باب ما جاء في كراهية القعود وسط الحلقة، وقال ابن معين: أبو مجلز لم يسمع من حذيفة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وحسن إسناده النووي في " الرياض ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/384) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/398) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. وفي (5/401) قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2753) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله. خمستهم - يحيى، ومحمد، وحجاج، ووكيع، وعبد الله بن المبارك - عن شعبة. 2- وأخرجه أبو داود (4826) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان. كلاهما - شعبة، وأبان - قالا: حدثنا قتادة، قال: حدثنا أبو مجلز لاحق بن حميد، فذكره. الحديث: 4756 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 539 4757 - (م د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المسجد وهم حَلَق، فقال: مالي أراكم عِزِين» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِزِين) جمع عِزَة، أي: حلقة حلقة، وجماعة جماعة.   (1) رواه مسلم رقم (430) في الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة، وأبو داود رقم (4823) في الأدب، باب في التحلق واللفظ له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 4757 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 540 4758 - () عائشة - رضي الله عنها -: نحوه، وفيه: «وكان يحب الجماعة» . أخرجه رزين، ولم أجده في الأصول (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه أبو داود عقب حديث جابر الذي قبله برقم (4824) في الأدب، باب في التحلق قبله، وقال: كأنه يحب الجماعة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4824) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل، عن الأعمش بهذا، فذكره. الحديث: 4758 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 540 الفرع السادس: في هيئة الجلوس 4759 - (د) عبد الله بن حسان العنبري: عن جَدَّتَيْهِ: صَفِيَّةَ [ص: 541] ودُحَيْبةَ ابنَتَيْ عُليْبَةَ - وكانتا رَبيبَتيْ قَيْلَةَ بنت مَخْرَمة، وكانت جدة أبيهما - «أنها أخبَرَتْهما: أنها رأتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو قاعد القُرْفُصَاءَ: قالت: فلما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- المتخشِّع في الجلْسَةِ أُرْعِدْتُ من الفَرَق» . أخرجه أبو داود (1) . زاد رزين: «فقال: عليك السكينةَ، فسكن ذلك عني» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القُرْفُصاء) : أن يقعد الرجل قِعْدة المُحْتَبي، ثم يضع يديه على ساقيه كأنه يَحْتَبي بهما. (المتخشع) : هو الخاضع المُغتم الوجل. (الفَرَق) : الفزع.   (1) رقم (4847) في الأدب، باب في جلوس الرجل، وفي سنده مجاهيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1178) قال: حدثنا موسى، وأبو داود (4847) قال: حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل. والترمذي في الشمائل (127) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عفان بن مسلم. ثلاثتهم - موسى بن إسماعيل، وحفص بن عمر، وعفان بن مسلم - قالوا: حدثنا عبد الله بن حسان العنبري. قال: حدثتني جدتاي صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة، فذكرتاه. * في رواية عفان: عبد الله بن حسان، عن جدتيه ولم يسمهما. الحديث: 4759 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 540 4760 - (د) عمرو بن الشريد - رحمه الله-: عن أبيه قال: مرَّ بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس هكذا قد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتَّكَأْتُ على ألية يدي، فقال: «أتقعد قعدة المغضوب عليهم» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4848) في الأدب، باب في الجلسة المكروهة، وفيه عنعنة ابن جريج، وهذا الحديث سقط من المطبوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/388) وأبو داود (848) قالا - أحمد، وأبو داود- حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا ابن جريج، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، فذكره. أخرجه أحمد (4/388) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني إبراهيم ابن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، أنه سمعه، يخبره عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا وجد الرجل راقدا على وجهه ليس على عجزه شيء ركضه برجله. وقال: هي أبغض الرقدة إلى الله عز وجل، هكذا بهذا اللفظ مرسلا. لم يقل عمرو بن الشريد عن أبيه. وأخرجه أحمد أيضا (4/390) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة، أنه سمع عمرو بن الشريد يقول: بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر على رجل وهو راقد ... فذكره نحو حديث مكي بن إبراهيم. الحديث: 4760 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 541 4761 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - (1) : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إِذا جلسَ احْتَبَى بيديه» . أخرجه ... (2) .   (1) كذا في الأصل: وفي المطبوع: عمرو بن الشريد، وهو خطأ. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (4846) في الأدب، باب في جلوس الرجل، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4846) ، والترمذي في الشمائل (129) قالا: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم المدني، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الأنصاري، عن ربيع بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4761 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 542 4762 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا جلس، وجلسنا حولَه فقام فأراد الرجوع: نَزَع نعليه - أو بعضَ ما يكون عليه - فيَعْرِف ذلك أصحابه فَيَثبُتُونَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4854) في الأدب، باب إذا قام من مجلس ثم رجع، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4854) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: حدثنا مبشر الحلبي، عن تمام بن نجيح، عن كعب الإيادي، فذكره. الحديث: 4762 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 542 الفرع السابع: في الجلوس في الشمس 4763 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا كان أَحَدُكم في الفَيْءِ - وفي رواية: في الشمس - فَقَلَصَ عنه الظِّلُّ، فصار بعضُه في الشمس، وبعضه في الظل: فَلْيقُم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4821) في الأدب، باب في الجلوس بين الظل والشمس، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4821) قال: حدثنا ابن السرح، ومخلد بن خالد، قالا: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال: حدثني من سمع أبا هريرة يقول، فذكره. الحديث: 4763 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 542 4764 - (د) قيس بن أبي حازم: عن أبيه: «أنه جاء ورسولُ الله [ص: 543] صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقام في الشمس، فأَمر به فَحُوِّلَ إِلى الظلِّ» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4822) في الأدب، باب في الجلوس بين الظل والشمس، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/426) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا هريم. وفي (3/427، 4/262) قال: حدثنا وكيع والبخاري في الأدب المفرد (1174) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيي. وأبو داود (4822) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1453) قال: حدثنا علي بن سعيد بن مسروق، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وهريم، ووكيع - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. * أخرجه أحمد (3/426) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل، عن قيس ابن أبي حازم، أن أباه جاء، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب. فقعد في الشمس. قال: فأومأ إليه. أو قال: فأمر به أن يتحول إلى الظل. مرسل. الحديث: 4764 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 542 الفرع الثامن: في صفة الجليس 4765 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ، فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحاً طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحاً خبيثَة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكِير) : منفاخ الحدَّاد، وكُورُه: المبني من الطين للنار. (يُحْذِيك) : يُعْطِيك، من الحَذِيَّة، والحُذْيَا: العطيَّة.   (1) رواه البخاري 4 / 271 في البيوع، باب في العطاء وبيع المسك، وفي الذبائح، باب المسك، ومسلم رقم (2628) في البر، باب استحباب مجالسة الصالحين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (770) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/404) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (3/82) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (7/125) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (8/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء الهمداني، قال: حدثنا أبو أسامة. ثلاثتهم - سفيان، وعبد الواحد بن زياد، وأبو أسامة - عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره. عن أبي كبشة، قال: سمعت أبا موسى يقول على المنبر: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل الجليس الصالح، كمثل العطار، إن لا يحذك، يعبق بك من ريحه، ومثل الجليس السوء، كمثل صاحب الكير» . أخرجه أحمد (4/408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن أبي كبشة، فذكره. الحديث: 4765 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 543 4766 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّما مَثَلُ الجليسِ الصَالحِ: مثلُ العَطَّارِ، إِمَّا أن يُحذيكَ، وَإِمَّا أن تَجِدَ [ص: 544] مِنْهُ ريحاً طيبة، ومَثَلُ جليسِ السوءِ: كَمَثَلِ صاحبِ الكِير، إِمَّا أن يَحرِقَ ثيابكَ، وَإِمَّا أن تَجِدَ منه ريحاً خبيثة» . هذه الرواية ذكرها رزين (1) . والذي ذكره أبو داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمن الذي يقرأُ القرآن مثلُ الأْترُجَّة، رِيحهُا طيِّب، وطعمُها طيب، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرة، طعمها طيِّب، ولا ريح لها، ومثل الفاجرُ الذي يقرأ القرآن: كمثلِ الرَّيحانة، رِيحها طيب، وطعمُها مُرّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن: كمثل الحنظلة، طعمها مُرّ، ولا ريحَ لها. ومثل الجليس الصالح: كمثل صاحب المسك، إِن لم يُصِبْكَ منه شيء أصابكَ من ريحه، ومثل الجليس السوء: كمثل صاحب الكير، إِن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه» . وفي رواية لأبي داود عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- بالكلام الأول إِلى قوله: «وطعمها مُرّ» ، قال ابن معاذ: قال أنس في حديثه: «وكنا نتحدَّث: أنَّ مَثَل الجليس الصالح ... » وساق بقية الحديث. وفي رواية عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «مثل الجليس الصالح ... » فذكر نحوه. هكذا قال أبو داود (2) .   (1) وهي بمعنى الرواية التي تقدمت في حديث أبي موسى الذي قبله عند البخاري. (2) رقم (4829) و (4830) و (4831) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4831) قال: حدثنا عبد الله بن الصباح العطار، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شبيل بن عزرة، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أبو داود (4829) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان، عن قتادة فذكره. والرواية الثالثة: أخرجها أبو داود (4830) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا ابن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى الأشعري، فذكره. الحديث: 4766 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 543 الفصل الرابع: في كتمان السر 4767 - (د) [ابن أخي جابر] عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المجالسُ بالأمانة، إِلا ثلاثةَ: [مجالسَ] سَفْكُ دم حرام، أو فرج حرام، أو اقْتِطَاعُ مال بغير حق» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المجالس بالأمانة) : هذا ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجلس من قول أو فعل، فكأن ذلك أمانة عند سامعه وناظره.   (1) رقم (4869) في الأدب، باب في نقل الحديث، وابن أخي جابر مجهول، وفيه أيضاً عبد الله ابن نافع الصائغ المخزومي في حفظه لين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/342) قال: حدثنا سريج بن النعمان. وأبو داود (4869) قال: حدثنا أحمد ابن صالح. كلاهما - سريج، وابن صالح - عن عبد الله بن نافع، قال: أخبرني ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر ابن عبد الله، فذكره. الحديث: 4767 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 545 4768 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا حَدَّث رجل رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة» . أَخرجه أبو داود، والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4868) في الأدب، باب في نقل الحديث، والترمذي رقم (1960) في البر والصلة، باب ما جاء أن المجالس أمانة، وفي سنده عبد الرحمن بن عطاء القرشي، فيه لين، لكن له شاهد من حديث أنس عن أبي يعلى، فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/324) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (3/379) قال: حدثنا يزيد، وأبو عامر. وأبو داود (4868) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (1959) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. أربعتهم - أبو عامر، ويزيد، ويحيى بن آدم، وابن المبارك - عن ابن أبي ذئب. 2- وأخرجه أحمد (3/352) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: حدثنا سليمان بن بلال. كلاهما - ابن أبي ذئب، وسليمان بن بلال - عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، فذكره. * أخرجه أحمد (3/394) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن ابن عطاء، عن ابني جابر، عن جابر بن عبد الله، فذكره. وقال الترمذي:حديث حسن، وإنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب. الحديث: 4768 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 545 4769 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «أَتى عليَّ [ص: 546] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا ألعبُ مع الغلمان، فسلَّم علينا وبعثني إِلى حاجة، فأبطأْتُ على أمِّي، فلما جئتُ قالت: ما حَبَسَكَ؟ قلت: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حاجة، قالت: ما حاجتُه؟ قلت: إِنهَا سِرّ، قالت: لا تُحَدِّثنَّ بسرِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحداً، قال أنس: والله لو حدَّثتُ أحداً لحدثتكَ يا ثابتُ» . هذه رواية مسلم. وله وللبخاري قال: «أسَرَّ إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سِرّاً، فما حدَّثتُ به ولا أمِّي» (1) . وفي أخرى قال: «أسَرَّ إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سِرّاً فما أَخبرتُ به أحداً بعده، ولقد سألَتْني عنه أمُّ سُلَيْم، فما أخبرتُها به» (2) .   (1) هذه الرواية لم نجدها عندهما، ولعلها من زيادات الحميدي، وهي بمعنى التي بعدها. (2) رواه البخاري 11 / 69 في الاستئذان، باب حفظ السر، ومسلم رقم (2482) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/174) قال: حدثنا مؤمل. وفي (3/253) قال: حدثنا عفان، ومسلم (7/160) قال: حدثنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز. ثلاثتهم - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. 2- وأخرجه أحمد (3/195) قال: حدثنا حجاج، وهاشم. وعبد بن حميد (1270) قال: حدثنا هاشم ابن القاسم، والبخاري في الأدب المفرد (1154) قال: حدثنا أبو نعيم. ثلاثتهم - قالوا: حدثنا سليمان بن المغيرة -. 3- وأخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حبيب بن حجر. 4- وأخرجه عبد بن حميد (1375) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الحارث بن عبيد. وفي روايته قال: عن ثابت، وأبي عمران الجوني. أربعتهم - حماد، وسليمان، وحبيب، والحارث - عن ثابت، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (3/109) قال: حدثنا ابن أبي عدي، ويزيد، وفي (3/235) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. ثلاثتهم - عن حميد الطويل، فذكره. والرواية الثالثة: أخرجها أحمد (3/219) قال: حدثنا عارم، والبخاري (8/80) قال: حدثنا عبد الله ابن صباح، ومسلم (7/160) قال: حدثنا حجاج بن الشاعر قال: حدثنا عارم. كلاهما - عارم، وابن الصباح - قالا: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، فذكره. الحديث: 4769 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 545 الفصل الخامس: في التحاب والتواد ، وفيه سبعة فروع الفرع الأول: في الحث عليه 4770 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم [ص: 547] قال: «وَالذي نَفسي بِيدِهِ، لا تَدخلونَ الجنةَ حتى تُؤمِنُوا، ولا تُؤمِنوا (1) حتى تَحابُّوا، أَوَلا أدُلُّكم على شيء إِذا فعلتُمُوهُ تحاببتم؟ أَفْشُوا السلامَ بينَكم» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي (2) .   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في جميع الأصول والروايات، ولا تؤمنوا، بحذف النون من آخره، وهي لغة معروفة صحيحة، وقال ملا علي القاري: لعل حذف النون للمجانسة والازدواج. (2) رواه مسلم رقم (54) في الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان، وأبو داود رقم (5193) في الأدب، باب في إفشاء السلام، والترمذي رقم (2689) في الاستئذان، باب ما جاء في إفشاء السلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/391) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا شريك. (ح) وحدثناه ابن نمير وفي (2/442، و477) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/495) قال: حدثنا ابن نمير. ومسلم (1/53) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: أنبأنا جرير. وأبو داود (5193) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (68) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية. وفي (3692) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير. والترمذي (2688) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية. ستتهم - شريك، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وزهير - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (2/512) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا أبو بكر، عن عاصم. كلاهما - الأعمش، وعاصم بن أبي النجود - عن أبي صالح، فذكره. وعن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، عن أبي هريرة بلفظه. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (980) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا ابن أبي حازم. (ح) والقعنبي، عن عبد العزيز، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، عن أبيه، فذكره. وعن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، قال: «قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء؟ فقال: كل شيء خلق من ماء. قال: قلت: يا رسول الله، أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة؟ قال: أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام» . أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/323) قال: حدثنا عفان وعبد الصمد. وفي (2/324) قال: حدثنا بهز وفي (2/493) قال: حدثنا عبد الصمد. أربعتهم - يزيد بن هارون، وعفان، وعبد الصمد، وبهز - عن همام قال: حدثنا قتادة، عن أبي ميمونة، فذكره. وبلفظ: «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان» . أخرجه الترمذي (1854) قال: حدثنا يوسف بن حماد المعني البصري. قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، عن محمد بن زياد، فذكره. وبلفظ: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا، ولا تسلموا حتى تحابوا. وأفشوا السلام تحابوا. وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة. لا أقول لكم تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.» . أخرجه البخاري في الأدب المفرد (260) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، فذكره. الحديث: 4770 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 546 4771 - (خ م) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى» . وفي رواية: «المؤمنون كرجل واحد، إِذا اشتكى رأسُه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم: «المسلمون كرجل واحد، إِن اشتكى عينُهُ اشتكى كُلُّه، وإِن اشتكى رأسُهُ اشتكى كُلُّه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَدَاعى له) تداعى البناء: إذا تبع بعضه بعضاً في الانهدام، كأن أجزاءه قد دعا بعضها بعضاً.   (1) رواه البخاري 10 / 366 في الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم رقم (2586) في البر والصلة، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (919) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد،وأحمد (4/268) قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (4/270) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. وفي (4/270) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/270) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. قال: حدثنا زكريا. وفي (4/276) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. والبخاري (8/11) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا ومسلم (8/20) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا إسحاق الحنظلي، قال: أخبرنا جرير، عن مطرف. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع، عن الأعمش. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الأعمش. أربعتهم - مجالد، والأعمش، وزكريا، ومطرف - عن الشعبي، فذكره. * أخرجه عبد الله بن أحمد (4/278،و 375) قال: حدثنا معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير، قال: حدثنا سلام أبو المنذر القاري، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن الشعبي، أو خيثمة، عن النعمان، فذكره. الحديث: 4771 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 547 الفرع الثاني: في الإعلام بالمحبة 4772 - (د ت) المقدام بن معد يكرب (1) - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا أَحبَّ الرجلُ أَخَاهُ فَليُخْبِرْهُ أنَّهُ يُحبُّه» . أخرجه أبو داود، والترمذي (2) .   (1) في المطبوع: المقداد بن الأسود، وهو خطأ. (2) رواه أبو داود رقم (5124) في الأدب، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إليه، والترمذي رقم (2393) في الزهد، باب ما جاء في إعلام الحب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/130) والبخاري في الأدب المفرد (542) قال:حدثنا مسدد وأبو داود (5124) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (2/239) قال: حدثنا بندار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (206) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف. أربعتهم- أحمد ومسدد، وبندار، وشعيب - عن يحيى بن سعيد القطان، عن ثور بن يزيد، عن حبيب ابن عبيد، فذكره. الحديث: 4772 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 548 4773 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَن رجلاً كان عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فمرَّ رَجُل، فقال: يا رسولَ الله، إِني لأُحِبُّ هذا، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أعْلَمْتَه؟ قال: لا، قال: فأعلمه، فَلَحِقَه، فقال: إِني أُحِبُّكَ في الله، قال: أحبَّكَ اللهُ الذي أحْبَبْتني له» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5125) في الأدب، باب إخبار الرجل بمحبته إليه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/140) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (182) قال: أخبرني محمد بن عقيل النيسابوري، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد. كلاهما - زيد، وعلي بن الحسين - عن الحسين بن واقد. 2- وأخرجه أحمد (3/150) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/156) قال: حدثنا حسين، وخلف بن الوليد وأبو داود (5125) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. أربعتهم - هاشم، وحسين، وخلف، ومسلم - عن المبارك بن فضالة. 3- وأخرجه أحمد (3/241) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد. ثلاثتهم - حسين بن واقد، ومبارك، وحماد - عن ثابت، فذكره. الحديث: 4773 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 548 4774 - (ت) يزيد بن نعامة الضبي - رحمه الله-: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا آخى (1) الرجلُ الرجلَ فليسألهُ عن اسمه، واسمِ أَبيهِ، ومِمَّنْ هو؟ فإنَّهُ أوصلُّ للمودة» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في المطبوع: إذا جاء، وهو خطأ. (2) رقم (2394) في الزهد، باب ما جاء في إعلام الحب، من حديث سعيد بن سلمان - أو سليمان - الربعي، عن يزيد بن نعامة الضبي، وكلاهما لو يوثقهما غير ابن حبان، ويزيد بن نعامة الضبي، [ص: 549] روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، فإنه لم يثبت أن له صحبة، وغلط البخاري في قوله: إن له صحبة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد ابن نعامة الضبي سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، ولا يصح إسناده، ورواه أيضاً ابن سعد في " الطبقات " والبخاري في " التاريخ " عن يزيد بن نعامة الضبي مرسلاً، ورواه البيهقي في " شعب الإيمان " من حديث ابن عمر، وفي إسناده ضعف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2392) مكرر، قال: حدثنا هناد وقتيبة قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عمران بن مسلم القصير عن سعيد بن سلمان عن يزيد بن نعامة الضبي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعا من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويروى عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو هذا ولا يصح إسناده. الحديث: 4774 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 548 الفرع الثالث: في القصد في المحبة 4775 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أحْبِبْ حبِيبَك هَوْناً مَّا، عسى أن يكونَ بَغِيضَكَ يوماً مَّا، وأبْغِضْ بغيضَك هَوْناً مَا عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً ما» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: أُراه رفعه. [ص: 550] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَوْناً ما) الهَوْن: الرِّفْق والسكينة، المعنى: أحببه حُبّاً قصداً ذا رِفْق، لا إفراط فيه، وأضافه إلى «ما» التي تفيد التقليل، أي: حبّاً قليلاً، أراد: اقتصد إذا أحببت وإذا أبغضت، فعسى أن يصير الحبيب بغيضاً، فلا تكون قد أسرفت في حُبّه فتندم على فعلك، وعسى أن يكون البغيض حبيباً، فلا تكون قد أفرطت في بغضه فتستحي منه.   (1) رقم (1998) في البر والصلة، باب ما جاء في الاقتصاد في الحب والبغض، ورواه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (1321) ، وذكره السيوطي في " الجامع الصغير " وزاد نسبته للبيهقي في " شعب الإيمان " من حديث أبي هريرة، والطبراني من حديث ابن عمر، وابن عمرو، والدارقطني في " الأفراد "، وابن عدي، والبيهقي عن علي، والبخاري في " الأدب المفرد " والبيهقي في " شعب الإيمان " عن علي موقوفاً، قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا رواه الحسن بن أبي جعفر، وهو حديث ضعيف أيضاً بإسناد له عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح عن علي موقوف قوله. أقول: وقد رواه البخاري في " الأدب المفرد " بمعناه عن عمر رضي الله عنه رقم (1322) ، فهو موقوف صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول: أخرجه الترمذي (1997) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا رواه الحسن بن أبي جعفر، وهو حديث ضعيف أيضا بإسناد له عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحيح عن علي موقوف قوله. الحديث: 4775 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 549 4776 - () عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أحبب حبيبك هوناً مَا، عسى أن يكونَ بَغِيضَكَ يوماً مَا، وأبْغِضْ بغيضَك هَوناً مَا عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً مَا» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم أجده، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين. الحديث: 4776 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 550 الفرع الرابع: في الحب في الله 4777 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقولُ اللهُ تعالى يوم القيامة: أينَ المُتَحَابُّون بجلالي؟ اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي» . أخرجه مسلم، والموطأ (1) .   (1) رواه مسلم رقم (3566) في البر والصلة، باب في فضل الحب في الله، والموطأ 2 / 952 في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه مالك الموطأ (590) ، وأحمد (2/237) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. (ح) وروح، عن مالك. وفي (2/338) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا فليح. وفي (2/370) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا فليح وفي (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وسريج. قالا: حدثنا فليح. وفي (2/535) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك. والدارمي (2760) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك. قال: حدثنا مالك. ومسلم (8/12) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك ابن أنس فيما قرئ عليه. كلاهما - مالك، وفليح - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، فذكره. الحديث: 4777 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 550 4778 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال اللهُ عز وجلَّ: المتحابُّونَ بجلالِ اللهِ يكونون يوم القيامةِ على منابِرَ من نُور، يَغْبِطُهم أهل الجمع» . وفي رواية قال: «المتحابُّون في جلالي لهم منابرُ من نُور، يغبِطهم النبيُّون والشهداءُ» . أخرج الثانية الترمذي (1) ، والأُولى ذكرها رزين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَغْبِطُهم) الغِبْطَة: هو أن تشتهي لنفسك مثل ما يكون لغيرك من نعمة وثروة، من غير أن يزول عنه ما هو فيه، والحسد: أن تتمنى ما لغيرك بزوال نعمته.   (1) رقم (2391) في الزهد، باب ما جاء في الحب في الله، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. قال الترمذي: وفي الباب عن أبي الدرداء، وابن مسعود، وعبادة ابن الصامت، وأبي هريرة، وأبي مالك الأشعري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2390) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا كثير بن هشام. قال: حدثنا جعفر بن برقان. قال: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وله شاهد: عن أبي مسلم الخولاني، قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا، ساكت فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل، فوقع له في نفسي حب، فكنت معهم حتى تفرقوا، ثم هجرت إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية، فسكت لا يكلمني، فصليت ثم جلست فاحتبيت برداء لي، ثم جلس فسكت لا يكلمني، وسكتت لا أكلمه، ثم قلت: والله إني لأحبك. قال: فيم تحبني؟ قال: قلت: في الله تبارك وتعالى. فأخذ بحبوتي، فجرني إليه هنية، ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» . قال: فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت: يا أبا الوليد، ألا أحدثك بما حدثني معاذ بن جبل في المتحابين؟ قال: فأنا أحدثك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرفعه إلى الرب عز وجل قال: «حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وحقت محبتي للمتواصلين في» . أخرجه أحمد (5/236) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا جعفر بن برقان. وفي (5/237) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أبو المليح، وفي (5/239) قال: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر يعني ابن برقان. وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (5/328) قال: حدثنا أبو أحمد، مخلد بن الحسن بن أبي زميل إملاء من كتابه، قال: حدثنا الحسن بن عمر بن يحيى الفزاري، ويكنى أبا عبد الله. ولقبه أبو المليح يعني الرقي. كلاهما - جعفر بن برقان، والحسن بن عمر، أبو المليح الرقي - قالا: حدثناحبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني،فذكره. الحديث: 4778 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 551 4779 - (ط) أبو إِدريس الخولاني [عائذ الله] : قال: «دخلتُ مسجدَ دمشقَ، فإذا فتى برَّاقُ الثَّنَايا، والناسُ حولَه، فإِذا اختلفوا في شيء أسْنَدُوهُ إِليهِ، وصَدَرُوا عن رأيه، فسألتُ عنه؟ فقالوا: هذا معاذُ بنُ جبل، فلما كان الغدُ هَجَّرتُ إِليه، فوجدتُه قد سبقني بالتهجير، ووجدتُهُ يصلِّي، فانتظرتُهُ حتى قضى صلاتَهُ، ثم جئتُهُ من قِبَل وجهه، فسلَّمتُ عليه، ثم قلتُ: والله إِني لأحبُّكَ في الله، فقال: آللهِ؟ فقلتُ: آللهِ، فقال: آللهِ؟ فقلتُ: [ص: 552] آللهِ، فأخذ بحَبْوة ردائي، فَجَبَذني إِليه، وقال: أبشر، فإِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: قال اللهُ تباركَ وتعالى: وَجَبَتْ محبَّتي للمُتَحَابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاورينَ فيَّ، والمتباذلينَ فيَّ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (برَّاق الثَّنايا) وصف ثناياه بالحُسن والصفاء، وأنها تلمع إذا تبسَّم كالبرق، أراد بذلك: وصف وجهه بالبِشر والطلاقة. (هجَّرْت) التَّهجير: المضي إلى الصلاة في أول وقتها، وهو مثل التبكير، ولا يراد بهما: المضي في الهاجرة، ولا في البُكرة.   (1) 2 / 953 و 954 في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم وابن عبد البر وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1843) عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/447) وقال ابن عبد البر: هذا إسناد صحيح وفيه لقاء أبي إدريس لمعاذ، وأنكرته طائفة لقول الزهري عن أبي إدريس: أدركت عبادة بن الصامت وفلانا وفلانا وفاتني معاذ بن جبل، ولذا قال قوم: وهم مالك فأسقط من إسناده أبا مسلم الخراساني وزعموا أن أبا إدريس رواه عن أبي مسلم عن معاذ، وقال آخرون: غلط أبو حازم في قوله عن أبي إدريس عن معاذ، إنما هو عن عبادة بن الصامت وهذا كله تخرص وظن لا يغني من الحق شيئا، فقد رواه جماعة عن أبي حازم كرواية مالك سواء منهم ابن أبي حازم وجاء عن أبي إدريس من وجوه شتى غير أبي حازم، منهم الوليد بن عبد الرحمن، وعطاء الخراساني. كلاهما - عند قاسم بن أصبغ - بإسناد صحيح بنحو حديث الموطأ، وشهر بن حوشب حدثني عائذ بن عبيد الله أنه سمع معاذ بن جبل يقول: إن الذين يتحابون في جلال الله في ظل عرشه، فقد ثبت أن أبا إدريس لقي معاذا وسمع منه، فلا شيء في هذا على مالك ولا على أبي حازم، فيحمل قول ابن شهاب عنه فاتني معاذ على فوات لزوم وطول مجالسته، أو فاتني في حديث كذا أو معنى كذا وليس سماعه منه بمنكر فإنه ولد يوم حنين ومات معاذ بالشام سنة ثمان عشرة، وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة، ولا يقدح في ذلك رواية من رواه عنه عن عبادة لجواز أن عبادة، ومعاذا وغيرهما سمعوا ذلك منه -صلى الله عليه وسلم-، انتهى ملخصا. وبنحوه: عن أبي إدريس الخولاني، قال: دخلت مسجد حمص، فجلست إلى حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يقول الرجل منهم: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيحدث. ثم يقول الآخر: سمعت رسو ل الله -صلى الله عليه وسلم- فيحدث. قال: وفيهم رجل أدعج، براق الثنايا. فإذا شكوا في شيء ردوه إليه ورضوا بما يقول فيه. قال: فلم أجلس قبله ولا بعده مجلسا مثله. فتفرق القوم، وما أعرف اسم رجل منهم ولا منزله. قال: فبت بليلة ما بت بمثلها. قال: وقلت: أنا رجل أطلب العلم، وجلست إلى أصحاب نبي الله -صلى الله عليه وسلم- لم أعرف اسم رجل منهم ولا منزله. فلما أصبحت، غدوت إلى المسجد، فإذا أنا بالرجل الذي كانوا إذا شكوا في شيء ردوه إليه، يركع إلى بعض أسطوانات المسجد، فجلست إلى جانبه، فلما انصرف، قلت: يا عبد الله، والله إني لأحبك لله تبارك وتعالى. فأخذ بحبوتي حتى أدناني منه، ثم قال: إنك لتحبني لله؟ قال: قلت: إي والله، إني لأحبك لله. قال: فإني سمعت رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن المتحابين بجلال الله في ظل الله وظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله» . قال: فقمت من عنده، فإذا أنا برجل من القوم الذين كانوا معه. قال: قلت: حديثا حدثنيه الرجل. قال: أما إنه لا يقول لك إلا حقا. قال: فأخبرته، فقال: قد سمعت ذلك وأفضل منه. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يأثر عن ربه تبارك وتعالى: «حقت محبتي للذين يتحابون فيّ، وحقت محبتي للذين يتباذلون فيّ، وحقت محبتي للذين يتزاورون فيّ» . قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عبادة بن الصامت. قال: قلت: من الرجل؟ قال: معاذ ابن جبل. * أخرجه عبد الله بن أحمد (5/328) قال: حدثنا أبو صالح، الحكم بن موسى، قال: حدثنا هقل يعني ابن زياد، عن الأوزاعي، قال: حدثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. * أخرجه أحمد (5/229) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن أبي عبد الرحمن، عن أبي إدريس العبدي، أو الخولاني، قال: جلست مجلسا فيه عشرون من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره. الحديث: 4779 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 551 4780 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الأعمالِ: الحبُّ في الله، والبُغْضُ في الله» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4599) في السنة، باب مجانية أهل الأهواء وبغضهم، من حديث يزيد بن أبي زياد الهاشمي، عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ويزيد بن أبي زياد الهاشمي، ضعيف، وفيه أيضاً جهالة الرجل الراوي عن أبي ذر رضي الله عنه، وقد ثبت الحديث من رواية الطبراني وغيره عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بلفظ:" أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/146) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن عطاء. وأبو داود (4599) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. كلاهما - يزيد بن عطاء، وخالد بن عبد الله - عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن رجل، فذكره. الحديث: 4780 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 552 4781 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ من عباد الله لأُناساً ما هم بأنبياء، ولا شهداء يغبِطهم الأنبياءُ [ص: 553] والشهداء يوم القيامة بمكانهم من اللهِ، قالوا: يا رسولَ الله تُخبرُنا: مَن هم؟ قال: هم قوم تَحابُّوا برُوح الله على غيرِ أرحامَ بينهم، ولا أموالَ يتعاطَوْنها، فوالله، إِنَّ وجوهَهم لنور، وإِنَّهم لعَلى نور، لا يخافون إِذا خافَ الناسُ، ولا يحزنون إِذا حزِن الناسُ، وقرأ هذه الآية: {أَلا إِنَّ أوليَاءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيْهم ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] » أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3527) في البيوع، باب في الرهن من حديث أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده منقطع، أبو زرعة لم يدرك عمر وروايته عنه مرسلة، وقد رواه ابن حبان في صحيحه رقم (2508) موارد، من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة، وأبو زرعة يروي عن أبي هريرة، فالحديث حسن. وقد أورد الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " حديثاً بمعناه 4 / 48 عن أبي مالك الأشعري، رضي الله عنه، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، بإسناد حسن، والحاكم وقال: صحيح الإسناد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3527) قال: حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة. قالا: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. الحديث: 4781 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 552 4782 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن رجلاً زارَ أخاً لَهُ في قريةِ أخرى، فأرْصَدَ اللهُ لَهُ على مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً، فلما أَتى عليه قال: أين تُريدُ؟ قال: أُريدُ أخاً لي في هذه القرية، قال: [هل] لك عليه من نِعْمة تَرُبُّها (1) ؟ قال: لا، غير أني أحبَبْتُه في الله، قال: فإني رسولُ الله إِليكَ بأنَّ اللهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَه [فيه] » أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأرصد الله له على مَدْرَجَتِه) أرصدت على طريق فلان قوماً: إذا وكَّلتهم بحفظه، والمَدْرَجَة: الطريق.   (1) أي: تقوم بإصلاحها، وتنهض إليه بسبب ذلك. (2) رقم (2567) في البر والصلة، باب في فضل الحب في الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/292 و 508) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/408) قال: حدثنا عفان. وفي (2/462) قال: حدثنا عبد لرحمان. وفي (2/482) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/508) قال: حدثنا حسن بن موسى. والبخاري في الأدب المفرد (350) قال: حدثنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل. ومسلم (8/12) قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد. ثمانيتهم - يزيد بن هارون، وعفان، وعبد الرحمن، ووكيع، وحسن بن موسى، وسليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، وعبد الأعلى - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي رافع، فذكره. * في رواية عفان: قال حماد: ولا أعلمه إلا رفعه. ثم قال حماد: أراه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية حسن بن موسى: «قال حماد: ولا أعلمه إلا رفعه» . الحديث: 4782 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 553 4783 - () معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «أنَّ رجلاً قال له: إِني أحبُّك في الله، قال: أحبك الذي أحببتني فيه» . أخرجه (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه ابن حبان في " صحيحه " رقم (2010) موارد، عن أبي مسلم قال: قلت لمعاذ: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها، ولا قرابة بيني وبينك، قال: فلأي شيء؟ قال: قلت: أبشر إن كنت صادقاً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ... الحديث بطوله. ورواه أبو داود بنحو رواية المصنف وبأطول منه من حديث أنس رضي الله عنه رقم (5125) ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين. الحديث: 4783 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 554 الفرع الخامس: في حب الله للعبد 4784 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا أحَبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ: إِنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأَحِبُّوه، فيُحِبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَع له القَبول في الأرضِ» . أخرجه البخاري. وفي رواية مسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللهَ إِذا أحبَّ عبداً دعا جبريلَ، فقال: إِني أحبُّ فلاناً فأحِبَّه، قال: فيُحِبُّه جبريلُ، ثم ينادي في السماءِ، فيقول: إِنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يوضَعُ له الَقبُولُ في الأرض، وَإِذا أَبغض عبداً دعا جبريلَ عليه السلام، فيقول: إِني أُبْغِضُ فلاناً فَأَبْغِضْه، قال: فَيُبْغِضُه جبريلُ، ثم ينادي في أهل السماء: [ص: 555] إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فلاناً فأَبغضوه، ثم تُوضَعُ له البغضاءُ في الأرض» . وفي رواية له عن سهيل بن أبي صالح، قال: «كُنَّا بعَرَفَةَ، فمرَّ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، وهو على الموْسِمِ، فقام الناسُ ينظرون إِليه، فقلتُ لأبي: يا أبتِ، إِني أرى اللهَ يُحِبُّ عمرَ بنَ عبد العزيز، قال: وما ذاك؟ قلت: لِمَا لَه من الحبِّ في قلوب الناس، قال: فأُنَبِّئُكَ؟ إِني سمعتُ (1) أبا هريرة يُحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... ثم ذكر الحديث» . وأخرجه الموطأ مثل الرواية الأولى، وقال: ولا أَحْسِبهُ إِلا قال في البغض مثل ذلك. وأخرجه الترمذي مثل مسلم، وزاد في حديثه في ذِكْر المحبة «فذاك قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم: 96] » (2) .   (1) في الأصل: بأبيك إني سمعت، وفي المطبوع: فأنبئك؟ إني سمعت، وفي نسخ مسلم المطبوعة والمخطوطة: بأبيك أنت سمعت أبا هريرة ... . (2) رواه البخاري 13 / 387 في التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة، وفي الأدب، باب المقة في الله تعالى، ومسلم رقم (2637) في البر والصلة، باب إذا أحب الله عبداً حببه إلى عباده، والموطأ 2 / 953 في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله، والترمذي رقم (3160) في التفسير، باب ومن سورة مريم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (591) عن سهيل بن أبي صالح. وأحمد (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن سهيل بن أبي صالح. وفي (2/341) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا ليث، قال: حدثنا سهيل. وفي (2/413) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا سهيل. وفي (2/509) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح. والبخاري (9/173) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن دينار، عن أبيه، وفي خلق أفعال العباد صفحة (35) قال: حدثني به عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه. ومسلم (8/40) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير، عن سهيل. وفي (8/41) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري. وقال قتيبة: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. (ح) وحدثناه سعيد بن عمرو الأشعثي قال: أخبرنا عبثر، عن العلاء بن المسيب (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني مالك، وهو ابن أنس كلهم عن سهيل. (ح) وحدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن سهيل بن أبي صالح. والترمذي (3161) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح والنسائي في الكبرى (الورقة 102-أ) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا يعقوب عن سهيل. وفي تحفة الأشراف (12736) عن عبدة بن عبد الله، عن سويد بن عمرو الكلبي، عن زهير بن معاوية، عن العلاء بن المسيب، عن سهيل. وفي (12743) عن قتيبة. وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. كلاهما عن مالك، عن سهيل. ثلاثتهم - سهيل بن أبي صالح، وعبد الله بن دينار، وأبو حازم - عن أبي صالح، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. وعن نافع، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه. فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض» . أخرجه أحمد (2/514) ، قال: حدثنا روح. (ح) وعبد الله بن الحارث. والبخاري (4/135) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد. وفي (8/17) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم. أربعتهم - روح، وعبد الله بن الحارث، ومخلد بن يزيد، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، فذكره. الحديث: 4784 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 554 الفرع السادس: في [أن] من أحب قوماً كان معهم 4785 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَن رجلاً سأل [ص: 556] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، فقال: متى الساعةُ؟ قال: وما أعددتَ لها؟ قال: لا شيء، إِلا أَنَّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه، فقال: أنتَ مع مَن أحببتَ، قال أنس: فما فرحنا بشيء فَرَحَنا بقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أنتَ مع مَنْ أحببتَ، قال أنس: فأنا أُحِبُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمرَ، وأرجو أن أَكونَ معهم بحُبِّي إِياهم، وإِن لم أعمَلْ أعمَالَهُم» . وفي رواية قال أنس: «فأنا أحِبُّ اللهَ ورسولَهُ ... وذكره» . وفي رواية قال: «بينما أنا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَارجان من المسجد، فَلقِينَا رجل [عند سُدَّة المسجد] ، فقال: يا رسولَ الله متى الساعة؟ قال: ما أعددتُ لها؟ فكأن الرجلَ اسْتَكَانَ، فقال: يا رسول اللهِ، ما أعددت لها كثيرَ صيام، ولا صلاة، ولا صدقة، ولكنِّي أحبُّ اللهَ ورسولَه، قال: أنت مع مَنْ أحبَبْتَ» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية مسلم نحو الأُولى، غير أنه قال: «ما أعدَدْتُ لها من كبيرٍ أَحْمَدُ عليه نفسي» . ولم يذكر قول أنس. ولمسلم في أُخرى أن أعرابياً قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: متى الساعةُ؟ قال له: «ما أعددتَ لها؟» قال: حبَّ اللهِ ورسولهِ، قال: «أنتَ معَ من أحببتَ» . وللبخاري: «أن رجلاً من أهل البادية أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، متى الساعةُ قائمة؟ قال: ويلكَ، وما أعددتَ لها؟ قال: [ص: 557] ما أعددتُ لها، إِلا أني أُحبُّ اللهَ ورسولَهُ، قال: إِنَّكَ مع مَنْ أَحبَبْتَ، قال: ونحن كذلك؟ قال: نعم، فَفَرِحْنَا يومئذ فَرَحاً شديداً، فمرّ غلام للمغيرة - وكان من أَقْرَاني - فقال: إِنْ أُخِّرَ هذا لم يدركْه الهَرَمُ حتى تقومَ الساعةُ» . وهذه الزيادة التي أوَّلُها: «فمرَّ غلام للمغيرة» إِلى آخر الحديث: قد أَخرجها مسلم أيضاً. وفي رواية للترمذي قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، متى الساعةُ؟ فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، إِلى الصلاة، فلما قضى صلاته، قال: أين السائلُ عن قيام الساعة؟. وذكر نحوه» . وله في أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: المرءُ مع مَن أحبَّ، وله ما اكتسبَ. وفي رواية أبي داود قال: «رأيتُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فَرِحُوا بشيء لم أَرَهم فرحوا بشيء أشدَّ منه، قال رجل: يا رسولَ الله، الرجل يُحِبُّ الرجل على العمل من الخير يَعْمَل به، ولا يعملُ بمثله؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: المرءُ مع مَن أحبَّ» (1) . [ص: 558] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سدة المسجد) : بابه وما يبقى من الطَّاق المسدود فيه. (اسْتَكان) الاستكانة: الذُّل والخضوع.   (1) رواه البخاري 10 / 461 و 463 في الأدب، باب علامة الحب في الله، وباب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب [ص: 558] وفي الأحكام، باب الفتيا والقضاء في الطريق، ومسلم رقم (2639) في البر والصلة، باب المرء مع من أحب، ورقم (2953) في الفتن، باب قرب الساعة، وأبو داود رقم (5127) في الأدب، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إليه، والترمذي رقم (1386) في الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/168) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/228) قال: حدثنا يونس، وحسن بن موسى. وفي (3/288) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1297) قال: حدثنا حجاج بن منهال. خمستهم - أبو كامل، ويونس، وحسن، وعفان، وحجاج - عن حماد بن سلمة. 2- وأخرجه أحمد (3/198) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني حسين بن واقد. 3- وأخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1339) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (1366) والبخاري (5/14) قالا: -عبد والبخاري -: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/42) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي. أربعتهم - يونس، ويحيى، وسليمان، والعتكي - عن حماد بن زيد. 4- وأخرجه مسلم (8/42) قال: حدثنا محمد بن عبيد الغبري، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. أربعتهم - حماد بن سلمة، وحسين، وحماد بن زيد، وجعفر - عن ثابت، فذكره. وبلفظ: «أن رجلا قال: يا رسول الله، الرجل يحب القوم، ولا يبلغ عملهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحب.» . 1- أخرجه أحمد (3/159) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/228) قال: حدثنا يونس وحسن بن موسى. وفي (3/268) قال: حدثنا عفان، وأبو كامل. أربعتهم - أبو كامل، ويونس، وحسن، وعفان - عن حماد بن سلمة. 2- وأخرجه أحمد (3/221) ، وعبد بن حميد (1265) قالا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. 3- وأخرجه أبو داود (5127) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: حدثنا خالد، عن يونس بن عبيد. ثلاثتهم - حماد، وسليمان، ويونس - عن ثابت، فذكره. وبلفظ: «أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: متى الساعة؟ فقال: ما أعددت لها؟ فقال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، إلا أني أحب الله ورسوله. فقال: أنت مع من أحببت» . 1- أخرجه أحمد (3/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/208) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/207 و 255) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش. والبخاري (9/80) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (8/42) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن جرير. ثلاثتهم - شعبة، وأبو بكر بن عياش، وجرير - عن منصور بن المعتمر. 2- وأخرجه البخاري (8/49) . ومسلم (8/43) قال: حدثني محمد بن يحيى بن عبد العزيز اليشكري. كلاهما - البخاري، واليشكري - قالا: حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة عبدان، قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عمرو بن مرة. كلاهما - منصور، وعمرو - عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. وبلفظ: «أن أعرابيا قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: متى الساعة؟ قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أعددت لها. قال: حب الله ورسوله. قال: أنت مع من أحببت» . أخرجه مسلم (8/42) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا مالك، عن إسحاق، فذكره. وبلفظ: «قال رجل: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ فلم يذكر كبيرا، قال: ولكني أحب الله ورسوله. قال: فأنت مع من أحببت» . 1- أخرجه الحميدي (1190) ، وأحمد (3/110) ، ومسلم (8/42) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وابن أبي عمر. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وابن أبي شيبة، والناقد، وزهير، وابن نمير، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/165) ، ومسلم (8/42) قال: حدثنا محمد بن رافع، وعبد بن حميد. ثلاثتهم - أحمد، وابن رافع، وعبد - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، فذكره. وبلفظ: «جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: حب الله عز وجل، ورسوله. قال: أنت مع من أحببت.» . 1- أخرجه أحمد (3/173و 276) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. ومسلم (8/43) قال: حدثنا ابن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - ابن جعفر، وحجاج - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/178) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. والبخاري في الأدب المفرد (352) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (8/43) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا معاذ بن هشام. ثلاثتهم - هشام بن عبد الملك، ومسلم بن إبراهيم، ومعاذ - عن هشام الدستوائي. 3- وأخرجه مسلم (8/43) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - شعبة، وهشام، وأبو عوانة - عن قتادة، فذكره. وبلفظ: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، متى قيام الساعة؟ فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الصلاة، فلما قضى صلاته، قال: أين السائل عن قيام الساعة؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله. قال: ما أعددت لها؟ قال: يا رسول الله، ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم، إلا أني أحب الله ورسوله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحب، وأنت مع من أحببت.» . فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا» . أخرجه أحمد (3/104) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/200) قال: حدثنا يزيد بن هارون، والأنصاري محمد بن عبد الله. والترمذي (2385) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل ابن جعفر. أربعتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، والأنصاري، وإسماعيل - عن حميد، فذكره. وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام فحذر الناس، فقام رجل، فقال: متى الساعة يا رسول الله؟ فبسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وجهه. فقلنا له: اقعد، فإنك قد سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يكره. قال: ثم قام الثانية، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: فبسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: في وجهه أشد من الأولى. فأجلسناه. قال: ثم قام الثالثة، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحك، وما أعددت لها؟ قال: أعددت لها حب الله ورسوله، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اجلس، فإنك مع من أحببت.» . أخرجه أحمد (3/167) قال: حدثنا حجاج. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (911) عن عيسى بن حماد. كلاهما - حجاج، وعيسى - عن ليث، عن سعيد المقبري، عن شريك، فذكره. وبلفظ: «أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسول. قال: أنت مع من أحببت» . أخرجه أحمد (3/202) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن كثير بن خنيس، فذكره. وبلفظ: «كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته، فسأله رجل: متى الساعة يا رسول الله؟ قال: أما إنها قائمة، فما أعددت لها؟ قال: والله ما أعددت من كثير عمل، إلا أني أحب الله ورسوله. قال: فإنك مع من أحببت، ولك ما احتسبت» . وفي رواية أشعث: «المرء مع من أحب، وله ما اكتسب» . مختصر. 1- أخرجه أحمد (3/226) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا المبارك. 2- وأخرجه الترمذي (2386) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن أشعث. كلاهما - المبارك بن فضالة، وأشعث بن سوار - عن الحسن، فذكره. الحديث: 4785 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 555 4786 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، كيف ترى في رجل أحبَّ قوماً ولمَّا يَلْحَقْ بهم؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: المرءُ مع من أحبَّ» . أَخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 461 و 462 في الأدب، باب علامة حب الله عز وجل، ومسلم رقم (2640) في البر والصلة، باب المرء مع من أحب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/392) (3718) و (4/405) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/48) قال: حدثنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي (8/48) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. ومسلم (8/43) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنيه بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر. كلاهما عن شعبة. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو الجواب، قال: حدثنا سليمان بن قرم. ثلاثتهم - شعبة، وجرير بن عبد الحميد، وسليمان بن قرم - عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، فذكره. الحديث: 4786 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 558 4787 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المرءُ مَعَ مَنْ أَحبَّ» . أَخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 462 في الأدب، باب علامة حب الله عز وجل، ومسلم رقم (2641) في البر والصلة، باب المرء مع من أحب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/392 و 405) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (4/395، 405) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (4/395) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/398) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/405) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (552) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (8/49) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/43) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، ومحمد بن عبيد. ثلاثتهم - محمد، وسفيان، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن أبي وائل، فذكره. الحديث: 4787 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 558 4788 - (ت) صفوان بن عسال - رضي الله عنه -: قال: «جاء أَعرابيّ جهُورِيُّ الصوت، فقال: يا محمد، الرَّجُلُ يحبُّ القومَ ولمَّا يلحق بهم؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: المرءُ مَعَ مَنْ أَحبَّ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2388) في الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم. الحديث: 4788 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 558 4789 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: «يا رسولَ الله الرجلُ يُحبُّ القومَ ولا يستطيعُ أن يعملَ بعملهم؟ قال: أنتَ يا أبا ذر مَعَ مَنْ أَحببتَ، قال: فَإِنِّي أُحبُّ اللهَ ورسولَهُ، قال: فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحببتَ، قال: فأعاد [ها] أبو ذر، فأعادها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5126) في الأدب، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إياه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/156) قال: حدثنا بهز. وفي (5/166) قال: حدثنا روح وهاشم. والدارمي (2790) قال: أخبرنا سعيد بن سليمان. والبخاري في الأدب المفرد (351) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وأبو داود (5126) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ستتهم - بهز، وروح، وهاشم، وسعيد بن سليمان، وعبد الله بن مسلمة، وموسى بن إسماعيل - عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. وله شاهد: عن أبي سالم الجيشاني، أنه أتى إلى أبي أمية في منزل. فقال: إني سمعت أبا ذر يقول: إنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله، وقد جئتك في منزلك» . أخرجه أحمد (5/145) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج. قال: حدثنا عبد الله. وفي (5/173) قال: حدثنا حسن. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وحسن بن موسى - عن ابن لهيعة. قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، أن أبا سالم الجيشاني أتى إلى أبي أمية، فذكره. الحديث: 4789 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 559 الفرع السابع: في تعارف الأرواح 4790 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الأرواحُ جُنُود مُجَنَّدَة، فما تَعَارَفَ منها ائتَلَفَ، وما تَنَاكَرَ منها اختلفَ» . وفي رواية يرفعه قال: «الناسُ مَعَادِن كمعادِنِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، [خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإِسلام] إِذا فَقُهُوا، والأرواح جنود مجنَّدة ... الحديث» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأرواح جُنُود مُجَنَّدَة) معناه: الإخبار عن مبدء كون الأرواح [ص: 560] وتقدمها على الأجساد، فأعلم النبي - صلى الله عليه وسلم- أنها خلقت أول خلقها على قسمين: من ائتلاف، واختلاف، كالجنود المجندة إذا تقابلت وتواجهت، ومعنى تقابل الأرواح: ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة في مبدأ الكون والخلقة، يقول: إن الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا، فتأتلف وتختلف على حسب ما جُعِلت عليه من التشاكل أو التنافر في بدء الخلقة، ولهذا ترى الخير يحب الأخيار ويميل إليهم، والشرير يحب الأشرار ويميل إليهم.   (1) رواه مسلم رقم (2638) في البر والصلة، باب الأرواح جنود مجندة، وأبو داود رقم (4834) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (2/527) قال: حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى. قالا: حدثنا حماد. والبخاري في الأدب المفرد (901) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني سليمان بن بلال. ومسلم (8/41) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد. ثلاثتهم - حماد بن سلمة، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن محمد - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4790 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 559 4791 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الأرواحُ جنود مُجنَّدَة، فما تعارفَ منها ائتلفَ، وما تناكرَ منها اختلفَ» . أخرجه البخاري (1) . وفي رواية قالت عَمْرةُ [بنتُ عبد الرحمن] : «قَدِمَتِ امرأة مَزّاحة من أهالي مكةَ المدينة، فنزلت على نَظِيرَة لها، فقالت عائشةُ: صدق حِبِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سمعتُه يقول: الأرواحُ جنود مُجنَّدَة، ما تعارفَ منها ائتلفَ، وما تناكرَ منها اختلفَ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَظِيرة لها) نظير الإنسان: شبهه في الأخلاق والأفعال والأشكال.   (1) 6 / 262 تعليقاً في الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله المصنف - يعني البخاري - في " الأدب المفرد "، عن عبد الله بن صالح عنه قال: وصله الإسماعيلي من طريق سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب به. (2) هذه الرواية ليست في البخاري، قال الحافظ في " الفتح ": ورويناه موصولاً في مسند أبي يعلى، وفيه قصة في أوله عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: كانت امرأة بمكة مزاحة ... الخ، قال: وللمتن شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم، يريد الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الأدب المفرد (900) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا الليث، عن يحيى ابن سعيد، عن عمرة، فذكرته. وتعليقا في أحاديث الأنبياء - باب الأرواح جنود مجندة - (3336) قال: وقال الليث:عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، فذكرته، وقال يحيى بن أيوب: حدثني يحيى بن سعيد بهذا. وقال الحافظ في الفتح تعقيبا على قال يحيى بن أيوب (6/426) :وقد وصله الإسماعيلي من طريق سعيد ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب به، ورويناه موصولا في مسند أبي يعلى وفيه قصة في أوله عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: كانت امرأة مزاحة بمكة فنزلت على امرأة مثلها في المدينة، فبلغ ذلك عائشة فقالت: صدق حبي، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر مثله. ورويناه في فوائد أبي بكر بن زنبور من طريق الليث أيضا بسنده الأول بهذه القصة بمعناها، قال الإسماعيلي: أبو صالح ليس من شرط هذا الكتاب ولا يحيى بن أيوب في الأصول، وإنما يخرج له البخاري في الاستشهاد، فأورد البخاري هذا الحديث من الطريقين بلا إسناد فصار أقوى مما لو ساقه بإسناد. ا..هـ. وكان سبب ذلك أن الناظر في كتابه ربما اعتقد أن له عنده إسناد آخر ولا سيما وقد ساقه بصيغة الجزم فيعتقد أنه على شرطه، وليس الأمر كذلك. قلت: وللمتن شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم. الحديث: 4791 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 560 الفصل السادس: في التعاضد والتساعد ، وفيه أربعة فروع الفرع الأول: في أوصاف جامعة 4792 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلمُ أخو المسلم، لا يَظلمُهُ، ولا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حاجَةِ أخيهِ كان اللهُ في حاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عن مُسلِم كُرْبَة فَرَّجَ اللهُ عنه بِهَا كُرْبَة من كُرَبِ يومِ القيامةِ، وَمَن سَتَرَ مُسلِماً سَتَرَهُ اللهُ يوم القيامةِ» . أخرجه أبو داود (1) . وزاد رزين: «ومَن مَشى مع مظلوم حتى يُثْبِتَ له حَقَّهُ ثبَّت اللهُ قدميْهِ على الصراطِ يومَ تَزِلُّ الأقدام» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولا يُسلِمُه) أسلم فلان فلاناً: إذا لم يَحْمِهِ من عدوه وألقاه إلى التهلكة.   (1) رقم (4893) في الأدب، باب المؤاخاة، ورواه أيضاً الترمذي رقم (1486) في الحدود، باب ما جاء في الستر على المسلم، وإسناده صحيح، وهو في " الصحيحين " أيضاً كما سيأتي في الحديث رقم (4795) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/91) (5646) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (3/168 و9/28) قال: حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (8/18) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (4893) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والترمذي (1426) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى (الورقة 95-ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - حجاج، ويحيى، وقتيبة - قالوا: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره. وبلفظ: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله. ويقول: والذي نفس محمد بيده، ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما. وكان يقول: للمرء المسلم على أخيه من المعروف ست: يشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، وينصحه إذ غاب، ويشهده، ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات. ونهي عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث.» . أخرجه أحمد (2/68) (5357) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران. ومسلم (8/9) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا محمد بن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، وهو ابن عثمان. كلاهما - خالد، والضحاك - عن نافع، فذكره. * رواية الضحاك مختصرة على: «لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام» . الحديث: 4792 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 561 4793 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة، ومن يَسَّرَ على مُعْسِر، يَسَّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسلِماً سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ، واللهُ في عَونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عَونِ أَخيهِ، وَمَن سلكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لهُ [بِهِ] طريقاً إِلى الجنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قوم في بيت من بيوتِ اللهِ يَتْلُونَ كتابَ اللهِ تعالى، ويتَدَارَسُونَهُ بينهم إِلا نَزَلَتْ عليهم السكينةُ، وَغَشيَتهم الرحمةُ، وحَفَّتهمُ الملائكةُ، وذَكَرهُمُ اللهُ فيمن عِندَهُ، ومَن بطَّأَ به عَملُهُ لم يُسْرِعْ بِهِ نَسبُهُ» . أخرجه مسلم، والترمذي. وللترمذي أيضاً، وأبي داود إِلى قوله: «في عونِ أخيه» . وله في أخرى إِلى: «عون أخيه» ، ولم يذكر: «مَن يَسَّرَ على مُعْسِر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّكِينة) : فعيلة من السكون والطمأنينة. (حَفتَّهم) الملائكة أي: أحاطت بهم.   (1) رواه مسلم رقم (2699) في الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، وأبو داود رقم (4946) في الأدب، باب في المعونة للمسلم، والترمذي رقم (1425) في الحدود، باب ما جاء في الستر على المسلم، ورقم (1931) في البر والصلة، باب ما جاء في الستر على المسلم، ورقم (2946) في القراءات، باب رقم (3) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وابن نمير. قال: أخبرنا الأعمش. وفي (2/325) قال: حدثنا الأسود بن عامر. قال: أخبرنا أبو بكر، عن الأعمش. وفي (2/406) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. قال: حدثنا سليمان الأعمش. وفي (2/514) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا هشام، عن محمد بن واسع، عن محمد بن المنكدر. وفي (2/522) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا سهيل. والدارمي (351) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا زائدة، عن الأعمش. ومسلم (8/71) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء الهمداني. قال يحيى: أخبرنا وقال الآخران. حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (8/71 و 72) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه نصر بن علي الجهضمي. قال: حدثنا أبو أسامة قالا: حدثنا الأعمش. وأبو داود (1455) قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (3643) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زائدة، عن الأعمش. وفي (4946) قال: حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، المعنى. قالا: حدثنا أبو معاوية. قال عثمان: وجرير، عن الأعمش. وابن ماجة (225) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (2417، 2544) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (1425) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش. وفي (2646و 2945) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا الأعمش. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12462) عن العباس بن عبد الله بن العباس بن السندي، عن ابن عائشة، وهو عبيد الله بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع، عن الأعمش. وفي (12500) عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن الأعمش. (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي النعمان، عن أبي عوانة مثله. وزاد. ربما قال عن أبي سعيد. وفي (12878) عن أحمد بن الخليل، الذي كان يكون بنيسابور، عن روح بن عبادة، عن هشام، هو ابن حسان، عن محمد بن واسع، عن محمد بن المنكدر. ثلاثتهم - الأعمش، ومحمد بن المنكدر، وسهيل بن أبي صالح - عن أبي صالح، فذكره. * أخرجه أحمد (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/296) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام بن حسان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12879) عن أحمد بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. كلاهما عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان. كلاهما - معمر، وهشام - عن محمد بن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه الأعمش. * وأخرجه أحمد (2/500) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا حزم قال: سمعت محمد بن واسع، عن بعض أصحابه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. * وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12891) عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد، عن محمد بن واسع، عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. * وأخرج أبو داود (4946) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى. والترمذي (1425، 1930) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (9/12889) عن محمد بن إسماعيل بن سمرة. ثلاثتهم - واصل، وعبيد بن أسباط، ومحمد بن إسماعيل - عن أسباط بن محمد القرشي، عن الأعمش. قال: حدثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. * صرح الأعمش بالتحديث في رواية أبي أسامة، عند مسلم (8/72) . * الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة، وأثبتنا لفظ رواية الأعمش، عند مسلم (8/71) . وبلفظ: «لا يستر عبد عبدا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة» . وفي رواية روح بن القاسم: «لا يستر الله على عبد في الدنيا» . أخرجه أحمد (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/404) قال: حدثنا خلف. قال: حدثنا ابن عياش. ومسلم (8/21) قال: حدثني أمية بن بسطام العيشي. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. قال: حدثنا روح. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ثلاثتهم - وهيب بن خالد، وإسماعيل بن عياش، وروح بن القاسم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4793 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 562 4794 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدِّينُ النصيحة، قالوا: لمن يا رسولَ الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمينَ، والمسلمُ أخو المسلمِ، لا يَخْذُلُهُ، ولا يَكْذِبهُ، ولا يَظْلِمُهُ، وَإِنَّ أحدَكُم مرآةُ أخيهِ، فَإِنْ رَأى بهِ أذى فَليُمِطْهُ عنه» . أخرجه الترمذي مفرَّقاً في ثلاثة مواضع (1) . وله في أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤمنُ مِرْآةُ المؤمنِ، والمؤمنُ أخو المؤمنِ، يَكُفُّ عليه ضَيْعَتَهُ، ويَحُوطُه من ورائه» (2) . والرواية الأولى ذكرها بطولها مجموعة رزين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يكفُّ ضَيْعَتَه) الضَّيْعَة: الحِرْفة، وكَفُّها: جمعها عليه وردها إليه. (يَحُوطُه من ورائه) : يحفظه ويصونه من ورائه من حيث لا يعلم، وفيما يغيب عنه من أموره.   (1) رقم (1927) في البر والصلة، باب ما جاء في النصيحة، ورقم (1928) و (1930) ، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم، وهو حديث حسن، وفي الباب عن ابن عمر، وتميم الداري، وجرير وحكيم بن أبي يزيد عن أبيه، وثوبان، كما قال الترمذي. نقول: وحديث تميم الداري أخرجه مسلم مختصراً. (2) هذه الرواية ليست عند الترمذي، وإنما هي عند أبي داود رقم (4918) في الأدب، باب في النصيحة والحياطة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/697) قال: حدثنا صفوان. قال: أخبرنا ابن عجلان، عن القعقاع. والترمذي (1926) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم. والنسائي (7/157) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا شعيب بن الليث. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، وعن القعقاع بن حكيم. (ح) وأخبرنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب. قال: حدثنا محمد بن جهضم. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، وعن سمي، وعن عبيد الله ابن مقسم. أربعتهم - القعقاع بن حكيم، وزيد بن أسلم، وسمي مولى أبي بكر، وعبيد الله بن مقسم - عن أبي صالح، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ورواية: «إن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه» . أخرجه الترمذي (1929) قال: حدثني أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، فذكره. * قال الترمذي: ويحيى بن عبيد الله ضعفه شعبة. الحديث: 4794 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 563 4795 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلمُ أخو المسلمِ،لا يَظْلِمُهُ، ولا يُسْلِمُه، مَنْ كانَ في حاجةِ أخيهِ كانَ اللهُ في حاجتِهِ، وَمَن فَرَّجَ عن مُسلم كُرْبَة فَرَّجَ اللهُ عنهُ بهَا كُرْبة مِنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسلِماً سَتَرَهُ اللهُ يومَ القيامةِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 70 في المظالم، باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، وفي الإكراه، باب يمين الرجل لصاحبه أنه أخوه إذا خاف عليه القتل، ومسلم رقم (2580) في البر والصلة، باب تحريم الظلم، والترمذي رقم (1426) في الحدود، باب ما جاء في الستر على المسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم برقم (4792) . الحديث: 4795 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 564 4796 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً» . وشَبَّكَ بين أصابعه. أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرجه الترمذي إِلى قوله: «بعضاً» (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 71 في المظالم، باب نصر المظلوم، وفي المساجد، باب تشبيك الأصابع في المسجد، وفي الأدب، باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً، ومسلم رقم (2585) في البر، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم، والترمذي رقم (1929) في البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (772) . وأحمد (4/404) قالا: حدثنا سفيان ابن عيينة. وفي أحمد (4/405) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (4/409) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري. وعبد بن حميد (556) قال: حدثنا أبو عاصم، عن سفيان. والبخاري (1/129) قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/169) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/14) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/20) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عامر الأشعري، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، وأبو أسامة. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا ابن المبارك، وابن إدريس، وأبو أسامة. والترمذي (1928) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وغير واحد. قالوا: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (5/79) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وابن إدريس، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وابن المبارك - عن أبي بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة، قال: أخبرني جدي أبو بردة. فذكره. الحديث: 4796 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 564 4797 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَدُ اللهِ مع الجماعةِ (1) » . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في بعض النسخ: يد الله على الجماعة. (2) رقم (2167) في الفتن، باب رقم (7) ، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2166) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إبراهيم بن ميمون عن ابن طاووس، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه. وله شاهد، ذكره الترمذي عن ابن عمر. أخرجه الترمذي (2167) قال: حدثنا أبو بكر بن نافع البصري، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا سليمان المدني عن عبد الله بن دينار، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. الحديث: 4797 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 564 الفرع الثاني: في الحِلْف والإخاء 4798 - (م د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا حِلْفَ في الإِسلامِ (1) ، وأيُّمَا حِلْف كانَ في الجاهليةِ لم يَزِدْهُ الإِسلامُ إِلا شِدَّة» . أخرجه مسلم، وأبو داود (2) . وقال أبو داود: يريدُ: حِلف المطيَبَّين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا حِلْفَ في الإسلام) أصل الحِلْف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات، فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله - صلى الله عليه وسلم-: «لا حلف في الإسلام» وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام، كحلف المُطَيَّبِين وما جرى مجراه، فذلك الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم-: «وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة» . يريد: من المعاقدة على الخير، [ص: 566] والنصر للحق، وبذلك يجتمع الحديثان، وقد حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الإسلام بين قريش والأنصار، يعني: آخى بينهم، وهذا هو الحلف الذي يقتضيه الإسلام، والممنوع منه: ما خالف حكم الإسلام، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر من المطيَّبين، وكان عمر من الأحلاف، والأحلاف: ست قبائل: عبد الدار، وجُمَح، ومَخْزوم، وعَدِيّ، وكعب، وسَهم، سموا بذلك لأنهم لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي عبد الدار: من الحِجَابة والرِّفَادَة واللِّواء والسِّقَاية، وأبت عبد الدار، عقد كل قوم على أمرهم حِلْفاً مؤكداً على أن لا يتخاذلوا، فأخرجت بنو عبد مناف جَفْنَة مملوءة طيباً، فوضعتها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها [وتعاقدوا] ، وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها حِلْفاً آخر مؤكداً على أن لا يتخاذلوا، فسموها الأحلاف لذلك.   (1) المراد به حلف التوارث، والحلف على ما منع الشرع منه، وحلف التوارث منسوخ بآية الميراث. (2) رواه مسلم رقم (2530) في فضائل الصحابة، باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، وأبو داود رقم (2925) في الفرائض، باب في الحلف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/83) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة. ومسلم (7/183) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة. وأبو داود (2925) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، وابن نمير، وأبو أسامة. ثلاثتهم - ابن نمير، وأبو أسامة، وابن بشر - عن زكريا، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4798 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 565 4799 - (ت) عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في خُطبته: «أوفوا بحلف الجاهلية، فإِنَّهُ لا يَزِيدُهُ - يعني: الإِسلامَ - إِلا شِدَّة -، ولا تُحْدِثُوا حِلفاً في الإِسلام» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1585) في السير، باب رقم (30) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1585) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حسين المعلم،عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4799 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 566 4800 - (خ م د) عاصم بن سليمان الأحول: قال: قلتُ لأنس: «أبلغَكَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا حِلْف في الإِسلام؟ فقال: قد حالفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين قريش، والأنصار في داري» . أخرجه البخاري ومسلم. وعند أبي داود قال: «سمعتُ أنسَ بنَ مالك يقول: حالف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في دارنا، فقيل له: أليس قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا حِلْفَ في الإِسلام؟ فقال: حَالَفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار في دارنا، مرتين أو ثلاثاً» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 418 في الأدب، باب الإخاء والحلف، وفي الكفالة، باب قول الله تعالى: {والذين عاقدت أيمانكم} ، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (2529) في فضائل الصحابة، باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، وأبو داود رقم (2926) في الفرائض، باب في الحلف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1205) قال: حدثنا سفيان وأحمد (3/111) قال: قرئ على سفيان. وفي (3/145) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد أبو إبراهيم المعقب، قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (3/281) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (3/281) أيضا قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حفص بن غياث. والبخاري (3/125 و 8/27) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. وفي (9/130) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي الأدب المفرد (569) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا ابن عيينة. ومسلم (7/183) قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الصباح، قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي (7/183) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا عبدة بن سليمان. وأبو داود (2926) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - سفيان، وعباد، وحماد، وحفص، وإسماعيل، وعبدة - عن عاصم، فذكره. الحديث: 4800 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 567 4801 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين أبي طلحة، وأبي عبيدة» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2528) في فضائل الصحابة، باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/152) ،ومسلم (7/183) قال: حدثني حجاج بن الشاعر. كلاهما - أحمد - وحجاج - قالا: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد (بن سلمة) ، قال: حدثنا ثابت، فذكره. الحديث: 4801 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 567 4802 - (خ) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: «آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيني وبين سعدِ بنِ الرَّبيع، فقال لي سعد: إِني أكثرُ الأنصارِ مالاً، فأُقَاسِمُكَ مالي شَطْرَينِ، ولي امرأتان، فانظر أيَّتَهما شئتَ، [ص: 568] حتى أنْزِلَ لك عنها، فإذا حَلَّتْ تزوَّجْتَها، فقلتُ: لا حاجةَ لي في ذلك، دُلُّوني على السوق، فَدَلُّوني على سوقِ بَني قَيْنُقاع، فما رُحْتُ حتى استفضلْتُ أَقِطاً وسَمْناً ... وذكر الحديث» ، وسيجيء بتمامه في «كتاب الصداق» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أقِطاً) الأَقِط: لبن جامد يابس.   (1) 4 / 247 و 248 في البيوع، باب ما جاء في قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في البيوع (1: 2) عن عبد العزيز بن عبد الله، وفي فضل الأنصار المناقب (63: 1) عن إسماعيل بن عبد الله. كلاهما - عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه - فذكره. الحديث: 4802 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 567 الفرع الثالث: في النصر والإعانة 4803 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «انْصُرْ أخَاكَ ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسولَ الله أنصرُه إِذا كان مظلوماً، أَفرأيتَ إِن كان ظالماً: كيف أنصُرُهُ؟ قال: تحجزُه أو تمنعُه عن الظلم، فإن ذلك نَصْرُهُ» . وفي رواية نحوه، قالوا: «كيف ننصره ظالماً؟ قال: تأخذُ فوقَ يديه» . [ص: 569] أخرجه البخاري، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 70 في المظالم، باب أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً، وفي الإكراه، باب يمين الرجل لصاحبه أنه أخوه إذا خاف عليه القتل أو نحوه، والترمذي رقم (2256) في الفتن، باب رقم (68) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/99) ، والبخاري (9/28) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا سعيد ابن سليمان. كلاهما - أحمد، وسعيد - قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر، فذكره. 2- وأخرجه البخاري (3/168) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبيد الله، وحميد، فذكراه. وبنحوه. 1- أخرجه أحمد (3/201) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (3/168) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. والترمذي (2255) قال: حدثنا محمد بن حاتم المكتب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. ثلاثتهم - يزيد، ومعتمر، والأنصاري - عن حميد، فذكره. 2- وأخرجه عبد بن حميد (1401) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن الحسن، وحميد، فذكراه. الحديث: 4803 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 568 4804 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «اقتتل غلامان، غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجرُ - أو المهاجرون -: يا لَلْمُهاجرين، ونادى الأنصاري: يا لَلأنصَار، فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما هذا؟ دَعْوى الجاهلية؟ قالوا: لا، يا رسولَ الله إِلا أن غلامين اقتتلا، فَكَسَعَ أحدُهما الآخر، فقال: لا بأس، ولْيَنْصُرِ الرجلُ أخاه ظالماً أو مظلوماً، إِن كان ظالماً فَلْيَنْهَهُ، فإنه له نصر، وإِن كان مظلوماً فلينصره» . أَخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكسع) : أن تضرب دُبُر الإنسان بيدك أو بصدر قدمك.   (1) رقم (2584) في البر، باب نصر الأخ ظالماً أو مظلوماً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/323) قال: حدثنا يحيى بن آدم، وأبو النضر. والدارمي، (2756) قال: حدثنا أبو نعيم، ومسلم (8/19) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. أربعتهم - يحيى بن آدم، وأبو النضر، وأبو نعيم، وأحمد بن عبد الله بن يونس - قالوا: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو الزبير، فذكره. الحديث: 4804 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 569 4805 - (د) جابر بن عبد الله، وأبو طلحة - رضي الله عنهم -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِن مُسلم يَخْذُل امْرَءاً مسلماً في موضع تُنتهَكُ فيه حرمَتُهُ، ويُنتَقَصُ فيه مِنْ عِرْضِهِ، إِلا خَذَلَهُ اللهُ في موطِن يُحِبُّ فيه نُصرَتَهُ، [ص: 570] وما من امرئ ينصرُ مسلماً في موضع يُنتقَص فيه من عرضه، ويُنتهك فيه من حُرمته، إِلا نصرهُ اللهُ في موطن يُحِبُّ فيه نُصْرَتُهُ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُنْتَهك حرمته- عرضه) انتهاك الحرمة والعِرض: المبالغة في الذم والشتم. والعِرض: موضع المدح والذم من الإنسان، فإذا قيل: ذُكِر عِرْض فلان، فمعناه: ذُكرت أموره التي يرتفع عنها أو يسقط بذكرها، ومن أجلها يحمد أو يُذَّم، ويجوز أن تكون مختصة به دون أسلافه، أو بأسلافه [دونه] أو بهما جميعاً، وذهب قوم إلى أن عِرْض الرجل: نفسه دون أسلافه.   (1) رقم (4884) في الأدب، باب من رد عن مسلم غيبة، وفي سنده يحيى بن سليم بن زيد وإسماعيل ابن بشير وهما مجهولان، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 30، وذكره السيوطي في " الجامع الصغير " وزاد نسبته للضياء المقدسي في " المختارة " من حديث جابر وأبي طلحة بن سهل. أقول: وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/30) قال: حدثنا أحمد بن حجاج، قال: أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك وأبو داود (4884) قال: حدثنا إسحاق بن الصباح، قال: حدثنا ابن أبي مريم. كلاهما - ابن المبارك، وابن أبي مريم - قالا: أخبرنا الليث بن سعد، قال: حدثني يحيى بن سليم، أنه سمع إسماعيل بن بشير، فذكره. قال يحيى عقب الحديث عند أبي داود: وحدثنيه عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وعقبة بن شداد. الحديث: 4805 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 569 4806 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن ذَبَّ عن عِرْضِ أخيه ردَّ اللهُ النارَ عن وجههِ يومَ القيامَةِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1932) في البر، باب رقم (20) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 449 و 450، ورواه الطبراني عن أسماء بنت يزيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/449) قال: حدثنا إسماعيل، عن ليث، عن شهر بن حوشب. وفي (6/450) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا أبو بكر النهشلي، عن مزوق أبي بكير التيمي. والترمذي (1931) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أبي بكر النهشلي، عن مرزوق أبي بكر التيمي. كلاهما - شهر، ومرزوق - عن أم الدرداء، فذكرته. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 4806 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 570 الفرع الرابع: في الشفاعة 4807 - (خ م ت د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً، فجاء رجل يسأل؟ فأقبل علينا بوجهه، وقال: اشفعُوا لِتُؤْجَرُوا، ويَقْضِي اللهُ على لسانِ نبيهِ مَا شاءَ» . وفي رواية: «كان إِذا أتَاه طالبُ حاجة أقْبَلَ على جُلسَائِهِ، فقال: اشْفَعُوا تُؤجَرُوا ... » وذكر الحديث. أَخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. وفي رواية أَبي داود، والنسائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اشفعوا إِليَّ لِتُؤْجَروا، ولَيَقْضِ الله على لسانِ نبيه ما شاء» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 376 في الأدب، باب قول الله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} ، وفي المساجد، باب تشبيك الأصابع في المسجد، وفي المظالم، باب نصر المظلوم، ومسلم رقم (2627) في البر، باب استحباب الشفاعة، وأبو داود رقم (5131) في الأدب، باب في الشفاعة، والترمذي رقم (2674) في العلم، باب الدال على الخير كفاعله، والنسائي 5 / 78 في الزكاة، باب الشفاعة في الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (771) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/400) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/409) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (4/413) قال: حدثنا محمد بن عبيد والبخاري (2/140) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: وحدثنا عبد الواحد. وفي (8/14) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/15، 9/171) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم، (8/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر وحفص بن غياث. وأبو داود (5131) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. وفي (5133) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2672) قال: حدثنا محمود بن غيلان والحسن ابن علي وغير واحد، قالوا: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (5/77) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ووكيع، وسفيان الثوري، ومحمد بن عبيد، وعبد الواحد، وأبو أسامة، وابن مسهر، وحفص - عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 4807 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 571 4808 - (د س) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -: قال: «اشفعوا تُؤجروا، فإني أُريدُ الأمرَ فأُؤخِّرُهُ كَيْما تشفعوا فتُؤجروا، فَإِنَّ [ص: 572] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: اشفعوا تُؤْجَرُوا» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: [ «إِن الرجلَ لَيَسألُني الشيءَ فَأَمنَعهُ حَتَّى تَشْفَعُوا فيه فَتُؤْجَرُوا، و] إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: اشفعوا تُؤجروا» ، ولم يزد على هذا (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (5132) في الأدب، باب في الشفاعة، والنسائي 5 / 78 في الزكاة، باب الشفاعة في الصدقة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1532) قال: حدثنا أحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو بن السرح، والنسائي (5/78) قال: أخبرنا هارون بن سعيد. ثلاثتهم - أحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو، وهارون - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه، فذكره. الحديث: 4808 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 571 الفصل السابع: في الاحترام والتوقير 4809 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ من إِجلالِ اللهِ: إِكرامَ ذي الشَّيْبَة المسلم، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيه، ولا الجافي عَنهُ، وإِكرامَ ذي السلطانِ المُقْسِط» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغالي) المُبالغ في الشيء. [ص: 573] (والجافي عنه) : التارك للشيء، أما قوله: «ولا الجافي عنه» فمعلوم أن من ترك القرآن وجفاه: حقيق بأن لا يُحتَرَم ولا يُوَقَّر، وأما الغالي فيه، وهو المبالغ فيه، فما أعلم وجه ترك احترامه، وتوقيره، وإكرامه. (المُقْسِط) أقسط الرجل فهو مُقْسِط: إذا عدل، وقَسط فهو قاسط: إذا جار.   (1) رقم (4843) في الأدب، باب في تنزيل الناس منازلهم، وفي سنده أبو كنانة القرشي وهو مجهول، ولكن للحديث شواهد يقوى بها، وقد حسنه النووي والحافظ العراقي وابن حجر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4843) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: حدثنا عبد الله بن حمران، قال: أخبرنا عوف بن أبي جميلة، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، فذكره. الحديث: 4809 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 572 4810 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما أكرم شاب شيخاً لِسنِّه إِلا قيَّضَ اللهُ لهُ مَن يُكرمهُ عندَ سِنِّه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2023) في البر، باب رقم (75) ، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2022) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يزيد بن بيان العقيلي، قال: حدثنا أبو الرجال، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ يزيد بن بيان، وأبو الرجال الأنصاري آخر. الحديث: 4810 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 573 4811 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «جاء شيخ يريد النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأبطأ القوم أن يُوسِّعُوا له، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لَيْسَ مِنا مَن لم يَرحَمْ صغيرَنا، ويُوِّقرْ كَبيرنا» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1920) في البر، باب رقم (15) ، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي إسناده، زربي وهو ضعيف يروي مناكير، أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1919) قال: حدثنا محمد بن مرزوق، قال: حدثنا عبيد بن واقد، عن زربي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب روي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك، وغيره. الحديث: 4811 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 573 4812 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيْسَ مِنا مَن لم يرحمْ صغيرَنا ويوقِّرْ كبيرَنا، ويأَمر بالمعروف، وينْهَ عن المنكر» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1923) في البر، باب رقم (15) ، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/257) (2329) قال: حدثنا عثمان بن محمد - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان بن محمد - قال: حدثنا جرير، عن ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير. وعبد بن حميد (586) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شريك، عن ليث، عن عبد الملك بن أبي بشير. كلاهما - عبد الملك بن سعيد بن جبير، وعبد الملك بن أبي بشير - عن عكرمة، فذكره. * أخرجه الترمذي (1921) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن شريك، عن ليث، عن عكرمة، فذكره. ليس فيه عبد الملك. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وحديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب حديث حسن صحيح، وقد روي عن عبد الله بن عمرو من غير هذا الوجه أيضا. الحديث: 4812 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 573 4813 - (د ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه، عن جده: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليسَ مِنا مَن لم يَرحمْ صغيرَنا، ويَعْرِف شَرف كبيرنا» . أخرجه الترمذي، وأَبو داود، وعنده: «حق كبيرنا» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4943) في الأدب، باب في الرحمة، والترمذي رقم (1921) في البر، باب رقم (15) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (586) ، وأحمد (2/222) و (7073) قال: حدثنا علي بن عبد الله. والبخاري في الأدب المفرد (354) قال: حدثنا علي. (ح) وحدثنا محمد بن سلام. وأبو داود (4943) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن السرح. خمستهم - الحميدي، وعلي، ومحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن السرح - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا ابن أبي نجيح، قال: أخبرني عبيد الله بن عامر. فذكره. * قال أبو داود في روايته: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن السرح، قالا: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن ابن عامر، عن عبد الله بن عمرو، يرويه. قال ابن السرح: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. * وضع المزي هذا الحديث تحت ترجمة عبد الرحمن بن عامر عن عبد الله بن عمرو، تحفة الأشراف (8880) وقال: قال أبو داود، فيما روه عنه أبو الحسن بن العبد وغيره: هو عبد الرحمن بن عامر. ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (2/185) (6733) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث. وفي (2/207) و (6935) (6937) مكرر قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق وفي (358) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا جرير، عن محمد بن إسحاق. وفي (363) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث،والترمذي (1920) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن إسحاق (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق. كلاهما - عبد الرحمن بن الحارث، ومحمد بن إسحاق - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: وحديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب. حديث حسن صحيح. الحديث: 4813 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 574 4814 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «صحبتُ جرير بن عبد الله البَجَلي في سفر، فكان يَخْدُمني - قال ثابت: وهو أكبر من أنس - فقلت: لا تفعلْ، فقال: إِني قد رأيتُ الأنصار يُكرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ويعملون به شيئاً، آليْتُ أن لا أصحبَ أحداً منهم إِلا أكرمُتُه وخدمتُهُ لذلك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 62 في الجهاد، باب الخدمة في الغزو، ومسلم رقم (2513) في فضائل الصحابة، باب في حسن صحبة الأنصار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/42) . ومسلم (7/176) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن المثنى، وابن بشار. أربعتهم - البخاري، ونصر، وابن المثنى، وابن بشار - عن محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن ثابت البناني، عن أنس، فذكره. الحديث: 4814 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 574 4815 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «مرَّ بها سائل فأعطته كِسْرَة، ومَرَّ بها آخرُ عليه ثياب، وله هَيْئَة، فأقعدتْه فأكل، فقيل لها في ذلك، فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أَنزِلوا الناسَ منازلهم» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4842) في الأدب، باب في تنزيل الناس منازلهم من حديث سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب، وإسناده منقطع، ميمون لم يدرك عائشة لكن ذكر له السخاوي في " المقاصد الحسنة " شواهد وحسنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4842) قال: حدثنا يحيى بن إسماعيل وابن أبي خلف، أن يحيى بن اليمان أخبرهم، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره. * قال أبو داود: حدثنا يحيى مختصر. * قال أبو داود: ميمون لم يدرك عائشة. الحديث: 4815 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 574 4816 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كُنَّا [ص: 575] عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أَخبروني بشجرة شِبه - أو كالرجل - المسلم، لا يتَحَاتُّ ورقُها، ولا، ولا، ولا وتؤتي أُكُلَها كُلَّ حين قال ابنُ عمرَ: فوقع في نفسي أنها النَّخْلةُ، ورأيتُ أبا بكر، وعمرَ لا يتكلَّمانِ، فكرهتُ أن أتكلَّمَ، فلَّما لم يقولوا شيئاً قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هي النَّخْلَةُ، فلما قمنا قلتُ لعمرَ: يا أبتاه، واللهِ لقد كان وقع في نفسي أنها النخلةُ، فقال: ما منعكَ أن تتكلمَ؟ فقال: لم أركم تَكلَّمُون، فكرهتُ أن أتكلَّمَ، أو أقولَ شيئاً، فقال عمرُ: لأن تكونَ قُلْتَها أحبُّ إِليَّ من كذا، وكذا» . وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنَ الشجر شجرة لا يَسْقُط ورقُها، وإِنها مَثَلُ المسلم، فحدِّثوني ما هي؟ فوقع الناسُ في شجَرِ البوادي. قال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلةُ، فاستحييتُ، ثم قالوا: حَدِّثنا ما هي يا رسولَ الله؟ قال: هي النخلةُ» . وفي أخرى قال: «بينا نحن عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- جلوس، إِذ أُتِيَ بجُمَّارِ نخلة، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِنَّ من الشجرِ شجرة لها بَرَكَة كبَرَكة المسلم، فظننتُ أنه يعني النخلةَ، فأردتُ أن أقول: هي النخلة، التفتُّ فإذا أنا عَاشِرُ عَشَرَة، أنا أحْدَثُهم، فسكتُّ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هي النخلةُ» . وفي أخرى قال مجاهد: «صحبتُ ابنَ عُمَرَ إِلى المدينةِ، فما سمعتُهُ [ص: 576] يُحدِّثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلا حديثاً واحداً، قال: كنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأُتِيَ بجُمَّار ... وذكر نحوه» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المؤمن كمثل شجرة خضراءَ، لا يسقطُ ورقُها، ولا يَتَحاتُّ، فقال القوم: هي شجرةُ كذا، فأردتُ أن أقولَ: النخلةُ، وأنا غلام شاب، فاستحييتُ، فقال: هي النخلةُ» . زاد في رواية: «فحدَّثْتُ به عُمَرَ، فقال: لو كنتَ قلتَها لكان أحبَّ إِليَّ من كذا وكذا» . وأخرج الترمذي الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَتَحَاتُّ) تَحَاتَّ ورق الشجر يتحاتُّ: إذا تساقط وتناثر. (كل حين) الحِين: الوقت من الزمان، وأراد به هاهنا: السَّنَة. (البوادي) جمع بادية، وهي البَرِّيَّة، وما ليس بحاضر.   (1) رواه البخاري 1 / 136 في العلم، باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم، وباب قول المحدث: حدثنا وأخبرنا وأنبأنا، وباب الفهم في العلم، وباب الحياء في العلم، وفي البيوع، باب بيع الجمار وأكله، وفي تفسير سورة إبراهيم، وفي الأطعمة، باب أكل الجمار، وباب بركة النخل، وفي الأدب، باب ما لا يستحيى من الحق في التفقه في الدين، وباب إكرام الكبير، ومسلم رقم (2811) في المنافقين، باب مثل المؤمن مثل النخلة، والترمذي رقم (2871) في الأدب، باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ للقرآن وغير القارئ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن مجاهد، قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فلم أسمعه يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثا واحدا. قال: «كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتي بجمار فقال: إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم. فأردت أن أقول: هي النخلة. فإذا أنا أصغر القوم. فسكت. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي النخلة» . أخرجه الحميدي (676) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن أبي نجيح. وأحمد (2/12) (4599) قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح. وفي (2/41) (5000) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (2/91) (5647) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل. وفي (2/115) (5955) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا شريك، قال: سمعت سلمة بن كهيل. والدارمي (288) قال: أخبرنا بشر بن الحكم، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح. والبخاري (1/28) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان، قال: قال لي ابن أبي نجيح. وفي (3/103) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر. وفي (7/103) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي (7/104) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن زبيد. ومسلم (8/137) قال: حدثني محمد بن عبيد الغبري، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، عن أبي الخليل الضعبي. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سيف. سبعتهم - ابن أبي نجيح، والأعمش، وسلمة بن كهيل، وأبو بشر، وزبيد، وأبو الخليل، وسيف بن سليمان - عن مجاهد، فذكره. والروايات متقاربة، وبعضهم يزيد على بعض. وبلفظ: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي. قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة. فاستحييت. ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: فقال: هي النخلة. قال: فذكرت ذلك لعمر. قال: لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا.» . أخرجه الحميدي (677) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/61) (5274) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا مالك. وفي (2/123) (6052) قال: حدثنا هاشم وحجين، قالا: حدثنا عبد العزيز. وفي (2/157) (6468) قال: حدثنا عمر بن سعد، وهو أبو داود الحفري، قال: حدثنا سفيان. وعبد بن حميد (792) قال: حدثنا عمر بن سعد، عن سفيان. والبخاري (1/23) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (1/24) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان. وفي (1/44) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (8/137) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر السعدي، قالوا: حدثنا إسماعيل، يعنون ابن جعفر. والترمذي (2867) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5/7126) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. ستتهم - سفيان بن عيينة، ومالك، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وسفيان الثوري، وإسماعيل بن جعفر، وسليمان بن بلال - عن عبد الله بن دينار، فذكره. وبلفظ: «مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء، لا يسقط ورقها ولا يتحات، فقال القوم: هي شجرة كذا، هي شجرة كذا، فأردت أن أقول هي النخلة، وأنا غلام شاب، فاستحييت، فقال: هي النخلة» . أخرجه أحمد (2/31) (4859) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (8/36) قال: حدثنا آدم. كلاهما - يزيد، وآدم - عن شعبة، قال: حدثنا محارب بن دثار، فذكره. وبلفظ: «أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا تحت ورقها، فوقع في نفسي النخلة، فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي النخلة، فلما خرجت مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي أنها النخلة، قال: ما منعك أن تقولها، لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا، قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما، فكرهت» . أخرجه البخاري (6/99) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة. وفي (8/42) وفي الأدب المفرد (360) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (7/138) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - أبو أسامة، ويحيى - عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثني نافع، فذكره. وعن حفص بن عاصم، عن ابن عمر، مثله. هكذا ذكره البخاري عقب حديث محارب بن دثار، السابق وزاد: فحدثت به عمر، فقال: «لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا» . أخرجه البخاري (8/36) قال: حدثنا آدم، عن شعبة، قال: حدثنا خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص ابن عاصم، فذكره. الحديث: 4816 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 574 الفصل الثامن: في الاستئذان، وفيه سبعة فروع الفرع الأول: كيفية الاستئذان 4817 - (د) ربعي بن حراش: قال: «جاء رجل من بني عامر، فاستأذنَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في بيت، فقال: أألِجُ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لخادمه: اخرج إِلى هذا، فعَلِّمْه الاستئذانَ، فقل له: قل: السَّلامُ عليكم، أأدخُل؟ فسمع الرجلُ ذلك من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: السلامُ عليكم، أأدْخُل؟ فأذِنَ لَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَدَخَلَ» . وفي رواية قال: «حُدِّثتُ أن رجلاً جاء ... وذكر الحديث» . وفي أخرى عن رجل من بني عامر «أنه جاء ... وذكر الحديث» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (5177) و (5178) و (5179) في الأدب، باب كيف الاستئذان وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/368) قال: حدثنا محمد بن جعفر (5177) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5179) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (316) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وأبو الأحوص - عن منصور، عن ربعي بن حراش، فذكره. * وأخرجه أبو داود (5178) قال: حدثنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن منصور، عن ربعي ابن حراش. قال: حدثت أن رجلا من بني عامر استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم-، بمعناه. قال أبو داود: وكذلك حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن ربعي. ولم يقل: عن رجل من بني عامر. * رواية أبي داود والنسائي مختصرة على: قصة الاستئذان. الحديث: 4817 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 577 4818 - (د) قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنهما -: قال: «زارنا [ص: 578] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في منزلنا، فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ الله، فَرَدَّ أبي ردّاً خَفِيّاً، فقلتُ: أَلا تأذَنُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: دَعْهُ حتى يُكْثِرَ علينا من السلام، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: السلامُ عليكم ورحمةُ الله، فردَّ سعد ردّاً خفيّاً، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: السلامُ عليكم ورحمةُ الله، ثم رَجَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- واتَّبَعهُ سعد، فقال: يا رسولَ الله، إِني كنتُ أسمع تسليمكَ، وأردهُ عليك ردّاً خفيّاً، لتُكْثِرَ علينا من السلام، قال: فانصرف معه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وَأَمر له سعد بغسْل فاغتسل، ثم ناوَلَهُ مِلْحَفة مصبوغة بزَعفران - أو وَرْس - فاشتمل بها، ثم رفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يديه، وهو يقول: اللَّهمَّ اجعل صلواتِكَ ورحمَتَكَ على آل سعد بنِ عُبادَةَ، قال: ثم أصابَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الطعام، فلما أراد الانصراف، قَرَّبَ له سعد حماراً قد وطَّأْ عليه بقطيفة، فركب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال سعد: يا قيسُ، اصحَبْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، [قال قيس] : فصحبتُه، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اركب معي، فأَبَيْتُ، ثم قال: إِمَّا أن تركبَ، وإِمَّا أن تنصرفَ، قال: فانصرفتُ» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 579] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَرْس) الوَرْس نبت أصفر تُصبغ به الثياب. (القَطِيفة) : الدِّثَار ذو الخَمْل.   (1) رقم (5185) في الأدب، باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان، من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد، وإسناده منقطع، قال الحافظ في " التهذيب " في ترجمة قيس ابن سعد: روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، والصحيح: أن بينهما رجل، وقال أبو داود: رواه عمر بن عبد الواحد وابن سماعة عن الأوزاعي مرسلاً، ولم يذكرا قيس بن سعد، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وأخرجه النسائي مسنداً ومرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/421) وأبو داود (5185) قال: حدثنا هشام أبو مروان ومحمد بن المثنى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (325) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وهشام بن خالد أبو مروان، وابن المثنى - عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، فذكره. * قال أبو داود: رواه عمر بن عبد الواحد وابن سماعة عن الأوزاعي. مرسلا. لم يذكرا قيس بن سعد. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (326) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا الأوزاعي. قال: أخبرني يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، قال: زار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سعد بن عبادة، فلما أتى منزله. قال: «السلام عليكم..» وساق الحديث مرسلا ليس فيه عن قيس بن سعد. * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (327) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أخبرنا حبان. قال: أخبرنا عبد الله، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيي بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى سعد بن عبادة زائرا. فقال: «السلام عليكم» . فرد سعد السلام خافضا بها صوته وساق الحديث. الحديث: 4818 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 577 4819 - (خ م د ت ط) أبو سعيد الخدري، وأُبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري - رضي الله عنهم -: قال أبو سعيد: «كنتُ في مجلس من مجالس الأنصار، إِذ جاء أبو موسى كأنه مَذْعور، فقال: استأذنتُ على عمرَ ثلاثاً فلم يُؤذَنْ [لي] ، فرجعتُ، قال: ما منعكَ؟ قلتُ: استأذنتُ ثلاثاً، فلم يُؤذَنْ [لي] ، فرجعتُ، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِذا استأذَنَ أحدكم ثلاثاً، فلم يُؤذَنْ له فلْيَرْجِعْ، فقال: والله لَتُقِيمنَّ عليه بَيِّنة، أمنكم أحد سمعه من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال أُبَيُّ بنُ كعب: فوالله لا يقوم معك إِلا أصغر القوم، فكنتُ أصغرَ القوم، فقمتُ معه، فأخبرتُ عمرَ: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال ذلك» . قال الحميديُّ: ألفاظ الرواة في الحكاية عن عمر وأبي موسى مختلفة، والمعاني متقاربةُ، ولفظ المتن فيها واحد، كما قدَّمنا، إلا أن في رواية منها «أنَّ أبا موسى قال: أنْشُدكم بالله: هل سمعَ أحد منكم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الاستئذانُ ثلاث، فإن أُذِنَ لك، وإلا فارجعْ؟ قال أبو سعيد: فقمتُ حتى أتيتُ عُمَرَ، فقلتُ: قد سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول هذا» . [ص: 580] وفي أُخرى «أن أبا موسى استأذنَ على عمر ثلاثاً، فكأنه وجده مشغولاً، فرجع، فقال عمرُ: ألم أسمعْ صوتَ عبدِ الله بنِ قيس؟ ائْذَنُوا له، فَدُعِي، فقال [له] ، ما حملكَ على ما صنعتَ؟ قال: إنا كنا نُؤمَرُ بهذا، قال: لَتُقيمَنَّ على هذا بيَّنةَ، أو لأفْعَلَنَّ، فخرج، فانطلق إلى مجلس من الأنصار، فقالوا: لا يشهدُ على هذا إلا أصغَرُنا، فقام أبو سعيد، فقال: كنا نؤمَر بهذا، فقال عمرُ: خَفِي عليَّ هذا من أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ألْهَاني عنه الصَّفْقُ بالأسواق» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم «أن أبا موسى أتى بابَ عمرَ، فاستأذنَ، فقال عمرُ: واحدة، ثم استأذنَ الثانيةَ، فقال عمرُ، ثِنْتانِ، ثم استأذنَ الثالثةَ، فقال عمرُ: ثلاث، ثم انصرفَ، فأتْبعَهُ، فرَدَّه، فقال: إنْ كان هذا شيئاً حفظتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: فها (1) ، وإلا لأجعَلَنَّكَ عِظَةَ، قال أبو سعيد، فأتانا فقال: ألم تعلموا أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: الاستئذانُ ثلاث؟ قال: فجعلوا يضحكون، قال: فقلتُ: أتاكم أخوكم المسلم قد أُفْزِعَ، تضحكون؟! قال: انْطَلِقْ، فأنا شريكك في هذه العقوبة، فأتاه، فقال: هذا أبو سعيد» . [ص: 581] وأخرجه أبو داود مثل الرواية الأولى. وأخرج الترمذي رواية مسلم. وأخرج أبو داود أيضاً «أنَّ أبا موسى استأذنََ على عمرَ - بهذه القصة - قال فيه: فانطلق [إليه] بأبي سعيد، فشهدَ له، فقال: أخفي عليَّ هذا من أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ ألهاني الصَّفْقُ بالأسواق، ولكنْ سَلِّمْ ما شئتَ ولا تستأذِنْ» . وفي رواية لمسلم قال أبو بُرْدةَ: «جاء أبو موسى إلى عمرَ، فقال: السلامُ عليكم، هذا عبدُ الله بنُ قيس، فلم يأذنْ له، فقال: السلام عليكم، هذا أبو موسى، السلامُ عليكم، هذا الأشعريُّ، ثم انصرفَ، فقال: رُدُّوا عليَّ، ردُّوا عليَّ، فجاء فقال: يا أبا موسى، ما ردَّك؟ كنا في شُغْل، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الاستئذانُ ثلاث، فإن أُذِنَ لك، وإلا فارجعْ، قال: لَتأْتِيَنَّي على هذا ببينَّة، وإلا فعلتُ وفعلتُ، فذهبَ أبو موسى، قال عمرُ، إن يجد بينَّة تجدوه عند المنبر عَشِيَّة، وإن لم يجدْ بيَّنةَ فلن تجدوه، فلما أن جاء بالعشيِّ وجدوه، فقال: يا أبا موسى، ما تقولُ، أقد وجدت؟ قال: نعم، أُبَيَّ بن كعب، قال: عَدْل، قال: يا أبا الطفيل - وفي رواية: يا أبا المنذر- ما يقول هذا؟ قال سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 582] يقول ذلك، يا ابنَ الخطَّاب، فلا تكونَنَّ عَذاباً على أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: سبحانَ الله: إنما سمعتُ شيئاً فأحببتُ أن أَتَثَبَّتُ» . وفي رواية الموطأ عن أبي موسى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الاستئذانُ ثلاث، فإن أُذِنَ لك فادخلْ، وإلا فارجعْ» . وأخرج أبو داود نحو رواية مسلم هذه، ورواية مسلم أتَمُّ وأكمل. وله في أخرى عن أبي موسى بهذه القصة، قال: «فقال عمرُ لأبي موسى: إني لم أتَّهِمْكَ، ولكنِ الحديثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- شديدُ» . وفي رواية للموطأ «أن أبا موسى جاءَ يستأْذنُ على عمر بن الخطاب، فاستأذنَ ثلاثاً، ثم رجع، فأرسل عمرُ بنُ الخطاب في أثره، فقال: ماَلكَ لم تدخل؟ فقال أبو موسى: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الاستئذانُ ثلاث، فإن أُذِنَ لك فادخلْ، وإلا فارجعْ، فقال عمرُ: مَنْ يعلم هذا؟ لئن لم تأتني بمن يعلمُ ذلك لأفعلنَّ بك كذا وكذا، فخرج أبو موسى حتى جاء مجلساً في المسجد، يقال له: مجلسُ الأنصار، فقال: إني أَخبرتُ عمر بن الخطاب أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الاستئذان ثلاث، فإن أُذِنَ لك فادخل وإلا فارجعْ، فقال عمرُ: لئن [لم] تأْتني بمن يعلم هذا لأفعلنَّ بك كذا وكذا، فإن كان سمع ذلك أحد منكم فلْيقُم معي، فقالوا لأبي سعيد الخدري: قُمْ معه [ص: 583] وكان أبو سعيد أصغرَهم - فقام معه، فأَخبرَ بذلك عمرَ بنَ الخطاب، فقال عمر لأبي موسى: أمَا إني لم أتَّهِمْكَ، ولكني خشيتُ أن يتقَوَّل الناسُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية أخرى لأبي داود «قال فيَّ هذا، فقال عمر لأبي موسى: أما إني لم اتَّهِمْكَ، ولكني خشيت أن يتقَوَّل الناسُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . هكذا أخرجه أبو داود بإسناد الموطأ بهذه الرواية (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ألهاني) اللهو: الشُّغل، وألهاني: شَغَلني. (الصَّفْق) البيع، وأصله: صَفْق اليد باليد عند عقد البيع. (بَيِّنَة) البينة: الحجة والشاهد.   (1) أي: فهاتِ البينة. (2) رواه البخاري 11 / 23 في الاستئذان، باب التسليم والاستئذان ثلاثاً، وفي البيوع، باب الخروج في التجارة، وفي الاعتصام، باب الحجة على من قال: إن أحكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة، ومسلم رقم (2153) في الآداب، باب الاستئذان، والموطأ 2 / 963 و 964 في الاستئذان، باب الاستئذان، وأبو داود رقم (5180) و (5181) و (5182) و (5183) و (5184) في الأدب، باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان، والترمذي رقم (2691) في الاستئذان والآداب، باب ما جاء في الاستئذان ثلاثاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (734) وأحمد (3/6) والبخاري (8/67) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (6/177) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد. وفي (6/178) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن أبي عمر. وأبو داود (5180) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. سبعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، وعمرو، وقتيبة، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا يزيد بن خصيفة. 2- وأخرجه مسلم (6/178) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرني عبد الله بن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج. كلاهما - يزيد، وبكير - عن بسر بن سعيد، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (4/400) قال: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد. والبخاري (3/72) وفي الأدب المفرد (1065) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد. وفي (9/133) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى ومسلم (6/179) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى ابن سعيد القطان. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثنا حسين بن حريث، قال: حدثنا النضر، يعني ابن شميل. وأبو داود (5182) قال: حدثنا يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح. خمستهم - يحيى، ومخلد، وأبو عاصم، والنضر، وروح - عن ابن جريج قال: حدثني عطاء، عن عبيد الله بن عمير، فذكره. والرواية الثالثة. 1- أخرجها أحمد (3/19 و 4/410، 418) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (2632) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (3706) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما - ابن هارون، وابن زيرع - عن داود بن أبي هند. 2- وأخرجه أحمد (4/393) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والترمذي (2690) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. كلاهما - معمر، وعبد الأعلى - عن سعيد الجريري. 3- وأخرجه أحمد (4/403) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/178) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. وفي (6/179) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وبشر - عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة. 4- وأخرجه مسلم (6/179) قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا شعبة، عن الجريري، وسعيد بن يزيد. ثلاثتهم - داود، والجريري، وأبو مسلمة - عن أبي نضرة، فذكره. والرواية الرابعة: 1- أخرجها أحمد (4/398) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (6/179 و 180) قال: حدثنا حسين بن حريث أبو عمار، قال: حدثنا الفضل بن موسى (ح) وحدثناه عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان، قال: حدثنا علي بن هاشم. وأبو داود (5181) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود. أربعتهم - أبو نعيم، والفضل، وعلي بن هاشم، وعبد الله بن داود - عن طلحة بن يحيى. 2- وأخرجه أبو داود (5183) قال: حدثنا زيد بن أخزم، قال: حدثنا عبد القاهر بن شعيب، قال: حدثنا هشام، عن حميد بن هلال. كلاهما - طلحة بن يحيى، وحميد - عن أبي بردة، فذكره. ورواية الموطأ أخرجها مالك فيه (1864) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن غير واحد من علمائهم، فذكره. الحديث: 4819 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 579 4820 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: حدَّثني [ص: 584] عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه- قال: «استأْذنتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً، فأُذِنَ لي» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2692) في الاستئذان، باب ما جاء أن الاستئذان ثلاث، وقد حسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2691) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو زميل، قال: حدثني ابن عباس، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4820 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 583 4821 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوت تبوكَ وهو في قُبَّة من أَدَم، فسلمتُ عليه، فردَّ عليَّ، وقال: «ادخل» قلتُ: أَكُلِّي يا رسول الله، قال: «كُلُّك» فدخلتُ، قال عثمان بن أبي العاتكة: إنما قال: «كُلِّي، من صغر القُبَّةِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5000) و (5001) في الأدب، باب ما جاء في المزاح، وهو حديث صحيح، وقد رواه البخاري بطوله بدون قصة الدخول، 6 / 198 في الجهاد، باب ما يحذر من الغدر، وكذلك رواه ابن ماجة رقم (4042) في الفتن، باب أشراط الساعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قلت هو جزء من حديث طويل بلفظ: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في غزوة تبوك، وهو في خباء من أدم، فجلست بفناء الخباء. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ادخل يا عوف فقلت: بكلي يا رسول الله؟ قال: بكلك. ثم قال: يا عوف، احفظ خلالا ستّا بين يدي الساعة: إحداهن موتي. قال: فوجمت عندها وجمة شديدة. فقال: قل: إحدى. ثم فتح بيت المقدس، ثم داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم وأنفسكم، ويزكي به أعمالكم، ثم تكون الأموال فيكم، حتى يعطى الرجل مائة دينار، فيظل ساخطا، وفتنة تكون بينكم، لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته، ثم تكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة، فيغدرون بكم، فيسيرون إليكم في ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا.» . أخرجه البخاري (4/123) قال: حدثنا الحميدي. وأبو داود (5000) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل. وابن ماجة (4042، 4095) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. ثلاثتهم - عبد الله بن الزبير الحميدي، ومؤمل، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم - عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، قال: سمعت بسر بن عبيد الله، أنه سمع أبا إدريس، فذكره. (*) قال أبو داود (5001) :حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا عثمان بن أبي العاتكة. قال: إنما قال: «أدخل كلي» من صغر القبة. وبلفظ: «استأذنت على النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: أدخل كلي أو بعضي. قال: ادخل كلك. فدخلت عليه، وهو يتوضأ وضوءا مكيثا. فقال لي: يا عوف بن مالك. اعدد ستا قبل الساعة: موت نبيكم. خذ إحدى. ثم فتح بيت المقدس، ثم موت يأخذكم، تقعصون فيه كما تقعص الغنم، ثم تظهر الفتن، ويكثر المال، حتى يعطى الرجل الواحد مائة دينار فيسخطها، ثم يأتيكم بنو الأصفر تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا» . أخرجه أحمد (6/22) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا سفيان بن حسين، عن هشام بن يوسف، فذكره. وبلفظ: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسلمت عليه. فقال: عوف؟ فقلت: نعم. فقال: ادخل. قال: قلت: كلي أو بعضي؟ قال: بل كلك. قال: اعدد يا عوف ستّا بين يدي الساعة: أولهن موتي. قال: فاستبكيت حتى جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسكتني. قال: قلت: إحدى. والثانية:فتح بيت المقدس. قلت: اثنين. والثالثة: موتان يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم. قال: ثلاثا. والرابعة فتنة تكون في أمتي. وعظمها. قل: أربعا. والخامسة: يفيض المال فيكم حتى إن الرجل ليعطى المائة دينار فيتسخطها. قل: خمسا. والسادسة:هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيسيرون إليكم على ثمانين غاية. قلت: وما الغاية؟ قال: الراية، تحت كل راية اثنا عشر ألفا، فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة، في مدينة يقال لها: دمشق» . أخرجه أحمد (6/25) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن جبير ابن نفير، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو في خدر له. فقلت: أدخل؟ فقال: ادخل. قلت: أكلي؟ قال: كلك. فلما جلست قال: أمسك ستّا تكون قبل الساعة: أولهن وفاة نبيكم. قال: فبكيت قال هشيم: ولا أدري بأيها بدأ، ثم فتح بيت المقدس، وفتنة تدخل بيت كل شعر ومدر، وأن يفيض المال فيكم، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيتسخطها، وموتان يكون في الناس كقعاص الغنم. قال: وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون بكم، فيسيرون إليكم في ثمانين غاية وقال غير يعلى: في ستين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا» . أخرجه أحمد (6/27) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن محمد بن أبي محمد، فذكره. وبلفظ: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتبوك، من آخر السحور، وهو في فسطاط، أو قال: قبة، من أدم. قال: فسألت، ثم استأذنت. فقلت: أدخل؟ فقال: ادخل. قلت: كلي؟ قال: كلك. قال: فدخلت، وإذا هو يتوضأ وضوءا مكيثا» . أخرجه أحمد (6/24) قال:حدثنا زكريا بن عدي، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو الرقي. عن إسحاق ابن راشد، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فذكره. الحديث: 4821 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 584 الفرع الثاني: في موقف المستأذن 4822 - (د) عبد الله بن بسر - رضي الله عنهما- قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تِلقاء وجهه، ولكن مِنْ رُكْنِه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم، ذلك أن الدُّورَ لم يكن عليها يومئذ ستور» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5186) في الأدب، باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان، من حديث بقية بن الوليد عن محمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن بسر، وإسناده حسن، وبقية بن الوليد صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، ولكن قد صرح هنا بالتحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/189) قال: حدثنا الحكم بن موسى قال عبد الله: وسمعته أنا من الحكم، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن عياش. 2- وأخرجه أحمد (4/189) قال: حدثنا الحكم بن موسى قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم، والبخاري في الأدب المفرد (1078) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، وأبو داود (5186) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني في آخرين: جميعهم - الحكم، ومحمد بن عبد العزيز، ومؤمل - عن بقية بن الوليد. كلاهما - إسماعيل، وبقية - عن محمد بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 4822 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 584 4823 - (د) هزيل بن شرحبيل - رضي الله عنه- قال: «جاء رجل - وفي رواية: سعد - فوقف على باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يستأُذن، فقام على الباب - وفي رواية: مستقبلَ الباب - فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هكذا عنك - أو هكذا - فإنما الاستئذان من النظر» . وفي رواية عن رجل عن سعد نحوه. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5174) و (5175) في الأدب، باب في الاستئذان، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5175) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن رجل، فذكره. * لم يذكر أبو داود متن هذا الحديث من رواية هذا الرجل عن سعد، لكنه ساقه بعد رواية مرسلة. قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شية، قال: حدثنا حفص، عن الأعمش، عن طلحة، عن هزيل، قال: جاء رجل - وقال عثمان: جاء سعد- فوقف على باب النبي الحديث مرسل. ثم قال أبو داود: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن رجل، عن سعد، نحوه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 4823 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 585 4824 - (د) أبو هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل البصَرُ فلا إذْنَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5173) في الأدب، باب في الاستئذان، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/366) قال: حدثنا الخزاعي. قال: حدثنا سليمان بن بلال. والبخاري في الأدب المفرد (1082) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا سفيان بن حمزة. وفي (1089) قال: حدثنا أيوب بن سليمان. قال: حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان. وأبو داود (5173) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن. قال: حدثنا ابن وهب، عن سليمان، يعني ابن بلال. كلاهما - سليمان بن بلال، وسفيان بن حمزة - عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره. الحديث: 4824 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 585 الفرع الثالث: في إذن المستدعى 4825 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا دُعِيَ أحدُكم فجاء مع الرسول، فإن ذلك له إذْن» . وفي أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «رسولُ الرجل إلى الرجل إذْنُه» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 586] وفي رواية عن أبي رافع - وقد سئل: هل على الرجل إذا دُعي أن يَستأذِن؟ - فقال أبو رافع عن أبي هريرة «هو إذنُه» هذه الرواية ذكرها رزين (2) .   (1) رقم (5189) و (5190) في الأدب، باب في الرجل يدعى أيكون ذلك إذنه، وهو حديث حسن. (2) هذه الرواية هي عند أبي داود رقم (5190) في الأدب، وقد ذكرها البخاري تعليقاً 11 / 27 في الاستئذان، باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن، قال الحافظ في " الفتح ": أخرجه البخاري في " الأدب المفرد "، وأبو داود من طريق عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة، والبيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن ابن أبي عروبة، قال أبو داود: لم يسمع قتادة من أبي رافع، كذا في رواية اللؤلؤي عن أبي داود، وقد ثبت سماعه منه عند البخاري في كتاب " التوحيد " من رواية سليمان التيمي عن قتادة أن أبا رافع حدثه، وللحديث مع ذلك متابع أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ: رسول الرجل إلى الرجل إذنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/533) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. والبخاري في الأدب المفرد (1075) قال: حدثنا عياش بن الوليد. قال: حدثنا عبد الأعلى. وأبو داود (5190) قال: حدثنا حسين بن معاذ. قال: حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - عبد الوهاب، وعبد الأعلى - عن سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، فذكره. * قال أبو علي اللؤلؤي: سمعت أبا داود يقول: قتادة لم يسمع من أبي رافع. الحديث: 4825 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 585 الفرع الرابع: في الاستئذان على الأهل 4826 - (ط) عطاء بن يسار أن رجلاً سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أستأذِنُ على أُمَّي؟ فقال: نعم، فقال: إني معها في البيت؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: استأذن عليها، فقال الرجل: إني خادمها؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: استأذن عليها، أتُحِبُّ أن تراها عُريانةَ؟ قال: لا، قال: فاستأذِنْ عليها» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 963 في الاستئذان، باب الاستئذان، وإسناده منقطع، فإن عطاء بن يسار لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عبد البر: مرسل صحيح، ولا أعلمه يستند من وجه صحيح ولا صالح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1862) عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/463) قال أبو عمر:مرسل صحيح. لا أعلمه يستند من وجه صحيح ولا صالح. الحديث: 4826 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 586 الفرع الخامس: في الإذن بغير الكلام 4827 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- قال: «كان لي من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ساعةُ آتيه فيها، فإذا أتيتُه أستأذنتُه، فإن وجدتُه يصلي تَنَحْنَح فدخلتُ، وإن وجدته فارغاً أذِنَ لي» . وفي رواية «كان لي من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مَدْخَل بالليل، ومدخل بالنهار، فكنتُ إذا دخلتُ بالليل تَنَحْنَح لي» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 12 في السهو، باب التنحنح في الصلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/77) (570) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد الثقفي، قال: حدثنا عمارة بن القعقاع. والدارمي (2666) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عمارة بن القعقاع. والنسائي (3/12) وفي الكبرى (1043) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن المغيرة. وابن خزيمة (904) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن المغيرة (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: أخبرنا عمارة بن القعقاع. كلاهما - عمارة، ومغيرة - عن الحارث بن يزيد العكلي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله ابن نجي، فذكره. * أخرجه أحمد (1/80) (608) . وابن ماجة (3708) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/12) . وفي الكبرى (1045) قال: أخبرني محمد بن عبيد. وابن خزيمة (904) قال: حدثنا الدورقي. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، ومحمد بن عبيد، والدورقي - قالوا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، عن الحارث العكلي، عن عبد الله بن نجي، فذكره. ليس فيه أبو زرعة. * وأخرجه أحمد (1/107) (845) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/150) (1289) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - سفيان. وشعبة - عن جابر الجعفي، عن عبد الله بن نجي، فذكره. ولفظه: «كنت آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل غداة، فإذا تنحنح دخلت وإذا سكت لم أدخل، قال: فخرج إلي. فقال: حدث البارحة أمر، سمعت خشخشة في الدار، فإذا أنا بجبريل عليه السلام. فقلت: ما منعك من دخول البيت؟ فقال: في البيت كلب. قال: فدخلت، فإذا جرو للحسن تحت كرسي لنا. قال: فقال: إن الملائكة لا يدخلون البيت إذا كان فيه ثلاث: كلب، أو صورة، أو جنب» . * وأخرجه أحمد (1/85) (647) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي (3/12) . وفي الكبرى (1046) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا أبو أسامة وابن خزيمة (902) قال: حدثنا محمد بن يحيى ويوسف بن موسى، قالا: حدثنا محمد بن عبيد. كلاهما - محمد بن عبيد، وأبو أسامة - قالا: حدثنا شرحبيل بن مدرك، قال: حدثني عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي، فذكره. * قال ابن خزيمة: قد اختلفوا في هذا الخبر عن عبد الله بن نجي فلست أحفظ أحدا قال: عن أبيه غير شرحبيل بن مدرك هذا. وله شاهد بلفظ: «كنت إذا استأذنت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إن كان في صلاة سبح، وإن كان غير ذلك أذن.» . أخرجه أحمد (1/98) (767) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (1/112) (899) قال: حدثنا علي بن إسحاق. وعبد الله بن أحمد (1/79) (598) . (1/103) (809) قال: حدثني أبو كريب محمد بن العلاء. ثلاثتهم - يحيى بن آدم، وعلي بن إسحاق، وأبو كريب - عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، فذكره. الحديث: 4827 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 587 4828 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذْنُك عليَّ: أن يرفع الحجابُ، وأن تسمع سِوادي، حتى أنْهاك» أخرجه مسلم (1) [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سِوَادي) السواد - بكسر السين-: السِّرَار، تقول: ساوَدْته مُساوَدَة: إذا سارَرْتَه، وكأنه أدنى سَواده من سَواده، أي: شخصه من شخصه.   (1) رقم (2169) في السلام، باب جواز جعل الأذن رفع حجاب أو نحوه من العلامات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/404) (3833) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. ومسلم (7/6) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، وقتيبة بن سعيد. كلاهما عن عبد الواحد بن زياد. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن ماجة (139) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والنسائي في فضائل الصحابة (157) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد. ثلاثتهم - زائدة، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الله بن إدريس - عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. * أخرجه أحمد (1/388) (3684) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/394) (3732) قال: حدثنا عبد الرحمن. والنسائي في فضائل الصحابة (158) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن. كلاهما - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي - عن سفيان عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الله، فذكره. ليس فيه عبد الرحمن بن يزيد. وله شاهد بلفظ. «إذنك علي أن تكشف الستر» . أخرجه أحمد (1/404) (3834) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. قال: قال سليمان: سمعتهم يذكرون، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، فذكره. الحديث: 4828 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 587 الفرع السادس: في دق الباب 4829 - (خ م ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في أمرِ دَيْنِ كان على أبي، فدَقَقْتُ البابَ، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فخرج، وهو يقول: أنا، أنا؟ ، كأنه يكرهه» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 30 في الاستئذان، باب إذا قال: من ذا؟ قال: أنا، ومسلم رقم (2155) في الآداب، باب كراهة قول المستأذن: أنا إذا قيل: من هذا؟ وأبو داود رقم (5187) في الأدب، باب الرجل يستأذن بالدق، والترمذي رقم (2712) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم قبل الاستئذان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (3/320) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/363) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1084) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والدارمي (2633) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع. والبخاري (8/68) وفي الأدب المفرد (1086) قال: حدثنا أبو الوليد، هشام بن عبد الملك. ومسلم (6/180) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة. قال يحيى: أخبرنا، وقال أبو بكر: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر ابن شميل، وأبو عامر العقدي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني وهب بن جرير. (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثنا بهز. وأبو داود (5187) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر. وابن ماجة (3709) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2711) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (328) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن بشر وهو ابن المفضل. جميعهم - ابن جعفر، وحجاج، ويحيى، وعفان، ويزيد، وسعيد بن الربيع، وأبو الوليد، وابن إدريس، ووكيع، وابن شميل، والعقدي، ووهب بن جرير، وبهز، وبشر بن المفضل، وابن المبارك - عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 4829 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 588 4830 - (د) نافع بن عبد الحارث -رضي الله عنه- قال: «خرجت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى دخلت حائطاً، فقال لي: أمْسِكْ البابَ، فضُرِبَ البابُ، فقلت: من هذا؟.. وساق الحديث» . أخرجه أبو داود هكذا، ولم يذكر الحديث، وقال: في حديث عن أبي موسى الأشعري قال: «فدُق البابُ» (1) . وحديث أبي موسى يرد في «كتاب الفضائل» من حرف الفاء.   (1) رواه أبو داود رقم (5188) في الأدب، باب الرجل يستأذن بالدق، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/408) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (3/408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثني موسى بن عقبة، وأبو داود (5188) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، يعني المقابري، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عمرو والنسائي في فضائل الصحابة (30) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، عن محمد بن عمرو. كلاهما - محمد بن عمرو، وموسى بن عقبة - عن أبي سلمة، فذكره. * في رواية موسى بن عقبة. قال أبو سلمة: ولا أعلمه إلا عن نافع بن عبد الحارث. وحديث أبي موسى الأشعري. أخرجه أحمد (4/407) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري في الأدب المفرد (1195) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. والنسائي في فضائل الصحابة (29) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن صالح. كلاهما - صالح بن كيسان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد - عن أبي الزناد، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أخبره، أن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي أخبره، فذكره. الحديث: 4830 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 588 الفرع السابع: في النظر من خَلل الباب 4831 - (خ م د ت س) أنس بن مالك -رضي الله عنه- «أن رجلاً اطَّلع من بعض حُجَرِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقام إليه النبي - صلى الله عليه وسلم- بِمَشْقَص - أو بمشاقصَ- فكأني أنظر إليه يَخْتِلُ الرجلَ ليَطْعنَهُ» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري «أَن رجلاً اطَّلع في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم-، فسدَّد إليه مِشقْصَاً» وأخرج أبو داود الرواية الأولى. وفي رواية الترمذي «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان في بيته فاطلَّع عليه رجل، فأهْوَى إليه بمشقص، فتأخَّر» . وفي رواية النسائي «أن أعرابياً أتى باب النبي - صلى الله عليه وسلم- فألْقَمَ عَينه خَصاصة الباب، فَبَصُرَ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فتوَخَّاه بحديدة - أو عود- لِيفْقَأ عينه، فلما أن بَصُر [به] انقمع، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: أمَا إنك لو ثَبَتَّ لَفَقأتُ عينك» (1) . [ص: 590] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بمشقص) المِشْقَص، وجمعه: مشاقص: سهم له نَصل طويل، وقيل: هو سهم عريض، وقيل: هو من النصال ما طال وعرُض. (يَخْتِل) خَتَلَه يختِله: إذا خدعه وراوغه. (فألقم عينه خَصاصة الباب) : أي جعل الشق الذي في الباب مُحَاذِي عينه، فكأنه جعل الخصاص لعينه لُقمة، والخصاصة: واحدة الخِصاص وهي الثُّقْب والشقوق التي تكون في الباب. (فَتَوَخَّاه) توخَّيت الشيء: إذا قصدته. (ليفقأ عينه) فقأت عينه: إذا بَخَصْتَها، أو قَلَعتها. (انقَمَعَ) الانقماع: الأنزواء، قال ابن السِّكِّيت: اقمعت الرجل عني إقماعاً: إذا اطَّلع عليك فرددته، وكأن أصل الانقماع من القَمْع الذي على رأس الثمرة، كأن المردود أو الراجع قد دخل في قُمْعِه، كما تدخل الثمرة في قُمِعها. (جُحْر) الجُحر: الثُّقْب.   (1) رواه البخاري 12 / 215 في الديات، باب من اطلع في بيت قوم ففقؤوا عينه فلا دية له، وباب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان، وفي الاستئذان، باب الاستئذان من أجل البصر، ومسلم رقم (2157) في الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره، وأبو داود رقم (5171) في الأدب، باب في الاستئذان، والترمذي رقم (2709) في الاستئذان، باب من اطلع في دار قوم بغير إذنهم، والنسائي 7 / 60 في القسامة، باب في العقول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/239) قال: حدثنا حسن وفي (3/242) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (8/66) قال: حدثنا مسدد وفي (9/13) قال: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل. ومسلم (6/181) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو كامل فضيل بن حسين، وقتيبة بن سعيد، وأبو داود (5171) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ثمانيتهم - حسن، وإسحاق، ومسدد، وأبو النعمان، ويحيى، وأبو كامل، وقتيبة، ومحمد بن عبيد - عن حماد بن زيد، عن عبيد الله بن أبي بكر، فذكره. ورواية البخاري. 1- أخرجها أحمد (3/108) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/125) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/178) قال: حدثنا سهل. والبخاري (9/9) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي الأدب المفرد (1072) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا الفزاري. والترمذي (2708) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. خمستهم - ابن أبي عدي، ويحيى، وسهل، والفزاري، وعبد الوهاب - عن حميد، فذكره. في رواية يحيى بن سعيد، قال: قلت: يعني لحميد من حدثك، أبا عبيدة؟ قال: أنس. وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قائما يصلي في بيته، فجاء رجل فاطلع في البيت فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهما من كنانته، فسدده نحو عينيه حتى انصرف» . 1- أخرجه أحمد (3/191) قال: حدثنا بهز وعفان، والبخاري في الأدب المفرد (1069) قال: حدثنا حجاج. ثلاثتهم - بهز وعفان وحجاج - عن حماد بن سلمة، عن إسحاق، فذكره. 2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1091) قال: حدثنا موسى. والنسائي (8/60) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. كلاهما - موسى، ومسلم - عن أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير اليمامي، عن إسحاق، فذكره، نحو حديث حماد، وليس فيه الصلاة، وزاد: «أما لو ثبت لفقأت عينك» . وله شاهد بلفظ: «جاء رجل حتى اطلع في حجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقام نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ مشقصا، فجاء حتى حاذى بالرجل، وجاء به، فأخنس الرجل فذهب» . أخرجه أحمد (3/140) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عيسى بن طهمان البكري، فذكره. الحديث: 4831 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 589 4832 - (خ م ت س) سهل بن سعد - رضي الله عنهما- قال: «اطَّلع رجل من جُحْرِ من باب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومع رسول اللَّه مِدْرَى [ص: 591] يُرجِّل به - وفي رواية: يَحُكّ به - رأسَه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لو علمتُ أَنك تنظر لطعنتُ به في عينك، إنما جُعل الإذن من أجل البصر» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُرَجِّل) ترجيل الرأس: تسريحه، وشعر مُرَجَّل، أي: مُسرَّح. (مِدْرَى) المِدْرَى: شيء يُسَرَّح به شعر الرأس، مُحدَّد الطرف، من حديد أو غيره، وهو كسنٍّ من أسنان المشط، أو أغلظ قليلاً، إلا أنه أطول.   (1) رواه البخاري 12 / 215 في الديات، باب من اطلع في بيت قوم ففقؤوا عينه فلا دية له، وفي اللباس، باب الامتشاط، وفي الاستئذان، باب الاستئذان من أجل البصر، ومسلم رقم (2156) في الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره، والترمذي رقم (2710) في الاستئذان، باب من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، والنسائي 7 / 60 و 61 في القسامة، باب في العقول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (924) . وأحمد (5/330) . والبخاري (8/66) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (6/181) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر. والترمذي (2709) قال: حدثنا ابن أبي عمر. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وأبو بكر، والناقد، وزهير، وابن أبي عمر - قالوا: حدثنا سفيان هو ابن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (5/334) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (6/181) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الواحد - قالا: حدثنا معمر. 3- وأخرجه عبد بن حميد (448) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (2390) قال: أخبرنا عبيد الله ابن موسى. والبخاري (7/211) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. ثلاثتهم - يزيد، وعبيد الله، وآدم - عن ابن أبي ذئب. 4- وأخرجه الدارمي (2389) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي. 5- وأخرجه البخاري (9/13) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي الأدب المفرد (1070) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. ومسلم (6/180) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح. (ح) وحدثنا قتيبة ابن سعيد. والنسائي (8/60) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم - قتيبة، وعبد الله بن صالح، ويحيى، وابن رمح - عن الليث. 6- وأخرجه مسلم (6/181) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. ستتهم - سفيان، ومعمر، وابن أبي ذئب، والأوزاعي، والليث، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، فذكره. الحديث: 4832 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 590 4833 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اطَّلع في بيت قوم بغير إذْنِهِمْ: فقد حَلَّ لهم أَن يَفْقَؤُوا عينه» . وفي أخرى: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نحن الآخِرون السابقون، وقال: لو اطَّلع في بيتك أحد لم تأذنْ له، فَحذَفْتَه بحصاة فَفَقَأْتَ عينه، ما كان عليك من جُناح» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود «بغير إذنهم، ففقؤوا عينه: فقد هَدَرَتْ عينُه» . [ص: 592] وفي رواية النسائي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اطّلع في بيت قوم بغير إذنهم، فَفَقَؤوا عينه، فلا دِيَةَ له ولا قصاص» . وفي أُخرى له قال: «لو أَنَّ امْرءاً اطَّلع عليك بغير إذن، فحذْفتَه ففقأَتَ عينه، ما كان عليك حرج» وقال مرة أُخرى: «جُناح» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُنَاح) الجُناح: المُطالبة والإثم. (هدرَتْ) ذهب دَمه هدراً: إذا لم يطلب بثأره، ولا يجب له قصاص، ولا دِية، وكذلك كل ما فيه قصاص، أو دِية، من جارحة، أو جراحة.   (1) رواه البخاري 12 / 216 في الديات، باب من اطلع في بيت قوم ففقؤوا عينه فلا دية له، وباب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان، ومسلم رقم (2158) في الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره، وأبو داود رقم (5172) في الأدب، باب في الاستئذان، والنسائي 7 / 61 في القسامة، باب من اقتص وأخذ حقه دون السلطان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1078) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/428) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. والبخاري (139) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (9/8) ، والأدب المفرد (1068) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (6/181) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (8/61) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن عجلان، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقئوا عينه، فقد هدرت عينه» . أخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر. وفي (2/414) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/527) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثني حماد، ومسلم (6/181) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. وأبو داود (5172) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. ثلاثتهم - معمر، وحماد، وجرير - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. * أثبتنا رواية أبي داود. وبلفظ: «من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، ففقؤا عينه فلا دية له ولا قصاص» . أخرجه أحمد (2/385) قال: حدثنا علي. والنسائي (8/61) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما - علي بن المديني، وابن المثنى - عن معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن النضر ابن أنس، عن بشير بن نهيك، فذكره. وبلفظ: «لو أن رجلا اطلع عليك في بيتك فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح» . أخرجه أحمد (2/428) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. قال: سمعت أبي، فذكره. الحديث: 4833 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 591 4834 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من كشف ستراً فأدخل بَصَرَهُ في البيت قبل أن يُؤذَن له، فرأى عَوْرة أهله، فقد أتى حدّاً لا يحلُّ له أن يأتيهَ، ولو أنه حين أدخل بصره استقبله رجل ففقأ عينه، ما عَيَّرتُ عليه، وإن مرَّ رجل على باب لا سِتر له، غيرَ مُغْلَق، فنظر، فلا خطيئةَ عليه، إنما الخطيئةُ على أهل البيت» . [ص: 593] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2708) في الاستئذان، باب ما جاء في الاستئذان قبالة البيت، وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي أمامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/153) قال: حدثنا الحسن بن موسى. وفي (5/181) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق وموسى. والترمذي (2707) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - الحسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وموسى بن داود، وقتيبة بن سعيد - عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث ابن لهيعة. الحديث: 4834 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 592 الفصل التاسع: في السلام والجواب ، وفيع ستة فروع الفرع الأول: في الأمر به، والحث عليه 4835 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا انتهى أحدُكم إلى مجلس فلْيُسلِّم، فإن بَدَا له أن يجلسَ فليجلس، ثم إذا قام فليسلِّمْ، فليست الأولى بأحقَّ من الثانية» أخرجه الترمذي. وعند أبي داود «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلِّم، فإذا أراد أن يقومَ فليسلِّم، فليست الأولى بأحقَّ من الآخرة» (1) . زاد رزين «ومن سَلَّم على قوم حين يقوم عنهم كان شريكهم فيما خاضوا فيه [ص: 594] من الخير بعده» . وفي أخرى «فإن خاضوا في خير كان شريكهم، وإن خاضوا في شر كان عليهم» (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (2707) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم عند القيام وعند القعود، وأبو داود رقم (5208) في الأدب، باب في السلام إذا قام من المجلس، وإسناده حسن، ورواه الحاكم وصححه، وصححه ابن حبان رقم (1931) و (1932) موارد. (2) هاتان الروايتان لم نجدهما في شيء من الأصول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1162) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/230) قال: حدثنا بشر. وفي (2/287) قال: حدثنا قران بن تمام. وفي (2/439) قال: حدثنا يحيى، والبخاري في الأدب المفرد (1007) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (1008) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان بن بلال. وأبو داود (5208) قال: حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد. قالا: حدثنا بشر، يعنيان ابن المفضل. والترمذي (2706) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي في عمل اليوم والليلة (369) قال: أخبرني أحمد بن بكار، عن مخلد، عن ابن جريج. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي (371) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحيم. قال: حدثنا أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، عن يزيد ابن زريع، عن روح بن القاسم. تسعتهم - سفيان، وبشر بن المفضل، وقران بن تمام، ويحيى بن سعيد، وأبو عاصم النبيل، وسليمان بن بلال، والليث، وابن جريج، وروح بن القاسم - عن محمد بن عجلان. 2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (986) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني محمد ابن جعفر بن أبي كثير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (368) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثني أحمد بن حفص بن عبد الله. قال: حدثني أبي. قال: حدثني جدي إبراهيم. كلاهما - محمد بن جعفر، وإبراهيم بن طهمان - عن يعقوب بن زيد أبي يوسف التيمي. كلاهما- ابن عجلان، ويعقوب بن زيد - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. * أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1007) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا صفوان بن عيسى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (370) قال: أخبرنا الجارود بن معاذ. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما - صفوان بن عيسى، والوليد بن مسلم - عن محمد بن عجلان. قال: حدثني سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. زاد فيه «عن أبيه» . * وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (342) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. قالا: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام، عن محمد- قال عبد الرحمن: ليس ابن سيرين - عن رجل، عن أبي هريرة، فذكره. * قال النسائي: يشبه أن يكون ابن عجلان. تحفة الأشراف (9/13038) . * في رواية محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن يعقوب بن زيد التيمي، زاد في أول الحديث «أن رجلا مر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في مجلس. فقال: السلام عليكم. فقال: عشر حسنات. فمر رجل آخر. فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: عشرون حسنة. فمر رجل آخر. فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: ثلاثون حسنة: فقام رجل من المجلس ولم يسلم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أوشك ما نسي صاحبكم» فذكر الحديث. الحديث: 4835 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 593 4836 - (د ت) كلدة بن حنبل «أن صفوان بن أمية - رضي الله عنه- بعثه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَلَبَن ولِبَأ وضَغابيسَ، ورسولُ الله بأعلى الوادي قال: فدخلتُ عليه، ولم أستأذنْ ولم أسلِّم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ارجع، فقل: السلام عليكم، أأدخلُ؟ وذلك بعد ما أسلم صفوانُ» أخرجه الترمذي. وعند أبي داود بدل «وَلِبَأ» : «وجَدَاية» وبدل «الوادي» : «مكة» وقال: «فدخلتُ ولم أُسَلِّم، فقال: ارجع فقل: السلام عليكم، وذلك بعد ما أسلم صفوان بن أمية» (1) . [ص: 595] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضَغَابِيس) الضَّغَابيس: صغار القِثَّاء. (جِدَاية) الجِدَايَة من أولاد الظِّباء: ما بلغ ستة أشهر أو سبعة، وهي بمنزلة الجَدي من ولد المعز، ويقع على الذكر والأنثى.   (1) رواه الترمذي رقم (2711) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم قبل الاستئذان، وأبو داود رقم (5176) في الأدب، باب كيف الاستئذان، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال عمرو (يعني ابن أبي سفيان) : وأخبرني ابن صفوان بهذا أجمع عن كلدة بن حنبل، ولم يقل: سمعته منه. قال أبو داود: قال يحيى بن حبيب: أمية بن صفوان، ولم يقل: سمعته من كلدة بن حنبل، وقال يحيى أيضاً: عن عمرو بن عبد الله بن صفوان، أخبره: أن كلدة بن حنبل أخبره، وأخرجه الترمذي والنسائي، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج. أقول: وقال الترمذي أيضاً: ورواه أبو عاصم أيضاً عن ابن جريج مثل هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/414) قال: حدثنا روح. (ح) والضحاك بن مخلد. (ح) وعبد الله بن الحارث. والبخاري في الأدب المفرد (1081) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (5176) قال: حدثنا ابن بشار قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح. والترمذي (2710) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا روح بن عبادة، والنسائي في عمل اليوم والليلة (315) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج. أربعتهم - روح، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، وعبد الله بن الحارث، وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان، عن عمرو بن عبد الله بن صفوان، فذكره. قال عمرو بن عبد الله: فأخبرني هذا الخبر أمية بن صفوان أيضا. ولم يقل أمية: سمعته من كلدة. * قال البخاري في حديثه: حدثنا أبو عاصم وأفهمني بعضه عنه أبو حفص بن علي. * وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج، وضغابيس: وهو حشيش يؤكل. * أشار المزي أن الترمذي رواه أيضا عن محمد بن بشار، عن أبي عاصم، نحو رواية أبي داود تحفة الأشراف (8/11167) ولم نقف على رواية ابن بشار في النسخ المطبوعة. الحديث: 4836 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 594 4837 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه- قال: «إذا لقيَ أحدُكم أخاه فليسلَّم عليه، فإن حالت بينهما شجرة، أو جدار، أو حجر، ثم لقيه: فليسلم عليه أيضاً» . أخرجه أبو داود [عن أبي مريم عن أبي هريرة] . وفي رواية [عن الأعرج] عن أبي هريرة عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مثله سواء (1) .   (1) رقم (5200) في الأدب، باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5200) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن أبي موسى، عن أبي مريم، عن أبي هريرة، فذكره. موقوفا. قال معاوية: وحدثني عبد الوهاب بن بخت، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثله سواء. * أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1010) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني معاوية، عن أبي مريم، عن أبي هريرة، أنه سمعه يقول. فذكره موقوفا. الحديث: 4837 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 595 4838 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «يا بُنَيَّ، إذا دخلتَ على أهلك فَسلِّم، يَكْنْ سلامُك بركة عليك وعلى أهل بيتك» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2699) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم إذا دخل بيته، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وعلي بن زيد عند الترمذي صدوق كما في " التهذيب " نقول: قال الله تعالى في سورة النور: {فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} ، وذكر ابن كثير في التفسير من حديث أنس قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس خصال: قال: " يا أنس أسبغ الوضوء يزد في عمرك وسلم على من لقيك من أمتي تكثر حنانك، وإذا دخلت - يعني بيتك - فسلم على أهلك يكثر خير بيتك ... وذكر الحديث "، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2698) قال: حدثنا أبو حاتم البصري مسلم بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4838 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 595 4839 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- «أن رجلاً سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أيُّ الإسلام خير؟ قال: تُطعم الطعام، وتَقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5194) في الأدب، باب إفشاء السلام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5194) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، فذكره. وله شاهد بلفظ: «اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلون الجنان» أخرجه أحمد (2/170) (6587) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وعبد الصمد، قال: حدثني أبي وفي (2/196) (6848) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وعبد ابن حميد (355) قال: حدثنا حسبن الجعفي، عن زائدة والدارمي (2087) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا جرير. والبخاري في الأدب المفرد (981) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا محمد ابن فضيل بن غزوان. وابن ماجة عن أبي كريب، عن إسماعيل بن علية، ومحمد بن فضيل، وأبي يحيى التيمي، وابن الأجلح. وفي (3694) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. والترمذي (1855) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص. عشرتهم - أبو عوانة، وعبد الوارث والد عبد الصمد، وهمام، وزائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وإسماعيل بن علية، وأبو يحيى التيمي، وعبد الله بن الأجلح، وأبو الأحوص - عن عطاء بن السائب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4839 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 596 4840 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «السلام قبل الكلام» . أخرجه الترمذي، وقال: وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تدعوا أحداً إلى الطعام حتى يسلِّمَ» قال الترمذي: هذا حديث منكر (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2700) في الاستئذان، باب ما جاء في السلام قبل الكلام، وفي سنده عنبسة ابن عبد الرحمن ومحمد بن زاذان وهما متروكان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2699) قال: حدثنا الفضل بن الصباح، بغدادي، قال: حدثنا سعيد بن زكريا، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن محمد بن المنكدر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدا يعني البخاري يقول: عنبسة بن عبد الرحمن ضعيف في الحديث ذاهب، ومحمد بن زاذان منكر الحديث. الحديث: 4840 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 596 4841 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه- «مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم، وقال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعلُهُ» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قال سَيَّار: «كنت أمشي مع ثابت البُناني، فمرَّ على صبيان فسلَّم عليهم، وقال ثابت: كنت مع أنس، فمر على صبيان فسلَّم عليهم» . وفي رواية أبي داود قال: «أتى رسول اللهَ - صلى الله عليه وسلم- على غِلْمان يلعبون، فسلَّم عليهم» . [ص: 597] وفي أخرى: قال أنس: «انتهى إلينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام في الغلمان، فسلَّم علينا، ثم أخذ بيدي، فأرسلني برسالة وقعد في ظل جدار - أو قال: إلى جدار - حتى رجعتُ إليه» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 27 في الاستئذان، باب التسليم على الصبيان، ومسلم رقم (2168) في السلام، باب استحباب السلام على الصبيان، وأبو داود رقم (5202) في الأدب، باب السلام على الصبيان، والترمذي رقم (2697) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على الصبيان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/131) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2639) قال: حدثنا سهل بن حماد، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/68) وفي الأدب المفرد (1043) قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (7/5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم، (ح) وحدثنيه إسماعيل بن سالم، قال أخبرنا هشيم. وفي (7/6) قال: حدثني عمرو بن علي، ومحمد بن الوليد. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2696) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا أبو غياث سهل بن حماد قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (330) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما شعبة، وهشيم - عن سيار بن وردان العنزي. 2- وأخرجه أحمد (3/169) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (5202) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (331) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم. ثلاثتهم - حجاج، وابن مسلمة، ويحيى بن آدم - عن سليمان بن المغيرة. كلاهما - سيار، وسليمان - عن ثابت، فذكره. وبلفظ: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزور الأنصار فيسلم على صبيانهم، ويمسح برءوسهم، ويدعو لهم» . أخرجه الترمذي (2696) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (329) وفي فضائل الصحابة (244) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، فذكره. وبلفظ: «مر علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن نلعب، فقال: السلام عليكم يا صبيان» . أخرجه أحمد (3/183) قال: حدثنا وكيع. عن حبيب، عن قيس، عن ثابت، فذكره. وبلفظ: «انتهى إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام في الغلمان، فسلم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني برسالة، وقعد في ظل جدار - أو قال: إلى جدار - حتى رجعت إليه» . 1- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1139) قال: حدثنا محمد بن سلام وابن ماجة (3700) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما - ابن سلام، وأبو بكر - عن أبي خالد الأحمر. 2- وأخرجه أبو داود (5203) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث. كلاهما - أبو خالد الأحمر، وخالد - عن حميد. فذكره. الحديث: 4841 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 596 4842 - (د ت) أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها- قالت: «مرَّ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في نسوة، فسلَّم علينا» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي قالت: «مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد يوماً ونحن عُصبة من النساء، فلوَى بيده بالتسليم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُصبة) العُصبة: الجماعة من الناس فوق العشرة.   (1) رواه أبو داود رقم (5204) في الأدب، باب في السلام على النساء، والترمذي رقم (2698) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على النساء، من حديث عن الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام، قال الحافظ في " الفتح ": حسنه الترمذي، وليس على شرط البخاري، فاكتفى بما هو على شرطه، وله شاهد من حديث جابر عند أحمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (366) . وأحمد (6/452) قالا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن أبي حسين. وفي (6/457) قال أحمد: حدثنا هاشم. قال: حدثنا عبد الحميد. والدارمي (2640) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن أبي حسين. والبخاري في الأدب المفرد (1047) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا عبد الحميد بن بهرام. وأبو داود (5204) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين. وابن ماجة (3701) قال: حدثنا أبو بكر. قال:حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين. والترمذي (2697) قال: حدثنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا عبد الحميد بن بهرام. كلاهما - ابن أبي حسين، وعبد الحميد بن بهرام - عن شهر بن حوشب، فذكره. وله شاهد: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1048) قال: حدثنا مخلد. قال: حدثنا مبشر بن إسماعيل، عن ابن أبي غنية، عن محمد بن مهاجر، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال أحمد بن حنبل: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب. وقال محمد بن إسماعيل: شهر حسن الحديث وقوي أمره، وقال: إنما تكلم فيه ابن عون، ثم روى عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب، أنبأنا أبو داود المصاحفي بلخي. أخبرنا النضر بن شميل عن ابن عون قال: إن شهرا تركوه. قال أبو داود: قال النضر: تركوه أي طعنوا فيه، وإنما طعنوا فيه لأنه ولي أمر السلطان. الحديث: 4842 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 597 4843 - (ط) الطفيل بن أُبي بن كعب أخبر: «أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يَمُر عبد الله بن عمر على سَقَّاط، ولا على صاحب بَيعَة، ولا مسكين، ولا على أحد إلا [ص: 598] سلَّم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوماً، فاستتبعني إلى السوق فقلت له: وما تصنع في السوق، وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السِّلَع، ولا تَسُوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق؟ فاجلس بنا هاهنا نتحدَّثْ، قال: فقال لي عبد الله بن عمر: يا أبا بَطْن - قال: وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام، نسلِّم على من لقينا» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَقَّاط) بائع السَّقَط. وهو الرديء من المتاع. (بَيْعَة) المرة من البيع، ومن كسر الباء: أراد به: الحرفة والصناعة من البيع، فإن الفِعْلة بكسر الفاء هي الحالة. كالجِلْسَة والرِّكْبَة.   (1) 2 / 961 و 962 في السلام، باب جامع السلام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1859) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 4843 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 597 4844 - (د) عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب - قال أبو داود: رفعه الحسن بن علي - قال: «يجزئ عن الجماعة إذا مرَّوا: أن يسلَّم أحدُهم، ويجزئ عن الجلوس: أن يردَّ أحدهم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5210) في الأدب، باب ما جاء رد الواحد عن الجماعة، وإسناده حسن، ورواه أيضاً البيهقي في " شعب الإيمان ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5210) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، قال: حدثنا سعيد بن خالد الخزاعي، قال: حدثني عبد الله بن الفضل، قال: حدثنا عبيد الله ابن أبي رافع، فذكره. الحديث: 4844 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 598 4845 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- قال له رجل: «السلام [ص: 599] عليك يا أبا عبد الرحمن، فقال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: عند اقتراب الساعة: يرجع السلام على المعَارف، وكره ذلك» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، ولم أقف عليه. الحديث: 4845 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 598 الفرع الثاني: في المبتدئ بالسلام 4846 - (ت د) أبو أمامة - رضي الله عنه- قال: «قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان: أيهما يبدأُ بالسلام؟ قال: أوْلاهما بالله» . أخرجه الترمذي. وعند أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أولى الناس بالله: من بدأهم بالسلام» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (5197) في الأدب، باب في فضل من بدأ بالسلام، والترمذي رقم (2695) في الاستئذان، باب ما جاء في فضل الذي يبدأ بالسلام، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2694) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا قران بن تمام الأسدي عن أبي فروة يزيد بن سنان، عن سليم بن عامر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ومحمد أبو فروة الرهاوي مقارب الحديث، إلا ابنه محمد بن يزيد يروي عنه مناكير. ولفظ أبي داود أخرجه (5197) قال: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن أبي خالد وهب، عن أبي سفيان الحمصي، فذكره. وله شاهد عند أحمد. بلفظ: «من بدأ بالسلام، فهو أولى بالله - عز وجل - ورسوله» . أخرجه في (5/254) قال: حدثنا عتاب وهو ابن زياد، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. وفي (5/261 و 269) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا الحسن بن صالح، عن أبي المهلب. وفي (5/264) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر. ثلاثتهم - يحيى، وأبو المهلب، وبكر - عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، فذكره. الحديث: 4846 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 599 4847 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يسلِّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود. قال الترمذي: زاد ابن المثنى: «والصغير على الكبير» . [ص: 600] وفي رواية للترمذي والبخاري وأبي داود قال: «يسلَّم الصغير على الكبير، والمارُّ على القاعد، والقليل على الكثير» . وفي أخرى لأبي داود قال: «يسلِّم الراكب على الماشي ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 13 في الاستئذان، باب تسليم القليل على الكثير، وباب تسليم الراكب على الماشي، وباب تسليم الماشي على القاعد، ومسلم رقم (2160) في السلام، باب تسليم الراكب على الماشي، وأبو داود رقم (5198) و (5199) في الأدب، باب من أولى بالسلام، والترمذي رقم (2704) و (2705) في الاستئذان، باب ما جاء في تسليم الراكب على الماشي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/325) قال: حدثنا روح. وفي (2/510) قال: حدثنا روح. (ح) وعبد الله بنا لحارث. والبخاري (8/64) ، وفي الأدب المفرد (1000) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا مخلد. وفي (8/64) وفي الأدب المفرد (993) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا روح بن عبادة. ومسلم (7/2) قال: حدثني عقبة بن مكرم. قال: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثني محمد ابن مرزوق. قال: حدثنا روح. وأبو داود (5199) قال: حدثنا يحيى بن حبيب. قال: أخبرنا روح. أربعتهم - روح بن عبادة، وعبد الله بن الحارث، ومخلد بن يزيد، وأبو عاصم النبيل - عن ابن جريج. قال: أخبرني زياد، أنه سمع ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد، فذكره. وعن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير» . وزاد ابن المثنى في حديثه: «ويسلم الصغير على الكبير.» . أخرجه أحمد (2/510) والترمذي (2703) قال: حدثنا محمد بن المثنى وإبراهيم بن يعقوب. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وابن المثنى، وإبراهيم بن يعقوب - عن روح بن عبادة، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، فذكره. وبلفظ: «يسلم الصغير على الكبير، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير.» . أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1001) قال: حدثنا أحمد بن أبي عمرو. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 4847 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 599 4848 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يسلِّم الفارس على الماشي، والماشي على القائم، والقليل على الكثير» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2706) في الاستئذان، باب ما جاء في تسليم الراكب على الماشي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، والحديث أخرجه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " وابن حبان في " صحيحه " وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/19) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا حيوة. (ح) وحدثناه الطالقاني، عن ابن المبارك، عن حيوة بن شريح. وفي (6/20) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة. والدارمي (2637) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. والبخاري في الأدب المفرد (996) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرني ابن وهب. وفي (998) قال: حدثنا عبد الله ابن يزيد، قال: حدثنا حيوة. وفي (999) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا حيوة بن شريح. والترمذي (2705) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، قال: أنبأنا حيوة ابن شريح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (338) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: حدثنا ابن وهب. ثلاثتهم - حيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن وهب - عن أبي هانئ حميد بن هانئ، عن أبي علي الجنبي عمرو بن مالك، فذكره. الحديث: 4848 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 600 4849 - (ط) زيد بن أسلم: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يسلِّم الراكب على الماشي، وإِذا سلم واحد من القوم أجزأ عنهم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 959 في السلام، باب العمل في السلام، وإسناده منقطع، فإن زيد بن أسلم لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1854) عن زيد بن أسلم، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/457) : مرسل باتفاق الرواة. الحديث: 4849 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 600 الفرع الثالث: في كيفية السلام 4850 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم [ص: 601] قال: «لما خلق الله آدم، وطولُه ستون ذراعاً - قال: اذهب فسلِّم على أولئك لِنَفَر من الملائكة جلوس - فاستَمِع ما يُحَيُّونك، فإنها تحيَّتُك وتَحِيَّةُ ذُريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمةُ الله، فكلُّ من يدخل الجنة على صورة آدم، قال: فلم يزل الخلق ينقص [بعدَه] حتى الآن» . وفي رواية «على صورته» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . وأخرج الترمذي هذا في أول حديث طويل قد ذكر في تفسير سورة الأعراف من «كتاب تفسير القرآن» في حرف التاء، فلم نُعلم عليه هاهنا علامته لأنه طرف من ذلك الحديث، وأشَرنا إِليه.   (1) رواه البخاري 11 / 2 - 6 في الاستئذان، باب بدء السلام، وفي الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، ومسلم رقم (2841) في الجنة، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/315) . والبخاري (4/159) وفي الأدب المفرد (978) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (8/62) قال: حدثنا يحيى بن جعفر. ومسلم (8/149) قال: حدثنا محمد ابن رافع. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، ويحيى بن جعفر، ومحمد بن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 4850 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 600 4851 - (ط) محمد بن عمرو بن عطاء: قال: «كنت جالساً عند ابن عباس، فسلَّم عليه رجل من اليمن، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم زاد بعد ذلك شيئاً، فقال ابن عباس - وكان قد ذهب بصره -: من هذا؟ قالوا: هذا اليمانيُّ الذي يَغْشاك، فعرَّفوه إِياه، فقال ابن عباس: إِن السلام انتهى إِلى البركة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 959 في السلام، باب العمل في السلام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1885) عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره. الحديث: 4851 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 601 4852 - (ط) يحيى بن سعيد (1) : «أن رجلاً سلَّم على ابن عمر، [ص: 602] فقال له: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، والغادِياتُ والرائحاتُ، فقال له ابنُ عمر: وعليك ألفاً، ثم كأنه كره ذلك» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) في المطبوع: يحيى بن سعد، وهو خطأ. (2) 2 / 962 في السلام، باب جامع السلام، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1886) عن يحيى بن سعيد، فذكره. الحديث: 4852 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 601 4853 - (د ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: «كنا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاء رجل فسلَّم، فقال: السلام عليكم، فردَّ رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-، وقال: عشر، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردَّ عليه رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- وقال: عشرون، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- وقال: ثلاثون» . أخرجه أبو داود. وأخرجه الترمذي، وليس في روايته: «فرد عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (5195) في الأدب، باب كيف السلام، والترمذي رقم (2690) في الاستئذان، باب ما ذكر في فضل السلام، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/439) والدارمي (2643) ، وأبو داود (5195) .والترمذي (2689) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن والحسين بن محمد الجريري بلخي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (337) قال: أخبرنا أبو داود. أربعتهم - أحمد بن حنبل، والدارمي عبد الله بن عبد الرحمن، وأبو داود سليمان بن الأشعث، والحسين ابن محمد - عن محمد بن كثير، أخو سليمان بن كثير، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن عوف، عن أبي رجاء، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/440) قال: حدثنا هوذة، عن عوف، عن أبي رجاء، مرسلا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. الحديث: 4853 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 602 4854 - (د) معاذ بن أنس - رضي الله عنه -: بمعناه، وزاد: «ثم أَتَى آخرُ، فقال: السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فردَّ عليه رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-، وقال: أربعون، ثم قال: هكذا تكون الفضائل» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5196) في الأدب، باب كيف السلام، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5196) قال: حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أظن أني سمعت نافع بن يزيد. قال: أخبرني أبو مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، فذكره. الحديث: 4854 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 602 4855 - (د) أبو عبد الرحمن الفهري - رضي الله عنه -: قال: «شهدت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حُنَيْناً، فسِرْنا في يوم قائظ شديدِ الحرِّ، [ص: 603] فنزلنا تحت ظل الشجر، فلما زالت الشمس لَبِستُ لأْمَتي، وركبت فرسي، وأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في فُسْطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فَردَّ عليَّ: عليك السلام، ورحمة الله وبركاته، قلت: حان الرَّواحُ، قال: أجَلْ، [ثم قال] : يا بلالُ، فثار من تحت سَمُرَة، كأن ظلَّه ظلُّ طائر، فقال بلال: لبَّيْك وسَعْدَيْك، وأنا فِداؤك، فقال: أسرجْ لي الفرسَ، قال: فأخرج سَرْجاً دَفَّتَاه من لِيف، ليس فيه أشَر ولا بَطَر، فركب وركبنا ... وساق الحديث» . هذا لفظ أبي داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قائِظ) يوم قائظ: شديد الحر. (حَان الرَوَاح) أي قرُب وقت الرَّحيل، والرَّوَاح: هو المسير بعد الزوال. (فُسطاطه) الفُسطاط: خيمة كبيرة. (أشر) الأشَر: البَطَر والكذب.   (1) رقم (5233) في الأدب، باب في الرجل ينادي الرجل فيقول: لبيك، وفي سنده أبو همام عبد الله بن يسار وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/286) قال: حدثنا بهز. وفي (5/286) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2456) قال: حدثنا حجاج بن منهال وعفان. وأبو داود (5233) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم - بهز، وعفان، وحجاج بن منهال، وموسى بن إسماعيل - عن حماد بن سلمة. قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار، فذكره. الحديث: 4855 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 602 4856 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه: «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو في مَشْرُبَة له (1) ، فقال: السلام عليك يا رسولَ الله، السلام عليكم، أيدخل [ص: 604] عمرُ؟» . أخرجه أبو داود (2) . وهو طرف من حديث اعتزال النبي- صلى الله عليه وسلم- أزواجه، وهو مذكور بطوله في تفسير سورة التحريم من «كتاب تفسير القرآن» في حرف التاء، وقد أخرجه بطوله البخاري، ومسلم، والترمذي، وأخرج أبو داود منه هذا الطرف في باب السلام، فأوردناه هاهنا، ولم نُعْلم عليه غير علامته، وإن كان متفقاً عليه.   (1) المشربة، بضم الشين وفتحها: الغرفة. (2) رقم (5201) في الأدب، باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5201) قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حسن بن صالح، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. وهو طرف من حديث طويل، قد تقدم. الحديث: 4856 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 603 4857 - (د) غالب بن خُطَّاف البصري القطان: قال: «إِنا لجلوس بباب الحسن البصري، إِذ جاء رجل، فقال: حدَّثني أَبي عن جدي قال: بعثني أبي إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائْتِهِ فأقرئه السلام، قال: فأَتيته، فقلت: إِن أبي يُقرئك السلام، فقال: عليك وعلى أبيك السلام» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5231) في الأدب، باب في الرجل يقول: فلان يقرئك السلام، وفي سنده مجاهيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5231) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل، عن غالب قال: إنا لجلوس بباب الحسن إذ جاء رجل فقال: حدثني أبي، عن جدي، فذكره. الحديث: 4857 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 604 4858 - (د ت) أبو تميمة الهجيمي طريف بن مجالد البصري: عن أبي جُرَي - جابر بن سُلَيم الهُجَيمي - قال: «أَتيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: عليك السلام يا رسولَ الله، قال: لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام: تحية الموتى، إِذا سلَّمت قل: سلام عليك، فيقول: الرادُّ: عليك السلام» . وفي أُخرى عن أبي تميمة عن رجل من قومه قال: «طلبتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، [ص: 605] فلم أقْدِرْ عليه، فجلست، فإِذا نَفَر هو فيهم، ولا أعرفُه، وهو يُصْلِح بينهم، فلما فرغ قام معه بعضهم، فقالوا: يا رسولَ الله، فلما رأَيت ذلك، قلت: عليك السلام يا رسولَ الله، عليك السلام يا رسولَ الله، قال: إِن عليك السلام تحيةَ الميت، ثم أقبل عليَّ، فقال: إِذا لَقِيَ الرجلُ أخاه المسلم فليقل السلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم ردَّ عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: عليك ورحمة الله، عليك ورحمة الله» . وفي نسخة مثله، إِلا أنه قال فيه: «عليك السلام ورحمة الله - ثلاثاً- وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: عليك السلام: تحيةُ الموتى - ثلاثاً - وقال في آخره: عليك ورحمة الله - ثلاثاً-» . أخرجه الترمذي. وأخرج أبو داود الرواية الأولى في أول حديث طويل، وقد ذكرناه بطوله في موضعه، فيكون هذا القدر متفقاً بينهما، ولم يقل فيه: «فيقول: الرادُّ: عليك السلام» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إن عليك السلام تحية الموتى) يوهم أن السُّنَّة في تحية الموتى أن يقال لهم: عليكم السلام، كما يفعله كثير من العامة، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه [ص: 606] دخل المقبرة فقال: «السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين» فقدَّم السلام على ذكر المدعو له مثل تحية الأحياء، وإنما قال له ذلك، إشارة منه إلى ما جرت به العادة منه في تحية الأموات، إذ كانوا يُقَدِّمُون اسم الميت على الدعاء. قال الشاعر: عليك سلام الله قيس بن عاصم وقال الآخر: عليك سلام من أمير وباركت فالسُّنَّة لا تختلف في تحية الأحياء والأموات، هذا في الخير، فأما في الشر: فقد جرت عادتهم بتقديم اسم المدعو عليه، فيقولون: عليه لعنة الله وعليه غضب الله، قال الله تعالى: {وإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتي إلى يَوْمِ الدِّين} [ص: 78] وفي السلام لغتان: سلام عليكم، والسلام عليكم، والألف واللام للتفخيم.   (1) رواه الترمذي رقم (2722) و (2723) في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية أن يقول: عليك السلام مبتدئاً، وأبو داود رقم (4084) في اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، ورقم (5209) في الأدب، باب كراهية أن يقول: عليك السلام، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن حبان في " صحيحه "، والحاكم وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/63) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا عبيدة الهجيمي. وأبو داود (4075) قال: حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا يونس بن عبيد، عن عبيدة أبي خداش. وفي (4084) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن أبي غفار. وفي (5209) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن أبي غفار. والترمذي (2722) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أبوأسامة، عن أبي غفار المثنى بن سعيدالطائي. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (317) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الجريري، عن أبي السليل. وفي (318) قال: أخبرني عمران بن يزيد، قال: حدثنا عيسى - يعني ابن يونس - قال: حدثنا المثنى بن عفان - وهو ابن سعيد الطائي أبو غفار. ثلاثتهم - عبيدة الهجيمي، وأبو غفار، وأبو السليل - عن أبي تميمة الهجيمي، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثناه وهيب. والترمذي (2721) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (319) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله ابن بزيع، قال: حدثنا يزيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2124) . وفي عمل اليوم والليلة (320) عن ابن بشار، عن الثقفي. أربعتهم - وهيب، وعبد الله، ويزيد، والثقفي - عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رجل من بلهجيم. قال: قلت: يا رسول الله إلام تدعو؟.. فذكره. * وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1182) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا وهب بن جرير. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2124) عن ابن بشار، عن حماد بن مسعدة، وأبي عامر العقدي. ثلاثتهم - وهب، وحماد، وأبو عامر - عن قرة بن خالد، قال: حدثني قرة بن موسى الهجيمي، عن سليم بن جابر الهجيمي. * وجاء في «تحفة الأشراف» (2124) أخرجه النسائي في الكبرى: عن عمرو بن علي، عن عبد العزيز ابن عبد الصمد، عن يونس بن عبيد، عن عبيدة الهجيمي، عن جابر بن سليم. «ليس فيه أبو تميمة» . وعن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن قرة بن خالد، عن قرة بن موسى، قال: حدثنا مشيختنا، عن سليم بن جبير. وعن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن خالد بن مخلد، عن عبد الملك بن الحسن، قال: سمعت سهم بن معتمر، يحدث عن الهجيمي، ولم يسمه. الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 4858 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 604 4859 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنه سمع عمر وقد سلَّم عليه رجل، فقال: السلام عليك، فردَّ السلام، ثم قال عمر: كيف أنت؟ قال الرجل: أَحمد الله إِليك، قال عمر: ذاك الذي أردتُّ منك» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 961 في السلام، باب جامع السلام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1858) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 4859 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 606 4860 - (ت) عكرمة بن أبي جهل - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم جئتُ: «مَرْحَباً بالرَّاكب المهاجر» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مرحباً) : أي وجدت رَحْباً، وهو السَّعة.   (1) رقم (2736) في الاستئذان، باب ما جاء في مرحباً، وفي سنده موسى بن مسعود الهذلي، وهو صدوق سيء الحفظ، وكان يصحف، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، انظر " الفتح " 10 / 464. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2735) قال: حدثنا عبد بن حميد، وغير واحد، قالوا: حدثنا موسى بن مسعود أبو حذيفة، عن سفيان، عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بصحيح، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى ابن مسعود، عن سفيان. وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث. وروى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق مرسلا، ولم يذكر فيه «مصعب بن سعد» وهذا أصح. الحديث: 4860 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 607 4861 - (خ ت) أَنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا سلَّم: سلَّم ثلاثاً، وإِذا تكلَّم بكلمة: أعادها ثلاثاً، حتى تُفْهَم عنه» . أخرجه البخاري، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 22 في الاستئذان، باب التسليم والاستئذان ثلاثاً، وفي العلم، باب من أعاد الحديث ثلاثاً، والترمذي رقم (2724) في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية أن يقول: عليك السلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/213) ، والبخاري (1/34 و 35) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله. وفي (8/67) . والترمذي (2723) قال البخاري والترمذي: حدثنا إسحاق بن منصور. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبدة، وإسحاق - عن عبد الصمد بن عبد الوارث. 2 - وأخرجه أحمد (3/221) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. 3 - وأخرجه الترمذي (3640) وفي الشمائل (224) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة. ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو سعيد، وأبو قتيبة - عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، فذكره. الحديث: 4861 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 607 الفرع الرابع: في تحية الجاهلية، والإشارة بالرأس واليد 4862 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: «كنا نقول في الجاهلية: أنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً، وأَنْعِمْ صباحاً، فلما كان الإِسلام نُهينا عن ذلك» . أخرجه أَبو داود. [ص: 608] قال أبو داود: قال معمر: «يكره أن يقول الرجل: أنعم بك عيناً، ولا بأس أن يقول: أنعم الله عينك» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنعَمَ الله بك عَيْناً، وأنْعِمْ صباحاً) : أي أقر الله بك عين من يحبك، وإذا أقر الله به عين من يحبه، فقد دعا له بما يسره، ويقولون: «أنعم صباحاً» ، أي ليكن صباحك ناعماً طيباً سهلاً، فنهوا عنه، إذ كان من شعار الجاهلية، لأنه مذموم في نفسه، وعُوِّضُوا عن ذلك بتحية الإسلام: سلام عليكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   (1) رقم (5227) في الأدب، باب في الرجل يقول: أنعم الله بك عيناً، من حديث قتادة عن عمران ابن حصين، وإسناده منقطع، فإن قتادة لم يسمع من عمران. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5227) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، أو غيره، فذكره. الحديث: 4862 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 607 4863 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «سمعتُ رجلاً يقول لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا رسولَ الله، الرجلُ منا يلقى أَخاه أو صديقه، أينحَني له؟ قال: لا، قال: أفيلتزمه ويقبِّله؟ قال: لا، قال: أَيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم» . أخرجه الترمذي (1) . زاد رزين بعد قوله: «ويقبِّله» : «قال: لا، إِلا أن يأتيَ من سفر» .   (1) رقم (2729) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/198) قال: حدثنا مروان بن معاوية. وعبد بن حميد (1217) قال: حدثني حسين بن علي الجعفي، عن فضيل بن عياض، عن هشام. وابن ماجة (3702) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن جرير بن حازم. والترمذي (2728) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. أربعتهم - مروان، وهشام، وجرير، وابن المبارك - عن حنظلة، فذكره. قال مروان في روايته: حدثنا حنظلة بن عبد الله، وقال هشام: عن حنظلة السدوسي، وقال جرير: عن حنظلة بن عبد الرحمن السدوسي، وقال ابن المبارك: أخبرنا حنظلة بن عبيد الله. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 4863 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 608 4864 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده قال: [ص: 609] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليس مِنا مَن تَشبَّه بغيرنا، لا تَشَبَّهُوا بأهل الكتاب فإن تسليمَهم الإِشارةُ بالأصابع والأكُفِّ» . وفي رواية: «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبَّهوا باليهود ولا بالنصارى فإِن تسليمَ اليهود: الإِشارةُ بالأصابع، وتسليمَ النصارى: الإِشارةُ بالأكفِّ» . أخرج الثانية الترمذي (1) ، والأولى ذكرها رزين.   (1) رقم (2696) في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية إشارة اليد بالسلام، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، وقال الحافظ في " الفتح " 11 / 12 في الاستئذان بعد ذكر هذا الحديث: في سنده ضعف، لكن أخرج النسائي بسند جيد عن جابر رفعه: " لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2695) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث إسناده ضعيف، وروى ابن المبارك هذا الحديث عن ابن لهيعة، فلم يرفعه. الحديث: 4864 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 608 4865 - (ت) ابن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي: عن أبيه عن جده قال: «ضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له أبو بكر - أو عمر -: أضحك الله سِنَّك ... وساق الحديث» . أخرجه أبو داود، ولم يذكر (وساق الحديث) (1) .   (1) رقم (5234) في الأدب، باب في الرجل يقول للرجل: أضحك الله سنك، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5234) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم البركي، وسمعته من أبي الوليد الطيالسي، وأنا لحديث عيسى أضبط. وابن ماجة (3013) قال: حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي. وعبد الله بن أحمد (4/14) قال: حدثني إبراهيم بن الحجاج الناجي. أربعتهم - عيسى، وأبو الوليد، وأيوب، وإبراهيم - قالوا: حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي، عن ابن كنانة، عن كنانة، فذكره. في رواية ابن ماجة - عبد الله بن كنانة. الحديث: 4865 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 609 الفرع الخامس: في السلام على أهل الذمة 4866 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا سلَّم عليكم اليهودُ، فإِنما يقول أحدهم: السَّام عليك، فقل: وعليك» . أخرجه الجماعة إِلا النسائي (1) . [ص: 610] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّام) : الموت، قال الخطابي: عامة المحدثين يروون هذا الحديث: «إذا سَلَّم عليكم أهل الكتاب، فإنما يقولون: السَّام عليكم، فقولوا: وعليكم» فيثبتون الواو في «عليكم» وكان سفيان بن عيينة يرويه بغير واو، قال: وهو الصواب، لأنه إذا حذف الواو: صار قولهم الذي قالوه بعينه مردوداً عليهم خاصة، وإذا أثبت الواو: وقع الاشتراك معهم والدخول فيما قالوه، لأن الواو تجمع بين الشيئين.   (1) رواه البخاري 11 / 36 في الاستئذان، باب كيف الرد على أهل الذمة، وفي استتابة المرتدين، باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2164) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، والموطأ 2 / 960 في السلام، باب ما جاء في السلام على اليهودي والنصراني، وأبو داود رقم (5206) في الأدب، باب في السلام على أهل الذمة، والترمذي رقم (1603) في السير، باب ما جاء في التسليم على أهل الكتاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (595) . والحميدي (656) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4563) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/19) (4698) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (4699) قال: حدثنا يحيى، عن مالك. وفي (2/58) (5221) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/113) (5938) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (2638) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (8/71) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (9/20) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان ومالك بن أنس. وفي «الأدب المفرد» (1106) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (7/4) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. قال يحيي بن يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل - وهو ابن جعفر. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وأبو داود (5206) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم. والترمذي (1603) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (378) قال: أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل. وفي (379) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن سفيان. وفي (380) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن مسلم - عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 4866 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 609 4867 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا سلَّم عليكم أهل الكتاب، فقولوا: وعليكم» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم وأبي داود: «أن أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: إِن أهلَ الكتاب يُسلِّمون علينا فكيف نَرُدُّ عليهم؟ قال: قولوا: وعليكم» . وفي رواية للبخاري قال: «مرَّ يهوديّ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: السَّامُ عليك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وعليك، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أتدرون ماذا قال هذا؟ قال: السَّامُ عليك، قالوا: يا رسولَ الله، ألا نقتُله؟ قال: لا، إِذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» . وفي رواية الترمذي: «أن يهودياً أتى على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فقال: السَّامُ عليكم، فردَّ عليه القوم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تدرون [ص: 611] ما قال [هذا] ؟ قالوا: الله ورسولُهُ أعلم، سلَّم يا رسولَ الله، قال: ولكنه قال: كذا وكذا، رُدُّوه عليَّ، فردُّوه، فقال: قلتَ: السَّامُ عليكم؟ قال: نعم، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: إِذا سلَّم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا: عليك ما قلت، قال: {وَإِذَا جَاؤوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ} [المجادلة: 8] » (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 36 في الاستئذان، باب كيف يرد على أهل الذمة السلام، ومسلم رقم (2163) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، وأبو داود رقم (5207) في الأدب، باب في السلام على أهل الذمة، والترمذي رقم (3296) في التفسير، باب ومن سورة المجادلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/99) . والبخاري (8/71) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. ومسلم (7/3) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. (ح) وحدثني إسماعيل بن سالم. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعثمان، ويحيى، وإسماعيل - عن هشيم، قال: أنبأنا عبيد الله بن أبي بكر، فذكره. - ورواية مسلم وأبي داود: أخرجها أحمد (3/115 و 273) قال: حدثنا يحيى، ومحمد بن جعفر، وحجاج. وفي (3/202) قال: حدثنا يزيد، ومحمد بن جعفر. وفي (3/222) قال: حدثنا هاشم. وفي (3/277) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/290) قال: حدثنا بهز. ومسلم (7/4) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (5207) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (386) قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وفي (387) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. عشرتهم - يحيى، وابن جعفر، وحجاج، ويزيد، وهاشم، وبهز، ومعاذ، وخالد، وعمرو، وعيسى- عن شعبة، عن قتادة، فذكره. - ورواية البخاري: أخرجها أحمد (3/210) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (3/218) قال: حدثنا روح. والبخاري (9/20) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (385) قال: أخبرنا زيد بن أخزم. قال: حدثنا أبو داود - سليمان. ثلاثتهم - سليمان، وروح، وابن المبارك - عن شعبة، عن هشام بن زيد، فذكره. - ورواية الترمذي: 1 - أخرجها أحمد (3/140) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي (3/214) قال: حدثنا عبد الله بن بكر. وفي (3/234) قال: حدثنا عبد الوهاب. وابن ماجة (3697) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر. أربعتهم - ابن بشر، وابن بكر، وعبد الوهاب، وعبدة - عن سعيد بن أبي عروبة. 2 - وأخرجه أحمد (3/144) قال: حدثنا يونس. وفي (3/262) قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي. كلاهما - يونس، وسويد - عن أبان بن يزيد العطار. 3 - وأخرجه أحمد (3/192) قال: حدثنا بهز وعفان. وفي (3/289) قال: حدثنا بهز. والبخاري في «الأدب المفرد» (1105) قال: حدثنا عمرو بن عاصم. ثلاثتهم - بهز، وعفان، وعمرو - عن همام بن يحيى. 4 - وأخرجه الترمذي (3301) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يونس بن محمد، عن شيبان بن عبد الرحمن. أربعتهم - سعيد، وأبان، وهمام، وشيبان - عن قتادة، فذكره. الحديث: 4867 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 610 4868 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «دخل رهط من اليَهود على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: السَّام عليك، قالت عائشة: ففهمتُها، فقلت: عليكم السَّام واللعنةُ، قالت: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مهلاً يا عائشةِ إن الله يحب الرِّفْقَ في الأَمر كلِّه، فقلت: يا رسولَ الله، ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد قلتُ: وعليكم» . وفي رواية بنحوه، وفيه «إن الله رفيق يُحبُّ الرِّفْق في الأمر كلِّه» . وفي رواية: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد قلت: عليكم» ولم يذكر الواو. أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري «أن اليهود أتَوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: السَّام عليك، فقال: [ص: 612] وعليكم، فقالت عائشة: السَّامُ عليكم، ولعنكم الله، وغضب عليكم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عائشةُ عليك بالرفق، وإيَّاكِ والعُنْفَ والفُحشَ، قالت: أوَ لَمْ تسمع ما قالوا؟ قال: أوَ لَم تسمعي ما قلْتُ؟ رَدَدْتُ عليهم، فَيُستجابُ لي فيهم، ولا يستجاب [لهم] فيَّ» . ولمسلم قال: «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ناس من اليهود، فقالوا: السَّامُ عليك يا أبا القاسم، قال: وعليكم، قالت عائشة: بل عليكم السَّامُ والذَّامُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عائشةُ، لا تكوني فاحِشة، فقالت: أما سمعتَ ما قالوا؟ فقال: أوَ لَيس قد رَدَدْتُ عليهم الذي قالوا؟ قُلْتُ: وعليكم» وفي أخرى نحوه، عير أنه قال: «فَفَطِنَت بهم عائشة، فَسَبَّتهم فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَهْ يا عائشة، فإن الله لا يُحب الفُحشَ ولا التَّفَحُّشَ» . وزاد: فأنزل الله عز وجل: {وإذا جاؤوكَ حَيَّوْكَ بما لم يُحَيِّكَ به اللَّهُ} وأخرج الترمذي الأولى (1) . [ص: 613] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العُنْفُ) بضم العين، ضد الرِّفق واللين. (الفُحش) : الرديء من القول والمتَفَحِّش: الذي يتكلَّف الفُحْش ويتعمَّده.   (1) رواه البخاري 11 / 35 في الاستئذان، باب كيف يرد على أهل الذمة السلام، وفي الجهاد، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، وفي الأدب، باب الرفق في الأمر كله، وباب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يستجاب لنا في اليهود ولا يستجاب لهم فينا "، وفي استتابة المرتدين، باب إذا عرض الذمي وغيره بسبب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح، ومسلم رقم (2165) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، والترمذي رقم (2702) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (248) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/85) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا مَعْمر. وعبد بن حميد (1471) ، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والبخاري (8/14) ، وفي الأدب المفرد (462) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. وفي (8/70) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، وفي (8/104) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا مَعْمر. وفي (9/20) قال: حدثنا أبو نُعيم، عن ابن عُيينة، ومسلم (7/4) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة. (ح) وحدثناه حسن بن علي الحُلْواني، وعبد بن حميد. جميعا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (3689) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي. (ح) وحدثنا هشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم. قالا: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي، والترمذي (2701) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (381) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، وفي (382) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا عمي. قال: أخبرنا عن صالح، وفي (383) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وفي (384) قال: أخبرني عمران بن بكار. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. خمستهم - سفيان بن عيينة، والأوزاعي، ومعمر، وصالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة- عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) رواية سفيان الثانية، عند أحمد (6/37) ، ورواية الأوزاعي، مختصرة على: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجلَّ يُحبُّ الرِّفْقَ في الأمر كله» . وعن مسروق عن عائشة قالت: «أَتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أناس من اليهود، فقالوا: السَّامُ عليك يا أبا القاسم. قال: وعليكم. قالت عائشة: قُلتُ: بل عليكم السام والذَّامُ. فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عائشة، لا تكوني فاحشة. فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: أوَ ليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟ قلت: وعليكم» . زاد في رواية ابن نُمير ويَعلى بن عبيد: «ففطنت بهم عائشة فسبتهم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَه يا عائشة. فإن الله لا يحب الفحش والتفحش. وزادا: فأنزل الله عز وجل: {وإذا جاءوك حيوك بما لم يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} إلى آخر الآية» . أخرجه أحمد (6/229) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نُمير. ومسلم (7/4و 5) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يعلى بن عبيد. وابن ماجة (3698) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17641) عن يوسف ابن عيسى، عن الفضل بن موسى. أربعتهم - أبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نُمير، ويَعلى بن عبيد، والفضل بن موسى- عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، فذكره. وعن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة -رضي الله عنها: «أن اليهود دخلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك. فلعنتهم. فقال: ما لك؟ قلت: أوَلَمْ تسمعْ ما قالوا؟ قال: فلم تسمعي ما قُلتُ: وعليكم» . وفي رواية: « ... فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. قال: مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش. قالت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فَيُستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في» . أخرجه البخاري (4/53) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد. وفي (8/54) ، وفي الأدب المفرد (311) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبد الوهاب، وفي (8/106) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد الوهاب. كلاهما - حماد بن يزيد.، وعبد الوهاب الثقفي - عن أيوب، عن ابن أبي مليكه، فذكره وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعن عائشة قالت: «دخل ناس من اليهود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك. فقال: عليكم. فقالت عائشة: عليكم لعنة الله ولعنة اللاعنين، قالوا: ما كان أبوك فحاشا. فلما خرجوا قال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما حملك على ما صنعت؟ قالت: أما سمعت ما قالوا؟ قال: فما رأيتيني قلت عليكم، إنه يصيبهم ما أقول لهم ولا يُصيبني ما قالوا لي» . أخرجه أحمد (6/116) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، فذكره. وعن محمد بن الأشعث، عن عائشة قالت: «بينا أنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ استأذن رجل من اليهود، فأذن له، فقال: السام عليك. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعليك. قالت: فهممت أن أتكلم. قالت: ثم دخل الثانية، فقال مثل ذلك. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعليك. قالت: ثم دخل الثالثة. فقال: السام عليك. قالت: فقلت: بل السام عليكم وغضب الله، إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما لم يحيه به الله. قالت: فنظر إليَّ. فقال: مه، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددناه عليهم، فلم يضرنا شيئا، ولزمهم إلى يوم القيامة، إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة، التي هدانا الله لها، وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها، وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين» . أخرجه أحمد (6/134) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن قيس، عن محمد بن الأشعث، فذكره. وعن أبي صالح، عن عائشة قالت: «دخل يهودي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: السام عليك يا محمد. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعليك. فقالت عائشة: فهممت أن أتكلم. فعلمت كراهية النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، فسكت. ثم دخل آخر، فقال: السام عليك. فقال: عليك. فهممت أن أتكلم، فعلمت كراهية النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، ثم دخل الثالث، فقال: السامُ عليك. فلم أصبر حتى قلت: وعليك السام وغضب الله ولعنته، إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما لم يحيه به الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددنا عليهم، إن اليهود قوم حُسَّد، وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام، وعلى آمين» . أخرجه ابن خزيمة (574و 1585) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي، قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله، عن سهيل، وهو ابن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4868 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 611 4869 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: سلَّم عليه ناس من يهود، فقالوا: السَّامُ عليكَ يا أبا القاسم، فقال: «وعليكم» فقالت عائشة وغَضِبَت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: «بلى، قد سمعْتُ، فَرَدَدْتُ عليهم، وإنا نُجَابُ عليهم، ولا يُجَابُون علينا» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2166) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/383) قال: حدثنا روح. والبخاري في الأدب المفرد (1110) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد، ومسلم (7/5) قال: حدثني هارون بن عبد الله، وحجاج بن الشاعر، قالا: حدثنا حجاج بن محمد. ثلاثتهم - روح، ومخلد، وحجاج بن محمد- عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. الحديث: 4869 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 613 4870 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَبْدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدَهم في طريق فاضطرُّوه إلى أضْيَقه» . وفي رواية «فإذا لقيتم أهلَ الكتاب» وفي أخرى «اليهودَ» . وفي أخرى «فإذا لقيتموهم» ولم يُسَمِّ أحداً من المشركين. أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الأولى. وفي رواية أبي داود: قال سهيل بن أبي صالح: «خرجت مع أبي إلى [ص: 614] الشام، فجعلوا يَمُرُّون بصوامِعَ فيها نصارى، فيُسلِّمُون عليهم، فقال أبي: لا تَبْدَؤوهم بالسلام، فإن أبا هريرة حدَّثنا عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا تبدؤوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق، فاضطَرُّوهم إلى أضَيق الطريق» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2167) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، والترمذي رقم (2701) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة، وأبو داود رقم (5205) في الأدب، باب في السلام على أهل الذمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/263) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا زهير، وفي (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وفي (2/346) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة، وفي (2/444) قال: حدثنا وكيع، وأبو نعيم، وهو الفضل بن دكين، قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/459) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، وفي (2/525) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، والبخاري في الأدب المفرد (1103) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا وهيب، وفي (1111) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، ومسلم (7/5) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي، (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير، وأبو داود (5205) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، والترمذي (1602و 2700) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. سبعتهم - زهير، ومعمر، وشعبة، وسفيان، ووهيب، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وجرير- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4870 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 613 4871 - (خ م ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما- «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بمجلس فيه أخلاط من اليهود والمسلمين، فسلَّم عليهم» (1) . هذا طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في «كتاب اللواحق» من آخر الكتاب. وقد أخرج الترمذي منه هذا الطرف في السلام لحاجته إليه.   (1) رقم (2703) في الاستئذان، باب ما جاء في السلام على مجلس فيه المسلمون وغيرهم، وإسناده صحيح، وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/203) قال: حدثنا عبد الرزاق، والبخاري (8/69) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، ومسلم (5/182) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، والترمذي (2702) مختصرا، قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق، كلاهما - عبد الرزاق، وهشام- عن معمر. 2 - وأخرجه أحمد (5/203) قال: حدثنا حجاج، والبخاري (7/153) قال: حدثني ابن بكير، وفي الأدب المفرد (846) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، ومسلم (5/183) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا حجين بن المثنى. أربعتهم - حجاج، ويحيى، وعبد الله، وحجين- عن الليث بن سعد، عن عقيل. 3- وأخرجه أحمد (5/203) ، والبخاري (6/49و 8/56) وفي الأدب المفرد (1108) ، قال أحمد والبخاري: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. 4 - وأخرجه البخاري (4/،67 7/217) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو صفوان، عن يونس ابن يزيد. مختصرا. 5 - وأخرجه البخاري (8/56) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. 6 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة 105» عن هشام بن عمار، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز. ستتهم - معمر، وعقيل، وشعيب، ويونس، وابن أبي عتيق، وسعيد- عن الزهري، عن عروة، فذكره. الحديث: 4871 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 614 الفرع السادس: في السلام على من يبول أو يتغوط أو من ليس على طهارة 4872 - (م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أن رجلاً مَرَّ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَبُول، فسلَّم عليه، فلم يرُدَّ عليه» . [ص: 615] أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي، وزاد «السلام» . وقال الترمذي: إنما يكره هذا إذا كان على الغائط والبول. وفي رواية أبي داود قال نافع: «انطلقتُ معَ ابنِ عمرَ في حاجة [إلى ابن عباس] ، فقضى ابنُ عمر حاجتَهُ، وكان من حديثه يومئذ، أن قال: مَرَّ رجل في سِكَّة من السِّكك، فَلَقِي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وقد خرج من غائِط - أو بول - فسلَّم عليه الرجل، فلم يَرُدَّ عليه، حتى إذا كادَ الرجلُ أنْ يتَوَارَى في السِّكَّةِ، ضربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيديه على حائط، ومسح بهما وجهه، ثم ضرب ضربة أخرى فمسح ذراعيه، ثم رَدَّ عليه السلام، وقال: لم يمنعْني أن أرُدَّ عليكَ السلام أولاً، إلا أني لم أكُنْ على طُهْر» (1) . وفي أخرى له قال: أقبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الغائط فَلقِيَه رجُل عند بئر جَمَل، فَسلَّم عليه، [فلم يَرُدَّ عليه] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى أقبل على الحائط فوضع يده على الحائط، ثم مسح وجهه ويديه، ثم رَدَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على الرجل السلامَ (2) .   (1) رواه أبو داود رقم (330) من حديث محمد بن ثابت عن نافع عن ابن عمر، وقال أبو داود في آخر الحديث: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى محمد بن ثابت حديثاً منكراً في التيمم، وقال أبو داود أيضاً: لم يتابع محمد بن ثابت في هذه القصة على ضربتين عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورووه فعل ابن عمر. اهـ. ومحمد بن ثابت العيدي لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب ". (2) رواه مسلم رقم (370) في الحيض، باب التيمم، وأبو داود رقم (16) و (330) و (331) في الطهارة، باب أيرد السلام وهو يبول، وباب التيمم في الحضر، والترمذي رقم (90) في الطهارة، باب في كراهية رد السلام غير متوضئ، والنسائي 1 / 36 في الطهارة، باب السلام على من يبول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1/194) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (16) قال: حدثنا عثمان، وأبو بكر، ابنا أبي شيبة، قالا: حدثنا عمر بن سعد، وابن ماجة (353) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، والحسين بن أبي السري العسقلاني، قالا: حدثنا أبو داود، والترمذي (90و2720) قال: حدثنا نصر بن علي ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا أبو أحمد، محمد بن عبد الله الزبيري. وفي (2720) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن يوسف. والنسائي (1/35) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا زيد بن الخباب، وقبيصة. وابن خزيمة (73) قال: حدثنا عبد الله ابن سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو داود الحفري، (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد، يعني الزبيري. ستتهم - عبد الله بن نمير، وعمر بن سعد أبو داود الحفري، وأبو أحمد، ومحمد بن يوسف، وزيد، وقبيصة- عن سفيان الثوري، عن الضحاك بن عثمان، عن نافع، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أبو داود (330) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، أبو علي، قال: أخبرنا محمد بن ثابت العبدي، قال: أخبرنا نافع، فذكره. (*) قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى محمد بن ثابت حديثا منكرا في التيمم. (*) قال أبو داود: لم يتابع محمد بن ثابت في هذه القصة على ضربتين، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورووه فعل ابن عمر. والرواية الثالثة: أخرجها أبو داود (331) قال: حدثنا جعفر بن مسافر، قال: حدثنا عبد الله بن يحيى البُرُلُّسي، قال: حدثنا حيوة بن شريح، عن ابن الهاد، أن نافعا حدثه، فذكره. الحديث: 4872 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 614 4873 - (خ م د س) أبو الجهيم - رضي الله عنه- قال: «أقبلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من نحو بئر جَمَل، فَلقِيَه رجل، فسلَّم عليه، فلم يَرُدَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه، ثم رَدَّ عليه السلام» أخرجه النسائي وفي رواية البخاري ومسلم وأبي داود: قال عمير مولى ابن عباس: «أقبلْتُ أنا وعبد الله بن يسار - مولى ميمونةَ زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى دخلنا على أبي الجُهَيم بن الحارث بن الصِّمَّة الأنصاري، فقال أبو الجهيم: أقبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 374 و 375 في التيمم، باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصلاة، ومسلم رقم (369) في الحيض، باب التيمم، وأبو داود رقم (329) في الطهارة، باب التيمم في الحضر، والنسائي 1 / 165 في الطهارة، باب التيمم في الحضر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/169) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة، وأخرجه أحمد أيضا. قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، والبخاري (1/92) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، وأبو داود (329) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن جعفر بن ربيعة، والنسائي (1/165) وفي الكبرى (299) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة، وابن خزيمة (274) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: أخبرنا شعيب، يعني ابن الليث، عن الليث، عن جعفر بن ربيعة. ثلاثتهم - عبد الله بن لهيعة، وابن إسحاق، وجعفر بن ربيعة - عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عمير مولى ابن عباس، فذكره. الحديث: 4873 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 616 4874 - (د س) المهاجر بن قنفذ - رضي الله عنه- «أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يبول، فسلَّم عليه، فلم يردَّ عليه حتى توضَّأَ، ثم اعتذر إليه، وقال: إني كرهتُ أن أذكر الله إلا على طُهْرِ - أو قال: على طهارة» . أخرجه أبو داود. وأخرجه النسائي إلى قوله: «حتى توضَّأ، وقال: فلما توضأَ رَدَّ عليه» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (17) في الطهارة، باب أيرد السلام وهو يبول، والنسائي 1 / 37 في الطهارة، باب رد السلام بعد الوضوء، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 345 و 5 / 80، وابن ماجة رقم (350) ، والحاكم 1 / 167 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/345) و (5/80) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، وفي (5/80) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد، وفي (5/80) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، والدارمي (2644) قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، وأبو داود (17) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، وابن ماجة (1350) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، وأحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن سعيد، والنسائي (1/37) ، وفي الكبرى (34) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: أنبأنا سعيد، وابن خزيمة (206) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد. كلاهما - سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي- عن قتادة، عن الحسن، عن حضين أبي ساسان، فذكره. (*) أخرجه أحمد (51/80) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن المهاجر ابن قنفذ، فذكره. ليس فيه (حضين) . (*) قال أبو الحسن بن سلمة - راوي السنن عن ابن ماجة -: حدثنا أبو حاتم. قال: حدثنا الأنصاري، عن سعيد بن أبي عروبة، فذكر نحوه. أي نحو حديث قتادة. الحديث: 4874 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 616 الفصل العاشر: في المصافحة 4875 - (خ ت) قتادة قال: «قلتُ لأنس بن مالك -رضي الله عنه-: أكانت المُصافحة في أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم» . أخرجه البخاري والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 46 في الاستئذان، باب المصافحة، والترمذي رقم (2730) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/73) قال: حدثنا عمرو بن عاصم، والترمذي (2729) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - عمرو، وابن المبارك - عن همام بن يحيى، عن قتادة، فذكره. الحديث: 4875 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 617 4876 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: «بما جاء أهل اليمن قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد جاءكم أهلُ اليمن، وهم أوَّلُ من جاء بالمُصَافحة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5213) في الأدب، باب في المصافحة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/212) قال: حدثنا عبد الصمد، وفي (3/251) قال: حدثنا عفان، والبخاري في الأدب المفرد (967) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (5213) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، وحجاج، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن حميد، فذكره. الحديث: 4876 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 617 4877 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من تمام التحية: الأخْذُ باليد» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2731) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة، وإسناده ضعيف، وله شاهد بمعناه عند أحمد والترمذي من حديث أبي أمامة بلفظ: ... وتمام تحيتكم بينكم المصافحة "، وفي سنده علي ابن يزيد الألهاني، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2730) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن رجل، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم عن سفيان. سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فلم يَعُدَّهُ محفوظا، وقال: قال:حدثنا حماد بن واقد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، فذكره. الحديث: 4877 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 617 4878 - (د) أيوب بن بشير بن كعب العدوي عن رجل من عَنَزةَ أنه قال: «قلتُ لأبي ذَرٍّ حيثُ سُيّرَ من الشام: إني أُرِيدُ أن أسأَلكَ عن حديث من حديثِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: إذاً أُخْبِرُك به، إلا أن يكون سِرّاً، قلت: إنه ليس بسرَّ: هل كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَافِحُكم إذا لَقَيْتُمُوه؟ قال: ما لقِيتُه قط إلا صافحني، وبعَثَ إليَّ ذات يوم، ولم أكُنْ في أهلي، فَجِئْتُ، فَأُخْبرْتُ أنه أرسل إليَّ، فأتيتهُ وهو على سَريره، فالتزمني، فكانت تلك أجودَ وأجودَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5214) في الأدب، باب في المعانقة، وفي سنده جهالة الرجل من عنزة، وذكر البخاري هذا الحديث في " تاريخه " وقال: إنه مرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/162) قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (5/162و 167) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، وأبو داود (5214) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. كلاهما - بشر بن المفضل، وحماد بن سلمة - عن أبي الحسين خالد بن ذكوان، عن أيوب بن بشير بن كعب العدوي، عن رجل من عنزة، فذكره. (*) في رواية بشر بن المفضل (عن فلان العنزي) . الحديث: 4878 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 618 4879 - (د ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا التَقى المسلِمَان فَتصَافَحا، وحَمِدا الله، واستَغْفَرَاه، غُفِر لهما» وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلمين يلتقيان. فيتصافحان، إلا غُفِرَ لهما قَبْلَ أن يَتَفَرَّقا» أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الثانية (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (5211) و (5212) في الأدب، باب في المصافحة، والترمذي رقم (2728) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/289و 303) قال: حدثنا ابن نمير، وأبو داود (5212) . وابن ماجة (3703) قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد، وابن نُمير. والترمذي (2727) قال: حدثنا سفيان ابن وكيع، وإسحاق بن منصور، قالا: حدثنا عبد الله بن نُمير. كلاهما - ابن نمير، وأبو خالد - عن الأجلح، عن أبي إسحاق، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (4/293) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو بَلْج يحيى بن أبي سليم، قال: حدثنا أبو الحكم علي البصري، عن أبي بحر، فذكره. (*) وأخرجه أبو داود (5211) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن أبي بلج، عن زيد أبي الحكم العنزي، عن البراء - ليس فيه أبو بحر. (*) أبو الحكم علي البصري، ذلك وهم، إنما هو أبو الحكم زيد. تعجيل المنفعة (755) . وبنحوه أخرجه أحمد (4/289) قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا مالك، عن أبي داود، فذكره. الحديث: 4879 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 618 4880 - (ط) عطاء بن أبي مسلم الخراساني أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تصافحوا يذهبِ الغِلُّ، وتَهادَوْا تَحَابُّوا، وتذهب الشحْنَاء» . [ص: 619] أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغِلّ) : الحِقْدُ والعداوة. (الشحناء) : العداوة.   (1) 2 / 908 مرسلاً في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وإسناده معضل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال المنذري: رواه مالك هكذا معضلاً، قال: وقد أسند من طرق فيها مقال، يشير إلى ما أخرجه ابن عدي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تصافحوا يذهب الغل عنكم "، وإلى ما أخرجه ابن عساكر عن أبي هريرة مرفوعاً، " تهادوا تحابوا، وتصافحوا يذهب الغل عنكم "، وقال ابن المبارك: حديث مالك جيد، وقال ابن عبد البر: هذا يتصل من وجوه شتى حسان كلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (1750) عن عطاء بن أبي مسلم عبد الله الخراساني، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (4/333) : قال المنذري: رواه مالك هكذا معضلا، وقد أسند من طرق فيها مقال يشير إلى ما أخرجه ابن عدي، عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تصافحوا يذهب الغل من قلوبكم» ، وإلى ما أخرجه ابن عساكر عن أبي هريرة مرفوعا: «تهادوا تحابوا، وتصافحوا يذهب الغل عنكم» فقول السيوطي في المصافحة أحاديث موصولة بغير هذا اللفظ، عجيب مع أنه ذكره في جامعه. وقال ابن المبارك: حديث مالك جيد، وقال ابن عبد البر: هذا يتصل من وجوه شتى حسان كلها، ثم ذكر بأسانيده جملة منها في المصافحة بغير هذا اللفظ، فكأن السيوطي اغتر به وغفل عما في جامعه، والكمال لله. الحديث: 4880 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 618 الفصل الحادي عشر: في العطاس والتثاؤب وقد تقدم في كتاب الدعاء من حرف الدال: أدعية العطاس 4881 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال «عَطَسَ رَجلان عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَشَمَّتَ أحَدَهما، ولم يُشمِّتِ الآخرَ، فقيل له، فقال: هذا حَمِدَ الله، وهذا لم يَحْمَدِ الله» . [ص: 620] وفي أخرى: «فقال الذي لم يُشَمِّتْهُ: يا رسولَ الله، شَمَّتَّ هذا، ولم تُشَمِّتْني؟ قال: إنَّ هذا حَمِدَ الله، ولم تَحْمَدِ الله» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فشمّتَّ) تشميت العاطس - بالشين والسين، والشين المعجمة أكثر، وأفصح- وذلك: إذا دعوتَ له، وهو في السُّنَّة أن تقول له: «يرحمك الله» .   (1) رواه البخاري 10 / 504 في الأدب، باب لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله، ومسلم رقم (2991) في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، وأبو داود رقم (5039) في الأدب، باب فيمن يعطس ولا يحمد الله، والترمذي رقم (2743) في الأدب، باب ما جاء في إيجاب التشميت بحمد العاطس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1208) ، والترمذي (2742) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قالا - الحميدي، وابن أبي عمر-: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . 2 - وأخرجه أحمد (3/100) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (222) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أحمد: حدثنا، وقال إسحاق: أخبرنا معتمر بن سليمان. 3 - وأخرجه أحمد (3/117) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. 4 - وأخرجه أحمد (3/176) قال: حدثنا إسماعيل (بن إبراهيم بن علية) . 5 - وأخرجه الدارمي (2663) ، وأبو داود (5039) كلاهما عن أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. 6 - وأخرجه البخاري (8/60) ، وأبو داود (5039) قالا: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان. 7 - وأخرجه البخاري (8/61) ، وفي الأدب المفرد (931) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. 8 - وأخرجه مسلم (8/225) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا حفص بن غياث. 9 - وأخرجه مسلم (8/225) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. 10 - وأخرجه ابن ماجة (3713) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. 11 - وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (222) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث. جميعهم - ابن عيينة، ومعتمر، ويحيى، وإسماعيل، وزهير بن معاوية، والثوري، وشعبة، وحفص، وأبو خالد، ويزيد، وعبد الوارث- عن سليمان بن طرخان التيمي، فذكره. الحديث: 4881 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 619 4882 - (م) أبو بردة بن نيار - رضي الله عنه- قال: «دخلتُ على أبي موسى وهو في بيتِ بنت الفضلِ بنِ عباس، فعَطَسْتُ، فلم يُشَمِّتْني، وعَطَستْ فَشَمَّتَها، فرجعْتُ إلى أُمي فأخبرتُها، فلما جاء [ها] قالت: عَطَسَ عندَكَ ابْني فلم تُشَمِّتْهُ، وعَطَستْ فشَمَّتَّها، فقال: إن ابنَكِ عطسَ فلم يَحْمدِ الله فلم أَشمِّتْه، وعَطَسَتْ، فَحَمِدَتِ الله َ فَشَمَّتُّها، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا عَطَسَ أحدُكم فحمِد الله فشمِّتوه، فإن لم يحمَد الله فلا تُشَمِّتُوه» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2992) في الزهد، باب تشميت العاطس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/412) ، والبخاري في الأدب المفرد (941) قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء الكندي، وأحمد بن إشكاب الحضرمي الصفار، ومسلم (8/225) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير. خمستهم - أحمد بن حنبل، وفروة، وأحمد بن إشكاب، وزهير، ومحمد بن عبد الله- عن القاسم بن مالك أبي جعفر، عن عاصم بن كليب، عن أبي بُردة، فذكره. الحديث: 4882 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 620 4883 - (ط) عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنْ عطس فَشَمِّتْهُ، ثم إن عطس فَشَمِّته، ثم إن عطس فَشَمِّته، ثم إن عطس فقُل، إنك مضنوك» . وفي نسخة «ثم إن عطَسَ فشمته: مرة ثالثة» ثم اتفقَتْ النسخ، فقال عبد الله بن أبي بكر: «لا أدري: أبعد الثالثة، أو الرابعة؟» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَضنوك) الضُّناك: الزُّكام.   (1) 2 / 965 مرسلاً في الاستئذان، باب التشميت في العطاس: وهو مرسل جيد، وله شواهد بمعناه يقوى بها، منها الحديثان اللذان بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (الموطأ) (1865) عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4883 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 621 4884 - (د) أبو هريرة -رضي الله عنه- يرفعه - وفي رواية موقوفاً - قال: «شَمِّتْ أخاك ثلاثاً، فما زاد فهو زُكام» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5034) في الأدب، باب كم مرة يشمت العاطس، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5065) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري، قال: أخبرنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، فذكره. (*) وأخرجه أبو داود (5034) قال: حدثنا مُسدد. قال: حدثنا يحيى. والبخاري في الأدب المفرد (939) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - يحيى بن سعيد، وسفيان- عن ابن عجلان. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره موقوفا. الحديث: 4884 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 621 4885 - (د ت) عبيد بن رفاعة الزرقي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «شَمِّتِ العاطِسَ ثلاثاً، فإن زاد، فإن شئْتَ فشمتْه، وإن شئتَ فلا» أخرجه الترمذي، وقال. هذا حديث غريب، وإسناده مجهول (1) ، وأخرجه أبو داود (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": إسناده حسن، والحديث مع ذلك مرسل. (2) رواه أبو داود رقم (5036) في الأدب، باب كم مرة يشمت العاطس، والترمذي رقم (2745) في الأدب، باب ما جاء كم يشمت العاطس، وهو حديث حسن بشواهده، وانظر " الفتح " 10 / 499 و 500. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2744) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي الكوفي، عن عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد، عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب وإسناده مجهول. وأخرجه أبو داود (5036) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة الزرقي، عن أبيها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:: «تشمت العاطس ثلاثا، فإن شئت أن تشمته فكف» مرسلا. الحديث: 4885 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 621 4886 - (م د ت) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه- أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وعطس رجل عنده - فقال له: «يرحمكَ الله، ثم عطس أخرى، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، الرجل مزكوم» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود. وفي رواية الترمذي: أنه قال له في الثالثة: «أنت مزكوم» . قال: وهو أصح من الأول (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2993) في الزهد، باب تشميت العاطس، وأبو داود رقم (5037) في الأدب، باب كم مرة يشمت العاطس، والترمذي رقم (2744) في الأدب، باب ما جاء كم يشمت العاطس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا بَهز. وفي (4/50) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (2664) قال: أخبرنا أبو الوليد. والبخاري في الأدب المفرد (935) قال: حدثنا عاصم بن علي. وفي (938) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (8/225) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، وأبو داود (5037) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة، والترمذي (2743) قال: حدثنا سُويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أحمد بن الحكم البصري، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في عمل اليوم والليلة (223) قال: أخبرنا حميد بن مَسْعَدَة، عن سليم بن أخضر. جميعهم - بَهْز، ويحيى بن سعيد، وأبو الوليد، وعاصم، ووكيع، وأبو النضر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن المُبارك، وشعبة، وعبد الرحمن، وسليم- عن عكرمة بن عمار، قال: حدثني إياس بن سلمة، فذكره. (*) في رواية أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد: «ثُمَّ عطَسَ الثانية، أو الثالثة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه مَزْكُوم» . (*) في رواية عبد الله بن المبارك: «.. ثم عطس الثانية والثالثة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هذا رجل مزكوم» . (*) في رواية محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد، ورواة شعبة، وعبد الرحمن بن مهدي: «.. ثُمَّ عطس الثانية والثالثة، فقال له في الثالثة: أنت مزكوم» . وعن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يُشمت العاطس ثلاثا. فما زاد، فهو مزكوم» . أخرجه ابن ماجة (3714) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن عكرمة بن عمار، عن إياس ابن سلمة بن الأكوع، فذكره. الحديث: 4886 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 622 4887 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله يحبُّ العُطاسَ، ويكره التَّثَاؤبَ، فإذا عَطَسَ أحدكم فحمِِد الله، فحق على كل مسلم سمعَه أن يقول [له] : يرحمك الله، وأما التثاؤب: فإنما هو من الشيطان، وإذا تثاءَبَ أحدُكم في الصلاةَ (1) فلْيَكْظِمْ ما استطاع، ولا يقل: ها، فإنما ذلكم من الشيطان، يضحك منه» . وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «التثاوب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدُكم فليردَّه ما استطاع (2) ، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان منه» أخرج الأولى البخاري، والثانية مسلم. وفي رواية أبي داود مثل الأولى، ولم يذكر ما يقول إذا عطس، ولا ذَكَر الصلاة، وقال: «ولا يقل: هاه هاه» . [ص: 623] وأخرج الترمذي الأولى، ولم يذكر «فإنما هو من الشيطان» . ولا ذكر الصلاة. وللترمذي في أخرى قال: «التثَّاؤب من الشيطان (3) ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» . وفي أخرى للترمذي قال: «العُطاس من الله والتَّثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم، فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه، فإن الشيطان يضحك من جوفه» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فلْيَكْظِم) الكَظْم هاهنا: أن يُمسك نفسه، ولا يفتح فاه عند التثاؤب في الصلاة، ويمنع نفسه من التثاؤب مهما قدر، ولا يقل: ها، أي: لا يفتح فاه. (يحب العطاس، ويكره التثاؤب) إنما ذلك لأن العطاس إنما يكون مع انفتاح المسام، وخفة البدن، وتيسر الحركات، وسبب هذه الأمور: تخفيف الغذاء، والإقلال من الطعام، والقناعة باليسير منه، والتثاؤب إنما [ص: 624] يكون مع ثقل البدن، وامتلائه واسترخائه للنوم، ومَيْلِه إلى الكسل، فصار العطاس محموداً؛ لأنه يعين على الطاعات، والتثاؤب مذموماً؛ لأنه يُثَبِّطُه عنها، ويكسله عن الخيرات.   (1) تقييده بالصلاة، ليس في البخاري، وإنما هو عند مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رقم (2995) . (2) إلى هنا رواية مسلم، والزيادة إحدى روايات البخاري. (3) لفظه في نسخ الترمذي المطبوعة: " التثاؤب في الصلاة من الشيطان ... " الحديث. (4) رواه البخاري 10 / 501 في الأدب، باب ما يستحب من العطاس ويكره من التثاؤب، وباب إذا تثاءب فليضع يده على فيه، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (2994) في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، وأبو داود رقم (5028) في الأدب، باب ما جاء في التثاؤب، والترمذي رقم (370) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية التثاؤب في الصلاة، ورقم (2747) و (2748) في الأدب، باب ما جاء أن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/428) قال: حدثنا يحي بن سعيد. (ح) وحجاج، والبخاري (4/152) ، (8/61) . وفي الأدب المفرد (928) قال: حدثنا عاصم بن علي. وفي (8/61) ، وفي الأدب المفرد (919) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، وأبو داود (5028) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (2747) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي في عمل اليوم والليلة (214) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو داود، وفي (215) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن الحجاج. ستتهم - يحيى بن سعيد، وحجاج بن محمد، وعاصم بن علي، وآدم بن أبي إياس، ويزيد بن هارون، وأبو داود- عن ابن أبي ذئب، قال: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه الحميدي (1161) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن عجلان. وأحمد (2/265) قال: دحثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن محمد بن عجلان. وفي (2/517) قال: حدثنا الضحاك، قال: حدثنا ابن عجلان. والترمذي (2746) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (226) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، وفي (217) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن أبي خالد، عن ابن عجلان. كلاهما - محمد بن عجلان، وابن أبي ئب- عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. فذكره ليس فيه: عن أبيه. (*) ولفظ رواية ابن عجلان، عن سعيد: «العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: هاه هاه فإنما هو من الشيطان يضحك في جوفه» . وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «التثاؤب من الشيطان. فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» . هذه رواية إسماعيل بن جعفر، وفي رواية سفيان بن عيينة: «إذا تثاوب أحدكم فليكظم، أو ليضع يده على فيه» . أخرجه الحميدي (1139) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/397) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا إسماعيل، وفي (2/516) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، والبخاري في الأدب المفرد (942) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، ومسلم (8/225) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حُجر السعدي، قالوا: حدثنا إسماعيل، يعنون ابن جعفر، والترمذي (370) قال: حدثنا علي بن حُجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، وابن خزيمة (920) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل، يعني ابن جعفر. أربعتهم - سفيان، وإسماعيل بن جعفر، وابن جريج، ومالك- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه، أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم» . وفي رواية: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال» . أخرجه أحمد (2/353) قال: حدثنا حُجين أبو عمر، والبخاري (8/61) وفي الأدب المفرد (927) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، وفي الأدب المفرد (921) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، وأبو داود (5033) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (232) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا يحيى بن حسان. أربعتهم - حُجَين، ومالك بن إسماعيل، وموسى بن إسماعيل، ويحيى بن حسان- عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. قال: أخبرنا عبد الله بن دينار، عن أبي صالح السمان، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا عطس غطى وجهه بيده، أو بثوبه وغض بها صوته» . أخرجه الحميدي (1157) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/439) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وأبو داود (5029) قال: حدثنا مُسَدد. قال: حدثنا يحيى. والترمذي (2745) قال: حدثنا محمد بن وزير الواسطي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد- عن محمد بن عجلان، عن سُمَي، عن أبي صالح، فذكره. وعن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ولا يعوي. فإن الشيطان يضحك منه» . (*) رواية ابن عجلان: «العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فلا يقل: هاه، فإن الشيطان يضحك في جوفه» . (*) ورواية عبد الرحمن بن إسحاق: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فلا يقل: آه، آه، فإن الشيطان يضحك منه أو قال: يلعب به» . أخرجه ابن ماجة (968) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا حفص بن غياث، عن عبد الله بن سعيد المقبري، وابن خزيمة (921) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو خالد، عن محمد بن عجلان. وفي (922) قال: حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن وهو ابن إسحاق. ثلاثتهم - عبد الله بن سعيد، ومحمد بن عجلان، وعبد الرحمن- عن سعيد المقبري، فذكره. وعن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، قال: لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ... بمعناه. هكذا ذكره أبو داود عقب حديث سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة. قال: شمت أخاك ثلاثا، فما زاد فهو زكام. أخرجه أبو داود (5035) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري، قال: أخبرنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، فذكره. (*) وأخرجه أبو داود (5034) قال: حدثنا مُسدد. قال: حدثنا يحيى، والبخاري في الأدب المفرد (939) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - يحيى بن سعيد، وسفيان- عن ابن عجلان. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره موقوفا. الحديث: 4887 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 622 4888 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل» . وفي رواية «فليكظم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل» . أخرجه مسلم وأبو داود. وفي رواية لأبي داود بزيادة «الصلاة (1) » (2) .   (1) وهي أيضاً عند مسلم في الرواية الثانية. (2) رواه مسلم رقم (2995) في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، وأبو داود رقم (5026) و (5027) في الأدب، باب ما جاء في التثاؤب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/31) ، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سُفيان. وفي (3/37و 93) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعْمَر. وفي (3/96) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وُهَيب. وعبد بن حميد (909) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمَر. والدارمي (1389) قال: أخبرنا نُعيم بن حماد، قال: حدثنا عبد العزيز - هو ابن محمد -. ومسلم (8/226) قال: حدثني أبو غسان المسمعي مالك بن عبد الواحد، قال: حدثنا بشر بن المُفَضَّل. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز. (ح) وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثناه عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وأبو داود (5026) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، وفي (5027) قال: حدثنا ابن العلاء، عن وكيع، عن سفيان. وابن خزيمة (919) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عبد العزيز -يعني الدراوردي. سبعتهم - سفيان، ومعمر، ووهيب، وعبد العزيز بن محمد، وبشر، وجرير، وزهير- عن سهيل بن أبي صالح، عن ابن أبي سعيد، فذكره. (*) في رواية عبد العزيز، سمي ابن أبي سعيد: عبد الرحمن. (*) في رواية بشر، قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح، قال: سمعت ابنا لأبي سعيد الخدري يحدث أبي، عن أبيه. (*) في رواية جرير. قال: عن سهيل، عن أبيه، وعن ابن أبي سعيد، عن أبي سعيد. قال المزي: جرير، عن سهيل، عن أبيه. أو عن ابن أبي سعيد، عن أبي سعيد به. وسقط «أو» من كتاب مسلم، والصواب إثباته. تحفة الأشراف (4119) . قلنا: هكذا ذكر المزي هذا بغير دليل، ونجزم بأن ما في صحيح مسلم هو الصواب، فإن سهيل بن أبي صالح سمعه من أبيه. وسمعه من ابن أبي سعيد، وهو يحدث أباه. كما في رواية بشر بن المفضل. فيصير ما جاء في صحيح مسلم على النحو التالي: جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن أبي سعيد، عن أبي سعيد. وجرير، عن سهيل، عن ابن أبي سعيد، عن أبي سعيد، والله تعالى أعلى وأعلم. الحديث: 4888 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 624 4889 - (ت) عدي بن ثابت [الأنصاري الكوفي] عن أبيه عن جده رفعه قال: «العُطاس والنُّعاس والتثاؤب في الصلاة، والحيضُ والقيء والرُّعافُ: من الشيطان» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2749) في الأدب، باب ما جاء أن العطاس في الصلاة من الشيطان، وإسناده ضعيف، وله شاهد عن ابن مسعود في الطبراني، لكن لم يذكر النعاس، وهو موقوف، وسنده ضعيف أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (969) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين. والترمذي (2748) قال: حدثنا علي بن حجر. كلاهما - الفضل، وابن حُجر- عن شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك عن أبي اليقظان. قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده قلت له: ما اسم جد عدي؟ قال: لا أدري، وذكر عن يحيى بن معين قال: اسمه دينار. الحديث: 4889 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 624 4890 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا عطس غطَّى وجهه بيديه أو بثوبه، وغضَّ بها صوته» . أخرجه الترمذي. [ص: 625] وفي رواية أبي داود «كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض- أو غضَّ- بها صوته» شك أحد رواته. وذكر رزين في الرواية الأولى بعد قوله: «أو بثوبه» : «وجعل يده على حاجبه» قال: وقال بعضهم: «إذا تثاءب» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غضَّ صوته) : إذا أخفاه، والمراد: أنه إذا عطس لا يصيح مع العطسة، بل يخفض صوته بها.   (1) رواه أبو داود رقم (5029) في الأدب، باب في العطاس، والترمذي رقم (2746) في الأدب، باب ما جاء في خفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (1157) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/439) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (5029) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. والترمذي (2745) قال: حدثنا محمد بن وزير الواسطي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد- عن محمد بن عجلان، عن سُمَي، عن أبي صالح، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4890 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 624 4891 - (د ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال: «كانت اليهود يتعاطسُون عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، يرجون أن يقولَ لهم: يرحمكم الله، فيقول: يهديكم الله، ويصلح بالكم» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (5038) في الأدب، باب كيف يشمت الذمي، والترمذي رقم (2740) في الأدب، باب ما جاء كيف تشميت العاطس، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا وكيع، (ح) وعبد الرحمن. وفي (4/411) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. والبخاري في الأدب المفرد (940) قال: حدثنا محمد بن يوسف، (ح) وحدثنا أبو حفص بن علي، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (5038) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2739) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في عمل اليوم والليلة (232) مكرر قال: أخبرني عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق، قال: حدثنا معاذ بن معاذ. خمستهم - وكيع، وعبد الرحمن، ومعاذ، ومحمد بن يوسف، ويحيى- عن سفيان بن سعيد، عن حكيم ابن الديلم، عن أبي بردة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4891 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 625 الفصل الثاني عشر: في عيادة المريض 4892 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه- قال: «عادني رسولُ الله [ص: 626] صلى الله عليه وسلم- من وجع كان بعينيَّ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3102) في الجنائز، باب في العيادة من الرمد، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/375) قال: حدثنا حجاج. (ح) وإسماعيل بن عمر. والبخاري في الأدب المفرد (532) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا سلم بن قتيبة. وأبو داود (3102) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا حجاج بن محمد. ثلاثتهم - حجاج، وإسماعيل، وسلم- عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة، وهو بلفظ أبي داود. الحديث: 4892 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 625 4893 - (خ د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال: «جاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودني، ليس براكب بغل ولا بِرْذَوْنِ» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 104 في المرضى، باب عيادة المريض راكباً وماشياً، وباب عيادة المغمى عليه، وباب وضوء العائد للمريض، وفي الوضوء، باب صب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءه على المغمى عليه، وفي تفسير سورة النساء، باب: {يوصيكم الله في أولادكم} ، وفي الفرائض في فاتحته، وباب ميراث الأخوات والإخوة، وفي الاعتصام، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول: لا أدري أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي، وأبو داود رقم (3096) في الجنائز، باب المشي في العيادة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم وهو جزء من حديث طويل. الحديث: 4893 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 626 4894 - (خ د) عائشة بنت سعد بن مالك -[أبي وقاص]- رضي الله عنهما- وكانت أكبرَ أولاده «أن أباها قال: تشكَّيْتُ بمكة شكوى شديدة، فجاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودُني، فقلت: يا رسولَ الله، إني أترك مالاً، وإني لم أتركْ إلا ابنة واحدة، أفأُوصي بثُلُثَيْ مالي، وأترك الثلث؟ قال: لا، فقلت: أفأوصي بالنصف، وأترك النصف؟ قال: لا، قلت: أفأوصي بالثلث، وأترك الثلثين؟ قال: الثلثُ، والثلثُ كثير، ثم وضع يده على جبهتي، ثم مسح وجهي وبَطني، ثم قال: اللَّهمَّ اشْفِ سعداً، وأتمم له هجرته، قال سعد: فمازلت أجد بَردَ يده على كَبدِي - فيما يُخَيَّلُ إليَّ - حتى الساعة» . [ص: 627] وفي رواية قال: اشتكيتُ بمكة، فجاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودني، ووضع يده على جبهتي، ثم سمح صدري وبطني، ثم قال: «اللهم اشفِ سعداً وأتمم له هجرته» . أخرج أبو داود الثانية، والأولى البخاري. وقد أخرج هذا المعنى هو ومسلم وباقي الجماعة (1) . وهو مذكور بطرقه في «كتاب الوصية» من حرف الواو.   (1) رواه البخاري 10 / 103 في المرضى، باب وضع اليد على المريض، وباب قول المريض: إني وجع، أو وارأساه، أو اشتد بي الوجع، وفي الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى، وفي الجنائز، باب رثى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن خولة، وفي الوصايا، باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يدعهم يتكففون الناس، وباب الوصية بالثلث، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم امض لأصحابي هجرتهم، وفي المغازي، باب حجة الوداع، وفي النفقات في فاتحته، وفي الدعوات، باب الدعاء برفع الوباء والوجع، وفي الفرائض، باب ميراث البنات، وأبو داود رقم (3104) في الجنائز، باب الدعاء للمريض عند العيادة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/171) (1474) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (7/152) ، وفي الأدب المفرد (499) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. وأبو داود (3104) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، والنسائي في الكبرى -تحفة الأشراف- (3953) عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن يحيى بن سعيد. كلاهما - المكي بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد- عن الجُعبْد بن عبد الرحمن بن أوس. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى - تحفة الأشراف- (3953) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن خالد، عن ابن أبي هلال. كلاهما - الجعيد بن عبد الرحمن بن أوس، وابن أبي هلال- عن عائشة بنت سعد، فذكرته. الحديث: 4894 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 626 4895 - (د س) عائشة -رضي الله عنها - قالت: «لما أُصيب سعدُ بنُ معاذ يوم الخَنْدَق، رماه رجل في الأكحل، فضرب عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْمةَ في المسجد، ليعودَه من قريب» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في غزوة الخندق في «كتاب الغزوات» من حرف الغين. [ص: 628] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأكحَل) : عِرْق في وسط السَّاعد أكثر ما يُفْصَد هو.   (1) رواه أبو داود رقم (3101) في الجنائز، باب في العيادة مراراً، والنسائي 2 / 45 في المساجد، باب ضرب الخباء في المسجد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/56) مفرقا قال: حدثنا ابن نُمير. وفي (6/131) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. وفي (6/280) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وعبد ابن حُميد (1488) قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (1/125) (5/143) قال: حدثنا زكرياء بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن نُمير. وفي (4/25) قال: حدثنا محمد ابن سلام. قال: أخبرنا عَبدة. وفي (5/142) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن نُمير، ومسلم (5/160) قال: حدثنيا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء الهمداني. كلاهما عن ابن نُمير. قال ابن العلاء: حدثنا ابن نُمير. وأبو داود (3101) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله ابن نُمير. والنسائي (2/45) ، وفي الكبرى (700) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا عبد الله ابن نمير. ثلاثتهم - عبد الله بن نُمير، وحماد بن سلمة، وعبدة بن سليمان- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. (*) في رواية زكرياء بن يحيى، عن ابن نُمير، عند البخاري (1/125) : «.. فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم. فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم. فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات فيها» . (*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. الحديث: 4895 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 627 4896 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «من عاد مريضاً لم يحضُر أجلُه، فقال عنده سبع مِرَارِ: أسأل الله العظيم، ربَّ العرشِ العظيم: أن يشفيَك، إلا عافاه الله عز وجل من ذلك المرض» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3106) في الجنائز، باب الدعاء للمريض عند العيادة، والترمذي رقم (2084) في الطب، باب رقم (32) ، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي والحافظ ابن حجر في " أمالي الأذكار ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/239) (2137) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/243) (2182) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وأبو داود (3106) قال: حدثنا الربيع بن يحيى، والترمذي (2083) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1048) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا محمد. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وهاشم، والربيع - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا يزيد أبو خالد. 2 - وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1045) قال: أخبرني أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا محمد بن شعيب. وفي (1047) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثني أبو بكر الأدمي، قال: حدثنا أحمد بن حميد، قال: حدثني الأشجعي. كلاهما - محمد بن شعيب، والأشجعي- عن شعبة، عن ميسرة. كلاهما - أبو خالد، وميسرة - عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، فذكره. (*) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1046) قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوهاب، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن شعيب، عن رجل، عن شعبة، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، فذكره. وبنحوه: 1- أخرجه أحمد (1/239) (2138) قال: حدثنا أبو معاوية، وفي (1/239) (2138) ، و (1/352) (3298) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (718) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1044) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي، قال: أخبرنا حفص. أربعتهم - أبو معاوية، ويزيد، وعبد الرحيم، وحفص بن غياث- عن الحجاج بن أرطاة. 2 - وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (536) قال: حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو، عن عبد ربه بن سعيد. كلاهما - الحجاج، وعبد ربه- عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، فذكره. (*) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1043) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، قال: حدثني المنهال بن عمرو، عن مُرة، عن سعيد ابن جبير، عن عبد الله بن الحارث، فذكره. الحديث: 4896 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 628 4897 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا جاء الرجل يعود مريضاً، فليقل: اللهم اشْفِ عبدَك، ينْكَأُ لك عدوَّاً، أو يمشي إلى جنازة» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينْكَأُ لك عدُوّاً) نَكَأتُ العدو في الغزو: إذا أثَّرْت فيه أثراً من قتل أو نهب أو غير ذلك.   (1) رقم (3107) في الجنائز، باب الدعاء للمريض عند العيادة، وإسناده حسن، وصححه الحاكم 1 / 344 و 549 ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/172) (6600) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وعبد بن حميد (344) قال: حدثنا يعمر بن بشر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا رشدين بن سعد. وأبو داود (3107) قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي، قال: حدثنا ابن وهب. ثلاثتهم - ابن لهيعة، ورشدين بن سعد، وابن وهب- عن حُيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره. الحديث: 4897 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 628 4898 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تمامُ عيادة المريض: أن يضعَ أحدُكم يدَه على جبهته - أو قال: على [ص: 629] يده - فيسأله: كيف هو؟ وتمامُ تحياتكم (1) بينَكم: المصافحةُ» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: تحيتكم. (2) رقم (2732) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة، وفي سنده علي بن يزيد صاحب القاسم ابن عبد الرحمن، وهو ضعيف، وللفقرة الأخيرة منه شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/259) قال: حدثنا خلف بن الوليد. (ح) وحدثنا علي بن إسحاق. والترمذي (2731) قال: حدثنا سويد بن نصر. ثلاثتهم - خلف، وعلي، وسويد - عن ابن المبارك، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، فذكره. وقال الترمذي: هذا إسناد ليس بالقوي، قال محمد: وعبيد الله بن زحر ثقة، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن، وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو ثقة، والقاسم شامي. الحديث: 4898 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 628 4899 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخلتم على مريض فَنَفِّسوا له في أجله، فإن ذلك [لا يردُّ شيئاً ويُطيِّبُ نَفْسَه» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فنَفِّسُوا له) نفَّستُ عن المريض: إذا منيته طول الأجل، وسألت الله أن يطيل له عمره.   (1) رقم (2088) في الطب، باب رقم (35) ، وفي سنده موسى بن إبراهيم التيمي، وهو منكر الحديث وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1438) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (2087) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. كلاهما - أبو بكر، والأشج - قالا: حدثنا عقبة بن خالد السَّكُوني، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب. الحديث: 4899 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 629 4900 - (خ د) أنس بن مالك رضي الله عنه- «أن غلاماً من اليهود كان يخدُم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فمرض، فأتاه يعودُه، وعرض عليه الإسلامَ، فأسلم» . وفي رواية «فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطِعْ أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه [بي] من النار» أخرجه البخاري وأبو داود. وفي رواية لأبي داود «قال أبواه: أطعْ أبا القاسم» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 176 في الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام، وفي المرضى، باب عيادة المشرك، وأبو داود رقم (3095) في الجنائز، باب في عيادة الذمي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/175) قال: حدثنا مؤمل. وفي (3/227) و 280) قال: حدثنا يونس. وأخرجه أحمد (3/280) ، والبخاري (2/،118 7/152) ، وفي الأدب المفرد (524) ، وأبو داود (3095) ، والنسائي في الكبرى تحفة (295) عن إسحاق بن إبراهيم، أربعتهم - أحمد، والبخاري، وأبو داود، وإسحاق- عن سليمان بن حرب. ثلاثتهم - مؤمل، ويونس، وسليمان - عن حماد بن زيد، عن ثابت فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (3/260) قال: حدثنا أسود بن عامر. والنسائي في الكبرى تحفة (965) عن علي بن حجر. كلاهما - أسود، وعلي - عن شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن جبر، فذكره. الحديث: 4900 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 629 4901 - (خ) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم- قال: «ذُكر لابن عمر: أن سعيدَ بن زيد مرض - وكان بَدْرِيّاً - فركب إليه يوم جمعة بعد أن تعالى النهار، واقتربت الجمعةُ، وترك الجمعةَ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 241 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3990) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث عن يحيى، عن نافع، فذكره. الحديث: 4901 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 630 4902 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل على أعرابي يعوده في مرضه - قال: وكان إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس، طَهُور إن شاء الله - فقال [له: لا بأس] طهور إن شاء الله، فقال: قلتَ: طهور؟ كلاَّ، بل هي حُمَّى تَفُورُ - أو تثُورُ - على شيخ كبير، تُزِيرُه القبورَ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فنعم إذن» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَفُورُ) فَارَت القِدرُ: إذا غَلَتْ، شَبَّه شِدَّة الحُمَّى بفَوران القِدر. (تَثُور) أي تشتد ويظهر أثرها على الجسم.   (1) 10 / 103 في المرضى، باب عيادة الأعراب، وباب ما يقال للمريض وما يجيب، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/246) . وفي (7/152) ، وفي الأدب المفرد (526) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مختار، وفي (7/153) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (9/169) ، وفي الأدب المفرد (514) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1039) قال: أخبرنا سوار بن عبد الله بن سوار، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد. ثلاثتهم - عبد العزيز، وخالد بن عبد الله، وعبد الوهاب- عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 4902 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 630 4903 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: «إن علياً خرج من عند النبي - صلى الله عليه وسلم- في وجعه الذي تُوُفِّيَ فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أصبح بحمد الله بارِئاً» . [ص: 631] أخرجه البخاري (1) .   (1) 11 / 49 في الاستئذان، باب المعانقة وقول الرجل: كيف، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الاستئذان (29) ، وفي المغازي (84: 15) عن إسحاق، عن بشر بن شعيب، عن أبيه، والاستئذان (29) عن أحمد بن صالح، عن عنبسة بن خالد، عن يونس. كلاهما عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، فذكره تحفة الأشراف (5/49، 48) . الحديث: 4903 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 630 4904 - () عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «من السُّنَّة تخفيفُ الجلوس، وقِلَّةُ الصَّخَب: في العيادة عند المريض، قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، لما كثُر لغَطُهم واختلافهم: قُومُوا عني» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصَّخَبُ) : الغلبة والجلبة، واللَّغط مثله.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري 1 / 185 و 186 في العلم، باب كتابة العلم، وفي الجهاد، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة، وباب إخراج اليهود من جزيرة العرب، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الاعتصام، باب كراهية الخلاف، وفي المرضى، باب قول المريض: قوموا عني، من حديث عبد الله بن عباس: " قال: لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: ائتوني بكتاب أكتب كتاباً لا تضلوا بعده، قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبة الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط، قال: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع، فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: في المطبوع أخرجه رزين، وجزؤه الثاني طرف من حديث طويل بلفظ: «لما اشتد بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وجعه، قال: ائتوني بكتاب، أكتب لكم كتابا، لا تضلوا بعده. قال عمر: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا. فاختلفوا وكثر اللغط. قال: قوموا عني. ولا ينبغي عندي التنازع. فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين كتابه» . 1 - أخرجه أحمد (1/324) (2992) قال: حدثني وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. والبخاري (1/39) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب. كلاهما - جرير، وابن وهب- عن يونس. 2 - وأخرجه أحمد (1/336) (3111) قال: حدثنا عبد الرزاق، والبخاري (6/11) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الرزاق، وفي (7/155و 156) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا هشام، (ح) وحدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (9/137) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام. ومسلم (5/76) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5841) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق ابن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الرزاق، كلاهما - عبد الرزاق، وهشام - عن مَعمر. كلاهما - يونس، ومعمر- عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. الحديث: 4904 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 631 الفصل الثالث عشر: في الركوب والارتداف 4905 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: «لما [ص: 632] قَدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مكة، استقبله أُغَيْلِمَةُ بني عبد المطلب، فحمل واحداً بين يديه، وآخرَ خلفه» . وفي رواية قال: «ذُكِر عند عكرمة شرُّ الثلاثة، فقال: قال ابن عباس: أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد حمل قُثَمَ بين يديه، والفضْلَ خلفه - أو قُثَم خلفَه، والفضلَ بين يديه - فأيُّهم أشرُّ؟ وأيهم أخيَرُ؟» أخرجه البخاري، وأخرج النسائي الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُغيلمة) : تصغير أغلِمة، قياساً، وإن لم يجيء، والمستعمل غِلْمة، وهو جمع غلام، يعنون: الصغير.   (1) رواه البخاري 3 / 492 في العمرة، باب استقبال الحاج القادمين الثلاثة على دابة، وفي اللباس، باب الثلاثة على الدابة، وباب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه، والنسائي 5 / 212 في المناسك، باب استقبال الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/250) (2259) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. والبخاري (3/9) قال: حدثنا مُعلى بن أسد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (7/218) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، والنسائي (5/212) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا يزيد وهو ابن زريع. كلاهما - عبد الله، ويزيد- عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره. ورواية البخاري الثانية: أخرجها في (7/218) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا أيوب، ذُكِر الأشر الثلاثة عند عكرمة، فقال، فذكره. وبلفظ: «أَرْدَفَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- خَلفه، وقُثَمُ أمامه» . أخرجه أحمد (1/297) (2706) قال: حدثنا أسود، وفي (1/345) (3217) قال: حدثنا وكيع. كلاهما - أسود، ووكيع - عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي الضحى، مسلم بن صبيح، فذكره. (*) رواية وكيع: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حَمَلَهُ، وحمل أخاه، هذا قُدامه، وهذا خلفه» . الحديث: 4905 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 631 4906 - (خ م د) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما- قال له ابن الزبير: «أتذكر إذْ تلقيَّنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وأنت وابنُ عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية مسلم قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: «أتذكر إذ تلقَّيْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك» (1) . [ص: 633] وفي أخرى لمسلم قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفر تُلقِّيَ بصبيان أهل بيته، قال: وإنه قدم من سفر، فسُبِق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابْنَيْ فاطمةَ، فأرْدَفَه خلفه، قال: فأُدِخلنا المدينة ثلاثة على دابة» . وفي أخرى «كان إذا قدم من سفر تُلُقِّي بنا، فتُلقِّيَ بي وبالحسن - أو بالحسين-[قال: فحَمل أحدَنا بين يديه، والآخرَ] خلفَه، حتى دخلنا المدينة» وأخرج أبو داود رواية مسلم الآخرة (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": والذي في البخاري أصح، يعني أن عبد الله بن جعفر قال له ابن الزبير. (2) رواه البخاري 6 / 133 في الجهاد، باب استقبال الغزاة، ومسلم رقم (2427) في فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، وأبو داود رقم (2566) في الجهاد، باب في ركوب ثلاثة على دابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/203) (1742) قال: حدثنا إسماعيل، والبخاري (4/93) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، وحميد بن الأسود، ومسلم (7/131) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو أسامة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5220) عن أبي الأشعث، ومحمد بن عبد الله بن بَزيع، كلاهما عن يزيد بن زريع. أربعتهم - إسماعيل بن علية، ويزيد بن زريع، وحميد بن الأسود، وأبو أسامة - عن حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أبي مُليكة، فذكره. وبلفظ: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بصبيان أهل بيته» : أخرجه أحمد (1/203) (1743) قال: حدثنا أبو معاوية. والدارمي (2668) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا ثابت بن يزيد، ومسلم (7/132) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، قال أبو بكر: حدثنا، وقال يحيى: أخبرنا أبو معاوية. وفي (7/132) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. وأبو داود (2566) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. وابن ماجة (3773) ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5230) ، عن عبيد الله بن سعيد، عن أبي معاوية. أربعتهم - أبو معاوية، وثابت، وعبد الرحيم، وأبو إسحاق- عن عاصم الأحول، عن مُورق العجلي، فذكره. وعن خالد بن سارة، أنه سمع عبد الله بن جعفر يقول: «مر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا وغلام من بني عبد المطلب، فحملنا على دابة، فكنا ثلاثة» . أخرجه الحميدي (538) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جعفر بن خالد، قال: أخبرني أبي، فذكره. الحديث: 4906 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 632 4907 - (م ت) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه- قال: لقد قُدْت برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- والحسن والحسين بغلتَه الشهباءَ، حتى أدخلتُهم حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم-، هذا قُدَّامَه «وهذا خلفَه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2422) في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما، والترمذي رقم (2776) في الأدب، باب ما جاء في ركوب ثلاثة على دابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/130) قال: حدثني عبد الله بن الرومي اليمامي، وعباس بن عبد العظيم العنبري. والترمذي (2775) قال: حدثنا عباس العنبري. كلاهما - عبد الله، وعباس- قالا: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إياس، فذكره. الحديث: 4907 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 633 4908 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: «لقد قُدت برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بغلتَه، والحسن أمامه، والحسين خلفه» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. الحديث: 4908 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 633 4909 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه- قال: «كنت رِدْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على حمار له، يقال له: عُفَير» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُفير) : تصغير أعفر بحذف الألف، كما قالوا في أسود: سُوَيد والقياس: أُعَيْفرُ، كما قالوا: أُحَيْمِر. وعُفَير: اسم حمار للنبي - صلى الله عليه وسلم-، كما كان لغيره مما هو له أسماء، نحو العُقَاب لرايته، وذي الفَقَار لسيفه، وغير ذلك.   (1) رقم (2559) في الجهاد، باب في الرجل يسمي دابته، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً البخاري ومسلم والترمذي والنسائي مطولاً ومختصراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (2559) قال: حدثنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره. وهو جزء من حديث طويل في الصحيحين سيأتي. الحديث: 4909 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 634 4910 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- مَقْفَلَه من عُسْفان، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على راحلته، وقد أرْدَفَ صَفيَّة بنتَ حُيَيّ، فعثرت ناقته، فصُرِعا جميعاً، فاقتحم أبو طلحة، فقال: يا رسولَ الله، جعلني الله فداءك، هل أصابك شيء؟ قال: لا، ولكن عليك بالمرأة، فقلب أبو طلحة ثوباً على وجهه وقصد قصدَها، فأَلقى ثوبه عليها، فقامت المرأة، وأصلح لهما مَرْكَبهما فركبا، واكْتَنَفْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما أشرفنا على المدينة قال النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون قال: فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة» أخرج البخاري هكذا (1) . [ص: 635] وقد أخرج هو ومسلم هذا المعنى بزيادة ونقصان في روايات عدَّة، يرد ذِكْر بعضها في غزوة خيبر، وبعضها في زواج النبي - صلى الله عليه وسلم- بصفيَّة، وبعضها في في فضل المدينة. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فصُرعا) صُرع الراكب: إذا وقع عن ظهر مركوبه. (فاقتحم) اقتحم الأمر: إذا رمى نفسه فيه من غير رَوِيَّة. (آيبُون) آب الرجل: إذا رجع من سفره.   (1) 6 / 133 و 134 في الجهاد، باب ما يقول إذا رجع من الغزو، و 10 / 334 في اللباس، باب إرداف المرأة خلف الرجل ذا محرم، وفي الأدب، باب قول الرجل: جعلني الله فداك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الجهاد (196: 1) عن أبي معمر، عن عبد الوارث. وفي «الجهاد 196: 2» وفي الأدب (104) عن علي، عن بشر بن المفضل. وفي اللباس (102) عن الحسن بن محمد ابن الصباح، عن يحيى بن عباد، عن شعبة. ومسلم في المناسك (76: 3) عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن علية، و (76: 4) عن حميد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل. أربعتهم عن يحيى بن إسحاق الحضرمي، فذكره. والنسائي في الحج 0 لعله في الكبرى، وفي «اليوم والليلة» عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث، نحوه «تحفة الأشراف 1/426» . الحديث: 4910 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 634 4911 - (د) أبو المليح عن رجل أنه قال: «كنت رَدِيفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فعثرت الدابةُ، فقلت: تعس الشيطان، فقال: لا تقل: تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظَمَ حتى يكونَ مثلَ البيت، ويقول: لِقُوَّتي، ولكن قل: بسم الله، فإنك إذا قلتَ ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذُّباب» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَعِسَ) أي: خاب وخسر. (تصاغر) : من الصغار، وهو الذُّل والهوان، أو هو من الصغر، أي: صار صغيراً بعد عِظَمه.   (1) رقم (4982) في الأدب، باب لا يقال: خبثت نفسي، ورواه أيضاً ابن السني والحاكم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4982) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد - يعني ابن عبد الله -. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (554) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أخبرنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله. كلاهما - خالد بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك - عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، فذكره. (*) في رواية عبد الله بن المبارك: «عن ردف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . * وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (556) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا خالد، عن أبي تميمة، عن أبي المليح. قال: «كان رجل رديف النبي - صلى الله عليه وسلم- على دابته، فعثرب به دابته. فقال الرجل: تعس الشيطان ... » نحوه مرسل. وبنحوه أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (555) قال: أخبرني عثمان بن عبد الله بن خرزاد، قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا محمد بن حمران القيسي، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي المليح، فذكره. الحديث: 4911 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 635 4912 - (د ت) عبد الله بن بريدة بن الحصيب قال: سمعتُ أبي يقول: «بينما النبي - صلى الله عليه وسلم- يمشي، جاء رجل معه حمار، فقال: يا رسولَ الله، اركب، وتأَخَّرَ الرجل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا أنت أحق بصدر دابتك مني، إلا أن تجعلَه لي، قال: فإني قد جعلته لك، فركب» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2572) في الجهاد، باب رب الدابة أحق بصدرها، والترمذي رقم (2774) في الأدب، باب ما جاء أن الرجل أحق بصدر دابته، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال الحافظ في " الفتح ": وأخرجه أحمد وابن حبان وصححه والحاكم، ووجدت له شاهداً من حديث النعمان بن بشير أخرجه الطبراني، وأخرجه أيضاً من حديث قيس بن سعد بغير زيادة الاستثناء، وفي الباب عدة أحاديث مرفوعة وموقوفة بمعنى ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/353) قال: حدثنا زيد، هو ابن الحباب، وأبو داود (2572) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، قال: حدثني علي بن الحسين. والترمذي (2773) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد. كلاهما - زيد، وعلي بن الحسين - قالا: حدثني حسين بن واقد، قال: حدثني عبد الله بن بريدة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. الحديث: 4912 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 636 الفصل الرابع عشر: في حفظ الجار 4913 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما زال جبريل يُوصيِني بالجار، حتى ظننتُ أنه سيُوَّرِّثُه - وفي رواية: حتى ظننت [أنه] ليورِّثنَّه» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 369 في الأدب، باب الوصاة بالجار، ومسلم رقم (2624) في البر والصلة، باب الوصية بالجار، وأبو داود رقم (5151) في الأدب، باب في حق الجوار، والترمذي رقم (1943) في البر، باب ما جاء في حق الجوار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/238) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (8/12) وفي الأدب المفرد (101) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني مالك. وفي الأدب المفرد (106) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. ومسلم (8/36) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا قتيبة ومحمد بن رمح، عن الليث بن سعد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة ويزيد بن هارون. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. وأبو داود (5151) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3673) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون وعبدة بن سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (1942) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. ستتهم - يزيد بن هارون، ومالك بن أنس، وعبد الوهاب الثقفي، والليث بن سعد، وعبدة بن سليمان، وحماد بن زيد - عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن عمرة حدثته، فذكرته. * أخرجه أحمد (6/52) قال: حدثنا يحيى، عن يحيى، عن رجل، عن عمرة، عن عائشة، فذكرته. قال يحيى: أراه سمى لي أبا بكر بن محمد، ولكن نسيت اسمه. وبنحوه: أخرجه أحمد (6/91) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا محمد، يعني ابن طلحة -. وفي (6/125) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا محمد بن طلحة، وفي (6/187) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. كلاهما - محمد بن طلحة، وسفيان الثوري - عن زبيد، عن مجاهد، فذكره. وعن عروة، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بمثله، يعني بمثل حديث عمرة، عن عائشة. قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه» . أخرجه مسلم (8/36) قال: حدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4913 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 636 4914 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال: قال: [ص: 637] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع: أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وليس كذلك، فقد رواه البخاري 10 / 370 في الأدب، باب الوصاة بالجار، ومسلم رقم (2625) في البر، باب الوصية بالجار، وهو عند الترمذي من حديث عائشة الذي تقدم، وحديث عبد الله بن عمرو والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/85) (5577) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/12) وفي الأدب المفرد (104) قال: حدثنا محمد بن منهال. قال: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (8/37) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما - شعبة، ويزيد - عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4914 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 636 4915 - (د ت) عمرو بن شعيب عن أبيه قال: «ذُبِحتْ شاة لابن عمرو في أهله، فقال: أهديتم لجارنا اليهوديّ؟ قالوا: لا، قال: ابعثوا إليه منها، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه» . أخرجه أبو داود، والترمذي عن مجاهد عن ابن عمرو، والذي ذكره رزين كما أوردناه (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (5152) في الأدب، باب في حق الجوار، والترمذي رقم (1944) في البر، باب ما جاء في حق الجوار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (593) قال: حدثنا سفيان. والبخاري في الأدب المفرد (128) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (5152) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، وأبو نعيم - عن بشير بن سلمان أبي إسماعيل. 2 - وأخرجه أحمد (2/160) (6496) . والبخاري في «الأدب المفرد» (105) قال: حدثنا محمد بن سلام. والترمذي (1943) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن سلام، ومحمد بن عبد الأعلى - عن سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور، وبشير أبي إسماعيل. كلاهما - بشير، وداود - عن مجاهد، فذكره. (*) رواية أبي نعيم: «إني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يوصي بالجار، حتى خشينا - أو رُئينا - أنه سيورثه» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. الحديث: 4915 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 637 4916 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يشكو جارَه، فقال: اذهب فاصبر، فأتاه مرتين أو ثلاثاً، فقال: اذهب فاطرح متاعك بالطريق، ففعل، فجعل الناس يمُرُّون ويسأَلونه، ويخبرُهم خبر جاره، فجعلوا يلعنونه: فعل الله به، وفعل، وبعضهم يدعو عليه، فجاء إِليه جاره فقال له: ارجع فإِنَّكَ لَن تَرَى مني شيئاً تكرهه» . [ص: 638] أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5153) في الأدب، باب في حق الجوار، ورواه الحاكم 4 / 165 وذكر له شاهداً من حديث أبي جحيفة، وصححه، وأقره الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (124) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا صفوان ابن عيسى. وأبو داود (5153) قال: حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة. قال: حدثنا سليمان بن حيان. كلاهما - صفوان، وسليمان - عن محمد بن عجلان، قال: حدثنا أبي، فذكره. الحديث: 4916 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 637 4917 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «واللهِ لا يُؤْمِن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمَن جارُه بَوائِقَهُ» . وفي رواية: «لا يدخل الجنة من لا يأمَن جارُه بوائقه» . أخرج الأولى البخاري ومسلم، والثانية مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بوائِقه) البوائق، الدواهي والشرور، واحدتها: بائقة، تقول: باقَتْهُم بائقةُ شر: إذا أصابتهم.   (1) رواه البخاري 10 / 371 في الأدب، باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه، ومسلم رقم (46) في الإيمان، باب بيان تحريم إيذاء الجار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/372) قال: حدثنا سليمان. والبخاري في «الأدب المفرد» (121) قال: حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع. ومسلم (1/49) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر. أربعتهم - سليمان بن داود، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر. قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وله شاهد بلفظ: «لا والله لا يؤمن. لا والله لا يؤمن. لا والله لا يؤمن. قالوا: ومن ذاك يا رسول الله؟ قال: جار لا يأمن جاره بوائقه. قيل: وما بوائقه؟ قال: شره» . أخرجه أحمد (2/288) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر. وفي (2/336) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (4/31) قال: حدثنا روح. ثلاثتهم - إسماعيل بن عمر، وعثمان بن عمر، وروح بن عبادة - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 4917 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 638 4918 - (خ) أبو شريح العدوي - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمَن جاره بوائقه» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 10 / 370 في الأدب، باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/31) قال: حدثنا حجاج. وفي (6/385) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (8/12) قال: حدثنا عاصم بن علي. ثلاثتهم - حجاج، ويزيد بن هارون، وعاصم بن علي - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 4918 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 638 4919 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم [ص: 639] قال: «مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يُؤذِ جَارَهُ، وَمَن كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُكرِم ضَيْفَهُ، وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَو لِيَسْكُتْ» . وفي رواية مثله، وفيه: «فلْيُحسِن إِلى جَارِهِ» . وفي أخرى عِوَض: «فلا يؤذِ جَارَهُ» : «فليَصِل رَحِمَه» ، وعوض «فلْيَسْكت» : «فليَصْمُت» . أخرج الأولى، والثالثة البخاري، ومسلم، وأخرج الثانية مسلم، وأخرج أبو داود الأُولى، وقَدَّم الضيف، ثم الجار، ثم الصمت (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 373 في الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، وباب إكرام الضيف، وفي النكاح، باب الوصاة بالنساء، وفي الرقاق، باب حفظ اللسان، ومسلم رقم (47) في الإيمان، باب الحث على إكرام الجار، وأبو داود رقم (5154) في الأدب، باب في حق الجوار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/463) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي حصين. والبخاري (8/13) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو الأحوص. عن أبي حصين. وفي (8/39) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا ابن مهدي. قال: حدثنا سفيان، عن أبي حصين. ومسلم (1/49) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي حصين. وفي (1/50) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش. وابن ماجة (3971) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي حصين. كلاهما - أبو حصين، والأعمش - عن أبي صالح، فذكره. وله شاهد بلفظ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت» . أخرجه أحمد (2/463) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» . وفي رواية: « ... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره» . أخرجه أحمد (2/267 و 269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (8/39) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا معمر. وفي (8/125) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (1/49) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أنبأنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (5154) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والترمذي (2500) قال: حدثنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن معمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15300) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر. ثلاثتهم - معمر، وإبراهيم بن سعد، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. وله شاهد بلفظ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذين جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت» . وقال يحيى بن مرة: «أو ليصمت» . الحديث: 4919 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 638 4920 - (م ط) أبو شريح العدوي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فليُحْسِنْ إِلى جاره، ومَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخِرِ فليُكْرِمْ ضيفه، ومَن كان يُؤمِن بالله واليومِ الآخِرِ فليَقُلْ خيراً أو لِيَسْكتْ» . أخرجه مسلم. وزاد الموطأ في ذِكْر الضيف: «فليكرم ضَيْفَهُ، جائزتُه: يوم وليلة وضِيافَتهُ ثلاثة أيام، فما كان بعدَ ذلك فهو صدقة، ولا يَحِلُّ له أن يَثْوِيَ عنده حتى يُحْرِجَهُ» . [ص: 640] وفي رواية الموطأ: تقديم الصمت، ثم الجار، ثم الضيف (1) .   (1) رواه مسلم رقم (48) في الإيمان، باب الحث على إكرام الجار، والموطأ 2 / 929 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (575) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/31) قال: حدثنا روح بن عبادة. قال: أخبرنا زكريا بن إسحاق. وفي (6/384) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (4042) قال: أخبرنا عثمان بن محمد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري في «الأدب المفرد» (102) قال: حدثنا صدقة. قال: أخبرنا ابن عيينة. ومسلم (1/50) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله ابن نمير، جميعا عن ابن عيينة. وابن ماجة (3672) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12056) عن عبيد الله بن سعيد، عن سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، وزكريا بن إسحاق - عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، فذكره. ورواية الموطأ: أخرجها مالك «الموطأ» صفحة (578) . والحميدي (576) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن عجلان. وأحمد (4/31) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وفي (4/31) قال: حدثنا حجاج وأبو كامل. قالا: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. وفي (6/385) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا مالك. وفي (6/385) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا عبد الحميد. وعبد بن حميد (482) قال: أخبرنا محمد بن بكر البرساني. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. والدارمي (2041) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والبخاري (8/13) . وفي الأدب المفرد (741) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا ليث. وفي (8/39) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (8/39) وفي «الأدب المفرد» (743) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي (8/125) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا ليث. ومسلم (5/137) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. وفي (5/138) قال: حدثنا أبو كريب محمد ابن العلاء. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر (ح) وحدثناه محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو بكر - يعني الحنفي -. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وأبو داود (3748) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3675) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان. والترمذي (1967) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث بن سعد. وفي (1968) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12056) عن قتيبة، عن ليث. (ح) وعن علي بن شعيب، عن معن بن عيسى، عن مالك. (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك. (ح) وعن محمد بن منصور، عن سفيان، عن ابن عجلان. خمستهم - مالك، ومحمد بن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر، وليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 4920 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 639 4921 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُ الأصحاب عند الله: خَيْرُهم لصاحبه، وخَيْرُ الجيران عند الله: خيرُهم لجاره» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1945) في البر والصلة، باب ما جاء في حق الجوار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/167) (6566) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة، وابن لهيعة. وعبد بن حميد (342) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة بن شريح. والدارمي (2442) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة، وابن لهيعة. والبخاري في «الأدب المفرد» (115) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. والترمذي (1944) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح. وابن خزيمة (2539) قال: حدثنا الحسين ابن الحسن، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا حيوة بن شريح. كلاهما - حيوة، وابن لهيعة - قالا: حدثنا شرحبيل بن شريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، فذكره. الحديث: 4921 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 640 4922 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَا أبا ذَر، إِذا طَبَخْتَ مَرَقَة فَأَكثِرْ مَاءَها، وتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ منها» . وفي رواية: «إِن خليلي أوصاني: إِذا طَبَخْتَ مَرَقاً فأكثر ماءه، ثم انظر أقربَ أهل بيت من جيرانك، فأصِبْهُمْ منها بمعروف» . أخرج الثانية مسلم، والأولى ذكرها رزين (1) .   (1) هاتان الروايتان عند مسلم برقم (2625) في البر والصلة، باب الوصية بالجار والإحسان إليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (139) عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي. وأحمد (5/149) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (5/156) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/161) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. قالا: حدثنا شعبة. وفي (5/171) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد، عن شعبة. والدارمي (2085) قال: أخبرنا أبو نعيم. قال: حدثنا شعبة. والبخاري في «الأدب المفرد» (113) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا شعبة. وفي (114) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي. ومسلم (8/37) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري وإسحاق بن إبراهيم. قال أبو كامل: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: أخبرنا شعبة (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: أخبرنا شعبة. وابن ماجة (3362) قال: حدثنا محمد ابن بشار. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا أبو عامر الخزاز. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11951) عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة. وعن سويد بن نصر، عن عبد الله ابن المبارك، عن شعبة. ثلاثتهم - عبد العزيز أبو عبد الصمد، وحماد بن سلمة، وشعبة - عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله ابن الصامت، فذكره. وبلفظ: «لا يحقرن أحدكم شيئا من المعروف، وإن لم يجد فليلق أخاه بوجه طلق، وإن اشتريت لحما، أو طبخت قدرا، فأكثر مرقته، واغرف لجارك منه» . أخرجه الترمذي (1833) قال: حدثنا الحسين بن علي بن الأسود البغدادي. قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي. قال: حدثنا إسرائيل. عن صالح بن رستم أبي عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت فذكره. الحديث: 4922 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 640 4923 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قلتُ: يا رسولَ الله إِن لي جَارَينِ، فإِلى أيِّهما أُهدِي؟ قال: إِلى أقربِهما منكِ باباً» . أخرجه البخاري، وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 374 في الأدب، باب حق الجوار في قرب الأبواب، وفي الشفعة، باب أي الجوار أقرب، وفي الهبة، باب بمن يبدأ بالهدية، وأبو داود رقم (5155) في الأدب، باب حق الجوار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/175) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. (ح) وحدثنا روح. وفي (6/187) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/239) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (3/115) و (8/13) وفي «الأدب المفرد» (107) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي (3/115) قال: حدثني علي بن عبد الله. قال: حدثنا شبابة. وفي (3/208) . وفي «الأدب المفرد» (108) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. سبعتهم - محمد بن جعفر، وحجاج بن منهال، وروح بن عبادة، ووكيع، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار - عن شعبة بن الحجاج. 2 - وأخرجه أبو داود (5155) قال: حدثنا مسدد وسعيد بن منصور، أن الحارث بن عبيد حدثهم. كلاهما - شعبة، والحارث - عن أبي عمران الجوني، عن طلحة بن عبد الله، فذكره. (*) في رواية حجاج ويحيى عن شعبة، ورواية الحارث بن عبيد: «عن طلحة» ولم ينسبوه. وفي رواية محمد بن جعفر: «عن طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم بن مرة» . وفي رواية روح: «عن طلحة رجل من قريش من بني تيم بن مرة» . وفي رواية وكيع: «عن رجل من قريش يقال له: طلحة» . وفي رواية يزيد: «عن طلحة رجل من قريش» . الحديث: 4923 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 640 4924 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا نساءَ المؤمناتِ، لا تَحْقِرنَّ جَارَة لجارتها، ولو فِرْسِنَ شَاة» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَهَادَوْا، فإن الهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ، ولا تحْقِرَنَّ جَارَة لجارتها ولو شِقّ فِرْسِن شاة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فِرْسِن شاة) الفِرْسِن: خف البعير، وقد استعير للشاة، فسمي ظِلْفُها فِرْسِناً، لأنه للشاة بمنزلة الخُفّ للبعير. (وَحَرُ الصدر) : غِشُّه وبلابله ووساوسه وغِلُّه، وقيل: الوَحَر: أشد الغضب، وقيل: الحقد.   (1) رواه البخاري 10 / 372 في الأدب، باب لا تحقرن جارة لجارتها، وفي الهبة في فاتحته، ومسلم رقم (1030) في الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بقليل، والترمذي رقم (2131) في الولاء والهبة، باب في حث النبي صلى الله عليه وسلم على التهادي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا ليث. وفي (2/307) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. وفي (2/432) قال: حدثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب. وفي (2/432 و 493) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث. وفي (2/506) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. والبخاري (3/201) قال: حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (8/12) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي «الأدب المفرد» (123) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (3/93) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا الليث بن سعد (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. كلاهما - ليث بن سعد، وابن أبي ذئب - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. - ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (2/405) قال: حدثنا خلف. والترمذي (2130) قال: حدثنا أزهر بن مروان البصري، قال: حدثنا محمد بن سواء. كلاهما - خلف، ومحمد بن سواء - قالا: حدثنا أبو معشر، عن سعيد، فذكره. وقال الترمذي: وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وأبو معشر اسمه نجيح مولى بني هاشم، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. الحديث: 4924 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 641 4925 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يمنعْ أحدُكم جَارَهُ أن يَغْرِزَ خشبة في جداره، قال: ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرْمِيَنَّ بها بين أكتافِكم» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ. [ص: 642] وفي رواية الترمذي: «فلما حَدَّثَ أبو هريرةَ طَأْطَؤوا رؤوسَهم، فقال: مالي أراكم معرضين؟ ... الحديث» . وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا استأْذن أحدُكم جَارَه أن يغَرِزَ خشبة في داره فلا يمنعْه، فَنَكَسُوا رُؤوسَهم، فقال: مالي أراكم أَعرضتُم عنها؟ لأُلْقِيَنَّها بين أكتافكم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أكْتَافكم) من رواه بالتاء أراد: لما أعرضوا عنها قال: «لأرْمِيَنَّ بها بين أكتافكم» يعني: أنها إذا كانت على ظهورهم لا يقدرون يعرضون عنها، لأنهم حاملوها، فهي معهم لا تفارقهم. ومن رواه بالنون أراد: جمع كَنَف، وهو الناحية، يعني أنه يجعلها بين ظهورهم، فكلما مروا بأفنيتهم رأوها فلا يقدرون أن ينسوها.   (1) رواه البخاري 5 / 79 و 80 في المظالم، باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره، ومسلم رقم (1609) في المساقاة، باب غرز الخشب في جدار الجار، والموطأ 2 / 745 في الأقضية، باب القضاء في المرفق، وأبو داود رقم (3634) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، والترمذي رقم (1353) في الأحكام، باب ما جاء في الرجل يضع على حائط جاره خشباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1077) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/230) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/327) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. والبخاري (7/145) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان، وإسماعيل، وحماد - عن أيوب، عن عكرمة، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (2/447) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا منصور بن دينار، عن أبي عكرمة المخزومي، فذكره. والرواية الثانية: 1- أخرجها مالك «الموطأ» صفحة (464) . والحميدي (1076) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/240) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. وفي (2/463) قال: حدثنا عبد الرحمن. عن مالك. والبخاري (3/173) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (5/57) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (3634) قال: حدثنا مسدد وابن أبي خلف. قالا: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2335) قال: حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن الصباح. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1353) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. خمستهم - مالك، وسفيان، ومعمر، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله، ويونس - عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. قال: حدثنا عبد الله بن الفضل وأبو الزناد. ثلاثتهم - الزهري، وعبد الله بن الفضل، وأبو الزناد - عن الأعرج، فذكره. الحديث: 4925 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 641 4926 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «كان له عَضُد نَخْل في حائط رجل من الأنصار، قال: ومع الرَّجُلِ أهلُه، فكان سَمُرَةُ يَدْخُلُ إِلى نخله فيتأذّى به، [وَيشُقُّ عليه] ، فطلب إِليه أن يبيعَهُ، فأبى، فطلب [ص: 643] إليه أن يُناقِلهُ، فأبى، فأتى صاحبُ الحائط رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، فطلبَ إِليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يبيعَهُ، فأبى، فطلب إِليه أن يُناقِلَهُ، فأبى، فقال: فَهَبْهُ له، ولك كذا وكذا أجراً، أمراً رَغَّبهُ فيه، فأبى، فقال: أنت مُضَارّ، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للأَنصاريِّ: اذهب فاقلعْ نَخْلَهُ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عضد نخل) أراد بالعَضُد: طريقةً من النخل، لأنه إذا صار للنخلة جِذع يتناول منه فهو عَضِيد، وجمعه عُضْدان، قال الخطابي: الذي جاء في رواية أبي داود «عضد» وإنما هو «عَضِيد» وذكر معناه كما سبق. (مُضارّ) : الذي يضر رفيقه وشريكه وجاره.   (1) رقم (3636) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، من حديث أبي جعفر الباقر محمد بن علي، عن سمرة، وفيه انقطاع، فإن أبا جعفر لم يسمع من سمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3636) قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي. قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا واصل مولى أبي عيينة، قال: سمعت أبا جعفر، محمد بن علي، فذكره. الحديث: 4926 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 642 4927 - (ط) يحيى المازني: «أن الضَّحاكَ بنَ خليفةَ سَاقَ خليجاً له من العُرَيض، فأراد أن يَمُرَّ به في أرض محمدِ بنِ مَسْلمةَ، فمنعه فقال له: لِمَ تَمنعُني، ولك فيه منفعة، تشرب فيه أولاً وآخراً، ولا يضُرُّك؟ فأبى [محمد] فكلَّم الضَّحَاكُ فيه عمرَ بنَ الخطَّابِ، فدعا عمرُ بن الخطاب محمَّدَ بنَ مَسْلمةَ، فأمره أَن يُخَلِّيَ سَبيلَهُ، فقال محمد: لا والله، فقال عمرُ: لِمَ تمنعُ أخاك ما ينفعُهُ، ولا يضرُّكَ؟ [ص: 644] فقال: لا والله، فقال له عمرُ: والله لَيَمُرَّنَّ به ولو على بطنك، ففعل الضَّحَّاكُ» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خليجاً من العُرَيْض) الخليج: النهر يؤخذ من النهر الكبير. و «العُرَيْض» : بضم العين المهملة وفتح الراء وسكون الياء موضع معروف من نواحي المدينة.   (1) 2 / 746 في الأقضية، باب القضاء في المرفق، ورجال إسناده ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1502) عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4927 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 643 4928 - (ط) يحيى المازني: قال: «كان في حائط جَدِّه رَبيع - يعني: ساقيةً- لابن عوف، فأراد ابنُ عوف أن يُحَوِّلَهُ إِلى ناحية من الحائط هي أقربُ إِلى أرضِهِ، فمنعهُ صاحبُ الحائط، فكلَّم عبدُ الرحمن عمرَ، فقضى لعبد الرحمن بتحويله» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 746 في الأقضية، باب القضاء في المرفق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1503) عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4928 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 644 4929 - (ط) يحيى المازني: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ - وروي: ولا إِضْرَارَ» . أخرجه الموطأ (1) . [ص: 645] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا ضَرَر ولا ضِرَار) الضَرَر: المَضرة، والضِّرار: المضارَّة، وقيل لمالك بن أنس - رحمه الله - ما «الضَّرر والضِّرار» ؟ فقال: «ما أضرَّ بالناس في طريق أو بيع أو غير ذلك، قال: ومثل هؤلاء: الذين يطلبون العلم، فيضُرُّ بعضهم بعضاً، حتى يمنعني ذلك أن أجيبَهم» .   (1) 2 / 745 مرسلاً في الأقضية، باب القضاء في المرفق، قال ابن عبد البر: لم يختلف عن مالك في إرسال هذا الحديث، قال: ولا يسند من وجه صحيح، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث عبادة بن الصامت، وفيه انقطاع، ومن حديث ابن عباس وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف، ورواه الدارقطني والحاكم والبيهقي من حديث أبي سعيد الخدري، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، وقال البيهقي: تفرد به عثمان عن الدراوردي، وخرجه الطبراني من وجهين ضعيفين عن عائشة وجابر رضي الله عنهما، وخرجه الدارقطني من حديث أبي هريرة، قال النووي في " الأربعين ": وله طرق يقوي بعضها بعضاً، وهو كما قال، وقد استدل [ص: 645] الإمام أحمد بهذا الحديث، وقال أبو عمرو بن الصلاح: هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه ومجموعها يقوي الحديث ويحسنه، وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» (1500) عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (4/40) : لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث كما في «التمهيد» ، ورواه الدراوردي عن عمرو بن يحيى عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري موصولا بزيادة. أخرجه الدارقطني والبيهقي وابن عبد البر والحاكم، ورواه أحمد برجال ثقات، وابن ماجة من حديث ابن عباس وعبادة بن الصامت، وأخرجه ابن أبي شيبة وغيره من وجه آخر أقوى منه. وقال النووي: حديث حسن وله طرق يقوي بعضها بعضا، وقال العلائي: له شواهد وطرق يرتقي بمجموعها إلى درجة الصحة. والشاهدان اللذان ذكرهما وهما بلفظ: «لا ضرر ولا ضرار، وللرجل أن يجعل خشبة في حائط جاره، والطريق الميتاء سبعة أذرع» . عن ابن عباس. 1 - أخرجه أحمد (1/225) (2307) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2337) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. كلاهما - قتيبة، وابن وهب - عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود. 2 - وأخرجه أحمد (1/313) (2867) . وابن ماجة (2341) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما - أحمد، ومحمد بن يحيى - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن جابر الجعفي. كلاهما - أبو الأسود، وجابر - عن عكرمة، فذكره. (*) لفظ رواية قتيبة: «لا يمنع أحدكم أخاه مرفقه أن يضعه على جداره..» . (*) ولفظ رواية ابن وهب: «لا يمنع أحدكم جاره، أن يغرز خشبة على جداره» . (*) ورواية محمد بن يحيى مختصرة على: «لا ضرر ولا ضرار» . والشاهد الثاني جزء من حديث طويل عن عبادة بن الصامت: أخرجه ابن ماجة «مقطعا» في (2213 و 2340 و 2483 و 2488 و 2643 و 2675) قال: حدثنا عبد ربه بن خالد النميري أبو المغلس. وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (5/326) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري. وفي (5/327) قال: حدثنا الصلت بن مسعود. ثلاثتهم - عبد ربه، وأبو كامل، والصلت - عن الفضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، قال: حدثني إسحاق بن يحيى بن الوليد، فذكره. الحديث: 4929 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 644 4930 - (د ت) أبو صرمة بن قيس الأنصاري المازني: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من ضارَّ أضرَّ اللهُ به، ومن شاقَّ شقَّ اللهُ عليه» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شاقّ) المشاققة: المنازعة والمخالفة، وأصله: أن كل واحد من الخصمين يأخذ شِقّاً: أي جانباً.   (1) رواه أبو داود رقم (3635) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، ورواه أيضاً الترمذي رقم (1941) في البر والصلة، باب ما جاء في الخيانة والغش، وابن ماجة رقم (2342) في الأحكام، باب من بنى في حقه ما يضر بجاره، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أقول: وفي سنده لؤلؤة مولاة الأنصار، وهي مجهولة، وهو جزء من حديث رواه الدارقطني والحاكم والبيهقي، من حديث أبي سعيد الخدري، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، وقال البيهقي: تفرد به عثمان عن الداروردي. أقول: وهو حديث حسن يشهد له معنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/453) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (3635) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2342) قال: حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (1940) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح - عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن لؤلؤة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4930 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 645 الفصل الخامس عشر: في الهجران والقطيعة 4931 - (خ م ط د ت) أبو أيوب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاث ليال، يلتقيان، فيُعرِضُ هذا، ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلام» . أخرجه الجماعة إِلا النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يهجر) الهجر: القطيعة والصدّ.   (1) رواه البخاري 10 / 413 في الأدب، باب الهجرة، وفي الاستئذان، باب السلام للمعرفة وغير المعرفة، ومسلم رقم (2560) في البر، باب تحريم الهجر فوق ثلاث، والموطأ 2 / 906 و 907 في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وأبو داود رقم (4911) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، والترمذي رقم (1933) في البر والصلة، باب ما جاء في كراهية الهجر للمسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك في «الموطأ» (565) . والبخاري (8/26) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي «الأدب المفرد» (406) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (985) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. والقعنبي. ومسلم (8/9) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (4911) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. أربعتهم - عبد الله بن يوسف، وإسماعيل، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى - عن مالك. 2 - وأخرجه أحمد (5/422) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك، وصالح. 3 - وأخرجه الحميدي (377) . وأحمد (5/416) . والبخاري (8/65) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/9) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. والترمذي (1932) قال: حدثنا ابن أبي عمر (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وقتيبة، وابن أبي شيبة، وزهير، وابن أبي عمر، وسعيد - قالوا: حدثنا سفيان. 4- وأخرجه أحمد (5/421) . وعبد بن حميد (223) . ومسلم (8/9) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد. أربعتهم - أحمد، وعبد، والحنظلي، وابن رافع - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. 5- وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (399) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث. ومسلم (8/9) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما - الليث، وابن وهب - عن يونس. 6- وأخرجه مسلم (8/9) قال: حدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. ستتهم - مالك، وصالح، وسفيان، ومعمر، ويونس، والزبيدي - عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، فذكره. الحديث: 4931 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 646 4932 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحِلُّ للمؤمن أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاثة أيام» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2561) في البر والصلة، باب تحريم الهجر فوق ثلاث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في «الأدب» (8: 3) عن محمد بن رافع، عن ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام الحزامي، عن نافع، فذكره. «تحفة الأشراف» (6/105) . الحديث: 4932 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 646 4933 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَحِلُّ لمؤمن أن يهجرَ مؤمناً فوقَ ثلاث، فإن مرَّت به ثلاث فَلْيَلْقَهُ [ص: 647] ولْيُسلِّمْ عليه، فإن ردَّ عليه، فقد اشتركا في الأجر، وإِن لم يردَّ عليه فقد باءَ بالإثم» . أخرجه أبو داود (1) . وله في أخرى قال: «لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاث، فمن هجرَ فوقَ ثلاث [فمات] دخلَ النَّارَ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (باء بالإثم) أي: رجع به واحتمله.   (1) رقم (4912) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، وفي سنده هلال بن أبي هلال المدني، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده، فهو حديث حسن، وقد صحح إسناده الحافظ في " الفتح " 10 / 413. (2) رقم (4914) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/392) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا شيبان. وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4914) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا سفيان الثوري. والنسائي في «الكبرى / الورقة 123 - ب» قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - شيبان، وشعبة، وسفيان الثوري - عن منصور، عن أبي حازم، فذكره. (*) في رواية شيبان: قال: «عن أبي هريرة. وأحسبه ذكره عن النبي -صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية محمد بن جعفر، عن شعبة: «عن أبي حازم - يحدث عن أبي هريرة - قال شعبة: رفعه مرة، ثم لم يرفعه بعد» . الحديث: 4933 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 646 4934 - (د) عائشة - رضي الله عنها: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يكونُ لمسلم أن يهجرَ مسلماً فوقَ ثلاثة، فإِذا لَقِيَهُ سلَّم عليه ثلاث مرات، كلُّ ذلك لا يردُّ عليه، فقد باء بإثمه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4913) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4913) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، قال: حدثنا عبد الله بن المنيب - يعني المدني - قال: أخبرني هشام بن عروة، عن عروة، فذكره. الحديث: 4934 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 647 4935 - (د) أبو خراش السلمي - رضي الله عنه -: أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من هَجَرَ أخاه سنة، فهو كسَفْكِ دَمِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4915) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، وفي سنده الوليد بن أبي الوليد، وهو لين الحديث، كما قال الحافظ في " التقريب "، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " رقم (404) ، باب من هجر أخاه سنة، والحاكم 4 / 163 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/220) . والبخاري في «الأدب المفرد» (404) قالا - أحمد والبخاري -: حدثنا عبد الله بن يزيد. وأبو داود (4915) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - ابن يزيد، وابن وهب - عن حيوة بن شريح، قال: حدثني الوليد بن أبي الوليد المدني، عن عمران بن أبي أنس، فذكره. * وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (405) قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني الوليد بن أبي الوليد المدني، أن عمران بن أبي أنس حدثه، أن رجلا من أسلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «هجرة المؤمن سنة كدمه» .وفي المجلس محمد بن المنكدر، وعبد الله بن أبي عتاب، فقالا: قد سمعنا هذا عنه. الحديث: 4935 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 647 4936 - (م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: رفعه مرة، قال: «تُعرْض الأعمالُ في كل خميس واثنين، فيغفرُ الله عزَّ وجلَّ في ذلك اليوم لكلِّ امرئ لا يُشْرِكُ بالله شيئاً، إِلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شَحْنَاءُ، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا» . وفي رواية عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تُعْرَضُ الأعمالُ في كلِّ جمعة مرتين ... وذكر نحوه» . وفي أخرى: «اتركوا هذين - أو ارْكُوا هذين - حتى يفيئا» . وفي أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تُفْتَحُ أبوابُ الجَنَّةِ يومَ الاثنين والخميس، فَيُغْفَرُ لكلِّ عبد لا يُشْرِكُ بالله شيئاً، إِلا رجلاً كان بينه وبين أخيه شَحْنَاءُ، فيقول: أنظِروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا» . وفي أخرى: «إِلا المتهاجِرَيْن» . وفي أخرى: «إِلا المهتَجِرَيْن» . أخرجه مسلم، وأخرج الموطأ الرواية الثانيةَ موقوفة، والثالثةَ مرفوعة، وأخرج أبو داود الثالثةَ. وأخرج الترمذي الثالثة، وقال فيها: «فَيُغْفَرُ فيهما لمن لا يُشْرِكُ بالله شيئاً إِلا المهتَجِرَيْن، يقول: رُدُّوا هذين حتى يصطلحا» ، قال: ويروى: [ص: 649] «رُدُّوا هذين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اركوا هذين) : هو من رَكوته أرْكُوه: إذا أخَّرْتَه، أي أخِّرُوهما حتى يصطلحا، وقيل: هو من الرَّكو بمعنى الإصلاح: أي أصلحوا ذات بينهما حتى يقع بينهما الصلح. (حتى يفيئا) : حتى يرجعا من غضبهما، يقال: فاء يفيء: إذا رجع. (أنْظِرُوهما) أنْظَرت الرجل: إذا أخَّرته.   (1) رواه مسلم رقم (2565) في البر والصلة، باب النهي عن الشحناء والتهاجر، والموطأ 2 / 908 و 909 في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وأبو داود رقم (4916) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، والترمذي رقم (2024) في البر والصلة، باب ما جاء في المتهاجرين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1752) عن مسلم بن أبي مريم. عن أبي صالح السمان، فذكره. ورواية «تفتح أبواب الجنة» أخرجها مالك أيضا في «الموطأ» (1751) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. وكذلك مسلم في «الأدب» (11: 2) عن قتيبة، وأحمد بن عبد، والترمذي في «البر والصلة 76» عن قتيبة. كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. «تحفة الأشراف» (9/411) ومسلم في الأدب (11: 1) عن قتيبة، عن مالك، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. «تحفة الأشراف» (9/417) . وأبو داود في الأدب (55: 7) عن مسدد، عن أبي عوانة، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. «تحفة الأشراف» (9/425) . الحديث: 4936 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 648 4937 - (خ) عوف بن مالك بن الطفيل - رحمه الله - (1) : وهو ابن أخي عائشةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- لأُمِّها: «أنَّ عائشةَ حدَّثت: أن عبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ قال - في بيع أو عطاء أعطتْهُ عائشةُ -: واللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عائشةُ أو لأحجُرَنَّ عليها، قالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم، قالت: هو لله عليَّ نذر أن لا أكَلِّم ابنَ الزُّبَيْرِ أبداً، فاستشفع ابنُ الزُّبَيْرِ [إِليها] حين طالت الهِجرةُ، فقالت: لا والله، [ص: 650] لا أُشفِّعُ فيه أبداً، ولا أتَحنَّث إِلي نذري، فلما طال ذلك على ابنِ الزُّبَيْرِ كَلَّم المِسْوَرَ بنَ مَخْرَمةَ وعبدَ الرحمن بنَ الأسود بن عبد يَغُوث - وهما من بني زُهرة - وقال لهما: أنشدُكما بالله لما أدْخَلْتُمَاني على عائشةَ، فإِنها لا يَحِلُّ لها أنْ تَنْذُرَ قطيعَتي، فَأقْبَلَ به المِسْوَرُ وعبدُ الرحمن مشتمِلَين بأرديتهما، حتى استأذنا على عائشةَ، فقالا: السلامُ عليكِ ورحمة الله وبركاته، أندخلُ؟ قالت عائشة: ادخلوا، قالوا: كُلُّنا؟ قالت: نعم، ادخلوا كلُّكم، ولا تعلمُ أنَّ معهما ابنَ الزُّبَيْرِ، فلما دخلوا دَخَلَ ابنُ الزُّبَيْرِ الحجابَ، فاعتنق عائشةَ، وجعل يُناشِدها ويَبْكي، وطَفِقَ المِسْوَرُ وعبدُ الرحمن يناشدانها إِلا كلَّمَتْهُ، وَقَبِلَتْ منه، ويقولان: إِنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عما قَدْ عَلِمتِ من الهِجرة، ولا يَحِلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاهُ فوقَ ثَلاثِ ليال، فلما أَكثَرُوا على عائشة من التَّذْكِرَةِ والتَّحْرِيجِ، طَفِقَتْ تُذكِّرُهما، وتبكي، وتقول: إِني نذرتُ، والنَّذْرُ شديد، فلم يزالا بها حتى كلَّمتِ ابنَ الزُّبَيْرِ، وأعْتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك، فتبكي، حتى تَبُلَّ دموعُها خِمَارَها» . أَخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لأحْجُرَنَّ) الحَجْر: المنع، ومنه حَجْر القاضي على السفيه، إذا منعه من التصرف في ماله. [ص: 651] (قَطِيعتي) القطيعة: الهجران وترك المكالمة. (يُنَاشِدُها) ناشدت الرجل: إذا سألته وأقسمت عليه. (التَّحريج) : التضييق والتأثيم، وذلك أنهما كانا - بتكرار المبالغة في القول والخطاب معها - ضَيَّقَا عليها وجه الاعتذار، وأوقعاها في الإثم بالامتناع من أجابتها.   (1) وقد اختلفوا في اسمه، قال الحافظ في " الفتح " 10 / 410: قال علي بن المديني: هكذا اختلفوا والصواب عندي، وهو المعروف: عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة ... وانظر " الفتح ". (2) 10 / 410 - 413 في الأدب، باب الهجرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/327) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (4/328) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. والبخاري (8/25) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي «الأدب المفرد» (397) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثنا عبد الرحمن بن خالد. أربعتهم - معمر، والأوزاعي، وشعيب، وعبد الرحمن بن خالد - عن الزهري، عن عوف، فذكره. (*) في رواية معمر: «عوف بن الحارث وهو ابن أخي عائشة لأمها» . (*) وفي رواية الأوزاعي: «الطفيل بن الحارث، وكان رجلا من أزد شنوءة، وكان أخا لعائشة، لأمها أم رومان» . (*) وفي رواية شعيب: «عوف بن مالك بن الطفيل. هو ابن الحارث» . الحديث: 4937 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 649 4938 - (خ) عروة بن الزبير: قال: «كان عبدُ الله بنُ الزبير - رضي الله عنه - أحبَ البشر إِلى عائشةَ بعدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وكان أَبَرَّ الناس بها، وكانت لا تُمسِكُ شيئاً، فما جاءها من رِزْقِ الله تصدَّقت به، فقال ابنُ الزُّبَيْرِ: يَنبغي أن يُؤخَذَ على يَدَيْها، فقالت: أَيؤخَذُ على يَدَيَّ؟ عليَّ نَذْر إِن كَلَّمتُهُ، فاستشفع إِليها برجال من قريش، وبأَخوال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خاصَّة، فامتنعتْ، فقال له الزُّهريُّون أخوالُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- منهم عبدُ الرحمن بنُ الأسود بن عبد يغوث والمِسْوَرُ بنَ مخرمةَ -: إِذا استأذّنا فاقتحم الحجابَ، ففعل، فأَرسل إِليها بعشرَ رِقَاب فأعتقتْهم، ثم لم تزل تُعتِقُهم حتى بلغتْ أربعين، فقالت: وَدِدتُ أَني جَعَلْتُ حينَ حَلَفْتُ عملاً أعملُه، فَأَفرُغ منه. وفي رواية طرف منه: قال عروةُ: ذهبَ عبدُ الله بنُ الزبير مع أُناس من بني زُهرةَ إِلى عائشةَ، وكانت أرقَّ شيء عليهم لقرابتهم من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . [أخرجه البخاري] (1) . [ص: 652] أخرج الحميديُّ حديثَ عوفِ بن مالك في «مسند المِسْوَرِ» ، وحديثَ عروة في «مسندِ عائشةَ» ، فلأَجل ذلك اقتدينا به، وفرَّقنا بينهما، وإِن كانا حديثاً واحداً. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُؤخَذُ على يديها) أخذت على يد فلان: إذا منعته من التصرف في نفسه وماله. (فاقتحم الباب) أي: دخله مُسرعاً من غير إذن.   (1) 6 / 390 في الأنبياء، باب مناقب قريش، وفي الأدب، باب الهجرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3505) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني أبو الأسود عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 4938 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 651 4939 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أنه اعْتَلَّ بَعير لصَفِيَّةَ بنتِ حُيَيّ، وعند زَينبَ فَضْلُ ظَهْر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لزينب: أعطيها بعيراً، فقالت: أَنا أُعطي تلك اليهوديةَ؟ فغضبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فهجرها ذا الحِجَّةِ والمحرمَ، وبعضَ صَفر» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَضل ظَهْر) الظهر هاهنا: المركوب.   (1) رقم (4602) في السنة، باب ترك السلام على أهل الأهواء، وفي سنده سمية، وهي مجهولة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/131) قال: حدثنا عفان. وفي (6/261) قال: حدثنا يونس. كلاهما - عفان، ويونس - قالا: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -، عن ثابت، عن شمسية، فذكرته. (*) قال عفان عقب روايته: حدثنيه حماد، عن شمسية، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم سمعته بعد يحدثه عن شمسية عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: بعد في حج أو عمرة، قال: ولا أظنه إلا قال: في حجة الوداع. وأخرجه أحمد (6/338) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4602) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - عفان، وموسى بن إسماعيل - قالا: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -، عن ثابت البناني، عن سمية، فذكرته. وبنحوه من حديث طويل أخرجه أحمد (6/337) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: حدثتني شمسية أو سمية، فذكرته. قال عبد الرزاق: هو في كتابي «سمية» . الحديث: 4939 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 652 الفصل السادس عشر: في تتبع العورة وسترها 4940 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صَعِد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: يا معشرَ مَنْ أسلم بلسانه، ولم يُفْضِ الإِيمانُ إِلى قلبه، لا تُؤذُوا المسلمين، ولا تُعَيِّرُوهم، ولا تَتَّبِعُوا عوراتِهم، فَإِنَّهُ من تَتبَّع عورة أخيه المسلم، تَتبَّع الله عورتَه، ومَن تتبَّع اللهُ عورَتَهُ يَفْضَحْهُ ولو في جوف رَحْلِهِ، قال نافع: ونظر ابنُ عمرَ يوماً إِلى الكعبة، فقال: ما أعْظَمكِ وأَعظمَ حُرمتكِ، والمؤمن أعظمُ حرمة عند الله منكِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2033) في البر والصلة، باب ما جاء في تعظيم المؤمن، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه "، ورواه أبو يعلى بإسناد حسن من حديث البراء، كما في " الترغيب والترهيب " للمنذري 3 / 177. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2032) قال: حدثنا يحيى بن أكثم، والجارود بن معاذ، قالا: حدثنا الفضل ابن موسى، قال: حدثنا الحسين بن واقد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد. الحديث: 4940 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 653 4941 - (د) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا معشرَ مَن آمن بلسانه، ولم يدخل الإِيمانُ قَلبَهُ، لا تغتَابُوا المسلمين، ولا تَتَّبِعُوا عوراتِهم، فَإِنَّهُ مَن اتَّبَعَ عَوراتِهم يَتَّبِع اللهُ عورتَهُ، وَمَن يَتَّبِعِ اللهُ عورتَهُ يَفْضَحْه في بيته» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4880) في الأدب، باب في الغيبة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 412، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/420) . وأبو داود (4880) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد بن حنبل، وعثمان - عن أسود بن عامر شاذان، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، فذكره. * أخرجه أحمد (4/424) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قطبة، عن الأعمش، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي برزة الأسلمي، فذكره. الحديث: 4941 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 653 4942 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّكَ إِذا اتَّبَعتَ عوراتِ الناس أفسدتَهم، أو كِدْتَ أن تُفْسِدَهم» . قال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاويةُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- نَفَعَهُ اللهُ بها. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4888) في الأدب، باب في النهي عن التجسس، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4888) قال: حدثنا عيسى بن محمد الرملي، وابن عوف، قالا: حدثنا الفريابي، عن سفيان، عن ثور، عن راشد بن سعد، فذكره. وله شاهد بلفظ: «إنك إذا اتبعت الريبة في الناس أفسدتهم» .فإني لا أتبع الريبة فيهم فأفسدهم. أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (248) قال: حدثنا إسحاق بن العلاء، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، قال: حدثني عبد الله بن سالم الأشعري، عن محمد - هو ابن الوليد الزبيدي - عن ابن جابر -وهو يحيى بن جابر - عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه، أن أباه حدثه، فذكره. الحديث: 4942 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 654 4943 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن رَأى عورة فستَرَها، كانَ كَمَن أحْيا مَوؤدَة» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَوؤودة) الموؤودة البنت التي كانوا يدفنونها في الجاهلية حيَّة، وجاء النهي عن ذلك.   (1) كذا في الأصل: أخرجه أبو داود، وفي المطبوع: أخرجه أبو داود والنسائي، ولم نجده عند النسائي، ولعله في " الكبرى "، وهو عند أبي داود رقم (4891) في الأدب، باب في الستر عن المسلم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 147 و 153 و 158، وفي سنده أبو الهيثم مولى عقبة ابن عامر واسمه كثير، وهو مجهول، قال الحافظ في " التهذيب ": قال ابن يونس: حديثه معلول، ومع ذلك فقد صححه الحاكم 4 / 384 ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/153) قال: حدثنا هاشم. وأبو داود (4892) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا ابن أبي مريم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9924) عن عمرو بن منصور، عن آدم. ثلاثتهم - هاشم، وابن أبي مريم، وآدم - عن ليث، عن إبراهيم بن نشيط الخولاني، عن كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، عن دخين كاتب عقبة بن عامر، فذكره. * أخرجه أحمد (4/147) قال: حدثنا حسن، وفي (4/147) قال: حدثنا حسن بن موسى، وموسى ابن داود. قالا: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا كعب بن علقمة، عن أبي كثير مولى عقبة بن عامر، فذكره. * أخرجه أحمد (4/158) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة. عن كعب بن علقمة، قال: حدثني مولى لعقبة بن عامر «ولم يسمه» . * أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (758) قال: حدثنا بشر بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وأبو داود (4891) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9950) عن أبي الطاهر بن السرح ويونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وهب. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وابن وهب - عن إبراهيم بن نشيط، عن كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، عن عقبة ابن عامر، فذكره. ليس بين أبي الهيثم وعقبة أحد. * أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9951) عن علي بن حجر، عن ابن المبارك، عن إبراهيم ابن نشيط، عن كعب بن علقمة التنوخي، عن عقبة بن عامر، فذكره. الحديث: 4943 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 654 4944 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَسْتُرُ عبد عبداً في الدنيا إِلا سَتَرَهُ الله يوم القيامة» . [ص: 655] وفي رواية: «لا يَستُر اللهُ على عبد في الدنيا إِلا سترهُ اللهُ يوم القيامة» . أخرجه مسلم (1) . وقال الحميديُّ: إِن صح ضبط الراوي، فينبغي أن يُفْرَدَ هذا الحديثُ يعني: الثاني، ويجعلَ حديثاً آخر.   (1) رقم (2590) في البر والصلة، باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدنيا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/404) قال: حدثنا خلف. قال: حدثنا ابن عياش. ومسلم (8/21) قال: حدثني أمية بن بسطام العيشي. قال: حدثنا يزيد - يعني ابن زريع -. قال: حدثنا روح. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ثلاثتهم - وهيب بن خالد، وإسماعيل بن عياش، وروح بن القاسم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4944 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 654 4945 - (د) زيد بن وهب الجهني: قال: «أُتيَ ابنُ مسعود، فقيل: هذا فلان، تَقْطُرُ لحيته خمراً، فقال عبد الله: إِنَّا قَدْ نُهينَا عن التجسُسِ: ولكن إِن يَظْهَرْ لنا شيء نأخُذْ به» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4890) في الأدب، باب في النهي عن التجسس، وإسناده حسن، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 4 / 377 وصححه، وأقره الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4890) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره. الحديث: 4945 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 655 4946 - (د) دخين بن عامر الحجري: كاتبُ عقبةَ بنِ عامر، قال: «كان لنا جيران يشربون الخمر، فنهيتُهم فلم ينتهوا، فقلت لعقبةَ بن عامر: إِن جيراننا هؤلاءِ يشربونَ، وإِنِّي نهيتُهُم فلم ينتهوا، وَإِني دَاعٍ لهم الشُّرطَ فقال: دَعْهم، ثم رجعتُ إِلى عقبةَ مرَّة أخرى، فقلتُ: إِن جيراننا قد أَبَوْا أن ينتهوا عن شرب الخمر، وأنا داعٍ لهم الشُّرَط، فقال: ويحك، دعهم، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكر معنى حديث عقبة بن عامر» (1) . [ص: 656] وفي رواية قال: «لا تفعل، ولكن عِظْهمْ وتَهدَّدْهم» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشُّرَط) واحدهم: شُرْطي وشُرَطي، وهم أعوان السلطان الذين ينصبهم لتتبع أحوال الناس وحفظهم، ولإقامة الحدود، وعقاب المسيء. سموا بذلك لأنهم خواصه ومعتمدوه، أو لأن لهم علامات يُعرفون بها، أو لأنهم أُعِدُّوا لذلك.   (1) وقد تقدم برقم (4943) . (2) رقم (4892) في الأدب، باب في الستر عن المسلم، وفي سنده أبو الهيثم مولى عقبة بن عامر، واسمه: كثير، وهو مجهول، وقال الحافظ في " التهذيب ": قال ابن يونس: حديثه معلول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قلت: هو حديث عقبة بن عامر الذي تقدم برقم (4943) . الحديث: 4946 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 655 الفصل السابع عشر: في الخلوة بالنساء والنظر إليهن ، وفيه خمسة فروع الفرع الأول: في الخلوة بهن 4947 - (خ م ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيِّاكُم والدخولَ على النساء، فقال رجل من الأنصارِ: أَفرأيتَ الحَمْوَ؟ قال: الحَمْوُ: الموتُ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. [ص: 657] وزاد مسلم قال الليثُ: «الحَمُ: أخو الزوج وأَقاربه، كابن العَمِّ ونحوه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَمُ الموت) الحم: أحد أقارب الزوج، ومعنى قوله: الحم الموت أي فلتمت ولا تفعلن ذلك، فإذا كان رأيه هذا في أبي الزوج، وهو مَحْرَم، فكيف بالغريب؟ وقيل: هذه كلمة تقولها العرب، كما تقول: الأسد الموت، أي: لقاؤه مثل الموت، وكما تقول: السلطان النار، فمعنى قوله: «الحَمُ الموت» ، أن خلوة الحَمُ معها، أشد من خلوة غيره من البُعداء، لأنه ربما حَسَّن لها أشياء، وحملها على أمور تَثْقُل على الزوج، من التماس ما ليس في وسعه، أو سوء عشرة أو غير ذلك، فلهذا قال: هو الموت، ولأن الزوج قد لا يُؤثِر أن يطلع الحَمُ على باطن حاله، وإذا رأى زوجته ربما أفشت إليه ذلك.   (1) رواه البخاري 9 / 290 في النكاح، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم والدخول على المغيبة، ومسلم رقم (2172) في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها، والترمذي رقم (1171) في الرضاع، باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/149) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا ليث. وفي (4/153) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. والدارمي (1645) قال: أخبرنا يحيى بن بسسطام، قال: حدثنا ليث بن سعد. والبخاري (7/48) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. ومسلم (7/7) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا ليث. وفي (7/7) قال: وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وحيوة بن شريح، وغيرهم. والترمذي (1171) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9958) عن قتيبة، عن الليث. جميعهم - ليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وحيوة بن شريح - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، فذكره. (*) أخرجه مسلم (7/7) قال: وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: وسمعت الليث بن سعد يقول: الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج، ابن العم ونحوه. الحديث: 4947 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 656 4948 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا لا يَبِيتَنَّ رجل عند امرأة ثَيِّب، إِلا أن يكونَ ناكحاً، أو تكونَ ذاتَ محرم» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2171) في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه عبد بن حميد (1073) قال: حدثني ابن أبي شيبة. ومسلم (7/7) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وعلي بن حجر. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح، وزهير بن حرب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2990) عن علي بن حجر. خمستهم - ابن أبي شيبة، ويحيى بن يحيى، وابن حجر، وابن الصباح، وزهير - عن هشيم، قال: أخبرنا أبو الزبير، فذكره. الحديث: 4948 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 657 4949 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَخْلُوَنَّ أحدُكم بامرأة إِلا مع ذي محرم، فقام رجل، فقال: يا رسولَ الله، إِن امرأتي خرجتْ حاجَّة، وإِني اكْتُتِبْتُ في غزاةِ جيش كذا وكذا؟ قال: ارجع فحُجَّ مع امرأتِكَ» . أَخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 290 في النكاح، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم، وفي الحج، باب حج النساء، وفي الجهاد، باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة وكان له عذر هل يؤذن له، وباب كتابة الإمام الناس، ومسلم رقم (1341) في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (468) . وأحمد (1/222) (1934) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (1/346) (3231) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج. وفي (1/346) (3232) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. والبخاري (3/24) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/72) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/87) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (7/48) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/104) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، كلاهما عن سفيان. (ح) وحدثناه أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا هشام - يعني ابن سليمان - المخزومي، عن ابن جريج. وابن ماجة (2900) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا ابن جريج. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1516) عن قتيبة، عن سفيان. وابن خزيمة (2529) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا سفيان. وفي (2530) قال: حدثنا عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن زيد - عن عمرو بن دينار، عن أبي معبد، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 4949 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 658 4950 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أن نفراً من بني هاشم دخلوا على أسماءَ بنتِ عُمَيْس، فدخل أبو بكر - وهي يومئذ تحته -[فرآهم] ، فكره ذلك، فذكره لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: ولم أرَ إِلا خيراً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ الله قد برَّأها من ذلك، ثم قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر فقال: لا يدخلنَّ رجل بعد يومي هذا على مُغِيبَة إِلا ومعه رجل أو اثنان» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُغِيبَة) امرأة مُغيبة: إذا كان زوجها غائباً.   (1) رقم (2173) في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/171) (6595) قال: حدثنا هارون بن معروف، ومعاوية بن عمرو، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو. وفي (2/186) (6744) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (2/213) (6995) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن ليث بن سعد، قال: حدثني جعفر بن ربيعة. ومسلم (7/7و8) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو. (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث. والنسائي في فضائل الصحابة (284) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: سمعت شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة. وفي «الكبرى» الورقة (124-ب) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث. ثلاثتهم - عمرو بن الحارث، وعبد الله بن لهيعة، وجعفر - عن بكر بن سوادة، عن عبد الرحمن بن جبير، فذكره. الحديث: 4950 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 658 4951 - (ت) مولى عمرو بن العاص: «أَن عمرو بن العاص - رضي [ص: 659] الله عنه - أَرسله إِلى عليّ يسْتأذِنُهُ على أسماءَ بنتِ عُمَيْس، فأذن له، حتى إِذا فَرَغَ من حاجته سأل المولى عَمرو بن العاص عن ذلك؟ فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهانا أن ندخلَ على النساءِ بغير إِذن أزواجهن» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2780) في الأدب، باب ما جاء في النهي عن الدخول على النساء، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال: وفي الباب عن عقبة ابن عامر، وعبد الله بن عمرو، وجابر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/197) قال: حدثنا بهز. وفي (4/203) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2779) قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا عبد الله. ثلاثتهم - بهز، وابن جعفر، وعبد الله بن المبارك - عن شعبة، عن الحكم، قال: سمعت ذكوان أباصالح، يحدث عن مولى لعمرو بن العاص، فذكره. * أخرجه أحمد (4/196) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/205) قال: حدثنا أبو معاوية. كلاهما - يحيى، وأبو معاوية - عن الأعمش، قال: سمعت أبا صالح، عن عمرو بن العاص. قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ندخل على المغيبات. ليس فيه «مولى عمرو» . (*) وفي رواية أبي معاوية: «استأذن عمرو بن العاص على فاطمة..» فذكر نحوه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4951 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 658 4952 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله، إِن لي إِليكَ حاجة، فقال: يا أمَّ فلان انْظُري إِلى أيِّ السِّككِ شِئْتِ، حتى أقْضِيَ لكِ حاجتكِ، فَخَلا مَعها في بعض الطرق (1) ، حتى فرغت من حَاجتها» . أخرجه مسلم، وأبو داود. وفي أخرى لأبي داود قال: «جاءتِ امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسولَ الله، إِن لي إِليكَ حاجة، فقال لها: يا أمَّ فلان، اجلسي في أيِّ نواحي السِّككِ شِئْتِ حتى أجلسَ إِليكِ، قال: فجلستْ، فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم- إِليها، حتى قضى (2) حاجتَها» (3) .   (1) أي: وقف معها في طريق مسلوك ليقضي حاجتها ويفتيها في الخلوة. (2) في نسخ أبو داود المطبوعة: حتى قضت حاجتها. (3) رواه مسلم رقم (2326) في الفضائل، باب قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس وتبركهم به، وأبو داود رقم (4818) و (4819) في الأدب، باب في الجلوس في الطرقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/285) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1349) قال: حدثني سليمان بن حرب. ومسلم (7/79) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (4819) قال: حدثنا عفان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. ثلاثتهم - عفان، وسليمان، ويزيد - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (3/98) قال: حدثنا هشيم. وفي (3/119) قال: حدثنا مروان بن معاوية. وفي (3/214) قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي. وأبو داود (4818) قال: حدثنا محمد بن عيسى، وكثير بن عبيد، قالا: حدثنا مروان بن معاوية. والترمذي في «الشمائل» (331) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أنبأنا سويد بن عبد العزيز. أربعتهم - هشيم، ومروان، والسهمي، وسويد - عن حميد، فذكره. الحديث: 4952 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 659 الفرع الثاني: في النظر إليهن 4953 - (م ت د) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن نَظْرَةِ الفُجَاءَةِ (1) ؟ فقال: اصْرِفْ بَصَرَكَ» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود (2) .   (1) يقال: الفجأة بفتح الفاء وإسكان الجيم والقصر، والفجاءة بضم الفاء وفتح الجيم والمد. (2) رواه مسلم رقم (2159) في الآداب، باب نظر الفجأة، وأبو داود رقم (2148) في النكاح، باب ما يؤمر من غض البصر، والترمذي رقم (2777) في الأدب، باب ما جاء في نظر الفجأة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/358) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/361) قال: حدثنا هشيم. والدارمي (2646) قال: حدثنا محمد بن يوسف. وأبو نعيم. عن سفيان. ومسلم (6/181) قال: حدثني قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا هشيم. وفي (6/182) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الأعلى. وقال إسحاق: أخبرنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وأبوداود (2148) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (2776) قال: حدثنا أحمد ابن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3237) عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث. ستتهم - إسماعيل، وهشيم، وسفيان، ويزيد، وعبد الأعلى، وعبد الوارث - عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، فذكره. الحديث: 4953 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 660 4954 - (ت د) بريدة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعليِّ: «يا عليُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لكَ الأُولَى، وليست لكَ الثانيةُ (1) » . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) .   (1) في نسخ أبو داود والترمذي المطبوعة: وليست لك الآخرة. (2) رواه الترمذي رقم (2777) في الأدب، باب ما جاء في نظر الفجأة، وأبو داود رقم (2149) في النكاح، باب ما يؤمر من غض البصر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 353 و 357، وأبو داود والدارمي من طريق شريك القاضي، وهو سيء الحفظ، لكنه توبع عند الحاكم 3 / 123، وأحمد في " المسند " رقم (1369) و (1373) ، وفيه عنعنة ابن إسحاق، لكن الحديث حسن بهذه الطريق، ويشهد له أيضاً معنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (5/351) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/353) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وأبوداود (2149) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري. والترمذي (2777) قال: حدثنا علي بن حجر. خمستهم - وكيع، وهاشم، وأحمد بن عبد الملك، وإسماعيل، وعلي - عن شريك، عن أبي ربيعة الإيادي. 2 - وأخرجه أحمد (5/357) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، وأبي ربيعة الإيادي. كلاهما - أبو ربيعة، وأبو إسحاق - عن ابن بريدة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. الحديث: 4954 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 660 4955 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- أَتى فاطمةَ ابنتَهُ بعبد قد وَهَبَه لها، قال: «وعلى فاطمةَ ثوب إِذا قَنَّعَتْ به [ص: 661] رأسَها لم يَبْلُغْ رجليها، وإِذا غَطَّتْ به رجليها لم يبلغْ رأسَها» فلما رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما تَلْقَى، قال: «إِنه ليس عليكِ بَأْس، إِنَّمَا هو أبوكِ وغُلامُكِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4106) في اللباس، باب في العبد ينظر إلى شعر مولاته، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4106) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو جميع سالم بن دينار، عن ثابت، فذكره. الحديث: 4955 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 660 الفرع الثالث: في المخنَّثِين 4956 - (خ م ط د) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان عندها، وفي البيت مُخَنَّث، فقال لعبد الله بن أبي أُمَيَّةَ - أخي أمِّ سلمةَ -: يا عبدَ الله، إِنْ فتحَ اللهُ لكم غداً الطائفَ فإِني أَدُلُّكَ على ابنةِ غَيْلانَ فإِنها تُقْبِل بأربع، وتُدْبِر بثمان، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا يَدْخُلَنّ هؤلاءِ عليكم» . قال ابن جريج: المخنَّث: هِيت (1) . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود. وقال أبو داود: «أخْرِجوهم من بيوتكم» (2) . [ص: 662] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُقْبِل بأربع) قوله تقبل بأربع: أي أن لها في بطنها أربع عُكَن، فهي تُقْبِل إذا أقبلت بها. (وتُدْبِر بثمان) أراد بالثمان، أطراف العُكَن الأربع من الجانبين، وذلك صفة لها بالسِّمَن.   (1) أي: اسمه هيت، بكسر الهاء وسكون الياء، وضبطه بعضهم بفتح الهاء. (2) رواه البخاري 8 / 35 و 36 في المغازي، باب غزوة الطائف، وفي النكاح، باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة، وفي اللباس، باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، ومسلم رقم (2180) في السلام، باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب، والموطأ 2 / 767 في الوصية، باب ما جاء في المؤنث من الرجال ومن أحق بالولد، وأبو داود رقم (4929) في الأدب، باب في الحكم في المخنثين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (297) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/290) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/318) قال: حدثنا وكيع (ح) وابن نمير. والبخاري (5/198) قال: حدثنا الحميدي. سمع سفيان (ح) وحدثنا محمود. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (7/48) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. وفي (7/205) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. قال: حدثنا زهير. ومسلم (7/10) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو كريب أيضا. قال: حدثنا ابن نمير. وأبو داود (4929) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1902 و 2614) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18263) عن محمد بن آدم، عن عبدة. (ح) وعن أحمد بن حرب الطائي، عن أبي معاوية. ثمانيتهم - سفيان، وأبو معاوية، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وعبدة، وزهير بن معاوية، وجرير - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، فذكرته. * وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18263) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن مخنثا كان عند أم سلمة. مرسل. الحديث: 4956 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 661 4957 - (م د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان يدخل على أزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مُخَنَّث، وكانوا يَعُدُّونه من غيرِ أُولي الإِرْبَةِ، فدخلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً وهو عند بعض نسائه، وهو يَنْعَتُ امرأة، قال: إِذا أقبلتْ أقبلتْ بأربع، وإِذا أدْبَرْتْ أدبرتْ بثمان، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَلا أرى هذا يعرِف ما هاهنا، لا يدخلنَّ عليكنَّ، فَحجَبُوهُ» . أخرجه مسلم. وزاد أبو داود في رواية: «وأخرجه فكان بالبيداءِ، يدخل كلَّ جُمُعَة، فَيَسْتَطْعِمُ» . وفي أخرى: «فقيل: يا رسولَ الله، إِنَّهُ إِذا يَموتُ من الجوع، فأَذِنَ لَهُ أَن يَدْخُلَ كُلَّ جُمُعَة مرتين فيسأَلَ ثم يرجعَ» (1) . [ص: 663] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإرْبَة) الحاجة، والمراد بها هاهنا: حاجة النكاح.   (1) رواه مسلم رقم (2181) في السلام، باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب، وأبو داود رقم (4107) و (4108) و (4109) و (4110) في اللباس، باب في قوله تعالى: {غير أولي الإربة} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/152) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. ومسلم (7/11) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري. وأبو داود (4107) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري وهشام بن عروة. وفي (4108) قال: حدثنا محمد بن داود بن سفيان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. وفي (4109) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. وفي (4110) قال: حدثنا محمود بن خالد. قال: حدثنا عمر، عن الأوزاعي، عن الزهري. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16634) عن محمد بن يحيى بن عبد الله، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري. (ح) وعن نوح بن حبيب، عن إبراهيم بن خالد، عن رباح بن زيد، عن معمر، عن الزهري. كلاهما - الزهري، وهشام - عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 4957 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 662 4958 - (خ ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «لَعَن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المُخَنَّثِينَ من الرجال، والمُتَرَجِّلاتِ من النِّساء، وقال: أخرجُوهم من بيوتكم، فأخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فلانة، وأخرج عمرُ فلاناً» . وفي رواية قال: «لعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المتَشَبِّهِينَ من الرجال بالنِّساء، والمتَشَبِّهَاتِ من النِّساءِ بالرِّجال» . أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود، وانتهى حديث الترمذي في الأولى عند قوله: «النساء» . وعند أبي داود بعد قوله: «بيوتكم» : «وأخرجوا فلاناً وفلاناً - يعني: المخَنَّثين» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 280 في اللباس، باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، وفي المحاربين، باب نفي أهل المعاصي والمخنثين، وأبو داود رقم (4930) في الأدب، باب في الحكم في المخنثين، والترمذي رقم (2785) و (2786) في الأدب، باب ما جاء في المتشبهات بالرجال من النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/225) (1982) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا هشام الدستوائي. وفي (1/227) (2006) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (1/237) (2123) قال: حدثني يزيد، قال: أخبرنا هشام. والدارمي (2652) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، قالا: حدثنا هشام، هو الدستوائي. والبخاري (7/205) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام. وفي (8/212) . وأبو داود (4930) قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6240) عن محمد بن صدران، عن بشر بن المفضل، عن هشام. (ح) وعن إسحاق بن منصور، عن النضر بن شميل، وعبد الصمد، ووهب بن جرير، وأبي داود، عن هشام. (ح) وعن ابن مثنى، عن الوليد، عن الأوزاعي. كلاهما - هشام، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير. 2 - وأخرجه أحمد (1/339) (3151) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. والبخاري (7/205) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4097) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (1904) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2784) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، وهمام. كلاهما - شعبة، وهمام - عن قتادة. 3 - وأخرجه أحمد (1/251) (2263) و (1/330) (3060) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود. 4 - وأخرجه أحمد (1/254) (2291) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا خالد، عن يزيد بن أبي زياد. 5 - وأخرجه أحمد (1/365) (3458) . والترمذي (2785) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. كلاهما- أحمد، والحسن بن علي - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، وأيوب. خمستهم - يحيى بن أبي كثير، وقتادة، وأبو الأسود، ويزيد، وأيوب - عن عكرمة، فذكره. (*) لفظ رواية قتادة، وأبي الأسود: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال» . زاد أبو الأسود في أوله «لعن الواصلة والموصولة» . (*) لفظ رواية معمر: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء» . الحديث: 4958 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 663 الفرع الرابع: في نظر المرأة إلى الأعمى 4959 - (ت د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كنتُ عند [ص: 664] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعنده ميمونةُ بنتُ الحارث، فأقبل ابنُ أمِّ مكتوم - وذلك بعد أن أُمِرْنا بالحجاب - فدخل علينا، فقال: احْتَجِبا منه، فقلنا: يا رسولَ الله، أَلَيْسَ هو أعمى لا يُبْصِرُنَا، ولا يَعْرِفُنَا؟ قال: أَفَعَمياوَانِ أنتما؟ أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4112) في اللباس، باب في قوله عز وجل: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} ، والترمذي رقم (2779) في الأدب، باب ما جاء في احتجاب النساء من الرجال، وفي سنده نبهان مولى أم سلمة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال الحافظ في " الفتح " 9 / 294 بعد ذكر هذا الحديث: أخرجه أصحاب السنن من رواية الزهري عن نبهان مولى أم سلمة عنها، وإسناده قوي، وأكثر ما علل به انفراد الزهري بالرواية عن نبهان، وليست بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة، ولم يجرحه أحد، لا ترد روايته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (6/296) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد. وأبو داود (4112) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن المبارك، عن يونس، والترمذي (2778) قال: حدثنا سويد. قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس بن يزيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18222) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس. (ح) وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع ابن يزيد، عن عقيل. كلاهما - يونس بن يزيد، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري، عن نبهان مولى أم سلمة أنه أخبره، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 4959 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 663 الفرع الخامس: في المشي مع النساء في الطريق 4960 - (د) أبو أُسيد [مالك بن ربيعة]- رضي الله عنه -: سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النِّساءِ في الطريق: «استَأْخِرْنَ، فليس لَكُنَّ أن تَحقُقْنَ (1) الطَّرِيق، عَليكُنَّ بحافَّاتِ الطَّريق فكانت المرأة تَلصَقُ بالجدار، حتى إِنَّ ثَوبَها ليتعلقُ بالجدارِ مِن لُصُوقِها بهِ» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) أي تذهبين في حاق الطريق، وهو الوسط. (2) رقم (5272) في الأدب، باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (5272) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن أبي اليمان، عن شداد بن أبي عمرو بن حماس، عن أبيه، عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، فذكره. قلت: فيه شداد بن أبي عمرو بن حماس، قال عنه الحافظ في «التهذيب» (4/318) : ذكره ابن حبان في الثقات، روى له أبو داود حديثا واحدا، وقال الدارقطني في «العلل» : لا يعرف فيمن يروي عنه الحديث. وأبو معروف، وقال الذهبي: لا يعرف هو ولا الراوي عنه. الحديث: 4960 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 664 4961 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يمشيِ في طَريق وأَمَامَهُ امرأة، فقال لها: تَنَحِّي عن الطريق، فقالت: الطريقُ واسع، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعُوها فإنها جَبَّارة» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، ولم أقف عليه. الحديث: 4961 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 665 4962 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يمشيَ الرَّجُلُ بين المرأتين» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5273) في الأدب، باب في مشي النساء مع الرجال، وفي سنده داود بن أبي صالح الليثي المدني، قال الحافظ في " التهذيب ": قال البخاري: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وقال أبو زرعة: لا يعرف إلا في حديث واحد، وهو حديث منكر، وقال أبو حاتم: مجهول حدث بحديث منكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (5273) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا أبوقتيبة سلم بن قتيبة، عن داود بن أبي صالح، عن نافع، فذكره. قلت: فيه داود بن أبي صالح قال عنه الحافظ في «التهذيب» (3/188) قال البخاري: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به «أي الحديث المذكور» وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث واحد، وهو حديث منكر. وقال أبو حاتم: مجهول حدثه بحديث مجهول، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات حتى كأنه يتعمد. الحديث: 4962 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 665 4963 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المرأةُ عورة، فَإِذا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشيطانُ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المرأة عورة) العورة: كل ما يُسْتَحْيَى منه إذا ظهر، والمرأة عورة، لأنها إذا ظهرت يستحيى منها. (استشرفها) استشرفت الشيء: إذا اطَّلعت عليه.   (1) رقم (1173) في الرضاع، باب رقم (18) ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1173) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام. وابن خزيمة (1685) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام. وفي (1687) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن عثمان - يعني الدمشقي - قال: حدثنا سعيد بن بشير. كلاهما - همام، وسعيد بن بشير - عن قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، فذكره. * أخرجه ابن خزيمة (1686) قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أبي يحدث، عن قتادة، عن أبي الأحوص، فذكره. «ليس فيه مورق» . (*) قال أبو بكر بن خزيمة: شككت في صحته، لأني لا أقف على سماع قتادة، هذا الخبر، من مورق. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4963 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 665 4964 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كانَ مَعَ إِحْدَى نسائِهِ، فمرَّ به رجل، فدَعَاهُ، وقال: هذه زوجتي، فقال: [ص: 666] يا رسولَ الله، مَن كنتُ أظُنُّ بهِ فلم أَكُن أَظُنُّ بكَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الشيطانَ يجري مِن ابنِ آدَمَ مَجْرى الدَّمِ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2174) في السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خالياً بامرأة وكانت زوجته أو محرماً له أن يقول: هذه فلانة ليدفع ظن السوء به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/156) قال: حدثنا سريج، ويونس بن محمد. وفي (3/285) قال: حدثنا عفان. والبخاري في «الأدب المفرد» (1288) . وأبو داود (4719) قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (7/8) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ستتهم - يزيد، وسريج، ويونس، وعفان، وموسى، والقعنبي - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 4964 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 665 الفصل الثامن عشر: في أحاديث متفرقة إجابة النداء 4965 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أبا ذر! قُلْتُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيكَ يا رسولَ الله، وأنا فِدَاؤكَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5226) في الأدب، باب في الرجل يقول: جعلني الله فداك، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5226) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا مسلم. قال: حدثنا هشام. كلاهما - حماد بن سلمة، وهشام الدستوائي - عن حماد بن أبي سليمان، عن زيد بن وهب، فذكره. قلت: فيه حماد بن أبي سليمان، قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق لا يعتبر بحديثه. الحديث: 4965 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 666 من يصاحب 4966 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِناً، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ» . أَخرجه أبو داود، والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4832) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، والترمذي رقم (2397) في الزهد، باب ما جاء في صحبة المؤمن، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد وابن حبان في " صحيحيهما " والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/38) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والدارمي (2063) قال: أخبرنا عبد الله ابن يزيد المقرئ. وأبو داود (4832) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا ابن المبارك. والترمذي (2395) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك. كلاهما - عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، وابن المبارك - عن حيوة بن شريح، عن سالم بن غيلان، عن الوليد بن قيس، عن أبي سعيد، أو عن أبي الهيثم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن إنما نعرفه من هذا الوجه. الحديث: 4966 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 666 4967 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «المرءُ على دِين خليله، فلينظرْ أحدُكُم مَن يُخَالِلْ» . أخرجه أبو داود، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خليله) الخليل: الصديق، الخُلَّة - بالضم - الصداقة.   (1) رواه أبو داود رقم (4833) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، والترمذي رقم (2397) في الزهد، باب رقم (45) ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/303) قال: حدثنا عبد الرحمن ومؤمل. وفي (2/334) قال: حدثنا أبو عامر. وعبد بن حميد (1431) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وسليمان بن داود. وأبو داود (4833) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا أبو عامر وأبو داود. والترمذي (2378) قال: حدثنا محمد ابن بشار. قال: حدثنا أبو عامر وأبو داود. أربعتهم - عبد الرحمن، ومؤمل، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو، وسليمان بن داود أبو داود - عن زهير ابن محمد. قال: حدثني موسى بن وردان، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 4967 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 667 4968 - (ت د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «أَمَا بعدُ، فإِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ جَامَعَ المُشْرِكَ وسكنَ معه فَإِنَّهُ مثْلُهُ» . وفي رواية قال: «لا تُساكِنوا المشركين، ولا تجامِعُوهم، فَمَن ساكَنَهُم أو جَامَعَهُم فهو منهم» . أخرج الثانية الترمذي (1) ، والأولى ذكرها رزين (2) .   (1) رقم (1605) في السير، باب ما جاء في كراهية المقام بين أظهر المشركين، ولم يذكر سنده، وهو بمعنى حديث أبي داود الذي بعده. (2) كذا في الأصل والمطبوع، وقد رواه أبو داود رقم (2787) في الجهاد، باب في الإقامة بأرض الشرك، وإسناده ضعيف، وله شاهد عند الترمذي رقم (1605) في السير، وأبي داود رقم (2645) في الجهاد، من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله لم؟ قال: لا تراءى ناراهما " وقال الترمذي: وأكثر أصحاب إسماعيل قالوا: عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث، يعني أنه مرسل، وقال: المرسل أصح، وقد صحح البخاري، وأبو حاتم، وأبو داود، والدارقطني إرساله إلى قيس بن أبي حازم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (2787) قال: حدثنا محمد بن داود بن سفيان، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود، قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب. قال: حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، فذكره. قلت: هو عند الترمذي بلفظ: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله ولم؟ قال: لا ترايا نارهما» . أخرجه (1604) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، فذكره. وفي (1605) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، مثل حديث أبي معاوية، ولم يذكر فيه عن جرير، وهذا أصح. وفي الباب عن سمرة. (*) وقال الترمذي: وأكثر أصحاب إسماعيل عن قيس بن أبي حازم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث سرية، ولم يذكروا فيه عن جرير، ورواه حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطاة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير مثل حديث أبي معاوية، قال: وسمعت محمدا يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسل. وروى سمرة بن جندب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تساكنوا المشركين، ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم» . الحديث: 4968 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 667 العداوة 4969 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُمْ وسُوءَ ذَاتِ البَيْن، فَإِنَّهَا الحَالِقَةِ» . قال الترمذي: قوله: «سوءَ ذاتِ البَيْن» ، يعني: العداوةَ والبغضاءَ، وقوله: «الحالقة» . يقول: إِنها تَحْلِق الدِّين. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَالِقَة) : الخَصْلة التي من شأنها أن تَحْلِق، أراد: أنها خصلة سُوء تُذهب الدِّين كما تُذهب المُوسى الشَّعر.   (1) رقم (2510) في صفة القيامة، باب رقم (57) ، وهو حديث صحيح، صححه الترمذي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2508) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البغدادي. قال: حدثنا مُعَلى بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي - هو من ولد المسور بن مخرمة - عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري،فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. الحديث: 4969 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 668 4970 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: «أَن أهلَ قُبَاءَ اقْتَتَلوا حتى تَرَامَوْا بالحجارةِ، فأُخْبِرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: اذهبوا بنا نُصْلِحْ بينهم» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 5 / 220 في الصلح، باب قول الإمام لأصحابه: اذهبوا بنا نصلح، وباب ما جاء في الإصلاح بين الناس، وفي الجماعة، باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول، وفي العمل في الصلاة، باب ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة، وباب التصفيق، وباب رفع الأيدي في الصلاة لأمر ينزل، وفي السهو، باب الإشارة في الصلاة، وفي الأحكام، باب الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قلت: هو جزء من حديث صحيح طويل تقدم. الحديث: 4970 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 668 4971 - (ت د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا أُخبِرُكُم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ، والصلاةِ، والصدقةِ؟ [ص: 669] قالوا: بلى، قال: صَلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فَإِن فسادَ ذَاتِ البَيْنِ هي الحَالِقَةُ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) . وقال الترمذي: [صحيح، وقال أيضاً:] ويُرْوَى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «هي الحالِقة، لا أقول: هي تحلِقُ الشَّعْرَِ، ولكن تَحْلِقُ الدِّين» .   (1) رواه أبو داود رقم (4919) في الأدب، باب في إصلاح ذات البين، والترمذي رقم (2511) في صفة القيامة، باب سوء ذات البين هي الحالقة، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً أحمد، وابن حبان في " صحيحه "، وفي الباب، عند الطبراني والبزار من حديث عبد الله بن عمرو، ذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 294. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/444) . والبخاري في «الأدب المفرد» (391) قال: حدثنا صدقة. وأبو داود (4919) قال: حدثنا محمد بن العلاء. والترمذي (2509) قال: حدثنا هناد. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وصدقة، ومحمد بن العلاء، وهناد - قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، فذكرته. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. الحديث: 4971 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 668 لزوم الجماعة 4972 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: «يا أيُّهَا الناسُ، إِني قُمتُ فيكم كَمقَامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فينا قال: أُوصِيكُم بأصْحَابي، ثُمَّ الذينَ يَلونَهم، [ثم الذين يَلُونهم] ، ثم يفْشُو الكذبُ حتى يَحْلِفَ الرَّجُلُ ولا يُسْتَحْلَفُ، ويَشهدَ الشاهدُ، ولا يُسْتَشهدُ، أَلا لا يَخْلُوَنَّ رجل بامرأة إِلا كانَ ثالثَهُمَا الشيطانُ، عليكم بالجماعةِ، وإِيَّاكُم والفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشيطانَ مع الواحد، وهو من الاثنين أبعدُ، مَنْ أَراد بُحْبُوحَةَ الجنة فليلزم الجماعةَ، مَنْ سَرَّتْهُ حسنتُه، وسَاءَتْه سَيِّئَتُه: فذلكم المؤمنُ» أخرجه الترمذيُّ (1) . [ص: 670] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يفْشُو) فشا الشيء: إذا ظهر وانتشر. (بُحْبُوحَة) بحبوحة الجنة: وسطها، وبحبوحة كل شيء وسطه وخِيَاره.   (1) رقم (2166) في الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (114) و (177) , والحاكم في الإيمان، من طرق صحيحة، فالحديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: الحديث ورد من عدة طرق: - فعن جابر بن سمرة، عن عمر بن الخطاب: أخرجه أحمد (1/26) (177) قال: حدثنا جرير. وابن ماجة (2363) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا جرير. والنسائي في الكبرى «الورقة 124- ب» قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبي. (ح) وأخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا هشام - وهو ابن حسان - عن جرير بن حازم. كلاهما - جرير بن عبد الحميد، وجرير بن حازم - عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، فذكره. - وعن ابن عمر عنه: أخرجه أحمد (1/18) (114) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أنبأنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. والترمذي (2165) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة. والنسائي في الكبرى «الورقة 124- ب» قال: أخبرنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا النضر بن إسماعيل. كلاهما - ابن المبارك، والنضر - عن محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره. - وعن عبد الله بن الزبير، عنه: أخرجه عبد بن حميد (23) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى «الورقة 124 -ب» قال: أخبرنا قريش بن عبد الرحمن، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرنا الحسين بن واقد. (ح) وأخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. ثلاثتهم - معمر، والحسين، ويونس - عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الزبير، فذكره. - وعن ابن شهاب، عنه: أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 124- ب» قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا إسحاق بن بكر، قال: حدثني أبي، عن يزيد بن عبد الله، عن عبد الله بن دينار، عن ابن شهاب، فذكره. - وعن أبي صالح، عنه: أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 124- ب» قال: أخبرنا صفوان بن عمرو، قال: حدثنا موسى بن أيوب، قال: حدثنا عطاء بن مسلم، قال: حدثنا محمد بن سوقة، عن أبي صالح، فذكره. - وعن سليمان بن يسار، عنه: أخرجه الحميدي (32) قال: حدثنا سفيان، عن بن أبي لبيد، عن ابن سليمان بن يسار، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. الحديث: 4972 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 669 من مشى وبيده سهام أو نصال 4973 - (خ م د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن مرَّ في شيء من مساجدنا أو أَسْوَاقِنا وَمَعَهُ نَبْل فَليُمسِك أو ليقبض على نِصَالِها بكَفِّه: أن يُصيبَ أحداً من المسلمين منها بشيء» . وفي رواية: «إِذا مرَّ أحدُكم في مجلس أو سوق وبيده نَبْل فليأخذْ بنصالها، ثم ليأخذْ بنصالها، قال: فقال أَبو موسى [الأشعري] : والله ما مِتْنَا حتى سَدَّدْنا بعضها في وجوه بعض» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الأولى. (1) [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سدَّدتُ) السهم إلى الرمية، والرُّمح إلى الطعن: إذا صوبته نحوه وأوجهته به.   (1) رواه البخاري 13 / 22 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " من حمل علينا السلاح فليس منا "، وفي المساجد، باب المرور في المساجد، ومسلم رقم (2615) في البر، باب أمر من مر بسلاح مسجد أو سوق أن يمسك بنصالها، وأبو داود رقم (2587) في الجهاد، باب في النبل يدخل به المسجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/391) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا يزيد - يعني ابن إبراهيم - وفي (4/392) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (4/413) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو معاوية - يعني شيبان -. ثلاثتهم - يزيد، وسفيان، وأبو معاوية - عن ليث. 2 - وأخرجه أحمد (4/397) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (4/410) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (1/122) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (9/62) قال: حدثنا محمد ابن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (8/33) قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري، ومحمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2587) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبوأسامة. وابن ماجة (3778) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أسامة. وابن خزيمة (1318) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا أبو أسامة. أربعتهم - أبو أحمد، ووكيع، وعبد الواحد، وأبو أسامة - عن بريد بن عبد الله. 3 - وأخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا عفان. وفي (4/418) قال: حدثنا يزيد. ومسلم (8/33) قال: حدثنا هداب بن خالد. ثلاثتهم - عفان، ويزيد، وهداب - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني. ثلاثتهم - ليث، وبريد، وثابت - عن أبي بردة، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 4973 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 670 4974 - (خ م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «مَرَّ رَجُل بِسِهَام في المسجدِ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمْسِكْ بِنِصَالِهَا» . وفي رواية: «فأمره أن يأخذَ بنصالِهَا كَيْلا يَخْدِشَ مسلماً» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. وفي رواية لمسلم، وأبي داود: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمرَ رجلا كان ينصرف (1) بالنبل في المسجد: [أنْ] لا يمرَّ بها إِلا وهو آخِذٌ بِنصَالِهَا» (2) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع: ينصرف، والذي في نسخ مسلم وأبي داود المطبوعة: يتصدق. (2) رواه البخاري 13 / 21 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " من حمل علينا السلاح فليس منا "، وفي المساجد، باب يؤخذ بنصول النبل إذا مر بالمسجد، ومسلم رقم (2614) في البر، باب أمر من مر بسلاح مسجد أو سوق ... أن يمسك بنصالها، وأبو داود رقم (2586) في الجهاد، باب في النبل يدخل به المسجد، والنسائي 2 / 49 في المساجد، باب إظهار السلاح في المسجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1252) . وأحمد (3/308) . والدارمي (639) قال: أخبرنا إبراهيم بن المنذر. وفي (1409) قال: أخبرنا محمد بن المبارك. والبخاري (1/122) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (9/62) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/33) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. وابن ماجة (3777) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (2/49) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري بصري، ومحمد بن منصور. وابن خزيمة (1316) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. جميعا - الحميدي، وأحمد، وإبراهيم، ومحمد بن المبارك، وقتيبة، وعلي بن عبد الله، وأبو بكر، وإسحاق، وهشام، وعبد الله، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار، وسعيد، وابن خشرم - عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه البخاري (9/62) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (8/33) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع. ثلاثتهم - أبو النعمان، ويحيى، وأبو الربيع - عن حماد بن زيد. كلاهما - سفيان، وحماد - عن عمرو بن دينار، فذكره. - وبلفظ: «أنه أمر رجلا كان يتصدق بالنبل في المسجد أن لا يمر بها إلا وهو آخذ بنصولها» . أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. ومسلم (8/33) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وأبو داود (2586) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (1317) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب. خمستهم - حجين، ويونس، وقتيبة، وابن رمح، وشعيب - عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 4974 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 671 4975 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُتعَاطَى السيفُ مَسْلُولاً» . أخرجه أبو داود، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُتَعَاطى) التَّعاطي الأخذ والعطاء، أراد به: أن لا يشهر السيف بين الناس.   (1) رواه أبو داود رقم (2588) في الجهاد، باب في النهي أن يتعاطى السيف مسلولاً، والترمذي رقم (2164) في الفتن، باب ما جاء في النهي عن تعاطي السيف مسلولاً، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/300) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/361) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2588) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (2163) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري. أربعتهم - وكيع، وعفان، وموسى، وعبد الله بن معاوية - عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، فذكره. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب من حديث حماد بن سلمة، وروى ابن لهيعة هذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر وعن بُنَّة الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، وحديث حماد بن سلمة عندي أصح. الحديث: 4975 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 671 التعرض للحُرَم 4976 - (م د س) بريدة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله [ص: 672] صلى الله عليه وسلم-: «حُرْمةُ نساءِ المجاهدين على القاعدين كحُرْمة أُمَّهَاتهم، [و] ما من رجل من القاعدين يَخْلُف رجلاً من المجاهدين في أهل فيَخُونُهُ فيهم، إِلا وُقِفَ له يومَ القيامة، فيأخذ مِن حسناتهِ ما شاء (1) حتى يرضَى، ثم التَفَتَ إِلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: فما ظَنُّكم؟» . أخرجه مسلم. وفي رواية أَبي داود مثله، وفيه: «إِلا نُصِبَ له يوم القيامة، فقيل: هذا قد خَلفك في أهلك، فخُذ من حسناته ما شئت ... الحديث» . وفي رواية النسائي مثل [رواية] أبي داود، وزاد: «تُرَوْن يَدَعُ له من حسناته شيئاً؟» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يخلُف) خَلَفْتُ الرجل في أهله: إذا قُمت فيهم مقامه، ونظرت في حالهم ودبَّرتَهم، والله أعلم. تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء السادس من كتاب «جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم» ، ويليه الجزء السابع وأوله «كتاب الصَّداق»   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: فيأخذ من عمله ما شاء، وجملة " حتى يرضى " بعد، ليست في نسخ مسلم المطبوعة، ولعلها من زيادات الحميدي. (2) رواه مسلم رقم (1897) في الإمارة، باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خان فيهم، وأبو داود رقم (2496) في الجهاد، باب في حرمة نساء المجاهدين على القاعدين، والنسائي 6 / 50 و 51 في الجهاد، باب من خان غازياً في أهله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/352) . ومسلم (6/42) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (6/50) قال: أخبرنا حسين بن حريث، ومحمود بن غيلان. أربعتهم - أحمد، وأبو بكر، وحسين، ومحمود - قالوا: حدثنا وكيع، عن سفيان «الثوري» . 2- وأخرجه أحمد (5/355) قال: حدثنا أبو معاوية، عن ليث. 3- وأخرجه مسلم (6/43) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مسعر. 4- وأخرجه الحميدي (907) . ومسلم (6/43) . وأبو داود (2496) قالا: حدثنا سعيد بن منصور. والنسائى (6/51) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - الحميدي، وسعيد، وعبد الله - قالوا: حدثنا سفيان «ابن عيينة» عن قعنب. 5- وأخرجه النسائي (6/50) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثنا شعبة. خمستهم - سفيان، وليث، ومسعر، وقعنب، وشعبة - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره. الحديث: 4976 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 671 بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب الثامن: في الصداق ، وفيه فصلان الفصل الأول: في مقدار الصداق وما يصح أن يُسمَّى (1) صداقاً 4977 - (خ م ط د ت س) سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «جاءتِ امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، جئتُ أهَبُ نفسي لك، فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فصعَّدَ النظر فيها وصَوَّبَه، ثم طأْطَأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رأسه، فلما رأت المرأةُ أنه لم يَقْضِ فيها شيئاً جلستْ، فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجةٌ فزوِّجنِيها. فقال: فهل عندك من شيء؟ فقال: لا والله يا رسول الله، فقال: اذهب إلى أهلِك فانظر: هل تجِدُ شيئاً؟ فذهب، ثم رجع، فقال: [ص: 4] لا والله، ما وجدت شيئاً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: انظُرْ ولو خاتَماً من حديد، فذهب، ثم رجع فقال: لا، والله يا رسول الله، ولا خاتَماً من حديد، ولكن هذا إزاري - قال سهل: ما له رِداء - فلها نصفه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما تصنع بإزارك؟ إن لَبِستَهُ لم يكن عليها منه شيء، وإن لبِسَتْهُ لم يكن عليك منه شيء» فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُوَلِّياً، فأمر به فَدُعِيَ، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا، وسورة كذا - عَدَّدها - قال: تقرؤهنَّ عن ظهر قلبك؟ قال: نعم. قال: «اذهب، فقد ملَّكْتُكَها بما معك من القرآن» . هذا حديث عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه، من رواية قتيبة عنه، ويقاربه في اللفظ حديث يعقوب بن عبد الرحمن القارِي. وفي حديث زائدة: «انطلقْ فقد زَوَّجْتُكَها، فعلِّمها من القرآن» . وفي حديث غَسَّان: «فقد أنكحناكها بما معك من القرآن» . وفي حديث فضيل بن سليمان «فَخَفَّض فيها البصر ورَفَعه، فلم يُردْها، فقال رجل من أصحابه: زوِّجْنيها» ، وفيه «ولكن أُشقِّقُ بُرْدَتي هذه، فأعطيها النصف، وآخذُ النصف، قال: هل معك من القرآن من شيء؟ قال: نعم. قال: اذهب فقد زوَّجتُكها بما معك من القرآن» . وفي رواية ابن المديني قال: «إني لَفي القوم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إذْ قامتِ [ص: 5] امرأة فقالتْ: يا رسول الله، إنَّها قد وهبت نَفْسَها لك، فَر فيها رَأيَكَ، فلم يُجِبْها شيئاً، ثم قامت الثانية، فقالت: إنها قد وهبت نفسها لك، فَرَ فيها رأيك، [فلم يُجِبْها شيئاً، ثم قامت الثالثة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لك، فَرَ فيها رَأيَكَ] فقام رجل، فقال: [يا رسول الله] أنْكِحْنِيها» . وفي أخرى مختصراً: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لِرَجُل: «تزوَّجْ ولو بخاتَم من حديد» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج «الموطأ» والترمذي وأبو داود الرواية الأولى. وأخرج النسائي [الرواية] الأولى، ورواية ابن المديني. وله في أخرى قال: إني لَفِي القوم، إذْ قالت امرأة: [إني] قد وَهَبْتُ نفسي لك يا رسول الله، فَرَ فِيَّ رأيَك. فقام رجل فقال: زوجْنِيها. فقال: اذهب، فاطلُبْ ولو خاتماً من حديد. فذهب ولم يَجِيءْ بشيء ولا بخاتَم من حديد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «معكَ من سُوَرِ القرآن شيء؟ قال: نعم، فزوَّجَهُ بما معه من سُوَرِ القرآن» (2) . [ص: 6] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فصعَّد النظر) تصعيد النظر: أن تنظر إلى أعلى الشيء، وتصويبه: أن تنظر إلى أسفله.   (1) وفي هامش الأصل: نسخة: وما يصح أن يكون. (2) رواه البخاري 9 / 113 في النكاح، باب تزويج المعسر، وباب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، وباب النظر إلى المرأة قبل التزويج، وباب إذا كان الولي هو الخاطب، وباب السلطان ولي، وباب إذا قال الخاطب للولي: زوجني فلانة، وباب التزويج على القرآن وبغير صداق، وباب المهر بالعروض وخاتم من حديد، وفي الوكالة، باب وكالة المرأة الإمام في النكاح، وفي فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وباب القراءة عن ظهر قلب، وفي اللباس، باب خاتم الحديد، وفي التوحيد، باب قل: أي شيء أكبر شهادة، ومسلم رقم (1425) في النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد، والموطأ 2 / 526 في النكاح، باب ما جاء في الصداق والحياء، وأبو داود رقم (2111) في النكاح، باب في التزويج على العمل بعمل، والترمذي رقم (1114) في النكاح، باب رقم (23) ، والنسائي 6 / 113 في النكاح، باب التزويج على سور من القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (325) والحميدي (928) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (5/330) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (5/334) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (5/336) قال: قرأت علي عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والدارمي (2207) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا حماد بن زيد. والبخاري (3/132و7/22و9/151) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (6/236) قال: حدثنا عمرو ابن عون، قال: حدثنا حماد. وفي (6/237 و7/19) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (7/8) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (7/17) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (7/21) قال: حدثنا أحمد ابن المقدام، قال: حدثنا فضيل بن سليمان. وفي (7/24) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (7/26) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (7/26) أيضا قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري. وفي (7/201) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. ومسلم (4/143) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، قال: حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن القاري) (ح) وحدثناه قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (4/144) قال: حدثناه خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنه زهير بن حر: حدثنا سفان بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وأبو داود (2111) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1889) قال: حدثنا حفص بن عمرو، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. والترمذي (1114) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وعبد الله بن نافع الصائغ، قالا: أخبرنا مالك بن أنس. والنسائي (6/54) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (6/91) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة. وفي (6/113) ، وفي (فضائل القرآن) (86) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب. وفي (6/123) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وحماد، ويعقوب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأبوغسان بن مطرف، وفضيل، وسفيان الثوري وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وزائدة - عن أبي حازم، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 4977 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 3 4978 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال نحو هذه القصة، ولم يذكر الإزارَ والخاتَم - إلى أن قال: «وما تحفظُ من القرآن؟ قال: سورةَ البقرة والتي تَلِيها، قال: قُمْ فعلِّمْها عشرين آية، وهي امرأتُك» أخرجه أبو داود عقيب الحديث الأول (1) .   (1) رقم (2112) في النكاح، باب في التزويج على العمل بعمل، وفي سنده عسل أبو قرة البصري، وهو ضعيف، ولكن للحديث شواهد بمعناه، فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2112) .والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14194) كلاهما عن أحمد بن حفص بن عبد الله. قال: حدثني أبي حفص بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج الباهلي، عن عسل، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. قلت: عسل أبو قرة البصري، ضعفوه. الحديث: 4978 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 6 4979 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أعطى في صداق امرأة مِلْءَ كفَّيْه سَوِيقاً أو تمراً فقد اسْتَحَلَّ» . وفي رواية قال: «كُنّا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نستمتع بالقُبْضة من الطعام، على معنى المُتْعة» ، أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2110) في النكاح، باب قلة المهر، وفي سنده موسى بن مسلم، وهو ضعيف، قال الحافظ في " التلخيص ": وروي موقوفاً، وهو أقوى، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": في إسناده موسى بن مسلم، وهو ضعيف، وذكر أبو داود: أن بعضهم رواه موقوفاً، وقال: رواه أبو عاصم عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر - ثم ذكر الرواية الأخرى - قال أبو داود: رواه ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر، على معنى أبي عاصم، وهذا الذي ذكره أبو داود معلقاً قد أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن جريج عن أبي الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: " كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد [ص: 7] رسول الله صلى الله عليه وسلم "، وقال أبو بكر البيهقي: وهذا - وإن كان في نكاح المتعة، ونكاح المتعة قد صار منسوخاً - فإنما نسخ منه شرط الأجل، فأما ما يجعلونه صداقاً، فإنه لم يرد فيه النسخ، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/355) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا صالح بن مسلم بن رومان. وأبو داود (2110) قال: حدثنا إسحاق بن جبريل البغدادي، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا موسى بن مسلم بن رومان. كلاهما - صالح، وموسى- عن أبي الزبير، فذكره. قلت: أعله البعض بموسى بن مسلم، لكنه توبع كما ترى، وأعله الحافظ في «التلخيص» بالوقف، وقال: هو أقوى اه. وعندي أصله قول جابر في نكاح المتعة. هذا ورواية أبي الزبير عن جابر نقموا على مسلم إخراجها في الصحيح.. الحديث: 4979 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 6 4980 - (ت) عبد الله بن عامر: عن أبيه «أن امرأة من بني فَزَارَةَ تزوَّجتْ على نَعْلَين» فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أرضيتِ من نفْسِك ومالكِ بنعلين؟ قالت: نعم، فأجازَه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1113) في النكاح، باب ما جاء في مهور النساء، في سنده عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ضعيف، وقال الترمذي: حديث عامر بن ربيعة، حديث حسن صحيح، قال الحافظ في " بلوغ المرام " بعد أن حكى تصحيح الترمذي هذا: إنه خولف في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: 1- أخرجه أحمد (3/445، 3/446) . وابن ماجة (1888) قال: حدثنا أبو عمر الضرير، وهناد بن السري. ثلاثتهم - أحمد، وحفص بن عمر الضرير، وهناد - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه أحمد (3/445) قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا حجاج. والترمذي (1113) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر. أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، ويحيى، وابن مهدي - قال حجاج: سمعت، وقال الباقون: حدثنا شعبة. كلاهما - سفيان، وشعبة - عن عاصم بن عبيد الله قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة، فذكره. قلت: مداره على عاصم بن عبيد الله العمري، ضعفوه. الحديث: 4980 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 7 4981 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «تزوَّج أبو طلحةَ أمَّ سُلَيم، فكان صداقُ ما بينهما الإسلامَ، أسلمتْ أمُّ سليم قبل أبي طلحة، فخطبها، فقالت: إني قد أسلمتُ، فإن أسلمتَ نكَحْتُك فأسلمَ، فكانَ صداقَ ما بينهما» . وفي رواية قال: «خطب أبو طلحةَ أمَّ سليم، فقالت: والله ما مثلُك يا أبا طلحة يُرَدُّ، ولكنَّكَ [رجل] كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحلُّ لي أن أتزوَّجَكَ، فإن تُسْلِمْ، فذلك مَهْرِي، ولا أسألُك غيرَه. فأسْلَمَ، وكان [ذلك] مَهْرَها، قال ثابت: فما سمعتُ بامرأة قطُّ كانت أكرمَ مهراً من أمِّ سُلَيم: الإسلامَ، فدخل بها فولدت له» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 114 في النكاح، باب التزويج على الإسلام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه النسائي (6/114) قال: أخبرنا أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وإسماعيل بن عبد الله، فذكره. 2- وأخرجه النسائي في المناقب (1/107- التحفة) عن محمد بن النضر بن مساور،عن جعفر، عن ثابت، فذكره. قال العماد ابن كثير: ورواه الضياء في المختارة من حديث جعفر به. قلت: الإسناد الأول للفظ الأول، والثاني للثاني. الحديث: 4981 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 7 4982 - (د ت س) أبو العجفاء السلمي: قال: خطبنا عمر يوماً فقال: «ألا لا تُغَالوا في صَدُقاتِ النساء (1) ، فإن ذلك لوْ كان مَكْرُمَة في الدنيا وتقوى عند الله، كان أوْلاكُم بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما أصْدَقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- امرأة من نسائه ولا أُصْدِقَتِ امرأة من بناته أكثرَ من ثِنْتَيْ عشرةَ أُوقِيَّة» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي بعد قوله: كان أولاكم بها نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما علمتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نَكَحَ شيئاً من نسائه، ولا أنْكح شيئاً من بناته على أكثر من ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة» . وأخرج النسائي الأولى، وزاد عليها: «وإن الرَّجل لَيُغْلِي بصَدُقة المرأة، حتى يكونَ لها عَدَاوة في نفسه، وحتى يقول: كَلِفْتُ لكم عَلَق القِرْبة -، وكنتُ غلاماً عَربيّاً مُوَلَّداً، فلم أدْرِ ما عَلَق القِرْبة؟ - قال: وأخرى يقولونها لمن قُتل في مغازيكم هذه، أو مات: قُتِل [فلان] شهيداً أو مات شهيداً، ولعله يكون قد أوْقَرَ عَجُزَ دابته، أوْ دَفَّ رحله ذهباً أو وَرِقاً، يطلُب التجارةَ، فلا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: من قُتِل في سبيل الله، أو مات، فهو في الجنة» (2) . [ص: 9] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صَدُقات) - بضم الدال - جمع صَدُقة، وهو المهر، فأما بفتح الدال فهو جمع صَدَقة، وهو ما يُعطى المسكين والفقير ونحوهما. (أُوقِيَّة) الأوقية: مشدَّدة: واحدة الأواقي، وهي في الحديث أربعون درهماً، وأما الآن فإنها تختلف باختلاف أرطال البلاد، والرطل مع اختلاف مقاديره: اثنتا عشرة أُوقية، والأوقية: نصف سُدس الرطل. (عَلَق القِرْبَة) يقال: جَشِمْت إليك عَلَق القِرْبة، وعَرَق القِرَبة [أي: تكلفت إليك وتعبت حتى عَرِقت كعرق القِربة] ، قال الأصمعي: [عرق القربة معناه: الشدة] ولا أدري ما أصله، وقال غيره: العَرَق إنما هو للرجل لا للقِرْبة، قال وأصله: أن القِرَبَ إنما كان يحمِلُها الإماء ومن لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إلى حملها فيَعرَق، لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، وهذا إنما يقال في الأمر يجد منه الإنسان كُلفة وشدة. (دَفّ رحله) الرَّحْل: سَرْج البعير، ودفّه: جانبه.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: بصدق النساء. (2) رواه أبو داود رقم (2106) في النكاح، باب الصداق، والترمذي رقم (1114) في النكاح، باب رقم (23) ، والنسائي 6 / 117 و 118 في النكاح، باب القسط في الأصدقة، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة والدارمي وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (23) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب السختياني. وأحمد (1/40) (285) و (1/41) (287) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا سلمة بن علقمة. وفي (1/48) (340) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب. والدارمي (2206) قال: قال أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن منصور بن زاذان. وأبو داود (2106) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد ابن زيد، عن أيوب. وابن ماجة (1887) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد ابن هارون، عن ابن عون (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا ابن عون والترمذي (1114) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، والنسائي (6/117) قال: أخبرنا علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مشمرخ بن خالد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب وابن عون وسلمة بن علقمة وهشام بن حسان. خمستهم - أيوب، وسلمة، ومنصور، وابن عون، وهشام - عن محمد بن سيرين، عن أبي العجفاء السلمي، فذكره. (*) في رواية سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين. قال: نبئت عن أبي العجفاء، قال إسماعيل بن علية: وذكر أيوب وهشام وبن عون عن محمد عن أبي العجفاء عن عمر، نحوا من حديث سلمة إلا أنهم قالوا: لم يقل محمد: نبئت عن أبي العجفاء. (*) وفي رواية سفيان عن أيوب عن ابن سيرين سمعه من أبي العجفاء (مسند أحمد) (1/48) (340) . الحديث: 4982 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 8 4983 - (م د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: «سألتُ عائشةَ - رضي الله عنها - زوْجَ النبي - صلى الله عليه وسلم-: كم كان صَدَاقُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: كان صداقُه لأزواجه ثِنتيْ عشرةَ أُوقِيَّة ونَشّاً (1) ، قالت: أتدري ما النَّشُّ؟ قلتُ: لا، قالت: نصف أُوقية، فذلك خمسمائةُ درهم» . أخرجه [ص: 10] مسلم وأبو داود والنسائي (2) .   (1) في الأصل: ونش، وما أثبتناه من نسخ صحيح مسلم المطبوعة. (2) رواه مسلم رقم (1426) في النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن، وأبو داود رقم (2105) في النكاح، باب الصداق، والنسائي 6 / 116 و 117 في النكاح، باب القسط في الأصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/93) قال: حدثنا محمد بن إدريس. والدارمي (2205) قال: أخبرنا نعيم بن حماد. ومسلم (4/144) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. (ح) وحدثني محمد بن أبي عمر المكي. وأبو داود (2105) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. وابن ماجة (1886) قال: حدثنا محمد ابن الصباح، والنسائي (6/116) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ستتهم - محمد بن إدريس، ونعيم، وإسحاق، ومحمد بن أبي عمر، والنفيلي، ومحمد بن الصباح - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن فذكره. الحديث: 4983 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 9 4984 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان لنا صَدُقات إذْ كان فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عَشْرَ أوَاقيَّ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 117 في النكاح، باب القسط في الأصدقة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/367) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر. والنسائي (6/117) قال: أخبرنا بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - إسماعيل، وابن مهدي - عن داود بن قيس، عن موسى بن يسار، فذكره. الحديث: 4984 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 10 4985 - (د س) أم حبيبة - رضي الله عنها -: «أنها كانت تحت عبيد الله بنَ جَحْش، فمات بأرضِ الحبشة، فزوَّجها النجاشيُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وأمْهَرَها عنه أربعةَ آلاف، وبعث بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع شُرَحبِيل بنِ حَسَنَة» . وفي رواية «أن النجاشيَّ زوَّجَ أمَّ حبيبةَ بنتَ أبي سفيان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على صَدَاق أربعةِ آلاف درهم، وكتب بذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَقَبِلَ» أخرجه أبو داود. وعند النسائي: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بأرض الحبشة، زوَّجها النجاشيُّ، وأمْهَرها أربعةَ آلاف، وجهَّزَها من عنده، وبعث بها مع شُرَحبيلِ بنِ حَسَنَةَ، ولم يبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشيء، وكان مُهورُ [ص: 11] نسائه أربعمائة درهم» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2107) و (2108) في النكاح، باب الصداق، والنسائي 6 / 119 في النكاح، باب القسط في الأصدقة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: وفي رواية: عن عروة، عن أم حبيبة أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش فمات بأرض الحبشة، فزوجها النجاشي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمهرها عنه أربعة آلاف وبعث بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومع شرحبيل بن حسنة. أخرجه أحمد (6/427) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. (ح) وعلي بن إسحاق. قال: أنبأنا عبد الله. وأبو داود (2086) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2107) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب الثقفي. قال: حدثنا معلى بن منصور. وقال: حدثنا ابن المبارك. والنسائي (6/119) قال: أخربنا العباس بن محمد الدوري. قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق - عن معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره * أخرجه أبو داود (2108) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال: حدثنا على بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، أن النجاشي زوج أم حبيبة بنت أبي سفيان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صداق أربعة آلاف درهم .... فذكره، بنحوه مرسلا. الحديث: 4985 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 10 4986 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أعْتَق صفيَّة [بنت حُيَيّ] ، وجعل عِتْقَها صدَاقَها» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي. وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 111 في النكاح، باب من جعل عتق الأمة صداقها، وباب الوليمة ولو بشاة، وفي البيوع، باب بيع العبد والحيوان نسيئة، وفي الجهاد، باب من غزا بصبي للخدمة، ومسلم رقم (1365) في النكاح، باب فضيلة اعتاق أمة ثم يتزوجها، وأبو داود رقم (2054) في النكاح، باب الرجل يعتق أمته ثم يتزوجها، والترمذي رقم (1115) في النكاح، باب في الرجل يعتق الأمة ثم يتزوجها، والنسائي 6 / 114 في النكاح، باب التزويج على العتق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه البخاري (7/8) ، ومسلم (4/146) ، والنسائي (6/114) . ثلاثتهم عن قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت وشعيب، فذكراه. وقد روى من طريق شعيب، عن أنس، دون ذكر ثابت: 1- أخرجه أحمد (3/181) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (4/164) قال:حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا معاذ بن هشام. كلاهما - يحيى، ومعاذ - قالا: حدثنا هشام الدستوائي. 2- وأخرجه الدارمي (2248) قال: حدثنا مسدد، قال:حدثنا حماد بن زيد. 3- وأخرجه البخاري (7/31) قال: حدثنا مسدد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف -912) عن عمران ابن موسى. كلاهما - مسدد، وعمران - عن عبد الوراث. 4- وأخرجه مسلم (4/146) قال: حدثني محمد بن رافع، قال:حدثنا يحيى بن آدم، وعمر بن سعد وعبد الرزاق. والنسائي (6/14) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (6/115) قال: أنبأنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم. أربعتهم - يحيى بن آدم، وعمر بن سعد، وعبد الرزاق، وأبو نعيم - عن سفيان الثوري، عن يونس بن عبيد. أربعتهم - هشام، وحماد، وعبد الوارث، ويونس - عن شعيب، فذكره. وروي من طريق ثابت دون ذكر شعيب. أخرجه أحمد (3/280) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد قال: أخبرنا رباح، عن معمر، عن ثابت، فذكره. الحديث: 4986 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 11 4987 - (خ م ت س ط د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قَدِمَ عبد الرحمن بنُ عوف، فآخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعدِ بنِ الرَّبيع الأنصاريِّ، وعند الأنصاريِّ امرأتان، فعرض عليه أن يُناصِفَه أهلَه ومالَهُ، فقال له: بارك الله [لك] في أهلك ومالك، دُلُّوني على السُّوق. فأتَى السوقَ، فرَبِحَ شيئاً من أقِط، أو شيئاً من سَمْن، فرآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بعد أيام، وعليه وَضرٌ من صُفْرة، فقال: مَهَيم، يا عبد الرحمن؟ قال: تزوجتُ أنصاريَّة. قال: فما سُقْتَ؟ قال: وَزْنَ نواة من ذَهَب، فقال: «أوْلِمْ ولو بشاة» . أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 12] ولمسلم «أن عبد الرحمن تزوَّج امرأة على وزن نَوَاة من ذهب» لم يزد على هذا القدر. وزاد في أخرى أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال له: «أوْلِمْ ولو بشاة» . وفي رواية الترمذي قال: «هَلُمَّ أُقَاسِمْك مالي نصفين، وليَ امرأتان فأُطَلِّقُ إحداهما، فإذا انقضت عِدَّتُها تزوَّجتَها، فقال: بارك الله لك ... » وذكر الحديث. وهذه قد أخرجها البخاري أيضاً، وقد تقدَّم ذِكْرُها في «كتاب الصحبة» وأخرج الترمذي الرواية الآخرة التي لمسلم. وفي رواية النسائي: أن عبد الرحمن جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبه أثَرُ الصُّفْرة، فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فأخبره أنه تزوَّج امرأة من الأنصار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كم سُقتَ؟» قال: زِنَةَ نَوَاة من ذهب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أوْلِمْ ولو بشاة» وفي رواية «بارك الله لك، أوْلِمْ ولو بشاة» . وفي أخرى [قال] : «رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعليَّ بَشَاشَةُ العُرْسِ، فقلت: تزوجتُ امرأة من الأنصار، قال: كم أصدقتَها؟ قلت له: نواة من ذهب» (1) . وأخرج النسائي أيضاً الرواية الأولى، وأخرج «الموطأ» وأبو داود رواية [ص: 13] النسائي الأولى (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَضَر) الوَضَر: أثر من خَلُوق أو طيب ولطخ منه، وذلك من عادة المعرِّس إذا بنى بأهله. والوَضَر: الوسخ، واللوث، ويكون الوضر من الصفرة والحمرة والطِّيب. (مَهيم) : كلمة يمانية، بمعنى: ما أمرك، وما شأنك؟ (وزن نواة) النواة: اسم لما وزنه خمسة دراهم، كما سموا الأربعين: أُوقية، والعشرين: نَشَّاً، وقيل: إنه إنما تزوجها على ذهب قيمته خمسة دراهم، وأن ذلك الذهب كان مقدار نواة، ويجوز أن يكون أراد وزن نواة. (أوْلِم) أوْلَم الرجل على زوجته: إذا عمل للعرس طعاماً، وهو الوليمة. [ص: 14] (بَشَاشة) البشاشة: طلاقة الوجه، وقد بَشِشت، بالكسر.   (1) وهذه الرواية عند مسلم أيضاً رقم (1427) . (2) رواه البخاري 9 / 101 في النكاح، باب قول الرجل لأخيه: انظر أي زوجتي شئت حتى أنزل لك عنها، وباب قول الله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} ، وباب الصفرة للمتزوج، وباب كيف يدعي للمتزوج، وباب الوليمة ولو بشاة، وفي البيوع، باب ما جاء في قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} ، وفي الكفالة، باب قول الله تعالى: {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وباب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، وفي الأدب، باب الإخاء والحلف، وفي الدعوات، باب الدعاء للمتزوج، ومسلم رقم (1427) في النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد، والموطأ 2 / 545 في النكاح، باب ما جاء في الوليمة، وأبو داود رقم (2109) في النكاح، باب قلة المهر، والترمذي رقم (1094) في النكاح، باب ما جاء في الوليمة، و (1934) في البر والصلة، باب ما جاء في مواساة الأخ، والنسائي 6 / 119 و 120 في النكاح، باب التزويج على نواة من ذهب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1218) ، وأحمد (3/274) ، والبخاري (7/30) قال: حدثنا علي بن المديني. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/190) . والترمذي (1933) قال: حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما- ابن حنبل، وابن منيع - قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. 3- وأخرجه أحمد (3/204) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. 4- وأخرجه أحمد (3/274) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (5/88) قال: حدثنا محمد بن يوسف. وفي (7/4) قال: حدثنا محمد بن كثير. ثلاثتهم - وكيع، وابن يوسف، وابن كثير - عن سفيان الثوري. 5- وأخرجه عبد بن حميد (1390) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. 6- وأخرجه البخاري (3/69) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير بن معاوية. 7- وأخرجه البخاري (3/125) و (5/39) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (261) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي» فضائل الصحابة « (217) قال: أخبرنا علي بن حجر. ثلاثتهم- قتيبة، وإسحاق، وابن حجر - قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر. 8- وأخرجه البخاري (7/27) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. والنسائي (6/119) قال: أخبرنا محمد ابن سلمة والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. كلاهما - ابن يوسف، ابن القاسم - عن مالك بن أنس. 9- وأخرجه البخاري (8/27) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى- بن سعيد القطان -. 10- وأخرجه مسلم (4/144) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود (ح) وحدثنا محمد بن رافع، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا وهب بن جرير. (ح) وحدثنا أحمد بن خراش، قال: حدثنا شبابة. ثلاثتهم - وهب، وأبو داود، وشبابة - عن شعبة. 11- وأخرجه النسائي (6/129 و137) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، قال: حدثنا سعيد بن كثير بن عفير. قال: أنبأنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. جميعهم - ابن عيينة، وإسماعيل، ومعاذ، والثوري، وابن هارون، وزهير، وإسماعيل بن جعفر، ومالك، والقطان، وشعبة، ويحيى بن سعيد الأنصاري - عن حميد، فذكره. وعن قتادة، وحميد، عن أنس، ولفظه» أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة على وزن نواة من ذهب، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: أولم ولو بشاة «. 1- أخرجه مسلم (4/144) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، وحميد، فذكراه. 2- وأخرجه مسلم (4/144) قال: حدثنا محمد بن عبيد الغبري، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، فذكره. «ولم يذكر حميدا» . 3- وأخرجه أحمد (3/271) قال: حدثنا عفان. وفي (3/274) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/274) أيضا قال: حدثنا حجاج. وفي (3/278) قال: حدثنا شبابة. والبخاري (7/25) قال: حدثنا سليمان بن حرب. خمستهم - عفان، وابن جعفر، وحجاج، وشبابة، وسليمان - عن شعبة، عن قتادة، فذكره، وليس فيه: «أولم ولو بشاة» . وعن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، ولفظه «أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة على وزن نواة. فرأى النبي -صلى الله عليه وسلم- بشاشه العرس، فسأله فقال: إني تزوجت امرأة على وزن نواة» . أخرجه البخاري (7/25) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (4/145) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن قدامة، قالا: أخبرنا النضر بن شميل. كلاهما - سليمان، والنضر - قالا: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز، فذكره. وعن ثابت عن أنس. ولفظه: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة قال: ماهذا؟ قال: إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب قال: بارك الله لك، أولم ولو بشاة» . 1- أخرجه أحمد (3/226) قال: حدثنا يونس. وسريج، وعبد بن حميد (1367) ، والبخاري (7/27) قالا: حدثنا سليمان بن حرب. والدامي (2210) قال: أخبرنا أبوالنعمان. والبخاري (8/102) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (4/144) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو الربيع، والليلة (260) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا قتيبة. وابن ماجة (1907) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. تسعتهم - يونس، وسريج، وسليمان، وأبو النعمان، ومسدد، ويحيى، وأبو الربيع، وقتيبة، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد. 2- وأخرجه أحمد (3/165) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 3- وأخرجه عبد بن حميد (1383) قال: حدثني يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا عمارة بن زاذان. 4- وأخرجه النسائي (6/128) قال: أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة. أربعتهم - حماد بن زيد، ومعمر، وعمارة، وابن سلمة - عن ثابت، فذكره. الحديث: 4987 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 11 4988 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني تزوَّجتُ امرأة من الأنصار فأعِنِّي على مَهْرِها. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل نَظَرْتَ إليها، فإن في عُيُون الأنصار شيئاً (1) ؟ قال: قد نظرتُ إليها، قال: على كم تزوَّجتَها؟ قال: على أربع أوَاق، قال: [على أربع أواق؟] كأنَّكم تنْحِتُونَ الفِضَّةَ من عُرْض هذا الجبل، ما عندنا ما نُعْطِيك، ولكن عسى أن نبْعثَك في بعْث تُصِيبُ منه، قال: فبعث بَعْثاً إلى بني عبْس، فبعثه معهم» أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُرْض) الشيء: جانبه.   (1) قيل المراد: صغر، وقيل: زرقة. (2) رقم (1424) في النكاح، باب ندب النظر إلى وجه المرأة وكفيها لمن يريد تزوجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحمبدي (1172) قال:حدثنا سفيان. وأحمد (2/286و 299) قال:حدثنا سفيان. وفي (2/299) قال:حدثنا معاذ. ومسلم (4/142) قال:حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني يحيى بن معين. قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. والنسائي (6/69) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا مروان. وفي (6/77) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، ومعاذ بن هشام، ومروان، وعلي بن هاشم - عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، فذكره. (*) وفي رواية يحيى بن معين: « ... هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئا؟ قال: قد نظرت إليها. قال: على كم تزوجتها؟ قال: على أربع أواق. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل. وما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه. قال: فبعث بعثا إلى بني عبس بعث ذلك الرجل فيهم» . (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: وجدت هذا الحديث في موضع آخر عن يزيد بن كيسان، أن جابر بن عبد الله حدث. والصواب: أبو هريرة. الحديث: 4988 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 14 الفصل الثاني: في أحكام الصداق ، وفيه فرعان الفرع الأول: فيمن لم يُسَمَّ لها صداق 4989 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لرجل: أتَرْضَى أنْ أُزَوِّجكَ من فلانة؟ قال: نعم. وقال للمرأة: أتَرْضَي أن أُزَوِّجَكِ فلاناً؟ قالت: نعم. فزوَّج أحدَهما صاحبَه، فدخل بها الرجل، ولم يَفْرِِضْ لها صَدَاقاً، ولم يُعطها شيئاً، وكان مَن شهد الحديبية له سَهْم بخيبر، فلما حضرتْه الوفاةُ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- زوَّجني فلانة - يعني: امرأتَه - ولم أفرِضْ لها صداقاً، ولم أُعْطِها شيئاً، وإني أُشهدكم: أني قد أعطيتُها من صداقها سهمي بخيبرَ، فأخذَتْه، فباعته بعدَ موته بمائة ألف» . زاد أحد رواته في أول هذا الحديث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ النكاح أيْسَرهُ» قال: «وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لرجل ... » ثم ساق معناه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2117) في النكاح، باب فيمن تزوج ولم يسمه صداقاً حتى مات، وإسناده حسن، ورواه الحاكم 2 / 182 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال أبو داود: وزاد عمر بن الخطاب، وحديثه أتم، في أول الحديث: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خير النكاح أيسره. وقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للرجل. ثم ساق معناه. أخرجه أبو داود (2117) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس الذهلي، ومحمد بن المثنى، وعمر بن الخطاب، قال محمد: حدثنا أبو الأصبغ الجزري عبد العزيز بن يحيى، قال: أخبرنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، فذكره. (*) قال أبو داود: يخاف أن يكون هذا الحديث ملزقا، لأن الأمر على غير هذا. الحديث: 4989 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 15 4990 - (د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: من رواية مسروق- في رجل تزوّج امرأة، فمات عنها ولم يدخلْ بها، ولم يَفْرِضْ لها الصَّدَاق، فقال: «لها الصَّدَاقُ كاملاً، وعليها العِدَّةُ، ولها الميراثُ، فقال معقل بن سنان: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قضى بها في بَرْوَع بنت واشِق» وفي رواية علقمة عنه مثله. وفي رواية عبد الله بن عُتبة قال: «أُتِيَ ابنُ مسعود في رجل ... بهذا الخبر، قال: فاختلفوا إليه شهراً، أو قال: مرات - قال: فإني أقول فيها: إنَّ لها صداقاً كصداق نسائها، لا وَكْسَ ولا شَطَطَ، وإن لها الميراث، وعليها العِدَّةُ، فإن يَكُ صواباً فمن الله، وإن يَكُ خطأ فمنِّي ومن الشيطان، واللهُ ورسولُهُ بريئان، فقام ناس من أشْجَعَ، منهم الْجَرَّاحُ وأبو سِنَان، فقالوا: يا ابنَ مسعود، نحن نشهد أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قضاها فينا: في بَرْوَع بنتِ واشِق - وإن زوجها هلالُ بن مُرَّة الأشجعي - كما قضيتَ، قال: ففرح بها عبد الله فرحاً شديداً حين وافق قضاؤه قضاءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود. وأخرجه الترمذي عن عقلمة عن ابن مسعود قال: «إنه سُئِل عن رجل تزوَّج امرأة، ولم يَفْرِض لها صَدَاقاً، ولم يدخل بها حتى مات؟ فقال ابن مسعود: لها مِثْلُ صَدَاق نسائها، لا وَكْسَ ولا شَطَطَ، وعليها [ص: 17] العِدَّةُ، ولها الميراث» فقام معقِلُ بنُ سنان الأشجعي، فقال: «قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في بروعَ بنتِ واشق امرأة مِنا مثلَ ما قضيت، ففرح بها ابن مسعود» . وأخرجه النسائي عن علقمة والأسود قالا: «أُتِيَ عبد الله بن مسعود في رجل تزوج امرأة، ولم يفرِضْ لها، فتُوُفِّيَ قبل أن يدخلَ بها، فقال عبد الله: سَلُوا: هل تجدون فيها أثراً؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ما نَجِدُ فيها، قال: أقول برأيي، فإن كان صواباً فمن الله، لها مهر كمهر نسائها، لا وَكْسَ ولا شططَ، ولها الميراثُ، وعليها العِدَّةُ، فقام رجل من أشْجَع، فقال: في مثل هذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فينا، في امرأة يقال لها: بروعُ بنتُ واشِق، تزوجتْ رجلاً، فمات قبل أن يدخلَ بها، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمثل صَدَاقِ نسائها، ولها الميراث، وعليها العِدَّةُ، فرفع عبد الله يدَيْه وكبَّر» . قال النسائي: لا أعلم أحداً قال في هذا الحديث: «الأسود» غير زائدة، وأخرجه عن علقمة ومسروق مختصراً نحو أبي داود عنهما. وله في أخرى عن علقمة قال: «إنه أتاه قوم، فقالوا: إن رجلاً مِنَّا تزوَّجَ امرأة، ولم يَفْرِض لها صَدَاقاً، ولم يَجْمَعْها إليه حتى مات؟ فقال عبد الله: ما سُئِلْتُ منذ فارقتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أشدَّ عَلَيَّ من هذه، فائْتوا غيري، نوبتين، فاختلفوا إليه فيها شهراً، ثم قالوا له في آخر ذلك: مَنْ نسأل إن لم نسألْكَ، وأنت من جِلَّةِ أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم- بهذا البلد، ولا نجدُ غَيرك؟ [ص: 18] قال: سأقول فيها بِجَهْدِ رأيي، فإن كان صواباً فمن الله وحده لا شريك له، وإن كان خطأ فمنِّي ومن الشيطان، واللهُ ورسولُه منه بُرآءُ، أرى: أن أجعل لها صداق نسائها، لا وكْس، ولا شَطَط، ولها الميراث، وعليها العِدَّةُ أربعةَ أشهر وعشراً، قال: وذلك بِسْمَع من أشجع، فقاموا فقالوا: نشهدُ أنك قضيتَ بما قضى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في امرأة منا، يقال لها: بَروع بنتُ واشق قال: فما رُئِيَ عبد الله فرِحَ فَرَحَه يومئذ إلا بإسلامه» (1) . [ص: 19] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَروع بنت وَاشِق) : اسم امرأة، وأصحاب الحديث يروونه بكسر الباء، قال الجوهري: وهو خطأ، وإنما هو بالفتح، لأنه ليس في الكلام فِعْوَل إلا خِرْوَع (2) وعِتْوَد، اسم واد. (وَكْسَ) الوَكْس: النقصان والخسارة. (شَطَط) الشطط: الزيادة على الواجب المعتاد.   (1) رواه أبو داود رقم (2114) و (2115) و (2116) في النكاح، باب فيمن تزوج ولم يسمه صداقاً، والترمذي رقم (1145) في النكاح، باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فيموت عنها قبل أن يفرض لها، والنسائي 6 / 121- 123 في النكاح، باب إباحة التزويج بغير صداق، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، قال الحافظ في " التلخيص " 3 / 191 و 192: رواه أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم من حديث معقل بن سنان الأشجعي، وصححه ابن مهدي والترمذي، وقال ابن حزم: لا مغمز فيه لصحة إسناده، والبيهقي في " الخلافيات "، وقال الشافعي: لا أحفظه من وجه يثبت مثله، وقال: لو ثبت حديث بروع لقلت به، قوله: في راوي هذا الحديث اضطراب، قيل: عن معقل بن سنان، وقيل: عن رجل من أشجع، أو ناس من أشجع، وقيل غير ذلك، وصححه بعض أصحاب الحديث وقالوا: الاختلاف في اسم راويه لا يضر، لأن الصحابة كلهم عدول ... إلى آخر كلامه، وهذا الذي ذكره، الأصل فيه ما ذكر الشافعي في " الأم " قال: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - أنه قضى في بروع بنت واشق وقد نكحت بغير مهر فمات زوجها بمهر نسائها، وقضى لها بالميراث، فإن كان يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أولى الأمور بنا، ولا حجة في قول أحد دون النبي صلى الله عليه وسلم وإن كبر، ولا يثنى في قوله: إلا طاعة الله والتسليم له، ولم أحفظه من وجه يثبت مثله، مرة يقال: عن معقل بن سنان، ومرة: عن معقل بن يسار، ومرة: عن بعض أشجع لا يسمى، وقال البيهقي: قد سمي فيه معقل بن سنان، وهو صحابي مشهور، والاختلاف فيه لا يضر، فإن جميع الروايات فيه صحيحة، وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك، وقال ابن أبي [ص: 19] حاتم: قال أبو زرعة: الذي قال معقل بن سنان أصح، وروى الحاكم في " المستدرك ": سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت الحسن بن سفيان يقول، سمعت حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: إن صح حديث بروع بنت واشق قلت به، قال الحاكم: فقال شيخنا أبو عبد الله: لو حضرت الشافعي لقمت على رؤوس الناس وقلت: قد صح الحديث فقل به. أقول: وقد ذكر الحافظ شاهداً له من حديث عقبة بن عامر عند أبي داود والحاكم، وقد تقدم برقم (4986) فليراجع. (2) قال في " القاموس ": الخروع، كدرهم: نبت لا يرعى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] فيه اختلاف كبير: 1- أخرجه أحمد (3/480و4/280) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/280) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2252) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. وأبو داود (2115) قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وابن مهدي. وابن ماجة (1891) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (1145) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا زيد بن الحباب، (ح) وحدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وعبد الرزاق. والنسائي (6/121) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد، وفي (6/122) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا عبد الرحمن وفي (6/198) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا زيد بن الحباب. خمستهم - يزيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن يوسف، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق - عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة. 2- وأخرجه أحمد (4/280) . وأبو داود (2114) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (1891) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (6/122) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. أربعتهم - أحمد، وعثمان، وأبو بكر، وإسحاق - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق. كلاهما - علقمة، ومسروق - عن عبد الله بن مسعود، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/279) . والنسائي (6/121) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. كلاهما- أحمد، وعبد الرحمن - قالا: حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله، قال: حدثنا زائدة، قال: حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، قالا: «أتي عبد الله في رجل تزوج امرأة ولم يفرض.. إلى أن قال: فقام رجل من أشجع فقال: في مثل هذا قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..» الحديث. في رواية أحمد بن حنبل: « .... فقام رجل من أشجع قال منصور: أراه سلمة بن يزيد» . (*) وأخرجه أحمد (4/280) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال حدثنا حماد بن سلمة. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال عبد الله بن أحمد: وحدثنا ابن أبي شيبة -قال: وحدثنا ابن أبي زائدة. كلاهما - حماد، وابن أبي زائدة - عن داود، عن الشعبي، عن علقمة، «أن رجلا تزوج امرأة فتوفي عنها قبل أن يدخل بها ولم يسم لها صداقا فسئل عنها عبد الله ... فذكر الحديث إلى أن قال: فقام: أبو سنان الأشجعي في رهط من أشجع، فقالوا: نشهد لقد قضيت فيها بقضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بروع بنت واشق» (*) وأخرجه النسائي (6/122) قال: أخبرنا على بن حجر، قال: حدثنا على بن مسهر، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله فذكره إلا أن قال: وذلك بسمع أناس من أشجع، فقاموا، فقالوا: نشهد أنك قضيت بما قضى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث.. (*) وأخرجه النسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (11461) عن شعيب بن يوسف النسائي، عن يزيد بن يعني بن هارون، عن بن عون عن الشعبي، عن الأشجعي، قال: رأيت ابن مسعود فرح فرحة، وجاءه رجل فسأله عن رجل وهب ابنته لرجل، فمات قبل أن يدخل بها .... فذكره. وقال في آخره: قال الأشجعي شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى بها، ففرح فرحة ما فرح مثلها. وأخرجه النسائي في الكبرى (وتحفة الأشراف) (11461) عن محمد بن بشار، عن محمد، يعني غندر، عن شعبة، عن عاصم، عن الشعبي، قال سئل عبد الله عن امرأة توفى عنها زوجها؟ .... وساق الحديث. قال فيه. فقام رجل من أشجع، فقال: قضى فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمثل ذلك في امرأة منا يقال لها بروع بنت واشق، فقال ابن مسعود: هل معك أحد؟ فقام ناس منهم فشهدوا. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11461) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم البصري، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سيار، عن الشعبي، قال: اختلف إلى عبد الله شهرا في رجل مات ولم يفرض لامرأته صداقا ... فذكره. وفيه: فقام معقل بن سنان، فقال: قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بروع بنت واشق مثل هذا. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11461) عن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن يعلى، هو ابن عبيد، عن إسماعيل، هو ابن أبي خالد، عن عامر، يعني الشعبي، قال: أتي ابن مسعود في امرأة مات زوجها ولم يفرض لها ... وساق الحديث. قال: فقال معقل بن سنان. الحديث: 4990 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 16 4991 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر: «أن ابنة لعبيد الله بن عمر وأُمُّها بنتُ زيدِ بنِ الخطَّاب - كانت تحت ابن لعبد الله بن عمر - فمات عنها، ولم يَقْرَبْها، وكان لم يُسَمِّ لها صداقاً، فجاءت أُمُّها تبتغي من عبد الله صداقها، فقال لها عبد الله بن عمر: لا صداق لها، ولو كان لها صَدَاق لم أُمْسِكْه، ولم أظلِمْها، فأبَتْ [أمُّها] أن تقبلَ منه ذلك، فجعلوا بينهم زيدَ بنَ ثابت، فقضى: أن لا صَدَاق لها، ولها الميراث» . أخرجه «الموطأ» (1) . [ص: 20] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تبتغي) بَغَتْ تبغي: إذا طلبت. (لم يُسَمِّ لها) أي: لم يُعَيِّن لها مهراً عند عقد النكاح.   (1) 2 / 527 في النكاح، باب ما جاء في الصداق والحباء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1143) عن نافع، فذكره. الحديث: 4991 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 19 4992 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: «لكل مُطَلَّقَة مُتْعَة، إلا التي تُطَلَّق وقد فُرِضَ لها فَرْض ولم تُمَسَّ فَحَسْبُها نِصْفُ ما فُرِض لها» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 573 في الطلاق، باب ما جاء في متعة الطلاق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1244) عن نافع، فذكره. الحديث: 4992 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 20 4993 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: «أن عمر قضى بأن: إذا أُرْخِيَتِ السُّتُورُ في النكاح وَجَبَ الصدَاقُ» . أخرجه «الموطأ» (1) ، وقال: وعن زيد بن ثابت مثله (2) .   (1) 2 / 528 في النكاح، باب إرخاء الستور، وإسناده صحيح، وقد صح سماع سعيد بن المسيب من عمر، كما ذكر ذلك الحافظ في " التهذيب ". (2) وإسناده صحيح، فإنه لم يصح سماع سعيد بن المسيب من زيد بن ثابت، ولكن يشهد له الذي قبله عن عمر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1145) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب،فذكره،وأثر زيد بن ثابت: أخرجه مالك (1146) عن ابن شهاب: أن زيد بن ثابت، فذكره. الحديث: 4993 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 20 الفرع الثاني: فيما تُعطَى المرأة قبل الدخول 4994 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما [ص: 21] تَزوَّجَ عَلَيّ بفاطمةَ - رضي الله عنهما - وأراد أن يدخلَ بها، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أعْطِها شيئاً، قال: ما عندي شيء، قال: أين دِرْعُك الْحُطَميَّة؟» . وفي رواية عن رَجُل من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أن علياً لما تَزَوَّجَ فاطمةَ بنتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أراد أن يدخلَ بها، فمنعهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى يُعْطيَها شيئاً، فقال: يا رسول الله، ليس عند شيء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أعْطِها دِرْعَك، فأعطاها دِرْعَهُ، ثم دخل بها» . وفي رواية عن ابن عباس مثله. هكذا أخرجه أبو داود: الأولى عن ابن عباس، والثانية: عن رجل، والثالثة: عن [ابن] عباس، قال: مثله، ولم يذكر اللفظ، وأخرج النسائي الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحُطَمِية) الحطمية هنا: درع علي - رضي الله عنه - الدِّرع التي تكسر السيوف، وقيل: هي العريضة الثقيلة، وقيل: إنها منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال له: حُطَمَة [بن محارب] ، كانوا يعملون الدُّروع.   (1) رواه أبو داود رقم (2125) و (2126) و (2127) في النكاح، باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئاً، والنسائي 6 / 129 و 130 في النكاح، باب تحلة الخلوة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2125) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، قال: حدثنا عبدة، قال: حدثنا سعيد، عن أيوب. وفي (2127) قال: حدثنا كثير يعني ابن عبيد، قال: حدثنا أبوحيوة، عن شعيب، عن غيلان. والنسائي (6/130) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق، عن عبدة، عن سعيد، عن أيوب. كلاهما - أيوب، وغيلان - عن عكرمة، فذكره. الحديث: 4994 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 20 4995 - (د) عائشة - رضي الله عنهما - قال: «أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن أُدْخِلَ امرأة على زوجها قبل أن يُعْطِيَها شيئاً» أخرجه أبو داود، وقال: خيثمةُ لم يسمع من عائشة (1) .   (1) رقم (2128) في النكاح، باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئاً، من حديث خيثمة عن عائشة، قال الحافظ في " التهذيب " في ترجمة خيثمة: قال ابن القطان: ينظر في سماعه من عائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2128) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. وابن ماجة (1992) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا الهيثم بن جميل. كلاهما - محمد بن الصباح، والهيثم - قالا: حدثنا شريك، عن منصور، عن طلحة،عن خيثمة، فذكره. (*) في رواية الهيثم بن جميل: (عن منصور أظنه عن طلحة) . (*) قال أبو داود: خيثمة لم يسمع من عائشة. الحديث: 4995 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 22 4996 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما امرأة نَكَحَت على صداق أو حِباء أو عِدَة، قبل عِصمة النكاح، فهو لها، وما كان بعدَ عِصْمَةِ النِّكاح، فهو لمن أُعْطيَه، وأحقُّ ما أُكرِمَ عليه الرجل ابنَتُهُ أو أخْتُهُ» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِبَاء) الحِبَاء: العطية والهبة.   (1) رواه أبو داود رقم (2129) في النكاح، باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئاً، والنسائي 6 / 120 في النكاح، باب التزويج على نواة من ذهب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (6709) ، وإسناده حسن، وانظر شرح الحديث في " عون المعبود " 2 / 207. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/182) (6709) قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (2129) قال: حدثنا محمد بن معمر. قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني. وابن ماجة (1955) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد، والنسائي (6/120) قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حجاج. (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد بن تميم، قال:سمعت حجاجا. أربعتهم -عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وأبو خالد الأحمر، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 4996 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 22 4997 - (خ م د ت س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أحقُّ ما أوْفيتم من الشروط: ما استَحلَلْتُمْ به [ص: 23] الفروجَ» . أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِصْمَة النكاح) : عُقَْدُته، يقال: عصمة المرأة بيد الرجل، أي: عقدة نكاحها، ومنه قوله تعالى: {ولا تُمسِكُوا بِعِصَم الكوافِرِ} [الممتحنة: 10] أي بعقد نكاحهن، والله أعلم.   (1) رواه البخاري 9 / 188 في النكاح، باب الشروط في النكاح، وفي الشروط، باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح، ومسلم رقم (1418) في النكاح، باب الوفاء بالشرط في النكاح، وأبو داود رقم (2139) في النكاح، باب في الرجل يشترط لها دارها، والترمذي رقم (1127) في النكاح، باب ما جاء في الشرط عند عقدة النكاح، والنسائي 6 / 92 و 93 في النكاح، باب الشروط في النكاح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/114) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/151) قال: حدثنا وكيع، والدارمي (2209) قال: أخبرنا أبو عاصم. ومسلم (4/140) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى وهو القطان. وابن ماجة (1954) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (1127) قال: حدثنا يوسف ابن عيسى، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا بن سعيد. والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (1953) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وأبو عاصم، وهشيم، وأبو خالد الأحمر، وأبو أسامة - عن عبد الحميد بن جعفر. 2- وأخرجه أحمد (4/150) قال: حدثنا هاشم. والبخاري (3/249) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (7/26) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك. وأبو داود (2139) قال: حدثنا عيسى بن حماد. والنسائي (6/92) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. أربعتهم - هاشم، وعبد الله بن يوسف، وأبو الوليد، وعيسى بن حماد - عن ليث بن سعد. 3- وأخرجه أحمد (4/150) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا ابن لهيعة. 4- وأخرجه النسائي (6/93) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم، قال: سمعت حجاجا يقول: قال ابن جريج: أخبرني سعيد بن أبي أيوب. أربعتهم - عبد الحميد بن جعفر، وليث، وابن لهيعة، وسعيد بن ابن أبي أيوب. - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله البزني، فذكره الحديث: 4997 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 22 الكتاب التاسع: في الصيد ، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في صيد البَرِّ 4998 - (خ م د ت س) عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: إنَّا قوم نَتَصَيَّدُ بهذه الكلاب؟ فقال: إذا أرسلتَ كلابَكَ المعَلَّمَةَ، وذكَرْتَ اسم الله، فَكُلْ مما أمسَكْنَ عليك، إلا أن يأكلَ الكلبُ، فلا تأكلْ، فإني أخاف أن يكونَ إنما أمسك على نفسه، فإن خَالَطَها كلب من غيرها فلا تأكلْ» . وفي رواية قال: قلتُ: يا رسول الله، إني أُرسِل كلبي، وأُسمِّي؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أرسلتَ كلبكَ وسَمَّيتَ، فأخَذَ فقتلَ فأكلَ، فلا تأكلْ، فإنما أمسكَ على نفسه» ، قلت: إني أُرسل كلبي أجَدُ معه كلباً آخر، لا أدري أيُّهما أخذ؟ فقال: «لا تأكلْ، فإنما سَمَّيتَ على كلْبِكَ، ولم تُسَمِّ على غيره» ، وسألتُهُ عن صيد المِعْراض؟ فقال: «إذا أصبتَ بحَدِّه فكُلْ، فإذا أصبتَ بعَرْضِهِ، فَقَتَلَ، فإنه وَقِيذ، فلا تأكلْ» . [ص: 25] وفي أخرى قال: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن صيد المعراض؟ فقال: ما أصاب بحَدِّه فكُلْ، وما أصاب بِعَرْضِهِ فهو وَقِيذ، وسألْتُهُ عن صيدِ الكلبِ؟ فقال: ما أمسك عليكَ فَكُلْ، فإنَّ أخْذَ الكلبِ ذَكاة، فإن وجدتَ مع كلبك أو كلابِك كلباً غيرَه، فخشيتَ أن يكونَ أخذه معه وقد قَتَلَهُ، فلا تأكل، فإنما ذكرتَ اسم الله على كلبك، ولم تَذْكُرْه على غيره» . وفي أخرى قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن المِعْرَاضِ ... فذكر مثله، وقال: فإنه وَقيذ، فلا تَأكُلْ، فقلتُ: أُرْسِلُ كلبي؟ قال: «إذا أرسلتَ كلبكَ وسَمَّيْتَ فَكُلْ» ، قلتُ: فإن أكَلَ؟ قال: فلا تأكُلْ، فإنه لم يُمْسِك عليكَ، إنَّما أمسك على نفسه، قلتُ: أُرسل كلبي فأجدُ معه كلباً آخر؟ قال: لا تأكُلْ، فإنك إنما سَمَّيْتَ على كلبك، ولم تُسمِّ على الآخر. وفي أخرى قال: «قلتُ يا رسول الله، إنا نُرْسل الكلابَ المعَلَّمَةَ قال: كلْ ما أمسكْنَ عليك، قلت: وإن قتلْنَ؟ قال: وإن قَتَلْنَ، قلت: إنا نَرْمِي بالمِعْرَاض؟ قال: كل ما خَزَق، وما أصاب بعَرْضه فلا تأكل» . وفي أخرى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أرسلتَ كلبك وسمَّيْتَ، فأمْسَكَ وقَتَلَ، فكُل، وإن أكلَ فلا تأكُلْ، فإنما أمسك على نفسه، وإذا خالطَ كلاباً لم تَذْكُرِ اسمَ الله عليها، فأمْسَكْنَ وقتلْنَ، فلا تأكلْ، [ص: 26] فإنك لا تدري أيُّها قَتَلَ؟ وإن رمَيْتَ الصيدَ فوجدته بعد يوم أو يومين، ليس به إلا أثرُ سهمك، فَكُلْ، وإن وقع في الماء فلا تأكلْ» . وقال عبد الأعلى عن عامر عن عديّ: إنه قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أحدُنا يَرْمِي الصيد، فيقْتَفِرُ (1) أثَرَه اليومين والثلاثة، ثم يجده ميتاً وفيه سهمه؟ قال: يأكله إن شاء» هذه روايات البخاري. وأخرج مسلم الأولى والثالثة والرابعة. وله في أخرى قال: قلتُ: يا رسول الله، إني أُرسل الكلاب المعلَّمةَ، فيُمسِكْنَ عَلَيَّ، وأذْكُرُ اسمَ الله؟ فقال: «إذا أرسلت كلبَكَ المعلَّمَ وذكرتَ اسم الله عليه فكُلْ» ، قلت: وإن قَتَلْنَ؟ قال: وإن قَتَلْنَ ما لم يَشرَكْها كلب ليس معها، قلت [له] : فإني أرمي بالمِعْرَاض الصيد، فأُصيبُ؟ فقال: إذا رميت بالمعْراضِ فخَزق فكُلْهُ، وإن أصاب بعَرضِهِ فلا تأكلْ. وله في أخرى عن الشعبي قال: سمعتُ عديَّ بن حاتم - وكان لنا جاراً ودَخِيلاً ورَبِيطاً بالنهرين - أنه سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أُرسل كلبي، فأجدُ مع كلبي كلباً قد أخذ، لا أدري أيُّهما أخذ؟ قال: فلا تأكلْ، إنما سمَّيْتَ على كلبك، ولم تُسمِّ على غيره» . وله في أخرى قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أرسلتَ كلبك [ص: 27] فاذُكر اسم الله، فإنْ أمسك عليك، فأدْرَكْتَهُ حَيّا فاذْبَحه، وإن أدركْتَهُ قد قتل ولم يأكلْ منه فكُلْه، وإن وجدتَ مع كلبك كلباً غيره، وقد قَتَلَ، فلا تأكلْ، فإنك لا تدري أيُّهما قتله، وإن رميتَ بسهمك فاذكر اسم الله، فإن غاب عنك يوماً، فلم تَجِدْ فيه إلا أثَر سهمك فكُلْ إن شئتَ، وإن وجدتَهُ غريقاً في الماء فلا تأكلْ» . وله في أخرى قال: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصيد؟ قال: إذا رميتَ بسهمك فاذكر اسم الله، فإن وجدتَهُ قد قتل فكل، إلا أن تَجِدَهُ قد وقع في ماء، فإنك لا تدري، آلماء قتله أو سهمُك» . وفي رواية أبي داود نحو الرواية الأولى، ونحو الرابعة من روايات البخاري. وأخرج الأولى من أفراد مسلم. وفي أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا رميت بسهمك، وذكرت اسمَ الله، فوجدتَهُ من الغَدِ، ولم تجدْهُ في ماء، ولا فيه أثر غير سهمك فكلْ، وإذا اختلط بكلابك كلب من غيرها فلا تأكلْ، لا تدري: لعله قتله الذي ليس منها» . وله في أخرى قال: «إذا وقعتْ رَمِيَّتُك في ماء، فغَرِق فلا تأكل» . وفي أخرى قال: «ما علَّمتَ من كلب أو باز، ثم أرسلتَهُ وذكرتَ [ص: 28] اسم الله عليه، فكل مما أمسك عليك، قلتُ: وإن قتل؟ قال: إذا قَتَلَهُ ولم يأكلْ منه شيئاً فإنما أمسكه عليك» . وله في أخرى قال: يا رسول الله، أحدُنا يرمي الصيدَ، فيقتفرُ (2) أثره اليومين والثلاثة، ثم يجدُهُ ميتاً، وفيه سهمه، أيأكلْ؟ قال: «نعم، إن شاءَ - أو قال: يأكل إن شاء» . وأخرج الترمذي الرواية الأولى من أفراد مسلم. وفي أخرى نحوها، إلا أنه قال: «وسُئِلَ عن الْمِعْرَاضِ» . وأخرج الرواية الأولى من أفراد أبي داود. وله في أخرى قال: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيد الكلبِ المعلَّم؟ فقال: إذا أرسلتَ الكلب المعلَّم، وذكرتَ اسم الله، فكل ما أمسك عليك، وإن أكل فلا تأكُلْ، فإنما أمسك على نفسه، فقلتُ: يا رسول الله، أرأيتَ إن خالط كلابَنا كلاب أخرى؟ قال: إنما ذكرتَ اسم الله على كلبك، ولم تَذْكُرْ على غيره» . وله في أخرى قال: «سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- عن صَيْدِ الْمِعْرَاضِ؟ فقال: ما أصبْتَ بحَدِّه فكُلْ، وما أصبتَ بعَرْضِهِ فهو وَقِيذ» . وله في أخرى قال: قلتُ: «يا رسول الله، أرمِي الصيدَ فأجِدُ فيه [ص: 29] من الغَدِ سَهْمِي؟ قال: إذا علمتَ أن سهمك قَتَلَهُ، ولم تَرَ فيه أثَر سَبُع، فَكُلْ» . وله في أخرى قال: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيد البَازِي؟ فقال: ما أمسك عليك فكلْ» . وأخرج النسائي الرواية الثالثة والخامسة من روايات البخاري، وأخرج نحو الثالثة أيضاً، وأخرج روايات مسلم الأربع، إلا أنه في الثالثة انتهى حديثه عند قوله: «أيُّهما قتله» . قال هو: «أيُّها قتل» ، ولم يذكر ما بَعْدَه وأخرج الثالثة من أفراد الترمذي. وله في أخرى: «أنه سألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصيد؟ فقال: إذا أرسلتَ كلبك، فخالَطَتْه كِلاَب لم يُسَمَّ عليها، فلا تأكل، فإنك لا تدري أيُّها قَتَلَ» . وله في أخرى قال: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الكلب؟ فقال: إذا أرْسَلْتَ كلبكَ فسمَّيتَ فكل، وإن وجدتَ كلباً آخر مع كلبِكَ فلا تأكُلْ، فإنما سمَّيتَ على كلبك، ولم تُسَمِّ على غيره» . وله في أخرى: «أنه سألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصيد؟ فقال: إذا أرسلتَ سهمك وكلبَكَ، وذكرتَ اسم الله، فقتل سَهْمُكَ فَكُلْ، قال: فإن بات عني ليلة يا رسول الله؟ قال: إن وجدتَ سهمك ولم تجدْ فيه أثَرَ شيء غيره فَكُلْ، وإن وقع في الماء فلا تأكُلْ» . [ص: 30] وله في أخرى قال: «قلتُ: يا رسول الله، إنَّا أهلُ الصَّيْدِ، وإنَّ أحَدَنا يرمِي الصيد، فيغيبُ عنه الليلةَ والليلتين، فَيَبْتَغي الأثَرَ، فيجدُهُ ميتاً وسهمُه فيه؟ قال: إذا وجدتَ السهمَ فيه، ولم تَجِدْ فيه أثر سَبُع، وعلمتَ أن سهمك قتله فكُلْ» . وفي أخرى قال: «قلتُ: يا رسول الله، أرْمِي الصيد، فأطلبُ أثره بعد ليلة؟ قال: إذا وجدتَ فيه سهمكَ ولم يأكُلْ منه سَبُع [فكُلْ] » . وله روايات أخرى نحو هذه الروايات تركنا ذِكْرَها خوفاً من الإطالة (3) . [ص: 31] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المِعْرَاض) : سهم لا رِيش له ولا نصل. (وَقِيذ) الوقيذ هو الذي يُضرب إلى أن يموت، وهو فعيل بمعنى مفعول. (ذكاة) الذَّكاة: الذبح، والذَّكِي: المذبوح، فعيل بمعنى مفعول، وذكيت الشاة تذكية: إذا ذبحتها. (خَزَق) السهم: إذا أصاب ونفذ في الرَّمية. (فَيَقْتَفِر) الاقْتِفَار، والاقتفاء: سواء، وهو تتبُّع الأثر. (الدَّخيل) : الضيف والنزيل. (رميَّتك) الرَّمِيَّة: الشيء الذي يُرْمَى من صيد أو غيره.   (1) وفي بعض النسخ: فيقتفي، وهما بمعنى. (2) وفي نسخ أبي داود المطبوعة: فيقتفي، وهما بمعنى. (3) رواه البخاري 1 / 244 في الوضوء، باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً، وفي البيوع، باب تفسير المشبهات، وفي الذبائح والصيد في فاتحته، وباب صيد المعراض، وباب ما أصاب المعراض لعرضه، وباب إذا أكل الكلب، وباب الصيد إذا غاب عنه يومين أو ثلاثة، وباب إذا وجد مع الصيد كلباً آخر، وباب ما جاء في التصيد، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى، ومسلم رقم (1929) في الصيد، باب الصيد بالكلاب المعلمة، وأبو داود رقم (2847) و (2848) و (2849) و (2850) و (2851) في الصيد، باب في اتخاذ الكلب للصيد وغيره، والترمذي رقم (1465) و (1467) و (1468) و (1469) و (1470) و (1471) في الصيد، باب ما يؤكل من صيد الكلب وما لا يؤكل، وباب ما جاء في صيد البزاة، وباب ما جاء في الرجل يرمي الصيد فيغيب عنه، وباب ما جاء فيمن يرمي الصيد فيجده ميتاً في الماء، وباب ما جاء في الكلب يأكل من الصيد، وباب ما جاء في صيد المعراض، والنسائي 7 / 179 - 184 في الصيد، باب الأمر بالتسمية عند الصيد، وباب النهي عن أكل ما لم يذكر اسم الله عليه، وباب صيد الكلب المعلم، وباب إذا قتل الكلب، وباب إذا وجد مع كلبه كلباً لم يسم عليه، وباب إذا وجد مع كلبه كلباً غيره، وباب الكلب يأكل من الصيد، وباب في الذي يرمي الصيد فيقع في الماء، وباب في الذي يرمي الصيد فيغيب عنه، وباب صيد المعراض، وباب ما أصاب بعرض من صيد المعراض، وباب ما أصاب بحد من صيد المعراض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (913) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. وفي (914و915و917) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد. وأحمد (4/256) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ووكيع، عن زكريا. وفي (4/256) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سعيد بن مسروق. وفي (4/257) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (4/257) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا مجالد. وفي (4/257) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن عاصم بن سليمان. وفي (4/258) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن بيان. وفي (4/377) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مجالد، وزكريا، وغيرهما. وفي (4/378) قال: حدثنا يحيى بن زكريا، قال: أخبرني عاصم الأحول. وفي (4/379) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مجالد. وفي (4/379) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير يعني حازم، عن عاصم الأحول. وفي (4/379) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا زكريا بن أبي زائدة، وعاصم الأحول، وفي (4/380) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله ابن أبي السفر، وعن ناس ذكرهم شعبة. والدارمي (2008) قال: أخبرنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا زكريا. وفي (2009) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (2015) قال: أخبرنا سليمان ابن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. والبخاري (1/54) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن ابن أبي السفر. وفي (3/70) قال: حدثنا أبو الوليد. قال حدثنا شعبة، قال: أخبرني عبد الله بن أبي السفر. وفي (7/110) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (7/111) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وفي (7/113) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن بيان. وفي (7/113) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا ثابت بن يزيد، قال: حدثنا عاصم وفي (7/113) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر.. وفي (7/114) قال: حدثني محمد، قال: أخبرني ابن فضيل، عن بيان. ومسلم (6/56) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن فضيل، عن بيان. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حدثنا شعبة، عن عبد الله ابن أبي السفر. وفي (6/57) قال: حدثنا يحيى بن أيوب. قال: حدثنا ابن علية، قال: وأخبرني شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله بن أبي السفر، وعن ناس ذكر شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة (ح) وحدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سعيد بن مسروق. وفي (6/58) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. (ح) وحدثني الوليد بن شجاع السكوني، قال: حدثنا على بن مسهر، عن عاصم (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا عصام. وأبو داود (2848) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا ابن فضيل، عن بيان. وفي (2849) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد، عن عاصم الأحول. وفي (2850) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، قال: أخبرني عاصم الأحول. وفي (2851) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا مجالد. وفي (2853) قال: حدثنا الحسين بن معاذ بن خليف، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود. وفي (2854) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وفي (تحفة الأشراف) (9859) عن ابن المثنى، عن عبد الوهاب، عن داود. وابن ماجة (3208) قال: حدثنا على بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال حدثنا بيان ابن بشر. وفي (3212) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا مجالد ابن سعيد. وفي (3213) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن عاصم. وفي (3214) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قالا: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. والترمذي (1467) قال: حدثنا نصر بن علي، وهناد، وأبو عمار، قالوا: حدثنا عيسى بن يونس: عن مجالد. وفي (1469) قال: حدثنا أحمد ابن منيع، قال: حدثنا عبد الله ابن المبارك، قال: أخبرني عاصم الأحول. وفي (1470) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. عن مجالد. وفي (1471) قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا ابن عمر، قال: حدثنا سفيان عن زكريا، والنسائي (7/179) عن سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن عاصم. وفي (7/180) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله عن زكريا. وفي (7/182 و183و 192) قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن معمر، عن عاصم بن سليمان. وفي (7/182) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا زكريا وهو ابن أبي زائدة. (ح) وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد وهو بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن سعيد بن مسروق (ح) وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة عن الحكم. وفي (7/183) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله بن عمرو الغيلاني البصري، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله بن أبي السفر. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو داود عن شعبة، عن بن أبي السفر، وعن الحكم، وعن سعيد بن مسروق. (ح) وأخبرنا أحمد ابن سليمان، قال: حدثنا يزيد وهو ابن هارون، قال: أنبأنا زكريا، وعاصم. وفي (7/192) قال: أخبرنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني عاصم الأحول. وفي (7/194) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله بن أبي السفر. وفي (7/195) قال: أخبرنا الحسين بن محمد الذارع، قال: (ح) وأخبرنا علي حجر، قال: أنبأنا عيسى وغيره قالوا: حدثنا أبو حصين، قال: حدثنا. عن زكريا. تسعتهم - مجالد، وزكريا، وسعيد بن مسروق، والحكم بن عتيبة، وعاصم الأحول، وبيان، وعبد الله ابن أبي السفر، وداود بن أبي هند، وحصين بن عبد الرحمن السلمي - عن عامر الشعبي، فذكره. وعن همام بن الحارث، عن عدي بن حاتم ولفظه: «أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرسل الكلب المعلم فيأخذ فقال: إذا أرسلت الكلب المعلم وذكرت اسم الله عليه فأخذ فكل، قلت: وإن قتل؟ قال: وإن قتل. قلت: أرمي بالمعراض، قال: إذا أصاب بحده فكل، وإذا أصاب بعرضه فلا تأكل» . 1- أخرجه أحمد (4/256) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبي. وفي (4/258) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل..وفي (4/. 377) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (4/380) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان، والبخاري (7/111) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/146) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا فضيل. ومسلم (6/56) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير. وأبو داود ((2847) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا جرير، وابن ماجة (3215) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله قال: حدثنا وكيع، وعن أبيه. والترمذي (91465 قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/180) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (7/181) قال: أخبرنا محمد بن زنبور أبو صالح المكي، قال: حدثنا فضيل بن عياض. وفي (7/194) قال: أخبرني محمد بن قدامة، عن جرير. ستتهم - الجراح بن مليح والد وكيع، وإسرائيل، وعبد العزيز بن عبد الصمد، وسفيان وفضيل بن عياض، وجرير - عن منصور. 2- وأخرجه أحمد (4/380) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (4/380) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - أبو معاوية، وسفيان - عن الأعمش. كلاهما - منصور، والأعمش- عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، فذكره وعن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم، قال: «قلت: يارسول الله إني أرسل كلبي فآخذ الصيد فلا أجد ما أذكيه به، فأذبحه بالمروة وبالعصا، قال: أنهر الدم بما شئت واذكر اسم الله عز وجل» . أخرجه أحمد (4/256) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/258) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/258) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/258) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (4/377) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، وأبو داود (2824) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3177) قال: حدثنا محمد بن بشار، ابن قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، والنسائي (7/194) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة، وفي (7/225) قال: أخبرنا محمد ابن عبد الأعلى. وإسماعيل بن مسعود، عن خالد، عن شعبة. أربعتهم -سفيان الثوري، وشعبة وحماد بن سلمة، وإسرائيل - عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، فذكره. وعن سعيد بن جبير، عن عدي بن حاتم، قال: «قلت: يارسول الله، إنا أهل الصيد، وإن أحدنا يرمي الصيد فيغيب عنه الليلة، والليلتين، فيبتغي الأثر فيجده ميتا وسهمه فيه، قال إذا وجدت السهم فيه، ولم تجد فيه أثر سبع، وعلمت أن سهمك قتله، فكل» . أخرجه أحمد (4/377) قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشر. وفي (4/377) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال: حدثني عبد الملك بن ميسرة. والترمذي (1468) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال أخبرنا شعبة، عن أبي بشر، والنسائي (7/193) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا أبو بشر. (ح) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن مسعود، قالا: حدثنا خالد، عن شعبة، عن أبي بشر. (ح) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة. كلاهما - أبو بشر جعفر بن إياس، وعبد الملك بن ميسرة - عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 4998 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 24 4999 - (خ م د ت س) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: يا نبيَّ الله، إنا بأرض قوم أهلِ كتاب، أفنأكل في آنيتِهِم؟ وبأرضِ صَيْد، أصِيدُ بقَوْسِي وبكلبي الذي ليس بمعلَّم، وبكلبي المعلَّم، فما يَصْلُح لي؟ قال: أمَّا ما ذكرتَ من آنية أهل الكتاب، فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها، فإن لم تجدوا فاغْسِلوها وكلوا فيها، وما صِدْتَ بقَوْسِك فذكرتَ اسم الله عليه فكُلْ، وما صِدتَ بكلبك المعلَّم فذكرتَ اسم الله عليه فَكُلْ، وما صِدْتَ بكلبك غيرِ المعلَّم فأدركتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ» . [ص: 32] وفي رواية «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: يا رسول الله، إنا بأرض قوم أهلِ كتاب، نأكل في آنيتهم، وأرض صيد أصِيدُ بِقَوْسي، وأصيدُ بكلبي المعلَّم، والذي ليس معلَّماً، فأخبرني ما الذي يحلُّ لنا من ذلك؟ فقال: أمَّا ما ذكرتَ أنك بأرض قوم أهلِ كتاب تأكلُ في آنيتهم، فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها، ثم كُلوا فيها، وأما ما ذكرتَ أنك بأرض صيد، فما صِدْتَ بقوسك فَاذْكُرِ اسمَ الله، ثم كلْ، وما صِدتَ بكلبك المعلَّم فَكُلْ، وما صِدْتَ بكلبك الذي ليس مُعَلَّماً، فأدْرَكتَ ذَكاتَه فَكُلْ» . وفي أخرى مثله، وفيه «وما صدتَ بكلبك المعلَّم فاذْكُرِاسمَ الله وكُلْ» . هذه روايات البخاري. وأخرج مسلم واحدة منها، وقال فيها: «بأرضِ قوم أهلِ كتاب» وقال: «بكلبي المعلَّم، أو بكلبي الذي ليس بمعلَّم» . وفي رواية أبي داود قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- في صيد الكلب: «إذا أرسلتَ كلبك، وذكرتَ اسمَ الله فَكُلْ وإن أكل منه، وكُلْ ما ردَّت عليك يدُك» . وله في أخرى قال: «قلتُ: يا رسول الله، إني أصِيدُ بكلبي المعلَّم، وبكلبي الذي ليس بمعلَّم؟ قال: ما صِدْتَ بكذلبك المعلَّم فَاذْكُرِ اسمَ الله وكل، وما صِدْتَ بكلبك الذي ليس بمعلَّم فأدركتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ» . [ص: 33] وله في أخرى قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا ثَعْلَبَةَ، كلْ ما ردَّتْ عليك قَوسُكَ وكلبُكَ - زاد في رواية: المعلَّم - ويدُك، فكُلْ، ذكيّاً وغير ذكي» . وفي أخرى: قال: يا رسول الله، إن لي كلاباً مكَلَّبة، فأفتِني في صيدها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إنْ كان لك كلاب مكلَّبة فَكُلْ مما أمسكن عليك، قال: ذَكيّاً أو غير ذَكيّ قال: نعم، قال: وإن أكل منه، قال: وإن أكل منه قال: يا رسول الله، أفْتِني في قوسي، قال: كُلْ ما ردَّت عليك قوسُك، ذكيّاً وغير ذكي، قال: وإن تغيَّب عنِّي؟ قال: وإن تغيَّب عنك ما لم يَصِلَّ، أو تجد فيه [أثر] سَهْم غيرك، قال: أفتني في آنية المجوس إذا اضطررنا إليها، قال: اغسلها وكل فيها» . وفي رواية الترمذي قال: «قلتُ: يا رسول الله، إنَّا أهلُ صيد؟ فقال: إذا أرسلتَ كلبكَ وذَكرْتَ اسمَ الله عليه فأمْسكَ عليك فكُلْ وإن قتل، قلت: أنَّا أهلُ رَمْي؟ قال: ما ردَّتْ عليك قَوسُكَ فَكُلْ، قال: قلتُ: إنَّا أهلُ سَفَر، نَمُرُّ باليهود والنصارى والمجوس، فلا نجدُ غيرَ آنيتهم؟ قال: فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها بالماء، ثم كلوا فيها واشربوا» . وفي رواية النسائي قال: «قلتُ: يا رسول الله، إنَّا بأرض صيد أصيدُ بقَوسي، وأصيدُ بكلبي المعلَّم، وبكلبي الذي ليس بمعلَّم؟ فقال: ما أصبتَ بقوسك فاذْكُرِ اسمَ الله عليه وكُلْ، وما أصبتَ بكلبك المعلَّم، فاذكُرِ [ص: 34] اسمَ الله وكُلْ، وما أصبتَ بكلبك الذي ليس بمعلَّم، فأدركت ذَكاتَه، فَكُل» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما لم يَصِلَّ) صَلَّ اللحم يَصِلّ: إذا أنتن وتغيَّرت ريحه، وكذلك أصَلَّ قال: وهذا على الاستحباب، فإنه يجوز أكل اللحم المتغير الريح إذا كان ذكيّاً. (مُكلَّبَة) كلاب مُكلَّبة، أي: مسلَّطة على الصيد، مُعَوَّدة بالاصيطاد. (ذكي وغير ذكي) أراد بالذَّكي: ما أمسك عليه وأدركه قبل زُهُوق روحه فَذَكَّاه في الحلق أو اللَّبَّة، أو أراد به: ما جرحه الكلب بِسِنِّه أو مِخْلَبِه، فسال دمه، وأراد بغير الذَّكيّ: ما زَهِقت نفسه قبل أن يُدركه، أو ما لم يجرحه كلبه.   (1) رواه البخاري 9 / 523 و 524 في الصيد، باب صيد القوس، وباب ما جاء في التصيد، وباب آنية المجوس والميتة، ومسلم رقم (1932) في الصيد، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، وأبو داود رقم (2850) و (2855) و (2856) و (2857) في الصيد، باب في الصيد، والترمذي رقم (1464) في الصيد، باب ما يؤكل من صيد الكلب وما لا يؤكل، والنسائي 7 / 181 في الصيد، باب صيد الكلب الذي ليس بمعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/194) قال: حدثنا حماد بن خالد، ومسلم (6/59) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي قال: حدثنا أبو عبد الله حماد بن خالد الخياط. (ح) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا معن بن عيسى. وأبو داود (2861) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. والنسائي (7/193) قال: أخبرني أحمد بن خالد الخلال، قال: حدثنا معن. كلاهما - حماد بن خالد، ومعن بن عيسى - عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. 2- وأخرجه مسلم (6/59) قال: حدثني محمد بن حاتم قال: حدثنا ابن مهدي، عن معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير، وأبي الزاهرية. كلاهما - عبد الرحمن بن جبير، وأبو الزاهرية - عن جبير بن نفير، فذكره. وعن أبي إدريس الخولاني قال: حدثني أبو ثعلبة الخشني قال: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: يارسول الله إنا بأرض أهل الكتاب، فنأكل في آنيتهم، وبأرض صيد، أصيد بقوسي، وأصيد بكلبي المعلم، وبكلبي الذي ليس بمعلم؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أما ما ذكرت أنك بأرض أهل كتاب، فلا تأكلوا في آنيتهم، إلا أن لا تجدوا بدا، فإن لم تجدوا بدا، فاغسلوها وكلوا، وأما ما ذكرت أنكم بأرض صيد، فما صدت بقوسك، فاذكر اسم الله وكل، وما صدت بكلبك المعلم، فاذكر اسم الله وكل وما صدت بكلبك الذي ليس بمعلم، فأدركت ذكاته، فكله» . 1- أخرجه أحمد (4/195) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. والدارمي (2502) قال: أّخبرنا أبو عاصم. والبخاري (7/111) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (7/114 و117) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (7/114) قال: وحدثني أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثنا سلمة بن سليمان، عن ابن المبارك. ومسلم (6/58) قال: حدثني أبو الطاهر، قال أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا المقرطى. وأبو داود (2855) قال: حدثنا هناد بن السري، عن ابن المبارك. وابن ماجة (3207) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، والترمذي (1560) قال: حدثنا هناد قال: حدثنا ابن المبارك. والنسائي (7/181) قال: أخبرني محمد بن عبيد بن محمد الكوفي المحاربي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. أربعتهم - عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو عاصم، وابن المبارك، وابن وهب -عن حيوة بن شريح، عن ربيعه بن يزيد بن الدمشقي. 2- وأخرجه أحمد (4/195) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. قال: حدثنا محمد بن حرب. وأبو داود (2856) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا محمد بن حرب. (ح) وحدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا بقية. كلاهما - محمد بن حرب، وبقية - عن الزبيدي، عن يونس بن سيف الكلاعي. 3- وأخرجه أبو داود (2852) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله. 4- وأخرجه الترمذي (1464) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا الحجاج، عن الوليد بن أبي مالك. أربعتهم -ربيعة بن يزيد، ويونس بن سيف، وبسر بن عبيد الله، والوليد بن أبي مالك - عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. وعن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشنى، قال: «قلت: يا رسول الله، إنا أهل صيد. فقال: إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فأمسك عليك فكل. قال: قلت: وإن قتل؟ فقال: وإن قتل. قال: قلت: إنا أهل رمي؟ قال: ما ردت عليك قوسك فلك. قال: قلت: إنا أهل سفر، نمر باليهود والنصاري والمجوس، ولا نجد غير آنيتهم؟ قال: فإن لم تجدوا غيرهما، فاغسلوها بالماء، ثم كلوا فيها واشربوا» . أخرجه أحمد (4/193) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا الحجاج بن أرطاة. ومسلم (6/59) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء. والترمذي (1464) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا الحجاج. كلاهما - حجاج بن أرطاة، والعلاء بن عبد الرحمن - عن مكحول، فذكره. وعن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ثعلبة الخشني، «أنه قال: يا رسول الله، إنا بأرض أهل كتاب، أفنطبخ في قدورهم ونشرب في آنيتهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن لم تجدوا غيرها فارحضوا بالماء، واطبخوا فيها. قال: يارسول الله، إنا بأرض صيد، فكيف نصنع؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا أرسلت كلبك المكلب وذكرت اسم الله عز وجل، فقتل فكل، وإن كان غير مكلب فذك وكل، وإذا رميت بسهمك وذكرت اسم الله وقتل فكل» . أخرجه أحمد (4/195) قال: حدثنا مهنى بن عبد الحميد، وعفان. والترمذي (1797) قال: حدثنا على ابن عيسى بن يزيد البغدادي، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي. ثلاثتهم - مهني، وعفان وعبيد الله - عن حماد بن سلمة، عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، فذكره. (*) وفي رواية عبيد الله: عن حماد بن سلمة، عن أيوب وقتادة، عن أبي قلابة، وعن أبي أسماء الرحبي (*) أخرجه أحمد (4/193) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والترمذي (1560) (1796) قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال::حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، ومعمر - عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره. ليس فيه أبوأسماء. (*) وفي رواية معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة الخشني قال: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يارسول الله: اكتب لي بأرض كذ وكذا-لأرض بالشام- لم يظهر عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- حينئذ. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا تسمعون إلى ما يقول هذا. فقال: أبو ثعلبة: والذي نفسي بيده لتظهرن عليها. قال: فكتب له بها. قال: قلت له: يارسول الله إن أرضنا أرض صيد فأرسل كلبي المكلب، وكلبي الذي ليس بمكلب؟ قال: إذا أرسلت كلبك المكلب وسميت. فكل ما أمسك عليك كلبك المكلب. وإن قتل، إن أرسلت كلبك الذي ليس بمكلب فأدركت ذكاته فكل. وكل ما رد عليك سهمك وإن قتل وسمِّ الله. قال: قلت: يانبي الله، إن أرضنا أرض أهل كتاب، وإنهم يأكلون لحم الخنزير، ويشربون الخمر، فكيف أصنع بآنيتهم وقدورهم؟ قال: إن لم تجدوا غيرها فارحضوها واطبخوا فيها واشربوا. قال: قلت: يا رسول الله، ما يحل لنا مما يحرم علينا؟ قال: لا تأكلوا لحوم الحمر الإنسية. ولا كل ذي ناب من السباع» . الحديث: 4999 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 31 5000 - (م د س) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا رميتَ بسهمك فغاب عنك فأدركْته، فكله ما لم يُنْتِنْ» . وفي رواية قال: - في الذي يدرك صيده بعد ثلاث - «فكله ما لم يُنتن» . وفي أخرى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- حديثُه في الصيد، ثم قال [محمد] بن حاتم: [ص: 35] حدثنا ابن مهدي عن معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير، وأبي الزاهِرية عن جبير بن نفير، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَنيِّ بمثل حديثِ العلاءِ - يعني: ما قبله - غيرَ أنه لم يَذْكُر نُتُونَته، وقال في الكلب: «كُلْه بعد ثلاث، إلا أن يُنْتِن فدَعْهُ» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «إذا رميتَ الصيدَ فأدركتَه بعد ثلاثِ ليال وسهمُك فيه فكله ما لم يُنْتِنْ» . وفي رواية النسائي نحو الرواية الثانية لمسلم (1) . أخرج الحميديُّ هذا الحديث مفرداً عن الأول، وجعلهما حديثين، وكلاهما في معنى الصيد، فاقتدينا به واتَّبعناه.   (1) رواه مسلم رقم (1931) في الصيد، باب إذا غاب عنه الصيد ثم وجده، وأبو دود رقم (2861) في الصيد، باب في صيد قطع منه قطعة، والنسائي 7 / 193 و 194 في الصيد، باب الصيد إذا أنتن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع تخريج الحديث المتقدم. الحديث: 5000 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 34 5001 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول في الكلب المعلَّم: «كلْ ما أمسك عليك، إنْ قَتَلَ وإن لم يَقْتُلْ» . وفي رواية: «إنْ أكلَ وإنْ لم يأكلْ» ، أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 492 و 493 في الصيد، باب ما جاء في صيد المعلمات، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1088) عن نافع، فذكره. الحديث: 5001 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 35 5002 - (ط) مالك بن أنس: بلغه عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «أنه سُئِلَ عن الكلب المعلَّم إذا قَتَلَ الصيد؟ فقال سعد: كلْ، وإن [ص: 36] لم يبْقَ إلا بَضعة واحدة» أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَضعة) البَضْعة: القطعة من اللحم.   (1) بلاغاً 2 / 493 في الصيد، باب ما جاء في صيد المعلمات، وإسناده منقطع، لكن يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بلاغ: ذكره مالك في الموطأ (1090) بلاغا. الحديث: 5002 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 35 5003 - (س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جدِّه أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن لي كلاباً مُكَلَّبَة، فأفتِني فيها، فقال: «ما أمسك عليك كلبُكَ فكُلْ، قلت: وإن قتلْنَ؟ قال: وإن قَتَلْنَ، قال: فأفتِني في قوسي، قال: ما ردَّ عليك سهمُك فكُلْ، قال: وإن تَغيب عَلَيَّ؟ قال: وإن تَغيَّبَ عليك، ما لم تجد فيه أثر سهم غير سَهْمِكَ، أو تجده قد صَلّ - يعني: أنتن» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 191 في الصيد، باب الرخصة في ثمن الكلب للصيد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/184) (6725) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني أبي، وقال: حدثنا حبيب. وأبو داود (2857) قال:حدثنا محمد بن المنهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حبيب المعلم،والنسائي (7/191) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا ابن سواء، قال: حدثنا سعيد، عن أبي مالك. كلاهما - حبيب المعلم،وأبو مالك عبيد الله بن الأخنس - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. (*) قال ابن سواء: وسمعته من أبي مالك عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. (*) ليس في حديث ابن سواء ذكر الآنية.. الحديث: 5003 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 36 5004 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «رَمَيتُ طيرين بحجَر - وأنا بالجُرْفِ - فأصبتُهُما، فأمَّا أحدهما. فمات فطرحه عبد الله بنُ عمر، وأما الآخر: فذهب عبد الله بنُ عمر يُذَكِّيه بقَدُوم، فماتَ قبل أن يُذَكِّيَه، فطرحه عبد الله بنُ عمر» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 491 في الصيد، باب ترك أكل ما قتل المعراض والحجر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1084) عن نافع به. الحديث: 5004 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 36 5005 - (خ م د س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: [ص: 37] «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخذف، وقال: إنه لا يَقْتُلُ الصيد، ولا يَنْكأ (1) العَدُوَّ، وإنه يَفقَأُ العينَ، ويكسِر السِّنَّ» . وفي رواية: «أنه رأى رجلاً يخذِف، فقال: لا تَخْذِفْ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخذف - أو كان يكره الخذفَ - وقال: إنه لا يُصَادُ به صيد، ولا يُنْكَأُ به عدوّ، ولكنه قد يكسِرُ السِّنَّ، ويفقأُُ العين، ثم رآه بعد ذلك يَخْذِف، فقال له: أُحَدِّثكَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنه نهى عن الخذف - أو كره الخذف - وأنت تَخْذِف؟ لا أكلِّمك [كلمة] كذا وكذا» . وفي رواية «أن قريباً لعبد الله بن مُغَفَّل خذف، فنهاه، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخذف، وقال: لا تصيدُ صيداً، ولا تَنْكَأُ عَدُوّاً، ولكنَّها تكسِرُ السِّنَّ، وتَفقأُ العينَ، قال: ثم عاد، فقال: أُحَدِّثُكَ عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عنه، ثم عُدْتَ تخذف؟ لا أُكلِّمك أبداً» . أخرج الأولى: البخاري ومسلم، وأخرج الثانية: البخاري، والثالثة: مسلم. وفي رواية أبي داود مثل الأولى، وقال: «لا تقتلُ صيداً، ولا تنكأُ عَدُوّاً، وإنما تفقأُ العينَ، وتَكسِرُ السِّنَّ» . [ص: 38] وأخرج النسائي الرواية الثانية إلى قوله: «يكره الخذف» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخَذْف) بالخاء المعجمة: رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك، أو تأخذ خشبة فترمي بها بين إبهامك والسبابة. (ينكأ) نكأت الجرح: إذا قشرته، والنكأ في العدو مستعار. (يفقأ) فقأت العين: إذا بَخَصْتها.   (1) قال في " اللسان ": نكأت العدو، أنكؤهم، لغة في: نكيتهم، يعني: هزمتهم وغلبتهم. (2) رواه البخاري 10 / 493 في الأدب، باب النهي عن الخذف، وفي تفسير سورة الفتح، باب إذ يبايعونك تحت الشجرة، وفي الذبائح، باب الخذف والبندقة، ومسلم رقم (1954) في الصيد، باب إباحة ما يستعان به على الاصطياد والعدو، وأبو داود رقم (5270) في الأدب، باب في الخذف، والنسائي 8 / 47 في القسامة، باب دية جنين المرأة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/56) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (446) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد. والبخاري (7/112) قال: حدثنا يوسف بن راشد، قال: حدثنا وكيع. ويزيد بن هاون، ومسلم (6/71) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثني أبو داود سليمان بن معبد، قال: حدثنا عثمان بن عمر، وا لنسائي (8/47) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد. ستتهم- وكيع، ومحمد بن جعفر، وعبد الله بن يزيد، ويزيد بن هارون، ومعاذ، وعثمان بن عمر - عن كهمس بن الحسن، وعن عبد الله بن بريدة، فذكره. -ورواه عن عبد الله بن مغفل، سعيد بن جبير. أخرجه الحميدي (887) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/87 و5/56) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (5/55) قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (445) قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد ابن زيد، ومسلم (6/72) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا الثقفي. وابن ماجة (17) قال: حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري، وأبو عمرو حفص بن عمر، قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (3226) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. خمستهم - سفيان،، ومعمر، وإسماعيل بن عليه، وحماد بن زيد، وعبد الوهاب الثقفي - عن أيوب السختياني، عن سعيد بن جبير، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل: أخطأ فيه معمر. لأن سعيد بن جبير لم يلق عبد الله ابن مغفل. الحديث: 5005 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 36 5006 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «نُهِينا عن صيد كلبِ المجوسيِّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1466) في الصيد، باب ما جاء في صيد كلب المجوس، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، والحجاج بن أرطأة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (3209) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله، والترمذي (1466) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. كلاهما - عمرو، ويوسف - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شريك عن الحجاج بن أرطاة عن القاسم ابن أبي بزة، عن سليمان اليشكري، فذكره. الحديث: 5006 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 38 الفصل الثاني: في صيد البحر 5007 - (خ م ط د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: [ص: 39] «بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن ثلاثمائة راكب، وأميرُنا أبو عُبيدة [عامرُ] بن الْجَرَّاح - نَرْصُد عِيراً لقريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، وأصابنا جُوعٌ شديد، حتى أكلنا الْخَبَطَ، فَسُمِّيَ جيشَ الخبَط، فألقى لنا البحرُ دابَّة، يقال لها: العَنْبَرُ، فأكلنا منها نصف شهر، وادَّهَنَّا من وَدَكها، حتى ثَابَتْ أجسامنا، قال: فأخذ أبو عبيدة ضِلعاً من أضلاعه فنَصَبَهُ، ثم نظر إلى أطول رَجُل في الجيش وأطولِ جَمَل، فحمله عليه فمرَّ تحته، قال: وجلس في حِجَاج عينه نَفَر، قال: وأخرجنا من عينه كذا وكذا قُلَّةَ وَدَك، [قال] : وكان معنا جِراب من تمر، فكان أبو عبيدَةَ يُعْطِي كل رجل منا قُبضة قُبْضَة، ثم أعطانا تمرة تمرة، فلما فَنِيَ وجدنا فَقده» . وفي رواية قال: «بعثَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأمَّرَ علينا أبا عبيدة، نَتلقَّى عِيراً لقريش، وزوَّدنا جِراباً من تمر، لم يجد لنا غيره، وكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلتُ: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نَمُصُّها كما يَمُصُّ الصبيُّ، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضربُ بعِصِيِّنا الخبَطَ، ثم نَبُلُّهُ بالماء فنأكُلُه، قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرُفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكَثيب الضخم، فأتيناه، فإذا هي دابَّة تُدْعَى العنبر، قال أبو عبيدة: مَيتة، ثم قال: لا، بل نحن رُسُل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليه [ص: 40] شهراً، ونحن ثلاثمائة حتى سَمِنَّا، قال: ولقد رأيتُنا نَغْتَرِفُ من وَقْبِ عينه بالقِلال الدُّهنَ، ونقتطع منه الفِدَرَ كالثور - أو كقَدْرِ الثَّورِ - فلقد أخذ مَنَّا أبو عبيدة ثلاثة عشرَ رجلاً، فأقعدهم في وَقْبِ عينه، وأخذ ضِلعاً من أضلاعه، فأقامها، ثم رَحَل أعظم بعير معنا، فمر من تحتها، وتزوَّدنا من لحمه وشَائِقَ، فلما قدمنا المدينةَ أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرنا ذلك له، فقال: هو رِزْق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ قال: فأرسلنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- منه، فأكله» . وفي رواية قال سفيان: سمع عمرو [بن دينار] جابراً يقول في جيش الخبَطِ: «إن رجلاً نحر ثلاث جزائر، ثم ثلاثاً، ثم ثلاثاً، ثم نهاه أبو عبيدة» . وفي رواية قال جابر: «بعَثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن ثلاثمائة نحمل أزوَادَنا على رقابنا» . وفي أخرى قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة ثلاثمائة، وأمَّرَ عليهم أبا عبيدة ابن الْجَرَّاحِ، ففَنيَ زادُهم، فجمع أبو عبيدة بن الجراح زادهم في مِزْوَد، فكان يُقَوِّتُنا، حتى كان يُصيبُنا في كل يوم تمرة» . وفي أخرى قال: «بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة - أنا فيهم - إلى سيف [ص: 41] البحر ... وساق الحديث وفيه: «فأكل منه الْجَيْشُ ثماني عشرةَ ليلة» . وفي أخرى قال: «بعثَ بعثاً إلى أرض جُهينةَ، واستعمل عليهم رجلاً ... وساق الحديث بنحوه» . هذه روايات مسلم ولفظه. وفي رواية البخاري قال: «غزونا جيش الخبَط، وأميرُنا أبو عبيدة فجُعنا جُوعاً شديداً، فألقى البحرُ حُوتاً ميتاً لم يُرَ مثلُه، يقال له: الْعَنْبَرُ، فأكلنا منه نصف شهر، فأخذ أبو عبيدة عظماً من عظامه، فمر الرَّاكب تحته» . وفي أخرى قال: بعثَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بثلاثمائة راكب وأميرُنا أبو عبيدة، نرْصُدُ عِيراً لقريش، فأصابنا جوع شديد، حتى أكلنا الخبَط، فسمِّي: جيشَ الخبَط، وألقى البحر حوتاً يقال له: العنبر، فأكلنا [منه] نصف شهر، وادَّهنَّا بوَدَكه، حتى صَلَحت أجسامنا، فأخذَ أبو عبيدة ضِلْعاً من أضلاعه فنصبَه، فمرَّ الراكب تحته، وكان فينا رجل، فلما اشتد الجوع نحرَ ثلاثَ جزائر، ثم نحرَ ثلاثَ جزائر، ثم نهاه أبو عبيدة» . وله في أخرى قال: «بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَعْثاً قِبَل الساحل، فأمَّر عليهم أبا عبيدةَ بنَ الجراح، وهم ثلاثُمائة، [وأنا فيهم] ، فخرجنا، حتى إذا كُنَّا ببعض الطريق فَنيَ الزادُ، فأمر أبو عبيدة بأزْوَادِ ذلك الجيش، فجُمِع فكان مِزْوَدَيْ تمر، فكان يَقُوتُنا كل يوم قليلاً قليلاً، حتى فَنيَ، فلم [ص: 42] يكن يُصِيبُنا إلا تمرة تمرة، فقلت: وما تُغْني [عنكم] تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فَقْدها حين فنيت، [قال] : ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظَّرِب فأكل منه القوم ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه، فَنُصِبا، ثم أمر براحلة فرُحِلَت، ثم مرَّت تحتهما فلم تصبهما» . وله في أخرى مثل رواية مسلم الأولى إلى قوله: «فمرَّ تحته» . وقال: قال جابر: «وكان رجل من القوم نحر ثلاثَ جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه» . وكان عمرو [بنُ دينار] يقول: أخبرنا أبو صالح: أن قيسَ بنَ سعد قال لأبيه: «كنتُ في الجيش فجاعوا، قال: انحرْ، قال: نحرتُ، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، [قال] ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نُهيتُ» . وله في أخرى مثل الرواية الأولى من رواياته، وقال: وأخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابراً يقول: «فقال أبو عبيدة: كلوا، فلما قَدِمنا ذكرنا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كلوا رِزقاً أخرجه الله، أطعمونا إن كان معكم، فآتاه بعضهم، فأكله» . وأخرج «الموطأ» رواية البخاري الثالثة، وقال مالك: الظَّرِب: الجُبَيْلُ. [ص: 43] وأخرج أبو داود مثل رواية مسلم الثانية إلى قوله: «ونحن ثلاثمائة حتى سَمِنَّا، قال: فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذكرنا ذلك له، فقال: هو رزق ... الحديث» وزاد بعد قوله: «ميتة» «ولا تحل لنا» . وفي رواية الترمذي قال: «بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحنُ ثلاثُمائة، نحمل أزْوَادَنا على رقابنا، ففَنيَ زادُنا، حتى كان يكون للرجل منا كلَّ يوم تمرة، فقيل له: يا أبا عبد الله، وأين كانت تقع التمرةُ من الرجل؟ قال: لقد وجدنا فَقْدَها حين فقدناها، فأتينا البحر فإذا نحن بحُوت قد قَذَفَه البحر، فأكلنا منه ثمانيةَ عشر يوماً ما أحببنا» . وفي رواية النسائي مثل رواية الترمذي إلى قوله: «ثمانيةَ عشرَ يوماً» . وله في أخرى مثل رواية مسلم الأولى إلى قوله: «فمرَّ تحته» وقال: «ثم جاعوا، فنحر رجل ثلاثَ جزائرَ، ثم جاعوا، فنحر رجل ثلاثَ جزائرَ، ثم جاعوا، فنحر رجل ثلاثَ جزائرَ، ثم نهاه أبو عبيدة» وقال سفيان: قال أبو الزبير عن جابر: «فسألَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل معكم منه شيء؟ قال: فأخرجنا من عينه كذا وكذا قُلَّة من وَدَك، ونزل في حِجَاجِ عينه أربعةُ نفر، وكان مع أبي عبيدة جِرَاب فيه تمر، فكان يُعطينا القُبْضَةَ، ثم صار إلى التمر، فما فقدناها وجدنا فقدها» . [ص: 44] وله في أخرى قال: «بعثَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مع أبي عبيدة في سَرِيَّة، فنفد زادُنا، فمرَرْنا بحُوت قد قَذَفَ به البحرُ، فأردنا أن نأكلَ منه، فنهانا أبو عبيدةَ، ثم قال: نحن رُسُلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفي سبيل الله، كُلوا، فأكلنا منه أياماً، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أخبرناه، فقال: إن كان بقي معكم شيء، فابعثُوا به إلينا» . وله في أخرى قال: «بعثَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع أبي عبيدة، ونحن ثلاثُمائة وبِضْعَةَ عَشرَ، وزوَّدنا جِرَاباً من تمر، فأعطانا قُبْضَة قُبْضَة، فلما أنجزناه أعطانا تمرة تمرة، حتى إنْ كنا لَنَمُصُّها كما يمصُّ الصبيُّ، ونشربُ عليها الماء، فلما فقدناها وجدنا فقدها، حتى إنْ كُنَّا لَنَخْبِط الخبَط بقِسيِّنا ونَسفُّهُ ثم نشرب عليه من الماء حتى سُمِّينا: جيشَ الخَبَط، ثم أجزنا الساحل، فإذا دابَّة مثلُ الكَثيب، يقال له: العنبر، فقال أبو عبيدةَ: مَيتة لا تأكلوه، ثم قال: جيش رسول الله، وفي سبيل الله، ونحن مضطرون، كلوا باسم الله، فأكلنا [منه] ، وجعلنا منه وَشِيقة، ولقد جلس في موضع عينه ثلاثة عشر رجلاً، قال: فأخذ أبو عبيدة ضِلْعاً من أضلاعه، فرحل بها أجْسَمَ بعير من أباعِرِ القوم، فأجاز تحتها، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: ما حَبَسكم؟ قلنا: تَتَبُّعُ عِيرات قريش، وذكرنا له من أمر الدابة، فقال: ذلك رِزق رزقكُموه اللهُ عزَّ وجلَّ، أمعكم منه شيء؟ قلنا: نعم» (1) . [ص: 45] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخَبط) : ورق الشجر يُخبط فينتثر لتأكله الإبل، والخَبط: ضرب الشجر بعصاً أو نحوها لينتثر ورقها. (وَدَكها) الوَدَك: دسم اللحم ودُهنه. (ثابت) إلينا أجسامنا: أي: رجعت بعد الهزال. (حِجَاج عينه) : العظم المستدير حول العين الذي فيه الحَدَقة. (وَقْب عينه) النُّقرة التي فيها العين. (الكَثِيب) : القطعة المجتمعة من الرمل. (القِلال) : جمع قُلَّة، وهي الحُبّ العظيم، معروف بالحجاز، تأخذ القُلَّة منها مَزَادة من الماء. (الفِدَر) جمع فِدرة، وهي القطعة من اللحم. (وَشَائق) الوشائق جمع وشيقة وهي لحم يُغْلَى قليلاً ثم يُقَدَّد ويحمل في الأسفار فيكون أبقى له. [ص: 46] (مِزْوَد) المِزوَد: وعاء زاد المسافر. (يُقَوِّتُنَا) قاتهم: يقوتهم: إذا أعطاهم قُوتَهم، وهو قدر ما يسُدُّ الرَّمق. (جَزَائر) : جمع جَزُور، وهي البعير، كذا قال الحميدي. (سِيف) البحر - بكسر السين - ساحله. (الظَّرِب) بكسر الراء: واحد الظِّراب، وهي الرَّوابي الصغار.   (1) رواه البخاري 9 / 531 في الصيد، باب قول الله تعالى: {أحل لكم صيد البحر} ، وفي [ص: 45] الشركة، باب الشركة في الطعام والنهد والعروض، وفي الجهاد، باب حمل الزاد على الرقاب، وفي المغازي، باب غزوة سيف البحر، ومسلم رقم (1935) في الصيد، باب إباحة ميتات البحر، والموطأ 2 / 930 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وأبو داود رقم (3840) في الأطعمة، باب في دواب البحر، والترمذي رقم (2477) في صفة القيامة، باب رقم (35) ، والنسائي 7 / 207 و 209 في الصيد، باب ميتة البحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (579) ، وأحمد (3/306) قال: حدثنا عبد الرحمن، والبخاري (3/180) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (5/210) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (6/62) قال: حدثني محمد بن حاتم قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3125) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. أربعتهم - ابن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل، وابن القاسم - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه البخاري (4/67) قال: حدثنا صدقه بن الفضل، ومسلم (6/62) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وابن ماجة (4159) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة والترمذي (2475) قال: حدثنا هناد، والنسائي (7/207) قال: أخبرنا محمد بن آدم. أربعتهم - صدقة، وعثمان، وهناد، ومحمد بن آدم - عن عبدة ابن سليمان عن هشام بن عروة. 3- وأخرجه مسلم (6/62) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا الوليد يعني ابن كثير. ثلاثتهم - مالك، وهشام، والوليد - عن وهب بن كيسان، فذكره. (*) وقع في المطبوع من سنن الترمذي 0 عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن وهب بن كيسان - والصواب عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان - وقال المزي، في «تحفة الأشراف» (3125) : ووقع في بعض النسخ المتأخرة من الترمذي: عن هشام بن عروة، عن أبيه، وهو وهم، وفي عدة من الأصول الفقهية عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان - ليس فيه «عن أبيه» وهو الصواب كما في رواية الباقين ا. هـ. * وعن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: 1- أخرجه الحميدي (1242) . وأحمد (3/308) . والدارمي (2018) قال: أخبرنا زكريا بن عدي، والبخاري 50/211) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (7/116) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ومسلم (6/61و62) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. والنسائي (7/207) قال: أخبرنا محمد بن منصور. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وزكريا بن عدي، وعلي بن عبد الله، وعبد الله بن محمد، وعبد الجبار ابن العلاء، وابن منصور - عن سفيان عن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/311) قال: حدثنا محمد بن بكر. والبخاري (5/211و 7/116) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. كلاهما - ابن بكر ويحيى - عن ابن جريج. كلاهما - ابن عيينة، وابن جريج - عن عمرو بن دينار، فذكره. وعن أبي الزبير، عن جابر قال: 1- أخرجه الحميدي (1243) . والنسائي (7/207) قال: أخبرنا محمد بن منصور. كلاهما - الحميدي، ومحمد بن منصور - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (3/303) ، والنسائي (7/208) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. كلاهما - أحمد وزياد بن أيوب - عن هشيم. 3- وأخرجه أحمد (3/311و 378) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. 4- وأخرجه أحمد (3/311) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وحسن بن موسى. ومسلم (6/61) قال: حدثنا أحمد بن يونس. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، وأبو داود (3840) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. خمستهم - هاشم، وحسن، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى، والنفيلي - عن زهير أبي خيثمة. 5- وأخرجه النسائي (7/208) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم المقدمي قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. خمستهم - سفيان، وهشيم، وابن جريج، وزهير، وهشام - عن أبي الزبير فذكره.. وعن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله، قال: «بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثا إلى أرض جهينة، واستعمل عليهم رجلا ... » وساق الحديث بنحو حديثهم. هكذا ساق مسلم الحديث عقب حديث عمرو بن دينار وأبي الزبير ولم يذكر متنه كاملا. أخرجه مسلم (6/62) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عثمان بن عمر (ح) وحدثني محمد ابن وافع، قال: حدثنا أبو المنذر والقزاز، كلاهما عن داود بن قيس، عن عبيد الله بن مقسم، فذكره. وعن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه. وما مات فيه فطفا فلا تأكلوه» . أخرجه أبو داود (3815) . وابن ماجة (3247) . كلاهما أبو داود، وابن ماجة - قالا: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 5007 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 38 5008 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أنَّ عبد الرحمن ابن أبي هريرة سأل عبد الله بنَ عمر عما لَفَظَ البحرُ؟ فنهاه عن ذلك، قال نافع: ثم انقلب عبد الله، فدعا بالمصحف، فقرأ: {أُحِلَّ لَكُم صَيْدُ الْبَحْرِ وطَعَامُهُ} [المائدة: 96] قال نافع: فأرسلني عبد الله إلى عبد الرحمن بن أبي هريرة: إنه لا بأس بأكله» . أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لفظ البحر) السمكَ - بفتح الفاء -: إذا ألقاه إلى جانبه.   (1) 2 / 494 في الصيد، باب ما جاء في صيد البحر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1092) عن نافع، فذكره الحديث: 5008 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 46 5009 - (ط) - سعد الجاري - مولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: «سألتُ عبد الله بنَ عمر عن الحيتان يقتل بعضها بعضاً، أو تموت [ص: 47] صَرْداً؟ فقال: ليس بها بأس، قال سعد: ثم سألتُ عبد الله بنَ عمرو بن العاص؟ فقال مثل ذلك» أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صَرْداً) الصَّرْد: البرد، وقد صَرِد الرجل، بالكسر، يَصْرَد، صَرْداً بالفتح، فهو صَرِد بالكسر.   (1) 2 / 495 في الصيد، باب ما جاء في صيد البحر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1093) عن زيد بن أسلم، فذكره. الحديث: 5009 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 46 5010 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما ألْقَاه البحر أو جزَرَ عنه فكلوه، وما مات فيه وطَفَا، فلا تأكلوه» وروي موقوفاً على جابر أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جزر) البحر عن السمك: إذا نقص عنه فبقي على الأرض.   (1) رقم (3814) في الأطعمة، باب في أكل الطافي من السمك، وفي سنده يحيى بن سليم الطائفي وهو صدوق سيء الحفظ، وفيه عنعنة أبي الزبير، قال أبو داود: روى هذا الحديث سفيان الثوري وأيوب وحماد عن أبي الزبير أوقفوه على جابر، وقد أسند هذا الحديث أيضاً من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هو من رواية أبي الزبير عن جابر، راجع الحديث رقم (5007) . قلت: وفي إسناده يحيى بن سليم الطائفي، ضعفوه. الحديث: 5010 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 47 5011 - (ط) أبو سلمة بن عبد الرحمن: عن أبي هريرة وزيد بن ثابت: «أنهما كانا لا يَرَيَان بما لفظ البحرُ بأساً» أخرجه «الموطأ» . وفي رواية له: «أن ناساً من أهل الحجاز قَدِمُوا، فسألوا مَرْوان بن الحكم عما لفظ البحرُ؟ فقال: ليس به بأس، وقال: اذهبوا إلى زيد بن ثابت [ص: 48] وأبي هريرة، فَاسْألُوهما عن ذلك، ثم ائتوني فأخبروني ماذا يقولان؟ فأتوهما فسألوهما؟ فقالا: لا بأس به، فأتَوا مروانَ فأخبروه، فقال مروانُ: قد قلتُ لكم» (1) .   (1) 2 / 495 في الصيد، باب ما جاء في صيد البحر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1095) عن أبي الزناد، فذكره. الحديث: 5011 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 47 الفصل الثالث: في ذكر الكلاب واقتنائها 5012 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن اقْتَنَى كلباً - إلا كلبَ صَيْد أو ماشية - فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان، قال سالم: وكان أبو هريرة يقول: أو كلبَ حَرْث، وكان صاحبَ حرث» . وفي رواية قال: «كلب ماشية أو ضَارياً» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اقتنى كلباً - ليس بكلب ماشية أو صيد - نقص كل يوم من عمله قيراطان» . ولمسلم «إلا كلبَ ضارية أو ماشية» . [ص: 49] وله «إلا كلبَ ماشية أو صيد، نقص من عمله كلَّ يوم قيراط» قال عبد الله: قال أبو هريرة: «أو كلبَ حَرْث» . وفي أخرى: «أيُّما أهل دار اتخذوا كلباً، إلا كلبَ ماشية، أو كلباً صائداً، نقص من عملهم كل يوم قيراطان» . وفي أخرى: «مَن اتَّخَذَ كلباً - إلا كلب زرع أو غنم أو صيد - نقص من أجره كل يوم قيراط» . وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الثانية. وأخرج النسائي الأولى إلى قوله: «قيراطان» وأخرج الثانية من روايتي مسلم. وله في أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من اقْتَنى كلباً، نقص من أجره كل يوم قيراطان، إلا ضارياً، أو صاحبَ ماشية» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضارياً) كلبٌ ضار: مُعَوَّدٌ بالصيد، ضَرِيَ الكلب: إذا تعوَّد بالصيد، وأضراه صاحبه، أي: عَوَّدَه، وأضراه به، أي: أغراه أيضاً. (ماشية) الماشية: السائمة.   (1) رواه البخاري 9 / 525 في الصيد، باب من اقتنى كلباً ليس بكلب صيد أو ماشية، ومسلم رقم (1574) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه، والموطأ 2 / 969 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الكلاب، والترمذي رقم (1487) في الأحكام والفوائد، باب من أمسك كلباً ما ينقص من أجره، والنسائي 7 / 187 في الصيد، باب الرخصة في إمساك الكلب للماشية، وباب الرخصة في إمساك الكلب للصيد، وباب الرخصة في إمساك الكلب للحرث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك -الموطأ (600) . وأحمد (2/4) (4479) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، وفي (2/55) (5171) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/101) (5775) قال: حدثنا محمد بن عببيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/113) (5925) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/147) (6342) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. والبخاري (7/112) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (5/36) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. والترمذي (1487) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب. والنسائي (7/188) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث. أربعتهم - مالك وأيوب، وعبيد الله، والليث - عن نافع، فذكره. في رواية إسحاق، عن مالك، زاد في أوله: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بقتل الكلاب ... » . وفي رواية محمد بن عبيد، عن عبيد الله، زاد في آخره: « .... وكان يأمر بالكلاب أن تقتل» . وفي رواية إسماعيل، عن أيوب عند أحمد، زاد: فقيل له: إن أبا هريرة يقول: وكلب حرث أنى لأبي هريرة حرث. وعن سالم عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «من اقتنى كلبا إلا كلب صيد، أو ماشية، نقص من أجره كل يوم قيراطان» . 1- أخرجه الحميدي (632) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/8) (4549) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/147) (6342) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. ومسلم (5/37) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، قالوا: حدثنا سفيان، والنسائي (7/188) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان. كلاهما - سفيان ومعمر - عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/47) (5073) قال: حدثنا ابن نمير، وفي (2/60) (5253) قال: حدثنا وكيع وفي (2/156) (6443) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. والبخاري (7/112) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. ومسلم (5/37) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن قال: أخبرنا وكيع، والسنائي (7/186) قال: أخبرنا سويد بن نصر بن سويد، قال: أنبأنا عبد الله، وهو ابن المبارك. خمستهم - ابن نمير، ووكيع، وعبد الله بن الحارث، والمكي بن إبراهيم، وعبد الله بن المبارك - عن حنظلة ابن أبي سفيان. 3- وأخرجه مسلم (5/37) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. والنسائي (7/189) قال: أخبرنا علي بن حجر. أربعتهم - يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن أبي حرملة. 4- وأخرجه مسلم (5/37) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا مروان بن معاوية،. قال: أخبرنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر. أربعتهم - الزهري، وحنظلة بن أبي سفيان، ومحمد بن أبي حرملة، وعمر بن حمزة - عن سالم بن عبد الله، فذكره. في رواية محمد بن أبي حرملة: «من اقتنى كلبا إلا كلب ماشية، أو كلب صيد، نقص من عمله كل يوم قيراط» . قال عبد الله: وقال أبو هريرة: «أو كلب حرث» . (*) وفي رواية حنظلة بن أبي سفيان، عند مسلم: قال سالم: وكان أبو هريرة يقول: «أو كلب حرث» وكان صاحب حرث. وعن عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتنى كلبا، إلا كلب ضايبة، أو ماشية، نقص من علمه كل يوم قيراطان» . أخرجه الحميدي (633) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/37) (4944) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/60) (5254) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، والدرمي (2010) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (7/112) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. ومسلم (5/37) قال: حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. قال يحيي ابن يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله ابن دينار، فذكراه. وعن أبي الحكم، قال سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: «من اتخذ كلبا، إلا كلب زرع، أو غنم، أو صيد، ينقص من أجره كل يوم قيراط» . أخرجه أحمد (2/27) (4813) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا همام بن يحيى. وفي (2/79) (5505) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/37) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - همام، وشعبة - عن قتادة، عن أبي الحكم البجلي، فذكره. وعن جابر، قال: أخبرني ابن عمر، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أمسكه، نقص من أجره كل كل يوم قيرطان» . أخرجه أحمد (2/71) (5393) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا أبو الزبير، قال: سألت جابرا عن إمساك الكلب؟ فقال: أخبرني ابن عمر، فذكره. الحديث: 5012 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 48 5013 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أمْسَكَ كلباً، فإنه ينقص كلَّ يوم من عمله قيراط، إلا كلبَ حَرْث أو ماشية» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «من اقتنى كلباً ليس بكلب صيد، ولا ماشية، ولا أرض، فإنه ينقص من أجره قيراطان كلَّ يوم» . وفي أخرى له: «من اتخذ كلباً - إلا كلبَ ماشية أو صيد أو زرع - انتقص من أجره كلَّ يوم قيراط» . قال الزهري: فذكر لابن عمر قول أبي هريرة، فقال: يَرْحَمُ الله أبا هريرة، كان صاحبَ زَرْع. وفي أخرى: «ومن اتخذ كلباً - ليس بكلبِ صيد ولا غنم - نقص من عمله كلَّ يوم قيراط» . وأخرج أبو داود روايةَ مسلم الثانية، إلى قوله: «قيراط» وكذلك الترمذي والنسائي، وأخرج النسائي الأولى من روايات مسلم أيضاً (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 4 في الحرث والمزارعة، باب اقتناء الكلب للحرث، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1575) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه وبيان تحريم اقتنائها، وأبو داود رقم (2844) في الصيد، باب في اتخاذ الكلب للصيد وغيره، والترمذي رقم (1490) في الأحكام والفوائد، باب ما جاء فيمن أمسك كلباً ما ينقص من أجره، والنسائي 7 / 188 و 189 في الصيد، باب الرخصة في إمساك الكلب للحرث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/267) .ومسلم (5/38) قال: حدثنا عبد بن حميد، وأبو داود (2844) قال: حدثنا الحسن بن علي، والترمذي (1490) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني وغير واحد. والنسائي (7/189) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد،والحسن، وإسحاق - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/425) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا هشام الدستوائي. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيي، عن هشام. والبخاري (3/135) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال:حدثنا هشام. وفي (4/158) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا همام. ومسلم (5/38) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام الدستوائي. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا شعيب بن إسحاق قال: حدثنا الأوزاعي (ح) وحدثنا أحمد بن النذر. قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب. وابن ماجة (3204) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. أربعتهم - هشام وهمام و، الأوزاعي، وحرب بن شداد - عن يحيى بن أبي كثير. كلاهما - الزهري، ويحيى بن أبي كثير - عن أبي سلمة.. فذكره. (*) في رواية همام، والأوزاعي عند مسلم: قال يحيى بن أبي كثير: حدثني أبو سلمة. وعن حيان،عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من اتخذ كلبا ليس بكلب زرع، ولا صيد، ولا ماشية، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراط» . قال سليم: وأحسبه قد قال: والقيراط مثل أحد. أخرجه أحمد (2/354) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا سليم بن حيان. قال:سمعت أبي. فذكره. وعن أبي رزين. قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسو ل الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اتخذ كلبا ليس بكلب صيد ولا غنم، نقص من علمه كل يوم قيراط» . أخرجه مسلم (5/38) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد، عن إسماعيل بن سميع، قال: حدثنا أبو زرين فذكره. وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض، فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم» . أخرجه مسلم (5/37) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. والنسائي (7/189) قال: أخبرنا وهب بن بيان. ثلاثتهم - أبو الطاهر أحمد بن عمرو، وحرملة بن يحيى، ووهب - عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 5013 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 50 5014 - (خ م ط س) سفيان بن أبي زهير [الأزدي]- رضي الله عنه -: هو رجل من أزْدِ شَنُوءَةَ، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من اقتنى [ص: 51] كلباً لا يُغني عنه زرعاً ولا ضَرعاً، نقَص من عمله كل يوم قيراط، قيل له: أنتَ سمعتَ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي وربِّ هذا المسجد» . وفي رواية: «إي وربِّ هذه القِبْلة» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه «الموطأ» والنسائي، وقالا: «وربِّ هذا المسجد» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضَرْعاً) الضَّرْع: ضَرْع الشاة، وهو بمنزلة الثدي للمرأة، فكنى به عن الشاة وغيرها من المواشي، وهي البقر والإبل والغنم.   (1) رواه البخاري 5 / 6 في الحرث والمزارعة، باب اقتناء الكلب للحرث، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1576) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه، والموطأ 2 / 969 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الكلاب، والنسائي 7 / 188 في الصيد، باب الرخصة في إمساك الكلب والماشية للحرث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (600) . وأحمد (5/219) قال: حدثنا حماد بن خالد، وفي (5/220) قال: حدثنا روح. والدارمي (2011) قال: حدثنا الحكم بن المبارك، والبخاري (3/136) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/38) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجة (3206) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد. ستتهم - حماد بن خالد، وروح بن عبادة، والحكم، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، وخالد بن مخلد - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه البخاري (4/158) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا سليمان. 3- وأخرجه مسلم (5/39) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. والنسائي (7/187) قال: أخبرنا علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مشمر بن خالد السعدي. ثلاثتهم - يحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلى بن حجر - قالوا: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر. ثلاثتهم - مالك، وسليمان بن بلال، وإسماعيل - عن يزيد بن خصيفة أن السائب بن يزيد أخبره، فذكره. الحديث: 5014 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 50 5015 - (س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اتخذ كلباً، إلا كلبَ صيد أو ماشية أو زَرْع نقص من أجره كلَّ يوم قيراط» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 188 و 189 في الصيد، باب الرخصة في إمساك الكلب للحرث، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهده: رواه الحسن، عن عبد الله بن مغفل، قال ولفظه: «إني لممن يرفع أغصان الشجرة عن وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب. فقال: لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فأقتلوا منها كل أسود بهيم، وما من أهل بيت يرتبطون كلبا إلا نقص من عملهم كل يوم قيراطا، إلا كلب صيد، أو كلب حرث، أو كلب غنم» . أخرجه أحمد (4/85) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا يونس. وفي (5/54) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أبو سفيان (ح) وابن جعفر، قال: حدثنا عوف. وفي (5/54) قال:حدثنا وكيع عن أبي سفيان بن العلاء. وفي (5/56) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف. وفي (5/56) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا الحكم بن عطية. وفي (5/56) قال:حدثنا عبد الأعلى، عن يونس. وفي (5/57) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن سعيد، عن قتادة، والدارمي (2014) قال: أخبرنا سعيد ابن عامر، قال: حدثنا عوف. وعبد بن حميد (502) قال: حدثني سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، وفي (503) قال: حدثنا سعيد بن عامر وهوذة، عن عوف، وأبو داود (2845) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا يونس. وابن ماجة (3205) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله عن أبي شهاب، قال: حدثني يونس بن عبيد، والترمذي (1486) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور بن زاذان، ويونس بن عبيد، وفي (1489) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إسماعيل ابن مسلم. والنسائي (7/185) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا يونس. وفي (7/188) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال:حدثنا يحيى وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر، عن عوف. سبعتهم - يونس بن عبيد، وأبو سفيان وعوف والحكم بن عطية وقتادة، ومنصور بن زاذان، وإسماعيل بن مسلم - عن الحسن، فذكره. الحديث: 5015 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 51 الكتاب العاشر: في الصفات 5016 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بخمس كلمات، فقال: إن الله لا ينامُ، ولا ينبغي له أن ينامَ، يَخْفِض القِسْطَ ويرفَعُه (1) ، يُرْفَع إليه عملُ الليل قَبْلَ عَمَلِ النَّهار، وعملُ النَّهار قَبْل عمل الليل، حِجَابُه النُّورُ - وفي رواية: النارُ - لو كَشَفَهُ لأحْرَقتْ سُبُحات وجهه (2) ما انتهى إليه بصرُه من خلقه» . أخرجه مسلم (3) .   (1) أي: يخفض الله الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة، ويوزن من أرزاقهم النازلة. (2) معنى سبحات وجهه: نوره وجلاله وبهاؤه. (3) رقم (179) في الإيمان، باب في قوله عليه السلام: إن الله لا ينام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/395) قال: حدثنا عبد الرحمن وابن جعفر، قالا: حدثنا شعبة. وفي (4/400) قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا المسعودي. وفي (4/405) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (1/111) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا جرير، عن الأعمش (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قال:حدثنا محمد بن جعفر. قال:حدثني شعبة. وابن ماجة (195) قال: حدثنا علي بن محمد، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (196) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا المسعودي. ثلاثتهم - شعبة، والمسعودي، والأعمش - عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة، فذكره. الحديث: 5016 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 52 5017 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قاتَل أحدُكم فلْيَجْتَنبِ الوجْهَ، فإن الله تعالى خلق آدم على صورته» . أخرجه مسلم. وأخرج البخاري إلى قوله: «الوجه» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2612) في البر والصلة، باب النهي عن ضرب الوجه، والبخاري 5 / 132 في العتق، باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم في حرف الحاء، كتاب الحدود، انظر فهرس الأطراف. الحديث: 5017 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 52 5018 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن قُلُوبَ بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يُصَرِّفُه حيث شاء» ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهمَّ مُصَرِّفَ القلوب ثَبِّتْ قلوبَنَا على طاعتك» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2654) في القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في حرف الدال، كتاب الدعاء. الحديث: 5018 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 53 5019 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُكْثِرُ أن يقولَ: يا مُقَلِّبَ القلوب ثبِّتْ قلبي على دِينِكَ، فقلتُ: يا رسول الله، قد آمنَّا بكَ، وبما جئتَ به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوبَ بين إصبعين من أصابع الرحمن، يُقلِّبها كيف يشاءُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2141) في القدر، باب ما جاء في أن القلوب بين أصبعي الرحمن، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن النواس بن سمعان، وأم سلمة، وعائشة، وأبي ذر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في حرف الدال، كتاب الدعاء. الحديث: 5019 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 53 5020 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذه الآية: {إنَّ الله يأْمُرُكُمْ أنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إلى أهْلِها وَإذَا حَكَمْتُمْ بَينَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ إنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: الآية 58] ورأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يضع إبْهامَه على أذُنَيه والتي تليها على عينيه» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 54] وقد تقدَّم فيما مضى من الكتاب، وسيجيء فيما يرد منه أحاديثُ تتضمن أشياءَ من الصفات: كالنفس، واليد، والقَدَم، والرُّوح، والكلام، والسمع، والبصر، إلا أن تلك الأحاديث هي بمواضعها التي هي فيه أولى، فلم نذكرها هاهنا، واقتصرنا على ذِكْر هذه الأحاديث في هذا الكتاب مفرداً، لئلا يخلوَ الكتاب من شيء مفرد في أحاديث الصفات، والله أعلم. ترجمة الأبواب التي أولها صاد ولم ترد في حرف الصاد (الصلاة على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -) في كتاب الدعاء، من حرف الدال. (الصُّوَر) في كتاب الزينة، من حرف الزاي. (الصراط) في كتاب القيامة، من حرف القاف.   (1) رقم (4728) في السنة، باب في الجهمية، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (4728) قال: حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي المعنى، قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا حرملة يعني ابن عمران، قال: حدثني أبو يونس، سليم بن جبير، مولى أبي هريرة فذكره. الحديث: 5020 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 53 بسم الله الرحمن الرحيم حرف الضاد ، وفيه كتابان: كتاب الضِّيافة، وكتاب الضَّمان الكتاب الأول: في الضِّيافة 5021 - (د) أبو كريمة - المقدام بن معد يكرب الكندي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيلَةُ الضَّيفِ حَقّ على كل مسلم، فمن أصْبَحَ بفِنائه فهو عليه دَيْن، إن شاء اقْتَضَى، وإن شاء ترك» (1) . وفي رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما رَجل أضَافَ قوماً، فأصبح الضَّيْفُ محروماً، فإنَّ نصره حَقٌّ على كل مسلم حتى يأخذَ بِقِرَى ليلةٍ من زرعه وماله» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القِرَى) : نُزُل الضيف، وهو ما يُعَدُّ له ويحضر له من طعام وشراب ونحوه. [ص: 56] (فإن نَصْرَه حقٌّ على كل مسلم) قال: يشبه أن يكون هذا في المضطر الذي لا يجد ما يأكل، ويخاف التلف على نفسه من الجوع، فإن كان بهذه الصفة، كان له أن يأكل من مال أخيه المسلم بقدر حاجته الضرورية وعليه الضمان.   (1) رقم (3750) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، وإسناده صحيح. (2) رقم (3751) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 98 في الأطعمة، باب في الضيافة، وفي سنده سعيد بن أبي المهاجر، أو سعيد بن المهاجر، وهو مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/131) قال: حدثنا حجاج. وفي (4/133) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. وفي (4/133) قال: حدثنا عبد الصمد. والدارمي (2043) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود (3751) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. خمستهم - حجاج، ومحمد بن جعفر، وعبد الصمد، ويزيد ويحيى - عن شعبة، قال سمعت أبا الجودي، يحدث عن سعيد بن المهاجر، فذكره (*) في رواية أبي داود: سعيد بن أبي المهاجر. الحديث: 5021 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 55 5022 - (خ م د ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «قلتُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، إنك تَبْعَثُنا، فننزل بقوم فلا يَقْرُوننا، فما ترى؟ فقال لنا [رسول الله - صلى الله عليه وسلم-] : إن نَزَلْتُم بقوم فأمَرُوا لكم بما ينبغي للضيف فاقْبَلُوا، فإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود. وفي رواية الترمذي قال: قلتُ: يا رسول الله، إنا نَمُرُّ بقوم فلا يُضَيِّفونا، ولا [هم] يُؤَدُّونَ ما لنا عليهم من الحق، ولا نحن نأخُذُ منهم؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إنْ أبَوْا إلا أنْ تأخُذُوا منهم كُرهاً فخُذُوه» . قال الترمذي: وكان عمرُ يأمر بنحو هذا، قال: ومعنى هذا الحديث: أنهم كانوا يخرجون في الغَزْو، فيَمُرُّون بقوم ولا يجدون من الطعام ما يشترون بالثمن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إن أبَوْا [أن يبيعوا] إلا أنْ تأخُذُوا كُرهاً فخُذُوا» هكذا رُوي في بعض الحديث مُفَسَّراً (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 442 في الأدب، باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه، وفي المظالم، [ص: 57] باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه، ومسلم رقم (1727) في اللقطة، باب الضيافة ونحوها، وأبو داود رقم (3752) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، والترمذي رقم (1589) في السير، باب ما يحل من أموال الذمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/149) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا ليث، والبخاري (3/172) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي (8/39) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث وفي الأدب المفرد (745) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث. ومسلم (5/138) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. أبو داود (3752) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث. وابن ماجة (3676) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: حدثنا أنبأنا الليث، والترمذي (1589) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة. كلاهما - ليث، وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، فذكره. الحديث: 5022 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 56 5023 - (ت) عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قلتُ يا رسول الله، الرَّجُل أمُرُّ به فلا يَقْريني، ولا يُضيفني، ثم يَمُرُّ بي أفَأجْزيه؟ قال: لا، بل اقْرِهِ، قال: ورآني رَثَّ الثِّياب، فقال: هل لك من مال؟ قلتُ: من كُلِّ المال قد أعطاني الله: من الإبل، والغنم، قال: فَلْيُرَ عليك» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رثَّ الثياب) الثياب الرَّثة: الخَلقة الرديئة.   (1) رقم (2007) في البر والصلة، باب ما جاء في الإحسان والعفو، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 473 و 474، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/473) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (3/473) قال:حدثنا محمد بن جعفر. قال:حدثنا شعبة. (3/473) . قال: حدثنا وكيع،قال: حدثنا أبي. وإسرائيل. وفي (3/473) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/137) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا شريك بن عبد الله. وفي (4/137) قال:حدثنا أسود بن عامر،قال:حدثنا شريك. وفي (4/137) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4063) قال: حدثنا النفيلي،قال: حدثنا زهير. والترمذي (2006) قال:حدثنا بندار، وأحمد بن منيع، ومحمود بن غيلان قالوا: حدثنا أبو أحمد الزبيري، عن سفيان. والنسائي (8 /180) قال: أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو بكر بن عياس. وفي (8/181) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال:حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير. وفي (8/196) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. تسعتهم - معمر، وشعبة، والجراح بن مليح، والد وكيع، وإسرائيل، وشريك، وسفيان، وزهير، وأبو بكر بن عياش، وإسماعيل بن أبي خالد - عن أبي إسحاق،عن أبي الأحوص، فذكره. (*) اللفظ لعفان عن شعبة، عند أحمد (3/473) . (*) وأخرجه أحمد (3/473) قال: حدثنا بهز بن أسد. قال:حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، أن أباه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- .... فذكر نحوه مختصرا (مرسل) . قلت: وقع في الأصل (عوف بن مالك -رضي الله عنه-) ، إنما هو عن أبيه. الحديث: 5023 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 57 5024 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أيام، فما سِوَى ذلك فهو صدقة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3749) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/288) قال: حدثنا سويد بن عمرو. قال: حدثنا أبان قال: حدثنا يحيى. وفي (2/431) قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن عمرو، والبخاري في الأدب المفرد (742) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل بن قال: حدثنا أبان بن يزيد قال: حدثنا يحيى، هو ابن أبي كثير. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره. -واللفظ المذكور، رواه أبو صالح عنه: أخرجه أحمد (2/354) قال:حدثنا حسن بن موسى. وأبو داود (3749) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل ومحمد بن محبوب. ثلاثتهم - حسن، وموسى، ومحمد - عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 5024 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 57 5025 - (خ م ط ت د) أبو شريح العدوي -[ويقال له: الخزاعي والكعبي]- رضي الله عنه - قال: «سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وأبْصَرَتْ عَيْنَايَ، ووَعَاهُ قَلْبي، حين تكلَّم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: مَنْ كان يؤمِنُ بالله واليوم الآخر فَلْيُكْرِمْ ضَيفَهُ جَائِزَتَه، قالوا: وما جَائِزَتُه يا رسول الله؟ [ص: 58] قال: يومُهُ ولَيْلَتُهُ، والضِّيَافَةُ ثلاثةُ أيام، فما كان وراءَ ذلك فهو صدقة عليه وقال: ومن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَقُل خيراً أو لِيَصْمُتْ» . زاد في رواية: «ولا يَحِلُّ لرجل مسلم أن يُقيمَ عند أخيه حتى يُؤثِمَه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يُؤثِمُهُ؟ قال: يُقيمُ عنده ولا شيءَ له يَقْرِيه به» . وفي رواية: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيُحْسِنْ إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيُكرم ضَيفَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو لِيَسْكتْ» . أخرج البخاري ومسلم الأولى، وأخرج مسلم الثانية. وفي رواية «الموطأ» قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو لِيَسْكت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُحْسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزتُه يوم وليلة، وضِيَافَتُهُ ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة، ولا يَحِلُّ له أنْ يَثْوِيَ عنده حتى يُحْرِجه» . وأخرج الترمذي الأولى إلى قوله: «أو ليصمت» وقال: «أو ليسكت» . وله في أخرى، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الضِّيَافَةُ ثلاثة أيام، وجائزتُهُ [ص: 59] يوم وليلة، وما أنْفَقَ عليه بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحِلُّ له أنْ يَثْوِيَ عنده حتى يُحْرِجَهُ» . ومعنى قوله: «لا يَثْوِي عنده» : يعني: الضيف، لا يُقيم عنده حتى يشتدَّ على صاحب المنزل، والحرجُ: هو الضِّيق، فقوله: «حتى يُحرجه» أي: حتى يُضَيِّق عليه. وفي رواية أبي داود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضيفَه، جائزتُه يوم وليلة، والضِّيَافَةُ ثلاثةُ أيام، وما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحلُّ له أنْ يَثْوِيَ عنده حتى يُحْرِجه» . قال أبو داود: سئل مالك عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «جائزته يوم وليلة» ؟ فقال: يُكرمُه ويُتْحِفُهُ، ويحفَظُهُ يوماً وليلة، وثلاثةَ أيام ضِيَافَة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جائزته) الجائزة: العطية، أي: يقري الضيف ثلاثة أيام، ثم يعطي ما يجوز به مسافة يوم وليلة، والجيزة: قدر ما يجوز به المسافر من منهل إلى منهل. قال الخطابي: سئل مالك بن أنس عنه، فقال: يكرمه ويتحفه ويحفظه [ص: 60] يوماً وليلة، وثلاثة أيام ضيافة، قال الخطابي: يريد أنه يتكلف له في اليوم الأول مما اتسع له من بِرٍّ وألطاف، ويقدم له في اليوم الثاني ما كان بحضرته، ولا يزيد على عادته، فإذا جاوز الثلاث، فما كان بعد ذلك فهو صدقة ومعروف، إن شاء فعل، وإن شاء ترك، وإنما كره له المقام بعد ذلك لئلا يضيق صدره بمقامه، فتكون الصدقة على وجه المنِّ والأذى. (لايثوي) ثوى بالمكان: إذا أقام فيه. (يُؤثِمه) : يوقعه في الإثم، لأنه إذا أقام أقام عنده، ولم يقْرِه، أثم بذلك.   (1) رواه البخاري 10 / 441 في الأدب، باب إكرام الضيف وخدمته، وباب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، وفي الرقاق، باب حفظ اللسان، ومسلم رقم (48) في اللقطة، باب الضيافة ونحوها، والموطأ 2 / 929 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وأبو داود رقم (3748) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، والترمذي رقم (1968) و (1969) في البر، باب ما جاء في الضيافة وغاية الضيافة إلى كم هي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (578) . والحميدي (576) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن عجلان، وأحمد (4/31) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وفي (4/31) قال: حدثنا حجاج وأبو كامل، قالا: حدثنا ليث يعني ابن سعد، وفي (6/385) قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا مالك وفي (6/385) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا عبد الحميد، وعبد بن حميد (482) قال: أخبرنا محمد بن بكر البرساني قال: حدثنا عبد الحيمد بن جعفر، والدارمي (2041) قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: حدثنا محمد بن إسحاق، والبخاري (8/13) وفي الأدب المفرد (741) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، وفي (8/39) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا قال: أخبرنا مالك، وفي (8/39) ، وفي الأدب المفرد (743) قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك وفي (8/125) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا ليث ومسلم (5/137) ، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث وفي (5/138) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو بكر، يعني الحنفي، قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر، وأبو داود (3748) ، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، وابن عن ابن عجلان ماجة (3675) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا سفيان بن عيينة والترمذي (1967) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد وفي (1968) ، قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف: 9/12056) عن قتيبة، عن ليث (ح) وعن علي بن شعيب، عن معن بن عيسى، عن مالك (ح) ، وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك (ح) وعن محمد بن منصور، عن سفيان، عن ابن عجلان. خمستهم - مالك، ومحمد بن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر، وليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. (*) الروايات مطوله ومختصرة، وأثبتنا رواية مالك في الموطأ. وعن نافع بن جبير، عن أبي شريح الخزاعي، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان يومن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت» . أخرجه الحميدي (575) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (4 / 31) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: أخبرنا زكريا بن إسحاق وفي (6/384) قال: حدثنا سفيان والدارمي (2042) قال: أخبرنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، والبخاري في الأدب المفرد (102) قال: حدثنا صدقة قال: أخبرنا ابن عيينة ومسلم (1/50) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير جميعا عن ابن عيينة، وابن ماجه (3672) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، «والنسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12056) عن عبيد الله بن سعيد، عن سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، وزكريا بن إسحاق -عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم فذكره. وعن المقبري عن أبي شريح الكعبي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الجار لا يأمن جاره بوائقه قالوا: يا رسول الله، وما بوائقه؟ قال: شره» . أخرجه أحمد (4/31) قال: حدثنا حجاج، وفي (6/385) ، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري 80/12) قال: حدثنا عاصم بن علي. ثلاثتهم - حجاج، ويزيد بن هارون، وعاصم بن علي - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري. فذكره الحديث: 5025 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 57 الكتاب الثاني: في الضَّمان 5026 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إنَّ رجلاً لَزِمَ غريماً له بعشرة دنانير، فقال: ما أُفَارِقُك حتى تَقْضِيَ أو تأتيَ بحميل، فتحمَّل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتاه بها من وجه غير مرضيّ، فقضاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عنه، وقال: الحميلُ غارِم» . وفي رواية: فتحمَّل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتاه بها، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أين أصَبْتَ هذا الذَّهَبَ؟ فقال: من مَعْدِن، فقال: لا حاجةَ لنا فيه، ليس فيها خَيْر، فقضاها عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بحمِيل) الحميل: الكفيل والضامن. تمَّ حرف الضَّاد، والحمد لله وحده ذكر الضَّحايا في كتاب الحج، من حرف الحاء   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواهما أبو داود في حديث واحد برقم (3328) في البيوع، باب في استخراج المعادن، وابن ماجة رقم (2406) في الصدقات، باب الكفالة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه عبد بن حميد (596) قال: حدثني القعنبي، وأبو داود (3328) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن ماجة (2406) قال: حدثنا محمد بن الصباح. كلاهما - القعنبي، ومحمد بن الصباح - قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة، فذكره. الحديث: 5026 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 61 بسم الله الرحمن الرحيم حرف الطاء ، ويشتمل على خمسة كتب: كتاب الطهارة، كتاب الطعام، كتاب الطّبِ والرُّقَى، كتاب الطَّلاق، كتاب الطِّيَرَة والعَدْوَى الكتاب الأول: في الطهارة ، ويشتمل على سبعة أبواب الباب الأول: في المياه ، وهي تسعة أنواع [النوع] الأول: ماء البحر 5027 - (ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إنا نَرْكَبُ البحرَ، ومَعَنَا القليلُ من الماءِ، فإن توضَّأنَا به عَطِشنا، أفنتوضأ من ماءِ البحرِ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «هو الطَّهُورُ ماؤه، الحِلُّ مَيْتَتُه» أخرجه «الموطأ» والترمذي وأبو داود والنسائي (1) . [ص: 63] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطهورة ماؤه) : الماء الطاهر: ليس بنجس، وقد يكون مطهِّراً كالماء المطلق، وغير مُطهِّر كالماء المستعمل في طهارة الحدث، فأما الطَّهُور فهو الطاهر المطهِّر، فإذا لم يكن مطهِّراً، فليس بطهور، و «فَعُول» من أبنية المبالغة، فكأنَّ هذا الماء قد انتهى في طهارته إلى الغاية.   (1) رواه الموطأ 1 / 22 في الطهارة، باب الطهور للوضوء، وأبو داود رقم (83) في الطهارة، باب الوضوء بماء البحر، والترمذي رقم (69) في الطهارة، باب ما جاء في ماء البحر أنه طهور، والنسائي 1 / 176 في المياه، باب الوضوء بماء البحر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (40) ، وأحمد (2/237) و (393) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وفي (2/361) قال: حدثنا أبو سلمة، والدارمي (735 و 2017) قال: أخبرنا محمد بن المبارك وأبو داود (83) قال: حدثنا عبد الله بن سلمة، وابن ماجة (386) و (3246) قال: حدثنا هشام بن عمار، والترمذي (69) قال: حدثنا قتيبة (ح) وحدثنا الأنصاري إسحاق بن موسى، قال حدثنا معن، والنسائي (1/50و 176) ، وفي الكبرى (58) قال: أخبرنا قتيبة وفي (7/207) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن، وابن خزيمة (111) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وأبو سليمة الخزاعي، ومحمد بن المبارك، وعبد الله بن مسلمة، وهشام ابن عمار، وقتيبة، ومعن، وعبد الله بن وهب - عن مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة من آل ابن الأرزق، عن المغيرة بن أبي بردة، وهو من بني عبد الدار، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/378) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن ليث، عن الجلاح أبي كثير، عن المغيرة ابن أبي بردة، عن أبي هريرة، فذكره. (*) وأخرجه الدارمي (734) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الحراني قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة ابن أبي برده، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكر نحوه، وزاد فيه عن أبيه. (*) وأخرجه أحمد (2/392) قال: حدثنا حسين قال: حدثنا أبو أويس قال: حدثنا صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن سعيد بن سلمة بن الأرزق المخزومي، عن أبي بردة بن عبد الله أحد بني عبد الدار بن قصي، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. الحديث: 5027 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 62 [النوع] الثاني: ماء البئر 5028 - (د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، إنه يُستَقَى لك من بئر بُضاعة، وهي بئر تُلْقَى فيها لحوم الكلاب، وخِرَقُ المحائِضِ، وعَذِرُ الناس؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الماءَ طهور لا يُنَجِّسُه شيء» . وفي رواية قال: «قيل: يا رسول الله، أنتوضأُ من بئر بُضاعَةَ، وهي يُطْرَح فيها الحِيَضُ (1) ، ولحم الكلاب والنَّتْنُ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الماء طهُور لا يُنَجِّسه شيء» . أخرجه أبو داود، وقال: سمعت قتيبة بن سعيد قال: سألتُ قَيِّمَ بئر بضَاعة عن عمقها؟ فقال: أكثر ما يكون الماء فيها إلى العَانَة، قلت: فإذا [ص: 64] نقص؟ قال: دُون العورة» قال أبو داود: قَدَّرتُ بئر بضاعة بردائي - مَدَدتُهُ عليها، ثُمَّ ذَرَعْتُهُ - فإذا عرضُها: ستَّةُ أذْرُع، وسألتُ الذي فتح لي باب البُستان فأدخلني إليه: هل غُيِّرَ بناؤها عما كانت عليه؟ فقال: لا، ورأيت فيها ماء مُتَغَيِّر اللون. وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الثانية (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عذر) العذرة: الغائط، والعذرُ جنس لها، وجمعها: العذرات.   (1) أي الخرق التي يستثفر بها النساء، واحدتها: حيضة، بكسر الحاء. (2) رواه أبو داود رقم (66) في الطهارة، باب ما جاء في بئر بضاعة، والترمذي رقم (66) في الطهارة، باب ما جاء أن الماء لا ينجسه شيء، والنسائي 1 / 174 في المياه، باب ذكر بئر بضاعة، وحسنه الترمذي، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 31 و 86، والدارمي وغيرهم، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه ابن أبي سعيد، عن أبيه: أخرجه أحمد 0 (3/15) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، والنسائي (1/174) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. كلاهما- عبد الصمد، عبد الملك - قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن مطرف بن طريف، عن خالد ابن أبي نوف، عن سليط، عن ابن أبي سعيد الخدري، فذكره. ورواه عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع، عن أبي سعيد. 1- أخرجه أحمد (3/31) ، وأبو داود (66) قال: حدثنا محمد بن العلاء، والحسن بن علي، ومحمد بن سليمان الأنباري، والترمذي (66) قال: حدثنا هناد، والحسن بن علي الخلال، وغير واحد، والنسائي (1/174) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله. ستتهم - أحمد، وابن العلاء، والحسن، والأنباري، وهناد، هارون بن عبد الله - قالوا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب. 2 - وأخرجه أحمد (3/86) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، وأبو داود (67) قال: حدثنا أحمد ابن أبي شعيب، وعبد العزيز بن يحيى الحرانيان، قالا: حدثنا محمد بن سلمة. كلاهما - إبراهيم بن سعد، والد يعقوب، ومحمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن سليط بن أيوب بن الحكم الأنصاري. 3 - وأخرجه أحمد (3/86) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني عبد الله بن أبي سلمة. ثلاثتهم- محمد بن كعب، وسليط وعبد الله بن أبي سلمة - عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري، فذكره. (*) سماه أبو أسامة مرة (عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج) . الحديث: 5028 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 63 [النوع] الثالث: في القُلَّتَين 5029 - (د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يُسألُ عن الماء يكون في الفَلاةِ من الأرض وما يَنُوبُهُ من الدَّواب والسِّباع؟ فقال: إذا كان الماءُ قُلَّتَيْن لم يحمل الْخَبَث» أخرجه أبو داود والترمذي. وفي أخرى لأبي داود: «فإنه لا يَنجُس» . [ص: 65] وفي رواية النسائي قال: «سئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الماء ... » وذكر الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنُوبه) ناب المكان وانتابه، ينوبه وينتابه: إذا تردَّد إليه مرة بعد مرة، ونَوْبَة بعد نَوْبَة. (قُلَّتين) القُلَّة: إناء للعرب كالجرَّة الكبيرة، أو الحُبّ، وهي معروفة بالحجاز وهَجَر، تسع القُلَّة مَزَادة من الماء، وقد قدَّرها الفقهاء مائتين وخمسين رطلاً إلى ثلاثمائة. (يَحْمِل الخبث) أي: يدفعه عن نفسه، كما يقال: فلان لا يحمل الضَّيم: إذا كان يأباه ويدفعه عن نفسه. قال الخطابي: وقد استدل بهذا الحديث من يرى سُؤر السباع نجساً لقوله: «وما ينوبه من السِّباع» أي: يطرقه، ويرده، إذ لولا أن شرب السباع منه ينجسه لما كان لسؤالهم عنه ولا لجوابه إياهم بتقدير القُلَّتين معنى. وقيل: معنى قوله: «لم يَحْمِل الخَبَث» أي: أنه إذا كان قُلَّتين لم يحتمل [ص: 66] أن يكون فيه نجاسة، لأنه ينجس بوقوع الخبث فيه، فيكون على الأول قد قصد أول مقادير المياه التي لا تنجُس بوقوع النجاسة فيها، وهو ما بلغ القُلَّتين فصاعداً، وعلى الثاني: قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع النجاسة فيها، وهو ما انتهى في القِلَّة إلى القُلَّتين، فحينئذ تكون القُلَّتان إذا وقعت فيهما النجاسة نجستين، فإذا زادتا على القُلَّتين احتملتا النجاسة، وهذا هو على خلاف المذهب، فإن من ذهب إلى تحديد الماء بالقُلَّتين، - وهو مذهب الشافعي رحمه الله تعالى - إنما أراد: أنه إذا كان قُلَّتين، ووقعت فيه نجاسة لم تُغَيِّر لونه، ولا طعمه ولا رِيحَه، فإنه لا ينجُس، وأما على التأويل الآخر، فليس مذهباً له.   (1) رواه أبو داود رقم (63) و (64) و (65) في الطهارة، باب ما ينجس الماء، والترمذي رقم (67) في الطهارة، باب رقم (50) ، والنسائي 1 / 175 في المياه، باب التوقيت في الماء، ورواه أيضاً أحمد، والدارمي، وابن ماجة، والشافعي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وهو حديث صحيح، وانظر " تلخيص الحبير " 1 / 16 - 20. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح واختلفوا في تعيين مقدار القلتين: 1- أخرجه أحمد (2/12) (4605) و (2/38) (4961) قال: حدثنا عبدة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (2/26) (4803) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والدارمي (737) قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (738) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثني أبو أسامة، عن الوليد بن كثير. وأبو داود (64) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد (ح) وحدثنا أبو كامل. قال: حدثنا يزيد بن زريع -حماد، يزيد - عن محمد ابن إسحاق. وابن ماجة (517) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا محمدبن إسحاق (ح) وحدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن محمد بن إسحاق. والترمذي: (67) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق. وابن خزيمة (92) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي، وأبو الأزهر، حوثرة بن محمد البصري قالوا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الوليد بن كثير. كلاهما - ابن إسحاق، والوليد - عن محمد بن جعفر بن الزبير. 2- وأخرجه أحمد (2/23) (4753) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/107) (5855) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (818) قال: حدثني أبو الوليد. وأبو داود (65) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (518) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثناوكيع. أربعتهم- وكيع، وعفان، وأبو الوليد، وموسى - قالوا: حدثناحماد - هو ابن سلمة -، قال: أخبرنا عاصم بن المنذر. كلاهما - ابن جعفر وعاصم - عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر. فذكره. الحديث: 5029 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 64 [النوع] الرابع: في الماء الدائم 5030 - (خ م ت س د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نحن الآخِرُون السَّابِقُونَ، وقال: لا يَبُولَنَّ أحدُكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يَغْتَسلُ فيه» . وفي رواية مثله، ولم يذكر: «نحن الآخرون السابقون» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي والنسائي: «لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في الماءِ الدائم، ثم يتوضأُ منه» . [ص: 67] وفي رواية أبي داود والنسائي مثل الترمذي، وقال: «ثم يغتسلُ منه» . وفي أخرى له (1) «لا يبولَنّ أحدُكم في الماءِ الدائمِ، ولا يغتسلْ فيه من الجنابة» . وللنسائي «الماء الراكد» . وله «لا يبولَنَّ أحدُكم في الماء الدائمِ، ثم يغتسلُ منه أو يتوضأُ» . وله «أنه نهى أن يُبالَ في الماء الدائم، ثم يُغتسل فيه من جنابة» . وأخرج الرواية الثانية (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الماء الدائم) : الواقف الساكن الذي لا يجري، لأنه قد دام في مكانه وثَبَت. (الجَنابة) معروفة، يقال: أَجْنبَ الرجل يُجْنِب، وجَنُبَ يجنُب، فهو جُنب، ويقال للواحد، والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، وأصل الجنابة: البُعد، وإنما قيل لمن خرج منه المني، أو جامع ولم ينزل: جنب، لأنه نُهي أن يقرب الصلاة ومواضعها، ما لم يطهر، فتجنَّبها، وأجنب [ص: 68] عنها، أي: بعد عنها، وقيل: لمجانبته الناس وبُعده منهم حتى يغتسل، والأول أحسن.   (1) أي: لأبي داود. (2) رواه البخاري 1 / 298 و 299 في الوضوء، باب البول في الماء الدائم، ومسلم رقم (282) في الطهارة، باب النهي عن البول في الماء الراكد، وأبو داود رقم (69) و (70) في الطهارة، باب البول في الماء الراكد، والترمذي رقم (68) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية البول في الماء الراكد، والنسائي 1 / 49 في الطهارة، باب الماء الدائم، وفي الغسل، باب ذكر نهي الجنب عن الاغتسال في الماء الدائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يغتسل منه» . أخرجه الحميدي (969) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/394) قال: حدثنا أبو أحمد، قال حدثنا سفيان، وفي (2/464) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد ومؤمل قالا: حدثنا سفيان. والنسائي (1/125، 197) وفي (الكبرى) (218) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة. (66) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، والثوري - عن أبي الزناد، قال: أخبرني موسى بن أبي عثمان عن أبيه فذكره. وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبولن الرجل في الماء الدائم، ثم يغتسل منه أو يتوضأ» أخرجه أحمد (2/316) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. ومسلم (1/162) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (68) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (1/197) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا عبد الله. كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك - عن معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يغتسل منه» . أخرجه الحميدي (970) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب. وأحمد (2/265) قال: حدثنا عبد الرزاق: قال: حدثنا معمر، عن أيوب. وفي (2/362) قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، قال: حدثنا رجل قد سماه، وهو عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا هشام، والدارمي (736) قال: أخبرنا أحمد بن ابن حرب، قال: حدثنا جرير، عن هشام. وأبو داود (69) قال: حدثنا أحمد ابن يونس. قال: حدثنا زائدة في حديث هشام، والنسائي (1/49) وفي الكبرى (57) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا إسماعيل، عن يحيى بن عتيق، وابن خزيمة (66) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان هو ابن عيينة، عن أيوب السختياني. ثلاثتهم- أيوب، وهشام بن حسان، ويحيى بن عتيق - عن محمد بن سيرين، فذكره. (*) وأخرجه النسائي (1/197) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة به موقوفا، قال سفيان: قالوا لهشام يعني ابن حسان: إن أيوب إنما ينتهي بهذا لحديث إلى أبي هريرة فقال: إن أيوب لواستطاع أن لا يرفع حديثا لم يرفعه. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائى: كان يعقوب لا يحدث بهذا الحديث إلا بدينار. وعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، أنه سمع أبا هريرة، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه» . أخرجه البخاري (1/68) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب،. والنسائي (1/197) قال: أخبرنا أحمد بن صالح البغدادي قال: حدثنا يحيى بن محمد، قال: حدثني ابن عجلان. وابن خزيمة (66) قال: حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان، هو ابن عيينة. ثلاثتهم - شعيب، وسفيان، ومحمد بن عجلان - عن أبي الزناد أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج حدثه، فذكره. (*) رواية محمد بن عجلان: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يبال في الماء الدائم، ثم يغتسل فيه من الجنابة» . وعن محمد بن سيرين وخلاس، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه» أخرجه أحمد (2/492 و529) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين وخلاس، فذكراه. (*) أخرجه أحمد (2/259) قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (2/492) قال: حدثنا محمد بن جعفر النسائي (1/49) . وفي الكبرى (55) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أعيسى بن يونس. ثلاثتهم - عبد الواحد، ومحمد بن جعفر، وعيسى - عن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه - خلاس -. (*) وأخرجه أحمد (2/259) قال: حدثنا عبد الواحد. والنسائي (1/49) وفي الكبرى (56) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عيسى بن يونس. كلاهما - عبد الواحد، وعيسى - عن عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة فذكره، ليس فيه - محمد بن سيرين. وعن عجلان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ولا يغتسل فيه من الجنابة» . أخرجه أحمد (2/433) قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (70) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (344) قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. كلاهما - يحيى القطان، وأبو خالد الأحمر - عن محمد بن عجلان، قال: سمعت أبي يحدث فذكره. وعن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبو هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو قال أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم-: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم. ثم يغتسل منه» . أخرجه (2/346) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن داود بن بدب الله الأودي، عن حميد ابن عبد الرحمن الحميري، فذكره. وعن أبي مريم، عن أبي هريرة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يبال في الماء الراكد، ثم يتوضأ منه» . أخرجه أحمد (2/288) قال: حدثنا زيد بن حباب. وفي (2/532) قال: حدثنا حماد بن خالد. كلاهما - زيد، وحماد- عن معاوية بن صالح، قال سمع أبا مريم، فذكره. وعن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم. ثم يتوضأ منه أو يشرب» . أخرجه ابن خزيمة (94) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا أنس بن عياض، عن الحارث، وهو ابن أبي ذباب، عن عطاء بن ميناء فذكره. الحديث: 5030 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 66 5031 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَغْتَسِلْ أحدُكم في الماء الدائم وهو جُنُب، قالوا: كيف يفعل يا أبا هريرة؟ قال: يتناوله تناولاً» . أخرجه مسلم. وأخرجه النسائي إلى قوله: «وهو جُنُب» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (283) في الطهارة، باب النهي عن الاغتسال في الماء الراكد، والنسائي 1 / 197 في الغسل، باب ذكر نهي الجنب عن الاغتسال في الماء الدائم. الحديث: 5031 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 68 [النوع] الخامس: في سُؤر السِّباع 5032 - (ط) يحيى بن عبد الرحمن " أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خرج في رَكْب، فيهم عمرو بن العاص، حتى وَرَدُوا حَوْضاً، فقال عَمرو: يا صاحب الحوض، هل تَرِدُ حوضَك السِّباعُ؟ فقال عُمر: يا صاحبَ الحَوْض، لا تُخْبِرْنا، فإنا نَرِدُ على السِّباع، وتَرِدُ علينا» . أخرجه «الموطأ» (1) . وزاد رزين قال: زاد بعض الرواة في قول عمر - رضي الله عنه -: [ص: 69] «وإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لها ما أخَذَت في بُطُونها، وما بَقِي فهو لنا طَهُور وشَرَاب» (2) .   (1) 1 / 23 و 24 في الطهارة، باب الطهور للوضوء، وإسناده منقطع، فإن يحيى بن عبد الرحمن لم يدرك عمر رضي الله عنه، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها، منها الرواية التي بعده. (2) رواه أيضاً بمعناه ابن ماجة من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ولفظه: عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الحياض التي بين مكة والمدينة، تردها السباع والكلاب والحمر، وعن الطهارة منها؟ فقال: لها ما حملت في بطونها، ولنا ما غبر طهور، وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، ولكن للحديث شواهد بمعناه أيضاً يرتقي بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (42) عن يحيى بن سعيد بن محمد وعن إبراهيم بن الحارث التيمي عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، فذكره. قلت: وزيادة رزين، عزاها الحافظ الزرقاني في شرح الموطأ (1/83) لعبد الرزاق. الحديث: 5032 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 68 [النوع] السادس: في فاضل الطهور النهي عنه 5033 - (ت د) الحكم بن عمرو - الغفاري -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يتوضأ الرَّجُلُ بفَضْلِ طَهُورِ المرأة» أخرجه الترمذي وأبو داود. وزاد الترمذي في رواية «أو قال: بسُؤْرِها» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (82) في الطهارة، باب النهي عن الوضوء بفضل وضوء المرأة، والترمذي رقم (64) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية فضل طهور المرأة، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/213) قال:حدثنا وهب بن جرير. وفي (4/213) أيضا قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (5/66) قال: حدثنا سليمان بن داود، أبو داود (82) ،وابن ماجة (373) قالا:حدثنا محمد بن بشار. قال:حدثنا أبو داود. والترمذي (64) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا أبو داود، والنسائي (1/179) قال: أخبرنا عمرو بن علي،قال:حدثنا أبو داود. ثلاتهم - وهب،وعبد الصمد، وأبو داود سليمان بن داود - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن أبي حاجب، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (5/66) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (63) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. كلاهما - ابن جعفر، وسفيان - عن سليمان التيمي،عن أبي حاجب،عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من بني غفار، فذكره. الحديث: 5033 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 69 5034 - (د س) حميد الحميري: قال لَقيتُ رجلاً صَحِبَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم- أربع سِنينَ، كما صحبه أبو هريرة قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن تَغْتَسِلَ المرأةُ بفَضْلِ الرجل، أو يغتسل الرجل بفَضْلِ المرأة» . زاد مُسَدّد: «ولْيَغْتَرِفا جميعاً» . أخرجه أبو داود، والنسائي، إلا أنه زاد في أوله «نهى أن يَمْتَشِط أحدُنا [ص: 70] كلَّ يوم، أو يَبُولَ في مُغْتَسَلِهِ» وهذه الزيادة قد أخرجها أبو داود وحدها، وقد ذُكرت في باب الاستنجاء (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (81) في الطهارة، باب النهي عن الوضوء بفضل وضوء المرأة، والنسائي 1 / 130 في الطهارة، باب ذكر النهي عن الاغتسال بفضل الجنب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 111 و 5 / 369، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5034 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 69 جوازه 5035 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: اغْتَسلَ بعضُ أزْوَاجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في جَفْنَة، فجاءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليتوضَّأ منها - أو يغتسلَ - فقالت: إني كنت جُنُباً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الماء لا يُجْنِبُ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إن الماء لا يُجْنِب) يعني: أنه إذا غمس فيه الجُنُب يده لا ينجُس، وحقيقته: أنه لا يصير بمثل هذا الفعل إلى حال يُجْتَنَب، فلا يُستعمل، وأصل الجنابة: البُعد.   (1) رقم (65) في الطهارة، باب ما جاء في الرخصة في فضل طهور المرأة، ورواه أيضاً أبو داود رقم (68) في الطهارة، باب الماء لا يجنب، وإسناده صحيح، ورواه الدارمي وابن ماجة، والحاكم 1 / 260 وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (1/235) (2100) و (2101) وفي (1/308) (2807) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/235) (2102) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله. وفي (1/284) (2566) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (1/308) (2806) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. والدارمي (741) قال: أخبرنا عبد الله. وابن ماجة (371) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (1/173) قال:أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (109) قال: حدثنا أبو موسى ابن محمد بن المثنى،وأحمد بن منيع،قالا: حدثنا أحمد -وهو الزبيري (ح) وحدثنا عتبة بن عبد الله، قال: أخبرنا ابن المبارك. (ح) وحدثنا سليم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع خمستهم - وكيع،وعبد الله بن الوليد، وعبد الرزاق، ابن المبارك، وأبو أحمد - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (1/337) (3120) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا شريك. 3- وأخرجه الدارمي (740) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا يزيد بن عطاء. 4- وأخرجه أبو داود (68) قال: حدثنا مسدد، وابن ماجة (370) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.، الترمذي (65) قال: حدثنا قتيبة. ثلاثتهم - مسدد، وأبو بكر، وقتيبة - قالوا:حدثنا أبو الأحوص. 5- وأخرجه ابن خزيمة (91) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، محمد بن يحيى القعطي، قالا: حدثنا محمد بن بكر، قال:حدثنا شعبة. خمستهم - سفيان، وشريك، ويزيد، وأبو الأحوص، وشعبة- عن سماك بن حرب، عن عكرمة، فذكره. (*) في مسند أحمد (1/308) (2808) عقب رواية وكيع، عن سفيان قال: عبد الله بن أحمد: قال: أبي في حديثه حدثنا به وكيع في المصنف عن سفيان، عن سماك، عن عكرمة، ثم جعله بعد عن ابن عباس. لفظ رواية شريك: «أجنب النبي -صلى الله عليه وسلم- وميمونة، فاغتسلت ميمونة في جفنة. وفضلت فضلة، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يغتسل منها، فقالت: يا رسول الله وإني، إني قد اغتسلت منه. فقال يعني النبي -صلى الله عليه وسلم-:إن الماء ليست عليه جنابة، أو قال: إن الماء لا ينجس» . (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 5035 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 70 5036 - () عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنها اغْتَسلت في قَصْعَة ثم [ص: 71] جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاغتسل فيها، فقالت: إني كنتُ جُنُباً، فقال: «إن الماء لا يُجْنِبُ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول رواه موقوفا مسروق على أم المؤمنين ولفظه. قالت: «كنت اغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، وإنا لجنبان ولكن الماء لا يجنب» . أخرجه أحمد (6/129) قال: حدثنا الحكم بن مروان. وفي (6/157) قال: حدثنا هاشم. كلاهما - الحكم، وهاشم بن القاسم - قالا: حدثنا إسرائيل، عن جابر الجعفي، عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره. الحديث: 5036 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 70 5037 - (خ م د س) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالهَاجِرَةِ، فأُتِيَ بوَضَوء فتوضَّأ ونحن بالبَطْحَاء، فَجَعَلَ الناسُ يأخُذُونَ من فَضْل وَضُوئه، فَيَتَمَسَّحون به - وفي رواية: فرأيتُ الناسَ يبْتَدِرُونَ ذلك الوَضُوءَ، مَن أصاب منه شيئاً تمسَّح به، ومن لم يُصِبْ منه أَخذ من بَلَلِ يَدِ صاحبه - ثم رأيتُ بلالاً أخْرج عَنَزَة فرَكَزَها، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حُلَّة حَمراءَ مُشَمِّراً، فصلَّى إِلى العَنَزَةِ بالناس ركعتين، ورأيتُ الناسَ والدَّوابَّ يمرُّون بين يدي العَنَزَةِ» . وفي أخرى «وقام الناسُ، فجعلوا يأخُذُون يديه يَمْسَحُون بها وُجُوههم، قال: فأخذتُ بيده فوضعتُها على وجهي، فإذا هي أَبْرَدُ من الثّلج، وأطْيَبُ رائحة من المسك» . أخرجه البخاري، ومسلم. وفي رواية النسائي قال: «شهدتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بالبطحاء، وأخرج بلال فَضْلَ وَضُوئه، فابْتَدَرَهُ الناسُ فَنِلْتُ منه شيئاً، ورَكَزَ له العَنَزَةَ فصلى بالناس، والحُمر والمرأة والكلاب يمرُّون بين يديه» . [ص: 72] وأخرج أبو داود منه الفصلَ الأخير، ولم يذكر الماءَ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوَضُوء) بفتح الواو: الماء الذي يتوضأ به، وبضم الواو: الفعل نفسه، وهو من الوَضاءة: الحُسْن. (عَنَزَة) العَنَزَة: عُكَّازة بقدر نصف الرمح، في رأسها شبه السِّنان من حديد، كانت تُحمَل مع الأمراء.   (1) رواه البخاري 1 / 408 في الصلاة، باب الصلاة في الثوب الأحمر، وفي الوضوء، باب استعمال فضل الوضوء، وفي سترة المصلي، باب سترة الإمام سترة من خلفه، وباب الصلاة إلى العنزة، وباب السترة بمكة وغيرها، وفي الأذان، باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، وباب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي اللباس، باب التشمير في الثياب، وباب القبة الحمراء من أدم، ومسلم رقم (503) في الصلاة، باب سترة المصلي، والنسائي 1 / 87 في الطهارة، باب الانتفاع بفضل الوضوء، وأبو داود رقم (688) في الصلاة، باب ما يستر المصلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5037 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 71 5038 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: أن ابن عمر كان يقول: «لا بأس أن يُغتسلَ بفَضْل المرأة، ما لم تكن حائضاً أو جُنُباً» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 52 في الطهارة، باب جامع غسل الجنابة، وإسناده صحيح. الحديث: 5038 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 72 [النوع] السابع: في ماء الوضوء 5039 - (خ م ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «مَرِضْتُ، [ص: 73] فأَتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر يَعُوداني، فَوَجَداني قد أُغْمِيَ عليَّ، فتوضأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَصَبَّ عليَّ وَضُوءَه» . أخرجه النسائي، وهذا طرف من حديث قد أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وهو مذكور في كتاب «تفسير القرآن» من حرف التاء (1) .   (1) رواه النسائي 1 / 87 في الطهارة، باب الانتفاع بفضل الوضوء، وقد تقدم الحديث برقم (558) في كتاب التفسير، وقد رواه البخاري 1 / 226 في الوضوء، باب صب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءه على المغمى عليه، وفي تفسير سورة النساء، باب يوصيكم الله في أولادكم، وفي المرضى باب عيادة المريض راكباً وماشياً، وباب وضوء العائد للمريض، وفي الفرائض في فاتحته، وباب ميراث الأخوات والإخوة، وفي الاعتصام، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول: لا أدري، أو لم يجب حتى ينزل الوحي، ومسلم رقم (1616) في الفرائض، باب ميراث الكلالة، والترمذي رقم (2098) في الفرائض، باب ميراث الأخوات، وفي التفسير، باب ومن سورة النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1229) . وأحمد (3/307) . والبخاري (7/150) وفي الأدب المفرد (511) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (8/184) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (9/124) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (5/60) قال: حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد. وأبو داود (2886) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، وابن ماجة (1436) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. وفي (2728) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (2097) و (3015) قال: حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي، وفي (3015) أيضا قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يحيى بن آدم. والنسائي (1/87) . وفي الكبرى (71) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وفي الكبرى أيضا (تحفة الأشراف) (3028) عن قتيبة. وابن خزيمة (106) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. جميعهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الله بن محمد، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن عبد الله، وعمرو الناقد، ومحمد بن عبد الأعلى، وهشام بن عمار، والفضل بن الصباح، ويحيى بن آدم، ومحمد بن ممنصور، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرحه أحمد (3/373) . والبخاري (7/154) قال: حدثنا عمرو بن عباس. ومسلم (5/60) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري. وأبو داود (3096) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والترمذي (3851) . في الشمائل (338) قال: حدثنا محمد بن بشار، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3021) عن عمرو بن علي. خمستهم- أحمد، وعمرو بن عباس، والقواريري، ومحمد بن بشار وعمرو بن علي عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان الثوري. 3- وأخرجه أحمد (3/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والدارمي (739) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي وأبو زيد سعيد بن الربيع. والبخاري (1/60) . قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (7/157) قال: حدثنا محمد بن بشاو قال: حدثنا غندر. وفي (8/190) قال: حدثنا عبد الله بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك. ومسلم (5/60) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. وفي (5/61) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، وأبو عامر العقدي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3043) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. عشرتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، والطيالسي، وسعيد بن الربيع، وابن المبارك، وبهز، وابن شميل، والعقدي، ووهب بن جرير، وخالد بن الحارث - عن شعبة. 4- وأخرجه البخاري (6/54) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا هشام. ومسلم (5/60) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون قال: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3060) عن الحسن بن محمد الزعفراني، عن حجاج بن محمد. كلاهما - هشام، وحجاج - عن ابن جريج. 5- وأخرجه الترمذي (2096) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد، قال: أخبرنا عمرو بن أبي قيس. خمستهم -ابن عيينة، والثوري وشعبة، وابن جريج، وعمر وبن أبي قيس - عن محمد بن المنكدر، فذكره. (*) حديث محمد بن عبد الأعلى الصنعاني مختصرا على «عادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماشيا. وأبو بكر، وأنا في بني سلمة» . (*) رواية أحمد بن حنبل، وعمرو بن عياش، ومحمد بن بشار، وعمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، مختصرة علي: «جاءني النبي -صلى الله عليه وسلم- يعودني ليس براكب بغل ولا برذون» . (*) في المطبوع من سنن ابن ماجة (1436) - محمد بن عبد الله الصنعاني - والصواب - محمد بن عبد الأعلى الصنعاني - انظر (تحفة الأشراف) (3028) . الحديث: 5039 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 72 [النوع] الثامن: في اجتماع الرجل والمرأة على الإناء الواحد 5040 - (خ م س د) عائشة - رضي الله عنها – قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إِناء واحد، تَخْتَلِفُ أيدينا فيه من الجنابة» . أخرجه البخاري، ومسلم. وللبخاري: قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من إِناء واحد من الجنابة» . وله في أخرى: قالت: «كان يُوضَعُ لي ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم- هذا [ص: 74] المِرْكَنُ (1) فنشرعُ فيه جميعاً» . ولمسلم قالتْ: «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء بيني وبينه واحد، فَيُبَادِرُني، حتى أقول: دَعْ لي، دع لي، قال: وهما جُنُبَان» . وفي رواية لهما قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من إِناء واحد، من قَدَح يُقال له: الفَرَقُ» . وفي رواية لهما نحوه، قال سفيان: والفَرَقُ: ثلاثة آصُع. وأخرج أبو داود قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إِناء واحد، ونحن جُنُبان» . وأخرج الرواية الخامسة. وفي رواية النسائي: «أنها كانت تغتسلُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الإناء الواحدِ» ، وأخرج الرواية الخامسة. وله في أخرى قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، يُبَادِرُني، وأُبَادِرُه، يقول: دَعي لي، وأَقول أنا: دَعْ لي» . وأخرج الرواية الأولى. وفي رواية لأبي داود قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأخُذ كَفّاً من ماء يَصُبُّ عليَّ الماءَ، [ثم يَأخذ كَفّاً من ماء] ، ثم يصُبُّه عليه» تَرْجمَ أبو داود على [ص: 75] هذا الحديث باب فيما يفيض بين الرجل والمرأة من الماء (2) . وفي أخرى للنسائي قالت: «لقد رَأيْتُني أغتسلُ أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من هذا، فإِذا تَوْر موضوع مثلُ الصاع، أو دُونَه، فنَشْرعُ فيه جميعاً، فأُفِيضُ على رأسي بيدي ثلاث مرات، وما أنقُضُ لي شعراً» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفَرَق) بفتح الراء وسكونها: قدح يسع ستة عشر رطلاً. قال الجوهري: الفَرْق: مكيال معروف بالمدينة، وهو ستة عشر رِطلاً، وقد يُحَرَّك، وذكر ابن الصَّبَّاغ في «الشَّامل» قال: قال الشافعي: والفَرَق: ثلاثة آصُع، يكون ستة عشر رطلاً، وأما الفَرْق - بالسكون -: فمائة وعشرون رطلاً، وهذا خلاف المنقول في كتب اللغة، ما نقل إلا ما قد [ص: 76] حققه، وهو أعرف، فإن هذا مما يتداوله الفقهاء بينهم كثيراً، وهم أعرف به من غيرهم. (ثلاثة آصع) الصَّاع: مكيال يسع أربعة أمداد، والمد: رطل وثلث بالعراقي: أو رطلان، على اختلاف المذهبين (4) . (تَوْر) التَّوْر: إناء صغير.   (1) قال المصنف في " النهاية " المركن - بكسر الميم وسكون الراء وفتح الكاف - الإجانة التي تغسل فيها الثياب، والميم زائدة، وهي التي تخص الآلات. (2) وفي سند رواية أبي داود هذه رجل مجهول، ولكن يشهد لها معنى الروايات التي قبله. (3) رواه البخاري 1 / 313 في الغسل، باب غسل الرجل مع امرأته، وباب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها إذا لم يكن على يده قذر غير الجنابة، ومسلم رقم (319) و (321) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، وأبو داود رقم (77) في الطهارة، باب الوضوء بفضل وضوء المرأة، ورقم (238) و (257) في الطهارة، باب في مقدار الماء الذي يجزئ في الغسل، وباب فيما يفيض بين الرجل والمرأة من الماء، والنسائي 1 / 127 في الطهارة، باب ذكر القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للغسل، وباب ذكر الدلالة على أنه لا وقت في ذلك، وباب ذكر اغتسال الرجل والمرأة من نسائه من إناء واحد، وباب الرخصة في الاغتسال بفضل الجنب، وفي الغسل، باب ترك المرأة نقض رأسها عند الاغتسال. (4) وهو ملء الكفين الوسط مجتمعين ممدودين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وفي رواية جرير بن حازم عن هشام بن عروة: «كنت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- أغتسل من إناء واحد. فأقول: أبق لي. أبق لي ... » . وفي رواية همام عن هشام بن عروة: «أنها كانت تغتسل هي ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، يغرف قبلها، تغرف قبله» . أخرجه مالك الموطأ صفحة (52) عن ابن شهاب. والحميدي (159) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الزهري. وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (6/127و173) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا معمر. قال: أخبرنا الزهري، وفي (6/130) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (6/193) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم، عن هشام بن عروة. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر وابن جريج، عن الزهري. وفي (6/230) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش، عن تميم ابن سلمة (ح) وقال أبو معاوية: حدثنا هشام، عن أبيه. وفي (6/132) قال حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا هشام. وفي (6/281) قال: حدثنا عامر بن صالح. قال: حدثني هشام بن عروة. والدارمي (755) قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري. وفي (756) قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا جعفر بن برقان، عن الزهري والبخاري. (1/72) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري. وفي (1/74) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص. وفي (9/130) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام بن حسان، أن هشام بن عروة حدثه. ومسلم (1/175) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث، عن الزهري (ح) وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث، عن الزهري. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شية وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان عن الزهري. وأبو داود (238) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب. وابن ماجة (376) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث بن سعيد، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. والنسائي (1/57 و 127، 791) . وفي الكبري (73و224) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب. وفي (1/128) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله، عن معمر، عن الزهري. (ح) وفي الكبرى (228) قال: وأنبأنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر وابن جريج، عن الزهري، وفي (1/128و 201) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن هشام بن عروة. وفي (1/128 و 201) . وفي الكبرى (229) قال: أنبأنا قتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة. وابن خزيمة (239) قال: حدثنا بندار ومحمد بن والوليد.. قالا: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام بن حسان، عن هشام بن عروة. أربعتهم - ابن شهاب الزهري، وهشام بن عروة، وتميم بن سلمة، وأبو بكر بن حفص - عن عروة بن الزبير، فذكره. وعن رجل. قال: قلت لعائشة: ما كان يقضي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غسله من الجنابة؟ قال: فدعت بإناء، حرزته صاعا بصاعكم هذا. أخرجه أحمد (6/216) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا يونس. عن الحسن. قال: قال رجل. فذكره. وعن موسى الجهني. قال: جاءوا بعس في رمضان فحزرته ثمانية، أو تسعة، أو عشرة أرطال. فقال مجاهد: حدثتني عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بمثل هذا. أخرجه أحمد (6/51) . والنسائي (1/127) وفي الكبرى (223) قال: أخبرنا محمد بن عبيد. كلاهما- أحمد، ومحمد بن عبيد - عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن موسى الجهني، فذكره. وعن هشام بن عروة، أن عائشة قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تور من شبه» . أخرجه أبو داود (98) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. قال: أخبرني صاحب لي، عن هشام بن عروة، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (99) قال: حدثنا محمد بن العلاء، أن إسحاق بن منصور حدثهم، عن حماد بن سلمة، عن رجل، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه. زاد فيه (عن أبيه) . وعن معاذة، عن عائشة، قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء بيني وبينه واحد، فيبادرني حتي أقول: دع لي دع لي. قالت: وهما جنبان» . (*) في رواية يزيد الرشك زاد في أوله: «إن الماء لا ينجسه شيء» . أخرجه الحميدي (168) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عاصم الأحول. وأحمد (6/91) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا المبارك. قال: حدثني أمي. وفي (6/103) قال: حدثنا أبو سعيد وعبد الصمد. قالا: حدثنا ثابت أبو زيد. قال: حدثنا عاصم. وفي (6/118) قال: حدثنا علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا عاصم. وفي (6/23) قال: حدثنا بهز وعفان. قالا: حدثنا حماد ابن سلمة. قال: حدثنا قتادة وعاصم الأحول. وفي (6/161) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. قال: حدثنا عاصم. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم وفي (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن يزيد الرشك. وفي (6/235) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عاصم. وفي (6/265) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن عاصم الأحول. ومسلم (1/176) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو خيثمة، عن عاصم الأحول. والنسائي (1/130 202،) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن عاصم. وفي الكبرى (234) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وابن خزيمة (236) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عاصم بن سليمان الأحول. وفي (251) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز. قال: حدثنا عبد الوارث. يعني ابن سعيد، عن يزيد، وهو الرشك. أربعتهم - عاصم الأحول، وأم المبارك، وقتادة، ويزيد الرشك - عن معاذة العدوية فذكرته. (*) الروايات متقاربة المعنى، وأثبتنا لفظ رواية مسلم. وعن القاسم، عن عائشة، قالت: «كنت أغتسل أنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، تختلف أيدينا فيه» . زاد في رواية الزهري: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل من الإناء وهو الفرق» . أخرجه أحمد (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج قال: حدثني شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/192) قال: حدثنا أفلح. والبخاري (1/74) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: أخبرنا أفلح. وفي (1/74) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، ومسلم (1/176) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا أفلح بن حميد. والنسائي (1/128و201) وفي الكبرى (230) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم. وفي (1/201) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار. قال: حدثني إسحاق بن منصور. عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري. وابن خزيمة (250) قال: حدثنا بندار وأبو موسى. قال: بندار: حدثنا وقال أبو موسى. حدثني محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن عبد الرحمن بن القاسم. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن القاسم، وأفلح بن حميد، والزهري - عن القاسم بن محمد، فذكره. (*) الروايات متقاربة المعني، وأثبتنا لفظ رواية أفلح عند البخاري (1/74) . وعن الأسود، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، ونحن جنبان» . أخرجه أحمد (6/189) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (6/. 191) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/192 و210) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (1/82) قال: حدثنا قبيصة. وأبو داود (77) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. والنسائي (1/129) وفي الكبرى (227) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وقبيصة - عن سفيان الثوري، قال: حدثني منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. وعن الأسود عن عائشة، رضي الله عنها قالت: «لقد رأيتني أنازع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإناء، أغتسل أنا وهو منه..» . أخرجه النسائي (1/129و202) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبيد بن حميد، عن منصور، عن إبراهيم. عن الأسود، فذكره. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد من الجنابة» . أخرجه أحمد (6/30و64) قال: حدثنا هشيم، عن عمر بن أبي سلمة وفي (6/103) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا أبو عوانة. قال: حدثنا عمر. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا محمد بن عمرو. ومسلم (1/176) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال حدثنا ابن وهب قال: أخبرني محزمة بن بكير، عن أبيه. ثلاثتهم - عمر بن أبي سلمة، ومحمد بن عمرو، وبكير بن عبد الله - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. وعن عطاء، عن عائشة، قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من إناء واحد» أخرجه أحمد (6/168) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/170) قال: حدثنا هشيم. كلاهما - عبد الرزاق، وهشيم - عن ابن جريج، عن عطاء، فذكره. (*) في رواية عبد الرزاق. قال: بن جريج: أخبرني عطاء. وعن مسروق، عن عائشة. قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، وإنا لجنبان، ولكن الماء لا يجنب» . أخرجه أحمد (6/129) قال: حدثنا الحكم بن مروان. وفي (6/157) قال: حدثنا هاشم. كلاهما - الحكم، وهاشم بن القاسم - قالا: حدثنا إسرائيل، عن جابر الجعفي، عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره. وعن عكرمة. قال: حدثتني عائشة «أنها كانت تغتسل مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، في إناء واحد» . أخرجه أحمد (6/155) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا أبان بن صمعة قال: حدثنا عكرمة، فذكره. الحديث: 5040 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 73 5041 - (خ م ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ومَيْمُونةَ كانا يغتسلان من إناء واحد» . وفي رواية عنه عن ميمونة. وفي رواية: «يغتسلُ من فَضْلِ ميمونةَ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج الترمذي الثانية، والنسائي الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 314 في الغسل، باب الغسل بالصاع ونحوه، ومسلم رقم (322) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في الغسل، وغسل الرجل والمرأة في إناء واحد، والترمذي رقم (62) في الطهارة، باب ما جاء في وضوء الرجل والمرأة من إناء واحد، والنسائي 1 / 129 في الطهارة، باب اغتسال الرجل والمرأة من إناء واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: اللفظ الأول: أخرجه البخاري (1/73) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر بن زيد، فذكره. (*) واللفظ الثاني: أخرجه أحمد (1/366) (3465) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. ومسلم (1/177) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن حاتم: حدثنا محمد بن بكر. وابن خزيمة (108) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: أخبرنا أبو عاصم. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال:أخبرني عمرو بن دينار، قال: أكبر علمي، والذي يخطر علي بالى - أن أبا الشعثاء أخبرني، فذكره. الحديث: 5041 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 76 5042 - (س) أم هانئ - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- اغتسل هو وميمونةَ من إناء واحد، في قَصعَة فيها أثَرُ العَجين» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 131 في الطهارة، باب ذكر الاغتسال في القصعة التي يعجن فيها، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/342) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وابن أبي بكير. وابن ماجة (378) قال: حدثنا أبو عامر الأشعري. عبد الله بن عامر. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. والنسائي (1/131) وفي الكبرى (235) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. ثلاثتهم -.عبد الملك بن عمرو، ويحيى بن أبي بكير، وعبد الرحمن - عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، فذكره. الحديث: 5042 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 76 5043 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- والمرأةُ من نسائه يغتسلان من إناء واحد» . زاد في رواية: «من الجنابة» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 1 / 321 في الغسل، باب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/112و 116) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/112و130) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/133) قال: حدثنا بهز. وفي (3/209) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (3/249) قال: حدثنا عفان. والبخاري (1/74) قال: حدثنا أبو الوليد. ستتهم عن شعبة، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، فذكره. الحديث: 5043 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 77 5044 - (خ م س) زينب بنت أبي سلمة - رضي الله عنهما -: «أَن أُمَّها - أُمَّ سلمة - كانت هي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يغتسلان من الإناءِ الواحد من الجنابةِ» . أخرجه مسلم، وذكره البخاري في آخر حديث. وفي رواية النسائي: عن ناعِم - مولى أمِّ سلمةَ - أن أُمَّ سلمةَ سُئِلت: «أتغتسل المرأةُ مع الرجل؟ قالت: نعم، إذا كانت كَيِّسة، رأيتُني أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- نغتسل من مِرْكن واحد، نُفيضُ على أبداننا حتى نُنْقِيهَا، ثم نُفيِضُ عليها الماءَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كَيِّسَة) الكَيْس خلاف الحُمْق، وأراد به هاهنا: حسن الأدب في استعمال الماء مع الرجل.   (1) رواه البخاري 1 / 358 في الحيض، باب النوم مع الحائض وهي في ثيابها، وباب من سمى النفاس حيضاً، وباب من أخذ ثياب الحيض سوى ثياب الطهر، وفي الصوم، باب القبلة للصائم، ومسلم رقم (324) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة ... ، والنسائي 1 / 129 في الطهارة، باب اغتسال الرجل والمرأة من نسائه من إناء واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/291و310) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (6/300) قال: حدثنا عفان. قال: أخبرنا همام. وفي (6/300) قال: حدثنا عفان قال:حدثنا أبان. وفي (6/318) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وعبد الصمد قالا: حدثنا هشام، والبخاري (1/88) قال: حدثنا سعد بن حفص. قال: حدثنا شيبان. وفي (3/39) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله وسلم (1/167و177) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وابن ماجة (380) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي. وعبد الله بن أحمد في زايادته على المسند (6/318) قال: حدثنا هدبة. وقال:حدثنا أبان بن يزيد العطار. أربعتهم - هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهمام،وأبان،وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير. قال: حدثنا أبو سلمة عبد الرحمن، أن زينب بنت أم سلمة حدثته، فذكرته. (*) أخرجه أحمد (6/319) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة، عن عمار بن أبي معاوية البجلي، عن أبي سلمة، عن أم سلمة، فذكرته، ليس فيه زينب بنت أم سلمة. وعن ناعم مولى أم سلمة رضي الله عنها، أن أم سلمة سئلت: أتغتسل المرأة مع الرجل؟ أخرجه أحمد (6/323) قال: حدثنا علي بن إسحاق. والنسائي (1/129) .وفي الكبرى (232) قال: أخبرنا سويد بن نصر. كلاهما - علي بن إسحاق، وسويد بن نصر - عن عبد الله بن مبارك. قال: أخبرنا سعيد بن يزيد وهو أبو شجاع. قال: سمعت عبد الرحمن بن هرمز الأعرج يقول: حدثني ناعم مولى أم سلمة، فذكره. الحديث: 5044 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 77 5045 - (خ ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كان الرجالُ والنساءُ يتوضؤونَ في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جميعاً من إناء واحد» أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي. ولأبي داود قال: «كنا نتوضأُ نحن والنساءُ من إناء واحد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وزاد في رواية: «نُدْلي فيه أيدينا» . وأخرجه البخاري إلى قوله: «جميعاً» . وهذا الحديث لم يذكره الحميديُّ في كتابه (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 259 و 260 في الوضوء، باب وضوء الرجل مع امرأته وفضل وضوء المرأة، والموطأ 1 / 24 في الطهارة، باب الطهور للوضوء، وأبو داود رقم (79) و (80) في الطهارة، باب الوضوء بفضل المرأة، والنسائي 1 / 57 في الطهارة، باب وضوء الرجال والنساء جميعاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (41) . وأحمد (2/113) (5928) قال:حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (1/60) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود (79) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وابن ماجة (381) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (1/57) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن. (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وفي (1/179) .وفي الكبرى (72) (قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن. وابن خزيمة (205) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. سبعتهم - عبد الرحمن، وعبد الله بن يوسف،وعبد الله بن مسلمة، وهشام، ومعن، وابن القاسم، وابن وهب - عن مالك. 2- وأخرجه أحمد (2/4) (4481) قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (79) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد وابن خزيمة (205) قال: حدثنا أبو هاشم، زياد بن أيوب، وأحمد بن منيع، ومؤمل بن هشام، قالوا: أخبرنا إسماعيل. (ح) وحدثنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث. ثلاثتهم- إسماعيل، وحماد، وعبد الوارث - عن أيوب. 3- وأخرجه أحمد (2/103) (5799) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وأبو داود (80) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، وابن خزيمة (120) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال:حدثنا أبو خالد وفي (121) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال:حدثنا المعتمر. أربعتهم - ابن عبيد، ويحيى، وأبو خالد، والمعتمر - عن عبيد الله. 4- وأخرجه ابن خزيمة (205) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، قال: حدثنا عبد الله بن عمر. أربعتهم- مالك، وأبوب،وعبيد الله،وعبد الله - عن نافع،فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/142) (6283) قال: حدثنا ابن نمير،قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، كان النساء والرجال يتوضؤون ... فذكره. ليس فيه: عن ابن عمر. قال عبد الله بن أحمد: كذا قال أبي. الحديث: 5045 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 78 5046 - (د) أم صُبية الجهنية -[خولة بنت قيس]- رضي الله عنها - قالت: «اخْتَلَفتْ يدي ويَدُ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم- في الوضوء من إناء واحد» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (78) في الطهارة، باب الوضوء بفضل وضوء المرأة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/366) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثني خارجة بن الحارث والمزني وفي (6/367) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن أسامة بن زيد. والبخاري في الأدب المفرد (1054) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال:حدثني خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني. وأبو داود (78) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد. وابن ماجة (382) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا أنس بن عياض. قال: حدثنا أسامة بن زيد. كلاهما - خارجة بن الحارث، وأسامة بن زيد - عن أبي النعمان سالم بن سرج، وهو ابن خربوذ، فذكره. (*) في رواية إسماعيل بن أبي أويس: «عن سالم بن سرج مولى أم صبية بنت قيس، هي خولة،وهي جده خارجة بن الحارث،أنه سمعها تقول ... » . (*) وفي رواية وكيع: «ابن خربوذ» ولم يسمه. (*) قال ابن ماجة عقيب الحديث: سمعت محمدا (يعني ابن يحيى) يقول: أم صبية هي خولة بنت قيس. فذكرت ذلك لأبي زرعة. فقال:صدق. الحديث: 5046 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 78 [النوع] التاسع: في النَّبيذ 5047 - (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليلةَ الجنّ: «ما في إِدَاوَتِكَ - أو رَكْوَتك – قلت: نبيذ، [ص: 79] قال: تمرة طيِّبة، وماء طهور، فتوضّأ منه» . أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود، ولم يذكر: «فتوضَّأ منه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإدَاوة) المطهرة، وهي إناء من جلد كالسَّطيحة ونحوها. (ركوتك) الرَّكوة: ظرف من جلد صغير يستصحبه الصوفي في سفره وهو معروف (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (88) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء بالنبيذ، وأبو داود رقم (84) في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ من حديث أبي زيد عن عبد الله بن مسعود، قال الترمذي: وأبو زيد مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير هذا الحديث، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود "، وقال أبو زرعة: وليس هذا الحديث بصحيح، وقال أبو أحمد الكرابيسي: ولا يثبت في هذا الباب حديث، بل الأخبار الصحيحة عن ابن مسعود ناطقة بخلافه. قال الحافظ ابن حجر في " الفتح ": هذا الحديث أطبق علماء السلف على تضعيفه. (2) كذا الأصل، وفي " النهاية " للمصنف: الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء، والجمع ركاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول لا يثبت: أخرجه أحمد (1/402) (3810) و (1/450) (4301) قال: حدثنا يحيى ابن زكريا، عن إسرائيل. وفي (1/449) (4296) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/458) (4381) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني أبو عميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود. وأبو داود (84) قال: حدثنا هناد، وسليمان بن داود العتكي، قالا: حدثنا شريك. وابن ماجة (384) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن أبيه (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان، والترمذي (88) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا شريك. خمستهم - إسرائيل، وسفيان، وأبو عميس، وشريك، والجراح بن مليح والد وكيع - عن أبي فزارة العبسي، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث، فذكره. (*) قال أبو داود: وقال سليمان بن داود (عن أبي زيد، أو زيد) كذا قال شريك. قال المزي: وفي رواية أبي الحسن بن العبد- يعني عن أبي داود -: عن زائد - أو زيد- (تحفة الأشراف) (9603) . (*) رواية إسرائيل، وسفيان وشريك، والجراح مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له ليلة الجن: عندك طهور؟ قال: لا. إلا شيء من نبيذ في إداوة. قال: تمرة طيبة، وماء طهور فتوضأ» . (*) قال الترمذي: أبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا تعرف له رواية غير هذا الحديث. الحديث: 5047 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 78 الباب الثاني: في إزالة النجاسة ، وفيه خمسة فصول الفصل الأول: في البول والغائط، وما يتعلق بهما ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في بول الطفل 5048 - (خ م ط د ت س) أم قيس بنت محصن - رضي الله عنها -: أَنها «أَتَتْ بَابْن لها صغير، لم يأكل الطعام، إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأجْلَسَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حَجْرِه، فَبَالَ على ثوبه، فدعا بماء فَنَضَحه، ولم يغسله» . وفي رواية: «فلم يَزِدْ على أنْ نَضَح بالماء» . وفي أُخرى: «فدعا بماء فَرَشَّه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، وأخرج الموطأ، وأبو داود الأولى، وأخرج الترمذي الآخرة (1) . [ص: 81] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَنَضَحه) النَّضْح: رَشُّ الماء على الشيء، ولا يبلغ الغسل.   (1) رواه البخاري 1 / 281 في الوضوء، باب بول الصبيان، ومسلم رقم (287) في الطهارة، باب حكم بول الطفل الرضيع، والموطأ 1 / 64 في الطهارة، باب ما جاء في بول الصبي، وأبو داود رقم (374) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، والترمذي رقم (71) في الطهارة، باب ما جاء في نضح بول الغلام قبل أن يطعم، والنسائي 1 / 157 في الطهارة، باب بول الصبي الذي لم يأكل الطعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (63) . والحميدي (343) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/. 355) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (6/356) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/356) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر وقال: حدثنا معمر. والدارمي (747) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا مالك بن أنس وحدثناه عن يونس أيضا. والبخاري (1/66) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (7/161) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. قال: أخبرنا ابن عيينة، ومسلم (1/164) قال: حدثنا محمد بن رمحمد بن المهاجر. قال: أخبرنا الليث (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا بن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. وفي (7/24) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (374) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (524) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ومحمد بن الصباح. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (71) قال: حدثنا قتيبة وأحمد ابن منيع، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، والنسائي (1/157) وفي الكبرى (283) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، وابن خزيمة (285) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان. وفي (286) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا يونس مرة. قال: حدثني ابن وهب، قال: أخبرني مالك والليث وعمرو بن الحارث ويونس. ستتهم - مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس بن زيد، والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. الحديث: 5048 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 80 5049 - (خ م ط س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بصَبِيّ، فَبَالَ على ثوبه، فدعا بماء فأتْبَعه إِيَّاه» . وفي رواية: «أُتِيَ بصبي فَحَنَّكَه، فبالَ عليه» ، أَخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم: أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «كان يُؤتَى بالصِّبْيان فيُبَرِّكُ عليهم، ويُحنِّكُهم، فأُتيَ بصبيّ ... وذكر الحديث» . وأَخرج الموطأ، والنسائي الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ويُحنِّكُهم) تَحْنِيك الصبي عند الولادة: هو أن يمضغ تمرة، يُدلك بها حَنَكُه، ويوضع منها في فمه. (فيبرِّك عليهم) بَرَّكْت على آل فلان: إذا دعوتَ لهم بالبركة، وقلت: بارك الله لكم وفيكم، ونحو ذلك.   (1) رواه البخاري 1 / 280 و 281 في الوضوء، باب بول الصبيان، وفي العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق وتحنيكه، وفي الأدب، باب وضع الصبي في الحجر، وفي الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم، ومسلم رقم (286) في الطهارة، باب حكم بول الطفل الرضيع، والموطأ 1 / 64 في الطهارة، باب ما جاء في بول الصبي، والنسائي 1 / 157 في الطهارة، باب بول الصبي الذي لم يأكل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (63) .والحميدي (164) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (6/46) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/.52) قال:حدثنا يحيى ووكيع. وفي (6/210) قال:حدثنا وكيع. وفي (6/212) قال:حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس. والبخاري (1/65) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (7/108) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (8/10) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (8/95) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله ومسلم (1/163و164) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى وفي (6/176) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير. أبو داود (5106) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن فضيل (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (523) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (1/157) . وفي الكبرى (284) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية، ويحيى بن سعيد، ووكيع،وعبد القدوس، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن نمير،وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن يونس، ومحمد بن فضيل، وأبو فضيل، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. (*) في روايتي ابن فضيل وأبي أسامة، لم يذكرا قصة بول الغلام. الحديث: 5049 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 81 5050 - (د) لُبابة بنت الحارث - رضي الله عنها - قالت: «كان الحَسَنُ بن عليّ في حَجْرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فَبالَ على ثوبه، فقلتُ: يا رسول الله، الْبَسْ ثَوْباً، وأعْطِني إِزَارَكَ حتى أغْسِلَهُ، قال: إِنَّما يُغْسَلُ من بول الأنثى، ويُنْضَحُ من بول الذكر» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (375) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (6/339) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا إسرائيل، وأبو داود (375) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، والربيع بن نافع أبو توبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص وابن ماجه (522) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (3923) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا علي بن صالح. وابن خزيمة (282) قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد، يعني ابن موسى (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري، قال: حدثنا علي بن معبد، قالا: حدثنا أبو الأحوص. ثلاثتهم - إسرائيل، وأبو الأحوص، وعلي بن صالح - عن سمك، عن قبون بن المخارق، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة.. (*) في رواية أبي الأحوص عند ابن ماجة: «قابوس بن أبي المخارق» . الحديث: 5050 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 82 5051 - (د س) أبو السمح - رضي الله عنه - قال: «كنت أخدُمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان إذا أراد أن يغتسلَ قال: وَلِّنِي، فأُوَلِّيه قَفَايَ، فأسْتُرُهُ بذلك، فأُتِيَ بحَسَن- أو حُسَيْن - فبالَ على صَدْره، فجئت أغْسِلُه، فقال: يُغْسَلُ من بول الجاريةِ، ويُرَشُّ من بول الغُلام» . أخرجه أبو داود. واختصره النسائي، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُغْسَلُ من بول الجارية، ويُرَشُّ من بول الغُلام» . وأخرج من أوله إِلى قوله: «فأستره بذلك» مفرداً (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (376) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، والنسائي 1 / 158 في الطهارة، باب بول الجارية، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (376) قال: حدثنا مجاهد بن موسى وعباس بن عبد العظيم. وابن ماجة (613) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري وأبو حفص عمرو بن علي الفلاس ومجاهد بن موسى والنسائي (1/126) .وفي الكبرى (221) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى. ثلاثتهم - مجاهد، والعباس بن عبد العظيم، وعمرو بن علي - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال:حدثني يحيى بن الوليد. قال: حدثني محل بن خليفة،فذكره. أخرجه أبو داود (376) قال: حدثنا مجاهد بن موسى، وعباس بن عبد العظيم. وابن ماجة (526) قال: حدثنا عمرو بن علي ومجاهد بن موسى والعباس بن عبد العظيم. والنسائي (1/158) .وفي الكبري (285) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى. وابن خزيمة (283) قال:حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري. ثلاثتهم - مجاهد،وعباس، وعمرو بن علي - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا يحيى ابن الوليد. قال:حدثني محلى بن خليفة الطائي فذكره. الحديث: 5051 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 82 5052 - (ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال في بول الغلام الرَّضِيع: «يُنْضحُ بولُ الغلام، ويُغسَل بولُ الجارية» . قال قتادة: هذا ما لم يَطْعَمَا، فإِذا طَعِمَا غُسِلا جميعاً. [ص: 83] وقال الترمذي: رفع بعضهم هذا الحديث، ووقفه بعضهم ولم يرفعه. وفي رواية أبي داود قال عليّ: «يُغسل [من] بول الجارية، ويُنضَحُ من بول الغلام ما لم يَطْعَمْ» . وفي رواية عنه: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: ... فذكر بمعناه، ولم يذكر «ما لم يطعم» زاد: قال قتادة: «هذا ما لم يطعما، فإذا طَعِمَا: غسلا جميعاً» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (610) في الصلاة، باب ما ذكر في نضح بول الغلام الرضيع، وأبو داود رقم (377) و (378) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/76) (563) و (1/137) (1149) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وفي (1/97) (757) قال: حدثنا معاذ بن هشام. وفي (1/137) (1148) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن بشار بندار، قالوا: حدثنا معاذ بن هشام (ح) وحدثني أبو خيثمة، قال: حدثنا عبد الصمد ومعاذ. وأبو داود (378) قال: حدثنا ابن المثنى. قال حدثنا معاذ بن هشام. وابن ماجة (525) . قال: حدثنا حوثرة بن محمد ومحمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، والترمذي (610) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام. وابن خزيمة (284) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا معاذ بن هشام (ح) وحدثنا أبو موسى بمثله- يعني عن معاذ -. كلاهما - عبد الصمد، ومعاذ - عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، فذكره. قال عبد الله بن أحمد: ولم يذكر أبو خيثمة في حديثه عن قتادة قال قتادة: هذا ما لم يطعما الطعام، فإذا طعما الطعام غسلا جميعا. (*) أخرجه أبو داود (377) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه قال: يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام ما لم يطعم. (موقوفا) . الحديث: 5052 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 82 5053 - (د) الحسن البصري عن أُمِّه: «أنها أَبْصَرَتْ أمَّ سلمةَ تَصُبُّ الماء على بول الغلام ما لم يَطْعَم، فإذا طَعِم غسلته، وكانت تغسلُ بولَ الجارية» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (379) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (379) قال: ثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر ثنا عبد الوارث، عن يونس، عن الحسن، فذكره. الحديث: 5053 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 83 الفرع الثاني: في البول على الأرض 5054 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- رأى أعرابياً يبولُ في المسجد، فقال: دَعُوه، حتى إِذا فَرَغَ دعا بماء فَصَبَّه عليه» . [ص: 84] وفي رواية قال: «بينما نحنُ في المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إِذْ جاء أعرابيّ، فقام يبولُ في المسجد، فقال أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: مَهْ، مَهْ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تُزْرِمُوه، دَعُوه، فتركوه حتى بالَ، ثم إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقال له: إِنَّ هذه المساجدَ لا تصلحُ لشيء من هذا البول والقَذَرِ، إِنما هي لِذِكْرِ الله، والصلاةِ، وقراءةِ القرآن - أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: وأمر رجلاً من القوم، فجاء بِدَلْو من ماء، فَسنَّه عليه» . وفي أخرى: «أن أعرابياً قام إلى ناحية المسجد، فبالَ فيها، فصاحَ به الناسُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعُوه، فلما فرغَ أمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بذَنُوب، فصُبَّ على بوله» . وفي أخرى «فبالَ في طائفة المسجد، فزَجَرَه الناس، فنهاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فلما قَضَى بولَه: أمر بذَنُوب من ماء، فأُهْرِيقَ عليه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) . [ص: 85] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا تُزْرِمُوه) بتقديم الزاي المعجمة على الراء، أي: لا تقطعوا بوله: يقال: زَرَم الدَّمع: إذا انقطع. (فسنَّه عليه) سننت الماء على الثوب وعلى الأرض ونحو ذلك: إذا صببته عليه، وقد جاء في كتاب مسلم «فشَنَّه» » بالشين المعجمة، أي: فرَّقه عليه من جميع جهاته، ورشَّه عليه، ومنه: شَنَنْت الغارة: إذا فرَّقَتها من جميع الجهات والنواحي. (فأُهرِيق) يقال: هَرَاق الماء يُهْرِيقه: إذا صبَّه، وأصله: أراقه، فقُلبت الهمزة هاء، ويقال أيضاً: أَهْرَقَه يُهْرِقه، وأهراق، ويُهَرِيق بفتح الهاء (2) . (بذَنوب) الذَّنُوب: الدَّلْو العظيمة، وكذلك السَّجْل، قال: ولا يسمَّى بذلك إلا إذا كان فيها ماء.   (1) رواه البخاري 1 / 278 في الوضوء، باب ترك النبي صلى الله عليه وسلم والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد، وباب صب الماء على البول في المسجد، وفي الأدب، باب الرفق في الأمر كله، ومسلم رقم (284) في الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات، والنسائي 1 / 48 في الطهارة، باب ترك التوقيت في الماء. (2) انظر هذه المادة في " اللسان " فإن فيها لغات نادرة وشاذة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أخرجه البخاري (651) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا همام. قال: أخبرنا إسحاق، فذكره. وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني أنس بن مالك، قال: «بينما نحن في المسجد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مه مه، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لاتزرموه، دعوه، فتركوه، حتى بال، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقا له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول. ولا القذر، وإنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن- أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فأمر رجلا من القوم فجاء دلو من ماء فشنه عليه» . أخرجه أحمد (3/191) قال: حدثنا بهز. ومسلم (1/163) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا عمر ابن يونس. وابن خزيمة (293) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا بهز. كلاهما- بهز، وعمر - عن عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إسحاق بن أبي طلحة، فذكره. وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «دخل أعرابي المسجد على عهد رسول الله، فبال فنهوه، فقال رسول الله: دعوه وأمر أن يصب عليه، أو أهريق عليه الماء» . أخرجه الحميدي (1196) وأحمد (3/110) قالا: حدثنا سفيان وأحمد (3/114) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/167) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (746) قال: حدثنا جعفر بن عون. والبخاري (1/65) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، هو ابن المبارك، في (1/65) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، ومسلم (1/163) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة، عن الدراوردي، والترمذي (148) قال: حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن..قال: سفيان. والنسائي (1/47) ، وفي الكبرى (52) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا عبيدة بن حميد. وفي (1/48) والكبرى (53) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. ثمانيتهم - سفيان، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن نمير وجعفر بن عون. وعبد الله بن المبارك وسليمان بن بلال، وعبد العزيز الدراوردي، وعبيدة بن حميد - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فذكره. عن ثابت، عن أنس بن مالك «أن أعرابيا بال في المسجد فقاموا إليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تزرموه، ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه» . أخرجه أحمد (3/226) قال: حدثنا يونس بن محمد. وعبد بن حميد (1381) قال: حدثنا محمد بن الفضل. والبخاري (8/14) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ومسلم (1/163) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. وابن ماجة (528) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي (1/147 175،) وفي الكبرى (51) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (296) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. خمستهم - عن حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره الحديث: 5054 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 83 5055 - (ت د خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ أعْرَابياً دخلَ المسجدَ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- جَالِس، فصلَّى ركعتين، ثم قال: اللَّهُمَّ ارْحمني ومحمداً، ولا ترحمْ معنا أحداً، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم-: لقد تَحَجَّرْتَ وَاسِعاً، ثم لم يَلْبَثْ أن بالَ في ناحية المسجد، فأسْرَعَ [إِليه] النَّاسُ، فنهاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وقال: إِنما بُعِثْتُم مُيَسِّرِينَ، ولم تُبْعَثُوا مُعسِّرِينَ، صُبُّوا عليه سَجْلاً من ماء، أو قال: ذَنُوباً من ماء» . [ص: 86] أخرجه الترمذي، وأبو داود، وفي رواية البخاري، والنسائي مُفرَّقاً في موضعين (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَحَجَّرْت واسعاً) أي: ضَيَّقْتَ السَّعة، وأصله: اتخذت عليه حَجْرة، أي: حظيرة أحاطت به من جوانبه.   (1) رواه البخاري 1 / 278 و 279 في الوضوء، باب صب الماء على البول في المسجد، وأبو داود رقم (380) في الطهارة، باب الأرض يصيبها البول، والترمذي رقم (147) في الطهارة، باب ما جاء في البول يصيب الأرض، والنسائي 1 / 48 و 49 في الطهارة، باب ترك التوقيت في الماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح عن معمر. (ح) وحدثنا هارون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والبخاري (1/65) وفي (8/37) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والنسائي (1/48 و175) وفي الكبرى (54) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن عن عمر بن عبدذ الواحد، عن الأوزاعي، عن محمد بن الوليد. وابن خزيمة (297) قال: حدثنا عتبة بن عبد الله اليحمدي، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا يونس. أربعتهم - معمر بن راشد، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فذكره. وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال. 1- أخرجه الحميدي (938) . وأحمد (2/239) . وأبو داود (380) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وابن عبدة في آخرين والترمذي (147) قال: حدثنا ابن أبي عمر وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. والنسائي (3/14) . وفي الكبرى (470و 1049) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري البصري. وابن خزيمة (298) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا المخزومي. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن عمرو، وأحمد بن عبدة، وابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الله بن محمد الزهري، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه ابن خزيمة (298) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن صدقة، قال: حدثنا سفيان، وهو ابن حسين. كلاهما- سفيان بن عيينة، وسفيان بن حسين - عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 5055 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 85 5056 - (د) عبد الله بن معقل بن مقرن قال «صلَّى أعرابيّ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- .... بهذه القصة، قال فيه: وقال - يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: خُذُوا ما بالَ عليه من التراب فألْقُوه، وأهريقُوا على مكانه ماء» قال أبو داود: وهو مرسل، ابنُ معقل لم يُدرك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (381) في الطهارة، باب الأرض يصيبها البول، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه أبو داود (381) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير - يعني ابن أبي حازم- قال: سمعت عبد الملك - يعني ابن عمير - يحدث عن عبد الله بن معقل بن مقرن، فذكره. الحديث: 5056 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 86 5057 - (د) أبو عبد الله الجشمي قال: حَدَّثنَا جُنْدُب قال: جاء أعرابيّ، فأنَاخَ رَاحِلته ثم عَقَلها، ثم دخل المسجدَ، فصلَّى خَلْفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما سلَّمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أتى الأعرابيُّ راحلته فأطْلَقها، ثم ركب، ثم نادى: اللهم ارْحَمْني ومحمداً، ولا تَشْرَك في رحمتنا أحداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من تَرَوْنَ أضلُّ: هذا، أو بعيرُه؟ ألم تسمعوا إلى ما قال؟ [ص: 87] قالوا: بلى» . أخرجه أبو داود هكذا (1) . وذكره رزين، وزاد فيه بعد قوله: «ثم دخل المسجدَ» فقال: فجعل يبُول فيه، فانتَهَرَهُ بعضُ أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوه، وأهْرِيقُوا عليه ذَنُوباً من ماء، قال: ثم توضَّأ فصلى خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... الحديث.   (1) رقم (4885) في الأدب، باب من ليست له غيبة، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/312) . وأبو داود (4885) قال: حدثنا علي بن نصر. كلاهما- أحمد، وعلي - قال أحمد: حدثنا وقال: علي: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوراث. قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الجريري، عن أبي عبد الله الجشمي، فذكره. قلت: لم أقف على رواية رزين المذكورة. الحديث: 5057 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 86 5058 - (ط) يحيى بن سعيد: قال: جاء أعرابيٌّ المسجدَ، فكشف عن فَرْجِهِ لِيَبُول، فصاحَ الناسُ به، حتى عَلاَ الصوتُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اتركوه، فتركوه، فبالَ، ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بذَنوب من ماء، فصُبَّ على ذلك المكان» . أخرجه «الموطأ» هكذا مرسلاً عن يحيى بن سعيد. وهذه الرواية هي إحدى روايات البخاري ومسلم، كحديث أنس المقدَّم ذِكْرُه، وإنما أفردْناها، لأن الموطأ أخرجها هكذا مرسلة، فربما كانت عن غير أنس (1) .   (1) أخرجه الموطأ 1 / 64 و 65 في الطهارة، باب ما جاء في البول قائماً وغيره مرسلاً، وقد وصله البخاري ومسلم والنسائي من حديث أنس، وقد تقدم برقم (5051) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (139) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره. قال الزرقاني: مرسل،وصله البخاري من طريق ابن المبارك،ومسلم من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والشيخان معا من طريق يحيى القطان. ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه قال: سمعت أنس بن مالك قال .... ثم ذكر شرح المتن. شرح الزرقاني (1/189) الحديث: 5058 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 87 الفرع الثالث: في النجاسة تكون في الطريق 5059 - (ط د ت) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت لها امرأة: إني أُطِيلُ ذَيْلي، وأمشي في المكان القَذِر؟ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُطَهِّرُه ما بعدَهُ» . أخرجه أبو داود والترمذي و «الموطأ» ، وقال أبو داود: المرأةُ أمُّ ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وقال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود قال: «كُنَّا نُصلِّي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا نتوضأ من المَوْطإ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يطهره ما بعده) قوله: يطهره ما بعده في هذا الحديث، وقوله في الحديث الآخر: «فهذه بهذه» معناه عند الشافعي -رحمه الله-: فيما كان يابساً لا يعلق بالثوب منه شيء، فأما إذا كان رطباً، فإنه لا يطهر إلا بالغسل، وقال مالك: هو أن يطأ الأرض القذرة، ثم يطأ الأرض اليابسة النظيفة فإن بعضها يطهر بعضاً، وأما النجاسة مثل البول ونحوه، يصيب الثوب أو [ص: 89] بعض الجسد، فإن ذلك لا يطهره إلا الماء إجماعاً، قال: وفي إسناد الحديثين مقال (2) .   (1) رواه الموطأ 1 / 24 في الطهارة، باب مالا يجب منه الوضوء، وأبو داود رقم (383) في الطهارة، باب في الأذى يصيب الذيل، والترمذي رقم (143) في الطهارة، باب في الوضوء من الموطأ، وهو حديث صحيح بشواهده. (2) ولكنه صحيح بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (41) . وأحمد (6/290) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (6/316) قال: حدثنا صفوان بن عيسى والدارمي (748) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا مالك بن أنس. وأبو داود (383) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وابن ماجة (531) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا مالك بن أنس. والترمذي (143) قال: حدثنا أبو رجاء قتيبة. قال: حدثنا مالك بن أنس. ثلاثتهم - مالك بن أنس، وعبد الله بن إدريس. وصفوان بن عيسى - عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فذكرته. (*) في رواية صفوان بن عيسى: (ح) عن أم ولد لابن عبد الرحمن بن عوف» . (*) وفي رواية قتيبة «عن أم ولد لعبد الرحمن بن عوف» . قلت: الراوية عن أم سلمة، مجهولة. الحديث: 5059 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 88 5060 - (د) امرأة من بني عبد الأشهل - رضي الله عنها - قالت: «قلتُ: يا رسول الله، إن لنا طريقاً إلى المسجد مُنْتِنة، فكيف نفعل إذا مُطِرنا؟ قالت: فقال: أليس بعدَها طريق هي أطيبُ منها؟ قلت: بلى، قال: فهذه بهذه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (384) في الطهارة، باب في الأذى يصيب الذيل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/435) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير، يعني ابن معاوية. وفي (6/435) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا إسرائيل. وأبو داود (384) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي وأحمد بن يونس. قالا:حدثنا زهير. وابن ماجة (533) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك. ثلاثتهم - زهير، وإسرائيل، وشريك - عن عبد الله بن عيسى، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، فذكره. الحديث: 5060 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 89 5061 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى، فإن التراب له طَهُور» . وفي رواية «إذا وطئ الأذى بخُفَّيه فطَهُورُهما الترابُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (385) و (386) في الطهارة، باب في الأذى يصيب النعل، وإسناد الرواية الأولى صحيح، والرواية الثانية فيها محمد بن عجلان وهو ثقة اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، ولكن يشهد لها الرواية الأولى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (386) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم. وابن خزيمة (292) قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور الأنطاكي. كلاهما - أحمد بن إبراهيم،والحسن بن عبد الله - عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (385) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو المغيرة (ح) وحدثنا عباس بن الوليد بن مزيد، قال: أخبرني أبي (ح) وحدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر - يعني ابن عبد الواحد - عن الأوزاعي، المعنى، قال: أنبئت أن سعيدا المقبري حدث عن أبيه، فذكره. الحديث: 5061 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 89 5062 - (د) عائشة - رضي الله عنها - بمعناه، أخرجه أبو داود هكذا، ولم يذكر لفظه (1) .   (1) رقم (387) في الطهارة، باب في الأذى يصيب النعل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (387) قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا محمد، يعني ابن عائذ. قال: حدثني يحيى، يعني ابن حمزة، عن الأوزاعي، عن محمد بن الوليد، قال: أخبرني سعيد بن أبي سعيد، عن القعقاع بن حكيم، فذكره. الحديث: 5062 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 89 5063 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إذا مرَّ ثوبُكَ، أو وَطِئْتَ قَذَراً رَطْباً فاغْسِلْه، وإن كان يابساً فلا عليك» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين،لم أهتد إليه. الحديث: 5063 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 89 الفصل الثاني: في المني 5064 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنهما - قالت: «كنتُ أغْسِلُ الجنابةَ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فيخرُج إلى الصلاةِ وإنَّ بُقَعَ الماء في ثوبه» . وفي رواية «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يغسل المنِيَّ، ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب، وأنا أنْظُرُ أثَرَ الغَسْلِ فيه» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم «أنَّ رجلاً نزل بعائشةَ، فأصْبَح يغسل ثوبه، فقالت عائشةُ: إنما كان يُجْزِئُكَ - إنْ رأيتَه - أن تغسلَ مكانه، فإن لم تَرَهُ نَضَحْتَ حَوْلَه، فلقد رأيتُني أفْرُكُه من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَرْكاً، فيُصلي فيه» . وله في أخرى: قالتْ عائشةُ في المنيِّ «كنتُ أفْرُكه من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وله في أخرى من حديث عبد الله بن شهاب الخَوْلاني قال: «كنتُ نازلاً على عائشةَ، فاحْتَلَمْتُ في ثَوْبيَّ، فغمستُهما في الماء، فرأتني جارية لعائشةَ، فأخبرتْها، فبعثتْ إليَّ عائشةُ، فقالتْ: ما حَمَلَكَ على ما صَنعتَ بثوبَيْك؟ قال: قلتُ: رأيتُ ما يرى النائم في منامه، قالتْ: هل رأيتَ فيهما [ص: 91] شيئاً؟ قلت: لا، قالت: فلو رأيتَ شيئاً غَسَلْتَهُ، لقد رأيْتُني وإني لأحُكُّه من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يابساً بِظُفُري» . وفي رواية الترمذي «أنها غسلت مَنِيّاً من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وله في أخرى: قال همَّامُ بن الحارث: «ضاف عَائشةَ ضَيْف، فأمرتْ له بِمِلْحَفَة صفراءَ، فنام فيها، فاحْتَلَم، فاسْتَحْيَى أنْ يُرْسِلَ بها إليها وبها أثرُ الاحتلام، فَغَمَسَها في الماء، ثم أرسل بها، فقالت عائشةُ: لِمَ أفسدَ علينا ثوْبَنا؟ إنما كان يكفيه أن يَفْرُكه بأصابعه، وربما فَرَكْتُه من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأصابعي» . وفي رواية أبي داود قال: سمعتُ عائشةَ تقولُ: «إنَّها كانت تغسل المنيَّ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: ثم أرَاهُ فيه بُقْعَة، أو بُقَعاً» . وله في أخرى عن همام «أنه كان عند عائشة، فاحْتَلَم، فأبْصَرَتْهُ جارية لعائشةَ، وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه - أو يغسل ثوبَه - فأخْبَرَتْ عائشةَ، فقالت: لقد رأيتُني وأنا أفْرُكُه من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فيُصلِّي فيه» . وله في أخرى مختصراً قالت: «كنتُ أفْرُكُ المنيَّ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيُصلِّي فيه» . [ص: 92] وفي رواية النسائي قالتْ: « [لقد] رأيتُني أفرُك المنيَّ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى «كنتُ أراه في ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَأحُكُّه عنه بشيء» . وفي أخرى «كنتُ أفْرُكُ المنيَّ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فيُصلِّي فيه» وأخرج الرواية الأولى من الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضاف ضَيف) ضِفْتُ الرجل: إذا نزلت به، وأضَفْتُه: إذا أنزلته.   (1) رواه البخاري 1 / 287 في الوضوء، باب غسل المني وفركه، وباب إذا غسل الجنابة أو غيرها فلم يذهب أثره، ومسلم رقم (288) و (289) و (290) في الطهارة، باب حكم المني، وأبو داود رقم (371) و (372) و (373) في الطهارة، باب المني يصيب الثوب، والترمذي رقم (117) و (118) في الطهارة، باب ما جاء في المني يصيب الثوب، وباب غسل المني من الثوب، والنسائي 1 / 156 في الطهارة، باب غسل المني من الثوب، وباب فرك المني من الثوب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن سليمان بن يسار، عن عائشة، قالت: «كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخرج إلى الصلاة، وإن بقع الماء في ثوبه» . أخرجه أحمد (6/47) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/142و235) قال: حدثنا يزيد. وفي (6/162) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. والبخاري (1/67) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا يزيد (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (1/67) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا عبد الواحد (ح) . وحدثنا عمرو بن خالد. قال: حدثنا زهير. ومسلم (1/165) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري. قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: أخبرنا ابن المبارك وابن أبي زائدة. وأبو داود (373) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد بن حساب البصري. قال: حدثنا سليم، يعني ابن أخضر. وابن ماجة (536) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والترمذي (117) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (1/156) وفي الكبرى (280) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (287) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا بشر يعني ابن مفضل. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء ابن كريب. قال: حدثنا ابن مبارك. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا يزيد بن هارون. جميعهم - أبو معاوية، ويزيد بن هارون، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن المبارك، ويزيد بن زريع، وعبد الواحد بن زياد، وزهير بن معاوية، ومحمد بن بشر، وسليم بن أخضر، وعبدة بن سليمان، وبشر بن مفضل - عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن سليمان بن يسار، فذكره. (*) الروايات متقاربة المعنى. وعن الأسود بن يزيد. قال: رأتني عائشة، أم المؤمنين، أغسل أثر جنابة أصابت ثوبي. فقالت: ما هذا (ح) قلت: جنابة أصابت ثوبي. فقالت: «لقد رأيتنا، وإنه يصيب ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما يزيد على أن يقول به هكذا» . ووصفه مهدي بن ميمون - أحد رواة الحديث -: حك يده على الأخرى. أخرجه أحمد (6/35) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن أبي معشر. وفي (6/97) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، عن أبي معشر. وفي (6/101) قال: حدثنا عفان. وقال: حدثنا مهدي. قال: حدثنا واصل الأحدب. وفي (6/125و132) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حماد. وفي (6/213) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد، عن حماد. وفي (6/239) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن أبي معشر. ومسلم (1/165) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن هشام بن حسان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبدة بن سليمان. قال: حدثنا ابن أبي عروبة. جميعا - هشام، وابن أبي عروبة- عن أبي معشر. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا هشيم عن مغيرة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مهدي بن ميمون، عن واصل الأحدب. (ح) وحدثني ابن حاتم. قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا إسرائيل، عن منصور ومغيرة. وأبو داود (372) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن حماد، وابن ماجة (539) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة. والنسائي (1/156و157) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن حسان. عن أبي معشر. (ح) وأخبرنا محمد بن كامل بالمروزي، قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة. وابن خزيمة (288) قال: حدثنا محمد بن الوليد القرشي. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام بن حسان، عن أبي معشر (ح) وحدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد قال: حدثني أبي. قال: حدثنا مهدي، وهو ابن ميمون، عن واصل. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة بن مقسم وحماد بن أبي سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا الخضر بن محمد بن شجاع وابن الطباع. قالا: أخبرنا هاشم قال: أخبرنا المغيرة. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عن حماد، وهو ابن أبي سليمان. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال: حدثنا عبدة عن سعيد، عن أبي معشر. وفي (289) قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيي بن سلمة بن كهيل. قال: حدثني أبي، عن أبيه سلمة. سبعتهم - أبو معشر زياد بن كليب، وواصل الأحدب، وحماد بن أبي سليمان، ومغيرة بن مقسم، ومنصور، والأعمش، وسلمة بن كهيل - عن إبراهيم. النخعي، عن الأسود بن يزيد، فذكره (*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ رواية أحمد (6/101) . (*) أخرجه مسلم (1/164) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وهمام، عن عائشة، فذكرا نحوه. (*) وأخرجه مسلم (1/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وابن خزيمة (288) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي. كلاهما- يحيى بن يحيى، وأبو بشر - عن خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، أن رجلا نزل بعائشة فأصبح يغسل ثوبه، فقالت عائشة: إنما كان يجزئك إن رأيته أن تغسل مكانه .... فذكرا نحوه. وعن همام بن الحارث، أنه كان عند عائشة، رضي الله عنها، فاحتلم فأبصرته جارية لعائشة وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه، أو يغسل ثوبه، فأخبرت عائشة. فقالت: «لقد رأيتني، وأنا أفركه من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.» . أخرجه الحميدي (186) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا منصور. وأحمد (6/43) قال: حدثنا أبومعاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/125) قال: حدثنا عفان وبهز. قالا: حدثنا شعبة. قال: الحكم أخبرني. (ح) وحدثناه محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن الحكم، وفي (6/ 135) قال: حدثنا ابن الأشجعي. قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن منصور. (ح) وحدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (6/263) قال: حدثنا أبو قطن. قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. ومسلم (1/165) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا ابن عيينة، عن منصور. وأبو داود (371) قال: حدثنا حفص بن عمر، عن شعبة، عن الحكم، وابن ماجة (537) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن طريف. قال حدثنا عبدة بن سليمان جميعا - أبو معاوية، وعبدة - عن الأعمش. وفي (538) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (116) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي (1/156) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. قال: الحكم أخبرني (ح) وأخبرنا الحسين بن حريث. قال: أنبأنا سفيان عن منصور. وفي (1/156) وفي الكبرى (282) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف، عن يحيى بن سعيد، عن الأعمش. وابن خزيمة (288) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعبد الجبار بن العلاء. قالا: حدثنا سفيان - قال عبد الجبار- قال: حدثنا منصور وقال سعيد - عن منصور - (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. قال: حدثنا زياد، يعني ابن عبد الله البكائي، قال: حدثنا منصور. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد كلهم -أبو أسامة، وابن نمير، ويحيى - عن الأعمش. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس، عن الأعمش (ح) وحدثنا نصر بن مروزق المصري. قال: حدثنا أسد. يعني ابن موسى. قال: حدثنا شعبة. عن الحكم وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا الأعمش (ح) وحدثنا نصر بن مرزوق. قال: حدثنا أسد. قال: حدثنا المسعودي، عن الحكم وحماد. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا المسعودي، عن حماد. أربعتهم- منصور، والأعمش، والحكم، وحماد بن أبي سليمان - عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، فذكره. (*) أخرجه مسلم (1/164) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وهمام، عن عائشة، فذكرا نحوه. وعن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: «كنت أفرك المني من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم ما أغسل» . قال أبو قطن - أحد رواة الحديث - قالت مرة: أثره. وقالت مرة مكانه. أخرجه أحمد (6/263) قال: حدثنا أبو قطن. قال: حدثنا عباد بن منصور. وابن خزيمة (288) قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي التنيسي، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. (ح) قال: وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا عباد بن منصور. كلاهما - عباد بن منصور، ويحيى بن سعيد - عن القاسم بن محمد فذكره. وعن عبد الله بن شهاب الخولاني، قال: كنت نازلا على عائشة، فاحتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء، فرأتني جارية لعائشة فأخبرتها. فبعثت إلي عائشة. فقالت: ما حملك علي ما صنعت بثوبيك؟ قال: قلت: رأيت ما يرى النائم في منامه قالت: هل رأيت فيهما شيئا قلت: لا. قالت: فلو رأيت شيئا غسلته. لقد رأيتني وأني لأحكه من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يابسا بظفري. أخرجه مسلم (1/165) قال: حدثنا أحمد بن جواس الحنفي أبو عاصم وابن خزيمة (288) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا حسن بن الربيع. كلاهما - أحمد بن جواس، وحسن بن الربيع - قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن شبيب بن غرقدة، عن عبد الله بن شهاب الخولاني، فذكره. وعن الحارث بن نوفل، عن عائشة، قالت: «كنت أفرك الجنابة - وقالت مرة أخرى المني - من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أحمد (6/67) قال: حدثنا يونس. وفي (6/280) قال: حدثنا يونس. وفي (6/280) قال: حدثنا حسن. والنسائي (1/156) وفي الكبرى (281) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - يونس بن محمد، وحسن بن موسى، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أبي اشم الرماني، عن أبي مجلز عن الحارث بن نوفل، فذكره. (*) أخرجه ابن خزيمة (288) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي. قال: حدثنا حماد بن زيد. قال: حدثنا أبو هاشم الرماني، عن أبي مجلز لاحق بن حميد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، فذكره. وعن مجاهد،» عن عائشة (ح) أنها كانت تفرك المني من ثوب رسول الله (ح) «. أخرجه ابن خزيمة (288) قال: حدثنا نصر بن مرزوق المصري. قال: حدثنا أسد بن موسى. قال: حدثنا قزعة بن سويد، قال: حدثنا حميد الأعرج وعبد الله بن أبي نجيح. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا هانئ بن يحيى. قال: حدثنا قزعة، عن ابن أبي نجيح وحميد الأعرج. وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا قزعة، وهو ابن سويد قال: حدثنا حميد. كلاهما - حميد الأعرج، وابن أبي نجيح - عن مجاهد، فذكره. (*) ذكر ابن خزيمة هذا الحديث ضمن أسانيد كثيرة وقال: كل هؤلاء عن عائشة ثم ذكر هذا الحديث وقال: منهم من اختصر الحديث، ومنهم من ذكر نزول الضيف بها وغسله ملحفتها وقولها: وقد رأيتني وأنا أفركه من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وعن محارب بن دثار، عن عائشة، «أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلى» . أخرجه ابن خزيمة (290) قال: حدثنا الحسن بن محمد. قال: حدثنا إسحاق، يعني الأزرق. قال: حدثنا محمد بن قيس، عن محارب بن دثار، فذكره. وعن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي. قال: قالت عائشة: -صلى الله عليه وسلم- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر، ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابسا ثم يصلي فيه» . أخرجه ابن خزيمة (294) قال: حدثنا الحسن بن محمد. قال: حدثنا معاذ، يعني ابن معاذ العنبري. (ح) قال: وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (295) قال: حدثنا محمد يعني ابن يحيى قال: حدثنا أبو قتيبة. ثلاثتهم - معاذ بن معاذ، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة - عن عكرمة بن عمار اليمامي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، فذكره. وعن ورقاء بنت هذام الهنائية. قالت: سمعت عائشة تقول: «ربما رأيت في ثوب النبي -صلى الله عليه وسلم-، الجنابة فأفركه» . أخرجه أحمد (6/255) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بن هاشم. قال: حدثنا طلحة بن شجاع. قال: حدثتني ورقاء بنت هذام الهنائية، فذكرته. وعن عروة، عن عائشة، قالت: «كان يراه في مرط إحدانا ثم يفركه - يعني الماء - ومروطهن يومئذ الصوف- تعني النبي -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أحمد (6/263) قال: حدثنا عمرو بن أيوب الموصلي. (ح) وكثير. وابن خزيمة (288) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. قال: حدثنا زيد، يعني ابن أبي الزرقاء. ثلاثتهم - عمرو بن أيوب، وكثير بن هشام، وزيد بن أبي الزرقاء - عن جعفر بن برقان، عن الزهري، عن عروة، فذكره. وعن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة قالت: (ح) كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر، ثم يصلي فيه ويحته من ثوبه يابسا ثم يصلى فيه» . أخرجه أحمد (6/243) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، فذكره. الحديث: 5064 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 90 5065 - (ط) يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: أنه اعْتَمَرَ معَ عمرَ بنِ الخطابِ في رَكْب فيهم عَمرو بن العاص، وأن عمرَ بنَ الخطاب عَرَّسَ ببعض الطريق قريباً من بعض المياه، فاحْتَلَم عمرُ، وقد كادَ أن يُصبحَ، فلم يَجِدْ مع الركب ماء، فركب حتى جاء الماءَ، فجعل يغسل ما رأى من ذلك الاحتلام حتى أسْفَرَ، فقال له عمرو بن العاص: أصْبَحتَ [ص: 93] ومعنا ثياب، فدعْ ثوبَك يُغْسَل، فقال له عُمرُ بنُ الخطاب: «وَاعَجَباً لك يا ابْنَ العاص، لئن كنتَ تجدُ ثياباً، أفَكُلُّ الناسِ يَجِدُ ثِياباً؟ والله لو فَعَلْتُها لكانت سُنَّة، بل أغْسِلُ ما رأيتُ، وأنْضَحُ ما لم أرَ» . أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَرَّسَ) التَّعْريس: نزول المسافر آخر الليل نَزْلَة للنوم والراحة. (أسفر) الصبح: إذا أضاء وانتشر ضوؤه.   (1) 1 / 50 في الطهارة، باب إعادة الجنب الصلاة، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال أبو عبد الملك: هذا مما عد أن مالكاً وهم فيه، لأن أصحاب هشام: الفضل بن فضالة، وحماد بن سلمة، ومعمراً، قالوا: عن هشام عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه، فسقط لمالك: عن أبيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (112) قال: عن هشام بن عروة. عن أبيه. عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أنه اعتمر..، فذكره. قال الزرقاني في شرحه (1/149 و150) قال أبو عبد الملك: هذا مما عدا أن مالكا وهم فيه، لأن أصحاب هشام: الفضل بن فضالة وحماد بن سلمة ومعمرا قالوا: عن هشام عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه فسقط لمالك: عن أبيه. الحديث: 5065 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 92 5066 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إنما المنيُّ بمنزلة المُخَاطِ، فأمِطْهُ عنك ولو بإذْخِرَة» . أخرجه الترمذي بغير إسناد (1) .   (1) ذكر الترمذي تعليقاً على الحديث رقم (117) في الطهارة، باب غسل المني من الثوب، بغير إسناد، ورواه البيهقي في " السنن الكبرى " 2 / 418 وقال: هذا صحيح عن ابن عباس من قوله، وقد روي مرفوعاً، ولا يصح رفعه، وقد ثبت في حديث عائشة أنها كانت تغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحكه وتفركه، وقد تقدم في الحديث رقم (5061) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه الترمذي (117) (1/220 شاكر) ، والأثر وصله البيهقي في الكبرى (2/418) وقال: هذا صحيح عن ابن عباس قوله: وقد روي مرفوعا، ولا يصح رفعه أهـ. الحديث: 5066 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 93 الفصل الثالث: في دم الحيض 5067 - (خ م ط د ت س) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالتْ: «جاءتِ امرأة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالتْ: إحدانا يُصيبُ ثوبَها من الْحَيْضَةِ: كيف تَصْنَعُ به؟ فقال: تَحُتُّهُ، ثم تقْرُصُه بالماء، ثم تَنْضَحُه، ثم تُصلِّي فيه» أخرجه الجماعة إلا النسائي. وفي رواية النسائي: «أن امرأة استَفْتَت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن دَمِ الحيض يُصيبُ الثوبَ؟ قال: حُتِّيهِ، ثم اقْرُصِيه بالماء، ثم انْضَحِيه وصلِّي فيه» . وفي رواية أخرى لأبي داود قالت: «سمعتُ امرأة تسألُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف تَصْنَعُ إحدانا بثوبها إذا رأت الطهر: أتُصلِّي فيه؟ قال: تَنْظُر، فإن رأتْ فيه دماً فَلْتقْرُصْهُ بشيء من ماء، ولْتنْضَحْ ما لم تَرَ، ولْتُصَلّ فيه» (1) . وفي أخرى بهذا المعنى، وفيه «حُتِّيه، ثم اقْرُصِيه بالماء، ثم انْضَحيه» . [ص: 95] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَحتُّه) الحتُّ والحَكُّ سواء. (تَقْرُصُه) القَرْص: الأخذ بأطراف الأصابع، وإنما أمرها بالحتِّ والقَرْص؛ لأن غسل الدم بها أذهب وأبلغ من الفَرْك بجميع اليد.   (1) رواه البخاري 1 / 349 في الحيض، باب غسل دم الحيض، وفي الوضوء، باب غسل الدم، ومسلم رقم (291) في الطهارة، باب نجاسة الدم وكيفية غسله، والموطأ 1 / 60 و 61 في الطهارة، باب جامع الحيضة، وأبو داود رقم (360) و (361) و (362) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها، والترمذي رقم (138) في الطهارة، باب ما جاء في غسل دم الحيض من الثوب، والنسائي 1 / 155 في الطهارة، باب دم الحيض يصيب الثوب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (61) . والحميدي (320) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (6/345) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/353، 346) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وأبو معاوية. والدارمي (1021) قال: أخبرنا عمرو بن عون، وقال: حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري (1/66) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي (1/84) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (1/166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرني ابن وهب، قال أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم، ومالك بن أنس، وعمرو بن الحارث، وأبو داود (361) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (362) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. يعني ابن سلمة. وابن ماجة (629) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر والترمذي (138) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/155) . وفي الكبرى (277) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد. وابن خزيمة (275) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا سلم ابن جنادة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. أن مالكا حدثهم. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، قال: حدثنا أبو معاوية. جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة وأبو معاوية، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وابن نمير، ويحيى بن عبد الله بن سالم، وعمرو بن الحارث، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وعيسى بن يونس، وأبو خالد الأحمر، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه الدارمي (778) قال: أخبرنا أحمد بن خالد، وفي (1023) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الرقاشي، قال: حدثنا يزيد هو ابن زريع. وأبو داود (360) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة. وابن خزيمة (276) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا عمر بن علي. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا ابن أبي عدي. خمستهم - أحمد بن خالد، ويزيد، ومحمد بن سلمة، وعمر بن علي، وابن أبي عدي - عن محمد بن إسحاق. كلاهما - هشام بن عروة، ومحمد بن إسحاق - عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته. الحديث: 5067 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 94 5068 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تَحيضُ فيه، فإذا أصابه شيء من دم قالت بريقها (1) فَمَصَعَتْه بظُفُرِها» هذه رواية البخاري. وعند أبي داود مثله، وله في أخرى قالت: «قد كان يكون لإحدانا الدِّرْعُ، فيه تحيض، وفيه تُصِيبها الجنابة،، ثم ترى فيه قَطْرَة من دَم، فتَقصَعُه بِريقها» . وفي أخرى له قالت: «ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد، فيه تحيض، فإن أصابه شيء من دَم بَلَّته بريقها، ثم قَصَعَتْه بريقها» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فمصَعَتْه بظُفُرها) مصعته بالصاد والعين غير المعجمتين، أي: حركته وعركته بظفرها، أراد المبالغة في الحكِّ. [ص: 96] (فتقصعه بريقها) هكذا جاء في رواية لأبي داود، وقد جاء في أخرى «فقصعته بريقها» والقَصع - بالقاف والصاد غير المعجمة-: هو شِدَّة المضغ وضم بعض الأسنان إلى بعض، ونحو من هذا أراد: بالقصع.   (1) قال في " الفتح ": هذا من إطلاق القول على الفعل. (2) رواه البخاري 1 / 351 في الحيض، باب هل تصلي المرأة في ثوب حاضت فيه، وأبو داود رقم (358) و (364) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن مجاهد. قال: قالت عائشة: «ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه، فإذا أصابه شيء من دم، قالت بريقها، فقصعته بظفرها» أخرجه البخاري (1/85) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح. وأبو داود (358) قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي. قال: أخبرنا إبراهيم بن نافع. قال: سمعت الحسن، يعني ابن مسلم. كلاهما - ابن أبي نجيح، والحسن بن مسلم - عن مجاهد، فذكره. وعن القاسم، عن عائشة زوج النبي (ح) أنها قالت: (ح) إن كانت إحدانا لتحيض ثم تقرص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله وتنضح على سائره، ثم تصلي فيه» . أخرجه البخاري (1/84) قال: حدثنا أصبغ. وابن ماجة (630) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. كلاهما - أصبغ، وحرملة بن يحيى - عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن ابن القاسم، عن أبيه، فذكره. وعن عطاء، عن عائشة. قالت: «قد كان يكون لإحدانا الدرع، فيه تحيض، وفيه تصيبها الجنابة، ثم ترى فيه قطرة من دم فتقصعة بريقها» . أخرجه أبو داود (364) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، فذكره. الحديث: 5068 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 95 5069 - (خ د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كانتْ إحدانا تحيض، ثم تَقرُصُ الدَّمَ من ثوبها عند طُهرِها، فتَغسِله، وتَنْضحُ على سائره، ثم تُصَلِّي فيه» . أخرجه البخاري، وجعله الحميديُّ حديثاً مُفرداً عن الأول، وهما - وإن اشتركا في معنى دَمِ الحيض وغسله من الثوب - فقد انفرد الأول بأنه لم يُذكر فيه الغسل، وإنما قالتْ: «بَلَّتْه بريقها» . وهنا «تغسله» . وحيث أفرده الحميديُّ عن الأول اتَّبعناه. وفي رواية أبي داود قالتْ: «كنتُ معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعلينا شِعَارُنا، وقد ألقينا فوقَهُ كِساء، فلما أصبحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أخذَ الكِسَاءَ فَلبِسَه، ثم خرجَ فصلَّى الغداةَ، ثم جلسَ، فقال رَجُل: يا رسول الله، هذه لُمْعَة من دَم في الكساء، فَقَبَضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عليها مع ما يَلِيها، وأرسلها إليَّ مَصْرُورَة في يد الغلام، فقال: اغْسلي هذا، وأجِفِّيها، ثم أرْسِلي بها إليِّ، فدعوتُ بقَصْعتي فغسلتُها، ثم أجفَفتُها، فأحَرْتُها إليه، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نِصْفَ النهار وهو عليه» . [ص: 97] وفي أخرى له قالت مُعاذَةُ: «سألتُ عائشةَ عن الحائض يُصيبُ ثوبَها الدَّمُ؟ قالت: تَغْسِلُه، فإن لم يذهبْ أثَرُه فَلتُغَيِّرهُ بشيء من صُفرَة، قالت: ولقد كنتُ أحِيضُ عِندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثَلاثَ حِيض جميعاً، لا أغسِلُ لي ثوباً» . وله في أخرى قال خِلاَسُ الهَجَرِي: سمعتُ عائشةَ تقول: «كنتُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- نَبِيتُ في الشِّعَارِ الواحدِ وأنا حائض طامث، فإن أصابه مِنِّي شيء، غَسَلَ مكانه، لم يَعْدُهُ، ثم صلى فيه» . وأخرج النسائي هذه الرواية الآخِرَةَ، وهذا لفظه: قالت: «كنتُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- نَبِيتُ في الشِّعَارِ الواحد، وأنا طَامِث حائض، فإن أصابه مِنِّي شيء، غسل مكانهُ، لم يَعْدُهُ، وصلَّى فيه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شِعَارنا) الشِّعار: الثوب الذي يلي الجسد، وأراد به هاهنا: الإزار الذي كان يَتَغطَّى به عند النوم. (لُمْعَة) اللمعة: القدر اليسير من أي الألوان كانت، يقال في الثوب من سواد، أو صُفرة، أو حُمرة، وجمعها: لُمَع. [ص: 98] (أحرْتُها) إليه، أي: رددتها إليه، حار يحور: إذا رجع. (تَقْرُص) يقال: قرصتُ الدم من الثوب بالماء، أي: قطعته، كأنها تقصد إليه من سائر الثوب فتغسله، فكأنه قطع وحِيازة. (طَامِث) الطامِث: المرأة الحائض، والطَّمْث: الحيض. (لم يَعْدُه) أي: لم يتعدَّه ولم يتجاوزه.   (1) رواه البخاري 1 / 349 في الحيض، باب غسل دم المحيض، وأبو داود رقم (269) في الطهارة، باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع، ورقم (357) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها، ورقم (388) في الطهارة، باب الاعادة من النجاسة تكون في الثوب، والنسائي 1 / 150 و 151 في الطهارة، باب مضاجعة الحائض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع روايات الحديث المتقدم. رواية أبي داود أخرجها أبو داود (388) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال: حدثنا أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أم يونس بنت شداد. قالت: حدثتني حماتي أم جحدر العامرية، فذكرته. الحديث: 5069 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 96 5070 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها -: سألتْها امرأة من قريش عن الصلاة في ثوب الحائض؟ فقالتْ: «قد كان يُصيبنُا الحيضُ على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَتلْبَثُ إحدانا أيام حَيْضِها، ثم تَطْهُرُ، فَتَنْظُر الثوبَ الذي كانت تَقْلِبُ فيه، فإن أصابه دم غسلناه وصلَّينا فيه، وإن لم يكن أصابه شيء تركناه، ولم يَمْنَعْنا ذلك أن نُصَلِّيَ فيه، وأما المُمتَشِطة، فكانت إحدانا تكون مُمْتَِشطة، فإذا اغتسلت لم تَنقُضْ ذلك، ولكنها تَحْفِنُ على رأسها ثلاثَ حَفنَات، فإذا رأت البَلَلَ في أصولِ الشَّعر دَلَكَتْه، ثم أفاضَت على سائر جسدها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (359) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها، وفي سنده جهالة، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (359) قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم،قال: ثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي، قال: ثنا بكار بن يحيى، قال: حدثتني جدتي، فذكرته، قلت:في إسناده جهالة، جدة بكار لا تعرف. الحديث: 5070 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 98 5071 - (د س) أم قيس بنت محصن - رضي الله عنها - قالت: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن دم الحيض يكون في الثوب؟ قال: حُكِّيهِ [ص: 99] بِضِلَع، واغسِليه بماء وسِدْر» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بضِلَع) الضِّلَع للحيوان معروف، وقيل: أراد بالضلع هاهنا: عوداً شبيهاً بالضلع عريضاً معوجاً.   (1) رواه أبو داود رقم (363) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها، والنسائي 1 / 154 و 155 في الطهارة، باب دم الحيض يصيب الثوب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/355) قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان وفي (6/356) قال: حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1024) قال: أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وأبو داود (363) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وابن ماجة (628) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا سفيان. والنسائي (1/1541، 195) وفي الكبرى (278) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وابن خزيمة (277) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان الثوري، وإسرائيل - عن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد، قال: حدثني عدي بن دينار، فذكره. الحديث: 5071 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 98 الفصل الرابع: في الكلب وغيره من الحيوان 5072 - (خ م ط س د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شَرِبَ الكلبُ في إناء أحدِكم فلْيَغسِلْه سبعَ مرَّات» . وفي رواية قال: «وإذا وَلَغَ الكلبُ في إناء أحدِكم فَليُرِقه، ثم لْيَغسِلْهُ سبَع مِرَار» . وفي أخرى مثلُه، ولم يقل: «فليُرِقه» . وفي أخرى «طُهُورُ إناءِ أحدِكم، إذا وَلَغَ فيه الكلب: أن يغسلَهُ سبعَ مرات، أولاهُنَّ بالتراب» . [ص: 100] وفي أخرى قال: «طُهور إناءِ أحدِكم إذا ولَغ فيه الكلبُ: أن يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّات» أخرجه مسلم. وأخرج البخاري و «الموطأ» والنسائي الأولى. وأخرج أبو داود الرواية الرابعة. وفي أخرى لأبي داود بمعناه، ولم يرفعه، وزاد «وإذا وَلَغَ الهِرُّ غُسِلَ مرة» . وفي أخرى له: «إذا وَلَغَ الكلبُ في الإناء: فاغسلوه سَبْعَ مَرَّات، السابعةَ بالتراب» . قال أبو داود: ورواه جماعة عنه، ولم يذكروا الترابَ. وللنسائي مثلُ الرواية الثانية. وفي رواية الترمذي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُغْسَلُ الإناءُ إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات، أولاهنَّ أو أخراهنَّ بالتراب، وإذا وَلَغَتْ فيه الهِرَّةُ غُسِلَ مرة» . وقد رواه غير واحد، ولم يذكر فيه الهرة (1) . [ص: 101] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَلَغَ) الكلب في الإناء: إذا شرب فيه أو منه.   (1) رواه البخاري 1 / 239 و 240 في الوضوء، باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً، ومسلم رقم (279) في الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب، والموطأ 1 / 34 في الطهارة، باب جامع الوضوء، وأبو داود رقم (71) و (72) و (73) في الطهارة، باب الوضوء بسؤر الكلب، والترمذي رقم (91) في الطهارة، باب ما جاء في سؤر الكلب، والنسائي 1 / 176 و 177 في المياه، باب سؤر الكلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات» . 1- أخرجه مالك (الموطأ) (47) . وأحمد (2/460) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والبخاري (1/54) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (1/161) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (تحفة الأشراف 13799) عن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم وابن ماجة (364) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا روح بن عبادة، والنسائي (1/52) قال: أخبرنا قتيبة. سبعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وعبد الرحمن بن القاسم، وروح، وقتيبة - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه الحميدي (967) . وأحمد (2/245) . وابن خزيمة (96) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الجبار - قالوا: حدثنا سفيان. كلاهما - مالك، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. (*) رواية ابن خزيمة: -صلى الله عليه وسلم- طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات» . (*) في رواية سفيان عند أحمد (2/245) : عن الأعرج، عن أبي هريرة لعله عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. (*) قال المزي: حديث أبي داود في رواية أبي الحسن بن العبد. وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات، أولاهن بالتراب» . (*) رواية أيوب عند الترمذي: -صلى الله عليه وسلم- يغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات، أولاهن أو أخراهن بالتراب، وإذا ولغت فيه الهرة غسل مرة» . أخرجه الحميدي (968) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب السختياني. وأحمد (2/265) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا هشام بن حسان، (ح) وقال: حدثنا معمر. عن أيوب. وفي (2/427) قال: حدثنا إسماعيل، عن هشام بن حسان. وفي (2/489) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا سعيد، عن أيوب. وفي (2/508) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. ومسلم (1/162) قال: حدثنا زهير ابن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام بن حسان. وأبو داود (71) قال: حدثنا أحمد ابن يونس. قال: حدثنا زائدة في حديث هشام. وفي (73) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان، قال: حدثنا قتادة. والترمذي (91) قال: حدثنا سوار بن عبد الله العنبري، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أيوب، والنسائي (1/177) . وفي الكبرى (68) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم، قال: أخبرنا عبدة بن سليمان، قال: حدثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، وابن خزيمة (95) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا بن علية، عن هشام بن حسان حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا إبراهيم بن صدقة (ح) وحدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى القطعي، قال: حدثنا محمد بن مروان. ثلاثتهم - إبراهيم، وعبد الأعلى، ومحمد بن مروان - قالوا: حدثنا هشام بن حسان. وفي (95 و97) قال: حدثنا جميل بن الحسن، قال: حدثنا أبو همام، يعني محمد بن مروان، قال: حدثنا هشام. ثلاثتهم - أيوب السختياني، وهشام بن حسان، وقتادة - عن محمد بن سيرين، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (72) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا المعتمر، يعني ابن سليمان (ح) وحدثنا محمد ابن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، جميعا عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، بمعناه ولم يرفعاه زاد: « ... وإذا ولغ الهر غسل مرة» . وعن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (-صلى الله عليه وسلم-: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليرقه، ثم ليغسله سبع مرار» . أخرجه أحمد (2/253) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (1/161) قال: حدثنا على بن حجر السعدي، قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. والنسائي (1/53) وفي الكبرى (65) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا علي بن مسهر. وابن خزيمة (98) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل، قال: حدثنا علي. ثلاثتهم - أبو معاوية، وعلي بن مسهر، وإسماعيل بن زكريا - عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، فذكراه. (*) وأخرجه أحمد (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (363) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية والنسائي في الكبرى (الورقة 130-أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا من أبو معاوية. كلاهما- أبو معاوية، وشعبة - عن سليمان الأعمش، عن أبي رزين عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه (أبو صالح) . (*) وأخرجه أحمد (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن ذكوان عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: (أبو رزين) . (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أحدا تابع علي بن مسهر على قوله: فليرقه. (*) في روايتي أبي معاوية وإسماعيل، لم يقل: (ح) فليرقه» . وعن ثابت بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد، أنه سمع أبا هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات» . أخرجه أحمد (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (1/52) . وفي (الكبرى) (66) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج. كلاهما - عبد الرزاق، وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني زياد بن سعد، أن ثابت بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره، فذكره. وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله يعني مثل حديث ثابت بن عياض عن أبي هريرة السابق برقم (12741) .. هكذا ذكره أحمد والنسائي عقيب حديث ثابت بن عياض عن أبي هريرة. ولم يذكرا متنه. أخرجه أحمد (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائى (1/53) وفي الكبرى (67) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج. كلاهما - عبد الرزاق، وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني زياد بن سعد، أنه أخبره هلال، بن أسامة أنه سمع أبا سلمة، فذكره. وعن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثناه أبو هريرة عن محمد رسول الله (ح) ، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ الكلب فيه، أن يغسله سبع مرات» أخرجه أحمد (2/314) . ومسلم (1/162) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بهمام قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن عبيد بن حنين مولى بني زريق، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات» . أخرجه أحمد (2/398) قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا عتبة بن مسلم مولى بني تميم، عن عبيد بن حنين مولى بني زريق، فذكره. وعن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مران أولاهن بالتراب» . أخرجه النسائي (1/177) . وفي الكبرى (69) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا معاذ بن هشام، قال حدثني أبي، عن قتادة، عن خلاس، عن أبي رافع، فذكره. الحديث: 5072 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 99 5073 - (م د س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «أمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب، ثم قال: ما بالُهُمْ وبَالُ الكلاب؟ ثم رخَّص في كلب الصيد وكلبِ الغنم، وقال: إذا ولَغَ الكلبُ في الإناء فاغسلوه سَبعَ مَرَّات، وعَفِّرُوه الثامنةَ في التراب» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي، وقالا: «والثامنةَ عَفِّروهُ بالتراب» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَفِّروه) التَّعْفِير: التَّمْريغ في العَفَر، وهو التراب.   (1) رواه مسلم رقم (280) في الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب، وأبو داود رقم (74) في الطهارة، باب الوضوء بسؤر الكلب، والنسائي 1 / 177 في المياه، باب تعفير الإناء بالتراب من ولوغ الكلب فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يحيى. وفي (5/56) قال:حدثنا محمد بن جعفر، وبهز،والدارمي (743 و 2012) قال: أخبرنا وهب بن جرير. ومسلم (1/62و5/36) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وفي (1/62 و5/36) قال:وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثا خالد - يعني ابن الحارث (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثني محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/36) قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال:حدثنا وهب بن جرير. وأبو داود (74) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (365و3200) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة. وفي (3201) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر (ح) وحدثنا محمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (1/54 و177) وفي الكبري (70) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد. وفي (1/177) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد. تسعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وبهز بن أسد، ووهب بن جربر، ومعاذ، وخالد بن الحارث، والنضر، وشبابة، وعثمان بن عمر - عن شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد قال:سمعت مطرفا، فذكره. الحديث: 5073 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 101 5074 - (خ د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كانت الكلاب تُقْبِلُ وتُدْبِرُ في المسجد في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلم يكونوا يَرُشُّون شيئاً من ذلك» . أخرجه البخاري (1) . وفي رواية أبي داود قال: «كنتُ أبِيتُ في المسجد في عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكنتُ فتى شابّاً عَزباً، وكانت الكلاب تَبول، وتُقْبِلُ وتُدْبِر في [ص: 102] المسجد.. الحديث» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تبول وتقبل وتدبر في المسجد) أراد بقوله: تبول وتقبل وتدبر في المسجد، أنها تبول خارج المسجد، ثم تقبل وتدبر في المسجد عابرة، إذ لا يجوز أن يترك الكلاب حتى تمتهن المسجد وتبول فيه، وإنما كان عبورها فيه حيث لم يكن له أبواب، وأما البول فلا.   (1) رواه البخاري تعليقاً 1 / 243 في الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، وقد وصله أبو داود في الرواية التي بعده بإسناد صحيح. (2) رقم (382) في الطهارة، باب في طهور الأرض إذا يبست، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (382) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، وابن خزيمة (300) قال: حدثنا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني، قال: حدثنا أيوب بن سويد. كلاهما - عبد الله بن وهب، وأيوب بن سويد- عن يونس بن يزيد، قال: أخبرني الزهري، قال: حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر، فذكره. قلت: إنما رواية البخاري معلقة فكان ينبغي من المؤلف التنبيه كعادته في معلقات البخاري. الحديث: 5074 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 101 5075 - (ط د ت س) كبشة بنت كعب بن مالك - رضي الله عنها - وكانتْ تحتَ ابن أبي قتادة «أن أبا قتادةَ دخلَ عليها، فَسَكَبَتْ له وضُوءاً، فجاءت هِرَّة لتشرب منه، فأصْغى لها الإناء حتى شَرِبَتْ، قالت كبشةُ: فرآني أنظرُ إليه، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ [قالت:] فقلت: نعم، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إنها ليست بِنَجَس، إنما هي من الطَّوَّافين عليكم، أو الطَّوَّافات» . أخرجه «الموطأ» ، وقال: لا بأس به، إلا أن يَرَى في فَمِها نجاسة، وأخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي مثله (1) . [ص: 103] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أصْغى) أصْغيت الإناء: إذا أملته. (الطَّوافين) الطائف: الخادم الذي يخدمك برفق وعناية، وقد جعل الهرة بمنزلة الخادم، وقيل: إنه شبهها بمن يطوف بك للحاجة والمسألة، يريد: أن الأجر في مواساتها كالأجر في مواساة من يطوف بك للحاجة ويتعرَّض للمسألة.   (1) رواه الموطأ 1 / 23 في الطهارة، باب الطهور للوضوء، وأبو داود رقم (75) في الطهارة، باب سؤر الهرة، والترمذي رقم (92) في الطهارة، باب ما جاء في سؤر الهرة، والنسائي 10 / 55 في الطهارة، باب سؤر الهرة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، أقول: وللحديث طرق وشواهد يرتقي بها إلى درجة الصحيح، منها الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه مالك الموطأ (صفحة (40) وأحمد (5/303) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق يعني ابن عيسى. وفي (5/309) قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. والدارمي (742) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك وأبو داود (75) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. وابن ماجة (367) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (92) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي (1/55 و 178) . وفي الكبرى (63) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (104) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي. قال: أخبرنا ابن وهب. تسعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، وحماد بن خالد، والحكم بن المبارك والقعنبي، وزيد بن الحباب، ومعن، وقتيبة، وابن وهب - عن مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة، عن كبشة بنت كعب بن مالك، فذكرته. (*) وأخرجه الحميدي (430) وأحمد (5/296) قالا: حدثنا سفيان قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. قال: حدثتني امرأة عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا قتادة كان يصغي الإناء للهر، فيشرب. وقال: إن رسول الله (ح) حدثنا أنها ليست بنجس، إنها من الطوافين والطوافات عليكم. (*) في رواية الحميدي (سمعت امرأة، أظنها امرأة عبد الله بن أبي قتادة) شك سفيان. الحديث: 5075 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 102 5076 - (د) داود بن صالح [بن] دينار التمارعن أمِّه: «أنَّ مولاتها أرسلتها بَهرِيسة إلى عائشةَ، قالت: فوجدتُها تُصلِّي، فأشارتْ إليَّ: أنْ ضَعيها، فجاءت هِرَّة، فأكلتْ منها، فلما انصرفت عائشةُ من صلاتها أكلت من حيثُ أكلت الهِرَّةُ، فقالتْ: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إنها ليستْ بنجَس، إنما هي من الطوافين عليكم، وإني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأُ بفَضلِها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (76) في الطهارة، باب سؤر الهرة، وأم داود بن صالح مجهولة، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منها الذي قبله، فالحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (76) قال: ثنا عبد الله بن مسلمة: ثنا عبد العزيز، عن داود بن صالح بن دينار التمار، فذكره. قلت: أم صالح مجهولة. الحديث: 5076 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 103 5077 - (خ ط د ت س) ميمونة - رضي الله عنها -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «سُئل عن فَأرة وقعتْ في سَمْن؟ فقال: ألْقُوها وما حَولها، وكلوا [ص: 104] سَمْنَكُم» . قال معن: حَدَّثنا مالك مالا أُحْصيه يقول: عن ابن عباس عن ميمونةَ. وفي حديث الحميديِّ - هو الأكبرُ - قال: قيل لسفيان: فإنَّ معمراً يحدِّثُه عن الزَّهريِّ عن سعيد بنِ المسيب عن أبي هريرة؟ قال: ما سمعتُ الزهريَّ يقوله إلا عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونةَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ولقد سمعتُه منه مرارَاً، وفي حديث يونس عن الزهري - يعني «سئل عن الدَّابَّة تمُوتُ في الزَّيتِ والسَّمْنِ، وهو جامد أو غير جامد: الفأْرَةِ أو غيرها؟ قال: بلغنا: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرَ بفأْرَة ماتت في سَمْن فأمر بما قَرُبَ منها فطُرِح، ثم أُكِل» - عن حديث عبيد الله بن عبد الله. أخرجه البخاري، وأخرج «الموطأ» وأبو داود والترمذي والنسائي المسند من الرواية الأولى، ولأبي داود والنسائي أيضاً بمثل حديث أبي هريرة الذي يتلو هذا الحديث (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 296 في الوضوء، باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء، وفي الذبائح والصيد، باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب، والموطأ 2 / 971 و 972 في الاستئذان، باب ما جاء في الفأرة تقع في السمن، وأبو داود رقم (3841) و (3843) في الأطعمة، باب في الفأرة تقع في السمن، والترمذي رقم (1699) في الأطعمة، باب ما جاء في الفأرة تقع في السمن، والنسائي 7 / 178 في الفرع والعتيرة، باب الفأرة تقع في السمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (601) . والحميدي (312) قال: حدثنا سفيان وأحمد (6/329) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/330) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (6/335) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. والدارمي (744 و2090) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن ابن عيينة. وفي (2089) قال: أخبرنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (2092) قال: حدثنا زيد بن يحيى: قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/68) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. (ح) وحدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا معن قال: حدثنا مالك. وفي (7/126) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا مالك، وأبو داود (3841) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان. وفي (3843) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن بوذويه، عن معمر. والترمذي (1798) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأبو عمار، قالا: حدثنا سفيان. والنسائي (7/178) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، عن عبد الرحمن، عن مالك (ح) وأخبرنا خشيش بن أصرم. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرني عبد الرحمن بن بوذويه، أن معمرا ذكره. خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، ويونس، ومعمر - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، فذكره. (*) أخرجه البخاري (7/126) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله عن يونس، عن الزهري: عن الدابة تموت في الزيت والسمن وهو جامد، أو غير جامد، الفارة أو غيرها. قال: بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بفأرة ماتت في سمن فأمر بما قرب منها فطرح، ثم أكل، عن حديث عبيد الله بن عبد الله. (*) وأخرجه أبو داود (3842) قال: حدثنا أحمد بن صالح والحسن بن علي. واللفظ للحسن،. قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا وقعت الفأرة في السمن فإن كان جامدا فألقوها وما حولها، وإن كان مائعا فلا تقربوه. قال الحسن: قال عبد الرزاق: وربما حدث به معمر عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (*) في رواية الحميدي: قيل لسفيان: فإن معمرا يحدثه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: ما سمعت الزهري يقول إلا: «عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-» ولقد سمعته منه مرارا. (*) في رواية معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك ما لا أحصيه يقول: عن ابن عباس، عن ميمونة. الحديث: 5077 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 103 5078 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 105] «إذا وقعتِ الفأْرَةُ في السَّمن، فإذا كان جامداً فألقُوها وما حولها، وإن كان مائعاً فلا تَقْرَبُوه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3842) في الأطعمة، باب ما جاء في الفأرة تقع في السمن، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/232و490) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/265) قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبوداود (3842) قال: حدثنا أحمد بن صالح والحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - محمد بن جعفر، وعبد الرزاق - عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. (*) قال أحمد عقب رواية عبد الرزاق: قال عبد الرزاق: أخبرني أبو عبد الرحمن بن بوذويه، أن معمرا كان يذكره بهذا الإسناد ويذكر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. (*) وقال أبو داود: قال الحسن: قال عبد الرزاق: وربما حدث به معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. (*) قال البخاري (7/126) : حدثنا الحميدي. قال: قيل لسفيان: فإن معمرا يحدثه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة (ح) قال: ما سمعت الزهري يقول إلا: عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ولقد سمعته منه مرارا. الحديث: 5078 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 104 5079 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ بغلام يَسلَخُ شاة وما يُحْسِنُ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَنَحَّ حتى أُرِيكَ، فأدْخَل يده بين الجلْدِ واللحم، فَدَخَسَ بها حتى دخلتْ إلى الإبط، ثم مضى فصلَّى للناس، ولم يتوضأ» . زاد في رواية: يعني «لم يَمَس ماء» . أخرجه أبو داود، وقال: قال هلال: لا أعلمه إلا عن أبي سعيد، وقال أيوب وعمرو: أُرَاه عن أبي سعيد (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فدخَس بها) الدَّخْس - بالخاء المعجمة -: الدَّس، أراد: أنه أدخل يده بين اللحم والجلد.   (1) رقم (185) في الطهارة، باب الوضوء من مس اللحم النيء وغسله، من حديث هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد مرفوعاً، وإسناده حسن، وقال أبو داود: ورواه عبد الواحد ابن زياد وأبو معاوية عن هلال عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، لم يذكر أبا سعيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (185) قال: حدثنا محمد بن العلاء، وأيوب بن محمد الرقي، وعمرو بن عثمان الحمصي. وابن ماجة (3179) قال: حدثنا أبو كريب. ثلاثتهم - محمد بن العلاء أبو كريب، وأيوب بن محمد، وعمرو بن عثمان - قالوا: حدثنا مروان بن معاوية. قال:حدثنا هلال بن ميمون الجهني، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره. (*) في رواية أبي داود،قال هلال: لا أعلمه إلا عن أبي سعيد، وقال أيوب، وعمرو: أراه عن أبي سعد. (*) قال أبو داود: زاد عمرو في حديثه: يعني لم يمس ماء. وقال: عن هلال بن ميمون الرملي. ورواه عبد الواحد بن زياد،وأبو معاوية، عن هلال، عن عطاء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا لم يذكر أبا سعيد. الحديث: 5079 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 105 الفصل الخامس: في الجلود 5080 - (م ط د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا دُبغ الإهابُ فقد طُهر» . وفي رواية: قال مرثد بن عبد الله اليَزَني: «رأيتُ على عبد الرحمن بنِ وعْلَةَ السّبَئِيِّ فرواً (1) فَمَسِسْتُهُ، فقال مالك تَمَسُّه؟ قد سألتُ عبد الله بن عباس قلتُ: إنَّا نكونُ بالمغرب، ومعنا البَرْبَرُ والمَجُوس، نُؤْتَى بالكبْشِ قد ذَبَحُوه، ونحنُ لا نأكُلُ ذبائحهم، ويأتونا بالسِّقاء يجعلون فيه الوَدَكَ؟ فقال ابنُ عباس: قد سألْنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ فقال: دِباغه طُهُورُه» أخرجه مسلم، وأخرج «الموطأ» وأبو داود الرواية الأولى. وأخرج الترمذي والنسائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما إهاب دُبِغَ فقد طَهُر» . وللنسائي: أن [عبد الرحمن] بنَ وعْلة سأل ابنَ عباس فقال: «إنا نَغْزُو هذا المغرب، وإنهم أهل وَثَن (2) ، ولهم قِرَب، يكون فيها اللبن والماء؟ فقال ابنُ عباس: الدِّباغُ طَهُور، قال ابنُ وعْلَةَ: عن رأيك، أو شيء سمعتَه من [ص: 107] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإهاب) : الجلد قبل أن يدبغ، وقيل: هو كل جلد، دُبغ أو لم يُدبغ. (الوَدَك) : دسم اللحم. (السِّقاء) : الظرف من الجلود يُحْمَل فيه الماء نحو القِرْبَة.   (1) وفيه لغة قليلة: فروة، بالهاء، كما يقولها العامة. (2) في الأصل: أهل وبر، وما أثبتناه من نسخ النسائي المطبوعة. (3) رواه مسلم رقم (366) في الحيض، باب طهارة جلود الميتة، والموطأ 2 / 498 في الصيد، باب ما جاء في جلود الميتة، وأبو داود رقم (4123) في اللباس، باب أهب الميتة، والترمذي رقم (1728) في اللباس، باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي 7 / 173 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (308) والحميدي (486) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (1/219) (1895) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/270) (2435) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/279) (2522) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/280) (2538) قال: حدثنا بهز قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/343) (3198) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والدارمي (1991) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. ومسلم (1/191) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، قالا: حدثنا ابن عيينة (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد (ح) وحدثنا أبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن وكيع، عن سفيان. وأبو داود (4123) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (3609) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1728) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن محمد. والنسائي (7/173) قال: أخبرنا قتيبة، وعلي بن حجر، عن سفيان. ستتهم - مالك، وابن عيينة، وسليمان، وحماد، والثوري، وعبد العزيز - عن زيد بن أسلم. 2- وأخرجه مسلم (1/191) قال: حدثني إسحاق بن منصور، وأبو بكر بن إسحاق، قال أبو بكر: حدثنا، وقال ابن منصور: أخبرنا عمرو بن الربيع، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، وأبو بكر بن إسحاق، عن عمرو بن الربيع، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن جعفر بن ربيعة. والنسائي (7/173) قال: أخبرني الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا إسحاق بن بكر - وهو ابن مضر - قال: حدثني أبي عن جعفر بن ربيعة. كلاهما - يزيد، وجعفر - عن أبي الخير. 3- وأخرجه الدارمي (1992) قال: حدثنا يعلى، عن محمد بن إسحاق عن القعقاع بن حكيم. ثلاثتهم - زيد، وأبو الخير، والقعقاع - عن عبد الرحمن بن وعلة، فذكره. في رواية أبي الخير: «سألنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك. فقال: دباغه طهورة» . في رواية القعقاع: (ح) عن عبد الرحمن بن وعلة، قال: سألت ابن عباس عن جلود الميتة، فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دباغها طهورها» . الحديث: 5080 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 106 5081 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ بشاة مَيْتَة، فقال: «هلاَّ انتفعتُم بإهابِها؟» قالوا: إنَّها ميتة؟ قال: «إنما حَرُم أكلُها» . وفي رواية قال: «تُصُدِّق على مولاة لميمونةَ بشاة، فماتت، فمَرَّ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: هلاَّ أخذُتم إهابَها فدَبَغْتُمُوهُ فانْتَفَعْتُم به؟ فقالوا: إنَّها ميتة؟ فقال: إنما حَرُمَ أكلُها» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعَنْزٍ ميتة، فقال: ما على أهلها لو انْتَفَعوا بإهابها؟» . [ص: 108] ولمسلم عن ابن عباس عن ميمونة ... وذكر الحديث. وله في أخرى عن ابن عباس قال: إن ميمونةَ أخبرتْهُ أنَّ داجِنَة كانت لبعض نساءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فماتتْ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألاَّ أخذتُم إهابَها فاسْتَمْتَعْتُم به؟» . وفي رواية الترمذي قال: ماتت شاة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «ألاَّ نزعتُم جلدَها ودَبَغْتُموه، فاستمعتُم به؟» . وفي رواية أبي داود من طريق عن ابن عباس، ومن طريق عنه عن ميمونةَ قالت: «أُهْدي لمولاة لنا شاة من الصَّدَقَةِ، فماتتْ، فمرَّ بها النبيّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ألاّ دبغتم إهابها، فاستمتعم به؟ فقالوا: يا رسول الله، إنها ميتة؟ قال: إنما حرُم أكلها» . وفي أخرى بهذا الحديث، لم يَذْكُرْ ميمونةَ، قال: فقال: «ألا انتفعتم بإهابها؟» ثم ذكر معناه، ولم يذكر الدِّبَاغ، قال معمر: كان الزُّهريُّ يُنْكِرُ الدِّباغَ، ويقول: يُستمتع به على كلِّ حال. وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية البخاري، وروايةَ الترمذيِّ، إلا أنه أخرجها عن ابنِ عباس عن ميمونةَ، وله في أخرى عنه عن ميمونةَ «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مرَّ على شاة ميتة مُلقاة، فقال: لِمَن هذه؟ فقالوا: لميمونةَ، فقال: ما عليها لو انتفعت بإهابها؟ قالوا: إنها ميتة، قال: إنما حرُم أكلها» . [ص: 109] وله في أخرى عن ابنِ عباس قال: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشاة ميتة، كانت أُعْطِيَتها مولاة لميمونةَ زَوْجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من الصَّدَقَةِ، فقال: «هلاَّ انتفعتم بجلدها؟» فقالوا: يا رسول الله إنها ميتة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما حرُم أكلُها» . أخرج النسائي هذه الروايةَ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس، وأخرجها «الموطأ» عن عبيد الله بن عبد الله، ولم يذكر ابن عباس، فجعله مرسلاً (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دَاجنة) الدَّاجِن والدَّاجِنَة: الشاة التي تألف البيت، وتأنس بأهله.   (1) رواه البخاري 4 / 343 في البيوع، باب جلود الميتة قبل أن تدبغ، وفي الزكاة، باب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الذبائح والصيد، باب جلود الميتة، ومسلم رقم (363) و (364) و (365) في الحيض، باب طهارة جلود الميتة بالدباغ، والموطأ 2 / 498 في الصيد، باب ما جاء في جلود الميتة، وأبو داود رقم (4120) و (4121) في اللباس، باب في أهب الميتة، والترمذي رقم (1727) في اللباس، باب ما جاء في جلود الميتة، والنسائي 7 / 171 و 172 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس، أنه قال: «مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشاة ميتة، كان أعطاها مولاه لميمونة، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال أفلا انتفعتم بجلدها؟ فقالوا يا رسول الله، إنها ميتة. فقال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما حرم أكلها» . 1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (308) وأحمد (1/327) (3018) قال: حدثنا حماد بن خالد والنسائي (7/172) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - واللفظ له، عن ابن القاسم. كلاهما - حماد، وابن القاسم - عن مالك. 2- وأخرجه أحمد (1/261) (2369) . والبخاري (3/107) و (7/124) قال: حدثنا زهير بن حرب ومسلم (1/190) قال: حدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد. أربعتهم - أحمد، وزهير وحسن، وعبد - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح. 3- وأخرجه أحمد (1/329) (3052) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. 4- وأخرجه أحمد (1/365) (3452) ، وعبد بن حميد (651) قال أحمد: حدثنا، وقال عبد: أخبرنا عبد الرزاق. وأبو داود (4121) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد. كلاهما - عبد الرزاق، ويزيد - قالا: حدثنا معمر. 5- وأخرجه الدارمي (1994) قال: حدثنا يحيى بن حسان، ومسلم (1/190) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وعمرو الناقد. وأبو داود (4120) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وابن أبي خلف. خمستهم - ابن حسان، وابن يحيى وعمرو، وعثمان، وابن أبي خلف - عن سفيان بن عيينة. 6- وأخرجه الدارمي (1995) قال: أخبرنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا بقية، عن الزبيدي. 7- وأخرجه البخاري (2/158) قال: حدثنا سعيد بن عفير. ومسلم (1/190) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة. ثلاثتهم - سعيد، وأبو الطاهر وحرملة قالوا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. 8- وأخرجه النسائي (7/172) قال: حدثنا أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن ابن أبي حبيب - يعني يزيد - عن حفص بن الوليد. ثمانيتهم - مالك، وصالح، والأوزاعي، ومعمر، وسفيان والزبيدي، ويونس، وحفص - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فذكره. وعن سعيد بن جبير، قال: سمعت ابن عباس يقول: «مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعنز ميتة، فقال: ما على أهلها لو انتفعوا بإهابها» . أخرجه البخاري (7/125) . والنسائي (7/178) قال: أخبرنا سلمة بن أحمد ابن سليم بن عثمان الفوزي. كلاهما- البخاري، وسلمة - قالا: حدثنا خطاب بن عثمان، قال: حدثنا محمد بن حمير، قال: حدثنا ثابت بن عجلان، قال: سمعت سعيد بن جبير، فذكره. وعن الشعبي. قال قال: ابن عباس: «مر النبي -صلى الله عليه وسلم- على شاة ميتة، فقال: ألا انتفعتم بإهابها» . أخرجه النسائي (7/173) قال: أخيرنا محمد بن قدامة، عن جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، فذكره. وعن عطاء، قال: سمعت ابن عباس، قال: «مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بشاة لميمونة ميتة، فقال: ألا أخذتم إهابها فدبغتم، فانتفعتم..» 1- أخرجه الحميدي (491) . ومسلم (1/190) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وعبد الله بن محمد الزهري والنسائي (7/172) قال: أخبرنا محمد بن منصور. أربعتهم - الحميدي - وابن أبي عمر، وعبد الله، ومحمد - عن سفيان عن عمرو بن دينار.. 2- وأخرجه أحمد (1/227) (2003) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/366) (3461) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. ثلاثتهم - يحيى، وعبد الرزاق، وابن بكر - عن ابن جريج. 3- وأخرجه أحمد (1/372) (3521) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، عن يعقوب بن عطاء. 4- وأخرجه مسلم (1/191) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان. 5- وأخرجه الترمذي (1727) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. خمستهم - عمرو، وابن جريج، ويعقوب، وعبد الملك، ويزيد - عن عطاء، فذكره. (*) أخرجه أحمد (1/277) (2504) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا إبراهيم - يعني ابن نافع - عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، أنه ماتت شاة في بعض بيوت نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ألا انتفعتم بمسكها. (*) وفي رواية ابن جريج: أن داجنة لميمونة ماتت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا انتفعتم بإهابها، ألا دبغتموه، فإنه ذكاته. الحديث: 5081 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 107 5082 - (د س) عالية بنت سبيع: قالت: «كان لي غَنم بأُحُد، فوقع فيها الموتُ، فدخلتُ على ميمونةَ زَوْجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ ذلك لها، فقالتْ لي ميمونةُ: لو أخَذتِ جُلُودَها فانتفعتِ بها؟ قالتْ: فقلتُ: [ص: 110] أوَ يَحِلُّ ذلك؟ قالت: نعم، مرَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رِجَال من قُرَيْش يَجُرُّون شاة لهم مثلَ الحمار، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لو أخذتم إهابها؟ قالوا: إنها ميتة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يُطهِّرُها الماءُ والقَرَظُ» . أخرجه أبو داود، وأخرج النسائي المسند منه فقط (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4126) في اللباس، باب في أهب الميتة، والنسائي 7 / 174 و 175 في الفرع والعتيرة، باب ما يدبغ به جلود الميتة، وفي سنده عبد الله بن مالك بن حذافة وهو مجهول، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/333) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. قال: حدثنا رشدين بن سعد. قال: حدثني عمرو بن الحارث. وأبو داود (4126) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، يعني ابن الحارث، والنسائي (7/174) قال: أخبرنا سليمان بن داود عن ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث والليث بن سعد. كلاهما - عمرو بن الحارث، والليث بن سعد - عن كثير بن فرقد، عن عبد الله بن مالك بن حذافة، عن أمه العالية بنت سبيع، فذكرته. (*) في رواية يحيى بن غيلان: «عن العالية بنت سميع، أو سبيع» الشك من عبد الله. قلت: عبد الله بن مالك بن حذافة مجهول. الحديث: 5082 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 109 5083 - (د س) سلمة بن المحبق - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جاء في غزوة تَبوكَ على أهل بيت، فإذا قِرْبَة مُعَلَّقَة، فسأل الماءَ؟ فقالوا: يا رسول الله، إنها ميتة، فقال: دباغُها طَهورُها» أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تَبُوكَ - دعا بماء من عند امرأة، فقالت: ما عندي ماء إلا [في] قِرْبة لي ميتة، قال: أليس قد دَبَغْتِها؟ قالت: بلى، قال: فإن دباغَها ذَكاتُها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذكاتُها دباغها) الذَّكاة والتذكية: الذَّبح، جعل دباغ الجلد بمنزلة الذَّبح، فإن جلد المذبوح طاهر.   (1) رواه أبو داود رقم (4125) في اللباس، باب في أهب الميتة، والنسائي 7 / 173 و 174 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 476 و 5 / 6، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] محتمل التحسين: رواية عبد الصمد: «ذكاة الأديم دباغه» . أخرجه أحمد (3/476) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام، وهمام، وفيه (3/476) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن، قال: حدثنا هشام، وفي (5/6) قال:حدثنا عفان قال: حدثنا همام وفيه (5/6) قال:حدثنا بهز، قال: حدثنا همام. وفي (5/7) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم،وأبو داود، وعبد الصمد، قالوا: أخبرنا هشام. وأبو داود (4125) قال: حدثنا حفص بن عمر، وموسى بن إسماعيل، قالا: حدثنا همام. والنسائي (7/173) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. كلاهما - هشام، وهمام - عن قتادة، عن الحسن، وعن بن جون قتادة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (5/6) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن عن سلمة بن المحبق، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- أتى على قربة يوم حنين ... فذكر الحديث وفيه: «ذكاة الأديم دباغه» . (*) أخرجه أحمد (5/6) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن رجل قد سماه، عن سلمة بن المحبق، فذكر القصة وفيه: «الأديم طهوره دباغه» . الحديث: 5083 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 110 5084 - (ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمر أن يُستمتَع بجلود الميتة إذا دُبِغَتْ» أخرجه «الموطأ» وأبو داود والنسائي. وللنسائي قالت: «سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن جُلُود الميتة؟ فقال: دِباغُها ذَكاتُها» . وفي أخرى قال: «ذكاةُ الميتة دِباغُها» (1) .   (1) رواه الموطأ 2 / 498 في الصيد، باب ما جاء في جلود الميتة، وأبو داود رقم (4124) في اللباس، باب أهب الميتة، والنسائي 7 / 174 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (308) . وأحمد (6/73) قال:حدثنا إسحاق. وفي (6/104) قال: حدثنا أبو سلمة. وفي (6./148) قال: حدثنا عبد الرحمن وفي (6/153) قال: حدثنا عبد الرزاق. والدارمي (1993) قال: حدثنا خالد بن مخلد. وأبو داود (4124) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وابن ماجة (3612) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا خالد بن مخلد. والنسائي (7/176) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا بشر بن عمر (ح) والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم. ثمانيتهم - إسحاق بن عيسى، وأبو سلمة الخزاعي، وعبد الرحمن بن مهدي،وعبد الرزاق، وخالد بن مخلد، وعبد الله بن مسلمة، وبشر بن عمر، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك بن أنس،عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وعن أمه،فذكرته.. الحديث: 5084 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 111 5085 - (خ س) سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - قالت: «ماتت لنا شاة، فدبغنا مَسْكها، ثم ما زِلْنا نَنْبِذُ فيه حتى صار شَنّاً» أخرجه البخاري والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَسْكها) المَسك - بفتح الميم -: الجلد. (شَنّاً) الشَّنّ والشَّنة: القِرْبَة البالية.   (1) رواه البخاري 11 / 494 في الأيمان والنذور، باب إذا حلف أن لا يشرب نبيذاً فشرب طلاء ... ، والنسائي 7 / 173 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/429) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (8/174) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. والسنائي (7/173) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: أنبأنا الفضل بن موسى. كلاهما - عبد الله بن نمير،والفضل بن موسى - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (1/328) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن سودة بنت زمعة، فذكرته، ولم يذكر فيه (ابن عباس) . الحديث: 5085 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 111 5086 - (د ت س) عبد الله بن عكيم: قال: «قُرِئ علينا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأرض جُهَيْنَة، وأنا يومئذ غلام شاب، يقول فيه: [ص: 112] لا تَستَمتِعُوا من الميتة بإهاب ولا عَصَب» . وفي أخرى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كتب إلى جُهينة قبل موته بشهرين: لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي قال: «أتانا كتابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب» . وفي أخرى «قبل موته بشهرين» . وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4127) و (4128) في اللباس، باب من روى أن لا ينتفع باهاب الميتة، والترمذي رقم (1729) في اللباس، باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي 7 / 175 في الفرع والعتيرة، باب ما يدبغ به جلود الميتة، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال الترمذي: سمعت أحمد بن الحسن يقول: كان أحمد بن حنبل يذهب إلى هذا الحديث لما ذكر فيه قبل وفاته بشهرين، وكان يقول: كان هذا آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ترك أحمد بن حنبل هذا الحديث لما اضطربوا في إسناده، وقال أبو بكر بن حازم الحافظ: وقد حكى الخلال في كتابه: أن أحمد توقف في حديث بن عكيم لما رأى تزلزل الرواة فيه، وقال بعضهم: رجع عنه، وقال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في " الناسخ والمنسوخ ": وحديث ابن عكيم مضطرب جداً، فلا يقارب الأول، لأنه في " الصحيحين " - يعني حديث ميمونة - وقال النسائي في كتاب " السنن ": أصح ما في هذا الباب - في جلود الميتة إذا دبغت: حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة. قال الحافظ في " الفتح ": وذهب قوم إلى أنه لا ينتفع من الميتة بشيء سواء دبغ الجلد أم لم يدبغ، وتمسكوا بحديث عبد الله بن عكيم قال: أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب، أخرجه الشافعي وأحمد والأربعة، وصححه [ص: 113] ابن حبان، وحسنه الترمذي، وفي رواية للشافعي ولأحمد ولأبي داود: قبل موته بشهر، قال الترمذي: كان أحمد يذهب إليه، ويقول: هذا آخر الأمر، ثم تركه لما اضطربوا في إسناده، وكذا قال الخلال نحوه، ورد ابن حبان على من ادعى فيه الاضطراب وقال: سمع ابن عكيم الكتاب يقرأ، وسمعه من مشايخ من جهينة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا اضطراب، وأعله بعضهم بالانقطاع، وهو مردود، وبعضهم بكونه كتاباً وليس بعلة قادحة، وبعضهم بأن ابن أبي ليلى راويه عن ابن عكيم لم يسمعه منه لما وقع عند أبي داود عنه أنه انطلق وناس معه إلى عبد الله بن عكيم، قال: فدخلوا وقعدت على الباب فخرجوا إلي فأخبروني، فهذا يقتضي أن في السند من لم يسم، ولكن صح تصريح عبد الرحمن بن أبي ليلى بسماعه من ابن عكيم، فلا أثر لهذه العلة أيضاً، وأقوى ما تمسك به من لم يأخذ بظاهره معارضة الأحاديث الصحيحة له، وأنها عن سماع، وهذا عن كتابة، وأنها أصح مخارج، وأقوى من ذلك الجمع بين الحديثين بحمل الإهاب على الجلد قبل الدباغ، وأنه بعد الدباغ لا يسمى إهاباً إنما يسمى قربة وغير ذلك، وقد نقل ذلك عن أئمة اللغة كالنضر بن شميل، وهذه طريقة ابن شاهين وابن عبد البر والبيهقي، وأبعد من جمع بينهما بحمل النهي على جلد الكلب والخنزير لكونهما لا يدبغان، وكذا من حمل النهي على باطن الجلد والإذن على ظاهره، وحكى الماوردي عن بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات كان لعبد الله بن عكيم سنة، وهو كلام باطل فإنه كان رجلاً، وانظر " التلخيص " 1 / 47 و 48. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مضطرب، معلول: 1- أخرجه أحمد (4/310) قال: حدثنا وكيع وابن جعفر. قالا: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا عباد، يعني ابن عباد، قال: حدثنا خالد الحذاء. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وعبد بن حميد (488) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا الأجلح. وأبو داود (4127) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة، وابن ماجة (3613) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا جرير، عن منصور (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني (ح) وحدثنا أبو بكر، قال: حدثنا غندر، عن شعبة والترمذي (1729) قال: حدثنا محمد بن طريف الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش والشيباني، والنسائي (7/175) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل، قال: حدثنا شعبة (ح) وأخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير عن منصور. ستتهم (شعبة وخالد) ، وأجلح، ومنصور، والشيباني، والأعمش - عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى. 2- وأخرجه أحمد (4/310) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. والنسائي (7/157) قال: أخبرنا علي بن حجر. كلاهما - إبراهيم، وعلي - قالا: حدثنا شريك، عن هلال الوزان. كلاهما- عبد الرحمن، وهلال - عن عبد الله بن عكيم، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/310) ، وأبو داود (4128) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل مولى بني هاشم. كلاهما - أحمد، ومحمد - عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، الثقفي، عن خالد، عن الحكم، عن عبد الله بن عكيم، فذكره. ليس فيه (ابن أبي ليلى) . الحديث: 5086 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 111 5087 - (د ت س) أسامة الهذلي (1) - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن جلود السِّباع» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: أسامة بن زيد، وهو خطأ، والتصحيح من سنن أبي داود والترمذي والنسائي ومسند أحمد. (2) رقم (4132) في اللباس، باب في جلود النمور والسباع، ورواه أيضاً الترمذي رقم (1771) في اللباس، باب ما جاء في النهي عن جلود السباع، والنسائي 7 / 176 في الفرع والعتيرة، باب النهي عن الانتفاع بجلود السباع، وأحمد في " المسند " 5 / 74 و 75، قال الترمذي: لا نعلم أحداً قال: عن أبي المليح عن أبيه غير سعيد بن أبي عروبة، وقد أخرجه الترمذي أيضاً عن أبي المليح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وقال: وهذا أصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل:أخرجه أحمد (5/74) قال: حدثنا إسماعيل. وفيه (5/74) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/75) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1989) قال: أخبرنا معمر بن بشر،عن ابن المبارك. وفي (1990) قال: أخبرنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (4132) قال: حدثنا مسدد، أن يحيى بن سعيد، وإسماعيل بن إبراهيم حدثاهم. والترمذي (1771) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن المبارك، ومحمد بن بشر،وعبد الله بن إسماعيل بن أبي خالد (ح) وحدثنا محمد بن بشار بن قال: حدثنا يحيى بن سعيد،والنسائي (7/176) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد،عن يحيى. ستتهم - إسماعيل،وابن جعفر، ويحيى، وابن المبارك،ومحمد بن بشر وعبد الله بن إسماعيل - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أبي المليح فذكره. قلت: قال أبو عيسى الترمذي: لا نعلم أحدا قال: عن أبي المليح عن أبيه غير سعيد بن أبي عروبة، ثم رواه من طريق أبي المليح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، وقال: وهذا أصح. الحديث: 5087 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 113 الباب الثالث: في الاستنجاء ، وفيه فصلان الفصل الأول: في أداب الاستنجاء ، وفيه اربعة فروع الفرع الأول: في موضع قضاء الحاجة ، وفيه أربعة أقسام [القسم] الأول: في اختيار الموضع 5088 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: لَما قَدِم عبد الله بن عباس البَصرةَ، فكان يُحدِّث عن أبي موسى، فكتب عبد الله إلى أبي موسى يسأله عن أشياء، فكتب إليه أبو موسى: «إني كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم، فأراد أن يبُولَ، فأتى دَمِثاً في أصل جِدَار، فبال، ثم قال: إذا أراد أحدكم أن يبُولَ فَلْيَرْتَدْ لِبولِه» . أخرجه أبو داود عن أبي التَّيَّاح عن شيخ، ولم يُسمِّه (1) . [ص: 115] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دَمِثاً) الدَّمِث: الموضع اللِّين. والذي فيه رَمْل. (فَلْيَرْتَد) الارتياد: التطلب واختيار الموضع، من راد يَرُود: إذا طلب، قال الخطابي: في هذا الحديث من الأدب: أن المستحب لمن يبول إذا كانت الأرض التي يريد أن يبول فيها صُلبة: أن يُثِيرها بحجر أو عود أو نحوه، لِتَصِير دَمِثَة سهلة، فلا يرجع بوله إليه، ويُرَشِّش عليه.   (1) رواه أبو داود رقم (3) في الطهارة، باب الرجل يتبوأ لبوله، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/396) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة وفي (4/399) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/414) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. كلاهما - شعبة، وحماد - عن أبي التياح الضبعي، عن رجل أسود طويل قدم مع ابن عباس البصرة، فذكره. (*) في رواية بهز: أبو التياح، عن شيخ له. وفي رواية وكيع: أبو التياح الضبعي. قال: سمعت رجلا وصفه كان يكون مع ابن عباس. وفي رواية حماد: أبو التياح. قال: حدثني شيخ. الحديث: 5088 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 114 [القسم] الثاني: في الإبعاد 5089 - (د ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سَفَر، فأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حاجتَه، وأبعد في المذهَب» هذه رواية الترمذي. وعند أبي داود «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا ذَهَبَ المَذْهَب أبْعَدَ» وأسْقَط في نسخة «المذهب» . هذا الحديث أول حديث في سنن أبي داود. وفي رواية النسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا ذهب المذهب أبعدَ، قال: فذهب لحاجته، وهو في بعض أسْفَارِهِ، فقال: ائْتني بوَضُوء، فتوضأ، ومسح على الخفَّيْن» (1) . [ص: 116] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المذهب) المذهب هاهنا: موضع قضاء الحاجة كالغائط والخلاء والمرفق، وهو موضع الذهاب.   (1) رواه أبو داود رقم (1) في الطهارة، باب التخلي عند قضاء الحاجة، والترمذي رقم (20) في الطهارة، باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب، والنسائي 1 / 18 و 19 في الطهارة، باب الإبعاد عند إرادة الحاجة، وإسناده حسن، ويشهد له الذي بعده، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/248) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (666) قال: أخبرنا يعلى بن عبيد، وأبو داود (1) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد. وابن ماجة (331) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، والترمذي (20) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي (1/18) وفي الكبرى (16) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل. وابن خزيمة (50) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن جعفر. ستتهم - محمد بن عبيد، ويعلي بن عبيد، وعبد العزيز بن محمد، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب، وإسماعيل بن جعفر - عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة فذكره الحديث: 5089 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 115 5090 - (س) عبد الرحمن بن أبي قراد قال: «خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الخَلاء، فكان إذا أراد الحاجة أبعدَ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 17 و 18 في الطهارة، باب الإبعاد عند إرادة الحاجة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن الحارث بن فضيل، وعمارة بن خزيمة بن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال: «خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاجا. قال: فنزل منزلا،وخرج من الخلاء،فاتبعته بالإداوة، أو القدح، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد حاجة أبعد، فجلست له بالطريق حتى انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت له: يا رسول الله، الوضوء. فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلي فصب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على يده فغسلها ثم ادخل يده فكفها فصب على يده واحدة، ثم مسح على رأسه،ثم قبض الماء قبضا بيده، فضرب به على ظهر قدمه، فمسح بيده على قدمه، ثم جاء فصلى لنا الظهر» . أخرجه أحمد (3/443و4/237) قال: حدثنا عفان. وفي (4/224) وابن ماجة (334) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار. وعبد الله بن أحمد (4/224) قال: حدثني محمد بن يحيى بن سعيد القطان. (ح) وحدثني يحيى بن معين. والنسائى (1/17) وفي الكبرى (17) قال: أخبرنا عمرو بن علي وابن خزيمة (51) قال: حدثنا بندار. سبعتهم - عفان، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن يحيى بن سعيد، ويحيى بن معين، وعمرو بن علي - عن يحيى بن سعيد، عن أبي جعفر الخطمي، قال: حدثني عمارة بن خزيمة، والحارث بن فضيل، فذكراه. (*) رواية عفان الأولى، وأحمد (4/224) ، وابن ماجة وعبد الله بن أحمد والنسائي وابن خزيمة مختصرا على أوله ... إلى أن قال: وكان إذا أتى حاجته أبعد. قلت: حسن الحافظ إسناده في الإصابة (6/317) (5177) . الحديث: 5090 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 116 [القسم] الثالث: في الأماكن المنهي عنها 5091 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اتَّقُوا اللاَّعِنَيْنِ، قيل: وما اللاَّعِنانِ؟ قال: الذي يتَخَلَّى في طريق الناس أو ظِلِّهم» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (269) في الطهارة، باب النهي عن التخلي في الطرق والظلال، وأبو داود رقم (25) في الطهارة، باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/372) قال: ثنا سليمان. ومسلم (1/156) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة،وابن حجر. وأبو داود (25) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (67) قال: حدثنا علي ابن حجر. أربعتهم - سليمان بن داود، ويحيى وقتيبة وابن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5091 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 116 5092 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اتَّقُوا المَلاَعِنَ الثلاثَ: البَرَازَ في المَوارِد، وقَارِعَةِ الطريق، والظِّل» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللاعنين والملاعن) الملاعن: جمع مَلْعَنة، وهي الفَعلة التي يُلْعَن [ص: 117] فاعلها، كأنها مظنة اللعن، كما يقال للولد: مبخلة مجبنة، وأما «اللاعنان» فالأمران الجالبان لِلَّعن، الباعثان للناس عليه؛ لأن ذلك سبب لِلعن من فعله في هذه المواضع المسماة في الحديث، فسميت لاعنة لكونها سبباً لِلَّعن، وهي المواضع المطروقة، والظِّلال التي يستظل بها، فاللاعن: اسم فاعل من لَعَن، واللعَّان: بناء للمبالغة، والملاعن: الأماكن التي تُوجب اللَّعن، قال الخطابي: وقوله: «والظِّل» إنما يريد به: المواضع التي يتخذها الناس مَقِيلاً ومَناخاً ينزلونه، وليس كل ظلٍّ يحرم القُعُود فيه للحاجة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قعد تحت حائش من النخل، و «الموارد» : مجاري الماء. (البَرَاز) بفتح الباء: موضع قُضاء الحاجة، وإنه في الأصل: الفضاء الواسع من الأرض، فكَنَوا به عن حاجة الإنسان، كما كَنَوْا بالخلاء عنه، قال الخطابي: وأكثر الرواة يروونه بكسر الباء، وهو غلط، قال: وفيه من الأدب: استحباب البعد عند قضاء الحاجة. (قَارِعَة الطريق) : وسطها وأعلاها والمواضع التي يطُؤها الناس.   (1) رقم (26) في الطهارة، باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها، ورواه أيضاً ابن ماجة وغيره، وفي سنده جهالة وانقطاع، ولكن له شواهد يتقوى بها، منها الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (26) قال: حدثنا إسحاق بن سويد الرملي وعمر بن الخطاب أبو حفص، أن سعيد بن الحكم حدثهم، وابن ماجة (328) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. كلاهما - سعيد، وابن وهب - عن نافع بن يزيد، قال: حدثني حيوة بن شريح، أن أبا سعيد الحميري حدثه فذكره. الحديث: 5092 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 116 5093 - (د س) عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُبالَ في الجُحْرِ، قالوا لقتادة: ما يُكرهُ من البول في الجُحْرِ؟ قال: كان يُقال: إنها مَسَاكِنُ الجِنِّ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: «لا يَبُولَنَّ أحدكم في جُحر، قالوا لقتادة [ص: 118] ... » الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجُحْر) : الثقب، وجمعه جِحَرَة.   (1) رواه أبو داود رقم (29) في الطهارة، باب النهي عن البول في الجحر، والنسائي 1 / 33 و 34 في الطهارة، باب كراهية البول في الجحر، وإسناده حسن، قال الحافظ في " التلخيص ": وصححه ابن خزيمة وابن السكن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/82) . وأبو داود (29) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. والنسائي (1/33) . في الكبرى (30) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. ثلاثتهم - أحمد، وعبيد الله بن عمر، وعبيد الله بن سعيد - عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، فذكره. (*) رواية أبي داود: -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «نهى أن يبال في الجحر» . (*) ورواية النسائى: -صلى الله عليه وسلم- «لا يبولن أحدكم في جحر» .. الحديث: 5093 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 117 5094 - (ت س د) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَبُولَنَّ أحدُكم في مُستَحَمِّه، فإن عامة الوَسواس منه» . أخرجه الترمذي والنسائي. وفي رواية أبي داود زيادة بعد «مستحمِّه» : ثم «يغتسل فيه» وفي أخرى «ثم يتوضأ فيه ... » الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُسْتَحمِّه) المستحم: موضع الاستحمام، وهو الاغتسال، وسُمِّي مستحماً باسم الحَمِيم، وهو الماء الحار الذي يغتسل به، وإنما يُنهى عن ذلك إذا كان المكان صُلْباً، أو لم يكن له مَسْلَك يذهب فيه البول ويَسِيل، فيوهم المغتسِل أنه أصابه شيء من قطره ورشاشه، فيحصل منه الوسواس، [والوسواس] ما يحصل في النفس من الأحاديث والأفكار التي تزعجه، ولا تدعه يستقر على حال.   (1) رواه أبو دود رقم (27) في الطهارة، باب في البول في المستحم، والترمذي رقم (21) في الطهارة، باب في كراهية البول في المغتسل، والنسائي 1 / 34 في الطهارة، باب كراهية البول في المستحم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/56) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله وفي (5/56) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (505) قال: أخبرنا عبد الرزاق. وأبو داود (27) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، والحسن بن علي، قالا: حدثنا عبد الرزاق. وابن ماجة (304) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (21) قال: حدثنا علي بن حجر، وأحمد ابن محمد بن موسى مروديه، قالا: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائى (1/34) وفي الكبرى (33) قال: أخبرنا علي بن حجر قال:أنبأنا ابن المبارك. كلاهما - عبد الله بن المبارك،وعبد الرزاق - قالا: أخبرنا معمر، عن الأشعث بن عبد الله، عن الحسن فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث أشعث بن عبد الله. ويقال له: أشعث الأعمي. قلت:رجاله ثقات: ولا يخشى إلا تدليس الحسن البصري. الحديث: 5094 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 118 5095 - (د س) حميد بن عبد الرحمن الحميري قال: لَقِيتُ رجلاً صَحِبَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، كما صحبه أبو هريرة قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَمْتَشِطَ أحدُنا كل يوم، أو يبول في مغتَسله» . أخرجه أبو داود، وأخرجه النسائي في أول حديث (1) .   (1) رواه أبو دود رقم (28) في الطهارة، باب في البول في المستحم، والنسائي 1 / 130 في الطهارة، باب ذكر النهي عن الاغتسال بفضل الجنب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه في أول هذا الكتاب. الحديث: 5095 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 119 5096 - (م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُبَالَ في الماءِ الرَّاكِد» . أخرجه مسلم والنسائي (1) ، وقد تقدَّم في الباب الأول هذا عن أبي هريرة بزيادة فيه.   (1) رواه مسلم رقم (281) في الطهارة، باب النهي عن البول في الماء الراكد، والنسائي 1 / 34 في الطهارة، باب النهي عن البول في الماء الراكد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/341) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. 2- وأخرجه أحمد (3/350) قال:حدثنا حجين، ويونس، ومسلم (1/162) قال:حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح (ح) وحدثنا قتيبة..وابن ماجة (343) قال: حدثنا محمد بن رمح والنسائي (1/34) ، وفي الكبرى (32) قال: أخبرنا قتيبة. خمستهم - حجين،ويونس، ويحيى،ومحمد،وقتيبة - عن الليث بن سعد. كلاهما - ابن لهيعة، والليث - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 5096 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 119 [القسم] الرابع: في البول في الإناء 5097 - (د س) أُميمة بنت رُفَيْقَة قالت: «كان للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قَدَح مِنْ عَيْدان (1) تحت سَرِيرِه يَبولُ فيه من الليل» أخرجه أبو داود. وعند النسائي «كان للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قدح من عَيْدَان يَبُول فيه، ويَضَعُه تحت السرير» (2) .   (1) هي طوال النخل، واحده عيدانة. (2) رواه أبو داود رقم (24) في الطهارة، باب الرجل يبول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده، والنسائي 1 / 31 في الطهارة، باب البول في الإناء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (24) قال: حدثنا محمد بن عيسى. والنسائي (1/31) وفي الكبرى (31) قال: أخبرنا أيوب بن محمد بن الوزان. كلاهما - محمد بن عيسى، وأيوب بن محمد - قالا: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة، فذكرته. (*) صرح ابن جريج بالسماع في رواية أيوب بن محمد. قلت: يغض الطرف عن حال «حكيمة» فهي كباقي النساء مجهولات الحال، والله أعلم. الحديث: 5097 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 119 الفرع الثاني: في هيئة قضاء الحاجة ، وفيه ثلاثة أقسام [القسم] الأول: في استقبال القبلة واستدبارها النهي عنه 5098 - (خ م ت د ط س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أتَيْتُم الغائط فلا تستقبلوا القِبلةَ ولا تستدْبِرُوها، ولكن شَرِّقوا أو غرِّبوا، قال أبو أيوب: فلما قَدِمنا الشَّامَ وَجدنا مَرَاحِيضَ قد بُنِيتْ قِبَلَ القبلة، فنَنْحرِف عنها ونستغفر الله عز وجل» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود. وفي رواية «الموطأ» : قال رافع بن إسحاق - مولى لآل الشفاء، وكان يقال له: مولى أبي طلحة: - أنه سمع أبا أيوب الأنصاري صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو بمصر- يقول: «والله ما أدري كيف أصنع بهذه الكراييس» ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا ذهب أحدُكم لِغَائِط أو بول، فلا يستقبل القِبلة ولا يستدبرْها بفَرْجه؟» . وأخرج النسائي رواية «الموطأ» . وله في أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تستقبلوا القِبلة، ولا تستدبروها بغائط أو بول، ولكن شَرِّقوا أو غَرِّبوا» . [ص: 121] وفي أخرى «إذا أتى أحدكم الغائط، فلا يستقبل القبلة، ولكن يشرِّق أو يغرّب» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغائط) : الموضع المنخفض من الأرض، وكان مخصوصاً بمواضع قضاء الحاجة فسُمِّيت الحاجة باسم مكانها مجازاً. (المرَاحيض) : جمع مِرْحاض، وهو المغتسل ومواضع قضاء الحاجة من الرَّحْض، وهو الغَسل. (الكراييس) بياءين معجمتين بنقطتين من تحت: جمع كِريَاس، وهو الكنيف المشرف على سطحٍ بقناةٍ إلى الأرض، فإذا كان أسفل فليس بكِرْيَاس. (شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا) قوله: شرِّقوا أو غرِّبوا، أمر لأهل المدينة، ولمن كانت قبلته على ذلك السّمْت، فأما من كانت قبلته إلى جهة الغرب أو الشرق، فإنه لا يغرِّب ولا يشرِّق.   (1) رواه البخاري 1 / 215 و 216 في الوضوء، باب لا تستقبل القبلة ببول ولا غائط إلا عند البناء، وفي القبلة، باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام، ومسلم رقم (264) في الطهارة، باب الاستطابة، والموطأ 1 / 193 في القبلة، باب النهي عن استقبال القبلة والإنسان على حاجة، وأبو داود رقم (9) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، والترمذي رقم (8) في الطهارة، باب في النهي عن استقبال القبلة بغائط أو بول، والنسائي 1 / 21 و 22 في الطهارة، باب النهي عن استقبال القبلة عند الحاجة، وباب النهي عن استدبار القبلة عند الحاجة وباب الأمر باستقبال المشرق أو المغرب عند الحاجة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (137) . وأحمد (5/414) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، والنسائي (1/21) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. كلاهما - إسحاق بن عيسى، وابن القاسم - عن مالك. 2- وأخرجه أحمد (5/415) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. 3- وأخرجه أحمد (5/419) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. ثلاثتهم: - مالك، وهمام وحماد - عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن رافع بن إسحاق، فذكره. وعن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أتيتم الغائط، فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا، أو غربوا» . قال أبو أيوب: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة، فننحرف ونستغفر الله تعالى.. 1- أخرجه الحميدي (378) . وأحمد (5/421) . والدارمي (671) قال: أخبرنا أبو نعيم. والبخاري (1/109) قال: حدثنا علي بن عبد الله، ومسلم (1/154) قال: حدثنا زهير بن حرب. وابن نمير (ح) وقال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (9) قال: حدثنا مسدد، بن مسرهد. والترمذي (8) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. والنسائي (1/22) . وفي الكبرى (20) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (57) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. جميعهم - الحميدي، وأحمد، وأبو نعيم وعلي بن عبد الله، وزهير، وابن نمير، ويحيى، ومسدد، وسعيد بن عبد الرحمن وابن منصور، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (5/416) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/417) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (5/421) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائى (1/23) وفي الكبرى (21) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: أنبأنا غندر. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، غندر، وإسماعيل، وعبد الرزاق - عن معمر بن راشد. 3- وأخرجه البخاري (1/48) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. 4- وأخرجه ابن ماجة (318) قال: حدثنا أبو الطاهر، أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. أربعتهم: سفيان، ومعمر، وابن أبي ذئب، ويونس - عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، فذكره. (*) حديث طلحة بن نافع، أبي سفيان، عن أبي أيوب الأنصاري، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، أن هذه الآية نزلت: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} . قال الحديث: 5098 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 120 5099 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا جلس أحدُكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبِرْها» أخرجه مسلم. [ص: 122] وفي رواية أبي داود والنسائي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما [أنا] لكم بمَنْزِلة الوالد، أُعَلِّمُكم، فإذا أتى أحدُكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرْها، ولا يَستَطِبْ بيمينه، وكان يأمرُ بثلاثة أحجار، وينهى عن الرَّوْثِ والرّمَّةِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَسْتَطِب) الاستطابة: الاستنجاء، لأن الرجل يُطَيِّب نفسه بالاستنجاء من الخَبَث، و «الاستنجاء» إزالة أثر النَّجْوة - وهو الغائط - عن بدنه، وأصله في اللغة: الذهاب إلى النجوة من الأرض لقضاء الحاجة، وهو الموضع المرتفع من الأرض، وكانوا يستترون به إذا قعدوا لقضاء الحاجة، فكَنوا بها عن الحدث، كما كنوا عنه بالغائط، وهو المطمئن من الأرض، وبالبراز، وهو الفسيح من الأرض. (الرّمَّة) الرّمَّة: العظم البالي، و «الرَّوْث» الغائط. قال الخطابي: واستثناؤه الرَّوْث والرّمَّة مخصصاً: يدل على أن أعيان الحجارة غير مختصة بالاستنجاء دون غيرها، لأن تخصيص الرَّوث والرّمَّة بالاستثناء يدل على دخول ما عداهما في حكم الحجارة، وإنما ذكر الحجارة، لأنها كانت أكثر الأشياء وجوداً مما يستنجى به. [ص: 123] (سباطة) السباطة: الكناسة والزبالة، قال الخطابي: سبب بوله قائماً إما مرض اضطره إليه، كما قد روي «أنه - صلى الله عليه وسلم- بال قائماً من وجع كان بمأبِضيه» . والمأبِض: باطن الركبة، وقيل: للتداوي من وجع الصلب، فإنهم كانوا يتداوون بذلك من وجع أصلابهم، أو أن المكان اضطرَّه إليه، لأنه لم يجد للقعود سبيلاً (2) وفيه أن مدافعة البول مكروهة، لأنه - صلى الله عليه وسلم- «بال قائماً في السباطة» ولم يؤخر ذلك، وأما إدناؤه [حذيفة] إليه مع إبعاده عند الحاجة، فلأن السباطة إنما تكون في أفنية الناس، ولا تخلو من المار، فأدناه إليه ليستتر به.   (1) رواه مسلم رقم (265) في الطهارة، باب الاستطابة، وأبو داود رقم (8) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، والنسائي 1 / 38 في الطهارة، باب النهي عن الاستطابة بالروث. (2) لا حاجة إلى هذه التأويلات، فإنه قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم بال قائماً وقاعداً، ولا نهي في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (988) . وأحمد (2/247) . قالا: حدثنا سفيان وفي (2/250) قال أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد والدارمي (680) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا ابن المبارك، وأبو داود (8) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا ابن المبارك. وابن ماجة (312) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن وعبد الله بن رجاء المكي. وفي (313) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/38) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، وابن خزيمة (80) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. خمستهم - سفيان، ويحيى بن سعيد، وابن المبارك، والمغيرة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن رجاء - عن محمد بن عجلان. 2- وأخرجه مسلم (1/154) قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، قال: حدثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح، عن سهيل. كلاهما - محمد بن عجلان، وسهيل - عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، فذكره. (*) رواية سهيل مختصرة على: «إذا جلس أحدكم على حاجته، فلا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها» . (*) رواية ابن ماجة (312) مختصرة على: «إذا استطاب أحدكم، فلا يستطب بيمينه، ليستنج بشماله» . الحديث: 5099 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 121 5100 - (ط) مالك بن أنس بَلَغَه عن رجل من الأنصار: «أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى أنْ تُستقبَل القبلةُ لغائط أو بول» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع عن مالك بلاغاً، وهو في الموطأ 1 / 193 في القبلة، باب النهي عن استقبال القبلة والإنسان على حاجة، من حديث مالك عن نافع مولى عمر، عن رجل من الأنصار قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: كذا رواه يحيى – يعني الليثي – والصواب قول سائر الرواة: عن رجل من الأنصار عن أبيه. أقول: وهو حديث صحيح له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك في الموطأ (456) قال: عن نافع عن رجل من الأنصار فذكره. قلت: نقل الإمام الزرقاني عن أبي عمر قوله: كذا رواه يحيى والصواب قول سائر الرواة عن رجل من الأنصار عن أبيه. ا.هـ. الحديث: 5100 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 123 5101 - (د) معقل بن أبي معقل الأسدي - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ نَسْتقبِلَ القِبلَتين ببول أو غائط» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 124] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القِبلتين) أراد بالقِبلتين: مكة وبيت المقدس، لأنه كان مرة قبلة لنا، ويحتمل أن يكون من أجل استدبار الكعبة، لأن من استقبل بيت المقدس هناك فقد استدبر الكعبة.   (1) رقم (10) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، وفي سنده أبو زيد مولى بني ثعلبة، وهو مجهول الحال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/210) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا داود يعني العطار. وفي (4/210) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (10) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (319) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال. ثلاتهم - داود العطار، ووهيب، وسليمان بن بلال - عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبي زيد، فذكره. (*) قال أبو داود: أبو زيد هو مولى بني ثعلبة. (*) وفي رواية ابن ماجة: (أبو زيد مولى الثعلبيين) . (*) وفي رواية داود العطار -: (أبو زيد مولى ثعلبة) . قلت: أبو زيد مجهول الحال، وقد تفرد به، ونقل الحافظ في الإصابة (9/258) (8132) قول الدارقطني: الصحيح أنه معقل بن أبي الهيثم، وقال: له في السنن حديثان ولم يعقب. الحديث: 5101 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 123 5102 - (د) مروان الأصفر قال: «رأيتُ ابنَ عُمرَ أناخَ رَاحِلَته مُسْتقبلَ القِبْلَةِ، ثم جَلَسَ يبولُ إليها، فقلتُ: أبا عبد الرحمن أليس قد نُهِيَ عن هذا؟ قال: بلى، إنما نُهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينكَ وبين القِبْلة شيء يَسْتُرُك فلا بأس» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (11) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (11) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. وفي (تحفة الأشراف) (7451) عن أحمد بن إبراهيم. كلاهما- محمد بن يحيى،وأحمد بن إبراهيم - عن صفوان بن عيسى، عن الحسن بن ذكوان، عن مروان الأصفر، فذكره. (*) قال المزي: أحمد بن إبراهيم في رواية أبي الحسن بن العبد. الحديث: 5102 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 124 جوازه 5103 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ نستقبلَ القِبْلَةَ ببول، فرأيتُهُ قبل أن يُقْبَضَ بعام يَسْتَقْبِلُها» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (13) في الطهارة، باب الرخصة في استقبال القبلة، والترمذي رقم (9) في الطهارة، باب ما جاء من الرخصة في استقبال القبلة، ورواه أيضاً أحمد والبزار، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والدارقطني، وغيرهم، وحسنه الترمذي، وقال الحافظ في " التلخيص " 1 / 104: في الاحتجاج به نظر، لأنها حكاية فعل لا عموم لها، فيحتمل أن يكون لعذر، ويحتمل أن يكون في نسيان ونحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/360) قال:حدثنا يعقوب -وهو ابن إبراهيم بن سعد - قال: حدثنا أبي. 2- وأخرجه أبو داود (13) وابن ماجة (325) قالا: حدثنا محمد بن بشار. والترمذي (9) قال:حدثنا محمد بن بشار. ومحمد بن المثنى. وابن خزيمة (58) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - ابن بشار، وابن المثنى - قالا: حدثنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبي. كلاهما - إبراهيم، وجرير - عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد بن جبر، فذكره. قلت: ابن إسحاق معروف بالتدليس وقد عنعن. الحديث: 5103 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 124 5104 - (ت) أبو قتادة - رضي الله عنه -: «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- يبولُ مُسْتَقْبل القِبْلَةَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (10) في الطهارة، باب ما جاء من الرخصة في استقبال القبلة، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (5/300) قال: حدثنا حسن بن موسى وموسى بن داود (ح) وحدثنا إسحاق يعني ابن الطباع،والترمذي (10) قال:حدثنا قتيبة. أربعتهم - حسن وموسى وإسحاق، وقتيبة - عن ابن لهيعة. قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر. فذكره. (*) قال الترمذي: ابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث. ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه. قلت: رواية أبي الزبير عن جابر لا يخفى ما فيها. الحديث: 5104 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 124 5105 - (خ م ت ط س د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «ارْتَقَيْتُ فوقَ بيتِ حَفْصَة لبعض حاجتي، فرأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجتَهُ مستقبلَ الشام، مستدبرَ القِبْلَةِ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وفي رواية للبخاري: أن ابن عمر كان يقولُ: «إن ناساً يقولون: إذا قَعَدْتَ على حاجتكَ فلا تستقبل القِبْلَةَ ولا بيتَ المَقْدِسِ، فقال عبد الله بنُ عمر: لقد ارْتَقَيْتُ يوماً على ظَهرِ بَيْت لنا، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على لَبِنَتَيْنِ، مُستقبلَ بيتِ المقدس لحاجته، وقال: لعلَّك من الذين يُصلُّون على أوراكهم؟ فقلت: لا أدْرِي واللهِ» . قال مالك: يعني: الذي يُصلِّي ولا يرتفع عن الأرض، يَسْجُد وهو لاصق بالأرض. وهذه الرواية لم أرَها في كتاب الحميديِّ، ولم أجدْه أخرج إلا الرواية الأولى، وهي مذكورة في كتاب البخاري، وقد ترْجَم عليه «باب مَن تَبَرَّز على لَبِنَتَيْنِ» وأخرج مسلم هذه الرواية، ولم يذكرها الحميديُّ أيضاً. قال واسِعُ بنُ حِبَّان: «كنتُ أُصلِّي في المسجد، وابنُ عُمر مُسْنِد ظهرَه إلى القِبلَةِ، فلما قضيتُ صلاتي انْصَرَفتُ إليه من شِقِّي، فقال عبد الله: يقولُ ناس: إذا قعدتَ للحاجة تكون لك، فلا تَقْعُدْ مُستقبلَ القِبْلَة، ولا بيتَ المقدس، قال عبد الله: لقد رَقيتُ على ظَهْرِ بيت، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعداً على لَبِنَتيْن مُسْتَقْبِلَ بيتِ المقدسِ لحاجته» . أخرج «الموطأ» هذه الرواية الآخرة. [ص: 126] وأخرج النسائي وأبو داود من هذه الرواية الآخرة: المُسْنَدَ وحدَه، وأول حديثه «لقد ارْتَقَيْتُ - إلى قوله -: لحاجته» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 216 و 217 في الوضوء، باب من تبرز على لبنتين، وباب التبرز في البيوت، وفي الجهاد، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن، ومسلم رقم (266) في الطهارة، باب الاستطابة، والموطأ 1 / 193 و 194 في القبلة، باب الرخصة في استقبال القبلة لبول أو غائط، وأبو داود رقم (12) في الطهارة، باب الرخصة في استقبال القبلة لبول أو غائط، والترمذي رقم (11) في الطهارة، باب الرخصة في استقبال القبلة لبول أو غائط، والنسائي 1 / 23 في الطهارة، باب الرخصة باستقبال القبلة في البيوت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (137) . وأحمد (2/41) (4991) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (673) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/48) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (1/49) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (1/155) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان يعني ابن بلال. وأبو داود (12) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، وابن ماجة (322) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب، قال:: حدثنا الأوزاعي (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا يزيد بن هارون والنسائي (1/23) . وفي الكبرى (22) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (59) قال: حدثنا محمد بن معاوية البغدادي، قال: حدثنا هشيم (ح) وحدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. ستتهم - مالك ويزيد، وسليمان والأوزاعي وهشيم، وعبد الوهاب - عن يحيى بن سعيد الأنصاري. 2- وأخرجه أحمد (2/12) (4606) قال: حدثنا عبدة. وفي (2/13) (4617) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (1/49و 4/100) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا أنس بن عياض. ومسلم (1/155) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي. والترمذي (11) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة بن سليمان وابن خزيمة (59) قال: حدثنا محمد بن بشار، ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى. خمستهم - عبدة، ويحيى، وأنس وابن بشر وعبد الأعلى - عن عبيد الله بن عمر. 3- وأخرجه ابن خزيمة (59) قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخزومي، قال: حدثنا أبو هاشم (يعني المخزومي) ، قال: حدثنا وهيب، عن عبيد الله ويحيى بن سعيد، وإسماعيل بن أمية (ح) وحدثنا أحمد ابن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: أخبرني ابن عجلان. أربعتهم - يحيى وعبيد الله، وإسماعيل، وابن عجلان - عن محمد بن يحيى ابن خبان، عن عمه واسع ابن حبان، فذكره. في رواية عبد الله بن عمر: « .... مستدبر القبلة، مستقبل الشأم» . وعن رافع بن حنين، أن ابن عمر أخبره. «أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب مذهبا مواجها للقبلة» . أخرجه أحمد (2/96 (5715) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي (2/99) (5741) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (2/114) (5941) قال: حدثنا سريج. ثلاثتهم - يونس، وموسى، وسريج - قالوا: حدثنا فليح، عن عبد الله بن عكرمة، عن رافع بن حنين أبي المغيرة، فذكره. وعن نافع، عن ابن عمر، قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخلى على لبنتين مستقبل القبلة» . وفي رواية عيسى الحناط: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كنيفه مستقبل القبلة» . أخرجه أحمد (2/99) (5747) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا أيوب، يعني ابن عتبة، عن يحيى، يعني ابن أبي كثير، وابن ماجة (323) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى الحناط. كلاهما - يحيى، وعيسى - عن نافع، فذكره. الحديث: 5105 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 125 القسم الثاني: في البول قائما ً جوازه 5106 - (خ م د ت س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فانتهى إلى سُبَاطَة قوم، فبالَ قائماً، فَتَنَحَّيْتُ، فقال: ادْنُهْ، فَدَنَوْتُ حتى كنتُ عند عَقِبيه، فتوضَّأ، ومسحَ على خُفَّيه» . وفي رواية عن أبي وائل قال: «كان أبو موسى يُشَدِّدُ في البولِ ويَبُولُ في قَارُورَة، ويقول: إن بَني إسرائيل كان إذا أصاب جِلْدَ أحدِهم بول قَرَضَه بالمقاريض، فقال حذيفة: لَوَدِدتُ أن صاحبَكم لا يُشَدِّدُ هذا التَّشديد، فلقد رأيتُني أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- نَتَمَاشَى، فأتى سُباطةَ قوم خَلْفَ حائط، فقام كما يقوم أحدُكم، فبَالَ فَانْتَبَذْتُ منه، فأشار إليَّ، فجئتُ، فقمتُ عند عَقِبه - صلى الله عليه وسلم-، حتى فَرَغَ» . أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 127] وفي رواية أبي داود قال: «أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سُبَاطَةَ قَوم، فبال قائماً، ثم دعا بماء فمسح على خُفَّيْه» . [قال أبو داود: قال مسدد] : «فذهبتُ أتباعَدُ، فدعاني، حتى كنتُ عند عقبه - صلى الله عليه وسلم-» . وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الأولى. وللنسائي مثل أبي داود إلى قوله: «قائماً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ادْنُه) أمرٌ بالدُّنُو: والهاء فيه للسَّكت. (انْتَبذت) الانْتِباذ: الانفراد والاعتزال ناحية.   (1) رواه البخاري 1 / 284 في الوضوء، باب البول عند سباطة قوم، وباب البول قائماً وقاعداً، وباب البول عند صاحبه والتستر بالحائط، وفي المظالم، باب الوقوف والبول عند سباطة قوم، ومسلم رقم (273) في الطهارة، باب المسح على الخفين، وأبو داود رقم (23) في الطهارة، باب البول قائماً، والترمذي رقم (13) في الطهارة، باب ما جاء في الرخصة في البول قائماً، والنسائي 1 / 35 في الطهارة، باب الرخصة في البول في الصحراء قائماً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (442) ، وأحمد (5/382) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (5/382) قال: حدثنا هشيم وفي (5/402) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (674) قال: أخبرنا جعفر بن عون. والبخاري (1/66) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/157) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا أبو خيثمة. وأبو داود (23) قال: حدثنا حفص بن عمر، ومسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا مسدد قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (305) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك، وهشيم، ووكيع. وفي (544) قال حدثنا: محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد، قال: حدثنا أبي، وابن عيينة، وابن أبي زائدة. والترمذي (13) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وسمعت الجارود، يقول: سمعت وكيعا. (ح) وسمعت أبا عمار الحسين بن حُريث يقول: سمعت وكيعا. والنسائي (1/19) وفي الكبرى (18) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس. وفي (1/25) وفي الكبري (24) قال: أخبرنا مؤمل بن هشام، قال: أنبأنا إسماعيل، قال: أخبرنا شعبة، وابن خزيمة (61) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. عن شعبة. (ح) وحدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر - عن شعبة. جميعهم - سفيان، وهشيم، ويحيى، وابن عون، وشعبة، وأبو خيثمة، وأبو عوانة، شريك، ووكيع، وشجاع وابن أبي زائدة، وعيسى - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (5/382) قال: حدثنا جرير. وفي (5/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/66) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (1/66) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/177) قال: حدثنا سليمان بن حرب، عن شعبة ومسلم (1/157) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا جرير. والنسائي (1/25) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: أنبأنا محمد، قال: أنبأنا شعبة. وابن خزيمة (52) قال: حدثنا أبو هاشم، زياد بن أيوب، قال: حدثنا جرير. كلاهما - جرير، وشعبة - عن منصور. كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن أبي وائل فذكره. 3- وأخرجه النسائي (1/25) وفي الكبرى (23) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله، قال: أنبأنا بهز، قال: أنبأنا شعبة، عن سليمان، ومنصور. (*) أخرجه ابن ماجة (306) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة: «رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتي سباطة قوم فبال قائما» . قال شعبة: قال عاصم يومئذ: وهذا الأعمش يرويه عن أبي وائل، عن حذيفة، وما حفظه. فسألت عنه منصورا فحدثنيه عن أبي وائل، عن حذيفة ..... فذكره. وعن نهيك بن عبد الله السلولي، قال: حدثنا حذيفة قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى سباطة قوم فبال قائما» . أخرجه أحمد (5/394) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يونس، يعني ابن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن نهيك بن عبد الله فذكره. الحديث: 5106 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 126 5107 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «رأيتُ ابنَ عُمر يَبُولُ قائماً» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 65 في الطهارة، باب ما جاء في البول قائماً وغيره، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (140) قال: عن عبد الله بن دينار، فذكره قلت: وقد وهم المصنف -رحمه الله - في ذكر نافع عن ابن عمر في هذا الأثر. وقد راجعته في أكثر من نسخة للموطأ فلم أجد أي خلاف في كون الراوي عن ابن عمر هو عبد الله بن دينار، والعجب من الأستاذ عبد القادر الأرناؤوط حيث عزا الأثر للموطأ ولم يصوب ذلك الخطأ!!! الحديث: 5107 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 127 النهي عنه 5108 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «رآني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أبُولُ قائماً، فقال: يا عمرُ لا تَبُلْ قائماً، فما بُلْتُ قائماً بعدُ» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: إنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه أيوب السَّخْتِيَاني وتكلَّم فيه. وروى عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال عمرُ: «ما بُلْتُ قائماً مُنْذُ أسلمتُ» (2) ، وهذا أصح من حديث عبد الكريم. قال [الترمذي] : ومعنى النهي عن البول قائماً: على التأديب، لا على التحريم. قال: وقد رُوِيَ عن ابن مسعود قال: «إنه من الجفاء أن تبولَ وأنتَ قائم» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجَفَاء) : خلاف البر واللُّطف.   (1) رواه الترمذي بغير إسناد تعليقاً على حديث عائشة رقم (12) في الطهارة، باب ما جاء في النهي عن البول قائماً، وإسناده ضعيف. (2) قال الحافظ في " الفتح ": 1 / 285 قد ثبت عن عمر وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم أنهم بالوا قياماً وهو دال على الجواز من غير كراهة إذا أمن الرشاش، والله أعلم، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عنه شيء. (3) هذا الأثر عن ابن مسعود معلق بغير إسناد، ولم نقف على من وصله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه ابن ماجة (308) قال:حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: حدثنا ابن جريج، عن عبد الكريم بن أبي أمية، عن نافع عن ابن عمر، فذكره (*) قال الترمذي (12) : وحديث عمر إنما روي من حديث عبد الكريم بن أبي المخارق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. (*) قال أبو عيسى الترمذي: وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه أيوب السختياني وتكلم فيه. الحديث: 5108 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 128 5109 - (ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «مَن حدَّثكم أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يَبُولُ قائماً فلا تُصَدِّقُوه، ما كان يَبُولُ إلا قاعداً» . أخرجه الترمذي والنسائي، وقال النسائي: «إلا جالساً» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (12) في الطهارة، باب ما جاء في النهي عن البول قائماً، والنسائي 1 / 26 في الطهارة، باب البول في البيت جالساً، وإسناده ضعيف، وقد رواه أحمد في " المسند " من طريق آخر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: وفي لفظ عن شريح بن هانئ، عن عائشة. قالت: «من حدثك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بال قائما فلا تصدقه. ما بال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائما منذ أنزل عليه القرآن» . أخرجه أحمد (6/136و192) قال:حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (6/.213) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان. وابن ماجة (307) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وإسماعيل ابن موسى السدي. قالوا: حدثنا شريك. والترمذي (12) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا شريك والنسائي (1/26) . وفي الكبرى (25) قال: أخبرنا على بن حجر قال: أنبأنا شريك. كلاهما - سفيان وشريك - عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه فذكره. الحديث: 5109 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 129 القسم الثالث: في الاستتار 5110 - (م د) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - قال: «أرْدَفَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم خَلْفَه، فأسَرَّ إليَّ حديثاً لا أُحَدِّثُ به أحداً من الناس، وكان أحبَّ ما اسْتَتَرَ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لحاجته هَدَف، أو حائشُ نَخْل» . قال في رواية: «يعني: حائطَ نخل» ، أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَدَف) الهدف: كل شيء مرتفع، ومنه الهدف المتَّخَذ للرمي. (حَائِش) الحائش: الحائط من النخل، و «العورة» كل ما يستحيى منه إذا انكشف من الإنسان، وهي من الرجل: ما بين الركبة والسُّرة، ومن [ص: 130] المرأة الحرَّة: جميع بدنها، إلا الوجه واليدين إلى الكوعين، وفي أخمصهما وجهان.   (1) رواه مسلم رقم (342) في الحيض، باب ما يستتر به لقضاء الحاجة، ورواه أيضاً أبو داود رقم (2549) في الجهاد، باب ما يؤمر به القيام على الدواب والبهائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه الحديث: 5110 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 129 5111 - (د س) عبد الرحمن بن حسنة قال: «انْطَلقتُ أنا وعَمرو بن العاص إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فخرجَ ومعه دَرَقَة، ثم اسْتَتَر بها، ثم باَل، فقلنا: انظُرُوا إليه يَبُول كما تَبُولُ المرأة، فسمع ذلك، فقال: ألم تعلموا ما لَقِيَ صاحبُ بَني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابهم البولُ قَطَعُوا ما أصابه البول منهم، فنهاهم، فعُذِّبَ في قبره» . قال أبو داود: قال منصور عن أبي وائل عن أبي موسى بهذا الحديث، قال: «جِلدِ أحدهم» ، وقال عاصم عن أبي وائل عن أبي موسى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «جَسَدِ أحدِهم» . وفي رواية النسائي عن عبد الرحمن - وفي نسخة عنه عن أبي موسى - قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وفي يَدِهِ كهيئة الدَّرَقَةِ، فوضعها ثم جلس خَلْفَها، فبال إليها، فقال بعضُ القوم: انْظُروا، يبولُ كما تبولُ المرأة، فسمعه، فقال: أوَ ما علمتَ ما أصاب صاحبَ بني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابهم شيء من البول قَرَضُوه بالمقاريض، فنهاهم صاحبُهم، فعُذِّب في قبره» (1) .   (1) رواه أبود داود رقم (22) في الطهارة، باب الاستبراء من البول، والنسائي 1 / 26 - 28 في الطهارة، باب البول إلى السترة التي يستتر بها، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الحميدي (882) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/196) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (4/196) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (22) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد ابن زياد. وابن ماجة (346) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (1/26) وفي الكبرى (26) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية. أربعتهم - سفيان، وأبو معاوية، ووكيع، وعبد الواحد - قالوا: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره. (*) عقب رواية ابن ماجة. قال أبو الحسن بن سلمة - راوي السنن عن ابن ماجة - حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: أنبأنا الأعمش فذكر نحوه. قلت: وفي القلب شيء من تدليس الأعمش،والله أعلم. الحديث: 5111 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 130 5112 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يخرج الرجلان يَضْرِبان الغائطَ كاشِفَيْنِ عن عَوْرَتَيْهما يتحدَّثان، فإن الله يَمْقُتُ على ذلك» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يضربان الغائط) يقال: ضربت الأرض: إذا أتيت الخلاء، وضربت في الأرض: إذا سافرت.   (1) رقم (15) في الطهارة، باب كراهية الكلام عند الحاجة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (3/36) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (15) قال:حدثنا عبيد الله ابن عمر بن ميسرة، قال:حدثنا ابن مهدي. وابن ماجة (342) قال:حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سلم بن إبراهيم الوراق. (ح) وحدثنا محمد ابن حميد، قال: حدثنا علي بن أبي بكر، عن سفيان الثوري. والنسائي في الكبرى (36) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا سفيان. وفي (37) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن. وابن خزيمة (71) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي. (ح) وحدثنا به محمد بن يحيى قال: حدثنا سلم بن إبراهيم يعني الوراق. أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن رجاء، وسلم،والثوري عن عكرمة بن عمار،عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال، فذكره. (*) في رواية ابن مهدي وعبد الله بن رجاء سمياه (هلال بن عياض) . (*) في رواية سلم بن إبراهيم سماه (عياض بن هلال) . (*) في رواية الثوري سماه (عياض بن عبد الله) . (*) قال ابن خزيمة عقب رواية سلم، والتي أسماه فيها (عياض بن هلال) : وهذا هو الصحيح هذا الشيخ هو عياض بن هلال،روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث،وأحسب الوهم من عكرمة بن عمار حين قال: (وعن هلال بن عياض) . (*) قال أبو داود: هذا لم يسنده إلا عكرمة بن عمار، وهو مرسل عندهم. حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير،عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.نحو حديث عكرمة. وقال أبو داود: وعكرمة في يحيى ليس بذاك. (تحفة الأشراف) (4397) قال: المزي: كلام أبي داود على هذا الحديث في رواية أبي عمرو أحمد بن علي البصري،وأبي سعيد بن الأعرابي، عن أبي داود. الحديث: 5112 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 131 5113 - (د ت) أنس بن مالك وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - قالا: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد الحاجة لم يَرْفَعْ ثَوْبَه حتى يَدْنُوَ من الأرض» . أخرجه الترمذي، [وقال] : هكذا رُوي عن الأعمش عن أنس. وروي أيضاً عن الأعمش قال: قال ابنُ عمر: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد الحاجة ... وذكر مثله» . وكلا الحديثين مرسل، وأخرجه أبو داود عن عمر، وقال: وقد رواه الأعمش عن أنس (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (14) في الطهارة، باب ما جاء في الاستتار عند الحاجة، وأبو داود رقم (14) في الطهارة، باب كيف التكشف عند الحاجة، وهو حديث ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (14) قال: ثنا زهير بن حرب، قال: ثنا وكيع عن الأعمش، عن رجل، فذكره. قلت: والترمذي من طريق عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أنس. والأعمش مدلس فكان ماذا. الحديث: 5113 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 131 5114 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من [ص: 132] اكْتَحَلَ فلْيُوتِرْ، من فعل فقد أحسن، ومَن لا فلا حَرَج، ومن اسْتَجمَرَ فليُوتِرْ، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تَخَلَّلَ فلْيَلْفِظْ، وما لاك بلسانِهِ فلْيَبْتَلِعْ، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فلْيَسْتَتِرْ، فإن لم يجدْ إلا أن يجمعَ كَِِثيباً من رَمْل فلْيَسْتدْبِرْهُ، فإن الشيطان يَلْعَبُ بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حَرج» ، أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من استجمر فليوتر) الاستجمار: استعمال الجمار، وهي الحجارة الصِّغار، والوِتْر: الفَرْد، يعني إذا استنجيت بالحجارة فاجعلها فرداً. (من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج) المعنى: التخيير بين الماء الذي هو الأصل في الطهارة، وبين الأحجار، يريد: أن الاستنجاء بالماء ليس بعزيمة لا يجوز تركه إلى غيره، لكنه إن استنجى فليكن وِتراً، وإلا فلا حرج إن تركه إلى غيره بزيادة عليه. (إن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم) يعني: أن الشيطان يحضر تلك الأمكنة، ويَرْصُدُها بالأذى والفساد، ولأنها مواضع يُهْجَر فيها ذكر الله [ص: 133] تعالى، وتنكشف فيها العورات، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- بستر العورة فيها، والامتناع عن التعرض لأبصار الناظرين وهُبُوب الرياح، وترشيش البول عليه، وكل ذلك من لَعِب الشيطان به، وقصده بالأذى، والله أعلم. (فَلْيَلْفِظ) لَفِظْت الطعام ألفظه: إذا رميته من فيك. (لاك) لاكه يلوكه: إذا أداره في فيه. (كَثيباً) الكثيب: هو ما اجتمع من الرمل مرتفعاً.   (1) رقم (35) في الطهارة، باب الاستتار في الخلاء، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا عيسى بن يونس، والدارمي (668و2093) قال: أخبرنا أبو عاصم. وأبو داود (35) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى. وابن ماجة (337) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح. وفي (338و3498) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح. ثلاثتهم - عيسى بن يونس، وأبو عاصم، وعبد الملك -عن ثور بن يزيد، عن حصين الحميري، عن أبي سعد الخير، فذكره. (*) في رواية الدارمي (668) . وأبي داود (35) . وابن ماجة (337) عن أبي سعيد الخير. (*) وفي رواية أحمد: (عن الحصين، كذا قال) ولم ينسبه. وفي رواية أبي داود: (عن الحصين الحبراني) . (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 5114 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 131 5115 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد البَرَاز انطلق حتى لا يراه أحد» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2) في الطهارة، باب التخلي عند قضاء الحاجة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2) قال:ثنا مسدد بن مسرهد عيسى بن يونس [أ] خبرنا إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير فذكره. قلت: إسناده معلول بتدليس أبي الزبير. الحديث: 5115 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 133 الفرع الثالث: في كيفية الاستنجاء 5116 - (م ت د س) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: «قيل له: قد علَّمَكُمْ نَبِيُّكم - صلى الله عليه وسلم- كلَّ شيء حتى الْخِرَاءَةَ؟ قال: أجلْ، لقد نهانا أن نستقبلَ القِبْلَةَ بِغَائط أو بول، أو أن نستنجيَ باليمين، أو أن نستنجيَ بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجيَ برجيع أو بعَظْم» . وفي رواية: «قال: قال له المشركون: إنا نَرَى صاحبكم يعلِّمُكم، حتى [ص: 134] يعلِّمُكم الخِرَاءَة؟ فقال: أجل، إنه نهانا أن يستنجيَ أحدُنا بيمينه، أو يستقبلَ القِبْلَةَ، ونهى عن الرَّوْثِ والعظام، وقال: لا يستنجي أحدُكم بدون ثلاثة أحجار» . أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي وأبو داود الأولى. وفي رواية النسائي قال: قال رجل: «إن صاحبَكم ليعلِّمُكم حتى الخِراءَة؟ قال: أجل، نهانا أن نستقبلَ القِبلَةَ بغائط أو بول، أو نستنجيَ بأيْماننا، أو نكتفيَ بأقل من ثلاثة أحجار» . وله في أخرى مثل الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخِرَاءَة) قال الخطابي: «الخِراءَة» مكسورة الخاء ممدودة الألف: التخلي والقعود للحاجة، قال: وأكثر الرواة يفتحون الخاء، ولا يمدون الألف. قلت: وقد قال الجوهري في كتاب «الصحاح» : إنها «الخراءة» بالفتح والمد، وهذا لفظه، قال: وقد خَرِئ خَرَاءة، مثل كَرِه كراهة ويحتمل أن يكون بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم. [ص: 135] (نهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار) فيه: بيان أن الاستنجاء أحد الطُّهْرَين، فإن لم يستعمل الماء فلا بد له من الحَجَر، وبيان أن الاقتصار على دون الثلاثة لا يجزئ وإن أنقى، لأنه علم أن الإنقاء قد يحصل دون الثلاثة، ومع هذا اشترط الثلاثة، وكان اشتراطها تعبداً وشرطاً في صحة الطهارة. (برَجِيع) الرَّجيع: الرَّوْث والعذرة، وإنما سمي رجيعاً، لأنه يرجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعاماً وعلفاً وغير ذلك. (نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه) النهي عن الاستنجاء باليمين في قول أكثر العلماء: نهي تأديب وتنزيه، لأنها مرصدة للأكل والشرب وأكثر الآداب، فنُزِّهَت عن مباشرة النجاسة.   (1) رواه مسلم رقم (262) في الطهارة، باب الاستطابة، والترمذي رقم (16) في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة، وأبو داود رقم (7) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، والنسائي 1 / 38 و 39 في الطهارة، باب النهي عن الاكتفاء في الاستطابة بأقل من ثلاثة أحجار، وباب النهي عن الاستنجاء باليمين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/437) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/438) قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (5/439) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (1/154) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى بن قال: أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (7) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا أبو معاوية وابن ماجة (316) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (16) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، والنسائي (1/38) وفي الكبرى (40) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو معاوية. وابن خزيمة (74) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويوسف بن موسى، قالا: حدثنا وكيع. وفي (81) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن الأشج، قال: حدثنا ابن نمير. أربعتهم - وكيع، ومحمد بن فضيل، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (5/437) . ومسلم (1/154) قال: حدثنا محمد بن المثنى. وابن ماجة (316) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي (1/44) قال: أخبرنا عمرو بن علي، وشعيب بن يوسف. خمستهم - أحمد بن حنبل، وابن المثنى، وابن بشار، وعمرو بن علي، وشعيب - عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان عن منصور، والأعمش. كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. (*) أخرجه أحمد (5/437) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا زائدة، قال: حدثنا منصور، عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: حدثنا رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. ولم يسمه. (*) وأخرجه أحمد (5/438) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، أن رجلا من المشركين، قال لرجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: علمكم هذا كل شيء، فذكر الحديث مرسلا. الحديث: 5116 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 133 5117 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا استجمرَ أحدُكم فَلْيوتِرْ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (239) في الطهارة، باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/294) قال:حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، وفي (3/336) قال: حدثنا حسن،قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (1/147) قال:حدثا إسحاق بن إبراهيم. ومحمد ابن رافع، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. كلاهما- ابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، فذكره. في رواية ابن لهيعة «إذا تغوط أحدكم فليمسح ثلاث مرات» . وعن أبي سفيان، عن جابر. أخرجه أحمد (3/400) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن خزيمة (76) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عيسى ابن يونس. (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن (يعني ابن مهدي) ،عن سفيان. ثلاثتهم - عيسى، وجرير، وسفيان - عن الأعمش، عن أبي سفيان فذكره. الحديث: 5117 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 135 5118 - (س) سلمة بن قيس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اسْتَجْمرتَ فأوتر» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 41 في الطهارة، باب الاستطابة بحجر واحد، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (856) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/313و339) قال: حدثنا عبد الرحمن،عن سفيان. وفي (4/339) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (4/340) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: حدثنا معمر والثوري وابن ماجة (406) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (27) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، وجرير. والنسائي (1/41) ، وفي الكبرى (45) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال: أنبأنا جرير. وفي (1/67) وفي الكبرى (44) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. ستتهم - سفيان بن عيينة، والثوري، ومعمر، وحماد بن زيد، وأبو الأحوص، وجرير بن عبد الحميد - عن منصور، عن هلال بن يساف، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/313) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن هلال، عن سلمة بن قيس، فذكره (ليس فيه منصور) . (*) رواية إسحاق بن إبراهيم مختصرة على: «إذا استجمرت فأوتر» . الحديث: 5118 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 135 5119 - (خ م د ت س) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم [ص: 136] قال: «إذا بَالَ أحدُكم فلا يَمَسَّ ذَكَره بيمينه، وإذا أتى الخَلاَءَ فلا يتمسَّحْ بيمينه، وإذا شربَ فلا يشرب نَفَساً واحداً» . هذه رواية أبي داود. وللبخاري: «إذا بال أحدُكم فلا يأخُذْ ذَكَرَه بيمينه، ولا يَسْتَنْجِ بيمينه، ولا يَتَنَفَّس في الإناء» . وله في أخرى «إذا شَرِبَ أحدُكم فلا يتنفَّسْ في الإناء، وإذا أتى الخَلاَءَ فلا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بيمينه، ولا يتمسَّحْ بيمينه» . ولمسلم قال: «لا يُمْسِكنَّ أحدُكم ذكَرَهُ بيمينه وهو يبولُ، ولا يتمسَّحْ من الخلاء بيمينه، ولا يتنفَّسْ في الإناء» . وفي أخرى «إذا دخل أحدُكم الخَلاء فلا يمسَّ ذَكَرَهُ بيمينه» . وفي أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يتنفَّسَ في الإناء، وأن يمسَّ ذَكَرَهُ بيمينه، وأن يَستطِيبَ بيمينه» . وأخرج النسائي نحواً من روايات مسلم وأبي داود. وفي رواية الترمذي «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يمسَّ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ بيمينه» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 221 و 222 في الوضوء، باب النهي عن الاستنجاء باليمين، وباب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال، وفي الأشربة، باب التنفس في الإناء، ومسلم رقم (267) في الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين، وأبو داود رقم (31) في الطهارة، باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء، والترمذي رقم (15) في الطهارة، باب ما جاء في كراهة الاستنجاء باليمين، والنسائي 1 / 25 في الطهارة، باب النهي عن مس الذكر باليمين عند الحاجة، وباب النهي عن الاستنجاء باليمين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5119 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 135 5120 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كانت يَدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- اليمنى لطُهُوره وطعامه، وكانت يده اليُسرى لخلائه وما كان من أذى» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (33) في الطهارة، باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/265) ،وأبو داود (34) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن حاتم - عن عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. (*) أخرجه أحمد (6/170) قال:حدثنا هشيم. قال: أخبره مغيره. وفي (6/265) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن رجل، عن أبي معشر. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، عن سعيد، عن أبي معشر. وأبو داود (33) قال: حدثنا أبو توبة. قال: حدثني عيسى بن يونس، عن ابن أبي عروبة، عن أبي معشر. كلاهما - مغيرة، وأبو معشر - عن إبراهيم، عن عائشة، فذكرته. ليس فيه (الأسود) . الحديث: 5120 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 5121 - (د) حفصة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يجعلُ يمينَه لطعامه وشرابِه وأخْذِه وعطائه، ويجعلَ شِماله لما سِوى ذلك. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (32) في الطهارة، باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (32) قال: حدثنا محمد بن آدم بن سليمان المصيصي. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. قال: حدثني أبو أيوب، يعني الإفريقي، عن عاصم، عن المسيب بن رافع ومعبد، عن حارثة بن وهب الخزاعي، فذكره. الحديث: 5121 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 5122 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ عثمان يقول: ما مَسَسْتُ ذَكَرِي بيميني مُنذ بايعتُ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأسلمتُ» فُسِّرَ ذلك بأنه لم يَسْتَنْج بيمينه. أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه ابن ماجة رقم (111) في الطهارة، باب كراهة مس الذكر باليمين والاستنجاء باليمين من حديث عقبة ابن صهبان قال: سمعت عثمان ... وذكر الحديث، وفي سنده الصلت بن دينار، وهو متروك وله شاهد ذكر الهيثمي في " مجمع الزوائد " 9 / 56 من حديث زيد بن أرقم رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور، قال الهيثمي: وقد ضعفه الجمهور ووثق في روايته عن ابن معين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين، وقد رواه ابن ماجة في سننه (311) قال: ثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، ثنا الصلت بن دينار، وعن عقبة بن صهبان، فذكره. قلت: الصلت بن دينار هالك. الحديث: 5122 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 الفرع الرابع: في خَلْع الخاتم 5123 - (د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله [ص: 138] صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاءَ وَضَع خاتَمه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (19) في الطهارة، باب الخاتم يكون فيه ذكر الله يدخل به الخلاء، ورواه الترمذي رقم (1746) في اللباس، باب ما جاء في لبس الخاتم باليمين، والنسائي 8 / 178 في الزينة، باب نزع الخاتم عند دخول الخلاء، من حديث همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس، قال أبو داود: هذا حديث منكر، وإنما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من ورق ثم ألقاه، والوهم فيه من همام ولم يروه إلا همام. قال الحافظ في " التلخيص " رواه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم من حديث الزهري عن أنس به، قال النسائي: هذا حديث غير محفوظ، وقال أبو داود: منكر، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه وأشار إلى شذوذه، وصححه الترمذي، وقال النووي: هذا مردود عليه، قاله في " الخلاصة "، وقال المنذري: الصواب عندي تصحيحه فإن رواته ثقات أثبات، وتبعه أبو الفتح القشيري في آخر " الاقتراح "، وعلته أنه من رواية همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس، ورواته ثقات، لكن لم يخرج الشيخان رواية همام عن ابن جريج، وابن جريج قيل: لم يسمعه من الزهري، وإنما رواه عن زياد بن سعد عن الزهري بلفظ آخر، وقد رواه مع همام بذلك مرفوعاً، يحيى بن الضريس البجلي ويحيى بن المتوكل، وأخرجهما الحاكم والدارقطني، وقد رواه عمرو بن عاصم وهو من الثقات عن همام موقوفاً على أنس، وأخرج له البيهقي شاهداً وأشار إلى ضعفه، ورجاله ثقات، ورواه الحاكم أيضاً ولفظه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتماً، نقشه: محمد رسول الله، فكان إذا دخل الخلاء وضعه، وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الجوزقاني في الأحاديث الضعيفة، وينظر في سنده فإن رجاله ثقات إلا محمد بن إبراهيم الرازي فإنه متروك، قوله: وإنما نزع خاتمه لأنه كان عليه محمد رسول الله، تقدم من رواية الحاكم، ورواه البيهقي أيضاً، ووهم النووي والمنذري في كلامهما على " المهذب "، فقالا: هذا من كلام المصنف، لا في الحديث، ولكنه صحيح من طريق أخرى في أن نقش الخاتم كان كذلك، قلت: كلامهما مستقيم لأنه ليس في السياق الجزم بالتعليل المذكور وإن كان فيه حكاية النقش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف جدا، معلول: قال العماد ابن كثير: أخرجه أبو داود في «الطهارة» عن نصر بن علي عن أبي علي الحنفي، عن همام بن يحيى عن ابن جريج عن الزهري عن أنس به، وقال: هذا حديث منكر، وإنما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اتخذ خاتما من ورق ثم ألقاه، لم يروه إلا همام. * والترمذي في اللباس وأيضا في الشمائل عن إسحاق بن منصور، عن سعيد بن عامر، والحجاج بن المنهال. كلاهما عن -همام به -. وقال: حسن صحيح غريب. * والنسائي في الزينة عن محمد بن إبراهيم بن علية، عن سعيد بن عامر، به وقال: هذا الحديث غير محفوظ. * وابن ماجة في الطهارة عن نصر بن علي، عن أبي بكر الحنفي، عن همام نحوه. جامع المسانيد (23/361) (3043) . قلت: وعزاه الحافظ للحاكم وقال: وذكر الدارقطني الاختلاف فيه وأشار إلى شذوذه، وصححه الترمذي، وقال النووي: هذا مردود عليه، قاله في الخلاصة، وأورد له شاهدا من حديث ابن عباس عند الجوزقاني في الأحاديث الضعيفة لكن بسنده متروك، ثم حقق كون نقش الخاتم ثابت، أما وضعه عند دخول الخلاء فغير ثابت كما مر. الحديث: 5123 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 الفصل الثاني: فيما يُسْتَنْجى به، وفيه فرعان الفرع الأول: في الماء 5124 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خرج لحاجته تَبِعْتُه أنا وغلام مِنَّا، معنا إدَاوَة من ماء - يعني: يستنجي به» . وفي رواية قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدخل الخلاء، فأحْمِلُ أنا وغلام [نحوي] إدَاوَة من ماء، وعَنزَة، يستنجي بالماء» . وفي أخرى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل حائطاً، وتَبِعه غلام ومعه مِيضَأة، وهو أصغرنا، فوضعها عند سِدْرَة، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حاجته، فخرج علينا وقد اسْتنجى بالماء» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الرواية الآخرة. وفي رواية النسائي قال: «كان إذا دخل الخلاء أحمل أنا وغلام معي نحوي إدَاوة من ماء يستنجي به» (1) . [ص: 140] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مِيضَأة) الميضأة: الإناء الذي يتوضأ منه كالإداوة ونحوها.   (1) رواه البخاري 1 / 220 في الوضوء، باب من حمل معه الماء لطهوره، وباب الاستنجاء بالماء، [ص: 140] وباب حمل العنزة مع الماء في الاستنجاء، وباب ما جاء في غسل البول، وفي سترة المصلي، باب الصلاة إلى العنزة، ومسلم رقم (271) في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء من التبرز، وأبو داود رقم (43) في الطهارة، باب في الاستنجاء، والنسائي 1 / 42 في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5124 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 139 5125 - (ت س) معاذة بنت عبد الرحمن أن عائشة قالت: «مُرْنَ أزْواجكنَّ أنْ يستطيبوا بالماء، فإني أسْتَحْييهم منه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يفعله» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (19) في الطهارة، باب ما جاء في الاستنجاء بالماء، والنسائي 1 / 43 في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن جرير بن عبد الله البجلي، وأنس، وأبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان، عن قتادة ويزيد الرشك. وفي (6/114) قال: حدثنا سويد بن عمرو. قال: حدثنا أبان، عن قتادة. وفي (6/120، 171) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (6/130) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (6/236) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة. والترمذي (19) قال: حدثنا قتيبة ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب البصري. قالا: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. والنسائي (1/42) وفي الكبرى (46) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. كلاهما - قتادة، ويزيد الرشك - عن معاذة، فذكرته. الحديث: 5125 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 140 5126 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أتى الخلاء أتيتُه بماء في تَوْر - أو رَكْوَة - فاستنجى منه، ثم مسح يدَه على الأرض، ثم أتيتُه بإناء آخرَ فتوضأ» أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ، فلما استنجى دَلَكَ يدَه بالأرض» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (45) في الطهارة، باب الرجل يدلك يده بالأرض إذا استنجى، والنسائي 1 / 45 في الطهارة، باب دلك اليد بالأرض بعد الاستنجاء، وفي سنده شريك القاضي، وفيه مقال، ولكن يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/311) قال: حدثنا يحيى بن آدم وإسحاق بن عيسى. (ح) وقال أسود، يعني شاذان. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج، وأبو داود (45) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا أسود بن عامر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله يعني المخرمي، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (358، 473) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (1/45) وفي الكبرى (48) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا وكيع. خمستهم - يحيى، وإسحاق، وأسود، وحجاج، ووكيع - عن شريك، عن إبراهيم بن جرير، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. * لفظ رواية ابن ماجة (473) : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ في تور.» . والروايات مطولة ومختصرة. وأثبتنا رواية أحمد بن حنبل (2/311) . * في سنن ابن ماجة عقيب حديث رقم (358) . قال أبو الحسن بن سلمة، وهو راوي السنن عن ابن ماجه: حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي عن شريك، نحوه. قلت: مداره على شريك القاضي وهو مختلف فيه. الحديث: 5126 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 140 5127 - (س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كنت مع [ص: 141] النبي - صلى الله عليه وسلم- فأتى الخَلاءَ، فقضى الحاجةَ، ثم قال: يا جرير، هاتِ طهُوراً، فأتيته بالماء، فاستنجى، وقال بيده، فدَلَكَ بها الأرض» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 45 في الطهارة، باب دلك اليد بالأرض بعد الاستنجاء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (356) في الطهارة، باب من دلك يده بالأرض بعد الاستنجاء، وفي سنده انقطاع، إبراهيم بن جرير ابن عبد الله لم يسمع من أبيه، لكن يشهد له الذي قبله، وقال النسائي: هذا أشبه بالصواب من حديث شريك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، منقطع: أخرجه الدارمي (685) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. وابن ماجه (359) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي (1/45) قال: أخبرنا أحمد بن الصباح، قال: حدثنا شعيب يعني ابن حرب. وابن خزيمة (89) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم. ثلاثتهم - محمد بن يوسف، وأبو نعيم، وشعيب - قالوا: حدثنا أبان بن عبد الله البجلي، قال: حدثني إبراهيم بن جرير، فذكره. قلت: إبراهيم بن جرير لم يسمع من أبيه. الحديث: 5127 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 140 5128 - (د س) سفيان بن الحكم الثقفي - أو الحكم بن سفيان- قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا بال توضأ، ويَنْتَضِح» . وفي رواية عن رجل من ثقيف عن أبيه قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بَالَ ثم نَضحَ فَرْجَه» . أخرجه أبو داود. وأخرج النسائي عن الحكم بن سفيان قال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا توضأ أخذ حَفْنَة من ماء، فقال بها - هكذا وصَفَه شعْبَةُ - نَضَح بها فرجَه» . وفي رواية قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ ونَضَحَ فرجه» . وفي أخرى: «فنضح فرجه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنْتَضِح) الانتضاح: رَشُّ الماء على الثوب ونحوه، والمراد به: أن [ص: 142] يَرُشَّ على فرجه بعد الوضوء ماء ليذهب عنه الوسواس الذي يعرض للإنسان: أنه قد خرج من ذكره بلل، فإذا كان ذلك المكان ندياً ذهب ذلك الوسواس، وقيل: أراد بالانتضاح: الاستنجاء بالماء، لأن الغالب كان من عادتهم أن يستنجوا بالحجارة.   (1) رواه أبو داود رقم (166) و (167) و (168) في الطهارة، باب في الانتضاح، والنسائي 1 / 40 في الطهارة، باب النضح، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": واختلف في سماع الثقفي هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال النمري: له حديث واحد في الوضوء، وهو مضطرب الإسناد، وقال الترمذي: واضطربوا في هذا الحديث. أقول: ولكن يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول بالاضطراب: عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان الثقفي: «أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ثم أخذ كفا من ماء، فنضح به فرجه.» . أخرجه أحمد (3/410، 4/212) قال: حدثنا جرير. وفي (3/410، 4/212، 5/409) قال عبد الله بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده، حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/179، 212، 4095) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان (ح) وعبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان وزائدة. وفي (5/408) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وعبد بن حميد (486) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (166) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان الثوري. وابن ماجه (461) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. والنسائي (1/86) قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا الأحوص بن جواب، قال: حدثنا عمار بن رزيق. (ح) وأنبأنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم وهو ابن يزيد الجرمي، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - جرير، وسفيان، وزائدة، ومعمر، وزكريا، وعمار - عن منصور، عن مجاهد، فذكره. * وأخرجه أبو داود (168) قال: حدثنا نصر بن المهاجر، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، والنسائي (1/86) ، وفي الكبرى (134) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن شعبة. كلاهما - زائدة، وشعبة - عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم، عن أبيه، فذكره. ورواية زائدة عن الحكم، أو ابن الحكم، عن أبيه. * وأخرجه أحمد (4/69، 5/380) وأبو داود (167) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل. كلاهما - أحمد، وإسحاق - قالا: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن رجل من ثقيف، عن أبيه، فذكره. * في رواية معمر، ويعلى، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، ومحمد بن كثير، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان، أو سفيان بن الحكم. * وفي رواية جرير عن مجاهد، عن أبي الحكم، أو الحكم بن سفيان. قلت: نقل الحافظ في الإصابة (2/270) (1774) قول أحمد والبخاري ليست للحكم صحبة، وقال ابن المدائني والبخاري وأبو حاتم: الصحيح الحكم بن سفيان عن أبيه. الحديث: 5128 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 141 5129 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأتَ فانْتَضِح» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (50) في الطهارة، باب ما جاء في النضح بعد الوضوء، وفي سنده الحسن بن علي الهاشمي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وسمعت محمداً – يعني البخاري – يقول: الحسن بن علي الهاشمي منكر الحديث، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي الحكم بن سفيان وابن عباس وزيد بن حارثة وأبي سعيد الخدري. أقول: وهو حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف جدا: أخرجه ابن ماجة (463) قال: حدثنا الحسين بن سلمة اليحمدي. والترمذي (50) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وأحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري. ثلاثتهم - الحسين، ونصر، وأحمد - عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة، عن الحسن بن علي الهاشمي، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. * رواية الحسين بن سلمة اليحمدي: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا توضأت فانتضح.» . * قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، وسمعت محمدا يعني البخاري يقول: الحسن بن علي الهاشمي منكر الحديث. الحديث: 5129 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 142 5130 - (ط) عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي (1) : «أنه سمع عمر بن الخطاب يتوضأ وضوءاً لما تحت إزاره» أخرجه «الموطأ» (2) .   (1) في الأصل: عبد الله بن عبيد الله، وفي المطبوع: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، وكلاهما خطأ، والتصحيح من الموطأ المطبوع وكتب الرجال. (2) 1 / 20 في الطهارة، باب العمل في الوضوء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (35) قال: عن يحيى بن محمد بن طحلاء عن عثمان بن عبد الرحمن أن أباه حدثه، فذكره. الحديث: 5130 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 142 5131 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقام عمرُ خلفَه بكُوز من ماء، فقال: ما هذا يا عمر؟ فقال: ماء نتوضأ به، قال: ما أُمِرْتُ كلَّما بُلتُ أن أتوضأ، ولو فعلتُ لكانت سُنَّة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (42) في الطهارة، باب في الاستبراء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (327) في الطهارة، باب من بال ولم يمس ماء، وفي سنده جهالة أم عبد الله بن أبي مليكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (6/95) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (42) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وخلف بن هشام المقرئ (ح) وحدثنا عمرو بن عون. وابن ماجة (327) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. خمستهم - عفان، وقتيبة، وخلف، وعمرو، وأبو أسامة - عن عبد الله بن يحيى التوأم أبي يعقوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أمه، فذكرته. قلت: أم عبد الله بن أبي مليكة مجهولة كأكثر النساء. الحديث: 5131 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 142 5132 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأهل قُبَاءَ: «إن الله قد أحْسَنَ الثَّنَاءَ عليكم في الطهور، فما ذاك؟ قالوا: نَجْمَعُ في الاستنجاء بين الأحجار والماء» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وذكره الحافظ في " التلخيص " من رواية البزار، وفي سنده ضعف، وذكر له شواهد، فالحديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول: أخرجه ابن ماجة (355) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عتبة بن أبي حكيم، قال: حدثني طلحة بن نافع، فذكره. قلت: قارن أنس، أبو أيوب وجابر بن عبد الله في هذا الإسناد، وقد عزاه الحافظ في التلخيص للبزار بإسناد ضعيف. وقد تعرضت لهذا الحديث في تحقيقي لكتاب فتح المجيد، حيث اقتصر المؤلف على ذكر أنس فقط، وهذا يرجح ما ذهبت إليه وذكرته في أكثر من موطن باعتماد الشارح على جامع الأصول في ذكر الأدلة فأتي من هذا الباب وقع له بعض الأوهام. الحديث: 5132 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 143 الفرع الثاني: في الأحجار، وما نُهي عنه 5133 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ذهب أحدُكم إلى الغائط فليَذْهب معه بثلاثة أحجار، يستَطِيب بهن، فإنها تُجزئ عنه» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (40) في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة، والنسائي 1 / 41 و 42 في الطهارة، باب الاجتزاء في الاستطابة بالحجارة دون غيرها، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/108) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا ابن أبي حازم. وفي (6/133) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والدارمي (676) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن وأبو داود (40) قال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد. قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والنسائي (1/41) وفي الكبرى (42) قال: أخبرنا قتيبة. ابن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. كلاهما - عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب - عن أبي حازم، عن مسلم بن قرط، عن عروة، فذكره. قلت: مسلم بن قرط قال فيه الحافظ: مقبول من السادسة، ولمتن هذا الحديث شواهد وهو حسن لغيره. الحديث: 5133 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 143 5134 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن الاستطابة؟ فقال: أوَ لاَ يجدُ أحدُكم ثلاثة أحجار» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 28 في الطهارة، باب جامع الوضوء مرسلاً، وقد وصله أبو داود والنسائي كما في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (56) عن هشام عن أبيه عروة، فذكره. قال الإمام الزرقاني: أرسله رواة الموطأ كلهم، ووصله أبو داود والنسائي من طريق مسلم بن قرط الحديث المتقدم. ووقع لابن بكير في الموطأ مالك عن هشام عن أبيه عن أبي هريرة، وكذا رواه بعضهم عن سحنون عن ابن القاسم عن مالك به، وهو غلط فاحش لم يروه أحد كذلك لا من أصحاب هشام، ولا من أصحاب مالك ولا رواه أحد عن عروة عن أبي هريرة، قاله أبو عمر. الشرح (1/93) . الحديث: 5134 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 143 5135 - (د) خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «سئل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن الاستطابة؟ فقال: بثلاثة أحجار ليس فيها رجيع» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (41) في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة، وفي سنده عمرو بن خزيمة المدني، وهو مجهول ولكن للحديث شواهد بمعناه يتقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (432) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة، قال: أخبرني أبو وجزة. 2- وأخرجه الحميدي (433) قال: حدثنا وكيع وأحمد (5/213) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/213) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي (5/214) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (677) قال: أخبرنا محمد ابن عيينة، قال: أخبرنا علي، هو ابن مسهره. وأبو داود (41) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (315) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. ستتهم - وكيع، وابن بشر، وابن نمير، وابن مسهر، وأبو معاوية، وابن عيينة - عن هشام بن عروة، عن عمرو بن خزيمة أبي خزيمة. كلاهما - أبو وجزة، وأبو خزيمة - عن عمارة بن خزيمة. فذكره. * وأخرجه أحمد (5/215) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الاستنجاء: أما يجد أحدكم ثلاثة أحجار. قال: وأخبرني رجل، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع. قلت: أبو وجزة هو يزيد بن عبيد ثقة من الخامسة، وقد تابع عمرو بن خزيمة وهو مقبول، فأقل درجته الحسن، وهذا الحديث عندي هو المحفوظ من حديث هشام بن عروة، والله أعلم. الحديث: 5135 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 143 5136 - (خ ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الغائطَ، فأمرني أن آتيَه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين، والتَمسْت الثالث، فلم أجدْه، فأخذت رَوْثَة، فأتيتُه بها، فأخذ الحجرين، وألقى الرَّوثة، وقال: إنها رِكْس» . أخرجه البخاري والترمذي والنسائي، وقال النسائي: الرِّكس: طعامُ الجن (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رِكْس) قال أبو عبيد: هو شبيه بالرجيع، يقال: رَكَسْت الشيء وأَرْكَسْته: إذا رَدَدْتَه.   (1) رواه البخاري 1 / 224 و 225 في الوضوء، باب الاستنجاء بالحجارة، والترمذي رقم (17) في الطهارة، باب ما جاء في الاستنجاء بالحجرين، والنسائي 1 / 39 و 40 في الطهارة، باب الرخصة في الاستطابة بحجرين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن علي بن رباح، عن ابن مسعود «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاه ليلة الجن، ومعه عظم حائل، وبعرة وفحمة، فقال: لا تستنجين بشيء من هذا إذا خرجت إلى الخلاء» . أخرجه أحمد (1/457) (4375) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله (ح) وعلي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا موسى بن علي بن رباح، قال: سمعت أبي يقول، فذكره. وعن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن مسعود، قال: «قدم وفد الجن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقالوا: يا محمد، إنه أمتك أن يستنجوا بعظم، أو روثة، أو حممة، فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا، قال: فنهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.» . أخرجه أبو داود (39) قال: حدثنا حيوة بن شريح الحمصي، قال: حدثنا ابن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، فذكره. وعن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن» . أخرجه الترمذي (18) والنسائي في الكبرى (39) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا هناد بن السري، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، فذكره. وعن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- لحاجته فقال: التمس لي ثلاثة أحجار. قال: فأتيته بحجرين وروثة، فأخذ الحجرين، وألقى الروثة، وقال: إنها ركس.» . أخرجه أحمد (1/388) (3685) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/465) (4435) قال: حدثنا حسين بن محمد. والترمذي (17) قال: حدثنا هناد وقتيبة، قالا: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، وحسين بن محمد - قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة فذكره. * قال الترمذي عقب هذا الحديث: حدثنا محمد بن بشار العبدي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سألت أبا عبيدة بن عبد الله: هل تذكر من عبد الله شيئا؟ قال: لا. وعن الأسود - واللفظ له - أنه سمع عبد الله يقول: أخرجه أحمد (1/418) (3966) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (1/427) (4056) قال: حدثنا سليمان بن داود والبخاري (1/51) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (314) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والنسائي (1/39) ، وفي الكبرى (43) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم. أربعتهم - يحيى بن آدم، وسليمان بن داود، وأبو نعيم، ويحيى بن سعيد - عن زهير، عن أبي إسحاق، قال: ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، فذكره. وعن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب لحاجته، فأمر ابن مسعود أن يأتيه بثلاثة أحجار، فجاءه بحجرين وبروثة، فألقى الروثة، وقال: إنها ركس، ائتني بحجر» . أخرجه أحمد (1/450) (4299) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أبي إسحاق. وابن خزيمة (70) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا زياد بن الحسن بن فرات، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن الأسود. كلاهما - أبو إسحاق، وعبد الرحمن بن الأسود - عن علقمة، فذكره. وعن الأسود، عن عبد الله، قال: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- لحاجة له، فقال: ائتني بشيء أستنجي به، ولا تقربني حائلا ولا رجيعا، ثم أتيته بماء فتوضأ، ثم قام فصلى فحنا، ثم طبق يديه حين ركع، وجعلهما بين فخذيه.» . أخرجه أحمد (1/426) (4053) قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا ليث، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، فذكره. وعن أبي عثمان بن سنة الخزاعي، عن عبد الله بن مسعود «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يستطيب أحدكم بعظم، أو روث» . أخرجه النسائي (1/37) وفي الكبرى (38) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي عثمان بن سنة، فذكره. الحديث: 5136 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 144 5137 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «اتَّبَعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وقد خرج لحاجته - وكان لا يلتفت - فَدَنَوتُ منه، فقال: ابغِني أحجاراً أسْتَنفِضُ بها أو نحوه، ولا تأْتِني بعظم ولا رَوْث، فأتيتُه بأحجار بطرف ثيابي، فوضعتُها إلى جَنْبِه، وأعْرَضْتُ عنه، فلما قَضى أتْبَعَهُ بهن» . أخرجه البخاري (1) . وفي رواية ذكرها رزين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ابغِني أحجاراً [ص: 145] أسْتَنْفِضُ بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة، قلت: ما بالُ العظم والروثة؟ قال: هما من طعام الجن، وإنه أتاني وَفْدُ جِنِّ نَصِيبين - ونِعم الجنُّ - فسألوني الزادَ، فدعوتُ الله لهم أن لا يمرُّوا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طُعماً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ابغِني) : أعِنِّي على الابتغاء، وهو الطلب، أي: أوْجِد لي. قال الحميدي: «ابغني» بمعنى: ابغ لي. أي: اطلب لي. يقال: بَغَيْتُك كذا وكذا، أي: بغيت لك، ومنه قوله تعالى: {يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ} [التوبة: 47] أي: يبغون لكم. (أسْتَنْفِض) الاسْتِنْفَاض - بالضاد المعجمة - إزالة الأذى والاستنجاء، وأصل النَّفض: الحركة والإزالة، ونفضت الثوب: إذا أزلت غُباره عنه.   (1) 1 / 223 و 224 في الوضوء، باب الاستنجاء بالحجارة. (2) وهذه الرواية أيضاً عند البخاري 7 / 131 و 132 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر الجن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ولفظه: عن سعيد بن عمرو المكي، عن أبي هريرة رضي الله عنه. «أنه كان يحمل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إداوة لوضوءه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها فقال: من هذا؟ فقال: أنا أبو هريرة، فقال: ابغني أحجارا أستنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثه، فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي، حتى وضعتها إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ، مشيت فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما.» . أخرجه البخاري (1/50) قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي، وفي (5/58) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - أحمد، وموسى - عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو المكي، عن جده، فذكره. الحديث: 5137 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 144 5138 - (ت س د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تستنجوا بالروث ولا بالعظم، فإنه زَادُ إخوانكم من الجن» . أخرجه الترمذي، وقال: وقد روي عنه «أنه كان مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ليلة [ص: 146] الجن ... الحديث بطوله» فقال الشعبي: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تستنجوا بالروث ... وذكر الحديث» . وفي رواية النسائي: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يستطيب أحدُكم بعظم أو روثة» . وفي رواية أبي داود قال: «قدم وَفْد الجن على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا محمد، انْهَ أُمَّتَك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حُمَمَة، فإن الله عز وجل جعل لنا فيها رزقاً، فنهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حُمَمة) الحُمَمة: الفحمة، وجمعها: حَمم.   (1) رواه الترمذي رقم (18) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به، والنسائي 1 / 37 و 38 في الطهارة، باب النهي عن الاستطابة بالعظم، وأبو داود رقم (39) في الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به، وهو حديث صحيح، وأصله عند مسلم في حديث طويل عن ابن مسعود رقم (450) في الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع تخريج الحديث رقم (5136) . الحديث: 5138 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 145 5139 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن وَفْداً من نصيبين سألوني الزاد، فلا تستنجوا بعظم ولا روثة، فإنهما طعام إخوانكم من الجن، فقالوا: وما يغني ذلك عنهم؟ قال: لا يمرُّون بعظم إلا وجدوا عليه عَرْقَة ولا يمرُّون بروثة إلا وجدوا عليها طُعْماً» أخرجه ... (1) . [ص: 147] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَرْقَة) العَرْق: العظم عليه بقية من لحم بعد ما أُخِذ أكثره، والعَرْقة أخص منه. (طُعْماً) الطُّعم والطعام بمعنى واحد، أي: وجدوا عليه شيئاً يأكلونه.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد تقدم معناه في إحدى روايات أبي هريرة عند البخاري في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول، لم أهتد إليه. الحديث: 5139 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 146 5140 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ نتمسَّح بعظم أو روثة» أخرجه مسلم. وأخرجه أبو داود، وقال: «بعظم أو بَعْر» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (263) في الطهارة، باب الاستطابة، وأبو داود رقم (38) في الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/336) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. 2- وأخرجه أحمد (3/343، 384) ومسلم (1/154) قال: حدثنا زهير بن حرب. وأبو داود (38) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل. كلاهما - أحمد، وزهير - قالا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. كلاهما - ابن لهيعة، وزكريا - قالا: حدثنا أبو الزبير، فذكره. الحديث: 5140 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 147 5141 - (د س) شيبان القتباني: أن مَسلمَة بن مُخَلَّد استعمل رُوَيْفِعَ بنَ ثابت على أسْفَل الأرض، قال شَيْبان: فَسِرْنا معه من كومِ شَريك إلى عَلْقَماءَ - أو من علْقَماءَ إلى كُومِ شريك - يريد: عَلْقام، فقال رُوَيُِْفع: إنْ كان أحدُنا في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لَيأخُذُ نضْوَ أخيه، على أن له النِّصْفَ مما يَغْنَمُ ولنا النصف، وإنْ كان أحدُنا لَيَطيرُ له النّصْلُ والرِّيشُ، وللآخر القِدْحُ ثم قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا رُوَيْفِعُ، لعلَّ الحياةَ ستطولُ بك بعدي، فأخْبرِ الناسَ أنه من عَقَد لِحْيَتَه، أو تَقَلَّدَ وَتَراً، أو استنجى برجِيع دابة أو عظم، فإن محمداً منه بَريء» . [ص: 148] أخرجه أبو داود (1) ، وقال أبو داود: حدثنا يزيد بن خالد، حدثنا مفضل عن عياش أن شُيَيْم بن بَيْتان أخبره بهذا الحديث أيضاً عن أبي سالم الْجَيْشاني عبد الله بن عمرو، يذكر ذلك وهو معه مرابط بحِصْنِ باب ألْيُون، قال أبو داود: حصن ألْيُون على جبل بالفسطاط. وأخرج النسائي المسند من هذا الحديث لا غير (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نِضْو أخيه) النِّضو: الضعيف من الإبل، وأراد به: بعير أخيه على ضعفه وهزاله. (القِدْح) : السَّهم بلا نَصْل ولا ريش، وطار له كذا، أي: خرج له نصيب كذا. (عَقَدَ لِحيَتَه) أي: عالجها حتى تَتَعَقَّد وتتجعَّد، من قولهم: جاء فلان عاقداً عُنُقَه: إذا لَوَاها كِبْراً، وقيل: هو من فعل أهل التوضيع والتأنيث، وقيل: إن الأعاجم كانوا يعقدون لِحَاهُم في الحروب ويفتلونها، فنهوا عن التشبُّه بهم. [ص: 149] (تَقَلَّد وَتَراً) كانوا يَتَقَلَّدون الأوتار، ويزعمون أنها تَرُدُّ العين، وتدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك.   (1) رواه أبو داود رقم (36) في الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به، والنسائي 8 / 135 في الزينة، باب عقد اللحية، وإسناده صحيح. (2) رقم (36) في الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به، وفي سنده رجل مجهول، ولكن يشهد لهذه الرواية رواية أبي داود الثانية من حديث عبد الله بن عمرو، ورواية النسائي من حديث رويفع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول بالاضطراب: اضطرب إسناد هذا الحديث على النحو التالي: 1- أخرجه أحمد (4/108) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، من كتابه قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن عياش ابن عباس، عن شييم بن بيتان، عن أبي سالم، عن شيبان بن أمية، عن رويفع بن ثابت، فذكره مختصرا على أوله. 2- وأخرجه أحمد (4/108) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن شييم بن بيتان، قال: كان مسلمة بن مخلد على أسفل الأرض، فذكره مطولا وليس في إسناده أبو سالم ولا شيبان بن أمية. 3- وأخرجه أحمد (4/109) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. وأبو داود (36) قال: حدثنا يزيد بن خالد ابن عبد الله بن موهب الهمداني. كلاهما - ابن غيلان، ويزيد - قالا: حدثنا المفضل يعني ابن فضالة المصري - عن عياش بن عباس القتباني، أن شييم بن بيتان أخبره، عن شيبان القتباني، فذكره، ولم يذكر فيه أبا سالم. 4- وأخرجه النسائي (8/135) قال: أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدثنا ابن وهب، عن حيوة بن شريح وذكر آخر قبله، عن عياش بن عباس القتباني، أن شييم بن بيتان حدثه، أنه سمع رويفع بن ثابت، فذكره مختصرا على آخره. وليس في إسناده أبو سالم ولا شيبان. الحديث: 5141 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 147 الباب الرابع: في الوضوء ، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في صفة الوضوء ، وفيه فرعان الفرع الأول: في فرائضه وكيفيته 5142 - (د س ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال عبدُ خَير: «أتانا عليّ - رضي الله عنه - فدعا بطَهور، فقلنا: ما يصنعُ بالطَّهور وقد صلى؟ ما يُريد إلا ليُعَلِّمنا، فأُتِيَ بإناء فيه ماء، وطَسْت، فأفرغ من الإناء على يمينه، فغسل يديه ثلاثاً، ثم تمضْمَضَ واسْتَنْثَرَ ثلاثاً، فَمَضْمَضَ ونَثَر من الكفِّ الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجْهَه ثلاثاً، وغسل يَدَه اليمنى ثلاثاً، وغسل يَدَه الشِّمالَ ثلاثاً، ثم جعل يده في الإناء، فمسح برأسه مَرَّة واحدة، ثم [ص: 150] غسل رِجْلَه اليمنى ثلاثاً، ورِجْلَه الشِّمالَ ثلاثاً، ثم قال: مَن سَرَّهُ أنْ يَعْلَمَ وضوءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهو هذا» . وفي رواية قال: «صلَّى عليّ الغَدَاةَ، ثم دخل الرَّحْبَةَ، فدعا بماء، فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطَسْت، قال: فأخذ الإناءَ بيده اليمنى، فأفرغ على يده اليسرى، وغسل كَفَّيْهِ ثلاثاً، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء، فتمضمض ثلاثاً، واستنشق ثلاثاً ... [ثم ساق] قريباً من حديث أبي عوانة، يعني الرواية الأولى، قال: ثم مسح رأسه: مقدَّمه ومؤخَّره مرة ... ثم ساق الحديث نحوه» . وفي أخرى قال: «رأيتُ عليّاً - رضي الله عنه - أُتِيَ بكُرْسِي، فقعد عليه، ثم أُتِيَ بكُوز من ماء، فغسل يده ثلاثاً، ثم تمضمض مع الاستنشاق [بماء واحد] ..» وذكر الحديث. وفي رواية زِرِّ بن حُبيش: أنه سمع عليّاً وسئلَ عن وضوء النَّبي - صلى الله عليه وسلم- ... فذكر الحديث، وقال: «ومسحَ رأسَهُ حتى لمَّا يقطر، وغسل رِجْليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: هكذا كان وضوءُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «رأيتُ عليّاً توضأ، فغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذِرَاعَيْه ثلاثاً، ومسح برأسِهِ واحدة، ثم قال: هكذا توضَّأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . [ص: 151] وفي رواية أبي حَيَّة -[وهو ابن قيس الهمداني الوَادعِي]- قال: «رأيتُ عليّاً توضأ ... فذكر وضوءه كلَّه ثلاثاً ثلاثاً، قال: ثم مسح رأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: إنما أحببتُ أن أُرِيَكُمْ طُهور رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية ابن عباس قال: «دخل عليَّ عليُّ بن أبي طالب وقد أهْرَاقَ الماء، فدعا بوضوء، فأتيناه بتَوْر فيه ماء، حتى وضعناه بين يديه، فقال: يا ابن عباس، ألا أُريكَ كيف كان يتوضَّأُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: بلى، قال: فأصغَى الإناءَ على يديه فغسلهما، ثم أدخل يده اليمنى، فأفرغ بها على الأخرى، ثم غسل كَفَّيْهِ، ثم تمضمض واسْتَنْشق، ثم أدخل يديه في الإناء جميعاً، فأخذ بهما حَفْنة من ماء فضرب بها على وجهه، ثم ألقم إبْهامَيْه ما أقبل من أُذُنَيْهِ، ثم الثانية، ثم الثالثة مثل ذلك، ثم أخذَ بيده اليمنى قَبْضَة من ماء، فصبَّها على ناصِيَته، فتركها تَسْتَنُّ على وجهه، ثم غسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح رأسه وظهور أُذُنَيْهِ، ثم أدخل يديه جميعاً فأخذ حَفْنَة من ماء، فضرب بها على رِجله، وفيها النَّعْلُ، فَفَتَلَها بها وفي نسخة: فغسلها بها - ثم الأخرى مثل ذلك، قال: قلتُ: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، [قال: قلتُ: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، قال: قلتُ [ص: 152] وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين] » (1) هذه روايات أبي داود. وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى عن الحسين بن عليّ قال: «دعاني أبي علي بِوَضوء، فقرَّبتُه له، فَبَدَأ فغسل كفَّيْه ثلاثَ مرات، قبل أن يدخلَهما في وضوئه، ثم مضمض ثلاثاً، واسْتَنْشق ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثَ مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً، ثم اليسرى كذلك، ثم مسح برأسِهِ مسحة واحدة ثم غسل رِجْلَهُ اليمنى إلى الكعبين [ثلاثاً] ، ثم اليُسْرَى كذلك، ثم قام قائماً، فقال: ناولْني، فناولتُه الإناءَ الذي فيه فَضْلُ وَضُوئِه، ثم شرب من فضل وَضوئه قائماً، فعجِبْتُ، فلما رآني، قال: لا تَعْجَبْ، فإني رأيتُ أباكَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يصنع مثلَ ما رأيتني صنعتُ، يقول لوضوئه هذا وشُرْبِ فضل وضوئه قائماً» . وفي أخرى له قال: «رأيتُ عليّاً توضأ، فغسل كفَّيه ثلاثاً، وتمضمض [ص: 153] واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: هذا وضوءُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وله في أخرى عن أبي حَيَّةَ قال: «رأيتُ علياً توضأ، فغسل كفيه حتى أنْقاهُما، ثم تمضمض ثلاثاً، واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذراعيه ثلاثاً، ثم مسح برأسه، ثم غسل قدميه إلى الكعبين، ثم قام فأخذ فَضل طَهوره، فشرب وهو قائم، ثم قال: أحببتُ أنْ أُرِيَكم كيف كان طُهور النبي - صلى الله عليه وسلم-» . وله في أخرى عن عَبْد خير عن عليّ «أنه أُتِيَ بكُرسيّ فقعدَ عليه، ثم دعا بتَوْر فيه ماء، فكفأ على يديه ثلاثاً، ثم مضمض واستنشق بكَفٍّ واحد ثلاثَ مرات، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذِرَاعَيْه ثلاثاً، وأخذ من الماء، فمسح برأسه، وأشار شعبة مرة من ناصيته إلى مؤخَّر رأسه، ثم قال: لا أدْرِي أرَدَّهما أم لا؟ - وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: مَنْ سَرَّه أن يَنْظُرَ إلى طُهورِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهذا طُهُورُه» . وفي أخرى عن عبدِ خَيْر قال: «شهدتُ عليّاً دعا بكرسيّ، فقعد عليه، ثم دعا بماء في تَوْر، فغسل يديه ثلاثاً، ثم مضمض واستنشق بكفٍّ واحد ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه ثلاثاً ثلاثاً، ثم غمس يده في الإناء فمسحَ برأسه، ثم غسل رِجْلَيْه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: من سَرَّهُ أن ينظرَ إلى [ص: 154] وضوءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهذا وضُوؤه» . وفي رواية الترمذي عن أبي حيَّة قال: «رأيتُ عليّاً توضأ، فغسل كفَّيه حتى أنْقَاهُما ... وذكر الرواية مثل رواية النسائي التي فيها ذِكْر إنقاء الكفين ... ، وقال فيها الترمذي: ومسح برأسه مرة» . وله في أخرى [عن عبد خَير] مثله، وفيه «فإذا فرغ من طُهوره أخذ من فضل طهوره بكفِّه فشربه» (2) .   (1) رواية ابن عباس هذه عند أبي داود من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله الخولاني عن ابن عباس، قال الحافظ في " التلخيص ": رواه أبو داود مطولاً، والبزار، وقال: لا نعلم أحداً روى هذه هكذا إلا من حديث عبيد الله الخولاني، ولا نعلم أن أحداً رواه عنه إلا محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع فيه، قال الحافظ: وأخرجه ابن حبان من طريقه مختصراً، وضعفه البخاري فيما حكاه الترمذي. (2) رواه أبو داود رقم (111) و (112) و (113) و (114) و (115) و (116) و (117) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 67 - 70 في الطهارة، باب بأي اليدين يستنثر، وباب غسل الوجه، وباب عدد غسل الوجه، وباب غسل اليدين، وباب صفة الوضوء، وباب عدد غسل اليدين، والترمذي رقم (48) و (49) في الطهارة، باب ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/110) (876) قال: حدثنا مروان. وعبد الله بن أحمد (1/113) (910) (1/123) (1008) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع، والنسائي في الكبرى (159) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا مسهر بن عبد الملك بن سلع. كلاهما- مروان، ومسهر- عن عبد الملك بن سلع. 2- وأخرجه أحمد (1/221) (989) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1/139) (1178) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) قال: وحجاج. وأبو داود (113) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني محمد بن جعفر. والنسائي (1/68) وفي الكبرى (100/161) -كذا - قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله وهو ابن المبارك. وفي (1/69) قال: أخبرنا عمرو بن علي وحميد بن مسعدة، عن يزيد، وهو ابن زريع. وفي الكبرى (83) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن يزيد، وهو ابن زريع. وفي (162) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن يزيد، وهو ابن زريع. خمستهم - يحيى، وابن جعفر، وحجاج، وابن المبارك، وابن زريع - عن شعبة، عن مالك بن عرفطة. 3- وأخرجه أحمد (1/123) (1007) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (708) قال: أخبرنا أبو نعيم. وعبد الله بن أحمد (1/114) (919) ، (1/124) (1016) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، وأبو نعيم قالا: حدثنا الحسن بن عقبة، أبو كبران. 4- وأخرجه أحمد (1/35ا) (1133) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة بن قدامة. وفي (1/2154) (1323) قال: حدثنا عفان أراه عن أبي عوانة والدارمي (707) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (111) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (112) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة. وابن ماجة (404) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك. وعبد الله بن أحمد (1/115) (928) و (1/116) (945) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا القاسم الجرمي، عن سفيان. وفي (1/123) (998) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك. وفي (1/125) (1027) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، قال: أنبأنا شريك. وفي (1/141) (1197) قال: حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه، قال: حدثنا شريك وفي (1/141) (1198) قال: حدثنا أبو بحر، قال: حدثنا أبو عوانة والنسائي (1/67) وفي الكبرى (94) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن الكوفي، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وفي (1/68) وفي الكبرى (77، 167) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن خزيمة (147) قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي، قال: حدثنا زائدة بن قدامة. أربعتهم - زائدة، وأبو عوانة وشريك وسفيان - عن خالد بن علقمة. 5- وأخرجه الترمذي (49) قال: حدثنا قتيبة وهناد. وعبد الله بن أحمد (1/127) (1047) قال: حدثنا خلف بن هشام البزار. ثلاثتهم - قتيبة، وهناد، وخلف - قالوا: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق. خمستهم - عبد الملك بن سلع، ومالك بن عرفطة، والحسن بن عقبة، وخالد بن علقمة، وأبو إسحاق - عن عبد خير، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة. «ومسح على رأسه حتى لما يقطر، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا. ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.» . أخرجه أحمد (1/110) (873) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وأبو داود (114) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو نعيم. كلاهما - مروان، وأبو نعيم - عن ربيعة بن عتبة الكناني، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، فذكره. وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: رأيت عليا رضي الله عنه توضأ. أخرجه أبو داود (115) قال: حدثنا زياد بن أيوب الطوسي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا فطر، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. وعن أبي حية، قال: رأيت عليا توضأ فغسل كفيه حتى أنقاهما. أخرجه أحمد (1/120) (971) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/125) (1025) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/127) (1050) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. (ح) وعبد الرزاق، قال: أنبأنا إسرائيل. وفي (1/142) (1204) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان. وفي (1/148) (1272) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (116) قال: حدثنا مسدد وأبو توبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا أبو الأحوص. وابن ماجه (436) قال: حدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا أبو الأحوص، وفي (456) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (44) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان وفي (48) قال: حدثنا هناد وقتيبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص. وعبد الله بن أحمد (1/127) (1046) قال: حدثنا خلف بن هشام البزار، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1/156) (1344) قال: حدثني محمد بن أبان البلخي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/157) (1349) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/157) (1350) قال: حدثني زهير أبو خيثمة، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (1/157) (1351) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1/157) (1353) قال: حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان وفي (1/158) (1359) قال: حدثني عمرو بن محمد ابن بكير الناقد، قال: حدثنا العلاء بن هلال الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة. والنسائي (1/70) وفي الكبرى (102) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1/79) وفي الكبرى (160) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن ابن أبي زائدة، قال: حدثني أبي وغيره. وفي (1/87) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف، قال: حدثنا أبو عتاب، قال: حدثنا شعبة. ستتهم - سفيان، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وزيد بن أبي أنيسة، وزكريا بن أبي زائدة، وشعبة - عن أبي إسحاق، عن أبي حية، فذكره. * أخرجه عبد الله بن أحمد (1/160) (1380) قال: حدثني سفيان بن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي حية الوادعي، وعمرو ذي مر. قالا: «أبصرنا عليا توضأ..» الحديث. وعن أبي مطر، قال: بينا نحن جلوس مع أمير المؤمنين علي في المسجد، على باب الرحبة. أخرجه أحمد (1/158) (1355) . وعبد بن حميد (95) قالا: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا المختار بن نافع، عن أبي مطر، فذكره. وعن الحسين بن علي قال: دعاني أبي علي بوضوء. أخرجه النسائي (1/69) وفي الكبرى (101) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن المقسمي، قال: أنبأنا حجاج، قال: قال ابن جريج: حدثني شيبة، أن محمد بن علي أخبره، قال: أخبرني أبي علي، أن الحسين بن علي، قال، فذكره. وعن ابن عباس، قال: دخل عليَّ عليّ بيتي. أخرجه أحمد (1/82) (625) قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (117) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، قال: حدثنا محمد يعني ابن سلمة. وابن خزيمة (153) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن علية. كلاهما - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، ومحمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد ابن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن عبيد الله الخولاني، عن ابن عباس، فذكره. وعن عبد خير، قال: رأيت عليا دعا بماء ليتوضأ. أخرجه أحمد (1/116) (943) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك. وفي (1/120) (970) قال: حدثنا ابن الأشجعي، قال: حدثنا أبي عن سفيان. وابن خزيمة (200) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الليث، قال: حدثنا عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان. كلاهما - شريك وسفيان - عن السدي، عن عبد خير، فذكره. وعن النزال بن سبرة، قال: رأيت عليا -رضي الله عنه- صلى الظهر. أخرجه أحمد (1/78) (583) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش وفي (1/123) (1005) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني شعبة. وفي (1/139) (1173) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/139) (1174) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/144) (1222) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا مسعر. وفي (1/153) (1315) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/143) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا مسعر. وفيه (7/143) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة وأبو داود (3718) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن مسعر بن كدام والترمذي في الشمائل (209) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ومحمد بن طريف الكوفي، قالا: أنبأنا ابن الفضيل، عن الأعمش. وعبد الله بن أحمد (1/159) (1366) قال: حدثني أبو خيثمة، وحدثنا إسحاق بن إسماعيل، قالا: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (1/159) (1372) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش. والنسائي (1/84) وفي الكبرى (132) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (16) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا محمد يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور بن المعتمر. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى، عن مسعر. وفي (202) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. كلاهما عن منصور. أربعتهم - الأعمش، وشعبة، ومسعر، ومنصور - عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، فذكره. * حديث شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان وعليا يتوضآن ثلاثا ثلاثا. ويقولان: هكذا كان وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وعن ربعي بن حراش، أن علي بن أبي طالب قام خطيبا في الرحبة. أخرجه عبد الله بن أحمد (1/101) (797) قال: حدثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض، وقال لي: هو اسمي وكنيتي، قال: حدثنا مالك بن سعير، يعني بن الخمس، قال: حدثنا فرات بن أحنف، قال: حدثنا أبي، عن ربعي بن حراش، فذكره. الحديث: 5142 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 149 5143 - (خ م د س) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال حُمْرَانُ مولى عثمان: «إن عثمان دعا بإناء، فأفرغ على كَفَّيه ثلاث مرار، فغلسهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمَضْمَضَ، واسْتنْشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه إلى المرفقين ثلاثَ مِرَار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رِجْلَيه ثلاثَ مِرَار إلى الكعبين، ثم قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضَّأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلَّى ركعتين لا يُحدِّثُ فيهما نفسه، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 155] ولهما روايات تتضمَّن فضلَ الوضوءِ بغيرِ تفصيل الوضوءِ تجيءُ في «كتاب الفضائل» من حرف الفاء. وفي رواية لمسلم: «أن عثمانَ توضأ بالمقاعد، فقال: ألا أُرِيكم وضوءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ ثم توضَّأ ثلاثاً ثلاثاً» . زاد في رواية: «وعنده رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية أبي داود مثله، إلا أنه قال: «وغَسَلَ يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك» . وله في أخرى قال: «رأيتُ عثمانَ توضَّأ ... فذكر نحوه، ولم يَذْكُر المضمضمة والاستنشاق، وقال فيه: ومسحَ رَأسَهُ ثلاثاً، ثم غسل رِجْلَيه ثلاثاً، ثم قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ هكذا، وقال: من توضَّأ دون هذا كفاه، ولم يذكر أمْرَ الصلاة» . وله في أخرى عن ابن أبي مُلَيْكَةَ قال: «رأيتُ عثمانَ بنَ عفَّانَ، يُسألُ عن الوضوء، فدعا بماء، فأُتِيَ بِميضَأة، فأصغَى على يده اليمنى، ثم أدخلها في الماء، فتمضمض ثلاثاً، واستنثر ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يده اليمنى ثلاثاً، وغسل يده اليسرى ثلاثاً، ثم أدخل يده فأخذ ماء، فمسح برأسه وأُذُنيه، فغسل بطونهما وظهورَهما مرة واحدة، ثم غسل رِجْلَيه، ثم قال: أين السائلون عن الوضوء؟ هكذا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ» . [ص: 156] وله في أخرى عن أبي علقمةَ: «أن عثمانَ بنَ عفَّانَ دعا بماء، فتوضأ، فأفرغ بيده اليمنى على [يده] اليسرى، ثم غسلهما إلى الكُوعين، قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثاً، قال: ومسح برأسه، ثم غسل رِجْلَيه، وقال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأُ مثل ما رأيتموني توضأتُ ... ثم ساق الحديث» . وله في أخرى عن شقيق بن سلمةَ قال: «رأيتُ عثمانَ بن عفَّانَ غَسل ذِرَاعَيْه بالماءِ ثلاثاً ثلاثاً، ومسح رأسه ثلاثاً، ثم قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل هذا» . وفي رواية النسائي عن حُمْرَانَ مثل الرواية الأولى، إلا أنه قال: «ثم غَسلَ كلَّ رِجْل من رِجْلَيه ثلاثَ مرات» . وله في أخرى مثل رواية أبي داود، وقال فيها: «واستنشق ... وقال: ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 233 في الوضوء، باب المضمضة في الوضوء، وباب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، وفي الصوم، باب السواك الرطب واليابس للصائم، وفي الرقاق، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إن وعد الله حق} ، ومسلم رقم (226) في الطهارة، باب صفة الوضوء وكماله، وأبو داود رقم (106) و (107) و (108) و (109) و (110) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 64 و 65 في الطهارة، باب المضمضة والاستنشاق، وباب بأي اليدين يتمضمض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عطاء بن أبي رباح، عن عثمان، قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، فغسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل رجليه غسلا.» . أخرجه أحمد (2/348) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا همام، قال: حدثنا ابن جريج. وابن ماجة (435) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج. وعبد الله بن أحمد (1/66) (472) قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن الحجاج. وفي (1/72) (527) قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي وأبو الربيع الزهراني، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن الحجاج. كلاهما- ابن جريج، وحجاج بن أرطاة - عن عطاء، فذكره. * رواية عباد بن العوام، عن حجاج: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمسح رأسه مرة» . وعن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، قال: دخلت على ابن دارة مولى عثمان، قال: فسمعني أمضمض. قال: فقال: يا محمد. قال: قلت: لبيك، قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: رأيت عثمان رضي الله عنه وهو بالمقاعد، دعا بوضوء، فمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه ثلاثا، وغسل قدميه، ثم قال: «من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.» . أخرجه أحمد (1/61) (436) قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، فذكره. وعن رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: كنت قائما عند عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فقال: » ألا أنبئكم كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ قلنا بلى. فدعا بماء فغسل وجهه ثلاثا، ومضمض واستنشق ثلاثا، ثم غسل يديه إلى مرفقيه ثلاثا، ثم مسح برأسه وأذنيه وغسل رجليه ثلاثا، ثم قال: هكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ «. أخرجه أحمد (1/60) (429) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وعبد الله بن أحمد (1/74) (554) قال: حدثني وهب بن بقية الواسطي، قال: أنبأنا خالد، يعني ابن عبد الله. كلاهما - يزيد، وخالد - عن الجريري، عن عروة بن قبيصة، عن رجل من الأنصار، فذكره. وعن ابن أبي مليكة، قال: رأيت عثمان بن عفان سئل عن الوضوء. أخرجه أبو داود (108) قال: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني، قال: حدثنا زياد بن يونس، قال: حدثني سعيد بن زياد المؤذن، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، قال: سئل ابن أبي مليكة عن الوضوء، فذكره. وعن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان وعليا يتوضآن ثلاثا ثلاثا، ويقولان: هكذا كان وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن ماجة (413) قال: حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، عن ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق بن سلمة، فذكره. وعن شقيق بن سلمة، عن عثمان بن عفان أنه توضأ فغسل وجهه ثلاثا. أخرجه أحمد (1/57) (403) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (710، 714) قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. وأبو داود (110) قال: حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (430) قال: حدثنا محمد بن أبي خالد القزويني. قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (31) قال: حدثنا يحيى بن موسى قال: حدثنا عبد الرزاق وابن خزيمة (151) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا خلف بن الوليد. وفي (152) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي. وفي (167) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا أبو عامر. سبعتهم - وكيع، ومالك، ويحيى، وعبد الرزاق، وخلف، وعبد الرحمن، وأبو عامر - عن إسرائيل، عن عامر، وهو ابن شقيق بن جمرة الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكره. * رواية وكيع: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثا ثلاثا» . * رواية عبد الرزاق مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فخلل لحيته.» . وعن أبي أنس: أن عثمان، رضي الله عنه، توضأ بالمقاعد ثلاثا ثلاثا، وعنده رجال من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أليس هكذا رأيتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ قالوا: نعم. أخرجه أحمد (1/57) (404) ومسلم (1/142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. أربعتهم - أحمد، وقتيبة، وأبو بكر، وزهير - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن أبي النضر، عن أبي أنس، فذكره. وعن بسر بن سعيد، قال: أتى عثمان المقاعد ... أخرجه أحمد (1/67) (487) قال: حدثنا ابن الأشجعي، قال: حدثنا أبي. وفي (1/67) (488) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. كلاهما - عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وعبد الله - عن سفيان الثوري، عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد، فذكره. وعن حمران مولى عثمان، أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فأفرغ. 1- أخرجه أحمد (1/59) (418) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم يعني ابن سعد. وفي (1/59) (419) قال: حدثنا إبراهيم بن نصر الترمذي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1/59) (421) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/60) (428) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. والدارمي (699) قال: أخبرنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر. والبخاري (1/51) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي (1/52) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/40) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (1/141) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح، وحرملة بن يحيى التجيبي قالا: أخبرنا ابن وهب، عن يونس. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي وأبو داود (106) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (1/64) وفي الكبرى (103) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر. وفي (1/65) وفي الكبرى (91) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي، قال: حدثنا عثمان وهو ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، عن شعيب، وهو ابن أبي حمزة. وفي (1/80) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، عن يونس. وابن خزيمة (3) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني يونس. وفي (158) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. خمستهم - إبراهيم بن سعد، ومعمر، وابن جريج، وشعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن حمران، فذكره. وعن حمران. قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نحوه، يعني نحو الحديث السابق، ولم يذكر المضمضة والاستنشاق، وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثا، ثم غسل رجليه ثلاثا. ثم قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ هكذا. وقال: من توضأ دون هذا كفاه» . ولم يذكر أمر الصلاة. أخرجه أبو داود (107) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا الضحاك بن مخلد قال: حدثنا عبد الرحمن بن وردان، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن. قال: حدثني حمران، فذكره. وعن أبي علقمة، أن عثمان دعا بماء فتوضأ فأفرغ بيده اليمنى على اليسرى ثم غسلهما إلى الكوعين، قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثا، وذكر الوضوء ثلاثا، قال: ومسح برأسه، ثم غسل رجليه، وقال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل ما رأيتموني توضأت. ثم ساق نحو حديث الزهري وأتم. يعني الحديث السابق. هكذا قال أبو داود ولم يسق متن الحديث. أخرجه أبو داود (109) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا عيسى، قال: أخبرنا عبيد الله يعني ابن أبي زياد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي علقمة، فذكره. وعن حمران بن أبان، مولى عثمان بن عفان، رضي الله عنه. قال: رأيت عثمان بن عفان، رضي الله عنه، دعا بوضوء. أخرجه أحمد (1/68) (489) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي، عن حمران بن أبان مولى عثمان ابن عفان، فذكره. وعن حمران بن أبان. قال: أتيت عثمان بطهور، وهو جالس على المقاعد. * وفي رواية يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن أبي سلمة ونافع بن جبير: «من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة، فصلاها، غفر له ذنبه.» مختصرا. * وفي رواية الحكيم بن عبد الله عنهما: «من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غفر الله له ذنوبه.» . 1- أخرجه أحمد (1/64) (459) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. وفي (1/67) (483) قال: حدثنا حجاج، ويونس قالا: حدثنا ليث، قال حجاج: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم. وفي (1/67) (483) قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. وفي (1/71) (516) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله، يعني ابن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم. والبخاري (8/114) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم القرشي. ومسلم (1/143) قال: وحدثني أبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى، قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي، حدثه أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه. والنسائي (2/111) وفي الكبرى (840) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي، حدثه أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه. وفي الكبرى (172) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبيد الله، عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم. ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير - عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي. 2- وأخرجه أحمد (1/66) (478) قال: حدثنا أبو المغيرة. وابن ماجة (285) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي في الكبرى (173) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد. كلاهما - أبو المغيرة، والوليد - قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني شقيق بن سلمة. 3- وأخرجه ابن ماجة (285) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني عيسى بن طلحة. ثلاثتهم - معاذ، وشقيق أبو وائل، وعيسى - عن حمران، فذكره. وعن حمران مولى عثمان. قال: توضأ عثمان بن عفان يوما وضوءا حسنا. أخرجه مسلم (1/143) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: وأخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره. وعن حمران مولى عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان وهو بفناء المسجد فجاءه المؤذن عند العصر 1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (45) . والحميدي (35) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/57) (400) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (1/141) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ لقتيبة، قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا جرير. وفي (1/142) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (1/91) وفي الكبرى (171) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (2) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - مالك، وسفيان، ويحيى بن سعيد، وجرير، وأبو أسامة، ووكيع - عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه البخاري (1/51) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. ومسلم (1/142) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. كلاهما - عبد العزيز، ويعقوب - عن إبراهيم بن سعد، قال: قال صالح بن كيسان، قال: قال ابن شهاب. كلاهما- هشام، وابن شهاب - عن عروة، أن حمران أخبره، فذكره. وعن حمران، مولى عثمان، رضي الله عنه، أن عثمان توضأ بالمقاعد فغسل ثلاثا ثلاثا. أخرجه أحمد (1/68) (493) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره. وعن حمران، عن عثمان بن عفان. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره.» . أخرجه أحمد (1/66) (476) قال: حدثنا عفان. ومسلم (1/149) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي. قال: حدثنا أبو هشام المخزومي. كلاهما - عفان، والمغيرة بن سلمة أبو هشام - عن عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عثمان بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن حمران، فذكره. وعن حمران مولى عثمان. قال: أتيت عثمان بن عفان بوضوء، فتوضأ. أخرجه مسلم (1/142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن عبدة الضبي. قالا: حدثنا عبد العزيز، وهو الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن حمران مولى عثمان، فذكره. وعن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق. أخرجه أحمد (1/58) (415) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد الله بن أحمد (1/74) (553) قال: حدثني العباس بن الوليد النرسي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما - محمد بن جعفر، ويزيد - قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان، فذكره. وعن حمران بن أبان. قال: كنا عند عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فدعا بماء، فتوضأ. أخرجه أحمد (1/61) (430) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. قال: حدثنا عوف الأعرابي، عن معبد الجهني، عن حمران بن أبان، فذكره. وعن حمران بن أبان، قال: كنت أضع لعثمان طهوره، فما أتى عليه يوم إلا وهو يفيض عليه نطفة. وقال عثمان. 1- أخرجه أحمد (1/57) (406) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/66) (473) قال: حدثنا هاشم. وفي (1/69) (503) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (1/143) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجه (459) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (1/91) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي، وهاشم، ومحمد بن جعفر، ومعاذ وخالد بن الحارث - عن شعبة. 2- وأخرجه مسلم (1/143) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن وكيع، قال أبو كريب: حدثنا وكيع، عن مسعر. كلاهما - شعبة، ومسعر - عن جامع بن شداد أبي صخرة، قال: سمعت حمران بن أبان، فذكره. * رواية شعبة: «من أتم الوضوء كما أمره الله عز وجل، فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن» . وعن حمران، قال: كان عثمان، رضي الله عنه، يغتسل كل يوم مرة من منذ أسلم. أخرجه أحمد (1/67) (484) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم، عن المسيب، عن موسى بن طلحة، عن حمران، فذكره. وعن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: كنت عند عثمان فدعا بطهور. فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله.» . أخرجه مسلم (1/142) قال: حدثنا عبد بن حميد وحجاج بن الشاعر. كلاهما - عن أبي الوليد قال عبد: حدثني أبو الوليد -، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: حدثني أبي، عن أبيه، فذكره. وعن الحارث مولى عثمان، قال: جلس عثمان يوما، وجلسنا معه، فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء أظنه سيكون فيه مد فتوضأ. ثم قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ وضوئي هذا ثم قال: ومن توضأ وضوئي، ثم قام فصلى صلاة الظهر، غفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر، ثم صلى المغرب، غفر له ما بينها وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات. قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات يا عثمان؟ قال: هن لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أخرجه أحمد (1/71) (513) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا حيوة، قال: أنبأنا أبو عقيل. أنه سمع الحارث مولى عثمان، فذكره. وعن رجل من أهل المدينة، أن المؤذن أذن لصلاة العصر. قال فدعا عثمان، رضي الله عنه، بطهور، فتطهر قال: ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من تطهر كما أمر، وصلى كما أمر، كفرت عنه ذنوبه.» . فاستشهد على ذلك أربعة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فشهدوا له بذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد (1/67) (486) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن عكرمة بن خالد، قال: حدثني رجل من أهل المدينة، فذكره. وعن زيد بن خالد الجهني، أنه سأل عثمان بن عفان. الحديث: 5143 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 154 5144 - (خ م ط د س ت) عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري [ص: 157] رضي الله عنه - قيل له: «توضأ لنا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فدعا بإناء، فأكَفَأ منه على يديه، فغسلهما ثلاثاً، ثم أدخل يده فاسْتَخْرَجها، فغسل وجهه ثلاثاً، ثم أدخل يده فاستخرجها، فغسل يديه إلى المرفقين مرتين، ثم أدخل يده فاستخرجها، فمسح برأسه، فأقْبل بيديه وأدْبَر، ثم غسل رِجْلَيه إلى الكعبين، ثم قال: هكذا كان وضوءُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية «فأقبلَ بهما وأدبر، بدأ بمقدَّم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قَفاه ثم رَدَّهما حتى رجعَ إلى المكان الذي بدأ منه» . وفي رواية قال: «أتَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخرجنا له ماء في تَوْر من صفْر، فتوضأ، فغسل وجهه ثلاثاً، ويديه مرتين مرتين، ومسح برأسه، فأقبل به وأدبر، وغَسلَ رِجْلَيْه» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين مرتين» . ولمسلم «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ فمضمض، ثم استنثر، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويده اليمنى [ثلاثاً] ، والأخرى ثلاثاً، ومسح رأسه بماء غيرِ فضلِ يديه، وغسل رِجْلَيْه حتى أنقاهما» . وفي رواية «الموطأ» قال: قال له يحيى المازني: هل تستطيعُ أن تُرِيَني كيف كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ قال: «نعم، فدعا بوَضُوء، فأفْرَغ على يديه، فغسل يديه مرتين مرتين، ثم مضمض واستنثر ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى الْمِرْفَقين، ثم مسح رأسه بيديه، فأقْبَلَ بهما [ص: 158] وأدْبَر، بدأ بمُقدَّم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردَّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رِجْلَيه» . وفي رواية أبي داود مثل «الموطأ» إلا أنه قال: «فأفْرغَ على يديه فغسلَ يديه، ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً ... الحديث» . وله في أخرى بهذا الحديث، قال: «فمضمض واستنشق من كفٍّ واحدة، يفعل ذلك ثلاثاً ... ثم ذكر نحوه» . وله في أخرى «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... فذكر وضوءه، قال: ومسح رأسه بماء غيرِ فَضْل يديه، وغسل رِجْلَيه حتى أنْقاهُما» . وأخرج النسائي رواية «الموطأ» . وفي رواية الترمذي «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح رأسه بيديه، فأقْبل بهما وأدْبر، بدأ بمقدَّم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردَّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رِجْلَيه» . وله في أخرى «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ، وأنه مسح رأسَه بماء غيرِ فضل يديه، وفي أخرى: بما غَبَرَ فضل يديه» قال الترمذي: والأول أصح. وله في أخرى: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه مرتين مرتين، ومسح برأسه، وغسل رجليه» . [ص: 159] وللنسائي في أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه مرتين، وغسل رِجْلَيْه مرتين، ومسح برأسه مرتين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكوعين) الكُوع: مَفْصِل ما بين الزَّنْد والكفّ. (غَبَرَ) الغابر: الباقي.   (1) رواه البخاري 1 / 226 في الوضوء، باب الوضوء مرة مرة، وباب مسح الرأس كله، ومسلم رقم (235) و (236) في الطهارة، باب في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والموطأ 1 / 18 في الطهارة، باب العمل في الوضوء، وأبو داود رقم (118) و (119) و (120) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (35) و (47) في الطهارة، باب ما جاء أنه يأخذ لرأسه ماء جديداً، وباب ما جاء فيمن يتوضأ بعض وضوئه مرتين وبعضه ثلاثاً، والنسائي 1 / 71 و 72 في الطهارة، باب حد الغسل، وباب صفة مسح الرأس، وباب عدد مسح الرأس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن يحيى بن عمارة، أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم: هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ * هذا لفظ مالك. وفي رواية سفيان: «فدعا بوضوء، فأفرغ على يده اليمنى، فغسل يديه مرتين..» ثم ذكر نحوا من رواية مالك. * وفي رواية خالد بن عبد الله: « ... فدعا بإناء فأكفأ منها على يديه، فغسلهما ثلاثا، ثم أدخل يده، فاستخرجها، فمضمض واستنشق من كف واحدة. ففعل ذلك ثلاثا..» الحديث وفيه «ثم غسل رجليه إلى الكعبين» . * وفي رواية وهيب: «ثم أدخل يده، فمسح رأسه، فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه إلى الكعبين.» 1- أخرجه مالك الموطأ (38) وأحمد (4/38) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي. وفي (4/39) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (4/39) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والبخاري (1/58) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (1/145) قال: حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن. وأبو داود (118) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة وبن ماجة (434) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا محمد بن إدريس الشافعي. والترمذي (32) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن بن عيسى القزاز. والنسائي (1/71) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن القاسم. وفي (1/71) وفي الكبرى (104) قال: أخبرنا عتبة بن عبد الله. وابن خزيمة (155) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق وفي (157) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال حدثنا إسحاق بن عيسى، وفي (173) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. جميعهم - ابن مهدي، وعبد الرزاق، وعثمان بن عمر، وعبد الله بن يوسف، ومعن بن عيسى، وعبد الله بن مسلمة، والشافعي، وابن القاسم، وعتبة بن عبد الله، وإسحاق بن عيسى، وعبد الله بن وهب - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه الحميدي (417) . وأحمد (4/40) والترمذي (47) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر، والنسائي (1/72) ، وفي الكبرى (86، 169) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (156) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وفي (172) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ستتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وابن أبي عمر، ومحمد بن منصور، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد الجبار بن العلاء - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه أحمد (4/39) قال: حدثنا هشام بن سعيد. وفي (4/39، 42) قال: حدثنا خلف بن الوليد. والبخاري (1/59) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (1/145) قال: حدثني محمد بن الصباح. وأبو داود (119) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (405) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسين العكلي. والترمذي (28) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. ستتهم - هشام، وخلف، ومسدد، ومحمد بن الصباح، وأبو الحسين، وإبراهيم بن موسى - عن خالد بن عبد الله. 4- وأخرجه أحمد (4/40) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والدارمي (701) قال: أخبرنا يحيى. والبخاري (1/60) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وأبو داود (100) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو الوليد، وسهل بن حماد. وابن ماجة (471) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله. خمستهم - هاشم، ويحيى، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وأبو الوليد، وسهل - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. 5- وأخرجه الدارمي (700) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، وخالد بن عبد الله. 6- وأخرجه البخاري (1/58، 60) قال: حدثنا موسى. وفي (1/59) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (1/145) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر العبدي، قال: حدثنا بهز. ثلاثتهم - موسى، وسليمان، وبهز - قالوا: حدثنا وهيب. 7- وأخرجه البخاري (1/61) ومسلم (1/145) قال: حدثني القاسم بن زكريا. كلاهما - البخاري، والقاسم - قالا: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان هو ابن بلال. سبعتهم - مالك، وابن عيينة، وخالد وعبد العزيز الماجشون، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ووهيب، وسليمان - عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، فذكره. * رواية أحمد بن يونس، وأبي الوليد، وسهل بن حماد، عن عبد العزيز الماجشون، مختصرة على: «أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخرجنا له ماء في تور من صفر، فتوضأ به.» . * قال أحمد بن حنبل عقب حديث سفيان، قال سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمرو بن يحيى منذ أربع وسبعين سنة. وسألته بعد ذلك بقليل وكان يحيى أكبر منه قال سفيان: سمعت منه ثلاثة أحاديث فغسل يديه مرتين، ووجهه ثلاثا، ومسح برأسه مرتين. * قال أحمد بن حنبل: سمعته من سفيان ثلاث مرات يقول: غسل رجليه مرتين. وقال مرة: مسح برأسه مرة. وقال مرتين: مسح برأسه مرتين. وعن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين. مرتين.» . أخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا يونس، وسريج. والبخاري (1/51) قال: حدثنا حسين بن عيسى، قال: حدثنا يونس بن محمد وابن خزيمة (170) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الصوري بالفسطاط، قال: حدثنا سريج بن النعمان. (ح) وحدثنا أحمد بن الأزهر وكتبته من أصله قال: حدثنا يونس بن محمد. كلاهما - يونس، وسريج - عن فليح بن سليمان، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، فذكره. وعن واسع، أنه سمع عبد الله بن زيد بن عاصم المازني يذكر: «أنه رأى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، توضأ، فمضمض ثم استنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويده اليمنى ثلاثا، والأخرى ثلاثا، ومسح برأسه بماء غير فضل يده، وغسل رجليه حتى أنقاهما.» . 1- أخرجه أحمد (4/39، 4/40) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (4/41) قال: حدثنا الحسن بن موسى. وفي (4/41) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. (ح) وعتاب، قال: حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك. والدارمي (715) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. أربعتهم - موسى، والحسن وابن المبارك، ويحيى بن حسان - عن ابن لهيعة. 2- وأخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا سريج بن النعمان، ومسلم (1/146) قال: حدثنا هارون بن معروف (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأبو الطاهر. وأبو داود (120) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. والترمذي (35) قال: حدثنا علي بن خشرم. وابن خزيمة (154) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. ستتهم - سريج، وهارون بن معروف، وهارون بن سعيد، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو، وعلي بن خشرم، وأحمد بن عبد الرحمن- عن عبد الله بن وهب المصري، عن عمرو بن الحارث. كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث - عن حبان بن واسع، عن أبيه، فذكره. * وقع في المطبوع من «سنن الدارمي» عن عبد الله بن زيد المازني، عن عمه عاصم المازني وصوابه كما في مسند أحمد (4/41) عن عبد الله بن زيد بن عاصم، عمه المازني يعني عم واسع. الحديث: 5144 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 156 5145 - (د) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ، فلما بلغ مَسْحَ رأسِهِ، وضع كفَّيْه على مقدَّم رأسه، فأمَرَّهما حتى بلغ القفا، ثم ردَّهما إلى المكان الذي بدأ منه» . وله في أخرى قال: «أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بوَضوء، فتوضأ، فغسل كَفَّيْه ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذِرَاعَيْه ثلاثاً، ثم تمضمض واستنشق ثلاثاً، ثم مسح برأسه، وأُذُنَيْه ظاهِرهما وباطِنهما» . وفي أخرى قال: «ومسح بأذنيه: ظاهرِهما وباطِنهما» . [ص: 160] زاد هشام: «وأدْخَل أصابعه في صِمَاخِ أُذُنَيه» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صِماخ) الأذن: ثقبها.   (1) رقم (121) و (122) و (123) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/132) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (121) قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن حنبل، قال: حدثنا أبو المغيرة. وابن ماجه (442، 457) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما - أبو المغيرة، والوليد - قالا: حدثنا حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، فذكره. * رواية ابن ماجة (442) مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمسح برأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما» * ورواية ابن ماجة (457) مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل رجليه ثلاثا ثلاثا.» قلت: عبد الرحمن بن ميسرة قال فيه الحافظ: مقبول. التقريب (1/500) . الحديث: 5145 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 159 5146 - (س) أبو عبد الله سالم سبلان [بن عبد الله النصري]- رحمه الله - قال - وكانت عائشة تَسْتَعْجِب بأمانته وتَسْتَأجِرُه -: «فأرَتْني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ: فتمضمضتْ واستنثرت ثلاثاً، وغسلت وجهها ثلاثاً، ثم غسلت يدها اليمنى ثلاثاً، واليسرى ثلاثاً، ثم وضعت يدها في مقدَّم رأسها، ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إِلى مُؤخَّره، ثم أمرَّت يدها بأُذُنيها ثم مرَّت على الخدَّين» . وقال سالم: وكنت آتيها مَكَاتَباً - ما تختفي مني - فتجلسُ بين يديَّ، وتتحدَّث معي، فجئتُها ذات يوم، فقلت: ادْعِي لي بالبركة يا أُمَّ المؤمنين، قالت: وما ذاك؟ قلت: أَعْتَقَني الله، قالت: بارك الله لك، وأرْخَتِ الحجابَ دُوني، فلم أرَها بعد ذلك اليوم. أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المكاتَب) : العبد إذا اشترى نفسه من سيده بمال يؤديه إليه.   (1) 1 / 72 و 73 في الطهارة، باب مسح المرأة رأسها، وفي سنده عبد الملك بن مروان بن أبي ذباب، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه النسائي (1/72) وفي الكبرى (105) قال: أخبرنا الحسين بن حريث. قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن جعيد بن عبد الرحمن. قال أخبرني عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب. قال: أخبرني أبو عبد الله سالم سبلان، فذكره. قلت: قد تعرضت لهذا الأثر في رسالة «لباس المرأة أمام المحارم» ، فراجعه فيها. ط /مكتبة السنة. الحديث: 5146 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 160 5147 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، كيف الطُّهُورُ؟ فدَعا بماء في إِناء، فغسل كفيه ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه ثلاثاً، ثم مسح برأسه، فأدخل إصبعيه السبَّاحتين في أُذنيه، ومسح بإِبْهَامَيْه على ظاهر أُذنيه، وبالسبّاحتين باطن أُذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: هكذا الوضوءُ، فمن زاد على هذا أو نقص، فقد أساءَ وظَلَمَ - أو ظلم وأساء» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي مختصراً قال: «جاء أعرابيّ إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، يسأله عن الوضوء؟ فأراه: ثلاثاً [ثلاثاً] ثم قال: هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتَعَدَّى وظلم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّبَّاحتين) السَّبَّاحة والمسبِّحة: الإصبع السَّبَّابة، سمِّيت بذلك، لأنه يُشَار بها عند التسبيح والتهليل والتحميد، ونحو ذلك. (أساء وظلم) : أساء الأدب بتركه السنَّة والتأدب بآداب الشرع، وظلم نفسه بما نقصها من حقها الذي فوَّته من الثواب بترداد المرات في الوضوء.   (1) رواه أبو داود رقم (135) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 88 في الطهارة، باب الاعتدال في الوضوء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (2/180) (6684) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (135) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (422) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا خالي يعلى عن سفيان. والنسائي (1/88) وفي الكبرى (90) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى (89) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (174) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا الأشجعي، عن سفيان. كلاهما - سفيان، وأبو عوانة - عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5147 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 161 5148 - (خ د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنه توضأ [ص: 162] فغسل وجهه، وأخذ غَرْفة من ماء، فتمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غَرفة من ماء، فجعل بها هكذا - أضافها إِلى يده الأخرى - فغسل بها وجهه، ثم أخذ غَرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى، ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفة من ماء فرَشَّ على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة أخرى، فغسل بها رِجله - يعني اليسرى- ثم قال: هكذا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ» . أخرجه البخاري. وله في أخرى قال: «توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرة مرة» لم يزد على هذا. وفي رواية أبي داود قال: قال لنا ابن عباس: «أتُحِبُّونَ أن أُرِيَكم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ فدعا بإِناء فيه ماء فاغْتَرَف غَرفة بيده اليمنى، فتمضمض واستنشق، ثم أخذ أخرى فجمع بها يديه، ثم غسل وجهه، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليسرى، ثم قبض قَبضة من الماء، ثم نفض يده، ثم مسح رأسه وأُذنيه، ثم قبض قبضةَ أخرى من الماء فرش على رجله اليمنى وفيها النعل، ثم مسحها بيديه: يد فوق القدم، ويد تحت النعل، ثم صنع باليسرى مثل ذلك» . وله في أخرى قال: «ألا أخبركم بوضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فتوضأ مرة مرة» . وله في أخرى: «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ ... فذكر الحديث [ص: 163] كلَّه - ثلاثاً ثلاثاً - قال: ومسح برأْسه وأُذنيه مسحة واحدة» . وفي رواية النسائي قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ: فغسل يديه ثم تمضمض واستنشق من غَرفة واحدة [وغسل وجهه] ، وغسل يديه مرة مرة، ومسح برأسه وأذنيه مرة» . زاد في رواية: «وغسل رجليه» . وله في أخرى قال: «توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فغرف غرفة، فتمضمض واستنشق، ثم غرف غرفة فغسل وجهه، ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى، ثم مسح برأسه وأُذنيه: باطنِهما بالسَّبَّاحتين، وظاهرهما بإبهاميه، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 211 في الوضوء، باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة، وباب الوضوء مرة مرة، وأبو داود رقم (133) و (137) و (138) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وباب الوضوء مرتين، وباب الوضوء مرة مرة، والنسائي 1 / 73 و 74 في الطهارة، باب مسح الأذنين، وباب مسح الأذنين مع الرأس وما يستدل به على أنهما من الرأس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: «توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة مرة» . 1- أخرجه أحمد (1/233) (2072) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (702) قال: أخبرنا عبيد الله ابن موسى. والدارمي (702) قال: أخبرنا أبو عاصم. وفي (717) قال: أخبرنا قبيصة. والبخاري (1/51) قال: حدثنا محمد بن يوسف. وأبو داود (138) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، وابن ماجة (411) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والترمذي (42) قال: حدثنا أبو كريب، وهناد، وقتيبة، قالوا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (1/62) وفي الكبرى (85) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. ستتهم - وكيع، وعبيد الله، وأبو عاصم، وقبيصة، ومحمد بن يوسف، ويحيى - عن سفيان الثوري. 2- وأخرجه أحمد (1/332) (3073) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا داود بن قيس. 3- وأخرجه أحمد (1/336) (3113) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. ثلاثتهم - سفيان، وداود، ومعمر - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. * زاد قبيصة: «ونضح فرجه» . وعن المطلب بن عبد الله، قال: «كان ابن عمر يتوضأ ثلاثا، يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان ابن عباس يتوضأ مرة مرة يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.» أخرجه أحمد (1/372) (3526) (2/28) (4818) قال: حدثنا روح. وفي (2/38) (4966) قال: حدثنا الوليد يعني بن مسلم. كلاهما - روح، والوليد، قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا المطلب بن عبد الله بن حنطب، فذكره. * أخرجه أحمد (1/219) (1889) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، أن ابن عباس كان يتوضأ مرة مرة، ويسند ذاك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. * وأخرجه أحمد (2/132) (6158) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأخرجه أحمد (2/8) (4534) قال: حدثنا الوليد. وفي (2/132) (6158) وابن ماجه (414) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (1/62) ، وفي الكبرى (88) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. ثلاثتهم - أبو المغيرة، والوليد، وعبد الله بن المبارك- عن الأوزاعي، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن ابن عمر، أنه توضأ ثلاثا ثلاثا، رفع ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ فذكر الحديث كله ثلاثا ثلاثا، قال: ومسح برأسه وأذنيه مسحة واحدة. أخرجه أبو داود (133) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عباد بن منصور، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جبير، فذكره. وعن أبي غطفان المري، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «استنثروا مرتين بالغتين، أو ثلاثا» أخرجه أحمد (1/228) (2011) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/315) (2889) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/352) (3296) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (141) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجه (408) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسحاق ابن سليمان. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى (97) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله. ستتهم - يحيى، وهاشم، ويزيد، ووكيع، وإسحاق، وعبد الله بن المبارك - عن ابن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، فذكره. وعن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، أنه توضأ فغسل وجهه. أخرجه أحمد (1/268) (2416) والبخاري (1/47) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم - عن أبي سلمة الخزاعي منصور بن سلمة، قال: أخبرنا ابن بلال، يعني سليمان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. * أخرجه أحمد (1/365) (3450) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: «ألا أخبركم بوضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فدعا بماء، فجعل يغرف بيده اليمنى ثم يصب على اليسرى» مختصرا. وعن عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن عباس، نحو هذا، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أحمد (1/268) (2417) قال: حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا ابن بلال، عن يحيى بن سعيد، قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم، فذكره. * ساقه أحمد عقب حديث عطاء بن يسار، عن ابن عباس، والذي ذكرناه قبله. رقم (5933) . وعن عطاء بن يسار، قال: قال لنا ابن عباس: «أتحبون أن أريكم كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ فدعا بإناء فيه ماء، فاغترف غرفة بيده اليمنى، فتمضمض واستنشق، ثم أخذ أخرى، فجمع بها يديه، ثم غسل وجهه، ثم أخذ أخرى، فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ أخرى، فغسل بها يده اليسرى، ثم قبض قبضة من الماء، ثم نفض يده، ثم مسح بها رأسه وأذنيه، ثم قبض قبضة أخرى من الماء، فرش على رجله اليمنى وفيها النعل، ثم مسحها بيديه، يد فوق القدم ويد تحت النعل، ثم صنع باليسرى مثل ذلك» وفي رواية عبد العزيز بن محمد «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، فغسل يديه، ثم تمضمض واستنشق من غرفة، فغسل وجهه، ثم غرف غرف غرفة، فغسل يده اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى، ثم مسح برأسه وأذنيه، باطنهما بالسبابتين، وظاهرهما بإبهامه، ثم غرف غرفة، فغسل رجل اليمنى، ثم غرف غرفة واحدة، وغسل وجهه، وغسل يديه مرة، ومسح برأسه وأذنيه مرة» . وفي رواية ابن عجلان: «توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغرف غرفة فمضمض، واستنشق، ثم غرفة غرفة، فغسل رجل اليسرى» . 1- أخرجه أبو داود (137) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا هشام بن سعد. 2- وأخرجه الدارمي (703) قال: أخبرنا أبو الوليد وابن ماجه (403) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، وأبو بكر بن خلاد الباهلي. والنسائي (1/73) وفي الكبرى (92، 168) قال: أخبرنا الهيثم بن أيوب الطالقاني. وفي (93) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (171) قال: حدثنا نصر بن علي. ستتهم - أبو الوليد، وعبد الله بن الجراح، وأبو بكر بن خلاد، والهيثم بن أيوب، وقتيبة، ونصر - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي. 3- وأخرجه ابن ماجه (439) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (36) قال: حدثنا هناد. والنسائي في الكبرى (106) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى. وابن خزيمة (148) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. أربعتهم - أبو بكر، وهناد، ومجاهد، وعبد الله - قالوا: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا ابن عجلان. ثلاثتهم - هشام، وعبد العزيز، وابن عجلان - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 5148 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 161 5149 - (د ت) الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأتينا، فحدثتنا أنه قال: اسْكُبي لي وَضوءاً - فذكرت وضوءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت فيه: فغسل كفيه ثلاثاً، ووضَّأ وجهه ثلاثاً، ومضمض واستنشق مرة، ووضأَ يديه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه مرتين: [ص: 164] بدأ بمؤخَّر رأْسه، ثم بمقدَّمه، وبأُذنيه كلتيهما: ظهورِهما وبطونِهما، ووضَّأ رجليه ثلاثاً ثلاثاً» . وفي أخرى بهذا الحديث بغير بعض معانيه، قال فيه: «وتضمض واستنثر ثلاثاً» . وفي أُخرى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ عندها، فمسح الرأس كلَّه: من قَرْن الشعر، كلَّ ناحية لمنصبِّ الشعر، لا يحرك الشعر عن هيئته» . وفي أخرى قالت: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، قالت: فمسح رأسه، ومسح ما أقبل منه وما أدبر، وصُدْغيه، وأُذنيه مرة واحدة» . وفي أخرى: «أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه من فَضْلِ ماء كان في يديه» . وفي أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضَّأَ فأدخل إِصبعيه في جُحْرَي أذنيه» . هذه روايات أبي داود. وفي رواية الترمذي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه مرتين: بدأ بمؤخَّر رأسه، ثم بمقدَّمه، وبأُذنيه كلتيهما: ظهورِهما وبطونِهِما» . وأخرج أيضاً الرواية التي فيها ذِكْر الصُّدْغَيْن (1) . [ص: 165] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اسْكُبي) سَكَبْت الماء: إذا صببته. (جُحْرَي أُذُنْيه) جُحْر الأذن: ثقبها.   (1) رواه أبو داود رقم (126) و (127) و (128) و (129) و (130) و (131) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (33) و (34) في الطهارة، باب ما جاء أنه يبدأ بمؤخر الرأس، وباب ما جاء أن مسح الرأس مرة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب. قال: أرسلني علي بن الحسين إلى الربيع بنت معوذ بن عفراء، أسألها عن وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان يتوضأ عندها، فأتيتها، فأخرجت إلي إناء يكون مدا، أو مدا وربع، بمد بني هاشم، فقالت: بهذا كنت أخرج لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الوضوء، فيبدأ فيغسل يديه ثلاثا، قبل أن يدخلهما الإناء، ثم يتمضمض ويستنثر ثلاثا ثلاثا، ويغسل وجهه ثلاثا، ثم يغسل يديه ثلاثا ثلاثا، ثم يمسح برأسه مقبلا ومدبرا، ويغسل رجليه ثلاثا ثلاثا» . قالت: وقد جاءني ابن عمتك، فسألني عنه، فأخبرته، فقال: ما علمنا في كتاب الله إلا غسلتين ومسحتين. تعني ابن عباس. أخرجه الحميدي (342) . وأحمد (6/358) كلاهما عن سفيان بن عيينة. قال: حدثني عبد الله بن محمد ابن عقيل بن أبي طالب، فذكره. * وأخرجه ابن ماجه (458) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن علية، عن روح بن القاسم، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع قالت: أتاني ابن عباس فسألني عن هذا الحديث، تعني حديثها الذي ذكرت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، توضأ وغسل رجليه. فقال ابن عباس: إن الناس أبوا إلا الغسل، ولا أجد في كتاب الله إلا المسح. وعن عبد الله بن محمد بن عقيل. قال: حدثتني الربيع بنت معوذ بن عفراء. قالت: » كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتينا فيكثر، فأتانا فوضعنا له الميضأة، فتوضأ فغسل كفيه ثلاثا، ومضمض واستنشق مرة مرة، وغسل وجهه ثلاثا، ذراعيه ثلاثا، ومسح رأسه بما بقي من وضوئه في يديه مرتين، بدأ بمؤخره، ثم رد يده إلى ناصيته، وغسل رجليه ثلاثا، ومسح أذنيه مقدمهما ومؤخرهما.. «. أخرجه أحمد (6/358، 359) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والدارمي (696) قال: أخبرنا زكريا بن عدي. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو. وأبو داود (126) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (127) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل. قال: حدثنا سفيان. وفي (130) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن سفيان بن سعيد. وابن ماجه (390) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا شريك. وفي (418، 438) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان وفي (440) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك والترمذي (33) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا بشر بن المفضل. خمستهم - سفيان بن سعيد الثوري، وعبيد الله بن عمرو، وبشر بن المفضل، وسفيان بن عيينة، وشريك - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية أحمد (6/358) . وعن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء «أنها رأت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ قالت: مسح رأسه، ومسح ما أقبل منه وما أدبر، وصدغيه وأذنيه مرة واحدة.» . أخرجه أحمد (6/359) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. وأبو داود (129) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا بكر، يعني ابن مضر. والترمذي (34) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا بكر بن مضر. كلاهما- ابن لهيعة، وبكر بن مضر - عن ابن عجلان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره. * قال المزي: قال أبو القاسم: وجدت في نسخة من طريق اللؤلؤي يعني نسخة من سنن أبي داود: عن ابن عقيل، عن أبيه، عن ربيع، وهو وهم، تحفة الأشراف (11/15838) . وعن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء. «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ عندها، فمسح الرأس كله من قرن الشعر، كل ناحية لمنصب الشعر، لا يحرك الشعر عن هيئته» . أخرجه أحمد (6/359) قال: حدثنا يونس. وفي (6/360) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو داود (128) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد الهمداني. ثالاثتهم - يونس، وقتيبة، ويزيد بن خالد - قالوا: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره. وعن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء. قالت: «توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم- فأدخل إصبعيه في جحري أذنيه.» أخرجه أحمد (6/359) وأبو داود (131) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد وابن ماجه (441) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو بكر، وعلي بن محمد- قالوا: حدثنا وكيع، عن الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره. وعن خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، قالت. «أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار» . أخرجه أحمد (6/359) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد (ح) وحدثنا علي بن عاصم والبخاري (3/48) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا بشر بن المفضل ومسلم (3/152) قال: حدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال: حدثنا بشر بن المفضل بن لاحق (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: حدثنا أبو معشر العطار. الحديث: 5149 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 163 5150 - (س) القيسي - رضي الله عنه -: «أنه كان مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأُتِيَ بماء فقال على يديه من الإناء، فغسلهما مرة، وغسل وجهه وذِراعيه مرة مرة، وغسل رجليه بيمينه كلتيهما» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 79 في الطهارة، باب غسل الرجلين باليدين، وفي سنده عمارة بن عثمان بن حنيف، وهو مجهول، وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب ": " القيسي " روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء، وعنه عمارة بن حنيف، قلت: القائل ابن حجر: هو من رواية شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة، ورواه يحيى القطان عن أبي جعفر، عن عمارة بن خزيمة، عن عبد الرحمن ابن أبي قراد، قال أبو زرعة: حديث يحيى القطان: هو الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه النسائي (1/79) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني أبو جعفر المدني قال: سمعت ابن عثمان بن حنيف يعني عمارة قال: حدثني القسي به. قلت: عمارة بن عثمان مجهول، قال الحافظ: هو من رواية شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة، ورواه يحيى القطان عن أبي جعفر، عن عمارة بن خزيمة، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال أبو زرعة: حديث يحيى القطان: هو الصحيح اهـ. قلت: عن الحارث بن فضيل، وعمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال: «خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاجا. قال: فنزل منزلا، وخرج من الخلاء، فاتبعته بالإداوة، أو القدح، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد حاجة أبعد، فجلست له بالطريق، حتى انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت له: يا رسول الله، الوضوء، فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على يده فغسلها، ثم أدخل يده فكفها فصب على يده واحدة، ثم مسح على رأسه، ثم قبض الماء قبضا بيده، فضرب به على ظهر قدمه، فمسح بيده على قدمه، قم جاء فصلى لنا الظهر.» أخرجه أحمد (3/443، 4/237) قال: حدثنا عفان. وفي (4/224) وابن ماجه (334) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار وعبد الله بن أحمد (4/224) قال: حدثني محمد بن يحيى بن سعيد القطان. (ح) وحدثني يحيى بن معين. والنسائي (1/17) وفي الكبرى (17) قال: أخبرنا عمرو بن علي وابن خزيمة (51) قال: حدثنا بندار. سبعتهم - عفان، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن يحيى بن سعيد، ويحيى بن معين، وعمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن أبي جعفر الخطمي، قال: حدثني عمارة بن خزيمة، والحارث بن فضيل، فذكراه. * رواية عفان الأولى.، وأحمد (4/224) وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد، والنسائي، وابن خزيمة، مختصرة على أوله. إلى أن قال: وكان إذا أتى حاجته أبعد. الحديث: 5150 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 165 5151 - (د) معاوية بن أَبي سفيان - رضي الله عنه -: «توضأَ للناس كما رأَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، فلما بلغَ رأسه غرف غَرفة من ماء، فَتَلقاها بشماله، حتى وضعها على وسط رأسه حتى قَطَرَ الماءُ أَو كادَ يَقْطُر، ثم مسح من مقدَّمه إِلى مُؤخَّره، ومن مؤخَّره إِلى مقدَّمه» . أخرجه أبو داود، وقال: حدثنا محمود بن خالد حدثنا الوليد في هذا الإسناد قال: «فتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، وغسل رجليه بغير عدد» (1) .   (1) رقم (124) و (125) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (124) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء، قال: حدثنا أبو الأزهر المغيرة بن فروة، ويزيد بن أبي مالك، فذكراه. * أخرجه أحمد (4/94) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء، عن أبي الأزهر، عن معاوية، فذكره. ليس فيه يزيد بن أبي مالك. قلت: الإسناد الثاني ألمح فيه تدليس الوليد بن مسلم. أما الإسناد الأول فهو حسن، والله أعلم. الحديث: 5151 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 165 5152 - (د) طلحة بن مُصرِّف: عن أبيه عن جده قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يمسح رأسه مرة واحدة، حتى بلغ القَذَالَ، وهو أول القفا» . قال مُسدَّد: «مسح رأسه من مقدَّمه إِلى مؤخَّره، حتى أخرج يديه من تحت أُذنيه» . [قال مسدد: فحدَّثت به يحيى، فأنكره] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (132) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو داود: وسمعت أحمد يقول: إن ابن عيينة، زعموا أنه كان ينكره ويقول: ايش طلحة عن أبيه عن جده. أقول: وفي سنده ليث بن أبي سليم، لكنه له شواهد، فهو حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (132) قال: ثنا محمد بن عيسى ومسدد قالا: ثنا عبد الوارث، عن ليث عن طلحة بن مطرف عن أبيه، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/481) قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: ثنا ليث، عن طلحة، عن أبيه، عن جده، فذكره. قلت: ليث بن أبي سليم اختلط بآخره ولم يميز فطرح حديثه. الحديث: 5152 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 166 5153 - (ت د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال «توضأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: فغسل وجهه ثلاثاً، ويديه ثلاثاً، ومسح برأسه، وقال: الأُذُنان من الرأس» . قال حمَّاد: لا أدْري «الأُذنان من الرأس» من قول أبي أمامة، أم من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ أخرجه الترمذي. وعند أبي داود: أنه ذكر وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: «وكان يمسح المَأْقَيْن، قال: وقال: الأُذنان من الرأس» . قال حماد: [لا أدري] ... الحديث (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (37) في الطهارة، باب ما جاء أن الأذنين من الرأس، وأبو داود رقم (134) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، قال الترمذي: هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك القائم، وفي الباب عن أنس، أقول: وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن زيد وابن عباس وأبي هريرة وأبي موسى وابن عمر وعائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/258) قال: حدثنا عفان.. وفي (5/264) قال: حدثنا يونس. وفي (5/268) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وأبو داود (134) قال: حدثنا سليمان بن حرب (ح) وحدثنا مسدد، وقتيبة. وابن ماجه (444) قال: حدثنا محمد بن زياد. والترمذي (37) قال: حدثنا قتيبة. سبعتهم - عفان، ويونس، ويحيى، وسليمان، ومسدد، وقتيبة، ومحمد بن زياد- عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة أبي ربيعة. عن شهر بن حوشب، فذكره. * قال سليمان بن حرب: يقولها أبو أمامة. قال قتيبة: قال حماد: لا أدري هو من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أبي أمامة، يعني قصة الأذنين. قلت: له شاهد عند ابن ماجه، لكنه ضعيف بشدة. الحديث: 5153 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 166 5154 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه، وأُذُنيه: ظاهرِهما، وباطنِهما» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (36) في الطهارة، باب ما جاء في مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً ابن ماجة والحاكم والبيهقي وابن حبان، وصححه ابن خزيمة وابن مندة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، يرون مسح الأذنين ظهورهما وبطونهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وفي رواية ابن عجلان: «توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فغرف غرفة، فمضمض، واستنشق، ثم غرف غرفة، فغسل وجهه، ثم غرف غرفة، فغسل يده اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى، ثم مسح برأسه وأذنيه، باطنهما بالسبابتين، وظاهرهما بإبهامه، ثم غرف غرفة، فغسل رجله اليمنى، ثم غرف غرفة، فغسل رجله اليسرى.» 1- أخرجه أبو داود (137) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا هشام بن سعد. 2- وأخرجه الدارمي (703) قال: أخبرنا أبو الوليد. وابن ماجه (403) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، وأبو بكر بن خلاد الباهلي. والنسائي (1/73) وفي الكبرى (92، 168) قال: أخبرنا الهيثم بن أيوب الطالقاني. وفي (93) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (171) قال: حدثنا نصر بن علي. ستتهم- أبو الوليد، وعبد الله بن الجراح، وأبو بكر بن خلاد، والهيثم بن أيوب، وقتيبة، ونصر - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي. 3- وأخرجه ابن ماجه (439) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (36) قال: حدثنا هناد. والنسائي في الكبرى (106) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، وابن خزيمة (148) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. أربعتهم - أبو بكر، وهناد، ومجاهد، وعبد الله - قالوا: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا ابن عجلان. ثلاثتهم - هشام، وعبد العزيز، وابن عجلان - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة. قال الترمذي: العمل على هذا عند أكثر أهل العلم. الحديث: 5154 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 167 5155 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رجلاً جاء إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وقد توضأ، وترك على قَدَمه مثل موضع الظُّفر - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ارْجِعْ، فأحْسِنْ وُضوءَك» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (173) في الطهارة، باب تفريق الوضوء، وهو حديث صحيح لطرقه وشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/146) وأبو داود (173) وعبد الله بن أحمد (3/146) قالوا: حدثنا هارون بن معروف. وأخرجه ابن ماجه (665) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. وابن خزيمة (164) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أصبغ بن الفرج. وفي (164) أيضا قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. أربعتهم - هارون، وحرملة، وأصبغ، وأحمد- عن عبد الله بن وهب، قال: حدثني جرير بن حازم، عن قتادة، فذكره. الحديث: 5155 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 167 5156 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «أخْبرني عمر بن الخطاب: أن رجلاً توضأ، فترك موضع ظُفْر على قدمه، فأَبْصَره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ارجع فأحْسِنْ وضوءَك، قال: فرجع فتوضأَ، ثم صلَّى» . أخرجه مسلم. وقال أبو داود، عقيب حديث أنس: وقد روي عن معقل بن عبيد الله الجزري عن أبي الزبير عن جابر عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم- نحوه، قال: «ارجع فأحسن وضوءك» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (243) في الطهارة، باب وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة، ورواه أبو داود رقم (173) في الطهارة، باب تفريق الوضوء، تعليقاً على حديث أنس الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/21) (134) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (1/23) (153) قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (1/148) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، قال: حدثنا معقل. وابن ماجه (666) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب (ح) وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قالا: حدثنا ابن لهيعة. كلاهما - ابن لهيعة، ومعقل بن عبيد الله - عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره. الحديث: 5156 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 167 5157 - (د) خالد بن معدان عن بعض أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يُصلِّي وفي ظهر قَدَمِه لُمْعة قدر الدرهم لم يُصِبها الماءُ، فأمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُعِيدَ الوضوءَ والصلاةَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (175) في الطهارة، باب تفريق الوضوء، وفي سنده بقية بن الوليد، وهو كثير التدليس عن الضعفاء، ولكن رواه أحمد في " المسند "، والحاكم في " المستدرك "، وقد صرح فيه عندهما بقية بالتحديث، فزالت شبهة تدليسه، فصح الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/424) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. وأبو داود (175) قال: حدثنا حيوة بن شريج. كلاهما - إبراهيم بن أبي العباس، وحيوة - قالا:حدثنا بقية. قال: حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، فذكره. قلت: بقية يدلس تدليس التسوية. الحديث: 5157 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 168 5158 - (خ م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «تَخَلَّف عَنَّا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في سَفْرةٍ سافرناها، فأدْرَكَنا وقد أرْهَقَتْنَا الصلاةُ ونحن نتوضأُ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: وَيْل للأعقَابِ من النار - مرتين أو ثلاثاً -» . أخرجه البخاري، ومسلم. وللبخاري: «وقد أرْهَقَنا العصرُ» . وفي أخرى: «وقد حضرت صلاةُ العصر» . ولمسلم قال: «رجعنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- من مكةَ إِلى المدينةِ، حتى إِذا كُنَّا بماءٍ بالطريق تَعَجَّل قوم عند العصر، فتوضَّؤوا وهم عِجال، فانتهينا إليهم وأعقابُهم تَلُوحُ لم يَمسَّها الماءُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ويل للأَعقابِ مِن النارِ، أَسْبِغُوا الوضوءَ» . [ص: 169] وفي رواية أبي داود، والنسائي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رأى قوماً وأعقابُهم تَلُوح، فقال: ويل للأعقاب من النار، أسْبِغوا الوضوءَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَرْهَقَتنا) أرْهَقَه يُرْهِقُه، أي: أغشاه، ورَهِقَه الأمر يَرْهَقه: إذا غَشِيَه، أراد: أن الصلاة أدركنا وقتها وغَشِينا. (أَسْبِغُوا) إسباغ الوضوء: إتمامه، وإفاضة الماء على الأعضاء تاماً كاملاً، وزيادة على مقدار الواجب، وثوب سابغ، أي: واسع.   (1) رواه البخاري 1 / 132 في العلم باب من رفع صوته بالعلم، وباب من أعاد الحديث ثلاثاً، وفي الوضوء، باب غسل الرجلين، ومسلم رقم (241) في الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، وأبو داود رقم (97) في الطهارة، باب في إسباغ الوضوء، والنسائي 1 / 78 في الطهارة، باب إيجاب غسل الرجلين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/221) (7065) وابن ماجه (425) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد- قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره. وعن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو، قال: «رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوما» . أخرجه أحمد (2/164) (6528) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/193) (6809) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/201) (6883) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (712) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا جعفر، هو ابن الحارث. ومسلم (1/147، 148) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (97) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وابن ماجه (450) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (1/77) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وأنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/89) وفي الكبرى (136) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (161) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجعفر بن الحارث، وجرير بن عبد الحميد - عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، فذكره. وعن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو، قال: «تخلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر سافرناه ... » . أخرجه أحمد (2/221) (6976) (2/226) (7103) قال: حدثنا عفان: والبخاري (1/23) قال: حدثنا أبو النعمان عارم بن الفضل. وفي (1/35) قال: حدثنا مسدد. وفي (1/52) قال: حدثنا موسى ومسلم (1/148) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، وأبو كامل الجحدري. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8954) عن أبي داود الحراني، عن أبي الوليد. (ح) وعن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن المبارك، وابن خزيمة (166) قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عفان بن مسلم، وسعيد بن منصور. تسعتهم - عفان، وأبو النعمان، ومسدد، وموسى بن إسماعيل، وشيبان، وأبو كامل، وأبو الوليد، وعبد الرحمن بن المبارك، وسعيد بن منصور - عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، فذكره. * أخرجه أحمد (2/205) (6911) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن رجل من أهل مكة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 5158 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 168 5159 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً لم يَغْسِلْ عَقِبَه، فقال: ويل للأعقاب من النارِ» . وفي أخرى: «أنه رأى قوماً يتوضؤون من المَطْهَرَةِ، فقال: أسبغوا الوضوء، فإني سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- قال: ويل لِلْعَرَاقِيبِ من النار» . أخرجه البخاري، ومسلم. وعند الترمذي، ومسلم: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ويل للأعقاب من النار» . قال الترمذي: وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ويل للأعقاب وبُطُون [ص: 170] الأقدام من النار» . وأخرج النسائي الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 233 في الوضوء، باب غسل الأعقاب، ومسلم رقم (242) في الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، والترمذي رقم (41) في الطهارة، باب ويل للأعقاب من النار، والنسائي 1 / 77 في الطهارة، باب إيجاب غسل الرجلين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة، وكان يمر بنا والناس يتوضئون من المطهرة. أخرجه أحمد (2/228) قال: حدثنا هشيم، عن شعيب. وفي (2/284) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (2/406، 407) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/409) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/430) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وحجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/471) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/482) قال: حدثنا وكيع، عن حماد. وفي (2/498) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة والدارمي (713) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/53) قال: حدثنا آدم ابن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/148) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، قال: حدثنا الربيع، يعني ابن مسلم. (ح) وحدثنا قتيبة وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالوا: حدثنا وكيع، عن شعبة. والنسائي (1/77) وفي الكبرى (113) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن شعبة (ح) وأنبأنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، عن شعبة. خمستهم - شعيب، ومعمر، وحماد بن سلمة، وشعبة، والربيع - عن محمد بن زياد، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ويل للأعقاب من النار» . أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/389) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (1/148) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. وابن ماجه (453) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والترمذي (41) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وابن خزيمة (162) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. خمستهم - معمر، ووهيب بن خالد، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن المختار، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5159 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 169 5160 - (م ط) قال أبو عبد الله سالم بن عبد الله - مولى شداد بن الهاد -: «دخلتُ على عائشةَ زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم-، يوم تُوفي سعد بن أبي وقَّاص، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فتوضأ عندها، فقالت: يا عبد الرحمن، أسْبِغ الوضوءَ، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ويل للأعقاب من النار» . أخرجه مسلم، والموطأ (1) .   (1) رواه مسلم رقم (240) في الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، والموطأ 1 / 19 و 20 في الطهارة، باب العمل في الوضوء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/81) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا أبو معاوية يعني شيبان، عن يحيى. وفي (6/84) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي (ح) وحدثني بهلول بن حكيم، عن الأوزاعي. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. وفي (6/99) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. وفي (6/112) قال: حدثنا حسين. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عمران بن بشير. وفي (6/258) قال: حدثنا هاشم، عن ابن أبي ذئب، عن عمران بن بشير. ومسلم (1/147) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأبو الطاهر وأحمد بن عيسى. قالوا: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن مخرمة ابن بكير، عن أبيه (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني حيوة. قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن. (ح) وحدثني محمد بن حاتم وأبو معن الرقاشي. قالا: حدثنا عمر بن يونس. قال: حدثنا عكرمة بن عمار. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني. أو حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب. قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا فليح. قال: حدثني نعيم بن عبد الله. ستتهم - يحيى بن أبي كثير، وعمران بن بشير، وبكير، ومحمد بن عبد الرحمن، وأبو سلمة، ونعيم - عن سالم مولى شداد، فذكره. * في رواية أبي معاوية، عن يحيى سالم مولى دوس. وفي رواية الأوزاعي، عن يحيى. سالم الدوسي. وفي رواية عمران بن بشير: سالم سبلان. وفي رواية بكير: سالم مولى شداد. وفي رواية محمد بن عبد الرحمن: أبو عبد الله مولى شداد. وفي رواية أبي سلمة سالم مولى المهري. وفي رواية نعيم: سالم مولى شداد بن الهاد. وعن عروة، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ويل للأعقاب من النار» . أخرجه أبو الحسن القطان راوي السنن عن ابن ماجه وأورده في سنن ابن ماجه (451) قال أبو الحسن: حدثنا أبو حاتم. قال: حدثنا عبد المؤمن بن علي. قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. قلت: الموطأ في الطهارة باب العمل في الوضوء. الحديث: 5160 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 170 5161 - (ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «سئل عن المسح على العمامة؟ فقال: لا، حتى تمسح الشَّعرَ بالماء» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 35 بلاغاً في الطهارة، باب ما جاء في المسح بالرأس والأذنين، وإسناده منقطع، وفي الباب أحاديث في المسح على العمامة، وقد أجاز المسح عليها أحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وأبو ثور وداود وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: ذكره مالك بلاغا (67) قال: إنه بلغه. الحديث: 5161 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 170 5162 - (د) ثوبان - رضي الله عنه - قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة، فأصابهم البَردُ، فلما قَدِمُوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يَمْسَحوا على العَصائِب والتَّسَاخِين» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 171] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التَّساخين) التساخين: الخِفَاف، لا واحد لها، وقيل: واحدها: تَسْخَان، وتَسْخين، قال حمزة الأصفهاني في كتاب «الموازنة» : وأما التَّسخان، فتعريب تَشْكَن، وهو اسم غطاء من أغطية الرأس، كان العلماء والموابِذَة يأخذونه على رؤوسهم خاصة دون غيرهم [قال] وجاء في الحديث ذكر لبس العمائم والتساخين، فقال من تعاطى تفسيره: هو الخف حيث لم يعرف فارسيته، والله أعلم. (والعصائب) أراد بالعصائب: العمائم، لأن الرأس يعصب بها.   (1) رقم (146) في الطهارة، باب المسح على العمامة، وإسناده منقطع، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه أحمد (5/277) وأبو داود (146) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، عن راشد بن سعد، فذكره. الحديث: 5162 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 170 5163 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، وعليه عمامة قِطْرِيَّة، فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدَّم رأسه، ولم يَنْقُض العمامة» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِطْرِيَّة) ثوب قِطْرِي، وبُرْد قِطْرِي، وهو ثوب أحمر له أعلام فيه بعض الخشونة، وقيل: البرود القطرية: حُلَلٌ جياد تُحمل من قِبَلِ البحرين، قال الأزهري: وفي البحرين قرية يقال لها: قطر.   (1) رقم (147) في الطهارة، باب المسح على العمامة، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (147) قال: ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد العزيز بن مسلم، عن أبي معقل فذكره. قلت: قال الحافظ: أبو معقل، عن أنس، في المسح على العمامة، مجهول، من الخامسة، ورمز له بـ: د، ق. الحديث: 5163 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 171 5164 - (خ د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة» . أخرجه البخاري، والترمذي. وعند أبي داود، والنسائي: «ألا أُخبركم بوضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فتوضأ مرة، مرة» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 226 في الوضوء، باب الوضوء مرة مرة، وأبو داود رقم (138) في الطهارة، باب الوضوء مرة مرة، والترمذي رقم (41) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء مرة مرة، والنسائي 1 / 62 في الطهارة، باب الوضوء مرة مرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه، راجع الحديث (5148) . الحديث: 5164 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 172 5165 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين، مرتين» . أخرجه الترمذي، وأبو داود. وقال الترمذي: «وقد روي عن أبي هريرة أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثاً» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (136) في الطهارة، باب الوضوء مرتين، والترمذي رقم (43) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء مرتين، وهو حديث صحيح بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/288) (364) وأبو داود (136) قال: حدثنا محمد بن العلاء. والترمذي (43) قال: حدثنا أبو كريب ومحمد بن رافع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن العلاء أبو كريب، ومحمد بن رافع - عن زيد بن الحباب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان، قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره. الحديث: 5165 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 172 5166 - (ت) ثابت بن أبي صفية قال: قلتُ لأبي جعفر - وهو محمد الباقر- حدَّثك جابر «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة، ومرتين ومرتين، وثلاثا وثلاثاً؟ قال: نعم» . وفي رواية: قلت لأبي جعفر: حدثك جابر «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة؟ قال: نعم» . أخرجه الترمذي، وقال: هذا أصح من الرواية الأولى (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (45) و (46) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء مرة ومرتين وثلاثاً، وثابت بن أبي صفية، وهو أبو حمزة الثمالي، ضعيف، ولكن في الباب أحاديث يتقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجه (410) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: حدثنا شريك بن عبد الله النخعي. والترمذي (45) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: حدثنا شريك. وفي (46) قال: حدثنا هناد، وقتيبة، قالا: حدثنا وكيع. كلاهما - شريك، ووكيع - عن ثابت بن أبي صفية قال: سألت أبا جعفر، فذكره. قلت: ثابت بن أبي صفية هو أبو حمزة الثمالي، ضعفوه. الحديث: 5166 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 172 5167 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثاً وثلاثاً» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (44) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصح، لأنه قد روي من غير وجه عن علي رضوان الله عليه، وقال الترمذي: وفي الباب عن عثمان، وعائشة، والربيع، وابن عمر، وأبي أمامة، وأبي رافع، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، وأبي هريرة، وجابر، وعبد الله بن زيد، وأبي بن كعب، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند عامة أهل العلم أن الوضوء يجزئ مرة مرة، ومرتين أفضل، وأفضله ثلاث، وليس بعده شيء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه قريبا. قال أبو عيسى الترمذي: حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصح لأنه قد روي من غير وجه عن علي. وقال: والعمل على هذا عند عامة أهل العلم أن الوضوء يجزئ مرة مرة، ومرتين أفضل، وأفضله ثلاث، وليس بعده شيء. الحديث: 5167 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 5168 - (س) عبد الله بن حَنطبْ: «أن ابن عمر توضأ ثلاثاً ثلاثاً. يُسنِدُ ذلك إِلى النبي- صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 62 و 63 في الطهارة، باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، وفي سنده المطلب بن عبد الله بن بن حنطب المخزومي، وهو صدوق كثير التدليس والارسال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/372) (3526) (2/28) (4818) قال: حدثنا روح. وفي (2/38) (4966) قال: حدثنا الوليد يعني ابن مسلم. كلاهما - روح، والوليد قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، فذكره. * أخرجه أحمد (1/219) (1889) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، أن ابن عباس كان يتوضأ مرة مرة، ويسند ذاك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. * وأخرجه أحمد (2/132) (6158) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأخرجه أحمد (2/8) (4534) قال: حدثنا الوليد. وفي (2/132) (6158) وابن ماجه (414) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (1/62) وفي الكبرى (88) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. ثلاثتهم - أبو المغيرة، والوليد، وعبد الله بن المبارك - عن الأوزاعي، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن ابن عمر، أنه توضأ ثلاثا ثلاثا، ورفع ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. قلت: المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي وهو كثير الإرسال والتدليس. الحديث: 5168 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 5169 - (س) أوس بن أبي أوس - رضي الله عنه -: قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- اسْتَوكَفَ ثلاثاً» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اسْتَوكَفَ يده ثلاثاً) أي: غسلها ثلاثاً، وهو استفعل، من وكَف البيت: إذا قطر كأنه أخذ ثلاث دُفَع من الماء، وقيل: أراد به: بالغ في غسل اليد حتى وكَفَ منها الماء، أي: قَطَر.   (1) 1 / 64 في الطهارة، باب كم تغسل اليدان، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 9 و 10، والدارمي 1 / 176، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/8) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/8، 9) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/9) قال: حدثنا بهز، وفي (4/9، 10) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/9) قال: حدثنا يزيد ابن هارون. وفي (4/10) قال: حدثنا عفان. وفي (4/10) قال: حدثنا علي بن حفص، وحسين بن محمد. والدارمي (698) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. وابن ماجه (1037) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر، والنسائي (1/64) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان ابن حبيب. عشرتهم - يحيى، ووكيع، وبهز، وابن جعفر، ويزيد، وعفان، وعلي بن حفص، وحسين، وهاشم، وسفيان - عن شعبة، عن النعمان بن سالم: * في رواية يحيى بن سعيد، ووكيع، وابن جعفر، ويزيد، قالوا: عن شعبة عن النعمان بن سالم، عن ابن أبي أوس، عن جده. * وفي رواية بهز، قال: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن رجل جده أوس بن أبي أوس. * وفي رواية عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا النعمان بن سالم، قال: سمعت فلانا أوس جده. * وفي رواية هاشم، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني النعمان بن سالم، قال: سمعت ابن عمرو بن أوس، عن جده. * وفي رواية علي بن حفص، وحسين بن محمد قالا: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، قال: سمعت عمرو بن أوس، يحدث عن جده. * وفي رواية سفيان بن حبيب، قال: عن شعبة، عن النعمان بن سالم، عن ابن أوس بن أبي أوس، عن جده. * رواية وكيع عند أحمد (4/8) هي التي جمعت بين استوكف، وصلى في نعليه. * رواية يحيى بن سعيد، وبهز، ووكيع، وابن جعفر، وعفان، مختصرة على الصلاة في النعلين. * رواية ابن جعفر، ويزيد بن هارون، وعلي بن حفص، وحسين، وهاشم، وسفيان بن حبيب، مختصرة على استوكف. قلت: صحح ابن حجر صحبة أوس بن حذيفة، ولم اهتد لابن أبي أوس، قال الحافظ يقال اسمه عبد الرحمن ويقال: هو ابن عمرو بن أوس! ! ! الحديث: 5169 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 5170 - () عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين مرتين، وقال: هو نور على نور» . أخرجه ... (1) .   (1) هكذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد سقط هذا الحديث من المطبوع، وذكره صاحب " المشكاة " وقال: رواه رزين. أقول: والحديث دون زيادة قوله: " نور على نور " في الصحيح، ولم أر هذه الزيادة بهذا اللفظ ويروى " الوضوء على الوضوء نور على نور " قال المنذري في " الترغيب والترهيب ": لا يحضرني له أصل من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولعله من كلام بعض السلف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، قال الحافظ زكي الدين المنذري: لا يحضرني له أصل من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ولعله من كلام بعض السلف. «الترغيب والترهيب» (1/134) ط/دار الحديث بتحقيقي. الحديث: 5170 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 174 5171 - () عثمان - رضي الله عنه - (1) «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثاً ثلاثاً، وقال: هذا وُضوئي وَوُضُوء الأنبياءَ قبلي، ووضوء إِبراهيم» . أخرجه ... (2) .   (1) كذا في الأصل: عثمان وفي المطبوع: عبد الله بن زيد، وهو خطأ، والصحيح ما أثبتناه. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه: وفي المطبوع: أخرجه النسائي، ولم نجده فيه وذكره صاحب " المشكاة " وقال: رواه رزين، وضعفه النووي في " شرح مسلم ". أقول: وفي الصحيحين أن عثمان بن عفان رضي الله عنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين العبدري، لم أهتد له. الحديث: 5171 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 174 الفرع الثاني: في سنن الوضوء قد تقدم في الفرع الأول من سنن الوضوء ما دخل في جملة الأحاديث المذكورة فيه، مما لم يمكن إفراده منها، لاشتمالها عليه، ونذكر في هذا الفرع ما انفرد من الأحاديث بالسنن، وهي تسع. الأولى: السواك 5172 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 175] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أَشُقَّ على أُمَّتي لأمَرْتُهُم بالسواك - وفي أخرى: لولا أن أشُق على أمتي، أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» . أخرجه البخاري. وعند مسلم: «لولا أن أشُق على المؤمنين - وفي رواية: على أمتي - لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» . وفي رواية الموطأ مثل الأولى، وقال في أخرى عن أبي هريرة أنه قال: «لولا أن يَشُقَّ على أمته لأمرهم بالسواك مع كل وضوء» . وفي رواية أبي داود: «لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بتَأخِير العشاء، وبالسِّواكِ عند كل صلاة» . وفي رواية الترمذي مثل رواية مسلم الآخرة، وفي رواية النسائي مثله (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَشُقَّ) الأمر الشَّاق: الشديد الصعب على مباشِرِه.   (1) رواه البخاري 2 / 311 و 312 في الجمعة، باب السواك يوم الجمعة، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو، ومسلم رقم (252) في الطهارة، باب السواك، والموطأ 1 / 66 في الطهارة، باب ما جاء في السواك، وأبو داود رقم (46) في الطهارة، باب السواك، والترمذي رقم (22) في الطهارة، باب ما جاء في السواك، والنسائي 1 / 12 في الطهارة، باب الرخصة في السواك بالعشي للصائم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: -إن كان قاله - «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء.» وقال أبو هريرة: لقد كنت أستن قبل أن أنام، وبعد ما أستيقظ، وقبل ما آكل، وبعد ما آكل، حين سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما قال. أخرجه أحمد (2/400) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار. قال: حدثنا ليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.» . وفي رواية: «لأمرتهم بالسواك مع الوضوء.» . أخرجه أحمد (2/250، 433) قال: حدثنا يحيى. قال: أخبرنا عبيد الله. وفي (2/287) قال: قال، يعني عبيدة: حدثنا عبيد الله. وفي (2/433) قال: حدثنا ابن نمير. قال: أخبرنا عبيد الله. وابن ماجه (287) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن أحمد (1/80) قال: حدثني عقبة بن مكرم الكوفي. قال: حدثنا يونس بن بكير. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12982) عن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد، عن عبد الرحمن السراج. وفي (9/12989) عن إسماعيل بن مسعود عن خالد بن الحارث (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك (ح) وعن مجاهد بن موسى، عن يحيى بن سعيد (ح) وعن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن عبد الوهاب الثقفي، عن هشام بن حسان (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد. خمستهم - خالد، وابن المبارك، ويحيى، وهشام، وحماد - عن عبيد الله بن عمر. ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن السراج - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14308) عن عمرو بن عثمان، عن بقية، عن عبيد الله بن عمر. وفي (10/14332) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن أبي معشر. كلاهما - عبيد الله، وأبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، نحوه زاد فيه: عن أبيه. وعن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء.» أخرجه أحمد (2/460) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (2/517) قال: حدثنا روح والنسائي في الكبرى الورقة (41-أ) قال: أخبرنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا بشر بن عمر. وابن خزيمة (140) قال: حدثنا علي بن معبد. قال: حدثنا روح بن عبادة. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وروح، وبشر بن عمر - عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (41-أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة. قال: أخبرنا ابن القاسم. كلاهما - قتيبة، وابن القاسم - عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه كان يقول لولا أن يشق على أمته فذكر نحوه موقوفا. عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.» أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد، كوفي ثقة. وفي (2/287) قال: حدثنا عبيدة. وفي (2/399) قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا زائدة. وفي (2/399) قال: حدثنا عبدة، وهو ابن سليمان. وفي (2/429) قال: حدثنا يحيى والترمذي (22) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبرى (11/15006) عن علي بن حجر، عن أسباط بن محمد. ستتهم - أبو عبيدة وعبيدة بن حميد، وزائدة، وعبدة، ويحيى، وأسباط - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. * في رواية أبي عبيدة زاد: «ولأخرت عشاء الآخرة إلى ثلث الليل» . الحديث: 5172 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 174 5173 - (د ت) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لولا أن أشُق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل [ص: 176] صلاة، قال أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن -: فرأيتُ زيداً يجلس في المسجد، وإنَّ السواك من أُذُنِه موضع القَلَم من أُذن الكاتب، فكلَّما قام إلى الصلاة اسْتاكَ» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخَّرتُ صلاة العشاء إلى ثلث الليل، قال: فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد، وسواكه على أُذُنِه موضع القلم من أُذن الكاتب، لا يقوم إلى الصلاة إلا اسْتَنَّ ثم ردَّه إلى موضعه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استَنَّ) اسْتَنَّ بالسِّوَاك: إذا تَسَوَّك به.   (1) رواه أبو داود رقم (47) في الطهارة، باب السواك، والترمذي رقم (23) في الطهارة، باب ما جاء في السواك، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/114) قال: حدثنا يعلى، ومحمد ابنا عبيد. وفي (4/116) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (5/193) قال: حدثنا علي بن ثابت. وأبو داود (47) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. والترمذي (23) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3766) عن عمرو بن هشام، عن محمد بن سلمة. سبعتهم - يعلى، ومحمد بن عبيد، وابن فضيل، وعلي، وعيسى، وعبدة، ومحمد بن سلمة- عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. 2- وأخرجه أحمد (4/116) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب يعني ابن شداد، عن يحيى. كلاهما - محمد، ويحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فذكره. الحديث: 5173 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 175 5174 - (خ م د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يَشُوصُ فَاهُ بالسواك» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. وفي أخرى لمسلم «أنه كان إذا قام ليَتَهَجَّدَ» . وفي رواية النسائي قال: «كنا نُؤمر بالسواك إذا قمنا من الليل: أن نَشُوصَ أفْوَاهنا بالسواك» (1) . [ص: 177] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَشُوص) شَاص فاه بالسِّواك يَشُوصه شَوْصاً: إذا اسْتاك به. (يتهجَّد) التَّهَجُد: القيام في الليل، من الهُجُود، وهو السَّهَر، وهو النوم أيضاً.   (1) رواه البخاري 2 / 212 في الجمعة، باب السواك يوم الجمعة، وفي الوضوء، باب السواك، وفي [ص: 177] التهجد، باب طول القيام في صلاة الليل، ومسلم رقم (254) في الطهارة، باب السواك، وأبو داود رقم (55) في الطهارة، باب السواك لمن قام من الليل، والنسائي 1 / 8 في الطهارة، باب السواك إذا قام من الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (441) وأحمد (5/382) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (5/407) قال أحمد: حدثنا عبيدة بن حميد. والبخاري (1/70) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (1/152) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. والنسائي (1/8) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وقتيبة بن سعيد، عن جرير، وابن خزيمة (136) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان يعني ابن عيينة. ثلاثتهم - سفيان، وعبيدة، وجرير - عن منصور. 2- وأخرجه أحمد (5/402) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (2/5) وأبو داود (55) قالا: البخاري، وأبو داود: حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجه (286) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (136) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، ومحمد - قالا: حدثنا سفيان، عن منصور، وحصين. 3- وأخرجه أحمد (5/402) ومسلم (1/152) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، والنسائي (3/212) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى. وفي الكبرى (1230) قال: أخبرنا عمرو بن علي. وابن خزيمة (136) قال: حدثنا أبو موسى. أربعتهم - أحمد، وابن المثنى، وابن بشار، وعمرو - عن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، وحصين، والأعمش. 4- وأخرجه أحمد (5/390) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (5/407) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثني شعبة. والدارمي (691) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/64) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. ومسلم (1/152) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (3/212) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (136، 1149) قال: حدثنا أبو حصين بن أحمد بن يونس، قال: حدثنا عبثر. يعني ابن القاسم (ح) وحدثنا علي بن المنذر، وهارون ابن إسحاق، قالا: حدثنا ابن فضيل. وفي (136) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. ستتهم - زائدة، وشعبة، وخالد، وهشيم، وعبثر، وابن فضيل - عن حصين. 5- وأخرجه أحمد (5/397) ومسلم (1/152) قال: حدثنا ابن نمير. وابن ماجه (286) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. كلاهما - أحمد، ومحمد بن عبد الله بن نمير- قالا: حدثنا أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، قالا: حدثنا الأعمش. ثلاثتهم - منصور، وحصين، والأعمش - عن أبي وائل، فذكره. وعن شقيق، عن حذيفة، قال: «كنا نؤمر بالسواك إذا قمنا من الليل» . أخرجه النسائي (3/212) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، عن إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، عن أبي حصين، عن شقيق، فذكره. * قال النسائي عقب السند السابق: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عبيد الله، قال: أنبأنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن شقيق، قال: كنا نؤمر إذا قمنا من الليل أن نشوص أفواهنا بالسواك. ليس فيه حذيفة، وبالمقارنة مع تحفة الأشراف (3336) وجدنا أن المزي جعله والذي سبقه عن حذيفة. والله أعلم. الحديث: 5174 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 176 5175 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُوضَع له وَضُوؤه وسواكه، فإذا قام من الليل تَخلَّى، ثم استاك» . وفي رواية «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان لا يَرْقُد من ليل ولا نهار فيَسْتَيقظ إلا تسوَّك قبل أن يتوضأ» . أخرجه أبو داود. وفي رواية مسلم عن شُريح بن هانئ قال: «سألتُ عائشةَ: بأي شيء كان يَبْدَأُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك» . وأخرج أبو داود والنسائي رواية مسلم (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (51) و (56) و (57) في الطهارة، باب في الرجل يستاك بسواك غيره، وباب السواك لمن قام من الليل، ومسلم رقم (253) في الطهارة، باب السواك، والنسائي 1 / 17 في الطهارة، باب السواك في كل حين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن سعد بن هشام عن أبي هريرة «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوضع له وضوءه وسواكه، فإذا قام من الليل تخلى ثم استاك.» أخرجه أبو داود (56، 1349) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. قال: أخبرنا بهز ابن حكيم، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، فذكره. وعن أم محمد، عن عاشة «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرقد من ليل ولا نهار، فيستيقظ، إلا تسوك قبل أن يتوضأ» . أخرجه أحمد (6/121) قال: حدثنا عفان. وفي (6/160) قال:حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (57) قال: حدثنا محمد بن كثير. ثلاثتهم - عفان، وعبد الصمد، وابن كثير - قالوا: حدثنا همام. قال: حدثني علي بن زيد. قال: حدثتني أم محمد، فذكرته. وعن شريح بن هانئ، عن عائشة «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك.» . أخرجه أحمد (6/41) قال: حدثنا عبدة. قال: حدثنا مسعر. وفي (6/901) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا إسرائيل. وفي (6/110) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وفي (6/182، 237) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا شريك. وفي (6/188) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/254) قال: حدثنا مصعب بن المقدام. قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (1/152) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان. وأبو داود (51) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن مسعر. وابن ماجه (290) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك. والنسائي (1/13) وفي الكبرى (7) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: حدثنا عيسى. وهو ابن يونس، عن مسعر. وابن خزيمة (134) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا وكيع. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا مسعر. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى. يعني ابن يونس، عن مسعر. أربعتهم - مسعر، وإسرائيل، وشريك، وسفيان - عن المقدام بن شريح، عن أبيه، فذكره. * روايتي إسرائيل وشريك: «عن شريح. قال: قلت لعائشة: يا أمه، بأي شيء كان يبدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل عليك بيتك، وبأي شيء كان يختم؟ قالت: كان يبدأ بالسواك، ويختم بركعتي الفجر.» عدا رواية أحمد (6/109) مختصرة على الركعتين ورواية ابن ماجه مختصرة على السواك. وعن كثير بن عبيد، عن عائشة. أنها قالت: «كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يستاك، فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله، وأدفعه إليه.» . أخرجه أبو داود (52) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا عنبسة بن سعيد الكوفي الحاسب. قال: حدثني كثير، فذكره. وعن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.» أخرجه الحميدي (162) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وأحمد (6/47) قال: حدثنا إسماعيل، عن محمد بن إسحاق. وفي (6/62) قال: حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (6/124) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عتيق. وفي (6/238) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والنسائي (1/10) ، وفي الكبرى (4) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة ومحمد بن عبد الأعلى، عن يزيد، وهو ابن زريع. قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عتيق. كلاهما- محمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن أبي عتيق - عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره. * في رواية يزيد بن زريع: عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه، وقال المزي في تحفة الأشراف (11/16261) عقب هذا الحديث: كذا قال: عبد الرحمن بن أبي عتيق، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق. وعن القاسم بن محمد، عن عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «السواك مطيبة للفم، مرضاة للرب، وفي الحبة السوادء شفاء من كل داء إلا السام. قالوا: يا رسول الله، وما السام؟ قال: الموت» . أخرجه أحمد (6/146) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي. والدارمي (690) قال: أخبرنا خالد بن مخلد هو القطواني. كلاهما - محمد بن إسماعيل، وخالد بن مخلد - عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن القاسم بن محمد، فذكره. * رواية الدارمي مختصرة على: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.» . وعن عبيد بن عمير، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.» أخرجه ابن خزيمة (135) قال:حدثنا الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي. قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، فذكره. وعن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أخرجه أبو داود (52) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا عنبسة بن سعيد الكوفي الحاسب. قال: حدثني كثير، فذكره. وعن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.» . أخرجه الحميدي (162) قال: حدثنا سفيان. قال:حدثنا محمد بن إسحاق. وأحمد (6/47) قال: حدثنا إسماعيل، عن محمد بن إسحاق. وفي (6/62) قال: حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (6/124) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عتيق وفي (6/238) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والنسائي (1/10) وفي الكبرى (4) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة ومحمد بن عبد الأعلى، عن يزيد، وهو ابن زريع. قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عتيق. كلاهما - محمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن أبي عتيق - عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره. * في رواية يزيد بن زريع: عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه، وقال المزي في تحفة الأشراف (11/16261) عقب هذا الحديث: كذا قال: عبد الرحمن بن أبي عتيق، وهو عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي عتيق. وعن القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «السواك مطيبة للفم، مرضاة للرب، وفي الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام. قالوا: يا رسول الله، وما السام؟ قال: الموت» . أخرجه أحمد (6/146) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي. والدارمي (690) قال: أخبرنا خالد بن مخلد هو القطواني. كلاهما - محمد بن إسماعيل، وخالد بن مخلد - عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن القاسم بن محمد، فذكره. * رواية الدارمي مختصرة على: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.» وعن عبيد بن عمير، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.» أخرجه ابن خزيمة (135) قال: حدثنا الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي. قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، فذكره. وعن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا.» . أخرجه أحمد (6/272) وابن خزيمة (137) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما- أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال:حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. قال: فذكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، عن عروة، فذكره. * قال ابن خزيمة: أنا استثنيت صحة هذا الخبر، لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم وإنما دلسه عنه. وعن عروة، عن عائشة. قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستن، وعنده رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فأوحي إليه في فضل السواك: أن كبر، أعط السواك أكبرهما.» . أخرجه أبو داود (50) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وعن مسروق، عن عائشة قالت: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن الالتفات في الصلاة. فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.» . أخرجه أحمد (6/106) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا زائدة. والبخاري (1/191) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (4/152) قال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص. وأبو داود (910) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (590) قال: حدثنا صالح بن عبد الله. قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي (3/8) وفي الكبرى (440، 1028) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا زائدة. وفي (3/8) وفي الكبرى (1029) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا أبو الأحوص. وابن خزيمة (484، 931) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري. قال: حدثنا يوسف بن عدي. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (484) قال: حدثنا محمد بن عثمان أيضا. قال:حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. أربعتهم - زائدة، وأبو الأحوص، وشيبان، وإسرائيل - عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، عن أبيه، عن مسروق، فذكره. الحديث: 5175 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 177 5176 - (س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «السواكُ مَطْهَرة للفَم، مَرْضاة للرب» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 10 في الطهارة، باب الترغيب في السواك، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والدارمي في " سننه "، وإسناده صحيح. الحديث: 5176 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 177 5177 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَسْتَنُّ بسواك بيده، ويقول: أُعْ أُعْ، والسواك في فيه، كأنه يَتَهَوَّع» أخرجه البخاري. وعند مسلم قال: «دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم- وطَرَف السواك على لسانه» . وعند أبي داود قال: «أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نستحمله، فرأيته يَستاكُ على لسانه» . قال أبو داود: قال سليمان: «دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو يستاك، وقد وضع السواك على طرف لسانه، وهو يقول: إهْ إهْ - يعني: يتهوَّع» قال مسدَّد: كان حديثاً طويلاً اختصرتُه. وعند النسائي قال: «دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَسْتَنُّ، وطرف السواك على لسانه، وهو يقول: عأْ، عأْ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتهوَّع) التَّهَوُّع: التَّقَيُّؤ، هَاعَ يَهوعُ هواعاً: إذا تقيَّأ، والمراد به هاهنا: إقلاع النخامة من أقصى الحلق وإخراجها ليَبْصُقها، ومن أراد ذلك فعَلَ فِعْل من يريد أن يتقيَّأ. [ص: 179] (نَسْتَحْمِلُه) الاستحمال: طلب شيء يركبه ويحمل عليه أثاثه وزاده، ونحو ذلك.   (1) رواه البخاري 1 / 306 في الوضوء، باب السواك، ومسلم رقم (255) في الطهارة، باب السواك، وأبو داود رقم (49) في الطهارة، باب كيف يستاك، والنسائي 1 / 9 في الطهارة، باب كيف يستاك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال الحافظ المزي: زاد يحيى بن حبيب وأحمد بن عبدة: وطرف السواك على لسانه. وحديث د- أبي داود مختصر-: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نستحمله، فرأيته يستاك. خ -البخاري- في الطهارة عن أبي النعمان، م - مسلم -، فيه، عن يحيى بن حبيب بن عربي، د - أبو داود - فيه عن مسدد، وأبي الربيع، س - النسائي- عن أحمد بن عبدة. خمستهم -عن حماد بن زيد عن غيلان بن جرير بن غيلان عن أبي بردة فذكره. الحديث: 5177 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 178 5178 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لقد أكثرتُ عليكم في السواك» . أخرجه البخاري. وعند النسائي مثله، وفي نسخة: «لقد أكثرتم عليَّ في السواك» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 312 في الجمعة، باب السواك يوم الجمعة، والنسائي 1 / 11 في الطهارة، باب الإكثار في السواك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال العماد بن كثير: قال أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبي وعفان، ثنا عبد الوارث، ثنا شعيب، يعني ابن الحبحاب عن أنس به. 2- حدثنا عفان، حدثنا عبد الوارث، ثنا شعيب به. رواه البخاري في الجمعة الصلاة عن أبي معمر هو عبد الله بن عمرو والنسائي في الطهارة عن حميد بن مسعدة وعمران بن موسى. ثلاثتهم - عن عبد الوارث - به. جامع المسانيد (22/380، 381) (1666، 1667) . الحديث: 5178 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 179 5179 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أراني في المنام أتَسوَّك بسواك، فجاءني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت الأصغر منهما، فقيل لي: كبِّرْ، فدفعتُه إلى الأكبر منهما» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 1 / 307 في الوضوء، باب دفع السواك إلى الأكبر، وقد وصله مسلم رقم (2271) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو عوانة في " صحيحه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال العماد ابن كثير: قال البخاري: وقال عفان، عنه، وقال: وقد اختصر أبو نعيم، عن ابن المبارك، عن أسامة، عن نافع، عن ابن عمر. قلت: علقه البخاري في الطهارة. ورواه مسلم عن نصر بن علي عن أبيه، عن صخر بن جويرية، عن نافع، فذكره وقال الحافظ في «الفتح» وصله أبو عوانة في صحيحه. الحديث: 5179 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 179 5180 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فأوحي إليه في فضل السواك: أن كبِّرْ، أعط السواك أكبرهما» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (50) في الطهارة، باب في الرجل يستاك بسواك غيره، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم (5175، 5176) . الحديث: 5180 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 179 5181 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يستاك [ص: 180] فيُعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاكُ، ثم أغْسِله وأدفعه إليه. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (52) في الطهارة، باب غسل السواك، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] راجع الهامش السابق. الحديث: 5181 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 179 الثانية: غسل اليدين 5182 - (م خ ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اسْتَيْقَظَ أحدُكم من نومه فلا يَغْمِسْ يدَه في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يَدري: أين بَاتَتْ يدُه؟» . وفي رواية قال: «إذا اسْتَيْقظَ أحدُكم فَلْيُفْرِغْ على يده ثلاث مرات قبل أن يدخل يدَه في إنائه، فإنه لا يدري فيما باتت يده؟» . وفي رواية: «حتى يغسلها - ولم يقل: ثلاثاً» . هذه روايات مسلم، وقد أدرج فيه روايات كثيرة على ما قبلها. وقد أخرج البخاري هذا المعنى بزيادة قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: إذا توضأ أحدُكم فليجعل في أنْفِه، ثم لَيَنْثُر، ومَنِ استجمر فليُوتِرْ، وإذا اسْتيقظ أحدُكم من نومه فليغسل يده قبل أن يُدخِلَها في وَضوئه، فإن أحدَكم لا يدري أين باتت يَده؟» . وهذه الزيادة التي ذكرها البخاري قد أخرجها مسلم أيضاً مفردة هو والبخاري، ويَرِدُ ذِكْرُها في الاستنثار. [ص: 181] وأخرج «الموطأ» رواية البخاري بزيادة، وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وله وللترمذي «حتى يُفْرِغَ عليها مرتين أو ثلاثاً» . ولأبي داود أيضاً «فإنه لا يدري أين باتت [يَدُهُ] ؟ أو أين كانت يَدُه تطوفُ؟» وأخرج النسائي الرواية الأولى، وهذا الحديث أول حديث في كتاب النسائي. وأخرج رواية الترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 229 - 231 في الوضوء، باب الاستجمار وتراً، ومسلم رقم (278) في الطهارة، باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثاً، والموطأ 1 / 21 في الطهارة، باب وضوء النائم إذا قام للصلاة، وأبو داود رقم (103) و (104) و (105) في الطهارة، باب في الرجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها، والترمذي رقم (24) في الطهارة، باب ما جاء إذا استيقظ أحدكم في منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها، والنسائي 1 / 6 و 7 في الطهارة، باب تأويل قوله عز وجل: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:» إذا استيقظ أحدكم من نومه، فليغسل يده «. أخرجه مالك في الموطأ (39) . والحميدي (952) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/465) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق قال: أخبرنا مالك. والبخاري (1/52) قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (1/161) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي. ثلاثتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في وضوئه» . أخرجه الحميدي (951) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، وأحمد (2/241) قال: حدثنا سفيان. عن الزهري. وفي (2/259) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري. وفي (2/348، 382) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عمرو، والدارمي (772) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة، عن الزهري. ومسلم (1/160) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري والنسائي (1/6) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، وفي (1/99) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود وحميد بن مسعدة، قالا: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي الكبرى (151) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن يزيد، وهو ابن زريع، قال: حدثني معمر، عن الزهري. وابن خزيمة (99) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالا: حدثنا سفيان، عن الزهري. كلاهما - الزهري، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره. وعن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:» إذا قام أحدكم من الليل «. أخرجه أحمد (2/253، 471) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (1/160) قال: حدثنا أبو كريب وأبو سعيد الأشجع، قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (103) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية. كلاهما - وكيع، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، فذكراه. * وأخرجه أحمد (2/253) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (104) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش. كلاهما - الأعمش، وزائدة - عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو رزين. وعن ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان أحدكم نائما ثم استيقظ» . أخرجه أحمد (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. ومسلم (1/161) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثنا الحلواني وابن رافع، قالا: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر - قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني زياد، أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره، فذكره. وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يضع يده.» . أخرجه أحمد (2/316) ومسلم (1/161) قال: حدثنا محمد بن رافع، كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إذا استيقظ أحدكم من منامه ... » . أخرجه أحمد (2/395) قال: حدثنا هوذة، قال: حدثنا عوف. وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. ومسلم (1/161) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن هشام. كلاهما - عوف الأعرابي، وهشام بن حسان، عن محمد، فذكره. وعن جابر بن عبد الله، عن أبي هريرة، أنه أخبره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظ أحدكم فليفرغ» . أخرجه أحمد (2/403) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة ومسلم (1/161) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل. كلاهما - ابن لهيعة، ومعقل بن عبيد الله - عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره. وعن موسى بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا استيقظ أحدكم فلا يضعن يده في الغسل، حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده.» أخرجه أحمد (2/500) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا محمد، يعني ابن إسحاق، عن موسى بن يسار، فذكره. وعن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:» إذا استيقظ أحدكم من نومه.. « أخرجه أحمد (2/455) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، ومسلم (1/160) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وحامد بن عمر البكراوي، قالا: حدثنا بشر بن المفضل. وابن خزيمة (100) قال: حدثنا محمد بن الوليد بخبر غريب، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (145) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا بشر بن المفضل. (ح) وحدثنا بشر بن معاذ، عن بشر بن المفضل. كلاهما - شعبة، وبشر - عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، فذكره. وعن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث. هكذا ذكره مسلم عقيب حديث عبد الله بن شقيق السابق وقال: بهذا الحديث ولم يسق له متنا. أخرجه مسلم (1/161) قال: حدثني أبو كريب، قال: حدثنا خالد، يعني ابن مخلد، عن محمد بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، فذكره. وعن أبي مريم، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده، أو أين كانت تطوف يده.» . أخرجه أبو داود (105) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي مريم، فذكره. وعن سعيد بن المسيب، قال: حدثني أبو هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قام أحدكم من الليل، فلا يدخل يده في الإناء حتى يفرغ عليها مرتين أو ثلاثا، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده.» أخرجه أحمد (2/265، 284) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. ومسلم (1/161) قال: حدثنيه محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (1/215) قال: أخبرنا عمران بن يزيد، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا الأوزاعي. كلاهما - معمر، والأوزاعي - عن محمد بن مسلم الزهري، قال: حدثني سعيد بن المسيب، فذكره. * أخرجه ابن ماجة (393) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والترمذي (24) قال: حدثنا أبو الوليد أحمد بن بكار الدمشقي يقال: هو من ولد بسر بن أرطاة صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم-. كلاهما - عبد الرحمن، وأحمد بن بكار - قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. الحديث: 5182 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 180 الثالثة: في الاستنثار والاستنشاق والمضمضة 5183 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فَلْيَسْتَنْثِرْ، ومن اسْتَجْمَر فلْيُوتِرْ» . وفي رواية عن أبي هريرة وأبي سعيد مثله، أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة - يَبْلُغُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استجمر أحدكم فليستجمر وِتْراً، وإذا توضأ أحدُكم فَلْيَجْعَل في أنفِه ماء ثم لَينْتَثرْ» . [ص: 182] وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأ أحدُكم فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرَيْهِ من الماء، ثم لْيَنْتَثرْ» . وفي رواية «الموطأ» مثل الأولى. وعند أبي داود قال: «إذا توضأ أحدُكم فَلْيَجْعَلْ في أنفه ماء، ثم لْيَنْثُرْ» . وأخرج النسائي رواية أبي داود، وقال: «في أنفه ماء، ثم ليستنثر» . وأخرج الرواية الأولى أيضاً (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاسْتِنْثَار) الامتخاط بعد إدخال الماء في الأنف.   (1) رواه البخاري 1 / 229 في الوضوء، باب الاستنثار في الوضوء، ومسلم رقم (237) في الطهارة، باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار، والموطأ 1 / 190 في الطهارة، باب العمل في الوضوء، وأبو داود رقم (140) في الطهارة، باب في الاستنثار، والنسائي 1 / 66 و 67 في الطهارة، باب اتخاذ الاستنشاق، وباب الأمر بالاستنثار، وقد أخرج البخاري رواية أبي داود في أول حديث وقال فيه: " ومن استجمر فليوتر، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم لا يدرى أين باتت يده ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر» . أخرجه مالك في الموطأ (38) وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا مالك. وفي (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مالك. في (2/308) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي (2/518) قال: حدثنا عثمان، قال: أخبرنا يونس. والدارمي (709) قال: أخبرنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والبخاري (1/52) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. ومسلم (1/146) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وابن ماجة (409) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب وداود بن عبد الله، قالا: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (1/66) وفي الكبرى (95) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وابن خزيمة (75) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد. (ح) وحدثنا يونس أيضا، قال: حدثنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. (ح) وحدثنا عتبة بن عبد الله، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا يونس. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس ومالك. أربعتهم - مالك بن أنس، ومعمر، ويونس، ومحمد بن إسحاق - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله، فذكره. * أخرجه مسلم (1/146) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا حسان بن إبراهيم. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما - حسان، وابن وهب - عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو إدريس الخولاني، أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان، فذكراه. وعن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر أحاديث منها. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء، ثم لينتثر» . أخرجه أحمد (2/316) ومسلم (1/146) قال: حدثني محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد - قالا: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا استجمر أحدكم فليوتر» . أخرجه أحمد (2/314) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء، ثم لينثر، ومن استجمر فليوتر.» . أخرجه مالك في الموطأ (38) والحميدي (957) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/254) قال: حدثنا ربعي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/278) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مالك. وفي (2/463) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والبخاري (1/52) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (1/146) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد ومحمد بن عبد الله بن نمير جميعا عن ابن عيينة. قال قتيبة: حدثنا سفيان. وأبو داود (140) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك. والنسائي (1/65) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا الحسين بن عيسى، عن معن، عن مالك. وفي الكبرى (98) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن إسحاق، وسفيان الثوري - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان إذا استنشق أدخل الماء منخريه. أخرجه أحمد (2/289) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله بن مبارك، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 5183 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 181 5184 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظ أحدُكم من منامه، فَليَستَنْثِرْ ثلاث مرات، فإن الشيطان يَبِيتُ على خياشيمه» . أخرجه البخاري ومسلم. هذا الحديث أخرجه الحميديُّ وحدَه، وأخرج الذي قبلَه وحدَهُ، [ص: 183] فجعلهما حديثين، وهما حديث واحد، ولعله إنما فرَّق بينهما حيث لم يجيء في هذا الثاني ذِكْر الوضوء، وجاء في الأول على أن الوضوء قد جاء في رواية النسائي، قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظَ أحدُكم من منامه فليتوضأ، وليستنثر، فإن الشيطانَ يَبيت على خَيْشُومه» وحيث أفرده الحميديُّ اقتدينا به وأشرنا إليه (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 243 في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (238) في الطهارة، باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار، والنسائي 1 / 67 في الطهارة، باب الأمر بالاستنثار عند الاستيقاظ من النوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/352) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (4/153) قال: حدثني إبراهيم بن حمزة، قال: حدثني ابن أبي حازم ومسلم (1/146) قال: حدثني بشر بن الحكم العبدي، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. والنسائي (1/67) وفي الكبري (96) قال: أخبرنا محمد بن زنبور المكي، قال: حدثنا ابن أبي حازم. وابن خزيمة (149) قال: حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث المصري وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قالا: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى عمرو بن عثمان، عن بقية، عن عبيد الله بن عمر. وفي (10/14332) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن أبي معشر. كلاهما - عبيد الله، وأبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، نحوه. زاد فيه: عن أبيه. الحديث: 5184 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 182 5185 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اسْتَنْثِروا مرتين بالِغَتَيْنِ، أو ثلاثاً» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (140) في الطهارة، باب في الاستنثار، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (408) في الطهارة، باب المبالغة في الاستنشاق والاستنثار، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/228) (2011) قال:حدثنا يحيى. وفي (1/315) (2889) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/352) (3296) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود. قال: ثنا إبراهيم بن موسى. ثنا وكيع، ثنا ابن أبي ذئب عن قارظ، عن أبي غطفان، فذكره. الحديث: 5185 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 183 5186 - (ت س) سلمة بن قيس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إذا توضأتَ فَانْتَثِرْ، وإذا اسْتَجْمَرْتَ فأوْتِرْ» . أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (27) في الطهارة، باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق، والنسائي 1 / 67 في الطهارة، باب الأمر بالاستنثار، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً ابن ماجة وأحمد في " المسند " وغيرهما، وقال الترمذي: حديث سلمة بن قيس حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن عثمان ولقيط بن صبرة وابن عباس والمقدام بن معدي كرب ووائل بن حجر وأبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: قال العماد ابن كثير: قال أحمد (4/313) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وثنا جرير بن عبد الحميد. كلاهما - عن سفيان - في رواية ابن مهدي، عن منصور عن هلال بن يساف،وفي الأخرى: عن هلال بإسقاط منصور، هلال عن سلمة، به. قال: ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من غير وجه عن منصور به. جامع المسانيد (5/478، 479) . الحديث: 5186 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 183 5187 - (ت) عبد الله بن زيد [بن عاصم بن عمرو بن عوف المازني] (1) - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مَضمَضَ واسْتَنْشَق من كَفّ واحد، فَعَلَ ذلك ثلاثاً» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) وهو غير عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة الخزرجي، صاحب الأذان. (2) رقم (28) في الطهارة، باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً البخاري ومسلم وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/39، 4/40) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (4/41) قال: حدثنا الحسن بن موسى. وفي (4/41) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب، قال: حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك والدارمي (715) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. أربعتهم - موسى، والحسن، وابن المبارك، ويحيى بن حسان- عن ابن لهيعة. 2- وأخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا سريج بن النعمان. ومسلم (1/146) قال: حدثنا هارون بن معروف (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأبو الطاهر. وأبو داود (120) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. والترمذي (35) قال: حدثنا علي بن خشرم. وابن خزيمة (154) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. ستتهم - سريج، وهارون بن معروف، وهارون بن سعيد، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو، وعلي بن خشرم، وأحمد بن عبد الرحمن - عن عبد الله بن وهب المصري، عن عمرو بن الحارث. كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث - عن حبان بن واسع، عن أبيه، فذكره. * وقع في المطبوع من سنن الدارمي: عن عبد الله بن زيد المازني، عن عمه عاصم المازني وصوابه كما في مسند أحمد (4/41) عن عبد الله بن زيد بن عاصم، عمه، المازني يعني عم واسع. الحديث: 5187 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 184 5188 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «دعا بوَضُوء، فَمضمض، واستنشق، ونَثَر بيده اليُسرى، ثم قال: هذا طُهُورُ نبي الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 67 في الطهارة، باب بأي اليدين يستنثر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 5188 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 184 5189 - (د) طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: «دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يتوضأ والماءُ يَسِيلُ من وجهه ولِحيَتِهِ على صَدْرِه، فرأيته يَفْصِلُ بين المضمضة والاستنشاق» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (139) في الطهارة، باب في الفرق بين المضمضة والاستنشاق، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: تقدم تخريجه. الحديث: 5189 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 184 الرابعة: تخليل اللحية والأصابع 5190 - (ت) حسان بن بلال المزني قال: «رأيت عمَّارَ بنَ ياسر توضأ، فَخلَّلَ لِحيَتَهُ، فقيل له - أو قال: فقلت له -: أتُخلِّلُ لحيتَك؟ قال: [ص: 185] وما يمنعُني؟ ولقد رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يُخلِّلُ [لحيتَهُ] » أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (29) و (30) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل اللحية، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (146) قال: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم أبي أمية. وفي (147) قال: حدثنا سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. وابن ماجة (429) قال: حدثنا محمد ابن أبي عمر العدني، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم أبي أمية. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. والترمذي (29) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية. وفي (30) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. كلاهما - عبد الكريم وقتادة - عن حسان بن بلال، به. الحديث: 5190 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 184 5191 - (ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يخلِّل لحيته» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (31) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل اللحية، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وهذا الحديث قد سقط من المطبوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/57) (403) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (710، 714) قال: أخبرنا مالك ابن إسماعيل. وأبو داود (110) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (430) قال: حدثنا محمد بن أبي خالد القزويني. قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (31) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (151) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا خلف بن الوليد. وفي (152) قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي. وفي (167) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا أبو عامر. سبعتهم - وكيع، ومالك، ويحيى، وعبد الرزاق، وخلف، وعبد الرحمن، وأبو عامر - عن إسرائيل، عن عامر، وهو ابن شقيق بن جمرة الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكره. * رواية وكيع: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثا ثلاثا» . * رواية عبد الرزاق مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فخلل لحيته» . الحديث: 5191 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 5192 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا توضأ أخذ كَفا من ماء، فأدخَلهُ تَحتَ حَنَكِهِ، فَخَلَّلَ به لحيتَه، وقال: هكذا أمرني ربي عز وجل» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (145) في الطهارة، باب تخليل اللحية، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (145) قال: ثنا أبو توبة، يعني الربيع بن نافع، حدثنا أبو المليح، عن الوليد بن زوران، عن أنس، به. قال أبو داود: ابن زروان روى عنه حجاج بن حجاج، وأبو المليح الرقي. الحديث: 5192 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 5193 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأت فَخلِّل أصابع يَديكَ ورجليك» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (39) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل الأصابع، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن صالح مولى التوأمة، قال: سمعت ابن عباس يقول: «سأل رجل النبي، -صلى الله عليه وسلم-، عن شيء من أمر الصلاة. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خلل أصابع يديك ورجليك، يعني إسباغ الوضوء، وكان فيما قال له: إذا ركعت، فضع كفيك على ركبتيك حتى تطمئن، وإذا سجدت، فأمكن جبهتك من الأرض، حتى تجد حجم الأرض» . أخرجه أحمد (1/287) (2604) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. وابن ماجة (447) والترمذي (39) قالا: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر. كلاهما - سليمان، وسعد - عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن صالح مولى التوأمة، فذكره. * رواية سعد بن عبد الحميد مختصرة على أوله. الحديث: 5193 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 5194 - (ت د) المستورد بن شداد - رضي الله عنه - قال: «رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ يَدْلُكُ أصابِعَ رجليه بِخِنْصَرِه» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (40) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل الأصابع، وأبو داود رقم (148) في الطهارة، باب غسل الرجلين، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 229 بثلاثة أسانيد، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، وقال الحافظ في " التلخيص " تابعه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث، أخرجه البيهقي، وأبو بشر الدولابي، والدارقطني في " غرائب مالك "، من طريق ابن وهب عن الثلاثة، وصححه ابن القطان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/229) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (4/229) قال: حدثنا حسن بن موسى، وابن داود. (ح) ويحيى بن إسحاق. وأبو داود (148) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (446) قال: حدثنا محمد بن المصفى الحمصي، قال: حدثنا محمد بن حمير. والترمذي (40) قال: حدثنا قتيبة. خمستهم - موسى بن داود، وحسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وقتيبة، ومحمد بن حمير - عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة. * قال أبو الحسن بن سلمة راوي السنن عن ابن ماجة - حدثنا خلاد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ابن لهيعة، فذكر نحوه. قلت: قال الحافظ في «التلخيص» : تابعه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث، أخرجه البيهقي، وأبو بشر الدولابي والدارقطني في غرائب مالك، من طريق ابن وهب عن الثلاثة، وصححه ابن القطان. اهـ، وعندي العبارة بسلامة طرق هؤلاء لمتابعي ابن لهيعة. الحديث: 5194 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 5195 - (ت س د) لقيط بن صبرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا توضأتَ فَخَلِّلِ الأصابع» . [ص: 186] أخرجه الترمذي، وزاد النسائي «وأسْبِغ الوضوء» . وفي رواية لهما قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: «أسبغ الوضوء، وخلِّلْ بين الأصابع، وبَالِغْ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» . وأخرج أبو داود هذه الرواية الآخرة في آخر حديث طويل، وهو مذكور في كتاب اللواحق من آخر الكتاب. ولأبي داود أيضاً طرف منه، قال: «بالغْ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (142) و (143) و (144) في الطهارة، باب في الاستنثار، والترمذي رقم (38) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل الأصابع، والنسائي 1 / 66 في الطهارة، باب المبالغة في الاستنشاق، وباب الأمر بتخليل الأصابع، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 33، والحاكم 1 / 147 و 148 مطولاً بأسانيد متعددة وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه لقيط بن صبرة، قال: «كنت وافد بني المنتفق، أو في وفد بني المنتفق، إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فلما قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم نصادفه في منزله، وصادفنا عائشة أم المؤمنين، قال: فأمرت لنا بخزيرة، فصنعت لنا، قال: وأتينا بقناع -والقناع: الطبق فيه تمر- ثم جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: هل أصبتم شيئا. أو أمر لكم بشيء؟ قال: قلنا: نعم يا رسول الله، قال: فبينا نحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلوس إذ دفع الراعي غنمه إلى المراح، ومعه سخلة تعير. فقال: ما ولدت يا فلان؟ قال: بهمة. قال: فاذبح لنا مكانها شاة، ثم قال: لا تحسبن، ولم يقل: لا يحسبن، أنا من أجلك ذبحناها، لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد، فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة، قال: قلت: يا رسول الله، إن لي امرأة وإن في لسانها شيئا، يعني البذاء. قال: فطلقها إذا، قال: قلت: يا رسول الله، إن لها صحبة ولي منها ولد، قال: فمرها. يقول: عظها، فإن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك كضربك أمتك، فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما.» . 1- أخرجه أحمد (4/32، 33) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/33) قال: حدثنا عبد الرحمن. والترمذي (38) قال: حدثنا قتيبة وهناد، قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (1/66) وفي الكبرى (99) قال: أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا وكيع. وفي (1/79) وفي الكبرى (116) قال: أنبأنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11172) عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (4/211) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (711) قال: أخبرنا أبو عاصم. وأبو داود (143) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (144) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11172) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وأبو عاصم، وخالد - عن عبد الملك بن جريج. 3- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (166) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن. 4- وأخرجه أبو داود (142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد في آخرين. وفي (2366، 3973) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (704، 448) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (788) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم البغدادي الوراق وأبو عمار الحسين بن حريث. والنسائي (1/66) وفي الكبري (116) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وفي (1/79) وفي الكبري (116) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (150) قال: حدثنا الزعفراني وزياد بن يحيى الحساني وإسحاق بن حاتم المدائني ورزق الله بن موسى والجماعة. وفي (168) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وأبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وإسحاق بن حاتم بن المدائني وجماعة غيرهم. تسعتهم - قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الوهاب، وأبو عمار الحسين بن حريث، وإسحاق بن إبراهيم، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبو الخطاب زيد بن يحيى الحساني، وإسحاق بن حاتم المدائني وجماعة ابن سليم الطائفي. أربعتهم - سفيان، وعبد الملك بن جريج، وداود، ويحيى - عن إسماعيل بن كثير أبي هاشم، عن عاصم ابن لقيط بن صبرة، فذكره. * أخرجه أحمد (4/33) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: حدثنا إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه أو جده وافد بني المنتفق، قال: انطلقت أنا وصاحب لي حتى انتهينا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 5195 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 الخامسة: في مسح الأذن 5196 - (د) الربيع بنت معوذ - رضي الله عنهما - قالت: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ، فأدخل إصْبَعيْه في جُحْرَي أُذُنيه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (131) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/359) وأبو داود (131) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد. وابن ماجة (441) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو بكر، وعلي بن محمد - قالوا: حدثنا وكيع، عن الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره. قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل حديثه حسن، والله أعلم. الحديث: 5196 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 186 5197 - (ط) نافع - مولى ابن عمر، رضي الله عنهم - قال: «كان ابن عمر يأخذ الماء بإصبعيه لأُذنيه» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 34 في الطهارة، باب ما جاء في المسح بالرأس والأذنين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (66) عن نافع، به. الحديث: 5197 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 186 السادسة: إسباغ الوضوء 5198 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: من رواية نُعيم بن عبد الله المُجمِر عنه: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أُمَّتي يُدْعَونَ يومَ القيامة غُرَّاً مُحَجَّلِين من آثار الوضوء» فمن استطاع منكم أن يُطيلَ غُرَّتَه فليفعل (1) . وفي رواية قال: «رأيت أبا هريرة يتوضأ: فغسل وجهه، فأسْبَغَ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشْرَعَ في العَضُد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشْرَع في السَّاق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال لي: هكذا رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ» وقال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أنتم الغُرُّ المُحَجَّلُونَ يوم القيامة: من إسْبَاغ الوضوء» فمن استطاع منكم فليُطل غُرَّتَه وتَحْجيلَه. وفي أخرى «أنه رأى أبا هريرة يتوضأ، فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المَنْكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أُمَّتي يأتون يوم القيامة غرَّاً مُحجَّلين، من أثر الوضوء» فمن استطاع منكم أن يُطِيلَ غُرَّتَه فليفعل. أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم من رواية أبي حازم قال: «كنت خَلْفَ أبي هريرة، وهو يتوضأ للصلاة، فكان يَمُدُّ يَدَهُ حتى تَبلُغَ إبْطَهُ، فقلت له: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فَرُّوخَ، أنتم هاهنا؟ لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت [ص: 188] هذا الوضوء، سمعت خليلي - صلى الله عليه وسلم- يقول: تَبْلُغُ الحِلْيَةُ من المؤمن حيث يبلغُ الوضوءُ» . وله روايات تتضمن ذِكْر الحوض، وسترد في ذكر الحوض في كتاب القيامة من حرف القاف. وفي رواية النسائي مثل رواية مسلم، ولم يذكر قوله: «يا بَني فرُّوخ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غُرّاً مُحَجَّلِين) الغُرَّة والتَّحْجِيل: بياض في وجه الفرس وقوائمه، وذلك مما يحسنه ويزينه، فاستعاره للإنسان وجعل أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين، كالبياض الذي هو للفرس، ولذلك قال بإسباغ الوضوء، فإنه يزيد التَّحْجِيل ويطيله.   (1) وجملة " فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " مدرجة من كلام أبي هريرة كما حققه الحافظ في " الفتح ". (2) رواه البخاري 1 / 207 و 208 في الوضوء، باب فضل الوضوء والغر المحجلين من آثار الوضوء، ومسلم (246) في الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، و (250) باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء، والنسائي 1 / 94 و 95 في الطهارة، باب حلية الوضوء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/334، 523) قال: حدثنا أبو عامر، عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا فليح ابن سليمان. وفي (2/400) قال: حدثنا أبو العلاء. قال: حدثنا ليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. والبخاري (1/46) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال. ومسلم (1/149) قال: حدثني أبو كريب محمد بن العلاء والقاسم بن زكريا بن دينار وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال. قال: حدثني عمارة بن غزية الأنصاري (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال. ثلاثتهم - فليح، وسعيد، وعمارة عن نعيم بن عبد الله المجمر، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. وألفاظها متقاربة. وعن أبي حازم، قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه. أخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا خلف يعني ابن خليفة ومسلم (1/ 151) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف، يعني ابن خليفة. والنسائي (1/93) وفي الكبرى (141) قال: أخبرنا قتيبة، عن خلف، وهو ابن خليفة. وابن خزيمة (7) قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي الكوفي، قال: حدثنا ابن إدريس. كلاهما- خلف وعبد الله بن إدريس - عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، فذكره. وعن كعب المدني، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنكم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الطهور، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل.» . أخرجه أحمد (2/362) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. عن ليث. وهو ابن أبي سليم. عن كعب فذكره. الحديث: 5198 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 187 5199 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أسْبِغوا الوضوء» . أخرجه النسائي، وهو طرف من حديث قد تقدَّم في الفرع الأول (1) .   (1) 1 / 89 في الطهارة، باب الأمر بإسباغ الوضوء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/164) (6528) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/193) (6809) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرحمن،عن سفيان،وفي (2/201) (6883) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (712) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا جعفر، هو ابن الحارث. ومسلم (1/147، 148) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (97) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وابن ماجة (450) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (1/77) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وأنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/89) وفي الكبرى (136) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (161) قال:حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجعفر بن الحارث، وجرير بن عبد الحميد - عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، فذكره. قلت: قول المصنف -رحمه الله - تقدم في الفرع الأول،يعني به حديث الأعقاب وقد تقدم تخريجه. الحديث: 5199 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 188 5200 - (ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «والله [ص: 189] ما خَصَّنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشيء دُونَ الناس، إلا ثلاثة أشياءَ، فإنه أمرنا: أن نُسبِغ الوضوء، ولا نأكلَ الصدقة، ولا نُنْزِيَ الْحُمُر على الخيل» . أخرجه النسائي، وللترمذي نحوه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُنْزِي) نَزَا الذكر على الأنثى: إذا ركبها، وأنْزَيْتُه أنا، يقال ذلك في الحافر والظِّلْف والسِّباع.   (1) رواه النسائي 1 / 89 في الطهارة، باب الأمر بإسباغ الوضوء، والترمذي رقم (1701) في الجهاد، باب ما جاء في كراهية أن ننزي الحمر على الخيل، ورواه أيضاً أبو داود رقم (808) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/225) (1977) والترمذي (1701) قال: حدثنا أبو كريب. وابن خزيمة (175) قال: حدثنا يعقوب الدورقي. ثلاثتهم - أحمد، وأبو كريب، ويعقوب - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية. 2- وأخرجه أحمد (1/232) (2060) (1/234) (2092) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. 3- وأخرجه أحمد (1/249) (2238) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. 4- وأخرجه أبو داود (808) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث. 5- وأخرجه ابن ماجة (426) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي (1/89) وفي الكبرى (137) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. وفي (6/224) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة. وابن خزيمة (175) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. ثلاثتهم - أحمد، ويحيى، وحميد - قالوا: حدثنا حماد بن زيد. خمستهم - إسماعيل، وسفيان، ووهيب، وعبد الوارث، وحماد - عن موسى بن سالم أبي جهضم، قال: حدثني عبد الله ولفظه: عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، قال: كنت عند ابن عباس، فسأله رجل: أكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: لا. قال: فلعله كان يقرأ في نفسه؟ قال: خمشا. هذه شر من الأولى. إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد، أمره الله تعالى بأمره، فبلغه. والله ما اختصنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء دون الناس، إلا بثلاثة: أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، ولا ننزي الحمر على الخيل. الحديث: 5200 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 188 السابعة: في مقدار الماء 5201 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصَّاع إلى خمسة أمْداد، ويتوضأ بالمدِّ» . وفي رواية «كان يغتسل بخمس مكاكيكَ، ويتوضأُ بمكُّوك» . وفي رواية: «بخمس مكاكيَّ» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُجزئ في الوضوء رَطلان من ماء» . وفي أخرى له: «أنه كان يتوضأ بالمكُّوك، ويغتسل بخمس مكاكيكَ» . [ص: 190] وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية الترمذي الثانية. وعند أبي داود قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بإناء يسع رَطلين، ويغتسل بالصاع» . وفي رواية قال: «يتوضأ بمكُّوك» ولم يذكر «رَطلين» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 263 في الوضوء، باب الوضوء بالمد، ومسلم رقم (325) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، وأبو داود رقم (95) في الطهارة، باب ما يجزئ من الماء في الوضوء، والترمذي رقم (609) في الصلاة، باب قدر ما يجزئ من الماء في الوضوء، والنسائي 1 / 57 و 58 في الطهارة، باب القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للوضوء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، قال: سمعت أنسا يقول: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالمد.» وفي رواية شعبة عن ابن جبر: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بخمس مكاكيك، مكاكي ويتوضأ بمكوك.» . 1- أخرجه أحمد (3/112، 116) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/112، 282) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/259) قال: حدثنا عفان. وفي (3/290) قال: حدثنا بهز. والدارمي (695) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. ومسلم (1/177) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وفي (1/77) قال: وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (1/57) 179) وفي الكبري (74) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (1/127) وفي الكبرى حديث رقم (75) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (116) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثمانيتهم - عن شعبة -. 2- وأخرجه البخاري (1/62) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (1/177) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - أبو نعيم، ووكيع - عن مسعر. كلاهما - شعبة، ومسعر - عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، فذكره. عن عبد الله بن جبر، عن أنس، قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بإناء يسع رطلين ويغتسل بالصاع.» . أخرجه أحمد (3/179) قال: حدثنا أسود بن عامر شاذان، وأبو داود (95) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. كلاهما - شاذان، ومحمد- قالا: حدثنا شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن جبر، فذكره. وعن ابن جبر بن عتيك، عن أنس بن مالك، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يجزئ في الوضوء رطلان من ماء.» . أخرجه أحمد (3/179) ، والترمذي (609) قال: حدثنا هناد. كلاهما - أحمد، وهناد - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن ابن جبر، فذكره. وعن جبر بن عبد الله، عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يكفي أحدكم مد في الوضوء» . أخرجه أحمد (3/264) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، عن سفيان، عن عبد الله بن عسى، قال: حدثني جبر بن عبد الله فذكره. كذا سماه سفيان. الحديث: 5201 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 189 5202 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بالصَّاع، ويتوضأ بالمُدِّ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (92) في الطهارة، باب ما يجزئ من الماء في الوضوء، يجزئ في الغسل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/121) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (6/121) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان. وفي (6/234) قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا سعيد. وفي (6/234، 238) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا همام. وفي (6/234) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد. وفي (6/249) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا أبان. وأبو داود (92) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: حدثنا همام. وابن ماجة (268) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن همام. والنسائي (1/179) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق الكوفي. قال: حدثنا عبدة يعني ابن سليمان، عن سعيد. ثلاثتهم - همام، وأبان، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة، عن صفية، فذكرته. * أخرجه أحمد (6/218) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا قتادة، عن معاذ، عن صفية، عن عائشة، مثله. زاد فيه معاذة. * وأخرجه أحمد (6/234) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن صفية بنت شيبة أو معاذة، عن عائشة، بمثله. وعن عطاء. قال: قالت عائشة: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع» . أخرجه أحمد (6/133) قال: حدثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة. قال: حدثنا ابن أبي ليلى، عن عطاء، فذكره. وعن أم الحسن، عن عائشة. قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع» . أخرجه أحمد (6/280) والنسائي (1/180) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر - قالا: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان، عن قتادة، عن الحسن، عن أمه، فذكرته. الحديث: 5202 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 190 5203 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصَّاع ويتطهر بالمدِّ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (93) في الطهارة، باب ما يجزئ من الماء في الوضوء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر. 1- أخرجه أحمد (3/303) قال: حدثنا هشيم. وفي (3/370) قال: حدثنا علي بن عاصم وعبد بن حميد (1114) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وأبو داود (93) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا هشيم. ثلاثتهم - هشيم، وعلي، ومحمد - عن يزيد بن أبي زياد. 2- وأخرجه ابن خزيمة (117) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني من كتابه، قال: حدثنا ابن فضيل، عن حصين، ويزيد بن أبي زياد. كلاهما - حصين ويزيد - عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. وعن أبي الزبير، عن جابر، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع.» . أخرجه عبد بن حميد (1070) قال: حدثني صالح بن عبد الله. وابن ماجة (269) قال: حدثنا هشام بن عمار. الحديث: 5203 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 190 5204 - (م ت) سفينة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصاع، ويتوضأُ المدِّ» . وفي رواية: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُغَسِّلَه الصَّاعُ من الماءِ من الجنابة، ويُوضِّؤُه المدُّ» أخرجه مسلم. [ص: 191] وللترمذي قال: «إنه كان يتوضأ بالمدِّ، ويغتسل بالصاع» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (326) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، والترمذي رقم (56) في الطهارة، باب في الوضوء بالمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/222) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفيه (5/222) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم والدارمي (694) قال: أخبرنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن علية، ومسلم (1/177) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، وعمرو بن علي. كلاهما - عن بشر بن المفضل - (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن علية. (ح) وحدثني علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (267) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والترمذي (56) قال: حدثنا أحمد بن منيع، وعلي بن حجر، قالا: حدثنا إسماعيل بن علية. ثلاثتهم - علي بن عاصم، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وبشر بن المفضل - قالوا: حدثنا أبو ريحانة، فذكره. * قال أحمد، في رواية علي بن عاصم، عن أبي ريحانة: وسماه علي: عبد الله بن مطر. المسند (5/222) . الحديث: 5204 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 190 5205 - (د س) أم عمارة - رضي الله عنها -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ، فأُتِيَ بإناء فيه ماء قدرَ ثلثي المدِّ» أخرجه أبو داود. وزاد النسائي: قال شعبة: «فأحفظ: أنه غسل ذِرَاعَيْه، وجعل يَدْلُكُهما، ومسح أُذنيه باطنَهما، ولا أحفظ أنه مسح ظاهرَهما» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (94) في الطهارة، باب ما يجزئ من الماء في الوضوء، والنسائي 1 / 58 في الطهارة، باب القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للوضوء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (94) والنسائي (1/58) وفي السنن الكبرى (76) قال أبو داود: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد. ثم ذكر كلمة معناها: حدثنا شعبة، عن حبيب. قال: سمعت عباد بن تميم يحدث عن جدتي وهي أم عمارة بنت كعب، فذكره. الحديث: 5205 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 191 5206 - (د) عبد الله بن زيد [بن عاصم]- رضي الله عنه - قال: «جاءنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخْرجنا له ماء في تَوْر من صفْر، فتوضأ» . أخرجه أبوداود (1) .   (1) رقم (100) في الطهارة، باب الوضوء في آنية الصفر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 5206 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 191 5207 - (ت) أُبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن للوضوء شيطاناً يقال له: الْوَلَهَانُ، فاتقوا وَسْوَاسَ الماء» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (57) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية الإسراف في الوضوء بالماء، وإسناده ضعيف، فيه خارجة بن مصعب، وهو متروك وكان يدلس عن الكذابين، وقال الترمذي: حديث أبي بن كعب حديث غريب وليس إسناده بصحيح عند أهل الحديث لأنا لا نعلم أحداً أسنده غير خارجة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن قوله، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف جدا. أخرجه أحمد (5/136) قال: ثنا محمد بن المثنى، وابن ماجة (421) ، والترمذي (57) وابن خزيمة (122) قالوا: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما- ابن المثنى، وابن بشار - قالا: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا خارجة بن مصعب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عتي، فذكره. قال أبو عيسى الترمذي: حديث غريب وليس إسناده بصحيح عند أهل الحديث، لأنا لا نعلم أحدا، أسنده غير خارجة وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن قوله، ولا يصح في هذا الباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء. الحديث: 5207 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 191 الثامنة: المنديل 5208 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- خِرْقَة يُنشِّفُ بها بعد الوضوء» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (53) في الطهارة، باب ما جاء في التمندل بعد الوضوء من حديث أبي معاذ عن الزهري عن عروة عن عائشة، قال الترمذي: حديث عائشة ليس بالقائم ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء، وأبو معاذ: يقولون: هو سليمان بن أرقم، وهو ضعيف وقال: وفي الباب عن معاذ بن جبل، أقول: ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 154 من حديث أبي معاذ عن الزهري عن عروة عن عائشة، وقال: أبو معاذ هذا، هو الفضل بن ميسرة بصري روى عنه يحيى بن سعيد وأثنى عليه، وقال الحاكم: وهو حديث قد روي عن أنس ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وقال الحافظ في " التلخيص "، وفي الباب عن سلمان أخرجه ابن ماجة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (53) قال: حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن زيد بن حباب، عن أبي معاذ، عن الزهري، عن عروة، فذكره. * قال الترمذي: حديث عائشة ليس بالقائم، ولا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب شيء. وأبو معاذ يقولون: هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف عند أهل الحديث. الحديث: 5208 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 192 5209 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ مسح وجهه بطرَف ثوبه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (54) في الطهارة، باب ما جاء في التمندل بعد الوضوء، وفي سنده رشدين بن سعد وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهما ضعيفان، وقال الترمذي: وقد رخص قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم في التمندل بعد الوضوء، ومن كرهه إنما كرهه من قبل أنه قيل: إن الوضوء يوزن، وروي ذلك عن سعيد بن المسيب والزهري وساق حديثاً من قول الزهري قال: إنما كره المنديل بعد الوضوء لأن الوضوء يوزن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (54) قال: حدثنا قتيبة، قال:حدثنا رشدين بن سعد، عن عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم، عن عتبة بن حميد، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب، وإسناده ضعيف، ورشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي يضعفان في الحديث. الحديث: 5209 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 192 التاسعة: الدعاء والتسمية 5210 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (101) في الطهارة، باب التسمية على الوضوء، من حديث يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة، وفي سنده انقطاع، قال الحافظ في " التهذيب ": قال البخاري: لا يعرف ليعقوب سماع من أبيه ولا لأبيه من أبي هريرة. أقول: ولكن للحديث شواهد يتقوى بها، وقال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب ": ولاشك أن الأحاديث التي وردت فيها وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يثبت في هذا الباب حديث. تقدم تخريجه. الحديث: 5210 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 192 5211 - (ت) رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حُوَيطب: عن جدته عن أبيها قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا وضوءَ لمن لم يذكر اسم الله عليه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (25) في الطهارة، باب ما جاء في التسمية عند الوضوء، وإسناده ضعيف، وفي الباب أحاديث لا تخلو عن مقال، قال الترمذي: قال محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) : أحسن شيء في هذا الباب: حديث رباح بن عبد الرحمن، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب ": ولاشك أن الأحاديث التي وردت فيها وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال، فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يثبت في هذا الباب حديث. 1- أخرجه أحمد (4/70) (5/381) (6/382) قال: حدثنا الهيثم بن خارجة وفي (4/70) قال عبد الله: وقد سمعته أنا من الهيثم قال: حدثنا حفص بن ميسرة. وفي (6/382) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والترمذي (25) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، وبشر بن معاذ العقدي، قالا: حدثنا بشر بن المفضل. ثلاثتهم - حفص بن ميسرة، ووهيب، وبشر - عن عبد الرحمن بن حرملة. 2- وأخرجه أحمد (4/70) قال: حدثنا شيبان. وابن ماجة (398) والترمذي (26) قالا: حدثنا الحسن ابن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما - شيبان، ويزيد بن هارون - عن يزيد بن عياض. كلاهما - ابن حرملة، ويزيد بن عياض - عن أبي ثفال المري، أنه سمع رباح بن عبد الرحمن بن حويطب، فذكره. * رواية ابن ماجة مختصرة على «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه.» . * ورواية الترمذي مختصرة على «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه.» . * أخرجه أحمد (6/382) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا أبو معشر، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المري، عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب، عن جدته، قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكرته. ليس فيه سعيد بن زيد. * رواية الترمذي (26) عن الحسن بن علي، لم يذكرها المزي في تحفة الأشراف. وقد أشار محقق جامع الترمذي إلى أن هذه الرواية لا توجد في بعض النسخ. الحديث: 5211 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 193 5212 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من ذكر الله أولَ وضوئه، طَهُر جسده كلُّه، وإذا لم يذكر الله، لم يطهر منه إلا مواضع الوضوء» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه لعبد الرزاق في الجامع عن الحسن الكوفي مرسلاً، قال المناوي: قال الذهبي: وفيه محمد بن أبان لا أعرفه الآن، وقال ابن القطان: فيه من لا يعرف البتة، وقال المناوي: ورواه الدارقطني عن أبي هريرة مسنداً مرفوعاً، قال الحافظ العراقي: وسنده أيضاً ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، عزاه السيوطي في الصغير لعبد الرزاق. قال المناوي: قال الذهبي: وفيه محمد بن أبان لا أعرفه الآن، وقال ابن القطان: فيه من لا يعرف. وعزاه المناوي للدارقطني مرفوعا، وضعف سنده الحافظ العراقي. الحديث: 5212 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 193 5213 - () أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يتوضأ، فسمعته يقول: اللهم اغْفِرْ لي ذنبي، ووَسِّعْ لي في داري، وبارك لي في رزقي» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص / 10 وذكره النووي في " الأذكار "، وزاد نسبته للنسائي في " عمل اليوم الليلة "، وهو حديث حسن، ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة بدون ذكر الوضوء رقم (3496) في الدعوات، باب رقم (82) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين: عزاه النووي في «الأذكار» للنسائي في عمل اليوم والليلة، ورواه ابن السني فيه (ص 10) . الحديث: 5213 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 193 الفصل الثاني: في الأحداث الناقضة للوضوء ، وفيه ستة فروع الفرع الأول: في الخارج من السَّبيلين وغيرهما، وفيه أربعة أنواع [النوع] الأول: الرِّيح 5214 - (ت م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا وضوء إلا من صوت أو رِيح» . وفي رواية قال: «إذا كان أحدُكم في المسجد فوجد ريحاً بين ألْيَتَيْهِ، فلا يَخرُجْ حتى يسمعَ صوتاً، أو يجدَ ريحاً» أخرجه الترمذي. وفي رواية مسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج [منه شيء] أم لا، فلا يخرجنَّ من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً» . وفي رواية أبي داود قال: «إذا كان أحدُكم في الصلاة، فوجدَ حركة في دُبُره: أحْدَثَ أو لم يُحْدِث، فأشكلَ عليه، فلا يَنْصَرِفْ حتى يسمعَ صوتاً، أو يجدَ ريحاً» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (362) في الحيض، باب الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك، والترمذي رقم (74) و (75) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء من الريح، وأبو داود رقم (177) في الطهارة، باب إذا شك في الحدث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا وضوء إلا من صوت أو ريح.» . أخرجه أحمد (2/410) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/435) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/471) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (515) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (713) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة.. خمستهم - محمد بن جعفر، ويحيى، ووكيع، وعبد الرحمن، وخالد بن الحارث - عن شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه، أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا.» . وفي رواية عبد العزيز بن محمد: «إذا كان أحدكم في المسجد فوجد ريحا بين أليتيه..» الحديث. أخرجه أحمد (2/414) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (727) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. ومسلم (1/190) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. وأبو داود (177) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والترمذي (75) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وابن خزيمة (24) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي وفي (24 و 28) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي، قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله الواسطي. أربعتهم - حماد بن سلمة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز،وخالد بن عبد الله - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. وعن سعيد المقبري، قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فأبس به، كما يبس الرجل بدابته، فإذا سكن له أضرط بين أليتيه ليفتنه عن صلاته، فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا لا يشك فيه» . أخرجه أحمد (2/330) قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري. فذكره. الحديث: 5214 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 194 5215 - (خ م د س) عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - قال: «شُكِيَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إليه أنه يجدُ الشيءَ في الصلاة، قال: لا ينْصَرِفُ حتى يسمعَ صوتاً أو يجدَ ريحاً» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. ولفظ البخاري: « [أنه] شُكِيَ إليه الرجلُ الذي يُخَيَّل إليه أنه يجِد الشيءَ في الصلاة، فقال: لا يَنْفَتِلُ - أو لا يَنْصَرِفُ - حتى يسمعَ صوتاً، أو يجدَ رِيحاً» (1) . وفي رواية ذكرها رزين «إذا دخلَ أحدُكم المسجد، فوجدَ شيئاً بين ألْيَتَيْه، فلا يخرج حتى يسمعَ فَشِيشَها أو طَنِينَها» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَشيشها) الفَشِيش: صوت خروج ريح من زقٍّ ونحوه، أراد: صوت الرِّيح التي تخرج من الإنسان.   (1) رواه البخاري 1 / 208 و 209 في الوضوء، باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن، وباب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين، وفي البيوع، باب من لم ير الوساوس ونحوها من الشبهات، ومسلم رقم (361) في الحيض، باب الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك، وأبو داود رقم (176) في الطهارة، باب إذا شك في الحدث، والنسائي 1 / 99 في الطهارة، باب الوضوء من الريح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5215 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 195 5216 - (د ت) علي بن طلق - رضي الله عنه - قال: «أتى أعْرابيّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، الرَّجلُ مِنَّا يكونُ في الصلاة، فتكون منه الرُّوَيْحَةُ، ويكون في الماء قِلَّة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا فَسا أحدُكم فَلْيتَوضأ، ولا تأتُوا النساءَ في أعْجَازِهنَّ، فإن الله لا يستحيي من الحقِّ» . وفي أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا فَسَا أحدُكم فلْيتَوضأ، ولا تأتُوا النساء في أعْجازِهِنَّ» أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا فسا أحدُكم في الصلاة فَلْيَنْصِرِفْ، وليتوضأ، ولْيُعِدِ الصلاة» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1164 - 1166) في الرضاع، باب ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن، وأبو داود رقم (1005) في الصلاة، باب إذا أحدث في صلاته يستقبل، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق. 1- أخرجه أحمد قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (1146) قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وأبو داود (205 و 1005) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير ابن عبد الحميد. والترمذي (1164) قال: حدثنا أحمد بن منيع وهناد، قالا:حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى الورقة (122-أ) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير وأبو معاوية. خمستهم - أبو معاوية، وشعبة، وسفيان، وعبد الواحد، وجرير - عن عاصم الأحول. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (122-أ) قال: أخبرنا صفوان بن عمرو الحمصي، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا أبو سلام عبد الملك بن مسلم بن سلام. كلاهما - عاصم، وعبد الملك - عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام،فذكره. (*) أخرجه أحمد. قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عاصم بن سليمان، عن مسلم بن سلام، عن عيسى بن حطان، عن علي بن طلق، فذكره. جعل مسلم بن سلام هو الراوي عن عيسى - بخلاف الروايات السابقة. (*) وأخرجه أحمد (1/86) (655) . والترمذي (1166) قال: حدثنا قتيبة وغير واحد. والنسائي في الكبرى الورقة (122-أ) قال: أخبرنا هناد بن السري. جميعهم - أحمد، وقتيبة، وغير واحد، وهناد - عن وكيع، عن عبد الملك بن مسلم بن سلام، عن أبيه، عن علي. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر الحديث. ولم ينسبه وكيع. (*) فأورده أحمد بن حنبل في مسند علي بن أبي طالب. (*) وقال الترمذي: علي هذا هو علي بن طلق. (*) وذكره النسائي تحت باب: حديث علي بن طلق في إتيان النساء في أدبارهن. قلت: نقل الترمذي عن البخاري، لا أعلم لعلي غير هذا الحديث. الحديث: 5216 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 196 5217 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن أعرابياً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إنا نكون بالفلاة، ومع أحدنا نُطْفَة من ماء ليشربه، فتخرج منه الرُّوَيحةُ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا يَستَحيي من الحق، مَن فَسَا فليتوضأ» أخرجه ... (1) . [ص: 197] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُطْفَة) النُّطفة: الماء القليل، وبه سميت نطفة الإنسان المني.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 5217 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 196 5218 - (خ م ت د (1) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُقْبَلُ صلاةُ مَن أحْدَثَ حتى يتوضأ، فقال رجل من حَضرَمَوْت: ما الحدثُ يا أبا هريرة؟ قال: فُساء، أو ضُراط» . وفي رواية قال: «لا وضوء إلا من حدَث، قال له رجل أعْجَمِيّ: ما الحدَث؟ قال: فُساء أو ضُراط» . وهذا طرف من حديث قد أخرجه الجماعة (2) .   (1) في الأصل والمطبوع: خ م ط ت د س، ولم نجده عند الموطأ والنسائي. (2) رواه البخاري 1 / 206 و 207 في الوضوء، باب لا تقبل صلاة بغير طهور، وفي الحيل، باب في الصلاة، واللفظ له، ورواه مسلم رقم (225) في الطهارة، باب وجوب الطهارة للصلاة، وأبو داود رقم (60) في الطهارة، باب فرض الوضوء، والترمذي رقم (76) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء من الريح، أقول: وكلام المصنف في آخر الحديث يوهم أنه رواه أيضاً الموطأ والنسائي، ولم نجده عندهما، والمصادر التي بين أيدينا تشير إلى أنه لم يروه سوى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي من أصحاب الكتب الستة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5218 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 197 [النوع] الثاني: المَذْي 5219 - (خ م د س ط ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال محمد بن الحنفية: قال عليّ: «كنتُ رجلا مَذَّاء، فاسْتَحيَيْتُ أن أسألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، لمكان ابنتِهِ، فأمرتُ المقداد بنَ الأسودِ، [ص: 198] فسأله، فقال: يَغْسِلُ ذَكَره ويتوضأ» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي قال: «فأمرتُ رجلاً يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال: اغْسلْ ذكرَك وتوضأ» . ولمسلم عن ابن عباس قال: قال عليّ: «أرْسَلْنا المقدادَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأله عن المذي يخرج من الإنسان: كيف يفعل [به] ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: توضأ وانضَحْ فَرْجَكَ» . وفي رواية «الموطأ» عن المقداد «أن علياً أمره أن يسأل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الرجل إذا دَنَا من أهله، فخرج منه المذيُ: ماذا عليه؟ قال عليّ: فإن عندي ابنةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أسْتَحيي أن أسأله، قال المقداد: فسألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال: إذا وجدَ ذلك أحدُكم فَلْيَنْضَحْ فَرجَهُ بالماء، ولْيتوضأْ وضوءَه للصلاة» . وفي رواية أبي داود مثل «الموطأ» . وله في أخرى عن عروة عن علي بن أبي طالب «قال للمقداد ... » فذكر نحو هذا، يعني: رواية «الموطأ» قال فسأله المقداد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لِيَغْسِلْ ذَكَرَهُ وأُنْثَييه» . وفي أخرى: لم يذكر أُنثَييهِ. وله في أخرى قال: «كنتُ رجلاً مَذَّاء، فجعلتُ أغْتَسِلُ، حتى [ص: 199] تَشقَّق ظهري، قال: فذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أو ذُكِر له (1) - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تَفعلْ، إذا رأيتَ المذْيَ فاغْسِلْ ذَكَرَكَ، وتوضأ وضوءَكَ للصلاة، فإذا فَضَخْتَ الماءَ فاغْتَسِلْ» . وفي رواية الترمذي قال عليّ: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن المذي، فقال: من المذي الوضوءُ، ومن المني الغُسْلُ» . وأخرج النسائي رواية «الموطأ» . وله في أخرى قال: «كنتُ رجلاً مذَّاء، وكانت ابنةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- تحتي، فاسْتَحْيَيتُ أن أسألَه، فقلتُ لرجل جالس إلى جنبي: سَلْهُ، فقال: فيه الوضوء» . وفي أخرى قال: «قلتُ للمقداد: إذا بَنَى الرجل بأهله فأمْذَى ولم يُجَامِعْ، فَسلِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؛ فإني أستَحيي أن أسألَه عن ذلك، وابنته تحتي، فسأله، فقال: يَغْسِلُ مَذَاكِيرَه، ويتوضأ وضوءَه للصلاة» . وله في أخرى قال: «كنتُ رجلاً مَذَّاء، فأمرتُ عمَّار بن ياسر يسألُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أجلِ ابنتِهِ عندي، فقال: يكفي من ذلك الوضوءُ» . وفي أخرى عن ابن عباس قال: تَذَاكَر عليّ والمقدادُ وعمَّار، فقال عليّ: إني امْرؤ مَذَّاء، وإني أستحيي أن أسألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، لمكان ابنته مني، فيسألُه أحدُكما، فذكر لي أنَّ أحدَهما - ونَسِيتُه -[سألَهُ] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: [ص: 200] «ذلك المذْيُ، إذا وَجَدَه أحدُكم فليغسلْ ذلك منه، ولْيتوضأ وضوءَه للصلاة أو كوضوءِ الصلاة» . وفي أخرى قال: «كنتُ رجلاً - يعني مَذَّاء - فأمرتُ رجلاً فسأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: فيه الوضوء» . وفي أخرى [قال] : «توضأ، وانضحْ فَرْجَكَ» . وفي أخرى «فلينضحْ فَرْجَهُ، وليتوضأ وضوءَهُ للصلاة» . وفي رواية عن رافع بن خَديج: «أن علياً أمر عَمَّاراً أن يسألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن المذي؟ فقال: يَغْسِلُ مَذَاكِيرَهُ ويتوضأ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَضَخْت) الماء: دفقته، والفَضْخ: الدَّفْق. (بَنَى الرجل بأهله) : إذا دخل بها، قال الجوهري: ولا يقال: بنى بأهله، وإنما يقال: بنى على أهله.   (1) انظر ما قاله الحافظ في " الفتح ": 1 / 326 حول سؤال علي رضي الله عنه بنفسه وسؤال المقداد وغيره. (2) رواه البخاري 1 / 325 و 326 في الغسل، باب غسل المذي والوضوء منه، وفي العلم، باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال، وفي الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين، ومسلم رقم (303) في الحيض، باب المذي، والموطأ 1 / 40 في الطهارة، باب الوضوء من المذي، وأبو داود رقم (206) و (207) و (208) و (209) في الطهارة، باب المذي، والترمذي رقم (114) في الطهارة، باب ما جاء في المني والمذي، والنسائي 1 / 96 و 97 في الطهارة، باب ما ينقض الوضوء ومالا ينقض الوضوء من المذي، وفي الغسل، باب الوضوء من المذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن محمد بن علي، عن علي، قال: «استحييت أن أسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المذي من أجل فاطمة، فأمرت المقداد بن الأسود. فسأله. فقال: فيه الوضوء» . 1- أخرجه أحمد (1/82) (618) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/140) (1182) قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/45) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود. وفي (1/55) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. ومسلم (1/169) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية وهشيم. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد يعني ابن الحارث، قال: حدثنا شعبة. وعبد الله بن أحمد (1/80) (606) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (1/97 و 214) . وفي الكبرى (147) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. وابن خزيمة (19) قال: حدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ستتهم - أبو معاوية، وشعبة، وعبد الله بن داود، وجرير، ووكيع، وهشيم - عن سليمان الأعمش. 2- وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/103) (811) قال: حدثني محمد بن جعفر الوركاني، قال: أنبأنا أبو شهاب الحناط عبد ربه بن نافع، عن الحجاج بن أرطأة. كلاهما - الأعمش، وحجاج - عن أبي يعلى منذر الثوري، عن محمد بن علي، وهو ابن الحنفية، فذكره. (*) أخرجه أحمد (1/124) (1010) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن منذر أبي يعلى، عن ابن الحنفية، أن عليّا أمر المقداد فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المذي؟ فقال: يتوضأ. مرسل. وعن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، قال: «كنت رجلا مذاء، فأمرت رجلا أن يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- لمكان ابنته، فسأله. فقال: توضأ. واغسل ذكرك» . أخرجه أحمد (1/125) (1026) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زائدة بن قدامة. (ح) وابن أبي بكير، قال: حدثنا زائدة. والبخاري (1/76) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا زائدة. وعبد الله بن أحمد (1/129) (1071) قال: حدثني أبو بحر عبد الواحد بن غياث البصري، وحدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن عمر، وسفيان بن وكيع. وحدثنا أحمد بن محمد بن أيوب. قالوا: حدثنا أبو بكر بن عياش. والنسائي (1/96) وفي الكبرى (145) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر بن عياش. وابن خزيمة (18) قال: حدثنا أحمد بن منيع ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن هشام وفضالة بن الفضل الكوفي، قالوا: حدثنا أبو بكر بن عياش. كلاهما - زائدة، وأبو بكر بن عياش - عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن، فذكره. وعن ابن عباس، عن علي رضي الله عنه، قال: «كنت رجلا مذاء، فأمرت رجلا فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال فيه الوضوء» . أخرجه أحمد (1/110) (870) والنسائي (1/214) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. وابن خزيمة (23) قال: حدثنا محمد بن سعيد بن غالب أبو يحيى العطار. ثلاثتهم - أحمد، وابن حاتم، ومحمد بن سعيد - عن عبيدة بن حميد، قال: حدثني سليمان الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. وعن ابن عباس، قال: قال علي بن أبي طالب: «أرسلنا المقداد بن الأسود إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فسأله عن المذي يخرج من الإنسان. كيف يفعل به؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: توضأ. وانضح فرجك» . أخرجه مسلم (1/169) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. وعبد الله بن أحمد (1/104) (823) قال: حدثني أحمد بن عيسى. والنسائي (1/214) قال: أخبرنا أحمد بن عيسى. وابن خزيمة (22) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم. ثلاثتهم - هارون، وأحمد بن عيسى، وأحمد بن عبد الرحمن - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي (1/214) : مخرمة لم يسمع من أبيه شيئا. (*) أخرجه النسائي (1/214) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن ليث بن سعد، عن بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار، قال: أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه المقداد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحديث. فذكره مرسلا. وعن ابن عباس، قال: تذاكر علي والمقداد وعمار. فقال علي: إني امرؤ مذاء، وإني أستحي أن أسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمكان ابنته مني. فيسأله أحدكما. قال عطاء: فذكر لي أن أحدهما ونسيته سأله. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ذاك المذي. إذا وجده أحدكم فليغسل ذلك منه، وليتوضأ وضوءه للصلاة، أو كوضوء الصلاة» . أخرجه النسائي (1/213) قال: أخبرنا علي بن ميمون، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره. وعن حصين بن قبيصة، عن علي رضي الله عنه، قال: «كنت رجلا مذاء. فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك، وتوضأ وضوءك للصلاة. وإذا فضخت الماء فاغتسل» . أخرجه أحمد (1/109) (868) قال: حدثنا عبيدة بن حميد التيمي أبو عبد الرحمن. وفي (1/125) (1028) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة. قال عبد الرحمن: فذكرته لسفيان. فقال: قد سمعته من ركين. وفي (1/125) (1029) قال: حدثنا معاوية وابن أبي بكير، قالا: حدثنا زائدة. وفي (1/145) (1237) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا شريك. وأبو داود (206) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبيدة بن حميد الحذاء. والنسائي (1/111) . وفي الكبرى (195) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد وعلي بن حجر، قالا: حدثنا عبيدة بن حميد. وفي (1/111) وفي الكبرى (196) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زائدة (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو الوليد، قال: حدثنا زائدة. وابن خزيمة (20) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي وبشر بن معاذ العقدي، قالا: حدثنا عبيدة بن حميد. أربعتهم - عبيدة، وزائدة، وسفيان، وشريك - عن الركين بن الربيع، عن حصين بن قبيصة، فذكره. وعن عروة بن الزبير، قال: قال علي: «كنت رجلا مذاء، وكنت أستحي أن أسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- لمكان ابنته. فأمرت المقداد فسأله. فقال: يغسل ذكره وأنثييه ويتوضأ.» . أخرجه أحمد (1/124) (1009) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (209) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا أبي. والنسائي (1/96) وفي الكبرى (146) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. ثلاثتهم - وكيع، ومسلمة، وجرير - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه أحمد (1/126) (1035) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (208) قال: حدثنا أحمد ابن يونس، قال: حدثنا زهير. كلاهما - يحيى، وزهير - عن هشام بن عروة، عن عروة، أن علي بن أبي طالب قال للمقداد. الحديث. مرسل. (*) قال أبو داود: ورواه الثوري وجماعة عن هشام، عن أبيه، عن المقداد، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، قال: «سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المذي، فقال: من المذي الوضوء ومن المني الغسل» . أخرجه أحمد (1/87) (662) قال: حدثنا خلف، قال: حدثنا أبو جعفر يعني الرازي وخالد يعني الطحان، وفي (1/109) (869) قال: حدثنا عبيدة بن حميد. وابن ماجة (504) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم. والترمذي (114) قال: حدثنا محمد بن عمرو السواق البلخي، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. وعبد الله بن أحمد (1/111) (890) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (1/111) (891) قال: حدثني وهب بن بقية الواسطي، قال: أنبأنا خالد، وفي (1/111) (893) و (1/121) (977) قال: حدثني شيبان أبو محمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، يعني أبا زيد القسملي. سبعتهم - أبو جعفر الرازي، وخالد، وعبيدة، وهشيم، وزائدة، وابن فضيل، وعبد العزيز - عن يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. وعن عائش بن أنس، أن عليا، قال: «كنت رجلا مذاء، فأمرت عمار بن ياسر يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من أجل ابنته عندي، فقال: يكفي من ذلك الوضوء» أخرجه الحميدي (39) . وأحمد (4/320) . والنسائي (1/96) وفي الكبرى (148) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وقتيبة - قالوا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار، قال: أخبرني عطاء بن أبي رباح، عن عائش، فذكره. - وعن يزيد بن شريك التيمي، عن علي، قال: «كنت رجلا مذاء. فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إذا خذفت فاغتسل من الجنابة، وإذا لم تكن خاذفا فلا تغتسل» . أخرجه أحمد (1/107) (847) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا رزام بن سعيد التيمي، عن جواب التيمي، عن يزيد بن شريك، يعني التيمي، فذكره. - وعن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: «كنت رجلا مذاء، فإذا أمذيت اغتسلت، فأمرت المقداد، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فضحك وقال: فيه الوضوء» . أخرجه أحمد (1/108) (856) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، فذكره. الحديث: 5219 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 197 5220 - (د ت) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: «كنتُ ألقَى [ص: 201] من المذْي شِدَّة وعَناء، وكنتُ أُكْثِرُ منه الاغتسال، فسألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال: إيما يُجزيك من ذلك الوضوء، قلت: يا رسول الله، كيف بما يصيبُ الثوبَ منه؟ فقال: يكفيك أن تأخذَ كَفاً من ماء فتنضحَ به حيث ترى أنه أصابَ من ثوبك» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (210) في الطهارة، باب في المذي، والترمذي رقم (115) في الطهارة، باب ما جاء في المذي يصيب الثوب، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (506) في الطهارة، باب الوضوء من المذي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/485) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وعبد بن حميد (468) قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن زيد. والدارمي (729) قال: أخبرنا يزيد ابن هارون وأبو داود (210) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن إبراهيم. وابن ماجة (506) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، وعبدة بن سليمان. والترمذي (115) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة. وابن خزيمة (291) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن علية. (ح) وحدثنا محمد بن أبان، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. ستتهم - إسماعيل بن إبراهيم، وابن علية، وحماد، ويزيد، وابن المبارك، وعبدة، وابن أبي عدي - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا سعيد بن عبيد بن السباق، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5220 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 200 5221 - (ط) - جندب - مولى عبد الله بن عياش بن ربيعة المخزومي قال: «سألتُ عبد الله بنَ عمر عن المذي فقال: إذا وجدتَهُ فاغسلْ فَرْجَكَ، وتوضأ وضوءَكَ للصلاة» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 41 في الطهارة، باب الوضوء من المذي، وجندب مولى عبد الله بن عياش المخزومي مجهول، ولكن للحديث شواهد يتقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل التحسين: أخرجه مالك (85) قال: عن زيد بن أسلم عن جندب مولى عبد الله بن عياش به. قلت: قال الإمام الزرقاني: قال ابن الحذاء جندب، لم يذكره البخاري. اهـ، يعني في التاريخ وهو مجهول. الحديث: 5221 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 201 5222 - (د) عبد الله بن سعد الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عما يُوجبُ الغسل؟ وعن الماءِ يكون بعد الماء؟ فقال: ذاك المذيُ، وكلُّ فحل يَمْذي، فلتغسل من ذلك فرجك وأُنْثَييك، وتوضأ وضوءَك للصلاة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) كذا في الأصل: أخرجه أبو داود، وفي المطبوع، أخرجه الموطأ وأبو داود، ولم نجده عند الموطأ وهو عند أبي داود رقم (211) في الطهارة، باب في المذي، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن حرام بن حكيم، عن عمه عبد الله بن سعد «أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عما يوجب الغسل، وعن الماء يكون بعد الماء، وعن الصلاة في بيتي، وعن الصلاة في المسجد، وعن مؤاكلة الحائض، فقال: إن الله لا يستحي من الحق. أما أنا، فإذا فعلت كذا وكذا، فذكر الغسل، قال: أتوضأ وضوئي للصلاة، أغسل فرجي، ثم ذكر الغسل. وأما الماء يكون بعد الماء: فذلك المذي، وكل فحل يمذي، فأغسل من ذلك فرجي. وأتوضأ. وأما الصلاة في المسجد، والصلاة في بيتي: فقد ترى ما أقرب بيتي من المسجد، ولأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد، إلا أن تكون صلاة مكتوبة» . وأما مؤاكلة الحائض، فآكلها» . 1- أخرجه أحمد (4/342) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (1078) قال: أخبرنا أحمد ابن الحجاج، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود (211) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. وابن ماجة (651 و 1378) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي والترمذي (133) قال: حدثنا عباس العنبري، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي الشمائل (297) قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي. وابن خزيمة (1202) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي (ح) وحدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا بحر بن نصر الخولاني، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن وهب - قالا: حدثنا معاوية بن صالح. 2- وأخرجه الدارمي (1080) . وأبو داود (212) قال: حدثنا هارون بن محمد بن بكار. كلاهما - الدارمي، وهارون - عن مروان بن محمد، قال: حدثنا الهيثم بن حميد، كلاهما - معاوية بن صالح، والهيثم بن حميد - عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، فذكره. (*) في رواية الدارمي (1078) وابن ماجة (1378) . والترمذي: حرام بن معاوية. (*) رواية الدارمي (1078 و 1080) . وابن ماجة (651) . والترمذي مختصرة على مؤاكلة الحائض. (*) رواية أبي داود (211) مختصرة على الغسل والماء من الماء. (*) رواية أبي داود (212) زاد فيها: «ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟ قال: لك ما فوق الإزار» . وساق الحديث. (*) رواية ابن ماجة (1378) والترمذي في الشمائل، وابن خزيمة، جميعها مختصرة على الصلاة في المسجد. قلت: زاد الحافظ عزوه للبخاري في تاريخه، الإصابة (6/103) (4708) . الحديث: 5222 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 201 5223 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «إني لأجده [ص: 202] ينحدر مني مثل الخُرَيزة، فإذا وجد ذلك أحدُكم فليغسلْ ذَكَرَهُ، وليتوضأ وضوءَه للصلاة - يعني المذيَ -» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 41 في الطهارة، باب الوضوء من المذي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (84) قال: عن يزيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5223 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 201 [النوع] الثالث: القَيء 5224 - (ت د) أبو الدرداء (1) - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاء وكان صائماً، فتوضأ، قال معدان: ولقيتُ ثوبان في مسجد دمشق، فسألتُه، فقال: صدق، وأنا صببت له وضوءَه» أخرجه الترمذي، وأبو داود نحوه (2) .   (1) في المطبوع: عبد الله بن سعد الأنصاري، وهو خطأ. (2) رواه الترمذي رقم (87) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء من القيء والرعاف، وأبو داود رقم (2381) في الصوم، باب الصائم يستقيئ عامداً، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن معدان بن أبي طلحة، أن أبا الدرداء أخبره. أخرجه أحمد (6/443) قال: حدثنا عبد الصمد. والدارمي (1735) قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وأبو داود (2381) قال: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو. والترمذي (87) قال: حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، وهو أحمد بن عبد الله الهمداني الكوفي وإسحاق بن منصور. قال أبو عبيدة: حدثنا وقال إسحاق: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. والنسائي في الكبرى الورقة (42) قال: أخبرني محمد بن علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا أبو معمر، (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثني عبد الصمد ابن عبد الوارث. وابن خزيمة (1956) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي والحسين بن عيسى البسطامي. عن عبد الصمد بن عبد الوارث. كلاهما - عبد الصمد، وأبو معمر - عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد بن هشام، أن أباه حدثه. قال: حدثني معدان بن أبي طلحة، فذكره. (*) في رواية أبي داود، وإسحاق بن منصور، وعمرو بن علي: «معدان بن طلحة» . قال أبو عبد الرحمن النسائي:الصواب معدان بن أبي طلحة. وقال الترمذي: ابن أبي طلحة أصح. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (42) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: سمعت أبي يحدث. قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، أن عبد الله بن عمرو الأوزاعي حدثه، أن يعيش بن الوليد حدثه، أن معدان بن طلحة حدثه، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: كذا وجدته في كتابي. أخرجه أحمد (5/195) (277) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن ابن معدان، أو معدان، عن أبي الدرداء، فذكره. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (42) قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي، قال: أخبرني ابن شميل، قال: حدثنا هشام الدستوائي. وابن خزيمة (1956) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي. قال: حدثنا الحسين، وهو المعلم وفي (1958) قال: حدثنا حاتم بن بكر بن غيلان، قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا حرب بن شداد. ثلاثتهم - هشام، وحسين المعلم، وحرب - عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن معدان، فذكره. لم يقل فيه يعيش: عن أبيه. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (42) قال: أخبرنا سليمان بن سلم، قال: أخبرنا النضر. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعيد سرخسي. يقال له: أبو قدامة، عن معاذ بن هشام. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وابن خزيمة (1959) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن عثمان البكراوي. (*) رواية النضر. قال: أخبرنا هشام، عن يحيى، عن رجل، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن أبي معدان، عن أبي الدرداء. (*) وفي رواية معاذ، قال: حدثني أبي، عن يحيى، قال: حدثني رجل من إخواننا، عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء. (*) وفي رواية ابن أبي عدي، عن هشام، عن يحيى، قال: حدثني رجل من إخواننا، عن يعيش بن الوليد، أن ابن معدان، أخبره، نحوه. (*) وفي رواية عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا هشام، عن يحيى. قال: حدثني رجل من إخواننا يريد الأوزاعي عن يعيش بن هشام، أن معدان أخبره، نحوه. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (42) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. كلاهما - إبراهيم، ومحمد - عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام، عن يحيى، عن يعيش بن وليد ابن هشام، أن معدان أخبره. وفي رواية محمد بن إسماعيل أن خالد بن معدان أخبره، فذكره. لم يقل يحيى: عن رجل، ولم يقل يعيش: عن أبيه. (*) وأخرجه أحمد (6/449) . والنسائي في الكبرى الورقة (42) قال: أخبرني أحمد بن فضالة بن إبراهيم النسائي. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن فضالة - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء، قال: «استقاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأفطر، فأتي بماء فتوضأ» . ولم يذكر ثوبان. الحديث: 5224 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 202 [النوع] الرابع: الدم 5225 - (ط) المسور بن مخرمة: «أنه دخل على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من الليلة التي طُعن فيها، فأيقظ عمرَ لصلاة الصبح، فقال عمرُ: نعم، ولا حَظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فصلى عمر، وجُرْحُه يَثْعَبُ دماً» . أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَثْعَب) ثَعَبْتُ الماء: إذا فجرته وأَسْلَتْه.   (1) 1 / 39 و 40 في الطهارة، باب العمل فيمن غلبه الدم من جرح أو رعاف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (81) قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه أن المسور به. الحديث: 5225 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 202 5226 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه (1) - قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعني: في غزوة ذات الرِّقاع - فأصاب رجل امرأةَ رجل من المشركين، فحلف: أن لا أنتهي حتى أُهريق دماً من أصحاب محمد، فخرج يَتْبَع أثر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فنزل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- منزلاً، فقال: مَنْ رجل يَكْلَؤنا؟ فانْتُدِب رجل من المهاجرين، ورجل من الأنصار، فقال: كونا بفَمِ الشِّعب، فلما خرج الرجلان إلى فَمِ الشعب اضطجع المهاجريُّ، وقام الأنصاريُّ يصلِّي، فأتى الرجل، فلما رأى شَخْصَه عرف أنه ربيئة للقوم، فرماه بسهم، فوضعه فيه، ونَزَعه، حتى رماه بثلاثة أسْهُم، ثم ركع وسجد، ثم أنْبَه صاحبَه، فلما عرف أنهم قد نَذِروا به هَرَب، فلما رأى المهاجريُّ ما بالأنصاريِّ من الدماء، قال: سبحان الله! ألا أنْبَهتَني أول ما رَمَى؟ قال: كنت في سورة أقرؤها، فلم أحبَّ أن أقطعها» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَانتِدب) الانتداب: الإجابة، يقال: ندبت فلاناً لهذا الأمر، [ص: 204] أي: بعثته عليه، فانتدب، أي: أجاب. (رَبِيئة) الرَّبِيئة: الذي يحفظ القوم، ويتطلَّع لهم خبر العدوِّ لئلا يهجم عليهم.   (1) في المطبوع: أبو الدرداء، وهو خطأ. (2) رقم (198) في الطهارة، باب الوضوء من الدم، وفي سنده عقيل بن جابر بن عبد الله الأنصاري لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقد صحح الحديث ابن خزيمة وابن حبان والحاكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/343) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا ابن المبارك. وفي (3/359) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي وأبو داود (198) قال: حدثنا أبو توبة، الربيع بن نافع، قال: حدثنا ابن المبارك. وابن خزيمة (36) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني قال: حدثنا يونس بن بكير (ح) وحدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا سلمة يعني ابن الفضل. أربعتهم - ابن المبارك، وإبراهيم بن سعد، وابن بكير، وسلمة - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني صدقة بن يسار، عن عقيل بن جابر، فذكره. قلت: عقيل بن جابر لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 5226 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 203 الفرع الثاني: في لمس المرأة والفرج ، [وهو نوعان] [النوع] الأول: في لمس المرأة 5227 - (د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قَبَّل امرأة من نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال عروة: فقلت لها: ومن هي إلا أنتِ؟ فضحكتْ» . وفي رواية «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قَبَّلَها ولم يتوضأ» . وفي رواية «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقبِّل بعض أزواجه، ثم يصلِّي ولا يتوضأ» . أخرج الأولى الترمذي، والثانية أبو داود، والثالثة النسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (178) و (179) و (180) في الطهارة، باب الوضوء من القبلة، والترمذي رقم (86) في الطهارة، باب ما جاء في ترك الوضوء من القبلة، والنسائي 1 / 104 في الطهارة، باب ترك الوضوء من القبلة، ورواه أيضاً أحمد، وابن ماجة، والدارقطني، والطبري، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول لا يثبت: عن زينب السهمية، عن عائشة، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ، ثم يقبل، ويصلي ولا يتوضأ. وربما فعله بيّ» . أخرجه أحمد (6/62) . وابن ماجة (503) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة - قالا: حدثنا محمد بن فضيل، عن حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن زينب السهمية، فذكرته. - وعن عروة، عن عائشة: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ» . قلت: ما هي إلا أنت،فضحكت. أخرجه أحمد (6/210) . وأبو داود (179) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (502) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. والترمذي (86) قال: حدثنا قتيبة وهناد وأبو كريب وأحمد ابن منيع ومحمود بن غيلان وأبو عمار الحسين بن حريث. عشرتهم - أحمد بن حنبل، وعثمان، وأبو بكر، وعلي بن محمد، وقتيبة، وهناد، وأبو كريب، وأحمد بن منيع، ومحمود، وأبو عمار الحسين بن حريث - عن وكيع، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، فذكره. (*) في رواية أحمد بن حنبل، وابن ماجة: عروة بن الزبير. وفي باقي الروايات: عروة غير منسوب. (*) قال أبو داود: حدثنا إبراهيم بن مخلد الطالقاني. قال: حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مغراء. قال: حدثنا الأعمش. قال: أخبرنا أصحاب لنا، عن عروة المزني، عن عائشة، بهذا الحديث. قال أبو داود: قال يحيى بن سعيد القطان لرجل: احك عني، أن هذين يعني حديث الأعمش هذا، عن حبيب، وحديثه بهذا الإسناد في المستحاضة أنها تتوضأ لكل صلاة قال يحيى: احك عني أنهما شبه لا شيء. قال أبو داود: وروي عن الثوري. قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء. سنن أبي داود رقم (180) . (*) وقال الترمذي: سمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني. قال ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدّا وقال: هو شبه لا شيء. قال الترمذي: وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري يضعف هذا الحديث. وقال: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة. وعن إبراهيم التيمي، عن عائشة، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ» . أخرجه أحمد (6/210) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (178) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى وعبد الرحمن. والنسائي (1/104) وفي الكبرى (153) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى. ثلاثتهم - وكيع، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي - قالوا: حدثنا سفيان، وهو الثوري، عن أبي روق الهمداني، عن إبراهيم التيمي، فذكره. (*) قال أبو داود: هو مرسل، إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة. الحديث: 5227 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 204 5228 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: «قبلة الرجل امرأتَه وجَسُّها بيده من الملامسة، فمن قبَّل امرأته أو جسَّها بيده: فعليه الوضوءُ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 43 في الطهارة، باب الوضوء من قبلة الرجل امرأته، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (93) قال: عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 5228 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 205 5229 - (ط) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال مالك: إنه بلغه: أن عبد الله بن مسعود، كان يقول: «مِنْ قُبْلَةِ الرجلِ امرأتَه الوضوءُ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 44 في الطهارة، باب الوضوء من قبلة الرجل امرأته بلاغاً، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك (95) أنه بلغه. الحديث: 5229 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 205 5230 - (خ م) زيد بن خالد: «سألَ عثمان بن عفَّان، فقال: أرأيتَ إذا جامع الرجل امرأته ولم يُمْنِ؟ فقال عثمان: يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره، وقال عثمان: سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسألتُ عن ذلك عليَّ بن أبي طالب، والزبيرَ بن العوام، وطلحةَ بن عبيد الله، وأُبيَّ بن كعب، فأمروه بذلك، قال: وأخبرني أبو سلمة: أن عروة بن الزبير أخبره: أن أبا أيوب أخبره: أنه سمع ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . هذا لفظ البخاري. وأما مسلم: فإنه أخرج الحديث إلى قوله: «قال عثمان: سمعتُه من [ص: 206] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . ثم قال: وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني أبي عن جدي عن الحسين بن ذَكوان عن يحيى بن أبي كثير أخبرني أبو سلمة: أن عروة بن الزبير أخبره: أن أبا أيوب أخبره: أنه سمع ذلك من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 247 في الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين، وفي الغسل، باب غسل ما يصيب من رطوبة فرج المرأة، ومسلم رقم (347) في الحيض، باب إنما الماء من الماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/63) (448) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الحسين، يعني المعلم. وفي (1/64) (458) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان. والبخاري (1/56) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان. وفي (1/80) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، عن الحسين. ومسلم (1/186) قال: حدثني زهير بن حرب، وعبد ابن حميد، قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن الحسين بن ذكوان. وابن خزيمة (224) قال: حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثني حسين المعلم. كلاهما - حسين بن ذكوان المعلم، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني أبو سلمة، أن عطاء ابن يسار، أخبره، أن زيد بن خالد الجهني أخبره، فذكره. الحديث: 5230 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 205 5231 - (خ م) أُبي بن كعب - رضي الله عنه -: أنه قال: «يا رسول الله إذا جامع الرجل المرأة فلم يُنزِلْ؟ قال: يغسل ما مَسَّ المرأةَ منه، ثم يتوضأ ويُصلِّي» أخرجه البخاري. وعند مسلم «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: في الرجل يأتي أهله، ثم لا يُنزلُ، قال: يغسل ذكره ويتوضأ» . وفي أخرى له قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يُصيب من المرأة، ثم يُكْسِل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يغسل ما أصابه من المرأة، ثم يتوضأ ويُصلِّي» (1) . هذه الرواية الثانية لم يذكرها الحميدي في كتابه. [ص: 207] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُكْسِل) أَكْسَل الرجل يُكْسِل: إذا جامع ولم يُنْزِل.   (1) رواه البخاري 1 / 340 في الغسل، باب غسل ما يصيب من فرج المرأة، ومسلم رقم (346) في الحيض، باب إنما الماء من الماء. أقول: وهذا الحديث والذي قبله منسوخان بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: " إذ التقى الختانان وغابت الحشفة وجب الغسل أنزل، أو لم ينزل ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/113) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وفي (5/113) أيضا قال: حدثنا أبو معاوية، وفي (5/114) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (1/81) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، ومسلم (1/185) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/114) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا حماد بن زيد. أربعتهم - يحيى بن سعيد، وأبو معاوية، وشعبة، وحماد بن زيد - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري، فذكره. الحديث: 5231 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 206 [النوع] الثاني: لمس الذكر 5232 - (د ت س) طلق بن علي اليماني - رضي الله عنه - قال: «قَدِمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاءه رجل كأنه بدوي، فقال: يا نبي الله، ما ترى في مَسِّ الرجل ذكره بعدما يتوضأ؟ فقال: وهل هو إلا مُضْغَة منه - أو بَضْعَة منه -؟» أخرجه أبو داود. وأما الترمذي: فإنه لم يخرِّج من الحديث إلا قوله: «وهل هو إلا مُضغة منه - أو بَضْعة منه -؟» إلا أنه أخرجه في باب ترك الوضوء من مس الذكر. وأما النسائي فإنه قال: «قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَبَايَعنَاهُ، وصَلِّينا معه، فلما قضى الصلاة جاءه رجل.. وذكر الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُضْغَة) المضغة: قدر اللقمة من اللحم. [ص: 208] (بَضْعة) البضعة: قطعة من اللحم أكبر من المُضغة.   (1) رواه أبو داود رقم (182) و (183) في الطهارة، باب الرخصة في ذلك، والترمذي رقم (85) في الطهارة، باب ما جاء في ترك الوضوء من مس الذكر، والنسائي 1 / 101 في الطهارة، باب ترك الوضوء من مس الذكر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/23) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (4/23) قال: حدثنا قران بن تمام. وأبو داود (183) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (483) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - موسى، وقران، ومسدد، ووكيع - عن محمد بن جابر. 2- وأخرجه أحمد (4/22) قال: حدثنا حماد بن خالد، وأخرجه أحمد أيضا قال: حدثنا أبو النضر. كلاهما - حماد، وأبو النضر - قالا: حدثنا أيوب بن عتبة. 3- وأخرجه أبو داود (182) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (85) قال: حدثنا هناد. والنسائي (1/101) وفي الكبرى (158) قال: أخبرنا هناد بن السري. كلاهما - مسدد، وهناد - قالا: حدثنا ملازم بن عمرو الحنفي، قال: حدثنا عبد الله بن بدر. ثلاثتهم - ابن جابر، وأيوب، وعبد الله بن بدر - عن قيس بن طلق الحنفي. فذكره. الحديث: 5232 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 207 5233 - (ط د ت س) بُسرة بنت صفوان - رضي الله عنها - أنها قالت: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن مَسَّ ذكره فلا يُصلِّي حتى يتوضأ» . أخرجه الترمذي. وفي رواية «الموطأ» عن محمد بن عمرو بن حزم قال: سمعت عروة بن الزبير يقول: «دخلت على مَرْوان بنِ الحكم، فَتذَاكرْنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: مِنْ مَسِّ الذكرِ الوضوءُ، قال عروة: ما علمتُ هذا. فقال مروانُ: أخبرتْني بُسرة بنتُ صفوان، أنها سمعتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا مَسَّ أحدُكم ذكره فليتوضأ» وأخرج أبو داود والنسائي رواية «الموطأ» . وللنسائي نحوه، وفيه: «قال عروة: فلم أزَلْ أُمَاري مرْوانَ، حتى دعا رجلاً من حَرَسِهِ، فأرسله إلى بُسرةَ، وسألها عمّا حَدَّثت من ذلك، فأرسلت إليه بُسرة بمثل الذي حدَّثني عنها مروان» . وأخرجه النسائي رواية الترمذي، وله في أخرى قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن مَسَّ فَرْجَهُ فليتوضأ» . وفي أخرى: «إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (82) و (83) و (84) في الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والموطأ 1 / 42 في الطهارة، باب الوضوء من مس الفرج، وأبو داود رقم (181) في الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والنسائي 1 / 100 في الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، ورواه أيضاً [ص: 209] أحمد، وابن خزيمة، وابن حبان، وهو حديث صحيح، وفي الباب عن جابر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وزيد بن خالد، وسعد بن أبي وقاص، وأم حبيبة، وعائشة، وأم سلمة، وابن عباس، وابن عمر، وعلي بن طلق، والنعمان بن بشير، وأنس، وأبي بن كعب، ومعاوية ابن حيدة، وقبيصة، وأروى بنت أنيس، وانظر " التلخيص " 1 / 122 - 124. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن مروان بن الحكم، قال: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ» . أخرجه مالك الموطأ (51) . والحميدي (352) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/406) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/407) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. والدارمي (731) قال: أخبرنا أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق. وأبو داود (181) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. والنسائي (1/100) وفي الكبري (157) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا معن. قال: أنبأنا مالك. وفي (1/100) قال: الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: أنبأنا مالك. (ح) وأخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن شعيب، عن الزهري.. أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والزهري، ومحمد بن إسحاق - عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، أنه سمع عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم، فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء. فقال مروان: ومن مس الذكر الوضوء. فقال عروة: ما علمت هذا. فقال مروان بن الحكم: أخبرتني بسرة بنت صفوان، فذكرته. (*) أخرجه أحمد (6/406) قال: حدثنا إسماعيل بن علية. قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن حزم. قال: سمعت عروة بن الزبير يحدث أبي قال: ذاكرني مروان مس الذكر. فقلت: ليس فيه وضوء. فقال: إن بسرة بنت صفوان تحدث فيه. فأرسل إليها رسولا. فذكر الرسول أنها تحدث ... فذكرته. (*) وأخرجه ابن ماجة (479) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والترمذي (83) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا أبو أسامة. وابن خزيمة (33) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. قالا: حدثنا أبو أسامة. كلاهما- عبد الله بن إدريس، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان بن الحكم، فذكره. ليس فيه قصة عروة مع مروان. (*) وأخرجه أحمد (6/406) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام. والدارمي (730) قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري. قال: حدثني ابن حزم. والترمذي (82) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن عروة، وفي (84) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه. والنسائي (1/216) قال: أخبرنا قتيبة، عن سفيان، عن عبد الله، يعني ابن أبي بكر. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب. وفي (1/216) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة. أربعتهم - هشام بن عروة، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، وابن شهاب، وأبو الزناد - عن عروة بن الزبير، عن بسرة بنت صفوان، فذكرته. ليس فيه: مروان بن الحكم. (*) وأخرجه النسائي (1/216) قال: أخبرنا عمران بن موسى. قال: حدثنا محمد بن سواء، عن شعبة، عن معمر، عن ازهري، عن عروة بن الزبير، عن بسرة بنت صفوان، فذكرته. ليس فيه عبد الله بن أبي بكر بن حزم. (*) في رواية سفيان، والزهري عن عبد الله بن أبي بكر: «قال عروة: فلم أزل أماري مروان حتى دعا رجلا من حرسه، فأرسله إلى بسرة، فسألها عما حدثت مروان؟ فأرسلت إليه بسرة بمثل الذي حدثني عنها مروان» (*) قال النسائي عقب حديث هشام بن عروة، عن أبيه، (1/216) : هشام بن عروة لم يسمع من أبيه هذا الحديث، والله سبحانه وتعالى أعلم. الحديث: 5233 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 208 5234 - (ط) مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: «كنتُ أُمْسِكُ المصحف على سعد بن أبي وقاص، فاحْتَكَكْتُ، فقال سعد: لعلك مَسِسْتَ ذَكَرَك؟ قلت: نعم، قال: قُمْ فتوضأ، فتوضأتُ، ثم رَجَعْتُ» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 42 في الطهارة، باب الوضوء من مس الفرج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (5234) قال: عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن مصعب. الحديث: 5234 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 209 5235 - (ط) نافع - مولى ابن عمر، رضي الله عنهم - أن عبد الله بن عمر (1) كان يقول: «إذا مَسَّ أحدُكم ذَكَره، فقد وجب عليه الوضوءُ» . وفي رواية سالم قال: «رأيت أبي عبد الله بنَ عمر يغتسل، ثم يتوضأ فقلت: يا أبَتِ، أما يجزيك الغُسل من الوضوء؟ قال: بلى، ولكني أحْياناً أمَسُّ ذكري، فأتوضأ» . وفي رواية قال: «كنت مع عبد الله بن عمر في سفر، فرأيته - بعد أن طلعت الشمس - توضأ ثم صلَّى، فقلت له: إن هذه لَصلاَة ما كنتَ تُصلِّيها؟ فقال: إني بعدَ أن توضأتُ لصلاة الصبح مَسِسْتُ فرجي، ثم نسيتُ أن أتوضأ، فتوضأت، وعُدْتُ لصلاتي» أخرجه «الموطأ» (2) . [ص: 210] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أحياناً) الأحيان: جمع حين، وهو مقدار من الزمان غير محدود.   (1) في المطبوع: أن عمر، وهو خطأ. (2) 1 / 42 و 43 في الطهارة، باب الوضوء من مس الفرج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (90 و 91 و 92) في (91) عن نافع، والآخرين عن سالم، به. الحديث: 5235 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 209 5236 - [ (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: أنه كان يقول: «مَنْ مَسَّ ذكره فقد وجب عليه الوضوء» أخرجه «الموطأ» (1) ملحقاً] (2) .   (1) أي ملحقاً بحديث عبد الله بن عمر في الرواية الأولى من الحديث الذي قبله. (2) 1 / 43 في الطهارة، باب الوضوء من مس الفرج، وإسناده صحيح، ويقابل هذه الأحاديث حديث طلق بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن مس الذكر، فقال: هل هو إلا بضعة منك، وهو حديث صحيح، وقد اختلف العلماء في العمل بحديثي بسرة وطلق بن علي، فمنهم من قدم العمل بحديث بسرة، وادعى نسخ حديث طلق بن علي، ومنهم من عكس، وكلاهما بعيد، ومنهم من جمع بينهما، بأن حديث بسرة يحمل على الندب، ومنهم من جمع بينهما بحمل حديث بسرة على المس بشهوة، وحديث طلق بن علي على المس بغير شهوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (90) ملحقا عن هشام بن عروة عن أبيه، به. الحديث: 5236 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 210 الفرع الثالث: في النوم والإغماء والغشي 5237 - (م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال قتادة: قال أنس: «كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينامون، ثم يُصلُّون، ولا يتوضأون، قال: قلت: أسمعتَه من أنس؟ قال: إي والله» أخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي إلى قوله: «يتوضؤون» . وفي رواية أبي داود: «كانوا ينتظرون العشاء الآخرة حتى تَخْفِقَ رُؤوسُهم، ثم يصلُّون ولا يتوضؤون» . [ص: 211] وأخرج أيضاً بمعنى الأولى (1) . وقد تقدَّم في كتاب الصلاة لهذا الحديث روايات عِدَّة للبخاري ومسلم والنسائي وأبي داود. فلم نُعِدْها. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَخْفِق) خَفَقَ رأس النَّاعِس من النوم: إذا مال على صدره.   (1) رواه مسلم رقم (376) في الحيض، باب الدليل على أن نوم الجالس لا ينقض الوضوء، وأبو داود رقم (200) في الطهارة، باب الوضوء من النوم، والترمذي رقم (78) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء من النوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5237 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 210 5238 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «كان ينام جالساً ثم يُصلِّي ولا يتوضأ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 22 في الطهارة، باب وضوء النائم إذا قام إلى الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ (39) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 5238 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 211 5239 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «وِكاءُ السَّهِ العَيْنانِ، فمن نام فليتوضأ» ، أخرجه أبوداود (1) . [ص: 212] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وِكاء السَّه) الوكاء: ما يشد به رأس القِربة ونحوها، والسَّه: الاست، وقيل: هي حَلقة الدُّبر.   (1) رقم (203) في الطهارة، باب الوضوء من النوم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (887) ، وابن ماجة رقم (477) في الطهارة، باب الوضوء من النوم، من حديث علي رضي الله عنه، ورواه أحمد 4 / 96، والدارمي 1 / 184، والبيهقي من حديث معاوية بن أبي سفيان، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف ولمتنه شواهد: أخرجه أحمد (1/111) (887) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (203) قال: حدثنا حيوة بن شريح الحمصي في آخرين. وابن ماجة (477) قال: حدثنا محمد بن المصفى الحمصي. ثلاثتهم - علي بن بحر، وحيوة، وابن مصفى - عن بقية بن الوليد، قال: حدثني الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، فذكره. قلت: الوضين شيخ بقية للضعف أقرب. وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان عند البيهقي في الكبرى الحديث: 5239 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 211 5240 - (د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- نام وهو ساجد، حتى غَطَّ - أو نَفَخ - ثم قام يُصلِّي، فقلتُ: يا رسول الله، إنك قد نِمْتَ؟ قال: إن الوضوءَ لا يجب إلا على من نام مُضطجعاً، فإنه إذا اضْطَجَعَ اسْتَرْخَتْ مفاصِلُه» . أخرجه الترمذي. وعند أبي داود: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يسجد، وينامُ وينفُخ، ثم يقوم فيُصلِّي، ولا يتوضأ، فقلت له: صلَّيتَ ولم تتوضأ وقد نِمْتَ؟ فقال: إنما الوضوء على من نام مضطجعاً» . زاد في رواية «فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله» . قال أبو داود: قوله: «إنما الوضوء على من نام مضطجعاً» حديث منكر، لم يَرْوِه إلا يزيد [أبو خالد] الدالاني عن قتادة، وروى أوَّلَه له جماعة عن ابن عباس، ولم يذكروا شيئاً من هذا، وقال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- محفوظاً. وفي رواية النسائي قال: «صليتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فقمت [ص: 213] عن يساره، فجعلني عن يمينه، فصلى، ثم اضطجع ورقد، فجاءه المؤذِّن فصلى ولم يتوضأ» (1) . هذا القدر طرف من قيام الليل، وقد تقدَّم ذِكْرُه في كتاب «الصلاة» من حرف الصاد. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غَطَّ) الغَطِيط: صوت النائم.   (1) رواه الترمذي رقم (77) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء من النوم، وأبو داود رقم (202) في الطهارة، باب الوضوء من النوم، والنسائي 2 / 30 في الأذان، باب إيذان المؤذنين الأئمة بالصلاة، وإسناده ضعيف في المرفوع، وروى البيهقي من طريق يزيد بن قسيط أنه سمع أبا هريرة يقول: ليس على المحتبي النائم ولا على القائم النائم، ولا على الساجد النائم وضوء حتى يضطجع، فإذا اضطجع توضأ، قال الحافظ في " التلخيص ": وإسناده جيد، وهو موقوف، وقال الترمذي: واختلف العلماء في الوضوء من النوم، فرأى أكثرهم أن لا يجب عليه الوضوء إذا نام قاعداً أو قائماً حتى ينام مضطجعاً، وبه يقول: الثوري وابن المبارك وأحمد، قال: وقال بعضهم: إذا نام حتى غلب على عقله وجب عليه الوضوء. وبه يقول إسحاق، وقال الشافعي: من نام قاعداً فرأى رؤيا أو زالت مقعدته أو سن النوم فعليه الوضوء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/256) (2315) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد. وعبد بن حميد (659) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (202) قال: حدثنا يحيى بن معين، وهناد بن السري، وعثمان بن أبي شيبة. والترمذي (77) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، وهناد، ومحمد بن عبيد المحاربي. سبعتهم - عبد الله بن محمد، أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو نعيم، ويحيى، وهناد، وعثمان، وإسماعيل، ومحمد بن عبيد - عن عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، أبي خالد الدالاني، عن قتادة، عن أبي العالية، فذكره. (*) قال أبو داود: هو حديث منكر، لم يروه إلا يزيد الدالاني، عن قتادة. وعن عكرمة، عن ابن عباس، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نام، حتى سمع له غطيط، فصلى، ولم يتوضأ» . أخرجه أحمد (1/244) (2194) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (616) قال: أخبرني أبو الوليد. كلاهما - يونس، وأبو الوليد - عن حماد بن سلمة، عن حميد وأيوب، عن عكرمة، فذكره. وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: «كان نومه ذلك وهو جالس» يعني النبي، -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن ماجة (476) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، عن ابن أبي زائدة، عن حريث بن أبي مطر، عن يحيى بن عباد أبي هبيرة الأنصاري، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 5240 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 212 5241 - (ط) زيد بن أسلم: أن عمر بن الخطاب قال: «إذا نام أحدُكم مضطجعاً فليتوضأ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 21 في الطهارة، باب وضوء النائم إذا قام إلى الصلاة، وإسناده منقطع، فإن زيد بن أسلم لم يدرك عمر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (37) قال: عن زيد بن أسلم، فذكره. قلت: زيد لم يدرك عمر. الحديث: 5241 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 213 5242 - (خ م س) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: «دخلت على [ص: 214] عائشة، فقلت لها: ألا تحدِّثيني عن مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: بلى، ثَقُل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أصلَّى الناسُ؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعُوا لي ماء في المِخْضَب، قالت: ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب ليَنُوءَ، فأُغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلَّى الناس؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينُوءَ، فأُغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلَّى الناسُ؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينُوءَ، فأُغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلَّى الناسُ؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسول الله، قال: والناسُ عُكُوف [في المسجد] ينتظرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لصلاةِ العشاءِ الآخِرة. الحديث بطوله» وسيجيء في ذِكر وفاة النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ومرضه في كتاب «الموت» من حرف الميم، وفي فضائل أبي بكر في كتاب «الفضائل» من حرف الفاء. أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 215] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مِخْضَب) المخضب: المِرْكَن والإجَّانة. (ليَنُوء) نَاء يَنُوء: إذا نهض ليقوم. (عُكُوف) العكوف: جمع عاكف، وهو المقيم في المكان الذي لا يفارقه.   (1) رواه البخاري 2 / 144 و 145 في الأذان، باب إنما جعل الإمام ليؤتم به، وباب حد المريض أن يشهد الجماعة، وباب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، وباب من قام إلى جنب الإمام لعلة، وباب من أسمع الناس تكبير الإمام، وباب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم، وباب إذا بكى الإمام في الصلاة، وفي الوضوء، باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة، وفي الهبة، باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها، وفي الجهاد، باب ما جاء في [ص: 215] بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الطب، باب اللدود، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع، ومسلم رقم (418) في الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلي بالناس، ورواه أيضاً النسائي 2 / 101 و 102 في الإمامة، باب الائتمام بالإمام يصلي قاعداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: يأتي تخريجه في كتاب الفضائل «أبي بكر» . الحديث: 5242 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 213 5243 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت في حديث الكسوف: «قمتُ حتى تجلاَّني الغَشْيُ، وجعلتُ أصُبُّ فوق رأسي ماء، قال عروة: ولم تتوضأ» . هذا طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 250 في الوضوء، باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل، وفي العلم، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس، وفي الكسوف، باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف، وباب من أحب العتاقة في كسوف الشمس، وفي السهو، باب الإشارة في الصلاة، وفي العتق، باب ما يستحب من العتاقة، وفي الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (905) في الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (133) وأحمد (6/345) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (1/31) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. وفي (1/57) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي (2/46) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (2/89) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. قال: حدثني ابن وهب. قال: حدثنا الثوري. وفي (9/116) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (3/32) قال: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني. قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة. خمستهم - مالك، وعبد الله بن نمير، ووهيب بن خالد، وسفيان الثوري، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن هشام بن عروة، عن امرأته فاطمة بنت المنذر، فذكرته. الحديث: 5243 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 215 الفرع الرابع: في أكل ما مسته النار ، وهو نوعان [النوع] الأول: في الوضوء منه 5244 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: وَجدَه عبد الله بن قارظ يتوضأ على [ظهر] المسجد، فقال: إنما أتوضأ من أثْوار أقِط أكلتُها، لأني سمعت النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «توضؤوا مما مست النار» أخرجه مسلم والنسائي. وفي رواية للنسائي: أن ابن عباس قال: «أتَوَضأ من طعام أجِدُه في كتاب الله حلالاً، لأن النار مسته، فجمع أبو هريرة حَصى، فقال: أشهد عدد هذا الحصى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: توضؤوا مما مسَّت النار» . وفي أخرى له مختصراً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الوضوء مما مسَّت النار» . وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الوضوء مما مست النار، ولو من أثوار أقط، فقال له ابن عباس: أنتوضأ من الدُّهْن؟ أنتوضأ من الْحَميم؟ فقال أبو هريرة: يا ابن أخي، إذا سمعتَ حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فلا تضرب له مثلاً» . [ص: 217] وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الوضوء مما أنْضَجَتِ النارُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أقِط) الأقط: لبن جامد مُستَحْجِر. (أثْوَار) الأثوار: جمع ثَور، وهو القطعة من الأقِط. (الحَمِيم) : الماء الحار.   (1) رواه مسلم رقم (352) في الحيض، باب الوضوء مما مست النار، والنسائي 1 / 105 و 106 في الطهارة، باب الوضوء مما غيرت النار، والترمذي رقم (79) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء مما غيرت النار، وأبو داود رقم (194) في الطهارة، باب التشديد في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الوضوء مما أنضجت النار» . أخرجه أحمد (2/458) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (194) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. كلاهما - محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد - عن شعبة، قال: حدثني أبو بكر بن حفص، عن الأغر، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (4/28) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو بكر بن حفص، عن الأغر، عن رجل آخر، عن أبي هريرة، فذكره. - وعن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «توضئوا مما مست النار» . أخرجه أحمد (2/265) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/427) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا معمر. وفي (2/469) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن عبد الله بن أبي سلمة. ومسلم (1/187) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد، والنسائي (1/105) وفي الكبرى (177) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا إسماعيل وعبد الرزاق، قالا: حدثنا معمر. وفيه (1/105) وفي الكبرى (176) قال: أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو تقي الحمصي، قال: حدثنا محمد، يعني ابن حرب، قال: حدثني الزبيدي. وفيه (1/105) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا إسحاق بن بكر، وهو ابن مضر، قال: حدثني أبي، عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة. سبعتهم - معمر، وابن جريج، وابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن عبد الله، وعقيل، والزبيدي، وبكر بن سوادة - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فذكره. (*) في رواية ابن جريج، وعقيل، والزبيدي، وبكر بن سوادة، اسمه: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ. وفي رواية إسماعيل، عن معمر: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أو قارض. لا أدري شك إسماعيل. وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: قال ابن عباس: أتوضأ من طعام أجده في كتاب الله حلالا لأن النار مسته؟ فجمع أبو هريرة حصى فقال: أشهد عدد هذا الحصى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «توضئوا مما مست النار» . أخرجه أحمد (2/529) . والنسائي (1/105) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. كلاهما - أحمد بن حنبل، وإبراهيم - عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا أبي، عن حسين المعلم، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، أنه سمع المطلب بن عبد الله بن حنطب يقول، فذكره. وعن عبد الله بن عمرو، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «توضئوا مما مست النار» . أخرجه النسائي (1/106) وفي الكبرى (180) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو بن عبد، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله. هكذا ذكره أحمد عقب حديث الأغر، عن رجل آخر، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: «توضئوا مما غيرت النار» . ولم يذكر متنه. أخرجه أحمد (4/28) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش عن أبي صالح، فذكره - وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الوضوء مما مست النار، ولو من ثور أقط» . قال: فقال له ابن عباس: يا أبا هريرة، أنتوضأ من الدهن، أنتوضأ من الحميم؟ قال: فقال أبو هريرة: با ابن أخي، إذا سمعت حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا تضرب له مثلا. أخرجه أحمد (2/503) قال: حدثنا يزيد. وابن ماجة (485) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (79) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. كلاهما - يزيد، وسفيان - عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، فذكره. (*) لم يذكر يزيد في حديثه قصة ابن عباس. الحديث: 5244 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 216 5245 - (م) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ عائشة تقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «توضؤوا مما مست النار» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (353) في الطهارة، باب الوضوء مما مست النار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/89) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (1/187) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد. كلاهما - شعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد - عن الزهري. قال: أخبرني سعيد بن خالد بن عمرو ابن عثمان، وأنا أحدثه هذا الحديث، أنه سأل عروة بن الزبير عن الوضوء مما مست النار، فذكره. (*) أخرجه ابن ماجة (486) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرنا يونس ابن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، فذكره. ليس فيه سعيد بن خالد. الحديث: 5245 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 217 5246 - (د س) أبو سفيان بن سعيد بن المغيرة [بن الأخنس بن شريق الثقفي المدني] أنه دخل على أمِّ حبيبة، فَسَقَتْه قَدَحاً من سَوِيق، فدعا بماء، فمضمض، قالت: يا ابن أختي، ألا تتوضأ؟ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «توضؤوا مما غيِّرت النار - أو قال: مما مست النار-» أخرجه أبو داود. وأخرجه النسائي عن أبي سفيان بن سعيد بن الأخْنَس بن شَريق، أنه دخل على أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- وهي خالته - فسقته سَوِيقاً، ثم قالت [ص: 218] له توضأ يا ابن أختي، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «توضؤوا مما مست النار» . وفي أخرى له: فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «توضؤوا مما مست النار» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (195) في الطهارة، باب التشديد في ذلك، والنسائي 1 / 107 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما غيرت النار، وهو حديث صحيح بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (6/326) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان، يعني ابن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير. وفي (6/327) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري. وفي (6/327) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا علي، يعني ابن مبارك، عن يحيى. وفي (6/327) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (6/328) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: حدثنا شعيب. قال: قال الزهري. وفي (6/328) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن مسلم بن شهاب. وفي (6/426) قال: حدثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب. قال: حدثني الزهري. وفي (6/427) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وأبو داود (195) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي (1/107) وفي الكبرى (182) قال: أخبرنا هشام ابن عبد الملك قال: حدثنا ابن حرب. قال: حدثنا الزبيدي، عن الزهري. وفي (1/107) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود. قال: حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر. قال: حدثني بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن محمد بن مسلم بن شهاب. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف 2- وأخرجه أحمد (6/327) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله. كلاهما - أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله - عن أبي سفيان بن سعيد بن المغيرة بن الأخنس، فذكره. الحديث: 5246 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 217 5247 - (س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «توضؤوا مما غيَّرت النار» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 106 في الطهارة، باب الوضوء مما غيرت النار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (1/106) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن بشار. وفي الكبرى (179) قال: أخبرنا محمد بن بشار. كلاهما - عمرو، وابن بشار - قالا: أنبأنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو، قال محمد القاري، فذكره. الحديث: 5247 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 218 5248 - (س) أبو طلحة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «توضؤوا مما أنضَجَت النار» وفي أخرى «مما غيَّرت النار» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 106 في الطهارة، باب الوضوء مما غيرت النار، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن همام، قال: قيل لمطر الوراق، وأنا عنده: عمن كان يأخذ الحسن أنه يتوضأ مما غيرت النار؟ قال: أخذه عن أنس. وأخذه أنس عن أبي طلحة. وأخذه أبو طلحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أحمد (4/28) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، فذكره. - وعن ابن أبي طلحة، عن أبي طلحة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «توضئوا مما أنضجت النار» . أخرجه أحمد (4/28) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (4/30) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (1/106) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حرمي بن عمارة. ثلاثتهم - عبد الصمد، وابن جعفر، وحرمي - قالوا: حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، قال: حدثنا الزهري، عن ابن أبي طلحة، فذكره. - وعن عبد الله بن عمرو القاري، عن أبي طلحة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «توضئوا مما غيرت النار» . أخرجه النسائي (1/106) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد وهارون بن عبد الله. وفي الكبرى (178) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. كلاهما - عبيد الله، وهارون - عن حرمي بن عمارة، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت يحيى بن جعدة يحدث عن عبد الله بن عمرو القاري، فذكره. (*) حديث أنس بن مالك، قال: كنت أنا، وأبي بن كعب، وأبو طلحة جلوسا، فأكلنا لحما وخبزا، ثم دعوت بوضوء. فقالا: لم تتوضأ؟ فقلت: لهذا الطعام الذي أكلنا. فقالا: أتتوضأ من الطيبات؟ لم يتوضأ منه من هو خير منك. الحديث: 5248 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 218 5249 - (س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «توضؤوا مما مست النار» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 107 في الطهارة، باب الوضوء مما غيرت النار، وهو حديث صحيح، ولكن هذه الأحاديث منسوخة بالتي بعدها، وأصرحها حديث جابر بن عبد الله: كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار، رواه أصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والبيهقي، وسيأتي برقم (5253) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/184) قال: حدثنا أبو عامر، عن ابن أبي ذئب. وفي (5/188) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عقيل. وفي (5/189) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: قرأت في كتاب معمر. وفي (5/190) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (5/191) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والدارمي (732) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. ومسلم (1/187) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب ابن الليث، قال: حدثني أبي عن جدي، قال: حدثني عقيل. والنسائي (1/107) وفي الكبرى (181) قال: أخبرنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا محمد هو ابن حرب الأبرش، قال:حدثنا الزبيدي. خمستهم - ابن أبي ذئب، وعقيل، ومعمر، وشعيب، والزبيدي - عن الزهري، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن خارجة بن زيد، فذكره. (*) أخرجه أحمد (5/190) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن خارجة، ليس فيه عبد الملك بن أبي بكر. الحديث: 5249 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 218 [النوع] الثاني: في ترك الوضوء منه 5250 - (خ م ط د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن [ص: 219] رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أكل كَتِفَ شاة وصلَّى ولم يتوضأ» (1) . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري «أنه انْتَشَلَ عَرْقاً من قِدْر» . وفي أخرى «تَعرَّق النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- كَتِفاً» . ولمسلم «أنه أكل عَرْقاً أو لحماً، ثم صلى، ولم يتوضأ، ولم يَمسَّ ماء» . وأخرج «الموطأ» الأولى. وأخرج أبو داود الأولى، وله في أخرى «أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كَتِفاً، ثم مسح يده بِمسْح كان تحته، ثم قام فصلَّى» . وفي أخرى «انْتَهَسَ من كتف، ثم صلَّى، ولم يتوضأ» . وفي رواية النسائي قال: «شهدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أكل خبزاً ولحماً، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ» (2) . [ص: 220] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انْتَشَل عَرْقاً) العَرْق قد ذُكِرَ، وانتشاله: أخذه من القدر باليد، وأراد به هاهنا: عَظْماً ذا لحم كان يُطبخ في قِدْر. (تَعَرَّقَ) ما على العظم من اللحم: إذا أكله. (انتهس) نَهْسَ اللحم - بسين غير معجمة -: أخذه بمقدَّم الأسنان، وكذلك انتهسته، كذا قال الجوهري.   (1) قال البغوي في " شرح السنة " 1 / 347 طبع المكتب الإسلامي: أكل ما مسته النار لا يوجب الوضوء، وهو قول الخلفاء الراشدين وأكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم. (2) رواه البخاري 1 / 268 في الوضوء، باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق، وفي الأطعمة، باب النهس وانتشال اللحم، ومسلم رقم (354) في الحيض، باب نسخ الوضوء مما مست النار، والموطأ 1 / 25 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مسته النار، وأبو داود رقم (187) في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مست النار، والنسائي 1 / 108 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما غيرت النار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع عليه ثيابه» . ثم خرج إلى الصلاة، فأتي بهدية خبز ولحم فأكل ثلاث لقم، ثم صلى بالناس، وما مس ماء» . 1- أخرجه أحمد (1/227) (2002) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/281) (2545) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (1/188) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (39) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا يحيى. وفي (40) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما- يحيى، ووهيب - قالا: حدثنا هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان. 2- وأخرجه أحمد (1/253) (2286) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (1/258) (2341) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك. كلاهما - وهيب، وعبد الله - قال وهيب: حدثنا، وقال عبد الله: أخبرنا موسى بن عقبة. 3- وأخرجه أحمد (1/264) (2377) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. 4- وأخرجه أحمد (1/272) (2461) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. 5- وأخرجه مسلم (1/189) قال: حدثني علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن حلحلة. 6- وأخرجه مسلم (1/189) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير. ستتهم - وهب بن كيسان، وموسى بن عقبة، وابن إسحاق، وأبو الزناد، ومحمد بن عمرو بن حلحلة، والوليد - عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره. (*) أخرجه ابن خزيمة (38) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: أخبرنا حماد يعني ابن زيد، عن هشام بن عروة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس، ولم يذكر وهب بن كيسان، وقال ابن خزيمة: خبر حماد بن زيد غير متصل الإسناد، غلطنا في إخراجه، فإن بين هشام بن عروة، وبين محمد ابن عمرو بن عطاء: وهب بن كيسان، وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان، وعبدة بن سليمان. (*) الروايات متقاربة في المعنى. - وعن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أكل كتف شاة، ثم صلى، ولم يتوضأ» . 1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (42) . وأحمد (1/226) (1988) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (1/63) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (1/188) . وأبو داود (187) قالا: حدثنا عبد الله ابن مسلمة بن قعنب. والنسائي تحفة الأشراف (5979) عن قتيبة. وابن خزيمة (41) قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا روح يعني ابن عبادة، ستتهم - يحيى، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، وقتيبة، وابن وهب، وروح - عن مالك. 2- وأخرجه أحمد (1/356) (3352) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام. 3- وأخرجه أحمد (1/365) (3453) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. ثلاثتهم - مالك، وهشام، ومعمر - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وعن عكرمة، عن ابن عباس، قال: «أكل النبي -صلى الله عليه وسلم-، كتفا، ثم مسح يديه بمسح كان تحته، ثم قام إلى الصلاة، فصلى» . 1- أخرجه أحمد (1/267) (2406) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. وفي (1/320) (3941) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، وفي (1/326) (3014) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (189) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص. وابن ماجة (488) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. أربعتهم - زهير، وزائدة، وسفيان، وأبو الأحوص - عن سماك بن حرب. 2- وأخرجه أحمد (1/254) (2289) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/273) (2467) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا جرير. كلاهما - جرير، وحماد - عن أيوب. 3- وأخرجه البخاري (7/95) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب، وعاصم. ثلاثتهم - سماك، وأيوب، وعاصم - عن عكرمة، فذكره. في رواية أيوب، وعاصم: «انتشل النبي، -صلى الله عليه وسلم-، عرقا من قدر، فأكل، ثم صلى، ولم يتوضأ.» . عن سليمان بن يسار، أنه سمع ابن عباس، ورأى أبا هريرة، يتوضأ، فقال: أتدري مم أتوضأ؟ قالا: قال: أتوضأ من أثوار أقط، أكلتها، قال ابن عباس: ما أبالي مما توضأت «أشهد لرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أكل كتف لحم، ثم قام ألى الصلاة، وما توضأ» . أخرجه أحمد (1/366) (3464) قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن بكر. والنسائي (1/108) وفي الكبرى (185) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وخالد - عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن يوسف، أن سليمان بن يسار، أخبره، فذكره. - وعن عمر بن عطاء بن أبي الخوار، أنه سمع ابن عباس يقول: «بينا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، يأكل عرقا، أتاه المؤذن، فوضعه، وقام إلى الصلاة، ولم يمس ماء» . أخرجه أحمد (1/226) (1994) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/366) (3463) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. ثلاثتهم - يحيى، وعبد الرزاق، وابن بكر - عن ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء، فذكره. - رواية يحيى: «أكل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مما غيرت النار، ثم صلى ولم يتوضأ» . - وعن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، خرج من الخلاء، فقرب إليه طعام. فقالوا: ألا نأتيك بوضوء؟ قال: إنما أمرت بالوضوء، إذا قمت إلى الصلاة» . أخرجه أحمد (1/282) (2549) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (1/359) (3381) قال: حدثنا إسماعيل. وعبد بن حميد (690) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (3760) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (1847) وفي الشمائل (185) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي (1/85) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا ابن علية. وابن خزيمة (35) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، وزياد بن أيوب، ومؤمل بن هشام، قالوا: حدثنا إسماعيل وهو ابن علية. ثلاثتهم - وهيب، وإسماعيل، ومعمر - عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، فذكره. - وعن محمد بن سيرين، أن ابن عباس حدثه، قال: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعرق كتفا، ثم قام، فصلى، ولم يتوضأ» . أخرجه أحمد (1/244) (2188) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (1/353) (3312) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. وفي (1/363) (3433) قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن هشام. والبخاري (7/95) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا أيوب. كلاهما - أيوب، وهشام - عن محمد بن سيرين، فذكره. - وعن أبي جعفر محمد بن علي، عن ابن عباس: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مر بقدر. فأخذ منها عرقا، وكتفا، فأكله، ثم صلى، ولم يتوضأ» . أخرجه أحمد (1/241) (2153) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا جابر الجعفي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي، فذكره. - وعن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس «أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أكل عرقا، أو لحما، ثم صلى ولم يتوضأ، ولم يمس ماء» . 1- أخرجه الحميدي (898) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/227) (2002) قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن عروة. وفي (1/336) (3108) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا فليح. ومسلم (1/188) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، (ح) وحدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، وابن ماجة (490) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي. وابن خزيمة (39) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا هشام. وفي (40) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة. خمستهم - سفيان، وهشام، وفليح، وعمرو، والأوزاعي - عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (1/227) (2002) . ومسلم (1/188) قال: حدثنا زهير بن حرب. وابن خزيمة (39) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار. وفي (40) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. أربعتهم - أحمد، وزهير، ومحمد بن بشار، ويعقوب - قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. 3- وأخرجه أحمد (1/258) (2339) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. وفي (1/351) (3295) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سعيد. كلاهما - عبد الوهاب، وسعيد- عن محمد بن الزبير. 4- وأخرجه أحمد (1/351) (3287) قال: حدثنا يزيد، يعني ابن هارون، قال: أخبرنا الحجاج، عن الحسين بن سعد. أربعتهم - الزهري، ومحمد بن علي، ومحمد بن الزبير، والحسن - عن علي بن عبد الله، فذكره. وعن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، انتهش من كتف ثم صلى، ولم يتوضأ» . أخرجه أحمد (1/279) (2524) قال: حدثنا عفان. وفي (1/361) (3403) قال: حدثنا بهز. وأبو داود (190) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري. ثلاثتهم - عفان، وبهز، وحفص - قالوا: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا قتادة، عن يحيى بن يعمر، فذكره. وعن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرب لبنا، ثم دعا بماء فمضمض، وقال: إن له دسما» . 1- أخرجه أحمد (1/223) (1951) و (1/227) (2007) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/329) (3051) قال: حدثني محمد بن مصعب. وعبد بن حميد (649) . والبخاري (7/141) قال: حدثنا أبوعاصم. ومسلم (1/189) قال: وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (498) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وابن خزيمة (47) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، وأبو موسى، قال: حدثنا يحيى وهو ابن سعيد. أربعتهم - يحيى، ومحمد، وأبو عاصم، والوليد، - عن الأوزاعي. 2- وأخرجه أحمد (1/337) (3123) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث. والبخاري (1/63) قال: حدثنا يحيى بن بكير وقتيبة، قال: حدثنا الليث. ومسلم (1/188) . وأبو داود (196) . والترمذي (89) . والنسائي (1/109) وفي الكبرى (188) . أربعتهم - عن قتيبة، قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (47) قال: حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة بن روح حدثهم. كلاهما - الليث، وسلامة - عن عقيل بن خالد. 3- وأخرجه أحمد (1/373) (3538) قال: حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (1/189) قال: حدثني حرملة ابن يحيى، قال ك أخبرنا ابن وهب. كلاهما - عثمان، وابن وهب - عن يونس بن يزيد. 4- وأخرجه مسلم (1/189) قال: حدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: وأخبرني عمرو. 5- وأخرجه ابن خزيمة (47) قال: وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا معتمر، يعني ابن سليمان، قال: سمعت معمرا. خمستهم - الأوزاعي، وعقيل، وعمرو، ويونس، ومعمر - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره. وعن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرب لبنا ثم مضمض» . أخرجه ابن خزيمة (46) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره. الحديث: 5250 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 218 5251 - (خ م ت) عمرو بن أمية - رضي الله عنه - أنه «رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَحْتَزُّ من كتف شاة في يده، فدُعِي إلى الصلاة، فألقى السِّكين التي يحتزُّ بها، ثم قام فصلَّى، ولم يتوضأ» . وفي رواية «فألقاها والسكينَ التي [كان] يحتزُّ بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ» . وفي أخرى «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكل ذراعاً يحتزُّ منها ... وذكر الحديث» . وفي أخرى «يحتزُّ من كتف يأكل منها، ثم صلى، ولم يتوضأ» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الرواية الأخيرة (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 268 في الوضوء، باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق، وفي الجماعة، باب إذا دعي الإمام إلى الصلاة وبيده ما يأكل، وفي الجهاد، باب ما يذكر في السكين، وفي الأطعمة، باب قطع اللحم بالسكين، وباب شاة مسموطة والكتف والجنب، ومسلم رقم (355) في الطهارة، باب نسخ الوضوء مما مست النار، والترمذي رقم (1837) في الأطعمة، باب ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرخصة في قطع اللحم بالسكين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/139) و (5/287) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا فليح. وفي (4/139) و (5/288) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (4/139) (5/288) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. وفي (4/179) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة. وفي (4/179) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (4/179) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والدارمي (733) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. والبخاري (1/63) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (1/172) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم، عن صالح، وفي (4/51) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي (4/51) و (7/96 و 107) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (7/98) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (1/188) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد (ح) وحدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث. وابن ماجة (490) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي. والترمذي (1836) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/10700) عن أحمد بن محمد بن المغيرة، عن عثمان بن سعيد، عن شعيب بن أبي حمزة. تسعتهم - فليح، وصالح، وإبراهيم بن سعد، وهشام بن عروة، ومعمر، وعقيل، وشعيب، وعمرو ابن الحارث، والأوزاعي - عن الزهري، قال: أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية، فذكره. (*) في رواية هشام بن عروة. قال: حدثني الزهري، عن فلان بن عمرو بن أمية، عن أبيه. الحديث: 5251 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 220 5252 - (خ م) ميمونة - رضي الله عنها -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أكل عندها كَتِفاً، ثم صلَّى ولم يتوضأ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 270 في الوضوء، باب من مضمض من السويق ولم يتوضأ، ومسلم رقم (356) في الحيض، باب نسخ الوضوء مما مست النار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/331) قال: حدثنا عتاب بن زياد. قال: حدثنا عبد الله. (ح) وعلي ابن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال حدثني بكير. والبخاري (1/63) قال: حدثنا أصبغ. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير. ومسلم (1/188) قال: حدثني أحمد بن عيسى. قال:حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث. قال: حدثني بكير بن الأشج. (ح) وقال عمرو: وحدثني جعفر بن ربيعة، عن يعقوب بن الأشج. كلاهما - بكير بن الأشج، ويعقوب بن الأشج - عن كريب مولى ابن عباس، فذكره. الحديث: 5252 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 221 5253 - (ط د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا معه، فدخل على امرأة من الأنصار، فذبحتْ له شاة، فأكل، وأتَتْهُ بِقناع من رُطَب، فأكل منه، ثم توضأ للظهر وصلى، ثم انصرف، فأتَتْهُ بعُلالَة من عُلالة الشاة، فأكل، ثم صلى العصر، ولم يتوضأ» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: «قُرِّبَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- خُبز ولحم، فأكل، ودعا بِوَضوء، فتوضأ، ثم صلَّى الظهر، ثم دعا بفَضل طعامه، فأكل، ثم قام إلى الصلاة، ولم يتوضأ» . وفي رواية لأبي داود والنسائي قال: «كان آخِرُ الأمْرَين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تَرْكَ الوضوء مما غيِّرت النار» . وأخرج «الموطأ» رواية أبي داود مرسلاً عن محمد بن المنكدر قال: دعي لطعام، فقُرِّب إليه ... وذكره (1) . [ص: 222] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بقِناع) القِناع: الطَّبَق. (بعُلالة) العُلالة: بَقيَّة الشيء، والمراد به: بقيَّة لحم الشاة، وقيل: العُلالة: ما يُتعلّل به شيئاً بعد شيء.   (1) رواه الموطأ 1 / 27 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مسته النار، والترمذي رقم (80) في الطهارة، باب ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار، وأبو داود رقم (191) و (192) في الطهارة، باب ترك الوضوء مما غيرت النار، والنسائي 1 / 108 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما غيرت النار، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح، وهو الناسخ لما تقدم من أحاديث اللباب: عن عبد الله بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: «أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأة من الأنصار، فرشت له صورا لها. والصور: النخلات المجتمعات وذبحت له شاة فأكل منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم جاءت صلاة الظهر، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم-، فتوضأ، ثم صلى الظهر، ثم أتي بعلالة الشاة، فأكل منها، ثم قام إلى العصر، ولم يتوضأ، ثم أتيت أبا بكر الصديق، فقال لأهله: هل عندكم شيء؟ قالوا: لا قال: فأين شاتكم الوالد؟ فأتي بها، فحلبها، وجعل لنا منه لبأ، فأكل منه وأكلنا، ثم قام إلى الصلاة فصلى، ولم يتوضأ، ثم أتيت عمر بن الخطاب، فأتى بجفنتين فجعلت إحداهما بين يديه، والأخرى من خلفه، فأكل وأكلنا، ثم صلى، ولم يتوضأ» . أخرجه الحميدي (1266) . والترمذي (80) . وفي الشمائل (180) مختصرا. قال: حدثنا ابن أبي عمر كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر - قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره. - وعن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه سأله عن الوضوء مما مست النار، فقال: لا. «قد كنا زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا قليلا، فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ» . أخرجه البخاري (7/106) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. وابن ماجة (3282) قال: حدثنا محمد بن سلمة المصري أبو الحارث، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. كلاهما - إبراهيم، وابن وهب - عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، فذكره. - وعن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: «قربت للنبي -صلى الله عليه وسلم- خبزا ولحما، فأكل، ثم دعا بوضوء، فتوضأ، ثم صلى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه، فأكل، ثم قام إلى الصلاة، ولم يتوضأ» . أخرجه أحمد (3/322) قال: حدثنا عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وأبو داود (191) قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن الخثعمي، قال: حدثنا حجاج. ثلاثتهم - عبد الرزاق، ومحمد. وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن المنكدر، فذكره. - وعن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا معه، فدخل على امرأة من الأنصار، فذبحت له شاة فأكل، وأتته بقناع من رطب فأكل منه، ثم توضأ للظهر وصلى، ثم انصرف، فأتته بعلالة من علالة الشاة، فأكل، ثم صلى العصر ولم يتوضأ» . أخرجه الترمذي (80) وفي الشمائل (180) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، فذكره. - وعن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله، قال: «كان آخر الأمرين من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك الوضوء مما مست النار» . أخرجه أبو داود (192) قال: حدثنا موسى بن سهل أبو عمران الرملي. والنسائي (1/108) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. وابن خزيمة (43) قال: حدثنا موسى بن سهل الرملي. كلاهما - موسى، وعمرو - قالا: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد ابن المنكدر، فذكره. الحديث: 5253 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 221 5254 - (م) أبو رافع - رضي الله عنه - قال: «أشهدُ لقد كنتُ أشوي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- بطن شاة، ثم صلى، ولم يتوضأ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (357) في الحيض، باب نسخ الوضوء مما مست النار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/8) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج. قال: أخبرنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عجلان، وفي (6/9) قال: حدثنا علي بن بحر. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. قال: حدثنا ابن عجلان. ومسلم (1/188) قال: حدثني أحمد بن عيسى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث. قال: حدثني سعيد بن أبي هلال. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12031) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه، عن خالد ابن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. كلاهما - محمد بن عجلان، وسعيد بن أبي هلال - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي غطفان، فذكره. (*) في رواية أحمد بن الحجاج: عباد بن عبيد الله بن أبي رافع، وفي رواية علي بن بحر عباد بن أبي رافع، وعباد لقب عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع. (*) وفي رواية خالد بن يزيد: ابن أبي رافع ولم يسمه. الحديث: 5254 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 222 5255 - (ط) عبد الرحمن بن زيد الأنصاري - رضي الله عنه -: «أن أنس بن مالك قدم من العراق، فدخل عليه أبو طلحة وأُبيُّ بن كعب، فقرَّبَ لهما طعاماً، قد مَسَّته النار، فأكلوا منه، فقام أنس فتوضأ، فقال له أبو طلحة وأُبيُّ بن كعب: ما هذا يا أنس؟ أعِرَاقيَّة (1) ؟ فقال أنس: ليتني لم أفعل، وقام أبو طلحة وأبيُّ بن كعب، فصلَّيا ولم يتوضآ (2) » أخرجه «الموطأ» (3) . [ص: 223]   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " أي: أبالعراق استفدت هذا العلم وتركت عمل أهل المدينة المتلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم. (2) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": فدل فعلهما وإنكارهما - وهما من هما - على أنس ورجوعه إليهما، على أن إجماع أهل المدينة على أن لا وضوء مما مست النار، وهو من الحجج القوية الدالة على نسخ الوضوء منه، ومن ثم ختم به الباب - يعني مالك في الموطأ - وهو يفيد أيضاً رد ما ذهب إليه الخطابي من حمل أحاديث الأمر على الاستحباب، إذ لو كان مستحباً ما ساغ إنكارهما عليه، والله أعلم. (3) 1 / 27 و 28 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مسته النار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/252) (255) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (188) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن سليمان الأنباري، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي في الشمائل (166) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى الورقة (87-أ) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أخبرنا الفضل بن موسى. كلاهما - وكيع، والفضل - عن مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن المغيرة بن عبد الله، فذكره. الحديث: 5255 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 222 5256 - (د) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «ضِفتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فأمر بجَنْب فَشُويَ، وأخذ الشَّفْرَةَ، فجعل يَحُزُّ لي بها منه، قال: فجاء بلال، فآذَنَه بالصلاة، قال: فألْقَى الشَّفْرَةَ، وقال: ما له؟ تَرِبَت يداه، وقام يُصَلي» . زاد [محمد بن سليمان] الأنباري، وكان شارِبي وفَى، فقصَّه [لي] على سواك - أو قال: أقصُّه لك على سواك -. أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَرِبَت يداه) هذا دعاء عليه بالفقر، من المَتْرَبة، أي: لَصِقَت يده بالتراب، من الفقر، هذا هو الأصل، ثم صار يستعمل في مواقع التعجب من الإنسان والإنكار عليه، وإن لم يُرد به الدعاء عليه. (وفَى) الشَّعرُ: إذ كثُر وطال.   (1) رقم (188) في الطهارة، باب في ترك الوضوء مما مست النار، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 252، وإسناده صحيح. الحديث: 5256 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 223 5257 - (س) زينب بنت أبي سلمة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أكل كِتفاً، فخرج إلى الصلاة، ولم يَمَسَّ ماء» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 107 و 108 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما غيرت النار، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (1/107 و 108) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: ثنا يحيى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، فذكره. قال العماد ابن كثير: لها أحاديث - أي زينب - وليس لها عند الإمام أحمد في «مسنده» شيء. جامع المسانيد (15/467) . قلت: لم يوردالعماد بن كثير لها هذا الحديث ولا ترجم لها من رواية علي بن الحسين!!! الحديث: 5257 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 223 5258 - (د) عبيد (1) بن ثمامة المرادي قال: «قدم علينا مصرَ عبد الله بنُ الحارث بن جَزء من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسَمِعتُه يُحدِّث في مسجد مصرَ، قال: لقد رأيتُني سابعَ سبعة - أو سادس ستة - مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في دار رجل، فمرَّ بلال، فناداه بالصلاة، فخرجنا، فَمَرَرْنا برجل، وبُرْمَتهُ على النار، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أطابت بُرْمتكَ؟ قال: نعم، بأبي أنت وأمي، فتناول منها بَضْعَة، فلم يزل يَعلِكُها حتى أحْرَمَ بالصلاة وأنا أنظر إليه» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البُرْمَة) : القِدْر.   (1) قال الحافظ في " التقريب " ويقال: عتبة، وبه جزم ابن يونس، وقال في " التهذيب ": ورواه الطبراني في " الكبير "، وقال: عتبة، وهو الصواب. (2) رقم (193) في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مست النار، وعبيد بن ثمامة المرادي، مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (193) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي كريمة، قال ابن السرح: ابن أبي كريمة من خيار المسلمين، قال: حدثني عبيد بن ثمامة المرادي، فذكره. وعن سليمان بن زياد الحضرمي، عن عبد الله بن الحارث بن الجزء الزبيدي، قال: «أكلنا مع رسول الله، طعاما في المسجد. لحما قد شوي. فمسحنا أيدينا بالحصباء، ثم قمنا نصلي، ولم نتوضأ» . أخرجه أحمد (4/190) قال: حدثنا حسن بن موسى. والترمذي في الشمائل (165) قال: حدثنا قتيبة. وابن ماجة (3311) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا يحيى بن بكير. ثلاثتهم - حسن بن موسى، وقتيبة، ويحيى بن بكير - قالوا: حدثنا ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد الحضرمي، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/191) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، وسليمان بن زياد الحضرمي، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، فذكره. الحديث: 5258 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 224 5259 - (خ ط س) سويد بن النعمان - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عام خيبرَ، حتى إذا كنا بالصَّهباء - وهي من أدنى خيبر - صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- العصر، فلما صلى دعا بالأطعمة، فلم يُؤتَ إلا بالسّويق، فأمَرَ به، فثُرِّيَ، وأكل وأكلنا، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى المغرب، فمضمض ومضمضنا، ثم صلَّى ولم يتوضأ» . أخرجه البخاري و «الموطأ» والنسائي (1) .   (1) 1 / 269 في الوضوء، باب من مضمض من السويق، وباب الوضوء من غير حدث، وفي الجهاد باب حمل الزاد في الغزو، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وباب غزوة خيبر، وفي الأطعمة، باب ليس على الأعمى حرج، وباب السويق، وباب المضمضة بعد الطعام، والموطأ 1 / 26 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مسته النار، والنسائي 1 / 108 و109 في الطهارة، باب المضمضة من السويق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (437) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/462) قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/462) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (3/488) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. والبخاري (1/63) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (1/64) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان يعني ابن بلال وفي (4/66) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (5/160) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (5/166) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (7/90، 105) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (7/91) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (492) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. والنسائي (1/108) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وفي الكبرى (187) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4813) عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد القطان. عشرتهم - سفيان، وشعبة، وابن نمير، ويحيى بن سعيد القطان، ومالك، وسليمان بن بلال، وعبد الوهاب، وحماد بن زيد، وعلي بن مسهر، والليث - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: سمعت بشير بن يسار، فذكره. لفظ رواية محمد بن جعفر، عن شعبة: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر،فلم يكن عندهم طعام، قال: فأتوا بسويق، فلاكوا منه، وشربوا منه، ثم أتوا بماء فمضمضوا، ثم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى.» . رواية ابن أبي عدي، عن شعبة، مختصرة على: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أتوا بسويق فاكلوه» . رواية الليث مختصرة على: «أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بسويق فأكل وأكلنا معه، ثم تمضمض، فقام فصلى المغرب، ولم يتوضأ» . الحديث: 5259 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 224 5260 - (ط) ربيعة بن عبد الله [بن الهدير]- رحمه الله - «أنه تعشّى مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (1) ، ثم صلى ولم يتوضأ» أخرجه «الموطأ» (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": تعشى طعاماً مسته النار. (2) 1 / 26 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مسته النار، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (49) قال: عن محمد بن المنكدر وعن صفوان بن سليم أنهما أخبراه عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، فذكره. الحديث: 5260 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 225 5261 - (ط) أبان بن عثمان - رحمه الله - «أن عثمان بن عفان أكل خبزاً ولحماً، ثم مضمض وغسل يديه، ومسح بهما وجهه، ثم صلى، ولم يتوضأ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 26 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مسته النار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (50) قال: عن حمزة بن سعيد المازني، فذكره. الحديث: 5261 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 225 5262 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه: «أن عليَّ بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس: كانا لا يتوضَّآن مما مست النار» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 26 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مسته النار، بلاغاً، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك في الموطأ (51) كتاب الطهارة باب ترك الوضوء مما مست النار. الحديث: 5262 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 225 5263 - (ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «رأيتُ أبا بكر الصديق أكل لحماً، ثم صلى ولم يتوضأ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 27 في الطهارة، باب ترك الوضوء مما مسته النار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (53) قال: عن أبي نعيم وهب بن كيسان، فذكره. الحديث: 5263 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 225 5264 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شرب لبناً فلم يمضمض، ولم يتوضأ، وصلَّى» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (197) في الطهارة، باب الرخصة في ذلك، وفي سنده مطيع بن راشد، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف وله شواهد تقدمت: أخرجه أبو داود (197) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن مطيع بن راشد، عن توبة العنبري، فذكره. قلت: مطيع بن راشد مجهول، وللحديث شواهد تقدمت قريبَا. الحديث: 5264 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 225 الفرع الخامس: في لحوم الإبل 5265 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أتوضأُ من لحوم الغنم؟ قال: «إن شئتَ فتوضأ، وإن شئتَ فلا تتوضأ» قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: «نعم فتوضأ من لحوم الإبل» قال: أُصَلي في مَرَابِضِ الغنم؟ قال: «نعم» قال: أُصلِّي في مَبَارِك الإبل؟ قال: «لا» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَرَابِض الغنم) : موضع رُبوضها، وهو الموضع الذي تكون فيه. (مَبارِك الإبل) : موضع بُرُوكها، وإنما نهى عن مَبَارِك الإبل لما يَعْرِض لها من النِّفَار والاضطراب في أكثر أحوالها، وذلك مما يُلْهِي المصلي ويَشغَله، أو يُؤذيه بحركتها.   (1) رقم (360) في الحيض، باب الوضوء من لحوم الإبل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم في الصلاة. الحديث: 5265 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 226 5266 - (د ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «سئل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن الوضوء من لحوم الإبل، فقال: توضؤوا منها، وسئل عن لحوم الغنم، فقال: لا توضؤوا منها، وسئل عن الصلاة في مبارك الإبل، فقال: [ص: 227] لا تصلُّوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين، وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم، فقال: صلُّوا فيها، فإنها بركة» أخرجه أبو داود. وأخرج الترمذي إلى قوله: «لا توضؤوا منها» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (184) في الطهارة، باب الوضوء من لحوم الإبل، والترمذي رقم (81) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 288 و 4 / 303، وابن الجارود في " المنتقى " صفحة 22، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه في حرف الصاد، كتاب الصلاة. الحديث: 5266 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 226 الفرع السادس: في أحاديث متفرقة 5267 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «بينما رجل يُصلِّي مُسبِل إزاره، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اذهب فتوضأ، فذهبَ فَتَوضأ ثم جاء، فقال رجل: يا رسول الله، مالك أمرتَه أن يتوضأ؟ قال: إنه كان يُصلِّي وهو مُسبل إزارَه، وإن الله لا يقبلُ صلاةَ رجل مُسبل إزاره» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4086) في اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4086) قال: ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا يحيى، عن أبي جعفر، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 5267 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 227 5268 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - قال: «كُنَّا لا نَتَوضأ من مَوطِئ، ولا نَكُفُّ شعراً ولا ثَوْباً» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 228] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَوْطِئ) الموطِئ: ما يُوطَأ في الطريق من الأذى. أراد: أنهم كانوا لا يُعيدون الوضوء من الأذى الذي يصيب أرجلهم، ولا كانوا يغسلونها منه. (لا نَكُفّ شَعراً ولا ثوباً) أي: لا نَقيها من التراب إذا صلينا صيانة لها عن التَّتريب، ولكن نُرْسِلها فتقع على الأرض إذا سجدنا مع الأعضاء.   (1) رقم (204) في الطهارة، باب في الرجل يطأ الأذى برجله، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1041) ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (204) قال: حدثنا هناد بن السري وإبراهيم بن أبي معاوية، عن أبي معاوية (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثني شريك، وجرير، وابن إدريس. وابن ماجة (1041) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن خزيمة (37) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وعبد الله بن محمد الزهري، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالوا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم - أبو معاوية، وشريك، وجرير، وعبد الله بن إدريس، وسفيان - عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره. (*) قال أبو داود: قال إبراهيم بن أبي معاوية فيه عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، أو حدثه عنه. قال: قال عبد الله. وقال هناد: عن شقيق، أو حدثه عنه. (*) وفي رواية أبي معاوية عند ابن خزيمة: حدثنا الأعمش. قال: حدثني شقيق أو حدثت عنه، عن عبد الله. (*) قال ابن خزيمة: وهذا الخبر له علة: لم يسمعه الأعمش عن شقيق. الحديث: 5268 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 227 الفصل الثالث: في المسح على الخُفَّين، وفيه أربعة فروع الفرع الأول: في جواز المسح 5269 - (خ م ط د ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سَفَر، فقال: يا مُغيرةُ، خُذِ الإداوةَ، فأخذتُها، فانطلقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى تَوارَى عَنِّي، فقضى حاجَتَهُ وعليه جُبَّة شاميَّة، فذهبَ ليُخرِجَ يده من كُمِّها، فضاقتْ، فأخرج يدَه من أسفلها، فَصبَبْتُ عليه، فتوضَّأ وضوءَهُ للصلاة، ومَسَحَ على خُفَّيْهِ، ثم صلَّى» . [ص: 229] وفي رواية قال: «وَضَّأتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فمسح على خُفَّيه وصلَّى» . وفي أخرى «أنَّه انْطَلَقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لحاجته، ثم أقْبَل، فَتَلَقَّيْتُه بماء، فتوضأ، وعليه جُبَّة شاميَّة، فمضمض، واستنشق، وغسل وجهه، فذهبَ يخرجُ يديه من كُمَّيه، فكانا ضيِّقيْن، فأخرجهما من تحته فغسلهما، ومسح برأسه، وعلى خفيه» . وفي أخرى «أنه كان مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، وأنه ذهب لحاجته، وأنَّ المغيرة جعل يَصُبُّ عليه، وهو يتوضأ، فغسل وجهه، ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين» . وفي أخرى «ذهب َالنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لبعض حاجاته، فقمت أسْكُبُ عليه الماءَ - لا أعْلمه إلا قال: في غزوة تبوك - فَغَسَلَ وجهه وذهبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيه، فضاق عليه كمُّ الجُبَّة، فأخرجهما من تحت جُبَّتِهِ، فغسلهما، ثم مسح على خفَّيه» . وفي أخرى: «كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأهْويتُ لأنزعَ خفيه، فقال: دَعْهما فإني أدخلتُهما طاهرتين، فمسح عليهما» . وفي أخرى «كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة في مَسِير، فقال لي: أمعك ماء؟ فقلت: نعم فنزل عن راحلته يمشي، حتى توارَى في سوادِ الليل، ثم جاء، فأفْرَغْتُ عليه من الإداوة، فغسل وجهه وعليه جبَّة من [ص: 230] صُوف، فلم يستطعْ أن يُخرِجَ ذراعيه منها، حتى أخرجَهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ومسح برأسه، ثم أهويتُ لأنزِع خُفَّيه، فقال: ... وذكر الحديث» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم في أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفَّين ومُقَدَّمِ رأسه، وعلى عِمامته» . وفي أخرى «توضأ، فمسح بناصيته، وعلى العِمامة، وعلى الخُفين» . وقد تقدَّم لمسلم في «كتاب الصلاة» روايتان لهذا الحديث، وهما في «باب صلاة الجماعة» . وأخرجه «الموطأ» ، وقد تقدَّمت روايتُه هنالك. وفي رواية أبي داود قال: «كُنَّا معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في رَكبَة، ومعي إدَاوَة، فخرج لحاجته، ثم أقْبَلَ، فَتلقَّيتُه بالإداوة، فأفرَغْتُ عليه، فغسل كفَّيه ووجهه، ثم أراد أن يُخرج ذراعيه، وعليه جبة من صوف من جِباب الرُّوم ضيِّقَةُ الكمَّين، فضاقت، فَادَّرَعهما ادِّراعاً، ثم أهويتُ إلى الخفين لأنزِعهما، فقال: دع الخفين، فإني أدخلتُ القدمين الخفين وهما طاهرتان، فمسح عليهما» . قال الشعبي: شهد لي عروة - يعني: ابنَ المغيرة - على أبيه، وشهدَ أبوه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. [ص: 231] وله في أخرى: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يمسح على الخفين [وعلى ناصيته] ، وعلى عمامته» . وله في أخرى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفَّين، فقلتُ: يا رسول الله، نَسيتَ؟ قال: بل أنتَ نَسيتَ، بهذا أمرني ربي عز وجل» . وفي رواية الترمذي «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ، ومسح على الخفين والعِمامة» لم يزد على هذا القدر. وفي رواية النسائي قال: «خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لحاجته، فلما رجع تلقَّيته بإداوة، فصببتُ عليه، فغسل يديه، ثم غسل وجهه، ثم ذهب ليغسل ذراعيه، فضاقت به، فأخرجهما من أسفل الجبة، فغسلهما ومسح على خفيه، ثم صلى بنا» . وفي أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج لحاجته، فاتَّبَعه المغيرةُ بإداوة فيها ماء، فصبَّ عليه حتى فرغَ من حاجته، فتوضأ ومسح على خفيه» . وفي أخرى قال: «كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فقال: تَخلَّفْ يا مُغَيرةُ، وامضوا أيها الناس،، فتخلفتُ ومعي إداوة من ماء، ومضى الناسُ، فذهبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لحاجته، فلما رجعَ ذهبتُ أصُبُّ عليه، وعليه جبَّة رُوميَّة ضيِّقَةُ الكُمَّين، فأراد أن يُخرِجَ يده منها، [ص: 232] فضاقتْ عليه، فأخرج [يده] من تحت الجبة، فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ومسح على خفيه» . وفي أخرى له قال: «كُنَّا معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر فقرع ظهري بعصاً كانت معه، فَعدَل، وعدلْتُ معه، حتى أتينا كذا وكذا من الأرض، ثم سار حتى توارى عني، ثم جاء فقال: أمعك ماء؟ ومعي سَطيحة لي، فأتيتُه بها فأفْرغتُ عليه، فغسل يديه ووجهه، وذهبَ ليَغْسِل ذراعَيه، وعليه جبة شامية ضيقة الكُمَّين، فأخرج يده من تحت الجبة، فغسل وجهه وذراعيه، وذكر من ناصيته شيئاً، وعِمامته شيئاً - قال ابن عَون: لا أحفظ كما أريد - ثم مسح على الخفين، ثم قال: حاجتَك؟ قلتُ: يا رسول الله، ليست لي حاجة، فجئنا وقد أمَّ الناسَ عبد الرحمن بنُ عوف وقد صلى بهم ركعة من الصبح، فذهبتُ لأُوذِنَهُ، فنهاني، فصلَّينا ما أدركنا، وقضينا ما سُبِقْنا» . وله في أخرى نحوها، وقال في آخره: «فألْقاها على مَنْكبيْه، فغسل ذراعيه، ومسح بناصيته، وعلى العِمامة، وعلى الخفين» . وقال في أخرى: «فأخرجهما من أسفل الجبة فغسلهما، ومسح على خفيه، ثم صلى بنا» . [ص: 233] وله في أخرى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ فمسح ناصيته، وعمامته، وعلى الخفين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أهويت) بيدي إلى الشيء: إذا مددتها إليه. (تَوَارى) التَّواري: الاستتار. (رَكَبة) الرَّكَبة بالتحريك: أقل من الرَّكْب، والرَّكْب: أصحاب الإبل في السفر دون الدواب، وهم العشرة فما فوقها. (فادَّرَعَهما ادّرَاعاً) قال الخطابي: «ادّرَعَهما» أي: نزع ذِرَاعيه عن الكُمَّين، وأخرجهما من تحت الجُبَّة، ووزنه: افْتَعَل، من ذرع، أي: مدَّ ذِرَاعيه، كما يقال: اذّكَرَ من ذَكَرَ. [ص: 234] قلت: وحقيقة ذلك من الذِّراع، وهو السَّاعِد، والذَّرْع: بَسط اليد ومدُّها، أي: مدُّ الذِّراع، والتذريع في المشي: تحريك الذِّراعين، فإذا بَنَيْت افْتَعَل من الذَّرْع. قلت: اذْتَرَع يَذْتَرِع اذْتِرَاعاً، فلما اجتمع الذال والتاء - والنطق بهما ثقيل - أرادوا أن يُدغموا لتخفيف النطق، فقلبوا التاء دالاً غير معجمة، لأنها من مخرجها، ولأن الدال أخت الذال، فاجتمع دال وذال، ولهم حينئذ فيما كان من هذا النوع مذهبان: فمنهم من يقلب الذال المعجمة دالاً ويُدغم، فيقول: مُدَّرِع، بدال مشددة غير معجمة، ومنهم من يقلب الدال غير المعجمة ذالاً معجمة، فيقول: مُذَّرِع، بذال مشددة معجمة، ومثله: مُدَّكر ومُذَّكر، فإن كانت الرواية الأولى كما فسَّره الخطابي فهو «اذَّرعهما» بذال معجمة، ويجوز أن يكون بدال غير معجمة، على التقدير الذي ذكرناه، ويكون المراد بها: المعنى المطلوب من الاذَّراع بالذال المعجمة، وإلا فالادَّراع - بالدال المهملة - على غير هذا التقدير، فإنما هو افتعال من الدَّرع بالدال غير المعجمة، وهو لبس الدِّرع أو الدُّرَّاعة، وذلك بخلاف المطلوب من الحديث، فإنه إنما أراد: إخراج يديه، لا إدخالهما. وقال الأزهري في الحديث: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم- اذّرع ذراعيه من أسفل الجبة اذراعاً» . قال النضر: اذّرع ذراعيه، أي: أخرجهما، وكذا قال [ص: 235] فيه الهروي، فإن كانت الرواية هكذا، فقد زال ذلك التعسُّف، إلا أن تفسير الخطابي له، أن وزنه: «افْتَعَل» يمنع من هذا وقول الخطابي أولى، لأن الحديث أخرجه أبو داود في " السنن "، وهو شرح ما أخرجه أبو داود في " المعالم "، وقيَّده بهذا القول، وهو كان أعرف بالحديث من غيره. (فقرع) قرعته بالعصا، أي: ضربته بها. (لأُوذِنَه) آذَنْتُه بالشيء أُوذِنُه إيذاناً: إذا أعلمتَه.   (1) رواه البخاري 1 / 265 في الوضوء، باب المسح على الخفين، وباب الرجل يوضئ صاحبه، وباب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان، وفي الصلاة، باب الصلاة في الجبة الشامية، وباب الصلاة في الخفاف، وفي الجهاد، باب الجبة في السفر والحرب، وفي المغازي، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر، وفي اللباس، باب من لبس جبة ضيقة الكمين في السفر، وباب جبة الصوف في الغزو، ومسلم رقم (274) في الطهارة، باب المسح على الخفين، والموطأ 1 / 36 في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين، وأبو داود رقم (149) و (150) و (151) في الطهارة، باب المسح على الخفين، والترمذي رقم (97) و (98) و (99) و (100) في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين أعلاه وأسفله، والنسائي 1 / 82 في الطهارة، باب المسح على الخفين، وباب المسح على الخفين في السفر، وباب صفة الوضوء، وباب المسح على العمامة مع الناصية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/247) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد. قال: سمعت بكر بن عبد الله، فذكره. - وعن مسروق، عن المغيرة بن شعبة، قال: «كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فقال: يا مغيرة خذ الإداوة، فأخذتها، ثم خرجت معه، فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى توارى عني، فقضى حاجته.، ثم جاء، وعليه جبة شامية، ضيقة الكمين، فذهب يخرج يده من كمها فضاقت عليه، فأخرج يده من أسفلها، فصببت عليه، فتوضأ وضوءه للصلاة، ثم مسح على خفيه، ثم صلى» . أخرجه أحمد (4/250) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (1/101) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/108) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (4/50) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (7/158) قال: حدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (1/158) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، عن أبي معاوية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، جميعا عن عيسى بن يونس. وابن ماجة (389) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس. والنسائي (1/82) قال: أخبرنا علي ابن خشرم، قال: حدثنا عيسى. وفي الكبرى الورقة (129-أ) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية. أربعتهم - أبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الواحد، وعيسى - عن الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/247) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن المغيرة، فذكره. ليس فيه مسروق. (*) اللفظ لأبي معاوية عند مسلم. - وعن الشعبي، عن المغيرة بن شعبة، قال: «وضأت النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فغسل وجهه، وذراعيه، ومسح برأسه، ومسح على خفيه، فقلت: يا رسول الله، ألا أنزع خفيك؟ قال: لا، إني أدخلتهما وهما طاهرتان، ثم لم أمش حافياا بعد، ثم صلى صلاة الصبح» . أخرجه أحمد (4/245) قال: حدثنا عبدة بن سليمان أبو محمد الكلابي، قال: حدثنا مجالد، عن الشعبي، فذكره. - وعن قبيصة بن برمة، عن المغيرة بن شعبة، قال: «خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض ما كان يسافر، فسرنا حتى إذا كنا في وجه السحر، انطلق حتى توارى عني، فضرب الخلاء ثم جاء فدعا بطهور وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فأدخل يده من أسفل الجبة، ثم غسل وجهه، ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين» . أخرجه أحمد (4/248) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا عبيد الله بن إياد، قال: سمعت إيادا يحدث، عن قبيصة بن برمة، فذكره. - وعن أبي السائب مولى هاشم بن زهرة، قال: سمعت المغيرة بن شعبة، يقول: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فنزل منزلا، فتبرز النبي -صلى الله عليه وسلم-، فتبعته بإداوة، فصببت عليه، فتوضأ، ومسح على الخفين» . أخرجه أحمد (4/254) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر، قال: أخبرني شريك، يعني ابن عبد الله بن أبي نمر، أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة، فذكره. - وعن الأسود بن هلال، عن المغيرة بن شعبة، قال: «بينا أنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، إذ نزل فقضى حاجته، ثم جاء، فصببت عليه من إداوة كانت معي، فتوضأ، ومسح على خفيه» .. أخرجه مسلم (1/157) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا أبو الأحوص، عن أشعث، عن الأسود بن هلال، فذكره. - وعن عبد الرحمن بن أبي نعم، قال: حدثنا المغيرة بن شعبة، «أنه سافر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- واديا فقضى حاجته، ثم خرج فأتاه فتوضأ، فخلع خفيه، فتوضأ، فلما فرغ وجد ريحا بعد ذلك فعاد فخرج فتوضأ ومسح على خفيه، فقلت: يا نبي الله، نسيت، لم تخلع الخفين، قال: كلا، بل أنت نسيت، بهذا أمرني ربي عز وجل» . أخرجه أحمد (4/246) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (4/253) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (156) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا ابن حي. ثلاثتهم - محمد بن عبيد، ووكيع، والحسن بن صالح بن حي - عن بكير بن عامر البجلي، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، فذكره. وعن أبي أمامة الباهلي، عن المغيرة بن شعبة، قال: «دعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بماء، فأتيت خباء، فإذا فيه امرأة أعرابية، قال: فقلت: إن هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو يريد ماء يتوضأ فهل عندك من ماء؟ قالت: بأبي وأمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوالله ما تظل السماء ولا تقل الأرض روحا أحب إليَّ من روحه، ولا أعز، ولكن هذه القربة مسك ميتة، ولا أحب أنجس به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته، فقال: ارجع إليها، فإن كانت دبغتها فهي طهورها، قال: فرجعت إليها، فذكرت ذلك لها، فقالت: إي والله لقد دبغتها، فأتيته بماء منها، وعليه يومئذ جبة شامية، وعليه خفان وخمار، قال: فأدخل يديه من تحت الجبة، قال: من ضيق كميها، قال: فتوضأ، فمسح على الخمار والخفين» . أخرجه أحمد (4/254) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا معان بن رفاعة، قال: حدثني علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي، فذكره. - وعن عروة بن الزبير، عن المغيرة بن شعبة، قال: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين، على ظاهرهما» . أخرجه أحمد (4/246) ، (254) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. (ح) وحدثناه سريج، والهاشمي. وأبو داود (161) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. والترمذي (98) قال: حدثنا علي بن حجر. خمستهم - إبراهيم بن أبي العباس، وسريج، وسليمان بن داود الهاشمي، ومحمد بن الصباح، وعلي ابن حجر - عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، فذكره. وعن كاتب المغيرة، عن المغيرة بن شعبة، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح أعلى الخف وأسفله» .. أخرجه أحمد (4/251) . وأبو داود (165) قال: حدثنا موسى بن مروان، ومحمود بن خالد الدمشقي. وابن ماجة (550) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (97) قال: حدثنا أبو الوليد الدمشقي. خمستهم - أحمد بن حنبل، وموسى، ومحمود، وهشام، وأحمد بن عبد الرحمن أبو الوليد - قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، عن وراد كاتب المغيرة، فذكره. (*) قال أبو داود: وبلغني أنه لم يسمع ثور هذا الحديث من رجاء. (*) قال الترمذي: هذا حديث معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم. قال: وسألت أبا زرعة، ومحمد بن إسماعيل، عن هذا الحديث؟ فقالا: ليس بصحيح، لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور عن رجاء ابن حيوة، قال: حدثت عن كاتب المغيرة، مرسل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكر فيه المغيرة. وعن ابن المغيرة، عن أبيه، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين، ومقدم رأسه، وعلى عمامته» . أخرجه أحمد 4/255) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (1/159) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن حاتم، جميعا عن يحيى القطان. وأبو داود (150) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا المعتمر. والترمذي (100) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والنسائي (1/76) وفي الكبرى (108) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثني يحيى بن سعيد. كلاهما - معتمر بن سليمان، ويحيى - عن سليمان التيمي، قال: حدثنا بكر بن عبد الله المزني، عن الحسن، عن ابن المغيرة، فذكره. قال بكر: وقد سمعته من ابن المغيرة بن شعبة. (*) أخرجه مسلم (1/159) قال: حدثنا أمية بن بسطام، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا المعتمر، عن أبيه، قال: حدثني بكر بن عبد الله، عن ابن المغيرة، فذكره ليس فيه الحسن. الحديث: 5269 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 228 5270 - (خ ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنَّ سعدَ بنَ أبي وقاص قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين، فسأل ابن عمر أباه عن ذلك؟ فقال له: نعم، إذا حدَّثك سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- شيئاً، فلا تسأل عنه غيرَه» . أخرجه البخاري. وفي رواية «الموطأ» «أن عبد الله بنَ عُمَرَ قَدِم الكوفةَ على سعد بن أبي وقاص- وهو أميرُها - فرآه عبد الله بن عمر يمسح على الخفين، فأنكر ذلك عليه، فقال له سعد: سَلْ أباك - إذا قدمتَ عليه - فَقدِمَ عبد الله، فنسيَ أن يسألَ عُمَرَ عن ذلك حتى قَدِمَ سعد، فقال: أسألتَ أباك؟ فقال: لا، فسأله عبد الله، فقال عمر: إذا أدخلتَ رِجْلَيْك [في الخفين] وهما طاهرتان، [ص: 236] فامْسحْ عليهما، قال عبد الله: وإن جاء أحدُنا من الغائط؟ قال عمرُ: نعم، وإن جاء أحدُكم من الغائط» . وفي رواية النسائي: أن سعداً قال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين» . وفي أخرى «في المسح على الخفين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنه لا بأس به» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 264 في الوضوء، باب المسح على الخفين، والموطأ 1 / 36 في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين، والنسائي 1 / 82 في الطهارة، باب المسح على الخفين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/15) (88) قال: حدثنا هارون بن معروف. والبخاري (1/62) قال: حدثنا أصبغ بن الفرج المصري. والنسائي (1/82) وفي الكبرى (127) قال: أخبرنا سليمان بن داود، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع. وابن خزيمة (182) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي. خمستهم - هارون، وأصبغ، وسليمان، والحارث، ويونس - عن ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، قال: حدثني أبو النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر، فذكره. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن سعد بن أبي وقاص «عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسح على الخفين أنه لا بأس به» . أخرجه أحمد (1/169) (1452) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن جعفر. وفي (1/169) (1459) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والنسائي (1/82) وفي الكبرى (128) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر. كلاهما - إسماعيل بن جعفر، ووهيب - عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، فذكره. - وعن يحيى بن يحيى بن عبيد البهراني، عن محمد بن سعد، قال يحيى: وكان يتوضأ بالزاوية، فخرج علينا ذات يوم من البراز فتوضأ، وسمح على خفيه. فتعجبنا، وقلنا: ما هذا؟ قال: حدثني أبي، أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعل مثل ما فعلت.» . أخرجه أحمد (1/186) (1617) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال أنبأنا الحجاج بن أرطأ، عن يحيى بن عبيد البهراني، عن محمد بن سعد، فذكره. قلت: رواية مالك في الموطأ (71) عن نافع وعبد الله فذكراه. الحديث: 5270 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 235 5271 - (ط) نافع - مولى ابن عمر، رضي الله عنهما -: «أنَّ عبد الله بنَ عمر بال بالسوق، ثم توضأ، فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ثم دُعِيَ لجنازة ليصلِّيَ عليها حين دخل المسجد، فمسح على خفيه، ثم صلى عليها» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 36 و 37 في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (72) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 5271 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 236 5272 - (م ت د س) بلال بن رباح - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين والخمار» أخرجه مسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود: «أن عبد الرحمن بنَ عوف سأل بلالاً عن وُضوءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كان يَخْرُجُ يقضي حاجتَهُ، فآتيه بإناء، فيتوضأ، ويمسح على عمامته ومُوقَيْه» . [ص: 237] وعند النسائي قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين والخمار- وفي أخرى: على الخفين-» . وله في أخرى: «دخلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبلال الأسواقَ، فذهب لحاجته، ثم خرج، قال أسامة: فسألت بلالاً، ما صنع؟ فقال بلال: ذهب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لحاجته، ثم توضأ فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين، ثم صلى» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُوقَيه) المُوق: الخفّ، وهو نوع منها ساقه إلى القصر.   (1) رواه مسلم رقم (275) في الطهارة باب المسح على الناصية والعمامة، وأبو داود رقم (153) في الطهارة، باب المسح على الخفين، والترمذي رقم (101) في الطهارة، باب ما جاء في المسح على العمامة، والنسائي 1 / 75 و 76 في الطهارة، باب المسح على العمامة، وباب المسح على الخفين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخمار والخفين.» . أخرجه الحميدي (150) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبان بن تغلب، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وأحمد (6/13) قال: حدثنا وكيع، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة. وفي (6/13 و 15) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا سفيان، عن الأعمش. وفي (6/14) قال: حدثنا عبد الجبار بن محمد الخطابي، قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد بن أبي أنيسة. وفي (6/15) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (1/76) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن وكيع، عن شعبة. خمستهم - أبان، وابن أبي ليلى، وشعبة، والأعمش، وزيد - عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. - وعن كعب بن عجرة، عن بلال. «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين والخمار» . أخرجه أحمد (6/12) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/14) قال: حدثنا ابن نمير. ومسلم (1/159) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنيه سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي، يعني ابن مسهر. وابن ماجة (561) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس. والترمذي (101) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا علي بن مسهر. والنسائي (1/75) قال: أخبرنا الحسين بن منصور. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وأنبأنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وابن خزيمة (180) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (183) قال: حدثنا محمد ابن العلاء بن كريب الهمداني، وعبد الله بن سعيد الأشج، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن زائدة. خمستهم - أبو معاوية، وابن نمير، وعيسى، وابن مسهر، وزائدة - عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، فذكره. وعن أبي عبد الرحمن، أنه شهد عبد الرحمن بن عوف يسأل بلالا عن وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «كان يخرج يقضي حاجته، فآتيه بالماء، فيتوضأ، ويمسح على عمامته، وموقيه» . 1- أخرجه أحمد (6/12) قال: حدثنا محمد بن بكر، وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (6/13) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (153) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. كلاهما - محمد، ومعاذ - قالا: حدثنا شعبة. كلاهما - ابن جريج، وشعبة - عن أبي بكر بن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله، مولى بني تيم بن مرة، عن أبي عبد الرحمن، فذكره. رواية ابن جريج عن أبي بكر بن حفص، عن أبي عبد الرحمن، عن أبي عبد الله، قلبه. وعن نعيم بن خمار، عن بلال، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «امسحوا على الخفين والخمار» . أخرجه أحمد (6/12) قال: حدثنا هشام بن سعيد. وفيه (6/12) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وفي (6/13) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/14) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. أربعتهم - هشام، وأبو سعيد، وعبد الرزاق، وهاشم - عن محمد بن راشد، قال: حدثنا مكحول، عن نعيم بن خمار، فذكره. وعن البراء بن عازب، عن بلال قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين» . أخرجه أحمد (6/15) قال: حدثنا معاوية، عن عمرو، ويحيى بن أبي كثير قالا: حدثنا زائدة. والنسائي (1/75) قال: أخبرنا الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي، عن طلق بن غنام، قال: حدثنا زائدة، وحفص بن غياث. كلاهما - زائدة، وحفص - عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، فذكره - وعن أبي إدريس الخولاني، عن بلال: «عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه مسح على الموقين والخمار» . أخرجه أحمد (6/15) قال: حدثنا عفان. وابن خزيمة (189) قال: حدثنا نصر بن مرزوق المصري، قال: حدثنا أسد يعني ابن موسى. كلاهما - عفان، وأسد - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، فذكره. وعن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، قال: «دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال الأسواق، فذهب لحاجته، ثم خرج، قال أسامة: فسألت بلالا ما صنع؟ فقال بلال: ذهب النبي -صلى الله عليه وسلم- لحاجته، ثم توضأ: فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين، ثم صلى» . أخرجه النسائي (1/81) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم. وسليمان بن داود. وابن خزيمة (185) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. أربعتهم- دحيم، وسليمان، ويونس، ومحمد - عن عبد الله بن نافع، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 5272 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 236 5273 - (ت) أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: «سألتُ جابرَ بنَ عبد الله عن المسح على الخفين، فقال: السُّنَّة يا ابن أخي، وسألته عن المسح على العمامة، فقال: أمِسَّ الشعرَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (102) في الطهارة، باب ما جاء في المسح على العمامة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (102) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق هو القرشي، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، فذكره. الحديث: 5273 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 237 5274 - (خ م د ت س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -: «بَالَ، [ص: 238] ثم توضأ، ومسح على خفيه، فقيل: تفعلُ هذا؟ فقال: نعم، رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بال، ثم توضأ، ومسح على خفيه» . قال الأعمش: قال إبراهيم: وكان أصحابُ عبد الله يعجبهم هذا الحديث؛ لأن إسلام جرير بعد نزول المائدة، أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود قال: «إن جريراً بال، ثم توضأ، ومسح على الخفين، ثم قال: فما يمنعني أن أمسحَ وقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يمسح، قالوا: إنما ذلك قبل نزول المائدة، قال: ما أسلمتُ إلا بعدَ نزول المائدة» . وفي رواية: «أنَّ جريراً توضأ ومسح على خفيه، فقيل له: أتمسحُ؟ فقال: قد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح» وكان أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُعجبهم قولُ جرير، قال: وكان إسلامُ جرير قبل موتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيَسير. وفي رواية الترمذي مثل الأولى، وله في أخرى قال: «رأيتُ جرير بن عبد الله توضأ ومسح على خفيه، فقلتُ له في ذلك، فقال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على خفيه، فقلتُ له: أقَبْلَ المائدة، أم بعدَ المائدة؟ فقال: ما أسلمتُ إلا بعد المائدة» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 415 في الصلاة في الثياب، باب الصلاة في الخفاف، ومسلم رقم (272) في الطهارة، باب المسح على الخفين، وأبو داود رقم (154) في الطهارة، باب المسح على الخفين، والترمذي رقم (93) في الطهارة، باب المسح على الخفين، والنسائي 1 / 81 في الطهارة، باب المسح على الخفين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن همام بن الحارث، قال: بال جرير ثم توضأ ومسح على خفيه، فقيل: تفعل هذا؟ فقال: «نعم، رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بال، ثم توضأ ومسح على خفيه» . قال الأعمش: قال إبراهيم: كان يعجبهم هذا الحديث لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة. 1- أخرجه الحميدي (797) . وأحمد (4/361) . ومسلم (1/157) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وابن أبي عمر - قالوا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه أحمد (4/358) ومسلم (1/156) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وإسحاق بن إبراهيم، وأبو كريب. وابن خزيمة (186) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. خمستهم - أحمد، ويحيى، وإسحاق، وأبو كريب، والحسن - عن أبي معاوية. 3- وأخرجه أحمد (4/364) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. 4- وأخرجه أحمد (4/364) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/364) أيضا قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. والبخاري (1/108) قال: حدثنا آدم. والنسائي (2/73) وفي الكبرى (761) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (186) قال: حدثنا الصنعاني، قال: حدثنا خالد بن الحارث. أربعتهم - ابن جعفر، وابن أبي عدي، وآدم، وخالد - عن شعبة. 5- وأخرجه مسلم (1/156) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. 6- وأخرجه مسلم (1/157) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. 7- وأخرجه مسلم (1/157) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا ابن مسهر. 8- وأخرجه ابن ماجة (543) قال: حدثنا علي بن محمد، والترمذي (93) قال: حدثنا هناد. وابن خزيمة (186) قال: حدثنا سلم بن جنادة. ثلاثتهم - علي، وهناد، وسلم - قالوا: حدثنا وكيع. 9- وأخرجه النسائي (1/81) وفي الكبرى (120) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حفص. 10- وأخرجه ابن خزيمة (186) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. تسعتهم - سفيان، وأبو معاوية، وأبو عوانة، وشعبة، ووكيع، وعيسى بن يونس، وابن مسهر، وحفص، وأبو أسامة - عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث، فذكره. وعن مجاهد، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: «أنا أسلمت بعدما أنزلت المائدة، وأنا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح بعدما أسلمت» . أخرجه أحمد (4/363) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا زياد بن عبد الله بن علاثة، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مجاهد، فذكره. - وعن قيس بن أبي حازم، عن جرير: «عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان يدخل المخرج في خفيه، ثم يخرج فيتوضأ، ويمسح عليهما» . أخرجه أحمد (4/363) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن إبراهيم بن جرير، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. - وعن أبي زرعة بن عمرو بن جرير: أن جريرا بال، وتوضأ، ومسح على خفيه، فعابوا عليه. فقال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين» . فقيل له: ذلك قبل المائدة؟ قال: إنما كان إسلامي بعد المائدة. أخرجه أبو داود (154) قال: حدثنا علي بن الحسين الدرهمي، قال: حدثنا ابن داود. وابن خزيمة (187) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى. كلاهما - عبد الله بن داود الخريبي، والفضل - عن بكير بن عامر البجلي، عن أبي زرعة، فذكره. - وعن شهر بن حوشب، قال: رأيت جرير بن عبد الله توضأ، ومسح على خفيه. قال: فقلت له في ذلك. فقال: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمسح على خفيه» . فقلت له: أقبل المائدة أم بعد المائدة؟ قال: ما أسلمت إلا بعد المائدة. أخرجه الترمذي (94 و 611) قال: حدثنا قتيبة. وفي (612) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا نعيم بن ميسرة النحوي. كلاهما - قتيبة، ونعيم - عن خالد بن زياد الترمذي، عن مقاتل بن حيان، عن شهر بن حوشب، فذكره. في تحفة الأشراف لم يذكر إسناد محمد بن حميد الرازي. وقال محقق سنن الترمذي هذا الإسناد الثاني لم يتقدم مع الأول، ويظهر أنهما في نسخ قليلة من السنن. الحديث: 5274 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 237 5275 - (خ س) عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه -: «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين» . وفي رواية قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يمسح على عِمامته وخفيه» . أخرجه البخاري. وعند النسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الخفين» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 266 في الوضوء، باب المسح على الخفين، والنسائي 1 / 81 في الطهارة، باب المسح على الخفين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، أن أباه أخبره. أخرجه أحمد (4/139) (5/288) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (4/139) و (5/288) قال: حدثنا حسن بن موسى وحسين بن محمد. قالا: حدثنا شيبان. وفي (4/139) و (5/287) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا علي. يعني ابن مبارك. وفي (4/179) و (5/288) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (4/179) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان. والدارمي (716) قال: أخبرنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (1/62) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان. (ح) وحدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا الأوزاعي. وابن ماجة (262) قال: حدثنا دحيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. والنسائي (1/81) وفي الكبرى (125) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا حرب بن شداد. وابن خزيمة (181) قال: حدثنا القاسم بن محمد بن عباد بن عباد المهلبي، قال: حدثنا عبد الله بن داود، قال: سمعت الأوزاعي. خمستهم - الأوزاعي، وشيبان، وعلي بن مبارك، وأبان، وحرب- عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/179) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أمية الضمري. قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين. وليس فيه عن جعفر بن عمرو (*) أخرجه أحمد (4/139) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري (ح) وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين. وأخرجه أحمد (5/288) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني جعفر بن عمرر بن أمية، عن أبيه، مثله. الحديث: 5275 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 239 5276 - (م د ت س) بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى الصلواتِ يومَ الفتْح بوضوء واحد، ومسح على خفيه، فقال له عمر: لقد صنعتَ اليوم شيئاً لم تكنْ تصنَعُهُ؟ فقال: عمداً صنعتُه يا عمرُ» . أخرجه مسلم وأبو داود. وزاد الترمذي والنسائي في أوله «أنه كان يُصلِّي الصلواتِ بوضوء واحد» ولم يذكر المسح (1) .   (1) رواه مسلم رقم (277) في الطهارة، باب جواز الصلوات كلها بوضوء واحد، وأبو داود رقم (172) في الطهارة، باب الرجل يصلي الصلوات بوضوء واحد، والترمذي رقم (61) في الطهارة، باب ما جاء أنه يصلي الصلوات بوضوء واحد، والنسائي 1 / 86 في الطهارة، باب الوضوء لكل صلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. في كتاب الصلاة. الحديث: 5276 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 239 5277 - (د ت) بريدة - رضي الله عنه -: «أن النجاشيَّ أهدى للنبيِّ [ص: 240] صلى الله عليه وسلم- خُفَّين أسْوَدَين ساذَجَين، فلَبِسَهما، ثم توضأ، ومسح عليهما» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (155) في الطهارة، باب المسح على الخفين، والترمذي رقم (2821) في الأدب، باب ما جاء في الخف الأسود، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/352) . وأبو داود (155) قال: حدثنا مسدد، وأحمد بن أبي شعيب الحراني. وابن ماجة (549) قال: حدثنا علي بن محمد، وفي (3620) قال: حدثنا أبو بكر والترمذي (2820) وفي الشمائل (73) قال: حدثنا هناد. ستتهم - أحمد، ومسدد، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، وعلي بن محمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهناد - عن وكيع، قال: حدثنا دلهم بن صالح، عن حجير بن عبد الله الكندي، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. قلت: دلهم بن صالح، قال فيه الحافظ: مقبول. التقريب (1/236) . الحديث: 5277 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 239 5278 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنه أتى قُبَاءَ، فبالَ، ثم أُتِيَ بوَضوء، فتوضأ، فغسل وجهه، ويديه إلى المرفقين، ومسح برأسه، ومسح على الخفين، ثم جاء المسجدَ فصلَّى» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 37 في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (73) قال: عن سعيد بن عبد الرحمن رقيش أنه قال: رأيت أنس ....... الحديث: 5278 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 240 الفرع الثاني: في المسح على الجورب والنعل 5279 - (ت د) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومسح على الجَوْرَبَين والنَّعلَين» أخرجه الترمذي وأبو داود، وقال: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُحدِّثُ بهذا الحديث، لأن المعروف عن المغيرة: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفَّين» ، قال: وروي هذا [أيضاً] عن أبي موسى الأشعري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أنه مسح على الجوربين» وليس بالمتصل، ولا بالقوي، قال أبو داود: ومسح على الجوربين عليُّ بن أبي طالب، وابنُ مسعود، والبراءُ بن عازب، وأنسُ بنُ مالك، وأبو [ص: 241] أُمامةَ، وسهلُ بنُ سعد، وعمرو بنُ حريث (1) ، ورُوي ذلك عن عمرَ بنِ الخطاب وابنِ عباس، رضي الله عنهم (2) .   (1) في المطبوع: عمرو بن حرب، وهو خطأ. (2) رواه أبو داود رقم (159) في الطهارة، باب المسح على الجوربين، والترمذي رقم (99) في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وصححه ابن حبان وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول وقد صح من فعل الصحابة رضوان الله عليهم: أخرجه أحمد (4/252) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (398) قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد. وأبو داود (159) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع. وابن ماجة (559) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (99) قال: حدثنا هناد، ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (1/هامش83) . وفي الكبرى (129) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (198) قال: حدثنا بندار، ومحمد بن الوليد، قالا: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا زيد بن الحباب. ثلاثتهم - وكيع، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، وزيد بن الحباب - عن سفيان الثوري، عن أبي قيس الأودي، عن هزيل بن شرحبيل، فذكره. (*) قال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث. (*) وقال النسائي: ما نعلم أحدا تابع أبا قيس على هذه الرواية. والصحيح عن المغيرة، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين» . الحديث: 5279 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 240 5280 - (د) أوس بن أبي أوس الثقفي - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أتَى كِظَامَةَ قوم - يعني: المِيضَأةَ - فتوضأ، ومسح على نَعْلَيهِ، وقَدَمَيْهِ» أخرجه أبو داود. وفي رواية مُسدَّد لم يذكر الميضأة والكِظامة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكِظَامة) بكسر الكاف: آبار تُحْفَر ويُباعَد بينها، ثم يُخرق ما بين كل بئرين بقَنَاة تُؤدِّي الماء من الأولى إلى التي تليها، حتى يجتمع الماء إلى آخرِهِنَّ، ويلقى في كل بئر ما يحتاج إليه أهلها، هكذا شرحه الأزهري، وقد جاء في لفظ الحديث أنها «الميضأة» .   (1) رقم (160) في الطهارة، باب المسح على الجوربين، وفي سنده عطاء العامري الطائفي، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو الحسن بن القطان: مجهول الحال، ما روى عنه غير ابنه يعلى، وتبعه الذهبي في " الميزان ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/8) قال: حدثنا هشيم. وفيه (4/8) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وأبو داود (160) قال: حدثنا مسدد، وعباد بن موسى، قالا: حدثنا هشيم. كلاهما - هشيم، وشعبة - عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، فذكره. زاد شعبة في روايته: ثم قام إلى الصلاة. قلت: عطاء والد يعلى مجهول. الحديث: 5280 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 241 الفرع الثالث: في موضع المسح من الخف 5281 - (ت د س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يمسحُ أعلى الْخُفِّ وأسْفلَه» أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: «وضَّأتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فمسحَ أعلى الخفَّيْنِ وأسفلَهما» . وفي رواية النسائي قال: «سَكَبْتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حين توضَّأ في غزوة تبوك، فمسح على الخفين» . وفي أخرى للترمذي قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخُفَّيْنِ: على ظاهرهما» . وفي أخرى لأبي داود «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مسح على ظهر الخُفَّينِ» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (97) و (98) في الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين أعلاه وأسفله، وباب ما جاء في المسح على الخفين ظاهرهما، وأبو داود رقم (161) و (165) في الطهارة، باب كيف المسح، والنسائي 1 / 62 في الطهارة، باب صب الخادم الماء على الرجل للوضوء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الرواية الأولى معلولة:أخرجها أحمد (4/251) .وأبو داود (165) قال: حدثنا موسى بن مروان، ومحمود بن خالد الدمشقي. وابن ماجة (550) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (97) قال: حدثنا أبو الوليد الدمشقي. خستهم - أحمد بن حنبل، وموسى، ومحمود، وهشام، وأحمد بن عبد الرحمن أبو الوليد - قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، عن وراد كاتب المغيرة، فذكره. (*) قال أبو داود: وبلغني أنه لم يسمع ثور هذا الحديث من رجاء. (*) قال الترمذي: هذا حديث معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم. وقال: وسألت أبا زرعة، ومحمد بن إسماعيل، عن هذا الحديث؟ فقالا: ليس بصحيح، لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور عن رجاء بن حيوة، قال: حدثت عن كاتب المغيرة،مرسل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكر فيه المغيرة. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (4/246) و (254) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. (ح) وحدثناه سريج، والهاشمي. وأبو داود (161) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. والترمذي (98) قال: حدثنا علي بن حجر. خمستهم - إبراهيم بن أبي العباس، وسريج، وسليمان بن داود الهاشمي، ومحمد بن الصباح، وعلي بن حجر - عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 5281 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 242 5282 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «لو كان الدِّينُ بالرأي لكان أسفلُ الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يمسح أعلاه - وفي رواية: يمسح على ظاهر خفيه» . [ص: 243] قال أبو داود: رواه الأعمش بإسناده قال: «كنتُ أرى باطنَ القَدَمَيْنِ أحقّ بالغَسل (1) من ظاهرهما، حتى رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يمسح [على] ظاهرهما» قال وكيع: يعني الخفين. وفي رواية قال: «رأيتُ علياً توضأ، فغسلَ ظَاهرَ قَدَمَيْهِ، وقال: لولا أني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يفعله ... وساق الحديث» . وفي أخرى «ما كنتُ أرى باطن القدمين إلا أحق بالغسل، حتى رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يمسح على ظَهْرِ خُفَّيْهِ» (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: أحق بالمسح. (2) رقم (162) و (163) و (164) في الطهارة، باب كيف المسح، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (47) . وأبو داود تحفة الأشراف (10204) قال: حدثنا حامد بن يحيى. وعبد الله بن أحمد (1/114) (918) و (1/124) (1014 و 1015) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل. والنسائي في الكبرى (119) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. أربعتهم - الحميدي، وحامد، وإسحاق بن إسماعيل، وإسحاق بن إبراهيم - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثني أبو السوداء عمرو النهدي، عن ابن عبد خير. 2- وأخرجه أحمد (1/95) (737) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش وفي (1/148) (1263) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يونس والدارمي (721) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا يونس. وأبو داود (162، 164) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش. وفي (163) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا يزيد بن عبد العزيز، عن الأعمش. وعبد الله بن أحمد (1/114) (917) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/124) (1013) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل وأبو خيثمة. قالا: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. والنسائي في الكبرى (118) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش. كلاهما - الأعمش، ويونس - عن أبي إسحاق. كلاهما - ابن عبد خير، وأبو إسحاق - عن عبد خير، فذكره. الحديث: 5282 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 242 الفرع الرابع: في مدة المسح 5283 - (م س) شريح بن هانئ: قال: «أتيتُ عائشةَ أسألُها عن المسح على الخفين؟ فقالتْ: عليك بابنِ أبي طالب فَسَلْهُ، فإنه كان يُسافِرُ معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسألناهُ، فقال: جَعلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثةَ أيام ولياليَهُنَّ للمسافر، ويوماً وليلة للمُقيم» . أخرجه مسلم. وأخرجه النسائي، ولم يذكر عائشة (1) .   (1) رواه مسلم رقم (276) في الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين، والنسائي 1 / 84 في الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن شريح بن هانئ، قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين. 1- أخرجه الحميدي (46) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد. وأحمد (1/96) (748) و (1/113) و (907) (1/149) (1276) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا الحجاج بن أرطاة،عن الحكم. وفي (1/113) (906) قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن الحكم. وفي (1/134) (1126) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن قيس، عن الحكم. وفي (1/146) (1244) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان عن عمرو بن قيس، عن الحكم. والدارمي (720) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن قيس، عن الحكم بن عتيبة. ومسلم (1/159 و 160) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحكم بن عتيبة. (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن الحكم. وابن ماجة (552) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. والنسائي (1/84) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا الثوري، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحكم بن عتيبة. وفي (1/84) وفي الكبرى (130) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن الحكم. وابن خزيمة (194) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني ويوسف بن موسى، قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن الحكم. وفي (195) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، قال: حدثنا أبي، عن الحكم. كلاهما - يزيد بن أبي زياد، والحكم بن عتيبة - عن القاسم بن مخيمرة. 2- وأخرجه أحمد (1/117) (949) قال: حدثنا حجاج. وفي (6/110) قال: حدثنا أسود وحجاج. كلاهما قالا: حدثنا شريك، عن المقدام بن شريح. كلاهما - القاسم، والمقدام - عن شريح بن هانئ، فذكره. (*) أخرجه أحمد (1/100) (780) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وفي (1/120) (966) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1/133) (1119) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - أبو سعيد، ويحيى، ومحمد- عن شعبة، قال: حدثني الحكم، عن القاسم بن مخيمرة، عن شريح بن هانئ. فذكر الحديث موقوفا من قول علي. (*) قال يحيى بن سعيد: كان يرفعه، يعني شعبة، ثم تركه. (*) وقال محمد بن جعفر: إنه يعني شعبة، كان يرى أنه مرفوع ولكنه كان يهابه. لففي رواية أبي سعيد مولى بني هاشم. قال: حدثنا شعبة، عن الحكم وغيره. الحديث: 5283 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 243 5284 - (ت د) خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ [ص: 244] عن المسح على الخفين؟ فقال: للمسافر ثلاثاً، وللمقيم يوماً» أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المسحُ على الخفين للمسافر ثلاثة أيام، وللمقيم يوماً وليلة» . زاد في رواية «ولو اسْتزَدْناهُ لزَادَنا» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (95) في الطهارة، باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم، وأبو داود رقم (157) في الطهارة، باب التوقيت في المسح، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت الأنصاري، قال: «رخص لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسح على الخفين: ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم، ولو استزدناه لزادنا» .. 1- أخرجه أحميدي (434) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا منصور. وفي (534) قال: حدثنا عمر بن سعيد، عن أبيه. وأحمد (5/213) قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي، قال: حدثنا منصور وفي (5/213) أيضا قال: حدثنا سفيان. عن منصور. وفي (5/214) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ن عن سفيان (ح) وأبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن أبيه. وفي (5/215) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، قال: حدثني أبي والترمذي (95) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن سعيد بن مسروق. كلاهما - منصور، وسعيد بن مسروق - عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن عمرو بن ميمون الأودي. 2- وأخرجه أحمد (5/213) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا هشام الدستوائي، قال: حدثنا حماد. وفي (5/213 و214) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وابن مهدي، قالا: حدثنا شعبة، عن الحكم، وحماد. وفي (5/213) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن حماد، ومنصور. وفي (5/214) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي معشر. وفي (5/214) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا هشام، عن حماد. وفي (5/215) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني حكم وحماد. وفي (5/215) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي معشر. وأبو داود (157) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم وحماد. أربعتهم - حماد، والحكم، ومنصور، وأبو معشر - عن إبراهيم النخعي. كلاهما - عمرو بن ميمون، وإبراهيم - عن أبي عبد الله الجدلي، فذكره. وعن عمرو بن ميمون، عن خزيمة بن ثابت، قال: «جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمسافر ثلاثا، ولو مضى السائل على مسألته لجعلها خمسا» . أخرجه أحمد (5/213) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت إبراهيم التيمي، يحدث عن الحارث بن سويد، وابن ماجة (553) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي. وفي (554) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت إبراهيم التيمي، يحدث عن الحارث بن سويد. كلاهما - الحارث، وإبراهيم - عن عمرو بن ميمون، فذكره. الحديث: 5284 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 243 5285 - (ت س) صفوان بن عسال المرادي - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرُنا إذا كنا سَفْراً أن لا نَنْزِعَ خِفَافَنا ثلاثةَ أيام وليالِيَهُنَّ، إلا من جنابة، ولكنْ من بول وغائِط ونَوْم» أخرجه الترمذي. وأخرجه النسائي، وقال: «إذا كُنَّا مُسافرين» . وفي أخرى للنسائي قال: «رَخَّصَ لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا كنا مُسافرين: أن لا نَنْزِعَ خِفافَنا ثلاثةَ أيام وليالِيَهُنَّ» . وفي أخرى للترمذي عن زِرِّ بنِ حُبَيْش قال: أتيتُ صفوانَ بنَ عَسَّال المراديّ، أسألُهُ عن المسحِ على الخفين؟ فقال: ما جاء بك يا زِرُّ؟ قلت: ابتغاء العلم، قال: إنَّ الملائكةَ تضع أجْنِحَتَها [لطالب العلم] رضى بما يطلب قلت: إنه حَكَّ في صدري المسحُ على الخفين بعدَ الغائط والبول، وكنتَ امرءاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فجئتُكَ أسألُكَ: هل سمعتَهْ يَذْكُرُ في ذلك [ص: 245] شيئاً؟ قال: نعم. كان يأمرنا إذا كنا سَفْراً - أو مسافرين - أن لا نَنْزِع خِفافنا ثلاثة أيام ولياليهنَّ، إلا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم، قال: قلتُ: هل سمعتَهُ يذكر في الهَوي شيئاً؟ قال: نعم، كُنَّا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فبينا نحن عنده إذْ ناداه أعرابي بصوت جَهوَريّ: يا محمدُ، فأجابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بنحو من صوته: هاؤمُ، فقلنا: ويحك، اغْضُضْ من صوتك، فإنك عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وقد نُهيتَ عن هذا، فقال: والله، لا أغْضُضُ، قال الأعرابيُّ: الْمَرْء يُحب القوم ولَمَّا يَلْحقْ بهم؟ قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحبَّ يوم القيامة، قال زِرّ: فما زال يُحدّثني حتى ذكر باباً من قِبَل المغرب مسيرة عرضه - أو يسير الراكب في عرضه - أربعين، أو سبعين عاماً، قال سفيان: قِبَلَ الشام، خلقه الله يومَ خلق السموات والأرض مفتوحاً - يعني: للتوبة - لا يُغْلَقُ حتى تَطْلُعَ الشمسُ منه. وفي رواية نحوه، وزاد: وذلك قول الله تعالى: {يَوْمَ يَأتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمَانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ من قَبْلُ أو كَسَبَتْ في إيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إنَّا مُنْتَظِرُونَ} [الأنعام: 158] . وأخرج النسائي من هذه الرواية حديث المسح إلى قوله: «من غائط [ص: 246] وبول ونوم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَفْراً) السَّفْر - بسكون الفاء - جمع سافر، كما يقال: رَاكِب ورَكْب، وتاجر وتَجْر، وهم القوم المسافرون. (هاؤُم) بمعنى تعال، وبمعنى: خُذْ، وإنما رفع صوته - صلى الله عليه وسلم- من طريق الشفقة عليه لئلا يحبط عمله، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الذين آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوقَ صَوْتِ النبيِّ ... } الآية [الحجرات: 2] فعذره النبي - صلى الله عليه وسلم- لجهله وقلة علمه، ورفع النبي - صلى الله عليه وسلم- صوته حتى كان فوق صوت الأعرابي أو مثله، لفرط رأفته [به] وشفقته عليه. (الهَويّ) بفتح الهاء: القطعة من الليل. (لا أغضُضُ) غضُّ الصوت: إخفاؤه، وترك الصِّياح فيه.   (1) رواه الترمذي رقم (96) في الطهارة، باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم، ورقم (3529) و (3530) في الدعوات، باب ما جاء في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده، والنسائي 1 / 83 و 84 في الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين للمسافر، ورواه أيضاً أحمد والشافعي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والبيهقي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (881) . وأحمد (4/240) . وابن ماجة (478) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (3535) قال: حدثنا ابن أبي عمر. والنسائي (1/83) وفي الكبرى (143) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (17) قال: حدثنا علي بن خشرم (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، وابن أبي عمر، وقتيبة، وابن خشرم، والمخزومي - قال ابن خشرم: أخبرنا وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (4/239) قال: حدثنا عفان. وفي (4/240) قال: حدثنا يونس. والدارمي (363) قال: أخبرنا عمرو بن عاصم. ثلاثتهم -عفان، ويونس، وعمرو - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. 3- وأخرجه أحمد (4/239) . والترمذي (2387) قال: حدثنا محمود بن غيلان. وابن خزيمة (196) قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن رافع. أربعتهم- أحمد، ومحمود، والمخرمي، وابن رافع - قالوا: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان الثوري. 4- وأخرجه أحمد (4/239) وابن ماجة (226) قال: حدثنا محمد بن يحيى. وابن خزيمة (193) قال: حدثنا محمد بن يحيى، ومحمد بن رافع. ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن يحيى، وابن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 5- وأخرجه أحمد (4/241) قال: حدثنا حسن بن موسى. والترمذي (2387) (3536) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4952) عن محمد بن النضر بن مساور. وابن خزيمة (17) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. ثلاثتهم - حسن، وابن عبدة، وابن النضر - عن حماد بن زيد. 6- وأخرجه ابن ماجة (4070) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. 7- وأخرجه الترمذي (96) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص. 8- وأخرجه النسائي (1/83) ، وفي الكبرى (143) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان الثوري، ومالك بن مغول، وزهير، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة. 9- وأخرجه النسائي (1/98) وفي الكبرى (131 و 144) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي (1/98) قال: أخبرنا عمرو بن علي، وإسماعيل بن مسعود، قالا: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما - خالد، ويزيد - قالا: حدثنا شعبة. جميعهم - ابن عيينة، وحماد بن سلمة، والثوري، ومعمر، وحماد بن زيد، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وابن مغول، وزهير، وأبو بكر بن عياش، وشعبة - عن عاصم بن أبي النجود، قال: أخبرنا زر بن حبيش، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 5285 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 244 5286 - (د) أُبي بن عمارة - رضي الله عنه - وكان قد صلَّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- القِبْلَتَيْنِ أنه قال: «يا رسول الله، أمْسحُ على الخفين؟ قال: [ص: 247] نعم، قال: يوماً؟ [قال: يوماً] ، قال: ويومين؟ [قال: ويومين] ، قال: وثلاثة أيام؟ قال: نعم، وما شئْتَ» . أخرجه أبو داود، وقال في رواية: «حتى بلغ سبعاً، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: نِعْمَ ما بَدَا لك» . قال أبو داود: وقد اختلف في إسناده، وليس [هو] بالقوي (1) .   (1) رقم (158) في الطهارة، باب التوقيت في المسح، وهو حديث ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: عن أيوب بن قطن، عن أبي بن عمارة، «أنه قال: يا رسول الله، أمسح على الخفين؟ قال: نعم، قال: يوما؟ قال: يوما، قال: ويومين؟ قال: ويومين، قال: وثلاثة؟ قال: نعم، وما شئت» . أخرجه أبو داود (158) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن رزين، عن محمد بن يزيد، عن أيوب بن قطن، فذكره. وعن عبادة بن نسي، عن أبي بن عمارة. «أنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أمسح على الخفين؟ قال: نعم، قال: يوما؟ قال: ويومين، قال: وثلاثا؟ حتى بلغ سبعا، قال له: وما بدا لك» . أخرجه ابن ماجة (557) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، وعمرو بن سواد المصريان، قالا: حدثنا عبد الله ابن وهب، قال: أنبأنا يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن رزين، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن أيوب بن قطن، عن عبادة بن نسي، فذكره. الحديث: 5286 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 246 الباب الخامس: في التيمم ، وفيه أربعة فروع الفرع الأول: في التيمم لعدم الماء 5287 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفارِه، حتى إذا كُنَّا بالبَيْدَاءِ - أو بذاتِ الجيش - انْقطَعَ عِقْد لي، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على التماسه، وأقام الناسُ معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى الناسُ إلى أبي بكر، فقالوا: ألا ترى إلى ما صَنَعتْ عائشة؟ [ص: 248] قامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبالناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء؟ فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- وَاضِع رأسه على فَخذي قد نام، فقال: حَبستِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والناسَ، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء؟ فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يَطْعَن بيده في خاصِرَتي، فلا يمنعني من التحرُّك إلا مكانُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على فَخِذي، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى أصْبَح على غير ماء، فأنزل الله تعالى آية التيمم، فَتَيَمَّمُوا، فقال أسَيد بنُ حُضَير - وهو أحدُ النُّقَباء -: ما هي بأولِ بَرَكتِكُمْ يا آل أبي بكر، قالت عائشةُ: فَبَعثْنا البعيرَ الذي كنتُ عليه، فوجدنا العِقْدَ تحتَه. وفي رواية: أن عائشة قالت: «سَقَطَتْ قِلاَدَة لي بالبَيْدَاءِ، ونحن داخلون المدينة، فأناخَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، ونزل، فَثَنى رأسه في حَجْرِي راقداً، فأقْبَل أبو بكر فلكَزَني لَكْزَة شديدة، وقال: حبسْتِ الناسَ في قِلاَدة، فَبيَ الموتُ لمكانِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد أوجعني، ثم إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- استيقظَ وحضرتِ الصبحُ، فالتمس الماءَ فلم يوجد، فنزلت {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهَكُمْ وأيديَكُمْ إلى المرافق وامسحوا برؤوسِكُمْ وأرجُلَكُم إلى الكعبين وإن كنتم جُنباً فاطَّهَّرُوا وإن كنتم مرضى أو على سَفَرٍ أو جاء [ص: 249] أحدٌ منكُمْ من الغائط أو لامستم النساءَ فلم تجدوا ماءً فتيمَّمُوا صعيداً طَيِّباً فامسحوا بوجوهِكم وأيديكم منه ما يريدُ اللهُ ليجعلَ عليكم من حَرَجٍ ولكن يريدُ لِيُطَهِّرَكم ولِيُتِمَّ نعمته عليكم لعلكم تشكرون} [المائدة: 6] قال أُسيدُ بنُ حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر، ما أنتم إلا بركة لهم» . وفي أخرى «أنها استعارتْ من أسماءَ قِلادة، فهلكتْ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ناساً من أصحابه في طلبها، فأدركْتهم الصلاة، فصلَّوْا بغيرِ وضوء، فلما أتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- شَكَوْا ذلك إليه، فنزلتْ آية التيمم، فقال أسيدُ بنُ حضير: جزاكِ الله خيراً، فوالله ما نزل بكِ أمر قطُّ إلا جَعَلَ الله لك منه مخرجاً، وجعل للمسلمين فيه بَرَكة» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» والنسائي الرواية الأولى. وفي رواية أبي داود قالتْ: «بَعَثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُسَيْدَ بنَ حُضيْر وأُناساً معه في طلب قِلادة أضَلَّتها عائشةُ، فحضرتِ الصلاةُ، فَصلَّوْا بغير وضوء، فأتَوُا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكروا ذلك له، فأُنزلت آية التيمم» . زاد في رواية: «فقال لها أسَيد: يرحمكِ اللهُ، ما نزلَ بكِ أمر تكرهينه إلا جعل الله للمسلمين ولكِ فيه فرجاً» (1) . [ص: 250] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التيمم) في اللغة: القصد: وهو في الشريعة: الفعل المعروف القائم مقام الوضوء. (النُّقَبَاء) : جمع نَقِيب: وهو المقدَّم على جماعة يكون أمرهم مردوداً إليه، كالعريف أو أكبر منه، والمراد بالنقباء: الجماعة من الأنصار الذين أسلموا في العقبة، وهم سُبَّاق الأنصار إلى الإسلام، جعلهم النبي - صلى الله عليه وسلم- نقباء على قومهم، وكان أسيد بن حضير منهم. (فَبَعثنا) بعثت البعير وغيره: إذا أثَرْته ليقوم. (فثَنى رأسه في حجري) أي: عَطَفَه ولَوَاه. (فَلَكَزني) اللَّكْز والنَّخس واحد.   (1) رواه البخاري 1 / 373 في التيمم، باب إذا لم يجد ماء ولا تراباً، وفي فضائل، أصحاب [ص: 250] النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، وباب فضل عائشة، وفي تفسير سورة النساء، باب {وإن كنتم مرضى أو على سفر} ، وفي تفسير سورة المائدة، باب {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً} ، وفي النكاح، باب استعارة الثياب للعروس وغيرها، وباب قول الرجل لصاحبه: هل أعرستم الليلة، وطعن الرجل ابنته في الخاصرة عند العتاب، وفي اللباس، باب استعارة القلائد، وفي المحاربين، باب من أدب أهله أو غيره دون السلطان، ومسلم رقم (367) في الحيض، باب التيمم، والموطأ 1 / 53 و 54 في الطهارة، باب هذا باب في التيمم، وأبو داود رقم (317) في الطهارة، باب التيمم، والنسائي 1 / 163 و 164 في الطهارة، باب بدء التيمم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (57) وأحمد (6/179) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك والبخاري (1/91) و (7/52) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (5/9) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك وفي (6/63) و (64) و (8/215) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. (ح) قال: وحدثنا يحيى بن سليمان. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني عمرو. ومسلم (1/191) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. والنسائي (1/163) وفي الكبرى (291) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك وابن خزيمة (262) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب بن مسلم أن مالكا حدثه. كلاهما - مالك، وعمرو بن الحارث - عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره. وعن عروة، عن عائشة. «أنها استعارت من أسماء قلادة، فهلكت، فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناسا من أصحابه في طلبها» . أخرجه الحميدي (165) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/57) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (1504) قال: حدثني ابن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. والدارمي (752) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا أبو أسامة والبخاري (1/92) قال: حدثنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (5/37 و 7/29) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (6/57) قال: حدثنا محمد. قال: أخبرنا عبدة. وفي (7/204) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا عبدة. ومسلم (1/192) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة وابن بشر. وأبو داود (317) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: أخبرنا عبدة. وابن ماجة (568) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (1/172) وفي الكبرى (304) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. قال: أنبأنا أبو معاوية. وابن خزيمة (261) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. ستتهم - سفيان بن عيينة، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر، وأبو معاوية - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وعن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: «أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره حتى إذا كنا بتربان بلد بينه وبين المدينة بريد وأميال» . أخرجه أحمد (6/272) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني يحيى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5287 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 247 5288 - (د س) عمار بن ياسر - رضي الله عنه - «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عرَّس بذات الجيش ومعه عائشة، فانقطع عِقد لها من جزع ظفار، فحبس الناسَ ابتغاءُ عِقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء، [ص: 251] قال: فتغيَّظَ عليها أبو بكر، وقال حبستِ الناسَ وليس معهم ماء، فأنزل اللهُ على رسوله رُخْصَةَ التَّطَهُّر بالصعيدِ الطيِّبِ، فقام المسلمون مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فضربوا بأيديهم الأرض، ثم رفعوا أيديَهم، ولم يقبضوا من التراب شيئاً، فمسحوا بها وجوهَهم وأيديَهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط» . زاد في رواية: قال ابنُ شهاب في حديثه: «ولا يَعتبرُ بهذا الناس» قال أبو داود: وكذلك رواه ابن إسحاق، قال فيه: عن ابن عباس، وذكر فيه «ضربتين» ، كما ذكره يونس، ورواه معمر عن الزهري «ضربتين» (1) . وفي رواية النسائي: «من جزع أظفار» وفيه: «فأنزل الله رخصة التيمم بالصعيد» ، وفيه: «فلم ينفضوا من التراب شيئاً» وانتهت روايته إلى قوله: «الآباط» . وفي أخرى «تيممنا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فمسحنا بوجوهِنا وأيدينا إلى المناكب» . وفي أخرى لأبي داود «أنهم تمسَّحوا وهم مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالصعيد لصلاة الفجر، فضربوا بأكُفِّهم الصعيد، ثم مسحوا بوجوههم مَسحة واحدة، ثم عادوا فضربوا بأكفِّهم بالصعيد مرة أخرى، فمسحوا بأيديهم كلِّها إلى المناكب والآباط من بطون أيديهم (2) » . [ص: 252] وفي أخرى نحوه، ولم يذكر المناكب والآباط. قال ابن الليث - وهو عبد الملك بن شعيب -: «إلى ما فوق المرفقين» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَرَّس) التَّعْرِيس: نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم أو الاستراحة. (أظْفَار) يروى هذا الحديث «جزْع ظِفَار» ، و «جزع أظْفَار» فأما «ظفار» بوزن: قَطَام، فهو مدينة باليمن، نُسِب الجزع إليها، وأما «أظفار» فهو اسم لنوع من الجزع يعرفونه. (الصَّعِيد) : التراب، وقيل: وجه الأرض، وأراد بالطَّيِّب: الطاهر منه، ومنه الاستطابة للاستنجاء، وهو تطييب الرجل نفسه بإزالة الأذى عنه.   (1) ما روي من ضربتين في التيمم، فكلها مضطربة. (2) قال البغوي في " شرح السنة ": هذا حكاية فعلهم، لم ننقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما حكى عمار عن نفسه التمعك في حال الجنابة، فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالوجه والكفين، انتهى إليه وأعرض عن فعله. (3) رواه أبو داود رقم (318) و (319) و (320) في الطهارة، باب التيمم، والنسائي 1 / 166 - 168 في الطهارة، باب التيمم، وباب التيمم في السفر، وباب الاختلاف في كيفية التيمم، والصحيح في التيمم الاقتصار على الوجه واليدين، وأما رواية المسح إلى المرفقين ونصف الذراع ففيهما مقال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/264) (396) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (4/265) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد، وفيه (4/265) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفيه (4/265) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. والبخاري (1/95) قال: حدثنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد، هو غندر، عن شعبة. وفي (1/95) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (1/96) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا أبو معاوية. ومسلم (1/192) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير» . ميعا عن أبي معاوية (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد الواحد. وأبو داود (321) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا أبو معاوية الضرير. والنسائي (1/170) وفي الكبرى (300) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (270) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم - أبو معاوية، وعبد الواحد بن زياد، وشعبة، ويعلى، وحفص بن غياث - عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره. وعن ناجية بن خفاف، عن عمار بن ياسر، قال: «أجنبت وأنا في الإبل، فلم أجد ماء، فتمعكت في التراب تمعك الدابة. فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بذلك. فقال: إنما كان يجزيك من ذلك التيمم» . أخرجه الحميدي (144) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/263) قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. والنسائي (1/166) وفي الكبرى (301) قال: أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد، قال: حدثنا أبو الأحوص. ثلاثتهم - سفيان، وأبو بكر، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، عن ناجية بن خفاف، أبي خفاف العنزي، فذكره. وعن عبد الله بن عتبة، عن عمار بن ياسر. قال: «تيممنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المناكب» . أخرجه الحميدي (143) قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (566) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو. والنسائي (1/168) . وفي الكبرى (293) قال: أخبرنا العباس ابن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن مالك. ثلاثتهم - سفيان، وعمرو بن دينار، ومالك - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/320) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (4/320) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/321) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا يونس. وأبو داود (318) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (319) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري وعبد الملك بن شعيب، عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وابن ماجة (565) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: حدثنا الليث بن سعد. وفي (571) قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أنبأنا يونس بن يزيد. أربعتهم - ابن أبي ذئب، ومعمر، ويونس، والليث - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عمار، فذكره. ولم يقل فيه: عبيد الله، عن أبيه. (*) أخرجه أحمد (4/263) . وأبو داود (320) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ومحمد بن يحيى النيسابوري في آخرين. والنسائي (1/167) وفي الكبرى (292) قال: أخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله. جميعهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن أحمد، ومحمد بن يحيى، والآخرون - قالوا: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن عمار، فذكره. وأكثر الروايات ذكرت في الحديث قصة. «عرس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأولات الجيش ومعه عائشة زوجته فانقطع عقدها من جزع ظفار، فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء، فتغيظ عليها أبو بكر فقال: حبست الناس وليس معهم ماء فأنزل الله عز وجل رخصة التيمم بالصعيد. قال: فقام المسلمون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم ولم ينفضوا من التراب شيئا فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ومن بطون أيديهم إلى الأباط» . الحديث: 5288 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 250 5289 - (خ م د س) شقيق بن سلمة الأسدي قال: «كنتُ جالساً مع عبد الله ابنِ مسعود وأبي موسى، فقال أبو موسى: أرأيتَ يا أبا عبد الرحمن: لو أن رجلاً أجْنَبَ، فلم يَجِدِ الماءَ شهراً: كيفَ يصنعُ بالصلاة؟ فقال عبد الله: لا يتيمم، وإن لم يجد الماء شهراً، فقال أبو موسى: فكيف [ص: 253] بهذه الآية في سورة المائدة {فلم تجدوا ماءً فتيمَّمُوا صعيداً طيِّباً} [المائدة: 6] ؟ فقال عبد الله: لو رُخِّص لهم في هذه الآية لأوشَكَ إذا بردَ عليهم الماءُ أن يتيمَّمُوا بالصعيد، قلتُ: وإنما كَرِهْتم هذا لِذَا؟ قال: نعم، فقال أبو موسى لعبد الله: ألم تسمع قولَ عمار لعمر: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حاجة فأجْنَبْتُ، فلم أجِد الماءَ، فَتَمرَّغت في الصعيد كما تَمَرَّغُ الدَّابةُ، ثم أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ ذلك له، فقال: إنما يكفيك أن تصنع هكذا - وضربَ بكفَّيه ضربة على الأرض - ثم نفضها، ثم مسح بها ظهر كفه بشماله- أو ظهرَ شِماله بكفِّه - ثم مسح بها وجهه؟» . وعند مسلم: إنما كان يكفيك أن تقولَ بيديك هكذا، ثم ضرب بيديه إلى الأرض ضربة واحدة، ثم مسح الشِّمالَ على اليمين، وظاهرَ كَفَّيْه ووجهه، فقال عبد الله: أوَ لم تَرَ عمر لم يقنعْ بقول عمار. وفي رواية: «قال أبو موسى: فَدَعْنَا من قول عمار، فكيف تصنع بهذه الآية؟ فما دَرَى عبد الله ما يقول؟» . وفي أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما كان يكفيك أن تقولَ هكذا، وضرب بيديه الأرض، فنفض يديه، فمسح وَجْهَه وكفيه» . أخرجه البخاري ومسلم، إلا أن مسلماً لم يقل: «فقال: إنما كرهتم هذا لذا؟ قال: نعم» . [ص: 254] وأخرجه أبو داود، وفيه - بعد قوله: «أن يتيمَّموا بالصعيد» - «فقال له أبو موسى: وإنما كرهتم هذا لذا؟ قال: نعم، فقال له أبو موسى: ألم تسمعْ قولَ عمَّار.. وذكره» وفيه «إنما كان يكفيك أن تصنعَ هكذا، فضرب بيده على الأرض فنفضها، ثم ضرب بشماله على يمينه، وبيمينه على شماله على الكفَّين، ثم مسح وجهه ... وذكر الحديث» . وفي رواية النسائي قال شقيق: «كنتُ جالساً مع عبد اللهِ وأبي موسى، فقال أبو موسى: أو لم تسمعْ قولَ عَمَّار لعمرَ: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حاجة، فأجْنبْتُ، فلم أجِدِ الماءَ، فتمَرَّغتُ بالصعيد، ثم أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ ذلك له، فقال: إنما [كان] يكفيك أن تقول هكذا، وضرب بيديه على الأرض ضربة، فمسح كفَّيْه، ثم نَفَضَهما، ثم ضرب بشماله على يمينه، وبيمينه على شماله، على كفيه ووجهه؟ فقال عبد الله: أوَ لَمْ تَرَ عمرَ لم يقْنع بقول عمار؟» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 385 في التيمم، باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت أو خاف العطش تيمم، وباب المتيمم هل ينفخ فيهما، وباب التيمم للوجه والكفين، وباب التيمم ضربة، ومسلم رقم (368) في الحيض، باب التيمم، وأبو داود رقم (321) في الطهارة، باب التيمم، والنسائي 1 / 170 في الطهارة، باب تيمم الجنب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] راجع تخريج الحديث المتقدم، الرواية الأولى. الحديث: 5289 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 252 5290 - (خ م د س) عبد الرحمن بن أبزى «أن رجلاً أتى عمرَ فقال: إني أجْنَبتُ، ولم أجد ماء؟ فقال: لا تُصَلِّ، فقال عمَّار: أما تذكر يا أمير المؤمنين، إذ أنا وأنت في سَرِيَّة، فأصابتنا جنابة، فلم نجد الماءَ، فأما أنت؛ فلم تُصَلِّ، وأما أنا: فَتَمعَّكْتُ في التراب وصليتُ، فقال رسول الله [ص: 255] صلى الله عليه وسلم-: إنما يكفيك: أن تضرب بيديك الأرض، ثم تَنْفُخَ، ثم تمسح بهما وجهك وكفيك؟ فقال عمر: اتق الله يا عمار، فقال: إن شئت لم أحدث به، فقال عمر: نُولِّيك ما تَوَلَّيْتَ» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود قال: «كنتُ عند عُمرَ، فجاءَهُ رَجُل، فقال: إنا نكونُ بالمكان الشهرَ والشهرين؟ فقال عمر: أما أنا فلم أكن أصلي حتى أجد الماء، قال: فقال عَمَّار: يا أميرَ المؤمنين، أما تَذْكُرُ إذْ كنتُ أنا وأنتَ في الإبل، فأصابتنا جنابة، فأما أنا فتمعَّكتُ، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ ذلك له، فقال: إنما [كان] يكفيك أن تقولَ هكذا، وضرب بيديه إلى الأرض، ثم نفخهما، ثم مسح بهما وجهه ويديه إلى نصف الذراع؟ فقال عمرُ: يا عَمَّار، اتَّقِ اللهَ، فقال: يا أميرَ المؤمنين، إن شئتَ واللهِ لم أذْكُرْه أبداً، فقال عمرُ: كلا والله، لَنوَلِّيَنَّكَ من ذلك ما تولَّيت» . وله في أخرى في هذا الحديث: «فقال: يا عمارُ، إنما كان يكفيك هكذا، ثم ضرب بيديه إلى الأرض، ثم ضرب إحداهما على الأخرى، ثم مسح وجهه والذِّراعين إلى نصف الساعد (1) - ولم يبلغ المرفقين - ضربة واحدة» . وفي أخرى بهذه القصة «فقال: إنما كان يكفيك، وضرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يده إلى الأرض، ثم نفخ فيها، ومسح بها وجهه وكفَّيه» شك سلمةُ وقال: لا أدري فيه: «إلى المرفقين» . يعني: أو «إلى الكفَّين؟» . [ص: 256] وفي أخرى بهذا الحديث قال: «ثم نفخ فيها، ومسح بها وجهه وكفيه إلى المرفقين، أو إلى الذراعين» قال شعبة: كان سلمةُ يقول: «الكفَّين والوجه والذِّرَاعين» فقال له منضور ذاتَ يوم: انْظُر ما تقول؛ فإنه لا يذكر الذِّراعين غَيْرُك. [وفي أخرى قال: «فقال - يعني: النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: إنما كان يكفيك أن تضربَ بيديك إلى الأرض، فتمسحَ بهما وجهك وكفَّيك.. وساق الحديث» ] . وفي أخرى قال: «سمعتُ عماراً يخطُبُ بمثله، إلا أنه لم ينفُخْ» . وأخرج النسائي الرواية الأولى، وفيها «فقال: إنما كان يكفيك، وضرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بيديه الأرض، ثم نفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه - وسلمةُ شك، لا يدري فيه: إلى المرفقين، أو الكفَّين - فقال: نُوَلِّيكَ ما تَوَلَّيْتَ» . وأخرج رواية أبي داود الأولى، وفيها: «فقال عمار: أتذكرُ يا أمير المؤمنين، حيثُ كنتَ بمكان كذا وكذا، ونحن نَرْعى الإبل فتعلم أنا أجنبْنا؟ قال: نعم، قال: فأما أنا فتمرَّغتُ في التراب، فأتينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فضحك، فقال: إن كان الصعيد لكافيك، وضرب بكفيه إلى الأرض، ثم نفخ فيهما، ثم مسح وجههُ وبعض ذراعيه؟ فقال: اتَّقِ الله يا عمار، فقال: يا أمير المؤمنين، إن شئتَ لم أذكره، قال: لا، ولكن نُوَلِّيك من ذلك ما تَوَلَّيتَ» . [ص: 257] وله في أخرى «أن رجلاً سأل عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - عن التيمم، فلم يَدْرِ ما يقول، فقال عمار: أتذكر حيث كنا في سريَّة فأجْنَبتُ فَتمعَّكتُ في التراب، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنما كان يكفيك هذا؟ - وضرب شعبة بيديه على ركبتيه، ونفخ في يديه، ومسح بهما وجهه وكفَّيه مرة واحدة -» . وفي أخرى مثل الأولى وقال: «ثم نفخ [فيهما] ، فمسح بهما وجهه وكفيه - شك سلمة وقال: لا أدري، فيه: إلى المرفقين، أو إلى الكفين - قال عمر: نُوَلِّيك من ذلك ما تَوَلَّيتَ» قال شعبةُ: كان [يقول] : الكفين والوجه والذراعين، فقال له منصور: ما تقولُ؟ فإنه لا يذكر: «الذراعين» أحد غيرك، فشك سلمة فقال: لا أدري ذكر الذِّراعين، أم لا. وفي أخرى «قال عمار: أجْنَبْتُ وأنا في الإبل، فلم أجِدْ ماء، فَتمعَّكت في التراب تمعُّكَ الدابةِ، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بذلك، فقال: إنما كان يجزيك من ذلك التيمُّمُ» . وفي رواية أخرى لأبي داود: «أنهم تَمسَّحُوا وهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالصعيد لصلاة الفجر، فضربوا بأكفِّهم الصعيد، ثم مسحوا وجوههم مسحة واحدة، ثم عادوا فضربوا بأكفِّهم الصعيد مرة أخرى، فمسحوا بأيديهم كلِّها إلى المناكب والآباط من بُطُون أيديهم» . وفي أخرى نحو هذا، قال: «فقام المسلمون فضربوا بأكفهم التراب ولم يَقْبِضُوا من التراب شيئاً.. فذكر نحوه، ولم يذكر المناكب والآباط قال ابن الليث: إلى ما فوق المرفقين» . [ص: 258] وفي أخرى قال: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن التيمم، فأمرني: ضربة واحدة للوجه والكفين» . وفي أخرى: سئل قتادةُ عن التيمم، فقال: عن عمار: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إلى المرفقين» . وفي رواية النسائي قال: «تَيمَّمْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فمسحنا بوجوهنا وأيدينا إلى المناكب» . وأخرج الترمذي من هذا الحديث بطوله: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمره بالتيمم للوجه والكفَّين» (2) . قال الترمذي: وقد روي عنه أنه قال: «تيمَّمْنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى المناكب والآباط» ولِقلَّةِ ما أخرج لم نُثْبِتْ له علامة (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَرِية) السَّرِيَّة: قطعة من الجيش تبلغ أربعمائة ينفذون في مقصد. (فَتَمعَّكْتُ) التَّمعُّك: التَّمرُّغ في التراب. [ص: 259] (نُولِّيك ما تولَّيت) أي: نَكِلُك إلى ما قلت، ونَرُدُّ إليك ما وَلَّيْتَه نفسك، ورضيت لها به.   (1) رواية المسح إلى نصف الذراع فيها مقال، كما ذكر الحافظ في " الفتح ". (2) رواه البخاري 1 / 375 في الوضوء، باب المتيمم هل ينفخ فيهما، وباب التيمم للوجه والكفين، وباب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت أو خاف العطش تيمم، وباب التيمم ضربة، ومسلم رقم (368) في الحيض، باب التيمم، وأبو داود رقم (318) و (319) و (322) و (323) و (324) و (325) و (326) و (327) و (328) في الطهارة، باب التيمم، والنسائي 1 / 165 - 170 في الطهارة، باب التيمم في الحضر، وباب نوع آخر من التيمم والنفخ في اليدين، وباب نوع آخر من التيمم. (3) انظر الكلام على المسح على المناكب والآباط في الحديث رقم (5288) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع تخريج الحديث المتقدم. الحديث: 5290 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 254 5291 - (خ م س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً معتزِلاً لم يُصَلِّ في القوم، فقال: يا فلان، ما منعكَ أن تُصلِّيَ مع القوم؟ فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة، ولا ماءَ، فقال: عليك بالصعيد، فإنَّه يكفيك» . أخرجه البخاري والنسائي، وقد أخرجه البخاري ومسلم في جملة حديث طويل، وهو مذكور في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 379 - 484 في التيمم، باب الصعيد الطيب وضوء المسلم، وباب التيمم ضربة، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، والنسائي 1 / 171 في الطهارة، باب التيمم بالصعيد، ومسلم رقم (682) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/434) قال: حدثنا يحيى، عن عوف. والدارمي (749) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عوف. والبخاري (1/93) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثني يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عوف. وفي (1/96) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا عوف. وفي (4/232) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا سلم بن زرير. ومسلم (2/140) قال: حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد، قال: حدثنا سلم بن زرير العطاردي. وفي (2/114) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي. والنسائي (1/171) وفي الكبرى (302) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، عن عوف، وابن خزيمة (113و 271 و 987 و 997) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر وسهل ابن يوسف وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. قالوا: حدثنا عوف. كلاهما - عوف،وسلم - عن أبي رجاء العطاردي، فذكره. الحديث: 5291 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 259 5292 - (د ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «اجتمعتْ غُنَيمة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أبا ذر، أُبْدُ فيها، فَبَدَوتُ إلى الرَّبَذَةِ، فكانت تُصِيبُني الجنابةُ، فأمكثُ الخمسَ والسِّتَّ، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو ذرّ: فسكتُّ، فقال: ثَكِلَتْكَ أمُّك أبا ذَرّ، لأمِّك الويل، فدعا لي بجارية سوداء، فجاءت بعُسّ فيه ماء، [ص: 260] فسترتني بثوب، واسْتَتَرْتُ بالراحلة، واغتسلتُ، فكأني ألقيتُ عنِّي جبلاً، فقال: الصعيدُ الطيّب وَضوء المسلم ولو إلى عشر سنين، فإذا وجدتَ الماءَ فأمِسَّه جلدَك، فإن ذلك خير» . وفي رواية «غُنيمة من الصدقة» . وفي أخرى قال رجل من بني عامر: «دخلتُ في الإسلام، فهمَّني دِيني، فأتيتُ أبا ذر، فقال أبو ذر: إني اجْتَوَيتُ المدينة، فأمَرَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بذَوْد وبغَنَم، فقال لي: اشرب من ألبانها - قال حماد: وأشك: في أبوالها - فقال أبو ذر: فكنتُ أعزُبُ عن الماء ومعي أهلي، فتُصيبُني الجنابةُ، فأُصلي بغير طهور، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بنصف النهار وهو في رَهْط من أصحابه، وهو في ظل المسجد، فقال: أبو ذر: فقلتُ: نعم، هلكتُ يا رسول الله، قال: وما أهلكك؟ قلتُ: إني كنتُ أعزُبُ عن الماء، ومعي أهلي، فتُصيبُني الجنابةُ، فأُصلي بغير طهور، فأمَرَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بماء، فجاءتُ به جارية سوداءُ بعسّ يتخضْخَضُ، ما هو بملآن، فَتَستَّرْتُ إلى بعير فاغتسلتُ، ثم جئتُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا ذر، إن الصَّعيدَ الطَّيِّبَ طهور وإن لم تجد الماءَ إلى عشر سنين، فإذا وجدتَ الماءَ فأمِسَّه جلدَك» . أخرجه أبو داود، وقال: «أبْوَالُها» ليس بصحيح في هذا الحديث، قال: [ص: 261] وليس في أبوالها إلا حديث أنس، تفرَّدَ به أهلُ البصرة. وفي رواية الترمذي مختصراً، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الصعيدَ الطيِّبَ طهور المسلم، وإن لم يجدِ الماءَ عشر سنين، فإذا وجدَ الماءَ فَلْيُمِسَّه بشرَته، فإن ذلك خير» . وفي رواية «إن الصعيد الطَّيِّبَ وضوءُ المسلم» . وأخرجه النسائي مثل الترمذي إلى قوله: «عشر سنين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ابْدُ) بَدوت: إذا خرجت إلى البادية، وهي الصحراء البعيدة من المدن والقرى، والمراد: كن في هذه الإبل بالبادية. (الثُّكْل) : فَقْد الولد، فكأنه دعاء عليه بالموت. (بعُسٍّ) العُسُّ: قدح ضحم. (بالراحلة) الراحلة: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (اجْتَويت) المنزل والبلد: إذا استوخمته فلم يُوَافق طبعك، فتغيرَّ له مزاجك، وهو افتعلت، من الجَوَى: المرض. [ص: 262] (بذود) الذود من الإبل: من الثلاثة إلى العشرة. (أعزُبُ) عَزب عن المكان يَعْزُبُ: إذا بعُد.   (1) رواه أبو داود رقم (332) و (333) في الطهارة، باب الجنب يتيمم، والترمذي رقم (124) في الطهارة، باب ما جاء في التيمم للجنب إذا لم يجد الماء، والنسائي 1 / 171 في الطهارة، باب الصلوات بتيمم واحد، وهو حديث حسن، قال الحافظ في " التلخيص " 1 / 154: وفي الباب عن أبي هريرة، رواه البزار، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/146) قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد. وفي (5/155) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وأبو داود (333) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: أخبرنا حماد. أربعتهم - إسماعيل بن علية، وسعيد بن أبي عروبة، وسفيان، وحماد - عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن رجل من بني قشير، فذكره. (*) في رواية سفيان: عن رجل، ولم ينسبه. الحديث: 5292 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 259 5293 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «سئل عن التيمم، فقال: إنَّ الله قال في كتابه حين ذَكَر الوضوء: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأيْدِيَكُم إلى المرَافِقِ} [المائدة: 6] ، وقال في التيمم: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأيْديكُمْ} [المائدة: 6] وقال: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أيْدِيَهُما} [المائدة: 38] وكانت السُّنَّة في القطع: الكفَّين، إنما هو الوجه والكفَّين (1) . - يعني: التيمم-» أخرجه الترمذي (2) .   (1) وفي بعض نسخ الترمذي: والكفان، وهي أصوب، ورواية (الكفين) بالجر، على تقدير: إنما هو مسح الوجه والكفين. (2) رقم (145) في الطهارة، باب ما جاء في التيمم، وفي سنده محمد بن خالد القرشي، وهو مجهول، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (145) قال: ثنا يحيى بن موسى، حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا هشيم، عن محمد بن خالد القرشي عن داود بن حصين عن عكرمة، فذكره قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقال العلامة أحمد شاكر -رحمه الله ورفع درجته في المهديين -: هذا الحديث من النوادر التي تستفاد من كتاب الترمذي، فإني لم أجده مرويّا في شيء من كتب السنة التي بين يدي، ومنها مسند أحمد على سعته، ولم أجد أحدا من العلماء نقله أو تكلم عليه،وهو حديث مرفوع حكما. الحديث: 5293 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 262 5294 - (س) طارق بن شهاب: «أن رجلاً أجْنَب فلم يُصلِّ فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال: أصَبْتَ، فأجْنب آخرُ فتيمم وصلى، فأتاه، فقال نحو ما قال للآخر - يعني: أصبتَ-» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 172 في الطهارة، باب فيمن لا يجد الماء ولا الصعيد، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (1/172) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا خالد، قال: أنبأنا شعبة، أن مخارقا أخبرهم عن طارق به. * رواية رزين غريبة، وهي في السنن من حديث جابر يأتي بعد هذا. الحديث: 5294 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 262 الفرع الثاني: في تيمّم الجَرِيح 5295 - (د) عبد الله بن عباس (1) - رضي الله عنه - قال: «أصاب [ص: 263] رجلاً جَرْح في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثم احْتَلَم، فأُمِر بالاغتسال، فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: قتلوه، قتلهم الله، ألم يكن شفاءُ العِيِّ السؤالَ؟» أخرجه أبو داود (2) . وفي رواية رزين «ثم احتلم، فسأل من لا علم له بالسُّنَّة: هل له رُخصة في التيمم؟ فقالوا له: لا، فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: قتلوه قتلهم الله، ألم يكن شفاء العي السؤال؟ فإنما كان يكفيه أن يتيمم، وأن يَعْصِبَ على جرحه خرقة، ثم يمسح عليها، ويغسل سائر جسده» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قتلهم الله) يقال: قتله الله، وقاتله الله: إذا دعا عليه بالقتل والهلاك. (العِيّ) : قُصور الفهم، وشفاء هذا المرض: بالسؤال عما جهله ليعرف.   (1) في المطبوع: عبد الله بن مسعود، وهو خطأ. (2) رقم (337) في الطهارة، باب في المجروح يتيمم، ورواه ابن ماجة رقم (752) في الطهارة، باب في المجروح تصيبه الجنابة، وابن حبان في " صحيحه " رقم (201) موارد، والحاكم 1 / 165 وذكر له شاهداً عن ابن عباس، و 1 / 178، وهو حديث حسن بشواهده. (3) هي عند أبي داود كما في الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (336) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الأنطاكي، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن الزبير بن خريق، عن عطاء، فذكره. قلت: الزبير بن خريق، لين الحديث. الحديث: 5295 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 262 5296 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «خرجنا في سفر، فأصاب رجلاً منا حَجَر فشجَّه في رأسه، فاحتلم، فسأل أصحابه: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رُخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قَدِمْنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأُخْبِر بذلك، قال: قتلوه، قتلهم الله، ألا سألوا إذْ لم يعلموا، فإنما شفاء العيِّ السؤال، إنما كان يكفيه [ص: 264] أن يتيمم ويَعْصِر - أو يَعصِبَ، شك موسى - على جَرحه خِرْقة، ثم يمسح عليها، ويغسل سائر جسده» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَشَجَّه) شَجَّ رأسه: إذا ضربه بشيء فكسره وفتحه.   (1) رقم (336) في الطهارة، باب في المجروح يتيمم، وهو حديث حسن بشواهده كما في الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/203) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة. وأبو داود (334) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب. كلاهما - عبد الله بن لهيعة، ويحيى - عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (335) قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: أخبرنا ابن وهب، عن ابن لهيعة وعمرو ابن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، أن عمرو بن العاص كان على سرية، وذكر الحديث نحوه. زاد فيه: عن أبي قيس. ولم يذكر أبو داود متن الحديث، وبالرجوع إلى هذا الطريق طريق أبي قيس في سنن الدارقطني (1/179) والسنن الكبرى للبيهقي (1/226) لم يذكر فيه أبو قيس عن عمرو بن العاص بل أرسله. وفات المزي الإشارة إلى ذلك في تحفة الأشراف (8/10750) فالحديث من طريق أبي قيس مرسل. (*) قال أبو داود: عبد الرحمن بن جبير مصري، مولى خارجة بن حذافة، وليس هو ابن جبير بن نفير. الحديث: 5296 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 263 الفرع الثالث: في التيمم من البرد 5297 - (د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: «احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السَّلاسِل، فأشْفَقْتُ إن اغتسلتُ أن أهلِك، فتيممتُ ثم صلَّيتُ بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا عمرو، صليتَ بأصحابك وأنت جُنُب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله عز وجل يقول: {وَلاَ تَقْتُلوا أنْفُسَكُمْ إنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء: 29] فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم يقل شيئاً» . وفي رواية «أن عمرو بن العاص كان على سرية ... وذكر الحديث نحوه» قال: «فغسل مَغَابِنَه وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم صلَّى بهم ... فذكر نحوه، ولم يذكر التيمم» . [ص: 265] قال أبو داود: روى هذه القصة عن الأوزاعي عن حسَّان بن عطية قال فيه: «فتيمم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَغَابِنَه) المغابن: مكاسِر الجلد والأماكن التي يجتمع فيها الوسخ والعرق.   (1) رقم (334) و (335) في الطهارة، باب إذا خاف الجنب أيتيمم، ورواه أيضاً ابن حبان والحاكم وغيرهما، وهو حديث حسن، له شاهد عند الطبراني من حديث ابن عباس وأبي أمامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (334) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا أبي، قال: سمعت يحيي بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير المعدي فذكره. والرواية الثانية: أخرجها (335) قال حدثا محمد بن سلمة المروي قال: أخبرنا بن وهب، عن بن لهيعة، وعمرو بن الحارث، عن جبير، عن أبي قيس مولى عمر بن العاص، فذكره. الحديث: 5297 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 264 الفرع الرابع: في التيمم إذا وجد الماء 5298 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «خرج رجلان [في سفر] ، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمّما صعيداً طيباً فصلَّيَا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعدِ الآخر، ثم أتَيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يُعِدْ: أصَبتَ السُّنَّةَ، وأجزأتك صلاتك، وقال للذي توضأ وأعاد: لك الأجر مرتين» . أخرجه أبو داود، قال: وروي عن عطاء بن يسار عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال ... ذِكْرُ أبي سعيد في هذا الحديث: ليس بمحفوظ، وهو مرسل. [ص: 266] وفي أخرى عن عطاء بن يسار «أن رجلاً من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ... بمعناه» . وفي رواية النسائي «أن رجلين تَيمَّمَا وصلَّيا، ثم وجدا ماء في الوقت فتوضأ أحدهما، وعاد لصلاته ما كان في الوقت، ولم يُعِد الآخر، فسألا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال للذي لم يعد: أصبت السنَّة، وأجزأتك صلاتك، وقال للآخر: أمَّا أنت فَلكَ مثلُ سَهمِ جمع» . وله في رواية عن عطاء بن يسار «أن رجلين.. وساق الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَهْم جمع) أراد: أنه سهم من الخير جُمع له فيه حظان، كذا قال الخطابي، قال: وقال الأصمعي: أراد به: سهم الجيش، قال: والجمع هاهنا أراد به الجيش، واستدل بقوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ} [القمر: 45] ، وقوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الجَمْعانِ} [الشعراء: 61] .   (1) رواه أبو داود رقم (338) و (339) في الطهارة، باب في المجروح يتيمم، والنسائي 1 / 213 في الغسل، باب التيمم لمن لم يجد الماء بعد الصلاة، وهو حديث حسن، ورواه ابن السكن بإسناد صحيح موصول، كما ذكره الحافظ في " التلخيص ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (750) . وأبو داود (338) قالا: حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي والنسائي (1/213) قال: أخبرنا مسلم بن عمرو بن مسلم. كلاهما - محمد بن إسحاق المسيبي، ومسلم بن عمرو- عن عبد الله بن نافع، عن الليث بن سعد، عن بكر بن سوادة، عن عطاء بن يسار، فذكره. (*) قال أبو داود: وغير ابن نافع يرويه، عن الليث، عن عميرة بن أبي ناجية، عن بكر بن سوادة، عن عطاء بن يسار، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال أبو داود: وذكر أبي سعيد في هذا الحديث ليس بمحفوظ، وهو مرسل. (*) أخرجه أبو داود (339) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن أبي عبد الله مولى إسماعيل بن عمير، عن عطاء بن يسار، أن رجلين من أصحاب رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- بمعناه. مرسلا. وكذا أخرجه النسائي (1/213) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، عن ليث بن سعد، قال: حدثنا عميرة وغيره، عن بكر بن سوادة، عن عطاء بن يسار أن رجلين وساق الحديث. الحديث: 5298 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 265 5299 - (خ ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أقْبَل من أرضه بالجرف، فحضرت العصر بِمرْبَدِ النَّعَم، فتيمم وصلى، ثم دخل المدينة [ص: 267] والشمسُ مرتفعة، فلم يُعِدْ» (1) . وفي رواية نافع «أنه أقبل هو وابن عمر من الجُرف، حتى إذا كان بالمربد: نزل عبد الله فتيمم صعيداً طيباً، فمسح بوجهه ويديه إلى المرفقين ثم صلى» . وفي أخرى «أن عبد الله بن عمر كان يتيمم إلى المرفقين» (2) . أخرج الأولى رزين، ولم أجدها، والباقي أخرجه الموطأ، وأخرج الأولى البخاري في ترجمة باب. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِمرْبَد النَّعم) المِرْبَد: موقف الإبل، من رَبَد في المكان: إذا أقام فيه، والنَّعَم: الإبل.   (1) ذكره البخاري تعليقاً في ترجمة باب 1 / 374 في التيمم، باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء ولم يذكر: فتيمم، قال الحافظ في " الفتح ": قال الشافعي: أنا ابن عيينة، عن ابن عجلان عن نافع، عن ابن عمر أنه أقبل من الجرف حتى إذا كان بالمربد تيمم فمسح وجهه ويديه وصلى العصر، وذكر بقية الخبر كما علقه المصنف، ولم يظهر لي سبب حذفه منه ذكر التيمم مع أنه مقصود الباب. (2) رواه مالك في الموطأ 1 / 56 في الطهارة، باب العمل في التيمم بإسناد صحيح، وقد تقدم في الصحيحين وغيرهما أن التيمم مسح الوجه والكفين، وهو الصواب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (119 و 120) في الموضعين عن نافع فذكره. وعلقه البخاري (1/374) في باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء. الحديث: 5299 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 266 الباب السادس: في الغسل ، وفيه ستة فصول الفصل الأول: في غسل الجنابة ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في وجوبه وموجبه ، وفيه ثلاثة أنواع [النوع] الأول: التِقَاء الخِتْانين 5300 - (م ط ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه-: «أنهم كانوا جُلُوساً، فذكروا ما يُوجب الغسل، فاختلف في ذلك رهط من المهاجرين والأنصار، فقال الأنصاريون: لا يجب الغسل إلا من الدَّفقِ، أو من الماء، وقال المهاجرون: بل إذا خالط فقد وجب الغسل، قال أبو موسى: فأنا أشْفِيكم من ذلك، قال: فقمت فاستأذنت على عائشة، فأُذِن لي، فقلت لها: يا أُمَّاهُ - أو يا أمَّ المؤمنين - إني أريد أن أسألكِ عن شيء، وإني أسْتَحييكِ؟ [ص: 269] فقالت: لا تستحيي أن تسألَني عما كنت سائلاً عنه أمَّك التي ولدتك، [فإنما أنا أُمُّك] ، قلتُ: فما يُوجب الغسل؟ قالت: على الخبير سقطتَ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا جلس بين شُعَبها الأربع، ومَسّ الخِتانُ الختانَ، فقد وجب الغسل» أخرجه مسلم. وفي رواية «الموطأ» : «أن أبا موسى أتى عائشةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال لها: لقد شَقَّ عليَّ اختلافُ أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في أمر، إني لأعْظِمُ أن أسْتَقْبِلَكِ به، فقالت: ما هو؟ ما كنت سائلاً عنه أمَّكَ فاسألني عنه، فقال: الرجل يُصيب أهلَه، ثم يُكْسِلُ ولا يُنزِل؟ فقالت: إذا جاوز الخِتانُ الختانَ، فقد وجب الغسل، فقال أبو موسى الأشعري: لا أسأل عن هذا أحداً بعدكِ أبداً» . وفي رواية لمسلم: «أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يُجامع أهله ثم يُكْسِلُ، هل عليهما الغسل؟ - وعائشة جالسة - فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إني لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم نغتسل» . وفي أخرى «للموطأ» عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: «سألتُ عائشةَ زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم-: ما يُوجب الغسل؟ فقالت: هل تدري ما مَثَلُك يا أبا سلمةَ؟ مثلُ الفَرُّوج يسمعُ الدِّيَكَةَ تَصْرُخُ، فيصرُخُ معها، إذا جاوز الخِتانُ الختانَ، فقد وجب الغسل» . وفي رواية الترمذي مختصراً: أنَّ عائشةَ قالتْ: «إذا جاوزَ الختانُ [ص: 270] الخِتانَ، وجبَ الغُسْلُ، فعلتُه أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاغتسلنا» . وفي رواية له قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا جاوزَ الختانُ الخِتانَ، وجب الغسل» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدِّفق) : كناية عن إنزال المني متدِّفقاً، لأنه كذلك ينزل. (خالط) المخالطة: كناية عن تغييب الحشفة في الفرج والمباشرة من غير إنزال. (شُعَبِها) قيل: إن الشُّعَب الأربع: رجلاها، وشَفْراها، وقيل: ساقاها ويداها.   (1) رواه مسلم رقم (349) في الحيض، باب نسخ الماء من الماء ووجوب الغسل بالتقاء الختانين، والموطأ 1 / 46 في الطهارة، باب واجب الغسل إذا التقى الختانان، والترمذي رقم (108) و (109) في الطهارة، باب ما جاء إذا التقى الختانان وجب الغسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أم كلثوم، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: «إن رجلا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل» . أخرجه أحمد (6/68 و 110) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا حسن، عن أشعث. وفي (6/74) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (6/74) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (1/187) قال: حدثنا هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عياض بن عبد الله. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (17983) عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، عن عياض بن عبد الله القرشي وذكر آخر. ثلاثتهم - أشعث، وابن لهيعة، وعياض بن عبد الله القرشي - عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن أم كلثوم، فذكرته. وعن عبد الله بن رباح، أنه دخل على عائشة فقال: إني أريد أن أسألك عن شيء، وإني أستحييك. فقالت: سل ما بدا لك فإنما أنا أمك. فقلت: يا أم المؤمنين، ما يوجب الغسل؟ فقالت: إذا اختلف الختانان وجبت الجنابة. فكان قتادة يتبع هذا الحديث أن عائشة قالت: «قد فعلت أنا ورسول الله، -صلى الله عليه وسلم- فاغتسلنا» . فلا أدري أشيء في هذا الحديث أم كان قتادة يقوله. أخرجه أحمد (6/265) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن عبد الله بن رباح، فذكره. وعن القاسم بن محمد، عن عائشة. قالت: «إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاغتسلنا» . أخرجه أحمد (6/161) . وابن ماجة (608) قال: حدثنا علي بن محمد الطنافسي وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، والترمذي (108) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. والنسائي في الكبرى (192) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. خمستهم - أحمد بن حنبل، وعلي بن محمد، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وأبو موسى، وعبيد الله بن سعيد - عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، عن أبيه، فذكره. (*) الروايات متقاربة المعنى، وأثبتنا لفظ رواية الترمذي. وعن أبي موسى. قال: اختلف في ذلك رهط من المهاجرين والأنصار. أخرجه مسلم (1/186) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن خزيمة (227) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. كلاهما - محمد بن عبد الله، وعبد الأعلى - عن هشام بن حسان، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، فذكره. (*) في رواية عبد الأعلى: «عن حميد بن هلال. قال: ولا أعلمه إلا عن أبي بردة» . وعن سعيد بن المسيب، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قعد بين الشعب الأربع، ثم ألزق الختان بالختان، فقد وجب الغسل» . أخرجه أحمد (6/47) قال: أخبرنا إسماعيل. وفي (6/97) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/112) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/135) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (109) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. ثلاثتهم - إسماعيل، وشعبة، وسفيان الثوري - عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، فذكره. وعن عبد العزيز بن النعمان، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: «إذا التقى الختانان وجب الغسل» . أخرجه أحمد (6/123) قال: حدثنا عفان. وفي (6/227) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (6/239) قال: حدثنا يزيد. ثلاثتهم - عفان، وأبو كامل، ويزيد - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن عبد العزيز بن النعمان، فذكره. * لفظ رواية عفان وأبي كامل: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا التقى الختانان اغتسل» . الحديث: 5300 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 268 5301 - (ط) محمود بن لبيد الأنصاري: «سأل زيدَ بنَ ثابت عن الرَّجُلِ يُصيبُ أهلَه، ثم يُكسِلُ ولا يُنْزِلُ، فقال زيد: يغتسل، فقال له محمود: إن أُبيَّ بنَ كعب كان لا يرى الغسل؟ فقال له زيد بن ثابت: إن أُبيَّ بنَ كعب نَزَع عن ذلك قبل أن يموتَ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 47 في الطهارة، باب وجوب الغسل إذا التقى الختانان، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (103) قال: عن يحيى بن سعيد،عن عبد الله بن كعب مولى عثمان بن عفان، فذكره. الحديث: 5301 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 270 5302 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: أن عمرَ بنَ الخطاب، وعثمانَ ابنَ عفَّان، وعائشةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كانوا يقولون: «إذا مَسَّ الخِتانُ [ص: 271] الختانَ، فقد وجب الغُسْلُ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 45 و 46 في الطهارة، باب وجوب الغسل إذا التقى الختانان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (100) قال: عن ابن شهاب، فذكره. الحديث: 5302 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 270 5303 - (ط) نافع- مولى ابن عمر-: أن ابن عمر كان يقول: «إذا جاوز الختانُ الختانَ، فقد وجب الغسل» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 47 في الطهارة، باب وجوب الغسل إذا التقى الختانان، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه عنه مالك (104) . الحديث: 5303 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 271 5304 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا جلس بين شُعَبها الأربع، ثم جَهَدَها، فقد وجب الغسل» . زاد في رواية: «وإن لم يُنزل» أخرجه البخاري ومسلم. وعند أبي داود: «إذا قَعَدَ بين شُعَبها الأربع، وألْزَقَ الخِتانَ بالختانِ، فقد وجبَ الغُسْلُ» . وعند النسائي مثل الأولى [وقال] : «ثم اجتهد» . وله في أخرى: «إذا قَعَدَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَهَدَها) جَهدته أجهده: إذا أتعبته، والمراد: مباشرته إياها.   (1) رواه البخاري 1 / 337 في الغسل، باب إذا التقى الختانان، ومسلم رقم (348) في الحيض، باب نسخ الماء من الماء، وأبو داود رقم (216) في الطهارة، باب في الإكسال، والنسائي 1 / 110 و 111 في الطهارة، باب وجوب الغسل إذا التقى الختانان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا جلس بين شعبها الأربع ثم اجتهد، فقد وجب الغسل» . وفي حديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي: «وألزق الختان بالختان، فقد وجب الغسل» . 1- أخرجه أحمد (2/234) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم بن قطن، وهو أبو قطن، قال: حدثنا هشام. وفي (2/347) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام وأبان. وفي (2/393) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا هشام. وفي (2/520) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: حدثنا هشام وشعبة. وفي (2/520) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. (ح) وعبد الصمد، قال: حدثنا هشام والدارمي (767) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا هشام. والبخاري (1/80) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام (ح) وحدثنا أبو نعيم، عن هشام. ومسلم (1/186) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني وهب بن جرير. كلاهما - ابن أبي عدي، ووهب- عن شعبة، وأبو داود (216) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، قال: حدثنا هشام وشعبة. وابن ماجة (610) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن هشام الدستوائي. والنسائي (1/110) وفي الكبرى (193) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. زبرعتهم - هشام الدستوائي، وهمام، وأبان، وشعبة - عن قتادة. 2- وأخرجه مسلم (1/186) قال: حدثني زهير بن حرب وأبو غسان المسمعي. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار، قالوا: حدثنا معاذ بن هشام،قال: حدثني أبي، عن قتادة ومطر. كلاهما - قتادة،ومطر - عن الحسن، عن أبي رافع، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (2/470) قال: حدثنا يحيى، عن أشعث، عن الحسن، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو رافع. وعن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قعد بين شعبها الأربع ثم اجتهد، فقد وجب الغسل» . أخرجه النسائي (1/111) وفي الكبرى (194) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني، قال: حدثني عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا أشعث بن عبد الملك، عن ابن سيرين، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ ولا نعلم أحدا تابع عيسى بن يونس عليه،والصواب: أشعث عن الحسن، عن أبي هريرة. والحسن لم يسمع من أبي هريرة، أو لم يسمعه من أبي هريرة. قال أبو عبد الرحمن أنا: أشك.. الحديث: 5304 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 271 [النوع] الثاني: الإنزال 5305 - (م خ د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: [ص: 272] خرجتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين إلى قُبَاء، حتى إذا كنا في بني سالم، وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على بابِ عِتْبانَ [بن مالك] فصَرَخَ به، فخرج يَجُرُّ إزارَه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعْجَلْنَا الرجلَ» ، فقال عِتبان: يا رسول الله، أرأيتَ الرجل يُعْجَلُ عن امرأته، ولم يُمْنِ، ماذا عليه؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما الماءُ من الماءِ» . وفي رواية مختصراً عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما الماء من الماءِ» . أخرجه مسلم. وفي رواية له وللبخاري: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى رجل من الأنصار، فجاءه ورأسُه يَقْطُر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لعلَّنا أعْجَلْنَاك؟ فقال: نعم يا رسول الله، قال: إذا أُعْجِلْتَ أو أقحطتَ فلا غُسلَ عليك، وعليكَ الوضوء» . وأخرج أبو داود رواية مسلم المختصرة، وقال: «كان أبو سلمةَ يفعلُ ذلك» . وقد تقدَّم في نواقض الوضوء عن زيد بن خالد الجُهني، وأُبيِّ بنِ كعب في هذا المعنى ما لم نَحْتَجْ إلى إعادته، وذلك أنهم قالوا: «يَغْسِلُ ذَكَره ويتوضأ، ولم يُوجِبوا عليه الغُسل» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 247 و 248 في الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين، ومسلم رقم (343) في الحيض، باب إنما الماء من الماء، وأبو داود رقم (217) في الطهارة، باب في الإكسال، وهو حديث منسوخ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن ذكوان، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر على رجل من الأنصار. فأرسل إليه. فخرج ورأسه يقطر. فقال: لعلنا أعجلناك. قال: نعم. يا رسول الله. قال: «إذا أعجلت أو أقحطت. فلا غسل عليك. وعليك الوضوء» . 1- وأخرجه أحمد (3/21) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/26) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (1/56) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا النضر. ومسلم (1/185) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (606) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا غندر محمد بن جعفر. ثلاثتهم - محمد بن جعفر غندر، ويحيى، والنضر - عن شعبة، عن الحكم. 2- وأخرجه أحمد (3/94) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن الأعمش. كلاهما - الحكم، والأعمش - عن أبي صالح ذكوان، عن أبي سعيد، فذكره. (*) رواية الأعمش مختصرة على آخره، دون ذكر القصة. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «إنما الماء من الماء» . أخرجه أحمد (3/29) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين. ومسلم (1/186) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب وأبو داود (217) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - رشدين، وعبد الله بن وهب - عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، فذكره. وعن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: «خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين إلى قباء. حتى إذا كنا في بني سالم وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على باب عتبان. فصرخ به فخرج يجر إزاره. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أعجلنا الرجل. فقال عتبان: يا رسول الله، أرأيت الرجل يعجل عن امرأته ولم يمن، ماذا عليه؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما الماء من الماء» . 1- أخرجه أحمد (3/7) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (3/36) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زهير. وفي (3/47) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا زهير. ومسلم (1/185) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، قال يحيى بن يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر. وابن خزيمة (234) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا أبو عامر (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير وهو ابن محمد التميمي. ثلاثتهم - سليمان بن بلال، وزهير، وإسماعيل بن جعفر - عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر. 2- وأخرجه ابن خزيمة (233) قال: أخبرني محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة بن روح، حدثهم، عن عقيل وهو ابن خالد، قال: حدثني سعيد بن عبد الرحمن وهو ابن أبي سعيد الخدري. كلاهما - شريك، وسعيد بن عبد الرحمن - عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 5305 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 271 5306 - (س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الماءُ من الماءِ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 115 في الطهارة، باب الذي يحتلم ولا يرى الماء، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/416) .وابن ماجة (607) قال: حدثنا محمد بن الصباح. والنسائي (1/115) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء. ثلاثتهم - وأحمد، وابن الصباح، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (5/421) . والدارمي (764) قال: أخبرنا يحيى بن موسى. كلاهما - أحمد ويحيى قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن عمرو بن دينار، عن عبد الرحمن بن السائب، عن عبد الرحمن بن سعاد، فذكره. الحديث: 5306 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 273 5307 - (ت د) أُبيُّ بنُ كعب - رضي الله عنه - قال: «إنما كان الماءُ من الماءِ رُخصَة في أول الإسلام، ثم نُهِي عنه (1) » أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إنما جَعَلَ ذلك رُخصة للناس في أول الإسلام لِقلَّةِ الثيابِ، ثم أمَرَ بالغسل، ونَهى عن ذلك» قال أبو داود: يعني: «الماء من الماء» . وفي أخرى له قال: «إن الفُتْيا التي كانوا يُفتُون: «الماءُ من الماءِ» ، كانت رُخصة رخَّصها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في بَدْءِ الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعدُ (2) » .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: ثم نهى عنها، أي: عن هذه الرخصة. (2) رواه الترمذي رقم (110) و (111) في الطهارة، باب ما جاء أن الماء من الماء، وأبو داود رقم (214) و (215) في الطهارة، باب في الإكسال، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/115) قال: حدثنا: علي بن إسحاق، ثنا ابن المبارك، أخبرني يونس، عن الزهري، عن سهل بن سعد الأنصاري، فذكره. وفيه: حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، حدثني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب قال: حدثني بعض من أرضى، عن سهل بن سعد فذكره. قال العماد بن كثير: وهكذا رواه أبو داود عن أحمد بن صالح، عن وهب بن عمرو بن الحارث به. وهكذا رواه الترمذي وابن ماجة من حديث يونس عن الزهري عن سهل. وقال الترمذي: حسن صحيح، وعجب له، كيف صحح ذلك وهو منقطع بين الزهري وبين سهل؟ فإنه لم يسمعه منه كما صرح به في رواية أحمد وأبي داود بذكر الواسطة بينهما. اهـ جامع المسانيد (1/76 و 77) . الحديث: 5307 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 273 5308 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إنما الماءُ من الماءِ: في الاحتلام» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (112) في الطهارة، باب ما جاء أن الماء من الماء، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال: وفي الباب عن المقداد بن الأسود، وأبي بن كعب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (5308) قال: حدثنا علي بن حجر، أخبرنا شريك، عن أبي الجحاف، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 5308 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 273 [النوع] الثالث: الاحتلام 5309 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سُئل عن الرجلِ يَجِدُ البَلَلَ، ولا يَذْكُرُ احتلاماً، قال: يغتسل، وعن الرجل يرى أنه [قد] احتلم، ولا يجد بَلَلا، قال: لا غُسلَ عليه، قالت أمُّ سلمةَ: والمرأة ترى ذلك، أعليها غسل؟ قال: نعم، النِّسَاءُ شَقائقُ الرجال» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَقَائِق) الشَّقيق: المِثْل والنظير، كأنه شُقَّ هو ونظيره من شيء واحد، فهذا شِق، وهذا شِق، ومنه قيل للأخ: شقيق، وشقائق جمع شقيقة تأنيث شقيق.   (1) رواه أبو داود رقم (236) في الطهارة، باب في الرجل يجد البلة في منامه، والترمذي رقم (113) في الطهارة، باب ما جاء فيمن يستيقظ فيرى بللاً ولا يذكر احتلاماً، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف وله شواهد: أخرجه أحمد (6/256) قال: حدثنا حماد بن خالد. والدارمي (771) قال: أخبرنا يحى بن موسى. قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (236) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. وابن ماجة (612) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حماد بن خالد. والترمذي (113) قال: حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. كلاهما - حماد بن خالد الخياط، وعبد الرزاق - عن عبد الله بن عمر العمري، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، فذكره. قلت: عبد الله بن عمر العمري، ضعفوه. الحديث: 5309 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 274 5310 - (خ م ط د ت س) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أن أمَّ سُلَيم - وهي امرأة أبي طلحة - قالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة الغُسل إذا احتلمت؟ قال: نعم، إذا رأت الماء، فقالت أم سلمة: أوَ تحتلمُ المرأةُ؟ فقال: تَرِبَتْ يداكِ، فبمَ يُشبِهها ولدُها؟» . وزاد في رواية «قالت: فَضَحْتِ النساء» . [ص: 275] وفي أخرى «فَغطَّتْ أم سلمة - يعني: وجهها - وقالت: يا رسول الله وتحتلم المرأة؟ قال: نعم، تَرِبَتْ يمينُك، فبمَ يُشبهها ولدُها؟» . وفي أخرى «فضحكت أمُّ سلمة» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه «الموطأ» إلى قوله: «إذا رأتِ الماءَ» . وفي رواية الترمذي نحو الأولى، وفيه: «قال: نعم، إذا هي رأت الماء فلتغتسل» قالت أم سلمة: قلتُ لها: فَضَحْتِ النساءَ يا أمَّ سُليم. وأخرج النسائي نحو الرواية الأولى، إلا أنه قال: «إن امرأة قالتْ: يا رسول الله، ولم يُسَمِّ أمَّ سُلَيم» . وأخرجه أبو داود عقيب حديث عائشةَ الذي يتلو هذا الحديث، وقال في آخره: وأما هشامُ بن عروة فقال: عن عروةَ، عن زينبَ بنتِ أبي سلمةَ، عن أمِّ سلمةَ «أن أمَّ سُلَيم جاءت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» ولم يذكر الحديث إحالة على حديث عائشة (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 202 في العلم، باب الحياء في العلم، وفي الغسل، باب إذا احتلمت المرأة، وفي الأنبياء، باب {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} ، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، وباب ما لا يستحيى من الحق للتفقه في الدين، ومسلم رقم (313) في الحيض، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، والموطأ 1 / 51 في الطهارة، باب غسل المرأة إذا رأت المنام مثل ما يرى الرجل، والترمذي رقم (122) في الطهارة، باب ما جاء في المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل، والنسائي 1 / 112 - 115 في الطهارة، باب غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، وأبو داود رقم (237) في الطهارة، باب في المرأة ترى ما يرى الرجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، «أن أم سليم قالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت؟ قال: نعم. إذا رأت الماء فضحكت أم سلمة. فقالت: تحتلم المرأة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فبما يشبه الولد؟» . أخرجه مالك الموطأ صفحة (56) والحميدي (298) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/292) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/302) قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي. وفي (6/306) قال: حدثنا وكيع وابن نمير والبخاري (1/44) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا أبو معاوية. وفي (1/79) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (4/160) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (8/29) قال: دحنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى. وفي (8/35) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (1/172) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (600) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (122) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/114) وفي الكبرى (197) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف. قال: حدثنا يحيى وابن خزيمة (235) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا وكيع. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. سبعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعباد بن عباد، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وأبو معاوية - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، فذكرته. (*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية البخاري (4/160) . وعن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أم سلمة، «أن أم سليم، قال حجاج: امرأة أبي طلحة، قالت: يا رسول الله المرأة ترى زوجها في المنام يقع عليها أعليها غسل؟ قال: نعم إذا رأت بللا. فقالت أم سلمة: أو تفعل ذلك؟ فقال: تربت يمينك أني يأتي شبه الخؤلة إلا من ذلك أي النطفتين سبقت إلى الرحم غلبت على الشبه.» . وقال حجاج في حديثه: ترب جبينك. سفيان (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا عبد ابن حميد. قال: أخبرنا عبند الرزاق. قالا: يزيد، وعبد الرزاق: أخبرنا الثوري (ح) وحدثنيه أحمد الدارمي. قال: حدثنا زكريا ابن عدي. قال: حدثنا يزيد يعني ابن زريع، عن روح بن القاسم. وأبو داود (251) قال: حدثنا زهير ابن حرب وابن السرح. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وابن ماجة (603) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (105) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان والنسائي (1/131) وفي الكبرى (236) قال: أخبرنا سليمان بن منصور، عن سفيان. وابن خزيمة (246) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم- سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وروح بن القاسم - عن أيوب بن موسى، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، فذكره. * أخرجه الدارمي (1161) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا عبيد الله. وأبو داود (252) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: حدثنا ابن نافع، يعني الصائغ. كلاهما - عبيد الله، وعبد الله بن نافع الصائغ - عن أسامة بن زيد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أم سلمة، أن امرأة جاءت إلى أم سلمة فذكرته. ليس فيه عبد الله بن رافع. الحديث: 5310 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 274 5311 - (م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: أن أمَّ سُلَيم - أمَّ بني [أبي] طلحة - سألتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجلُ: هل عليها من غُسل؟ فقال: نعم، إذا رأتِ الماءَ» . قال الحميديُّ: أدرجه مسلم على ما قبله، وقال: «بمعناه، غير أن فيه: أن عائشةَ قالت: فقلت لها: أفٍّ [لكِ] ، أترى المرأةُ ذلك؟» . وفي رواية «أن امرأة قالتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبْصرتِ الماءَ؟ فقال: نعم، فقالت لها عائشةُ: تَرِبَتْ يداك، فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعِيها، وهل يكون الشَّبَهُ إلا من قِبَل ذلك؟ إذا علا ماؤها ماءَ الرجل أشْبَه الولدُ أخوالَه، وإذا علا ماءُ الرجل ماءها أشبه أعمامَه» . أخرجه مسلم. وفي رواية «الموطأ» عن عروةَ بنِ الزبير «أن أمَّ سُلَيم قالتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: المرأةُ ترى في المنام ما يرى الرجل: أتغتسل؟ فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم فلتغتسل، فقالت لها عائشة: أُفّ لكِ، وهل ترى ذلك المرأة؟ فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: تَرِبتْ يمينُك، ومن أين يكون الشَّبَهُ؟» . وفي رواية أبي داود «أن أمَّ سليم الأنصارية - وهي أمُّ أنس بن مالك - قالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، أرأيتَ المرأةَ إذا رأتِ في المنام ما يرى الرجلُ: أتغتسل، أم لا؟ قالتْ عائشةُ: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «فلتغتسل إذا وجدتِ الماءَ، قالت عائشةُ: فأقبلتُ عليها، فقلتُ: أفّ لكِ، [ص: 277] وهل ترى ذلك المرأة؟ فأقبل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: تَرِبَتْ يَمينُكِ يا عائشةُ، ومن أيْن يكون الشَّبَهُ؟» . وفي رواية النسائي: «أن أمَّ سُليم كلَّمتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعائشةُ جالسة، فقالتْ له: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق ... وذكر نحوه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفٍّ لك) أي: قذراً لك، وأفّاً لك، والتنوين للتنكير، وفي أفّ لغات ست، وقيل: أكثر.   (1) رواه ومسلم رقم (314) في الحيض، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، والموطأ 1 / 51 في الطهارة، باب غسل المرأة إذا رأت المنام مثل ما يرى الرجل، وأبو داود رقم (237) في الطهارة، باب في المرأة ترى ما يرى الرجل، والنسائي 1 / 112 و 113 في الطهارة، باب غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/92) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا يحيى بن زكريا، عن أبيه، عن مصعب ابن شيبة، عن مسافع بن عبد الله الحجبي. والدارمي (769) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب. ومسلم (1/172) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا إبراهيم بن موسى الرازي وسهل بن عثمان وأبو كريب. قال سهل: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن مصعب بن شيبة، عن مسافع بن عبد الله. وأبو داود (237) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عنبسة. قال: حدثنا يونس، عن ابن شهاب. والنسائي (1/112) وفي الكبرى (199) قال: أخبرنا كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري. كلاهما - مسافع، وابن شهاب - عن عروة بن الزبير، فذكره. * أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (56) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، أن أم سليم قالت. فذكره مرسلا. وعن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة: «أن أم سليم قالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت؟ قال: نعم. إذا رأت الماء. فضحكت أم سلمة. فقالت: تحتلم المرأة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فبما يشبه الولد؟» . أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (56) . والحميدي (298) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/292) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/302) قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي. وفي (6/306) قال: حدثنا وكيع وابن نمير. والبخاري (1/44) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا أبو معاوية. وفي (1/79) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (4/160) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (8/29) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. وفي (8/35) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (1/172) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: أخبرنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (600) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (122) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/114) وفي الكبرى (197) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف. قال: حدثنا يحيى وابن خزيمة (235) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا وكيع. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. أن مالكا حدثه. سبعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعباد بن عباد، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وأبو معاوية - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، فذكرته. (*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية البخاري (4/160) . الحديث: 5311 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 276 5312 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «جاءت أمُّ سليم - وهي جدة إسحاق (1) - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت له وعائشةُ عنده: يا رسول الله، المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام، فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه، فقالت عائشة: يا أمَّ سليم - فضحت النساءَ- تَربَتْ يمينُكِ. - قولها: تربت يمينك: خير (2) - فقال لعائشةَ: بل أنتِ فتربت يمينُكِ، نعم فَلْتَغْسِلْ يا أمَّ سليم، إذا رأتْ ذاك» . [ص: 278] أخرجه مسلم، قال الحميديُّ: زاد الراوي في نفس الحديث: «قولها: ترِبت يمينك خير» كذا في كتاب مسلم، ولعله من قول الراوي، في أنه لا يُراد بهذه اللفظة إلا الخير. واختصره النسائي قال: «سألتْ أمُّ سليم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، قال: إذا أنزلتِ الماءَ فلتغتسل» ولمسلم في رواية «أن امرأة سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل في منامه، فقال: إذا كان منها ما يكون من الرجل فلتغتسل» (3) .   (1) هو إسحاق بن أبي طلحة الراوي عن أنس رضي الله عنه. (2) أي: هو دعاء لها بالخير. (3) رواه ومسلم رقم (310) في الحيض، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، والنسائي 1 / 112 في الطهارة، باب غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني أنس بن مالك، قال: جاءت أم سليم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت له - وعائشة عنده - يا رسول الله، المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام، فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه؟ فقالت عائشة: يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك، فقال لعائشة: «بل أنت فتربت يمينك، نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذلك» . أخرجه الدارمي (770) قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، ومسلم (1/171) قال: حدثنا زهير ابن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار. كلاهما - الأوزاعي، وعكرمة - عن إسحاق، فذكره. وفي رواية الأوزاعي زيادة: «قالت أم سلمة: وللنساء ماء يا رسول الله؟ قال: نعم، فأين يشبههن الولد، إنما هن شقائق الرجال» . وجعل فيه أم سلمة بدلا من عائشة. - وعن قتادة، عن أنس: أن أم سليم سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا رأت ذلك، فأنزلت، فعليها الغسل» فقالت أم سلمة: يا رسول الله، أيكون هذا؟ قال: «نعم ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر، فأيهما سبق أو علا، أشبهه الولد» . أخرجه أحمد (3/121) و (282) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/121) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/199) قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن ماجة (601) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، وعبد الأعلى. والنسائي (1/112 و 115) وفي الكبرى (198) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبدة. خمستهم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره. - وعن أبي مالك الأشجعي، عن أنس بن مالك، قال: «سألت امرأة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل في منامه، فقال: إذا كان منها ما يكون من الرجل فلتغتسل» . أخرجه مسلم (1/172) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا صالح بن عمر، قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي، فذكره. الحديث: 5312 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 277 5313 - (م) أم سليم - رضي الله عنها -: «أنها سألتْ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا رأت ذلك المرأةُ فلتغتسل، فقالت أمُّ سليم: واسْتَحْيَيتُ من ذلك، [قالت] : وهل يكون هذا؟ فقال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، فمن أين [يكون] الشبه؟ إن ماءَ الرجلِ غليظ أبيضُ، وماءُ المرأةِ رقيق أصفرُ، فمن أيِّهما علا أو سبق يكون منه الشّبه» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (311) في الحيض، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع تخريج الحديث رقم (5311) الرواية الثانية. الحديث: 5313 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 278 5314 - (س) خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - قالت: «سألتُ [ص: 279] رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن المرأة تحتلم في منامها؟ فقال: إذا رأت الماء فلتغتسل» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 115 في الطهارة، باب غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/409) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن علي بن زيد بن جدعان. وابن ماجة (602) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن علي بزيد. والنسائي (1/115) وفي الكبرى (200) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج، عن شعبة. قال: سمعت عطاء الخراساني. كلاهما - علي بن زيد بن جدعان، وعطاء الخراساني - عن سعيد بن المسيب، فذكره. * أخرجه أحمد (6/409) قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحجاج. والدارمي (768) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، وأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك - عن شعبة، عن عطاء الخراساني. قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سألت خالتي خولة بنت حكيم السلمية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة تحتلم، فأمرها أن تغتسل، مرسل. الحديث: 5314 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 278 5315 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ماء الرجلِ غليظ أبيضُ، وماء المرأةِ رقيق أصفرُ، فأيُّهما سبق كان الشَّبَهُ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 115 و 116 في الطهارة، باب الفصل بين ماء الرجل وماء المرأة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: راجع تخريج الحديث رقم (5312) .الرواية الثانية. وإسناده صحيح لولا ما يخشى من تدليس ابن أبي عروبة وشيخه قتادة السدوسي. الحديث: 5315 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 279 الفرع الثاني: في فرائضه وسننه ، وفيه ستة أنواع [النوع] الأول في: كيفية الغسل 5316 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تحت كلِّ شعرة جَنَابَة، فاغْسِلُوا الشَّعْرَ، وأنْقُوا البَشَرَ» أخرجه أبو داود والترمذي (1) . [ص: 280] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنْقُوا البَشر) : جمع بَشَرة، وهي ظاهر جلد الإنسان، والإنقاء: التنظيف.   (1) رواه أبو داود رقم (248) في الطهارة، باب الغسل من الجنابة، والترمذي رقم (106) في الطهارة، باب ما جاء أن تحت كل شعرة جنابة، وفي إسناده الحارث بن وجيه، وهو ضعيف، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث، وقال أبو داود: الحارث بن وجيه، حديثه منكر، وهو ضعيف، وقال الحافظ في " التلخيص ": قال الشافعي: هذا الحديث ليس بثابت، وقال البيهقي: أنكره أهل العلم بالحديث: البخاري وأبو داود وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منكر: أخرجه أبو داود (248) . وابن ماجة (597) . والترمذي (106) . ثلاثتهم - أبو داود، وابن ماجة، والترمذي - قالوا: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا الحارث بن وجيه، قال: حدثنا مالك بن دينار، عن محمد بن سيرين، فذكره. (*) قال أبو داود: الحارث بن وجيه حديثه منكر، وهو ضعيف. (*) وقال الترمذي: حديث الحارث بن وجيه حديث غريب لا نعرفه إلا من حديثه، وهو شيخ ليس بذاك. الحديث: 5316 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 279 5317 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من تَرَكَ موضع شعرة من جنابة لم يغسلها، فُعِلَ به كذا وكذا من النار. قال عليّ: فمن ثَمَّ عاديتُ رأسي، فمن ثمَّ عاديت رأسي، فمن ثَمَّ عاديتُ رأسي ثلاثاً، وكان يَجُزُّ شَعْرَه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (249) في الطهارة، باب الغسل من الجنابة، من رواية حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن زاذان، عن علي رضي الله عنه، وإسناده صحيح، لأن حماداً سمع من عطاء قبل اختلاطه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/94) (727) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي (1/101) (794) قال: حدثنا عفان. والدارمي (757) قال: أخبرنا محمد بن الفضل. وأبو داود (249) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (599) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الأسود بن عامر. وعبد الله بن أحمد (1/133) (1121) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي ومحمد بن أبان بن عمران الواسطي. سبعتهم - حسن، وعفان، ومحمد بن الفضل، وموسى، والأسود، وإبراهيم، ومحمد بن أبان - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن زاذان، فذكره. الحديث: 5317 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 280 5318 - (د) ثوبان - رضي الله عنه - قال: «إنهم اسْتَفْتََوْا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك - يعني الغُسْلَ من الجنابة - فقال: أمَّا الرجلُ، فَلْيَنْشُرْ رأسَه فَلْيَغْسِلْه، حتى يبلغَ أُصُولَ الشعر، وأما المرأةُ، فلا عليها أن لا تنقضه، لِتَغْرِفْ على رأسها ثلاثَ غَرْفَاتِ بكفّيها» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (255) في الطهارة، باب في المرأة هل تنقض شعرها عند الغسل، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (255) قال: حدثنا محمد بن عوف، قال: قرأت في أصل إسماعيل بن عياش. وقال ابن عوف: وحدثنا محمد بن إسماعيل، عن أبيه، قال: حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: أفتاني جبير بن نفير، فذكره. الحديث: 5318 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 280 5319 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا اغتسل من الجنابة: بَدَأ فغسل يديه، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، [ص: 281] ثم يُدْخِل أصابعه في الماء، فَيُخَلِّلُ بها [أصولَ] شعره، ثم يَصُبُّ الماءَ على رأسه ثلاث غُرَف بيديه، ثم يُفيضُ الماءَ على جِلْدِهِ كلِّه» . وفي رواية «ثم يُخلِّل بيديه شعره، حتى إذا ظن أنه قد أروَى بشرته، أفاض الماء عليه ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده، وقالت: كنت أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، نَغْتَرِف منه جميعاً» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل من الجنابة، يبدأ فيغسل يديه، ثم يُفْرِغُ بيمينه على شماله فيغسل فَرْجَهُ، ثم يتوضأ وضوءَه للصلاة، ثم يأخذُ الماءَ، فيُدخِلُ أصابعه في أصول الشعر، حتى إذا رأى أنه قد استَبْرَأ حَفَن على رأسه ثلاثَ حَفنات، ثم أفاض على سائر جسده، ثم غسل رجليه» . وفي أخرى له «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- اغتسل من الجنابة، فبدأ فغسل كفيه ثلاثاً ... ثم ذكر نحو هذه الرواية، ولم يذكر غسل الرجلين» . وفي أخرى «أنه كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه قبل أن يُدْخِلَ يديه في الإناء، ثم توضأ [مثل] وضوئه للصلاة» . وله في أخرى قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل بدأ بيمينه، فصَبَّ عليها من الماء فغسلها، ثم صب الماء على الأذى الذي به بيمينه، وغسل عنه بشماله، حتى إذا فرغ من ذلك صَبَّ على رأسه، قالت عائشةُ: وكنتُ أغتسل [ص: 282] أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد ونحن جنبان» . وفي أخرى لهما قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحِلابِ، فأخذ بكفِّه، فبدأ بشِقِّ رأسه الأيمن، ثم الأيسر، ثم أخذ بكفّيه، فقال بهما على رأسه» . وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى. وفي رواية أبي داود «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا اغتسل من الجنابة - قال سليمان: يبدأ فيُفرغ بيمينه [على شماله] . وقال مسدَّد: غسل يديه، يَصُبُّ الإناء على يده اليمنى - ثم اتَّفَقَا (1) : فيغسل فرجه. وقال مسدد: يُفرغ على شماله وربما كَنَتْ عن الفرج - ثم يتوضأُ وضوءَه للصلاة، ثم يُدْخِلُ يده في الإناء، فيُخلِّل شَعْرَهُ، حتى إذا رأى أنه قد أصاب البشرة - أو أنْقَى البشرة - أفرغ على رأسه ثلاثاً، فإذا فَضلَ فَضْلة صبَّها عليه» . وله في أخرى قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يغتسلَ من الجنابة، بدأ بكفيه فغسلهما، ثم غسل مَرَافِغَهُ، وأفاض عليه الماءَ، فإذا أنقاهما أهْوى بهما إلى حائط، ثم يستقبلُ الوضوءَ ويُفيض الماء على رأسه» . وفي أخرى قالت عائشةُ: «لئن شئتم لأُرِيَنَّكم أثَرَ يَدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الحائط، حيثُ كان يغتسل من الجنابة» . [ص: 283] وفي أخرى عن جُميع بن عمير - أحد بني تَيم الله بن ثعلبة - قال: «دخلتُ مع أُمِّي وخالتي على عائشة، فسألتْها إحداهما: كيف كنتم تصنعون عند الغسل؟ فقالت عائشةُ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يُفيض الماء على رأسه ثلاث مرات، ونحن نفيض على رؤوسنا خمساً من أجل الضُّفُر» . وأخرج أبو داود الرواية الآخرة التي فيها «دعا بشيء نحو الحِلاب» . وفي رواية النسائي «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا اغتسل من الجنابة وُضع له الإناء، فيَصُبُّ على يديه قبل أن يُدخِلَهما الإناءَ، حتى إذا غسل يديه أدخل يده اليمنى في الإناء، ثم صب باليمنى وغسل فرجه باليسرى، حتى إذا فرغ صبَّ باليمنى على اليسرى فغسلهما، ثم تمضمض واستنشق ثلاثاً، ثم يصبُّ على رأسه مثل كَفَّيْه ثلاث مَرَّات، ثم يُفيضُ على جسده» . وله في أخرى «قالت: كان يُفرِغُ على يديه ثلاثاً، ثم يغسل فرجه، ثم يغسل يديه، ثم يمضمض ويستنشق، ثم يُفرغ على رأسه ثلاثاً، ثم يفيض على سائر جسده» . وفي أخرى قال: «وَصَفَتْ عائشةُ غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الجنابة قالت: كان يغسل يديه ثلاثاً، ثم يُفيض بيده اليمنى على اليسرى، فيغسل فرجه [ص: 284] وما أصابه - قال عمرو [بن عُبَيد] : ولا أعلمه إلا يفيض بيده اليمنى على اليسرى ثلاث مرات - ثم يتمضمض ثلاثاً، ويستنشق ثلاثاً، ويغسل وجهه ثلاثاً، ثم يفيض على رأسه ثلاثاً، يصبُّ على اليمنى» . وفي أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يُدْخِلُ أصابعه» وذكر الرواية الأولى من الحديث، وأخرج الرواية الثانية، ونحو الأولى لمسلم، والرواية التي فيها ذِكر الحِلاب. وله في أخرى «أنه كان يغسل يديه، ويتوضأ، ويُخلِّل رأسَهُ حتى يَصِلَ إلى شعره، ثم يُفْرِغُ على سائرجسده» . وفي أخرى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُشَرِّبُ رأسه، ثم يَحْثي عليه ثلاثاً» . وفي رواية الترمذي قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يغتسلَ من الجنابة، بدأ فغسل يديه قبل أن يُدْخِلَهما الإناءَ، ثم غسل فرجه، ويتوضأ وضوءَهُ للصلاة، ثم يُشَرِّبُ شَعْرَهُ الماءَ، ثم يَحْثي على رأسه ثلاث حثيات» (2) . [ص: 285] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرْوى) أرْويت الشَّعر بالماء والدُّهن: إذا أوصلته إلى جميع أجزائه، كأنه قد روي كما يروى العطشان، وكذلك تشريب الشَّعر بالماء: هو بَلُّه جميعه بالماء. (اسْتَبْرَأ) أي: استقصى وخَلَص من عهد الغسل، وبرئ منها كما يبرأ من الدَّيْن وغيره. (الحِلاب) المِحْلَبُ، وهو الإناء الذي يُحلَب فيه. وفي كتاب «الهروي» في باب الجيم: «كان إذا اغتسل دعا بشيء مثل الجُلاَّب، فأخذ بكفِّه، فبدأ بشقّ رأسه الأيمن، ثم الأيسر» . قال الهروي: قال الأزهري: أراد بالجُلاّب هاهنا: ماء الوَرْد، وهو فارسي معرب. قال الهروي: «أراه دعا بشيء مثل الحلاب» بالحاء، وهو الإناء الذي يحلَب فيه، وهذا القول من الهروي قد ذكره الأزهري في كتابه ونسبه إلى أصحاب المعاني، قال: قالوا: هو الحلاب، وهو ما تُحلَب فيه الغنم، كالمِحْلَبْ سواء، فصحف، يعني: أنه كان يغتسل في ذلك الحلاب. [ص: 286] قال الحميدي: وفي هذا الحديث في كتاب البخاري إشكال ربما ظن الظان أنه قد تأوله على الطِّيب؛ لأنه ترجم الباب، فقال: باب من بدأ بالحلاب والطِّيب عند الغسل، وفي بعض النسخ: أو الطيب، ولم يذكر في الباب غير هذا الحديث. وأما مسلم: فجمع الأحاديث بهذا المعنى في موضع واحد، وحديث الحلاب فيها، وذلك من فعله يدُلُّك على أنه أراد الآنية والمقادير، والله أعلم. ويحتمل أن يكون البخاري - رحمه الله - ما أراد إلا «الجُلاَّب» بالجيم. ولهذا ترجم الباب به، وبالطِّيب، ولكن الذي يروى في كتابه: إنما هو «الحلاب» بالحاء، وكذلك رويناه، وهو به أشبه منه بالجُلاَّب، لأن الطيب لمن يغتسل بعد الغسل أليق من قبله وأولى، فإنه إذا بدأ به ثم اغتسل أذهبه الماء. (مرافغه) الأرفاغ: المغابن من الآباط وأصول الفخذين، الواحد: رفغ ورفغ. (يحثي) الحثية: المرة الواحدة، والجمع حثيات، مثل حفنة وحفنات.   (1) أي: سليمان بن حرب ومسدد على روايتهما، فقالا: فيغسل فرجه. (2) رواه البخاري 1 / 310 في الغسل، باب الوضوء قبل الغسل، وباب تخليل الشعر حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليها، ومسلم رقم (316) في الحيض، باب صفة غسل الجنابة، والموطأ 1 / 44 في الطهارة، باب العمل في غسل الجنابة، وأبو داود رقم (240) و (241) [ص: 285] و (242) و (243) و (244) في الطهارة، باب الغسل من الجنابة، والنسائي 1 / 132 في الطهارة، باب ذكر غسل الجنب يديه قبل أن يدخلهما الإناء، وباب ذكر عدد غسل اليدين قبل إدخالهما الإناء، وباب إعادة الجنب غسل يديه بعد إزالة الأذى عن جسده، وباب ذكر وضوء الجنب قبل الغسل، وباب تخليل الجنب رأسه، والترمذي رقم (104) في الطهارة، باب ما جاء في الغسل من الجنابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها -: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة. ثم يدخل أصابعه الماء فيخلل بها أصول شعره. ثم يصب على رأسه ثلاث غرف. ثم يفيض الماء على جسده كله» . 1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (52) . والحميدي (163) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/52) قال: حدثنا يحيى ووكيع. وفي (6/101) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (754) قال: أخبرنا جعفر بن عون. والبخاري (1/72) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (1/74) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد. وفي (1/76) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (1/174) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثناه عمرو الناقد. قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وفي «تحفة الأشراف» (12/16901) عن يحيى بن يحيى، عن أبي خيثمة. وأبو داود (242) قال: حدثنا سليمان بن حرب الواشحي ومسدد. قالا: حدثنا حماد. والترمذي (104) قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/134) وفي الكبرى (93 (r)) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي (1/135) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: أنبأنا يحيى. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سفيام. وفي (1/205) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. وفي (1/206) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا علي بن مسهر. وابن خزيمة (242) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا حماد - يعني ابن زيد -. جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وحماد بن سلمة، وجعفر بن عون، وحماد بن زيد، وعبد الله بن المبارك، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وعلي بن مسهر، وعبد الله ابن نمير، وزائدة بن قدامة، وأبو خيثمة زهير بن معاوية - عن هشام بن عروة. 2 - وأخرجه أحمد (6/252) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا المثنى - يعني ابن سعيد- قال: حدثنا قتادة. كلاهما - هشام بن عروة، وقتادة - عن عروة، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. وأثبتنا لفظ رواية مالك عند النسائي (1/134) . - وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن. قال: حدثتني عائشة - رضي الله عنها: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اغتسل من الجنابة، وضع له الإناء، فيصب على يديه، قبل أن يدخلهما الإناء حتى إذا غسل يديه، أدخل يده اليمنى في الإناء ثم صب باليمنى وغسل فرجه باليسرى حتى إذا فرغ صب باليمنى على اليسرى فغسلهما، ثم تمضمض واستنشق ثلاثا، ثم يصب على رأسه ملء كفيه ثلاث مرات، ثم يفيض على جسده» . * في رواية أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة قال: «دخلت على عائشة - رضي الله عنها - وأخوها من الرضاعة. فسألها عن غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعت بإناء فيه ماء قدر صاع فسترت سترا، فاغتسلت فأفرغت على رأسها ثلاثا» . 1 - أخرجه أحمد (6/71) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (6/143) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (1/72) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثني عبد الصمد. ومسلم (1/176) قال: حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري. قال: حدثنا أبي. والنسائي (1/127) وفي الكبرى (225) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. أربعتهم - عبد الصمد بن عبد الوارث، ويزيد، ومعاذ العنبري، وخالد بن الحارث - عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص. 2 - وأخرجه أحمد (6/96) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -. وفي (6/115) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وفي (6/143) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا شعبة. وفي (6/161) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وفي (6/173) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (1/132) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا حسين، عن زائدة. وفي (1/133) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/133) وفي الكبرى (237) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: أنبأنا النضر. قال: أنبأنا شعبة. وفي (1/134) وفي الكبرى (238) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا عمر بن عبيد. أربعتهم - حماد بن سلمة، وزائدة بن قدامة، وشعبة، وعمر بن عبيد - عن عطاء بن السائب. 3 - وأخرجه مسلم (1/176) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه. 4 - وأخرجه النسائي (1/205) قال: أخبرنا عمران بن يزيد بن خالد، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله - هو ابن سماعة - قال: أنبأنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير. أربعتهم - أبو بكر بن حفص، وعطاء بن السائب، وبكير، ويحيى بن أبي كثير - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ رواية النسائي (1/132) . وعن القاسم، عن عائشة قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلاب فأخذ بكفه، بدأ بشق رأسه الأيمن، الأيسر، ثم أخذ بكفيه فقال بهما على رأسه» . أخرجه البخاري (1/73) قال: حدثنا محمد بن المثنى. ومسلم (1/175) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي. وأبو داود (240) قال: حدثنا محمد بن المثنى. والنسائي (1/206) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. وابن خزيمة (245) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي. كلاهما - محمد بن المثنى العنزي، وأحمد بن سعيد الدارمي - عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن القاسم، فذكره. - وعن الأسود، عن عائشة. قالت: » كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يغتسل من الجنابة، بدأ بكفيه فغسلهما ثم غسل مرافقه، وأفاض عليه الماء، فإذا أنقاهما أهوى بهما إلى حائط، ثم يستقبل الوضوء، ويفيض الماء على رأسه «. أخرجه أحمد (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وعبد الوهاب. وأبو داود (243) قال: حدثنا عمرو بن علي الباهلي. قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وعبد الوهاب، ومحمد بن أبي عدي - عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم النخعي عن الأسود، فذكره. - وعن الشعبي، عن عائشة. قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل من الجنابة، بدأ فتوضأ وضوءه للصلاة، وغسل فرجه وقدميه، ومسح يده بالحائط، ثم أفاض عليه الماء، فكأني أرى أثر يده في الحائط» . أخرجه أحمد (6/236) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عروة أبو عبد الله البزاز، عن الشعبي، فذكره. * وأخرجه أبو داود (244) قال: حدثنا الحسن بن شوكر. قال: حدثنا هشيم. عن عروة الهمداني. قال: حدثنا الشعبي. قال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: «لئن شئتم لأرينكم أثر يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحائط، حيث كان يغتسل من الجنابة» . وعن شيخ من بني سواءة. قال: سألت عائشة، قلت: أكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أجنب، فغسل رأسه بغسل، اجتزأ بذلك، أم يفيض الماء على رأسه؟ قالت: بل كان يفيض على رأسه الماء» . أخرجه أحمد (6/70) قال: حدثنا حسين. وفي (6/222) قال: حدثنا حجاج. كلاهما - حسين، وحجاج - عن شريك، عن قيس بن وهب، عن شيخ من بني سواءة، فذكره. وعن رجل من بني سواءة بن عامر، عن عائشة، فيما يفيض بين الرجل والمرأة من الماء قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأخذ كفّا من ماء، يصب عليّ الماء، ثم يأخذ كفّا من ماء يصبه عليه» . أخرجه أحمد (6/153) . وأبو داود (257) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا شريك، عن قيس ابن وهب، عن رجل من بني سواءة بن عامر، فذكره. وعن رجل من بني سواءة بن عامر، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنه كان يغسل رأسه بالخطمي، وهو جنب، يجتزئ بذلك، ولايصب عليه الماء» . أخرجه أبو داود (256) قال: حدثنا محمد بن جعفر بن زياد. قال: حدثنا شريك، عن قيس بن وهب، عن رجل من بني سواءة بن عامر، فذكره. وعن عبيد بن عمير. قال: بلغ عائشة أن عبد الله بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رءوسهن. فقالت: يا عجبا لابن عمرو هذا. يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رءوسهن أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن؟ لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، ولا أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات» . أخرجه أحمد (6/43) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. ومسلم (1/179) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر. جميعا عن ابن علية. قال يحيى: أخبرنا إسماعيل بن علية، عن أيوب. وابن ماجة (604) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب. والنسائي (1/203) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن إبراهيم بن طهمان. وابن خزيمة (247) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز. قال: حدثنا عبد الوارث - يعني ابن سعيد العنبري -. (ح) وحدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال أبو عمار: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وقال الدورقي: حدثنا ابن علية - وهو إسماعيل بن إبراهيم -. جميعا - عبد الوارث، وابن علية - عن أيوب. كلاهما - أيوب، وإبراهيم بن طهمان - عن أبي الزبير، عن عبيد بن عمير، فذكره. (*) الروايات متقاربة المعنى، وأثبتنا لفظ رواية مسلم (1/179) . وعن جُمَيع بن عمير، أحد بني تيم الله بن ثعلبة، قال: دخلت مع أمي وخالتي على عائشة، فسألتها إحداهما: كيف كنتم تصنعون عند الغسل؟ فقالت عائشة: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يفيض على رأسه ثلاث مرات، ونحن نفيض على رءوسنا خمسا من أجل الضُّفر» . أخرجه أحمد (6/188) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا زائدة. والدارمي (1153) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (241) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - عن زائدة بن قدامة. وابن ماجة (574) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16053) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة. كلاهما - زائدة، وعبد الواحد بن زياد - عن صدقة بن سعيد الحنفي، قال: حدثني جميع بن عمير أحد بني تيم الله بن ثعلبة، فذكره. وعن صفية بنت شيبة، عن عائشة. قالت: «كنا إذا أصابت إحدانا جنابة، أخذت بيديها ثلاثا فوق رأسها، ثم تأخذ بيدها على شقها الأيمن، وبيدها الأخرى على شقها الأيسر» . أخرجه البخاري (1/77) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. وأبو داود (253) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. كلاهما - خلاد بن يحيى، ويحيى بن أبي بكير - قالا: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، فذكرته. الحديث: 5319 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 280 5320 - (خ ط د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كنا إذا أصابت إحدانا جنابة، أخَذَتْ بيدها ثلاثاً فوق رأسها، ثم تأخذُ بيدها على شِقِّها الأيمن، وبيدها الأخرى على شِقِّها الأيسر» أخرجه البخاري. هذا الحديث أخرجه الحميديُّ عن عائشةَ في أفراد البخاري، ولم يجعلْهُ في [ص: 287] جملة رِوايات الحديث الذي قبله، وذلك بخلاف عادته، إلا أن يكون لأجل أنه موقوف على عائشةَ قد أفرده، وقد استعمل مثل ذلك ولم يفرده، وحيث أفرده اتَّبعناه، وأوردناه عقيب الحديث الطويل ونبَّهنا عليه. وأخرجه أبو داود قالت: «كانت إحدانا إذا أصابتها جنابة، أخذت ثلاثَ حَفَنات هكذا - تعني: بكفيها جميعاً -[فتصبُّ] على رأسها، وأخذت بيدٍ واحدة، فصبَّتها على هذا الشِّقّ، والأخرى على الشِّقّ الآخر» . وفي رواية «الموطأ» عن مالك قال: «بلغه: أن عائشةَ سئلت عن غسل المرأة رأسها من الجنابة، فقالت: لِتَحْفِنْ على رأسها ثلاث حَفنات من الماء، ولْتضغَثْ رأسَها بيدها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَلْتَضْغَث) الضِّغث: المَرْس (2) ، [وقال المصنف في «النهاية» : الضغث: معالجة شعر الرأس باليد عند الغسل] .   (1) رواه البخاري 1 / 329 و 330 في الغسل، باب من بدأ بشق رأسه الأيمن في الغسل، والموطأ 1 / 45 في الطهارة، باب العمل في غسل الجنابة، وأبو داود رقم (253) في الطهارة، باب في المرأة تنقض شعرها عند الغسل. (2) المرس، والمرث: الدلك، قال في " اللسان ": المرس: مصدر مرس التمر يمرسه، ومرثه يمرثه: إذا دلكه في الماء حتى ينماث فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع الحديث المتقدم. الحديث: 5320 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 286 5321 - (خ م د ت س) ميمونة - رضي الله عنها - قالت: «توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[وضوءه] للصلاة غير رجليه، وغسل فرجه، وما أصابه من [ص: 288] الأذى، ثم أفاض عليه الماء، ثم نَحَّى رجليه فغسلهما، هذا غسله من الجنابة» . وفي رواية قالت: «سترتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يغتسل من الجنابة، فغسل يديه، ثم صَبَّ بيمينه على شماله، فغسل فرجه وما أصابه، ثم مسح بيديه على الحائط، أو الأرض، ثم توضأ وضوءه للصلاة غير رجليه، ثم أفاض على جسده الماء، ثم تَنحَّى فغسل قدميه» . وفي رواية «فغسل فرجه بيده، ثم دَلَكَ بها الحائط، ثم غسلها، ثم توضأ وضوءه للصلاة، فلما فرغ من غسله غسل رجليه» . وفي أخرى قالت: «وضعتُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ماء يغتسل به، فأفرغ على يديه، فغسلهما مرتين أو ثلاثاً، ثم أفرغ بيمينه على شماله، فغسلَ مَذاكِيرَه، ثم دَلَكَ يده بالأرض، ثم مضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ويديه، ثم غسل رأسه ثلاثاً، ثم أفرغ على جسده، ثم تنحَّى من مقامه، فغسل قدميه» . وفي رواية نحوه، وفي آخره قالت: «فناولتُه خِرْقة، فقال بيده هكذا، ولم يُرِدها» . وفي أخرى نحوه قالت: «فأتيتُه بخرقة فلم يُرِدْها، وجعل ينفض بيديه» . وفي أخرى «فناولتُه ثوباً، فلم يأخذه، وانطلق وهو ينفُض يديه» . وفي أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بمنديل، فلم يَمَسَّه، وجعل يقول هكذا - تعني يَنْفُضُه-» . أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 289] وفي رواية أبي داود قالتْ: «وَضَعْتُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- غُسلاً يغتسل به من الجنابة، فأكْفَأ الإناءَ على يده اليمنى، فغسلها مرتين، أو ثلاثاً، ثم صب على فرجه، فغسل فرجَهُ بشماله، ثم ضرب بيده الأرض، فغسلها، ثم مضمض واستنشق، وغسل وجهه ويديه، ثم صَبَّ على رأسه وجسده، ثم تَنَحَّى ناحية فغسل رجليه، فناولتُه المنديلَ، فلم يأخذْهُ، وجعل ينفُض الماءَ عن جسده» فذكرت ذلك لإبراهيم (1) ، فقال: كانوا لا يروْن بالمنديل بأساً، ولكن كانوا يكرهون العادة، قال أبو داود: قال مسدَّد: قلت لعبد الله بن داود: كانوا يكرهونه للعادة؟ فقال: هكذا هو، ولكن وجدته في كتابي هكذا. وفي رواية الترمذي قالت: «وضعتُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- غُسلاً، فاغتسل من الجنابة، فَأكْفَأ الإناءَ بشماله على يمينه، فغسل كفيه، ثم أدخل يدهُ في الإناءِ، فأفاض على فرجه، ثم دَلَكَ بيده الحائط أو الأرض، ثم مضمض واستنشق، وغسل وجهه وذراعيه، فأفاض على رأسه ثلاثاً، ثم أفاض على سائر جسده، ثم تنحى فغسل رجليه» . وفي رواية النسائي قالت: «أدْنَيتُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- غسْلَه من الجنابة، فغسل كفَّيْه مرتين أو ثلاثاً، ثم أدخل يمينه في الإناء فأفرغ بها على فرجه، [ص: 290] ثم غسله بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض، فدلكها دَلْكاً شديداً، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ رأسه ثلاث حَثَيات مِلءَ كفَّيه، ثم غسل سائر جسده، ثم تَنحَّى عن مقامه فغسل رجليه، قالت: ثم أتيته بالمنديل فردَّه» وأخرج الرواية الأولى. وله في أخرى قالت: «كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يُفْرِغ بيمينه على شِماله، ثم يُفْرغ على رأسه وعلى [سائر] جسده، ثم يتنحَّى فيغسل رجليه» . وفي أخرى قالت: «اغتسل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من الجنابة، فغسل فرجه، ودَلَك يده بالأرض - أو الحائط - ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفاض على رأسه وسائر جسده» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غِسلاً) الغِسْل - بكسر الغين (3) -: ما يغتسل به. [ص: 291] (فأكْفَأ) أكْفَأت الإناء: إذا أمَلْتَه.   (1) هو إبراهيم النخعي، والقائل له: هو سليمان الأعمش، كما في رواية أبي عوانة في هذا الحديث، أخرجه أحمد في " المسند " والإسماعيلي في مستخرجه على البخاري. (2) رواه البخاري 1 / 311 في الغسل، باب الوضوء قبل الغسل، وباب الغسل مرة واحدة، وباب المضمضة والاستنشاق في الجنابة، وباب مسح اليد بالتراب ليكون أنقى، وباب تفريق الغسل والوضوء، وباب من أفرغ بيمينه على شماله في الغسل، وباب من توضأ في الجنابة ثم غسل سائر جسده ولم يعد غسل مواضع الوضوء مرة أخرى، وباب نفض اليد من الغسل عن الجنابة، وباب التستر في الغسل عند الناس، ومسلم رقم (317) في الحيض، باب صفة غسل الجنابة، وأبو داود رقم (245) في الطهارة، باب الغسل من الجنابة، والترمذي رقم (103) في الطهارة، باب ما جاء في الغسل من الجنابة، والنسائي 1 / 137 في الطهارة، باب غسل الرجلين في غير المكان الذي يغتسل فيه، وفي الغسل، باب مسح اليد بالأرض بعد غسل الفرج، وباب الغسل مرة واحدة. (3) في النهاية: بضم الغين، وهو أصوب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (316) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/329) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/330) قال: حدثنا وكيع. «قال عبد الله بن أحمد: وحدثني أبو الربيع. قال: حدثنا وكيع» . وفي (6/335) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/336) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (753) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا زائدة. والبخاري (1/72) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. وفي (1/73) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (1/74) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي. وفي (1/74) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (1/75) قال: حدثنا محمد بن محبوب، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (1/75) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/76) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. قال: أخبرنا الفضل بن موسى. وفي (1/77) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا أبو حمزة. وفي (1/78) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (1/174) قال: حدثني علي بن حجر السعدي. قال: حدثني عيسى بن يونس. وفي (1/175) قال: حدثنا محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب والأشج وإسحاق، كلهم عن وكيع (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (1/183) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: أخبرنا موسى القارئ. قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (245) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. وابن ماجة (467 و 573) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (103) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (1/137) . وفي الكبرى (243) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أنبأنا عيسى. وفي (1/200) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا عبيدة. وفي (1/204) قال: أخبرنا محمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. وفي (1/204) قال: أخبرنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/208) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم قال: أنبأنا جرير. وفي «تحفة الأشراف» (12/18064) عن يوسف بن عيسى، عن الفضل ابن موسى. وابن خزيمة (241) قال: حدثنا أبو موسى. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثنا أبو موسى. قال: حدثنا عبد الله بن داود. جميعهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، ووكيع، وأبو عوانة، وزائدة، وسفيان الثوري، وعبد الواحد ابن زياد، وحفص بن غياث، والفضل بن موسى، وأبو حمزة، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن إدريس، وعبد الله بن داود، وعبيدة بن حميد، وجرير، ومحمد بن فضيل - عن سليمان الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد. 2 - وأخرجه عبد بن حميد (1550) . والدارمي (718) قال عبد: حدثنا وقال الدارمي: أخبرنا عبيد الله ابن موسى، عن ابن أبي ليل، عن سلمة بن كهيل. كلاهما - سالم بن أبي الجعد، وسلمة بن كهيل - عن كريب، عن عبد الله بن عباس، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. وبعضهم يزيد على بعض في الحديث. الحديث: 5321 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 287 5322 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن عمر سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الغسل من الجنابة - واتسقَت الأحاديث على هذا - يبدأ فيُفرِغ على يده اليمنى مرتين أو ثلاثاً، ثم يُدْخِلُ يده اليمنى في الإناء، فيصب بها على فرجه، [ويدَه اليُسرى على فرجه] ، فيغسل ما هنالك حتى يُنْقِيَه، ثم يضع يده اليسرى على التُّراب إن شاء، ثم يصبُّ على يده اليسرى حتى يُنْقِيَها، ثم يغسل يديه ثلاثاً، ويستنشق ويمضمض، ويغسل وجهه وذراعيه ثلاثاً، حتى إذا بلغ رأسه لم يمسح، وأفرغ عليه الماء، فهكذا كان غُسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيما ذُكر» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اتَّسقَت الأحاديث) أي: انتظمت واتفقت.   (1) 1 / 205 و 206 في الغسل، باب ترك مسح الرأس في الوضوء من الجنابة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي (1/205) قال: أخبرنا عمران بن يزيد بن خالد، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله - وهو ابن سماعة -، قال: أنبأنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمرو بن سعد، عن نافع، فذكره. الحديث: 5322 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 291 5323 - (م ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: «قلتُ: يا رسول الله، إني امرأة أشُدُّ ضَفْرَ رأسي، أفأنْقُضُه لغُسل الجنابة؟ قال: لا، إنما يكفيكِ أن تَحْثي على رأسك ثلاث حَثَيَات، ثم تُفيضينَ (1) عليه الماء فتَطْهُرينَ» . [ص: 292] وفي أخرى «أفأنقضه للحيضة وللجنابة؟ قال: لا ... ثم ذكر بمعنى الحديث» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي مثل الأولى. وفي رواية أبي داود «أن امرأة من المسلمين - وقال زهير [يعني: ابن حرب] إنها قالت: يا رسول الله، إني امرأة أشُدُّ ضَفْر رأسي، أفأنقضُه للجنابة؟ قال: إنما يكفيكِ أن تَحْفِني عليه ثلاثاً - وقال زهير: تَحْثي عليه ثلاثَ حَثَيَات من ماء - ثم تُفيضِي على سائرِ جسدك، فإذا أنتِ قد طَهُرْتِ» . وفي أخرى «أن امرأة جاءت إلى أمِّ سلمةَ ... بهذا الحديث. قالت: فسألتُ لها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ... بمعناه، وقال فيه: واغْمِزي قُرونكِ عند كل حَفْنَة» . وفي رواية النسائي قالت: «يا رسول الله، إني امرأة شديدة ضَفْرَة رأسي، أفأنْقُضُها عند غسلها من الجنابة؟ قال: إنما يكفيكِ أن تَحْثي على رأسكِ ثلاثَ حَثَيَات من ماء، ثم تُفِيضين على جسدكِ» (2) . [ص: 293] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اغْمِزي قُرُونَك) القُرُون: الضَّفائر من الشعر، وغمزها: كَبْسُها باليد، ليدخل الماء فيها.   (1) القياس حذف النون عطفاً على " تحثي " فالوجه أن يكون التقدير: أنت تفيضين، فيكون من باب عطف الجمل. (2) رواه مسلم رقم (330) في الحيض، باب حكم ضفائر المغتسلة، وأبو داود رقم (251) و (252) في الطهارة، باب في المرأة هل تنقض شعرها عند الغسل، والترمذي رقم (105) في الطهارة، باب هل تنقض المرأة شعرها عند الغسل، والنسائي 1 / 131 في الطهارة، باب ذكر ترك المرأة نقض ضفر رأسها عند اغتسالها من الجنابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم (5311) الرواية الأخيرة. الحديث: 5323 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 291 5324 - (م) عبيد بن عمير (1) قال: «بلَغَ عائشةَ أن عبد الله بنَ عَمْرو يأمر النساء - إذا اغْتَسلْنَ - أن يَنْقُضْنَ رؤوسهنَّ، قالت: يا عَجباً لابن عمرو هذا! يأمر النساء إذا اغتسلن أن يَنْقُضنَ رؤوسهنَّ، أفلا يأمرهنَّ أن يحلقن رؤوسهن؟ لقد كنت أغتسل [أنا] ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، ولا أزيدُ على أن أُفْرِغ على رأسي ثلاث إفراغات» أخرجه مسلم (2) .   (1) هو عبيد بن عمير بن قتادة بن سعيد بن عامر بن جندع بن ليث الليثي ثم الجندعي أبو عاصم المكي قاص أهل مكة، روى عن أبيه. (2) رقم (331) في الحيض، باب حكم ضفائر المغتسلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/43) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. ومسلم (1/179) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر. جميعا، عن ابن علية. قال يحيى: أخبرنا إسماعيل بن علية، عن أيوب. وابن ماجة (604) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب. والنسائي (1/203) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن إبراهيم بن طهمان. وابن خزيمة (247) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز. قال: حدثنا عبد الوارث - يعني ابن سعيد العنبري -. (ح) وحدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال أبو عمار: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وقال الدورقي: حدثنا ابن علية - وهو إسماعيل بن إبراهيم - جميعا- عبد الوارث، وابن علية - عن أيوب. كلاهما - أيوب، وإبراهيم بن طهمان - عن أبي الزبير،عن عبيد بن عمير، فذكره. الحديث: 5324 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 293 5325 - (خ م س) محمد الباقر: قال: قال لي جابر: «أتاني ابنُ عَمِّكَ - يُعرِّض بالحسن بن محمد بن الحنفية - قال لي: كيف الغسل من الجنابة؟ قلت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يأخُذُ ثلاثة أكُفّ فَيُفيضُها على رأسه، ثم يُفيضُ على سائر جسده، فقال الحسن: إني رجل كثيرُ الشَّعرِ؟ فقلتُ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أكثر شعراً منك» . وفي رواية: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يُفرغ على رأسه ثلاثاً» . [ص: 294] أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية عن جعفر بن أبي وَحْشِيَّة عن أبي سفيان عن جابر «أن وَفْدَ ثقيف سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، قالوا: إن أرضَنَا أرض باردة، فكيف بالغسل؟ فقال: أمَّا أنا: فأُفْرِغ على رأسي ثلاثاً» . هذه الرواية أخرجها الحميديُّ في أفراد مسلم، والروايات التي قبلها في المتفق عليه، وهذا عجب، فإنها منها، وليس فيها إلا أنَّ راويها غير الأول، وذلك بخلاف عادته. وفي رواية النسائي قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل أفْرَغَ على رأسه ثلاثاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأَفْرَغ) أَفْرَغْت الإناء إفرَاغاً: إذا قَلَبْتَ ما فيه من الماء، والإفراغة: المرة الواحدة، وجمعه: إفراغات.   (1) رواه البخاري 1 / 316 في الغسل، باب من أفاض على رأسه ثلاثاً، وباب الغسل بالصاع ونحوه، ومسلم رقم (328) و (329) في الحيض، باب استحباب إفاضة الماء على الرأس وغيره ثلاثاً، والنسائي 1 / 207 في الغسل، باب ما يكفي الجنب من إفاضة الماء عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1264) قال: حدثنا سفيان. وأحمد بن حنبل (3/319) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/379) قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والبخاري في «الأدب المفرد» (959) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (1/178) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب -يعني الثقفي -. وابن ماجة (577) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث. وابن خزيمة (243) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعمر بن حفص الشيباني، قالوا: حدثنا سفيان خمستهم - سفيان، ويحيى، وعبد الوهاب، ووهيب، وحفص - عن جعفر بن محمد. 2 - وأخرجه أحمد (3/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/370) قال: حدثنا سعيد بن عامر. والبخاري (1/73) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. والنسائي (1/207) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. ثلاثتهم - غندر، وسعيد، وخالد - عن شعبة، عن مخول بن راشد. 3- وأخرجه البخاري (1/72) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير. والنسائي (1/127) . وفي الكبرى (226) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو لأحوص. كلاهما - زهير، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق. 4 - وأخرجه البخاري (1/73) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا معمر بن يحيى بن سام. أربعتهم - جعفر، ومخول، وأبو إسحاق، ومعمر - عن محمد بن علي، فذكره. (*) في رواية حفص بن غياث عند ابن ماجة قال: «قلت: يا رسول الله أنا في أرض باردة فكيف الغسل من الجنابة؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: أما أنا فأحثو على رأسي ثلاثا» . وفي رواية أبي إسحاق، قال جابر: «يكفي من الغسل من الجنابة صاع من ماء» ثم ذكر باقي القصة. الحديث: 5325 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 293 5326 - (د) شعبة: «أن ابن عباس كان إذا اغتسل من الجنابةِ يُفرغُ بيده اليمنى على يده اليسرى سبع مرار، ثم يغسل فرجه - فَنَسِيَ مَرة كم أفرغ، [ص: 295] فسألني: [كم أفرغْت] ؟ فقلتُ: لا أدري، فقال: لا أمَّ لك، وما يمنعك أن تدري؟ ثم يتوضأ وضوءَه للصلاة، ثم يفيض على جلده الماء، ثم يقول: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتطهَّر» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (246) في الطهارة، باب الغسل من الجنابة، وفي سنده شعبة بن دينار الهاشمي مولى ابن عباس، وهو سيء الحفظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/307) (2801) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (246) قال: حدثنا حسين بن عيسى الخراساني، قال: حدثنا ابن أبي فديك. كلاهما - يزيد، وابن أبي فديك - عن ابن ذئب، عن شعبة مولى ابن عباس، فذكره. قلت: الراوي عن ابن عباس، ضعفوه. الحديث: 5326 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 294 5327 - (خ م د س) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أمَّا أنا فأُفيض على رأسي ثلاثاً، وأشار بيديه كلتيهما» . وفي رواية قال: «تَمَارَوْا في الغسل عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال بعضُ القوم: أمَّا أنا فإني أغسل رأسي بكذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَّا أنا فأُفِيض على رأسي ثلاثَ أكفّ» . وفي أخرى: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذُكر عنده الغسل من الجنابة، فقال: أمَّا أنا فأُفرغ على رأسي ثلاثاً» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الرواية الآخرة، وأخرج النسائي الثانية. وله في أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذُكر عنده الغسل من الجنابة، فقال: أمَّا أنا فأُفرغ على رأسي ثلاثاً» (1) . [ص: 296] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَمَارَينا) التَّماري والممَارَاة: الاختلاف والمنازعة.   (1) رواه البخاري 1 / 315 و 316 في الغسل، باب من أفاض على رأسه ثلاثاً، ومسلم رقم (327) في الحيض، باب استحباب إفاضة الماء على الرأس وغيره ثلاثاً، وأبو داود رقم (239) في الطهارة، باب الغسل من الجنابة، والنسائي 1 / 207 في الغسل، باب ما يكفي الجنب من إفاضة الماء عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/81) قال: حدثنا حجين بن المثنى، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (4/84) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن. عن سفيان. وفي (4/85) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/73) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا زهير. ومسلم (1/177) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، عن أبي الأحوص. وفي (1/178) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (239) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (575) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي (1/135) وفي الكبرى (240) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1/207) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، عن يحيى، عن شعبة. (ح) وأنبأنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، عن شعبة. خمستهم - إسرائيل، وسفيان، وشعبة، وزهير، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صرد، فذكره. الحديث: 5327 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 295 5328 - (ط) نافع - مولى ابن عمر -: «أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان إذا اغتسل بدأ فأفرغ على يده اليمنى فغسلها، ثم غسل فرجه، ثم تمضمض واسْتَنْثَر، ثم غسل وجهه، ونضح في عينيه، ثم غسل يده اليمنى، ثم غسل يده اليسرى، ثم غسل رأسه، ثم اغتسل وأفاض عليه الماء» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 45 في الطهارة، باب العمل في غسل الجنابة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (98) عن نافع، فذكره. الحديث: 5328 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 296 [النوع] الثاني: في الغسل الواحد للمرات من الجماع 5329 - (خ د ت س) قتادة «أن أنس بن مالك حدَّثهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يطوف على نسائه بغسل واحد» . وفي رواية «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- طاف على نسائه في غسل واحد» . أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 324 في الغسل، باب إذا جامع ثم عاد، وباب الجنب يخرج ويمشي في السوق، وفي النكاح، باب كثرة النساء، وباب من طاف على نسائه في غسل واحد، وأبو داود رقم (218) في الطهارة، باب في الجنب يعود، والترمذي رقم (140) في الطهارة، باب ما جاء في الرجل يطوف على نسائه بغسل واحد، والنسائي 1 / 143 في الطهارة، باب إتيان النساء قبل إحداث الغسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه البخاري (1/79 و 7/44) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، وفي (7/4) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (6/53) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. ثلاثتهم عن يزيد بن زريع. 2 - وأخرجه أحمد (3/166) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وليس فيه «وله يومئذ تسع نسوة» . كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. الحديث: 5329 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 296 5330 - (د) أبو رافع - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- طاف ذات يوم على نسائه، يغتسل عند هذه، وعند هذه، قال: فقلت له: يا رسول الله، ألا تجعله غسلاً واحداً آخراً؟ قال: هذا أزكى وأطيب وأطهر» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَزْكى) الزَّكاء: الطهارة والنَّماء.   (1) رقم (219) في الطهارة، باب الوضوء لمن أراد أن يعود، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/8) قال: حدثنا عفان. وفي (6/9) قال: حدثنا عبد الرحمن وأبو كامل. وفي (6/391) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (219) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (590) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أنبأنا عبد الصمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12032) عن محمد بن معمر، عن حبان بن هلال. سبعتهم - عفان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو كامل، ويزيد بن هارون، وموسى بن إسماعيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وحبان بن هلال - عن حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، فذكرته. (*) في رواية عبد الرحمن وأبي كامل: «عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي رافع» . (*) وفي رواية حبان بن هلال: «عبد الرحمن بن فلان بن أبي رافع» . (*) وفي رواية عبد الرحمن وأبي كامل ويزيد: «عن عمته» ولم يسمها. الحديث: 5330 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 297 5331 - (م د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أتى أحدُكم أهلَه، ثم بَدَا له أن يُعاوِدَ فليتوضأ بينهما وضوءاً» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي. وعند النسائي «إذا أراد أحدُكم أن يعودَ فليتوضأ» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (308) في الحيض، باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له، وأبو داود رقم (220) في الطهارة، باب الوضوء لمن أراد أن يعود، والترمذي رقم (141) في الطهارة، باب ما جاء في الجنب إذا أراد أن يعود توضأ، والنسائي 1 / 142 في الطهارة، باب في الجنب إذا أراد أن يعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (753) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/7) قال: حدثنا سفيان. وفي (3/21) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرنا شعبة. وفي (3/28) قال: حدثنا محاضر بن المورع. ومسلم (1/171) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حفص بن غياث (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة (ح) وحدثني عمرو الناقد، وابن نمير، قالا: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وأبو داود (220) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا حفص بن غياث. وابن ماجة (587) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والترمذي (141) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا حفص بن غياث. والنسائي (1/142) . وفي الكبرى (250) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (4250) عن هارون ابن إسحاق، عن حفص (ح) وعن سويد بن نصر، عن ابن المبارك. وابن خزيمة (219) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا مروان الفزاري (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا مروان الفزاري (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا حفص بن غياث (ح) وحدثنا الصنعاني، قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث -، قال: حدثنا شعبة. وفي (221) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة. ثمانيتهم - سفيان، وشعبة، ومحاضر، وحفص، وابن أبي زائدة، ومروان، وعبد الواحد، وابن المبارك- عن عاصم الأحول، عن أبي المتوكل، فذكره. الحديث: 5331 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 297 [النوع] الثالث: في الوضوء بعد الغسل 5332 - (ت س د) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان لا يتوضأ بعد الغسل» أخرجه الترمذي والنسائي. [ص: 298] وعند أبي داود: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يغتسل ويُصلي الركعتين، وصلاة الغداة، ولا أراه يُحدِث وضوءاً بعد الغسل» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (107) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء بعد الغسل، والنسائي 1 / 137 في الطهارة، باب ترك الوضوء من بعد الغسل، وأبو داود رقم (250) في الطهارة، باب في الوضوء بعد الغسل وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وصححه الحاكم والذهبي وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/68) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وفي (6/119) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال: حدثنا زهير. وفي (6/154) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا زهير. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا شريك. وفي (6/253) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حسن. وفي (6/258) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا شريك. وأبو داود (250) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (579) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن عامر بن زرارة وإسماعيل بن موسى السدي. قالوا: حدثنا شريك. والترمذي (107) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى. قال: حدثنا شريك. والنسائي (1/137) و (209) وفي الكبرى (242) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم. قال: حدثنا أبي. قال: أنبأنا الحسن - وهو ابن صالح - (ح) وحدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا شريك ثلاثتهم - شريك بن عبد الله، وزهير بن معاوية، والحسن بن صالح - عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، فذكره. الحديث: 5332 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 297 [النوع] الرابع: في مقدار الماء والإناء قد تقدَّم في باب الوضوء من هذا المعنى أحاديث، ونحن نذكر هاهنا ما لم نذكر هناك. 5333 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل من إناء - هو الفَرَق - من الجنابة» . وفي رواية أخرى «كُنتُ أغتسل أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، من قَدَح، يقال له: الفَرْق» . قال سفيان: والفَرْق: ثلاثة آصُع. وفي رواية عن أبي سلمة قال: «دخلتُ على عائشة، أنا وأخوها من الرضاعة، فسألها عن غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الجنابة، فدعتْ بإناء قَدْر الصاع، فاغْتسلتْ، وبيننا وبينها سِتْر، وأفرغتْ على رأسها ثلاثاً، قالت: وكان أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يأخُذْن من رؤوسهن، حتى تكون كالوَفْرةِ» وفي رواية «نحواً من صاع» . [ص: 299] أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» وأبو داود الرواية الأولى. وأخرج النسائي الثالثة. وله في أخرى «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، وهو قَدْرُ الفَرقِ» . وله في أخرى قال موسى الجُهني: «أُتِيَ مُجاهد بِقَدَح حَزَرْتُه ثمانية أرطال، فقال: حدَّثتني عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بمثل هذا» . وفي رواية أخرى قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يغتسل في القَدَحِ، وهو الفَرق، وكنتُ أغتسلُ أنا وهو من إناء واحد» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفَرْق) بفتح الراء وسكونها: قدح يسع ستة عشر رطلاً، وقد تقدم ذِكْره، والصَّاع قد تقدم ذكره أيضاً. (الوَفْرَة) : أن يبلغ شعر الرأس إلى شَحْمة الأذُن، والجُمَّة أطول من ذلك.   (1) رواه البخاري 1 / 313 في الغسل، باب غسل الرجل مع امرأته، ومسلم رقم (319) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، والموطأ 1 / 44 و 45 في الطهارة، باب العمل في غسل الجنابة، وأبو داود رقم (238) في الطهارة، باب في مقدار الماء الذي يجزئ في الغسل، والنسائي 1 / 127 في الطهارة، باب ذكر القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للغسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وفي رواية جرير بن حازم، عن هشام بن عروة: «كنت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- أغتسل من إناء واحد، فأقول: أبق لي. أبق لي» . وفي رواية همام، عن هشام بن عروة: » أنها كانت تغتسل هي ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، يغرف قبلها، وتغرف قبله «. أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (52) عن ابن شهاب. والحميدي (159) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الزهري. وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (6/127) و (173) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا معمر. قال: أخبرنا الزهري. وفي (6/130) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (6/193) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا جرير - يعني ابن حازم - عن هشام بن عروة. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وابن جريج، عن الزهري. وفي (6/230) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش عن تميم بن سلمة (ح) وقال - أبو معاوية -: حدثنا هشام، عن أبيه. وفي (6/231) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا هشام. وفي (6/281) قال: حدثنا عامر بن صالح. قال: حدثني هشام ابن عروة. والدارمي (755) قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري. وفي (756) قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا جعفر بن برقان، عن الزهري. والبخاري (1/72) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري. وفي (1/74) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. عن أبي بكر بن حفص. وفي (9/130) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام بن حسان، أن هشام بن عروة حدثه. ومسلم (1/175) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث، عن الزهري (ح) وحدثنا ابن رمح. قال: أخبرنا الليث، عن الزهري، (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان، عن الزهري. وأبو داود (238) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب. وابن ماجة (376) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. والنسائي (1/57) و (127) و (179) . وفي الكبرى (73و224) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب. وفي (1/128) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله، عن معمر، عن الزهري. (ح) وفي الكبرى (228) قال: وأنبأنا إسحاق ابن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر وابن جريج، عن الزهري. وفي (1/128) و (201) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن هشام بن عروة. وفي (1/128) و (201) . وفي الكبرى (229) قال: أنبأنا قتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة. وابن خزيمة (239) قال: حدثنا بندار ومحمد بن الوليد. قالا: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام بن حسان عن هشام ابن عروة. أربعتهم - ابن شهاب الزهري، وهشام بن عروة، وتميم بن سلمة، وأبو بكر بن حفص - عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 5333 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 298 5334 - (خ س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال محمد [ص: 300] الباقر: «إنه كان عنده هو وأبوه، وعنده قوم، فسألوه عن الغسل، فقال: يكفيك صاع، فقال رجل: ما يكفيني، فقال جابر: كان يكفي مَن هو أوفى منك شعراً، وخيراً منك، ثم أمَّنَا في ثوب» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية النسائي قال: «تمارَيْنَا في الغسل عند جابر بن عبد الله، فقال جابر: يكفي من الغسل من الجنابة صاع من ماء، قلنا: ما يكفي صاع، ولا صاعان، فقال جابر: قد كان يكفي مَن هو خير منكم وأكثر شعراً» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 315 في الغسل، باب الغسل بالصاع ونحوه، وباب من أفاض على رأسه ثلاثاً، والنسائي 1 / 128 في الطهارة، باب ذكر القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للغسل، ولم نجد هذه الرواية عند مسلم، قال الحافظ في " الفتح ": وليست هذه الرواية في مسلم أصلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. راجع الحديث رقم (5325) . الحديث: 5334 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 299 5335 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- في تَوْر من شَبَه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (98) و (99) في الطهارة، باب الوضوء في آنية الصفر، والرواية الأولى منقطعة، وفيها مجهول، والثانية متصلة، وفيها مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (98) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، قال: أخبرني صاحب لي، عن هشام بن عروة، فذكره. * أخرجه أبو داود (99) قال: حدثنا محمد بن العلاء.، أن إسحاق بن منصور حدثهم عن حماد بن سلمة عن رجل، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. نحوه. زاد فيه «عن أبيه» . الحديث: 5335 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 300 [النوع] الخامس: في الاستتار والتنشف 5336 - (د س) يعلى [بن شداد بن أوس]- رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يغتسل بالبَراز، فصعِد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله حَيِي سِتِّير يحب الحياء والسّتر، فإذا اغتسل أحدُكم فليستتر» أخرجه أبو داود والنسائي. [ص: 301] وللنسائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله عز وجل سِتِّير، فإذا أراد أحدكم أن يغتسل فليتوارَ بشيء» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سِتِّير) أي: من شأنه الستر والصَّون، أو هو فعيل بمعنى مفعول، أي: مَسُْتور.   (1) رواه أبو داود رقم (4012) و (4013) في الحمام، باب النهي عن التعري، والنسائي 1 / 200 في الغسل، باب الاستتار عند الاغتسال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 224، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/224) . وأبو داود (4013) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف. والنسائي (1/200) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن أحمد، وأبو بكر- قالوا: حدثنا الأسود بن عامر. قال: حدثنا أبو بكر بن أبي عياش، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى بن أمية، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/224) قال: حدثنا وكيع، عن ابن أبي ليلى. وأبو داود (4012) قال: حدثنا ابن نفيل. قال: حدثنا زهير، عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي. والنسائي (1/200) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عبد الملك. كلاهما - ابن أبي ليلى، وعبد الملك - عن عطاء، عن يعلى بن أمية، فذكره. ليس فيه «صفوان بن يعلى» . قلت: وهم الشيخ عبد القادر في تعيين «يعلى» الصحابي، فسماه «ابن شداد» وضع ذلك بين معكوفتين، والصواب أنه «ابن أمية» . الحديث: 5336 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 300 5337 - (س) أبو السمح - رضي الله عنه - قال: «كنت أخدمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فكان إذا أراد أن يغتسل قال: وَلِّني، فأُوَلِّيه قَفَايَ، فأسْتُرُه به» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 126 في الطهارة، باب ذكر الاستتار عند الاغتسال، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (376) قال: حدثنا مجاهد بن موسى وعباس بن عبد العظيم. وابن ماجة (613) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري وأبو حفص عمرو بن علي الفلاس ومجاهد ابن موسى. والنسائي (1/126) . وفي الكبرى (221) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى. ثلاثتهم - مجاهد، والعباس بن عبد العظيم، وعمرو بن علي - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثني يحيى بن الوليد. قال: حدثني محل بن خليفة، فذكره. الحديث: 5337 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 301 5338 - (م) أم هانئ - رضي الله عنها - قالت: «ذهبتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عام الفتح، فوجدتُه يغتسل، وفاطمة ابنتُه تستره بثوب» . أخرجه مسلم، وهو طرف من حديث طويل، قد ذكر في صلاة الضُّحى (1) .   (1) رواه مسلم رقم (336) في الحيض، باب تستر المغتسل بثوب ونحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في كتاب الصلاة. الحديث: 5338 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 301 5339 - (م س) ميمونة - رضي الله عنها - قالت: «وضعتُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ماء، وسترته فاغتسل» . [ص: 302] أخرجه مسلم، وهو طرف من حديثها، وقد ذكر في كيفية الغسل. وعند النسائي قالت: «ثم أتيته بخرْقة فلم يُرِدْها» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (337) في الحيض، باب تستر المغتسل بثوب ونحوه، والنسائي 1 / 200 في الغسل، باب الاستتار عند الاغتسال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في الباب المشار إليه. الحديث: 5339 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 301 5340 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- اغتسل، فأُتِيَ بمنديل، فلم يَمَسَّه، وجعل يقول بالماء هكذا» . أخرجه النسائي (1) ، وقد تقدَّم في باب الوضوء أحاديث في هذا المعنى وفي كيفية الغسل في جملة روايات عائشة وميمونة.   (1) رواه النسائي 1 / 138 في الطهارة، باب ترك المنديل بعد الغسل، وإسناده صحيح، وقد أبعد المصنف النجعة، فقد رواه مسلم رقم (317) في الحيض، باب صفة غسل الجنابة من حديث ابن عباس عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (1/138) . وفي الكبرى (244) قال: أخبرنا محمد بن يحيى ابن أيوب بن إبراهيم، قال: ثنا عبد الله بن إدريس، عن الأْعمش عن سالم،عن كريب. الحديث: 5340 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 302 [النوع] السادس: في أحاديث متفرقة 5341 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كانت الصلاةُ خمسين، والغسلُ من الجنابة سبع مِرار، وغَسلُ البول من الثوب سبع مرار، فلم يزلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يسأل حتى جُعلت الصلاة خمساً، وغسلُ الجنابة مرة، وغسلُ البول من الثوب مرة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (247) في الطهارة، باب الغسل من الجنابة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف جدا: أخرجه أحمد (2/109) (5884) قال: حدثنا حسين بن محمد. وأبو داود (247) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - حسين، وقتيبة - قالا: حدثنا أيوب بن جابر، عن عبد الله بن عصم، فذكره. في رواية حسين بن محمد: عن عبد الله - يعني ابن عصمة.. الحديث: 5341 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 302 5342 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ربما اغتسل [ص: 303] رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الجنابة ثم جاء فاستَدْفأ بي، فضممته إليَّ وأنا لم أغتسل» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (123) في الطهارة، باب ما جاء في الرجل يستدفئ بالمرأة بعد الغسل، ورواه أيضاً ابن ماجة حديث رقم (580) في الطهارة، باب في الجنب يستدفئ بامرأته قبل أن تغتسل، وفي سنده حريث بن أبي مطر، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث ليس بإسناده بأس، وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين أن الرجل إذا اغتسل فلا بأس بأن يستدفئ بامرأته وينام معها قبل أن تغتسل، وبه يقول: سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (580) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك. والترمذي (123) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع. كلاهما - شريك، ووكيع - عن حريث، عن الشعبي، عن مسروق، فذكره. قلت: حريث بن أبي مطر، ضعفوه. الحديث: 5342 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 302 5343 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كنا نغتسل وعلينا الضِّمادُ، ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُحِلاَّت ومُحْرِمات» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الضِّماد) ضَمْدتُ الجُرْح بالضِّماد: إذا جعلت عليه الدواء، وضَمَدْته بالزعفران والصَّبِر: إذا لطخته بهما.   (1) رقم (254) في الطهارة، باب في المرأة هل تنقض شعرها عند الغسل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/137) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (254) قال: حدثنا نصر ابن علي. قال: حدثنا عبد الله بن داود. كلاهما - وكيع، وعبد الله بن داود - عن عمر بن سويد الثقفي، عن عائشة بنت طلحة، فذكرته. الحديث: 5343 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 303 5344 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يغسل رأسَه بالخِطْمي وهو جُنب، يَجْتَزِئ بذلك، ولا يَصُبُّ عليه الماء» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخطمي) معنى الحديث: أنه كان يكتفي بالماء الذي يغسل به الخطمي، ولا يستعمل بعده ماء آخر.   (1) رقم (256) في الطهارة، باب في الجنب يغسل رأسه بخطمي، وفي إسناده رجل مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: تقدم تخريجه في صفة الغسل. الحديث: 5344 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 303 الفرع الثالث: في الجُنُب وأحكامه، وهي أربعة [أنواع] [النوع] الأول: في قراءة القرآن 5345 - (د ت س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال عبد الله بن سلمة -[وهو المرادي الكوفي]- : «دخلتُ على عليّ أنا ورجلان، رجل مِنَّا، ورجلُ من بني أسد، أحْسبُ بعثهما عليٌّ وَجهاً، وقال: إنكما عِلْجَانِ، فَعالِجَا عن دِينكما، ثم قام فدخل المخْرَجَ، ثم خرج، فدعا بماء، فأخذ منه حَفْنَة فَتمسح بها، ثم جعل يقرأ القرآن، فأنكروا ذلك، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يخرج من الخلاء، فيُقْرِئُنا القرآن، ويأكل معنا اللحم، ولم يكن يَحْجُبُه - أو قال: يَحْجزه - عن القرآن شيء، ليس الجنابة» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي والنسائي عن علي قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُقْرِئُنا القرآن على كل حال، ما لم يكن جُنُباً» . ولفظ النسائي: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ القرآن على كل حال إلا الجنابة» . وله في أخرى قال: «أتيتُ علياً أنا ورجلان، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يخرج من الخلاء، ويقرأ القرآن، ويأكل معنا اللحم، ولم يكن يَحْجُبه [ص: 305] من القرآن شيء، ليس الجنابة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِلْجان، فَعالِجا) يقال: رجل عِلْج: إذا كان شديد الخَلْق، وثيق البِنْيَة، وقوله: «فعَالِجَا دِينكما» أي: جاهدا فيه، وابْلُغا فيه إلى الواجب. (المخرَج) يريد بالمخرج: الخلاء، لأنه موضع إخراج النجاسة وإلقائها فيه، فكنى به عنها. (ليس الجنابة) يريد: غير الجنابة، و «ليس» ترد بمعنى «غير» وبمعنى «إلا» تقول: قام القوم ليس زيداً، وما قام أحد ليس زيداً.   (1) رواه أبو داود رقم (229) في الطهارة، باب في الجنب يقرأ القرآن، والترمذي رقم (146) في الطهارة، باب في الرجل يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً، والنسائي 1 / 144 في الطهارة، باب حجب الجنب من قراءة القرآن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة والحاكم وغيرهم، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (57) قال: حدثنا سفيان، عن مسعر وابن أبي ليلى وشعبة. وأحمد (1/83) (627) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/84) (639) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/107) (840) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/124) (1011) قال: حدثنا وكيع، عن شعبة. وفي (1/134) (1123) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا ابن أبي ليلى. وأبو داود (229) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (594) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (146) قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص بن غياث وعقبة بن خالد، قالا: حدثنا الأعمش وابن أبي ليلى. والنسائي (1/144) . وفي الكبرى (253) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن شعبة. وفي (1/144) . وفي الكبرى (254) قال: أخبرنا محمد بن أحمد أبو يوسف الصيدلاني الرقي، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش. وابن خزيمة (208) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وسمعت أحمد بن المقدام العجلي يقول: حدثنا سعيد بن الربيع، عن شعبة. أربعتهم - مسعر، وابن أبي ليلى، وشعبة، والأعمش - عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، فذكره. - وعن الحارث، عن علي، قال: «قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدما أحدث قبل أن يمس ماء» . أخرجه أحمد (1/89) (686) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. وربما قال إسرائيل: عن رجل، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وعن أبي الغريف، قال: «أتي عليّ بوضوء، فمضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه. ثم قال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ثم قرأ شيئا من القرآن. ثم قال: هذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا، ولا آية» . أخرجه أحمد (1/110) (872) قال: حدثنا عائذ بن حبيب، قال: حدثني عامر بن السمط، عن أبي الغريف، فذكره. الحديث: 5345 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 304 5346 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «لم يَرَ بالقراءة للجنب بأساً» (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع جعل هذا الحديث جزءاً من الحديث الذي قبله، وهو خطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول. الحديث: 5346 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 305 [النوع] الثاني: في نومه وأكله 5347 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها - قال أبو سلمة: «سألت عائشةَ: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يرقُد وهو جنُب؟ قالت: نعم ويتوضأ» . [ص: 306] وفي رواية عروة قالت: «كان إذا أراد أن ينام وهو جنُب غسل فرجه وتوضأ للصلاة» أخرجه البخاري. وفي رواية مسلم «كان إذا أراد أن ينام، وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام» . وفي أخرى «كان إذا كان جنباً، وأراد أن يأكل، أو ينام، توضأ وضوءه للصلاة» . وفي أخرى عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة عن وِتْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... فذكر الحديث، وفيه: «قلت: كيف كان يصنع في الجنابة؟ أكان يغتسل قبل أن ينامَ، أو ينامُ قبل أن يغتسل؟ قالت: كلُّ ذلك قد كان يفعل، فربما اغتسل فنام، وربما توضأ فنام، قلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سَعة» . هكذا أخرجه مسلم مختصراً، لأجل غرضه في النوم قبل الغسل، وهو طرف من حديث قد أخرجه الترمذي وأبو داود، وقد ذكر في باب الوتر من كتاب الصلاة، وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى. وله في أخرى: أنها كانت تقول: «إذا أصاب أحدُكم المرأة، ثم أراد أن ينام قبل أن يغتسل، فلا يَنَمْ حتى يتوضأ وضوءه للصلاة» . وفي رواية أبي داود قالت: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة» . وزاد في رواية «وإذا أراد أن يأكل - وهو جنب - غسل يديه» . [ص: 307] قال أبو داود: رواه ابن وهب عن يونس، فجعل قصة الأكل قول عائشة مقصوراً. وفي أخرى: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يأكل أو ينام توضأ - تعني: وهو جنب -» . وفي أخرى عن غُضَيف بن الحارث قال: قلت لعائشة: «أرأيتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل من الجنابة في أول الليل، أم في آخره؟ قالت: ربما اغتسل في أول الليل، وربما اغتسل في آخره، قلت: الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، قلتُ: أرأيتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُوتر أول الليل، أم في آخره؟ قلت: ربما أوتر في الليل، وربما أوتر في آخره، قلت: الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، قلت: أرأيتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يجهر بالقرآن، أم يَخْفِت به؟ قالت: ربما جهر به، وربما خَفَت، قلت: الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سَعة» . وفي رواية الترمذي «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينام وهو جنب، ولا يَمسُّ ماء» . قال الترمذي: وقد روي عنها: «أنه كان يتوضأ قبل أن ينام» . وهو أصح. وأخرج أبو داود هذه الرواية أيضاً. [ص: 308] وفي رواية النسائي: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يأكل أو ينام توضأ» زاد في رواية «وضوءه للصلاة» . وفي أخرى «كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ، وإذا أراد أن يأكل غسل يديه» . وفي أخرى «كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ، وإذا أراد أن يأكل أو يشرب، قالت: غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب» . وأخرج الأولى من رواية مسلم ورواية أبي داود التي عن غُضَيف بن الحارث إلى قوله: «سََعة» في المرة الأولى. وله في أخرى عن عبد الله بن أبي قيس قال: «سألت عائشة: كيف كان نومُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الجنابة؟ أيغتسل قبل أن ينام، أو ينام قبل أن يغتسل؟ قالت: كلُّ ذلك قد كان يفعل، ربما اغتسل ونام، وربما توضأ» (1) . [ص: 309] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَفَت) في قراءته: إذا لم يجهر بها.   (1) رواه البخاري 1 / 335 في الغسل، باب الجنب يتوضأ ثم ينام، وباب كينونة الجنب في البيت إذا توضأ قبل أن يغتسل، ومسلم رقم (305) و (307) في الحيض، باب جواز نوم الجنب، والموطأ 1 / 47 و 48 في الطهارة، باب وضوء الجنب إذا أراد أن ينام أو يطعم، وأبو داود رقم (222) و (223) و (224) و (226) و (228) في الطهارة، باب الجنب يأكل، وباب الجنب يؤخر الغسل، ورقم (1437) في الصلاة، باب في وقت الوتر، والترمذي رقم (118) و (119) في الطهارة، باب ما جاء في الجنب ينام قبل أن يغتسل، والنسائي 1 / 138 في الطهارة، باب وضوء الجنب إذا أراد أن يأكل، وباب اقتصار الجنب على غسل يديه إذا أراد أن يأكل، وباب اقتصار الجنب على غسل يديه إذا أراد أن يأكل أو يشرب، وباب وضوء الجنب إذا أراد أن ينام، وفي الغسل، باب الاغتسال قبل النوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي سلمة، عن عائشة: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينام، وهو جنب، توضأ وضوءه للصلاة» . (*) في رواية يونس وصالح بن أبي الأخضر عن الزهري، زادا: فإذا أراد أن يأكل أو يشرب، غسل كفيه. 1 - أخرجه أحمد (6/36) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/102) قال: حدثنا سكن بن نافع. قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (6/118) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. وفي (6/200) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (6/279) قال: حدثنا عامر بن صالح. قال: حدثنا يونس بن يزيد. ومسلم (1/170) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ومحمد بن رمح. قالا: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. وأبو داود (222) قال: حدثنا مسدد وقتيبة بن سعيد. قالا: حدثنا سفيان. وفي (223) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا ابن المبارك، عن يونس. وابن ماجة (584) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. قال: أنبأنا الليث بن سعد. وفي (593) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. عن يونس. والنسائي (1/139) . وفي الكبرى (246) قال: أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس. وفي (1/139) وفي الكبرى (247) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن يونس. وفي (1/139) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17769) عن إسحاق بن إبراهيم، عن سفيان. (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، عن الليث ويونس. وابن خزيمة (213) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان بن عيينة، وصالح، ويونس، وابن جريج، والليث - عن الزهري. 2 - وأخرجه أحمد (6/121) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (6/128) قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/202) قال: حدثنا يحيى، عن هشام - يعني الدستوائي -. والبخاري (1/80) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا هشام وشيبان. ثلاثتهم - همام، وهشام، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير. 3 - وأخرجه أحمد (6/216) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (6/237) قال: حدثنا يزيد. كلاهما - إسماعيل، ويزيد بن هارون - عن محمد بن عمرو. ثلاثتهم - الزهري، ويحيى، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. * أخرجه أحمد (6/119) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16491و 17769) عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع. كلاهما - عبد الله بن المبارك، ووكيع - عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي سلمة وعروة، فذكرا نحوه. * وأخرجه أحمد (6/85) قال: حدثنا بهلول بن حكيم القرقساني. قال: حدثنا الأوزاعي. عن الزهري. وفي (6/91) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ابن لهيعة. عن أبي الأسود. وفي (6/103) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا أبو الأسود. والبخاري (1/80) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16453) عن صفوان بن عمرو الحمصي، عن علي بن عياش، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري. وفي (12/16520) عن عباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه. (ح) وعن إسحاق بن منصور، عن الفريابي. كلاهما - الوليد بن مزيد، والفريابي - عن الأوزاعي، عن الزهري. كلاهما - الزهري، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن - عن عروة، فذكر نحوه. * وأخرجه أحمد (6/119) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا يونس. قال: حدثني ابن شهاب. عمن حدثه، عن عائشة، نحوه. (*) قال أبو داود: ورواه ابن وهب، عن يونس. فجعل قصة الأكل قول عائشة مقصورا. ورواه صالح ابن أبي الأخضر، عن الزهري كما قال ابن المبارك. إلا أنه قال: عن عروة أو أبي سلمة. ورواه الأوزاعي، عن يونس، عن الزهري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قال ابن المبارك. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: والصواب حديث إسحاق. وحديث علي بن عياش خطأ. وعن الأسود، عن عائشة، قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان جنبا..» . (*) رواية عبد الرحمن بن الأسود. ورواية يحيى عن شعبة عند أحمد مختصرة على ذكر النوم فقط. 1 - أخرجه أحمد (6/126 و 192) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/191) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (2084) قال: حدثنا سهل بن حماد. ومسلم (1/170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن علية ووكيع وغندر. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. وأبو داود (224) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (591) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن علية وغندر ووكيع. والنسائي (1/138) وفي الكبرى (245) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان بن حبيب. (ح) وحدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى وعبد الرحمن. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15926) عن عمران بن موسى، عن يزيد بن زريع. وابن خزيمة (215) قال: حدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع. تسعتهم - محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وسهل بن حماد، وابن علية، ومعاذ بن معاذ العنبري، وسفيان بن حبيب، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن زريع - عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم. 2 - وأخرجه أحمد (6/143 و235) قال: حدثنا يزيد، عن الحجاج. وفي (6/260) قال: حدثنا سليمان بن حيان، عن حجاج. وفي (6/273) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. والدارمي (763) قال: أخبرنا أحمد بن خالد. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. كلاهما - الحجاج بن أرطاة، ومحمد بن إسحاق - عن عبد الرحمن بن الأسود. كلاهما - إبراهيم، وعبد الرحمن - عن الأسود، فذكره. (*) قال أحمد بن حنبل عقب حديث يحيى بن سعيد: قال يحيى: ترك شعبة حديث الحكم في الجنب إذا أراد أن يأكل توضأ. - وعن أبي عمرو مولى عائشة، عن عائشة، أنها أخبرته: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكون جنبا فيريد الرقاد ... » . أخرجه أحمد (6/120) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، أن أبا عمرو مولى عائشة أخبره، فذكره. - وعن الأسود، عن عائشة قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجنب من الليل ثم يتوضأ وضوءه للصلاة حتى يصبح ولا يمس ماء» . أخرجه أحمد (6/224) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا حجاج، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، فذكره. - وعن الأسود، عن عائشة قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصيب من أهله من أول الليل، ثم ينام ولا يمس ماء فإذا استيقظ من آخر الليل عاد إلى أهله واغتسل» . أخرجه أحمد (6/43) قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/106) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن سفيان. وذكر رجلا آخر، عن سفيان. وفي (6/109) قال: حدثنا أسود ابن عامر. قال: أخبرنا شريك. وفي (6/146) و (171) قال: حدثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد. وأبو داود (228) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (581) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش. وفي (582) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (583) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (118) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش. وفي (119) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16024) عن هناد، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش. وفي (11/16033) عن إسماعيل بن يعقوب الصبيحي، عن محمد بن موسى بن أعين، عن أبيه، عن مطرف. وفي (11/16018) عن هلال بن العلاء، عن أبيه، عن هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد. ستتهم - الأعمش، وسفيان الثوري، وشريك، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو الأحوص، ومطرف بن طريف - عن أبي إسحاق، عن الأسود، فذكره. (*) قال أبو داود: حدثنا الحسن بن علي الواسطي. قال: سمعت يزيد بن هارون. يقول: هذا الحديث وهم - يعني حديث أبي إسحاق. (*) قال أبو عيسى الترمذي: وقد روى غير واحد، عن الأسود، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنه كان يتوضأ قبل أن ينام» وهذا أصح من حديث أبي إسحاق، عن الأسود. وقد روى عن أبي إسحاق هذا الحديث شعبة والثوري وغير واحد. ويرون أن هذا غلط من أبي إسحاق. (*) الروايات متقاربة المعنى. - وعن كريب عن عائشة. قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجنب، ثم ينام، ثم ينتبه، ثم ينام ولا يمس ماء» . أخرجه أحمد (6/111) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا شريك، عن محمد بن عبد الرحمن، عن كريب، فذكره. - وعن عروة، عن عائشة: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يطعم وهو جنب غسل يديه ثم طعم» . أخرجه ابن خزيمة (218) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - عن يونس ابن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن عروة، فذكره. - وعن غضيف بن الحارث، قال: قلت لعائشة. أخرجه أحمد (6/47) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (6/138) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وأبو داود (226) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا المعتمر (ح) وحدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وابن ماجة (1354) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. والنسائي (1/125) . وفي الكبرى (220) قال: أخبرنا عمرو بن هشام. قال: حدثنا مخلد، عن سفيان. وفي (1/125 و 199) ، وفي الكبرى (219) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. قال: حدثنا حماد. أربعتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وسفيان، والمعتمر، وحماد بن زيد - عن برد بن سنان أبي العلاء، عن عبادة بن نسي، عن غضيف بن الحارث، فذكره. - وعن يحيى بن يعمر، قال: «سألت عائشة: هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينام وهو جنب؟ قالت لي: وربما اغتسل قبل أن ينام، وربما نام قبل أن يغتسل، ولكنه كان يتوضأ. قال: الحمد لله الذي جعل في الدين سعة» . أخرجه أحمد (6/166) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن عطاء الخراساني، عن يحيى ابن يعمر، فذكره. - وعن عبد الله بن أبي قيس. قال: «سألت عائشة عن وتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف كان يوتر من أول الليل أو من آخره؟ فقالت: كل ذلك قد كان يصنع، ربما أوتر من أول الليل، وربما أوتر من آخره. فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، فقلت: كيف كانت قراءته؟ أكان يسر بالقراءة أم يجهر؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل، قد كان ربما أسر وربما جهر، قال: فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، قلت: فكيف كان يصنع في الجنابة؟ أكان يغتسل قبل أن ينام، أو ينام قبل أن يغتسل؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل، فربما اغتسل فنام، وربما توضأ فنام، قلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة» . أخرجه أحمد (6/73) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثني ليث بن سعد. وفي (6/149) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري في خلق أفعال العباد (45) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث. ومسلم (1/171) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنيه هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. وأبو داود (1437) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث بن سعد. والترمذي (449 و 2924) وفي الشمائل (317) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث والنسائي (1/199) و (3/224) وفي الكبرى (1282) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (259) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (259 و 1081 و 1160) قال: حدثنا بحر بن نصر. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. وفي (1160) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي. ثلاثتهم - ليث، وعبد الرحمن، وابن وهب - عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. (*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ رواية الترمذي (2924) . الحديث: 5347 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 305 5348 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «ذَكَرَ عمر بن الخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه تُصيبُه الجنابةُ من الليل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: توضأ، واغسل ذَكَرك، ثم نَمْ» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «استَفْتى عمرُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: أينام أحدُنا وهو جنب؟ قال: نعم، إذا توضأ» . وفي أخرى «أيرقُد أحدُنا وهو جُنب؟ قال: نعم، إذا توضأ أحدُكم فليرقدْ» ولمسلم بنحو ذلك. وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي الرواية الأولى، وأخرج الترمذي الثانية، وقال: وقد روي عن ابن عمر «أنه سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ... الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 336 في الغسل، باب الجنب يتوضأ ثم ينام، وباب كينونة الجنب في البيت إذا توضأ قبل أن يغتسل، ومسلم رقم (306) في الحيض، باب جواز نوم الجنب، والموطأ 1 / 47 في الطهارة، باب وضوء الجنب إذا أراد أن ينام أو يطعم قبل أن يغتسل، وأبو داود رقم (221) في الطهارة، باب في الجنب ينام، والنسائي 1 / 140 في الطهارة، باب وضوء الجنب وغسل ذكره إذا أراد أن ينام، والترمذي رقم (120) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء للجنب إذا أراد أن ينام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/16) (94) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. عن ابن إسحاق. قال: حدثني نافع. وفي (1/17) (105) قال: حدثنا عبيدة بن حميد، قال: حدثني عبيد الله ابن عمر، عن نافع. وفي (1/24) (165) قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار. وفي (1/35) (230) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع. وفي (1/38) (263) قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار. وفي (1/44) (306) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا محمد بن إسحاق، عن نافع. والترمذي (120) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع. والنسائي في الكبرى «الورقة 122 - أوب» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا قراد، وهو عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح، قال: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار. (ح) وأخبرنا علي بن حجر، قال: أخبرنا عبيدة وغيره، عن عبيد الله، عن نافع (ح) وأخبرني سهل بن صالح، عن يحيى، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع. (ح) وأخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا معلى، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب، عن نافع. (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني، قال: حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة. (ح) وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثني محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سالم. وابن خزيمة (211) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن دينار. وفي (212) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار. أربعتهم - نافع، وعبد الله بن دينار، وأبو سلمة، وسالم - عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 5348 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 309 5349 - (س) نافع - مولى ابن عمر-: أن ابن عمر - رضي الله عنهما [ص: 310] قال: «يا رسول الله، أينام أحدُنا وهو جنب؟ قال: إذا توضأ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 139 في الطهارة، باب وضوء الجنب إذا أراد أن ينام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] راجع تخريج الحديث السابق. الحديث: 5349 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 309 5350 - (ط) نافع - مولى ابن عمر- «أن ابنَ عمر - رضي الله عنهما - كان إذا أراد أن ينام أو يَطْعَمَ وهو جنب، غسل وجهه ويديه إلى المرفقين ومسح برأسه، ثم طعم، أو نام» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 48 في الطهارة، باب وضوء الجنب إذا أراد أن ينام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (107) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 5350 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 310 5351 - (ت د) عمار بن ياسر - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- رَخَّصَ للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب أن يتوضأ وضوءه للصلاة» . أخرجه الترمذي، وانتهت رواية أبي داود عند قوله: «يتوضأ» وقال أبو داود: بين يحيى وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل. وقال عليّ وابن عمر [وعبد الله بن عمرو] : «الجُنُبُ إذا أراد أن يأكل توضأ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (225) في الطهارة، باب من قال: يتوضأ الجنب، والترمذي رقم (613) في الصلاة، باب في الرخصة للجنب في الأكل والنوم، ورواه أيضاً أحمد مطولاً 4 / 320، والطيالسي وغيرهما، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/320) قال: حدثنا بهز بن أسد. وأبو داود (225 و 4176 و 4601) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (613) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا قبيصة. ثلاثتهم - بهز، وموسى، وقبيصة - عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 5351 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 310 [النوع] الثالث: في مجالسته ومحادثته 5352 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- لَقِيَهُ في بعض طريق المدينة وهو جنب، فانْخَنَسْتُ منه، فذهب فاغتسل، ثم جاء فقال: أين كنتَ يا أبا هريرة؟ قال: كنتُ جُنُباً، [ص: 311] فكرهتُ أن أُجَالِسَكَ وأنا على غير طهارة، قال: سبحان الله! إن المؤمن لا يَنجُس» أخرجه البخاري. وللبخاري قال: «لَقِيَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا جنب، فأخذ بيدي، فمشَيْتُ معه حتى قعد، فانْسَلَلْتُ فأتيتُ الرَّحْلَ فاغتسلت، ثم جئت وهو قاعد، فقال: أين كنتَ يا أبا هريرة؟ فقلت له، فقال: سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس» . وعند مسلم «أنه لقيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في طريق من طرق المدينة وهو جنب فَانسَلَّ، فذهب فاغتسل، ففقده (1) النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما جاء قال: أين كنتَ يا أبا هريرة؟ قال: يا رسول الله، لَقِيتَني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس» . وأخرج الترمذي الرواية الأولى، وقال: «فانتجشْتُ (2) » وفي الحاشية: صوابه «فانخنستُ» أي: اسْتَتَرْتُ واخْتَفَيْتُ، وفسر في آخر الحديث معنى «انخنست (3) » أي: تَنَحَّيتُ. وفي رواية أبي داود مثلها وقال: «فاختنستُ» . وفي رواية النسائي قال: «فانْسَلَّ عنه» (4) . [ص: 312] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فانْخَنَسْتُ) هذه اللفظة قد جاءت في الروايات مختلفة، فأخرجه البخاري في متن كتابه «فانْتَجَشْتُ» وفي الكتاب أيضاً فوق الكلمة «فانْخَنَسْتُ» وعند الترمذي «فانْبجست» وفي حاشية كتابه: صوابه «فانخنست» أي: استترت، واختفيت، وفسر في آخر الحديث معنى «انخنست» أي: تنحيت، وفي كتاب أبي داود: «فاخْتَنَسْتُ» . وفي رواية مسلم والنسائي «فانْسَلَّ» وفي أخرى للبخاري «فانْسَلَلْتُ» هذه ألفاظ رواياتهم على اختلافها. فأما «انْخَنَسْتُ» و «اخْتَنَسْتُ» بالخاء المعجمة والسين المهملة فهو من الخُنُوس: التأخر والاختفاء، يقال: خَنَس يَخْنِس: إذا تأخَّر وأخْنَسَه غيره، ومنه سميت الكواكب الخمسة - زُحَل، والمشتري، والمرِّيخ، والزُّهرة، وعطارد-: الخُنَّس في قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ} [التكوير: 15] على ما جاء في التفسير، سُمِّيت بذلك، لأنها تتأخَّر في رجوعها، بينا تراها في مكان من السماء، حتى تراها راجعة إلى وراء جهتها [ص: 313] التي كانت تسير إليها، أو لأنها تخفى بالنهار، وحينئذ لا يختص ذلك بالخمسة، فإن جميع الكواكب تختفي بالنهار، والأول الوجه، و «انْخَنَسْت» انْفَعَلَت فالأول مُطاوع بالنون. والثاني: مطاوعه بالتاء، ويعضد ذلك: ما جاء في رواية مسلم والنسائي، وإحدى روايتي البخاري من قوله: «فانْسَلَّ» و «انْسَلَلْتُ» . وأما «انْتَجَشْت» بالجيم والشين المعجمة: فإنه من النَّجْش: الإسراع، قال الجوهري: ومرَّ فلان يَنْجُش نَجْشاً أي: يُسْرِع، والنَّاجِشُ الذي يَحُوش الصيد، ونجشتُ الصيد: إذا اسْتَثَرْتَه، وذلك نوع من الإسراع في الحركة، والله أعلم.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: فتفقده. (2) وفي بعض الروايات: فانتجست، أي: اعتقدت نفسي نجساً، وفي بعضها: فانبجست، أي: فاندفعت. (3) في الأصل: انتجست، والتصويب من نسخ الترمذي المطبوعة. (4) رواه البخاري 1 / 333 في الغسل، باب عرق الجنب وأن المسلم لا ينجس، وباب الجنب يخرج [ص: 312] ويمشي في السوق وغيره، ومسلم رقم (371) في الحيض، باب الدليل على أن المسلم لا ينجس، وأبو داود رقم (231) في الطهارة، باب في الجنب يصافح، والترمذي رقم (121) في الطهارة، باب ما جاء في مصافحة الجنب، والنسائي 1 / 145 و 146 في الطهارة، باب مماسة الجنب ومجالسته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/235 و 382) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (2/471) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (1/79) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يحيي. وفي (1/79) قال: حدثنا عياش، قال: حدثنا عبد الأعلى. ومسلم (1/194) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيي -يعني ابن سعيد - (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وأبو داود (231) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى وبشر. وابن ماجة (534) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. والترمذي (121) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والنسائي (1/145) . وفي الكبرى (255) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر، وهو ابن المفضل. خمستهم - محمد بن أبي عدي، ويحيى بن سعيد، وعبد الأعلى، وإسماعيل بن علية، وبشر بن المفضل- عن حميد الطويل، قال: حدثنا بكر بن عبد الله، عن أبي رافع، فذكره. (*) اللفظ ليحيى بن سعيد عند البخاري. الحديث: 5352 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 310 5353 - (م د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لقيه، وهو جنب، فَحَادَ عنه، فاغتسل ثم جاء، فقال: كنت جُنباً، فقال: إن المسلم لا ينجس» أخرجه مسلم. وعند أبي داود والنسائي: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لَقِيَهُ، فأهْوى إليه، فقال: إني جنب، فقال: إن المسلم ليس بنجس» . وفي رواية النسائي قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا لَقِيَ الرجلَ من أصحابه مَسَحه ودَعَا له، قال: فرأيتُه يوماً بُكرة فَحِدْتُ عنه، ثم أتيته حين ارتفع النهار، فقال: إني رأيتك فَحِدْتَ عني؟ فقلت: إني كنت جنباً، فَخشيتُ [ص: 314] أن تَمسَّنِي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن المسلم لا ينجُس» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِدْتُ) عن الشيء أَحِيد: إذا تَنَحيت عن جهته.   (1) رواه مسلم رقم (372) في الحيض، باب الدليل على أن المسلم لا ينجس، وأبو داود رقم (230) في الطهارة، باب في الجنب يصافح، والنسائي 1 / 145 في الطهارة، باب مماسة الجنب ومجالسته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/384) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/402) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (1/194) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. وأبو داود (230) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (535) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا يحيى بن سعيد. والنسائي (1/145) وفي الكبرى (256) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يحيى. كلاهما - يحيى، ووكيع - قالا: حدثنا مسعر، قال: حدثني واصل الأحدب، عن أبي وائل، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها النسائي (1/145) وفي الكبرى (257) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن الشيباني، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 5353 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 313 5354 - (د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب ولا جنب» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (227) في الطهارة، باب في الجنب يؤخر الغسل، والنسائي 1 / 141 في الطهارة، باب في الجنب إذا لم يتوضأ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " بأطول منه رقم (647) ، وابن حبان في " صحيحه " رقم (1484) موارد، والحاكم 1 / 171 وفي سنده نجي الحضرمي، وهو مجهول ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن:أخرجه أحمد (1/83) (632) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/104) (815) قال: حدثنا عفان. وفي (1/139) (1172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (227) و (4152) قال: حدثنا حفص بن عمر. وابن ماجة (3650) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر. والنسائي (1/141) . وفي الكبرى (249) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك (ح) وأنبأنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. وفي (7/185) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد ويحيى بن سعيد. خمستهم - يحيى، وعفان، ومحمد بن جعفر، وحفص، وهشام - عن شعبة، قال: حدثني علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، فذكره. (*) في نسختنا من «سنن ابن ماجة» : «عن عبد الله بن نجي عن علي» ليس فيه: «عن أبيه» وشيخ ابن ماجة في هذا الحديث هو أبو بكر بن أبي شيبة، فرجعنا إلى «مصنفه» (8/478) فوجدنا أنه لم يكن في الأصل «عن أبيه» وأضافها محقق الكتاب بين معقوفتين. لكن الحديث ورد في «تحفة الأشراف» (10291) من رواية عبد الله بن نجي عن أبيه. وبلفظ: «صنعت طعاما، فدعوت النبي -صلى الله عليه وسلم- فجاء فدخل، فرأى سترا فيه تصاوير، فخرج. وقال: إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تصاوير» . أخرجه ابن ماجة (3359) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي (8/213) قال: حدثنا مسعود بن جويرية. كلاهما - أبو كريب، ومسعود - قالا: حدثنا وكيع، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، فذكره. وله شاهد بنحوه: أخرجه عبد الله بن أحمد (1/146) - (1246) قال: حدثنا شيبان أبو محمد. وفي (1/148) (1269) قال: حدثنا أبو سلم خليل بن سلم. كلاهما - شيبان، وخليل - قالا: حدثنا عبد الوارث، عن الحسن بن ذكوان، عن عمرو بن خالد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، فذكره. * قال عبد الله بن أحمد (1/146) (1247) : وحدثناه شيبان مرة أخرى، قال: حدثنا عبد الوارث، عن حسين بن ذكوان، عن عمرو بن خالد، عن حبة بن أبي حبة، عن عاصم بن ضمرة، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وكان أبي لا يحدث عن عمرو بن خالد، يعني كان حديثه لا يسوَى عنده شيئا. الحديث: 5354 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 314 [النوع] الرابع: في صلاته ناسيا ً 5355 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أُقيمت الصلاة، وعُدِّلت الصُّفُوفُ قياماً، فخرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فلما قام في مُصلاه ذكر أنه جُنب، فقال لنا: مكانَكم، ثم رجع فاغتسل، ثم خرج إلينا ورأسه يَقْطُرُ، فكبَّر، فصلَّينا معه» . وفي رواية: «فَعدَّلنا الصفوفَ قبل أن يخرج إلينا» أخرجه البخاري. قال الحميديُّ: وأخرج مسلم بعض هذا عن أبي هريرة «أن الصلاة كانت تُقام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فيأخذ الناسُ مَصَافَّهم قبل أن يقوم النبي - صلى الله عليه وسلم [ص: 315] مقامه» ، ولأجل هذا القدر أخرجه الحميديُّ في المتفق بين البخاري ومسلم، وليس الغرض من الحديث: ذكر الصفوف في الصلاة وإنما الغرض منه: دخول الجنب المسجد، وفي الصلاة وهو جنب ولا يعلم. وكذلك ترجَم عليه البخاري قال: «باب إذا ذكر في المسجد أنه جنب يخرج كما هو ولا يتيمم» وترجم عليه أبو داود «باب الجنب يُصلي بالقوم وهو ناسٍ» . وفي رواية أبي داود قال: «أُقيمت الصلاة، وصف الناسُ صفوفهم، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا قام في مقامه ذكر أنه لم يغتسل، فقال للناس: مكانَكم، ثم رجع إلى بيته، فخرج إلينا يَنْطُفُ رأسُه، وقد اغتسل، ونحن صفُوف» . قال: وفي رواية: «فلم نزل قياماً ننتظره، حتى خرج علينا وقد اغتسل» . قال أبو داود: ورواه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: « [فلما] قام في مصلاه، وانتظرنا أن يُكبِّر: انصرَفَ، ثم قال: كما أنتم» . ورواه أيوب وابنُ عَون وهشام عن محمد - وهو ابن سيرين - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «فكبَّر، ثم أوْمَأ إلى القوم: أن اجلِسوا، فذهب فاغتسل» . وكذلك رواه مالك عن إسماعيل بن [أبي] حكيم عن عطاء بن يسار «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كبَّر في صلاته» وكذلك حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبَان عن يحيى عن الربيع بن محمد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أنه كبَّر» . [ص: 316] وفي رواية «الموطأ» عن عطاء بن يسار «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كبَّر في صلاة من الصلوات، ثم أشار إليهم بيده: أن امْكُثُوا، فذهب ثم رجع وعلى جلده أثر الماء» وأخرجه النسائي مثل رواية أبي داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينطُف) نَطَفَ شعرُه ينطُف: إذا قَطَرَ منه الماء.   (1) رواه البخاري 1 / 329 في الغسل، باب إذا ذكر في المسجد أنه جنب يخرج كما هو ولا يتيمم، وفي الأذان، باب هل يخرج من المسجد لعلة، وباب إذا قال الإمام: مكانكم ثم رجع انتظروه، ومسلم رقم (605) في المساجد، باب متى يقوم الناس للصلاة، والموطأ 1 / 48 في الطهارة، باب إعادة الجنب الصلاة وغسله، وأبو داود رقم (234) و (235) في الطهارة، باب في الجنب يصلي بالقوم وهو ناس، والنسائي 1 / 81 و 82 في الإمامة، باب الإمام يذكر بعد قيامه في مصلاه أنه على غير طهارة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/237) قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/259) قال: حدثنا عبد الأعلى. عن معمر. وفي (2/283) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر. وفي (2/338) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (2/518) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. والبخاري (1/77) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. وفي (1/164) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صاحل بن كيسان. وفي (1/164) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. ومسلم (2/101) قال: حدثنا هارون بن معروف وحرملة بن يحيى. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا أبو عمرو - يعني الأوزاعي -. وأبو داود (235) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا محمد بن حرب. قال: حدثنا الزبيدي. (ح) وحدثنا عياش بن الأزرق. قال: أخبرنا ابن وهب، عن يونس. (ح) وحدثنا مخلد بن خالد. قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، إمام مسجد صنعاء. قال: حدثنا رباح، عن معمر. (ح) وحدثنا مؤمل بن الفضل. قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي. والنسائي (2/81) وفي الكبرى (778) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير. قال: حدثنا محمد ابن حرب، عن الزبيدي، والوليد، عن الأوزاعي، وفي (2/89) وفي الكبرى (794) قال: أخبرنا محمد بن سلمة قال: أنبأنا ابن وهب، عن يونس. وابن خزيمة (1628) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا يونس. خمستهم - الأوزاعي، ومعمر، وصالح بن كيسان، ويونس، والزبيدي - عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى الصلاة، فلما كبر انصرف وأومأ إليهم أي كما أنتم. ثم خرج فاغتسل، ثم جاء ورأسه يقطر، فصلى بهم. فلما صلى، قال: إني كنت جنبا فنسيت أن أغتسل» . أخرجه أحمد (2/448) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1220) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد الله بن موسى التيمي. كلاهما - وكيع، وعبد الله بن موسى - عن أسامة بن زيد، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، فذكره. الحديث: 5355 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 314 5356 - (د) أبو بكرة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل في صلاة الفجر، فأومَأ بيده: أن مكانكم، ثم جاء ورأسُه يقطُر، فصلى بهم» . وفي رواية بمعناه، قال في أوله: «فكبَّر» وقال في آخره: «فلما قضى الصلاة قال: إنما أنا بشر، وإني كنت جُنباً» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (233) و (234) في الطهارة، باب في الجنب يصلي بالقوم وهو ناس، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/41) قال: حدثنا يزيد. وفي (5/41) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (5/45) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (233) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (234) قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن خزيمة (1629) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا يحيى بن عباد. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد أيضا، قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. خمستهم - يزيد بن هارون، وأبو كامل، وعفان،وموسى، ويحيى بن عباد - عن حماد بن سلمة، عن زياد الأعلم، عن الحسن، فذكره. الحديث: 5356 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 316 5357 - (ط) سليمان بن يسار: «أن عمر - رضي الله عنه - صلَّى بالناس الصبحَ، ثم غَدَا إلى أرضه بالجُرف، فوجد في ثوبه احتلاماً، فقال: إنا لما [ص: 317] أصبنا الوَدَك لانَتِ العُروق، فاغتسل، وغسل الاحتلام من ثوبه، وعاد لصلاته» . وفي رواية - بعد قوله: «احتلاماً» - فقال: «لقد ابْتُلِيتُ بالاحتلام منذُ وُلِّيتُ أمرَ الناس، واغتسل، وغسل ما رأى في ثوبه من الاحتلام، ثم صلى بعد أن طلعت الشمس» . وفي رواية زُبَيْد بن الصلت قال: «خرجت مع عمر بن الخطاب إلى الجُرف، فنظر فإذا هو قد احتلم وصلى ولم يغتسل، فقال: والله ما أُراني إلا قد احتلمت وما شعرت، وصليت وما اغتسلت، قال: فاغتسل، وغسل ما رأى في ثوبه، ونضح ما لم يَرَ، وأذَّن، أو أقام، ثم صلى بعد ارتفاع الضُّحى مُتمكِّناً» أخرجه «الموطأ» (1) . وهذه الأحاديث كلَّها أخرجوها في «كتاب غسل الجنابة» ويَصْلُح أن تجيء في «كتاب الصلاة» فاتبعناهم وأخرجناها في «غسل الجنابة» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الضُّحى) بالضم والقصر: حين تشرق الشمس وتضيء وتذهب حمرتها التي تكون لها عند الطلوع، وبالمد والفتح: عند ارتفاع النهار كثيراً، والأول: ضَحْوَة النهار، ثم بعده الضحى، ثم الضَّحَاء.   (1) 1 / 49 في الطهارة، باب إعادة الجنب الصلاة وغسله إذا صلى ولم يذكر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (111) عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها (110) عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن سليمان بن يسار، فذكره. والرواية الثالثة: أخرجها (109) عن هشام بن عروة، عن زبيد بن الصلت، فذكره. الحديث: 5357 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 316 الفصل الثاني من باب الغسل: في غسل الحائض والنفساء 5358 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها - «أن امرأة من الأنصار سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن غسلها من المحيض، فأمرها كيف تغتسل، ثم قال: خُذي فِرْصَة من مِسْك، فتطهَّري بها، قالت: كيف أتطهَّر بها؟ قال: تطهري بها، قالت: كيف أتطهَّر بها؟ قال: سبحان الله! تطهري بها، فاجْتَذَبْتُها إليَّ فقلت: تتَّبعي بها أثَرَ الدم» . ومن الرواة من قال فيه: «خذي فِرصة مُمَسَّكَة، فتوضَّئي بها ثلاثاً، ثم إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- اسْتَحْيَى، وأعْرَض بوجهه، وقال: توضئي بها، فأخذتُها فاجتذبتُها، فأخبرتُها بما يُريد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم عن عائشة: «أن أسماء سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن غسل المحيض، فقال: تأخذ إحداكن ماءَها وسِدْرَتَها، فتطهَّر فتحسن الطُّهُورَ، ثم تصبُّ على رأسها، فَتدْلُكه دَلْكاً شديدَاً، حتى تبلغ شُؤون رأسها، ثم تصبُّ عليه الماء، ثم تأخذ فِرصة مُمْسَّكة، فتَطَهَّر بها، فقالت أسماء: فكيف تطهَّر بها؟ قال: سبحان الله! تطهري بها، قالت عائشة - كأنها تُخفي ذلك [ص: 319] : تَتَّبِعِين بها أثر الدم، وسألته عن غسل الجنابة، فقال: تأخذ ماء، فتطهر، فتُحسن الطُّهور - أو تبلغ الطهور - ثم تصب على رأسها، فتدلكه حتى يبلغ شُؤون رأسها، ثم تفيض عليها الماء، فقالت عائشة: نِعمَ النساء نساءُ الأنصار لم يكن يمنعهن الحياءُ أن يَتَفَقَّهنَ في الدين» . وفي أخرى: «دخلت أسماء بنت شَكل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، كيف تغتسل إحدانا إذا طَهُرَتْ من الحيض ... وساق الحديث» ولم يذكر فيه غسل الجنابة. وفي أخرى بهذا: «قال: سبحان الله! تطهَّري بها، واسْتَتَر» . وأخرج النسائي نحو الرواية الأولى، وفيها «واستتر» ، ونحو الرواية الثانية. وأخرج أبو داود نحو رواية مسلم بطولها. وله في أخرى قالت: دخلت أسماءُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من المحيض؟ فقال: تأخذ سِِدرَها وماءها فتوضأ، ثم تغسل رأسها، وتدلكه حتى يبلغ الماءُ أُصول شعرها، ثم تفيض على جسدها، ثم تأخذ فِرصتها فتطهَّر بها، فقالت: يا رسول الله، كيف أتطهَّر بها؟ قالت عائشة: فعرفت الذي يكني عنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقلت لها: تَتَبَّعين آثار الدم. وفي أخرى «أن عائشة ذكرت نساءَ الأنصار، فأثْنَت عليهن، وقالت [ص: 320] لهنَّ معروفاً، وقالت: دخلت امرأة منهنَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... فذكر معناه، إلا أنه قال: فِرصة ممسَّكة» قال مُسدَّد: كان أبو عوانة يقول: «فِرصة» وكان أبو الأحوص يقول «قََرْصة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فِرْصَةً من مِسْك) بكسر الفاء: قطعة من صوف أو قطن أو خرقة من الفَرْص: القَطْع، وقوله: «من مسك» [ظاهره: أن الفِرْصَة من المسك:] أي قطعة منه، وعليه المذهب وقول الفقهاء: إن الحائض بعد انقطاع دم الحيض إذا اغتسلت أخذت يسيراً من مسك، فَتُطَيِّب به مواضع الدم ليذهب ريحُه، قالوا: والفرصة: القطعة من كل شيء، وأهل اللغة لم يطلقوا هذا القول، وإن كان القياس يقتضيه؛ لأنه من الفَرْص: القطع، فإن لم تجد المسك فتأخذ طيباً غيره، هذا من سنن غسل الحيض عند الفقهاء، لأجل الحديث، وكذلك قوله: «فرصة ممسَّكة» أي مطيَّبة بالمسك، وهو ظاهر في اللغة، أي: تأخذ قطعة من صوف أو قطن أو خِرْقة فتطيّبها بمسك، وتَتَبَّع [ص: 321] بها أثر الدم، فيحصل منه الطِّيب، والتَّنْشِيف: إزالة أثر الدم بالمسح، وهذه الرواية أوضح من الأولى وأبين، واتفق عليها البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، والأولى لم يخرّجها أبو داود، وقد حكى أبو داود في روايته عن بعضهم «قَرْصَة» بالقاف، يعني شيئاً يسيراً يؤخذ من المسك، مثل القَرْصة بأطراف الإصبعين، ولكنه لم يذكر «من المسك» وإنما أورده في آخر حديثه الذي ذكر فيه «فِرصة ممسَّكة» قال: قال مسدَّد: كان أبو عَوَانة يقول: «فِرصة» وكان أبو الأحوص يقول: «قرصة» ، قال الخطابي في شرح حديث أبي داود: وقد تأول بعضهم «الممسَّكة» على معنى الإمساك دون الطيب، يقال: أمْسَكْتُ الشيء ومَسَكْتُه، يريد أنها تُمْسِكُها بيدها فتستعملها، وقال: متى كان المسك عندهم بالحال التي يُمْتَهَن فَيُتَوسَّع في استعماله [[هذا التوسع]] . قلت: وهذا، وإن كان الحال يناسبه، والأمر على ما قاله، ولكن الصحيح الأول، وهو الذي ذهب إليه الفقهاء والمحدثون من الصدر الأول، وهم أعرف بتأويل الأحاديث ومعانيها، ولا يجوز مخالفتهم لقياس مناسب والأمر محتمل لا حاجة إليه ولا ضرورة تحمل عليه، والله أعلم. (شؤون رأسها) : مواصل قبائل الرأس ومُلْتَقاها، والمراد: إيصال الماء إلى منابت الشعر، مبالغةً في الغسل.   (1) رواه البخاري 1 / 353 و 354 في الحيض، باب دلك المرأة نفسها إذا تطهرت في المحيض، وباب غسل المحيض، وفي الاعتصام، باب الأحكام التي تعرف بالدلائل، ومسلم رقم (332) في الحيض، باب استحباب استعمال المغتسلة من الحيض فرصة من مسك في موضع الدم، وأبو داود رقم (314) و (315) و (316) في الطهارة، باب الاغتسال من المحيض، والنسائي 1 / 135 - 137 في الطهارة، باب ذكر العمل في الغسل من الحيض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (167) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/122) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. والبخاري (1/85) و (9/134) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا ابن عيينة. وفي (1/86) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا وهيب. وفي (9/134) قال: حدثنا محمد - هو ابن عقبة -. قال: حدثنا الفضيل بن سليمان النميري البصري. ومسلم (1/179) قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد وابن أبي عمر، جميعا عن ابن عيينة. قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان. قال: حدثنا وهيب. والنسائي (1/135) . وفي الكبرى (241) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (1/207) قال: أخبرنا الحسن بن محمد. قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ووهيب بن خالد، والفضيل بن سليمان - عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية بنت شيبة، فذكرته. وبلفظ: «أن أسماء سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الغسل من المحيض ... » . أخرجه أحمد (6/147) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/188) قال: حدثنا عبد الرحمن وعفان. قالا: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (779) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (1/179 و 180) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما عن أبي الأحوص. وأبو داود (314) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: أخبرنا سلام بن سليم. وفي (315) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد. قال: أخبرنا أبو عوانة. وفي (316) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: أخبرنا أبي، عن شعبة. وابن ماجة (642) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (248) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. أربعتهم - شعبة، وأبو عوانة، وإسرائيل، وأبو الأحوص سلام - عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت شيبة، فذكرته. (*) زاد في رواية أبي عوانة في أول الحديث: «ذكرت «عائشة» نساء الأنصار فأثنت عليهن وقالت لهن معروفا. وقالت: لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن فشققنه، ثم اتخذن منه خمرا ... » . الحديث: 5358 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 318 5359 - (د) أمية بنت أبي الصلت - رضي الله عنها - عن امرأة من بني غِفار - قد سماها لي - قالت: «أرْدَفَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على حَقيبة رحْلِه قالت: فوالله لَنَزَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الصبح، فأناخ، ونزلتُ عن حَقيبة رَحْلِه، فإذا بها دم منِّي وكانت أول حيضة حضتُها، قالت: فَتَقَبَّضْتُ إلى الناقة واسْتحيَيتُ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما بي، ورأى الدَّمَ، قال: ما لَكِ؟ لعلَّكِ نُفِسْتِ؟ قلت: نعم، قال: فأصْلِحي من نفسك، ثم خُذي إناء من ماء فاطْرحي فيه مِلْحاً، ثم اغْسلِي ما أصاب الحقِيبة من الدم، ثم عُودي لِمَرْكَبكِ، قالت: فلما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم-خيبَر رَضَخَ لنا من الفيء، قالت: وكانت لا تَطَهَّرُ من حيضة إلا جعلت في طهورها ملحاً، وأوصت به أن يجعل في غُسلها حين ماتت» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُفِسْت) المرأة - بضم النون وفتحها وكسر الفاء -: إذا ولدت، وبفتح النون: إذا حاضت، وإذا ولدت. (رَضْخ) الرضخ: العطاء القليل. (الفيء) : ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار وديارهم بغير قتال.   (1) رقم (313) في الطهارة، باب الاغتسال من الحيض، وفيه عنعنة ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/380) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. وأبو داود (313) قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي. قال: حدثنا سلمة - يعني ابن الفضل. كلاهما - إبراهيم بن سعد والد يعقوب، وسلمة بن الفضل - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني سليمان بن سحيم، عن أمية بنت أبي الصلت، فذكرته. الحديث: 5359 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 322 الفصل الثالث: في غسل الجمعة والعيد 5360 - (خ م س ط د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «غُسل الجمعة واجب على كل مُحْتَلِم» . وفي أخرى «الغسل يوم الجمعة واجب على كل مسلم» . وفي أخرى قال: «الغسل يومَ الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يَستَنَّ، وأن يَمَسَّ طيباً إن وجد، قال عمرو -[يعني ابن سليم راوي الحديث]- : أما الغسل فأشهد أنه واجب، وأما الاسْتِنَانُ والطِّيبُ (1) فالله أعلم: أواجب هو، أم لا؟ ولكن هكذا في الحديث» كذا عند البخاري، وأخرجه هو ومسلم. ولمسلم قال: «غُسلُ [يوم] الجمعة على كل محتلم، وسِوَاك، ويمَسُّ من الطِّيب ما قَدَر عليه» . وفي رواية قال في الطيب: «ولو من طيب المرأة» . [ص: 324] وأخرجه أبو داود والنسائي مثل روايتي مسلم، وأخرج «الموطأ» وأبو داود الرواية الأولى (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَستَنُّ) الاستنان: التَّسَوُّك بالسِّواك.   (1) قال الحافظ في " الفتح " هذا يؤيد ما تقدم من أن العطف لا يقتضي التشريك من جميع الوجوه، وكأن القدر المشترك تأكيد الطلب للثلاثة، وكأنه جزم بوجوب الغسل دون غيره للتصريح به في الحديث. (2) رواه البخاري 2 / 298 و 299 في الجمعة، باب فضل الغسل يوم الجمعة، وهل على الصبي شهود يوم الجمعة، وباب الطيب للجمعة، وباب هل على من لم يشهد الجمعة غسل من النساء والصبيان، وفي صفة الصلاة، باب وضوء الصبيان، وفي الشهادات، باب بلوغ الصبيان وشهادتهم، ومسلم رقم (846) في الجمعة، باب وجوب غسل الجمعة على كل بالغ من الرجال، والموطأ 1 / 102 في الجمعة، باب العمل في غسل يوم الجمعة، وأبو داود رقم (341) في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، والنسائي 2 / 92 في الجمعة، باب الأمر بالسواك يوم الجمعة، وباب إيجاب الغسل يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (84) . وأحمد (3/60) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثناه أبو سلمة - يعني الخزاعي -. والدارمي (1545) قال: حدثنا خالد بن مخلد. والبخاري (2/3) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (2/6) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (3/3) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (341) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. والنسائي (3/93) . وفي الكبرى (1594) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (1742) قال: حدثنا يونس. قال: أخبرنا ابن وهب. ثمانيتهم - عبد الرحمن، وأبو سلمة الخزاعي، وخالد بن مخلد، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، وابن وهب - عن مالك. 2 - وأخرجه الحميدي (736) . وأحمد (3/6) . والدارمي (1546) قال: أخبرنا أبو نعيم. والبخاري (1/217) و (3/232) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وابن ماجة (1089) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل. وابن خزيمة (1742) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو نعيم، وعلي، وسهل، وعبد الجبار، وسعيد - عن سفيان بن عيينة. 3 - وأخرجه ابن خزيمة (1742) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن هشام، قالا: حدثنا أبو علقمة - وهو الفروي - (ح) وحدثنا يعقوب الدورقي، مرة، قال: حدثنا عبد الله بن محمد أبو علقمة. ثلاثتهم - مالك، وابن عيينة، وأبو علقمة - عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، فذكره. - وبلفظ: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، والسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه» . أخرجه أحمد (3/30) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن بكير. وفي (3/69) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث، عن خالد - يعني ابن يزيد - عن سعيد. ومسلم (3/3) قال: حدثنا عمرو بن سواد العامري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال، حدثه. وأبو داود (344) . والنسائي (3/92) وفي الكبرى (1593) قال أبو داود: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن سلمة «المرادي» ، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال، حدثه. والنسائي (3/97) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا الحسن بن سوار، قال: حدثنا الليث، قال: حدثنا خالد، عن سعيد. وابن خزيمة (1743) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي، وشعيب، قالا: أخبرنا الليث، عن خالد - وهو ابن يزيد - عن ابن أبي هلال - وهو سعيد. كلاهما - بكير، وسعيد بن أبي هلال - عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فذكره. * وأخرجه البخاري (2/3) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/3) قال: حدثنا عمرو بن سواد العامري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، أن بكير بن الأشج حدثه. وأبو داود (344) . والنسائي (3/92) . وفي الكبرى (1593) قال أبو داود: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن سلمة «المرادي» ، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن بكير بن الأشج، حدثه. وابن خزيمة (1744) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء أبو عمران البصري، قال: حدثنا سعيد بن سلمة، عن محمد بن المنكدر. وفي (1745) قال: حدثنا أبو يحيى، قال: أخبرنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - شعبة، وبكير، ومحمد بن المنكدر - عن أبي بكر بن المنكدر، قال: حدثني عمرو بن سليم الأنصاري، عن أبي سعيد، فذكره. «ليس فيه عبد الرحمن بن أبي سعيد» . * أخرجه أحمد (3/65) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا فليح، قال: سمعت أبا بكر المنكدر، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. «ليس فيه عبد الرحمن بن أبي سعيد، ولا عمرو بن سليم» . (*) في رواية ابن وهب، عن عمرو بن الحارث: أن سعيد بن أبي هلال، وبكير بن الأشج حدثاه، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره. إلا أن بكيرا لم يذكر عبد الرحمن. وقال في الطيب: «ولو من طيب المرأة» . الحديث: 5360 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 323 5361 - (ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه كان يقول: «غُسل الجمعة واجب على كل محتلم كغُسل الجنابة» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 101 في الجمعة، باب العمل في غسل يوم الجمعة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (224) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 5361 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 324 5362 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «حَقاً على المسلمين أن يَغْتَسِلُوا يوم الجمعة، ولْيَمَسَّ أحدُهم من طيب أهله، فإن لم يجدْ فالماء له طِيب» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (528) في الصلاة، باب ما جاء في السواك والطيب يوم الجمعة، وقال الترمذي: حديث البراء حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/282) قال: حدثنا هشيم. وفي (4/283) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. والترمذي (528) قال: حدثنا علي بن الحسن الكوفي، قال: حدثنا أبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي. وفي (529) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. ثلاثتهم - هشيم، وعبد العزيز، وإسماعيل - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. وقال الترمذي: حديث البراء حديث حسن. ثم ذكر في الحديث الذي يليه قائلا: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، عن يزيد بن أبي زياد بهذا الإسناد: نحوه. ثم قال: ورواية هشيم أحسن من رواية إسماعيل بن إبراهيم التيمي، وإسماعيل بن إبراهيم التيمي يضعف في الحديث. الحديث: 5362 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 324 5363 - (ط) عبيد الله بن السباق [المدني الثقفي]- رحمه الله -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال في جمعة من الْجُمَعِ: «يا معشر المسلمين، إن هذا يوم جعله الله عيداً، فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يَضُره أن يمسَّ منه، [ص: 325] وعليكم بالسواك» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 65 و 66 في الطهارة، باب ما جاء في السواك، وإسناده منقطع، فإن عبيد بن السباق لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وصله ابن ماجة رقم (1098) في أقامة الصلاة، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة من حديث ابن عباس رضي الله عنه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (141) عن ابن شهاب، عن ابن السباق، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (1/192) : وهو مرسل، وقد وصله ابن ماجة من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عبيد بن السباق، عن ابن عباس، فذكر نحوه. قلت: صالح يضعف في الحديث. الحديث: 5363 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 324 5364 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من جاء منكم الجمعةَ فليغتسل» أخرجه الجماعة إلا أبا داود. وفي أخرى للنسائي قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «إذا رَاحَ أحدكم إلى الجمعة فليغتسل» (1) . وفي أخرى له «قال وهو على المنبر ... » .   (1) رواه البخاري 2 / 295 في الجمعة، باب فضل الغسل يوم الجمعة، وباب هل على من يشهد الجمعة غسل، وباب الخطبة على المنبر، ومسلم رقم (844) و (845) في الجمعة في فاتحته، والموطأ 1 / 102 في الجمعة، باب العمل في غسل يوم الجمعة، والترمذي رقم (492) في الصلاة، باب ما جاء في الاغتسال يوم الجمعة، والنسائي 3 / 93 و 105 و 106 في الجمعة، باب الأمر بالغسل يوم الجمعة، وباب حض الإمام في خطبته على الغسل يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (608) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/330) (3059) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. وفي (2/9) (4553) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/35) (4920) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/149) (6369) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. والبخاري (2/6) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (2/12) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (3/2) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والترمذي (492) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/105) . وفي الكبرى (1639) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن إبراهيم بن نشيط. وفي الكبرى (1597) قال: أخبرنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد - وهو ابن حرب - عن الزبيدي. وفي (1598) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا سفيان. وفي (1599) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، مصيصي، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج. وابن خزيمة (1749) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر، وابن جريج، وابن أبي ذئب، ويونس، وإبراهيم بن نشيط، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، قال: حدثني سالم بن عبد الله، فذكره. * أخرجه مسلم (3/2) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب، عن سالم، وعبد الله ابني عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله. (*) لفظ رواية إبراهيم بن نشيط: «أنه سأل ابن شهاب عن الغسل يوم الجمعة؟ فقال: سنة، وقد حدثني به سالم بن عبد الله، عن أبيه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تكلم بها على المنبر» . وبلفظ: «من جاء منكم الجمعة فليغتسل» . وفي رواية عبد العزيز بن مسلم: «إذا جئتم الجمعة فاغتسلوا» . أخرجه الحميدي (609) . وأحمد (2/37) (4942) . قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/75) (5450) قال أحمد: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. كلاهما - سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن مسلم - قالا: حدثنا عبد الله بن دينار، فذكره. وبلفظ: «من أتى الجمعة، فليغتسل» . أخرجه أحمد (2/47) (5078) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/51) (5128) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. وفي (2/53) (5142) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان. وفي (2/57) (5210) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/115) (5961) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا إسرائيل. والنسائي في الكبرى (1606) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. ثلاثتهم - شعبة، وسفيان الثوري، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، قال: سمعت يحيى بن وثاب، فذكره. (*) لفظ رواية شعبة: «عن يحيى بن وثاب، أنه سأل ابن عمر عن الغسل يوم الجمعة؟ فقال: أمرنا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . - وبلفظ: «من جاء منكم الجمعة فليغتسل» . أخرجه أحمد (2/120) (6020) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني ليث. (ح) ويونس، قال: حدثنا ليث. وفي (2/149) (6370) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج. (ح) وابن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. ومسلم (3/2) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. والترمذي (493) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد. والنسائي (3/106) . وفي الكبرى (1601) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وفي الكبرى (1600) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج. كلاهما - ليث بن سعد، وابن جريج - قالا: حدثني ابن شهاب، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره. * أخرجه مسلم (3/2) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب، عن سالم، وعبد الله، ابني عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بمثله. - وبلفظ: «من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل، ومن لم يأتها فليس عليه غسل من الرجال والنساء» . أخرجه ابن خزيمة (1752) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا زيد بن حباب (ح) وحدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، قال: أخبرنا زيد، قال: حدثني عثمان بن واقد العمري، قال: حدثني نافع، فذكره. الحديث: 5364 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 325 5365 - (خ م ط د ت) ابن عمر وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: «أن عمر بينا هو يخطُب الناسَ يوم الجمعة، إذْ دخل رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين الأولين - وفي رواية أبي هريرة من رواية الأوزاعي: إذ دخل عثمان بن عفّان - فناداه عمر: أيَّةُ ساعة هذه؟ قال: إني شُغِلْتُ اليوم، فلم أنْقَلِبْ إلى أهلي حتى سمعت التأذين، فلم أزِدْ على أن توضأتُ، فقال عمر: والوضوءَ أيضاً، وقد علمتَ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بالغسل؟» . [ص: 326] وفي حديث أبي هريرة أنه قال: «ألم تسمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل؟» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه «الموطأ» عن سالم بن عبد الله مرسلاً، والترمذي عن ابن عمر، وأخرجه أبو داود عن أبي هريرة «أن عمر بَينا هو يخطب يوم الجمعة، إذْ دخل رجل، فقال عمر: أتَحْتَبِسُون عن الصلاة؟.. وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 208 في الجمعة، باب فضل الجمعة، ومسلم رقم (845) في الجمعة في فاتحته، والموطأ 1 / 101 و 102 في الجمعة، باب العمل في غسل يوم الجمعة، وأبو داود رقم (340) في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، والترمذي رقم (493) في الصلاة، باب ما جاء في الاغتسال يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- عن بن عمر أخرجه أحمد (1/29) (199) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك. وفي (202) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (1/45) (312) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك بن أنس. وعبد بن حميد (8) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (2/2) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: أخبرنا جويرية، عن مالك. ومسلم (3/2) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى (1596) قال: أخبرنا كثير بن عبيد الحمصي، قال: حدثنا محمد بن حرب حمصي، عن الزبيدي. أربعتهم - مالك، ومعمر، ويونس، والزبيدي - عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، فذكره. رواية الزبيدي مختصرة على: «من جاء منكم الجمعة فليغتسل» . * أخرجه مالك «الموطأ» (84) عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أنه قال: دخل رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد يوم الجمعة، وعمر بن الخطاب يخطب ... الحديث. ليس فيه: «عن عبد الله بن عمر» . * أخرجه الترمذي (494) قال: حدثنا محمد بن أبان، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (495) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا أبو صالح عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث، عن يونس. كلاهما - معمر، ويونس - عن الزهري، قال: حدثني آل عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، فذكره. ليس فيه «سالم» . وعن أبي هريرة: أخرجه أحمد (1/15) (91) قال: حدثنا حسن بن موسى وحسين بن محمد. قالا: حدثنا شيبان. وفي (1/46) (319) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب - يعني ابن شداد -. وفي (320) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الحسين المعلم. والدارمي (1547) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (2/4) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. ومسلم (3/3) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي. وأبو داود (340) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، قال: أخبرنا معاوية. وابن خزيمة (1748) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي. (ح) وحدثنا محمد بن مسكين اليمامي، قال: حدثنا بشر - يعني ابن بكر - قال: حدثنا الأوزاعي. خمستهم - شيبان، وحرب، وحسين المعلم، والأوزاعي، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 5365 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 325 5366 - (د خ م) عكرمة مولى ابن عباس: «أن ناساً من أهل العراق جاءوا، فقالوا: يا ابن عباس، أترى الغسل يوم الجمعة واجباً؟ قال: لا، ولكنه أطْهَر، وخير لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب، وسأُخْبِرُكم كيف بَدْءُ الغسل: كان الناسُ مَجْهُودِين، يلبَسُون الصوف، ويَعْمَلون على ظُهُورهم، وكان مسجدهم ضَيّقاً مقارِب السقف، إنما هو عَرِيش، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في يوم حارّ، وعرِقَ الناس في ذلك الصوف، حتى ثارتْ منهم رِياح، آذى بذلك بعضُهم بعضاً، فلما وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تلك الريح، قال: أيها الناس، إذا كان هذا اليومُ فاغتسلوا، ولْيَمَسَّ أحدُكم أفضل ما يَجِدُ من دُهْنِه وطيبه، قال ابن عباس: ثم جاءَ الله [ص: 327] تعالى ذِكْرُهُ بالخير، ولبسوا غير الصوف، وكُفُوا العمل، ووُسِّعَ مسجدُهم، وذهب بعض الذي كان يؤذي بعضُهم بعضاً من العَرَق» أخرجه أبو داود. وفي رواية البخاري ومسلم عن طاوس قال: «قلت لابن عباس: ذكروا أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: اغْتَسِلُوا يومَ الجمعة، واغْسِلُوا رؤوسكم، وإن لم تكونوا جُنُباً، وأصِيبُوا من الطيب؟ قال ابن عباس: أما الغسل: فنعم، وأما الطيب: فلا أدري» . وفي أخرى عن ابن عباس: «أنه ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الغسل يوم الجمعة، قال [طاوس] : فقلت لابن عباس: أيمسُّ طيباً أو دُهناً إن كان عند أهله؟ قال: لا أعلمه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَجْهُودين) المجهود: الذي قد أصابه الجهد، وهو المشقة والعناء. (عَرِيش) العريش: ما يستظل به من سقف يُعمل من جذوع ونحوه، ويُظَلَّل بتُرس أو خشب أو ما كان نحوه.   (1) رواه أبو داود رقم (353) في الطهارة، باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة، وإسناده حسن، والبخاري 2 / 210 و 211 في الجمعة، باب الدهن للجمعة، ومسلم رقم (848) في الجمعة، باب الطيب والسواك يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/268) (2419) قال: حدثنا أبو سعيد. وعبد بن حميد (590) قال: حدثني خالد بن مخلد. وابن خزيمة (1755) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا ابن وهب. ثلاثتهم - أبو سعيد، وخالد، وابن وهب - عن سليمان بن بلال. 2 - وأخرجه أبو داود (353) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد. كلاهما - سليمان، وعبد العزيز - عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، فذكره. - ورواية البخاري ومسلم: 1 - أخرجها أحمد (1/265) (2383) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (1/330) (3059) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. والبخاري (2/4) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والنسائي في الكبرى (1607) قال: أخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وابن خزيمة (1759) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. كلاهما - ابن إسحاق، وشعيب - عن الزهري. 2 - وأخرجها أحمد (1/367) (3471) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. والبخاري (2/4) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام. ومسلم (3/4) قال: حدثنا حسن الحلواني، قال: حدثنا روح بن عبادة (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن بكر. (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. خمستهم عبد الرزاق، وابن بكر، وهشام، وروح، والضحاك - عن ابن جريج، قال: أخبرني إبراهيم بن ميسرة. كلاهما - الزهري، وإبراهيم - عن طاوس اليماني، فذكره. في رواية إبراهيم بن ميسرة: عن طاوس، عن ابن عباس: أنه ذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغسل يوم الجمعة. قال طاوس: فقلت لابن عباس: ويمس طيبا أو دهنا، إن كان عند أهله؟ قال: لا أعلمه. الحديث: 5366 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 326 5367 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان الناس [ص: 328] يَنْتابُون الجمعة من منازلهم من العَوالي، فيأتُون في العَباء، ويُصِيبُهم الغُبَارُ والعرق، فيخرج منهم الريح، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إنسان منهم وهو عندي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: لو أنكم تطهَّرتم ليومكم هذا؟» . وفي رواية يحيى بن سعيد «أنه سأل عَمْرَةَ عن الغسل يوم الجمعة؟ فقالت: قالت عائشة: كان الناسُ مَهَنَةَ أنفسهم، فكانوا إذا رَاحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم؟» . وفي أخرى «كان الناس أهلَ عمل، ولم يكن لهم كُفَاة، فكانوا يكونُ لهم تَفَل، فقيل لهم: لو اغتسلتم يوم الجمعة؟» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قالت: «كان أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عمالَ أنفسهم، فكان يكون لهم أرْواح، فقيل لهم: لو اغتسلتم؟» أدرجه على ما قبله. وفي رواية أبي داود قالت: «كان الناسُ مُهَّانَ أنفسهم، فَيرُوحُون إلى الجمعة بهيئتهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم؟» . وفي رواية النسائي: «ذُكر عندها غسل يوم الجمعة، فقالت: إنما كان الناس يسكنون العالية، فيحضُرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الرَّوْح: سَطَعَتْ أرْواحُهم، فيتأذَّى به الناس، فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أولا تغتسلون؟» (1) . [ص: 329] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنْتَابُون) الانْتِياب: القصد والمجيء. (التَّفَل) : الريح الكريهة، هكذا جاء في كتاب النسائي: «أن عائشة - رضي الله عنها - ذُكر عندها الغُسل يوم الجمعة، فقالت: إنما كان الناس يسكنون العَالِيَة، فيحضرون الجمعة وبهم وَسَخ، فإذا أصابهم الرَّوْح سطعت أرواحهم فيتأذى به الناس ... » الحديث. (أرواحهم) الرَّوَح - بفتح الراء - هو نسيم الريح، أرادت: أنهم كانوا إذا مرَّ عليهم الريح تكَيَّف بأرواحهم، وحملها إلى الناس في ممَرَّه عليهم فيتأذَّون بذلك، والأَرْواح جمع ريح.   (1) رواه البخاري 2 / 320 و 321 في الجمعة، باب من أين تؤتى الجمعة وعلى من تجب، ومسلم [ص: 329] رقم (847) في الجمعة، باب وجوب غسل الجمعة على كل بالغ من الرجال، وأبو داود رقم (352) في الطهارة، باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة، والنسائي 3 / 93 و 94 في الجمعة، باب الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «كان الناس أهل عمل، ولم يكن لهم كفاة، فكانوا يكون لهم تفل، فقيل لهم: لو اغتسلتم يوم الجمعة» . أخرجه الحميدي (178) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/62) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (2/8) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (3/3) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. وأبو داود (352) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد بن زيد. خمستهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، والليث، وحماد - عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، فذكرته. (*) في رواية الحميدي قال سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد مالا أحصي. وبلفظ: «كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمال أنفسهم، وكان يكون لهم أرواح. فقيل لهم: لو اغتسلتم» . أخرجه البخاري (2/8) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه. وفي (3/74) قال: حدثني محمد. قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سعيد. قال: حدثني أبو الأسود. ومسلم (3/3) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. وأحمد بن عيسى. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن جعفر حدثه. وأبو داود (1055) قال: حدثنا أحمد ابن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن جعفر حدثه. والنسائي في الكبرى (1608) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ المكي. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا سعيد. قال: حدثني أبو الأسود. وابن خزيمة (1753) قال: حدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا قريش بن أنس. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (1754) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. قال: حدثنا عمي. قال: أخبرني عمرو - وهو ابن الحارث - عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن جعفر حدثه. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية البخاري (3/74) . وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر، أنهم ذكروا غسل يوم الجمعة عند عائشة. فقالت: إنما كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ. فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى بها الناس، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أولا يغتسلون» . أخرجه النسائي (3/93) . وفي الكبرى (1609) قال: أخبرنا محمود بن خالد، عن الوليد. قال: حدثنا عبد الله بن العلاء، أنه سمع القاسم بن محمد بن أبي بكر، فذكره. - وبلفظ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس يوم الجمعة. فرأى عليهم ثياب النمار. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما على أحدكم، إن وجد سعة، أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته» . أخرجه ابن ماجة (1096) . وابن خزيمة (1765) . كلاهما - ابن ماجة، وابن خزيمة - قالا: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن زهير، عن هشام بن عروة، عن أبيه فذكره. * وأخرجه ابن خزيمة (1765) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة. عن زهير، عن يحيى بن عروة، عن أبيه، عن عائشة (ح) وعن يحيى بن سعيد، عن رجل منهم. الحديث: 5367 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 327 5368 - (د ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ يومَ الجمعة فبها ونِعْمَتْ، ومن اغتسل فالغسل أفضل» أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) . [ص: 330] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَبِها ونِعْمَت) الباء في «فبها» متعلقة بفعل مضمر، أي: فبهذه الفَعلة أو الخصلة - يعني: الوضوء - ينال الفضل، ونعمت الخصلة هي، فحذف المخصوص بالمدح، وسئل الأصمعي عنها؟ فقال: أظنه يريد: فَبِالسُنَّةِ أَخذ، وأضمر ذلك، والله أعلم.   (1) رواه أبو داود رقم (354) في الطهارة، باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة، والترمذي رقم (497) في الصلاة، باب ما جاء في الوضوء يوم الجمعة، والنسائي 3 / 94 في الجمعة، باب الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة، وهو حديث حسن، وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة وأنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (5/8) قال: حدثنا بهز، وعبد الصمد. وفي (5/15) قال: حدثنا عفان. والدارمي (548) قال: أخبرنا عفان. وأبوداود (354) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود. وفي (5/16) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (5/22) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. ستتهم - بهز، وعبد الصمد، وعبد الرحمن، وأبو داود، وعفان، وأبو الوليد - عن همام. 2 - وأخرجه أحمد (5/11) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والترمذي (497) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري. والنسائي (3/94) وفي الكبرى (1610) قال: أخبرنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، عن يزيد بن زريع. وابن خزيمة (1757) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي. قال: حدثنا يزيد - يعني ابن زريع. كلاهما -يزيد، وسعيد - قالا: حدثنا شعبة. كلاهما - همام، وشعبة - عن قتادة، عن الحسن، فذكره. (*) قال النسائي: الحسن عن سمرة كتابا. ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة. وقال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن. وقد رواه بعض أصحاب قتادة [عن قتادة] عن الحسن عن سمرة [بن جندب] . ورواه بعضهم عن قتادة عن الحسن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا. الحديث: 5368 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 329 5369 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله -: «بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: ما على أحدكم لو اتَّخَذَ ثوبين لجمعته، سوى ثوبَيْ مَهْنَتِهِ» . أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَهْنَتِه) المهنة بفتح الميم وسكون الهاء: العمل والخدمة، وقد روي بكسر الميم، وليس بالعالي، وقال الأصمعي: المهنة - بالفتح -: وهي الخدمة، ولا يقال: بكسر الميم، والمَهنة - بفتح الميم والهاء -: جمع ماهِن، وهو الخادم، ويجمع على مُهَّانٍ أيضاً.   (1) 1 / 110 بلاغاً في الجمعة، باب الهيئة وتخطي الرقاب، وإسناده معضل، وقد وصله أبو داود رقم (1078) في الصلاة، باب اللبس للجمعة، وابن ماجة رقم (1095) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة من حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (240) عن يحيى بن سعيد، بلاغا، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (1/328) : وصله ابن عبد البر من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة، ومن طريق مهدي بن ميمون، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. الحديث: 5369 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 330 5370 - (ط) نافع - مولى ابن عمر-: «أن ابن عمر كان لا يروح إلى الجمعة إلا ادَّهن وتطيَّب، إلا أن يكونَ حراماً» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 110 في الجمعة، باب الهيئة وتخطي الرقاب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (241) عن نافع، فذكره. الحديث: 5370 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 330 5371 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: « [عن نافع] أن عبد الله بن عمر كان يغتسل يوم الفِطرِ قبل أن يَغْدُوَ إلى المصلَّى» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 177 في العيدين، باب العمل في غسل العيدين والنداء فيهما، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (428) عن نافع، فذكره. الحديث: 5371 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 5372 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «على كل رجل مسلم في كل سبعة أيام غُسل يوم، وهو يوم الجمعة» أخرجه النسائي (1) .   (1) في الأصل والمطبوع: أخرجه الموطأ، ولم نجده عند الموطأ، وهو عند النسائي 3 / 93 في الجمعة، باب إيجاب الغسل يوم الجمعة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/304) قال: حدثنا بشر بن المفضل. والنسائي (3/93) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر. وابن خزيمة (1747) قال: حدثناه بندار. قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا أبو الخطاب، قال: حدثنا بشر. - يعني ابن المفضل - (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب. ثلاثتهم - بشر، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب - عن داود بن أبي هند. 2 - وأخرجه عبد بن حميد (1072) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن ابن جريج. كلاهما - داود، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 5372 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 5373 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «حقُّ للهِ على كل مسلم: أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً، يغسل رأسَه وجسدَه» أخرجه ... (1) .   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ولم يرمز له في أوله بشيء، وقد رواه البخاري 2 / 318 في الجمعة، باب هل على من يشهد الجمعة غسل من النساء والصبيان، وباب فرض الجمعة، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (849) في الجمعة، باب الطيب والسواك يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم يرمز له بشيء، وهو جزء من حديث صحيح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، أوتوا الكتاب من قبلنا، من بعدهم، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله، فغدا لليهود، وبعد غد للنصارى. فسكت ثم قال: حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما، يغسل فيه رأسه وجسده» . 1 - أخرجه الحميدي (955) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/249) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/341) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. والبخاري (2/6) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا وهيب. وفي (4/215) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (3/4) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب. وفي (3/6) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (3/85) وفي الكبرى (1580) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى (1579) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم النسائي، عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وابن خزيمة (1720) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء،. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان، ومعمر، ووهيب - عن ابن طاوس. 2- وأخرجه ابن خزيمة (1761) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت عمرو بن دينار. كلاهما - عبد الله بن طاوس، وعمرو بن دينار - عن طاوس، فذكره. (*) في روايات سفيان ومعمر لم يذكرا الغسل. (*) رواية عمرو بن دينار، ورواية وهيب عند مسلم اقتصرتا على ذكر الغسل فقط. (*) أثبتنا لفظ رواية «مسلم بن إبراهيم عن وهيب» عند البخاري. الحديث: 5373 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 الفصل الرابع: في غسل الميت والغسل منه 5374 - (خ م ط د ت س) أم عطية الأنصارية - رضي الله عنها - قالت: [ص: 332] دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حين تُوُفِّيَتْ ابنتُه، فقال: «اغْسِلْنَهَا ثلاثاً أو خمساً، أو أكثر من ذلك - إن رأيْتُنَّ ذلك - بماء وسِدْر، واجْعَلْنَ في الآخرة كافُوراً - أو شيئاً من كافور - فإذا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنَي، فلما فرغنا آذَنَّاهُ، فأعطانا حقْوَهُ، فقال: أشْعِرْنَها إياه - يعني: إزاره» . زاد في رواية: وحدثتني حفصة بنت سيرين مثل حديث محمد [بن سيرين] ، وكان في حديث حفصة «اغْسِلْنَها وِتْراً - وكان فيه: ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً، أو أكثر من ذلك إن رأيتُنَّ - وكان فيه: ابْدَأن بمَيامنها ومواضع الوضوء [منها] وكان فيه: أن أمَّ عطية قالت: إنهنَّ جعَلْنَ رأسَ بنت النبي - صلى الله عليه وسلم- ثلاثةَ قُرون، نَقَضْنَه ثم غَسَلْنَه، ثم جَعَلْنَه ثلاثةَ قرون» . قال [محمد] بن سيرين: «جاءت أمَّ عطية امرأة من الأنصار من اللاَّئي بايَعْنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قَدِمَت البصرةَ، تُبَادِرُ ابناً لها، فلم تُدْرِكه، فحدثتنا ... وذكر الحديث إلى قوله: أشْعِرْنها إياه» وزعم أن الإشعار: ألْفَفْنَها فيه، وكذلك كان محمد [بن سيرين] يأمر بالمرأة أن تُشْعَرَ ولا تُؤَزَّر. وفي رواية «فنزع من حقْوه إزاره، فقال: أشْعِرْنها إياه» . وفي أخرى قالت: «ضَفَرْنَا شَعرَ بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعني ثلاثة قرون -، قال سفيان: ناصيتَها وقَرْنَيْها» . وفي أخرى «فضفرنا شعرها ثلاثة قرون، فألْقيناها خلفها» . [ص: 333] وفي أخرى قالت: لما ماتت زينبُ بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اغْسِلْنَها وِتْراً، ثلاثاً، أو خمساً، واجَْعَلْنَ في الخامسة كافوراً ... وذكر إلى قوله: أشْعِرْنَها إيَّاه» ، أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى إلى قوله: «أشعرنها إياه» . وفي رواية الترمذي مثل «الموطأ» ، وقال فيه: «وتراً، ثلاثاً، أو خمساً» . وفي أخرى قالت: «فضفرنا شعرها ثلاثة قرون، فألقيناها خلفها» . وفي أخرى: وقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «وابْدَأنَ بمَيَامِنِها ومواضع الوضوء» . وفي رواية أبي داود مثل الترمذي، وقال: «مََشطناها» بدل «ضفرناها» . وفي رواية له «أو سبعاً، أو أكثر من ذلك، إن رأيتُنَّه» . وأخرجه النسائي مثل الترمذي. وفي أخرى له: «أنَّهنَّ جَعلنَ رأس بنت النبي - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة قرون، قلتُ: نَقَضْنَه، وجعلنه ثلاثةَ قرون؟ قالت: نعم» . وفي أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال في غسل ابنته: «ابْدَأنَ بميامنها، ومواضع الوضوء منها» . وله نحو الأولى، وزاد «أو سبعاً» وقال في آخرها: «ومشطناها ثلاثة قرون، وألقيناها من خلفها» . [ص: 334] وله في أخرى نحوه، وقال في آخرها: «قلت: ما قوله: أشْعِرْنَها إياه: أتُؤزَّر؟ قال: لا أراه، إلا أن يقول: ألْفَفْنَها فيه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حقْوَه) الحقو في الأصل: مَشدَّ الإزار، ثم جعل الإزار نفسه حقواً. (أشْعِرْنها) الإشْعار هاهنا: جعل الثوب شِعاراً، وهو ما يلي الجسد، وقد ذكر شرحه في الحديث. (قُرُون) المرأة: ضَفَائِرها، وقد ذكرت. (ولا تُؤزَّر) التَّأزُّر: شَدُّ المِئْزَر على وسط الإنسان.   (1) رواه البخاري 3 / 106 في الجنائز، باب هل تكفن المرأة في إزار الرجل، وباب غسل الميت ووضوئه بالماء والسدر، وباب ما يستحب أن يغسل وتراً، وباب يبدأ بميامن الميت، وباب مواضع الوضوء من الميت، وباب هل يجعل الكافور في آخره، وباب نقض شعر المرأة، وباب كيف الإشعار للميت، وباب هل يجعل شعر المرأة ثلاثة قرون، وباب يلقى شعر المرأة خلفها، ومسلم رقم (939) في الجنائز، باب غسل الميت، والموطأ 1 / 222 في الجنائز، باب غسل الميت، وأبو داود رقم (3142) و (3143) و (3144) و (3145) و (3146) في الجنائز، باب كيف غسل الميت، والترمذي رقم (990) في الجنائز، باب ما جاء في غسل الميت، والنسائي 4 / 28 في الجنائز، باب غسل الميت بالماء والسدر، وباب نقض رأس الميت، وباب ميامن الميت ومواضع الوضوء منه، وباب غسل الميت وتراً، وباب غسل الميت أكثر من خمس، وباب غسل الميت أكثر من سبعة، وباب الكافور في غسل الميت، وباب الإشعار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (155) . والحميدي (360) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/84) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (6/407) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري (2/93) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. وفي (2/93) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (2/94) قال: حدثنا حامد بن عمر. قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2/95) قال: حدثنا أحمد. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرنا ابن جريج. ومسلم (3/47) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا ابن علية. وأبو داود (3142) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (3146) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (1458) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي (4/28) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي (4/31) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن يزيد. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد. وفي (4/32) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة. قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وأخبرنا يوسف ابن سعيد. قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج. سبعتهم - مالك، وسفيان، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب الثقفي، وحماد بن زيد، وابن جريج، ويزيد بن زريع - عن أيوب بن أبي تميمة السختياني. 2 - وأخرجه البخاري (2/94) قال: حدثنا عبد الرحمن بن حماد. والنسائي (4/33) قال: أخبرنا شعيب ابن يوسف النسائي. قال: حدثنا يزيد. كلاهما - عبد الرحمن بن حماد، ويزيد بن هارون - عن ابن عون. 3 - وأخرجه الترمذي (990) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور. ثلاثتهم - أيوب، وعبد الله بن عون، ومنصور بن زاذان - عن محمد بن سيرين، فذكره. * أخرجه أحمد (5/85) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام، عن قتادة. قال: أخذ ابن سيرين غسله عن أم عطية. قالت: غسلنا ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمرنا أن نغسلها بالسدر ... الحديث. وأخرجه أحمد (5/85) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. قال: حدثنا محمد بن سيرين. قال: نبئت أن أم عطية، فذكرته. * وأخرجه أبو داود (3147) قال: حدثنا هدبة بن خالد. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. عن محمد بن سيرين، أنه كان يأخذ الغسل عن أم عطية يغسل بالسدر مرتين، والثالثة بالماء والكافور. (*) في رواية إسماعيل بن علية عند أحمد والنسائي زاد في آخره: «قال: وقالت حفصة: قال: اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا. قال: وقالت أم عطية: مشطناها ثلاثة قرون» . وبلفظ: «توفيت إحدى بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-. فأتانا النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال: «اغسلنها بالسدر وِترا. ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك. واجعلن في الآخرة كافورا، أو شيئا من كافور. فإذا فرغتن فآذِنَّني. فلما فرغنا آذناه. فألقى إلينا حِقوهُ فضفرنا شعرها ثلاثة قرون، وألقيناها خلفها» . أخرجه الحميدي (360) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب. وأحمد (5/85) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا عاصم. وفي (6/407) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/408) قال: حدثنا يحيى بن سعيد ويزيد بن هارون. قالا: أخبرنا هشام. والبخاري (2/93) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. وفي (2/94) قال: حدثنا حامد بن عمر. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (2/94) قال: حدثنا أحمد. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرنا ابن جريج. قال: قال أيوب. وفي (2/95) قال: حدثنا قَبيصة. قال: حدثنا سفيان، عن هشام. (ح) وقال وكيع: قال سفيان: «ناصيتها وقرنيها» . (ح) وحدثنا مُسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن حسان. ومسلم (3/47) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب. قال: حدثنا ابن عُلَية. قال: وأخبرنا أيوب. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد، جميعا عن أبي معاوية. قال عمرو: حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية قال: حدثنا عاصم الأحول. وفي (3/48) قال: حدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام بن حسان. وأبو داود (3144) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام. وابن ماجة (1459) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. والنسائي (4/30) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد. قال: حدثنا حجاج، عن ابن جُريج، قال: قال أيوب. (ح) وأخبرنا عمرو ابن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا هشام. وفي (4/31، 32) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد، عن أيوب. ثلاثتهم - أيوب، وعاصم الأحول، وهشام بن حسان - عن حفصة بنت سيرين، فذكرته. * أخرجه أحمد (6/407) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، ومسلم (3/47) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد بن زُريع. وأبو داود (3143) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة، وأبو كامل، أن يزيد بن زريع حدثهم. والنسائي (4/32) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، ويزيد - عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن حفصة بنت سيرين، فذكرته. (زاد فيه محمد بن سيرين) . وأخرجه الترمذي (990) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هُشيم. قال: أخبرنا خالد وهشام، عن محمد وحفصة، عن أم عطية، فذكرته. * وأخرجه النسائي (4/31) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا بشر، عن سلمة بن علقمة، عن محمد، عن بعض إخوته، عن أم عطية، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية يحيى بن سعيد عند البخاري (2/95) . - وبلفظ: «لما غسلنا بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لنا ونحن نغسلها: ابدؤا بميامنها ومواضع الوضوء منها» . 1 - أخرجه أحمد (6/408) قال: حدثنا إسماعيل، والبخاري (1/53) قال: حدثنا مُسَدد. قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/94) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وحدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. ومسلم (3/48) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا هُشيم. (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، كلهم عن ابن عُلَيَّة. قال أبو بكر: حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّة. وأبو داود (3145) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي (4/30) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل. قال: حدثنا إسماعيل. ثلاثتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية، وسفيان، وهشيم - عن خالد الحذاء. 2 - وأخرجه البخاري (2/93) قال: حدثنا محمد. وابن ماجة (1459) قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. كلاهما - خالد الحذاء، وأيوب- عن حفصة بنت سيرين، فذكرته. * أخرجه الترمذي (990) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. قال: حدثنا خالد، عن حفصة ومحمد، عن أم عطية، فذكرته. الحديث: 5374 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 5375 - (س) أم قيس بنت محصن - رضي الله عنها - قالت: «تُوفي ابني، فجزِعت عليه، فقلت للذي يغسله: لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتُله، [ص: 335] فانطلق عُكاشة بن محصن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره بقولها، فتبسّم، ثم قال: ما قالت - طال عمرها -؟ فلا نَعلَمُ امرأة عَمِرتْ ما عمرت» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 29 في الجنائز، باب غسل الميت بالحميم، وفي سنده أبو الحسن مولى أم قيس، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/355) قال: حدثنا حجاج وهاشم. والبخاري في «الأدب المفرد» (652) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (4/29) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - حجاج، وهاشم، وقتيبة - قالوا: حدثنا ليث. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحسن مولى أم قيس بنت محصن، فذكره. قلت: فيه أبو الحسن مولى أم قيس بنت محصن قال عنه الحافظ في «التهذيب» (12/74) : جهله ابن القطان. الحديث: 5375 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 334 5376 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من غسَّل الميت فليغتَسِلْ» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي قال: «مِنْ غسلِه الغُسلُ، ومن حَمْله الوضوءُ -[يعني: الميتَ] » (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من غَسَّل الميت فليغتسل) قال الخطابي: لا أعلم أحداً من الفقهاء يوجب الاغتسال من غسل الميت، ولا الوضوء من حمله، ويشبه أن يكون الأمر فيه على الاستحباب، ويمكن أن الغاسل لا يبعد أن يترَّشش عليه من الغَسُول، وربما كان على بدن الميت نجاسة ولا يعلم مكانها، فيكون عليه غسل جميع بدنه، ليكون الماء قد أتى على الموضع النجس من بدنه. وقيل في قوله: «ومن حَمْلِهِ الوضوء» أي: ليكون على وضوء؛ ليتهيأ له الصلاة عليه، هذا لفظ الخطابي. [ص: 336] قلت: والغسل من غسل الميت مسنون، وبه يقول الفقهاء، قال الشافعي - رحمه الله -: وأحب الغسل من غسل الميت، وقال ابن الصباغ: حديث أبي هريرة لم يثبت. وقيل: إنه موقوف عليه، قال: على أن من أصحابنا من قال: إن الخبر محمول على الاستحباب. قال الشافعي: ولو صح الحديث قلت به، ومن الأصحاب من قال: إن صح يحمل على الوجوب، أما الغسل، فلأجل الترشُّش، أو تعبُّداً، وأمَّا الوضوء، فيحمل على غسل اليد، أو على الوضوء لمسّ فرجه، والله أعلم.   (1) رواه أبو داود رقم (3161) في الجنائز، باب في الغسل من غسل الميت، والترمذي رقم (993) في الجنائز، باب ما جاء في الغسل من غسل الميت، وهو حديث حسن بطرقه وشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. وابن ماجة (1463) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والترمذي (993) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. كلاهما - ابن جريج، وعبد العزيز بن المختار - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. (*) رواية ابن ماجة مختصرة على: «من غسّل ميتا فليغتسل» . * وأخرجه أبو داود (3162) قال: حدثنا حامد بن يحيى، عن سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمعناه. زاد فيه: «إسحاق، مولى زائدة» . وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن، وقد روي عن أبي هريرة موقوفا. وأخرجه أبو داود (3161) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن أبي فديك. قال: حدثني ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عمرو بن عمير، فذكره. وبلفظ: «من غسل ميتا فليغتسل» . أخرجه أحمد (2/280) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل يقال له: أبو إسحاق، فذكره. وأخرجه أحمد (2/280) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل من بني ليث، عن أبي إسحاق، أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكر نحوه. زاد فيه: «عن رجل من بني ليث» . وأخرجه أحمد (2/433 و 472) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. كلاهما - يحيى، وحجاج - عن ابن أبي ذئب، عن صالح - مولى التوأمة - فذكره. (*) في رواية حجاج زاد: «ومن حمله فليتوضأ» . الحديث: 5376 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 335 5377 - (د س) ناجية بن كعب: أن علياً - رضي الله عنه - قال: «لما مات أبو طالب أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: إن عَمَّك الشيخَ الضَّال قد مات، قال: اذهب فَوَارِ أباك، ثم لا تُحدِثَنَّ شيئاً حتى تأتيَني، فوارَيتُه فجئتُه، فأمرني فاغتسلت، فدعا لي» أخرجه أبو داود. وعند النسائي: «أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: إن أبا طالب مات، فقال: اذهبُ فوارِهْ، قال: إنه مات مشركاً، قال: اذهبُ فواره، فلما واريته رجعتُ إليه، فقال لي: اغتسل» . وله في أخرى قال: قلت للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «إن عمك الشيخ الضَّال مات، فمن يُواريه؟ قال: اذهب فَوارِ أباك، ولا تُحْدِثنَّ حدثاً حتى تأتيَني، [ص: 337] فواريتُه، ثم جئتُ، فأمرني فاغتسلتُ، ودعا لي ... وذكر دعاء لم أحفظْه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَوَاره) التَّوَارِي: الاستتار، أراد به الدَّفن.   (1) رواه أبو داود رقم (3214) في الجنائز، باب الرجل يموت وله قرابة مشرك، والنسائي 1 / 110 في الطهارة، باب الغسل من مواراة المشرك، و 4 / 79 في الجنائز، باب مواراة المشرك، ورواه أيضاً أحمد والطيالسي وابن أبي شيبة والبيهقي وغيرهم، وهو حديث صحيح، وانظر " التلخيص " 2 / 114. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/97) (759) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/131) (1093) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (3214) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان والنسائي (1/110) وفي الكبرى (191) قال: أخبرنا محمد ابن المثنى، عن محمد، قال: حدثني شعبة. وفي (4/79) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال::حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي الكبرى (191) قال: أخبرنا محمد - وهو ابن بشار -، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - شعبة، وسفيان - عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (1/103) (807) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. وعبد الله بن أحمد (1/129) (1074) قال: حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه، وحدثنا محمد بن بكار، وحدثنا إسماعيل أبو معمر وسريج بن يونس. خمستهم - إبراهيم، وزكريا، وابن بكار، وأبو معمر، وسريج - قالوا: حدثنا الحسن بن يزيد الأصم، قال: سمعت السدي إسماعيل يذكره، عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره. الحديث: 5377 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 336 5378 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يغتسل من أربع: من الجنابة، ويومَ الجمعة، ومن الحجامة، ومن غَسْلِ الميت» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3160) في الجنائز، باب في الغسل من غسل الميت، وفي سنده مصعب بن شيبة العبدري المكي الحجبي، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3160) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا محمد بن بشر،قال: حدثنا زكريا، قال:حدثنا مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب العنزي، عن عبد الله بن الزبير، فذكره. الحديث: 5378 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 337 5379 - (ط خ) نافع - مولى ابن عمر، رضي الله عنهما - «أن ابن عمر حَنَّطَ ابناً لسعيد بن زيد، وحمله، ثم دخل المسجد، فصلَّى ولم يتوضأ» أخرجه «الموطأ» (1) . وأخرجه البخاري في ترجمة باب (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حنّط) تَحنِيط الميت: مباشرته بالحَنوط، وهو ما يوضع في كفنه وعلى جسمه من الطِّيب.   (1) 1 / 25 في الطهارة، باب ما لا يجب منه الوضوء، وإسناده صحيح. (2) رواه البخاري تعليقاً 3 / 101 في الجنائز، باب غسل الميت ووضوئه بالماء والسدر، وقد وصله مالك، بإسناد صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (46) عن نافع، فذكره. والبخاري تعليقا في الجنائز - باب غسل الميت ووضوئه بالماء والسدر. الحديث: 5379 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 337 5380 - (ط) عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: «أن أسماءَ بنتَ عُمَيس - امرأة أبي بكر - غسَّلت أبا بكر حين تُوفِّيَ، ثم خرجت فسألت من حضرها من المهاجرين، فقالت: إني صائمة، وإن هذا يوم شديدُ البردِ، فهل عليَّ من غُسل؟ فقالوا: لا» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 223 في الجنائز، باب غسل الميت، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (522) عن عبد الله بن أبي بكر، فذكره. الحديث: 5380 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 338 الفصل الخامس: غسل الإسلام 5381 - (د ت س) قيس بن عاصم - رضي الله عنه - قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُريدُ الإسلام، فأمرني أن أغتسلَ بماء وسِدْر» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، إلا أن الترمذي والنسائي قالا: «إنه أسلم، فأمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ... » (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (355) في الطهارة، باب في الرجل يسلم فيؤمر بالغسل، والترمذي رقم (605) في الصلاة، باب ما ذكر في الاغتسال عندما يسلم الرجل، والنسائي 1 / 109 في الطهارة، باب ذكر ما يوجب الغسل وما لا يوجبه غسل الكافر إذا أسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/61) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (355) قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي. والترمذي (605) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (1/109) . وفي الكبرى (189) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (254) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (255) قال: حدثنا أبو موسى محمد ابن المثنى، قال: حدثنا يحيى. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير، ويحيى بن سعيد القطان - عن سفيان الثوري، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، فذكره. * أخرجه أحمد (6/6) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن الأغر المنقري، عن خليفة بن حصين بن عاصم، عن أبيه، أن جده أسلم على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمره أن يغتسل بماء وسدر. الحديث: 5381 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 338 5382 - (د) عثيم بن كليب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده، أنه جاء [ص: 339] إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: قد أسلمتُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «ألْقِ عنك شَعر الكفر - يقول: احْلِق-» قال: وأخبرني آخرُ «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لآخرَ معه: ألْقِ عنك شَعْر الكفر، واخْتَتِنْ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (356) في الطهارة، باب في الرجل يسلم فيؤمر بالغسل، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/415) . وأبو داود (356) قال: حدثنا مخلد بن خالد. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومخلد - قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرت عن عثيم بن كليب، عن أبيه، فذكره. قلت: عثيم كثير بن كليب ينسب لجده مجهول، قاله الحافظ في «التقريب» . الحديث: 5382 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 338 الفصل السادس: في الحمَّام 5383 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى الرجال والنساءَ عن دخول الحمَّام، قالت: ثم رخَّص للرجال أن يدخلوه في المآزر» . أخرجه الترمذي وأبو داود. ولهما في رواية أبي المَليح الهذلي قال: «دخل على عائشةَ نسوة من نساءِ أهل الشام، فقالت: لعلَّكنَّ من الكُورَةِ التي تدخل نساؤها الحمَّامات؟ قُلنْ: نعم، قالت: أما إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت ما بينها وبين الله من حِجَاب» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكورة) : اسم يقع على جهة من الأرض مخصوصة، كالشام وفلسطين والعراق ونحو ذلك.   (1) رواه أبو داود رقم (4009) و (4010) في الحمام في فاتحته، والترمذي رقم (2803) و (2804) في الأدب، باب ما جاء في دخول الحمام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: عن أبي عذرة رجل كان أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن عائشة قالت: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحمامات للرجال والنساء، ثم رخص للرجال في المآزر، ولم يرخص للنساء» . أخرجه أحمد (6/132) قال: حدثنا عفان. وفي (6/139) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/179) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (4009) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (3749) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان. والترمذي (2802) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. أربعتهم - عفان، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي،وموسى بن إسماعيل - عن حماد بن سلمة، عن عبد الله بن شداد الأعرج، عن أبي عذرة، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، وإسناده ليس بذاك القائم. وعن أبي المليح الهذلي، أن نسوة من أهل حمص استأذن على عائشة. أخرجه أحمد (6/173) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/173 و 198) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (2655) قال: أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل. وأبو داود (4010) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (3750) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والترمذي (2803) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة. ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وإسرائيل - عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح الهذلي، فذكره. * أخرجه أحمد (6/41) قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش. والدارمي (2654) قال: أخبرنا يعلى. قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة. وأبو داود (4010) قال: حدثنا محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير، عن منصور. ثلاثتهم - الأعمش، وعمرو بن مرة، ومنصور - عن سالم بن أبي الجعد، عن عائشة، نحوه. ليس فيه «أبو المليح الهذلي» . (*) وأخرجه أحمد (6/173) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، عن رجل. قال: دخل نسوة من أهل الشام على عائشة، نحوه. وعن عطاء بن أبي رباح قال: أتين نسوة من أهل حمص عائشة. فقالت لهن عائشة: لعلكن من النساء اللواتي يدخلن الحمامات؟ فقلن لها: إنا لنفعل. فقالت لهن عائشة: أما إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، هتكت ما بينها وبين الله» . أخرجه أحمد (6/267) قال: حدثنا عبيدة. قال: حدثني يزيد بن أبي زياد، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. الحديث: 5383 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 339 5384 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سَتُفْتَحُ لكم أرض العجم، وستجدون فيها بُيوتاً يقال لها: الحمَّامات، فلا يدخلنَّها الرجالُ إلا بأُزُر، وامْنَعُوا منها النساء، إلا مريضة أو نُفساءَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4011) في الحمام في فاتحته، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (350) قال: حدثنا جعفر بن عون. وأبو داود (4011) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (3748) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا خالي يعلى، وجعفر بن عون. أربعتهم - جعفر، وزهير، وعبدة، ويعلى بن عبيد - عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع، فذكره. قلت: ابن أنعم الأفريقي وشيخه يضعفان في الحديث. الحديث: 5384 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 340 5385 - (ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمَّام بغير إزار، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الحمَّام إلا من عذر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُدَار عليها الخمرُ» . أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمَّام إلا بمئزر» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2802) في الأدب، باب ما جاء في دخول الحمام، والنسائي 1 / 198 في الغسل، باب الرخصة في دخول الحمام، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/339) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة. 2- وأخرجه الدارمي (2098) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الحسن بن أبي جعفر. 3- وأخرجه النسائي (1/198) . وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2886) . قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن عطاء. 4 - وأخرجه ابن خزيمة (249) قال: حدثنا محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسين بن عباد، قالا: حدثنا الحسن بن بشر، قال: حدثنا زهير. أربعتهم - ابن لهيعة، وابن أبي جعفر، وعطاء، وزهير - عن أبي الزبير، فذكره. رواية الدارمي والنسائي في الكبرى مختصرة على: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر» . رواية النسائي (1/198) مختصرة على: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يدخل الحمام إلا بمئزر» . لفظ رواية ابن خزيمة: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يدخل الماء إلا بمئزر» . أخرجه الترمذي (2801) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، عن الحسن بن صالح، عن ليث بن أبي سليم، عن طاوس، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث طاوس عن جابر إلا من هذا الوجه. قال محمد بن إسماعيل: ليث بن أبي سليم صدوق وربما يهم في الشيء، قال محمد بن إسماعيل: وقال أحمد بن حنبل: ليث لا يفرح بحديثه، كان الليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره، فلذلك ضعفوه. الحديث: 5385 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 340 الباب السابع: في الحيض ، وفيه فصلان الفصل الأول: في الحائض وأحكامها ، وفيه أربعة فروع الفرع الأول: في مجامعة الحائض ومباشرتها 5386 - (م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: إن اليهود كانت إذا حاضت المرأةُ فيهم لم يُؤَاكِلُوها، ولم يُجَامِعُوهنَّ في البيوت، فسأل أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- النبيَّ؟ فأنزل الله عز وجل: {وَيَسْألُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أذىً فاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإذَا تَطَهَّرْنَ فَائْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أمَرَكُمُ اللهُ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اصنَعُوا كلَّ شيء إلا النكاحَ، فبلغ ذلك اليهودَ، فقالوا: ما يُريد هذا الرجلُ أن يَدَعَ من أمرنا شيئاً إلا خَالفَنَا فيه، فجاء أُسَيْدُ بنُ حُضير، [ص: 342] وعَبَّادُ بنُ بِشْر، فقالا: يا رسول الله، إن اليهود تقولُ كذا وكذا، أفلا نُجامِعهنَّ؟ فَتَغَيَّرَ وجْهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى ظَنَنَّا أن قد وَجَدَ عليهما، فخرجا، فاستقبلهما هديَّة من لَبَن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فأرسل في آثارهما، فسقاهما، فعَرفا: أنْ لم يَجِدْ عليهما» أخرجه مسلم والترمذي، وزاد أبو داود: «ولم يشاربوها» . وأخرجه النسائي إلى قوله: «وأن يَصنعوا [بهنَّ] كلَّ شيء إلا الجماع» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وجد عليهما) المَوْجِدة: الغضب، يقال: وَجَد عليه يَجِد [وَجْداً، و] مَوْجِدَة: إذا غَضِب.   (1) رواه مسلم رقم (302) في الحيض، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها، وأبو داود رقم (2165) في النكاح، باب في إتيان الحائض ومباشرتها، والترمذي رقم (2981) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، والنسائي 1 / 152 في الطهارة، باب تأويل قول الله عز وجل: {ويسألونك عن المحيض} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في التفسير، حرف التاء. الحديث: 5386 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 341 5387 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى حائضاً في فرجها، أو امرأة في دُبُرِها، أو كاهناً، فقد كفر بما أُنْزِلَ على محمد - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (135) في الطهارة، باب في كراهية إتيان الحائض، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (639) في الطهارة، باب النهي عن إتيان الحائض، والدارمي 1 / 259، وقال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة، وإنما معنى الحديث عند أهل العلم على التغليظ، قال: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى حائضاً فليتصدق بدينار، فلو كان إتيان الحائض كفراً لم يؤمر فيه بالكفارة، وضعف محمد (يعني البخاري) هذا الحديث من قبل إسناده. أقول: وقد صح بلفظ: " من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد "، صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: تقدم تخريجه. الحديث: 5387 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 342 5388 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كانت إحدانا إذا كانت حائضاً، وأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُباشرَها، أمرها أن تأتَزِر بإزار في فَوْر حيضتها، ثم يباشرُها، وأيُّكم كان يملك إرْبَه كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يملك إرْبَه؟» . وفي رواية قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد وكلانا جنب، وكان يأمرني فأتَّزر، فيُباشِرني وأنا حائض، وكان يُخْرِج رأسَهُ إليَّ وهو معتكف، فأغسله وأنا حائض» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود الرواية الأولى وقال: «في فوح حيضتها» . وفي رواية الترمذي قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا حِضْتُ يأمرني أن أتَّزِر، ثم يباشرني» . وفي أخرى لأبي داود والنسائي قالت: «كان يأمر إحدانا إذا كانت حائضاً: أن تَأْتَزِرَ، ثم يُضاجعها زوجُها، وقالت مرة: يباشرها» . وفي رواية «الموطأ» أن عبد الله بن عمر أرسل إلى عائشة يسألها: «هل يُباشر الرجل امرأته وهي حائض؟ فقالت: لِتَشُدَّ إزارَها على أسفلها، ثم يباشرها إن شاء» . وفي أخرى للنسائي عن جُميع بن عُمير قال: «دخلتُ على عائشةَ مع أُمي وخالتي، فسألتاها: كيف كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصنع إذا حاضت إحداكنّ؟ [ص: 344] قالت: كان يأمرنا إذا حاضت إحدانا أن تأتزر بإزار واسع، ثم يلتزم صدرَها وثَدْيَيْها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُبَاشِرها) المُبَاشَرة: المجامعة، وأراد به هاهنا: ما دون الفرج. (فَور) الشيء: ابتداؤه وأوله، وفَوحه: مُعظمه، وأوله أيضاً مثل فوْعَة الدم، يقال: فاح وفاع بمعنى. (إرْبَه) الإرْب: العضو، والإرْب: الحاجة، وكذلك الأرَب والإرْبة، والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم- كان يغلب هواه، ويكفُّه عن طلبه، وأنتم لا تقدرون، فكان - صلى الله عليه وسلم- يباشر نساءه وهنَّ حُيَّض فيما دون الفرج، وغيره لو هَمَّ بذلك لوقع فيما حرم عليه.   (1) رواه البخاري 1 / 344 في الحيض، باب مباشرة الحائض، ومسلم رقم (293) في الحيض، باب مباشرة الحائض فوق الإزار، والموطأ 1 / 58 في الطهارة، باب ما يحل للرجل من امرأته وهي حائض، وأبو داود رقم (268) و (273) في الطهارة، باب في الرجل يصيب منها دون الجماع، والترمذي رقم (132) في الطهارة، باب ما جاء في مباشرة الحائض، والنسائي 1 / 189 في الحيض، باب مباشرة الحائض، وباب ذكر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنعه إذا حاضت إحدى نسائه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن الأسود، عن عائشة. قالت: » كانت إحدانا إذا كانت حائضا، فأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها. قالت: وأيكم يملك إربه كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يملك إربه «. أخرجه أحمد (6/33) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الشيباني وفي (6/143 و 235) قال: حدثنا يزيد، عن الحجاج. والبخاري (1/82) قال: حدثنا إسماعيل بن خليل. قال: أخبرنا علي بن مسهر. قال: أخبرنا أبو إسحاق - هو الشيباني -. ومسلم (1/166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي. قال: أخبرنا علي بن مسهر. قال: أخبرنا أبو إسحاق. وأبو داود (273) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن الشيباني. وابن ماجة (635) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن عبد الكريم. (ح) وحدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني. أربعتهم - أبو إسحاق الشيباني، وحجاج، وعبد الكريم، ومحمد بن إسحاق - عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية البخاري (3/63) ورواية مسلم (1/166) . - وعن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، عن عائشة. قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تشد عليها إزارها، ثم يباشرها» . وفي رواية: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يباشرني وأنا حائض، ويدخل معي في لحافي وأنا حائض، ولكنه كان أملككم لإربه» . وفي رواية: «كنت أتزر وأنا حائض، ثم أدخل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في لحافه» . أخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا إسرائيل. وفي (6/160) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. قال: حدثني أبي. وفي (6/174) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/182) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا شعبة. وفي (6/204 و 206) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا إسرائيل. والدارمي (1052) قال: أخبرنا بشر بن عمر الزهراني. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1053) قال: أخبرنا عبد الصمد. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (1/151 و 189) . وفي الكبرى (271) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. أربعتهم - إسرائيل، وزكريا، وشعبة، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، فذكره. (*) في رواية محمد بن جعفر وعبد الصمد، عن شعبة: «عن أم المؤمنين» ولم يصرحا باسمها. وعن جميع بن عمير. قال: دخلت على عائشة مع أمي وخالتي. فسألتاها: كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع إذا حاضت إحداكن؟ قالت: «كان يأمرنا إذا حاضت إحدانا، أن تتزر بإزار واسع، ثم يلتزم صدرها وثدييها» . أخرجه أحمد (6/123) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والنسائي (1/189) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن ابن عياش، وهو أبو بكر. كلاهما - عبد الواحد بن زياد، وأبو بكر بن عياش - عن صدقة بن سعيد الحنفي، قال: حدثنا جميع بن عمير، فذكره. وعن يزيد بن بابنوس عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الرجل يباشر امرأته وهي حائض، قال: له ما فوق الإزار» . أخرجه أحمد (6/72) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا المبارك. عن أبي عمران الجوني. عن يزيد بن بابنوس، فذكره. وعن خبيب بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: «طرقتني الحيضة من الليل وأنا إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتأخرت. فقال: مالك أنُفست؟ قالت: لا، ولكني حضت. قال: فشدي عليك إزارك ثم عودي» . أخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب. عن موسى بن سعد - أو سعيد - بن زيد بن ثابت، عن خبيب بن عبد الله بن الزبير، فذكره. - وعن الوليد بن عبد الرحمن القرشي، عن عائشة، أنها قالت: «حضت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فراشه فانسللت. فقال لي: أحضت؟ فقلت: نعم. قال: فشدي عليك إزارك ثم عودي» . أخرجه أحمد (6/184) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. قال: حدثنا شريك، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن القرشي، فذكره. الحديث: 5388 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 343 5389 - (خ م د س) ميمونة - رضي الله عنها - قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يُباشر امرأة من نسائه: أمرها فاتَّزرت وهي حائض» . وفي رواية «كان يباشر نساءه فوق الإزار وهنَّ حُيّض» . [ص: 345] وفي رواية «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَضْطَجِعُ معي وأنا حائض، وبيني وبينه ثوب» . أخرج البخاري ومسلم الأولى والثانية، ومسلم الثالثة. وفي رواية أبي داود والنسائي: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يباشر المرأة من نسائه وهي حائض إذا كان عليها إزار إلى أنصاف الفخذين والركبتين مُحْتَجِزَة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (محتجزة) الاحْتِجاز: شَدُّ الإزار على العورة، ومنه حُجزة السراويل، والحاجز: الحائل بين الشيئين.   (1) رواه البخاري 1 / 345 في الحيض، باب مباشرة الحائض، ومسلم رقم (295) في الحيض، باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد، وأبو داود رقم (267) في الطهارة، باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع، والنسائي 1 / 189 و 190 في الحيض، باب ذكر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنعه إذا حاضت إحدى نسائه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن ندبة مولاة ميمونة، عن ميمونة. قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يباشر المرأة من نسائه وهي حائض. إذا كان عليها إزار يبلغ أنصاف الفخذين والركبتين» . في حديث الليث: «محتجزة به» . أخرجه أحمد (6/332 و 335) قال: حدثنا حجاج وأبو كامل. قالا: حدثنا ليث بن سعد. والدارمي (1062) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. وأبو داود (267) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الرملي. قال: حدثنا الليث. والنسائي (1/151 و 189) . وفي الكبرى (272) قال: أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، عن يونس والليث. كلاهما - الليث، ويونس - عن الزهري، عن حبيب مولى عروة، عن ندبة مولاة ميمونة، فذكرته. * أخرجه أحمد (6/332) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. عن الزهري، عن عروة، عن بدية، فذكرت نحوه. * وأخرجه أحمد (6/336) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن بدية مولاة ميمونة، فذكرته. ليس فيه: «حبيب مولى عروة» . (*) في رواية يونس والليث عند النسائي: «عن ابن شهاب، عن حبيب مولى عروة، عن بدية. وكان الليث يقول: ندبة» . - وعن كريب مولى ابن عباس. قال: سمعت ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضطجع معي وأنا حائض، وبيني وبينه ثوب» . أخرجه مسلم (1/167) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب، عن مخرمة (ح) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مخرمة، عن أبيه، عن كريب مولى ابن عباس، فذكره. - وعن عبد الله بن شداد، عن ميمونة، قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيض» . أخرجه أحمد (6/335) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. و (6/336) قال: حدثنا أسباط. (ح) وحدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد. وعبد بن حميد (1551) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد. قال: حدثنا حفص بن غياث. والدارمي (1051) قال: أخبرنا عمرو بن عون. قال: حدثنا خالد. والبخاري (1/83) قال: حدثنا أبو النعمان. قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (1/167) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. وأبو داود (2167) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسدد. قالا: حدثنا حفص. خمستهم - سفيان، وأسباط، وعبد الواحد، وحفص بن غياث، وخالد بن عبد الله - عن سليمان الشيباني، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، فذكره. (*) الروايات متقاربة المعنى. واللفظ لمسلم. الحديث: 5389 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 344 5390 - (ط) زيد بن أسلم: أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما يَحِلُّ لي من امرأتي وهي حائض؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لتَشُّدَّ عليها إزارها، ثم شأنَك بأعلاها» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 57 في الطهارة، باب ما يحل للرجل من امرأته وهي حائض، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه، قال ابن عبد البر: لا أعلم أحداً رواه بهذا اللفظ مسنداً، ومعناه صحيح ثابت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف:أخرجه مالك (122) قال: عن زيد بن أسلم، به. الحديث: 5390 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 345 5391 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله ما يحلُّ لي من امرأتي وهي حائض؟ قال: ما فوق الإزار، والتَّعَفُّف عن ذلك أفضل» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (213) في الطهارة، باب في المذي، وقال أبو داود: وليس هو بالقوي، ورواه أيضاً أبو داود رقم (212) في الطهارة، باب في المذي من حديث حرام بن حكيم عن عمه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ... وذكر الحديث، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 5391 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 346 5392 - (د) عكرمة بن عبد الله: عن بعض أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد من الحائض شيئاً ألْقَى على فرجها ثوباً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (272) في الطهارة، باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (272) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن أيوب، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 5392 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 346 5393 - (ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا وقع الرجل بأهله وهي حائض فليتصدَّقْ بنصف دينار» . وفي رواية أنه قال: «إذا أصابها أول الدم - والدمُ أحمر - فدينار، وإذا أصابها في انقطاع الدم - والدمُ أصفر - فنصف دينار» . أخرجه الترمذي، وقال الترمذي: قد روي هذا الحديث عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً. [ص: 347] وفي رواية أبي داود عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في الذي يأتي أهله وهي حائض، قال: «يتصدق بدينار، أو نصف دينار» . قال أبو داود: هكذا الرواية الصحيحة «دينار، أو نصف دينار» . وربما لم يرفعه شعبة. وفي رواية عنه قال: «إذا أصابها في الدم فدينار، وإذا أصابها في انقطاع الدم فنصف دينار» . وأخرج الرواية الأولى من روايتي الترمذي، وقال: وروى الأوزاعي عن يزيد بن أبي مالك عن عبد الحميد بن عبد الرحمن -[وهو ابن زيد بن الخطاب القرشي العدوي]- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أمره أن يتصدَّق بخُمْسَي دينار» . وأخرج النسائي رواية أبي داود الأولى (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (136) و (137) في الطهارة، باب ما جاء في الكفارة في ذلك، وأبو داود رقم (264) و (265) و (266) في الطهارة، باب في إتيان الحائض، والنسائي 1 / 153 في الطهارة، باب ما يجب على من أتى حليلته في حال حيضتها بعد علمه بنهي الله عز وجل عن وطئها، ورواه أيضاً ابن ماجة والدارمي وغيرهما، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن مقسم، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أتى الرجل امرأته - وهي حائض -، فإن كان الدم عبيطا، فليتصدق بدينار، وإن كان صفرة، فليتصدق بنصف دينار» . 1 - أخرجه أحمد (1/229) (2032) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم. وفي (1/229) (2032) و (1/286) (2595) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وأبو داود (264 و 2168) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال: حدثني الحكم. وابن ماجة (640) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وابن أبي عدي، عن شعبة، عن الحكم. والنسائي (1/153) و (188) . وفي الكبرى (274) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال: حدثني الحكم. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (6490) عن إسحاق بن إبراهيم، عن غندر، عن شعبة، عن الحكم. (ح) وعن خشيش بن أصرم، عن روح بن عبادة، وعبد الله بن بكر، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. كلاهما - الحكم، وقتادة - عن عبد الحميد بن عبد الرحمن. 2 - وأخرجه أحمد (1/237) (2121) و (1/312) (2844) قال: حدثني يزيد. وفي (1/237) (2122) قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (1/339) (3145) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6493) عن هارون بن إسحاق، عن عبدة بن سليمان. أربعتهم - يزيد، وعبد الوهاب، ومحمد، وعبدة - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. 3 - وأخرجه أحمد (1/272) (2458) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شريك. والدارمي (1110) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال: حدثنا شريك. وفي (1114) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (266) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا شريك. والترمذي (136) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا شريك. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (6486) عن علي بن حجر عن شريك. وعن يوسف بن سعيد بن مسلم، عن حجاج، عن ابن جريج. ثلاثتهم - شريك، وسفيان، وابن جريج - عن خصيف. 4 - وأخرجه الدارمي (1116) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي. وابن ماجة (650) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (137) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن أبي حمزة السكري. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6491) عن إسحاق بن إبراهيم، عن سفيان. (ح) وعن محمد بن كامل المروزي، عن هشيم، عن الحجاج. خمستهم - أبو جعفر، وأبو الأحوص، وأبو حمزة، وسفيان، والحجاج - عن عبد الكريم. 5 - وأخرجه أحمد (1/367) (3473) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم وغيره. 6 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4677) عن الحسن بن محمد الزعفراني، عن محمد ابن الصباح، عن إسماعيل بن زكريا، عن عمرو بن قيس، عن الحكم. خمستهم - عبد الحميد، وقتادة، وخصيف، وعبد الكريم، والحكم - عن مقسم، فذكره. وأخرجه الدارمي (111) قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الحميد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4677) عن قتيبة، عن حماد بن زيد، عن أبي عبد الله الشقري، عن الحكم. كلاهما - عبد الحميد، والحكم - عن مقسم، عن ابن عباس، في الذي يأتي امرأته وهي حائض، يتصدق بدينار أو نصف دينار. «موقوفا» . * وأخرجه الدارمي (1112) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6490) عن إبراهيم بن يعقوب. كلاهما - الدارمي، وإبراهيم - عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الحميد، عن مقسم، عن ابن عباس في الذي يغشى امرأته وهي حائض، يتصدق بدينار أو نصف دينار، قال شعبة: أما حفظي فهو مرفوع، وأما فلان وفلان فقالا: غير مرفوع، قال بعض القوم: حدثنا بحفظك، ودع ما قال فلان وفلان، فقال: والله ما أحب أني عمرت في الدنيا عمر نوح، وأني حدثت بهذا. أو سكت عن هذا. لفظ رواية قتادة: أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يأتي امرأته وهي حائض أن يتصدق بدينار أو نصف دينار. (*) قال عبد الله بن أحمد عقب رواية عبد الحميد بن عبد الرحمن (1/229) (2032) قال أبي: ولم يرفعه عبد الرحمن ولا بهز. - وعن عكرمة، عن ابن عباس: «عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الرجل يأتي امرأته وهي حائض. قال: يتصدق بدينار، فإن لم يجد فنصف دينار» . 1 - أخرجه أحمد (1/245) (2201) قال: حدثنا يونس. وفي (1/306) (2789) قال: حدثنا سريج. وفي (1/363) (3428) قال: حدثنا أبو كامل. ثلاثتهم - يونس، وسريج، وأبو كامل - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا عطاء العطار. 2 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6072) عن سهل بن صالح الأنطاكي، عن محمد بن عيسى بن الطباع، عن شريك، عن خصيف. كلاهما - عطاء، وخصيف - عن عكرمة، فذكره. الحديث: 5393 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 346 الفرع الثاني: في مجالستها واستخدامها 5394 - (خ م د س ت ط) عائشة - رضي الله عنها - من رواية [ص: 348] هشام [بن عروة] عن أبيه: «أنه سأل: أتخدُمني الحائض، أو تَدْنُو مني المرأة وهي جنب؟ فقال عروة: كلُّ ذلك عليَّ هَيِّن، وليس على أحد في ذلك بأس، أخبرتني عائشة: أنها كانت تُرَجِّلُ رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهي حائض، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حينئذ مُجَاوِر في المسجد، يُدني لها رأسَه وهي في حُجرتها، فتُرجِّله وهي حائض» . وفي رواية «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُصغِي إليَّ رأسه وهو مجاور في المسجد، فأُرَجِّله وأنا حائض» . وفي أخرى «أنها كانت ترجل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهي حائض، وهو معتكف في المسجد، وهي في حُجرتها، يُنَاوِلُها رأسَه» . زاد في رواية: «وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفاً» . وفي أخرى: «وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان» . وفي أخرى «كنت أرجِّل رأس النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأنا حائض» . وفي أخرى «كنت أغسل رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا حائض» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُخْرِج إليَّ رأسه من المسجد، وهو مجاور، فأغسله وأنا حائض» . وفي أخرى «كان إذا اعتكف يُدْني إليَّ رأسه فأرجِّلُه، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان» . وأخرج «الموطأ» أنها قالت: «كنت أرجِّل رأس النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأنا حائض» . [ص: 349] وفي رواية أبي داود: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يكون معتكفاً في المسجد، فيُنَاولني رأسه من خَلَل الحُجرة فأغسل رأسه - وقال مسدَّد: فأرجِّله وأنا حائض-» . وفي رواية النسائي مثل رواية مسلم الأولى. وفي أخرى «وهو معتكف، فأغسله وأنا حائض» . وأخرج الترمذي وأبو داود و «الموطأ» الرواية الخامسة، وللنسائي روايات نحو ما تقدَّم من الروايات (1) . وقد تقدَّم لهم في «كتاب الاعتكاف» شيء من هذا، فلم نُعِدْه. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُجَاوِر) المجاورة: الاعتكاف هاهنا. (تُرَجِّل) ترجيل الشعر: تسريحه. [ص: 350] (يُصغي) الإصغاء: الإمالة، أصغيت رأسي إليه، أي: أملته، وكذلك أصغيت الإناء.   (1) رواه البخاري 1 / 342 في الحيض، باب غسل الحائض رأس زوجها وترجيله، وفي الاعتكاف، باب الحائض ترجل المعتكف، وباب لا يدخل البيت إلا لحاجة، وباب غسل المعتكف، وباب المعتكف يدخل رأسه البيت للغسل، وفي اللباس، باب ترجيل الحائض زوجها، ومسلم رقم (297) في الحيض، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله ... ، والموطأ 1 / 60 في الطهارة، باب جامع الحيضة، وأبو داود رقم (2467) و (2468) و (2469) في الصوم، باب المعتكف يدخل البيت لحاجته، والترمذي رقم (804) في الصوم، باب المعتكف يخرج لحاجته أم لا، والنسائي 1 / 193 في الحيض، باب ترجيل الحائض رأس زوجها وهو معتكف في المسجد، وباب غسل الحائض رأس زوجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5394 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 347 5395 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يَتَّكئُ في حَجري وأنا حائض، فيقرأُ القرآن» . وفي أخرى «كان يقرأ القرآن ورأسُه في حَجري وأنا حائض» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الأولى. وفي رواية النسائي قالت: «كان رأسُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حَجر إحدانا وهي حائض، وهو يقرأ القرآن» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 342 و 343 في الحيض، باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض، وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع الكرام البررة، وأبو داود رقم (260) في الطهارة، باب في مؤاكلة الحائض ومجامعتها، والنسائي 1 / 191 في الحيض، باب الرجل يقرأ القرآن ورأسه في حجر امرأته وهي حائض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (169) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/117) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا زهير. وفي (6/135) قال: حدثنا علي بن عاصم، وفي (6/148 و 190) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/158) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا داود. (ح) وحدثناه حسن بن الربيع. قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن. وفي (6/204) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان وفي (6/258) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا داود. والبخاري (1/82) قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين. سمع زهيرا. وفي (9/194) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (1/169) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا داود بن عبد الرحمن المكي. وأبو داود (260) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (634) قال: حدثنا محمد بن يحيي. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا سفيان. والنسائي (1/147 و 191) وفي الكبرى (260) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن حجر. قال: أنبأنا سفيان. خمستهم - سفيان بن عيينة، وزهير بن معاوية، وعلي بن عاصم، وسفيان الثوري، وداود بن عبد الرحمن - عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية بنت شيبة، فذكرته. الحديث: 5395 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 350 5396 - (م د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ناولِيني الخُمرة من المسجد، قالت: قلت: إني حائض، قال: إن حَيْضَتَكِ ليست في يدِكِ» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. وللنسائي قالت: «بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد قال: يا عائشة، [ص: 351] ناوليني الثوب، فقالت: إني لا أصلِّي، فقال: ليس في يدِكِ، فناولَتُهُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخُمرة) حصير صغير مَضْفُور من ليف أو غيره بقدر الكف، وهو الذي يتخذه الآن الشيعة للسجود. (ليست حيضتك في يدك) الحِيضة - بكسر الحاء -: الحال التي تلزمها الحائض من التجنب والتحيُّض، كما قالوا: الجِلْسَة والقِعدة، يريدون الجلوس والقعود، فأما الحَيضة - بالفتح - فهي الدفعة الواحدة من دفعات الحيض.   (1) رواه مسلم رقم (298) في الحيض، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها، وأبو داود رقم (261) في الطهارة، باب في الحائض تناول من المسجد، والترمذي رقم (134) في الطهارة، باب في الحائض تتناول الشيء من المسجد، والنسائي 1 / 192 في الحيض، باب استخدام الحائض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/45 و 229) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/101) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. قال: سليمان الأعمش أخبرني. وفي (6/114) قال: حدثنا أراه أبو نعيم. قال: حدثنا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية. وفي (6/173) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن سليمان. (ح) وعبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. عن الأعمش. والدارمي (777 و 1076) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا شعبة، قال: سليمان أخبرني. ومسلم (1/168) قال: حدثنا يحيى بن يحيي وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. عن الأعمش. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن حجاج وابن أبي غنية. وأبو داود (261) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (134) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبيدة بن حميد، عن الأعمش. والنسائي (1/146 و 192) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. عن عبيدة، عن الأعمش. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي الكبرى (258) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش. ثلاثتهم - الأعمش، وحجاج بن أرطاة، وعبد المللك بن أبي غنية - عن ثابت بن عبيد، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 5396 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 350 5397 - (س) ميمونة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَضَعُ رأسه في حَجْرِ إحدانا، فَيَتْلو القرآن وهي حائض، وتقوم إحدانا بخُمْرَتِه إلى المسجد، فتبسطها وهي حائض. أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 192 في الحيض، باب بسط الحائض الخمرة في المسجد، وفيه جهالة أم منبوذ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في إسناده جهالة:أخرجه النسائي (1/192) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان عن منبوذ عن أمه، فذكرته. قلت: أم منبوذ فيها جهالة. الحديث: 5397 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 351 5398 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد، فقال: يا عائشة، ناوليني الثوب، فقالت: إني حائض، فقال: إن حيضتكِ ليست في يدكِ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (299) في الحيض، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها، والنسائي 1 / 192 في الحيض، باب استخدام الحائض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/428) .ومسلم (1/168) قال: حدثني زهير بن حرب، وأبو كامل ومحمد بن حاتم. والنسائي (1/146 و 192) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. خمستهم - أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وأبو كامل الجحدري، ومحمد بن حاتم، وابن المثنى - عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان، قال: حدثني أبو حازم، فذكره. الحديث: 5398 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 351 5399 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان يغسلُ جَوَارِيه رجْلَيه ويُعْطِينَه الخُمرة وهُنَّ حُيَّض» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 52 في الطهارة، باب جامع غسل الجنابة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (117) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 5399 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 352 5400 - (خ م س) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: «بينما أنا مضطجعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الخَمِيلة، إذْ حضْت، فانْسَلَلتُ، فأخذتُ ثياب حيضتي فلبستُها (1) ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنُفِستِ؟ قلت: نعم، فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة، قالت: وكانت هي ورسول الله يغتسلان في الإناء الواحدِ من الجنابة» هذا لفظ مسلم. وللبخاري نحوه، وزاد: «قالت: وحدَّثَتْني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُقَبِّلُها وهو صائم، قالت: وكنت أغتسل أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد من الجنابة» . وفي رواية نحوه، وفيه الزيادة، وأخرج النسائي الأولى (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَمِيلة) الخميلة: كِساء له خَمَل، أو إزار.   (1) لفظة " فلبستها " ليست في نسخ مسلم المطبوعة. (2) رواه البخاري 1 / 343 في الحيض، باب من سمى النفاس حيضاً، وباب النوم مع الحائض وهي في ثيابها، باب من أخذ ثياب الحيض سوى ثياب الطهر، وفي الصوم، باب القبلة للصائم، ومسلم رقم (296) في الحيض، باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد، والنسائي 1 / 149 و 150 في الطهارة، باب مضاجعة الحائض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/300) قال: حدثنا عفان. قال: أخبرنا همام. وفي (6/300) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان. وفي (6/318) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وعبد الصمد قالا: حدثنا هشام. والدارمي (1050) قال: أخبرنا وهب بن جرير، عن هشام الدستوائي. والبخاري (1/82) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام. وفي (1/88) قال: حدثنا سعد بن حفص. قال:حدثنا شيبان. وفي (1/88) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. قال: حدثنا هشام. وفي (3/39) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله. ومسلم (1/167) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (6/318) قال: حدثناه هدبة. قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار. والنسائي (1/149 و 188) . وفي الكبرى (267 و 268) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا هشام (ح) وأنبأنا عبيد الله بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم. قالا: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. أربعتهم - همام، وأبان، وهشام، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن زينب بنت أبي سلمة حدثته، فذكرته. * وأخرجه أحمد (6/294) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (1049) قال: أخبرنا يعلى بن عبيد ويزيد بن هارون. وابن ماجة (637) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. ثلاثتهم - يزيد، ويعلى، ومحمد - عن محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة، عن أم سلمة، فذكرته. ليس فيه: «زينب بنت أبي سلمة» . الحديث: 5400 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 352 5401 - (ط د) عائشة - رضي الله عنها -: «كانت مضطجعة مع رسول الله في ثوب واحد، وإنها وثبَت وَثْبة شديدة. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: مالكِ؟ لعلَّك نَفِستِ - يعني الحيضةَ - قالت: نعم، قال: شُدِّي على نفسك إزَارَكِ، ثم عُودِي إلى مضجعكِ» أخرجه «الموطأ» (1) . وفي رواية أبي داود عن عمارة بن غراب: أن عمة له حدَّثتْه: «أنها سألت عائشة، فقالت: إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد؟ فقالت عائشة: أُخبركِ ما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: دخل ليلاً وأنا حائَض، فمضى إلى مسجده (2) - قال أبو داود: تعني مسجد بيته - فلم ينصرف حتى غَلَبَتْنِي عينايَ، وأوْجَعه البرد، فقال: ادْني منِّي، فقلت: إني حائض، فقال: وإنْ، اكشفي عن فخذيك، فكشفتُ عن فخذيَّ، فوضع خدَّه وصدره على فخذي، وحَنَيْتُ عليه حتى دَفِئ، فنام» (3) . [ص: 354] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَنَيْت) حنى عليه يحني: إذا انثنى عليه مائلاً. وحَنَا يَحْنُو: إذا عطف عليه وأشفق.   (1) رواه الموطأ 1 / 58 في الطهارة، باب ما يحل للرجل من امرأته وهي حائض، من حديث ربيعة ابن أبي عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي عن عائشة رضي الله عنها، وهو مرسل، قال ابن عبد البر: لم يختلف رواة الموطأ في إرسال هذا الحديث، ولا أعلم أنه روي بهذا اللفظ من حديث عائشة البتة، ويتصل معناه من حديث أم سلمة، أقول: وحديث أم سلمة رواه البخاري 1 / 343 في الحيض، باب من سمى النفاس حيضاً، ومسلم رقم (296) في الحيض، باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد. (2) في نسخ أبي داود المطبوعة: دخل فمضى إلى مسجده. (3) رواه أبو داود رقم (270) في الطهارة، باب في الرجل يصيب من المرأة ما دون الجماع، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: تقدم تخريجه. الحديث: 5401 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 353 5402 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كنتُ إذا حِضْتُ نزلتُ عن المِثالِ (1) على الحصير، فلم نَقْرُبْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم نَدْنُ منه حتى نطهر» أخرجه أبو داود (2) .   (1) المثال: بكسر الميم: الفراش. (2) رقم (271) في الطهارة، باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (271) قال: حدثنا سعيد بن عبد الجبار. قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد -. عن أبي اليمان، عن أم ذرة، فذكرته. الحديث: 5402 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 354 الفرع الثالث: في مُؤاكلتها ومشاربتها 5403 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كنت أشرب من الإناء وأنا حائض، ثم أُنَاوِلُه النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فيضع فَاهُ على موضع فِيَّ» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود والنسائي قالت: «كنت أتَعَرَّق العَرْقَ وأنا حائض، فأُْعطيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فيضع فَمَهُ في الموضع الذي وضعتُ فَمِي [ص: 355] فيه، وكنت أشرب من القَدَح فأُناوله إياه، فيضع فمَه في الموضع الذي كنت أشرب» . وفي رواية للنسائي عن شُريح بن هانئ «سألها: هل تأكل المرأة مع زوجها وهي طامِث؟ قالت: نعم، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدعوني، فآكل معه وأنا عَارِك، وكان يأخذُ العَرْق فيُقْسم عليَّ فيه، فآخذُه فأتعَرَّق منه، ويضع فَمه حيث وضعت فمي من العَرْق، ويدعو بالشراب، فيُقسم عليَّ فيه، قبل أن يشرب منه، فآخذه فأشرب منه، ثم أضعه، فيأخذه فيشرب منه، ويضع فمه حيث وضعت فمي من القَدَح» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أتَعرَّق العَرْق) العرق: العظم عليه بقية اللحم، وتَعرَّقَه: إذا أكل ذلك اللحم الباقي عليه. (عَارِك) عَرَكَت المرأة تَعْرُك فهي عارِك: إذا حاضت.   (1) رواه مسلم رقم (300) في الحيض، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها، وأبو داود رقم (259) في الطهارة، باب في مؤاكلة الحائض ومجامعتها، والنسائي 1 / 148 في الطهارة، باب مؤاكلة الحائض والشرب من سؤرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (166) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا مسعر بن كدام. وأحمد (6/62) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا مسعر. وفي (6/64) قال: حدثنا سفيان، عن مسعر. وفي (6/127 و 214) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/192 و 210) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان ومسعر. وفي (6/214) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان. والدارمي (1066) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (1/168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا وكيع، عن مسعر وسفيان. وأبو داود (259) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. عن مسعر. وابن ماجة (643) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (1/56 و 178) وفي الكبرى (62) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (1/148 و 190) وفي الكبرى (264) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا يزيد- وهو المقدام بن شريح بن هانئ. وفي (1/149 و 190) وفي الكبرى (265) قال: أخبرني أيوب بن محمد الوزان. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو. عن الأعمش. وفي (1/149 و 190) وفي الكبرى (266) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. عن مسعر. وفي (1/149 و 191) وفي الكبرى (61) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا مسعر وسفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11/16145) عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث، عن شعبة. وابن خزيمة (110) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن مسعر بن كدام. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن مسعر وسفيان. خمستهم - مسعر، وسفيان الثوري، وشعبة، ويزيد بن المقدام، والأعمش - عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5403 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 354 5404 - (ت) عبد الله بن سعد الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن مُواكلة الحائض؟ فقال: واكلها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (133) في الطهارة، باب ما جاء في مؤاكلة الحائض وسؤرها، وهو حديث حسن، وفي الباب عن عائشة وأنس، وقال الترمذي: حديث عبد الله بن سعد حديث حسن غريب، وهو قول عامة أهل العلم، لم يروا بمؤاكلة الحائض بأساً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (4/342) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (1078) قال: أخبرنا أحمد ابن الحجاج، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (211) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. وابن ماجة (651 و 1378) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (133) قال: حدثنا عباس العنبري، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي «الشائل» (297) قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (1202) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - (ح) وحدثنا عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا بحر بن نصر الخولاني، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن وهب - قالا: حدثنا معاوية بن صالح. 2 - وأخرجه الدارمي (1080) . وأبو داود (212) قال: حدثنا هارون بن محمد بن بكار. كلاهما - الدارمي، وهارون - عن مروان بن محمد، قال: حدثنا الهيثم بن حميد. كلاهما - معاوية بن صالح، والهيثم بن حميد - عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، فذكره. (*) في رواية الدارمي (1078) . وابن ماجة (1378) . والترمذي «حرام بن معاوية» . (*) رواية الدارمي (1078 و 1080) ، وابن ماجة (651) . والترمذي مختصرة على «مؤاكلة الحائض» . (*) رواية أبي داود (211) مختصرة على «الغسل والماء من الماء» . (*) رواية أبي داود (212) زاد فيها: «ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟ قال: لك ما فوق الإزار..» وساق الحديث. (*) رواية ابن ماجة (1378) . والترمذي في «الشمائل» . وابن خزيمة، جميعها مختصرة على «الصلاة في المسجد ... » . الحديث: 5404 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 355 الفرع الرابع: في حكم الصلاة والصوم والقراءة 5405 - (خ م د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن امرأة قالت لها: أتُجْزِئُ إحدانا صلاتُها إذا طَهُرت؟ فقالت: أحَرُوريَّة أنتِ؟ كنا نَحِيضُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلا يأمرنا به - أو قالت: فلا نفعله -» . وفي رواية: قالت مُعاذة: «سألت عائشة، فقلت: ما بالُ الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنتِ؟ قلتُ: لَسْتُ بحروريَّةِ، ولكني أسأل، قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمَرُ بقضاءِ الصوم، ولا نُؤمَرُ بقضاء الصلاة» . وفي أخرى: «أن امرأة سألت عائشةَ فقالت: أتقضي إحدانا الصلاة أيام محيضها؟ فقالت: أحرورية أنتِ؟ قد كانت إحدانا تَحِيضُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم لا تؤمر بقضاء» . وفي رواية: «قد كُنَّ نساءُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَحِضْنَ، أفأمرهنَّ أن يَجْزين؟ - قال غندر: يعني: يقضين-» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الرواية الأولى والثانية، [ص: 357] وأخرج الترمذي الأولى. وله [في أخرى] قالت: «كنا نحيض عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم نطهر، فيأمرنا بقضاء الصوم، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة» وأخرج النسائي الثانية. وله في أخرى: أن امرأة سألتْها: أتقضي الحائض الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنتِ؟ قد كنا نحيض عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلا نقضي، ولا نُؤمَر بالقضاء (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَحَرُورِيَّة؟) الحرورية: طائفة من الخوارج نزلوا قرية تسمى حَرُوراء، كان أول اجتماعهم وتعاهدهم فيها. وقولها لها: «أحرورية أنت؟» تريد [به] : أنها خالفت السُّنَّة، وخرجت عن الجماعة، كما خرج أولئك عن جماعة المسلمين. وقيل: إنها شبهتها في سؤالها وتعنتها فيه بالحروريَّة، فإنهم يكثرون المسائل، ويتعنَّتون الناس بها امتحاناً وافتتاناً. (يَجزِين) جَزيت فلاناً على فعله: إذا فعلت معه ما يُقَابِلُ فعله، والمراد [ص: 358] به هاهنا: القضاء، فإن من يقضي الصلاة الواجبة عليه فقد جزى مثل ما فاته.   (1) رواه البخاري 1 / 356 في الحيض، باب لا تقضي الحائض الصلاة، ومسلم رقم (335) في الحيض، باب وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة، وأبو دود رقم (262) و (263) في الطهارة، باب في الحائض لا تقضي الصلاة، والترمذي رقم (130) في الطهارة، باب ما جاء في الحائض أنها لا تقضي الصلاة، ورقم (787) في الصوم، باب ما جاء في قضاء الحائض الصيام دون الصلاة، والنسائي 1 / 191 و 192 في الحيض، باب سقوط الصلاة عن الحائض و 4 / 191 في الصوم، باب وضع الصيام عن الحائض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: (*) في رواية عاصم الأحول، ورواية قتادة عند النسائي: « ... فيأمرنا بقضاء الصوم، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة» . أخرجه أحمد (6/32) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا أيوب. عن أبي قلابة. وفي (6/94 و 120) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (6/97) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: سئل عن المرأة تقضي الصلاة أيام محيضها؟ قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (6/120) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. وفي (6/143) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا همام ابن يحيى. عن قتادة. وفي (6/185) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا شعبة، عن يزيد الرشك. وفي (6/231) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن عاصم الأحول. (ح) قال معمر: وأخبرني أيوب، عن أبي قلابة. والدارمي (985) قال: أخبرنا أبو النعمان. قال: حدثنا حماد عن أيوب. عن أبي قلابة. وفي (986) قال: أخبرنا أبو النعمان. قال: حدثنا حماد، عن يزيد الرشك وفي (993) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع. قال: حدثنا شعبة. عن يزيد الرشك. والبخاري (1/88) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. ومسلم (1/182) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا حماد. عن أيوب. عن أبي قلابة. (ح) وحدثنا حماد. عن يزيد الرشك. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن يزيد. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. عن عاصم. وأبو داود (262) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة. وابن ماجة (631) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر. عن سعيد بن أبي عروبة. عن قتادة. والترمذي (130) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة. والنسائي (1/191) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة. قال: أنبأنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قلابة. وفي (4/191) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أنبأنا علي - يعني ابن مسهر - عن سعيد، عن قتادة. وابن خزيمة (1001) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن أيوب، عن أبي قلابة ويزيد الرشك. أربعتهم - أبو قلابة، وقتادة، ويزيد الرشك، وعاصم الأحوص - عن معاذة العدوية، فذكرته. * أخرجه أبو داود (263) قال: حدثنا الحسن بن عمرو. قال: أخبرنا سفيان - يعني ابن عبد الملك - عن ابن المبارك. عن معمر. عن أيوب، عن معاذة العدوية - ليس فيه أبو قلابة - نحوه. - وعن الأسود، عن عائشة، قالت: «كنا نحيض على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم نطهر، فيأمرنا بقضاء الصيام، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة» . أخرجه الدارمي (984) قال: أخبرنا يعلى. وابن ماجة (1670) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (787) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا علي بن مسهر. ثلاثتهم - يعلى، وعبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر - عن عبيدة بن معتب، عن إبراهيم. عن الأسود، فذكره. - وعن القاسم، عن عائشة قالت: «كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت إحدانا تحيض وتطهر فلا يأمرنا بقضاء ولا نقضيه» . أخرجه أحمد (6/187) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا زائدة. والدارمي (991) قال: أخبرنا عمرو بن عون. قال: أخبرنا خالد. كلاهما - زائدة، وخالد - عن ليث، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5405 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 356 5406 - (د) أم بُسَّة -واسمها مُسَّة الأزدية-: «قالت: حَجَجْتُ فدخلت على أم سلمة، فقلت: يا أمَّ المؤمنين، إن سمرة بن جندب يأمر النساء أنْ يَقْضينَ صلاةَ المحيض؟ فقالت: لا يقضين، كانت المرأة من نساء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- تَقْعُدُ في النفاس أربعين ليلة لا تصلي، ولا يأمرها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بقضاء صلاة النفاس» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (312) في الطهارة، باب ما جاء في وقت النفساء، ورواه أيضاً الحاكم والبيهقي وغيرهما، وهو حديث حسن بشواهده، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، قال الترمذي: وقد أجمع أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم على أن النفساء تدع الصلاة أربعين يوماً، إلا أن ترى الطهر قبل ذلك فإنها تغتسل، فإذا رأت الدم بعد الأربعين فإن أكثر أهل العلم قالوا: لا تدع الصلاة بعد الأربعين، وهو قول أكثر الفقهاء، وبه يقول سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. قال: ويروى عن الحسن البصري أنه قال: إنها تدع الصلاة خمسين يوماً إذا لم تر الطهر، ويروى عن عطاء بن أبي رباح والشعبي ستين يوماً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (312) قال: حدثنا الحسن بن يحيى. قال: أخبرنا محمد بن حاتم - يعني حبي. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. عن يونس بن نافع، عن كثير بن زياد. قال: حدثتني الأزدية، فذكرته. قال محمد - يعني ابن حاتم -: واسمها مسة، تكنى أم بسة. الحديث: 5406 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 358 5407 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: «بلغه: أن عائشة قالت في المرأة الحامل ترى الدم: إنها تدع الصلاة» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 60 في الطهارة، باب جامع الحيضة، بلاغاً، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره مالك (128) الموطأ - كتاب الطهارة - جامع الحيضة. الحديث: 5407 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 358 5408 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لا تقرأ الحائضُ ولا الجنب شيئاً من القرآن» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (131) في الطهارة، باب ما جاء في الجنب والحائض أنهما لا يقرآن القرآن، وهو حديث حسن بشواهده، وفي الباب عن علي رضي الله عنه، قال الترمذي: وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم، مثل سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، قالوا: لا تقرأ الحائض ولا الجنب من القرآن شيئاً، إلا طرف الآية والحرف، ونحو ذلك، ورخصوا للجنب والحائض في التسبيح والتهليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (595) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (131) قال: حدثنا علي بن حجر. والحسن بن عرفة. ثلاثتهم - هشام، وعلي، والحسن - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: حديث ابن عمر حديث لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: إن إسماعيل بن عياش يروي عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير، كأنه شعف روايته عنهم فيما تفرد به. وقال: إنما حديث إسماعيل بن عياش عن أهل الشام. الحديث: 5408 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 358 الفصل الثاني: في المستحاضة والنفساء ، وفيه أربعة فروع الفرع الأول: في اغتسالها وصلاتها 5409 - (خ م د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: أن أمَّ حبيبة بنتَ جحش- خَتَنَةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وتحت عبد الرحمن بن عوف - اسْتُحِيْضَتْ سبع سنين، فاسْتَفْتتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن هذه ليست بالحَيضة، ولكن هذا عِرْق، فاغْتَسلي وصلِّي، قالت عائشة: فكانت تغتسل في مِرْكَن في حُجرةِ أختها زينب بنت جحش، حتى تَعْلُوَ حُمْرَةُ الدم الماء» قال ابن شهاب: فحدثتُ بذلك أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقال: «يرحم الله هنداً، لو سمعت بهذه الفُتْيا؟ والله إنْ كانت لتَبْكي، لأنها كانت لا تصلي» هذا لفظ حديث مسلم. وهو عند البخاري مختصراً «أن أم حبيبة استُحيضت سبع سنين، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمرها أن تغتسل، وقال: هذا عِرق، فكانت تغتسل لكل صلاة» . [ص: 360] وفي رواية نحوه إلى قوله: «حتى تَعْلُوَ حُمْرَةُ الدم الماء» ولم يذكر ما بعده. وفي أخرى قالت: «اسْتَفْتَت أمُّ حبيبة بنتُ جحش رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني أُستحاض؟ فقال: إنما ذلك عِرق، فاغتسلي، ثم صلي، فكانت تغتسل عند كل صلاة» . قال الليث: ولم يذكر ابن شهاب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ أمَّ حبيبة بنت جحش أن تغتسل عند كلِّ صلاة، ولكنه شيء فعلتْهُ هي. [وفي رواية: «بنت جحش» ولم يذكر أم حبيبة] . ولمسلم: «أن أم حبيبة بنت جحش - التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف - شَكَت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- الدمَ فقال لها: امْكُثي قدرَ ما كانت تَحْبِسُكِ حَيْضَتُكِ، ثم اغتسلي، فكانت تغتسل عند كل صلاة» . وفي رواية «ثم اغتسلي وصلي ... وفيه، قالت عائشة: رأيت مِرْكَنَها مَلآنَ دَماً» . وأخرج الترمذي الرواية الثالثة. وفي رواية أبي داود مثل البخاري. وله في أخرى قال: «اسْتُحِيضت أم حبيبة بنت جحش - وهي تحت عبد الرحمن ابن عوف - سبعَ سنين، فأمرها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إذا أقبلت الحيضة فدَعِي الصلاة، وإذا أدْبَرَتْ فاغْتَسلي، وصلي» . ولم يذكر هذا الكلام أحد [ص: 361] من أصحاب الزهري غير الأوزاعي. وزاد فيه ابن عيينة: «أمرها أنْ تَدَعَ الصلاة أيام أقرائها» وهو وهم من ابن عيينة. وله في أخرى نحوه إلى قوله: «حُمرةُ الدم الماءَ» - زاد في رواية: قالت عائشة: «فكانت تغتسل لكل صلاة» . وله في أخرى اسْتُحيِضَت زينب بنت جحش، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم-: «اغتسلي لكل صلاة ... وساق الحديث» . وفي أخرى قال: «توَضَّئي لكل صلاة» قال أبو داود: وهذا وهم من راويه، وأخرج رواية مسلم. وفي رواية النسائي نحو الأولى، وأخرج الثانية ورواية مسلم. وله في أخرى «أن أم حبيبة - التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف - استحيضت لا تطهر، فذُكر شأنُها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ليست بالحيضة، ولكنها رَكْضَة من الرَّحِمِ، لِتَنظُرْ قدرَ قَرْئِها التي كانت تحيض لها، فتترك الصلاةَ، ثم تَنْظُر ما بعد ذلك، فلتغتسل عند كل صلاة» . وفي أخرى «أنها كانت تُستحاض سبع سنين، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ليست بالحيضة، إنما هو عِرْق، فأمرها أن تترك الصلاة قدرَ أقرائها [ص: 362] وحيضتها، وتغتسل وتُصلي، فكانت تغتسل عند كل صلاة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَقرائِها) الأقراء: جمع قَرْء - بفتح القاف - وهو الحيض عند أبي حنيفة، والطُّهر عند الشافعي - رحمهما الله تعالى -.   (1) رواه البخاري 1 / 361 و 362 في الحيض، باب عرق الاستحاضة، ومسلم رقم (334) في الحيض، باب المستحاضة وغسلها وصلاتها، وأبو داود رقم (288) و (289) و (290) و (291) في الطهارة، باب من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة، والترمذي رقم (129) في الطهارة، باب ما جاء في المستحاضة أنها تغتسل عند كل صلاة، والنسائي 1 / 181 و 182 في الحيض، باب ذكر الاستحاضة وإقبال الدم وإدباره، وباب المرأة يكون لها أيام معلومة، وباب ذكر الأقراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عمرة، عن عائشة: «أن أم حبيبة بنت جحش كانت تستحاض سبع سنين. فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال: ليست بالحيضة. إنما هو عرق فأمرها أن تترك الصلاة قدر أقرائها وحيضتها وتغتسل وتصلي فكانت تغتسل عند كل صلاة» . أخرجه الحميدي (160) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الزهري. وأحمد (6/128) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي بكر. وفي (6/187) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري. (ح) وأبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم. قال: حدثنا ابن شهاب. والدارمي (788) قال: أخبرنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: حدثنا إبراهيم - يعني ابن سعد - عن الزهري. ومسلم (1/181) قال: حدثني أبو عمران محمد بن جعفر بن زياد. قال: أخبرنا إبراهيم - يعني بن سعد - عن ابن شهاب. (ح) وحدثني محمد بن المثنى. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. وفي «تحفة الأشراف» (12/17922) عن إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. كلاهما عن عبد الرزاق. عن معمر، عن الزهري. والنسائي (1/120 و 183) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود بن إبراهيم. قال: حدثنا إسحاق بن بكر. قال: حدثني أبي، عن يزيد بن عبد الله، عن أبي بكر بن محمد. وفي (1/21 و 183) وفي الكبرى (211) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. كلاهما - الزهري، وأبو بكر بن محمد بن حزم - عن عمرة، فذكرته. * أخرجه أحمد (6/82) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثني ليث. وفي (6/141) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. والدارمي (774) قال: أخبرنا أبو المغيرة، عن الأوزاعي. والبخاري (6/82) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا معن. قال: حدثني ابن أبي ذئب. ومسلم (1/181) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي. قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث. وأبو داود (285 و 288) قال: حدثنا ابن أبي عقيل ومحمد بن سلمة المصريان. قالا: حدثنا ابن وهب. عن عمرو بن الحارث. وفي (291) قال: حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي. قال: حدثني أبي، عن ابن أبي ذئب. وابن ماجة (626) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. والنسائي (1/117) وفي الكبرى (207) قال: أخبرنا عمران بن يزيد. قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1/118) وفي الكبرى (208) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود. قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الهيثم بن حميد. قال: أخبرني النعمان والأوزاعي وأبو معيد، وهو حفص بن غيلان. وفي (1/119) وفي الكبرى (209) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. ستتهم - ليث، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وعمرو بن الحارث، والنعمان بن راشد، وحفص بن غيلان - عن الزهري، عن عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن، فذكرا نحوه. (*) في «تحفة الأشراف» ذكره المزي في ترجمة عروة، عن عمرة، عن عائشة (12/17910) . وقال: هكذا رواه أبو الحسن بن العبد وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو بكر بن داسة وغير واحد عن أبي داود. ووقع في رواية الخطيب عن الزهري، عن عروة وعمرة، عن عائشة. وكذلك ذكره أبو القاسم في أول ترجمة «الزهري، عن عروة، عن عائشة» ولم يذكره في هذه الترجمة. * أخرجه أحمد (6/83) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثني الزهري. عن عروة، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، نحوه. الحديث: 5409 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 359 5410 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قالت فاطمةُ بنت أبي حُبَيْش - وأبو حبيش هو ابن المطلب بن أسد - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إني امرأة أُسْتَحَاضُ فلا أطهر، أفأدَعُ الصلاة؟ فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما ذلك عِرْق، وليست بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرُها فاغسلي عنكِ الدمَ، وصلي» . وفي رواية سفيان «فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي» . وفي أخرى «ولكن دَعِي الصلاة قَدْر الأيام التي كُنْتِ تحيضين فيها ثم اغتسلي وصلي» . [ص: 363] أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» الأولى، وكذلك أبو داود والترمذي والنسائي. وفي أخرى لأبي داود قالت: «جاءتْ فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ... فذكر خبرها، ثم قال: اغتسلي، ثم توضئي لكل صلاة وصلي» . وفي أخرى للنسائي «أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تُسْتحاض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن دم الحيض دم أسودُ يُعْرَفُ، فإذا كان ذلك فأمسكِي عن الصلاة، وإذا كانت الآخر فتوضَّئي» . وزاد في الأولى «قيل له: فالغسل؟ قال: ذاك لا يَشكُّ فيه أحد» . وأخرج الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 357 في الحيض، باب إقبال المحيض وإدباره، وباب إذا حاضت في شهر ثلاث حيض، وباب إذا رأت المستحاضة الطهر، وفي الوضوء، باب غسل الدم، ومسلم رقم (333) و (334) في الحيض، باب المستحاضة وغسلها وصلاتها، والموطأ 1 / 61 في الطهارة، باب المستحاضة، والترمذي رقم (125) في الطهارة، باب ما جاء في المستحاضة، وأبو داود رقم (282) و (298) في الطهارة، باب من روى أن الحيضة إذا أدبرت لا تدع الصلاة، وباب من قال: تغتسل من ظهر إلى ظهر، والنسائي 1 / 183 - 185 في الحيض، باب ذكر الأقراء، وباب الفرق بين دم الحيض والاستحاضة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (62) . والحميدي (193) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/194) قال: حدثنا يحيى. (ح) ووكيع. والدارمي (780) قال: أخبرنا جعفر بن عون. وفي (785) قال: أخبرنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (1/66) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/84) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (1/87) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا سفيان. وفي (1/89) قال: حدثنا أحمد بن أبي رجاء. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (1/90) قال: حدثنا أحمد بن يونس، عن زهير. ومسلم (1/180) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد وأبو معاوية. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا خلف بن هشام. قال: حدثنا حماد بن زيد. وأبو داود (282) قال: حدثنا أحمد بن يونس وعبد الله بن محمد النفيلي. قالا: حدثنا زهير. وفي (283) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (621) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح. قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (125) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع وعبدة وأبو معاوية. والنسائي (1/122) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عبدة ووكيع وأبو معاوية. وفي (1/123 و 185) وفي الكبرى (215) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. قال: حدثنا حماد. وهو ابن زيد. وفي (1/124 و 186) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (1/124 و186) وفي الكبرى (216) قال: أخبرنا أبو الأشعث. قال: حدثنا خالد بن الحارث. وفي (1/186) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله. جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وجعفر بن عون، وحماد بن سلمة،، وأبو معاوية، وأبو أسامة، وزهير بن معاوية، وعبد العزيز بن محمد، وجرير، وعبد الله بن نمير، وحماد بن زيد، وعبدة بن سليمان، وخالد بن الحارث، وعبد الله بن المبارك - عن هشام بن عروة. 2 - أخرجه أحمد (6/42 و 262) قال: حدثنا علي بن هاشم. وفي (6/204) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (298) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (624) قال: حدثنا علي بن محمد وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: حدثنا وكيع. كلاهما - علي بن هاشم، ووكيع - عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت. 3 - أخرجه أحمد (6/237) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد - يعني ابن إسحاق -. والدارمي (781) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وفي (784) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (789) قال: أخبرنا أحمد بن خالد. عن محمد بن إسحاق. ومسلم (1/180) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث. وأبو داود (286) قال: قال ابن المثنى: حدثنا به ابن أبي عدي من كتابه هكذا «بعد حديث: عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حبيش» . ثم حدثنا به بعد حفظا، قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (290) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني. قال: حدثني الليث بن سعد. وفي (292) قال: حدثنا هناد بن السري. عن عبدة، عن ابن إسحاق. والترمذي (129) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (1/117 و 181) وفي الكبرى (206) قال: أخبرنا هشام بن عمار. قال: حدثنا سهل بن هاشم. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1/119 و 181) وفي الكبرى (203) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا اليث. وفي (1/123 و 185) وفي الكبرى (214) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي من حفظه قال: حدثنا محمد بن عمرو. أربعتهم - محمد بن إسحاق، والأوزاعي، والليث بن سعد، ومحمد بن عمرو - عن الزهري. 4 - وأخرجه أحمد (6/222) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. عن يزيد بن أبي حبيب. ومسلم (1/181) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (1/182) قال: حدثني موسى بن قريش التميمي. قال: حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر. قال: حدثني أبي. وأبو داود (279) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (1/119و 182) وفي الكبرى (204) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. كلاهما - يزيد بن أبي حبيب، وبكر بن مضر - عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك. أربعتهم - هشام بن عروة، وحبيب، والزهري، وعراك - عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) في رواية الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت. قال: « ... ثم اغتسلي وتوضئي لكل صلاة، وإن قطر الدم على الحصير» . (*) في رواية محمد بن إسحاق، عن الزهري قال: « ... فأمرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالغسل لكل صلاة. «قالت عائشة» : فإن كانت لتدخل المركن وإنه هـ لمملوء ماء، فتنغمس فيه، ثم تخرج منه، وإن الدم فوقه لعاليه فتصلي. وسماها «زينب بنت جحش» في رواية أحمد (6/237) و «ابنة جحش» في رواية الدارمي (781) و «أم حببة بنت جحش» في رواية الدارمي (789) وأبي داود (292) . (*) في رواية حماد بن زيد، عن هشام بن عروة قال فيه: « ... فاغسلي عنك أثر الدم وتوضئي فإنما ذلك عرق وليست بالحيضة» قيل له: فالغسل. قال: ذلك لا يشك فيه أحد. الحديث: 5410 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 362 5411 - (د س) فاطمة بنت أبي حبيش - رضي الله عنها -: «أنها سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فشكت إِليه الدم، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنما ذلك عِرْق، [ص: 364] فانظري إِذا أتى قَرْؤُكِ فلا تصلي، فإِذا مرّ قَرؤكِ فتطهَّري، ثم صلي ما بين القَرْءِ إِلى القَرء» . وفي أخرى قال عروة بن الزبير: حدثتْني فاطمةُ بنت أبي حبيش: «أنها أمرت أسماءَ - أَو أَسماءُ حدثتني أنها أمرتها فاطمةُ بنت أَبي حبيش - أن تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأمرها أن تقعد الأيام التي كانت تقعد، ثم تغتسل» . قال أبو داود: ورواه قتادة عن عروة عن زينب بنت أمِّ سلمة: «أن أم حبيبة بنت جحش استُحيضت، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم- أن تدع - يعني الصلاة - أيام أقرائها، ثم تغتسل وتصلي» . زاد ابن عيينة في حديث الزهري عن عَمْرة عن عائشة: «أن أُم حبيبة كانت تُستحاض، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم- فأمرها أن تدع الصلاة أيام أقرائها» . وهذا وهم من ابن عيينة، ليس هذا في حديث الحفاظ عن الزهري، إِلا ما ذكر سهيل بن أبي صالح. وقد روى الحميديُّ هذا الحديث عن ابن عيينة، لم يذكر فيه «تدع الصلاة أيَّام أقرائها» ، قال: وروت قَمِير [بنت عمرو، زوج مسروق] عن عائشة: «المُسْتحاضَةُ تتركُ الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل» ، وقال عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه: «إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- أمرها أن تترك الصلاةَ قدرَ أقرائها» . قال: وروى أبو بشر جعفر بن أبي وحشية عن عكرمة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أن أُم حبيبة بنت جحش استحيضت ... فذكر مثله» . [ص: 365] وروى شريك عن أبي اليقظان عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم- «أن المستحاضة تَدَعُ الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل وتُصلِّي» . ورواه العلاء بن المسيب عن الحكم عن أبي جعفر: «أن سودة استُحيضت فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا مَضَتْ أيامها اغتسلت وصلَّت» . وروى سعيد بن جبير عن علي وابن عباس: «المستحاضة تجلس أيام قرئها» ، وكذلك رواه عمار - مولى بني هاشم - وطَلْق بن حبيب عن ابن عباس، وكذلك رواه مَعْقِل الخَثْعَمِي عن عليّ، وكذلك روى الشعبي عن قَمِير - امرأَة مسروق - عن عائشة، وهو قول الحسن، وسعيد بن المسيب، وعطاء، ومكحول، وإِبراهيم، وسالم، والقاسم: «أن المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها» ، قال أبو داود: لم يسمع قتادة من عروة شيئاً. هذا جميعه لفظ أبي داود، وأخرجه عقيب حديث عروة عن فاطمة، فأَوردناه بحاله. وفي أخرى عن فاطمة بنت أبي حبيش: «أنها كانت تُستحاض، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إِذا كان دم الحيضة؛ فإنه دَم أسودُ يُعرَف، فإذا كان كذلكِ: فأمْسِكِي عن الصلاة، وإِذا كان الآخر: فتوضئي وصلي، فإِنما هو عِرْق» . قال ابن المثنى: حدثنا به ابن أَبي عدي من كتابه هكذا، ثم حدثنا [ص: 366] به بعد حفظا، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن الزهري عن عروة، عن عائشة «أن فاطمة كانت تُستحاض ... فذكر معناه» . قال أبو داود: وروى أَنس بن سيرين عن ابن عباس في المستحاضة قال: «إِذا رأَت الدم البَحْرَانيَّ، فلا تُصَلِّي، وإِذا رأَت الطُّهْرَ، ولو ساعة: فلتغتسل وتُصلي» . وقال مكحول: «النساء لا تخْفى عليهن الحيضة، إِن دمها أسودُ غليظ، فإِذا ذهب ذلك، وصارت صُفْرَة رقيقة فإنها مستحاضة: فلتغتسل ولتُصلِّ» . قال أبو داود: وروى حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن القعقاع بن حكيم عن سعيد بن المسيب في المستحاضة: «فإِذا أقْبَلَتِ الحيضة: تركت الصلاة، فإِذا أَدْبَرَت: اغتسلت وصلَّت» . ورواه سُمَيّ وغيره عن سعيد بن المسيب: «تجلسُ أيام أقرائها» ، وكذلك رواه حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب. وأخرج النسائي الرواية الأولى، والأخرى التي فيها: ذِكر لَوْن الدم، وأنه أسود. وله في أخرى: «أن فاطمة بنت قيس - من بني أسدِ قريش - أتَتِ النبيَّ [ص: 367] صلى الله عليه وسلم- فذكرت له أنها تُستحاض، فزعمت أنه قال لها: إِنما ذلك عِرْق، فإِذا أقبلت الحيضة: فدعي الصلاة، فإِذا أدبرت: فاغسلي عنك الدم، ثم صلِّي» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البَحْرَاني) دم بَحْرَاني: شديد الحمرة، كأنه قد نُسِبَ إلى قَعْر الرحم وهو البحر، وزاده في النسبة ألفاً ونوناً للمبالغة. قال الخطابي: يريد: الدَّم الغليظ الواسع، ونسب إلى البحر لكثرته وسعته، والتَّبَحُّر: التوسع في الشيء والانبساط فيه.   (1) رواه أبو داود رقم (280) و (281) و (286) في الطهارة، باب من قال: إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة، والنسائي 1 / 181 في الحيض، باب ذكر الاستحاضة وإقبال الدم وإدباره، وباب ذكر الأقراء، وباب الفرق بين دم الحيض والاستحاضة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/420 و 463) قال: حدثنا يونس بن محمد. وأبو داود (280) قال: حدثنا عيسى بن حماد. وابن ماجة (620) قال: حدثنا محمد بن رمح. والنسائي (1/121 و 183) . وفي الكبرى (212) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. وفي (6/211) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. أربعتهم - يونس بن محمد، وعيسى بن حماد، ومحمد بن رمح، وعبد الله بن يوسف - عن الليث بن سعد. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن المنذر بن المغيرة، عن عروة بن الزبير، فذكره.. * وأخرجه أبو داود (281) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير، عن سهيل - يعني ابن أبي صالح -، عن الزهري، عن عروة بن الزبير. قال: حدثتني فاطمة بنت أبي حبيش، أنها أمرت أسماء، أو أسماء، حدثتني أنها أمرتها فاطمة بنت أبي حبيش، أن تسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمرها أن تقعد الأيام التي كانت تقعد، ثم تغتسل. * وأخرجه أبو داود (286 و 304) . والنسائي (1/123 و 185) . وفي الكبرى (213) قال أبو داود: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. عن محمد - وهو ابن عمرو ابن علقمة بن وقاص - عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حبيش:. «أنها كانت مستحاض. فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا كان دم الحيض، فإنه دم أسود يعرف، فأمسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر فتوضئي، فإنما هو عرق» . (*) قال أبو داود والنسائي: قال ابن المثنى: حدثنا به ابن أبي عدي من كتابه هكذا. ثم حدثنا به بعد حفظا. قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة كانت تستحاض، فذكر معناه. وقد تقدم في مسند أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -. رقم (16123) . (*) وقال النسائي: قد روي هذا الحديث غير واحد، لم يذكر أحد منهم ما ذكره ابن أبي عدي. * وأخرجه النسائي (1/116 و 181) . وفي الكبرى (205) قال: أخبرنا عمران بن يزيد. قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله العدوي. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثني هشام ابن عروة، عن عروة، عن فاطمة بنت قيس، من بني أسد قريش. «أنها أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرت أنها تستحاض، فزعمت أنه قال لها: إنما ذلك عرق، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم، ثم صلي» . الحديث: 5411 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 363 5412 - (د ت) حمنة بنت جحش - رضي الله عنها -: قالت: «كنت أُستحاض حَيضة كثيرة شديدة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَسْتَفْتِيهِ وأُخبرُه فوجدته في بيت أُختي زينب [بنت] جحش، فقلت: يا رسول الله، إِني أُستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟ قد مَنَعتني الصلاة والصوم، قال: أنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ، فإنه يُذهب الدم، قالت: هو أكثر من ذلك، قال: فاتخذي ثوباً، قالت: هو أكثر من ذلك، إِنما أثُجُّ ثَجّاً، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: سَآمُرُكِ بأمرين، فأيَّهما فعلت أجْزَأ عنكِ من الآخر، وإِن قَويِتِ عليهما، [ص: 368] فأنتِ أَعْلَمُ، قال لها: إِنما هذه ركْضَة من ركضات الشيطان، فتحيَّضِي ستة أيام، أو سبعة أَيام في عِلْمِ الله تعالى، ثم اغتسلي، حتى إِذا رَأَيتِ أَنَّكِ قد طَهُرْتِ واسْتَنقَأْتِ: فصلي ثلاثاً وعشرين ليلة، أو أربعاً وعشرين ليلة وأيامها، وصُومي، فإِن ذلك يُجْزِيكِ، وكذلك فافعلي كلَّ شهر، كما تَحيضُ النساءُ، وكما يَطْهُرْنَ، ميقات حيضهن وطهرهن، وإِن قَويِتِ على أن تُؤخِّرِي الظهرَ وتُعَجِّلي العصر، فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين: الظهر والعصر، وتُؤخرين المغرب وتُعجِّلين العشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين: فافعلي، وتغتسلين مع الفجر: فافعلي، وصومي إِن قَدرْتِ على ذلك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: وهذا أعجب الأمرين إِليَّ» . أخرجه أبو داود، وقال: ورواه عمرو بن ثابت عن ابن عقيل، فقال: «قالت حَمْنَةُ: هذا أعجب الأمرين إِليَّ» لم يجعله قولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية الترمذي مثله إِلى قوله: «فإنه يُذهب الدم، قالت: هو أكثر من ذلك، قال: فَتَلَجَّمي، قالت: هو أكثر من ذلك، قال: فاتَّخِذِي ثوباً، قالت: هو أكثر من ذلك، إِنما أثُجُّ ثجّاً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: سآمُرُكِ بأمرين، أيَّهما صنعت أجزأ عنكِ، فإِن قويتِ عليهما، فأنتِ أعلمُ، فقال: إِنما هي ركضة من الشيطان ... وذكر الحديث، وفيه: ثم تغتسلين مع [ص: 369] الصبح وتُصلِّين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَكْضَة من الشيطان) الرَّكْضَة: الدفعة، أي: إن الشيطان قد حَرَّك هذا الدّم وليس بدم حَيض معتاد. قال الخطابي: معناه: أن الشيطان قد وجد بذلك طريقاً إلى التلبيس عليها في أمرها وشأن دينها، ووقت طهرها وصلاتها، حتى أنساها ذلك، فصار في التقدير: كأنه ركضة نالتها من رَكَضَاته. (الكُرْسُف) : القطن. (أثُجُّ ثَجّاً) ثَجْجت الماء أثُجُّه ثَجاً: إذا أسلته وأجريته [بكثرة] ، أرادت: أن دمها يجري جرياً كثيراً. (الميقات) : الوقت المعهود للحيض، وهو مِفْعَال من الوقت. (تَلَجَّمي) التَّلجُّم: كالاسْتِثْفَار، وهو أن تشد المرأة فرجها بخرقة عريضة توثق طرفيها في شيء آخر قد شدته على وسطها، بعد أن تحتشي قطناً، فتمنع بذلك الدَّم أن يجري أو يقطر.   (1) رواه أبو داود رقم (287) في الطهارة، باب من قال: إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة، والترمذي رقم (128) في الطهارة، باب ما جاء في المستحاضة أنها تجمع بين الصلاتين بغسل واحد، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/381 و 439) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا شريك بن عبد الله. وفي (6/349) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا زهير - يعني ابن محمد الخراساني -. والبخاري في «الأدب المفرد» (797) قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك. قال: حدثني أبي. وأبو داود (287) قال: حدثنا زهير بن حرب وغيره، قالا: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا زهير بن محمد. وابن ماجة (622) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق إملاء علي من كتابه، وكان السائل غيري. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (627) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أنبأنا شريك. والترمذي (128) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عامر العقدي. قال: حدثنا زهير بن محمد. ثلاثتهم - شريك بن عبد الله، وزهير بن محمد الخراساني، وابن جريج - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمه عمران بن طلحة، فذكره. الحديث: 5412 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 367 5413 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «اسْتُحِيضت امرأة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأُمِرَتْ أن تُعجِّل العصرَ وتُؤخِّرَ الظهر، وتغتسل لهما غسلاً، وأن تؤخِّرَ المغرب، وتعجِّل العشاء، وتغتسل لهما غسلاً، وتغتسل لصلاة الصبح غسلاً، قال: فقلت لعبد الرحمن [بن القاسم] : عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: لا أُحَدِّثك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بشيء» (1) . وفي رواية: «أن سَهْلَةَ بنت سهيل اسْتُحيضت، فأتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأَمرها أن تَغْتَسِلَ عند كل صلاة، فلما جَهَدَها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغُسْل، والمغربِ والعشاء بغُسل، وتغتسل للصبح» . وفي رواية عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه: «أن امرأة اسْتُحيضَت فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمرها بمعناه» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: «أن امرأة مستحاضة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- قيل لها: إِنه عِرْقٌ عانِد، وأُمِرَتْ أنْ تُؤخِّرَ الظهر وتُعجِّل العصر، وتغتسل لهما غسلاً واحداً، وتؤخر المغرب وتُعجِل العشاء، وتغتسل لهما [غسلاً] واحداً، وتغتسل لصلاة الصبح غُسلاً واحداً» (2) . [ص: 371] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عِرق عانِد) عَنَدَ العِرق يَعْنِدُ فهو عانِد: إذا سال دماً، ولم ينقطع.   (1) وفي بعض نسخ أبي داود: لا أحدثك إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم بشيء، فعلى رواية حذف " إلا " معناه أن عبد الرحمن غضب على شعبة لسؤاله وشكه لأنه علم أن عبد الرحمن لا يحدثه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما تدل عليه الرواية الأخرى. (2) رواه أبو داود رقم (294) و (295) في الطهارة، باب من قال: تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما غسلاً، والنسائي 1 / 184 في الحيض، باب جمع المستحاضة بين الصلاتين وغسلها إذا جمعت، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/119) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق. وفي (6/139) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. قال: حدثني شعبة. والدارمي (782) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (783) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. وفي (790) قال: أخبرنا أحمد بن خالد، عن محمد بن إسحاق. وأبو داود (294) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. وفي (295) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى. قال: حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق. والنسائي (1/122 و 184) وفي الكبرى (210) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. كلاهما - محمد بن إسحاق، وشعبة - عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة، واختلف في اسم المرأة، فجاء في رواية أنها «سلمة بنت سهيل» وفي رواية: «سهيلة بنت سهل» . وفي رواية «سهلة بنت سهيل» وأثبتنا لفظ رواية النسائي. الحديث: 5413 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 370 5414 - (د) أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - قالت: قلتُ: يا رسول الله إِن فاطمة بنت أبي حبيش اسْتُحِيضَت مُنْذُ كذا وكذا، فلم تُصلِّ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «سبحان الله! هذا من الشيطان، لِتجلِسْ في مِرْكَن، فَإِذا رأتْ صُفْرَة فوق الماء فلْتَغْتَسِل للظهر والعصر غُسلاً واحداً، وتغتسل للمغرب والعشاء غُسْلاً واحداً، وتغتسل للفجر غسلاً واحداً، وتتوضأَ فيما بين ذلك» . أخرجه أبو داود وقال: رواه مجاهد عن ابن عباس قال: «لما اشتدَّ عليها الغسل: أمرها أن تجمع بين الصلاتين» (1) .   (1) رقم (296) في الطهارة، باب من قال: تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما غسلاً، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (296) قال: حدثنا وهب بن بقية. قال: أخبرنا خالد، عن سهيل - يعني ابن أبي صالح -، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 5414 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 371 5415 - (د) أبو سلمة [بن عبد الرحمن]- رحمه الله -: قال أخبرتني زينب بنت أبي سلمة: «أن امرأة كانت تُهرَاقُ الدَّم - وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرها أن تغتسل عند كلِّ صلاة وتُصلي» . وأخبرني: أن أمَّ بكر أخبرتْه أن عائشة قالت: «إِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: في المرأة ترى ما يَرِيبُها بعد الطهر: إِنما هو عرق أو قال: عُرُوق» . [ص: 372] وقال أبو داود: في حديث ابن عقيل الأمران جميعاً، قال: «إِن قَويتِ فاغْتَسِلي لكل صلاة، وإِلا فاجمَعي» . كما قال القاسم في حديثه (1) . وقد روي هذا القول عن سعيد بن جبير عن علي وابن عباس (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُهَرَاق الدَّم) أي: يجري دمها كما يهراق الماء، يعني: أنها تُسْتحَاض، وليست تحيض. (يَرِيبُها) رَابَني الشيء يَريبني: إذا شككت فيه.   (1) انظر " عون المعبود " شرح سنن أبي داود حول حديثي ابن عقيل، والقاسم 1 / 118 و 119. (2) رواه أبو داود رقم (293) في الطهارة، باب من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (293) قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث، عن الحسين، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 5415 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 371 5416 - (د ت) عدي بن ثابت عن أبيه عن جده عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في المستحاضة: «تَدَعُ الصلاةَ أيامَ أقْرَائِها، ثم تغتسل وتصلِّي، والوضوء عند كل صلاة» . زاد في رواية: «وتصوم و [تصلي] » أخرجه أبو داود، والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (297) في الطهارة، باب من قال: تغتسل من ظهر إلى ظهر، والترمذي رقم (126) و (127) في الطهارة، باب ما جاء أن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الدارمي (798) قال: أخبرنا محمد بن عيسى. وأبو داود (297) قال: حدثنا محمد بن جعفر بن زياد (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (625) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسماعيل بن موسى. والترمذي (126) قال: حدثنا قتيبة. وفي (127) قال: حدثنا علي بن حجر. سبعتهم - محمد بن عيسى، ومحمد بن جعفر بن زياد، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسماعيل بن موسى، وقتيبة، وعلي بن حجر - عن شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، فذكره. قال الترمذي: سألت محمدا - يعني البخاري - عن هذا الحديث، فقلت: عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده. جد عدي ما اسمه؟ فلم يعرف محمد اسمه. وذكرت لمحمد قول يحيى بن معين: أن اسمه «دينار» فلم يعبأ به. (*) قال أبو داود: هو حديث ضعيف. «تحفة الأشراف» (3/3542) . الحديث: 5416 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 372 5417 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «في المستحاضة تغتسل - يعني [ص: 373] مرة واحدة - ثم توضأ إِلى أيام أقرائها» . أخرجه أبو داود. وفي رواية عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مثله. قال أبو داود: وحديث عدي بن ثابت هذا، والأعمش عن حبيب، وأيوب أبي العلاء، كلها ضعيفة، لا يصح منها شيء (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (299) و (300) في الطهارة، باب من قال: تغتسل من ظهر إلى ظهر، أقول: وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (300) قال: حدثنا أحمد بن سنان. قال: حدثنا يزيد، عن أيوب أبي العلاء، عن ابن شبرمة، عن امرأة مسروق، فذكرته. الحديث: 5417 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 372 5418 - (ط د س) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أن امرأة كانت تُهْرَاقُ الدِّماءَ في عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فاسْتَفْتَت لها أُمُّ سلمةَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: لِتَنْظُرْ عدد الليالي والأيام التي كانت تحيضهن من الشهر قبل أن يُصيبَها الذي أصابها، فلْتَتْرُكِ الصلاة قَدْرَ ذلك من الشهر، فإذا خَلَّفت ذلك فلتغتسل، ثم لتَسْتَثْفِرْ بثوب، ثم لتُصَلِّ» . أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي. ولأبي داود: «أن امرأة كانت تُهْرَاق الدَّم ... فذكر معناه، قال: فَإِذا خَلّفت ذلك، وحضرت الصلاة: فلتغتسل ... بمعناه» . أخرجوا الرواية الأولى عن سليمان بن يسار عن أُمِّ سلمةَ، وأخرج أبو داود الثانية عن سليمان بن يسار أن رجلاً أخبره عن أم سلمة، وله في أخرى: عن سليمان ابن يسار عن رجل من الأنصار: «أن امرأة كانت تُهَرَاق الدماء ... فذكر معنى [حديث] الليث، يعني: الرواية [ص: 374] الثانية - قال: فإذا خلَّفتْهنَّ وحضرتِ الصلاةُ فلتغتسل - ... وساق الحديث بمعناه» . وفي أخرى [عن نافع] قال: بإسناد الليث، ومعناه: «فلْتَتْرُك الصلاة قَدرَ ذلك، ثم إِذا حضرت الصلاة فلتغتسل، ولْتَستَذْفِرْ (1) بثوب، ثم تصلِّي» . وفي أخرى عن سليمان عن أمِّ سلمة بهذه القصة، قال فيه: «تَدَعُ الصلاة، وتغتسل فيما سِوَى ذلك، وتَسْتَدْفِرُ بثوب، وتُصلِّي» . قال أَبو داود: سمَّى المرأة التي كانت اسْتُحِيضَت: حمَّادُ بن زيد عن أيوب في هذا الحديث، قال: فاطمة بنت أَبي حبيش. وفي رواية للنسائي عن أم سلمة قالت: «سألت امرأة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، قالت: إِني أُستَحاض، فلا أطهر، أَفأَدَعُ الصلاة؟ قال: لا، ولكن دعي قَدرَ تلك الأيام والليالي التي كنت تَحيضين فيها ثم اغْتَسلي واسْتَثْفِري وصلِّي» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خلَّفت) الشيء: إذا تركته وراءك وجاوزتَهُ إلى غيره. [ص: 375] (لتستَثْفِر) الاستثفار قد ذُكِرَ، والاستدفار مثله، قلبت الثاء دالاً، وهو الثَّفر، والذفر للدابة، وشبه ذلك للمرأة به.   (1) وفي بعض النسخ: ولتستثفر. (2) رواه الموطأ 1 / 62 في الطهارة، باب المستحاضة، وأبو داود رقم (274) و (275) و (276) و (277) و (278) في الطهارة، باب في المرأة تستحاض، ومن قال: تدع الصلاة في عدة الأيام التي كانت تحيض، والنسائي 1 / 182 في الحيض، باب المرأة يكون لها أيام معلومة تحيضها كل شهر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (62) عن نافع. والحميدي (302) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب السختياني. وأحمد (6/293) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع. وفي (6/320) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن نافع. وفي (6/322) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا أيوب. وأبو داود (274) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع. وفي (278) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا أيوب. وابن ماجة (623) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع. والنسائي (1/119 و 182) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن نافع. وفي (1/182) قال: أنبأنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. قال: أخبرني نافع. كلاهما - نافع، وأيوب - عن سليمان بن يسار، فذكره. * أخرجه الدارمي (786) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا الليث بن سعد. وأبو داود (275) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب. قالا: حدثنا الليث. وفي (277) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا صخر بن جويرية. كلاهما - الليث، وصخر - عن نافع، عن سليمان بن يسار، أن رجلا أخبره، عن أم سلمة، أن امرأة كانت تهراق الدم، فذكر معناه. * وأخرجه أبو داود (276) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا أنس - يعني ابن عياض - عن عبيد الله، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن رجل من الأنصار، أن امرأة كانت تهراق الدماء، فذكره. ليس فيه: «عن أم سلمة» . الحديث: 5418 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 373 5419 - (ط) زينب بنت أبي سلمة - رضي الله عنها -: «أنها رأتْ زينب بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف (1) ، وكانت تُستحاض، فكانت تغتسل وتُصلِّي» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) وليست هي أم المؤمنين، وإنما هي أم حبيبة أختها. (2) 1 / 62 في الطهارة، باب المستحاضة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (134) قال: عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره. الحديث: 5419 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 375 5420 - (س) القاسم بن محمد: عن زينب بنت جحش قالت للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّها مُستحاضة، فقال: تجلس أيام أقرائها، ثم تغتسل، وتؤخِّر الظهر، وتعجِّل العصر، وتغتسل وتصلي، وتؤخر المغرب وتعجل العشاء، وتغتسل، وتُصلِّيهما [جميعاً] ، وتغتسل للفجر» . أَخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 184 و 185 في الحيض، باب جمع المستحاضة بين الصلاتين وغسلها إذا جمعت، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (1/184) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: ثنا عبد الله عن سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم، فذكره. الحديث: 5420 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 375 5421 - (د) بُهية [مولاة أبي بكر] قالت: «سمعتُ امرأة تسأل عائشةَ عن امرأة فَسَدَ حيضُها، وأُهْرِيقَتْ دماً، فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن آمُرها فلتنظُر قدرَ ما كانت تحيض في كل شهر، وحيضُها مُستقيم، فلْتَعتَدَّ بقدر ذلك من الأيام، ثم لْتَدَع الصلاة فيهنَّ أو بقدرهنَّ، ثم لتغتسل، ثم لتَسْتَذْفِرْ بثوب، ثم لتُصلِّ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (284) في الطهارة، باب من قال: إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (284) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عقيل، عن بهية، فذكرته. الحديث: 5421 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 375 5422 - (د) سُمي - مولى أبي بكر بن عبد الرحمن: «أن القَعْقَاعَ وزيد بن أسْلَم أرْسلاه إِلى سعيد بن المسيّب يسأله: كيف تغتسل المستحاضة؟ قال: تغتسل من ظهر إِلى ظهر، وتتوضأ لكل صلاة، فإِنْ غَلَبَهَا الدمُ اسْتَثْفَرَتْ بثوب» . قال أبو داود: وروي عن ابن عمر، وأنس بن مالك: «تغتسل من ظهر إِلى ظهر» . وكذلك روى داود [بن أبي هند] ، وعاصم [بن سليمان] ، عن الشعبي عن امرأته عن قَمِير عن عائشة، إِلا أن داود قال: «كل يوم» ، وفي حديث عاصم «عند الظهر» ، وهو قول سالم بن عبد الله، والحسن، وعطاء، [قال أبو داود: قال مالك: إِني لأظن حديث ابن المسيب: «من طهر إِلى طهر» فَقَلَبَهَا (1) الناس: «من ظهر إِلى ظهر» ] ، أخرجه أبو داود (2) .   (1) في بعض النسخ: فلقنها الناس. (2) رقم (301) في الطهارة، باب من قال: المستحاضة تغتسل من ظهر إلى ظهر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (301) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن سمي، فذكره. الحديث: 5422 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 376 5423 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «المُسْتَحَاضةُ إِذا انْقَضَى حيضها، اغْتسلت كل يوم، واتَّخَذَتْ صُوفة فيها سَمْن أو زيت» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (302) في الطهارة، باب من قال: تغتسل كل يوم مرة ولم يقل: عند الظهر، وفي سنده معقل الخثعمي، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (302) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. ثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن أبي إسماعيل، عن معقل الخثعمي، فذكره. قلت: معقل الراوي عن علي مجهول. الحديث: 5423 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 376 5424 - (د) محمد بن عثمان: «أنه سأل القاسم بن محمد عن المستحاضة، قال: تَدَعُ الصلاةَ أيَّامَ أقْرائِها، ثم تغتسل فتُصلي، ثم تغتسل [ص: 377] في الأيام» . أَخرجه أَبو داود (1) .   (1) رقم (303) في الطهارة، باب من قال: تغتسل بين الأيام، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (303) قال: حدثنا القعنبي، ثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عثمان، فذكره. الحديث: 5424 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 376 5425 - (د) عكرمة بن عبد الله: «أن أمَّ حَبيبة بنت جحش اسْتُحِيضَت، فأمرها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن تنتظر أيام أقرائها، ثم تغتسل وتُصلي، فإِنْ رَأتْ شيئاً من ذلك توضَّأَت وصلَّت» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (305) في الطهارة، باب من لم يذكر الوضوء إلا عند الحدث. قال المنذري: هذا الحديث منقطع، وعكرمة لم يسمع من أم حبيبة بنت جحش، أقول: وهو حديث صحيح إن كان عكرمة سمع منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 5425 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 377 5426 - (ط) عبد الله بن سفيان قال: كنتُ جالساً مع ابن عمر، فجاءته امرأة تَسْتَفْتيه، فقالت: إِني أقبلت أُريد أن أطوف بالبيت، حتى إِذا كنتُ عند باب المسجد هَرَقت الدِّماءَ، فرجعت حتى ذهب ذلك عني، ثم أقْبَلتُ حتى إِذا كنت عند باب المسجد: هرقت الدماء، فرجعت حتى ذهب ذلك عني، ثم أقبلت حتى إِذا كنت عند باب المسجد هرقت الدماء، فقال عبد الله بن عمر: إنما ذلك ركضة من الشيطان، فاغْتسلي، ثم اسْتَثْفِري بثوب، ثم طُوفي. أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 371 في الحج، باب جامع الطواف، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (844) قال: عن أبي الزبير المكي أن أبا ماعز الأسلمي عبد الله بن سفيان، فذكره. الحديث: 5426 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 377 الفرع الثاني: في غِشْيان المستحاضة 5427 - (د) عكرمة: قال: «كانت أُمُّ حبيبةَ تُستَحاضُ، وكان [ص: 378] زوجها يَغْشَاها» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يغشاها) الغِشْيان: الوطء والجماع، وذلك حلال أن يجامع الرجل زوجته وهي مستحاضة، وهو مذهب أكثر الفقهاء، وذهب أحمد بن حنبل إلى المنع من ذلك، إلا أن يخاف العنت، وحكي ذلك عن ابن سيرين وغيره.   (1) رقم (309) في الطهارة، باب المستحاضة يغشاها زوجها. قال المنذري: في سماع عكرمة من أم حبيبة وحمنة نظر، وليس فيها ما يدل على سماعه منهما، والله أعلم، وقال الحافظ في " الفتح ": وهو حديث صحيح إن كان عكرمة سمع منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: تقدم تخريجه. الحديث: 5427 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 377 5428 - (د) عكرمة: قال: عن حَمْنَةَ بنت جحش: «أنها كانت مُستحاضة، وكان زوجُها يُجامعها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (310) في الطهارة، باب المستحاضة يغشاها زوجها، وانظر التعليق الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 5428 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 378 الفرع الثالث: في الكُدْرَة والصُّفْرة 5429 - (د س) أم عطية - رضي الله عنها - قالت: «كنا لا نَعُدُّ الكدْرَة والصُّفْرَةَ بعد الطُّهر شيئاً» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (307) و (308) في الطهارة، باب في المرأة ترى الكدرة والصفرة بعد الطهر، والنسائي 1 / 186 و 187 في الحيض، باب الصفرة والكدرة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن محمد بن سيرين. قال: قالت أم عطية: «كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئا» . أخرجه البخاري (1/89) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (308) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (647) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر. والنسائي (1/186) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة. قال: أنبأنا إسماعيل. كلاهما - إسماعيل بن علية، ومعمر - عن أيوب، عن محمد بن سيرين، فذكره. - عن أم الهذيل، عن أم عطية، وكانت بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: «كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا» . أخرجه أبو داود (307) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: أخبرنا حماد، عن قتادة. وابن ماجة (647) قال: قال محمد بن يحيى: حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي. قال: حدثنا وهيب، عن أيوب. كلاهما - قتادة، وأيوب - عن حفصة بنت سيرين أم الهذيل، فذكرته. الحديث: 5429 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 378 5430 - (ط خ) مرجانة - مولاة عائشة قالت: «كان النساءُ يَبْعَثْنَ إِلى عائشة بالدِّرَجةِ فيها الكُرْسُفُ، فيه الصُّفرَة من دم الحيضة، يَسألْنَها عن [ص: 379] الصلاة، فتقول لهن: لا تَعجَلْنَ حتى تَرَينَ القَصَّة البيضاءَ - تريد بذلك الطهر من الحيضة-» . أخرجه الموطأ، وأخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القَصَّة) : الجِصُّ، ومعناه: أن تُخرج الخِرْقَةَ أو القطنة التي تحتشي بها المرأة، كأنها قَصَّة لا يُخَالِطُها صُفْرة ولا كُدْرَة، وقيل: إن القصة شيء كالخيط يخرج بعد انقطاع الدم كلِّه.   (1) رواه الموطأ 1 / 59 في الطهارة، باب طهر الحائض، وذكره البخاري في ترجمة باب 1 / 356 في الحيض، باب إقبال المحيض وإدباره، وفي سنده مرجانة والدة علقمة، لم يوثقها غير ابن حبان والعجلي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (126) قال: عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه مولاة عائشة، فذكرته. قلت: علقه البخاري (1/356) باب إقبال المحيض وإدباره. الحديث: 5430 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 378 5431 - (ط خ) ابنة زيد بن ثابت - رضي الله عنهما -: «بلغها: أن نساء كُنَّ يَدْعُونَ بالمصابيح من جَوفِ الليل، يَنْظُرْنَ إِلى الطهر، فكانت تَعِيبُ ذلك عليهنَّ، وتقول: ما كان النساءُ يَصنْعنَ هذا» . أخرجه الموطأ، وأخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) رواه الموطأ 1 / 59 في الطهارة، باب طهر الحائض، وذكره البخاري في ترجمة، باب 1 / 357 في الحيض، باب إقبال المحيض وإدباره، بلاغاً، وفي سنده انقطاع وجهالة ابنة زيد، وانظر " الفتح " 1 / 357. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (127) قال: عن عبد الله بن أبي بكر عن عمته عن ابنة زيد بن ثابت. الحديث: 5431 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 379 الفرع الرابع: في وقت النفاس 5432 - (د ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كانت النُّفساء [ص: 380] على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تَعُدُّ نِفَاسَها أربعين يوماً، أو أربعين ليلة، وكُنَّا نَطْلي على وجوهنا الوَرْسَ - يعني: من الكَلَف-» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي قالت: «كانت النفساءُ تجلس على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أربعين يوماً، وكنا نَطْلي وُجوهَنا بالوَرْسِ من الكَلَف» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوَرْس) : نبت أصفر يُصبَغ به، ويُتَّخَذُ منه حمرة للوجه ليحسِّن اللون. (الكَلَف) لون يعلُو الوجه، يخالف لونه، يضرب إلى السواد والحمرة، والله أعلم   (1) رواه أبو داود رقم (311) في الطهارة، باب ما جاء في وقت النفساء، والترمذي رقم (139) في الطهارة، باب ما جاء في كم تمكث النفساء، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (6/300) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا أبو خيثمة - يعني زهير بن معاوية -. وفي (6/302) قال: حدثنا شجاع بن الوليد. وفي (6/304) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا زهير. وفي (6/309) قال: حدثنا أبو كامل مظفر بن مدرك. قال: حدثنا زهير. والدارمي (960) قال: أخبرنا ابن الوليد. قال: حدثنا أبو خيثمة. وأبو داود (311) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: أخبرنا زهير. وابن ماجة (648) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا شجاع بن الوليد. والترمذي (139) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. قال: حدثنا شجاع بن الوليد أبو بدر. كلاهما - زهير أبو خيثمة، وشجاع بن الوليد - عن علي بن عبد الأعلى، عن أبي سهل، عن مسة الأزدية، فذكرته. الحديث: 5432 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 379 الكتاب الثاني من حرف الطاء: في الطعام، وفيه خمسة أبواب الباب الأول: في آداب الأكل ، وفيه ستة فصول الفصل الأول: في آلات الطعام 5433 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لم يأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على خِوان حتى مات، وما أكل خُبْزاً مُرَقَّقاً حتى مات» . وفي رواية له قال: «ما علمتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم- أكل على سُكُرُّجَة قطُّ، ولا خُبِزَ له مُرَقَّق قطُّ، ولا أكل على خِوان قط، قيل لقتادة: فعلامَ كانوا يأكلون؟ قال: على السُّفَرِ» . أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي الثانية، وزاد في رواية: [ص: 382] «حتى مات» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 463 في الأطعمة، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان، وباب شاة مسموطة والكتف، وفي الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، والترمذي رقم (1789) في الأطعمة، باب ما جاء علام كان يأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن قتادة، عن أنس، قال: «ما علمت النبي -صلى الله عليه وسلم- أكل على سكرجة قط، ولا خبز له مرقق قط، ولا أكل على خوان» . سكرجة: إناء صغير «فارسي معرب» . أخرجه أحمد (3/130) . والبخاري (7/91) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (7/97) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود. وابن ماجة (3292) قال: حدثنا محمد بن المثنى. والترمذي (1788) وفي «الشمائل» (147) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1444) عن إسحاق بن إبراهيم. وعن عمرو بن علي وإسحاق بن إبراهيم. سبعتهم - أحمد، وعلي، وابن أبي الأسود، وابن المثنى، وابن بشار، وإسحاق، وعمرو - عن معاذ ابن هشام، قال: حدثني أبي، عن يونس بن أبي الفرات الإسكاف، عن قتادة، فذكره. - وعن قتادة، عن أنس، قال: «لم يأكل النبي -صلى الله عليه وسلم- على خوان حتى مات، وما أكل خبزا مرققا حتى مات» . 1- أخرجه البخاري (8/119) . والترمذي (2363) . وفي «الشمائل» (150) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1174) عن الفضل بن سهل الأعرج. ثلاثتهم - البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، والفضل - عن أبي معمر. 2 - وأخرجه ابن ماجة (3293) قال: حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري، قال: حدثنا أبو بحر. كلاهما - أبو معمر، وأبو بحر البكراوي - قالا: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره. الحديث: 5433 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 381 5434 - (خ ت) أبو حازم [سلمة بن دينار] قال: «سألتُ سهْلَ بن سعد، فقلتُ: هل أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- النَّقيَّ؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- النَّقيَّ من حِين ابْتَعَثَه الله حتى قَبَضَه الله، فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَنَاخِلُ؟ قال: ما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُنْخُلاً من حِين ابْتَعَثَهُ الله حتى قبضه الله، قلت: كيف كنتم تأكلون الشَّعيرَ؟ غير مَنْخَول؟ قال: كنا نَطْحَنُه ونَنفُخُه، فيطير [منه] ما طار، وما بقي ثَرَّينَاه» . وفي رواية مختصراً قال: «هل رأيتم في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- النَّقيَّ؟ قال: لا، قلتُ: أكنُتم تَنْخلون الشعير؟ قال: لا ولكنا كنا نَنفخُه» . أخرجه البخاري والترمذي (1) . وزاد فيه الترمذي بعد «النَّقيَّ» : «يعني: الحُوَّارَى» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّقيُّ) : الطعام الأبيض الحُوَّارَى. [ص: 383] (ثريناه) ثَرَّيت الدقيق والسويق: إذا بَللته.   (1) رواه البخاري 9 / 477 في الأطعمة، باب النفخ، وباب ما كان يأكل النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2365) في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/332) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن عبد الله بن دينار -. وعبد بن حميد (461) قال: حدثني عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والبخاري (7/96) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (7/96) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب. وابن ماجة (3335) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وسويد بن سعيد، قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (2364) . وفي «الشمائل» (146) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4785) عن قتيبة، عن يعقوب. أربعتهم - عبد الرحمن بن عبد الله، وعبد العزيز، وأبو غسان، ويعقوب - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 5434 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 382 5435 - (خ) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما- قالت: «صَنعتُ سُفْرَة للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في بيت أبي بكر، حين أراد أنْ يُهاجر إلى المدينة، فلم نَجِدْ لسُفَرتِه ولا لِسقَائِه ما يَربطهما به، فقلت لأبي بكر: والله ما أجِدُ شيئاً أرْبطُه به إلا نِطَاقي، قال: فشُقِّيه باثْنيَن، فارْبطي بواحد السِّقَاءَ، وبواحد السُّفْرَةَ ففعلت، فلذلك سُمِّيت: ذَاتَ النِّطاَقَين» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نِطَاقي) النِّطَاق: شيء تَشُدُّ به المرأة وسطها، وترفع به ثوبها أن ينال الأرض عند قضاء الأشغال. (سِقَاء) السِّقاء: إناء للماء من الجلود كالقِرْبَة.   (1) 6 / 91 في الجهاد، باب حمل الزاد في المغازي، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، وفي الأطعمة، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/346) . والبخاري (4/66) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. وفي (5/78) قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبيد، وعبد الله - قالوا: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا هشام، عن أبيه، وفاطمة بنت المنذر، فذكراه. - وعن عروة، وعن وهب بن كيسان، قال: كان أهل الشام يعيرون ابن الزبير، يقولون: يا ابن ذات النطاقين، فقالت له أسماء: يا بني إنهم يعيرونك بالنطاقين هل تدري ما كان النطاقان؟ إنما كان نطاقي شققته نصفين، فأوكيت قربة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأحدهما وجعلت في سفرته آخر، قال: فكان أهل الشام إذا عيروه بالنطاقين يقول: إيها والإلة، تلك شكاة ظاهر عنك عارها. أخرجه البخاري (7/91) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، وعن وهب بن كيسان، فذكراه. الحديث: 5435 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 383 الفصل الثاني: في التسمية عند الأكل 5436 - (م د) حذيفة [بن اليمان]- رضي الله عنهما - قال: «كنا إذا [ص: 384] حَضَرنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- طعاماً، لم نَضَعْ أَيْديَنا حتى يَبدَأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَيضَع يدَه، وإنَّا حضَرناْ معه مرَّة طعاماً فجاءتْ جاريةُ كأنَّها تُدْفَعُ، فذهبت لتَضَعَ يدَها في الطعام، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيدها، ثم جاء أعرابيُّ كأنما يُدفَع، فذهب ليضع يدَه في الطعام، فأخذ بيده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إن الشيطان يَستَحِلُّ الطعامَ: أنْ لا يُذْكَر اسمُ الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحِِلَّ بها، فأخذتُ بيدها، فجاء بهذا الأعرابيِّ ليستحلَّ به، فأخذتُ بيده، والذي نفسي بيده، إن يده في يدي مع يَدِها» ، زاد في رواية «ثم ذكر اسمَ الله وأكل» أخرجه مسلم. وأخرجه أبو داود، وقدَّم ذِكْرَ الأعرابي على الجارية، وقال: «إن يدَه في يدي مع أيديهما» ولم يذكر الزيادة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُدفَع) أراد: سرعة مجيئها، كأن وراءها من يدفعها إلى قُدَّامِها.   (1) رواه مسلم رقم (2017) في الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، وأبو داود رقم (3766) في الأطعمة، باب التسمية على الطعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/382) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/397) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. ومسلم (6/107) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/108) قال: وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنيه أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (3766) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (273) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. ثلاثتهم - أبو معاوية، وسفيان، وعيسى - عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبي حذيفة، فذكره. الحديث: 5436 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 383 5437 - (د ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أكل أحدُكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإنْ نَسِيَ في الأول، [ص: 385] فليقل في الآخر: بسم الله في أوَّلِه وآخره» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3767) في الأطعمة، باب التسمية على الطعام، والترمذي رقم (1859) في الأطعمة، باب ما جاء في التسمية على الطعام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/207) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/246) قال: حدثنا روح. وفي (6/265) قال: حدثنا عبد الوهاب. والدارمي (2027) قال: أخبرنا بندار. قال: حدثنا معاذ بن هشام، وأبو داود (3767) قال: حدثنا مؤمل بن هشام. قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (1858) . وفي «الشمائل» (193) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان. قال: حدثنا وكيع. وفي «الشمائل» (189) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (281) قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله. قال: حدثنا المعتمر بن سليمان. سبعتهم - وكيع، وروح بن عبادة، وعبد الوهاب الثقفي، ومعاذ بن هشام، وإسماعيل بن علية، وأبو داود الطيالسي، والمعتمر بن سليمان - عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن بديل بن ميسرة العقيلي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، أن امرأة منهم يقال لها أم كلثوم حدثته، فذكرته. * أخرجه أحمد (6/143) . والدارمي (2026) . وابن ماجة (3264) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو بكر - عن يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام، عن بديل، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة، نحوه. ليس فيه «أم كلثوم» . الحديث: 5437 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 384 5438 - (ت) عائشة - رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكل طعاماً في ستة من أصحابه، فجاء أعرابيُّ فأكله بلُقمَتيَن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أما إنه لو سَمَّى لكفَاكم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) أخرجه الترمذي بإسناد الحديث الذي قبله برقم (1859) في الأطعمة، باب التسمية على الطعام، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: تقدم تخريجه، وهو جزء من الحديث الذي قبله. الحديث: 5438 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 385 5439 - (د) وحشي بن حرب [بن وحشي] عن أَبيه عن جده: «أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع؟ قال: لعلَّكم تفترِقُون؟ قالوا: نعم، قال: فاْجتَمعِوُا على طعامكم، واذكروا اسْمَ الله، يُبَارَكْ لكم فيه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3764) في الأطعمة، باب في الاجتماع على الطعام، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3286) في الأطعمة، باب الاجتماع على الطعام، وأحمد في " المسند " 3 / 501، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/501) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وأبو داود (3764) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. وابن ماجة (3286) قال: حدثنا هشام بن عمار، وداود بن رشيد ومحمد بن الصباح. خمستهم - يزيد، وإبراهيم، وهشام، وداود، وابن الصباح - قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا وحشي بن حرب بن وحشي، عن أبيه، فذكره. قلت: وحشي بن حرب مستور، قاله الحافظ في «التقريب» . الحديث: 5439 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 385 5440 - (د) أمية بن مخشي - رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، - رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً ورجلُ يأكل، فلم يُسَمِّ، حتى لمَ يَبقَ من طعامه إلا لُقْمة، فلما دَفعَها إلى فيه، قال: بسم الله أوَّلَه وآخِرَه، فَضَحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: ما زال الشيطان يأكل مَعَهُ، [ص: 386] فلما ذكر [اسم] الله آخِراً اسْتَقَاءَ ما في بطنه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3768) في الأطعمة، باب التسمية على الطعام، وإسناده ضعيف، وقال ابن علان في " شرح الأذكار ": قال الحافظ - يعني ابن حجر في " أمالي الأذكار " - بعد تخريج الحديث: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف غريب: قال العماد بن كثير: أخرجه أحمد (4/336) . رواه أبو داود (8673) عن مؤمل بن الفضل الجزري، عن عيسى بن يونس. عن جابر بن صبح، عن المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، عن عمه أمية به. ورواه النسائي الكبرى عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد عن جابر بن صبح، به. قلت: المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي مستور، قاله الحافظ، ونقل ابن علان عنه استغرابه لهذا الحديث عزوا لأماليه في تخريج الأذكار. الحديث: 5440 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 385 5441 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا دخل الرجلُ مَنزِلَه فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مَبيتَ لكم ولا عَشاءَ، وإن ذكر الله عند دُخوله، ولم يذكره عند عشائه، يقولُ: أدركتم العَشاء، ولا مَبيِتَ لكم، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيتَ والعَشاءَ» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2018) في الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، وأبو داود رقم (3765) في الأطعمة، باب التسمية على الطعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/346) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة. 2 - وأخرجه أحمد (3/383) قال: حدثنا روح. والبخاري في «الأدب المفرد» (1096) قال: حدثنا خليفة، قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (6/108) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا الضحاك - يعني أبا عاصم -. (ح) وحدثنيه إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح بن عبادة. وأبو داود (3765) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا أبو عاصم. وابن ماجة (3887) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (178) قال: أخبرنا يوسف ابن سعيد. قال: حدثنا حجاج. ثلاثتهم - روح، وأبو عاصم، وحجاج - عن ابن جريج. كلاهما - ابن لهيعة، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 5441 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 386 الفصل الثالث: في هيئة الأكل والآكل ، وفيه ثمانية أنواع [النوع] الأول: الأكل باليمين 5442 - (م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يأكلنَّ أحدٌ منكم بشِِمالِه، ولا يشربَنَّ بها، فإن الشيطان يأكل [ص: 387] بشماله، ويشربُ بها، قال: وكان نافع يزيد فيها: ولا يأخذُ بها، ولا يُعطي بها» . وفي رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أكل أحدُكم فلْيأُكل بيمينه، وإذا شَرِبَ فلْيَشربْ بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله» . أخرجه مسلم، وأخرج الموطأ وأبو داود الثانية، وأخرج الترمذي الأولى بغير زيادة نافع (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2020) في الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، والموطأ 2 / 922 و 923 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب النهي عن الأكل بالشمال، وأبو داود رقم (3776) في الأطعمة، باب الأكل باليمين، والترمذي رقم (1801) في الأطعمة، باب ما جاء في النهي عن الأكل والشرب بالشمال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أكل أحدكم، فليأكل بيمينه ... » . 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (574) . وأحمد (2/33) (4886) قال: حدثنا عبد الرزاق. والدارمي (2036) قال: أخبرنا أبو محمد الحنفي. ومسلم (6/109) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى «الورقة / 88 - أ» قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، وفي «الورقة / 89 - ب» قال: أخبرنا قتيبة ببن سعيد. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وأبو محمد الحنفي، وقتيبة - عن مالك بن أنس. 2 - وأخرجه الحميدي (635) . وأحمد (2/8) (4537) . والدارمي (2037) قال: أخبرنا عمرو بن عون. ومسلم (6/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر. وأبو داود (3776) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي في الكبرى «الورقة / 88 -أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن عون، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وزهير، وابن أبي عمر، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة. 3 - وأخرجه أحمد (2/106) (5847) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا العمري. 4 - وأخرجه أحمد (2/146) (6334) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: سمعت مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر. 5 - وأخرجه مسلم (6/109) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا يحيى، وهو القطان. والترمذي (1799) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. والنسائي في الكبرى «الورقة / 88 - أ» قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. كلاهما - عبد الله بن نمير، ويحيى القطان - عن عبيد الله بن عمر. أربعتهم - مالك، وسفيان، وعبد الله بن عمر العمري، وعبيد الله بن عمر - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره. - وعن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يأكل أحدكم بشماله، ولا يشرب بشماله، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله» . أخرجه أحمد (2/80) (5514) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي في الكبرى «الورقة 88 - أ» قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا شريك. كلاهما - محمد بن عبيد، وشريك - عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. - وعن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أكل أحدكم، فليأكل بيمينه، وإذا شرب، فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله» . 1- أخرجه الحميدي (635) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/146) (6332) قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وعبد الأعلى. وفي (2/146) (6333) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح. والترمذي (1800) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: حدثنا جعفر بن عون، عن سعيد بن أبي عروبة. والنسائي في الكبرى «الورقة / 88 - أ» قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق. وفي «الورقة / 89 - ب» قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. ستتهم - سفيان، وعبد الرزاق، وعبد الأعلى، ورباح، وسعيد، ويزيد - عن معمر، عن الزهري. 2 - وأخرجه أحمد (2/134) (6184) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا عاصم بن محمد. والبخاري في «الأدب المفرد» (1189) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب. ومسلم (6/109) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة. قال أبو الطاهر: أخبرنا. وقال حرملة: حدثنا عبد الله بن وهب. والنسائي في الكبرى «الورقة / 89 - ب» قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا أبو الجواب، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني عمي، قال: حدثنا عاصم، وهو ابن محمد. ثلاثتهم - عاصم، وابن وهب، وسفيان - عن عمر بن محمد، قال: حدثني القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر. كلاهما - الزهري، والقاسم - عن سالم، فذكره. * أخرجه أحمد (2/128) (6117) قال: حدثنا شجاع بن الوليد، عن عمر بن محمد، عن سالم، عن ابن عمر، نحوه. ليس فيه «القاسم» . الحديث: 5442 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 386 5443 - (م ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يأكلَ الرجلُ بشِماله، أو يشربَ بشماله، أو يمشيَ في نَعْل واحدة، أو يشتمل الصَّمَّاء، أو يَحْتَبيَ في ثوب واحد كاشِفاً عن فَرْجِه» . وفي رواية: «لا تأكلوا بالشِّمال، فإن الشيطان يأكل بالشمال» . أخرجه مسلم والموطأ، ولم يذكر الموطأ (1) «أو يشربَ بشماله» (2) .   (1) وكذلك ليست في نسخ مسلم المطبوعة، ولعلها من زيادات الحميدي. (2) رواه مسلم رقم (2019) في الأشربة، باب آداب الطعام والشراب، ورقم (2099) في اللباس، باب النهي عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب واحد، والموطأ 2 / 922 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب النهي عن الأكل بالشمال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/334) قال: حدثنا يونس بن محمد، وحجين. ومسلم (6/108) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجة (3268) قال: حدثنا محمد بن رمح. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2917) عن قتيبة. أربعتهم - يونس، وحجين، وقتيبة، وابن رمح - عن الليث بن سعد. 2 - وأخرجه أحمد (3/387) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. كلاهما - الليث، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، فذكره. قلت: ومالك في «الموطأ» (2/922) في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- باب النهي عن الأكل بالشمال. الحديث: 5443 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 387 5444 - (م) سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه - «أن رجلاً أكل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشماله، فقال: كُلْ بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعتَ، ما مَنَعه إلا الكِبْرُ، قال: فما رفعها إلى فِيهِ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2021) في الأشربة، باب آداب الطعام والشراب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواية بهز، وهاشم، وأبي الوليد: «أبصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسر بن راعي العير بأكل بشماله ... » الحديث. أخرجه أحمد (4/45) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/46) قال: حدثنا بهز. وفي (4/50) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وعبد بن حميد (388) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. والدارمي (2038) قال: أخبرنا أبو الوليد. ومسلم (6/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. ستتهم - وكيع، وبهز، ويحيى، وهاشم، وأبو الوليد، وزيد - عن عكرمة بن عمار اليمامي، قال: حدثني إياس بن سلمة، فذكره. الحديث: 5444 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 388 [النوع] الثاني: الأكل مما يليك 5445 - (خ م ط د ت) عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما - قال: «كنتُ غُلاماً في حجْرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانت يَدي تطيشُ في الصحفَة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا غلامُ، سَمِّ الله، وكلْ بيمينك، وكلْ مما يَليك، فما زالتْ تلك طِعْمَتي بعدُ» . وفي رواية قال: «أكلتُ يوماً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- طعاماً، فجعلت آكلُ من نواحي الصَّحفَة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: كُل مما يَليِك» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري من رواية مالك عن وهَب بن كَيْسان قال: «أِتيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بطعامٍ، ومعه رَبِيبُه عمرُ بن أبي سلمة: فقال: سمِّ الله، وكل مما يَلِيك» مرسل. وأخرج الموطأ رواية البخاري. [ص: 389] وللترمذي وأبي داود: «أنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعنده طعام فقال: ادْنُ يا بُنَيَّ، فَسَمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَطِيش في الصَّحْفَة) الطَّيْش: الخِفَّة، أراد أن يده تمتد إلى جوانب الصحفة، والصحفة كالقَصعَة والصَّحْن مما يكون فيه الطعام. (طِعمتي) الطِّعْمَة بكسر الطاء: الحالة.   (1) رواه البخاري 9 / 458 في الأطعمة، باب التسمية على الطعام والأكل باليمين، وباب الأكل مما يليه، ومسلم رقم (2022) في الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، والموطأ 2 / 934 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وأبو داود رقم (3777) في الأطعمة، باب الأكل باليمين، والترمذي رقم (1858) في الأطعمة، باب ما جاء في التسمية على الطعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن وهب بن كيسان، أنه سمع عمر بن أبي سلمة يقول: «كنت غلاما في حجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت يدي تطيش في الصحفة ... » . أخرجه أحمد (4/26) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الوليد بن كثير. والدارمي (2025 و 2051) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (7/88) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: أخبرنا سفيان. قال: الوليد بن كثير أخبرني. (ح) وحدثني عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي. ومسلم (6/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر. جميعا عن سفيان، عن الوليد بن كثير. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وأبو بكر بن إسحاق. قالا: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني محمد بن عمرو بن حلحلة. وابن ماجة (3267) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الوليد بن كثير. والنسائي في الكبرى «الورقة 88 - أ» وفي «عمل اليوم والليلة» (278) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الوليد بن كثير. وفي «عمل اليوم والليلة» (279) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا مالك بن أنس. ثلاثتهم - الوليد، ومالك، ومحمد بن عمرو - عن وهب بن كيسان، فذكره. * أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (581) . والبخاري (7/88) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. والنسائي في الكبرى «الورقة (88 - أ) وفي «عمل اليوم والليلة» (280) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - عبد الله، وقتيبة - عن مالك، عن وهب بن كيسان أبي نعيم، قال: أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطعام، ومعه ربيبه عمر بن أبي سلمة. فقال: سم الله وكل مما يليك» «مرسلا» قال النسائي: هذا أولى بالصواب. يعني من حديث خالد بن مخلد عن مالك «متصلا» . وعن رجل من مزينة، عن عمر بن أبي سلمة: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي بطعام. فقال: يا بني، سم الله عز وجل، وكل بيمينك، وكل مما يليك. قال: فما زالت أكلتي بعد» . أخرجه أحمد (4/26) قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو معاوية. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (276) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (277) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن عبدة. ثلاثتهم - وكيع، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، عن أبي وجزة، رجل من بني سعد، عن رجل من مزينة، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 88 - أ» قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد، عن هشام «قال خالد في هذا الحديث:» قرأه عن رجل من بني سعد - وقد سمى السعدي -: حدثه السعدي عن رجل من مزينة - كان جارا لعمر بن أبي سلمة، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: وهذا الصواب عندنا يعني من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة. * أخرجه أحمد (4/27) «قال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبي: حدثكم أبو سعيد مولى بني هاشم» . (ح) وقرأت على أبي: موسى بن داود. (ح) وقرأت على أبي: منصور بن سلمة الخزاعي. وعبد الله بن أحمد (4/27) قال: حدثناه لوين. وأبو داود (3777) قال: حدثنا محمد بن سليمان لوين. أربعتهم - أبو سعيد، وموسى، ومنصور، ولوين - عن سليمان بن بلال، عن أبي وجزة، عن عمر بن أبي سلمة، فذكره. ليس فيه: «عن رجل من مزينة» . وعن عروة بن الزبير، عن عمر بن أبي سلمة، أنه دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده طعام. قال: ادن يابني، وسم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك» . أخرجه أحمد (4/26) قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3265) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (1857) قال: حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والنسائي في الكبرى «الورقة 88 - أ» وفي «عمل اليوم والليلة» (275) قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله العطار، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا معمر. وفي «عمل اليوم والليلة» (274) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرني هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وسعيد - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. - وعن عبد الرحمن بن سعد المقعد، عن عمر بن أبي سلمة، قال: «قرب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- طعام. فقال لأصحابه: اذكروا اسم الله. وليأكل كل امرئ مما يليه» . أخرجه أحمد (4/27) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الأسود، عن عبد الرحمن بن سعد المقعد، فذكره. الحديث: 5445 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 388 5446 - (ت) عبد الله بن عكراش بن ذؤيب - عن أبيه قال: «بعثني بنو مرة بن عُبَيَد بصدقات أموالهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَدِمْتُ [عليه] المدينة، فوجدته جالساً بين المهاجرين والأنصار، قال: فأخذ بيدي، فانطلَق بي إلى بيت أم سلمة، فقال: هل من طعام؟ فأُُُِتينَا بجفنة كثيرةِ الثَّريد والوَذْرِ، فأقبلنا نأكل منها، فَخَبطْتُ بيدي في نواحيها، وأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من بين يديه، فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى، ثم قال: يا عِكْراشُ كُلْ من موضع واحد، فإنه طعام واحد، ثم أُتينا بطبَق فيه ألوان التمر، أو [ص: 390] الرطب - شك عبيد الله - فجعلتُ آكل من بين يَدَيَّ، وجالتْ يَدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الطَّبق، فقال: يا عِكْراش، كُلْ من حيث شئتَ، فإنه غير لون واحد، ثم أُتينا بماءِ، فغَسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يديه ومسح بِبلَل كفَّيه وجهَه وذراعيه ورأسَه، وقال: يا عكراش، هذا الوضوء مما غيَّرت النار» . أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب، تفرد به العلاء بن الفضل، وفي الحديث قصة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوَذْرَة) : القطعة من اللحم، وجمعها: وَذْر، مثل: تَمْرَة وتَمْر.   (1) رقم (1849) في الأطعمة، باب ما جاء في التسمية على الطعام، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل، وقد تفرد العلاء بهذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (3274) . والترمذي (1848) . وابن خزيمة (2282) قالوا: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية أبو الهذيل، قال: حدثنا عبيد الله بن عكراش، فذكره. (*) رواية ابن ماجة وابن خزيمة مختصرة. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل، وقد تفرد العلاء بهذا الحديث. ولا نعرف لعكراش عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا هذا الحديث. قلت: نقل الحافظ في «الإصابة» (7/35) (5631) قول ابن حبان: له صحبة إلا أني لست معتمدا على إسناد خبره. الحديث: 5446 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 389 [النوع] الثالث: الأكل من جوانب الطعام، وترك وسطه 5447 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «البَرَكةُ تَنْزِلُ وسط الطعام، فكلوا من حافَّتَيْه ولا تأكلوا من وسَطه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1806) في الأطعمة، باب ما جاء في كراهية الأكل من وسط الطعام، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، إنما يعرف من حديث عطاء ابن السائب، وقد رواه شعبة والثوري عن عطاء بن السائب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (529) قال: حدثنا سفيان «ابن عيينة» . وأحمد (1/270) (2439) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان «الثوري» . وفي (1/300) (2730) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/343) (3190) قال: حدثنا عبد الرحمن، وابن جعفر، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1/345) (3214) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان «الثوري» . وفي (1/364) (3438) قال: حدثنا عمر بن عبيد. والدارمي (2052) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة. وأبو داود (3772) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال:حدثنا شعبة وابن ماجة (3277) قال حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل. والترمذي (1805) قال: حدثنا أبو رجاء، قال: حدثنا جرير. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5566) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن شعبة. ستتهم - ابن عيينة، والثوري، وشعبة، وعمر بن عبيد، وابن فضيل، وجرير - عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 5447 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 390 5448 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أكل أحدُكم طعاماً فلا يأكُلْ من أعلى الصَّحْفة، ولكن ليأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3772) في الأطعمة، باب ما جاء في الأكل من أعلى الصفحة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع تخريج الحديث السابق. الحديث: 5448 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 391 5449 - (د) عبد الله بن بُسر - رضي الله عنه - قال: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- قَصْعةُ يقال لها: الغرَّاءُ، يَحملها أربعة رجال، فلما أضْحَوْا وسجدوا الضحى، أُتِيَ بتلك القَصعة وقد ثُِرد فيها، فالتَفَّوا عليها، فلما كثروا، جَثا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له أعرابيُّ: ما هذه الجِلسةِ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن الله جَعلني عبداً كريماً، ولم يجعلني جبَّاراً عنيداً، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: كلوا من جوانبها، ودَعُوا ذِرْوَتَها يبارَكْ فيها» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَثَا) يَجْثُو: إذا قعد على ركبتيه. (جبَّاراً عَنِيداً) العنيد: الجائر عن القصد، والمخالف الذي يردُّ الحقّ مع العلم به، والجبَّار: العَاتي المتكبِّر. (ذِرْوَتها) ذِرْوَة كلِّ شيء: أعلاه.   (1) رقم (3773) في الأطعمة، باب ما جاء في الأكل من أعلى الصفحة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3773) . وابن ماجة (3263 و 3275) قالا: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن عبد الرحمن بن عرق، فذكره. الحديث: 5449 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 391 [النوع] الرابع: في القِرَان بين التمر 5450 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَقْرُنَ الرجل بين التمرتين، إلا أن يَستأذِنَ أصحابه» قال شعبة: الإذن من قول ابن عمير. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن القِرانِ، إلا أن تَستَأذنِ أصحابَك» (1) . وفي رواية ذكرها رزين عن جَبلَة بن سُحَيم قال: «أصاَبنا عامٌ سَنَة مع ابن الزبير، وكان يرزُقنا تمراً، وكان ابن عمر يمرُّ بنا ونحن نأكل، ويقول: لا تُقَارِنُوا، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن القِرَان، [ثم يقول] : إلا أن يستأذن الرجلُ أخاه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القِرَان) القِرَان في أكل التمر: أن يجمع في اللقمة بين تمرتين، وإنما [ص: 393] نهي عنه لما كان القوم فيه من شدة العيش وقلة الطعام، وكانوا مع هذا يواسون من القليل، فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضهم بعضاً على نفسه، غير أن الطعام قد يكون قليلاً، وفي القوم من قد اشتد جوعه وبلغ منه مبلغاً، فربما قَرَن بين التمرتين، أو عظَّم اللقمة ليسدَّ به جوعه، فأرشد النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى الإذن فيه، وأمر بالاستئذان فيه، لتَطِيب به أنْفُس أصحابه، فأما اليوم، فقد كثُر الخير وزال ذلك التَّقَشُّف، فلا يحتاجون إلى الاستئذان في ذلك إلا عند الإعْوَاز والضِّيق.   (1) رواه البخاري 9 / 493 في الأطعمة، باب القران في التمر، وفي المظالم، باب إذا أذن إنسان لآخر شيئاً جاز، وفي الشركة، باب القران في التمر بين الشركاء، ومسلم رقم (2045) في الأشربة، باب نهي الآكل مع جماعة عن قران تمرتين، وأبو داود رقم (3834) في الأطعمة، باب الإقران في التمر عند الأكل، والترمذي رقم (1815) في الأطعمة، باب ما جاء في كراهة القران بين التمرتين. (2) هذه الرواية عند البخاري 9 / 493 في الأطعمة، باب القران في التمر، وهي إحدى روايات الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الإقران، إلا أن يستأذن الرجل منكم أخاه» . هذه رواية شعبة. وفي رواية سفيان: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقرن الرجل بين التمرتين حتى يستأذن أصحابه» . 1 - أخرجه أحمد (2/7) (4513) . وأبو داود (3834) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى. كلاهما - أحمد، وواصل - عن محمد بن فضيل، عن أبي إسحاق الشيباني. 2 - وأخرجه أحمد (2/44) (5037) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (2/46) (5063) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/74) (5435) قال: حدثنا بهز. وفي (2/81) (5533) قال: حدثنا محمد. وفي (2/103) (5802) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2065) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري (3/171) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (3/181) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (7/104) قال: حدثنا آدم. ومسلم (6/122) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/123) قال: حدثناه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في الكبرى «الورقة / 87 - ب» قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي «تحفة الأشراف» (6667) عن عبد الحميد بن محمد، عن خالد ابن الحارث. جميعهم - محمد بن جعفر، وحجاج، ويزيد بن هارون، وبهز، وعفان، وأبو الوليد الطيالسي، وحفص بن عمر، وآدم، ومعاذ بن معاذ، وعبد الرحمن بن مهدي، وخالد بن الحارث - عن شعبة. 3 - وأخرجه أحمد (2/60) (5246) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن. والبخاري (3/181) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. ومسلم (6/123) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الرحمن. وابن ماجة (3331) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (1814) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، وعبيد الله. والنسائي في الكبرى «الورقة / 87 - ب» قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، وهو ابن يونس. ستتهم - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلاد بن يحيى، وأبو أحمد الزبيري، وعبيد الله بن موسى، وعيسى بن يونس - عن سفيان الثوري. 4 - وأخرجه أحمد (2/131) (6149) قال: حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، قال: حدثنا أبي. أربعتهم - أبو إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان، وشعبة، وسفيان، وعبد الملك بن أبي غنية - عن جبلة بن سحيم، فذكره. * أخرجه النسائي «الكبرى / الورقة - 87 ب» قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد الحراني، قال: حدثنا مخلد، قال: حدثنا مسعر، عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر، أنه سئل عن قران التمر؟ فقال: لا يقرن، إلا أن يستأذن أصحابه. «موقوفا» . * في رواية محمد بن جعفر، وحجاج، وآدم بن أبي أياس، عن شعبة: قال شعبة: لا أرى هذه الكلمة إلا من كلمة ابن عمر، يعني الاستئذان. الحديث: 5450 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 392 [النوع] الخامس: الأكل بالسِّكين 5451 - (د) عائشة -رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَقْطَعُوا اللَّحمَ بالسِّكِّين، فإنه من صَنِيع الأعاجم، وانْهَسُوهُ نَهْساً، فإنه أهْنَأُ وأمْرَأُ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَهْساً) النَّهْس والنَّهش: الأكل بمقدَّم الأسنان، كذا قال الجوهري، وقال غيره: النَّهس بأطراف الأسنان، والنَّهش بالأضراس.   (1) رقم (3778) في الأطعمة، باب في أكل اللحم، وإسناده ضعيف، لكن يشهد للشطر الأخير منه حديث صفوان الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف جدا: أخرجه أبو داود (3778) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا أبو معشر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. * قال أبو داود: وليس هو بالقوي. الحديث: 5451 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 393 5452 - (د ت) صفوان بن أمية - رضي الله عنه - قال: «كنتُ آكل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فآخُذُ اللَّحمَ بيدي من العَظْم، فقال: ادْن العظْم من فِيك؛ فإنه أهْنَأُ وأمْرأُ» أخرجه أبو داود. [ص: 394] وفي رواية الترمذي عن عبد الله بن الحارث قال: زوَّجني أبي، فدعا ناساً، فيهم صفْوان بن أمية، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «انْهَسُوا اللَّحْمَ نَهْساً، فإنه أهنأُ وأمرأُ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3779) في الأطعمة، باب في أكل اللحم والترمذي رقم (1836) في الأطعمة، باب ما جاء أنه قال: انهسوا اللحم نهساً، وإسناده ضعيف، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وانظر " الفتح " 9 / 477. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/401) و (6/466) . وأبو داود (3779) قال: حدثنا محمد بن عيسى. كلاهما - أحمد، ومحمد بن عيسى - قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم - ابن علية - قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن عثمان بن أبي سليمان، فذكره. (*) قال أبو داود: عثمان لم يسمع من صفوان، وهو مرسل. قلت: لفظ الترمذي (1836) باب ما جاء أنه قال: انهسوا اللحم نهسا. الحديث: 5452 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 393 [النوع] السادس: في القُعُود على الطعام 5453 - (خ ت د) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال: «كنتُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال لرجل عنده: لا آكل مُتَّكِئاً - أو قال: وأنا مُتَّكئ -» أخرجه البخاري. وعند الترمذي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أمَّا أنا فلا آكل مُتَّكئاً» . وعند أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا آكل متكئاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا آكل مُتَّكِئاً) قال الخطابي: يَحْسَبُ أكثر العامة أن المتكئ هو المائل على أحد شقيه، لا يعرفون غيره، وكان بعضهم يتأول هذا الكلام على مذهب الطب، ودفع الضرر عن البدن: أنه إذا كان الآكل مائلاً على أحد شقيه لا يكاد يسلم من ألم يناله في مجاري طعامه، فلا يُسِيغُه ولا يَسْهُل نزوله [ص: 395] إلى معدته، قال الخطابي: وليس معنى [الحديث] ما ذهبوا إليه، إنما المتكئ هاهنا: هو المعتمد على الوطاء الذي تحته، فكل من استوى قاعداً على وِطَاء فهو متكئ، والاتكاء مأخوذ من الوكاء، وهو افتعال منه، فالمتكئ هو الذي أوكأ مقعدته، وشدها بالقعود على الوِطَاء الذي تحته، أراد: أنه إذا أكل لم يقعد على الأوطئة والوسائد، فعل من يريد أن يستكثر من الأطعمة، ويتوسع في الألوان، ولكني آكل عُلْقَة، وآخذ من الطعام بُلْغَة، فيكون قعودي مستوفِزَاً، لا مستوطِناً، فقد روي أنه - صلى الله عليه وسلم- «كان يأكل مُقْعِياً» (2) ، ويقول: أنا عبد آكل كما يأكل العبد» (3) .   (1) رواه البخاري 9 / 472 في الأطعمة، باب الأكل متكئاً، والترمذي رقم (1831) في الأطعمة، باب ما جاء في كراهية الأكل متكئاً، وأبو داود رقم (3769) في الأطعمة، باب ما جاء في الأكل متكئاً. (2) روى مسلم في صحيحه رقم (2044) في الأشربة، باب استحباب تواضع الآكل وصفة قعوده، من حديث أنس رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مقعياً يأكل تمراً، كما في الحديث الذي بعده. (3) حديث صحيح، أخرجه ابن حبان وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها، وتمامه: وأجلس كما يجلس العبد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (891) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة ومسعر. وأحمد (4/308) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/309) قال: حدثنا وكيع، عن مسعر وسفيان. (ح) وابن أبي زائدة، عن أبيه. وفي (4/309) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. والدارمي (2077) قال: أخبرنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (7/93) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا مسعر. (ح) وحدثني عثمان بن أبي شيبة. قال: أخبرنا جرير، عن منصور. وأبو داود (3769) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (3262) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر. والترمذي (1830) . وفي «الشمائل» (132) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا شريك. وفي «الشمائل» (133 و 140) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (139) قال: حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي البغدادي. قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق، يعني الحضرمي. قال: حدثنا شعبة، عن سفيان الثوري. والنسائي في الكبرى «الورقة 88 - أ» قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا شريك. خمستهم - زكريا بن أبي زائدة، ومسعر، وسفيان الثوري، ومنصور، وشريك - عن علي بن الأقمر، فذكره. الحديث: 5453 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 394 5454 - (د) [عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -] (1) قال: «ما رُئيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكل مُتكئاً قط، ولا يطأُ عَقِبَه رجلان قط، إن كانوا ثلاثة مَشَى بينهما، وإن كانوا جماعة قدَّم بعضهم» . أخرجه أبو داود إلى قوله: «رجلان» (2) .   (1) في الأصل: أنس بن مالك، وهو خطأ. (2) رواه أبو داود رقم (3770) في الأطعمة، باب ما جاء في الأكل متكئاً، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (244) في المقدمة، باب من كره أيوطأ عقباه، وإسناده حسن، وانظر " التهذيب " 8 / 51. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/165) (6549) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/167) (6562) قال: حدثنا أبو كامل. وأبو داود (3770) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (244) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سويد بن عمرو. أربعتهم - يزيد، وأبو كامل، وموسى بن إسماعيل، وسويد - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، فذكره. الحديث: 5454 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 395 5455 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - (1) قال: «أُتِيَ النبيُّ [ص: 396] صلى الله عليه وسلم- بتَمْر هدية (2) ، فجعل يقْسِمُه وهو مُحتفِز يأكل منه أكْلاً ذَريعاً - وفي رواية حثيثاً - قال: ورأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً مُقْعِياً يأكل تَمْراً» أخرجه مسلم. وعند أبي داود قال: «بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فرجعتُ إليه، فوجدتُه يأكل تمراً وهو مُقْعٍ» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُحْتَفِز) المحتفز: المُسْتَعْجِل المُسْتَوفِز، والرجل يَحْتَفِز في جلوسه كأنه يتهيأ للقيام. (أكْلاً ذَرِيعاً) أي: سَريعاً، وحثَيثاً مثله. (مُقْعِياً) الإقعاء في الجلوس: هو أن يُلْصِقَ الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه، ويضع يده بالأرض (4) ، وقيل: هو أن يجلس على وركيه وهو مستوفز.   (1) في الأصل: عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو خطأ. (2) كلمة " هدية " ليست في نسخ مسلم المطبوعة. (3) رواه مسلم رقم (2044) في الأشربة، باب استحباب الآكل وصفة قعوده، وأبو داود رقم (3771) في الأطعمة، باب ما جاء في الأكل متكئاً. (4) وهذا هو الإقعاء المنهي عنه في الصلاة، وأما الإقعاء على القدمين بين السجدتين فسنة ثابتة كما رواه مسلم في صحيحه عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1221) . ومسلم (6/122) قال: حدثنا زهير بن حرب، وابن أبي عمر. ثلاثتهم - الحميدي، وزهير، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (3/180) . وأبو داود (3771) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1591) عن إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم - أحمد، وإبراهيم، وإسحاق - عن وكيع. 3 - وأخرجه أحمد (3/203) قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي. 4- وأخرجه الدارمي (2068) . والترمذي في «الشمائل» (142) . قال: حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما - الدارمي، وابن منيع - قالا: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين. 5 - وأخرجه مسلم (6/122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، كلاهما عن حفص ابن غياث. خمستهم - ابن عيينة، ووكيع، والواسطي، وأبو نعيم، وحفص - عن مصعب، فذكره. الحديث: 5455 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 395 5456 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الجُلُوسِ على المائدة يُشْرَبُ الخَمْرُ عليها، وأنْ يأكل رجل [ص: 397] أو يشرب مُنْبَطِحاً على بطنه - وفي نسخة: وجهه - ورَخَّص في أكل حب مَقْلِيٍّ ونحوه متكئاً» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد أخرجه أبو داود رقم (3774) في الأطعمة، باب ما جاء في الجلوس على مائدة عليها بعض ما يكره، من حديث جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم عن أبيه، قال أبو داود: هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري، وهو منكر، أقول: وروه الترمذي والنسائي من حديث جابر مرفوعاً بلفظ: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر "، وهو حديث حسن، وقد تقدم برقم (5385) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منكر: عن سالم، عن أبيه، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مطعمين: عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه» . أخرجه أبو داود (3774) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (3370) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - عثمان، وابن بشار - قالا: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن الزهري، عن سالم، فذكره. * أخرجه أبو داود (3775) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا جعفر، أنه بلغه عن الزهري بهذا الحديث. * رواية محمد بن بشار، مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأكل الرجل وهو منبطح على وجهه» . * قال أبو داود: هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري، وهو منكر. الحديث: 5456 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 396 [النوع] السابع: في أحاديث متفرقة 5457 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بتَمْر عَتِيق، فجعل يُفَتِّشُ حتى يُخْرِجَ السُّوسَ منه» . وفي رواية «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يُؤتَى بالتَمْرِ فيه الدُّودُ ... فذكر معناه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3832) و (3833) في الأطعمة، باب في تفتيش التمر المسوس عند الأكل، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3832) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة. وابن ماجة (3333) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف. كلاهما - ابن جبلة، وأبو بشر - قالا: حدثنا سلم بن قتيبة، عن همام، عن إسحاق بن عبد الله، فذكره. الحديث: 5457 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 397 5458 - (م د ت) عبد الله بن بُسر - رضي الله عنه - قال: «نزلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على أبِي، فَقَرَّبْنا إليه طعاماً ورُطَبَة، فأكل منها، ثم أُتِيَ بتمْر، فكان يأكله، ويُلْقِي النَّوَى بين أصبعيه، ويجمعُ السَّبابةَ والوُسْطَى - قال شعبة: هو ظَنِّي، وهو فيه إن شاء الله إلقاءُ النَّوَى بين الأصبعين - ثم أُتِيَ بشراب فشربه، ثم ناوله الذي عن يمينه، فقال أبي وأخَذَ بِلِجَام دَابَّتِه: ادْعُ الله لنا، فقال: اللهم باركْ لهم فيما رَزَقْتهم، واغْفِر لهم وارْحَمْهم» . [ص: 398] وفي رواية نحوه، ولم يشك في إلْقاء النوى بين الأصبعين. أخرجه مسلم. قال الحميدي: كذا فيما رأينا من نسخ كتاب مسلم «فقرَّبْنا إليه طعاماً ورُطَبَة» بالراء، وهو تصحيف من الراوي، وقد ذكره أبو مسعود الدمشقي في كتابه الواو، وأخرجه أبو بكر البُرْقاني، فقال: «وجاءَه بوَطْبَة» بالواو، وفي آخره: قال النضر: الوطبة، الْحَيسُ، يجمع بين التمر البَرْني، والأقِط المدْقوق، والسَّمْن الجيّد، فلم يترك النضر بن شُمَيْل إشْكالاً، وبيَّن غاية البيان، ونقله عن شعبة على الصحة، وكان من أهل اللغة، هذا حكاية لفظ الحميديِّ - رحمه الله -. قلت: والذي رأيته أنا في كتاب مسلم من طريق روايتنا له «وَطْبة» بالواو، وأخرج الحديث أبو داود والترمذي، ولم يتعرَّضا لذكر هذه اللفظة، وهذا لفظ الترمذي قال: «نزلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على أبي، فقرَّبْنا إليه طعاماً، فأكل منه، ثم أُتِيَ بتَمْر، فكان يأكله» وذكر الرواية الأولى، وأما أبو داود فقال: «جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أبي، فنزل عليه، فقدَّم إليه طعاماً ... فذكر حَيسَاً أتاه به، ثم أتاه بشراب، فشرب، فَنَاوَلَ مَن على يمينه فأكل تمراً، فجعل يُلقِي النَّوَى ظَهْرَ إصبعيه: السبَّابة والوسطى، فلما قام، قام أبي، فأخذ [بلجام] دابَّتِه، فقال: ادْعُ الله لي، فقال: اللَّهُمَّ بارِكْ لهم فيما رزقتهم، واغفِر لهم وارحمهم» . [ص: 399] وقول أبي داود في روايته «فذكر حَيساً» ممّا يُحقق رواية «وَطبة» بالواو؛ لأنه ذكر معنى الوطبة، والله أعلم (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2042) في الأشربة، باب استحباب وضع النوى خارج التمر، وأبو داود رقم (3729) في الأشربة، باب في النفخ في الشراب والتنفس فيه، والترمذي رقم (3571) في الدعوات، باب ما جاء في دعاء الضيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/188) قال: حدثنا عفان. وفي (4/188) قال: حدثنا بهز. وفي (4/190) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (507) قال: حدثني أبو الوليد. ومسلم (6/122) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي. قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثنيه محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن حماد. وأبو داود (3729) قال: حدثنا حفص بن عمر. والترمذي (3576) قال: حدثنا أبو موسى، محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (292) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثني أبو داود. وفي (293) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد. ثمانيتهم - عفان، وبهز، ومحمد بن جعفر، وأبو الوليد، وابن أبي عدي، ويحيى بن حماد، وحفص ابن عمر، وأبو داود - عن شعبة، عن يزيد بن خمير، فذكره. الحديث: 5458 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 397 [النوع] الثامن: في لعق الأصابع والصَّحفة 5459 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أكل أحدُكم طعاماً فلا يمسح أصابعه حتى يَلْعَقَها أو يُلْعِقَها» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَلعَقُها) لَعِقْت الشيء - بالكسر - أَلْعَقُه لعقاً: إذا لَحسته، وأَلْعَقْتُه غيري.   (1) رواه البخاري 9 / 499 في الأطعمة، باب لعق الأصابع ومصها، ومسلم رقم (2031) في الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع والقصعة، وأبو داود رقم (3847) في الأطعمة، باب في المنديل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (490) . وأحمد (1/221) (1924) . والدارمي (2032) قال: أخبرنا عمرو بن عون. والبخاري (7/106) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (6/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر. وابن ماجة (3269) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5942) عن محمد بن عبد الله بن يزيد. تسعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن عون، وعلي بن عبد الله، وابن أبي شيبة، والناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، ومحمد بن عبد الله بن يزيد - عن سفيان، عن عمرو بن دينار. 2 - وأخرجه أحمد (1/293) (2672) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. وفي (1/346) (3234) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/370) (3499) قال: حدثنا روح. وعبد بن حميد (629) قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (6/113) قال: حدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرني أبو عاصم. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا روح بن عبادة. وأبو داود (3847) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5916) عن شعيب بن يوسف، عن يحيى. خمستهم - عبد الله بن الحارث، ويحيى، وروح، وأبو عاصم، وحجاج - عن ابن جريج. 3 - وأخرجه عبد بن حميد (626) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: أخبرنا طلحة. ثلاثتهم - عمرو بن دينار، وابن جريج، وطلحة - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. (*) زاد في رواية عبد بن حميد (629) : «فإن آخر الطعام فيه بركة» . (*) قال سفيان: فقال له - يعني لعمرو بن دينار - عمرو بن قيس: يا أبا محمد، إنما حدثناه عطاء، عن جابر. فقال عمرو: والله لقد سمعته من عطاء يحدثه ابن عباس، قبل أن يقدم علينا جابر مكة. الحديث: 5459 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 399 5460 - (م د) كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكل بثلاث أصابع، فإذا فرغ لَعِقَها» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود: «ولا يَمْسحْ يدَه حتى يلْعقها» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2033) في الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع والقصعة، وأبو داود رقم (3848) في الأطعمة، باب في المنديل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/386) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (2040) قال: حدثنا موسى بن خالد، قال: حدثنا عيسى بن يونس. ومسلم (6/114) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. كلاهما - عبد الله بن نمير، وعيسى - عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد، أن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أو عبد الله بن كعب، أخبره، فذكره. * وأخرجه مسلم (6/114) قال: وحدثناه أبو كريب، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا هشام، عن عبد الرحمن بن سعد، أن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وعبد الله بن كعب حدثاه- أو أحدهما - عن أبيه، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/454) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد. (ح) وحدثنا ابن نمير، عن هشام، عن عبد الرحمن بن سعد. وفي (3/454) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد. وفي (6/386) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد. والدارمي (2039) قال: أخبرنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد المدني. ومسلم (6/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، ومحمد بن حاتم. قالوا: حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد. وأبو داود (3848) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد. والترمذي في «الشمائل» (137) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى «الورقة 88» قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم. كلاهما - عبد الرحمن بن سعد، وسعد بن إبراهيم - عن ابن كعب بن مالك، فذكره. * قال مسلم بن الحجاج (6/113) : قال ابن أبي شيبة في روايته: عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه. * وأخرجه الترمذي في «الشمائل» (141) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن ابن كعب بن مالك، فذكره. ليس فيه «عبد الرحمن بن سعد» . الحديث: 5460 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 399 5461 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بِلَعْق الأصابع والصَّحْفَةِ، وقال: إنكم لا تَدْرُون في أيِّ طعامكم البَرَكة» . وفي رواية «إذا وَقَعتْ لُقْمَةُ أحدِكم فلْيَأخُذْها فَلْيُمِطْ ما كان بها من أذى، ولْيَأكُلْها، ولا يَدَعها للشيطان، ولا يمسحْ يدَه بالمِنْديل حتى يَلْعَقَ أصابَعه، فإنه لا يدري في أيِّ طعامه البركة» . وفي أخرى قال: «إن الشيطان يحضر أحدَكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطتْ لُقمَةُ أحدِكم فلْيَأخُذْها، فلْيُمِطْ ما كان بها من أذى، ولْيَأكلها، ولا يَدَعْها للشيطان، فإذا فرغ فلْيَلْعَق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركةُ» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أكل أحدُكم طعاماً، فسقطتْ لُقْمتُه، فلْيُمِطْ ما بها من أذى (1) ، ثم لْيَطْعَمْها، ولا يَدَعْها للشيطان» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَلْيُمِطْ ما كان بها من أذى) الإماطة: الإزالة، والأذى: ما ينال اللقمة إذا سقطت من ترابٍ وتلويث وغيره.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: فليمط ما رابه منها. (2) رواه مسلم رقم (2034) في الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع والقصعة، والترمذي رقم (1803) في الأطعمة، باب ما جاء في اللقمة تسقط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (1234) . ومسلم (6/114) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، كلاهما - الحميدي، وابن أبي شيبة - قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (3/301) قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عبد الرزاق. وفي (3/331) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (3/337) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، الذي يقال له العدني. وفي (3/365) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (3/393) قال: حدثنا حسين. وعبد بن حميد (1067) قال: حدثنا عمر بن سعد. ومسلم (6/114) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو داود الحفري (ح) وحدثنيه محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن ماجة (3270) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن، قال: أنبأنا أبو داود الحفري. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2745) عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم. تسعتهم - وكيع، وعبد الرزاق، وأبو أحمد، وعبد الله بن الوليد، وأبو نعيم، وحسين، وعمر بن سعد، وابن نمير، والحفري - عن سفيان الثوري. 3 - وأخرجه أحمد (3/394) قال: حدثنا حسن. والترمذي (1802) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - قتيبة، وحسن - قالا: حدثنا ابن لهيعة. 4 - وأخرجه أحمد (1/293) (2672) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. وعبد بن حميد (630) قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2873) عن يوسف بن سعيد، عن حجاج بن محمد. ثلاثتهم - عبد الله بن الحارث، وأبو عاصم، وحجاج - عن ابن جريج. أربعتهم - ابن عيينة، والثوري، وابن لهيعة، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره. لفظ رواية ابن جريج: «لا ترفع القصعة حتى تلعقها أو تلعقها، فإن آخر الطعام فيه بركة» . - وعن أبي سفيان، عن جابر، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة» . أخرجه أحمد (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (6/114) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثناه أبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم،جميعا عن أبي معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وابن ماجة (3279) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل. ثلاثتهم - أبو معاوية، وجرير، وابن فضيل - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. رواية محمد بن فضيل في مسلم (6/115) : عن الأعمش، عن أبي صالح، وأبي سفيان، عن جابر، في ذكر اللعق. الحديث: 5461 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 400 5462 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أكل أحدُكم فلْيَلْعَق أصابعه، فإنه لا يدري في أيَّتِهنَّ البركةُ» أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2035) في الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع، والترمذي رقم (1802) في الأطعمة، باب ما جاء في لعق الأصابع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/341) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (6/115) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب. والترمذي (1801) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. كلاهما - وهيب، وعبد العزيز - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5462 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 401 5463 - (م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أكل طعاماً لَعِقَ أصابِعَه الثلاثَ، وقال: إذا سقطت لُقمةُ أحدِكم فليُمِطْ عنها الأذى، وليأكلْها، ولا يدْعها للشيطان، وأمرنا أن نَسْلُتَ القَصْعةَ، وقال: فإنكم لا تدرون في أيِّ طعامكم البركةُ» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي (1) . وزاد رزين «إن آنيةَ الطعام لَتَسْتَغْفِر للذي يَلْعَقُها ويغسلها، وتقول: أعْتَقَكَ الله من النار كما أعْتَقْتَنِي من الشيطان» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَسْلُت) سَلَتَ القصعة: إذا مسحها من أثر الطعام.   (1) رواه مسلم رقم (2034) في الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع والقصعة، والترمذي رقم (1804) في الأطعمة، باب ما جاء في اللقمة تسقط، وأبو داود رقم (3845) في الأطعمة، باب في اللقمة تسقط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/177) . ومسلم (6/115) قال: حدثنيه أبو بكر بن نافع. كلاهما - أحمد، وأبو بكر - قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت، فذكره. قلت: أخرجه الترمذي في الأطعمة (1804) ، وأبو داود فيه (3845) . الحديث: 5463 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 401 5464 - (ت) أمُّ عاصم - وهي أمُّ ولد لسِنان بن سلمة - قالت: [ص: 402] دخل علينا نُبيشَةُ الخيْرِ ونحن نأكل في قَصْعة، فَحدّث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أكل في قَصْعَة ثم لَحَسَها، اسْتَغْفَرتْ له القصعةُ» أخرجه الترمذي (1) . وذكر رزين في أخرى «تقول له القصعة: أعْتَقك الله من النار كما أعْتَقْتَنِي من الشيطان» .   (1) رقم (1805) في الأطعمة، باب ما جاء في اللقمة تسقط، ورواه أيضاً أحمد، والدارمي، وابن ماجة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلى بن راشد، وقد روى يزيد بن هارون وغير واحد من الأئمة عن المعلى بن راشد هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: تقدم تخريجه. الحديث: 5464 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 401 الفصل الرابع: في غسل اليد والفم 5465 - (ت د) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قرأتُ في التوراة: أن بَرَكَةَ الطَّعام الوضوءُ بعدَه، فذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وأخبرتُه بما قرأتُ في التوراة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «بركة الطعام الوُضُوء قبلَه، والوضوء بعدَه» أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1847) في الأطعمة، باب ما جاء في الوضوء قبل الطعام وبعده، وأبو داود رقم (3761) في الأطعمة، باب غسل اليد قبل الطعام، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (5/441) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (3761) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (1846) . وفي «الشمائل» (187) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الكريم الجرجاني. أربعتهم - عفان، وموسى بن إسماعيل، وعبد الله بن نمير، وعبد الكريم - عن قيس بن الربيع، قال: حدثنا أبو هاشم الرماني، عن زاذان، فذكره. وعن أبي عثمان النهدي، عن سلمان قال: «سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجراد؟ فقال: أكثر جنود الله. لا آكله ولا أحرمه» . 1- أخرجه أبو داود (3813) قال: حدثنا محمد بن الفرج البغدادي، قال: حدثنا ابن الزبرقان، قال: حدثنا سليمان التيمي. 2- وأخرجه أبو داود (3814) قال: حدثنا نصر بن علي، وعلي بن عبد الله. وابن ماجة (3219) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، ونصر بن علي. ثلاثتهم - نصر بن علي، وعلي بن عبد الله، وبكر بن خلف - قالوا: حدثنا زكريا بن يحيى بن عمارة، قال: حدثنا أبو العوام الجزار. كلاهما - سليمان التيمي، وأبو العوام - عن أبي عثمان النهدي، فذكره. (*) قال أبو داود: رواه المعتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يذكر «سلمان» . (*) وقال أيضا: رواه حماد بن سلمة، عن أبي العوام، عن أبي عثمان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يذكر «سلمان» . (*) قال علي بن عبد الله: اسمه فائد. يعني أبا العوام. الحديث: 5465 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 402 5466 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الشيطان حَسَّاس لَحَّاس، فاحْذَرُوهُ على أنفسكم، مَن باتَ وفي يَدِه رِيحُ غَمَر فأصابه شيء فلا يَلومَنَّ إلا نَفْسَه» . [ص: 403] وفي أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من بات وفي يَدِه غَمَر ... وذكر الحديث» أخرجه الترمذي. وأخرج أبو داود الثانية، ولفظُه: «مَن نام - وزاد فيها -: ولم يغسله» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حسَّاس لحَّاس) حسَّاس: شديد الحِسِّ والإدراك، ولحَّاس: كثير اللَّحس لما يصل إليه. (غََمََر) الغَمَر بفتح الميم: ريح اللحم وزُهُومَتُه، يقال: غَمِرَت يدي بالكسر من اللحم، فهي غَمِرة.   (1) رواه الترمذي رقم (1860) و (1861) في الأطعمة، باب ما جاء في كراهية البيتوتة وفي يده ريح غمر، وأبو داود رقم (3852) في الأطعمة، باب في غسل اليد من الطعام، وأخرجه أيضاً ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، من حديث أبي هريرة، والطبراني في " الأوسط " من حديث أبي سعيد الخدري، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (1859) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يعقوب بن الوليد المدني، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، فذكره. أما رواية أبي داود فهي صحيحة: عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من بات وفي يده ريح غمر، فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه» . أخرجه أحمد (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا سهيل. وفي (2/537) قال: حدثنا أبو كامل وهاشم. قالا: حدثنا زهير. قال: حدثنا سهيل. والدارمي (2069) قال: أخبرنا عمرو بن عون، عن خالد، عن سهيل. والبخاري في «الأدب المفرد» (1220) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل. وأبو داود (3852) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا سهيل. وابن ماجة (3297) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح. والترمذي (1860) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق البغدادي الصاغاني. قال: حدثنا محمد بن جعفر المدائني. قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش. كلاهما - سهيل بن أبي صالح، والأعمش - عن أبي صالح، فذكره. (*) واللفظ للأعمش. الحديث: 5466 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 402 5467 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أقْبَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من شِعْب من الجبل وقد قضى حاجته، وبين أيدينا تَمْر على تُرْس، أو جَحَفة، فدعوناه، فأكل معنا، وما مَسَّ ماء» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3762) في الأطعمة، باب في طعام الفجاءة، وهو حديث حسن. الحديث: 5467 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 403 5468 - (م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن [ص: 404] رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً من الخلاء، فقُدِّمَ إليه طعام، فقالوا: ألا نأتِيك بوَضُوء؟ قال: إنما أُمِرْتُ بالوضوء إذا قمتُ إلى الصلاة» . وفي رواية «فقال: أُريد أن أُصَلِّيَ فأتوضأ؟» . وفي أخرى «قضى حاجَته من الخَلاء، فقُرِّب إليه الطعامُ، فأكل، ولم يَمَسَّ ماء» . أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي الأولى (1) .   (1) رواه مسلم رقم (374) في الحيض، باب جواز أكل المحدث الطعام، وأبو داود رقم (3760) في الأطعمة، باب في غسل اليدين عند الطعام، والترمذي رقم (1848) في الأطعمة، باب ما جاء في ترك الوضوء قبل الطعام، والنسائي 1 / 85 في الطهارة، باب الوضوء لكل صلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في كتاب الطهارة. الحديث: 5468 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 403 5469 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قُرِّبَ إلى عمر طعام وقد جاء من الخَلاَءِ، فقيل له: ألا تتوضأ؟ فقال: لولا التَّغَطْرُسُ ما غسلتُ يَدِي» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التَّغَطْرُس) بالغين المعجمة: الكِبْر.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين. لم أقف عليه. الحديث: 5469 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 404 5470 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: - «وقد سئل عن الوضوء ممَّا مَسَّت النار -: [فقال: لا] ، قد كنا في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا نَجِدُ مِثْلَ ذلك من الطعام إلا قليلاً، فإذا نحن وجدناه: لم يكن لنا مَنَادِيلُ [ص: 405] إلا أكُفَّنا وسَوَاعدَنا وأقْدَامَنا، ثم نُصلِّي ولا نتوضأ» أخرجه البخاري (1) .   (1) 9 / 501 في الأطعمة، باب المنديل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في كتاب الطهارة. الحديث: 5470 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 404 5471 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شَرِبَ لَبَناً، فدعا بماء، فمضمض، وقال: إن له دَسَماً» أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 270 في الوضوء، باب هل يمضمض من اللبن، وفي الأشربة، باب شرب اللبن، ومسلم رقم (358) في الحيض، باب نسخ الوضوء مما مست النار، وأبو داود رقم (196) في الطهارة، باب في الوضوء من اللبن، والترمذي رقم (89) في الطهارة، باب في المضمضة من اللبن، والنسائي 1 / 109 في الطهارة، باب المضمضة من اللبن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في كتاب الطهارة. الحديث: 5471 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 405 الفصل الخامس: في ذم الشِّبع وكثرة الأكل 5472 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال نافع: «كان ابنُ عمر لا يأكل حتى يُؤتَى بمسكين يأكل معه، فأدْخَلْتُ إليه رجلاً يأكل معه، فأكل كثيراً، فقال: يا نافع، لا تُدْخِل هذا عليَّ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: المسلم يأكل في مِعَيّ واحد، والكافر أو المنافق يأكل في سبعة أمعاء» . وفي رواية ابن دينار قال: «كان أبو نُهَيْك رجلاً أكولاً، فقال له ابن [ص: 406] عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء، قال: فأنا أُومِنُ بالله ورسوله» . أخرج الأولى البخاري ومسلم، والثانيةَ البخاري، وأخرج الترمذي المسند من الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سبعة أمعاء) قوله: المؤمن يأكل في معيّ واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء: هو تمثيل لرضى المؤمن باليسير من الدنيا، وحرص الكافر على الكثير منها. وقيل: ذُكر له رجل أكول قد أسلم فقَلَّ أكله، فقاله، والأوجه أن يكون هذا تَحْضيضاً للمؤمن على قلة الأكل، وتحامي ما يجرُّه الشبع من قسوة القلب وطاعة الشهوة، وغير ذلك من أنواع الفساد، وذكر الكافر ووصفه بكثرة الأكل تغليظاً على المؤمن، وتأكيداً لما أمر به المؤمن وحضه عليه.   (1) رواه البخاري: 9 / 468 في الأطعمة، باب المؤمن يأكل في معي واحد، ومسلم رقم (2060) في الأشربة، باب المؤمن يأكل في معي واحد، والترمذي رقم (1819) في الأطعمة، باب ما جاء أن المؤمن يأكل في معي واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواية ابن دينار «عبد الله» : أخرجها الحميدي (669) . والبخاري (7/93) قال: حدثنا علي بن عبد الله. كلاهما - الحميدي، وعلي - قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره. لفظ رواية علي بن عبد الله: «كان أبو نهيك رجلا أكولا: فقال له ابن عمر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء فقال: فأنا أومن بالله ورسوله» . وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معي واحد» . 1- أخرجه أحمد (2/21) (4718) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (2047) قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (7/92) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا عبدة. ومسلم (6/132) قال: حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالوا: أخبرنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، وابن نمير.. وابن ماجة (3257) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (1818) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8156) عن أبي قدامة، عن يحيى. أربعتهم - يحيى بن سعيد القطان، وعبدة بن سليمان، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة - عن عبيد الله. 2- وأخرجه أحمد (2/43) (5020) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/74) (5438) قال: حدثنا عفان. والبخاري (7/92) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (6/133) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وعفان، وعبد الصمد - قالوا: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد. 3 - وأخرجه أحمد (2/145) (6321) . ومسلم (6/132) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد. ثلاثتهم - أحمد، وابن رافع، وعبد - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، وواقد بن محمد، وأيوب السختياني - عن نافع، فذكره. * لفظ رواية واقد بن محمد: رأى ابن عمر مسكينا، فجعل يدنيه، ويضع بين يديه، فجعل يأكل أكلا كثيرا. فقال لي: لا تدخلن هذا علي، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء» . الحديث: 5472 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 405 5473 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 407] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «المسلم يأكل في معَيّ واحد، والكافرُ يأكل في سبعة أمعاء» . وفي رواية «أن رجلاً كان يأكل كثيراً، فأسلم، فكان يأكل أكلاً قليلاً، فذُكِرَ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن المؤمن يأكل في مِعَي واحد، وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء» . وفي أخرى قال: «أضَافَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ضيفاً كافراً، فأمَر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشاة، فَحُلِبَت، فَشَرِبَ حِلاَبَها، [ثم أخرى فشربه، ثم أخرى فشربه] حتى شرب حِلاَبَ سبع شِياه، ثم إنه أصْبَح فأسلم، فأمر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشاة فشرِب حلابها، ثم أخرى، فلم يَسْتَتِمَّه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن المؤمن يشرب في مِعيّ واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء» . أخرج الأولى مسلم والبخاري «والموطأ» ، والثانية البخاري، والثالثة مسلم «والموطأ» والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِلابها) الحِلاب: الإناء الذي يحلَب فيه، وأراد به اللبن الذي هو قدر حِلابها.   (1) رواه البخاري 9 / 469 في الأطعمة، باب المؤمن يأكل في معي واحد، ومسلم رقم (2063) في الأشربة، باب المؤمن يأكل في معي واحد، والموطأ 2 / 924 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في معي الكافر، والترمذي رقم (1820) في الأطعمة، باب ما جاء أن المؤمن يأكل في معي واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (575) . وأحمد (2/375) قال: حدثنا إسحاق. ومسلم (6/133) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والترمذي (1819) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12739) عن هارون بن عبد الله، عن معن. كلاهما - إسحاق بن عيسى، ومعن - عن مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. وعن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يأكل المسلم في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء» . أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (575) . وأحمد (2/257) قال: حدثني يزيد. قال: أخبرنا محمد. والبخاري (7/93) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. كلاهما - مالك، ومحمد بن إسحاق - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معيّ واحد» . أخرجه أحمد (2/318) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن أبي حازم، عن أبي هريرة: «أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا، فأسلم، فكان يأكل أكلا قليلا، فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء» . أخرجه أحمد (2/415) قال: حدثنا عفان. وفي (2/455) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. والبخاري (7/93) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (3256) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13412) عن عمرو بن يزيد، عن بهز. أربعتهم - عفان ومحمد بن جعفر، وبهز، وسليمان - قالوا: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية سليمان بن حرب. الحديث: 5473 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 406 5474 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن يأكل في مِعيٍّ واحد، والكافرُ يأكل في سبعة أمعاء» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2062) في الأشربة، باب المؤمن يأكل في معي واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (6/133) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. وابن ماجة (3258) قال: حدثنا أبو كريب. والترمذي في «العلل» (5/760) قال: حدثنا أبو كريب وأبو هشام الرفاعي وأبوالسائب والحسين بن الأسود. أربعتهم - أبو كريب محمد بن العلاء، وأبو هشام، وأبو السائب، والحسين بن الأسود - قالوا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن جده أبي بردة، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، من قِبل إسناده، وقد روي من غير وجه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا. وإنما يستغرب من حديث أبي موسى. سألت محمود بن غيلان عن هذا الحديث. فقال: هذا حديث أبي كريب. عن أبي أسامة. وسألت محمد بن إسماعيل «البخاري» عن هذا الحديث. فقال: هذا حديث أبي كريب، عن أبي أسامة، لم نعرفه إلا من حديث أبي كريب، عن أبي أسامة. فقلت له: حدثنا غير واحد عن أبي أسامة بهذا. فجعل يتعجب. وقال: ما علمت أن أحدا حدث بهذا غير أبي كريب. وقال محمد: كنا نرى أن أبا كريب أخذ هذا الحديث عن أبي أسامة في المذاكرة. الحديث: 5474 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 408 5475 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «طَعَامُ الاثنين كافِي الثلاثة، وطعامُ الثلاثة كافي الأربعة» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 467 في الأطعمة، باب طعام الواحد يكفي الاثنين، ومسلم رقم (2058) في الأشربة، باب فضيلة المواساة في الطعام، والموطأ 2 / 928 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، والترمذي رقم (1821) في الأطعمة، باب ما جاء في طعام الواحد يكفي الاثنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (578) . والحميدي (1068) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/244) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (7/92) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (6/132) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. والترمذي (1820) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا قتيبة، عن مالك. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13804) عن قتيبة، عن مالك (ح) وعن علي بن شعيب، عن معن، عن مالك. كلاهما - مالك، وسفيان - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 5475 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 408 5476 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «طعامُ الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعةَ، وطعام الأربعةِ يكفي الثمانية» أخرجه مسلم والترمذي. ولمسلم: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «طعامُ رجل يكفي رجلين، وطعامُ رجلين يكفي أربعة، وطعامُ أربعة يكفي ثمانية» . (1) . [ص: 409] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طعام الواحد يكفي الاثنين) معناه: أن شبع الواحد قوت الاثنين، وشبع الاثنين قوت الأربعة، وقيل: معناه نحو ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة الرَّمادة: «لقد هَمَمْتُ أن أُنزل على أهل كل بيت مثل عددهم، فإن الرجل لا يَهْلِك على نصف بطنه» .   (1) رواه مسلم رقم (2059) في الأشربة، باب فضيلة المواساة في الطعام القليل، والترمذي رقم (1821) في الأطعمة، باب ما جاء في طعام الواحد يكفي الاثنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/301) قال: حدثنا وكيع (ح) وعبد الرحمن. ومسلم (6/132) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي «عبد الله بن نمير» (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2749) عن ابن مثنى، وابن بشار. كلاهما عن عبد الرحمن. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، وعبد الله بن نمير - عن سفيان. 2 - وأخرجه أحمد (3/382) قال: حدثنا روح. والدارمي (2050) قال: أخبرنا أبو عاصم. ومسلم (6/132) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح بن عبادة (ح) وحدثني يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح. وابن ماجة (3254) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الرقي، قال: حدثنا يحيى بن زياد الأسدي. ثلاثتهم - روح، وأبو عاصم، والأسدي - عن ابن جريج. كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره. وعن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «طعام الرجل يكفي رجلين، وطعام رجلين يكفي أربعة، وطعام أربعة يكفي ثمانية» . أخرجه أحمد (3/301) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: أخبرنا سفيان، وفي (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (6/132) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم. قال أبو بكر وأبو كريب: حدثنا، وقال الآخران: أخبرنا أبو معاوية. وفي (6/132) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير. والترمذي (1820) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. الحديث: 5476 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 408 5477 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «تَجَشَّأ رجل عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كُفَّ عنَّا جُشَاءَك، فإن أكثرَهم شِبَعاً في الدنيا أطْوَلُهُم جُوعاً يومَ القيامة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2480) في صفة القيامة، باب صور من الفضائل، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي بعده، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي جحيفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: قال العماد ابن كثير: رواه الترمذي عن محمد بن حميد، وابن ماجة، عن عمرو بن رافع. كلاهما عن عبد العزيز بن عبد الله عن يحيى البكاء، فذكره. وقال الترمذي: حسن غريب. جامع المسانيد (29/446) . الحديث: 5477 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 409 5478 - () أبوجحيفة - رضي الله عنه - قال: كنت عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَتَجَشَّأتُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أقْصِرْ عنا من جُشائك، إنَّ أطْولَ الناس جُوعاً يوم القيامة أكثرُهم شِبَعاً في الدنيا» . قال: فما شَبِعْتُ بَعْدُ. أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الحاكم في " المستدرك " 4 / 121 وصححه، وتعقبه الذهبي فقال: فيه فهد بن عوف، قال المديني: كذاب، وعمر (يعني بن موسى) هالك، وذكر الحديث أيضاً المنذري في " الترغيب والترهيب "، فقال: رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، قال المنذري: بل واه جداً، فيه فهد بن عوف، وعمر بن موسى، لكن رواه البزار بإسنادين رواة أحدهما ثقات: ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، والبيهقي ... الخ، وانظر " الترغيب " 3 / 122. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول. قلت: عزاه الحافظ زكي الدين المنذري في ترغيبيه (3179) للحاكم وقال عنه: صحيح الإسناد وتعقبه: بل واه جدّا فيه فهد بن عوف وعمرو بن موسى، لكن رواه البزار بإسنادين، رواة أحدهما ثقات،ورواه ابن أبي الدنيا، والطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي. الحديث: 5478 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 409 5479 - () نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «أهْدَى رجل من العراق إلى ابن عمر جَوَارِشَ، فقال: ما يُصنَع بهذا؟ قال: إذا كظَّكَ الطعامُ أخَذْتَ منه، قال: والله ما شَبِعْتُ مُنذُ كذا وكذا، لا حاجة لي فيه» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَوَارِش) الجورش: دواء يُرَكَّب ليهضم الطعم، ويُفَتِّق الشهوة. (كظَّك) كظّه الطعام والشراب: إذا ملأ جوفه، ووجد منه ثقلاً.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 5479 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 410 5480 - (ت) مقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما مَلأ آدميّ وعاء شَراً من بَطْنٍ، بِحَسْب ابن آدم لُقَيْمَات (1) يُقِمنَ صُلْبَه، فإن كان لا مَحَالةَ: فَثُلُث لطَعَامِه، وثُلث لشرابِهِ، وثُلُث لنَفَسِه» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: أكلات، بضم الهمزة والكاف، والأكلة: اللقمة، وعند ابن حبان وابن ماجة: لقيمات. (2) رقم (2381) في الزهد، باب ما جاء في كراهية كثرة الأكل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً ابن حبان وابن ماجة والحاكم 4 / 121 وصححه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/132) قال: ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا سليمان بن سليم الكناني. والترمذي (2380) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا إسماعيل ابن عياش، قال: حدثني أبو سلمة الحمصي، وحبيب بن صالح. (ح) وحدثنا الحسين بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي سلمة الحمصي، وحبيب بن صالح. والنسائي في الكبرى «الورقة 88 - أ» قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن أبي سلمة سليمان بن سليم. (ح) وحدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح. ثلاثتهم - سليمان بن سليم أبو سلمة، وحبيب بن صالح، ومعاوية بن صالح - عن يحيى بن جابر، فذكره. الحديث: 5480 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 410 الفصل السادس: في آداب متفرقة الحث على العَشاء 5481 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعَشَّوْا ولو بكَفٍّ من حَشَف، فإن تَرْكَ العَشاءِ مَهرَمة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1857) في الأطعمة، باب ما جاء في فضل العشاء، من حديث عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن عبد الملك بن علاق، قال الترمذي: هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعنبسة يضعف في الحديث، وعبد الملك بن علاق مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدّا: أخرجه الترمذي (1856) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا محمد بن يعلى الكوفي، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن عبد الملك بن علاق، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعنبسة يضعف في الحديث، وعبد الملك بن علاق مجهول. الحديث: 5481 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 411 5482 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «رأيت عمر -[وهو يومئذ] أميرُ المؤمنين - يُطْرَحُ له عن عَشَائه صَاع من التمر فيأكله، ويأكل الحَشَفَ معه» . أخرجه «الموطأ» (1) ، ولم يذكر «عن عَشائه» وذكرها رزين.   (1) 2 / 933 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1800) قال: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، فذكره. الحديث: 5482 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 411 ذم الطعام 5483 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «ما عَابَ [ص: 412] رسول الله - صلى الله عليه وسلم- طعاماً قطُّ، إن اشْتَهَاهُ أكله، وإن كَرهه تركه» . وفي رواية «إن اشْتَهى شيئاً أكله، وإن كرهه تركه» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي. وفي رواية لمسلم: «ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عاب طعاماً قط، كان إذا اشْتَهَاه أكله، وإن لم يشْتَهِه سكت» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 477 في الأطعمة، باب ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2064) في الأشربة، باب لا يعيب الطعام، وأبو داود رقم (3764) في الأطعمة، باب في كراهية ذم الطعام، والترمذي رقم (2032) في البر والصلة، باب ما جاء في ترك العيب للنعمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/474) قال: حدثنا يحيى وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/479) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (4/230) قال: حدثني علي بن الجعد. قال: أخبرنا شعبة. وفي (7/96) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (6/133 و 134) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. قال زهير: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق، وعبد الملك بن عمرو وعمر بن سعد أبو داود الحفري، كلهم عن سفيان. (ح) وحدثناه أبو كريب ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (3763) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (3259) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2031) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان. ستتهم - سفيان، وشعبة، ووكيع، وجرير، وزهير بن معاوية، وأبو معاوية - عن سليمان الأعمش، عن أبي حازم، فذكره. (*) ورواية مسلم: أخرجها أحمد (2/472 و 495) . ومسلم (6/136) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ومحمد بن المثنى وعمرو الناقد. وابن ماجة (3259) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. خمستهم - أحمد، وأبو بكر، وأبو كريب، وابن المثنى، وعمرو - عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي يحيى مولى آل جعدة، فذكره. الحديث: 5483 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 411 الذُّبَاب في الطعام 5484 - (د خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا وقَعَ الذُّبَابُ في إنَاءِ أحدِكم: فامْقُلُوه - يقول: اغْمِسُوه - فإن في أحَدِ جنَاحَيْه دَاء، وفي الآخَرِ شِفَاء، وإنه يَتَّقي بجنَاحِه الذي في الداء، فَلْيَغْمِسه كُلَّه» . وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم: فَلْيَغْمِسه كلَّه، ثم لْيَنْزِعْه، فإن في أحد جناحيه شِفاء، وفي الآخَر داء» . أخرج الأولى أبو داود، والثانية البخاري (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3844) في الأطعمة، باب في الذباب يقع في الطعام، والبخاري 10 / 213 في الطب، باب إذا وقع الذباب في الإناء، وفي بدء الخلق، وباب فيها من كل دابة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/398) قال: حدثنا سليمان. قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (2044) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا سليمان بن بلال. والبخاري (4/158) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (7/181) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وابن ماجة (3505) قال: حدثنا سويد بن سعيد. قال: حدثنا مسلم بن خالد. ثلاثتهم - إسماعيل، وسليمان، ومسلم - عن عتبة بن مسلم مولى بني تيم، عن عبيد بن حنين، فذكره. وعن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم، فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء، وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله» . أخرجه أحمد (2/229) قال: حدثنا بشر بن مفضل، عن ابن عجلان. وفي (2/246) قال: حدثنا سفيان، عن ابن العجلان. وفي (2/443) قال: حدثنا وكيع، عن إبراهيم بن الفضل. وأبو داود (3844) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا بشر - يعني ابن المفضل - عن ابن عجلان. وابن خزيمة (105) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني. قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا محمد بن عجلان. كلاهما - ابن عجلان، وإبراهيم بن الفضل - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 5484 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 412 5485 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم: فَلْيَمْقُلْه» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 178 و 179 في الفرع والعتيرة، باب في الذباب يقع في الإناء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/24) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/67) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (884) قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. وابن ماجة (3504) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (7/178) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد، وأبو بكر الحنفي - عن ابن أبي ذئب، قال: حدثني سعيد بن خالد، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 5485 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 413 الأكل مع المجذوم 5486 - (ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله أخذَ بِيدِ مَجْذُوم، فَوضعها معه في القَصْعَة، وقال: كُلْ، ثِقَة بالله، وتَوَكُّلاً عليه» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3925) في الطب، باب في الطيرة، والترمذي رقم (1818) ، باب ما جاء في الأكل مع المجذوم، من حديث المفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد بن المنكدر، وإسناده ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد عن المفضل بن فضالة، والمفضل بن فضالة هذا شيخ بصري، والمفضل بن فضالة شيخ آخر مصري أوثق من هذا وأشهر، وقد روى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن الشهيد عن ابن بريدة أن ابن عمر أخذ بيد مجذوم، وحديث شعبة أثبت عندي وأصح، ورواه أيضاً الحاكم 1 / 137 وصححه، ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ ابن حجر، في " أمالي الأذكار "، وانظر " شرح الأذكار " 5 / 216 و 217 في الجمع بين هذا الحديث، وحديث أبي هريرة الآتي رقم (5489) وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول: الصحيح وقفه: أخرجه عبد بن حميد (1092) . وأبو داود (3925) قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة. وابن ماجة (3542) قال: حدثنا أبو بكر، ومجاهد بن موسى، ومحمد بن خلف العسقلاني. والترمذي (1817) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الأشقر، وإبراهيم بن يعقوب. سبعتهم - عبد بن حميد، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو بكر، ومجاهد بن موسى، والعسقلاني، وأحمد بن سعيد، وإبراهيم بن يعقوب - قالوا: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا مفضل بن فضالة، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن المنكدر، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد عن المفضل بن فضالة. قلت: الصحيح وقفه على ابن عمر، راجع «فتح المجيد» بتحقيقي. الحديث: 5486 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 413 5487 - () بريدة - رضي الله عنه -: «أن أبا بكر وعمر فَعلاَ مِثْل ذلك، وقالا مثل ذلك» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وانظر " شرح الأذكار " 5 / 217. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين العبدري، لم أهتد إليه. الحديث: 5487 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 413 5488 - () نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: «أن ابن عمر كان يأكل مع المجذوم والأبْرَص» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] راجع الحديث رقم (5486) . الحديث: 5488 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 413 5489 - (م) عمرو بن الشريد - رضي الله عنه - عن أبيه قال: «كان في وَفْدِ ثَقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم-: إنَّا قد بايَعناك، فارْجِع» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2231) في السلام، باب اجتناب المجذوم ونحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/389) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شريك. وفي (4/390) قال: حدثنا هشيم بن بشير. ومسلم (7/37) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك بن عبد الله، وهشيم بن بشير. وابن ماجة (3544) قال: حدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (7/150) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (4837) عن الحسن بن إسماعيل، عن هشيم. كلاهما - شريك بن عبد الله، وهشيم - عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن الشريد، فذكره. الحديث: 5489 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 414 باكورة الثمار 5490 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُؤتَى بأوَّلِ الثَّمَرِ، فيقول: اللَّهُمَّ بَارِكْ لنا في مَدِينَتنا، وفي ثمارنا، وفي مُدِّنا وفي صَاعنا، بَرَكةً مع برَكة، ثم يُعْطِيه أصغر من يحضُره من الْوُلْدَان» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1373) في الحج، باب فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (552) . والدارمي (2078) قال: أخبرنا نعيم بن حماد، عن عبد العزيز بن محمد. والبخاري في «الأدب المفرد» (362) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (4/116) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس - فيما قرئ عليه - وفي (4/117) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني. وابن ماجة (3329) قال: حدثنا محمد بن الصباح ويعقوب بن حميد بن كاسب. قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والترمذي (3454) . وفي «الشمائل» (201) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (302) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. (ح) والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع -. عن ابن القاسم. قال: حدثنا مالك. كلاهما - مالك بن أنس، وعبد العزيز بن محمد - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5490 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 414 بقيَّة الطعام 5491 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: أنهم ذبحوا شاة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «ما بَقي منها؟ قالت: ما بقِي منها إلا كَتِفُها، قال: بقي كلُّها إلا كَتِفها» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2472) في صفة القيامة، باب رقم (34) ، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/50) . والترمذي (2470) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار - قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، فذكره. * قال أبو عيسى: أبو ميسرة، هو الهمداني. اسمه عمرو بن شرحبيل. الحديث: 5491 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 414 الباب الثاني: في المباح من الأطعمة والمكروه ، وفيه فصلان الفصل الأول: في الحيوان : الضَّبّ 5492 - (خ م ط د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن خالد بن الوليد -[الذي يقال له] : سَيْفُ الله - أخبره: أنه دخل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على ميمونة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم-، وهي خالتُه وخالةُ ابن عباس - فوجد عندها ضَبَّاً مَحْنُوذاً، قَدِمَتْ به أُخْتُها حُفَيدَةُ بنت الحارث من نَجْد، فقدَّمت الضَّبَّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان قَلَّما يُقَدَّم بين يديه الطعام حتى يُحدَّث عنه ويُسمَّى له - فأهْوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيده إلى الضب ، فقالت امرأة من النسوة الحُضُور: أخْبِرْن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بما قَدَّمْتُنَّ له، قُلْنَ: هو الضَّبُّ يا رسول الله، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدَه، فقال خالد بن الوليد: أحَرَامٌ الضَّبُّ يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدِني أعَافُه، قال خالد: فاجْتَرَرْتُه فأكلته، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينظر، فلم يَنْهني» . [ص: 416] ومن الرواة من لم يقل فيه: «عن خالد» وجعله من مسند ابن عباس. وفي رواية عن ابن عباس نفسه قال: أهْدَتْ خالتي أُمُّ حُفَيْد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَمْناً وأقطاً وأضُبّاً، فأكل من السَّمن والأقِط، وترك الضَّبَّ تَقَذُّراً، وأُكل على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولو كان حراماً ما أُكِلَ على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. وفي أخرى له «أن أم حُفَيدَةَ بنت الحارث بن حزن خالة ابن عباس أهدت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَمْناً وأقِطاً وأَضُبَّاً، فدعا بهنَّ، فأُكِلْنَ على مائدته، وتركهنَّ كالمتقَذِّر لهنَّ، ولو كنَّ حراماً ما أُكِلْنَ على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا أمر بأكلهن» . وفي رواية له قال: «دخلت أنا وخالد بن الوليد على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ببيت ميمونة، فأُتي بضبٍّ مَحْنُوذ، فأهْوَى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيده، فقال بعض النِّسْوَة اللاتي في بيت ميمونة: أخْبِرُوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بما يُرِيد أن يأكل، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدَه، فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدُني أعافُه، قال خالد: فاجْتَرَرتُه، فأكلتُه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينظر» . وفي أخرى له قال: «أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو في بيت ميمونة، وعنده خالد بن الوليد بلَحْم ضَبٍّ ... ثم ذكر معناه» . [ص: 417] ومنهم من قال فيه: عن ابن عباس عن خالد، وذكر الرواية الأولى، وفيها: «قَدِمَتْ به أُخْتُها حُفَيْدَةُ بنت الحارث من نجْد» قال بعضُ الرواة: «وكانت تحت رجل من بني جعفر» . أخرجه البخاري ومسلم، وفيها روايات أُخَر لم يذكر الحميديُّ لفظَها، وقال: وعلى هذه الروايات عوَّل البخاري في أنه من مسند خالد بن الوليد، قال: وقد أخرج مسلم الروايات بالوجهين في كتابه. وأخرج مسلم من حديث يزيد بن الأصَم قال: «دَعَانا عَرُوس بالمدينة، فقرَّب إلينا ثلاثة عشر ضَبّاً، فآكِل وتَارِك، فلقيتُ ابنَ عباس من الغد، فأخبرتُه، فأكثر القومُ حولَه، [حتى] قال بعضهم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا آكُلُه، ولا أنْهَى عنه، ولا أُحَرِّمُه، فقال ابن عباس: بئْس ما قُلْتُم، ما بُعِثَ نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا مُحَلّلاً ومُحرِّماً، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بينما هو عند ميمونة، وعنده الفضل بن عباس وخالد بن الوليد، وامرأة أخرى، إذ قُرِّبَ إليهم خِوَان عليه لَحْم، فلما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يأكُلَ قالت له ميمونة: إنه لَحْمُ ضَبّ، فَكَفَّ يدَه، وقال: هذا لَحْم لم آكُلُه قط، وقال لهم: كلُوا، فأكَلَ منه الفضل وخالد بن الوليد، والمرأة، وقالت ميمونة: لا آكلُ من شيء إلا شيئاً (1) يأكل منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وأخرج «الموطأ» عن خالد: «أنه دخل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَيْتَ مَيمونةَ [ص: 418] زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- فأُتِي بضَبٍّ مَحْنُوذ، فأهْوى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيده، فقال بعضُ النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخْبِرُوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بما يُريد أن يأكل منه، فقيل: هو ضَبٌّ يا رسول الله، فرفع يدَه، فقلتُ: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومِي، فأجدُني أعافُه، فاجْتَرَرْتُه فأكلتُه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينظر» . وأخرج أبو داود رواية «الموطأ» . وله في أخرى عن ابن عباس: «أن خالتَه أهْدَتْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَمْناً وأضُبّاً وأقِطاً ... وذكر الحديث» وهي الرواية الثانية. وأخرج النسائي رواية «الموطأ» ، والرواية الثانية، وهي التي أخرجها أبو داود. وله في أخرى عنه عن خالد «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بضَبٍّ مَشْويّ، فقُرِّبَ إليه، فأهْوَى إليه يدَه ليأكُلَ منه، قال له مَن حضر: يا رسول الله، إنه لَحْمُ ضبٍّ، فرفع يدَه عنه، فقال له خالد بن الوليد: يا رسول الله، أحَرَام الضَّبُّ؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدُني أعَافُه، فأهْوَى خالد إلى الضبِّ، فأكَلَ منه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينظر» . وله في أخرى عن ابن عباس: أنه سُئِلَ عن أكل الضِّبَاب؟ فقال: [ص: 419] أهْدَتْ أمُّ حُفَيْد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَمْناً وأقِطاً وأضُبّاً، فأكل السَّمْن والأقِط ... وذكر نحو الثانية. وفي رواية لأبي داود عن ابن عباس قال: «كنت في بيت ميمونة، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومعه خالد بن الوليد، فجاءوا بضَبَّيْن مَشْوِيَّيْن على ثُمَامَتَيْن، فتبزَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له خالد [ابن الوليد] : إخَالُك تَقْذَرهُ يا رسول الله؟ قال: أجل، ثم أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بلَبَن فشرب، ثم قال: إذا أكل أحدُكم طعاماً فليقل: اللهم بارِكْ لنا فيه، [وأطْعِمْنا خيراً منه، وإذا سُقي لَبناًَ فليقُل: اللهم بارك لنا فيه] وزِدْنا منه، فإنه ليس شيء يُجْزِئ من الطعام والشراب إلا اللبن» (2) . هذا الحديث باختلاف طُرُقه، بعضُها عن ابن عباس عن خالد، وبعضها عن نفسه، فيحتاج إلى أن يكون حديثين في مُسندين، ولكن حيث اختلفت طُرُقُه أوْرَدْناهُ حديثاً واحداً عن ابن عباس، فإن اللفظ في الجميع له، ونبَّهنا على ما هو له، وما هو لخالد (3) . [ص: 420] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المحْنُوذ) : المَشويّ. (أَعَافُه) عِفْتُ الشيء أعافه: إذا كرهته. (أَضُبّاً) الأَضُبُّ: جمع قلّة للضَّبّ. (أَقِطا) الأقط: لبن جامد يابس. (عَرُوس) العروس: اسم يقع على الرجل والمرأة أيام بنائهما أو دخول أحدهما بالآخر.   (1) وفي بعض النسخ: إلا شيء. (2) وإسناد رواية أبي داود هذه، ضعيف. (3) رواه البخاري 9 / 466 في الأطعمة، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل حتى يسمى له فيعلم ما هو، وباب الشواء، وفي الذبائح، باب الضب، ومسلم رقم (1945) و (1946) و (1948) في الصيد، باب إباحة الضب، والموطأ 2 / 968 في الاستئذان، باب ما جاء في أكل الضب، وأبو داود رقم (3793) و (3794) في الأطعمة، باب في أكل الضب، ورقم (3730) في الأشربة، باب ما يقول إذا شرب اللبن، والنسائي 7 / 198 و 199 في الصيد، باب الضب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في «الموطأ» (599) . والبخاري (7/125) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وأبو داود (3794) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3504) عن هارون بن عبد الله، عن معن. كلاهما - القعنبي، ومعن - عن مالك. 2 - وأخرجه أحمد (4/88) . ومسلم (6/68) قال: حدثني أبو بكر بن النضر، وعبد بن حميد. والنسائي (7/198) قال: أخبرنا أبو داود. أربعتهم - أحمد، وأبو بكر، وعبد بن حميد، وأبو داود - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. 3- وأخرجه أحمد (4/89) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. والدارمي (2023) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث. والبخاري (7/92) قال: حدثنا محمد ابن مقاتل، أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (6/68) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة، جميعا عن ابن وهب. ثلاثتهم - ابن المبارك، والليث، وابن وهب - عن يونس. 4 - وأخرجه البخاري (7/93) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر. 5 - وأخرجه ابن ماجة (3241) قال: حدثنا محمد بن المصفى الحمصي. والنسائي (7/197) قال: أخبرنا كثير بن عبيد. كلاهما - ابن المصفى، وكثير - عن محمد بن حرب، قال: حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي. خمستهم - مالك، وصالح، ويونس، ومعمر، والزبيدي - عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عباس، فذكره. * أخرجه أحمد (4/88) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل، عن عبد الله بن عباس، وخالد بن الوليد، أنهما دخلا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكراه. (*) في رواية معن عن مالك «أن خالد بن الوليد دخل بيت ميمونة، فذكره ولم يقل عن خالد، إلا أن في آخره ما يدل على أنه عن خالد» . الحديث: 5492 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 415 5493 - (ط) سليمان بن يسار: قال: «دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَيْت ميمونة بنت الحارث، فإذا ضِباب فيها بَيْض، ومعه عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد، فقال: من أين لكم هذا؟ قالت: أهْدَتْه لي أختي هُزَيلة بنت الحارث، فقال لعبد الله بن عباس وخالد بن الوليد: كُلا، فقالا: أو لا تأكُل أنت يا رسول الله؟ فقال: إني تَحْضُرني من الله حاضِرة، قالت ميمونة: أنَسْقيك يا رسول الله من لبن عندنا؟ فقال: نعم، فلما شرب قال: من أين لكم هذا؟ قالت: أهْدَته لي أختي هُزَيلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أرأيتِكِ جاريتَكِ التي كنتِ اسْتَأمَرتِيني في عِتْقها؟ أعْطِيها أخْتَكِ، وَصِلي بها رَحِمَكِ، تَرْعَى عليها، فإنه خير لكِ» . أخرجه «الموطأ» ، ويحتمل أن تكون من جملة روايات الحديث الذي قبله، [ص: 421] ولكنه حيث أخرجه مرسلاً عن سليمان بن يسار أفْرَدْناه منه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حاضِرَة) أراد: الملائكة الذين يحضرونه، وحاضرة: صفة طائفة أو جماعة.   (1) 2 / 967 في الاستئذان، باب ما جاء في أكل الضب مرسلاً، قال ابن عبد البر: وقد رواه بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار عن ميمونة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1870) قال: عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فذكره. الحديث: 5493 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 420 5494 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان معه ناس من أصحابه، فيهم سعد، وأُتوا بلحم ضبّ، فنادت امرأة من نساء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: إنه لَحمُ ضبّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: كُلوا، فإنه حلال، ولكنه ليس من طعامي» . وفي حديث غُنْدَر عن شعبة عن تَوْبَةَ العنبريِّ قال: قال لي الشعبي: أرأيتَ حديثَ الحسن - يعني ابن أبي الحسن البصري - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وقاعَدْتُ ابنَ عمر قريباً من سنتين أو سنة ونصف، فلم أسمعه روى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- غير هذا، قال: كان ناس من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فيهم سعد، فذهبوا يأكلون من لحم، فنادتهم امرأة من بعض أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: إنه لحم ضبّ فأمْسَكُوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلوا، واطعَمُوا، فإنه حلال - أو قال: لا بأس به - شك توبة - ولكنه ليس من طعامي» . [ص: 422] أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سُئِل عن الضبِّ. فقال: لا آكُلُه ولا أُحَرِّمُه» . ولمسلم بنحوه، وقال: «وهو على المنبر» . وفي أخرى كذلك، ولم يقل: «على المنبر» . وفي أخرى «أُتِيَ بضبٍّ فلم يأكلْه، ولم يُحرِّمْه» . وفي أخرى «أنه سئل عن الضب؟ فقال: لا آكله ولا أنْهَى عنه» . وفي رواية «الموطأ» أن رجلاً نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ما ترى في الضب؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَسْتُ بآكِلِه، ولا بمُحَرِّمِه» . وفي رواية الترمذي «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سِِئل عن أكل الضبِّ؟ فقال: لا آكُلُه ولا أُحَرِّمُه» . وأخرج النسائي رواية «الموطأ» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 571 في الصيد، باب الضب، وفي خبر الواحد، باب خبر المرأة الواحدة، ومسلم رقم (1943) و (1944) في الصيد، باب إباحة الضب، والموطأ 2 / 968 في الاستئذان، باب ما جاء في أكل الضب، والترمذي رقم (1791) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل الضب، والنسائي 7 / 197 في الصيد، باب الضب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/84) (5565) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/137) (6213) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. والبخاري (9/112) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (6/67) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، ويحيى بن أبي بكير، ومعاذ بن معاذ - قالوا: حدثنا شعبة، عن توبة العنبري. 2 - وأخرجه أحمد (2/157) (6465) قال: حدثنا أبو قطن، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. كلاهما - توبة العنبري، وابن أبي السفر - عن الشعبي، فذكره. (*) في رواية محمد بن جعفر: عن توبة العنبري، قال: قال لي الشعبي: أرأيت حديث الحسن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقاعدت ابن عمر قريبا من سنتين، أو سنة ونصف، فلم أسمعه روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير هذا، قال: كان ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيهم سعد.. الحديث. * أخرجه ابن ماجة (26) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو النضر، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، قال: سمعت الشعبي يقول: جالست ابن عمر سنة فما سمعته يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا. - وعن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر: «أن رجلا نادى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ما ترى في الضب؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لست بآكله ولا بمحرمه» . أخرجه مالك «الموطأ» (600) . والحميدي (641) قال: حدثنا سفيان، وصالح بن قدامة. وأحمد (2/9) (4562) و (2/10) (4573) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/46) (5058) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/60) (5255) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/62) (5280) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثني سفيان. وفي (2/74) (5440) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/81) (5530) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2021) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (7/125) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. ومسلم (6/66) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب. وقتيبة، وابن حجر، عن إسماعيل. قال يحيى بن يحيى: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. وابن ماجة (3242) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1790) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (7/197) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا مالك. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (7196) عن عمرو بن يزيد، عن بهز، عن شعبة. سبعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وصالح بن قدامة، وشعبة، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره. * أخرجه النسائي (7/197) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن نافع، وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره. وعن نافع، عن ابن عمر، قال: «سأل رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر عن أكل الضب، فقال: لا آكله ولا أحرمه» . أخرجه أحمد (2/5) (4497) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/13) (4619) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/33) (4882) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، وعبيد الله. وفي (2/41) (5004) قال: حدثنا أبو معاوية، عن مالك - يعني ابن مغول -. وفي (2/43) (5026) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن يعلى بن حكيم. وفي (2/46) (5068) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/60) (5255) قال: حدثنا وكيع، عن العمري. وفي (2/115) (5962) قال: حدثنا حسين، عن جرير. ومسلم (6/66) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثني محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. (ح) وحدثناه أبو الربيع، وقتيبة، قالا: حدثنا حماد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل. كلاهما عن أيوب. وفي (6/67) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا مالك بن مغول (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا شجاع بن الوليد، قال: سمعت موسى بن عقبة (ح) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة. جميعهم - أيوب، وعبيد الله، ومالك بن مغول، ويعلى بن حكيم، ومحمد بن إسحاق، والعمري، وجرير، والليث، وابن جريج، وموسى بن عقبة، وأسامة بن زيد الليثي - عن نافع، فذكره. * أخرجه النسائي (7/197) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن نافع، وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 5494 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 421 5495 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أن أعْرَابياً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني في غائِط مُضبَّة، وإنه عَامَّةُ طَعَامِ أهلي؟ فلم يُجبْه، فقلنا: عَاوِدْه، فعَاوَدَه، فلم يُجِبْه - ثلاثاً - ثم ناداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الثالثة، فقال: يا أعرابيُّ، إن الله لَعَن - أو غَضِبَ - على سِبْط من بني إسرائيل، فمَسَخَهم دَوَابَّ يدُبُّونَ في الأرض، فلا أدري: لعلَّ هذا منها، فلَستُ آكلُها، ولا أنْهَى عنها» . وفي رواية: قال أبو سعيد: قال رجل: «يا رسول الله، إنَّا بأرض مُضبَّة، فما تأمُرُنا - أو فما تُفْتِينا -؟ قال: ذُكِرَ لي: أن أُمَّة من بني إسرائيل مُسِخَتْ، فلم يأمُرْ، ولم يَنه، قال أبو سعيد: فلما كان بعدَ ذلك قال عمرُ: إنَّ الله لَيَنْفَعُ به غيرَ واحد، وإنه لَطَعَامُ عامَّةِ هذه الرِّعاءِ، ولو كان عندي لَطَعِمْتُه، إنما عافه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُضِبَّة) الذي جاء في الرواية «مُضِبَّة» بضم الميم وكسر الضاد والمعروف فتحهما، وقد جاء في بعض نسخ مسلم كذلك، قال الأزهري أضبَّت أرض فلان: كثُر ضبابها، وأرض مُضِبَّة: ذات ضِبَاب. [ص: 424] وقال الجوهري: وقعنا في مضابّ مُنْكرة، وهي قطع من الأرض كثيرة الضِّباب، الواحدة: مَضَبَّة، ومثله: مَرْبَعة ومَأْسَدة ومَذْأَبة: ذات يَرَابيع وأسُود وذئاب، على أن للأول قياساً مطَّرداً، يقال: أضَبَّ البلد: إذا كثرت ضِبَابُه، وقياسه: فهو مُضِبٌّ، مثل: أَعَدَّ، فهو مُعِدّ، ولكن الذي جاء في اللغة ما ذكرناه. (غائط) الغائط: المنخفض من الأرض، وإنما أنَّث «مُضِبَّة» لأنه أراد الأرض والبقعة. (سبط) الأسْبَاط: في ولد إسحاق بن إبراهيم كالقبائل في ولد إسماعيل صلوات الله وسلامه عليهم، يقال لكل جماعة من أب وأمّ: قبيلة.   (1) رقم (1951) في الصيد، باب إباحة الضب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/5) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/19 و 66) قال: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (6/70) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وابن ماجة (3240) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. ثلاثتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، وعبد الرحيم - عن داود بن أبي هند. 2 - وأخرجه أحمد (3/46) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. 3 - وأخرجه أحمد (3/62) قال: حدثنا أبو سعيد. ومسلم (6/70) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. كلاهما - أبو سعيد، وبهز - قالا: حدثنا أبو عقيل الدورقي. ثلاثتهم - داود، وقتادة، وأبو عقيل بشير بن عقبة - عن أبي نضرة، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 5495 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 423 5496 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِضَبّ، فأبى أن يأكلَ منه، وقال: لا أدْري، لعلَّه من القُرُون التي مُسِخَتْ» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القُرُون) : الأمم الخالية، جمع قَرن - بفتح القاف - يقال: مضى قَرن من الناس: أي أُمَّة.   (1) رقم (1949) في الصيد، باب إباحة الضب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/323) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/380) قال: حدثنا محمد ابن بكر. ومسلم (6/70) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وابن بكر - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. وعن أبي الزبير، قال: سألت جابرا عن الضب؟ فقال: «أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به، فقال: لا أطعمه، وقذره» . فقال عمر بن الخطاب: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يحرمه، وإن الله عز وجل لينفع به غير واحد، وهو طعام عامة الرعاء، ولو كان عندي لطعمته. أخرجه أحمد (3/342) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الزبير، فذكره. - وعن سليمان اليشكري، عن جابر بن عبد الله: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحرم الضب، ولكن قذره، وإنه لطعام عامة الرعاء، وإن الله عز وجل لينفع به غير واحد، ولو كان عندي لأكلته» . أخرجه ابن ماجة (3239) قال: حدثنا أبو إسحاق الهروي، إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، فذكره. الحديث: 5496 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 424 5497 - (د س) ثابت بن وديعة - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في جيش، فأصَبْنَا ضِباباً، قال: فَشوَيْتُ منها ضَباً، فأتيتُ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فوضعتُه بين يديه، قال: فأخذ عُوداً فَعَدَّ به أصابِعَهُ، ثم قال: إن أُمَّة من بني إسرائيل مُسِخَتْ دَوَابَّ في الأرض، وإني لا أدري أيَّ الدَّوَاب هي؟ قال: فلم يأكُل، ولم يَنْهَ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3795) في الأطعمة، باب في أكل الضب، والنسائي 7 / 199 و 200 في الصيد، باب الضب، وإسناده صحيح، صححه الحافظ في " الفتح " وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/220) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/220) قال: حدثنا بهز. وفي (4/220) و (5/390) قال: حدثنا عفان. والنسائي (7/200) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد. ثلاثتهم - محمد،وبهز، وعفان - قالوا: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت. 2- أخرجه أحمد (4/220) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا يزيد بن عطاء. وأبو داود (3795) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد. وابن ماجة (3238) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (7/199) قال: أخبرنا سليمان بن منصور البلخي، قال: حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2069) عن أبي داود سليمان بن سيف، عن محمد بن سليمان الحراني، عن أبي جعفر الرازي. خمستهم - يزيد، وخالد، وابن فضيل،وأبو الأحوص، وأبو جعفر - عن حصين بن عبد الرحمن. كلاهما - عدي، وحصين - عن زيد بن وهب، فذكره. (*) في رواية محمد بن جعفر، وعفان، وبهز «عند أحمد 4/220» : «ثابت بن وداعة» . (*) وفي رواية عفان «عند أحمد 5/390» ، وبهز «عند النسائي» ، وخالد «عند أبي داود» : «ثابت ابن وديعة» . (*) وفي رواية يزيد بن عطاء: «ثابت بن يزيد بن وداعة الأنصاري» . (*) وفي رواية ابن فضيل وأبي الأحوص: «ثابت بن يزيد الأنصاري» . - وعن البراء بن عازب، عن ثابت بن وديعة: «أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بضب، فقال: إن أمة مسخت. والله أعلم» . أخرجه أحمد (4/220) قال: حدثنا عفان، ومحمد بن جعفر. والدارمي (2022) قال: أخبرنا سهل ابن حماد. والنسائي (7/200) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن. أربعتهم - عفان، ومحمد، وسهل، وعبد الرحمن - عن شعبة، عن الحكم، عن زيد بن وهب، عن البراء، فذكره. (*) في رواية أحمد: «ثابت بن وداعة» . (*) وفي رواية الدارمي والنسائي: «ثابت بن وديعة» . الحديث: 5497 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 425 5498 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال يوماً رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «وَدِدْتُ أن عندي خُبزة بيضاءَ من بُرَّة سَمْراءَ، مُلَبَّقَةً بسمْن ولبَن، فقام رجل من القوم فاتَّخَذَ ذلك، فجاءه به، فقال: في أيِّ شيء كان السَّمْنُ؟ قال: في عُكَّةِ ضَبّ، قال: ارْفَعه» . أخرجه أبو داود، وقال: هذا حديث مُنكَر (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُلَبَّقة) ثَرِيد ملبَّق: شديد التَّثريد، مُلَيَّنٌ بالدسم، يقال: ثريدة ملبَّقة.   (1) رقم (3818) في الأطعمة، باب في الجمع بين لونين من الطعام، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3341) في الأطعمة، باب الخبز الملبق بالسمن، قال القاري في " المرقاة ": قال الطيبي: هذا الحديث مخالف لما كان عليه من شيمته صلى الله عليه وسلم، كيف وقد أخرج مخرج التمني، ومن ثم صرح أبو داود بكونه منكراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لا يصح، منكر: أخرجه أبو داود (3818) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. وابن ماجة (3341) قال: حدثنا هدية بن عبد الوهاب. كلاهما - محمد بن عبد العزيز، وهدية بن عبد الوهاب - عن الفضل بن موسى السيناني، قال: حدثنا الحسين بن واقد، عن أيوب، عن نافع، فذكره. * قال أبو داود: هذا حديث منكر، وأيوب ليس هو السختياني. الحديث: 5498 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 425 5499 - (د) عبد الرحمن بن شبل (1) - رضي الله عنه -: «أن رسول الله [ص: 426] صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل لَحمِ الضَّبِّ» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في الأصل: عبد الله بن شرحبيل، وهو خطأ. (2) رواه أبو داود رقم (3796) في الأطعمة، باب في أكل الضب، من حديث إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل، وحسن إسناده الحافظ في " الفتح "، وقال: وحديث ابن عياش عن الشاميين قوي، وهؤلاء شاميون ثقات، ولا يغتر بقول الخطابي، ليس إسناده بذاك، وقول ابن حزم: فيه ضعفاء ومجهولون، وقول البيهقي: تفرد به إسماعيل بن عياش، وليس بحجة، وقول ابن الجوزي: لا يصح، ففي كل ذلك تساهل لا يخفى، فإن رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين قوية عند البخاري، وقد صحح الترمذي بعضها، وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " في الجمع بين هذا الحديث والأحاديث التي قبله، 9 / 574 - 576 في الذبائح والصيد، باب الضب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3796) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي، أن الحكم بن نافع حدثهم، قال: حدثنا ابن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي راشد الحبراني، فذكره. الحديث: 5499 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 425 الأرنب 5500 - (د) خالد بن الحويرث: «أن عبد الله بن عَمْرو كان بالصِّفاح - مكان بمكة - وأن رجلاً جاء بأرْنَب قد صادها. فقال: يا عبد الله بنَ عمرو، ما تقول؟ : قال: قد جيء بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس معه، فلم يأكلْها، ولم ينْهَ عن أكلها، وزعم أنها تحيض» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3792) في الأطعمة، باب في أكل الأرنب، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3792) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا محمد بن خالد، قال: سمعت أبي: خالد بن الحويرث يقول، فذكره. الحديث: 5500 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 426 5501 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أنْفَجنَا أرْنباً بمَرِّ الظَّهْران، فسَعَى القومُ فَلَغَبُوا، وأدْرَكتُها فأخَذتُها وأتَيْتُ بها أبا طلْحَةَ، فذبحها بمَروَة، فبعثَ معي بفَخِذَيها وبِوَركِها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأكله، قيل له: أكله؟ قال: قَبِلَه» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. [ص: 427] وفي رواية الترمذي «بفَخِذِها أو بِوَركِها» . وفي رواية أبي داود قال: «كنت غُلاماً حَزَوراً، فصِدْتُ أرْنباً [فشَوَيْتُها] ، فبعث معي أبو طلحةَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَجُزِها، فأتيتُه بها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَنْفَجنا) أنفجت الأرنب: إذا أَثَرْتَها من مَجْثَمِها. (لَغَبُوا) اللَّغَب: التَّعب والإعياء. (بمَرْوَة) المَرْوَة: حجر بَرَّاق أبيض. (حَزَوَّراً) الحَزَوَّر: الغلام المشتد القوي.   (1) رواه البخاري 9 / 570 في الصيد، باب الأرنب، وباب ما جاء في التصيد، وفي الهبة، باب قبول هدية الصيد، ومسلم رقم (1952) في الصيد، باب إباحة الأرنب، وأبو داود رقم (3791) في الأطعمة، باب في أكل الأرنب، والترمذي رقم (1790) في الأطعمة، باب ما جاء في الأرنب، والنسائي 7 / 196 في الصيد، باب الأرنب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/118) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. والدارمي (2019) قال: أخبرنا أبو الوليد.. والبخاري (3/202) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (7/114) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (7/125) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (6/71) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد بن الحارث وابن ماجه (3243) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (1789) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي (7/197) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. تسعتهم - وكيع، وابن جعفر، وحجاج، وأبو الوليد، وسليمان بن حرب، ويحيى بن سعيد القطان، وخالد، وابن مهدي، وأبو داود - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/291) قال: حدثنا بهز. وأبو داود (3791) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - بهز، وموسى - قالا: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما - شعبة، وحماد بن سلمة - عن هشام بن زيد، فذكره. الحديث: 5501 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 426 الضَّبُع 5502 - (د ت س) ابن أبي عمار (1) قال: «قلت لجابر: الضَّبُعُ، أصَيدٌ هي؟ قال: نعم، قلت: آكُلها؟ قال: نعم، قلت: عن النبي - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم» . [ص: 428] أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي، إلا أن لفظ أبي داود: قال جابر: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الضَّبُع؟ فقال: هو صَيْد، وجَعلَ فيه كَبْشاً إذا صَادَهُ المُحرِم» (2) .   (1) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار المكي حليف بني جمح الملقب بالقس. (2) رواه الترمذي رقم (1792) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل الضبع ، وأبو داود رقم (3801) في الأطعمة، باب في أكل الضبع، والنسائي 7 / 200 في الصيد، باب الضبع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الحافظ في " التلخيص ": وصححه البخاري والترمذي، وابن حبان وابن خزيمة والبيهقي، وقال الترمذي: وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا، ولم يروا بأساً بأكل الضبع، وهو قول أحمد وإسحاق، أقول: وهو قول الشافعي أيضاً، وقال الترمذي: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في كراهية أكل الضبع، وليس إسناده بالقوي، وقد كره بعض أهل العلم أكل الضبع، وهو قول ابن المبارك، أقول: وهو قول أبي حنيفة أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار، قال: سألت جابر بن عبد الله عن الضبع، أصيد هو؟ قال: نعم. قلت: آكلها؟ قال: نعم. قلت: أشيء سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم. وفي رواية: عن عبد الرحمن بن أبي عمار، عن جابر بن عبد الله، قال: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الضبع؟ فقال: هو صيد ويجعل فيه كبش إذا صاده المحرم.» 1- أخرجه أحمد (3/297) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وابن ماجه (3236) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي. كلاهما - معمر، وابن رجاء - عن إسماعيل بن أمية. 2- وأخرجه أحمد (3/318) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/322) قال: حدثنا محمد بن بكر. والدارمي (1948) قال: أخبرنا أبو عاصم. والترمذي (851) (1791) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي (5/191 و 7/200) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2645) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله يعني الأنصاري. ستتهم - يحيى، وابن بكر، وأبو عاصم، وإسماعيل بن إبراهيم، وسفيان، والأنصاري - عن ابن جريج. 3- وأخرجه الدارمي (1947) قال: أخبرنا أبو نعيم. وأبو داود (3801) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي. وابن ماجه (3085) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (2646) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - أبو نعيم، والخزاعي، ووكيع - قالوا: حدثنا جرير بن حازم. ثلاثتهم - إسماعيل بن أمية، وابن جريج، وجرير - عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن أبي عمار وهو عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 5502 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 427 5503 - (ت) خزيمة بن جزء (1) - رضي الله عنه - قال: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن [أكل] الضَّبُع؟ فقال: أوَ يأكل الضَّبُعَ أحد؟ وسألته عن أكل الذئب؟ فقال: أوَ يأكل الذئبَ أحد فيه خير؟» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في المطبوع: خزيمة بن حزم، وهو خطأ. (2) رقم (1793) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل الضبع، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: ليس إسناده بالقوي لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم أبي أمية، وقال الحافظ في " التلخيص ": وأما ما رواه الترمذي من حديث خزيمة بن جزء، فضعيف لاتفاقهم على ضعف عبد الكريم أبي أمية والراوي عنه إسماعيل بن مسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه ابن ماجه (3237) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن واضح، عن ابن إسحاق، والترمذي (1792) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم. كلاهما - ابن إسحاق، وإسماعيل - عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية، عن حبان بن جزء، فذكره. قلت: عبد الكريم بن أبي المخارق، ضعفوه. الحديث: 5503 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 428 القُنْفُذ 5504 - (د) نميلة [الفزاري] قال: «كنت عند ابن عمر، فسُئِل [ص: 429] عن أكل القُنْفُذِ؟ فتَلا: {قُلْ لا أجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إليَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلاَّ أنْ يَكُونَ مَيتَةً أو دَماً مَسفُوحاً أو لَحْمَ خنْزِيرٍ فإنَّهُ رِجْسٌ أوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ به فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ ولا عَادٍ فإنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] فقال شيخ عنده: سمعت أبا هريرة يقول: ذُكِرَ القُنْفُذُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: خَبِيثَة من الْخَبَائِثِ، فقال ابن عمر: إنْ كان قال هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهو كما قال» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خبيثة) يقال للحرام البحت: الخبيث، مثل الدم والمال الحرام.   (1) رقم (3799) في الأطعمة، باب في أكل حشرات الأرض، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند "، وسعيد بن منصور في " سننه "، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدّا: أخرجه أحمد (2/381) . وأبو داود (3799) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد الكلبي أبو ثور. كلاهما - أحمد، وأبو ثور - قالا: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عيسى بن نميلة الفزاري، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5504 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 428 الحُبَارَى (1) 5505 - (د [ت] ) سفينة - رضي الله عنه - قال: «أكلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لَحْمَ حُبَارى» أخرجه أبو داود [والترمذي] (2) .   (1) الحبارى : طائر أكبر من الدجاج الأهلي، وأطول عنقاً، يضرب به المثل في البلاهة، فيقال: أبله من الحبارى، وهو أنواع كثيرة. (2) رواه أبو داود رقم (3797) في الأطعمة، باب في أكل لحم الحبارى، والترمذي رقم (1829) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل الحبارى، من حديث برية بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده، وبرية: هو إبراهيم بن عمر بن سفينة، وهو مجهول، قال المنذري: وقال ابن حبان: إبراهيم ابن عمر يخالف الثقات في الروايات، ويروي عن أبيه ما لا يتابع عليه، فلا يحل الاحتجاج بخبره بحال، وذكر له هذا الخبر وغيره وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقال الحافظ في " التلخيص ": إسناده ضعيف، ضعفه العقيلي وابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (3797) والترمذي (1828) وفي الشمائل (155) قالا - أبو داود، والترمذي -: حدثنا الفضل بن سهل الأعرج البغدادي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، عن إبراهيم بن عمر بن سفينة، عن أبيه، فذكره. * في رواية أبي داود: برية بن عمر بن سفينة. وبرية هو لقب إبراهيم بن عمر بن سفينة. قلت: إبراهيم بن عمر بن سفينة، ضعفوه بشدة، ولا يعرف هذا الخبر إلا من طريقه. الحديث: 5505 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 429 الجراد 5506 - (خ م ت د س) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: «غَزونَا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سبْع غَزَوَات - أو سِتّاً - وكنا نأكل الْجَرَادَ ونحن معه» . وفي رواية: «غَزَونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نأكُلُ الجراد» . وفي أخرى «نأكل معه الجراد» أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» . وللنسائي أيضاً: «غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[سِتَّ] غزوات، فكنا نأكل الجرادَ» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 535 و 536 في الصيد، باب أكل الجراد، ومسلم رقم (1952) في الصيد، باب إباحة الجراد، والترمذي رقم (1822) و (1823) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل الجراد، وأبو داود رقم (3812) في الأطعمة، باب في أكل الجراد، والنسائي 7 / 210 في الصيد، باب الجراد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (713) . وأحمد (4/380) . ومسلم (6/71) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر. والترمذي (1821) قال: حدثنا أحمد بن منيع. والنسائي (7/210) قال: أخبرنا قتيبة. سبعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر، وإسحاق، وابن أبي عمر، وأحمد بن منيع، وقتيبة- عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (4/353) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (2016) قال: أخبرنا محمد بن يوسف والترمذي (1822) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد، والمؤمل. أربعتهم - وكيع، ومحمد، وأبو أحمد، والمؤمل - عن سفيان الثوري. 3- وأخرجه أحمد (4/357) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (7/117) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (6/71) قال: حدثناه محمد بن المثنى قال: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثنا ابن بشار، عن محمد بن جعفر، وأبو داود (3812) قال:حدثنا حفص بن عمر النمري. والترمذي (1822) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/210) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان وهو ابن حبيب. خمستهم - ابن جعفر، وأبو الوليد، وابن أبي عدي، وحفص بن عمر، وسفيان بن حبيب - عن شعبة. 4- وأخرجه عبد بن حميد (526) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا الحسن بن صالح. 5- وأخرجه مسلم (6/70) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا أبو عوانة. خمستهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وشعبة، والحسن، وأبو عوانة - عن أبي يعفور، فذكره الحديث: 5506 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 430 5507 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سُئِلَ عُمَرُ عن الجراد؟ فسمعتُه يقول: وَدِدْتُ أنَّ عندنا منه قَفعَة فنأكُلُه» . أخرجه «الموطأ» (1) . [ص: 431] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَفْعة) القَفْعة: شيء كالزِّنبيل ليس بالكبير، يُعْمَل من الخوص لا عُرى له.   (1) 2 / 933 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وإسناده صحيح ولفظه في الموطأ المطبوع: وددت أن عندي قفعة نأكل منه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1801) قال: عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 5507 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 430 5508 - (د) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الجراد؟ فقال: أكْثَرُ جُنُودِ الله، لا آكُلُه، ولا أُحَرِّمُه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3813) في الأطعمة، باب في أكل الجراد، من حديث ابن الزبرقان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه، وقال أبو داود: رواه المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر سلمان، يعني مرسلاً، وقال التبريزي في " المشكاة " رقم (4134) : وقال محيي السنة (يعني البغوي) ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: 1- أخرجه أبو داود (3813) قال: حدثنا محمد بن الفرج البغدادي، قال: حدثنا ابن الزبرقان، قال: حدثنا سليمان التيمي. 2- وأخرجه أبو داود (3814) قال: حدثنا نصر بن علي، وعلي بن عبد الله. وابن ماجه (3219) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، ونصر بن علي. ثلاثتهم - نصر بن علي، وعلي بن عبد الله، وبكر بن خلف - قالوا: حدثنا زكريا بن يحيى بن عمارة، قال: حدثنا أبو العوام الجزار. كلاهما - سليمان التيمي، وأبو العوام - عن أبي عثمان النهدي، فذكره. * قال أبو داود: رواه المعتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. لم يذكر سلمان. * وقال أيضا: رواه حماد بن سلمة، عن أبي العوام، عن أبي عثمان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. لم يذكر سلمان. * قال علي بن عبد الله: اسمه فائد. يعني أبا العوام. الحديث: 5508 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 431 5509 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دَعَا على الجراد، فقال: اللَّهم أهْلِك الجرادَ، واقْتُل كِبَارَه، وأهْلِك صَغَارَه، واقْطع دَابِرَه، وخُذْ بأفواهها عن مَعَايشِنا وأرْزاقِنا، إنك سميع الدعاء، فقال رجل: يا رسول الله، كيف تَدْعُو على الجراد وهو جند من أجْنادِ الله أنْ يَقْطع دابِرَه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنه نثْرَةُ حُوت في البحْر» أخرجه ... (1) . [ص: 432] وقد تقدم في كتاب الحج عن أبي هريرة وكعْب الأحبار في ذِكر الجراد، وإبَاحَةِ أكله، وأنه من صَيد البحر، فلم نعِدْهُ. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (واقطع دَابِرَه) يقال: قطع الله دابرهم، أي: استأصلهم، والدَّابِر: الأصل. (نَثْرة حُوت) النَّثْرَة: العَطْسَة.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الترمذي رقم (1824) في الأطعمة، باب ما جاء في الدعاء على الجراد، وابن ماجة رقم (3221) في الصيد، باب صيد الحيتان والجراد، من حديث موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جابر، وموسى منكر الحديث، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي قد تكلم فيه، وهو كثير الغرائب والمناكير، وانظر جامع الأصول 3 / 68 - 70. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منكر: أخرجه ابن ماجه (3321) قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال. والترمذي (1823) قال: حدثنا محمود بن غيلان. كلاهما - هارون، ومحمود - قالا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا زياد بن عبد الله بن علاثة، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، فذكره عن جابر وأنس. قلت: موسى بن محمد في حديثه نكارة شديدة. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي قد تكلم فيه، وهو كثير الغرائب والمناكير. الحديث: 5509 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 431 الخيل 5510 - (خ م س) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: نَحَرْنَا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرساً، فأكلناه - وفي رواية: ذبحنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرساً بالمدينة فأكلناه. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَحرنا) النحر: ما كان في اللَّبَّة، والذبح: ما كان في الحَلْق، فالإبل يستحب لها النحر، لأنه أعجل لموتها، والغنم يستحب لها الذبح، لقِصَر رقابها.   (1) رواه البخاري 9 / 553 في الصيد، باب النحر والذبح، وباب لحوم الخيل، ومسلم رقم (1942) في الصيد، باب في أكل لحوم الخيل، والنسائي 7 / 230 في الضحايا، باب نحر ما يذبح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (322) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/345) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/346 و 353) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/346 و 353) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1573) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر والثوري. والدارمي (1998) قال: حدثنا جعفر بن عون والبخاري (7/121) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا إسحاق. سمع عبدة. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا جرير. وفي (7/123) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (6/166) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي وحفص بن غياث ووكيع. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجه (3190) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (7/227) قال: أخبرنا عيسى بن أحمد العسقلاني، عسقلان بلخ. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني سفيان. وفي (7/231) قال: أخبرنا قتيبة ومحمد بن عبد الله بن يزيد. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرني محمد بن آدم. قال: حدثنا عبدة. جميعهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية الضرير، ويحيى بن سعيد، ووكيع، ومعمر، وسفيان الثوري، وجعفر بن عون، وعبدة بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن هشام بن عروة، عن امرأته فاطمة بنت المنذر، فذكرته. الحديث: 5510 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 432 5511 - (ت س د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أكلنا [ص: 433] زمنَ خَيْبَرَ الخَيْلَ وحُمُرَ الوحش، ونهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحمر الأهلية، وأَذِنَ في الخيل» أخرجه أبو داود والنسائي. وفي رواية الترمذي قال: «أطْعَمَنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لُحُومَ الْخَيْلِ، ونهانا عن لُحُومِ الحُمُرِ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3788) في الأطعمة، باب في أكل لحوم الخيل، والنسائي 7 / 205 في الصيد، باب إباحة أكل لحوم حمر الوحش، والترمذي رقم (1794) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل لحوم الخيل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/322) قال: حدثنا محمد بن بكر. ومسلم (6/66) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثنيه أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب (ح) وحدثني يعقوب الدورقي، وأحمد بن عثمان النوفلي، قالا: حدثنا أبو عاصم. وابن ماجه (3191) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي (7/205) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا المفضل وهو ابن فضالة. أربعتهم - ابن بكر، وابن وهب، وأبو عاصم، والمفضل بن فضالة - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/356) قال: حدثنا يونس، وسريج، وعفان. وفي (3/362) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (3789) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم - يونس، وسريج، وعفان، وموسى بن إسماعيل - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. 3- وأخرجه النسائي (7/201) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين وهو ابن واقد. ثلاثتهم - ابن جريج، وحماد بن سلمة، وحسين بن واقد - عن أبي الزبير، فذكره. * لفظ رواية حماد «ذبحنا يوم خيبر الخيل، والبغال، والحمير، فنهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل» . الحديث: 5511 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 432 الجَلالة 5512 - (د ت) عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن جَلاَّلَةِ الإبِلِ أن يُرْكَبَ عليها، أو يُشْرَبَ من ألبَانها» . وفي أخرى «نهى عن الجلاَّلة في الإبل أن يُرْكَبَ عليها» . وفي أخرى «نهى عن ركوب الجَلاَّلَة» أخرجه أبو داود. وعند الترمذي قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكل الجلالة وألْبَانِها» (1) . [ص: 434] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجلاَّلة) : التي تأكل العذرة، فاستعار للعذرة الجلة، وهو البَعْر فوضعه موضعه.   (1) رواه أبو داود رقم (3785) و (3787) في الأطعمة، باب النهي عن أكل الجلالة وألبانها، والترمذي رقم (1825) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل لحوم الجلالة وألبانها، من حديث ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمر، وقد اختلف فيه على ابن أبي نجيح، فقيل: عنه عن مجاهد عن ابن عمر، وقيل: عن مجاهد مرسلاً، وقيل: عن مجاهد عن ابن عباس، [ص: 434] ورواه البيهقي من وجه آخر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، ويشهد له حديث ابن عباس الذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن عبد الله بن عباس - يريد الحديث الذي بعده - أقول: والجلالة: الحيوان الذي يأكل العذرة من الجلة، وهي البعرة، وسواء في الجلالة البقر والغنم والإبل، وغيرها، كالدجاج والبط والأوز، ثم قيل: إن كان أكثر علفها النجاسة فهي جلالة، وإن كان أكثر علفها الطاهر فليست جلالة، وجزم به النووي في " تصحيح التنبيه " وقال في " الروضة " تبعاً للرافعي: الصحيح أنه لا اعتداد بالكثرة، بل بالرائحة والنتن، فإن تغير ريح مرقها أو لحمها أو لونها فهي جلالة، قال الخطابي: اختلف الناس في أكل لحوم الجلالة وألبانها، فكره ذلك أصحاب الرأي والشافعي وأحمد بن حنبل، وقالوا: لا تؤكل حتى تحبس أياماً وتعلف علفاً غيره، فإذا طاب لحمها فلا بأس بأكله. اهـ. وعلة النهي عن ركوب الجلالة أن تعرق فتلوث ما عليها بعرقها، وهذا ما لم تحبس، فإذا حبست جاز ركوبها عند الجميع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذه رواية عمرو بن أبي قيس. وفي رواية عبد الوارث: «نهي عن ركوب الجلالة» . أخرجه أبو داود (2557) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (2558 و 3787) قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي، قال: أخبرني عبد الله بن الجهم، قال: حدثنا عمرو، يعني ابن أبي قيس. كلاهما - عبد الوارث، وعمرو - عن أيوب السختياني، عن نافع، فذكره. وعن مجاهد، عن ابن عمر، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكل الجلالة وألبانها.» . أخرجه أبو داود (3785) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة. وابن ماجه (3189) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. والترمذي (1824) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة. كلاهما - عبدة، وابن أبي زائدة - عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وروى الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا. الحديث: 5512 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 433 5513 - (ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل المُجَثَّمَةِ، وهي المصبُورةُ للقتل، وعن أكل الجلاَّلة، وشُرْبِ لبنها» . وفي رواية للترمذي والنسائي قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن المُجَثّمةِ وعن لَبَن الجلاَّلة، وعن الشُّرب من فِي السِّقَاءِ» . وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبن الجلاَّلة» (1) . [ص: 435] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُجَثَّمَة) الجثُوم في الأصل: أن يبرُك الإنسان على ركبتيه، والمراد به هاهنا: التي تنصب لتقتل وتُصبَر على القتل، أي: تَبْرُك بين يدي القاتل. (المَصْبُورة) هي التي تُخَلَّى بين يدي إنسان ليقتلها، فيرمي فيها شيئاً فيقتلها به، وصَبْرت القتيل: إذا قتلته اعْتِبَاطاً في غير حرب ولا قتال، وكل من قُتِل من أيِّ نوع كان من أنواع القتل، في غير حرب ولا قتال، فإنه قد قُتل صبراً.   (1) رواه أبو داود رقم (3786) في الأطعمة، باب النهي عن أكل لحوم الجلالة وألبانها، والترمذي رقم [ص: 435] (1826) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل لحوم الجلالة وألبانها، والنسائي 7 / 240 في الضحايا، باب النهي عن لبن الجلالة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الحافظ في " التلخيص ": وصححه ابن دقيق العيد، قال: وروى الحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة النهي عن أن يشرب من في السقاء، وعن المجثمة والجلالة وهي التي تأكل العذرة، وإسناده قوي، وقال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم» . أخرجه الترمذي (1885) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن يزيد بن سنان الجزري، عن ابن لعطاء بن أبي رباح، عن أبيه، فذكره. وعن عكرمة، عن ابن عباس، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن المجثمة، ولبن الجلالة، والشرب من في السقاء» . 1- أخرجه أحمد (1/226) (1989) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (1/241) (2161) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. وفي (1/293) (2671) قال: حدثني معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. وفي (1/321) (2952) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام الدستواى. وأبو داود (3719) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وفي (3786) قال حدثنا بن المثنى. قال: حدثني أبو عامر. قال: حدثنا هشام. وفي (1/339) (3142) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وأبو عبد الصمد، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1/339) (3143) قال: حدثنا أبو عبد الصمد، قال: حدثنا سعيد. والدارمي (1981) (2123) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي (2007) قال: حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع، قال: حدثنا هشام. والترمذي (1825) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. (ح) قال محمد بن بشار: وحدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد ابن أبي عروبة. والنسائي (7/240) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام. وابن خزيمة (2552) قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد يعني ابن موسى قال: حدثنا حماد بن سلمة. أربعتهم - هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة. وحماد بن سلمة - عن قتادة. 2- وأخرجه البخاري (7/145) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد. كلاهما - قتادة، وخالد الحذاء - عن عكرمة، فذكره. * رواية أبي عامر مختصرة على: النهي عن لبن الجلالة. * في رواية حماد بن سلمة « ... وعن ركوب الجلالة، والمجثمة» . * رواية خالد الحذاء: «نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب من في السقاء» . مختصرا. الحديث: 5513 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 434 5514 - (خ م س) زَهْدَم [بن مضرب الأزدي الجرمي] : أن أبا مُوسى أُتِيَ بدَجاجة، فَتَنحَّى رجل من القوم، فقال: ما شأنُك؟ فقال: «إني رأيتُه يأكُل شيئاً فقَذِرْتُه، فحلفتُ أن لا آكله، فقال أبو موسى: ادْنُ فكُلْ، فإني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكُلُهُ، وأمره أن يكفِّرَ عن يمينه» . وفي أخرى قال: «كُنَّا عند أبي موسى، فقُدِّم طعامُه، وقُدِّم في طعامه لحمُ دَجَاج، وفي القوم رجل من تَيْمِ الله، أحْمَر، كأنه مولى، فلم [ص: 436] يَدْنُ، فقال له أبو موسى: ادْنُ فإني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكل منه» . أخرجه النسائي، وهو طرف من حديث طويل أخرجه البخاري ومسلم وهو مذكور في «كتاب اليمين» من حرف الياء (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 556 و 557 في الذبائح، باب لحم الدجاج، وفي الجهاد، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم لرضاعة فيهم فتحلل من المسلمين، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين، وباب غزوة تبوك، وفي الأيمان والنذور في فاتحته، وباب لا تحلفوا بآبائكم، وباب اليمين فيما لا يملك وفي المعصية، وباب الاستثناء في الأيمان، وباب الكفارة قبل الحنث وبعده، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} ، ومسلم رقم (1649) في الأيمان، باب ندب من حلف يميناً فرأى غيرها خيراً منها، والنسائي 7 / 206 في الصيد، باب إباحة أكل لحوم الدجاج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: يأتي تخريجه في المجلد الحادي عشر. الحديث: 5514 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 435 الحشرات 5515 - (د) مِلقام (1) بن تَلِب - رحمه الله - عن أبيه قال: «صحبتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فلم أسمع لحشرة الأرض تحريماً» أخرجه أبو داود (2) .   (1) ويقال: هلقام، بالهاء. (2) رقم (3798) في الأطعمة، باب في أكل حشرات الأرض من حديث غالب بن حجرة عن ملقام بن تلب عن أبيه، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3798) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا غالب ابن حجرة، قال: حدثني ملقام بن تلب، فذكره. قلت: غالب بن حجرة مجهول، قاله الحافظ. التقريب (2/104) وشيخه «ملقام» مستور. التقريب (2/272) . الحديث: 5515 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 436 المُضْطَرّ 5516 - (د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: «أن رجلاً نزل بالحَرَّة ومعه أهلُه وولدُه، فقال رجل: إن ناقة لي ضَلَّت، فإن وجدتَها فأمْسِكها، فوجدها فلم يجدْ صاحِبها، فمرضتْ، فقالت له امرأته: انْحَرْها، فأبَى، فَنَفَقَتْ، فقالت له: اسْلخها حتى نُقَدِّدَ شَحمها ولحمَها ونأكلَه، فقال: [ص: 437] حتى أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتاه فسأله، فقال: هل عِندك غِنى يُغْنيك؟ قال: لا، قال: فكُلُوها، فجاء صاحبُها، فأخبره الخبر، فقال: هلاَّ كنت نَحَرتَها؟ قال: اسْتَحْيَيتُ منك» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3816) في الأطعمة، باب في المضطر إلى الميتة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/87 و 88) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا شريك. وفي (5/89) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/104) قال: حدثنا أبو كامل، وبهز، قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (3816) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال: حدثني الحسن بن يحيى، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/97) قال: حدثني خلف بن هشام، قال: حدثني أبو عوانة. ثلاثتهم - شريك، وأبو عوانة، وحماد- عن سماك بن حرب، فذكره. الحديث: 5516 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 436 5517 - (د) الفجيع العامري - رضي الله عنه -: «أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: ما يحلُّ لنا [من] الميْتَة؟ قال: ما طعامُكم؟ قلنا: نَغْتَبِقُ ونَصْطبح - قال: أبو نُعَيْم [وهو الفضل بن دُكَيْن] : فَسَّرَه لي عُقْبة: قَدَح غدْوة، وقَدح عَشِيَّة - قال: ذاك وأبي الجُوعُ (1) ، فأحَلَّ لهم الميتة على هذه الحال» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) قوله: ذاك وأبي الجوع، الواو في قوله: وأبي، للقسم، والجوع بالرفع، يعني هذا القدر لا يكفي من الجوع، بل يبقى الجوع على حاله، وفي المطبوع: وأبى الجوع، بنصب كلمة الجوع، وهو خطأ. (2) رقم (3817) في الأطعمة، باب في المضطر إلى الميتة، من حديث الفضل بن دكين عن عقبة بن وهب ابن عقبة العامري البكائي عن أبيه وهب بن عقبة عن الفجيع العامري رضي الله عنه، وعقبة ابن وهب، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال علي بن المديني وسفيان بن عيينة: ما كان يدري ما هذا الأمر، يعني الحديث، ولا كان شأنه، وقال يحيى بن معين: صالح، قال الحافظ في " التهذيب ": وقال مهنا عن أحمد: لا أعرفه، وقال ابن عدي: ليس هو بمعروف، أقول: وأبوه وهب بن عقبة لم يوثقه أيضاً غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: قال أبو داود: الغبوق من آخر النهار، والصبوح من أول النهار. أخرجه أبو داود (3817) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا عقبة بن وهب العامري، قال: سمعت أبي، فذكره. قلت: عقبة بن وهب أمره غير مشهور. الحديث: 5517 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 437 إبل الصدقة والجزية 5518 - (ط) أسلم - مولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال [ص: 438] لعمر بن الخطاب: «إن في الظَّهر ناقة عَمْياءَ، فقال عمر: ادْفَعها إلى أهل بيت ينتفِعُون بها، قال: فقلت: وهي عمياءُ؟ قال: يَقْطُرونها بالإبل، قال: فقلتُ: كيف تأكل من الأرض؟ فقال عمر: أمِن نَعَم الجزية هي، أم من نَعَم الصدقة؟ فقلت: بل من نَعَم الجزية، فقال عمرُ: أردتُم والله أكْلَها، فقلت: إنَّ عليها وَسْمَ نَعَم الجزية، فأمر بها عمر فنُحِرَتْ، وكان عنده صِحاف تِسْع، فلا تكون فاكهة ولا طُرَيفة إلا جعل منها في تلك الصِّحاف، فيبعث به إلى أزْوَاجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ويكون الذي يبعثُ به إلى حَفْصَة ابْنَتِه من آخر ذلك، فإن كان فيه نُقْصان كان في حَظِّ حَفْصَة، قال: فجعل في تلك الصِّحَاف من لحم تلك الجزور، فبعث به إلى أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأمر بما بَقِيَ من لحم تلك الجزور فصُنع، فدعا عليه المهاجرين والأنصار» . أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الظَّهْر) أراد به: المركوب من الإبل وغيرها.   (1) 1 / 279 في الزكاة، باب جزية أهل الكتاب والمجوس، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (623) قال: عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5518 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 437 اللَّحْم 5519 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «إياكم واللَّحم فإن له ضَرَاوة كَضَرَاوَةِ الْخَمر» . [ص: 439] وفي رواية: «إن لِلَّحم ضراوة كضراوة الخمر، وإن الله يبغض أهل البيت اللَّحميين» أخرج الأولى «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضَرَاوة) الضَّراوة: العادة والدُّرْبَة، أراد: أن لِلَّحم عادةً نَزّاعةً إلى الخمر، تفعل كفعلها. (اللَّحْمِيِّين) رجل لَحِم، وبيت لَحِم: اعتاد أكل اللحم وإدامته، والإدمان عليه، وقيل: أراد به: الذين يأكلون لحوم الناس بالغيبة، والأول أوجه.   (1) 2 / 935 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في أكل اللحم، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1806) قال: عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب، به. الحديث: 5519 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 438 5520 - (ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: أدْرَكني عمر وأنا أجيءُ من السوق، ومعي حِمالُ لحم، فقال: ما هذا؟ قلتُ: قَرِمنا إلى اللَّحْمِ، فاشتريتُ بدرهم لحماً، فقال: أمَا يُرِيدُ أحدكم أن يَطْويَ بطنَه عن جاره أو ابْن عَمّه، أيْن يذهب عنكم قوله تعالى: « {أَذْهَبْتُم طَيِّبَاتِكُمْ في حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} » [الأحقاف: 20] أخرجه «الموطأ» (1) . [ص: 440] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَرِمْنا) قرمت إلى اللحم، أي: اشتهيته، ومالت نفسي إليه.   (1) 2 / 936 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في أكل اللحم، وإسناده منقطع أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1806/م) بالإسناد السابق. الحديث: 5520 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 439 الفصل الثاني: ما ليس بحيوان الثُّوم والبصل 5521 - (خ م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أكل ثُوماً أو بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا - أو لِيَعْتَزِلْ مسجدَنا - زاد في رواية وَلْيَقْعُد في بيته، وإنه أُتِيَ بِبَدْر فيه خَضِرَات من بُقُول، فوجدَ لها ريحاً، فسأل، فأُخبِر بما فيها من البُقُول، فقال: قَرِّبُوها إلى بعض أصحابه، فلما رآه كَرِهَ أكلها، قال: كُلْ، فإني أُناجي مَن لا تُنَاجِي» . وفي أخرى أنه قال: «من أكل من هذه البَقْلَةِ: الثُّوم - وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكُرَّاث - فلا يَقْرَبنَّ مسجدنا، فإن الملائكة تَتَأذَّى بما يتأذَّى منه بنو آدم» . وفي أخرى قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكل البصل والكُرَّاث، فَغَلَبَتْنَا الحاجةُ، فأكلْنا منها، فقال: مَن أكل من هذه [ص: 441] الشجرة الخبيثة فلا يَقْرَبَنَّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنْسُ» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود الرواية الثانية بالزيادة، وقال فيها: «فأُتِيَ ببَدْر» قال - أحمد بن صالح «ببدر» فسَّره ابن وهب: طَبَق. وأخرج الترمذي الثالثة إلى قوله: «مسجدنا» . وأخرجها النسائي بتمامها (1) . وفي رواية ذكرها رزين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أكل من الثوم والبصل من الجُوع أو غيره، فلا يقربنَّ مسجدَنا يُؤذِينا بريح الثوم، قيل لجابر: ما يعني به؟ قال: ما أُرَاه يعني إلا نِيئَه» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البقلة الخبيثة) يقال: للشيء الخبيث الرائحة الكريه الطعم، مثل الثوم والبصل والكراث: خبيث. (ببدر) قد جاء في الحديث تفسيره بالطبق، قال الخطابي: إنما سُمِّي [ص: 442] الطبق بَدْراً، لاستدارته، ومنه سُمِّي القمر عند كماله بدراً، لاستدارته واتِّساقه، ومن رواه «بقِدْر» فهو معروف، ولكن ليس من عادة القدور أن يحضر فيها البقول، اللهم إلا أن تكون مطبوخة. (فلا يقربن مسجدنا) ليس أكل الثوم والبصل من باب الأعذار في الانقطاع عن المساجد، وإنما أمره بالاعتزال عقوبة لهم ونكالاً؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم- كان يتأذَّى بريحها.   (1) رواه البخاري 9 / 498 في الأطعمة، باب ما يكره من الثوم والبقول، وفي صفة الصلاة، باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث، وفي الاعتصام، باب الأحكام التي تعرف بالدلائل، ومسلم رقم (564) في المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً، وأبو داود رقم (3822) في الأطعمة، باب في أكل الثوم، والترمذي رقم (1807) في الأطعمة، باب ما جاء في كراهية أكل الثوم والبصل، والنسائي 2 / 43 في المساجد، باب من يمنع من المسجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/380) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (1/216) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (2/80) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/80) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن بكر. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (1806) . والنسائي (2/43) عن إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد القطان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2447) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. وابن خزيمة (1665) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. خمستهم - عبد الرزاق، وأبو عاصم، ويحيى، ومحمد، وخالد - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/397) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا الربيع يعني ابن صبيح. 3- وأخرجه أحمد (3/400) والبخاري (7/105) قالا: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا أبو صفوان عبد بن الله بن سعيد. والبخاري (1/216) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثنا ابن وهب. وفي (9/135) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. ومسلم (2/80) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب وأبو داود (3822) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2485) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب كلاهما - أبو صفوان، وابن وهب - عن يونس. وأخرجه ابن خزيمة (1664) قال: حدثنا محمد بن عزيز، أن سلامة بن روح حدثهم، قال: حدثني عقيل. كلاهما - يونس، وعقيل - عن ابن شهاب. ثلاثتهم - ابن جريج، والربيع، وابن شهاب - عن عطاء، فذكره. الحديث: 5521 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 440 5522 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قيل له: ما سمعتَ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في الثُّوم؟ قال: «من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يَقْرَبنَّ مسجدنا» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 498 في الأطعمة، باب ما يكره من الثوم والبقول، وفي صفة الصلاة، باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث، ومسلم رقم (562) في المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/186) ، ومسلم (2/79) قال: حدثني زهير بن حرب. كلاهما- أحمد، وزهير - قال: حدثنا إسماعيل بن علية. 2- وأخرجه البخاري (1/217) قال: حدثنا أبو معمر. وفي (7/105) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - أبو معمر، ومسدد - عن عبد الوارث بن سعيد. كلاهما - إسماعيل وعبد الوارث - عن عبد العزيز، فذكره. الحديث: 5522 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 442 5523 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن أكل من هذه الشجرة فلا يقربنَّ مسجدنا، ولا يُؤذِينا بريح الثُّومِ» . أخرجه مسلم وأخرجه «الموطأ» مرسلاً عن ابن المسيب (1) .   (1) رواه مسلم رقم (563) في المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً، والموطأ 1 / 17 في وقوت الصلاة، باب النهي عن دخول المسجد بريح الثوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم (ح) ويعقوب، قال: حدثنا أبي. وفي (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. ومسلم (2/79) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وابن ماجه (1015) قال: حدثنا أبو مروان العثماني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. كلاهما - إبراهيم بن سعد والد يعقوب، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 5523 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 442 5524 - (د) حذيفة [بن اليمان]- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 443] قال: «مَن تَفَل تُجاه القبلة جاء يوم القيامة تَفْلُه بين عَيْنَيْه، ومن أكل من هذه البَقْلة الخَبِيثَة فلا يقْرَبنَّ مسجدَنا - ثلاثاً -» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التَّفْل) : شبيه بالبَزْق، إلا أنه أقل منه. (تُجاه) الشيء: ما يقابله.   (1) رقم (3824) في الأطعمة، باب في أكل الثوم، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (3824) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن خزيمة (925 و 1314، 1663) قال: حدثنا يوسف بن موسى. كلاهما - عثمان، ويوسف- قالا: حدثنا جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عدي بن ثابت، عن زر ابن حبيش، فذكره. الحديث: 5524 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 442 5525 - (د) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: أكلتُ ثُوماً فأتيتُ مُصَلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقد سُبِقتُ بركعة - فلما دخلتُ المسجد وجدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رِيحَ الثُّومِ، فلمَّا قضى صلاتَه قال: «مَن أكل من هذه الشجرة فلا يَقْرَبنَّا، حتى يذهب ريحُها - أو ريحه -» فلما قضيتُ الصلاةُ جئْتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: لَتُعْطينِّي يدَك، فأدخلتُ يده في كمِّ قميصي إلى صدري، فإذا أنا مَعْصُوبُ الصدر، فقال: «إن لك عُذْراً» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (معصوب الصدر) الجائع من عادته أن يشد جوفه بعصابة، وقد يجعل عليها حجراً، وقد كان حينئذ جائعاً، فأراد أن يعرفه عذره.   (1) رقم (3826) في الأطعمة، باب في أكل الثوم، وفي سنده أبو هلال الراسبي محمد بن سليم، وهو صدوق فيه لين كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/249) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا أبو هلال. وفي (4/252) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وأبو داود (3826) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو هلال. وابن خزيمة (1672) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة. كلاهما - أبو هلال الراسبي، وسليمان بن المغيرة - عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 5525 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 443 5526 - (خ م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال في غزوة خَيْبَر: «مَن أكل من هذه الشجرة - يعني: الثوم - فلا يَأتِيَنَّ المساجد» . وفي أخرى «من أكل هذه البَقْلة، فلا يَقْرَبَنَّ مساجدنا حتى يذهبَ ريحُها، يعني: الثومَ» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود: «من أكل من هذه الشجرة فلا يَقْربَنَّ المساجدَ» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 281 و 282 في صفة الصلاة، باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث، ومسلم رقم (561) في المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً، وأبو داود رقم (3825) في الأطعمة، باب في أكل الثوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/13) (4619) و (2/20) (4715) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (2059) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (1/216) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/79) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير (ح) قال: وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي وأبو داود (3825) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (1016) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي. وابن خزيمة (1661) قال: حدثنا بندار وأبو موسى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى القطان، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن رجاء - عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثني نافع، فذكره. الحديث: 5526 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 444 5527 - (س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «أيُّها الناسُ إنكم تأكلون من شجرتين، ما أُرَاهُما إلا خَبِيثَتَيْن: هذا البَصَلُ، وهذا الثُّوم، ولقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا وَجَدَ رِيحَها من الرجل، أمر به فأُخْرِجَ إلى البَقيع، فمن أكلها فَلْيُمِتْها طبخاً» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَلْيُمِتها طبخاً) أي: فليبالغ في طبخها.   (1) 2 / 43 في المساجد، باب من يخرج من المسجد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي (2/43) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 5527 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 444 5528 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ على مَزْرَعةِ بَصَل، هو وأصحابُه، فنزل ناس منهم فأكلوا منه، ولم [ص: 445] يأكل آخَرُون، فَرُحنا إليه، فدعا الذين لم يأكلوا البصل، وأخَّر الآخَرين حتى ذهب رِيحُها» . وفي رواية قال أبو سعيد: لم نَعْدُ أن فُتِحَتْ خَيبرُ، فَوقَعْنَا أصحابَ محمد - صلى الله عليه وسلم- في تلك البَقْلة: الثوم، والناسُ جِياع، فأكلنا منها أكلاً شديداً، ثم رُحْنا إلى المسجد، فَوَجَد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الرِّيحَ، فقال: مَن أكل من هذه الشجرة الخَبِيثَةِ شيئاً فلا يَقْرَبَنَّا في المسجد، فقال الناس: حُرِّمَت، حُرِّمَتْ، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أيها الناس، ليس بي تحريمُ ما أحَلَّ الله لي، ولكنها شجرة أكْرَهُ ريحَها» أخرجه مسلم. وعند أبي داود: أنه ذُكِر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الثُّومُ والبصلُ، وقيل: يا رسول الله، وأشَدُّ ذلك كلِّه الثومُ، أفتُحَرِّمه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كُلُوه، ومن أكله منكم فلا يَقْرَبْ هذا المسجد حتى يذهب ريحُه منه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم نَعْدُ) أي: لم نتجاوز ولم نتعدَّ.   (1) رواه مسلم رقم (565) و (566) في المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً، وأبو داود رقم (3823) في الأطعمة، باب في أكل الثوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/80) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، عن بكير بن الأشج، عن ابن خباب، فذكره. * أخرجه أبو داود (3823) قال: حدثنا أحمد بن صالح. وابن خزيمة (1669) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. كلاهما - أحمد بن صالح، ويونس - قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكر ابن سوادة، أن أبا النجيب مولى عبد الله بن سعد، حدثه، فذكره. * الرواية قبل الأخيرة: أخرجها أحمد (3/12 و 60) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/80) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وابن خزيمة (1667) قال: حدثنا أبو موسى محمد ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. قال: حدثنا إسماعيل. كلاهما - إسماعيل، وعبد الأعلى - عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 5528 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 444 5529 - (د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «نُهيناعن أكل الثُّومِ إلا مطبوخاً» وفي أخرى «أنه كره أكل الثُّوم إلا مطبوخاً» . [ص: 446] أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3828) في الأطعمة، باب في أكل الثوم، والترمذي رقم (1809) في الأطعمة، باب ما جاء في الرخصة في الثوم مطبوخاً، وقال الترمذي: وقد روي هذا عن علي أنه قال: نهي عن أكل الثوم إلا مطبوخاً قوله، وقال: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، قال: وروي عن شريك بن حنبل عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، أقول: وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3828) ، والترمذي (1808) قال: حدثنا محمد بن مدويه. كلاهما -أبو داود، ومحمد- قالا: حدثنا مسدد، قال: حدثنا الجراح بن مليح والد وكيع، عن أبي إسحاق، عن شريك بن حنبل، فذكره. * أخرجه الترمذي (1809) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن شريك بن حنبل، عن علي، قال: لا يصلح أكل الثوم إلا مطبوخا. موقوفا. * وقال الترمذي: هذا الحديث ليس إسناده بذلك القوي، وقد روي هذا عن علي، قوله، وروي عن شريك بن حنبل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا. الحديث: 5529 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 445 5530 - (د) معاوية بن قرة: عن أبيه [وهو قُرَّةُ بنُ إياس المزني]- رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن هاتين الشجرتين، وقال: مَن أكلهما فلا يقربنَّ مسجدَنا، وقال: إن كنتم لابُدَّ آكِلِيها فأمِيتُوهما طَبخاً، قال: يعني البصل والثوم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3827) في الأطعمة، باب في أكل الثوم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/19) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرر. وأبو داود (3827) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو. والنسائي في الكبرى الورقة (87) قال: أخبرنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي. كلاهما - عبد الملك، وزيد بن أبي الزرقاء - عن خالد بن ميسرة، قال: حدثنا معاوية بن قرة، فذكره الحديث: 5530 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 446 5531 - (م) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان نزل عليه، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في السُّفْل، وأبو أيوب في العُلْو، فانْتَبه أبو أيوب ليلة، فقال: نَمْشِي فوقَ رأسِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فَتَنحَّوْا، فباتُوا في جانب، ثم قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «السُّفْلُ أرْفَقُ بي، فقال: لا أعْلُو سَقِيفَة أنت تحتها، فتحوَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في العلو، وأبو أيوب في السفل، فكان يصنع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا جِيءَ به إليه سأل عن موضع أصابعه، فَيَتَتَبَّعُ موضع أصابعه، فصنع له طعاماً فيه ثُوم، [ص: 447] فلما رُدَّ إليه سأل عن موضع أصابعه؟ فقيل له: لم يأكلْ، فَفَزِع وصَعِد إليه، فقال: أحَرَام هو؟ فقال: لا، ولكني أكرهُه، قال: فإني أكْرَهُ ما تكره، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُؤْتى، يعني بالوَحي، وفي نسخة: مَجِيءَ الملَك» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2053) في الأشربة، باب إباحة أكل الثوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/416) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/417) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وعبد بن حميد (229) قال: حدثنا سعد بن الربيع. ومسلم (6/126) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3455) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث. أربعتهم - ابن جعفر، ويحيى، وسعد بن الربيع، وخالد - عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، فذكره. الحديث: 5531 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 446 5532 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه – قال: «نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على أبي أيوب، فكان إذا أكل طعاماً بعث إليه بفضلْهِ، فبعث إليه يوماً بطعام ولم يأكل منه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما أتى أبو أيوب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذَكَرَ ذلك له، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: فيه الثُّومُ، فقال: يا رسول الله، أحَرَام هو؟ قال: لا، ولكني أكرهه من أجل ريحه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1808) في الأطعمة، باب ما جاء في الرخصة في الثوم مطبوخاً، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (5/103) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد. وفي (5/106) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والترمذي (1807) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. وعبد الله بن أحمد (5/95) قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/94) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5/95) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي، قال: حدثنا حماد بن سلمة. ثلاثتهم - حماد، وشعبة، وأبو الأحوص، عن سماك بن حرب به. الحديث: 5532 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 447 5533 - (ت) عبد الله بن أبي يزيد عن أبيه: أن أم أيوب [الأنصارية] أخْبَرَتْه «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نزل عليهم، فتكلُّفوا له طعاماً فيه بعض هذه البُقُول، فكره أكْله، فقال لأصحابه: كُلوه، فإني لَسْتُ كأحدِكم، إني أخاف أن أُوذِيَ صاحبي» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1811) في الأطعمة، باب ما جاء في الرخصة في الثوم مطبوخاً، وأخرجه أيضاً ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه الحميدي (339) . وأحمد (6/433) و (462) .والدارمي (2060) قال: أخبرنا علي بن عبد الله. وابن ماجة (3364) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1810) قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار. وابن خزيمة (1671) قال: حدثنا أبو قدامة وزياد بن يحيى. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي بن عبد الله، وابن أبي شيبة، والحسن بن الصباح، وأبو قدامة، وزياد بن يحيى - عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5533 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 447 5534 - (د) أبو زياد خيار بن سلمة: أنه سأل عائشة عن البصل؟ فقالت: «إن آخر طعام أكله رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان فيه بصل» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3829) في الأطعمة، باب في أكل الثوم، وفي إسناده بقية بن الوليد، وهو كثير التدليس عن الضعفاء، وقد رواه بالعنعنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/89) قال: حدثنا حيوة بن شريح. وأبو داود (3829) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. (ح) وحدثنا حيوة بن شريح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/16068) عن عمرو بن عثمان. ثلاثتهم - حيوة، وإبراهيم بن موسى، وعمرو بن عثمان - عن بقية بن الوليد. قال: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي زياد خيار بن سلمة، فذكره. الحديث: 5534 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 448 طعام الأجنبي ، وفيه ثلاثة أنواع [النوع الأول] : لبن الماشية 5535 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحْلِبَنَّ أحدُكم ماشِيَةَ أحد إلا بإذنه، أيُحِبُّ أحدكم أنْ تُؤتَى مَشْرَبتُه، فَتُكْسَر خَزَائِنُه، فيُنْتَثَلَ (1) طعامُه؟ إنما تَخْزُن لهم ضُرُوعُ مواشيهم أطْعِمَتهم، فلا يحلُبنَّ أحد ماشِيَةَ أحد إلا بإذنه» . أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» وأبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ماشية) الماشية: اسم لجميع الإبل والبقر والغنم السائمة، وأكثر ما يستعمل في الغنم. [ص: 449] (مَشْرُبة) المشرُبة بضم الراء وفتحها: الغُرْفَة. (فَيُنْتَثَل) الانتثَال: التَّفريق والتَبديد والنَّثر.   (1) وفي بعض النسخ: فينتقل. (2) رواه البخاري 5 / 64 و 65 في اللقطة، باب لا تحلب ماشية أحد بغير إذنه، ومسلم رقم (1726) في اللقطة، باب تحريم حلب الماشية بغير إذن صاحبها، وأبو داود رقم (2623) في الجهاد، باب فيمن قال: لا يحلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (601) والحميدي (683) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية. وأحمد (2/4) (4471) قال: حدثنا معتمر، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/6) (4505) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/57) (5196) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والبخاري (3/165) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (5/137) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، جميعا عن الليث بن سعد (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثني أبي. كلاهما عن عبيد الله (ح) وحدثني أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن علية، جميعا عن أيوب (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب (ح) وابن جريج، عن موسى. وأبو داود (2623) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وابن ماجة (2302) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. ستتهم - مالك، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله، والليث، وأيوب، وموسى بن عقبة - عن نافع، فذكره. رواية معتمر، عن عبيد الله: «أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تحلب مواشي الناس إلا بإذنهم» . رواية يحيى، عن عبيد الله: «عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: نهى أن تحتلب المواشي من غير إذن أهلها» . الحديث: 5535 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 448 5536 - (ت د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أتى أحدُكم على ماشية، فإن كان فيها صاحبُها فَلْيَسْتَأذِنْه، فإن أذِن له فَلْيَحتَلِبْ، ولْيَشْرَب، وإن لم يكن فيها أحد فَلْيُصَوِّتْ ثلاثاً، فأن أجابه أحد فليستأذنه، فإن لم يُجبه أحد فليحتلب، وليشرب، ولا يَحمِلْ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1296) في البيوع، باب ما جاء في احتلاب المواشي بغير إذن الأرباب، وأبو داود رقم (2619) في الجهاد، باب في ابن السبيل يأكل التمر ويشرب من اللبن إذا مر به، من حديث قتادة عن الحسن عن سمرة، قال الحافظ في " الفتح ": إسناده صحيح إلى الحسن، فمن صحح سماعه من سمرة، صححه، ومن لا، أعله بالانقطاع، أقول: وللحديث شواهد يقوى بها، منها ما رواه ابن ماجة والطحاوي وصححه وابن حبان والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: إذا أتيت على راع فناده ثلاثاً، فإن أجابك، وإلا فاشرب من غير أن تفسد، ولذلك قال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن غريب صحيح، وفي الباب عن ابن عمر وأبي سعيد قال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق، وانظر كلام ابن القيم حول هذا الحديث في " تهذيب سنن أبي داود " 3 / 420 - 427. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2619) قال: حدثنا عياش بن الوليد الرقام. والترمذي (1296) قال: حدثنا أبو سلمة، يحيى بن خلف. كلاهما - عياش، ويحيى - قالا: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. قلت: اختلفوا في سماع الحسن من سمرة، ولمتنه شواهد، وقد صححه الترمذي وقال: وفي الباب عن ابن عمر وأبي سعيد، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم. الحديث: 5536 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 449 [النوع الثاني] الثمار 5537 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من دخل حائِطاً فليأكل، ولا يَتِّخِذْ خُبْنَة» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 450] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خُبْنَة) الخبنة: ما يأخذه الإنسان في طرف ثوبه وأسفل إزاره.   (1) رقم (1287) في البيوع، باب ما جاء في الرخصة في أكل الثمرة للمار بها، وفي سنده يحيى بن [ص: 450] سليم الطائفي، وهو صدوق سيء الحفظ، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث يحيى بن سليم، قال: وفي الباب عن عبد الله بن عمر، وعباد بن شرحبيل، ورافع بن عمرو، وعمير مولى آبي اللحم، وأبي هريرة، أقول: وله شاهد عند الترمذي رقم (1289) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإسناده حسن، قال الحافظ في " الفتح ": قال البيهقي: لم يصح، يعني حديث ابن عمر، وجاء من أوجه أخر غير قوية: قال الحافظ: والحق أن مجموعها لا يقصر عن درجة الصحيح، وقد احتجوا في كثير من الأحكام بما هو دونها، قال الترمذي: وقد رخص فيه بعض أهل العلم لابن السبيل في أكل الثمار، وكرهه بعضهم إلا بالثمن، وانظر " تحفة الأحوذي " 4 / 510. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (2301) قال: حدثنا هدية بن عبد الوهاب، وأيوب بن حسان الواسطي، وعلي بن سلمة، والترمذي (1287) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. أوعتهم - هدية، وأيوب وعلي، وعبد الملك - عن يحيى بن سليم الطائفي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. قلت: مداره على يحيى بن سليم الطائفي، ضعفوه. الحديث: 5537 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 449 5538 - (ت د) رافع بن عمرو [الغفاري]- رضي الله عنه - قال: «كنتُ أرْمِي نَخْلَ الأنصار، فأخذوني، فذهبوا بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رافع، لِمَ تَرمي نخلَهم؟ قلت: يا رسول الله، الجُوعُ، قال: لا تَرْمِ، وكُلْ ما وقع، أشْبَعك الله وأروَاك» أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: عن ابن أبي حكم الغفاري قال: حَدَّثتْني جدتي عن عمِّ أبي رافع بن عمرو الغفاري قال: «كنتُ غُلاماً أرْمي نَخْلَ الأنصار، فأُتِيَ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: لِمَ ترمي النخلَ؟ قلتُ: لآكُلَ، فقال: لا تَرْمِ النخلَ، وكُلْ ما سَقَط في أسْفَلِها، ثم مسحَ رأسَه، وقال: اللهم أشْبِعْ بطنه» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1288) في البيوع، باب ما جاء في الرخصة في أكل الثمرة للمار بها، وأبو [ص: 451] داود رقم (2622) في الجهاد، باب من قال: إنه يأكل مما سقط، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2299) في التجارات، باب من مر على ماشية قوم أو حائط، هل يصيب منه؟ وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: عن ابن أبي الحكم الغفاري، قال: حدثتني جدتي، عن عم أبيها رافع بن عمرو الغفاري، قال: «كنت وأنا غلام أرمي نخلنا..» . أخرجه أحمد (5/31) وأبو داود (2622) قال: حدثنا عثمان، وأبو بكر، ابنا أبي شيبة. وابن ماجة (2299) قال: حدثنا محمد بن الصباح، ويعقوب بن حميد بن كاسب. خمستهم - أحمد، وعثمان، وأبو بكر، وابن الصباح، ويعقوب - عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت ابن أبي الحكم الغفاري، فذكره. وعن أبي جبير، عن رافع بن عمرو، قال: كنت أرمي نخل الأنصار ... » . أخرجه الترمذي (1288) قال: حدثنا أبو عمار، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن صالح بن أبي جبير، عن أبيه، فذكره. قلت: في مطبوع سنن الترمذي: حسن غريب صحيح، وعند ابن كثير في جامع المسانيد: حسن غريب وهو أليق، والله أعلم. الحديث: 5538 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 450 [النوع الثالث] السُّنبُل 5539 - (د س) عباد بن شرحبيل [الغبري اليشكري]- رضي الله عنه - قال: «أصابتني سَنَة، فدخلتُ حائِطاً من حِيطان المدينة، ففركتُ سُنْبُلاً، فأكلتُ، وحَمَلْتُ في ثوبي، فجاء صاحبُه، فضربني وأخذ ثوبي، فأتي بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال له: ما عَلَّمتَ إذْ كان جاهلاً، ولا أطعمتَ إذ كان جائعاً، أو [قال] : سَاغِباً، فأمره فَردَّ عليَّ ثوبي، وأعطاني وَسْقاً - أو نصفَ وَسْق - من طعام» أخرجه أبو داود. وعند النسائي قال: «قدمتُ مع عُمُومَتي المدينةَ، فدخلتُ حائطاً ... وذكر الحديث» وفيه: «فأخذ كِسائي» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَنَة) السَّنَة: الجَدْب والغَلاء. (وَسْقاً) الوَسق: ستون صاعاً، والصاع: أربعة أمداد، والمُدُّ: رطل وثلث، أو رطلان، على اختلاف المذهبين.   (1) رواه أبو داود رقم (2620) و (2621) في الجهاد، باب في ابن السبيل يأكل من الثمر ويشرب من اللبن إذا مر به، والنسائي 8 / 240 في القضاة، باب الاستعداء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2298) في التجارات، باب من مر على ماشية قوم أو حائط، هل يصيب منه؟ ، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/166) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (2620) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وفي (2621) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (2298) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة بن سوار (ح) وحدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن الوليد، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - ابن جعفر، ومعاذ العنبري، وشبابة - قالوا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه النسائي (8/240) قال: أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر، قال: حدثنا مبشر بن عبد الله بن رزين، قال: حدثنا سفيان بن حسين. كلاهما - شعبة، وسفيان - عن أبي بشر جعفر بن إياس بن أبي وحشية، فذكره. قال الحافظ في الإصابة (5/314) (4459) روى حديثه أبو داود والنسائي وابن أبي عاصم بإسناد صحيح، وعزاه لأوسط الطبراني. الحديث: 5539 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 451 الباب الثالث: في الحرام من الأطعمة ، وفيه خمسة فصول الفصل الأول: قولٌ كُليٌّ في الحرام والحلال 5540 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان أهلُ الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تَقَذُّراً، فبعث الله نبيَّه، وأنزل كتابه، وأحَلَّ حلالَه، وحرَّم حرامه، فما أحلَّ فهو حلال، وما حرَّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عَفْو، وتلا: {قُلْ لا أجِدُ فِيما أُوحِيَ إليَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلاَّ أن يَكُونَ مَيْتَةً أوْ دَماً مَسْفُوحاً أوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإنَّهُ رِجْسٌ أوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] » أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3800) في الأطعمة، باب ما لم يذكر تحريمه، ورواه أيضاً الحاكم، وابن مردويه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3800) قال: حدثنا محمد بن داود بن صبيح، قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا محمد يعني ابن شريك المكي، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، فذكره. الحديث: 5540 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 452 5541 - (د ت) قبيصة بن هلب: عن أبيه قال: سمعتُ رسول الله [ص: 453] صلى الله عليه وسلم- يقول: - وسأله رجل - «إن من الطعام طعاماً أتَحَرَّجُ منه؟ فقال: لا يَتَحَلَّجَنَّ في نفسك شيء، ضَارَعْتَ (1) فيه النصرانية» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي عن هُلْب قال: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن [طعام النصارى] ... وذكر الحديث» . وفي النسخة «يَخْتلجنَّ» بالخاء المعجمة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَتَحَرَّج) تَحَرَّجْت من هذا الأمر، أي: تأثَّمْت، أي: خِفْت أن يُوقِعَني في الحرج، وهو الضِّيق والإثم. (يَتَحَلَّجَن) : يروى بالحاء والخاء، فبالحاء غير المعجمة معناه: لا يدخل قلبك منه ريبة، وكذا فسره الخطابي بالحاء غير المعجمة، وقال: أصله من الحَلْج، وهو الحركة والاضطراب، قال: ومنه حَلْجُ القُطن، وكذلك بالخاء المعجمة، ومعناه: لا يتحرَّك فيه شيء من الشَّك، والاختلاج: الحركة، والمعنى راجع إلى الأول. (ضَاهَيْت - ضَارَعْت) : المُضاهاة والمُضارعة: المشابهة والمماثلة، ضاهيت وضارعت بمعنى.   (1) وفي نسخة: ضاهيت. (2) رواه أبو داود رقم (3784) في الأطعمة، باب في كراهية التقذر للطعام، والترمذي رقم (1565) في السير، باب ما جاء في طعام المشركين، وقال الترمذي: هذا حديث حسن وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (5/226) قال: حدثنا أبو كامل مظفر بن مدرك. قال: حدثنا زهير. وفي (5/226) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (3784) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (2830) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. والترمذي (1565) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داوس الطيالسي، عن شعبة. (ح) قال محمود: وقال عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وعبد الله بن أحمد (5/226) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني. قال: حدثنا شريك. وفي (5/226) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن صبيح. قال: حدثنا شريك. وفي (5/226) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (5/227) قال: حدثنا محرز بن عون بن أبي عون. قال: حدثنا شريك. خمستهم - زهير، وسفيان، وشعبة، وإسرائيل، وشريك - عن سماك بن حرب، عن قبيصة بن هلب، فذكره. قال الحافظ: ذكره ابن سعد، أي هلب، في طبقة مسلمة الفتح. قلت: قبيصة بن هلب مستور، والإسناد محتمل التحسين لاعتبارات منها وجاهة الطبقة المتقدمة من التابعين وإن كان هو متأخرأ نسبيا لأن أبان من مسلمة الفتح، والله أعلم. الحديث: 5541 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 452 5542 - (ت) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن السَّمْن والْجُبْنِ والفِرَاءِ؟ فقال: الحلالُ ما أحلَّ الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكت عنه: فهو مما عفا عنه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1726) في اللباس، باب ما جاء في لبس الفراء، وأخرجه أيضاً ابن ماجة في " سننه "، والحاكم في " المستدرك "، وفي سنده سيف بن هارون، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، قال: وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله، وكأن هذا الحديث الموقوف أصح، أقول: ويغني عنه حديث عبد الله بن عباس الذي تقدم رقم (5540) ، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناد المرفوع ضعيف، والموقوف أرجح: أخرجه ابن ماجة (3367) . والترمذي (1726) قالا: حدثنا إسماعيل بن موسى السدي، قال: حدثنا سيف بن هارون، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله، وكأن هذا الحديث الموقوف أصح. الحديث: 5542 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 454 الفصل الثاني: في ذي النَّاب والمِخْلب 5543 - (م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ ذي ناب من السِّبَاع فأكله حرام» أخرجه مسلم، و «الموطأ» والترمذي، والنسائي (1) . [ص: 455] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كل ذي ناب) ذو الناب، كالأسد والنمر ونحوهما.   (1) رواه مسلم رقم (1933) في الصيد، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، والموطأ 2 / 496 في الصيد، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، والترمذي رقم (1479) في الصيد، باب ما جاء في كراهية كل ذي ناب وذي مخلب، والنسائي 7 / 200 في الصيد، باب تحريم أكل السباع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (307) وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (6/60) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن مهدي. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب. وابن ماجة (3233) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا معاوية بن هشام (ح) وحدثنا أحمد بن سنان وإسحاق بن منصور. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (7/200) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا عبد الرحمن. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وابن وهب، ومعاوية بن هشام - عن مالك بن أنس، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عبيدة بن سفيان، فذكره. الحديث: 5543 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 454 5544 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن كلِّ ذي ناب من السِّباع، وكلِّ ذي مِخْلَب من الطير» أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. ولأبي داود «نهى يومَ خَيْبَرَ ... الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وذي مِخْلَب) وذو المخلب كالبازي والصقر ونحوهما، و «المِخْلب» : الظفر.   (1) رواه مسلم رقم (1934) في الصيد، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، وأبو داود رقم (3803) و (3805) في الأطعمة، باب النهي عن أكل السباع، والنسائي 7 / 206 في الصيد، باب إباحة أكل لحوم الدجاج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. «أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- نهى يوم خيبر عن كل ذي مخلب من الطير، وعن كل ذي ناب من السباع» . أخرجه أحمد (1/339) (3141) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وروح. وأبو داود (3805) قال: حدثنا محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي. وابن ماجة (3234) قال: حدثنا بكر بن خلف، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي (7/206) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن بشر هو ابن المفضل. أربعتهم - ابن جعفر، وروح، وابن أبي عدي، وبشر بن المفضل - عن سعيد بن أبي عروية، عن علي ابن الحكم، عن ميمون بن مهران، عن سعيد بن جبير، فذكره. * 1- أخرجه أحمد (1/244) (2192) قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (ا/327) (3024) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (1988) قال: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (6/61) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا أحمد بن حنبل، قال:حدثنا هشيم (ح) وحدثني أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (3803) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. كلاهما - أبو عوانة، وهشيم - عن جعفر بن أبي وحشية أبي بشر. 2- وأخرجه أحمد (1/289) (2619) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله. ومسلم (6/60) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا سهل بن حماد. ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، ومعاذ، وسهل - عن شعبة، عن الحكم. 3- وأخرجه أحمد (1/302) (2747) وفي (1/373) (3544) . ومسلم (6/60) قال: حدثنا أحمد ابن حنبل، قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا الحكم وأبو بشر. كلاهما - الحكم، وأبو بشر - عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، فذكره. ليس فيه سعيد بن جبير. * في رواية شعبة عن الحكم مسند أحمد (1/289) قال شعبة: رفعه الحكم. قال شعبة: وأنا أكره أحدث برفعه. قال: وحدثني غيلان والحجاج، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، لم يرفعه. الحديث: 5544 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 455 5545 - (خ م ط د ت س) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن أكل كُلِّ ذِي ناب من السِّبَاع» وفي رواية «نهى عن كلِّ ذي ناب من السباع» ولم يذكر الأكل، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود. وفي رواية «الموطأ» وأبي داود، والنسائي قال: «أكلُ كلِّ ذي ناب من [ص: 456] السباع حرام» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 566 في الصيد، باب أكل كل ذي ناب من السباع، وفي الطب، باب ألبان الأتن، ومسلم رقم (1932) في الصيد، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، والموطأ 2 / 496 في الصيد، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، وأبو داود رقم (3802) في الأطعمة، باب النهي عن أكل السباع، والترمذي رقم (1477) في الصيد، باب ما جاء في كراهية كل ذي ناب وذي مخلب، والنسائي 7 / 201 في الصيد، باب تحريم أكل السباع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وفي رواية «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع، وعن لحوم الحمر الأهلية» . وفي رواية قال: «حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحوم الحمر الأهلية.» . أخرجه مالك الموطأ (307) والحميدي (875) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/193) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عقيل بن خالد. وفي (4/194) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثنا سفيان. وفي (4/195) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني أبي، عن صالح. والدارمي (1986) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (7/124) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (7/124) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (7/181) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (6/59) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (6/60) قال: وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو، يعني ابن الحارث. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وعمرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، وغيرهم. (ح) وحدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن معمر. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا يوسف بن الماجشون. (ح) وفي (6/63) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد. كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وأبو داود (3802) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3232) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1477) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وغير واحد قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (7/200) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، ومحمد بن المثنى، عن سفيان. وفي (7/24) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان، عن بقية، قال: حدثني الزبيدي. جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وعقيل، ومعمر، وابن جريج، وصالح، ويونس، وعمرو بن الحارث، وابن أبي ذئب، ويوسف بن الماجشون، والزبيدي - عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. وعن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني. قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخطفة، والمجثمة، والنهبة، وعن أكل كل ذي ناب من السباع» . أخرجه الدارمي (1987) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا أبو أويس ابن عم مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. الحديث: 5545 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 455 الفصل الثالث: في الحُمُر الأهلية 5546 - (خ م س) [عبد الله] بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: «أصابتْنَا مجاعة لَيَاليَ خَيْبَر، فلما كان يومُ خَيْبَرَ وقعنا في الحُمُر الأهلية، فانْتَحرْناها، فلما غَلَت بها القُدُورُ نادى مُنادِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنْ اكْفؤوا القُدُورَ، ولا تأكُلُوا من لَحْمِ الحُمُر شيئاً، فقال ناس: إنما نهى عنها، لأنها لم تُخَمَّسْ، وقال آخرون: نهى عنها ألبتَّة» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية النسائي قال: أصَبْنا يومَ خيبرَ حُمُراً خارجاً من القرية، فطبخْناها، فنادى مُنادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد حرَّم لُحوم الحُمُر، فأكْفِئوا القُدُور بما فيها، فأكْفَأناها» (1) . [ص: 457] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أكْفِئُوا القدور) كفأْتُ القِدْر: إذا قلبتها وكبَبْتُها، وكذلك أكفأْتُهَا. (تُخمَّس) الخُمس: ما يجب إخراجه من الغنيمة، وتَخْميس الغنيمة أَخْذُ خمسها.   (1) رواه البخاري 9 / 563 في الصيد، باب لحوم الحمر الإنسية، وفي المغازي، باب غزوة خبير، ومسلم رقم (1937) في الصيد، باب تحريم أكل لحم الأحمر الإنسية، والنسائي 7 / 203 في الصيد، باب تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (716) قال: ثنا سفيان. وأحمد (4/354) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، وفي (4/355) قال: ثنا أبو معاوية. وفي (4/357) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (4/381) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/116) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (5/173) قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد. ومسلم (6/63) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (6/64) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد. وابن ماجة (3192) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. والنسائي (7/203) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - سفيان، وشعبة، وأبو معاوية، وعبد الواحد، وعباد، وعلي بن مسهر - عن أبي إسحاق الشيباني، فذكره. * حديث عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء وعبد الله بن أبي أوفى يقولان: «أصبنا حمرا، فطبخناها، فنادى منادي رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: أكفئوا القدور.» . أخرجه أحمد (4/291) قال: حدثنا هاشم. وفي (4/354) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. وفي (4/356) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/173) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفيه (5/173) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا عبد الصمد. وفيه (5/173) قال: حدثنا مسلم. وفي (7/123) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (6/64) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. تسعتهم - هاشم، وابن جعفر، وبهز، وعفان، وحجاج، وعبد الصمد، ومسلم بن إبراهيم، ويحيى ومعاذ - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، فذكره. رواية هاشم، ومسلم بن إبراهيم عن البراء فقط. الحديث: 5546 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 456 5547 - (م خ س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكلِ الحمارِ الأهليّ [يومَ خَيبرَ] وكان الناسُ احْتَاجُوا إليها» أخرجه مسلم. وفي أخرى له وللبخاري والنسائي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «نهى يومَ خَيْبَر عن أكل لُحُومِ الحُمُر الأهلية» . وفي أخرى لهما «عن أكل الثوم، وعن لحوم الحُمُر الأهلية» (1) . وفي أخرى للنسائي «لم يذكر يومَ خيبرَ» (2) .   (1) هذه الرواية في النهي عن أكل الثوم ولحوم الحمر الأهلية معاً، عند البخاري، وهي عند مسلم مفرقة، وانظر الكلام عليها في " الفتح " 7 / 369 و 9 / 563 فإن فيها إدراجاً. (2) رواه البخاري 9 / 563 في الذبائح، باب لحوم الحمر الإنسية، وفي المغازي، باب غزوة خبير، ومسلم رقم (561) في المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً أو نحوها، وفي الصيد، باب تحريم أكل لحم الأحمر الإنسية، والنسائي 7 / 203 في الصيد، باب تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، في باب النهي عن أكل الثوم. الحديث: 5547 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 457 5548 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أتانا [ص: 458] مُنَادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَنْهَاكم عن لُحُوم الحُمُر، فإنها رِجْس» . وفي أخرى قال: «صَبَّح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خيبر، فخرجوا إلينا، ومعهم المَسَاحي، فلما رأوْنا قالوا: محمد والخميسُ (1) ، ورجعُوا إلى الْحِصْنِ يَسْعَوْنَ، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدَهُ، وقال: الله أكبر، خَرِبَتْ خيبرُ، إنا إذا نَزَلْنا بِسَاحَة قوم فَسَاءَ صباحُ المنْذَرين، فأصَبْنا فيها حُمُراً، فطبخناها، فنادى مُنادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن الله ينهاكم عن لحوم الحمر، فإنها رجس» . أخرجه النسائي، وأول هذه الرواية الثانية إلى قوله: «المنذَرين» قد أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، وهو مذكور في «غزوة خيبر» من «كتاب الغزوات» وفي «كتاب النكاح» من «حرف النون» . ولهذا الحديث طرق كثيرة، فمن جملتها: ما أخرجه البخاري مثل النسائي، وقال: ومنهم من قال: «فإنها رجس أو نَجَس» وأن المنادي كان أبا طلحة. وفي أخرى له «إن الله ورسولَه يَنْهَيانكم عن لُحُومِ الحُُمُر الأهلية فأُكْفِئت القُدُور وإنها لَتفُورُ باللحم» (2) . [ص: 459] وأخرج هو ومسلم هذا المعنى في الحُمُر مفرداً. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رِجس) الرِّجْس: النَّجس. (المساحي) جمع مِسحاة، وهي المِجْرَفة من الحديد.   (1) في المطبوع: فلما رأونا قالوا: الحمد لله، محمداً والخميس، وهو خطأ. (2) رواه البخاري 9 / 564 في الذبائح، باب لحوم الحمر الإنسية، وفي المغازي، باب غزوة خبير، وفي الجهاد، باب التكبير عند الحرب، ومسلم رقم (1940) في الصيد، باب تحريم أكل لحم الحمر الإنسية، والنسائي 7 / 204 في الصيد، باب تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1200) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/164) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (5/167) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (7/124) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا عبد الوهاب. ومسلم (6/65) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (1/56) وفي الكبرى (56) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3196) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. ثلاثتهم - سفيان، ومعمر، وعبد الوهاب - عن أيوب. 2- وأخرجه أحمد (3/115) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/121) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (1997) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. ومسلم (6/65) قال: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع. أربعتهم - يحيى، ويزيد بن هارون، وسفيان، وابن زريع - عن هشام بن حسان. كلاهما - أيوب، وهشام - عن محمد بن سيرين. فذكره. الحديث: 5548 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 457 5549 - (خ) زاهر الأسلمي - رضي الله عنه - وكان ممن شَهِد الشجرة - قال: «إني لأُوقِدُ تحتَ القدور بلحُوم الحُمُر، إذْ نادى مُنادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينْهاكم عن لُحُوم الحُمُر» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 347 في المغازي، باب غزوة الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/160) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن مجزأة، فذكره. الحديث: 5549 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 459 5550 - (خ م س) البراء [بن عازب]- رضي الله عنه - قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة خيبر أن نُلْقِيَ لُحُومَ الحمر الأهلية نِيئَة ونَضِيجَة، ثم لم يأمُرْنا بأكلها» . وفي أخرى قال: «غزونا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأصابوا حُمُراً» ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أكْفِئُوا القُدُور» . وفي أخرى قال: البَرَاء: «نُهينا عن لحوم الحمر الأهلية» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 370 في المغازي، باب غزوة خبير، ومسلم رقم (1938) في الصيد والذبائح، باب تحريم أكل لحم الأحمر الإنسية، والنسائي 7 / 203 في الصيد، باب تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم، راجع تخريج الحديث رقم (5546) الرواية الثانية. الحديث: 5550 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 459 5551 - (خ م س) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حرَّمَ لُحُومَ الحُمُر الأهلية» . أخرجه البخاري ومسلم. وعند النسائي «أنهم غَزَوْا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى خيبر والناسُ جِياع، فوجدوا فيها حَمِيراً من حُمُر الإنْسِ، فذبح الناسُ منها، فَحُدِّثَ بذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فأمر عبد الرحمن بن عوف، فأذَّن في الناس: ألا إن لُحُومَ الحمر لا تَحِلُّ لمن شهد أني رسول الله» (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 564 في الذبائح، باب لحوم الحمر الإنسية، ومسلم رقم (1936) في الصيد، باب تحريم أكل لحم الأحمر الإنسية، والنسائي 7 / 304 في الصيد، باب تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، راجع تخريج الحديث رقم (5545) . الحديث: 5551 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 460 5552 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لا أدري: أنهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أجل أنه كان حَمُولَة الناس، فكَره أن تذهب حُمُولُتهم، أو حرَّمه في يوم خيبر؟ يعني: لحومَ الحمُر الأهلية» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَمُولة) الحمولة من الدواب: التي تحمل عليها الأثقال.   (1) رواه البخاري 7 / 370 و 371 في المغازي، باب غزوة خبير، ومسلم رقم (1939) في الصيد، باب تحريم أكل لحم الأحمر الإنسية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/174) قال: حدثني محمد بن أبي الحسين. ومسلم (6/64) قال: حدثني أحمد بن يوسف الأزدي. كلاهما - محمد، وأحمد - قالا: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، عن عاصم، عن عامر، فذكره. الحديث: 5552 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 460 5553 - (خ د) عمرو بن دينار: قال: «قلت لجابر بن زيد: [ص: 461] يزعمون أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الحمُر الأهلية، قال: قد كان يقول ذلك الحَكَمُ بنُ عمرو الغفاري عندنا بالبصرة، ولكنْ أبى ذلك البحرُ ابنُ عباس، وقرأ قول الله تعالى: {قُلْ لاَ أجِدُ فِيما أُوحِيَ إليَّ مُحَرَّماً ... } [الأنعام: 145] » أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود قال جابر: «نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أن نأكل لحوم الحمُر، وأمرنا أن نأكل لحومَ الخيل» ، قال عمرو: فأخبرتُ هذا الخبرَ أبا الشعثاء، فقال: «قد كان الحكم الغفاري فينا يقول هذا، وأبى ذلك البحرُ - يريد: ابنَ عباس» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البحر) رجل بحر، أي: عالم واسع العلم، تشبيهاً له بالبحر في كثرة مائة وسعته وغزارته كما شبَّهوا الجواد به.   (1) رواه البخاري 9 / 564 و 565 في الذبائح، باب لحوم الحمر الإنسية، وأبو داود رقم (3808) في الأطعمة، باب في لحوم الأحمر الأهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (859) . وأحمد (4/213) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري (7/124) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (3808) قال: حدثنا إبراهيم ابن حسن المصيصي، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج. كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 5553 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 460 5554 - (د) غالب بن أبجر - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أذِنَ له: أن يُطْعِمَ أهْلَه في سنة أصابَتْهُم من لحم الحمر الأهلية، وقال له: أطْعِمْ أهلك من سَمِين حُمُرك، فإنما حرَّمتُها من أجل جَوَّال القرية» . أخرجه أبو داود، وهذا لفظه، قال: «أصَابَتْنا سَنَة، فلم يكن في [ص: 462] مالي شيء أُطْعِمُ أهلي، إلا شيء من حُمُر، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حرَّم لحوم الحمُر الأهلية، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسول الله أصابتنا السَّنَةُ، ولم يكن في مالي ما أُطْعِمُ أهلي إلا سِمَانَ حُمُر، وإنك حرَّمت لحوم الحمر الأهلية، فقال: أطْعِمْ أهْلَكَ ... الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَوَّال القرية) الجوَّال جمع جالَّة، وهي التي تأكل العذرة، والجَلَّة مستعارة لها كما ذكرنا، يقال: جلّت الدابّة الجَلَّة، وهي البعير، واجتلتْها، فهي جَالَّة وجلاَّلة: إذا التقطتها، وأكل الجلالة حلال إن لم يظهر النَّتن في لحمها، فإن ظهر النَّتَن: فهو نجس وحرام، وإن أُزِيل ذلك بالعلف: حلّت، وإن أُزيل بالطبخ: فلا، وجلدها يطهر بالدِّباغ وبالذّكاة إن لم تبن الرائحة في الجلد، وذكر العراقيون أن الجلالة تكره ولا تحرم، فأما النهي عن ركوبها، على ما جاء في الحديث فلعله لما يكثر من أكلها العذرة والبعر، فتكثر النجاسة على أجسامها، وربما لمست راكبها بفمها وفيه أثر العذرة أو البعر فيتنجس، فيشبه أن يكون النهي لذلك، والله أعلم.   (1) رواه أبو داود رقم (3809) في الأطعمة، باب في لحوم الحمر الأهلية، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " 5 / 320 اختلف في إسناده اختلافاً كثيراً، قال: وقد ثبت التحريم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما - يريد الحديث الذي بعده - قال المنذري: وذكر البيهقي أن إسناده مضطرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3809) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور، عن عبيد أبي الحسن، عن عبد الرحمن، فذكره. * قال أبو داود: عبد الرحمن هذا هو ابن معقل. * قال أبو داود: روى شعبة هذا الحديث، عن عبيد أبي الحسن، عن عبد الرحمن بن معقل، عن عبد الرحمن بن بشر، عن ناس من مزينة، أن سيد مزينة أبجر، أو ابن أبجر سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-. * أخرجه أبو داود (3810) قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم، عن مسعر، عن عبيد، عن ابن معقل، عن رجلين من مزينة، أحدهما عن الآخر. أحدهما عبد الله بن عمرو بن عويم. والآخر غالب بن الأبجر. قال مسعر: أرى غالبا الذي أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-. بهذا الحديث. قال الحافظ في الإصابة (8/50) (6896) ترجمة غالب بن أبجر، له حديث في سنن أبي داود اختلف في إسناده اختلافا كثيرا، ثم ذكر الاختلاف وقال: وله حديث آخر في تاريخ البخاري اهـ. الحديث: 5554 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 461 الفصل الرابع: في أحاديث مشتركة التحريم 5555 - (خ م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن لُحوم الحمر الأهلية، وأذِن في الخيْل» . وفي رواية «أكلنا زَمَن خَيْبَرَ الخَيْلَ، وحُمرَ الوَحْشِ، ونهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن الحمارِ الأهليِّ» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي الثانية. وفي رواية الترمذي «حرَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعني يومَ خَيْبَرَ - لُحُومَ الحُمُر الإنْسِيَّة، والبغالَ، وكلِّ ذي ناب من السِّبَاع، وكلِّ ذي مِخْلب من الطَّير» . وفي قول بعض الرواة «نهى» بدل «حرَّم» . وفي رواية أبي داود قال: «وذَبَحْنَا يومَ خيبر الخيلَ البغالَ والحميرَ، وكُنَّا قد أصابتُنا مَخْمَصَة، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن البغال والْحَميرِ، ولم يَنْهَنَا عن لحوم الخيل» . وفي أخرى له وللنسائي قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ خَيْبَرَ عن لُحوم الحُمُرِ الأهلية، وأذِن في الخيْل» . [ص: 464] وفي أخرى للنسائي قال: «كُنَّا نأكلُ لحومَ الخيل، قلت: والبغالَ؟ قال: لا» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَخْمَصَة) المخمصة: المجاعة.   (1) رواه البخاري 7 / 369 في المغازي، باب غزوة خبير، وفي الذبائح، باب لحوم الخيل، وباب لحوم الحمر الإنسية، ومسلم رقم (1941) في الصيد، باب في أكل لحوم الخيل، والترمذي رقم (1478) في الصيد، باب ما جاء في كراهية كل ذي ناب ومخلب، وأبو داود رقم (3788) و (3789) في الأطعمة، باب في أكل لحوم الخيل، والنسائي 7 / 202 في الصيد، باب الإذن في أكل لحوم الخيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: «أطعمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحوم الخيل» . أخرجه الحميدي (1254) قال: حدثنا سفيان. والترمذي (1793) قال: حدثنا قتيبة، ونصر بن علي، قالا: حدثنا سفيان. والنسائي (7/201) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين وهو ابن واقد. كلاهما - سفيان، والحسين -عن عمرو بن دينار، فذكره. عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر عن لحوم الحمر» . أخرجه أحمد (3/361) قال: حدثنا عفان. وفي (3/385) قال: حدثنا حسن بن موسى، وسريج. والدارمي (1999) قال: أخبرنا أبو النعمان. والبخاري (5/173 و 7/123) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (7/123) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (6/65) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع العتكي، وقتيبة بن سعيد. وأبو داود (3788) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والنسائي (7/201) قال: أخبرنا قتيبة. وأحمد بن عبدة. عشرتهم - عفان، وحسن، وسريج، وأبو النعمان، وسليمان بن حرب، ويحيى بن يحيى، وأبو الربيع العتكي، وقتيبة، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي، فذكره. * أخرجه أبو داود (3808) قال: حدثنا إبراهيم بن حسن المصيصي، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، قال: أخبرني رجل، عن جابر، ولم يسمه. وعن عطاء، عن جابر، قال: «كنا نأكل لحوم الخيل على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . 1- أخرجه ابن ماجة (3197) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا الثوري، ومعمر، والنسائي (7/201) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا عبيد الله هو ابن عمرو وفي (7/202) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن، عن سفيان. ثلاثتهم - الثوري، ومعمر، وعبيد الله بن عمرو - عن عبد الكريم الجزري. 2- وأخرجه النسائي (7/201) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين وهو ابن واقد، عن ابن أبي نجيح. كلاهما - عبد الكريم، وابن أبي نجيح - عن عطاء، فذكره. * في رواية عبد الكريم «كنا نأكل لحوم الخيل. قلت: فالبغال؟ قال: لا» . * وفي رواية ابن أبي نجيح «ونهانا عن لحوم الحمر.» . الحديث: 5555 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 463 5556 - (س) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَحلُّ النُّهْبَى، ولا يحلُّ من السباع كلُّ ذِي ناب ولا تحلُّ المُجَثَّمَةُ» أخرجه النسائي. وله في أخرى: «نهى عن كلِّ ذي ناب من السباع، وعن لُحُوم الحُمُر الأهلية» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النُّهبَى) : اسم ما يُنْهَب.   (1) رواه النسائي 7 / 201 و 204 في الصيد، باب تحريم أكل السباع، وباب تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: «إن لحوم حمر الإنس لا تحل لمن شهد أني رسول الله. قال: ووجدنا في جناتها بصلا وثوما، والناس جياع، فجهدوا، فراحوا، فإذا ريح المسجد بصل وثوم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا، وقال: لا تحل النهبى، ولا يحل كل ذي ناب من السباع، ولا تحل المجثمة» . أخرجه أحمد (4/194) قال: حدثنا زكريا بن عدي. والنسائي (7/201، 204، 237) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. كلاهما - زكريا بن عدي، وعمرو بن عثمان - عن بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، فذكره. * رواية النسائي (7/201) مختصرة على «لا تحل النهبى، ولا يحل من السباع كل ذي ناب، ولا تحل المجثمة» .و (7/237) مختصرة على «لا تحل المجثمة» . الحديث: 5556 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 464 5557 - (خ) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: «نهى النبيُّ [ص: 465] صلى الله عليه وسلم- عن أكل كلِّ ذي ناب من السَّبُع (1) » قال الزهري: ولم أسمعه حتى أتيتُ الشامَ، قال البخاري: وزاد الليث: حدثني يونس عن ابن شهاب قال: «وسألته: هل نتوضأ، أو نشرب ألبان الأُتُن، أو مَرَارَةَ السَّبُع، أو أبْوَالَ الإبلِ؟ قال: قد كان المسلمون يَتَدَاوَوْنَ بها، فلا يَرَوْنَ بذلك بأساً، فأما ألْبَانُ الأُتُن، فقد بلغنا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن لُحُومها، ولم يَبْلُغْنا عن ألبانها أمر ولا نَهي، وأما مرارةُ السبع: فقال ابن الشهاب: أخبرني أبو إدريس الخَوْلاني: أن أبا ثعلبة الخُشني حدَّثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كلّ ذي ناب من السباع» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأُتن) جمع أتان، وهي الأنثى من الحمير.   (1) وفي بعض النسخ: من السباع. (2) رواه البخاري 10 / 212 في الطب، باب ألبان الأتن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم (5545) . الحديث: 5557 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 464 5558 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «حرَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ خَيْبَرَ كلَّ ذي ناب من السباع، والْمُجَثَّمَةَ، والحمارَ الإنْسِيَّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1796) في الأطعمة، باب ما جاء في لحوم الحمر الأهلية، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، قال الترمذي: وفي الباب عن علي، وجابر، والبراء، وابن أبي أوفى، وأنس، والعرباض بن سارية، وأبي ثعلبة، وابن عمر، وأبي سعيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ورواية عبد العزيز بن محمد: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرم كل ذي ناب من السباع» . أخرجه أحمد (2/366) قال: حدثنا معاوية. قال: حدثنا زائدة. وفي (2/418) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والترمذي (1479) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وفي (1795) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. كلاهما - زائدة، وعبد العزيز - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 5558 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 465 5559 - (د س) خالد بن الوليد - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل لحوم الخيلِ والبغال والحمير» . زاد في رواية «وكلِّ ذي ناب من السباع» أخرجه أبو داود والنسائي. وفي أخرى لأبي داود قال: غزوتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ خَيبرَ فَأتَتِ اليهودُ، فَشَكوْا: أن الناس قد أسْرَعُوا إلى حظائِرهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا لا تحلُّ أموال المُعاهَدِين إلا بحقِّها، وحرام عليكم حمر الأهلية وخَيْلُها وبِغالها، وكلُّ ذي ناب من السباع، وكلُّ ذِي مِخْلب من الطير» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المعاهد) : الذي بينك وبينه عهد ومهادنة من الكفار، وأراد به. هاهنا: أهل الذّمة، لأنه أراد يهود خيبر.   (1) رواه أبو داود رقم (3790) في الأطعمة، باب في أكل لحوم الخيل، و (3806) في الأطعمة، باب النهي عن أكل السباع، والنسائي 7 / 202 في الصيد، باب تحريم أكل لحوم الخيل، وهو حديث ضعيف، ومخالف للأحاديث الصحيحة، ففي البخاري من حديث جابر: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحوم الخيل، وعند مسلم أيضاً من حديث جابر: أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحوم الخيل، ولذلك قال أبو داود في " سننه " عقب حديث خالد بن الوليد: وهذا منسوخ، قد أكل لحوم الخيل جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: ابن الزبير، وفضالة بن عبيد، وأنس بن مالك، وأسماء ابنة أبي بكر، وسويد بن غفلة، وعلقمة، وكانت قريش في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تذبحها، وانظر " تهذيب سنن أبي داود " 5 / 316 و 317. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/89) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وأبو داود (3790) قال: حدثنا سعيد بن شبيب، وحيوة بن شريح الحمصي. وابن ماجة (3198) قال: حدثنا محمد بن المصفى. والنسائي (7/202) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي (7/202) قال: أخبرنا كثير بن عبيد. ستتهم - يزيد، وسعيد، وحيوة، وابن المصفى، وإسحاق، وكثير - عن بقية بن الوليد، قال: حدثني ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى بن المقدام بن معد يكرب، عن أبيه، عن جده، فذكره. وعن المقدام بن معد يكرب، قال: غزونا مع خالد بن الوليد الصائفة، فقرم أصحابنا إلى اللحم، فقالوا: أتأذن لنا أن نذبح رمكة له، فدفعتها إليهم فحبلوها، ثم قلت: مكانكم حتى آتي خالدا فأسأله، قال: فأتيته فسألته؟ فقال: «غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة خيبر ... » . أخرجه أحمد (4/89) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. وفي (4/89) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (3806) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. ثلاثتهم - أحمد، وعلي، وعمرو - قالوا: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا سليمان بن سليم أبو سلمة، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن جده المقدام، فذكره. الحديث: 5559 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 466 5560 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله - قال مرة: عن أبيه، ومرة: عن جده - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى يومَ خيبر عن لُحوم الحُمُر الأهلية وعن الجلاَّلة: عن رُكوبها، وعن أكل لحمها» . أخرجه النسائي وأبو داود، إلا أن أبا داود قال: عن ابن عمرو (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3811) في الأطعمة، باب في لحوم الحمر الأهلية، والنسائي 7 / 240 في الضحايا، باب النهي عن أكل لحوم الجلالة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (2/219) (7039) قال: حدثنا مؤمل. وأبو داود (3811) قال: حدثنا سهل بن بكار. والنسائي (7/239) قال: أخبرني عثمان بن عبد الله، قال: حدثني سهل بن بكار. كلاهما- مؤمل، وسهل بن بكار - عن وهيب بن خالد، عن ابن طاووس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * في رواية عثمان بن عبد الله: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن أبيه محمد بن عبد الله بن عمرو. قال مرة: عن أبيه. وقال مرة: عن جده. الحديث: 5560 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 467 5561 - (ت) العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى يوم خيبر عن كل ذي ناب من السِّباع، وعن كلِّ ذي مِخلب من الطير، وعن لحوم الحمر الأهلية، وعن المجثَّمةِ، وعن الخَليسةِ، وأن تُوطأ الحَبَالَى حتى يَضَعْنَ ما في بُطونهن» قال محمد بن يحيى: سئل أبو عاصم عن المجثّمة؟ قال: أن يُنْصَبَ الطير أو الشيء فيُرمَى، وسئل عن الخليسة؟ فقال: الذئب أو السبع يدركه الرجل فيأخذ منه (1) ، فتموت في يده [قبل أن يُذَكِّيَها] . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخَليسة) : الشاة يَخْتَلِسُها سبع، أي: يَسْتَلِبُها فيقتلها.   (1) يعني: الخليسة. (2) رقم (1474) في الصيد، باب ما جاء في كراهية أكل المصبورة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 128، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/127) . والترمذي (1474) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وغير واحد. وفي (1564) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى - قالا: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا وهب بن خالد الحمصي، قال: حدثتني أم حبيبة بنت العرباض بن سارية، فذكرته. الحديث: 5561 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 467 5562 - (د) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا لا يحلُّ ذُو ناب من السِّباع، ولا الحمارُ الأهلي، ولا اللقطة من مالِ مُعاهِد، إلا أن يستغني عنها، وأيُّما رجل أضاف قوماً فلم يَقْرُوه، فإن له أن يُعقِبَهم بمثل قِرَاه» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَقروه) قَريت الضَّيْف أقْريه، إذا أقمت به فيما يحتاج إليه من مأكل ومشرب. (يُعَقِبهم) التَّعْقِيب هاهنا: أخذ ما يقوم مقام القِرَى وحق الضيافة، من قولهم: أخذت من أسيرى عُقبة، أي: بدلاً، قال الله تعالى: {وإنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أزوَاجِكُمْ إلى الكُفَّارِ فَعَاقَبتمْ} [الممتحنة: 11] وقُرئ «فعقَّبتم» أي: فَغَنِمْتُم عِوَض أزواجكم.   (1) رقم (3804) في الأطعمة، باب النهي عن أكل السباع، وهو حديث حسن، وقد تقدم برقم (5201) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/130) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حريز. وأبو داود (3804) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن مروان بن رؤبة التغلبي. وفي (4604) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا أبو عمرو بن كثير بن دينار، عن حريز بن عثمان. كلاهما - حريز ومروان- عن عبد الرحمن بن أبي عوف، فذكره. الحديث: 5562 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 468 الفصل الخامس: في الهِرِّ 5563 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 469] نهى عن أكل الهِرِّ، وأكل ثمنه. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3807) في الأطعمة، باب النهي عن أكل السباع، ورواه أيضاً رقم (1280) في البيوع، باب ما جاء في كراهية ثمن الكلب والسنور، ورواه أيضاً النسائي، وابن ماجة، وهو حديث ضعيف، وقد ثبت النهي عن ثمن الكلب والسنور، فقد روى مسلم في " صحيحه " من حديث معقل عن أبي الزبير قال: سألت جابراً عن ثمن الكلب والسنور، قال: زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (1044) . وأبو داود (3480) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وفي (3807) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الملك. وابن ماجة (3250) قال: حدثنا الحسين بن مهدي. والترمذي (1280) قال: حدثنا يحيى بن موسى. وعبد الله بن أحمد (3/297) قال: حدثني أبي، ويحيى بن معين. ستتهم - عبد بن حميد، وأحمد، ومحمد بن عبد الملك، والحسين بن مهدي، ويحيى بن موسى، ويحيى بن معين - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا عمر بن زيد الصنعاني، عن أبي الزبير، فذكره. قلت: عمر بن زيد ضعفوه، والنهي عن ثمن السنور، ثابت من حديث جابر عند مسلم وليس فيه ذكر أكلها. الحديث: 5563 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 468 الباب الرابع: فيما أكله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الأطعمة ومدحه الخَلّ 5564 - (م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألَ أهلَه الإدامَ؟ فقالوا: ما عندنا إلا اَلخلُّ، فدعا به، فجعل يأكل به، ويقول: نِعْمَ الإدامُ الخل ُّ، نِعمَ الإدامُ الخلُّ. [وفي رواية: قال جابر: «أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيدي يوم إلى منزله، فأخْرَجَ إليه (1) فِلَقاً من خبز، فقال: ما مِن أُدْم؟ فقالوا: لا، إلا شيء من خَلّ، قال: فإن الخلَّ نعم الأدْمُ] قال جابرُ: فما زلتُ أُحِبُْ الخلَّ [ص: 470] منذ سمعتها من نبيِْ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال طلحة بن نافع: ومازلت أُحِبُّ الخلَّ مُنْذُ سمعتُها من جابر» . وفي أخرى قال: «كنتُ جالساً في داري، فَمرَّْ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأشار إليَّ، فأتيته (2) ، فأخذ بيدي، فانطلقنا حتى أتى بعض حُجر نسائه، فدخل، ثم أذِنَ لي، فدخلتُ الحجابَ [عليها] ، فقال: هل من غَدَاء؟ قالوا: نعم، فأُتِيَ بثلاثة قِرَصَة من شعير فوضعهنَّ (3) على نبيٍّ (4) ، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُرْصاً، فوضعه بين يديه، وأخذ آخرَ فوضعه بين يديه، ثم أخذ الثالث، فكَسَره باثنْين، فجعل نصفه بين يديه، ونصفَه بين يديَّ، ثم قال: هل من إدام؟ قالوا: لا، إلا شيءُ من خلَّ، قال: فَهاتُوه، فَنِعْمَ الإدَامُ هو» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود والترمذي مختصراً قوله: " نعم الإدام الخل ". وفي رواية النسائي قال: «دخلت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بَيتْهَ، فإذا فِلَقُ خبز وخَلّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: نِعْمَ [ص: 471] الإدامُ الخلُّ» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأُدم) : ما يؤكل مع الخبز. (قِرَصَة) : جمع قُرْص، [وهو الرغيف] وجمع القُرْصة: قُرَص. (نَبيٍّ) مشدداً غير مهموز: الشيء المرتفع، والنبيُّ أيضاً جمع نَابٍ، وهو الرَّابيَة من الأرض من النَّبَاوة، والنَّبْوة: الارتفاع، أراد: أنه وضع الخبز على شيء مرتفع عن الأرض. (فِلَق) جمع فِلْقة، أي: كِسرة.   (1) أي: الخادم ونحوه. (2) في نسخ مسلم المطبوعة: فقمت إليه. (3) في نسخ مسلم المطبوعة: فوضعن. (4) قال النووي في " شرح مسلم " هكذا هو في أكثر الأصول " نبي " بنون مفتوحة، ثم باء موحدة مكسورة، ثم ياء مثناة تحت مشددة، وفسروه بمائدة من خوص، ونقل القاضي عياض عن كثير من الرواة - أو الأكثرين - أنه " بتي " بياء موحدة مفتوحة، ثم مثناة فوق مكسورة مشددة، ثم ياء مثناة من تحت مشددة، و " البت " كساء من وبر أو صوف، فلعله منديل وضع عليه هذا الطعام، قال: ورواه بعضهم " بني " بضم الباء، وبعدها نون مكسورة مشددة، قال القاضي الكناني: هذا هو الصواب، وهو طبق من خوص. (5) رواه مسلم رقم (2052) في الأشربة، باب فضيلة الخل والتأدم به، وأبو داود رقم (3820) و (3821) في الأطعمة، باب في الخل، والترمذي رقم (1840) و (1843) في الأطعمة، باب ما جاء في الخل، والنسائي 7 / 14 في الأيمان، باب إذا حلف أن لا يأتدم فأكل خبزاً بخل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/371) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله بن الوليد. 2- وأخرجه أبو داود (3820) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والترمذي (1839و 1842) . وفي الشمائل (153) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي البصري. كلاهما - عثمان بن أبي شيبة، وعبدة الخزاعي - قالا: حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان. 3- وأخرجه ابن ماجة (3317) قال: حدثنا جبارة بن المغلس، قال: حدثنا قيس بن الربيع. ثلاثتهم - عبيد الله بن الوليد، وسفيان، وقيس بن الربيع - عن محارب بن دثار، فذكره. الحديث: 5564 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 469 5565 - (ت) أم هانئ -رضي الله عنها - قالت: «دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: هل عندكم شيءُ؟ فقلتُ: لا، إلا كِسَر يابِسَةُ، وخَلُّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: قَرِّبِيهِ، فما أقْفَرَ بيت من أُدُم فيه خَلٌّ» ، أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما أقْفر) : من القَفار، وهو الخبز وحده، أقْفَر الرجل: إذا لم يَبقَ عنده أُدم، وأكل فلان القَفار: إذا أكل الخبز بغير أُدْم.   (1) رقم (1842) في الأطعمة، باب ما جاء في الخل، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدا: أخرجه الترمذي (1841) . وفي الشمائل (173) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حمزة الثمالي، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 5565 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 471 5566 - (م ت) -عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «نعْمَ إلادامُ الخلُّ - أو الأُدُمُ، شك الراوي» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2051) في الأشربة، باب فضيلة الخل والتأدم به، والترمذي رقم (1841) في الأطعمة، باب ما جاء في الخل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (2055) قال: حدثني يحيى بن حسان. ومسلم (6/125) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا يحيى بن حسان. (ح) وحدثناه موسى بن قريش بن نافع التميمي. قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي. وابن ماجة (3316) قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري. قال: حدثنا مروان بن محمد. والترمذي (1840) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي. قال: حدثنا يحيى بن حسان. (ح) وحدثناه عبد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرنا يحيى بن حسان. وفي الشمائل (151) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر وعبد الله بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا يحيى بن حسان. ثلاثتهم - يحيى بن حسان، ويحيى بن صالح، ومروان بن محمد - قالوا: حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5566 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 472 الزيت والملح 5567 - (ط) حميد بن مالك بن خُثيم - رحمه الله- قال: «كنتُ جالساً مع أبي هريرة بأرضه بالعقيق، فأتاه قومُ من أهل المدينة على دوابّ، فنزلوا عنده، وسلمَّوا عليه، قال حُميد: فقال لي أبو هريرة: اذْهَبْ إلى أمِّي، فقل: إن ابنك يُقرئُك السلام، ويقول لكِ: أطْعمينا ممَّا كان عندك، قال: فوضعتْ ثلاثةَ أقْراص في صَحْفَة، وشيئاً من زيت وَمِلْح، ثم وضَعتِ الصفحةَ على رأسي، فجئتُ بها، فلمَّا وضعتها بين أيديهم كبَّرَ أبو هريرة، وقال: الحمدُ لله الذي أشبَعَنا من الخُبْزِ بعدَ أنْ لم يكن طعامُنا إلاَّ الأسْوَدَانِ: الماءُ، والتمرُ، قال: فلم يُصبِ القوم من الطَّعام شيئاً، فلما اْنصَرَفُوا قال: يا ابن أخي، أحْسِنْ إلى غَنَمِكَ، وامْسحِ الرُّعَام عنها، وأطِبْ مَرَاحها، وصَلِّ في ناحيتها، فإنها من دَوَابِّ الجنة، والذي نفسي بيده، ليُوشِكُ أنْ يأتيَ على الناسِ زمانُ تكون الثُلَّةُ من الغنم أحَبَّ إلى صاحبها من دَارِ مَروْانَ» . أخرجه «الموطأ» (1) . [ص: 473] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأسودان) : التمر والماء، أما التمر: فأسود، لأن الغالب على تمر المدينة السواد، أو لأن الأحمر إذا كَمَدَت حمرته مال إلى السواد، ولما اجتمع مع الماء غلب أحدهما على الآخر، كما قيل: القمران والعمران، أو لأن الماء لا لون له. (الرُّعام) بضم الراء وبالعين المهملة: المخاط، شاة رعوم: بها داء يسيل منه رُعامها. (مَرَاحها) المراح: الموضع الذي تأوى إليه الغنم بالعشيِّ. (أوشَك) يُوشِك: إذا أسرع، والوَشْك: الإسراع. (الثُّلَّة) : الجماعة من الغنم.   (1) 2 / 933 و 934 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1802) عن محمد بن عمرو بن حلحلة، فذكره. الحديث: 5567 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 472 5568 - (ت) عمر بن الخطاب وأبو أسيد - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُوا الزَّيْتَ وادَّهنُوا به، فإنه من شجرة مُباركة» . أخرجه الترمذي. وقال: وروي عن زيد بن أسلم عن أبيه: عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ... مرسلاً ولم يذكر عمر، وفي حديث أبي أسيد: «كلوا من الزيت» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1852) و (1853) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل الزيت، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والدارمي في " سننه "، والحاكم في " المستدرك "، وصححه ووافقه الذهبي، كما رواه ابن ماجة والحاكم من حديث أبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (13) .وابن ماجة (3319) قال: حدثنا الحسين بن مهدي. والترمذي (1851) . وفي الشمائل (158) قال: حدثنا يحيى بن موسى. ثلاثتهم - عبد بن حميد، والحسين، ويحيى - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق عن معمر، وكان عبد الرزاق يضطرب في رواية هذا الحديث، فربما ذكر فيه: عن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وربما رواه على الشك، فقال: أحسبه عن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وربما قال: عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلا. حدثنا أبو داود سليمان بن معبد، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.نحوه. ولم يذكر فيه: عن عمر. انتهى كلام الترمذي. الحديث: 5568 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 473 السَّمن 5569 - (ط) يحيى بن سعيد -رحمه الله - «أن عمر كان يأكل خُبْزاً بسَمْن، فدعا رجلاً من أهل البادية، فجعل يأكل، ويَتَتَبَّعُ باللقمة وَضَرَ الصَّحفة فقال له عمر: كأنك مُقْفِرٌ؟ قال: والله ما أكلتُ سَمْناً ولا سَميناً، ولا رأيت آكِلاً به مُنْذُ كذا وكذا، فقال عمر: لا آكل السمن َ حتى يَحْيَا الناسُ من أوّل ما يَحْيونَ» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وضر) الوضر: الدسم. (مُقْفِر) القفر قد ذُكِر، وذلك لما رأى أكله قال له ذلك. (يَحْيَوْن) أراد به: الخِصْب، فإن الخصب سبب الحياة، أو هو من الحيا: المطر، وأراد حتى يمطروا، والمطر سبب الربيع والخِصْب.   (1) 2/932 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1799) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره. الحديث: 5569 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 474 الدُّبَّاء 5570 - (خ م ط ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ خياطاً دَعَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لطعام صَنَعَه، قال أنس: فذهبتُ مَعَ رسول [ص: 475] الله - صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك الطعام، فقرَّب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خبزاً من شعير ومَرَقاً فيه دُبَّاء وقَديد، قال أنس: فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَتتبَّعُ الدُّبَاءَ من حَوَالي الصحْفةِ، فلم أزَلْ أُحِبُّ الدُّباءَ من يومئذٍ» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «دخلتُ مع النبي- صلى الله عليه وسلم- على غُلام خَيَّاط، فَقَدَّمَ إليه قَصْعة فيها ثَريِد، وعليه دُبَّاء، قال: وأقْبَل على عمله - يعني: الغلامَ - قال: فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَتَتَبَّع الدُّبَّاءَ، قال أنس: فجعلت أتَتَبّعُه وَأَضَعُه بين يديه، قال: ومازلتُ بعدُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ» . وفي رواية لمسلم قال: «دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجلُ، فانطلقت معه، فجِيء بَمرَقة فيها دُبَّاء فجعلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكل من ذلك الدُّبَّاءِ، ويُعجِبُه، قال: فلما رأيتُ ذلك، جعلتُ أُلقيِه إليه، ولا أطعَمُه، قال: فقال أنس: فما زلِتُ بعدُ يُعْجبِني الدُّبَّاءُ» . وفي أخرى «أن رجلاً خَيَّاطاً دَعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر نحوه» وزاد: قال ثابت «فسمعتُ أنساً يقول: فما صُنع لي طعام بَعدُ أَقدِرُ على أن يُصنَع فيه دُبَّاء إلا صُنع» . وأخرج الموطأ وأبو داود الرواية الأولى. [ص: 476] وفي رواية الترمذي قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتتَبّع في الصحْفةِ، - يعني: الدُّبَّاءَ - فلا أزال أُحِبُّه» . وللترمذي عن أبي طالوتَ قال: «دخلتُ على أنس وهو يأكلُ قَرْعاً وهو يقول: يا لَكِ من شجرة، ما أَحَبَّكِ إليَّ لِحُب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إيَّاكِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دُبَّاء) الدُّبَّاء: القرع. (قَدِيد) القديد: اللحم المملَّح اليابس.   (1) رواه البخاري 9 / 484 في الأطعمة، باب الدباء ، وباب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه إذا لم يعرف منه كراهية، وباب الثريد، وباب من أضاف رجلاً إلى طعام وأقبل هو على عمله، وباب المرق، وباب القديد، وباب من ناول أو قدم إلى صاحبه على المائدة شيئاً، وفي البيوع، باب ذكر الخياط، ومسلم رقم (2041) في الأشربة، باب جواز أكل المرق واستحباب أكل اليقطين، والموطأ 2 / 546 و 547 في النكاح، باب ما جاء في الوليمة، وأبو داود رقم (3782) في الأطعمة، باب في أكل الدباء، والترمذي رقم (1850) و (1851) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل الدباء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «أن خياطا دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لطعام صنعه ... » . 1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (338) . 2- أخرجه الحميدي (1213) . وأحمد (3/150) . والترمذي (1850) قال: حدثنا محمد بن ميمون المكي. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وابن ميمون - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه الدارمي (2056) . والبخاري (7/102) كلاهما عن أبي نعيم. 4- وأخرجه البخاري (3/79) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. 5- وأخرجه البخاري (7/89) . ومسلم (6/121) . والترمذي في الشمائل (162) . والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (198) . أربعتهم عن قتيبة بن سعيد. 6- وأخرجه البخاري (7/101) ، وأبو داود (3782) قالا: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. 7- وأخرجه البخاري (7/102) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. ستتهم - سفيان، وأبو نعيم، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة، والقعنبي، وإسماعيل - عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره. وعن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس، قال: «كنت غلاما أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل، رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على غلام له خياط ... » . أخرجه البخاري (7/98) قال: حدثنا عبد الله بن منير، سمع أبا حاتم الأشهل بن حاتم. وفي (7/101) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أزهر بن سعد. وفي (7/101) أيضا قال: حدثني عبد الله بن منير، سمع النضر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (503) عن الحسين بن عيسى، عن أزهر. ثلاثتهم - الأشهل، وأزهر، والنضر بن شميل - عن ابن عون، عن ثمامة، فذكره. وبلفظ: «دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل، فانطلق وانطلقت معه، قال: فجيء بمرقة فيها دباء ... » . 1- أخرجه أحمد (3/225) ، وعبد بن حميد (1277) قالا: حدثنا هاشم بن القاسم. 2- وأخرجه مسلم (6/121) قال: حدثنا محمد بن العلاء، أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - هاشم، وأبو أسامة - عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، فذكره. وعن ثابت البناني، وعاصم الأحول، عن أنس بن مالك. «أن رجلا خياطا دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقرب منه ثريدا عليه..» . أخرجه مسلم (6/121) قال: حدثني حجاج بن الشاعر وعبد بن حميد. والترمذي في الشمائل (341) قال: حدثنا إسحاق. ثلاثتهم - حجاج، وعبد، وإسحاق - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت وعاصم، فذكراه. وبلفظ: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب الدباء، قال: فأتي بطعام، أو دعي له، قال أنس: فجعلت أتتبعه فأضعه بين يديه لما أعلم أنه يحبه» . أخرجه أحمد (3/177، 273) قال: حدثنا محمد بن جعفر، (ح) وحدثنا حجاج. وفي (3/290) قال: حدثنا بهز. والدارمي (2057) قال: أخبرنا الأسود بن عامر. والترمذي في الشمائل (160) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. وعبد الله بن أحمد في زياداته علي المسند (3/279) قال: حدثنا أبو عبد الله السلمي، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1275) عن محمد بن المثنى، عن غندر. خمستهم - محمد بن جعفر غندر، وحجاج، والأسود، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود - عن شعبة، عن قتادة، فذكره. وبلفظ: «أن خياطا دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى طعام، فأتاه بطعام وقد جعله بإهالة سنخة وقرع ... » . أخرجه أحمد (3/180) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/252) قال: حدثنا عفان. وفي (3/289) قال: حدثنا بهز. ثلاثتهم - وكيع، وعفان، وبهز - عن همام بن يحيى، عن قتادة، فذكره. الحديث: 5570 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 474 الجُبن 5571 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال «أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بجبُنْة في تَبُوك من عمل النصارى، فدعا بسكِّين، فسمى، وقطع، وأكَلَ» . [ص: 477] أخرجه أبو داود إلى قوله: «وقطع» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجُبْنة) أخصُّ من الجبن ، وهو الذي يؤكل.   (1) رواه أبو داود رقم (3819) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل الجبن، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3819) قال: حدثنا يحيى بن موسى البلخي، قال: حدثنا إبراهيم بن عيينة، عن عمرو بن منصور، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 5571 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 476 التَّمْر 5572 - (خ) أبو هريرة -رضي الله عنه - قال: «قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً بين أصحابه تَمْراً، فأعْطَى كلَّ إنسان سبعاً، وأْعطَاني سبعاً، إحداهُنَّ حَشَفَةُ، فكانت أعْجَبهنَّ إليَّ لأنها شدَّت في مَضَاغي» . وفي رواية قال أبو عثمان النَّهدي: «تضيَّفت أبا هريرة سَبعاً، فكان هو وامرأُته وخادمُه يعْتَقبِون الليل أثلاثاً: يَصليَّ هذا، ثم يُوقظُ هذا، وسمعتُه يقول: قَسَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» . وفي أخرى «فأعْطى كلَّ إنسان منا خَمْسةً خمسة: أربعَ تمرات، وواحدة حَشفة، قال: ورأيت الحشفَةَ أشَدَّهنَّ لضرْسي» . أخرجه البخاري (1) . [ص: 478] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَضَاغي) بفتح الميم: المضغ، وهذه لقمة ليِّنة المضغ. وقيل: المضاغ: الطعام يمضغ، والماضِغَان: ما انضم من الشِّدقين، والمضاغة: ما يبقى في الفم مما يمضغ. (تضيَّفت) فلاناً: إذا نزلت به ضيفاً، وأضافني فلان وضيَّفني: إذا أنزلني عنده ضيفاً. (يَعتَقِبُون) الاعْتِقاب والمُعَاقبة والتَّعاقُب من التَّنَاوب، وهو أن يفعل واحد فعلاً ويمضي ويجيء آخر بعده فيفعله.   (1) 9 / 489 في الأطعمة، باب القثاء بالرطب، وباب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/353) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. وفي (2/415) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن زيد. والبخاري (7/96) قال: حدثنا أبو النعمان. قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (7/102) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد بن زيد. وابن ماجة (4157) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا غندر، عن شعبة. والترمذي (2474) قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13617) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن شعبة. كلاهما - شعبة، وحماد - عن عباس بن فروخ الجريري. 2- وأخرجه البخاري (7/102) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم. كلاهما - عباس الجريري، وعاصم الأحول - عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 5572 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 477 5573 - (د) يوسف بن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أخذ كِسرَة من خُبْز شَعير، فوضع عليها تمرة، فقال: «هذه إدَامُ هذه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3830) في الأطعمة، باب في التمر، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3259) و (3260) في الأيمان والنذور، باب في الرجل يحلف أن لا يتأدم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: بلفظ: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وضع تمرة على كسرة،فقال: هذه إدام هذه» . أخرجه أبو داود (3259) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا يحيى بن العلاء، عن محمد بن يحيى، فذكره. وبلفظ الباب: أخرجه أبو داود (3260 و 3830) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. والترمذي في الشمائل (183) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. كلاهما - هارون، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي- عن عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي، عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن يزيد بن أبي أمية الأعور، فذكره. قلت: اختلفوا في صحبة يوسف بن عبد الله فقال البخاري: له صحبة وقال ابن أبي حاتم له رؤية، وصحح الحافظ قول البخاري في الإصابة. الحديث: 5573 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 478 5574 - (م د ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «لاَ يجُوعُ أهلُ بيت عندهم التمرُ» . وفي أخرى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «بَيتُ لا تمر فيه جياعُ أهله - أو جاعَ أهله، قالها مرتين أن ثلاثاً» أخرجه مسلم. [ص: 479] وفي رواية الترمذي وأبي داود «بيتُ لا تمرَ فيه جاع أهلُه» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2046) في الأشربة، باب في إدخال التمر ونحوه من الأقوات للعيال، وأبو داود رقم (3831) في الأطعمة، باب في التمر، والترمذي رقم (1816) في الأطعمة، باب ما جاء في استحباب التمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/105) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (6/179 و 188) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثني يعقوب بن محمد. والدارمي (2066) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا يعقوب بن محمد بن طحلاء. ومسلم (6/123) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا يعقوب بن محمد بن طحلاء. كلاهما - عبد الرحمن بن أبي الرجال، ويعقوب - عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، عن أمه عمرة، فذكرته. * قال عبد الرحمن بن مهدي، عقب روايته (6/179) : كان سفيان حدثناه عنه. وعن عروة، عن عائشة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجوع أهل بيت عندهم التمر» . وفي رواية: «بيت لا تمر فيه جياع أهله» . أخرجه الدارمي (2067) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. ومسلم (6/123) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا يحيى بن حسان. وأبو داود (3831) قال: حدثنا الوليد بن عتبة. قال: حدثنا مروان بن محمد. وابن ماجة (3327) قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري الدمشقي. قال: حدثنا مروان بن محمد. والترمذي (1815) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي وعبد الله بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا يحيى بن حسان. كلاهما - يحيى، ومروان - قالا: حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5574 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 478 الرُّطَب والبِطِّيخ والقِثَّاء 5575 - (د ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكلُ البِطَّيخَ بالرُّطَبِ» أخرجه الترمذي. وزاد أبو داود: يقول: «نَكسِرُ حرَّ هذا بِبَرْدِ هذا، [وبَرْدَ هذا بحرِّ هذا] » (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3836) في الأطعمة، باب في الجمع بين لونين في الأكل، والترمذي رقم (1844) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (255) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا هشام بن عروة. وأبو داود (3836) قال: حدثنا سعيد بن نصير. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا هشام بن عروة. والترمذي (1843) وفي الشمائل (198) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي. قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن هشام بن عروة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16688) عن محمد بن مسلم بن وارة، عن محمد الواسطي، وهو محمد بن عبد العزيز الرملي، عن عبد الله بن يزيد بن الصلت، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن الزهري. وفي (12/16760) عن أحمد بن الخليل، عن زكريا بن عدي، عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي، عن هشام بن عروة. وفي (12/16908) عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن هشام بن عروة. كلاهما - هشام بن عروة، والزهري - عن عروة، فذكره. * أخرجه الترمذي في الشمائل (200) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي. قال: حدثنا عبد الله بن يزيد بن الصلت، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة، فذكره. ليس فيه الزهري. * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. ورواه بعضهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل، ولم يذكر فيه عن عائشة. * قال النسائي عقب حديث الزهري، عن عروة: ليس هو بمحفوظ من حديث الزهري. الحديث: 5575 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 479 5576 - (خ م د ت) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكلُ القِثَّاءَ بالرطب» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 488 و 489 في الأطعمة، باب القثاء بالرطب، وباب القثاء، وباب جمع اللونين أو الطعامين مرة، ومسلم رقم (2043) في الأشربة، باب أكل القثاء بالرطب، وأبو داود رقم (3835) في الأطعمة، باب الجمع بين لونين في الأكل، ورواه أيضاً الترمذي رقم (1845) في الأطعمة، باب ما جاء في أكل القثاء بالرطب، كما رواه أحمد، وابن ماجة، وأبو يعلى وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (540) .وأحمد (1/203) (1741) . والدارمي (2064) قال: أخبرنا محمد بن عيسى. والبخاري (7/102) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (7/104) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. وفي (7/104) قال: حدثنا ابن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (6/122) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وعبد الله بن عون الهلالي. وأبو داود (3835) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري. وابن ماجة (3325) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، وإسماعيل ابن موسى. والترمذي (1844) . وفي الشمائل (197) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري. جميعهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد بن عيسى، وعبد العزيز، وإسماعيل بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك، ويحيى، وعبد الله بن عون، وحفص، ويعقوب، وإسماعيل بن موسى - عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5576 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 479 5577 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أرادتْ أمِّي أن [ص: 480] تُسَمِّني لدخولي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلم أُقْبِلْ عليها بشيء مما تريدُ (1) حتى أطْعمتني القِثَّاءَ بالرُّطَب، فسَمِنتُ عليه كأحْسَن السِّمَنِ» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) أي: بشيء مما تريد أن تسمني به من الأدوية، بل أدبرت عنها في كل ذلك، أي: ما استعملت شيئاً من الأدوية التي أرادت أمي أن تسمني به، بل استنكفت عن ذلك كله، ولفظه عند ابن ماجة: كانت أمي تعالجني للسمنة، تريد ن تدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء بالرطب ... الحديث. (2) في المطبوع: أخرجه أبو داود والنسائي، ولم نجده عند النسائي، وهو عند أبي داود رقم (3903) في الطب، باب في السمنة، من حديث محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة رضي الله عنها، وفيه عنعنة ابن إسحاق، لكن رواه ابن ماجة رقم (3324) في الأطعمة، باب القثاء والرطب يجمعان، من حديث يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة عن عائشة رضي الله عنها، ويونس بن بكير، احتج به مسلم، واستشهد به البخاري، فالحديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (3903) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا نوح بن يزيد بن سيار. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق. وابن ماجة (3324) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا يونس بن بكير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17182) عن أحمد بن يحيى الصوفي، عن إسحاق بن منصور السلولي، عن إيراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق. كلاهما - محمد بن إسحاق، ويونس بن بكير - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5577 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 479 الزُّبْد والتمر 5578 - (د) -[عبد الله وعطية] ابنا بسر السلميان - رضي الله عنهما - قالا: «دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقدَّمنا إليه زُبداً وتمراً، وكان يُحبُّ الزُّبْدَ والتمرَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3837) في الأطعمة، باب في الجمع بين لونين في الأكل، ورواه ابن ماجة رقم (3334) في الأطعمة، باب التمر بالزبد، وهو حديث صحيح، قال الحافظ في " التهذيب ": قال محمد بن يوسف الهروي في هذا الحديث: سألت محمد بن عوف: من هما، يعني ابني بسر، فقال: عبد الله وعطية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3837) قال: حدثنا محمد بن الوزير، قال: حدثنا الوليد بن مزيد. وابن ماجة (3334) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد. كلاهما - الوليد، وصدقة - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليم بن عامر، فذكره. الحديث: 5578 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 480 الحَلْواء 5579 - (خ ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله يُحِبُّ الحلواء َ والعسل» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1832) في الأطعمة، باب ما جاء في حب النبي صلى الله عليه وسلم الحلواء والعسل هكذا مختصراً، وهو حديث صحيح، وقد رواه البخاري 9 / 483 في الأطعمة، باب الحلواء والعسل، ورواه أيضاً مسلم بأطول من هذا رقم (1474) في الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته، وأبو داود رقم (3715) في الأشربة، باب في شراب العسل، وابن ماجة رقم (3323) في الأطعمة، باب الحلواء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الترمذي (1831) قال: حدثنا سلمة بن شبيب ومحمود بن غيلان، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، قالوا: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة،عن أبيه، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقد رواه علي بن مسهر عن هشام بن عروة، وفي الحديث كلام أكثر من هذا. قلت: وهو عند البخاري في الأطعمة وأخرجه في الأشربة والطب، ومسلم في الطلاق ذكراه بطوله. الحديث: 5579 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 481 الثَّريد 5580 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أحَبُّ الطعامِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الثَّرِيدُ من الخبْز، والثَّرِيدُ من الحيْس» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحيْس) طعام يخلط من سَمْن وتمر وأقِط، وقد يُجعل عِوَض الأقِطِ دقيق أو فَتِيت.   (1) رقم (3783) في الأطعمة، باب في أكل الثريد ، وقال أبو داود: وهو ضعيف، أقول: وفي إسناده رجل مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف في إسناده مبهم: أخرجه أبو داود (3783) قال: حدثنا محمد بن حسان السمتي، قال: حدثنا المبارك بن سعيد، عن عمر بن سعيد، عن رجل من أهل البصرة، عن عكرمة، فذكره. قال أبو داود: وهو ضعيف. الحديث: 5580 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 481 المَرَق 5581 - (ت) عبد الله المزني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله [ص: 482] صلى الله عليه وسلم-: «إذا اشترى أحدُكم لحماً فَلْيُكثِر مَرقَتَه، فإن لم يجِدْ لحماً أصاب مَرَقاً، وهو أحدُ اللَّحْمَين» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1833) في الأطعمة، باب ما جاء في إكثار المرق ة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، أقول: ولبعضه شاهد عند الترمذي رقم (1834) من حديث أبي ذر بلفظ: " إذا اشتريت لحماً، أو طبخت قدراً فأكثر مرقته واغرف لجارك منه "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه مسلم رقم (2625) من حديث أبي ذر بلفظ: يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك، وبلفظ: " إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف جدا: أخرجه الترمذي (1832) قال: حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا محمد بن فضاء، حدثني أبي عن علقمة بن عبد الله المزني، فذكره. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن الفضاء وقد تكلم فيه سلمان بن حرب. الحديث: 5581 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 481 الذِّرَاع 5582 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِلَحْم، فدُفع إليه الذِّرَاعُ - وكانتْ تُعْجِبُهُ - فَنَهس منها» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الذِّراع) : ساعِد الشاة.   (1) رقم (1838) في الأطعمة، باب ما جاء في أي اللحم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه الترمذي (1837) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة، فذكره. وقال الترمذي:هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 5582 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 482 5583 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما كان الذِّراَعُ أحَبَّ اللحم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؛ ولكن كان لا يَجدُ اللَّحم إلا غِبّاً، فكان يُعجَلُ إليه، لأنه أعْجَلُها نُضجاً» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 483] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غِبّاً) الغِبُّ في أوراد الإبل: أن تشرب يوماً وتدع يوماً، وفي غير ذلك: أن يفعل الشيء يوماً ويدعه أياماً لا يفعله، والمراد به هاهنا: أنهم ما كانوا يأكلون اللحم دائماً، إنما كانوا يأكلونه وقتاً دون وقت.   (1) رقم (1839) في الأطعمة، باب ما جاء في أي اللحم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حديث فليح بن سليمان المدني، عن عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن [ص: 483] جد أبيه عبد الله بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، وفليح بن سليمان المدني، صدوق كثير الخطأ، وعبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، قال الحافظ في " التهذيب ": ذكره ابن حبان في أتباع التابعين من الثقات، وقال: يروي عن المدنيين، ومقتضاه عنده أنه لم يلحق جد أبيه عبد الله بن الزبير، فيحرر، أقول: وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (1838) . وفي الشمائل (170) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا يحيى بن عباد أبو عباد. قال: حدثنا فليح بن سليمان، عن عبد الوهاب بن يحيى من ولد عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، فذكره. الحديث: 5583 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 482 5584 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كان أحبُّ العُرَاق إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عُراَقُ الشاةِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العُرَاق) جمع عَرق: العظم عليه بقيةٌ من اللحم.   (1) رواه أبو داود رقم (3780) و (3781) في الأطعمة، باب في أكل اللحم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (1/394) (3733) قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا زهير. وفي (1/397) (3777) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا زهير. وفي (1/397) (3778) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا إسرائيل. وأبو داود (3780) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود، عن زهير. وفي (3781) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود، عن زهير. والترمذي في الشمائل (168) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود، عن زهير، يعني ابن محمد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9234) عن هارون بن عبد الله، عن أبي داود، عن زهير. كلاهما - زهير، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن سعد بن عياض، فذكره. الحديث: 5584 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 483 5585 – (د) وبهذا الإسناد قال «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُعْجِبُه الذراع، قال: وسُمَّ في الذراع، وكان يرى أن اليهود: هم سَمُّوه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3781) في الأطعمة، باب في أكل اللحم، وهو حديث صحيح، وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع إليه الذراع وكانت تعجبه ... الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: راجع الحديث المتقدم. الحديث: 5585 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 483 السِّلْق 5586 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «كنا [ص: 484] نفرَحُ بيوم الجمعة، قلت: وَلِمَ؟ قال: كانت لنا عجوزٌ تُرسْلُ إلى بُضاعةَ - قال ابن سلمة: نَخْل بالمدينة- فتأخذ من أصول السِّلْقِ فَتطْرَحه في القِدْرِ وتُكَرْكِرُ عليه حَبَّات من شعير - زاد في رواية: والله ما فيه شَحْم ولا وَدَك - وفي أخرى: لا أعلم إلا أنه قال: ليس فيه شَحم ولا ودَك - فإذا صلَّينا الجمعة انْصرفَنْا، فَنُسلِّمُ عليها، فَتُقَدِّمه إلينا، فنفرح بيوم الجمعة من أجله» . وفي رواية بمعناه، وفيه «كانت لنا عجوز تأخذ من أصولِ سِلْقٍ كنا نَغرِسه على أرْبِعائنا» . وفي أخرى: «كانت فينا امرأة تجعل على أربِعاء مزرعتها سِلْقاً ... وذكر الحديث بمعناه» . وفي أخرى «وما كنا نَقِيلُ ولا نتَغدَّى إلا بعد الجمعة» . وفي أخرى «كنا نُصَلِّي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الجمعة، ثم تكون القَاِئَلةُ» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «ما كنا نَقِيلُ ولا نتغدى إلا بعد الجمعة - زاد في رواية: في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى «كنا نَقِيلُ ونتغدَّى بعد الجمعة» (1) . [ص: 485] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُكَرْكِر) كَرْكَرْت الشعير ونحوه: إذا طحنته، سُمِّي بذلك لترديد الرَحى على الطَّحن، والتكرير: الترديد. (الأرْبِعَاء) : جمع ربيع، وهو النهر الصغير.   (1) رواه البخاري 9 / 475 في الأطعمة، باب السلق والشعير، وفي الجمعة، باب قول الله تعالى: [ص: 485] {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} ، وباب القائلة بعد الجمعة، وفي الحرث والمزارعة، باب ما جاء في الغرس، وفي الاستئذان، باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال، وباب القائلة بعد الجمعة، ومسلم رقم (859) و (860) في الجمعة، باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: «ما كنا نقيل، ولا نتغدى إلا بعد الجمعة.» وفي رواية بشر بن المفضل عند أحمد (3/433) «رأيت الرجل تقيل وتتغذى يوم الجمعة» . وفي روايته عند أحمد (5/336) . «كنا نقيل، ونتغدى بعد الجمعة مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية سليمان بن بلال: «كنا لانتغدي، ولانقيل يوم الجمة إلا بعد الجمعة» . وفي رواية أبي غسان: «كنا نصلي مع النبي، -صلى الله عليه وسلم-، الجمعة، ثم تكون القائلة» . وفي رواية سفيان: «كنا نقيل، ونتغدى بعد الجمعة» . وفي رواية الفضيل بن سليمان: «كنا نجمع مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، ثم نرجع، فنتغدى، ونقيل» . أخرجه أحمد (3/433 و 5/336) قال: حدثنا بشر بن المفضل. وعبد بن حميد (454) قال: حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال. والبخاري (2/17) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا ابن أبي حازم. وفي (2/17) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (8/77) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/9) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ويحيى بن يحيى، وعلي بن حجر، قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم. وأبو داود (1086) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان وابن ماجة (1099) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (525) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن جعفر. وابن خزيمة (1875) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، والحسن بن قزعة، قالا: حدثنا الفضيل بن سليمان، وفي (1876) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. سبعتهم - بشر، وسليمان، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأبو غسان، وسفيان، وعبد الله بن جعفر، والفضيل- عن أبي حازم، فذكره. وعن أبي حازم، عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أنه قال: «إنا كنا نفرح بيوم الجمعة. كانت لنا عجوز تأخذ من أصول سلق لنا كنا نغرسه في أربعائنا، فتجعله في قدر لها، فتجعل فيه حبات من شعير. لا أعلم إلا أنه قال: ليس فيه شحم ولا ودك، فإذا صلينا الجمعة زرناها، فكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك، وما كنا نتغدى ولا نقيل إلا بعد الجمعة.» . أخرجه البخاري (2/16) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (3/143) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (7/95) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (8/68) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا ابن أبي حازم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4784) عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - أبو غسان، ويعقوب، وابن أبي حازم - عن أبي حازم، فذكره. * رواية أبي غسان ليس فيها ذكر القائلة. الحديث: 5586 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 483 الكَبَاث 5587 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لقد رأيتُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَمر الظَّهْران نَجْني الكَباثَ، وهو ثمر الأراك، ويقول: عليكم بالأسود منه، فإنه أطْيَبُ، فقلت: أكنتَ ترْعَى الغنم؟ قال: وهل من نبيٍّ إلا ورَعَاها؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 498 في الأطعمة، باب الكباث ، وفي الأنبياء، باب يعكفون على أصنام لهم، ومسلم رقم (2050) في الأشربة، باب فضيلة الأسود من الكباث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/326) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والبخاري (4/191) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث. وفي (7/105) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثنا ابن وهب. ومسلم (6/125) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3155) عن هارون بن عبد الله، عن عثمان بن عمر. ثلاثتهم - عثمان بن عمر، والليث، وابن وهب - عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 5587 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 485 الباب الخامس: في أطعمة مضافة إلى أسبابها ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في الدعوة مطلقا ً 5588 - (خ م ت د) نافع - مولى ابن عمر - قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أجِيبُوا هذه الدعوةَ إذا دُعِيتم، قال: وكان عبد الله يأتي الدَّعوة في العُرْسِ وغيرِ العُرْس وهو صائم» . وفي أخرى قال: «إذا دُعِيتمُ إلى كُراَع فَأجيبُوا» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قال: «اْئتُوا الدَّعوَةَ إذا دُعيتم» . وعند أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن دُعي فَلم يُجِبْ فقد عَصَى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقاً، وخرج مُغِيراً» (1) . [ص: 487] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُغيراً) المُغِير: الذي ينهب الناس، شبه خروج هذا الآكل من طعام لم يدع إليه، كمن أغار على قوم ونهبهم، وكذلك شبَّهه في دخوله عليهم بالسارق.   (1) رواه البخاري 9 / 210 - 214 في النكاح، باب حق الوليمة والدعوة، وباب إجابة الداعي في العرس وغيره، ومسلم رقم (1429) في النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، والترمذي رقم (1098) في النكاح، باب ما جاء في إجابة الداعي، وأبو داود رقم (3736) و (3737) و (3738) و (3739) و (3741) في الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وزاد مخلد بن خالد في روايته عن أبي أسامة: « ... فإن كان مفطرا فليطعم، وإن كان صائما فليدع.» . وفي رواية عمر بن محمد: «إذا دعيتم إلى كراع، فأجيبوا» . 1- أخرجه مالك الموطأ (338) . وأحمد (2/20) (4712) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (7/31) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (4/152) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (3736) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3839) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد. أربعتهم - يحيى بن سعيد، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مسلمة القعنبي - عن مالك. 2- وأخرجه أحمد (2/22) (4730) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/37) (4949 و 4950) قال: حدثنا حماد بن أسامة. والدارمي (2211) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عقبة بن خالد. ومسلم (4/152) قال: حدثا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي وأبو داود (3737) قال: حدثنا مخلد بن خالد، قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (1914) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. أربعتهم - عبد الله بن نمير، وحماد بن أسامة أبو أسامة، وعقبة بن خالد، وخالد بن الحارث - عن عبيد الله. 3- وأخرجه أحمد (2/68) (5367) و (2/127) (6108) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2/101) (5766) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (2/146) (6337) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وعبد بن حميد (777) قال: حدثني سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. ومسلم (4/152) قال: حدثني أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (3738) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ثلاثتهم - حماد بن زيد، ووهيب، ومعمر - عن أيوب. 4- وأخرجه الدارمي (2088) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والبخاري (7/32) قال: حدثنا علي بن عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا الحجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج. ومسلم (4/152) قال: حدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج. كلاهما - عبد العزيز بن محمد، وابن جريج - عن موسى بن عقبة. 5- وأخرجه مسلم (4/152) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثني عيسى بن المنذر. وأبو داود (3739) قال: حدثنا ابن المصفى. كلاهما - عيسى بن المنذر، وابن المصفى - قالا: حدثنا بقية، قال: حدثنا الزبيدي. 6- وأخرجه مسلم (4/152) قال: حدثني حميد بن مسعدة الباهلي. والترمذي (1098) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف. كلاهما - حميد بن مسعدة، ويحيى بن خلف - قالا: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية. 7- وأخرجه مسلم (4/153) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني عمر بن محمد. سبعتهم - مالك، وعبيد الله، وأيوب، وموسى بن عقبة، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وإسماعيل بن أمية، وعمر بن محمد - عن نافع، فذكره. الحديث: 5588 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 486 5589 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو دُعيتُ إلى كُراَع أو ذراَع لأجَبتُ ولو أُهْدِيَ إليَّ ذِراعٌ أو كُراعٌ لَقَبِلْتُ» أخرجه البخاري (1) .   (1) 9 / 213 في النكاح، باب من أجاب إلى كراع، وفي الهبة، باب القليل من الهبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. وفي (2/479) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/512) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش. والبخاري (3/201) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (7/32) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13405) عن بشر بن خالد العسكري، عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة. خمستهم - أبو معاوية، ووكيع، وشعبة، وأبو بكر بن عياش، وأبو حمزة - عن سليمان الأعمش، عن أبي حازم، فذكره. * رواية أبي بكر بن عياش: «من سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ولو أهدي إلي ... » الحديث. الحديث: 5589 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 487 5590 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا دُعي أحدُكم إلى طعام فَلْيُجِبْ، فإن شاء طَعِمَ، وإن شاء ترك» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1430) في النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، وأبو داود رقم (3740) في الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/392) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (1066) قال: حدثنا عمر بن سعد. ومسلم (4/153) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (3740) قال: حدثنا محمد بن كثير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2743) عن سليمان بن منصور البلخي، عن أبي الأحوص. ستتهم - عبد الرزاق، وعمر بن سعد، وابن مهدي، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن كثير، وأبوالأحوص- عن سفيان. 2- وأخرجه مسلم (4/153) قال: حدثنا ابن نمير. وابن ماجة (1751) قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي. كلاهما - ابن نمير، والسلمي - قالا: حدثنا أبو عاصم، قال: أنبأنا ابن جريج. كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره. في رواية ابن ماجة «زيادة من دعي إلى طعام وهو صائم» . الحديث: 5590 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 487 5591 - (م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا دُعي أَحدكم فليُجب، فإن كان صائماً فَلْيُصَلِّ، وإن كان مُفْطِراً فَليَطْعَمْ» . وفي رواية قال: «إذا دُعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل: إني صائم» . أخرجه مسلم أبو داود والترمذي (1) . [ص: 488] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَلْيُصَلِّ) أي: فليدع، والصلاة: الدعاء. (إني صائم) أي: يُعرِّفُهم ذلك لئلا يُكرِهوه على الأكل، أو لئلا تضيق صدُورُهم بامتناعه من الأكل.   (1) رواه مسلم رقم (1431) و (1432) في النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، وأبو داود رقم (3742) في الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة، والترمذي رقم (781) في الصوم، باب ما جاء في إجابة الصائم الدعوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في الصيام. الحديث: 5591 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 487 5592 - (د) حميد بن عبد الرحمن الحميري - رحمه الله - عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اجتَمع دَاعيانِ فأجِبْ أقرَبَهما باباً، فإنَّ أقربَهما باباً أقربهما جِواَراً، وإن سبق أحدُهما فأجب الذي سَبقَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3756) في الأطعمة، باب إذا اجتمع داعيان أيهما أحق، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/408) . وأبو داود (3756) قال: ثنا هناد بن السري. كلاهما - أحمد بن حنبل، وهناد - عن عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني، عن أبي العلاء الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، فذكره. * في رواية أحمد بن حنبل: «عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:ليس فيه: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم-» . الحديث: 5592 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 488 5593 - (خ م ت) أبو مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «كان رجل من الأنصار، يقال له: أبو شُعَيْب، وكان له غلام لَحَّام، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَعَرَفَ في وجهه الجوعَ، فقال لغلامه: ويحك، اصْنَعْ لنا طعاماً لخمسةِ نفر، فإني أريدُ أن أَدْعُوَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خَامِسَ خمسة، قال: فصنع، ثم أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فدعاه خامِس خَمْسة، فاتَّبَعهم رجل، فلما بلغ الباب، قال النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: إن هذا اتّبَعنا، فإن شِئتَ أن تَأْذنَ له وإن شئتَ [ص: 489] رَجَع، قال: بل آذَنُ له يا رسول الله» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 505 في الأطعمة، باب الرجل يدعى إلى طعام فيقول: وهذا معي، وباب الرجل يتكلف الطعام لإخوانه، وفي البيوع، باب ما قيل في اللحام والجزار، وفي المظالم، باب إذا أذن إنسان لآخر شيئاً جاز، ومسلم رقم (2036) في الأشربة، باب ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام، والترمذي رقم (1099) في النكاح، باب ما جاء فيمن يجيء إلى الوليمة من غير دعوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/396) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثنا زهير. وفي (4/120) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (4/121) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (236) قال: حدثنا سليمان بن داود، عن شعبة، والدارمي (2074) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (3/76) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (3/171) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (7/101) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/107) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (6/115) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير. وفي (6/116) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. جميعا عن أبي معاوية (ح) وحدثناه نصر بن علي الجهضمي، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاوية، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا زهير، والترمذي (1099) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى (الورقة 86-ب) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن شعبة. تسعتهم - زهير، وعبد الله بن نمير، وشعبة، وسفيان، وحفص بن غياث، وأبو عوانة، وأبو أسامة، وجرير، وأبو معاوية - عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 86-ب) قال: أخبرني أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن أبي وائل، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي عقب رواية الحكم: هذا خطأ والصواب الذي قبله. يعني حديث إسماعيل بن مسعود. * أخرجه أحمد (4/120) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود، عن رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب. قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر الحديث. الحديث: 5593 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 488 5594 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن جاراً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَارسيَّاً كان طَيِّب المَرَق، فصنع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- طعاماً، ثم جاء يدعوه، فقال: وهذه؟ لعائشة، فقال: لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا، فعاد يدعوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: وهذه؟ قال: لا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا، ثم عادَ يدعوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: وهذه؟ قال: نَعَم في الثالثة، فقاما يَتَدَافَعانِ إلى منزله» أخرجه مسلم. وعند النسائي: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- جَار فَارسيٌّ طَيِّبُ الَمرقةِ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يوم وعنده عائشةُ، فأوَمأَ إليه بيده: أنْ تَعال، وَأَومَأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى عائشة، أي: وهذه؟ فأومأ إليه الآخر هكذا: أن لا، مرتين أو ثلاثاً» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2037) في الأشربة، باب ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام، والنسائي 6 / 158 في الطلاق، باب الطلاق بالإشارة المفهومة، وانظر معنى الحديث في " شرح مسلم " للنووي رحمه الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/123) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/272) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1290) قال: حدثني محمد بن الفضل. ومسلم (6/116) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (6/158) قال: أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز. أربعتهم - يزيد، وعفان، وابن الفضل، وبهز - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 5594 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 489 5595 - (خ د) - جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لما قَدِمَ المدنيةَ نَحَرَ جزُوراً أو بقرة» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَزوراً) الجزور: البعير ذكراً كان أو أنثى، إلا أن اللفظة مؤنثة.   (1) رقم (3747) في الأطعمة، باب الإطعام عند القدوم من السفر، وإسناده صحيح، وقد رواه البخاري 6 / 134 في الجهاد، باب الطعام عند القدوم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (3747) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع،عن شعبة، عن محارب بن دثار، فذكره. الحديث: 5595 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 490 الفصل الثاني: في الوَلِيمة، وهي طعام العُرْس 5596 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم، رأى على عبد الرحمن بن عوف أثَر صفرَة، فقال: ما هذا؟ قال: يا رسول الله، إني تزوَّجتُ امرأة على وَزْن نَواة مِنْ ذَهب، قال: فَبارَك الله لَكَ، أوْلم ولو بشاة» أخرجه الجماعة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوَلِيمة) : طعام العُرْس، قال الخطابي: إجابة الدعوة في الوليمة واجبة، لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم-، ولما في إتيانها من إعلان النكاح، وعلى هذا: يُتأوَّل [ص: 491] قول أبي هريرة: «من لم يُجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله» فأما سائر الدعوات فليست كذلك. (وزن نَوَاة) النَّواة: اسم لما وزنه خمسة دراهم، وقيل: أراد: زِنَة نواة من نوى التمر، وقيل: أراد: ذهباً قيمته خمسة دراهم.   (1) تقدم الحديث بطوله ورواياته في كتاب " الصداق " الصفحة 13 برقم (4987) فانظره هناك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه برقم (4987) . الحديث: 5596 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 490 5597 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «ما أوْلَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على أحد من نسائه ما أَولَمَ على زينبَ، أولَمَ بشاة» . وفي رواية «أكْثَر وأفْضَل ما أَولَم على زينب، قال ثابت: بِمَ أولمَ؟ قال: أَطعَمَهم خبزاً ولحماً حتى تركوه» . وفي أخرى «أوَسعُ المسلمين خُبْزاً ولحماً» . وفي أخرى «ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَولَمَ على امرأةِ من نسائه ما أَولَمَ على زينب، فإنه ذبح شاة» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «بَنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بامرأة، فأرسلني، فدعوتُ رجالاً إلى الطعام، ولم يُسَمها» وأخرج أبو داود الأولى، ولهذا الحديث طرق طوال، وردَ بعضُها في تفسير سورة الأحزاب، من «كتاب التفسير» من «حرف التاء» ويردِ بعضُها في المعجزات من «كتاب النبوة» من «حرف النون» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 205 في النكاح، باب الوليمة ولو بشاة، وباب من أولم على بعض نسائه أكثر من بعض، ومسلم رقم (1428) في النكاح، باب زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب، وأبو داود رقم (3743) في الأطعمة، باب في استحباب الوليمة عند النكاح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن ثابت، قال: ذكر تزويج زينب ابنة جحش عند أنس، فقال: «ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- أولم على أحد من نسائه ما أولم عليها، أولم بشاة» . أخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1368) .والبخاري (7/31) قالا - عبد، والبخاري -: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (7/31) أيضا قال البخاري: حدثنا مسدد. ومسلم (4/149) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، وفضيل بن حسين، وقتيبة. وأبو داود (3743) قال: حدثنا مسدد وقتيبة. وابن ماجة (1908) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي في الكبرى. «تحفة الأشراف - 287» عن قتيبة. سبعتهم - يونس، وسليمان، ومسدد، وأبو الربيع، وفضيل، وقتيبة، وأحمد بن عبدة - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره. - وعن عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «ما أولم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على امرأة من نسائه أكثر،أو أفضل،مما أولم على زينب» فقال ثابت البناني: بما أولم؟ قال: أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه» . أخرجه أحمد (3/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (4/149) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1025) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد. كلاهما - ابن جعفر، وخالد بن الحارث - عن شعبة، عن عبد العزيز، فذكره. الحديث: 5597 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 491 5598 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أقام بين خَيْبَر والمدينة ثلاثَ لَيال يَبني بصفيَّةَ، فدعوتُ المسلمين إلى وَليمتهِ، وما كان فيها من خُبز ولا لحم، وما كان فيها إلا أن أَمرَ بالأْنطَاع فبُسطَت، فألقىَ عليها التَّمرَ والأقط والسمنَ، فقال المسلمون: إحدى أمَّهات المؤمنين، أو ما ملكتْ يمينه؟ فقالوا: إن حجَبها فهي إحدى أُمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مِما ملكت يمينه، فلما ارتْحَلَ وطَّأ لها خلفَه وَمَدَّ الحجاب» أخرجه البخاري والنسائي. وقد أخرج مسلم ذلك في رواية طويلة (1) ، ولهذا الحديث طرق عدة ترد في «كتاب الغزوات» من «حرف الغين» وفي «كتاب النكاح» من «حرف النون» .   (1) رواه البخاري 9 / 110 في النكاح، باب اتخاذ السراري، ومن أعتق جارية ثم تزوجها، وباب البناء في السفر، وفي البيوع، هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها، وفي المغازي، باب غزوة خبير، وفي الأطعمة، باب الخبز المرقق، ومسلم رقم (1365) في النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمته ثم يتزوجها، والنسائي 6 / 134 في النكاح، باب البناء في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5598 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 492 5599 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه- «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أولَمَ على صَفِيَّة بنتِ حُيَي بسويق وتمرِ» أخرجه الترمذي وأبو داود، وهذا صالح أن يكون من جملة روايات ذلك [ص: 493] الحديث، ولكن حيث أخرجاه هكذا مختصراً أفردناه عنه، فمن شاء أن يجعَلُه منه فليفعل (1) .   (1) روا أبو داود رقم (3744) في الأطعمة، باب في استحباب الوليمة عند النكاح، والترمذي رقم (1095) في النكاح، باب ما جاء في الوليمة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5599 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 492 5600 - (خ) صفية بنت شيبة - رضي الله عنها - قالت: «أَوْلَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على بعض نسائه (1) بِمُدَّين من شعير (2) » . أخرجه البخاري (3) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": لم أقف على تعيين اسمها صريحاً، وأقرب ما يفسر به أم سلمة ... الخ، وانظر " الفتح " 9 / 207. (2) قال الحافظ في " الفتح ": كذا وقع في رواية كل من رواه عن الثوري فيما وقفت عليه، إلا عبد الرحمن بن مهدي، فوقع في روايته: بصاعين من شعير، أخرجه النسائي والإسماعيلي من روايته، وهو وإن كان أحفظ من رواه عن الثوري، لكن العدد الكثير أولى بالضبط من الواحد، كما قال الشافعي في غير هذا، والله أعلم. (3) 9 / 207 و 208 في النكاح، باب من أولم بأقل من شاة، قال الحافظ في " الفتح ": قال البرقاني: روى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي ووكيع والفريابي وروح بن عبادة عن الثوري فجعلوه من رواية صفية بنت شيبة، ورواه أبو أحمد الزبيري ومؤمل بن إسماعيل ويحيى بن اليمان عن الثوري فقالوا فيه: عن صفية بنت شيبة عن عائشة قال: والأول أصح، وصفية ليست بصحابية، وحديثها مرسل، قال الحافظ: وأما جزم البرقاني بأنه إذا كان بدون ذكر عائشة يكون مرسلاً، فسبقه إلى ذلك النسائي ثم الدارقطني، فقال: هذا من الأحاديث التي تعد فيما أخرجه البخاري من المراسيل، وكذا جزم ابن سعد وابن حبان بأن صفية بنت شيبة تابعية، لكن ذكر المزي في " الأطراف " أن البخاري أخرج في كتاب " الحج " عقب حديث أبي هريرة وابن عباس في تحريم مكة، قال: وقال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله، قال: ووصله ابن ماجة من هذا الوجه، قال الحافظ: وكذا وصله البخاري في " التاريخ "، ثم قال الحافظ: وقد ذكر المزي [ص: 494] أيضاً حديث صفية بنت شيبة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم على بعير يستلم الحجر بمحجن وأنا أنظر إليه، أخرجه أبو داود وابن ماجة، قال المزي: هذا يضعف قول من أنكر أن يكون لها رواية، فإن إسناده حسن، قال الحافظ: وإذا ثبت رؤيتها له صلى الله عليه وسلم وضبطت ذلك، فما المانع أن تسمع خطبته صلى الله عليه وسلم، ولو كانت صغيرة، وانظر " الفتح " 9 / 206 و 207. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا أبو أحمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17863) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، عن يحيى بن يمان. كلاهما - أبو أحمد الزبيري، ويحيى بن يمان - عن سفيان الثوري، عن منصور بن صفية، عن أمه، فذكرته. * وأخرجه الحميدي (236) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثونا عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه، عن عائشة، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو لم على بعض نسائه بشعير» . * قال الحميدي: فوقفنا سفيان: فقال: لم أسمعه. * وأخرجه البخاري (7/31) قال: حدثنا محمد بن يوسف. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15907) عن ابن بشار، عن ابن مهدي. كلاهما - محمد بن يوسف، وعبد الرحمن بن مهدي - عن سفيان الثوري، عن منصور بن صفية، عن أمه صفية بنت شيبة. قالت: أولم النبي -صلى الله عليه وسلم- على بعض نسائه بمدين من شعير. ليس فيه «عائشة» . (*) قال النسائي: مرسل. الحديث: 5600 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 493 5601 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - قال: «لقد بلغني أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يوُلِمُ بالولَيمةِ ما فيها خبز ولا لحم» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 546 في النكاح، باب ما جاء في الوليمة بلاغاً، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وصله النسائي وقاسم بن أصبغ من طريق سعيد بن عفير عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس، أقول: وروى البخاري ومسلم عن أنس قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبني عليه بصفية، فدعوت المسلمين إلى وليمة، فما كان فيها من خبز ولا لحم وما كان فيها إلا أن أمر بالأنطاع فبسطت، فألقي عليها التمر والأقط والسمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1185) قال: عن يحيى بن سعيد، به. الحديث: 5601 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 494 5602 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنهما - «أن أبا أُسَيد السَّاعِدي دعَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابَه لِعُرسه، فما صنع لهم طعاماً، ولا قَربَّه إليهم إلا امرأتُه أمُّ أُسَيد، قال: وَأَنقَعَت له تمرات من الليل في تَور من حجارة، فلما فرغ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الطعام أمَاثَتهُ، فسقَته إيَّاه تخُصُّه بذلك، فكانت المرأة خَادِمَهم يومئذ، وهي العَروسُ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 495] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أمَاثَته) الرواية: «أماثته» ، والذي في اللغة: «مَاثَتة» بغير ألف تقول: مِثْتُ الشيء أَمِيثه، ومُثْتُه أَمُوثُه: إذا دُفْتَه بالماء، ومَاثَه الرجل وماثته المرأة.   (1) رواه البخاري 9 / 211 في النكاح، باب حق إجابة الوليمة والدعوة، وباب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم، وباب النقيع والشراب الذي لا يسكر في العرس، وفي الأشربة، باب الانتباذ في الأوعية والتور، وباب نقيع التمر ما لم يسكر، وفي الأيمان والنذور، باب إن حلف أن لا يشرب نبيذاً فشرب طلاء، ومسلم رقم (2006) في الأشربة، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه البخاري (7/32) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (8/173) قال: حدثني علي. ومسلم (6/103) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (1912) قال: حدثنا محمد بن الصباح. ثلاثتهم - قتيبة، وعلي، وابن الصباح - عن عبد العزيز بن أبي حازم. 2 - وأخرجه البخاري (7/33) . ومسلم (6/103) قال: حدثني محمد بن سهل التميمي. كلاهما - البخاري، ومحمد بن سهل - قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. 3 - وأخرجه البخاري (7/33 و 139) . وفي «الأدب المفرد» (746) قال: حدثنا يحيى بن بكير. وفي (7/138) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (6/103) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4779) عن قتيبة. كلاهما - يحيى بن بكير، وقتيبة - قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - عبد العزيز، وأبو غسان محمد بن مطرف، ويعقوب - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 5602 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 494 5603 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «طعامُ الوَليمة أَوَّلَ يومِ: حقُّ، والثاني: سُنَّة، وطعام يوم الثالث: سُمعَة، ومَن سَمَّع سَمَّع الله به» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1097) في النكاح، باب ما جاء في الوليمة، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الذي بعده، وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجة، وعن أنس عند البيهقي، وعن وحشي وابن عباس عند الطبراني. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1097) قال: حدثنا محمد بن موسى البصري، قال: حدثنا زياد بن عبد الله، قال: حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، فذكره. (*) قال الترمذي: حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث زياد بن عبد الله، وزياد بن عبد الله كثير الغرائب والمناكير. الحديث: 5603 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 495 5604 - (د) الأعور الثقفي - رضي الله عنه- واسمه زهير بن عثمان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الْوَليمةُ أَوَّلَ يوم حق، والثاني: مَعروف، والثالث: سُمْعَة ورياء» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3745) في الأطعمة، باب في كم تستحب الوليمة، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/28) قال: حدثنا بهز. وفي (5/28) قال: حدثنا عبد الصمد. والدارمي (2071) قال: أخبرنا عفان. وأبو داود (3745) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3651) . كلاهما - أبو داود، والنسائي - عن محمد بن المثنى، قال: حدثنا عفان بن مسلم. ثلاثتهم - بهز، وعبد الصمد، وعفان - قالوا: حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفي، فذكره. قلت: عبد الله بن عثمان الثقفي مجهول. قاله الحافظ في التقريب (1/433) وقال في «الإصابة» (3/22) (2824) ترجمة زهير بن عثمان: له حديث في الوليمة عند أبي داود والنسائي بسند لا بأس به، وقال ابن السكن: ليس بمعروف في الصحابة، إلا أن عمرو بن علي ذكره فيهم، وقال البخاري: لا نعرف له صحبة، ولم يصح إسناده. اهـ. الحديث: 5604 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 495 5605 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دُعِيَ أحدُكم إلى وليمة فليأتها» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ. [ص: 496] وزاد أبو داود في رواية أخرى له «فإن كان مفطِراً أكلَ، وإن كان صائماً فَلْيدْعُ» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 210 في النكاح، باب حق إجابة الوليمة والدعوة، وباب إجابة الداعي في العرس وغيره، ومسلم رقم (1429) في النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، والموطأ 2 / 546 في النكاح، باب ما جاء في الوليمة، وأبو داود رقم (3736) في الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم (5588) . الحديث: 5605 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 495 5606 - (خ م ط د) الأعرج- أن أبا هريرة كان يقول: «شَرُّ الطعامِ طعامُ الوليمة، يُدعى له الأغنياءُ، ويُترك المساكين، ومَن لم يأتِ الدعوة فقد عصى الله ورسوله» . وفي أخرى «شَرُّ الطعام طعامُ الوليمة، يُمنعها مَن يأتيها، ويُدعى إليها مَن يأباها» ، والباقي كما سبق، قال سفيان: [قلت للزهري «يا أبا بكر كيف هذا الحديث: شَرُّ الطعام طعامُ الأغنياء؟ فضحك، فقال: ليس هو شرُّ الطعام طعامُ الأغنياء» ] قال سفيان: وكان أبي غنياً، فأفْزَعَني هذا الحديث حين سمعتُ به، فسألت عنه الزهري ... فذكره. أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الموطأ وأبو داود الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 211 و 212 في النكاح، باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله، ومسلم رقم (1432) في النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، والموطأ 2 / 546 في النكاح، باب ما جاء في الوليمة، وأبو داود رقم (3742) في الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (338) عن ابن شهاب. والحميدي (1171) قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وأحمد (2/240) قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. والدارمي (2072) قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري. والبخاري (7/32) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. عن ابن شهاب. ومسلم (4/153 و 154) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. قال: قلت للزهري. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. وأبو داود (3742) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب. وابن ماجة (1913) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13955) عن قتيبة، عن سفيان، عن الزهري. كلاهما - ابن شهاب الزهري، وأبو الزناد - عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. * أخرجه أحمد (2/267) . ومسلم (4/153) قال: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب والأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. * وأخرجه أحمد (2/405) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا النعمان بن راشد. وفي (2/494) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، قال: حدثنا أيوب. كلاهما - النعمان، وأيوب - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 5606 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 496 الفصل الثالث: في العَقِيقة 5607 - (د ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كُلُّ غلام رَهِِينةٌ بعقَيقَتِه، تُذبَح عُنه يوم السابع، ويُحلقُ رأسُه، ويُسمَّى» قال همام في روايته: «وَيدَمَّى» ، وكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يُصنَع به؟ قال: «إذا ذبحتَ العَقيقَةَ أخذتَ منها صُوفَة، واستَقْبَلتَ بها أَوداَجَها، ثم تُوضع على يافُوخ الصبيَّ، [حتى تسيل] على رأسِهِ مثل الخيط، ثم يُغسَلُ رأسُه بعدُ ويُحلَق» . أخرجه أبو داود، وقال: هذا وهم من همَّام، [يعنى «ويُدَمَّى» ] وجاء بتفسيره عن قتادة، وهو منسوخ، قال: «ويُسَمَّى» أصحُّ، هكذا قال سَلاَّم بن أبي مطيع عن قتادة، وإياس بن دُغفُل عن الحسن قال: «ويُسمَّى» ورواه أشعت عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ويُسَمَّى» . وفي رواية الترمذي قال: «الغلامُ مُرتَهَن بعَقيقتَه، تُذبَحُ عنه يوم السابع، ويُسمى، ويُحلَق رأسُه» وفي رواية نحوه. وأخرج النسائي الرواية الأولى، ولم يذكر حديث همَّام وما ذكره [ص: 498] أبو داود عن قتادة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَهِينة بعَقِيقَتِه) قال الخطابي: تكلم الناس في هذا، وأجود ما قيل فيه: ما ذهب إليه أحمد بن حنبل رحمه الله قال: هذا في الشفاعة، يريد: أنه إذا لم يعق عنه فمات طفلاً، لم يشفع في والديه، وإثبات الهاء في «رهينة» للمبالغة، يقال: فلان كريمة قومه، وهذا عقيلة المتاع، أي: غُرَّتُه، فهو فعيل بمعنى مفعول، وقيل: معناه أنه مرهون بأذى شعره، واستدلوا بقوله [- صلى الله عليه وسلم-] : «فأَمِيطُوا عنه الأذى» والأذى إنما هو ما عَلِقَ به من دم الرَّحم. و «العقيقة» في الأصل من العقّ، وهو الشق والقطع، وسمي الشعر الذي يخرج به المولود من بطن أمه عقيقة، لأنه يُحْلَق عنه. وقيل للذبيحة التي تُذبح عنه: عقيقة، لأنه يشقّ حلقها بسببه. قال الترمذي: العقّ: القطع، وهو في المعنى راجع إلى الافتراق، ومنه: شقَّ العصا، أي: فارق الجماعة، والمراد به في العقيقة: إمَّا قطع شعر الصبي، وإما شق أوداج الشاة بالذبح. [ص: 499] (يَافُوخ) الرأس: هو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل.   (1) رواه أبو داود رقم (2837) و (2838) في الأضاحي، باب في العقيقة، والترمذي رقم (1552) في الأضاحي، باب ما جاء في العقيقة، والنسائي 7 / 166 في العقيقة، باب متى يعق، من حديث الحسن عن سمرة، وإسناده صحيح، فقد صرح النسائي بسماع الحسن حديث العقيقة من سمرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن تذبح عن الغلام العقيقة يوم السابع، فإن لم يتهيأ يوم السابع فيوم الرابع عشر، فإن لم يتهيأ عق عنه يوم إحدى وعشرين، وانظر الحديث رقم (5609) في سماع الحسن من سمرة حديث العقيقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/7) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) ويزيد، قال: أخبرنا سعيد (ح) وبهز، قال: حدثنا همام. وفي (5/12) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: حدثنا سعيد. وفي (5/12) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا سعيد. وفي (5/17) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار، وفي (5/17و22) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. والدارمي (1975) قال: أخبرنا عفان، قال: حدثنا همام. وأبو داود (2837) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: حدثنا همام. وفي (2838) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. وابن ماجة (3165) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (1522) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد ابن أبي عروبة. والنسائي (7/166) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع، عن سعيد. أربعتهم - شعبة، وسعيد، وهمام، وأبان - عن قتادة. 2 - وأخرجه الترمذي (1522) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا علي بن مسهر، عن إسماعيل ابن مسلم. كلاهما - قتادة، وإسماعيل - عن الحسن، فذكره. * أخرجه البخاري (7/109) قال: حدثني عبد الله بن أبي الأسود. والترمذي (182) قال: حدثنا أبو موسى، محمد بن المثنى. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن عبد الله. والنسائي (7/166) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله. أربعتهم - ابن أبي الأسود، وابن المثنى، وعلي، وهارون - عن قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن: ممن سمع حديث «في العقيقة» فسألته. فقال: من سمرة بن جندب. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: الحسن عن سمرة، قيل: إنه من صحيفة غير مسموعة إلا حديث العقيقة. فإنه قيل للحسن: ممن سمعت حديث العقيقة؟ قال: من سمرة. وليس كل أهل العلم يصحح هذه الرواية - قوله: قلت للحسن: ممن سمعت حديث العقيقة. «السنن الكبرى» (الورقة 90 - ب) . الحديث: 5607 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 497 5608 - (د) بريدة - رضي الله عنه - قال: «كنا في الجاهلية إذا وُلِدَ لأَحدنا غلام، ذبح شاةَ، ولَطَخ رأسَه بدَمِها، فلما جاء الإسلام، كنا نذبح الشاة يوم السابع، ونحلق رأسه، ونلطخه بزَعفَران» . أخرجه أبو داود (1) ، وزاد رزين «ونُسميِّه» .   (1) رقم (2843) في الأضاحي، باب في العقيقة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (2843) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، قال: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 5608 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 499 5609 - (خ س) حبيب بن الشهيد - رحمه الله - قال: «أمرني ابنُ سيرين أن أسألَ الحسن: مِمَّن سَمِِعَ حديث العَقيقة؟ فسألتُه، فقال: من سَمُرَةَ بن جندب» أخرجه البخاري والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 512 في العقيقة، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة، والنسائي 7 / 166 في العقيقة، باب متى يعق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم (5607) . الحديث: 5609 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 499 5610 - (خ د ت س) سلمان بن عامر الضبي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مع الغلام عَقيقَتُه، فأهريِقُوا عنه دماً، وأمِيطُوا عنه الأذى» وقد رُوي عنه موقوفاً. أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (1) . [ص: 500] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَمِيطُوا عنه الأذى) إماطَة الأذى: إزالته، وهو هاهنا: حَلْق الشَّعر عن رأس المولود، قال الخطابي: إذا كان قد أمرهم بإزالة الأذى اليابس، فكيف يأمرهم بتَدمِية رأسه والدم نجس نجاسة مغلَّظة؟ وهذا يدل على صحة الرواية الأخرى، وهي قوله: «ويُسمَّى» عوض قوله: «ويُدَمَّى» .   (1) رواه البخاري 9 / 509 في العقيقة، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة، وأبو داود رقم (2839) في الأضاحي، باب الآذان في أذن المولود، والترمذي رقم (1515) في الأضاحي، باب رقم (17) ، والنسائي 7 / 164 في العقيقة، باب العقيقة عن الغلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/18) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس. وفي (4/18) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - قال: أخبرنا أيوب، وحبيب، ويونس، وقتادة. وفي (4/18) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد -، عن هشام. وفيه (4/18) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وقتادة. وفيه (4/18) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن عون، وسعيد. وفيه (4/18) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. والبخاري (7/109) قال: وقال حجاج: حدثنا حماد - هو ابن سلمة - قال: أخبرنا أيوب، وقتادة، وهشام، وحبيب. وفيه (7/109) قال: وقال أصبغ: أخبرني ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن أيوب السختياني. والنسائي (7/164) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا أيوب، وحبيب، ويونس، وقتادة. سبعتهم - يونس، وأيوب، وحبيب، وقتادة، وهشام، وابن عون، وسعيد - عن محمد بن سيرين، فذكره. * أخرجه أحمد (4/18) قال: حدثنا يونس. والبخاري (7/109) قال: حدثنا أبو النعمان. كلاهما - يونس، وأبو النعمان - قالا: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن سلمان بن عامر، فذكره موقوفا. (*) وقال البخاري: وقال غير واحد: عن عاصم، وهشام، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر الضبي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين، عن سلمان قوله. الحديث: 5610 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 499 5611 - (ط) زيد بن أسلم- عن رجل من بني ضمرة عن أبيه قال: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن العقيقة؟ فقال: لا أُحِبُّ العُقُوقَ، وكأنه كَرِه الاسم، قال: ومَن وُلِدَ له ولد، فأحَبَّ أن يَنسُكَ عن ولده فليفعل» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينْسُك) النُّسُك هاهنا: الذبح، والنَّسيكة: الذبيحة.   (1) 2 / 500 في العقيقة، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له حديث عمرو بن شعيب الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بإسناده مبهم: أخرجه مالك (1103) قال: عن زيد بن أسلم، به. الحديث: 5611 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 500 5612 - (د س) عمرو بن شعيب - عن أبيه عن جده قال: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن العقيقة؟ فقال: لا يحبُّ الله العُقُوقَ، كأنه كَرِهَ الاسم، قال: ومَن وُلِدَ له وَلَد فأحَبَّ أنْ يَنسُك عنه: فَليَنسُك عن الغلام شاتين، وعن الجارية شاة» . [ص: 501] أخرجه النسائي (1) وزاد أبو داود (2) زيادة تجيء في الفصل الرابع الذي يلي هذا. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا يُحبُّ العُقُوق) قوله: لا يحب العقوق، ليس فيه توهين لأمر العقيقة ولا إسقاط لها، وإنما استبشع الاسم، وأحب أن يُسمَّى بأحسن منه، على عادته في تغيير الاسم القبيح إلى ما هو أحسن منه فيسمِّيها النَّسِيكة والذبيحة.   (1) 7 / 162 و 163 في العقيقة في فاتحته، وأبو داود رقم (2842) في الأضاحي، باب في العقيقة، وإسناده حسن. (2) في المطبوع: وزاد أبو هريرة، وهو خطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/182) (6713) و (2/187) (6759) قال: ثنا عبد الرزاق. وفي (2/193) (6822) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2842) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري. قال: حدثنا عبد الملك - يعني ابن عمرو -. والنسائي (7/162) قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم. أربعتهم - عبد الرزاق، ووكيع، وعبد الملك، وأبو نعيم - عن داود بن قيس الفراء، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. (*) في رواية عبد الملك بن عمرو، عن داود، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه. أراه عن جده. * أخرجه أبو داود (2842) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا داود بن قيس، عن عمرو بن شعيب، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- به مرسلا. * أخرجه النسائي (7/168) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي، قال: حدثنا داود بن قيس، قال: سمعت عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن أبيه وزيد بن أسلم «قالوا: يا رسول الله، الفرع. قال: حق ... الحديث» مرسلا. وليس فيه العقيقة. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 5612 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 500 5613 - (د ت س) أم كرز - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «عن الغلام شاتان مكافِئتان، وعن الجارية شاةَ» . وفي أخرى قالت: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَقِرُّوا الطَّيرَ على مكنَاتِها، قالت: وسمعتُه يقول: عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يَضُرُّكم ذُكراناً كُنَّ أم إناثاً» . وفي أخرى قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «عن الغلام شاتان مِثلان، وعن الجارية شاة» أخرجه أبو داود، وأخرج النسائي الأولى. وله في أخرى قالت: «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالحديبية أسألُه عن لحوم الهَدي؟ فسمعته يقولُ: عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يضرُّكم ذُكرَاناً كنَّ أم إناثاً» . [ص: 502] وفي رواية الترمذي قالت: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن العقيقة؟ فقال: عن الغلام شاتان، وعن الجارية واحدة، ولا يضركم أذُكرَاناً كنّ أم إناثاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُكافِئَتَان) قال أبو داود السجستاني رحمه الله: سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: «مكافئتان» : مُستَويَتَان أو مُقَارِبتان، قال الخطابي: وقد فسره أبو عبيد قريباً من هذا، إلا أن المراد بذلك: التَّكافُؤ في السِّنِّ، يريد: شاتين مُسِنَّتَين تجوزان في الضحايا، لا تكون إحداهما مُسنَّة، والأخرى غير مُسنَّة، واللفظة: «مكافِئتان» بكسر الفاء، كافأه يُكافِئُه فهو مُكافِئه، أي: مساويه، قال: والمحدِّثون يقولون: «مُكافَأتان» بالفتح، وكل من ساوى شيئاً حتى يكون مثله فقد كافَأه. وقال بعضهم في تفسير الحديث: تُذبح إحداهما مقابل الأخرى، وأرى الفتح أولى، فإنه يريد: شاتان قد سُوِّي بينهما، أي: شاتان مساوىً بينهما، وأما بالكسر، فمعناه: أنهما مساويتان، فيحتاج أن يذكر أي شيء ساويا، إنما لو قال: [ص: 503] «متكافئتان» كان الكسر هو الوجه، فأما حيث حذف التاء فالفتح الوجه، والله أعلم. (أقِرُوا الطيْرَ على مَكِنَاتِها) قال الخطابي: قال أبو عبيد: قال أبو زياد الكلابي: لا يُعْرَف للطير مَكِنَات، إنما هو وُكُنات، جمع وَكْنَة، وهي موضع عُشِّ الطائر، قال أبو عبيد: وتفسير المكنات يقول: لا تَزْجُروا الطير ولا تلتفتوا إليها، وأقِرُّوها على مواضعها التي جعل الله لها، من أنها لا تضر ولا تنفع، ويُحكى عن الشافعي رحمه الله أنه قال: كانت العرب إذا خرج أحدهم من بيته غادياً في بعض الحاجة، نظر: هل يرى طائراً يطير، فيزجر سُنُوحه أو بُروحه، فإذا لم يرَ ذلك، عمد إلى الطير الواقع على الشجر، فحرَّكه ليطير، ثم نظر إلى أي جهة يأخذ، وزجره، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أقِرُّوا الطير على أمْكِنتها: لا تُطيِّروها ولا تزجروها» وقال الأزهري: قال أبو عبيد: سألت عِدَّة من الأعراب عن المكِنات؟ فقالوا: لا نعرف للطير مَكِنَات، إنما المَكِنَات بَيْض الضِّبَاب، واحدتُها: مَكِنَة، وقد مَكِنت الضَّبَّة وأمكنت: [إذا] جمعت البيض في جوفها، قال: وجائز أن يُستعمل مَكْن الضباب، فيجعل للطير، كما قالوا: مَشَافِر الحبش، وإنما المشافر للإبل، وقيل: أراد بِمكنَاتها: أمكنتها، وذكر نحو ما ذكر الخطابي من زجر الطير، ونحو قول الشافعي، وقيل: المكِنَات جمع مَكِنَة، والمَكِنة: التمكُّن، إن بني فلان لذوو مَكِنَةٍ من السلطان، أي: ذوو [ص: 504] تمكُّن، أي أقِرُّوا الطير على كلِّ مَكِنة تَروْنها عليها، ودَعُوا التطيُّر بها، وهذا مثل التَّبِعَة من التَّتبع، والطَّلِبة من التَّطَلُّب، وذكر الهروي كلام الأزهري، ونسب هذا الوجه الآخِر إلى شِمْر، قال: قال شمر: الصحيح فيها ... وذكره.   (1) رواه أبو داود رقم (2834) و (2835) و (2836) في الأضاحي، باب في العقيقة، والترمذي رقم (1516) في الأضاحي، باب الأذان في أذن المولود، والنسائي 7 / 165 في العقيقة، باب العقيقة عن الجارية، وباب كم يعق عن الجارية، ورواه أيضاً الدارقطني والحاكم وابن حبان، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن محمد بن ثابت بن سباع، أن أم كرز أخبرته: «أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن العقيقة، فقال: عن الغلام شاتان، وعن الأنثى واحدة. ولا يضركم ذكرانا كن أم إناثا» . أخرجه أحمد (6/422) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/422) قال: حدثنا محمد بن بكر. والترمذي (1516) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر - قالا: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، عن محمد بن ثابت بن سباع، فذكره. * أخرجه الحميدي (345) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1974) قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: حدثنا حماد بن زيد. وأبو داود (2836) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (7/165) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا ابن جريج. ثلاثتهم - سفيان، وحماد بن زيد، وابن جريج - عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، فذكره. ليس فيه: «محمد بن ثابت بن سباع» . زاد في رواية قتيبة عند النسائي: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحديبية أسأله عن لحوم الهدي فسمعته يقول ... » الحديث. * وأخرجه أبو داود (2835) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (3162) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار. ثلاثتهم - مسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار - عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، فذكره. - وعن حبيبة بنت ميسرة، عن أم كرز، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عن الغلام شاتان مكافأتان، وعن الجارية شاة» . أخرجه الحميدي (346) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو بن دينار. وأحمد (6/422) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي (6/422) قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج. (ح) وعبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. وأبو داود (2834) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار. والنسائي (7/165) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا سفيان. قال: قال عمرو. كلاهما - عمرو بن دينار، وابن جريج - عن عطاء بن رباح، عن حبيبة بنت ميسرة، فذكرته. * أخرجه أحمد (6/422) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور، عن عطاء، عن أم كرز الكعبية الخثعمية، فذكره. ليس فيه «حبيبة» . (*) في رواية ابن جريج: «أم بني كرز الكعبية» . وعن عطاء وطاوس، ومجاهد، عن أم كرز، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «في الغلام شاتان مكافأتان، وفي الجارية شاة» . أخرجه النسائي (7/164) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن قيس بن سعد، عن عطاء وطاوس ومجاهد، فذكروه. قلت: عزا الحافظ حديثها للطحاوي وابن حبان في صحيحه. الحديث: 5613 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 501 5614 - (ت) عائشة -رضي الله عنها- «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرهم عن الغلام شاتان مكافِئَتَان، وعن الجارية شاة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1513) في الأضاحي، باب ما جاء في العقيقة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3163) في الذبائح، باب العقيقة، كما رواه أحمد، وابن حبان، والبيهقي وغيرهم، وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن علي وأم كرز وبريدة وسمرة وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وأنس وسلمان بن عامر وابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (6/31) قال: أخبرنا بشر بن المفضل. وفي (6/82) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (6/158) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/251) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. وأبو داود (2833) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3163) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والترمذي (1513) قال: حدثنا يحيى بن خلف البصري. قال: حدثنا بشر بن المفضل. ثلاثتهم - بشر بن المفضل، ووهيب، وحماد بن سلمة - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن، فذكرته. الحديث: 5614 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 504 5615 - (ط) نافع -مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن ابن عمر لم يكن يسألُه أحد من أهلِه عَقيقة إلا أعطاه إيَّاها، وكان إنما يَعُقُّ عن ولده بشاة شاة عن الذكور والإِناث. وكذلك كان عُروةُ بن الزبير يفعل (1) » . قال مالك: وبلغني أن علي بن أبي طالب كان يفعل ذلك. أخرجه الموطأ (2) .   (1) رواهما مالك في الموطأ 2 / 501 في العقيقة، باب العمل في العقيقة، وإسنادهما صحيح. (2) هذه الرواية لم نجدها في الموطأ بهذا اللفظ، والذي في الموطأ: عن مالك أنه بلغه أنه عق عن حسن وحسين ابني علي بن أبي طالب، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1106) قال: عن نافع، به. قلت: رواية ابن الزبير أخرجها (1109) قال: عن هشام عن أبيه، به. والرواية الأخيرة برقم (1108) ولفظها: أنه بلغه أنه عق عن حسن وحسين ابني علي بن أبي طالب. قلت: فعلى هذا الضمير عائد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لذا قال الزرقاني في «شرحه» : أخرجه أبو داود من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، فذكر الحديث الآتي برقم (5616) . الشرح (3/130) . الحديث: 5615 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 504 5616 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عَقَّ عن الحسن والحسين كَبْشاً كَبْشاً» . أخرجه أبو داود. [ص: 505] وعند النسائي «بِكَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2841) في الأضاحي، باب في العقيقة، والنسائي 7 / 166 في العقيقة، باب كم يعق عن الجارية، وإسناده صحيح، وصححه أيضاً عبد الحق الأشبيلي، وابن دقيق العيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (2841) قال: ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب. والنسائي (7/165) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني إبراهيم هو ابن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة. كلاهما - أيوب، وقتادة - عن عكرمة، فذكره. (*) في رواية أيوب، قال: كبشا كبشا. الحديث: 5616 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 504 5617 - (س) بريدة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عَقَّ عن الحسن والحسين» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 164 في العقيقة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/355) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/361) قال: حدثنا علي بن الحسن - وهو ابن شقيق -. والنسائي (7/164) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل. ثلاثتهم - زيد، وعلي، والفضل - عن الحسين بن واقد،عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 5617 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 505 5618 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عَقَّ عن الحسين بشاة، وقال: يا فاطمة، احْلِقي رأسَه، وتَصَدَّقي بِزِنَةِ شَعْرِه فضَّة، فوَزَنَّاه، فكان وزنُه درهماً، أو بعضَ درهم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1519) في الأضاحي، باب ما جاء في العقيقة بشاة، من حديث الباقر محمد بن علي بن الحسين عن علي رضي الله عنه، وإسناده منقطع، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف:أخرجه الترمذي (1519) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن محمد بن علي بن الحسين، فذكره. (*) وقال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وإسناده ليس بمتصل، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب. الحديث: 5618 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 505 5619 - (ط) جعفر بن محمد: عن أبيه «أن فاطمة وَزَنَتْ شعر الحسن والحسين وزينبَ وأمِّ كلثوم، وتَصَدَّقت بِزِنَةِ ذلك فضة» . وفي رواية: «أن فاطمة وزنت شعر حَسَن وحُسينِ، فتصدَّقت بِزِنته فضة» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 501 في العقيقة، باب العمل في العقيقة مرسلاً، وفي سنده انقطاع، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله فهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: الرواية الأولى: أخرجها مالك (1104) عن جعفر بن محمد، به. والرواية الثانية: أخرجها (1105) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن علي بن الحسين أنه قال: فذكره. قلت: وهو لم يلق فاطمة - رضوان الله عليها. الحديث: 5619 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 505 الفصل الرابع: في الفَرَع والعتيرة 5620 - (د س) نبيشة [الهذلي]- رضي الله عنه - قال: «نادى رجل: يا رسول الله، إنا كنا نَعْتِرُ عَتِيرَة في الجاهلية في رجب، فما تأمرُنا؟ قال: اذْبَحوا لله في أيِّ شهر كان، وبَرُّوا الله، وأطْعِمُوا لله، قال: إنا كنا نُفْرِعُ فَرَعاً في الجاهلية: فما تأمُرنا؟ قال: في كلِّ سائمة فَرع تَغْذُوهُ ماشيتُك، حتى إذا اسْتَحْمَلَ - زاد في رواية: استحمل للحَجيج - ذبحتَه، فَتَصَدَّقْتَ بلَحمه - قال أحدُ رواته (1) : أحسبه قال: على ابن السبيل - فإن ذلك خير، قيل لأبي قلابة (2) : كم السائمة؟ قال: مائة» . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي مثله، وفيه: «نادى رجل وهو بمنى، وقال: حتى إذا اسْتَحمَل ذبحتَه وتصدقتَ بلحمه» . وله في أخرى قال: ذُكِرَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: كُنَّا نَعتِرُ في الجاهلية؟ قال: اذْبَحُوا لله عز وجل في أيِّ شهر كان، وبَرُّوا الله عز وجل، وأطْعِمُوا» . وفي أخرى قال نُبَيْشَةُ - رجل من هُذَيل - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إني كنت نهيتكم عن لُحُوم الأضاحي فوق ثلاث، كَيْمَا تَسَعُكُمْ، فقد جاء الله [ص: 507] بالخير، فكلوا وادَّخِروا، فإن هذه الأيامَ أيامُ أكل وشرب ووذِكْرٍ لله عز وجل، فقال رجل: إنا كنا نَعتِرُ عَتِيرَة في الجاهلية في رجب، فما تأمرُنا؟ فقال: اذْبَحُوا لله عز وجل في أيِّ شهر كان، وبَرُّوا الله عز وجل، وأطعموا، فقال رجل: يا رسول الله، إنا كنا نُفْرِعُ فَرَعاً في الجاهلية، فما تأمرُنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «في كل سائمة من الغنم فَرَع تَغْذُوه غَنَمُك، حتى إذا اسْتَحمَلَ ذبحتَه، وتصدَّقت بلحمِه على ابن السبيل، فإن ذلك خير» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفَرَع والعَتِيرة) قد جاء شرح الفَرَع والعَتِيرة في متن الحديث، وكانت الجاهلية تذبحهما، وكذلك كان المسلمون في صدر الإسلام، ثم نهوا عن ذلك، وقوله - صلى الله عليه وسلم-: «على كل مسلم في كل عام أُضْحِية وعَتيرة» منسوخ، وليس الآن إلا الأضحية لا غير، و «العتيرة» هي الذبيحة التي تُعتَر: أي تُذبح. (سائمة) السائمة: الإبل أو البقر أو الغنم الراعية التي ليست بمعلوفة، وإنما تأكل من العُشب في الصحراء. (استحمل) أي: قوي على الحمل وصَلُح له.   (1) هو خالد الحذَّاء. (2) القائل: هو خالد الحذَّاء. (3) رواه أبو داود رقم (2830) في الأضاحي، باب في العتيرة، والنسائي 7 / 169 - 171 في الفرع والعتيرة، باب تفسير العتيرة، وباب تفسير الفرع، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: تقدم تخريجه. الحديث: 5620 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 506 5621 - (د س) عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده قال: «سئل [ص: 508] رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن العَقيقَة؟ فقال: لا يُحِبُّ الله العُقُوقَ، كأنه كَرِه الاسم، ومَن وُلِدَ له وَلَد فأحَبَّ أن يَنْسُكَ عنه، فَلْيَنْسُك عن الغُلام شاتان مُكافِئَتَان، وعن الجارية شاة، وسئل عن الفَرَع؟ قال: والفَرَعُ حَقّ، وأن تتركوه حتى يكونَ بكْراً شُغْزُباً - ابنَ مَخَاض، أو ابنَ لَبُون - فَتُعْطِيَهُ أرْمَلَة، أو تَحْمِل عليه في سبيل الله: خير من أن تذبَحه، فَيَلصَقَ لحمه بوَبَرِه، وتُكفئ إناءَك، وتُولِهِ نَاقتَك» أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي عن أبيه عن جده، وعن زيد بن أسلم «قالوا: يا رسول الله، الفَرَعُ؟ قال: حَقّ، فإن تركتَه حتى يكون بَكْراً فَتَحمِلَ عليه في سبيل الله، أو تعْطِيهُ أرْمَلَة: خير من أن تذبحه فيَلْصَق لحمُه بوَبَرِه فَتُكْفِئَ إناءَك، وتُولِهِ ناقتَك، قالوا: يا رسول الله، فالعَتِيرةُ؟ قال: العتيرة حق» (1) . وقد أخرج النسائي ذِكر العُقوق مفرداً، وقد ذكرناه في الفصل الثالث. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَكْراً) البَكْر: الفَتيُّ من الإبل، والأنثى: بَكْرَة. (شُغْزُبّاً) وأما الشُّغْزُب فإن هذه اللفظة هكذا جاءت في كتاب أبي داود، وكذا رواها، قال الخطابي: هو الشديد، وقال: هكذا وجدته في رواية أبي داود، وهو غلط، والصواب: «زُخْزُبّاًً» وهو الغليظ، هكذا [ص: 509] رواه أبو عبيد وغيره، وقال: يشبه أن يكون حرف الزاي قد أبدل بالشين، والخاء بالغين، لقُرْب المخارج، فصار «شُغْزُبّاً» فَصحَّفه بعض الرواة فقال: «شُغْزُبّاً» والذي جاء في كتاب الهروي والجوهري والزمخشري «زُخْرُبّاً» قالوا: هو الغليظ الجسم المشتد اللحم، والله أعلم (2) . (ابن مخاض) ابن المخاض من الإبل: ما دخل في السنة الثانية، سمي بذلك، لأن أمه مخاض، أي: حامل. (ابن لبون) ابن اللبون من الإبل: ما دخل في السنة الثالثة، سمي بذلك، لأن أمه ذات لَبَن. (تُكْفي إناءك) كَفَأْت الإناء: إذا قَلَبْتَه، وأكفأته: لغة فيه. (تُولِه ناقتك) الوَلَه: ذهاب العقل، والتحَيُّر من شدة الحُزن والوَجد، رجل وَالِه، وامرأة وَالِه، ووَالِهَة، وناقة وَالِهَة من حزنها على فِراق ولدها، لأنه إذا نحر ولد ناقته فقد أَوْلَهَهَا، والمعنى: أنه إذا نحر ولد ناقته فقد جمع بين أمرين، أحدهما: أنه ينقطع لبنها، فأكفأ إناءه، لأنه لا لبن له، والآخر: أنه أوْلَه ناقته وأَحْزَنَها، وذلك سبب لهُزَالها. (أَرْمَلة) الأرملة: المرأة التي لا زوج لها، وأَرْمَلَت المرأة: إذا مات عنها زوجها، والأرمل: الرجل الذي لا زوجة له.   (1) رواه أبو داود رقم (2842) في الأضاحي، باب في العقيقة، والنسائي 7 / 168 في الفرع والعتيرة في فاتحته، وإسناده حسن. (2) وقد رد العلامة أحمد محمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم (6713) على من ادعى أن رواية شغزباً غلط، فانظره هناك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: تقدم تخريجه. الحديث: 5621 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 507 5622 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أمرنا رسول الله [ص: 510] صلى الله عليه وسلم- من كل خمسين شاة شاة» . أخرجه أبو داود (1) ، وقال في رواية رزين: «أمرنا أن نذبحَ» .   (1) رقم (2833) في الأضاحي، باب في العتيرة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم (5614) ، واللفظ المشار إليه هو لفظ موسى بن إسماعيل، عند أبي داود (2833) . الحديث: 5622 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 509 5623 - (س) الحارث بن عمرو [السهمي الباهلي]- رضي الله عنه -: « [أنه] لَقِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حَجَّة الوداع، وهو على ناقته العَضباء، فأتيتُه من أحدِ شِقَّيه، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي اسْتَغْفِرْ لي، فقال: غَفَرَ الله لكم، ثم أتيتُه من الشِّق الآخر أرجو أن يَخُصَّني دونَهم، فقلت: يا رسول الله، استغفر لي، فقال بيديه: غفر الله لكم، فقال رجل من الناس: يا رسول الله، العَتائرُ والفَرَائعُ؟ قال: مَن شاء عَتَرَ، ومن شاء لم يَعتِرْ، ومن شاء فَرَعَ، ومن شاء لم يُفْرِعْ، في الغنم أُضْحِيَتُها، وقَبَضَ أصَابِعَهُ، إلا واحدة» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العضباء) اسم ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم- ولم تكن عضباء، فإن العضباء هي المشقوقة الأذن.   (1) 7 / 168 و 169 في الفرع والعتيرة في فاتحته، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: 1 - أخرجه أحمد (3/485) قال: حدثنا عفان. والنسائي (7/168) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. وفي (7/169) قال: أخبرني هارون بن عبد الله. قال: حدثنا عفان. (ح) وأنبأنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. وفي «عمل اليوم والليلة» (420) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان. أربعتهم - عفان، وعبد الله، وهشام، والمعتمر - عن يحيى بن زرارة. 2 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1148) . وفي «خلق أفعال العباد» (52) . وأبو داود (1742) قالا - البخاري وأبو داود -: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا عتبة بن عبد الملك. كلاهما - يحيى، وعتبة -: قالا: حدثني زرارة السهمي، فذكره. في رواية أحمد قال: وقال عفان مرة: حدثني يحيى بن زرارة السهمي، قال: حدثني أبي، عن جده الحارث. رواية عتبة بن عبد الملك مختصرة. وفيها عند البخاري في «الأدب المفرد» : فذهب بيده بزاقه ومسح به نعله كره أن يصيب أحدا من حوله. وفي «خلق أفعال العباد» : فليبلغ الشاهد الغائب. رواية أبي داود: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بمنى أو بعرفات، وقد أطاف به الناس، قال: فتجيء الأعراب، فإذا رأوا وجهه قالوا: هذا وجه مبارك. قال: ووقت ذات عرق لأهل العراق» . الحديث: 5623 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 510 5624 - (س) لقيط بن عامر العقيلي - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، إنا كنا نذبح ذبائح في الجاهلية في رجب، فنأكل ونُطعِمُ من جاءنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا بأس به، قال وكيع بنُ عُدس: فلا أدَعُه» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 171 في الفرع والعتيرة، باب تفسير الفرع، وفي سنده وكيع بن عدس وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/12) قال: حدثنا بهز، وعفان. (ح) وحدثنا يحيى بن حماد. والنسائي (7/171) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن. أربعتهم - بهز، وعفان، ويحيى، وعبد الرحمن بن مهدي - عن أبي عوانة، قال: حدثنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، فذكره. قلت: وكيع بن عدس لا يعرف «مجهول» . الحديث: 5624 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 510 5625 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا فَرَعَ ولا عَتِيرَةَ، والفرَعُ: أوَّلُ النِّتَاج، كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتِيرَةُ في رجب» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه الترمذي إلى قوله: «أول النِّتَاج» وقال: «كان يُنْتَجُ لهم فيذبحونه» قال: وفي الباب عن نُبَيْشَةَ ومِخنف بن سليم، وهذا حديث حسن صحيح، والعتيرة ذبيحة كانوا يذبحونها في رجب، يُعظِّمُون شهرَ رجب، لأنه أول شهر من الأشهر الحرُم، وأشهر الحرُم: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وأشهر الحج: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة، كذلك روي عن بعض أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وغيرهم في أشهر الحج. وفي رواية أبي داود قال: «لا فرَع ولا عتيرة» قال ابن المسيب: الفرَعُ: أوَّلُ النِّتاج كان يُنْتَج لهم فيذبحونه. وقال في أخرى: قال ابن المسيب: الفرَع، أوَّل ما تنتج الإبل، كانوا يذبحونه لطواغيتهم، ثم يأكله (1) ، ويُلْقي جلده على الشجر، والعتيرة في العشر الأول من رجب. وفي رواية النسائي قال: «لا فرَع ولا عتيرة» . وفي رواية «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الفرَع والعتيرة» (2) . [ص: 512] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَوَاغِيتهم) الطواغيت هاهنا: الأصنام.   (1) أي الذابح. (2) رواه البخاري 9 / 515 في العقيقة، باب الفرع، وباب العتيرة، ومسلم رقم (1976) في الأضاحي، باب في الفرع والعتيرة، وأبو داود رقم (2831) و (2832) في الأضاحي، باب في العتيرة، والترمذي رقم (1512) في الأضاحي، باب ما جاء في الفرع والعتيرة، والنسائي 7 / 167 في الفرع والعتيرة في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1095) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/229) قال: حدثنا هشيم. قال: إن لم أكن سمعته منه- يعني الزهري - فحدثني سفيان بن حسين. وفي (2/239) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (2/409) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن معمر. قال محمد: وقد سمعته أنا من معمر. وفي (2/490) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا معمر. والدارمي (1970) قال: أخبرنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا ابن عيينة. والبخاري (7/110) قال: حدثنا عبدان. قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (6/82 و 83) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (2831) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (3168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1512) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والنسائي (7/167) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة. قال: حدثت أبا إسحاق عن معمر وسفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وهشيم، وسفيان بن حسين، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 5625 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 511 الكتاب الثالث من حرف الطاء: في الطب والرُّقى، وفيه أربعة أبواب الباب الأول: في الطب ، وفيه ستة فصول الفصل الأول: في جواز التداوي 5626 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله أنْزَلَ الدَّاءَ والدَّوَاءَ، وجعل لكلِّ داء دواء، فَتَدَاوَوْا، ولا تَدَاوَوْا بحرام» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2874) في الطب، باب الأدوية المكروهة، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3874) قال: حدثنا محمد بن عبادة الواسطي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن مسلم، عن أبي عمران الأنصاري، عن أم الدرداء، فذكرته. الحديث: 5626 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 512 5627 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ لكلِّ دَاء دَوَاءً، فإذا أُصِيبَ دواءُ الدَّاءِ بَرَأ بإذن الله» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2204) في السلام، باب لكل داء دواء، واستحباب التداوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/335) قال: حدثنا هارون بن معروف. ومسلم (7/21) قال: حدثنا هارون بن معروف، وأبو الطاهر، وأحمد بن عيسى. والنسائي في الكبرى «تحفة المزي» (2785) عن وهب بن بيان. أربعتهم - هارون، وأبو الطاهر، وأحمد بن عيسى، وابن بيان - عن ابن وهب. قال: أخبرني عمرو - وهو ابن الحارث - عن عبد ربه بن سعيد، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 5627 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 513 5628 - (د ت) أسامة بن شريك (1) - رضي الله عنهما - قال: «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه حولَه، وعليهم السَّكِينَةُ، كأنما على رؤوسِهم الطيرُ، فسلَّمتُ، ثم قعدتُ، فجاءت الأعرابُ من هاهنا وهاهنا يسألونه، فقالوا: يا رسول الله، أنَتَدَاوَى؟ قال: تَدَاوَوْا، فإن الله تعالى لم يَضَعْ داء إلا وضع له دواء، غيرَ داء واحد، وهو الهرمُ» أخرجه أبو داود. وعند الترمذي قال أُسامة: «قالت الأعراب: يا رسول الله، ألا نتداوى؟ قال: نعم يا عباد الله تداوَوْا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شِفَاء - أو دَواء - إلا داءً واحداً، قالوا: يا رسول الله، وما هو؟ قال: الهرم» (2) . [ص: 514] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كأنَّما على رؤوسهم الطير) هذا وصف لهم بالسكون والتأدب في مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، شَبَّههم في سكونهم: كأن على رؤوسهم طيراً، فهي لسكونهم لا تطير، لأن الطائر لا يستقرُّ على رأس إنسان، فكيف وهو متحرك؟ .   (1) في المطبوع: أسامة بن زيد، وهو خطأ. (2) رواه أبو داود رقم (3855) في الطب، باب في الرجل يتداوى، والترمذي رقم (2039) في الطب، باب ما جاء في الدواء والحث عليه، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد، والبخاري في " الأدب المفرد " وابن ماجة وغيرهم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن ابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي خزامة عن أبيه، وابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (824) . وابن ماجة (3436) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار. ثلاثتهم - الحميدي، وأبو بكر، وهشام - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (4/278) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (3855) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي في الكبرى «تحفة 127» عن إسماعيل بن مسعود، ومحمد بن عبد الأعلى، كلاهما عن خالد بن الحارث. ثلاثتهم - ابن جعفر، وحفص، وخالد - عن شعبة. 3 - وأخرجه أحمد (4/278) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا المسعودي «مختصرا» . 4 - وأخرجه أحمد (4/278) قال: حدثنا ابن زياد - يعني المطلب بن زياد -. «مختصرا» . 5 - وأخرجه أحمد (4/278) قال: حدثنا مصعب بن سلام. قال: حدثنا الأجلح. «مختصرا» . 6 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (291) قال: حدثنا أبو النعمان. والترمذي (2038) قال: حدثنا بشر بن معاذ. كلاهما - أبو النعمان، وبشر - قالا: حدثنا أبو عوانة. 7 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة 127» عن أحمد بن خالد، عن إسحاق بن يوسف، عن مسعر. سبعتهم - سفيان، وشعبة، والمسعودي، والمطلب، والأجلح، وأبو عوانة، ومسعر - عن زياد بن علاقة، فذكره. الحديث: 5628 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 513 5629 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله -: أن رجلاً في زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أصابَهُ جُرْح، فَاحْتَقَنَ الجُرحُ بالدَّم، وأن الرجل دَعا رُجلين من بني أنْمار فنظرا إليه، فزعما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لهما: أيُّكما أطَبُّ؟ فقالا: أوَ في الطِّبِّ خير يا رسول الله؟ فزعم زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنْزَلَ الدواء الذي أنزل الأدْوَاءَ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 943 و 944 في العين، باب تعالج المريض، مرسلاً، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها، منها الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (1821) عن زيد بن أسلم به. الحديث: 5629 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 514 5630 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أنْزَلَ الله من داء إلا أنزل له دواء» أخرجه البخاري (1) .   (1) 10 / 113 في الطب، باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/158) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن ماجة (3439) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، والنسائي في الكبرى (الورقة 99-أ) قال: أخبرنا نصر بن علي بن نصر،ومحمد بن المثنى. أربعتهم- محمد بن المثنى، وأبو بكر، وإبراهيم بن سعيد، ونصر بن علي - عن أبي أحمد الزبيري، قال:حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، قال:حدثني عطاء بن رباح، فذكره. الحديث: 5630 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 514 الفصل الثاني: في كراهية التداوي 5631 - (ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُم على الطعام والشراب، فإن الله يُطْعِمُهم ويَسْقِيهم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2041) في الطب، باب ما جاء: لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3444) في الطب، باب لا تكرهوا المريض على الطعام، وفي سنده بكر بن يونس بن بكير الشيباني الكوفي، وهو ضعيف، قال ابن علان في " شرح الأذكار " 4 / 90: قال الحافظ بعد تخريجه: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وهو حديث حسن بشواهده ... وذكرها، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن لشواهده: أخرجه ابن ماجة (3444) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، والترمذي (2040) قال:حدثنا أبو كريب. كلاهما - محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب - قالا: حدثنا بكر بن يونس بن بكير، عن موسى بن على بن رباح، عن أبيه، فذكره. قلت: في إسناد الخبر بكر بن يونس ضعفوه، والحديث حسنه الحافظ لشواهد، قاله ابن علان في شرح الأذكار (4/90) . الحديث: 5631 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 515 5632 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: لَدَدْنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مرضه، فجعل يُشيرُ إلينا: «أن لا تَلُدُّوني» فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: «ألم أنهَكم أن تَلُدُّوني؟» فقلنا: كراهية المريض للدواء فقال: «لا يبقى أحد في البيت إلا لُدَّ - وأنا أنظر - إلا العباس، فإنه لم يَشْهَدْكم» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَدَدْنا) لَدَّه باللَّدُود، وهو أن يسقيَه الدواء في أحد جانبي فمه وجانبا الفم: لَدِيدَاه، وإنما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يُلَدَّ كل من في البيت: عُقوبة [ص: 516] لهم، حيث لَدُّوه بغير إذنه، لا بل بعد نهيه إياهم عن ذلك.   (1) 10 / 140 في الطب، باب اللدود، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ورواه أيضاً مسلم رقم (2213) في السلام، باب كراهية التداوي باللدود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/53) . والبخاري (6/17و7/164) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (9/8) قال: حدثنا عمرو بن علي. وفي (9/10) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/24) قال: حدثني محمد بن حاتم. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/13618) عن عمرو بن علي. خمستهم - أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله المديني، وعمرو بن علي، ومسدد، ومحمد بن حاتم- عن يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثني موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره. الحديث: 5632 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 515 5633 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما أُبَالي ما أتيتُ إن أنا شرِبتُ تِرْيَاقاً، أو تَعَلَّقْتُ تَميمَة، أو قلت الشِّعْرَ من قِبَلِ نفسي» . أخرجه أبو داود، [وقال: هذا كان للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- خاصَّة، وقد رخَّصَ فيه قوم، يعني: الترياقَ] (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَميمة) التميمة: واحدة التمائم، وهي خَرَزَات كانت العرب تُعَلِّقُها على أولادهم يَرُدُّون بها العين في زعمهم، فأبطلها النبي - صلى الله عليه وسلم-.   (1) رقم (3869) في الطب، باب في الترياق، وفي سنده عبد الرحمن بن رافع التنوخي المصري، قاضي إفريقيا، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/167) (6565) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوه. وفي (2/223) (7081) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد،قال حدثنا سعيد ابن أبي أيوب. وأبو داود (3869) قال:حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال:حدثنا سعيد ابن أبي أيوب. كلاهما - حيوة،وسعيد - عن شرحبيل بن شريك المعافري، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي، فذكره. (*) في رواية سعيد بن أبي أيوب. قال:حدثنا شرحبيل بن يزيد المعافري. قلت: عبد الرحمن بن رافع، ضعفوه. الحديث: 5633 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 516 5634 - (ت) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنِ اكْتَوَى أوِ اسْتَرْقَى: فقد بَرِئ من التَّوَكُّل» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2056) في الطب، باب ما جاء في كراهية الرقية، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة، وابن حبان في " صحيحه "، والحاكم في " المستدرك "، قال الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود وابن عباس وعمران بن حصين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الحميدي (763) قال: حدثنا سفيان،قال: حدثنا ابن أبي نجيح، وأحمد (4/249) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا ليث. وفي (4/251) قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، وفي (4/253) قال:حدثنا عبد الرحمن. عن سفيان، عن منصور، وعبد بن حميد. (393) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري،عن منصور. وابن ماجة (3489) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن ليث. والترمذي (2055) قال:حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا منصور. ثلاثتهم - ابن أبي نجيح، وليث،ومنصور - عن مجاهد، عن عقار بن المغيرة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/253) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا:حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (الورقة 100- أ) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا جرير. كلاهما - شعبة، وجرير- عن منصور، قال: سمعت مجاهدا يحدث،قال:حدثني عقار بن المغيرة بن شعبة حديثا،فلما خرجت من عنده لم أمعن حفظه،فرجعت إليه إنا وصاحب لي، فلقيت حسان بن أبي وجزة، وقد خرج من عنده فقال:ما جاء بك؟ فقلت: كذا وكذا، فقال حسان حدثناه عقار، عن أبيه، فذكر الحديث. الحديث: 5634 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 516 الفصل الثالث: فيما وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الأدوية العسل 5635 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: إن أخي اسْتُطْلِق بطنُه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اسْقِهِ عسلاً» فَسَقَاهُ، ثم جاء فقال: «إني سَقَيْتُه عسلاً، فلم يَزِدْهُ إلا استطلاقاً» ، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعةَ، فقال: «اسْقِه عسلاً» فقال: لقد سَقَيْتُه، فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «صَدق اللهُ، وكَذَبَ بطنُ أخيك، فَسَقَاهُ فَبَرَأ» . وفي رواية: «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن أخي عَرِبَ بطنُه؟ فقال: اسْقِهِ عسلاً ... ثم ذكر نحوه ومعناه» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي مثله إلى قوله: «استطلاقاً» الأولى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اسقه عسلاً» فقال: يا رسول الله، إني قد سقيته، فلم يزده إلا استطلاقاً؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «صدق الله، وكذب بطن أخيك، اسْقه عسلاً، فسقاه فبَرَأ» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 119 في الطب، باب الدواء بالعسل، وباب دواء المبطون، ومسلم رقم (2217) في السلام، باب التداوي بسقي العسل، والترمذي رقم (2083) في الطب، باب ما جاء في التداوي بالعسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/19) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/92) قال: حدثنا محمد بن جعفر،وحجاج. وفي (3/92) قال: حدثنا روح،وعبد بن حميد (938) قال:حدثني ابن أبي شيبة، قال:حدثنا يزيد بن هارون، والبخاري (7/165) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومسلم (7/26) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا:حدثنا محمد بن جعفر، والترمذي (2082) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4251) عن عمرو بن علي، عن يحيى ومحمد جعفر. أربعتهم - يزيد، ومحمد بن جعفر، وروح، ويحيى - عن شعبة. 2- وأخرجه البخاري (7/159) قال:حدثنا عياش بن الوليد، قال: حدثنا عبد الأعلى. ومسلم (7/26) قال: حدثنيه عمرو بن زرارة، قال: أخبرنا عبد الوهاب - يعني ابن عطاء. كلاهما - عبد الأعلى،وعبد الوهاب - عن سعيد. كلاهما - شعبة، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، فذكره. الحديث: 5635 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 517 5636 - () نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن ابن عمر ما كانت تخرج له قَرْحَة ولا شيء إلا لطخ الموضع بالعسل، ويقرأ: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِها شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ ألْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69] » أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع، أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الدر المنثور " ونسبه لحميد بن زنجويه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين: عزاه السيوطي في الدر المنثور لابن زنجويه. الحديث: 5636 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 518 5637 - () شقيق [بن سلمة] قال: سمعت عبد الله يقول: «عليكم بالشِّفَاءَين: القرآن، والعسل» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع، أخرجه رزين، وقد رواه ابن ماجة رقم (3452) في الطب، باب العسل، مرفوعاً، وإسناده حسن، ورواه الحاكم 4 / 200 مرفوعاً وموقوفاً، وصححه ووافقه الذهبي، وقال المناوي: قال البيهقي في " شعب الإيمان ": الصحيح موقوف على ابن مسعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين. أخرجة البيهقي في الشعب (2/519) (2581) ، وقال: ورفعه زيد بن الحباب والصحيح موقوف على بن مسعود. قلت: أخرجة ابن ماجة (3452) موفوعا. والحاكم (4/200) موقوفا ومرفوعا وصححه ووافقه الذهبي، وهو ذهول منها - رحمهما الله -. الحديث: 5637 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 518 5638 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «المَبْطُونُ شَهِيد، ودَوَاءُ المَبطُون العسلُ» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المَبْطُون) : الذي يشتكي بطنه، ويُشبه أن يُراد به المُسْتَسقي.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع، أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين وقفت عليه بلفظ: عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله» . أخرجه مالك الموطأ (101) .وأحمد (2/324) قال:حدثنا روح. وفي (2/533) قال: قرأت على عبد الرحمن. و، البخاري (1/167) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (1/184و7/169) قال: حدثنا أبوعاصم. وفي (4/29) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (6/51) قال:حدثنا يحيى بن يحيى. والترمذي (1063) قال: حدثنا الأنصاري. قال:حدثنا معن (ح) وحدثنا قتيبة،والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12577) عن قتيبة. سبعتهم - روح،وعبد الرحمن بن مهدي، وقتيبة بن سعيد، وأبو عاصم النبيل، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، ومعن بن عيسى - عن مالك بن أنس، عن سمى أبي بكر بن أبي عبد الرحمن، عن أبي صالح السمان،فذكره. الحديث: 5638 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 518 الحَبَّة السَّوداء 5639 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 519] قال: «في الحبَّةِ السَّودَاء: شِفَاء من كل داء، إلا السَّام والسَّامُ: الموت» . وفي رواية قال قتادة: «حُدِّثتُ: أن أبا هريرة قال: الشونيز دَواء من كل داء، إلا السام، قال قتادة: يأخذ كل يوم إحدى وعشرين حبة من الشونيز، فيجعلهنَّ في خرقة ويَنْقَعُها ويَتَسَعَّطُ به كل يوم في مِنْخره الأيمن قطرتين، وفي الأيسَر قطرة، والثاني: في الأيمن واحدة، وفي الأيسر ثنتين، والثالث: في الأيمن قطرتين، وفي الأيسر قطرة» أخرجه الترمذي (1) . وعند البخاري ومسلم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء، إلا السَّام» . وفي أخرى لهما قال: «في الحبَّة السوداء شفاء من كل داء، إلا السام» . قال ابن شهاب: والسَّام: الموت، والحبَّة السوداء: الشونيز (2) .   (1) هذه الرواية عند الترمذي موقوفة، وفي سندها انقطاع، وقد وردت في حديث مرفوع أخرجه المستغفري في " كتاب الطب "، وإسنادها ضعيف. (2) رواه البخاري 10 / 122 في الطب، باب الحبة السوداء، ومسلم رقم (2215) في السلام، باب التداوي بالحبة السوداء، والترمذي رقم (2042) في الطب، باب ما جاء في الحبة السوداء، ورقم (2071) في الطب، باب ما جاء في الكمأة و العجوة . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، أن أبا هريرة أخبرهما، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام» . والسام: الموت: والحبة السوداء: الشونيز. أخرجه البخاري (7/160) قال: حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (7/25) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. وابن وابن ماجة (3447) قال: حدثنا محمد بن رمح، ومحمد بن الحارث المصريان. ثلاثتهم - يحيى، ومحمد بن رمح. ومحمد بن الحارث - عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن هشاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، فذكراه. (*) أخرجه الحميدي (1107) قال: حدثنا سفيان، قال حدثنا الزهري، وأحمد (2412) قال: حدثنا سفيان. عن الزهري. وفي (2/261و429) قال: حدثنا يزيد بن هارون، ويعلى قالا: حدثنا محمد بن عمرو، وفي (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. وفي (2/343) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا معمر، عن الزهري (2/423) قال: حدثنا غسان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو..وفي (2/429) قال: حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (2/504) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد، ومسلم (7/25) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، عمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. كلهم عن الزهري. والترمذي (2041) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبدد الرحمن المخزومي، قالا: حدثنا سفيان، عن الزهري. والنسائى في الكبرى (الورقة 99-أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. كلاهما - الزهري، ومحمد بن عمرو- عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره. ليس فيه: (سعيد بن المسيب) . (*) وأخرجه أحمد (2/510) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. ومسلم (7/25) قال: حدثنيه أبو الطاهر وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، والنسائي في الكبرى (الورقة 99-ب) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. كلاهما -محمد بن أبي حفصة، ويونس - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه - أبو سلمة بن عبد الرحمن - (*) الروايات ألفاظها متقاربة. وأثبتنا رواية عقيل عند مسلم. (*) في رواية سفيان عند أحمد (2/241) : عن الزهري، عن أبي سلمة إن شاء الله. وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء إلا السام» . أخرجه أحمد (2/389) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القاص. وفي (2/484) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير، ومسلم (7/26) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل بن، وهو ابن جعفر. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن إبراهيم، وزهير، وإسماعيل بن جعفر - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. يقول، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام» . قال شْعبة: فقلت: ماالسام؟ قال: الموت. أخرجه أحمد (2/468) . الحديث: 5639 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 518 5640 - (خ) خالد بن سعد (1) : قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبْجَرَ، فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض، فَعَادَه ابن أبي عتيق، فقال لنا: عليكم بهذه الحُبَيْبَةِ السويداء، فَخُذُوا منها خمساً، أو سبعاً، فَاسْحقُوها، ثم اقْطُرُوها في أنفه بَقَطراتِ زيت في هذا الجانب، وفي هذا الجانب، فإن [ص: 520] عائشة أم المؤمنين حدَّثتني: أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن هذه الحبة السوداءَ شفاء من كل داء، إلا من السَّام، قلت: وما السام؟ قال: الموت» . أخرجه البخاري (2) .   (1) هو مولى أبي مسعود البدري، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث. (2) 10 / 120 و 121 في الطب، باب الحبة السوداء، وانظر " الفتح " 10 / 121. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/160) . وابن ماجة (3449) . كلاهما - البخاري، وابن ماجة - عن عبد الله بن محمد أبي بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله، قال: أنبأنا إسرائيل، عن منصور، عن خالد بن سعد، فذكره. الحديث: 5640 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 519 العَجْوة 5641 - (خ م د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن اصْطّبَحَ كلَّ يوم سَبْعَ تمرات من عجوة، لم يضُرَّه سُمّ ولا سِحْر ذلك اليوم إلى الليل» . وفي رواية: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن تَصَبَّحَ بسبعِ تمرات عجوة لم يضرَّه ذلك اليوم سُمّ ولا سحر» . وفي أخرى: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أكل سبع تمرات من بين لاَبَتَيْها حين يُصبح: لم يضرَّه سُمّ حتى يُمْسِي» . أخرجه البخاري ومسلم، و [أخرج] أبو داود الثانية، وأخرج مسلم الثالثة والأولى ذكرها رزين (1) . وفي أخرى لأبي داود قال: «مَرِضْتُ مرضاً، فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَعُودُني، فوضع يده بين ثَدْيَيَّ، حتى وجدتُ بَرْدَها على فؤادي، فقال: [ص: 521] إنك رجل مَفْؤُود، ائْتِ الحارث بن كَلَدةَ أخا ثَقيف، فإنه رجل يَتَطَبَّبُ، فلْيأخُذ سبعَ تمرات من عجوة المدينة، فَلْيَجأهُنَّ بنَوَاهُنَّ، ثم لْيَلُدَّكَ بهن» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تصبح عجوة) العجوة : نوع من تمر المدينة معروف. وتصَبُّحه: الأكل منه كل يوم بُكْرَة على الرِّيق وقت الصباح، والاصْطِبَاح مثله. (لابَتَيْهَا) اللابَة: الحَرَّة، وهي الأرض ذات الحجارة السود، والمراد به: حَرَّتَا المدينة. (مفؤود) رجل مفؤود: يشكو وجع فؤاده، فَأَدْتُه: إذا أصبت فُؤاده. (فَلْيجَأْهُنَّ) وَجَأْتُ النَّوى ونحوه: إذا دَقَقْتَه.   (1) وهي عند البخاري 10 / 203 في الطب، باب الدواء بالعجوة للسحر. (2) رواه البخاري 10 / 203 و 204 في الطب، باب الدواء بالعجوة للسحر، وباب شرب السم والدواء به وبما يخاف منه، وفي الأطعمة، باب العجوة، ومسلم رقم (2047) في الأشربة، باب فضل تمر المدينة، وأبو داود رقم (3875) و (3876) في الطب، باب في تمر العجوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: سمعت سعدا يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من تصبح سبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» . 1- أخرجه الحميدي (70) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، وأبو ضمرة، وأحمد (1/181) (1572) قال: حدثنا مكي (ح) وحدثناه أبو بدر. والبخاري (7/104) قال: حدثنا جمعة بن عبد الله، قال: حدثنا مروان. وفي (7/179) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا مروان. وفي (7/179) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو أسامة. وفي (7! 181) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا أحمد بن بشير أبو بكر. ومسلم (6/123) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو بدر شجاع بن الوليد، وأبو داود (3876) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبوأسامة. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (3895) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي بدر (ح) وعن أحمد بن يحيى الصوفي، عن إسحاق بن منصور السلولي، عن إبراهيم بن حميد. سبعتهم- مروان، وأبو ضمرة و، ومكي، وأبو بدر، وأبو أسامة، وأحمد بن بشير، وإبراهيم بن حميد - عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص 2- وأخرجه أحمد (1/168 (1442) و (1/177) (1528) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، أبو عامر، قال: حدثنا فليح. ومسلم (6/123) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان (يعني ابن بلال) . كلاهما - فليح، وسليمان - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر. كلاهمما- هاشم، وعبد الله بن عبد الرحمن - عن عامر بن سعد، فذكره. (*) أخرجه عبد بن حميد (145) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا أبو مصعب، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، قال: خرج ناس من عند عمر بن عبد العزيز، فأخبروا، أن عامر ابن سعد، قال: سمعت أبي، فذكره. (*) لفظ رواية عبد الله بن عبد الرحمن «من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح، لم يضره سم حتى يمسى» . - وعن عائشة بنت سعد، عن سعد، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تصبح بسبع تمرات من عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» . أخرجه أحمد (1/181) (1571) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا هاشم، عن عائشة بنت سعد، فذكرته. الحديث: 5641 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 520 5642 - (م) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن في عجوة العالية شِفَاء، وإنها تِرْياق أوَّلَ البُكرَةِ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2048) في الأشربة، باب فضل تمر المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/77) قال:حدثنا منصور بن سلمة. قال: أخبرنا سليمان، يعني ابن بلال. وفي (6/105) قال:حدثنا أبو سعيد. قال:حدثنا سليمان، وفي (6/105) قال: حدثنا سليمان ابن داود، قال:حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر،وفي (6/152) قال: حدثنا أبو عامر،عن سليمان، يعني ابن بلال،ومسلم (6/124) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب وابن حجر. قال يحيى بن يحيى: أخبرنا،. وقال الآخران: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. والنسائي في الكبرى (الورقة99-ب) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا سليمان. (ح) وأخبرنا علي بن حجر. قال:حدثنا إسماعيل. وفي «تحفة الأشراف» (12/16270) عن القاسم بن زكريا، عن خالد بن مخلد،عن سليمان بن بلال. كلاهما- سليمان بن بلال،وإسماعيل بن جعفر - عن شريك بن عبد الله ابن أبي نمره عن عبد الله بن أبي عتيق، فذكره. (*) في رواية سليمان بن بلال: عن ابن أبي عتيق ولم يسمه. الحديث: 5642 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 521 الكمْأة والعَجْوة 5643 - (خ م ت) سعد بن زيد - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الكمْأةُ من المَنِّ، وماؤها شفاء للعين» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. ولمسلم «الكمأةُ من المنِّ الذي أنزل الله على بني إسرائيل» . وفي أخرى من المنِّ الذي أنزله الله على موسى ... الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكمأة من المن) أي: مما امتَنَّ الله عز وجل به، لأنها تظهر من غير بَذْر ولا صُنع آدمي، وقيل: شبَّهها بما كان الله ينزله على بني إسرائيل عَفْواً من غير تَعَب.   (1) رواه البخاري 10 / 137 و 138 في الطب، باب المن شفاء للعين، وفي تفسير سورة البقرة، باب قول الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون} ، وفي تفسير سورة الأعراف، باب المن والسلوى، ومسلم رقم (2049) في الأشربة، باب فضل الكمأة ومداواة العين بها، والترمذي رقم (2068) في الطب، باب الكمأة والعجوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (81) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/187) (1625) قال: حدثنا معتمر بن سليمان. وفي (1/187) (1626) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/188) (1632) قال:حدثنا عمر بن عبيد. وفي (1/188) (1634) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، وفي (1/188) (1635) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة. والبخاري (6/22) قال:حدثنا أبو نعيم، قال:حدثنا سفيان. وفي (6/75) قال: حدثنا مسلم،قال:حدثنا شعبة. وفي (7/164) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا غندر،قال:حدثنا قتيبة. ومسلم (6/124) قال:حدثنا قيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم،قال: أخبرنا جرير، وعمر بن عن عبيد (ح) وحددثنا وحدثنا محمد ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/125) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي قال:حدثنا حماد بن زيد، قال:حدثنا حماد محمد بن شبيب، قال: سمعته من شهر بن حوشب، فسألته. فقال: سمعته من عبد الملك بن عمير. قال: فلقيت عبد الملك، فحدثني،وابن ماجة (3454) قال حدثنا محمد بن الصباح، قال:أنبأنا سفيان بن عيينة،الترمذي (2067) قال:حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4465) عن إسحاق بن إبراهيم. عن جرير، وعمر بن عبيد (ح) وعن علي بن حجر عن شعيب بن صفوان. (ح) وعن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد، عن محمد بن شبيب، قال: سمعته من شهر بن حوشب (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم عن النضر بن شميل، عن شعبة. تسعتهم - سفيان بن عيينة، ومعتمر، وعمر بن عبيد، وسفيان الثوري، وشعبة، وجرير،وشهر،ومحمد ابن شبيب، وشعيب بن صفوان - عن عبد الملك بن عمير. 2- وأخرجه أحمد (1/188) (1636) قال: حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة،والبخاري (7/164) ، ومسلم (6/124) قالا:حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا غندر محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/124) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: أخبرنا عبثر، عن مطرف. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن مطرف، والنسائى في الكبري (تحفة الأشراف) (4465) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن مطرف (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن حجر. كلاهما عن جرير، عن مطرف (ح) وعن محمد بن المثنى، وعمرو بن يزيد الجرمي، كلاهما عن غندر، عن شعبة. كلاهما- شعبة، ومطرف- عن الحكم بن عتيبة، عن الحسن العرني. كلاهما - عبد الملك، والحسن العرني - عن عمرو بن حريث، فذكره. (*) لفظ رواية ابن عيينة، عن عبد الملك، ومطرف: «الكمأة من المن الذي أنزل الله عز وجل على بني إسرائيل، وماؤها شفاء للعين» . (*) في رواية شعبة قال: لما حدثني به الحكم لم أنكره من حديث عبد الملك. الحديث: 5643 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 522 5644 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: الكمأة جُدَرِيُّ الأرض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الكمأة من المنِّ، وماؤها شِفَاء للعين، والعجوةُ من الجنة، وهي شفاء من السُّمِّ، وقال أبو هريرة: فأخَذْتُ ثلاثةَ أكمُؤ [ص: 523] أو خمساً، أو سبعاً - فَعَصَرْتُهنَّ، وجعلتُ ماءَهن في قَارُورة، وكَحَلْتُ به جارية لي عَمْشَاء فَبَرأت» . وفي رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الْعَجْوَةُ من الجنَّة، وهي شِفَاء من السُّمِّ، والكمأةُ من المنِّ، وماؤها شِفَاء للعين» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكمأة جُدَرِيُّ الأرض) شبَّه الكمأة بالجُدَرِيِّ لظهورها من بطن الأرض، كما يظهر الجدري في جلد الإنسان، أراد به: ذَمَّها.   (1) رقم (2068) و (2069) و (2070) في الطب، باب ما جاء في الكمأة والعجوة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/325) قال: حدثنا روح. والنسائي في الكبرى (الورقة / 87 - أ) قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - روح، وعبد الأعلى - عن سعيد، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره. * أخرجه أحمد (2/301و 488) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر. وفي (2/305) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا جعفر بن أبي وحشية. وفي (2/356 و 490) قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. وفي (2/357) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أبان - يعني ابن يزيد العطار - عن قتادة. وفي (2/421) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، وجعفر بن أبي وحشية، وعباد بن منصور. وفي (2/511) قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا هشام، عن قتادة. والدارمي (2843) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عباد - هو ابن منصور -. وابن ماجة (3455) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عبد الصمد، قال: حدثنا مطر الوراق. والترمذي (2068) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي، عن قتادة. والنسائي في الكبرى (الورقة / 87 - أ) قال: أخبرنا نصير بن الفرج، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة. وفي (الورقة / 87 - أ) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي (الورقة / 87 - أ) قال: أخبرنا محمد بن بشار، في حديثه، عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر. وفي «تحفة الأشراف» (13496) عن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة. وعن محمد بن بشار، عن أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد، عن مطر الوراق. خمستهم - أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وقتادة، وعباد بن منصور، ومطر الوراق، وخالد الحذاء - عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: - عبد الرحمن بن غنم -. (*) الروايات مطولة ومختصرة. وبلفظ: «العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن ومأوها شفاء للعين» . أخرجه الترمذي (2066) قال: حدثنا أبو عبيدة أحمد بن عبد الله الهمداني، وهو ابن أبي السفر، ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 5644 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 522 الحِنَّاء 5645 - (ت) سَلمى- هي امرأة كانت تخدِم بعضَ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالت: ما كان نال (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قَرْحَة ولا نَكْبَة إلا أمَرَني أن أضع عليها الحِنَّاء. أخرجه الترمذي (2) .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم ... . (2) رقم (2055) في الطب، باب ما جاء في التداوي ب الحناء ، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (1563) قال:حدثني عبد الله بن مسلم. وأبو داود (3858) قال: حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي. قال: حدثنا يحيى،يعني ابن حسان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالى (3502) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (2054) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا زيد ين حباب. ثلاثتهم - عبد الله بن مسلمة وعبد الرحمن بن أبي الموالي،وزيد بن الحبان، عن فائد،مولى عبيد الله بن علي بن رافع، عن مولاه عبيد الله بن على بن أبي رافع، فذكره. (*) وأخرجه الترمذي (2054) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال:حدثنا حماد بن خالد الخياط. قال: حدثنا فائد مولى لآل أبي رافع، عن علي بن عبيد الله، عن جدته سلمى، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (/462) قال حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن أبي الموالي، عن أيوب بن حسن بن علي بن أبي رافع، عن جدته سلمى،نحوه. (*) وأخرجه أحمد (6/462) قال: حدثنا أبو سعيد،مولى بن هاشم قال:حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالى. قال:حدثنا فائد، مولى بن رافع عن على بن عبيد الله بن أبي رافع، عن عمته سلمى، نحوه. الحديث: 5645 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 523 السَّنَا 5646 - (ت) أسماء بنت عميس - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لها: «بمَ تَسْتَمشِينَ؟ فقالت: بالشُّبْرُم، فقال حَارٌّ جارٌّ، قالت: [ص: 524] ثم اسْتَمْشَيتُ بالسَّنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت لكان في السَّنَا» . أخرجه الترمذي (1) . وفي أخرى ذكرها رزين مثلُه، وقال: عليكم بالسَّنا والسَّنُوت، فإنه لو كان شيء ينفع من الموت كان السَّنا» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِمَ تَسْتَمشِينَ) أي: بِمَ تَسْتَطْلِقين؟ وبأي دواء تُسْهِلين بطنك؟ فكنى عن ذلك بالمشي، لأن الإنسان يحتاج أن يمشي ويتردد إلى الخلاء مع شرب الدواء. (الشُّبْرُم) : حب صغير، شبيه بالحمِّص يُتَّخذ في الأدوية. (حارٌّ جارٌّ) إتباع له، وكذلك: حارٌّ يارٌّ، وحرَّان يرَّان. (السَّنَا والسَّنوت) السَّنا: نَبْتٌ يُتداوى به معروف، والسَّنُوت: العسل، وقيل: الرُّب، وقيل: الكُّمون، وقيل: ضرب من التمر.   (1) رقم (2083) في الطب، باب ما جاء في السنا ، من حديث عبد الحميد بن جعفر عن عتبة بن عبد الله عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وعتبة بن عبد الله، ويقال: عتبة بن عبيد الله، ويقال: اسمه زرعة بن عبد الرحمن، وهو مجهول، ورواه ابن ماجة رقم (3461) في الطب، باب دواء المشي، من حديث عبد الحميد بن جعفر عن زرعة بن عبد الرحمن عن مولى لعمر التيمي، وعلى هذا، فرواية الترمذي منقطعة لسقوط المولى منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: عن مولى لمعمر التيمي، عن أسماء بنت عميس. قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بماذا كنت تستمشين؟ قلت: بالشبرم. قال: حار جار، ثم استمشيت بالسنى. فقال: لو كان شيء يشفي من الموت، كان السنى أو السنى شفاء من الموت» . أخرجه أحمد (6/369) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. ابن ماجة (3461) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن زرعة عن عبد الرحمن، عن مولى لمعمر التيمي فذكره. أخرجه الترمذي (2081) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بكير. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. قال: حدثني عتبه عبد الله، فذكره. قلت: زرعة بن عبد الرحمن ويقال: عتبة بن عبد الله ويقال: ابن عبد الله مجهول. وهو في السند الأول يحدث بواسطة. فكأن رواية الترمذي منقطعة إن كان الأول محفوظ. وعلى كل فالحديث ضعيف. الحديث: 5646 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 523 العود الهندي 5647 - (خ م د) أم قيس بنت محصن - رضي الله عنها - قالت: دخلت بابْن لي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد أعْلَقْتُ عليه من العُذْرَةِ، فقال: [ص: 525] عَلاَمَ تدْغَرْنَ أولادكُنَّ بهذا العِلاَق؟ عليكم بهذا العُود الهندي فإن فيه سبعةَ أشْفِية، منها ذَاتُ الجنب، يُسْعَطُ من العُذْرة، ويُلَدُّ من ذات الجنب» . قال سفيان: فسمعت الزهري يقول: «بَيَّنَ لنا اثْنَتَيْنِ، ولم يُبَيِّن لنا خمساً» . قال البخاري: وقال يونس وإسحاق بن راشد عن الزهري: «عَلَّقْتُ عليه» وفي رواية «وقد أعْلَقْتُ من العذرة» ولم يذكر «عليه» ، وفي أخرى: فقال: «اتَّقُوا الله، عَلام تَدْغَرْنَ أوْلاَدَكُنَّ بهذه الأعلاق؟ قال علي - يعني: ابن المديني - فقلت لسفيان: فإن معمراً يقول: «أعْلَقْتُ عليه» قال: لم يحفظ، إنما قال: «أعْلَقْتُ عنه» حفظته من في الزهريِّ، ووصف سفيان العلاق: يُحنَّك بالإصبع، وأدخل سفيان إصبَعه في حَنكِه - وقال: إنما يعني رفع حنكه بإصبعه. وفي أخرى قال يونس: أعْلقتُ: غَمزْتُ: فهي تخاف أن تكون به عذْرة، وفيه: «عليكن بهذا العود الهندي، يعني به الكُسْتَ» قال البخاري: والقسط الهندي: البحري، وهو الكُسْتُ، مثلُ الكافور والقافُور، ومثل: كُشِطَتْ: نزعتْ، وقرأ عبد الله «قُشِطَتْ» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الرواية الأولى (1) . [ص: 526] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّعُوط) : ما يُستعَط به في الأنف. (أعْلَقْتُ) أعلقتُ على الصبي، وأعلقت عنه أُعْلِقُ إعْلاقاً والإعلاق: مُعالَجَة الصبي من العُذْرة، قال الخطابي: المحدِّثون يقولون: أعلقت عليه، وإنما هو أعلقت عنه، أي: دفعت عنه العذرة بالإصبع ونحوها، وقد جاء في بعض الروايات «أعلقت عنه» وقال الجوهري: الإعلاق: الدَّغْر، يقال: أعْلَقَت المرأة ولدها من العُذْرة: إذا رَفَعَتْها بيدها، وقد جاء في بعض الروايات «العِلاق» والمعروف: الإعلاق. (العُذرة) بالضم: وَجَعٌ يعرضُ في الحلق من الدم. (عَلام تَدْغَرْنَ) الدَّغْر: علاج العذرة، وهو أن ترفع لَهَاة المعذور بالإصبع، و «علام» بمعنى: على أي شيء والأصل: على ما، فأُسقِطت الألف تخفيفاً، كقولهم: عمَّ وفيم [ولم] وبِمَ؟.   (1) رواه البخاري 10 / 124 في الطب، باب السعوط بالقسط الهندي والبحري، باب اللدود، وباب العذرة، وباب ذات الجنب، ومسلم رقم (1214) في السلام، باب التداوي بالعود الهندي، وهو الكست، وأبو داود رقم (3877) في الطب، باب العلاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه (5375) . الحديث: 5647 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 524 الكُحْل 5648 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بالإثْمِد، وقال: إن من خير أكْحالِكم الإثْمِدَ: يجلو البصر، ويُنْبِتُ الشَّعَر، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اكْتَحَلَ يكتَحلُ في اليمنى ثلاثة، يَبْتدِئ بها، ويَخْتِم بها، وفي اليسرى ثِنْتَين» . [ص: 527] وفي رواية: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «اكْتَحِلُوا بالإثْمِدِ، فإنه يَجْلُو البصر، ويُنْبِتُ الشعر، وزعم أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كانت له مُكْحُلَة يكتحل منها كلَّ ليلة ثلاثَة في هذه، وثلاثة في هذه» وفي أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن من خير أكْحالكم الإثمد، إنه يجلو البصر، وينبت الشعر» أخرج الثانية الترمذي، والثالثة النسائي، والأولى ذكرها رزين (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1757) في اللباس، باب ما جاء في الاكتحال، والنسائي 8 / 150 في الزينة، باب الكحل ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 354، وابن ماجة رقم (3497) في الطب، باب الكحل بالإثمد، وأبو داود رقم (4061) في اللباس، باب في البياض، بزيادة في أوله: " البسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم ... " وذكر الحديث، وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن جابر وابن عمر وقال: وروي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وعليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر "، وقال الحافظ في " الفتح ": وقد ورد التنصيص عليه في حديث ابن عباس ورفعه " اكتحلوا بالإثمد، فإنه يجلوا البصر، وينبت الشعر " أخرجه الترمذي وحسنه واللفظ له، وابن ماجة، وصححه ابن حبان، وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن ابن عباس في " الشمائل "، وفي الباب عن جابر عند الترمذي في " الشمائل " وابن ماجة وابن عدي من ثلاث طرق عن ابن المنكدر عنه بلفظ " عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر " وعن علي عند ابن أبي عاصم والطبراني، ولفظه " عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى، مصفات للبصر "، وسنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (1/345) (3318) قال: حدثنا يزيد. وفي (354) (3320) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل. وعبد بن حميد (573) قال: حدثنا يزيد بن هارون، وابن ماجة (3499) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (1757) قال: حدثنا محمد حميد، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي (ح) وحدثنا على بن حجر، ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2048) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي الشمائل (49) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. وفي (50) قال: حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل (ح) وحدثنا على بن حجر، قال: حدثنا يزيد بن هارون. ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وإسرائيل، وأبو داود - عن عباد بن منصور، عن عكرمة فذكره. الحديث: 5648 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 526 الماء 5649 - (خ م ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الْحُمَّى من فَوْرِ جهنم، فأبردوها بالماء» . وفي رواية: «من فيح جهنم، فأبردوها بالماء» [ص: 528] أخرجه البخاري ومسلم، والترمذي، وهذا لفظه قال: «الحمَّى فَور من النار، فأبردوها بالماء» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَوْر جهنم) فَوْر الشيء: أَوَّلُه وشدَّتُه. (فَيح) النار: وَهَجُها.   (1) رواه البخاري 10 / 150 في الطب، باب الحمى من فيح جهنم، وفي بدء الخلق، باب صفة النار، ومسلم رقم (2212) في السلام، باب لكل داء دواء، والترمذي رقم (2074) في الطب، باب ما جاء في تبريد الحمى بالماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/463) قال: حدثنا عفان. والبخاري (7/167) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/24) قال: حدثنا هناد بن السري. والترمذي (2073) قال: حدثنا هناد، والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (3562) عن هناد. ثلاثتهم - عفان ومسدد، وهناد - قالوا: حدثنا أبو الأحوص. 2- وأخرجه أحمد (4/141) قال: حدثنا عبد الرحمن والدارمي (2772) قال: حدثنا محمد بن يوسف. والبخاري (4/146) قال: حدثني عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (7/24) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن حاتم، وأبو بكر بن نافع، قالوا: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي. كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي، وابن يوسف - عن سفيان. 3- وأخرجه ابن ماجة (3473) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: حدثنا إسرائيل. ثلاثتهم- أبو الأحوص، وسفيان، وإسرائيل - عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، فذكره. (*) وأخرجه عبد بن حميد (424) قال: حدثني أبو الوليد، قال: حدثنا أبو الأحوص، قال حدثنا سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن أبيه، عن جده فذكره. الحديث: 5649 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 527 5650 - (خ م ط ت) عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الحمى من فَيْح جهنم، فأبردوها بالماء» . أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 150 في الطب، باب الحمى من فيح جهنم، وفي بدء الخلق، باب الحمى من فيح جهنم، ومسلم رقم (2210) في السلام، باب لكل داء دواء، والموطأ 2 / 945 في العين، باب الغسل بالماء من الحمى، والترمذي رقم (2075) في الطب، باب ما جاء في تبريد الحمى بالماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/50) قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا ابن نمير. وفي (6/90) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد وعبد بن حميد (1498) قال: حدثني محاضر. والبخاري (4/147) قال:حدثنا مالك بن إسماعيل. قال: حدثني زهير. وفلي (7/167) قال: حدثني محمد بن المثنى. قال:حدثنا يحيى. ومسلم (7/23) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبوكريب. قالا: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال:حدثا أخبرنا خالد بن الحارث عبدة بن سليمان. وابن ماجة (3471) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (2074) قال:حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال:حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16887) عن إسحاق بن إبراهيم، عن خالد بن الحارث. وفي (12/17050) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبدة. سبعتهم - يحيى بن سعيد، ووعبد الله بن نمير،وإبراهيم بن سعد ومحاضر، وزهير بن معاوية،وخالد بن الحارث، وعبدة بن سليمان - عن هشام ابن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5650 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 528 5651 - (خ م ط ت) أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحوه، أخرجه الترمذي. وفي رواية البخاري ومسلم: «أن أسماء كانت إذا أُتِيَتْ بالمرأة قد حُمَّت تَدْعُو لها: أخذت الماء فصبَّت بينها وبين جَيْبِها، وقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نُبْرِدَها بالماء» . [ص: 529] وفي أخرى لهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أبردوها بالماء» وقال: «إنها من فيح جهنم» وأخرج «الموطأ» روايتهما الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 149 في الطب، باب الحمى من فيح جهنم، ومسلم رقم (2211) في السلام، باب لكل داء دواء، والموطأ 2 / 945 في العين، باب الغسل بالماء من الحمى، والترمذي رقم (2075) في الطب، باب ما جاء في تبريد الحمى بالماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (586) . وأحمد (6/346) قال: حدثنا ابن نمير والبخاري (7/167) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم 70/23) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبده بن سليمان. وفي (7/24) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة، وابن ماجة (3474) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبده بن سليمان. والترمذي (2074) قال: حدثنا هارون بن إسحاق. قال: حدثنا عبدة والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15744) عن قتيبة (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. كلاهما عن مالك. أربعتهم - مالك، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته. الحديث: 5651 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 528 5652 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الحمَّى من فَيْح جهنم، فأطْفِئُوها بالماء» وكان ابن عمر إذا أصابته حُمَّى يقول: «رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الرِّجزَ إنا مؤمنون» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرِّجز) : العذاب.   (1) رواه البخاري 10 / 147 في الطب، باب الحمى من فيح جهنم، وفي بدء الخلق، باب صفة النار، ومسلم رقم (2209) في السلام، باب لكل داء دواء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: «الحمي من فيح جنهم، فأبردوها بالماء» . أخرجه مالك الموطأ (صفحة (587) وأحمد (2/12) (4719) قال: حدثنا يحيى بن يحيى بن عبيد الله، البخاري (4/147) قال:حدثنا مسدد، عن يحيى بن عبيد الله، وفي (7/167) قال: حدثني يحيى بن سليمان قال:حدثني ابن وهب، قال:حدثنا مالك. ومسلم (7/23) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال:أخبرنا ابن وهب، قال: حدثين مالك. (ح) وحدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد، وعن عبيد الله (ح) وحدثناه ابن نمير،قال حدثنا أبي محمد بن بشر (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير ومحمد بن بشر. قالا: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثنا محمد بن رافع،قال: حدثنا ابن أبي فديك،قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان، وابن ماجة (3472) قال: حدثنا على بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير،عن عبيد الله بن عمر، والنسائى في الكبرى (الورقة 100-أ) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المعتمر، ومحمد بن بشر، عن عبيد الله. كلاهما - مالك وعبيد الله - عن نافع، فذكره. وعن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن ابن عمر،أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الحمى من فيح جهنم، فأطفؤها بالماء» . أخرجه أحمد (2/85) (5576) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (7/23) قال:حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال:حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا روح. كلاهما - محمد بن جعفر، وروح - قالا: حدثنا شعبة، عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/134 (6183) قال:حدثنا يعقوب، قال: حدثنا عاصم بن محمد، عن أخيه عمر ابن محمد، عن محمد بن زيد، أو سالم،عن عبد الله بن عمر، فذكره. وعن سليط، عن ابن عمر، قال: قال:رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أحسستم بالحمى فأطفئوها بالماء البارد» . أخرجه أحمد (2/119) (6010) قال:حدثنا هاشم، قال:حدثنا جسر، قال: حدثنا سليط، فذكره. الحديث: 5652 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 529 5653 - (خ) أبو جمرة [نصر بن عمران] قال: كنت أُجالِسُ ابنَ عباس بمكة، فَأخَذَتْني الحمَّى، فقال: أبْرِدْها عنك بماءِ زمزمَ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء - أو قال: بماءِ زمزمَ» أخرجه البخاري (1) .   (1) 6 / 238 في بدء الخلق، باب صفة النار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/291) (2649) قال: حدثناعفان،والبخاري (4/146) قال:حدثني عبد الله بن محمد بن قال: حدثنا أبو عامر. والنسائي في الكبرى (تحفةالأشراف) (6530) عن الحسن بن إسحاق بن عفان. كلاهما- عفان، وأبو عامر قالا: حدثنا همام، قال: أخبرنا أبو جمرة الضبعي، فذكره. الحديث: 5653 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 529 5654 - (ت) ثوبان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أصاب أحدَكم الحمَّى، فإن الحمى قطعة من النار، فليُطفئها عنه بالماء: فليستنقِعْ في نهر جار، وليستقبلْ جِرْيَتَه، فيقول: بسم الله، اللَّهم اشْفِ عَبدَك، وصدِّق رسولَك، بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس، ولْيَنْغَمِسْ فيه ثلاث غَمَسات ثلاثةَ أيام، فإن لم يبرَأ في ثلاث فخمس، فإن لم يبرأ في خمس فسبع، فإن لم يبرأ في سبع فتسع، فإنها لا تكاد تُجَاوِزُ تسعاً بإذن الله عز وجل» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2085) في الطب، باب رقم (33) ، من حديث مرزوق أبي عبد الله الشامي، عن سعيد رجل من أهل الشام عن ثوبان رضي الله عنه، وقد سماه الحافظ في " التهذيب " سعيد بن زرعة، وقال: قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال الحافظ في " الفتح ": وفي سنده سعيد بن زرعة، وهو مختلف فيه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/281) .والترمذي (4825) قال:حدثنا أحمد بن سعيد الأشقر، الرباطي. كلاهما - ابن حنبل، وأحمد بن حنبل - قالا:حدثا روح بن عبادة، قال: حدثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي، قال:حدثنا سعيد رجل من أهل الشام فذكره. (*) لم يسمه في رواية الترمذي. الحديث: 5654 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 530 5655 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ جبريل علَّمني دواء يَشْفِي من كل داء، وقال لي: نَسَخْتُه في اللوح المحفوظ: تأخذُ من ماءِ مطر لم يَمْشِ في سَقْف، في إناء نظيف، فتقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة، وآيةَ الكرسيِّ مثله، وسورة الإخلاص مثله، و {قل أعُوذُ بربّ الفَلَق} مثله، و {قل أعوذ برب الناس} مثله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويُميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، ثم تصُوم سبعة أيام، وتفطر كل ليلة بذلك الماء» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نقف له على سند، وعلامات الضعف أو الوضع عليه لائحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول. ولم أهتد إليه. الحديث: 5655 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 530 التَّلْبِينَة 5656 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: كانت تأمرُ بالتَّلْبِينَةِ للمريض وللمحزون على الهالك، وكانت تقول: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن التَّلْبِينَة تُجِمُّ فؤادَ المريض، وتَذهب ببعض الحزن» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: «أن عائشة كانت تأمرُ بالتلبينة، وتقول: هو البَغِيضُ النافع - تعني: التَّلْبِينَ» . وفي أخرى «أنها كانت إذا مات الميت من أهلها، فاجتمع لذلك النِّساء ثم تفرَّقنَ إلا أهلها وخَاصَّتَها، أمَرَت بِبُرْمة من تلبينة فطبخت، ثم صُنِع ثَريد، فصُبَّت التلبينة عليها، ثم قالت: كلنَ، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «التلبينة مَجَمَّة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التَّلْبِينَة) : حَسَاء يُتَّخذ من دقيق أو نخالة، وربما جُعل فيه عسل. (تُجِمُّ) الإجمام: الاستراحة، أَجَمَّ نفسه، إذا أراحها، والمُجِمَّة: المُزِيلة المذهبة للألم وللحُزْن.   (1) رواه البخاري 10 / 123 و 124 في الطب، باب التلبينة للمريض، وفي الأطعمة، باب التلبينة، ومسلم رقم (2216) في السلام، باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/80) قال:حدثنا هاشم. قال:حدثنا الليث،، وفي (6/155) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث. وفي (7/161) قال: حدثنا حبان بن موسى. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس بن يزيد. ومسلم (7/26) قال:حدي. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16539) قال:محمد بن حاتم بن نعيم عن حبان بن موسى. عن عبد الله، عن يونس بن يزيد (ح) وعن نصير بن الفرج، عن حجاج بن محمد، عن ليث. كلاهما - الليث بن سعد، ويونس بن يزيد - عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة فذكره. (*) أخرجه الترمذي (2042) قال:حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا أبو إسحاق الطالقاني، عن ابن المبارك، عن يونس،عن الزهري، عن عروة، فذكره. ليس فيه عقيل. الحديث: 5656 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 531 5657 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أصاب بعضَ أهله الوعْكُ أمَرَ بالحَساء من الخمير (1) فصُنِع، ثم أمرهم فَحَسوْا منه، ويقول: «إنه ليرتُو فؤادَ الحزين، ويسرو عن فؤاد السَّقيم، كما تسرو إحداكن الوسخَ عن وجهها بالماء» أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لِيَرْتُو) أي: يشُدُّه ويُقَوِّيه. (يَسْرُو) أي: يكشفه ويُزيله.   (1) جملة " من الخمير " ليست في نسخ الترمذي المطبوعة. (2) رقم (2040) في الطب، باب ما جاء ما يطعم المريض، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/32) ،ابن ماجة (3445) قال:حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، والترمذي (2039) قال: حدثنا أحمد بن منيع، والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17990) عن زياد بن أيوب. أربعتهم - أحمد، وإبراهيم بن سعيد، وأحمد بن منيع، وزياد بن أيوب - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، قال: حدثنا محمد بن السائب بن بركة عن أمه، فذكرته. الحديث: 5657 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 532 أبوال الإبل 5658 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن ناساً من عُرَيْنَةَ قَدِمُوا المدينَةَ فَاجْتَوَوْها، فبعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في إبل الصدقة، وقال: «اشْرَبُوا من ألبانها وأبوالها» أخرجه الترمذي (1) ، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في «كتاب الحدود» من «حرف الحاء» (2) وقد تقدَّم [ص: 533] في «الفصل الرابع» من «الباب الثالث» من «كتاب الطعام» حديث أبي ثعلبة الخشني، أخرجه البخاري، وفيه ذكر التَّداوي بأبوال الإبل، وألبان الأُتن، ومرارة السَّبُع (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اجْتَوَوها) اجْتَوَيْتُ المكان: إذا اسْتَوْخَمته، ولم يُوافق طَبْعَك، وهو افتعال من الجَوَى: المرض.   (1) رقم (2043) في الطب، باب ما جاء في شرب أبوال الإبل، وهو حديث صحيح. (2) تقدم الحديث من رواية البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي برقم (1805) في كتاب الحدود فليراجع. (3) انظر الحديث رقم (5557) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه برقم (1085) الحديث: 5658 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 532 أدوية مشتركة 5659 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الشِّفَاء في ثلاثة: شَرْبَةِ عسل، وشَرْطَةِ مِحجَم، وكيَّة بنار، وأنْهَى أمَّتي عن الكيِّ» أخرجه البخاري. وفي رواية: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «في العسل والحَجْمِ الشِّفَاءُ» (1) .   (1) 10 / 116 في الطب، باب الشفاء في ثلاث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/245) (2208) .البخاري (7/158) قال:حدثني الحسين،قال: حدثنا أحمد بن منيع،وفي (7/159) قال:حدثني محمد بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا سريج بن يونس أبوالحارث. وابن ماجة (3491) قال: حدثنا أحمد بن منيع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وسريج بن يونس - عن مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، فذكره. (*) رواية أحمد بن حنبل ليس فيها ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 5659 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 533 5660 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنْ كان في شيء من أدْوِيتكم خير، ففي شَرْطَةِ محجم، أو شَربةِ عسل، أو لَذْعَة بنار توَافِقُ الدَّاء، وما أُحِبُّ أن أكْتَويَ» . وفي رواية «إن كان في شيء من أدويتكم شفاء، ففي شرطة محجم، [ص: 534] أو لذعة بنار، وما أحِبُّ أن أكتويَ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 118 في الطب، باب الدواء بالعسل، وباب الحجامة من الداء، وباب الحجم من الشقيقة والصداع، وباب من اكتوى أو كوى غيره، ومسلم رقم (2205) في السلام، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/343) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير (وهو أبو أحمد الزبيري) والبخاري (7/159) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (7/162) قال: حدثنا إسماعيل بن أبان. وفي (7/163) قال: حدثنا أبو الوليد، هشام بن عبد الملك. ومسلم (7/21) قال: حدثني نصر بن علي الجهضمي قال: حدثني أبي. خمستهم - الزبيري، وأبو نعيم، وأبن أبان، وأبو الوليد، والجهضمي - عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، فذكره. الحديث: 5660 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 533 5661 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن خَيرَ ما تَدَاوَيْتُم به: السَّعُوطُ، واللَّدُودُ، والحِجَامَةُ، والمشِيُّ، فلما اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، لَدَّه أصحابُه، فلما فرغ قال: لُدُّوهم فَلَدُّوهم إلا العباس» . وفي رواية مثله إلى قوله: «المشي» وقال: «وخير ما اكْتحلتم به الإثمدُ، فإنه يَجْلو البصر، ويُنْبت الشعر، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- له مُكْحُلَة يكتحل منها عند النوم ثلاثاً في كل عين» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المَشِيّ) شربت مَشُوّاً ومَشِيّاً: إذا شربت مسهِلاً.   (1) رقم (2048) و (2049) في الطب، باب ما جاء في السعوط وغيره، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح: أخرجه الترمذي (2047) قال: حدثنا محمد بن مدويه،قال: حدثنا عبد الرحمان بن حماد الشعبي. وفي (2048) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2053) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا النضر بن شميل. ثلاثتهم - عبد الرحمن، ويزيد، والنضر - قالوا:حدثنا عباد بن منصور قال:سمعت عكرمة،فذكره. الحديث: 5661 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 534 5662 - (ت) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَنْعَتُ الزيت والوَرْس من ذات الجنب، قال قتادة: يَلُدُّه، ويُلَدُّ من الجانب الذي يشتكيه. [ص: 535] وفي رواية قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن نتداوى من ذات الجنب بالقُسط البحريِّ والزيت» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2079) و (2080) في الطب، باب ما جاء في دواء ذات الجنب، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3467) في الطب، باب دواء ذات الجنب، والحاكم في " المستدرك " 4 / 202 وصححه، ووافقه الذهبي، وفي سنده ميمون أبو عبد الله البصري الكندي، وهو ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/369) قال: حدثنا أبو داود، قال أخبرنا شعبة، عن خالد الحذاء، وفي (4/372) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معاذ، ابن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة، وابن ماجة (3467) قال: عبد الرحمن بن عبد الوهاب، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ميمون. والترمذي (2078) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، وفي (2079) قال: حدثنا رجاء بن محمد العذري البصري، قال: حدثنا عمرو بن محمد بن أبي رزين، قال: حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3684) عن إسحاق بن إبراهيم، وعمرو بن علي، كلاهما عن معاذ بن هشام، عن أبيه عن قتادة. (ح) وعن محمد بن بشار، عن أبي داود، عن شعبة، عن خالد الحذاء. ثلاثتهم - خالد، وقتادة، وعبد الرحمن - عن ميمون أبي عبد الله، فذكره. قلت: مداره على أبي عبد الله ميمون، ضعفوه. الحديث: 5662 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 534 5663 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ماذا في الأمَرَّيْن من الشِّفَاءِ: الصَّبِرِ، والثُّفَّاء» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصَّبر) هذا الدواء المرّ المعروف. (الثُّفَّاء) [بضم المثلثة المشددة على وزن: قُرَّاء]-: الخردل، بلغة أهل الغور، وقيل: هو الحُرْف، [حَبُّ الرشاد] .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 5663 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 535 أحاديث متفرقة 5664 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- اسْتَعَطَ. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3867) في الطب، باب في السعوط، وأخرجه البخاري ومسلم بأتم منه، ورواه الحاكم في " المستدرك " 4 / 203 وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: تقدم تخريجه قريبا. الحديث: 5664 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 535 5665 - (د ت) أم المنذر بنت قيس الأنصارية - رضي الله عنها [ص: 536] قالت: دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومعه عليّ، وعليّ ناقِه، ولنا دَوَال مُعَلَّقة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأكل منها، وأخذ عليّ ليأكل منها، فَطفِق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول له: مَهْ يا عليّ، إنك نَاقِه، فكفَّ عليّ، قالت: فَصنَعْتُ شَعِيراً وسِلقاً وجئتُ به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أصِبْ من هذا فهو أنْفَعُ لكَ» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي نحوه، وفيه: «فجعلتُ لهم سِلقاً وشعيراً ... الحديث» [وفيه «أوْفَق لك» ] (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَاقِه) الناقِه: الذي أبَلَّ من مرضه، ولم تتكامل صحته. (دَوَال) الدوالي: أعْذَاق من بُسْر تُعَلَّق: كلما أرْطَبَتْ أكل منها، واحدتها: دَالية.   (1) رواه أبو داود رقم (3856) في الطب، باب في الحمية، والترمذي رقم (2038) في الطب، باب ما جاء في الحمية، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (6/363) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (6/364) قال: حدثنا يونس. وفي (6/. 364) قال: حدثنا سريج. وأبو داود (3856) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود وأبو عامر. وابن ماجة (34442) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يونس بن محمد (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر وأبو داود. والترمذي (2037) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عامر أبو داود. أربعتهم - أبو عامر، ويونس، وسريج وأبو داود - عن فليح بن سليمان، عن أيوب عن عبد الرحمن بن صعصة الأنصاري. 2- وأخرجه الترمذي (2037) قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري. قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا فليح بن سليمان، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي. كلاهما- أيوب بن عبد الرحمن، وعثمان بن عبد الرحمن - عن يعقوب بن أبي يعقوب، فذكره. قال الحافظ في الإصابة (13/295) (1511) : قال: الترمذي: حسن، لا نعرفه إلا من حديث فليح، وتعقيب بأنه جاء من طريق ابن أبي فديك عن محمد بن أبي يحيي الأسلمي، عن أبيه، عن يعقوب نحوه. ا. هـ الحديث: 5665 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 535 5666 - (خ م ت) أبو حازم: قال: «إنه سمع سهل بن سعد يُسأل عن جُرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم أُحُد؟ فقال: جُرِحَ وَجهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكُسِرَت رَبَاعِيَتُه، وهُشِمَت البَيْضة على رأسه، فكانت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تغسل الدم، وكان عليّ يَسْكُب عليها بالمجنِّ، فلما رأت [ص: 537] فاطمةُ أن الماءَ لا يَزِيدُ الدمَ إلا كثرة، أخذت قطعة حَصير فأحْرَقتْهُ حتى صار رماداً، فألْصَقَتْهُ بالجرح، فاسْتَمْسك الدمُ» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قال: «اختلف الناس: بأيِّ شيء دُووِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فسألوا سهل بن سعد، وكان آخرَ من بَقِيَ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة - قال: ما بقيَ أحد أعْلَمُ مني بما دُوويَ به جُرحُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، كانت فاطمةُ تغسل الدم عن وجهه، وعليّ يأتي بالماء في مجنَّة فأُخِِذ حَصير فأُحْرِقَ وحُشيَ به جُرحُه» . وفي رواية مختصراً قال سهل: «لما كان يومُ أحُد عَمَدَت فاطمةُ إلى حصير أحْرَقَتْهُ وألْصَقَتْهُ على جُرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هُشِمَت البَيْضَة) البَيْضَة: الخُوْذَة، والهَشْم: الكسر. (المِجَنُّ) : التُّرْس.   (1) رواه البخاري 6 / 69 في الجهاد، باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه، وباب لبس البيضة، باب دواء الجرح بإحراق الحصير، وفي الوضوء، باب غسل المرأة أباها الدم عن وجهه، وفي المغازي، باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجرح يوم أحد، وفي النكاح، باب {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن} ، وفي الطب، باب حرق الحصير لسد الدم، ومسلم رقم (1790) في الجهاد والسير، باب غزوة أحد، والترمذي رقم (2086) في الطب، باب التداوي بالرماد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (929) . وأحمد (5/330) ، والبخاري (1/70) قال: حدثنا محمد. وفي (4/79) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (7/51) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (5/178) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. وإسحاق بن إبراهيم. وابن أبي عمر. والترمذي (2085) قال: حدثنا ابن أبي عمر. تسعتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد، وعلي، وقتيبة، وأبو بكر، وزهير، وإسحاق، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (5/334) قال: حدثنا ربعي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. 3- وأخرجه عبد بن حميد (453) قال: حدثني عبد الله بن سلمة، والبخاري (4/48) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (5/178) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. وابن ماجة (3464) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح. أربعتهم - عبد الله بن مسلمة، ويحيى بن يحيى، وهشام، وابن الصباح - قالوا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. 4- وأخرجه البخاري (4/46و7/167) قال: حدثنا سعيد بن عفير. وفي (5/129) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (5/178) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - سعيد بن عفير، وقتيبة - قالا: حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن القاري) . 5- وأخرجه مسلم (5/178) قال: حدثنا عمرو بن سواء العامري، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال. 6- وأخرجه مسلم (5/178) قال: حدثني محمد بن سهل التميمي. قال: حدثني ابن أبي مريم، قال: حدثنا محمد (يعني ابن مطرف) . ستتهم - سفيان، وعبد الرحمن بن إسحاق، وعبد العزيز، ويعقوب، وسعيد، محمد بن مطرف - عن أبي حازم فذكره. (*) في «تحفة الأشراف» (4688) ذكر المزي أن حديث ابن ماجة عن محمد بن الصباح، وهشام بن عمار، عن سفيان بن عيينة، والذي في النسخة المطبوعة، عن عبد العزيز بن أبي حازم. هشمت البيضة: البيضة: الخوذة، والهشم: الكسر. المجن: الترس. الحديث: 5666 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 536 الفصل الرابع: فيما نُهي عن التداوي به 5667 - (م ت د) وائل بن حجر - رضي الله عنه -: «أن طارِقَ بن سُوَيد سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الخمر؟ فنهاه - أو كَرِهَ أن يصنَعَها - فقال: إنما أصْنَعُها للدَّواء؟ فقال: إنه ليس بدواء، ولكنه داء» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي: أنه شهد النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وسأله سويد بن طارق - أو طارق بن سويد - عن الخمر؟ فنهاه، فقال: إنَّا نتداوى بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليست بدواء، ولكنها داء» . وعند أبي داود «أنه سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الخمر، فنهاه، ثم سأله، فنهاه، فقال له: يا نبيَّ الله، إنها دواء؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا، ولكنها داء» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولكنها داء) إنما سَمَّى الخمر داء، لما في شربها من الإثم، وقد يُستعمل لفظ الداء في الآفات والعيوب، ومساوئ الأخلاق، ألا تراه سمَّى البخل داء، فقال: «وأي داءٍ أدْوى من البخل؟» وقال: «دَبَّ إليكم داء الأمم: البغي والحسد» فنقلها النبي - صلى الله عليه وسلم- من أمر الدنيا إلى أمر الآخرة، وحولَّها من [ص: 539] باب الطبيعة إلى باب الشريعة، ومعلوم أن فيها دواء من بعض الأمراض وصحة لبعض الأبدان، وهذا كما نقل أيضاً «الرَّقُوب» فإنه سئل عن الرَّقوب؟ فقال: «هو الذي لم يَمُتْ له ولد» ومعلوم أنه في اللغة: الذي لم يعش له ولد، وكذلك قال في المُفْلِس: «هو الذي يأتي يوم القيامة وقد شتم هذا، وضرب هذا، فيُؤخَذ من حسناته لهم، ويؤخذ من سيئاتهم إليه، فيُطْرَح في النار» فكل هذا إنما هو على ضربٍ من التمثيل، وتحويله من أمر الدنيا إلى أمر الآخرة.   (1) رواه مسلم رقم (1984) في الأشربة، باب تحريم التداوي بالخمر، وأبو داود رقم (3873) في الطب، باب في الأدوية المكروهة، والترمذي رقم (2047) في الطب، باب ما جاء في كراهية التداوي بالمسكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/311) قال: حدثنا حجاج بن محمد، ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا شعبة. وفي (4/317) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا إسرائيل وفي (4/317) قال: حدثنا روح قال: حدثنا شعبة. وفي (6/399) قال: حدثنا وكيع، وحجاج. قالا: حدثنا شعبة. والدارمي (2101) قال: أخبرنا سهل بن حماد. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/89) (قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد ابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2046) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة. (ح) وحدثنا محمود. قال: حدثنا النضر بن شميل، وشبابة، عن شعبة. كلاهما - شعبة، وإسرائيل - عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل فذكره. الحديث: 5667 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 538 5668 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن كل دَواء خبيث، كالسُّمِّ ونحوه» أخرجه الترمذي. وعند أبي داود قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدَّوَاءِ الخبيثِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دواء خبيث) الدواء والخبيث يكون من جهتين، إحداهما: النجاسة وهو الحرام، كالخمر ونحوها، ولحوم الحيوان المحرَّمة وأرْوَاثِها وأبْوَالِها، وكلُّها نجسة وخبيثة، وتناولها حرام، إلا ما خصته السُّنَّة من أبوال الإبل عند بعضهم، والجهة الأخرى: من جهة الطعم والمذاق، ولا ينكر أن يكون كَرِه ذلك لما فيه من المشقة على الطباع، وكراهية النفوس لها.   (1) رواه أبو داود رقم (3870) في الطب، باب في الأدوية المكروهة، والترمذي رقم (2046) في الطب، باب ما جاء فيمن قتل نفسه بسم أو غيره، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/305) قال: حدثنا أبو قطن. وفي (2/446 و478) قال: حدثنا وكيع، وأبو داود (3870) قال:حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن بشر، وابن ماجة (3459) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا وكيع، والترمذي (2045) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. أربعتهم - أبو قطن، ووكيع، ومحمد بن بشر، وعبد الله بن المبارك- عن يونس بن أبي إسحاق - عن مجاهد، فذكره. الحديث: 5668 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 539 5669 - (د س) عبد الرحمن بن عثمان التيمي: «أن طبيباً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن ضِفدَع يجعلها في دواء؟ فنهاه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن قَتْلِها» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رقم (3871) في الطب، باب في الأدوية المكروهة، والنسائي 7 / 210 في الصيد، باب الضفدع، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/453، 499) قال حدثنا يزيد. وفي (3/499) قال: حدثنا هشام،وعبد بن حميد (313) قال:حدثنا عبد الملك بن عمرو. والدارمي (2004) قال: أخبرنا عبد الله بن عبد المجيد. وأبو داود (3871) و5269) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (7/210) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي فديك. ستتهم - يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم،وعبد الملك بن عمرو، وعبيد الله بن عبد المجيد، وسفيان ابن أبي فديك - عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد، عن سعيد بن المسيب، فذكره الحديث: 5669 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 540 الفصل الخامس: في الحِجامة 5670 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنْ كان دواء يبلغ الداءَ، فإن الحِجَامَةَ تَبْلُغه» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) بلاغاً 2 / 974 في الاستئذان، باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام، وإسناده معضل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": صح بمعناه عن أبي هريرة وأنس وسمرة بن جندب، أقول: ويؤيد ذلك حديث البخاري عن ابن عباس مرفوعاً: " الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك (1888) كتاب الجامع - باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام قال الإمام الزرقاني: بلغه مما صح بمعانه عن أبي هريرة، وأنس، وسمره بن جندب. الحديث: 5670 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 540 5671 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن كان في شيء ممَّا تَداوَيْتُم به خير فالحِجامةُ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3857) في الطب، باب في الحجامة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3476) في الطب، باب الحجامة، وإسناده حسن، وفي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن كان في شيء من أدويتكم خير، ففي شرطة محجم، أو شربة من عسل، أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/342) قال:حدثنا عفان.. وفي (2/423) قال: حدثنا غسان وأبو داود (3857) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (3476) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أسود بن عامر. أربعتهم - عفان، وغسان بن الربيع، وموسى بن إسماعيل، وأسود بن عامر - عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة فذكره. الحديث: 5671 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 540 5672 - (د) أبو كبشة الأنماري (1) - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَحْتَجِمُ على هَامَتِه وبين كَتِفَيْه، وهو يقول: من أهْرَاقَ من هذه الدماء فلا يضرُّه أن لا يتداوى بشيء لشيء» أخرجه أبو داود (2) . وفي رواية ذكرها رزين «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احْتَجَمَ في عشرةِ مواضع من بدنه، وكان يقول: من أهْرَاق من هذه الدِّماءِ فلا يَضُرُّه أن لا يتداوى لشيء» . قال (3) : «وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يحتجم ثلاثاً في أخْدَعَيهِ وكاهِلِه، وبين كتفيه وكاهله» (4) . وفي أخرى (5) «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احْتَجَمَ على هامَتِه من الشَّاةِ المسمومة» . قال معمر: «فاحتجمتُ أنا من غير سُمّ كذلك في يَافوخي، فذهب حُسْنُ الحفظ عني، حتى كنتُ أُلَقَّن فاتحة الكتاب في الصلاة» (6) . [ص: 542] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أخْدَعَيه) الأخدعان: العِرقان المُكتَنِفان للعُنُق. (كاهِله) الكاهل: ما بين الكتفين. (الهامة) الرأس، وجمعها هام.   (1) في المطبوع: أبو كبشة الأنصاري، وهو خطأ. (2) رقم (3859) في الطب، باب موضع الحجامة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3484) في الطب، باب الحجامة، وإسناده حسن. (3) أي: رزين. (4) سيأتي الكلام على هذه الرواية في حديث أنس عند أبي داود رقم (5674) . (5) هي لرزين أيضاً. (6) هذه رواية رزين، والذي عند أبي داود رقم (3860) في الطب، باب في موضع الحجامة، قال معمر: احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي، وكان احتجم على هامته، وهو جزء من حديث أنس، وسيأتي الكلام عليه رقم (5674) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3859) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي وكثير بن عبيد، وابن ماجة (3484) قال: حدثنا محمد بن المصفي الحمصي. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وكثير، وابن المصفي - عن الوليد بن مسلم، عن ابن ثوبان، عن أبيه، فذكره. قلت: الوليد بن مسلم مدلس. وقد عنعن. الحديث: 5672 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 541 5673 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم على وَرِكِه من وَثْء (1) كان به. أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من وَثْء) الوَثْء: شبيه بالخلْع، وليس به.   (1) وقد يترك همزه فيقال: وثي. (2) رقم (3863) في الطب، باب متى تستحب الحجامة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3863) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم،ثنا هشام عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 5673 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 542 5674 - (ت د خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يحتجم في الأخْدَعَين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين» أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- احتجم [ثلاثاً] في الأخدَعَين والكاهل» (1) . [ص: 543] وعند البخاري ومسلم قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يحتجم، ولم يكن يَظْلِمُ أحداً أجرَه» (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (2052) في الطب، باب ما جاء في الحجامة، وأبو داود رقم (3760) في الطب، باب في موضع الحجامة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 191 و 192، وابن ماجة رقم (3483) في الطب، باب الحجامة، من حديث جرير بن حازم عن قتادة عن أنس، قال الحافظ في " التقريب ": جرير في حديثه عن قتادة ضعف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، وصححه الحاكم، والنووي، وغيرهما. (2) رواه البخاري 4 / 377 في الإجارة، باب خراج الحجام، ومسلم رقم (1577) في السلام، باب لكل داء دواء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: دون ذكر المواقيت: 1- أخرجه أحمد (3/119) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/9192) قال: حدثنا بهز. وأبو داود (3860) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وابن ماجة (3483) قال: حدثنا علي بن أبي الخصيب، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - وكيع، وبهز، ومسلم - عن جرير بن حازم. 2- وأخرجه الترمذي (2051) ، في الشمائل (364) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام وجرير بن حازم. كلاهما 0 همام، وجرير - عن قتادة، فذكره.. أما رواية البخاري ومسلم أخرجه أحمد (3/120) قال: ثنا وكيع. وفي (3/215) قال: ثنا وكيع. وفي (3/215) قال: ثنا محمد بن عبيد. وفي (3/261) ، والبخاري (3/122) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (7/22) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، كلاهما عن وكيع. ثلاثتهم - وكيع، ومحمد بن عبيد، وأبو نعيم - عن مسعر. 2- وأخرجه أحمد (3/177) قال حدثناعبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان الثوري. كلاهما- مسعر، والثوري - عن عمرو بن عامر، فذكره. قلت: لفظهما مقتصرا على ماذكره المنصف. الحديث: 5674 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 542 5675 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال عكرمة: «كان لابن عباس غِلْمَة ثلاثة حَجَّامين (1) ، وكان اثنان يُغِلاَّن [عليه وعلى أهله] ، وواحد يحجمه ويحجم أهله، قال: قال ابن عباس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «نِعْمَ العبد الحجَّامُ، يُذْهِبُ الدَّمَ، ويُجَفِّفُ الصُّلْبَ، ويَجْلو عن البَصَر» وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حيث عُرِج به، ما مرَّ على مَلأ من الملائِكَةِ إلا قالوا: عليك بالحجامة، وقال: إن خير ما تحتجمون فيه يومُ سبعَ عشرة، ويومُ تسعَ عشرة، ويومُ إحدى وعشرين، وقال: إن خير ما تداويتم به السَّعُوطُ واللَّدُودُ، الحجامةُ والمشِيُّ، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لَدَّه العباسُ وأصحابه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لَدَّني؟ فكلُّهم أمْسَكُوا، فقال: لا يَبْقى أحد مِمَّن في البيت إلا لُدَّ، غير عمِّه العباس» أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ملأ) الملأ: أشراف الناس وغيرهم.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: حجامون (2) رقم (2054) في الطب، باب ما جاء في الحجامة، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن عائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/354) (3316) قال:حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (574) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ابن ماجة (3477) قال:حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال:حدثنا زياد بن الربيع. والترمذي (2053) قال:حدثنا عبد بن حميد،قال: أخبرنا النضر بن شميل. ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وزياد بن الربيع، والنضر بن شميل - عن عباد بن منصور،عن عكرمة، فذكره. الحديث: 5675 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 543 5676 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن احتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين، كان شِفَاء من كل داء» أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين «إذا وافق يومُ سبعَ عشرة يومَ الثلاثاء: كان دوَاءَ السَّنةِ لمن احتجم فيه» .   (1) رقم (3861) في الطب، باب متى تستحب الحجامة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3861) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع،قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5676 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 544 5677 - () عمران بن حصين- رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يحتجم يوم سبعة عشر وتسعة عشر وأحد وعشرين» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 5677 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 544 5678 - (خ م) عاصم بن عمر بن قتادة - رحمه الله -: أن جابر بن عبد الله عَادَ المُقَنَّع بن سنان، فقال: لا أبْرَحُ حتى تحتجم، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن فيه شِفاء» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم قال: جاءنا جابر بن عبد الله في أهلِنا، ورجل يشتكي خُرَاجاً به - أو جِرَاحاً - فقال: ما تشتكي؟ قال: خُرَاج بي قد شَقَّ عليَّ، فقال: يا غلام، ائْتِني بحجَّام، فقال له: ما تصنَعُ بالحجَّام يا أبا عبد الله؟ قال: أريد أنْ أُعَلِّقَ فيه مِحْجَماً، فقال: والله إن الذُّباب لَيُصِيبُني، أو يصيبني الثوب فيؤذيني ويشقُّ عليَّ، فلما رأى تَبرُّمَه من ذلك قال: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 545] يقول: «إن كان في شيء من أدويتكم خير، ففي شرطة محجم، أو شَربة مِنْ عسل، أو لَذعة بنار» قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «وما أحبُّ أن أكتويَ، قال: فجاء بحجَّام فشرطه، فذهب عنه ما يجد» وهذه الرواية لم أجدها في كتاب الحميديِّ الذي قرأته (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 127 في الطب، باب الحجامة من الداء، وباب الدواء بالعسل، وباب الحجم من الشقيقة والصداع، وباب من اكتوى أو كوى غيره، ومسلم رقم (2205) في السلام، باب لكل داء دواء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/335) قال: حدثنا هارون بن معروف، والبخاري (7/162) قال: حدثنا سعيد بن تليد. ومسلم (7/21) قال: حدثناهارون بن معروف، وأبو الطاهر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف - المزي) (2340) عن وهب بن بيان. أربعتهم- هارون، وسعيد بن أبو الطاهر، وابن بيان - عن ابن وهب، وقال: أخبرني عمرو، أن بكيرا حدثه، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه، فذكره. (*) في رواية سعيد بن تليد، قال: حدثني ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، وغيره. الحديث: 5678 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 544 5679 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن أمَّ سلمة استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الحجامة، فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أبا طَبْيَةَ أن يَحْجمها قال: حَسِبْتُ أنه قال: كان أخاها من الرضاعة، أو غلاماً لم يحتلم» . أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2206) في السلام، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي، وأبو داود رقم (4105) في اللباس، باب في العبد ينظر إلى شعر مولاته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس، ومسلم (7/22) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وأبو داود (4105) قال:حدثنا قتيبة، وابن وهب، وابن ماجة (3480) قال:حدثنا محمد بن رمح المصري. خمستهم - حجين، ويونس،وقتيبة، وابن رمح، وابن موهب - عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 5679 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 545 5680 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «حدَّث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنه ليلة أُسْرِيَ به ما مرَّ على ملأ من الملائكة إلا أمَرُوه: أن مُرْ أمَّتَك بالحجامة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2053) في الطب، باب ما جاء في الحجامة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2052) قال:حدثنا أحمد بن بديل الكوفي، قال:حدثنا محمد بن فضيل، قال: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه، فذكره. قلت: عبد الرحمن اختلفوا في سماعه من أبيه وقد لقيه والمعتمد في السماع حديثان ليس هذا منهما. الحديث: 5680 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 545 5681 - (د) سلمى - خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها - قالت: ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وجعاً في رأسِه إلا قال: [ص: 546] «احتجمْ، ولا وجعاً في رجليه، إلا قال: اخْتَضِبْهما» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3858) في الطب، باب في الحجامة، ورواه أيضاً مختصراً الترمذي في الطب، باب ما جاء في التداوي بالحناء، وابن ماجة رقم (3502) في الطب، باب الحناء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه قريبا. الحديث: 5681 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 545 5682 - (د) أبو بكرة بكار [بن عبد العزيز بن أبي بكرة] قال: «أخبرتني عمَّتي كَيِّسة (1) بنتُ أبي بكرة: أن أباها كان ينهى أهلَه عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويَزْعُمُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يومَ الثلاثاءِ يومُ الدَّم، وفيه ساعة لا يَرقَأُ» أخرجه أبو داود (2) . وزاد رزين «لا تَفْتَحوا الدم في سُلْطَانِه، فإنه اليوم الذي أثَّرَ فيه الحديد، ولا تَسْتَعْمِلوا الحديد في يوم سلطانه» .   (1) في الأصل، وفي بعض النسخ المطبوعة: كبشة، والصواب كيسة، كما في كتب الرجال. (2) رقم (3862) في الطب، باب متى تستحب الحجامة، وكيسة بنت أبي بكرة الثقفية، قال الحافظ في " التقريب ": لا يعرف حالها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3862) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: أخبرنا أبو بكر بكار بن عبد العزيز، قال: أخبرتني عمتي كيسة بنت أبي بكرة، فذكرته. الحديث: 5682 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 546 5683 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى الحجَّام أجرَه، واستَعَط» أخرجه البخاري ومسلم، وعند أبي داود بعد قوله: «أجرَه» «ولو علمه خبيثاً لم يعطه» (1) . وفد تقدم في «كتاب الحج» حديثُ احتجام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عن ابن عباس باختلاف طرقه، وسيجيء في «كتاب الكسب» .   (1) رواه البخاري 4 / 377 في الإجارة، باب خراج الحجام، وفي البيوع، باب ذكر الحجام، وفي الطب، باب السعوط، ومسلم رقم (1202) في السلام، باب لكل داء دواء، وأبو داود رقم (3423) في البيوع، باب في كسب الحجام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريحه في الحج. الحديث: 5683 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 546 الفصل السادس: في الكي 5684 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «رُمِيَ سعدُ بنُ مُعَاذ في أكْحَلِه، فحَسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدِه بِمشْقَص، ثم وَرِمَتْ، فحَسَمه الثانية» أخرجه مسلم. وعند أبي داود: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كوَى سعدَ بنَ مُعاذ من رَمْيَتِهِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فحَسمه) حَسَمْتُ الجرح: إذا قطعتَ الدم الجاري منه بالكَيِّ. (مِشْقَص) المشقص: سهم له نصل طويل: وقيل: عريض، وقيل: هو النصل نفسه. (أكْحَله) الأكحل: عِرق في وسط الساعد يكثُر فَصْدُه.   (1) رواه مسلم رقم (2208) في السلام، باب لكل داء دواء، وأبو داود رقم (3866) في الطب، باب في الكي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه وكوي سعد ثبت في صحيح مسلم. الحديث: 5684 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 547 5685 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «بعث [ص: 548] رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أُبَيِّ بن كعب طبيباً، فقطع منه عِرْقاً ثم كوَاهُ عليه» . وفي رواية «أن أُبَيَّ بن كعب رُمِيَ في يوم الأحزاب على أكْحَلِه، فكَواه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم، وأخرجه أبو داود [إلى قوله: «فقطع منه عِرْقاً» ] . ولم يذكر الكي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2207) في السلام، باب لكل داء دواء، وأبو داود رقم (3864) في الطب، باب في موضع الحجامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/303) قال: حدثنا هشيم. وفي (3/304) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3 ,371) قال: حدثنامحمد بن عبيد، وعبد بن حميد (1018) قال: حدثنا يعلى، ومحمد بن عبيد، ومسلم (7/22) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب قال: يحيى: أخبرنا قال الآخران: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرحمن، قال: أخبرنا سفيان (ح) وحدثني بشر بن خالد، وقال: حدثنا محمد (يعني ابن جعفر) عن شعبة، وأبو داود (3864) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3493) قال: حدثنا عمرو بن نافع، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. سبعتهم - هشيم، وشعبة، وأبو معاوية، ومحمد بن عبيد، ويعلي بن عبيد، وجرير، وسفيان - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 5685 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 547 5686 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - قال: «بلغني: أن أسْعَدَ بن زُرَارَةَ اكْتَوَى في زَمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الذُّبَحة، فمات» أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الذُّبَحة) بفتح الباء: وجع يأخذ من الحلق، وقيل: قَرْحَة تطلع فيه، والعامة تقوله بسكون الباء.   (1) 2 / 944 في العين، باب تعالج المريض بلاغاً، وإسناده منقطع، وقد وصله ابن ماجة رقم (3494) في الطب، باب من اكتوى من حديث أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، ووصله أحمد 4 / 65 و 5 / 378 من حديث أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (1822) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره بلاغا قال الإمام الزرقاني: ووصله ابن ماجة عن جابر. الحديث: 5686 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 548 5687 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كوى أسعد بن زرارة من الشَّوكة» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 549] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشَّوكة) : حُمْرَة تظهر في الوجه، وقد شيك الرجل: إذا أصابته هذه العِلَّة.   (1) رقم (2051) في الطب، باب ما جاء في الرخصة في الكي، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، قال: وفي الباب عن أُبي وجابر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول: أخرجه الترمذي (2050) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، فذكره. قلت: هذا حديث معلول يرويه البصريون عن معمر بن راشد الصنعاني من هذا الوجه، ولمعمر أغاليط عند البصريين هذا منها. قال أبو حاتم أخطأ فيه معمر إنما هو الزهري عن أبي أمامة بن سهل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كوى أسعد. مرسل (2/261) . وقد رواه معمر على الصواب في اليمانين، أخرجه عبد الرزاق (10/406) وتابع معمر بن هذه الرواية الصحيحة صالح بن كيسان، أخرجه ابن سعد من طريقه بإسناد صحيح الطبقات (2/3/140) يبقى أن يقال: أبو أمامة معدود في الصحابة صحيحة عند البعض من أهل الفن، وهو الراجح عندي فبهذا يثبت كوي النبي -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن معاذ بن وأسعد بن زرارة، ولمزيد من الفائدة راجع ترجمة أسعد بن زرارة من تعجيل المنفعة (45) ط دار العلمية بتحقيقي، وفتح المجيد ص82 ط دار أهل السنة بتحقيقي. الحديث: 5687 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 548 5688 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله -: «أن ابن عمر (1) اكْتَوَى من اللَّقوَةِ، ورُقِيَ من العقرب» أخرجه «الموطأ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللَّقوة) : مرض يعرض للوجه، فيميله إلى أحد جانبيه.   (1) في المطبوع: أن عمر، وهو خطأ. (2) 2 / 944 في العين، باب تعالج المريض، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1823) قال: عن نافع،فذكره. الحديث: 5688 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 549 5689 - (د ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الكيِّ، فابْتُلينا، فاكْتَوَيْنا كَيَّات، فما أفْلَحْنا ولا أنْجَحْنَا» . وفي رواية قال: «نُهينا عن الكيِّ» لم يزد. أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [ص: 550] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نهى عن الكي) قال الخطابي: نهيه عن الكي يحتمل أنه من أجل أنهم كانوا يُعظِّمون أمره، ويقولون: آخر الدواء الكي، ويرون أنه يَحْسِم الداء ويبرئه، وإذا لم يفعل ذلك عطب صاحبه، فنهاهم عنه إذا كان على هذا الوجه، وأباح لهم استعماله على معنى التوكل على الله عز وجل، وطلب الشِّفاء منه، بما يحدث من البُرْء عقب استعماله، فيكون الكي والدواء سبباً لا علة، وهذا أمر قد تكثر فيه شكوك الناس، فتخطئ فيه ظنونهم، كما أكثر ما نسمعهم يقولون: لو أقام فلان بأرضه وبلده لم يهلك، ولو شرب الدواء لم يسقم، ونحو ذلك من تجريد إضافة الأمور إلى الأسباب، وتعليق الحوادث بها دون ما تسليط القضاء عليها، وتغليب المقادير فيها، فتكون الأسباب أمارات لتلك الكائنات، لا موجبات لها، يجوز أن يكون نهيه عن الكي: إذا كان يفعله احترازاً من الداء قبل وقوع الحاجة ونزول البلية، وذلك مكروه، وإنما أيبح العلاج والتداوي عند نزول الحاجة ودعاء الضرورة: ألا ترى أنه - صلى الله عليه وسلم- كوى سعداً حين خاف عليه الهلاك من النزف؟ ويحتمل أن يكون نهي عمران بن حصين خاصاً عن الكي في علة بعينها، لعلمه أنه لا ينجح، ألا تراه قال: «فما أفلحنا ولا أنجحنا» وقد كان به الباسور؟ أو لعلَّه نهاه عن ذلك لخطر فيه، والله أعلم.   (1) رواه الترمذي رقم (2050) في الطب، باب في كراهية التداوي بالكي، وأبو داود رقم (3865) في الطب، باب في الكي، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 427، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال: وفي الحافظ في " الفتح " 10 / 130 بعد ذكر حديث عمران هذا: وسنده قوي، قال: والنهي فيه محمول على الكراهة، أو على خلاف الأولى، لما يقتضيه مجموع الأحاديث، وقيل: إنه خاص بعمران لأنه كان به الباسور، وكان موضعه خطراً، فنهاه عن كيه، فلما اشتد عليه كواه فلم ينجح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/444) قال: حدثنا عفان، قال حدثنا حماد، قال: حدثنا ثابت. وفي (4/446) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان. قالا: حدثنا حماد قال: حدثنا أبو التياح (قال عفان أخبرنا أبو التياح) . وأبو داود (3865) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل بن قال: حدثنا حماد، عن ثابت. كلاهما - ثابت، وأبو التياح يزيد بن حميد - عن مطرف، فذكره. الرواية الأولى: أخرجه أحمد (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) ويزيد بن قال: أخبرنا شعبة، عن قتادة. وفي (4/430) قال: حدثنا هشيم، عن يونس. وابن ماجة (3490) قال: حدثنا عمرو بن نافع، قال حدثنا هشيم بن منصور ويونس، والترمذي (2049) قال: حدثنا بن بشار، قال: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة (ح) وحدثنا عبد القدوس بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام، عن قتادة، والنسائي في الكبرى (الورقة 99 -ب) قال: أخبرنا يعقوب بن ماهان، هشيم، قال أخبرنا منصور ويونس. ثلاثتهم - قتادة، يونس بن عبيد، ومنصور بن زاذان - عن الحسن، فذكره. الحديث: 5689 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 549 5690 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كُويتُ من ذَاتِ الجَنْبِ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حيّ، وشهدني أبو طلحة (1) ، وأنسُ بنُ النضر (2) ، وزيدُ بنُ ثابت، وأبو طلحة كواني» أخرجه البخاري (3) .   (1) هو زيد بن سهل زوج والدة أنس بن مالك أم سليم. (2) هو عم أنس بن مالك. (3) 10 / 145 في الطب، باب ذات الجنب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (10/145) قال: حدثنا عارم، حدثنا حماد قال: قرأ علي أيوب من كتب أبي قلابة منه ماحدث به، ومنه ما قرئ عليه، فذكره قلت:وأخرجه أحمد مختصرا على كوي أبو طلحة لأنس، وقال:حدثنا سليمان بن داود، قال:حدثنا عمران، عن قتادة، فذكره. المسند (3/139) . الحديث: 5690 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 551 5691 - (م) مطرِّف [بن عبد الله بن الشخير]- رحمه الله - قال: قال لي عمران بن حصين: «أُحدِّثُك حديثاً عسى اللهُ أن ينفعك به، إنه قد كان يُسلَّمُ عليَّ حتى اكتويتُ فتُرِكتُ، ثم تَركتُ الكيَّ فعاد» (1) . وفي رواية «أنه قال له ذلك في مرضه الذي مات فيه، وقال له: إن عِشْتُ فاكْتُمْ عليَّ، وإنْ مُتُّ فحدِّث به إنْ شِئْتَ» أخرجه ... (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُسلَّم عليَّ) قوله: كان يُسلَّم عليَّ، أراد أن الملائكة كانت تسلِّم عليه لإخلاصه، فلما اكتوى امتنعت من ذلك، لأنه يقدح في التوكل والانقياد لقضاء الله وقدره.   (1) معنى الحديث: أن عمران بن حصين رضي الله عنه كانت به بواسير، فكن يصبر على ألمها، وكانت الملائكة تسلم عليه، فاكتوى فانقطع سلامهم عليه، ثم ترك الكي، فعاد سلامهم عليه. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه مسلم رقم (1226) في الحج، باب جواز التمتع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول لم أهتد إليه. الحديث: 5691 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 551 الباب الثاني: في الرُّقَى والتمائم، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في جوازها 5692 - (م د) عوف بن مالك [الأشجعي]- رضي الله عنه - قال: «كنا نَرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ قال: اعْرِضُوا عليَّ رُقاكم، ثم قال: لا بأس بما ليس فيه شِرك» . أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم (2200) في السلام، باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك، وأبو داود رقم (3886) في الطب، باب ما جاء في الرقى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/19) قال: حدثني أبو الطاهر. وأبو داود (3886) قال: حدثنا أحمد ابن صالح. كلاهما - أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وأحمد بن صالح - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه، فذكره. الحديث: 5692 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 552 5693 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أرْخَص رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في رُقْيَةِ الحَيَّةِ لبني عمرو بن حزم، قال أبو الزبير: فسمعتُ جابر بن عبد الله يقول: لَدَغَتْ رجلاً منا عَقْرَب، ونحنُ جُلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رجل: يا رسول الله، أرْقي؟ قال: مَن استطاع [منكم] أن ينفعَ أخاه فَلْيَفْعَلْ» . [ص: 553] وفي رواية قال: «رخَّصَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماءَ بنتِ عُمَيس: ما لي أرى أجسام بني أخي ضَارِعَة، تُصِيبُهم الحاجةُ؟ قالت: لا، ولكنِ العَيْنُ تُسْرِعُ إليهم. قال: ارْقِيهم. قالت: فعرضتُ عليه. فقال: ارقيهم» . وفي أخرى قال جابر: «كان لي خال يَرْقي من العقرب، فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الرُّقَى، قال: فأتاه، فقال: يا رسول الله، إنَّك نَهيْتَ عن الرُّقى، وإني أرْقِي من العقرب؟ فقال: مَن استطاع منكم أن ينفعَ أخاه فليفعل» . وفي أخرى قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الرُّقى، فجاء آلُ عمرو بن حزم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول الله، إنه كانت عندنا رُقْية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرُّقى، قال: فعرضوها عليه، فقال: ما أرى بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل (1) » أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضَارِعة) رجل ضارع الجسم. أي: ضعيف الجسم، ناحل الجسم.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: فلينفعه. (2) رقم (2198) و (2199) في السلام، باب استحباب الرقية من العين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي سفيان، عن جابر قال: حدثنا «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرقي، فجاء آل عمرو ابن حزم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يارسول الله، إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من القعرب، وإنك نهيت عن الرقي، قال: فعرضوها عليه، فقال: ماأرى باسا، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» . أخرجه أحمد (3/302) قال: حدثنا وكيع وفي (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير، وعبد بن حميد (1026) قال: حدثني محاضر. ومسلم (7. /19) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثناه عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3515) قال: حدثنا علي بن أبي الخصيب، قال: حدثنا يحيى بن عيسى. ستتهم - وكيع، وأبو معاوية، وابن نمير، ومحاضر، وجرير، ويحيى بن عيسى - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. وعن أبي الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: «لدغت رجلا منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رجل: يارسول الله، أرقي؟ قال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل» . 1- أخرجه أحمد (3/382) قال: حدثنا روح. ومسلم (7/18) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا روح بن عبادة..وفي (7/19) قال: حدثني سعيد بن يحيى الأموي، قال: حدثنا أبي. كلاهما -روح، ويحيى الأموي - قالا: حدثنا ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/334) قال: حدثنا حجين، ويونس. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (2929) عن قتيبة. ثلاثتهم 0 حجين، ويونس، وقتيبة - عن ليث بن سعيد. كلاهما - ابن جريج، وليث - عن أبي الزبير، فذكره. (*) أخرجه أحمد (3/393) قال: حدثنا حسن وموسى بن داود، قالا: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الزبير، قال سألت جابرا عن الرقية؟ فقال: أخبرني خالي أحد الأنصار ... فذكره. وعن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: «رخص النبي -صلى الله عليه وسلم- لأل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس: مالي أري أجسام بني أخي ضارعة، تصيبهم الحاجة؟ قالت: لا. ولكن العين تسرعت إليهم، قال: أرقيهم، قالت: فعرضت، عليه، فقال: ارقيهم.» . أخرجه أحمد (3/333و382) قال: حدثنا روح. ومسلم (7/18) قال حدثني عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وقال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا روح بن عبادة، وفي (7/19) قال: حدثني سعيد بن يحيى الأموى، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - روح، وأبو عاصم، ويحيى الأموى - عن ابن جريج، قال أخبرني أبو الزبير، فذكره. (*) في رواية رومح: «أرخص النبي -صلى الله عليه وسلم- في رقية الحية لبني عمرو» . عن أبي الزبير عن جابر، «أن عمرو بن حزم دعي لأمرأة بالمدينة، لدغتها حية ليرقيها فأبى، فأخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدعاه، فقال: عمرو يارسول الله، إنك تزجر عن الرقى، فقال: اقرأها علي، فقرأها عليه، فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا بأس، إنما هي مواثيق، فارق بها.» . أخرجه أحمد (3/393) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الزبير، فذكره. الحديث: 5693 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 552 5694 - (ط) حميد بن قيس المكي - رضي الله عنه - قال: دُخِلَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بابنيْ جعفر بن أبي طالب، فقال لِحَاضِنَتِهما: ما لي أراهما [ص: 554] ضَارِعَيْن؟ فقالت حاضنتُهما: يا رسول الله، إنهما تُسْرِعُ إليهما العينُ، ولم يمنعْنا أن نسترقِيَ لهما، إلا أنا لا ندري ما يُوَافِقُك من ذلك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اسْترقُوا لهما، فإنه لو سبق شيء القَدَرَ لسبَقَتْهُ العين» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 939 و 940 في العين، باب الرقية من العين، وإسناده معضل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ورواه ابن وهب في " جامعه " عن مالك عن حميد بن قيس عن عكرمة بن خالد به مرسلاً، وجاء موصولاً من وجوه صحاح عند أحمد والترمذي وابن ماجة عن أسماء بنت عميس أقول: وانظر رواية الترمذي التي بعده فهي شاهدة له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1812) قال: عن حميد بن قيس، قال الإمام الزرقاني: معضل، ورواه ابن وهب في جامعه عن مالك عن حميد بن قيس عن عكرمة بن خالد مرسلا، وجاء موصولا من وجوه صحاح عند أحمد والترمذي وابن ماجة عن أسماء بنت عميس الشرح (4/410) . الحديث: 5694 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 553 5695 - (ت) عبيد بن رفاعة الزرقي - رضي الله عنه -: «أن أسماء بنت عُمَيْس قالت: يا رسول الله، إن وَلَدَ جعفر تُسرع إليهم العين، أفأستَرقي لهم؟ قال: نعم، فإنه لو كان شيء سابق القَدَر لسبَقتهُ العين» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2059) في الطب، باب ما جاء في الرقية من العين، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 438 وابن ماجة رقم (3510) في الطب، باب من استرقى من العين، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (2059) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. والنسائى في الكبري (الورقة/99-1) قال: أخبرنا أحمد بن الأزهر. كلاهما - الحسن بن علي، وأحمد بن الأزهر - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة، فذكره. (*) أخرجه الحميدي (330) . وأحمد (6/438) .وابن ماجة (3510) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، والترمذي (2059) قال:حدثنا ابن أبي عمر. أربعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة الزرقي، قال: قالت: أسماء، نحوه. قلت:عروه بن عامر، مختلف في صحبته، له حديث في الطيرة ذكره ابن حبان في الثقات، قاله الحافظ. الحديث: 5695 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 554 5696 - (ت) أبو خزامة عن أبيه قال: «قلتُ: يا رسول الله أرأيتَ رُقَاة (1) نَستَرقي بها، ودَوَاء نتَداوَى به، وتُقَاة نَتَّقيها: هل ترُدُّ من قَدَرِ الله شيئاً؟ قال: هو من قَدَرِ الله» أخرجه الترمذي (2) . [ص: 555] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُقَاة) التُّقَاة: ما يُتَّقي ويُحذَر.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: أرأيت رقى. (2) رقم (2066) في الطب، باب ما جاء في الرقى والأدوية، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/421) قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا علي ابن عياش، قال حدثنا بقية ابن الوليد، عن الزبيدي محمد بن الوليد. (ح) وحدثناه هارون، قال حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، (ح) وحدثنا حسين بن محمد، ويحيى بن أبي بكير، عن سفيان بن عيينة، وابن ماجة (3437) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا سفيان بن عيينة، والترمذي (2065) قال: حدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان. وفي (2065و2148) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، والزبيدي، وعمرو - عن الزهري عن ابن أبي خزامة، عن أبيه، فذكره. (*) في رواية أحمد بن حنبل ومحمد بن الصباح وسعيد بن عبد الرحمن. ثلاثتهم - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبيه. وفي رواية الزبيدي، عن الزهري، عن أبي خزامة أحد بني الحارث، عن أبيه. وفي رواية عمرو بن الحارث: عن ابن شهاب، أن أبا خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هريم حدثه، أن أباه حدثه. وفي رواية حسين بن محمد، ويحيى بن أبي بكير وابن أبي عمر، عن سفيان، عن الزهري، عن أبي خزامة، عن أبيه، قال أحمد بن حنبل: وهو الصواب. كذا قال: الزبيدي. الحديث: 5696 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 554 5697 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أذِنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لآل بيت من الأنصار أن يرقُوا من الحُمَةِ (1) والأُذُنِ، قال أنس: كُوِيتُ من ذاتِ الجنبِ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حَيّ، وشَهِدَني أبو طلحة وأنسُ بن النضر، وزيدُ بن ثابت، وأبو طلحة كواني» أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحُمَة) بالتخفيف: سُمُّ العقرب ونحوها، كالزُّنْبُور، وغيره، وقد تُسمى إبرة العقرب والزنبور حُمَة.   (1) في الأصل: الحية، وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة، وهو الموافق لشرح الغريب. (2) 10 / 145 في الطب، باب ذات الجنب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه برقم (5690) . الحديث: 5697 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 555 5698 - (م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «رخَّص رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الرُّقيةِ من العين، والحُمَةِ، والنَّملة» . أخرجه مسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا رُقْيَةَ إلا من عيْن أو حُمة أو دم يرقأ» . [ص: 556] وفي رواية لم يذكر «العين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّملة) : قُرُوح تخرج من الجنْبَين، وقد تخرج في غير الجنب، تُرقى فتذهب بإذن الله تعالى. (لا رُقْيَة إلا من عين أو حُمَة) تخصيصه العين والحُمَة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأمراض، لأنه قد ثبت أنه رقى بعض أصحابه من غيرهما، إنما معناه: لا رُقْيَة أولى وأنْفَع من رُقْيَة العين والسُّمِّ، كما قيل في المثل: لا فتى إلا عليٌّ، ولا سيف إلا ذو الفقار.   (1) رواه مسلم رقم (2196) في السلام، باب استحباب الرقية من العين، وأبو داود رقم (3889) في الطب، باب ما جاء في الرقى، والترمذي رقم (2067) في الطب، باب ما جاء في الرخصة في الرقية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/118، 119) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/118) قال حدثنا أبو أحمد. وفي (3/127) قال: حدثنا يحيى بن آدم. ومسلم (7/18) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (3516) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله، قال: حدثنا معاوية بن هشام. والترمذي (2056) (قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، وأبو النعيم، والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (1709) عن إسحاق بن آدم، ومعاوية وأبو نعيم - عن سفيان. 2- وأخرجه مسلم (187) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو خيثمة، (زهير بن معاوية) . 3- وأخرجه مسلم (187) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، قال: حدثناحسن (وهو ابن صالح) . ثلاثتهم - سفيان، وأبو خيثمة، وحسن بن صالح - عن عاصم بن سليمان الأحول، عن يوسف، فذكره. عن الشعبي، عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا رقية إلا من عين» . أخرجه أبو داود (3889) قال: حدثنا سليمان بن داود، وقال: حدثنا شريك (ح) وحدثنا العباس بن العنبري، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن العباس بن شريح، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 5698 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 555 5699 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «رخَّص لأهل بيت من الأنصار في الرُّقْيَةِ من كلِّ ذي حُمَة» . وفي رواية قال: «سألتُ عائشةَ عن الرقية من الحمة؟ فقالت: رخَّص رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الرقية من كلِّ ذي حُمَة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 175 في الطب، باب رقية الحية والعقرب، ومسلم رقم (2193) في السلام، باب استحباب الرقية من العين ... . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (306) .ومسلم (7/17) قال:ثنا يحيى بن يحيى. كلاهما - أحمد بن حنبل، ويحيى بن يحيى - عن هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم. 2- وأخرجه أحمد (6/61 و254) قال:حدثنا أسباط. وفي (6/190) قال:حدثنا عبد الرحمن،عن سفيان (ح) وأبو نعيم. قال:حدثنا سفيان، وفي (6/.208) قال: حدثنا وكيع. قال:حدثنا سفيان. والبخاري (7/171) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل. قال:حدثنا عبد الواحد. ومسلم (7/17) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال:حدثنا على بن مسهر. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16011) عن محمد بن رافع، عن يحيى بن آدم (ح) ومحمد بن المثنى، عن عبد الرحمن. كلاهما - عن سفيان. أربعتهم -أسباط بن محمد، وسفيان الثوري، وعبد الواحد بن زياد، وعلي بن مسهر - عن سليمان الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود. كلاهما - ابن يزيد، وعبد الرحمان بن الأسود- عن الأسود بن يزيد فذكره. الحديث: 5699 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 556 5700 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 557] «كان يأمر أن نَستَرقِيَ من العين» وفي رواية «أمرني» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 170 و 171 في الطب، باب رقية العين، ومسلم رقم (2195) في السلام، باب استحباب الرقية من العين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/63، 138) قال: وكيع. قال: حدثنا سفيان، ومسعر. والبخاري (7/171) قال حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان ومسلم (7/17) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب: حدثنا محمد بن بشر، عن مسعر. (ح) وحدثنا بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي. قال حدثنا مسعر. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا سفيان وابن ماجة (3512) قال: حدثنا علي بن أبي الخصيب. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان ومسعر. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16199) عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم، عن سفيان. كلاهما- سفيان ومسعر - عن معبد بن خالد، عن عبد الله بن شداد فذكره. الحديث: 5700 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 556 5701 - (د ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا رُقْيَةَ إلا من عَيْن أو حُمَة» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2058) في الطب، باب ما جاء في الرخصة في الرقية، وأبو داود رقم (3884) في الطب، باب في تعليق التمائم، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (836) قال:حدثنا سفيان، وأحمد (4/436) قال:حدثنا ابن نمير،قال: أخبرنا مالك،يعني ابن مغول. وفي (4/438) قال:حدثنا يحيى بن آدم. قال:حدثنا مالك،يعني ابن مغول. وفي (4/446) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرني مالك. (ح) أبو نعيم، قال:حدثنا مالك، يعني ابن مغول. وأبو داود (3884) قال: حدثنا مسدد، قال:حدثنا عبد الله ابن داود، عن مالك بن مغول، والترمذي (2057) قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، ومالك بن عيينة - عن حصين بن عبد الرحمن،عن الشعبي، فذكره. (*) أخرجه البخاري (7/163) قال حدثنا عمران بن ميسرة، قال:حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا حصين، عن عامر، عن عمران بن حصين، رضي الله عنهما، قال:لا رقية إلا من عين أو حمة. (موقوفا) . الحديث: 5701 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 557 5702 - (د) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: «مَرَرْنا بسيل فدخلتُ فاغتسلت فيه، فخرجتُ مَحْمُوماً، فَنُمِيَ ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: مُرُوا أبا ثابت فَلْيَتَعَوَّذْ، قالت الرَّبابُ - راوية الحديث - قلت: يا سيِّدي، والرُّقَى صالحة؟ فقال: لا رُقية إلا في نفس، أو حُمَة، أو لَدْغَة» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّفْس) : العين التي تُصيب الإنسان، يقال: أصابته عين فلان ونَفْسه بمعنى.   (1) رقم (3888) في الطب، باب ما جاء في الرقى، وفي سنده الرباب جدة عثمان بن حكيم، وهي مجهولة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/486) قال:حدثنا يونس بن محمد، وعفان. وأبو داود (3888) قال:حدثنا مسدد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (257) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عفان. وفي (1034) قال: أخبرنا عمرو بن منصور،قال:حدثنا المعلي بن أسد. أربعتهم - يونس، وعفان،ومسدد،والمعلى - قالوا:حدثنا عبد الرحمن بن زايد، قال: حدثنا عثمان بن حكيم،قال:حدثتني جدتي الرباب، فذكرته. قلت: جدة عثمان بن حكيم مجهولة. الحديث: 5702 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 557 5703 - (خ م) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 558] قال لجارية في بيتها رأى في وجْهِهَا سَفْعَة - يعني: صُفْرَة - فقال: بها نظرة، اسْتَرْقُوا لها» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نظرة) يقال به نظرة: إذا أصابته العين من الجِنِّ، وقد يطلق أيضاً على الإنس.   (1) رواه البخاري 10 / 171 و 172 في الطب، باب رقية العين، ومسلم رقم (2197) في السلام، باب استحباب الرقية من العين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/171) قال: حدثني محمد بن خالد. قال: حدثنا محمد بن وهب ابن عطية الدمشقي، ومسلم (7/18) قال: حدثني أبوالربيع سليمان بن داود. كلاهما - محمد بن هب، وأبو الربيع - قالا: حدثنا محمد بن حرب. قال: حدثني محمد بن الولد الزبيدي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أم سلمة، فذكرته الحديث: 5703 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 557 5704 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل بيت أمِّ سَلَمَةَ وفي بيتها صَبيّ يبكي، فذكروا أن به العينَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا تَستَرْقُون له من العين؟» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 940 في العين، باب الرقية من العين، وهو مرسل، فإن عروة بن الزبير لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو عمر بن عبد البر: مرسل عند جميع رواة الموطأ، وهو حديث صحيح يستند معناه من طرق ثابتة في " الصحيحين " من طريق الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أمها، أقول انظر الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه ملك (1813) قال: عن يحيى بن سعيد. عن سليمان بن يسار ابن عروة، به. نقل الزرقاني عن ابن عبد البر قوله: مرسل عند جميع رواة الموطأ وهو صحيح: الشرح (4/411) ط /دار الكتب العلمية.. الحديث: 5704 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 558 5705 - (د) الشفاء بنت عبد الله - رضي الله عنها - قالت: دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا عند حفصة، فقال: «ألا تُعلِّمينَ هذه رُقْيَةَ النَّملةِ كما علَّمْتيها (1) الكتابة؟» أخرجه أبو داود (2) .   (1) الياء لاشباع كسرة التاء. (2) رقم (3887) في الطب، باب ما جاء في الرقى، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/372) قال:حدثنا إبراهيم بن مهدي. قال:حدثنا ابن مسهر. وأبو داود (3887) قال:حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي. قال:حدثنا علي بن مسهر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15900) عن إبراهيم بن يعقوب، عن علي بن عبد الله المديني،عن محمد بن بشر. كلاهما- علي بن مسهر، ومحمد بن بشر - عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة، فذكره. الحديث: 5705 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 558 5706 - (ط) عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل عليَّ أبو بكر ويهودية تَرْقيني، فقال: «ارقيها بكتاب الله» . أخرجه «الموطأ» عن عَمْرَة: «أن أبا بكر دخل على عائشة [وهي تشتكي ويهودية تَرقيها ... » ] (1) .   (1) 2 / 943 في العين، باب التعوذ والرقية في المرض، ورجال إسناده ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1820) قال: عن يحيى بن سعيد بن عمرة، فذكرته. الحديث: 5706 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 559 الفصل الثاني: في رُقَى مسنونة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه 5707 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعلِّمهم رُقَى الحُمَّى، ومن الأوجاع كلِّها: بسم اللهِ الكبيرِ، أعوذ باللهِ العظيمِ، من كلِّ عِرْق نعَّار، ومن شَرِّ حَرِّ النار» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عرق نَعَّار) نَعَرَ العِرْق بالدم: إذا ارتفع وعلا.   (1) رقم (2076) في الطب، باب رقم (26) ، وفي إسناده إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي أبو إسماعيل المدني، وهو ضعيف، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم يضعف في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (1/300) (2729) قال: حدثنا أبو القاسم. وعبد بن حميد (594) قال: حدثني خالد بن مخلد البجلي. وابن ماجة (3526) قال:حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال:حدثنا ابن أبي فديك. والترمذي (2075) قال:حدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا أبو عامر العقدي. أربعتهم -أبو القاسم، وخالد، وأبو عامر، وابن أبي فديك - عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن داود بن حصين، عن عكرمة، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، وإبراهيم يضعف في الحديث. الحديث: 5707 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 559 5708 - (خ م د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اشْتكى الإنسانُ [الشيءَ منه] ، أو كانت به قَرْحة أو جُرْح، قال [ص: 560] بإصبعه هكذا - ووضع سفيان سبَّابَتَه بالأرض ثم رفعها - وقال: بسم الله، تُرْبةُ أرضِنا، برِيقَة بعضِنا، يُشْفى [به] سقيمُنا، بإذن ربِّنا» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقول للإنسان - إذا اشْتكى - يقول بريقه، ثم قال به في التراب: تربة أرضنا ... وذكر الحديث» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 176 و 177 في الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2194) في السلام، باب استحباب الرقية من العين، وأبو داود رقم (3895) في الطب، باب كيف الرقى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (252) . وأحمد (6/93) قال: حدثنا علي بن عبد الله، والبخاري (7/172) قال: حدثنا علي بن عبد الله. (ح) وحدثني صدقة بن الفضل. ومسلم (7/17) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، وابن أبي عمر. وأبو داود (3895) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان ابن أبي شيبة وابن ماجة (3521) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة السرخسي. ثمانيته -الحميدي، علي بن عبد الله، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير، وابن أبي عمر، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو قدامة السرخسي - عن سفيان بن عيينة، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 5708 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 559 5709 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أتى مريضاً، أو أُتِيَ به إليه قال: أذهب البَاسَ (1) ربَّ الناس، اشفِ أنت الشافي، لا شِفَاءَ إلا شِفَاؤك، شِفَاء لا يُغَادِرُ سَقَماً» . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الباس) الشِّدَّة والألم. (يُغَادِر) المغادرة: التَّرْك، والعامة تستعمله بمعنى المخالطة.   (1) الباس، بغير همزة للازدواج، فإن أصله الهمزة. (2) رقم (3560) في الدعوات، باب في دعاء المريض، وفي سنده الحارث الأعور، وهو ضعيف، ولكن يشهد له حديث عائشة وأنس اللذين بعدهما في الصحيحين، فهو بهما حسن، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، يعني بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/76) (565) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم وعبد بن حميد (66) قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (3565) قال حدثنا سفيان بن وكيع.،قال: حدثنا يحيى بن آدم. ثلاثتهم - أبو سعيد، وعبد الرزاق،ويحيى - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. الحديث: 5709 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 560 5710 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعَوِّذُ بعض أهلِه، يَمْسحُ بيده اليمنى، ويقول: اللهم ربَّ الناس، أذهب الباسَ، اشفِ أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤكَ، شفاء لا يُغَادِرُ سَقَماً» . زاد في رواية: «فلمَّا مَرِضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وثَقُلَ أخذتُ بيده، لأصْنَع به نحوَ ما كان يصنعُ، فانتزع يدَه من يدي، ثم قال: اللهم اغفر لي، واجعلني مع الرفيق الأعلى، قالت: فذهبتُ أنْظُرُ، فإذا هو قد قضى» . وفي رواية «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَرْقي، يقول: امْسح الباسَ ربَّ الناس، بيدك الشِّفَاءُ، لا كاشف له إلا أنتَ» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرفيق الأعلى) أراد: الملائكة ومجاورتهم ومرافقتهم.   (1) رواه البخاري 10 / 176 في الطب، باب ما جاء في رقية النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2191) في السلام، باب استحباب رقية المريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وفي رواية حماد بن سلمة: «كنت أرقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العين فأضع يدي على صدره وأقول: أمسح الباس ... » . وفي رواية أبي معاوية: « .... لاشفاء إلا شفاءك، اشف شفاء لايغادر سقما» . أخرجه أحمد (6/50) قال:حدثنا يحيى. وفي (6/131) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي (6/208) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/280) قال:حدثنا حسن بن موسى. قال:حدثنا حماد بن سلمة وعبد بن حميد (1497) قال:حدثني محاضر. والبخاري (7/172) قال: حدثنا أحمد بن أبي رجاء. قال: حدثنا النضر. ومسلم (7/16) قال:حدثنا أبو بكر أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال:أخبرنا عيسى ابن يونس. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1019) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال: حدثنا أبو معاوية. في (0202) قال: أخبرنا على بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17333) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى. تسعتهم - يحيى القطان، وحماد بن سلمة، ووكيع، ومحاضر بن المورع، والنضر بن شميل، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وعيسى بن يونس، وأبو معاوية الضرير - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وعن مسروق،عن عائشة. قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى المريض يدعو له. قال:أذهب الباس رب الناس. واشف أنت الشافي. لا شفاء إلا شفاءك. شفاء لا يغادر سقما» . (*) زاد في رواية أبو معاوية وشعبة وجرير، عن الأعمش،عن مسلم بن صبيح أبي الضحى: « ... فلما مرض مرضه الذي مات فيه. قالت عائشة: أخذت بيده فذهبت لأقول، فأنزع يده، وقال: اللهم أغفرلي، واجعلني في الرفيق الأعلى.» . (*) وفي رواية: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعود بعض أهله يمسحه بيمينه، فيقول:أذهب الباس ... » الحديث. أخرجه أحمد (6/44) قال: حدثنا يحيى. قال:حدثنا سفيان. قال:حدثنا سليمان، عن مسلم. قال: سفيان فذكرته لمنصور، فحدثني عن إبراهيم وفي (6/45) قال:حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم. وفي (6/45، 126) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال:حدثنا شعبة. عن سليمان، عن أبي الضحي، وفي (6/109) قال: حدثنا سريج، قال:حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن إبراهيم. وفي (6/114) قال: حدثنا محمد بن سابق. قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن إبراهيم ابن يزيد بن أبي الضحي وفي (6/127) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم. وفي (6/131) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن إبراهيم، وفي (6/278) قال:حدثني حسين. قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم. والبخاري (7/157) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن إبراهيم وفي (7/171) قال: حدثنا عروة بن علي. قال:حدثنا يحيى. قال:حدثنا سفيان. قال:حدثني سليمان بن مسلم. قال: سفيان: حدثت به منصورا، فحدثني عن إبراهيم وفي (7/173) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم. قال سفيان: فذكرته لمنصور، فحدثني عن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا،قال زهير: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا بشر بن خالد بن قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا ابن بشار. قال:حدثنا ابن أبي عدي. كلاهما - عن شعبة (ح) وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة وأبو بكر بن خلاد، قالا: حدثنا يحيى،وهو القطان، عن سفيان كل هؤلاء عن الأعمش بإسناد جرير.. قال: حدثنا في عقب حديث يحيى، عن سفيان عن الأعمش، قال:حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن إبراهيم (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير، عن منصور. عن أبي الضحى. (ح) وحدثني القاسم بن زكريا. قال:حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم ومسلم بن صبيح، وابن ماجة (1619) قال: حدثنا أبو بكر أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم. وفي (3520) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شبة. قال:حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحي والنسائى في عمل اليوم والليلة (1010) قال:أخبرنا عمرو بن علي،قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا سفيان. قال حدثنا سليمان، عن مسلم، قال: سفيان: حدثته منصورا، فحدثني عن إبراهيم. وفي (1011) قال: أخبرني محمد بن قدامة. قال حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى. وفي (1012) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. وفي (1013) قال: أخبرنا عقبة بن قبيصة ابن عقبة. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا ورقاء، عن منصور، عن إبراهيم. وفي (1014) قال:أخبرنا عبدة بن عبد الله بن الصفار. قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا إسرائيل (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان والقاسم بن زكريا بن دينار. قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل. عن منصور، عن إبراهيم مسلم بن صبيح. وفي (1016) قال: أخبرنا عمران بن موسى. قال:حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي الضحي، وفي (1096) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا غندر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى. كلاهما - مسلم بن صبيح أبو الضحى، وإبراهيم بن يزيد - عن مسروق فذكره. (*) رواية النسائي في عمل اليوم والليلة (1096) مختصرا على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا مرض مرضه الذي مات فيه قال: اللهم اغفر لي واجعلني في الرفيق» . الحديث: 5710 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 561 5711 - (خ د ت) عبد العزيز بن صهيب: قال: «دخلتُ أنا وثابت على أنسِ بنِ مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة، اشتكيتُ. فقال أنس: ألا أرْقِيك برقية رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: بلى، قال: اللهم ربَّ الناس، مُذْهِبَ الباس، اشفِ، أنتَ الشافي، لا شَافيَ إلا أنت، شفاء لا يغادِر سَقَماً» أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 175 في الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (3890) في الطب، باب كيف الرقى، والترمذي رقم (973) في الجنائز، باب في التعوذ للمريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/151) قال:حدثنا عبد الصمد. والبخاري (7/171) وأبو داود (3890) قالا: حدثنا مسدد. والترمذي (973) والنسائى في عمل اليوم والليلة (1022) كلاهما عن قتيبة. ثلاثتهم - عبد الصمد،ومسدد،وقتيبة - عن عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. الحديث: 5711 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 561 5712 - (خ م ط د ت) عائشة - رضي الله عنها - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوِّذات وينفثُ، فلما اشْتَدَّ وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح عليه بيمينه رجاءَ بركتها» . أخرجه «الموطأ» ، وقد أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي نحواً منها (1) ، وقد ذُكر الحديث في «كتاب الدعاء» من «حرف الدال» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنْفُث) النَّفْث: أقل ما يَبْزُق الإنسان.   (1) رواه البخاري 10 / 178 في الطب، باب النفث في الرقية، وفي فضائل القرآن، باب فضل المعوذات، وفي الدعوات، باب التعوذ والقراءة عند المنام، ومسلم رقم (2192) في السلام، باب رقية المريض بالمعوذات، والموطأ 2 / 942 و 943 في العين، باب التعوذ والرقية في المرض، وأبو داود رقم (3902) في الطب، باب كيف الرقى، والترمذي رقم (3399) في الدعوات، باب ما جاء فيمن يقرأ القرآن. (2) تقدم الحديث رقم (2246) في الدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (585) . وأحمد (6/104) قال:حدثنا أبو سلمة الخزاعي. قال: أخبرنا مالك. وفي (6/114) قال:حدثنا إبراهيم بن أبي العباس..قال:حدثنا أبو أويس. قال: (6/124) قال: حدثنا عفان. قال:حدثنا يزيد بن زريع،قال:حدثنا معمر، وفي (6/166) قال:حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/181) قال:حدثنا عبد الرحمن،عن مالك. وفي (6/256) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال:أخبرنا مالك. وعبد بن حميد (1474) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (6/13) قال:حدثني حبان. قال أخبرنا عبد الله. قال أخبرنا يونس. وفي (6/233) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (7/170) قال:حدثني إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا هشام، عن معمر، وفي (7/173) قال: حدثني عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا معمر. ومسلم. (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني محمد بن عبد الله بن نمير. قال:حدثنا أبو عاصم. كلاهما عن ابن جريج. قال: أخبرني زياد، وأبو داود (3902) قال: حدثنا القعنبي،عن مالك. وابن ماجة (3529) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل. قال: حدثنا معن بن عيسى. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا بشر بن عمر. قالا:حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1009) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي الكبرى (الورقة /99-أ) قال: أخبرنا زياد بن يحيى. قال:حدثنا عبد الوهاب. قال:حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (الورقة /99- أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك (ح) والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: أخبرنا مالك. (ح) وأخبرنا على بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى،يعني ابن يونس. عن مالك. ستتهم - مالك،وأبو أويس عبد الله بن عبد الله، ومعمر،ويونس، وزياد بن سعد، وعبيد الله بن عمر - عن ابن شهاب الزهري. 2- وأخرجه مسلم (7/16) قال: حدثني سريج ين يونس ويحيى بن أيوب. قالا: حدثنا عباد بن عباد، عن هشام بن عروة. كلاهما - الزهري، وهشام - عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) لفظ رواية هشام بن عروة: «كان رسول الله هـ-صلى الله عليه وسلم- إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات. فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركه من يدي.» . الحديث: 5712 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 562 5713 - (د) ثابت بن قيس بن شماس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل عليه وهو مريض، فقال: اكشف الباسَ ربَّ الناس، عن ثابت بن قيس بن شماس، قال: ثم أخذ تُرَاباً من بُطْحَان، فجعله في قَدَح، ثم نَفَثَ عليه، [بماء] ، ثم صَبَّه عليه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3885) في الطب، باب ما جاء في الرقى، من حديث يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده، ويوسف بن محمد لم يوثقه غير ابن حبان، ومحمد بن ثابت، قال الحافظ في " التهذيب ": الظاهر أن رواية محمد بن ثابت عن أبيه ثابت مرسلة، لأنه قتل يوم اليمامة وهو صغير، إلا أن يكون حفظ عن أبيه وهو طفل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه في الأدعية. الحديث: 5713 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 562 5714 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يتعوَّذُ ويقول: «أعوذ بالله من الجانِّ، ومن عين الإنسان، فلما نزلت المعوِّذتان، أخذَ بهما، وترك ما سواهما» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2059) في الطب، باب ما جاء في الرقى بالمعوذتين، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3511) في الطب، باب من استرقى من العين، وقال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال. وفي الباب عن أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه ابن ماجة (3511) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا سعيد بن سليمان، عن عباد، والترمذي (2058) قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي، قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني، والنسائي (8/271) قال:أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال:حدثنا عباد. كلاهما - عباد بن العوام، والقاسم - عن الجريري، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 5714 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 563 5715 - (م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن جبريل - عليه السلام- أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا محمد، اشْتكيتَ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، فقال جبريل: باسم الله أرْقِيك، من كلِّ داء يُؤذيك، ومن شرِّ كلِّ نفس وعين، باسم الله أرقيك، والله يشفيك» . وفي رواية مثله، وفيه: «من شرِّ كلِّ نفس، أو عَينِ حاسد، اللهُ يشفيك، باسم الله أرقيك» . أخرجه مسلم والترمذي، إلا أن الترمذي قال: «عينٍ حاسِدَة» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2186) في السلام، باب الطب والمرض والرقى، والترمذي رقم (972) في الجنائز، باب في التعوذ للمريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/28) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/56) قال: حدثنا عفان، ومسلم (7/13) .وابن ماجة ((3523) .والترمذي (972) . ثلاثتهم قالوا: حدثنا بشر بن هلال الصواف. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1005) قال:أخبرنا بشر بن هلال. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4363) عن عمران بن موسى. أربعتهم - عبد الصمد، وعفان،وبشر،وعفان - عن عبد الوارث بن سعيد،قال: حدثناعبد العزيز بن صهيب. 2- وأخرجه أحمد (3/58) قال:حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. وفي (3/75) قال:حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وعبد بن حميد (881) قال:حدثني أحمد بن يونس. قال: حدثنا أبو شهاب. ثلاثتهم - الطفاوي، ووهيب، وأبو شهاب عن داود بن أبي هند. كلاهما - عبد العزيز، وداود - عن أبي نضرة فذكره. (*) رواية وهيب، قال:حدثنا داود بن أبي نضر، عن أبي سعيد، أو عن جابر بن عبد الله. الحديث: 5715 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 563 5716 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اشْتكى رَقَاهُ جبريل، يقول: «باسم الله يُبْريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شرِّ حاسد إذا حسد، ومن شرِّ كلِّ ذي عين» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه مسلم، وهو الصواب، فقد رواه مسلم رقم (1186) في السلام، باب الطب والمرض والرقى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/13) قال:حدثنا ابن أبي عمر المكي. قال:حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن يزيد، هو ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد،عن محمد بن إبراهيم،عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (6/160) قال: حدثنا أبوعامر عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن يزيد عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عائشة، نحوه. ليس فيه (أبو سلمة بن عبد الرحمن) . الحديث: 5716 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 563 5717 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - «أتاه رجل يذكرُ أنَّ أباه أصابَهُ الأسْرُ، وهو احْتِباسُ البول، فعلَّمهُ رُقْيَة سَمِعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، يقول: «مَنِ اشْتكى شيئاً فليقل: ربُّنا الله الذي في السماء، تَقدَّسَ اسمُك، أمْرُك في السماء والأرض، كما رحمتُك في السماء، فاجعل رحمتك في الأرض واغفِرْ لنا حُوبَنا وخَطَايَانا، أنت ربُّ الطَّيِّبين، فأنزل شِفاء من شِفائِك، ورحمة من رحْمَتِك على هذا الوَجَعِ، فَيَبْرَأ، وأمره أن يرقيه به، فرقاه، فبرأ» . أخرجه أبو داود، وأول حديثه: عن أبي الدرداء: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من اشْتكى منكم شَيئاً، أو اشتكى أخ له، فليقل ... » وذكر الحديث، ولم يذكر مجيءَ الرجل إليه، وما قال له (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تقدَّس) التقديس: التطهير، تقدَّس اسمك، أي تطهَّر. (حُوْبَنا) الحُوب بضم الحاء: الإثم، وبالفتح: مثله، وقيل: إن الضم لغة الحجاز، والفتح لغة تميم.   (1) رواه أبو داود رقم (3892) في الطب، باب كيف الرقى، وفي سنده زيادة بن محمد الأنصاري، وهو منكر الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعف جدا. أخرجه أبو داود (3892) قال:حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي. والنسائى في عمل اليوم والليلة (1038) قال:أخبرنا أحمد بن سعد بن الحكم بن أبي مريم، عن عمه. كلاهما - يزيد، وسعيد بن أبي مريم عم أحمد- عن الليث بن سعد، عن زيادة بن محمد، عن محمد ابن كعب القرظي،عن فضالة بن عبيد، فذكره. (*) وأخرجه النسائى في عمل اليوم والليلة (1037) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال:حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث، ذكر أخره قبله، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي الدرداء،نحوه. ليس فيه (فضالة بن عبيد) . قلت: مداره على زيادة بن محمد، وهو منكر الحديث. الحديث: 5717 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 564 5718 - (م ط ت د) عثمان بن أبي العاص [الثقفي الطائفي]- رضي الله عنه- أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وجعاً في جسده مُنْذُ أسْلَمَ، فقال [له] : «ضَعْ [ص: 565] يدَك على الذي يَألم من جسدك، وقل: باسم الله، ثلاث مرات، وقُلْ سَبْعَ مَرات: أعُوذُ بالله وقُدْرَتِهِ من شَرِّ ما أجِد وأُحاذرُ» أخرجه مسلم. وعند «الموطأ» : «بعزَّة الله وقدرته من شرِّ ما أجد» قال: فقلت ذلك، فأذهب الله ما كان بي، فلم أزَلْ آمُرُ بها أهلي وغيرَهم» . وفي رواية الترمذي وأبي داود مثل «الموطأ» وأول حديثهما: «أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبي وجع قد كاد يُهلكني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «امْسَحْ بيمينك سَبْعَ مَرَّات، وقل: أعُوذُ بعزَّةِ الله وقدرته ... الحديث» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2202) في السلام، باب استحباب وضع يده على موضع الألم، والموطأ 2 / 942 في العين، باب التعوذ والرقية في المرض، وأبو داود رقم (3891) في الطب، باب كيف الرقى، والترمذي رقم (2081) في الطب، باب رقم (29) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (585) . وأحمد (4/21) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي (4/21) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا مالك، وعبد بن حميد (382) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثني يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد. وأبو داود (3891) قال: حدثناعبد الله القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3522) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد. والترمذي (2080) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك، والنسائى في عمل اليوم والليلة (999) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثني معن، قال: حدثنا مالك. كلاهما - مالك، وزهير - عن يزيد بن خصيفة، أن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي أخبره. 2- وأخرجه مسلم (7/20) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1001) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. كلاهما - أحمد بن عمرو بن السرح أبو الطاهر، وحرملة - قالا: أخبرنا بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. كلاهما - عمرو بن عبد الله، وابن شهاب - عن نافع بن جبير، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/217) قال: حدثنا سليمان الهاشمي، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن جعفر المدني، قال: أخبرني يزيد يعني ابن خصيفة، عن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1000) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وأخبرنا أبوصالح محمد بن زنبور المكي قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا يزيد بن خصيفة، عن عمرو بن عبد الله كعب. وفي (1002) قال: أخبرنا ياسين بن عبد الأحمد بن الليث بن عاصم، قال: أخبرنا جدي عن عثمان بن الحكم، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. كلاهما- عمرو بن عبد الله، وابن شهاب - عن نافع بن جبير، أن عثمان بن أبي العاص قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- .... فذكره. مرسل. الحديث: 5718 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 564 5719 - (ت) محمد بن سالم [الربعي البصري (1) ] قال: قال لي ثابت البُناني: يا محمد، إذا اشتكيتَ فضَعْ يدَك حيث تَشْتكي، ثم قل: باسم الله، أعُوذُ بِعزَّةِ الله وقُدرتِه من شرِّ ما أجد من وجعي هذا، ثم ارْفَعْ يدَك ثم أعِدْ ذلك وِتراً، فإنَّ أنس بن مالك حدَّثني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حدَّثه بذلك. أخرجه الترمذي (2) .   (1) في المطبوع النضري، وهو تصحيف. (2) رقم (3582) في الدعوات، باب في الرقية إذا اشتكى، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3588) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد،قال:حدثني أبي،قال: حدثنا محمد بن سالم،قال: حدثنا ثابت، فذكره. الحديث: 5719 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 565 5720 - (خ م د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كنا في مسير لنا، فنزلنا منزلاً، فجاءت جارية، فقالت: إن سَيِّدَ الحيِّ سَليم، وإن نفَرنا غَيَب، فهل منكم رَاق، فقام معها رجل ما كنا نأبِنُهُ برُقْيَة، فَرَقَاه فَبَرَأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسَقَانا لبناً، فلما رجع قلنا له: أكنتَ تُحْسِنُ رُقْية؟ أوْ: كنتَ ترقي؟ قال: لا، ما رقيتُ إلا بأمِّ الكتاب، قلنا: لا تُحْدِثوا شيئاً حتى نأتيَ - أو نسألَ - رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: وما كان يُدْريه أنها رقية، اقْسِمُوا، واضْرِبُوا لي بسهم» . وفي رواية قال: «انطلق نفرْ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سَفْرة سافرُوها، حتى نزلوا على حيّ من أحياء العربِ، فاسْتَضَافُوهُم، فأبَوْا أن يُضَيِّفُوهم، فلُدِغَ سيِّدُ ذلك الحيِّ، فَسَعَوْا له بكل شيء لا ينْفَعُه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتُم هؤلاءِ الرَّهطِ الذين نزلوا بكم، لعلَّهم عندهم بعضُ شيء؟ فأتَوْهم، فقالوا: يا أيها الرَّهط، إن سَيِّدَنا لُدِغَ، وسَعَيْنا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: إني والله لأرْقي، ولكن والله لقد اسْتَضَفْناكم فلم تُضَيِّفُونا، فما أنا براق لكم حتى تَجْعَلُوا لنا جُعلاً، فصَالَحُوهم على قَطيع من الغَنَم، فانطلق يَتْفُلُ عليه ويقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فكأنما أُنْشِطَ من عِقال، فانطلق يمشي، وما به [ص: 567] قَلَبَة، قال: فأوفَوهم جُعْلَهُم الذي صَالحوهم عليه، وقال بعضهم: اقْتَسِمُوا، فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فنذكرَ له الذي كان، فننظر الذي يأمرنا به. فقدموا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فذكروا له، فقال: وما يُدريكَ أنَّها رُقْيَة؟ ثم قال: قد أصَبْتم، اقْسِمُوا، واضْرِبوا لي معكم سهماً، وضحك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الثانية. وفي رواية الترمذي قال: «بعثَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سَريَّة ... » وذكر نحوه، وفيه: «أن أبا سعيد هو الذي رقاه» وفيه: «أنه قرأ (الحمد) سَبعَ مَرَّات، وأن الغنم كانت ثَلاثين شَاة» . وأخرجه أيضاً في رواية أخرى بنحو ما سبق (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَلِيم) السَّليم: اللَّدِيغ، سُمِي به تفاؤلاً له بالسلامة. (النَّفَر) هاهنا: الرجال خاصة، أرادت: أن رجالنا غَيَب، والغَيَب الغائبون عن الحي، جمع غائب. [ص: 568] (نَأْبِنُه) أَبَنَه بكذا يَأْبِنُه [ويَأْبنُه] : إذا اتَّهمَه به. (جُعْلاً) الجُعْل: الأجرة التي تُجْعل لك على أمر تفعله. (يَتْفُل) التَّفْل: أكثر من النفث، فإن النفث لا يكون معه بزاق يُرَى، والتفل لابد له من ذلك. (أُنْشِط من عِقَال) العِقَال: الحبل الذي تشد به ركبة البعير لئلا يَسْرَح، وأَنْشَطت البعير: إذا حَلَلْتُ عِقَاله، ونشَطته: إذا شددته، وقد جاء في بعض الروايات: «كأنما نُشِط من عِقال» والمعروف: أُنْشِط. (قَلَبَة) ما به قَلَبة، أي: ما به عِلَّة، قيل: هو مأخوذ من القُلاب وهو داء يأخذ البعير، فيشتكي منه قَلْبه، فيموت من يومه.   (1) رواه البخاري 10 / 178 في الطب، باب النفث في الرقية، وباب الرقى بفاتحة الكتاب، وفي الإجارة، باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، وفي فضائل القرآن، باب فاتحة الكتاب، ومسلم رقم (2201) في السلام، باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، وأبو داود رقم (3900) في الطب، باب كيف الرقى، والترمذي رقم (2064) و (2065) في الطب، باب ما جاء في أخذ الأجر على التعويذ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن سليمان بن قتيبة، عن أبي سعيد الخدري قال: «بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثا فكنت فيهم، فأتينا علي قرية فاستطعمنا أهلها، فأبوا أن يطعمونا شيئا، فجاءنا رجل من أهل القرية، فقال: يامعشر العرب، فيكم رجل يرقي؟ فقال أبوسعيد: قلت: وماذاك؟ قال: ملك القرية يموت قال: فانطلقنا معه، فرقيته بفاتحة الكتاب فرددتها عليه مرارا، فعوفي فبعث إلينا بطعام، وبغنم تساق فقال: أصحابي: لم يعقد إلينا النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا بشيء، لا نأخذ منه شيئا حتى نأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فسقنا الغنم حتى أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدثناه، فقال: كل، وأطعمنا معك، وما يدريك إنها رقية؟ قال: قلت ألقي في روعى» . أخرجه أحمد (3/50) قال: حدثنا عبد الله بن الزبير، أبو أحمد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري بالكوفة، عن سليمان بن قتيبة، فذكره. * وعن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري: «أن ناسا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- .... » . أخرجه أحمد (3/2) قال: حدثنا هشيم. وفي (3/44) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (3/121) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (7/170) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (7/173) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبوعوانة. ومسلم (7/19) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال أخبرنا هشيم. وفي (207) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع، كلاهما عن غندر محمد بن جعفر، عن شعبة، وأبو داود (3418 3900،) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (2156) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2064) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (1028) قال أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد وذكر كلمة معناها: حدثنا شعبة، وفي (1029) قال: أخبرني زياد بن أيوب أبو هاشم دلويه، قال: حدثنا هشيم. ثلاثتهم -هشيم، وشعبة، وأبو عوانة - عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن أبي المتوكل، فذكره.. * وعن معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري قال: نزلنا مزلا، فأتتنا امرأة فقالت: إن سيد الحي سليم.. أخرجه أحمد (3/83) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (6/231) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب. وفي (6/231) قال البخاري: وقال أبو معمر: حدثنا عبد الوارث. ومسلم (7/20) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير، وأبو داود (3419) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. ثلاثتهم - يزيد، وهب، وعبد الوارث - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أخيه معبد، فذكره. *وعن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثين راكبا في سرية. فنزلنا بقوم ... أخرجه أحمد (3/10) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (866) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وابن ماجة (2156) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، والترمذي (2063) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1027) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يعلي. وفي (1030) قال: أخبرني زايد بن أيوب، قال: حدثنا أبو معاوية، ويعلي، ومحمد. ثلاثتهم - أبو معاوية، ويعلي بن عبيد، ومحمد بن عبيد - قالوا: حدثنا الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 5720 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 566 5721 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن نفراً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرُّوا بماءٍ فيهم لَدِيغ - أو سَلِيم - فعرَض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل منكم من رَاق، فإن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً؟ فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكَرِهُوا ذلك، وقالوا: أخذتَ على كتابِ الله أجراً، حتى قَدِمُوا المدينةَ، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجْراً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن أحَقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتابُ الله» ، أخرجه البخاري (1) .   (1) 10 / 169 في الطب، باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/170) قال:حدثني سيدان بن مضارب أبو محمد الباهلي،قال: حدثنا أبو معشر البصري (هو صدوق) يوسف بن يزيد البراء. قال: حدثني عبيد الله بن الأخنس أبو مالك، عن ابن أبي مليكة، فذكره. الحديث: 5721 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 568 5722 - (د) خارجة بن الصلت التميمي عن عمِّه [عِلاقة بن صُحار] قال: «أقْبَلْنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتينا على حيّ من العرب، فقالوا: إنا قد أُنْبِئْنا أنكم قد جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم من دواء، أو رُقْيَة، فإن عندنا مَعْتوهاً في القُيُودِ؟ قال: فقلنا: نعم، قال: فجاؤوا بمَعْتُوه في القُيُودِ، فقرأتُ عليه فاتحةَ الكتاب ثلاثة أيام غُدْوَة وعَشِيَّة، [كُلَّما ختمتُها] أجْمَعُ بَزَاقي، ثم أتْفُلُ، قال: فكأنما أُنشطَ من عِقَال، فأعْطَوْني جُعلاً، فقلتُ: لا، حتى أسأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: كُلْ، فلَعمري مَن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق» . وفي رواية عن عمِّه: أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-[فأسْلَمَ] ، ثم أقبل راجعاً من عنده، فمرَّ على قوم عِندهم رجل مجنون مُوثَق بالحديد، فقال أهلُه: إنَّا حُدِّثنا أنَّ صاحبكم هذا قد جاءكم بخير، فهل عندك شيء تُدَاويه؟ فَرَقَيتُه بفاتحة الكتاب، فَبَرأ، فأعطَوْني مائة شاة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته قال: هل إلا هذا - وفي رواية: «هل قلتَ غير هذا؟ قلتُ: لا، قال: خُذها، فَلَعَمْرِي لَمن أكل برُقيةِ باطل، لقد أكلتَ برقيةِ حق» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 570] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَعتُوه) المعتوه: المجنون.   (1) في المطبوع أخرجه أبو داود والنسائي، ولم نجده عند النسائي، ولعله في الكبرى، وقد رواه أبو داود رقم (3896) و (3901) في الطب، باب كيف الرقى، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/210) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا (ح) ووكيع، قال: حدثنا زكريا، وفي (5/211) قال: ثنا محمد بن جعفر (قال: حدثنا شعبة، عبد الله بن أبي السفر، وأبوداود (3420) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وفي (3896) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن زكريا. وفي (3897) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن عبد الله بن أبي السفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1032) قال: أخبرونا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا عشبة، عن عبد الله بن أبي السفر. كلاهما -زكريا، وعبد الله بن أبي السفر - عن عامر الشعبي، عن خارجة بن الصلت، فذكره. الحديث: 5722 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 569 5723 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَن عاد مريضاً لم يحضُرْ أجلُه، فقال عنده سبع مرار: أسألُ اللهَ العظيمَ، ربَّ العرشِ العظيم: أن يَشْفِيكَ، إلا عافاه الله عز وجل من ذلك المرض» أخرجه أبو داود، والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3106) في الجنائز، باب الدعاء للمريض عند العيادة، والترمذي رقم (2084) في الطب، باب رقم (32) ، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (1/239) (2138) قال: حدثنا أبو معاوية، وفي (1/239) (2138) و (1/352) (3298) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (718) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال:حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (1044) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي، قال: أخبرنا حفص. أربعتهم - أبو معاوية، ويزيد، وعبد الرحيم، وحفص بن غياث - عن الحجاج بن أرطاة. 2 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (536) قال: حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو، عن عبد ربه بن سعيد. كلاهما - الحجاج، وعبد ربه - عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، فذكره. * أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (1043) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، قال: حدثني المنهال بن عمرو، عن مرة، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن الحارث، فذكره. الحديث: 5723 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 570 الفصل الثالث: في النهي عن الرُّقَى والتمائم 5724 - (م) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَدْخُل الجنَّة من أُمَّتِي سبعون ألفاً بغير حساب، قالوا: ومَن هم يا رسول الله؟ قال: هم الذي لا يَكْتَوُون، ولا يَسْتَرْقُون، وعلى ربهم يتوكَّلون، فقام عُكَّاشَة فقال: ادْعُ الله أن يجعلني منهم. فقال: أنت منهم. فقام رجل، فقال: يا نبي الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، قال: سَبَقَك بها عُكَّاشَة» . [ص: 571] وفي رواية نحوه، وزاد فيه «ولا يَتَطَيَّرُونَ» ، ولم يذكر فيها قول عكاشة إلى آخره. أخرجه مسلم (1) .   (1) رواه مسلم رقم (218) في الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب، وانظر ما قاله النووي في " شرح مسلم " حول هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/441) قال: حدثنا يزيد. ومسلم (1/137) قال: حدثنا يحيى بن خلف الباهلي، قال: حدثنا المعتمر. كلاهما - يزيد بن هارون، ومعتمر بن سليمان - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، فذكره. الحديث: 5724 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 570 5725 - (خ م ت) حصين بن عبد الرحمن السلمي قال: «كنت عند سعيد بن جبير، فقال: أيُّكم رأى الكوكب الذي انْقَضَّ البارحة؟ قلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة، ولكن لُدِغْتُ. قال: فماذا صنعتَ؟ قلت: استرقيتُ، قال: ما حَمَلَك على ذلك؟ قلت: حديث حدَّثناه الشعبيُّ، فقال: وما حدَّثكم الشعبيُّ؟ قال: قلت: حدَّثنا عن بُرَيدَة بن الحُصَيْب الأسلمي، أنه قال: لا رُقية إلا من عَين أو حُمَة، فقال: لقد أحسن مَن انتهى إلى ما سمع، ولكن حدَّثنا ابن عباس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: عُرِضَتْ عليَّ الأُمَمُ، فرأيت النبيَّ ومعه الرهطُ، والنبيَّ ومعه الرجل والرجلان، والنبيَّ ليس معه أحد، إذْ رُفِعَ لي سَوَاد عظيم، فظننت أنهم أمَّتي، فقيل لي: هذا موسى وقومُه، ولكن انْظُر إلى الأُفُقِ، فنظرتُ، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انْظُرْ إلى الأفقِ الآخَر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب فقال بعضهم: فلعلَّهم الذين صَحِبُوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال بعضهم: فلعلَّهم [ص: 572] الذين وُلِدُوا في الإسلام فلم يُشْرِكوا بالله شيئاً - وذكروا أشياءَ - فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما الذي تخوضُون فيه؟ فأخبروه، فقال: هم الذي لا يَرْقُون (1) ، ولا يسترقون، ولا يتطيَّرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام عُكَّاشة بن مِحْصَن، فقال: ادْعُ الله أن يجعلَني منهم، فقال: أنت منهم، ثم قام رجل آخرُ، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: سَبقك بها عُكَّاشة» . هذا الذي أخرجه الحميديُّ في كتابه في المتفق، وقال في رواية أبي بكر بن أبي شَيبَة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «عُرِضَت عليَّ الأمم» ولم يذكر ما قبله هو ولا غيره ممن سمَّيْناه، وذكر ما سوى ذلك بنحوه، أو طرفاً منه. هذا لفظ الحميديِّ، والذي وجدته في كتاب البخاري - ولم يذكره الحميديُّ - قال: حدَّثنا عمران بن مَيْسَرَة قال: حدَّثنا ابن فضيل، قال: حدَّثنا حصين عن عامر عن عمران بن حصين قال: «لا رُقْيَةَ إلا من عين أو حُمَة» فذكرته لسعيد بن جبير، فقال: حدَّثنا ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «عُرِضَت عليَّ الأمم، فجعل النبيُّ والنَّبيَّانِ يَمُرُّون معهم الرهط، والنبيُّ ليس معه أحد، حتى رُفع لي سواد عظيم، فقلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومُه، قيل: انْظُر إلى الأفق، فإذا سواد [ص: 573] عظيم قد ملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ [الأفق] ، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حساب، ثم دخل ولم يُبَيِّنْ لهم، فأفاض القومُ، وقالوا: نحن الذين آمنا بالله، واتَّبَعْنَا رسولَه، فنحن هم، أم أولادُنا الذين وُلِدُوا في الإسلام، فإنَّا وُلِدْنا في الجاهلية، فبلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فخرج فقال: هم الذين لا يَستَرْقُون، ولا يتطيَّرُون، ولا يَكْتَوون، وعلى ربهم يتوكلون، فقال عُكَّاشة بن مِحْصَن: أمِنْهم أنا يا رسول الله؟ فقال: نعم، فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ فقال: سبقك بها عكاشة» . وللبخاري في أخرى قال: حدثنا مُسَدَّد، حدثنا حصين بن نُمير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً، فقال: عُرِضت عليَّ الأمم، فجعل يَمُرُّ النبيُّ معه الرجل، والنبيُّ معه الرجلان، والنبيُّ معه الرهط، والنبيُّ ليس معه أحد، ورأيتُ سَوَاداً كثيراً (2) سَدَّ الأفق، فَرَجَوتُ أن تكون أمتي، فقيل: هذا موسى، ثم قيل: انظر، فرأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فقيل: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سواداً كثيراً سَدَّ الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، فتفرَّق الناس، ولم يُبَيِّن لهم، فتذاكر أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: أمَّا نحن فولِدنا في الشِّرْكِ، [ص: 574] ولكنَّا آمَنَّا بالله ورسوله، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا، فبلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: هم الذين لا يتطيَّرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكَّلون، فقام عُكَّاشة بن مِحصَن، فقال: أمِنهم أنا يا رسول الله؟ قال: نعم، فقام آخر، فقال: أمِنهم أنا؟ فقال: سبقك بها عكاشة» . وأخرج الترمذي قال: لَمَّا أُسْرِيَ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- جعل يَمُرُّ بالنبيِّ والنَّبيين ومعهم القومُ، والنبيِّ والنَّبيِّين ومعهم الرهط ... وذكر الحديث (3) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وقد أنكر الشيخ تقي الدين بن تيمية هذه الرواية (يعني التي فيها لفظة: يرقون) وزعم أنها غلط من راويها ... ، وانظر " الفتح " 11 / 354 في الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب. (2) وفي بعض النسخ: كبيراً. (3) رواه البخاري 10 / 179 في الطب، باب من لم يرق، وباب من اكتوى أو كوى غيره، وفي الأنبياء، باب وفاة موسى، وفي الرقاق، باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه، وباب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، ومسلم رقم (220) في الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، والترمذي (2448) في صفة القيامة، باب رقم (17) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5725 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 571 5726 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قالت زينبُ امرأتُه قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الرُّقَى والتَّمَائِمَ والتِّوَلَةَ شِرْك، قالت: قلت: لم تقولُ هذا؟ والله، لقد كانت عيني تَقْذِفُ، وكنت أخْتَلِفُ إلى فلان اليهوديِّ فيَرْقِيني، فإذا رَقَاني سَكَنَتْ، فقال عبد الله: إنما ذلك عملُ الشيطان، كان يَنْخُسُها بيده، فإذا رَقَاها كَفَّ عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: أذهِب الباس، ربَّ الناس، اشْفِ أنتَ الشافي، لا شِفَاءَ إلا شِفَاؤكَ، شِفَاء لا يُغادِرُ سَقَماً» . [ص: 575] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التِّوَلة) بكسر التاء وفتح الواو: ما يحبِّب المرأة إلى زوجها من أنواع السحر، وقيل: التِّوَلَة - بكسر التاء وضمها - شبيه بالسِّحر.   (1) رقم (3883) في الطب، باب في تعليق التمائم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (1/381) (3615) قال: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (3883) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3530) قال: حدثنا أيوب بن محمد الرقي، قال: حدثنا معمر بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله بن بشر. كلاهما - أبو معاوية، وعبد الله بن بشر - عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله، عن زينب، فذكرته. (*) في رواية عبد الله بن بشر: «ابن أخت زينب امرأة عبد الله» . الحديث: 5726 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 574 5727 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن «رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن النُّشْرَةِ (1) ، فقال: هو من عمل الشيطان» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النُّشرة) كالتَّعويذة والرُّقْيَة، يقال: نشرته تَنْشيراً: إذا رقيته وعَوَّذْتُه، وإنما سميت نُشْرة، لأنها يُنْشَر بها عن المريض، أي: يُحَلُّ عنه ما خامره من الداء.   (1) وهو النوع الذي كان أهل الجاهلية يعالجون به. (2) رقم (3878) في الطب، باب في النشرة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/294) . وأبو داود (3868) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا عقيل بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه يحدث، فذكره. الحديث: 5727 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 575 5728 - (د) عيسى بن حمزة (1) قال: دخلت على عبد الله بن عُكيم [أبي مَعبد الجُهني أعُودُه] ، وبه حُمْرَة، فقلت: ألا تُعَلِّقُ تَمِيمَة؟ فقال: نَعُوذُ بالله من ذلك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن تعلَّق شيئاً وُكِلَ إليه» أخرجه أبو داود (2) .   (1) كذا الأصل والمطبوع، و " المشكاة "، وليس في رجال الكتب الستة: عيسى بن حمزة، بل الصواب: عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. (2) في الأصل: أخرجه أبو داود، ورمز له في أوله بـ: " د " لم نجده عنده، وفي المطبوع: أخرجه الترمذي، ورمز له في أوله بـ: " ت " وهو الصواب، فقد رواه الترمذي رقم (2073) في الطب، باب ما جاء في كراهية التعليق، وفي الباب عن عقبة، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/310) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/311) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2072) قال: حدثنا محمد بن مدويه، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. أبرعتهم - وكيع، وشعبة، وعبيد الله، ويحيى - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، فذكره. (*) قال الترمذي: عبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 5728 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 575 5729 - () مالك بن أنس - رحمه الله - سئل عن تعليق التمائم والخرَزِ فقال: ذلك شِرْك، وقال: بلغني أن ابن عمر قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما يُبَالي ما أتى مَن شَرِبَ تِرْياقاً، أو تَعلق تميمة» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تِرْياقاً) التِّرْيَاق، والدِّرْيَاق معروف، وليس شربه مكروهاً من أجل أن التداوي به حرام، ولكن من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي وغيرها من النجاسات، وهي محرَّمة، وما لم يكن فيه حرام ولا نجس فلا بأس به.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد بنحوه في " المسند " رقم (6565) ، وأبو داود رقم (3869) في الطب، باب في الترياق، من حديث عبد الله بن عمرو، ورواه أيضاً أبو نعيم في " الحلية " 9 / 308، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول، لم أهتد إليه. الحديث: 5729 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 576 الباب الثالث: في الطاعون والوَبَاء والفرار منه 5730 - (خ م ط د) عبد الله عباس - رضي الله عنهما - «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خرج إلى الشام، حتى إذا كان بَسرْغَ (1) لَقِيَهُ أُمَراءُ [ص: 577] الأجْنَادِ - أبو عبيدة ابن الجراح وأصحابه - فأخبروه أن الوَبَاءَ قد وقع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادْعُ لي المهاجرين الأوَّلين، فدعوتهم، فاستشارهم، وأَخبر أن الوباءَ قد وقع بالشام، فاختلفوا، فقال بعضهم: خرجَتَ لأمرِ، ولا نرى أن ترجعَ عنه، وقال بعضهم: معكَ بقيَّةُ الناس وأصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا نرى أن تُقدِمَهم على الوَباء، فقال: ارْتَفِعُوا عنِّي، ثم قال: ادْعُ [لي] الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم. فقال: ارتفعوا عني. ثم قال: ادْعُ لي مَن كان هاهنا من مَشيخة قريش من مُهَاجِرَة الفَتح، فدعوتهم، فلم يختلف عنه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس، ولا تُقْدمِهَم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مُصْبِحُ على ظَهر، فأصْبِحوا عليه، فقال أبو عُبَيْدَة بنُ الجراح: أَفِراراً من قَدَرِ الله؟ فقال عمر: لو غيرُك قالها أبو عُبَيْدَة؟ - وكان عمر يكره خلافَه - نعم نَفِرُّ من قَدَرِ الله إلى قَدَرِ الله، أرأيتَ لو كانت لك إبلُ، فَهَبَطَتْ وَادِياً له عُدْوتَان: إحداهما خِصْبَةُ، والأخرى جَدْبة، أليس إن رَعَيْتَ الخِصْبةَ رَعَيْتَها بقَدَرِ الله، وإن رعيتَ الَجدْبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف - وكان مُتغيباً في بعض حاجاته- فقال: إن عندي من هذا عِلماً، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا سمعتم به بأرض: فلا تَقْدمُوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها: فلا [ص: 578] تخرجوا فِراراً منه، قال: فَحَمِدَ الله عمرُ بن الخطاب، ثم انصرف» . وفي حديث مَعْمر [قال: «وقال له أيضاً: أرأيتَ أنه لو رعى الَجدْبة وترك الخِصْبَةَ، أكنتَ مُعجِّزه؟ قال: نعم، قال: فَسِرْ إذاً، قال:] فسار حتى أتى المدينةَ، فقال: هذا المَحَلُّ - أو [قال] : هذا المنزلُ - إن شاءَ الله» . وأما حديث عبد الله بن عامر [بن ربيعة] ، فإنه اقْتَصَرَ على المُسندَ: «أن عمر خرج إلى الشام، فلما جاءَ سَرْغَ بلغه: أن الوَباَءَ قد وقع بها، فأخبره عبد الرحمن بن عوف: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[قال] ... فذكر نحوه» . وفي كتاب مسلم عن الزهري عن سالم: «أن عمر إنما انصرف بالناس عن حديث عبد الرحمن بن عوف» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ، وأخرج أبو داود المسند منه، وهو قول عبد الرحمن بن عوف (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُِدْوَتان) العُِدوة - بكسر العين وضمها -: جانب الوادي.   (1) " سَرْغ " بفتح السين وسكون الراء وبالغين المعجمة: موضع بالشام، بين المغيثة وتبوك - قاموس. (2) رواه البخاري 10 / 155 و 156 في الطب، باب ما يذكر في الطاعون، وفي الحيل، باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون، ومسلم رقم (2219) في السلام، باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها، وأبو داود رقم (3103) في الجنائز، باب الخروج من الطاعون. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، أن عمر خرج إلى الشام، فلما جاء سرغ، بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوف، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» . فرجع عمر بن الخطاب من سرغ. (*) ورواية سالم: «أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يسير في طريق الشام، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن هذا السقم عُذِّب به الأممُ قبلكم، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» . قال: فرجع عمر بن الخطاب من الشام. أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (559) . وأحمد (1/194) (1682) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (7/169) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (9/34) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (7/30) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى «الورقة 99 - أ» قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد. (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. ستتهم - إسحاق، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، ويحيى، وقتيبة، وابن القاسم - عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن عامر، فذكره. * أخرجه أحمد (1/193) (1678) قال: حدثنا حجاج، ويزيد، قالا: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، فذكره. «زاد فيه سالم» . (*) زاد عبد الله بن مسلمة، ويحيى بن يحيى في روايتهما، عن مالك، قال: وعن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن عمر إنما انصرف بالناس عن حديث عبد الرحمن بن عوف. - عن عبد الله بن عباس، أن عمر بن الخطاب - رضي الله - خرج إلى الشام ... الحديث. 1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (557) . وأحمد (1/194) (1679) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/194) (1683) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك. والبخاري (7/168) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (7/29) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك. وفي (7/30) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال ابن رافع: حدثنا وقال الآخران: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (3103) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي في الكبرى «الورقة 99 - أ» قال: أخبرني هارون ابن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: أخبرنا مالك. ثلاثتهم - مالك، ومعمر، ويونس - عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل. 2 - وأخرجه أحمد (1/192) (1666) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة، قال: حدثنا الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله. كلاهما - عبد الله بن عبد الله، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة - عن عبد الله بن عباس، فذكره. (*) رواية القعنبي، ومعن، وابن القاسم، عن مالك، ورواية عبيد الله بن عبد الله مختصرة على آخره على حديث عبد الرحمن بن عوف. * وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سمعتم به بأرض، ولستم بها فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارا منها» . أخرجه أحمد (1/194) (1684) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 5730 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 576 5731 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - «سألتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 579] عن الطاعون؟ فقال: كان عذاباً يَبعثُه الله على مَن كان قبلكم، فجعله الله رحمة للمؤمنين، ما مِن عبد يكون في بلد يكون فيه، فيمكث [فيه] لا يخرج [من البلد] ، صابراً مُحْتَسباً، يعلم أنه لاُ يصيِبُه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثْلُُ أجرِ شهيد» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صَابِراً مُحْتَسِباً) الصَّابر: الراضي بقضاء الله وقَدِرَه، والمحتسب: الذي يحتسب نفسه عند الله، أي: يدَّخرها، ويفوِّض أمره إليه.   (1) 10 / 163 في الطب، باب أجر الصابر على الطاعون، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي القدر، باب {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/64) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي (6/154) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. وفي (6/251) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (4/213) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (7/169) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا حبان. وفي (8/158) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: أخبرنا النضر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17685) عن العباس بن محمد، عن يونس بن محمد. (ح) وعن إبراهيم بن يونس بن محمد، عن أبيه. ستتهم - يونس بن محمد، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وموسى بن إسماعيل، وحبان بن هلال، والنضر بن شميل - قالوا: حدثنا داود - يعنون ابن أبي الفرات -. قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، فذكره. الحديث: 5731 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 578 5732 - (خ م ط ت) أسامة - رضي الله عنه - قال إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص: سمعتُ أسَامَة يُحدِّث سعداً عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم بالطَّاعُون بأرضِ: فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرضِ وأنتم بها، فلا تخرجوا منها» . وفي حديث حبيب بن أبي ثابت قال: «كنا بالمدينة، فبلغني: أن الطاعون قد وقع بالكوفة، فقال عَطَاء بن يَسار وغيره: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إذا كنتَ بأرض فوقع بها، فلا تخرج منها، وإذا بلغك أنه بأرض، فلا تدخلْها، قال: قلت: عمَّن؟ قال عن عامر بن سعد يُحدِّث به، قال: [ص: 580] فأُتيتُه، فقالوا: غائب، فلَقيِتُ أخاه إبراهيم بن سعد، فسألته؟ فقال: شهِدْتُ أُسامةَ يحدِْث سعداً، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن هذا الوَجع رِجْز - أو عذاب، أو بقَّيةُ عذاب - عُذِّبَ به أُنَاس من قبلكم، فإذا كان بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا منها، وإذا بلغكم أنه بأرض، فلا تدخلوها. قال حبيب: فقلت لإبراهيم: أنت سمعتَ أسامةَ يُحدِّثُ سعداً وهو لا ينكر؟ قال: نعم» . وفي رواية عامر بن سعد «أنه سمع أسامة بن زيد يحدِّث سعداً: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر الوجع، فقال: رِجز - أو عذاب - عُذِّب به بعض الأمم، ثم بَقيَ منه بقيَّة، فيذهب المرةَ، ويأتي الأخرى، فَمن سمع به بأرض فلا يَقْدَمَنَّ عليه، ومَن كان بأرض وقع بها: فلا يخرجْ فِرَاراً منه» . وفي رواية محمد بن المنكدر: أن أسامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الطَّاعُون رجِز أُرسلَ على طائفة من بني إسرائيل - أو على من كان قبلكم- فإذا سمعتم به بأرض، فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تَخرجوا فراراً منه» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم عن حبيب عن إبراهيم بن سعد عن سعد بن مالك وخزيمة بن ثابت وأسامة بن زيد قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... بمعنى حديث شعبة، يعنى الروايةَ التي ذكرناها عن حبيب أولاً، وهذه الروايةُ تصلُح أن تكون في مسند كل واحد من المذكورين. [ص: 581] وفي أخرى عن إبراهيم بن سعد، قال: كان أسامة وسعد جالسين يتحدَّثان، فقالا: قال النبيُّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « ... بنحو ذلك» . وأخرج الموطأ والترمذي رواية عامر بن سعد (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 152 و 153 في الطب، باب ما يذكر في الطاعون، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي الحيل، باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون، ومسلم رقم (2218) في السلام، باب الطاعون والطيرة، والموطأ 2 / 896 في الجامع، باب ما جاء في الطاعون، والترمذي رقم (1065) في الجنائز، باب ما جاء في كراهية الفرار من الطاعون. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: الرواية الأولى: - عن إبراهيم بن سعد، قال: سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها» . أخرجه أحمد (1/177) (1536) قال: حدثنا بهز. وفي (5/206) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. وفي (5/209) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/210) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (7/168) قال: حدثنا حفص بن عمر. ومسلم (7/28) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثناه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. سبعتهم- بهز، ويحيى بن أبي بكير، ومحمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد، وحفص، وابن أبي عدي، ومعاذ - عن شعبة، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد، فذكره. * أخرجه أحمد (1/182) (1577) و (5/213) . وعبد بن حميد (155) قال: حدثنا ابن أبي شيبة. ومسلم (7/28) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (84) عن محمود بن غيلان. ثلاثتهم - أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمود - عن وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن حبيبب بن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد، عن سعد بن مالك، وخزيمة بن ثابت، وأسامة بن زيد، قالوا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «بمعنى حديث شعبة» . * وأخرجه مسلم (7/29) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير، عن الأعمش، عن حبيب، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، قال: كان أسامة بن زيد وسعد جالسين يتحدثان، فقالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. «بنحو حديثهم» . أخرجها أحمد (1/173) (1491) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سليم بن حيان. وفي (1/175) (1508) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (1/176) (1527) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان، قالا: حدثنا سليم بن حيان. كلاهما - سليم، وقتادة - عن عكرمة بن خالد، عن يحيى بن سعد، فذكره. (*) في رواية محمد بن جعفر: «عن شعبة عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن سعد، عن سعد. قال شعبة: وحدثني هشام أبو بكر - يعني الدستوائي - أن «عكرمة بن خالد» . وبلفظ «الطاعون رجز، أو عذاب، أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» . 1 - أخرجه مالك «الموطأ 558» . وأحمد (5/202) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي. والبخاري (4/212) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (7/26) قال: حدثني يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى «تحفة 92» عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. أربعتهم عن مالك، عن محمد بن المنكدر، وأبي النضر. 2 - وأخرجه الحميدي (544) . وأحمد (5/200) . ومسلم (7/27) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. ومسلم (7/27) قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. ومسلم (7/27) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود، وقتيبة بن سعيد. والترمذي (1065) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى «تحفة 92» عن قتية. كلاهما - أبو الربيع، وقتيبة - عن حماد بن زيد. ثلاثتهم - سفيان، وابن جريج، وحماد - عن عمرو بن دينار. 3 - وأخرجه أحمد (5/207) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (5/208) . والبخاري (9/34) قالا - أحمد، والبخاري -: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. ومسلم (7/28) قال: حدثني أبو طاهر أحمد بن عمرو، وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا معمر. ثلاثتهم - معمر، وشعيب، ويونس - عن الزهري. 4 - وأخرجه أحمد (5/208) قال: حدثنا محمد بن بشر، ويزيد، عن محمد بن عمرو. ومسلم (7/27) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان، كلاهما عن محمد بن المنكدر. 5 - وأخرجه مسلم (7/27) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، وقتيبة بن سعيد، قالا: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي النضر. أربعتهم - محمد بن المنكدر، وأبو النضر مولى عمر بن عبيد الله، وعمرو بن دينار، والزهري - عن عامر ابن سعد، فذكره. الحديث: 5732 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 579 5733 - (م) سعد - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بنحو حديث أسامة في الطاعون: أنه عليه الصلاة والسلام قال: «إن هذا الوجع رجْز أو عذاب - أو بقَّيةُ عذاب- عُذِّب به أُنَاس من قبلكم، فإذا كان بأرض وأنتم بها: فلا تخرجوا منها، وإذا بلغكم أنه بأرض فلا تدخلوها» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2218) في السلام، باب الطاعون والطيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه، راجع ألفاظ الحديث السابق. الحديث: 5733 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 581 5734 - (خ م) حفصة بنت سيرين - قالت: قال لي أنس: «بِمَ مات يحيى بن أبي عمرة؟ قلت: بالطاعون، قال: فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الطَّاعُون شهادة لكل مسلم» أخرجه بالبخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 162 في الطب، باب ما يذكر في الطاعون، وفي الجهاد، باب الشهادة سبع سوى القتل، ومسلم رقم (1916) في الإمارة، باب بيان الشهداء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/150) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا ثابت. 2 - وأخرجه أحمد (3/220 و 265) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني. والبخاري (4/29) قال: حدثنا بشر بن محمد. كلاهما - الطالقاني، وبشر - عن عبد الله بن المبارك. 3 - وأخرجه أحمد (3/223 و 258) قال: حدثنا عفان. والبخاري (7/169) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (6/52) قال: حدثنا حامد بن عمر البكراوي. ثلاثتهم - عفان، وموسى، والبكرواي - عن عبد الواحد بن زياد. 4 - وأخرجه مسلم (6/52) قال: حدثنا الوليد بن شجاع، قال: حدثنا علي بن مسهر. أربعتهم - ثابت، وعبد الله، وعبد الواحد، وابن مسهر - عن عاصم بن سليمان الأحول، عن حفصة، فذكرته. الحديث: 5734 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 581 5735 - () أنس بن مالك «سئل عن الطاعون؟ فقال: هو رحمةُ ربكم، ودعوةُ نبيكمَّ حين سألَ ربه أن يرفع الهرج عن أُمته، فمُنعَها، قال: [ص: 582] اللهم فبالطاعون والموت - وفي رواية: اللهم طَعْناً وطاعوناً» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَعْناً) الطعن: القتل بالرماح، وأراد به: القتل في سبيل الله، وقيل: الطعن: نظرة من الجن. (طاعوناً) الطاعون: هذا المرض الذي يعرض للناس.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول، لم أهتد إليه. الحديث: 5735 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 581 5736 - (د) يحيى بن عبد الله بن بحير [بن ريسان المرادي اليماني] قال: أخبرني مَن سمع فَرْوة بن مُسَيك المرادي يقول: «قلت: يا رسول الله، عندنا أرضُ يقال لها: أرضُ أبْيَنَ، وهي أرضُ رِيفنا ومِيرَتِنا، وهي وبَيئَة - أو قال: وباؤها شديد -؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعها عنك، فإن من القَرَفِ التَّلَفَ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رِيفِنَا) الرِّيف: الأرض ذات الزرع والخِصْب. (مِيرَتنا) المِيرَة: الطعام. (القَرَف) : الدُّنُو من الشيء، وكل شيء دانيته فقد قارَفْتَه. (التَّلف) : الهلاك، أراد: [أنه] إن قَرُبَ من المريض ودنا منه تلف، [ص: 583] وليس هذا من باب العدوى، وإنما هذا من باب الطب، فإن اسْتِصْلاح الأهوية من أعون الأشياء على صحة الأبدان، وفساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام عند الأطباء، وذلك بإذن الله عز وجل وتقديره.   (1) رقم (3923) في الطب، باب في الطيرة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف، للإبهام: أخرجه أحمد (3/451) . وأبو داود (3923) قال: حدثنا مخلد بن خالد وعباس العنبري. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومخلد، وعباس - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن يحيى ابن عبد الله بن بحير، قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك، فذكره. الحديث: 5736 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 582 الباب الرابع: في العين 5737 - (م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «العَينُ حق، ولو كان شيء سَابق القَدَرَ سَبقتْهُ العينُ، وإذا اسْتُغْسلتم فاغسِلوا» أخرجه مسلم، وأخرجه الترمذي، ولم يذكر «العين حقٌّ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إذا اسْتُغسِلْتم فاغسلوا) كان من عادتهم: أن الإنسان إذا أصابته العين من أحدٍ جاء إلى العائن، فجرِّد من ثيابه وغسل جسده، ومعاطفه ووجهه وأطرافه وأخذ المعين ذلك الماء فصبَّه عليه، فيبرأ بإذن الله تعالى.   (1) رواه مسلم رقم (2188) في السلام، باب الطب والمرض والرقى، والترمذي رقم (2063) في الطب، باب ما جاء أن العين حق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/13) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن خراش، قال عبد الله: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا مسلم بن إبراهيم. والترمذي (2062) قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5716) عن عمرو بن منصور، عن مسلم بن إبراهيم. كلاهما - مسلم بن إبراهيم، وأحمد بن إسحاق - قالا: حدثنا وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5737 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 583 5738 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 584] قال: «إن العين حق، ونهى عن الوَشْمِ» (1) . أخرجه البخاري، وأخرجه مسلم وأبو داود، ولم يذكر «الوشم» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوَشْم) : هو الذي يُغَيَّر به لون موضع من الجسم، بنِيل أو كُحل، بأن يُغرَز الجلد بإبرة ويُحْشى مغارِزها بذلك، فيبقى أثره أبداً.   (1) رواه البخاري 10 / 173 في الطب، باب العين حق، وفي اللباس، باب الواشمة، ومسلم رقم (2187) في السلام، باب الطب والمرض والرقى، وأبو داود رقم (3879) في الطب، باب ما جاء في العين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/319) . والبخاري (7/171) قال: ثنا إسحاق بن نصر. وفي (7/214) قال: حدثني يحيى. ومسلم (7/13) قال: حدثنا محمد بن رافع. وأبو داود (3879) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن نصر، ويحيى، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. * رواية محمد بن رافع ليس فيها الوشم. الحديث: 5738 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 583 5739 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان يُؤمَرُ العَائِنُ: فيتوضأُ، ثم يغتسلُ منه الَمعيِنُ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العَائِن) : الذي تُصيب عينه. (المَعِين) : المُصاب بالعين.   (1) رقم (3880) في الطب، باب ما جاء في العين، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3880) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. الحديث: 5739 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 584 5740 - (ط) محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف - أنه سمع أباه يقول: «اغْتَسل أبي سَهْلُ بنُ حُنْيف بالخَرَّار، فنزع جُبة كانت عليه، [ص: 585] وعامرُ بنُ ربيعة ينظر إليه، وكان سهل شديدَ البَيَاض، حَسَنَ الجلْدِ، فقال عامر: ما رأيتُ كاليوم، ولا جِلدَ مُخَبَّأة عذْرَاءَ، فوُعِك سهل مكانَه، واشتَدَّ وَعْكُه، فأُخبِرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بوَعْكهِ، فقيل له: ما يَرْفَعُ رأسَه، وكان قد اكْتُتِبَ في جيش، فقالوا له: هو غيرُ رائح معك يا رسول الله، والله ما يرفعُ رأسَه، فقال: [هل] تَتَّهِمونَ له أحداً؟ قالوا: عامرَ بنَ ربيعةَ، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَتغيَّظَ عليه، وقال: عَلاَمَ يَقْتُلُ أحدُكم أخاه؟ ألاَّ برَّكتَ؟ اغتَسلْ له، فغسل عامر وجهه، ويديه، ومِرفَقَيْه، ورُكْبَتَيْه، وأطرَافَ رجليه، ودَاخِلةَ إزاره، في قَدَح، ثم صُبَّ عليه من ورائه، فَبَرأَ سهل من ساعته» . وفي رواية نحوه إلى قوله: «واشْتَدَّ وَعْكُه - وبعده: فَأتَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره بالذي كان من شأن عامر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: عَلامَ يقتلُ أَحدُكم أخاه؟ ألا برَّكْتَ؟ إن العين حق تَوضَّأ له، فتوضأ له عامر، وصُب عليه من خلفه، فَرَاحَ سهلُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليس به بأس» أخرجه الموطأ (1) . [ص: 586] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُخَبَّأة عَذْرَاء) المخبَّأة: المخدَّرة، والعذرَاء البِكُر والجمع العَذَارى. (ألا بَرَّكْت) من البركة، وهي الزيادة والنماء، أو الثبات والدوام، أي: هلا دعوت له بالبركة. (دَاخِلَة إزَاره) : هي الطرف الذي يلي جسد المؤتزر. وقيل: أراد موضع داخلة إزاره من جسده، لا إزاره، وقيل: أراد به مَذَاكِيره، فكنى عنها، كما يُكنى عن الفرج: بالسراويل، وقيل: هو الوَرِك.   (1) 2 / 938 و 939 في العين، باب الوضوء من العين، وهو حديث حسن، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ظاهره الإرسال، لكنه محمول على أن أبا أمامة سمع ذلك من أبيه، ففي بعض طرقه عن أبي أمامة: حدثني أبي أنه اغتسل ... الخ. أقول: ورواه أيضاً أحمد والنسائي وابن ماجة، وصححه ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1810) عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. وفي (1811) عن ابن شهاب عن أبي أسامة بن سهل بن حنيف، فذكره قال الإمام الزرقاني: ظاهره الإرسال، لكنه محمول على أن أبا أمامة سمع ذلك من أبيه، ففي بعض طرقه عن أبي أمامة حدثني أبي أنه اغتسل. الشرح (4/406) ط / دار الكتب العلمية. الحديث: 5740 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 584 الكتاب الرابع: في الطلاق ، وفيه سبعة فصول الفصل الأول: في ألفاظ الطلاق ، وفيه ثلاثة فروع الفرع الأول: في الصريح 5741 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إذا قال: أنتِ طالِق ثلاثاً بفَم واحد، فهي واحدةُ» أخرجه أبو داود. [وفي رواية أخرى: لم يذكر ابن عباس، وجعله قولَ عكرمة] (1) . وفي رواية ذكرها رزين: أنه كان يقول: «إذا قال: أنتِ طالق، أنت طالق، أنتِ طالق - ثلاث مرَّات - فهي واحدة، إن أراد التوكيد للأولى، وكانت غيرَ مَدخُول بها» .   (1) رقم (2197) في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2197) قال:وروى حماد بن زيد، عن أيوب عن عكرمة، فذكره وقال: ورواه إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة. هذا قوله، لم يذكر ابن عباس. وجعله قول عكرمة. قلت: كذا أسند أبو داود عن حميد بن مسعدة،ثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد، وذكر قصة وفيها مخالفة لحديث عكرمة حيث جعل ابن عباس الثلاثة موجبة للفراق البائن، ثم قال أبو داود: روى هذا الحديث حميد الأعرج وغيره عن من مجاهد عن ابن عباس، ورواه شعبة عن عمرو بن مرة بن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأيوب وابن جريج جميعا عن عكرمة بن خالد بن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وذكر غيرهم ثم قال: كلهم قالوا في الطلاق الثلاث أنه أجازها، قال: وبانت منك، نحوالحديث إسماعيل بن أيوب عن عبد الله بن كثير، ثم ذكر العلماء عن حماد بن زيد. فهذا هو الصحيح من قول ابن عباس أنه أجاز الثلاثة. أما اعتبارها واحدة فهي شاذة، إن صح سندها وفي النفس أنها من قول عكرمة، والله أعلم. الحديث: 5741 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 587 5742 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه: أن رجلاً قال لعبد الله بن عباس (1) : «إني طَّلقتُ امرأتي مائة تطليقة، فماذا ترى عليَّ؟ فقال ابن عباس: طَلُقَتْ منك بثلاث، وسَبْع وتسعون اتَّخَذّتَ بها آياتِ الله هُزُواً» أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": مما رواه عبد الرزاق، وأبو بكر بن أبي شيبة عن سعيد بن جبير وغيره أن رجلاً قال لعبد الله بن عباس. (2) بلاغاً 2 / 550 في الطلاق، باب ما جاء في البتة، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك في الموطأ (1195) . وقال الزرقاني في شرحه (3/216) بلغه مما رواه عبد الرزاق وأبو بكر بن أبي شيبة عن سعيد بن جبير، وغيره. قلت: وهما - عبد الرزاق، وأبو بكر - أصغر من مالك والضمير عائد على أصل القصة، وقد رواها أبو داود في سننه (2197) ، راجع الحديث المتقدم. الحديث: 5742 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 588 5743 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه: أن رجلاً جاء إلى عبد الله ابن مسعود (1) فقال: «إني طلقتُ امرأتي ثمانيَ تطليقات، قال ابن مسعود: فماذا قيل لك؟ قال: قيل لي: إنها قد بَاَنتْ منكَ، فقال ابن مسعود: صَدَقُوا، مَن طَلَّق كما أمره الله، فقد بيَّنَ اللهُ له، ومَن لَبَّسَ على نفسِه لَبساً: جَعَلنا لَبْسه به، ولا تُلَبِّسوا على أَنْفُسكِم ونتحمَّله عنكم، وهو كما يقولون» . أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَانَت) المرأة من زوجها: طَلُقت، بمعنى: انفصلت عنه.   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وقد رواه ابن أبي شيبة عن علقمة أن رجلاً جاء إلى عبد الله ابن مسعود. (2) بلاغاً 2 / 502 في الطلاق، باب ما جاء في البتة، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك في الموطأ (1196) . وقال الزرقاني في شرحه (3/217) : بلغه وقد رواه ابن أبي شيبة. الحديث: 5743 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 588 5744 - (س) محمود بن لبيد - رضي الله عنه - قال: «أُخْبِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن رجل طلَّق امرأته ثلاثَ تَطْليِقات جميعاً، فقام غَضبانَ، وقال: أَيُلْعَبُ بكتاب الله عز وجل وأنا بين أظهركم، حتى قام رجل فقال: يا رسول الله، أَلا أَقتُلُه؟» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 142 في الطلاق، باب الثلاث المجموعة وما فيه من التغليظ، من حديث ابن وهب عن مخرمة عن أبيه عن محمود بن لبيد، ورجال إسناده ثقات، ولكن مخرمة لم يسمع من أبيه كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في " التهذيب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه النسائي (6/142) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني مخرمة، عن أبيه، فذكره. قلت: مخرمة لم يسمع من أبيه. الحديث: 5744 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 589 5745 - (ت د) عبد الله بن يزيد بن رُكانة - عن أبيه عن جده قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، إني طلقَّت امرأتي ألبتَّة، فقال: ما أردْتَ بها؟ قلتُ: واحدة، قال: آللهِ؟ قلت: آللهِ، قال: فهو ما أَرَدْتَ» أخرجه الترمذي وأبو داود. وفي رواية لأبي داود «أنَّ رُكانةَ طلَّق امرأتَه ألبتَّة، فَردَّها إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، لأنهم ولد الرجل، وأهله أعلم، إنَّ ركانة إنما طلَّق امرأته ألبتَّة، فجعلها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- واحدة» . وفي أخرى لأبي داود: «أن رُكانة بن عبد يزيد طلَّق امرأته سُهَيْمَةَ ألبتَّة، فأخْبَرَ بذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وقال: والله ما أرّدْتُ إلا واحدة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: والله ما أرَدْتَ إلا واحدة؟ قال ركانةُ: والله ما أردتُ إلا [ص: 590] واحدة؟ فردَّها إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فطلَّقها الثانيةَ في زمان عمر، والثالثةَ في زمان عثمان» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ألبتَّة) من البت: القطع والبَتَات، وذلك إذا طلَّقها ثلاثاً.   (1) رواه الترمذي رقم (1177) في الطلاق، باب ما جاء في الرجل يطلق امرأته البتة، وأبو داود رقم (2196) في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، ورقم (2206) و (2207) و (2208) في الطلاق، باب في البتة، قال الحافظ في " التلخيص " واختلفوا هل هو من مسند ركانة أو مرسل عنه، قال: وصححه أبو داود وابن حبان والحاكم، وأعله البخاري بالاضطراب، وقال ابن عبد البر في " التمهيد ": ضعفوه، قال: وفي الباب عن ابن عباس، رواه أحمد والحاكم، وهو معلول أيضاً، وقال ابن كثير: لكن قد رواه أبو داود من وجه آخر، وله طرق أخر، فهو حسن إن شاء الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مضطرب: أخرجه الدارمي (2277) قال: حدثنا سليمان حرب. وأبو داود (208) قال: حدثنا سليمان بن داود. وابن ماجة (2051) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (1177) قال: حدثنا هناد قال: حدثنا قبيصة. أربعتهم -سليمان بن حرب، وسليمان بن داود، ووكيع، وقبيصة - عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، فذكره. قال الترمذي: هذا الحديث لانعرفه إلامن هذا الوجه، وسألت محمدا (يعني ابن إسماعيل البخاري) عن هذا الحديث، فقال: فيه اضطراب. وقع في المطبوع من «سنن الدارمي» - الزبير بن سعيد، رجل من بني عبد المطلب - وصوابه - الزبير بن سعيد -. انظر ترجمته في «تهذيب التهذيب» (3/ترجمة 584) . وعن نافع بن عجير، عن ركانة بن عبد يزيد بن ركانة. «أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سهيمة ألبتة» . أخرجه أبو داود (2207) قال: حدثنا محمد بن يونس النسائى، أن عبد الله بن الزبير حدثهم، عن محمد بن إدريس، قال: حدثني عمي محمد بن علي، عن ابن السائب، عن نافع بن عجير، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (2206) قال: حدثنا ابن السرح، وإبراهيم بن خالد الكلبي، في أخرين، قالوا: حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، قال: حدثني عمي محمد بن علي بن شافع، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن نافع بن عجير. عن عبد يزيد بن ركانة، أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأتة ... الحديث مرسلا. وقال في التلخيص أعله البخاري بالاضطراب، وقال ابن عبد البر في التمهيد ضعفوه. ا. هـ. الحديث: 5745 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 589 الفرع الثاني: في الكناية 5746 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه: أنه كُتِبَ إلى عمر بن الخطاب من العراق: أن رجلاً قال لامرأته: حَبْلُكِ على غَاربك، فكتب إلى عاِملهِ: أن مُرْهُ أن يُوافِيَني بمكة في الموسم، فبينما عمر يطوف بالبيت، إذ لَقِيهُ الرجل، فسلَّم عليه، فقال له عمر بن الخطاب: مَن أنت؟ فقال الرجل: أنا الذي أمَرْت أن أُجْلَبَ إليك، فقال له عمر: أسألك بربِّ هذه البَنِيَّةِ (1) : ماذا أردتَ بقولك: حَبْلكِ على غَارِبِكِ؟ فقال له الرجل: لو [ص: 591] استحلفتني في غير هذا المكان ما صَدقَتُك، أرَدْتُ بذلك الفِرَاقَ، فقال عمر بن الخطاب: هو ما أرَدْتَ. أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَبْلُك على غَارِبِك) الغارِب مقدَّم السَّنام، وهذا من كنايات الطلاق، كأنها مطلقة قد ترك حبلها الذي يُمسكها على غاربها، فتسرح أين أرادت. (الموسم) : أيام الحج.   (1) يعني: الكعبة المشرفة. (2) 1 / 551 بلاغاً في الطلاق، باب ما جاء في الخلية والبرية وأشباه ذلك، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك (1199) كتاب الطلاق -باب ماجاء في الخلية والبرية وأشباه ذلك. الحديث: 5746 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 590 5747 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - «أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: في الخَلِيَّة والبرِيَّةِ، كلُّ واحدة منهما: هي ثلاث تطليقات» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخَلِيَّة - البرية) الخلية: من كنايات الطلاق، وهي التي خلت من الأزواج، أو شُبِّهت بالخليَّة: الناقة إذا أطلقت من عِقَالها، وكذلك «البرية» هي التي بَرِئت من الأزواج، أي: خلصت.   (1) 1 / 552 في الطلاق، باب ما جاء في الخلية والبرية وأشباه ذلك، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع. أخرجه مالك (1201) عن نافع به قلت: لفظه في المطبوع: إنها ثلاث تطليقات كل واحدة منهما. الحديث: 5747 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 591 5748 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - «بلغه: أن علي بن أبي طالب [ص: 592] رضي الله عنه - كان يقول في الرجل يقول لامرأته: أنتِ عليَّ حرامُ: إنها ثلاث تطليقات» (1) أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": مما صح من طرق. (2) 1 / 552 بلاغاً في الطلاق، باب ما جاء في الخلية والبرية وأشباه ذلك، وإسناده منقطع، قال الحافظ في " الفتح ": وروي عن علي، وزيد بن ثابت، وابن عمر، والحكم، وابن أبي ليلى في الحرام ثلاث تطليقات، ولا يسأل عن نيته، به قال مالك، وعن مسروق والشعبي وربيعة: لا شيء فيه، وبه قال أصبغ من المالكية، وفي المسألة اختلاف كثير عن السلف بلغها القرطبي المفسر إلى ثمانية عشر قولاً، وزاد غيره عليها، وفي مذهب مالك فيها تفاصيل أيضاً يطول استيعابها ... الخ، أقول: وانظر الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك (1200) الكتاب والباب السابقان. قال الزرقاني: صح من طرق عن علي ابن أبي طالب. الشرح (1/219) . الحديث: 5748 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 591 5749 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «مَن حَرَّمَ امرأتَه فليس بشيء (1) ، وقرأ {لَقَدْ كانَ لكمْ في رسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] » . وفي رواية «إذا حرَّم الرجل امرأتَه فهي يمين يُكَفِّرُها، وقال: {لقد كان لكم في رسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حسنة} » أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية النسائي: «أنه أتاه رجل فقال: إني جعلتُ امرأتي عليَّ حراماً. قال: كذبتَ، ليستْ عليك بحرام، ثم تلا هذه الآية {يَا أَيُّها النبيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] عليك أغْلَظُ الكفَّارة: عِتْقُ رقبة» (2) . [ص: 593] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُسْوة) الأُسوة: القُدوة، بضم أولها، ويكسر. (يكفِّرها) الكفَّارة: ما يجب على من حَنَثَ، وهي من التَّغْطِية، كأنها تُغَطِّي الذَّنْبَ وتَمْحُوه.   (1) أي: ليس بطلاق. (2) رواه البخاري 9 / 328 في الطلاق، باب لم تحرم ما أحل الله لك، وفي تفسير سورة التحريم في فاتحتها، ومسلم رقم (1473) في الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق، والنسائي 6 / 151 في الطلاق، باب تأويل قوله عز وجل: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/225) (1976) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أنبأنا هشام، والبخاري (6/194) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام. وفي (7/56) قال: حدثني الحسن بن صباح. أنه سمع الربيع بن نافع، قال: حدثنا معاوية. ومسلم (4/184) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام (يعني الدستوائي) . (ح) وحدثنا يحيى بن بشر الحريري، قال: حدثنا معاوية (يعني ابن سلام) . وابن ماجة (2073) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا هشام الدستوائي. كلاهما -هشام الدستوائي، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير، عن يعلي بن حكيم، عن سعيد بن جبير، فذكره. رواية ابن سلام: «إذا حرم امرأته، ليس بشيء. وقال: لكم في رسول الله أسوة حسنة» . هذه عند البخاري. ورواية معاوية بن سلام عند مسلم: «إذا حرم الرجل عليه امرأته، فهي يمين يكفرها» . وقال: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} . قلت: رواية النسائي في السنن (6/151) . الحديث: 5749 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 592 الفرع الثالث: في تَفْوِيض الطلاق إلى المرأة 5750 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - «بلغه: أن رجلاً جاء إلى ابن عمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني جعلتُ أمرَ امرأتي بيَدِها فطلّقتْ نَفْسَها، فماذا ترى؟ قال ابن عمر: أُراه كما قالت، فقال الرجل: لا تفعل يا أبا عبد الرحمن، فقال ابن عمر: أنا أفعل؟ أنتَ فعلتَه» أخرجه الموطأ (1) . وله في رواية عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان يقول: «إذا ملَّك الرجلُ امرأتَه أمْرَها: فَالقَضَاءُ ما قَضَتْ، إلا أن يُنْكِر عليها، فيقول: لم أُرِدْ إلا واحدة، فَيَحْلِف على ذلك، ويكون أَمْلَكَ بها ما كانت في عِدَّتها» (2) .   (1) بلاغاً 2 / 553 في الطلاق، باب ما يبين من التمليك، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له معنى الرواية التي بعده. (2) 2 / 553 في الطلاق، باب ما يبين من التمليك، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك (4/120) كتاب الطلاق - باب ما يبين من التمليك. قلت: وأثر ابن عمر إسناده صحيح، أخرجه مالك (1205) عن نافع،به. الحديث: 5750 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 593 5751 - (ط) خارجة بن زيد - رضي الله عنه - «أنه كان جالساً عند زيد بن ثابت، فأتاه محمد بن أبي عَتيِق وعَينْاه تدْمَعَان، فقال له زيد: ما شأنُك؟ فقال: ملَّكتُ امرأتي أمرَها، فَفَارَقَتْني، فقال له زيد بن ثابت: ما حملك على ذلك؟ فقال له: القَدَرُ، فقال زيد: فارْتَجِعْها إن شِئْتَ، فإنما هي واحدة، وأنتَ أمْلَكُ بها» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 554 في الطلاق، باب ما يجب فيه تطليقة واحدة من التمليك، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1206) عن سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابث، فذكره. الحديث: 5751 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 594 5752 - (د ت س) حماد بن زيد - قال «قلت لأيوب: هل علمتَ أحداً قال في «أمْرُك بِيدكِ» إنها ثلاث، إلا الحسن؟ قال: لا إلا الحسن، ثم قال: اللهم غَفْراً، إلا ما حدَّثني قتادة عن كثير مولى ابنِ سمرةَ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاث، قال أيوب: فَلَقيِتُ كثيراً مولى ابن سِمرةَ، فسألتُه؟ فلم يعرِفْه، فَرجَعْتُ إلى قتادةَ، فأخبرتُه، فقال: نَسِيَ» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2204) في الطلاق، باب في أمرك بيدك، والترمذي رقم (1178) في الطلاق، باب ما جاء في أمرك بيدك، والنسائي 6 / 147 في الطلاق، باب أمرك بيدك، وقال النسائي: هذا حديث منكر، أقول: لعله يريد بقوله: منكر، أن رفعه منكر، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب عن حماد بن زيد، قال الترمذي: وسألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث فقال: أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد بهذا، وإنما هو عن أبي هريرة موقوفاً، ولم يعرف حديث أبي هريرة مرفوعاً، وكان علي بن نصر حافظاً صاحب حديث، قال المباركفوري في " تحفة الأحوذي ": لعل الترمذي أراد بقوله هذا أن علي ابن نصر روى هذا الحديث مرفوعاً، وكان ثقة حافظاً، وروايته مرفوعاً زيادة، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2204) قال: حدثنا الحسن بن علي. والترمذي (1178) قال:حدثنا علي بن نصر بن علي. والنسائى (6/147) قال: أخبرنا علي بن نصر بن علي. كلاهما - الحسن، وعلي - قالا: حدثنا سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد. وسألت محمدا (يعني البخاري) عن هذا الحديث. فقال حديث سليمان بن حرب. عن حماد بن زيد بهذا، وإنما هو عن أبي هريرة موقوف. ولم يعرف حديث أبي هريرة مرفوعا. وكان علي بن نصر حافظ صاحب حديث. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائى: هذا حديث منكر. (*) أخرجه أبو داود (2005) قال: حدثا مسلم بن إبرهيم. حدثنا هشام، عن قتادة، عن الحسن، في أمرك بيدك، قال: ثلاث. الحديث: 5752 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 594 5753 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - عن عائشة أم المؤمنين «أنها خَطَبَتْ على عبد الرحمن بن أبي بكر قُرَيَبَة ابْنَةَ أبي أُميَّةَ، فزوَّجوه، ثم إنهم عَتَبُوا على عبد الرحمن بن أبي بكر، وقالوا: ما زوَّجنا إلا عائشة، فأرسلت عائشةُ إلى عبد الرحمن، فذكرت له ذلك، فجعل أَمْرَ قُرَيبَةَ بيدها، فاختَارَت زَوجَها، فلم يكن ذلك طلاقاً» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 555 في الطلاق، باب ما لا يبين من التمليك، وإسناده صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ولابن سعد بسند صحيح عن ابن أبي مليكة قال: تزوج عبد الرحمن قريبة أخت أم سلمة وكان في خلقه شدة، فقالت له يوماً: أما والله لقد حذرتك، قال: فأمرك بيدك، فقالت: لا أختار على ابن الصديق أحداً، فأقام عليها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1208) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، به. الحديث: 5753 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 595 5754 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - «أن عائشة - زَوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-زَوَّجَتّ حَفْصَة بنت عبد الرحمن المنُذِرَ بن الزبير، وعبد الرحمن غائِب بالشام، فلما قَدِمَ عبد الرحمن قال: ومِثْلي يُصنعُ به هذا؟ ومثلي يُفَتاتُ عليه؟ فكلَّمت عائشةُ المنذرَ بن الزبير، فقال المنذر: فإن ذلك بيد عبد الرحمن، فقال عبد الرحمن: ما كنتُ لأرُدَّ أمراً قَضَيْتِيه، فقرَّت حفصةُ عند المنذر، ولم يكن ذلك طلاقاً» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُفتات عليه) الافْتِيَات: الاجْتِرَاء على الإنسان والإقدام عليه، وترك المُبَالاة به.   (1) 2 / 555 في الطلاق، باب ما لا يبين من التمليك، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1209) بالإسناد السابق. الحديث: 5754 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 595 5755 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله «بلغه: أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة سُئلا عن الرجل يُمَلِّكُ امرأتَه، فَتَرُدُّ ذلك إليه، ولا تقضي فيه شيئاً؟ فقال: ليس ذلك بطلاق» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 555 في الطلاق، باب ما لا يبين من التمليك، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك (1210) كتاب الطلاق - باب ما لا يبين من الملك. الحديث: 5755 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 596 5756 - (خ م د ت س) مسروق - قال: «ما أُبَالي خَيَّرتُ امرأتي واحدة، أو مائة، أو ألفاً، بعد أن تختارَني، ولقد سألتُ عائشةَ؟ فقالت: خَيَّرنَا رسولُ - صلى الله عليه وسلم-، أفَكان ذلك طلاقاً؟» . وفي رواية أنها قالت: «خيَّرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاخْتَرنَاه، فلم يَعُدَّ ذلك علينا شيئاً» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي وأبو داود الثانية، وأخرج النسائي المسندَ فقط من الأولى. وله في أخرى قالت: «خيَّرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاختَرناه، فلم يكن طلاقاً» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 322 في الطلاق، باب من خير أزواجه، ومسلم رقم (1477) في الطلاق، باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقاً إلا بالنية، وأبو داود رقم (1179) في الطلاق، باب في الخيار، والترمذي رقم (1179) في الطلاق، باب ما جاء في الخيار، والنسائي 6 / 56 في النكاح، باب ما افترض الله عز وجل على رسوله وحرمه على خلقه ليزيده إن شاء الله قربة إليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (234) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثني إسماعيل بن أبي خالد. وأحمد (6/97) قال:حدثنا محمد بن جعفر. قال حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد. وفي (6/202) قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل. وفي (6/205) قال: حدثنا وكيع. قال:حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. وفي (6/240) قال:حدثنا يزيد. قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد. والدارمي (2274) قال: أخبرنا يعلى. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. والبخاري (7/55) قال: حدثنا مسدد. قال:حدثنا يحيى، عن إسماعيل. ومسلم (4/186) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: أخبرنا عبثر، عن إسماعيل بن أبي خالد. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا معن بن مسهر. عن إسماعيل بن أبي خالد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن عاصم. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد. والترمذي (1179) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا، عن إسماعيل بن أبي خالد، والنسائى (6/56) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن إسماعيل. وفي (6/160) قال:أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى، عن ابن سعيد، عن إسماعيل. وفي (6/161) قال: أخبرنا محمد بن عبد العلاء. قال: حدثنا خالد. قال:حدثنا شعبة، عن عاصم. (ح) وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن صدران، عن خالد بن الحارث. قال: حدثنا،وهو ابن عبد الملك، عن عاصم. كلاهما - إسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول - عن عامر الشعبي. 2- وأخرجه أحمد (6/45و47) قال:حدثنا أبو معاوية. وفي (6/173) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/239) قال:حدثنا يزيد قال: أخبرنا سفيان الثوري. والبخاري (7/55) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. ومسلم (4/187) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال يحيى: أخبرنا وقال الآخرون: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. قال حدثنا إسماعيل بن زكريا. وأبو داود ((2203) قال:حدثنا مسدد. قال:حدثنا أبو عوانة.. وابن ماجة (2052) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال حدثنا أبو معاوية. والترمذي (1179) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال:حدثنا سفيان. والنسائي (6/56) قال: أخبرنا بشر بن خالد العسكري. قال: حدثنا غندر. قال حدثنا شعبة. وفي (6/161) قال أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال:حدثنا خالد. قال حدثنا شعبة (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد الضعيف. قال: حدثنا أبو معاوية. ستتهم - أبو معاوية، وشعبة، وسفيان الثوري، وحفص بن غياث،وإسماعيل بن زكريا، وأبو معاوية - عن سليمان الأعمش عن أبي الضحى. كلاهما- الشعبي،ومسلم بن صبيح أبو الأضحى - عن مسروق، فذكره. وعن الأسود، عن عائشة بمثله هكذا ذكره مسلم عقب حديث مسروق، عن عائشة قالت: «خيرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاخترناه، فلم يعددها علينا شيئا» .أخرجه مسلم (4/187) قال:حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. قال:حدثنا الأعمش، عن إبراهيم،عن الأسود، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (6/170) قال: حدثنا هشيم قال:أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم عن عائشة قالت: «قد خيرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاخترناه، فلم يعد ذلك طلاقا» ليس فيه الأسود. وبلفظ: «لما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتخيير أزواجه بدأ بي، فقال: إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأذني أبويك ... » أخرجه أحمد (6/77، 152) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. وفي (6/103) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر. وفي (6/211) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (6/248) قال: حدثنا عثمان، قال: أخبرنا يونس، عن الزهري. والبخاري (6/146) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، ومسلم (4/185) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب. والترمذي (2204) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال حدثنا عثمان بن عمر. عن يونس بن يزيد، عن الزهري. والنسائى (6/55) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد النيسابوري. قال: حدثنا محمد بن موسى بن أعين. قال حدثنا أبي، عن معمر، عن الزهري. وفي (6/159) فال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال:حدثنا ابن وهب. قال:أنبأنا يونس بن يزيد يونس بن علي،عن ابن شهاب. ثلاثتهم - عمر بن أبي سلمة، ومحمد ابن عمرو، وابن شهاب الزهري - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 5756 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 596 الفصل الثاني: في الطلاق قبل الدخول 5757 - (م د س) طاوس - «أن أبا الصَّهْباءِ كان كثير السؤال لابن عباس، فقال: أما علمتَ أن الرجل كان إذا طلَّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخلَ بهَا، جَعَلوها واحدة على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وصدراً من إمَارَة عمر؟ قال ابنُ عباس: بلى، كان الرجل إذا طلَّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخلَ بها، جعلوها واحدة عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وصَدْراً من إمَارَة عمر، فلما رأى الناسَ قد تَتَايعُوا فيها قال: أَجِيزُوهنَّ عليهم» أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية مسلم «أن أبا الصَّهباء قال لابن عباس: هاتِ من هَنَاتك. ألم يكن طلاقُ الثلاث على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر واحدة؟ فقال: قد كان ذلك، فلما كان في عهد عمر تَتَايع (2) الناسُ في الطلاق فأجَازَه عليهم» . وفي رواية عنه: أنَّ ابنَ عباس قال: «كان الطلاقُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر: طلاقُ الثلاث واحدة، فقال عمر بن الخطاب: إن الناسَ قد اسْتَعجَلوا في أمر كانت لهم فيه أَنَاةُ، فلو أمْضَيْناه عليهم؟ فأمْضَاه عليهم» . [ص: 598] وفي أخرى «أن أبا الصهباء قال لابن عباس: أتعلم أنما كانت الثلاثُ تُجْعَلُ واحدة على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وثلاثاً من إمَارَةِ عمر؟ فقال ابن عباس: نعم» . وأخرج أبو داود أيضاً والنسائي هذه الرواية الآخرة (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَنَاتك) الهَنَات: الخَصَلات، يقال: في فلان هَنَات شرٍّ، ولا يقال ذلك في الخير، وهي جمع هَنَة. (تَتَايَع) التَّتَايُع: الوقوع في الشرِّ، والتهافت من غير تماسُك ولا توقُّف. (أنَاة) الأناة: التَّأني وترك العجلة.   (1) قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " 3 / 124 عن هذه الرواية: الرواة عن طاوس مجاهيل. (2) هذه رواية الجمهور، وضبطه بعضهم تتابع، بالباء، لكن تتايع إنما يستعمل الشر، وتتابع يستعمل في الخير والشر، وتتايع هنا أجود. (3) رواه مسلم رقم (1472) في الطلاق، باب طلاق الثلاث، وأبو داود رقم (2199) و (2200) في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، والنسائي 6 / 145 في الطلاق، باب طلاق الثلاث المتفرقة قبل الدخول بالزوجة، وانظر ما قال النووي في " شرح مسلم " حول هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/314) (2877) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر. ومسلم (4/183) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن راعف، قال إسحاق: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (4/184) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح بن عبادة،. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا ابن راعف، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج وأبو داود (2200) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا ابن جرير. والنسائي (6/145) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف، قال: حدثنا أبو عاصم، وعن ابن جرير. كلاهما - معمر، وابن جريج - عن ابن طاووس. 2- وأخرجه مسلم (4/184) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن إبراهيم بن ميسرة. كلاهما - ابن طاووس، وإبراهيم بن ميسرة - عن طاووس، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (2199) قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان. قال: حدثنا أبو النعمان، قال حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن غير واحد، عن طاووس، فذكره. رواية معمر: «كان الطلاق على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر، طلاق الثلاث واحدة. فقال عمر بن الخطاب: إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة: فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم» . الحديث: 5757 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 597 5758 - (ط د) محمد بن إياس بن البكير- قال: «طلَّق رجل امرأته ثلاثاً قبل أن يَدخُلَ بها، ثم بَدا له أن يَنكحَها، فجاء يَستفتي، فذهبتُ معه أسألُ له، فسأل عبد الله بِنَ عباس وأبا هريرة عن ذلك؟ فقالا: لا نرى أن تَنْكحِهَا حتى تَنْكِحَ زوْجاً غيرَكَ، قال: فإنما طلاقي إيَّاها واحدةُ، [ص: 599] قال ابن عباس: إنكَ أرْسَلتَ منْ يَدِك ما كان لك من فَضْل» أخرجه الموطأ. وفي رواية معاوية بن أبي عيَّاش الأنصاري «أنه كان جالساً مع عبد الله بن الزبير وعاصم بن عمر، قال: فجاءهما محمد بن إياس بن البُكير فقال: إن رجلاً من أهل البادية طلَّق امرأتَه ثلاثاً قبل أن يدخلَ بها، فما تَرَيان؟ فقال عبد الله بن الزبير: إن هذا لأمْر مالنا فيه قول، فاذهب إلى عبد الله بن عباس وأبي هريرة، فإني تركتهما عند عائشة، فَسَلهْمُا، ثم ائْتنا فَأخبِرْنا، فذهب فسألهما، فقال ابن عباس لأبي هريرة: أَفْتِه يا أبا هريرة، فقد جاءتْك مُعضِلة، فقال أبو هريرة: الواحدةُ تُبِينُها، والثلاثُ تُحَرِّمُها، حتى تنكحَ زوْجاً غيره. وقال ابن عباس مثل ذلك» . أخرجه الموطأ وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُعْضِلَة) المعضلة: القضية المشكلة، ومنه داء عُضَال، أي: أعجز [الأطباء] دواؤه.   (1) رواه الموطأ 2 / 570 و 571 في الطلاق، باب طلاق البكر، وأبو داود رقم (2198) في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1235) قال: عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، فذكره. وأخرجه أبو داود (2198) بعد حديث عكرمة عن ابن عباس المذكور برقم (5741) أول هذا الكتاب، قال: وصار قول ابن عباس فيما حدثنا أحمد بن صالح ومحمد بن يحيى، وهذا حديث أحمد قالا حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ثوبان عن محمد بن إياس، فذكره. (*) قال أبو داود: وروى مالك بن يحيى بن سعيد بن بكير بن الأشج عن معاوية بن أبي عياش، فذكر روايته معلقة عن مالك كما مر. وقد أخرجه مالك في موطأه (1237) . الحديث: 5758 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 598 5759 - (ط) عطاء بن يسار – قال: «جاء رجل يسألْ عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عن رجل طلَّق امرأته ثلاثاً قبل أن يمسها، قال عطاء: فقلت: إنما طلاقُ البِكر واحدة، فقال لي عبد الله: إنما أنتَ قاص: [ص: 600] الواحدةُ تُبِينُها، والثلاث تُحَرِّمُها، حتى تنكحَ زوجاً غيرَه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 570 في الطلاق، باب طلاق البكر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1236) قال: عن يحيى بن سعيد بن بكير بن عبد الله بن الأشج عن النعمان بن أبي عياش الأنصاري، فذكره. الحديث: 5759 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 599 5760 - (د) عبد الله بن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهم - «سئلوا عن البكر يُطَلقها زوجُها ثلاثاً؟ فكلُّهم قالوا: لا تحلُّ له حتى تنكح زوجاً غيرَه» . أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين: «أنهم سُئلوا عن رجل طلَّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخلَ بها؟ فقالوا: الواحدة تُبيُنها، والثلاثة تُحرِّمها إلا بعد زوج، ولا عدَّة عليها في واحدة ولا ثلاث، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ المُؤمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} [الأحزاب: 49] ولها المُتْعَةُ، وذلك نصفُ ما سَمَّى لها، وإن كان لم يُسَمِّ لها شيئاً، فلها مُتْعَةُ، وهي غير لازمة» .   (1) رقم (2198) في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2198) بالإسناد المار برقم (5758) . الحديث: 5760 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 600 الفصل الثالث: في طلاق الحائض 5761 - (خ ط م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أنه [ص: 601] طلَّق امرأتَه وهي حائض، فذكر ذلك عمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فتغيظ فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: ليرَاجعْها، ثم يُمْسِكهْا حتى تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بَدَا له أن يطلِّقها، فليطلِّقْها قبل أن يمسَّها، فتلك العدة كما أمر الله عز وجل» . وفي رواية نحوه: وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مُره فَلْيراجعْها حتى تحيض حيضة مستقبَلة، سِوى حيضتها التي طلَّقها فيها، فإن بدا له أن يطلِّقَها، فليطلقها طاهراً من حيضتها قبل أن يمسَّها، قال: والطلاق للعدة كما أمر الله عز وجل، وكان عبد الله طلقها تطليقة، فَحُسِبَتْ من طلاقها، وراجعها عبد الله كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . ومن حديث الزبيدي نحوه، إلا أنه قال: «قال ابن عمر: فراجعتُها وَحُسبْتُ لها التطليقة [التي طلقتُها] » . وفي رواية لمسلم «أنه طلَّق امرأته وهي حائض، فذكر ذلك عمر للنبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: مُرْه فليراجعها، ثم ليطَلِّقها طاهراً أو حاملاً» . وفي أخرى له قال: «طلَّقت امرأتي على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وهي حائض] فذكر ذلك عمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: مُرْه فليراجعها، ثم ليدَعها حتى تطهر ثم تحيض حَيْضة أخرى، فإذا طهرت فليطلقها قبل أن يجامعَها أو يمسكها، فإنها العدة التي أمر الله عز وجل أن يطلَّق لها النساءُ. قال عبيد الله: قلت لنافع: ما صنعتِ التطليقةُ؟ قال: واحدةٌ اعتَدَّ بها» . [ص: 602] وفي رواية لهما بنحوه إلى قوله: «يطلَّقُ لها النساءُ» . وفي أخرى لهما «أنه طلق امرأته وهي حائض تطليقة واحدة، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُرَاجعها ... » بنحوه. وفي آخر حديث البخاري: «وكان عبد الله إذا سئل عن ذلك؟ قال لأحدهم: إن كنت طلَّقتها ثلاثاً، فقد حرمت عليك حتى تنكح زوجاً غيَرك، قال البخاري: وزاد فيه غيره» قال ابن عمر: لو طلَّقتَ مرة أو مرتين، فإن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أمرني بهذا. وفي حديث مسلم «وكان عبد الله إذا سئل عن ذلك؟ قال لأحدهم: أمَّا أنت طلقت امرأتك مرة أو مرتين، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرني بهذا، وإن كنتَ طلقتها ثلاثاً: فقد حَرُمَتْ عليك حتى تنكحَ زوجاً غيرَك، وعصيتَ الله فيما أمرك به من طلاق امرأتك» . قال مسلم: جوَّد الليث في قوله: «تطليقة واحدة» . وفي أخرى لهما عن محمد بن سيرين قال: «مكثتُ عشرين سنة يحدِّثني مَن لا أَتَّهِم: أن ابن عمر طلَّق امرأته ثلاثاً وهي حائض، فأُمِرَ أن يُراجعَها، فجعلتُ لا أتَّهمهم ولا أعرف الحديث: حتى لَقيتُ أبا غلاَّب يونسَ بن جبير [الباهلي]- وكان ذا ثَبَت (1) - فحدَّثني: أنه سأل ابن عمر؟ فحدَّثه: أنه طلَّق امرأته تطليقة وهي حائض، فأُمِرَ أن يُراجعَها، قال: فقلت: أَفحُسِبتْ عليه؟ [ص: 603] قال: فَمَهْ، أوَ إن عجَز واسْتَحْمقَ» هذا نص حديث مسلم عن علي بن حُجر، وفي حديث عبد الوارث قال: وقال: «يُطَلِّقها في قُبُل عدتها» وهو عند البخاري عن ابن سيرين بمعناه، ولم يذكر قول محمد بن سيرين في أوله، وأخرجاه أيضاً من حديث أنس بن سيرين عن ابن عمر. ولمسلم من حديث أبي الزبير «أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عَزَّةَ، يسأل ابن عمر - وأبو الزبير يسمع -: كيف ترى في رجل طلَّق امرأتَه حائضاً، فقال: طلَّق ابنُ عمر امرأته وهي حائض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، [فسأل عمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: إن عبد الله طلق امرأته، وهي حائض؟] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ليُراجعها، فردَّها، وقال: إذا طَهُرَتْ فليطلِّق أو ليمسك، قال ابن عمر: وقرأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَا أَيُّها النبيُّ إذاَ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فطلقوهنُّ في قُبُل عدتَّهن (2) » قال مسلم: في حديث عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير بمثل حديث حجاج، وفيه بعض الزيادة، ولم يذكرها. قال الحميديُّ: قال أبو مسعود في سياق هذا الحديث: «فردَّها عليَّ، ولم يَرَه شيئاً (3) » . قال البخاري: وقال أبو مَعْمر: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا [ص: 604] أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر «حُسِبَتْ عليَّ بتطليقة» لم يزد. وفي رواية الموطأ عن نافع: «أن عبد الله بن عمر طلق امرأَته وهي حائض على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسأل عمر بن الخطاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: مُرهْ فليراجعها، ثم يُمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعدُ، وإن شاء طلق قبل أن يَمسَّ، فتلك العدَّةُ التي أمر الله أَن يُطَلَّقَ لها النساءُ» . وأخرج أبو داود رواية الموطأ. وأخرج هو والترمذي والنسائي رواية محمد بن سيرين مختصرة، قال: قال يونس بن جبير: «سألت ابن عمر ... وذكر الحديث - إلى قوله: فأمره أن يُرَاجعَها، قال: قلت: فتَعتَدُّ بتلك الطلقة؟ قال: فَمَهْ، أَرأَيتَ إن عجز واستَحْمَقَ؟» . ولأبي داود أيضاً، قال: قال ابن سيرين: حدثني يونس بن جبير قال: «سألت عبد الله بن عمر: كم طلقتَ امرأتك؟ قال: واحدة» ، لم يزد على هذا. وأخرج أبو داود والنسائي أيضاً رواية أبي الزبير التي لمسلم، قال أبو داود: روى هذا الحديث جماعة بمعناه، كلُّهم قالوا: عن ابن عمر «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمره أن يُراجعَها حتى تطهر، ثم إن شاء طلقها، وإن شاء أمسك» قال: وأما [ص: 605] رواية سالم ونافع عن ابن عمر: «أنه أمره أن يُرَاجعها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء طلَّق أو أمسك» قال أبو داود: والأحاديث كلُّها خلاف ما رواه أبو الزبير. وأخرجه الترمذي أيضاً مختصراً عن سالم عن أبيه «أنه طلَّق امرأته في الحيض، فسأل عمر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: مُره فليراجعها، ثم لْيُطلِّقها طاهراً أو حاملاً» . وأخرج النسائي أيضاً الرواية التي في آخرها: «وكان عبد الله إذا سئل عن ذلك؟ قال لأحدهم: أمَّا أنت طلقتَ امرأتك مَرَّة أو مرَّتين ... الحديث» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَجَز واسْتَحْمَق) أي: صار أحمق، وفَعَلَ فِعل الحمقى: كاسْتَنْوَق الجمل: إذا صار يشبه الناقة والذي جاء في رواية «اسْتُحمِق» على ما لم يُسَمِّ فاعله، أي: فَعل فِعلاً جُعِلَ بسببه أحمق، والمعنى: أن تَطْلِيقه إياها في [ص: 606] حال الحيض عجز وحمق، فهل يقوم ذلك عُذراً له حتى لا يعتد بتطليقه؟ . (قُبُل عدتها) : ما أقْبَل منها. أي: يُطلِّقها مُسْتَقْبِلاً عدَّتها، ولم تكن حائضاً.   (1) أي: متثبتاً. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": هذه قراءة ابن عباس وابن عمر، وهي شاذة لا تثبت قرآناً بالإجماع، ولا يكون لها حكم خبر الواحد عندنا وعند محققي الأصوليين، والله أعلم. (3) قد حقق الإمام ابن القيم رحمه الله صحة هذه الرواية، وعلل الرواية التي فيها أنه احتسب بها طلقة، فراجعه مفصلاً محققاً مجوداً في " زاد المعاد "، وفي " تهذيب سنن أبي داود " 3 / 95. (4) رواه البخاري 9 / 306 و 307 في الطلاق، باب إذا طلقت الحائض تعتد بذلك الطلاق، وباب من طلق وهل يواجه امرأته بالطلاق، وباب وبعولتهن أحق بردهن في العدة، وباب مراجعة الحائض، وفي الأحكام، باب هل يقضي الحاكم أو يفتي وهو غضبان، وفي تفسير سورة الطلاق في فاتحتها، ومسلم رقم (1471) في الطلاق، باب تحريم طلاق الحائض بغير رضاها وأنه لو خالف وقع الطلاق، والموطأ 2 / 576 في الطلاق، باب ما جاء في الأقراء وعدة الطلاق وطلاق الحائض، وأبو داود رقم (2179) و (2180) و (2181) و (2182) و (2183) و (2184) و (2185) في الطلاق، باب في طلاق السنة، والترمذي رقم (1175) في الطلاق، باب ما جاء في طلاق السنة، والنسائي 6 / 137 - 141 في الطلاق، باب وقت الطلاق، وباب ما يفعل إذا طلق تطليقة وهي حائض، وباب الطلاق لغير العدة وما يحتسب منه على المطلق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/54) (1564) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/102) (5792) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (4/180) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. وابن المثنى قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن ماجة (2019) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والنسائي (6/137) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. السرخسي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (6/140) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال حدثنا المعتمر. خمستهم - يحيى بن سعيد، ومحمد عبيد، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن إدريس، والمعتمر - عن عبيد الله بن عمر. 2- وأخرجه أحمد (2/63) (5299) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2267) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. والبخاري (7/52) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. ومسلم (4/179) قال: حدثنا يحيى بن يحيى بن التميم. وأبو داود (2179) قال: حدثنا القعنبي. والنسائى (6/138) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا بن القاسم. ستتهم- عبد الرحمن بن مهدي، وخالد بن مخلد، وإسماعيل بن عبد الله، ويحيى بن يحيى، والقعنبي وابن القاسم - عن مالك بن أنس. 3- وأخرجه مسلم (4/179) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة، وابن رمح. وقال قتيبة: حدثنا ليث. قال الآخرون: أخبرنا الليث بن سعد. 4- وأخرجه النسائي (6/212) قال: حدثنا بشر بن خالد، قال: أنبأنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر (ح) وأخبرنا زهير، عن موسى بن عقبة. ستتهم - عبيد الله بن عمر، ومالك، والليث بن سعيد، وابن إسحاق، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عقبة - موسى بن عقبة. ستتهم - عبيد الله بن عمر، ومالك، والليث بن سعد، وابن إسحاق، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عقبة- عن نافع، فذكره. (*) أخرجه مالك (الموطأ) (356) . وأحمد (2/6) (4500) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/64) (5321) قال حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن أيوب. وفي (2/124) (6061) قال حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. والبخاري (7/75) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. ومسلم (4/180) قال حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب. وأبو داود (2180) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل، عن أيوب. ثلاثتهم - مالك، وأيوب، والليث - عن نافع، أن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... فذكر الحديث مرسلا. زاد في رواية أيوب، والليث: « ... فكان ابن عمر إذا سئل عن الرجل يطلق امرأته وهي حائض يقول: أما أنت طلقتها واحدة، أو اثنتين إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يرجعها، ثم يمهلها حتى تحيض حيضة أخري، ثم يمهلها حتي تطهر، ثم يطلقها قبل أن يمسها. وأما أنت طلقتها ثلاثا فقد عصيت ربك فيما أمرك به من طلاق امرأتك وبانت منك» . وعن أنس بن سيرين أنه سمع ابن عمر قال: «طلقت امرأتي، وهي حائض، فأتى عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال: مره فيراجعها، ثم إذا طهرت فليطلقها.» . قلت لابن عمر: أفاحتسبت بتلك التطليقة؟ قال فمه. 1- أخرجه أحمد (1/43) (304) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/128) (6119) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (4/182) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. ثلاثتهم - يزيد، ومحمد بن عبيد، وخالد بن عبد الله - عن عبد الملك بن أبي سليمان. 2- وأخرجه أحمد (2/61) (5268) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وبهز. وفي (2/74 (5434) قال: حدثنا بهز. وفي (2/78) (5489) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (7/52) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (4/182) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. قال: ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب. قال حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنيه عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثنا بهز. خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي، وبهز، ومحمد بن جعفر، وسليمان بن حرب، وخالد بن الحارث - قالوا: حدثنا شعبة. كلاهما - عبد الملك، وشعبة - عن أنس بن سيرين، فذكره. وعن سالم، عن ابن عمر، «أنه طلق امرأته، وهي حائَض، فذكر ذلك عمر للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: مره فليراجعها، ثم ليطلقها طاهرا، أو حاملا» . أخرجه أحمد (2/26) (4789) و (2/58) (5228) قال: حدثنا وكيع. والدرامي (2268) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. ومسلم (4/181) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. وابن نمير. قالوا: حدثنا وكيع. وأبو داود (2181) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.، قال: حدثنا وكيع، وابن ماجة (2023) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (1176) قال: حدثنا هناد، قال: وحدثنا وكيع. والنسائي (6/141) قال: أخبرنا محمد بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، وعبيد الله بن موسى - عن سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن سالم بن عبد الله، فذكره. وعن سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر قال ... فذكره. أخرجه أحمد (2/61 (5270) و2/81 (5525) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة وفي (2/130) (6141) قال حدثنا يعقوب، قال: أخبرني ابن أخي شهاب. والبخاري (6/193) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، قال حدثنا عقيل، وفي (9/82) قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني. قال: حدثنا حسان بن إبراهيم، قال: حدثنا يونس. ومسلم (4/180) قال: حدثني عبد بن حميد، قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد وهو ابن أخي الزهري، وفي (4/181) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا محمد بن حرب. قال: حدثني الزبيدي. وأبوداود (2182) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال حدثنا عنبسة، قال: حدثنا يونس، والنسائي (6/ 138) قال: أخبرني كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب. قال: حدثنا الزبيدي. خمستهم - محمد بن أبي حفصة، وابن أخي ابن شهاب، وعقيل، ويونس، ومحمد بن الوليد الزبيدي- عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، فذكره. وعن سالم، عن ابن عمر «أنه طلق امرأته وهي حائض، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فراجعها» . أخرجه النسائى (6/213) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، مروزي، قال: حدثنا الفضيل بن موسى، قال: حدثنا حدثنا حنظلة، عن سالم، فذكروه. (*) أخرجه أحمد (6/213) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، مروزي، قال: حدثنا الفضل بن موسى، قال حدثنا حنظلة، عن سالم، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/61) (5272) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حنطلة، قال سمعت سالما، وسئل عن رجل طلق امرأته، وهي حائض فقال: لا يحوز. طلق ابن عمر امرأته، وهي حائض، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يراجعها فراجعها» . وعن يونس بن جبير، قال: قلت: لابن عمر: رجل طلق امرأته، وهي حائض؟ فقال: أتعرف عبد الله بن عمر؟ «فإنه طلق امرأته، وهي حائض، فأتى عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأله فأمره أن يرجعها، ثم تستقبل عدتها.» 1- أخرجه أحمد (2/43) (5025) قال حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن بكر. قالا: حدثنا سعيد. وفي (2/74) (5433) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة وفي (2/79) (5504) قال حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (7/52) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. وفي (7/53) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. قال ابن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (6/212) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - سعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وهمام بن يحيى - عن قتادة. 2- وأخرجه أحمد (2/51) (5121) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. والبخاري (7/76) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. ومسلم (4/181 و182) قال: حدثني علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا حماد، عن أيوب (ح) وحدثنا عبد الوراث بن عبد الصمد. قال: حدثني أحمد، عن جدي، عن أيوب (ح) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن ابن علية بن يونس وأبو داود (2184) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا هشام. والترمذي (1175) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، والنسائي (6/. 141) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا ابن علية، وعن يونس. أربعتهم - يونس بن عبيد، ويزيد بن إبراهيم، وأيوب، وهشام بن حسان - عن محمد بن سيرين. كلاهما - قتادة، وابن سيرين - عن أبي غلاب يونس بن جبير، فذكره. (*) وأخرجه أبو داود (2183) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر ابن أيوب، عن ابن سيرين، قال: أخبرني يونس بن جبير، أنه سأل ابن عمر. فقال: كم طلقت امرأتك؟ فقال: واحدة» . وعن أبي الزبير، أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عزة يسأل ابن عمر -وأبو الزبير يسمع ذلك: كيف ترى في رجل طلق امرأته حائضا؟ فقال: «طلق ابن عمر امرأته، وهي حائض، علي عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأل عمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي حائض. أخرجه أحمد (2/61) (5269) و (2/80) (5524) قال: حدثنا روح بن عبادة. وفي (2/139) (6246) قال: حدثنا حجاج. (ح) وعبد الرزاق. مسلم (4/183) قال: حدثنا هارن بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبوعاصم. (ح) وحدثنيه محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزق. وأبو داود (2185) قال: حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الرزاق، النسائى (6/. 139) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن تميم، عن حجاج. أربعتهم - روح بن عبادة، وحجاج بن محمد، وعبد الرزاق، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. (*) في رواية محمد بن راعف، وأحمد بن صالح، عن عبد الرزاق: «أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عروة) قال مسلم: أخطأ حيث قال (عروة) ، إنما هو (مولى عزة) . (*) رواية حجاج، وعبد الرزق، عند أحمد، مختصرة على: «قرأ رسول الله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن» . عن طاووس، أنه سمع عبد الله بن عمر يسأل عن رجل طلق امرأته حائضا، فقال: أتعرف عبد الله بن عمر: قال: نعم قال: «فإنه طلق امرأته حائضا، فأتي عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره الخبر فأمره أن يراجعها، حتى تطئها» ..ولم أسمعه يزيد على هذا. أخرجه أحمد (2/145) (6329) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائى (6/213) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبوعاصم. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وروح، وعاصم - عن ابن جريج قال: أخبرنيه. ابن طاووس، عن أبيه، فذكره. وعن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. «أنه طلق امرأته وهي حائض فسأل عمر بن ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: فليراجعها حتى تطهر، ثم تحيض حيضة أخرى، ثم تطهر، ثم يطلق بعد، أو يمسك» . أخرجه مسلم (4/181) قال: حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان، وهو ابن بلال، قال: حدثني عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 5761 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 600 الفصل الرابع: في طلاق المكره والمجنون والسكران 5762 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كل طلاق جائز، إلا طلاقَ المَعْتُوه والمغلوب على عقله (1) » . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في المطبوع: والمغلوب على أمره، وهو خطأ. (2) رقم (1191) في الطلاق، باب ما جاء في طلاق المعتوه، وإسناده ضعيف في المرفوع، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء بن عجلان، وعطاء بن عجلان ضعيف ذاهب الحديث. أقول: وقد ثبت عن علي رضي الله عنه موقوفاً عليه، وسيأتي برقم (5765) ، قال الحافظ في " الفتح ": والمراد بالمعتوه: الناقص العقل، فيدخل فيه الطفل والمجنون والسكران، والجمهور على عدم اعتبار ما يصدر منه، وفيه خلاف قديم ... ، وانظر " الفتح " 9 / 345. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (1191) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال: أنبأنا مروان ابن معاوية الفزاري، عن عطاء بن عجلان، عن عكرمة بن خالد المخزومي، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث لانعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن عجلان. وعطاء بن عجلان ضعيف، ذاهب الحديث الحديث: 5762 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 606 5763 - (ط) ثابت بن الأحنف -: «أنه تزوج أُمَّ ولد لعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: فدعاني عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب (1) ، فجئتُه، فدخلت عليه، فإذا سِيَاط موضوعة، وإذا قَيدان من [ص: 607] حديد، وعبدانِ له قد أجلسهما، فقال: طَلِّقها، وإلاَّ والذي يُحْلَفُ به فعلتُ بك كذا وكذا، قال: فقلت: هي الطلاق ألفاً، قال: فخرجت من عنده، فَأدرَكتُ عبد الله بن عمر بطريق مكة، فأخبرتُه بالذي كان من شأني، فتغيَّظ عبد الله بن عمر، وقال: ليس ذلك بطلاق، وإنها لم تَحرُم عليكَ، فارجِع إلى أهلك، قال: فلم تَقررْني نَفسي حتى أتيتُ عبد الله بن الزبير، - وهو يومئذ بمكة أمير عليها - فأخبرتُه بالذي كان من شأني، وبالذي قال لي عبد الله بن عمر، قال: فقال لي عبد الله بن الزبير: لم تحرمْ عليك، فارجع إلى أهلك، وكتب إلى جابر بن الأسود الزهري - وهو أمير المدينة - يأمرُه أن يعاقبَ عبد الله بن عبد الرحمن، وأن يُخلِّيَ بيني وبين أهلي، قال: فقدمت المدينة، فجهَّزتْ صفيَّةُ امرأةُ عبد الله بن عمر امرأتي، حتى أدخلتْها عليَّ بعلم عبد الله بن عمر، ثم دعوتُ عبد الله بن عمر يوم عُرْسِي لوَلِيمتَي، فجاءني» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الحافظ ابن حجر في " تعجيل المنفعة ": قال ابن الحذاء: بين يحيى بن يحيى التميمي في روايته عن مالك أنه عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد. اهـ. قال: وذكره البخاري في " التاريخ " فقال: روى عنه عبد الكريم منقطع، قال: وأظنه أخا عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يزيد، قال ابن الحذاء: أم عبد الله، فاطمة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب. (2) 2 / 587 في الطلاق، باب جامع الطلاق، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1280) عن ثابت بن الأحنف به. الحديث: 5763 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 606 5764 - (د) صفية بنت شيبة - رضي الله عنها - قالت: سمعت عائشة تقول: «لا طلاق ولا عَتَاق في إغْلاق (1) » أخرجه أبو داود، وقال: [ص: 608] الغْلاِق: الغضب (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إغْلاق) الإغلاق: الإكراه، كأنه يُغْلَق عليه الباب، ويُحبس حتى يُطلِّق، وقد جاء في بعض الرواية (3) «الغِلاق» ، والمعروف: الإغلاق.   (1) وفي بعض النسخ: في غلاق، وعند ابن ماجة: إغلاق، وترجم عليه: باب طلاق المكره والناسي، ولذلك فسر علماء الغريب الإغلاق: بالإكراه، منهم ابن قتيبة، والخطابي، وابن السيد وغيرهم، وقيل: الغضب وقد وقع ذلك في " سنن أبي داود ". (2) رقم (2193) في الطلاق، باب في الطلاق على غلط، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة رقم (2046) في الطلاق، باب طلاق المكره والناسي، كما رواه أبو يعلى والحاكم والبيهقي، وصححه الحاكم، وفي سنده محمد بن عبيد بن أبي صالح، وهو ضعيف، وقال الحافظ في " التلخيص ": ورواه البيهقي من طريق ليس هو فيها، لكن لم يذكر عائشة، أقول: ويشهد له من جهة المعنى، حديث " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " وهو حديث حسن. اهـ. أقول: وقد استدل بهذا الحديث من قال: إنه لا يصح طلاق المكره، وبه قال جماعة من أهل العلم، وقال الحافظ في " الفتح ": واحتج عطاء بآية النحل {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} قال عطاء: الشرك أعظم من الطلاق، أخرجه سعيد بن منصور بسند صحيح وقرره الشافعي بأن الله لما وضع الكفر عمن تلفظ به حال الإكراه، وأسقط عنه أحكام الكفر، فكذلك يسقط عن المكره ما دون الكفر، لأن الأعظم إذا سقط، سقط ما هو دونه بطريق الأولى. (3) وهو في بعض نسخ أبي داود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/276) قال: حدثنا سعد بن إبراهيم. وأبو داود (2193) قال: حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري، أن يعقوب بن إبراهيم حدثهم. كلاهما - سعد بن إبراهيم بن سعد، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد - قالا: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن ثور بن يزيد الحمصي، عن محمد بن عبيد بن أبي صالح، الذي كان يسكن أيليا قال: خرجت مع عدي بن عدي الكندي حتى قدمنا مكة، فبعثني إلى صفية بنت شيبة، فذكرته. (*) وأخرجه ابن ماجة (2046) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن ثور، عن عبيد بن أبي صالح، عن صفية بنت شيبة فذكرته. قلت: محمد بن عبيد بن أبي صالح، ضعفوه، وإن لم يكن في سند ابن ماجة إلا أنه علنه تدليس ابن إسحاق، والله أعلم. الحديث: 5764 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 607 5765 - (خ) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كل طلاق جائز، إلا طلاق المَعْتُوه والمكرَه» (1) . [ص: 609] وقال: «ألم تعلمْ أن القلم رُفِعَ عن المَجنون حتى يُفيقَ، وعن الصبيِّ حتى يُدْرِكَ، وعن النائم حتى يستيقظَ؟» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (2) .   (1) رواه البخاري معلقاً 9 / 345 قال الحافظ في " الفتح ": وصله البغوي في " الجعديات " عن علي بن الجعد عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن عابس بن ربيعة أن علياً قال: كل طلاق جائز إلا طلاق المعتوه، وهكذا أخرجه سعيد بن منصور عن جماعة من أصحاب الأعمش عنه صرح في بعضها بسماع عابس بن ربيعة من علي، قال الحافظ: وقد ورد فيه حديث مرفوع أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة - يريد الحديث الذي تقدم برقم (5762) - وهو ضعيف جداً. (2) تعليقاً 9 / 344 في الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق، قال الحافظ في " الفتح ": وصله البغوي في " الجعديات " عن علي بن الجعد عن شعبة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس أن عمر أتي بمجنونة قد زنت وهي حبلى، فأراد أن يرجمها، فقال له علي: أما بلغك أن القلم وضع عن ثلاثة ... فذكره، وتابعه ابن نمير ووكيع وغير واحد عن الأعمش، ورواه جرير بن حازم عن الأعمش فصرح فيه بالرفع، أخرجه أبو داود وابن حبان من طريقه، وأخرجه النسائي من وجهين آخرين عن أبي ظبيان مرفوعاً وموقوفاً، لكن لم يذكر فيهما ابن عباس، جعله عن أبي ظبيان، عن علي، ورجح الموقوف على المرفوع، قال الحافظ: وأخذ بمقتضى هذا الحديث الجمهور، لكن اختلفوا في إيقاع طلاق الصبي ... الخ، وانظر " الفتح " 9 / 344. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري (9/345) ، وقال الحافظ في الفتح: وصله البغوي في الجعديات عن علي بن الجعد عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن عابس بن ربيعة أن عليا، فذكره. وقال: وهكذا أخرجه سعيد ابن منصور عن جماعة من أصحاب الأعمش عنه صرح في بعضها بسماع عابس بن ربيعة من علي ا. هـ. قلت: ونحن بحاجة لتصريح الأعمش بالسماع، وحديث رفع القلم حسن، تقدم تخريجه من حديث علي وأم المؤمنين عائشة. الحديث: 5765 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 608 5766 - (خ) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: «ليس لسَكْرَانَ ولا مجنون طلاق» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 9 / 342 في الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة عن شبابة، ورويناه في الجزء الرابع من تاريخ أبي زرعة الدمشقي عن آدم بن أبي إياس كلاهما عن ابن أبي ذئب عن الزهري، قال: قال رجل لعمر بن عبد العزيز: طلقت امرأتي وأنا سكران فكان رأي عمر بن عبد العزيز مع رأينا أن يجلده ويفرق بينه وبينه امرأته، حتى حدثه أبان ابن عثمان بن عفان عن أبيه أنه قال: ليس على المجنون وعلى السكران طلاق، فقال عمر: تأمرونني وهذا يحدثني عن عثمان، فجلده ورد إليه امرأته، قال الحافظ: وذهب إلى عدم وقوع طلاق السكران أيضاً: أبو الشعثاء، وعطاء، وطاوس، وعكرمة، والقاسم، وعمر بن عبد العزيز، ذكره ابن أبي شيبة عنهم بأسانيد صحيحة، وبه قال ربيعة، والليث، وإسحاق، والمزني، واختاره الطحاوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الحافظ في الفتح (9/340) : وصله ابن أبي شيبة، ورويناه في الجزء من تاريخ أبي زرعة الدمشقي. الحديث: 5766 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 609 5767 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «ليس لمُسْتَكْرَه ولا مجنون طلاق» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 9 / 343 في الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور جميعاً عن هشيم عن عبد الله بن طلحة الخزاعي عن أبي يزيد المزني عن عكرمة عن ابن عباس، قال: ليس لسكران ولا مضطهد طلاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الحافظ في الفتح (9/232) : وصله ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور الحديث: 5767 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 609 5768 - (خ) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «لا يجوز طلاق الموَسْوِس» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) تعليقاً 9 / 343 في الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق، قال الحافظ في " الفتح ": أي: لا يقع، لأن الوسوسة حديث نفس، ولا مؤاخذة بما يقع في النفس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري في الطلاق -باب الطلاق في الإيمان (9/343) . الحديث: 5768 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 610 الفصل الخامس: في الطلاق قبل العقد 5769 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- بلغه: أن عمرَ بن الخطاب وعبد الله ابن عمر، وعبد الله بن مسعود، وسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وابن شهاب، وسليمان بن يسار، كانوا يقولون: «إذا حلف الرجل بطلاق المرأة قبل أن ينكحَها، ثم أَثِمَ: أن ذلك لازم له إذا نكحها (1) » أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": من باب لزوم الطلاق المعلق، وبه قال جماعة آخرون، وهو المشهور عن مالك، وقال الجمهور وأحمد والشافعي ومالك في رواية ابن وهب والمخزومي: لا يقع. (2) بلاغاً 2 / 584 في الطلاق، باب يمين الرجل لطلاق ما لم ينكح، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": لكنه يعتضد بما صح عنه - يعني: عمر رضي الله عنه - من علق ظهار امرأته على تزوجها أنه لا يقربها حتى يكفر، فيقاس عليه تعليق الطلاق، أشار له أبو عمر بن عبد البر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: ذكره مالك في الموطأ (1274) باب يمين الرجل بطلاق ما لم ينكح. الحديث: 5769 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 610 5770 - (ط) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كان يقول فيمن قال: كلُّ امرأة أنْكِحُها فهي طالق، [إنه] إذا لم يُسَمِّ قبيلة أو امرأة بعينها فلا شيء عليه» (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": للحرج والمشقة، وربما أداه إلى العنت. (2) بلاغاً 2 / 585 في الطلاق، باب يمين الرجل لطلاق ما لم ينكح، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع ذكره مالك في الموطأ (1275) الباب السابق. الحديث: 5770 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 610 5771 - (د ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله- عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا طلاق إلا فيما تَمْلك، ولا عتقَ إلا فيما تَملك، ولا بيْعَ إلا فيما تملك» زاد في رواية «ومَن حلف على معصية فلا يمينَ له، ومن حلف على قطيعة رَحم فلا يمين له» . وزاد في أخرى «ولا نَذْرَ إلا فيما يُبْتغَى به وجهُ الله عز وجل» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي قال: «لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا عِتْقَ له فيما لا يملك، ولا طلاق له فيما لا يملك» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2190) و (2191) و (2192) في الطلاق، باب في الطلاق قبل النكاح، والترمذي رقم (1181) في الطلاق، باب ما جاء لا طلاق قبل النكاح، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: وفي الباب عن علي ومعاذ بن جبل وجابر وابن عباس وعائشة، وقال: حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب، وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (2/185) (6732) قال:حدثنا إسحاق بن عيسى، قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث. وفي (2/185) (6736) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا خليفة بن خياط. وفي (2/189) (6769) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن بكر، قالا: حدثنا سعيد،عن مطر. وفي (2/190) (6780) قال: حدثنا هشيم، قال أخبرنا عامر الأحول. وفي (2/ 190) (6781) قال:حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. قال: حدثنا مطر الوراق. وفي (2/210) (6969) قال: حدثنا عبد الصمد،قال: حدثنا خليفة بن خياط الليثي. وأبو داود (2190) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هشام (ح) وحدثنا ابن الصباح، قال:حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قالا: حدثنا مطر الوراق. وفي (2191) قال: حدثنا محمد بن عبد العلاء، قال: أخبرنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني عبد الرحمن بن الحارث. وفي (2192) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي. وفي (3273) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي عبد الرحمن. وابن ماجة (2047) قال:حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا هشيم. قال: أنبأنا عمار الأحول (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن الحارث. وفي (2111) قال: حدثنا عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي، قال: حدثنا عون بن عمارة، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن عبيد الله بن عمر. والترمذي (1191) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا عامر الأحول. والنسائي (7/288) قال: أخبرنا عثمان بن عبد الله، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي رجاء (قال عثمان: هو محمد بن سيف) عن مطر الوراق. ستتهم - عبد الرحمن بن الحارث، وخليفة بن خياط، ومطر الوراق،وعامر الأحول، ومحمد بن إسحاق، وعبيد الله بن عمر بن شعيب، عن أبيه الأحول، ومحمد بن إسحاق، وعبيد الله بن عمر) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه فذكره. (*) رواية عبد الرحمن بن أبي الزناد،والمغيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحارث: «لا نذر إلا فيما ابتغي به وجه الله - عز وجل - ولايمين في قطيعة رحم» . (*) في رواية الوليد بن كثير، عن عبد الرحمن بن الحارث ... زاد: «من حلف على معصية، فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمك، فلا يمين له» . (*) رواية خليفة بن خياط، ورواية عبيد الله بن عمر: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فتركها كفارتها» . (*) رواية عامر الأحول. ليس فيها: «ولا بيع» .... وزاد: « ... ولا يمين فيما لا يملك» . رواية محمد بن إسحاق. ليس فيها: «ولا بيع» . وزاد: « ... ولانذر في معصية الله» . قال الترمذي: وفي الباب عن علي ومعاذ بن جبل وجابر وابن عباس. وحديث عبد الله بن عمرو حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب، وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم. الحديث: 5771 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 611 5772 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «جعل الله الطلاق بعد النكاح» قال البخاري: ويروى في ذلك عن علي وابنِ المسيّب، وعروةَ، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وعبيدِ الله بن عبد الله، وأبانَ بنِ عثمان وعلي بن الحسين، وشريح، وابن جبير، ومحمد بن كعب، وطاوس، [والحسن] ، وعكرمة، وعطاء، وعامر بن سعد، وجابر بن زيد، وسليمان [ص: 612] ابن يسار، وسالم، ونافع بن جبير، ومجاهد، والقاسم بن عبد الرحمن، وعمرو بن هَرم، [والشعبي] : «أنها لا تَطْلُقُ» . أخرجه البخاري في ترجمة باب بغير إسناد (1) .   (1) تعليقاً 9 / 334 في الطلاق، باب لا طلاق قبل النكاح، قال الحافظ في " الفتح ": هذا التعليق طرف من أثر أخرجه أحمد فيما رواه عنه حرب في مسائله من طريق قتادة عن عكرمة عنه وقال: سند جيد، أقول: وانظر بقية كلام الحافظ في " الفتح " 9 / 334. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري (9/334) باب لا طلاق قبل النكاح. وقال الحافظ: هذا التعليق طرف من أثر أخرجه أحمد فيما رواه عنه حرب في مسائله وجود سنده. الفتح (9/334) . الحديث: 5772 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 611 الفصل السادس: في طلاق العبد والأمة 5773 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «طلاقُ الأمة تطليقتان، وقرْؤُها حيضتان (1) » . أخرجه الترمذي وأبو داود (2) . [ص: 613] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَرْؤُها) القَرْء بفتح القاف: الطُّهر عند الشافعي، والحيض عند أبي حنيفة رحمهما الله.   (1) لفظه عند الترمذي وفي رواية لأبي داود: وعدتها حيضتان. (2) رواه الترمذي رقم (1182) في الطلاق، باب ما جاء أن طلاق الأمة تطليقتان، وأبو داود رقم (2189) في الطلاق، باب في سنة طلاق العبد، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2080) في الطلاق، باب في طلاق الأمة وعدتها، والدارمي 2 / 170 في الطلاق، باب طلاق الأمة، وفي سنده مظاهر بن أسلم المخزومي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن عمر، وقال: حديث عائشة حديث غريب، لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث مظاهر بن أسلم، ومظاهر لا يعرف له في العلم غير هذا الحديث، قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، أقول: ورواه أيضاً ابن ماجة والبيهقي من وجه آخر عن ابن عمر مرفوعاً، وفي سنده ضعيفان، ورواه مالك في الموطأ، والشافعي عنه عن نافع عن ابن عمر موقوفاً، وصحح الدارقطني والبيهقي الموقوف، وانظر " تحفة الأحوذي " 4 / 359 - 361. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف والصواب وقفه. أخرجه الدارمي (2299) . وأبو داود (2189) قال: حدثنا محمد بن مسعود. وابن ماجة (2090) قال: حدثنا محمد بن بشار. والترمذي (1182) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري.. أربعتهم - الدارمي، ومحمد بن مسعود، ومحمد بن بشار، ومحمد بن يحيى النيسابوري- عن عاصم. قال: حدثنا ابن جريج، عن مظاهر بن أسلم، عن القاسم، فذكره. (*) في رواية الدارمي ومحمد بن مسعود ومحمد بن بشار: «قال أبو عاصم: سمعته من مظاهر. وفي رواية محمد بن يحيى. قال: «حدثنا أبو عاصم. قال: أنبأنا مظاهر» . (*) قال أبو داود: هذا جيل مجهول. (*) وقال الترمذي: حديث عائشة حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث مظاهر بن أسلم، ومظاهر لا نعرف له في العمل غير هذا الحديث. قلت: مظاهر بن أسلم شبه مجهول. وأثر ابن عمر الآتي هو أصح ما ورد، والله أعلم. الحديث: 5773 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 612 5774 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: «إذا طلَّقَ العبَدُ امرأته ثِنْتَيْن: حَرُمَت عليه حتى تنكحَ زوجاً غيره، حُرَّة كانت أو أمة، وعدةُ الحرة: ثلاث حيض، وعدة الأمة حيضتان» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 574 في الطلاق، باب ما جاء في طلاق العبد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (1249) قال: عن نافع، فذكره. الحديث: 5774 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 613 5775 - (د س) أبو حسن - مولى بني نوفل قال: «قلت لابن عباس: مملوك كانت تحته مملوكة، فطلقها تطليقتين، ثم عَتَقَا بعد ذلك، هل يصح له أن يخطبها؟ قال: نعم، بَقِيَتْ له واحدة، قَضى بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود والنسائي. وفي رواية للنسائي قال: «كنتُ أنا وامرأتي مملوكين، فطَّلقتُها تطليقتين، ثم أُعْتِقنَا جميعاً، فسألتُ ابن عباس؟ فقال: إن راجعتَها كانت عندك على واحدة، قضى بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . قال الخطَّابيُّ: لم يذهب إلى هذا أحد من العلماء فيما أعلم، وفي إسناده [ص: 614] مقال، ومذهب عامة الفقهاء: أن المملوكة إذا كانت تحت مملوك، فطلقها تطليقتين: أنها لا تصلح له إلا بعد زوج (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2187) و (2188) في الطلاق، باب في سنة طلاق العبد، والنسائي 6 / 154 و 155 في الطلاق، باب طلاق العبد، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2031) و (3088) ، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (1/229) (2031) قال: حدثنا يحيى، عن علي بن المبارك. وفي (1/334) (3088) قال: حدثنا علي بن المبارك. وابن ماجة (2082) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه أبو بكر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والنسائى (6/154) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى، قال: حدثنا علي بن المبارك (ح) . وأخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. كلاهما - على بن المبارك، ومعمر - عن يحيى بن أبي كثير، أن عمر بن معتب أخبره، أن أبا حسن مولى بني نوفل أخبره، فذكره. قلت: عمر بن معتب، ضعفوه، وشيخه قال فيه الحافظ: مقبول التقريب (2/412) . الحديث: 5775 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 613 5776 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله- أن عبد الله بن عمر كان يقول: «مَن أذِنَ لعبده أن ينكح: فالطلاق بيد العبد، ليس بيد غيره من طلاقه شيء، فأمَّا أن يأخذ الرجل أمَةَ غُلامه، أو أمَةَ ولِيدَته: فلا جُناحَ عليه» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 575 في الطلاق، باب ما جاء في طلاق العبد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1250) عن نافع به. الحديث: 5776 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 614 5777 - (ط) سليمان بن يسار «أن نُفَيْعاً - مكاتَباً كان لأمِّ سلمة زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم-، أو عبداً - كانت تحته امرأة حرة، فطلَّقها اثنتين، ثم أراد أن يُراجعها، فأمَرَه أزواجُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم- أن يأتي عثمانَ بن عفان، فيسأله عن ذلك، فلَقِيه عند الدَّرَج، آخِذاً بيد زيد بن ثابت، فسألهما؟ فَابْتَدَرَاه جميعاً، فقالا: حَرُمَتْ عليك، حرمت عليك» . أخرجه الموطأ. وأخرجه عن ابن المسيب «أن نفيعاً - مكاتباً كان لأمِّ سلمة زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- طلق امرأة حرة تطليقتين، فَاسْتَفْتى عثمان بن عفان، فقال: حرمت عليك» . [ص: 615] وفي أخرى له عن [محمد بن] إبراهيم بن الحارث التَّيْمي «أن نُفَيعاً - مكاتباً كان لأمِّ سلمة زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم- استفتى زيدَ بن ثابت فقال: إني طلقتُ امرأة حرة تطليقتين؟ فقال زيد بن ثابت: حرُمت عليك» (1) .   (1) رواه مالك في " الموطأ " 2 / 574 في الطلاق، باب ما جاء في طلاق العبد، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1246) عن أبي الزناد، فذكره.. والرواية الثانية (1247) عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب به. والرواية الثالثة (1248) عن عبد ربه بن سعيد بن محمد بن إبراهيم بن الحارث به. الحديث: 5777 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 614 5778 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «طلاقُ الأمة خمس: عِتقُها، وطلاقُ زوجها لها، وبيعُ سيدها، وهِبتُه لها، وميراثها» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول، لم أهتد إليه. الحديث: 5778 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 615 5779 - (د س) عائشة - رضي الله عنها- قالت: «أردتُ أن أُعْتِقَ عبديْن لي، فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن أبدَأ بالرجل قبل المرأة» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) . وزاد رزين «لئلا يكونَ لها خيار» .   (1) رواه أبو داود رقم (2237) في الطلاق، باب في المملوكين يعتقان معاً هل تخير امرأته، والنسائي 6 / 161 في الطلاق، باب خيار المملوكين يعتقان، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2238) قال: حدثنا زهير بن حرب ونصر بن علي، قال زهير: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد. والنسائي (6/161) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال:حدثنا حماد بن مسعدة، قالا: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن القاسم، فذكره قلت: عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، ضعفوه. الحديث: 5779 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 615 5780 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها- قالت: «كان في بَرِيرَةَ ثلاثُ سُنَن: أُعْتِقَتْ فخُيِّرَتْ في زوجها، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيها: الوَلاَءُ لمن أعْتَق، ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والبُرْمَةُ [ص: 616] تفَورُ، فقُرِّبَ إليه خُبز وأدْم من أُدْم البيت، فقال: ألم أرَ بُرْمَة تفور؟ قالوا: بلى، ولكنْ ذلك لحم تُصُدِّق به على بريرةَ، وأنتَ لا تأكل الصدقة، قال: عليها صدقة، ولنا هدية» . وفي رواية نحوه، وفيها «فقال: هو عليها صدقة، وهو منها لنا هدية» . وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فيها: «إنما الولاءُ لمن أعتق» . وفي أخرى قالت: «كانت في بريرة ثلاثُ قَضِيَّات ... وذكر نحوه، وفيها- وكان الناس يتصدَّقون عليها، وتُهْدِي لنا، فذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: هو عليها صدقة، وهو لكم هدية، فكلوه» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري في رواية «فقال: أعْتِقِيها، فإن الولاء لمن أعْطَى الوَرِقَ، فأعْتَقْتُهَا، فدعاها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فَخيَّرها من زوجها، فقالت: لو أعْطَاني كذا وكذا ما ثَبَتُّ عنده، فاختارتْ نفسَها» . قال في رواية: «وكان زوجها حراً» قال البخاري: وقولُ الحَكم مرسل، وقال ابن عباس: «رأيتُه عبداً» . وفي رواية نحوه، قال الأسود: «وكان زوجها حراً» . قال البخاري: قول الأسود منقطع، وقول ابن عباس: «رأيتُه عبداً» أصح، ولمسلم في رواية عنها قالت: «كان زَوْجُ بريرةَ عبداً» . [ص: 617] ولهما في رواية قال عبد الرحمن: «زوجُها حر، قال شعبة: ثم سألت عبد الرحمن [بن القاسم] عن زوجها؟ فقال: لا أدري: أحرٌّ، أم عبد؟» . ولهذا الحديث روايات كثيرة، بعضها جاء في «كتاب البيع» وبعضها في «كتاب الزكاة ومن تحل له الصدقة، ومن تحرم عليه» ، وبعضها هاهنا، وبعضها يجيء في «كتاب العتق» و «كتاب النكاح» والكتابة، والفرائض. وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وأخرج النسائي الأولى، والأولى من أفراد البخاري. وفي رواية أبي داود «أن بَريرةَ عتقَتْ، وهي عند مُغيِث - عبد لآل أبي أحمد-، فخيَّرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقال لها: إن قَرِبَكِ (1) فلا خِيَارَ لَكِ» . وفي أخرى له «أن زوج بريرةَ كان حراً حين أُعْتِقَت، وأنها خُيِّرَتْ، فقالت: ما أحبُّ أن أكونَ معه وإن لي كذا وكذا» . وفي رواية له وللترمذي، قالت: «كان زوج بريرة عبداً، فخيَّرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فاختارت نفسها، ولو كان حراً لم يخيِّرْها» . وفي أخرى للترمذي «كان زوج بريرة حراً، فخيَّرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» وللنسائي في رواية قال: «وكان زوجُ بريرةَ عبداً» (2) . [ص: 618] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَرِبكِ) قَرِبه يَقْرَبه: إذا قَرُب منه، إذا كسرتَ الراء تَعدَّى، وإذا ضممتها لم يتعدَّ.   (1) أي: جامعك. (2) رواه البخاري 9 / 356 و 357 في الطلاق، باب لا يكون بيع الأمة طلاقاً، وفي النكاح، [ص: 618] باب الحرة تحت العبد، وفي الأطعمة، باب الأدم، وفي العتق، باب بيع الولاء وهبته، وفي الفرائض، باب إذا أسلم على يديه، وباب ما يرث النساء من الولاء، وباب الولاء لمن أعتق، وميراث اللقيط، وباب ميراث السائبة، ومسلم رقم (1504) في العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق، والموطأ 2 / 562 في الطلاق، باب ما جاء في الخيار، وأبو داود رقم (2233) و (2235) و (2236) في الطلاق، باب في المملوكة تعتق وهي تحت حر أو عبد، وباب من قال: كان حراً، وباب حتى متى يكون لها الخيار، والترمذي رقم (1154) و (1155) في الرضاع، باب ما جاء في المرأة تعتق ولها زوج، والنسائي 6 / 162 و 163 في الطلاق، باب خيار الأمة، وباب خيار الأمة تعتق وزوجها حر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 5780 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 615 5781 - (خ د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إنَّ زوج بريرة كان عبداً يقال له: مُغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفَها ودُمُوعُه تَسِيلُ على لحيته، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- للعباس: يا عبَّاسُ، ألا تعجَب من حُبِّ مُغيث بريرةَ، ومن بُغْضِ بريرةَ مغيثاً؟! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لو راجعتيه؟ قالت: يا رسول الله، تأْمُرني؟ قال: إنما أشْفَع، قالت: فلا حَاجَةَ لي فيه» . وفي رواية قال: «رأيته عبداً - يعني: زوْجَ بريرة - كأني أنظر إليه، يَتْبَعهَا في سِكَكِ المدينة، يَبْكي عليها» . وفي أخرى قال: «كان زوج بريرة عبداً أسود، يقال له: مغيث، عبداً لبني فلان، كأني أنظر إليه يطوف وراءها في سكك المدينة» . [ص: 619] وأخرج الترمذي إلى قوله: «على لحيته» وزاد «يتَرَضَّاها لِتخْتَارَه، فلم تفعل» . وأخرج النسائي إلى قوله: «فلا حاجة لي فيه» . وفي رواية أبي داود «أن مُغيثاً كان عبداً، فَعُتقتْ بريرةُ تحته، فقال: يا رسول الله، اشْفَعْ إليها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا بريرةُ، اتقي الله، فإنه زوُجكِ وأبو وَلدِك، فقالت: يا رسول الله، تأمرني بذلك؟ قال: لا، إنما أنا شافع، فكان دُمُوعُه تَسِيلُ على خدِّه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- للعباس: ألا تعَجب من حب مغيث بريرةَ، وبغضها إياه؟ !» . وفي رواية «أنه كان عبداً أسودَ، فخيرها - يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأمرها أن تعتدَّ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سِكَك) السِّكَك، جمع سِكَّة، وهي الطريق.   (1) رواه البخاري 9 / 358 في الطلاق، باب خيار الأمة تحت العبد، وباب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في زوج بريرة، وأبو داود رقم (2231) و (2232) في الطلاق، باب في المملوكة تعتق وهي تحت حر أو عبد، والترمذي رقم (1156) في الرضاع، باب ما جاء في المرأة تعتق ولها زوج، والنسائي 8 / 245 في القضاة، باب شفاعة الحاكم للخصومة قبل فصل الحكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ويأتي تخريجه. الحديث: 5781 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 618 5782 - (س) صفية بنت أبي عبيد - رضي الله عنها- قالت: «كان [ص: 620] زوجُ بريرةَ عبداً» أخرجه النسائي (1) .   (1) لم نجد هذا الحديث في نسخ النسائي المطبوعة في مظانه، وهو في نسخ الظاهرية المخطوطة من حديث إسحاق بن إبراهيم: حدثنا المغيرة بن سلمة، ثنا وهيب عن عبيد الله، عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد قالت: كان زوج بريرة عبداً، وإسناده حسن، وهو في مخطوطة النسائي عقب حديث عائشة الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عزاه المزي في التحفة (13/455) (1921) للنسائي في الطلاق - الكبرى - عن إسحاق بن إبراهيم، عن المغيرة بن سلمة، عن هشيم، عن عبيد الله بن عمر عن نافع، عن صفية بهذا، ذكره في ترجمة يزيد بن رومان، عن عروة عن عائشة. قلت: وهذا عجيب مخالف للاستقراء فالمصنف -رحمه الله - لا ينقل من الكبرى، وقد يكون الحديث في سنن أبي داود أو الترمذي وعند النسائي في الكبرى دون الصغرى فيعزو لهما دون النسائي بل أحيانا يهمل الرمز كعادته في زيادات رزين، والحديث في الكبرى، ولا يشير لذلك. الحديث: 5782 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 619 5783 - (ط) عروة بن الزبير قال: «إن مَوْلاة لبني عديّ - يقال لها: زَبْرَاءُ - أخبرتْهُ أنها كانت تحت عبد، وهي أَمَة يومئذ، فَعَتَقَتْ، قالت: فأرسلتْ إليَّ حفصةُ زوجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فدَعَتْني، فقالت: إني مُخْبِرَتُكِ خبراً، ولا أُحِبُّ أن تصنعي شيئاً: إنَّ أمَركِ بيدِكِ، ما لم يَمْسَسْكِ زوجكِ، فإن مَسَّكِ، فليس لكِ من الأمر شيء، قالت: فقلت: هو الطلاقُ، ثم الطلاق، ثم الطلاق، ففارقته ثلاثاً» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 563 في الطلاق، باب ما جاء في الخيار، ورجال إسناده ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1225) قال: عن ابن شهاب، فذكره. الحديث: 5783 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 620 الفصل السابع: في أحكام متفرقة للطلاق 5784 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «طلاق السُّنَّة: يُطَلِّقُها تطليقة وهي طاهر من غير جماع، فإذا حاضت وطهُرتْ: [ص: 621] طلَّقها أخرى، ثم تعتدُّ بعد ذلك بحيضة» . وفي أخرى قال: «طلاق السُّنَّةِ: أن يُطلِّقها طاهراً من غير جماع» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 140 في الطلاق، باب طلاق السنة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: وفي رواية سفيان: «طلاق السنة أن يطلقها طاهرا في غير جماع» . أخرجه ابن ماجة (2020) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (2021) قال: حدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش. والنسائى (6/140) قال: حدثنا الأعمش. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. كلاهما - سفيان، والأعمش -عن إبي إسحاق، عن أبي الأحوص. (*) قال الأعمش: سألت إبراهيم. فقال مثل ذلك. «سنن النسائي» (6/140) . الحديث: 5784 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 620 5785 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «طلَّق عبدُ يَزِيدَ - أبو رُكانة وإخْوَتِه - أُمَّ ركانةَ وإخوته، ونكح امرأة من مُزَينَةَ، فجاءت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقالت: ما يُغني عني إلا كما تُغني هذه الشعرةُ - لشعرة أخذتَها من رأسها - ففرِّقْ بيني وبينه، فأخذتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- حَمِيَّة، فدعا بِرُكانَةَ وإخوتِه، ثم قال لجُلَسَائه: أَتَرَوْنَ فلاناً يُشْبه منه كذا وكذا من عبد يزيد، وفلاناً لابنه الآخر يشبه منه كذا وكذا؟ قالوا: نعم، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لعبد يزيد: طلِّقْها، ففعل، ثم قال: راجع امرأتَك أُمَّ رُكانَةَ، فقال: إني طلقتُها ثلاثاً يا رسول الله؟ قال: قد عَلِمْتُ، أرْجِعها، وتلا {يَا أَيُّهَا النَّبيُّ إذَا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1] » . أخرجه أبو داود، [وقال: «وحديث نافع بن عُجير وعبد الله بن يزيد بن ركانة- يعني الحديث الذي تقدَّم في الفرع الأول في الصريح من الفصل الأول من كتاب الطلاق عن أبيه عن جده أن رُكانة طلق امرأته ألبتة، [ص: 622] فردها إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» - أصح، لأنهم وَلدُ الرجل، وأهله أعلم به «أن ركانة إنما طلَّق امرأته ألبتة، فجعلها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- واحدة» ] (1) .   (1) رقم (2196) في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث و (2206) و (2207) و (2208) في الطلاق، باب في البتة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2387) ، وهو حديث مضطرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناد الرواية الأولى ضعيف: أخرجه أبو داود (2196) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني بعض بني أبي رافع مولى النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 5785 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 621 5786 - (د) مجاهد قال: «كنتُ عند ابن عباس -رضي الله عنه- فجاءه رجل، فقال: إنه طلق امرأته ثلاثاً، قال: فسكتَ، حتى ظننتُ أنه رادُّها إليه، ثم قال: يَنطِلقُ أحدُكم فيركب الحَمُوقةَ، ثم يقول: يا ابن عباس، يا ابن عباس، فإن الله عز وجل قال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} [الطلاق: 2] فما أجد لكَ مخرجاً، عصيتَ ربَّك، وبانت منك امرأتُك، فإن الله عز وجل قال: {يا أيها النبيُّ إذا طلقتم النساء فطلقوهن} [الطلاق: 1] في قُبُل عدتهن (1) » . أخرجه أبو داود، وقال: رواه جماعة - سمَّاهم- عن ابن عباس، قال: «أجازها عليه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَمُوقة) والأُحْمُوقة: فَعْلة ذات حُمْق وجهالة.   (1) هذه القراءة من ابن عباس محمولة على التفسير، قال الحافظ في " الفتح " 9 / 301 في أول كتاب الطلاق: قال مجاهد في قوله تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} قال ابن عباس: في قبل عدتهن، أخرجه الطبري بسند صحيح، ومن وجه آخر أنه قرأها كذلك، وكذا وقع عند مسلم من رواية أبي الزبير عن ابن عمر في آخر حديثه، قال ابن عمر: وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن} في قبل عدتهن، ونقلت هذه القراءة أيضاً عن أُبي، وعثمان، وجابر، وعلي بن الحسين، وغيرهم. (2) رقم (2197) في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، وإسناده صحيح، وأخرج له أبو داود متابعات عن ابن عباس بنحوه. الحديث: 5786 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 622 5787 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- عن ابن شهاب أنه قال: سمعتُ ابنَ المسيّب، وحُمَيْدَ بنَ عبد الرحمن بن عوف، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار، كلُّهم يقول: سمعتُ أبا هريرة يقولُ: سمعتُ عمرَ يقولُ: «أيُّما امرأة طلقها زوجها تطليقة أو تطليقتين، ثم تركها حتى تحلَّ، ويتزوَجها زوج غيره، فيموتَ عنها أو يطلِّقَها، ثم يردُّها الأول: أنها تكون عنده على ما بقي مِن طلاقها» . قال مالك: وتلك السُّنَّةُ التي لا خلاف فيها عندنا (1) . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": بدار الهجرة، وبه قال الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة، لأن الزوج الثاني لا يهدم ما دون الثلاث، لأنه لا يمنع رجوعها للأول قبله، وقال أبو حنيفة وبعض الصحابة والتابعين: يهدم الثاني ما دون الثلاث كما يهدم الثلاث، فإذا عادت للأول كانت معه على عصمة كاملة. (2) 1 / 586 في الطلاق، باب جامع الطلاق، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] الموطأ (1279) كتاب الطلاق - باب جامع الطلاق. قلت: في المطبوع: «وعلى ذلك السنة عندنا التي لا اختلاف فيها» . الحديث: 5787 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 623 5788 - (د) محارب بن دثار - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أحلَّ الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق» أخرجه أبو داود. وفي رواية له عن محارب عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أبْغَضُ الحلال إلى الله الطلاقُ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2177) و (2178) في الطلاق، باب في كراهية الطلاق، موصولاً ومرسلاً، قال الحافظ في " التلخيص ": رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم من حديث محارب بن دثار عن ابن عمر، ورواه أبو داود والبيهقي مرسلاً ليس فيه ابن عمر، ورجح أبو حاتم والدارقطني في " العلل " والبيهقي المرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2178) قال:حدثنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن خالد، عن معرف بن واصل. وابن ماجة (2018) قال:حدثنا كثير بن عبيد الحمصي، قال: حدثنا محمد بن خالد، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي. كلاهما- معرف بن واصل، وعبيد الله بن الوليد - عن محارب بن رثار، فذكره (*) أخرجه أبوداود (2177) قال:حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا معرف، عن محارب، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق» مرسل. الحديث: 5788 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 623 5789 - (د ت) ثوبان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما امرأة سألت زوْجها الطلاق، من غير بأس: فحرام عليها رائحةُ الجنة» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2226) في الطلاق، باب في الخلع، والترمذي رقم (1187) في الطلاق، باب ما جاء في المختلعات، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2055) في الطلاق، باب كراهية الخلع للمرأة، والدارمي في " سننه " 2 / 162، وإسناده جيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن ورواه ابن حبان في " صحيحه " رقم (1320) موارد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح حسن: تقدم تخريجه. الحديث: 5789 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 624 5790 - (ت) عائشة - رضي الله عنها- قالت: «كان الناس والرجل يُطلِّق امرأته ما شاء أن يطلِّقَها، وهي امرأتُه إذا ارْتَجَعَها وهي في العدة، وإن طلقها مائةَ مرة أو أكثر، حتى قال رجل لامرأته: والله لا أطَلِّقُك، فَتَبِينين مني، ولا آويكِ أبداً، قالت: وكيف ذاك؟ قال: أطلقك، فكلَّما هَمَّتْ عِدَّتُك أن تنقضيَ راجعتُكِ، فذهبت المرأة حتى دخلت على عائشة فأخبرتْها، فسكتت عائشة، حتى جاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته، فسكت النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى نزل القرآن {الطلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أو تَسْريِحٌ بإحسانٍ} [البقرة: 229] قالت عائشة: فاستأنف الناسُ الطلاق مستقبلاً: مَنْ كان طلَّق، ومن لم يكن طلق» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 625] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آوِيكِ) آوَاه إلى المنزل يُؤويه: إذا ضمَّه إليه، وأراد به هاهنا: المراجعة.   (1) رقم (1192) في الطلاق، باب رقم (16) من حديث يعلى بن شعيب عن هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة، ومن حديث عبد الله بن إدريس الأودي عن هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1192) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا يعلى بن شبيب، عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره. قال الترمذي: حدثا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، نحوه هذا الحديث بمعناه. ولم يذكر فيه عن عائشة. (*) قال أبو عيسى: وهذا أصح من حديث يعلى بن شبيب. الحديث: 5790 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 624 5791 - (ط) ثور بن زيد الديلي «أن الرجل كان يطلِّق امرأته، ثم يُراجِعُها، ولا حاجَةَ له بها، [ولا يريد إمساكها] إلا ليطوِّل عليها بذلك العدَّةَ، لتُضَارَّ بها، فأنزل الله تعالى {ولا تُمْسِكوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا ومَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَد ظَلَمَ نَفْسَهُ} [البقرة: 231] يعظهم الله بذلك» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضِراراً) الضِّرار والمضارَّة: من المضرَّة.   (1) 2 / 588 في الطلاق، باب جامع الطلاق، وإسناده منقطع، وورد بنحوه من طريق العوفي عند ابن جرير الطبري رقم (4913) في التفسير، وإسناده ضعيف، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: أفاد هذا وما قبله أن نزول الآيتين في معنى واحد متقارب، وذلك حبس الرجل المرأة ومراجعتها بقصد الإضرار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (1283) عن ثور به. الحديث: 5791 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 625 5792 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه- «سئل عن الرجل يطلِّق امرأته ثم يقع بها، ولم يُشْهِدْ على طلاقها، ولا على رجعتها؟ فقال: طلَّقتَ لغير سُنَّة، وراجعتَ لغير سُنَّة، أشْهِدْ على طلاقها وعلى رجعتها ولا تَعُدْ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2186) في الطلاق، باب الرجل يراجع ولا يشهد، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2025) في الطلاق، باب الرجعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2186) ، وابن ماجة (2025) قالا: حدثنا بشر بن هلال، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره. الحديث: 5792 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 625 5793 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحِلُّ لامرأة أن تسألَ طلاقَ أُختها لِتَسْتَفْرغَ صَحْفَتها، ولْتنكحْ، فإنما لها ما قُدِّر لها» . وفي رواية «لِتَكْتَفِئَ ما في إنائها» . أخرجه الجماعة، إلا أنَّ النسائي ذكره في جملة حديث هو مذكور في «كتاب البيع» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لتَسْتَفْرِغَ ما في صَحْفَتِها) كناية عن الانفراد بالزوج، وأخذ نصيبها الذي يكون لها منه فيَتَوفَّر عليها دونها.   (1) رواه البخاري 9 / 190 و 191 في النكاح، باب الشروط التي لا تحل في النكاح، وفي القدر، باب {وكان أمر الله قدراً مقدوراً} ، ومسلم رقم (1408) في النكاح، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح، والموطأ 2 / 900 في القدر، باب جامع ما جاء في أهل القدر وأبو داود رقم (2176) في الطلاق، باب المرأة تسأل زوجها طلاق امرأة له، والترمذي رقم (1190) في الطلاق، باب ما جاء لا تسأل المرأة طلاق أختها، والنسائي 7 / 258 في البيوع، باب سوم الرجل على سوم أخيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (165) .والبخاري (8/153) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود (2176) قال:حدثنا القعنبي. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13819) عن قتيبة. ثلاثتهم - عبد الله بن يوسف، والقعنبي. وقتيبة - عن مالك، عن أبي الزناد،عن الأعرج، فذكره. الحديث: 5793 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 626 5794 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «لا تشترطِ المرأةُ طلاق أُختها» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري معلقاً 9 / 190 في النكاح، باب الشروط التي لا تحل في النكاح، وهو بمعنى الذي قبله وقد وقع هذا اللفظ بعينه في بعض طرق الحديث المرفوع عن أبي هريرة، قال الحافظ في " الفتح ": ولعله لما لم يقع له (يعني البخاري) اللفظ مرفوعاً، أشار إليه في المعلق إيذاناً بأن المعنى واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] علقه البخاري في النكاح (9/190) باب الشروط التي لا تحل في النكاح. الحديث: 5794 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 626 5795 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة جِدُّهُنَّ جِدٌّ، وَهَزْلُهُنَّ جدٌّ: النِّكاحُ، والطَّلاقُ، والرَّجْعَةُ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2194) في الطلاق، باب في الطلاق على الهزل، والترمذي رقم (1184) في الطلاق، باب ما جاء في الجد والهزل في الطلاق، وفي إسناده عبد الرحمن بن حبيب بن أدرك، وهو لين الحديث، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف ولمتنه شواهد: أخرجه أبو داود (2194) قال:حدثنا القعنبي. قال:حدثنا عبد العزيز -يعني ابن محمد- وابن ماجة (2039) قال:حدثنا هشام بن عمار. قال:حدثنا حاتم بن إسماعيل. والترمذي (1184) قال: حدثنا قتيبة. قال:حدثنا حاتم بن إسماعيل. كلاهما - عبد العزيز، وحاتم - عن عبد الرحمن بن حبيب بن أردك، عن عطاء بن أبي رباح، عن يوسف بن ماهك، فذكره. قلت: عبد الرحمن بن حبيب ضعفوه. قال الترمذي: العمل على هذا عند أهل العمل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم. الحديث: 5795 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 627 5796 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - مثله، وجعل «العتق» بدل «الرجعة» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع جعله جزءاً من الحديث الذي قبله، وهو خطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول لم أقف عليه، وفي الباب عن عبادة، راجع المطالب العالية (2/65) . الحديث: 5796 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 627 5797 - (ط) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - «طلَّق امرأة فمتَّع بوَليدة» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (متَّع بوَلِيدة) المُتْعَة: أراد بها: العطية، ومنه قوله تعالى: {ومَتِّعُوهُنَّ على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236] . والوليدة: الأمة، والجمع: ولائد.   (1) 2 / 573 في الطلاق، باب ما جاء في متعة الطلاق بلاغاً، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع ذكر مالك (1243) بلاغا، كتاب الطلاق 0 باب ما جاء في متفعة الطلاق قال الإمام الزرقاني: أخرج ابن سعد عن ابن نمير عن محمد بن إسحاق بن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أم كلثوم جدته. الحديث: 5797 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 627 الكتاب الخامس: في الطِّيرَة والفَأْل والشؤم والعَدْوَى وما يجري مجراها، والأحاديث فيها مشتركة [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطِّيَرة) ما يُتَشَاءَم به من الفأل الرديء وغيره، واشتقاقها من الطَّيْر، وكانت العرب تتطيَّر من الغراب والأخيل ونحوهما من الطَّيْر، وتتشاءم به، وترى أن ذلك مانع من الخير، فنفى الإسلام ذلك، وقال: " لا طِيَرة ": وهو مصدر، كالتَّطَيُّر، تطيَّر الرجل تَطَيُّراً وطِيَرة، كما قالوا: تَخيَّرت الشيء تَخيُّراً وخِيَرَة، ولم يجيء من المصدر على هذا القياس غيرهما 5798 - (د) بريدة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «كان لا يَتَطَيَّر من شيء، وكان إذا بعث عاملاً سأل عن اسمه؟ فإذا أَعْجَبهُ فَرِحَ به، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه، وإن كَرِه اسَمه رُئِيَ كَرَاهِيةُ ذلك في وجهه، وإذا دخل قَرية سأل عن اسمها؟ فإن أعجبه اسمها فرح بها، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رُئِيَ كراهية ذلك في وجهه» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 629] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِشْر) البِشْرُ: طَلاقة الوجه وأَمَارات الفرح التي تظهر على الإنسان عند رؤية ما يَسُرُّ أو سماعه.   (1) رقم (3920) في الطب، باب في الطيرة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/347) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (3920) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1993) عن ابن مثنى، عن معاذ بن هشام. ثلاثتهم - عبد الصمد، ومسلم، ومعاذ - عن هشام، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 5798 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 628 5799 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه- «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سمع كلمة فَأَعْجَبَتْه، فقال: أخذْنا فَأُلَكَ من فِيكَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3917) في الطب، باب في الطيرة، وفي سنده رجل مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3917) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب بن سهيل عن رجل، فذكره. الحديث: 5799 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 629 5800 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «كان يعجبه إذا خرج لحاجة: أن يسمعَ: يا راشد، يا نجيحُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1616) في السير، باب ما جاء في الطيرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وفي الصحيحين معناه عن أبي هريرة رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه الترمذي (1616) قال: حدثنا محمد بن رافع، حدثنا أبو عامر العقدي، عن حماد بن سلمة، عن حميد فذكره. قال الترمذي: حسن غريب صحيح. الحديث: 5800 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 629 5801 - (د) عروة بن عامر القرشي قال: «ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أَحْسَنُها الفألُ، ولا تَرُدُّ (1) مسلماً، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ، ولا يدفع السيئاتِ إلا أنت، ولا حولَ ولا قوة إلا بك» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: ولا تؤذ، وهو تصحيف. (2) رقم (3919) في الطب، باب في الطيرة، من حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر القرشي، وعروة بن عامر القرشي، ويقال: الجهني المكي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً في الطيرة، قال الحافظ ابن حجر في " التهذيب ": والظاهر أن رواية حبيب عنه منقطعة. أقول: وحبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3919) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، فذكره. قال الحافظ في الإصابة (6/415) (5512) ترجمة عروة: رجاله ثقات، دون المراسيل، لكن حبيب - يعني ابن أبي ثابت- كثير الإرسال. الحديث: 5801 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 629 5802 - (د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الطِّيرَةُ شِرْك، الطِّيرةُ شرك، الطِّيَرَةُ شِرْك - ثلاثاً - وما منَّا إلا (1) ، ولكنَّ الله يُذهبُه بالتوكل» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الطِّيرة من الشِّرْك، وما مِنَّا [إلا] ، ولكنَّ اللهَ يذهبه بالتوكل» (2) . قال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث «وما منا [إلاَّ] ، ولكنَّ اللهَ يذهبُه بالتوكل» هذا عندي قول عبد الله بن مسعود. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وما مِنَّا إلا) في هذا الكلام محذوف، تقديره: وما مِنَّا إلا ويَعْتريه التَّطَيُّر، ويسبق إلى قلبه الكراهة له، فحذف ذلك اختصاراً واعتماداً على فهم السامع، وقد جاء في كتاب الترمذي: أن هذا من كلام ابن مسعود، وليس من الحديث، والله أعلم.   (1) أي: وما منا إلا من يعرض له الوهم من قبل الطيرة، وقوله: وما منا إلا ... الخ، مدرج من كلام ابن مسعود، غير مرفوع، كما قال البخاري وغيره. (2) رواه أبو داود رقم (3910) في الطب، باب في الطيرة، والترمذي رقم (1614) في السير، باب ما جاء في الطيرة، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وفي الباب عن سعد، وأبي هريرة، وحابس التميمي، وعائشة، وابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/389) (3687) قال:حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (1/438) (4171) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج، عن شعبة، وفي (1/440) (4194) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. البخاري في الأدب المفرد (909) قال:حدثنا أبو نعيم الفضل عن سفيان. وأبو داود (3910) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (3538) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والترمذي (1614) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن مهدي، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، وشعبة - عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر بن حبيش، فذكره. قلت: قوله: «وما منا إلا ويعرض له» مدرج من كلام ابن مسعود كما قال البخاري وغيره. الحديث: 5802 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 630 5803 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عَدْوى، ولا طيرَةَ، ويُعجِبْني الفَألُ، قالوا: وما الفَأْلُ؟ قال: كلمة طيَّبة» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري مثله، وقال: «ويعجبني الفأْلُ الصَّالحُ: الكلمةُ الحسنةُ» . ولمسلم مثله، وقال: « [ويُعجبني الفألُ] الكلمة الحسنةُ، الكلمةُ الطيبةُ» . وفي رواية أبي داود مثل البخاري، وأخرج الترمذي الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا عَدْوَى) يقال: أعدَاه المريض: إذا أصابه منه بمقارنته ومجاروته أو مؤاكلته ومباشرته، وقد أبطله الإسلام (2) .   (1) رواه البخاري 10 / 181 في الطب، باب الفأل، وباب لا عدوى، ومسلم رقم (2224) في السلام، باب الطيرة والفأل، وأبو داود رقم (3916) في الطب، باب في الطيرة، والترمذي رقم (1615) في السير، باب ما جاء في الطيرة. (2) الذي أبطله الإسلام، اعتقاد أن العدوى تنتقل بنفسها، لا بقدرة الله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/130) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/173) قال: حدثنا بهز. وفي (3/251) قال:حدثنا عفان. وفي (3/275) قال: حدثنا محمد بن جعفر،وحجاج. وفي (3/277) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (7/180) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (7/33) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: أخبرنا محمد بن جعفر. ابن ماجة (3537) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. ستتهم - ابن جعفر، وبهز، وعفان، وحجاج، ويحيى بن سعيد، يزيد - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/118و275) قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، وهشام الدستوائي. 3- وأخرجه أحمد (3/154) قال:حدثنا عبد الوهاب. وفي (3/178) قال:حدثنا عبد الملك، وعبد الصمد،وعبد الوهاب. والبخاري (7/175) ،وفي الأدب المفرد (1615) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. خمستهم - عبد الوهاب، وعبد الملك، وعبد الصمد، ومسلم، وابن أبي عدي - عن هشام الدستوائي. 4- وأخرجه أحمد (3/251) قال: حدثنا عفان وبهز. ومسلم (7/33) قال: حدثنا هداب بن خالد. ثلاثتهم - عفان، وبهز، وهداب - عن همام بن يحيى. ثلاثتهم - شعبة، وهشام،همام - عن قتادة، فذكره. الحديث: 5803 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 631 5804 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا عَدوى، ولا طِيَرَة، وإنما الشؤم في ثلاث: في الفرسِ، والمرأةِ، والدَّارِ» . وفي رواية قال: «ذكروا الشؤم عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن كان الشؤم: ففي الدَّارِ، والمرأة، والفرس» أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 632] ولمسلم «في المرأة والفرس والمسْكَن» . وأخرج الموطأ وأبو داود والترمذي والنسائي الروايةَ الأولى، ولم يذكروا «العدوى والطيرة» ولم يَرْوِهما عن الزهري إلا يونس بن يزيد، وغيره لم يروهما، منهم: مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وعقيل بن خالد، وعبد الرحمن بن إسحاق، وشعيب بن أبي حمزة، كلُّهم لم يذكروا عن الزهري «العدوى والطيرة» وأخرج النسائي أيضاً رواية البخاري (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 180 و 181 في الطب، باب الطيرة، وباب لا عدوى، وفي البيوع، باب شراء الإبل الهيم، وفي الجهاد، باب ما يذكر من شؤم الفرس، وفي النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة، ومسلم رقم (2225) في السلام، باب الطيرة والفأل، والموطأ 2 / 972 في الاستئذان، باب ما يتقى من الشؤم، وأبو داود رقم (3922) في الطب، باب في الطيرة، والترمذي رقم (2825) في الأدب، باب ما جاء في الشؤم، والنسائي 6 / 220 في الخيل، باب شؤم الخيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن حمزة وسالم بني عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الشؤم في الدار والمرأة والفرس» . (*) وفي رواية يونس: «لا عدوى ولا طيرة، وإنما الشؤم في ثلاثة: المرأة والفرس والدار» . أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (602) ، وأحمد (2/115) (5963) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا أبو أويس. وفي (2/126) (6095) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/136) (6196) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. والبخاري (7/10) وفي الأدب المفرد (916) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. وفي (7/179) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني ابن وهب، عن يونس. ومسلم (7/33و34) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا مالك بن أونس (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك (ح) وحدثنا أبو الطاهر وحرملة ابن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وأبو داود (3922) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا مالك. والترمذي (2824) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (6/220) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. (ح) والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع. عن ابن القاسم، قال: حدثنا مالك. وفي الكبرى (الورقة 125 ب) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس ومالك. (ح) وأخبرنا محمد بن نصر، قال: حدثنا أيوب بن سليمان، قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان، عن ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة. (ح) وأخبرنا محمد بن نصر، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان. قال: يحيى. ثمانيتهم - مالك، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس، ويونس، وسفيان بن عيينة، وصالح بن كيسان، ومحمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، ويحيى بن سعيد الأنصاري - عن ابن شهاب الزهري، عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر، فذكراه. (*) أخرجه الحميدي (621) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/8) (4544) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/152) (6405) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. والبخاري (4/35) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (7/174) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا يونس. ومسلم (7/34) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وعمرو الناقد وزهير بن حرب، عن سفيان (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وابن ماجة (1995) قال: حدثنا يحيى بن خلف أبو سلمة، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن ابن إسحاق. والترمذي (2824) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (6/220) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن منصور. قالا: حدثنا سفيان. وفي الكبرى (الورقة 125 ب) قال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثني عثمان بن عمر، قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا محمد بن خالد، قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه. (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد، عن معمر. (ح) وأخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - سفيان بن عيينة، ويونس، وشعيب، وعقيل، وعبد الرحمن بن إسحاق، ومعمر - عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره، ليس فيه حمزة. (*) وأخرجه أحمد (2/36) (4927) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. والنسائى في الكبرى (الورقة 125 ب) قال: أخبرني محمد بن جبلة، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا عبيد الله، عن إسحاق. (ح) وأخبرنا هارون بن سعد، قال: حدثني خالد بن نزار، قال: أخبرني القاسم بن مبرور، عن يونس. ثلاثتهم - معمر، وإسحاق بن راشد، ويونس - عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله، فذكره. ليس فيه - سالم -. (*) وأخرجه مسلم (7/34) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا سليمان بن بلال، قال: حدثني عقبة بن مسلم، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، فذكره. وعن محمد بن زيد، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن يكن من الشؤم شيء حق ففي الفرس والمرأة والدار» . أخرجه أحمد (2/85) (5575) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/10) قال: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (7/34) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، ويزيد - عن عمر بن محمد بن زيد، أنه سمع أباه، فذكره. الحديث: 5804 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 631 5805 - (خ م ط) سهل بن سعد - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن كان في شيء: ففي الفرس والمرأةِ والمسْكَن - يعني: الشؤمَ» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إن كان الشؤم في شيء) يعني: إن كان ما يكره ويخاف عاقبته ففي هذه [ص: 633] الثلاثة، وتخصيصه المرأة والفرس والربع والدار: لأنه لما أبطل مذهب العرب في التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء ونحو ذلك، قال: «فإن كان لأحدكم دار يكره سكناها، أو امرأة يكره صحبتها، أو فرس لا يعجبه ارتباطه، فليفارقها» بأن ينتقل عن الدار، ويبيع الفرس، ويطلق الزوجة، وكان محل هذا الكلام محل استثناء الشيء من غير جنسه، وسبيله سبيل الخروج من كلام إلى غيره. وقد قيل: إن شؤم الدار: ضيقها وسوء جارها، وشؤم الفرس: أن لا يُغزَى عليها، وشؤم المرأة: أن لا تَلِد (2) .   (1) رواه البخاري 6 / 48 في الجهاد، باب ما يذكر من شؤم الفرس، وفي النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة، ومسلم رقم (2226) في السلام، باب الطيرة والفأل، والموطأ 2 / 972 في الاستئذان، باب ما يتقى من الشؤم. (2) وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " حول الشؤم ورواياته ومعناه 6 / 45 - 48 في الجهاد، باب ما يذكر من شؤم الفرس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (602) . وأحمد (5/335) قال: حدثنا روح وإسماعيل بن عمر. وفي (5/338) قال: حدثنا موسى أبو المنذر. والبخاري (4/35) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (7/10) قال حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (الأدب المفرد) (197) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/34) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن نافع. سبعتهم - روح، وإسماعيل بن عمر، وموسى، وعبد الله بن مسلمة، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، عبد الله بن نافع - عن مالك. 2- وأخرجه مسلم (7/35) قال: حدثنا أبو بكر بن شيبة، قال: حدثنا الفصل بن دكين، قال: حدثنا هشام بن سعد. كلاهما - ومالك، وهشام، وعن أبي حازم، فذكره. الحديث: 5805 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 632 5806 - (م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- مثلُه، وقال في حديثه: «ففي الرَّبع والخادم والفرس» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2227) في السلام، باب الطيرة والفأل، والنسائي 6 / 220 و 221 في الخيل، باب شؤم الخيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/333) قال: حدثنا روح، وعبد الله بن الحارث. ومسلم (7/35) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي،قال: أخبرنا عبد الله بن الحارث. والنسائي (6/220) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال:حدثنا خالد. ثلاثتهم - روح،وعبد الله بن الحارث، وخالد - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. الحديث: 5806 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 633 5807 - (ت) حكيم بن معاوية - رضي الله عنهما - قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا شُؤمَ، وقد يكون اليُمن في الدَّارِ، والمرأةِ، والفرسِ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2826) في الأدب، باب ما جاء في الشؤم، وإسناده ضعيف، قال الحافظ في " الفتح ": وفي إسناده ضعف مع مخالفته للأحاديث الصحيحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (2824) مكرر قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، عن معاوية بن حكيم، فذكره. (*) رواه هشام بن عمار (عند ابن ماجة) (1993) قال هشام: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال:حدثني سليمان بن سليم الكلبي. عن يحيى بن جابر، عن حكيم بن معاوية عن مخمر بن معاوية النميري. قال الحافظ: قال الترمذي: في إسناده نظر، قلت: يعني الحافظ - مدار حديث على إسماعيل بن عياش، فذكره. الحديث: 5807 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 633 5808 - (م) جابر بن عبد الله عنهما- قال: سمعتُ النبيَّ [ص: 634] صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا عَدوَى، ولا صَفَرَ، ولا غُولَ» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا صَفَر) قد ذكر في الحديث تفسير قوله: «لا صفر» والعرب تزعم أن في البطن حية تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وإنها تُعْدِي، فأبطله الإسلام. (ولا غُول) الغُول: هو الحيوان الذي كانت العرب تزعم أنه يَعْرِض لها في بعض الأوقات والطرق، فيغتال الناس، وأنه ضرب من الشياطين، وليس قوله: «ولا غُول» نفياً لعين الغول ووجوده، وإنما فيه إبطال زعم العرب في اغتياله وتلونه في الصور المختلفة، يقول: لا تُصَدِّقُوا بذلك.   (1) رقم (2222) في السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/293) قال: حدثنا يحيى بن آدم، وأبو النضر. وفي (3/312) قال: حدثنا الحسن. ومسلم (7/32) قال: حدثنا أحمد بن يونس (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. خمستهم -يحيى بن آدم. وأبو النضر، وحسن، وأحمد بن يونس. ويحيى بن يحيى - عن زهير بن معاوية، أبي خيثمة. 2- وأخرجه أحمد (3/382) . ومسلم (7/32) قال: حدثني محمد حاتم. كلاهما - أحمد، وابن حاتم - قالا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج. 3- وأخرجه مسلم (7/32) قال: حدثني عبد الله بن هاشم بن حيان، قال: حدثنا بهز، حدثنا يزيد، (وهو التُّستري) . ثلاثتهم - زهير، وابن جريج، والتستري - عن أبي الزبير -، فذكره. الحديث: 5808 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 633 5809 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه- قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى، ولا صفرَ، ولا هامةَ، فقال أعرابيُّ: يا رسول الله، فما بالُ إبل تكون في الرمل كأنها الظَّبَاءُ، فيأتي البَعيرُ الأجرَبُ، فيدخل فيها فيُجْرِبُها [كُلَّها] ؟ فقال: فَمن أَعدَى الأولَ؟» . قال البخاري: ورواه الزهريُّ عن أبي سلمة [بن عبد الرحمن] ، وسنان بن أبي سنان، وفي رواية سنان وحده، بنحو ذلك. وفي رواية لأبي سلمة: أنه سمع أبا هريرة بعدُ يقول: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: [ص: 635] «لا يُورِدَنّ مُمْرِض على مُصِحّ» وأنكر أبو هريرة حديثَ الأولِ، قلنا: ألم تُحدِّثْ: أنه «لا عدوى» ؟ فَرَطن بالحبشية، قال أبو سلمة: فما رأيتُه نَسِيَ حديثاً غيرَه. وفي رواية أخرى عن أبي سلمةَ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى» وتحدَّث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُورِدُ مُمْرِض على مُصِحّ» . قال الزهري: قال أبو سلمة: كان أبو هريرة يحدِّث بهما كليهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صَمَتَ أبو هريرة بعد ذلك عن قوله: «لا عدوى» وأقام على أن «لا يُورِدُ مُمرِض على مصح» قال: فقال الحارث بن أبي ذُبَاب - وهو ابن عم أبي هريرة - قد كنتُ أسمعك يا أبا هريرة تحدِّثنا مع هذا الحديث حديثاً آخرَ قد سكَتَّ عنه، كنتَ تقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا عدوى» ؟ فأبَى أبو هريرةَ أن يعرف ذلك، وقال: «لا يورِدُ ممرِض على مصح» . فَمارَاهُ (1) الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فَرَطن بالحبشية، فقال للحارث: أتدري ماذا قلتُ؟ قال: لا، قال أبو هريرة: إني قلت: «أتِيتَ» (2) قال أبو سلمة: ولعَمْري، لقد كان أبو هريرة يحدِّثنا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى» فلا أدري: أَنِسي أبو هريرة، أو نَسَخَ أحَدُ القولين الآخر؟ وفي رواية أخرى قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا طيرَةَ، [ص: 636] وخيرها الفأْلُ، قيل: يا رسول الله، وما الفأْلُ؟ قال: الكلمةُ الصالحةُ يسمعُها أحدُكم» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى، ولا طيرَةَ، ولا هامةَ، ولا صفرَ» . وله في أخرى زيادة «وفِرَّ من الْمَجْذُومِ كما تَفِرُّ من الأسد» . ولمسلم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى، ولا هامةَ، ولا نَوْءَ، ولا صفرَ» وفي أخرى «لا عدوى، ولا هامة، ولا طِيرَة، وأُحِبُّ الفألَ الصالحَ» . وأخرج أبو داود من هذا الحديث الرواية الأولى، وأخرج نحو الرواية الثانية أخصر منها، وأخرج رواية مسلم التي فيها النَّوْءَ. وله في أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا غُول» قال أبو داود: قال بقيَّةُ: سألت محمد بن راشد عن قوله: «ولا هام» ؟ فقال: كان أهل الجاهلية يقولون: ليس أحدٌ يموتُ فيُدَفن إلا خرج من قبره هامة، وعن قوله: «لا صفر» ؟ قال: كانوا يَسْتَشْئِمُونَ بدخول صفر، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لا صفر» قال: وسمعتُ من يقول: «هو وَجَع يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدي» . قال أبو داود: وقال مالك: كان أهل الجاهلية يُحِلُّون صُفرَ عاماً، ويُحرِّمونه عاماً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: [ص: 637] «لا صفر» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولا هَامَة) الهَام جمع هامة، وهو طائر كانت العرب تزعم أن عِظَام الميت تصير هامة فتطير، وكانوا يقولون: إن القتيل تخرج من هامته - أي: رأسه - هامة، فلا تزال تقول: اسْقُوني، اسْقُوني، حتى يُقْتَل قاتله. (لا يُورِدُ مُمْرِض على مُصِحّ) المُمْرِض: هو الذي إبله مِرَاض، والمُصِحّ الذي أبله صِحَاح، فنهى أن يُورِد صاحب الإبل المِرَاض إبله على إبل ذي الإبل الصحاح، لا لأجل العدوى، ولكن الصحاح ربَّما مرضت بإذن الله وقدره، فيقع في نفس صاحبها: أن ذلك إنما كان من قِبَل العدوى، فيفتنه ذلك، ويُشكِّكه في أمره، فأمره باجتنابه والبعد عنه، لعدم اعتقاده لهده العدوى، وقد يحتمل أن يكون ذلك من قِبل المرعى والماء، فتسْتَوبِله الماشية، فإذا شاركها في ذلك غيرها وارداً عليها: أصابه مثل ذلك الداء، والقوم لجهلهم يسمونه: عدوى، وإنما هو فعل الله تعالى. (فَرَطَن) الرَّطانة: التكلُّم بالعجمية أيّ لغة كانت. (فَمَارَاه) المُمَاراة والمُجادلة: المُخاصمة. [ص: 638] (أتِيت) أي: دُهِيت وتغيَّر عليك حِسُّك، فتوهمت ما ليس بصحيح صحيحاً. (خَيْرُها الفَأْل) الفأل: أصله الهمز، وقد يخفَّف، وهو مثل أن يكون الرجل مريضاً، فيسمع آخر يقول: يا سالم، أو يكون طالباً، فيسمع آخر يقول: يا واجد، فيقع في ظنه أن يبرأ من مرضه، ويجد ضالته، فيتوقَّع صحة هذه البشرى، ويتنفَّس بذلك نفسه، لأنه وقع من القائل على جهة الاتفاق، تقول منه: تفَاءَلْت، والافْتئال: افِْتعال منه، فالفأل: فيما يُرجى وقوعه من الخير، ويَحسن ظاهره، ويَسُرُّ، والطِّيَرة: لا تكون إلا فيما يَسوء، وإنما أحَبَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- الفأل: لأن الناس إذا أمَّلُوا فائدةً من الله، ورَجَوْا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي: فهم على خير، وإن لم يُدرِكوا ما أمَّلوا، فقد أصابوا في الرجاء من الله وطلب ما عنده وفي الرجاء لهم خير مُعَجَّل، ألا ترى أنهم إذا قطعوا أمَلَهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشر؟ فأما الطِّيَرة، فإن فيها سوء الظَّنِّ، وقطع الرجاء، وتوقُّع البلاء وقُنُوط النفس من الخير، وذلك مذموم بين العقلاء، منهي عنه من جهة الشرع. (ولا نَوءَ) النَّوء: واحد الأنواء، وهي ثمانية وعشرون نجماً، هي منازل القمر، تسقط كل ثلاث عشر ليلة منها منزلة من طلوع الفجر وتطلع أخرى مُقَابِلَها، فتنقضي هذه الثمانية والعشرون مع انقضاء السنة، [ص: 639] وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع نظيرها: يكون مطر فَيَنْسُبُون المطر إلى المنزلة، ويقولون: مُطِرنا بِنَوء كذا، وإنما سُمِّي نَوءاً لأن إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق، أي: طلع ونهض، وقيل: إن النوء هو الغروب، وهو من الأضداد، قال أبو عبيد: ولم يُسمع في النوء أنه السقوط إلا من هذا الموضع. وإنما غلظ النبي - صلى الله عليه وسلم- في أمر الأنواء، لأن العرب كانت تنسب المطر إليها فأما من جعل المطر من فعل الله عز وجل، وأراد بقوله: مُطِرنا بنوء كذا، أي: في وقت كذا، وهو هذا النوء الفلاني، فإن ذلك جائز، وقد قيل: إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أراد أن يستسقي، فنادى بالعباس بن عبد المطلب: «كم بقي من نوء الثُّرَيَّا؟ فقال: إن العلماء بها يزعمون أنها تعترض في الأُفق سبعاً بعد وقُوعها، فما مضت تلك السَّبع حتى غِيث الناس» وأراد عمر: كم بقي في الوقت الذي قد جرت العادة أنه إذا تَمَّ أتى الله بالمطر؟ .   (1) من المماراة. (2) في نسخ مسلم المطبوعة: أبيت، وهو تصحيف. (3) رواه البخاري 10 / 206 في الطب، باب لا هامة ولا صفر، وباب لا صفر، وباب لا عدوى، ومسلم رقم (2220) في السلام، باب لا عدوى ولا طيرة، وأبو داود رقم (3911) و (3912) و (3913) و (3914) و (3915) في الطب، باب في الطيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق وعبد الأعلى. عن معمر. وفي (2/406) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد. قال: حدثنا معمر، والبخاري (7/166) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: إبراهيم بن سعد، عن صالح. وفي (7/179) قال: حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر. وفي (7/179) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. مسلم (307) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (7/31) قال: حدثنا محمد بن حاتم، وحسن الحلواني. قالا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (7/32) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. وأبو داود (3911) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني والحسن بن علي. قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى (الورقة /99-ب) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا المعتمر. قال: سمعت معمرا. أربعتهم - معمر بن راشد، وصالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/434) قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (3541) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا علي بن مسهر. كلاهما - يحيى بن سعيد، وعلي بن مسهر - عن محمد بن عمرو. كلاهما - ابن شهاب الزهري، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره. (*) في رواية صالح بن كيسان: «عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وغيره» . (*) أخرجه مسلم (7/31) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (7/32) قال: حدثني محمد بن حاتم وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قال عبد: حدثني. وقال الآخران: حدثنا يعقوب يعنون ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثني أبي عن صالح. كلاهما - يونس بن يزيد، وصالح بن كيسان - عن ابن شهاب، أنبأنا سلمة بن عبد الرحمن بن عون حدثه، أن رسول لله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا عدوى. ويُحدِّث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يورد ممرض على مصح. قال: أبو سلمة: كان أبو هريرة يحدثهما كلتيهما عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله: «لا عدوى» وأقام على «أن لايورد ممرض على مصح» . قال: فقال الحارث بن أبي ذباب (وهو ابن عمر أبي هريرة) : قد كنت أسمعك، يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثا آخر قد سكت عنه. كنت تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا عدوى» فأبي أبو هريرة حتى غضب أبو هريرة فرطن بالحبشية. فقال للحارث: أترى ماذا قلت؟ قال: لا. قال أبو هريرة: قلت: أبيت. قال أبو سلمة: ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا عدوى فلا أدري أنسي أبو هريرة، أو نسخ أحد القولين الآخر؟ (*) وأخرجه أبو داود (3911) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، والحسن بن علي. قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. قال: قال الزهري: فحدثني رجل، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يوردن ممرض على مصح» قال: فراجعه الرجل، فقال: أليس قد حدثتنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا عدوي ولا صفر ولا هامة؟ قال: لم أحدثكموه. قال الزهري: قال أبو سلمة: قد حدث به وما سمعت أبا هريرة نسى حديثا قط غيره. (*) الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة، وأثبتنا لفظ رواية هشام بن يوسف، عن معمر، عند البخاري (7/179) . وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: «لاعدوى ولا هامة، ولانوء ولا صفر» . أخرجه أحمد (2/397) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا إسماعيل. ومسلم (7/32) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، قالوا: إسماعيل يعنون ابن جعفر. وأبو داود (3912) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد. كلاهما - إسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء، عن أبيه، فذكره. وعن علي بن رباح، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله: «لاعدوى ولا طيرة، والعين حق.» . أخرجه أحمد (2/420) قال: حدثنا هارون بن معروف.، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني معروف بن سويد الجذامي، أنه سمع علي بن رباح يقول فذكره وعن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا هام. لا هام» أخرجه أحمد (2/421) قال: حدثنا هارون، قال حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن جعفر بن ربيعة حدثه، أن عبد الرحمن الأعرج حدثه، فذكره. وعن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يعدي شيء شيئا. لايعدي شيء شيئا ... «ثلاثا. وفي رواية عمارة بن القعقاع: «لا عدوي ولا طيرة. جرب بعير فأجرب مئة ومن أعدى الأول» . أخرجه الحميدي (1117) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمارة بن القعقاع. و «أحمد» (2/327) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا محمد بن طلحة عن عبد الله بن شبرمة. كلاهما - عمارة، وعبد الله - عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره. وعن مضارب بن حزن، قال: قلت، يعني لأبي هريرة: هل سمعت من خليلك شيئا تحدثنيه؟ قال: نعم سمعته يقول -صلى الله عليه وسلم-: «لا عدوى ولا هامة، وخير الطيرة الفأل، والعين حق» . أخرجه أحمد (2/487) . وابن ماجة (3507) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد، وأبو بكر - عن إسماعيل بن علية، قال: أخبرنا سعيد الجريري عن مضارب بن حزن، فذكره. (*) رواية أبي بكر بن أبي شيبة مختصرة على: «العين حق» . وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا عدوى ولا هامة ولا طيرة. وأحب الفأل الصالح» . أخرجه أحمد (2/507) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام بن حسان ومسلم، (7/33) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثني معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مختار، قال: حدثنا ابن عتيق (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يزيد بن هارن، قال: أخبرنا هشام بن حسان. كلاهما - هشام، ويحيى - عن محمد بن سيرين، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى ولاطيرة، ولا هامة ولا صفر.» . أخرجه البخاري (7/175) قال: حدثنا محمد بن الحكم، قال: حدثنا النضر، قال: أخبرنا إسرائيل، قال: أخبرنا أبو حصين، عن أبي صالح، فذكره. وعن سنان بن أبي سنان الدولي، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لاعدوة. فقام أعرابي فقال: أرأيت الإبل تكون في الرمال أمثال الظباء فيأتيه البعير الأجرب فتجرب «. أخرجه البخاري (7/180) . ومسلم (7/31) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. كلاهما - البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن - عن أبي اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سنان بن أبي سنان الدؤلي، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا غول» . أخرجه أبو داود (3913) قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن البرقي، أن سعيد بن الحكم حدثهم. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال حدثني ابن عجلان، قال: حدثني القعقاع بن حكيم، وعبد الله بن مقسم، وزيد بن أسلم، وعن أبي صالح، فذكره. الحديث: 5809 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 634 5810 - (د) قَطن بن قبيصة عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «العِيَافَةُ والطَّيرةَ والطَّرْقُ: من الجِبْتِ» . أخرجه أبو داود، [وقال] : الطَّرْقُ: الزَّجْرُ، والعِيافةُ: الخطُ (1) . [ص: 640] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العِيافة) : زجر الطير والتفاؤل بها، كما كانت العرب تفعله، عَاف الطير يَعِيفه: إذا زَجَره. (الطَّرْق) : الضرب بالعصا، وقيل: هو الخط في الرمل، كما يفعله المنجم لاستخراج الضمير ونحوه، وقد جاء في كتاب أبي داود: «أن الطَّرق الزَّجر، والعِيَافة الخط» . (الجِبْت) كل ما عُبِدَ من دون الله، وقيل: هو الكاهن والشيطان.   (1) رقم (3907) في الطب، باب في الخط وزجر الطير، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/477) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/60) قال: حدثنا روح. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، وأبو داود (3907) قال حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائى في الكبري (تحفة الأشراف) (8/11067) عن إسحاق بن إبراهيم، عن معمر. أربعتهم - يحيى بن سعيد، وروح، وابن جعفر، ومعتمر - عن عوف بن أبي جميلة، عن ريحان أبي العلاء، عن قطن بن قبيصة، فذكره. (*) قال أبو داود (3908) قال: حدثنا ابن بشار. قال: قال محمد بن جعفر: قال عوف: العيافة: زجز الطير، والطرق: الخط يخط في الأرض. الحديث: 5810 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 639 5811 - (د) سعد بن مالك - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «لا هامةَ، ولا عدوى، ولا طيرة، وإن تكن الطَّيرَةُ في شيء: ففي الفرسِ، والمرأةِ، والَّدارِ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3921) في الطب، باب في الطيرة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح أخرجه أبو داود (3921) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان حدثني يحيى أن الحضرمي بن لاحق حدثه، عن ابن المسيب، فذكره. الحديث: 5811 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 640 5812 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رجل: «يا رسول الله، إنَّا كنَّا في دار، كثُر فيها عددنا، وكثر فيها أموالنا، فتحوَّلْنا إلى دار أخرى، فقلَّ فيها عددُنا، وقلَّت فيها أموالنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ذَرُوها ذَمِيمة» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 641] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذَرُوها ذَمِيمة) أي: اتركوها مذمومة، وإنما أمرهم بالتحوُّل عنها: إبطالاً لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدَّار وسُكناها، فإذا تحوَّلوا عنها انقطعت مادَّة ذلك الوهم، وزال ما خامرهم من الشُّبهة والوهم الفاسد، والله أعلم.   (1) رقم (3924) في الطب، باب في الطيرة، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " رقم (918) باب الشؤم في الفرس، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبوداود (3924) قال: حدثنا الحسن بن يحيى، ثنا بشر بن عمر، عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق عبد الله بن أبي طلحة فذكره. الحديث: 5812 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 640 5813 - (ط) يحيى بن سعيد قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: دَار سَكنَّاها، والعددُ كثير، والمالُ وافر، فقلَّ العَدَدُ، وذهب المال؟ فقال: دعوها ذميمة» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 972 في الاستئذان، باب ما يتقى من الشؤم، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: إنه محفوظ عن أنس وغيره (يريد الحديث الذي قبله) لكن الذي رواه أبو داود وصححه الحاكم عن أنس أن السائل رجل، وعنده فروة بن مسيك، يدل على أنه هو السائل، وهنا قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجمع بينهما بأن كلاً من الرجل والمرأة سأل عن ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (1884) قال: عن يحيى بن سعيد، به. الحديث: 5813 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 641 5814 - (ط) ابن عطية (1) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى ولا هامَ، ولا صفر، ولا يَحُلَّ الممرِضُ على المصِحِّ، ولْيَحلُلِ المصِحُّ حيث [ص: 642] شاء، فقالوا: يا رسول الله وما ذاك؟ قال: إنه أذى» أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": كذا رواه يحيى - يعني الليثي -، وتابعه قوم، وقال القعنبي: عن ابن عطية الأشجعي عن أبي هريرة، وتابعه جماعة، منهم عبد الله بن يوسف، وأبو مصعب، ويحيى بن بكير، إلا أنه قال: عن أبي عطية، أي بأداة الكنية، وابن عطية! اسمه عبد الله بن عطية، قيل: هو مجهول، لكن الحديث محفوظ عن أبي هريرة من وجوه، قاله ابن عبد البر، وقد وافق ابن بكير في ذكره بأداة الكنية، بشر بن عمر الزهراني عن مالك، لكنه خالف في صحابيه، فقال: عن أبي برزة، أخرجه الدارقطني في " اختلاف الموطآت "، لكنه وهم من أبي هاشم الرفاعي راويه عن أبي بشر، وإنما هو عن أبي هريرة. (2) 2 / 946 في العين، باب عيادة المريض والطيرة، وفيه ضعف وانقطاع، وقد صح معناه من طرق عن أبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (1827) قال: يحكى عنه: أنه بلغه عن بكير عن عبد الله بن الأشج، فذكره. الحديث: 5814 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 641 5815 - (ت) حابس التميمي - رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا شيء في الهام، والعينُ حقٌّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2062) في الطب، باب ما جاء أن العين حق، من حديث يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني حية بن حابس التميمي، حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه يقول ... الحديث، قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة " قال ابن السكن: واختلف على يحيى بن أبي كثير فيه، ولم نجده إلا من طريقه، وقال البغوي: لا أعلم له إلا هذا الحديث، وقال ابن عبد البر: في إسناد حديثه اضطراب وسمى أباه ربيعة، قال الحافظ: ومن الاختلاف فيه ما أخرجه ابن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير: حدثني حية بن حابس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث، فسقط منه " عن أبيه " وذكره أبو موسى في آخر حرف الحاء المهملة فقال: حية بياء تحتانية، وأشار إلى الوهم فيه، وأن الصواب: عن حبة بموحدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: 1- أخرجه أحمد (4/67و 5/70) قال:حدثنا أبو عامر. والبخاري في الأدب المفرد (914) قال: حدثنا عبد الله بن محمد،قال: حدثنا أبو عامر. والترمذي (2061) قال:حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري. كلاهما - أبو عامر، وأبو غسان - قالا:حدثنا علي بن المبارك. 2- وأخرجه أحمد (5/70) قال:حدثنا عبد الصمد،قال:حدثنا حرب. كلاهما -علي، وحرب بن شداد- عن يحيى بن أبي كثير، قال حدثني يحيى التيمي. فذكره. قال الترمذي:غريب: «تحفة الأشراف» (3272) . الحديث: 5815 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 642 5816 - (م س) الشريد بن سويد - رضي الله عنه- قال: «كان في وَفْد ثَقيف رجل مجذُوم، فأرسل إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ارْجع فقد بَايَعناك» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 150 في البيعة، باب بيعة من به عاهة، وإسناده صحيح، وقد أبعد المصنف النجعة فالحديث رواه مسلم رقم (2231) في السلام، باب اجتناب المجذوم ونحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. تكلمه الكتاب الأخير من حرف الطاء تقدم في الطب من هذ المجلد (*) الحديث: 5816 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 642 ترجمة الأبواب التي أولها طاء، ولم ترد في حرف الطاء (الطَّواف) في كتاب الحج، من حرف الحاء. (الطِّيب) في كتاب الحج، [من حرف الحاء] ، وفي كتاب الزِّينة، من حرف الزاي. (الطَّاعون) في كتاب الطب، من [حرف] الطاء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 643 بسم الله الرحمن الرحيم حرف الظاء وفيه كتاب واحد، وهو كتاب الظهار ، وفيه فصلان [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الظِّهار) : هو أن يقول الرجل لزوجته: أنت عليَّ كظهر أمي إذا أراد أن يُحرِّمَها، وكان هذا طلاق الجاهلية، وكذلك الإيلاء: فجعل الله عز وجل له كفَّارة، ولم يعتدَّ به طلاقاً، وأصل هذه الكلمة: أنهم أرادوا: أنت عليَّ كبطن أُمِّي، يعني كجماعها، فكنوا عن البطن بالظهر، لأنه عمود البطن، وللمجاورة، وقيل: إتيان المرأة وظهرها إلى السماء كان مُحَرَّماً عندهم، وكان أهل المدينة يقولون: إذا أُتِيَت المرأة ووجهها إلى الأرض جاء الولد أحول، فلِقصد الرجل المُطَلِّق منهم إلى التغليظ في تحريم امرأته عليه شبَّهها بالظهر، ثم لم يقنع بذلك حتى جعلها كظهر أمه، وإنما عُدِّي الظهار: بـ «من» لأنهم كانوا إذا ظاهروا من المرأة تجنَّبُوها كما يتجنَّبُون [ص: 644] المطلَّقة، ويحترزون منها، فكأن قوله: «ظاهر من امرأته» أي: احترز منها واستوحش منها، ونظيره «آلى من امرأته» لمَّا ضُمِّن معنى التَّباعُد منها عُدِّي بـ «من» . الفصل الأول: في أحكامه 5817 - (س د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد ظَاهَر من امرأته، فوقع عليها، فقال: يا رسول الله، إني ظاهَرْتُ من امرأتي، فَوقَعْتُ عليها قبل أن أُكَفِّرَ، قال: وما حَمَلك على ذلك يرحمُك الله؟ قال: رأيتُ خَلخالها في ضوءِ القمر، فقال: لا تَقْرَبْها حتى تَفْعَلَ ما أمرَ الله عز وجلَّ» . وفي رواية عن عكرمة قال: «تظاهر رجل من امرأته، فأصابها قبل أن يكفِّرَ، فذكر ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ما حملك على ذلك؟ قال: رحمك الله يا رسول الله، رأيتُ خلخالها - أو سَاقَها - في ضوء القمر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: فاْعتَزِلها حتى تفعل ما أمَركَ الله عزَّ وجلَّ» . وفي أخرى عن عكرمة قال: «أتى رجل نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: [ص: 645] يا نبيَّ الله، إنه ظاهر من امرأته، ثم غَشِيَها قبل أن يفعلَ ما عليه ... » فذكر الحديث. أخرجه النسائي، وقال: المرسل أولى بالصواب من المسند. وفي رواية أبي داود عن عكرمة: «أن رجلاً ظاهر من امرأته، ثم وَاقَعها قبل أن يكفر، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره، فقال: ما حملك على ما صنعتَ؟ قال: رأيتُ بياض ساقِها في القمر، قال: فاعْتَزِلها حتى تُكَفِّرَ عنك» . وفي أخرى عن عكرمة نحوه، ولم يذكر الساق، وفي أخرى عنه عن ابن عباس بمعناه، وأخرج الترمذي الأولى (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1199) في الطلاق، باب ما جاء في المظاهر يواقع قبل أن يكفر، وأبو داود رقم (2221) و (2222) و (2223) و (2224) و (2225) في الطلاق، باب في الظهار، والنسائي 6 / 167 في الطلاق، باب الظهار، ورواه أيضاً ابن ماجة والحاكم وصححه، قال الحافظ في " التلخيص ": ورجاله ثقات، لكن أعله أبو حاتم والنسائي بالإرسال، قال: وفي " مسند البزار " طريق أخرى شاهدة لهذه الرواية من طريق خصيف، عن عطاء عن ابن عباس أن رجلاً قال: يا رسول الله إني ظاهرت من امرأتي: رأيت ساقها في القمر فواقعتها قبل أن أكفر، قال: كفر، ولا تعد، قال الحافظ: وفي الباب عن سلمة بن صخر عند الترمذي أيضاً باختصار ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم في المظاهر يواقع قبل أن يكفر، قال: كفارة واحدة وقال: حسن غريب، أقول: وهو عند الترمذي رقم (1198) في الطلاق، باب ما جاء في المظاهر يواقع قبل أن يكفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2223) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال حدثنا إسماعيل. وفي (2225) قال: كتب إلي الحسن بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن معمر. وابن ماجة (2065) قال: حدثنا العباس بن يزيد، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا معمر، والترمذي (1199) والنسائي (6/167) قال: الترمذي: أنبأنا، وقال النسائي: أخبرنا الحسن بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن معمر. كلاهما - إسماعيل، ومعمر - عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (2221) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، قال حدثنا سفيان. وفي (2222) قال: حدثنا الزعفراني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، في (2225) قال: سمعت محمد بن عيسى يحدث به، قال: حدثنا المعتمر، والنسائي (6/167) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا المعتمر (ح) وأنبأنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، المعتمر، ومعمر - عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، مرسلا (ليس فيه ابن عباس) . (*) وأخرجه أبو داود (2224) قال: حدثنا أبو كامل، أن عبد العزيز بن المختار حدثهم، قال: حدثنا خالد، قال: حدثني محدث، عن عكرمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلا. (*) قال النسائى: المرسل أولى بالصواب من المسند، والله - سبحانه وتعالى - أعلم. الحديث: 5817 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 643 5818 - (د) هشام بن عروة - رضي الله عنه- «أن جميلة (1) كانت [ص: 646] تحت أوس بن الصامت، قال: وكان رجلاً به لَمَم فكان إذا اشْتَدَّ لممُه ظاهر من امرأته، ففعل ذلك، فأنزل اللَّه فيه كفَارة الظّهار» . أخرجه أبو داود. وله في أخرى عن هشام بن عروة، عن عروة عن عائشة مثله، ولم يذكر لفظه (2) . وزاد رزين «فواقعها - هو أو مُظَاهِر آخر - قبل أن يكفِّرَ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمره أن يكفِّر كفارة واحدة لا غير» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَمَم) اللَّمم: طرف من الجنون. (كفَّارة) الكفَّارة: فَعَّالة من التكفير: التغطية والستر، وهي المرة الواحدة المبالغة في الستر ومَحْو الذَّنْب.   (1) قال في " عون المعبود ": وفي رواية: أن اسم زوجة أوس: خويلة، فلعها كانت تدعى بالاسمين، أو جميلة صفتها، أي: امرأة جميلة كانت تحت أوس والله أعلم. أقول: وسيأتي برقم (5822) . (2) رواه أبو داود رقم (2219) و (2220) في الطلاق، باب الظهار، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2220) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال حدثنا محمد بن الفضل. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (2219) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن هشام بن عروة، أن جميلة كانت تحت أوس .... الحديث مرسل. الحديث: 5818 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 645 5819 - (د) أبو تميمة [طريف بن مجالد] الهجميي - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سمع رجلاً يقول لامرأته: يا أُخَيةُ، [فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أختك هي؟» ] فكَرِه ذلك ونهى عنه. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2210) و (2211) في الطلاق، باب في الرجل يقول لامرأته: يا أختي، وهو مرسل، وذكر أبو داود ما يدل على اضطرابه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2211) قال:حدثنا محمد بن إبراهيم البزاز،قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا عبد السلام، يعني ابن حرب، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، فذكره. (*) وأخرجه أبو داود (2210) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل بن قال حدثنا حماد وحدثنا أبو كامل. قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا عبد الواحد وخالد الطحان، والمعنى، كلهم عن خالد، عن أبي تميمة الهجيمي، أن رجلا قال لامرأته» . يا أخيه، فذكره. ليس فيه: «عن رجل من قومه» . (*) قال أبو داود: ورواه عبد العزيز بن المختار، عن خالد، عن أبي عثمان، عن أبي تميمة،عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.ورواه شعبة، عن خالد، عن رجل عن أبي تميمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 5819 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 646 5820 - (ط) سعيد بن عمرو بن سليم الزرقي «سأل القاسم بن محمد عن رجل طلَّق امرأته إن هو تزوَّجها، فقال القاسم: إن رجلاً جعل امرأة [ص: 647] عليه كظهر أمِّه إن هو تزوجها، فأمره عمر إنْ هو تزوَّجها أن لا يَقْرَبَها حتى يكفِّر كفارة المظاهِر» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 559 في الطلاق، باب ظهار الحر، وإسناده منقطع، فإن القاسم بن محمد لم يدرك عمر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (1217) عن سعيد بن عمرو بن سليم به. الحديث: 5820 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 646 الفصل الثاني: في الكفارة ومقدارها 5821 - (د ت) سلمة بن صخر البياضي - رضي الله عنه- قال: «كنتُ امرءاً أُصِيب من النساء ما لا يُصيِبُ غيري، فلما دخل شهر رمضان خِفْتُ إن أصبتُ من امرأتي شيئاً تَتَايَعَ (1) بي حتى أُصْبِحَ، فظاهرتُ منها حتى ينسلخ شهرُ رمضان، فبينا هي تَخْدِمُني ذات ليلة، إذ تكشَّف لي منها شيء، فما لَبِثْتُ أن نَزَوْتُ عليها، فلما أصبحتُ خرجتُ إلى قومي، فأخبرتهم الخبرَ، قال: فقلت: امْشُوا معي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قالوا: لا والله، فانطلقت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته، فقال: أنت بذاك يا سلمةُ؟ قلت: أنا بذاك يا رسول الله، مرتين، وأنا صابر لأمر الله، فاحْكم فيَّ ما أَرَاكَ الله، قال: حَرِّرْ رقبة، قلت: والذي بعثك بالحق، ما أملك رقبة غيرها- وضربتُ صفحةَ رقبتي - قال: فَصُمْ شهرين متتابعين، قلت: وهل أصَبْتُ الذي أصبتُ إلا من الصيام؟ قال: فأطْعِمْ وَسْقاً من تَمْرِ بين ستِّين مسكيناً، قلت: [ص: 648] والذي بعثك بالحق، لقد بتْنا وَحْشَيْن، ما أملك لنا طعاماً (2) . قال: فانطَلِقْ إلى صاحب صدقة بني زُرَيْق، فَلْيَدْفَعها إليك، فأطعم ستين مسكيناً وَسْقاً من تمرٍ، وكلْ أنت وعِيَالُكَ بَقيَّتَها، فرجعتُ إلى قومي فقلتُ: وجدتُ عندكم الضِّيقَ وسوءَ الرأي، ووجدت عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- السَّعَة وحسن الرأي، وقد أمرني - أو أمر لي - بصدقتكم، قال ابن إدريس (3) : وبياضةُ: بطْن من بني زُرَيق» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي قال: «كنت رجلاً قد أُوتيتُ من جِمَاع النَّساءِ ما لم يُوتَ غيري، فلما دخل رمضان تظاهرتُ من امرأتي حتى يَنْسَلِخَ رمضان، فَرَقاً من أن أُصِيبَ منها في ليلي، فأتتَايعَ في ذلك إلى أن يُدْرِكَني النهار، وأنا لا أقدر أن أنْزِعَ، فبينما هي تَخْدِمُني ذاتَ ليلة، إذْ تَكَّشفَ منها شيء، فوثبتُ عليها، فلما أصبحتُ غدوت على قومي، فأخبرتُهم خبري، فقلت: انطلقوا معي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأخْبِرُوه بأمري، فقالوا: لا والله، لا نفعل، نتَخَوَّفُ أن ينزل فينا قرآن، أو يقول فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَقَالَة يَبْقى علينا عارُها، ولكن اذهبْ أنت فاصْنَع ما بَدَا لك، قال: فخرجت، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبرتُهُ خبري، فقال: أنتَ بذاك؟ قلت: أنا بذاك، قال: أنتَ بذاك؟ قلتُ: أنا بذاك، قال: أنتَ بذاك؟ [ص: 649] قلت: أنا بذاك، وها أنذا، فأمْضِ فيَّ حكم الله، فإني صابر لذلك، قال: أَعْتِق رقبة، قال: فضربتُ صفحةَ عُنُقي بيدي، فقلت: والذي بعثك بالحقِّ نبيّاً، ما أصْبَحْتُ أملك غيرَها، قال: فَصُمْ شهرين، قلت: يا رسول الله، وهل أصابني ما أصابني إِلا في الصيام، قال: فأطْعِمْ ستِّين مسكيناً، قلت: والذي بعثك بالحق، لقد بِتْنَا لَيْلَتَنَا هذه وَحْشى، ما لنا عَشاء، قال: اذهب إِلى صاحب صدقة بني زريق، فقل له فليدْفعها إِليك، فأطْعِم عنك منها وَسقاً ستِّين مسكيناً، ثم اسْتَعِنْ بسائره عليك وعلى عِيالك، قال: فرجعتُ إِلى قومي، فقلت: وجدتُ عندكم الضِّيقَ وسُوءَ الرأي، ووجدتُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- السَّعَةَ والبركة، وأمر لي بصدقتكم، فَادْفَعُوها إِليَّ، فدفعوها إِليَّ» . قال الترمذي: قال محمد [يعني محمد بن إسماعيل البخاري] : سليمان بن يسار لم يسمع عندي من سلمة بن صخر. وفي رواية للترمذي: «أن سَلْمان بن صخر الأنصاري - أحدَ بني بياضة - جعل امرأته عليه كظهر أُمِّه، حتى يمضي رمضان، فلما مضى نصف من رمضان وقع عليها ليلاً، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أعْتِقْ رقبة، قال: لا أجدها، قال: فصُمْ شهرين متتابعين، قال: لا أستطيع، قال: أطعم ستيَّن مسكيناً، قال: لا أجدُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لفَرْوَةَ بن عمرو: أَعْطِه ذلك العَرَق - وهو مِكْتل يأخُذ خمسة عشر صاعاً، أو ستة عشر صاعاً - إطعامُ ستين مسكيناً» . [ص: 650] قال الترمذي: يقال: سلمان بن صخر، وسلمة بن صخر البياضي. وله في أخرى عن سلمة بن صخر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في المظاهر يُواقع قبل أن يكفِّر، قال: «كفارة واحدة» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَزَوت) عليها: وَثَبْت عليها، أراد: الجماع. (فَرَقاً) الفَرَق: الفزع والخوف. (التَّتَايُع) : التَّهَافُت في الشر واللجاج فيه، والسكران يتتايع، أي: يرمي بنفسه، ولا يكون التتايع إلا في الشر. (وَسْق) الوَسق: ستون صاعاً، والصاع أربعة أمداد، والمد رطل وثلث بالعراقي، أو رطلان، على اختلاف المذهبين. (وَحْشَيْن) رجل وحْش: إذا لم يكن له طعام من قوم أوحْاش، وأوحَش الرجل: جاع، وتوَّحش الرجل، أي: خلا بطنه من الجوع، وقد جاء في كتاب الترمذي: «لقد بِتْنَا ليلتنا هذه وَحْشى» كأنه قال: جماعة وَحْشى» .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: خفت أن أصيب من امرأتي شيئاً يتايع، وفي بعض النسخ: يتتايع. (2) في نسخ أبي داود المطبوعة: ما لنا طعام. (3) هو عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي الزعافري أبو محمد الكوفي أحد الرواة. (4) رواه أبو دود رقم (2213) في الطلاق، باب في الظهار، والترمذي رقم (1200) في الطلاق، باب ما جاء في كفارة الظهار، ورقم (3295) في التفسير، باب ومن سورة المجادلة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2062) في الطلاق، باب الظهار، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/37) قال: حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. وأبو داود (2217) قال: حدثنا ابن السرح، قال حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث. ثلاثتهم - إسحاق، وابن لهيعة، وعمرو - عن بكير بن عبد الله بن الأشج. 2- وأخرجه أحمد (4/37) قال حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/436) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والدارمي (2278) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وأبو داود (2213) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، ومحمد بن سليمان الأنباري، وعن ابن إدريس وابن ماجة (2062) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (2064) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والترمذي (1198) قال حدثنا أبو سعيد الأشج، قال حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (3299) قال حدثنا عبد بن حميد، والحسن بن علي، قالا حدثنا يزيد بن هارون، ابن خزيمة (2378) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، الحسن بن محمد الزعفراني ومحمد بن يحيى، وأحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن الخليل، قالوا: حدثنا يزيد بن هارون. ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وابن إدريس، وابن نمير - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء. كلاهما - بكير، ومحمد بن عمرو - عن سليمان بن يسار، فذكره. (*) أخرجه الترمذي (1200) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا هارون بن إسماعيل الخزاز، قال: أنبأنا علي بن المبارك، قال: أنبأنا يحيى بن أبي كثير، قال: أنبأنا أبو سلمة، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، أن سليمان بن صخر الأنصاري أحد بني بياضة جعل امرأته عليه كظهر أمه، فذكر الحديث مرسلا. (*) رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن كثير بن عبد الله بن الأشج «تظاهرت من امرأتي، ثم وقعت بها قبل أن أُكفر، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأفتاني بالكفارة» . (*) في رواية ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج: «فأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتمر، فأعطاه إياه، وهو قريب من خمسة عشر صاعا، قال: تصدق بهذا. قال: فقال: يارسول الله، على افقر مني ومن أهلي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كله أنت وأهلك» . (*) رواية عبد الله بن سعيد أبي سعيد الأشج، عن عبد الله بن إدريس: «في المظاهر يواقع قبل أن يكفر. قال: كفارة واحد» . في رواية يزيد بن هارون. ورواية زكريا بن عدي، وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء، ومحمد بن سليمان الأنباري، عن ابن إدريس زيادة: «قال: فرجعت إلى قومي فقلت: وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي، ووجدت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السعة والبركة قد أمر لي بصدقتكم فادفعوها لي. قال: فدفعوها إلي» . (*) قال الترمذي: قال محمد - يعني البخاري - سليمان بن يسار لم يسمع عندي من سلمة بن صخر. الحديث: 5821 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 647 5822 - (د) خويلة بنت مالك بن ثعلبة - رضي الله عنها- قالت: «ظاهر مني زوجي أَوسُ بن الصامتِ، فجئتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أشكو إليه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُجادلني فيه، ويقول: اتق الله، فإنه ابنُ عمِّك، فما بَرِحتُ حتى نزل القرآن {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَولَ التي تُجَادِلُكَ في زَوِجهَا} [المجادلة: 1] إلى الفرض، فقال: يُعتق رقبة، قالت: لا يجد، قال: فيصوم شهرين متتابعين، قالت: يا رسول الله، إنه شيخ كبير، ما به من صيام، قال: فلْيُطْعِم ستَّين مسكيناً، قالت: ما عنده شيء يتصدَّق به، قال: فإني سأُعينُه بعَرَق من تمر، قلت: يا رسول الله، وإني أُعينُه بعَرَق آخر، قال: قد أَحْسَنْتِ، اذهبي فأطعمي بها عنه ستين مسكيناً، وارجعي إلى ابن عمِّك، قال: والعَرَق ستون صاعاً» . وفي رواية بهذا الإسناد نحوه، إلا أنه قال: «والعَرَق: مِكتَل يسعُ ثلاثين صاعاً» قال أبو داود: هذا أصح الحديثين. وفي رواية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: «العَرقُ: زِنْبِيل يأخُذُ خمسةَ عشر صاعاً» . وفي أخرى بهذا الخبر قال: «فأُتيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بتَمْر، فأعطاه إياه، وهو قريب من خمسة عشر صاعاً، فقال: تصدَّقْ بهذا، فقال: يا رسول الله على أفْقَر مني ومن أهلي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: كلْهُ أنت وأهلُك» . [ص: 652] وفي أخرى عن عطاء [بن يسار] عن أوس أخي عبادة بن الصامت «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أعْطَاه خمسة عشر صاعاً من شعير، إطعام ستين مسكيناً» . قال أبو داود: عطاء لم يُدركْ أوس بن الصامت، هذا مرسل، أوس من أهل بدر، قديم الموت، وإنما رَوَوه عن الأوزاعي عن عطاء أن أوساً قال، وعطاء لم يسمع من أوس، والناس كلّهم رووه عن عطاء عن أوس (1) . تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء السابع من كتاب «جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -» ويليه الجزء الثامن، وأوله حرف العين، ويبدأ بكتاب العلم   (1) رقم (2214) و (2215) و (2216) و (2217) و (2218) في الطلاق، باب في الظهار، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/410) قال: حدثنا سعد بن إبراهيم ويعقوب. قالا: حدثنا أبي. وأبو داود (2214) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يحيي بن آدم، قال حدثنا ابن إدريس وفي (2215) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا محمد بن سلمة. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وابن إدريس، ومحمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام الحديث: 5822 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 651 بسم الله الرحمن الرحيم حرف العين ويشتمل على ستة كتب: كتاب العلم، كتاب العَفْو والمغفرة، كتاب العِتق والتدبير، والكتابة ومُصَاحَبة الرقيق، كتاب العِدَّة والاستبراء، كتاب العارِيَّة، كتاب العُمرى والرُّقْبى الكتاب الأول: في العِلْم، وفيه ستة فصول الفصل الأول: في الحث عليه 5823 - (خ م) حميد [بن عبد الرحمن بن عوف الزهري] قال: سمعتُ معاويةَ يَخطُب قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن يُرِدِ الله بهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين، وإِنما أَنا قَاسِم، ويُعطي الله، وَلَن يَزَالَ أَمْرُ هذه الأمة مُستقيماً [ص: 4] حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَحتى يَأْتِيَ أمرُ الله» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يفقهه في الدِّين) الفقه: الفهم والدراية، والعلم في الأصل، وقد جعله العُرف خاصاً بعلم الشريعة، وخاصة بعلم الفروع، فإذا قيل: فقيه، علم أنه العالم بعلوم الشرع، وإن كان كل عالم بعلم فقيهاً، يقال: فَقِه الرجل- بالكسر - إذا علم، وفقُه - بالضم- إذا صار فقيهاً، وتفقَّه: إذا تعاطى ذلك، وفقَّهه الله، أي: عرَّفه وبصَّره.   (1) رواه البخاري 6 / 152 في الجهاد، باب قول الله تعالى: {فأن لله خمسه وللرسول} ، وفي العلم، باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وفي الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، ومسلم رقم (1037) في الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/101) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: أخبرنا ليث، يعني ابن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، والدارمي (230) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عبد الوهاب. والبخاري (1/27) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. وفي (4/103) قال: حدثنا ابن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس. وفي (9/125) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. ومسلم (3/95) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. كلاهما - عبد الوهاب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 5823 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 3 5824 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّهه في الدِّين» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2647) في العلم، باب إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن عمر وأبي هريرة ومعاوية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/306) (2791) قال: حدثنا سليمان. والدارمي (231و 2709) قال: أخبرنا سعيد بن سليمان. والترمذي (2645) قال:حدثنا علي بن حجر. ثلاثتهم - سليمان، وسعيد بن سليمان، وعلي بن حجر- عن إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرني عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 5824 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 4 5825 - (د ت) قيس بن كثير (1) - رحمه الله - قال: كنتُ جالساً مع أبي الدَّرْدَاء في مسجد دِمَشْقَ، فجاءه رجل، فقال: يا أبا الدرداء، إِني جئْتُكَ من مدينَةِ الرَّسولِ - صلى الله عليه وسلم-، لحديث بلغني أنك تُحَدِّثُه عن [ص: 5] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ما جئتُ لحاجة، قال: فإِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن سَلَك طريقاً يطلبُ فيه علماً: سلك الله بِهِ طريقاً من طُرُق الجنَّة، وإن الملائكة لَتَضَعُ أَجْنِحَتها رِضىً لطالب العلم، وإن العالم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَن في السماوات ومَن في الأرض، والحيتَانُ في جَوف الماء، وإن فَضْلَ العالم على العابد كَفضل القمر ليلة البدر على سائرِ الكواكب، وإِن العلماءَ وَرَثَةُ الأنبياء، وإن الأنبياءَ لم يُوَرِّثُوا دِيناراً ولا دِرْهماً، وَرَّثوا العلم، فمن أَخَذَهُ أخذ بِحظٍّ وَافِر» . وفي رواية عن عثمان بن أبي سَودة عن أبي الدرداء عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بمعناه. أخرجه أبو داود، ولم يذكر لفظ الرواية الثانية. وفي رواية الترمذي قال: قَدِمَ رجل المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشقَ، فقال: ما أقْدَمَك يا أخي؟ قال: حديث بلغني أَنَّكَ تحدِّثه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: أما جئتَ لحاجة؟ قال: لا، قال: أمَا قَدِمْتَ لِتجارة؟ قال: لا، قال: ما جئتُ إِلا في طلب هذا الحديث، قال: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من سلك طريقاً يَبْتَغِي فيه علماً، سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لَتَضع أجنحتها رِضىً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له مَن في السماوات، ومن في الأرض، حتى الحيتانُ في الماء، [ص: 6] وفضلُ العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثةُ الأنبياء، إِن الأنبياءَ لم يُورِّثوا ديناراً ولا درهماً، إِنَّما وَرَّثُوا العلم، فمن أخذ بِهِ فقد أخذ بحظٍّ وافر» . قال الترمذي: وليس إسنادهُ عندي بمتصل. وأخرجه أبو داود عن كثير بن قيس، وأخرجه الترمذي عن قيس بن كثير، وقال: هكذا حدثنا محمود بن خِداش هذا الحديث، وقال: وإنما يُروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حَيْوَةَ عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وهذا أصح من حديث محمود بن خِداش (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تضع أجنحتها لطالب العلم) معنى وضع أجنحة الملائكة لطالب العلم: التواضع والخشوع، تعظيماً لطالب العلم، وتوقيراً للعلم، لقوله تعالى: {واخِْفض لهما جَنَاح الذُّلِّ من الرَحْمَة} [الإسراء: 24] وقيل: وضع الجناح معناه: الكف عن الطيران، أراد: أن الملائكة لا تزال عنده، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة» وقيل: [ص: 7] معناه: بسط الجناح وفرشه لطالب العلم، لتحمله عليها، وتبلغه حيث يريد، ومعناه: المعونة.   (1) ويقال: كثير بن قيس، كما ذكره أبو داود، وهو أكثر، كما قال الحافظ في " التقريب " و " التهذيب "، وهو ضعيف، ولكن تابعه عند أبي عثمان بن أبي سودة. (2) رواه أبو داود رقم (3641) و (3642) في العلم، باب الحث على طلب العلم، والترمذي رقم (2683) و (2684) في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، ورواه أيضاً أحمد، وابن ماجة، والدارمي، وابن حبان في " صحيحه "، وغيرهم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/196) قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال: حدثنا ابن عياش. والدارمي (340) قال: أخبرنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن داود، وأبو داود (3641) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا عبد الله بن داود، وابن ماجة (223) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الله بن داود. كلاهما - إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن داود - عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، فذكره (*) أخرجه أحمد (5/196) . والترمذي (2682) قال: حدثنا محمود بن خداش البغدادي. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمود - عن محمد بن يزيد الواسطي، قال: حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عن قيس بن كثير. قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء، وهو بدمشق ... فذكره ليس فيه (داود بن جميل) وقال: قيس بن كثير. وبمعناه: أخرجه أبو داود (3642) قال: حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي، قال: حدثنا الوليد. قال: لغيب شبيب بن شيبة، فحدثني به عن عثمان بن أبي سودة، فذكره. وقال الترمذي: ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة، ليس هو عندي بمتصل هكذا حدثنا محمود بن خداش بهذا الإسناد. وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن الوليد بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا أصح من حديث محمود بن خداش، ورأي محمد بن إسماعيل هذا أصح. الحديث: 5825 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 4 5826 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من سلك طريقاً يَلْتَمِسُ فيه علماً: سهَّل الله له طريقاً إِلى الجنة» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: «ما من رجل يسلك طريقاً، يعني (1) : يطلب فيه علماً، إِلا سَهَّل الله له طريقاً إِلى الجنة، وَمَن أبْطَأَ بِهِ عَمَلُه: لم يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُه» (2) .   (1) لفظة " يعني " ليست في نسخ أبي داود المطبوعة. (2) رواه أبو داود رقم (3643) في العلم، باب الحث على طلب العلم، والترمذي رقم (2648) في العلم، باب إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وقد رواه مسلم مطولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم وهو من حديث «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ... » . الحديث: 5826 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 7 5827 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2643) في العلم، باب فضل طلب العلم، وإسناده ضعيف، ورواه بعضهم فلم يرفعه، ولكن له شاهد بمعناه عند ابن ماجة رقم (227) من حديث أبي هريرة بلفظ " من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله "، وإسناده حسن، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2647) قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا خالد بن يزيد العتكي عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، فذكره وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم، فلم يرفعه. الحديث: 5827 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 7 5828 - (ت) سخبرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن طلب العلم كان كفَّارة لما مضى» . أخرجه الترمذي، وقال: هو ضعيف الإسناد (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2650) في العلم، باب فضل طلب العلم، من حديث أبي داود الأعمى عن عبد الله بن سخبرة عن سخبرة، وأبو داود الأعمى نفيع بن الحارث، ويقال له: نافع، متروك كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " قال الحافظ: وقد كذبه ابن معين، وقال الترمذي: ولا نعرف لعبد الله بن سخبرة كبير شيء، ولا لأبيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2648) قال:حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال:حدثنا محمد بن المعلى، قال: حدثنا زياد بن خيثمة عن أبي داود عن عبد الله بن سخبرة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث ضعيف الإسناد،أبو داود يضعف، ولا نعرف لعبد الله بن سخبرة كبير شيء ولا لأبيه، واسم أبي داود نفيع الأعمى، تكلم فيه قتادة وغير واحد من أهل العلم. الحديث: 5828 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 7 5829 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعَلَّموا الفرائض والقرآن، وعَلِّموا الناس، فَإِني مَقْبُوض» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: وروي عن ابن مسعود نحوه بمعناه. زاد رزين في حديثه: «وإن مَثَل العالم الذي لا يعلَمُ الفرائضَ كمثَل البُرْنُسِ لا رأسَ له» .   (1) رقم (2092) في الفرائض، باب ما جاء في تعليم الفرائض، من حديث عوف الأعرابي عن شهر ابن حوشب عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب، وبينه بقوله: وروى أبو أسامة هذا الحديث عن عوف عن رجل يقال له: سليمان بن جابر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسليمان بن جابر مجهول، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، قال الحافظ في " التلخيص ": وفي الباب عن أبي بكرة، أخرجه الطبراني في " الأوسط " في ترجمة علي بن سعيد الرازي، أقول: وإسناده ضعيف، قال الحافظ: وعن أبي هريرة رواه الترمذي من طريق عوف عن شهر عنه، وهو مما يعلل به طريق ابن مسعود، فإن الخلاف فيه على عوف الأعرابي، قال الترمذي: فيه اضطراب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (2091) قال:حدثنا عبد الأعلى بن واصل. قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، قال: حدثنا الفضل بن دلهم. قال:حدثنا عوف، عن شهر بن حوشب، فذكره وله شاهد بلفظ: «يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فإنه نصف العلم. وهو ينسي. وهو أول شيء ينزع من أمتي» . أخرجه ابن ماجة (2719) قال:حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي. قال: حدثنا حفص بن عمر بن أبي العطاف. قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب، وروى أبو أسامة هذا الحديث عن عوف، عن رجل عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثنا بذلك الحسين بن حريث، أخبرنا أبو أسامة عن عوف بهذا بمعناه، ومحمد بن القاسم الأسدي قد ضعفه أحمد بن حنبل وغيره. الحديث: 5829 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 8 5830 - (خ) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تعلَّموا الفرائض قبل الظَّانِّين (1) » - يعني: الذين يتكلَّمون بالظّن. أخرجه البخاري في ترجمة باب (2) .   (1) في نسخ البخاري المطبوعة: تعلموا قبل الظانين. (2) كذا في الأصل: أخرجه البخاري في ترجمة باب، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري معلقاً 12 / 3 في الفرائض، باب تعليم الفرائض من قول عقبة بن عامر، قال الحافظ في " الفتح ": هذا الأثر لم أظفر به موصولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الفرائض - باب تعلم الفرائض وقال الحافظ في «الفتح» (12/6) : هذا الأثر لم أظفر به موصولا. الحديث: 5830 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 8 5831 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله [ص: 9] صلى الله عليه وسلم-: «لن يَشْبَعَ المؤمنُ من خَيْر يسمعه، حتى يكون مُنْتَهَاهُ الجنة» . أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين: «وكلُّ عالم غَرْثَانُ إلى علم (2) ، والكلمةُ الحكيمة من الحكمة ضَالَّةُ كلِّ حكيم، فحيث وجدها فهو أحَقُّ بها» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغَرْثَان) : الجائع. (الضَّالة) : الشيء الضائع، شبّه الكلمة الحكيمة بالناقة الضائعة من صاحبها.   (1) رقم (2687) في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، من حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ودراج عن أبي الهيثم ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. (2) هذا المقطع من هذه الرواية جاء في جملة حديث عند الدارمي 1 / 86 و 87 في المقدمة، باب من هاب الفتيا مخافة السقط، وإسناده منقطع. (3) هو بمعنى الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (2886) قال: حدثنا عمر بن حفص الشيباني البصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلت: رواية دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، ضعيفة. الحديث: 5831 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 8 5832 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الكلمةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها» . أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2688) في العلم، باب ما جاء في عالم المدينة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4169) في الزهد، باب الحكمة، من حديث إبراهيم بن الفضل المخزومي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، ضعيف في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه ابن ماجة (4169) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب. والترمذي (3687) قال: حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي كلاهما - عبد الرحمن بن عبد الوهاب، ومحمد بن عمر - قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، عن إبراهيم بن الفضل، عن سعيد المقبري، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإبراهيم بن الفضل المدني المخزومي، يضعف في الحديث من قبل حفظه. قلت: وقال الحافظ في «التهذيب» (1/151) : وذكر العقيلي من مناكير، فذكر الحديث. الحديث: 5832 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 9 5833 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العلمُ ثلاثة، وما سِوَى ذلك فهو فَضْل: آية مُحْكَمَة، أو سُنَّة قائمة، أَو فَرِيضَة عادلة» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الآية المحكمة) هي التي لا اشتباه فيها ولا اختلاف، أو ما ليس بمنسوخ. (السُّنة القائمة) هي الدائمة المستمرة التي العمل بها متصل لا يترك. (الفريضة العادلة) هي التي لا جور فيها ولا حيف في قضائها.   (1) رقم (2885) في الفرائض، باب ما جاء في تعليم الفرائض، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (54) في المقدمة، باب اجتناب الرأي والقياس، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي، وهما ضعيفان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أبو داود (2885) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب وابن ماجة (54) قال: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني، قال: حدثني رشدين بن سعد، وجعفر بن عون. ثلاثتهم - ابن وهب، ورشدين، وجعفر- عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي، فذكره. قلت: في مسند عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي وهما ضعيفان. الحديث: 5833 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 10 5834 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «رَحَلَ مَسِيرَةَ شهر إِلى عبد الله بن أُنَيْس في حديث واحد» . أخرجه البخاري بغير إِسناد (1) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 1 / 158 في العلم، باب الخروج في طلب العلم، قال الحافظ في " الفتح ": أخرجه المصنف في " الأدب المفرد "، وأحمد وأبو يعلى في " مسنديهما " من طريق عبد الله بن محمد ابن عقيل: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتريت بعيراً ثم شددت رحلي فسرت إليه شهراً حتى قدمت الشام، فإذا عبد الله ابن أنيس، فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب، فقال ابن عبد الله؟ قلت: نعم، فخرج فاعتنقني، فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الناس يوم القيامة عراة ... فذكر الحديث. وانظر كلام الحافظ حول هذا الحديث في " الفتح " 1 / 159. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في العلم - باب الخروج في طلب العلم. الحديث: 5834 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 10 5835 - (خ) مجاهد بن جبر: قال: «كان ابن عباس يُوثِق مولاه عكرمة بقَيْد على تعليم الفرائض والعلم» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) فقال: وقيد ابن عباس عكرمة على تعليم القرآن والسنن، والفرائض (2) .   (1) كذا في الأصل: أخرجه البخاري في ترجمة باب، وفي المطبوع: أخرجه رزين. (2) ذكره البخاري تعليقاً في ترجمة باب 5 / 54 في الخصومات، باب التوثق ممن تخشى معرته، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن سعد في " الطبقات " وأبو نعيم في " الحلية " من طريق حماد بن زيد عن الزبير بن الخريت عن عكرمة قال: كان ابن عباس يجعل في رجلي الكبل ... فذكره، والكبل: القيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الخصومات - باب التوثق مما تخشى مغرته، فذكره وقال الحافظ في «الفتح» (5/91) : وصله: ابن سعد في «الطبقات» ، وأبو نعيم في «الحلية» من طريق حماد بن زيد عن الزبير بن الخريب - بكسر المعجمة، والراء المشددة بعدها تحتانية ساكنه ثم مثناة - عن عكرمة قال: «كان ابن عباس يجعل في رجلي الكبل» فذكره. الحديث: 5835 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 11 5836 - (خ م ط ت) أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - قال: «بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد والناسُ معه، إِذْ أَقْبَلَ ثلاثةُ نَفَر، فأقبل اثنان إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وذهب واحد، فَوقَفا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأما أحدهما: فرأى فُرْجَة في الحَلْقة، فجلس فيها، وأما الآخر: فجلسَ خَلْفَهم، وأما الثالث: فأدْبَر ذاهباً، فلما فرغ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: أَلا أُخْبِركم عن النَّفَر الثلاثة؟ أمَّا أحدُهم: فأوى إِلى الله - عز وجل -، فآواه الله، وأَمَّا الآخَر: فاسْتَحْيى، فاستحيى الله منه، وأما الآخر: فأعْرَض، فأعرض الله عنه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 143 و 144 في العلم، باب من قعد حيث ينتهي به المجلس، وفي المساجد، باب الحلق والجلوس في المسجد، ومسلم رقم (2176) في السلام، باب من أتى مجلساً فوجد فرجة فجلس فيها، والموطأ 2 / 960 و 961 في السلام، باب جامع السلام، والترمذي رقم (2725) في الاستئذان، باب رقم (29) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (595) وأحمد (5/219) قال حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب، يعني ابن شداد. قال: حدثنا يحيى، يعني ابن أبي كثير. والبخاري (1/26) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي (1/128) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك ومسلم (7/9) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه. (ح) وحدثنا أحمد بن المنذر. قال:حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب، وهو ابن شداد. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا حبان. قال: حدثنا أبان. قالا جميعا: حدثنا يحيى بن أبي كثير. والترمذي (2724) قال: حدثنا الأنصاري. قال:حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15514) عن قتيبة، عن مالك (ح) ، وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك. (ح) وعن علي بن سعيد بن جرير، وعن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، ومالك بن أنس - عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره، فذكره. الحديث: 5836 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 11 الفصل الثاني: في آداب العالم 5837 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن سُئِل علماً (1) يعلمُه فكتمه، أُلْجِمَ بِلجام من نار» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود «من سُئل عن علم فكتمه ألْجَمه الله بلجام من نار يوم القيامة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بلجام من نار) المُمْسِك عن الكلام مُمثَّل بمن ألجم نفسه بلجام، والمعنى: أن الملجم نفسه عن قول الحق والإخبار عن العلم يُعاقب في الآخرة بلجام من نار، وذلك في العلم الذي يلزمه تعليمه إياه، ويتعين عليه فرضه، كمن رأى كافراً يريد الإسلام، فيقول: علِّموني ما الإسلام، وما الدين؟ وكمن يرى رجلاً حديث عهدٍ بالإسلام، ولا يُحسن الصلاة وقد حضر وقتُها، يقول: علموني كيف أُصلي؟ وكمن جاء مُستفتياً في حلال أو حرام يقول: أفتوني [ص: 13] أرشدوني، فإنه يلزم في مثل ذلك أن يُعرَّف الجواب، فمن منعه استحق الوعيد، وليس الأمر كذلك في نوافل العلم التي لا يلزم تعليمها.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: من سئل عن علم. (2) رواه الترمذي رقم (2651) في العلم، باب ما جاء في كتمان العلم، وأبو داود رقم (3658) في العلم، باب كراهية منع العلم، وقال الترمذي: وهو حديث حسن، وهو كما قال، وله شاهد عند الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: «من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله عز وجل بلجام من نار يوم القيامة» . أخرجه أحمد (2/263و305) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد، عن علي بن الحكم. وفي (2/296) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة. وفي (2/344) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم. وفي (2/495) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عمارة بن زاذان، عن علي بن الحكم. وفي (2/499و508) قال: حدثنا محمد بن يزيد. قال: أخبرنا الحجاج. وأبو داود (3658) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. قال: أخبرنا علي بن الحكم. وابن ماجة (261) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا عمارة بن زاذان. قال: حدثنا علي بن الحكم. والترمذي (2649) قال: حدثنا أحمد بن بديل بن قريش اليامي الكوفي. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عمارة بن زاذان، عن علي بن الحكم. كلاهما- علي بن الحكم، وحجاج بن أرطاة- عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. (*) جاء في سنن ابن ماجة عقب هذا الحديث: قال أبو الحسن، أي القطان، وهو راوي السنن عن ابن ماجة: وحدثنا أبو حاتم. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا عمارة بن زاذان، فذكره نحوه. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة: حديث حسن. الحديث: 5837 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 12 5838 - (د) سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «والله، لأنْ يُهْدَى بِهُدَاكَ رَجُل واحد خير لك من حُمْرِ النَّعَم» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3661) في العلم، باب فضل نشر العلم، وإسناده صحيح، وهو جزء من حديث طويل رواه البخاري 7 / 58 في المغازي، باب مناقب علي بن أبي طالب، ومسلم رقم (2406) في فضائل الصحابة، باب في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وهو جزء من حديث طويل. أخرجه أحمد (5/333) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والبخاري (4/57) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (4/73و5/171) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن عبد القاري. وفي (5/22) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (7/121) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد،قال: حدثنا عبد العزيز (يعني ابن أبي حازم) (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب (يعني بن عبد الرحمن) . وأبو داود (3661) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والنسائي في (فضائل الصحابة) (46) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب. كلاهما - يعقوب، وعبد العزيز - عن أبي حازم، فذكره الحديث: 5838 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 13 5839 - (ت) أبو هارون العبدي [البصري عمارة بن جُوين] قال: «كنا نأتي أبا سعيد، فيقول: مَرْحَباً بوصيةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إن الناس لكم تَبَع، وإن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقَّهونَ في الدِّين، فإذا أَتَوْكُم فاسْتَوْصُوا بهم خيراً» . وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يأتيكم رجال من قِبَل المشرق يتعلَّمون، فإِذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيراً، قال: وكان أَبو سعيد إذا رآنا قال: مرحباً بوصية رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2652) و (2653) في العلم، باب ما جاء في الاستيصاء بمن طلب العلم، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (247) في المقدمة، باب الوصاة بطلب العلم، وفي سنده عمارة بن جوين أبو هارون العبدي، وهو متروك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (247) قال:حدثنا محمد بن الحارث بن راشد المصري، قال: حدثنا الحكم بن عبدة. وفي (249) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي، قال: أنبأنا سفيان، والترمذي (2650) قال:حدثنا سفيان بن وكيع،قال:حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. وفي (2651) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا نوح بن قيس. ثلاثتهم - الحكم، وسفيان، ونوح - عن أبي هارون، فذكره (*) قال الترمذي: قال علي: قال يحيى بن سعيد: كان شعبة يضعف أبا هارون العبدي. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون، عن أبي سعيد. وقال الترمذي: قال علي. قال: يحيى بن سعيد: كان شعبة يضعف أبا هارون العبدي. قال يحيى بن سعيد: ما زال ابن عون يروي عن أبي هارون العبدي حتى مات، وأبو هارون اسمه عمارة بن جوين وقال على الحديث الذي يليه: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون عن أبي سعيد. الحديث: 5839 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 13 5840 - (ت) يزيد بن سلمة - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: [ص: 14] يا رسولَ الله، إِني سمعتُ منك حديثاً كثيراً، أخافُ أن يُنسيَني أوَّلَهُ آخِرُه، فَحدِّثْني بكلمة تكون جماعاً، قال: اتَّق الله فيما تعلم» أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين: «واعْمَلْ به» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جماعاً) أي: كلمة جمعت كلمات.   (1) رقم (2684) في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، من حديث سعيد بن عمرو بن أشوع عن يزيد بن سلمة الجعفي، وفي سنده انقطاع، قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بمتصل، وهو عندي مرسل، ولم يدرك عندي ابن أشوع يزيد بن سلمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه عبد بن حميد (436) قال: حدثني أبو الوليد. والترمذي (2683) قال: حدثنا هناد. كلاهما - أبو الوليد، وهناد - قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن سعيد بن أشوع، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بمتصل، وهو عندي مرسل، ولم يدرك عندي ابن أشوع يزيد بن سلمة سعيد بن أشوع. الحديث: 5840 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 13 5841 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «لا يَنْبغي لمن عنده شيء من العلم أَنْ يُضيِّعَ نَفْسَهُ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري في ترجمة باب 1 / 162 من قول ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي، قال الحافظ في " الفتح ": وقد وصل أثر ربيعة المذكور: الخطيب في " الجامع "، والبيهقي في " المدخل " من طريق عبد العزيز الأويسي عن مالك عن ربيعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع:أخرجه رزين، وهو عند البخاري عن ربيعة في العلم، باب رفع العلم، وظهور الجهل. الحديث: 5841 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 14 الفصل الثالث: في آداب التعليم والتعلم 5842 - (خ م ت) شقيق بن سلمة قال: «كان عبد الله بن مسعود يُذَكِّر الناسَ في كلِّ خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لَوَدِدْتُ أنك ذَكّرتَنا كلَّ يوم، قال: أمَا إِنه يمنعني من ذلك أني أكْرَه أن أُمِلَّكم، وإني [ص: 15] أتَخَوَّلُكم بالموعظة، كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَتَخَوَّلُنَا بها مَخَافَةَ السَّآمَةِ علينا» . أخرجه البخاري، ومسلم. واختصره الترمذي، والبخاري أيضاً قال: قال عبد الله: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتخوَّلنا بالموعظة، مخافةَ السآمة علينا» . وفي رواية (1) قال (2) : «كنا نَنْتَظِرُ خُروج عبد الله (3) ، إِذْ جاءنا يزيدُ بن معاوية (4) ، فقلنا: ألا تجلسُ؟ فقال: لا، ولكن أنا أدْخُل، فأُخرجُ لكم صاحبَكم، وإلا جئتُ فجلستُ، فدخل فخرج به، وأخذ بيده، فقام عبد الله علينا، فقال: أما إني أُخبَر بمكانكم، ولكنه يمنعني من الخروج إِليكم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أتَخَوَّلكم) التَّخَوُّل: التَّعهد للشيء وحفظه، قال الهروي: وقال أبو عمرو: الصواب «يتحوّلنا» بالحاء غير المعجمة، أي: يطلب أحوالنا التي نَنْشَط للموعظة فيها، فيعظنا، قال الجوهري: وكان الأصمعي يقول «يتخوَّننا» بالنون، أي: يتعهَّدنا. [ص: 16] (السآمة) : الضجر والمَلل.   (1) هي للبخاري ومسلم. (2) أي: شقيق بن سلمة. (3) أي: عبد الله بن مسعود. (4) في الأصل: يزيد بن سفيان، وما أثبتناه في الصحيحين، وهو يزيد بن معاوية الكوفي النخعي وهو تابعي فقيه عابد، قال الحافظ في " الفتح ": وليس له في الصحيحين ذكر إلا في هذا الموضع. (5) رواه البخاري 1 / 149 في العلم، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة، وباب من جعل لأهل العلم أياماً معلومة، وفي الدعوات، باب الموعظة ساعة بعد ساعة، ومسلم رقم (2821) في المنافقين، باب الاقتصاد في الموعظة، والترمذي رقم (2859) في الأدب، باب ما جاء في الفصاحة والبيان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (107) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/377) (3581) قال: حدثنا سفيان وفي (1/378) (3587) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (1/425) (4041) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير. وفي (1/440) (4188 و1/462) (4409) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/443 (4228) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (1/27) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/109) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (8/142) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، وأبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: حدثنا ابن مسهر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، والترمذي (2855) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. عشرتهم - سفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وأبو معاوية، وابن نمير، وشعبة، ووكيع، وسفيان الثوري، وحفص بن غياث، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس - عن سليمان الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (1/427) (4060) قال: حدثنا جرير. وفي (1/465) (4439) قال: حدثنا عبيدة، يعني ابن حميد. والبخاري (1/27) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا ابن إبراهيم، عن جرير بن أبي عمر، قال: حدثنا فضيل بن عياض والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9298) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير. ثلاثتهم - جرير، وعبيدة بن حميد، وفضيل - عن منصور. كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن شقيق أبي وائل، فذكره. (*) زاد منجاب بن الحارث التميمي في رواية عن ابن مسهر، قال الأعمش: وحدثني عمرو بن مرة، عن شقيق، عن عبد الله مثله. (*) صرح الأعمش بالحديث في روايات: الحميدي، وأحمد (3581) ، والبخاري (8/109) ، والترمذي (2855) . الحديث: 5842 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 14 5843 - (خ) عكرمة أن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «حَدِّث الناسَ مَرَّة في الجمعة، فإن أَبَيْتَ فمرَّتين، فإن أكثرتَ فثلاثاً، ولا تُملَّ الناسَ هذا القرآنَ، ولا أُلفِينَّكَ تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم، فَتقُصّ عليهم، فتقطع عليهم حديثهم، فَتُمِلَّهم، ولكن أنْصِتْ، فإذا أمَرُوك فَحَدِّثْهم، وهم يشتهونه، وانظر السَّجْعَ من الدعاء فاجْتَنِبْه، فإني عهدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابَه لا يفعلون ذلك» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا أُلفينّك) ألفيتُ فلاناً: إذا وجدتَه، ولا ألفينَّك، أي: لا ألقاك، ولا أجدك على الحالة التي أشار إليها.   (1) كذا في الأصل: أخرجه البخاري، وفي المطبوع: أخرجه البخاري تعليقاً، وهو موصول عند البخاري 11 / 117 في الدعوات، باب ما يكره من السجع في الدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/91) قال: حدثنا يحيى بن محمد بن السكن، قال: حدثنا حبان ابن هلال أبو حبيب، قال: حدثنا هارون المقرئ، قال: حدثنا الزبير بن الخريث، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 5843 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 16 5844 - (خ) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «حَدِّثوا الناس بما يعرفون، أتحِبُّونَ أن يُكذَّبَ الله ورسولهُ؟» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 1 / 199، في العلم، باب من خص قوماً دون قوم في العلم، ذكره البخاري تعليقاً في أول الباب ثم عقبه بالإسناد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح 127) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى بن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، فذكره. الحديث: 5844 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 16 5845 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ما أنت بمُحَدِّث قوماً حديثاً لا تَبلُغُه عقُولهم إِلا كان لبعضهم فِتْنة» . [ص: 17] أَخرجه مسلم في مقدِّمة كتابه (1) .   (1) رواه مسلم 1 / 11 في المقدمة، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع، من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بن عبد الله بن مسعود، وإسناده منقطع، فإن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود روايته عن عم أبيه عبد الله بن مسعود مرسلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/11) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. قلت: رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود مرسلة. الحديث: 5845 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 16 5846 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - قال: «بلغني: أن ابن عمر مكث على سورة البقرة ثمانيَ سِنين يتعلَّمُها» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 205 في القرآن بلاغاً، باب ما جاء في سجود القرآن، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وهذا البلاغ أخرجه ابن سعد في " الطبقات " عن أبي المليح عن ميمون أن ابن عمر تعلم البقرة في ثماني سنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (480) بلاغا، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/27) : وهذا البلاغ أخرجه ابن سعد في الطبقات عن عبد الله بن جعفر بن أبي المليح عن ميمون أن ابن عمر تعلم البقرة في ثمان سنين وأخرج الخطيب في رواية مالك عن ابن عمر قال: تعلم عمر البقرة في اثنتى عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا. الحديث: 5846 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 17 5847 - (خ) عبد الله بن أبي مليكة «أن عائشة - رضي الله عنها - كانت لا تسمع شيئاً لا تَفْهمُه إلا رَاجَعتْ فيه حتى تفهمَهُ» . أخرجه البخاري، وهو طرف من حديث يجيء في موضعه (1) .   (1) أخرجه البخاري 1 / 176 في العلم، باب من سمع شيئاً فراجع حتى يعرفه، وفي تفسير سورة {إذا السماء انشقت} ، وفي الرقاق، باب من نوقش الحساب عذب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/108) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عبيد اله بن أبي زياد. والبخاري (6/208) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة. وفي (8/139) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: حدثنا روح ابن عبادة. قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة. قال: حدثنا عبد الله بن أبي مليكة. ومسلم (8/164) قال: حدثني عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي، قال: حدثنا يحيى يعني ابن سعيد القطان قال: حدثنا أبو يونس القرشي. حدثنا ابن أبي مليكة. كلاهما - عبيد الله بن أبي زياد، وابن أبي مليكة - عن القاسم بن محمد،فذكره. (*) أخرجه أحمد (6/47) قال:حدثنا إسماعيل. قال:أخبرنا أيوب. وفي (6/91) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا نافع، يعني ابن عمر. وفي (6/108) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا نافع، وفي (6/127) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا بكار،يعني ابن عبد الله بن وهب الصنعاني. فذكر حديثا. وفي (6/206) قال:حدثنا وكيع. قال: حدثنا عبد الجبار بن ورد. والبخاري (1/37) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا. قال:أخبرنا نافع بن عمر الجمحي عن عثمان بن الأسود، قال: حدثني عمر بن علي قال: حدثنا يحيى، عن عثمان. وفي (6/208) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد بن زيد. عن أيوب. وفي (8/139) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان الأسود. ومسلم (8/164) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر. جمعيا عن إسماعيل. قال أبو بكر: حدثنا ابن عليه، عن أيوب (ح) وحدثني أبو الربيع العتكي وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن زيد. وقال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر. قال: حدثني يحيى، وهو القطان، عن عثمان بن الأسود. وأبو داود (3093) قال:حدثنا مسدد. قال: حدثني يحيى. (ح) وحدثنا محمد ابن بشار. قال: حدثنا عثمان بن عمر، عن أبي عامر الخزاز. والترمذي (2426و 3337) قال: حدثنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا بن المبارك، عن عثمان بن الأسود. وفي (3337) قال: حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود. (ح) وحدثنا محمد بن أبان وغير واحد. قالوا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16231) عن زياد بن أيوب، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب. وفي (11/16254) سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن عثمان بن الأسود. (ح) وعن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن عثمان بن الأسود. وفي (11/16261) عن العباس بن محمد، عن يونس بن محمد، عن نافع بن عمر. ستتهم - أيوب، ونافع بن عمر، وبكار بن عبد الله، وعبد الجبار بن ورد، وعثمان بن الأسود، وأبو عامر الخزاز - عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة فذكره، ليس فيه (القاسم بن محمد) . (*) زاد في رواية أبي عامر الخزاز «عن عائشة. قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشد آية في القرآن. قال:أي آية يا عائشة؟ قالت: قول الله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} .قال: أما علمت يا عائشة أن المؤمن تصيبه النكبة، أو الشوكة، فيكافأ بأسوأ عمله، ومن حوسب عذب .... » الحديث. (*) الروايات ألفاظها متقاربة. الحديث: 5847 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 17 الفصل الرابع: في رواية الحديث ونقله 5848 - (د ت) أبان بن عثمان - رحمه الله - قال: خرج زيدُ بنُ ثابت من عند مروان نصفَ النهار، قلنا: ما بعث إليه في هذه الساعة إلا لشيء سألَه عنه، فقُمْنا فسألناه؟ فقال: نعم، سَأَلَنا عن أشياءَ سمعناها من رسولِ الله [ص: 18] صلى الله عليه وسلم-، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نَضَّر الله امرءاً سمع منَّا حديثاً فحفظه، حتى يُبلِّغَه غيرَه، فَرُبَّ حاملِ فقْه إلى مَن هو أفْقَهُ منه، ورُبَّ حامل فقْه ليس بِفَقيه» . أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود المسند وحدَهُ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نضّر الله امرءاً) دعاء له بالنَّضارة، وهي النعمة والبهجة، يقال: نضّره الله ونضَره - مثقلاً ومخففاً - وأجودهما التخفيف.   (1) رواه الترمذي رقم (2658) في العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، وأبو داود رقم (3660) في العلم، باب فضل نشر العلم، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة والدارمي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/183) قال: حدثني يحيى بن سعيد. والدارمي (235) قال: أخبرنا عصمة بن الفضل، قال: حدثنا حرمي بن عمارة. وأبوداود (3660) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثني يحيى. وابن ماجة (4105) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2656) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3694) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن يحيى بن سعيد. أربعتهم - يحيى، وحرمي، ومحمد بن جعفر، وأبو داود الطيالسي - عن شعبة، عن عمر، بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه، فذكره. وعن عباد بن شيبان، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نضر الله امرءا سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه. ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» . زاد فيه على بن محمد: «ثلاث لا يغل عليهن قلب آمرئ مسلم: إخلاص العمل لله.، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم» . أخرجه ابن ماجة (230) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا محمد بن فضيل. قال: حدثنا ليث بن أبي سليم، عن يحيى بن عباد أبي هبيرة الأنصاري، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: حديث زيد بن ثابت حديث حسن. الحديث: 5848 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 17 5849 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نضَّر الله امرءاً سمع منَّا شيئاً، فبلّغه كما سمعه، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوْعَى من سامع» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوعَى) وعيتُ الشيء أعِيه: إذا حفظتَه وفهمتَه، وفلان أوعى من فلان: إذا كان أحفَظ منه.   (1) رقم (2659) في العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة وابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (88) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، غير مرة. وأحمد (1/436) (4157) قال:حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل، كلاهما عن سماك بن حرب. وابن ماجة (232) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن الوليد، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سماك. والترمذي (2657) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال:حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن سماك بن حرب. وفي (2658) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير. كلاهما - عبد الملك بن عمير، وسماك - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، فذكره. قلت: في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه اختلاف كبير بين علماء الحديث،والأكثر على أنه لم يسمع منه إلا نحو حديثين،وليس هذا منها. الحديث: 5849 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 18 5850 - (خ ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بلِّغُوا عني ولو آية، وحَدِّثوا عن بني إِسرائيل، ولا حَرَجَ، وَمَن كَذَب عليَّ مُتَعمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النار» . أخرجه البخاري، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا حَرَج) الحرج: الضِّيق والإثم، يريد: أنكم مهما قلتم عن بني إسرائيل فإنهم كانوا في حالٍ أكثر منها وأوسع، فلا ضِيق عليكم فيما تقولونه، ولا إثم عليكم، وليس هذا إباحة للكذب في أخبار بني إسرائيل ورفع الإثم عمن نقل عنهم الكذب، ولكن معناه: الرخصة في الحديث عنهم على البلاغ، وإن لم يتحقق ذلك بنقل الإسناد، لأنه أمر قد تعذّر، لبُعد المسافة، وطُول المدة.   (1) رواه البخاري 6 / 361 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، والترمذي رقم (2671) في العلم، باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل، وانظر شرح الحديث في " الفتح " 1 / 180 - 181. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/159) (6486) قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (2/202) (6888) قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وعبد الرزاق. وفي (2/214) (7006) قال: حدثنا أبو المغيرة. والدارمي (548) قال: أخبرنا أبو المغيرة. والبخاري (4/207) قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد. والترمذي (2669) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم. خمستهم - الوليد بن مسلم، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق، وأبو المغيرة، والضحاك بن مخلد- عن الأوزاعي. 2- وأخرجه الترمذي (2669) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال:حدثنا محمد بن يوسف، عن ابن ثوبان، هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. كلاهما - الأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة، فذكره.. وبلفظ: «من قال علي ما لم أقل: فليتبوأ مقعده من جهنم» . أخرجه أحمد (2/158) (6478) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال:أخبرني ابن لهيعة. وفي (2/171) (6591) قال: حدثنا أبو عاصم، وهو النبيل،قال: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر. كلاهما- ابن لهيعة، وعبد الحميد - عن يزيد بن أبي الحبيب، عن عمرو بن الوليد، فذكره. وبلفظ: «من كذب علي متعمدا، فليتبوا مقعده من النار» . أخرجه أحمد (2/171) (6592) قال: حدثنا وهب،يعني ابن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، فذكره. الحديث: 5850 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 19 5851 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «حَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3662) في العلم، باب الحديث عن بني إسرائيل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (1165) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/474) قال: حدثنا يحيى وفي (2/502) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر. أربعتهم -سفيان بن عيينة، ويحيى،ويزيد بن هارون، وعلي بن مسهر - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. (*) رواية يحيى، ويزيد، وعلي بن مسهر مختصرة علي: «وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» . الحديث: 5851 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 19 5852 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «تَسْمَعونَ [ص: 20] ويُسْمَعُ منكم، ويُسمَعُ ممن يَسْمَعُ منكم» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3659) في العلم، باب فضل نشر العلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/321) (7485) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أبو بكر. وأبو داود (3659) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة قالا: حدثنا جرير. كلاهما - أبو بكر، وجرير - عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 5852 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 19 5853 - (خ م) محمود بن الربيع - رضي الله عنه - قال: «عَقَلْتُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مَجَّة مَجَّها في وجهي من دَلْو من بئر كانت في دارنا، وأنا ابنُ خمس سنين» . وهذا لفظ البخاري. وقد جاء هذا الحديث في أول حديث عِتبان بن مالك، والحديث بطوله متفق عليه بين البخاري ومسلم، فيكون هذا القدر متفقاً عليه أيضاً، وإِن لم يتَّفِقا على أَفْرَاد هذا القَدْر منه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَجَّة) المجّة: الدفعة من الماء ترميها من فيك.   (1) رواه البخاري 1 / 157 في العلم، باب متى يصح سماع الصغير، ومسلم رقم (33) في المساجد، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/29) قال: حدثني محمد بن يوسف، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثني محمد بن حرب، قال: حدثني الزبيدي. وفي (1/212) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال:أخبرنا معمر. وفي (2/74) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. وفي (8/111) قال: حدثنا معاذ بن أسد، قال أخبرنا عبد الله، قال:أخبرنا معمر. ومسلم (2/127) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الوليد بن مسلم،عن الأوزاعي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1108) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك، عن معمر، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (11235) عن محمد بن مصفى، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي. وابن خزيمة (1709) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد أربعتهم - الزبيدي، ومعمر،وإبراهيم بن سعد، والأوزاعي - عن ابن شهاب الزهري، فذكره. (*) أخرجه أحمد (5 /427) قال: حدثنا بهز، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. والبخاري (1/59) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح، وفي (8/95) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان. وابن ماجة (660و754) قال:حدثنا أبو مروان، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد..قال: حدثنا أبي. عن صالح وفي (8/95) . قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كسيان. وابن ماجة (660 و 754) قال: حدثنا أبو مروان، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد كلاهما - إبراهيم بن سعد، وصالح بن كيسان - عن ابن شهاب الزهري، عن محمود بن الربيع، وكان قد عقل مجة مجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دلو من بئر لهم. الحديث: 5853 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 20 5854 - (خ م) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: «لقد كنتُ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- غلاماً، فكنتُ أَحْفَظُ عنه، فما يمنعُني من القول إِلا أن هاهنا رِجالاً هم أَسَنُّ مني، وقد صلَّيتُ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على امرأة ماتت في نِفَاسِها، فقام عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة وَسْطها» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 162 في الجنائز، باب الصلاة على النفساء إذا ماتت في نفاسها، وباب أين يقوم من المرأة والرجل، وفي الحيض، باب الصلاة على النفساء إذا ماتت في نفاسها، ومسلم رقم (964) في الجنائز، باب أين يقوم الإمام من الميت للصلاة عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 5854 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 20 5855 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «إنكم تقولون: إِن أبا هريرة يُكثِرُ الحديث عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتقولون: ما بَالُ المهاجرين والأنصار لا يُحدِّثون عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بمثل حديث أبي هريرة، وإِن إِخواني من المهاجرين كان يَشْغَلُهم الصَّفْقُ بالأسواق، وكنتُ ألزَم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على مِلء بَطِني، فأَشْهَدُ إذا غابوا، وأَحْفَظُ إِذا نَسُوا، وكان يشغَل إِخواني من الأنصارِ عَمَلُ أموالهم، وكُنت امرءاً مِسكيناً من مساكِين الصُّفَّة، أعِي حين ينسَوْنَ، ولقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حديث يُحدِّثه: أنَّهُ لن يَبْسُطَ أحد ثوبه حتى أقْضيَ مقالتي ثم يجمع إِليه ثوبه، إِلا وَعَى مَا أقُول، فَبسطْتُ نَمِرة عليَّ، حتى إذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَقالتَه جمعتُها إلى صدري، فما نَسِيتُ من مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تلك من شيء» . وفي رواية: قال أبو هريرة ... وذكر نحوه، وفي آخره «ولولا آيتان أَنزلهما الله في كتابه ما حدَّثتُ شيئاً أبداً {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الكِتَابِ أُولَِئِكَ يَلْعَنُهمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ. إِلا الَّذِينَ تَابُوا وأصلحوا وبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ علَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159 و 160] » . وفي أخرى نحوه، مع ذكر الآيتين، وفي آخره «فما نَسِيتُ شيئاً سمعتُه منه» . أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 22] وللبخاري قال: «قلت لرسول الله: إني أسمع منك حديثاً كثيراً أنْساهُ، قال: ابْسُطْ رِدَاءَكَ، فبسطتُه، فغرف بيده، ثم قال: ضُمَّه فَضممتُه، فما نَسِيتُ شيئاً بعدُ» . وفي أخرى لهما قال: «إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، واللهُ المَوْعِدُ، وما كنتُ لأكذبَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- كي تَهْتَدُوا وأضِلَّ، ولولا آيتان في كتاب الله - عز وجل- ما حدَّثتُ حديثاً، ثم يتلو: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ... } إلى قوله: {وأنا التَّوَّابُ الرحيم} إن إخواننا من المهاجرين كان يشغَلهم الصَّفق بالأسواق، والأنصار كان يشغَلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بِشِبَعِ بطنه، ويحضر ما لا يحضُرون، ويحفظ ما لا يحفظون ... الحديث» . وأخرج الترمذي نحو رواية البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصَّفْق) في البيع: صوت وَقْع يد البائع على يد المشتري عند عقد التبايع. [ص: 23] (أموالهم) أراد الأموال هاهنا: البساتين التي كانت للأنصار. (أهل الصُّفة) الصُّفَّة: صُفَّة كانت في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة يكون فيها صعاليك المهاجرين وفقراؤهم، ومن لا منزل له منهم، وأهلها منسوبون إليها. (نَمِرَة) النمرة: كل مئزر مخطط من مآزر الأعراب، وجمعها نِمار.   (1) رواه البخاري 4 / 247 في البيوع، باب ما جاء في قول الله عز وجل: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض) ، وفي العلم، باب حفظ العلم، وفي الحرث والمزارعة، باب ما جاء في الغرس، وفي الاعتصام، باب الحجة على من قال: إن أحكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة وما كان يعيب بعضهم من مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمور الإسلام، ومسلم رقم (2098) في اللباس والزينة، باب استحباب لبس النعل في اليمنى أولاً، ورقم (2492) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه، والترمذي رقم (3833) و (3834) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/240) . والبخاري (3/68) قالا: حدثنا أبو اليمان. ومسلم (7/167) قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا أبو اليمان. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (01/13146) عن محمد بن خالد بن خلي، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة. كلاهما - أبو اليمان، وبشر - عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. (*) أخرجه مسلم (7/167) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. عن ابن شهاب. قال: وقال ابن المسيب: إن أبا هريرة قال: يقولون: إن أبا هريرة قد أكثر والله الموعد ... فذكر الحديث نحوه وزاد: « .... ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي} إلى آخر الآيتين» . أخرجه الحميدي (1142) . وأحمد (2/240) قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/240) قال أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى قال: أخبرنا مالك وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (401) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني مالك. وفي (3/143) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (9/133) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/166) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. جميعا عن سفيان. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثني عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد. قال: أخبرنا معن. قال: أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، وابن ماجة (362) قال: حدثنا أبو مروان العثماني، محمد بن عثمان. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13957) عن محمد بن منصور، عن سفيان (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن إسحاق بن عيسى، عن مالك. أربعتهم - سفيان بن عيينة، ومالك، ومعمر، وإبراهيم بن سعد - عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. (*) قال الحميدي عقب روايته لهذا الحديث: قال سفيان: قال المسعودي: وقام آخر فبسط رداءه. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: سبقك بها الغلام الدوسي. وبلفظ: «قلت: يا رسول الله، إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه قال: ابسط رداءك فبسطته. فغرف بيده فيه، ثم قال: ضمه فضممته، فما نسيت حديثا بعد» . أخرجه البخاري (1/40) قال: حدثنا أحمد بن أبي بكر أبو مصعب. قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار. وفي (1/41) و (4/253) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا ابن أبي الفديك. والترمذي (3835) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا عثمان بن عمر. ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم، وابن أبي الفديك، وعثمان بن عمر - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره. وبلفظ: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فبسطت ثوبي عنده ثم أخذه فجمعه على قلبي، فما نسيت بعده حديثا» . أخرجه الترمذي (3834) قال: حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سماك، عن أبي الربيع، فذكره. وبلفظ: «ألا من رجل يأخذ بما فرض الله ورسوله، كلمة، أو كلمتين، أو ثلاثا أو أربعا، أو خمسا فيجعلهن في طرف ردائه، فيتعلمهن. ويعلمهن قال أبو هريرة: فقلت: أنا، يا رسول الله، قال: فابسط ثوبك. قال: فبسطت ثوبي فحدث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثم قال: ضم إليك. فضممت ثوبي إلى صدري، فإني لأرجو أن لا أكون نسيت حديثا سمعته منه بعد» . أخرجه أحمد (2/333) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا المبارك. وفي (2/427) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. كلاهما - المبارك، ويونس بن عبيد - عن الحسن، فذكره. الحديث: 5855 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 21 5856 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «يقول الناس: أكثر أبو هريرة فَلَقِيتُ رجلاً، فقلت: بِمَ قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- البارحة في العتمة؟ قال: لا أدري، فقلت: لم تُشاهِدْها؟ (1) قال: بلى، قلت: لكن أنا أدْري، قرأ سورة كذا وكذا» . أخرجه البخاري (2) . هذا الحديث أفرده الحميديُّ، وجعله في أفراد البخاري، وهو من جملة الحديث الذي قبله، وحيث أَفرده اتَّبعناه وأفردناه.   (1) في نسخ البخاري المطبوعة: تشهدها. (2) 3 / 72 في العمل في الصلاة، باب تفكر الرجل بالشيء في الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/518) .والبخاري (2/85) قال: حدثنا محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد بن حنبل،ومحمد بن المثنى - عن عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 5856 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 23 5857 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «حفظت من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وِعَاءَيْن، فأمَّا أحدهما: فَبَثَثْتُه فيكم، وأَمَّا الآخر: فلو بَثَثتُهُ قُطِعَ هذا البُلْعُوم» . قال البخاري: البُلعوم: مجرى الطعام (1) . [ص: 24] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وِعَاءَين) الوعاء: ما يجعل فيه الشيء يُحرَز فيه، كأنه أراد به: عِلْمَين في وعاءين.   (1) رواه البخاري 1 / 192 و 193 في العلم، باب حفظ العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/41) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني أخي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 5857 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 23 5858 - (خ) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «لو وضعتُم الصَّمْصَامَة على هذه - وأشار إِلى قفاه - ثم ظننتُ أني أُنْفِذُ كلمة سمعتُها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قبل أن تُجِيزُوا عليَّ لأنفَذْتُها» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصمصام) والصَّمْصامة: السيف.   (1) رواه البخاري تعليقاً 1 / 148 في العلم، باب العلم قبل القول والعمل، قال الحافظ في " الفتح ": هذا التعليق رويناه موصولاً في " مسند الدارمي " وغيره من طريق الأوزاعي، حدثني أبو كثير يعني مالك بن مرثد عن أبيه قال: أتيت أبا ذر وهو جالس عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع عليه الناس يستفتونه، فأتاه رجل فوقف عليه ثم قال: ألم تنه عن الفتيا، فرفع رأسه إليه فقال: أرقيب أنت علي؟ لو وضعتم ... فذكر مثله، ورويناه في " الحلية " من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في العلم باب العلم قبل القول العمل وقال الحافظ في «الفتح» (1/194) هذا التعليق رويناه موصولا في مسند الدارمي وغيره من طريق الأوزاعي حدثني أبو كثير - يعني مالك بن مرثد - عن أبيه قال: أتيت أبا ذر وهو جالس عند الجمر، الوسطي، وقد اجتمع عليه الناس يستفتونه، فأتاه رجل فوقف عليه ثم قال: ألم تنه عن الفتيا فرفع رأسه إليه فقال: أرقيب أنت علي؟ لو وضعتهم. فذكر مثله رويناه في الحلية من هذا الوجه. الحديث: 5858 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 24 الفصل الخامس: في كتابة الحديث وغيره جوازه 5859 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: [ص: 25] «كنتُ أكتبُ كل شيء سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أُرِيدُ حِفْظَه، فَنَهَتْني قريش، وقالوا: تكتبُ كلَّ شيء ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بَشَر يتكلم في الغَضَب والرِّضى؟ قال: فأمْسَكْتُ عن الكتاب، حتى ذكرتُ ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأَوْمَأَ بإِصْبَعِهِ إِلى فيه، وقال: اكْتُبْ، فوالذي نفسي بيده، ما نُخرِجُ منه إِلا حَقاً (1) » . أخرجه أبو داود (2) .   (1) كذا في نسخة المؤلف بخطه، والذي في نسخ أبي داود المطبوعة: ما يخرج منه إلا حق، وكلاهما صواب. (2) رقم (3646) في العلم، باب في كتابة العلم، وهو حديث حسن، قال الحافظ في " الفتح ": وله طرق أخرى عن عبد الله بن عمرو يقوي بعضها بعضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/162) (6510) و (2/192) (6802) . والدارمي (490) قال: أخبرنا مسدد. وأبو داود (3646) قال: حدثنا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة - عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس، قال: أخبرنا الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، فذكره. وله شاهد وبلفظ: «قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكتب ما أسمع منك؟ قال: نعم. قلت: في الرضا والسخط: قال: نعم، فإنه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك إلا حقّا» . أخرجه أحمد (2/207) (6930) قال: حدثنا يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد. وفي (2/215) (7020) قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. وابن خزيمة (2280) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، قال: حدثنا عبد الأعلى. ثلاثتهم -يزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - قالوا: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره وله شاهد وبلفظ: «قلت: يا رسول الله، إنا نسمع منك أحاديث لا نحفظها أفانكتبها: قال: بلى فاكتبوها» . أخرجه أحمد (2/215) (7018) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: أخبرنا دويد الخراساني، والزبير بن عدي قاعد معه، قال: أخبرنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. وله شاهد، وبلفظ: «ما يرغبني في الحباة إلى الصادقة والوهط، فأما الصادقة، فصحيفة كتبتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأما الوهط، فأرض تصدق بها عمرو بن العاص. كان يقوم عليها» . أخرجه الدارمي (502) قال: أخبرنا محمد بن سعيد، قال: أخبرنا شريك، عن ليث عن مجاهد، فذكره. وقال الحافظ في «الفتح» (1/250) . ولهذا طرق أخرى عن عبد الله بن عمرو يقوي بعضها بعضا. قلت: وقد ذكرها والحمد لله. الحديث: 5859 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 24 5860 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رجل من الأنصار يجلسُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فيسمع من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الحديثَ، فَيُعْجِبُهُ ولا يَحْفَظُه، فَشكا ذلك إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، إِني لأسمَعُ مِنكَ الحديث فَيُعْجِبُني ولا أحفَظه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: استَعِنْ بِيَمِينك، وأوْمَأ بيده إلى الخط» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الخليل بن مُرَّة أحدَ رُواة هذا الحديث، منكر الحديث.   (1) رقم (2668) في العلم، باب ما جاء في الرخصة في كتابة العلم، من حديث الخليل بن مرة عن يحيى بن أبي صالح عن أبي هريرة، والخليل بن مرة وهو الضبعي البصري، ضعيف، ويحيى بن أبي صالح مجهول، وقال الترمذي: ليس إسناده بذاك القائم. وقال: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، يريد الحديث الذي قبله، أقول: فهو شاهد له بالمعنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (2666) قال: حدثنا قتيبة. قال:حدثنا الليث، عن الخليل بن مرة، عن يحيى بن أبي صالح، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث إسناده ليس بذاك القائم،وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: الخليل بن مرة، منكر الحديث. الحديث: 5860 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 25 5861 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خطب [ص: 26] فذكر قِصَّة في الحديث - فقال أبو شاه: اكتبوا لي يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اكتبوا لأبي شاه» . وفي الحديث قصة، أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2669) في العلم، باب ما جاء في الرخصة في كتابة العلم، وهو أيضاً عند البخاري 1 / 183 و 184 في العلم، باب في كتابة العلم، وفي اللقطة، باب كيف تعرف لقطة مكة، وفي الديات، باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين، وأبي داود رقم (455) في الديات، باب العمد يرضى بالدية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في اللقطة (7/1) عن يحيى بن موسى، عن الوليد بن مسلم، ومسلم في الحج (82/5) عن زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد. كلاهما عن الوليد بن مسلم، إلا أنه لم يذكر قصة أبي شاه، وقال في آخره. وزادنا فيه ابن المصطفى، عن الوليد بإسناده: فقال أبو شاه ... فذكر القصة، وزاد: قال الوليد قلت للأوزاعي: ما قوله: «اكتبوا لأبي شاه» ؟ قال: قال: هذه الخطبة التي سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي العلم (3/4) عن المؤمل بن الفضل، عن الوليد بن مسلم (3/4) عن العباس بن الوليد بن يزيد، عن أبيه، كلاهما عنه، مختصرا: لما فتح الله علي ورسوله ... فذكر خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقام رجل من أهل اليمن يقال له: أبو شاه، فقال: يارسول الله: اكتبوا لي، فقال: «اكتبوا لأبي شاه» و (3/5) عن علي بن سهل الرملي، عن الوليد بن مسلم، قال: قلت لأبي عمرو، يعني الأوزاعي ما يكتبوه؟ قال: الخطبة التي سمعها يومئذ منه، وفي الديات (4/2) عن العباس بن الوليد بن يزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي، ببعضه «من قلت له قتيل» وقصة أبي شاه. والترمذي في الديات (13/1) عن محمود بن غيلان ويحيى بن موسى. كلاهما- الوليد بن مسلم ببعضه: لما فتح الله على رسول الله مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يعفو وإما أن يقتل» وفي العلم (12/2) بهذا الإسناد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب فذكر قصتة في الحديث. فقال: أبو شاة: اكتبوا لي يا رسول الله فقال: «اكتبوا لأبي شاه» وقال: حسن صحيح. والنسائي في العلم (الكبرى 11/4) عن العباس بن الوليد بن يزيد، عن أبيه، (11/4) عن محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث، عن أبي معمر، عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعه كلاهما عن الأوزاعي نحوه: لما فتحت مكة قلت هذيل رجلا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام فقال: «إن الله حبس عن مكة الفيل» وذكر الحديث بطول،. وأعاد منه قوله «من قتل له قتيل» في القصاص (والقسامة والقود والديات 25/2، 1) بهذا الإسناد، وزاد فيه، و (35: 2) عن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عائز عن يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قتل له قتيل..» مرسل. وابن ماجة في الديات (3/2) عن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحيم، عن الوليد بن مسلم ببعضه «من قتل له قتيل فهو مصفي» في الرواية وحديث المؤمنل بن الفضل ليس في الرواية وكذلك حديث على بن سهل الرملي، بخير النظرين إما أن يقتل وإما أن يفدى. والحاكم حديث ابن مصفى وهما رواية ابن الحسن ابن العبد وغيره، ولم يذكر أبو القاسم كلهم عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن كثير، عن أبي سلمة فذكره تحفة الأشراف (11/69-71) . الحديث: 5861 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 25 5862 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «ما من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أحد أكْثَر حديثاً عنه مني، إلا ما كان من ابن عَمْرو، فإنه كان يكتب، ولا أكتب» . أخرجه البخاري والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 1/184 في العلم، باب في كتابة العلم، والترمذي رقم (2670) في العلم، باب ما جاء في الرخصة في كتابة العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/248) .والبخاري (1/39) قال:حدثنا علي بن عبد الله والترمذي (2668و3841) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14800) عن إسحاق بن إبراهيم. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعلي، وقتيبة،وإسحاق - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه، وهو همام بن منبه، فذكره. الحديث: 5862 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 26 5863 - (خ م ت د س) يزيد بن شريك بن طارق التيمي - رحمه الله - قال: «رأيت عليّاً على المنبر يخطُب، فسمعتُه يقول: لا والله، ما عندنا من كتاب نَقْرَؤُهُ إِلا كتابَ الله، وما في هذه الصَّحيفة، فنشَرها فإِذا فيها أسْنَانُ الإِبِلِ وأشياءُ من الجراحات، وفيها: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: المدينةُ حَرَم، ما بَين عَيْر إِلى ثَوْر، فمَن أَحْدَث فيها حَدَثاً أو آوَى مُحْدِثاً، فعليه لعنَةُ الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صَرْفاً وَلا عَدْلاً، ذِمَّة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أَخْفَر مسلماً، فعليه لعنة الله والملائكة [ص: 27] والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يومَ القيامة عَدْلاً ولا صَرفاً، ومَن وَالَى قوماً بغير إِذْنِ مَوَاليه - وفي رواية: ومن ادَّعى إلى غير أبيه، أو انْتَمَى إِلى غير مواليه - فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً» . أخرجه البخاري ومسلم. وعند البخاري عن أبي جُحيفة - وهب بن عبد الله السُّوائي - قال: «قلت لعلي: هل عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن؟ قال: لا، والذي فَلَقَ الحبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِلا فَهْمٌ يُعطيه الله رجلاً في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العَقْلُ، وفَكاكُ الأسِير، وأن لا يُقتل مسلم بكافر» . وأخرج الترمذي مثل الأولى، ومثل الثانية تاماً ومختصراً. وأخرج أبو داود نحواً من هذا في تحريم المدينة وذِمَّة المسلمين، عن إبراهيم التَّيمي عن أبيه، وأخرج أيضاً نحوه عن أبي حسان، وزاد فيه زيادة، وهو مذكور في فَضْل المدينة من كتاب الفضائل من حرف الفاء. وأخرج النسائي رواية أبي جحيفة. وله عن أبي حسان قال: قال علي: «ما عهد إليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً دون الناس، إِلا صحيفة في قِرابِ سَيفي، فلم يزالوا حتى أخرج الصحيفة، فإذا فيها: المؤمنون تتكافأ دِماؤهم، ويسعى بذِمَّتهم أَدْنَاهم، وهم يَد على من [ص: 28] سِواهم، ولا يُقْتَل مؤمن بكافر، ولا ذُو عهد في عهده» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَيْر إلى ثور) عَيْر: جبل بالمدينة معروف، فأمَّا «ثَوْر» : فإنه جبل معروف بمكة، وليس بأراضي المدينة جبل يسمَّى ثَوْراً، ولكن الحديث هكذا جاء: «ما بين عَيْر إلى ثَوْر» . قالوا: ولعل الحديث قد كان «ما بين عير إلى أُحُد» فحرَّفه الرواة. (حَدَثاً) الحَدَث: الأمر المنكر، مما نهى عنه الشرع وحرَّمه. (آوى مُحْدِثاً) يروى بكسر الدال، وهو فاعل الحدث، وبفتحها، وهو الأمر المحدَث، والعمل المبتَدع الذي لم تجر به سُنَّة، كأنه رضي له ولم ينكره، والأول الوجه. (أخفر) أخْفَرت الذِّمَام: إذا نقضته، وغَدَرْت به. (صَرْفاً ولا عَدْلاً) العدل: الفريضة، والصرف: النافلة، وقيل: العدل: الفدية، والصرف: التوبة. [ص: 29] (وَالَى قوماً) واليتُ آل فلان: إذا صِرْتَ من مواليهم، وانتميتَ إليهم، ولم يكونوا مواليك. (بغير إذن مواليه) قال الخطابي: يدل ظاهره: أنهم إذا أذِنوا له جاز أن يُوالي غيرهم، وليس الأمر على ذلك، فإنهم لو أذنوا له لم يجزْ له، ولا ينتقل ولاؤه عنهم، وإنما ذكر الإذن واشترطه تأكيداً لتحريمه عليه، ومنعه منه، فإنه إذا استأذن أولياءه في مُوالاة غيرهم منعوه من ذلك، وإذا استبدَّ به دونهم، خفيَ أمرُه عليهم، وربما تمَّ له ذلك، فإذا تطاول عليه الزمان عُرف بولاء من انتقل إليهم، فيكون ذلك سبباً لبطلان حق مواليه. (أو انْتَمى) الانتماء: الانتساب والالتجاء إلى قوم. (فَلَق الحبة) بفتح الحاء هاهنا، وهي كالحنطة والشعير، وفلقُها: شَقُّها للإنبات. (بَرَأَ النَّسَمة) النَّسمة: كلُّ ذي روح، وبرأها: خلقها. (العقل) : الدِّية، وقد تقدم شرحها مستوفى في كتاب الديات. (فَكاك الأسير) وفكُّه: إطْلاقه. (تتكافأ دماؤهم) التكافؤ: التساوي، وفلان كُفْء فلان: إذا كان مثله. (يسعى بذمتهم أدناهم) الذِّمَّة: الأمان، ومنه سمي المعاهد ذِمِّيّاً لأنه أُومِنَ على ماله ودمه بالجزية، ومعنى قوله: يسعى بذمتهم أدناهم: أن أدنى المسلمين إذا أعطى أماناً لأحد فليس لأحد من المسلمين أن ينقض ذمامه، [ص: 30] ولا يُخفِر عهده. (وهم يدٌ على من سواهم) أي: ذوو يد، يعني: قدرة واستيلاء على غيرهم من أصحاب المِلَل. (لا يُقْتَل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده) لهذا الكلام تأويلان أحدهما: لا يُقتَل مسلم بكافر، ولا ذو عهد في حال مُعاهدته بكافر، كأنه قال: لا يقتل مسلم ولا معاهد بكافر، والآخر: لا يقتل مسلم بكافر، ولا يقتل المعاهد في حال معاهدته.   (1) رواه البخاري 1 / 182 و 183 في العلم، باب كتابة العلم، وفي الجهاد، باب فكاك الأسير، وفي الديات، باب العاقلة، وباب لا يقتل مسلم بكافر، ومسلم رقم (1370) في الحج، باب فضل المدينة، وفي العتق، باب تحريم تولي العتيق غير مواليه، وأبو داود رقم (2034) و (2035) في المناسك، باب في تحريم المدينة، والترمذي رقم (2128) في الولاء والهبة، باب ما جاء فيمن تولى غير مواليه أو ادعى إلى غير أبيه، والنسائي 8 / 23 في القسامة، باب سقوط القود من المسلم للكافر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج (210: 4) عن محمد بن بشار، عن أبي مهري، وفي الجزية (17: 2) عن محمد بن محمد. كلاهما عن سفيان، وفيه (الجزية: 10) عن محمد، عن وكيع، وفي الفرائض (21: 1) عن قتيبة، عن جرير، وفي الاعتصام (6/2) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه. أربعتهم عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، ومسلم في المناسك (85: 14) عن أبي بكر وابن كريب وزهير بن حرب. ثلاثتهم عن أبي معاوية. و (85: 15) عن أبي سعيد الأشج، عن وكيع. (85: 16) عن عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. كلاهما عن ابن مهدي به، وأبو داود فيه (المناسك 97: 1) عن محمد بن كثير، والترمذي في الهبة وفي الولاء (3/) عن هناد، عن أبي معاوية، وقال: حسن صحيح، وروى بعضهم عن الأعمش عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن علي نحوه، والنسائي في الحج الكبرى (311: 6) عن إسماعيل بن مسعود، عن عبد الرحمن بن مهدي نحوه كلهم عن يزيد بن شريك، فذكره (تحفة الأشراف 7/458) وبنحوه: أخرجه الحميدي (40) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/79) (599) قال: حدثنا سفيان، والدارمي (2361) قال: أخبرنا إسحاق، قال: أخبرنا جرير. والبخاري (1/38) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا وكيع عن سفيان وفي. قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وفي (9/13) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا ابن عيينة. وابن ماجة (2658) قال: حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. والترمذي (1412) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (8/23) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان خمستهم - سفيان بن عيينة، وجرير، وسفيان الثوري، وزهير، وأبو بكر بن عياش - عن مطرف بن طريف، عن عامر الشعبي، عن أبي جحيفة، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (1/122) (993) . وأبو داود (450) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومسدد. والنسائي (8/19) قال: أخبرني محمد بن المثنى. ثلاثتهم -أحمد، ومسدد، وابن المثنى - قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، فذكره. الحديث: 5863 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 26 5864 - (خ د ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «أمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَتَعَلَّمْتُ له كتابَ يهود- وفي رواية: بالسّريانية - وقال: إني والله، ما آمَن يهودَ على كتابي، فما مَرَّ بي نِصفُ شهر حتى تعلمْته وحَذَقتُه، فكنتُ أكتبُ له إِليهم، وأَقْرَأُ له كُتبَهم» . أخرجه البخاري (1) ، وأبو داود، والترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حذقته) حذقت الشيء أحذقه: إذا علمته وأتقنته.   (1) ذكره البخاري تعليقاً 13 / 161 في الأحكام، باب ترجمة الحكام وهل يجوز ترجمان واحد، قال الحافظ في " الفتح ": هذا التعليق من الأحاديث التي لم يخرجها البخاري إلا معلقة، وقد وصله مطولاً في " كتاب التاريخ " عن إسماعيل بن أبي أويس، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد، وقال الحافظ: ووقع لنا بعلو في " فوائد الفاكهي " عن ابن أبي ميسرة حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد ابن ثابت عن أبيه ... فذكره، أقول: وقد وصله أبو داود والترمذي كما سيأتي. (2) رواه أبو داود رقم (3645) في العلم، باب رواية حديث أهل الكتاب، والترمذي رقم (2716) في الاستئذان، باب ما جاء في تعليم السريانية، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (5/186) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (5.186) قال: حدثنا سريج ابن النعمان، وأبو داود (3745) قال: حدثنا أحمد بن يونس والترمذي (2715) قال: حدثنا علي بن حجر. أربعتهم - سليمان بن داود، وسريج، وأحمد بن يونس، وعلي بن حجر - عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. أما البخاري فقد أخرجه تعليقا (7195) فذكره. وقال الحافظ في «الفتح» (13/189) : وهذا التعليق من الأحاديث التي لم يخرجها البخاري إلا معلقة، وقد وصله مطولا في «كتاب التاريخ» عن إسماعيل بن أبي أويس، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد ... فذكر الحديث، ووقع لنا بعلم في فوائد الفاكهي عن ابن أبي ميسرة حدثنا يحيى بن خزيمة حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه، فذكره. وبلفظ «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تحسن السريانية إنها تأتيني كتب؟ قال: قلت: لا. قال: فتعلمها. فتعلمتها في سبعة عشر يوما» . أخرجه أحمد (5/182) قال:حدثنا جرير. وعبد بن حميد (243) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا قيس بن الربيع. كلاهما -جرير، وقيس - عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، فذكره. وقال الحافظ «الفتح» أيضا، وهذا الطريق وقعت لي بعلو في فوائد هلال الحفار قال: حدثنا الحسن بن عياش، حدثنا يحيى بن أيوب بن السري، حدثنا جرير عن الأعمش فذكره، وأخرجه أحمد وإسحاق في «مسنديهما» وأبو بكر بن أبي داود في «كتاب المصاحف» من طريق الأعمش، وأخرجه أبو يعلى من طريقه، فذكره وله طريق أخرى أخرجها ابن سعد، وفي كل ذلك رد على من زعم أن عبد الرحمن بن أبي الزناد تفرد به، نعم لم يروه عن أبيه عن خارجة إلا عبد الرحمن فهو تفرد نسبي. الحديث: 5864 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 30 5865 - (ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «دخلتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبين يديه كاتب، فسمعتُه يقول: ضع القلمَ على أُذنك؛ فإنه أذكر للمالي (1) » ، أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (للمالي) الإملاء، والإملال: الإلقاء على الكاتب، أمليت عليه وأمللت، وهما لغتان فصيحتان، والفاعل منهما مُمِل ومُملِل، فأما المالي، فلم يجئ في اللغة، وقد جاء في الحديث وهو فاعل من مَلى يَملي فهو مالٍ.   (1) وفي نسخ الترمذي المطبوعة: للمملي، وكلاهما صواب. (2) رقم (2715) في الاستئذان، باب في وضع القلم على الأذن من حديث عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن زيد بن ثابت، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهو إسناد ضعيف، وعنبسة بن عبد الرحمن ومحمد بن زاذان يضعفان في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (2714) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، عن عنبسة، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد، فذكرته. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهو إسناد ضعيف، وعنبسة بن عبد الرحمن، ومحمد بن زاذان يضعفان في الحديث. الحديث: 5865 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 31 5866 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كتب أحدكم كتاباً فَلْيُتَرِّبْه، فإنه أنْجَحُ للحاجة» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: هذا حديث منكر.   (1) رقم (2714) في الاستئذان، باب ما جاء في تتريب الكتاب من حديث شبابة عن حمزة عن أبي الزبير عن جابر، قال الترمذي: هذا حديث منكر لا نعرفه عن أبي الزبير إلا من هذا الوجه، وحمزة، هو عندي، ابن عمرو النصيبي، وهو ضعيف في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه ابن ماجة (3774) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا بقية، قال: أنبأنا أبو أحمد الدمشقي والترمذي (2713) قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا شبابة، عن حمزة. كلاهما - أبو أحمد،وحمزة - عن أبي الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث منكر. الحديث: 5866 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 31 5867 - (م) عبد الله بن أبي مليكة قال: «كتبتُ إلى ابن عباس، أَسأَلُه أَن يكتبَ لي كتاباً، ولا يُخْفي عليَّ، فقال: وَلَدٌ ناصح، أنا أَخْتَارُ له الأمور اختياراً، وأُخْفِي عنه؟ قال: فدعا بقَضاء علي بن أبي طالب، فجعل [ص: 32] يكتب منه أشياء، [ويَمُرُّ به الشيءُ، فيقول: والله ما قَضى بهذا عليّ، إلا أن يكون ضَلَّ] » . وفي أُخرى قال: «أتيتُ ابن عباس أَسأله أن يكتبَ لي كتاباً، ولا يُخْفِي عليَّ، فأُتِيَ ابنُ عباس بكتاب، يزعم الذي معه: أنه من قضاء عليّ، فأكْذَبَ ابنُ عباس الذي هو معه، ومَحَاهُ إِلا قَدْرَ - وأشار سفيان بذراعه» ، زاد في رواية: «وقال: ما قضى بهذا عليّ قط» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . وأخرجه مسلم في مقدِّمة كتابه (2) .   (1) لم نجد عند البخاري كما ذكر المصنف، وقد ذكر صاحب " ذخائر المواريث " الحديث ونسبه لمسلم فقط. (2) رواه مسلم 1 / 13 / 14 في المقدمة، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/13-14) قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي، قال: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، فذكره ولم نقف عليه عند البخاري. الحديث: 5867 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 31 المنع منه 5868 - (د) المطلب بن عبد الله بن حَنْطب قال: «دخل زيد بن ثابت على معاوية، فسأله معاويةُ عن حديث، فأخْبَرَه به، فأمر معاويةُ إِنساناً يكتُبُه، فقال له زيد: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن لا نكتب شيئاً من حديثه، فمحاه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3647) في العلم، باب في كتاب العلم، من حديث كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، وإسناده ضعيف، كثير بن زيد فيه مقال، والمطلب بن عبد الله بن حنطب روايته عن زيد مرسلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل ضعيف: أخرجه أحمد (5/182) .وأبو داود (3647) قال: حدثنا نصر بن علي. كلاهما - أحمد، ونصر - عن أبي أحمد، قال:حدثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، فذكره. قلت: فيه كثير بن زيد قال فيه الحافظ: صدوق يخطئ والمطلب بن عبد الله بن المطلب صدوق كثير التدليس والإرسال. الحديث: 5868 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 32 5869 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله [ص: 33] صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تكتُبوا عني غير القرآن - وفي رواية قال: لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فَلْيَمْحُه - وحَدِّثوا عني ولا حَرَج، ومن كذب عليَّ [قال همام: أحسبه قال] : مُتعمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النار» . أَخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا تكتبوا عني غير القران) الجمع بين قوله: لا تكتبوا عني غير القرآن وبين إذنه في الكتابة: أن الإذن في الكتابة ناسخ للمنع منه بإجماع الأمة على جوازه، ولا يُجمِعون إلا على أمر صحيح، وقيل: إنما نهى عن الكتابة: أن يُكْتَبَ الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة، فيختلط به، فيشتبه على القارئ.   (1) رقم (3004) في الزهد، باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/12) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (3/12) أيضا قال: حدثنا شعيب بن حرب. وفي (3/21) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/39) قال: حدثنا أبو عبيدة. وفي (3/46) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/56) قال: حدثا عفان والدارمي (456) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (8/229) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي. والنسائي في (فضائل القرآن) (33) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد. (ح) وأخبرنا الفضل بن العباس بن إبراهيم، قال: حدثنا عفان. سبعتهم - إسماعيل، وشعيب، ويزيد بن هارون، وأبو عبيدة، وعبد الصمد، وعفان، وهداب- عن همام بن يحيى، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار فذكره. الحديث: 5869 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 32 5870 - (ت) أبو سعيد (1) الخدري - رضي الله عنه - قال: «اسْتَأْذَنَّا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في الكتابة، فلم يأذَنْ لنا» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في الأصل والمطبوع: أبو هريرة، والتصحيح من نسخ الترمذي المطبوعة. (2) رقم (2667) في العلم، باب ما جاء في كراهية كتابة العلم، وهو حديث حسن، قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن زيد بن أسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الدارمي (457) قال: أخبرنا أبو معمر. والترمذي (2665) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. كلاهما - أبو معمر، وسفيان بن وكيع - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا يزيد بن أسلم،عن عطاء بن يسار. فذكره. وقال الترمذي: وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضا عن زيد بن أسلم، رواه همام عن زيد بن أسلم. الحديث: 5870 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 33 الفصل السادس: في رفع العلم 5871 - (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما [ص: 34] قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله لا يَقْبِضُ العلم انتزاعاً (1) يَنْتَزِعُه من الناس - وفي رواية: من العِباد - ولكن يَقْبِضُ العلم بِقَبْضِ العلماء، حتى إِذا لم يُبْقِ عالماً (2) : اتَّخَذ الناس رُؤوساً جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فأفْتَوْا بغير علم، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» . زاد في رواية، قال عروة: «ثم لَقِيتُ عبد الله بن عَمْرو على رأس الحَوْل، فسألته؟ فَرَدَّ عليَّ الحديث كما حدَّث، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول» . أَخرجه البخاري، ومسلم. وللبخاري قال عروة: «حَجَّ علينا عبد الله بن عمرو بن العاص، فسمعته يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعْطَاهُمُوهُ (3) [انتزاعاً] ، ولكن ينتزعُه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى (4) ناس جُهَّال، فَيُسْتَفْتَوْن، فَيُفْتُون برأيهم، فَيَضِلُّون ويُضِلُّون. فحدَّثتُ عائشةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم إن عبد الله بن عمرو حجَّ بعدُ، فقالت: يا ابن أختي، انْطَلِقْ إلى عبد الله بن عمرو فاسْتَثْبِتْ لي منه الذي حدَّثْتَني عنه، فجِئْتُه، فسألتُه، فحدَّثني به بنحو ما حدثني، فأتيتُ عائشةَ فأخبرتُها، فعَجِبَتْ، وقالت: والله، لقد حَفِظ عبد الله بن عمرو» . [ص: 35] ولمسلم [عن أبي الأسود] ، عن عروة، قال: «قالت لي عائشة: يا ابنَ أختي، بلغني أن عبد الله بنَ عمرو مَارٌّ بنا إلى الحج، فَالْقَهُ، فَسَائِلْهُ، فإنه قد حَمَل عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- علماً كثيراً، قال: فلَقِيتُه، فَساءَلْتُه عن أشياءَ يذكرها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال عروة: فكان فيما ذكر: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله لا ينتزعُ العلم من الناس انتزاعاً، ولكن يقبضُ العلماءَ، فَيَرْفَعُ العلم معَهم، ويُبْقِي في الناس رُؤوساً جُهَّالاً - وفي أخرى: ويبقى في الناس رؤوس جهال - يُفْتُونهم بغير علم، فَيَضِلوُّن، ويُضِلُّون. قال عروة: فلما حدَّثتُ عائشة بذلك أعْظَمَتْ ذلك وأنكرته، وقالت: أحدَّثك أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول هذا؟ قال عروة: حتى إِذا كان قَابِلٌ قالت له: إن ابْنَ عَمرو قد قَدِم فَالْقَهُ، ثم فَاتِحْهُ حتى تَسأَله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم، قال: فَلقِيتُهُ فسألتُه، فذكره على نحو ما حدثني به في مَرَّته الأولى، قال عروة: فلما أخبرتُها بذلك قالت: ما أحسبه إلا قد صدق، أَرَاهُ لم يزد فيه شيئاً ولم يَنْقُص» . وله في رواية عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو، بمثل حديث هشام بن عروة. وأخرجه الترمذي مختصراً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا يَقْبِضُ العلم انتِزَاعاً يَنْتَزِعه من الناس، ولكن يقبضُ العلماءَ، حتى إذا لم يترُكْ عَالماً اتَّخذَ الناس رُؤوساً جُهَّالاً، فسُئلوا، فَأَفْتوا بغير علم، فضَلُّوا [ص: 36] وَأَضَلُّوا» (5) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": أي محواً من الصدور، وكان تحديث النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في حجة الوداع كما رواه أحمد والطبراني من حديث أبي أمامة. (2) أي: لم يبق الله عالماً، وفي رواية أخرى للبخاري: حتى إذا لم يبق عالم. (3) وفي رواية: أعطاكموه. (4) في الأصل: فيأتي، وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة. (5) رواه البخاري 1 / 174 و 175 في العلم، باب كيف يقبض العلم، وفي الاعتصام، باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس، ومسلم رقم (2673) في العلم، باب رفع العلم وقبضه، والترمذي رقم (2654) في العلم، باب ما جاء في ذهاب العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (581) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/162) (6511) و (2/190) (6788) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/190) (6787) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (245) قال: أخبرنا جعفر ابن عون. والبخاري (1/36) . وفي (خلق أفعال العباد (47) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/60) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عباد بن عباد وأبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس وأبو أسامة وابن نمير وعبدة (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا عمر بن علي (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة بن الحجاج. وابن ماجة (52) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس وعبدة وأبو معاوية وعبد الله بن نمير ومحمد بن بشر (ح) وحدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر ومالك بن أنس وحفص بن ميسرة وشعيب بن إسحاق والترمذي قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبرى (الورقة 77 -أ) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثني عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا أيوب ويحيى بن سعيد، وقال عبد الوهاب: فلقيت هشام بن عروة فحدثني عن أبيه. جميعهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وجعفر بن عون، ومالك بن أنس، وجرير بن عبد الحميد، وحماد بن زيد، وعباد بن عباد، وأبو معاوية، وعبد الله بن إدريس، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، وعمر بن علي المقدامي، وشعبة، ومحمد بن بشر، وعلي بن مسهر، وحفص بن ميسرة، وشعيب بن إسحاق، وأيوب السختياني، وعبد الوهاب الثقفي - عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه أحمد (2/203) (6896) . والنسائي في (الكبرى) (الورقة 77-ب) قال: أخبرنا محمد ابن رافع. كلاهما -أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. 3- وأخرجه البخاري (9/123) قال: حدثنا سعيد بن تليد. ومسلم (8/60) قال: حدثنا حرملة بن يحيى الأجيبي. كلاهما - سعيد وحرملة - عن عبد الله بن وهب، قال: حدثني عبد الرحمن بن شريح، عن أبي الأسود. ثلاثتهم - هشام بن عروة، والزهري، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة - عن عروة، فذكره. (*) في رواية سعيد بن تليد. قال ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن شريح وغيره. وبنحوه أخرجه مسلم (8/60) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن حمران، عن عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني أبي جعفر، عن عمر بن الحكم فذكره. الحديث: 5871 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 33 5872 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: «كنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فشخَصَ ببصره إلى السماء، ثم قال: هذا أوَانُ يُختَلَسُ العلم من الناس حتى لا يقدرون منه على شيء، فقال زياد بن لَبيد الأنصاري: كيف يُخْتَلَسُ منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لَنَقْرَأنَّه، ولَنُقْرِئَنَّه أبناءَنا ونِساءَنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زيادُ، إنْ كنتُ لأعُدُّكَ من فقهاء أهل المدينة، هذه التَّوْراةُ والإنجيلُ عند اليَهودِ والنَّصَارى، فماذا تُغْنِي عنهم؟ قال جُبَيْر: فلقيتُ عُبادَةَ بنَ الصامت، فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرتُه بالذي قال أبو الدرداء، فقال: صدق أبو الدرداء، إن شئتَ لأحدِّثَنَّكَ بأوَّلِ علم يُرفَعُ، أولُ علم يُرفعُ من الناس: الخُشوعُ، يُوشِك أن تدخل المسجد الجَامعَ فلا ترى فيه رجلاً خاشِعاً» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 37] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شخَص ببصره) : إذا نظر إلى شيء دائماً، فلا يردّ عنه نظره، كنظرِ المبهوت والمغمَى عليه. (يُخْتلس) الاختلاس: الاستلاب، وأخذه الشيء بسرعة. (ثكلتك أمك) الثكل: فقد الأم ولدَها. (يوشك) الإيشاك والوَشْك: الإسراع.   (1) رقم (2655) في العلم، باب ما جاء في ذهاب العلم، من حديث معاوية بن صالح عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن أبي الدرداء، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ومعاوية بن صالح ثقة عند أهل الحديث، ولا نعلم أحداً تكلم فيه غير يحيى بن سعيد القطان، وقد روي عن معاوية بن صالح نحو هذا، وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه الطبراني في " الكبير "، وحسن إسناده المنذري في " الترغيب والترهيب "، والهيثمي في " المجمع ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (294) . والترمذي (2653) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه بن نفير، فذكره. الحديث: 5872 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 36 5873 - (خ) عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - «كتب إِلى أبي بكر بن حَزم: انظر ما كان من حديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فَاكْتُبْه (1) ، فإني خِفْتُ دُرُوسَ العلم، وذهابَ العلماء، ولا يُقْبَلُ إِلا حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ولْيُفْشُوا العلم، ولْيَجْلِسوا حتى يعلَّم من لا يَعلَم، فإن العلم لا يَهْلِكُ حتى يكون سِرّاً» . أخرجه البخاري في ترجمة باب بغير إسناد (2) . [ص: 38] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولْيُفشوا العلم) فشا الشيء يفشو: إذا ظهر.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": يستفاد منه ابتداء تدوين الحديث النبوي، وكانوا قبل ذلك يعتمدون على الحفظ، فلما خاف عمر بن عبد العزيز، وكان على رأس المائة الأولى من ذهاب العلم بموت العلماء، رأى أن في تدوينه ضبطاً له وإبقاء. (2) ذكره البخاري تعليقاً 1 / 174 في العلم، باب كيف يقبض العلم، قال العيني في " شرح البخاري ": لم يقع وصل هذا التعليق عند الكشميهني ولا كريمة ولا ابن عساكر، ووقع وصله للبخاري عند غيرهم، وهو بقوله في بعض النسخ: حدثنا العلاء بن عبد الجبار، قال: حدثنا عبد العزيز ابن مسلم عن عبد الله بن دينار بذلك، يعني حديث عمر بن عبد العزيز، ولكن إلى قوله: ذهاب العلماء، قال الحافظ في " الفتح ": وهو محتمل لأن يكون ما بعده ليس من كلام عمر أو من كلامه، ولم يدخل في هذه الرواية، والأول أظهر، وبه صرح أبو نعيم في " المستخرج "، ولم أجده في مواضع كثيرة إلا كذلك، وعلى هذا فبقيته من كلام المصنف أورده تلو كلام عمر ثم بين أن ذلك غاية ما انتهى إليه كلام عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في العلم - باب كيف يقبض العلم. وقال الحافظ في «الفتح» (1/235) : لم يقع وصل وهذا التعليق عند الكشميهني ولا كريمة ولا ابن عساكر إلى قوله ذهاب العلماء، وهو محتمل لأن يكون ما بعده ليس من كلان عمر أو من كلامه ولم يدخل في هذه الرواية، والأول أظهر، وبه صرح أبو نعيم في المستخرج ولم أجده في مواضع كثيرة إلا كذلك، وعلى هذه فبقيته من كلام المصنف أورده تلو كلام عمر، ثم بين أن ذلك غاية ما انتهى إليه كلام عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى. الحديث: 5873 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 37 الكتاب الثاني: في العَفْو والمغفِرة 5874 - (م ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قالَ - حين حضرته الوفاة -: «كنتُ كَتَمْتُ عنكم حَدِيثاً سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وسوف أُحَدِّثُكُمُوه، وقد أُحِيطَ بنفسي، سمعته يقول: لَوْلا أنَّكم تُذْنِبُون لذَهَبَ الله بِكُم، وخلق خَلْقاً يُذْنِبُون، فيَغْفِرُ لهم» . أخرجه مسلم، والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2748) في التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار، والترمذي رقم (3533) في الدعوات، باب رقم (105) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/414) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وعبد بن حميد (230) قال: حدثني يحيى بن إسحاق. ومسلم (8/94) .والترمذي (3639) قالا - مسلم والترمذي -: حدثنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم -إسحاق، ويحيى، وقتيبة - عن الليث بن سعد، قال: حدثني محمد بن قيس بن عمر بن عبد العزيز. 2- وأخرجه مسلم (8/94) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال:حدثني عياش - وهو ابن عبد الله الفهري - قال: حدثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن محمد بن كعب القرظي. كلاهما- محمد بن قيس، ومحمد بن كعب - عن أبي صرمة، فذكره. (*) أخرجه الترمذي (3539) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمر مولى غفرة، عن محمد بن كعب، عن أبي أيوب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، ليس فيه: - عن أبي صرمة -. الحديث: 5874 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 38 5875 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده، لو لم تُذنِبُوا لَذَهَبَ الله بكم، ولَجَاء بقومٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُون، فَيَغْفِرُ لهم» (1) . [ص: 39] وزاد رزين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو لم تُذْنِبوا لَخَشيِتُ عليكم ما هُوَ أَشدّ منه، وهو العُجْبُ» (2) .   (1) رواه مسلم رقم (2749) في التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار. (2) ذكر هذه الرواية المنذري في " الترغيب والترهيب " 4 / 20 من حديث أنس وقال: رواه البزار بإسناد جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/309) . ومسلم (9/94) قال: حدثني محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن جعفر الجزري، عن يزيد بن الأصم، فذكره. وزيادة رزين ذكرها المنذري في الترغيب والترهيب بتخريجنا عن أنس (ح4295) وقال: رواه البزار بإسناد جيد. الحديث: 5875 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 38 5876 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فيما يحكي عن ربه تبارك وتعالى - قال: «أَذْنَبَ عبد ذنباً، فقال: اللَّهم اغْفِرْ لي ذَنْبي، فقال تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنباً فَعَلِمَ أنَّ لَهُ ربّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأخُذُ بالذَّنْبِ، ثم عاد فَأذْنَب، فقال: أيْ رَبِّ، اغْفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أَذْنَبَ ذَنباً، فعلم أنَّ لَهُ ربّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، ويأخذ بالذَّنْب، ثم عاد فَأذْنَبَ، فقال: [أي] ربِّ، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنباً فعلم أن له رباً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شئْتَ، فقد غفرتُ لك» . قال عبد الأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة: «اعمل ما شئتَ» ؟. وفي رواية بمعناه، وذكر ثلاثَ مرات، وفي الثالثة: «قد غفرتُ لعبدي، فليفعل ما شاء» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 393 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2758) في التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب، قال الحافظ في " الفتح ": قال القرطبي: وفائدة هذا الحديث أن العود من الذنب وإن كان أقبح من ابتدائه لأنه انضاف إلى ملابسة الذنب نقض التوبة، لكن العود إلى التوبة أحسن من ابتدائها لأنه انضاف إليها ملازمة الطلب من الكريم والإلحاح في سؤاله والاعتراف أنه لا غافر للذنب سواه، قال الحافظ: وقال النووي: في الحديث أن الذنوب ولو تكررت مائة مرة بل ألفاً وأكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته، وقوله: " اعمل ما شئت " معناه: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/296) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا همام بن يحيى وفي (2/405 و492) قال:حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (2/492) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد. والبخاري (9/178) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق. قال: حدثنا عمرو بن عاصم. قال: حدثنا همام. ومسلم (8/99) قال: حدثني عبد الأعلى بن حميد. قال: حدثنا حماد بن سلمة. (ح) وحدثني عبد ابن حميد. قال: حدثني أبو الوليد. قال:حدثنا همام. والنسائي في عمل اليوم والليلة (419) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا الحجاج بن المنهال. قال: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما- همام بن يحيى، وحماد بن سلمة - قالا: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة، فذكره. (*) جاء في صحيح مسلم عقب حديث عبد الأعلى بن حماد: قال أحمد: حدثني محمد بن زنجويه القرشي. قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، بهذا الإسناد. وقد ذكرناه لئلا يستدرك علينا. الحديث: 5876 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 39 5877 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال الله: يا ابن آدم، إنك ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني: غفرتُ لك على ما كان منك، ولا أُبالي، يا ابنَ آدم، لو بلغتْ ذنوبُك عَنَانَ السماء، ثم استغفرتني: غَفَرْتُ لك، ولا أُبالي، يا ابنَ آدم إنك لو أتيتني بِقُراب الأرض خَطَايا، ثم لَقِيتَني لا تُشْرِكُ بي شيئاً: لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَة» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَنان) العَنان: السحاب، واحدته: عَنانة، وقيل: هو ما عنَّ لك منها، أي: عرض. (بِقُراب الأرض) : هو ما يُقارب مِلأها.   (1) رقم (3534) في الدعوات، باب رقم (106) ، وفي سنده كثير بن فائد لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، وذكره الحافظ في " الفتح " وقال: رواه ابن حبان وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3540) قال:حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري البصري، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا كثير بن فائد،قال: حدثنا سعيد بن عيينة، قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني فذكره. وقال الترمذي:هذا حديث غريب لانعرفه إلا من هذه الوجه قلت: فيه كثير بن فائد، لم يوثقه غير ابن حبان الحديث: 5877 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 40 5878 - (م) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَ: أن رجلاً قال: واللهِ، لا يَغْفِرُ الله لِفُلان، وأنَّ الله تعالى قال: مَن ذَا الذي يَتَأَلَّى عليَّ أن لا أغْفِرَ لِفُلان؟ فَإِني قد غفرتُ له، وأَحبَطتُ عملَكَ» . أخرجه مسلم (1) . [ص: 41] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتألَّى) التألِّي: الحلف واليمين. (أحبطت) إحباط العمل: إبطاله وترك الجزاء عليه.   (1) رقم (2621) في البر والصلة، باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/36) قال: حدثنا سويد بن سعيد، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، فذكره. الحديث: 5878 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 40 5879 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كان في بني إسرائيل رجلانِ مُتَواخِيانِ، أحدهما مُذْنِب، والآخرُ في العبادة مُجْتَهِد، فكان المُجْتَهِدُ لا يزالُ يرى الآخَر على ذَنْب، فيقول: أقْصِرْ، فوجده يوماً على ذنب، فقال: أقْصِرْ، فقال: خَلِّني وربِّي أَبُعِثْتَ عليَّ رقيباً؟ فقال له: والله، لا يَغْفِرُ الله لك - أو قال: لا يُدْخِلُك الجنة - فقبض الله أرواحهما، فاجتمعا عند ربِّ العالمين، فقال الربُّ تَعالَى للمُجْتَهِدِ: أكنتَ على ما في يدي قادراً؟ وقال للمُذنب: اذهبْ فادْخُل الجنَّةَ برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار، قال أبو هريرة: تكلَّم واللهِ بكلِمَة أوْبَقَتْ دُنْياهُ، وآخِرَتَه» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوْبقت) أوْبَقَه يُوبِقه: إذا أهلكه.   (1) رقم (4901) في الأدب، باب في النهي عن البغي، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 323 و 363، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/323) قال:حدثنا أبو عامر. وفي (2/362) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (4901) قال: حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان. قال: أخبرنا علي بن ثابت. ثلاثتهم - أبو عامر، وعبد الصمد، وعلي بن ثابت - عن عكرمة بن عمار عن صمفم بن جوس اليماني، فذكره. الحديث: 5879 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 41 5880 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم [ص: 42] قال: «كان رجل يُسْرِفُ على نَفسِه، فلما حَضَرَهُ الموتُ، قال لبنيه: إِذا أنا مِتُّ فأحْرِقُوني، ثم اطْحنوني، ثم ذَرُّوني في الرِّيح، فوالله، لئِن قَدَرَ عليَّ ربِّي لَيُعذِّبَنِّي عذاباً ما عذَّبَه أحداً، فلما مات فُعِل به ذلك، فأمر الله الأرض، فقال: اجْمَعي ما فِيكِ منه، ففعلتْ، فإذا هو قَائِم، فقال: ما حَمَلَكَ على ما صَنَعْتَ؟ قال: خَشْيَتُك يا ربِّ، أو قال: مَخَافَتُكَ فَغُفِرَ له بذلِك (1) » . وفي رواية: «فغُفِر له» قال البخاري: وقال غيره (2) : «مخافتك يا رب (3) » . وفي أخرى: «قال الله عز وجل: لكل شيء أَخَذَ منه شيئاً: أدِّ ما أخَذْتَ مِنْه» . وفي أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال رجل لم يعمل حسنة قَطُّ لأهله: إذا مات فَحرِّقُوه، ثم اذْرُوا نصفه في البرِّ، ونِصْفَهُ في البحرِ، فوالله، لئِنْ قَدَرَ الله عليه ليُعذِّبنَّه عذاباً لا يُعَذِّبُهُ أحداً من العالمين، فلما [ص: 43] مات الرجل فعلوا ما أمرهم، فأمر الله البَرَّ فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، ثم قال: لِمَ فعلتَ هذا؟ قال: من خشيتك يا ربِّ، وأنت أعلم، فغفر الله عز وجل له» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «أسْرَفَ رجل على نفسه، فلما حضره الموتُ أوصى بنيه: إذا أنا مِتُّ فَحرِّقُوني، ثم اسْحَقوني، ثم اذْرُوني في الرِّيح في البحر، فوالله لئِنْ قدَر عليَّ ربي لُيعذِّبنِّي عذاباً ما عذَّبه أحداً، قال: ففعلوا ذلِكَ [به] ، فقال للأرض: أدِّي ما أخَذْتِ، فإذا هو قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعتَ؟ قال: خشيتُك يا ربِّ - أو قال: مخافتُك - قال: فغفر له بذلك» . قال الزهري: وحدثني حميد، عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «دخلت امرأة النار في هِرَّة ربطتْها، فلا هي أطعمتْها، ولا هي أرسلتْها تأكل من خَشَاشِ الأرض حتى ماتت، قال الزهري: ذلك لئلا يَتَّكِلَ رجل، ولا يَيْأسَ رجل» . وفي رواية: «فَاسْحَقُوني - أو قال: فاسحَكُوني» . وأخرج الموطأ، والنسائي نحواً من ذلك (4) . [ص: 44] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خشاش) الأرض: حشراتها وهوامُّها. (فاسْحَكوني) أي: اسحقوني، سحَكْت الشيء: إذا سحقتَه.   (1) قال الخطابي: قد يستشكل هذا فيقال: كيف يغفر له وهو منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟ والجواب: أنه لم ينكر البعث، وإنما جهل فظن أنه إذا فعل به ذلك لا يعاد، فلا يعذب، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك عن خشية الله. (2) قال الحافظ في " الفتح ": الغير المذكور هو عبد الرزاق كذا رواه عن معمر بلفظ: خشيتك بدل مخافتك، وأخرجه أحمد عن عبد الرزاق بهذا، وقد وقع في حديث أبي سعيد: مخافتك، وفي حديث حذيفة: خشيتك. (3) في الأصل والمطبوع: خشيتك، وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة. (4) رواه البخاري 13 / 392 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2756) في التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، والموطأ 1 / 240 في الجنائز، باب جامع الجنائز، والنسائي 4 / 113 في الجنائز، باب أرواح المؤمنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (4/213) قال: حدثني عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هاشم. قال: أخبرنا معمر. ومسلم (8/97) قال: حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (8/89) قال: حدثني أبو الربيع سليمان بن داود. قال: حدثنا محمد بن حرب. قال: حدثني الزبيدي. وابن ماجة (4255) قال: حدثنا محمد بن يحيى وإسحاق بن منصور. قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر. والنسائي (4/112) قال: أخبرنا كثير بن عبيد. قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. كلاهما- معمر بن راشد، ومحمد بن الوليد الزبيدي- عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. (*) في رواية عبد الرزاق، عن معمر: «قال معمر: قال لي الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين؟ قال الزهري: أخبرني حميد بن عبد الرحمن» فذكر هذا الحديث، وحديث المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها. - والرواية الثانية: أخرجها مالك (الموطأ) (165) . والبخاري (9/177) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (8/97) قال: حدثني محمد بن مرزوق، ابن بنت مهدي بن ميمون. قال: حدثنا روح. والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (10/13810) عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين. كلاهما عن ابن القاسم. ثلاثتهم -إسماعيل بن أبي أويس، وروح بن عبادة، وعبد الرحمن بن القاسم- عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد فلما احتضر قال لأهله: انظروا إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما، ثم اطحنوه، ثم اذروه في يوم ريح. فلما مات فعلوا ذلك به، فإذا هو في قبضة الله. فقال الله عز وجل: يا ابن أدم، ما حملك على ما فعلت؟ قال: أي رب، من مخافتك. قال: فغفر له بها، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد» . أخرجه أحمد (1/398) قال: قال يحيى. وفي (2/304) قال: حدثنا أبو كامل. كلاهما- يحيى بن إسحاق، وأبو كامل - قالا: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره. الحديث: 5880 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 41 5881 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن رجلاً كان قبلكم رَغَسَهُ الله مالاً، فقال لبنيه لما حُضِر: أيُّ أب كنتُ لكم؟ قالوا: خيرَ أب. قال: فإني لم أعمل خيراً قط، فإذا مِتُّ فأحْرِقُوني، ثم اسحقوني، ثم ذُرُّوني في يوم عاصف، ففعلوا، فَجَمَعَهُ الله، فقال: ما حَمَلك على ذلِكَ؟ فقال: مَخَافَتُك، فَتَلَقَّاه برحمته» . وفي رواية: «فإنه لم يَبْتَئِرْ عند الله خيراً، وإنْ يَقْدِرِ الله عليه يُعذِّبْه» فَسَّر قتادة قوله: «يَبْتَئرْ» : لم يَدَّخِر. [وفي رواية: «ما ابْتَأر عند الله خيراً» ] . وفي أخرى «ما امْتأر» بالميم. أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَغَسه الله مالاً) أي: أعطاه، وأنمى ماله وأكثره. [ص: 45] (يبتئر) ابتأر يبتئر، وامْتَأر يمتئر: إذا قدَّم خبِيئة خيرٍ لنفسه وادَّخرها.   (1) رواه البخاري 11 / 268 و 269 في الرقاق، باب الخوف من الله، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2757) في التوبة، باب سعة رحمة الله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/69) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان وفي (3/77) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي والبخاري (4/214) قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (8/126 و9/179) قال: حدثني موسى، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي. وفي (9/179) قال حدثنا موسى قال: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي وفيه قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود قال: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي وفى قال: قال خليفة: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي ومسلم. وفي (9/179) قال: حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: قال لي أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن (ح) وحدثنا أبي المثنى، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا أبو عوانة. أربعتهم -شيبان، وسليمان التيمي، وأبو عوانة، وشعبة - عن قتادة، سمع عقبة بن عبد الغافر، فذكره. (*) في رواية سليمان التيمي عند أحمد، والبخاري، قال: فحدثت به أبا عثمان، فقال: سمعت هذا من سليمان غير أنه زاد فيه «أذروني في البحر» . أبو كما حدث. وبلفظ: «لقد دخل رجل الجنة ماعمل خيرا قط، قال لأهله حين حضره الموت: «إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم أذروا نصفي في البحر، ونصفي في البر، فأمر الله البر والبحر فجمعاه، ثم قال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: مخافتك، قال: فغفر له بذلك» . أخرجه أحمد (3/13و17) قال: حدثنا معاوية بن هشان، قال: حدثنا شيبان أبو معاوية، قال: حدثنا فراس بن يحيى الهمداني، عن عطية العوفي، فذكره. الحديث: 5881 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 44 5882 - (خ م) عقبة بن عمرو الأنصاري - رضي الله عنه - قال يوماً لحذيفة: «ألا تحدثنا ما سمعتَه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: سمعتُه يقول: إن رجلاً حضره الموت، فلما أيِسَ من الحياة أوصى أهله: إذا مِتُّ فاجْمَعُوا لي حَطَباً كثيراً، ثم أوقِدُوا فيه ناراً، حتَّى إذا أكَلَتْ لحمي وخَلَصَتْ إلى عَظْمي فامْتُحِشَتْ، فَخُذوها فاطْحَنُوها، ثم انظروا يوماً رَاحاً، فأذْرُوه في اليَمِّ، ففعلوا، فجمعه الله تعالى، فقال له: لِمَ فعلتَ ذلك؟ قال: من خَشْيتكَ. فغفَر [الله] له» . قال عقبة بن عمرو: أنا سمعته يقول ذلك، وكان نَبَّاشاً (1) . أخرجه البخاري، ومسلم (2) . وهو في جملة حديث يتضمن ذِكر الدجال وسيجيء بتمامه مذكوراً في كتاب القيامة عند ذكر الدجال. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فامْتُحِشَتْ) الامْتِحاش: الاحتراق، وامتَحَشت النار العظم: أحرقته. (يوماً راحاً) أي: شديد الريح كثيرها.   (1) في الأصل: قال حذيفة: وكان نباشاً، وهي من رواية ابن حبان كما في " الفتح " 6 / 359 وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة. (2) رواه البخاري 6 / 379 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي الرقاق، باب الخوف من الله، ورواه مسلم رقم (2934) و (2935) في الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وقد اقتصر على ذكر قصة الدجال، ورواه أيضاً النسائي بلفظ البخاري 4 / 113 في الجنائز، باب أرواح المؤمنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/383) قال: حدثنا أبو معاوية،قال:حدثنا أبو مالك الأشجعي. 2- وأخرجه أحمد (5/395) قال:حدثنا عفان. والبخاري (4/205و214) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (4/214) قال: حدثنا مسدد. ثلاثتهم - عفان، وموسى، ومسدد - قالوا: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. 3- وأخرجه أحمد (5/407) قال: حدثنا مصعب بن سلام، قال: حدثنا الأجلح، عن نعيم بن أبي هند. 4- وأخرجه البخاري (8/126) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي (4/113) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. كلاهما -عثمان، وإسحاق- قالا: حدثنا جرير، عن منصور. أربعتهم -أبو مالك، وعبد الملك، ونعيم،ومنصور بن المعتمر - عن ربيع بن حراش، فذكره. (*) رواية منصور: ليس فيها عقبة بن عمرو. (*) أخرجه أحمد (4/118) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا أبو مالك، عن ربيع بن حراش، عن حذيفة، فذكره موقوفا. قال أبو مسعود: هكذا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 5882 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 45 5883 - (د) أم الدرداء - رضي الله عنها - قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كُلُّ ذَنْب عسى أن يَغْفِرَهُ الله - أو قال: عَسى الله أن يَغْفِرَهُ - إلا مَن ماتَ مُشْرِكاً، أو مُؤمِن قَتَلَ مُؤمِناً مُتَعَمِّداً» أخرجه أبو داود في جملة حديث (1) .   (1) رقم (4270) في الفتن والملاحم، باب تعظيم قتل المؤمن، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة والحاكم عن معاوية، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4270) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا محمد بن شعيب، فذكره. الحديث: 5883 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 46 5884 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «قَدِمَ عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، فنزل على ابن أخيه الحُرِّ بن قيس بن حصن، وكان من النفر الذين يُدْنيهم عمر، وكان القُرَّاءُ أصحابَ مَجْلِسِ عمر ومَشُورَتِه، كُهُولاً كانوا أو شُبَّاباً. فقال عيينة لابن أخيه: يا ابنَ أخي، هل لك وَجْه عند هذا الأمير، فَتَسْتأْذِنَ [لي] عليه؟ قال: سأسْتَأْذِنُ لك عليه، قال ابن عباس: فاسْتَأْذن [الحُرُّ] لِعُيَيْنَةَ، فلما دخل قال: هي يا ابن الخطاب، والله ما تُعطِينا الجَزل، وما تَحْكُم بيْنَنَا بالعَدْلِ، فغضب عمر حتى همَّ بأن يُوقِعَ به، فقال الحُرُّ: يا أميرَ المؤمنين، إِن الله تعالى قال لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم-: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] ، وإن هذا من الجاهلين، فوالله ما جاوزها عمر - رضي الله عنه - حين قرأها عليه، وكان وقّافاً عند كتاب الله تعالى» . أخرجه البخاري (1) . [ص: 47] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما تُعطينا الجزل) العطاء الجزل: الكثير.   (1) 8 / 229 في تفسير سورة الأعراف، باب خذ العفو وأمر بالعرف، وفي الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/76) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/116) قال: حدثني إسماعيل، قال: حدثني ابن وهب، عن يونس. كلاهما -شعيب، ويونس- عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن ابن عباس، فذكره الحديث: 5884 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 46 الكتاب الثالث: في العتق والتدبير، والكتابة، ومصاحبة الرقيق وفيه أربعة أبواب الباب الأول: في مصاحبة الرقيق، وآداب الملكة ، وفيه تسعة أنواع [النوع] الأول: في حسن الملكة 5885 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يدخل الجنة سَيِّءُ المَلَكةِ (1) » أخرجه الترمذي (2) .   (1) أي: الذي يسيء صحبه المماليك. (2) رقم (1947) في البر والصلة، باب ما جاء في الإحسان إلى الخدم، وفي سنده فرقد بن يعقوب السبخي، وهو لين الحديث، قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد تكلم أيوب السختياني وغير واحد في فرقد السنجي من قبل حفظه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/4) (13) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا صدقة بن موسى صاحب الدقيق. وفي (32) قال:حدثنا يزيد بن هارون، قال:أخبرنا صدقة بن موسى. والترمذي (1946) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن همام بن يحيى. وفي (1963) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا صدقة بن موسى. كلاهما -صدقة، وهمام - عن فرقد السبخي، عن مرة الطيب، فذكره. ولفظ الباب رواية همام وقال الترمذي:هذا حديث غريب، وقد تكلم أيوب السختياني وغير واحد في فرقد السبخي من قبل حفظه. الحديث: 5885 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 47 5886 - (د) رافع بن مكيث - رضي الله عنه - وكان ممن شهد الحديبية [ص: 48] أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «حُسْنُ المَلَكَةِ (1) نَمَاء (2) ، وسوءُ الخُلُقِ شُؤْم» . أخرجه أبو داود. وفي رواية له «حُسْنُ الملَكة يُمْن، وسُوءُ الخُلُق شُؤم» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نماء) النَّماء: الزيادة، نما المال ينمى: إذا كثر وزاد. (يُمْن) اليمن ضدُّ الشؤم.   (1) قال المصنف في كتابه " النهاية في غريب الحديث والأثر ": يقال: فلان حسن الملكة: إذا كان حسن الصنيع إلى مماليكه. (2) وفي بعض النسخ: حسن الملكة يمن، كما في الرواية التي بعدها. (3) رقم (5162) و (5163) في الأدب، باب في حق المملوك، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 502، وإسناده ضعيف، وله شاهد من حديث جابر عند ابن عساكر في " التاريخ "، نقل المناوي تحسينه عن العامري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/502) . وأبو داود (5162) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى كلاهما- أحمد، وإبراهيم - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (5163) قال: حدثنا ابن المصفى، قال: حدثنا بقية قال: حدثنا عثمان بن زفر، قال حدثني محمد بن خالد بن رافع بن مكيث. عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث، وكان رافع من جهينة قد شهد الحدييبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم» (مرسل) . قلت: فيه جهالة له بعض بني رافع بن مكيث. الحديث: 5886 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 47 [النوع] الثاني: في العَفْو عنه 5887 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، كم أعْفو عن الخادم؟ فَصَمَت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: يا رسولَ الله، كم أعْفو عن الخادم؟ فقال: اعْف عنه كلَّ يوم سبعين مرة» أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: «كم نَعفُو عن الخادم؟ فَصَمَتَ، ثم أعاد عليه الكلام، فصمت، فلما كانت الثالثة قال: اعْفُوا عنه في كل يوم سبعين مرة» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1950) في البر والصلة، باب ما جاء في العفو عن الخادم، وأبو داود رقم (5164) في الأدب، باب حق المملوك، وإسناده حسن، ورواه أبو يعلى بإسناد جيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، قال ملا علي القاري: قال ميرك: وفي بعض النسخ، يعني نسخ الترمذي: حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/90) (5635) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب. وفي (2/111) (5899) قال: حدثنا موسى، يعني ابن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة. وعبد بن حميد (821) قال: حدثنا عبد الله بن زيد المقرئ،قال:حدثنا سعيد بن أبي أيوب. وأبو داود (5164) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن عمرو بن السرح. قالا: حدثنا ابن وهب. والترمذي (1949) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا رشدين بن سعد (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. أربعتهم -سعيد بن أبي أيوب، وابن لهيعة، ورشدين بن سعد، وعبد الله،وعبد الله بن وهب - عن حميد بن هانئ أبي هانئ الخولاني، عن عباس بن جليد الحجري، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ورواه عبد الله بن وهب عن أبي هانئ الخولاني نحو من هذا. والعباس هو ابن خليد الحجري المصري. حدثنا قتيبة. حدثنا عبد الله بن وهب عن أبي هانئ الخولاني بهذا الإسناد. نحوه. وروى بعضهم هذ الحديث عن عبد الله بن وهب. بهذا الإسناد. وقال: عن عبد الله بن عمرو.. الحديث: 5887 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 48 [النوع] الثالث: في الكُسْوة والطعام والرِّفْق 5888 - (خ م د ت) المعرور بن سويد - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ أبا ذرّ وعليه حُلَّة، وعلى غلامه مثلُها، فسألته عن ذلك؟ فذكر أنه سَابَّ رجلاً على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فعيَّره بأُمِّه، فأتى الرجلُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إِنك امْرُؤ فيك جاهلية، قلت: على ساعتي هذه من كِبرَ السنّ؟ قال: نعم، هم إِخوانُكم وَخَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فلْيُطْعِمْه مما يأكلُ، ولْيُلْبِسه مما يَلْبَسُ، ولا تُكلِّفُوهم ما يغلبهم، فإن كلّفتموهم فأعينوهم عليه» . وفي رواية: «فَإِن كلَّفه ما يغلبه فليبِعْه» . وفي أخرى: «فَلْيُعِنه عليه» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم في رواية قال: «إِنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام - وكانت أُمُّه أعجمية - فَعَيَّرْته بأمِّه، فشكاني إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، [فلقيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية] ، قلت: يا رسول الله، مَن سَبَّ الرجال سَبُّوا أباه وأُمَّه .... » وذكر الحديث. وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِخوانُكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فلْيُطعمه من طعامه، وليُلبسه من لباسه، ولا يكلِّفه ما يغلبه، فإن كلَّفه ما يغلبه فَلْيُعِنْه» . [ص: 50] وفي رواية أبي داود قال: «رأيت أبا ذرّ بالرَّبَذَة، وعليه بُرْد غليظ، وعلى غلامه مثله، قال: فقال القوم: يا أبا ذر، لو كنتَ أخذتَ الذي على غلامك، فجعلتَه مع هذا، فكانت حلّة، وكَسوْتَ غلامك ثوباً غيره؟ فقال أبو ذرّ: إني كنت سَابَبْتُ رجلاً - وكانت أُمُّه أعجمية - فعيّرته بأمه، فشكاني إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أبا ذرّ، إِنك امرؤ فيك جاهلية، قال: إنهم إخوانُكم فضَّلكم الله عليهم، فَمَن لم يُلائِمْكُمْ فَبيعُوه، ولا تُعَذِّبوا خَلْقَ الله» . وفي أخرى له قال: «دخلنا على أبي ذرّ بالربذة، فإِذا عليه بُرْد، وعلى غلامه مثله، فقلنا: يا أبا ذرّ، لو أخذتَ بُرْدَ غلامك إِلى بُردك فكانت حلة، وكسوتَه ثوباً غيره؟ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إِخوانُكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده: فليطعمه مما يأكل، وليُلْبسه مما يَلْبَس، ولا يُكلِّفه ما يغلبه فإن كلَّفه ما يغلبه فليُعِنْه» . وله في أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن لاءَمَكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون، واكْسُوه مما تكتسون، ومن لا يلائِمكم منهم فَبيعُوه، ولا تُعذِّبوا خلق الله» (1) . [ص: 51] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَوَلُكم) الخَوَل: حَشَمُ الرجل وأتباعه، واحدهم: خائل، وقد يكون الخَول واحداً، وهو اسم يقع على العبد والأمة، قال الفراء: هو جمع خائل، وهو الراعي، وقال غيره: هو مأخوذ من التخويل وهو التمليك. (حُلَّة) الحُلَّة: ثوبان من جنس واحد يُلبسان معاً. (يُلائمكم) لاءَمت بين القوم: إذا أصلحت بينهم وجمعت متفرِّقَهم ويقولون: هذا لا يُلائمني، أي: لا يُوافقني.   (1) رواه البخاري 1 / 80 و 81 في الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية، وفي العتق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " العبيد إخوانكم فأطعموهم مما تأكلون "، وفي الأدب، باب ما ينهى من السباب واللعن، ومسلم رقم (1661) في الأيمان، باب إطعام المملوك مما يأكل ... ، وأبو داود رقم (5157) و (5158) و (5161) في الأدب، باب في حق المملوك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/185) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن واصل الأحدب. وفي (5/161) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة قال: واصل الأحدب أخبرني. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب. والبخاري (1/14) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب. وفي (3/195) ..و «الأدب المفرد» (189) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا واصل الأحدب. وفي (8/19) قال: حدثني عمرو بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي «الأدب المفرد» (194) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن الأعمش. ومسلم (5/29) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/93) قال: وحدثناه أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عيسى بن يونس، كلهم عن الأعمش (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب. وأبو داود (5157) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (5158) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش. وابن ماجة (3690) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. والترمذي (1945) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن واصل. كلاهما - واصل الأحدب، والأعمش - عن المعرور بن سويد، فذكره. وبلفظ «من لاءمكم من مملوكيكم، فأطعموه مما تأكلون، واكسوه مما تلبسون، ومن لم يلائمكم منهم، فبيعوه، ولا تعذبوا خلق الله» . أخرجه أحمد (5/168) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/173) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (5161) قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي، قال: حدثنا جرير كلاهما -سفيان، وجرير - عن منصور، عن مجاهد، عن مورق، فذكره. الحديث: 5888 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 49 5889 - (خ د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أَتى أحدَكم خادمُه بطعامه، فإن لم يُجْلِسه معه، فَليُنَاوِلْه لُقْمَة، أو لقمتين، أو أُكْلَة، أو أُكلتين، فإنه وَلِيَ حرَّه وعلاجَه» . أخرجه البخاري. وفي رواية الترمذي قال: «إِذا كفى أحدَكم خادمُهُ طعامَه: حَرَّه ودخانَه: فليأخذه بيده، فليقعده معه، فإن أبى: فليأخذ لقمة فلْيُطعمه إياها» . وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا صنعَ لأحدكم خادمُه طعاماً، ثم جاء به - وقد وليَ حرَّه ودخانه - فليُقعده معه فليأكل، فإن كان الطعام مشفوهاً فليضع في يده منه أُكلة أو أُكلتين» (1) . [ص: 52] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَلِيَ حَرَّ الطعام) أي: تولَّى حرَّ النار في طبخه وعلاجه. (أُكلة) الأُكلة بضم الهمزة: اللقمة، وبفتحها: المرة الواحدة من الأكل. (مَشْفُوهاً) المشفوه: القليل، وأصله: الماء الذي كَثُرت عليه الشِّفاه حتى قلَّ، وقيل: أراد به المكثور عليه الذي كثُر سائلوه، يقال: رجل مَشْفوه: إذا أكثر الناس سؤاله، حتى نَفِذ ما عنده.   (1) رواه البخاري 9 / 502 و 503 في الأطعمة، باب الأكل مع الخادم، وفي العتق، باب إذا [ص: 52] أتاه خادمه بطعامه، والترمذي رقم (1854) في الأطعمة، باب ما جاء في الأكل مع المملوك، وأبو داود رقم (3846) في الأطعمة، باب في الخادم يأكل مع المولى، ورواه أيضاً مسلم رقم (1663) في الأيمان، باب إطعام المملوك مما يأكل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/409 و430) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/430) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (2090) قال: حدثنا أبو الوليد. والبخاري (3/197) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي (7/106) قال: حدثنا حفص بن عمر. خمستهم- محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو الوليد، وحجاج بن عمر - قالوا: حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/283) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومحمد بن زياد، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ..... الحديث. وبلفظ: «إذا صنع لأحدكم خادمه طعامة ثم جاءه به وقد ولي حرة ودخانه، فليقعده معه فليأكل، فإن كان الطعام مشفوها قليلا، فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين» . أخرجه أحمد (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (5/94) قال: حدثنا القعنبي. وأبو داود (3846) قال: حدثنا القعنبي. كلاهما -عبد الرزاق، وعبد الله بن مسلمة القعنبي - عن داود بن قيس، عن موسى بن يسار، فذكره. وبلفظ: «إذا كفى أحدكم خادمه صنعة طعامه، كفاه حره ودخانه فليجلسه فليأكل معه، فأن أبى فليأخذ لقمة فليروغها ثم ليعطها إياه» . أخرجه الحميدي (1070) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد وأحمد (2/245) قال: سمعت سفيان، وقرئ عليه إسناده، سمعت أبا الزناد. وابن ماجة (3290) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري. قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة. كلاهما - أبو الزناد، وجعفر بن ربيعة - عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. وبنحو الحديث السابق أخرجه الحميدي (1072) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن عجلان، عن سعيد، فذكره. وبلفظ: «إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه، فليجلسه فليأكل معه، فإن أبى فليناوله منه» . أخرجه الحميدي (1072) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (2/473) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (2079) قال: حدثنا يعلى. والبخاري في الأدب المفرد (200) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي. والترمذي (1853) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان، ويحيى، ويعلى بن عبيد، وعبد الله بن نمير - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «في المملوك يصنع طعامك ويعانيه فادعه، فإن أبى فأطعمه في يده، وإذا ضربتموهم فلا تضربوهم على وجوههم» . أخرجه أحمد (5/202) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب (ح) وإسماعيل بن عمر. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، المعنى، عن عجلان، فذكره. وبلفظ: «إذا جاء أحدكم الصانع بطعامكم قد أغنى عنكم عناء حره ودخانه فادعوه فليأكل معكم وإلا فلقموه في يده» . أخرجه أحمد (2/406) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال: حدثني معمر، عن همام بن منبه، فذكره ... وبلفظ «إذا كفى أحدكم خادمه صنعة طعامه وكفاه حره ودخانه فليجلسه معه فليأكل فأن أبى فليأخذ لقمة فليروغها ثم ليعطها إياه» . سهلا، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «إذا جاء خادم أحدكم بطعامه قد كفاه حراه وعمله، فإن لم يقعده معه ليأكل فليناوله أكلة من طعامه» . (*) أخرجه أحمد (2/283) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر عن الزهري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومحمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: .... الحديث. الحديث: 5889 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 51 5890 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «للمملوك طعامُه وكسوتُه، ولا يُكلَّف من العمل إلا ما يُطيق» . أخرجه مسلم والموطأ (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1662) في الأيمان، باب إطعام المملوك مما يأكل، والموطأ 3 / 980 في الاستئذان، باب الأمر بالرفق بالمملوك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1155) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن عجلان. وأحمد (2/347) قال: حدثنا سفيان عن ابن عجلان. وفي (2/347) قال:حدثنا هارون، عن ابن وهب. قال: حدثنا عمرو. وفي (2/342) قال:حدثنا عفان. قال حدثنا وهيب. قال:حدثنا محمد بن عجلان. والبخاري في الأدب المفرد (192) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. قال: حدثني ابن عجلان. وفي (193) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثني الليث. قال:حدثني ابن عجلان. ومسلم (5/93) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح. قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو الحارث. كلاهما -ابن عجلان، وعمرو- عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عجلان، فذكره. الحديث: 5890 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 52 5891 - (م د) خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة قال: «كنا جلوساً مع عبد الله بن عمرو، إذ جاءه قَهْرَمَان له، فدخل، فقال: أعطيتَ الرقيق قُوتَهم؟ قال: لا، قال: فَانْطَلِق فأعْطِهم، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: كفى بالمرء إِثماً أن يَحْبِسَ عمن يملك قوتَه» . [ص: 53] أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود المسند منه وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كفى بالمرء إثماً أن يُضَيِّع مَن يقوتُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرقيق) : اسم يجمع العبيد والإماء. (قوته) : القوت: الغذاء، قات عِياله يقوتُهم: إذا أطعمهم قوتَهم.   (1) رواه مسلم رقم (996) في الزكاة، باب فضل النفقة على العيال والمملوك، وأبو داود رقم (1692) في الزكاة، باب في صلة الرحم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (3/78) قال: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكناني، عن أبيه، عن طلحة، عن مصرف، عن خثيمة، فذكره. - والرواية الثانية: أخرجه الحميدي (599) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسرائيل. وأحمد (2/160) (6495) قال: حدثنا يحيى. عن سفيان. وفي (2/193) (6819) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. وفي (2/194) (6828) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/195) (6842) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (1692) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي في الكبرى (الورقة -124- أ) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو بكر. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، قال: سمعت سفيان. خمستهم - إسرائيل، وسفيان الثوري، والأعمش، وشعبة، وأبو بكر بن عياش - عن أبي إسحاق، عن وهب عن جابر بن وهب الخيواني، فذكره. (*) أخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8943) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر، عن فضيل بن ميسرة، عن أبي جرير، أن عمرو بن عبد الله الهمداني حدثه، أن جابر بن وهب الخيواني حدثه، به. قال الترمذي: كذا قال: وهو وهم.. الحديث: 5891 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 52 5892 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - «بلغه أن عمر بن الخطاب كان يذهب إِلى العَوَالي كلَّ يوم، فإِن وجد عبداً في عمل لا يُطِيقُه: وضع عنه منه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 980 بلاغاً في الاستئذان، باب الأمر بالرفق بالمملوك، وإسناده معضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (1903) بلاغا فذكره. الحديث: 5892 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 53 [النوع] الرابع: في الضرب 5893 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا ضرب أحدُكم خادمَه فذكر الله: فَارْفَعوا أيديَكم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1951) في البر والصلة، باب ما جاء في أدب الخادم، وفي سنده أبو هارون العبدي عمارة ابن جوين، وهو متروك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف جدّا: أخرجه عبد بن حميد (948) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن فضيل بن عياض. وفي (953) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، وأبو أحمد الزبيري. والترمذي (1950) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. أربعتهم - فضيل، وعبيد الله، والزبير، وابن المبارك - عن سفيان الثوري، عن أبي هارون العبدي، فذكره. وقال الترمذي: وأبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين قال: قال: أبو بكر العطار: قال علي بن المدينيي: قال يحيى بن سعيد: ضعف شعبة أبا هارون العبدي. قال يحيى: وما زال ابن عون يروى عن أبي هريرة حتى مات. الحديث: 5893 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 53 5894 - (م د) زاذان - رحمه الله- قال: «أتيتُ ابنَ عمر وقد [ص: 54] أعتق مملوكاً له، فأخذ من الأرض عوداً - أو شيئاً - وقال: ما لي فيه من الأجر ما يَسْوَى هذا، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من لطم مملوكه أو ضربه فكفارتُه أن يعتقه» . أخرجه أبو داود. وفي رواية مسلم: أن ابن عمر قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من ضرب غُلاماً له حَدّاً لم يأْتِه، أو لَطَمه، فإن كفارته أن يعتقَه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فكفارته) الكفَّارة: الخصلة التي تُغَطِّي الذنب وتمحوه، من التكفير: التغطية.   (1) رواه مسلم رقم (1657) في الأيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده، وأبو داود رقم (5168) في الأدب، باب حق المملوك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/25) (4784) و (2/61) (5266) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/45) (5051) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، وفي (2/61) (5267) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري في الأدب المفرد (177) قال: حدثنا عمرو بن عون، ومسدد، قالا: حدثنا عوانة، وفي (180) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (5/90) قال: حدثني أبو كامل. فضيل بن حسين الجحدري، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، كلاهما عن سفيان. وأبو داود (1568) قال: حدثنا مسدد، وأبو كامل، قالا: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - سفيان، وشعبة، وأبو عوانة - عن فراس، عن ذكوان أبي صالح، عن زاذان أبي عمر، فذكره. الحديث: 5894 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 53 5895 - (م ت د) سويد بن مقرن - رضي الله عنه - قال معاوية ابنه: «لَطَمْتُ مَولى لنا فهربتُ، ثم جئتُ قُبَيْلَ الظهر، فصليتُ خلف أبي، فدعاه ودعاني، ثم قال: امْثُلْ منه، فَعَفَا، ثم قال: كنَّا بني مُقَرِّن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليس لنا إِلا خادم واحدة، فَلَطَمها أحدُنا، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أَعْتِقُوها. فقالوا: ليس لهم خادم غيرُها، قال: فليستخدموها، فإذا استغنَوْا عنها فليُخلُّوا سبيلَها» . وفي رواية هلال بن يساف قال: «عَجِل شيخ، فَلَطم خادماً له، [ص: 55] فقال له سويد بن مُقِرِّن: عَجَزَ عليك إِلا حُرُّ وجهها؟ لقد رأيتُني سابع سبعة من بني مُقرّن، ما لنا خادم إِلا واحدة لطمها أصغرُنا، فأمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نُعتقها» . وفي أخرى قال هلال: «كُنَّا نَبيعُ البُرَّ في دار سويد بن مقرّن أخي النعمان بن مقرّن، فخرجت جارية، فقالت لرجل مِنَّا كلمة فلطمها، فغضب سويد ... » ثم ذكر نحو ما قبله. وفي رواية عن سويد: «أن جارية له لطمها إِنسان، فقال له سويد: أما علمت أَن الصُّورَةَ مُحرَّمة؟ وقال: لقد رأيتُني وإِني لَسابِعُ إخوة لي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وما لنا خادم غير واحدة، فعمد أحدُنا فلطمه، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن نُعتقها (1) » . أَخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي، قال سويد: «لقد رأيتنا سبعة إخوة، ما لنا خادم إلا واحدة، فلطمها أحدُنا، فأمرنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن نُعتقها» . وأخرج أبو داود نحو الرواية الأولى، وأخرج الثانية، وأولها قال: «كنا نُزولاً في دار سويد بن مقرّن، وفينا شيخ فيه حِدَّة، ومعه جارية فلطم وجهها، فما رأيتُ سويداً أَشدَّ غضباً منه ذلك اليوم، وقال: عجز عليك إلا حُرُّ وجهها ... » وذكر الحديث (2) . [ص: 56] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (امثل منه) يقال: أمثل السلطان فلاناً: إذا قتله قَوَداً، ويقال للحاكم: أمْثِلْني أي: أقِدْني وأقِصَّني، ومَثَل به يمثُل مَثْلاً: أي: نَكَّل به. والاسم المُثْلَة - بالضم - والمَثُلة: بفتح الميم وضم الثاء: العقوبة. (خادم) الخادم: الذي يخدمك ذكراً كان أو أنثى. (أن الصورة مُحرَّمة) أراد بالصورة: الوجه، وتحريمها، أي تحريم الضرب عليها، واللطم.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: نعتقه، وكلاهما صواب. (2) رواه مسلم رقم (1658) في الأيمان، باب صحبة المماليك، والترمذي رقم (1542) في النذور، باب ما جاء في الرجل يلطم خادمه، وأبو داود رقم (5166) و (5167) في الأدب، باب في حق المملوك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/447) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (5/444) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والبخاري في الأدب المفرد (178) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (5/90) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (1567) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى الورقة (65/أ) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن. ثلاثتهم - عبد الله بن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد - عن سفيان الثوري، عن سلمة ابن كهيل، عن معاوية بن سويد، فذكره. (*) أخرجه النسائي في الكبري (الورقة 65-أ) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مطرف، عن الشعبي، عن معاوية بن سويد، قال: لطم ابنه مولى له، فقال له: ألطمته؟ قال: فتركه، ثم قال: كنا لنا بنو مقرن مملوك ... الحديث. (*) وأخرجه أيضا. قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أسباط، عن مطرف، عن أبي السفر، عن معاوية بن سويد بن مقرن، قال: كان لبني مقران غلام، فلطمه بعضنا، فأتى النبي، -صلى الله عليه وسلم-، فشكا إليه الحديث. مرسلا. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (3/447) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري في «الأدب المفرد» (179) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. ومسلم (5/91) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، عن وهب بن جرير، والنسائي في الكبرى الورقة 65/أ) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو داود. خمستهم- ابن جعفر، وعمرو بن مرزوق، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب، وأبو داود- عن شعبة، وعن محمد بن المنكدر، قال سمعت أبا شعبة فذكره. والرواية الثالثة: أخرجها أحمد (5/444) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة وفي (5/444) قال: حدثنا هشيم. والبخاري (في الأدب المفرد) (176) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/91) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وأبو داود (5166) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا فضيل بن عياض. والترمذي (1542) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا المحاربي، عن شعبة، والنسائي في الكبرى (الورقة 65/أ) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. أربعتهم - شعبة، وهشيم، وابن إدريس، وفضيل بن عياض - عن حصين قال: سمعت هلال بن يساف، فذكره. وبلفظ: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنبيذ في جرة، فسألته عنه فنهاني عنه، فأخذت الجرة فكسرتها» . أخرجه أحمد (3/447) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي حمزة، قال: سمعت رجلا من بني مازن يحدث، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (5/444) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة، عن أبي حمزة، قال: سمعت هلالا، رجلا من بني مازن يحدث، فذكره. الحديث: 5895 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 54 5896 - (م د ت) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: «كنتُ أضرب غلاماً لي بالسوط، فسمعتُ صوتاً من خلفي: اعْلَم أبا مسعود، فلم أفهم الصوتَ من الغضب، قال: فلما دنا مني، إذا هو رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، قال: فألقيت السوط من يدي، فقال: اعلم أبا مسعود أن الله أَقْدَرُ عليك منك على هذا الغلام، قال: فقلت: لا أَضرب مملوكاً بعده أبداً» . وفي رواية: «فسقط من يدي السَّوطُ من هيبته» . وفي أُخرى: «فقلتُ: يا رسول الله، هو حُرٌّ لوجه الله تعالى، فقال: أَمَا لو لم تفعل لَلَفَحَتْكَ النار - أو لَمَسَّتْكَ النارُ» . وفي أخرى: «أنه كان يضرب غلاماً له، فجعل يقول: أعوذ بالله، [ص: 57] فجعل يضربُه، فقال: أعوذُ برسول الله، فتركه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [واللهِ] لَلَّهُ أقدر عليك منك عليه، قال: فأعْتَقْتُه» . أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي قال: «كنتُ أَضرب مملوكاً لي، فسمعتُ قائلاً من خلفي: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، فَالْتَفَتُّ، فإذا أنا برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: لَلَّهُ أقدر عليك منك عليه» . وفي رواية أبي داود نحو الترمذي، وزاد: «فقلت: يا رسولَ الله، هو حُرٌّ لوجه الله تعالى، فقال: أما لو لم تفعل للفَعَتْكَ النار - أو لمسَّتْكَ النار -» . وفي أخرى بمعناه نحوه، قال: «كنتُ أضرب غلاماً لي ... » وذكر نحوه، ولم يذكر العتق (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَفَحَتْك) لَفح النار: حرُّها ووهجها، وكذلك لَفعُها، بالحاء والعين.   (1) رواه مسلم رقم (1659) في الأيمان، باب صحبة المماليك، وأبو داود رقم (5159) و (5160) في الأدب، باب حق المماليك، والترمذي رقم (1949) في البر والصلة، باب النهي عن ضرب الخدم وشتمهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/120) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/273) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/274) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري في الأدب المفرد (171) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا أبو معاوية ومسلم (5/91و92) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا محمد بن حميد، وهو المعمري عن سفيان (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة (ح) وحدثنيه بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر، عن شعبة، وأبو داود (5159) قال: حدثنا محمد بن العلاء (ح) وحدثنا ابن المثنى، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (1560) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا عبد الواحد. والترمذي (1948) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - سفيان، وشعبة، وأبو معاوية، وعبد الواحد بن زياد، وجرير، وأبو عوانة - عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، فذكره. (*) وزاد أبو معاوية في روايته: « ... فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، فقال: أما لو لم تفعل للفحتك النار، أو لمستك النار» . (*) وزاد شعبة في روايته: « ... فأعتقه» . الحديث: 5896 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 56 5897 - (خ) سالم - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن ابن عمر كَرِهَ أن تُعْلَم الصُّورَةُ، وقال: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن تضربَ» . أخرجه البخاري (1) . [ص: 58] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كره أن تُعْلَم الصورة) أي: أن يُجعل في الوجه سِمَة أو كيٌّ يعرَف به.   (1) 9 / 579 في الذبائح، باب الوسم والعلم في الصورة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/25) (4779) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/118) (5991) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. والبخاري (7/126) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الله، وعبيد الله - عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم فذكره. (*) وفي رواية وكيع: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تضرب الصور» يعني الوجه. (*) وفي رواية عبد الله بن الحارث: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ضرب الوجه» . الحديث: 5897 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 57 [النوع] الخامس: في القذف 5898 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن قذف مملوكه وهو بريء مما قال يقام عليه الحدُّ يوم القيامة - وفي رواية: جُلد يوم القيامة - إلا أن يكون كما قال» . وفي أُخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قذف مملوكه بالزنا: يُقَام عليه الحدُّ يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي وأبو داود الأولى، وقالا: «أبا القاسم نبيَّ التوبة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قذف) القذف: رمي المرأة بالزنا أو ما يجري مجراه.   (1) رواه البخاري 12 / 164 في الحدود، باب قذف العبيد، ومسلم رقم (1660) في الأيمان، باب التغليظ على من قذف مملوكه بالزنى، وأبو داود رقم (5165) في الأدب، باب حق المملوك، والترمذي رقم (1940) في البر والصلة، باب النهي عن ضرب الخدم وشتمهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/431) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/499) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وعبد بن حميد (1468) قال: حدثنا يعمر. قال: حدثناعبد الله المبارك. والبخاري (8/218) قال: حدثنا مسدد. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (5/92) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق. وأبو داود (1565) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي (ح) وحدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، كلاهما عن عيسى بن يونس. والنسائي (1947) قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13624) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك. ستتهم - يحيى، وإسحاق، وابن المبارك، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وعيسى بن يونس - عن فضيل ابن غزوان، عن ابن أبي نعم. فذكره. الحديث: 5898 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 58 5899 - () سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قالت امرأته لجاريتها: يا زانية، فقال لها سعد: أعلمتِ ذلك منها؟ قالت: لا، قال: فإني سمعتُ [ص: 59] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من قذف مملوكاً بالزِّنَا: أقام عليه الحدّ يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال، فاسْتَحَلَّتْها، فأحَلَّتها» . وفي رواية نحوه، وفيه قال: «فإن لم تَقُصِّيها من نفسكِ اقْتَصَّت منكِ يوم القيامة، فعزمَتْ عليها، وكشفتُ لها عن ظهرها فحلَّلْتها» . أخرجه ... (1) [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فعَزَمتْ) يقال: عزمت على فلان بكذا وكذا: إذا حلفت عليه ليفعل شيئاً.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، ولم يتوقف عليه. الحديث: 5899 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 58 [النوع] السادس: في التسمية 5900 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقولَنَّ أحدُكم: عبدي وأمتي، ولا يقُولنَّ المملوك: ربِّي وربتي، ليقُل المالك: فَتَايَ وفَتَاتي، وليقُل المملوك: سيدي وسيدتي، فإنكم المملوكون والرَّبُّ: الله عزَّ وجلَّ» . وفي رواية لم يذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال: «وليقل: سيدي ومولاي» . أخرجه أبو داود. وفي رواية البخاري ومسلم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَقُولنَّ أحدكم: أطْعِمْ ربَّك، وَضِّئْ ربَّك، اسقِ ربك، وليقل: سيدي ومولاي [ص: 60] ولا يقل أحدُكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغُلامي» . ولمسلم: «ولا يقل أحدُكم: ربي، وليقل: سيدي ومولاي» . وفي أخرى له قال: «لا يقولنَّ أحدُكم: عبدي، فكلكم عَبِيد [الله، ولكن ليقُل: فَتَايَ] ، ولا يقل العبد: ربي، ولكن ليقل: سيدي» . زاد في رواية: «فإن مولاكم الله» . وفي أخرى: «لا يقولنَّ أحدُكم: عبدي وأمتي، كلُّكم عبيدُ الله، وكلُّ نسائِكم إِماءُ الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي، وفتاي وفتاتي» (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 129 - 131 في العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق، ومسلم رقم (2249) في الألفاظ، باب حكم إطلاق لفظة العبد والأمة والمولى والسيد، وأبو داود رقم (4975) و (4976) في الأدب، باب لا يقول المملوك: ربي وربتي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/423) قال: حدثنا غسان بن الربيع. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب. وفي (2/491و508) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا هشام. وفي (2/508) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام بن حسان، والبخاري في الأدب المفرد (201) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب وحبيب وهشام، وأبو داود (4975) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. عن أيوب وحبيب بن الشهيد وهشام. والنسائي في عمل اليوم والليلة (243) قال: أخبرنا محمد بن خلف العسقلاني. قال: حدثنا الحسن بن بلال. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وهشام، وحبيب. ثلاثتهم - أيوب، وهشام، وحبيب بن الشهيد - عن محمد بن سيرين فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/316) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/496) قال: حدثنا ابن نمير. (ح) ويعلي. ومسلم (7/46و47) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا وكيع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (242) قال: أخبرنا محمد بن العلاء أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم - وكيع، وابن نمير، ويعلي، وجرير، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. والرواية الرابعة: أخرجها أحمد (2/464و484) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا زهير. يعني ابن أحمد. والبخاري في الأدب المفرد (209) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثني ابن أبي حازم. ومسلم (7/46) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (241) قال: أخبرنا علي بن حجر قال: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. ثلاثتهم -زهير بن محمد، وابن أبي حازم، وإسماعيل بن جعفر - عن العلاء، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5900 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 59 [النوع] السابع: فيمن أعتق جاريته وتزوجها 5901 - (خ م ت د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كانت له جارية فَعَالَها وأحسن إليها، ثم أعْتَقَها وتزوجها: كان له أجران، وأَيُّما عبدٍ أدَّى حقَّ الله وحقّ مواليه: فله أجران» . وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة يُؤْتَوْنَ أجُورَهُم مرتين، عَبد أَدَّى حقَّ الله وحقَّ مواليه، فذلك يؤتَى أجرَه مرتين، ورجل كانت عنده جارية وَضِيئَة فأحسن أدبها، ثم أعتقها، ثم تزوجها، يبتغي بذلك [ص: 61] وجه الله: فذلك يُؤتَى أجرَه مرتين، ورجل آمن بالكتاب الأول، ثم جاء الآخَر فآمن به: فذلك يُؤتَى أجرَه مرتين» . وفي رواية: «أن رجلاً من أهل خُرَاسان قال للشعبيِّ: إِن أهل العراق يقولون: إِذا أعْتَق الرجل أمته، ثم تزوَّجها: كان كمن يركب بَدَنَتَه؟ فقال الشعبيُّ: أخبرني أبو بُردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ثلاثة لهم أجران: رجل آمَن بنبيِّه وآمن بمحمد، والعبد المملوك إذا أدَّى حقَّ الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة يطؤها، فأدَّبها فأحسن تأديبها، وعلَّمها فأحسن تعليمها، ثم أعْتَقَها فتزوَّجَها فله أجران؛ ثم قال له الشعبيُّ: أَعْطَيْناكَها بغير شيء، وقد كان يُرْكَبُ فيما دُونَها إلى المدينة - وفي رواية: إلى العراق» . وفي أخرى: «أعْتَقَها ثم أصْدَقها» . يعني: تَزوَّجَها بمهر جديد. وفي رواية قال: «ثلاثة يُؤتَوْن أجْرَهم مرتين: رجل كانت له أمة فأدَّبهَا فأحْسن أدبها، وعلَّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، وعبد يُؤدِّي حَقَّ الله وحقَّ مَوَاليه، ومُؤمِنُ أهلِ الكتاب» . وفي أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أعتق جارية، ثم تزوجها: فله أجران» . أخرج الثانيةَ الترمذي، والثالثة البخاري ومسلم، والرابعةَ البخاري [ص: 62] تعليقاً، والخامسةَ النسائي، والسادسة النسائي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَعَالَها) عَال الرجل أهله: إذا قام بواجبهم. (كمن يركب بدنته) البدنة: الناقة تُهدى إلى بيت الله، ومن أهدى بدنة يُكره له ركوبها، لأنه قد جعلها لله، وأخرجها عن ملكه، وكذلك من أعتق أمة فقد جعلها محررة لله، فهي بمنزلة البدنة، فإذا تزوجها كان كأنه قد ركب بدنته (2) .   (1) رواه البخاري 5 / 126 و 127 في العتق، باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده، وفي العلم، باب تعليم الرجل أمته وأهله، وفي الجهاد، باب فضل من أسلم من أهل الكتابين، وفي الأنبياء، باب {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} ، في النكاح، باب اتخاذ السراري، ومسلم رقم (154) في الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته، والترمذي رقم (1116) في النكاح، باب ما جاء في فضل من يعتق أمته ثم يتزوجها، والنسائي 6 / 115 في النكاح، باب عتق الرجل جاريته ثم يتزوجها. (2) في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم " رأى رجلاً يسوق بدنة، فقال اركبها، قال: إنها هدي، قال: اركبها "، وفي الصحيح: أنه صلى الله عليه وسلم " أعتق صفية وتزوجها، وجعل عتقها صداقها ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (768) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن صالح بن حي. وأحمد (4/395) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن صالح الثوري. وفي (4/398) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا أبو زبيد، عن مطرف. وفي (4/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عتبة، عن صالح. وفي (4/405) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا معمر بن راشد، عن فراس. وفي (4/414) قال: حدثنا عبدة بن سليمان، قال: حدثنا صالح بن صالح. وفي (4/415) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا خالد-يعني الطحان - عن مطرف والبخاري (1/53) قال. وفي (الأدب المفرد) (303) قال: أخبرنا محمد، هو ابن سلام، قال: حدثنا المحاربي، قال حدثنا صالح بن حبان. وفي (3/194) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، سمع محمد بن فضيل، عن مطرف، وفي (3/195) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن صالح، وفي (4/73) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا صالح بن حيي أبو الحسن. وفي (4/204) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا صالح بن حي. وفي (7/7) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا صالح بن صالح الهمداني. ومسلم (1/93) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم، عن صالح بن صالح الهمداني (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. كلهم عن صالح ابن صالح. وفي (4/146) قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن مطرف. وأبو داود (2053) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا عبثر، عن مطرف، وابن ماجة (1956) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عبده بن سليمان، عن صالح بن صالح بن حي. والترمذي (1116) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الفضل بن يزيد (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال حدثنا عن صالح بن صالح -وهو ابن حي - والنسائي (6/115) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، قال: حدثني صالح بن صالح (ح) وأخبرنا هناد بن السري، عن أبي زبيد بن القاسم، عن مطرف. أربعتهم -صالح بن حي، ومطرف، وفراس، والفضل بن يزيد - عن الشعبي. 2- وأخرجه أحمد (4/408) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو بكر (ح) وحسين بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين عثمان بن عاصم. 3- وأخرجه البخاري (3/196) . والأدب المفرد (204) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (الأدب المفرد) (305) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا عبد الواحد. كلاهما- أبو أسامة، وعبد الواجد- عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة. ثلاثتهم - الشعبي، وأبو حصين عثمان بن عاصم، وبريد - عن أبي بردة فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة (*) رواية أبي حصين: «إذا أعتق الرجل أمته، ثم تزوجها بمهر جديد كان له أجران» أخرجه أحمد (2/330) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (2/402) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا عبد الله. والبخاري (3/195) قال: حدثنا بشر بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (الأدب المفرد) (308) قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثني سليمان بن بلال، ومسلم (5/94) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا أبو صفوان الأموي. خمستهم- عثمان بن عمر، وعبد الله بن المبارك، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن وهب، وأبو صفوان الأموي -عن يونس، عن ابن شهاب الزهري قال: سمعت سعيد بن المسيب، فذكره. وبلفظ: «إذا أطاع العبد ربه وسيده فله أجران» . قال: فلما أعتق أبو رافع بكي. فقيل له: ما يبكيك؟ قال: كان لي أجران فذهب أحدهما. أخرجه أحمد (2/344) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت، عن أبي رافع، فذكره. وبلفظ: «إذا أدى العبد حق الله وحق مواليه، كان له أجران» . قال: فحدثتها كعبا. فقال كعب: ليس عليه حسان ولا على مؤمن مزهد. هذه رواية أبي معاوية. وفي رواية إسرائيل: «نعمَّا للمملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه» .... وذكر قصة كعب. وفي رواية سفيان «نعمَّا لأحدكم أن يطيع ربه ويؤدي حق سيده..» يعني المملوك. وقال: كعب: صدق الله ورسوله. الحديث: 5901 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 60 [النوع] الثامن: في العبد الصالح 5902 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العبد المملوك المصلح له أجران، فوالذي نفس أبي هريرة بيده [ص: 63] لولا الجهاد في سبيل الله، والحجُّ وبرُّ أُمِّي: لأَحْبَبْتُ أن أموتَ وأنا مملوك، ولم يكن يحجّ أبو هريرة حتى ماتت أُمه، لصحبتها» . وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «نِعْمَ ما لأحدِهم: يُحْسِنُ عبادةَ ربه، ويَنْصَحُ لسيده» . وفي أخرى قال: «إذا أَدَّى العبدُ حقَّ [الله وحق] مواليه: كان له أجران، قال: فحدَّثتُها كعباً، فقال كعب: ليس عليه حساب، ولا على مؤمن مُزْهِد» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الثانية. ولمسلم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «نِعِمَّا للملوك أن يُتَوَفَّى يُحسن عبادة الله وصَحابة سيده، نِعمَّا له» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُزْهِد) المزهد: القليل المال، والزهيد: القليل.   (1) رواه البخاري 5 / 127 في العتق، باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده، ومسلم رقم (1665) في الإيمان، باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده، والترمذي رقم (1986) في البر والصلة، باب ما جاء في فضل المملوك الصالح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/390) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا إسرائيل. والبخاري (3/196) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (5/4) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/95) قال: حدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. والترمذي (1985) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - أبو معاوية، وإسرائيل، وأبو أسامة، وجرير، وسفيان بن عيينة- عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. وبلفظ: «نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عباده الله، وصحابه سيده، نعما له» .. أخرجه أحمد (2/270و318) . ومسلم (5/95) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما -أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وبلفظ: «إذا أطاع العبد ربه وسيده، فله أجران» . أخرجه أحمد (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (2/292) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/406) قال: حدثنا عفان، وفي (2/485) قال: حدثنا مؤمل. أربعتهم - أبو كامل، ويزيد بن هارون، وعفان، ومؤمل بن إسماعيل - عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عمار بن أبي عمار، فذكره. الحديث: 5902 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 62 5903 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العبدُ إِذا نصح لسيده، وأحسن عبادة ربه: كان له [ص: 64] أجره مرتين» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 126 في العتق، باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده، وباب كراهية التطاول على الرقيق، ومسلم رقم (1664) في الأيمان، باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله، والموطأ 2 / 981 في الاستئذان، باب ما جاء في المملوك وهبته، وأبو داود رقم (5169) في الأدب، باب ما جاء في المملوك إذا نصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (1905) ومن طريقه البخاري في العتق (16: 1) عن القعنبي، ومسلم في الأيمان والنذور (16: 1) عن يحيى بن يحيى. وأبو داود في الأدب (134) عن القعنبي. كلهم عن نافع، فذكره (تحفة الأشراف 6/214) . الحديث: 5903 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 63 5904 - (خ) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «للملوك الذي يُحْسنُ عبادة ربِّه، ويُؤدِّي إلى سيده الذي له عليه من الحقِّ والنصيحةِ والطاعةِ: أَجران» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 5 / 128 في العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح 2551) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 5904 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 64 [النوع] التاسع: في العبد الآبق 5905 - (م د س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما عبد أبقَ فقد برئتْ منه الذِّمَّةُ» . وفي رواية: «إذا أبق العبد: لم تقبل له صلاة» . وفي أخرى موقوفاً عليه: «أيُّما عبد أبق من مواليه: فقد كفر، حتى يرجعَ إليهم» . أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود: «إذا أبقَ إلى الشرك فقد حَلَّ دَمُه» . وفي أخرى: «أيما عبد أبق من مواليه ولَحِقَ بالعدوِّ: فقد أحَلَّ بنفسه» (1) . [ص: 65] وفي رواية النسائي: «إذا أبَق العبد: لم تُقبلْ له صلاة حتى يرجعَ إلى مواليه» . وفي أخرى له: «لم تقبل له صلاة، وإن مات مات كافراً، فأبَق غلام لجرير، فَأَخَذَهُ فَضَرَب عُنقَه» . وفي أخرى له: «إذا أَبق العبد إلى أرض الشرك: فلا ذمة له» . وأخرج الأولى من روايتي أبي داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أبق) العبد: إذا هرب من مولاه، فهو آبق.   (1) هذه الرواية ليست لأبي داود كما ذكر المصنف، وهي إحدى روايات النسائي 7 / 103 في تحريم الدم، باب الاختلاف على أبي إسحاق. (2) رواه مسلم رقم (68) و (69) و (70) في الإيمان، باب تسمية العبد الآبق كافراً، وأبو داود رقم (4360) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، والنسائي 7 / 102 في تحريم الدم، باب العبد يأبق إلى أرض الشرك، وباب الاختلاف على أبي إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وله روايات عدة وهي: عن الشعبي، قال: كان جرير يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة، وإن مات مات كافرا» . قال: وأبق غلام لجرير، فأخذه فضرب عنقه. رواية داود بن يزيد الأودي: «إذا أبق العبد فحلق بالعدو فمات فهو كافر» رواية داود بن أبي هند: «أيما عبد أبق برئت منه الذمة» . رواية إسماعيل بن علية، عن منصور: «أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم» . رواية شعبة، عن منصور: «إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة حتى يرجع إلى مواليه» . رواية أبي إسحاق: «إذا أبق العبد الى أرض الشرك فقد حل دمه» . 1- أخرجه أحمد (4/364) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا داود - يعني ابن يزيد الأودي -. 2- وأخرجه أحمد (4/365) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة) . قال: حدثنا حفص عن داود ومسلم (1/59) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن داود (هو ابن أبي هند) . 3- وأخرجه أحمد (4/365) قال: حدثنا علي بن عاصم. ومسلم (1/58) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية، والنسائي (7/102) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، وابن خزيمة (941) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم-علي بن عاصم، وابن علية، وشعبة - عن منصور بن عبد الرحمن. 4- وأخرجه أحمد (4/365) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك. وأبو داود (4360) ، والنسائي (7/102) قال أبو داود: حدثنا، وقال: النسائي: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه. والنسائي (7/103) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا إسرائيل. ثلاثتهم -شريك، وعبد الرحمن، وإسرائيل - عن أبي إسحاق. 5- وأخرجه مسلم (591) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، والنسائي (7/102) قال: أخبرنا محمد بن قدامة. كلاهما - يحيى، ومحمد - عن جرير، عن مغيرة. خمستهم - داود بن يزيد، وابن أبي هند، ومنصور، وأبو إسحاق، ومغيرة-. عن الشعبي، فذكره. رواية أبي إسحاق عند أحمد، قال: عن عامر، عن جرير، فذكره موقوفا، قال: وريما رفعه شريك وبلفظ: «أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة» . أخرجه الحميدي (807) قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا بعض أصحابنا. وأحمد (4/357) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان (هو الثوري) . وفي (4/462) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (هو الثوري) . جميعهم- بعض أصحاب ابن عيينة، والثوري - عن حبيب بن أبي ثابت، عن المغيرة، فذكره.. قال أحمد عقب رواية عبد الرحمن، عن سفيان: قال أبو نعيم: المغيرة بن شبيل، يعني ابن عوف، في هذا الحديث، عن جرير بن عبد الله، فذكر الحديث. وأخرجه الحميدي (806) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن حبيب بن أبي ثابت، عن جرير بدون ذكر (المغيرة) ولفظه: «إذا أبق العبد الى أرض العدو فقد برئت منه ذمه الله عز وجل» . الحديث: 5905 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 64 الباب الثاني: في العتق ، وفيه عشرة فصول الفصل الأول: في عتق المشترك 5906 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ [ص: 66] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أعتق عبداً بينه وبين آخر: قُوِّمَ عليه في ماله قيمةَ عَدل، لا وَكْسَ، ولا شَطَط، ثم عَتَقَ عليه في ماله إن كان مُوسِراً» . وفي رواية: «من أعتَق عبداً بين اثنين: فإن كان مُوسِراً قُوِّم عليه، ثم يعتق» . وفي أخرى: «من أعتقَ شِرْكاً له في عبد، فكان له مال يبلغ ثمن العبد: قُوِّم العبد عليه قيمةَ عدل، فأعطَى شركاءه حِصَصَهم، وعَتَق عليه العبدُ، وإِلا فقد عَتَق منه ما عَتَقَ» . أخرجه البخاري ومسلم. قال الحميديُّ: وأخرجاه من حديث عبيد الله بن عمر، ومن حديث الليث روايةً وتعليقاً، ومن حديث أيوب بن كَيسان السَّختياني، ومن حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، تعليقاً ورواية، ومن حديث إسماعيل بن أمية، روايةً وتعليقاً، كلُّهم عن نافع عن ابن عمر، بمعنى حديث مالك عن نافع، يعني الرواية الثالثة، ومن حديث يحيى بن سعيد عن نافع روايةً وتعليقاً. وللبخاري في حديث أيوب، ويحيى عند قوله: «وإلا فقد عتق منه ما عتق» . قال أيوب ويحيى: لا ندري: أشيء قاله نافع، أو شيء في الحديث؟ وللبخاري عن ابن عمر «أنه كان يفتي في العبد أو الأمة يكون بين شركاء، فيُعْتِق أحدُهم نصيبه منه، يقول: قد وجب عليه عِتْقُه كلِّه (1) ، إذا كان للذي أعتق من المال ما يَبْلُغ، يُقَوَّمُ عليه من ماله قيمة العدل، ويُدفَع إلى [ص: 67] الشركاء أنْصِبَاؤهم، ويُخَلَّى سبيلُ المُعْتَق، يخبِر بذلك ابنُ عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . قال البخاري: ورواه الليث وابن أبي ذئب وابن إسحاق وجُويرية ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مختصراً. قال الحميديُّ: ذكره أبو مسعود الدمشقي عن ابن أبي ذئب في أفراد البخاري تعليقاً، وقد أخرجه مسلم في «صحبة ملك اليمين» بالإسناد، فصحَّ أنه لهما. وللبخاري: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أعتق شِركاً في مملوك: وجب عليه أن يَعتق كلُّه، إن كان له مال قَدْرُ ثمنه، يُقام قيمةَ عدل، ويُعطى شركاؤه حِصَصهم، ويُخَلَّى سبيل المُعْتَق» . ولمسلم: «مَن أعتق شِركاً له في عبد أُقيم عليه (2) قيمةَ العدل، فأعطى شركاءه حِصَصَهم، وَعتَق العبدُ» . وأخرج الموطأ وأبو داود والترمذي الرواية الثالثة. وأخرج أبو داود الزيادة التي للبخاري عن أيوب ويحيى، وأخرج أيضاً الرواية الأولى. وله في أخرى: «من أعْتَقَ شِركاً له في مملوك: فعليه عتقُه كلِّه، إن كان له ما يبلغ ثمنه، وإن لم يكن له مال: أعتق نصيبه» . [ص: 68] وفي أُخرى: «من أعتق شِركاً له في عبد: عَتَق منه ما بقي في ماله إذا كان له مال ما يبلغ ثمن العبد (3) » . وأخرج النسائي نحو هذه الأخيرة (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وكْس) الوكس: النقصان. (شَطَط) الشَّطط: مجاوزة الحدِّ والمقدار في الأمر. (موسِر) الموسر الذي له مال، وهو من اليُسر، ضد العسر. (شِركاً) الشِّرك: الاسم من الشركة، والجمع أشراك، تقول: شَرَكت فلاناً في البيع أشْرَكه شِرْكة، والاسم: الشِّرك.   (1) بجر لام " كله " تأكيداً للضمير المضاف، أي: عتق العبد كله. (2) في نسخ مسلم المطبوعة: قوم عليه، والذي عند أبي داود: أقيم. (3) وفي بعض النسخ: إذا كان له ما يبلغ ثمن العبد، وفي نسخة: إذا كان له مال يبلغ ثمن العبد. (4) رواه البخاري 5 / 94 في الشركة، باب تقويم الأشياء بين الشركاء، وباب الشركة في الرقيق وفي العتق، باب إذا أعتق عبداً أو عبدين بين اثنين أو أمة بين الشركاء، وباب كراهية التطاول على الرقيق، ومسلم رقم (1501) في الأيمان، باب من أعتق شركاً له في عبد، والموطأ 2 / 772 في العتق، باب من أعتق شركاً له في مملوك، وأبو داود رقم (3940) و (3941) و (3942) و (3943) و (3944) و (3945) و (3946) و (3947) في العتق، باب فيمن روى أن لا يستسعى، والترمذي رقم (1346) و (1347) في الأحكام، باب ما جاء في العبد يكون بين الرجلين فينفق أحدهما نصيبه، والنسائي 7 / 319 في البيوع، باب الشركة بغير مال، وباب الشركة في الرقيق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في العتق (4/1) قال: حدثنا على بن المديني ومسلم فيه (لا، بل في الأيمان والنذور 17/5) عن عمرو والناقد، وابن أبي عمر،. وأبو داود في (العتق 6/8) عن أحمد بن حنبل. والنسائي فيه العتق (الكبرى 10/4) عن قتيبة. و (10/5) إسحاق بن إبراهيم فرقهما. ستتهم عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار المكي، عن سالم، فذكره. (تحفة الأشراف 5/362) . وبنحوه أخرجه النسائي في العتق (الكبرى 10/24) عن عمرو بن عثمان، عن الوليد بن مسلم، عن أبي معبد حفص بن غيلان، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمرو بن عطاء. وقال النسائي: سليمان بن موسى ليس بذاك القوي في الحديث، ولا نعلم أحد روى هذا الحديث عن عطاء غيره (تحفة الأشراف 6/99) . - وبلفظ: «من أعتق شيئا من مملوك له، فعليه عتقه كله إن كان له مال يبلغ ثمنه» . أخرجه النسائي في العتق (الكبرى 10/8) عن عبدة بن عبد الله، عن سويد بن عمرو الكلبي، عن زهير بن معاوية الجعفي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. (تحفة الأشراف 6/136) . وبلفظ: «أيما رجل له شريك عن عبد فأعتق نصيبه منه، وله مال. يبلغ قيمة أرضاء شركائه، فإنه يضمن لشركائه، أنصباتهم، ويعتق العبد» . أخرجه النسائي في العتق (الكبرى10/914) عن محمد بن وهب، عن محمد بن سلمة، عن أبي إبراهيم، عن زيد بن أبي شيبة، عن عبيد الله بن عمر، عن ابن نافع، ومحمد بن غيلان. ثلاثتهم عن نافع، فذكره. (تحفة الأشراف 6/136) . - وبلفظ: «من أعتق شخصا من مملوك» . أخرجه النسائي في الفرائض (الكبرى) عن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأزدي، عن جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أشياخ من أهل مكة، عن ابن عمر. (تحفة الأشراف 6/277) . وبلفظ: «من أعتق شركا له في عبد» . أخرجه مسلم في (الأيمان والنذور17/4) وفي العتق (1/2) عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي، عن نافع، فذكره. (تحفة الأشراف 6/54) . وبلفظ: «من أعتق شقصا له في عبد .... » . أخرجه البخاري في الشركة (5/1) عن عمران بن ميسره، عن عبد الوارث، وفي العتق (4/5) عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد ومسلم في النذور والأيمان (17/4) وفي العتق (1/2) عن أبي الربيع الزهراني، وأبي كامل الجحدري. كلاهما عن حماد بن زيد وأبو داود في العتق (6/3) عن أبي الربيع. و (6/2) عن مؤمل بن هشام، عن إسرائيل. والترمذي في الأحكام (14/1) عن أحمد بن منيع، عن إسماعيل، وقال: حسن صحيح. والنسائي في البيع (الكبرى 109، وأيضا في العتق، الكبري10/16) عن عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع. وفي العتق (الكبرى10/17) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الوهاب الثقفي، (10/18) عن عمرو بن زرارة، عن إسماعيل، و (10/15) عن محمد بن يحيى القطعي، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة. كلهم عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن نافع، فذكره. (تحفة الأشراف 6/61) . وبلفظ: «من أعتق شركا له في مملوك ... » . أخرجه البخاري في الشركة (14/1) عن مسدد، وفي العتق (4/6) تعليقا ورواه جويرية، عن نافع، عن ابن عمرو مختصرا. وأبو داود في العتق (6) عن عبد الله بن محمد بن أسماء. كلاهما عن جعفر بن إياس، عن نافع، فذكره، (تحفة الأشراف 6/87) هو بلفظ: «من أعتق شركا ... » . أخرجه مسلم في العتق (؟) عن محمد بن رافع، عن ابن أبي فديك، عن صخر بن جويرية البصري، عن نافع، فذكره (تحفة الأشراف 6/104) . وبلفظ: «من أعتق شركا له في مملوك..» . أخرجه البخاري في العتق (4/4) عن مسدد. والنسائي فيه (العتق، والكبري 10/13) عن عمرو بن علي. كلاهما عن بشير بن الفضل بن لاحق البصير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره (تحفة الأشراف 6/123) . وبلفظ: «من كان له شريك في عبد فأعتقه فقد عتق، فإن كان له مال قوم عليه» . أخرجه النسائي في العتق (الكبرى 10/10) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث الهجيمي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره (تحفة الأشراف 6/135) . وبلفظ: «من أعتق شركا له في عبد..» . أخرجه النسائي في العتق (الكبرى 10/12) عن عمرو بن علي، (10/11) عبيد الله بن سعيد، فرقها. كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع فذكره، (تحفة الأشراف6/184) . هو بلفظ: «من أعتق شركا له في عبد ... » . أخرجه البخاري في العتق (4/2) عن عبد الله بن يوسف ومسلم فيه (العتق 1/1) عن يحيى بن يحيى. وأبو داود فيه (العتق: 6/1) عن القعنبي، والنسائي فيه العتق، (الكبرى 10: 20) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، وابن ماجه في الأحكام (100/2) عن يحيى بن حكيم، عن عثمان بن عمر. خمستهم عن مالك بن أنس بن مالك، عن عامر، فذكره، (تحفة الأشراف 6/8) . وبلفظ: «من أعتق شركا له في عبد ... » . أخرجه البخاري في العتق (4/6 تعليقا) عقيب حديث موسى بن عقبة. عن نافع، عن ابن عمر، ورواه ابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مختصرا، ومسلم فيه (العتق 1/2) عن محمد بن رافع، عن ابن أبي فديك، عن محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، عن نافع، فذكره (تحفة الأشراف 6/229) . وعن ابن عمر، أنه كان يفتى في العبد أو الأمة يكون بين شركاء فيعتق أحدهم نصيبه منه، يقول: قد وجب عليه عتقه كله .... فذكره وقال في آخره: يخبر ذلك ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. والبخاري في العتق (4/6) عن أحمد بن المقدام، عن فضيل بن سليمان عن موسى بن عتبة، عن نافع، فذكره (تحفة الأشراف 6/242) . الحديث: 5906 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 65 5907 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أعتق شِقْصاً من مملوك: فعليه خَلاصُه في ماله، فإن لم يكن له مال: قُوِّم المملوك قيمة عدل، ثم اسْتُسْعِيَ غيرَ مشقُوق عليه» . [ص: 69] وفي رواية «ثم يُسْتَسعَى في نصيب الذي لم يعتق، غيرَ مشقوق عليه» . أَخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي. ولأبي داود «من أعتق نصيباً في مملوك - وفي رواية: شَقيصاً - فخَلاصُه عليه في ماله إن كان له مال، وإلا قُوِّمَ عليه، فاسْتُسْعِيَ به غيرَ مشقوق عليه» . وله في أخرى: «أن رجلاً أعتق شقيصاً من غلام، فأجاز النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عِتْقَه، وغَرَّمه بقيَّة ثمنه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شِقْصاً وشقيصاً) الشقص والشقيص: السهم في الملك والشركة فيه، قليلاً كان أو كثيراً. (اسْتُسْعِيَ غير مشقوق عليه) اسْتَسْعاء العبد: إذا عتق بعضه، ورقَّ بعضه: وهو أن يسعى في فَكاك ما بقي من رِقِّه، فيعمل ويتصرف في كسبه، ويصرف ثمنه إلى مولاه، فيسمَّى تصرفه في كسبه: سِعاية. وقوله: «غير مشقوق عليه» أي: لا يكلِّفه فوق طاقته، يقال: شَقَقت [ص: 70] عليه أشُقُّ شَقّاً: إذا حمَّلته ما لا يُطيق، وكلَّفته ما يشُق عليه، أي: يشتد عليه قال الخطابي: قوله: «استسعي غير مشقوق عليه» لا يُثبته أكثر أهل النقل مسنداً عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، ويزعمون: أنه من فُتْيا قتادة، قال: وقد تأوله بعض الناس، فقال: معنى السعاية: أن يستُسعَى العبد لسيده، أي يستخدَم، ولذلك قال: «غير مشقوق عليه» أي: لا يُحمَّل فوق ما يلزمه من الخدمة بقدر ما فيه من الرقِّ، لا يُطالَب بأكثر منه.   (1) رواه البخاري 5 / 97 في الشركة، باب الشركة في الرقيق، وباب تقويم الأشياء بين الشركاء بقيمة عدل، وفي العتق، باب إذا أعتق عبداً بين اثنين أو أمة بين الشركاء، وباب كراهية التطاول على الرقيق، ومسلم رقم (1502) و (1503) في الأيمان، باب من أعتق شركاً له في عبد، وأبو داود رقم (3934) و (3936) و (3937) و (3938) و (3939) في العتق، باب فيمن أعتق نصيباً له من مملوك، وباب من ذكر السعاية في هذا الحديث، والترمذي رقم (1348) في الأحكام، باب ما جاء في العبد يكون بين الرجلين فيعتق أحدهما نصيبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1093) قال: حدثنا سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة ويحيى بن صبيح. وأحمد (2/255) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا سعيد وفي (2/347) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا همام. وفي (2/468) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/472) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا ابن أبي عروية. والبخاري (3/182) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة وفي (3/185) قال: حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا جرير بن حازم وفيه (3/190) قال: حدثنا أحمد. قال: حدثنا أحمد بن أبي رجاء. قال: حدثنا يحيى ابن آدم. قال: حدثنا جرير بن حازم. (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا محمد بن يزيد بن زريع. قال: حدثنا سعيد. ومسلم (4/212و5/96) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن أبي عروبة. وفي (4/213) قال: وحدثناه علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس، عن سعيد بن أبي عروبة (ح) وحدثني هارون بن عبد الله قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. وفي (5/96) قال: وحدثناه عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر ومحمد بن بشر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس، جميعا عن ابن أبي عروبة. وأبو داود (3934) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا همام. وفي (3935) قال: حدثنا محمد ابن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا أحمد بن علي بن سويد. قال: حدثنا روح. قالا: حدثنا شعبة. وفي (3936) قال: حدثنا أحمد بن علي بن سويد. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله. وفي (3937) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا أبان. وفي (3938) قال: حدثنا نصر بن علي. قال: أخبرنا يزيد، يعني ابن زريع حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا محمد بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (3939) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا يحيى وابن أبي عدي، عن سعيد. وابن ماجة (2527) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر ومحمد بن بشر. قال: أخبرنا عيسى بن يونس. عن سعيد بن أبي عروبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، والنسائى في الكبري (تحفة الأشراف) (9/12211) عن محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار. كلاهما عن غندر، عن شعبة (ح) وعن هناد بن السري، عن عبدة بن سليمان (ح) وعن نصر بن علي، عن يزيد بن زريع (ح) وعن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل بن علية. ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة (ح) وعن محمد بن عبد الله المخرمي، عن أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، عن أبان بن زيد. سبعتهم -سعيد بن أبي عروبة، ويحيى بن صبيح، وشعبة، وجرير بن حازم، وهمام، وهشام، وأبان - عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (2/531) قال: حدثنا أزهر بن القاسم. وأبو داود (3936) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12211) عن محمد بن مثنى، عن معاذ بن هشام (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي عامر العقدي. ثلاثتهم - أزهر، ومعاذ، وأبو عامر - عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن بشير بن نهيك، فذكره. ليس فيه (النضر بن أنس) . (*) قال النسائي: الكلام الأخير (يعني الاستسعاء) من قول قتادة بلغني أن هماما روى هذا الحديث، فجعل هذا الكلام من قول قتادة. (*) الروايات ألفاظها مختلفة ومعناها متقارب. وأثبتنا رواية البخاري (3/182) . وبلفظ: «من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى يعتق فرجه بفرجه.» . أخرجه أحمد (2/420، 422) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن سعيد بن أبي هند، عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير. وفي (2/430) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحكيم. وفي (2/429) قال عبد الله ابن أحمد: حدثني أبي ويحيى بن معين قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، يعني ابن أبي هند، قال: حدثني إسماعيل بن أبي حكيم، وفي (2/447) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثني عبد الله بن سعيد، يعني ابن أبي هند، عن سعيد بن مرجانة، أنه حدث على بن حسين، عن أبي هريرة. وفي (2/525) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عاصم، يعني أبن محمد. والبخاري (3/188) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا عاصم بن محمد، قال: حدثني واقد بن محمد. وفي (8/181) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم. قال: حدثنا داود بن رشيد. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسين. ومسلم (4/217) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد، وعن ابن أبي هند قال: حدثنا إسماعيل بن أبي حكيم. (ح) وحدثنا داود بن رشيد. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن مطرف أبي غسان المدني، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسين (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث، عن ابن الهاد، عن عمر بن علي بن حسين (ح) وحدثني ابن حميدة بن مسعدة. قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا عاصم، وهو ابن محمد العمري. قال: حدثنا واقد يعني أخاه. والترمذي (1541) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثا الليث، عن ابن الهاد، عن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/13088) عن قتيبة، عن ليث، عن يزيد بن الهاد، عن عمر بن علي بن الحسين (ح) وعن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن إسماعيل بن أبي حكيم (ح) وعن مجاهد بن موسى، عن مكي بن إبراهيم، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن إسماعيل بن أبي حكيم. خمستهم - إسماعيل بن أبي حكيم، وعاصم بن محمد، وواقد بن محمد، وعلي بن حسين، وعمر بن علي بن حسين - عن سعيد بن مرجانة، فذكره. الحديث: 5907 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 68 5908 - (د) التلب بن ثعلبة - رضي الله عنه -: «أن رجلاً أعتق نصيباً له من مملوك، ولم يكن له مال: فلم يُضَمِّنْه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لشريكه شيئاً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3948) في العتق، باب فيمن روي أنه لا يستسعى، وفي سنده ملقام بن التلب، وهو مجهول، ولكن له شواهد يقوى بها، وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر في " الفتح " وقال: وهو محمول على المعسر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد. وأبو داود (3948) قال:حدثنا أحمد بن حنبل والنسائى في الكبرى تحفة الأشراف (2050) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم. كلاهما- أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله - عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن خالد، عن أبي بشر العنبري، عن ابن الثلب، فذكره. (*) قال أحمد: كذا قال غندر: ابن الثلب - وإنما هو ابن التلب - كان شعبة في لسانه شيء - يعني لثغة، وعلل غندرا لم يفهم عنه. الحديث: 5908 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 70 5909 - (د) أبو المليح - رحمه الله - عن أبيه «أن رجلاً أعتق شِقْصاً له من غلام، فذُكر ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ليس لله شريك: فأجاز عتقه» . أخرجه أبو داود (1) . وزاد رزين «في ماله» .   (1) رقم (3933) في العتق، باب فيمن أعتق نصيباً له من مملوك، وإسناده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (5/75) قال: حدثنا أبو سعيد الأيلي مولى بني هاشم. وأبو داود (3933) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 134) عن محمد بن المثنى، عن أبي الوليد، وعن محمد بن معمر، عن حبان بن هلال. ثلاثتهم عن همام بن يحيى. 2- وأخرجه أحمد (5/74) قال:حدثنا عبد الله بن بكر السهمي. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. كلاهما-همام، وسعيد - عن قتادة، عن أبي مليح، فذكره. الحديث: 5909 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 70 الفصل الثاني: في العتق عند الموت 5910 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَل الذي يُعتق عند الموت: كمثل الذي يُهدِي إذا شبع» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3968) في العتق، باب في فضل العتق في الصحة، وهو حديث حسن، وفي الباب عن أبي سعيد بمعناه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 197 و 6 / 448، والترمذي رقم (2124) في الوصايا، باب ما جاء يبدأ بالدين قبل الوصية، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان، والحاكم وأقره الذهبي، وحسن إسناده الحافظ في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/196) قال:حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة. وفي (5/197) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وفي (6/448) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن عن سفيان وعبد بن حميد (202) قال حدثنا يعلى قال: حدثنا سفيان. وحدثنا سفيان. والدارمي (3229) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3968) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2123) قال: حدثنا بندار، قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال:حدثنا سفيان، والنسائي (6/238) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. وفي الكبري (الورقة 64) قال: أخبرنا قتية بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص. ثلاثتهم -شعبة، وسفيان الثوري، وأبو الأحوص سلام بن سليم - عن أبي إسحاق، عن أبي حبيبة الطائي، فذكره. وقال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح. الحديث: 5910 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 71 5911 - (م ط ت د س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أن رجلاً أعتق ستَّةَ مملوكين له عند موته، لم يكن له مال غيرهم، فدعاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجزَّأهم أثلاثاً، ثم أَقْرع بينهم، وأعتق اثنين، وأَرَقَّ أربعة، وقال له قولاً شديداً» . وفي رواية: «أن رجلاً من الأنصار أوصى عند موته، فأعتق ستةَ مملوكين ... » وذكره. أخرجه مسلم. وأخرجه الموطأ مرسلاً عن الحسن البصري وابن سيرين: «أن رجلاً [ص: 72] في زمن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكره. وأخرجه الترمذي، وأبو داود مسنداً، وأخرجه أبو داود أيضاً عن ابن سيرين عن عمران، وزاد أبو داود في أخرى قال: «لو شهدتُه قبل أن يُدفنَ لم يُقْبَر في مقابر المسلمين» . وله في أخرى نحوه، وليس فيه: «قال له قولاً شديداً» . وفي رواية النسائي: «أن رجلاً أعتق ستة مملوكين له عند موته، ولم يكن له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فغضب من ذلك، وقال: لقد هممت أن لا أصلي عليه، ثم دعا مملوكيه، فجزَّأهم ثلاثة أجزاء، ثم أقرع بينهم، فأعتق اثنين، وأَرَقَّ أربعة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جزَّأهم) : إذا فرَّقهم، والتجزئة: جعل الشيء أجزاء. (أرق) العبد: إذا جعله في المِلْكَة ولم يُعتقه، وأراد بالتجزئة: أنه جزَّأهم على عبرة القيمة، دون عدد الرؤوس، إلا أن القِيم قد تساوت فيهم [ص: 73] فخرج عدد الرؤوس على مساواة القِيم، وعبيد أهل الحجاز: إنما هم الزنوج والحبش، والقِيَم فيهم متساوية ومتقاربة، لأن الغرض أن تنفذ وصيته في ثلث ماله، والثلث إنما يُعتبر بالقيمة لا بالعدد، وقال بظاهر الحديث: مالك والشافعي وأحمد وأما أبو حنيفة، فقال: يعتق ثلث كل واحد منهم ويستسعى في ثلثه.   (1) رواه مسلم رقم (1668) في الأيمان، باب من أعتق شركاً له في عبد، والموطأ 2 / 774 في العتق، باب من أعتق رقيقاً لا يملك مالاً غيرهم، والترمذي رقم (1364) في الأحكام، باب ما جاء فيمن يعتق مماليكه عند موته وليس له مال غيرهم، وأبو داود رقم (3958) و (3959) و (3960) و (3961) في العتق، باب فيمن أعتق عبيداً له لم يبلغهم الثلث، والنسائي 4 / 64 في الجنائز، باب الصلاة على من يحيف في وصيته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/426) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. ومسلم (5/97) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن علية، عن أيوب. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر، عن الثقفي. كلاهما عن أيوب. وأبو داود (3958) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (3959) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن المختار، قال: حدثنا خالد. وابن ماجة (2345) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد الحذاء. والترمذي (1364) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. والنسائي في الكبرى (الورقة 65-أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. كلاهما - أيوب، وخالد الحذاء- عن أبي قلابة، عن أبي المهلب فذكره. وبلفظ «أن رجلا أعتق ستة أعبد عند موته، ولم يكن لم مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأقرع بينهم، فأعتق اثنين، وأرق أربعة» . أخرجه أحمد (4/438) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق. وفي (4/445) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب وهشام وحبيب. ومسلم (5/97) قال: حدثنا محمد بن منهال الضرير وأحمد بن عبدة. قالا: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا هشام بن حسان. وأبو داود (3961) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق وأيوب، والنسائي في الكبرى (الورقة 65-أ) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب. أربعتهم - يحيى بن عتيق، وأيوب، وهشام بن حسان، وحبيب - عن محمد بن سيرين، فذكره. وبلفظ: «إن رجلا أعتق ستة مملوكين له عند موته، ولم يكن له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فغضب من ذلك. قال: لقد هممت أن لا أصلي عليه. ثم دعا مملوكيه، فجزاهم ثلاثة أجزاء، ثم أقرع بينهم، فأعتق اثنين، وأرق أربعة» . أخرجه الحميدي (830) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أربعة، أو خمسة، منهم على بن زيد بن جدعان. وأحمد (4/428) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، وفي (4/430) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور. وفي (4/439) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن خالد الحذاء. وفي (4/440) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا المبارك. وفي (4/445) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد ويونس وقتادة وسماك بن حرب. وفي (4/446) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن سماك عن حرب والنسائى (4/64) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا هشيم، عن منصور، وهو ابن زاذان، وفي الكبرى (الورقة 65-أ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا يونس (ح) وأخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة وحميد وسماك بن حرب. ثمانيتهم - علي بن زيد، وقتادة، ومنصور بن زاذان، وخالد الحذاء، ومبارك بن فضالة، وحميد الطويل، ويونس بن عبيد، وسماك - عن الحسن، فذكره. وأخرجه مالك (الموطأ) (1545) قال: عن يحيى بن سعيد، وعن غير واحد عن الحسن بن أبي الحسن البصري، وعن محمد بن سيرين، فذكره مرسلا. الحديث: 5911 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 71 الفصل الثالث: في عتق أُمّ الولد 5912 - (د) سلامة بنت معقل - هي امرأة من خارجة قيس عيلان- قالت: «قدم بي عمِّي في الجاهلية، فباعني من الحُبَاب بن عمرو - أخي أبي اليَسَر بن عمرو - فَوَلَدتُ له عبد الرحمن بنَ الحَباب، ثم هَلَكَ، فقالت لي امرأتُه: الآن والله تُباعِين في دَيْنِه، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، إني امرأة من خارجة قيس عَيلان، قدم بي عمِّي المدينة في الجاهلية، فباعني من الحباب بن عمرو أخي أبي اليَسَر بن عمرو، فولدتُ له عبد الرحمن بنَ الحباب، فقالت امرأتُه: الآن والله تُباعين في دَينه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن وَليُّ الحباب بن عمرو؟ قيل: أخوه [ص: 74] أبو اليَسَر بن عمرو. فبعث إِليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أعتقوها، فإذا سمعتم برقيق قدم عليَّ فَائْتُوني به أُعَوِّضْكم منها، قالت: فأعتقوني، وقَدِمَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رقيق، فعوّضهم مني غلاماً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3953) في العتق، باب في عتق أمهات الأولاد، من حديث محمد بن إسحاق عن خطاب ابن صالح الأنصاري الظفري عن أمه عن سلامة بنت معقل، وإسناده ضعيف، فيه عنعنه ابن إسحاق، وخطاب بن صالح الأنصاري الظفري، قال الطبراني: تفرد ابن إسحاق بحديثه، وأمه مجهولة لا تعرف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/360) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي. قال: حدثنا سلمة بن الفضل. وأبو داود (3953) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا محمد بن سلمة. كلاهما- سلمة بن الفضل، ومحمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن الخطاب بن صالح مولى الأنصار، عن أمه، فذكرته. قلت: فيه ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه، والخطاب بن صالح قال عنه الحافظ في «التهذيب» (3/146) : روى عنه أمه وعنه ابن إسحاق قال البخاري قاله يعقوب عن أبيه عن محمد بن إسحاق وكان ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الطبراني: تفرد ابن إسحاق لحديثه. الحديث: 5912 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 73 5913 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر بن الخطاب قال: «أَيُّما وليدة ولدت من سيدها: فإِنه لا يَبِيعُها، ولا يَهَبُها، ولا يُورِّثُها، وهو يستمتِع بها، فإذا مات فهي حرة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 776 في العتق، باب عتق أمهات الأولاد وجامع القضاء في العتاقة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن:أخرجه مالك (الموطأ) (1548) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 5913 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 74 الفصل الرابع: فيمن ملك ذا رحم 5914 - (د ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وقال موسى بن إسماعيل في موضع آخر: عن سمرة - فيما يحسِب حماد - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من ملك ذا رحم محرم: فهو حرٌّ» . أخرجه أبو داود، وقال: لم يُحدِّث هذا الحديث عن الحسن عن سمرة [ص: 75] إِلا حماد بن سلمة، وقد شك فيه، وأخرجه الترمذي، وقال: لا نعرفه مسنداً إلا من حديث حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن. وقال: وقد روي هذا الحديث عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- رواه ضَمْرَةُ بن ربيعة عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ولا يُتابَع ضمرة على هذا الحديث، وهو حديث خطأ عند أهل الحديث (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من ملك ذا رحم محرم) ذوو الأرحام: هم الأقارب، وكلُّ من يجمع بينك وبينهم نسب، ويطلق في الفرائض على الأقارب من جهة النساء، والمحرَّم من ذوي الأرحام: هو من لا يحلُّ نكاحه، كالأم والبنت والأخت، والذي ذهب إليه أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين، وإليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه وأحمد: أنه من ملك ذا رحم محرم: عتق عليه ذكراً كان أو أنثى، وذهب الشافعي إلى أنه يعتق عليه الأولاد والآباء والأمهات، ولا يعتق عليه الإخوة، ولا أحد من ذوي قرابته، وذهب مالك إلى أنه يعتق عليه الولد والوالد والإخوة، ولا يعتق عليه غيرهم.   (1) رواه أبو داود رقم (3949) في العتق، باب فيمن ملك ذا رحم محرم، والترمذي رقم (1365) في الأحكام، باب ما جاء فيمن ملك ذا رحم محرم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة رقم (2524) في العتق، باب من ملك ذا رحم محرم فهو حر، والحاكم في " المستدرك " 2 / 214، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود "، وقد أشار البخاري إلى تضعيف هذا الحديث، وقال: قال علي بن المديني: هذا عندي منكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/15و18) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/20) قال: حدثنا أبو كامل. وأبو داود (3949) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل، والترمذي (1365) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4585) عن محمد بن المثنى، عن حجاج، وأبو داود (ح) وعن عمرو بن منصور، عن حجاج (ح) وعن سليمان بن عبيد الله بن بهز (ح) وعن محمد بن حاتم المروزي، عن حبان بن موسى، وعبد الله بن المبارك. تسعتهم - يزيد، وأبو كامل، ومسلم، وموسى، وعبد الله بن معاوية وحجاج، وأبو داود، وبهز، وعبد الله بن المبارك - عن حماد بن سلمة، عن قتادة. 2- وأخرجه ابن ماجة (2524) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، وإسحاق بن منصور، والترمذي (1365) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي البصري، وغير واحد، والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (4580) عن عبيد الله بن سعيد. ثلاثتهم - عقبة، وإسحاق، وعبيد الله - عن محمد بن بكر البرساني، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، وعاصم الأحول. كلاهما - قتادة، وعاصم- عن الحسن، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مسندا، إلا من حديث حماد بن سلمة وقال أيضا: ولا نعلم أحدا ذكر في هذه الحديث عاصما الأحول عن حماد بن سلمة، غير محمد بن بكر. (*) في رواية أبي داود: (وقال موسى-يعني إسماعيل - في موضع آخر: - عن سمرة، فيما يحسب حماد) . (*) أخرجه أبو داود (3951) قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4585) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي. كلاهما - عبد الوهاب، وابن أبي عدي - عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر. (*) وأخرجه أبو داود (3952) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن سعيد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4585) عن محمد بن يحيى، عن عبد الأعلى، عن سعيد. (ح) وعن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام، عن أبيه. كلاهما - سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي - عن قتادة عن جابر بن زيد، والحسن، فذكرا مثله. (موقوفا) . (*) قال أبو داود: سعيد أحفظ من حماد. قال ابن ماجة: عن الحسن، عن سمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله، ولم يذكر من هذيل. هكذا ذكره أحمد عقب حديث أبي المليح، عن أبيه، وأن رجلا من هذيل أعتق شقيصا له من مملوك، فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هو حر كله ليس لله شريك. أخرجه أحمد (5/75) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. الحديث: 5914 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 74 5915 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «من ملك ذا رحم محرَم: فهو حر» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3950) في العتق، باب فيمن ملك ذا رحم محرم، من حديث قتادة عن عمر، وإسناده منقطع، فان قتادة لم يدرك عمر رضي الله عنه، وقد رواه ابن ماجة، من حديث ابن عمر رقم (2525) ، وإسناده ضعيف، ومع ذلك فقد صححه الحاكم 2 / 214 ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (3950) قال:حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: ثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، فذكره، قلت: قتادة، لم يسمع من عمر. الحديث: 5915 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 76 الفصل الخامس: فيمن مَثَّل بعبده 5916 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده قال: «جاء رجل مُسْتَصْرِخ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له: مَالَك؟ قال: شَرٌّ، أبْصر لسيده جارية له، فَغَارَ، فَجَبَّ مَذَاكِيرَه، فقال: اذهب فأنت حرٌّ، قال: يا رسولَ الله، على مَن نُصْرَتي؟ قال: نُصرتُك على كلِّ مسلم» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَبَّ مذاكيره) الجَبُّ: القطع، والمذاكير: جمع الذَّكر، على غير قياس.   (1) رقم (4519) في الديات، باب من قتل عبده أو مثل به أيقاد منه، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2680) في الديات، باب من نكل بعبده فهو حر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/182) (6710) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرني معمر، أن ابن جريج أخبره. وفي (2/225) (7096) قال: حدثنا معمر بن سليمان الرقي، قال: حدثنا الحجاج. وأبو داود (4519) قال:حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم العتكي، قال:حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا سوار أبو حمزة. وابن ماجة (2680) قال:حدثنا رجاء بن المرجي السمرقندي، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال:حدثنا أبو حمزة الصيرفي. ثلاثتهم - ابن جريج، والحجاج، وسوار أبو حمزة - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. (*) رواية ابن جريج: «أن زنباعا أبا روح وجد غلاما مع جارية له، فجدع أنفه، وجبه، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: من فعل هذا بك؟ قال: زنباع، فدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم-،فقال: ما حملك على هذا؟ فقال: كان من أمره كذا وكذا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- للعبد: اذهب، فأنت حر. فقال: يا رسول الله، فمولى من أنا؟ قال: مولى الله ورسوله، فأوصى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين. قال: فلما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، جاء إلى أبي بكر، فقال: وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم نجري عليك النفقة وعلى عيالك، فأجراها عليه، حتى قبض أبو بكر. فلما استخلف عمر جاءه، فقال: وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:نعم أين تريد؟ قال: مصر. فكتب عمر إلى صاحب مصر، أن يعطيه أرضاه يأكلها» . (*) رواية حجاج: «من مثل به،أو حرق بالنار، فهو حر، وهو مولى الله ورسوله. قال: فأتي برجل، قد خصي، يقال له: سندر، فأعتقه. ثم أتي أبا بكر،بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصنع إليه خيرا، ثم أتى عمر، بعد أبي بكر فصنع إليه خيرا، ثم إنه أراد أن يخرج إلى مصر، فكتب له عمر إلى عمرو بن العاص: أن أصنع به خيرا،أو احفظ وصيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه.» الحديث: 5916 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 76 5917 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن وليدة أَتَتْ عمرَ، وقد ضربها سيدُها بنار - أو أصابها - فأعتقها عليه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 886 بلاغاً في العتق، باب عتق أمهات الأولاد وجامع القضاء في العتاقة، وإسناده منقطع وقد أسنده عبد الرزاق وغيره من وجوه، كما في الزرقاني على " شرح الموطأ ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1549) بلاغا فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (4/105) : مالك أنه بلغه مما أسنده عبد الرزاق وغيره من وجوه وروى البغوي عن سند أنه كان عبد الزنباع بن سلامة الجزاي فذكره وروى ابن ماجة القصة عن زنباع نفسه بسند ضعيف. الحديث: 5917 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 77 5918 - () سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن مَثَّل بعبده: عَتَق عليه، وإن كان لغيره: كان عليه ما نقص من ثمنه» . أَخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نجده بهذا اللفظ، وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم وأبي داود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه ". وعن سويد بن مقرن عند مسلم وأبي داود والترمذي قال: كنا بني مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا إلا خادمة واحدة، فلطمها أحدنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أعتقوها، وعن أبي مسعود البدري عند مسلم وغيره، وفيه: كنت أضرب غلاماً بالسوط، فسمعت صوتاً من خلفي ... إلى أن قال: فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام "، وفيه: قلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، فقال: " لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار "، قال الشوكاني في " نيل الأوطار ": واعلم أن ظاهر حديث ابن عمر الذي ذكرناه يقتضي أن اللطم والضرب يقتضيان العتق من غير فرق بين القليل والكثير والمشروع وغيره، ولم يقل بذلك أحد من العلماء، وقد دلت الأدلة على أن يجوز للسيد أن يضرب عبده للتأديب: ولكن لا يجاوز به عشرة أسواط، ومن ذلك حديث " إذا ضرب أحدكم خادمه فليجتنب الوجه " فأفاد أنه يباح ضربه في غيره، ومن ذلك الإذن لسيد الأمة بحدها، فلا بد من تقييد مطلق الضرب الوارد في حديث ابن عمر هذا بما ورد من الضرب المأذون، فيكون الموجب للعتق هو ما عداه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، ولم نقف عليه. الحديث: 5918 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 77 5919 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 78] «مَن مثَّل بعبده: عتق عليه، فإن كان عبدَ غيره: كان عليه أَرْشُ جنايته، وإن قتله حرٌّ: فعليه قيمتُه لسيده» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرْش جنايته) الأرش: دية الجراحات والجنايات.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نجده بهذا اللفظ، وهو بمعنى الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، ولم نقف عليه. الحديث: 5919 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 77 الفصل السادس: في العتق بشرط 5920 - (د) سفينة - مولى أم سلمة - رضي الله عنها – قال: «كنتُ مملوكاً لأمِّ سلمةَ، فقالت لي: أُعتقك وأشترط عليك أن تخدمَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ما عِشْتَ؟ فقلت: ولو لم تشترطي عليَّ لم أفْعَلْ غيرَه، فأعتقتني، واشترطتْ عليَّ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3932) في العتق، باب في العتق على الشرط، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2626) في العتق، باب من أعتق عبداً واشترط فيه خدمته، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/221) قال: حدثنا أبو كامل،قال: حدثنا حماد بن سلمة وأبو داود (3932) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال حدثنا عبد الوارث. وابن ماجة (2526) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي،قال حدثنا حماد بن سلمة، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4481) عن قتيبة، عن عبد الوارث (ح) وعن محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد (فرقهما) كلاهما عن حماد ابن سلمة. كلاهما حماد بن سلمة، وعبد الوارث- عن سعيد بن جمهان، فذكره. قلت: فيه سعيد بن جمهان وهو مختلف فيه. الحديث: 5920 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 78 5921 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - قال: «بلغني: أن عبد الله بن عمر سئل: عن الرَّقبة الواجبة تُشْتَرى بشرط العتق؟ فقال: لا» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 778 بلاغاً في العتق، باب ما لا يجوز من العتق في الرقاب الواجبة، وإسناده منقطع، وانظر ما قال الإمام مالك حول هذا الحديث في الموطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بلاغا أخرجه مالك (الموطأ) (1554) بلاغا، فذكره. الحديث: 5921 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 78 الفصل السابع: في عتق ولد الزنا 5922 - (ط) فضالة بن عبيد الأنصاري - رضي الله عنه - وكان من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- «سئل عن الرجل يكون عليه رقبة: يجوز أن يُعتق ولد الزنا؟ قال: نعم، ذلك يُجزئ عنه (1) » . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": يجزئ عنه إن كان مؤمناً في القتل نصاً وإجماعاً، وفي الظهار خلاف. (2) 2 / 777 و 778 بلاغاً في العتق، باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بلاغا: أخرجه مالك الموطأ (1553) بلاغا، فذكره. الحديث: 5922 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 79 5923 - (ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - «سئل عن الرجل تكون عليه رقبة: هل يُعتق فيها ابنَ زنا؟ فقال أبو هريرة: نعم، ذلك يجزيه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 777 بلاغاً في العتق، باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة، عن مالك أنه بلغه عن المقبري أنه قال: سئل أبو هريرة عن رجل ... فان كان المراد بالمقبري سعيد بن أبي سعيد كيسان، فإنه أدركه ويروي عنه، وهو يروي عن أبي هريرة فيكون الإسناد متصلاً، وإن كان المراد به أبوه كيسان أبو سعيد، فيكون ذلك بلاغاً، لأنه توفي وعمر مالك (7) سنوات والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] بلاغا: أخرجه مالك الموطأ (1552) بلاغا، فذكره. الحديث: 5923 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 79 5924 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ولد الزنا شَرُّ الثلاثة، وقال أبو هريرة: لأن أمتِّع بسوط في سبيل الله أحبُّ [ص: 80] إِليَّ من أن أعتق ولد زِنْية» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولد الزنا شرُّ الثلاثة) قال الخطابي: اختلف الناس في تأويل قوله: «ولد الزنا شرُّ الثلاثة» فقال بعضهم: إن ذلك إنما جاء في رجل بعينه كان موسوماً بالشرِّ، وقال بعضهم: إنما صار ولد الزنا شراً من والديه، لأن الحدَّ يُقام عليهما، فتكون العقوبة تمحيصاً لهما، وهذا في علم الله تعالى، لا يدرى ما يفعل به في ذنوبه (2) ، وقال آخرون: معناه: أنه شر الثلاثة أصلاً ونسباً ومولداً، لأنه خُلق من ماء الزاني والزانية، وهو ماء خبيث. (ولد زِنْية) ولد الزنية: هو الذي ولد من الزنا، يقال: هو لزِنْيَة: إذا كان عن سفاح، وهو لرِشْدة: إذا كان عن نكاح صحيح.   (1) في العتق، باب عتق ولد الزنا، من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه ذكوان السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد 2 / 311، والحاكم 2 / 214 وصححه ووافقه الذهبي، وذكره الحاكم 4 / 100 من حديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة وصححه. أقول: ولكن ينبغي أن يحمل معنى الحديث على أنه شر الثلاثة إذا عمل عمل أبويه، وقد جاء ذلك في حديث رواه أحمد 6 / 109 عن عائشة، وذكره الهيثمي في " المجمع " 6 / 257 من رواية الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " عن ابن عباس، وفيه ضعف، وأورده السيوطي في " الجامع الكبير " وزاد نسبته للبيهقي عن عائشة وابن عباس، وأما إذا كان ولد الزنا صالحاً فلا يضره فساد أبويه، قال الله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ، وقد روى الحاكم 4 / 100 من حديث سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس على ولد الزنا من وزر أبيه شيء، {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وروى الحاكم 2 / 215 أن عائشة قالت: لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من يعذرني من فلان؟ قيل: يا رسول الله، مع ما به ولد زنا، فقال: هو شر الثلاثة، والله عز وجل يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ، ولكن فيه كلام. (2) قال الله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/311) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال: حدثنا خالد، وأبو داود (3963) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا جرير والنسائي في (الكبرى /الورقة 64-ب) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جرير كلاهما- خالد، وجرير - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5924 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 79 5925 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله -: «أن ابن عمر أعتق ابنَ زنا وأُمَّه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 780 في العتق، باب فضل عتق الرقاب وعتق الزانية وابن الزنا، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/112) عن نافع، عن ابن عمر. الحديث: 5925 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 81 الفصل الثامن: في العتق عن الميت 5926 - (ط) عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري «أن أُمَّه أرادت أن تُعتق، فأخَّرت ذلك إلى أن تُصبح، فماتت، قال عبد الرحمن: فقلت للقاسم بن محمد: أَيَنْفَعُها أن أُعْتق عنها؟ قال القاسم: أتى سعدُ بنُ عبادة رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِن أُمي هلكت، فهل ينْفَعُها أن أعتق عنها؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 779 في العتق، باب عتق الحي عن الميت، وإسناده منقطع، لأن القاسم بن محمد لم يلق سعداً، وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري مجهول، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": لكن قصة سعد جاءت من وجوه كثيرة متصلة، قاله ابن عبد البر، فلعل القاسم رواه عن عمته عائشة، فقد رواه عروة عنها لكن بلفظ: أن أتصدق عنها؟ نعم في رواية النسائي من طريق سليمان بن كثير عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس: أن سعداً قال: أفيجزئ عنها أن عتق عنها؟ قال: أعتق عن أمك، فقد وجد العتق عن الميت في قصة سعد من غير طريق مالك أيضاً، لا كما يوهمه قول أبي عمر: لا يكاد يوجد إلا من حديث مالك هذا، وأكثر الأحاديث في قصة سعد إنما هي في الصدقة قال: وكل منهما جائز عن الميت إجماعاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/108) عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأنصاري فذكره والحديث إسناده منقطع لأن القاسم بن محمد لم يلق سعدا وعبد الرحمن بن أبي عميرة الأنصاري مجهول قال الزرقاني: لكن قصة سعد جاءت من وجوه كثيرة متصلة قاله ابن عبد البر، فلعل القاسم رواه عن عمته عائشة فقد رواه عروة عنها لكن بلفظ أن أتصدق عنها (؟) نعم في رواية النسائي من طريق سليمان بن كثير عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أن سعدا قال: أفيجزئ عنها أن أعتق عنها؟ قال: أعتق عن أمك فقد وجد العتق عن الميت في قصة سعد من غير طريق مالك أيضا لا كما يوهمه قول أبي عمر: لا يكاد يوجد إلا من حديث مالك هذا وأكثر الأحاديث في قصة سعد إنما هي في الصدقة قال وكل منهما جائز عن الميت إجماعا. الحديث: 5926 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 81 5927 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - قال: «تُوفِّيَ عبد الرحمن [ص: 82] بن أبي بكر في نوم نَامَه، فأعتقتْ عنه عائشةُ أختُه رِقاباً كثيرة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 779 في العتق، باب عتق الحي عن الميت، وإسناده منقطع، فإن يحيى بن سعيد لم يدرك عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، قال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب ": قال ابن المديني في " العلل ": لا أعلمه سمع من صحابي غير أنس، قال مالك: هذا أحب ما سمعت إلي في ذلك، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ومن أحسن ما يروى في العتق عن الميت ما أخرجه النسائي عن واثلة بن الأسقع قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فقلنا: إن صاحباً لنا قد مات، فقال صلى الله عليه وسلم: اعتقوا عنه يعتق الله بكل عضواً منها عضواً منه من النار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/110) عن يحيى بن سعيد فذكره. والإسناد منقطع فإن يحيى بن سعيد لم يدرك عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، قال الحافظ بن حجر في «تهذيب التهذيب» : قال ابن المديني في العلل: لا أعلمه سمع من صحابي غير أنس قال مالك: هذا أحب ما سمعت إلي في ذلك قال الزرقاني في شرح الموطأ ومن أحسن ما يروى في العتق عن الميت ما أخرجه النسائي عن واثلة بن الأسقع قال: كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فقلنا: إن صاحبا لنا قد مات فقال -صلى الله عليه وسلم-: أعتقوا عنه يعتق الله بكل عضوا منها عضوا منه من النار. الحديث: 5927 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 81 الفصل التاسع: في مال المُعْتَق وولده 5928 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أعتق عبداً وله مال: فمالُ العبدِ له، إلا أن يشترط سيدُه» . أَخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فمالُ العبد له، إلا أن يشترط السيد) هذا على وجه الندب والاستحباب لأن يسمح المالك إذا كان العتق منه إنعاماً عليه، ومعروفاً [ص: 83] أسداه إليه، فندب إلى مسامحته بما في يده من المال، ليكون إتماماً للصنيعة، ورَبّاً للنعمة، وقد جرت العادة من السادة: أن يحسنوا إلى مماليكهم إذا أرادوا أن يُعتقوهم، فكان أقرب إلى أن يهبوهم ما في أيديهم ويسمحوا لهم به.   (1) رقم (3962) في العتق، باب فيمن أعتق عبداً وله مال، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2529) في العتق، باب من أعتق عبداً وله مال، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2693) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني ابن لهيعة، والليث بن سعد. وابن ماجه (2529) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (76904) عن محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام، عن ابن وهب، عن الليث، وذكر آخر. كلاهما - ابن لهيعة، والليث بن سعد - عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن الأشج، عن نافع، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7793) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أشهب، عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. ليس فيه بكير بن الأشج. الحديث: 5928 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 82 5929 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - عن ابن شهاب: سمعه يقول: «مضت السُّنَّة أن العبد إذا أُعْتِقَ تَبِعَه مالُه» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 775 في العتق، باب القضاء في مال العبد إذا عتق، وإسناده صحيح، وهو بمعنى الذي قبله قال مالك: ومما يبين ذلك أن العبد إذا عتق تبعه ماله، أن المكاتب إذا كوتب تبعه ماله وإن لم يشترطه، وذلك أن عقد الكتابة هو عقد الولاء إذا تم ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/103) عن ابن شهاب فذكره. الحديث: 5929 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 83 5930 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن: «أن الزبير بن العوام اشترى عبداً فأعتقه، ولذلك العبدِ بَنُونَ من امرأة حرة، فلما اشتراه الزبير أعتقه، وقال: إن بنيه مواليَّ، وقال موالي أُمِّهم: بل هم موالينا، فاختصموا إلى عثمان، فقضى للزبير بولائهم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 782 في العتق، باب جر العبد الولاء إذا أعتق، وإسناده منقطع، فإن ربيعة بن أبي عبد الرحمن لم يدرك الزبير بن العوام رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/121) عن ربيعة بن عبد الرحمن فذكره. وإسناده منقطع فإن ربيعة بن أبي عبد الرحمن لم يدرك الزبير بن العوام رضي الله عنه. الحديث: 5930 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 83 الفصل العاشر: في أحاديث مفردة (1) 5931 - (ط) عائشة - رضي الله عنها - «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 84] سئل عن الرِّقابِ: أيُّها أفضلُ؟ قال: أغلاها (2) ثمناً، وأنْفَسُها عند أهلها» . أخرجه الموطأ (3) . وقد اختلف الرواة فيه عن مالك، فبعضهم رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وأكثرهم رواه عن هشام عن أبيه مرسلاً.   (1) وفي بعض النسخ: متفرقة. (2) وفي بعض النسخ " أعلاها " بالعين المهملة، وهما روايتان، ومعناهما متقارب، ولمسلم من طريق حماد بن يزيد عن هشام: أكثرها ثمناً، وهو يبين المراد. (3) 2 / 779 في العتق، باب فضل عتق الرقاب وعتق الزانية وابن الزنا، وإسناده صحيح، وهو جزء من حديث رواه البخاري 5 / 105 في العتق، باب أي الرقاب أفضل، ومسلم رقم (84) في الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال من حديث أبي ذر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/111) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكره. الحديث: 5931 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 83 5932 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: لما أقْبَل يُرِيدُ الإسلامَ ومعه غلامُه، ضَلَّ كلُّ واحد منهما عن صاحبه، فأقبل بعد ذلك، وأبو هريرةَ جالس مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا هريرة هذا غُلامك قد أتاك» قال: أما إني أُشْهِدُك أنه حرٌّ، قال: وهو حين يقول: يا ليلة من طُولها وعَنائِها ... على أنها من دَارَةِ الكُفْر نَجَّتِ وفي رواية: لما قدمتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قلت في الطريق: يا ليلة من طُولها وعَنَائِها ... على أنها من دارة الكفر نَجَّتِ قال: وأبَقَ مني غلامي في الطريق، فلما قَدِمْتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فبايعتُه، فبينا أنا عنده إذْ طلع الغلامُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هريرة [ص: 85] هذا غلامُك، فقلتُ: هو حرٌّ لوجه الله، فأعتقه. قال البخاري: لم يقل أبو كريب عن أبي سلمة: «هو حرّ» (1) . وفي أخرى قال: «أما إني أُشهدك أنه لله» . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دارَة الكفر) الدار: المنزل، والدارة: أخصُّ منه.   (1) انظر " الفتح " 5 / 117 حول قوله: هو حر. (2) 5 / 117 في العتق، باب إذا قال لعبده: هو لله ونوى العتق والإشهاد بالعتق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (2530) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر عن إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة فذكره. الحديث: 5932 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 84 الباب الثالث: في التدبير [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التدبير) للعبد: هو أن يُعلِّق السيد عتقه بموته، فيقول: متى متُّ فأنت حر، وأعتق فلان عبده عن دُبُر: إذا عتق بعدما يُدْبِر سيده، أي: يُولِّي ويموت، والعبد مُدَبَّر. 5933 - (خ م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن رجلاً أعتق غلاماً له عن دُبُر، فاحْتاجَ، فأخذه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: مَن يشتريه مني؟ فاشتراه نُعَيْم بن عبد الله (1) بكذا وكذا، فدفعه إِليه» . [ص: 86] وفي رواية: «بلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أن رجلاً من أصحابه أعْتَق غلاماً [له] عن دُبُر، لم يكن له مال غيرُه، فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه إليه» . وفي رواية قال: «دَبَّرَ رجل من الأنصار غلاماً له، لم يكن له مال غيره، فباعه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فاشتراه ابن النَّحَّام عبداً قِبْطِيّاً، ماتَ عام الأول في إمارة ابن الزبير» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: «أن رجلاً أعتق عبداً له، ليس له مال غيره، فرده النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عليه، فَابْتَاعَه منه نُعَيْم بن النَّحَّام» . ولمسلم زيادة في رواية قال: أعتق رجل من بني عُذرةَ عبداً له عن دُبُر، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: ألك مال غيره؟ قال: لا، فقال: مَن يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدويُّ، بثمانمائة درهم، فجاء بها إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فدفعها إليه، ثم قال: ابْدَأْ بنفسك فتصدَّقْ عليها، فإن فضل شيء فَلأَهْلِكَ، فإن فضل عن أهْلِكَ شيء فَلِذِي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا - يقول: فبين يديك، وعن يمينك، وعن شمالك. وله في أخرى: «أن رجلاً من الأنصار - يُقال له: أبو مذكور - أعْتَق غلاماً له عن دُبُر، يقال له: أبو يعقوب (2) ... » وساق الحديث بمعناه. وفي رواية عند الترمذي: «أن رجلاً من الأنصار دَبَّر غلاماً له ... » . [ص: 87] وذكر الرواية الثالثة، وأخرج هو وأبو داود الأولى. ولأبي داود: «أن رجلاً من الأنصار، يقال له: أبو مذكور، أعتق غلاماً له عن دُبُر، ولم يكن له مال غيره، فدعا به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: مَن يشتريه؟ فاشتراه نعيم بن النَّحَّام بثمانمائة درهم، فدفعها إليه، وقال: إذا كان أحدُكم فقيراً فليبدأ بنفسه، فإن كان فيها فضل فَعَلى عياله، فإن كان فيها فضل فَعَلى ذي قرابته - أو قال: على ذي رَحِمه - فإن كان فيها فضل فهاهنا وهاهنا» . وفي أخرى: «أن رجلاً أعتق غلاماً له عن دُبُر منه، ولم يكن له مال غيره، فأمر به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فبيع بسبعمائة، أو تسعمائة» ، زاد في رواية «وقال - يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: أنت أحق بثمنه، والله أغنى عنه» . وأخرج النسائي الرواية الثانية، وزاد: «فقال: اقْضِ دَيْنَك، وأنْفق على عيالك» . وأخرج رواية مسلم الأولى، وأخرى رواية أبي داود التي فيها أَبو مذكور. وفي أخرى مختصراً: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- باع المدبّر» (3) .   (1) هو نعيم بن عبد الله العدوي. (2) كذا في الأصل الذي بخط المؤلف وغيره: أبو يعقوب، وفي نسخ مسلم المطبوعة: يعقوب. (3) رواه البخاري 4 / 296 في البيوع، باب بيع المزايدة، وباب بيع المدبر، وفي الاستقراض، باب من باع مال المفلس أو المعدم فقسمه بين الغرماء، وفي الخصومات، باب من رد أمر السفيه والضعيف العقل، وفي العتق، باب بيع المدبر، وفي الأيمان والنذور، باب عتق المدبر وأم الولد والمكاتب في الكفارة وعتق ولد الزنا، وفي الإكراه، باب إذا أكره حتى [ص: 88] وهب عبداً أو باعه لم يجز، وفي الأحكام، باب بيع الإمام على الناس أموالهم وضياعهم، ومسلم رقم (997) في الأيمان، باب جواز بيع المدبر، وأبو داود رقم (3955) و (3956) و (3957) في العتق، باب في بيع المدبر، والترمذي، رقم (1219) في البيوع، باب ما جاء في بيع المدبر، والنسائي 7 / 304 في البيوع، باب بيع المدبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/294) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/308) والبخاري (3/109) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (5/97) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. وابن ماجه (2513) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (9212) قال: حدثنا ابن أبي عمر. ستتهم - أحمد، وقتيبة، وأبو بكر، وإسحاق، وهشام، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه أحمد (3/368) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2576) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. والبخاري (3/192) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2551) عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون. أربعتهم - محمد، وهاشم، وآدم، ويزيد - عن شعبة. 4- وأخرجه البخاري (8/181، 9/27) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (5/97) قال: حدثنا أبو الربيع، سليمان بن داود العتكي. كلاهما - أبو النعمان، وأبو الربيع - قالا: حدثنا حماد بن زيد. أربعتهم - ابن جريج، وسفيان، وشعبة، وحماد - عن عمرو بن دينار، فذكره. (*) أخرجه مسلم (5/98) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، قال: حدثنا معاذ، قال: حدثني أبي، عن مطر، عن عطاء بن أبي رباح، وأبي الزبير، عمرو بن دينار، فذكره. (*) وأخرجه الحميدي (1222) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار، وأبو الزبير، فذكراه. الحديث: 5933 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 85 5934 - () عائشة - رضي الله عنها - «أعْتَقَتْ جارية لها عن دُبُر منها، ثم إن عائشة مرضت بعد ذلك مرضاً شديداً مدة طويلة، فدخل عليها سِنْدِيّ فقال لها: أنت مطبوبة، قالت: مَن طَبَّني؟ قال: امرأة من نَعْتها كذا وكذا - ووصفها - وقال: بَالَ الآن صبيّ في حَجْرِها، فقالت عائشة لجارية لها أخرى: ادْعِي لي فلانةَ - تعني: مدبرتَها - فوجدتْها في بيت جيران لها في حَجْرها صبيّ قد بال عليها، قالت: حتى أغسل بولَ هذا الصبيِّ، فغسلتْهُ، ثم جاءت، فقالت لها عائشةُ: أسَحَرْتِيني؟ قالت: نعم، قالت: لِمَ؟ قالت: أحببتُ العتق، قالت عائشة: فوالله لا تُعتَقِين أبداً، فأَمرتْ ابنَ أختها أن يَبيعها ممن يُسيء المَلَكة من الأعراب عليها، وقالت: وابْتَعْ بثمنها رقبة حتى أعتقها، ففعل، فلبثتْ عائشةُ ما شاء الله من الزمان، ثم إنها رأت في المنام قائلاً يقول: اغْتَسلي من ثلاثة أبْؤُر يَمُدُّ بعضها بعضاً، فإنك تُشْفَينْ، قالت عمرة: فدخلَ على عائشةَ إسماعيلُ بنُ عبد الله بن أبي بكر، وعبد الرحمن بن سعد بن زُرارة، فذكرتْ لهما الذي رأتْ، فانطلقا إلى قباء، فوجدا آباراً يمدُّ بعضها بعضاً، فاستَقَوْا من كل بئر ثلاثَ شُجُب - قال سويد: [ص: 89] يعني دِلاء - فملؤوا الشَّجْب من جميعها، فأتوا به عائشةَ، فاغتسلت به فشُفِيَتْ» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَطْبوبة) المطبوب: المسحور. (ثلاثة أبْؤُر) جمع قلة لبئر، ويُجمع على آبار. (يمدّ بعضها بعضاً) يعني أن ماء هذه يجيء إلى ماء هذه، فتجتمع مياهها في بئر واحدة كالقناة. (شُجُب) الشَّجْب: السقاء إذا أخلق، سقاءٌ شاجب، أي: يابس وجمعه شُجُب.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نره. الحديث: 5934 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 88 5935 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله - «أن عبد الله بن عمر دبّر جاريتين له، فكان يطؤهما وهما مدبّرتان» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 814 في المدبر، باب مس الرجل وليدته إذا دبرها، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/159) عن نافع أن ابن عمر. الحديث: 5935 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 89 الباب الرابع: في المكاتب 5936 - (د ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه، عن جده قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ: «مَن كَاتَبَ عبده على مائة أُوقيَّة، فأدَّاها إلا عشرة أَواق [أو قال: عشرة دراهم - ثم عجز] فهو عبد رقيق» . أخرجه الترمذي. وزاد أبو داود: «وأيُّما عبد كاتب على مائة دينار، فأداها إِلا عشرة دنانير فهو عبد» . ولأبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «المُكاتَبُ عبد ما بقي عليه من مكاتبته دِرْهم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المكاتَب) : العبد يشتري نفسه من مالكه بمال معلوم يوصله إليه، [ص: 91] وسمِّي مكاتَباً: لأنهم كانوا يقولون لعبيدهم، إذا أرادوا مكاتَبتَهم: كاتبتك مثلاً على ألف درهم، فإذا أدَّاها عَتَق، ومعناه: كتبت لك على نفسي أن تعتق مني إذا وفَّيت المال، وكتبت لك عليَّ العتق، وكتبت لي عليك أداء المال.   (1) رواه أبو داود رقم (3926) و (3927) في العتق، باب في المكاتب يؤدي بعض كتابته فيعجز أو يموت، والترمذي رقم (1260) في البيوع، باب ما جاء في المكاتب إذا كان عنده ما يؤدي، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2519) في العتق، باب المكاتب، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (2/178) (6666) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/206) (6923) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. وفي (2/209) (6949) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وابن ماجه (2519) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، ومحمد بن فضيل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8673) عن عمرو بن زرارة، عن يحيى بن أبي زائدة. ثلاثتهم - عبد الله بن نمير، ويحيى، ومحمد بن فضيل - عن حجاج. 2- وأخرجه أحمد (2/184) (6726) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (3927) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8725) عن أبي داود، عن أبي الوليد. (ح) وعن عبد القدوس بن محمد. عن عمرو بن عاصم. ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو الوليد، وعمرو - عن همام، عن عباس الجزري. 3- وأخرجه أبو داود (3926) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو بدر، قال: حدثني أبو عتبة إسماعيل بن عياش، قال: حدثني سليمان بن سليم. 4- وأخرجه الترمذي (1260) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن يحيى بن أبي أنيسة. أربعتهم - حجاج بن أرطاة، وعباس، وسليمان، ويحيى بن أبي أنيسة - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5936 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 90 5937 - (خ ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: «المكاتَبُ عَبد ما بقي من كتابته شيء» . أخرجه الموطأ (1) ، وأخرجه البخاري في ترجمة باب [قال] : وقال [ابن عمر] : «هو عبد إن عاش، وإن مات، وإن جَنى، ما بقي عليه شيء» (2) . [قال] : وقال زيد بن ثابت: «هو عبد ما بقي عليه درهم» (3) . وقالت عائشةُ: هو عبد ما بقي عليه شيء (4) .   (1) 2 / 787 في المكاتب، باب القضاء في المكاتب، وإسناده صحيح. (2) ذكره البخاري تعليقاً 5 / 143 في العتق، باب بيع المكاتب إذا رضي، وقد وصله مالك في الرواية التي قبله. (3) ذكره البخاري تعليقاً 5 / 143 في العتق، باب بيع المكاتب إذا رضي، قال الحافظ في " الفتح ": وصله الشافعي وسعيد بن منصور من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد عن زيد بن ثابت قال في المكاتب: هو عبد ما بقي عليه درهم. (4) انظر التعليق الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/127) عن نافع أن عبد الله بن عمر فذكره. 2- وأخرجه البخاري تعليقا (5/229) في كتاب المكاتب إذا رضى وقد وصله مالك في الرواية التي قبله. 3- أخرجه البخاري تعليقا (5/229) في المكاتب باب يسع المكاتب إذا رضى قال الحافظ في الفتح: وصله الشافعي وسعيد بن منصور من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد عن زيد بن ثابت قال في المكاتب هو عبد ما بقى عليه درهم. الحديث: 5937 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 91 5938 – () عائشة - رضي الله عنها - قالت: «المكاتَب عبد ما بقي عليه درهم، إِن عاش، وإِن مات، وإن جنى، في جميع أحكامه» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري تعليقاً 5 / 143 في العتق، باب بيع المكاتب إذا رضي، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة وابن سعد من طريق عمرو بن ميمون عن سليمان بن يسار قال استأذنت على عائشة [ص: 92] فعرفت صوتي فقالت: سليمان؟ فقلت: سليمان، فقالت: أديت ما بقي عليك من كتابتك؟ قلت: نعم إلا شيئاً يسيراً، قالت: ادخل فإنك عبد ما بقي عليك شيء - يريد الحديث الذي بعده - وروى الطحاوي من طريق ابن أبي ذئب عن عمران بن بشير عن سالم هو مولى النضريين أنه قال لعائشة: ما أراك إلا ستحتجبين مني، فقالت: مالك؟ فقال: كاتبت، فقالت: إنك عبد ما بقي عليك شيء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وأخرجه البخاري تعليقا (5/229) في كتاب المكاتب باب وسع المكاتب إذا رضى قال الحافظ في الفتح: وصله ابن أبي شيبة وابن سعد من طريق عمرو بن ميمون عن سليمان بن يسار قال استأذنت على عائشة فعرفت صوتي فقالت سليمان فقلت سليمان فقالت أديت ما بقي عليك من كتابتك قلت: نعم إلا شيئا يسيرا قالت ادخل فإنك عبد ما بقي عليك شيء يريد الحديث الذي يعده. وروى الطحاوي من طريق ابن أبي ذئب عن عمران بن بشير عن سالم هو مولي النضر يبين أنه قال لعائشة ما أراك إلا ستحتجبين مني فقالت ما لك؟ فقال كاتبت فقالت إنك عبد ما بقي عليك شيء. الحديث: 5938 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 91 5939 - (خ) سليمان بن يسار: قال: «استأذنت على عائشة فَعَرَفَتْ صوتي، فقالت: [سليمان؟] ادخل، فإنك عبد مملوك ما بقي عليك درهم» . أخرجه البخاري تعليقاً في «كتاب الشهادات» (1) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 5 / 194 في الشهادات، باب شهادة الأعمى ونكاحه وأمره وإنكاحه ومبايعته وقبوله في التأذين وغيره وما يعرف بالأصوات، وقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (5/194) في الشهادات باب شهادة الأعمى ونكاحه وأمره وإنكاحه ومبايعته وقبوله في التأذين وغيره وما يعرف بالأصوات. الحديث: 5939 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 92 5940 - (ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أصاب المكاتَبُ حداً أو ميراثاً، وَرِث بحساب ما عَتق منه، وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: يُودَى المكاتَبُ بحصة ما أدَّى: ديةَ حُرٍّ، وما بقي: ديةَ عبد» . أخرجه الترمذي. وعند أبي داود قال: «إِذا أصاب المكاتَبُ حدّاً أو وَرِثَ ميراثاً يَرِثُ على قدر ما عتق منه» . وفي رواية النسائي: «المكاتَب يُعْتق بقدر ما أدَّى، ويقام عليه الحَدُّ بقدر ما يُعْتَقُ منه، ويرث بقدر ما عتق منه» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1259) في البيوع، باب ما جاء في المكاتب إذا كان عنده ما يؤدي، وأبو داود رقم (4582) في الديات، باب في دية المكاتب، والنسائي 8 / 45 و 46 في القسامة، باب دية المكاتب، وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/22) (1944) ، (1/226) (1984) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (1/260) (2356) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا هشام ابن أبي عبد الله. وفي (1/292) (2660) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار. وفي (1/363) (3423) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا حجاج الصواف. وأبو داود (4581) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا إسماعيل، عن هشام. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا حجاج الصواف. والنسائي (8/45) قال: أخبرنا محمد ابن المثنى، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا علي بن المبارك (ح) وأخبرنا محمد بن عبيد الله بن يزيد، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي. قال: حدثنا معاوية وفي (8/46) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يعلى، عن الحجاج الصواف. وفي (8/46) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (6242) عن سليمان بن سلم، عن النضر بن شميل، عن هشام (ح) وعن عبيد الله بن سعيد، عن معاذ بن هشام، عن أبيه. (ح) وعن عبيد الله بن فضالة، عن محمد بن المبارك، عن معاوية بن سلام. سبعتهم - هشام الدستوائي، وأبان العطار، وحجاج الصواف، ويحيى بن سعيد، وعلي بن المبارك، ومعاوية بن سلام، وأيوب - عن يحيى بن أبي كثير. 2- وأخرجه أحمد (1/369) (3489) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4582) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة والترمذي (1259) قال: حدثنا هارون بن عبد الله البزار، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، والنسائي (8/46 قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن النقاش، قال: حدثنا يزيد يعني ابن هارون، قال: أنبأنا حماد. (ح) وأخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا حماد بن زيد، وفي الكبرى تحفة الأشراف (5993) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة (ح) وعن أبي بكر بن علي، عن القواريري، عن حماد بن زيد. كلاهما - ابن سلمة، وابن زيد - عن أيوب. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، وأيوب - عن عكرمة، فذكره. قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن وهكذا روى يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي وروى خالد الحذاء عن عكرمة، عن علي، قوله. الحديث: 5940 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 92 5941 - (د ت) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان عند مُكَاتَبِ إحداكنَّ ما يُؤدِّي فَلْتَحْتَجِبْ منه» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1261) في البيوع، باب ما جاء في المكاتب إذا كان عنده ما يؤدي، وأبو داود رقم (3928) في العتق، باب المكاتب يؤدي بعض كتابته فيعجز أو يموت، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2520) في العتق، باب المكاتب، وفي سنده نبهان مولى أم سلمة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، أقول: وهو حديث حسن بشواهده وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (289) قال: حدثنا سفيان وأحمد (6/289) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (6/308) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/311) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا معمر. وأبو داود (3928) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان وابن ماجه (2520) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1261) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (13/18221) عن محمد بن منصور، عن سفيان (ح) وعن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح. قال النسائي: وحدثنا مرة أخرى فذكر لفظا آخر. (ح) وعن عبد الحميد بن محمد، عن مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن نصر بن علي، عن عبد الأعلى، عن معمر، (ح) وعن محمد بن نصر، عن أيوب بن سلمان بن بلال، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة (ح) وعن عبيد الله بن سعد، عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق. سبعتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وصالح، ومحمد بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، وابن إسحاق - عن ابن شهاب الزهري، عن نبهان مولى أم سلمة، فذكره. (*) في رواية الحميدي. قال سفيان: انتهى حفظي من الزهري إلى هذا فأخبرني بعد معمر عن الزهري، عن نبهان قال: كنت أقود بأم سلمة بغلتها. فقالت لي: يا نبهان كم بقي عليك من مكاتبتك؟ فقلت: ألف درهم. قال: فقالت: أفعندك ماتودي؟ قلت: نعم قالت: فادفعها إلى فلان أخ لها أو ابن أخ لها وألقت الحجاب وقالت: السلام عليك يا نبهان، هذا آخر ما تراني، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان لإحداكن مكاتب وعنده ما يؤدي لتحتجب منه» . فقلت ما عندي ما أؤدي ولا مؤدي. وفي سنده نبهان مولى أم سلمة لم يوثقه غير ابن حبان وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 5941 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 93 5942 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: «بلغه أن أمَّ سلمةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كانت تُقاطع مُكَاتَبِيها بالذهب والورِق» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُقاطع) المقاطعة: ضرب القطيعة، وهي الخراج على الأرض أو العبد، والمراد بها: المكاتبة التي تتقرر على العبد.   (1) 2 / 792 بلاغاً في المكاتب، باب القطاعة في الكتابة، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/135) أنه بلغه وإسناده منقطع. الحديث: 5942 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 93 5943 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - «بلغه: أن عبد الله بن عمر كاتب غلاماً له على خمسة وثلاثين ألف درهم، ثم وضع عنه من آخر كتابته خمسة آلاف درهم» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 2 / 788 في المكاتب، باب القضاء في المكاتب، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/130) بلاغا وإسناده منقطع. الحديث: 5943 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 93 5944 - (خ) موسى بن أنس (1) - رحمه الله - قال: «سأل سيرين (2) [ص: 94] أنساً المكاتبةَ - وكان كثيرَ المال - فأبى، فانطلق سيرين إلى عمرَ، فدعاه عمرُ، وقال له: كاتبْه، فأبى، فضربه بالدِّرَّة، وتلا: {فَكَاتِبُوهُمْ إن عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خيراً} [النور: 33] فكاتبه» . أخرجه ... (3) .   (1) في الأصل: عمر بن أنس، والتصحيح من البخاري وكتب الرجال. (2) يكنى أبا عمرة، وهو والد محمد بن سيرين الفقيه المشهور وإخوته، وكان من سبي عين التمر اشتراه أنس في خلافة أبي بكر، وروى هو عن عمر وغيره، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. (3) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه البخاري تعليقاً، وقد ذكره البخاري تعليقاً 5 / 125 في العتق، باب المكاتب ونجومه، قال الحافظ في " الفتح ": وقد رواه عبد الرزاق والطبري من وجه آخر متصلاً من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: أرادني سيرين على المكاتبة فأبيت، فأتى عمر بن الخطاب ... فذكر نحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا باب المكاتب ونجومه قال الحافظ في الفتح: وقد رواه عبد الرزاق والطبري من وجه آخر متصلا من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: أرادني سيرين على المكاتبة فأبيت فأتى عمر بن الخطاب.. فذكر نحوه. الحديث: 5944 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 93 5945 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها - «أن بَرِيرَةَ جاءت تَستَعين بها في كتابتها، ولم تكن قَضَت من كتابتها شيئاً، فقالت لها عائشةُ: ارجعي إلى أهلك، فإن أَحَبُّوا أَن أَقضيَ عنكِ كتابتكِ ويكون ولاؤكِ لي فعلتُ، فذكرت ذلك بريرةُ لأهلها، فأَبَوْا، وقالوا: إن شاءت أن تحتسب عليكِ فلتفعلْ، ويكون لنا ولاؤكِ، فذكرت ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ابْتَاعي وأَعْتِقي، فإنما الولاءُ لمن أَعْتَق، ثم قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما بالُ أُنَاس يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله؟ مَن اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فليس له وإن شرط مائة مرة، شرطُ الله أَحَقُّ وأَوْثَقُ» . وفي رواية قالت: «جاءتني بريرةُ، فقالت: كاتبت أهلي على تِسعِ [ص: 95] أوَاق: في كل عام أوقية، فأعينيني. ثم ذكر نحوه، وفيه: ثم قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس، فحمِدَ الله وأَثْنى عليه، ثم قال: ما بالُ أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله، فهو باطل، وإن كان مائةَ شرط، قضاءُ الله أحقُّ، وشرطُ الله أوْثَقُ، وإنما الولاءُ لمن أعتق» . أَخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: «أن بريرةَ دخلت عليها تستعينُها في كتابتها وعليها خَمس أَواق نُجِّمَتْ عليها في خمس سنين، فقالت لها عائشة - ونَفِسَت فيها -: أرأيتِ إن عَدَدْتُ لهم عَدَّةً واحدة، أيبيعُكِ أهلُكِ فأعتقكِ، فيكون ولاؤك لي؟ فذهبت بريرةُ إلى أهلها، فعرضت ذلك عليهم، فقالوا: لا، إلا أن يكون لنا الولاءُ، قالت عائشةُ: فدخلَ عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرت ذلك له، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اشتريها فأعتقيها، فإنما الولاءُ لمن أعتق ... » وذكر نحوه. وفي أخرى قال: «لا يمنعكِ ذلكِ، ابْتاعي وأعْتقي، ثم قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس، فحمد الله، ثم قال: أما بعدُ» . وله في أخرى: «أن بريرةَ جاءتْ تستعين عائشةَ أمَّ المؤمنين، فقالت لها: إِنْ أحبَّ أهلك أن أصبَّ لهم ثمنك صَبَّة واحدة فأعتقك فعلتُ، فذكرت ذلك بريرةُ لأهلها، فقالوا: لا، إِلا أن يكون ولاؤكِ لنا، فزعمت [ص: 96] عَمْرَةُ أن عائشة ذكرت ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: اشتريها فأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق» . وأخرج الموطأ الرواية الثانية، وأخرج الترمذي نحوها، ولم يذكر مقدار ما كُوتِبَتْ عليه، وآخر حديثه: «ولو اشترط مائة مرة» ، وأخرجها أبو داود، وله في أخرى مثل الأولى. وفي رواية النسائي قال: «كاتبتْ بريرةُ على نفسها في تِسع أوَاق، في كل سنة أُوقية، فأتتْ عائشةَ تستعينها، فقالت: إِلا أن يشاؤوا أن أَعُدَّها لهم عَدَّة واحدة، ويكون الولاء لي، فذهبت بريرةُ، فكلَّمتْ في ذلك أهلها، فأَبَوْا عليها، إلا أن يكونَ الولاءُ لهم، فجاءت إلى عائشةَ، وجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت لها ما قال أهلها، قالت: لاها الله إذاً، إِلا أن يكونَ الولاءُ لي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما هذا؟ فقالت: يا رسول الله، إن بريرة أتتْني تستعينني على كتابتها، فقلت: إلا أن يشاؤوا أن أَعُدَّها لهم عَدَّة واحدة، ويكون الولاءُ لي، فذكرتْ ذلك لأهلها، فَأَبَوْا عليها، إِلا أن يكونَ الولاءُ لهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ابْتَاعيها واشترطي لهم الولاء، فإن الولاءَ لمن أعتق، ثم قام فخطب الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: ما بالُ أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله عز وجل، يقول: أعْتِقْ فلاناً والولاءُ لي؟ كتابُ الله أحقُّ، وشرطُ الله [ص: 97] أوثقُ، وكلُّ شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، فَخَيَّرها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من زوجها - وكان عبداً - فاختارتْ نفسها، قال عروة: ولو كان حُرّاً لما خيَّرها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وأخرج الرواية الأولى والثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تحتسب عليك) الاحتساب هاهنا: كناية عن الصدقة، والمعنى: أنها تحتسب بأجرها عند الله تعالى. (نَفِسَت) نفست في الشيء: إذا رغبت فيه وآثرته، وحرصتَ على تحصيله [ص: 98] (نَجَّمت) الدَّيْن على الغريم: إذا قسَّطتَه عليه في مدة معلومة يوصله فيها. (صبَّة) الصُّبَّة بالضم: الماء القليل، والقطعة من المعز، والإبل، والخيل، وبالفتح: المرة الواحدة، من صَبَّ الشيء يصبُّه صبّاً: أي فرغّه ورماه، وهو المراد في الحديث، أي: تعطيهم ثمنها دفعة واحدة. (لاها الله إذاً) هذا من ألفاظ القسم، كأنه قال: لا والله إذاً، فيجعلون الهاء مكان الواو، قال الخطابي: هكذا جاء في الحديث «لاها اللهِ إذاً» قال: والصواب «لاها اللهِ ذا» ، بغير ألف قبل الذال، أي: لا واللهِ لا يكون ذا.   (1) رواه البخاري 5 / 137 في العتق، باب ما يجوز من شروط المكاتب، وباب بيع الولاء وهبته، وباب استعانة المكاتب وسؤاله الناس، وباب بيع المكاتب إذا رضي، وباب إذا قال المكاتب: اشترني وأعتقني فاشتراه لذلك، وفي المساجد، باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد، وفي الزكاة، باب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفي البيوع، باب البيع والشراء مع النساء، وفي الهبة، باب قبول الهدية، وفي الشروط، باب الشروط في البيع، وباب ما يجوز من شروط المكاتب إذا رضي بالبيع على أن يعتق، وباب الشروط في الولاء، وباب المكاتب وما لا يحل من الشروط التي تخالف كتاب الله، وفي الطلاق، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في زوج بريرة، وفي الأيمان والنذور، باب إذا أعتق في الكفارة لمن يكون ولاؤه، وفي الفرائض، باب الولاء لمن أعتق وميراث اللقيط، وباب ميراث السائبة، وباب إذا أسلم على يديه، وباب ما يرث النساء من الولاء، ومسلم رقم (1504) في العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق، والموطأ 2 / 780 في العتق، باب مصير الولاء لمن أعتق، والترمذي رقم (2125) في الوصايا، باب رقم (2) ، وأبو داود رقم (3929) و (3930) في العتق، باب في بيع المكاتب إذا فسخت الكتابة، والنسائي 7 / 305 و 306 في البيوع، باب بيع المكاتب، وباب المكاتب يباع قبل أن يقضي من كتابته شيئاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في المكاتب (2: 1) عن قتيبة، وفي الشروط (3) عن القعنبي ومسلم في العتق (3: 2) عن قتيبة، كلاهما عن ليث عن محمد الزهري عن عروة عن عائشة. وأبو داود فيه العتق (2: 1) عن القعنبي وقتيبة عن ليث عن محمد الزهري عن عروة عن عائشة والترمذي في الوصايا (7: 3) عن قتيبة عن ليث عن محمد الزهري عن عروة عن عائشة. وقال: حسن صحيح. والنسائي في البيوع (83) عن قتيبة، عن ليث عن محمد الزهري عن عروة، عن عائشة. وفيه البيوع (84) وفي العتق الكبرى (18: 2) عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب قال: أخبرني رجال من أهل العلم منهم يونس والليث عن ابن شهاب نحوه الأشراف (12/72) . الحديث: 5945 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 94 الكتاب الرابع: في العدَّة والاسْتبراء، وفيه بابان الباب الأول: في مقدارهما ، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في عِدَّة المطلقة والمختلعة 5946 - (د) أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية - رضي الله عنهما -: «أنهَا طُلِّقت على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن للمطلقة عدَّة، فأنزل الله تعالى العدَّة للطلاق، فكانت أولَ من نزل فيها العدةُ للطلاق» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العدة) عدة المرأة: ما تَعُدّ من أيام أقرائها، أو أيام حملها، أو أربعة أشهر وعشر ليال.   (1) (2281) في الطلاق، باب في عدة المطلقة، وفي سنده مهاجر بن أبي مسلم واسمه دينار، الشامي الأنصاري مولى أسماء بنت يزيد، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2281) قال: حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني. قال: حدثنا يحيى بن صالح. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. قال: حدثني عمرو بن مهاجر، عن أبيه، فذكره. الحديث: 5946 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 99 5947 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال الله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بأنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228] ، وقال الله تعالى: {وَالَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ المَحِيضِ مِنْ نِّسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ} [الطلاق: 4] ، فنسخ من ذلك فقال: {ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ (1) مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها} [الأحزاب: 49] . أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: في قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ من آيَةٍ أوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَو مِثْلِها} [البقرة: 106] ، قال: {وَإِذا بَدَّلْنَا آيةً مَّكَانَ آيَةٍ} [النحل: 101] ، وقال: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتابِ} [الرعد: 39] ، فأولُ ما نُسخ من القرآن: {والمطلقاتُ يتربصن بأنفسهن ثلاثةَ قروءٍ} وقال: {واللائي يَئِسْنَ مِنَ المَحِيضِ مِن نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثةُ أشهر} فنسخ من ذلك، وقال تعالى: {ثم طلقتموهنَّ (2) من قبل أن تمسوهنَّ فما لكم عليهنَّ من عِدَّةٍ تعتدُّونها} . وفي رواية له: «فأول ما نُسخ من القرآن: القِبْلَةُ. وقال: {والمطلقات يتربصنَ بأنفسهن ثلاثةَ قروء ولا يَحِلُّ لهنَّ أن يَكْتُمْنَ ما خلق الله في أرحامهن إن كُنَّ يُؤمِنَّ بالله واليومِ الآخر وبُعُولَتُهُنَّ أَحقُّ بردِّهنَّ في ذلك إن أرادوا إصْلاحاً} [البقرة: 228] ، وذلك أن الرجل كان إذا [ص: 101] طلق امرأته فهو أحق برجعتها - وإن طلقها ثلاثاً - فنسخ ذلك، فقال: {الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أو تَسْريحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] » . وأخرج أبو داود نحو هذه الثانية أخْصر منها (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التربُّص) : المكث والانتظار. (قُروء) القروء: جمع قرء - بفتح القاف - وهو الطهر عند الشافعي، والحيض عند أبي حنيفة.   (1) في الأصل بخط المؤلف، ونسخ سنن أبي داود المطبوعة: (وإن طلقتموهن) وهو خطأ. (2) في الأصل بخط المؤلف، ونسخ سنن النسائي المطبوعة: (وإن طلقتموهن) وهو خطأ. (3) رواه أبو داود رقم (2195) في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، ورقم (2282) في الطلاق، باب في نسخ ما اسثني من عدة المطلقات، والنسائي 6 / 187 في الطلاق، باب ما اسثني من عدة المطلقات، وباب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2195) (2282) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي. والنسائي (6/187) (212) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. كلاهما - أحمد بن محمد، وإسحاق بن إبراهيم - عن علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يزيد النحوي، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 5947 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 100 5948 - (ط) عروة «أن عائشةَ - رضي الله عنها - انْتَقَلَت (1) حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، حين دَخلتْ في الدم من الحيضة الثالثة» قال ابن شهاب (2) : فبلغني ذلك، فذكرتُه لعَمرة بنت عبد الرحمن، فقالت: صدق عروةُ، وقد جَادَلَهَا في ذلك ناس، وقالوا: إن الله تعالى يقول في كتابه: {ثلاثةََ قُروء} فبلغ عائشةَ، فقالت: صدقتم، أتدرون ما الأقراء؟ هي الأطهار. قال مالك: قال ابن شهاب: سمعت أبا بكر بن عبد الرحمن يقول: «ما أدركتُ أحداً [ص: 102] من فقهائنا إلا وهو يقول ما قالت عائشة» . أخرجه الموطأ (3) .   (1) أي: نقلت. (2) في الأصل: ابن عباس، وما أثبتناه من نسخ الموطأ المطبوعة، وهو الصواب. (3) 2 / 576 و 577 في الطلاق، باب ما جاء في الأقراء وعدة الطلاق وطلاق الحائض، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/261) عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة. الحديث: 5948 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 101 5949 - (ط) سليمان بن يسار «أن الأحوص (1) هلك بالشام، حين دخلت امرأته في الدم من الحيضة الثالثة، وقد كان طلَّقها، فكتب معاويةُ بنُ أبي سفيان إلى زيد بن ثابت يسأله عن ذلك؟ فكتب إليه زيد: أنها إذا دخلت في الدم من الحيضة الثالثة: فقد برئتْ منه، وبرئ منها، لا يرِثُها ولا ترثُه» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) هو الأحوص بن عبد بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ... ذكر الكلبي والبلاذري أنه كان عاملاً لمعاوية على البحرين ... . (2) 2 / 577 في الطلاق، باب ما جاء في الأقراء وعدة الطلاق وطلاق الحائض، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/263) عن نافع وزيد بن أسلم عن سليمان بن يسار فذكره. الحديث: 5949 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 102 5950 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: «إذا طلق الرجلُ امرأتَهُ، فدخلت في الدم من الحيضة الثالثة: فقد برئت منه، وبرئ منها» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 578 في الطلاق، باب ما جاء في الأقراء وعدة الطلاق وطلاق الحائض، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/263) عن نافع عن ابن عمر. الحديث: 5950 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 102 5951 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: قال عمر بن الخطاب: «أيُّما امرأة طُلِّقت، فحاضت حيضة أو حيضتين، ثم رَفَعتْها حيضتُها، فإنها تنتظر تسعة أشهر، فإن بان بها حمل فذلك، وإلا اعْتَدَّت بعد التسعة الأشهر [ص: 103] ثلاثة أشهر ثم حلَّتْ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 582 في الطلاق، باب جامع الطلاق، وقد اختلف في سماع سعيد بن المسيب من عمر، والأكثر على عدم سماعه منه، قال الحافظ في " التهذيب ": وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه، فيه تصريح سعيد بسماعه من عمر ... فذكره 4 / 87. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/273) عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي عن سعيد بن المسيب (3/273) . وقد اختلف في سماع سعيد بن المسيب من عمرو الأكثر على عدم سماعه منه قال الحافظ في التهذيب وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه تصريح سعيد بسماعه من عمر ... فذكره (4/87) . الحديث: 5951 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 102 5952 - (ت س) الرُّبيِّع بنت معوِّذ - رضي الله عنهما - «أنها اختلعت على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمرها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أو أُمِرَتْ - أن تعتدَّ بحيضة» . أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي: أن الرُّبيِّعَ قالت: «اختلعت من زوجي، ثم جئتُ عثمانَ، فسألته: ماذا عليَّ من العِدَّة؟ قال: لا عِدَّةَ عليكِ: إِلا أن تكوني حديثةَ عهد به، فتمكثي حتى تحيضي حيضة، قال: وإني مُتَّبع في ذلك قضاءَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في مَرْيمَ المَغَاليَّةِ كانت تحت ثابت بن قيس بن شَمَّاس، فاختلعتْ منه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتمكثي) التَّمكُّث: التَّلَبُّث والإقامة. (اختلعت) الاختلاع في ألفاظ الفقه: هو أن يُطلِّقها على عوض، وفائدته: إبطال الرجعة إلا بنكاحٍ جديد (حديثةَ عهد) فلان حديث عهد، وحديثٌ عهده بالشيء: إذا كان قريب العهد به.   (1) رواه الترمذي رقم (1185) في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، والنسائي 6 / 186 في الطلاق، باب عدة المختلعة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1185) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: أنبأنا الفضل بن موسى، عن سفيان. قال: أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، وهو مولى آل طلحة، عن سليمان بن يسار، فذكره. أخرجه ابن ماجه (2058) قال: حدثنا علي بن سلمة النيسابوري. والنسائي (6/186) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد. كلاهما - علي بن سلمة النيسابوري، وعبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد- قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره. الحديث: 5952 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 103 5953 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله - «أن ربيع بنت [ص: 104] مُعوِّذ بن عَفْرَاء جاءت وعَمَّتُها (1) إلى ابن عمر، فأخبرته: أنها اختلعت من زوجها في زمن عثمان، فبلغه ذلك، فلم يُنكره، وقال ابن عمر لها: عدّتُكِ عدَّةُ المطلقة» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) في نسخ الموطأ المطبوعة: جاءت هي وعمها. (2) 2 / 565 في الطلاق، باب طلاق المختلعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/240) عن نافع أن ربيع بن معوذ فذكره. الحديث: 5953 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 103 5954 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن امرأة ثابت بن قيس بن شماس، اختلعت من زوجها على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأمرها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن تَعْتَدَّ بحيضة» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود «أن امرأةَ ثابتِ بنِ قيس اختلعت منه، فجعل النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عدَّتها حيضة» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1185) في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وأبو داود رقم (2229) في الطلاق، باب في الخلع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2229) والترمذي (1185) . كلاهما عن محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا علي بن بحر القطان، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن عمرو بن مسلم، عن عكرمة، فذكره. قال أبو داود: وهذا الحديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عمرو بن مسلم، عن عكرمة، عن النبي، مرسلا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 5954 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 104 5955 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «عِدَّةُ المختلعة عدةُ المطلقة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2230) في الطلاق، باب في الخلع، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2230) حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. الحديث: 5955 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 104 الفصل الثاني: في عدة الوفاة والحمل 5956 - (خ م ط ت س) أم سلمة - رضي الله عنها - أخرجه البخاري [ص: 105] عن زينب بنت أبي سلمة عن أُمِّها أُمِّ سلمةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أن امرأة من أَسْلَمَ - يقال لها: سُبَيْعَةُ - كانت تحت زوجها، فتُوفي عنها وهي حُبْلَى، فخطبها أبو السَّنابل بنُ بَعْكَك، فأبتْ أن تنكحه، فقال: والله، ما يَصْلُح أن تنْكحي حتى تعتدِّي آخرَ الأجلين، فمكثت قريباً من عشر ليال، ثم جاءت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: انْكحي» . وأخرجه مسلم من رواية سليمان بن يسار: «أن أَبا سلمة بن عبد الرحمن، وابن عباس اجتمعا عند أبي هريرة، وهما يذكران المرأة تنْفس بعد وفاة زوجها بليال، فقال ابن عباس: عِدَّتها آخرُ الأجلين، وقال أبو سلمة: قد حَلَّتْ، فجعلا يتنازعان ذلك، فقال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي - يعني: أبا سلمةَ - فبعثوا كُرَيباً - مولى ابن عباس - إِلى أُمِّ سلمةَ يسألُها عن ذلك، فجاءهم، فأخبرهم: أن أُمَّ سلمةَ قالت: إن سُبَيْعةَ الأسلمية نُفِسَتْ بعدَ وفاة زوجها بليال، وأنها ذكرت ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمرها أن تزوَّجَ» . وأخرج الموطأ نحو رواية مسلم. وله في أخرى قال: «سئل ابن عباس وأبو هريرة عن المرأة الحامل يُتَوَفَّى عنها زوجُها؟ فقال ابن عباس: آخرُ الأجلين، وقال أبو هريرة: إذا وَلَدتْ فقد حلَّت، فدخل أبو سلمةَ بنُ عبد الرحمن على أُمِّ سلمةَ زوجِ النبيِّ [ص: 106] صلى الله عليه وسلم-، فسألها عن ذلك؟ فقالت أُمُّ سلمة: وَلَدتْ سُبَيْعةُ الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر، فخطبها رجلان، أحدهما شاب، والآخر كَهْل، فحطَّتْ إلى الشابِّ، فقال الشيخ: لم تَحلِّي بعد، وكان أهلُها غَيَباً، ورجا إذا جاء أهلها أن يُؤثروه بها، فجاءت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: قد حَلَلْتِ فانكحي من شئت» . وفي رواية الترمذي نحو رواية مسلم، وقال فيها: «وضعت بعد وفاة زوجها بيسير» . وأخرج النسائي رواية مسلم، ورواية الموطأ، ورواية البخاري، وقال فيها: «قريباً من عشرين ليلة» . وله في أخرى قال أبو سلمةَ: «اختلف أبو هريرة، وابنُ عباس في المُتَوفَّي عنها زوجها إِذا وضعتْ حملَها، قال أبو هريرة: تَزوَّجُ، وقال ابن عباس: أبْعَدُ الأجلين، فبعثوا إلى أمِّ سلمة، فقالت: تُوفِّي زوجُ سُبيعةَ، فولدت بعد وفاة زوجها بخمسة عشر - نصفِ شهر - قالت: فخطبها رجلان، فَحطَّتْ بنفسها إلى أحدهما، فلما خَشُوا أن تَفْتَاتَ بنفسها، قالوا: إنكِ لا تَحلِّين، قالت: فانطلقتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: قد حَللْتِ، فانكحي إِذن مَن شئتِ» . وفي أخرى له قال أبو سلمة: «قيل لابن عباس في امرأة وضعتْ [ص: 107] بعد وفاة زوجها بعشرين ليلة: يَصْلُح لها أن تَزَوَّجَ؟ فقال: لا، إِلا آخرَ الأجلين، قلت: قال الله تبارك وتعالى: {وَأُولاتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] ؟ فقال: إِنما ذلك في الطلاق، فقال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي - يعني: أبا سلمةَ - فأرسل غلامَه كُرْيباً، فقال: ائتِ أمَّ سلمةَ، فَسَلْها: هل كان هذا سُنَّة من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فجاء، فقال: قالت: نعم، سُبَيْعَةُ الأسلميةُ وَضعتْ بعد وفاة زوجها بعشرين ليلة، فأمرها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن تزوَّجَ، فكان أبو السنابل فيمن يخطبها» . وفي أخرى له: «أن أبا هريرة، وابن عباس، وأبا سلمة تذاكروا [عِدَّة] المتوفى عنها تضع عند وفاة زوجها، فقال ابن عباس: تَعتَدُّ آخر الأجلين، وقال أبو سلمةَ: تَحِلُّ حين تضع، فقال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي، فأرسلوا إلى أُمِّ سلمةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: وضعتْ سُبيعةُ الأسلمية بعد وفاة زوجها بيسير، فَاسْتَفْتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمرها أن تتزوَّجَ» . وفي رواية له مختصراً، قالت: «وضعتْ سُبَيْعةُ بعد وفاة زوجها بأيام، فأمرها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن تزوَّجَ» (1) . [ص: 108] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نفست) بضم النون وفتحها: إذا وَلَدت، وبفتحها: إذا حاضت. (فحطت إلى الشاب) [أي: مالت إليه ونزلت بقلبها نحوه] (2) . (غَيَباً) الغيب بفتح الياء: جمع غائب.   (1) رواه البخاري 9 / 414 في الطلاق، باب {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} ، وفي تفسير سورة الطلاق، باب {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} ، ومسلم رقم (1485) في [ص: 108] الطلاق، باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها وغيرها بوضع الحمل، الموطأ 2 / 589 و 590 في الطلاق، باب عدة المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً، والترمذي رقم (1193) في الطلاق، باب في الحامل المتوفى عنها زوجها تضع، والنسائي 6 / 190 و 191 في الطلاق، عدة الحامل المتوفى عنها زوجها. (2) في الأصل بياض، وقد أثبتنا هذه الزيادة من " النهاية " للمصنف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (365) وأحمد (6/314) قال: حدثنا يزيد بن هارون والدارمي (2284) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وفي (2285) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/201) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي. قال: حدثنا عبد الوهاب. (ح) وحدثنا محمد ابن رمح. قال: أخبرنا الليث (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. قالا: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (1194) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (6/192) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي (6/193) قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك. خمستهم - مالك، ويزيد بن هارون، وسفيان، وعبد الوهاب الثقفي، والليث - عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، فذكره. (*) قال الليث في حديثه: فأرسلوا إلى أم سلمة ولم يسم كريبا. (*) في رواية سفيان: عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن كريب، عن أم سلمة، الحديث. دون القصة. * وأخرجه أحمد (6/289) قال: حدثنا هشيم بن بشير. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره بنحوه ليس فيه: عن كريب، ولا القصة التي في أول الحديث. (*) وأخرجه مالك الموطأ (364) وأحمد (6/311) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. قالا: حدثنا شعبة. وفي (6/319) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك والنسائي (6/191) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع. قال محمد: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك. كلاهما - مالك، وشعبة - عن عبد ربه بن سعيد بن قيس، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه قال: سئل عبد الله بن عباس وأبو هريرة، عن المرأة الحامل يتوفى عنها زوجها؟ فقال ابن عباس: آخر الأجلين. وقال أبو هريرة: إذا ولدت فقد حلت. فدخل أبو سلمة بن عبد الرحمن على أم سلمة، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألها عن ذلك؟ فقالت أم سلمة: ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر. فخطبها رجلان أحدهما شاب والآخر كهل، فحطت إلى الشاب. فقال الشيخ: لم تحلي بعد. وكان أهلها غيبا. ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها. فجاءت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: قد حللت فانكحي من شئت. (*) وأخرجه البخاري (6/193) قال: حدثنا سعد بن حفص. قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. والنسائي (6/1192) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن بزيع. قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي (6/193) قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان، عن محمد بن عمرو. وفي (6/193) أيضا قال: أخبرنا حسين بن منصور. قال: حدثنا جعفر بن عون. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: أخبرني سليمان بن يسار. ثلاثتهم - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو، وسليمان بن يسار - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. قال: جاء رجل إلى ابن عباس. وأبو هريرة جالس عنده. فقال: أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة. فقال ابن عباس: آخر الأجلين. قلت أنا: وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي، يعني أبا سلمة، فأرسل ابن عباس غلامة كريبا إلى أم سلمة يسألها.. الحديث. (*) رواية محمد بن عمرو: «عن أبي سلمة، عن كريب، عن أم سلمة» لم يذكر القصة التي في أول الحديث. (*) وأخرجه البخاري (7/73) قال: حدثنا يحيى بن بكير. والنسائي (6/193) قال: أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال: حدثني أبي. كلاهما - يحيى بن بكير، وشعيب بن الليث - عن الليث. قال: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته عن أمها أم سلمة، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن امرأة من أسلم يقال لها: سبيعة، كانت تحت زوجها، توفي عنها وهي حبلى، فخطبها أبو السنابل بن بعكك فأبت أن تنكحه.. الحديث. الحديث: 5956 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 104 5957 - (خ) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال: «جاء رجل إلى ابن عباس، وأبو هريرة جالس عنده، فقال: أفْتِني في امرأة ولدت بعد زوجها (1) بأربعين ليلة، فقال ابن عباس: آخر الأَجلين، وقلت أنا: {وَأُولاتُ الأحْمَال أَجَلُهنَّ أن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] قال أبو هريرة: وأنا مع ابن أخي - يعني: أبا سلمةَ- فأرسل ابن عباس غلامَه كريباً فسألها؟ فقالت: قُتِل زوجُ سُبيعةَ وهي حُبْلَى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فَخُطِبَتْ، فأنكحها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان أبو السنابل ابن بَعْكَك فيمن خطبها» . أخرجه البخاري (2) . [ص: 109] وأورده الحميديُّ في أفراد البخاري في مسند عائشة، وقال: أخرجه أبو مسعود الدمشقي في أفراد البخاري لعائشة من ترجمة يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة، قال الحميديُّ: ثم قال - يعني: أبا مسعود -: وأخرجه مسلم من حديث يحيى الأنصاري عن سليمان بن يسار عن أُمِّ سلمة، وذلك مذكور في مسند أمِّ سلمة في أفراد مسلم من ترجمة كريب عنها، قال الحميديُّ، وليس عندنا من كتاب البخاري إِلا كما أوردناه «فسألها» مُهملاً، ولم يذكر لها اسماً، ولعل أبا مسعود وجد ذلك في نسخة عن عائشة. قلت أنا: صدق الحميديُّ، ليس في كِتَاب البخاريِّ لها اسم مذكور، إِنما قال: «فأرسل غلامه كُريباً، فسأَلها» ، ولم يُسَمِّها، وما أظنّ أبا مسعود إِلا قد وَهِمَ في إضافة هذا الحديث إِلى عائشةَ، فإن الحديث باختلاف طرقه جميعها مرجوع إلى أُمِّ سلمة، وهذه الرواية التي أخرجها البخاريُّ من ترجمة يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قد أخرجها النسائيُّ. قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن بَزِيع، قال: حدثنا يزيد - وهو ابن زريع- قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمةَ بنُ عبد الرحمن، قال: «قيل لابن عباس في امرأة وضعت ... » وذكر الحديث. وقد تقدَّم ذِكْره في جملة روايات النسائي في حديث أُمِّ سلمة، إلا أنه قال فيها: «عشرين ليلة» ، بدل «أَربعين» ، والباقي مثله، وهذا مما يدل على أن قول البخاريِّ: «فأرسل [ص: 110] ابنُ عباس كُرَيْباً فسألها» يريد: أُمَّ سلمةَ، لا عائشةَ، والله أعلم. وحينئذ يكون هذا الحديث من جملة روايات الذي قبله، وإن صح ما حكاه أَبو مسعود فيكون مفرداً برأسه، وحيث أَفرده الحميديُّ اتَّبعناه في إفراده.   (1) أي: بعد وفاة زوجها، كما هو ظاهر، وهو كذلك في بعض النسخ الخطية. (2) 8 / 500 و 501 في تفسير سورة الطلاق، باب {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4909) حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى فأخبرني أبو سلمة فذكره. الحديث: 5957 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 108 5958 - (س) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال: «بينما أنا وأبو هريرة عند ابن عباس، إِذْ جاءتْه امرأة، فقالت: توفِّي عنها زوجُها وهي حامل، فولدتْ لأدْنى من أربعة أشهر من يوم مات، فقال ابنُ عباس: آخر الأجلين، فقال أَبو سلمة: أَخبرني رجل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أن سُبيعةَ الأسلميةَ جاءتْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: تُوفي زوجُها وهي حامل، فولدت لأدْنى من أربعة أَشهر، فأمرها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن تزوَّجَ، قال أبو هريرة: وأنا أَشهد على ذلك» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 194 في الطلاق، باب عدة الحامل المتوفى عنها زوجها، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/194) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا عبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج قال أخبرني داود بن أبي عاصم أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره فذكره. الحديث: 5958 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 110 5959 - (خ ط س) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - «أن سبيعة الأسلمية نُفِست بعد وفاة زوجها بليال، فجاءت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، واسْتَأْذَنَته أن تَنْكحَ، فَأذِن لها، فنكحت» . أخرجه البخاري، والموطأ، والنسائي. وللنسائي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمر سبيعةَ أن تنكح إذا تَعَلّت من نفاسها» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 417 في الطلاق، باب {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} ، والموطأ 2 / 590 في الطلاق، باب عدة المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً، والنسائي 6 / 190 في الطلاق، باب عدة الحامل المتوفى عنها زوجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في موطئه صفحة (364) وأحمد (4/327) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنا إسحاق، يعني ابن الطباع، قال: أخبرني مالك. وفي (4/327) قال: حدثنا حماد بن أسامة. والبخاري (7/73) قال: حدثنا يحيى بن قزعة، قال: حدثنا مالك. وابن ماجه (2029) قال: حدثنا نصر بن علي، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا عبد الله بن داود. والنسائي (6/190) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، قالا: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك. (ح) وأخبرنا نصر بن علي بن نصر، عن عبد الله بن داود. ثلاثتهم - مالك بن أنس، وحماد بن أسامة، وعبد الله بن داود - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/327) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عاصم بن عمر، عن المسور بن مخرمة، قال: وضعت سبيعة.. فذكر الحديث. الحديث: 5959 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 110 5960 - (ت س) أبو السنابل [عمرو بن بعكك]- رضي الله عنه - قال: «وضعتْ سبيعةُ بعد وفاة زوجها بثلاثة وعشرين - أو خمسة وعشرين - يوماً، فلما تعلّت تَشَوَّفَتْ للنكاح، فأُنْكِر ذلك عليها، فذُكر ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِن تفعل فقد حَلَّ أَجلُها» . أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي قال: «وضعت سبيعةُ حملها بعد وفاة زوجها بثلاثة وعشرين - أو خمسة وعشرين - ليلة، فلما تعلَّت تشوَّفَتْ للأَزواج، فَعِيبَ ذلك عليها، فَذُكِرَ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: وما يمنعها؟ فقد انقضى أجلُها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تعلَّتْ) المرأة من نفاسها: إذا ارتفعت منه وطهرت من دمها، وجاء في كتاب الخطابي " تعالَّت " وهما بمعنى. (تشوَّفتْ) تَشَوَّفْتُ إلى الشيء: إذا مِلْتَ إليه، ورغبت فيه.   (1) رواه الترمذي رقم (1193) في الطلاق، باب ما جاء في الحامل المتوفى عنها زوجها تضع، والنسائي 6 / 190 في الطلاق، باب عدة الحامل المتوفى عنها زوجها، وفي الباب عن أم سلمة، وهو حديث صحيح، قال الترمذي: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: أن الحامل المتوفى عنها زوجها إذا وضعت فقد حل لها التزويج وإن لم تكن انقضت عدتها، قال الحافظ ابن حجر: وقد قال جمهور العلماء من السلف، وأئمة الفتوى في الأمصار: أن الحامل إذا مات عنها زوجها تحل بوضع الحمل وتنقضي عدة الوفاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/304) قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي. قال: حدثنا منصور والأعمش. وفي (4/305) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا شيبان، عن منصور. (ح) وعفان. قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا منصور. والدارمي (2286) قال: أخبرنا بشر بن عمر الزهراني. قال: حدثنا أبو الأحوص. قال: حدثنا منصور. وابن ماجه (2027) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور. والترمذي (1193) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا شيبان، عن منصور. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان، عن منصور. والنسائي (6/190) قال: أخبرني محمد بن قدامة. قال: أخبرني جرير، عن منصور. كلاهما - منصور، والأعمش - عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. (*) قال الترمذي: حديث أبي السنابل حديث مشهور من هذا الوجه. ولا نعرف للأسود سماعا من أبي السنابل. وسمعت محمدا، يعني البخاري، يقول: لا أعرف أن أبا السنابل عاش بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 5960 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 111 5961 - (خ م د س) سبيعة الأسلمية - رضي الله عنها - أخرجه البخاريُّ بالإِسناد مختصراً عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبيه: «أنه كتب إلى ابن أرْقَم أن يسألَ سبيعةَ الأسلمية: كيف أفْتاها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: أفتاني إذا وضعتُ أن أَنكح» . وأخرجه تعليقاً عن عبيد الله أيضاً «أن أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها، وعمَّا قال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين اسْتَفْتَتْه؟ فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عتبةَ يُخبره أن سبيعة بنت الحارث أخبرته: أنها كانت تحت سعد بن خولة - وهو من بني عامر بن لُؤيّ، وكان مِمَّن شهد بدراً - فَتُوُفّيَ عنها في حَجة الوَدَاع وهي حامل، فلم تَنْشَبْ أن وضعتْ حملها بعد وفاته، فلما تَعلّت من نفاسها تَجَمَّلَتْ للخُطَّاب، فدخل عليها أبو السنابل بن بَعْكَك - رجل من بني عبد الدار - فقال لها: ما لي أراكِ تجمَّلتِ للخطَّابِ تَرْجين النكاح؟ وإنك والله ما أنتِ بناكح حتى يمرَّ عليك أربعةُ أشهر وعشْر، قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جَمَعْتُ عليَّ ثيابي حين أمْسَيْتُ، وأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسألته عن ذلك؟ فأفتاني بأني قد حَلَلْتُ حين وضعتُ حملي، وأَمرني بالتزويج إن بَدَا لي» . [ص: 113] وأخرجه مسلم بالإسناد عن عبيد الله، وذكر مثله، وزاد «قال ابن شهاب: ولا أرى بأساً أن تتزوَّج حين وَضَعت وإن كانت في دمها، غيرَ أنَّه لا يقربُها زوجُها حتى تطهرَ» . وأخرج أبو داود الرواية بطولها وزيادة مسلم. وأخرج النسائي الرواية بطولها، ولم يذكر زيادة مسلم. وفي أخرى للنسائي عن عبيد الله [بن عبد الله] : أن زُفَر بن أوْس بن الحَدثَان النَّصْريَّ حدَّثه: «أن أبا السَّنابل بن بَعْكَك بن السبّاق قال لسُبَيعةَ الأسلمية: لا تَحِلِّين حتى يمرَّ عليك أربعةُ أشهر وَعشْر: أقْصى الأجلين، فأتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسألتْه عن ذلك؟ فزعمتْ أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَفْتَاها أنْ تَنْكح إِذا وضعتْ حملها، وكانت حُبلى في تسعة أشهر حين توفِّي زوجُها، وكانت تحت سعد بن خَوْلة، فتُوفّيَ في حجة الوداع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فنكحتْ فَتى من قومها حين وضعتْ ما في بطنها» . وله في أخرى نحو الرواية بطولها (1) . [ص: 114] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم ينْشَب) أن فَعَل كذا، أي: لم يلبث.   (1) رواه البخاري 9 / 415 في الطلاق، باب {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} ، وأخرجه تعليقاً 7 / 240 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وقد وصله مسلم رقم (1484) في الطلاق، باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها وغيرها بوضع الحمل، وأبو داود رقم (2306) في الطلاق، باب عدة الحامل، والنسائي 6 / 194 - 196 في الطلاق، باب عدة المتوفى عنها زوجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (4/200) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قال حرملة: حدثنا. وقال أبو الطاهر: أخبرنا ابن وهب. قال: حدثني يونس بن يزيد. وأبو داود (2306) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: أخبرنا بن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي (6/194) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (6/196) . (*) وأخرجه أحمد (6/432) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي. عن ابن إسحاق. قال: حدثني الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه. قال: كتبت إلى عبد الله بن الأرقم أمره أن يدخل على سبيعة الأسلمية فيسألها عن شأنها، قال: فدخل عليها، فذكر الحديث. (*) وأخرجه البخاري (7/73) قال: حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، عن يزيد، أن ابن شهاب كتب إليه، أن عبيد الله بن عبد الله أخبره، عن أبيه، أنه كتب إلى ابن الأرقم، أن يسأل سبيعة الأسلمية كيف أفتاها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: أفتاني إذا وضعت أن أنكح. (*) وأخرجه النسائي (6/195) قال: أخبرنا محمد بن وهب. قال: حدثنا محمد بن سلمة. قال: حدثني أبو عبد الرحيم. قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن مسلم الزهري. قال: كتب إليه يذكر أن عبيد الله بن عبد الله حدثه أن زفر بن أوس بن الحدثان النصري حدثه، أخبرنا كثير ابن عبيد. قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. كلاهما - يونس، والزبيدي - عن ابن شهاب الزهري. قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فذكره. (*) اليس في رواية الزبيدي أن عمر كتب إلى عبد الله بذلك. (*) وأخرجه أحمد (6/432) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته.. فذكره. (*) وأخرجه أحمد (6/432) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد قال: حدثنا رباح، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: إن عبد الله بن عتبة كتب إلى عبد الله بن الأرقم يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فزعمت أنها كانت تحت سعد بن خولة فذكر معناه أن أبا السنابل بن بعكك بن السباق قال لسبيعة الأسلمية: لا تحلين حتى يمر عليك أربعة أشهر وعشر، أقصى الأجلين، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسألته عن ذلك، فزعمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أفتاها أن تنكح إذا وضعت حملها، وكانت حبلى في تسعة أشهر حين توفي زوجها وكانت تحت سعد بن خولة، فتوفي في حجة الوداع مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنكحت فتى من قومها حين وضعت ما فيها بطنها. الحديث: 5961 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 112 5962 - (خ د س) محمد بن سيرين - رحمه الله - (1) قال: جلستُ إلى مجلس فيه عُظْمٌ من الأنصار، وفيهم عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان أصحابُهُ يُعَظِّمونه، فذكرتُ حديثَ عبد الله بن عتبة في شأن سُبيعةَ بنتِ الحارث، فقال عبد الرحمن: لكنَّ عمَّه كان لا يقول ذلك، فقلت: إني لَجريء إنْ كذبتُ على رجل في جانب الكوفة - يعني: عبد الله بن عتبة - ورفع صوته، قال: ثم خرجتُ فَلَقِيتُ مالك بن عامر [أو: مالك بن عوف] ، فقلت: كيف كان قول عبد الله بن مسعود في المتوفَّى عنها زوجها وهي حامل؟ فقال: قال ابن مسعود: أَتجعلون عليها التَّغْليظَ، ولا تجعلون لها الرخصة؟ لَنَزلتْ سورةُ النساء القُصْرَى بعد الطُّولى {وَأُولاتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنّ} [الطلاق: 4] . وفي أخرى قال: كنت في حَلْقة فيها عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان أصحابُه يُعظِّمونه، فذكر آخر الأجلين، فحدَّثتُ حديثَ سبيعة بنت الحارث عن عبد الله بن عتبة، فَضَمَّزَ لي بعضُ أصحابه، قال محمد (2) : فَفَطَنْتُ [ص: 115] له، فقلت: إني لجريء إِنْ كذبتُ على عبد الله بن عتبة، وهو في ناحية الكوفة، فاسْتَحيا، وقال: لكنَّ عمَّه لم يقل ذلك، فلقيتُ أبا عطية مالك بن عامر، فسألته؟ فذهب يُحدّثني حديث سبيعة الأسلمية، فقلت: هل سمعت عن عبد الله فيها شيئاً؟ فقال: كنا عند عبد الله، فقال: أَتجعلون عليها التغليظ، ولا تجعلون لها الرخصة؟ لنزلت سورة النساء القُصرى بعد الطولى {وَأُولات الأحمالِ أجلُهُنّ أن يضعن حملَهنّ} أخرجه البخاريُّ. وفي رواية النسائي قال: «كنتُ جالساً في ناس بالكوفة في مجلس للأنصار عظيم، فيهم عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكروا شأن سبيعةَ، فذكرتُ عن عبد الله بن عتبة بن مسعود في معنى قول ابن عون: حتى تَضع، قال ابن أبي ليلى: لكنَّ عمَّه لا يقول ذلك، قال: فرفعتُ صوتي، وقلتُ: إني لجريء أنْ أكذبَ على عبد الله بن عتبة، وهو في ناحية الكوفة، قال: فَلَقِيتُ مالكاً، قلت: كيف كان ابن مسعود يقول في شأن سبيعة؟ قال: قال: تجعلون عليها التغليظ، ولا تجعلون لها الرخصة؟! لأُنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى» . وله في أخرى عن علقمة بن قيس: أَن ابن مسعود قال: «مَن شاء لاعَنْتُه، ما نزلت {وأُولاتُ الأحمال أجلُهُنّ أن يضعن حملَهن} إلا بعد آية المتوفَّى عنها زوجُها، إذا وضعت المتوفَّى عنها زوجُها، فقد حلَّت» . [ص: 116] وله في أخرى عن عبد الله: «أن سورة النساء القصرى نزلت بعد البقرة» . وفي رواية أبي داود مختصراً قال: «من شاء لاعَنْتُه، لأُنْزِلتْ سورة النساء القصرى بعد الأربعة أَشهر وعشراً» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُظُم الأنصار) أي: جماعة كثيرة منهم، يقال: دخل في عُظم الناس، أي: معظمهم. (لجريء) الجُرْأَة: الإقدام على الشيء. (سورة النساء القصرى) القصرى: هي سورة الطلاق، و «الطولى» سورة البقرة لأن عدة المتوفَّى عنها زوجها في البقرة {أربعة أشهر وعشراً} ، وفي سورة الطلاق [وضع] الحمل بقوله: {وأُولات الأحمال أجلهنّ أن يضعْن حملهنّ} [الطلاق: 4] . (فضَمَّزَ لي) قد اختلف في ضبط هذه اللفظة، فقيل: هي بالضاد المعجمة [ص: 117] والزاي، وقيل: بالراء، وقيل: بالنون، والأول أشبهها، يقال: ضَمَز: إذا سكت، وضَمَّزَ غيره: أسْكتَه هو. (من شاء لاعنته) أراد بقوله من شاء لاعنته، أي: جعلتُ لعنةَ الله على أحدنا إن أخطأ في القول الذي نذهب إليه.   (1) كذا في الأصل وفي نسخ البخاري المطبوعة: محمد بن سيرين، وفي المطبوع: من جامع الأصول أبو سلمة بن عبد الرحمن، وهو خطأ. (2) هو محمد بن سيرين. (3) رواه البخاري 8 / 145 و 501 في تفسير سورة البقرة، باب {والذي يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً} ، وفي تفسير سورة الطلاق، باب {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} ، والنسائي 6 / 196 و 197 في الطلاق باب عدة الحامل المتوفى عنها زوجها، وأبو داود رقم (2307) في الطلاق، باب عدة الحامل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4532) حدثنا حبان حدثنا عبد الله أخبرنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين فذكره. وأخرجه النسائي (6/196) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد قال: حدثنا ابن عون عن محمد فذكره وأخرجه أبو داود (7/238) حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء، قال عثمان: حدثنا وقال ابن العلاء: أخبرنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق. عن عبد الله فذكره. الحديث: 5962 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 114 5963 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله - «أن عبد الله بن عمر سئل عن المرأة يُتَوَفَّى عنها زوجُها وهي حامل؟ فقال: إذا وضعت فقد حَلَّتْ، فأخبره رجل كان عنده: أن عمر قال: لو وَلَدتْ وزوجُها على السرير لم يُدْفَن بعدُ: حلّت» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 589 في الطلاق، باب عدة المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/284) عن نافع عن ابن عمر فذكره. الحديث: 5963 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 117 5964 - (د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: «لا تُلَبِّسُوا علينا سُنَّةَ نبينا (1) عِدَّةُ المتوفَّى عنها أربعة أشهر وعشر - يعني: في أُمّ الولد» . أَخرجه أبو داود (2) . [ص: 118] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا تُلَبِّسُوا) التَّلْبيس: التَّخليط والتَّشكيك.   (1) في بعض نسخ أبي داود المطبوعة: لا تلبسو علينا سنة، وفي بعضها: لا تلبسوا علينا سنته، وفي بعضها: لا تلبسوا علينا السنة، وفي " مختصر سنن أبي داود " للمنذري: لا تلبسوا علينا سنة نبينا، كما في أصلنا، قال ابن القيم: قال الدارقطني: الصواب: لا تلبسوا علينا، موقوف يعني: لم يذكر فيه: سنة نبينا. (2) رقم (2308) في الطلاق، باب في عدة أم الولد، وفي إسناده مطر بن طهمان الوراق أبو رجاء السلمي وهو كثير الخطأ، وقال الإمام أحمد: هذا حديث منكر. وقد اختلف الفقهاء في عدتها، فالصحيح أنه حيضة، وهو المشهور عن أحمد، وهو قول ابن عمر، وعثمان، وعائشة، وإليه ذهب مالك، والشافعي، وأبو ثور، وغيرهم، وعن أحمد رواية أخرى: تعتد أربعة [ص: 118] أشهر وعشراً، كما في حديث الباب، وفيه ضعف كما رأيت، وهو قول سعيد بن المسيب، وابن سيرين، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وخلاس بن عمرو، وعمر بن عبد العزيز، والزهري، والأوزاعي، وإسحاق، وعن أحمد رواية ثالثة: تعتد شهرين وخمسة أيام، حكاها أبو الخطاب، وهي رواية منكرة عنه، قال أبو محمد المقدسي: ولا أظنها صحيحة، وقال أبو حنيفة وأصحابه: عدتها ثلاث حيض، ويروى ذلك عن علي وابن مسعود، وهو قول عطاء، وإبراهيم النخعي، والثوري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2308) حدثنا قتيبة بن سعيد أن محمد بن جعفر حدثهم (ح) وحدثنا ابن المثنى ثنا عبد الأعلى عن سعيد عن مطر عن رجاء بن حيوة عن قبيصة بن ذؤيب عن عمرو بن العاص. وفي إسناده مطر بن طهمان الوراق أبو رجاء السلمي وهو كثير الخطأ وقال الإمام أحمد هذا حديث منكر. الحديث: 5964 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 117 5965 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله - أن ابن عمر كان يقول: «عِدَّة أُمّ الولد إِذا تُوفِّي عنها سيدها: حيضة» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 593 في الطلاق، باب في عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها، وإسناده صحيح، قال مالك: وهو الأمر عندنا، قال: وإن لم تكن ممن تحيض فعدتها ثلاثة أشهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/289) عن نافع عن ابن عمر. الحديث: 5965 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 118 الفصل الثالث: في الاستبراء [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاستبراء) اختبار الأمة بحيضة قبل الوطء، وهو طلب البراءة من حمل ربما يكون معها. 5966 - (م د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[يوم حنين] بعث جيشاً إلى أوطاس، فلقي عدوّاً، [ص: 119] فقاتلوهم، فظهروا عليهم، فأصابوا لهم سَبَايا، فكأنَّ ناساً من أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تَحَرَّجوا من غِشْيانهنّ من أجل أزواجهنّ من المشركين، فأنزل الله - عز وجل - في ذلك {والمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إلاَّ مَا مَلَكَتْ أيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] أَي: فهنَّ لكم حلال إذا انقضت عدَّتهن» . وفي رواية بمعناه، غير أنه قال: «إلا ما ملكت أيمانكم منهنَّ فحلال لكم» ، ولم يذكر: «إذا انقضت عدتهن» . وفي أخرى قال: «أَصابوا سَبَايا من أَوطاس (1) لهنَّ أزواج، فتحرَّجوا، فأُنزلت هذه الآية: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي: قال: «أَصَبْنا سَبايا يوم أوطاس ولَهُنَّ أزواج في قومِهِنَّ، فذكروا ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فنزلت: {والمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] » . وأخرج أبو داود، والنسائي الأولى. ولأبي داود عن أبي سعيد - ورفعه -: أنه قال في سبايا أوطاس: «لا توطَأ حامل حتى تضعَ، ولا غيرُ ذات حمل حتى تحيضَ حيضة» (2) . [ص: 120] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَبَايا) السبايا جمع سَبِيَّة، وهي المرأة تُسَبْى، أي: تُؤسَر. (تحرّجوا) تحرَّجت من فِعل الشيء، أي: تجنَّبتُه، وهو من الحرج: الإثم. (غِشيانهنَّ) الغشيان: إتيانُ النساء ومجامعتُهن. (المحصنات) جمع محصنة، وهي المرأة التي أحصنها زوجها، وحَصُنت المرأة تَحْصُن: إذا عَفَّتْ عن الرِّيبة.   (1) وفي نسخ مسلم المطبوعة: يوم أوطاس. (2) رواه مسلم رقم (1456) في الرضاع، باب جواز وطء المسبية بعد الاستبراء، والترمذي رقم (1132) في النكاح، باب ما جاء في الرجل يسبي الأمة ولها زوج هل يحل له أن يطأها، وأبو داود رقم (2155) و (2157) في النكاح، باب في وطء السبايا، والنسائي 6 / 110 في النكاح، باب تأويل قول الله عز وجل: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/84) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. وفيه (3/84) أيضا قال: حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا همام ومسلم (4/170) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد. وفي (4/171) قال: وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد يعني ابن الحارث، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (2155) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد. والترمذي (1132، 3016) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا حبان بن هلال، قال: حدثنا همام بن يحيى. والنسائي (6/110) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4434) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي عروبة. ثلاثتهم - همام، وسعيد، وشعبة - عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن أبي علقمة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (3/72) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن عثمان عن النبي ومسلم (4/171) قال: وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة (ح) وحدثني يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد يعني ابن الحارث، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. والترمذي (1132) (3017) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا عثمان البتي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4077) عن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن معاوية بن هشام، عن سفيان وهو الثوري، عن عثمان البتي. (ح) وعن يحيى بن حكيم، عن غندر، عن شعبة، عن عثمان البتي. كلاهما - عثمان، وقتادة - عن أبي الخليل، عن أبي سعيد، فذكره. ليس فيه أبو علقمة. الحديث: 5966 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 118 5967 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن بيع المغانم حتى تُقْسَم، وعن الحَبَالَى أن يوطَأنَ، حتى يضعنَ ما في بطونهن، وعن لحم كل ذي ناب من السباع» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 301 في البيوع، باب بيع المغانم قبل أن تقسم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/301) أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم عن يحيى بن سعيد بن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فذكره. الحديث: 5967 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 120 5968 - (ت) العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن تُوطَأ السبايا حتى يَضَعْنَ ما في بطونهنّ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1564) في السير، باب ما جاء في كراهية وطء الحبالى من السبايا، وهو حديث حسن بشواهده، منها الذي قبله والذي بعده، وقال الترمذي: وفي الباب عن رويفع، وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/127) والترمذي (1474) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وغير واحد. وفي (1564) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى - قالا: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا وهب بن خالد الحمصي، قال: حدثتني أم حبيبة بنت العرباض بن سارية، فذكرته. الحديث: 5968 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 120 5969 - (د ت) رُوَيفع بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه - قال حَنَش الصَّنْعاني: قام رُوَيْفِع فينا خطيباً، فقال: «أَمَا إني لا أقول لكم [ص: 121] إلا ما سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول يوم حنين، قال: لا يَحِلُّ لامْرِئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أَن يسقيَ ماءه زرعَ غَيره - يعني: إتيانَ الحبالى -، ولا يَحِلُّ لامْرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأَة من سَبْي حتى يَسْتَبْرِئَها، ولا يحلُّ لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يَبِيعَ مَغْنَماً حتى يُقْسَمَ» . وفي رواية (1) بهذا الحديث قال: «حتى يستبرئها بحيضة» ، زاد فيه: «بحيضة» ، وهو وهم من أبي معاوية (2) ، وهو صحيح في حديث أبي سعيد (3) «ومن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركبُ دابّة من فَيْءِ المسلمين حتى إِذا أَعْجَفَهَا رَدَّها فيه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يَلْبَسْ ثوباً من فَيْءِ المسلمينَ حتى إِذا أَخْلقه ردَّه فيه» . قال أبو داود: «يستبرئها بحيضة» ليس بمحفوظ، وهو وهم من أَبي معاوية (4) ، أخرجه أبو داود. وأخرج الترمذي منه طَرَفاً أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقِ ماءه زرع غيره» (5) . [ص: 122] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَيء) الفيئ: هو ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار بغير قتال. (أعْجَفَها) أعجف الدابة: إذا هزلها، والعَجْفُ: الهُزال.   (1) هذه الرواية لأبي داود. (2) هو أبو معاوية الضرير واسمه محمد بن خازم الكوفي، وقد عمي وهو صغير، وهو أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره. (3) في المطبوع: في حديث أبي مسعود، وهو خطأ، وحديث أبي سعيد رواه أحمد وأبو داود والحاكم عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبايا أوطاس: " لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة "، قال الحافظ في " التلخيص "، وإسناده حسن. (4) يعني أبا معاوية الضرير. (5) رواه أبو داود رقم (2158) و (2159) في النكاح، باب في وطء السبايا، والترمذي رقم (1131) في النكاح، باب ما جاء في الرجل يشتري الجارية وهي حامل، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وأبو داود في النكاح (45: 4) عن النفيلي، عن محمد بن سلمة و (45: 5) عن سعيد بن منصور، عن أبي معاوية. كلاهما عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق، عن حنش الصنعاني، عن رويفع ابن ثابت الأنصاري وفي الجهاد (141) عن سعيد بن منصور وعثمان بن أبي شيبة. كلاهما - عن أبي معاوية بقصة الدابة وقصة الثوب، ولم يذكر أول الحديث والترمذي في النكاح (34) عن عمر بن حفص الشيباني البصري، عن ابن وهب، عن يحيى بن أيوب عن ربيعة بن سليم، عن بسر بن عبيد الله عن رويفع بن ثابت الأنصاري وقال: حسن. الأشراف (3/174) . الحديث: 5969 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 120 5970 - (م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نظر في بعض أَسْفَارِه إلى امرأَة مُجِحٍّ بباب فُسطاط، فسأل عنها؟ فقالوا: هذه أَمَة لفلان، فقال: لعله يُريد أَن يُلِمَّ بها؟ فقالوا: نعم يا رسول الله، فقال: لقد هَمَمْتُ أن أَلْعَنَهُ لَعناً يدخل معه قبرَه، كيف يُوَرِّثُه وهو لا يَحلّ له؟ أو كيف يستخدمه وهو لا يحلّ له؟» أخرجه مسلم، وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُجَحٍّ) أجَحَّت المرأة فهي مُجِحٌّ: إذا حملت ودنا وقت ولادها. (فُسطاط) الفُسْطاط: الخيمة الكبيرة. (ألَمَّ بها) يُلِمُّ: إذا قاربها، والمرد به هاهنا: الجماع. (يورِّثُه ويستخدمه) الضمير في يورِّثه ويستخدمه راجع إلى الولد الذي في بطنها، والمعنى: أن أمرها مشكل، إن كان ولده: لم يحل له استعباده، وإن كان ولد غيره: لم يحلَّ له توريثه.   (1) رواه مسلم رقم (1441) في النكاح، باب تحريم وطء الحامل المسبية، وأبو داود رقم (2156) في النكاح، باب في وطء السبايا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم في النكاح (23:1) عن أبي موسى، عن غندر و (23:2) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون (23:2) عن بندار، عن أبي داود الطيالسي وأبو داود فيه النكاح (45:2) عن النفيلي، عن مسكين بن بكير. أربعتهم عن شعبة، عن يزيد بن حمير، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن نفير، عن أبيه عن أبي الدرداء. الأشراف (8/219) . الحديث: 5970 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 122 5971 - () عبد الرحمن بن جبير بن نفير - رحمه الله - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ في بعضِ غَزَوَاتِه على قوم يَتغذَّوْن، فدعاه رجل منهم، فجاءه، فرأى امرأة تخدُمهم ضخمةَ البطن، فقال: ما هذه؟ قالوا: جارية اشتراها فلان من السَّبْي، قال: وهل يطؤها؟ قالوا: نعم، قال: وكيف يَرِقُّه وقد غذا في سمعه وبصره؟ أم كيف يُوَرِّثُه، وليس منه؟ لقد هممتُ أن أَلْعَنَه لعناً يدخل معه القبرَ، قال: فأعتق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ولدَها» . وفي رواية: جعل الخطاب له بالكاف، أي «أَلعَنَكَ لعناً يدخل معكَ القبر» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وإسناده معضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده معضل. الحديث: 5971 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 123 5972 - () مالك بن أنس - رحمه الله - قال: «بلغني أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يأمر باستبراءِ الإماء بحيضة إن كانت ممن تحيض، وثلاثة أشهر إن كانت ممن لا تحيض، وينهى عن سقي ماءِ الغير» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وإسناده معضل، ولم نره في المرفوع هكذا، وإنما روى مالك عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد أنه كان يقول: عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها حيضة، قال مالك: وهو الأمر عندنا، قال: وإن لم تكن ممن تحيض فعدتها ثلاثة أشهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده معضل: وقد روى مالك عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد أنه كان يقول: عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها حيضة قال مالك: وهو الأمر عندنا، وقال: وإن لم تكن ممن تحيض فعدتها ثلاثة أشهر. الحديث: 5972 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 123 5973 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «لا تُوطأ حامل حتى تضعَ، وأما الحرائر: فقد مَضت السُّنَّةُ فيهن بأن يُؤمَرْنَ بالعِدَّة» . [ص: 124] أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 5973 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 123 5974 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إذا وُهِبَت الوليدة التي توطَأ، أَو بِيعَتْ، أَو أُعْتِقَتْ: فَلْتَسْتَبْرِئ رَحِمَها بحيضة، ولا تَستَبرأُ العَذْرَاءُ» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكر البخاري تعليقاً 4 / 351 في البيوع، باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها، قال الحافظ في " الفتح ": أما قوله الأول، فوصله ابن أبي شيبة من طريق عبد الله عن نافع عنه، وأما قوله: ولا تستبرأ العذراء، فوصله عبد الرزاق من طريق أيوب عن نافع عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (4/351) في البيوع، باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها. قال الحافظ في الفتح: أما قوله الأول، فوصله ابن أبي شيبة من طريق عبد الله عن نافع عنه، وأما قوله:لا تستبرأ العذراء، فوصله عبد الرزاق من طريق أيوب عن نافع عنه. الحديث: 5974 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 124 الباب الثاني: في أحكام المعتدَّات، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في السكنى والنفقة ، وفيه فرعان الفرع الأول: في المطلقة 5975 - (خ م ط د) عائشة - رضي الله عنها - قال يحيى بن سعيد: إنه سمع القاسم بن محمد، وسليمان بن يسار يذكران: «أن يحيى بن سعيد بن العاص طلّق بنت عبد الرحمن بن الحكم، فَانْتَقَلها عبد الرحمن، فأرسلت عائشةُ أُمُّ المؤمنين إلى مَروَان - وهو أميرُ المدينة - اتَّقِ الله، وَارْدُدْها إلى بيتها، قال مروان - في حديث سليمان -: إن عبد الرحمن غلبني - وقال في حديث القاسم -: أوَمَا بَلغكِ شَأنُ فاطمةَ بنتِ قيس؟ قالت: لا يضرُّكَ أن لا تذكر حديث فاطمة، فقال مروان: إن كان بِكِ شرّ فَحَسبكِ ما بين هذين من الشر» . [ص: 126] قال البخاري: وزاد ابن أبي الزِّناد عن هشام عن أبيه قال: عابَتْ عائشةُ ذلك أشدَّ العيب، وقالت: إن فاطمةَ كانت في مكان وَحْش، فخيفَ على ناحيتها، فأرخَص لها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية عن عروة قال: «تزوجَ يحيى بنُ سعيد بن العاص بنتَ عبد الرحمن بن الحكم، فأخرجها من عنده، فَعَاب ذلك عليهم عروةُ، فقالوا: إنَّ فاطمة قد خرجت، قال عروةُ: فأتيتُ عائشةَ وأخبرتُها بذلك، فقالت: ما لفاطمةَ خير في أنْ تَذْكُرَ هذا الحديث» . وفي أخرى: أن عائشةَ قالت: «ما لفاطمة؟ أَلا تَتَّقي الله في قولها: لا سُكنى، ولا نَفَقَة» . وفي أخرى «أن عروةَ قال لعائشة: ألم تَرَيْ إلى فُلانةَ بنتِ الحَكم، طلّقها زوجُها أَلبَتَّةَ فخرجت؟ فقالت: بئسما صنعتْ، فقال: أَلم تسمعي إلى قول فاطمةَ؟ فقالت: أما إنه لا خيرَ لها في ذِكْر ذلك» . وفي أخرى أيضاً: أنها قالت: «ما لفاطمةَ خير أن تَذْكُرَ هذا - يعني قولها: لا سكنى، ولا نفقة» . أخرج البخاري الروايات جميعَها إلا الآخرة. وأخرج مسلم الآخرةَ، والتي قبلها، والثانية. وأخرج الموطأ الرواية الأولى إِلى قوله: «ما بين هذين من الشر» . [ص: 127] وأخرج أبو داود الرواية الأولى بالزيادة. وله في أخرى عن عروةَ: «أنه قيل لعائشة: أَلم تَرَيْ إلى قول فاطمة؟ قالت: أما إنه لا خير لها في ذِكْرِ ذلك» . وفي أخرى عن سليمان بن يسار - في خروج فاطمة - قال: «إنما كان ذلك من سُوءِ الخُلُق» . وفي رواية عن عروة قال: «لقد عابت ذلك عائشةُ أشدَّ العيب - يعني حديثَ فاطمةَ بنتِ قيس - وقالت: إن فاطمةَ كانت في مكان وَحْش، فَخِيف على ناحيتها، فلذلك أرخصَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لها» . وزاد في أُخرى «لأنه كان خَشِيَ عليها في مسكن زوجها: أنْ يُقْتَحَمَ عليها، أو تَبْذُوَ على أهلها بفاحشة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مكان وَحْش) وبلد وحش، وأرض وحشة، أي: قفر لا أنيس فيه. (ناحيتها) الناحية: المكان المنفرد، وناحية الإنسان: مكانه، وقد يعبَّر [ص: 128] به عنه، تقول: خفت على ناحيته، أي: خفت عليه. (تَبذو) بذاء لسانها، أي فُحش قولها، ورَداءَته.   (1) رواه البخاري 9 / 421 و 422 في الطلاق، باب قصة فاطمة بنت قيس، وباب المطلقة إذا خشي عليها في مسكن زوجها أن يقتحم عليها، ومسلم رقم (1481) و (1482) في الطلاق، باب المطلقة لا نفقة لها، والموطأ 2 / 579 في الطلاق، باب ما جاء في عدة المرأة في بيتها، وأبو داود رقم (2292) و (2293) و (2294) و (2295) في الطلاق، باب من أنكر النفقة على فاطمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (4/200) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، قال: حدثني أبي فذكره. (*) وأخرجه البخاري (7/75) قال: حدثني حبان. قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عروة، أن عائشة أنكرت ذلك على فاطمة. وأخرجه أبو داود (2293) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، أنه قيل لعائشة: ألم تري إلى قول فاطمة؟ قالت: أما إنه لا خير لها في ذكر ذلك. الحديث: 5975 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 125 5976 - (م ط د ت س) فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها - قال أبو سلمة بن عبد الرحمن عنها: «إن أبا عمرو بن حفص طلَّقها أَلبَتَّةَ وهو غائب فأرسل إِليها وَكِيلُه بشعير، فَسَخِطَتْهُ، فقال: والله مالكِ علينا من شيء، فجاءت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتْ ذلك له، فقال: ليس لكِ عليه نفقة، فأمرها أن تعتدَّ في بيت أم شَريك، ثم قال: تلك امرأة يَغْشَاها أصحابي، اعْتَدِّي عند ابن أُمّ مكتوم، فإنه رجل أعمى، تَضَعِين ثيابكِ، فإذا حَلَلْتِ فَآذِنيني، قالت: فلما حَلَلْت ذكرتُ له: أنَّ معاويةَ بن أبي سفيان، وأبا جَهم خَطَباني، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَّا أبو جَهْم فلا يضع عَصَاه عن عاتقه، وأما معاويةُ فَصُعْلوك لا مالَ له، انكحي أُسَامةَ بنَ زيد، فكرِهَته، ثم قال: انكحي أسامةَ، فَنكَحته، فجعلَ الله فيه خيراً، واغْتَبَطت» . وفي رواية عنها: «أنه طلّقها زوجها في عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وكان أَنْفَق عليها نفقة دُوناً، فلما رَأَتْ ذلك قالت: والله لأُعْلِمَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإن كانت لي نفقة أَخذتُ الذي يُصلِحُني، وإن لم يكن لي نفقة لم آخذْ منه شيئاً، قالت: فذكرتُ ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لا نَفَقَة لكِ، ولا سُكْنى» . [ص: 129] وفي أخرى «أن فاطمةَ بنت قيس - أخت الضحاكِ بن قيس - أخبرتْه أن أبا حفص بنَ المغيرة المخزوميَّ طلّقها ثلاثاً، ثم انطلق إلى اليمن، فقال لها أهلُه: ليس لك علينا نفقة، فانطلق خالدُ بنُ الوليد في نَفَر، فَأَتَوْا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت ميمونةَ، فقالوا: إن أبا حفص طلق امرأته ثلاثاً، فهل لها من نفقة؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ليست لها نفقة، وعليها العدَّة، وأرسل إليها: [أن] لا تَسْبِقِيني بنفسكِ، وأمرها أن تنتقل إلى أم شريك، ثم أرسل إليها: أنَّ أُمَّ شريك يأتيها المهاجرون الأوَّلون، فانطلقي إلى ابن أم مكتوم الأعمى، فإنكِ إِذا وَضَعْتِ خِمَارَكِ لم يَركِ، فانطلقت إِليه، فلما مضت عِدَّتُها أنكحها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أسامةَ بنَ زيد بن حارثة» . وفي أخرى «أن فاطمةَ أخبرته: أنها كانت تحتَ أبي عمرو بن حفص بن المغيرة، وطَلقها آخِرَ ثلاثِ تطلِيقات، فزعمت أنها جاءتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تستفتيه في خروجها من بيتها، فأمرها أن تنتقلَ إلى ابن أُم مكتوم الأعمى، فأبى مروانُ أن يُصدِّقَهُ في خروج المطلَّقةِ من بيتها، وقال عروة: إِن عائشةَ أنكرتْ ذلك على فاطمةَ بنت قيس» . وفي رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة «أن أبا عمرو بن حفص بن المغيرة خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن، فأرسل إلى امرأته فاطمةَ بنتِ قيس بتطليقة [كانت] بَقيَتْ من طلاقها، فأمر لها الحارث بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة [ص: 130] بنفقة، فقالا لها: والله ما لكِ نفقة، إلا أن تكوني حاملاً، فأتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فذكرت له قولَهما، فقال: لا نَفقةَ لكِ، فاستأذنتْه في الانتقال، فأذِنَ لها، فقالتْ: أين يا رسولَ الله؟ فقال: إلى ابن أُمِّ مكتوم - وكان أعمى - تضع ثيابها عنده، ولا يراها، فلما مضت عِدَّتُها أَنكَحَها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أسامةَ بن زيد، فأرسلَ إِليها مَرْوانُ قَبيصةَ بنَ ذُؤَيب يسألُها عن الحديث؟ فحدَّثتْه به، فقال مروانُ: لم نَسْمَعْ هذا الحديث إلا من امرأة، سنأخذ بالعصمة التي وجدْنا الناس عليها، فقالت فاطمةُ - حين بلغها قولُ مروانَ - فَبَيني وبينَكم القرآنُ، قال الله عز وجل: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلكَ حُدُودُ الله وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه لا تَدْرِي لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً} [الطلاق: 1] قالت: هذا لمن كانت له مُرَاجعة، فأيُّ أَمر يحدُثُ بعد الثلاث؟ فكيف تقولون: لا نفقةَ لها إذا لم تكن حاملاً؟ فَعلامَ تحبسونها؟» . قال الحميديُّ: قال أبو مسعود الدمشقيُّ: حديثُ عبيد الله بن عبد الله [بن عتبة] بقصة طلاق فاطمة مرسل. وفي رواية الشعبيِّ قال: «دخلتُ على فاطمةَ بنتِ قيس، فسألتُها عن قضاءِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عليها؟ فقالت: طَلّقَها زوجُها البَتَّةَ، قالت: فخاصمتهُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في السُّكْنى والنفقة، قالت: فلم يجعلْ لي سُكنى ولا [ص: 131] نفقة، وأمرني أَنْ أَعْتَدَّ في بيت ابن أُمِّ مكتوم» . وفي أخرى عنه قال: «دخلنا على فاطمةَ بنتِ قيس، فأتْحَفَتْنَا برُطَبِ ابنِ طاب، وَسَقَتْنَا سَوِيقَ سُلْت، فسألتُها عن المطلقة ثلاثاً: أين تعتدُّ؟ قالت: طلقني بَعلي ثلاثاً، فأذن لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَن أَعتدَّ في أهلي» . وله في أخرى قالت فاطمةُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في المطلقة ثلاثاً -: «ليس لها سكنى ولا نفقة» . وفي رواية له عن فاطمةَ قالت: «طلّقني زوجي ثلاثاً، فأَرَدْتُ النُّقْلةَ، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: انْتَقِلي إلى بيتِ ابنِ عَمِّكِ عمرو بنِ أُمِّ مكتوم [فاعْتدِّي عنده] » . وفي رواية أبي إسحاق قال: «كنتُ مع الأسودِ بن يزيد جالساً في المسجد الأعظم، ومعنا الشعبيُّ، فحدَّثَ الشعبيُّ بحديثِ فاطمةَ بنتِ قيس: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يجعلْ لها سُكنى، ولا نفقة، فأخذ الأسودُ كَفّاً من حصى، فَحَصَبه به، وقال: ويلك، تُحدِّثُ بمثل هذا؟ قال عمر: لا نتركُ كتابَ الله وسُنّةَ نبيِّنا لقولِ امرأة، لا ندري لعلَّها حَفِظَتْ، أم نَسِيتْ؟ لها السكنى، والنفقةُ، قال الله عز وجل: {لا تُخْرِجُوهنَّ من بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إلاَّ أنْ يَأتِينَ بفاحِشةٍ مُّبيِّنة} [الطلاق: 1] » . وفي رواية أبي بكر بن أبي الجهم قال: «سمعتُ فاطمةَ بنتِ قيس [ص: 132] تقول: إِنَّ زوجَها طلّقها ثلاثاً، فلم يجعلْ لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سكنى، ولا نفقةَ، قالت: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إذا حَلَلْتِ فآذِنيني، فآذَنْتهُ، فخطبها معاويةُ، وأبو جهم، وأسامةُ بنُ زيد، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَّا معاويةُ فرجل تَرِب، لا مال له، وأما أبو جهم: فرجل ضَرَّاب للنساء، ولكنْ أُسامة، فقالتْ بيدها هكذا، أسامةُ، أسامةُ؟ فقال لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: طاعةُ الله، وطاعةُ رسوله خير لكِ، قالت: فتزوجتُ (1) ، فاغْتَبَطتُ» . وله في أخرى قال: سمعتُ فاطمةَ بنتَ قيس تقول: «أرسل إليَّ زوجي أبو عمرو بن حفص بن المغيرة عيّاشَ بن أبي ربيعة بطلاقي، وأرسل معه بخمسةِ آصُعِ تمر، وخمسةِ آصعِ شعير، فقلت: أما لي نفقة إلا هذا، ولا أعتدُّ في منزلكم؟ قال: لا، قالت: فشددتُ عليَّ ثيابي، وأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كم طلقكِ؟ قلت: ثلاثاً، قال: صَدَقَ، ليس لكِ نفقة، اعتدِّي في بيت ابنِ عَمِّكِ ابنِ أُمِّ مكتوم، فإنه ضرير البصر، تُلْقِينَ ثَوْبَكِ عنده، فإذا انقضَت عِدَّتُك فآذنيني، قالت: فخطبني خُطَّاب منهم معاويةُ، وأبو الجهم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ معاويةَ تَرِب، خفيفُ الحال، وأبو الجهم: منه شِدَّة على النساء - أو يضرب النساء، أو نحو هذا - ولكن عليكِ بأسامةَ بن زيد» . وفي أخرى قال: «دخلتُ أنا وأبو سلمةَ بنُ عبد الرحمن على فاطمةَ [ص: 133] بنت قيس، فسألناها؟ فقال: كنت عند أبي عمرو بنِ حفص بن المغيرة، فخرج في غزوة نَجْرَانَ ... » وساق الحديث. وزاد: «قالت: فَتزوَّجتُه، فشرَّفني الله بابن زيد، وكرَّمني بابن زيد (2) » . وفي أخرى «دخلتُ أنا وأبو سلمةَ على فاطمةَ بنت قيس، زمنَ ابنِ الزُّبير، فحدَّثتْنَا: أنَّ زوجَها طلَّقها طلاقاً بَاتاً ... » وذكر الحديث. وفي رواية البهيِّ عن فاطمةَ قالت: طلقني زوجي ثلاثاً، فلم يجعلْ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سكنى، ولا نفقة. هذه جميعها روايات مسلم. وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وقال: «فاغْتبطتُ به» . وأخرج أبو داود الأولى، ونحوَ الثالثةِ والرابعةِ، والخامسةِ، وقال في أول الخامسة: عن عبيد الله، قال: «أرسلَ مَرْوَانُ إلى فاطمةَ فسألها؟ فأخبرتْهُ: أنَّها كانت عند أبي حفص، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَمَّرَ عليَّ بنَ أبي طالب على بعض اليمن - فخرج معه زوجها ... » وذكره، وقال بعد الرابعة: وكذلك رواه الشعبيُّ، والبهيُّ، وعطاء عن عبد الرحمن بن عاصم، وأبو بكر بن أبي الجهم، كُلُّهم عن فاطمةَ بنتِ قيس: «أنَّ زوجها طلّقها ثلاثاً» . وله في أخرى «أن زوجَها طلقها ثلاثاً، فلم يجعل لها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- نفقة ولا سكنى» . وله في أخرى عن أبي إسحاق قال: «كنتُ في المسجد الجامع مع [ص: 134] الأسود، فقال: أتتْ فاطمةُ بنتُ قيس عمرَ بن الخطاب، فقال: ما كنَّا لِنَدَعَ كتابَ رَبِّنا وسُنّةَ نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم- لقولِ امرأة، لا ندري أَحَفِظَتْ أم لا» . وأخرج الترمذي رواية الشعبيِّ الأولى. وله في أخرى قال الشعبيُّ: قالت فاطمة بنت قيس: طلَّقني زوجي ثلاثاً، على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا سكنى، ولا نفقة، قال مغيرةُ: فذكرته لإبراهيم، فقال: قال عمر: لا ندع كتاب الله وسنَّة نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم- بقول امرأة لا ندري أَحَفِظت أم نَسِيَتْ، وكان عمر يجعل لها السكنى والنَفقةَ. وله في أخرى عن أبي بكر بن أبي الجهم قال: «دخلتُ أنا وأبو سلمة بنُ عبد الرحمن على فاطمةَ بنتِ قيس، فحدَّثَتْ: أَنَّ زوجَها طلَّقها ثلاثاً، ولم يجعلْ لها سكنى، ولا نفقة، قالت: ووضع لي عشرةَ أقْفِزَة عند ابن عم له، خمسةُ شعير، وخمسةُ بُرّ (3) ، قالت: فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرت له ذلك، قالت: فقال: صَدَقَ، فأمرني أن أعتدّ في بيت أمِّ شريك، ثم قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن بيتَ أُمِّ شريك بيت يغشاه المهاجرون، ولكن اعتدِّي في بيت ابنِ أُمِّ مكتوم، فعسى أنْ تُلْقي ثيابَكِ فلا يراكِ، فإذا انقضتْ عِدَّتُكِ فجاء أحد يخطُبُكِ فآذنيني، فلما انقضت عِدَّتي خطبني أبو جهم، ومعاويةُ، قالت: فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ له ذلك، فقال: أمَّا معاويةُ: فرجل لا مال له، وأما أبو جهم: فرجل شديد على النساء، قالت: فخطبني أسامةُ بنُ زيد، فتزوَّجني، فبارك الله لي في أُسامةَ» . [ص: 135] قال الترمذي: وقد رواه سفيان [الثوري] عن أبي بكر بن أبي الجهم نحو هذا الحديث، وزاد فيه: «فقال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: انكحي أُسامةَ» ، حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي بكر بن أبي الجهم بهذا. وأخرج النسائي الرواية الأولى، والثالثة إِلى قوله: «ليس لها نفقة» ، وزاد: «ولا سكنى» . وأخرج الرابعة. وأخرج في أخرى عن عبد الرحمن بن عاصم: «أن فاطمةَ بنتَ قيس أخبرْته - وكانت عند رجل من بني مخزوم - أنه طلَّقها ثلاثاً، وخرج عنها إِلى بعض المغازي، وأمر وكيلَه أن يُعطِيَها بعضَ النفقة، فَتَقَالَّتْها، فانْطلقتْ إلى بعض نساء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فدخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهي عندها، فقالت: يا رسول الله، هذه فاطمةُ بنتُ قيس طلّقها فلان، فأرسل إليها ببعض النفقة، فردَّتْها، وزعم أنه شيء تَطَوَّل به، قال: صَدَقَ، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: فَانْتَقِلي إلى أمِّ كلثوم فاعتدّي عندها، ثم قال: إنَّ أمَّ كلثوم امرأة يَكْثُرُ عُوَّادُها، فانتقلي إلى عبد الله بنِ أمِّ مكتوم، فإنه أعمى، فانتقلت إلى عبد الله فاعتدّتْ عنده، حتى انقضت عِدَّتُها، ثم خطبها أبو الجهم، ومعاويةُ بن أبي سفيان، فجاءتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تستأمِرُه فيهما، فقال: أمَّا أبو الجهم، فرجل أخافُ عليكِ قَسْقَاسَتَه، وأما معاويةُ: فرجل أمْلَقُ من المال، فتزوَّجتْ أسامةَ بنَ زيد بعد ذلك» . وله في أخرى قالت: «طَلَّقَني زوجي ثلاثاً، وكان يرزقني طعاماً فيه [ص: 136] شيء، فقلت: والله لئن كانت لي النفقةُ والسكنى لأطلبنَّها، ولا أقبلُ هذا، فقال الوكيل: ليس لكِ سكنى ولا نفقة، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ ذلك له، فقال: ليس لكِ سكنى ولا نفقة، فاعتدِّي عند فلانة، قال: وكان يأتيها أصحابُه، ثم قال: اعتدِّي عند ابن أُمِّ مكتوم، فإنه أعمى فإذا حَلَلْتِ فآذنيني، قالت: فلما حَلَلْت آذنتُه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن خَطبَكِ؟ قلتُ: معاويةُ ورجل آخر من قريش، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَّا معاويةُ: فإنه غلام مِن غِلمانِ قريش لا شيءَ له، وأما الآخَرُ: فإنه صاحبُ شرّ لا خير فيه، ولكن انكِحِي أسامةَ، قالت: فكرهتُهُ، فقال لها ذلك ثلاث مَرَّاتِ، فنكحتهُ» . وله في أخرى عن عروةَ عنها قالت: «قلتُ: يا رسولَ الله، زوجي طلَّقني ثلاثاً، وأخاف أن يُقْتَحَم عليَّ، فأمرَهَا فتحوَّلت» . وفي أخرى عن الشعبيِّ عنها قالت: «طَلَّقني زوجي، فأردتُ النُّقْلةَ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: انْتَقِلي إلى بيت ابنِ عَمِّكِ عمرو بنِ أُمِّ مكتوم فاعتدِّي فيه، فحصبه الأسودُ، وقال: ويلكَ، لم تُفتي بمثل هذا؟ قال عمر: إن جئْت بشاهدين يشهدان: أنهما سمعاه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وإِلا لم نتركْ كتابَ الله لقولِ امرأة: {لا تخرجوهنَّ من بيوتهنَّ ولا يَخْرُجْنَ إِلا أن يَأتِينَ بِفَاحشةٍ مُّبيِّنةٍ} [الطلاق: 1] » . [ص: 137] وله في أخرى عن أبي بكر بن حفص - هكذا جاء في كتاب النسائي: ابن حفص، وإنما هو: ابن أبي الجهم - قال: «دخلت أنا وأبو سلمةَ على فاطمةَ بنت قيس، قالت: طَلَّقني زوجي، فلم يجعلْ لي سكنى ولا نفقة، قالت: فوضع لي عشرة أقْفِزَة عند ابنِ عمّ له: خمسةَ شعير، وخمسةَ تمر، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت له ذلك، فقال: صَدَقَ، وأمرني أن أعتدَّ في بيت فلان، وكان زوجُها طلَّقها طلاقاً بائناً» . وله في أخرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «أن عبد الله بن عمرو بن عثمان طلَّق ابنةَ سعيد بن زيد - وأُمُّها حَمْنَةُ (4) بنت قيس - الْبَتَّةَ فأمرتْها خالتُها فاطمةُ بنت قيس بالانتقال من بيت عبد الله بنِ عمرو، وسمع بذلك مَرْوَانُ، فأرسل إليها، فأمرها أن ترجعَ إِلى مسكنها حتى تنقضيَ عِدَّتُها، فأرسلت إليه تُخبره: أنَّ خالتَها فاطمةَ أفْتَتها بذلك، وأخْبَرتْها أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أفتاها بالانتقال حين طَلَّقها أبو عمرو بنُ حفص المخزوميُّ، فأرسل مَرْوَانُ قَبِيْصَةَ بن ذؤيب إلى فاطمةَ، فسألها عن ذلك؟ فزعمت: أنها كانت تحت أبي عمرو، ولمَّا أمَّر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عليَّ بنَ أبي طالب على اليمن خرج معه، فأرسل إِليها بتطليقة وهي بقيّة طلاقها، وأمر لها الحارث بن هشام وعَيَّاش بن أبي ربيعة بنفقتها، فأرسلت إِلى الحارث بن هشام، وعيَّاش تسألهما النفقةَ التي أمر لها بها زوجُها، فقالا: والله ما لها علينا نفقة، إلا [ص: 138] أن تكونَ حاملاً، وما لها أن تسكنَ في مسكننا إِلا بإذننا، فزعمت فاطمةُ: أنَّها أتت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرت ذلك له، فصدَّقهما، قالت: فقلت: أين أنتقلُ يا رسول الله؟ قال: انتقلي عندَ ابنِ أُمِّ مكتوم - وهو الأعمى الذي عاتبه الله - عز وجل - في كتابه [من أجله]- فانتقلت عنده، فكنت أضع ثيابي عنده، حتى أنكحَهَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- زعمتْ أُسامةَ بنَ زيد» . وله في أخرى «أن عبد الله بنَ عمرو بن عثمان طلّق - وهو غلام شابّ - في إِمارَةِ مَرْوانَ ابنةَ سعيدِ بنِ زيد - وأُمُّها بنتُ قيس - الْبَتَّةَ، فأَرسلت إليها خالَتُها بنتُ قيس تأمرها بالانتقال من بيت عبد الله بن عمرو، وسمع بذلكَ مَرْوانُ، فأرسل إِلى ابنةِ سعيد يأمرُها أن ترجعَ إلى مسكنها، وسألها ما حملها على الانتقال من قبل أن تعتدَّ في مسكنها حتى تنقضي عدتها؟ وأرسلت إليه تخبره: أنَّ خالتَها أمرتْها بذلك، فزعمت فاطمةُ بنتُ قيس: أنها كانت تحت أبي عمرو بن حفص ... وذكر الحديث ... إلى قوله: قال: انتقلي عندَ ابنِ أُمِّ مكتوم الأعمى، الذي سمَّاه الله في كتابه، قالت فاطمة: فاعتددتُ عنده، وكان رجلاً قد ذهب بَصرُهُ، فكنتُ أضعُ ثيابي عِندَهُ، حتى أنكَحَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أُسامةَ بنَ زيد، فأنكر ذلك عليها مَرْوانُ، وقال: لم أسمعْ هذا الحديث من أَحد قبلكِ، وسآخذُ بالقضية التي وجدنا الناسَ عليها» . [ص: 139] وفي أخرى عن الشعبيِّ قال: حدَّثتني فاطمةُ بنتُ قيس قالت: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: أنا بنت آلِ خالد، وإنَّ زوجي فلاناً أرسل إِليَّ بطلاق، وإِني سأَلتُ أهلَهُ النفقةَ والسكنى؟ فَأَبَوْا عليَّ، قالوا: يا رسول الله، إنه أرسل إليها بثلاث تطليقات، قالت: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنما النفقةُ والسكنى للمرأة إِذا كان لزوجها عليها الرجعةُ» . وله في أخرى عن أبي بكر بن أبي الجهم قال: سمعت فاطمةَ بنت قيس تقول: «أَرسل إليَّ زوجي بطلاقي، فشددتُ عليَّ ثيابي، ثم أتيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كَم طَلَّقكِ؟ فقلت: ثلاثاً، فقال: ليس لكِ نفقة، واعتدِّي في بيت ابنِ عَمِّكِ ابنِ أُمِّ مكتوم، فإنه ضرير البصر، تُلْقِينَ ثيابَكِ عنده، فإذا انقضت عِدَّتُكِ فآذنيني» . وله في أخرى مختصراً، قالت - في المطلقة ثلاثاً -: «ليس لها سكنى ولا نفقة» . وفي أخرى عن الشعبيِّ: أنه سمع فاطمةَ بنتَ قيس - وكانت من المهاجرات الأُوَل – قالت: «خطبني عبد الرحمن بنُ عوف في نفر من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم-، وخطبني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على مولاه أُسامةَ بنِ زيد، وقد كنت حُدِّثت: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من أحبَّني فليُحبَّ أُسامةَ، فلما كلَّمني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قلتُ: أمري بيدِكَ، فَأنكِحني مَنْ شِئْتَ: [ص: 140] فقال: انطلقي إلى أمِّ شريك - وأُمُّ شريك امرأة غَنِيَّة من الأنصار - عظيمةُ النَّفَقةِ في سبيل الله، ينزل عليها الضِّيفان، فقلت: سأفعل، فقال: لا تفعلي، فإنَّ أُمَّ شريك كثيرةُ الضيفان، وإِني أكرهُ أن يَسقُطَ خِمَارُكِ، أو ينكشفَ الثوبُ عن ساقَيْكِ، فيرى القومُ منكِ بعضَ ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابنِ عَمَّكِ عبد الله بنِ عمرو بن أُمِّ مكتوم - وهو رجل من بني فِهْر - فانتقلت إليه» مختصر. قد أطلنا في إخراج روايات هذا الحديث، ولعلَّ ما فيها روايتان تتفقان، بل في كلِّ واحدة منها شيء ليس في الأخرى، فلأجل ذلك أوردناها (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاغتبطت) الغِبْطة: الفرح والسرور بالشيء. (يقتحم) الاقتحام: الدخول على الشيء بغتة والوقوع فيه. (بفاحشة) الفاحشة: الزنا، وأراد: فعلاً شنيعاً. (يغشاها) فلان يغشاه الناس: إذا كانوا يأتونه ويقصدون منزله كثيراً. [ص: 141] (فآذِنْيني) آذَنْتُه بالشيء: أعلمتُه به إيذاناً، فأنا مُؤْذِن. (فلا يضع عصاه عن عاتقه) أراد: التأديب والضرب، وقيل: أراد به: كثرة الأسفار عن وطنه، يقال: رفع الرجل عصاه: إذا سافر، ووضع عصاه: إذا نزل وأقام. (العصمة) : ما يتمسك به من أحكام الشرع. (أتحفتنا برُطَب ابن طابٍ) التحفة: الهدية، ورطب ابن طاب: نوع من أنواع الرطب بالمدينة معروف، ينسب إلى ابن طاب. (سَويق سُلت) السُّلت: نوع من الحنطة والشعير لا قشر له. (فحصَبه) حصبته: إذا رجمته بالحصا والحجارة. (تَرِب) التَّرِب: الذي لا مال له، تَرِب الرجل: إذا افتقر، وأتْرَب: إذا استغنى. (آصُع) الصاع معروف، وجمعه في القلة: آصع. (فَتَقالَّتْها) تَقالَّ الشيء: إذا اسْتَقلّه وعدَّه قليلاً. (قَسْقَاسَته) القسقاسة بالسينين المهملتين وبالقافين: العصا، قاله الأزهري. (أمْلق) الرجل: إذا افتقر، فهو مُمْلِق. (ضرير البصر) الضرارة: ذهاب البصر، ورجل ضرير: إذا كان أعمى.   (1) وفي نسخ مسلم المطبوعة: فتزوجته. (2) وفي بعض النسخ: بأبي زيد، وكلاهما صواب، وهي كنية أسامة بن زيد. (3) في نسخ الترمذي: خمسة شعيراً، وخمسة براً. (4) كذا في الأصل والمطبوع: حمنة بن قيس، والصواب: حزمة بنت قيس كما في " الإصابة ". (5) رواه مسلم رقم (1480) في الطلاق، باب المطلقة ثلاثاً لا نفقة لها، والموطأ 2 / 580 و 581 في الطلاق، باب ما جاء في نفقة المطلقة، وأبو داود رقم (2284) و (2285) و (2286) و (2287) و (2288) و (2289) و (2290) و (2291) في الطلاق باب نفقة المبتوتة، وباب من أنكر ذلك على فاطمة، والترمذي رقم (1135) في النكاح، باب ما جاء لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، ورقم (1180) في الطلاق، باب رقم (5) ، والنسائي 6 / 74 في النكاح، باب خطبة الرجل إذا ترك الخاطب أو أذن له، وفي الطلاق، باب الرخصة في الطلاق الثلاث، وباب الرخصة في خروج المبتوتة من بيتها في عدتها لسكناها، وباب نفقة البائنة، وباب نفقة الحامل المبتوتة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ صفحة (358) عن عبد الله بن يزيد، مولى الأسود بن سفيان وأحمد (6/412) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك عن عبد الله بن يزيد، مولى الأسود بن سفيان. وفي (6/412) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. قال: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن يزيد، مولى الأسود بن سفيان، وفي (6/413) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (6/413) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني عمران بن أبي أنس، أخو بني عامر بن لؤي. وفي (6/414) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق قال: وذكر محمد بن مسلم الزهري. وفي (6/415) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب. وفي (6/416) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني ابن شهاب. ومسلم (4/195، 196، 197) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك: عن عبد الله بن يزيد، مولى الأسود بن سفيان. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن أبي حازم، وقال قتيبة أيضا: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري. كلاهما عن أبي حازم. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث، عن عمران بن أبي أنس. (ح) وحدثني محمد بن رافع قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، وهو ابن أبي كثير. (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، يعنون ابن جعفر، عن محمد بن عمرو (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا محمد بن عمرو. (ح) وحدثنا حسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد، جميعا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنيه محمد بن رافع، قال: حدثنا حجين. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وأبو داود (2284) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد، مولى الأسود بن سفيان. وفي (2285) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل. قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي (2286) قال: حدثنا محمود بن خالد. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا أبو عمرو، عن يحيى. وفي (2287) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو. وفي (2289) قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. والنسائي (6/75) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد. وفي (6/144) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية، عن أبي عمرو، وهو الأوزاعي. قال: حدثنا يحيى. وفي (6/208) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا حجين بن المثنى. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/18038) عن قتيبة، عن ليث، عن عمران بن أبي أنس. ستتهم - عبد الله بن يزيد، ومحمد بن عمرو، وعمران بن أبي أنس، وابن شهاب الزهري، وأبو حازم، ويحيى بن أبي كثير - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. (*) وأخرجه النسائي (6/74) قال: أخبرني حاجب بن سليمان. قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري ويزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن (ح) وعن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، أنهما سألا فاطمة بنت قيس عن أمرها، فذكراه. الحديث: 5976 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 128 5977 - (د) ميمون بن مهران قال: قدمتُ المدينةَ فدفعت إلى سعيدِ بنِ المسيِّبِ، فقلت: فاطمةُ بنت قيس طُلِّقَت، فخرجت من بيتها، فقال سعيد: [ص: 142] تلك امرأة فَتَنَت الناسَ «إِنها كانت لَسِنة (1) ، فَوُضِعت على يدي ابنِ أُمِّ مكتوم الأعمى» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: بضم كلمة " لسنة " في آخرها، وهو خطأ. (2) رقم (2296) في الطلاق، باب من أنكر على فاطمة النفقة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2296) حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا جعفر بن برقان، ثنا ميمون بن مهران، قال. فذكره. الحديث: 5977 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 141 5978 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله - «أنَّ بنت سعيدِ بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل، كانت تحت عبد الله بنِ عمرو بن عثمان، فطلَّقها البتّة، فانتقلت، فأنكر ذلك عليها عبد الله بنُ عمر (1) » . أخرجه الموطأ (2) .   (1) قال الزرقاني: لمخالفة القرآن. (2) 2 / 579 في الطلاق، باب ما جاء في عدة المرأة في بيتها إذا طلقت فيه، ورجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/266) عن نافع فذكره. الحديث: 5978 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 142 5979 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله - «أنَّ ابنَ عمر طلَّق امرأة له في مسكنِ حفصةَ (1) زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وكان طريقُهُ إلى المسجد، فكان يسلك الطريق الأخرى من أَدْبَارِ البيوت، كراهيةَ أن يستأذنَ عليها (2) ، حتى راجعها» . أخرجه الموطأ (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أدْبار) البيوت: وراءها وخلفها، وهو جمع دُبُر.   (1) وهي: أخته. (2) من شدة ورعه. (3) 2 / 580 في الطلاق، باب ما جاء في عدة المرأة في بيتها إذا طلقت فيه، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/266) عن نافع فذكره. الحديث: 5979 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 142 5980 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «طُلِّقَت خالتي، فأرادتْ أن تَجُدَّ نخلَها، فزجرها رجل أن تخرجَ، فأتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: بلى، فجُدِّي نَخْلَكِ، فإنكِ عسى أَن تَصَدَّقي أو تفعلي معروفاً» . أخرجه مسلم والنسائي. وفي رواية أبي داود قال: «طُلِّقَت خالتي ثلاثاً، فخرجت تَجُدُّ نخلاً لها، فلقيها رجل فنهاها، فأتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له، فقال لها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اخرجي، فجُدِّي نَخْلَكِ، لعلّكِ أن تَصدَّقي منه، أو تفعلي خيراً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تجدَّ) جَدَّ النخل يَجُدّها جَدّاً وجِداداً: إذا قطع ثمرتها، ووقت الجداد: أي وقت قطع الأعذاق من النخيل. (فزجرها) زجرت فلاناً: إذا نهيته عن فعل شيء تكرهه، والزجر: المنع. (معروفاً) المعروف: الجميل والإحسان والبِرّ، يعني: أنها ربما تصدَّقت من ثمرها على أحد إذا هي جَدَّتْه.   (1) رواه مسلم رقم (1483) في الطلاق، باب جواز خروج المعتدة البائن والمتوفى عنها زوجها في النهار لحاجتها، وأبو داود رقم (2297) في الطلاق، باب في المبتوتة تخرج بالنهار، والنسائي 6 / 209 في الطلاق، باب خروج المتوفى عنها بالنهار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/321) قال: حدثنا عبد الرزاق. والدارمي (2293) قال: أخبرني أبو عاصم، ومسلم (4/200) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. وأبو داود (2297) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (2034) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا روح (ح) وحدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي (6/209) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد. ستتهم - عبد الرزاق، وأبو عاصم، ويحيى، وحجاج، وروح، ومخلد - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. الحديث: 5980 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 143 الفرع الثاني: في المتوفى عنها 5981 - (ط د ت س) زينب بنت كعب بن عُجرة «أن الفُرَيعَةَ بنتَ مالك بن سنان - وهي أُختُ أبي سعيد الخدريِّ - أخبرتْها: أَنَّها جاءت إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تسألُه أن ترجعَ إلى أهلها في بني خُدْرَة، فإن زوجَها خرج في طلب أَعْبُد له أَبَقُوا، حتى إذا كانوا بطرَف القَدُومِ لحقهم، فقتلوه، قالت: فسألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أَرجعَ إلى أهلي في بني خُدرةَ، فإِن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة، قالت: فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، قالت: فانصرفتُ حتى إذا كنتُ في الحجرةِ ناداني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أو أمر بي فَنُودِيتُ - فقال: كيف قلت؟ فرددتُ عليه القصة التي ذكرتُ له من شأن زوجي، فقال: امكثي (1) في بيتِكِ حتى يبلغَ الكتابُ أَجَلَه، قالت: فاعتددت فيه أربعةَ أشهر وعشراً، قالت: فلما كان عثمانُ بنُ عفان، أرسلَ إليَّ، فسألني عن ذلك؟ فأخبرتُه، فاتَّبَعه وقضى به» . أخرجه الموطأ وأبو داود والترمذي. وفي رواية النسائي: «أنَّ زوجَها تكارَى عُلُوجاً ليعْمَلوا له، فقتلوه، [ص: 145] فذكرتْ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقالت: إِني لستُ في مسكن له، ولا يَجري عليَّ منه رزق، [أ] فأَنْتَقِلُ إلى أهلي، ويَتَامايَ وأقومُ عليهم؟ قال: افعلي، ثم قال: كيف قلت؟ فأَعَادتْ عليه قولَها، فقال: اعتدِّي حيث بلغكِ الخبرُ» . وفي أخرى: «أن زوجَها خرج في طلب أَعْلاج له، وكانت في دار قاصية، فجاءت ومعها أخواها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكروا له، فرخَّص لها، حتى إذا رجعت دعاها، فقال: اجلسي في بيتِكِ حتى يَبْلُغَ الكتابُ أجلَه» . وفي أخرى «أن زوجَها خرج في طلب أعلاج له، فقُتل بطرف القَدُوم، قالت: فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ له النُّقْلةَ إلى أهلي، وذكرتُ له حالاً من حالها، قالت: فرَّخص لي، فلما أقبلت ناداني، فقال: امكثي في أهلكِ حتى يبلغَ الكتابُ أجلَهُ» (2) . [ص: 146] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حتى يبلغ الكتاب أجله) يريد به انقضاء العِدَّة.   (1) في المطبوع: اثبتي، وما أثبتناه هو الموافق للأصول المخطوطة والمطبوعة. (2) رواه مالك في الموطأ 2 / 591 في الطلاق، باب مقام المتوفى عنها زوجها في بيتها حتى تحل، وأبو داود رقم (2300) في الطلاق، باب في المتوفى عنها تنتقل، والترمذي رقم (1204) في الطلاق، باب أين تعتد المتوفى عنها زوجها، والنسائي 6 / 199 في الطلاق، باب مقام المتوفى عنها زوجها في بيتها حتى تحل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وأبو داود الطيالسي، وابن ماجة، والدارمي، وابن سعد في " الطبقات "، وصححه ابن حبان، والحاكم، وغيرهما، وقال الترمذي: والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، لم يروا للمعتدة أن تنتقل من بيت زوجها حتى تنقضي عدتها، وهو قول سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، قال: وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: للمرأة أن تعتد حيث شاءت، وإن لم تعتد في بيت زوجها، قال الترمذي: والقول الأول أصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/286) عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة فذكرته. وأخرجه أبو داود في الطلاق (44) عن القعنبي، عن مالك، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب أن الفريعة أخبرتها به. والترمذي فيه الطلاق (23: 1) عن إسحاق بن موسى، عن معن، عن مالك عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب أن الفريعة (23: 2) عن ابن بشار، عن يحيى بن سعيد، عن سعد بن إسحاق نحوه وقال: حسن صحيح. والنسائي فيه الطلاق (60: 1) عن أبي كريب، عن ابن إدريس، عن شعبة وابن جريج ويحيى بن سعيد وهو الأنصاري ومحمد ابن إسحاق. أربعتهم عن سعد بن إسحاق، عن زينب، عن الفريعة نحوه. (60: 3) عن قتيبة، عن حماد بن زيد. و (62) عن إسحاق بن منصور، عن ابن مهدي، عن سفيان. كلاهما- عن سعد بن إسحاق، عن عمته زينب، عن فريعة نحوه و (60: 2) عن قتيبة، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن يزيد بن محمد، عن سعد بن إسحاق نحوه. وفي التفسير في الكبرى عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب أن الفريعة أخبرتها به وابن ماجه في الطلاق (8) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي خالد الأحمر، عن سعد بن إسحاق، عن عمته زينب أن الفريعة أخبرتها به. الأشراف (12/474، 475) . الحديث: 5981 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 144 5982 - (خ د س) مجاهد [بن جبر] : « {والَّذين يُتَوفَّوْن منكم ويذرون أزواجاً} [البقرة: 234] ، قال: كانت هذه العِدَّةُ تَعتَدُّ عند أهل زوجها واجب (1) ، فأنزل الله: {والذين يُتَوَفَّوْنَ منكم ويَذَرُون أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأزْوَاجِهِم مَتَاعاً إلى الحَوْلِ غَيْرَ إخْرَاجٍ فإنْ خَرَجْنَ فلا جُنَاحَ عليكم فيما فَعَلْنَ في أَنْفُسِهنَّ من مَعْرُوفٍ} [البقرة: 240] قال: فجعل الله لها تمام السَّنَة سبعةَ أشهر وعشرين ليلة وصيَّة، إن شاءتْ سكنتْ في وصيتها، وإن شاءت خرجت، وهو قول الله عز وجل: {غَيْرَ إِخراج فإنْ خَرجْنَ فلا جُنَاحَ عليكم} فالعِدَّةُ كما هي واجب عليها» ، زعم ذلك ابن أبي نُجَيح عن مجاهد (2) ، قال ابن أبي نجيح: وقال عطاء (3) : قال ابن عباس: [ص: 147] «نَسَخَت هذه الآيةُ عدَّتَها عند أهلها، فتعتدُّ حيث شاءتْ، وهو قول الله - عز وجل -: {غيرَ إخراج} » قال عطاء: «إن شاءت اعتدَّتْ عند أهلها، وسكنت في وصيتها، وإن شاءَتْ خرجتْ، لقول الله عز وجل: {فلا جناح عليكم فيما فَعَلْنَ} قال عطاء: ثم جاء الميراثُ، فَنسخ السُّكنى، فتعتدُّ حيث شاءت، ولا سكنى لها» . أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود مختصراً، قال ابن عباس: {والَّذين يُتَوَفَّوْن منكم ويذرونَ أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج} «فنسخ ذلك بآية الميراث ما فرض (4) الله لهنَّ من الرُّبُع والثُّمُن، ونسخ أَجَلَ الحول بأن جَعَلَ أجلَها أربعةَ أشهر وعشراً» . وفي أخرى له قال ابن عباس: «نَسخَتْ هذه الآيةُ عِدَّتَها عند أهلها، فتعتدُّ حيث شاءت، وهو قولُ الله عز وجل: {غير إِخراج} ، قال عطاء: إن شاءت اعتدتْ عند أهله، وسكنت في وصيتها، وإن شاءتْ خرجتْ، لقول الله عز وجل: {فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن} قال عطاء: [ثم] جاء الميراثُ فنسخ السكنى، تَعْتدُّ حيث شاءتْ» . وأخرج النسائي روايتي أبي داود (5) .   (1) قوله: واجب، خبر مبتدأ محذوف، وفي الرواية الثانية عند البخاري في الطلاق، واجباً، وهو إما صفة محذوف، أي: أمراً واجباً، أو أنه ضمن العدة معنى الاعتداد، وانظر " الفتح " 9 / 434 في الكلام على شرح الحديث ونسخ الحول والسكنى بالعدة، ونسخ قوله تعالى: {غير إخراج} . (2) قوله: زعم ذلك ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال الحافظ في " الفتح " 8 / 145: قائل ذلك هو شبل - ابن عباد - وفاعل " زعم " هو ابن أبي نجيح، وبهذا جزم الحميدي في جمعه. (3) قال الحافظ: وقوله: وقال عطاء: هو عطف على قوله: مجاهد، وهو من رواية ابن أبي نجيح عن عطاء، ووهم من زعم أنه معلق ... .. (4) في نسخ أبي داود المطبوعة: بما فرض. (5) رواه البخاري 8 / 145 في تفسير سورة البقرة، باب {والذي يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً} ، وفي الطلاق، باب {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً} ، وأبو داود رقم (2298) و (2301) في الطلاق، باب نسخ متاع المتوفى عنها بما فرض لها من الميراث، وباب من رأى التحول، والنسائي 6 / 200 في الطلاق، باب الرخصة للمتوفى عنها زوجها أن تعتد حيث شاءت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2298) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزي. والنسائي (6/206) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى السجزي خياط السنة، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. كلاهما - أحمد بن محمد، وإسحاق بن إبراهيم - قالا: حدثنا علي بن الحسين بن واقد، قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا يزيد النحوي، عن عكرمة، فذكره. (*) أخرجه النسائي (6/207) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، فذكره من قول عكرمة. ورواه عن ابن عباس أيضا عطاء. أخرجه البخاري (6/36) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شبل. وفي (6/37) عن محمد بن يوسف، قال: حدثنا ورقاء. وفي (7/78) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شبل. وأبو داود (2301) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزي، قال: حدثنا موسى بن مسعود، قال: حدثنا شبل. والنسائي (6/200) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا ورقاء. كلاهما - شبل، وورقاء - عن ابن أبي نجيح، قال: قال عطاء، فذكره. الحديث: 5982 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 146 5983 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - «أن عمرَ بنَ الخطاب كان يردُّ المتوفَّى عنهنَّ أزواجُهن من البيداءِ، يمنعهُنَّ من الحج» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البيداء) : البرِّيَّة، وهي هاهنا: اسم مخصوص قريب من المدينة، وطريق مكة منه.   (1) 2 / 591 و 592 في الطلاق، باب مقام المتوفى عنها زوجها في بيتها حتى تحل، وقد اختلف في سماع سعيد بن المسيب من عمر رضي الله عنه، والأكثر على أنه لم يسمع منه، قال الحافظ في " التهذيب ": وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه، فيه تصريح سعيد بسماعه من عمر ... فذكره، وانظر " التهذيب " 4 / 84 - 88، و " المراسيل " لابن أبي حاتم صفحة (50) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/288) عن حميد بن قيس المكي عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب فذكره. وقد اختلف في سماع سعيد بن المسيب من عمر رضي الله عنه، والأكثر على أنه لم يسمع منه، قال الحافظ في التهذيب: وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه تصريح سعيد بسماعه من عمر.. فذكره انظر التهذيب (4/84-88) المراسيل لابن أبي حاتم صفحة (50) . الحديث: 5983 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 148 5984 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - «بلغه: أن السائب بن خَبَّاب تُوُفِّيَ، وأن امرأته جاءتْ إِلى عبد الله بن عمر، فذكرتْ له وفاة زوجها، وذكرت له حَرْثاً لهم بقَنَاة (1) ، وسألت: هل يَصْلُح لها أن تَبِيت فيه؟ فنهاها عن ذلك، فكانت تخرج من المدينة سَحَراً، فَتُصْبِحُ في حَرْثِهم، فَتَظَلُّ فيه يومَها، ثم تدخل المدينةَ إذا أمْسَت، فَتَبِيت في بيتها» . أخرجه الموطأ (2) .   (1) موضع بالمدينة المنورة. (2) 2 / 592 بلاغاً في الطلاق، باب مقام المتوفى عنها زوجها في بيتها حتى تحل، وإسناده منقطع، ولكن يشهد لمعناه أثر ابن عمر الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/288) عن يحيى بن سعيد فذكره. وإسناده منقطع. الحديث: 5984 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 148 5985 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله - أن عمر كان يقول: «لا تَبِيت المتوفَّى عنها [زوجُها] ولا المبْتُوتةُ إلا في بيتها» . أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المَبْتوتة) : المطلقة ثلاثاً، من البَت: القطع.   (1) 2 / 592 في الطلاق، باب مقام المتوفى عنها زوجها في بيتها حتى تحل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/289) عن نافع عن ابن عمر فذكره. الحديث: 5985 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 149 الفصل الثاني: في الإحْداد 5986 - (خ م ط د ت س) زينب بنت أبي سلمة: قال حميد بن نافع: إنها أخبرْته بهذه الأحاديث الثلاثة قالت: «دخلت على أُمِّ حبيبةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- حين تُوُفِّيَ أبوها أبو سفيان بن حرب، فدعت أُمُّ حبيبةَ بطِيب فيه صُفْرَة - خَلَوق أو غيرُه - فَدَهَنت منه جارية، ثم مَسَّت (1) بعَارِضَيْها - ثم قالت: والله، ما لي بالطِّيب من حاجة، غير أني سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول على المنبر: لا يَحِلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ على ميت فوق ثلاث لَيَال، إلا على زوج: أربعةَ أشهر وعشراً، قالت زينبُ: ثم [ص: 150] دخلتُ على زينبَ بنتِ جحش حين توفِّيَ أخوها، فدعت بطِيب فمسَّت منه، ثم قالت: أما والله، ما لي بالطيِّب من حاجة، غيرَ أني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول على المنبر: لا يَحِلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخِرِ أن تُحِدَّ على ميت فوقَ ثلاث، إِلا على زوج أربعةَ أشهر وعشراً، قالت زينبُ: وسمعتُ أمي أُمَّ سلمةَ تقول: جاءتْ امرأة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالتْ: يا رسولَ الله، إن ابنتي تُوُفِّيَ عنها زوجُها، وقد اشتكتْ عينَها، أَفَنَكْحُلُها؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا - مرتين أو ثلاثاً - كلُّ ذلك يقول: لا، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنما هي أربعةُ أشهر وعشر، وقد كانتْ إحداكنَّ في الجاهلية تَرْمي بالبَعْرَةِ على رأس الحول، قال حميد [بن نافع] : فقلت لزينب: وما تَرْمي بالبعرة على رأس الحول؟ فقالت زينب: كانت المرأة إذا تُوفي عنها زوجُها دخلت حِفْشاً، ولَبِسَت شَرَّ ثيابها، ولم تمسَّ طيباً [ولا شيئاً] حتى تمرَّ بها سنة (2) ، ثم تُؤتَى بِدابَّة - حمار أو شاة أو طائر - فَتَفْتَضُّ به، فَقلَّما تفتضُّ بشيء إلا مات، ثم تخرجَ فتعطَى بعرة، فترمي بها، ثم تراجِع بعدُ ما شاءتْ من طِيب أو غيرِه» . قال مالك: تَفْتَضَّ: تَمسح به جلدها. وفي رواية قالت: «تُوُفِّيَ حَمِيم لأمِّ حبيبةَ، فدعت بصُفْرَة، فمسحت [ص: 151] بذراعيها، وقالت: إنما أصنعُ هذا لأني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يَحِلُّ لامرأة تُؤمِن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ فوق ثلاث، إلا على زوج: أربعةَ أشهر وعشراً» ، وحدَّثَتْه زينبُ عن أُمِّها وعن زينبَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أو عن امرأة من بعض أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-. أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود، والنسائي. وللبخاري ومسلم عن حميد [بن نافع] ، عن زينبَ عن أُمِّها أُمِّ سلمةَ: «أنَّ امرأة تُوفِّيَ عنها زوجُها، فخشُوا على عينيها، فأَتَوُا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فاستأذنوه في الكُحْل، فقال: لا تكتحلُ، قد كانت إحداكنَّ تجلس في شَرِّ أَحْلاسِها - أو شرِّ بيتها- فإذا كان حول فمرَّ كلب رَمَتْ ببعرة، فلا، حتى تمضيَ أربعةُ أشهر وعشر» . زاد البخاري في حديثه، قال حميد: وسمعتُ زينبَ بنتَ أُمِّ سلمةَ تُحَدِّثُ عن أُمِّ سلمةَ: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحِلُّ لامرأة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ فوق ثلاثة أيام، إلا على زوجهَا أربعة أشهر وعشراً» . ولهما عن زينبَ قالت: عن أُمِّ حبيبة «لما جاءها نعيُ أبيها: دعتْ بطِيب، فمسحتْ ذِرَاعَيْها، وقالت: ما لي بالطِّيب من حاجة لولا أني سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يَحِلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ على ميت فوقَ ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً» . [ص: 152] وفي أخرى لهما «لما جاء نَعْيُ أبي سفيان من الشام دَعَتْ أُمُّ حَبيبةَ بصُفرة في اليوم الثالث، فمسحتْ عَارِضَيْها وذِرَاعيها، وقالت: إني كنت عن هذا لَغَنِيَّة ... » وذكر الحديث. وأخرج الترمذي الرواية الأولى إلى قوله: «رَأْس الحول» ، ولم يذكر سؤال حميد لزينب عن تفسير رمي البعرة. وأخرج النسائي أيضاً حديثَ أُمِّ حبيبةَ وحدَهُ، وحديث أمِّ سلمةَ وحدَهُ، ولم يذكر القَصَص التي فيها، وأخرج أيضاً الرواية التي للبخاري، ومسلم عن أُمِّ سلمَةَ. وله في أخرى «أَن امرأة سألت أُمَّ سلمةَ، وأُمَّ حبيبةَ: تكتحل في عدتها من وفاة زوجها؟ فقالت: أتت امرأة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فسألتْه عن ذلك، فقال: قد كانت إحداكنَّ في الجاهلية إذا تُوُفِّيَ عنها زوجها أقامت سنة، ثم قذفت خَلْفَها ببعرة، ثم خرجت، وإنما هي أربعة أشهر وعشراً، حتى ينقضيَ الأجلُ» . وله في أخرى عن أُمِّ سلمةَ قالت: «جاءتِ امرأة من قريش، فقالت: يا رسولَ الله، إن ابنتي رَمِدتْ، أَفأَكْحُلها؟ - وكانت مُتوفّى عنها - فقال: إلا أربعة أشهر وعشراً، ثم قالت: إني أخاف على بصرها، فقال: إلا أربعة أشهر وعشراً، قد كانتْ إحداكن في الجاهلية تُحِدُّ على زوجها سنة، ثم ترمي على رأْس السنة بالبعرة» . [ص: 153] وللنسائي عن أُمِّ سلمةَ روايات أُخرى مختصرة نحوها بمعناها، لم نذكرها (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أن تُحِدَّ) الإحْداد فيه لغتان، أحدَّت المرأة على زوجها تُحِدُّ فهي مُحِدٌّ، وحدَّت تَحُدُّ فهي حادٌّ: إذا حزنت وتركت الزِّينة، ولبست عليه ثياب الحزن. (حِفْشاً) الحِفش: بيت صغير قصير، سمي حِفْشاً لضيقه، وقيل: الحِفْش: الدُّرْج، يشبه البيت به لصغره وضِيقه، وقد جاء في كتاب النسائي قال: قال مالك: «الحِفْش: الخُصُّ» . (فَتَفْتَضُّ به) قال القُتيبي: سألت الحجازيين عن الافتضاض؟ فذكروا: أن المعتدة كانت لا تمس طيباً، ولا تغتسل، ولا تقلم ظفراً، ولا تقرب شيئاً من [ص: 154] أمور التنظيف، ثم تخرج بعد انقضاء الحول بأقبح منظر، فتفتضُّ، أي: تكسر ما هي فيه من العدة بطائر تمسح به قُبُلَها، وتَنْبِذه، فلا يكاد يعيش، قال الأزهري: وروى الشافعي هذا الحرف: «فتقْبَصُ» بالقاف والباء والصاد، وهو أخذ الشيء بأطراف الأصابع، فأما بالضاد المعجمة، فهو الأخذ بالكف كلها، فأما الرواية: فهي بالفاء والتاء والضاد المعجمة. (حَمِيم) الحميم: القريب والنسيب. (أحْلاسَها) الأحلاس: جمع حِلْس، وهو كساء رقيق يكون تحت البردعة، وأحْلاس الثوب: ما يُبسط تحت حُرِّ الثياب. (رَمِدَت) العين ترمَد: إذا مرضت بالرَّمَد، وهو نوع من أمراضها.   (1) في الموطأ: ثم مسحت. (2) وقد نسخ الاعتداد بالحول، وبقي أربعة أشهر وعشراً. (3) رواه البخاري 9 / 427 في الطلاق، باب تحد المتوفى عنها أربعة أشهر وعشراً، وباب الكحل للحادة، وباب {والذي يتوفون منكم ويذرون أزواجاً} ، وفي الجنائز، باب حد المرأة على غير زوجها، ومسلم رقم (1486) و (1487) و (1488) و (1489) في الطلاق، باب وجوب الإحداد في عدة الوفاة وتحريمه في غير ذلك إلا ثلاثة أيام، والموطأ 2 / 596 - 598 في الطلاق، باب ما جاء في الإحداد، وأبو داود رقم (2299) في الطلاق، باب إحداد المتوفى عنها زوجها، والترمذي رقم (1195) و (1196) و (1197) في الطلاق، باب ما جاء في عدة المتوفى عنها زوجها، والنسائي 6 / 201 في الطلاق، باب ترك الزينة للحادة المسلمة دون النصرانية، وباب النهي عن الكحل للحادة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (307) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة وأحمد (6/291) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن هشام بن عروة. وفي (6/291) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/291) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري وفي (6/428) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه. والبخاري (7/12) قال: حدثنا الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (7/14) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا هشام. وفي (7/15) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وفي (7/87) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. ومسلم (4/165) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: أخبرنا هشام. (ح) وحدثنيه سويد بن سعيد. قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا الأسود بن عامر. قال: أخبرنا زهير. كلاهما عن هشام بن عروة. وفي (4/166) قال: وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. قال: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن محمد بن شهاب كتب يذكر. (ح) وحدثنيه عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم الزهري. قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم. كلاهما عن الزهري. وابن ماجه (1939) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة. والنسائي (6/94) قال: أخبرنا عمران بن بكار. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أنبأنا شعيب. قال: أخبرني الزهري. وفي (6/94) قال: أخبرنا وهب بن بيان. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. وفي (6/96) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن عبدة، عن هشام. كلاهما - هشام بن عروة، وابن شهاب الزهري - عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، فذكرته. أخرجه النسائي (6/94) قال: أخبرنا وهب بن بيان. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن عروة بن الزبير حدثه، عن زينب بنت أبي سلمة، أن أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: يا رسول الله أنكح بنت أبي، تعني أختها.. الحديث ولم يقل: عن أم حبيبة. وأخرجه البخاري (7/18) والنسائي (6/95) قال البخاري: حدثنا وقال النسائي: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته، أن أم حبيبة قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنا قد تحدثنا أنك ناكح درة بنت أبي سلمة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أعلى أم سلمة؟ لو لم أنكح أم سلمة، ما حلت لي، إن أباها أخي من الرضاعة. الحديث: 5986 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 149 5987 - (م س) عائشة - رضي الله عنها - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحِلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ على ميت فوق ثلاث، إلا على زوجها» . أخرجه مسلم، والنسائي. وللنسائي: «لا يَحِلُّ لامرأة أن تُحِدَّ أكثر من ثلاث، إلا على زوجها» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1491) في الطلاق، باب وجوب الإحداد، والنسائي 6 / 198 في الطلاق، باب الإحداد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (227) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/249 و 281) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا سليمان بن كثير. والدارمي (2288) قال: أخبرنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سليمان بن كثير. ومسلم (4/204) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قال يحيى: أخبرنا وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. وابن ماجة (2085) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (6/198) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن معمر. قال: حدثنا حبان. قال: حدثنا سليمان بن كثير. كلاهما - سفيان بن عيينة، وسليمان بن كثير - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. فقال الحميدي عقيب الحديث: فقيل لسفيان: فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا. فقال سفيان: لم يقل لنا هذا الزهري في حديثه، إنما قاله لنا أيوب بن موسى في حديثه. الحديث: 5987 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 154 5988 - (م ط س) صفية بنت أبي عبيد أنها سمعت حفصةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- تُحدِّثُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بمثل حديث قبلَه أنه قال: «لا يَحِلُّ [ص: 155] لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ على ميت فوق ثلاثة أيام، إلا على زوجها» . زاد في رواية: «فإنها تُحِدُّ عليه أربعة أشهر وعشراً» . وفي رواية عنها عن حفصة: - أو عن عائشة، أو عن كلتيهما - وذكر مثله، دون الزيادة. أخرجه مسلم، وأخرج الموطأ الرواية الثانية، وأخرج النسائي الرواية الأولى بالزيادة، ولم يقل: بمثل حديث قبلَه. وله في أخرى عنها عن بعضِ أزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وهي أُمُّ سلمةَ نحوه (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1490) في الطلاق، باب وجوب الإحداد، والموطأ 2 / 598 في الطلاق، باب ما جاء في الإحداد، والنسائي 6 / 189 في الطلاق، باب عدة المتوفى عنها زوجها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ صفحة (370) عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، فذكرته. (*) وأخرجه أحمد (6/286) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن عائشة، أو حفصة أم المؤمنين، فذكرته. (*) وأخرجه أحمد (6/286) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. وفي (6/287) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. قال: حدثنا عبد الله بن دينار. ومسلم (4/204) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثناه شيبان بن فروخ. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن مسلم. قال: حدثنا عبد الله بن دينار. كلاهما - الليث، وعبد الله بن دينار - عن نافع، أن صفية بنت أبي عبيد، حدثته عن حفصة، أو عن عائشة، أو عن كلتيهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. الحديث. (*) وأخرجه أحمد (6/184) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا ورقاء، عن عبد الله بن دينار. قال: سمعت صفية تقول: «قالت عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو حفصة، أو هما تقولان: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» الحديث ليس فيه: نافع. (*) وأخرجه أحمد (6/286) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا إسماعيل. قال: حدثنا أيوب. ومسلم (4/204) قال: حدثناه أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا عبد الوهاب. قال: سمعت يحيى بن سعيد. وابن ماجه (2086) قال: حدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن يحيى بن سعيد. والنسائي (6/189) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب، عن يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى بن سعيد، وأيوب - عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، أنها سمعت حفصة بنت عمرو، فذكرته. ليس فيه: عائشة. (*) وأخرجه مسلم (4/204) قال: حدثنا أبو الربيع. قال: حدثنا حماد، عن أيوب (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا عبيد الله. جميعا عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمعنى حديثهم. الحديث: 5988 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 154 5989 - (خ م د س) أم عطية - رضي الله عنها - قالت: «كُنَّا نُنْهَى أن نُحِدَّ على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً، ولا نكتحل، ولا نتطيَّب، ولا نلبَس ثوباً مصبوغاً، إلا ثوبَ عَصب، وقد رُخِّص لنا عند الطهر: إذا اغتسلت إحدانا من مَحِيضِها، في نُبْذَة من كُسْت أظفار» . زاد في رواية: «وكُنَّا نُنْهى عن اتِّباع الجنائزِ» . [ص: 156] وفي أخرى قالت: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَحِلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تُحِدُّ فوق ثلاث، إلا على زوج، فإنها لا تكتحل، ولا تلبَس ثوباً مصبوغاً، إلا ثوب عَصب» . وفي أخرى: «لا تُحِدُّ امرأة على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج ... وذكره، وزاد: ولا تَمَسُّ طِيباً إلا إذا طهرت: نُبْذَة من قُسْط أو أظفار» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «تُوُفِّيَ ابنٌ لأمِّ عَطِيَّةَ، فلما كان يومُ الثالث: دعت بصفْرة، فمسحت، وقالت: نُهينا أن نُحِدَّ أكثر من ثلاث إلا لزوج» . وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: لا تُحِدُّ المرأة فوق ثلاث إلا على زوج، فإِنها تُحِدُّ أربعة أشهر وعشراً، ولا تَلبَس ثوباً مصبوغاً إلا ثوبَ عَصْب، ولا تكتحل، ولا تمسُّ طِيباً، إلا [أدْنَى طُهرتها] ، إذا طهرت من حيضها: بنُبْذَة من قسط أو أظفار» . قال يعقوب -[هو الدَّوْرَقي]- مكان «عصب» : «إلا مغسولاً» . وزاد: «ولا تَخْتَضِب» . وفي رواية النسائي مثل أبي داود، وزاد بعد: «تكتحل» : «ولا تمتشط» ، وقال: «قسط وأظفار» . ولم يذكر قول يعقوب. وله في أخرى «لا يَحِلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ [ص: 157] على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج، ولا تكتحل ولا تختضب، ولا تلبَس ثوباً مصبوغاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَصْب) العَصْب من البرود، وهو الذي صُبغ غزله. (نُبْذَة) النبذة: القدر اليسير من الشيء. (كُسْت) الكُست: لغة في القُسْط، وهو شيء معروف يُتَبخَّر به. (أظفار) الأظفار: ضرب من العِطر، ليس له واحد من لفظه.   (1) رواه البخاري 9 / 432 و 433 في الطلاق، باب القسط للحادة عند الطهر، وباب تلبس الحادة ثياب العصب، وفي الحيض، باب الطيب للمرأة عند غسلها من المحيض، وفي الجنائز، باب اتباع النساء الجنائز، وباب إحداد المرأة على زوجها، ومسلم رقم (938) في الطلاق، باب وجوب الإحداد، وأبو داود رقم (2302) و (2303) في الطلاق، باب فيما تجتنبه المعتدة في عدتها، والنسائي 6 / 203 في الطلاق، باب ما تجتنب الحادة من الثياب المصبغة، وباب الخضاب للحادة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/85) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. قال: حدثنا هشام. (ح) ويزيد. قال: أخبرنا هشام بن حسان. وفي (6/408) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا هشام. والدارمي (2291) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا زائدة، عن هشام بن حسان. والبخاري (1/85، 7/77) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب وفي (1: 85) قال: أبو عبد الله أو هشام بن حسان. وفي (7/78) قال: حدثنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن هشام. ومسلم (4/204، 205) قال: حدثنا حسن بن الربيع. قال: حدثنا ابن إدريس، عن هشام. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما عن هشام. (ح) وحدثني أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا حماد،. قال: حدثنا أيوب. وأبو داود (2302) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان. قال: حدثني هشام بن حسان (ح) وحدثنا عبد الله بن الجراح الهقستاني، عن عبد الله، يعني ابن بكر السهمي، عن هشام. وفي (2303) قال: حدثنا هارون بن عبد الله ومالك بن عبد الواحد المسمعي. قالا: حدثنا يزيد بن هارون، عن هشام، وابن ماجة (2087) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن هشام بن حسان. والنسائي (6/202) قال: أخبرنا حسين بن محمد. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا هشام. وفي (6/204) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عاصم. ثلاثتهم - هشام بن حسان، وأيوب، وعاصم الأحول - عن حفصة بنت سيرين، فذكرته. الحديث: 5989 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 155 5990 - (ط د س) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَلْبَسُ المتوفَّى عنها زوجُها المُعَصْفَرَ من الثياب، ولا المُمَشَّقةَ، ولا الحُليَّ، ولا تختضب، ولا تكتحل» . أخرجه أبو داود، والنسائي، ولم يذكر النسائي الحُليَّ (1) . [ص: 158] وفي رواية لهما عن أُم حكيم بنت أَسِيد عن أُمها «أن زوجَها تُوفي وكانت تشتكي عينها فتكتحل بكُحل الجلاء قال أحمد [وهو ابن صالح] : الصواب بكحل الجَلا فأرسلت مولاة لها إلى أُم سلمة، فسأَلتْها عن كحل الجِلاَءِ؟ فقالت، لا تكتحلي به، إلا من أمر لا بدَّ منه يشتد عليكِ، فتكتحلين بالليل، وتَمْسَحيِنَه بالنهار، ثم قالت عند ذلك أُم سلمة: دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين تُوفِّيَ أبو سلمةَ، وقد جعلت عليَّ صَبِراً، فقال: ما هذا يا أُمَّ سلمةَ؟ فقلت: إنما هو صَبِر يا رسولَ الله ليس فيه طِيب، قال: إنه يَشُبُّ الوجهَ، فلا تجعليه إلا بالليل وتَنْزَعِيه بالنهار، ولا تمتشطي بالطّيب ولا بالحِنَّاء، فإنه خضاب، قلت: بأي شيء أمتشطُ يا رسولَ الله؟ قال: بالسِّدْر، وتُغلِّفين به رَأْسَكِ» هذا لأبي داود. وأخرج النسائي مثله، ولم يَذْكُرْ قولَ أحمد [بن صالح] ، ولا قوله: «تنزعينه بالنهار» (2) . وفي رواية الموطأ قال مالك: «بلغه: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل على أمِّ سلمة وهي حَادٌّ على أبي سلمةَ وقد جعلت على عينيها صَبِرَاً، فقال: ما هذا يا أمَّ سلمةَ؟ فقالت: إنما هو صَبِر يا رسولَ الله، قال: اجْعلِيه بالليل، [ص: 159] وامْسَحِيه بالنهار» . وله في أخرى «أنها قالت لامرأة حادٍّ على زوجها، اشتكت عينيها فبلغ ذلك منها: اكْتَحِلي بكُحل الجِلاَءِ [بالليل] ، وامسحيه بالنهار» . وله في أخرى أنها كانت تقول: «تجمع الحادُّ رأْسَها بالسِّدْرِ والزَّيْت» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُمَشَّقة) الثياب الممشَّقة: هي المصبوغة بالمِشق، والمشق - بالكسر - المَغْرة، والمَغْرة ساكنة الغين، وقد تحرَّك. (الجَلا) مفتوحاً مقصوراً: كُحل الإثمد، والجِلاء - بالكسر والمد -: كُحل، وقال الأزهري: الجَلاَ، والجَلاَء: الإثمد، وقيل: الكحل، وقد جاء في بعض نسخ الموطأ بالكسر والمد، والرواية في حديث أبي داود " الجِلاء " بالمد، وقال: قال أحمد الصواب " الجَلاَ " يعني: بالقصر، قال الخطابي: سمي بذلك لأنه يجلو العين. (يَشُبُّ الوجه) أي: يوقده وينورِّه، من شبَّ النار: إذا أوقدها. (تغلِّفين) غَلَّفت المرأة وجهها بالغالية: جعلتها عليه، وكذلك غَلَّفت شعرها: إذا لطخته بها، فأكثرت منها.   (1) رواه أبو داود رقم (2304) في الطلاق، باب فيما تجتنبه المعتدة في عدتها، والنسائي 6 / 203 و 204 في الطلاق، باب ما تجتنب الحادة من الثياب المصبغة، إسناده حسن. (2) رواه أبو داود رقم (2304) في الطلاق، باب فيما تجتنبه المعتدة في عدتها، والنسائي 6 / 203 و 204 في الطلاق، باب الرخصة للحادة أن تمتشط بالسدر، وإسناده ضعيف. (3) رواه مالك في " الموطأ " بلاغاً 2 / 598 و 600 في الطلاق، باب ما جاء في الإحداد، وقد وصله أبو داود والنسائي كما في الحديث الذي قبله، وإسناده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/302) وأبو داود (2304) قال: حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (6/203) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، ومحمد بن إسماعيل - قالوا. حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان. قال: حدثني بديل، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة. فذكرته. الحديث: 5990 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 157 5991 - (ط) نافع مولى ابن عمر - رحمه الله - «أن صفية بنتَ أبي عبيد اشتكت عينها وهي حَادٌّ على زوجها ابن عمر، فلم تكتحل، حتى كادت عيناها ترَمصَان» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَرْمَصَان) رَمِصت العين: إذا حصل فيها ذلك الوسخ الذي يجتمع فيها، فإن سال فهو غَمَص، وإن جمد فهو رَمَص.   (1) 2 / 599 في الطلاق، باب ما جاء في الإحداد، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/303) عن نافع فذكره. الحديث: 5991 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 160 الفصل الثالث: في أحكام متفرقة 5992 - (ط) سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار - رحمهما الله- «أن طُليحة الأسدية (1) كانت تحت رُشيد الثقفيِّ، فطلقها، فنكحت في عدَّتها، فضربها عمر، وضرب زوجها بالمِخْفَقَة ضربات، وفرَّق بينهما، ثم قال عمر: أيُّما امرأة نكحت في عدتها، فإن كان زوجها الذي تزوج بها لم يدخل بها: فُرِّقَ بينهما، واعتدت بقية عِدَّتها من الأول، ثم كان الآخرُ خاطباً من [ص: 161] الخُطَّاب، وإن دخل بها: فُرِّق بينهما، ثم اعتدَّت بقية عِدَّتها من الأَول، ثم اعتدَّت من الآخر، ثم لا يجتمعان أبداً» . قال ابن المسيب: ولها مهرها كاملاً بما استحلَّ منها. أخرجه الموطأ (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالمِخْفَقة) الدِّرَّة، والخَفْق: الصَّفْع والضرب.   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال أبو عمر - يعني ابن عبد البر -: كذا وقع " الأسدية " في بعض نسخ الموطأ من رواية يحيى - يعني الليثي - وهو خطأ وجهل، لا أعلم أحد قاله، وإنما هي تيمية أخت طلحة بن عبد الله أحد العشرة، التيمي. (2) 2 / 536 في النكاح، باب جامع ما لا يجوز من النكاح، ورجال إسناده ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/188) عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وعن سليمان ابن يسار فذكره. الحديث: 5992 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 160 5993 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - تلا قوله تعالى: {وَالمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228] ، وقوله تعالى: { [يَا أَيُّهَا النَّبيُّ] إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا العِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَنْ يأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً. فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أو فَارِقُوهُنَّ بِمَعْروفٍ وَأشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِله ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ على اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكلِّ شَيءٍ قَدْراً. والَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ المَحِيضِ مِن نسَائِكُمْ [ص: 162] إنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ} [الطلاق: 1 - 4] فقال: «هذه عِدَدُ المُطَلَّقَات، واستثنى الله تعالى من ذلك غيرَ المدخولِ بها، بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَكَحْتُمُ المُؤْمِنَاتِ ثم طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أنْ تَمسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} [الأحزاب: 49] ، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مَنْكم وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْراً} [البقرة: 234] قال: ثم أنزل الله رُخْصَةَ الحوامل منهنَّ بقوله: {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] من مطلَّقة أَو مُتوفّى عنها» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 5993 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 161 الكتاب الخامس: في العاريَّة 5994 - (د) صفوان بن أمية - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اسْتَعَارَ مِنه أدراعاً يومَ حُنين، فقال: أَغَصْبٌ يا محمد؟ قال: بل عَارِيَّة مضمونة» . أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أَتَتْكَ رُسُلِي فأعْطِهم ثلاثين دِرْعاً وثلاثين بعيراً، قال: قلتُ: يا رسول الله، أعَارِيَّة مضمونة، أو عارِيَّة مُؤدَّاة؟ قال: بل عاريَّة مُؤدَّاة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أدْراعاً) الأدراع: جمع قلة لدِرْع، وهو الزَّرَدِيَّة، ويجمع على أدْرُع، وفي الكثرة على دُروع، وقد استعمل «الأدراع» في هذا الحديث للكثرة، وإن كانت جمع قلة اتساعاً. [ص: 164] (بل عارِيَّة) العاريَّة يجب ردُّها إجماعاً مهما كانت عينها باقية، فإن تلفت وجب ضمان قيمتها عند الشافعي، ولا تضمن فيها عند أبي حنيفة.   (1) رقم (3562) في البيوع، باب في تضمين العارية، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 401 و 6 / 465، والحاكم وذكر له شاهداً من حديث ابن عباس، وهو حديث حسن. (2) هذه الرواية عند أبي داود رقم (3566) في البيوع، باب في تضمين العارية، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/400) (6/465) وأبو داود (3562) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وسلمة بن شبيب. والنسائي في الكبرى الورقة (75-ب) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. أربعتهم - أحمد بن حنبل، والحسن بن محمد، وسلمة بن شبيب، وعبد الرحمن بن محمد - قالوا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أمية بن صفوان بن أمية، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (3563) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أناس من آل عبد الله بن صفوان، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: يا صفوان، هل عندك من سلاح» . والحديث. (*) وأخرجه أبو داود (3564) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص، قال: حدثنا عبد العزيز بن رفيع، عن ناس من آل صفوان، قال: استعار النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره معناه. (*) وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (75-ب) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عبيد الله يعني ابن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن عبد العزيز، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية، أن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، استعار من صفوان ... الحديث. (*) أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4945) عن علي بن حجر، عن هشيم، عن حجاج، عن عطاء، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، استعار من صفوان أدراعا وأفراسا. وساق الحديث. الحديث: 5994 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 163 5995 - (د) أناس من آل عبد الله بن صفوان أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يا صفوان، هل عندكَ من سلاح؟ قال: عَاريَّة، أو غصباً؟ قال: عاريَّة، فأعاره ما بين الثلاثين إلى الأربعين درعاً، وَغَزَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حُنَيْناً، فلما هزم المشركين جُمعت دُرُوعُ صفوان، فَفَقَدَ منها أدراعاً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لصفوان: إنا قد فَقَدنا من أدراعك أدراعاً، فهل نَغْرَمُ لك؟ قال: لا يا رسولَ الله، لأن في قلبي اليوم ما لم يكن يومئذ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3563) و (3564) في البيوع، باب في تضمين العارية، وهو مرسل، وفيه جهالة أناس من آل عبد الله بن صفوان، ولكن يشهد لبعضه الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3563) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أناس من آل عبد الله بن صفوان فذكره. والحديث فيه جهالة أناس من آل عبد الله بن صفوان وهو مرسل. الحديث: 5995 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 164 5996 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استعار قَصْعة، فضاعتْ، فضمنها لهم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1360) في الأحكام، باب ما جاء فيمن يكسر له الشيء ما يحكم له من مال الكاسر، من حديث سويد بن عبد العزيز عن حميد عن أنس، وقد تفرد به سويد، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غير محفوظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1360) حدثنا علي بن حجر أخبرنا سويد بن عبد العزيز عن حميد عن أنس أن النبي فذكره. وقد تفرد به سويد وهو ضعيف. وقال أبو عيسى: هذا حديث غير محفوظ. الحديث: 5996 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 164 5997 - (ت د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «عَلى اليَدِ ما أخذتْ حتى تُؤدِّيَ» ، قال قتادة: ثم نَسِيَ الحسنُ، فقال: هو أمينُك لا ضمان عليه - يعني العاريَّةَ. أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3561) في البيوع، باب في تضمين العارية، والترمذي رقم (1266) في [ص: 165] البيوع، باب ما جاء في أن العارية مؤداة، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة والحاكم، كلهم من حديث الحسن عن سمرة، والحسن مختلف في سماعه من سمرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، أقو ل: ويشهد لمعناه الذي قبله والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/8) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومحمد بن بشر. وفي (5/12) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. وفي (5/13) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (2599) قال: أخبرنا محمد بن المنهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وأبو داود (3561) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجه (2400) قال: حدثنا إبراهيم بن المستمر، قال: حدثنا محمد بن عبد الله (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والترمذي (1266) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4584) عن عمرو بن علي، عن خالد بن الحارث. ثمانيتهم - ابن جعفر، وابن بشر، وعبد الوهاب، ويحيى، ويزيد، ومحمد بن عبد الله، وابن أبي عدي، وخالد - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن الحسن، فذكره. الحسن مختلف في سماعه من سمرة وقال الترمذي: حديث حسن. الحديث: 5997 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 164 5998 - (د ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في خُطبته عامَ حجَّة الوَدَاع «العاريَّةُ مؤدَّاة، والزعيم غارِم، والدَّيْنُ مَقْضِيّ» . أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود هذا الطرف الآخَر في جملة حديث طويل، قد أخرجه هو والترمذي، وهو مذكور في موضعه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الزعيم غارم) الزَّعيم: الكفيل والضَّمين، والغرامة: إعطاء ما تضمَّنَهُ وتكفَّل به.   (1) رواه أبو داود رقم (3565) في البيوع، باب في تضمين العارية، والترمذي رقم (1265) في البيوع، باب ما جاء في أن العارية مؤداة، ورقم (2121) في الوصايا، باب ما جاء في لا وصية لوارث، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن سمرة وصفوان بن أمية وأنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/267) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (2870، 3565) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي. وابن ماجه (2007) (2295) (2398) (2713) قال: حدثنا هشام بن عمار. وفي (2405) قال: حدثنا هشام بن عمار، والحسن بن عرفة. والترمذي (670) قال: حدثنا هناد. وفي (1265، 2120) قال: حدثنا هناد، وعلي بن حجر. وعبد الله بن أحمد (5/267) قال: حدثنا يحيى ابن معين. سبعتهم - أبو المغيرة، وابن نجدة، وهشام، وابن عرفة، وهناد، وابن حجر، وابن معين - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني، فذكره. الحديث: 5998 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 165 5999 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «نِعْمَ المَنِيحَةُ اللَّقْحَةُ الصَّفيُّ مِنْحَة (1) ، والشَّاةُ الصفيُّ تَغْدُو بإنَاء [ص: 166] وَتَرُوحُ بِإِناء» . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المنيحة) : الناقة أو الشاة يُعطيها صاحبها غيره، لينتفع بلبنها، ثم يعيدها. (اللقحة) : الناقة ذات اللبن. (الصَّفيُّ) شاةٌ صفيٌّ: إذا كانت غزيرةَ اللبن كريمةً.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وقوله: منحة، منصوب على التمييز، قال ابن مالك: فيه وقوع التمييز بعد فاعل " نعم " ظاهراً، وقد منعه سيبويه إلا مع الإضمار، مثل {بئس للظالمين بدلا} وجوزه المبرد، وهو الصحيح، وقال أبو البقاء: اللقحة: هي المخصوصة بالمدح، و " منحة "، منصوب على التمييز توكيداً، وهو كقول الشاعر: فنعم الزاد زاد أبيك زاداً. (2) 5 / 179 في الهبة، باب فضل المنيحة، وفي الأشربة، باب شرب اللبن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (2629) حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة فذكره. الحديث: 5999 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 165 الكتاب السادس: في العُمْرى والرُّقْبَى 6000 - (خ م ط ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «قضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالعُمْرَى لمن وُهِبَتْ له» . وفي رواية: «أَيُّما رَجُل أُعْمِرَ عُمْرَى له ولعَقِبِه، فهي للذي أُعْطيها لا ترجع إلى الذي أعطاها، لأنه أَعطَى عطاء وقعت فيه المواريث» . وفي أخرى: «من أعمر رجلاً عُمرى له ولعقبه، فقد قطع قولُه حقَّه فيها، وهي لمن أُعمِر وعَقِبِهِ» . وفي أخرى: «أَيُّما رَجُل أعمر رجلاً عُمرى له ولعقبه، فقال: قد أعطيتُكها وَعَقِبَكَ، ما بقي منكم أحد، فإنها لمن أُعطيها، وإنها لا ترجع إلى صاحبها، من [أجل] أنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث» . وفي أخرى قال: «إِنما العُمرى التي أجاز رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يقولَ: هي لك ولعقبك، فأما إِذا قال: هي لك ما عشت: فإنها ترجع إلى صاحبها» . قال مَعْمَر: وكان الزهريُّ يفتي به. وفي أخرى «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى فيمن أُعْمِر عمرى له ولعقبه، [ص: 168] فهي له بَتْلَة، لا يجوز للمعطِي فيها شرط ولا ثُنْيَا» . وفي أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العُمْرى جائزة» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: العُمرى ميراث لأهلها» . وله في أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَمْسِكوا عليكم أموالَكم ولا تُفسِدوها، فإنه من أعمر عُمرى فهي للذي أُعمِرَ حيّاً وميتاً، ولعقبِه» . وله في أخرى قال: «جعل الأنصار يُعمِرُونَ المهاجرين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمسكوا عليكم أموالكم ... » الحديث بمعناه. وفي أخرى قال أبو الزبير: «أَعْمَرتِ امرأَة بالمدينة حائطاً لها ابْناً لها، ثم تُوفِّيَ، وتوفّيت بعدَهُ، وترك وَلَداً، وله إخوة بنون للمعمِرة، فقال ولد المُعْمِرة: رجع الحائط إلينا، وقال بنو المعمَر: بل كان لأبينا حياتَه وموتَه، فاختصموا إلى طارق - مولى عثمان - فدعا جابراً، فشهد على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالعُمرى لصاحبها، فقضى بذلك طارق، ثم كتب إلى عبد الملك، فأخبره بذلك، وأَخبر بشهادة جابر، فقال عبد الملك: صَدَقَ جابر، فأمضى ذلك طارق، فإن ذلك لبني المُعْمَر حتى اليومِ» . وفي أخرى: «أن طارقاً قضى بالعُمرى للوارِث، لقول جابر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . [ص: 169] وأخرج الموطأ، وأبو داود، والترمذي، والنسائي الرواية الثانية. وفي أخرى لأبي داود «أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: العُمرى لمن وهبت له» . وله في أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: من أُعْمِر عُمرى فهي له ولعقبه، يرثُها من يرثُه من عقبه» . وله في أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: لا تُرقِبوا ولا تُعمِروا، فمن أُرقِب شيئاً أو أُعمِر [هـ] فهو لورثته» . وله في أخرى قال: «قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في امرأة من الأنصار أعطاها ابنُها حديقة من نخل، فماتت، فقال ابنُها: إِنما أعطيتها حياتَها، وله إِخوة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هي لها حياتَها وموتَها، قال: كنت تصدقت بها عليها، قال: ذلك أبعدُ لك» . وله في أخرى: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «العُمرى جائزة لأهلها، والرُّقبى جائزة لأهلها» . وأخرج الرواية الرابعة، ولم يذكر قول معمر عن الزهري. وأخرج الترمذي أيضاً رواية أبي داود الآخرة. وأخرج النسائي أيضاً أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خطبهم فقال: «العُمرى جائزة» . وفي أخرى: لم يذكر «خَطَبهم» . [ص: 170] وفي أخرى: «عن عطاء، ولم يذكر جابراً، قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن العُمرى والرُّقبى، قلتُ: وما الرُّقبى؟ قال: يقول الرجل: هي لك حياتَك، فإن فعلتم فهو جائز» . وفي أخرى عن عطاء، ولم يذكر جابراً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أُعطي شيئاً حياتَه فهو له حياتَه وموتَه» . وأخرج رواية أبي داود الأولى، والثانية، والثالثة التي أولها: «لا تُرقِبوا ولا تُعمِروا» . وله في أخرى: «قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: من أُعمِر شيئاً فهو له حياتَه ومماتَه» . وفي أخرى «قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا معشر الأنصار أمسكوا عليكم أموالكم لا تُعمِروها، فإنه من أُعمِر شيئاً فإنه لمن أُعمِره حياتَه ومماتَه» . وفي أخرى: «قال: أمسكوا عليكم أموالكم ولا تُعمِروها، فمن أُعمِر شيئاً حياتَه فهو له حياتَه وبعد موته» . وفي أخرى: «قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: الرقبى جائزة» . وأخرج الرواية الآخرة من روايات أبي داود. وله في أخرى: «قال: العمرى لمن أعمرها، هي له ولعقبه يرثها من يرثه من عقبه» . [ص: 171] وأخرج الرواية الثالثة من روايات البخاري ومسلم، والخامسة، وزاد: قال أبو سلمة: لأنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث، فقطعت المواريث شرطه. وله في أخرى: «أنه قضى أنَّ من أعمر رجلاً عمرى له ولعقبه، فإنها للذي أعمرها يرثها من صاحبها الذي أعطاها ما وقع من مواريث الله وحقِّه» . وله في أخرى: «أنه قال: أَيُّما رجل أعمر رجلاً عمرى له ولعقبه، قال: قد أعطيتكها وعقبَك ما بقي منكم أحد، فإنها لمن أُعطيها لا ترجع إلى صاحبها من أجل أنه أعطاها عطاء وقعت فيه المواريث» . وفي أخرى: «أنه قضى بالعمرى أن يهب الرجلُ الرجلَ ولعقبه الهبةَ ويستثني: إن حدث بك حدث وبعقبك فهو إليَّ، وإلى عقبي، إنها لمن أُعطيها ولِعَقِبهِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العُمْرَى) يقال: أعْمَرْتُه داراً أو أرضاً: إذا أعطيتَه إياها، وقلت له: هي لك مدَّة عُمُري أو عُمُرِك، فإذا متَّ رجعتْ إليَّ، والاسم «العمرى» [ص: 172] (الرُّقْبى) يقال: أرْقَبْتُه داراً أو أرضاً: إذا أعطيتَه إياها على أن تكون للباقي منكما. وقلت: إن متُّ قبلك فهي لك، وإن متَّ قبلي فهي لي، والاسم «الرقبى» وهي من المراقبة، لأن كل واحد منهما يرقب موت صاحبه، أي: ينتظر. (بَتَلَ) البَتْل: القطع، بَتَلَهُ، يبتِله: إذا قطعه، المعنى: أنه يتملَّكها ملكاً لا يتطرَّق إليه نقض. (ثُنيا) الثُّنيا: الرجوع، أي: ليس للمعطي أن يرجع فيها. (حائطاً) الحائط: البستان من النخل. (حديقة) الحديقة: البستان عليه جدار يُحْدِق به، أي يُحيط به.   (1) أخرجه البخاري 5 / 176 في الهبة، باب ما قيل في العمرى والرقبى، ومسلم رقم (1625) في الهبات، باب العمرى، والموطأ 2 / 756 في الأقضية، باب القضاء في العمرى، وأبو داود رقم (3550) و (3551) و (3552) و (3553) و (3554) و (3555) و (3556) و (3557) و (3558) في البيوع، باب في العمرى، وباب من قال فيه ولعقبه، وباب في الرقبى، والترمذي رقم (1350) في الأحكام، باب ما جاء في العمرى، والنسائي 6 / 272 - 278 في العمرى، باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر جابر في العمرى، وباب ذكرى الاختلاف على الزهري فيه، وباب ذكر اختلاف يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو، على أبي سلمة فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/302) قال: حدثنا يحيى، عن هشام، وفي (3/302) قال: وحدثناه أبو داود، عن سفيان. وفي (3/304) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا هشام. وفي (3/393) قال: حدثنا حسن الأشيب، قال: حدثنا شيبان. والبخاري (3/216) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان. ومسلم (5/68) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي وأبو داود (3550) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان. والنسائي (6/277) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا هشام، وفي (6/277) قال: أخبرنا يحيى بن أبي كثير درست، قال: حدثنا أبو إسماعيل. خمستهم - هشام، وسفيان، وشيبان، وأبان، وأبو إسماعيل - عن يحيى بن أبي كثير. 2- وأخرجه أحمد (3/360) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (3/399) قال: حدثنا عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، قالا: أنبأنا ابن جريج. ومسلم (5/67) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك وفي (5/67) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قالا: أخبرنا الليث (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر العبدي، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (5/68) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب. وأبو داود (3553) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا مالك يعني ابن أنس. وفي (3554) قال: حدثنا حجاج ابن أبي يعقوب، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وابن ماجه (2380) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (1350) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك والنسائي (6/275) قال: أخبرنا عيسى بن مساور، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا أبو عمرو الأوزاعي. (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، عن مالك. وفي (6/276) قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن أبي فديك، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. (ح) وأخبرنا أبو داود سليمان بن سيف، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي عن صالح. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. تسعتهم - ابن أخي ابن شهاب، وابن جريج، ومالك، والليث، وابن أبي ذئب، وصالح، والأوزاعي، وشعيب، ويزيد بن أبي حبيب - عن ابن شهاب. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، وابن شهاب- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. (*) لفظ حديث يحيى بن أبي كثير: «قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعمرى أنها لمن وهبت له» (*) وأخرجه أبو داود (3552) قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري. والنسائي (6/275) قال: أخبرنا محمد بن هاشم البعلبكي. كلاهما - أحمد، ومحمد - قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، وأبي سلمة، عن جابر بن عبد الله، فذكره. (*) وأخرجه أبو داود (3551) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا محمد بن شعيب. والنسائي (6/274) قال: أخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر (ح) وأخبرني عمرو بن عثمان، قال: أنبأنا بقية بن الوليد. ثلاثتهم - محمد بن شعيب، وعمر، وبقية - عن الأوزاعي، قال: حدثنا ابن شهاب، عن عروة، عن جابر، فذكره. ولفظ حديثه: «من أعمر عمرى فهي له ولعقبه، يرثها من يرثه من عقبه» . الحديث: 6000 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 167 6001 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العُمرى جائزة» . وفي رواية قال: «العمرى ميراث لأهلها» . أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرج أبو داود والنسائي الأولى. وللنسائي في أخرى: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَن أُعمِر شيئاً فهو له» . وفي أخرى: «لا عمرى، فمن أُعمِر شيئاً فهو له» . وفي رواية عن قتادة قال: سألني سليمان بن هشام عن العمرى، فقلت: حدَّث محمد بن سيرين عن شريح قال: قضى نبي الله - صلى الله عليه وسلم- أن العمرى جائزة، قال قتادة: وقلت: حدَّثني النضر بن أنس عن بشير بن نَهِيك عن أبي هريرة أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العمرى جائزة» . قال قتادة: وقلتُ: كان الحسن [ص: 173] يقول: «العمرى جائزة» . قال قتادة: فقال الزهري: إنما العمرى: إذا أُعْمِرَ وعَقبه من بعده، فإذا لم يَجْعل عَقِبَه من بعده: كان للذي يَجعل شرطَه، قال قتادة: فسُئِلَ عطاءُ بن أبي رَباح؟ فقال: حدَّثني جابر بن عبد الله: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العمرى جائزة» ، قال قتادة: فقال الزهري: كان الخلفاء لا يقضون بهذا؟ قال عطاء: قضى بها عبد الملك ابن مَرْوان. [أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي] (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 176 في الهبة، باب ما قيل في العمرى والرقبى، ومسلم رقم (1626) في الهبات، باب العمرى، والنسائي 6 / 277 في العمرى، باب ذكر اختلاف يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو على أبي سلمة فيه، أبو داود رقم (3548) في البيوع، باب في العمرى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/347) قال: حدثنا بهز وعفان. قالا: حدثنا همام. وفي (2/429، 3/319) قال: حدثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة. وفي (2/468) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج. قال: حدثني شعبة. وفي (2/489) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد. والبخاري (3/216) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا همام. ومسلم (5/69) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب. قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. قال: حدثنا سعيد وأبو داود (3548) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا همام. والنسائي (6/277) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. أربعتهم - همام، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وهشام الدستوائي - عن قتادة قال: حدثني النضر بن أنس. عن بشير بن نهيك، فذكره. الحديث: 6001 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 172 6002 - (د س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أُعْمِر شيئاً فهو لِمُعمَرِه: محياه ومماتَه، ولا تُرْقِبوا، فمن أُرْقِب شيئاً فهو لسبيله» . أخرجه أبو داود والنسائي. وللنسائي: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الرُّقْبى جائزة» . وفي أخرى له: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: جعل الرقبى للذي أُرْقِبَها» . وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «العمرى ميراث» . وفي أخرى: «العمرى للوارِث» . وفي أُخرى: «العمرى جائزة» . وفي أخرى: «قضى بالعمرى للوارث» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3559) في البيوع، باب في الرقبى، والنسائي 6 / 269 في الرقبى، باب ذكر الاختلاف على ابن أبي نجيح في خبر زيد بن ثابت، وفي العمرى في فاتحته، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/189) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن عمر بن حبيب. وفي (5/189) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، عن شبل، وأبو داود (3559) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: قرأت على معقل. ثلاثتهم - عمر، وشبل، ومعقل - عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن حجر، فذكره. (*) أخرجه النسائي (6/272) قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم، قال: أخبرني أبي، أنه عرض على معقل، عن عمرو بن دينار، عن حجر ولم يذكر طاووسا. الحديث: 6002 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 173 6003 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُرْقِبُوا أَموالكم، فمن أُرقِب شيئاً، فهو لمن أُرْقِبَهُ» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «العمرى جائزة لمن أُعمِرها، والرقبى جائزة لمن أُرقِبها، والعائدُ في هبته كالعائِد في قَيْئه» . وفي أخرى عن طاوس، قال: لعله: عن ابن عباس، قال: «لا رُقبى، فمن أُرقِبَ شيئاً فهو سبيلُ الميراث» . وفي أخرى قال ابن عباس: «العمرى والرُّقبى سواء» . وفي أخرى قال ابن عباس: «لا تَحِلُّ العُمرى ولا الرُّقبى، فمن أُعمِر شيئاً فهو له، ومن أرقب شيئاً فهو له» . وفي أخرى قال ابن عباس: «لا تصلح العمرى ولا الرقبى، فمن أُعمِر شيئاً أو أُرْقِبَه: فإنه لمن أُعمرَه وأُرقِبَه: حياتَه ومماتَهُ» . وفي أخرى - مرسلاً - عن طاوس قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تحلُّ الرقبى فمن أَرقَب بِرُقْبى فهو سبيل الميراث» . وفي أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «العمرى جائزة» . وفي أخرى عن طاوس مُرسلاً قال: «بَتَل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- العمرى والرقبى» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 269 في الرقبى، باب ذكر الاختلاف على ابن أبي نجيح في خبر زيد بن ثابت، وباب ذكر الاختلاف على أبي الزبير، وفي العمرى في فاتحته، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/269) أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثني أبو عبد الرحيم، قال: حدثني زيد، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن ابن عباس فذكره. الحديث: 6003 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 174 6004 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عمرى ولا رقبى، فمن أُعْمِر شيئاً أو أُرْقِبه فهو له حياتَه، ومماتَه» . وفي رواية عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر - ولم يسمعه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا عُمرى، ولا رُقبى ... » وذكره. قال عطاء: «هو للآخَر» . وفي أخرى عن حبيب قال: سمعتُ ابن عمر يقول: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الرُّقبى، وقال: من أُرْقِبَ رُقْبى، فهي له» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 273 و 274 في العمرى، باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر جابر في العمرى، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/273) أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرني عطاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر ولم يسمعه منه. الحديث: 6004 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 175 6005 - (س) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما رَجل أَعْمَرَ [عُمْرَى] له، ولعقبه: فهي له، ولمن يَرِثه من عقبه، موروثة» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 275 في العمرى، باب ذكر الاختلاف على الزهري فيه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/275) أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة الدمشقي، عن أبي عمر الصنعاني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير فذكره. الحديث: 6005 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 175 6006 - (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العمرى جائزة لأهلها، أو ميراث لأهلها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1349) في الأحكام، باب ما جاء في العمرى، ورواه أبو داود رقم (3549) في البيوع، باب في العمرى، وهو حديث حسن، قال الترمذي: وفي الباب عن زيد بن ثابت، وجابر، وأبي هريرة، وعائشة، وابن الزبير، ومعاوية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1349) حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة،فذكره. الحديث: 6006 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 175 6007 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله - «أن ابن عمر وَرِث من حفصة ابنة عمر دارها، وكانت قد أسكنتْ فيها ابنةَ زيد بن [ص: 176] الخطاب ما عاشت، فلما تُوفِّيتْ بنتُ زيد: قبضَ عبد الله بنُ عمرَ المسكن ورأى أنه له» . أخرجه الموطأ (1) . ترجمة الأبواب التي أولها عين، ولم ترد في حرف العين (العرايا) : في كتاب البيع، من حرف الباء. (عامل الزكاة) : في كتاب الزكاة، من حرف الزاي. (العورة) : في كتاب الصلاة، من حرف الصاد. (العُطاس) : في كتاب الصحبة، من حرف الصاد. (عيادة المريض) : في كتاب الصحبة من حرف الصاد. (العقيقة) : في كتاب الطعام، من حرف الطاء. (العَتيرة) : في كتاب الطعام، من حرف الطاء. (العين) : في كتاب الطب، من حرف الطاء. (عمرة القضاء) : في كتاب الغزوات، من حرف الغين. (العَصَبِيَّة) : في كتاب الفتن، من حرف الفاء. (عذاب القبر) : في كتاب الموت، من حرف الميم. (العَزْل) : في كتاب النكاح، من حرف النون.   (1) 2 / 756 في الأقضية، باب القضاء في العمرى، وإسناده صحيح. أقول: وإلى هنا انتهت نسخة المؤلف بخطه، وهي المجلد الرابع فقط، وكان ابتداؤها من الكتاب الثاني من حرف الصاد، في الصوم إلى آخر حرف العين وشرح غريبه، وكان انتهاؤه من كتابتها بالموصل سنة ست وثمانين وخمسمائة هجرية، أي قبل: وفاته بعشرين عاماً رحمه الله تعالى. وعليها سماعات كثيرة لعلماء أجلاء تغمدهم الله تعالى جميعاً برحمته ورضوانه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/62) عن نافع فذكره. الحديث: 6007 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 175 بسم الله الرحمن الرحيم حرف الغين ويشتمل على سبعة كتب كتاب الغزوات، كتاب الغَيْرة، كتاب الغضب والغيظ، كتاب الغصب، كتاب الغِيبة، كتاب الغناء، كتاب الغدر الكتاب الأول: في الغزوات والسَّرايا والبُعوث عدد غزوات النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- 6008 - (خ م ت) أبو إسحاق [عبد الله بن عمرو السبيعي] : «أن عبد الله بن يزيد خرج يَسْتَسقي بالناس، فصلَّى ركعتين، ثم اسْتَسقى، قال: فلقيتُ يومئذ زيدَ بنَ أرقم - قال: وليس بيني وبينَه غيرُ رجل، أو بيني وبينه رَجُل - فقلت له: كم غزا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: تِسْعَ عشْرَةَ [غزوة] ، فقلتُ: كم غزوتَ أنتَ معه؟ قال: سَبْعَ عشْرَةَ غزوة، قلتُ: فما أوَّلُ غَزاة غزاها؟ قال: ذاتُ العُسَيْر - أو العُشَيْرِ» . [ص: 178] وفي حديث وهب عن شُعبةَ «فذكرتُ ذلك لقتادة، فقال: العُشَير» . وفي حديث الحسن بن موسى: «وأنه حَجَّ بعدما هاجر حجَّة واحدة، حَجَّةَ الوَدَاع، قال أبو إِسحاق: وبمكة أخرى» . وفي رواية قال أبو إسحاق: «كُنْتُ إلى جَنْبِ زيدِ بن أرقم، فقيل له: كم غزا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من غزوة؟ قال: تِسْعَ عشرة ... وذكره» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الآخِرة (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 116 في المغازي، باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم، وباب غزوة العشيرة، وباب حجة الوداع، ومسلم رقم (1254) ، في الحج، باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وزمانهن، وفي الجهاد والسير، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (1676) في الجهاد، باب ما جاء في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وكم غزا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/368، 4/371) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل، وأبي يعني الجراح. 2- وأخرجه أحمد (4/370) قال: حدثنا حسن بن موسى. والبخاري (5/223) قال: حدثنا عمرو بن خالد. ومسلم (4/60) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا الحسن بن موسى. وفي (5/199) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن آدم. ثلاثتهم - حسن، وعمرو، ويحيى - عن زهير. 3- وأخرجه عبد بن حميد (261) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، والبخاري (2016) قال: حدثنا عبد الله، وعبد الله بن رجاء عن إسرائيل. 4- وأخرجه أحمد (4/373) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/90) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا وهب. ومسلم (5/199) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (1676) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وهب بن جرير، وأبو داود الطيالسي. ثلاثتهم - محمد، ووهب، وأبو داود - عن شعبة. أربعتهم - إسرائيل، والجراح، وزهير، وشعبة - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6008 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 177 6009 - (خ) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «غزوتُ مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خمسَ عشْرَةَ غزوة» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 116 في المغازي، باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4472) حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، حدثنا البراء، فذكره. الحديث: 6009 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 178 6010 - (خ م) بريدة - رضي الله عنه - قال: «غزا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سِتَّ عشْرةَ غزوة» . أخرجه البخاري. وفي رواية مسلم: «أنه غزا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَة» . وفي أخرى له «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- غزا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزوَة، قاتل في ثمان منهن» (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 116 في المغازي، باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1814) في الجهاد، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/349) والبخاري (6/20) قال: حدثني أحمد بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال. ومسلم (5/220) قال: حدثني أحمد بن حنبل، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن كهمس، عن ابن بريدة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (5/349) قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا الجريري، عن عبد الله بن بريدة: «أن أباه غزا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ست عشرة غزوة» مرسلا. الحديث: 6010 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 178 6011 - (خ م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «غزوتُ مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سبع غَزَوات، فذكر خيبرَ، والحُدَيْبِيةَ، ويومَ حُنَيْن، ويومَ القَرَد، قال يزيد بن أبي عبيد: ونسيتُ بَقِيَّتَها» . وفي رواية: أنه سمعه يقول: «غزوتُ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سبع غَزوات، وخرجت فيما يَبْعَثُ من البعوث تسعَ غَزَوات، مرَّة علينا أبو بكر، ومَرَّة علينا أسامةُ» . أخرجه البخاري [ومسلم] (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 399 في المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة، ومسلم رقم (1815) في الجهاد، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/54) قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والبخاري (5/183) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. وفي (5/184) قال: وقال عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي. وفيه (5/184) قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد. وفيه (5/184) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا حماد بن مسعدة. ومسلم (5/200) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. أربعتهم - حماد، وحاتم، وحفص بن غياث، وأبو عاصم - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. الحديث: 6011 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 179 غزوة بدر 6012 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- شاور حين بلغه إِقْبَالُ أبي سفيان، قال: فتكلَّم أبو بكر، فأَعرَضَ عنه، ثم تكلَّمَ عمرُ، فأعرضَ عنه، فقام سعدُ بنُ عُبادَةَ، فقال: إيَّانا تريدُ يا رسولَ الله؟ والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نُخِيضَها البحرَ لأخَضْناها، ولو أمرتنا أن نَضْرِبَ أَكْبَادَها إلى بَرْك الغِمَاد لفعلنا، قال: فندَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الناسَ فانطلقوا، حتى نزلوا بدراً، وورَدتْ عليهم رَوَايا قريش، وفيهم غلام أسودُ لبني الحجَّاجِ، فأخذوه، فكان أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يسألونه عن أبي سفيان، وأصحابه؟ فيقول: مالي علم بأبي سفيان، ولكنْ هذا [ص: 180] أبو جهل، وعُتبةُ، وشَيْبَةُ، وأُميَّةُ بنُ خَلف في الناس، فإذا قال ذلك ضربوه، فقال: نعم أنا أُخبركم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه فسألوه قال: ما لي بأبي سفيان عِلْم، ولكنْ هذا أبو جهل، وعتبةُ، وشيبةُ، وأُمَيَّةُ بنُ خلف في الناس، فإِذا قال هذا أيضاً ضربوه، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قائم يُصلِّي، فلما رأى ذلك انصرف، وقال: والذي نفسي بيده، لَتَضْرِبونه إذا صَدَقَكم، وتتركونَهُ (1) إذا كذبكم، قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هذا مَصْرَعُ فلان - ويضع يده على الأَرض هاهنا، وهاهنا - قال: فما مَاطَ أحدُهم عن موضع يدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم. وأخرجه أبو داود، وأوَّلُ حديثه: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَدَبَ أصحابه، فانطلق إلى بدر، فإذا هم بروايا قريش، فيها عبد أسودُ لبني الحجاج ... » وذكر الحديث إلى آخره بتغيير شيء من ألفاظه، ثم قال في آخره: «والذي نفسي بيده، ما جاوز أحد منهم عن موضعِ يدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمر بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأُخِذُوا بأرجلهم، فسُحِبوا، فَأُلْقُوا في القَلِيب» (2) . [ص: 181] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَوَايا) جمع راوية، وهي المزادة، والمراد به هاهنا: الجمال التي تحمل المزاد، والجمل: راوية، وتسمى به المزادة. (مَصرع) المصرع: موضع القتل. (ما ماط) أي: ما زال وما بعُد، والمَيْط: الميل والعدول. (ندب) ندبتُ الرجل لهذا الأمر: أي: هيأته له، وبعثته فيه، فانتدب، أي: أجاب. (القَلِيب) : البئر لم تُطْوَ، وإنما هي حفيرةٌ قُلِب ترابها، فسمِّيتْ قليباً.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه، بحذف النون، وهي لغة. (2) رواه مسلم رقم (1779) في الجهاد، باب غزوة بدر، وأبو داود رقم (2681) في الجهاد، باب في الأسير ينال منه ويضرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم في المغازي (32) عن أبي بكر، عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس. الأشراف (1/125) . أخرجه أبو داود (2681) حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس فذكره. الحديث: 6012 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 179 6013 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بَعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بَسْبَسَةَ (1) عَيْناً ينظر ما صنعت عِيرُ أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغيرُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: لا أدري، ما استثنى بعض نسائه ... قال: فحدَّثه الحديثَ، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فتكلَّم، فقال: إن لنا طَلِبَة، فمن كان ظَهرُه حاضراً فليركب معنا، فجعل رجال يستأذنونه في ظهرهم (2) في عُلْوِ المدينة، فقال: لا، إلا من كان ظهْرُه حاضراً، [ص: 182] فانطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه حتى سبقوا المشركين إلى بَدْر، وجاء المشركون، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا يُقْدِمَنَّ أحد منكم إلى شيء حتى أكونَ أنا أُوذِنه (3) ، فدنا المشركون، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قوموا إلى جنة عَرْضُها السماوات والأرض، قال: يقول عُمَيْر (4) بن الحُمام الأنصاري: يا رسولَ الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم، قال: بخ بخ يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ قال: لا والله يا رسولَ الله، إلا رَجَاءَ (5) أن أكونَ من أهلها، قال: فإنك من أهلها قال: فاخترج تَمَرَات من قَرَنِه، فجعل يأكلُ منهن، ثم قال: لئن أنا حَييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتِل» . أخرجه مسلم (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العِير) الإبل تحمل الميرة والمتاع ونحوه. (الظَّهْر) هاهنا: الدواب التي كانوا يركبونها. (أُوذِنُه) الإيذان: الإعلام بالشيء، آذنتُه أوذِنُه إيذاناً. (بخٍ بخٍ) كلمة تُقال للتعجب من الشيء لمدحه واستعظامه، وتكرر [ص: 183] للمبالغة، فإن وَصَلْتَ جَرَرت ونَوَّنْت، وربما شدَّدت. (فاخترج) افتعل، من الإخراج، أي: أخرج. (قَرَنِه) القرن: جَعبة تتخذ من جلد تخزن فيها السهام.   (1) وهو بسبسة بن عمرو، ويقال له: بسبس، وفي المطبوع: بسيسة، بالتصغير، وهو كذلك في نسخ مسلم المطبوعة. (2) في نسخ مسلم المطبوعة: في ظهرانهم. (3) في نسخ مسلم المطبوعة: حتى أكون أنا دونه. (4) في الأصل: عمر، وهو خطأ، والتصحيح من صحيح مسلم وكتب الرجال. (5) وفي بعض النسخ: رجاءة، وكلاهما صحيح. (6) رقم (1901) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1901) حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر وهارون بن عبد الله ومحمد بن رافع وعبد بن حميد، وألفاظهم متقاربة قالوا حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان وهو ابن المغيرة - عن ثابت عن أنس بن مالك فذكره. الحديث: 6013 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 181 6014 - (م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: حدَّثني عمرُ بنُ الخطاب قال: «لما كان يومُ بدر نظرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى المشركين وهم ألف، وأصحابُه ثلاثُمائة وتسعةَ عشر رجلاً، فاستقبل نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- القِبْلَةَ، ثم مدَّ يديه، فجعل يَهْتِفُ بربِّهِ يقول: اللهم أنْجِزْ لي ما وعدتني، اللهم آتِني ما وعدتني، اللهم إن تَهْلِكْ هذه العصابةُ من أهل الإسلام لا تُعبدْ في الأرض، فما زال يهتف بربِّه مادَّاً يديه [مُسْتَقبلَ القبلة] ، حتى سقط رداؤه عن مَنْكِبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه فأخذه من ورائه، وقال: يا نبيَّ الله، كفاك (1) مُنَاشَدَتُك ربَّك، فإنه سَيُنْجِزُ لك ما وعدَك، فأنزل الله - عز وجل -: {إذْ تَسْتَغِيثُون رَبَّكم فَاسْتَجَابَ لكم أني مُمِدُّكم بألف من الملائكة مُرْدِفِين} [الأنفال: 9] فأمدَّه الله بالملائكة» . قال سماك: فحدَّثني ابنُ عباس قال: «بينما رجل من المسلمين يومئذ يَشْتَدُّ في أَثَرِ رجل من المشركين أمامه، إذْ سمع ضربة بالسَّوْطِ فوقه، وصوتَ الفارسِ يقول: أقدِمْ حَيْزُوم، إذ نظر إلى المشرك أمامه خَرَّ مُسْتَلْقِياً، فنظر إليه، فإِذا هُوَ قد خُطِم أنفُه وشُقَّ [ص: 184] وجهُه، كضربة السَّوْط، فاخضرَّ ذلك أجمعُ، فجاء الأنصاريُّ، فحدَّث بذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: صدقتَ، ذلك من مَدَدِ السماء الثالثة، فقَتَلُوا يومئذ سبعين، وأَسروا سبعين» . قال ابنُ عباس: «فلما أَسَروا الأُسَارى، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر وعمر: ما تَروْن في هؤلاء الأُسارى؟ فقال أبو بكر: يا رسولَ الله، هم بَنو العمِّ والعشيرةِ، أرى أن تأخُذَ منهم فدية، فتكون لنا قوَّة على الكفار، فعسى الله أن يهديَهم إلى الإسلام. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: قلتُ: لا والله، يا رسول الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تُمَكِّنَّا، فنضربَ أعناقهم، فتمكِّن عليّاً من عَقيل [فيضربَ عُنقَه] ، وتمكِّني من فلان - نسيباً لعمر - فأضربَ عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدُها، فَهَوِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما قال أبو بكر، ولم يَهْوَ ما قلتُ، فلما كان من الغدِ جئتُ، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر قاعِدَيْن يبكيان، فقلتُ: يا رسول الله، أخبرني: من أيِّ شيء تبكي أنت وصاحبُك؟ فإن وجدتُ بكاء بَكَيْت، وإن لم أجد بكاء تباكَيْت لبكائكما، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أبكي للذي عرض عليَّ أصحابُك من أخذهم الفِداءَ، لقد عُرض عليَّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة - لشجرة قريبة من نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنزل الله عز وجل: {ما كان لِنَبِيٍّ أنْ يكون له أسْرَى حتَّى يُثْخِنَ في الأرض تُرِيدون [ص: 185] عَرَضَ الدُّنيا واللهُ يُريد الآخرةَ وَاللهُ عزيزٌ حكيم. لَوْلا كتابٌ مِن الله سَبَقَ لَمَسَّكُم فِيما أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. فكلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً} [الأنفال: 67 - 69] فأحلَّ الله الغنيمةَ لهم» . أخرجه مسلم. وأَخرج الترمذي منه إلى قوله: «فأمدَّه الله بالملائكة» . وأَخرج أبو داود منه طرفاً قال: حدَّثني عمرُ بنُ الخطَّاب قال: «لمَّا كان يومُ بدر، فأخذ - يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -الفِدَاءَ، فأنزلَ الله - عزَّ وجلَّ -: {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتى يُثْخِنَ في الأرض} - إلى قوله -: {لَمسَّكم فيما أخذتم} من الفِدَاءِ، ثم أحلَّ لهم الغنائمَ» . أخرج منه هذا القَدْرَ في «باب فداء الأسير» ، ولقلّة ما أخرج منه أثبتناه، ولم نُثْبت له علامة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هتف به) : إذا ناداه وصاح به، والمراد به: الدعاء والتضرع في السؤال. (العصابة) : الجماعة من الناس. (يُناشده) المناشدة: المسألة والطلب، والابتهال إلى الله تعالى. [ص: 186] (مُردِفِين) أي: متتابعين، يتبع بعضهم بعضاً. (يشتدّ) الشدُّ: العَدْوُ. (حَيْزُوم) : اسم فرس من خيل الملائكة الذين أمَدَّ الله بهم المسلمين يوم بدر. (خُطِم أنفه) الحَطْم - بالحاء المهملة - الدَّقُّ والكسر، وبالخاء المعجمة: الأثر على الأنف، كما يُخْطَم البعيرُ بالكيِّ، يقال: خطمتُ البعير: إذا وسمتَه بكيٍّ في الأنف إلى أحد خديه، والخِطام: السِّمة في عرض الوجه إلى الخدِّ. (صَنَادِيدِها) الصناديد جمع صِنْدِيد، وهو السيد الشجاع. (فَهوِيَ) هَوِيت الشيء أهواه: إذا ملت إليه، ورغبت فيه. (يُثخِن) قوله تعالى {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن} أي: حتى يُكثر فيها القتل، ويتمكَّن منها، وتقوى شوكته.   (1) وفي بعض النسخ: كذلك. (2) رواه مسلم رقم (1763) في الجهاد، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم، والترمذي رقم (3081) في تفسير القرآن، باب ومن سورة الأنفال، ورواه أيضاً أبو داود مختصراً رقم (2690) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم في المغازي (20) عن هناد بن السري، عن ابن المبارك. و (20) عن زهير بن حرب، عن عمر بن يونس. كلاهما عن عكرمة بن عمار، عن سماك عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب، وأبو داود في الجهاد (131: 1) عن أحمد بن حنبل، عن أبي نوح، عن عكرمة بن عمار ببعضه: لما كان يوم بدر فأخذ النبي الفداء أنزل الله: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، (8/67) بهذه القصة اوالترمذي في التفسير [الأنفال 9: 2] عن ابن بشار، عن عمر بن يونس. بالقصة الأولى.. إلى قوله «فأمدهم الله بالملائكة» وقال: حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث عمر إلا من حديث عكرمة بن عمار، عن أبي زميل. الأشراف (8/44) . الحديث: 6014 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 183 6015 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «شهدتُ من المقدادِ بنِ الأسودِ مشهداً، لأنْ أكونَ أنا صاحبُهُ: أحبُّ إليَّ مما عُدِلَ به، أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يدعو على المشركين يومَ بَدْر فقال: يا رسولَ الله إِنا لا نقول كما قالت بنو إِسرائيل لموسى عليه السلام: {اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] ، ولكن امْضِ ونحن معك، فكأنه سُرِّي عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية «ولكنَّا نُقَاتلُ عن يمينك وعن شِمالك وبين يَدَيكَ وخَلْفَكَ، فرأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أشرقَ وجهُهُ، [ص: 187] وسَرَّه (1) » . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سُرِّيَ) عن المحزون وغيره: إذا كشف عنه ما به.   (1) يعني قوله. (2) 7 / 223 و 224 في المغازي، باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} ، وفي تفسير سورة المائدة، باب قوله: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3952) حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل عن مخارق عن طارق بن شهاب قال «سمعت ابن مسعود يقول فذكره» الحديث: 6015 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 186 6016 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يومَ بدر: «هذا جبريلُ آخذ برأس فرسه، عليه أدَاةُ الحرب» . أَخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أداة) الحرب: آلتها، وأراد بها: السلاح.   (1) 7 / 242 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، قال الحافظ في " الفتح ": الحديث هو من مراسيل الصحابة ولعل ابن عباس حمله عن أبي بكر، فقد ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر خفق خفقة ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه الغبار، ووقعت في بعض المراسيل تتمة لهذا الحديث مقيدة، وانظر " الفتح " 7 / 242 و 243. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3995) حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس فذكره. قال الحافظ في الفتح الحديث هو من مراسيل الصحابة ولعل ابن عباس حمله عن أبي بكر فقد ذكر ابن إسحاق «أن النبي في يوم بدر خفق خفقه ثم انتبه فقال أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه الغبار» ، ووقعت في بعض المراسيل تتمة لهذا الحديث مقيدة وانظر الفتح (7/242،243) . الحديث: 6016 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 187 6017 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال- وهو في قُبَّة يومَ بَدْر -: «اللهم أَنْشُدُكَ عهدَكَ ووعدَك، اللهمَّ إن تَشَأْ لا تُعْبَدْ بعدَ اليوم، فأخذ أبو بكر بيده، وقال: حَسْبُك يا رسولَ الله، أَلْحَحْتَ على رَبِّكَ، فخرج وهو [يَثِبُ] في الدِّرع، وهو [ص: 188] يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. بَل السَّاعَةُ مَوْعِدُهُم والساعَةُ أَدْهَى وأَمَرُّ} [القمر: 45، 46] » . أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 224 - 226 في المغازي، باب قول الله تعالى: {إذا تستغيثون ربكم} ، وفي الجهاد، باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة {اقتربت الساعة} باب قوله تعالى: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} ، وباب قوله: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهي وأمر} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3953) حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب. حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس فذكره. الحديث: 6017 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 187 6018 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «خرج يومَ بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر رجلاً، فلما انتهى إليها قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اللهمَّ إنَّهم حُفَاة فَاحْمِلْهم، اللهمَّ إنهم عُرَاة فَاكْسُهُمْ، اللهمَّ إنهم جِياع فأَشْبِعْهُمْ، ففتح الله له يومَ بدر، فَانْقَلبوا - حين انْقَلبوا - وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمَل، أو جملين، واكْتَسَوْا، وشَبِعُوا» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2747) في الجهاد، باب في نفل السرية تخرج من العسكر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2747) حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو فذكره. الحديث: 6018 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 188 6019 - (خ ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كنا أصْحابَ محمد نَتَحدَّثُ: أن عِدَّةَ أصحاب بدر على عِدَّة طالوت الذين جاوزُوا (1) معه النهر - ولم يُجاوزْ معه إلا مؤمن - بضعةَ عشرَ وثلاثَمائة» . وفي رواية قال البراء: «لا، والله ما جاوز معه النّهرَ إلا مؤمن» . أخرجه البخاري. وفي رواية الترمذي إلى قوله: «أصحاب طالوت» (2) . [ص: 189] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بضعة) البضع: ما بين الثلاثة إلى التسعة.   (1) وفي بعض الروايات: جازوا. (2) رواه البخاري 7 / 228 في المغازي، باب عدة أصحاب بدر، والترمذي رقم (1598) في السير، باب ما جاء في عدة أصحاب بدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3958) حدثني عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء فذكره. وأخرجه الترمذي (1598) حدثنا واصل بن عبد الأعلى، حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء فذكره قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وقد رواه الثوري وغيره عن أبي إسحاق. الحديث: 6019 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 188 6020 - (خ) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «اسْتُصْغِرْتُ أنا وابنُ عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يومَ بدر: نَيِّفاً على الستين، والأنصار نَيِّفاً وأربعين ومائتين» . أخرجه البخاري، وأفرد الحميديُّ هذا الحديث عن الذي قَبْلَهُ، وهما حديث واحد، يشتركان في كمية عددهم يوم بدر، وحيثُ أفردَهُ اتَّبعناه (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 227 في المغازي، باب عدة أصحاب بدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3956) حدثني محمود وحدثنا وهب عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء فذكره الحديث: 6020 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 189 6021 - (ت) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: «عَبَّأَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ بدر ليلاً» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1677) في الجهاد، باب ما جاء في الصف والتعبئة عند القتال، وفي سنده محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب "، وفيه أيضاً عنعنة محمد بن إسحاق، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: محمد بن إسحاق سمع من عكرمة، وحين رأيته (يعني البخاري) كان حسن الرأي في محمد بن حميد الرازي، ثم ضعفه بعد، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي أيوب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1677) حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف فذكره. قال أبو عيسى: وفي الباب عن أبي أيوب، وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعرفه. وقال محمد بن إسحاق، سمع من عكرمة، وحين رأيته كان حسن الرأي في محمد بن حميد الرازي ثم ضعفه بعد. الحديث: 6021 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 189 6022 - (خ د) أبو أسيد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ بدر - حين صَفَفْنا لِقُريش -: «إِذا أكْثَبُوكم - يعني: غشَوكم - وفي أخرى يعني: أكثرُوكم – فَارْمُوهُمْ، وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُم» . أخرجه البخاري، وأبو داود. [ص: 190] وفي أخرى لأبي داود: «إذا أَكثَبُوكم فارمُوهم، ولا تَسُلُّوا السُّيوفَ حتى يَغْشَوْكم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أكثبوكم) أي: قرُبوا منكم، والكَثْب: القُرْب.   (1) رواه البخاري 7 / 238 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وفي الجهاد، باب التحريض على الرمي، وأبو داود رقم (2663) و (2664) في الجهاد، باب في الصفوف، وباب في سل السيوف عند اللقاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4/46) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل وأبو داود (2663) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل. وفي (2664) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا إسحاق بن نجيح، وليس بالملطي، عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي. كلاهما - عبد الرحمن، ومالك - عن حمزة بن أبي أسيد، فذكره. (*) أخرجه أحمد (3/498) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن عباس بن سهل، أو حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، نحوه. (*) أخرجه البخاري (5/99) قال: حدثني عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، والزبير بن المنذر بن أبي أسيد، عن أبي أسيد، به. (*) أخرجه البخاري (5/99) قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، والمنذر بن أبي أسيد، عن أبي أسيد، به. الحديث: 6022 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 189 6023 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «لما كان يومُ بدر قَاتَلْتُ شيئاً من قتال، ثم جئتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنْظُر ما صَنَعَ، فإذا هو ساجد يقول: يا حيُّ يا قيُّوم برحمتكَ أسْتَغِيثُ، ثم ذهبتُ فقاتلتُ شيئاً من قتال، ثم رجعت وهو على حاله ساجد يقول: يا حيُّ يا قيومُ، ثم رَجَعْت فقاتلت، ثم جئت فإذا هو ساجد، يقول ذلك، ففتح الله عليه» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره الحافظ في " الفتح " ونسبه للنسائي والحاكم وسكت عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره الحافظ في الفتح ونسبه للنسائي والحاكم وسكت عليه. الحديث: 6023 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 190 6024 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حدَّث عن سعد بن معاذ أنه قال: «كان صديقاً لأميَّةَ بن خلف، وكان أميَّةُ إِذا مرَّ بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مرَّ بمكة نزل على أميةَ، فلما قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ: انطلق سعد مُعتَمِراً، فنزل على أُميةَ بمكة، فقال لأميةَ: انظر لي ساعة [خلوة] ، لعلِّي أطوفُ بالبيت، فخرج به قريباً من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل، فقال: يا أبا صَفْوان، مَن هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل: ألا أراك [ص: 191] تطوف بمكة آمناً، وقد آوْيتُم الصُّبَاةَ، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتُعينونهم، أما والله، لولا أنك مع أبي صفوان ما رجِعت إلى أهلِك سالماً، فقال له سعد - ورفع صوتَه عليه -: أما والله، لئن منعتني هذا لأَمْنَعَنَّك ما هو أشدُّ عليك منه: طريقَك على المدينة، فقال له أمية: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيّدِ أهل الوادي، فقال سعد: دَعْنا عنك يا أمية، فوالله، لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنه قاتلُك، قال: بمكة؟ قال: لا أدري، ففزِع لذلك أمية فزعاً شديداً، فلما رجع أمية إلى أهله، قال: يا أم صفوان، ألم تَرَيْ ما قال لي سعد؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أن محمداً أخبرهم: أنه قاتلي، فقلت له: بمكة؟ قال: لا أدري، فقال أمية: والله لا أخرج من مكة، فلما كان يوم بدر اسْتَنْفَرَ أبو جهل الناس، فقال: أدْرِكُوا عِيركم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل، فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تَخَلَّفت، وأنت سيد أهل الوادي: تخلّفوا معك، فلم يزل به أبو جهل حتى قال: أمَّا إذْ غَلَبْتَني، فواللهِ، لأَشْتَرِينَّ أجودَ بعير بمكة، ثم قال أمية: يا أمَّ صفوان، جهِّزيني، فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليَثْرِبيّ؟ قال: لا، وما أريد أن أجوز معهم إلا قريباً، فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلاً إلا عَقَل بعيره، فلم يزل بذلك حتى قتله الله ببدر» . وفي رواية نحوه، إلا أن فيه «فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، [ص: 192] وجعل يُمسكه، فغضب سعد، فقال: دَعْنا منك، فإني سمعت محمداً - صلى الله عليه وسلم- يزعم أنه قاتلك، قال: إِيَّاي؟ قال: نعم، قال: والله، ما يكذب محمد إذا حَدَّث، فرجع إلى امرأته، فقال: أتعلمين ما قال أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمداً يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله، ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصَّريخُ، قالت له امرأته: أما ذكرتَ ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشْراف الوادي، فَسِرْ يوماً أو يومين، فسار معهم، فقتله الله» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصُّبَاة) : جمع صابئ، وهو الذي فارق دينه إلى غيره. (اسْتَنْفَرَ) الاستنفار: طلب النُّصْرَة من الناس، ليَنفِروا معه إلى مقصده. (الصَّرِيخ) : الصائح، وهو الذي يستنجد الناس.   (1) 7 / 220 - 222 في المغازي، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3950) حدثني أحمد بن عثمان، حدثنا شريح بن مسلمة، حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: حدثني عمرو بن ميمون أنه سمع عبد الله بن مسعود فذكره. الحديث: 6024 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 190 6025 - (خ) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: «كاتبت أميَّةَ بن خلف كتاباً: أن يحفظني في صاغِيَتي بمكة، وأحفظه في صاغِيته بالمدينة، فلما ذكرت «الرحمن» قال: لا أعرف الرحمن، كاتبْني باسمك الذي كان لك في الجاهلية، فكاتبته «عبد عمرو» فلما كان يوم بدر خرجت [ص: 193] [إلى جَبَل] لأحرزه من القتل (1) فأبصره بلال، فخرج حتى وقف على مجلس من مجالس الأنصار، فقال: يا معشر الأنصار، أُمَيَّةَ بن خلف (2) ، لا نجوتُ إن نجا أميَّةُ، فخرج معه فريق من الأنصارِ في آثارنا، فلما خَشِيت أن يلحقونا خلّفت لهم ابنَه، لأشغلهم به، فقتلوه، ثم أتونا (3) حتى يتبعونا، وكان أميةُ رجلاً ثقيلاً. [فلما أَدركونا] قلت له: ابْرُك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعَه، فتخَلَّلُوه (4) بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، فأصاب أحدُهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن يُرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه» . أخرجه البخاري (5) . وفي رواية: «فلما كان يوم بدر، حصل لي دِرْعَان، فلقيني أمية، فقال: خُذني وابني، فأنا خير لك من الدِّرعين، أَفْتدي منك، فرآه بلال، فقال: أميَّةُ رأسُ الكفر، لا نجوتُ إِن نجا أمية، فقتلهما، فكان ابنُ عوف يقول: يرحم الله بلالاً، فلا دِرْعيَّ، ولا أَسيريَّ» (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لأُحْرِزَه) أي: لأحوطه وأحفظه من القتل، ومنه الحِرز، وهو [ص: 194] [الموضع] الذي يحفظ فيه الشيء. (فتَخلّلوه) تخلَّلوه بالسيوف، أي: قتلوه بها طعناً، جعل السيوف في هذه الحالة كالأخِلَّة، حيث لم يقدروا أن يضربوه بها.   (1) كذا في الأصل، لأحرزه من القتل، والذي في نسخ البخاري المطبوعة: لأحرزه حين نام الناس. (2) أي: عليكم أمية بن خلف. (3) في نسخ البخاري المطبوعة: ثم أبوا. (4) وفي بعض النسخ: فتجللوه، بالجيم. (5) 4 / 392 في الوكالة، باب إذا وكل المسلم حربياً في دار الحرب أو في دار الإسلام جاز، وفي المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش. (6) لعل هذه الرواية بهذه الزيادة لرزين، وقد رواها البخاري مختصرة في المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش بلفظ: كاتبت أمية بن خلف، فلما كان يوم بدر، فذكر قتله وقتل ابنه، فقال بلال: لا نجوت إن نجا أمية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3971) حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن فذكره. الحديث: 6025 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 192 6026 - (خ م) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: «إني لواقف في الصفِّ يوم بدر، فنظرتُ عن يميني وعن شِمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصارِ حديثة أسنانُهما، فَتَمنَّيتُ أن أكون بين أَضْلَع منهما، فغمزني أحدُهما، فقال: أيْ عَمّ، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، فما حاجتُك إِليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبِرت أنه يَسُبُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يُفارق سَوادي سَوَادَه، حتى يموتَ الأعْجَلُ منا، قال: فتعجَّبت لذلك، قال: وغمزني الآخَر فقال لي مثلها، فلم أنْشَب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبراه، فقال: أيُّكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: هل مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُما؟ قالا: لا، فنظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في السَّيفين، فقال: كلاكما قتله، وقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بسلَبه لمُعَاذ بن عمرو بن الجَموح، والرجلان: معاذُ بن عمرو بن الجموح، ومُعاذ بن عَفْراء» أخرجه البخاري، ومسلم. وفي أخرى قال: «إني لَفِي الصفِّ يومَ بدر، إذ الْتَفَتُّ فإذا عن يميني، وعن يساري فَتَيان حديثا السنِّ، فكأني لم آمَنْ بمكانهما، إذ قال لي أحدهما [ص: 195] سراً من صاحبه: يا عمّ، أَرِني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي ما تصنع بهِ؟ قال: عاهدتُ الله عز وجل إن رأيتُه لأقتلنَّه، أَو أموتَ دونه، فقال لي الآخر سراً من صاحبه مثلَه، قال: فما سرَّني أني بين رجلين مكانهما، فأشرتُ لهما إليه، فَشدَّا عليه مثل الصَّقْرين، حتى ضرباه، وهما ابنا عفراءَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بين أضْلَعَ منهما) أي: أقوى منهما وأشد، والضَّلِيع: القوي الشديد. (سَوادي) السَّواد بالفتح: الشخص، وبالكسر، السِّرَار، والأول المراد. (لم أنْشَبْ) أي: لم ألبث.   (1) رواه البخاري 7 / 239 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وفي الجهاد، باب من لم يخمس الأسلاب ومن قتل قتيلاً فله سلبه من غير أن يخمس وحكم الإمام فيه، ومسلم رقم (1752) في الجهاد، باب استحقاق سلب القتيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/192) (1673) قال: حدثنا أبو سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. والبخاري (4/111) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وفي (5/95) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: كتبت عن يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم. وفي (5/100) قال: حدثني يعقوب، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه ومسلم (5/148) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. كلاهما - صالح، وسعد بن إبراهيم - عن إبراهيم بن عبد الرحمن، فذكره. (*) في رواية علي بن عبد الله، عن يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم عن أبيه، عن جده في بدر، يعني حديث ابني عفراء. ولم يذكر متن الحديث. الحديث: 6026 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 194 6027 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم بدر: «من ينظر لنا ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابنُ مسعود فوجده قد ضربه ابنا عَفْراء، حتى بَرَد، قال: فأخذ بلحيته، فقال: أنت أبو جهل؟ وفي كتاب البخاري: أنت أبا جهل (1) ؟ هكذا قالها أنس، فقال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ أو قال: قتله قومُه؟» . وفي رواية: «قال أبو جهل: فلو غيرَ أكَّار قتلني؟» . [ص: 196] أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أكَّار) الأكَّار: الفلاح، وأراد بقوله ذلك استصغاراً واستعظاماً، كيف مثلُه يقتل مِثلَه.   (1) على لغة من يثبت الألف في الأسماء الستة. (2) رواه البخاري 7 / 229 في المغازي، باب قتل أبي جهل، وباب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (1800) في الجهاد، باب قتل أبي جهل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (8: 2) عن أحمد بن يونس و (8: 3) عن عمرو بن خالد. كلاهما عن زهير بن معاوية (8: 4) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي (8: 5) عن معاذ بن معاذ فرقهما (12: 24) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل بن علية، ومسلم فيه المغازي (43: 1) عن علي بن حجر عن ابن علية (43: 2) عن حامد بن عمر، عن معتمر. خمستهم عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك الأشراف (1/231) . الحديث: 6027 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 195 6028 - (خ د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «مررتُ فإِذا أبو جهل صَرِيع، قد ضُرِبت رِجله، فقلتُ: يا عَدوَّ الله يا أبا جهل، قد أَخْزَى الله الآخِرَ - قال: ولا أهابُه عند ذلك - فقال: أبْعَدُ من رجل قتله قومه، فضربته بسيف غيرِ طائل، فلم يُغْنِ شيئاً حتى سقط سيفُه من يده، فضربته حتى بردَ» . أخرجه أبو داود (1) . وزاد رزين قال: «فَنَفَّلَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سيفَه لَمَّا أَجْهَزْتُ عليه، وكان قد أُثخِن» (2) . وفي رواية ذكرها رزين: أنه قال: «لما ضربته بسيفي، فلم يُغْنِ شيئاً بَصقَ في وجهي، وقال: سيفُك كَهَام، فخذْ سيفي فاجْتَزَّ به رأسي من عُرْشي، ليكون أنْهى للرقبة» . والعُرشُ: عِرق في أصل الرقبة. [ص: 197] وفي رواية البخاري مختصراً: «أنه أتى أبا جهل يومَ بدر، وبه رَمَق، فقال: هل أعْمَدُ من رجل قتلتموه» (3) . وفي أخرى: ذكرها رزين قال: «استقبل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الكعبةَ حين طرحوا على ظهره سَلا الجزور، فدعا على نَفَر من قريش: على شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي جهل بن هشام، فأشهدُ بالله، لقد رأيتُهُم صَرْعى يومَ بدر، قد غيّرتْهم الشمس، فكان يوماً حاراً، قال: فأتيت أبا جهل وبه رَمَق، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن ينظر ما صنع أبو جهل؟ فانطلقت فوجدتُه قد ضربه ابنا عَفْراءَ، حتى برد، فقلت: أنت أبو جهل؟ وأخذت بلحيته وهو صريع، وقد ضُربت رِجله، فقلت: هل أخْزاكَ الله يا عدوَّ الله؟ - قال: ولا أهابُه عند ذلك - فقال: هل فوق رجل قتلتموه - أو قال: قتله قومه - فلو غَيْرَ أكَّار قتلني؟ قال: فضربته بسيفي، وسيفه بيده، فلم يُغْنِ شيئاً، فبصق إلى وجهي، وقال: سيفك كَهَام، خُذْ سيفي، فاجْتَزَّ به رأسي من عُرشي، فأجهزتُ عليه، فنفَّلني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سيفَه لما أجهزت عليه، وكان قد أُثخِن، قال: وكان عُتبةُ قد أشار على أبي جهل بالانصراف، فقال له أبو جهل: قد انتَفَخَ سَحْرُه من الخَوف، فقال له عتبةُ: سَيَعْلَمُ مُصَفِّر اسْتِهِ: أيُّنا انْتَفَخ سحره» . [ص: 198] وقد أَخرج البخاري ومسلم حديثَ سَلا الجزور، ودعاء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- على الجماعة المذكورين، وقَتْلَهم ببدر، وسيجيء الحديثُ بطوله في «كتاب النبوة» من حرف النون (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (برد) : إذا سكن، وأراد به الموت. (أخزى) أخزاه يخزيه: إذا أهانه. (أبعدُ من رجل قتله قومه) يروى هذا الكلام " هل أعمَدُ من رجل قتله قومه " و" أبعد من رجل " فأما " أعمد " فإنه بمعنى: أعجب، يقولون: أنا أعمد من كذا وكذا، أي: أعجب منه، وقيل: أعمد، بمعنى: أغضب، من قولهم: عمد عليه، أي: غضب، وقيل: معناه: أتوجَّع وأشتكي، من قولهم: عمدني الأمر، فعمدت، أي: أوجعني فوجعت، والمراد بذلك كله: هل زاد على رجلٍ قتله قومه؟ وهل كان إلا هذا؟ أي: إنه ليس بعارٍ، ومنه قوله: أعمد من كيلٍ محقّ، أي: هل زاد على هذا؟ وأما " أبعد من رجل " فإن الخطابي قال: رواه أبو داود " أبعد من رجل " وهو خطأ، وإنما هو " أعمد " بالعين قبل الميم، وهي كلمة للعرب، معناها: كأنه يقول: هل زاد على رجل قتله قومه؟ يُهَوِّن على نفسه ما حل به من الهلاك، ويجوز أن لا يكون [ص: 199] خطأ، فإن له معنى، وذلك راجع إلى هذا التأويل، أي: هل أعظم من ذلك أو أكثر منه؟ فإن الشيء إذا كان عظيماً قليل الوقوع، قيل: هذا أمر بعيد، أي: لا يقع مثله، فقوله: «هل أبْعَدُ من رجل قتله قومه؟» يعني أنك استعظمت أمري، واستبعدت قتلي، فهل هو أبعد من رجل قتله قومه؟ (غير طائل) أي: غير ماضٍ ولا قاطع. (فَنَفَّلَني) أي: أعطاني نافلة، أي: زيادة على نصيبي. (أجهزت) على الجريح: إذا حررت قتله بالسيف وأسرعت في قتله. (كَهَام) سيف كهام: كليل الحدِّ لا يقطع. (عُرشي) العُرش بالعين المهملة والشين المعجمة: عرق في أصل العنق. (أثْخَن) الإثخان: شدة القتل وألم الجراح. (الجزور) : البعير، ذكراً كان أو أنثى. (سلا) الناقة: الغشاوة التي يكون فيها الولد، وهي بمنزلة المشيمة للإنسان. (رمق) الرمق: بقية الروح وآخِرُ النَّفس. (انتفخ سحره) السَّحْر: الرئة، ويقال: انتفخ سحر فلان، وذلك عند شدة الخوف. (مصفّراً أسته) هذه كلمة تقال للمتنعِّم الذي لم تحنكه التجارب، كأنه [ص: 200] أخذ من الصفير، يريد يضرِّط نفسه بيده، وهو كقولك: يا ضَرَّاط، وقيل: إنه أراد بذلك: أنه رماه بالأُبنَة، وأنه كان يزعفر استه، وقيل: إن أبا جهل كان به ذلك.   (1) رقم (2709) في الجهاد، باب في الرخصة في السلاح يقاتل به في المعركة من حديث أبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه، وإسناده منقطع، فإن عبيدة لم يسمع من أبيه، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وانظر " الفتح " 7 / 229. (2) رواه أبو داود بمعناه رقم (2722) في الجهاد، باب من أجاز على جريح مثخن ينفل من سلبه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " مثل رواية أبي داود الأولى 1 / 444 وزاد فيه: فنفلني سيفه، وهو حديث حسن. (3) رواه البخاري 7 / 229 في المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش. (4) رواه البخاري 7 / 127 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة، ورواه أيضاً مسلم رقم (1794) في الجهاد، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (5/94) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا قيس، فذكره. أخرجه أحمد (1/403) (3824) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك. وفي (1/403) (3825) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا زهير. وفي (1/406) (3856) (1/422) (4008) قال: حدثنا أمية بن خالد، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/444) (4246) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل وفي (1/444) (4247) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق. عن سفيان وأبو داود (2709) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا إبراهيم يعني ابن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبيه والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9619) عن عمرو بن يزيد الجرمي، عن أمية بن خالد القيسي، عن شعبة. ستتهم - شريك، وزهير، وشعبة، وإسرائيل، وسفيان الثوري، ويوسف بن إسحاق - عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، فذكره. الحديث: 6028 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 196 6029 - (خ) الزبير بن العوام القرشي - رضي الله عنه - قال: «لَقِيتُ يوم بدر عُبَيْدةَ - ويقال: عَبِيدة - بنَ سعيد بنِ العاص، وهو مُدَجَّج، لا يُرى منه إلا عيناه، وكان يُكْنى أبا ذاتِ الكَرش، فقال: أنا أبو ذات الكَرِش، فحملتُ عليه بالعَنَزة، فطعنتُه في عينه، فمات، قال هشام بن عروة: فأُخْبِرتُ أن الزبير قال: لقد وضعتُ رجلي عليه، ثم تَمطَّيتُ فكان الجَهدُ: أن نَزَعْتُها، وقد انْثَنى طرفاها، قال عروة: فسأله إياها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأعطاه إِيَّاها، فلما قُبِض أخذها، ثم طلبها أبو بكر، فأعطاه إِياها، فلما قُبِض أبو بكر أخذها، ثم سألها عمرُ، فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه، فأعطاه إياها، فلما قُتِلَ وَقَعَتْ إلى آلِ عليّ، فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قُتِل» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُدَجَّج) المدَّجج: الغائص في سلاحه. [ص: 201] (العَنَزَة) : شِبْهُ العكّازة، في رأسها سنان كسنان الرمح. (الجُهْد) بضم الجيم: الوسع والطاقة، وبفتحها: المشقة، وقيل: هما لغتان في المشقة.   (1) 7 / 243 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (399) حدثني عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال الزبير فذكره. الحديث: 6029 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 200 6030 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «لما كانَ يومُ بدر: تقدَّم عُتبة بن ربيعة، وتَبِعه ابنُه وأخوه، فنادى: مَن يُبارِزْ؟ فانْتَدَب له شباب من الأنصار، فقال: ممَّن أنتم؟ فأخبروهم، فقالوا: لا حاجةَ لنا فيكم، إنما أرَدْنا بني عمِّنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قم يا حمزة، [قم] يا علي، قم يا عُبيدة بن الحارث، فأقبل حمزةُ إلى عتبة، وأقبلتُ إلى شيبةَ، واخْتُلفتْ بين عُبيدة والوليد ضربتان، فأثْخَن كلُّ واحد منهما صاحبَه، ثم مِلْنا على الوليد، فقتلناه، واحتملنا عُبيدةَ» . أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين: «لما كان يوم بدر تقدَّم عتبة بن ربيعة، وشَيْبة أخوه، والوليد بن عتبة ... » وذكره، وفيها: «إِنما أردْنا أكْفاءَنا مِن بني عمِّنا» . وفيه قال عليّ: «فأما أنا وحمزة: فأنْجَزْنا صاحبينا، وأما عبيدة والوليد: فأثخن كل واحد منهما صاحبه ... » وذكره.   (1) رقم (2665) في الجهاد، باب في المبارزة، وهو جزء من حديث طويل رواه أحمد في " المسند " رقم (948) ، وإسناده حسن، ونقله الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " 3 / 277 - 278 وقال: هذا سياق حسن، وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " 6 / 75 و 76 وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب، وهو ثقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2665) حدثنا هارون بن عبد الله،ثنا عثمان بن عمر، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي، قال فذكره. أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/75و76) وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة. الحديث: 6030 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 201 6031 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا مع عمر بين مكة والمدينة، فتراءَينا الهلالَ، وكنتُ رجلاً حديدَ البصر، فرأيتُه، وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ فجعل لا يراه، قال: يقول عمر: سأراه، وأنا مُسْتَلْق على فراشي، ثم أنشأ يحدِّثنا عن أهل بدر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُرِينا مَصارعَ أهل بدر بالأمس، يقول: هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله، وهذا مصرع فلان إن شاء الله، قال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدودَ التي حدَّها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فجُعلوا في بئر بعضُهم على بعض، فانطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى انتهى إليهم، فقال: يا فلان بنَ فلان، ويا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعدكم الله ورسولُه حقاً، فإني قد وجدتُ ما وعدني الله حقاً؟ فقال عمر: يا رسولَ الله كيف تُكلِّم أجساداً لا أرْوَاحَ فيها؟ فقال: ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم، غير أنهم لا يستطيعون أن يردُّوا عليَّ شيئاً» . أخرجه مسلم، وأخرج النسائي نحوه (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2873) في الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، والنسائي 4 / 109 في الجنائز، باب أرواح المؤمنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم في صفة النار (18:12) عن إسحاق بن عمر بن سليط (18:12) عن شيبان بن فروخ. كلاهما عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس به والنسائي في الجنائز (117:2) عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن سليمان بن المغيرة نحوه رواه ابن المبارك، عن حميد، عن أنس فلم يذكر عمر في إسناده (8/13) الأشراف. الحديث: 6031 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 202 6032 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن أبي طلحة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «كان إذا ظهر على قوم أقام بالعَرْصَةِ ثلاث ليال» . [ص: 203] وعن أبي طلحة قال: «لما كان يومُ بدر، وظهر عليهمُ نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-، أمر ببضعة وعشرين رجلاً - وفي رواية: بأربعة وعشرين رجلاً - من صناديد قريش، فأُلْقُوا في طَوِيّ من أَطْوَاءِ بدر خبيث مُخْبِث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعَرْصَة: ثلاثَ ليال، فلما كان ببدر اليومَ الثالث: أمر براحلته فَشُدَّ عليها رحلُها، ثم مشى، واتَّبَعه أصحابه، قالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شَفَة الرَّكيِّ، فجعل يُناديهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم: يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيَسُرُّكم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فقال عمر: يا رسولَ الله، ما تُكلِّم من أجساد لا أرواحَ لها؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم» . قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قولَه، توبيخاً، وتصغيراً، ونِقْمة، وحسرة، وندماً. أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العَرْصَة) عرصة الدار: ساحتها. (طوي) الطَّوي: البئر، وجمعه أطواء. [ص: 204] (الرَّكِيِّ) الرَّكِيَّة: البئر، وجمعها رُكِيّ.   (1) رواه البخاري 7 / 234 في المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، وفي الجهاد، باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاث ليال، ومسلم رقم (2875) في الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/29) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. وفيه قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. وفيه قال: حدثنا روح والدارمي (2462) قال: أخبرنا المعلى بن أسد، قال: حدثنا معاذ بن معاذ. والبخاري (4/89) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا روح بن عبادة. وفي (5/97) قال: حدثني عبد الله بن محمد، سمع روح بن عبادة ومسلم (8/164) قال: حدثني يوسف بن حماد، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا روح بن عبادة. وأبو داود (2695) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا روح. والترمذي (1551) قال: حدثنا قتيبة ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن معاذ والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3770) عن أبي قدامة، عن معاذ بن معاذ. أربعتهم - معاذ، وعبد الوهاب، وروح، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره. الحديث: 6032 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 202 6033 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «ترك قَتلى بدر ثلاثاً، ثم أتاهم، فقام عليهم، فناداهم، فقال: يا أبا جهل بن هشام، يا أميَّةَ بن خلف، يا عتبةَ بن ربيعة، يا شَيبة بن ربيعة، أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقاً، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً؟ فسمع عمرُ بن الخطَّاب قول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، كيف يسمعون؟ أو أنَّى يُجيبون، وقد جَيّفُوا؟ قال: والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا، ثم أُمر بهم فسُحِبوا، فأُلْقوا في قَليب بدر» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جيَّفوا) جاف القتيل وجَيَّف: إذا أنتن.   (1) رقم (2874) في الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (2874) حدثنا هداب بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 6033 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 204 6034 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: وقف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على قَلِيب بدر، فقال: هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ ثم قال: إنهم الآن يسمعون ما أقول لكم، فَذُكِرَ لعائشةَ، فقالت: إنما قال: إنهم ليعلمون أن الذي كنتُ أقول لهم هو الحق، ثم قرأتْ: {إنك لا تُسمِعُ الموتى ... } حتى قرأت الآية [النمل: 80] . [ص: 205] وللبخاري عن ابن شهاب قال: هذه مغازي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر الحديث - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَلْعَنُهُم: «هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟» قال موسى: قال نافع: قال عبد الله: قال ناس من أصحابه: «يا رسولَ الله: تُنادي أُناساً أمواتاً؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما أنت بأسمع لما قلت منهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . وللبخاري أيضاً قال: «اطلع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أهل القَليب فقال: وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فقيل له: تدعو أمواتاً؟ فقال: ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون» .   (1) رواه البخاري 7 / 236 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، ومسلم رقم (932) في الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/38) (4958) قال: حدثنا عبدة بن سليمان، أبو محمد الكلابي. والبخاري (5/98) قال: حدثني عثمان، قال: حدثنا عبدة. وفي (5/98) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (3/44) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (4/110) قال: حدثنا محمد بن آدم، قال: حدثنا عبدة. ثلاثتهم - عبدة بن سليمان، وأبو أسامة، ووكيع - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6034 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 204 6035 - (خ د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: «لما أسَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مَن أسَر يوم بدر من المشركين قال: لو كان المطعِم بنُ عَدِيّ حيّاً، ثم كلَّمني في هؤلاء النَّتْنَى، لتركتهم له» . أخرجه البخاري وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّتْنَى) أراد بهم الأسرى، وجعلهم نَتْنَى، لأنهم كفار مشركون، والمشركون نجس، فاستعار لهم النتن مجازاً.   (1) رواه البخاري 7 / 249 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي صفة الصلاة، باب الجهر في المغرب، وفي الجهاد، باب فداء المشركين، وفي تفسير سورة {والطور} ، وأبو داود رقم (2689) في الجهاد، باب في المن على الأسير بغير فداء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (558) وأحمد (4/80) قالا: حدثنا سفيان. والبخاري (4/111) (5/110) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر وأبو داود (2689) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، عن محمد بن جبير، فذكره. الحديث: 6035 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 205 6036 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن جبريل عليه السلام هبط عليه، فقال له: خَيِّر أصحابك في أسارى [ص: 206] بدر: إمَّا القتل، وإمَّا الفداء، على أن يُقتَل منهم من قابِلٍ مثلهم، فقالوا: اختَرْنَا الفداء، ويقتل منا فنَسْتَشْهِد» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1567) في السير، باب ما جاء في قتل الأسارى والفداء، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود وأنس وأبي برزة وجبير بن مطعم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1567) حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر واسمه أحمد بن عبد الله الهمداني ومحمود ابن غيلان قالا: حدثنا أبو داود الحفري حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن سفيان بن سعيد، عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة. الحديث: 6036 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 205 6037 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم بدر: «من فَعَل كذا وكذا، فله من النَّفَل كذا وكذا، فتقدَّم الفتيان، ولزم المشيخةُ الراياتِ، فلم يبارحُوها (1) ، فلما فتح الله عليهم، قالت المشيخةُ: كنا رِدْءاً لكم، لو انهزمتم فِئْتم إلينا، فلا تذهبوا بالمَغنَمِ دوننا ونبقى، فأبى الفِتيان، وقالوا: جعله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لنا، فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للَّه والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين. إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قلوبهم وإذا تُلِيَتْ عليهم آياتُه زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرةٌ ورزقٌ كريم. كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون} [الأنفال: 1- 5] يقول: فكان ذلك خيراً لهم، فكذلك أيضاً فأطيعوني، فإني أعلم بعاقبة هذا منكم» . وفي رواية يقول: «فكما كان خروجه خيراً لكم، فكذلك فأطيعوا الله [ص: 207] ربَّكم، فإنه أعلم بعاقبة أموركم ومصالحها، فاصطلحوا، ورضِي كلّ بقَسم الله فيهم» . وفي رواية بإسناده ومعناه، قال: «فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالسواء» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّفَل) بفتح الفاء: الغنيمة، وأصله الزيادة، وهو أيضاً: ما يُعطاه الإنسان زيادة على سهمه من الغنيمة، وتروى بسكون الفاء. (رِدْءاً لكم) الرِّدء: المسعِد والمعين. (فِئتم) فاء، يفيء: إذا رجع، يعني: إن خفتم أمراً رجعتم إلينا.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: فلم يبرحوها. (2) رواه أبو داود رقم (2737) و (2738) و (2739) في الجهاد، باب في النفل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2737) حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره و (2728) حدثنا زياد بن أيوب، ثنا هشيم، أخبرنا داود بن أبي هند، عن عكرمة عن ابن عباس فذكره. الحديث: 6037 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 206 6038 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «تَنفَّل سيفه ذا الفَقَار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يومَ أُحد» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تنفَّل) تنفَّل الشيء: إذا أخذه زيادة عن السهم. (ذا الفَقار) اسم سيف النبي - صلى الله عليه وسلم-، سمي بذلك لأنه كان فيه حُفَر [ص: 208] صغار حسان، فيقال للحفرة: فُقْرة. (الرؤيا) التي رآها النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم أحد: هي أنه رأى كأن في سيفه فُلُولاً، فأوَّلها: هزيمة، وكانت يوم أحد.   (1) رقم (1561) في السير، باب ما جاء في النفل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 271، وابن ماجة رقم (2808) في الجهاد، باب السلاح، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/271) (2445) قال: حدثنا سريج. وابن ماجه (2808) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن الصلت والترمذي (1561) قال: حدثنا هناد. ثلاثتهم- سريج، وابن الصلت، وهناد - عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود، فذكره. جاءت رواية ابن ماجه مختصرة على: «أن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، تنفل سيفه، ذا الفقار، يوم بدر» . الحديث: 6038 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 207 6039 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم بدر - وَجِيءَ بالأُسارى - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ما تقولون في هؤلاء الأُسارى؟ - فذكر في الحديث قصة - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا يَنْفَلِتَنَّ أحد منهم إلا بِفداء، أو ضَرب عُنُق، قال عبد الله: فقلت: يا رسولَ الله، إِلا سَهْلَ بن بيضاء (1) ، فإني سمعته يذكر الإِسلام، قال: فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: فما رأيتني في يوم أخْوَفُ أن تقع عليَّ حجارة من السماء مِنِّي في ذلك اليوم، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إلا سَهْلَ بن بيضاء، قال: ونزل القرآن بقول عمر: {ما كان لِنَبِيٍّ أن يكون له أسْرى حتى يُثْخِنَ في الأرض ... } إلى آخر الآيات. [الأنفال: 67 - 71] » . أخرجه الترمذي (2) .   (1) الذي في نسخ الترمذي المطبوعة، و " مسند أحمد "، والحاكم، وغيرهم سهيل بن بيضاء، وهو خطأ، انظر " مسند أحمد " رقم (3632) . (2) رواه الترمذي رقم (1714) في السير، باب ما جاء في المشورة، ورقم (3085) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال، من حديث عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وإسناده منقطع، فإن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، قال الترمذي: هذا حديث حسن وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وقال: وفي الباب عن عمر، وأبي أيوب، وأنس، وأبي هريرة، وانظر " تحفة الأحوذي " 5 / 186 و 187 في الجمع بين هذا الحديث وحديث علي رضي الله عنه الذي تقدم رقم (6027) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1714) حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله فذكره. الحديث: 6039 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 208 6040 - (د) يحيى بن عبد الله عبد الرحمن بن سعد بن زرارة - رحمه الله - قال: «لما قُدِم بالأَسرى حين قُدِم بهم، قال: وسَوْدَةُ بنْتُ زَمْعَة عند آل عَفْراءَ [في مَناخهم على عوف ومُعَوَّذ ابنَي عفراءَ] ، وذلك قبل أن يُضرَب عليهن الحجاب، قال: تقول سودةُ: والله، إني لعندهم إذ أتيتُ، فقيل: هؤلاء الأُسارى قد أُتِيَ بهم، فرجعتُ إلى بيتي ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فيه وإذا أبو يزيد سُهَيْل بن عمرو في ناحية الحُجرة مجموعة يداه إلى عنقه بحبل..» وذكر الحديث. هكذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه (1) .   (1) رقم (2680) في الجهاد، باب في الأسير يوثق، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2680) حدثنا محمد بن عمرو الرازي، قال: ثنا سلمة يعني ابن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة فذكره. الحديث: 6040 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 209 6041 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جعل فِداءَ أهلِ الجاهليةِ يومئذ أربَعمائة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2691) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال، وفي سنده أبو العنبس الكوفي الأكبر، وهو مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2691) حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي، قال: ثنا سفيان بن حبيب، قال: ثنا شعبة، عن أبي العنبس، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 6041 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 209 6042 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رجالاً من الأنصار استأْذَنُوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: ائذن لنا فلْنَتْرُك لابن أُختنا عباس فداءه، فقال: لا تَدَعوا منه دِرهماً» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 247 و 248 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي العتق، باب إذا أسر أخو الرجل أو عمه هل يفادى إذا كان مشركاً، وفي الجهاد، باب فداء المشركين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4018) حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال: ابن شهاب حدثنا أنس بن مالك فذكره. الحديث: 6042 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 209 6043 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما بعثَ أهلُ مكة في فِداء أُساراهم بعثتْ زينبُ في فِداءِ زوجها أبي العاص بن الربيع بمال، [ص: 210] وبعثت فيه بقِلادة لها كانت عند خديجة، أدْخلَتْها بها على أبي العاص، فلمَّا رآها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رَقَّ لها رِقَّة شديدة، وقال: إنْ رَأيتُم أن تُطلقوا لها أسيرَها، وتردُّوا عليها الذي لها؟ فقالوا: نعم، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذَ عليه، أو وعده: أن يُخَليَ سبيلَ زينبَ إليه، وبعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- زيدَ بنَ حارثةَ ورجلاً من الأنصار، فقال لهما: كونا ببطنِ يَأجِجَ، حتى تمرَّ بكما زينبُ، فتصحباها حتى تأتيا بها» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال، وفيه عنعنة ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2692) حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة فذكرته. وفيه عنعنة ابن إسحاق. الحديث: 6043 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 209 6044 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من بدر قيل له: عليك العِيرُ، ليس دونها شيء، قال: فناداه العباس من وَثاقه: لا يصلح لك؛ لأن الله وعدك إِحدى الطائفتين، وقد أعطاك الله ما وعدك، قال: صدقت» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3081) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 229 و 314 و 326، من حديث إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن سماك بن حرب عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس، وسماك بن حرب روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما يلقن، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3080) حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. الحديث: 6044 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 210 6045 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت: تزوَّجَ أبو بكر امرأة من كَلْب، يقال لها: أُمُّ بَكْر، فلما هاجر أبو بكر طلَّقها، فتزوَّجَها ابنُ عَمِّها، هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة، وهو أبو بكر ابن [ص: 211] الأسود (1) يرثي كُفَّار قريش (2) : وماذا بالقَليبِ قَليبِ بَدْر ... من الشِّيزَى تُزَيَّن بالسَّنَامِ؟ وماذا بالقليبِ قليبِ بَدْر ... من القَيْنَاتِ والشَّرْب الكِرَام؟ تُحيِّي بالسلامةِ (3) أُمُّ بَكْر ... وهل لي بعد قومي من سلام؟ يُحدِّثنا الرَّسولُ: بأنْ سَنَحْيا ... وكيف حَياةُ أصداء وهامٍ؟ أخرجه البخاري (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشِّيزَى) والشِّيز: خشب أسود يتخذ منه قِصاع، والمراد به في الحديث: الجِفَان. (الشَّرْب) : القوم يشربون الخمر، الشين مفتوحة والراء ساكنة. (القَينَات) جمع قَينة، وهي الأمة المغنِّية. (الأصداء) جمع صدى، وهو الصوت الذي يسمعه الصائح في الجبل ونحو ذلك، وهو من لوازم الحياة، فإذا هلك الإنسان: لم يبق له صدى، ومنه قولهم: أصم الله صداه، أي: أهلكه. [ص: 212] (وهام) جمع هامة، كانت العرب تزعم: أن الميت يخرج من رأسه طائر، المعنى: كيف حياة من قد هلك؟ فكنى عنه بالأصداء والهام.   (1) هو أبو بكر شداد بن الأسود بن عبد شمس بن مالك بن جعونة، ويقال له: ابن شعوب. (2) يعني يوم بدر لما قتلوا وألقاهم النبي صلى الله عليه وسلم في القليب. (3) وفي بعض النسخ: تحييني السلامة، وفي بعضها: تحيينا السلامة ... . (4) 7 / 201 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3921) حدثنا أصبغ حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة فذكرته. الحديث: 6045 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 210 6046 - (م ت د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قِبَل بدر، فلما كان بحَرَّةِ الوَبَرَة: أدركه رَجُل قد كان يُذكَر منه جَوْلَة (1) وَنَجْدة، ففرح أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، حين رَأَوْهُ، فلما أدركه، قال: يا رسول الله جئت أتبعُك لأصيبَ معك، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: تُؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا. قال: فارجع، فلن أستعين بمشرك. قالت: ثم مضى، حتى إذا كان بالشجرة: أدركه الرَّجُلُ، فقال [له] كما قال أوَّل مَرَّة، وقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مثلَ أول مرة، فمضى، ثم رجع، فأدركه بالبَيْداء، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: نعم، قال: فانْطَلِقْ» . أخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي إِلى قوله: «فلن أستعينَ بمشرك» ، قال: وفي الحديث كلام أكثر من هذا (2) . وأخرجه أبو داود مختصراً «أن رجلاً من المشركين لَحِق بالنبي - صلى الله عليه وسلم- يُقاتِلُ معه، فقال: ارجع، إنا لا نستعين بمشرك» (3) . [ص: 213] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جولة) الجولة: الحملة في الحرب. (نجدة) النجدة: القوة والشجاعة.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: جرأة. (2) يريد رواه مسلم المطولة التي قبل هذه. (3) رواه مسلم رقم (1817) في الجهاد، باب كراهة الاستعانة في الغزو بكافر، والترمذي رقم (1558) في السير، باب ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم، وأبو داود رقم (2732) في الجهاد، باب في المشرك يسهم له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/67) قال: حدثنا أبو المنذر. وفي (6/148) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2500) قال: أخبرنا إسحاق، عن روح، ومسلم (5/200) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر. قال: حدثني عبد الله بن وهب. وأبو داود (2732) قال: حدثنا مسدد ويحيى بن معين. قالا: حدثنا يحيى. والترمذي (1558) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1635812) عن عمرو بن علي، عن يحيى، وعبد الرحمن فرقهما. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع. (ح) وعن محمد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم. ثمانيتهم - أبو المنذر إسماعيل بن عمر، وعبد الرحمن بن مهدي، وروح بن عبادة، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد، ومعن بن عيسى، ووكيع، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك بن أنس، عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار الأسلمي، عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) أخرجه الدارمي (2499) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا وكيع، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن نيار، عن عروة، فذكره. ليس فيه: الفضيل بن أبي عبد الله، ولفظه: «إنا لا نستعين بمشرك» . (*) وأخرجه ابن ماجه (2832) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. قال: حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن يزيد، عن نيار، عن عروة بن الزبير، فذكره. قال علي في حديثه: عبد الله بن يزيد، أو زيد. قال المزي عقب هذا الإسناد: كذا عنده، وهو تخليط فاحش، والصواب ما تقدم. تحفة الأشراف (12/16358) . الحديث: 6046 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 212 6047 - (م) أبو الطفيل - رحمه الله - قال: حدَّثَنا حذيفةُ بنُ اليمان قال: «ما منعني أنْ أشهدَ بَدْراً إلا أنِّي خرجتُ أنا وأبي، حُسَيْل، فأَخذَنا كُفَّارُ قُريش، فقالوا: إِنَّكم تُريدون محمداً، فقلنا: [ما نُريده] ، ما نريد إلا المدينةَ، فأخذوا منَّا عهدَ الله وميثاقَه: لَنَنْصَرِفَنَّ إلى المدينة، ولا نُقَاتِلَ معه، فأتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبرناه الخبر، فقال: انْصَرِفا نَفِي لهم بعهدهم، ونستعينُ الله عليهم» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَفِي لهم) وفَى لهم بالعهد يفيء: إذا وقف عنده ولم يَغْدِر به، والأمر منه: فِ له بعهده، وفيه لغة أخرى: أوْفَى يُوفي.   (1) رقم (1787) في الجهاد، باب الوفاء بالعهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1787) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن جميع، حدثنا أبو الطفيل، حدثنا حذيفة بن اليمان فذكره، الحديث: 6047 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 213 6048 - (خ) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: «ضُرِبَتْ يومَ بدر للمهاجرين بمائة سهم» . أخرجه البخاري (1) . قال البخاري: فجميع مَنْ شَهِدَ بَدْراً من قريش ممن ضُرِبَ له [ص: 214] بسهمه: أحد وثمانون رجلاً (2) ، وكان عروة بن الزبير يقول: قال الزبير: «قُسِمَتْ سُهمانُهم، فكانوا مائة» . والله أعلم (3) . تسمية من سُمي من أهل بدر في الجامع للبخاري النبي محمد بن عبد الله الهاشمي - صلى الله عليه وسلم -، عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق القرشي، عمر بن الخطاب العدوي، عثمان بن عفان القرشي - خلَّفه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ابنته، وضرب له بسهمه - علي بن أبي طالب الهاشمي، إياس بن البكير، بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق، حمزة بن عبد المطلب الهاشمي، حاطب بن أبي بَلْتَعَة حليف لقريش، أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي، حارثة بن الرُّبيِّع (4) الأنصاري، قتل يوم بدر، وهو حارثة بن سراقة (5) ، كان في النَّظَّارة، خُبَيب بن عدي الأنصاري، خُنَيس بن حذافة السهمي، رِفاعة بن رافع الأنصاري، رِفَاعة بن عبد المنذر - أبو لُبَابة - الأنصاري، الزبير بن العوام القرشي، زيد بن سهل أبو طلحة الأنصاري، أبو زيد الأنصاري، سعد بن مالك الزهري (6) ، سعد بن [ص: 215] خولة القرشي، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي، سهل بن حنيف الأنصاري، ظُهَير بن رافع الأنصاري، وأخوه [واسمه: مُظْهِر] ، عبد الله بن مسعود الهذلي، عبد الرحمن بن عوف الزهري، عُبيدة بن الحارث القرشي، عُبادة بن الصامت الأنصاري، عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي، عقبة بن عمرو الأنصاري (7) ، عامر بن ربيعة العنزي (8) ، عاصم بن ثابت الأنصاري، عُويم بن ساعدة الأنصاري، عِتْبان بن مالك الأنصاري، قُدامة بن مظعون، قَتادة بن النعمان الأنصاري، معاذ بن عمرو بن الجموح، مُعَوّذ بن عفراء (9) ، وأخوه مالك بن ربيعة (10) أبو أسيد الأنصاري، مِسْطح بن أُثَاثة بن عَبَّاد بن المطلب بن عبد مناف، مُرارة [ص: 216] ابن الربيع الأنصاري، مَعْن بن عدي الأنصاري، مِقداد بن عمرو الكندي حليف بني زهرة، هلال بن أمية الأنصاري [رضي الله عنهم] (11) .   (1) 7 / 251 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً. (2) قال الحافظ في " الفتح ": هو بقية كلام موسى بن عقبة عن ابن شهاب. (3) قال الحافظ في " الفتح ": هو بقية كلام موسى بن عقبة عن ابن شهاب. (4) الربيع: أمه. (5) هو حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري، وأمه الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنهما. (6) هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. (7) هو أبو مسعود البدري رضي الله عنه. (8) قال الحافظ في " الفتح ": ووقع في رواية الكشميهني: العدوي، وكلاهما صواب، فإنه عنزي الأصل، عدوي الحلف. (9) عفراء: أمه، واسم أبيه الحارث. (10) في الأصل والبخاري: معوذ بن عفراء وأخوه مالك بن ربيعة، فكأنه يريد أن أخا معوذ هو مالك بن ربيعة، وفي المطبوع: معوذ بن عفراء، وأخوه أبو معاذ: مالك بن ربيعة، وكلاهما خطأ، وأخو معوذ ومعاذ ابني عفراء، هو عوف بن الحارث وأمه عفراء، وأما مالك بن ربيعة فليس أخو معوذ، بل هو: مالك بن ربيعة الأنصاري الساعدي أبو أسيد، قال الحافظ في " الفتح ": ونبه عياض على أن من لا معرفة له قد يتوهم أن مالكاً أخو معاذ، لأن سياق البخاري هكذا: معاذ بن عفراء وأخوه مالك بن ربيعة، وليس ذلك مراده، بل قوله: أخوه، أي عوف، ولم يسمه، ثم استأنف فقال: مالك بن ربيعة، ولو كتبه بواو العطف لارتفع اللبس، وكذا وقع عند بعض الرواة. (11) ذكره البخاري في صحيحه 7 / 251 في المغازي، باب تسمية من سمي من أهل بدر في الجامع الذي وضعه أبو عبد الله على حروف المعجم، قال الحافظ في " الفتح ": أي دون من لم يسم فيه، ودون من لم يذكر فيه أصلاً، والمراد بالجامع: هذا الكتاب، والمراد بمن سمي، من جاء ذكره فيه برواية عنه أو عن غيره بأنه شهدها لا لمجرد ذكره دون التنصيص على أنه شهدها، وبهذا يجاب عن ترك إيراده مثل أبي عبيدة بن الجراح فإنه شهدها باتفاق، وذكر في الكتاب في عدة مواضع، إلا أنه لم يقع فيه التنصيص على أنه شهد بدراً، وقال الحافظ: فجملة من ذكر من أهل بدر هنا أربعة وأربعون رجلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4027) حدثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير فذكره. الحديث: 6048 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 213 6049 - (د) ذو الجوشن - رجل من بني الضِّباب قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بعد أن فرغَ من أهل بدر - بابن فرس لي، يقال لها: القَرْحاءُ، فقلتُ: يا محمد، قد جئتُكَ بابن القرحاء لتتخذه، قال: لا حاجةَ لي فيه، وإن شئتَ أن أُقِيضَك به المختارة من دروع بدر، فقلت: ما كنتُ لأقيضه اليوم بغُرَّة، قال: فلا حاجة لي فيه» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بغُرة) سمي الفرس في هذا الحديث: غرة، وأكثر ما جاء ذكر الغُرَّة [ص: 217] في الحديث بمعنى: النسمة من الإنس: عبد، أو أمة، وقال الهروي: [الغُرَّة] عند العرب: النفيس من كل شيء، وقد ذهب الخطابي إلى أنه أراد بالغرة في الحديث: الفرس، وهذا يقتضي أن الهاء في قوله: «ما كنت لأُقِيضه» عائدة إلى الدِّرع، ويكون قد ذكر الدرع، لأن تأنيثها غير حقيقي، أي: ما كنت لأقيض الدرع بغرة، يعني: بالفرس، وفي ذلك بُعْد، لأن القياس في الخطاب: أن يكون هذا القول من النبي - صلى الله عليه وسلم-، لا من الأعرابي، وإنما كان يكون قول الأعرابي: ما كنت لأقيض فرسي بدرع، أو يكون الأعرابي قد أراد بالغرة الدرع، حتى ينتظم الخطاب في الجواب، ويجوز أن يكون أراد بالغرة: العبد أو الأمة، والنفيس من كل شيء، فيكون التقدير: ما كنت لأقيض فرسي بالشيء النفيس، أو بالعبد، أو الأمة، فكيف أقيضه بدرع؟ وإنما جئتك به لتأخذه بغير عوض، هدية أو هبة، والله أعلم.   (1) رقم (2786) في الجهاد، باب حمل السلاح إلى أرض العدو، من حديث عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن ذي الجوشن رجل من الضباب، وهو حديث ضعيف، وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلم لذي الجوشن غير هذا الحديث، ويقال: إن أبا إسحاق سمعه من شمر بن ذي الجوشن عن أبيه، والله أعلم، قال المنذري في " تهذيب سنن أبي داود ": والحديث لا يثبت، لأنه دائر بين الانقطاع، أو راويه من لا يعتمد على روايته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2786) حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، أخبرني أبي، عن أبي إسحاق، عن ذي الجوشن رجل من الضباب فذكره. الحديث: 6049 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 216 6050 - (خ) عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي قال: «رأيتُ رِفاعةَ بنَ رافع الأنصاريَّ، وكان شهد بدراً» . لم يزد البخاري على هذا القَدْر (1) .   (1) 7 / 247 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4014) حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي فذكره. الحديث: 6050 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 217 6051 - (خ) محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان -[مولى بني عامر] [ص: 218] قال: «إن محمد بن إياس بن البُكَيْر، وكان أبوه شهد بدراً أخبره، هكذا ذكره البخاري، لم يزد على هذا القَدْر» (1) .   (1) 7 / 241 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3991) قال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، وسألناه فقال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى بن عامر بن لؤي، فذكره. قال الحافظ «وصله المصنف في التاريخ الكبير» قال: قال لنا عبد الله بن صالح أنبأنا الليث. الحديث: 6051 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 217 6052 - (خ) عبد الله بن عامر بن ربيعة - وكان من أكبر بني عَدِيّ، وكان أبوه شهد بدراً مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن عمر استعمل قُدامَةَ بنَ مَظْعون على البحرين، وكان ممن شهد بدراً، وهو خال عبد الله بن عمر، وحفصةَ» . أخرجه البخاري هكذا، لم يزد (1) .   (1) 7 / 246 و 247 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره البخاري تعليقا في ترجمة باب (7/253) في المغازي، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله إليهم، قال الحافظ في الفتح: وصله عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري أتم من هذا، ولفظه عن الزهري وهو في حديثه عن عروة: ثم كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكانت منازلهم ونخلهم بناحية المدينة محاصرهم رسول الله حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال، لا الحلقة يعني السلاح فأنزل الله فيهم: {سبح لله} . إلى قوله: {لأول الحشر} . وقاتلهم حتى صالحهم على الجلاء فأجلاهم إلى الشام وكانوا من سبط يصيبهم جلاء فيما خلا، وكان الله قد كتب عليهم الجلاء ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسباء. الحديث: 6052 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 218 حديث بني النّضير قال البخاري: وقال الزهري، عن عروة: كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر قبل أُحد (1) . 6053 - (د) عبد الرحمن بن كعب بن مالك - رضي الله عنهما - عن رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أن كفار قريش كتبوا إلى ابن أُبيّ، وإلى جميع مَن كان عنده من عَبَدة الأوثان بالمدينة من الأوس والخزرج، [ص: 219] ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر. يقولون: إنكم آوَيْتُمْ الصُّبَاةَ - وفي رواية: صاحِبَنَا - وإنا نُقْسِمُ باللاتَ والعُزَى: لَتَقْتُلُنَّه، أو لتُخْرِجُنَّه، أو لَنَسِيرَنَّ إليكم بأجمعنا، حتى نقتُلَ مقاتِلَتَكم، ونستبيح ذَرارِيَكُم - وفي رواية نساءَكم - فلما بلغ ذلك عبد الله وكُلَّ مَن كان لم يسلم من الأوس والخزرج: أجمعوا على قتال من أسلم منهم، وعلى قتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومن كان معه، وأَجْمَعَ المسلمونَ منهم لقتالهم، فجاءهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: قد بلغ وعيد قريش منكم المبَالِغَ، ما كانت قريش تَكيدُكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تُريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تفرَّقوا، فبلغ ذلك كفارَ قريش، ثم كانت وقعةُ بدر، فكتبت [كفار] قريش إلى اليهود: إنكم أهلُ الحلقَةِ والحصون، فَلتُقاتلنَّ صاحبَنا، أو لَيَكوننَّ بيننا وبينكم أمر، فلما بلغ كتابُهم إليهم: اجتمعت بنو النضير على الغَدْر، فأرسلوا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أن اخرُجْ إلينا في ثلاثين من أصحابك، ويخرج منا ثلاثون حَبْراً، فنلتقي بمكان مَنْصف، فيسمعون منك، فإن صدقوك وآمنوا بك: آمنَّا أجمعون، فأعلمه جبريل بكيدهم، فغدا عليهم بالكتائب [فحصرهم] ، فقال: إنكم والله لا تأمَنون عندي إلا بعهد تُعاهدونني عليه، فأبوا أن يعطوه عهداً، فقاتلهم يومهم ذلك، ثم غدا من الغد على بني قُريظة بالكتائب، وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه، فانصرف عنهم، وغدا على بني النضير [ص: 220] بالكتائب، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، فَجَلَتْ بنو النضير، واحتملوا ما أقلَّت الإبلُ من أمتعتهم، وأبواب بيوتهم وخَشَبِها، فكان نخلُ بني النضير لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة، أعطاه الله إياها، وخصه بها، فقال: {ومَا أفَاءَ اللهُ على رسُولِهِ مِنْهم فَما أَوْجَفْتُمْ عليه مِن خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} [الحشر: 6] يقول: بغير قتال، فأعطى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- منها للمهاجرين، [وقَسَمها بينهم] وقسم منها لرجلين من الأنصار، كانا ذوي حاجة، ولم يقسم لأحد من الأنصار منهما غيرهما، وبقي منها صدقةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- التي هي في أيدي بني فاطمة» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأوثان) جمع وثن، وهو الصنم. (ذراريكم) الذراري الأطفال، جمع ذرية. (نستبيح) استباحتهم: نَهبُهم وسبيهم والتصرف فيهم. (وعيد) الوعيد: التخويف والتهديد. (بكيدكم) كاده يكيده: إذا مكر به وخدعه. (الحلقة) بسكون اللام: الدِّرع، وقيل: اسم جامع للسلاح. [ص: 221] (حَبْر) الحَبْر: العالم الفاضل. (مُنْصَف) المنصف بالفتح: نصف الطريق، أراد: أنهم يجتمعون في موضع لا يميل إلى جهته ولا جهتهم، ليكون أعدل وأقرب إلى الأمن. (الكتائب) جمع كتيبة، وهي الجيش. (الجلاء) النفي عن الأوطان. (أَقَلَّت الإبل) الأحمال، أي: حملتها. (ما أفاء الله) الفيء: ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا قتال. (أَوجَفْتُمْ) الإيجاف: الإسراع والحث في السير، وأراد به: الإسراع في القتال. (رِكَاب) الرِّكاب جماعة الإبل فوق العشرة.   (1) ذكره البخاري تعليقاً في ترجمة باب 7 / 253 في المغازي، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، قال الحافظ في " الفتح ": وصله عبد الرزاق في " مصنفه " عن معمر عن الزهري أتم من هذا، ولفظه عن الزهري وهو في حديثه عن عروة: ثم كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكانت منازلهم ونخلهم بناحية المدينة فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال، لا الحلقة - يعني السلاح - فأنزل الله فيهم: {سبح لله ... } إلى قوله: {لأول الحشر} ، وقاتلهم حتى صالحهم على الجلاء فأجلاهم إلى الشام وكانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما خلا، وكان الله قد كتب عليهم الجلاء ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسباء. (2) رقم (3004) في الخراج والإمارة، باب في خبر بني النضير، وهو حديث صحيح، ورواه ابن مردويه بمعناه وأخصر منه بإسناد صحيح، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في " الدلائل ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3004) حدثنا محمد بن داود بن سفيان، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي، فذكره. الحديث: 6053 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 218 6054 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- حرَّقَ نخلَ بني النضير وقطع، وهي البُوَيْرَةُ، قال: ولها يقول حسان بن ثابت: وهانَ على سَرَاة بني لُؤيّ ... حريقٌ بالبُوَيْرةِ مُسْتَطِيرُ زاد في رواية قال: فأجابه أبو سفيان بن الحارث: أدام الله ذلك من صَنيع ... وحرَّق في نواحيها السعيرُ ستعلمُ أيُّنا منها بِنُزْه ... وتعلمُ أيَّ أرْضِينا تَضِيرُ» . [ص: 222] أخرجه البخاري، وله ولمسلم «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قطع نخلَ بني النَّضير، وحرّق - زاد في رواية: ولها يقول حسّان: وهان على سَرَاة بني لُؤيّ ... حريقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطيرُ وفي ذلك نزلت {مَا قَطَعْتُم من لِينَةٍ أوْ تَرَكْتُموهَا قَائِمَةً على أُصُولِهَا فَبِإذْنِ الله} [الحشر: 5] » . وفي أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- حرّق نخل بني النضير، وقطع، وهي البُويرةُ، قال: فأنزل الله عز وجل {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ولِيُخْزِيَ الفَاسِقين} » . ولمسلم قال: «حرَّق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نخل بني النضير» . وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الثالثة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَرَاة) السَّراة جمع سريّ، وهو النفيس الشريف على غير قياس. (بِنُزْهٍ) أي: ببعد، وفلان يتنزَّه عن الفحش، أي: يبعد منه. [ص: 223] (يَضِير) ضَارَهُ يَضِيرُهُ ضَيْراً، مثل: ضَرَّه يضرُّه ضرّاً. (لِيْنَة) اللينة نوع من أنواع النخيل. (مستطير) استطار الضوء وغيره: إذا تفرَّق واتسع.   (1) رواه البخاري 7 / 256 في المغازي، باب حديث بني النضير، وفي الحرث والمزارعة، باب قطع الشجر والنخيل، وفي الجهاد، باب حرق الدور والنخيل، وفي تفسير سورة الحشر، ومسلم رقم (1746) في الجهاد، باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها، والترمذي رقم (3298) في التفسير، باب ومن سورة الحشر، وأبو داود رقم (2615) في الجهاد، باب في الحرق في بلاد العدو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (685) قال: حدثنا سفيان، عن موسى بن عقبة. قال سفيان: ولم أسمعه منه وأحمد (2/7) (4532) و (2/52) (5136) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن موسى بن عقبة. وفي (2/80) (5520) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن موسى بن عقبة. وفي (2/86) (5582) قال: حدثنا موسى بن طارق أبو قرة الزبيدي، من أهل زبيد من أهل الحصيب باليمن، عن موسى، يعني ابن عقبة. وفي (132) (6054) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. وفي (2/140) (6251) قال: حدثنا حجاج، وأبو النضر، قالا: حدثنا ليث. والدارمي (2463) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عقبة بن خالد، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (3/136) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية. وفي (4/76) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن موسى بن عقبة. وفي (5/113) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا الليث. وفي (5/113) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا جويرية بن أسماء. وفي (6/184) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث. ومسلم (5/145) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا سعيد بن منصور، وهناد بن السري، قالا: حدثنا ابن المبارك، عن موسى بن عقبة. (ح) وحدثنا سهل ابن عثمان، قال: أخبرني عقبة بن خالد السكوني، عن عبيد الله. وأبو داود (2615) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا الليث. وابن ماجه (2844) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. وفي (2845) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عقبة بن خالد، عن عبيد الله. والترمذي (1552، 3302) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائي في الكبرى الورقة (115-ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن خالد، حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، عن موسى بن عقبة. أربعتهم - موسى بن عقبة والليث بن سعد، وعبيد الله بن عمر وجويرية بن أسماء- عن نافع، فذكره. الحديث: 6054 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 221 6055 - (د) بنت محيصة عن أبيها - رضي الله عنهما - أنه لما أعلم الله رسوله - صلى الله عليه وسلم- بما هَمَّتْ به اليهودُ من الغَدْر، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ ظَفَرتم به من رجال يهودَ فاقتلوه، قالت: فَوثَب مُحَيِّصَةُ على شَيْبةَ - رجل من تجار اليهود، وكان يُلابسهم - فقتله، قالت: وكان عمِّي حُويصة إذ ذاك لم يسلم، وكان أسَنَّ من أبي، فجعل حُويصة يضربَه ويقول: أي عدوَّ الله، أما والله لَرُبَّ شحم في بطنك من ماله، قالت، فقال له: إني قتلتُه لأنه أمرني بذلك مَن لو أمرني بقتلك ما تركتُك، فأسلم عمي عند ذلك» . أخرج أبو داود منه قوله: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ... إلى قوله: من ماله» (1) .   (1) رقم (3002) في الخراج والإمارة، باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3002) قال: حدثنا مصرف بن عمرو، قال: حدثنا يونس، قال: قال ابن إسحاق: حدثني مولى لزيد بن ثابت، قال: حدثتني ابنة محيصة، فذكره. الحديث: 6055 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 223 إجْلاء يهود المدينة 6056 - (خ م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «حاربت النضيرُ وقُريظةُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأجلى بني النضير، وأقرَّ قريظةَ، ومَنَّ [ص: 224] عليهم، حتى حاربت قريظةُ بعد ذلك، فقتل رجالَهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين، إلا بعضهم، لَحِقُوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم-، فآمنهم وأسلموا، وأجْلَى يهودَ المدينة كلَّهم: بني قَيْنُقاع - وهم رَهْط عبد الله بن سَلاَم - ويهودَ بني حارثة، وكلَّ يهودي كان بالمدينة» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 255 و 256 في المغازي، باب حديث بني النضير، ومسلم رقم (1766) في الجهاد، باب إجلاء اليهود من الحجاز، وأبو داود رقم (3005) في الإمارة، باب في خبر بني النضير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/149) (6367) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج والبخاري (5/112) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. ومسلم (5/159) قال: حدثني محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور. قال ابن رافع: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني حفص بن ميسرة. وأبو داود (3005) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. كلاهما - ابن جريج، وحفص بن ميسرة - عن موسى بن عقبة، عن نافع، فذكره. الحديث: 6056 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 223 6057 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «بينما نحن في المسجد يوماً: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: انطلقوا إلى اليهود، فأتاهم، فقال: أسْلِمُوا تَسْلَمُوا، فقالوا: قد بَلَّغتَ، فقال: ذلك أريدُ، أسلموا تَسلمَوا: فقالوا: قد بلَّغتَ يا أبا القاسم، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ذلك أريدُ، ثم قالها الثالثة، ثم قال: اعلموا أن الأرض لله ولرسوله، وأني أريد: أن أجلِيَكُم من هذه الأرض، فمن يجدْ منكم بماله شيئاً فليَبِعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ولرسوله» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 272 و 273 في الإكراه، باب بيع المكره ونحوه، وفي الجهاد، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب، وفي الاعتصام، باب قول الله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} ، ومسلم رقم (1765) في الجهاد، باب إجلاء اليهود من الحجاز، وأبو داود رقم (3003) في الخراج والإمارة، باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/451) قال: حدثنا حجاج بن محمد. والبخاري (4/120) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (9/26) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (9/131) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (5/159) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو داود (3003) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14310) عن قتيبة. أربعتهم - حجاج بن محمد، وعبد الله بن يوسف، وعبد العزيز بن عبد الله، وقتيبة بن سعيد - عن الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6057 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 224 6058 - () عمرو بن أمية - رضي الله عنه -[قال] : «كتب عامر بنُ الطفيل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد قَتلتَ رجلين لهما منك جِوار، فابعث بديتهما، فانطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى قُباءَ ثم مال إلى بني النضير يستعينهم في دِيتهما، ومعه نفر من المسلمين، فاستَند إلى جدار، فكلَّمهم فقالوا: نعم، فقام أحدُهم، فَصَعِدَ على رأس الجدار ليُدَلِّيَ عليه صخرة، فأخبر جبريلُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام، ثم اتَّبَعه المسلمون، فقال: لقد همَّت اليهود بقتلي، فقال لمحمد بن مَسْلمة: اذهب إلى اليهود، فقل: اخرجوا من المدينة، ولا تُساكنوني فيها، فأجْلاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد أن أراد غير ذلك، فرغب فيهم عبد الله بن أُبيِّ بن سَلول، فوهبهم له» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وانظر " سيرة ابن هشام " 3 / 199 في أمر إجلاء بني النضير، و " مجمع الزوائد " 6 / 128، و " فتح الباري " 7 / 254. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] انظر سيرة ابن هشام (3/199) في أمر إجلاء بني النضير ومجمع الزوائد (6/128) وفتح الباري (7/254) . الحديث: 6058 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 225 قتل كعب بن الأشرف 6059 - (خ م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن لِكَعْبِ بن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسولَه؟ قال محمدُ بنُ مسلمةَ: [يا رسولَ الله] ، أتُحِبُّ أن أقتلَهُ؟ قال: نعم، قال: ائْذنْ لي فَلأقُلْ، قال: قُلْ، قال: فأتاه، فقال له، وذكر ما بينَهم، وقال: إن هذا الرجل قد أراد الصدقةَ، وقد عَنَّانَا، فلما سمعه قال: وأيضاً والله [ص: 226] لَتَمَلُّنَّه، قال: إنا قد اتَّبعناه الآن، ونكره أن نَدَعَه، حتى ننظرَ إلى أيِّ شيء يصيرُ أمرُهُ؟ قال: وقد أردتُ أن تُسلفني سَلَفاً قال: فما تَرَهنُني؟ [قال: ما تريد، قال:] ترهنني نساءَكم؟ قال: أنت أجملُ العرب، أنرهنُك نساءنا؟ قال له: ترهنوني أولادَكم؟ قال: يُسَبُّ ابنُ أحدنا، فيقال: رُهن في وَسقين من تمر، ولكن نرهنُك اللأْمَةَ - يعني: السلاح - قال: فنعم، وواعَدهُ، أن يأتيَه بالحارثِ، وأبي عَبسِ بن جَبْر، وعَبَّادِ بن بِشْر، قال: فجاؤوا، فدعَوه ليلاً، فنزل إليهم، قال سفيان: قال غيرُ عمرو: قالت له امرأتُه: إني لأسمع صوتاً كأنه صوتُ دم، قال: إنما هو محمد ورضيعي أبو نائلةَ، إن الكريم لو دُعِيَ إلى طَعنة ليلاً لأجاب، قال محمد: إني إذا جاء فسوف أمدُّ يدي إلى رأسه، فإذا استمكنتُ منه فدُونَكم، قال: فلما نزل، نزل وهو مَتَوشِّح، فقالوا: نجدُ منك رِيح الطِّيب؟ قال: نعم، تحتي فلانة، [هي] أعْطَرُ نساءِ العرب، قال: فتأذن لي أن أشُمَّ منه؟ قال: نعم، فَشُمَّ، فتناول فشم، ثم قال: أتأذن لي أن أعود؟ قال: فاستمكنَ منه، ثم قال: دونكم، فقتلوه» . وفي أخرى نحوه، وفيه «قد أردنا أن تُسْلِفَنا وَسقاً أو وَسْقَينِ وحدَّثنا [عمرو بن دينار] غيرَ مَرَة، فلم يذكر وَسْقاً أو وسقين، فقلت له: فيه وَسْقاً أو وَسْقَين؟ فقال: أرى فيه وَسْقاً أو وَسْقَين» وفيه: «فيُسبَّ أحدُهم، فيقال: رُهن بوَسْق أو وَسْقين، هذا عار علينا» وفيه «فواعده أن يأتيَه، [ص: 227] فجاءه ليلاً، ومعه أبو نائلةَ، وهو أخو كعب من الرضاعة» وفيه «ولو وجداني نائماً ما أنْبَهاني (1) ، وقال: إن الكريم لو دُعي إلى طعنة بالليل لأجاب» وفيه «قال لهما: إذا ما جاء، فإني قائل بشَعره، فأشُمُّه، فإذا رأيتموني اسْتَمْكَنتُ من رأسه، فدونَكم فاضربوه - وقال مرة: أشُمُّ ثم أُشِمُّكم - فنزل إليهم متوشِّحاً، وهو يَنْفَحُ منه رِيحُ الطّيب، فقال: ما رأيتُ كاليوم ريحاً - أي أطيب- قال كعب: وكيف لا؟ وعندي أعطرُ نساءِ العرب، وأجمل العرب» وقال في آخره: «ثم أتَوُا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبروه» وفيه «فجاء محمد بن مسلمة معه برجلين» قيل لسفيان: سمَّاهم عمرو؟ قال: سمّى بعضَهم، وقال غيرُ عمرو: أبو عبس بن جَبْر، والحارث بن أوس، وعبَّاد بن بشر. أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود مثل ما تقدَّم إلى قوله: «يعني السلاح» قال: نعم (2) فلما أتاه ناداه، فخرج إليه وهو متطيِّب يَنْضَح رأسُه، فلما أن جلس إليه - وقد كان جاء معه ثلاثةُ نفر أو أربعة - فذُكروا له، فقال: عندي فلانة، وهي أعطر نساء العرب ... وذكر الحديث إلى آخره، ولم يسمِّ أحداً من الرجال الذين استصحبهم (3) . [ص: 228] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَنَّانا) العَنَاء: التعب، وتكليف ما يشق. (وَسْقاً) الوَسْق مفتوح الواو: ستون صاعاً. (اللامة) مخففة: الدِّرع (4) ، وجمعها لأم، وقيل: هي آلة الحرب. (مُتَوشح) التوشح بالرداء: هو أن تجعله كالوشاح، وهو شيء مضفور من سيور مرصع، تجعله المرأة على خصرها، فإذا جُعل الرداء في ذلك الموضع كان متوشّحاً به. (نَفَح) الطِّيب: إذا فاحت رائحته، وكذلك نضح طيباً، أي: فاح، وأصله من العرق، أي: عرق ففاحت ريحه.   (1) جملة " ولو وجداني نائماً ما أنبهاني " لم نجدها عند البخاري ومسلم، ولعلها من زيادات الحميدي. (2) في المطبوع: قال عمرو، وهو خطأ. (3) رواه البخاري 7 / 259 - 261 في المغازي، باب قتل كعب بن الأشرف، وفي الرهن، باب رهن السلاح، وفي الجهاد، باب الكذب في الحرب، وباب الفتك بأهل الحرب، ومسلم رقم (1801) في الجهاد، باب قتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود، وأبو داود رقم (2768) في الجهاد، باب في العدو يؤتى على غرة ويتشبه بهم. (4) قال المصنف في " النهاية ": ولأمة الحرب: أداته، وقد يترك الهمز تخفيفاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1250) والبخاري (3/186، 5/115) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (4/78) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (4/78) أيضا قال: حدثني عبد الله بن محمد. ومسلم (5/184) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري. وأبو داود (2768) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2524) عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. سبعتهم - الحميدي، وعلي، وقتيبة، وعبد الله بن محمد، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد الزهري، وأحمد بن صالح - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، فذكره. الحديث: 6059 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 225 قتل أبي رافع: عبد الله بن أبي الحقيق ويقال: سلام بن أبي الحقيق، كان بخيبر، ويقال: إنه كان في حصن له بأرض الحجاز، وقال الزهري: هو بعد كعب بن الأشرف. 6060 - (خ) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رَهْطاً إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بنُ عَتِيك بيتَه ليلاً وهو نائم، فقتله» . وفي رواية قال: «بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أبي رافع اليهوديِّ رجالاً من الأنصار، وأمَّر عليهم عبد الله بنَ عتيك، وكان أبو رافع يؤذي [ص: 229] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، ويعينُ عليه، وكان في حِصْن له بأرض الحجاز، فلما دَنَوْا منه وقد غَرَبتِ الشمسُ وراح الناسُ بسَرْحِهم - قال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانَكم، فإني مُنطلق ومُتَلطِّف بالبَوَّاب، لعلي أدخلُ، فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنَّع بثوبه، كأنه يقضي حاجة، وقد دخل الناسُ، فهتف به البوَّاب: يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخلَ فادخل، فإني أريدُ أن أغلقَ البابَ، فدخلتُ فكَمَنْتُ، فلما دخل الناسُ أغلق البابَ، ثم عَلَّق الأغاليق على وَدّ، قال: فقمتُ إلى الأقاليد فأخذتُها، ففتحتُ الباب - وكان أبو رافع يُسْمَر عنده، وكان في علاليَّ له - فلما ذهب عنه أهل سَمَره صَعِدتُ إليه، فجعلتُ كُلَّما فتحتُ باباً أغلقتُ عليَّ من داخل، قلت: إنِ القومُ نَذِرُوا بي، لم يخلُصوا إليَّ حتى أقتلَهُ، فانتهيتُ إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت؟ فقلتُ: أبا رافع، قال: مَن هذا؟ فأهويتُ نحو الصوت، فأضرِبُهُ ضربة بالسيف، وأنا دَهِش، فما أغْنَيْتُ شيئاً، وصاح، فخرجتُ من البيت، فأمكث غير بعيد، ثم دخلتُ إليه، فقلتُ: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لأمِّك الويل، إنَّ رجلاً في البيت ضربني قبلُ بالسيف، قال: فأضربُه ضربة، فأثْخَنتْه ولم أقتله، ثم وضعتُ صبيب (1) السيف في بطنه، حتى أخذ في ظهره، فعَرَفتُ أني قتلتُه، فجعلتُ أفتحُ الأبواب باباً باباً، حتى انتهيتُ إلى درجة له، فوضعتُ رجلي، [ص: 230] وأنا أرى أني قد انتهيتُ إلى الأرض، فوقعتُ في ليلة مُقْمِرة، فانكسرتْ ساقي، فعصَبتُها بعِمامتي، ثم انطلقتُ حتى جلستُ على الباب، فقلتُ: لا أخرج الليلةَ حتى أعلم: أقتلته؟ فلما صاح الديكُ: قام النّاعي على السُّور، فقال: أنْعَى (2) أبا رافع تاجرَ أهل الحجاز، فانطلقتُ إلى أصحابي، فقلتُ: النجاءَ، فقد قَتَلَ الله أبا رافع، فانتهيتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فحدَّثْتُهُ، فقال: ابسُطْ رِجْلَكَ، فبسطتُ رجلي، فمسحها، فكأنَّها لم أشْتَكِها قطُّ» . وفي رواية قال: «بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى أبي رافع عبد الله بنَ عتيك وعبد الله بن عُتبة في ناس معهم، فانطلقوا حتى دَنَوْا من الحصن، فقال لهم عبد الله بنُ عتيك: امكُثوا أنتم، حتى أنطلق أنا فأنظرَ، قال: فتلَطَّفتُ أن أدخلَ الحصنَ، فَفَقَدوا حِماراً لهم، قال: فخرجوا بقَبَس يطلبونه، قال: فخشيتُ أن أُعْرَف، فغطَّيتُ رأسي، وجلستُ كأني أقضي حاجة، ثم نادى صاحبُ الباب: من أراد أن يدخُلَ فليدخلْ قبل أن أُغْلِقَهُ، فدخلتُ، ثم اختبأتُ في مَربِط حمار عند باب الحصن، فتعشَّوْا عند أبي رافع، وتحدَّثُوا حتى ذهبَ ساعة من الليل، ثم رَجَعُوا إلى بيوتهم، فلما هَدَأت الأصواتُ، ولا أسمعُ حركة خرجتُ، قال: ورأيتُ صاحبَ الباب حيثُ وضع مفتاح الحصن في كوة فأخذتُه، ففتحتُ به باب الحصن، قال: قلتُ: إن نَذِرَ بي القومُ انطلقتُ على مَهَل، ثم عَمَدتُ إلى أبواب بيوتهم، [ص: 231] فغلَّقتُها عليهم من ظاهر، ثم صَعِدْتُ إلى أبي رافع في سُلَّم، فإذا البيتُ مظلم قد طُفئ سِرَاجُه، فلم أدْرِ أين الرَّجلُ؟ فقلتُ: يا أبا رافع، قال: من هذا؟ قال: فعمَدتُ نحو الصوت، فأضربُه، وصاح، فلم تُغْنِ شيئاً، قال: ثم جئتُ كأني أغيثُه، فقلتُ: ما لك يا أبا رافع، وغَيَّرتُ صوتي، فقال: أَلا أُعْجِبُك؟ لأمِّكَ الويلُ، دخل عليَّ رجل فضربني بالسيف، قال: فعمَدتُ له أيضاً، فأضربُه أخرى، فلم تغن شيئاً، فصاح، وقام أهلُه، قال: ثم جئتُ، وغَيَّرت صوتي كهيئة المغيث، فإذا هو مستلق على ظهره، فأضَعُ السيف في بطنه، ثم انْكَفئ عليه، حتى سمعتُ صوت العظم، ثم خَرَجْتُ دَهِشاً، حتى أتيتُ السُّلَّم، أريدُ أن أنزلَ، فأسقطُ منه، فانخلعتْ رجلي، فعصبتها، ثم أتيتُ أصحابي أحْجُلُ، فقلت: انطلقوا، فبَشِّروا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإنِّي لا أبرحُ حتى أسمع صوتَ الناعية، فلما كان في وجه الصبح صَعِد الناعيةُ، فقال: أنعَى أبا رافع» - وفي نسخة أن أبا رافع قد مات - قال: فقمتُ أمشي ما بي قَلَبة، فأدركتُ أصحابي قبل أن يأتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-[فبشَّرْتُهُ] . [وفي رواية «بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رهطاً من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه، فانطلق رجل منهم، فدخل حصنَهم، قال: فدخلت في مربِط دواب لهم، قال: وأغلقوا الحصن، ثم إنهم فَقَدُوا حماراً لهم، فخرجوا يطلبونه، [ص: 232] فخرجتُ فيمن خرج، أريهم أني أطلبه معهم، فوجدوا الحمار، فدخلوا ودخلتُ، فأغلقوا باب الحصن ليلاً، ووضعوا المفاتيح في كُوَّة حيث أراها، فلما ناموا أخذتُ المفاتيح، ففتحتُ باب الحصن، ثم دخلت عليه ... ثم ذكر نحوه في قتل أبي رافع ووقوعه من السُّلَّم، قال: فَوُثِئَتْ رجلي، فخرجت إلى أصحابي، فقلت: ما أنا ببارح حتى أسمعَ النَّاعيةَ، فما برحتُ حتى سمعتُ نَعايا أبي رافع تاجرِ أهل الحجاز، فقمتُ وما بي قَلَبَة، حتى أتينا النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فأخبرناه» ] أخرجه البخاري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَهْطاً) الرهط: الجماعة من الناس دون العشرة. (بسرحهم) السَّرح: المواشي، لأنها تسرح نهاراً في المرعى. (الأقاليد) والأغاليق: المفاتيح. (وَدّ) الوَدُّ: الوَتِد في لغة تميم. (يسمر) السَّمَر: الحديث في الليل. (فأهويت) أهويتُ إلى الشيء: إذا مددتَ يدك إليه. (نذِروا) نَذِر القوم بفلان: إذا علموا به. [ص: 233] (انكفأ) ينكفئ انكفاء: إذا رجع من حيث جاء. (ظُبَة السيف) : طرفه وجمعها ظُبى، وصبيب السيف قد اختلفوا فيه، فقيل: هو بالصاد المهملة، وهو طرفه، قال الحربي: هو آخر ما بلغ سيلانه حين ضُرب وعمل، وقيل: هو بالظاء المعجمة، ولا أرى له معنى، وأما ظُبَة السيف: فطرفه، وقد ذكرت، وأما بالضاد المعجمة: فلا مدخل له هاهنا، والصحيح: أنه بالصاد المهملة كما قلنا، والله أعلم. (النّجاء) أي: اطلبوا النجاة، وهي الخلاص من طلب العدوِّ. (بقَبَس) القبس: الشُّعْلَة من النار. (هدأت) الأصوات، أي: سكنت. (كوَّة) الكَُوَّة: الثقبة النافذة في الحائط. (أحْجُل) الحَجل: مشْي قريب الخطو، كمشي المقيَّد. (وُثِئتْ) قَدُمُه فهي مَوثُوءَة - تهمز ولا تهمز -: إذا توجعت وتألمت، والمراد به هاهنا: أنها انخلعت أو كادت. (الناعية) : النادبة والنائحة، والجمع: النعايا، ويكون للرجل، والهاء فيه زائدة للمبالغة، لا للتأنيث. (قَلَبة) يقال: ما به قَلَبه، أي: ما به شيء من ألم يحتاج أن ينقلب ليبصر، وقيل: هو من القَلَبة، وهو داء يأخذ البعير في قلبه فيقتله. [ص: 234] (برحت) برح به الأمر، أي: أضرَّ به ولقي منه شدة.   (1) وفي بعض نسخ البخاري: ضبيب بالضاد المعجمة، وفي بعضها: ظبة، بالظاء المعجمة، وسيأتي شرحها. (2) قال الحافظ في " الفتح " كذا ثبت في الروايات، بفتح العين، قال ابن التين: هي لغة، والمعروف: انعوا. (3) 7 / 263 - 265 في المغازي، باب قتل أبي رافع بن عبد الله بن الحقيق، وفي الجهاد، باب قتل النائم المشرك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4/76) قال: حدثنا علي بن مسلم. وفي (4/77) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (5/117) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما - علي بن مسلم، ويحيى - قالا: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثني أبي. وفي (5/117) قال البخاري: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وفي (5/118) قال: حدثنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شريح بن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه. ثلاثتهم - زكريا، وإسرائيل، ويوسف - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6060 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 228 6061 - (ط) عبد الرحمن بن كعب - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى الذين قتلوا ابن أبي الحُقَيْق عن قتل النِّساءِ والوُلدان؟ قال: فكان رجل منهم يقول: بَرِحَت بِنا امرأتُهُ بالصِّياح، فأرفَعُ السيف عليها، ثم أذكر نَهْيَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأكُفُّ عنها، ولولا ذلك لاسترحنا منها» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 447 في الجهاد، باب النهي عن قتل النساء والولدان في الغزو، وهو حديث مرسل، قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: اتفق رواة الموطأ على إرساله، ولا أعلم أحداً أسنده عن مالك، إلا الوليد بن مسلم، فقال: عن أبيه يعني كعباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/14) عن ابن شهاب عن ابن لكعب من مالك فذكره. وهو حديث مرسل قال الزرقاني: قال ابن عبد البر اتفق رواة الموطأ على إرساله، ولا أعلم أحدا أسنده عن مالك إلا الوليد بن مسلم قال: عن أبيه يغني كعبا. قلت: الوليد بن مسلم ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية وهو شر أنواع التدليس وهو قد عنعن هنا. الحديث: 6061 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 234 غزوة أحد 6062 - (خ م ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - «لمَّا خَرَجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أُحُد رجع ناس ممن خَرج معه، فكان أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فيهم فرقتين، قالت فِرقَة: نقتُلُهم، وقالت فرقة: لا نقتلُهم، فنزلت {فَما لَكُم في المُنَافِقِين فِئَتَيْنِ} [النساء: 88] وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنها طَيْبَةُ تَنْفي الرجالَ، كما ينفي الكِيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) . [ص: 235] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَيْبَة) اسم المدينة، سميت بذلك تفاؤلاً بالطيب.   (1) رواه البخاري 7 / 275 في المغازي، باب غزوة أحد، وفي فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث، وفي تفسير سورة النساء، باب {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا} ومسلم رقم (2776) في المنافقين في فاتحته، والترمذي رقم (3031) في التفسير، باب ومن سورة النساء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/184، 187) قال: حدثنا بهز. وفي (5/287) قال: حدثنا عفان. وفي (5/188) قال: حدثنا فياض بن محمد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (242) قال: حدثني سليمان بن حرب. والبخاري (3/29) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/122) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (6/59) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، وعبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (4/121، 8/121) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ - وهو العنبري - قال: حدثنا أبي. وفي (8/121) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر. والترمذي (3028) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر غندر، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3727) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر غندر. سبعتهم - بهز، وعفان ومحمد بن جعفر غندر، وسليمان، وأبو الوليد، وعبد الرحمن، ومعاذ - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، فذكره. الحديث: 6062 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 234 6063 - (خ د) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم- جيشاً من الرُّماة، وأمَّرَ عليهم عبد الله بنَ جُبَير وقال: لا تبرحوا، فإن رأيتمونا ظَهَرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعِينونا، فلما لقِينا هَرَبُوا، حتى رأيتُ النساءَ يَشْتَدِدْنَ في الجَبَل، رفعن عن سُوقِهِنَّ، قد بَدَتْ خَلاخِيلُهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمة، الغنيمةَ، فقال عبد الله [بنُ جُبير] : عهد [إليَّ] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أن لا تبرحوا، فأبَوْا، فلما أبَوْا صرفَ الله وجوهَهم، فأصيبَ سبعون قتيلاً، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه، قال: أفي القوم ابنُ أبي قُحافةَ؟ فقال: لا تجيبوه، قال: أفي القوم ابنُ الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قُتِلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمرُ نفسَه، فقال: كذبتَ يا عدوَّ الله، أبْقَى الله لك ما يُحزنك، قال أبو سفيان: أُعْلُ هُبَل؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أجيبوهُ، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجَلُّ، قال أبو سفيان: لنا العُزَّى، ولا عُزّى لكم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا، ولا مولَى لكم، قال أبو سفيان: يوم بيومِ بدر، والحربُ سِجال، وتجدون مُثْلة، لم آمُرْ بها، ولم تَسُؤْني» . [ص: 236] زاد في رواية رزين: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أجيبوه، فقالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار» . وفي رواية (1) قال: «جعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على الرَّجَّالة يومَ أحُد - وكانوا خمسين رَجُلاً، وهم الرُّماة - عبد الله بنَ جُبير، فقال: إن رأيتمونا تَخْطَفُنا الطير فلا تبرحوا، حتى أُرْسِلَ إليكم، فهزمهم الله، فأنا والله رأيتُ النساءَ يَشْتَدِدْنَ، وقد بدت خلاخيلُهن وأسْوُقُهن، رافعات ثيابهنَّ، فقال أصحابُ عبد الله بن جبير: الغنيمةَ، أي قومِ، الغنيمةَ، ظهر أصحابُكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتُم ما قال لكم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبنَّ من الغنيمة، فلما أتَوْهم صُرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذلك قوله تعالى: {والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ في أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: 153] فلم يبق مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- غيرُ اثْنَيْ عشر رجلاً، فأصابوا منَّا سبعين، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قد أصاب من المشركين يوم بَدْر أربعين ومائة: سبعين أسيراً، وسبعين قتيلاً، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ - ثلاث مرات - فنهاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابنُ أبي قحافة؟ - ثلاث مرات - ثم قال: أفي القوم ابنُ الخطَّاب؟ - ثلاث مرات - ثم رجع إلى أصحابه، فقال: أمَّا هؤلاء فقد قُتلوا، فما ملك عمرُ نفسَه، فقال: كذبتَ والله يا عدوَّ الله، إن الذين عددتَ لأحْياء كلُّهم، وقد بقي [ص: 237] لك ما يسوؤُك، قال: يوم بيوم بدر، والحرب سِجال، إنكم ستجدون في القوم مُثْلة لم آمر بها، ولم تسؤْني، ثم أخذ يرتجز: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَل، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ألا تجيبوه؟ ... وذكره إلى قوله: ولا مولَى لكم» . أخرجه البخاري. وأخرج أبو داود الرواية الثانية إلى قوله: «صُرفت وجوههم، ثم قال: وأقبلوا منهزمين» وفي رواية «فأنا والله رأيتُ النساءَ يُسْنِدْنَ في الجبل» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَشْتَددن) الشَّدُّ: العَدْوُ، هكذا جاء في كتاب الحميدي «يشتددن» والذي جاء في كتاب البخاري «يَشْتَدْن» هكذا بدال واحدة، وقد نقطها نقط الشين والتاء، وكثيراً ما يجيء هذا النوع في كتب الحديث بترك إظهار التضعيف، وهو قبيح في العربية، لأن الإدغام إنما جاز في الحرف المضعَّف لما سكن الأول وتحرك الثاني، فأدغمه، وصح الإدغام، فقالوا، شدَّ يشد، واشتدّ يشتدّ، فأما إذا صرت إلى الإخبار عن جماعة النساء، فتقول: شَدَدْن يَشْدُدْن واشْتَدَدْنَ يَشْتددِنَ، فيظهر التضعيف، لأن نون جماعة النساء مفتوحة، ولا يكون قبلها إلا ساكن، فإذا سكن ما قبلها، وهو الحرف [ص: 238] الثاني من الحرف المشدَّد، والحرف الأول من المشدَّد ساكن أيضاً، فاجتمع ساكنان، ولا يُمكن النطق بهما، فحرك الأول، لأن الثاني قُصِدَ سكونه لأجل نون جماعة النساء، فإذا تحرَّك الأول ظهر التضعيف، ولا يجوز إدغامه، بل لا يمكن، والذي جاء في سنن أبي داود «يُسْنِدْن» بسين مهملة ونون، قال الخطابي ومعناه: يُصعِدن فيه، يُقال: سند الرجل وأسند في الجبل: إذا صعِد فيه، والسند: ما ارتفع من الأرض، ويحتمل أن يكون الذي جاء في كتاب البخاري، وهو بدال واحدة، إنما أراد ما أراده أبو داود، والنُّسَّاخ أحالوه بالنقط إلى غيره. (أسْوقهن) السُّوق: جمع ساق الإنسان. (أُعْلُ هُبَل) هُبَل: اسم صنم، وقوله: «اعْلُ» أمر بالعلو. (العُزَّى) اسم صنم، وهو تأنيث الأعزِّ. (الحرب سجال) أي تكون لنا مرة، ولكم مرة، وأصله من المُسْتَقِين بالدَّلْو، وهو السَّجْل، يكون لهذا دَلْو، ولهذا دَلْو. (مُثلَة) المثلة: تشويه خِلْقَة القتيل بجَدْعٍ أو قطع. (تخطَفنا الطير) الاختطاف: الأخذ بسرعة، وهذا تمثيل لشدة ما يتوقع أن يلقاه، أي: لو رأيتمونا وقد أخذتنا الطير وأعدَمَتْنا من الأرض فلا تبرحوا مكانكم. [ص: 239] (صرف وجوههم) كنى بصرف الوجوه عن الهزيمة، فإن المنهزم يلوي وجهه عن الجهة التي كان يطلبها إلى ورائه. (أُخْراكم) أي في أخراكم.   (1) هي للبخاري أيضاً. (2) رواه البخاري 7 / 269 - 272 في المغازي، باب غزوة أحد، وباب فضل من شهد بدراً، وباب {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد} ، وفي الجهاد، باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وفي تفسير سورة آل عمران، باب قوله: {والرسول يدعوكم في أخراكم} ، وأبو داود رقم (2662) في الجهاد، باب في الكمناء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/293) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي (4/294) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري (4/79، 5/100، 126، 6/48) قال: حدثنا عمرو بن خالد وأبو داود (2662) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1837) عن زياد بن يحيى، وعمرو بن يزيد. كلاهما عن أبي داود. (ح) وعن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش. ستتهم - حسن، ويحيى، وعمرو، والنفيلي، وأبو داود، وحسين - عن زهير. 2- وأخرجه البخاري (5/120) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. كلاهما - زهير، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6063 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 235 6064 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت: هُزِمَ المشركون يوم أُحُد هزيمة بَيِّنة، تُعرف فيهم، فصرخَ إبليسُ: أي عبادَ الله، أُخراكم، فرجعت أُوْلاهم، فاجْتَلَدَتْ هي وأُخراهم، فنظر (1) حذيفة بن اليمان، فإذا هو بأبيه، فقال: أبي، أبي، قال: قالت: فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفةُ: يغفر الله لكم، قال عروة: فوالله ما زالتْ في حذيفة منها بقيةُ خير، حتى لقيَ الله. زاد في رواية «وقد كان انهزم منهم قوم، حتى لَحِقُوا بالطائف» . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اجْتَلدت) الاجتلاد: افتعال من الجَلد، وهو الضرب. (انحجزوا) الاحتجاز والانْحجاز: الكفُّ عن الشيء.   (1) في نسخ البخاري المطبوعة: فبصر. (2) 7 / 279 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر حذيفة بن اليمان، وفي الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، وفي الديات، باب العفو في الخطأ بعد الموت، وباب إذا مات في الزحام أو قتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4/152) قال: حدثنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (5/49) قال: حدثني إسماعيل بن خليل. قال: أخبرنا سلمة بن رجاء. وفي (5/125) قال: حدثني عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/7) قال: حدثني محمد بن حرب. قال: حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا. وفي (8/9) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو أسامة. وفي (8/169) قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء. قال: حدثنا علي بن مسهر. أربعتهم - أبو أسامة، وسلمة، ويحيى، وعلي - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6064 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 239 6065 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لما كان [ص: 240] يومُ أحُد: انهزم الناسُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وأبو طلحةَ بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مُجوِّبٌ عليه بِحَجَفَة، وكان أبو طلحة رجلاً رامياً، شَديدَ النَّزْع، لقد كَسَرَ يومئذ قَوْسَيْنِ، أو ثلاثة، وكان الرجلُ يمرُّ معه الجَعْبةُ من النَّبْل، فيقول: انْشُرْها لأبي طلحة، قال: ويُشْرف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحةَ: يا نبيَّ الله، بأبي وأمِّي، لا تُشرف يصبْك (1) سهم من سهام القوم، نَحْري دون نَحْرِك، ولقد رأيتُ عائشةَ وأمَّ سُلَيم، وإنهما لَمُشَمِّرَتانِ، أرى خَدَم سُوقِهِما، تنقلان (2) القِرَب على مُتُونِهما، ثم تُفْرِغانِهِ في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فَتُفْرِغانِهِ في أفواه القوم، ولقد وقع السيفُ من يد أبي طلحة: إمَّا مرتين، وإمَّا ثلاثاً، [من النعاس] » أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «كان أبو طلحةَ يتترَّسُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بِتُرْس واحد، وكان أبو طلحة حَسَنَ الرَّمْي، فكان إذا رمَى يُشْرِف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فينظر إلى موضع نَبْله» (3) . [ص: 241] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُجَوَبٌ) عليه: أي ساتر له، قاطع بينه وبين الناس، وهو من الجَوْب: القطع، ويتجوَّب: يتفعّل منه. (شديد النَّزع) النَّزع: مدُّ القوس، وشدَّته: كناية عن استيفاء السهم جميعه في جَذْبه. (الجَعْبة) التي تكون فيها السهام، تُتّخذ من الجلود. (يشرف) الإشْراف: الاطِّلاع على الشيء. (خَدَم سُوقها) الخَدَمة: الخلخال، وهو سَيْر غليظ مثل الحلقة يُشَدُّ في رسغ البعير.   (1) في بعض النسخ: يصيبك، بالرفع، وكلاهما صواب. (2) وفي بعض النسخ: تنقزان، والمعنى: تسرعان المشي كالهرولة، والنقز: الوثب، قال الخطابي: أحسب الرواية: تزفران، بدل تنقزان، والزفر حمل القرب الثقال، أقول: وقد جاء ذلك في رواية عند البخاري، تزفران القرب يوم أحد. (3) رواه البخاري 7 / 278 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} وفي الجهاد، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال، وباب المجن ومن يتترس بترس صاحبه، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أبي طلحة، ومسلم رقم (1811) في الجهاد، باب غزوة النساء مع الرجال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/40) و (5/46) و (5/125) ومسلم (5/196) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. كلاهما - البخاري، والدارمي- قالا: حدثنا أبو معمر. عبد الله بن عمرو، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، فذكره. الحديث: 6065 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 239 6066 - (خ ت م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «غَابَ عَمِّي أنَسُ بن النَّضْر عن قتال بَدْر، فقال: يا رسولَ الله، غِبْتُ عن أول قتال قاتلتَ المشركين، لئِن الله أشهدني قِتَالَ المشركين لَيَرَيَنَّ الله ما أصنعُ - وفي رواية: لئن أشهدني الله معَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ليرينَّ الله ما أجدُ - فلما كان يومُ أحد، [و] انكشف المسلمون، فقال: اللهم إني أعتذرُ إليك مما صنع هؤلاءِ - يعني أصحابَه - وأبْرَأُ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدَّم، فاستقبله سعدُ بنُ مُعاذ، فقال: يا سعد بنَ معاذ، الجنة وربِّ النَّضْرِ، إني أجدُ ريحها من دون أُحُد، قال سعد: فما استطعت يا رسولَ الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعة وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برُمح، أو رمية بسهم [ص: 242] ووجدناه قد قُتل، و [قد] مَثَّل به المشركون، فما عرَفه أحد إلا أُخْتُه -[وهي الرُّبيِّع بنت النضر]- بشَامَة، أو بِبنانه (1) ، قال أنس: كنا نُرى - أو نظن - أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه {من المؤمنين رجالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللهَ عليه فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا} [الأحزاب: 23] » أخرجه البخاري والترمذي. وعند مسلم، قال أنس: «عمِّي [الذي] سُمِّيتُ به: لم يشهدْ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بَدْرا، فشقَّ عليه، وقال: أولُ مَشْهَد شَهِدَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غِبتُ عنه، فإنْ أراني الله مَشْهَداً فيما بعدُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ليَرَينَّ الله ما أصنعُ، قال: فهاب أن يقول غيرَها، قال: فشهد مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ أُحُد، قال: فاستقبل سعدَ بنَ معاذ، فقال له أنس: يا أبا عمرو: أين؟ ثم قال (2) : واهاً لِريحِ الجنة، أجده دون أُحُد، قال: فقاتَلهم حتى قُتل، قال: فوُجِدَ في جسده بِضْع وثمانون، من بين ضربة ورَمية وطَعْنَة، ثم ذكر نحو ما تقدم» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أو ببنانه) البَنَان: الأصابع، واحدها: بنانة.   (1) هذه الروية بالشك رواية محمد بن طلحة، وأكثر الروايات " ببنانه " من غير شك. (2) أي أنس بن النضر. (3) رواه البخاري 7 / 274 في المغازي، باب غزوة أحد، وفي الجهاد، باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ، ومسلم رقم (1903) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، والترمذي رقم (3198) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4048) قال: أخبرنا حسان بن حسان حدثنا محمد بن طلحة حدثنا حميد عن أنس، فذكره. ومسلم في الجهاد (14: 6) عن محمد بن حاتم، عن بهز عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس، والترمذي في التفسير (33/2) عن أحمد بن محمد، عن ابن المبارك، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس. وقال: حسن صحيح. والنسائي في المناقب في الكبرى عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن حبان بن موسى، عن ابن المبارك نحوه. وفي التفسير في الكبرى عن عبد الله بن الهيثم، عن أبي داود عنه وعن حماد بن سلمة. كلاهما عن ثابت عن أنس. الأشراف (1/135) . الحديث: 6066 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 241 6067 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أفْرِدَ يوم أُحُد في سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، فلما رَهِقُوا قال: من يَرُدُّهم عنا وله الجنة؟ - أو هو رفيقي في الجنة - فتقدَّم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثم رَهِقوه أيضاً، فقال: مَن يَرُدُّهم عنا وله الجنة؟ - أو هو رفيقي في الجنة - فتقدَّم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قُتل، فلم يزل كذلك حتى قُتِلَ السَّبعةُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لصاحبيه: ما أنْصَفْنا أصحابَنا» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَهِقوه) رَهِقَه يَرْهَقه رهقاً، أي: غشيه، والإرهاق: الإعْجال. وقيل: رهقوه، أي: قربوا منه، ومنه المراهق، وهو الغلام الذي قارب الاحتلام.   (1) رقم (1789) في الجهاد، باب غزوة أحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1789) حدثنا هداب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وثابت البناني، عن أنس بن مالك فذكره. الحديث: 6067 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 243 6068 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لما كان يومُ أحُد وولَّى الناسُ، كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في ناحية في اثني عشر رجلاً من الأنصار، فيهم طلحةُ بنُ عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: مَن للقوم؟ فقال طلحةُ: أنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كما أنتَ، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسولَ الله، [فقال: أنتَ] ، فقاتل حتى قُتل، ثم التفتَ فإذا المشركون، فقال: مَن للقوم، فقال طلحةُ: أنا، [ص: 244] قال: كما أنت، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسولَ الله، فقال أنتَ، فقاتل حتى قُتل، ثم لم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجل من الأنصار، فيقاتل قتال مَن قَبْله، حتى بقي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وطلحةُ بن عبيد الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن للقوم؟ فقال طلحةُ: أنا فقاتل، [طلحةُ] قِتال الأحَدَ عَشر، حتى ضُرِبت يدُه، فقُطعت أصابعُه، فقال: حَسِّ (1) ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو قلتَ: بسم الله لَرَفَعَتْكَ الملائكة والناسُ ينظرون، ثم ردَّ الله المشركين» أخرجه النسائي (2) .   (1) كلمة تقال عند التوجع. (2) 6 / 29 و 30 في الجهاد، باب ما يقول من يطعنه العدو، من حديث عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر، وجود إسناده الحافظ في " الفتح " 7 / 277 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/29) أخبرنا عمرو بن سواد، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، وذكر آخر قبله، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، فذكره. قلت: أبا الزبير ذا هو محمد بن مسلم بن تدرس وهو مدلس وقد عنعنه ومن المقرر في علم المصطلح، أن المدلس لا يحتج بحديثه إذا لم يصرح بالتحديث، وهذا هو الذي صنعه أبو الزبير هنا وعنعن ولم يصرح اللهم إلا ما كان من رواية الليث بن سعد عنه فإنه لم يرو عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث. قال الحافظ الذهبي في ترجمته وأما أبو حزم، فإنه يرد من حديثه ما يقول فيه عن جابر، ونحوه لأنه عندهم حميد يدلس، فإذا قال: سمعت وأخبرنا احتج به، ويحتج به ابن حزم إذا قال: عن، مما رواه عنه الليث بن سعد خاصة وذلك لأن سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا الليث قال: جئت أبا الزبير، فدفع إلي كتابين، فانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو أنني عاودته فسألته أسمع هذا من جابر؟ فسألته، فقال: منه ما سمعت، ومنه ما حدثت به، فقلت أعلم لي على ما سمعت منه، فأعلم بي على هذا الذي عندي ثم قال الذهبي وفي «صحيح مسلم» عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر، ولا هي من طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء. وقال الحافظ في ترجمته من «التقريب» . صدوق إلا أنه يدلس. وأورده في المرتبة الثالثة من كتابه «طبقات المدلسين» (ص، 15) وقال في مقدمة الكتاب في صدد شرح مراتبه: الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا، ومنهم من قبلهم، كأبي الزبير المكي. الحديث: 6068 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 243 6069 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ سيفاً يوم أحُد، فقال: مَن يأخذُ مني هذا؟ فبسطوا أيديَهم - كلُّ إنسان منهم يقول: أنا، أنا - فقال: فمن يأخذه بحقه؟ فأحْجَم القومُ، فقال سِماك بن خَرَشَة، أبو دُجَانَة: أَنا آخُذُه بحقِّه، قال: فأخذه فَفَلَقَ به هَامَ المشركين» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2470) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي دجانة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (2470) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس فذكره. الحديث: 6069 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 244 6070 - (خ ت) أبو طلحة - رضي الله عنه - قال: «كنتُ فيمن تغشَّاه النُّعاسُ يوم أُحُد، حتى سقط سيفي من يدي مراراً، يسقط وآخذُه، [ص: 245] ويسقط وآخذه» أخرجه البخاري. وفي رواية الترمذي قال: «غُشِيَنا ونحن في مَصَافِّنا يومَ أُحُد، وحَدَّث أنه كان فيمن غَشِيَهُ النُّعاس يومئذ، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذُه، ويسقط من يدي وآخذهُ، والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هَمّ إلا أنفسَهم، أجْبَنَ قومٍ وأرْعَبَه وأخْذَلَه للحق» . وفي أخرى له قال: «رفعتُ رأسي يوم أُحُد، فجعلتُ أنظر، وما منهم يومئذ أحد، إلا يَمِيدُ تحت حَجفَتِه من النُّعاس، فذلك قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عليكم مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أمَنَةً نُّعَاساً} [آل عمران: 154] (1) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرْعَبَه) الرُّعْب: الخوف والفزع. (تميد) ماد الشيء يميد: إذا تحرَّك، ومال من جانب إلى جانب. (أمَنَة) الأمَنَة والأمن واحد.   (1) رواه البخاري 7 / 280 في المغازي، باب {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً} ، وفي تفسير سورة آل عمران، باب قوله تعالى: {أمنة نعاساً} ، والترمذي رقم (3010) و (3011) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] البخاري في التفسير (3/11) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن حسين بن محمد، عن شيبان، وفي المغازي (21) قال لي خليفة ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد. كلاهما عن قتادة عن أنس عن زيد بن سهل قال: قال أبو طلحة، والترمذي في التفسير (آل عمران 4: 19) عن يوسف بن حماد، عن عبد الأعلى، عن سعيد عن أنس عن زيد بن سهل، وهو أتم و (آل عمران 4: 17) عن عبد بن حميد، عن روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس عن زيد بن سهل بمعناه «رفعت رأسي يوم أحد، وجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت حجفته من النعاس» ، وقال: حسن صحيح. والنسائي فيه التفسير، في الكبرى، عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي، عن حماد نحوه. وعن محمد بن مثنى عن خالد بن الحارث، عن قتيبة، عن ابن أبي عدي. كلاهما عن حميد، عن أنس قال: قال أبو طلحة: كنت فيمن ألقى عليه النعاس. فذكر نحوه الأشراف (3/246) . الحديث: 6070 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 244 6071 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رجل لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم أُحُد: «أرأيتَ إنْ قُتِلتُ أين أنا؟ قال: في الجنة، [ص: 246] قال: فألْقى تمْرات في يده، ثم قاتل حتى قُتل» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 273 في المغازي، باب غزوة أحد، ومسلم (1899) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، والنسائي 6 / 33 في الجهاد، باب ثواب من قتل في سبيل الله عز وجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1249) وأحمد (3/308) والبخاري (5/121) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ومسلم (6/43) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، وسويد بن سعيد، والنسائي (6/33) قال: أخبرنا محمد بن منصور. ستتهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الله بن محمد، والأشعثي، وسويد، ومحمد بن منصور - عن سفيان، عن عمرو، فذكره. الحديث: 6071 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 245 6072 - (خ م) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: سمعتُ سعد بن أبي وقَّاص يقول: «نَثَلَ لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- كِنَانَتَهُ يوم أحُد، فقال: ارْمِ، فداك أبي وأمِّي» . وفي رواية عامر بن سعد عن أبيه «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- جمع له أبويه يوم أُحُد، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ارمِ، فِداك أبي وأمي، قال: فنزعتُ له بسهم ليس فيه نَصل، فأصبتُ جَنْبَه، فسقط فانكشفت عَوْرَتُه، فضحكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى نظرتُ إلى نواجذه» . أخرجه مسلم. وأخرج هو والبخاري قال: «جمع لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبويه يوم أُحُد» لم يزد على هذا (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كِنانته) الكنانة: الجَعبة التي يكون فيها النُّشَاب. [ص: 247] (نَثَل) ما فيها: ألقاه منها ونثره.   (1) رواه البخاري 7 / 276 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سعد بن أبي وقاص، ومسلم رقم (2411) و (2412) في فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/154) قال: حدثني عبد الله بن محمد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (197) قال: أخبرنا محمد بن خليل. كلاهما - عبد الله، ومحمد بن خليل - عن مروان بن معاوية، قال: حدثنا هاشم بن هاشم السعدي، قال: سمعت سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 6072 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 246 6073 - (خ م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ على يمين رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وعلى شِماله يوم أُحُد: رجلين عليهما ثياب بَيَاض، يُقاتلان عنه كأشَدِّ القتال، ما رأيتهما قبلُ ولا بعدُ - يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 276 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، وفي اللباس، باب الثياب البيض، ومسلم رقم (2306) في الفضائل، باب في قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/171) (1468) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. وفي (1/171) (1471) قال: حدثنا يعقوب. وسعد والبخاري (5/124) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (7/72) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. خمستهم - سليمان، ويعقوب، وسعد، وعبد العزيز، وعبد الصمد - عن إبراهيم بن سعد. 2- وأخرجه أحمد (1/177) (1530) قال: حدثنا محمد بن عبيد والبخاري (7/192) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا محمد بن بشر. ومسلم (7/72) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، وأبو أسامة. ثلاثتهم - محمد بن عبيد، وابن بشر، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن مسعر. كلاهما - إبراهيم بن سعد، ومسعر - عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6073 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 247 6074 - (خ) جعفر بن عمرو بن أمية الضمري - رحمه الله - قال: «خرجتُ مع عبيد الله بن عدي بن الخيار، فلما قَدِمنا حِمْصَ، قال لي عبيدُ الله: هل لكَ في وَحْشِيّ نسألُه عن قتل حمزةَ؟ قلت: نعم، وكان وَحْشيّ يسكن حمصَ، فسألنا عنه؟ فقيل لنا: هو ذاك في ظلِّ قصره، كأنه حَمِيت، قال: فجئنا حتى وقفنا عليه يسيراً، فسلَّمنا، فردَّ السلام، قال: وعبيدُ الله مُعْتَجِرٌ بعمامته، ما يرى وحشيّ إلا عَيْنيه ورجليه، فقال عبيدُ الله: يا وحْشيُّ، أتعرفني؟ قال: فنظر إليه، ثم قال: لا والله، إلا أني أعلم أن عديَّ بنَ الخيار تزوج امرأة يُقال لها: أمُّ قِتال بنتُ أبي العِيص، فولدت له غلاماً بمكة، فكنتُ أسْتَرْضِعُ له، فحملتُ ذلك الغلام مع أمه، فناولتُها إياه، فكأنِّي نظرتُ إلى قَدَمَيْك، قال: فكشف عبيدُ الله عن وجهه، ثم [ص: 248] قال: ألا تخبرنا بقتل حمزةَ؟ قال: نعم، إن حمزة قتَلَ طُعَيْمةَ بنَ عدي بن الخيار ببدر، فقال لي مولايَ جبير بن مطعم: إن قتلت حمزةَ بعمِّي فأنتَ حُرّ، قال: فلما خرج الناسُ عام عَيْنَيْن - وعينين جبل بحيال أُحد، بينه وبينه واد - خرجتُ مع الناس إلى القتال، فلما أن اصطفُّوا للقتال خرج سِباع (1) ، فقال: هل من مُبارِز؟ قال: فخرج إليه حمزةُ بن عبد المطلب، فقال: يا سباعُ، يا ابنَ أمِّ أنمار مُقَطِّعةِ البُظُورِ، أتُحادُّ الله ورسولَه؟ قال: ثم شدَّ عليه، فكان كأمسِ الذاهب، قال: وكمَنْتُ لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميتُه بحَرْبَتي، فأضعها في ثُنَّتِه (2) ، حتى خرجتْ من بين وَرِكَيه، قال: فكان ذلك العهدُ به، فلما رجع الناس رجعتُ معهم، فأقمتُ بمكة حتى فشا فيها الإسلامُ، ثم خرجتُ إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رُسُلاً، وقيل لي: إنه لا يَهِيجُ الرسلَ، قال: فخرجتُ معهم، حتى قَدِمْتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما رآني قال: أنت وحشيّ؟ قلت: نعم، قال: أنت قتلت حمزة؟ قلتُ: قد كان من الأمر ما [قد] بلغك، قال: فهل تستطيع أن تُغَيِّبَ وجهك عني؟ قال: فخرجت، فلما قُبض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فخرج مسيلمةُ الكذاب قلتُ: لأخرجنَّ إلى مسيلمة لعلي أقتله، فأُكافئَ به حمزة، قال: فخرجتُ مع الناس، فكان من أمره ما كان، فإذا رجل قائم في ثَلْمَةِ جدار كأنه جمل أوْرَقُ، ثائرُ الرأس، قال: فرميتُه بحربتي، فأضعها بين ثَدْيَيْه [ص: 249] حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثَب رجل من الأنصار، فضربه بالسيف على هامَتِه، قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار: أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت: وَا أميرَ المؤمنين، قتله العبد الأسودُ» أخرجه البخاري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَمِيت) الحَمِيت: الزق الذي لا شعر عليه، وهو للسَّمن، قال الجوهري: قال ابن السِّكِّيت: فإذا جعل في نِحْي السمن الرُّبِّ فهو الحَمِيت، وإنما سمي حَميتاً لأنه مُتِّنَ بالرُّبِّ، أي: قوي وشدد. (مُعْتَجر) الاعْتِجار بالعمامة: لَفُّها على الرأس، دون أن يُتْرَك تحت الذقن منها شيء، قال الحميدي: وقد جاء في هذا الحديث، " وما يرى وحشي منه إلا عينيه ورجليه " فلعله كان قد غطى وجهه بعد الاعتجار. (بحيال) حِيال الشيء: مُقابِلُه. (مقطِّعة البُظُور) : بظور النساء: اللاتي تُخْفَض منهن، أي: تختن، والمقطِّعة: التي تخفِض النساء. (أتُحادُّ؟) المُحادَّة: المخالفة، ومنع الواجب عليه. [ص: 250] (شدَّ عليه) أي: حمل عليه، وعدا إليه. (ولا يهيج) هاج الإنسان يهيجه: إذا أفزعه وآذاه. (فأُكافئ) المكافأة: المجازاة. (أوْرَق) الوُرْقَة في ألوان الإبل: كالسُّمْرة في الإنسان. (على هَامَتِه) الهامة: وسط الرأس.   (1) هو سباع بن عبد العزى الخزاعي. (2) أي: في عانته. (3) 7 / 282 - 284 في المغازي، باب قتل حمزة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4072) حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله، حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري فذكره. الحديث: 6074 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 247 6075 - (ط) يحيى بن سعيد: «أنه لما كان يوم أحد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع؟ فقال رجل: أنا يا رسولَ الله، فذهب الرجل يطوف بين القتلى حتى وجده، فقال له سعد بن الربيع: ما شأنك؟ قال: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لآتيه بخبرك، قال: فاذهب إليه فأقْرِئْهُ مني السلام، وأخبره أني طُعِنْتُ اثْنتي عشرة طعنة، كُلُّها قد أُنْفِذت مقاتلي، واسأله أن يستغفر لي، وأخبر قومك: أنه لا عذر لهم عند الله إن قُتل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وفيهم عين تَطْرِف، أو أحد حي» . أخرجه «الموطأ» وليس فيه «واسأله أن يستغفر لي» ولا «عين تطرِف» (1) .   (1) 2 / 466 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وإسناده معضل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه، ولا أعرفه مسنداً، وهو محفوظ عند أهل السير، وقد ذكره محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صعصعة المازني، قال الزرقاني: قال الحافظ: وفي الصحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/58) عن يحيى بن سعيد، فذكره. قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه، ولا أعرفه مسندا، وهو محفوظ عند أهل السير وقد ذكره محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صعصعة. المازني، قال الزرقاني: قال الحافظ: وفي الصحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه. الحديث: 6075 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 250 6076 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أصيب [ص: 251] أبي يوم أحُد، فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا يَنْهَونَني ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا ينهاني، وجعلت فاطمةُ بنت عمرو تبكيه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تُظِلُّه بأجنحتها حتى رفعتموه» . وفي رواية «لما كان يوم أحُد جيء بأبي مُسَجَّى، وقد مُثِل به - وفي أخرى: جيء بأبي يوم أُحُد مُجدَّعاً - فوضع بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم- ... » بنحوه. أخرجه البخاري ومسلم، والنسائي نحوه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُسَجَّى) : المُغطى. (مُثِل به) التمثيل بالقتيل: تشويه خلقته بجدع أو قطع عضو من أعضائه. (مجدَّعاً) الجدع: قطع الأنف ونحوه من الأعضاء.   (1) رواه البخاري 3 / 92 في الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه، وباب ما يكره من النياحة على الميت، وفي الجهاد، باب ظل الملائكة على الشهيد، وفي المغازي تعليقاً، باب من قتل من المسلمين يوم أحد، ومسلم رقم (2471) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي الله عنهما، والنسائي 4 / 13 في الجنائز، باب في البكاء على الميت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] البخاري في الجنائز (34) عن علي بن عبد الله، وفي الجهاد (20) عن صدقة بن الفضل، ومسلم في الفضائل (72: 1) عن القواريري وعمرو الناقد والنسائي في الجنائز (12) عن محمد بن منصور. خمستهم عن سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله. الأشراف (2/364) . الحديث: 6076 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 250 6077 - (د) السائب بن يزيد - رضي الله عنه - «عن رجل قد سمَّاه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ظاهر يوم أُحد بين دِرْعين، أو لَبِسَ دِرْعَين» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 252] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظَاهَر) بين درعين، أي: لبس إحداهما فوق الأخرى.   (1) رقم (2590) في الجهاد، باب في لبس الدروع، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 449، وابن ماجة رقم (2806) في الجهاد، باب السلاح، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2590) حدثنا مسدد، ثنا سفيان، قال: حسبت أني سمعت يزيد بن خصيفة، يذكر، عن السائب بن يزيد، عن رجل قد سماه، فذكره. الحديث: 6077 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 251 6078 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم أُحُد: «اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه - يشير إلى ربَاعِيَتهِ- اشْتَدَّ غضبُ الله على رجل يقتلُهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في سبيل الله» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 286 في المغازي، باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد، ومسلم رقم (1793) في الجهاد، باب اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/317) والبخاري (5/129) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، ومسلم (5/179) قال: حدثنا محمد بن رافع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن نصر، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 6078 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 252 6079 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اشتدَّ غضبُ الله على مَن قتله نبيّ في سبيل الله، اشتد غضبُ الله على قَوْم أدْمَوْا وجهَ نبيّ الله» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 287 في المغازي، باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4074) حدثني مخلد بن مالك، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 6079 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 252 6080 - (م ت خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه- «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كُسِرَتْ رَباعِيَتُه يوم أُحُد، وشُجَّ في رأسه، فجعل يَسْلُتُ الدمَ عن وجهه، ويقول: كيف يُفْلِحُ قوم شَجُّوا نبيَّهم، وكسروا ربَاعِيَتَهُ، وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيءٌ أَوْ يَتُوبَ عليهم أَو يُعَذِّبَهُمْ فإنَّهمْ ظَالِمون} [آل عمران: 128] . أخرجه مسلم والترمذي، وأخرج البخاري ذكر الشَّجِّ والآية في ترجمة باب (1) . [ص: 253] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شجَّ) رأسه: إذا شَق جلدَه وأجْرَى دمه. (يَسْلُت) سَلَتَ الدم عن الجرح: إذا مسحه.   (1) رواه مسلم رقم (1791) في الجهاد، باب غزوة أحد، والترمذي رقم (3005) و (3006) في [ص: 253] التفسير، باب ومن سورة آل عمران. ورواه البخاري تعليقاً 7 / 281 في المغازي، باب {ليس لك من الأمر شيء} فقال: قال حميد وثابت عن أنس: شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، فنزلت {ليس لك من الأمر شيء} ، قال الحافظ في " الفتح ": أما حديث حميد فوصله أحمد والترمذي والنسائي من طرق عن حميد به، وأما حديث ثابت فوصله مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/253، 288) قال: حدثنا عفان وعبد بن حميد (1204) قال: حدثنا روح بن عبادة. ومسلم (5/179) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ثلاثتهم - عفان، وروح، والقعنبي - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. وذكره البخاري تعليقا (7/281) في المغازي باب ليس لك من الأمر شيء فقال: قال حميد وثابت عن أنس شجب النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، فنزلت ليس لك من الأمر شيء قال الحافظ في الفتح: أما حديث حميد فوصله أحمد والترمذي والنسائي من طرق عن حميد به، وأما حديث ثابت فوصله مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. الحديث: 6080 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 252 6081 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول يوم أُحُد «اللهم إنك إنْ تَشَأْ لا تُعبَدْ في الأرض» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1743) في الجهاد، باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1743) حدثني حجاج بن الشاعر، حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، فذكره. الحديث: 6081 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 253 6082 - (خ) السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: «صحبتُ ابنَ عوف، وطلحةَ بنَ عبيد الله، والمقدادَ، وسعداً، فما سمعتُ أَحداً منهم يحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إِلا أَني سمعتُ طلحةَ يُحَدِّثُ عن يَوْمِ أُحُد» . أَخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 278 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، وفي الجهاد، باب من حدث بمشاهده في الحرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4062) حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف، قال: سمعت السائب بن يزيد، فذكره. الحديث: 6082 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 253 6083 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «اصْطَبَحَ الْخَمْرَ يَومَ أُحُد ناس [ثم] قُتِلُوا شُهَدَاءَ (1) » . [ص: 254] أخرجه البخاري (2) .   (1) وذلك دليل على أن تحريم الخمر كان بعد أحد، وقد قال البخاري في تفسير سورة المائدة: عن جابر قال: صبَّح أناس غداة أحد الخمر، فقتلوا من يومهم جميعاً شهداء، وذلك قبل تحريمها. (2) 7 / 273 في المغازي، باب غزوة أحد، وفي الجهاد، باب قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} ، وفي تفسير سورة المائدة، باب {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4044) أخبرني عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان بن عمرو، عن جابر، فذكره. الحديث: 6083 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 253 6084 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - {الَّذينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ والرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ واتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172] قالت لعروةَ: «يا ابنَ أُخْتي، كانَ أَبوَاكَ مِنْهُم الزبيرُ وَأَبو بَكْر، لمَّا أَصَابَ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- ما أَصابَ يومَ أُحد، فانصرف عنه المشركون خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا، فقال: مَنْ يَذهبُ في إثْرِهِم؟ فانتدب منهم سبعون رَجُلاً، قال: كان فيهم أبو بكر والزُّبَيْرُ» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية: قال عُروة: قالت لي عائشةُ: «أَبَواكَ واللهِ من الذين استجابوا للهِ والرسولِ من بعد ما أصابهم القَرْحُ - زاد في رواية - تعني: أبا بكر والزبيرَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القَرح) : الجُرح، وأراد به: ما نالهم من القتل والهزيمة. [ص: 255] (فانْتَدب) أي: أجاب وبادر إلى الأمر المطلوب.   (1) رواه البخاري 7 / 287 في المغازي، باب {الذين استجابوا لله والرسول} ، ومسلم رقم (2418) في فضائل الصحابة، باب فضل طلحة والزبير رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (263) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (5/130) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا أبو معاوية ومسلم (7/129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن نمير وعبدة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (124) قال: حدثنا هشام بن عمار وهدية بن عبد الوهاب. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. خمستهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه مسلم (7/129) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا إسماعيل، عن البهي. كلاهما - هشام بن عروة، وعبد الله البهي - عن عروة، فذكره. الحديث: 6084 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 254 غزوة الرَّجيع (1) قال البخاري: قال ابن إسحاق: حدثنا عاصم بن عمر: أنها بعد أُحُد (2) . 6085 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «بَعَثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة عَيْناً، وأمَّرَ عليهم عاصمَ بنَ ثابت (3) - وهو جدُّ عاصم بن عمر بن الخطاب - فانطلقوا، حتى إذا كانوا بين عُسْفَانَ ومكةَ ذُكِرُوا لِحَيّ مِنْ هُذَيل، يقال: لهم بنو لِحْيَان، فَتَبِعُوهُمْ بقريب من مائة رام، فاقْتَفَوْا آثارهم، حتى أَتَوْا منزلاً نَزَلُوهُ، فوجدوا فيه نَوَى تمر تَزَوَّدُوه من المدينة، فقالوا: هذا تمرُ يثربَ، فَتَبِعُوا آثارهم حتى لَحِقُوهُمْ، فلما أَحسَّ بهم عاصم وأصحابُه، لجؤوا إلى فَدفَد، وجاء القوم، فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهد والميثاق: إن نزلتم إلينا أنْ لا نَقْتُلَ منكم رَجُلاً، فقال عاصم: أمَّا أنا فلا أنزل في ذِمَّةِ كافر، اللهم أخْبِر عنَّا رسولَكَ، [ص: 256] فقاتلوهم، فَرَمْوهُمْ حتى قَتلوا عاصماً في سبعةِ نَفَر بالنَّبْلِ، وَبَقِيَ خُبَيْب وزيد، ورجل آخرُ، فأعطَوْهُمُ العَهْدَ والميثاقَ، فلما أَعْطَوْهم العهدَ والميثاقَ نزلوا إِليهم، فلما استمكَنُوا منهم، حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِم فَرَبَطُوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهم: هذا أَوَّلُ الغَدْرِ، فأَبَى أَن يَصْحَبَهُم، فجرَّرُوهُ وعالجوه على أن يَصْحَبَهُمْ، فلم يفعلْ، فقتلوه، وانطلقوا بخُبَيْب وزيد، حتى باعوهما بمكة، فاشترى خُبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو قتل الحارثَ يومَ بدر، فمكثَ عندهم أسيراً، حتى إذا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، استعار موسى من [بعض] بنات الحارث، لِيَسْتَحِدَّ بها، فأعارَتْه، قالت: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبيّ لي، فَدَرَجَ إليه حتى أتاه، فوضعه على فخذه، فلما رأيتُهُ فَزِعتُ منه فَزْعَة عَرفَ ذلك مني، وفي يده الموسى، فقال: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ ما كنتُ لأفعل ذلك إن شاء الله، وكانت تقول: ما رأيتُ أسيراً قَطُّ خيراً من خُبَيْب، لقد رأيتُهُ يأكلُ من قِطْفِ عِنَب وما بمكة يومئذ ثَمَرَة، وإنَّه لموثَق في الحديد، وما كان إلا رزق رزقه الله خُبَيْباً (4) ، فلما خرجوا به من الحَرَم ليقتلوه، قال: دَعُوني أُصلِّي ركعتين، ثم انصرف إليهم، فقال: لولا أن تَرَوا أَنَّ ما بي جَزَع من الموت لَزِدْتُ، فكان أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الركعتين عند القتل، وقال: اللهم أحصِهِمْ عَدَداً. [ص: 257] وقال: فَلَسْتُ أُبالي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِماً ... عَلى أَيِّ شِقّ كَانَ في الله مَصْرَعِي وَذَلِكَ في ذَاتِ الإِلَهِ، وَإِن يَشَأْ ... يُبَارِكْ على أَوصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ ثم قام إليه عُقبةُ بنُ الحارث، فقتله، وبعثتْ قريش إلى عاصم، ليُؤتَوْا بشيء من جسده بعد موته (5) - وكان قَتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر - فبعث الله عليه مثل الظُّلَّة من الدَّبْرِ، فحمتْهُ [من رُسُلهم] ، فلم يقدروا منه على شيء» . وفي رواية قال: «بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عَشْرَة رَهْط عيناً، وأَمَّر عليهم عاصمَ بنَ ثابت الأنصاريَّ - جدّ عاصم بن عمر بن الخطاب -، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدْأَة، بين عسفان ومكةَ ... » وذكر الحديث. وفي رواية: «بقريب من مائتي رجل، [كلُّهم رامٍ] » ، وفيه: «لجؤوا إلى موضع» ، وفيه فقال عاصم: «أيها القوم، أما أنا» ، وفيه: «منهم خُبيب وزيد بن الدّثِنَّة» ، وفيه «حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خُبَيْباً» وفيه «فلما أخرجوه من الحرم ليقتلوه في الحِلِّ» ، وفيه قال: «اللهم أحصهم عَدَداً، واقتُلهم بَدَداً، ولا تُبْقِ منهم أحداً» . [ص: 258] وقال: وَلَسْتُ أُبالي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِماً ... عَلى أي جَنْب كان في الله مَصرَعي وذلك في ذاتِ الإله، وإن يشأْ ... يُبَارِكْ على أَوصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ ثم قام إليه أبو سَروَعة، عقبةُ بن الحارث [فقتله] ، وكان خبيب هو سَنَّ لكلِّ مسلم قُتِلَ صبراً: الصلاةَ، وأخبر - يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أصحابَهُ يوم أصيبوا خَبَرَهُمْ، وبَعَثَ ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت، حين حُدِّثوا: أنه قُتِلَ - أن يُؤتَوْا بشيء منه يُعْرَفُ، وكان قَتَلَ رَجُلاً من عظمائهم، فبعث الله لعاصم مثل الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ، فَحَمْتهُ من رُسُلهم، فلم يقدِروا أن يقطعوا منه شيئاً. أخرجه البخاري. وأخرجه أبو داود إلى قوله: «يستحدُّ بها» ، ثم قال: «فلما خرجوا به ليقتلوه، قال لهم خُبَيْب: دعوني أركعُ رَكْعتين، ثم قال: والله، لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدتُ» . وأخرجه في موضع آخر قال: «ابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خُبَيْباً - وكان خُبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر - فلبث خبيب عندهم أسيراً، حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحدُّ بها، فأَعارته ... » وذكر الحديث إلى قوله: ما كنتُ لأفعلَ ذلك. قال أبو داود: وروى الزهريُّ هذه القصة، قال: أخبرني عبيد الله بن عياض: «أنَّ بنتَ الحارث أخبرتْهُ: أَنَّهم حين اجتمعوا - يعني لقتله - استعار [ص: 259] منها موسى ليستحدَّ بها، فأعارتْهُ» ، وهذه الحكاية عن الزهريِّ قد أخرجها البخاريُّ أيضاً في رواية له (6) . وفي رواية رزين زيادة: «قال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذِمّةِ كافر، اللهم أَخْبِرْ عَنَّا رسولَكَ، فجعل يرميهم ويقول: ما عِلَّتي وأنا جَلد نَابلُ ... والقوسُ فيها وتَرٌ عُنَابِلُ» [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَدْفَد) الفَدْفَد: الموضع الذي فيه غِلَظٌ وارتفاع. (عالجوه) أي: مارسوه، وأراد به: أنهم خَدَعُوه لِيَتْبَعَهُم، فأبى. (ليستحدَّ) الاستحداد: حلق العانة. [ص: 260] (قِطْفٌ) القِطْف: العُنْقُود، وهو اسم لكل ما يُقْطَف. (شِلْو) الشِّلْو: العضو من أعضاء الإنسان. (ممزَّع) الممزَّع: المفرَّق. (الظُّلّة) : الشيء الذي يُظَلِّل من فوق. (الدَّبْر) : جماعة النَّحْل. (بدَداً) البَدَد: المتفرِّقون أشتاتاً. (صَبراً) قَتْل الصَّبْر: هو أن يُقْتَل بأي أنواع القتل كان، من غير أن يكون في حرب ولا قتال. (نَابِل) النَّابل: الذي معه النَّبل. (عُنَابِل) العُنابل: الغليظ.   (1) الرجيع في الأصل: اسم للروث، سمي بذلك لاستحالته، والمراد هنا: اسم موضع من بلاد هذيل كانت الوقعة بالقرب منه فسميت به، و غزوة الرجيع كانت في أواخر السنة الثالثة للهجرة. (2) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 291 في المغازي، باب غزوة الرجيع. (3) هو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح - بالقاف والحاء المهملة - الأنصاري. قال الحافظ في " الفتح ": كذا في الصحيح: وأمر عليهم عاصم بن ثابت، وفي السيرة أن الأمير عليهم كان مرثد بن أبي مرثد، وما في الصحيح أصح. (4) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن بطال: هذا يمكن أن يكون الله جعله آية على الكفار وبرهاناً لنبيه لتصحيح رسالته. (5) الذي في نسخ البخاري المطبوعة: ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه. (6) رواه البخاري 7 / 291 - 295 في المغازي، باب غزوة الرجيع، باب فضل من شهد بدراً وفي الجهاد، باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر، وفي التوحيد، باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله، وأبو داود رقم (2660) و (2661) في الجهاد، باب في الرجل يستأسر، ورقم (3112) في الجنائز، باب المريض يؤخذ من أظفاره وعانته. قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث أن للأسير أن يمتنع من قبول الأمان ولا يمكن من نفسه ولو قتل أنفة من أنه يجري عليه حكم كافر، وهذا إذا أراد الأخذ بالشدة، فإن أراد الأخذ بالرخصة فله أن يستأمن، وفيه الوفاء للمشركين بالعهد والتورع عن قتل أولادهم، والتلطف بمن أريد قتله، وإثبات كرامة الأولياء، والدعاء على المشركين بالتعميم، والصلاة عند القتل، وفيه إنشاء الشعر وإنشاده عند القتل، ودلالة على قوة يقين خبيب، وشدته في دينه، وفيه أن الله يبتلي عبده المسلم بما شاء كما سبق في علمه ليثيبه، ولو شاء ربك ما فعلوه، وفيه استجابة دعاء المسلم وإكرامه حياً وميتاً، وغير ذلك من الفوائد مما يظهر بالتأمل، وإنما استجاب الله له في حماية لحمه من المشركين ولم يمنعهم من قتله كما أراد من إكرامه بالشهادة، ومن كرامته حمايته من هتك حرمته لقطع لحمه، وفيه ما كان عليه مشركو قريش من تعظيم الحرم والأشهر الحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/294) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد (ح) ويعقوب. قال: حدثنا أبي. وفي (2/310) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر والبخاري (4/82 و9/147) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/100) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم. وفي (5/132) قال: حدثني إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا هشام ابن يوسف، عن معمر. وأبو داود (2660) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. وفي (2661) قال: حدثنا ابن عوف. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14271) عن عمران بن بكار بن راشد، عن أبي اليمان، عن شعيب. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، ومعمر بن راشد، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب الزهري، عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، فذكره. (*) في رواية شعيب: عن الزهري. قال: فأخبرني عبيد الله بن عياض، أن بنت الحارث أخبرته، أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته.. فذكر الحديث. (*) في رواية إبراهيم بن سعد عند أحمد والبخاري: «عمر بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة» . وفي رواية إبراهيم عند أبي داود: «عمرو بن جارية الثقفي حليف بني زهرة» . وفي رواية شعيب عند البخاري وأبي داود: «عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، وكان حليف لبني زهرة» . وفي رواية شعيب عند النسائي: «عمر بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي» . الحديث: 6085 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 255 6086 - (خ) جابر - رضي الله عنه - قال: «الذي قتل خبيباً: هو أبو سَرْوعة» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 296 في المغازي، باب غزوة الرجيع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4087) حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن عمرو، سمع جابرا، فذكره. الحديث: 6086 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 260 غزوة بئر معونة 6087 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أقواماً من بني سُلَيم إلى بني عامر في سبعين» . [ص: 261] وفي رواية «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بعث خاله - أخاً لأمِّ سُلَيم، واسمه: حرام في سبعين راكباً، فلما قَدِمُوا قال لهم خالي: أَتَقَدَّمُكم، فإن آمنوني حتى أُبَلِّغَهم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وإلا كنتم مني قريباً، فتقدَّم، فآمنوه، فبينما يُحدِّثهم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إذ أَومَؤُوا إلى رجل منهم، فطعنه فأنفذه، فقال: الله أكبر، فُزْتُ وربِّ الكعبة (1) ، ثم مالوا على بقية أصحابه، فقتلوهم، إلا رجلاً أعرجَ صَعِد الجبل. قال همام: وأُراه آخرَ معه، فأخبر جبريلُ عليه السلام النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أنهم قد لَقُوا ربَّهم، فرضي عنهم وأرضاهم، قال: فكُنَّا نقرأُ: «أن بَلِّغوا قومَنا أَنَّا قد لَقِينا رَّبنا، فرضي عَنَّا وأرضانا» ثم نسخ بعدُ، فدعا عليهم أربعين صباحاً على رِعْل وذَكْوان [وبني لِحْيان] وبني عُصَيَّة الذين عَصَوُا الله ورسولَهُ» . وفي رواية: «أن رِعلاً وذَكْوَانَ، وبني لِحيان استمدُّوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[على عدوّ] فأمدَّهم بسبعين من الأنصار كُنَّا نسمِّيهم: القُراءَ في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلُّون بالليل، حتى إذا كانوا ببئر مَعُونةَ قتلوهم، وغدروا بهم، فبلغ ذلك النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقنتَ شهراً يدعو في الصبح على أَحياء من العرب، على رِعْل وذَكْوان وعُصيةَ وبني لحيان، قال أنس: [ص: 262] فقرأنا فيهم قرآناً، ثم إن ذلك رُفِعَ (2) : بَلِّغوا [عَنَّا] قومَنا ... » وذكره. وفي رواية قال: «دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على الذين قَتلوا أصحابَ بئرِ معونَة: ثلاثين صباحاً، يدعو على رِعْل وذَكوان [ولِحيان] وعُصَيَّةَ، عَصَتِ الله ورسولَهُ. قال أنس: فأنزلَ الله عز وجل لنبيِّه في الذين قُتلوا في بئر معونةَ قرآناً قرأناه، حتى نسخَ بعدُ: أن بلِّغوا قومنا أنْ قد لَقينا رَّبنا، فرضي عنا، ورَضِينا عنه» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري عن أنس قال: «لما طُعِنَ حَرَامُ بنُ مِلْحان - وكان خالَه - يوم بئر معونة، قال بالدم هكذا، فَنضحَه على وجهه ورأسه، ثم قال: فُزتُ وربِّ الكعبة» . ولمسلم قال: «جاء ناس إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: ابعث معنا رجالاً يعلِّمونا القرآنَ والسُّنَّةَ، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار يقال لهم: القُرَّاءُ، فيهم خالي حَرَام، يقرؤون القرآنَ، ويتدارَسُون بالليل يتعلَّمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأَهل الصُّفَّة والفقراءِ، فبعثهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلُغوا المكان، فقالوا: اللهم أبلغ عَنَّا نَبِيَّنا: أنا قد لَقِيناكَ، [ص: 263] فَرَضينا عنكَ، ورَضِيتَ عَنَّا، قال: وأتى رجل حَرَاماً - خالَ أنس - من خَلْفِهِ، فطعنه برُمح حتى أَنْفَذَهُ، فقالَ حَرَام: فُزْتُ وربِّ الكعبة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: إنَّ إخوانَكم قد قُتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بَلِّغْ عنا نبيَّنا: أنَّا قد لَقِينَاكَ، فَرَضِينا عنك، ورَضِيت عنا» . وفي رواية للبخاري «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعثَ خاله - أخاً لأمِّ سُليم - في سبعين راكباً، وكان رئيسَ المشركين عامرُ بن الطُّفَيل خَيَّر بين ثلاث خصال، فقال: يكونُ لك أهلُ السَّهْل، ولي أَهْلُ المدَرِ، أو أكون خليفتَك، أو أغزوكَ بَأهلِ غَطَفَان بألف وألف، فطُعِن عامر في بيت أُمِّ فلان، فقال: غُدَّة كَغُدَّة البَكر، في بيت امرأة من آل فلان، ائتوني بفرسي، فمات على ظهر فرسه، فانطلق حَرَام أَخو أُمِّ سليم - وهو رجل أعرجُ - ورجل من بني فلان، قال: كونا قريباً حتى آتيهم، فإن آمنوني كنتم قريباً، وإِن قتلوني أتيتُم أصحابَكم، فقال: أتؤْمنوني أن أبلِّغ رسالةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر الحديث مثل الأولى. وهذه الرواية لم يذكرها الحميديُّ في كتابه، ولهذا الحديث روايات مختصرة، تتضمَّن ذِكْرَ القنوت، وقد ذكرناها في «كتاب الصلاة» من حرف الصاد (3) . [ص: 264] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أهل السهل) أراد بأهل السهل: أهل البادية، فإنه جعل في مقابلها أهل المدر، وأهل المدر: هم أهل المدن والقرى. (طُعِنَ) الرجل: إذا رُمِيَ بالطاعون. (غُدَّةٌ) غدَّة البعير: الطاعون يطعن الذي يعرض له.   (1) أي بالشهادة. (2) أي نسخت تلاوته. (3) رواه البخاري 7 / 296 و 297 في المغازي، باب غزوة الرجيع، وفي الوتر، باب القنوت قبل الركوع، وفي الجهاد، باب من ينكب أو يطعن في سبيل الله، ومسلم رقم (677) في [ص: 264] المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة، وفي الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4091) حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني أنس، فذكره. ومسلم (677) حدثنا يحيى بن يحيى. قال قرأت على مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 6087 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 260 غزوة فَزارة 6088 - (م د) سلمة بن الأَكوع - رضي الله عنه - قال: «غَزَونا فَزارةَ، وعلينا أبو بكر، أَمّره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أَمَرَنا أبو بكر فَعرّسْنا، ثم شَنَّ الغارةَ، فورَدَ الماءَ فقَتَلَ من قَتل عليه، وسَبَى من سَبَى، وأَنظُرُ إلى عُنُق من الناس فيهم الذَّراريُّ، فخشيتُ أن يسبقوني إلى الجبل، فَرَمَيْتُ بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رَأَوُا السَّهْمَ وقفوا، فجئتُ بهم أَسُوقُهم، وفيهم امرأة من بني فزارة، عليها قَشْعٌ من أَدَم - قال: القَشْعُ: النِّطَعُ - معها ابنة لها من أحسن العرب، فَسُقْتُهُم حتى أتيتُ بهم أبا بكر فنفَّلني أبو بكر ابنتَها، فَقَدِمْنا المدينةَ، وما كشفتُ لها ثوباً، فلقيني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في السوق، فقال: يا سلمةُ، هبْ لي المرأةَ، [ص: 265] فقلتُ: يا رسول الله، لقد أعجبتني، وما كشفتُ لها ثوباً (1) ، ثم لقيني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الغدِ في السوق، فقال: يا سلمةُ، هب لي المرأةَ، لله أبوكَ، فقلتُ: هي لك يا رسول الله، فوالله ما كشفتُ لها ثوباً، فبعث بها نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أهل مكة، ففدى بها ناساً من المسلمين كانوا أُسِرُوا بمكةَ» ، أخرجه مسلم وأبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شن الغارة) الغارة: النهب، وشَنُّها: تفريقها في كل ناحية. (عُنق) من الناس، أي: جماعة. (قَشْع) القَشْع: الجلد اليابس، وجمعه قِشَع، على غير قياس، لأن واحد قَشْع قَشْعة، مثل بَدْرَة وبِدَر.   (1) كناية عند الوقاع. (2) رواه مسلم رقم (1755) في الجهاد، باب التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى، وأبو داود رقم (2697) في الجهاد، باب الرخصة في المدركين يفرق بينهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا بهز. وفي (4/47) مختصرا قال: حدثنا قران بن تمام وفي (4/51) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، ومسلم (5/150) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس وأبو داود (2697) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وابن ماجه (2846) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا وكيع. خمستهم - بهز، وقران، وهاشم، وعمر، ووكيع - عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، فذكره. الحديث: 6088 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 264 غزوة الخندق، وهي الأحزاب قال البخاري: قال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع (1) . [ص: 266] 6089 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يَحْفِرُون في غَداة باردة، ولم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النَّصَب والجوع، قال: اللهم إن العيشَ عيشُ الآخره ... فاغفرْ للأنصار والمهاجره (2) فقالوا مجيبين له: نحنُ الَّذينَ بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا» وفي رواية قال: «كانت الأنصار يوم الخندق تقول: نحنُ الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا فأجابهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اللهم لا عيش إلا عيش الآخره ... فأكرم الأنصار والمهاجره» وفي أخرى قال: «جعل المهاجرون يحفرون الخندق حول المدينة وينقُلون التراب على مُتُونهم، وهم يقولون: نحن الذين بايعوا محمدا ... على الإسلام ما بقينا أبدا قال: يقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يجيبهم: [ص: 267] اللهمَ لا خيرَ إِلا خيرُ الآخره ... فباركْ في الأنصار والمهاجره قال: فيُؤتَوْن (3) بملء كَفّ (4) من الشعير، فيُصنَع لهم بِإهَالَةٍ سَنِخَة توضع بين يدي القوم، والقومُ جياع، وهي بَشِعَة في الحَلْق، ولها ريح مُنكرَة» . أخرجه البخاري. وله ولمسلم: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: اللهم لا عيشَ إِلا عيشُ الآخرة ... فاغفرْ للأنصار والمهاجره ومنهم مَن قال: «فأصلحْ» ، ومنهم من قال: «فأكرمْ» ، وأخرج الترمذي هذا الأخير مثل مسلم (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بإهالة) الإهَالة: كل شيء من الأدهان مما يُؤتَدَم به. (سَنِخَة) السَّنِخَة: المُتَغَيِّرة الرائحة مثل الزَّنِخَة. (بَشِعة) البَشِع: الكريه الطَّعم.   (1) رواه البخاري معلقاً 7 / 302 فقال: وقال موسى بن عقبة: كانت - يعني غزوة الخندق، وهي الأحزاب - في شوال سنة أربع، قال الحافظ في " الفتح ": هكذا رويناه في مغازيه - يعني موسى بن عقبة - قال: وتابع موسى على ذلك مالك، وأخرجه أحمد عن موسى بن داود عنه، قال الحافظ: وقال ابن إسحاق: كانت في شوال سنة خمس، وبذلك جزم غيره من أهل المغازي، وانظر بقية الكلام عليه في " الفتح ": 7 / 302. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن بطال: هو قول ابن رواحة، يعني: تمثل به النبي صلى الله عليه وسلم. (3) قال الحافظ في " الفتح ": قائل ذلك أنس بن مالك، وهو موصول بالإسناد المذكور إليه. (4) روي بالإفراد والتثنية. (5) رواه البخاري 7 / 303 في المغازي، باب غزوة الخندق، وفي الجهاد، باب التحريض على القتال، وباب حفر الخندق، وباب البيعة في الحرب أن لا يفروا، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: أصلح الأنصار والمهاجرة، وفي الرقاق، باب ما جاء في الرقاق، وفي الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس، ومسلم رقم (1805) في الجهاد، باب غزوة الأحزاب وهي غزوة الخندق، والترمذي رقم (3856) في المناقب، باب مناقب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/169) (278) قال: حدثنا حجاج. وفي (3/172، 276) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/42) قال: حدثنا آدم. ومسلم (5/188) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (3857) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (209) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، عن النضر وفي (210) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم - حجاج، وابن جعفر، وآدم، والنضر - قالوا: حدثنا شعبة، عن قتادة، فذكره. الحديث: 6089 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 265 6090 - (خ م ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «جاءنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن نَحْفِرُ الخندق، وننقُلُ الترابَ على أكتادِنا (1) - وفي رواية -: على أكتافِنا- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اللهم لا عيشَ إلا عيشُ الآخرةِ، فاغفر للمهاجرين والأنصارِ» . أخرجه البخاري ومسلم. وأَخرجه الترمذي، ولم يذكر «أكتادَنا» (1) ، ولا «أكتافنا» ، وقال: «ونحن ننقُل الترابَ، فَبَصُرَ بنا، فقال ... » وذكره (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أكتادَنا) الأكتاد: جمع كَتَد، وهو ما بين الكاهل إلى الظهر.   (1) في المطبوع: أكبادنا، وهو تصحيف. (2) رواه البخاري 7 / 302 و 303 في المغازي، باب غزوة الخندق، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: أصلح الأنصار والمهاجرة، وفي الرقاق، باب ما جاء في الرقاق، ومسلم رقم (1804) في الجهاد، باب غزوة الأحزاب وهي غزوة الخندق، والترمذي رقم (3855) في المناقب، باب مناقب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/332) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والبخاري (5/42) قال: حدثني محمد بن عبيد الله. وفي (5/137) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (5/188) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. والنسائي في فضائل الصحابة (207) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - قتيبة، ومحمد بن عبيد الله، والقعنبي - قالوا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. 2- وأخرجه البخاري (8/109) قال: حدثني أحمد بن المقدام. والترمذي (3856) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع. كلاهما - أحمد بن المقدام، ومحمد بن عبد الله - قالا: حدثنا الفضيل بن سليمان. كلاهما - عبد العزيز، والفضيل - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6090 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 268 6091 - (خ م) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ينقُلُ معنا الترابَ، وهو يقول: واللهِ لولا الله ما اهتدينا ... ولا صُمْنا ولا صَلَّينا ومنهم من يقول: ولا تصدَّقنا ولا صلَّيْنا. فأنْزِلَنْ سكينة علينا ... وثَبِّت الأقدام إِنْ لاقينا [ص: 269] والمشركون قد بَغَوْا علينا ... إذا أرادوا فِتْنَة أَبَيْنا ويرفع بها صوته (1) . وفي رواية: «ولقد وَارَى الترابُ بياضَ بَطْنِهِ» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينقُلُ الترابَ يوم الخندق حتى اغْمَرَّ بطنُه- أو اغْبَرَّ بطنُهُ (2) - زاد في رواية: حتى وَارَى عَنِّي الغبارُ جِلْدَةَ بطنه، وكان كثيرَ الشَعر (3) ، فسمعته يرتجز بكلمات لابن رَوَاحَةَ، ثم اتفقا - ويقول: والله لولا الله ما اهتدينا. وذكر الحديث. قال: ويرفع بها صوته: أَبَيْنا، أبينا» (4) . [ص: 270] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اغمرَّ بطنه) أي: وارى التراب جلده وسَتَره.   (1) أي في كلمة " أبينا ". (2) قال الحافظ في " الفتح ": كذا قع بالشك بالغين المعجمة فيهما، فأما التي بالموحدة، فواضح من الغبار، وأما التي بالميم، فقال الخطابي: إن كانت محفوظة فالمعنى: وارى التراب جلدة بطنه، ومنه غمار الناس، وهو جمعهم إذا تكاثف ودخل بعضهم في بعض، قال: وروي " أعفر " بمهملة وفاء، والعفر بالتحريك: التراب، وقال عياض: وقع للأكثر بمهملة وفاء ومعجمة موحدة، فمنهم فيهما من ضبطه بنصب " بطنه " ومنهم من ضبطه برفعها وعند النسفي: حتى غبر بطنه أو اغبر بمعجمة فيهما وموحدة، ولأبي ذر وأبي زيد: حتى اغمر، ولا وجه لها إلا أن يكون بمعنى ستر كما في الرواية الأخرى: حتى وارى عني التراب بطنه، قال: وأوجه هذه الروايات " اغبر " بمعجمة وموحدة ورفع " بطنه ". (3) قال الحافظ في " الفتح ": ظاهر هذا أنه كان كثير شعر الصدر، وليس كذلك، فإن في صفته صلى الله عليه وسلم أنه كان دقيق المسربة، أي: الشعر الذي في الصدر إلى البطن، فيمكن أن يجمع بأنه مع دقته كثيراً، أي: لم يكن منتشراً، بل كان مستطيلاً، والله أعلم. (4) رواه البخاري 7 / 308 و 309 في المغازي، باب غزوة الخندق، وفي الجهاد، باب حفر الخندق، وباب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق، وفي القدر، باب ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وفي التمني، باب قول الرجل: لولا الله ما اهتدينا، ومسلم رقم (1803) في الجهاد، باب غزوة الأحزاب وهي الخندق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/282) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة. 2- وأخرجه أحمد (4/285، 291) قال: حدثنا عفان. وفي (4/291) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2459) قال: أخبرنا أبو الوليد. والبخاري (4/31) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (4/31) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (5/139) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (9/104) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرني أبي ومسلم (5/187) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/188) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: دحثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1875) عن علي بن الحسين الدرهمي، عن أمية بن خالد. ثمانيتهم - عفان، وابن جعفر، وأبو الوليد، وحفص، ومسلم، وعثمان والد عبدان، وابن مهدي، وأمية - عن شعبة. 3- وأخرجه أحمد (4/291) قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن سفيان. 4- وأخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/302) قال: حدثنا حسين بن محمد. قالا: وكيع، وحسين -: حدثنا إسرائيل. 5- وأخرجه البخاري (4/78) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص. 6- وأخرجه البخاري (5/140) قال: حدثني أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شريح بن مسلمة، قال: حدثني إبراهيم بن يوسف، قال: حدثني أبي. 7- وأخرجه البخاري (8/158) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: أخبرنا جرير بن حازم. 8- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (533) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد، قال: حدثنا يونس. ثمانيتهم - عمر، وشعبة، وسفيان، وإسرائيل، وأبو الأحوص، ويوسف، وجرير، ويونس - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6091 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 268 6092 - (م) يزيد بن شريك (1) - رحمه الله - قال: «كُنَّا عند حُذَيفة، فقال رجل: لو أدركتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، قاتلتُ معه وأَبْلَيْتُ، فقال حُذَيفةُ: أنتَ كنتَ تفعل ذلك؟ لقد رأيتُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليلةَ الأحزاب، وأَخَذَتْنا ريح شديدة وقُرّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتْنا، فلم يُجِبْه منا أحد، ثم قال: ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ [فسكتنا] ، فلم يُجِبْه منا أحد، [ثم قال: ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتْنا، فلم يجبه منا أحد] ، فقال: قم يا حذيفةُ [فَائْتِنا بخبر القوم] فلم أَجد بُدّاً إذ دعاني باسمي إلا أن أقومَ، قال: اذهب، فائتني بخبر القوم، ولا تَذْعَرْهم عليَّ (2) ، فلما وَلَّيْتُ من عنده جعلتُ كأنما أمشي في حمَّام حتى أتيتُهم، فرأيت أبا سفيان يَصْلِي ظهره بالنار، فوضعتُ سهماً في كَبِد القوس، فأردت أن أرميَهُ، فذكرتُ قولَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تَذْعَرْهم عليَّ، ولو رميتُهُ لأصبتُه، فرجعتُ وأنا أمشي في مثل الحمّام، فلما أتيتُه، [ص: 271] فأخبرتُهُ خبر القوم، وفرغتُ، قُرِرْتُ فألبَسَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من فَضْل عباءَة كانت عليه يُصَلِّي فيها. فلم أَزلْ نائماً حتى أصبحتُ، فلما أصبحت قال: قم يا نَوْمَان» . أخرجه مسلم (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَصْلِي ظهره) صليت اللحم أصْلِيه صَلْياً: إذا شويته، وصليت الرجل ناراً: إذا أدخلته فيها، فجعلته يصلاها، والمراد به هاهنا: إدْفاء ظهره بالنار. (كَبِدُ القَوْس) : وسطها. (قُرِرْت) أقرّ: أي أصابني القُرُّ، وهو البرد. (يا نَوْمان) النَّوْمان: كثير النوم، قال الجوهري: وهو مختص بالنداء.   (1) في المطبوع: يزيد بن شريد، وهو خطأ، والتصحيح من " صحيح مسلم " وكتب الرجال. (2) أي: لا تفزعهم علي ولا تحركهم علي. (3) رقم (1788) في الجهاد، باب غزوة الأحزاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1788) حدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير، قال زهيرة حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال، فذكره. الحديث: 6092 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 270 6093 - (خ) سليمان بن صُرَد - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: - حين أَجْلى الأحزابَ عنه - الآن نَغْزُوهم، ولا يغزونا، نحن نسير إِليهم (1) » أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وفيه علم من أعلام النبوة، فإنه صلى الله عليه وسلم اعتمر في السنة المقبلة، فصدته قريش عن البيت، ووقعت الهدنة بينهم إلى أن نقضوها، فكان ذلك سبب فتح مكة، فوقع الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم، قال: وأخرج البزار بإسناد حسن من حديث جابر شاهداً لهذا الحديث، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعاً كثيرة: لا يغزونكم بعد هذا أبداً، ولكن أنتم تغزونهم. (2) 7 / 311 في المغازي، باب غزوة الخندق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4110) حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، سمعت أبا إسحاق، يقول: سمعت سليمان بن صرد يقول، فذكره. الحديث: 6093 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 271 6094 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «أولُ مَشْهَد شهدتُهُ [يومُ] الخَندقِ (1) » . أخرجه البخاري (2) .   (1) أي: باشرت في القتال. (2) 7 / 309 في المغازي، باب غزوة الخندق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4107) حدثني عبدة بن عبد الله، حدثنا عبد الصمد، عن عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن دينار عن أبيه، أن ابن عمر فذكره. الحديث: 6094 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 272 مرجع النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم 6095 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما رجعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الخندق، ووضعَ السلاحَ واغتسل، أتاه جبريل فقال: قد وضعتَ السلاح؟ والله ما وضعناه، اخرج إليهم، قال: فإلى أين؟ قال: هاهنا- وأشار إلى بني قريظة - فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إليهم» . وفي رواية قالت: «أُصِيبَ سعد يومَ الخندق، رماه رجل من قريش يقال له: حِبَّان بن العَرِقة، رماه في الأكْحَل، فضربَ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْمة في المسجد، ليعودَهُ من قريب، فلما رجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الخندق، وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريلُ وهو يَنْفُض رأسه من الغبار، فقال: قد وضعتَ السلاح؟ والله ما وضعتُه، اخرج إليهم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فأين؟ فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فنزلوا على حُكْمِهِ، فردَّ الحُكْمَ إلى سعد، قال: فإني أحْكُمُ فيهم: أن تُقْتَل المقاتِلةُ، وأن تُسْبى النساءُ والذُّرِّيَّةُ، وأن تُقسَمَ أموالُهم» ، قال هشام: [ص: 273] فأخبرني أبي عن عائشة أن سعداً قال: «اللهم إنكَ تعلم أنه ليس أحد أحبَّ إليَّ أن أُجاهدَهم فيك من قوم كذَّبوا رسولَك وأخرجوه، اللهم فإني أظنّ أنك قد وضعتَ الحربَ بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني [لهم] حتى أجاهدَهم فيك، وإن كنتَ وضعتَ الحرب فافْجُرْها واجعل موتي فيها، فانفجرتْ من لَبّته، فلم يَرُعْهم - وفي المسجد خيمة من بني غِفار - إلا الدمُ يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قِبَلكم؟ فإذا سعد يَغْذُو جُرحُه دماً، فمات منها» . أخرجه البخاري. وأخرج مسلم إلى قوله: «وتُقْسَمَ أموالُهم» ، ولم يسمّ فيها اسمَ ابنِ العَرِقة، إنَّمَا قال: «رماه رجل من قريش: ابنُ العَرِقَةِ» ، وقال فيه: «والله ما وضعناه» ، وقال عن هشام: «قال أبي: فأُخبِرتُ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لقد حَكَمْتَ فيهم بِحُكْمِ الله» . وله في أخرى عن هشام قال: «أخبرني أبي عن عائشةَ أن سعداً قال: - وتحجَّر كَلْمُه للبُرْءِ - فقالَ: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحَبَّ إليَّ أن أُجاهدَ فيك من قوم كَذَّبوا رسولكَ وأخرجوه، اللهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني أجاهدْهم فيك، اللهم فإني أظنُّ أنكَ قد وضعتَ الحرب بيننا وبينهم، فإن كنتَ قد وَضَعْتَ الحرب بيننا وبينهم فافْجُرها، واجعل موتي فيها، فانفجرت من لَبَّته ... وذكر باقيه ... إلى قوله: فمات فيها» . [ص: 274] وفي رواية له قال بهذا الإسناد نحوه، غير أنه قال: «فانفجرت من ليلته (1) ، قال: فما زال يسيل حتى مات» ، وزاد في الحديث قال: فذاك حين يقول الشاعر: ألا يا سعد، سعد بني معاذ ... فما فعلت (2) قريظة والنضير؟ لعمرك إن سعد بني معاذ ... غداة تحملوا لَهُوَ الصبور تركتم قِدْرَكم (3) لا شيء فيها ... وقدر القوم حامية تفور (4) وقد قال الكريم (5) أبو حباب ... أقيموا قينقاع ولا تسيروا وقد كانوا (6) ببلدتهم ثقالاً (7) ... كما ثقلت بميطان (8) الصخور (9) [ص: 275] هذا الشعر لم يذكره الحميديُّ في كتابه. وأخرج أبو داود من أوله طرفاً في «باب عيادة المريض مراراً» ، وهذا لفظه: قال: «لما أُصِيب سعدُ بنُ معاذ يوم الخندق رماه رجل في الأكْحَلِ، فضرب عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خيمة في المسجد ليعودَه من قريب» . وأخرج النسائي أيضاً مثلَ أبي داود (10) . وحيث اقتصرا على هذا القدر لم نُثْبِتْ لهما علامة، وقد ذكرنا ما أخرجاه في عيادة المريض من «كتاب الصحبة (11) » من حرف الصاد. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (في الأكْحَل) الأكْحَل: عِرْقٌ في وسط اليد يكثر فَصْدُه. (فلم يَرُعْهُم إلا كذا) أي: لم يفزعهم إلا هو، والرَّوْع: الفزَع. (يَغْذُو) غذا الجرح - بالذال المعجمة - يغذو غَذْواً: إذا سال دماً. (تَحَجَّر كَلْمُه) الكَلْم: الجُرْح، وتحجُّره: اشتداده وقوته، أي: صار مثل الحجر قوياً لا وجع به.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وفي رواية الكشميهني: من ليلته، وهو تصحيف. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في معظم النسخ، وكذا حكاه القاضي عن المعظم، وفي بعضها: لما فعلت، باللام، بدل الفاء، وقال: وهو الصواب والمعروف في السير. (3) أراد بقوله: تركتم قدركم: الأوس، لقلة حلفائهم، فإن حلفاءهم قريظة، وقد قتلوا. (4) أراد بقوله: وقدر القوم حامية تفور: الخزرج، لشفاعتهم في حلفائهم بني قينقاع حتى من عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وتركهم لعبد الله بن أبي بن سلول، وهو أبو حباب المذكور في البيت الذي يليه. (5) في المطبوع: وقد قال الكريب، وهو تحريف. (6) أي: بنو قريظة. (7) أي: راسخين من كثرة مالهم من القوة والنجدة والمال كما رسخت الصخور، وهي الحجارة الكبار بتلك البلدة. (8) اسم جبل من أرض الحجاز في ديار بني مزينة. (9) إنما قصد الشاعر تحريض سعد على استبقاء بني قريظة حلفائه، ويلومه على حكمه فيهم، ويذكره بفعل عبد الله بن أبي بن سلول، ويمدحه لشفاعته في حلفائهم بني قينقاع. (10) رواه البخاري 7 / 313 في المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة، وفي الجهاد، باب الغسل بعد الحرب والغبار، ومسلم رقم (1769) في الجهاد، باب جواز قتال من نقض العهد، وأبو داود رقم (3101) في الجنائز، باب في العيادة مراراً، والنسائي 2 / 45 في المساجد، باب ضرب الخباء في المساجد. (11) في المطبوع: من كتاب الصحة، وهو خطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4117) حدثني عبد الله بن أبي شيبة، حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. وأخرجه مسلم (1769) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء الهمداني كلاهما، عن ابن نمير، قال ابن العلاء: حدثنا ابن نمير، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. الحديث: 6095 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 272 6096 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لما رجع من الأحزاب قال: لا يُصَلِّينَّ أحد العصرَ (1) إلا في بني قُريظة، فأدرك بعضُهم العصرَ في الطريق، فقال بعضهم: لا نُصلي حتى نأتيَها، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يُرِدْ ذلك منا، فذُكر للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلم يُعَنِّفْ أحداً منهم» . أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": كذا وقع في جميع النسخ عند البخاري، ووقع في جميع النسخ عند مسلم " الظهر "، مع اتفاق البخاري ومسلم على روايته عن شيخ واحد بإسناد واحد، وقد وافق مسلماً أبو يعلى وآخرون، وكذلك أخرجه ابن سعد عن أبي عتبان مالك بن إسماعيل عن جويرية بلفظ الظهر، وابن حبان من طريق أبي عتبان كذلك، ولم أره من رواية جويرية إلا بلفظ الظهر، غير أن أبا نعيم في " المستخرج " أخرجه من طريق أبي حفص السلمي عن جويرية فقال: العصر، وأما أصحاب المغازي، فاتفقوا على أنها العصر ... ، وانظر تتمة الكلام عليه في " الفتح " 7 / 314 - 316. (2) رواه البخاري 7 / 313 في المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، وفي صلاة الخوف، باب صلاة الطالب والمطلوب راكباً وإيماءً، ومسلم رقم (1770) في الجهاد، باب المبادرة بالغزو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/19، 5/143) ، ومسلم (5/162) كلاهما - البخاري، ومسلم- عن عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال: حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، فذكره. الحديث: 6096 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 276 6097 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كأني أنظر إِلى الغُبارِ سَاطِعاً في زُقاق بني غَنْم، موكبُ جبريل، حين سار رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى بني قريظةَ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 313 في المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي المطبوع، أخرجه البخاري ومسلم، وقد رمز له في أوله: بـ خ م، وليس الحديث عند مسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4118) حدثنا موسى، حدثنا جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، عن أنس، فذكره. الحديث: 6097 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 276 6098 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أنَّ سعدَ بنَ معاذ رُمِيَ يوم الأحزاب، فقطعوا أَكْحَلَه - أو أَبْجَلَه - فَحسَمه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالنار، فانْتَفَخَتْ يدُه، فتركه، فَنَزَفه الدمُ، فحسمه أخرى، فانتفخت يده، فلما رأى ذلك قال: اللهم لا تُخْرِجْ نفسي حتى تُقِرَّ عيني من بني قريظة، فاستمسك عِرْقُه، فما قَطَر قَطْرَة حتى نزلوا إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على حكمه، فَحكَم فيهم: أن يُقْتَل رجالهم، وتُسْتَحْيا نساؤهم، يستعين بهنَّ المسلمون، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَصَبْتَ حُكْمَ الله فيهم، وكانوا أربعمائة، قال: فلما فرغ من قتلهم انْفَتَقَ عِرْقُه، فمات» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أبجله) الأبْجَلُ: عرق، وهو من الفرس والبعير بمنزلة الأكحل من الإنسان. (فَحَسَمه) الحَسْمُ: الكيُّ لينقطع الدم. (تُستحيا) الاستحياء: الإبقاء، وهو استفعال من الحياة.   (1) رقم (1582) في السير، باب في النزول على الحكم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وهو كما قال، قال الترمذي: وفي الباب عن أبي سعيد وعطية القرظي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1582) حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6098 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 277 6099 - (خ م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى سعد، فأتى [ص: 278] على حمار، فلما دنا من المسجد - وقال مسلم: قريباً من المسجد - قال للأنصار: قوموا إلى سيّدِكم - أو قال: خيرِكم- فقال: هؤلاءِ نزلوا على حُكْمِكَ، فقال: تُقتَل مُقاتِلتُهم، وتُسْبَى ذَرارِيهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قضيتَ بحكمِ الله، وربما قال: بحكم المَلِكِ» . ولمسلم: «لقد حَكَمْتَ فيهم بحكم الله» . وقال مرة: «بحكم الملك» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود إلى قوله: «خيركم» . وفي رواية: «على حمار أقمَرَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أقمر) الأقمر من الألوان: هو الأبيض، يقال: حمار أقمر.   (1) رواه البخاري 7 / 316 و 317 في المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، وفي الجهاد، باب إذا نزل العدو على حكم رجل، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سعد بن معاذ، وفي الاستئذان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم، ومسلم رقم (1768) في الجهاد، باب جواز قتل من نقض العهد، وأبو داود رقم (5215) و (5216) في الأدب، باب ما جاء في القيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/22) قال: حدثنا محمد. وفي (3/22) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وفي (3/22) قال: حدثنا حجاج. وفي (3/22، 71) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حُميد (995) قال: حدثني سليمان بن حرب،. والبخاري (4/81) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وفي (5/44) وفي الأدب المفرد (945) قال: حدثنا محمد بن عَرْعَرَة. وفي (5/143) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غُنْدَر. وفي (8/72) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (5/160) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المُثنى، وابن بشار. ثلاثتهم عن محمد بن جعفر غُنْدَر. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (5215) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (5216) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (118) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن محمد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3960) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث. تسعتهم - محمد بن جعفر غندر، وعبد الرحمن، وحجاج، وعفان، وسليمان بن حرب، ومحمد بن عَرْعَرَة، وأبو الوليد، وحفص، وخالد- عن شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل، فذكره. الحديث: 6099 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 277 6100 - (ت د س) عطية القرظي - رضي الله عنه - قال: «عُرِضْنا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ قريظةَ، فكلُّ من أنْبَت قُتِل، وكلُّ من لَم يُنبِتْ خُلِّيَ سبيلُه، فكنتُ ممن لم يُنْبِتْ، فَخُلِّيَ سبيلي» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي. وللنسائي قال: «كنتُ يومَ حُكمِ سعد في بني قريظة غلاماً، [ص: 279] فَشَكُّوا فيَّ، فلم يجدوني أنبتُّ، فَاسْتُبْقِيتُ، فها أنذا بين أظهركم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنبتُّ) أراد بالإنبات: نبات شعر العانة، فجعله علامة على البلوغ، وليس ذلك حدّاً إلا في أهل الشرك عند الأكثرين، وقال أحمد بن حنبل - رحمه الله -: الإنبات: حدٌّ يقام به الحدُّ على من أنبت، ويحكى مثل ذلك عن مالك - رحمه الله-: فأما مَن جعله مخصوصاً بأهل الشرك: فيشبه أن يكون أن أهل الشرك لا يوقف على بلوغهم من جهة السن، ولا يمكن الرجوع إلى قولهم لأنهم مُتهمون في ذلك لدفع القتل عنهم، وأداء الجزية، وغير ذلك من الأحكام، بخلاف المسلمين، فإنهم يمكن أن تعرف أوقاتُ [بلوغهم] [و] ولادتهم.   (1) رواه أبو داود رقم (4404) و (4405) في الحدود، باب في الغلام يصيب الحد، والترمذي رقم (1584) في السير، باب ما جاء في النزول على الحكم، والنسائي 6 / 155 في الطلاق، باب متى يقع طلاق الصبي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم أنهم يرون الإنبات بلوغاً إن لم يعرف احتلامه ولا سنه، وهو قول أحمد وإسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (888) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (4/310) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/383، 5/311) قال: حدثنا هُشيم بن بشير، وفي (4/383، 5/383) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (2467) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4404) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (4405) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (2541) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2542) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1584) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (6/155) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/92) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى (الورقة/115 - ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وأخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان بن عُيينة، وسفيان الثوري، وهُشيم بن بشير، وأبو عوانة، وشعبة- عن عبد الملك بن عمير، فذكره. الحديث: 6100 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 278 6101 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لم يُقتَل من نساء بني قريظة إلا امرأة واحدة، إنها لَعندي تَحَدَّثُ، وتضحك ظَهْراً وبَطْناً، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقتلُ رجالهم بالسيوف، إذ هتف بها هاتف باسمها: أين [ص: 280] فلانة؟ قالت: أنا، فقلتُ: وما شأنكِ؟ قالت: حَدَث أَحْدَثْتُه، فانْطُلِق بها فضُرِبَ عنقُها، فما أنْسى عجباً منها: أنها كانت تَضْحَكُ ظَهْراً وبَطْناً، وقد علمتْ أنها تُقْتَلُ» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَدَث) قال الخطابي: يقال: إن الحدث الذي أحدثته: أنها شتمت النبي - صلى الله عليه وسلم-.   (1) رقم (2671) في الجهاد، باب في قتل النساء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2671) حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته. الحديث: 6101 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 279 6102 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان الرجل يجعلُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- النَّخلات، حتى افْتَتَحَ قريظةَ والنضيرَ، فكان بعد ذلك يردُّ عليهم» . أخرجه البخاري، وهو طرف من حديث قد أخرجه هو ومسلم، وقد تقدَّم ذِكْرُه في «كتاب السخاء» من حرف السين (1) .   (1) تقدم الحديث وتخريجه رقم (2989) ج / 5 ص / 11 فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه رقم (2989) فليراجع. الحديث: 6102 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 280 غزوة ذات الرِّقاع قال البخاري: وهي غزوة محارب خصفة (1) من بني ثعلبة، من غطفان، فنزل نخلاً، وهي بعد خيبر، لأن أبا موسى جاء بعد خيبر (2) [ص: 281] قال (3) : وقال أبو هريرة: " صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة نجد صلاة الخوف " وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام خيبر (4) . 6103 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلّى بأصحابه في الخوف غزوة السابعة: غزوةَ ذات الرِّقاع» . أخرجه البخاري ومسلم (5) ، وقد تقدَّم لهما طُرُق طويلة تتضمَّن ذِكْر صلاةِ الخوف، وذكرناها في «كتاب الصلاة» ، من حرف الصاد. قال البخاري: وقال ابنُ عباس: «صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[صلاةَ] الخوف بذي قَرَد» (6) . وفي رواية عن جابر قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِلى ذات الرِّقَاعِ من [ص: 282] نخل، فلقَي جمعاً من غَطَفان، فلم يكن قِتال، وأخاف الناسُ بعضهم بعضاً، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتي الخوف» (7) . وفي أُخرى عن أبي موسى: أن جابراً حدَّثهم: «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بهم يوم مُحارِبَ وثعلبة» (8) .   (1) هو خصفة بن قيس بن غيلان بن إلياس بن مضر، ومحارب هو ابن خصفة. (2) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 322 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع ، قال الحافظ في " الفتح ": هكذا استدل به - أي البخاري - وقد ساق حديث أبي بعد قليل، وهو استدلال صحيح. (3) يعني البخاري. (4) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 331 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو داود وابن حبان والطحاوي من طريق أبي الأسود أنه سمع عروة يحدث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة: هل صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، قال مروان: متى؟ قال: عام غزوة نجد، نقول: وقد رواه أبو داود رقم (1240) في الصلاة، باب صلاة الخوف، وابن حبان رقم (585) موارد. (5) لم نجد هذا اللفظ عند البخاري ومسلم كما ذكر المصنف، إنما ذكره البخاري تعليقاً 7 / 323 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع قال: قال لي عبد الله بن رجاء: أخبرنا عمران القطان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر، قال الحافظ في " الفتح ": وقد وصله أبو العباس السراج في مسنده المبوب، فقال: حدثنا جعفر بن هاشم حدثنا عبد الله بن رجاء ... فذكره. (6) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 324 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع، قال الحافظ في " الفتح ": وصله النسائي والطبراني من طريق أبي بكر بن أبي الجهم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس، وأخرجه أحمد وإسحاق من هذا الوجه. (7) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 324 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع، قال: وقال ابن إسحاق: سمعت وهب بن كيسان سمعت جابراً ... فذكره، قال الحافظ في " الفتح ": لم أر هذا الذي ساقه عن ابن إسحاق هكذا في شيء من كتب المغازي ولا غيرها، والذي في السيرة " تهذيب ابن هشام ": قال ابن إسحاق: حدثني وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة ذات الرقاع من نخل على جمل لي صعب، فساق قصة الجمل، وكذلك أخرجه أحمد من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق، وقال ابن إسحاق قبل ذلك: وغزا نجداً يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان حتى نزل نخلاً وهي غزوة ذات الرقاع فلقي بها جمعاً من غطفان فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب وقد أخاف الناس بعضهم بعضاً حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف ثم انصرف الناس، وهذا القدر هو الذي ذكره البخاري تعليقاً مدرجاً بطريق وهب بن كيسان عن جابر وليس هو عند ابن إسحاق عن وهب كما أوضحته إلا أن يكون البخاري اطلع على ذلك من وجه آخر لم نقف عليه، أو وقع في النسخة تقديم وتأخير، فظنه موصولاً بالخبر المسند فالله أعلم، ولم أر من نبه على ذلك في هذا الموضع. (8) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 324 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع، قال: وقال بكر بن سوادة: حدثني زياد بن نافع عن أبي موسى أن جابراً ... فذكره، قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور والطبري من طريقه بهذا الإسناد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ذكره البخاري تعليقا (7/323) في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع، قال: قال لي عبد الله بن رجاء: أخبرنا عمران القطان عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر، قال الحافظ في «الفتح» : وقد وصله أبو العباس السراج في مسنده المبوب، فقال: حدثنا جعفر بن هاشم حدثنا عبد الله بن رجاء ... فذكره. الحديث: 6103 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 280 6104 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «خرجنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غَزَاة ونحن سِتَّةُ نَفَر، بيننا بعير نَعْتَقِبهُ، فَنَقِبَتْ أقدامُنا، ونَقِبَتْ قدمايَ، وسقطتْ أظفاري، فكنا نَلُفُّ على [ص: 283] أرجلنا الخِرَقَ، فسُمِّيت: غزوة ذات الرِّقاعِ، لِمَا كنا نَعْصِبُ من الخِرَق على أرجلنا، قال: وحدَّث أبو موسى بهذا الحديث، ثم كره ذلك، وقال: ما كنتُ أصنعُ بأن أَذْكُرَهُ؟ كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفْشَاه» . أخرجه البخاري ومسلم. وفيه في كتاب مسلم: قال أَبو أُسامة: وزادني غيرُ بُرْيد: «واللهُ يُجزي به» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَعْتَقِبُه) اعتقاب المركوب: هو أن يركبه واحدٌ بعد واحد. (نقِب) البعير، بالكسر: إذا رَقَّت أخفافه، والمراد به: تقرَّحت وتنفَّطت.   (1) رواه البخاري 7 / 325 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع، ومسلم رقم (1816) في الجهاد، باب غزوة ذات الرقاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4128) حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره. وأخرجه مسلم (1816) حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري، ومحمد بن العلاء الهمداني - واللفظ لأبي عامر - قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكره. الحديث: 6104 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 282 6105 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «غزا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قِبَلَ نَجْد، فلما قَفَل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قَفَل معه، فأدركتْهم القائلةُ في واد كثيرِ العِضَاهِ، فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتفرَّق الناس في العِضاهِ، يستظلُّون بالشجر، ونزلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تحت سَمُرة، فعلَّق بها سَيْفَهُ، قال جابر: فَنِمْنا نَوْمَة، ثم إذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعونا، فجئناه فإذا [ص: 284] عنده أعرابيّ جالس، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ هذا اخْتَرَطَ عليَّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظتُ وهو في يده صَلْتاً، فقال لي: مَن يمنعكَ مني؟ قلتُ: الله، فها هو ذا جالس، ثم لم يُعاقبْهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم، وقد تقدَّم ذلك أيضاً في «صلاة الخوف» من حرف الصاد (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العِضاه) : كل شجر له شوك. (سَمُرة) السَّمُرةُ: نوع من شجر العِضاه. (اخترط) السيف: إذا سَلَّه. (صلتاً) الصَّلْت: المشهور، أصلتُّ السيف: إذا شهرتَهُ.   (1) رواه البخاري 7 / 329 - 331 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع، وفي الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، وباب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة، ومسلم رقم (840) و (843) في صلاة المسافرين، باب صلاة الخوف، وقد تقدم الحديث رقم (4054) في الجزء 5 / ص / 733. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه رقم (4054) . الحديث: 6105 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 283 غزوة بني المُصْطَلِق من خزاعة قال البخاري: وهي غزوة المُرَيسيع، قال: وقال ابن إسحاق: [وذلك] [ص: 285] سنة ست (1) ، قال: وقال موسى بن عقبة: سنة أربع (2) ، وقال النعمان بن راشد عن الزهري: كان حديث الإفك في غزوة المريسيع (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُرَيْسيع) : ماء معروف بالحجاز. 6106 - (خ م د) عبد الله بن عون (4) [بن أرْطَبان المزني البصري] قال: «كتبتُ إِلى نافع: أسألُه عن الدعاء قبل القتال؟ فكتب إِليَّ: إنما كان ذلك في أول الإسلام، وقد أغار رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على بني المصطلق، وهم غارُّون وأنعامُهم تُسْقَى على الماء، فقَتل مقاتلتهم، وسَبَى ذراريهم، وأصاب يومئذ جُويرية» حدثني به عبد الله بن عمر، وكان في ذلك الجيش. [ص: 286] أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (5) ، إِلا أن في كتاب مسلم: قال يحيى بن يحيى: أحسبه قال: «جويرية» ، أو «أَلبتَّة» [بنت الحارث] (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غارُّون) الغرّة: الغفلة، والغارّ: الغافل.   (1) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 332 في المغازي، باب غزوة بني المصطلق، قال الحافظ في " الفتح ": كذا هو في مغازي ابن إسحاق رواية يونس بن بكير وغيره عنه، وقال: في شعبان، وبه جزم ابن خليفة والطبري، وروى البيهقي من رواية قتادة وعروة وغيرهما أنها كانت في شعبان سنة خمس، وكذا ذكرها أبو معشر قبل الخندق. (2) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 332 في المغازي، باب غزوة بني المصطلق، قال الحافظ في " الفتح ": كذا ذكره البخاري، وكأنه سبق قلمه أراد أن يكتب سنة خمس فكتب سنة أربع، والذي في مغازي موسى بن عقبة من عدة طرق أخرجها الحاكم، وأبو سعيد النيسابوري والبيهقي في " الدلائل " وغيرهم: سنة خمس. (3) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 333 في المغازي، باب غزوة بني المصطلق، قال الحافظ في " الفتح ": وصله الجوزقي والبيهقي في " الدلائل " من طريق حماد بن زيد عن النعمان بن راشد عن الزهري عن عائشة ... فذكر قصة الإفك في المريسيع، وبهذا قال ابن إسحاق وغير واحد من أهل المغازي أن قصة الإفك كانت في رجوعهم من غزوة المريسيع. (4) في الأصل: عبد الرحمن بن عون، وهو خطأ. (5) رواه البخاري 5 / 123 في العتق، باب من ملك من العرب رقيقاً فوهب وباع وجامع وفدى، ومسلم رقم (1730) في الجهاد، باب جواز الإغارة على الكفار، وأبو داود رقم (2633) في الجهاد، باب في دعاء المشركين. (6) قال النووي في " شرح مسلم ": أما قوله: " ألبتة " فمعناه: أن يحيى بن يحيى قال: " أصاب يومئذ بنت الحارث، وأظن شيخي سليم بن أخضر: سماها لي في رواية جويرية " أو أعلم ذلك وأجزم به وأقوله ألبتة، وحاصله أنها جويرية فيما أحفظه إما ظناً وأما علماً، وفي الرواية الثانية قال: هي جويرية بنت الحارث بلا شك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في العتق (13: 2) عن علي بن الحسن بن شقيق، عن عبد الله بن المبارك - ومسلم في المغازي (3: 1) عن يحيى بن يحيى، عن سليم بن أخضر، و (3: 2) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي - وأبو داود في الجهاد (100: 1) عن سعيد بن منصور، عن إسماعيل بن علية - والنسائي في السير (الكبرى 3: 1) عن محمد بن عبد الله بزيع، عن يزيد بن زريع- خمستهم عن عبد الله بن عون، عن نافع، عن ابن عمر. الأشراف (6/111) . الحديث: 6106 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 284 غزوة أنْمَار 6107 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في غزوة أنمار يُصَلّي على راحلته، متوجّهاً قِبَلَ المشرق، مُتطوعاً» . أخرجه البخاري (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 333 في المغازي، باب غزوة أنمار، وفي القبلة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان، وفي تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الدواب، وباب ينزل للمكتوبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4140) حدثنا آدم، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثنا عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن جابر، فذكره. الحديث: 6107 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 286 غزوة الحُدَيْبِيَة 6108 - (خ د) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - عن المِسْوَر بن [ص: 287] مَخْرَمَة ومَرْوان - يُصدِّق كلُّ واحد منهما حديث صاحبه - قالا: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- زَمَن الحُدَيْبِيَةِ، حتى إِذا كانوا ببعض الطريق قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ خالدَ بنَ الوليد بالغَمِيم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذاتَ اليمين، فوالله ما شَعَر بهم خالد، حتى إذا همَّ بقَتَرة الجيش، فانطلق يركُضُ نذيراً لقريش، وسار النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى إذا كان بالثَّنِيَّة التي يُهْبَطُ عليهم منها بَرَكَتْ به راحلتُهُ، فقال الناس: حَلْ حَلْ، فألَحَّتْ، فقالوا: خَلأَتِ القَصوَاءُ، خَلأَتِ القصواءُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ما خلأتِ القصواءُ، وما ذاك لها بخُلُق، ولكن حَبَسها حَابِسُ الفيل، ثم قال: والذي نفسي بيده لا يسألوني خُطَّة يعظّمون فيها حُرُماتِ الله إلا أعطيتُهم إِياها، ثم زجرها، فوثَبَتْ، قال: فَعَدَلَ عنهم حتى نزل بأقصى الحُدَيبية على ثَمَد قليلِ الماء، يَتَبَرَّضُه الناسُ تَبرُّضاً، فلم يلبثِ الناسُ حتى نزحوه، وشُكِيَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- العطشُ، فانْتَزَع سهماً من كِنانَتِه، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالرّيِّ حتى صَدَرُوا عنه، فبينا هم كذلك إذْ جاءَ بُدَيلُ بنُ وَرْقَاءَ الخزاعيُّ في نفر من قومه من خُزاعةَ - وكانوا عَيْبَةَ نُصْحِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من أهل تِهامةَ - فقال: إني تركْتُ كَعْبَ بنَ لُؤيّ وعامرَ بن لؤيّ نزلوا أعدادَ مياه الحديبية، معهم العُوذُ المطَافِيل، وهم مقاتلوك، وصادُّوك عن البيت، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنا لم نجئْ لقتالِ [ص: 288] أحد، ولكنا جئنا مُعتمِرين، وإنَّ قريشاً قد نَهَكَتْهُم الحربُ، وأضرَّتْ بهم، فإِن شاؤوا مَادَدْتُهم مُدَّة، ويُخَلُّوا بيني وبين الناس، فإن أَظْهرْ عليهم، فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جَمُّوا، وإن هم أَبَوا، فوالذي نفسي بيده لأقاتلنَّهم على أمري هذا، حتى تَنْفَرِدَ سَالِفَتي، ولَيُنْفِذَنَّ الله أمرَه، فقال بُديل: سأُبلِّغهم ما تقول، فانطلق حتى أتى قريشاً، فقال: إنا قد جئناكم من هذا الرجل، وقد سمعناه يقول قولاً، فإن شئتم أن نعرِضَهُ عليكم فَعَلْنا، فقال سفهاؤهم: لا حاجةَ لنا أن تُخبرَنا عنه بشيء، وقال ذَوُو الرأي منهم: هاتِ ما سمعتَه يقول، قال: سمعتُه يقول كذا وكذا - فحدَّثهم بما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فقام عروةُ بنُ مسعود، فقال: أي قوم، ألَسْتُم بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: أَوَلَسْتُ بالولد؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتَّهموني؟ قالوا: لا، قال: ألستم تعلمون أني اسْتَنْفَرْتُ أهلَ عُكاظ، فلما بَلَّحوا عليَّ جئتُكم بأهلي وولدي ومن أطاعَني؟ قالوا: بلى، [قال] : فإن هذا قد عرض عليكم خُطَّة رُشْد، اقْبلوها، ودعوني آتِهِ، قالوا: ائْتِهِ، فأتاه، فجعل يكلِّم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- نحواً من قوله لبُديل، فقال عروةُ عند ذلك: أيْ محمدُ، أرأيتَ إِن اسْتَأصَلْتَ أمر قومك، هل سمعتَ بأحد من العرب اجْتَاحَ أصلَه قَبْلَكَ؟ وإن تكن الأخرى، فإني واللهِ لأرَى وجوهاً، وإني لأرى أَوشاباً من الناس، لَخَلِيقاً أن يَفِرُّوا [ص: 289] ويَدَعُوكَ، فقال له أبو بكر: امْصُصْ بِبَظْرِ اللات، أنحنُ نَفِرُّ عنه وَنَدَعُهُ؟ فقال: مَن ذَا؟ قالوا: أبو بكر، فقال: أما والذي نفسي بيده، لولا يد كانت لكَ عندي لم أَجْزِك بها لأجبْتُك، قال: وجعل يكلِّم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فكلما كلَّمه أخذ بلحيته، والمغيرةُ بنُ شُعبةَ قائم على رأس النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ومعه السيف، وعليه المِغْفَرُ، فكلما أهْوَى عروةُ بيده إلى لحيةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ضرب يدَه بنَعْل السيف، وقال: أَخِّرْ يَدَك عن لحية رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فرفع عُروةُ رأسَهُ، فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، فقال: أيْ غُدَرُ ألستُ أَسْعَى في غَدْرتِكَ؟ - وكان المغيرةُ صحب قوماً في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أمَّا الإسلامُ فأقبلُ، وأمَّا المالُ فلستُ منه في شيء - ثم إن عروةَ جعلَ يَرْمُقُ أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بعينه، قال: فوالله ما تَنَخَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نُخامة إلا وقعتْ في كفّ رجل منهم فدَلَك بها وجهه وجِلْدَه، وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلَّم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له، فرجع عروةُ إلى أصحابه فقال: أي قوم، والله لقد وَفدتُ على الملوك، وَوَفَدْتُ على كسرى وقيصرَ والنجاشيِّ، والله إِنْ رأيتُ مَلِكا قَطُّ يُعظِّمُهُ أصحابُهُ ما يعظِّمُ أصحابُ محمدٍ محمداً، والله إِنْ تَنخَّم نُخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فَدَلَكَ بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على [ص: 290] وَضوئه، وإِذا تكلَّم خَفَضُوا أصواتَهم عنده، وما يُحِدُّون إِليه النظر تعظيماً له، وإنه قد عَرَضَ عليكم خُطَّةَ رُشْد فاقبلوها، فقال رجل من بني كِنانة: دعوني آتِه، فقالوا: ائْتِه، فلما أشرف على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هذا فلان، وهو من قوم يُعظِّمون البُدْنَ، فابعثوها له [فَبُعِثت له] واستقبله الناسُ يُلبّون، فلما رأى ذلك قال: سبحان الله! ما ينبغي لهؤلاءِ أن يُصَدُّوا عن البيت، فلما رجع إلى أصحابه قال: رأيتُ البُدْنَ قد قُلِّدَتْ وأُشْعِرَتْ، فما أرى أن يُصَدُّوا عن البيت، فقام رجل منهم يقال له: مِكْرَزُ بنُ حفص، فقال: دعوني آتِه، فقالوا: ائته، فلما أشرف عليهم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هذا مِكْرَزُ بنُ حفص، وهو رجل فاجر، فجعل يكلِّم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فبينا هو يكلِّمه، [إذْ] جاء سُهيل بن عمرو - قال معمر: فأخبرني أيوب عن عكرمة: أنه لما جاء سهيل، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: قد سَهُل لكم من أمركم. قال معمر: قال الزهريُّ في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو، فقال: هاتِ اكْتُبْ بيننا وبينك كتاباً، فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الكاتب، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: أما الرحمن، فوالله ما أدري ما هو؟ ولكن اكتب: باسمك اللهم، كما كنتَ تكتبُ، فقال المسلمون: والله لا نكتُبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- اكتبْ: باسمك اللهم. ثم قال: هذا ما قاضى عليه محمد رسولُ الله، فقال [ص: 291] سهيل: والله لو كُنَّا نعلم أَنَّكَ رسولُ الله ما صَدَدْناكَ عن البيت، ولا قاتَلْناكَ، ولكن اكتب: محمدُ بنُ عبد الله، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: والله إني لرسولُ الله، وإن كذَّبتموني، اكتب: محمد بن عبد الله - قال الزهريُّ: وذلك لقوله: لا يسألوني خُطّة يُعَظِّمون فيها حرمات الله إِلا أَعطيتُهم إياها - فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: على أن تُخَلُّوا بيننا وبين البيت فنطوفَ به، فقال سهيل: والله لا تَتَحدَّثُ العربُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَة، ولكن ذلك من العام المقبل، فكتب، فقال سهيل: وعلى أنَّهُ لا يأتيك مِنَّا رَجُل - وإن كان على دِينِكَ - إلا رَدَدْتَه إلينا، قال المسلمون: سبحان الله! كيف يُرَدُّ إلى المشركين، وقد جاء مسلماً؟ فبينا هم كذلك، إذْ جاء أَبو جَنْدَل بنُ سُهيل بن عمرو يَرْسُفُ في قيوده، وقد خرج من أسفل مكةَ، حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول ما أُقاضيك عليه: أَنْ تردَّهُ إليَّ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنا لم نَقْضِ الكتاب بعدُ، قال: فوالله إِذاً لا أُصالحك على شيء أبداً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: فأجِزْه لي، قال: ما أَنا بمُجيزِهِ لك، قال: بلى [فافعل] ، قال: ما أنا بفاعل، قال مِكْرَزُ بنُ حفص: بلى، قد أجزناهُ لكَ، قال أبو جندل: أيْ معشر المسلمين، أُرَدُّ إلى المشركين وقد جئتُ مسلماً؟ ألا تَرَوْنَ ما قد لقيتُ؟ - وكان قد عُذِّبَ عذاباً شديداً في الله - فقال عمرُ بنُ الخطاب: فأتيتُ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: ألستَ نبيَّ الله حقّاً؟ قال: بلى، قلتُ: أَلسنا [ص: 292] على الحقِّ وعدوُّنا على الباطل؟ قال: بلى، قلتُ: فلم نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في ديِننا إذاً؟ قال: إني رسولُ الله، ولستُ أعصيه، وهو ناصري، قلتُ: أو ليس كنتَ تحدِّثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، قال: فأخبرتُكَ أنكَ تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومُطَّوِّف به، قال: فأتيتُ أبا بكر، فقلتُ: يا أبا بكر، أليس هذا نبيَّ الله حقّاً؟ قال: بلى، قلتُ: ألسنا على الحق، وعدُّونا على الباطل؟ قال: بلى، قلتُ: فلم نُعْطِي الدَّنيّةَ في دِيننا إذاً؟ قال: أيُّها الرجل، إنَّهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وليس يَعصي ربَّه، وهو ناصرُهُ، فاسْتَمْسِكْ بِغَرْزهِ، فواللهِ إنَّهُ على الحقِّ، قلتُ: أوَليس كان يحدِّثنا: أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ بهِ؟ قال: بلى، أفأخبرَك أنه يأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومُطَّوِّف به؟ قال عمرُ: فَعَمِلْتُ لذلك أعمالاً، قال: فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: قُوموا فانحروا، ثم احْلِقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يَقُمْ منهم أحد دخل على أُمِّ سَلَمَةَ، فذكر لها ما لَقيَ من الناس، قالتْ أُمُّ سلمةَ: يا نبيَّ الله، أَتُحِبُّ ذلك؟ اخرج، ولا تكلِّم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ، وتدعو حَالِقَكَ فيحلقك، فخرج فلم يكلِّم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحرَ بُدْنَه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يَحْلِقُ بعضاً، حتى كادَ بعضُهم يقتُل بعضاً غمّاً، ثم جاءه نِسوة مؤمنات، فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا [ص: 293] إذَا جَاءَكُم المؤمِناتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بإيمانِهِنَّ فإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إلى الكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ ولا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهم ما أنفقوا ولا جُنَاح عليكم أن تنكحوهن إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ولا تُمْسِكُوا بعِصَمِ الكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10] فطلَّق عمرُ يومئذ امرأتين كانتا له في الشِّركِ، فتزوج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سفيان، والأخرى صفوانُ بن أُميَّةَ، ثم رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، فجاءه أبو بَصير - رجل من قُريش - وهو مسلم، فأرسَلوا في طلبه رَجُلَيْنِ، فقالوا: العَهْدَ الذي جعلتَ لنا، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به، حتى بلغَا ذا الحُلَيفةِ، فنزلوا يأكلون من تَمْر لهم، فقال أَبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سَيْفَكَ هذا جَيِّداً، فاستلَّهُ الآخَرُ، فقال: أجَلْ، والله إنه لَجيِّد، لقد جَرَّبتُ به، ثم جَرَّبتُ، فقال أبو بصيرُ: أرني أنظرْ إليه، فأمكنَه منه، فضربه حتى برد، وفرَّ الآخرُ حتى أتى المدينةَ، فدخل المسجدَ يعدُو، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حين رآه: لقد رأى هذا ذُعْراً، فلما انتهى إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: قُتِل والله صاحبي، وإني لمقتول، فجاء أبو بصير، فقال: يا نبيَّ الله، قد [والله] أوْفَى الله ذِمَّتَكَ، قد رددتني إِليهم، ثم أنجاني الله منهم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ويلُ امِّه، مِسْعَرُ حَرْب، لو كان له أحد، فلما سمع ذلك عَرَفَ أنه سَيَرُدُّه إليهم، فخرج حتى أتى سِيفَ البحر، قال: وينفلتُ منهم أبو جَنْدل بنُ سهيل فلحق بأبي بصير، فكان لا يخرج من [ص: 294] قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعتْ منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بِعِير خرجتْ لقريش إلى الشام، إلا اعترضوا لها، فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، تُنَاشِدُهُ الله والرَّحِمَ لما أرسل إليهم، فمن أتاه منهم فهو آمن، فأرسل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-[إليهم] ، فأنزل الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُم وَأَيْدِيَكُم عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً. هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكمْ عَنِ المَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَديَ مَعْكُوفاً أنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤمِنُونَ ونِسَاءٌ مُؤمِنَاتٌ لَمْ تعلموهم أَنْ تَطَؤوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ في رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً. إِذْ جَعلَ الَّذينَ كَفَرُوا في قُلوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِليَّةِ} [الفتح: 24 - 26] وكانت حَمِيَّتُهمْ: أَنَّهُم لم يُقِرُّوا أنه نبيُّ الله، ولم يُقِرُّوا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينهم وبين البيت» . وقال عُقَيل عن الزهري: قال عروةُ: فأخبرتني عائشةُ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان يمتحنُهنَّ» . وبلغنا (1) أنه لما أَنْزَلَ الله أن يَرُدُّوا إلى المشركين ما أنفقوا على مَنْ هاجر من أزواجهنَّ (2) وحكم على المسلمين أن لا يُمْسِكوا بِعِصَمِ الكوافِر: أنَّ [ص: 295] عُمر طلَّق امرأتين: قُرَيبَةَ بنتَ أبي أميَّةَ، وابنةَ جَرْول الخزاعيِّ، فتزوجَ قُرَيبةَ معاويةُ، وتزوج الأُخرى أبو جَهْم، فلما أبى الكفارُ أن يُقرُّوا بأداء ما أنفق المسلمون على أزواجهم، أنزل الله عز وجل {وَإن فَاتَكُم شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُم إِلى الكفَّار فَعَاقَبْتُمْ} [الممتحنة: 11] ، والعَقِبُ: ما يُؤدِّي المسلمون إِلى مَن هاجرت امرأتُه من الكفار، فأمَرَ أن يُعطَى مَن ذهب له زوج من المسلمين ما أنفقَ من صَدَاقِ نِسَائه الكفارِ اللاتي هاجرن، وما نعلم أحداً من المهاجرات ارتدت بعد إيمانها. قال: وبلغنا: «أن أبا بصير بن أَسِيد الثقفي قَدِمَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مؤمناً مُهَاجراً في المدة، فكتبَ الأخنسُ بنُ شَريق إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يسأَله أبا بصير ... » فذكر الحديث. وفي رواية: أن عروةَ سمع مَرْوان والمِسْور يُخْبِرَان عن أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لما كاتبَ سُهيلُ بنُ عمرو يومئذ، كان فيما اشترط سُهَيْل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أنه لا يأتيكَ مِنَّا أَحَد وإن كان على دِينكَ إِلا رددتَه إِلينا، وخلَّيتَ بيننا وبينه، فكره المؤمنون ذلك، وامتعضوا منه، وأبى سُهَيْل إلا ذلك، فكاتبه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على ذلك، فردَّ يومئذ أبا جندل إلى أبيه سُهيْلِ بن عمرو، ولم يأتِهِ أحد من الرجال إلا رَدَّهُ في تلك المدَّةِ وإن كان مسلماً، [ص: 296] وجاء المؤمناتُ مهاجرات، وكانت أمُّ كلثوم بنتُ عُقبةَ بن أبي مُعيط ممن خرج إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ وهي عاتق، فجاء أهلُها يسألون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أن يَرْجِعَها إليهم، فلم يَرْجِعْها إليهم، حتى أنزل الله فيهنَّ {إذَا جَاءَكم المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بإِيمَانِهِنَّ فإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إلى الكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [الممتحنة: 10] . قال عروةُ: فأخبرتْني عائشةُ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يمتحنُهنَّ بهذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إذَا جَاءكُمُ المُؤمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بإِيمَانِهِنَّ فإنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إلى الكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلا جُنَاحَ علَيْكمْ أنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُم بَيْنَكمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إلَى الكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبتْ أزْوَاجُهُمْ مِثلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ. يَا أَيُّهَا النَّبيُّ إذَا جَاءكَ المُؤْمِناتُ يُبَايِعْنكَ على أنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنِينَ ولا يَقْتُلْنَ [ص: 297] أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَينَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينكَ في مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ واسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 10 - 12] . قال عروة: قالت عائشة: فمن أقرَّت بهذا الشرط منهنَّ، قال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد بايعتُكِ كلاماً يُكلّمها به، والله ما مَسَّتْ يَدُه يدَ امرأة قَطُّ في المُبايعة، ما بايعهنَّ إِلا بقوله» . وفي رواية عبد الرزاق مختصرة من حديث المسور وحدَه «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نحر قَبْلَ أن يَحْلِقَ، وأمر بذلك أصحابه» . وفي رواية عن عروة «أنه سمع مَرْوَانَ والمِسْوَرَ يخبِران خبراً من خَبَرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة الحديبية ... فذكر نحو الرواية التي قبلها» ولم يقل: «عن أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي حديث سفيان الذي ثبَّته فيه معمر عن الزهريِّ: أنَّ المسورَ بن مخرمةَ ومَروانَ - يزيدُ أحدُهما على صاحبه - قالا: «خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في بضع عشرةَ مائة من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما أَتى ذَا الحليفةَ قَلَّدَ الهدْيَ وأشْعَرْهُ، وأحرم منها بعمرة، وبعث عَيْناً له من خُزاعة، وسار النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان بغدِير الأشظاظ (3) تلقَّاه عَينُه، فقال: إن قريشاً جمعوا لكَ جموعاً، وقد جمعوا لك الأحابيشَ، وهم مُقاتِلوكَ، وصادُّوكَ عن البيتِ [ص: 298] ومانِعوك، فقال: أَشيروا أيُّها الناس عليَّ، أتَرون أن أميلَ على عيالهم وذراريِّ هؤلاء الذين يريدون أن يَصُدُّونا عن البيت، فإن يأتونا كان الله قد قطع جَنْباً (4) من المشركين، وإلا تركناهم محروبين، قال أبو بكر: يا رسولَ الله، خرجتَ عامداً لهذا البيت، لا تريدُ قِتال أحد، ولا حربَ أحد، فتوجَّهْ له، فمن صدّنا عنه قاتلناه، قال: امضوا على اسم الله» . وفي رواية طرف من أوله، قالا: «خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من المدينة في بضع عشرةَ مائة من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحُليفة قلّد الهَدْي، وأشعر [هـ] ، وأحرمَ بالعمرة» لم يزد. زاد في أخرى: «وأحرم منها» ، لا أُحصي كم سمعتُه من سفيان (5) ، حتى سمعتُه يقول: لا أحفظ من الزهريِّ الإشعارَ والتقليدَ، قال: فلا أدري - يعني موضع الإشعار والتقليد، أو الحديثَ كلَّه؟ هذه روايات البخاري. وفي روايات أبي داود طرف منه أخرجه في «كتاب السُّنَّة» عن المسورِ بنِ مخرمةَ، قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- زمنَ الحديبية ... » فذكر الحديث، كذا قال أبو داود: فذكر الحديث - قال: «فأتاه - يعني عُروةَ بنَ مسعود - فجعل يكلِّم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فَكُلَّما كلَّمه أخذ بلحيته، والمغيرةُ بنُ شعبةَ قائم على رأَس النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ومعه السيفُ، وعليه المِغْفَرُ، فضربَ يَدَهُ بنعل [ص: 299] السيف، وقال: أَخِّرْ يدك عن لحيته، فرفع عروةُ رأسَهُ، فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرةُ بنُ شعبةَ» . وأخرج أيضاً في «كتاب الجهاد» بعضه، وهذا لفظه قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- زمن الحديبية في بضع عَشرةَ مائة من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلَّد الهَدْيَ وأشعره، وأحرمَ بالعمرة ... » وساق الحديث، هكذا قال أبو داود: ... وساق الحديث حتى إذا كان بالثنيَّة التي يُهبَطُ عليهم منها بَرَكَتْ به راحلتُه، قال الناسُ: حَلْ حَلْ، خَلت القصواء، مرتين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما خَلت القصواءُ وما ذاك لها بخُلُق، ولكنْ حَبسها حابسُ الفيل، ثم قال: والذي نفسي بيده لا يسألونِّي اليوم خُطّة يعظِّمون بها حُرُماتِ الله عز وجل إلا أعطيتهُم إِياها ثم زجرها فوثبتْ، فعدل عنهم، حتى نزل بأقصى الحديبية على ثَمَدٍ قليلِ الماء، فجاء [هـ] بُديلُ بنَ ورْقاءَ الخزاعيُّ، ثم أتاه - يعني عُروةَ بنَ مسعود - فجعل يكلِّم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فكُلَّمَا كلَّمَهُ أخذ بلحيته، والمغيرةُ بنُ شعبةَ قائم على رأس النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ومعه السيفُ، وعليه المِغْفَرُ، فضرب يده بنعل السيف، وقال: أخِّرْ يدك عن لحيته، فرفع عُرْوَةُ رأسَهُ، فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرةُ بنُ شعبة، قال: أيْ غُدَرُ، أولستُ أسعى في غَدْرتِكَ؟ وكان المغيرةُ صحب قوماً في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أمَّا الإسلامُ فقد قَبِلْنَا، وأمَّا المالُ: فإِنه مَالُ غدر، لا حاجةَ [ص: 300] لنا فيه ... وذكر الحديث، كذا قال أبو داود، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ... وقَصَّ الخبر - فقال سُهيل: وعلى أنه لا يأتيكَ مِنَّا رجل وإن كان على دِينكَ إلا رددتَه إلينا، فلما فرغ من قضية الكتاب قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: قوموا فانحروا، ثم احلقوا، ثم جاء نِسْوَة مؤمنات، مُهاجرات ... الآية (6) ، فنهاهم الله أن يردُّوهنَّ، وأمرهم أن يردُّوا الصَّدَاقَ، ثم رجع إِلى المدينة، فجاء أبو بَصير - رجل من قريش - يعني: أرسلوا في طلبه، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به، حتى إذا بلغا ذا الحليفة نزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بَصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفَك هذا يا فلانَ جيِّداً، فاستلَّه الآخَرُ، فقال: أجل، قد جَرَّبْتُ به، فقال أبو بصير: أرني أنظرْ إِليه، فأمكنه منه، فضربه حتى بَرَد، وفرّ الآخرُ، حتى أتى المدينةَ، فدخل المسجد يعدو، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لقد رأى هذا ذُعْراً، فقال: قُتِلَ واللهِ صاحبي، وإني لمقتول، فجاء أبو بصير، فقال: قد أوفى الله ذِمَّتَكَ، وقد رددتَني إليهم، ثم نجَّاني الله منهم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ويلُ امِّه، مِسْعَر حرب، لو كان له أحد، فلما سمع ذلك عرف أنه سيردُّه إليهم، فخرج إليهم حتى أتى سِيفَ البحر، وينفلتُ أبو جَنْدل بن سهيل، فلحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة. [ص: 301] وأخرج أبو داود أيضاً عن المسور ومروان «أنهم اصطلحوا على وَضع الحرب عشرَ سنين، يأمَنُ فيهنَّ الناسُ، وعلى أن بيننا عَيْبةً مكفوفة وأنه لا إِسلال ولا إغلال» (7) . وذكر رزين في رواية زيادة في حديث البخاري بعد قوله: «اكتب: باسمك اللهم» قال: وفي رواية قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «اكتب الشرط بيننا وبينهم: بسم الله الرحمن الرحيم ... وذَكَرَ مِثْلَ ما تقدَّم» ، وزاد بعد قوله: «كيف يُردُّ إلى المشركين وقد جاء مسلماً؟» قال: وفي رواية زيادة «فكيف نكتبُ هذا؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، مَن ذهب منا إليهم أبعدَهُ الله، ومن جاءنا منهم ورددناه، سيجعل الله له فرجاً» وزاد بعد قوله: «وقد كان عُذّب عذاباً شديداً في الله» ، قال: «فقال عمرُ بنُ الخطاب: فأمكنتُ يدَه من السيف ليضرب به أباه، فَضَنَّ به، وعلم بذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: يا عمر، لعلَّه أن يقوم في الله مقاماً يحمدُه عليه» (8) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَتَرَة الجيش) : هو الغُّبار الساطع منه، ولا تكون القَتَرةُ إلا مع سوادٍ في اللون. [ص: 302] (نذيرٌ) النذير: الذي يُعلم القومَ بالأمر الحادث. (بالثنيَّة) الثَّنيَّةُ: الطريق المرتفع في الجبل. (حَلْ حَلْ) زجر للناقة، و «حَوْب» زجر للجمل. (فألحت) أَلَحّ البعير: إذا حَرَن، وقيل: إنما يقال ذلك للجمل، فأما الناقة فإنما يقال لها: خَلأَت. (القصواء) القصواء: اسم ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم-، ولم تكن قصواء، أي: مشقوقة الأذن، وإنما كان هذا لقباً لها. (حابس الفيل) الفيل: هو فيل أبرهة الذي جاء يقصد البيت ليخرِّبه، فحبس الله الفيل، فلم يتقدَّم إلى مكة، وردَّ رأسه راجعاً من حيث جاء، فأرسل الله عليهم كما قال: {طيراً أبابيل. ترميهم بحجارة من سِجِّيل} والقصة مشهورة. (خُطة) الخطة: الحال والقضية والطريقة. (حُرُمات الله) حرمات الله: جمع حرمة، يريد بها: حُرْمة الحرم، وحرمة الإحرام، وحرمة الشهر الحرام. (يتبرَّض) التَّبرُّض: أخذ الشيء قليلاً قليلاً، وهو أيضاً التَّبَلُّغ بالشيء القليل. (ثَمَد) الثمد: الماء القليل الذي لا مادة له. [ص: 303] (يجيش) جاشت البئر بالماء: [إذا] ارتفعت وفاضت، وجاشت القِدر: إذا غَلَت. (بالرِّي) الرَّيُّ: ضد العطش. (صَدَروا) الصَّدَرُ: الرُّجوعُ بعد الورود. (عَيْبة نُصح) يقال: فلانٌ عيبة نُصح فلان: إذا كان موضَع سِرِّه وثِقَتِهِ في ذلك. (أعداد مياه) الماء العدُّ: الكثير الذي لا انقطاع لمادته، كماء العيون، وجمعه: أعداد. (العُوذ) جمع عائذ: وهي الناقة إذا وضعت إلى أن يقوى وَلَدها. (المطافيل) جمع مُطْفِل، وهي الناقة معها فصيلها، فاستعار ذلك للناس، أراد به النساء والصبيان. (نَهَكَتْهم الحرب) يقول: نهكته الحرب تنهكه، أي: أضرت به وأثَّرت فيه، من نَهْك الحُمَّى، وهو ألمها وضررها. (ماددتهم) ماددتَ القوم، أي: جعلت بينك وبينهم مُدَّة. (جَمُّوا) : استراحوا، والجمام: الراحة بعد التعب. (سالفتي) السالفة: صفحة العنق، وانفرادها كناية عن الموت، لأنها لا تنفرد عما يليها إلا بالموت. [ص: 304] (استنفرت) القومَ: دعوتهم إلى قتال العدو. (بَلَّحُوا) أصل التبليح: الإعياء والفتور، والمراد: امتناعهم من إجابته وتقاعدهم به، وفيه لغة أخرى «بَلَحُوا» بالتخفيف. (قد قُلِّدت) تقليد البُدْنِ: هو أن يجعل في رقابها شيء كالقلائد من لحاء الشجر، أو غيره، ليعلم أنها هَدْي. (اجتاح) الاجتياح: إيقاع المكروه بالإنسان، ومنه الجائحة، والاجتياح والاستئصال متقاربان في مبالغة الأذى. (أشوَاباً) الأشواب والأوباش والأوشاب: سواء، وهم الأخلاط من الناس والرَّعاع. (خطة) يقال: خطة رشد، وخطة غَيّ، والرشد: خلاف الغَيِّ والضلال، والمراد: أنه قد طلب منكم طريقاً واضحاً في الهدى والاستقامة. (خليقاً) يقال: فلان خليق بكذا، أي: جدير، لا يبعد ذلك من خُلُقه. (امصص ببظر اللات) اللات: صنم كانوا يعبدونه. (والبظر) : ما تقطعه الخافضة من الهنة التي تكون في فرج المرأة، وكان هذا شتماً لهم يدور في ألسنتهم. [ص: 305] (فاجر) أصل الفجور: الميل عن الحق والتكذيب به، وكل انبعاث في شر فهو فجور. (لولا يد) اليد: النِّعمَة، وما يمتنُّ الإنسان به على غيره. (المغفر) : ما يلبسه الدَّارع على رأسه من الزَّرَدِ. (غُدَر) : معدول عن غادر، وهو بناء للمبالغة. (نخامة) النُّخامة: البصقة من أقصى الحلق. (يُحِدُّونَ) أحددتُ إليه النظر: إذا ملأت عينك منه ولم تهبه، ولا استحييت منه. (على وَضوئِه) الوَضوء، بفتح الواو: الماء الذي يُتوضَّأُ به. (البُدْن) : الإبل التي تُهدى إلى البيت في حج أو عمرة. (قاضَى) : فاعل، من القضاء، وهو إحكام الأمر وإمضاؤه، قال الأزهري: «قضى» في اللغة على وجوه، مَرْجِعها إلى انقطاع الشيء وتمامه. (ضُغْطَة) الضُّغطة: القهر والضيق. (يَرسُفُ) رسف المقيَّد في قيده: إذا مشى فيه. (فأجزه لي) يجوز أن يكون بالزاي والراء، فأما بالزاي: فمعناه من الإجازة، أي: اجعله جائزاً غير ممنوع، ولا محرَّم أو غيره، وأطلقه، وإن [ص: 306] كان بالراء المهملة: فمعناه من الإجارة: الحماية والحفظ، وكلاهما صالح في هذا الموضع. (الدَّنِيَّة) : القضية التي لا يُرضى بها ولا تُراد. (بغرزه) الغرز: الكور للناقة، كالرِّكاب لسرج الفرس، إلا أنه من جلد، فإذا كان من حديد أو خشب: فهو ركاب. (وَيلُ امِّهِ مِسْعَرُ حَرْب) مسعر الحرب: مُوقِدها، يقال: سعرتُ النار وأسعرتُها: إذا أوقدتها، والمِسعَر: الخشب الذي توقَد به النار، وقوله: «ويل امه» كلمة يتعجَّب بها. (سِيفُ البحر) : جانبه وساحله. (بِعصَم الكَوافِر) العِصَم: جمع عِصمَة، وهو ما يتمسَّك به، والكوافر: جمع كافرة، وأراد بعصمها: عقد نكاحها. (امتَعَضُوا) الامتعاض: كراهيةُ الشيء والغيظ منه. (العاتق) من الجواري: التي أدركت فَخَدِرَتْ. (الأحابيش) : الجماعات المجتمعة من قبائل شَتَّى متفرقة. (جَنْباً) الذي جاء في كتاب الحميدي «كان الله قد قطع جنباً من المشركين» وشرحه في غريبه فقال: الجنب: الأمر، يقال: ما فعلت هذا في جَنب حاجتي، إلا في أمر حاجتي، والجنب: القِطعةُ من الشيء تكون [ص: 307] معظمه، أو شيئاً كثيراً منه، والذي جاء في كتاب البخاري «قد قطع عيناً من المشركين» فإن صحت الرواية ولم تكن غلطاً من الناسخ: فيكون معناه - والله أعلم- من العين: الجاسوس، أي: كفى الله منهم [من] كان يرصُدنا، ويتجسَّس علينا أخبارنا. (محروبين) المحروب: المسلوب، يقال: حُرِبَ فلان ماله: إذا سُلِبَهُ. (خَلَتِ القصواء) قد جاء في هذه الرواية «خلت القصواءُ» بترك الهمزة، واللغة «خَلأَت» فإن صحت الرواية: كان قد خفف الهمزة، وهو مذهب مشهور في العربية. (عيبة مكفوفة) المكفوفة: المشرجة والمشدودة (9) ، والعيبة هاهنا: مثل، والمعنى: بيننا صدور سليمة، وعقائدُ صحيحة في المحافظة على العهد الذي تعاهدنا، والعقد الذي عقدنا، وقد يُشبَّه صدر الإنسان - الذي هو مستودع سَرِّه وموضع مكنون أمره بالعَيبة التي يودِعها متاعَه، ويصون فيها ثيابه. (لا إسلال ولا إغلال) الإسلال: من السَّلَّة، وهي السرقة، والإغلال: الخيانة، يقال: أغلَّ الرجل إغلالاً: إذا خان، وغل من الغَنيمة غلولاً، وقال بعضهم: إن الإسلال من سلّ السيوف في الحرب، والإغلال: لبس الدروع، وليس بمرضٍ. [ص: 308] (مقاماً يحمَده عليه) هذا القول من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في حق سهيل بن عمرو: إشارةً إلى ما كان عند وفاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وارتداد الناس بمكة، فقام خطيباً ووعظهم، وثبَّتهم على الإسلام، فكان هذا هو المقام الذي يحمده عليه.   (1) هو مقول الزهري، وصله ابن مردويه في تفسيره من طريق عقيل. (2) كذا في الأصل: أزواجهن، والذي في نسخ البخاري المطبوعة: أزواجهم، وهو أصوب. (3) وفي بعض النسخ: الأشطاط، وهو موضع تلقاء الحديبية. (4) في نسخ البخاري المطبوعة: عيناً، وانظر الكلمة في " غريب الحديث ". (5) القائل: علي بن المديني. (6) قال في " عون المعبود ": كذا في النسخ، والظاهر أنه سقط بعض الألفاظ من هذا المقام، وفي " المشكاة " برواية الشيخين: ثم جاء نسوة مؤمنات، فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ... } الآية. (7) رواه البخاري 5 / 241 - 260 في الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب، وفي باب ما يجوز من الشروط في الإسلام، وفي الحج، باب من أشعر وقلد بذي الحليفة ثم أحرم، وباب النحر قبل الحلق في الحصر، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي تفسير سورة الممتحنة، وأبو داود رقم (2765) و (2766) في الجهاد باب في صلح العدو، ورقم (4655) في السنة، باب في الخلفاء. (8) رواية رزين هذه رواها أحمد في " المسند " 4 / 326. (9) في اللسان: المشرجة المعقودة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/323، 328) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وفي (4/323) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن يسار. وفي (4/327، 328) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، وفي (4/331) قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا معمر، والبخاري (2/206) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. وفي (3/252) قال: حدثني عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (5/157) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (5/161) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا سفيان - قال: وثبتني معمر بعد الزهري -. وفي (5/161) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا يعقوب. قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب، وأبو داود (1754) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2766) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: سمعت ابن إسحاق. وفي (4655) قال: أنبأنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا معمر. والنسائي في الكبرى (ورقة 114- ب) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان (قال: وثبتني معمر بعد عن الزهري) . وابن خزيمة (2906) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا سلمة. قال: حدثني محمد بن إسحاق. وفي (2907) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن خَشْرم. قال: أخبرنا ابن عيينة. أربعتهم - سفيان، ومحمد بن إسحاق، ومعمر، وابن أخي ابن شهاب- عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) أخرجه البخاري (3/11) قال: حدثنا محمود. قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (2765، 4655) قال: حدثنا محمد بن عبيد، أن محمد بن ثور حدثهم. والنسائي (5/169) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد بن ثور. كلاهما - عبد الرزاق، ومحمد بن ثور- عن مَعْمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. ليس فيه -مروان بن الحكم-. (*) أخرجه البخاري (3/246) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب. قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنه سمع مروان والمسور بن مخرمة، يخبران عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نحوه مختصرا. الحديث: 6108 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 286 6109 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن قريشاً صالحوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وفيهم سهيل بن عمرو، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لعليّ: اكتُبْ: بسم الله الرحمن الرحيم، قال سهيل: أمَّا بسم الله، فما ندري ما «بسم الله الرحمن الرحيم» ؟ ولكن اكتب ما نعرف: باسمك اللهم، فقال: اكتب: من مُحمَّد رسولِ الله، قالوا: لو عَلِمْنا أنَّكَ رسولُ الله لاتَّبعناك، لكن اكتب اسمك واسم أبيك، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- اكتب: من محمد بن عبد الله، فاشترطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم-: أنَّ مَن جاء منكم لم نردَّه، ومن جاءكم منا رددتمُوه علينا، فقالوا: يا رسول الله، أنكتب هذا؟ قال: نعم، إنه من ذهب منا إليهم فأبعدَه الله، ومن جاءنا منهم، سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً» . أَخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1784) في الجهاد، باب صلح الحديبية في الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1784) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكره. الحديث: 6109 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 308 6110 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خرجَ مُعتمِراً، فحال كُفَّارُ قريش بينه وبين البيت، فنحر هَدْيَه، [ص: 309] وحَلَقَ رأسهُ بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمِرُوا العامَ المقبلَ، ولا يحملَ سلاحاً عليهم إلا سيوفاً، ولا يُقيمَ إلا ما أحبُّوا، فاعتمر من العام المقبل، فدخَلَها كما كان صالحهم، فلما أن أقام بها ثلاثاً، أمروه أن يَخْرُجَ، فخرَجَ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 5 / 224 في الصلح، باب الصلح مع المشركين، وفي المغازي، باب عمرة القضاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (2701) حدثنا محمد بن رافع، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا فليح، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 6110 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 308 6111 - (ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «خرج عُبدْان (1) إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية قبل الصلح، فكتب إليه مواليهم يقولون: يا محمد، والله ما خرجوا إليكَ رغبة في دينك، وإنما خرجوا هَرَباً من الرِّقِّ، فقال ناس: [صدقوا يا رسول الله] رُدَّهم إليهم، فغضبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من ذلك، وقال: ما أُراكم تَنتهون يا معشر قريش، حتى يبعثَ الله عليكم مَن يضرب رقابكم على هذا، وأبى أن يَرُدَّهم، وقال: هم عُتَقَاءُ الله» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي قال: «لما كان يومُ الحديبية خرج إِلينا ناس من المشركين، منهم سهيل بن عمرو، وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا: يا رسول الله، قد خرج إليكَ ناس من أبنائنا وإخواننا وأرِقَّائنا، وليس بهم فِقْه في الدِّين، وإنما خرجوا فِرَاراً من أموالنا وضِياعنا، فارددهم إلينا، فإن لم يكن لهم فِقْه في الدين سَنُفَقِّهُهُم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا معشر [ص: 310] قريش، لَتَنْتَهُنَّ أو لَيَبْعَثَنَّ الله عليكم من يَضْرِبُ رِقَابَكُم بالسيف على الدِّين، قد امتحن الله قلوبهم على الإيمان، قال أبو بكر وعمر: مَن هو يا رسولَ الله؟ قال: هو خَاصِفُ النَّعْل، وكان قد أعطى عليّاً نعلَه يَخصِفُها، ثم التفت إلينا عليّ فقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن كذب عليَّ مُتعمِّداً فليتبوأ مقعدَهُ من النار» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يخصفها) خَصَفَ النعل يخصِفها: إذا خرزها.   (1) جمع عبد. (2) رواه أبو داود رقم (2700) في الجهاد، باب في عبيد المشركين يلحقون بالمسلمين فيسلمون، والترمذي رقم (3716) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي بن حراش عن علي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/155) (1335) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا شريك. وأبو داود (2700) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، قال: حدثني محمد، يعني ابن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، والترمذي (3715) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن شريك. كلاهما - شريك، وأبان - عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، فذكره. الحديث: 6111 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 309 6112 - (م) سلمة بن الأَكوع - رضي الله عنه - قال: «قَدِمْنا الحديبيةَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونحنُ أربعَ عشرةَ مائة، وعليها خمسون شاة لا تُرويها، قال: فقعدَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على جَبَا الرَّكِيَّةِ، فإما دعا، وإِمَّا بصق (1) فيها، قال: فَجَاشَتْ، فَسَقَيْنا وَاسْتَقَيْنَا، قال: ثم إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دعا [نا] للبيعة في أصل الشجرة، قال: فبايعتُه في أول الناس، ثم بايع وبايع، حتى إِذا كانَ في وسط من الناس قال: بايِع يا سلمةُ، قال: قلتُ: قد بايعتُكَ يا رسولَ الله في أول الناس، قال: وأيضاً قال: وقد رآني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 311] أَعْزَلَ - يعني: ليس معه سلاح - فأعطاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حَجفَة - أو دَرَقَة - ثم بايَعَ، حتى إذا كان في آخر الناس، قال: ألا تُبايعني يا سلمةُ؟ قال: قلتُ: قد بايعتُك يا رسولَ الله في أول الناس، وفي أوسط الناس، قال: وأيضاً، قال: فبايعتُه الثالثَةَ، ثم قال لي: [يا] سلمةُ، أين حَجفَتُك - أو دَرَقَتُكَ - التي أعطيتُكَ؟ قال: قلتُ: يا رسولَ الله، لقيَني عمّي عامر أعْزَلَ، فأعطيتُه إياها، قال: فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال: إنكَ كالذي قال الأول: اللهم أبْغِنِي حبيباً هو أحبُّ إليَّ من نفسي، ثم إنَّ المشركين وَاسَوْنا الصلحَ، حتى مشى بعضُنا في بعض، واصطلحنا، قال: وكنتُ تَبِيعاً لطلحةَ بنِ عُبيد الله، أسقي فرَسه وأحُسُّه وأخدُمه، وآكل من طعامه، وتركتُ أهلي ومالي مهاجراً إلى الله وإلى رسولِه - صلى الله عليه وسلم-، فلما اصطلحنا نحن وأهلُ مكةَ، واختلط بعضُنا ببعض، أتيتُ شجرة، فَكَسَحْتُ شوكَها، فاضطجعتُ في أصلها، فأتاني أربعة من المشركين من أهلِ مكةَ، فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأَبْغَضْتُهم، فتحوَّلتُ إلى شجرة أُخرى، وعلَّقوا سلاحهم، واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذْ نادى مُناد من أسفل الوادي: يَا لَلْمهاجرين، قُتِلَ ابنُ زُنَيْم، قال: فاخترطتُ سيفي، ثم شددتُ على أُولئك الأربعةِ وهم رُقُود، فأخذت سلاحهم، فجعلتُه ضِغْثاً في يدي، قال: ثم قلتُ: والذي كرَّم وجهَ محمَّد - صلى الله عليه وسلم-، لا يرفع أحد منكم رأسَهُ، إلا ضربتُ الذي فيه عيناه، قال: ثم [ص: 312] جئتُ بهم أسوقهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: وجاء عَمِّي عامر برجل من العَبَلات يقال له: مِكْرَز، يقودُهُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على فَرَس مُجَفَّف في سبعين من المشركين، فنظر إِليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: دعُوهم، يكنْ لهم بَدْءُ الفُجور وثِناه، فعفا عنهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنزل الله عز وجل {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وكانَ اللهُ بِمَا تعْمَلُونَ بَصِيراً} [الفتح: 24] ، قال: ثم خرجنا راجعين إلى المدينة، فنزلنا منزلاً، بيننا وبين بني لحيان جبل وهم المشركون، فاستغفرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لمن رَقيَ هذا الجبل الليلةَ، كأنه طَليعة للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، قال سلمةُ: فرقِيتُ تلك الليلة مرتين أو ثلاثاً، ثم قَدِمْنا المدينةَ، فبعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بظَهْره مع رَباح - غلامِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم - وأنا معه، وخرجتُ معه بفرس لطلحة أُنَدِّيه (2) ، مع الظهر، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاريُّ قد أغار على ظَهْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَاسْتَاقَه أَجْمَعَ، وقتل راعيَه، فقلتُ: يا رباحُ، خذ هذا الفرس فأبْلِغْه طلحةَ بنَ عبيد، وأخبِرْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنَّ المشركين قد أَغاروا على سَرْحه، ثم قمتُ على أَكمَة، فاستقبلتُ المدينةَ، فناديتُ ثلاثاً: يا صَبَاحَاه، ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنَّبْل، وأَرْتَجِزُ، أقول: [ص: 313] أنا ابنُ الأكوَعِ ... واليومُ يومُ الرُّضَّعِ فألحَقُ رجلاً منهم، فأصُكُّ سهماً في رَحْله، حتى خَلَص نَصْلُ السهم إلى كتفه، قال: قلتُ: خذها وأنا ابنُ الأكوع ... واليومُ يومُ الرُّضَّعِ قال: فوالله، ما زلتُ أرميهم وأَعقِرُ بهم، فإذا رجع إِليَّ فارس أتيتُ شجرة، فجلستُ في أصلها، ثم رميتُه فَعَقَرتُه، حتى إِذا تَضَايَقَ الجبل، فدخلوا في تَضَايُقِهِ عَلَوْتُ الجبل، فجعلتُ أرميهم بالحجارة، فما زلتُ كذلك أَتْبَعُهم، حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا خَلَّفتُهُ وراءَ ظهري، وَخَلَّوْا بيني وبينه، ثم اتَّبَعْتُهم أرميهم، حتى ألقَوْا أكثرَ من ثلاثين بُرْدَة وثلاثين رُمْحاً، يَسْتَخِفُّون، ولا يطرحون شيئاً إلا جعلتُ عليه آرَاماً من الحجارة يعرفُها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، حتى أتوا مُتَضَايقاً من ثَنِيَّة، فإذا هم قد أتاهم فلانُ بنُ بَدر الفزاريُّ، فجلسوا يتضحَّوْن - يعني: يتغدَّوْنَ - وجلستُ على رأس قَرْن، قال الفزاريُّ: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البَرْحَ، واللهِ ما فارقنا مُنذُ غَلَس يرمينا، حتى انْتَزَع كلَّ شيء من أيدينا، قال: فليقُم إِليه نفر منكم أربعة، قال: فَصَعِدَ إِليَّ منهم أربعة في الجبل، فلما أمْكنَوني من الكلام، قلت: هل تعرفوني؟ قالوا: لا، ومَن أَنتَ؟ قال: قلتُ: أنا سلمةُ بنُ الأكوع، والذي [ص: 314] كَرَّمَ وجهَ محمد - صلى الله عليه وسلم-، لا أطلبُ رجلاً منكم إلا أدركتُه، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني، قال أحدُهم: أنا أظنُّ، قال: فرجعوا، فما برحتُ مكاني حتى رأيتُ فَوارِسَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يتخلّلون الشجر، قال: فإِذا أوَّلهُم الأخرَمُ الأسديُّ، وعلى إثْرِهِ أبو قتادةَ الأنصاريُّ، وعلى إِثْرِهِ المقدادُ بنُ الأسودِ الكِنْديُّ، قال: فأخذتُ بعِنان الأخرم، قال: فَولَّوْا مُدبرين، قلتُ: يا أَخْرم، احْذَرْهم لا يَقْتَطِعُوكَ حتى تلحقَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، قال: يا سلمةُ إن كنتَ تؤمنُ بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنةَ حَقّ، والنارَ حَقّ، فلا تَحُلْ بيني وبين الشهادة، قال: فخلَّيتُهُ، فالتَقى هو وعبد الرحمن، قال: فعَقَر بعبد الرحمن فَرَسُهُ، وطعنَهُ عبد الرحمن فقتله، وتَحوَّل على فَرَسِهِ، ولحق أبو قتادةَ - فارسُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعبد الرحمن فطعنه فقتله، فوالذي كرَّم وجه محمد - صلى الله عليه وسلم- لَتَبعتْهُم أعْدُو على رِجْليَّ، حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمَّد ولا غبارهم شيئاً، حتى يَعدِلوا قبل غروب الشمس إلى شِعْب فيه ماء يقال له: ذو قَرَد، ليشربوا منه وهم عِطاش، قال: فنظروا إليَّ أعْدُو وَرَاءهم، فَحلَّيتُهم عنه - يعني: أجْلَيْتُهم عنه - فما ذاقوا منه قطرة، قال: ويخرجُون فيشتدُّون في ثَنِيَّة، قال: فأعْدُو، فأَلْحَقُ رجلاً منهم، فأصُكُّه بسهم في نُغْضِ كَتِفِهِ، قال: قلتُ: خُذْها وأنا ابنُ الأكوعِ ... واليومَ يومَ الرُّضَّعِ [ص: 315] قال: يا ثَكلَتْه أُمُّه، أَكْوَعُهُ بُكْرَةَ؟ قلت: نعم يا عدوَّ نَفْسِهِ أَكْوَعُك بكرة، وأَرْدَوْا فرسين على ثنيَّة، فجئتُ بهما أسوقُهما إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولحقني عامرُ بسطيِحَة فيها مَذْقَة من لَبَن، وسَطيحة فيها ماء، فتوضأتُ وشربتُ، ثم أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو على الماء الذي حَلَّيتُهم عنه، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أخذ تلكَ الإبلَ، وكلَّ شيء اسْتَنْقَذْتُه من المشركين، وكلّ رُمْح وبُرْدَة، وإذا بلال نحرَ ناقة من الإبل التي استنقذتُ من القوم، وإِذا هو يشوي لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من كَبِدِها وسَنَامِها، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، خَلِّني فَأنْتَخِبُ من القوم مائةَ رجل، فأتْبَعُ القوم، فلا يبقى منهم مُخبِر إلا قتلتُه، قال: فضحكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه في ضوء النار، فقال: يا سلمةُ، أَتُراك كنتَ فاعلاً؟ قلتُ: نعم، والذي أكرمكَ، قال: إِنهم لَيُقْرَوْن في أرض غَطَفان، قال: فجاء رجل من غَطَفَانَ، فقال: نَحَرَ لهم فلان جزوراً، فلما كشفوا جلدها رأَوْا غُبَاراً، فقالوا: أتاكم القومُ، فخرجوا هاربين، فلما أصبحنا قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كان خيرَ فُرْساننا اليومَ أبو قَتادةَ، وخيرَ رَجَّالَتِنا سلمةُ، قال: ثم أعطاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سهمين: سهم الفارس، وسهم الراجل، فجمعهما لي جميعاً، ثم أرْدَفَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وراءه على العَضْبَاء، راجعِين إلى المدينة، قال: فبينما نحن نسير، قال: وكان رجل من الأنصار [ص: 316] لا يُسْبَقُ شَدّاً، قال: فجعل يقولُ: ألا مُسابق إلى المدينة؟ هل مِنْ مُسابِق؟ فجعل يُعيدُ ذلك، قال: فلما سمعتُ كلامَه، قلتُ: أما تُكْرِم كريماً، ولا تَهابُ شَريفاً؟ قال: لا، إلا أَنْ يكونَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، بأبي وأُمِّي، ذَرْني فلأَسْبِق الرَّجُلَ، قال: إن شئتَ، قال: قلتُ: اذهب إليكَ، قال: وَثَنَيْت رِجْلي، فَطَفَرْتُ فعدوتُ، قال: فَربطتُ عليه شَرَفاً أو شَرَفَيْنِ، أَسْتَبْقي نَفسي، ثم عَدَوْتُ في إِثْرِهِ، فربطتُ عليه شَرَفاً أو شَرَفين، ثم إني رَفَعْتُ حتى أَلْحَقَه: فأصُكُّه بين كتفيه، قال: قلتُ: قد سُبِقْتَ والله، قال: أنا أظنّ، قال: فَسَبَقْتُه إلى المدينة، قال: فوالله، ما لبثنا إلا ثلاثَ ليال، حتى خرجنا إلى خيبرَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فجعل عَمِّي عامر يَرْتَجِزُ بالقوم: تَاللهِ لَوْلا الله مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلا تَصَدَّقْنا وَلا صَلَّيْنا وَنَحْنُ عنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَينا ... فَثَبِّتِ الأقدَامَ إِن لاقَيْنا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَة عَليْنا فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: من هذا؟ قال: أنا عامر، قال: غَفَرَ لكَ رَبُّكَ، قال: وما استغَفَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لإِنسان يَخُصُّهُ إلا اسْتُشْهِدَ، قال: فنادى عمرُ بنُ الخطاب وهو على جمل له: يا نبيَّ الله، لولا مَتَّعْتَنا بعامر؟ قال: فلمَّا قدِمنا خَيْبَر، قال: خرج مَلِكُهمْ مَرْحَب يخطِرُ بسيفه، يقول: [ص: 317] قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شَاكِي السِّلاحِ بَطَل مُجَرَّبُ إذا الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ قال: وبرز له عمِّي عامر، فقال: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عامِرُ ... شَاكِي السِّلاحِ بَطَل مُغَامِرُ قال: فاختلفا ضربتين، فوقع سيفُ مَرْحَب في تُرْسِ عامر، وذهب عامر يُسْفِل له، فرجع بسيفه على نفسه، فقطع أكْحَلَهُ، وكانت فيها نَفْسُه، قال سلمةُ: وخرجتُ، فإذا نفر من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولون: بَطَلَ عَمَلُ عامر، قتل نَفْسَهُ، قال: فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي - فقلتُ: يا رسولَ الله، بَطَلَ عَمَلُ عامر، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: من قال ذلك؟ قال: قلتُ: ناس من أصحابك، قال: كذَبَ من قال ذلك، بل له أجرهُ مرتين، ثم أرسلني إلى عليّ - وهو أرمَدُ - فقال: لأعطينَّ الرَّايةَ رجلاً يُحِبُّ الله ورسولَهُ، ويُحِبُّهُ الله ورسولُهُ، قال: فأتيتُ عليّاً، فجئتُ به أقودُه - وهو أَرمَدُ - حتى أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَبَصَقَ في عَيْنَيه، فَبَرأَ، وخرجَ مَرْحَب، فقال: قَدْ عَلِمتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شاكي السلاح بطل مجرَّبُ إذا الحروبُ أقبلتْ تَلَهَّبُ فقال عليّ - رضي الله عنه -: [ص: 318] أنا الذي سَمَّتْني أُمِّي حَيْدَرَهْ ... كَلَيْثِ غابات كرِيهِ المَنْظَرَه أُوفِيهُمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ قال: فضرب رأسَ مَرْحَب، فقتلهُ، ثم كان الفتحُ على يَدَيْه» . أخرجه مسلم (3) . قال الحميديُّ: في هذا الحديث من ذِكْر الإغارة على السرحِ، وقصةِ عامر وارتجازهِ، وقوله - صلى الله عليه وسلم-: «لأعطِينَّ الرايةَ» ، ما قد اتفق البخاري معه على معناه، ولكن فيه من الزيادة والشرح ما يوجب كونَه من أفراد مسلم، فأفردناه. وفي رواية أبي داود، أخرج بعضه، وسيجيء ذِكرُه في غزوة ذي قَرَد إن شاء الله (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (على جبا الرَّكِيَّةِ) الرَّكِيَّةُ: البئر، وجباها: التراب الذي أُخرج منها وجُعلَ حولها. (أعزل) الأعزل: الذي لا سلاح معه، وقوم عُزَّل، وقد جاء في أحد نسخ مسلم «عُزُل» وأراد به الواحد، ولعله غلط من الكاتب. [ص: 319] (ابغِني) بمعنى أوجدني وأعطني. (واسَوْنا) من المواساة: المشاركة والموافقة. (تَبيعاً) التَّبيع: الخادم، لأنه يتبع الذي يخدُمه. (فكسحت) كسحتُ البيت: كنستُه ونحيَّت ما في أرضه مما يؤذي ساكنه. (ضِغْثاً) الضِّغث: الحزمة المجتمعة من قضبان أو حشيش ونحوه مما يجمع في اليد. (من العَبَلات) العبَلات: أُمية الصغرى من قريش، والنسب إليهم: عَبَليٌّ. (مجفف) فرس مجفَّف: عليه تجافيف، وهي ما يستره في الحرب خوفاً عليه مما يؤذيه من سلاح وغيره، فهو في الخيل كالمُدَجَّج من الرِّجال، وهو المنغمس في الدرع والسلاح. (بدء الفجور) : ابتداؤه وأوله، وثِناه: ثانيه، وقد يمدُّ. (طليعة) الطليعة: الجاسوس. (بظهره) الظهر: ما يُعَدُّ من الإبل للركوب والأحمال. (أُنَدِّيه) قال الأصمعي: التندية بالنون: أن تُورِد الإبل والخيل، حتى تشرب قليلاً، ثم ترعى ساعة، ثم تردُّها إلى الماء من يومها، أو من الغد، والإبل تندو من الحَمض إلى الخَلَّة، فتنتقل من جنس من المرعى إلى جنس آخر، وأنكر القتيبي هذا، وقال: الصواب «لأبَدِّيه» بالباء المعجمة [ص: 320] بواحدة، أي: لأخرجه إلى البدو، وقال: ولا تكون التندية إلا للإبل خاصة، قال الأزهري: أخطأ القتيبي، والصواب ما قال الأصمعي. وللتندية معنى آخر، وهو تضمير الفرس وإجراؤه، حتى يسيل عرقه، ويقال لذلك العرق إذا سال: النَّدَى، وهذا أشبه بمعنى الحديث، والله أعلم. (سَرْحِهِ) السرح: المواشي السائمة. (على أكمَة) الأكمةُ: الرَّابيةُ ونحوها، وجمعها: أُكم وآكام وإكام. (يا صباحاه) يومُ الصَّباح: يومُ الغارة، وكان إذا دهمهم أمر صاحوا: يا صباحاه، يُعْلِمُون قومَهم بما دَهِمَهم ونابَهم، ليُبادروا إليه. (يوم الرُّضَع) أراد بقوله: يوم الرُّضَّع: يوم هلاك اللئام، والرُّضع جمع راضع، وأراد بهم: الذي يُرضِعون الإبل ولا يحلبونها خوفاً من أن يسمع حلبها من يستمنحهُم ويسألهم لبناً، وقد يكون كناية عن الشدة. (فأصكّ) الصَّكُّ: الضرب باليد، وأراد: أنه رماه بسهم. (في رحله) رَحْلُ الناقة: كورها، فأضافه إليه لأنه راكب عليه. (وأعْقِرُ بهم) عَقَرْتُ به: قتلتُ مركُوبَه، وجعلتُه راجلاً. (بُردَة) البُرْدَةُ: ضرب من الثياب. (آراماً) الآرام: جمع إرم، وهو العلم من الحجارة. (قَرَن) القَرَن: جبل صغير منفرد. [ص: 321] (البَرَح) : الشدة، يقال: لقيتُ منه بَرَحاً بارِحاً، أي: شدة شديدة. (غَلَس) الغَلَس: ظُلْمَةُ آخر الليل. (لا يقطعونك) الاقتطاع: أخذ الشيء والانفراد به، أراد به: لا يرونك منفرداً فيطمعوا فيك فيقتلوك. (شِعْب) الشِّعْبُ: الفُرْجَةُ بين الجبلين كالوادي. (فَحَلَّيْتُهم) عن الماء: أي: طردتُهم، هكذا جاء لفظ الحديث مُشدداً غير مهموز، وبهذا شرحه الحميدي في كتابه، والمعروف في اللغة: حَلأتُ الإبل مشدداً مهموزاً، ولعل الهمزة قد قُلبت ياء، وليس بالقياس، لأن الياء لا تُبدل من الهمزة إلا أن يكون ما قبلها مكسوراً، نحو إيلاف وبير، وقد جاء شاذاً: قَرَيْتُ في قرأتُ، وليس بالكثير. (فَيُسنِدونَ) وقد تقدَّم في أول هذه الغزوة ذكر «يسندون» وهو الصعود في الجبل. (نُغض) الكتف: الغضروف العريض الذي على أعلاه. (أكْوَعُه بكرة) قوله: أكوعه بكرة، يعني: الأكوع الذي كان قد تبعنا من بكرة، فإنه كان أول ما لحقهم قال: أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرُّضع [ص: 322] [فلما عاد] قال لهم هذا القول، فقال له: أنت الذي كنت معنا بكرة؟ قال له في الجواب: نعم أكوعك بكرة. (أرْدَوا فرسين) أرديتُه: رميتُه وتركته، والمراد: أنهم من خوفهم تركوا من خيلهم فرسين، ولم يقفوا عليهما هرباً وخوفاً أن يلحقهم. (مَذقَة من لبن) لبن ممذوق، أي: مخلوط بماء، والمراد بقوله: «مَذْقَة» شربة قليلة من لبن ممذوق. (لَيُقْرَوْن) القِرى: الضِّيافة ونُزُل الضَّيْف. (فأنتخب) الانتخاب: الاختيار، وانْتِقَاءُ الجَيِّد. (جزوراً) الجزور: البعير ذكراً كان أو أنثى، إلا أن اللفظة مؤنثة. (العَضباء) : لقبُ ناقةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ولم تكن عضباء، أي: مشقوقة الأذُن. (شدّا) الشدّ: العدو. (فربطتُ) أي: تأخَّرتُ، كأنه ربط نفسه، أي: شدَّها. (شَرَفاً) الشَّرَفُ: الشَّوطُ والقَدْرُ المعلوم من المسافة. (لولا متَّعْتنا) «لولا» هاهنا بمعنى: هَلا، و «متعتنا» بمعنى: جعلتنا ننتفع به، فإنه - صلى الله عليه وسلم- كان إذا استغفر في غزوة لأحد على الخصوص، أو ترَّحم [عليه] : عرفوا أنه يموت أو يُقتل، فقالوا لما استغفر له: هلا تركتنا [ص: 323] نستمتع بحدائه في طول حياته؟ (يَخْطِر بسيفه) خَطَر بسيفه: إذا هَزّهُ مُعجَباً بنفسه، مُتعرِّضاً للمبارزة، ويجوز أن يكون أراد به: أنه كان يخطِر في مِشْيَتِه، أي: يتمايل ويمشي مِشْيَةَ المعجَب بنفسه، وسيفُه في يده، فكأنه خطر وسيفه معه. (شاكي السلاح) : ذو شدَّة وشوكة وحِدَّة في سلاحه. (مُغَامِرُ) رجل مُغامر: إذا كان يَقتحم المهالك. (يَسفُل) سفلتُ له أسفُل في الضرب: إذا عمدتَ أن تضرب أسافِلَه من وسطه إلى قدميه. (حَيْدَرَة) : اسم للأسد، وذلك أن فاطمةَ بنتَ أسد أُمَّ علي بن أبي طالب لما ولدته سمته باسم أبيها، وكان أبو طالب غائباً، فلما قدم كره هذا الاسم، فسماه علياً. (السَّندَرة) : مِكْيَال ضخم. (كَلَيْث غابات) الليث: الأسد، و «الغابات» جمع غابة، وهي الأجَمَةُ، وأُسود الغابات موصوفة بالشدة.   (1) يقال: بزق، وبصق، وبسق، ثلاثة لغات بمعنى، والسين قليلة الاستعمال. (2) في المطبوع: أندبه، وهو خطأ. (3) رقم (1807) في الجهاد، باب غزوة ذي قرد وغيرها. (4) سيأتي في الحديث رقم (6124) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1807) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هاشم بن القاسم. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو عامر العقدي، كلاهما عن عكرمة بن عمار. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وهذا حديثه، أخبرنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد، حدثنا عكرمة - وهو ابن عمار- حدثني إياس بن سلمة، حدثني أبي، قال: فذكره. الحديث: 6112 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 310 6113 - (خ م ت س) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال يزيد بن أبي عبيد: «قلتُ لسلمةَ: على أيِّ شيء بايعتم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ الحُديبية؟ قال: على الموتِ - وفي رواية قال: بايَعنا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تحت الشجرة، فقال لي: [ص: 324] يا سلمةُ: ألا تُبايِعُ؟ قلتُ: يا رسولَ الله، قد بايعتُ في الأول، قال: وفي الثاني» . وفي أخرى قال: «بايَعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم عَدَلْتُ إلى ظِلِّ شجرة، فلما خَفَّ الناسُ قال: يا ابنَ الأكوع: ألا تبايعُ؟ قلت: قد بايعتُ، قال: وأيضاً، قال: فبايعتهُ الثانيةَ، فقلتُ: يا أبا مُسْلِم، على أي شيء تبايِعُون يومئذ؟ قال: على الموتِ» . أخرجه البخاريُّ ومسلم، وأخرج الترمذي والنسائي الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 346 في المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي الجهاد، باب البيعة في الحرب على أن لا يفروا، وفي الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس، وباب من بايع مرتين، ومسلم رقم (1860) في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، والترمذي رقم (1952) في السير، باب ما جاء في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 7 / 141 في البيعة، باب البيعة على الموت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/47) قال: حدثنا حماد بن مَسْعَدة. وفي (4/51) قال: حدثنا صفوان. وفي (4/54) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، والبخاري (4/61) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، وفي (5/159) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. وفي (9/97) قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، قال: حدثنا حاتم، وفي (9/98) قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (6/27) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم - يعني ابن إسماعيل -. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا حماد ابن مَسْعَدَة. والترمذي (1592) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، والنسائي (7/141) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. خمستهم - حماد، وصفوان بن عيسى، ومكي، وحاتم، وأبو عاصم - عن يزيد بن أبي عُبيد، فذكره. الحديث: 6113 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 323 6114 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إن الناسَ كانوا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ الحديبية، تفرَّقوا في ظلال الشجر، فإذا الناس، مُحْدِقُون بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: - يعني عمرَ -: يا عبد الله، انظرْ ما شأنُ الناسِ أَحْدَقُوا برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فذهب فوجدهم يُبايعون، فبايعَ، ثم رجع إلى عمرَ، فخرج فبايَعَهُ» . أخرجه البخاري (1) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 350 في المغازي، باب غزوة الحديبية، قال: وقال هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عمر بن محمد العمري، أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ... [ص: 325] فذكره، قال الحافظ في " الفتح ": كذا وقع بصيغة التعليق، وفي بعض النسخ: وقال لي، وقد وصله الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان عن دحيم - وهو عبد الرحمن بن إبراهيم - عن الوليد بن مسلم بالإسناد المذكور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره تعليقا (7/350) في المغازي، باب غزوة الحديبية قال: وقال هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عمر بن محمد العمري، أخبرني نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما - ... فذكره، قال الحافظ في «الفتح» : كذا وقع بصيغة التعليق، وفي بعض النسخ، وقال لي: وقد وصله الإسماعيلي، عن الحسن بن سفيان، عن دحيم، هو عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم بالإسناد المذكور. الحديث: 6114 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 324 6115 - (م) معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: «لقد رأيتُني يوم الشجرة والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يبايع الناس، وأنا رافع غُصْناً من أغصانها عن رأْسه، ونحن أربعَ عشرةَ مائة، قال: لم نبايعْهُ على الموتِ، ولكن بايعناه على أن لا نَفِرَّ» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1858) في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/25) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي أبو محمد، قال: حدثنا خالد. ومسلم (6/26) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا يزيد بن زريع، عن خالد. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن يونس. كلاهما - خالد الحذاء، ويونس بن عبيد- عن الحكم بن عبد الله بن الأعرج، فذكره. (*) عقب رواية أحمد بن حنبل. قال ابنه عبد الله: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري. قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن خالد، عن الحكم بن الأعرج: يد الله فوق أيديهم قال: أن لا يفروا. الحديث: 6115 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 325 6116 - (م ت س) أبو الزبير - رحمه الله - «أنه سمع جابراً - رضي الله عنهُ - يُسأَلُ: كم كانوا يومَ الحديبية؟ قال: كنا أَرْبَعَ عشرةَ مائة، فبايعناه، وعمرُ آخذ بيده تحتَ الشجرة، وهي سَمُرَة، فبايعناه، غير جَدِّ بنِ قيس الأنصاريِّ، اختفى تحتَ بَطْنِ بعيرِهِ - زاد في رواية: وقال: بايعناه على أن لا نفرَّ، ولم نبايِعْه على الموت» . وهذه الزيادة وحدَها أيضاً لسفيان بن عيينة عن أبي الزبير، أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي عن جابر في قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] قال: بايَعْنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على أن لا نَفِرَّ، ولم نبايعْهُ على الموت. [ص: 326] وفي أخرى له قال جابر: «لم نُبايِعْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على الموت، إنما بايعناه على أن لا نَفِرَّ» . وأخرج النسائي رواية الترمذي الأخيرة (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1856) في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال والترمذي رقم (1951) في السير، باب ما جاء في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 7 / 140 و 141 في البيعة، باب البيعة على أن لا نفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه الحميدي (1275، 1277) ، وأحمد (3/381) . ومسلم (6/25) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. (ح) وحدثنا ابن نمير، والترمذي (1594) قال: حدثنا أحمد بن منيع. والنسائي (7/140) قال: أخبرنا قتيبة. ستتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، وابن نمير، وابن منيع، وقتيبة - قالوا: حدثنا سفيان ابن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (3/355) قال: حدثنا يونس بن محمد، وحُجَين. والدارمي (2458) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله. ومسلم (6/25) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رُمح. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (2923) عن قتيبة. خمستهم - يونس، وحجين، وأحمد بن عبد الله، وقتيبة، وابن رمح - عن ليث بن سعد. 3 - وأخرجه أحمد (3/396) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة. 4 - وأخرجه أحمد (3/341) قال: حدثنا حسن. وفي (3/347) قال: حدثنا موسى. كلاهما -حسن، وموسى - قالا: حدثنا ابن لهيعة. 5 - وأخرجه مسلم (6/25) قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جُريج. خمستهم - سفيان، والليث، وموسى بن عقبة، وابن لهيعة، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 6116 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 325 6117 - (م) أبو الزبير - رحمه الله - عن جابر - رضي الله عنه - «أنه سُئِلَ: هل بايعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بذي الحُليفة؟ فقال: لا، ولكن صلى بها، ولم يُبايعْ عند شجرة، إلا الشجرةَ التي بالحديبية» . قال ابن جريج: وأخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابراً يقول: «دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على بئرِ الحديبيةِ» . أخرجه مسلم. وهذا الحديث أفرده الحميديُّ عن الذي قبله، وجعلهما حديثين، وهما بمعنى واحد، وحيث أفرده اتَّبعناه (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1856) في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/325) . ومسلم (6/25) قال: حدثني إبراهيم بن دينار. كلاهما - أحمد، وإبراهيم- قالا: حدثنا حجاج بن محمد الأعور مولى سليمان بن مجالد قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، فذكره. الحديث: 6117 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 326 6118 - (خ م) عمرو بن دينار قال: سمعتُ جابرَ بنَ عبد الله - رضي الله عنهما - يقول: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ الحديبية: «أنتم اليومَ خيرُ أهل الأرض، وكنا ألفاً وأربعمائة، قال: ولو كنتُ أبْصرُ اليوم، [ص: 327] لأريتُكم مكانَ الشجرة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 341 و 342 في المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي تفسير سورة الفتح، باب {إذ يبايعونك تحت الشجرة} ، وفي الأشربة، باب شرب البركة والماء المبارك، مسلم رقم (1856) في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1225) ، وأحمد (3/308) . وعبد بن حميد (1104) قال: حدثني أبو نعيم. والبخاري (5/157) قال: حدثنا علي. وفي (6/170) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (6/25) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، وسويد بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، وأحمد بن عبدة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2528) عن محمد بن منصور. عشرتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو نعيم، وعلي، وقتيبة، والأشعثي، وسويد، وإسحاق، وابن عبدة، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، فذكره. الحديث: 6118 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 326 6119 - (خ م) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: «كان أصحاب الشجرة ألفاً وثلاثَمائة، وكانت أَسْلَمُ ثُمْنَ المهاجرين» . أخرجه البخاري (1) ومسلم (2) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 7 / 342 قال: وقال عبد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عمرو ابن مرة حدثني عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما ... فذكره. قال الحافظ في " الفتح ": كذا ذكره بصيغة التعليق، وقد وصله أبو نعيم في " المستخرج على مسلم "، من طريق الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ به، وقال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ به، أقول: وقد جاء موصولاً في رواية مسلم الآتية. (2) رواه مسلم رقم (1857) في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (6/26) قال: حدثنا عبيد الله بن مُعاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شُميل. ثلاثتهم - مُعاذ، وأبو داود، والنّضر- عن شعبة، عن عمرو - يعني ابن مُرة، فذكره. الحديث: 6119 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 327 6120 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «رَجَعْنا من العام المقبل، فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله» ، قال الراوي (1) : «فسألتُ نافعاً: على أيِّ شيء بايعَهم؟ على الموت؟ قال: لا، بَايَعَهم على الصَّبْرِ» . أخرجه البخاري (2) .   (1) هو جويرية بن أسماء، الراوي عن نافع. (2) 6 / 83 في الجهاد، باب البيعة في الحرب على أن لا يفروا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4/615) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية، عن نافع، فذكره. الحديث: 6120 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 327 6121 - (خ م) طارق بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال: «انطلقتُ حاجاً، فمررتُ بقوم يُصَلُّون، قلتُ: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرةُ، [ص: 328] حيث بايعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيعةَ الرِّضوان، فأتيتُ [سعيد] بنَ المسيب فأخبرتُهُ، فقال سعيد: كان أَبي ممن بايعَ تحتَ الشجرة، قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فَعَمِيَتْ علينا، فلم نقدرْ عليها، قال سعيد: فأصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم- لم يَعْلَمُوها وَعَلِمتُموها [أنتم] فأنتم أعلم!» . [وفي رواية قال: «ذُكِرَتْ عند سعيدِ بنِ المسيبِ الشجرةُ] فضحك [وقال: أخبرني أبي، وكان شهدها» ، ولم يزد] . وفي رواية عن ابن المسيب عن أبيه قال: «لقد رأيتُ الشجرةَ ثم أتيتُها بعد عام فلم أعرِفْها» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَيْعَةُ الرِّضوان) الرضوان: الرضى، وسميت بيعة الحديبية [بيعةَ] الرضوان لقوله تعالى: {لَقَدْ رَضيَ اللهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] . (فَعَمِيَتْ) عَمِيتْ علينا، أي: خَفِيتْ، يعني: الشجرة.   (1) رواه البخاري 7 / 344 في المغازي، باب غزوة الحديبية، ومسلم رقم (1859) في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، وباب بيعة الرضوان تحت الشجرة، وقد عزاه في المطبوع إلى البخاري فقط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/433) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، وفي (5/433) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (5/158) قال: حدثنا محمود، قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل. وفي (5/159) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا قَبيصة، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (6/26) قال: حدثناه حامد بن عمر، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/27) قال: وحدثنيه محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: وقرأته على نصر بن علي، عن أبي أحمد، قال: حدثنا سفيان، ثلاثتهم - أبو عوانة، وسفيان، وإسرائيل- عن طارق بن عبد الرحمن. 2 - وأخرجه البخاري (5/158) قال: حدثني محمد بن رافع، ومسلم (6/27) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، ومحمد بن رافع. كلاهما عن شبابة بن سوار أبي عمر الفزاري، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. كلاهما - طارق بن عبد الرحمن، وقتادة - عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 6121 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 327 6122 - (خ م) عباد بن تميم - رحمه الله - عن عَمِّه عبد الله بنِ زيد [ص: 329] الأنصاريِّ قال: «لما كان يومُ الحَرَّةِ، والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلةَ، قال ابنُ زيد: علامَ يُبايعُ ابنُ حنظلةَ [الناسَ؟] (1) قيل له: على الموت، قال: لا أبايعُ على ذلك أحداً بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان شهدَ معه الحديبيةَ» . أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يومُ الحَرَّة) الحرَّةُ: أرض ذات حجارة سُود، وأراد بها حرة من حِرار المدينة، ويومُها: هو اليوم المشهور الذي جرى من أهل الشام فيه ما جرى، من قتل أهل المدينة ونهبها، وسَبي النساء والولدان في زمن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.   (1) لفظ الحديث في نسخ البخاري المطبوعة في المغازي: عن عباد بن تميم قال: لما كان يوم الحرة والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة، فقال ابن زيد: علام يبايع ابن حنظلة الناس، ولفظه في الجهاد: عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: لما كان زمن الحرة، أتاه آت فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، فقال ابن زيد: لا أبايع على هذا أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2) رواه البخاري 7 / 345 في المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي الجهاد، باب البيعة في الحرب أن لا يفروا، ومسلم رقم (1861) في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في الجهاد (109: 2) عن موسى، عن وهيب - وفي المغازي (36: 18) عن إسماعيل، عن أخيه أبي بكر، عن سليمان بن بلال - كلاهما عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد. ومسلم في المغازي (71: 17) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي هشام المخزومي، عن وهيب عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد. الأشراف (4/340) . الحديث: 6122 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 328 6123 - (خ م) أبو وائل قال: «قام سَهْلُ بنُ حُنَيْف - رضي الله عنه - يوم صفِّين، فقال: يا أَيُّها الناس، اتَّهِمُوا أنفُسَكم، لقد كُنَّا مع رسولِ الله [ص: 330] صلى الله عليه وسلم- يومَ الحديبية، ولو نرى قتالاً لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبين المشركين، قال: فجاءَ عمرُ بنُ الخطَّاب، [فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-] ، فقال: يا رسولَ الله، ألسنا على حَقّ وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: ففيم نُعطي الدَّنِيَّةَ في دِيننا، ونرجعُ ولمَّا يحكم الله بينَنا وبينَهم؟ قال: يا ابن الخطَّاب، إني رسولُ الله، ولن يُضَيِّعَني الله أبداً، قال: فانطلق عمرُ، فلم يَصْبر مُتغيِّظاً، فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، ألسنا على حَقّ وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: فعلام نُعطِي الدَّنيّةَ في دِيننا، ونرجعُ ولما يحكم الله بيننا وبينَهم؟ فقال: يا ابنَ الخطَّاب، إنه رسولُ الله، ولن يضيّعه الله أبداً، قال: فنزل القرآنُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالفتح، فأرسل إلى عمرَ، فأقرأه إِيَّاه، فقال: يا رسولَ الله، أَوَ فَتْح هو؟ قال: نعم، فطابَتْ نفسُهُ ورَجَعَ» . وفي رواية: فنزلتْ سورةُ الفتح، فقرأها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على عمر. وفي أخرى: أنه سمع سَهْلَ بنَ حُنَيْف بِصِفِّينَ يقول: «يا أَيُّها الناس اتَّهِموا رَأْيَكم على دِينكم، لقد رأيتُني يوم أبي جَنْدَل، ولو أستطيعُ أن أردَّ أمرَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لرددتُه، وما وضعنا سُيوفَنا على عواتقنا إلى أمر يُفْظِعُنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه، غير هذا الأمر» . [ص: 331] زاد في رواية: «ما نَسُدُّ منه خُصْماً إلا انفجر علينا منه خُصْم، ما ندري كيف نأتي له؟» . وفي أخرى «لما قَدِمَ سهلُ بنُ حُنَيف من صِفِّينَ أتيناه نَسْتَخْبِرُهُ (1) ، فقال: اتهموا الرَّأيَ ... » وذكر نحوه. وفي أخرى «أتيتُ أبا وائل أسأله؟ فقال: كُنَّا بِصِفِّينَ، فقال رجل: ألم تر إلى الذين يُدْعَوْن إلى كتاب الله؟ فقال عليّ: نعم، فقال سَهْل بنُ حُنَيْف: اتَّهموا أَنفسكم ... وذكر الحديث» أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إلى أمر يُفظِعنا) الأمر الفظيع: الشنيع الشديد، وقوله: «يُفْظِعنا» أي: يُوقِعنا في أمر فظيع شديد علينا. (خُصْماً) الخُصْم: الطرَف، وخُصم كل شيء: طرَفُه، وأراد بقوله: «ما نشدُّ خُصْماً إلا انفجر علينا منه خُصم» : الإخبار عن انتشار [الأمر وشدته، وأنه لا يتهيأ] إصلاحه وتلافيه، لأنه بخلاف ما كانوا عليه [ص: 332] من الاتفاق، ولذلك قال: «إلا أسْهَلَنْ بنا» أي رأينا في عاقبة السلوك فيه سهولة، كأنه ركب السَّهْلَ في طريقه، ولم يَرَ فيه مكروهاً.   (1) في المطبوع: نستخير. (2) رواه البخاري 13 / 244 و 245 في الاعتصام، باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس، وفي الجهاد، باب إثم من عاهد ثم غدر، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي تفسير سورة الفتح، باب إذا يبايعونك تحت الشجرة، ومسلم رقم (1785) في الجهاد، باب صلح الحديبية في الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/485) قال: حدثنا يَعْلَى بن عُبَيْد. والبخاري (4/125) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا يزيد بن عبد العزيز. وفي (6/170) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق السُّلمي، قال: حدثنا يعلى. ومسلم (5/175) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نُمير. (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4661) عن أحمد بن سُليمان، عن يَعْلَى بن عُبَيْد. ثلاثتهم - يعلى، ويزيد، وعبد الله بن نُمير- عن عبد العزيز بن سياه، قال: حدثنا حَبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، فذكره. الحديث: 6123 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 329 غزوة ذي قَرَد قال البخاري: وهي الغزوة التي أغاروا [فيها] على لقاح النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل خيبر بثلاث (1) . 6124 - (خ م د) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «خرجتُ قبل أن يُؤذَّنَ بالأُولى، وكانت لِقَاحُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تَرْعى بذي قَرَد، فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، فقال: أُخِذَتْ لقاحُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: مَن أخَذَها؟ قال: غَطَفانُ، قال: فصرختُ ثلاثَ صَرَخَات: يا صباحاه، قال: فأسمعتُ ما بين لابَتي المدينة، ثم اندفعتُ على وجهي، حتى أدركتُهمْ وقد أخذوا يسقون (2) من الماء، فجعلت أرميهم بَنَبْلي - وكنتُ رامياً - وأقول: أنا ابنُ الأكوعِ ... اليومُ يومُ الرُّضَّعِ وأرتجز، حتى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ منهم، واسْتَلَبْتُ منهم ثلاثين بُرْدَة، [ص: 333] قال: وجاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- والناسُ، فقلت: يا نبيَّ الله، إني قد حَمَيْتُ القومَ الماءَ وهم عِطَاش، فابعثْ إليهم الساعةَ، فقال: يا ابنَ الأكوع: مَلكتَ فأسْجِحْ، قال: ثم رجعنا، ويُرْدِفُني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ناقته، حتى دخلنا المدينة» . وفي رواية: أنَّ سلمةَ بن الأكوع قال: «خرجتُ من المدينة أريدُ الغابةَ، حتى إذا كنتُ بِثَنيَّة الغابةِ، لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، فقلتُ: وَيْحَكَ، ما بكَ؟ قال: أُخِذَت لِقاحُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: مَن أخَذَها؟ قال: غطفانُ وفَزَارةُ، قال: فصرختُ ثلاثَ صَرَخَات ... ثم ذكر نحوه» وفي آخره: «ملكتَ فأسْجِح، إن القوم يَغْزُونَ» . قال الحميديُّ في كتابه: الصواب: «يُقْرَونَ» (3) بالقاف والراء. أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود عن سلمة بن الأكوع هذا الحديث نحو ما أخرجه مسلم في حديث الحديبية، وهذا لفظه، قال سلمةُ: «أغارَ عبد الرحمن بنُ عُيينة على إبلِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقتل راعيها، وخرج يَطْرُدها هو وأُناس [ص: 334] معه في خَيل (4) ، فعجلتُ وجهي قِبَلَ المدينةِ، ثم ناديْتُ ثلاثَ مرات: يا صباحاه، ثم اتَّبَعْتُ القومَ، فجعلتُ أرْمي وأعقِرُهم، فإذا رجع إليَّ فارس جلستُ في أصل شجرة، حتى ما خلق الله شيئاً من ظهر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إلا خَلّفْتُه وراءَ ظهري، وحتى ألْقَوْا أكثرَ من ثلاثين رُمحاً وثلاثين بُردة، يستخِفُّون منها، ثم أتاهم عُيَيْنَةُ مَدداً، فقال: لِيَقُمْ إليه نَفَر منكم، فقام منهم أربعة فَصَعِدوا الجبلَ، فلما أسمعتُهم، قلتُ: أتعرفوني؟ قالوا: ومَن أنتَ؟ قلتُ: أنا ابنُ الأكوع، والذي كَرَّمَ وجهَ محمدّ - صلى الله عليه وسلم- لا يطلبني رجل منكم فيُدركني، ولا أطلبُه فيفوتني، فما برحتُ حتى نظرتُ إلى فوارس رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يتخلَّلون الشجرَ، أوَّلُهم: الأخرَمُ الأسديُّ، فيلحق بعبد الرحمن بن عيينةَ، ويعطف عليه عبد الرحمن، فاختلفا طَعْنَتَيْن، فَعَقَرَ الأخرمُ عبد الرحمن (5) ، وطعنه عبد الرحمن فقتلَهُ، فتحوَّلَ عبد الرحمن على فرس الأخرم، فيلحق أبو قتادةَ بعبد الرحمن، فاختلفا طعنتين، فَعقَر بأبي قتادةَ، وقتله أبو قتادةَ، فتحوَّلَ أبو قتادةَ على فرس الأخرم، ثم جئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو على الماء (6) الذي جَلَّيتُهم (7) عنه: ذُو قَرَد، قال: ونبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- في خمسمائة، فأعطاني [ص: 335] سهم الفارس والرَّاجل» (8) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لِقَاح) اللِّقاحُ من النوق: الحوامل، واحدها: لَقُوحُ ولاقح، وقيل: اللِّقَاحُ: ذوات الألبان، الواحدة: لَقُوح ولَقِحَة، بكسر اللام وفتحها، واللَّواقح: الحوامل. (فأسْجِح) أحسنِ العفوَ، وسَهِّلِ الأمرَ، فقد قَدرتَ ومَلكتَ الأمر.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": كذا جزم به، ومستنده في ذلك حديث إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه فإنه قال في آخر الحديث الطويل الذي أخرجه مسلم من طريقه: قال: فرجعنا، أي من الغزوة إلى المدينة فوالله ما لبثنا بالمدينة إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر. (2) في نسخ البخاري المطبوعة: يستقون. (3) قال الحافظ في " الفتح ": وقوله: يقرون، بضم أوله والتخفيف، من القرى، والراء مفتوحة ومضمومة، وقيل: معنى الضم: يجمعون الماء واللبن، وقيل: يغزون، بغين معجمة وزاي، وهو تصحيف. (4) في المطبوع: في جبل، وهو تصحيف. (5) في المطبوع: فعقر الأخرم فرس عبد الرحمن، وهو خطأ. (6) في المطبوع: وهو الماء، وهو خطأ. (7) أي: نفيتهم وأبعدتهم عنه، وفي بعض النسخ: حلأتهم، بالحاء المهملة واللام المهموزة، وفي [ص: 335] نسخة الخطابي: حليتهم، قال الخطابي: معناه: طردتهم عنه، وأصله الهمزة ويقال: حَلأت الرجل عن الماء: إذا منعته الورود. (8) رواه البخاري 7 / 353 - 355 في المغازي، باب غزوة ذات قرد، وفي الجهاد، باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه حتى يسمع الناس، ومسلم رقم (1806) في الجهاد، باب غزوة ذي قرد وغيرها، وأبو داود رقم (2752) في الجهاد، باب في السرية ترد على أهل العسكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/48) مختصرا. قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (4/51، 52) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. ومسلم (5/189) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو عامر العقدي. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو علي الحنفي، عبيد الله بن عبد المجيد. وفي (5/195) قال: حدثنا أحمد بن يوسف الأزدي السلمي، قال: حدثنا النضر بن محمد. وأبو داود (2752) مختصرا، قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. خمستهم - عبد الصمد، وهاشم، وأبو عامر العَقَدي، وأبو علي الحنفي، والنضر - عن عكرمة بن عمار، قال: حدثني إياس بن سلمة، فذكره. (*) قال إبراهيم - ابن محمد بن سفيان - راوي صحيح مسلم -: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عكرمة بن عمار، بهذا الحديث بطوله. صحيح مسلم (5/195) . الحديث: 6124 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 332 غزوة خَيْبر 6125 - (خ م د س) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى خَيْبَرَ، فَسِرْنا ليلاً، فقال رجل من القوم لعامرِ بن الأكوع: ألا تُسْمِعُنا من هُنَيْهَاتِكَ (1) ؟ وكان عامر رجلاً شاعراً، فنزل يَحْدو بالقوم، يقول: [ص: 336] اللَّهُمَ (2) لولا أَنتَ مَا اهتَدَيْنَا ... وَلا تَصَدَّقْنَا ولا صَلَّينَا فَاغفِرْ فِدَاء لَكَ (3) مَا اقْتَفَيْنا ... وَثَبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لاقيْنَا وَأَلْقِيَنْ سَكِينَة عَلَيْنا ... إنَّا إذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنا وبِالصيِّاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن هذا السائق؟ فقالوا: عامرُ بنُ الأكوع، فقال: يرحمه الله، قال رجل من القوم: وَجَبَتْ يا رسول الله؛ لولا مَتَّعْتَنا به! ، قال: فأتينا خيبرَ، فحاصرناهم، حتى أصابتْنا مَخْمَصَة شديدة، ثم إن الله فتحها عليهم، فلما أمْسَى الناسُ مساءَ اليوم الذي فُتِحَتْ عليهم أوْقدوا نيراناً كثيرة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما هذه النيرانُ؟ على أيِّ شيء توقدون؟ قالوا: على لحم، قال: على أيِّ لحم؟ قالوا: لحم الحُمُر الإِنسية، [ص: 337] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أهْرِيقُوها واكْسِرُوها، فقال رجل: يا رسول الله، أوَ نُهرِيقُها ونغسلها؟ فقال: أَو ذَاكَ، فلما تَصَافَّ القومُ كان سَيفُ عامر فيه قِصَر، فتناول به يهودياً ليضربَهُ، فرجع ذُبابُ سيفه، فأصاب رُكْبَتَهُ، فماتَ منها، فلما قَفَلُوا، قال سلمةُ: رآني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شاحِباً ساكتاً (4) ، قال سلمةُ - وهو آخذ بيدي -[قال: ما لك؟] فقلت [له] : فداك أبي وأُمِّي، زعموا أن عامراً حَبِطَ عَمَلُه، قال: مَن قاله؟ قلتُ: قاله فلان وفلان، وأُسَيْد بنُ حُضَير، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كذبَ مَن قاله، إن له لأجْرَيْن، وجمع بين إصبعيه، إنه لجاهد مُجاهِد، قَلَّ عربيّ مشى بها مثلَه. وفي رواية: نشأ بها» . أخرجه البخاري ومسلم، ولم يقل مسلم: «نشأ بها» . ولمسلم قال سلمةُ: «لما كان يومُ خيبر قاتَل أخي قتالاً شديداً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فارتدّ عليه سَيْفُهُ فقتله، فقال أصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك - وشكُّوا فيه - رجل مات في سلاحه، قال سلمةُ: فقفل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من خيبرَ، فقلت: يا رسولَ الله، ائْذَنْ لي أن أرْجُزَ بك، فأَذِنَ له رسول الله [ص: 338] صلى الله عليه وسلم- فقال عمر [بن الخطاب] : اعلمْ ما تقول، فقلتُ: واللهِ لولا الله مَا اهْتَدَيْنا ... وَلا تَصَدَّقْنا ولا صلّينَا فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: صدقتَ. فأنزِلَنْ سكينة علينا ... وثبّت الأقدام إن لاقَينَا والمشركون قد بَغَوْا علينا فلما قضيتُ رَجَزي، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن قال هذا؟ قلتُ: قاله أخي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يرحمه الله، قال: فقلتُ: يا رسول الله، والله إِن ناساً ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رَجُل مات بسلاحه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كذبوا، مات جاهِداً مجاهداً» . قال ابن شهاب: ثم سألتُ ابناً لسلمةَ بنِ الأكوع؟ فحدَّثني عن أبيه مثل ذلك، غير أنه قال - حين قلتُ: «إن ناساً يهابون الصلاة عليه» ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كذبوا مات جاهداً مجاهداً، فله أجره مرتين» . وأخرجه أبو داود مختصراً، قال: «لما كان يومُ خيبر قاتل أخي قتالاً شديداً، فارتدَّ عليه سَيفُهُ فقتله، فقال أصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك - وشكُّوا فيه - رجل مات بسلاحه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ماتَ جاهداً مُجاهداً. [ص: 339] قال ابن شهاب: ثم سألت ابناً لسلمة بنِ الأكوع ... » وذكر باقي الحديث إلى آخره. وأخرجه النسائي مثل رواية مسلم المفردة بطولها، وزاد: «وأشار بإصبعيه» (5) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هُنَيْهَاتِكَ) هنيهاتك وهُنَيَّاتك، يعني: الأشياء التي تظهر منه مما يُسْتَغْرَبُ ويستظرف ويُسْتَحْسَن ويُشتهى ونحو ذلك. (وَجَبَتْ) قوله: وجبت، أي: وجبت الرحمة والمغفرة التي تَرَحمَّ بها عليه، يعني: أنه باستغفاره له وجبت له المغفرة، وأنه يُقتَل شهيداً، وقد تقدَّم معنى قولهم: «لولا متّعتنا» . (مَخْمَصَة) المخمصةُ: المجاعة. (ذُبَاب) السيفِ: طرفُه الذي يُضرَبُ به. (قَفَلُوا) قفل المسافر: إذا رجع من سفره. [ص: 340] (شاحباً) الشاحبُ: الجسم المتغيِّر، تقول: شَحَبَ يَشْحَبُ. (حَبِطَ) عمله، أي: بطل، وضاع أجرُه. (جاهداً) الجاهد: المبالغُ في الأمر الذي ينتهي إلى آخر ما يَجِد، والمجاهد: الغازي في سبيل الله تعالى.   (1) وفي بعض النسخ: هنياتك، أي: أراجيزك، والهنة تقع على كل شيء. (2) كذا الرواية، قالوا: وصوابه في الوزن: لاهم، أو تالله، أو الله، وقد تقدم الحديث رقم (6112) بلفظ: تالله ... . (3) قال المازري: هذه اللفظة مشكلة، فإنه لا يقال: فدى الباري سبحانه وتعالى، ولا يقال له سبحانه وتعالى فديتك، لأن ذلك إنما يستعمل في مكروه يتوقع حلوله بالشخص، فيختار شخص آخر أن يحل ذلك به، ويفديه منه، قال: ولعل هذا وقع من غير قصد إلى حقيقة معناه، كما يقال: قاتله الله، ولا يراد بذلك حقيقة الدعاء عليه، وكقوله صلى الله عليه وسلم: تربت يداك، تربت يمينك، ويل أمه، وفيه كله ضرب من الاستعارة، لأن الفادي مبالغ في طلب رضى المفدى حين بذل نفسه عن نفسه للمكروه، فكأن مراد الشاعر: إني أبذل نفسي في رضاك. وعلى كل حال، فإن المعنى وإن أمكن صرفه إلى جهة صحيحة فإطلاق اللفظ واستعارته والتجوز به يفتقر إلى ورود الشرع بالإذن فيه ... . (4) في البخاري، كتاب الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم شاحباً، فقط، وفي مسلم: فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكتاً، فقط، وقد جمع المصنف بين روايتي البخاري ومسلم، وجاء في المطبوع من جامع الأصول: شاحباً شاكياً، وهو تصحيف. (5) رواه البخاري 7 / 356 - 358 في المغازي، باب غزوة خيبر ، وفي المظالم، باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق، وفي الذبائح والصيد، باب آنية المجوس والميتة، وفي الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز، وفي الدعوات، باب قول الله تعالى: {وصل عليهم} ، وفي الديات، باب إذا قتل نفسه خطأ فلا دية له، ومسلم رقم (1802) في الجهاد، باب غزوة خيبر، وأبو داود (2538) في الجهاد، باب الرجل يموت بسلاحه، والنسائي 6 / 30 و 31 في الجهاد، باب من قاتل في سبيل الله فارتد عليه سيفه فقتله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/47) قال: حدثنا حماد. وفي (4/48) قال: حدثنا صفوان، وفي (4/50) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (3/178) قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مَخْلد. وفي (5/166) قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (7/117، 9/9) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي (8/43) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (8/90) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (5/185، 6/65) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد، قالا: حدثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل -. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا حماد بن مَسْعَدَة، وصفوان بن عيسى. (ح) وحدثنا أبو بكر بن النضر، قال: حدثنا أبو عاصم النبيل. وابن ماجة (3195) قال: حدثنا يعقوب بن حُميد بن كاسب، قال: حدثنا المُغيرة بن عبد الرحمن. سبعتهم - حماد بن مَسْعَدة، وصفوان، ويحيى، وأبو عاصم، وحاتم، والمكي، والمغيرة - عن يزيد بن أبي عُبيد، فذكره. ورواه أيضا عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع قال: فذكر الرواية الأخرى «لما كان يوم خيبر» . أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج، ومسلم (5/86) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي في عمل اليوم والليلة (535) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، قال: حدثنا ابن عُفير، عن الليث عن ابن مُسافر. ثلاثتهم - ابن جُريج، ويونس، وابن مُسافر - عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (2538) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والنسائي (6/30) وفي عمل اليوم والليلة (534) قال: أخبرنا عمرو بن سَوَّاد بن الأسود بن عمر. كلاهما - أحمد بن صالح، وعمرو - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرحمن، وعبد الله ابنا كعب بن مالك، أن سلمة بن الأكوع قال: فذكر الحديث. (*) قال أبو داود: قال أحمد: كذا قال هو - يعني ابن وهب- وعنبسة، يعني ابن خالد، جميعا عن يونس قال أحمد: والصواب عبد الرحمن بن عبد الله. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: وهذا عندنا خطأ. والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن سلمة بن الأكوع، والله أعلم. الحديث: 6125 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 335 6126 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- غزا خيبرَ، قال: فصلّينا عندها صلاة الغَدَاةِ بغَلَس، فركبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وركبَ أبو طلحة، وأنا رَدِيفُ أبي طلحةَ، فأجْرَى نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- في زُقاقِ خيبرَ - وإن رُكبتي لتمَسُّ فَخِذَ نَبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم- وانْحَسَرَ الإزارُ عن فخذ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: فإني لأرى بَيَاضَ فَخذِ نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية: ثم حَسَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الإزارَ عن فخذه، حتى [إِنِّي] أنظر إلى بياض فَخِذِ نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما دخل القرية قال: الله أكبرُ، خَرِبَتْ خَيبرُ، إنَّا إذا نزلنا بساحة قوم، فساءَ صَباحُ المنْذَرين - قالها ثلاث مرات - قال: وقد خرج القوم إلى أعمالهم، فقالوا: محمد والخميسُ، قال: وأَصَبْنَاها عَنْوَة، وجُمع السَّبْيُ، فجاء دِحْيَةُ، فقال: يا رسولَ الله، أعطني جارية من السَّبْي، فقال: اذهب فخُذ جارية، فأخذ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيّ. فجاء رَجُل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا نبيَّ الله، أعطيتَ دِحيةَ صفيَّةَ بنتَ حُيَيّ سيدةَ قريظةَ والنضيرِ، لا تصلُح إلا لك، قال: ادعوه بها، قال: فجاء بها، [ص: 341] فلما نظر إليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قال: خُذ جارية من السَّبْي غيرَها، فأعْتَقها وتزوَّجها، فقال له ثابت: يا أبا حمزة، ما أَصْدَقَها؟ قال: نفسَها، أعْتَقها وتزوَّجَها - حتى إذا كان بالطريق جَهّزتْها أُمُّ سُليم، فأهدتْها له من الليل، فأصبحَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عَرُوساً، فقال: مَن كان عنده شيء فليجِئُ به، قال: وبَسَط نِطْعاً، قال: فجعل الرجلُ يجيءُ بالأقِطِ، وجعل الرجل يجيءُ بالتمر، وجعل الرجل يجيءُ بالسمن، فحاسُوا حَيْساً، فكانت وليمةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) ، ولهذا الحديث طُرُق كثيرة طويلة ومختصرة، وَرَدَ بَعضُها في «كتاب الدعاء» من حرف الدال، وبعضُها في «كتاب الصَّدَاق» ، من حرف الصاد، وبعضُها في ذِكْر الوليمة والحمُرُ الإِنسية في «كتاب الطعام» من حرف الطاء، وبعضها في «كتاب الجهاد» من حرف الجيم، وبعضها في ذكر الركوب والارتداف من «كتاب الصحبة» في حرف الصاد، وبعضها جاء هاهنا، ويجيءُ بعضها في فضائل المدينة من «كتاب الفضائل» في حرف الفاء، ويجيءُ باقيها في «كتاب النكاح» [ص: 342] من حرف النون إن شاء الله تعالى. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَسَرَ) عن وجهه اللثام، أي: كشفه، وكذلك الثوب عن بدنه. (الخميسُ) : الجَيْشُ. (عَنْوَة) فُتِحَتْ هذه البلدة عَنوة، أي: قهراً بغير صلح، كما يقال: أخذها بالسيف. (الأقِطُ) : لبن جامد يابس فيه قوة. (الحيسُ) : أخلاط من تَمْر وأقِط وسمن.   (1) رواه البخاري 1 / 404 و 405 في الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ، وفي الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء، وفي صلاة الخوف، باب التكبير والغلس بالصبح، وفي الجهاد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وباب التكبير عند الحرب، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، ومسلم رقم (1365) في النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها، وفي الجهاد، باب غزوة خيبر، والنسائي 6 / 131 - 134 في النكاح، باب البناء في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في الصلاة (12) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي - ومسلم في النكاح (14: 1) وفي المغازي (45: 1) عن زهير بن حرب - وأبو داود في الخراج (24: 4) عن يعقوب بن إبراهيم - والنسائي في النكاح (79: 1) وفي الوليمة في الكبرى عن زياد بن أيوب -، وفي التفسير في الكبرى عن إسحاق بن إبراهيم - أربعتهم عن إسماعيل بن إبراهيم عن عبد العزيز عن أنس. الأشراف (1/269) . الحديث: 6126 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 340 6127 - (خ) يزيد بن أبي عبيد قال: «رأيت أَثَرَ ضَرْبة في ساق سلمةَ - رضي الله عنه-، فقلتُ: يا أبا مُسلم، ما هذه؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يومَ خيبرَ، فقال لي الناسُ: أُصيبَ سلمةُ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَنَفَثَ فيها ثلاث نَفَثَات، فما اشتكيتُها حتى الساعة» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 364 في المغازي، باب غزوة خيبر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4206) حدثنا المكي بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبي عبيد قال: فذكره. الحديث: 6127 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 342 6128 - (خ م د س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «كنا مُحاصِري قَصْرَ خيبرَ، فرمى إِنسان بِجِرَاب فيه شَحْم، فَنَزَوْتُ لآخذَه، فالتفتُّ، فإذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فَاسْتَحْيَيْتُ منه» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «أصبتُ جِراباً من شَحم يوم خيبرَ، قال: فالتزمتُه، [ص: 343] وقلتُ: لا أَعْطي اليوم أحداً من هذا شيئاً، فالتفتُّ، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَبَسِّماً» . وفي رواية أبي داود والنسائي قال: «دُلِّيَ جِراب من شَحم يومَ خَيْبَر، فأتيتُه فالتزمتُه، قال: ثم قلت ... وذكر رواية مسلم - وقال: يَتَبَسَّمُ إليَّ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَنَزَوْتُ) النّزْو: الوثوب على الشيء، ومنه نزا التَّيْسُ على الأنثى.   (1) رواه البخاري 6 / 182 في الجهاد، باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الذبائح والصيد، باب ذبائح أهل الكتاب وشحومها من أهل الحرب وغيرهم، ومسلم رقم (1772) في الجهاد، باب جواز الأكل من طعام الغنيمة في الحرب، وأبو داود رقم (2702) في الجهاد، باب في إباحة الطعام في أرض العدو، والنسائي 7 / 236 في الضحايا، باب ذبائح اليهود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وبهز. والدارمي (2503) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (5/163) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. وأبو داود (2702) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، والقعنبي. والنسائي (7/236) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثني يحيى بن سعيد. خمستهم - يحيى بن سعيد، وبهز، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وشيبان، وموسى بن إسماعيل- عن سليمان بن المغيرة. 2 - وأخرجه أحمد (5/55) قال: حدثنا عفان. وفي (5/56) قال: حدثنا سليمان بن داود أبو داود. والبخاري (4/116، 5/172، 7/120) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (5/172) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا وهب. ومسلم (5/163) قال: حدثنا محمد بن بشار العبدي، قال: حدثنا بهز بن أسيد. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. خمستهم - عفان، وسليمان بن داود، وأبو داود، وأبو الوليد، ووهب بن جرير، وبهز - قالوا: حدثنا شعبة. كلاهما - سليمان، وشعبة - عن حميد بن هلال، فذكره. الحديث: 6128 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 342 6129 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- غزا خيبرَ، فأصبناها عَنْوَة، فَجُمِع السَّبْيُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3009) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، ورواه أيضاً البخاري بأطول من هذا 1 / 404 و 405 في الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ، ومسلم رقم (1365) في الجهاد، باب غزوة خيبر، والنسائي 6 / 132 و 133 في النكاح، باب البناء في السفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3009) حدثنا داود بن معاذ، ثنا عبد الوارث، (ح) وثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد ابن أيوب، أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 6129 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 343 6130 - (د) [محمد بن شهاب] الزهري - رحمه الله - أن سعيد بن المسيب أخبره أن: «رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- افْتَتَحَ بعض خيبرَ عَنْوَة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3017) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده صحيح إلا أنه مرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3017) حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الله بن محمد، عن جويرية، عن مالك، عن الزهري، أن سعيد بن المسيب أخبره، فذكره. وإسناده مرسل. الحديث: 6130 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 343 6131 - (د) [محمد بن شهاب] الزهري - رحمه الله - قال: بلغني «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- افتتح خيبر عَنْوَة بعد القتال، ونزل مَنْ نَزَلَ من أهلها على الجلاء بعد القتال» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجَلاء) : النَّفي عن الأوطان.   (1) رقم (3018) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر بلاغاً، وإسناده معضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3018) حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: فذكره. وإسناده معضل. الحديث: 6131 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 344 6132 - (د) عبد الله بن سلمان (1) - رحمه الله - أن رجلاً من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- حدَّثه، قال: «لما فَتحْنَا خيبرَ أخرجوا غنائمهم من المتاع والسَّبْي، فجعل الناس يتبايعون (2) غنائمهم، فجاء رجل، فقال: يا رسولَ الله، لقد رَبِحْتُ اليومَ رِبحاً ما ربحه أحد من أهل هذا الوادي (3) قال: ويحكَ، وما ربحتَ؟ قال: ما زلتُ أَبيعُ وأَبْتَاعُ حتى ربحتُ ثلاثمائةِ أُوقية، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ألا أُنَبِّؤكَ بخيرِ ربح (4) ؟ فقال: ما هو يا رسولَ الله؟ قال: ركعتين بعد [ص: 345] الصلاة» . أخرجه أبو داود (5) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع: عبد الله بن سلمان، والذي في " التقريب " و " التهذيب ": عبيد الله ابن سلمان، بالتصغير، وفي " بذل المجهود في حل ألفاظ أبي داود ": عبد الله، وعلى هامشه: وفي نسخة: عبيد الله. (2) في المطبوع: يبتاعون. (3) في المطبوع من جامع الأصول، ونسخ أبي داود المطبوعة: لقد ربحت اليوم ربحاً ما ربح اليوم مثله أحد من أهل الوادي. (4) في نسخ أبي داود المطبوعة: بخير رجل ربح. (5) رقم (2785) في الجهاد، باب في التجارة في الغزو، وعبيد الله بن سلمان مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2785) حدثنا الربيع بن نافع، ثنا معاوية - يعني ابن سلام- عن زيد - يعني ابن سلام - أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبيد الله بن سلمان أن رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثه قال: فذكره. وفي سنده عبيد الله بن سلمان وهو مجهول. الحديث: 6132 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 344 عُمْرَة القَضَاء 6133 - (خ م) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: اعْتَمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في ذي القَعدة، فأبى أهلُ مكةَ أن يَدَعُوه يدخلُ مكةَ، حتى قاضاهم على أن يدخلَ - يعني من العام المقبل - يُقِيمُ فيها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتابَ، كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسولُ الله، قالوا: لا نُقِرُّ بها، فلو نعلمُ أنَّكَ رسولُ الله ما منعناك، ولكن أنتَ محمدُ بنُ عبد الله، فقال: أنا رسول الله، وأنا محمدُ بنُ عبد الله، ثم قال لعليِّ بن أبي طالب: امْحُ «رسول الله» قال: لا والله، لا أمحوك أبداً، فأخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وليس يُحسِنُ يَكْتُبُ - فَكَتبَ: هذا ما قاضى عليه محمدُ بنُ عبد الله: لا يُدْخِلُ مكةَ السلاحَ إلا السيفَ في القِراب، وأن لا يَخرُجَ من أهلها بأحَد إن أراد أن يَتَّبِعَه، وأن لا يمنع من أصحابه أحداً إن أراد أن يُقيم بها، فلما دَخَلها ومضى الأجلُ أَتَوْا عليّاً، فقالوا: قل لصاحبك: اخرج عَنَّا، فقد مضى الأجل، فخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فتَبِعَته ابْنَةُ حمزةَ تنادي: يا عمُّ، يا عم، فتناولها عليّ، فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونكِ بنتَ عَمِّكِ، فحملتها، فاختصم فيها عليّ وزيد وجعفر، قال عليّ: أنا أخذتُها وهي بنتُ [ص: 346] عمّي، وقال جعفر: بنتُ عمّي، وخالتُها تحتي، وقال زيد: بنتُ أخي، فقضى بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لخالتها، وقال: الخالةُ بمنزلة الأم، وقال لعليّ: أنتَ مِنِّي، وأنا منك، وقال لجعفر: أشبهتَ خَلْقي وخُلُقِي، وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا. وفي رواية قال: «لمّا صَالَحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أهلَ الحديبية: كتب عليّ بينهم كتاباً، فكتب: محمد رسولُ الله، فقال المشركون: لا تكتبْ: محمد رسولُ الله، لو كنتَ رسولاً لم نُقاتِلْكَ، ثم [قال] لعليّ: امْحُه، فقال علي: ما أنا بالذي أَمْحوه، فمحاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده، وصالحهم على أن يدخُل هو وأصحابُه ثلاثة أيام، وأن لا يدخلوها إِلا بِجُلُبَّان السِّلاح، فسألوه: وما جُلُبَّانُ السِّلاح؟ قال: القِرَابُ بما فيه» والمسؤول عن جُلُبَّان السِّلاح هو أبو إسحاق [السبَّيعي] ، بَيَّنَ ذلك عبيد الله بن معاذ العنبريّ في حديثه قال: قال شعبة لأبي إسحاق: ما جُلُبَّان السلاح؟ قال: القِرَابُ [وما فيه] . وفي رواية قال: «صالَحَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياءَ: على أن مَن أتاه من المشركين ردَّه إِليهم، ومَن أتاهم من المسلمين لم يردُّوه، وعلى أن يدخلَها من قابل، ويُقيمَ بها ثلاثةَ أيام، ولا يدخلَها إِلا بجُلُبَّان السلاح - السيف والقوس ونحوه - فجاء أبو جَنْدَل يَحْجُلُ في قُيُودِهِ، فردَّه إليهم» . [ص: 347] وفي أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يَعْتَمرَ أَرْسَلَ إِلى أهل مكة يستأذِنُهم ليدخلَ مَكة، فاشترطوا عليه: أن لا يقيمَ بها إلا ثلاثَ ليال، ولا يدخُلها إِلا بجُلُبَّان السلاح، ولا يَدْعو منهم أحداً، قال: فأخذ يكتُبُ الشَّرْطَ بينهم عليُّ بنُ أبي طالب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسولُ الله، فقالوا: لو علمنا أنَّكَ رسولُ الله، لم نمنعْكَ، وتابَعْنَاكَ. وفي رواية لمسلم: بايعناك، ولكن اكتب: محمدُ بنُ عبد الله، فقال: أنا والله محمدُ بنُ عبد الله، وأنا رسولُ الله، قال: وكان لا يكتبُ، فقال لعليّ: امْحُ «رسولَ الله» ، فقال عليّ: لا والله لا أمحوه أبداً، قال: فأَرِنِيه، فأراه إِياه، فمحاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده، فلما دخل ومضى الأجلُ أَتَوْا عليّاً، فقالوا: مُرْ صاحبَكَ فَلْيَرْتَحِلْ، فذكر ذلك عليّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: نعم، ثم ارْتَحَلَ. وفي أخرى ثم قال لعليّ: امْحُ «رسولَ الله» ، قال: لا، والله لا أمحوك أبداً، قال: فأخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الكتاب - وليس يُحسن يكتب - فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ... الحديث، وفيه ذكر بنت حمزة، والأخذ لها، والخصومة فيها» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 348] هذه « عمرة القضاء » : ليست من الغزوات، وإنما البخاري ذَكَرَها في كتاب الغزوات، حيث تضمَّنتْ ذِكْرَ المصالحة مع المشركين في الحديبية، وحيث ذكرها هاهنا اتَّبعناه، وذكرناها مثله. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القِرَابُ) قِرَابُ السيف: ما يوضَع فيه بغمدِه، شبيه بالجِراب، وأرادوا في صلحهم أن يستروا السلاح ولا يظهروه. (جُلبَّان السلاح) الجُلبان أيضاً، يقال للقِراب وما فيه: جُلُبّان، وقال الأزهري: القِراب: غِمْدُ السيف، والجلبّان: شبه الجِراب من الأدَم يوضع فيه السيف مغموداً، ويَطرح فيه الراكب سَوطَه وأداته، ويعلقه في آخرة الرَّحْلِ، أو واسطته، وكأن اشتقاقه من الجُلْبة، وهي الجلدة التي تجعل على القَتَب، وهي كالغشاء للقِراب، وكذلك الجلدة التي تُغَشَّى بها التميمة تسمى جُلباناً، وقال ابن قتيبة «جُلُبّان» بضم الجيم واللام وتشديد الباء، قال: ولا أراه سُمِّي بذلك إلا لجفائه، ولذلك قيل للمرأة الغليظة الجافية: جُلُبّانة وفي بعض الروايات «ولا يدخلها إلا بجُلْبان [السلاح] : السيفِ والقوس ونحوهما» يريد: ما كان مُغمَداً يحتاج في إظهاره إلى معاناة، لا بالرِّماح والقنا، لأنها أسلحة مُظْهَرة يمكن تعجيل الأذى بها، قال الهروي: والقول ما قال الأزهري. [ص: 349] (يحجُل) الحَجْل: مشي المقيَّد ليقارب ما بين خطوه.   (1) رواه البخاري 7 / 385 - 391 في المغازي، باب عمرة القضاء، وفي الحج، باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وباب لبس السلاح للمحرم، وفي الصلح، باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان ابن فلان وفلان ابن فلان، وفي الجهاد، باب المصالحة على ثلاثة أيام، أو وقت معلوم، ومسلم رقم (1783) في الجهاد، باب صلح الحديبية في الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا حجين. وفيه (4/298) أيضا قال: حدثناه أسود بن عامر. والدارمي (2510) قال: حدثنا محمد بن يوسف. والبخاري (3/21، 241، 5/179) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. والترمذي (1904، 3716، 3765) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي. وفي (1904) قال: حدثنا محمد بن أحمد (ابن مَدُّوَيْهِ) ، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. وفي (3716، 3765) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. خمستهم - حجين، وأسود، ومحمد بن يوسف، وعبيد الله، ووكيع- عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6133 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 345 غزوة مُؤتة من أرض الشام 6134 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «أَمَّرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في غزوةِ مؤتةَ زيدَ بنَ حارثةَ، فقال: إن قُتل زيد فجعفر، وإن قُتل جعفر فعبد الله بن رَواحة، قال ابن عمر: فكنتُ معهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفراً، فوجدناه في القتلى، ووجدنا فيما أَقبل من جسده بِضعاً وسبعين بين طعنة ورمية (1) » . وفي أخرى «أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين، بين طعنة وضربة، ليس منها شيء في دُبُره (2) » . أخرجه البخاري (3) .   (1) في المطبوع من جامع الأصول ونسخ البخاري المطبوعة: بضعاً وتسعين من طعنة ورمية، وهو الصواب، قال الحافظ في " الفتح ": ووقع في رواية البيهقي في " الدلائل ": بضعاً وتسعين، أو بضعاً وسبعين، وأشار إلى أن بضعاً وتسعين أثبت، قال الحافظ: وأخرجه الإسماعيلي عن الهيثم بن خلف عن البخاري بلفظ: بضعاً وتسعين، أو بضعاً وسبعين بالشك، ولم أر ذلك في شيء من نسخ البخاري. (2) يعني في ظهره. (3) 7 / 393 في المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشام . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4261) أخبرنا أحمد بن أبي بكر، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. الحديث: 6134 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 349 6135 - (د) عباد بن عبد الله بن يزيد - رحمه الله - قال: «حدثني أحدُ بني مرة بن عوف (1) - وكان في غزوة مؤتة - قال: لكأني أنظر إلى [ص: 350] جعفر حين اقْتَحَمَ عن فرس له شَقْراء (2) ، فعقرها، وكان أولَ مَن عقر في سبيل الله، ثم قاتل القومَ حتى قُتِلَ» . أخرجه أبو داود، وقال: [هذا] الحديث ليس بذاك القوي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اقْتَحَم عن فرسه) الاقْتِحامُ: الدخول في الأمر العظيم من غير فكرة، والمراد به هاهنا: نزوله عن فرسه في الحرب مُسرعاً. (فعقرها) عقرتُ الفرسَ، أي: ضربت قوائمها بالسيف، أو جرحتُها جرحاً لا ينتفع بها بعده، وإنما فعل ذلك مُوَطِّناً نفسَه على الموت، لأنه إذا قتل فرسه وبَقِيَ راجلاً فقد حقّق عزيمته على القتال، وأنه لا يَفِرُّ ولا ينهزم.   (1) في " سنن أبو داود " المطبوعة و " سيرة ابن هشام ": حدثني أبي الذي أرضعني وهو أحد بن مرة بن عوف، ويعني بذلك: أبي الذي أرضعتني زوجته بلبنها منه. (2) أي: رمى نفسه عنه، وفي المطبوع: على فرس له شقراء. (3) رواه أبو داود رقم (2583) في الجهاد، باب في الدابة تعقر في الحرب من حديث محمد بن إسحاق قال: حدثني ابن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثني أبي الذي أرضعني وهو أحد بني مرة بن عوف، وإسناده حسن، ولا علة في الحديث، وابن إسحاق قد صرح فيه بالتحديث، وقد ذكره ابن هشام في " السيرة " بهذا الإسناد، وحسن إسناده الحافظ في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2573) حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني ابن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير [قال أبو داود: وهو يحيى بن عباد] حدثني أبي الذي أرضعني وهو أحد بني مرة بن عوف، وكان في الغزاة غزاة مؤتة، فذكره. قال أبو داود: هذا الحديث ليس بالقوي. الحديث: 6135 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 349 6136 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «أخَذ الرايةَ زيد، فأُصِيبَ، ثم أخذها جعفر، فأُصيبَ، ثم أخذها عبد الله بنُ رَوَاحةَ، فأُصيبَ - وإِن عَيْنَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لَتَذْرِفانِ- ثم أخذها خالدُ بنُ الوليد من غيرِ إمْرة، ففُتحَ له» . [ص: 351] وفي رواية قال «خطبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أخذ الرايةَ زيد، فأصيبَ ... » وذكر نحوه، وقال في آخره: «وما يَسُرُّنا أَنَّهم عندنا - قال أيوب: أو قال: ما يسرّهم أنهم عندنا - وعيناه تَذْرِفَان» . وفي أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَعَى زيداً وجعفراً وابنَ رَوَاحَةَ للناس، قبل أن يأتيَهم خبرُهم، فقال: أخذَ الرايةَ زيد ... فذكرهم، وقال في آخره: حتى أخذَ الرايةَ سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم» أخرجه البخاريُّ. وأخرج النسائيُّ منه طرفاً «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَعَى زيداً وجعفراً قبل أن يجيءَ خَبرُهم، فنعاه وعيناه تَذْرِفَانِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَتَذْرِفان) ذرفت العينُ: سالَ دَمْعُها.   (1) رواه البخاري 3 / 92 في الجنائز، باب الرجل ينعي إلى أهل الميت بنفسه، وفي الجهاد، باب تمني الشهادة، وباب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب خالد ابن الوليد، وفي المغازي، باب غزوة مؤتة بأرض الشام، والنسائي 4 / 26 في الجنائز، باب النعي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الجنائز (4: 2) عن أبي معمر، عن عبد الله بن عمرو، عن عبد الوارث، وفي الجهاد (7: 2) عن يوسف بن يعقوب الصفار، و (182) يعقوب بن إبراهيم فرقهما - كلاهما عن إسماعيل بن علية- وفي علامات النبوة (المناقب 25: 54) عن سليمان بن حرب، وفي فضل خالد (المناقب 55) وفي المغازي (45: 3) عن أحمد بن واقد - وهو أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني - كلاهما عن حماد بن زيد- ثلاثتهم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس، والنسائي في الجنائز (27: 9) عن إسحاق بن إبراهيم، عن سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس. الأشراف (1/215) . الحديث: 6136 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 350 6137 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله - قال: سمعتُ خالداً يقول: «لقد انقطعت يوم مُؤتَةَ تسعةُ أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة (1) يمانيَّة» أخرجه البخاري (2) .   (1) الصفيحة: السيف العريض. (2) 7 / 397 في المغازي، باب غزوة مؤتة بأرض الشام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4266) حدثني محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، عن إسماعيل، قال: حدثني قيس، قال: فذكره. الحديث: 6137 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 351 6138 - (م د) عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: «خرجتُ مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتةَ، وَرَافَقَني مَدَدِيٌّ (1) من اليمن، ليس معه غيرُ سيفِهِ، فنحرَ رجل من المسلمين جَزُوراً، فسأله المَدديُّ طائفة مِنْ جِلدِه، فأعطاه إياه، فاتخذه كهيئة الدَّرَقِ، ومضينا فَلَقِينا جموعَ الرُّوم فيهم رجل على فرس له أشقرَ، عليه سَرْج مُذَهَّب، وله سِلاح مذهّب، فجعل الرُّوميُّ يَفَرِي بالمسلمين، فقعد له المدديُّ خلف صَخْرَة، فمرَّ به الرُّوميُّ فعَرقَبَ فرسه بسيفه، وخرَّ الروميُّ، فعلاه بسيفه وقتله، وجاز فرَسه وسلاحَه، فلما فتح الله للمسلمين، بعث إليه خالدُ بنُ الوليد فأخذ منه بعضَ السَّلَبِ، قال عوف: فأتيتُ خالداً، وقلتُ له: أما علمتَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى بالسَّلَبِ للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرتُهُ، قلت: لَتَرُدَّنَّه إليه أو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأَبى أن يَرُدَّ عليه، قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقصَصْتُ عليه قِصَّةَ المدديِّ، وما فعلَ خالد، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يا خالد، ما حَمَلَك على ما صنعتَ؟ قال: استكثرتُهُ، فقال: رُدَّ عليه الذي أَخذتَ منه، قال عوف: فقلتُ: دونَكها يا خالد، ألم أُوفِ (2) لك؟ [فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وما ذلك؟ فأخبرتُه، قال:] فَغَضِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: [ص: 353] يا خالد، لا تردَّ عليه، هل أنتم تاركون (3) لي أُمَرائي لكم صِفْوة أَمرهم، وعليهم كَدَرُه؟» أخرجه أبو داود. وفي رواية مسلم قال: «خرجتُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مَع زيد بن حارثة في غزوة مؤتةَ، ورافقني مدديٌّ من اليمن ... » وساق الحديث عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بنحوه. هكذا قال مسلم، ولم يذكر لفظه، ويعني بنحوه: الرواية التي تجيءُ له بعد هذه، فإنه ذكرها في كتابه قبل هذه، قال: غيرَ أَنَّهُ قال في الحديث «قال عوف: فقلتُ: يا خالدُ، أما علمتَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسَّلَبِ للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرته» . وله في رواية «قال عوفُ بنُ مالك: قَتَلَ رجل من حِميرَ رجلاً من العَدُوِّ، فأراد سَلَبه، فمنعه خالدُ بنُ الوليد، وكان والياً عليهم، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عوفُ بنُ مالك فأخبره، فقال لخالد: ما منعكَ أن تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟ قال: استكثرتُهُ يا رسول الله، قال: ادفَعْهُ إليه، فمرَّ خالد بعوف فجرَّ بردائه، ثم قال: هل أنجزْتُ لكَ ما ذكرتُ لكَ مِنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فسمعه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فاستُغْضِبَ، فقال: لا تُعْطِهِ يا خالدُ، هل أنتم تاركون (3) لي أُمرائي؟ إنما مثلُكم ومثلُهم: كَمَثَلِ رجل استُرْعِي إِبلاً أو غنماً [ص: 354] فرعاها، ثم تَحيَّنَ سَقْيها، فأوردها حوضاً، فَشَرَعَتْ فيه، فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ، وتَرَكَتْ كَدَرَهُ، فَصَفْوُهُ لكم، وكَدَرُهَ عليهم» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَفْرِي بالمسلمين) كناية عن شدة نِكايته فيهم، يُقال: فلان يفري الفِرِيَّ: إذا كان يُبالغ في الأمر، وأصل الفَرْي: القطع. (لأعَرِّفَنّكَها) أي: لأجازينَّك بها، حتى تعرف صنيعك هذا. (دونكها) أي: خذها، كأنه وافقه على ما وعده. (صِفْوةُ) الشيء - بكسر الصاد -: خالصه، وما صفا منه، إذا أثْبَتَّ الهاء كسرت الصاد، وإذا حذفتها فتحتها، فقلت: صَفْوُ الشيء. (تَحَيَّن) تحيَّنتُ وقتَ الشيء: إذا انتظرتَه وتَرقَّبْتَه، وهو طلب الحين.   (1) أي: رجل من المدد الذين جاؤوا يمدون جيش مؤتة ويساعدونهم. (2) في نسخ أبي داود المطبوعة: ألم أف، وكلاهما صواب. (3) وفي بعض النسخ: هل أنتم تاركو لي، بحذف النون، قال النووي: هذا أيضاً صحيح، وهي لغة معروفة. (4) رواه أبو داود رقم (2719) و (2720) في الجهاد، باب في الإمام يمنع القاتل السلب إن رأى والفرس والسلاح من السلب، ومسلم رقم (1753) و (1754) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/26) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نُفير، وفي (6/27) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني صفوان بن عَمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير. (ح) قال الوليد: سألت ثورا عن هذا الحديث، فحدثني عن خالد بن معدان. ومسلم (5/149) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عَمرو بن سَرْح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير. وأبو داود (2719) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وفي (2720) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا الوليد. قال: سألت ثورا عن هذا الحديث، فحدثني عن خالد بن معدان. كلاهما - عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وخالد بن معدان - عن جبير بن نفير، فذكره. الحديث: 6138 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 352 6139 - () النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: «تلقَّانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، مُنصرَفنا من مؤتةَ، فقال قائل: أنتم الفرَّارون؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: لا، بل هم الكرّارون، وأنا فِئةُ كلِّ مسلم» أخرجه ... (1) . [ص: 355] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فئة) الفئة: القوم من الجيش من وراء المقاتلة، إن انهزموا رجعوا إليهم.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " 2 / 86 و 100 و 111، وأبو داود رقم (2647) في الجهاد، باب التولي يوم [ص: 355] الزحف، والترمذي رقم (1716) في الجهاد، باب ما جاء في الفرار من الزحف، جميعاً من حديث عبد الله بن عمر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلما لقينا العدو انهزمنا في أول عادية، فقدمنا المدينة في نفر ليلاً، فاختفينا، ثم قلنا: لو خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتذرنا إليه، فخرجنا، فلما لقيناه، قلنا: نحن الفرارون يا رسول الله، قال: بل أنتم العكارون وأنا فئتكم، وفي رواية: وأنا فئة كل مسلم، وفي سنده يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2647) حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا يزيد بن أبي زياد، أن عبد الرحمن ابن أبي ليلى حدثه أن عبد الله بن عمر، والترمذي (1716) حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عمر قال: بعثنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في سرية، فلما لقينا العدو انهزمنا في أول عادية، فقدمنا المدينة في نفر ليلا، فاختفينا، ثم قلنا: لو خرجنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واعتذرنا إليه، فخرجنا، فلما لقيناه، قلنا: نحن الفرارون يا رسول الله، قال: بل أنتم العكارون، وأنا فئتكم، وفي رواية: «وأنا فئة كل مسلم» وفي سنده يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف. الحديث: 6139 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 354 بعث أسامة بن زيد إلى الحُرَقات (1) من جهينة 6140 - (خ م د) أبو ظبيان (2) [حصين بن جندب] قال: سمعتُ أُسامةَ بنَ زيد يقول: «بَعَثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى الحُرَقَةِ، فَصَبَّحْنَا القومَ فهزمناهم، ولَحِقتُ أنا ورجُل من الأَنصار رجلاً منهم، فلما غَشِيناه، قال: لا إِله إِلا الله، فَكفَّ [عنه] الأنصاريُّ، وطعَنْتُهُ بِرُمْحِي، حتى قتلتُه، فلما قَدِمْنا، بلغَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أُسامةُ، أقتلتَهُ بعدما قال: لا إِله إِلا [ص: 356] الله (3) ؟ قلتُ: إِنما كان متعوِّذاً، فقال: أقتلتَهُ بعدما قال: لا إِله إِلا الله؟ فما زالَ يُكرِّرُها حتى تمنيتُ أَنّي لم أكنْ أسلمتُ قبلَ ذلك اليومِ» . وفي رواية قال: «بعثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في سرَّية، فَصبَّحْنا الحُرَقَات من جُهينة، فأدركتُ رجلاً، فقال: لا إله إلا الله، فطعنتُه، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرتُه للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أقال: لا إله إلا الله وقتلتَهُ؟ قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إنما قالها خوفاً من السِّلاح، قال: أَفلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ، حتى تعلم أقالها، أم لا؟ فما زال يكرِّرُها عليَّ، حتى تمنيتُ أني أسلمتُ يومئذ، قال: فقال سعد: وأنا والله لا أقتل مسلماً حتى يقتله ذُو البُطَين - يعني: أسامةَ - قال: فقال رجل: ألم يقل الله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ويَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39] ؟ فقال سعد: قد قاتلْنا حتى لا تكونَ فتنة، وأنتَ وأصحابُك تريدون أن تقاتِلوا حتى تكونَ فتنة» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود نحو الأولى، ولم يذكر الأنصاريَّ، وإنما قال: «فضربناه حتى قتلناه» (4) . [ص: 357] قلتُ: هذا سعد المذكور في الحديث هو سعدُ بن أبي وقَّاص، وسبب هذا القول من سَعْد، أن أسامةَ لما سمع هذا القول من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يُقاتِلْ مسلماً، ولا شهدَ شيئاً من الفِتَنِ الحادِثَةِ بين الصحابة، وكذلك سعد اعتزل عن الفِتَنِ، فلم يشهدْ منها شيئاً، وقال: إنني لا أَقْتُلُ إلا من يقتُلُه أسامةُ، وليس لقوله هذا في الحديث مَدْخَل، ولا له به تَعَلُّق. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غَشِيناه) أدركناه ولحقناه، كأنهم أتَوهُ من فَوقه. (مُتعوِّذاً) المُتَعوِّذُ: الملتجِئ خوفاً من القتل.   (1) بضم الحاء وفتح الراء بعدها قاف، نسبة إلى الحرقة، واسمه جهيش بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة، تسمى الحرقة لأنه حرق قوماً بالقتل فبالغ في ذلك. (2) قال النووي: أهل اللغة، يفتحون الظاء، من ظبيان، وأهل الحديث يكسرونها. (3) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن التين: في هذا اللوم تعليم وإبلاغ في الموعظة حتى لا يقدم أحد على قتل من تلفظ بالتوحيد، وقال القرطبي: في تكرير ذلك والإعراض عن قبول العذر زجر شديد عن الإقدام على مثل ذلك. (4) رواه البخاري 7 / 398 في المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى [ص: 357] الحرقات من جهينة، وفي الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، ومسلم رقم (96) في الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله، وأبو داود رقم (2643) في الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (46) عن عمرو بن محمد الناقد، وفي الديات (2) عن عمرو بن زرارة النيسابوري - كلاهما عن هشيم، عن حصين، عن أسامة بن زيد، ومسلم في الإيمان (40: 5) عن يعقوب الدورقي، عن هشيم، عن حصين، عن أسامة بن زيد، و (40: 4) عن أبي بكر عن أبي خالد الأحمر، و (40: 4) عن إسحاق وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية - كلاهما عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أسامة، وأبو داود في الجهاد (104) عن الحسن بن علي، وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن حصين بن جندب، عن أسامة. الأشراف (1/44) . الحديث: 6140 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 355 6141 - (م) جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - «بعثَ إلى عَسْعَسَ بنِ سلامةَ زَمَن فتنةِ ابنِ الزُّبير، فقال: اجمع لي نفراً من إخوانك حتى أُحدِّثَهم، فبعث رسولاً إِليهم، فلما اجتمعوا جاء جُنْدُبُ وعليه بُرْنُس أصفرُ، فقال: تحدَّثوا بما كنتم تتحدَّثون به، حتى دار الحديثُ، فلما دار الحديثُ إِليه: حَسَر البُرْنُسَ عن رأسه، فقال: إني أتيتُكم، ولا أريدُ أن أحدِّثكم إلا عن نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم- (1) ، إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بَعْثاً من المسلمين [ص: 358] إلى قوم من المشركين، وإنهم التَقَوْا، فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصِدَ إلى رجل من المسلمين قَصَدَ له فقتله، وإن رجلاً [من المسلمين] قَصَدَ غَفْلَتَه، قال: وكنا نتحدَّثُ: أنه أسامةُ بنُ زيد - فلما رفع عليه السيفَ، قال: لا إله إلا الله، فقتله، فجاء البشيرُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأله وأخبره حتى أخبره خبرَ الرجل: كيف صنع، فدعاه، فسأله، فقال: لِمَ قَتَلتَه؟ فقال: يا رسولَ الله، أوجعَ في المسلمين، وقتل فلاناً وفلاناً - وسمى له نفراً - وإني حملتُ عليه، فلما رأى السيفَ، قال: لا إله إلا الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أقتلتَهُ؟ قال: نعم، قال: فكيف تصنع بـ «لا إله إلا الله» إذا جاءت يوم القيامة؟ قال: يا رسولَ الله استغفر لي، قال: وكيف تصنع بـ «لا إله إلا الله» إِذا جاءت يوم القيامة؟ قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: فكيف تصنع بـ «لا إله إلا الله» إذا جاءت يوم القيامة؟» أخرجه مسلم (2) .   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: ولا أريد أن أخبركم عن نبيكم صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ وقد تكلف الإمام النووي رحمه الله في توجيهها. (2) رقم (97) في الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (97) حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي يحدث، أن خالدا الأثبج، ابن أخي صفوان بن محرز، حدث عن صفوان بن محرز، أنه حدث، أن جندب بن عبد الله البجلي، فذكره. الحديث: 6141 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 357 غزوة الفَتْح 6142 - (خ م د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال عُبيد الله بنُ أبي رافع - وكان كاتباً لعليّ - سمعتُ علياً - رضي الله عنه - يقول: «بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، أنا والزبيرَ والمقدادَ، فقال: انطلقوا حتى تأتوا رَوْضةَ [ص: 359] خَاخ (1) ، فإِن بها ظَعينة معها كتاب، فخذوه منها، فانطلقنا تتعادى بنا خيلُنا حتى أتينا الرَّوضة، فإذا نحن بالظَّعينةِ، فقلنا: أَخرجي الكتاب، قالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتُخْرِجنَّ الكتابَ أو لتُلْقِيَنَّ الثيابَ، فأخرجتْهُ من عِقاصها، قال: فأتينا به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا فيه: من حاطبِ بنِ أبي بَلْتَعَةَ إلى ناس من المشركين من أهلِ مكةَ، يخبرُهُم ببعض أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا حاطبُ، ما هذا؟ فقال: يا رسول الله، لا تعجَلْ عليَّ، إِني كنتُ امرءاً مُلْصَقاً في قريش، ولم أكنْ من أنْفُسهم (2) ، فكان من مَعَكَ من المهاجرين لهم قرابة يَحْمُون بها أموالهم وأهليهم بمكةَ، فأحْبَبْتُ - إِذْ فاتني ذلك من النسب فيهم - أن أتَّخِذَ فيهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلتُ كفراً، ولا ارتداداً عن ديني، ولا رضى بالكفر بعد الإِسلام، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنه قَد صَدَقَكم، فقال عمرُ: دعني يا رسول الله أضربْ عُنُق هذا المنافق، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطَّلعَ على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم، قال: فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1] » . [ص: 360] وفي رواية أبي عبد الرحمن السلمي (3) [عن عليّ] قال: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والزبيرَ بنَ العوام وأبا مَرْثَد - وكلُّنا فارس ... ثم ساقه بمعناه» ولم يذكر نزول الآية، ولا ذَكَرَها في حديث عبيد الله بعضُ الرواة، وجَعَلَها بعضُهم من تلاوة سفيان (4) ، وقال سفيان: لا أدري الآية في الحديث، أو من قول عمرو - يعني ابنَ دينار. وفي رواية نحوه، وفيه «حتى أدركناها حيث قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تسيرُ على بعير لها، فقلنا: أينَ الكتابُ الذي معكِ؟ قالت: ما معي من كتاب فأنَخْنَا بعيرَها، فَابْتَغَينا في رَحْلِها، فما وجدنا شيئاً، فقال صاحباي: ما نرى معها كتاباً، فقلتُ: لقد علمنا ما كذبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وما كذَبَ، والذي يُحلَف به لَتُخْرِجنَّ الكتاب، أو لأُجَرِّدَنَّكِ، فأهْوَتْ إِلى حُجزَتِها وهي مُحتَجِزَة بكساء - فأخرجت الصحيفة من عِقاصها، فأتينا بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - .... وذكر الحديث» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الأولى (5) . [ص: 361] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الظَّعِينة) في الأصل: المرأة ما دامت في الهَودج، ثم جُعِلَتِ المرأةُ إذا سافرتْ ظعينة، ثم نقل إلى المرأة نفسها، سافرت أو أقامت، وظَعَن يَظْعَن: إذا سافر. (عِقَاصُها) العِقاص: الخيطُ الذي تعقِص - أي تشد - به المرأة أطرافَ ذَوَائِبها، وأصل العقص: الضَّفْر واللَّيُّ، هكذا شرحه الحميدي في غريبه، وفيه نظر، فإن العِقاص: جمع عَقْصة أو عقيصة، وهي الضفيرة من الشعر إذا لُوِيَت وجُعلت مثل الرُّمانة، أو لم تُلْوَ، والمعنى: أخرجتِ الكتابَ من ضفائرها المعقوصة. (مُلْصَقاً) الملصق: هو الرجل المقيم في الحي، وليس منهم بنسب. (ابتغينا) الابتغاء: الطلب. (حُجْزة) احتجَزَ الرجل: شدَّ إزاره على وسطه، والحُجْزَةُ: موضع الشد.   (1) هي بين مكة والمدينة، بقرب المدينة. (2) في نسخ البخاري ومسلم المطبوعة: من أنفسها. (3) في المطبوع: وفي رواية عبد الرحمن السلمي، وهو خطأ. (4) في المطبوع: ولا جعلها بعضهم من تلاوة سفيان. (5) رواه البخاري 7 / 400 في المغازي، باب فتح مكة، وباب فضل من شهد بدراً، وفي الجهاد، باب الجاسوس، وباب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن، وفي تفسير سورة الممتحنة في فاتحتها، وفي الاستئذان، باب من نظر في كتاب [ص: 361] من يحذر من المسلمين ليستبين أمره، وفي استتابة المرتدين، باب ما جاء في المتأولين، ومسلم رقم (2494) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة، وأبو داود رقم (2650) و (2651) في الجهاد، باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلماً، والترمذي رقم (3302) في تفسير القرآن، باب ومن سورة الممتحنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (49) ، وأحمد (1/79) (600) ، والبخاري (4/72) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (5/184) قال: حدثنا قتيبة. وفي (6/185) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (7/167) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعَمرو الناقد، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عُمر. وأبو داود (2650) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (3305) قال: حدثنا ابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7/10227) عن محمد بن منصور، وعبيد الله بن سعيد السرخسي. جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، وقتيبة، وابن أبي شيبة، والناقد، وزهير، وإسحاق، وابن أبي عُمر، ومسدد، ومحمد بن منصور، وعبيد الله - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، قال: أخبرني حسن بن محمد بن علي، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، فذكره. الحديث: 6142 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 358 6143 - (م) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «كتبَ حاطِبُ [ص: 362] ابن أبي بلتعةَ إِلى أهل مكةَ، فأطْلع الله نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فبعث علياً والزبيرَ في أثر الكتاب، فأَدْركا المرأةَ على بعير، فاستخرجاه من قُرُونها فأتيا به رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَرسل إلى حاطب، فقال: يا حاطبُ، أنتَ كتبتَ هذا الكتاب؟ قال: نعم، يا رسول الله، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: يا رسولَ الله، أمَا والله إني لَنَاصِح لله ولرسوله، ولكني كنتُ غريباً في أهْل مكةَ، وكانَ أهلي بين ظَهْرَانيْهم، وخشيتُ عليهم، فكتبتُ كتاباً لا يضر الله ورسولَه شيئاً، وعسى أن يكونَ منفعة لأهلي، قال عمر: فاخترطتُ سيفي، ثم قلتُ: يا رسولَ الله أمْكنِّي من حاطب، فإنَّهُ قد كَفَرَ، فأضربَ عُنُقَه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يا ابنَ الخَطَّاب، ما يُدريك؟ لعل الله قد اطّلعَ على هذه العِصَابة من أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظهْرَانِيهم) فلان بين ظهراني القوم - بفتح النون – أي: بينَهم وعندَهم.   (1) كذا في الأصل والمطبوع: أخرجه مسلم، ولم نجده فيه، وقد ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 9 / 303 و 304 ونسبه لأبي يعلى في " الكبير "، والبزار، والطبراني في " الأوسط "، وقال الهيثمي: ورجالهم رجال الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم يوجد في مسلم، وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9/303، 304) ونسبه لأبي يعلى في «الكبير» ، والبزار، والطبراني في «الأوسط» وقال الهيثمي: ورجالهم رجال الصحيح. الحديث: 6143 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 361 6144 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أَنَّ [ص: 363] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - غزا غزوة الفتح في رمضان» . قال الزهري: وسمعتُ سعيدَ بنَ المسيّب يقول مثل ذلك. أخرجه البخاري. وفي رواية له ولمسلم «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج [في رمضانَ] من المدينةِ، ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمانِ سنين ونصف من مَقْدَمهِ المدينةَ، فسار بمن معه من المسلمين إِلى مكةَ، يصوم ويصومون، حتى بلغ الكَدِيدَ - وهو ما بين عُسفَان وقُدَيد - أفطَر وأَفطَروا إلا أن لفظ البخاري أتمُّ وأطولُ، وهو هذا، وقد تقدَّم لهذا روايات في «كتاب الصوم» من حرف الصاد (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 2 في المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان، وفي الصوم، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر، وفي الجهاد، باب الخروج في رمضان، ومسلم (1113) في الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (196) . والحميدي (514) ، وأحمد (1/219) (1892) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (1/266) (2392) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، وفي (1/315) (2884) قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق. وفي (1/334) (3089) ، (1/366) (3460) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (1/348) (3258) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جُريج، وعبد بن حُميد (645) قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (648) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس، والدارمي (1715) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/43) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، وفي (4/60) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/185) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عُقيل. وفي (5/185) قال: حدثنا محمود، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (3/140) قال: حدثني يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قالا: أخبرنا الليث، (ح) وحدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وفي (3/141) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، عن سفيان. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، (ح) وحدثني حَرْمَلَة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي (4/189) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سُفيان، وابن خزيمة (2035) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن خَشْرَم، قال: أخبرنا ابن عيينة. ثمانيتهم - مالك، وسفيان، ومحمد بن إسحاق، ومعمر، وابن جُريج، ويونس، وعُقيل، والليث- عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، فذكره. الحديث: 6144 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 362 6145 - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: لما سارَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عامَ الفتح، فبلغ ذلك قريشاً، خرج أبو سفيانَ بنُ حرب، وحكيمُ بنُ حزام، وبُدَيْلُ بنُ وَرقاءَ، يلتمسون الخبر عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبلوا يسيرون، حتى أَتَوا مَرَّ الظَّهران، فإذا هم بِنيران، كأنها نِيرانُ عَرَفَةَ، فقال أبو سفيان: ما هذه؟ لكأنها نيران عرفةَ، فقال بُديل بنُ [ص: 364] ورقاءَ: نيرانُ بني عمرو، فقال أبو سفيان: عمرو أقلُّ من ذلك، فرآهم ناس من حَرَس رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأدركوهم فأخذوهم، فأتَوا بهم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم أبو سفيان، فلما سارَ قال للعباس: احبس أَبا سفيان عند خَطْم الجبل، حتى ينظرَ إِلى المسلمين، فَحَبَسَهُ العباسُ، فجعلتِ القبائل تمرُّ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، تَمُرُّ كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرَّتْ كَتيبة، فقال: يا عباس، مَنْ هذه؟ قال: هذه غِفَار، قال: مالي ولغفار، ثم مرتْ جُهينةُ، فقال: مثل ذلك، ثم مرَّتْ سعدُ بنُ هُذَيم، فقال مثل ذلك، ثم مرت سُلَيم، فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم يُرَ مثلُها، قال: مَن هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار، عليهم سعدُ بنُ عُبادَةَ معه الرايةُ، فقال سعدُ بنُ عبادةَ: يا أبا سفيان «اليومَ يومُ الملْحَمَةِ، اليومَ تُستحلُّ الكعبةُ، فقال أبو سفيان: يا عباس، حَبَّذا يومُ الذِّمار، ثم جاءت كتيبة، وهي أَجَلُّ الكتائب، فيهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُهُ، ورايةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مع الزبير، فلما مرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان، قال: ألم تعلم ما قال سعدُ بنُ عُبَادَةَ؟ قال: ما قال؟ قال: قال كذا وكذا، فقال: كَذَبَ سعد، ولكن هذا يوم يُعظِّم الله فيه الكعبةَ [ويوم تُكْسَى فيه الكعبةُ] قال: وأَمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُركَزَ رايتُهُ بالحُجُون، قال عروةُ: فأخبرني نافعُ بنُ جُبَيْرِ بن مطعم قال: سمعتُ العباس يقول للزبير [بن العوام] : يا أبا عبد الله، أهاهنا أَمَركَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 365] أن تركز الراية؟ قال: نعم، قال: وأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ خالدَ بنَ الوليد أن يدخلَ من أعلى مكةَ من كَدَاءَ (1) ، ودخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من كُدَىً، فَقُتِلَ من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان: حُبَيْش بنُ الأشعر، وكُرْزُ بنُ جابر الفهريُّ» . أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَطْم الجبل) هذه اللفظة قد جاءت في كتاب الحميدي «خطم الجبل» وفسرها في غريبه، فقال: الخطم والخطمة: رَعْن الجبل، وهو الأنف النادر منه، والذي جاء في كتاب البخاري - فيما قرأناه - وفي غيره من النسخ «حطم الخيل» مضبوطاً هكذا، وذلك بخلاف رواية الحميدي، فإن صحت الرواية ولم تكن خطأ من الكُتَّاب، فيكون معناه - والله أعلم - أنه يقف به في [ص: 366] الموضع المتضايق الذي تتحطم فيه الخيل، أي: يدوس بعضُها بعضاً، ويحطم بعضها بعضاً، فيراها جميعاً، وتكثر في عينه، بكونها في ذلك الموضع الضيق، بخلاف ما إذا كانت في موضع مُتَّسع، وكذلك أراد بوقوفه عند خَطم الجبل على ما شرحه الحميدي، فإن الأنف النادر من الجبل يضيق الموضع الذي يخرج فيه، والله أعلم. (كتيبة) الكتيبة: واحدة من الكتائب، وهي العساكر المرتبة. (الملحمة) : الحربُ والقتال الذي لا مخلص منه. (الذِّمار) : ما لزمك حفظه، يقال: فلان حامي الذِّمار: يحمي ما يجب عليه حفظه. (بالحُجُون) الحجون: أحد جبلي مكة من جهة الغرب والشمال. (من كَدَاءِ) كَداء بالفتح والمدّ: ثَنِيَّة من أعلى مكة، مما يلي المقبرة، وكُدى - بالضم والقصر - ثَنِيَّة من أسفل مكة.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء، أي: بالمد، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كدى، أي: بالقصر، قال الحافظ: وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة الآتية أن خالداً دخل من أسفل مكة، والنبي صلى الله عليه وسلم من أعلاها، وكذا جزم ابن إسحاق أن خالداً دخل من أسفل مكة، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من أعلاها، وضربت له هناك قبة، وقد ساق ذلك موسى بن عقبة سياقاً واضحاً فقال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام على المهاجرين وخيلهم، وأمره أن يدخل من كداء من أعلى مكة، وأمره أن يغرز رايته بالحجون ولا يبرح حتى يأتيه، وبعث خالد بن الوليد في قبائل قضاعة وسليم وغيره وأمره أن يدخل من أسفل مكة، وأن يغرز رايته عند أدنى البيوت، وبعث سعد بن عبادة في كتيبة الأنصار في مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يكفوا أيديهم ولا يقاتلوا إلا من قاتلهم. (2) 8 / 4 - 10 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4280) حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، قال: فذكره. الحديث: 6145 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 363 6146 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما نزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ الظّهرانِ، قال العباسُ: قلتُ: واللهِ، لئن دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عَنْوَة قبل أن يأتوه فيستأمنوه، إنه لَهَلاكُ قريش، فجلستُ على بغلةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: لعلِّي أجِدُ ذا حاجة يأتي [أهلَ] مكة، فيُخْبِرُهم بمكانِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ليخرجوا إِليه، فيستأمنوه، فإني [ص: 367] لأسيرُ [إِذ] سمعتُ كلام أبي سفيان، وبُديل بن ورقاءَ، فقلتُ: يا أبا حنظلة، فعَرَف صوتي، فقال: أبو الفضل؟ قلتُ: نعم، قال: ما لك فِدَاكَ أبي وأُمي؟ قلتُ: هذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والناسُ، قال: فما الحِيلَةُ؟ [قال] : فركب خلفي، ورجعَ صاحبُه، فلما أصبحَ غَدَوتُ به على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم، قلتُ: يا رسولَ الله، إِنَّ أبا سفيان رجل يحبُّ هذا الفخر، فاجعلْ له شيئاً، قال: نعم، مَن دخل دارَ أبي سفيان فهو آمِن، ومن أغْلَقَ بابَه عليه فهو آمِن، ومَن دخل المسجد فهو آمِن، قال: فتفرَّق الناس إلى دورهم وإِلى المسجد» . وفي رواية مختصراً «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه العباسُ بن عبد المطلب بأبي سُفيانَ بنِ حَرْب، فأسلم بمر الظهران، فقال له العباسُ: يا رسولَ الله، إنَّ أبا سفيان رجل يحبُّ هذا الفخر، فلو جعلتَ له شيئاً؟ قال: نعم، مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمِن، ومَن أغلق بابه فهو آمِن» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3021) و (3022) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في خبر مكة، وفيه عنعنة ابن إسحاق وجهالته، ولكن يشهد له معنى الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3022) حدثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا سلمة - يعني ابن الفضل- عن محمد بن إسحاق، عن العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال: فذكره. وفيه عنعنة ابن إسحاق، والجهالة في بعض إسناده. الحديث: 6146 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 366 6147 - (م د) عبد الله بن رباح قال: «وَفَدَت وفود إلى معاويةَ - وذلك في رمضان - فكان يصنع بعضُنا لبعض طعاماً، فكان أبو هريرة - رضي الله عنه - مما يُكْثِر أن يَدْعُونا إلى رَحْلِه، فقلتُ: ألا أصنعُ طعاماً فأدعوهم [ص: 368] إلى رَحْلي؟ فأمرتُ بالطعام يُصنَع، ثم لَقيتُ أبا هريرة من العَشِيِّ، فقلتُ: الدَّعْوَةُ عندي الليلةَ، فقال: سَبَقْتَني؟ فقلتُ: نعم، فدعوتُهم، فقال أبو هريرة: ألا أُعْلِمُكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار؟ ... ثم ذَكَرَ فَتْحَ مَكةَ، فقال: أقبلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قَدِمَ مكةَ، فبعث الزبيرَ على إِحدى المُجَنِّبَتَين، وبعث خالداً على المُجَنِّبَةِ الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحُسَّر، فأخذ [وا] بَطْن الوادي ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في كَتِيبة، قال: فنظر فرآني، فقال: أبو هريرة؟ قلتُ: لَبَّيْكَ يا رسولَ الله، فقال: اهتف: (1) لا يأتيني إلا أنصاريّ - ومن الرواة مَن قال: اهْتِفْ لي بالأنصار، قال: فأطافوا به، ووبشّتْ قريش من أوباش لها وأتباع وفي رواية: ووبشت قريش أوْباشَها وأتْبَاعَها (2) - فقالوا: نُقدّم هؤلاءِ، فإن كان لهم شيء كُنَّا معهم، وإن أُصِيبوا أَعْطَيْنَا الذي سَلبنا (3) ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: تَرَونَ إِلى أوْباشِ قريش وأتباعِهم؟ ثم قال بيديه - إحداهما على الأخرى- ثم قال: حتى تُوافُوني بالصفا، قال: فانطلقنا، فما شاءَ أحد مِنَّا أَن يَقْتُلَ أحداً إلا قتله، وما أحد منهم يُوَجِّه إلينا شيئاً، قال: فجاء أبو سفيان، فقال: يا رسولَ الله، أُبِيدَتْ خضراءُ قريش، لا قُريشَ بعد اليوم، [ص: 369] قال: مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقالت الأنصارُ بعضُهم لبعض: أما الرَّجُل فَأْدْرَكَتْهُ رَغْبة في قريته، ورَأْفَة بعشيرته، قال أبو هريرة: وجاء الوحيُ - وكان إذا جاء [الوحيُ] لا يخفى علينا، فإِذا جاء فليس أحد يرفع طَرْفه إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ينقضيَ الوحيُ - فلما قُضِيَ الوحيُ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يا معشر الأنصار، قالوا: لَبَّيك يا رسول الله، قال: قلتم: أمَّا الرجلُ فأدركتْهُ رَغْبَة في قَريَتِه؟ قالوا: قد كان ذلك، قال: كلا إني عبد الله ورسولهُ، هاجرتُ إلى الله وإِليكم، المَحْيا مَحْياكم، والمماتُ مماتُكم، فأقْبلوا إِليه يَبْكُون، ويقولون: واللهِ ما قلنا الذي قلنا إلا الضِّنّ بالله وبرسوله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إِن الله ورسولَهُ يُصدِّقانكم، ويَعْذِرانكم، قال: فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان، وأَغْلَق الناسُ أبوابَهم، قال: وأقْبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبلَ إلى الحجَر فاستلمه، ثم طاف بالبيت، قال: فأتى على صَنَم إلى جانبِ البيتِ كانوا يعبدونه: قال: وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَوس، وهو آخِذ بِسِيَةِ القوسِ، فلما أتى على الصنم جعل يَطْعنُ في عيْنِهِ، ويقول: جاء الحق، وزهق الباطل، فلما فرغ من طوافه أتى الصفا، فَعلا عليه حتى نظر إلى البيت، ورفع يَدَيه، فجعل يحمَدُ الله، ويدعو ما شاءَ أن يدعوَ» . وفي رواية بهذا الحديث، وزاد في الحديث «ثم قال بيديه، إحداهما [ص: 370] على الأخرى: احْصُدُوهم حصداً» ، قال: وفي الحديث «قالوا: قلنا: ذاك يا رسول الله، قال: فما اسمْي إذاً؟ كلا، إني عبد الله ورسولُه» . وفي أخرى قال: «وَفَدْنا إلى معاويةَ بن أبي سفيان، وفينا أبو هريرة، وكان كلُّ رجل منَّا يصنع طعاماً يوماً لأصحابه، فكانت نَوْبَتي، فقلتُ: يا أبا هريرة، اليوم يومي (4) ، فجاؤوا إلى المنزل ولم يُدْرِكْ طعامُنا، فقلتُ: يا أبا هريرة، لو حدَّثْتَنَا عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يُدرِكَ طعامُنا؟ فقال: كُنَّا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، فجعل خالدَ بنَ الوليد على المجَنِّبة اليمنى، وجعل الزبيرَ على المجنبِّة اليسرى، وجعل أبا عُبيدة على البَيَاذِقَةِ وبَطْنِ الوادي، فقال: يا أبا هريرةَ، ادْعُ لي الأنصار، فدعوتُهم، فجاؤوا يُهَرْوِلُون، فقال: يا معشر الأنصار، هل تَرَوْنَ أوْباش قُريش؟ قالوا: نعم، قال: انظروا إذا لَقِيتُموهم غداً: أن تحصُدُوهم حَصداً، وأحفَى بيده، ووضع يمينَه على شِماله - وقال: موعدُكم الصّفا، قال: فما أشْرَفَ لهم يومئذ أحد إلا أناموه، قال: وصَعِدَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الصّفا، [وجاءتِ الأنصارُ، فأطافوا بالصفا] ، فجاء أبو سفيان، فقال: يا رسولَ الله، أُبِيدَتْ خضراءُ قريش، لا قريشَ بعدَ اليوم، قال أبو سفيان: مَن دخل دارَ أبي سفيان فهو آمِن، [ص: 371] ومَن أَلْقَى السلاحَ فهو آمِن، ومَن أغلق بابَهُ فهو آمِن؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومَن ألْقَى السِّلاحَ فهو آمِن، وَمَن أغلقَ بابَه فهو آمِن، فقالت الأنصارُ: أمَّا الرجلُ: فقد أخذتْهُ رأفة بعشيرته، وَرَغْبَة في قَرْيتِهِ، ونزل الوحيُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلتُم: أمَّا الرجلُ: فقد أخذتهُ رأْفة بعشيرته، ورَغبة في قريته؟ أَلا فما اسْمِي إذاً؟ - ثلاثَ مرات - أنا محمَّد عبد الله ورسولهُ، هاجرتُ إِلى الله وإليكم، فالمحيا محْياكم، والمماتُ مماتُكم، قالوا: والله، ما قلنا إِلا ضِنَّا بالله ورسوله، قال: فإن الله ورسولَهُ يُصَدِّقَانِكم ويَعْذِرانِكم» . أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود عن عبد الله بن رباح الأنصاريِّ عن أبي هريرة قال: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل مكة سَرَّحَ الزبيرَ بن العوام، وأبا عُبيدة بنَ الجراح، وخالد بنَ الوليد على الخيل، وقال: يا أبا هريرة، اهْتِفْ بالأنصار، فلما اجتمعوا قال: اسْلُكُوا هذا الطريق، فلا يُشرِفنَّ لكم أحد، إِلا أنَمْتُموه، فنادى مُنَاد: لا قريشَ بعد اليوم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن دخل داراً فهو آمِن، ومَن أَلْقَى السلاحَ فهو آمِن، فعَمَد صَنَادِيدُ قريش فدخلوا الكعبةَ، فَغَصَّ بهم، وطاف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وصلَّى خَلفَ المقام، ثم أخذ بجَنَبَتي الباب، فخرجوا، فبايعوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام» (5) . [ص: 372] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُجنِّبَتَين) المُجَنِّبَةُ: جَانِبُ العسكر، وله مُجَنِّبتان: ميمنة وميسرة. (على الحُسَّر) جمع حاسر، وهو الذي لا دِرْعَ عليه ولا مِغْفَر، وقد روي في كتب الغريب «الحُبَّس» وهم الرَّجَّالة، سموا بذلك لتأخرهم عن الركبان، قال: وأحسب الواحد حَبِيساً، فعيل بمعنى مفعول، ويجوز أن [يكون] حابساً، كأنه يَحْبِسُ مَن يسير من الركبان بمسيره. قال الحميدي: والذي رأيناه من رواية أصحاب الحديث «الحسّر» والله أعلم. (وَبَّشت أوباشها) الأوباش: الجموع من قبائل شتى، والتوبيش: الجمع، أي: جمعت لها جموعاً من أقوام متفرِّقين في الأنساب والأماكن. (أُبِيدت خضراءُ قريش) أي: استُؤْصِلَتْ وأُهْلِكت، وخضراؤها: سوادها ومعظُمها، والعرب تُعبِّر بالخُضرة عن السواد، وبالسواد عن الكثرة. (الضِّنُّ) : البخل والشُّحُ، ضَنِنْتُ أَضنُّ، وضَنَنْتُ أضِنُّ. (فَاسْتَلَمَه) استلام الحجر الأسود: لَمسهُ باليد. (سِيَة القوس) مخففاً: طرفها إلى موضع الوَتر. (زهق الباطل) أي: اضْمَحَلَّ وذهب ضائعاً. [ص: 373] (البَيَاذِقَةُ) الرَّجَّالة، سمّوا بذلك لخفة حركتهم، وأنهم ليس معهم ما يثقلهم، وهذا القول مما يعضد رواية أصحاب الغريب في «الحبس» موضع «الحُسَّر» فإن الحبَّس: هم الرَّجَّالة على ما فسروه، فقد اتفقت الروايتان في المعنى، فقال مرة: «الحبَّس» وقال مرة: «البياذقة» أراد بهما: الرَّجَّالة، بخلاف «الحسَّر» وقد يمكن أن يجمع بين «الحسّر» و «البياذقة» فإن «الحسَّر» هم الذين لا سلاح معهم، أو لا درع عليهم ولا مِغْفَر، والغالب من حال الدَّارعين: أنهم الفُرسان، وأن الرَّجَّالة: لا يكون عليهم دروع، لأمرين، أحدهما: أن الراجل يثقله الدِّرع، والآخر: أن الرَّاجل لا يكون له درع لضعفه ورِقَّة حاله، والله أعلم. (احْصدُوهم) الحصد: كناية عن الاستئصال والمبالغة في القتل. (أحْفَى) قال الحميدي: أحْفى بيده: أشار بحافتها، وصفاً للحصد والقتل. (أناموه) أي: قتلوه، ومنه سمي السيف مُنِيماً، أي: مُهلكاً.   (1) لفظة " اهتف " ليست في نسخ مسلم المطبوعة. (2) في نسخ مسلم المطبوعة: ووبشت قريش أوباشاً لها وأتباعاً. (3) في نسخ مسلم المطبوعة: أعطينا الذي سئلنا. (4) في نسخ مسلم المطبوعة: اليوم نوبتي. (5) رواه مسلم رقم (1780) في الجهاد، باب فتح مكة، وأبو داود رقم (3024) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في خبر مكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1780) حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة، قال: فذكره. وأخرجه أبو داود (3024) حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سلام بن مسكين، ثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 6147 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 367 6148 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة يوم الفتح وعلى رَأسِهِ المِغْفَرُ، فلما نَزَعَه جاء رجل، فقال: ابنُ خَطَل مُتَعلِّق بأستارِ الكعبةِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: اقتُلوه» [ص: 374] أخرجه الجماعة (1) . وقال الموطأ: ولم يكن فيما نرى يومئذ - والله أعلم - مُحْرِماً وقال أبو داود (2) : اسمُ ابن خَطَل: عبد الله، وكان أبو بَرزَةَ الأسلمي قَتَلَهُ.   (1) رواه البخاري 8 / 13 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، وفي الحج، باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، وفي الجهاد، باب قتل الأسير وقتل الصبر، وفي اللباس، باب المغفر، ومسلم رقم (1357) في الحج، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، والموطأ 1 / 423 في الحج، باب جامع الحج، وأبو داود رقم (2685) في الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، والترمذي رقم (1693) في الجهاد، باب ما جاء في المغفر، والنسائي 5 / 201 في الحج، باب دخول مكة بغير إحرام. (2) في المطبوع: وقال قتادة، وهو خطأ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الحج (200: 2) عن عبد الله بن يوسف، وفي اللباس (17) عن أبي الوليد الطيالسي، وفي الجهاد (168) عن إسماعيل بن أبي أويس وفي المغازي (49: 6) عن يحيى بن قزعة، ومسلم في المناسك (84: 1) عن القعنبي، ويحيى بن يحيى وقتيبة - سبعتهم عن مالك عن الزهري، عن أنس. وأبو داود في الجهاد (127: 3) عن القعنبي عن مالك عن الزهري، عن أنس والترمذي فيه الجهاد (44) عن قتيبة عن مالك عن الزهري عن أنس. وقال: حسن صحيح، لا نعرف كثير أحد رواه غير مالك عن الزهري. والشمائل (16: 2) عن عيسى بن أحمد، عن ابن وهب، عن مالك عن الزهري، عن أنس، وأعاد فيه حديث قتيبة (16: 1) والنسائي في الحج (107: 1) عن قتيبة عن مالك عن الزهري، عن أنس (107: 2) عن عبيد الله بن فضالة، عن الحميدي عن سفيان بن عيينة، عن مالك عن الزهري، عن أنس مختصرا كما هنا. وفي السير في الكبرى عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك عن الزهري، عن أنس وابن ماجة في الجهاد (18: 2) عن هشام بن عمار، وسويد بن سعيد كلاهما عن مالك عن الزهري عن أنس. الأشراف (1/388) . الحديث: 6148 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 373 6149 - (د س) سعد بن أَبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «لما كان يومُ فَتْحِ مكةَ أمَّنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الناسَ إِلا أربعة نَفر، وامرأتين، فسماهم، وابنَ أبي سرح. ... فذكر الحديث، قال: وأمَّا ابنُ أبي سَرْح، فإنه اخْتَبأ عند عثمان، فلما دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إِلى البَيْعَةِ، جاء به حتى أوْقَفه على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبيَّ الله، بَايِعْ عبد الله، فرفع رأسَه، فنظر إليه ثلاثاً، كلُّ ذلك يأَبَى، فبايَعه بعدَ ثلاث، ثم أقبلَ على أصحابه، فقال: ما كان فيكم رجل رشيد، يقومُ إلى هذا حيث رآني كَفَفْتُ يدي عن بيعته فَيَقْتله، قالوا: ما نَدري يا رسولَ الله ما في نفسكَ، ألا أوْمَأتَ إلينا بعينك؟ قال: إنَّهُ لا ينبغي لنبيّ أن تكونَ له خائِنَةُ الأعين» . [ص: 375] قال أبو داود: وكان عبد الله أخا عثمان من الرَّضاعة، هذه رواية أبي داود. و [في] رواية النسائي قال: «لمَّا كان يومُ فتح مكةَ أمَّن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الناسَ إلا أربعة، وامرأتين، وقال: اقْتُلوهم وإِنْ وَجَدتُّموهم مُتعلِّقين بأستار الكعبة: عكرمةُ بن أبي جهل، وعبد الله بنَ خَطل، ومقيس بنُ صُبابَة، وعبد الله بنَ أبي سرح، فأما عبد الله بنُ خطل، فأُدرِكَ وهو متعلِّق بأستار الكعبة، فاسْتَبق إليه سعيدُ بنُ حُرَيث وعمارُ بنُ ياسِر، فسبق سعيد عمَّاراً - وكان أَشَبَّ الرجلين - فقتلَهُ [وأمَّا مقيس بن صُبَابَةَ، فأدركه الناسُ في السوق فَقَتَلُوهُ] ، وأما عكرمةُ [بنُ أبي جهل] فركب البحر، فأصابتْهم عاصِف، فقال أهلُ السَّفينة: أخْلِصُوا، فإن آلهتكم لا تُغْني عنكم شيئاً هاهنا، فقال عكرمةُ: والله، لئن لم يُنْجِني من البحر إلا الإِخلاصُ، لا يُنجيني من البَرِّ غيرُه، اللهم لك عهد (1) إن أَنتَ عَافيتني مما أنا فيه أنْ آتِيَ محمداً، حتى أَضعَ يدي في يده، فَلأجِدَّنه عَفُوّاً كريماً، فجاء فأسلم، وأما عبد الله بن أبي سَرْح، فإنه اخْتَبَأ عند عثمان، فلما دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة جاء به حتى أَوْقَفَه على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ... وذكر [ص: 376] الحديث إِلى آخره مثل أبي داود» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رشيد) رجل رشيد، أي: لبيب عاقل، له فطنة. (خائنة الأعين) كناية عن الرمز والإشارة، كأنها مما تخونه العين، أي: تسرقه، لأنها كالسرقة من الحاضرين. (عاصف) ريح عاصف، أي: شديد الهبوب.   (1) في نسخ النسائي المطبوعة: إن لك علي عهداً. (2) رواه أبو داود رقم (2683) في الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، والنسائي 7 / 105 و 106 في تحريم الدم، باب الحكم في المرتد، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2683) ، (4359) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنسائي (7/105) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار. كلاهما - عثمان، والقاسم - قالا: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط بن نصر، قال: زعم السدي، عن مصعب بن سعد، فذكره. الحديث: 6149 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 374 6149 - (*) (د) عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي قال: حدَّثني جَدِّي عن أبيه: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومَ فتحِ مكة: «أربعة لا أُومنهم في حِلّ، ولا حرم - وسمَّاهم - وقال: وقَيْنَتَين كانتا لِمقْيَس (1) بنِ صُبَابَةَ، فقُتلتْ إحداهما، وَأُفْلِتَتِ الأُخرى، فأسلمتْ» . أخرجه أبو داود (2) .   (1) قال في " بذل المجهود في حل سنن أبي داود ": هذا الذي رواه أبو داود من أنهما كانتا لمقيس مخالف كما قال أهل السير، فإنهم قالوا: إن القينتين اللتين أهدر دمهما كانتا لابن خطل، فيمكن أن يكون كلاهما شركاء فيهما، أو كانتا أولاً في ملك أحدهما، ثم في ملك الآخر، والله أعلم. (2) رقم (2684) في الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، من حديث محمد بن العلاء عن زيد بن الحباب عن عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي، وعمرو بن عثمان لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، قال أبو داود: لم أفهم إسناده من ابن العلاء كما أحب، قال في " بذل المجهود ": ولعله أقام له إسناد هذا الحديث بعض تلامذة الشيخ محمد بن العلاء. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع، الرقم 6149، مكرر الذي قبله [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2684) حدثنا محمد بن العلاء، قال: ثنا زيد بن حباب، قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد [بن يربوع] المخزومي، قال: حدثني جدي، عن أبيه، فذكره. قال أبو داود: لم أفهم إسناده من ابن العلاء كما أحب، قال في بذل المجهود: ولعله أقام له إسناد هذا الحديث بعض تلامذة الشيخ محمد بن العلاء، وعمرو بن عثمان لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 6149 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 376 6150 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، وحولَ الكعبة سِتُّون وثلاثُمائة نُصُب، فجعل يَطْعَنُهُا بعود في يده، يقول: جاء الحقُّ، وزهقَ الباطل، إِن الباطل كان زَهُوقاً، جاء الحق، وما يُبدِئُ الباطلُ وما يُعيدُ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُصُب) النُّصُب بضم الصاد وسكونها: الصنم، وجمعها أنصاب.   (1) رواه البخاري 8 / 14 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، وفي المظالم، باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} ، ومسلم رقم (1781) في الجهاد، باب إزالة الأصنام من حول الكعبة، والترمذي رقم (3137) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (86) . وأحمد (1/377) (3584) . والبخاري (3/178) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (5/188) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. وفي (6/108) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (5/173) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر. والترمذي (3138) قال: حدثنا ابن أبي عمر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9334) عن محمد بن مثنى، وعبيد الله بن سعيد، فرقهما. تسعتهم -الحميدي، وأحمد، وعلي بن عبد الله، وصدقة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، ومحمد بن مثنى، وعبيد الله بن سعيد - عن سفيان بن عُيينة. 2 - وأخرجه مسلم (5/173) قال: حدثناه حسن بن علي الحُلْوَاني، وعبد بن حُميد، كلاهما عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري. كلاهما - سفيان بن عُيينة، وسفيان الثوري- عن ابن أبي نَجيح، عن مُجاهد، عن أبي مَعْمر، فذكره. الحديث: 6150 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 377 6151 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ عمرَ بنَ الخطاب زَمَنَ الفتح وهو بالبَطْحاءِ أَن يأتيَ الكعبة فَيَمْحُوَ كلَّ صورة فيها، فلم يدخلها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى مُحيت كلُّ صورة فيها (1) » . أخرجه أبو داود (2) .   (1) قال في " بذل المجهود ": والظاهر أن ما أمره صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب كان مختصاً بما نقش من الصور في الجدران، فأمره بمحوها، وأما الأصنام وذي الأجرام منها فبقيت فيها حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة فأزالها بنفسه كما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلها وفيها ثلاثمائة وستون نصباً، فيطعن فيها ويقول: جاء الحق وزهق الباطل. (2) رقم (4156) في اللباس، باب في الصور، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4156) حدثنا الحسن بن الصباح، أن إسماعيل بن عبد الكريم حدثهم، قال: حدثني إبراهيم - يعني ابن عقيل - عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر، فذكره. الحديث: 6151 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 377 6152 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أقْبَل يومَ الفتح من أعلى مكةَ على راحلته، مُرْدِفاً أُسامةَ بنَ زيد، ومعه بلال، ومعه عثمانُ بنُ طلحة من الحَجبَةِ، حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتيَ بمفتاح البيت - زاد في رواية رزين -: فذهب عثمان إلى أُمه، فأبتْ أن تَعطيَهُ المفتاح، فقال: والله لَتُعْطِينِيهِ أو ليخرُجنَّ هذا السيف من صُلبي، قال: فأعطته إيَّاه، ثم اتفقا - فجاء به إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم (1) -[ففتح] ودخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - البيت، ومعه أُسامةُ وبلال وعثمانُ، فمكث فيه نهاراً طويلاً ثم خرج فَاسْتَبْقَ الناسُ، فكان عبد الله أوَّلَ من دخل، فوجد بلالاً وراءَ الباب قائماً، فسأله: أين صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فأشار إلى المكان الذي صلَّى فيه، قال عبد الله: فنَسيتُ أن أسأَلَه: كم صلَّى من سجدة؟» أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَجَبَة) : جمع حاجب، وهو سادن البيت.   (1) زيادة رزين هذه رواها مسلم كما سيأتي في تخريج الحديث، وعبد الرزاق، وأحمد في " المسند " 6 / 15. (2) 6 / 92 في الجهاد، باب الردف على الحمار، وفي القبلة، باب {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ، وفي المساجد، باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد، وفي سترة المصلي، باب الصلاة بين السواري في غير جماعة، وفي التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، وفي الحج، باب إغلاق البيت، وباب الصلاة في الكعبة، وفي المغازي، باب حجة الوداع، ورواه أيضاً تعليقاً 8 / 15 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم رايته يوم الفتح، ورواه أيضاً مسلم بروايات مختلفة رقم (1329) في الحج، باب استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره والصلاة فيها والدعاء في نواحيها كلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري تعليقا (7/612) في المغازي، أين ركز النبي -صلى الله عليه وسلم- رايته يوم الفتح. الحديث: 6152 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 378 6153 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن خُزَاعةَ قتلوا رجلاً من بني لَيْث عامَ فتحِ مكةَ، بقتيل منهم قَتَلوه، فأُخْبِر بذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فركب راحلتَه، فخطبَ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه وفي رواية قال: لما فتح الله عزَّ وجلَّ على رسوله - صلى الله عليه وسلم - مكةَ قام في الناس، فحمِدَ الله وأثنى عليه، وقال: إن الله حَبَس عن مكةَ الفيلَ، وسلَّط عليها رسولَه والمؤمنين، وإِنها لم تَحِلَّ لأحَد كان قبلي، وإنها إِنما أُحِلَّتْ لي ساعة من نهار، وإنها لن تحلَّ لأحد بعدي، فلا يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا يُخْتَلى شجرُها، ولا تَحِلُّ سَاقِطتُها إلا لِمُنْشِد، وَمَن قُتِلَ له قتيل فهو بخير النظرين: إمَّا أن يُعْقَلَ، وإما أن يُقادَ أهل القتيل، فقال العباسُ: إِلا الإِذْخِرَ يا رسولَ الله فإنا نجعله في قبورنا وبُيوتنا؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إلا الإِذْخِرَ، فقال رجل من أهل اليمن يقال له: أبو شاه: اكتبوا لي يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: اكتبوا لأَبي شاه» قال الأوزاعي: يعني هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود، وأَسْقط من أَوَّله حديث «القتيل» ، وأَوَّلُ حديثه قال: «لما فتح الله على رسوله مكة قام فيهم، فحمد الله ... وذكر الحديث» وأسقط منه أيضاً «ومن قُتل له قتيل - إلى قوله -: أهل القتيل» (1) . [ص: 380] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولا يُخْتَلَى) الخلا: العُشْب، واختلاؤه: قطعه. (ساقطتها إلا لمُنشد) الساقطة: هي اللقطة، وهو الشيء الذي يُلقى على الأرض لا صاحب له يُعرَف، وقوله: «لا تحل إلا لمنشد» يعني: لمعرِّف، وهو من نشدت الضالة: إذا طلبتها، فأنت ناشد، وأنشدتُها: إذا عَرَّفتها، فأنت منشِد، واللقطة في جميع البلاد لا تحل إلا لمن أنشدها سَنَة، ثم يتملَّكها بعد السَّنة، بشرط الضمان لصاحبه إذا وجده، فأمَّا مكة، فإن في لقطتها وجهين، أحدهما: أنها كسائر البلاد، والثاني: لا تحل، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحل لقطتها إلا لمنشد» والمراد به: منشد على الدوام، وإلا فأي فائدة لتخصيص مكة بالإنشاد؟ (بخير النظرين) خير النَّظرين: أوْفَقُ الأمرين له، فإما أن يَدوا، أي: يُعطوا الدية، وهي العقل، وإما أن يُقادَ، أي: يُقْتَل قصاصاً، فأي الأمرين اختار وَليُّ الدم كان له، وهو مذهب الشافعي، وقال أبو حنيفة: من وجب له القصاص لم يجز له تَركه وأخذ الدية.   (1) رواه البخاري 1 / 183 و 184 في العلم، باب كتابة العلم، وفي اللقطة، باب كيف تعرف [ص: 380] لقطة أهل مكة، وفي الديات، باب من قتل له قتيل فهر بخير النظرين، ومسلم رقم (1355) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها ... ، وأبو داود رقم (2017) في المناسك، باب تحريم حرم مكة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6153 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 379 6154 - (د) وهب [بن منبه] قال: «سألتُ جابراً: هل غَنِمُوا يومَ فتحِ مكةَ شيئاً؟ قال: لا» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3023) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في خبر مكة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (3023) قال: حدثنا الحسن بن الصباح، ثنا إسماعيل -يعني ابن عبد الكريم- حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب بن منبه. الحديث: 6154 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 381 6155 - (ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- دخل مكةَ، وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2592) في الجهاد، باب الرايات والألوية، والترمذي رقم (1679) في الجهاد، باب ما جاء في الألوية، من حديث يحيى بن آدم عن شريك بن عبد الله النخعي القاضي عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر، وشريك يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء، وقد قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال: حدثنا غير واحد عن شريك عن عمار عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء، قال (يعني البخاري) والحديث هو هذا، أي الحديث المحفوظ هو هذا الحديث (دخل مكة وعليه عمامة سوداء) لأنه رواه غير واحد عن شريك، وأما حديث يحيى بن آدم عن شريك بلفظ: دخل مكة ولواؤه أبيض، فليس بمحفوظ لتفرد يحيى بن آدم به، ومخالفته لغير واحد من أصحاب شريك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول: أخرجه أبو داود (2592) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي - وهو ابن راهويه - وابن ماجة (2817) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وعبدة بن عبد الله. والترمذي (1679) قال: حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي. وأبو كريب، ومحمد بن رافع، والنسائي (5/200) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ستتهم -إسحاق بن إبراهيم، والخلال، وعبدة، ومحمد بن عمر، وأبو كريب، ومحمد بن رافع - قالوا: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك، عن عمار الدهني، عن أبي الزبير، فذكره. قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال: حدثنا غير واحد عن شريك عن عمار عن أبي الزبير عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة وعليه عمامة سوداء، قال البخاري: والحديث هو هذا، أي الحديث المحفوظ هذا الحديث؛ لأنه رواه غير واحد عن شريك، وأما حديث يحيى ابن آدم عن شريك بلفظ: دخل مكة ولواؤه أبيض، فليس بمحفوظ لتفرد يحيى بن آدم به، ومخالفته لغير واحد من أصحاب شريك. الحديث: 6155 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 381 غزوة حُنَين 6156 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين - أراد حُنَيناً -: «مَنزِلُنا غداً إِنْ شاء الله بخَيْفِ بني كِنانة، حيث تقاسموا الكفر» . وفي رواية «منزلُنا إن شاء الله إذا فتح الله الخَيْف، حيث تقاسموا على الكفر» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 382] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بخَيف) الخَيْف: ما انحدر عن غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء.   (1) رواه البخاري 8 / 12 و 13 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم [ص: 382] الفتح، وفي الحج، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تقاسم المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (1314) في الحج، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر والصلاة به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/237) قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. وفي (2/353) قال: حدثنا يونس قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. وفي (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (2/181، 9/172) قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب. وفي (2/181) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (5/65) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن سعد، وفي (5/188) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (4/86) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثني الأوزاعي. وأبو داود (2011) قال: حدثنا محمود بن خالد. قال: حدثنا عمر. قال: حدثنا أبو عمرو، يعني الأوزاعي، والنسائي في الكبرى - تحفة الأشراف - (11/15199) عن محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي. وابن خزيمة (2981) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2982) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن نصر، قالا: حدثنا بشر بن بكر، قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثنا الربيع. قال: حدثنا بشر بن بكر. قال: أخبرني الأوزاعي. وفي (2984) قال: حدثنا محمد بن عُزَيز الأيلي، أن سلامة حدثهم، عن عقيل. خمستهم - الأوزاعي، وإبراهيم بن سعد، ويونس، وشعيب، وعقيل- عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 6156 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 381 6157 - (د) سهل بن الحنظلية - رضي الله عنه - قال: «إنهم ساروا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ حُنَيْن، فأطْنَبُوا السَّيْر، حتى كانت عَشِيَّة، فحضرتُ الصلاةَ (1) عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رَجُل فَارِس فقال: يا رسولَ الله، إني انْطَلَقْتُ بين أيديكم حتى طَلَعتُ على جبل كذا وكذا، فإِذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم (2) بظُعُنهِم ونَعَمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبَّسم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: تلك غنيمةُ المسلمين غداً إن شاء الله تعالى، ثم قال: مَن يَحْرُسُنا الليلةَ؟ قال أنس بن أبي مَرْثَد الغَنَوِي: أنا يا رسولَ الله، قال: فاركبْ، فركب فرساً له، فجاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: اسْتَقْبِلْ هذا الشِّعبَ حتى تكون في أعلاه، ولا تنزل من فَرَسِكَ الليلةَ (3) ، فلما أصبحنا خرج [ص: 383] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى مصلاه، فركع ركعتين، ثم قال: هل أَحسَسْتم فارِسَكم؟ قال رجل: (4) يا رسولَ الله، ما أَحْسَسْنا [هـ] ، فثُوِّب بالصلاة، فجعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي يلتفتُ (5) إلى الشِّعب، حتى إذا قضى صلاته وسلَّم قال: أَبْشِرُوا فقد جاءكم فارسُكم، فجعلنا، ننظرُ إلى خلالِ الشجر في الشّعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، [فسلَّم] فقال: إني انطلقتُ، حتى كنتُ في أعلى هذا الشِّعب، حيث أمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبحت طلعتُ بين الشِّعبين كليهما، فنظرتُ، فلم أرَ أحداً، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: هل نزلتَ الليلةَ؟ قال: لا، إلا مصلياً، أو قاضي (6) حاجة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: قد أَوْجَبْتَ، فلا عليك أن لا تَعْمَلَ بعدَها» . أخرجه أبو داود (7) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَكْرة أبيهم) يقال: جاء القوم على بكرة أبيهم: إذا جاؤوا بأسرهم ولم يتخلف منهم أحد. [ص: 384] (فثُوِّب) ثَوَّب بالصلاة: نادى إليها، وأقامها. (قد أوجبتَ) يقال: أوجبَ فلان: إذا فعل فعلاً وجبت له به الجنة أو النار، والمراد به هاهنا: الجنة. (ونَعَمهم) والنَّعَم في الأصل: الإبل، وقد تقع على البقر والغنم.   (1) وفي بعض النسخ: صلاة الظهر. (2) وفي نسخ أبي داود المطبوعة: آبائهم. (3) في نسخ أبي داود المطبوعة: ولا نغرن من قبلك، بصيغة المتكلم مع الغير على بناء المفعول من الغرور، في آخره نون ثقيلة، قال في " عون المعبود ": أي: لا يجيئنا العدو من قبلك على غفلة. (4) في نسخ أبي داود المطبوعة: قالوا. (5) في نسخ أبي داود المطبوعة: يصلي وهو يلتفت. (6) وفي بعض النسخ: أو قاضياً حاجة. (7) رقم (2501) في الجهاد، باب في فضل الحرس في سبيل الله تعالى، وإسناده حسن، حسنه الحافظ في " الفتح " 8 / 21. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (916، 2501) قال: حدثنا الربيع بن نافع، أبو تَوُبة، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4650) عن محمد بن يحيى بن محمد بن كثير، عن أبي توبة الحلبي، وابن خزيمة (487) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا مُعَمَّر بن يَعْمَر، (ح) وحدثناه فهد بن سليمان، قال: قرأت على أبي توبة، الربيع بن نافع. كلاهما - الربيع أبو توبة، ومُعَمَّر- قالا: حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد - يعني ابن سلام - أنه سمع أبا سلام، قال: حدثني السلولي، فذكره. الحديث: 6157 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 382 6158 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم حُنين أَقْبَلتْ هوازنُ وغَطَفانُ وغيرهم بذراريهم ونَعَمِهِم، ومع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومئذ عَشْرَةُ آلاف، ومعه الطُّلَقَاء، فأدْبَرُوا عنه، حتى بقي وحدَه، فنادى يومئذ نداءَيْن، لم يخلط بينهما شيئاً، قال: ثُمَّ التَفَتَ عن يمينه، فقال: يا معشر الأنصار، قالوا: لَبَّيْك يا رسول الله، نحن معك أَبْشِر، أبشر، [قال] : ثم التفتَ عن يساره، فقال: يا معشر الأنصار، قالوا: لبَّيك يا رسول الله، أَبْشِرْ، أبشر، نحن معك، قال: وهو على بغْلَة بيضاءَ، فنزل فقال: أنا عبد الله ورسولُه، فانهزم المشركون، وأصابَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ غنائمَ كثيرة، فقسم في المهاجرين والطُّلَقَاءِ، ولم يُعْطِ الأنصارَ شيئاً، فقالتِ الأنصارُ: إذا كانت الشِّدَّةُ فنحن نُدْعى، وتُعطى الغنائمُ غيرَنا، فبلغه ذلك، فجمعهم في قُبَّة، فقال: يا معشر الأنصار، ما حديث بلغني عنكم؟ فسكتوا، فقال: يا معشر الأنصار، أَمَا تَرضَوْنَ أن يذهبَ الناسُ بالدُّنْيا وتذهبون بمحمَّد تَحُوزُونَه إلى بيوتكم؟ قالوا: بلى يا رسولَ الله، رضينا، [ص: 385] قال: فقال: لو سلك الناسُ وادياً، وسَلَكَتِ الأنصارُ شِعْباً، لأَخَذْتُ شِعْبَ الأنصار، قال هشام - هو ابن زيد - فقلت: يا أبا حمزة أنت شاهدٌ ذاك؟ قال: وأين أغِيبُ عنه؟» . وفي رواية «أن ناساً من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فَطَفِقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعطي رجالاً من قريش المائةَ من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعطي قريشاً ويتركنا وسيوفُنا تَقْطُرُ من دمائهم؟ قال أنس: فحُدِّثَ ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من قولهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قُبَّة من أدَم، ولم يَدْعُ معهم غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما حديث بلغني عنكم؟ فقال له فقهاء الأنصار: أمَّا ذَوُو رأينا يا رسول الله، فلم يقولوا شيئاً، وأما أُناس مِنَّا حديثة أسنانُهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يُعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطرُ من دمائهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألَّفُهم، أفلا تَرْضَوْنَ أن يذهب الناسُ بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله؟ فوالله لما تَنْقَلِبون به خير مما ينقلبون به، قالوا: بلى يا رسول الله، قد رضينا، قال: فإنكم ستجدون بعدي أَثَرَة شديدة، فاصْبِرُوا حتى تَلْقَوا الله ورسولَه على الحوض، قالوا: سنصبر» . وفي رواية: قال أنس: «فلم نَصْبِرْ» . [ص: 386] وفي أخرى قال: «جَمَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الأنصار، فقال: أفيكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا، إلا ابنُ أُخت لنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ابْنُ أُخت القوم منهم، فقال: إِنَّ قريشاً حديثُ عهد بجاهلية ومُصيبة، وإني أردتُ أنْ أجبرَهم وأتَأَلَّفَهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ قالوا: بلى، قال: لو سلك الناس وادياً، وسلكتِ الأنصارِ شِعْباً، لَسَلَكْتُ شِعْب الأنصار» . وفي أخرى قال: «لما فُتِحَتْ مكةُ قَسَم الغنائم في قريش، فقالت الأنصار: إن هذا لَهُوَ العجب، إِنَّ سيوفنا تَقْطُرُ من دمائهم، وإن غنائمنا تُردُّ عليهم؟ ! فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فجمعهم، فقال: ما الذي بلغني عنكم؟ قالوا: هو الذي بلغك - وكانوا لا يكذبون - فقال: أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ قالوا: بلى، فقال: لو سلك الناس وادياً أو شِعباً، وسلكتِ الأنصارُ وادياً أو شعباً، لسلكتُ وَادِيَ الأنصار وشِعب الأنصار» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «افتتحنا مكة، ثم [إنا] غَزَوْنَا حُنيناً، قال: فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيتُ، قال: فَصُفَّتِ الخيل، ثم صُفَّتِ المقاتِلةُ، ثم صُفَّتِ النساء من وراء ذلك، ثم صُفَّت الغَنَم، ثم صُفَّت النَّعَم، قال: [ص: 387] ونحن بَشَر كثير، وقد بلغنا ستةَ آلاف، وعلى مُجِّنَبَةِ خيْلِنا خالدُ بنُ الوليد، قال: فجعلت الخيل تلوي خلف ظهورنا، فلم نَلْبَثْ أن انكشفت خيلُنا، وفَرَّت الأعراب، ومَن نَعْلَمُ من الناس، قال: فنادى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يا لَلْمُهاجرين، يا لَلْمُهاجرين، ثم قال: يا لَلأَنصَارِ، يا لَلأَنصارِ - قال أنس: هذا حديث عَمِّيَهْ (1) - قال: قلنا: لبيك يا رسولَ الله، قال: فتقدَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وَايْمُ الله، ما أتيناهم حتى هزمهم الله، قال: فَقَبَضْنَا ذلك المال، ثم انْطَلَقْنا إلى الطائف، فحاصرناهم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكةَ، فنزلنا، قال: فجعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعطي المائة ... ثم ذكر باقي الحديث كنحو الرواية التي قبله» . [ص: 388] وأخرج الترمذي الرواية التي فيها قوله: «ابنُ أُخْتِ القومِ منهم» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطُّلقاء) جمع طليق: وهو الذي خُلّي، وأُطلِقَ سبيله، وهم أهل مكة الذين أسلموا بعد الفتح، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يومئذ لأهل مكة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» . (حديثة أسنانهم) حَدَاثَةُ السِّنِّ: كناية عن الشباب، وحَدَاثَةُ العهد بالشيء: قربه منه، فلان حديث عهد بكذا، أي: عهده قريب منه. (وايمُ الله) هذا من جملة ألفاظ القَسَم، ومعناه فيما يقوله النَّحوِيُّون: أنه جمع يمين، وأصله: أيْمُن، ثم حذفت [النون] في القسم تخفيفاً لكثرة الاستعمال، وفيه لغات كثيرة تُذْكَر في كتب النحو. (أَثَرَة) الأثَرَةُ بفتح الهمزة والثاء والراء: الاستئثار بالشيء والانفراد به، والمراد: يُعطى غيركم أكثر منكم، ويفضل غيركم عليكم. [ص: 389] (وأتألفهم) التألُّفُ: المداراة والإيناس ليدوموا على الإسلام، رغبة فيما يصل إليهم من المال. (أجبرهم) جَبَرْتُ الوهن والكسر: إذا أصلحته، وجبرتُ المصيبة: إذا فعلتَ مع صاحبها ما ينساها به، ويسلِّيه عنها.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هذه اللفظة ضبطوها في صحيح مسلم على أوجه، أحدها: عمية، بكسر العين والميم وتشديد الميم والياء، قال القاضي: كذا روينا هذا الحرف عن عامة شيوخنا، قال: وفسره بالشدة، والثاني: عمية، كذلك، إلا أنه بضم العين، والثالث: عميه، بفتح العين وكسر الميم المشددة وتخفيف الياء، وبعدها هاء السكت، أي: حدثني به عمي، قال القاضي على هذا الوجه معناه عندي: جماعتي، أي: هذا حديثهم، قال صاحب " العين ": العم هنا: الجماعة، وأنشد عليه ابن دريد في " الجمهرة ": أفنيت عماً وجبرت عماً قال القاضي: وهذا أشبه بالحديث، والوجه الرابع: كذلك إلا أنه بتشديد الياء، وهو الذي ذكره الحميدي صاحب " الجمع بين الصحيحين "، وفسره بعمومتي، أي: هذا حديث فضل أعمامي، أو هذا الحديث الذي حدثني به أعمامي، كأنه حدث بأول الحديث عن مشاهدة، ثم لعله لم يضبط هذا الموضع لتفرق الناس، فحدثه به من شهده من أعمامه أو جماعته الذين شهدوه. (2) رواه البخاري 8 / 41 و 42 في المغازي، باب غزوة الطائف، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة وغيرهم من الخمس، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ابن أخت القوم منهم ومولى القوم، وباب مناقب الأنصار، وفي الفرائض، باب مولى القوم من أنفسهم وابن أخت القوم منهم، ومسلم رقم (1059) في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه، والترمذي رقم (3897) في المناقب، باب فضل الأنصار وقريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/114) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/123) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/190، 279) قال: حدثنا عفان. وفي (3/190) قال: حدثنا بهز. والدارمي (2487) قال: أخبرنا حجاج بن منهال. ومسلم (5/196) قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. وأبو داود (2718) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ستتهم - يحيى، ويزيد، وعفان، وبهز، وحجاج، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله، فذكره. أخرجه أحمد (3/157) قال: حدثنا عارم. ومسلم (3/107) قال: حدثنا عُبيد الله بن معاذ، وحامد بن عمر، ومحمد بن عبد الأعلى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (897) عن محمد بن عبد الأعلى. أربعتهم - عارم، وعبيد الله، وحامد، ومحمد بن عبد الأعلى- عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، قال: حدثنا السميط، فذكره. الحديث: 6158 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 384 6159 - (خ م) عبد الله بن زيد بن عاصم (1) قال: «لمَّا أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنَيْن قسم في الناس (2) في المؤلفةِ قُلوبُهُم ولم يُعط الأنصارَ شيئاً، فكأنهم وَجَدوا، إذْ لم يُصِبهم ما أصابَ الناس، فخطبهم، فقال: يا معشر الأنصار، أَلم أجِدكم ضُلالاً فهداكم الله بي؟ وكنتم مُتفَرِّقين، فَألَّفَكم الله بي؟ وعالة فأغْنَاكُم الله بي؟ كلما قال شيئاً، قالوا: الله ورسولُه أَمَنُّ، قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: الله ورسولُه أمَنُّ، قال: لو شئتم قلتُم: جئتنا كذا وكذا، أَلا تَرضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنَّبيِّ إلى رحالكم؟ لولا الهجرةُ لكنت امْرَءاً من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وشِعباً لسلكت وَاديَ الأنصَارِ وشِعْبَها، الأنصار شِعار، والناس دِثار، إنكم سَتَلْقَونَ بعدي أَثَرة فاصبروا حتى تلقوني على [ص: 390] الحوض» أخرجه البخاري ومسلم (3) . وذكر في رواية «فقال: أما إنكم لو شئتم أن تقولوا: جئتنا طريداً فآويناك، وشريداً فنصرناك، وكذا وكذا» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عالة) العالة: الفقراء. (الشِّعَار) : الثوب الذي يلي الجسد. (الدِّثار) : الثوب الذي يكون فوقه، يعني: [أن] الأنصارَ خاصته الذين يلونه، والناسُ بعدهم.   (1) هو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمر بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري المدني، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الوضوء وغيره، والذي أري النداء للصلاة في النوم، عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخرزج الأنصاري الخرزجي. (2) قال الحافظ في " الفتح ": حذف المفعول، والمراد به الغنائم. (3) رواه البخاري 8 / 37 - 42 في المغازي، باب غزوة الطائف، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو، ومسلم رقم (1061) في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/42) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/200) ، (9/106) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، كلاهما - عفان، ومُوسى- قالا: حدثنا وُهيب. 2 - وأخرجه مسلم (3/108) قال: حدثنا سُريج بن يونس، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. كلاهما - وُهيب، وإسماعيل - عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عباد بن تميم، فذكره. الحديث: 6159 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 389 6160 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «لما كان يومُ حُنين آثرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -[ناساً] في القسمة، فأعطى الأقْرَعَ بن حابِس مائة من الإبل، وأعطى عُيينةَ بنَ حِصن مثل ذلك، وأعطى ناساً من أشراف العرب، وآثرَهم يومئذ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذه لَقِسمَة ما عُدِلَ فيها، ولا أُرِيدَ فيها وجهُ الله، قال: فقلتُ: والله لأُخْبِرنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فأتَيتُه فأخبرتُه بما قال، فتغير وجهه، حتى كان كالصِّرْف، ثم قال: فمن يَعدلُ إذا لم يعدل الله ورسولُه؟ ثم قال: يرحم الله موسى، قد [ص: 391] أُوذِيَ بأكثر من هذا فَصَبَرَ، قلتُ: لا جرم، لا أَرفع إليه بعدَها حديثاً» . أَخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصِّرفُ) : ورق شجر أحمر يُصْبَغُ به، وقيل: هو صِبغ أحمرُ يصبغُ به الأدَمُ.   (1) رواه البخاري 8 / 44 في المغازي، باب غزوة الطائف، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} ، وفي الأدب، باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه، وباب الصبر على الأذى، وفي الاستئذان، باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة، وفي الدعوات، باب قول الله تعالى: {وصل عليهم} ، ومسلم رقم (1602) في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (110) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/380) (3608) ، (1/435) (4148) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/411) (3902) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/441) (4204) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (4/191) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/202) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/21) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/31) . وفي الأدب المفرد (390) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (8/80) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. وفي (8/91) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، ستتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وشعبة، وسفيان الثوري، وحفص بن غياث، وأبو حمزة - عن سليمان الأعمش. 2 - وأخرجه أحمد (1/453) (4331) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة. 3 - وأخرجه البخاري (4/115) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وفي (5/202) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (3/109) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، أربعتهم - عثمان، وقتيبة، وزهير، وإسحاق - عن جرير، عن منصور. ثلاثتهم - الأعمش، وعاصم، ومنصور - عن أبي وائل، فذكره. الحديث: 6160 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 390 6161 - (د) أبو غالب نافع - رحمه الله - قال: «قلت لأنس: يا أبا حمزة، غزوتَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، غزوتُ [معه] حُنيناً، فخرج المشركون، فحملوا علينا، حتى رأَينا خَيْلَنا وراء ظهورنا، وفي المشركين رجل يحملُ علينا، فَيدُقُّنا ويَحْطِمُنا، فهزمهم الله، وجعلَ يُجاءُ بهم فيُبايِعون على الإسلام، فقال رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن عليَّ نَذْراً إِنْ جاء الله بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لأضربنَّ عُنُقَه، فسكتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وجيء بالرجل، فلما رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 392] ، قال: يا رسولَ الله تبتُ إلى الله، فأمْسَكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن مُبايعتِه لِيَفيَ الآخر بنذره، فجعل الرجل يتصدَّى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليأمره بقتله، وجعلَ يَهابُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقتلَه، فلما رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يصنع شيئاً بايَعه، فقال الرجلُ: يا رسولَ الله، نَذْري، قال: إني لم أُمْسك عنه منذ اليوم إِلا لتُوفيَ بنذرِكَ (1) ، قال: يا رسولَ الله، ألا أَوْمضْتَ إليَّ؟ فقال: إنه ليس لنبي أن يُومِضَ» . أخرجه أبو داود (2) وهو طرف من حديث طويل، قد تقدَّم ذِكْره في الصلاة على الميِّت من كتاب الصلاة في حرف الصاد. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أومضت) الإيماض: الإشارة، من أومضَ البرقُ: إذا لمع، وهو كما سبق في خائنة الأعين.   (1) قال أبو داود: قول النبي صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، نسخ من هذا الحديث الوفاء بالنذر في قتله بقوله: إني قد تبت. (2) رقم (3194) في الجنائز، باب أي يقوم الإمام من الميت إذا صلى عليه، ورجال إسناده ثقات، ورواه أحمد في " المسند " بزيادة في أوله 3 / 151، كما رواه مختصراً الترمذي في الجنائز، باب أين يقوم الإمام من الرجل والمرأة، وابن ماجة رقم (1493) في الجنائز، باب أين يقوم الإمام إذا صلى على الجنازة، وقال الترمذي: حديث حسن، وفي الباب عن سمرة. الحديث: 6161 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 391 6162 - (م) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: «شهدتُ [ص: 393] مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فلزمتُ أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم نُفارِقْه، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلة له بيضاءَ أهداها له فَروةُ بنُ نُفاثةَ الجُذَامِيُّ، فلما التَقى المسلمون والكفارُ، وَلَّى المسلمون مُدْبرين، فَطَفِقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَرْكُضُ بَغْلَتَه قبَلَ الكفار، قال عباس: وأنا آخِذ بلجام بغلةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، أَكُفُّها إرادةَ أن لا تُسرعَ، وأبو سفيان آخِذ بِركاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أيْ عباسُ، نَادِ أصحابَ السَّمُرَةِ، فقال عباس - وكان رجلاً صَيِّتاً - فقلتُ بأعلى صوتي: أين أصحاب السَّمُرة؟ قال: فوالله، لكأنَّ عَطْفَتَهُمْ حين سمعوا صوتي عَطْفَةَ البقر على أولادها، فقالوا: يا لبَّيك، يا لبَّيك، قال: فاقتتلوا والكفارَ، والدعوةُ في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثم قُصِرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى أَقيَالهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا حين حَمِيَ الوَطيسُ، قال: ثم أخذَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَصَيَات، فرمى بهنَّ وجوه الكفار ثم قال: انهزَموا وربِّ محمَّد، قال: فذهبتُ أنظرُ، وإذا القتالُ على هيئته فيما أرى، قال: فوالله، ما هو إلا أن رماهم بِحَصياتِه، فما زِلْتُ أرى حَدَّهم كليلاً، وأمرهم مُدْبِراً» . [ص: 394] وفي رواية نحوه، غير أنه قال: «فروةُ بنُ نعامة [الجُذَامِي] » وقال: «انهزموا وربِّ الكعبة، انهزموا وربِّ الكعبةِ» وزاد في الحديث «حتى هزمهم الله، قال: وكأني أنظرُ إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَرْكُضُ خَلْفَهم على بغلته» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صيِّتاً) رجل صَيِّت: رفيعُ الصوت عاليه. (حمي الوطيس) اشتد الحرب والأمر، قال الخطابي: هذه الكلمة لم تسمع قبل أن يقولها النبي - صلى الله عليه وسلم - من العرب، وهي مما اقتضبه وأنشأه، والوطيس في اللغة: التَّنُّور. (حدَّهم كليلاً) حدّ كليل: لا يقطع، وطَرْف كليل: لا يحقِّق النظر.   (1) رقم (1775) في الجهاد، باب في غزوة حنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (459) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/207) (1775) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (1/207) (1776) قال: حدثنا سفيان. ومسلم (5/166) قال: حدثني أبو طاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وفي (5/167) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حُميد جميعا، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/167) قال: وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5134) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب عن يونس. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن مَعمر. ثلاثتهم - ابن عُيينة، ومعمر، ويونس بن يزيد - عن الزهري، عن كثير بن عباس بن عبد المطلب، فذكره. الحديث: 6162 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 392 6163 - (خ م ت) أبو إسحاق [السبيعي] قال: جاء رجل إلى البراء، فقال: أكنتم ولَّيتُم يوم حُنين، يا أبا عمارة؟ فقال: أشهدُ على نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - ما ولَّى، ولكنه انْطَلق أخِفَّاء من الناس وحُسَّر إلى هذه الحي من هوازن، وهم قوم رماة، فَرَمَوهم بِرَشْق من نَبْل، كأنها رِجْل من جراد، فانكشفوا، فأقبل القومُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر، وهو يقول: [ص: 395] أنا النبيُّ لا كذبْ ... أنا ابن عبد المطلبْ اللهم نَزِّلْ نَصْرك - زاد أبو خيثمة: ثم صفّهم - قال البراء: كُنَّا والله إِذا احْمَّر البَأْسُ نتَّقي به، وإن الشجاعَ منا الَّذِي يُحاذِي به - يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: قال رجل للبراء: يا أبا عُمارة، فَررْتُم يوم حنين؟ قال: لا والله، ما ولَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنَّه خرج شُبَّانُ أصحابه وأَخِفَّاؤهم حُسَّراً، ليس عليهم سلاح - أو كثير سلاح - فَلَقُوا قوماً رُمَاة، لا يكاد يسقُط لهم سهم - جمعُ هَوَازِنَ وبني نصر - فَرَشَقُوهم رَشْقاً، ما يكادون يخطئون، فأقبلوا هناك إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- على بغلته البيضاء، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقودُ به، فنزل واسْتَنْصَرَ وقال: أنا النبيُّ لا كذبْ ... أنا ابن عبد المطلبْ ثم صفَّهم. وفي رواية نحوه، وفيه: وإنَّا لما حَمَلْنا عليهم انكشفوا، فأكْبَبْنا على الغنائم، فاستُقْبلنا (1) بالسهام، ولقد رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - على بغلته البيضاء، [ص: 396] وإن أَبا سفيان بن الحارث آخِذ بزمامها، وهو يقول: أنا النبيُّ لا كذبْ ... أنا ابن عبد المطلبْ وفي رواية لهما وللترمذي قال: قال له رجل: أفَرَرْتُم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يا أبا عُمارة؟ قال: لا والله، ما وَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولكن وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، تَلَقَّتْهم هوازنُ بالنَّبْل، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على بغلته، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب آخِذٌ بِلجامها، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: أنا النبيُّ لا كذبْ ... أنا ابن عبد المطلبْ (2) [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أخِفَّاء) الأخِفَّاءُ: جمع خفيف: وهم المسرعون من الناس الذين ليس لهم ما يعوِّقهم. (حُسَّر) الحسَّر، جمع حاسر، وهو لا درع عليه، وقد ذكرناه. (يرشق) رَشَقَ يرشُق رَشْقاً: - بفتح الراء - إذا رمى، وبكسر الراء، وهو الاسم من الرمي، وهو المراد في الحديث، يقال: إذا رمى القوم [ص: 397] بأسرهم في جهة واحدة: رمينا رِشقاً. (رِجْل) الرِّجلُ من الجراد: القِطعة الكبيرة منه. (أحمر البأس) البأسُ: الشِّدة والخَوفُ، ومعنى «احمرَّ البأسُ» اشتدَّ الحربُ، لأنهم يقولون: مَوْتٌ أحمر، للقتل. (سَرَعَان) سرعَان القوم: أولهم. (نتَّقي به) أي: نتَّخذه جُنَّة ندفع به الأذى. (انكشفوا) أي: انهزموا، ومنه رجل أكشفُ: وهو الذي لا تُرْس معه.   (1) وفي بعض النسخ: فاستقبلونا. (2) رواه البخاري 8 / 21 - 37 في المغازي، باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} ، وفي الجهاد، باب من قاد دابة غيره في الحرب، وباب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء، وباب من صف أصحابه عند الهزيمة، وباب من قال: خذها وأنا ابن فلان، ومسلم رقم (1776) في الجهاد، باب غزوة حنين، والترمذي رقم (1688) في الجهاد، باب ما جاء في الثبات عند القتال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/280) قال: ثنا وكيع. قال: ثنا أبي، وإسرائيل. 2 - وأخرجه أحمد (4/281) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والبخاري (4/37) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا سهل بن يوسف. وفي (5/194) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (5/195) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُنْدر. ومسلم (5/168) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1873) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر. ثلاثتهم - ابن جعفر (غندر) ، وسهل، وأبو الوليد- عن شعبة. 3 - وأخرجه أحمد (4/289) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (4/39) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/194) قال: حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (5/169) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وأبو بكر بن خلاد، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (1688) ، وفي الشمائل (245) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى بن سعيد، ومحمد بن كثير- قالا: حدثنا سُفيان الثوري. 4 - وأخرجه أحمد (4/304) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . 5 - وأخرجه البخاري (4/52) قال: حدثنا عمرو بن خالد. ومسلم (5/167) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (605) قال: أخبرنا عَبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا سُويد. ثلاثتهم - عمرو، ويحيى، وسويد - عن زهير. 6 - وأخرجه البخاري (4/81) قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل. 7 - وأخرجه مسلم (5/168) قال: حدثنا أحمد بن جَنَاب، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا. سبعتهم - الجراح والد وكيع، وإسرائيل، وشعبة، والثوري، وابن عُيينة، وزهير، وزكريا- عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6163 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 394 6164 - (خ م د) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «غَزَوْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- هوازنَ، فبينا نحن نَتَضَحَّى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إِذْ جاء رجل على جمل أحمرَ، فأناخَه، ثم انْتَزَعَ طَلَقاً من حَقبِه، فقيَّد به الجملَ ثم تقدَّم فتغدَّى مع القوم، وجعل ينظرُ، وفينا ضَعْفَة، ورِقَّة من الظَّهر، وبعضُنا مُشاة، إذْ خرج يشتدُّ، فأتى جملَه فأطلق قَيْدُه، ثم أناخه، ثم قعد عليه، فأثاره، فاشتد به الجملُ، فَاتَّبَعَهُ رجل على ناقة وَرْقَاءَ، قال سلمةُ: وخرجتُ أشتدُّ، فكنتُ (1) عند وَرِكِ الناقةِ، ثم تقدَّمتُ حتى كُنْتُ عند [ص: 398] وَرِك الجمل، ثم تقدَّمت حتى أخذتُ بِخِطَام الجمل، فَأَنَخْتُه، فلما وضع ركبته في الأرض اخترطتُ سيفي، فضربتُ رأس الرجل فَنَدَر، ثم جئتُ بالجمل أقودُه عليه رَحْله وسِلاحُه، فاستقبلني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والناس معه، فقال: مَن قتل الرجلَ؟ قالوا: ابنُ الأكوع، قال: له سَلَبُه أجمعُ» . وفي رواية قال: «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عَيْن من المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدَّثُ، ثم انفَتَلَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اطلبوه واقتلوه فقتلتُهُ، فنَفَّلَني سَلَبَهُ» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود نحو [الرواية] الأولى، ومثل الثانية (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نتضحَّى) أي: نتغدَّى، والأصل أن العرب كانوا يسيرون في ظعنهم، فإذا مرُّوا ببقعة من الأرض فيها كلأ وعُشْب، قال قائلهم: ألا ضَحُّوا رُويداً، أي: ارفُقُوا بالإبل حتى تتضحَّى، أي: تنال من هذا المرعى، ثم وُضِعَتِ التَّضحية مكان الرِّفق لرفقهم بالمال في ضَحائِها لِتَصلَ إلى المنزل وقد [ص: 399] شبعت، وصار ذلك يقال لكل من أكل في وقت الضحى: هو يتضحَّى، أي: يأكُلَ هذا الوقت. (طَلَقاً) الطَّلَق: قيد يتخذ من الجلود. (من حقبه) الحَقَب: حبل يشد على بطن البعير مما يلي مؤخَّره. (ورِقَّة من الظهر) الظهر: المركوب، والرِّقَّة في حال الضَّعف. (ورقاء) ناقة ورقاء: ذات لون أسمر، والوُرْقَةُ: السُّمْرَةُ. (فندَرَ) نَدَرَ رأسُه: أي: طار عن بَدَنِهِ.   (1) في المطبوع: فكمنت. (2) رواه البخاري 6 / 116 و 117 في الجهاد، باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان، ومسلم رقم (1754) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، وأبو داود رقم (2654) في الجهاد، باب في الجاسوس المستأمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواية عبد الرحمن بن يزيد، وشعيب بن حرب، عن عكرمة بن عمار: «نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلا، فجاء عينُ المشركين، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يتصبحون، فدعوه إلى طعامهم، فلما فرغ الرجل، ركب على راحلته ذهب مسرعا لينذر أصحابه. قال سلمة: فأدركْتُه، فأنخت راحلته وضربت عنقه، فغنمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلبَه» . - رواية أبي عميس: «أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- عين من المشركين، وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدث، ثم انفتل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اطلبوه واقتلوه» فقتله، فنفله سلبَه» . 1 - أخرجه أحمد (4/49) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد. وفيه (4/49) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4/51) قال: حدثنا بهز بن أسد. ومسلم (5/150) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي. وأبو داود (2654) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، أن هاشم بن القاسم، وهشاما حدثاهم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4514) عن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء، عن شعيب بن حرب. ستتهم - عبد الرحمن، وهاشم، وبهز، وعمر، وهشام بن عبد الملك، وشعيب - عن عكرمة بن عمار. 2 - وأخرجه أحمد (4/50) قال: حدثنا جعفر بن عون. والبخاري (4/84) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (2653) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4514) عن أحمد بن سليمان، عن جعفر بن عون. كلاهما - جعفر، وأبو نعيم - قالا: حدثنا أبو العميس. كلاهما - عكرمة، وأبو عميس - عن إياس بن سلمة، فذكره. الحديث: 6164 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 397 6165 - (م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «غَزَوْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حُنَيْناً، فلما وَاجَهْنَا العدوَّ تقدَّمْتُ، فَأعْلُو ثَنِيَّة، فاستقبلني رجل من العدوِّ، فأرميه بسهم، فتوارى عني، فما دَرَيْتُ ما أصنعُ؟ ونظرتُ إلى القوم، فإذا هم قد طلعوا من ثنيَّة أخرى، فَالْتَقوا هم وأصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم-، فولّى أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأَرجعُ مُنْهَزِماً وعليَّ بُردَتان، مُتَّزِر بإحداهما، مُرْتَدٍ (1) بالأُخرى، فاسْتَطْلَقَ إزَاري، فجمعتُهما جميعاً، ومَرَرْتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مُنهزِماً، وهو على بغلته الشَّهباءِ، فقال: لقد رأى ابن الأكوع فَزَعاً، فلما غَشُوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نزل عن بغلته، ثم قبض قَبْضَة [ص: 400] من ترابِ الأرض، ثم استقبلَ به وجوهَهم، وقال: شاهَتِ الوجوه، فما خلق الله منهم إنساناً إِلا مَلأ عينيه تراباً بتلك القبضة، فَوَّلوْا مُدبرين، فهزمهم الله، وقسم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غنائمهم بين المسلمين» أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شاهت الوجوه) أي: قبحت، ومنه رجل أشوه، وامرأة شوهاء، أي: قبيحةُ المنظر.   (1) وفي بعض النسخ: متزراً بإحداهما، مرتدياً. (2) رقم (1777) في الجهاد، باب غزوة حنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1777) ، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس الحنفي، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني إياس بن سلمة، حدثني أبي: فذكره. الحديث: 6165 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 399 6166 - (خ م ط د) أبو قتادة - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عام حُنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جَوْلة، قال: فرأَيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين، فَاسْتَدَرْتُ إليه حتى أتيتُهُ من ورائه، فضربتُه على حَبْل عاتِقِهِ، وأَقْبَلَ عليَّ فضَمَّني ضَمَّة وجدتُ منها رِيحَ الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقتُ عمرَ بنَ الخطاب، فقال: ما للناس؟ فقلت: أَمْرُ الله، ثم إنَّ الناسَ رجعوا، وجلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مَن قَتل قتيلاً له عليه بَيّنة فله سَلَبُهُ، وقمت فقلتُ: مَن يشهدُ لي؟ ثم جلستُ، ثم قال بمثل ذلك، فقمتُ فقلتُ: مَن يشهد لي؟ ثم جلستُ، ثم قال ذلك الثالثةَ، فقمتُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لكَ يا أبا قَتادةَ؟ فَقَصَصْتُ عليه القصة، فقال رجل مِنَ القوم: صَدَقَ يا رسولَ الله، سَلَبُ ذلك القتيل عندي، [ص: 401] فَأَرْضِهِ مِن حَقِّه، فقال أبو بكر الصِّدِّيق: لاهَا الله إِذاً، لا يَعْمِدُ إلى أَسَد من أُسْدِ الله يُقَاتِلُ عن الله ورسوله، فيُعطِيك سلَبه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: صَدَقَ، فأعطه إياه، قال: فأعطاني، فبِعتُ الدِّرْعَ، وابتعتُ مَخْرَفاً في بني سَلِمةَ، فإنه لأوَّلُ مال تأَثَّلْتُه في الإسلام» . وفي رواية قال: «لما كان يومُ حنين نظرتُ إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلاً من المشركين، وآخرُ من المشركين يَخْتِله من ورائه ليقتُلَه، فأسرعتُ إلى الذي يَختِلُهُ، فرفع يده ليضربني، وأضربُ يده، فقطعتُها، ثم أخذني فضمَّني ضَمّاً شديداً حتى تخوَّفت (1) ، ثم ترك فتحلَّلَ، ودفعتُه ثم قتلتُه، وانهزم المسلمون وانهزمتُ معهم، فإِذا بعمرَ بنِ الخطاب في الناس، فقلتُ له: ما شأنُ الناس؟ قال: أَمْرُ الله، ثم تراجع الناس إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: مَن أقام بَيِّنَة على قتيل قتله فله سَلَبُهُ، فقمت لألتمسَ بَيِّنَة على قتيلي، فلم أَرَ أحداً يشهد لي، فجلستُ، ثم بدا لي فذكرتُ أَمْرَهُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل من جلسائه: سِلاحُ هذا القتيل الذي يَذكرُ عندي، فأرْضِهِ منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يُعْطِه أُصَيْبِغَ (2) من قريش، ويَدَعُ أسَداً من أُسْدِ الله يُقاتل عن الله ورسوله، قال: فقام [ص: 402] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأدَّاه إليَّ، فاشتريتُ منه خِرافاً، فكان أوَّلَ مَال تَأَثَّلْتُه [في الإِسلام] » . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الموطأ وأبو داود الأولى (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حبل عاتقه) حبل العاتق: عَصَبُه، والعاتق: موضع الرِّداء من المنكب. (لاها الله إذاً) قال الخطابي رحمه الله: هكذا جاء الحديث «لاها الله إذاً» والصواب «لاها الله ذا» بغير ألف قبل الذال، ومعناه في كلامهم: «لا والله لا يكون ذا» يجعلون الهاء مكان الواو. (مَخْرَفاً) المخرَفُ بفتح الميم: البستان الذي تُخْتَرَفُ ثماره، أي: تُجْتَنى وتُقْطفَ، وأراد به هاهنا: حائط نخل، والمِخْرَف بكسر الميم: الظرف الذي تُجنى فيه الثمار، والخراف، يشبه أن يكون جمع خُرفة [ص: 403] بالضم- وهو ما يُجتَنى من الفواكه، وأراد به أيضاً: البستان، فسمّي الشجر باسم ثمره. (تأثَّلته) تأثَّلتُ المال، أي: اكتسبتُه وجمعتُهُ وادَّخرته. (يختله) الختلُ: المكر والخداع. (أُصَيْبغ) قالوا: يصفه بالضعف والمهانة، وهو إما مشبّه بالأصبغ، وهو نوع من الطير، وإما مشبه بالصّبغاء، وهو نَبْت ضعيف كالثُّمام ِ.   (1) في المطبوع: حتى تحرّفت، وهو تحريف. (2) وفي رواية: أضيبع. (3) رواه البخاري 8 / 29 في المغازي، باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} ، وفي البيوع، باب بيع السلاح في الفتنة، وفي الجهاد، باب من لم يخمس الأسلاب، وفي الأحكام، باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولاية القضاء أو قبل ذلك للخصم، ومسلم رقم (1751) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، والموطأ 2 / 454 و 455 في الجهاد، باب ما جاء في السلب في النفل، وأبو داود رقم (2717) في الجهاد، باب في السلب يعطى القاتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (281) . والحميدي (423) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/295) قال: حدثنا هشيم. وفي (5/296) قال: حدثنا سفيان. وفي (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. قال: حدثني ابن إسحاق. والدارمي (2488) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان بن عيينة. والبخاري (3/82، 4/112) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (5/196) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (9/86) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث ابن سعد. (ح) وقال لي عبد الله: عن الليث. ومسلم (5/147) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: سمعت مالك بن أنس. وأبو داود (2717) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (2837) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عُيينة. والترمذي (1562) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. خمستهم - مالك، وسفيان بن عُيينة، وهشيم، ومحمد بن إسحاق، والليث بن سعد- عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن نافع أبي محمد مولى أبي قتادة، فذكره. (*) رواية سفيان بن عُيينة مختصرة على: «بارزت رجلا يوم حنين فنفلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلبه» . الحديث: 6166 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 400 6167 - (د) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «لما لقي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المشركين يوم حنين نزل عن بغلته فَتَرجَّلَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2658) في الجهاد، باب في الرجل يترجل عند اللقاء، وإسناده حسن، وقد أخرجه البخاري ومسلم أتم منه في أثناء حديث طويل ... . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] يأتي تخريجه. الحديث: 6167 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 403 6168 - (خ) إسماعيل بن أبي خالد - رحمه الله - قال: «رأيتُ بِيَدِ ابن أبي أَوفَى ضَرْبَة، قال: ضُرِبْتُها يوم حنين مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: شهدتَ حنيناً؟ قال: قَبلَ ذلك» أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 20 في المغازي، باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/194) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره. الحديث: 6168 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 403 6169 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن أُم سُلَيم أُمَّهُ اتخذت خِنجراً أيام حنين، فكان معها، فرآها أبو طلحةَ، فقال لرسول الله (1) - صلى الله عليه وسلم-: [هذه أُمُّ سُلَيم معها خِنْجَر؟] فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما هذا [ص: 404] الخِنْجر؟ قالت: اتخذتُه إنْ دنا مني أحد من المشركين بَقَرْتُ بطنَهُ، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم – يضحك، فقالتْ: يا رسولَ الله، اقتُلْ مَن بَعْدَنا (2) من الطُّلقَاء انهزموا بك، يعني يوم هوازن، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أُمَّ سُليم، إن الله قد كفى وأَحْسَن» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ، يعني: يوم حنين - مَن قَتَلَ كافراً فله سَلَبُهُ، فقتلَ أبو طلحةَ يومئذ عشرين رجلاً، وأخذ أسلابَهم، ولقي أبو طلحة أُمَّ سُلَيم ومعها خِنْجَر، فقال: يا أُمَّ سُلَيم، ما هذا معكِ؟ قالت: أردتُ والله إِن دنا مني بعضهم أبْعَجُ بطنَه، فَأَخْبَرَ بذلك أبو طلحةَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بقرتُ) بطنه: إذا شققتَها، والبَقْر: الشَّقُّ. (أبعج) بَعَجَ بَطْنَهُ بالسكين يَبْعَجُها بَعْجاً: إذا شقها، فهو مبعوج.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: فقال: يا رسول الله. (2) في المطبوع: يعدنا، وهو خطأ. (3) رواه مسلم رقم (1809) في الجهاد، باب غزوة النساء مع الرجال، وأبو داود رقم (2718) في الجهاد، باب في السلب يعطى القاتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/112، 198) قال: حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة. 2 - وأخرجه أحمد (3/286) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1202) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (5/196) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما - عفان، ويزيد- عن حماد بن سلمة. كلاهما - سليمان بن المغيرة، وحماد - عن ثابت، فذكره. الحديث: 6169 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 403 6170 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لقد رأيتُنا يوم حُنَين، وإن الفئتين لمولِّيتَان - يعني: المهاجرين، والأنصار - وما مع [ص: 405] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مائةُ رَجُل» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1689) في الجهاد، باب ما جاء في الثبات عند القتال، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحسن إسناده الحافظ في " الفتح " وقال: وهذا أكثر ما وقفت عليه من عدد من ثبت يوم أحد، قال: وروى أحمد والحاكم من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فولى عنه الناس، وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار، فكنا على أقدامنا ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة، قال: وهذا لا يخالف حديث ابن عمر، فإنه نفى أن يكونوا مائة، وابن مسعود أثبت أنهم كانوا ثمانين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (1689) قال: حدثنا محمد بن عُمر بن علي المقدمي البصري، قال: حدثني أبي، عن سفيان بن حُسين، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. الحديث: 6170 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 404 6171 - (خ د) المسور [بن مخرمة] ، ومروان [بن الحكم]- رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وَفْدُ هوازِنَ مسلمين، فسألوه أن يَرُدَّ عليهم أموالَهم وسَبْيَهم، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن معي مَنْ تَرونَ، وأحَبُّ الحديث إليَّ: أصْدقُهُ، فاختاروا إِحدى الطائفتين، إِمَّا المالَ، وإِمَّا السّبْيَ، وقد كنتُ استأنَيْتُ بكم- وفي رواية: بهم - وقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنظرَهم بضعَ عشرةَ ليلة حين قَفَل من الطائف، فلما تبيَّن لهم أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - غيرُ رادّ إِليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سَبْينا، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهلُه، ثم قال: أما بعدُ، فإِن إخوانكم هؤلاءِ جاؤوا تائبين، وإني قد رأيتُ أن أَرُدَّ إليهم سَبْيَهُم، فمن أَحبَّ منكم أن يُطَيِّبَ ذلك فليفعل، فقال الناسُ: طيَّبْنا ذلك يا رسول الله، فقال لهم في ذلك: إِنا لا ندري مَنْ أذِنَ منكم ممن لم [ص: 406] يَأْذَنْ، فارجعوا حتى يَرفع إلينا عُرفاؤكم أمرَكم، فرجع الناس، فكلَّمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبروه أنَّهم قد طَيَّبُوا وأذِنوا، فهذا الذي بلغنا من شأن سَبْي هوازنَ» أخرجه البخاري وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استأنيت) أي: تأنَّيت وتوقفت وانتظرت.   (1) رواه البخاري 8 / 24 في المغازي، باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} ، وفي الوكالة، باب إذا وهب شيئاً لوكيله أو شفيع قوم جاز، وفي العتق، باب من ملك من العرب رقيقاً فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية، وفي الهبة، باب من رأى أن الهبة الغائبة جائزة، وباب إذا وهب جماعة لقوم، وفي الجهاد، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين، وفي الأحكام، باب العرفاء للناس، وأبو داود رقم (2693) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/326) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والبخاري (3/130، 4/108، 5/195) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عُقيل. وفي (3/193، 205) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني عُقيل. وفي (3/211) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل، وفي (5/195) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (9/89) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة. وأبو داود (2693) قال: حدثنا أحمد بن أبي مريم، قال: حدثنا عمي، يعني سعيد بن الحكم، قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن عقيل. والنسائي في الكبرى (ورقة 119 - ب) قال: أخبرنا هارون بن موسى، قال: حدثني محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة. ثلاثتهم - ابن أخي ابن شهاب، وعقيل، وموسى بن عقبة - عن ابن شهاب. قال: زعم عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 6171 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 405 6172 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده - في هذه القِصَّة - قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ردُّوا عليهم نساءهم [وأبناءهم] فمن مَسكَ بشيء من هذا الفيء، فإن له علينا به سِتَّ فرائض من أول شيء يُفيئه الله علينا، ثم دنا - النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - (1) - من بعير فأخذ وَبَرة من سَنَامِهِ، ثم قال: يا أيها الناس، إِنه ليس لي في هذا الفيء شيء، ولا هذا - ورفع إصبَعَيْه - إلا الخُمْسَ، والخمسُ مردود عليكم، فأدُّوا الخِياط والمِخْيَط، فقام رجل [ص: 407] في يده كُبَّة من شَعَر، فقال: أخَذتُ هذه لأُصلح بها بَرْذَعَة [لي] فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: [أمَّا] ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكَ، فقال: أمَّا إذا بلغتُ ما أرى، فلا أرَب لي فيها، ونَبَذَها» ، هكذا أخرجه أبو داود عقيب حديث المسور ومروان (2) ، وقد أخرج بعضَ هذا المعنى بقريب من ألفاظه الموطأ، وهو مذكور في «الفرع السادس» من «الفصل الثالث» من «الباب الثاني» ، من «كتاب الجهاد» ، من حرف الجيم، فجعلنا ذلك مفرداً للموطأ، وهذا لأبي داود. وأما رواية النسائي: فإِنه قال: «كُنّا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذ أتاه وَفْدُ هَوَازِنَ، فقالوا: يا محمد، إِنا أهل وعشيرة، وقد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فَامْنُنْ علينا، مَنَّ الله عليكَ، فقال: اختارُوا من أموالكم، أو من نسائكم، فقالوا: خَيَّرتَنا بين أحسابنا وأموالنا، بل نختارُ نساءَنا [وأبناءَنا] فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ما كان لي ولبني عبد المطلب فَهُوَ لكم، فإِذا صَلَّيتُ الظهر، [فقوموا] فقولوا: إنا نستعينُ برسول الله على المؤمنين - أو المسلمين - بنسائنا وأموالنا، فلما صَلَّوُا الظهرَ، [قاموا] [ص: 408] فقالوا ذلك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: فما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالتِ الأنصار: ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الأقرعُ بنُ حابس: أمَّا أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أمَّا أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أمَّا أنا وبنو سُلَيم فلا، فقامت بنو سليم: فقالوا: كذبتَ، ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أيُّها الناس، رُدُّوا عليهم نساءهم وأبناءهم، فمن تَمسَّك من هذا الفيء بشيء فله سِتُ فرائض من أول شيء يفيئُه الله علينا، وركب راحلته، وركبَهُ الناسُ: اقسمْ علينا فيْأَنَا (3) ، فألجؤوه إلى شجرة، فَخطِفَتْ رِداءه، فقال: يا أيُّها الناس، رُدُّوا علي رِدائي، فوالله لو أن لكم شجرَ تِهامةَ نَعماً قسمتُه بينكم ثم لم تَلْقَوْني بخيلاً، ولا جباناً، ولا كَذُوباً، ثم أتى بعيراً، فأخذ من سَنَامِه وَبَرَة بين إصبعيه، ثم قال: ها، إنه ليس لي من [هذا] الفيء شيء ولا هذه، إلا الخمس، والخمسُ مردود عليكم، فقام إليه رجل بِكُبَّة من شعر، فقال: يا رسولَ الله، أخذتُ هذه لأُصلِح بها برذَعةَ بعير لي، فقال: أمَّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك، فقال: أَو بلغت هذه؟ فلا أرَبَ لي فيها [ص: 409] فَنَبَذَها، وقال: يا أيُّها الناس، أدّوا الخياط والمِخْيَطَ، فَإِن الغُلولَ يكون على أهله عَاراً وَشَنَاراً يومَ القيامة» (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من مَسَك بشيء) يقال: أمسكتُ الشيء، ومَسكت بالشيء: بمعنى واحد، وفي الكلام إضمار، وتقديره: من أصاب شيئاً [من هذا الفيء] فأمسكه ثم رده. (سِت فرائض) الفرائض، جمع فريضة، يريد به: البعير المأخوذ في الزكاة، وسُمِّي به فريضة، لأنه الواجب على رب المال، ثم سُمِّي البعير فريضة في غير الزكاة. (يفيئه الله علينا) أراد: بما يفيئه الله عليه: الخمس الذي جعله الله له من الفيء خاصة دون الناس، فإنه يعطي كلَّ من أخذ منه شيئاً عوضه من ذلك. (الخِيَاط) الخَيْط، والْمِخْيَط: الإبرة. (الغلول) : الخيانة في الغنيمة قبل إخراج الخمس والقسمة. (الشَّنار) : العيب والعار.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: ثم دنا، يعني النبي صلى الله عليه وسلم. (2) انظر " سنن أبي دود " رقم (2693) ، أي الحديث الذي قبل هذا، وقد رواه البخاري والنسائي مختصراً ومطولاً. (3) أي: أحاطوا به قائلين: أقسم علينا فيأنا. (4) رواه أبو داود رقم (2694) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال، والنسائي 6 / 262 - 264 في الهبة، باب هبة المشاع، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً من حديث عبادة بن الصامت، وحسن الحافظ ابن حجر إسناده في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 6172 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 406 غزوة أوطاس 6173 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «لمَّا فرغَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من حُنين بعثَ أبا عامر على جيش إلى أوْطاس، فلَقيَ دُرَيدَ بنَ الصِّمَّة، فقُتل دريد، وهزمَ الله أصحابه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، فرُمِي أبو عامر في رُكْبَتِهِ، رماه جُشَمِيّ بسهم، فأثبتَهُ في رُكْبتِهِ، وانتهيتُ إِليه، فقلتُ: يا عمُّ، من رَمَاك؟ فأشار إلى أبي موسى، فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدتُ له فلحقتُه، فلما رآني وَلَّى، فاتّبعتُه وجعلتُ أقول له: ألا تستحي؟ ألا تَثْبُتُ؟ فَكَفّ، فاختلفنا ضربتين بالسيف، فقتلتُه، ثم قلتُ لأبي عامر: قَتَلَ الله صاحبَك، قال: فَانْزِعْ هذا السهم، فنزعتُه، فَنَزى منه الماءُ، فقال: يا ابن أخي، أقْرِئ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - السلام، وقل له: يستغفر لي، واستخلفَني أبو عامر على الناس، فمكث يسيراً ثم مات، فرجعتُ، فدخلتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في بيته على سرير مُرْمَل وعليه فراش قد أثَّر رِمَال السرير بظهره وجَنْبَيْه، فأخبرتُه بخبرنا وخبرِ أبي عامر، وقلت له: قال لي: قل له: يَسْتَغْفِرْ لي، فدعا بماء، فتوضأ، ثم رفع يديه، وقال: اللهم اغفِرْ لِعُبَيد، أبي عامر، حتى رأيتُ بياضَ إبطيه، ثم قال: اللهم اجعله يومَ القيامة فوقَ كثير من خلقك، أو من الناس، فقلتُ: وَليَ فاستغفرْ فقال: اللهم اغفرْ لعبد الله بن قيس ذنبَهُ، وأدخله يوم القيامة مُدْخلاً كريماً [ص: 411] قال أبو بردة: إحداهما لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي لفظ مسلم: رماه رجل من بني جُشَم، وفيه: «فلما رآني وَلَّى عَنِّي ذاهباً، فلحقتُه، فجعلتُ أقول له: ألا تستحي؟ ألستَ عربِيّاً؟ ألا تَثْبُتُ؟» وفيه «انطلقْ إلى رسولِ الله، فأقرِئْه مني السلام، وقل له: يقول لك: استغفرْ لي» . ورأيتُ في كتاب البخاري «فوقَ كثير من خَلْقِكَ وأمَنِّ الناسِ (1) » وقد ضبطها وقَيَّدها، وذلك بخلاف الوارد في الكتب (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأَثْبَتَهُ) أي: حَبَسه بالطعنة التي طعنها، أو الرمية. (فنزا) نزا منه الماء، أي: وثب، يعني: خرج الماء من جرحه. (على سرير مرْمَل) سريرُ مُرمَل: قد نُسِجَ وجهه بالسَّعَف، يقال: أرمَلتُ النّسج أرمُلُه: إذا باعَدْتَ بين الأشياء المنسوج بها، فهو مُرمَل، ورماله: ما نسج في وجهه من ذلك، ويقال: رَملتُهُ لغة في أرْمَلتُهُ، ورمَّلته: [ص: 412] شدد للكثرة، والرمال - بكسر الراء - بمعنى مرمول، وهو جمع رمل، كقوله تعالى: {هذا خَلْقُ الله} أي: مخلوقه.   (1) الذي في نسخ البخاري المطبوعة: فوق كثير من خلقك من الناس. (2) رواه البخاري 8 / 34 و 35 في المغازي، باب غزوة أوطاس، وفي الجهاد، باب نزع السهم من البدن، وفي الدعوات، باب الدعاء عند الوضوء، ومسلم رقم (2498) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/41، 5/197، 8/101) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (7/170) قال: حدثنا عبد الله بن بَرَّاد أبو عامر الأشعري. وأبو كُريب محمد بن العلاء. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9046) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي. ثلاثتهم - أبو كريب محمد بن العلاء، وأبو عامر، وموسى بن عبد الرحمن - عن أبي أسامة، عن بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة، عن أبي بُردة، فذكره. الحديث: 6173 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 410 غزوة الطائف قال البخاري: في شوال سنة ثمان، قاله موسى بن عقبة. 6174 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لما حَاصَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -[أهل] الطائف، فلم يَنَلْ منهم شيئاً، قال: إنَّا قَافِلون غداً إن شاء الله، فَثَقُلَ عليهم، وقالوا: نذهب ولا نفتحه، وقال مرة: «نَقْفُلُ» ، فقال: اغْدُوا على القتال، فَغَدَوْا، فأصابهم جِراح، فقال: إنَّا قَافلون غداً إن شاء الله، فأعجبهم، فضحكَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» ، وقال سفيان مرة: «فتبسَّم» . وفي رواية نحوه، وفيه «فقالوا: لا نبرحُ أو نفتحها» وفيه: «فقاتَلوهم قِتالاً شديداً، وكَثُر فيهم الجراحاتُ ... » الحديث. قال الحميديُّ: أخرج البخاري هذه الرواية الثانية في «كتاب الأدب» ، عن قتيبة، وقال فيه: عن عبد الله بن عمر، وأخرجه هو ومسلم في المغازي - يعني الرواية الأولى- وفيه عندهما: عن عبد الله بن عمرو، والحديث من حديث ابن عُيينة، وقد اختُلف فيه عليه، منهم مَن قال عنه هكذا، ومنهم من رواه [عنه] بالشك، وأخرجه البُرْقاني، وقال: «عبد الله بن عمر» أصح، وهكذا أخرجه أبو مسعود في مسند ابن عمر. [ص: 413] قلتُ: والذي رأَيتُه في كتاب البخاري وكتاب مسلم اللَّذَيْن قرأتُهما «عبد الله بنُ عُمَر» ، ولم أجد فيهما «ابن عمرو» ، ولعلّ الذي كان عند الحميديِّ هو ابنُ عَمْرو، والله أعلم (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 36 في المغازي، باب غزوة الطائف، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (1778) في الجهاد، باب غزوة الطائف، وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 8 / 36. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (706) . وأحمد (2/11) (4588) . والبخاري (5/198) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (5/198، 8/28) قال: قال الحميدي. وفي (8/28) قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد، وفي (9/172) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (5/169) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزُهير بن حرب، وابن نُمير. والنسائي في الكبرى الورقة (115- أ، 119 - ب) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء. تسعتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي بن عبد الله، وقتيبة، وعبد الله بن محمد، وأبو بكر بن أبي شبية، وزهير بن حرب، وابن نُمير، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو، عن أبي العباس الشاعر الأعمى، فذكره. (*) في رواية الحميدي، وأحمد: «عن عبد الله بن عمر» زاد أحمد: قيل لسفيان: «ابن عَمرو» قال: لا. «ابن عُمر» . الحديث: 6174 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 412 6175 - (د) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - «أن وَفْدَ ثقيف لما قَدِموا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنْزَلهم المسجدَ، ليكون أرقَّ لقلوبهم، فاشترطوا عليه أن لا يُحسروا، ولا يُعْشَرُوا، ولا يُجَبُّوا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: لكم أن لا تُحْشَروا، ولا تُعْشَروا، ولا خير في دِين ليس فيه ركوع» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُحْشَروا) بمعنى يُجمَعوا، والمراد به: جمعهم إلى الجهاد، والنفير إليه. (يُعْشَروا) أي: يؤخذ عشور أموالهم صدقة. (يُجَبُّوا) أصل التجبية: أن يقوم الإنسان قيام الراكع، وقيل: هو أن يضع يده على ركبتيه وهو قائم، وقيل: هو أن يَنْكَبَّ على وجهه باركاً، [ص: 414] وهو السجود، والمراد بقولهم: «لا يجبُّوا» أنهم لا يُصَلُّون، ولفظ الحديث يدل على الركوع، لأنه - صلى الله عليه وسلم- قال لهم في الجواب: «ولا خير في دِين ليس فيه ركوع» .   (1) رقم (3026) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في خبر الطائف، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 218، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: تقدم تخريجه. الحديث: 6175 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 413 6176 - (د) وهب [بن منبه] قال: «سألتُ جابراً عن شأن ثَقِيف إذْ بايعتْ؟ قال: اشترطتْ أن لا صدقة عليها ولا جهادَ، وأنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يقول: سيتصدَّقون، ويجاهدون إذا أسلموا» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أن لا صدقة عليها ولا جهاد) قال الخطابي: ويشبه أن يكون إنما سمح لهم بترك الجهاد والصدقة، لأنهما لم يكونا بعدُ واجبين في العاجل، لأن الصدقة إنما تجب بالقضاء للحول، والجهاد إنما يجب بحضور [العدو] ، فأما الصلاة: فهي راتبة كل يوم وليلة، فلم يَجُزْ أن يشترطوا تركها، وقد سئل جابر بن عبد الله عن اشتراط ثقيف أن لا صدقة عليها ولا جهاد؟ فقال: «علم أنهم سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا» .   (1) رقم (3025) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في خبر الطائف، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/341) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الزبير، فذكره. وعن وَهب بن مُنَبِّه، قال: سألت جابرا عن شأن ثقيف إذ بايعت، قال: «اشْتَرَطَتْ على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أن لا صدقة عليها ولا جهاد» . وأنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك يقول: «سيتصدقون، ويجاهدون إذا أسلموا» . أخرجه أبو داود (3025) قال: حدثنا الحسن بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل -يعني ابن عبد الكريم- قال: حدثني إبراهيم - يعني ابن عقيل بن منبه- عن أبيه، عن وهب، فذكره. الحديث: 6176 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 414 بعث خالد بن الوليد إلى بني جَذِيمة 6177 - (خ س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «بعثَ [ص: 415] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خالدَ بنَ الوليد إلى بني جَذِيمةَ، فدعاهم إِلى الإسلام، فلم يُحسِنُوا أن يقولوا: أسْلَمْنا، فجعلوا يقولون: صَبَأْنَا، صَبَأْنَا، فجعل خالد بن الوليد يقتل ويأسر، ودفع إلى كُلِّ رجل مِنَّا أسيرَهُ، فقلتُ: والله، لا أقتلُ أسيري، ولا يَقْتُلُ رجل من أصحابي أسيرَهُ، حتى قَدِمْنا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكرناه، فرفع يَدَيْهِ، فقال: اللهم إِني أبْرَأْ إليك مما صنع خالد - مرتين -» . أخرجه البخاري والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صبأنا) صبأ: إذا خرج من دين إلى دينٍ غيره.   (1) رواه البخاري 8 / 46 في المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وفي الأحكام، باب إذا قضى الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم فهو رد، والنسائي 8 / 237 في آداب القضاة، باب الرد على الحاكم إذا قضى بغير الحق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/150) (6382) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (731) قال: أخبرنا عبد الرزاق، والبخاري (5/203، 9/91) قال: حدثنا محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثني نعيم، قال: أخبرنا عبد الله، والنسائي (8/236) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا بشر بن السَّريّ، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. (ح) وأنبأنا أحمد بن علي بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا هشام بن يوسف، وعبد الرزاق، وفي الكبرى (الورقة 115- أ) قال: أخبرنا نوح بن حبيب القُومَسي، قال: حدثنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وابن المبارك، وهشام - عن معمر، عن الزهري، عن سالم، فذكره. الحديث: 6177 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 414 سرية عبد الله بن حُذافة السهمي، وعلقمة بن محرز المدلجي، ويقال: إنها سَرِيَّة الأنصار. 6178 - (خ م د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّة، واستعملَ عليهم رجلاً من الأنصار، وأمرهم أن يُطيعوه، فغضب، فقال: أليس أَمَرَكُم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن تُطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: فَاجْمَعوا حطباً، فجمعوا، قال: أوْقِدُوا ناراً، فأوقَدُوها [ص: 416] فقال: ادخلوها، فَهَمُّوا، وجعل بعضُهم يمسك بعضاً، ويقولون: فرَرْنا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من النار، فما زالوا حتى خَمَدَتِ النارُ، فسكن غضبُه، فبلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعةُ في المعروف» وفي رواية «لا طاعةَ في معصية الله، إِنما الطاعةُ في المعروف» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود. وأخرجه النسائي نحوه، وفيه: «فذكروا ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال للذين أرادوا أن يدخلوها: لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة، وقال للآخَرِين خيراً - وفي رواية: قَولاً حسناً - وقال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعةُ في المعروف» (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 47 و 48 في المغازي، باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن محرز المدلجي، وفي الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في فاتحته، ومسلم رقم (1840) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية، وأبو داود رقم (2625) في الجهاد، باب في الطاعة، والنسائي 7 / 159 في البيعة، باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/82) (622) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/94) (724) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن زُبيد الإيامي. وفي (1/124) (1018) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/129) (1065) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن زبيد. والبخاري (5/203) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا الأعمش. وفي (9/78) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي (9/109) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن زبيد. ومسلم (6/15، 16) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن زبيد، (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وزهير بن حرب، وأبو سعيد الأشج، قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية، عن الأعمش. وأبو داود (2625) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن زبيد. وعبد الله بن أحمد (1/131) (1095) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن زبيد. والنسائي (7/159) . وفي الكبرى (الورقة 117-أ) قال: أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة عن زبيد الإيامي، وفي الكبرى أيضا. قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن منصور، والأعمش. ثلاثتهم - الأعمش، وزبيد، ومنصور - عن سعد بن عُبيدة، عن أبي عبد الرحمن، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6178 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 415 بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حَجَّة الوداع 6179 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ومعاذاً إلى اليمن، فقال: ادْعُوَا الناس، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، ويَسِّرا ولا تُعسِّرا، وتطاوعا ولا تختلفا، قال: فقلتُ: [ص: 417] يا رسولَ الله، أفْتِنَا في شَرَابَيْن، كنا نَصنعُهما باليمن: البِتْعُ، وهو من العسل يُنْبَذُ حتى يَشْتَدَّ، والمِزْرُ، وهو من الذُّرَة والشعيرِ يُنْبَذُ حتى يشتدَّ، قال: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أُعطي جوامع الكلم بخواتمه، فقال: أنهى عن كل مُسْكر أسْكَر عن الصلاة - وفي رواية: فقال - صلى الله عليه وسلم -: كُلُّ مسكر حرام - قال: فَقَدِمْنا اليمن، وكان لكل واحد منا قُبَّة نزلها على حِدَة، فأتى مُعاذ أبا موسى - وكانا يتزاوران - فإذا هو جالس في فِنَاء قبَّتِهِ، وإذا يهوديّ قائماً عنده، يريد قتله، فقال: يا أبا موسى، ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم، ثم رجع إلى يهوديته، فقال: ما أنا بجالس حَتى تَقْتُلَه، فقتَله، ثم جلسا يتحدَّثان، فقال معاذ: يا أبا موسى، كيف تقرأُ القرآن؟ قال: أتَفَوَّقُه تَفَوُّقاً: على فراشي، وفي صلاتي، وعلى راحلتي، ثم قال أبو موسى لمعاذ: كيف تقرأُ أنتَ؟ قال: سأُنَبِّئُك بذلك، أمَّا أنا: فأنام، ثم أقوم فأقرأ، فأحْتَسِبُ في نومتي ما أحْتَسِبُ في قَومتي» . وفي رواية: قال أبو موسى: «أقبلتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومعي رجلان من الأشعريين، أحدُهما عن يميني، والآخَرُ عن شِمالي، فكلاهما سأل العملَ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَاكُ، فقال: ما تقول يا أبا موسى - أو يا عبد الله بنَ قيس -؟ قال: فقلتُ: والذي بعثك بالحق، ما أطْلَعَاني على ما في أنفسهما، وما شَعرتُ أنهما يطلبان العمل، قال: فكأني أنظر إلى [ص: 418] سِواكه تحت شَفَتِهِ وقد قَلَصَتْ، فقال لي: لن - أو لا - نستعمل على عملنا مَن أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى - أو يا عبد الله بنَ قيس - فبعثه على اليمن، ثم أتْبَعه معاذَ بن جبل ... ثم ذكر قصَّة اليهوديِّ الذي أسلم ثم ارتدَّ» وزاد فيه «قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاءُ الله ورسوله» ثم قولهما في قيام الليل، وليس فيه ذِكْر الأشربة. أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه البخاري مرسلاً عن أبي بُردة، قال: «بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبا موسى، ومعاذَ بنَ جبل إلى اليمن، قال: وبعثَ كلَّ واحد منهما على مِخْلاف، قال: واليمنُ مخلافان، ثم قال: يَسِّرا ولا تُعسِّرا، وَبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، فانْطلق كلُّ واحد منهما إلى عمله، قال: وكان كلُّ واحد منهما إذا سار في أرضه [وكان] قريباً من صاحبه أحدثَ به عهداً، فسلَّم عليه، فسار معاذ في أرضه قريباً من صاحبه أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس، وإذا رجل عنده قد جُمعت يداه إلى عُنُقه، فقال له معاذ: يا عبد الله بنَ قيس: أيَّمَ (1) هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يُقتَل، قال: إنما جيء به لذلك، فانْزِل، قال: ما أنْزِل حتى يُقتَلَ، فأمر به فَقُتِلَ، ثم نزل، فقال: يا عبد الله، [ص: 419] كيف تقرأُ القرآن؟ قال: أتَفَوَّقُه تَفَوُّقاً، قال: فكيف تقرأُ أنتَ يا معاذُ؟ قال: أنام أول الليل، فأقوم، وقد قضيتُ جُزْئي من النوم، فأْقرأُ ما كتب الله لي، فأحْتَسِبُ نومتي كما أحتسبُ قَوْمَتي» . وأخرج أبو داود رواية البخاري والرواية الثانية، وأخرج النسائي الرواية الثانية إلى قوله: «ثم أتبعه معاذَ بنَ جبل» (2) . وقد تقدَّم لهذا الحديث روايات بنحوها طويلة وقصيرة، بعضها في «كتاب الخلافة» ، من حرف الخاء، وبعضها في «كتاب الحدود» من حرف الحاء، وبعضُها في غير ذلك. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (على حِدَة) قعد كل واحد من الجماعة على حدة: إذا قعد منفرداً. (أتفوَّقه تَفَوُّقاً) أتَفَوَّقُ القرآنَ تَفَوُّقاً، أي: أقرؤه شيئاً بعد شيء، ووقتاً بعدَ وقت، من فُوَاق الناقة، وهو أن تُحلبَ، ثم تتركَ ساعة حتى تدرَّ، ثم تحلب. [ص: 420] (المِخلاف) في اليمن: كالرُّستاق، ولكلِّ مخلاف في اليمن: اسم يعرَف به. (أيَّم هذا) أي: أيُّ شيء هذا؟ فحذف ألف «ما» تخفيفاً.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: أيم، بفتح الميم، وترك إشباعها لغة، وأخطأ من ضمها، وأصله: " أي " الاستفهامية، دخلت عليها " ما " وقد سمع: أيم هذا، بالتخفيف، مثل أيش هذا، فحذفت الألف من أيم، والهمزة من أيش. (2) رواه البخاري 8 / 49 في المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قبل حجة الوادع، وفي الإجارة، باب في الإجارة، وفي استتابة المرتدين، باب حكم المرتد والمرتدة، وفي الأحكام، باب ما يكره من الحرص على الإمارة، وباب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه، ومسلم رقم (1733) في الإمارة، باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها، وفي الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر، وأن كل خمر حرام، وأبو داود رقم (4354) و (4355) و (4356) و (4357) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، والنسائي 1 / 10 في الطهارة، باب هل يستاك الإمام بحضرة رعيته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6179 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 416 6180 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذِ بنِ جبل - حين بعثه إلى اليمن -: «إنك ستأتي قوماً أهلَ كتاب، فإذا جئتَهم فَادْعُهم إلى أن يشهدوا أن لا إِله إلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخْبِرْهم أنَّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كُلِّ يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فَرَضَ عليهم صدقة تُؤخَذُ من أغنيائهم فتردُّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإيَّاك وكرائمَ أموالهم، واتَّقِ دعوةَ المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حِجَاب» . وفي رواية قال له: «إنَّك تَقْدَمُ على قوم من أهلِ الكتاب، فليكُنْ أوَّلَ ما تدعوهم إليه: عبادةُ الله عز وجل، فإذا عرفوا الله فأخبرهم: أن الله قد فَرَضَ عليهم خَمْسَ صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم: أن الله قد فرض عليهم زكاة ... » وذكره. أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) . [ص: 421] قال الحميديُّ: وقد جعل بعضُ الرواة هذا الحديث عن ابن عباس عن معاذ. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كرائم أموالهم) كرائم الأموال: خيارها ونفائسها، وهي التي تَكْرُم على أصحابها.   (1) رواه البخاري 8 / 51 في المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع، وفي الزكاة، باب وجوب الزكاة، وباب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة، وباب أخذ [ص: 421] الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء، وفي المظالم، باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم، وفي التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، ومسلم رقم (19) في الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، وأبو داود رقم (1584) في الزكاة، باب زكاة السائمة، والترمذي رقم (625) في الزكاة، باب ما جاء في كراهية أخذ خيار المال في الصدقة، والنسائي 5 / 52 و 55 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، وباب إخراج الزكاة من بلد إلى بلد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/333) (2071) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1622، 1638) قال: حدثنا أبو عاصم. والبخاري (2/130، 9/140) قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد. وفي (2/158) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (3/169) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا وكيع. وفي (5/205) قال: حدثني حبان، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (1/38) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا بشر بن السري، (ح) وحدثنا عبد بن حُميد، قال: حدثنا أبو عاصم، وأبو داود (1584) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1783) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، والترمذي (625، 2014) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (5/2) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، عن المُعافي. وفي (5/55) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا وكيع، وابن خزيمة (2275) قال: حدثنا محمد بن بشار، وعبد الله بن إسحاق الجوهري، قالا: حدثنا أبو عاصم. وفي (2346) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع. خمستهم - وكيع، وأبو عاصم، وعبد الله، وبشر بن السِّريّ، والمعافى - عن زكريا بن إسحاق المكي. 2 - وأخرجه البخاري (2/147) قال: حدثنا أمية بن بسْطَام، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا رَوح ابن القاسم. وفي (9/140) قال: حدثني عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا الفضل بن العلاء. ومسلم (1/38) قال: حدثنا أمية بن بسطام العيشي، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا روح - وهو ابن القاسم - كلاهما - روح، والفضل - عن إسماعيل بن أمية. كلاهما - زكريا بن إسحاق، وإسماعيل بن أمية - عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي مَعبد مولى ابن عباس، فذكره. (*) أخرجه مسلم (1/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن وكيع. قال أبو بكر: حدثنا وكيع، عن زكريا بن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل (قال أبو بكر: ربما قال وكيع: عن ابن عباس، أن معاذا قال:) بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث. وهذا ظاهره أنه من مسند معاذ بن جبل. وقد ذكره المِزّي في تحفة الأشراف في مسند ابن عباس ولم يذكره في مسند معاذ بن جبل. وقد علق ابن حجر على ذلك في (النكت الظراف على تحفة الأشراف) بتعقيب جيد، مفاده أن رواية أبي بكر بن أبي شيبة وحدها هي من مسند معاذ. الحديث: 6180 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 420 6181 - (خ) عمرو بن ميمون - رحمه الله -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ معاذاً إلى اليمن، فقرأ معاذ في صلاة الصبح سورةَ النساء، فلما قال: {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَليلاً} [النساء: 125] قال رجل خلفَهُ: قَرَّتْ عَيْنُ أمِّ إبراهيم. أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 51 في المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قبل حجة الوداع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6181 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 421 بعث علي بن أبي طالب، وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع 6182 - (خ) أبو إسحاق [السبيعي] قال: سمعتُ البراءَ - رضي الله [ص: 422] عنه - يقول: «بَعَثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مع خالدِ بنِ الوليد، ثم بعثَ عليّاً بعد ذلك مكانَهُ، فقال: مُرْ أصحابَ خالد: مَنْ شاءَ منهم أن يُعَقِّبَ معك فَلْيُعَقِّبْ، ومَن شاء فَلْيُقْبِلْ، فكنتُ فيمن عَقَّبَ معه، قال: فَغَنِمْتُ أوَاقِيَّ ذواتِ عَدَد» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أن يعقّب) إذا غزا الإنسان، ثم ثَنَّى من سنته مرة أخرى، قيل: قد عَقَّب، ويقال: تعقيبةٌ خير من غزوة.   (1) 8 / 52 في المغازي، باب بعث علي بن أبي طالب، وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه البخاري (5/206) قال: حدثني أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شُرَيْح بن مَسْلمة، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، قال: حدثني أبي. 2 - وأخرجه أبو داود (1797) ، والنسائي (5/148) قال: أخبرني معاوية بن صالح. وفي (5/157) قال: أخبرني أحمد بن محمد بن جعفر. ثلاثتهم - أبو داود، ومعاوية، وأحمد بن محمد - قالوا: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا يونس. كلاهما - يوسف، ويونس - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6182 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 421 6183 - (خ) بريدة - رضي الله عنه - قال: «بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليّاً إلى خالد لِيَقْبِضَ الخُمس، فقبضه منه، فاصْطَفى عليّ منها سَبِيَّة فأصْبَح وقد اغتسل ليلاً، وكنتُ أُبغِض عليّاً، فقلتُ لخالد (1) : ألا ترى [ص: 423] إلى هذا؟ فلما قَدِمْنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرتُ ذلك له، فقال: يا بُريدة، أتُبْغِضُ عليّاً؟ قلتُ: نعم، قال: لا تُبْغِضْه فإن له في الخمس أكثرَ من ذلك» أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاصطفى) الاصطفاء: الاختيار، وأراد به: ما يأخذه رئيس الجيش لنفسه خاصة، وهو افتعال من صَفوة الشيء، أي: خياره وخالصه. (سَبِيَّة) السَّبيةُ: الأمة التي قد سُبيتْ.   (1) لفظة البخاري هكذا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً إلى خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض علياً وقد اغتسل، فقلت لخالد ... الخ. قال الحافظ في " الفتح ": هكذا وقع عنده - يعني البخاري - مختصراً، وقد أورده الإسماعيلي من طرق إلى روح بن عبادة الذي أخرجه البخاري من طريقه، فقال في سياقه: بعث علياً إلى خالد ليقسم الخمس، وفي رواية له: ليقسم الفيء، فاصطفى علي منه لنفسه سبيئة، أي جارية من السبي، وفي رواية له: فأخذ منه جارية، ثم أصبح يقطر رأسه، فقال خالد لبريدة: ألا ترى ما صنع هذا؟ فقال بريدة: وكنت أبغض علياً , اهـ. أقول: ولعل الزيادة التي في حديثنا من الحميدي. (2) 8 / 52 و 53 في المغازي باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. الحديث: 6183 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 422 6184 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - «بعث إلى اليمن جيشين، وأمَّر على أحدهما عليّاً، وعلى الآخر خالداً، وقال: إذا كان القتالُ فَعليّ، قال: فَافْتَتَح عليّ حِصْناً، فأخذ منه جارية، قال: فكتبَ معي خالد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُخبره، قال: فلما قَدِمْتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ الكتابَ، رأيتُه يتغيّر لونُه، فقال: ما ترى في رجل يُحِبُّ الله ورسولَه، ويُحبُّهُ الله ورسولُه؟ فقلت: أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسولهِ، وإنما أنا رسول، فسكتَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1704) في الجهاد، باب ما جاء فيمن يستعمل على الحرب، من حديث الأحوص بن جواب عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الأحوص بن جواب، قال: وفي الباب عن ابن عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل التحسين: أخرجه الترمذي (1704) (3725) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا الأحوص بن جَوَّاب أبو الجواب، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، فذكره. قال الترمذي: غريب، لا نعرفه إلا من حديث الأحوص بن جواب. قلت: والأحوص صدوق يهم. الحديث: 6184 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 423 غزوة ذي الخَلَصة 6185 - (خ م د) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: «كان بَيْت في الجاهلية يُقال له: ذُو الخَلَصة، والكعبةُ اليمانيَةُ، والكعبةُ الشاميّة، فقال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ألا تُرِيحُني من ذي الخَلَصَة؟ فَنَفَرْتُ في مائة وخمسين راكباً، فكسرناه، وقتلنا من وَجَدْنا عنده، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرتُه، فدعا لنا ولأحْمَسَ» . وفي رواية قال جرير: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - «ألا تُريحني من ذي الخَلَصة؟ - وكان بيتاً في خَثْعَمَ يسمى كعبةَ اليمانية - فانطلقتُ في خمسين ومائةِ فارس من أحْمَسَ، وكانوا أصحابَ خَيْل، وكنتُ لا أَثْبُتُ على الخيل، فضربَ في صدري، حتى رأيتُ أثَر أصابعه في صدري، وقال: اللهم ثَبِّتْه، واجعله هادياً مَهْدِيّاً، فانطلق إليها وكَسرها وحَرَّقها، ثم بعثَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ جرير: والذي بعثكَ بالحق، ما جئتُك حتى تركتُها كأنها جَمل أَجْرَبُ، قال: فباركَ في خيلِ أحْمَسَ ورجالها خمس مرّات» . وفي أخرى مثله، وقال: «فما وَقَعْتُ عن فرس بعدُ، قال: وكان ذُو الخَلَصَة بيتاً باليمن لِخَثْعَمَ وبَجِيلةَ، فيه نُصُب تُعْبَدُ، يقال لها: الكعبةُ، قال: فأتاها فحرّقها بالنار وكسرها، قال: ولما قَدِمَ جرير اليمن كان بها رجل يَسْتَقْسِمُ بالأزْلام، فقيل له: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - هاهنا، فإن قَدَرَ [ص: 425] عليك ضَرَبَ عُنُقَكَ، قال: فبينما هو يضرب بها، إِذْ وقف عليه جرير، فقال: لَتَكْسِرَنَّها ولَتَشْهَدَنَّ أَنْ لا إله إلا الله، أو لأضربنَّ عُنُقَكَ، قال: فكسَرها وشهد، ثم بعث جرير رجلاً من أَحْمَسَ، يكنى: أبا أرْطاة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُبَشِّرُه بذلك، فلما أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، ما جئتُ حتى تركتُها كأنها جَمَل أَجْرَبُ» ، قال: «فَبرَّكَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على خيل أحْمَس ورجالها - خمس مرات» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود مختصراً قال: «قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَلا تُريحني من ذي الخَلَصَة؟ فأتاها فحرّقها، ثم بعثَ رجلاً من أَحْمَس إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يبشّره، يكنى: أبا أرْطاة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يستقسم بالأزلام) الأزلام: القداح كانوا يتفاءلون بها عند ما يعرض لهم من الحاجات، كالسفر والزواج وغير ذلك، وكان مكتوب عليها: افعل، لا تفعل، فما خرج منها كان يتبعه: إما أمر، وإما نهي، والاستقسام: [ص: 426] طلب ما قُسم لهم مما هو مغيب عنهم من خير وشر، وصلاح وفساد. (ذو الخَلَصة) الخلصة، قيل: كان اسم صنم لدَوْس، وكان في ذلك البيت، قيل: ذو الخلصة: هو البيت الذي كان لخثعم باليمن، يحجّون إليه تشبيهاً ببيت الله الحرام. (جمل أجرب) شبّه ما بها من آثار النار والإحراق بالجمل الأجرب.   (1) رواه البخاري 8 / 55 و 56 في المغازي، باب غزوة ذي الخلصة ، وفي الجهاد، باب حرق الدور والنخيل، وباب من لا يثبت على الخيل، وباب البشارة في الفتوح، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، وفي الدعوات، باب قول الله تعالى: {وصل عليهم} ، ومسلم رقم (2476) في فضائل الصحابة، باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه، وأبو داود رقم (2772) في الجهاد، باب في بعثة البشراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (801) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/360) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. وفي (4/360) قال: حدثنا يزيد. وفي (4/362) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/365) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (4/76) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، وفي (4/91، 5/208) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحي. وفي (5/209) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: أخبرنا أبو أسامة. وفي (8/91) قال: حدثنا علي بن عببد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/157) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. وفي (7/158) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان - يعني الفزاري - (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2772) مختصرا قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، قال: حدثنا عيسى والنسائي في عمل اليوم والليلة (524) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وفي فضائل الصحابة (198) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3225) عن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى جميعهم (سفيان، ويحيى بن زكريا، ويزيد، ويحيي بن سعيد، ووكيع، وأبو أسامة، وجرير، وعبد الله بن نمير، ومروان الفزاري، وعيسى، والفضل بن موسى) عن إسماعيل بن أبي خالد. 2 - وأخرجه البخاري (5/49) قال: حدثنا إسحاق الواسطي. وفي (5/208) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/157) قال: حدثني عبد الحميد بن بيان. ثلاثتهم (إسحاق، وعبد الحميد ومسدد) قال عبد الحميد: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا خالد، قال: حدثنا بيان. كلاهما (إسماعيل، وبيان) عن قيس، فذكره. زاد أبو أسامة في روايته عند البخاري (5/209) : قَالَ وَلَّما قَدِمَ جَرير اليمن، كان بها رجل يستقسم بالأزلام، وفقيل له: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هاهنا، فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال: فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير، فقال: لتكسرنها ولتشهدن أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك، قال: فكسرها وشهد. الحديث: 6185 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 424 غزوة ذات السلاسل قال البخاري: وهي غزوة لَخْم وجُذَام، قاله إسماعيل بن أبي خالد. وقال ابن إسحاق: عن يزيد (1) عن عروة (2) : هي بلاد بلي (3) وعُذْرة (4) وبني القين (5) وفي نسخة: بني العَنْبَر. 6186 - (خ م) أبو عثمان النهدي «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عمرو بن العاص - رضي الله عنه - على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيتُه (6) ، [ص: 427] فقلت: أَيُّ الناس أحبُّ إِليك؟ قال: عائشةُ، قلتُ: مِنَ الرِّجال؟ قال: أبوها، قلتُ: ثم مَن؟ قال: عمرُ، فعدّ رجالاً، فسكتُّ، مَخَافة أن يجعلني في آخرهم» أخرجه البخاري ومسلم (7) .   (1) كذا في الأصل وفي نسخ البخاري المطبوعة: يزيد، وفي المطبوع من جامع الأصول: بريدة، وهو خطأ، ويزيد: وهو يزيد بن رومان مدني مشهور. (2) هو عروة بن الزبير بن العوام. (3) هو بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. (4) هو عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سويد بن أسلم بضم اللام ابن الحاف بن قضاعة. (5) بنو القين: قبيلة كبيرة ينسبون إلى القين بن حسر، ويقال: كان له عبد يسمى: القين حضنه فنسب إليه: وكان اسمه النعمان بن حسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. (6) يعني عمرو بن العاص، وأبو عثمان النهدي سمع من عمرو بن العاص. (7) رواه البخاري 8 / 59 و 60 في المغازي، باب غزوة ذات السلاسل، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلا، ومسلم رقم (2384) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/2 و1728) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (5/82) قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني. كلاهما (ابن العلاء، وعبد الله بن براد) قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بُريد، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 6186 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 426 غزوة تَبُوك 6187 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «أرسلني أصحابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، أسأله لهم الحُمْلان، إذْ هم معه في جيش العُسْرَة، وهي غزوة تبوك ، فقلتُ: يا نبيَّ الله، إنَّ أصحابي أرسلوني إليك لِتَحْمِلَهم، فقال: والله لا أَحْمِلُكم على شيء، وَوَافَقتُه وهو غضبانُ، ولا أشعرُ، فَرَجَعْتُ حزيناً مِن مَنْع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ومِن مَخافةِ أن يكونَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد وَجَدَ في نفسه عليَّ، فَرَجَعْتُ إلى أصحابي، فأخبرتُهم الذي قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم أَلْبَثْ إِلا سُوَيْعَة إذْ سمعتُ بلالاً ينادي: أيْ عبد الله بنَ قيس؟ فأَجَبْتُه، فقال: أَجبْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُوك، فلما أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: خُذْ هذين القَرِينَيْن، وهذين القرينين، وهذين القرينين - لِستَّة أَبْعرَة ابْتَاعهن حينئذ من سَعْد [ص: 428] فانْطَلِقْ بهنَّ إلى أصحابك، فقُل: إن الله - أو قال: إن رسولَ الله - يحملكم على هؤلاءِ، فارْكبوهنَّ [قال أبو موسى] : فَانْطَلَقْتُ إلى أصحابي بهنَّ، فقلتُ: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يحملُكم على هؤلاء، ولكنْ والله، لا أَدَعُكم حتى يَنْطَلِقَ معي بعضُكم إلى مَن سمع مقالةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، حين سألتُه لكم، ومَنْعَه في أول مرة، ثم إِعطاءه إيَّايَ بعد ذلك، لا تظنُّوا أني حدَّثتكم شيئاً لم يَقُلْه، فقالوا لي: والله إنك عندنا لَمُصَدَّق، وَلَنفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ، فانطلق أبو موسى بنفر منهم، حتى أَتَوُا الذين سمعوا قولَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَمَنْعَه إياهم، ثم إعطاءهم بعدُ، فحدَّثوهم بما حدَّثهم أبو موسى سواء» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحُمْلان) : الحِمْل، حملته على الدابة، أحْمِلُه حَمْلاً وحُمْلاناً، وذلك أنه جاء يطلب منه شيئاً يركبون عليه. [ص: 429] (القَرِينْين) القَرِين: الجمل يُقْرَن بجمل آخر، فكلاهما قرينان.   (1) رواه البخاري 8 / 84 و 85 في المغازي، باب غزوة تبوك، وباب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وفي الجهاد، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين، وفي الذبائح والصيد، باب الدجاج، وفي الأيمان والنذور في فاتحته، باب لا تحلفوا بآبائكم، وباب اليمين فيما لا يملك وفي المعصية والغضب، وباب الاستثناء في الأيمان، وباب الكفارة قبل الحنث وبعده، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعلمون} ، ومسلم رقم (1649) في الأيمان، باب ندب من حلف يميناً فرأي غيرها خيراً منها ... . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2676) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدمشقي أبذو النضر. قال: حدثنا محمد بن شعيب. قال: أخبرني أبو زرعة يحيي بن أبي عمرو السيباني، عن عمرو بن عبد الله، أنه حدثه، فذكره. قلت: عمرو بن عبد الله السيباني تفرد ابن حبان بتوثيقه. الحديث: 6187 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 427 6188 - (د) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: «نادى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، فخرجتُ إلى أهلي، [فَأَقْبَلْتُ]- وقد خرج أوَّلُ صَحَابَةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فطفقتُ في المدينة أُنادي: ألا مَن يحملُ رجلاً له سهمُه، فإذا شيخ من الأنصار، فقال: لنا سهمُه على أن نحملَه عُقْبَة، وطعامُه معنا؟ فقلتُ: نعم، قال: فَسِرْ على بَرَكة الله، فخرجتُ مع خيرِ صاحب، حتى أَفاءَ الله علينا، فأصابني قَلائصُ، فَسُقْتُهُنَّ حتى أتيتُه، فخرج فقعد على حَقِيبَة من حقائبِ إبله، ثم قال: سُقْهنَّ مُدْبِرَات، ثم قال: سُقْهنَّ مُقْبِلات، فقال: ما أرى قلائِصَك إلا كِرَاماً، قلتُ: إِنما هي غَنيمتُك التي شرطتُ لك، قال: خُذْ قلائِصَك يا ابن أخي، فغيرَ سهمك أردنا» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُقْبَة) حملت فلاناً عُقبة: إذا أركبْتَه وقتاً، وأنزلته وقتاً، فهو يعقب غيره في الركوب، أي يجيء بعده. (قلائص) القلائص: جمع قلوص، وهي الناقة.   (1) رقم (2676) في الجهاد، باب في الرجل يكري دابته على النصف أو السهم، وفي سنده عمرو ابن عبد الله السيباني لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأرث من زيادات رزين العبدري على الأصل، عزاه الحافظ في الفتح لابن جرير قلت: والزهري إمام مطلع لا يرسل إلا لعلة قادحة. الحديث: 6188 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 429 6189 - () [محمد بن شهاب] الزهري - رحمه الله - قال: «غَزَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ تَبُوك وهو يُريدُ الرُّومَ ونَصارَى العرب بالشَّام» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، قال الحافظ في " الفتح ": ووقع عند ابن جرير من طريق يونس عن الزهري بغير إسناد، قال الزهري: ... فذكره. الحديث: 6189 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 430 الكتاب الثاني من حرف الغين: في الغَيْرَة 6190 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله يَغَارُ، وإن المؤمنَ يَغار، وإن غَيْرَةَ الله: أن يأتِيَ المؤمن ما حرَّم الله عليه» وفي رواية مثله، وليس فيه «وإن المؤمن يغار» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية مسلم قال: «المؤمن يغارُ، والله أشدُّ غَيراً (1) » . وأخرج الترمذي الأولى (2) ، قال: وقد روي هذا الحديثُ أيضاً عن [ص: 431] أسماءَ بنتِ أبي بكر - رضي الله عنهما - عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.   (1) قال أهل اللغة: الغيرة، والغير، والغار، بمعنى. (2) رواه البخاري 9 / 281 في النكاح، باب الغيرة، ومسلم رقم (2761) في التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، والترمذي رقم (1168) في الرضاع، باب ما جاء في الغيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يغار وإن المؤمن يغار» أخرجه أحمد (2/343 و 536) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار. وفي (2/519) قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا حرب وأبان. وفي (2/536) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا شيبان. وفي (2/539) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا أبو معاوية، وهو شيبان. والبخاري (7/45) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام. (ح) وحدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان. ومسلم (8/101) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية، عن حجاج بن أبي عثمان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أبان بن يزيد وحرب بن شداد. والترمذي (1168) قال: حدثنا حُميد بن مَسعدة، قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن الحجاج الصواف. خمستهم (أبان، وحرب بن شداد، وشيبان، همام، وحجاج الصواف) عن يحيي بن أبي كثير. 2 - وأخرجه أحمد (2/3877) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عَوَانَة، عن عمر بن أبي سلمة. كلاهما (يحيى، وعمر) عن أبي سلمة، فذكره. وعبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن يغار، المؤمن يغار» . أخرجه أحمد (6/348) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا أبان، يعني ابن يزيد العطار. وفي (6/361) قال: حدثنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي. قال: حدثنا حرب بن شداد وأبان بن يزيد. وفي (6/352) أيضا قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (7/45) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام، ومسلم (8/101) ، قال: حدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية، عن حجاج بن أبي عثمان. وفي (8/10_) قال: وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن هشام. سبعتهم (أبان بن يزيد، وحرب بن شداد، وشَيبان أبو معاوية، والأوزاعي، وهمام بن يحيى، وحجاج بن أبي عثمان، وهشام الدستوائي) عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 6190 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 430 6191 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - أنَّها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا شيءَ أغيرُ من الله تعالى» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 280 في النكاح، باب الغيرة، ومسلم رقم (2762) في التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/348) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا أبان، يعني ابن يزيد العطار، وفي (6/351) ، قال: حدثنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا حرب بن شداد وأبان ابن يزيد العطار، وفي (6/352) قال: حدثنا هاشم،قال: حدثنا أبو معاوية،يعني شيبان، وفي (6/352) أيضا قال: حدثنا أبو المغيرة،قال: حدثنا الأوزاعي، والبخاري (7/45) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام،ومسلم (8/101) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن حجاج بن أبي عثمان، وفي (8/101) قال: وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا بشر بن المفضل عن هشام. سبعتهم عن عروة بن الزبير، فذكره. صرح يحيى بن أبي كثير بالسماع في رواية حرب بن شداد وأبان بن يزيد وحجاج بن أبي عثمان. الحديث: 6191 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 431 6192 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا أحد أَغْيَرَ من الله، من أَجل ذلك حرَّم الفواحشَ ما ظهر منها وما بَطَن، ولا أحد أحبَّ إِليه المدْحُ من الله تعالى، من أجل ذلك مَدَحَ نَفْسَهُ» . وفي رواية نحوه، ولم يذكر «ما ظهر منها وما بطن» ، وزاد «وليس أحد أحبَّ إِليه العُذْرُ من الله، من أجل ذلك أنزلَ الكتاب وأرسلَ الرُّسُلَ» . أخرجه البخاري ومسلم، ولم يذكر البخاري الزيادة، وأخرج الترمذي الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 280 في النكاح، باب الغيرة، وفي تفسير سورة الأنعام، باب قول الله تعالى: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} ، وفي تفسير سورة الأعراف، باب قوله: {إنما حرم ربي الفواحش} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} ، ومسلم رقم (2760) في التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، والترمذي رقم (3520) في الدعوات، باب رقم (97) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/381) (3616) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/425) (4044) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (2231) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (7/45، 9/147) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (8/100) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9256) عن أبي كريب، ومحمد بن آدم بن سليمان، كلاهما عن أبي معاوية. خمستهم - أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، ويعلى، وحفص بن غياث، وجرير - عن الأعمش. 2 - وأخرجه أحمد (1/436) (4153) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (6/72) قال: حدثنا حفص بن عمر، وفي (6/74) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/100) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (3530) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9287) عن محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وحفص بن عمر، وسليمان بن حرب - قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة. كلاهما - الأعمش، وعمرو بن مرة - عن شقيق أبي وائل، فذكره. وعن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله ... » . أخرجه مسلم (8/100) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد،فذكره. الحديث: 6192 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 431 6193 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: قال سعدُ بنُ عبادةَ: «لو رأيتُ رجلاً مع امرأَتي لضربتُه بالسيف غير مُصْفِح (1) ، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: تعجبون من غَيْرةِ سعد؟ واللهِ، لأنا أَغْيَرُ منه، واللهُ أَغْيَرُ مني، ومن أجل غَيْرَةِ الله حرَّم الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبَّ إِليه العذْرُ من الله، من أجل ذلك بعثَ المنذِرين والمبشِّرِين، ولا أحد أَحبَّ إِليه المِدْحَةُ من الله، ومن أجل ذلك وعدَ الله الجنةَ» . أخرجه البخاريُّ، ثم قال: وقال عبيد الله بن عمرو عن [عبد الملك] بن عمير: «لا شخصَ أَغْيَرُ من الله» (2) . ولمسلم نحوه، وفيه «ولا شخصَ أغْيرُ من الله، ولا شخصَ أحبُّ إِليه العُذْرُ مِن الله، من أجل ذلك بعثَ الله المرسَلين مُبَشِّرين ومُنْذِرين، ولا شخصَ [ص: 433] أَحبُّ إِليه المِدْحةُ من الله، من أجل ذلك وعدَ الله الجنةَ» وفيه «لضربتُه بالسيف غير مُصْفِح عنه» ، وقال مسلم: وفي رواية «غير مُصْفِح» ولم يقل «عنه» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غير مُصْفِح) ضربه بالسيف غير مصفِح: إذا ضربه بحدِّه، وضربه صفحاً: إذا ضربه بعرضه.   (1) بكسر الفاء وفتحها، فمن فتحتها جعلها وصفاً للسيف وحالاً منه، ومن كسر جعلها وصفاً للضارب وحالاً منه. (2) قال الحافظ في " الفتح " 13 / 338: قوله: لا شخص أغير من الله، يعني أن عبيد الله بن عمرو روى الحديث المذكور عن عبد الملك بالسند المذكور أولاً، فقال: لا شخص بدل قوله: لا أحد وقد وصله الدارمي عن زكريا بن عدي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن ورّاد مولى المغيرة عن المغيرة قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن سعد بن عبادة يقول ... فذكره بطوله، قال الحافظ: وقال ابن بطال: اختلفت ألفاظ هذا الحديث، فلم يختلف في حديث ابن مسعود أنه بلفظ: لا أحد، فظهر أن لفظ: " شخص " جاء موضع أحد، فكأنه من تصرف الراوي، ثم قال: على أنه من باب المستثنى من غير جنسه، كقوله تعالى: {وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن} وليس الظن من نوع العلم، قال الحافظ: وهذا هو المعتمد، وقد قرره ابن فورك، ومنه أخذه ابن بطال، وانظر الموضوع بتمامه في " الفتح " 13 / 338 - 340. (3) رواه البخاري 12 / 154 و 155 في المحاربين، باب من رأى مع امرأته رجلاً فقتله، وفي التوحيد، باب لا شخص أغير من الله، ورواه أيضاً تعليقاً 9 / 279 في النكاح، باب الغيرة، ومسلم رقم (1499) في اللعان في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/248) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد، قال: حدثنا أبو عوانة. وعبد بن حميد (392) قال: حدثني أبو الوليد، قال: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (2233) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو. والبخاري (8/215) و (9/151) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (4/211) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قالا: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وعبد الله بن أحمد (4/248) قال: حدثنا عبيد الله القواريري، قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - أبو عوانة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وزائدة - عن عبد الملك بن عمير، عن وراد كاتب المغيرة، فذكره. الحديث: 6193 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 432 6194 - (م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال سعدُ بنُ عبادة: يا رسول الله، لو وجدتُ مع أهلي رجلاً، لم أمَسَّه حتى آتِيَ بأربعةِ شهداء؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال: كلا، والذي بعثك بالحق، إن كنتُ لأعاجله (1) بالسيف قبل ذلك، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: اسمعوا إلى ما يقول سَيِّدُكم، إنه لَغَيُور، وإني لأَغْيَرُ منه، واللهُ أَغْيَرُ مني» . وفي رواية قال: «يا رسول الله، أرأيتَ الرجلَ يجدُ مع امرأته رجلاً، أيقتُله؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: لا، قال سعد: بلى، والذي أكرمك بالحق، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: اسمعوا إِلى ما يقول سيدكم» . [ص: 434] وفي أخرى «أن سعدَ بنَ عُبادة قال: يا رسولَ الله، إنْ وجدتُ مع امرأتي رجلاً أَأُمْهِلُهُ حتى آتِيَ بأربعة شهداء؟ قال: نعم» . أخرجه مسلم. وأخرج الموطأ الآخرة، وأخرج أبو داود الثانية (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لأعالجه) عالجته بالسيف: إذا ضربته، وهو من المعالجة: مزاولة الشيء ومحاولته.   (1) في المطبوع: لأعالجه، وهو التحريف. (2) رواه مسلم رقم (1498) في اللعان في فاتحته، والموطأ 2 / 737 في الأقضية، باب القضاء فيمن وجد مع امرأته رجلاً، وأبو داود رقم (4532) في الديات، باب فيمن وجد مع أهله رجلاً أيقتله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6194 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 433 6195 - (م س) عائشة - رضي الله عنها - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج من عندها ليلاً، قالت: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فجاءَ فرأَى ما أصنع، فقال: ما لَكِ يا عائشة، أغِرْت عليَّ؟ فقلت: وما لي لا يغارُ مثلي على مِثْلِكَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أقد جاءكِ شَيْطَانُكِ؟ قالت: يا رسولَ الله أوَ مَعِيَ شيطان؟ قال: نعم، [قلتُ: ومع كلِّ إنسان؟ قال: نعم] ، قلتُ: ومعكَ يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكنْ أعانني الله عليه حتى أسلَمُ» (1) . [ص: 435] أخرجه مسلم، وأخرجه النسائي أخصر من هذا (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولكن الله أعانني عليه حتى أسْلَم) قوله: ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم، أي: انْقَاد وأذْعَن، وصار طَوْعي، فلا يكاد يعرض لي بما لا أريده، فأنا أقوى عليه، وليس من الإسلام الذي هو بمعنى الإيمان.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": فأسلم: برفع الميم وفتحها، وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه: أسلم أنا من شره وفتنته، ومن فتح قال: إن القرين أسلم من الإسلام، وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير، واختلفوا في الأرجح منهما، فقال الخطابي: الصحيح المختار الرفع، ورجح القاضي عياض الفتح، وهو المختار لقوله: فلا يأمرني إلا بخير، قال النووي: قال القاضي عياض: واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه، وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته، وإغوائه، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان. (2) رواه مسلم رقم (2815) في المنافقين، باب تحريش الشيطان، والنسائي 7 / 72 في عشرة النساء، باب الغيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في حرف الدال، كتاب الدعاء. الحديث: 6195 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 434 6196 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفَراً أقرَعَ بين نسائه، قالت: فأقرعَ بيننا، فطارتِ القُرعةُ لحفصةَ وعائشةَ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا كان الليلُ: سار معي يتحدَّثُ، فقالت لي حفصةُ: ألا تركبينَ بعيري، وأركبُ بَعِيركِ، تنظرين وأنظُرُ؟ قلت: بلى، ففعلنا، قال عروةُ عن عائشة: فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جمل عائشةَ وعليه حَفصةُ، فسلَّم عليها، ثم سار، حتى نزلوا، وافْتَقَدَتْهُ عائشة، فغارتْ، فلما نزلوا كانت تجعل رجليها بين الإِذْخِر، وتقول: يا رب سلِّطْ عليَّ عقرباً وَحَيَّة تلدغُني، رسولُك (1) ، ولا أستطيع أن أقولَ [له] شيئا» . [ص: 436] أخرجه البخاري ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فطارت القُرْعَة) يقال: طار سهم فلان، أي: خرج نصيبه، وتعيّن اسمه من بين الأسماء.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 9 / 372: رسولك بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو رسولك، ويجوز النصب على تقدير فعل، وإنما لم تتعرض لحفصة، لأنها هي التي أجابتها طائعة، فعادت على نفسها باللوم. (2) رواه البخاري 9 / 272 و 273 في النكاح، باب القرعة بين النساء إذا أراد سفراً، ومسلم رقم (2445) في فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/114) . والدارمي (2428) . والبخاري (7/43) . ومسلم (7/138) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. وحدثنا عبد بن حميد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17462) عن أحمد بن سليمان. ستتهم - أحمد، والدارمي، والبخاري، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، وأحمد بن سليمان - عن أبي نعيم قال: حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم، فذكره. الحديث: 6196 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 435 6197 - (خ د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند بعض نسائه، فأرسلَتْ إليه إحدى أُمهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام، فَضَرَبتِ التي هو في بيتها يَدَ الخادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحفَةُ، فانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فِلَق الصَّحفَةِ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: غَارتْ أُمُّكم، [غارتْ أُمُّكم] ، ثم حبس الخادم، حتى أُتيَ بِصَحفَة من عند التي هو في بيتها، فدفعها إلى التي كُسِرَتْ صَحْفَتُها، وأمسك المكسورة في بَيْتِ التي كَسَرَتْها» أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود نحوه - وزاد فيها - قال: «كلوا، وحَبَسَ الرسولَ والقَصْعَةَ، حتى فَرَغُوا» . وفي رواية الترمذي قال: «أهْدَتْ بَعضُ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- طعاماً في قَصْعَة، فَضَرَبَتْ عائشةُ القَصعةَ بيدها، فألْقَتْ ما فيها [ص: 437] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: طعام بطعام، وإناء بإناء» . وأخرجه النسائي مثل البخاري. وله في أخرى «أنَّ أُمَّ سلمةَ أتَتْ بطعام في صَحْفَة لَها إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فجاءتْ عائشةُ مُتَّزرَة بكساء، ومعها فِهْر (1) ، ففلقت به الصحفةَ، فجمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بين فلقتي الصحفة، ويقول: كلوا، غارتْ أُمُّكم - مرتين - ثم أخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صَحْفَةَ عائشةَ، فبعث بها إلى أُمِّ سلمةَ، وأعطى صحفةَ أُمِّ سلمةَ عائشةَ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بصحفة) الصَّحفة كالقصعة.   (1) الفهر: بكسر الفاء، وسكون الهاء: الحجر ما يدق به الجوز أو ما يملأ الكف، ويؤنث، والجمع: أفهار وفهور. (2) رواه البخاري 9 / 283 في النكاح، باب الغيرة، وفي المظالم، باب إذا كسر قصعة أو شيئاً، وأبو داود رقم (3567) في البيوع، باب فيمن أفسد شيئاً يغرم مثله، والترمذي رقم (1359) في الأحكام، باب فيمن يكسر له الشيء ما يحكم له من مال الكاسر، والنسائي 7 / 70 و 71 في النساء، باب الغيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6197 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 436 6198 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما رأيتُ صانعةَ طعام مثل صفيةَ، صنعتْ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - طعاماً - وهو في بيتي - فأخذني أَفْكَل، وارتعدتُ مِن شِدَّةِ الغَيْرَةِ، فكسرتُ الإناءَ، ثم نَدِمْتُ، فقلتُ: [ص: 438] يا رسولَ الله، ما كَفَّارةُ ما صنعتُ؟ فقال: إناء مثل إناء، وطعام مثلُ طعام» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفْكَل) الأفكل: شدة الرِّعْدة من البرد.   (1) رواه أبو داود رقم (3568) في البيوع، باب فيمن أفسد شيئاً يغرم مثله، والنسائي 8 / 71 في عشرة النساء، باب الغيرة، وإسناده حسن، حسنه الحافظ في " الفتح " 5 / 90. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/148) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/277) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا عبد الواحد. وأبو داود (3568) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. والنسائي (7/71) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن، عن سفيان. كلاهما - سفيان، وعبد الواحد - عن فليت العامري، عن جسرة بنت دجاجة، فذكرته. (*) في رواية عبد الواحد قال: «عن أفلت بن خليفة» . قلت: قال البخاري: جسرة عندها عجائب، الحديث حسن إسناده الحافظ في «الفتح» . الحديث: 6198 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 437 الكتاب الثالث: في الغضب والغَيْظ 6199 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «ليس الشديدُ بالصُّرَعَةِ، إنما الشديدُ الذي يملك نفسه عند الغضب» أخرجه البخاري ومسلم، والموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالصُّرَعة) رجل صُرَعة - بضم الصاد وفتح الراء - شديد الصَّرْع [ص: 439] للرجال، والمراد به هاهنا: الحليم عند الغضب، وهذا من الألفاظ التي نقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - عن وضعها في اللغة بضرب من التوسع والمجاز، وهو من فصيح الكلام، كأنه لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ، وقد ثارت عليه شهوة الغضب فقهرها بحلمه وصرعها بثباته، كان صرعة كما يصرع الصرعة الرجال.   (1) رواه البخاري 10 / 431 في الأدب، باب الحذر من الغضب، ومسلم رقم (2609) في البر والصلة والآداب، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب، وبأي شيء يذهب الغضب، والموطأ 2 / 906 في حسن الخلق، باب ما جاء في الغضب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» . أخرجه مالك «الموطأ» (565) . وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/517) قال: حدثنا روح. والبخاري (8/34) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي «الأدب المفرد» (1317) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (8/30) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وعبد الأعلى بن حماد. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (394) قال: الحارث بن مسكين - قراءة عليه - عن ابن القاسم. سبعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وروح، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل، ويحيى بن يحيى، وعبد الأعلى بن حماد، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. - وعن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس الشديد بالصرعة. قالوا: فمن الشديد يا رسول الله؟ قال: الذي يملك نفسه عند الغضب» . أخرجه أحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. (ح) وعبد الأعلى، عن معمر. ومسلم (8/30) قال: حدثنا حاجب بن الوليد. قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. (ح) وحدثناه محمد بن رافع وعبد بن حميد، جميعا عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام. قال: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (395) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب. وفي (396) قال: أخبرنا نصر بن علي بن نصر، عن عبد الأعلى. قال: حدثنا معمر. ثلاثتهم - معمر، والزبيدي، وشعيب - عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 6199 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 438 6200 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما تَعُدُّون الصُّرَعَةَ فيكم؟ قالوا: الذي لا يصرعُه الرجال، قال: لا، ولكنَّه الذي يملك نفسه عند الغضب» . أخرجه أبو داود (1) ، وقد أخرجه مسلم في جملة حديث يرد في كتاب اللواحق (2) .   (1) رقم (4779) في الأدب، باب من كظم غيظاً، وإسناده صحيح. (2) رقم (2608) في البر والصلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: يأتي تخريجه. الحديث: 6200 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 439 6201 - (د) أبو وائل القاص [عبد الله بن بجير الصنعاني] قال: «دخلنا على عروة بن محمد السعدي، فكلَّمه رجل، فأَغضبه، فقام فتوضأ، فقال: حدَّثني أبي عن جدي عطية، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الغضب من الشيطان، وإِن الشيطان خُلق من النار، وإنما تطفأ النارُ بالماء، فإذا غَضِب أحدُكم فليتوضأ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4784) في الأدب، باب ما يقال عند الغضب، من حديث عروة بن محمد بن عطية السعدي، عن أبيه عن جده عطية السعدي، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 226، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (4/226) . وأبو داود (4784) قال: حدثنا بكر بن خلف، والحسن بن علي. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وبكر بن خلف، والحسن بن علي - قالوا: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا أبو وائل القاص، قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدي، فكلمه رجل فأغضبه، فقام فتوضأ فقال: حدثني أبي، فذكره. الحديث: 6201 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 439 6202 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا غضب أحدُكم - وهو قائم - فلْيجلسْ فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع) معناه: أن القائم مُتهيئ للحركة والبطش، والقاعد دونه في ذلك، والمضطجع دونهما، ويشبه أن يكون إنما أمره بالجلوس والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه بادرة يندم عليها فيما بعد.   (1) رقم (4782) في الأدب، باب ما يقال عند الغضب، من حديث أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي ذر، وإسناده منقطع، فإن أبا حرب لا يروي عن أبي ذر، وإنما يروي عن أبيه، أقول: وقد وصله أحمد في " المسند " 5 / 152 من رواية أبي حرب عن أبيه أبي الأسود عن أبي ذر، وإسناد حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/152) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود، فذكره. (*) وأخرجه أبو داود (4782) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبي ذر، فذكره. ليس فيه «أبو الأسود» ولا القصة التي في أول الحديث. (*) وأخرجه أبو داود (4783) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن داود، عن بكر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث أبا ذر، بهذا الحديث. (*) قال أبو داود: وهذا أصح الحديثين. «يعني المرسل» . الحديث: 6202 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 440 6203 - (خ م د) سليمان بن صرد - رضي الله عنه - قال: «اسْتَبَّ رجلان عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ونحن عنده، فبينما أحدهما يَسُب صاحبه مغضَباً، قد احمرَّ وجهُه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد، لو قال: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ذهب عنه ما يجد، فانطلق إليه رجل، فقال له: تَعَوَّذْ بالله من الشيطان الرجيم، فقال: أيرى بي بأس؟ أمجنون أنا؟ اذهب» . [ص: 441] وفي رواية مثله وفي آخره: «قالوا له: ألا تسمع ما يقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إِني لستُ بمجنون» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود «فجعل أحدهما تحمرُّ عيناه، وتَنْتَفخُ أوْدَاجُه» وفي آخرها: «هل ترى بي من جنون؟» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 431 في الأدب، باب الحذر من الغضب، باب ما ينهى من السباب واللعن وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (2610) في البر والصلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب، وأبو داود رقم (4781) في الأدب، باب ما يقال عند الغضب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (6/394) . والبخاري (8/19) . وفي «الأدب المفرد» (434) قال: حدثنا عمر بن حفص. ومسلم (8/31) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (392) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعمر بن حفص، وأبو بكر، ومحمد بن عبد العزيز - عن حفص بن غياث. 2 - وأخرجه البخاري (4/150) . وفي «الأدب المفرد» (1319) قال: حدثنا عبدان «عبد الله بن عثمان» ، عن أبي حمزة. 3 - وأخرجه البخاري (8/34) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. 4 - وأخرجه مسلم (8/30) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن العلاء. وأبو داود (4781) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (393) قال: أخبرنا هناد بن السري. أربعتهم - يحيى، ومحمد بن العلاء، وأبو بكر، وهناد - عن أبي معاوية. 5 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1319) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/31) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. كلاهما - علي بن عبد الله، ونصر بن علي - قالا: حدثنا أبو أسامة. خمستهم - حفص، وأبو حمزة، وجرير، وأبو معاوية، وأبو أسامة - عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، فذكره. الحديث: 6203 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 440 6204 - (ت د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «اسْتَبَّ رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى عُرِفَ الغضب في وجه أحدهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب غَضَبُه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» . أخرجه الترمذي. وعند أبي داود «استبَّ رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم-، فغضب أحدُهما غضباً شديداً، حتى خيل إليَّ أن أنفه يتمزَّع من شدة غضبه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب، فقال: ما هي يا رسول الله؟ قال: يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، قال: فجعل معاذ يأمره، فأبى ومَحَكَ، وجعل يزداد غضباً» (1) . [ص: 442] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتمزّع) التمزيع: التفريق، وفلان يتمزَّع من الغيظ، أي يتقطَّع. قال أبو عبيد في قوله: «إن أنفه يتمزّع» ليس «يتمزَّع» بشيء، ولكني أحسبه «يترمَّع» وهو أن يرى كأنه يُرْعَدُ من الغضب، قال الجوهري: ولم ينكر أبو عبيد أن يكون التمزُّع بمعنى التقطع، وإنما استبعد المعنى، قال الأزهري: إن صح «يتمزَّع» فإن معناه: يتشقَّق، يقال: مزَّعت الشيء: إذا فرَّقته وشققته.   (1) رواه الترمذي رقم (3448) في الدعوات باب ما يقول عند الغضب، وأبو داود رقم (4780) في الأدب، باب ما يقال عند الغضب، وهو حديث حسن، قال الترمذي: وفي الباب عن سليمان بن صرد، يريد الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (5/240) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا زائدة، وفي (5/244) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وعبد بن حميد (111) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. وأبو داود (4780) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. والترمذي (3452) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (389) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (390) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا حسين، عن زائدة. ثلاثتهم - زائدة، وسفيان، وجرير بن عبد الحميد - عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 6204 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 441 6205 - (خ ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أوصني، ولا تُكْثِرْ عليَّ، أو قال: مُرْني بأمر وأَقْلِلُه لي كَيْلا أنسى، قال: لا تَغْضَبْ» أخرجه البخاري. وله في رواية قال له: «مُرْني بأمر، وأقْلِلهُ عليَّ كيْ أعْقِلَه، قال: لا تغضب، فردَّد مراراً، قال: لا تغضب» . وأخرج الموطأ الأولى، والترمذي الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 431 و 432 في الأدب، باب الحذر من الغضب، والترمذي رقم (2021) في البر والصلة، باب ما جاء في كثرة الغضب، ورواه الموطأ مرسلاً 2 / 906 في حسن الخلق، باب ما جاء في الغضب، وقد وصله البخاري والترمذي كما في الرواية التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/466) قال: حدثنا أسود بن عامر. والبخاري (8/35) قال: حدثني يحيى بن يوسف. والترمذي (2020) قال: حدثنا أبو كريب. ثلاثتهم - أسود، ويحيى، وأبو كريب - عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، فذكره. قلت: أخرجه مالك في «الموطأ» (2/906) حسن الخلق مرسلا. الحديث: 6205 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 442 6206 - (ت د) سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه: أن [ص: 443] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن كظم غيظاً - وهو يستطيع أن يُنفِّذه - دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيِّرَه من أي الحُور شاء» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . وأخرجه أبو داود أيضاً عن سويد بن وهب عن رجل من أبناء أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبيه، ولم يسمه [نحوه، قال: «ملأَه الله أمناً وإيماناً» ، لم يذكر قصة «دعاه الله» ] وزاد «ومن ترك لبْس ثوب جمال - وهو يقدر [عليه] تواضعاً - كساه الله حُلَّةَ الكرامة، ومَن زوج لله تعالى تَوَّجَهُ الله تاجَ المُلْك» (2) . وأخرج الترمذي حديث اللباس في موضع آخر مفرداً، وسيجيء في «كتاب اللباس» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كَظَم غَيظاً) كَظْمُ الغَيظ: تجرُّعه وترك المقابلة عليه.   (1) رواه الترمذي رقم (2022) في البر والصلة، باب ما جاء في كظم الغيظ، وأبو داود رقم (4777) في الأدب، باب من كظم غيظاً، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة، والطبراني، وأبو نعيم في " الحلية " 8 / 47 و 55 وغيرهم، وهو حديث حسن بشواهده. (2) رواه أبو داود رقم (4778) في الأدب، باب من كظم غيظاً، وفي سنده جهالة. (3) رواه الترمذي رقم (2483) في صفة القيامة، باب صور من الفضائل، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف ولبعض متنه شواهد: أخرجه أحمد (3/438) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا زبان. وفي (3/440) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثنا أبو مرحوم. وأبو داود (4777) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن سعيد - يعني ابن أبي أيوب -. عن أبي مرحوم. وابن ماجة (4186) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم. والترمذي (2021) قال: حدثنا عباس الدوري، وغير واحد، قالوا: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني أبو مرحوم. وفي (2493) قال: حدثنا عبد بن حميد، وعباس بن محمد الدوري، قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون. كلاهما - زبان، وأبو مرحوم - عن سهل بن معاذ بن أنس، فذكره. الرواية الثانية: أخرجها أبو داود (4778) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - عن بشر - يعني ابن منصور - عن محمد بن عجلان، عن سويد بن وهب، فذكره. قلت: وفي إسناد هذه الرواية جهالة. الحديث: 6206 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 442 6207 - (د س) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: «كنتُ يوماً عند أبي بكر، فَتَغَيَّظَ على رجل، فاشتدَّ عليه، فقلتُ: تأذن لي [ص: 444] يا خليفةَ رسولِ الله أضرب عنقه؟ قال - فأذهبتْ كلمتي غضبه -[فقام] فدخلَ فأرسل إِليَّ فقال: ما الذي قلتَ آنفاً؟ قلتُ: ائذن لي أضرب عُنُقه، قال: أكنتَ فاعلاً لو أمرتُك؟ قلتُ: نعم، قال: لا والله، ما كانت لبشر بعد محمد - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آنفاً) بمعنى: الآن والساعة.   (1) رواه أبو داود رقم (4363) في الحدود، باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 7 / 109 في تحريم الدم، باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم، وباب ذكر الاختلاف على الأعمش في هذا الحديث، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (4363) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد عن يونس، عن حميد بن هلال، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وثنا هارون بن عبد الله ونصير بن الفرج، قالا: ثنا أبو أسامة عن يزيد ابن زريع، عن يونس بن عبيد، عن هلال بن حميد، عن عبد الله بن مطرف. والنسائي (7/109 و 110) من عدة طرق أولها قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد، والثاني إلى أبي البختري، من طريق الأعمش. كلهم عن أبي برزة به. الحديث: 6207 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 443 الكتاب الرابع: في الغَضْب 6208 - (خ م) أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: «كان بيني وبين أناس خصومة في أرض، فدخلتُ على عائشةَ - رضي الله عنها -، فذكرتُ ذلك لها، فقالت: يا أبا سلمة، اجتنب الأرض، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: مَن ظلم قِيدَ شبر من الأرض طُوِّقَهُ من سبع أرضين» . [ص: 445] أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِيدَ شِبر) بكسر القاف، أي: قَدْرَ شِبْر.   (1) رواه البخاري 6 / 210 في بدء الخلق، باب ما جاء في سبع أرضين، وفي المظالم، باب إثم من ظلم شيئاً من الأرض، ومسلم رقم (1612) في المساقاة، باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/79) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا حسين. وفي (6/252) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب. والبخاري (3/170) قال: حدثنا أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا حسين. وفي (4/129) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: أخبرنا ابن علية، عن علي بن المبارك. ومسلم (5/59) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عبد الصمد - يعني ابن عبد الوارث - قال: حدثنا حرب، وهو ابن شداد. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا حبان بن هلال. قال: أخبرنا أبان. أربعتهم - حسين المعلم، وحرب بن شداد، وعلي بن المبارك، وأبان بن يزيد - عن يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني محمد بن إبراهيم، أن أبا سلمة حدثه، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (6/64 و 259) قال: حدثنا يونس. وفي (6/259) قال: حدثنا هدبة. كلاهما - يونس، وهدبة - عن أبان العطار، عن يحيى، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. ليس فيه «محمد بن إبراهيم» . الحديث: 6208 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 444 6209 - (خ م) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - «أن أرْوَى بنت أُوَيْس ادَّعَتْ على سعيد بن زيد: أنه أخذ شيئاً من أرضها، فخاصمته إلى مرْوان بن الحكم، فقال سعيد: أنا كنتُ آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قال: وما سمعتَ منه؟ قال: سمعتُه يقول: مَن أخذ شبراً من الأرض ظلماً طُوِّقَه يوم القيامة إلى سبع أرضين، فقال له مرْوان: لا أسألك بينة بعد هذا، ثم قال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فأعْمِ بَصَرها، واجعل قبرها في أرضها، قال عروة: فما ماتت حتى ذهب بصرها، فرأيتُها عمياءَ تَلْتَمِسُ الجُدُرَ، تقول: أصابتني دعوةُ سعيد بن زيد، ثم بينما هي تمشي في أرضها مرتْ على حُفْرَة فيها، فوقعتْ فيها فكانت قَبرَها» . وفي رواية قال: «خاصمت أرْوَى سعيد بن زيد في حقّ - زعمتْ أنه انتقصه لها - إلى مروان، فقال سعيد: أنا أنتقص حقها شيئاً؟ أشهد لَسمعتُ [ص: 446] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من أخذ شبراً من الأرض ظلماً، فإنه يُطَوَّقُه يوم القيامة من سبع أرضين» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طُوِّقه من سبع أرضين) التطويق: أن يُجعَل له مثل الطوق في العُنُق، وقوله: «من سبع أرضين» أي أنه تخسف به الأرضون السبع، فتكون البقعة المغصوبة منها في عنقه كالطوق إلى أسفل سافلين، وقيل: هو من طوق التكليف، لا طوق التقليد، وذلك أن يُكلَّف حَمْلها يوم القيامة، يقال: طوَّقْتُك الشيء، إذا كلَّفتُك حَمْلَه.   (1) رواه البخاري 5 / 76 في المظالم، باب إثم من ظلم شيئاً من الأرض، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في سبع أرضين، ومسلم رقم (1610) في المساقاة، باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/188) (1639) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (1/189) (1641) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. وفي (1/189) (1643) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثني الزبيدي. وفي (1/189) (1646) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا يونس، أبو أويس. وعبد بن حميد (105) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والدارمي (2609) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب. والبخاري (3/170) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والترمذي (1418) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، وحاتم بن سياه المروزي، وغير واحد، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. أربعتهم - معمر، وشعيب، والزبيدي، ويونس، وأبو أويس - عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، فذكره. (*) قال معمر: وبلغني عن الزهري ولم أسمعه منه زاد في هذا الحديث «ومن قتل دون ماله فهو شهيد» . وأخرجه البخاري (4/130) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (5/58) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/58) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. ثلاثتهم - أبو أسامة، وحماد، ويحيى بن زكريا - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. (*) في رواية أحمد ويحيي بن زكريا لم يذكر قصة أروى. (*) وفي رواية البخاري، لم يذكر قصة دعاء سعيد بن زيد على أروى. الحديث: 6209 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 445 6210 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أخذ شبراً من الأرض بغير حقّ خُسِفَ به يوم القيامة إلى سبع أرضين» أخرجه البخاري (1) .   (1) 5 / 76 في المظالم، باب من ظلم شيئاً من الأرض، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في سبع أرضين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/99) (5740) قال: حدثنا عارم. والبخاري (3/171) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (4/130) قال: حدثنا بشر بن محمد. ثلاثتهم - عارم، ومسلم، وبشر - عن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم، فذكره. الحديث: 6210 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 446 6211 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يأخذُ أحد شبراً من الأرض بغير الحق إلا طَوَّقه الله تعالى إلى [ص: 447] سبع أرضين» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1611) في المساقاة، باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (5/58) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. كلاهما - وهيب، وجرير - عن سهيل، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6211 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 446 الكتاب الخامس: في الغيبة والنميمة 6212 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوماً: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذِكرُ أحدكم أخاه بما يكره، فقال رجل: أرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهتَّه» . أخرجه أبو داود والترمذي، وأول حديثهما قال: «قيل: يا رسول الله ما الغيبة؟ قال: ذِكْرك أخاك بما يكره» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَهَتَّه) البَهْت: الكذب والافتراء على الإنسان.   (1) رواه أبو داود رقم (4874) في الأدب، باب في الغيبة، والترمذي رقم (1935) في البر والصلة، باب ما جاء في الغيبة، قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي برزة، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، ورواه أيضاً بنحوه مسلم رقم (2589) في البر والصلة، باب تحريم الغيبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/230 و 458) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/384 و 386) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. والدارمي (2717) قال: أخبرنا نعيم بن حماد، عن عبد العزيز بن محمد. ومسلم (8/21) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (2874) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد -. والترمذي (1934) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز ابن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13985) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. أربعتهم - شعبة، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وعبد العزيز بن محمد، وإسماعيل بن جعفر - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6212 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 447 6213 - (ط) المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي قال: إن رجلاً سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما الغيبة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن تذكر من المرءِ ما يكره أن يسمع، قال: يا رسول الله، وإن كان حقاً؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا قلت باطلاً: فذلك البهتان» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 987 في الكلام، باب ما جاء في الغيبة مرسلاً، وقد وصله العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، عند مسلم وأبي داود والترمذي، كما في الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (1919) قال: عن الوليد بن عبد الله بن صياد، أن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي فأخبره به. الحديث: 6213 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 448 6214 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلتُ: «يا رسول الله حَسْبُكَ من صفيّةَ قِصَرها، قال: لقد قلتِ كلمة لو مُزِجَ [بها] البحر لمزجتْهُ قالت: وحكيتُ له إنساناً، فقال: ما أحبّ أني حكيتُ إنساناً وأن لي كذا وكذا» أخرجه الترمذي وأبو داود. وللترمذي مختصراً أيضاً قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما أُحِبُّ أني حكيتُ أحداً وأن لي كذا وكذا» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2503) و (2504) في صفة القيامة، باب تحريم الغيبة، وأبو داود رقم (4875) في الأدب، باب في الغيبة، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/128) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/136 و 206) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/189) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (4875) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والترمذي (2502) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي. وفي (2503) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - عبد الرزاق، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد - عن سفيان، عن علي بن الأقمر، عن أبي حذيفة، وكان من أصحاب ابن مسعود، فذكره. الحديث: 6214 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 448 6215 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لما عُرِجَ بي مررتُ بقوم لهم أظْفَار من نُحاس يَخْمِشُون بها وجوهَهم [وصُدورَهم] فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس، ويقعون في أعراضهم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4878) و (4879) في الأدب، باب في الغيبة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والضياء في " المختارة "، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/224) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (4878) قال: إن المصفى، قال: ثنا بقية وأبو المغيرة. وفي (4879) قال أبو داود: حدثنا عيسى بن أبي عيسى، عن أبي المغيرة. كلاهما - بقية، وأبو المغيرة - قالا: حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد وعبد الرحمن، فذكراه. الحديث: 6215 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 448 6216 - (د) المستورد بن شداد أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أكل برجل مسلم أُكلة، فإن الله يطعمه مثلَها من جهنم، ومَن كُسِي ثوباً برجل مسلم، فإن الله يكسوه مثلَها (1) من جهنم، ومَن قام برجل مقام سُمْعَة ورِياء، فإن الله يقوم به مقام سُمعة ورياء يوم القيامة» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: مثله. (2) رقم (4881) في الأدب، باب في الغيبة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 229، وفي سنده وقاص بن ربيعة العنسي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده محتمل التحسين: أخرجه أحمد (4/229) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: قال سليمان. والبخاري في «الأدب المفرد» (240) قال:حدثنا أحمد بن عاصم، قال: حدثني حيوة، قال: حدثنا بقية، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول. وأبو داود (4881) قال: حدثنا حيوة بن شريح المصري، قال: حدثنا بقية، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول. كلاهما - سليمان، ومكحول - عن وقاص بن ربيعة، فذكره. قلت: وقاص بن ربيعة تفرد ابن حبان بتوثيقه. الحديث: 6216 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 449 6217 - (د) سعيد بن زيد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن من أرْبى الرِّبا: الاستطالةُ في عِرْضِ المسلم بغير حق» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4876) في الأدب، باب في الغيبة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 190، وإسناده صحيح، كما رواه أبو داود بمعناه من حديث أبي هريرة، وأبو يعلى من حديث عائشة، والبزار من حديث أبي هريرة، وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/190) (1651) . وأبو داود (4876) قال: حدثنا محمد بن عوف. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عوف - قالا: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، قال: حدثنا نوفل بن مساحق، فذكره. (*) رواية محمد بن عوف، مختصرة على: «إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق» . الحديث: 6217 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 449 6218 - (د) معاذ بن أنس الجهني - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن حَمَى مؤمناً من منافق بعث الله مَلَكاً يحمي لحمه يومَ القيامة من نار جهنم، ومَن رمى مؤمناً (1) بشيء يُريد شَيْنه به: حُبس يوم القيامة على جِسْر من جسور جهنم، حتى يخرج مما قال» أخرجه أبو داود (2) . [ص: 450] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شَيْنه) الشَّيْن: العَيْب وهو ضد الزَّيْن.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: ومن رمى مسلماً. (2) رقم (4883) في الأدب، باب من رد عن مسلم غيبة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 441، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/441) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج، ويعمر بن بشر. وأبو داود (4883) قال: حدثنا عبد الله بن أسماء بن عبيد. ثلاثتهم - أحمد بن الحجاج، ويعمر، وعبد الله بن محمد - عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن سليمان، عن إسماعيل بن يحيى المعافري، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، فذكره. قلت: إسماعيل بن يحيى المعافري المصري مجهول، قاله الحافظ في «التقريب» . الحديث: 6218 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 449 6219 - (ت) جابر بن عبد الله، وأبو هريرة - رضي الله عنهما - قالا: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا غِيبَةَ لفاسِق، ولا مُجاهر، وكلُّ أمتي معافى إِلا المجاهرون (1) » أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مجاهر) المجاهر: هو الذي يظهر المعاصي، ولا يتحاشاها اطِّراحاً لأوامر الله تعالى.   (1) في البخاري ومسلم: إلا المجاهرين، بالنصب، وهو أصوب، قال الحافظ في " الفتح ": وفي رواية النسفي " إلا المجاهرون " بالرفع، وعليها شرح ابن بطال وابن التين، وقال: كذا وقع، وصوابه عند البصريين بالنصب، وأجاز الكوفيون الرفع في الاستثناء المنقطع، كذا قال، وقال ابن مالك: " إلا " على هذا بمعنى " لكن " وانظر تتمة الكلام على هذا في " الفتح " 10 / 405 و 406. (2) كذا في الأصل: أخرجه الترمذي، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نجده عند الترمذي، والشطر الأول من الحديث: " لا غيبة لفاسق " رواه الطبراني والبيهقي بلفظ: " ليس لفاسق غيبة " من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال الهيثمي في " المجمع ": فيه العلاء بن بشر ضعفه الأزدي، وقال الحاكم: هذا حديث غير صحيح ولا يعتمد عليه. وقال ابن عدي عن أحمد بن حنبل: حديث منكر، وقال الدارقطني والخطيب: حديث باطل، والشطر الثاني رواه البخاري من حديث أبي هريرة 10 / 405 في الأدب، باب ستر المؤمن على نفسه، ومسلم رقم (2990) في الزهد، باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] وهم المصنف - رحمه الله في عزو الحديث للترمذي وليس عنده ولا خرجه أحد من أصحاب الأصول، وانظره بهذا اللفظ في «أسرار الشريعة» (383) . وكشف الخفا (2/51) . وبنحوه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، عزاه الهيثمي للأوسط وقال: فيه العلاء بن بشر ضعفه الأزدي. قلت: والحديث منكر لا يثبت البتة. وشطره الأخير: كل أمتي معافى. صحيح أخرجه البخاري ومسلم. الحديث: 6219 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 450 6220 - (خ م ت د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – يقول: «لا يدخل الجنة قَتَّات» أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 451] ولمسلم مثله، وقال: «نمّام» وأخرج أبو داود الأولى. وفي رواية الترمذي قال: «قيل لحذيفة: إن رجلاً يرفَعُ الحديث - وفي رواية: يَنْمي الحديث إلى الأمير - فقال له حذيفة: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يدخل الجنةَ قَتَّات» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَتَّات) القتَّات: النَّمام، وهو الذي ينقل الحديث بين الناس ليوقع بينهم.   (1) رواه البخاري 10 / 394 في الأدب، باب ما يكره من النميمة، ومسلم رقم (105) في الإيمان، باب بيان غلظ تحريم النميمة، وأبو داود رقم (4771) في الأدب، باب في القتات، والترمذي رقم (2027) في البر والصلة، باب ما جاء في النمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (443) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/389) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وفي (5/397) قال: حدثنا عبد الرحمن، وأبو نعيم، قالا: حدثنا سفيان. وفي (5/404) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري (8/21) . وفي «الأدب المفرد» (322) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (1/71) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. والترمذي (2026) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3386) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل، عن شعبة أربعتهم - ابن عيينة، والثوري، وجرير، وشعبة - عن منصور. 2 - وأخرجه أحمد (5/382) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/389) قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، أبو سعيد الأحول. وفي (5/402) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (1/71) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. ووكيع. (ح) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا ابن مسهر. وأبو داود (4871) قال: حدثنا مسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا أبو معاوية. أربعتهم - أبو معاوية، ووكيع، ويحيى، وابن مسهر - عن الأعمش. 3 - وأخرجه أحمد (5/392) قال: حدثنا أبو قطن، قال: حدثنا شعبة عن الحكم. ثلاثتهم - منصور، والأعمش، والحكم - عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن همام، فذكره. الحديث: 6220 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 450 6221 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أُنبِّئُكم ما العَضْهُ؟ هي النَّميمَةُ: القَالَةُ بين الناس» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما العَضْه) العَضْه والعَضِيهة: البهتان، والكذب الذي لا حقيقة له. (القَالَة) كَثْرَة القول، وإيقاع الخصومة بين الناس.   (1) رقم (2606) في البر والصلة، باب تحريم النميمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2606) عن محمد بن المثنى، وابن بشار، كلاهما عن غندر عن شعبة عن عمرو بن عبد الله السبيعي عن أبي الأحوص، فذكره. الحديث: 6221 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 451 6222 - (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 452] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُبَلِّغُني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أُحِبُّ أن أخرجَ إِليهم وأنا سليمُ الصدر» . قال عبد الله: فأُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بمال، فقسمه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فانتهيتُ إلى رجلين جالسين، وهما يقولان: والله، ما أراد محمد بقسمته التي قسمها وجه الله، ولا الدَّارَ الآخرة، فثَبَتُّ حتى سمعتُها، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه، فاحمَّر وجهُه، فقال: دَعْني عنك، فقد أُوذي موسى بأكثر من هذا فَصَبر. وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يبَلِّغني أحد عن أحد شيئاً» . أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود من أوله طرفاً إلى قوله: «سليم الصدر» (1) ، وقد تقدَّم في غزوة حنين للبخاري ومسلم عن ابن مسعود هذا المعنى بزيادة ذكر قسمة غنائم حنين (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (3893) في المناقب، باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4860) في الأدب، باب في رفع الحديث من المجلس، والشطر الأول منه " لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر "، إسناده ضعيف، وتتمته رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود، وقد تقدم. (2) تقدم الحديث برقم (6150) في الغزوات فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/395) (3759) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (4860) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا الفريابي. والترمذي (3896) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف. كلاهما - حجاج، ومحمد بن يوسف الفريابي - عن إسرائيل بن يونس، عن الوليد بن أبي هشام مولى الهمداني، عن زيد بن زائد، فذكره. (*) أخرجه الترمذي (3897) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، والحسين بن محمد، عن إسرائيل، عن السدي، عن الوليد بن أبي هشام، عن زيد بن زائد، فذكره. وزاد في الإسناد «السدي» . (*) رواية أبي داود، والترمذي (3897) مختصرة على أوله. (*) في رواية أبي داود ذكر «الوليد» ولم ينسبه في رواية الفريابي. قال أبو داود: ونسبه لنا زهير بن حرب، عن حسين بن محمد، عن إسرائيل، في هذا الحديث قال: «الوليد بن أبي هشام» . قلت: شطره الأول إسناده ضعيف: لا يبلغني أحد عن أحد. الحديث: 6222 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 451 الكتاب السادس: في الغِنَاء واللَّهْو 6223 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها – قالت: «دخل عليّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تُغنِّيان بغِناءِ بُعَاث، فاضطجع على الفراش، وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مِزْمَارَةُ الشيطان عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فأقبل عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: دَعهما، فلما غَفَل غَمَزْتُهما فخرجتا، وكان يومَ عيد، يلعبُ السُّودان بالدَّرَق والحِرَاب، فإما سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وإما قال: تَشْتَهين تنظرين؟ قلتُ: نعم، فأقامني وراءه، خَدِّي على خَدِّه، وهو يقول: دُونَكم يا بني أَرْفِدَةَ، حتى إِذا مَلِلْتُ قال: حَسْبُكِ؟ قلتُ: نعم، قال: فاذهبي» . وفي رواية قالت: «دَخل عليَّ أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأَنصار تُغَنِّيان بما تَقَاولَتْ به الأنصار يوم بُعَاث، قالت: ولَيْسَتا بمُغَنِّيَتَين، فقال أبو بكر: أَبِمَزْمُور الشيطان في بيْت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ وذلك يومَ عيد، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ لكل قوم عيداً، وهذا عيدُنا» وفي أخرى «أن أبا بكر دخل عليها، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عندها يومَ فِطْر، [ص: 454] أو أضحى، وعندها قَيْنَتَان تُغنِّيَان بما تَقَاذَفَتْ بِه الأنصارُ يوم بُعاث، فقال أبو بكر: مزمار الشيطان؟ - مرتين - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا بكر؛ إِنَّ لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم» . وفي أخرى «أن أبا بكر دخل عليها، وعندها جاريتان في أيام مِنى تُدَفِّفان وتضربان، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مُتَغَشّ بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن وجهه، فقال: دَعْهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد، وتلك الأيامُ أيامُ مِنى، وقالت عائشة: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يَسْتُرني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أمْناً يا بني أرْفِدَةَ - يعني من الأمن» . وفي رواية نحوه، وفيه «تغنّيان وتضربان» ، وفيه «وأنا جارية، فَاقْدِروا قَدْرَ الجاريةِ العَرِبَةِ الحديثةِ السِّنّ» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج النسائي نحو الرواية التي فيها ذِكرُ أيام مِنى، إلى قوله: «وهي أيام منى» وزاد «ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة» . وله في أخرى قالت: «دخلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عليها وعندها جاريتان تضربان بدُفَّيْن، فَانْتَهَرهما أبو بكر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعْهنّ، فإن لكل قوم عيداً» (1) . [ص: 455] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يوم بُعَاث) : يوم كان فيه حرب بين الأوس والخزرج قبيل الإسلام، وهو بالعين غير المعجمة، وقد روي بالعين المعجمة، وليس بالكثير. (فانتهرني) انتهرني، أي: زَبَرَني. (تغنِّيان) أراد بالغناء هاهنا: أنهما كانتا تنشدان شعراً قبل يوم بعاث، ولم يُرد الغِنَاء الذي هو ذِكْر الخَنا والفحش والتعرُّض بالنساء، وما يُسمِّيه أهل الخنا الغِناء، والعرب تقول: سمعت فلاناً يُغَنِّي بهذا الحديث، أي يجهر به، ولا يُورِّي ولا يكني، وإلى هذا ذهب بعضهم: ليس مِنَّا من لم يتغنَّ بالقرآن، أي: يجهر به، وقد جاء ذلك في بعض الروايات، وهو مذكور في بابه، فكلُّ من رفع صوته بشيء ووالى به مرَّة بعد مرَّة، فصوته عند العرب غِناء، وأكثره فيما ساق من صوت، أو شجى من نغمة ولحن، ولذلك قيل: غَنَّت الحمامة، تغنَّى الطائر، وكذلك جعلوا صَلْصَلَة الحديد وأطيط الرَّحْل غِناء في أشعارهم، وقد رخص عمر بن الخطاب في غِناء [ص: 456] الأعراب، قال: وهو صوت كالحُداء. (يا بني أرفِدَة) بنو أرفدة: جنس من الحبش يرقصون. (تقاذفت) أي: تشاتمت، وهو ما كانوا يقولونه من الأشعار عند المحاربة والمبارزة. (فاقدُروا قدرَ الجارية) أي: قَدِّروا قدرها، وقيسوا أمرها، وأنها مع حداثتها وشهوتها النظر وحرصها عليه، كيف مسَّها الضجر والإعياء، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- لم يمسَّه شيء من ذلك، حفظاً لقلبها، ورفقاً بها. (العَرِبة) هي المرأة الطيِّبة النفس، الحريصة على اللهو.   (1) رواه البخاري 2 / 366 - 370 في العيدين، باب الحراب والدرق يوم العيد، وباب سنة [ص: 455] العيدين لأهل الإسلام، وباب إذا فاته العيد يصلي ركعتين، وفي الجهاد، باب الدرق، وفي الأنبياء، باب قصة الحبش، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وفي النكاح، باب حسن المعاشرة مع الأهل، وباب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة، ومسلم رقم (892) في العيدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه، والنسائي 3 / 195 - 197 في العيدين، باب اللعب في المسجد يوم العيد ونظر النساء إلى ذلك، وباب الرخصة في الاستماع إلى الغناء وضرب الدف يوم العيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/33 و 127) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا معمر. وفي (6/84) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (2/29) و (4/225) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (3/21) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو. والنسائي (3/195) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا محمد بن جعفر. عن معمر. وفي (3/196) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن مالك بن أنس. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (16514) عن محمد بن عبد الله بن عمار، عن المعافى، عن الأوزاعي. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي. خمستهم - معمر، والأوزاعي، وعقيل بن خالد، وعمرو بن الحارث، ومالك - عن ابن شهاب الزهري. 2 - وأخرجه أحمد (6/99) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/134) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (2/21) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (5/86) قال: حدثني محمد بن المثنى. قال: حدثنا غندر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/21) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى وأبو كريب، جميعا عن أبي معاوية. وابن ماجة (1898) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. أربعتهم - شعبة، وحماد بن سلمة، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأبو معاوية الضرير - عن هشام بن عروة. كلاهما - الزهري، وهشام - عن عروة بن الزبير، فذكره. (*) الروايات ألفاظها متقاربة، وأثبتنا لفظ رواية أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عند مسلم (3/21) . - وعن عروة، عن عائشة قالت: «دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش. وحول وجهه. فدخل أبو بكر فانتهرني ... » . أخرجه البخاري (2/20) قال: حدثنا أحمد بن عيسى. وفي (4/47) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (3/22) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي ويونس بن عبد الأعلى. أربعتهم - أحمد، وإسماعيل بن أبي أويس، وهارون بن سعيد، ويونس بن عبد الأعلى - قالوا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو، أن محمد بن عبد الرحمن الأسدي حدثه، عن عروة، فذكره. الحديث: 6223 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 453 6224 - (خ د ت) الرَبيع بنت مُعوِّذ - رضي الله عنها - قالت: «جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين بُنيَ عليَّ، فدخل بيتي، وجلس على فراشي، فجعل جُويْريات لنا يَضْرِبْنَ بالدُّفِّ، وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ من آبائهنّ يومَ بدر، إذ قالت إِحداهنّ: وفينا نَبيٌّ يَعْلمُ ما في غَدِ. قال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعي هذا، وقُولي بالذي كنتِ تقولين» . أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 174 في النكاح، باب ضرب الدف في النكاح والوليمة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وأبو داود رقم (4922) في الأدب، باب النهي عن الغناء، والترمذي رقم (1090) في النكاح، باب ما جاء في إعلان النكاح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/359) قال: حدثنا عبد الصمد ومهنأ بن عبد الحميد أبو شبل. قالا: حدثنا حماد. وفي (6/360) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وعبد بن حميد (1589) قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (5/105) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا بشر بن المفضل وفي (7/25) قال:حدثنا مسدد. قال:حدثنا بشر بن المفضل. وأبو داود (4922) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر. وابن ماجة (1897) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والترمذي (1090) قال: حدثنا حميد بن مسعدة البصري. قال: حدثنا بشر بن المفضل. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15832) عن عمرو بن علي، عن بشر بن المفضل. كلاهما - حماد بن سلمة، وبشر بن المفضل - عن خالد بن ذكوان أبي الحسين، فذكره. الحديث: 6224 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 456 6225 - (د) نافع مولى ابن عمر - رحمه الله - قال: «كنتُ مع ابن عمر في الطريق، فسمع مزماراً، فوضع إصبعيه على أُذُنَيْهِ، ونأى عن الطريق إلى الجانب الآخر، ثم قال لي بَعْدَ أنْ بَعُدْنا: يا نافعُ، هل تسمع شيئاً؟ فقلت: لا، فرفع إصبعيه من أُذُنَيْه، وقال: كنتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمع صَوْتَ يَرَاع، فصنعَ مثل ما صنعت (1) . قال نافع: وكنتُ إِذْ ذَاك صغيراً» . وفي رواية قال: كنتُ رِدْفَ ابن عمر، إذْ مَرَّ بِرَاع يَزْمُرُ ... فذكر نحوه. أخرجه أبو داود، وقال في حديثه: «كنتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمع مثل هذا، فصنع مثل هذا» ، ولم يذكر قول نافع: «كنتُ صغيراً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَرَاع) اليراع: القصب، والمراد به: الشَّبابَة المتَّخذة من القصب.   (1) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا، وقد جاء " المشكاة " باللفظ الذي في أصلنا. (2) رواه أبو داود رقم (4924) و (4925) و (4926) في الأدب، باب كراهية الغناء والزمر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 8 و 38، وإسناده حسن، وفي آخر الحديث في بعض نسخ أبي داود المطبوعة: قال أبو علي اللؤلؤي: سمعت أبا داود يقول: هذا حديث منكر، وفي بعض النسخ، قال أبو داود: هذا حديث منكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/8) (4535) قال: حدثنا الوليد. وفي (2/38) (4965) قال: حدثنا الوليد بن مسلم ومخلد بن يزيد. وأبو داود (4924) قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما - الوليد، ومخلد - عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن نافع، فذكره. (*) قال أبو داود: هذا حديث منكر. (*) أخرجه أبو داود (4925) قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا مطعم بن المقدام، قال: حدثنا نافع، قال: كنت ردف ابن عمر، إذ مر براع يزمر ... فذكر نحوه. قال أبو داود: أدخل بين مطعم ونافع «سليمان بن موسى» . وفي (4926) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا أبو المليح، عن ميمون، عن نافع قال: كنا مع ابن عمر، فسمع صوت زامر، فذكر نحوه، قال أبو داود: وهذا أنكرها. الحديث: 6225 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 457 6226 - () محمد بن المنكدر قال: «بلغني: أن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين الذين كانوا يُنزِّهون أسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان؟ أَدْخِلوهم في رِياض المسك، ثم يقول للملائكة: أسْمِعوهم حمدي، وأخبِروهم: أنْ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول. لم أهتد إليه. الحديث: 6226 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 458 الكتاب السابع: في الغَدْر 6227 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الغَادِرَ يُنْصَبُ له لِوَاء يوم القيامة، فيقال: هذه غَدْرَةُ فلان» . وفي رواية «إِذا جمع الله الأولين والآخِرين يوم القيامة: يُرْفَعُ لكل غادِر لواء ... » وذكر الحديث. وفي أخرى «لكلِّ غادر لواء يوم القيامة يُعرَف به» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي «إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة» زاد أبو [ص: 459] داود «فيقال: هذه غَدْرَةُ فلان بن فلان» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 464 في الأدب، باب ما يدعى الناس بآبائهم، وفي الجهاد، باب إثم الغادر للبر والفاجر، وفي الحيل، باب إذا غصب جاريته فزعم أنها ماتت فقضى بقيمة الجارية الميتة ثم وجدها صاحبها، وفي الفتن، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج بخلافه، ومسلم رقم (1735) في الجهاد، باب تحريم الغدر، وأبو داود رقم (2756) في الجهاد، باب في الوفاء بالعهد، والترمذي رقم (1581) في السير، باب ما جاء أن لكل غادر لواء يوم القيامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الغادر يرفع له لواء يوم القيامة ... » وفي رواية: «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان بن فلان» . وفي رواية: عن نافع، قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة» . وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه. أخرجه أحمد (2/16) (4648) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/29) (4839) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/48) (5088) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني صخر بن جويرية. وفي (2/61) (5709) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا صخر. وفي (2/112) (5915) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن أيوب. وفي (2/142) (6281) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبيد الله. وعبد بن حميد (754) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (4/127 و 9/72) قال: حدثنا إسماعيل بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (8/51) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. ومسلم (5/141) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، وأبو أسامة. (ح) وحدثني زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، يعني أبا قدامة السرخسي، قالا: حدثنا يحيى - وهو القطان -. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (5/141 و 142) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا صخر بن جويرية. والترمذي (1581) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثني صخر ابن جويرية. والنسائي «الكبرى / الورقة 117 ب» قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن عبيد الله بن عمر. ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، وصخر بن جويرية، وأيوب - عن نافع، فذكره. - وعن عبد الله بن دينار، وعن ابن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان» . أخرجه أحمد (2/56) (5192) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/103) (5804) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/116) (5968) قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/123) (6053) قال: حدثنا حجين، وموسى بن داود. قالا: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (2/156) (6447) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز. والبخاري (8/51) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (9/32) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (5/142) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، عن إسماعيل بن جعفر: وأبو داود (2756) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. والنسائي «الكبرى / الورقة 117ب» قال: أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل. خمستهم - سفيان، وعبد العزيز بن مسلم، وعبد العزيز بن عبد الله، ومالك، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره. * في رواية الفضل بن دكين أبي نعيم، عن سفيان: «لكل غادر لواء يوم القيامة، يعرف به» . وعن بشر بن حرب، قال: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند حجرة عائشة يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة» . أخرجهه أحمد (2/70) (5378) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2/126) (6093) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. كلاهما - حماد بن زيد، وحماد بن سلمة - عن بشر بن حرب، فذكره. وعن رجل، أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان..» أخرجه أحمد (2/75) (5457) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، قال: حدثني رجل، فذكره. - وعن حمزة، وسالم - ابني عبد الله - أن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لكل غادر لواء يوم القيامة» . أخرجه مسلم (5/142) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة وسالم - ابني عبد الله -، فذكراه. الحديث: 6227 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 458 6228 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لكل غادر لواء يوم القيامة يُعرَف به» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 202 في الجهاد، باب إثم الغادر للبر والفاجر، ومسلم رقم (1737) في الجهاد، باب تحريم الغدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/142) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (3/150) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (3/250 و 270) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1302) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وأبو الوليد. والبخاري (4/127) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (5/142) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. خمستهم - أبو الوليد، وسليمان بن داود، وعفان، وسليمان بن حرب، وعبد الرحمن - عن شعبة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 6228 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 459 6229 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 202 في الجهاد، باب إثم الغادر للبر والفاجر، ومسلم رقم (1736) في الجهاد، باب تحريم الغدر. أقول: وقد جعل البخاري حديث أنس وعبد الله في حديث واحد، فقال: حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن عبد الله، وعن ثابت عن أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (1/411) (3900) قال: حدثنا عفان. وفي (1/417) (3959) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (1/441) (4201) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان. وفي (1/441) (4202) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2545) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. والبخاري (4/127) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (5/142) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد - يعني ابن جعفر -. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل (ح) وحدثني عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الرحمن. وابن ماجة (2872) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو الوليد (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9250) عن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر بن شميل. ثمانيتهم - عفان، وسليمان بن داود، ومحمد بن جعفر، وسعيد بن الربيع، وأبو الوليد، وابن أبي عدي، والنضر بن شميل، وعبد الرحمن بن مهدي - عن شعبة. 2 - وأخرجه مسلم (5/142) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن يزيد بن عبد العزيز. كلاهما - شعبة، ويزيد بن عبد العزيز - عن سليمان الأعمش، قال: سمعت أبا وائل، فذكره. الحديث: 6229 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 459 6230 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لكل غادر لواء عند اسْتِه يوم القيامة» . وفي رواية «لكل غادر لواء يوم القيامة يُرْفع له بِقَدر غدره، ألا ولا غادِرَ أعظمُ غدراً: من أميرِ عامَّة» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1738) في الجهاد، باب تحريم الغدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/35) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا خليد بن جعفر. وفي (3/46) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا المستمر. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، عن خليد بن جعفر. ومسلم (5/142) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة، عن خليد (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا المستمر بن الريان. كلاهما - خليد، والمستمر - عن أبي نضرة، فذكره. (*) في رواية خليد: «لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة» . الحديث: 6230 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 459 ترجمة الأبواب التي أولها غين، ولم ترد في حرف الغين (الغنائم) في كتاب الجهاد، من حرف الجيم. (الغُلول) في كتاب الجهاد، من حرف الجيم. (غَرسُ الأشجار) في فضائل أعمال مختلفة. (الغسل للجنب، والحائض، والجمعة، والعيد، والموت) في كتاب الطهارة، من حرف الطاء. (الغِيلة) في كتاب النكاح، من حرف النون. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 460 بسم الله الرحمن الرحيم حرف الفاء ويشتمل على ثلاثة كتب كتاب الفضائل، كتاب الفرائض، كتاب الفتن الكتاب الأول: في الفضائل والمناقب ، وفيه عشرة أبواب الباب الأول: في فضائل القرآن والقراءة ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في فضل القرآن مطلقا ً 6231 - (ت) الحارث [بن عبد الله الهمداني] الأعور قال: «مررتُ في المسجد، فإذا الناسُ يخوضون في الأحاديث، فدخلتُ على عليّ فأخبرتُه، فقال: أوَقد فَعَلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعتُ رسولَ الله [ص: 462] صلى الله عليه وسلم- يقول: ألا إِنَّها ستكون فتنة، قلتُ: فما المخرَجُ منها يا رسول الله؟ قال: كتابُ الله، فيه نَبأُ ما قبلَكم، وخبرُ ما بعدَكم، وحُكم ما بينَكم، هو الفَصْل ليس بالهزل، مَن تركه من جبَّار قَصَمه الله، ومَن ابْتَغَى الهُدَى في غيره أضلّه الله، وهو حَبْلُ الله المتين، وهو الذِّكْرُ الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تَزِيغُ به الأهواء، ولا تَلْتَبِسُ به الألْسِنَةُ، ولا يَشْبَعُ منه العلماءُ، ولا يَخْلَقُ عن كثرة الرَّدّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تَنْتِهِ الجنُّ إِذْ سمعتْه حتى قالوا: {إنَّا سَمعْنَا قُرْآناً عَجَباً. يَهْدِي إلى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بهِ} [الجن: 1 - 2] مَن قال به صَدَقَ، ومَن عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمن حكم به عَدَل، ومَن دَعَا إِليه هُدِيَ إِلى صراط مستقيم، خُذْهَا إليكَ يا أعورُ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفصل) : الفاصل بين الحق والباطل. (وما هو بالهزل) أي: هو جِدٌّ كُلُّه. [ص: 463] (الجبّار) في صفات الله تعالى: الذي جبر خلقه على ما أراد، يقال: جبره وأجبره، إذا قهره، وهو في صفة الآدمي: المسلَّط العاتي المتكبِّر على الناس المتعظِّم عليهم. (قَصَمه) أي: أهلكه، وهو بالقاف: أن ينكسر الشيء فيبين. (الحبل) في كلام العرب: يرد على وجوه، منها: العهد، وهو الأمان ومنها: النور، والمتين: القوي الشديد، فقال: هو حبل الله المتين، أي: عهده وأمانه من العذاب، وهو نور هداه، والعرب تشبه النور الممتد بالحبل والخيط، ومنه قوله تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} [البقرة: 187] . (الذِّكر) الشرف، ومنه قوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44] أو هو ما يُذكَر، أي: يقال ويحكى. (الحكيم) المحكم العاري من الاختلاف والاضطراب، أو هو فعيل بمعنى فاعل، أي: إنه حاكم فيكم، وعليكم، ولكم. (يزيغ) الزَّيغ: الميل، وأراد به الميل عن الحق. (الرشد) والرشاد: ضدّ الضلال والغي.   (1) رقم (2908) في ثواب القرآن، باب في فضل القرآن، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 435 من حديث حمزة الزيات عن أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث وفي إسناده مجهول، والحارث الأعور ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال، ورواه أحمد في " المسند " رقم (704) من طريق محمد بن إسحاق قال: وذكر محمد بن كعب القرظي عن الحارث بن عبد الله ... الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (1/91) (704) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وذكر محمد بن كعب القرظي. والدارمي (3334) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي، قال: حدثنا الحسين الجعفي، عن حمزة الزيات، عن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث. وفي (3335) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري. والترمذي (2906) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، قال: سمعت حمزة الزيات، عن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث الأعور. ثلاثتهم - محمد بن كعب، وابن أخي الحارث، وأبو البختري - عن الحارث الأعور، فذكره. قال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول وفي الحارث مقال. الحديث: 6231 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 461 6232 - () عبد الله بن عمر (1) - رضي الله عنه - قال: «نزل جبريل [ص: 464] عليه السلام على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره: أنها ستكونُ فتَن، قال: فما المخرَجُ منها يا جبريل؟ قال: كتابُ الله، فيه نَبَأُ ما قبلَكم، ونبأ ما هو كائن بعدَكم، وفيه الحُكم بينكم، وهو حبلُ الله المتين، وهو النورُ المبين، وهو الصراطُ المستقيم، وهو الشفاء النافع، عِصْمة لمن تمسّك بهِ، ونجاة لمن اتَّبعه، لا يَعْوجُّ فَيُقَوَّم، ولا يزيغ فَيُسْتَعْتَبَ، ولا يَخْلَقُ على كثرة الردِّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لا تلتبس به الأهواء، ولا تشْبع منه العلماء، هو الذي لم تتناه الجنّ إذ سمعتْه أنْ قالوا: {إِنّا سمعنا قرآناً عجباً. يهدي إلى الرُّشْد فآمنَّا به} من وَلِيَه من جبَّار فحكم بغير ما فيه قَصَمه الله، وَمَن ابتَغَى الهُدى في غيره أضلَّه الله، مَن قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومَن اتَّبعه هُدِي إِلى صراط مستقيم» أخرجه ... (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العِصْمة) ما يُتَمَسَّك به، ويُمْتَنَع، ويُلْجَأُ إليه.   (1) كذا في الأصل: عبد الله بن عمر، وفي المطبوع: عمر بن الخطاب. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره ابن كثير في فضائل القرآن بمعناه عقب حديث الحارث من حديث عبد الله بن مسعود وقال: رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه " فضائل القرآن " وقال: هذا غريب من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه، وقد استغربه العماد بن كثير من حديث ابن مسعود - فضائل القرآن. الحديث: 6232 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 463 6233 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «جَمَعَ الله في هذا الكتاب عِلْمَ الأوَّلين والآخرين، وعلم ما كان، وعلم ما يكون، والعلمَ [ص: 465] بالخالق جلَّ جلالُه، وأمْرِه وخَلْقِه» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين. الحديث: 6233 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 464 الفصل الثاني: في فضل سورة منه، وآيات مخصوصة فاتحة الكتاب 6234 - (خ د س) أبو سعيد بن المعلى (1) - رضي الله عنه - قال: «كنتُ أُصَلِّي في المسجد، فدعاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلم أجِبْه، ثم أتيتُه، فقلتُ: يا رسول الله، إِني كنتُ أصلي، فقال: ألم يقُل الله: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسولِ إِذَا دَعَاكُم} [الأنفال: 24] ؟ ثم قال لي: ألا أعلِّمُكَ سورة هي أعظمُ السُّوَرِ في القرآن قبل أن تخرُجَ من المسجد؟ ثم أخذ بيدي، فلما أرادَ أن يخرجَ قلتُ: ألم تَقُلْ: لأُعَلِّمنَّكَ سورة هي أعظمُ سورة في القرآن؟ قال: {الحمد لله رب العالمين} قال: هي السَّبْعُ المثَاني، والقرآنُ العَظيمُ الذي أوتِيتُه» . [ص: 466] أخرجه البخاري، وقال: قال معاذ (2) : وذكر الإسناد، وقال: «هي: {الحمد لله رب العالمين} السبع المثاني» وأخرجه أبو داود والنسائي. وفي حديث أبي داود قال: «ما منعك أن تُجِيبَني؟» (3) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وليس لأبي سعيد هذا في البخاري سوى هذا الحديث واختلف في اسمه، فقيل: رافع، وقيل: الحارث، وقواه ابن عبد البر، ووهى الذي قبله، وقيل: أوس، بل أوس اسم أبيه، والمعلى جده. (2) قال الحافظ في " الفتح ": هو معاذ بن معاذ العنبري البصري، وقد وصله الحسن بن سفيان في مسنده عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، وفائدة إيراده ما وقع فيه من تصريح حفص بسماعه من أبي سعيد بن المعلى. (3) رواه البخاري 7 / 119 و 120 في تفسير فاتحة الكتاب، باب ما جاء في فاتحة الكتاب وفي تفسير سورة الأنفال، باب {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ، وفي تفسير سورة الحجر، باب {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} ، وفي فضائل القرآن، باب فاتحة الكتاب، وأبو داود رقم (1458) في الصلاة، باب فاتحة الكتاب، والنسائي 2 / 139 في الافتتاح، باب تأويل قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/450) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/211) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1500 و 3374) قال: أخبرنا بشر بن عمر الزهراني. والبخاري (6/20) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (6/77) قال: حدثني إسحاق. قال: أخبرنا روح. وفي (6/101) قال: حدثني محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. وفي (6/230) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (1458) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا خالد. وابن ماجة (3785) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا غندر. والنسائي (2/139) . وفي الكبرى (895) قال: أخرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. وفي «فضائل القرآن» (35) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر. وابن خزيمة (862) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى. وفي (863) قال: حدثنا بندار، من كتاب شعبة. قال: حدثنا يحيى ومحمد. خمستهم - محمد بن جعفر غندر، ويحيى بن سعيد، وبشر بن عمر، وروح بن عبادة، وخالد بن الحارث - قالوا: حدثنا شعبة. قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، فذكره. الحديث: 6234 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 465 6235 - (ط) أبو سعيد بن المعلى (1) - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «نادى أُبَيَّ بنَ كَعْب وهو يُصلي، فلما فرغ من صلاتهِ لَحِقه، قال أُبيّ: فوضع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَده على يدي، فقال: إني لأرجو أن لا تخرج من المسجد حتى تَعْلَم سورة ما أُنْزِلَ في التَّوراة، ولا في الإنجيل، ولا في [ص: 467] الزَّبور، ولا في القرآن مثلُها، قال أُبيّ: فجعلتُ أُبَطِّئُ في المشي رجاءَ ذلك، فلما دنا قلتُ: يا رسولَ الله السورة التي وعَدتني؟ قال: كيف تقرأ إِذا افتتحتَ الصلاة؟ قال أُبَيّ: فقرأتُ {الحمد لله رب العالمين} حتى أتيتُ على آخرها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هي هذه السورة، وهي السبعُ المثاني، والقرآنُ العظيم الذي أُعطيتُه» أخرجه الموطأ (2) .   (1) كذا في الأصل والمطبوع: أبو سعيد بن المعلى، والذي في الموطأ: أبو سعيد مولى عامر بن كريز، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: هو تابعي مدني لا يوقف له على اسم، وفي " تهذيب المزي " أنه روى عن أبي هريرة والحسن البصري، ولم يذكر لهما ثالثاً، مع أن من الرواة عن مالك من قال: عن العلاء بن عبد الرحمن أن أبا سعيد مولى عامر أخبره أنه سمع أبي بن كعب يقول: ... فذكره، وقال ابن عبد البر: ووهم ابن الأثير - يريد المؤلف رحمه الله - حيث ظن أن أبا سعيد هو ابن المعلى، فإنه صحابي أنصاري مدني، وهذا تابعي مكي من موالي قريش. (2) 1 / 83 في الصلاة، باب ما جاء في أم القرآن، ورواه أيضاً الحاكم 1 / 557، وفي سنده انقطاع فإن أبا سعيد مولى عامر بن كريز، تابعي، وروايته مرسلة، وهو أيضاً لم يوثقه غير ابن حبان، ورواه الحاكم 1 / 557 من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب رضي الله عنه، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. قال الحافظ في " الفتح " 8 / 119: وقد اختلف فيه على العلاء، أخرجه الترمذي من طريق الدراوردي والنسائي من طريق روح بن القاسم، وأحمد في طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، وابن خزيمة من طريق حفص بن ميسرة: كلهم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب ... فذكر الحديث، وأخرجه الترمذي وابن خزيمة من طريق عبد الحميد بن جعفر والحاكم من طريق شعبة كلاهما عن العلاء مثله، ولكن قال: عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورجح الترمذي كونه من مسند أبي هريرة، وقد أخرجه الحاكم أيضاً من طريق الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب، وهو مما يقوي ما رجحه الترمذي، وجمع البيهقي بأن القصة وقعت لأبي بن كعب ولأبي سعيد بن المعلى، ويتعين المصير إلى ذلك لاختلاف مخرج الحديثين واختلاف سياقهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (183) قال: عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز. الحديث: 6235 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 466 6236 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «خرج على أُبيِّ بنِ كعب وهو يُصلي، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أُبيُّ، فالتفت أُبي فلم يُجبْه، وصلى وخفّف، ثم انصرف فقال: السلام عليك [ص: 468] يا رسولَ الله، قال: وعليك السلام، ما منعك أن تُجِيبَني إذ دعوتُك؟ قال: كنتُ في صلاة، قال: أَفلم تَجِدْ فيما أُوحِيَ إليَّ أن {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وللرسول إذا دعاكم لما يُحْيِيكم} ؟ قال: لا أَعود إِن شاء الله، قال: تُحِبُّ أن أُعلّمكَ سورة لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزَّبور، ولا في الفرقان مثلُها؟ قال: نعم، قال: كيف تَقْرَأْ في الصلاة؟ قال: فقرأ أمَّ القرآن، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، ما أُنْزِلَ في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلُها، وإِنها سبعٌ من المثاني، والقرآنُ العظِيمُ الذي أُعْطِيتُه» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفرقان) من أسماء القرآن، لأنه فارق بين الحق والباطل، والحلال والحرام.   (1) رقم (2878) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1 - أخرجه عبد بن حميد (165) . والدارمي (3375) قال: حدثنا محمد بن سعيد. وعبد الله بن أحمد (5/114) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة. ومحمد بن عبد الله بن نمير. وفي (5/114) قال: حدثني أبو معمر. وابن خزيمة (500) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي. وفي (501) قال: حدثنا حوثرة بن محمد أبو الأزهر. سبعتهم - عبد بن حميد، ومحمد بن سعيد، وأبو بكر، وابن نمير، وأبو معمر، ومحمد بن معمر، وحوثرة - عن أبي أسامة حماد بن أسامة. 2 - وأخرجه الترمذي (3125) . والنسائي (2/139) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى. كلاهما - أبو أسامة، والفضل - عن عبد الحميد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 6236 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 467 6237 - (ت س) أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما أَنْزل الله في التوراة والإنجيل مِثْلُ أُمِّ القرآن، وهي السبعُ المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3124) في تفسير القرآن، باب ومن سورة الحجر، والنسائي 2 / 139 في [ص: 469] افتتاح الصلاة، باب تأويل قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} من حديث عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وهو حديث حسن، وصححه ابن حبان، وروه أيضاً الترمذي من حديث عبد العزيز الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ... فذكر نحوه بمعناه، وقال: حديث عبد العزيز بن محمد أطول وأتم، وهذا أصح من حديث عبد الحميد بن جعفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: راجع تخريج الحديث المتقدم. الحديث: 6237 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 468 6238 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: « {الحمد لله رب العالمين} أُمُّ القرآن، وأُمُّ الكتاب، والسبعُ المثاني» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) كذا في الأصل: أخرجه أبو داود والترمذي، وفي المطبوع: أخرجه أبو داود والنسائي، وهو خطأ، فقد رواه أبو داود رقم (1457) في الصلاة، باب فاتحة الكتاب، والترمذي رقم (3123) في تفسير القرآن، باب ومن سورة الحجر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/448) قال: حدثنا يزيد بن هارون. (ح) وهاشم بن القاسم. وفي (2/448) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر. والدارمي (3377) قال: أخبرنا أبو علي الحنفي. والبخاري (6/102) . وفي جزء القراءة خلف الإمام (149) قال: حدثنا آدم. وأبو داود (1457) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني. قال: حدثنا عيسى بن يونس. والترمذي (1324) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا أبو علي الحنفي. ستتهم - يزيد، وهاشم، وإسماعيل، وأبو علي الحنفي، وآدم بن أبي إياس، وعيسى بن يونس - عن ابن أبي ذئب، قال: حدثنا سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 6238 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 469 6239 - (م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «بينا جبريلُ عليه السلام قَاعِد عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- سمع نَقِيضاً من فوقه، فرفع رأسَه، فقال: هذا باب من السماء فُتحَ اليوم، لم يُفْتَحْ قَطُّ إلا اليوم، فنزل منه مَلَك، فقال: هذا مَلك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم، وقال: أبْشِرْ بنورَين أُوتيتَهما، لم يُؤتَهما نبيّ قبلَكَ: فاتحةُ الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعْطِيتَه» أخرجه مسلم والنسائي (1) . [ص: 470] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نقيضاً) النقيض: الصوت.   (1) رواه مسلم رقم (806) في صلاة المسافرين، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، والنسائي 2 / 138 في افتتاح الصلاة، باب فضل فاتحة الكتاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/198) قال: حدثنا حسن بن الربيع، وأحمد بن جواس الحنفي. والنسائي (2/138) . وفي «عمل اليوم والليلة» (722) . وفي الكبرى (894) وفي «فضائل القرآن» (46) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي «فضائل القرآن» (39) قال: أخبرني عمرو بن منصور، قال: حدثنا الحسن بن الربيع. ثلاثتهم - حسن، وأحمد بن جواس، ويحيى بن آدم - قالوا: حدثنا أبو الأحوص، عن عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 6239 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 469 البقرة وآل عمران 6240 - (م) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزَّهْرَاوَيْن: البقرة، وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غَمامتان - أو غَيَايَتَان - أو كأنهما فِرْقَانِ من طير صَوَافّ، تُحاجَّانِ عن صاحبهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخْذَها بَرَكة، وتَرْكَها حَسْرَة، ولا تستطيعها البَطَلَةُ» قال معاوية بن سلام: بلغني أن البطلةَ: السَّحَرَةُ. أخرجه مسلم (1) . زاد في رواية «مَا مِن عبد يقرأُ بها في ركعة قبل أن يسجدَ، ثم سأل الله شيئاً إلا أعطاه، إنْ كادتْ لَتَسْتَحصي الدِّين كلَّه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الزهراوين) لون أزهر: نيِّر، والزَّهْر، والزَّهْرة: البياض النَّيِّر، [ص: 471] وهو أحسن الألوان البيض. (الغمامة) : السحابة، والجمع: الغَمَام. (الغياية) : كل شيء أظل الإنسان وغيره من فوقه، وهي كالسحابة، وأراد به: أن السورة كالشيء الذي يظل الإنسان من الأذى في الحر والبرد وغيرهما. (الفِرق) : الجماعة المنفردة من الغنم والطير ونحو ذلك. (صواف) : جمع صافة، وهي التي تَصُفُّ أجْنِحَتها عند الطيران. (تُحاجَّان) المحاجَّة: المخاصمة والمجادلة، وإظهار الحجة. (الاستحصاء) والإحصاء: جمع الشيء وعَدُّه والإحاطة به.   (1) رقم (804) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة. (2) هذه الزيادة لم نجدها عند مسلم، ولعلها من زيادات الحميدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - عن أبي سلام، قال: حدثني أبو أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول «اقرؤا القرآن. فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا» .. 1 - أخرجه أحمد (5/249) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. وفي (5/257) قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما - عبد الملك بن عمرو، ويزيد بن هارون - عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير. 2 - وأخرجه أحمد (5/249 و 254) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. ومسلم (2/197) قال: حدثني الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا أبو توبة «وهو الربيع بن نافع» قال: حدثنا معاوية - يعني ابن سلام -. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا يحيى - يعني ابن حسان - قال: حدثنا معاوية. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، ومعاوية بن سلام - عن زيد بن سلام. كلاهما - يحيى، وزيد - عن أبي سلام، فذكره. - وعن أبي سلمة، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تعلموا القرآن، فإنه شافع يوم القيامة. تعلموا البقرة وآل عمران، تعلموا الزهراوين، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما، تعلموا البقرة، فإن تعليمها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة» . أخرجه أحمد (5/251) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. (*) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده. وقد ضرب عليه. فظننت أنه قد ضرب عليه، لأنه خطأ، إنما هو: عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي أمامة. (*) قلنا: وقد وجدناه أيضا هكذا «عن أبي سلمة، عن أبي أمامة» في مصنف عبد الرزاق (3/365) / حديث (5991) . الحديث: 6240 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 470 6241 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعثاً - وهم ذَوو عَدَد - فاسْتَقْرَأَهم، فقرأَ كلُّ رجل ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أَحْدثِهِم سِنَّاً، فقال: ما معك أنت يا فلان؟ قال: معي كذا وكذا، وسورةُ البقرة، قال: أمعك سورة البقرة؟ قال: نعم، قال: اذهب فأَنت أَميرُهم، فإِنها إن كادت لتستحصي الدِّين كُلَّه (1) فقال رجل من أشرافهم: والله ما منعني يا رسولَ الله أن أتعلّمها إلا خشية أن لا أقوم بما فيها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: تعلّموا القرآن، وعلِّموه، واقرؤوه، وقوموا به، فإن مَثَل القرآن لمن تعلَّمه فقرأه وقام به: [ص: 472] كمثل جِراب مَحْشُوّ مِسْكاً، يَفُوحُ ريحه في كلِّ مكان، وَمَثَلَ مَن تعلَّمه ويرقُد وهو في جوفه: كمثلِ جِرَاب أُوكِيَ على مِسْك» أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوكي) الإيكاء: الشدّ.   (1) جملة: فإنها إن كادت لتستحصي الدين كله، ليست في نسخ الترمذي المطبوعة. (2) رقم (2879) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي، وفي سنده عطاء مولى أبي أحمد، لم يوثقه غير ابن حبان، قال الحافظ في " التهذيب ": قرأت بخط الذهبي: لا يعرف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (217) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي. قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (2876) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (0/14242) عن عبد الله بن عبد الصمد، عن إسحاق بن عبد الواحد، عن المعافى بن عمران. وابن خزيمة (1509 و 2540) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. قال: حدثنا الفضل بن موسى. ثلاثتهم - أبو أسامة حماد بن أسامة، والمعافى بن عمران، والفضل بن موسى - عن عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أبي أحمد، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقد رواه الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أبي أحمد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، ولم يذكر فيه عن أبي هريرة. حدثنا قتيبة، عن الليث، فذكره. الحديث: 6241 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 471 6242 - (م ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يُؤْتَى يوم القيامة بالقرآن وأهلِه الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقْدُمُه سورةُ البقرة وآل عمران - وضرب لهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال ما نَسِيتُهن بعدُ - قال: كأنهما غَمَامَتان - أو ظُلَّتان - سَوْدَاوَانِ بينهما شَرْق، أو كأنهما خِرْقَان (1) من طير صَوَافَّ، تُحاجّان عن صاحبهما» أخرجه مسلم. وعند الترمذي «ما نسيتُهنَّ بعدُ، قال: يأتيان كأنهما غَيَايَتان بينهما شَرْق، أو كأنهما غمامتان سوداوان، أو كأنهما ظُلتَّان من طير صَوَافَّ، تُجادلان عن صاحبهما» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الظُلَّة) : السَّحابة، لأنها تُظِلُّ الإنسان، أي تُغطِّيه، هكذا جاء في حديث النَّوَّاس. [ص: 473] (خِرقان) بالخاء المعجمة، فإن كان محفوظاً فهو من الخرق، أي: ما انخرق من الشيء وبان منه، وعلى ذلك ففتح الخاء أولى من كسرها، وعلى الكسر تكون من الخرقة، وهي القِطعة من الجراد، وقد تقدَّم في رواية أبي أمامة «فِرْقان» وذكر معناها، وهو مناسب للتأويل الثاني، وقال بعضهم: الصواب: حزقان، بالحاء المهملة والزاي، من الحزقة: الجماعة من الناس والطير وغيرهما، وكذلك قال الجوهري. (بينهما شَرْق) أي ضوء، والشرْق: المشرق، الشرْق: الشمس.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: حزقان بالحاء المهملة والزاي. (2) رواه مسلم رقم (805) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، والترمذي رقم (2886) في ثواب القرآن، باب ما جاء في سورة آل عمران. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/183) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن مهاجر. ومسلم (2/197) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا يزيد بن عبد ربه. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. عن محمد بن مهاجر. والترمذي (2883) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا هشام بن إسماعيل أبو عبد الملك العطار. قال: حدثنا محمد بن شعيب. قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان. كلاهما - محمد بن مهاجر، وإبراهيم بن سليمان - عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير، فذكره. الحديث: 6242 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 472 6243 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابرَ، إن الشيطان يَفِرُّ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة» . أخرجه مسلم والترمذي، وزاد مسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قضى أحدُكم الصلاة في مسجده، فَلْيَجْعَلْ لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (780) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد، والترمذي رقم (2880) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/284) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح، عن معمر. وفي (2/337) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. وفي (2/378) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وفي (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (2/188) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب. وهو ابن عبد الرحمن القاري. والترمذي (2877) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (965) . و «فضائل القرآن» (40) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن الزهري. خمستهم - معمر، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز بن محمد، ووهيب بن خالد، ويعقوب بن عبد الرحمن - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6243 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 473 6244 - (خ م د ت) أبو مسعود - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-[أنه] قال: «مَن قرأَ بالآيتين من آخر سورة البقرة ليلة كَفَتَاه (1) » أخرجه [ص: 474] البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي. وأول حديث أبي داود قال: «سألتُ أبا مسعود وهو يطوف بالبيت، فقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر الحديث (2) .   (1) أي: أجزأتا عنه عن قيام الليل بالقرآن، وانظر كلام الحافظ في " الفتح " 9 / 50. (2) رواه البخاري 9 / 50 في فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة، وباب من لم ير بأساً أن يقول: سورة البقرة، وباب في كم يقرأ القرآن، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (808) في صلاة المسافرين، باب فضل فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، والترمذي رقم (2884) في ثواب القرآن، باب ما جاء في آخر سورة البقرة، وأبو داود رقم (1397) في الصلاة، باب تحزيب القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (6/239) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (2/198) قال: حدثني علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (721) . وفي «فضائل القرآن» (30) قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى. ثلاثتهم - حفص بن غياث، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن نمير - عن الأعمش، قال: حدثني إبراهيم، عن علقمة، وعبد الرحمن بن يزيد، فذكراه. * أخرجه الحميدي (452) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا منصور. وأحمد (4/121) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. والبخاري (5/107) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش. وفي (6/242) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان، قال: أخبرنا منصور. ومسلم (2/198) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا ابن مسهر، عن الأعمش. وابن ماجة (1368) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا حفص بن غياث وأسباط بن محمد، قالا: حدثنا الأعمش. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (720) . وفي «فضائل القرآن» (29) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان. وفي «فضائل القرآن» (45) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن منصور. وابن خزيمة (1141) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان. عن منصور. كلاهما - منصور، وسليمان الأعمش - عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن أبي مسعود، فذكره. قال عبد الرحمن بن يزيد: ثم لقيت أبا مسعود في الطواف فسألته عنه فحدثني، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. * وأخرجه أحمد (4/118) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن علقمة، عن أبي مسعود، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/121) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: أنبأنا شعبة، عن منصور. وفي (4/121) قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (4/122) قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، ومنصور. (ح) ووكيع، قال: حدثنا سفيان، عن منصور. وعبد بن حميد (233) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور. والدارمي (1495 و 3391) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن منصور. والبخاري (6/231) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان. (ح) وحدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن منصور. ومسلم (2/198) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا منصور. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما عن منصور. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص، وأبو معاوية، عن الأعمش. وأبو داود (1397) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: أخبرنا شعبة، عن منصور. وابن ماجة (1369) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور. والترمذي (2881) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (718) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: أخبرنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن منصور. وفي (719) . وفي «فضائل القرآن» (28) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا يزيد، - يعني ابن زريع -، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. وفي «فضائل القرآن» (43) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحاق، عن جرير، عن منصور. وفي (44) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن الأعمش. كلاهما - منصور، والأعمش - عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود، فذكره. الحديث: 6244 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 473 6245 - (ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: «إن الله كتب كتاباً قبل أَنْ يَخلُقَ السمواتِ والأرضَ بأَلْفَيْ عام، أنزل منه آيتين خَتَم بهما سورة البقرة، ولا تُقرآن في دار ثلاث مرات (1) فيقربها شيطان» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: ثلاث ليال. (2) رقم (2885) في ثواب القرآن، باب ما جاء في آخر سورة البقرة، ورواه أيضاً ابن حبان رقم (1726) موارد، والحاكم 1 / 562 وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/274) قال: حدثنا روح، وعفان. والدارمي (3390) قال: حدثنا عفان. والترمذي (2882) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (967) قال: أخبرني عمرو بن منصور، قال: حدثنا حجاج. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عفان. أربعتهم - روح، وعفان، وابن مهدي، والحجاج بن منهال - عن حماد بن سلمة، عن الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، فذكره. (*) في رواية الترمذي: «عن أبي الأشعث الجرمي» قال المزي: وهو وهم، وإنما هو «الصنعاني» واسمه: «شراحيل» «تحفة الأشراف» (9/11644) . - عن أبي صالح الحارثي، عن النعمان بن بشير، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوما: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام فهو عنده على العرش، وأنه أنزل من ذلك الكتاب آيتين ختم بهما سورة البقرة، وإن الشيطان لا يلج بيتا قرئتا فيه ثلاث ليال» . أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (966) قال: أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا ريحان بن سعيد، قال: حدثنا عباد - وهو ابن منصور - عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي صالح. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا ريحان، عن عباد، عن أيوب، عن أبي قلابة، أنه زعم أنه حدثه أبو صالح الحارثي، فذكره. قلت: وأخرجه ابن حبان (1726) موارد، والحاكم (1/562) وصححه ووافقه الذهبي. الحديث: 6245 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 474 آية الكرسي 6246 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لكل شيء سنام، وإنَّ سنام القرآن سورةُ البقرة، وفيها آية هي سيدةُ آي القرآن: آيةُ الكرسي» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 475] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَنَام القرآن) : أعلاه، تشبيهاً بسنام البعير.   (1) رقم (2881) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الحميدي (994) قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2878) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. كلاهما - سفيان، وزائدة - عن حكيم بن جبير، عن أبي صالح، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعفه. الحديث: 6246 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 474 6247 - (م د) أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا المنذر، أتدري أَيّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255] فضرب في صدري وقال: لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المنذر» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أبا المنذر أيُّ آية معك من كتاب الله أعظم؟ قلتُ: الله ورسولهُ أعلم، قال: أبا المنذر أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} ... » الحديث (1) .   (1) رواه مسلم رقم (810) في صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، وأبو داود رقم (1460) في الصلاة، باب ما جاء في آية الكرسي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/141) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وعبد بن حميد (178) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. ومسلم (2/199) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. وأبو داود (1460) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - سفيان الثوري، وعبد الأعلى - عن سعيد الجريري، عن أبي السليل، عن عبد الله بن رباح، فذكره. * أخرجه عبد الله بن أحمد (5/141) قال: حدثني عبيد الله القواريري، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا الجريري، عن بعض أصحابه، عن عبد الله بن رباح، فذكره. الحديث: 6247 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 475 6248 - (د) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- جاءهم في صُفَّة المهاجرين، فسأله إنسان: أيُّ آية في القرآن أعظم؟ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4003) في الحروف والقراءات، وفيه جهالة موسى بن الأسقع، ولكن يشهد له حديث أبي عند مسلم رقم (810) في صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (4003) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج. قال: أخبرني عمر بن عطاء، أن مولى لابن الأسقع رجل صدق أخبره، فذكره. قلت: مولى ابن الأسقع فيه جهالة، وإن كان رجل صدق فالعبرة بضبط الصدر، وللحديث شواهد. الحديث: 6248 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 475 6249 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «وكَّلني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضانَ، فأتاني آت، فَجَعلَ يَحْثُو من الطعام، فأخذتُه، [ص: 476] وقلتُ: لأرْفَعَنَّكَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: إني محتاج، وَعَلَيَّ عيال، وبي حاجة شديدة، قال: فَخَلَّيْتُ عنه، فأصْبَحْتُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هريرة: ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله، شكا حاجة وعيالاً، فرحمته فخلّيت سبيله، قال: أما إنه قد كذَبك وسيعود، فعرفتُ أنه سيعود، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَرَصَدْتُهُ، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفَعَنَّكَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني، فإِني محتاج، وعليَّ عيال، لا أعود، فرحمته فخلَّيت سبيله، فأصبحتُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هر، ما فعل أسيرك؟ قلت: يا رسول الله، شكا حاجة [شديدة] وعيالاً فرحمته، فخلَّيت سبيله، فقال: أما إنه قد كذَبك وسيعود، فرصدته [الثالثة] ، فجاء يحثو من الطعام، فقلت: لأرفَعَنَّكَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهذا آخر ثلاث مرات، إنك تزعم لا تعود، ثم تعود، فقال: دعني، فإني أُعلِّمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هُنَّ؟ قال: إذا أويتَ إلى فراشك فَاقْرَأْ آيةَ الكرسي {الله لا إله إلاَّ هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ} حتى تختم الآية، فإنه لن يزال عَلَيْكَ مِنَ الله حافظ، وَلا يَقْرَبُكَ شيطان حتى تُصْبِحَ، فخلّيت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هر ما فَعَلَ أسيرك البارحة؟ قلتُ: يا رسولَ الله، زعم أنه يُعَلِّمني كلمات ينفعني الله بها، فخلّيت سبيله، قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أَوَيْتَ إِلى فراشك فاقْرأ [ص: 477] آية الكرسي من أولها، حتى تختم الآية {اللهُ لا إله إلاَّ هُو الْحَيُّ القَيُّومُ} وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، وَلَنْ يَقْرَبك شيطان، حتى تصبح - وكان (1) أَحْرَصَ شيء على الخير - فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أما إنَّهُ قد صدقك وهو كذوب، تَعْلَمُ مَنْ تخاطبُ منذ ثلاث يا أبا هريرة؟ قال: قلتُ: لا، قال: ذاك شيطان» أخرجه البخاري (2) .   (1) وفي نسخ البخاري المطبوعة: وكانوا، أي: الصحابة رضي الله عنهم. (2) ذكره البخاري تعليقاً 4 / 396 و 398 في الوكالة، باب إذا وكل رجلاً فترك الوكيل شيئاً فأجازه الموكل فهو جائز، وإن أقرضه إلى أجل مسمى جاز، قال البخاري: وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو، حدثنا عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه ... فذكره، قال الحافظ في " الفتح ": هكذا أورد البخاري هذا الحديث هنا ولم يصرح فيه بالتحديث، وزعم ابن العربي أنه منقطع، وأعاده كذلك في صفة إبليس وفي فضائل القرآن لكن باختصار، وقد وصله النسائي والإسماعيلي وأبو نعيم من طريق إلى عثمان المذكور، وذكرته في " تغليق التعليق " من طريق عبد العزيز بن منيب وعبد العزيز بن سلام، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وهلال بن بشر الصواف، ومحمد بن غالب الذي يقال له تمتام، وأقربهم لأن يكون البخاري أخذه عنه إن كان سمعه من ابن الهيثم هلال بن بشر، فإنه من شيوخه أخرج عنه في " جزء القراءة خلف الإمام " وله طريق أخرى عند النسائي أخرجها من رواية أبي المتوكل الناجي عن أبي هريرة، ووقع مثل ذلك لمعاذ بن جبل أخرجه الطبراني وأبو بكر الروياني. أقول: وحديث معاذ ذكره الهيثمي: في " مجمع الزوائد " 6 / 321 و 322 ونسبه للطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح، قال الهيثمي وهو صدوق إن شاء الله تعالى كما قال الذهبي، قال ابن أبي حاتم: وقد تكلموا فيه، وبقية رجاله وثقوا، وانظر ما قاله الحافظ ابن حجر في فوائد الحديث في " الفتح " 4 / 398. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (959) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. وابن خزيمة (2424) قال: حدثنا هلال بن بشر البصري بخبر غريب غريب. كلاهما - إبراهيم، وهلال - قالا: حدثنا عثمان بن الهيثم. «زاد هلال: مؤذن مسجد الجامع» قال: حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، فذكره. (*) أخرجه البخاري تعليقا (3/132) قال: وقال عثمان بن الهيثم، فذكره. الحديث: 6249 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 475 6250 - (ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - «أنه كانت له سَهْوَة فيها تَمْر، وكانت تجيء الغُولُ فتأخذ مِنه، قال: فشكا ذلك إلى النبيِّ [ص: 478] صلى الله عليه وسلم-، فقال: اذْهَبْ فإذا رأيتَها فقل: بسم الله، أجيبي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فأخذها فَحَلَفَتْ أَنْ لا تعود فأرسلها، فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما فَعَلَ أسيرك؟ قال: حَلَفَتْ أنْ لا تَعُودَ، فقال: كَذَبَتْ، وَهيَ مُعَاوِدَة الكذِب، قال: فأخذها مرة أخرى، فحلفت أن لا تعود، فأرسلها فجاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود، فقال: كذبت وهي معاودة الكذب، قال: فأخذها، فقال: ما أنا بتارِكِكِ، حتى أذهَبَ بكِ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: إِني ذاكرة لَكَ شيئاً: آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربُك شيطان ولا غيره، فجاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما فَعلَ أسيركَ؟ [قال] : فأخبره بما قالَتْ، قال: صَدَقَتْ، وَهِيَ كَذوب» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السهوة) وهي في البيت كالصفة أو كالخزانة.   (1) رقم (2883) في ثواب القرآن، باب رقم (3) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 423، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/423) حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/423) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. والترمذي (2880) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، وابن إسحاق - عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 6250 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 477 النساء 6251 – (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «ما في القرآن آية أحب إليَّ من هذه {إنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ [ص: 479] لِمَن يَشَاء} [النساء: 48] » أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، وهو عند الترمذي فقط من أصحاب الكتب الستة برقم (3040) في تفسير القرآن، باب ومن سورة النساء، وفي سنده ثوير بن أبي فاختة أبو الجهم، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وثوير كان ابن مهدي يغمزه قليلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3040) قال: ثنا خلاد بن أسلم، حدثنا النضر بن شميل عن إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه، فذكره. قال الترمذي: حسن غريب، وأبو فاختة اسمه سعيد بن علاقة وثوير يكنى أبا الجهم، وهو كوفي رجل من التابعين، وقد سمع ابن عمر، وابن الزبير، وابن مهدي، كان يلمزه قليلا. الحديث: 6251 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 478 6252 - () عبد الله بن مسعود قال: «خَمسُ آيات ما يسرُّني أَن لي بِهِنَّ الدنيا وما فيها إحداهنَّ: {إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَونَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكم سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كريماً} [النساء: 31] ، و {إنَّ الله لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وإن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أجراً عظيماً} [النساء: 40] و {وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤوكَ فَاستغفروا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّاباً رَحِيماً} [النساء: 64] و {إنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يشاء} [النساء: 48] و {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَستَغْفِر الله يَجدِ الله غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 110] » أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 7 / 11 و 12 ونسبه للطبراني وقال: ورجاله رجال الصحيح، ورواه ابن جرير رقم (9233) ، وفي سنده رجل مجهول، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " وزاد نسبته لأبي عبيد وسعيد بن منصور في " فضائله " وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والبيهقي في " شعب الإيمان ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين، وقد عزاه الهيثمي للطبراني، وقال: رجاله رجال الصحيح «المجمع 7/11 و 12» وعزاه السيوطي في «الدر» لأبي عبيد، وسعيد بن منصور في «فضائله» وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والبيهقي في «شعب الإيمان» . الحديث: 6252 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 479 الكهف 6253 - (م ت د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيات من أَوَّلِ (سورة الكهف) عُصِمَ مِن فتنة الدجال» وفي رواية «من آخر الكهف» . أخرجه مسلم وأبو داود، وفي رواية الترمذي «ثلاث آيات من أول سورة الكهف» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (809) في صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، وأبو داود رقم (4323) في الملاحم، باب خروج الدجال، والترمذي رقم (2888) في ثواب القرآن، باب ما جاء في آخر سورة الكهف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/196) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا همام بن يحيى. وفي (6/446) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. وفي (6/449) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثنا حسين، وفي تفسير شيبان. (ح) وحدثنا عبد الصمد وعفان. قالا: حدثنا همام. ومسلم (2/199) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثا شعبة. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا همام. وأبو داود (4323) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا همام. والترمذي (2886) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (949) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (950) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرني شعبة. وفي (951) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. خمستهم - همام، وشعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وشيبان، وهشام الدستوائي - عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 6253 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 480 6254 - () أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ حفِظ عشر آيات من آخر (سورة الكهف) عُصِمَ مِن فِتنةِ الدَّجَّال» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 7 / 53 ونسبه للطبراني في " الأوسط " وقال: رجاله رجال الصحيح. أقول: ورواه أحمد في " المسند " 6 / 446 من حديث أبي الدرداء بلفظ " من حفظ ... ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول، عزاه الهيثمي في «المجمع» (7/53) للطبراني في «الأوسط» ، وقال: رجاله رجال الصحيح. الحديث: 6254 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 480 يس 6255 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لكل شيء قلب، وقلبُ القرآنِ يس، ومن قرأها كتب له بقراءتها قراءة [ص: 481] القرآن عشر مرات» - زاد في رواية: «دون يس» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2889) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل يس، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 456، وفي سنده هارون أبو محمد شيخ مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حديث واه لا يثبت: أخرجه الدارمي (3419) قال: حدثنا محمد بن سعيد. والترمذي (2887) قال: حدثنا قتيبة، وسفيان بن وكيع. (ح) وحدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا قتيبة. ثلاثتهم - محمد بن سعيد، وقتيبة، وسفيان بن وكيع - قالوا: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح. عن هارون أبي محمد، عن مقاتل بن حيان، عن قتادة، فذكره. الحديث: 6255 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 480 الدُّخَان 6256 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن قرأ الدخان في ليلة، أصبحَ يَستغفر له سبعون ألفَ مَلَك» . قال الترمذي: عمر بن أبي خثعم يضعف: قال محمد - يعني البخاري -: هو منكر الحديث. وفي رواية: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2890) و (2891) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل (حم الدخان) ، وإسنادهما ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (2879) قال: حدثنا يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي المدني. قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، عن زرارة بن مصعب، عن أبي سلمة، فذكره. * وأخرجه الدارمي (3389) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معاوية، هو محمد بن خازم، عن عبد الرحمن بن أي بكر المليكي، عن أبي سلمة، فذكر نحوه، ليس فيه «زرارة بن مصعب» . (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب. وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة المليكي، من قبل حفظه. .- الرواية الأولى: أخرجها الترمذي (2888) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا زيد بن حباب، عن عمر بن أبي خثعم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وعمر بن أبي خثعم يضعف. قال محمد - وهو ابن إسماعيل البخاري -: وهو منكر الحديث. الحديث: 6256 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 481 الواقعة 6257 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ كل ليلة سورة الواقعة لم تُصِبْهُ فَاقَة [أبداً] ، وفي المسبِّحات: آية كألف آية» أخرجه ... (1) . [ص: 482] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاقة) الفاقة: الحاجة.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي [ص: 482] في " الدرر المنثور " ونسبه لأبي عبيد في " فضائله "، وابن الضريس، والحارث بن أبي أسامة وأبي يعلى وابن مردويه، والبيهقي في " شعب الإيمان "، إلى قوله: لم تصبه فاقة أبداً، قال المناوي في " فيض القدير ": وفيه أبو شجاع، قال في " الميزان ": نكرة لا يعرف، ثم أورد هذا الخبر من حديثه عن ابن مسعود، قال ابن الجوزي في " العلل ": قال أحمد: هذا حديث منكر، وقال الزيعلي تبعاً لجمع: هو معلول من وجوه. أحدها: الانقطاع كما بينه الدارقطني وغيره، والثاني: نكارة متنه كما ذكره أحمد، والثالث: ضعف رواته كما قاله ابن الجوزي، والرابع: اضطرابه، وقد أجمع على ضعفه أحمد وأبو حاتم وابنه والدارقطني وغيرهم، وانظر " شرح الأذكار " لابن علان 3 / 279 - 280 وتتمة الحديث " وفي المسبحات آية كألف آية " رواه الترمذي رقم (2922) في ثواب القرآن، باب رقم (21) ، وأبو داود رقم (5057) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، والدارمي 2 / 458، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، عزاه السيوطي في «الدر المنثور» ونسبه لأبي عبيد في فضائله وابن الضريس والحارث بن أبي أسامة وأبي يعلى، وابن مردويه، والبيهقي في «الشعب» . قلت: والحديث استنكره أحمد كما نقل ابن الجوزي في «العلل» . الحديث: 6257 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 481 الحشر 6258 - (ت) معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قال حين يصبح [ثلاث مرات] : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر (سورة الحشر) ، وَكَّلَ الله به سبعين ألف مَلك يصلّون عليه حتى يمسَي، وإِن مات في يومه مات شهيداً، ومن قرأها حين يمسي فكذلك» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2923) في ثواب القرآن، باب فضل آخر الحشر، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 458، وفي سنده خالد بن طهمان، وهو صدوق اختلط قبل موته بعشر سنين، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/26) . والدارمي (3428) قال: حدثنا محمد بن الفرج البغدادي. والترمذي (2922) قال: حدثنا محمود بن غيلان. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن الفرج، ومحمود بن غيلان - عن محمد بن عبد الله بن الزبير أبي أحمد الزبيري، قال: حدثنا خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف، قال: حدثني نافع بن أبي نافع، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: خالد بن طهمان اختلط قبل موته بعشر سنين. الحديث: 6258 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 482 تبارك 6259 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 483] قال: «مِنَ القرآن سورة ثلاثون آية شَفَعَتْ لرجل حتى غُفِرَ له، وهي: {تَبَارَكَ الذي بيده الملكُ} أخرجه الترمذي. وعند أبي داود: «تشفع لصاحبها» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2893) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الملك، وأبو داود رقم (1400) في الصلاة، باب في عدد الآي، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم 1 / 565 وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (2/299) قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر -. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/321) قال: حدثنا حجاج بن محمد وابن جعفر. قالا: حدثني شعبة. وعبد بن حميد (1445) قال: حدثنا سليمان بن داود، عن عمران القطان. وأبو داود (1400) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. قال: أخبرنا شعبة. وابن ماجة (3786) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة، عن شعبة. والترمذي (2891) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (710) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم شعبة. كلاهما - شعبة، وعمران القطان - عن قتادة، عن عباس الجشمي، فذكره. الحديث: 6259 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 482 6260 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «ضَرَبَ بَعْضُ أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خِبَاءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ فيه (سورةَ المُلك) ، حتى ختمها، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، ضربتُ خِبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر، فإِذا قَبْرُ إنسان يقرأ (سورة الملك ... ) حتى ختمها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هي المانعة، وهي المنجية تُنجيه من عذاب القبر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2892) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الملك، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2890) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، فذكره. قلت: يحيى بن عمرو النكري، ضعفه ويقال: إن حماد تكلم فيه. الحديث: 6260 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 483 إذا زلزلت 6261 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: «أَتى رَجُل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: أقرْئني يا رسول الله، قال: اقرأْ ثلاثاً من ذوات الر، فقال: كَبِرَتْ سِنِّي، واشتد قَلْبي، وغَلُظ لساني، قال: فاقرأْ ثلاثاً [ص: 484] من ذوات (حم) ، فقال مثل مقالته، [قال: اقرأ ثلاثاً من المسبِّحات، فقال مثل مقالته] فقال الرجل: يا رسول الله أقرئني سورة جامعة، فأقرأَه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- {إذَا زُلْزِلَتِ الأرض زلزالها} [الزلزلة: 1 - 8] حتى فرغ منها، فقال الرجل: وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق لا أزيدُ عليها أبداً، ثم أدَبَر الرجل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أفلح الرُّوَيْجِل - مرتين -» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سورة جامعة) أراد بقوله: سورة جامعة، أنها تجمع أسباب الخير وما يتوقع من البركة. (الرُّوَيجل) : تصغير رجل، على القياس: رجيل، فأما «رويجل» فإنه تصغير على غير قياس، وقد جاء في العربية أشياء مصغرة على غير قياس.   (1) رقم (1399) في الصلاة، باب تحزيب القرآن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2/169، والحاكم 3/532 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1 - أخرجه أحمد (2/169) (6575) . وأبو داود (1399) قال: حدثنا يحيى بن موسى البلخي وهارون بن عبد الله. وفي (2789) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (716) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. وفي «فضائل القرآن» (52) قال: أخبرني عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم. خمستهم - أحمد بن حنبل، ويحيى بن موسى، وهارون بن عبد الله، ومحمد بن عبد الله، وعبيد الله بن فضالة - عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد. 2 - وأخرجه النسائي (7/212) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - عبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن وهب - عن سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني عياش بن عباس القتباني، عن عيسى بن هلال الصدفي، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6261 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 483 6262 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بينما نحن عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إذْ جاءه أعرابيّ، فقال: يا رسولَ الله، كَبِرَ سِنِّي، ورقَّ عظمي، وَغَلُظَ لساني، فأقرئني سورة جامعة، فأقرأه {إذَا زُلْزِلَتِ الأرضُ زِلْزَالَهَا} حتى فرغ منها، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها ولا أَنْقُصُ منها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أفلح الرُّويجِل - ثلاثاً» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول، لم أهتد إليه. الحديث: 6262 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 484 الإخلاص [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإخلاص) سميت سورة الإخلاص: إما لأنها خالصة لله تعالى في صفته، أو لأن اللفظ بها قد أخلص التوحيد لله تعالى. 6263 - (خ ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أَن رجلاً سمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُها، فلما أصبح جاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له - وكان الرجل يتَقَالُّها - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، إِنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن» . قال البخاري: وزاد [أبو معمر: حدثنا] إسماعيل بن جعفر عن مالك عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد قال: أخبرني أخي قتادة بن النعمان، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية: قال: «قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: أَيَعْجِزُ أحدُكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فشقَّ ذلك عليهم، وقالوا: أيُّنا يُطيق ذلك يا رسولَ الله؟ فقال: {اللهُ أحد. اللهُ الصمد} ثلثُ القرآن» . أخرجه البخاري وأبو داود، وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وقال: «يتفالُّها» بالفاء، وأخرج النسائي الأولى (1) . [ص: 486] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثلث القرآن) قد ذكر العلماء في كونه - صلى الله عليه وسلم- جعل «سورة الإخلاص» تعدل ثلث القرآن وجهاً صالحاً، فيه مناسبة، قالوا: إن القرآن لا يعدو ثلاثة أقسام، وهي: الإرشاد إلى معرفة ذات الله وتقديسه، أو معرفة صفاته وأسمائه، أو معرفة أفعاله وسنته مع عباده، ولما اشتملت سورة الإخلاص على أحد هذه الأقسام الثلاثة، وهو التقديس، وازنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بثلث القرآن، لأن منتهى التقديس في أن يكون واحداً في ثلاثة أمور، لا يكون حاصلاً منه من هو من نوعه، وشِبْهِه، ودَلَّ عليه قوله: {لم يلد} ولا يكون هو حاصلاً ممن هو نظيره وشبهه، ودل عليه قوله: {ولم يولد} ولا يكون في درجته، وإن لم يكن أصلاً له ولا فرعاً من هو مثله، ودل عليه {ولم يكن له كفواً أحد} ويجمع جميع ذلك قوله: {قل هو الله أحد} وجملته تفصيل قولك: لا إله إلا هو، فهذه أسرار القرآن، ولا تتناهى أمثال هذه الأسرار في القرآن، {ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتاب مبين} [الأنعام: 59] .   (1) رواه البخاري 9 / 53 في فضائل القرآن، باب فضل قل هو الله أحد، وفي الأيمان والنذور، [ص: 486] باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم؟ وفي التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، والموطأ 1 / 208 في القرآن، باب ما جاء في قراءة قل هو الله أحد، وأبو داود رقم (1461) في الصلاة، باب في سورة الصمد، والنسائي 2 / 171 في الافتتاح، باب الفضل في قراءة قل هو الله أحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (146) . وأحمد (3/23) قال: حدثنا يحيى، وفي (3/35) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (3/43) قال: حدثنا إسحاق. والبخاري (6/233) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (8/163) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (9/140) قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (1461) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (2/171) . وفي الكبرى (977) . وفي «عمل اليوم والليلة» (698) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. سبعتهم - يحيى، وعبد الرحمن، وإسحاق، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن سلمة القعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وقتيبة - عن مالك عن عبد الرمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6263 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 485 6264 - (م) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: «أَيَعْجِزُ أحَدُكم [ص: 487] أَنْ يقرَأ في ليلة ثُلُثَ القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن» . وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله جَزَّأَ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل {قل هو الله أحد} جزءاً من أجزاء القرآن» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (811) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة {قل هو الله أحد} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/195) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وفي (6/442) قال: حدثنا سليمان بن داود، يعني أبا داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/443) قال: حدثنا محمد بن بكر وعبد الوهاب. قالا: أخبرنا سعيد. وفي (6/447) قال: حدثنا بهز، قال: حدثني بكير بن أبي السميط. (ح) وحدثناه عفان، قال: حدثنا أبان. وعبد بن حميد (211) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن شعبة. والدارمي (3434) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد العطار. ومسلم (2/199) قال: وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن بشار. قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن بكر، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (701) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا سعيد. أربعتهم - شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وبكير، وأبان - عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 6264 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 486 6265 - (ت س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكم أن يقرأَ في ليلة ثلث القرآن؟ مَنْ قرأ: الله الواحد الصمد، فقد قرأ ثلث القرآن» أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: « {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2898) في ثواب القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص، والنسائي 2 / 172 في افتتاح الصلاة، باب الفضل في قراءة {قل هو الله أحد} ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1 - أخرجه أحمد (5/418) . والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (680) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد، وابن المثنى - قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون. 2 - وأخرجه أحمد (5/418) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قدامة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم. وعبد بن حميد (222) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم. والدارمي (3440) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن هلال، عن الربيع بن خثيم. والترمذي (2896) قال: حدثنا قتية، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا زائدة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خثيم. والنسائي (2/171) . وفي الكبرى (978) . وفي «عمل اليوم والليلة» (681) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خثيم، وفي «عمل اليوم واللية» (118) قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان، قال: حدثنا حسين، عن زائدة عن منصور، عن هلال، عن ربيع بن خثيم. وفي (683) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا بشر بن الحكم، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا منصور، عن ربعي. كلاهما - الربيع بن خثيم، وربعي بن حراش - عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. 3 - وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (679) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم. ثلاثتهم - عمرو، وعبد الرحمن، والربيع - عن امرأة من الأنصار، فذكرته. الحديث: 6265 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 487 6266 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «خرج إلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أقرأُ عليكم ثلث القرآن؟ فقرأ: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ. الله الصمَدُ ... } » حتى ختمها. وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «احْشُدُوا، فإني سأقْرَأُ [ص: 488] عليكم ثلث القرآن، فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ، ثم خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فقرأ: { [قل هو] الله أحد} ثم دخل، فقال بعضُنا لبعض: إني أُرى هذا خَبَراً (1) جاءه من السماء، فذاك الذي أدخله، ثم خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِني قلتُ [لكم] : سَأَقْرَأُ عليكم ثلث القرآن، ألا إنَّها تَعْدِلُ ثلث القرآن» أخرجه مسلم والترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (احشُدوا) الحشد: الجمع والاستكثار، أي: اجتمعوا، واستحضروا الناس.   (1) وفي بعض النسخ: خبر. (2) رواه مسلم رقم (812) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة {قل هو الله أحد} ، والترمذي رقم (2902) في ثواب القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/429) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا يزيد بن كيسان. ومسلم (2/199 و 200) قال: حدثني محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم. جميعا عن يحيى. قال ابن حاتم: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا يزيد بن كيسان. (ح) وحدثنا واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن فضيل، عن بشير أبي إسماعيل. والترمذي (2900) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا يزيد بن كيسان. كلاهما - يزيد بن كيسان، وبشير أبو إسماعيل - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6266 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 487 6267 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قرأ: {قل هو الله أحد} كلَّ يوم مائتي مرة، مُحِيَ عنه ذُنوبُ خمسين سنة، إِلا أن يكون عليه دَيْن، ومن أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه، ثم قرأ {قل هو الله أحد} مائة مرة، قال له الربُّ يوم القيامة: [يا عبدي] ، ادْخُلْ على يمينك الجَنَّةَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2900) في ثواب القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضاً عن ثابت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/141) قال: حدثنا أبو النضر بن هاشم بن القاسم. وفي (3/141) أيضا، قال: حدثنا خلف بن الوليد. وفي (3/150) قال: حدثنا حسين بن محمد. وعبد بن حميد (1306) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1374) قال: أخبرني عمرو بن عاصم. والدارمي (3438) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (2901) قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا أبو الوليد. ستتهم - هاشم، وخلف، وحسين، وعمرو، ويزيد، وأبو الوليد - عن مبارك بن فضالة، عن ثابت، فذكره. قال الترمذي: حديث غريب من حديث ثابت عن أنس، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضا عن ثابت. قلت: ولفظه: «كان رجل من الأنصار، يؤمهم في مسجد قباء، قال: وكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم بها في الصلاة مما يقرأ به، افتتح ب: قل هو الله أحد حتى يفرغ منها، ثم يقرأ بسورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فلما أتاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبروه بالخبر، فقال: يا فلان، ما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ قال: إني أحبها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «حبها أدخلك الجنة» . أخرجه الترمذي (2901) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. وابن خزيمة (537) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة. كلاهما - إسماعيل، وإبراهيم - قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت، فذكره. الحديث: 6267 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 488 6268 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: [ص: 489] «يا رسولَ الله، إني أُحِبُّ هذه السورة {قل هو الله أحد} قال: إِنَّ حُبَّكَ إيَّاهَا أدخلك الجنةَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رواه الترمذي عقب الحديث رقم (2903) في ثواب القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم راجع تخريج الحديث السابق. الحديث: 6268 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 488 6269 - (ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أقبلتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمع رجلاً يقرأ {قل هو الله أحد} فقال: وَجَبَتْ، فقلتُ: ماذا يا رسول الله؟ قال: الجنَّةُ، قال أبو هريرة: فأردتُ أنْ أذهبَ إلى الرجل فأُبَشِّرَه، ففرِقْت أن يفوتَني الغَدَاءُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فآثَرتُ الغَدَاءَ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم ذهبت إلى الرجل فَوَجَدْتُهُ قد ذَهَبَ» . أخرجه الموطأ، وأخرج الترمذي والنسائي المسندَ منه فقط (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ففرِقت) فرِقتُ أفرَق فرَقاً: إذا فَزِعْتُ من الشيء، وكذلك أشفقتُ من فلان: إذا خِفْتَه.   (1) رواه الموطأ 1 / 208 في القرآن، باب ما جاء في قراءة {قل هو الله أحد} ، والترمذي رقم (2899) في ثواب القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص، والنسائي 2 / 171 في افتتاح الصلاة، باب الفضل في قراءة قل هو الله أحد، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (146) . وأحمد (2/302) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (2/535) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والترمذي (2897) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا إسحاق بن سليمان. والنسائي (2/171) . وفي الكبرى (976) . وفي «عمل اليوم والليلة» (702) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14127) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. خمستهم - أبو عامر العقدي، وعثمان بن عمر، وإسحاق بن سليمان، وقتيبة، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك، عن عبيد الله بن عبد الرحمن، عن عبيد بن حنين، مولى آل زيد بن الخطاب، فذكره. (*) في رواية أبي عامر وعثمان بن عمر: «عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن ابن حنين» . (*) وفي رواية إسحاق بن سليمان: «عن ابن حنين مولى لآل زيد بن الخطاب» . الحديث: 6269 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 489 المعوذتان 6270 - (م ت د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أَن رسولَ الله [ص: 490] صلى الله عليه وسلم- قال: «ألَمْ تَرَ آياتٍ أنزِلَت هذه الليلةَ، لم يُرَ مِثلُهُن قَطُّ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} » . وفي رواية قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُنزل - أو أُنزلت - عليَّ آيات لم يُرَ مثلُهُن قَطُّ: المعوذتين» . زاد في رواية عند ذِكْر عقبة «وكان من رُفَقَاءِ أصحابِ محمد - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم. وأخرج الترمذي، والنسائي الأولى. وفي رواية أبي داود والنسائي قال: «كنتُ أَقُودُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- ناقَتَه في سَفَر، فقال لي: يا عقبة، ألا أُعَلِّمك خير سورتين قُرِئتَا؟ فعلَّمني {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} فلم يرني سُررتُ بهما جداً، فلما نزل لصلاة الصبح صَلَّى بهما صلاة الصُّبحِ للناس، فلما فرغ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الصلاة التفتَ إِليَّ، فقال: يا عقبةُ، كيف رأيتَ؟» . اختصره النسائي «أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن المعوذتين؟ قال عقبة: فأمَّنَا بهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر» . وله في أخرى (1) قال: «اتَّبعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو راكب، فوضعت يدي على قَدَمِهِ، فقلت: أقرئْني (سورة هود) أو (سورة يوسف) قال: لن تقرأَ شيئاً أبلغَ عند الله من [آيات] أنْزِلَتْ عليَّ الليلةَ، لم يُر مثلُهن [ص: 491] {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} » . وله في أخرى قال: «بينما أَنا أقودُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم-[راحلتَه] في غَزَاة، فقال: يا عقبة، قُلْ، فاستمعتُ، فقال: يا عقبة قل، فاستمعتُ، فقال الثالثة، فقلتُ: ما أقولُ؟ فقال: {قُلْ هُوَ الله أحَد} فقرأ حتى ختمها، ثم قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وقرأتُ معه حتى ختمها، ثم قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فقرأتُ معه، حتى ختمها، ثم قال: ما تَعَوَّذ بمثلهنَّ أحد» . وله في أخرى قال: «أُهْدِيتْ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بَغْلَة شَهْبَاءُ، فركبها، فأخذ عقبةُ يقودها به، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لعقبةَ: اقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} فأعادها [عليّ] ، حتى قرأتُها، فعرف أني لم أَفْرَحْ بها جداً، فقال: لعلكَ تَهَاوَنْتَ بها؟ فما قمتُ - يعني: بمثلها» . وله في أخرى قال: «بينما أقودُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- في نَقب من تلك النِّقاب، إِذْ قال: ألا تركبُ يا عقبةُ؟ فَأَجْلَلْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنْ أركبَ مركب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: ألا تركب يا عقبةُ، فأشْفَقْتُ أَن يكونَ مَعْصِية، فنزل فركبتُ هُنَيهَة ونَزَلتُ، وركبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: أَلا أُعَلِّمك سورتين من خير سورتين قَرَأَ بهما الناسُ؟ فأَقرأني {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فأقيمتِ الصلاةُ، فتقدَّم فقرأَ بِهما، [ص: 492] ثم [مرَّ بي] ، فقال: كيف رأيتَ يا عقبةُ؟ اقرأْ بهما كلما نِمتَ وقُمتَ» . وزاد في أخرى «ما سَأَلَ سائِل بمثلهما، ولا استعاذَ مُسْتَعِيذ بمثلهما» . ولأبي داود في أخرى قال: «بينا أنا أسيرُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بين الجُحْفَة والأبْواءِ، إِذْ غَشِيَتْنَا رِيح وظُلمة شديدة، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتعوَّذ بأعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس، ويقول: يا عقبةُ، تَعَوَّذْ بهما، فما تعوَّذ متعوِّذ بمثلهما» وقال: «وسمعتُه يَؤمُّنَا بهما في الصلاة» . وأخرج الترمذي من هذا طرفاً آخر قال: «أَمَرَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ بالمعوذتين في دُبُر كل صلاة» (2) .   (1) يعني النسائي. (2) رواه مسلم رقم (814) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة المعوذتين، والترمذي رقم (2904) و (2905) في ثواب القرآن، باب ما جاء في المعوذتين، وأبو داود رقم (1462) في الصلاة، باب في المعوذتين، والنسائي 2 / 158 في افتتاح الصلاة، باب القراءة في الصبح بالمعوذتين، وباب الفضل في قراءة المعوذتين، و 8 / 251 - 254 في الاستعاذة في فاتحته، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 144 و 150 و 151 و 152 و 153 و 155 و 158 و 201. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - الرواية الأولى: أخرجها أحمد (4/9144 قال: حدثنا حفص بن غياث، عن إسماعيل. وفي (4/144) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل. وفي (4/150) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد. وفي (4/151) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن بيان. وفي (4/152) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن أبي خالد. والدارمي (3444) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا إسماعيل، هو ابن أبي خالد. ومسلم (2/200) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن بيان. (ح) وحدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما عن إسماعيل. والترمذي (2902 و 3367) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. والنسائي (2/158) . وفي الكبرى (936) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن بيان. وفي (8/254) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا إسماعيل. وفي «فضائل القرآن» (55) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، قال: أخبرنا إسماعيل. كلاهما - إسماعيل بن أبي خالد، وبيان - عن قيس بن أبي حازم، فذكره. - الرواية الثانية: أخرجها أحمد (4/144) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جابر. وفي (4/149) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: حدثنا العلاء بن الحارث. وفي (4/153) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية يعني ابن صالح، عن العلاء بن الحارث. وأبو داود (1462) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية، عن العلاء بن الحارث. والنسائي (8/252) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن ابن الحارث، وهو العلاء. وفي (8/253) قال: أخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثني ابن جابر. وفي «عمل اليوم والليلة» (889) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وابن خزيمة (534) قال: حدثنا أبو عمار، وعلي بن سهل الرملي، قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. (ح) وحدثنا أبو الخطاب، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وفي (535) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -. (ح) وحدثناه عبدة بن عبد الله الخزاعي، قال: أخبرنا زيد - يعني ابن الحباب -. كلاهما عن معاوية بن صالح. قال عبدة: حدثني العلاء بن الحارث الحضرمي. وقال ابن هشام: عن العلاء بن الحارث. كلاهما - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والعلاء بن الحارث - عن القاسم أبي عبد الرحمن مولى معاوية، فذكره. (*) رواية ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، مختصرة على: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ بالمعوذتين في صلاة، وقال لي: اقرأ بهما كلما نمت، وكلما قمت» . (*) جاء عقب هذا الحديث في «مسند أحمد» (4/144) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، أن أبا عبد الرحمن أخبره، أن ابن عابس الجهني أخبره، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: يا ابن عابس، ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ المتعوذون؟ قال: قلت: بلى فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس هاتين السورتين. الحديث: 6270 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 489 6271 - (س) عبد الله بن خُبيب - رضي الله عنه - قال: «أصابنا طَشٌّ وظُلْمَة، فانتظرنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليصلي بنا ... [ثم ذكر كلاماً معناه] فخرج، فقال: قُلْ، قُلْتُ: ما أقول؟ قال: {قُلْ هُوَ الله أَحَد. الله الصمدُ} والمعوذتين - حين تمسي وحين تُصبح [ثلاثاً] ، تكفيك كلَّ شيء» . وفي رواية قال: «كنتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في طريق مكة، فأصبتُ [ص: 493] خلوة من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَدَنَوتُ منه، فقال: قُلْ، قلتُ: ما أقول؟ قال: قُل، قلتُ: ما أقول؟ قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} حتى ختمها، ثم قال: {قل أعوذ برب الناس} حتى ختمها، ثم قال: ما تَعَوَّذَ الناسُ بأفضلَ منهما» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَشّ) الطَّشُّ: أقَلُّ ما يكون من المطر.   (1) 8 / 250 و 251 في الاستعاذة في فاتحته، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه في حرف الدال، كتاب الدعاء. الحديث: 6271 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 492 6272 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اقرأ يا جابر، قلتُ: وماذا أقرأ - بأبي أنتَ وأُمِّي - قال: اقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فقرأْتُهما، فقال: اقرأ بهما، ولن تقرأَ بمثلهما» أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 254 في الاستعاذة في فاتحته، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي (8/254) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثني بدل - ابن المحبر - قال: ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة، قال: حدثنا سعيد الجريري، قال: ثنا أبو نضرة، فذكره. الحديث: 6272 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 493 سورة مشتركة 6273 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لرجل من أصحابه: «هل تزوجتَ يا فلان؟ قال: لا والله، ولا عندي ما أَتَزَوَّجُ به، قال: ألَيسَ مَعَكَ {قُلْ هُوَ الله أحد} ؟ قال: بلى، قال: [ص: 494] ثلثُ القرآن، قال: أليس معك {إِذا جَاءَ نَصرُ الله والفتح} ؟ قال: بلى، قال: رُبُعُ القرآن، قال: أليس معك {قُلْ يا أَيُّهَا الكافرون} ؟ قال: بلى، قال: رُبُعُ القرآن، قال: أَليس معكَ {إِذا زُلزِلَتِ} ؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: تَزَوَّجْ، تَزَوَّجْ» (1) . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ {إِذا زُلزِلَتِ} عُدِلَت له بنصف القرآن، ومن قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الكافِرُونَ} عدلت له بربع القرآن ومن قرأ {قُلْ هُوَ الله أحد} عدلت له بثلث القرآن» أخرجه الترمذي (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (2897) في ثواب القرآن، باب ما جاء في {إذا زلزلت} ، وإسناده ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، قال الحافظ في " الفتح ": فلعله تساهل فيه لكونه من فضائل الأعمال. (2) رقم (2895) في ثواب القرآن، باب ما جاء في {إذا زلزلت} ، وإسناده ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الشيخ الحسن بن سلم، وفي الباب عن ابن عباس أقول: الحسن بن سلم مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/146) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان «مختصرا» . وفي (3/221) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. والترمذي (2895) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثني ابن أبي فديك. ثلاثتهم - عن سلمة بن وردان، فذكره. قلت: سلمة بن وردان ضعفوه. الرواية الثانية: إسنادها ضعيف أيضا: أخرجها الترمذي (2893) قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي البصري، قال: حدثنا الحسن بن سلم بن صالح العجلي، قال: حدثنا ثابت، فذكره. قلت: الحسن بن سلم مجهول. الحديث: 6273 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 493 6274 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن قرأَ الدخان كُلَّها، وأول {حم. غافر - إِلى قوله - إِلَيْهِ المصِيرُ} وآية الكرسي حين يمسي، حُفِظَ بها حتى يُصبِحُ، ومَن قرأها حين يُصبح حُفظ بها حتى يُمسي» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2882) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي، وأول حديثه " من قرأ {حم. غافر} إلى قوله: {إليه المصير} " وليس عند جملة " من قرأ الدخان كلها "، وفي سنده عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكه، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، أقول: ولبعضه شاهد في فضل آية الكرسي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: تقدم تخريجه في التفسير، المجلد الثاني. الحديث: 6274 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 494 6275 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: « {إِذا [ص: 495] زُلزِلَتِ} تَعْدِلُ نصفَ القرآنِ، و {قُلْ هُوَ الله أحد} تَعدِلُ ثُلُثَ القرآن، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الكافِرُونَ} تعدل رُبُعَ القرآن» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2896) في ثواب القرآن، باب ما جاء في {إذا زلزلت} ، وفي سنده يمان بن المغيرة البصري، وهو ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2894) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يمان بن المغيرة العنبري، قال: حدثنا عطاء، فذكره. قال الترمذي: غريب، لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة. قلت: ويمان ضعفوه. الحديث: 6275 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 494 6276 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن سَرَّهُ أن يَنْظُرَ إِلى يوم القيامة كأنه رَأْيُ عَيْن فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} » أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3330) في التفسير، باب ومن سورة {إذا الشمس كورت} ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (4816) و (4934) و (4941) و (5855) ، والحاكم 2 / 515 وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/27) (4806) و (2/36) (4934) و (2/100) (5755) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2/37) (4941) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. والترمذي (3333) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وإبراهيم بن خالد - عن عبد الله بن بحير الصنعاني القاص، أن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره، فذكره. قلت: أخرجه الحاكم (2/515) وصححه ووافقه الذهبي. الحديث: 6276 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 495 6277 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «كان لا ينام حتى يقرأ {الم. تنزيل} ، و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ} » . قال طاوس: «تَفضُلان على كل سورة في القرآن بسبعين حسنة» أَخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2894) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل سورة (تبارك) ، وفي سنده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/340) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حسن بن صالح. وعبد بن حميد (1040) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. والدارمي (3414) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. والبخاري في «الأدب المفرد» (1209) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2892) قال:حدثنا هريم بن مسعر، ترمذي، قال: حدثنا الفضيل بن عياض. (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (3404) قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي، قال: حدثنا المحاربي. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (707) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن عبدة، عن حسن بن صالح. وفي (708) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا الحسن - وهو ابن أعين - قال: حدثنا زهير. سبعتهم - حسن بن صالح، وزائدة، وسفيان، والفضيل، وأبو الأحوص، والمحاربي، وزهير - عن ليث. 2 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1207) قال: حدثنا أبو نعيم، ويحيى بن موسى. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (706) قال: أخبرنا محمد بن رافع. ثلاثتهم - أبو نعيم، ويحيى، وابن رافع - قالوا: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا المغيرة - وهو ابن مسلم الخراساني -. كلاهما - ليث، والمغيرة بن مسلم - عن أبي الزبير، فذكره. قلت: أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (709) قال: أخبرنا أبو داود، حدثنا الحسن، قال: ثنا زهير، قال: سألت أبا الزبير: أسمعت جابرا -فذكر الحديث -، قال: لا ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثني صفوان أو أبو صفوان. قلت: رجح الحافظ أن «صفوان» هذا تابعي، راجع «الإصابة» . الحديث: 6277 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 495 6278 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - أنَّ حُمَيْدَ بنَ عبد الرحمن أخبره «أن {قُلْ هُوَ الله أحد} تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن، وأن {تَبَارَكَ [ص: 496] الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ} تُجادِلُ عن صاحبها في قبره» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه الموطأ، وقد رواه بلاغاً 1 / 209 في القرآن، باب ما جاء في قراءة قل هو الله أحد وتبارك الذي بيده الملك، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1/209) عن ابن شهاب، فذكره بلاغا - باب ما جاء في قراءة قل هو الله أحد. الحديث: 6278 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 495 الفصل الثالث: في فضل القراءة والقارئ 6279 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بُيُوتِ الله تبارك وتعالى يَتْلُونَ كتابَ الله عزَّ وجلَّ، ويَتَدَارَسُونَه بينهم، إِلا نزلت عليهم السكينةُ، وَغَشِيَتْهم الرحمةُ، وحَفَّتْهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السكينة) فعيلة من السكون والطمأنينة، والمراد به: الرحمة. (حَفَّتهم) الملائكة: أي أحاطت بهم من جوانبهم.   (1) رقم (1455) في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن، وإسناده صحيح، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (2701) في الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه في حرف الدال، كتاب الدعاء. الحديث: 6279 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 496 6280 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 497] قال: «أَيُحِبُّ أحدُكم إذا رجع إلى أهله أن يَجِدَ ثَلاثَ خَلِفَات عِظام سِمَان؟ قلْنَا: نعم، قال: فثلاثُ آيات يقرأ بهنَّ أحدُكم في صلاة خير له من ثلاثِ خَلِفَات عِظام سِمَان» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخَلِفَات) : جمع خَلِفة، وهي الناقة الحامل، والجمع: مَخاض.   (1) رقم (802) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في حرف التاء، كتاب التفسير. الحديث: 6280 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 496 6281 - (م د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن في الصُّفَّة، فقال: أَيُّكم يُحبُّ أن يَغْدُوَ كلَّ يوم إلى بُطْحَانَ - أَو قال: إلى العَقيقِ - فيأتيَ منه بناقتين كَوْمَاوَيْنِ في غير إثْم ولا قطيعةِ رحم؟ فقلنا: [يا رسول الله] نحبُّ ذلك، قال: أَفلا يَغْدو أحدُكم إِلى المسجد، فَيَعْلَمَ - أو يقرأ - آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين، وثلاث [خير له من ثلاث] ، وأربع خير له من أربع، ومن أعْدادِهنَّ من الإبل» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال مثله إلى «كوماوَين» ، ثم قال: «زَهْرَاوَيْن بغير إثم بالله عز وجل ولا قَطْعِ رحم؟ قالوا: كُلُّنَا يا رسول الله، قال: فَلأَنْ يَغْدُوَ أَحدُكم كلَّ يوم إلى المسجد، فيتعلَّم آيتين من كتاب الله عز [ص: 498] وجلَّ، خير له من ناقتين، وإنْ ثلاث فثلاث، مثل أعدادِهنَّ من الإِبل» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكَوْماء) : الناقة العظيمة السَّنام، وكوماوان: تثنيتها.   (1) رواه مسلم رقم (803) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه، وأبو داود رقم (1456) في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/154) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. ومسلم (2/197) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين. وأبو داود (1456) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: حدثنا ابن وهب. ثلاثتهم - أبو عبد الرحمن، والفضل بن دكين، وابن وهب - عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6281 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 497 6282 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن قرأَ حرفاً من كتابِ الله فَلَهُ بِهِ حسنة، والحسنةُ بعشر أمثالها، لا أَقول: «الم» حرف، ولكن «أَلف» حرف، و «لام» حرف، و «ميم» حرف» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2912) في ثواب القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ماله من الأجر، ورواه أيضاً الدارمي وغيره، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2910) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي، فذكره. الحديث: 6282 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 498 6283 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أَذِنَ الله لشيء ما أَذِنَ لنبيّ: أن يَتَغنَّى بالقرآن، يَجهرُ به» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وقد تقدَّم لهذا الحديث روايات في «كتاب تلاوة القرآن» من حرف التاء (1) . [ص: 499] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أذِن) أذِن الرجل الشيء: إذا استمع إليه. (والتغنِّي) بالقرآن: هو الاستغناء به، هكذا جاء في بعض روايات الحديث، وقيل: هو تحسين الصوت بقراءته، وقد ذكرنا شرح ذلك مستوفى فيما مضى من الكتاب.   (1) رواه البخاري 9 / 60 و 61 في فضائل القرآن، باب من لم يتغن بالقرآن، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} ، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة "، ومسلم رقم (792) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، وأبو داود رقم (1473) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي 2 / 180 في افتتاح الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في الكتاب المذكور. الحديث: 6283 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 498 6284 - (ت) أبو أمامة [الباهلي]- رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما أَذِن الله تبارك وتعالى لشيء ما أذن لِعبد يقرأ القرآن في جَوْفِ الليل، وإن البِرَّ لَيُذَرُّ على رأس العبد ما دام في مُصلاه، ومَا تَقَرَّبَ العِبَادُ إِلى الله بمثل ما خرج منه» . قال أبو النضر: يعني القرآنَ، ومنه بدأ الأمر به، وإليه يرجع الحكم فيه. أخرجه الترمذي، وأول حديثه: «ما أذن الله لعبد في شيء أفضلَ من ركعتين يصليهما، وإِن البِرَّ ... » الحديث (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2913) في ثواب القرآن، رقم (17) ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند "، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/268) . والترمذي (2911) قال: حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - قالا: حدثنا هاشم بن القاسم، أبو النضر، قال: حدثنا بكر بن خنيس، عن ليث بن أبي سليم، عن زيد بن أرطأة، فذكره. قلت: في إسناده ليث بن أبي سليم اختلط ولم يميز حديثه. قال الترمذي: غريب، وقد روي هذا الحديث عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا. الحديث: 6284 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 499 6285 - (ت د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الجَاهرُ بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمُسِرُّ بالقرآن [ص: 500] كالمُسِرّ بالصدقة» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) . وقال الترمذي: معنى الحديث: أن الذي يُسِرّ بقراءة القرآن أفضلُ من الذي يجهر، لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية، وإنما معنى هذا عند أهل العلم: لكي يَأْمَن الرجل من العُجْب، لأن الذي يُسِرُّ [بالعمل] لا يُخاف عليه العجب ما يُخاف عليه في العلانية.   (1) رواه أبو داود رقم (1333) في الصلاة، باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، والترمذي رقم (2920) في ثواب القرآن، باب رقم (20) ، والنسائي 5 / 80 في الزكاة، باب المسر بالصدقة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/151 و 158) قال: ثنا حماد بن خالد، قال: ثنا معاوية بن صالح، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان. وفي (4/201) قال: حدثنا الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى. والبخاري في «خلق أفعال العباد» (71) قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثني معاوية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان. وفي (71) قال يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا معن، عن معاوية، عن خالد بن معدان. وأبو داود (1333) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان. والترمذي (2919) قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان. والنسائي (3/225) . وفي السنن الكبرى (1283) قال: أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، قال: حدثنا محمد، يعني ابن سميع، قال: حدثنا زيد، يعني ابن واقد. وفي (5/80) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان. ثلاثتهم - خالد بن معدان، وسليمان بن موسى، وزيد بن واقد - عن كثير بن مرة الحضرمي، فذكره. الحديث: 6285 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 499 6286 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رجل: «يا رسولَ الله، أيُّ الأعمال أحَبُّ إلى الله؟ قال: الحالُّ المرتَحِلُ - قال: وما الحالُّ المرتحلُ؟ قال: [الذي] يضرب من أول القرآن إلى آخره، كلما حَلَّ ارتَحلَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2949) في القراءات، باب رقم (4) ، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2948) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا الهيثم بن الربيع، قال: حدثنا صالح المري، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، فذكره. * أخرجه الترمذي (2948) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا صالح المري، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه ولم يذكر فيه «عن ابن عباس» . قال الترمذي: وهذا عندي أصح من حديث نصر بن علي، عن الهيثم بن الربيع. الحديث: 6286 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 500 6287 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الرب تبارك وتعالى: مَن شَغَلَهُ قراءةُ القرآن عن مسألتي: أعطيتُهُ أفضل ما أُعْطِي السائلين» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2927) في ثواب القرآن، باب رقم (25) ، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 441، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ولعله حسنه ببعض الشواهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الدارمي (3359) قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني. والترمذي (2926) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا شهاببن عباد العبدي. كلاهما - إسماعيل الترجماني، وشهاب - قالا: حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن عمرو ابن قيس، عن عطية، فذكره. قلت: مداره على عطية العوفي، وقد تقدم الكلام فيه آنفا. الحديث: 6287 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 500 6288 - (د) سهل بن معاذ (1) الجهني عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من قرأ القرآن وعملَ بهِ، أُلبِس والداه تاجاً يوم القيامة، ضوؤه أحسنُ من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عَمِلَ بهذا؟» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: سعد بن معاذ، وهو تحريف. (2) رقم (1453) في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن من حديث زبان بن فائد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/440) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وأبو داود (1453) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب. كلاهما - ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب - عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ الجهني، فذكره. قلت: مداره على زبان بن فائد. ضعفوه. الحديث: 6288 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 501 6289 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ القرآن فَاستظهره، فأحَلَّ حلالَه، وحرَّم حرامَهُ، أدخله الله بِهِ الجنة، وشفَّعه في عشرة من أهل بيته، كلُّهم قد وجبت لهم النار» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استظهر) القرآن: أي حفظه، يقول: قرأت القرآن عن ظهر قلبي، أي: قرأته من حفظي.   (1) رقم (2907) في ثواب القرآن، ما جاء في فضل قارئ القرآن، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة والدارمي، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (216) قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، قال: حدثنا محمد بن حرب. والترمذي (2905) قال: حدثنا علي بن حجر. وعبد الله بن أحمد (1/148) (1267) قال: حدثني عمرو بن محمد الناقد، قال: حدثنا عمرو بن عثمان الرقي. وفي (1/149) (1277) قال: حدثني محمد بن بكار. أربعتهم - محمد بن حرب، وعلي بن حجر، وعمرو بن عثمان، ومحمد بن بكار - عن حفص بن سليمان أبي عمر القارئ، عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح، وحفص بن سليمان يضعف في الحديث. الحديث: 6289 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 501 6290 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 502] قال: «يجيء صاحبُ القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حَلِّه، فيُلبَس تاجَ الكرامة، ثم يقول: يا رب زِده، فيُلبَس حُلَّة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه، فيقول: رضيتُ عنه، فيقال له: اقرأ وَارْقَ، ويعطى بكل آية حسنة» أخرجه الترمذي. وله في أخرى نحوه، ولم يرفعه، قال: وهذا أصح عندنا (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2916) في ثواب القرآن، باب رقم (18) من حديث عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، كما رواه الترمذي أيضاً من حديث محمد بن جعفر عن شعبة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه، ولم يرفعه، وقال: هذا أصح عندنا من حديث عبد الصمد عن شعبة، يريد أن الموقوف الذي رواه محمد بن جعفر عن شعبة أصح من حديث عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة المرفوع المذكور، وذلك لأن عبد الصمد وإن كان ثقة في شعبة، لكن محمد بن جعفر المعروف بغندر أوثق وأتقن منه في شعبة، لأنه روى عن شعبة فأكثر وجالسه نحواً من عشرين سنة، وكان ربيبه، فهو من أثبت الناس في شعبة، وقد قال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة، فكتاب غندر حكم بينهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] معلول، والصواب وقفه: أخرجه الترمذي (2915) قال: حدثنا نصر بن علي. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم، عن أبي صالح، فذكره. * أخرجه أحمد (2/471) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد، شك الأعمش، قال: يقال: لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارقه، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. موقوفا. * وأخرجه الترمذي (2915) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، نحوه ولم يرفعه. (*) قال الترمذي: وهذا أصح من حديث عبد الصمد، عن شعبة. الحديث: 6290 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 501 6291 - (د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقال لصاحب القرآن: اقرأْ وَارْقَ ورَتِّلْ كما كنت تُرتِّل في دار الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرأ بها» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2915) في ثواب القرآن، باب رقم (17) ، وأبو داود رقم (1464) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 192، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/192) (6799) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (1464) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. والترمذي (2914) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، أبو نعيم (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في «فضائل القرآن» (81) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن. أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد، وأبو داود الحفري، وأبو نعيم - عن سفيان. قال: حدثني عاصم بن بهدلة، عن زر، فذكره. الحديث: 6291 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 502 6292 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الماهِرُ بالقرآن مع السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه وهو عليه شاق، له أجران» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود والترمذي «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به ... » الحديث. وليس فيه لفظة «يتتعتع» ، وقال أبو داود «وهو يشتد عليه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الماهر) : الحاذِق بالشيء العارف به. (السَّفَرة) جمع سافر، وهو الكاتب، والمراد بهم الملائكة الحفظة. (البررة) جمع بارٍّ، وهو الصادق، والمراد بهم أيضا الملائكة. (يتتعتع) التَّتعتُع في القول: التردُّد فيه.   (1) رواه البخاري 8 / 532 في تفسير سورة عبس، ومسلم رقم (798) في صلاة المسافرين، باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه، والترمذي رقم (2906) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن، وأبو داود رقم (1454) في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/48) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/94) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا همام. وفي (6/98 و 170) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد إملاء، وفي (6/110) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام. وفي (6/239) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/266) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد. والدارمي (3371) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام وهمام. والبخاري (6/206) . وفي «خلق أفعال العباد» (37) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/195) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبيد الغبري. جميعا عن أبي عوانة. قال ابن عبيد: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، عن هشام الدستوائي. وأبو داود (1454) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام وهمام. وابن ماجة (3779) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا عيسى بن يونس. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (2904) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة وهشام. والنسائي في «فضائل القرآن» (70) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وأخبرنا عمران بن موسى. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا سعيد. وفي (71) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق، عن عبدة، عن سعيد. وفي (72) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16102) عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام، عن خالد بن الحارث، عن شعبة. خمستهم - هشام الدستوائي، وهمام بن يحيى، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وأبو عوانة - عن قتادة. قال: سمعت زرارة بن أوفى يحدث، عن سعد بن هشام، فذكره. الحديث: 6292 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 503 6293 - (خ) أسيد بن حضير - رضي الله عنه - قال: «بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسهُ مربوطة عنده، إذْ جَالَتْ الفرسُ، فَسكتَ، فَسكنَت الفرس، فقرأ، فجالت، فسكت، فسكنت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريباً منها، [فأشفق أن تُصيبه] ولما أخَّره (1) رفع رأسه إِلى السماء، فإذا مِثلُ الظُّلَّة، فيها أمثالُ المصابيح، فلما أصبح [ص: 504] حدَّثَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: اقرأ يا ابنَ حُضَير [اقرأ يا ابْنَ حُضَير] قال: أَشْفَقْتُ يا رسولَ الله أن تطأَ يحيى (2) ، وكان منها قريباً، فانصرفتُ إليه، ورفعتُ رأسي إلى السماء، فإِذا مِثْلُ الظُّلَّة فيها أمثالُ المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: وتدري ما ذاك؟ قال: لا، قال: تلك الملائكةُ دَنَتْ لصوتك، ولو قرأتَ لأصبحتْ ينظر الناسُ إليها، لا تتوارى منهم» . أخرجه البخاري (3) .   (1) وفي بعض النسخ: اجتره. (2) يريد ابنه. (3) رواه البخاري تعليقاً 9 / 56 في فضائل القرآن، باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن، قال البخاري: وقال الليث: حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير، وقال في آخره: وقال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو عبيد في " فضائل القرآن " عن يحيى بن بكير عن الليث بالإسنادين جميعاً، ومحمد بن إبراهيم هو التيمي، وهو من صغار التابعين، ولم يدرك أسيد بن حضير، فروايته عنه منقطعة، لكن الاعتماد في وصل الحديث المذكور على الإسناد الثاني. قال الإسماعيلي: محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير مرسل، وعبد الله بن خباب عن أبي سعيد متصل، ثم ساقه من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن يزيد ابن الهاد بالإسنادين جميعاً وقال: هذه الطريق على شرط البخاري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/81) قال: حدثنا يعقوب، قال: سمعت أبي. ومسلم (2/194) قال: حدثنا حسن بن علي الحلواني. وحجاج بن الشاعر. قالا: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. والنسائي في «فضائل الصحابة» (140) قال: أخبرنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. وفي «فضائل القرآن» (41 و 99) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، قال: أخبرنا خالد بن يزيد، عن ابن أي هلال. وفي (99) أيضا قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا داود بن منصور، قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال. كلاهما - إبراهيم بن سعد، والد يعقوب، وسعيد بن أبي هلال - عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. الحديث: 6293 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 503 6294 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن أَسَيْد بنَ حضير بينما هو ليلة يقرأ في مِرْبَدِهِ، إذْ جالتْ فرسُه، فقرأ، ثم جالتْ أُخرى، فقرأ، ثم جالتْ أيضاً، قال أُسَيد: فخشيتُ أن تطأَ يحيى، فقمت إليها، فإذا مثلُ الظُّلَّة فوق رأسي، فيها أمثال السُّرُج عَرَجَتْ في الجوِّ حتى ما أراها، قال: فغدوتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسولَ الله، [ص: 505] بينما أنا البارحةَ من جوف الليل أَقرأُ في مِرْبَدِي، إذ جالتْ فرسي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأ ابنَ حضير، قال: فقرأتُ، ثم جالت أيضاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأ ابنَ حضير، قال: فقرأت ثم جالت أيضاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأ ابن حضير، قال: فانصرفتُ، وكان يحيى قريباً منها، فخشيتُ أن تطأَه، فرأيتُ مثل الظُّلَّة، فيها أَمثال السُّرُج عرجتْ في الجوِّ حتى ما أراها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: تلك الملائكةُ كانت تستمع لك، ولو قرأَتَ لأصبحتْ يراها الناسُ ما تستتر منهم» . أخرجه مسلم (1) ، وأورده الحميديُّ في أفراد مسلم من مسند أبي سعيد الخدري، وأورد الحديث الذي قبله في أفراد البخاري من مسند أُسَيد بن حُضَير، وقال: وأورده أبو مسعود الدمشقي في مسند أبي سعيد، وهو عندي أحق بمسند أُسَيْد بنِ حضير، وأن يكون متفقاً بين البخاري ومسلم. قلتُ: والحق في يدي الحميديِّ، فإن البخاري أيضاً إنما أخرج هذا الحديث عن [أبي سعيد] الخدري عن أُسَيد، وقد أوردنا الحديثين مفردين، كما أورداه، ونبَّهنا على ما ذكره الحميديُّ. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المِربَد) : موقف الإبل، والمراد: موضعه الذي كان فيه. [ص: 506] (العُروج) : الصعود إلى فوق.   (1) رقم (796) في صلاة المسافرين، باب نزول السكينة لقارئ القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: راجع تخريج الحديث المتقدم. الحديث: 6294 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 504 6295 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كان رجل يقرأ (سورة الكهف) وعنده فرس مربوطة بشَطَنَيْن، فَتَغَشَّتْه سَحابة فجعلت تدنو، وجعل فرسه يَنْفِرُ منها، فلما أصبح أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكر له ذلك، فقال: تلك السكينةُ تَنَزَّلَتْ للقرآن» وفي رواية «اقرأ فلان، فإنها السكينة تنزَّلتْ عند القرآن» «أو للقرآن» ، وفي رواية «تنزَّلتْ بالقرآن» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشَطَن) : الحبْل.   (1) رواه البخاري 9 / 52 في فضائل القرآن، باب فضل سورة الكهف، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي تفسير سورة الفتح، باب هو الذي أنزل السكينة، ومسلم رقم (795) في صلاة المسافرين، باب نزول السكينة لقارئ القرآن، والترمذي رقم (2887) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الكهف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (4/281) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/284) قال: حدثنا عفان. والبخاري (4/245) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (2/193) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/194) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود. والترمذي (2885) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. أربعتهم - ابن جعفر، وعفان، وعبد الرحمن، وأبو داود- قالوا: حدثنا شعبة. 2 - وأخرجه أحمد (4/293) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري (6/232) قال: حدثنا عمرو بن خالد. ومسلم (2/193) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1836) عن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش. أربعتهم - ابن آدم، وعمرو، وابن يحيى، وحسين - عن زهير بن معاوية. 3 - وأخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا حجين. والبخاري (6/170) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. كلاهما حجين، وعبيد الله بن إسرائيل. ثلاثتهم - شعبة، وزهير، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6295 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 506 6296 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المؤمن الذي يقرأُ القرآن، مَثَل الأُتْرُجّة، رِيحها طيّب، وطعمها طيِّب، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأُ القرآن، مثل التمرة، طَعْمُها طَيِّب، ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأُ القرآن، كمثل الرَّيْحَانة، رِيحها طَيِّب، وطعمها مُرّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأْ القرآن، كمثل الحنظلة، [ص: 507] طعمها مُرّ، ولا ريح لها، ومثل جليس الصالح، كمثل صاحب المِسْك، إِن لم يُصِبْك منه شيء، أَصابك من ريحه، ومثل جليس السوء، كمثل صاحب الكِير، إن لم يصبْك منه من سواده أَصابك من دخانه» . أخرجه أبو داود (1) ، وقد تقدَّم لأبي موسى في «كتاب تلاوة القرآن» مثل هذا.   (1) رقم (4829) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (4829) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان، عن قتادة، فذكره. الحديث: 6296 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 506 6297 - (م) عامر بن واثلة - رحمه الله - «أن نافع بن عبد الحارث لَقي عمرَ بِعُسْفان، وكان عمرُ استعمله على أهل مكة، فقال: مَن استعملتَ على أهل الوادي؟ قال: ابنَ أَبْزَى، قال: ومَنِ ابنُ أَبْزَى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاسْتَخْلَفتَ عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أمَا إنَّ نبيَّكم - صلى الله عليه وسلم- قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (817) في صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن وتعليمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/35) (232) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. والدارمي (3368) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة. ومسلم (2/201) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثني أبي. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وأبو بكر بن إسحاق، قالا: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وابن ماجة (218) قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. كلاهما - إبراهيم بن سعد، وشعيب - عن الزهري، عن عامر بن واثلة، فذكره. الحديث: 6297 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 507 6298 - (خ ت د) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه» . أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود، وزاد الترمذي: قال [ص: 508] أبو عبد الرحمن السُّلَمي: «فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا» وعلَّم القرآن في زمن عثمان، حتى بلغ الحجاج بن يوسف. وفي أخرى للبخاري «أو علّمه» ، وفي أخرى للترمذي: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُكم - أو أَفضلُكم - مَن تعلَّم القرآن» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 66 و 67 في فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وأبو داود رقم (1452) في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن، والترمذي رقم (2909) و (2910) في ثواب القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في التفسير، المجلد الثاني. الحديث: 6298 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 507 6299 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُكم من تعلَّم القرآن وعلّمه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2911) في ثواب القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له الذي قبله فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن لغيره: أخرجه الدارمي (3340) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. والترمذي (2909) قال: حدثنا قتيبة. وعبد الله بن أحمد (1/154) (1317) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد بن حساب. أربعتهم - مسلم، وقتيبة، وأبو كامل، ومحمد بن عبيد - عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، فذكره. قلت: النعمان بن سعد، مقبول، قاله الحافظ. الحديث: 6299 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 508 6300 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِبِ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2914) في ثواب القرآن، باب رقم (18) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1947) ، وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان وفيه لين، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه الحاكم 1 / 554 وصححه وتعقبه الذهبي بأن قابوس فيه لين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/223) (1947) . والدارمي (3309) قال: حدثنا عمرو بن زرارة. والترمذي (2913) قال: حدثنا أحمد بن منيع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعمرو، وابن منيع - قالوا: حدثنا جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، فذكره. قلت: رواه الحاكم في «المستدرك» (1/544) من هذا الطريق وصححه وتعقبه الذهبي بأن قابوس فيه لين. الحديث: 6300 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 508 الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة 6301 - (د) سعد بن عبادة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من امرئ يقرأ القرآن ثم يَنساه إلا لَقِيَ الله عز وجل يوم القيامة أَجْذَمَ» . أخرجه أبو داود (1) ، زاد رزين «واقرؤوا إن شئتم {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى} [طه: 125 - 126] » [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأجذم) : المقطوع اليد، أو الذي به الجُذَام، والأول أوجه.   (1) رقم (1474) في الصلاة، باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه، وإسناده ضعيف، وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب " بعد أن ذكر هذا الحديث: قال ابن عبد البر: هذا إسناد رديء بهذا المعنى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (307) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. وأبو داود (1474) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن إدريس. كلاهما - زائدة، وابن إدريس - عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، فذكره. * أخرجه أحمد (5/284) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/285) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا خالد. وعبد بن حميد (306) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. والدارمي (3343) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة. كلاهما - شعبة، وخالد - عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن رجل، عن سعد بن عبادة، فذكره. الحديث: 6301 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 509 6302 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عُرِضَتْ عليَّ أُجُورُ أُمَّتي، حتى القَذَاةَ يُخرِجُها الرجل من [ص: 510] المسجد، وعُرِضتْ عليَّ ذنوبُ أُمَّتي، فلم أرَ فيها ذنباً أعظمَ من سورة من القرآن - أو آية - أُوتيها [رجل] ، ثم نَسِيَها» أخرجه أبو داود والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القذاة) : ما يقع في العين من تراب أو قشر أو نحو ذلك من الأشياء القليلة المقدار.   (1) رواه أبو داود رقم (461) في الصلاة، باب في كنس المسجد، والترمذي رقم (2917) في ثواب القرآن، باب ما تقرب العبد بمثل القرآن، من حديث عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن رواد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك، وعبد العزيز بن عبد المجيد فيه مقال، وفيه عنعنة ابن جريج، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وذاكرت به محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - فلم يعرفه واستغربه، قال الترمذي: قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله بن حنطب سماعاً من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: لا نعرف للمطلب سماعاً من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: وأنكر علي المديني أن يكون المطلب سمع من أنس، قال الحافظ في " الفتح " 9 / 76: وقد أخرج ابن أبي داود من وجه آخر مرسل نحوه، ولفظه: " أعظم من حامل القرآن وتاركه " ومن طريق أبي العالية موقوفاً: كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه، وإسناده جيد، ومن طريق ابن سيرين بإسناد صحيح في الذي ينسى القرآن كانوا يكرهونه، ويقولون فيه قولاً شديداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (461) . والترمذي (2916) . وابن خزيمة (1297) ثلاثتهم قالوا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الخزاز، قال: أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن ابن جريج، عن المطلب، فذكره. قلت: الصواب وقفه على أنس. راجع فتح الباري (9/76) . الحديث: 6302 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 509 6303 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -[أنه] «مرَّ على قارئ يقرأ القرآن، ثم يسأل الناس به، فاسترجع عِمرانُ، وقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَن قرأ القرآن، فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون [القرآن] ويسألون به الناس» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2918) في ثواب القرآن، باب اسألوا الله بالقرآن، من حديث الأعمش عن خيثمة بن أبي [ص: 511] خيثمة عن الحسن عن عمران، وخيثمة هذا لين الحديث، والحسن لم يسمع من عمران، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، فإن له شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: تقدم تخريجه. الحديث: 6303 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 510 6304 - (ت) صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما آمَن بالقرآن من استحلَّ مَحارِمَهُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2919) في ثواب القرآن، باب اسألوا الله بالقرآن، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2918) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي. قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبو فروة، يزيد بن سنان، عن أبي المبارك، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا الحديث ليس إسناده بالقوي، وأبو المبارك رجل مجهول. الحديث: 6304 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 511 6305 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «نهى أن يُسافَر بالقرآن إلى أرض العدوّ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود. قال مالك: وإنما ذلك مخافةَ أن يناله العدو. ولمسلم: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُسافِروا بالقرآن، فإني لا آمن أن يَنَالَه العدو» . وفي أخرى «فإني أخافُ أن ينالَه العدو» . وقال أيوب: «فقد ناله العدوُّ وخاصموكم [به] » (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 93 في الجهاد، باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو، ومسلم رقم (1869) في الإمارة، باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف وقوعه بأيديهم، والموطأ 2 / 446 في الجهاد، باب النهي أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، وأبو داود رقم (2610) في الجهاد، باب في المصحف يسافر به إلى أرض العدو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (277) . والحميدي (699) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب. وأحمد (2/6) (4507) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/7) (4525) و (2/63) (5293) قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -. قال: حدثنا مالك. وفي (2/10) (4576) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب. وفي (2/55) (5170) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/76) (5465) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وعبد بن حميد (766) قال: حدثني سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (768) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. والبخاري (4/68) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي «خلق أفعال العباد» (48) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. (ح) وحدثنا أحمد بن خالد، عن ابن إسحاق. ومسلم (6/30) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتية، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا أبو الربيع العتكي، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد، عن أيوب. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، واثيقفي. كلهم عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. وأبو داود (2610) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (2879) قال: حدثنا أحمد بن سنان، وأبو عمر، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس. وفي (2780) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي في «فضائل القرآن» (85) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. سبعتهم - مالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن إسحاق، وعبد الله بن عمر العمري، والليث بن سعد، والضحاك بن عثمان - عن نافع، فذكره. الحديث: 6305 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 511 الباب الثاني من كتاب الفضائل: في فضل جماعة من الأنبياء ورد ذِكْر فضلهم عليهم السلام إبراهيم [عليه السلام] وولده 6306 - (م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له: يا خَيْرَ البَرِيَّةِ (1) ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ذاك إِبراهيم خليلُ الله (2) . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، وليس عند أبي داود «خليلُ الله» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البَرِيَّة) : الخَلْق، وأصله الهمز، وجمعها: البرايا، والبرِيَّات، هذا [ص: 513] إن أخذ من البرء، وهو الخلق، فإن أخذ من البرى، وهو التراب، فأصله غير الهمز، تقول من الأول: برأ الله الخلق يبرأهم بَرْءاً [وبُرُوءاً] ، ومن الثاني: براهم يبرُوهم بَرْوَاً، أي: خَلَقَهم.   (1) إنما قال صلى الله عليه وسلم هذا تواضعاً واحتراماً لإبراهيم صلى الله عليه وسلم لخلته وأبوته، وإلا فنبينا صلى الله عليه وسلم أفضل كما قال صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم، أو المراد: أفضل البرية الموجودين في عصره. (2) رواه مسلم رقم (2369) في الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3349) في التفسير، باب من سورة لم يكن، وأبو داود رقم (4672) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/187) قال: حدثنا وكيع عن سفيان. وفي (3/184) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سفيان. وفي (3/184) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/97) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر وابن فضيل (ح) وحدثني علي بن حجر، قال: حدثنا على بن مسهر. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثنا محمد بن المثني، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وأبو داود (4672) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والترمذي (3352) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف -1574) عن على بن حجر، عن علي بن مسهر، وفيه أيضا عنه زياد بن أيوب ومحمد بن العلاء والحسن بن إسماعيل. ثلاثتهم عن ابن إدريس. أربعتهم - سفيان، وعلي بن مسهر، وابن فضيل، وعبد الله بن إدريس - عن المختار بن فلفل، فذكره. الحديث: 6306 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 512 6307 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الكريم بنَ الكريم بنِ الكريم بنِ الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» أخرجه البخاري (1) .   (1) 6 / 298 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي تفسير سورة يوسف، باب قوله تعالى: {ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/96) (5712) .والبخاري (4/181) قال: ثنا إسحاق بن منصور. وفي (4/184) قال: أخبرني عبدة. وفي (6/95) قال:حدثنا عبد الله بن محمد. أربعتهم - أحمد وإسحاق، وعبده بن عبد الله الصفار، وعبد الله بن محمد - عن عبد الصمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار،عن أبيه، فذكره. الحديث: 6307 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 513 موسى [عليه السلام] 6308 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «اسْتَبَّ رجل من المسلمين، ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين - في قَسَم يُقْسِمُ به - فقال اليهوديُّ: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم عند ذلك يده، فلطم اليهوديَّ، فذهب اليهوديُّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره الذي كان من أَمْرِهِ وأمْرِ المسلمِ، فقال: لا تُخَيِّروني على موسى، فإن الناسَ يَصْعَقُون، فأكون أول مَن يُفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صَعِقَ فأفاق، أو كان ممن استثنى الله عز وجل؟» . [ص: 514] وفي رواية قال: «بينما يهوديّ يعرِض سِلْعَتَه أُعطِيَ بها شيئاً كرهه، فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار، فقام فلطم وجهه، وقال: تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا؟ فذهب إليه، فقال: يا أبا القاسم، إن لي ذِمَّة وعهداً، فما بالُ فلان لطمني؟ فقال: لِمَ لَطَمْتَ وجهه؟ فذكره، فَغَضِبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى رُئِيَ في وجهه (1) ، ثم قال: لا تُفضِّلوا بين أنبياء الله (2) ، فإنه يُنْفَخ في الصور، فيَصْعَقُ مَن في السماوات ومن في الأرض إِلا من شاء الله، ثم يُنفَخ فيه أخرى فأكون أولَ من يُبعَثُ، فإذا موسى آخِذ بالعرش، فلا أدري: أحُوسِبَ بِصَعْقَةِ الطُّور، أم بُعث قَبلي؟ ولا أقول: إن أحداً أفضل من يونس بن مَتّى» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري طرف: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأوَّلُ مَنْ يَرفع رأسه بعد النفخة، فإذا موسى مُتعلّق بالعرش» . وأخرج أبو داود نحو الأولى مختصراً، ولم يذكر السبب، وأخرج [ص: 515] الترمذي نحو الثانية، ولم يذكر عَرْض السِّلْعة، وقال في آخره: «ومن قال: أنا خير من يونس بن مَتَّى فقد كذب» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اصطفى) : اختار، وهو افتعل: أخذ الصفوة، وهي خِيَار الشيء. (الذِّمَّة) : العهد والأمان. (الصعقة) : الموت والغَشْي. (يُفيق) : أفاق المريض، والمغشيّ عليه: إذا عاد إلى حال صحته. (باطش) أي: آخذ بقائمة العرش، وبطش بفلان، أي: أخذه أخذاً سريعاً شديداً.   (1) في مسلم: حتى عرف الغضب في وجهه. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": جوابه من خمسة أوجه، أحدها: أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم، فلما علم أخبر به، والثاني: قاله أدباً وتواضعاً، والثالث: أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول، والرابع: إنما نهي عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة والفتنة كما هو المشهور في سبب الحديث، والخامس: أن النهي مختص بالتفضيل في نفس النبوة، فلا تفاضل فيها، وإنما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى، ولا بد من اعتقاد التفضيل، فقد قال الله تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} . (3) رواه البخاري 5 / 52 في الخصومات، باب ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي، وفي الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعده، وباب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين} ، وفي الرقاق، باب نفخ الصور، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وقول الله تعالى: {تؤتي الملك من تشاء} ، ومسلم رقم (2373) في الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4679) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والترمذي رقم (3240) في التفسير، باب ومن سورة الزمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/192) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب وفي (9/170) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، ومسلم (7/101) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو بكر بن إسحاق، قالا: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. كلاهما - شعيب، ومحمد بن أبي عتيق - عن شهاب الزهري. قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، فذكراه. الحديث: 6308 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 513 6309 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل من اليهود إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قد لُطِمَ وجهه، فقال: يا محمد، إِن رجلاً من الأنصار من أصحابك لطم وجهي، فقال: ادْعُوه، فَدَعَوْهُ، فقال: لِمَ لطمتَ وجهه؟ قال: يا رسولَ الله، إني مررتُ باليهوديِّ، فسمعتُه يقول: والذي اصطفى [ص: 516] موسى على البشر، فقلتُ: وعلى محمد؟ فأخذتْني غضبة، فلطمتُه، فقال: لا تخيِّروني من بين الأنبياء، فإن الناس يَصْعَقون يوم القيامة، فأكون أول من يُفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري: أفاق قبلي، أو جُوزِي بصَعْقة الطور» . وفي رواية «فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى، آخذ بقائمة من قوائم العرش ... وذكر نحوه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 52 في الخصومات، باب ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} ، وفي تفسير سورة الأعراف، باب {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك} ، وفي الديات، باب إذا لطم المسلم يهودياً عند الغضب، وفي التوحيد، باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم، ومسلم رقم (2374) في الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرحه أحمد (3/31 و33) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (4/187، 6/74و9/16و154) قال: حدثنا محمد بن يوسف. وفي (9/16) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (7/102) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (هو عبد الله بن نمير) . خمستهم - وكيع، وابن يوسف، وأبو نعيم، والزبير، وعبد الله بن نمير - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (3/40) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا ورقاء. 3- وأخرجه البخاري (3/158) وأبو داود (4668) قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. ثلاثتهم - سفيان، وورقاء، ووهيب - عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6309 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 515 6310 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُرْسِلَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى، فلما جاءه صَكّه فَفَقَأ عينَه، فرجع إلى ربه، فقال: أَرْسَلْتَني إلى عبد لا يريد الموتَ، فردَّ الله إليه عينَه، فقال: ارْجِعْ إليه، فقل له: يضعْ يده على مَتْنِ ثَوْر فله بكل ما غطَّتْ يدُه من شعرة سَنَة، قال: أيْ ربِّ، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أنْ يُدْنِيَه من الأرضِ المقدسة رَمْية بحَجر، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكم قبرَه إلى جانب الطريق عند الكَثِيبِ الأحمر» أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. [ص: 517] ولمسلم قال: «جاء مَلَكُ الموتِ إلى موسى، فقال له: أَجِبْ ربَّك، قال: فلطم عين مَلَك الموت، ففقأها ... ثم ذكر معناه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصَّك) : الضرب باليد، كاللَّطْم ونحوه. (فَقَأ) عينه: إذا بَخَصَها وقَلَعَها. (الكثيب) : المجتمع من الرَّمْل.   (1) رواه البخاري 3 / 166 في الجنائز، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة، وفي الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعده، ومسلم رقم (2372) في الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم، والنسائي 4 / 118 و 119 في الجنائز، باب نوع آخر في التعزية، قال الحافظ في " الفتح " 6 / 316: قال ابن خزيمة: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، وقالوا: إن كان موسى عرفه فقد استخف به، وإن كان لم يعرفه فكيف لم يقتص له من فقء عينه، والجواب أن الله تعالى لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ، وإنما بعثه اختباراً، وإنما لطم موسى ملك الموت، لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه، ولم يعلم أنه ملك الموت، وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن، وانظر بقية كلام الحافظ في " الفتح " 6 / 316 و 317. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/269) . والبخاري (2/113) قال: حدثنا محمود. وفي (4/191) قال: حدثنا يحيى بن موسى. ومسلم (7/99) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد. والنسائي (4/118) قال: أخبرنا محمد بن رافع. خمستهم - أحمد بن حنبل، ومحمود بن غيلان، ويحيى بن موسى، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. عن ابن طاووس، عن أبيه، فذكره. وعن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له: أجب ربك قال: فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها» أخرجه أحمد (2/315) . والبخاري (4/191) قال: حدثنا يحيى بن موسى. ومسلم (7/100) قال: حدثنا محمد بن رافع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ويحيى بن موسى، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. (*) جاء في صحيح مسلم عقب هذا الحديث: قال أبو إسحاق: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر .... بمثل هذا الحديث. وعن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال يونس: رفع الحديث إلِى النبي -صلى الله عليه وسلم-: «قد كان ملك الموت يأتي الناس عيانا. قال: فأتى موسى فلطمه، ففقأ عينه، فأتى ربه عز وجل. فقال: يا رب، موسى فقأ عيني» . أخرجه أحمد (2/533) قال: حدثنا أمية بن خالد ويونس. (ح) وحدثنا مؤمل. ثلاثتهم - أمية، ويونس، ومؤمل - عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار فذكره. الحديث: 6310 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 516 يُونُس [عليه السلام] 6311 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متَّى (1) ونَسَبَه إلى أبيه» . [ص: 518] أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، ولم يذكر أبو داود نسبه إلى أبيه (2) .   (1) قال العلماء: إنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم تواضعاً، أو أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول. (2) رواه البخاري 6 / 324 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين} ، وباب {هل أتاك حديث موسى} ، وفي تفسير سورة الأنعام، باب قوله: {ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين} ، وفي التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، ومسلم رقم (2377) في الفضائل، باب في ذكر يونس عليه السلام، وأبو داود رقم (4669) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/242) (2167) قال: حدثنا عبد الرحمن وفي (1/254) (2298) قال: حدثنا عفان. (ح) وبهز. وفي (1/342) (3179) قال: حدثني حجاج. وفي (1/342) (3180) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والبخاري (4/186) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (4/193و9/192) قال: حدثنا حفص بن عمر وفي (6/71) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن مهدي ومسلم (7/102) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (4669) قال: حدثنا حفص بن عمر. ستتهم- عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، وبهز، وحجاج، ومحمد بن جعفر غندر، وحفص - قالوا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (1/348) (3252) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. 3- وأخرجه البخاري (9/192) قال: وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد. ثلاثتهم - شعبة، ومعمر، وسعيد - عن قتادة، عن أبي العالية، فذكره. (*) في رواية حجاج عن شعبة، ورواية سعيد بن أبي عروبة: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال الله عز وجل: ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى، ونسبه إلى أبيه» . (*) في رواية معمر زيادة « ... أصاب ذنبا ثم اجتباه ربه» . الحديث: 6311 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 517 6312 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما ينبغي لأحد أن يكونَ خيراً من يونس بن متَّى» . وفي أخرى «لا يقولنَّ أحدُكم» أخرجه البخاري (1) .   (1) 6 / 324 في الأنبياء، باب {وإن يونس لمن المرسلين} ، وفي تفسير سورة النساء، باب قوله: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح} ، وفي تفسير سورة الصافات، باب قوله: {وإن يونس لمن المرسلين} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/390) (3703) و (1/443) (4227) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/440) (4196) قال:حدثنا عبد الرحمن. وفي (1/440) (4197) قال: وحدثناه أبو أحمد الزبيري. والبخاري (4/193) و (6/62) قال:حدثا مسدد،قال:حدثنا يحيى. وفي (4/193) قال:حدثنا نعيم،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9266) عن محمود بن غيلان، عن وكيع. خمستهم - وكيع، وعبد الرحمن،وأبو أحمد،ويحيى، وأبو نعيم - عن سفيان. 2- وأخرجه البخاري (6/155) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا جرير. كلاهما - سفيان،وجرير - عن الأعمش، عن أبي وائل فذكره. الحديث: 6312 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 518 6313 - (د) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ما ينبغي لنبي [أن] يقول: أنا خير من يونس بن متَّى» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4670) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو بمعنى الذي قبله، فهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/205) (1757) قال:حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال عبد الله بن أحمد: وحدثناه هارون بن معروف. وأبو داود (4670) قال:حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني. ثلاثتهم - أحمد بن عبد الملك، وهارون، وعبد العزيز - عن محمد بن سلمة،عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي حكيم،عن القاسم بن محمد، فذكره. قلت:مداره على ابن إسحاق وقد عنعنه. الحديث: 6313 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 518 6314 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى: لا ينبغي لعبد لي - وفي رواية: لعبدي - أن [ص: 519] يقول: أنا خير من يونس بن متَّى» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال: أنا خير من يونس بن متَّى فقد كَذَبَ» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 325 في الأنبياء، باب {وإن يونس لمن المرسلين} ، وفي تفسير سورة النساء، باب قوله: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح} ، وفي تفسير سورة الأنعام، باب قوله: {ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين} ، وفي تفسير سورة الصافات، باب قوله: {وإن يونس لمن المرسلين} ، ومسلم رقم (2376) في الفضائل، باب في ذكر يونس عليه السلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/62) قال: حدثنا محمد بن سنان. وفي (6/155) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن فليح. كلاهما- محمد بن سنان، ومحمد بن فليح - عن فليح، عن هلال بن علي من بني عامر بن لؤي، عن عطاء بن يسار، فذكره.، الحديث: 6314 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 518 داود [عليه السلام] 6315 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خُفِّفَ على داودَ القرآنُ، فكانَ يَأْمُرُ بدوابِّه أن تُسرَجَ، فيقرؤه قبل أن تُسرج دوابُّه، ولا يأكلُ إلا من عمل يديه» . وفي رواية مختصراً قال: «إنَّ داود عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يديه» أخرجه البخاري (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 326 و 327 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبوراً} ، وفي البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب قوله: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/314) .والبخاري (3/74) قال:حدثنا يحيى بن موسى. وفي (4/194) وفي خلق أفعال العباد (75) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (6/107) وفي (خلق أفعال العباد) (75) قال: حدثني إسحاق بن نصر. أربعتهم - أحمد بن حنبل،ويحيى بن موسى،وعبد الله بن محمد، وإسحاق - عن عبد الرزاق بن همام. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 6315 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 519 سُلَيْمان [عليه السلام] 6316 - (م خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئبُ فذهبَ بابن إِحداهما، فقالت [هذه] لصاحبتها: إِنما ذهب بابنكِ، وقالت الأخرى: إِنما ذهب بابنكِ، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود، [ص: 520] فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسِّكِّين أشُقُّه بينهما، فقالت الصغرى، لا تفعل - رحمك الله - هو ابنُها، فقضى به للصغرى. قال أبو هريرة: [والله] إنْ سمعتُ بالسكين إلا يومئذ، وما كنا نقول إلا المُدْية» . أخرجه البخاري، وأخرج مسلم بنحوه، وأخرجه النسائي أيضاً مثله ونحوه (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 47 في الفرائض، باب إذا ادعت المرأة ابناً، ورواه أيضاً تعليقاً 6 / 434 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} ، ورواه مسلم رقم (1720) في الأقضية، باب بيان اختلاف المجتهدين، والنسائي 8 / 235 في القضاة، باب حكم الحاكم بعلمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/322) قال: حدثنا علي بن حفص. قال: أخبرنا ورقاء وفي (2/340) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن محمد. والبخاري (4/197و8و194) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (5/133) قال: حدثني زهير بن حرب قال: حدثني شبابة. قال: حدثني ورقاء (ح) وحدثنا سويد بن سعيد قال: حدثني حفص، يعني ابن ميسرة الصنعاني، عن موسى ابن عقبة (ح) وحدثنا أمية بن بسطام. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح. وهو ابن القاسم، عن محمد بن عجلان. والنسائي (8/234) قال: أخبرنا عمران بن بكار بن راشد. قال: حدثنا علي بن عياش. قال: حدثنا شعيب. وفي (8/236) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا شعيب بن الليث. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. (ح) وأخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن. قال حدثنا مسكين بن بكير. قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة. أربعتهم - ورقاء، ومحمد بن عجلان، وشعيب، وموسى بن عقبة - عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج. فذكره. الحديث: 6316 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 519 6317 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أن سليمان لما بَنى بيتَ المقدس سأل الله عز وجلَّ خِلالاً ثلاثة: سأل الله عزَّ وجلَّ حُكْماً يُصادِفُ حكمه، فأُوتيه، وسأل الله عز وجل مُلْكاً لا ينبغي لأحد من بعدِهِ، فأُوتيه، وسأل الله عز وجلّ - حين فرغ من بناء المسجد - أن لا يأتِيَهُ أحد لا يَنْهَزُه إلا الصلاةُ فيه: أن يُخرِجَه من خطيئته كيومَ ولدته أُمُّه» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينهزه) نَهَزَه ينهزُه: دفعه وحرَّكه.   (1) 2 / 34 في المساجد، باب فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 176 وابن ماجة رقم (1408) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في بيت المقدس، والحاكم 2 / 434، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (408) قال:حدثنا عبيد الله بن الجهم الأنماطي، قال: حدثنا أيوب بن سويد، عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو. والنسائي (2/34) وفي الكبرى (683) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو مسهر، قال:حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني. وابن خزيمة (1334) قال:حدثنا عبيد الله بن الجهم الأنماطي. قال: حدثنا أيوب بن سويد، عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو (ح) وحدثنا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني،قال:حدثنا أيوب (يعني ابن سويد) ، عن أبي زرعة، وهو يحيى بن أبي عمرو السيباني. كلاهما - أبو زرعة السيباني، وأبو إدريس الخولاني - عن عبد الله بن الديلمي، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/176) (6644) قال:حدثنا معاوية بن عمرو،قال:حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق الفزاري، قال:حدثنا الأوزاعي،قال:حدثني ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلمي، فذكره. ليس فيه: (أبو إدريس الخولاني) . الحديث: 6317 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 520 أيُّوب [عليه السلام] 6318 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما أيوب يغتسل عُرْياناً خَرَّ عليه رِجْلُ جَراد من ذهب، فجعل يَحْثِي في ثوبه، فناداه ربُّه: يا أيوبُ، ألم أكن أَغْنَيْتُكَ عما ترى؟ قال: بلى يا ربِّ، ولكنْ لا غِنى لي عن بَرَكَتِكَ» . أخرجه البخاري، والنسائي، وعنده: «بركاتك» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَرَّ) : إذا سقط من فوق. (رِجْل جراد) الرِّجل: القطيع من الجراد.   (1) رواه البخاري 1 / 331 في الغسل، باب من اغتسل عرياناً وحده في الخلوة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، والنسائي 1 / 200 و 201 في الغسل، باب الاستتار عند الاغتسال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/314) .والبخاري (1/78) قال:حدثنا إسحاق بن نصر. وفي (4/184 و9/175) قال:حدثنا عبد الله بن محمد بن الجعفي. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، وعبد الله بن محمد - عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر. عن همام بن منبه،فذكره. الحديث: 6318 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 521 عيسى [عليه السلام] 6319 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من بني آدمَ من مولود إلا نَخَسَهُ الشيطان حين يولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صارخاً من نَخْسِه إيَّاه، إلا مريمَ وابنَها» . [ص: 522] وفي رواية «إلا والشيطان يمسّه حين يولَد، فيستهلُّ صارخاً من مسِّ الشيطان إياه، إلا مريمَ وابنَها - ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم} [آل عمران: 36] » أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «كلُّ ابن آدم يَطْعُنُ الشيطانُ في جَنْبَيهِ بإصْبِعَيْه حين يولَد، غيرَ عيسى ابن مريم، ذهب يَطْعُنُ فطعَن في الحجاب» . ولمسلم قال: «كل بني آدم يمسُّه الشيطان يوم ولدته أُمُّه، إلا مريمَ وابنَها» . وفي أخرى له قال: «صِياحُ المولود حين يقع نَزْغَة مِن الشيطان» . وفي أخرى له قال: «كلُّ إنسان تَلِدُهُ أُمُّه على الفِطْرة، وأبواه [بعدُ] يُهَوِّدَانِهِ، ويُنَصِّرَانِه، ويُمَجِّسانِه، فإن كانا مُسلمَين فمسْلِم، وكلُّ إِنسان تلدُه أُمُّه يَلْكُزُهُ الشيطان في حِضْنَيْهِ (1) ، إلا مريمَ وابنَها» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فيستهِلُّ صارخاً) الاستهلال: صياح المولود عند الولادة، والصراخ: الصِّياح والبكاء. [ص: 523] وقوله: (فطعن في الحجاب) أي: في المشِيمة، وهي التي يكون فيها المولود. (نزغة) النَّزْغ: النَّخْس. (الفطرة) : الخِلْقَة، وأراد به: مِلَّة الإسلام.   (1) تثنية حضن، وهو الجنب، وقيل الخاصرة. (2) رواه البخاري 6 / 338 و 339 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً} ، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي تفسير سورة آل عمران، باب قوله تعالى: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} ، ومسلم رقم (2366) في الفضائل، باب فضل عيسى صلى الله عليه وسلم، وفي القدر، باب معنى " كل مولود يولد على الفطرة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن سعيد بن المسيب. قال: قال أبو هريرة، رضي الله عنه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ... » . أخرجه أحمد (2/233) قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، والبخاري (4/199) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/42) قال: حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. ومسلم (7/96) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الأعلي. عن معمر (ح) وحدثنيه محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. كلاهما - معمر، وشعيب -عن الزهري. قال: حدثني سعيد بن المسيب، فذكره. وعن الأعرج عن أبي هريرة، رضي الله عنه. قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد، غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب» . وفي رواية سفيان: «ما من مولود إلا يطعن الشيطان في نغض كتفه، إلا عيسى وأمه فإن الملائكة حفت بهما. واقرؤوا إن شئتم: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم» . أخرجه الحميدي (1042) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا المغيرة، والبخاري (4/151) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ثلاثتهم - سفيان، والمغيرة بن عبد الرحمن، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وعن عجلان مولى المشمعل، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل مولود من بني آدم يمسه الشيطان بإصبعه، إلا مريم ابنة عمران وابنها عيسى عليهما السلام» .. ثلاثتهم - إسماعيل، ويزيد، وهاشم - عن ابن أبي ذئب، عن عجلان مولى المشمعل، فذكره. وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان بحضنيه، إلا ملكان من مريم وابنها ألم تروا إلى الصبي حين يسقط كيف يصرخ؟. قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: فذاك حين يلكزه الشيطان بحضنيه» . أخرجه أحمد (2/368) قال: حدثنا هيثم. قال: حدثنا حفص بن ميسرة عن العلاء، بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وعن أبي يونس سليم مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه، إلا مريم وابنها» . أخرجه مسلم (7/97) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عمرو بن الحارث، أن أبا يونس سليمان مولى أبي هريرة حدثه، فذكره. الحديث: 6319 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 521 6320 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «يُلَقَّى عيسى حُجَّتهُ، لَقَّاه الله في قوله: {وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسى ابنَ مريمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُوني وَأُمِّيَ إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ} قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: فَلَقَّاهُ الله {سُبْحَانَكَ مَا يكونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ... } الآية كُلُّها [المائدة: 116] » . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3064) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح: أخرجه الترمذي (3062) .والنسائي في الكبرى 0 تحفة الأشراف (10/13531) عن زكريا بن يحيى. كلاهما- الترمذي،وزكريا بن يحيى - عن محمد بن أبي عمر. قال:حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار،عن طاووس، فذكره. الحديث: 6320 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 523 6321 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا أَوْلَى الناس بابن مريم في الدنيا والآخرة، ليس بيني وبينه نَبِيّ، والأنبياءُ إخْوَةٌ، أبناءُ عَلات، أُمَّهَاتُهم شَتَّى، ودِينُهم واحد» . [ص: 524] أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه أبو داود أخصر من هذا (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أبناء عَلاّت) : إذا كان الإخوة لأب واحد، وأمهاتٍ شتى كانوا أبناء عَلات، وإذا كانوا لأم واحدة وآباء شتى، فهم أبناء أخياف، وإذا كان لأب واحد، وأم واحدة، فهم أعيان.   (1) رواه البخاري 6 / 353 و 354 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً} ، ومسلم رقم (2365) في الفضائل، باب فضل عيسى صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4675) في السنة، باب التخيير بين الأنبياء عليهم السلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/482) قال: حدثنا سريج. والبخاري (4/203) قال: حدثنا محمد بن سنان. كلاما -سريج، ومحمد بن سنان - عن فليح بن سليمان، قال: حدثنا هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره الحديث: 6321 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 523 الخَضِر [عليه السلام] 6322 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما سُمي الخَضِرَ، لأنه جلس على فَرْوَة بَيْضاءَ، فإذا هي تَهْتَزُّ من خَلْفِه خضراءَ» أخرجه البخاري والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فروة) الفروة: قِطْعة نبات مجتمعة يابسة.   (1) رواه البخاري 6 / 309 في الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام، والترمذي رقم (3150) في التفسير، باب ومن سورة الكهف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/321) قال:حدثني يحيى بن آدم. قال:حدثنا ابن مبارك. وفي (2/318) قال:حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (4/190) قال: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني. قال: أخبرنا ابن المبارك. والترمذي (3151) قال:حدثنا يحيى بن موسى. قال:حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - ابن المبارك،وعبد الرزاق - عن معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 6322 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 524 التَّخْيير بين الأنبياء 6323 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُخَيِّرُوا بين الأنبياء» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4668) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم السلام، وإسناده حسن، وقد تقدم بأتم منه من حديث أبي سعيد الخدري في " الصحيحين ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه بأتم من هذا. الحديث: 6323 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 524 الباب الثالث: في فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - ومناقبه ، وفيه ثمانية أنواع نوعٌ أول 6324 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «جلس ناس من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يتذاكرون، وهم ينتظرون خروجه، قال: فخرج حتى إذا دَنَا منهم سمعهم يتذاكرون، فَسَمِعَ حديثهم، فقال بعضُهم: عَجَباً! إِن الله تبارك وتعالى اتَّخذ من خلقه خليلاً، اتخذ [من] إبراهيم خليلا، وقال آخر: ماذا بأعجب من كلام موسى، كَلَّمه [الله] تكليماً، وقال آخر: ماذا بأعجب من جَعله عيسى كلمةَ الله وروحَه، وقال آخر: ماذا بأعجب من آدم، اصطفاه الله عليهم. زاد رزين: وخلقَه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، ثم اتفقا، فسلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على أصحابه، وقال: قد سمعتُ كلامكم وعجبكم: إن إِبراهيم خليلُ الله، وهو كذلك، وإن موسى نَجيُّ الله، وهو كذلك، وإن عيسى رُوحُ الله وكلمتُه، وهو كذلك، وإن آدم اصطفاه الله، فهو كذلك، ألا وأنا حبيبُ الله ولا فخر، وأنا حامل لواءِ الحمد يوم القيامة [ص: 526] ولا فخر، وأنا أكرمُ الأولين والآخرين على الله ولا فخر، وأنا أَوَّلُ شافِع وأول مُشَفَّع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يُحرِّك حَلَق الجنة، فيفتح الله لي فيُدخلنيها ومعي فقراءُ المؤمنين ولا فخر» . أخرجه الترمذي نحو ذلك بتقديم وتأخير (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخليل) : الصديق، فعيل، من المخاللة: المصادقة، وأصله من الخُلَّة: الصداقة، أو من الخَلَّة: الحاجة، كأن كلّ واحد منهما يَسُدّ خَلّة صاحبه أي: يكفيه فقره وحاجته (*) . (النَجِيُّ) : المناجي، وهو المسارُّ والمحادِث.   (1) رقم (3620) في المناقب، باب رقم (3) ، وفي سنده زمعة بن صالح وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، أقول: ولبعضه شواهد. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ينظر في معنى الخلة أيضاً عند الحديث (6405) في هذا الجزء. "الخلة هي أعلى مراتب المحبة، وقد ذكر ابن القيم في مدارج السالكين 3 / 27: "مراتب المحبة" وجعلها عشرة وذكر أن الخلة أعلاها. والخلة هي التي انفرد بها الخليلان محمد وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام. لكن المؤلف هنا لم يثبت محبة الله وخلته لنبيه إبراهيم صلى الله عليه وسلم وهي الأهم والنص جاء لبيانها. والله تعالى يُحِب ويُحَب كما قال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (54) سورة المائدة. والله أعلم. " [الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الدارمي (48) . والترمذي (3616) قال: حدثنا علي بن نصر بن على. كلاهما - الدارمي، وعلي بن نصر - عن عبيد الله بن عبد الحميد، قال: حدثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، فذكره قلت: زمعة بن صالح يضعف في الحديث، قال الترمذي: غريب. الحديث: 6324 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 525 6325 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا سَيِّدُ ولدِ آدمَ يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواءُ الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدم فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أوَّل مَن تَنْشَقُّ عنه الأرضُ ولا فخر» وفي الحديث قصة. أخرجه الترمذي (1) ، وقد أخرج الحديث والقصة أيضاً، وهو بطوله مذكور في «كتاب القيامة» من حرف القاف. [ص: 527] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَيِّد ولد آدم) قال - صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: «أنا سَيِّد ولد آدم» وقال في ذِكْر يونس عليه السلام: «لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى» وقال: «لا تفضِّلوني على يونس» ووجه الجمع بينهما: أن قوله: «أنا سيد ولد آدم» إنما هو إخبار عما أكرمه الله تعالى به من الفضل والسُّؤْدُد، وتحدُّثٌ بنعمه الله عنده، وإعلامٌ لأمَّته بذلك ليكون إيمانهم به على حسب ذلك، أما قوله في يونس عليه السلام، فيحتمل أن يكون أراد بقوله: «لا ينبغي لعبدٍ» أو لأحد، غير نفسه، أو أن يكون عاماً فيه وفي غيره من الناس، فيكون هذا على سبيل الهضم وإظهار التواضع لربه، يقول: لا ينبغي لي أن أقول: أنا خير منه، لأن الفضيلة التي نلتها كرامة من الله وخصوصية منه، لم أنلها من قبل نفسي، ولا بلغتها بقوتي، فليس لي أن أفتخر بها، وإنما يجب [عليَّ] أن أشكر عليها ربي، وإنما خص يونس بالذكر لما قصه الله علينا من شأنه، وما كان من قِلة صبره على أذى قومه، فخرج مغاضباً، ولم يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل.   (1) رقم (3618) في المناقب، باب رقم (3) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/2) قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (4308) قال: حدثنا مجاهد بن موسى، وأبو إسحاق الهروي إبرهيم بن عبد الله بن حاتم قالا: حدثنا هشيم. والترمذي (3148 و3615) قال: حدثنا ابن أبي عمرو، قال: حدثنا سفيان. كلاهما -هشيم، وسفيان - عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، فذكره. (*) رواية هشيم، والترمذي (3615) مختصرة على أوله. قلت: أمشي في هذا الحديث الجدعاني والله أعلم. الحديث: 6325 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 526 6326 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا أول الناس خروجاً إِذا بُعِثُوا، وأنا خطيبُهم إذا وَفَدُوا، وأنا مُبَشِّرُهم إِذا أَيِسُوا، ولواءُ الحمدِ يومئذ بيدي، وأنا أَكرمُ ولدِ آدمَ على رَبي، [ص: 528] ولا فخر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3614) في المناقب، باب رقم (2) وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (49) قال: حدثنا سعيد بن سفيان، عن منصور بن أبي الأسود. والترمذي (3610) قال: حدثنا الحسين بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب. كلاهما - منصور، وعبد السلام - عن ليث، هو ابن أبي سليم، عن الربيع، فذكره. الحديث: 6326 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 527 6327 - (ت) أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان يومُ القيامة كنتُ إمامَ النَّبيِّين وخطيبَهم، وصاحبَ شفاعتهم، غيرَ فخر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3617) في المناقب، باب رقم (3) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (5/137) والترمذي (3613) قال:حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد، ومحمد - قالا:حدثنا أبو عامر،قال:حدثنا زهير بن حرب. 2- وأخرجه أحمد (5/137) ،وعبد بن حميد (171) قالا:حدثنا زكريا بن عدي، وابن ماجة (4314) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، وعبد بن حميد (5/138) قال: حدثنا هاشم بن الحارث. ثلاثتهم - زكريا، وإسماعيل،وهاشم، قالوا: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي. 3- وأخرجه أحمد (5/137) .وعبد الله بن أحمد (5/138) قال:حدثنا عبيد الله عمر القواريري. كلاهما - أحمد، وعبيد الله - قالا:حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال حدثنا شريك. ثلاثتهم - زهير،عبيد الله الرقي، وشريك - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، فذكره. الحديث: 6327 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 528 6328 - (م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا سَيِّدُ ولدِ آدمَ يوم القيامة، وأولُ مَنْ تَنْشَقُّ عنه الأرضُ، وأولُ شافع وأولُ مُشَفَّع» . أخرجه مسلم وأبو داود، ولم يقل أبو داود: «يوم القيامة» . وفي رواية الترمذي قال: «أَنا أَولُ من تَنْشَقُّ عنه الأرض فأُكْسَى الحُلّةَ من حُلَل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش، فليس أَحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2278) في الفضائل، باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق، وأبو داود رقم (4763) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والترمذي رقم (3615) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/59) قال:حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح. قال:حدثنا هقيل، يعني ابن زياد. وأبو داود (4673) قال:حدثنا عمرو بن عثمان قال:حدثنا الوليد. كلاهما - هقل، والوليد بن مسلم - عن الأوزاعي. قال: حدثنا أبو عمار. قال: حدثني عبد الله بن فروخ، فذكره. قلت: الترمذي: (3615) في المناقب. الحديث: 6328 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 528 نوعٌ ثانٍ 6329 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال [ص: 529] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُعطيتُ خمساً لم يُعْطَهُنَّ أَحد قبلي: كان كلُّ نبيّ يُبْعَثُ إلى قَومِهِ خَاصَّة، وبعثتُ إلى كُلِّ أَحمرَ وأَسودَ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغنائمُ، ولم تَحِلَّ لأحد قبلي، وجُعِلَتْ لِيَ الأرضُ طَيِّبَة وطَهوراً ومسجداً، فَأيُّما رَجُل أدركَتْهُ الصلاة صلّى حيث كان، ونُصِرْتُ بالرعب على العدوِّ بين يَدَيْ مَسِيرةِ شَهْر، وأُعطيتُ الشفاعةَ» . وفي رواية: «أُعطيتُ خَمْساً لم يُعْطَهُنَّ أحد من الأنبياء قبلي: نُصِرْتُ بالرُّعبِ مسيرةَ شهر، وجُعلتْ ليَ الأرضُ مسجداً وطَهوراً، فأَيُّمَا رَجُل من أُمَّتي أدركته الصلاة فليصلّ، وأحِلّت ليَ الغنائمُ، ولم تَحِلَّ لأحد قبلي، وأُعْطِيتُ الشفاعةَ، وكان النبيُّ يبعثُ إلى قومه خاصة، وبعثت إِلى الناس عامة» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي نحو الثانية، ولم يذكر فيها «من الأنبياء» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أحمر وأسود) : أراد بالأسود والأحمر: جمع العالم، فالأسود: [ص: 530] معروف، وهم الحُبْوش والزُّنوج وغيرهم، والأحمر: هو الأبيض، والعرب تسمي الأبيض أحمر. (الطَّهور) بفتح الطاء: ما يُتَطَهَّرُ به من الماء والتراب.   (1) رواه البخاري 1 / 369 و 370 في التيمم، باب التيمم، وفي المساجد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً "، وفي الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أحلت لكم الغنائم "، ومسلم رقم (521) في المساجد في فاتحته، والنسائي 1 / 210 و 211 في الغسل، باب التيمم بالصعيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/304) وعبد بن حميد (1145) قال: حدثني محمد بن أبي شيبة. والدارمي (1396) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. والبخاري (1/91و119 و (4. /104) قال: حدثنا محمد بن سنان. وفي (1/91) قال: حدثني سعيد بن النضر. ومسلم (2/63) قال: حدثنا يحيى بن يحيي، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (1/209و 2/56) قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان. سبعتهم - أحمد، وابن أبي شيبة، ويحيى بن حسان، ومحمد بن بن سنان، وسعيد بن النضر، ويحيى بن يحيى، والحسن - عن هشيم، قال: أخبرنا سيار أبو الحكم، قال: حدثنا يزيد بن صهيب الفقير، فذكره. الحديث: 6329 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 528 6330 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بُعِثْتُ بجوامع الكلم، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وبينا أنا نائم رأيتُني أُتِيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، فَوُضِعَتْ فِي يَديَّ» قال أبو هريرة: «فقد ذهبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنتم تَنْتثِلونها» قال البخاري: بلغني أن جوامع الكلم: أن الله عز وجل يَجْمَعُ له الأُمورَ الكثيرةَ التي كانت تُكْتَبُ في الكتب قَبْلَهُ في الأمرِ الواحدِ أو الاثنين. أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُعْطِيتُ مفاتيحَ الكلم، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وبينا أَنا نائم البارحةَ، إِذ أُوتِيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، حتى وُضِعَتْ في يَديَّ. قال أبو هريرة: فذهب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأَنتم تَنْتَقِلُونَها - وفي رواية -: تَلْغَثُونَها، أَو تَرْغَثُونها، أو كلمة تشبهها- وفي نسخة: تلعبون بها» . ولمسلم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «فُضّلتُ على الأنبياء بسِتّ: أُعْطِيتُ جَوَامعَ الكَلِم، ونُصْرتُ بالرُّعْب، وأُحِلّت ليَ الغنائمُ، وجعلت لي الأرضُ طَهوراً ومسجداً، وأُرسِلْتُ إلى الخلق كَافَّة، وخُتِم بيَ النَّبيُّونَ» [ص: 531] وله في أخرى قال: «نُصِرْتُ بالرُّعْب، وأُوتيتُ جوامع الكلم» . وله في أخرى قال: «نُصِرْتُ بالرُّعْبِ على العَدُوِّ، وأوتيتُ جوامع الكلم، وبينا أنا نائم أُوتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، فَوُضِعَتْ في يديَّ» . وأخرج الترمذي رواية مسلم الأولى، وأخرج النسائي رواية البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُصِرْت بالرعب) الرُّعب: الفزع والخوف، وذلك: أن أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم- كان قد أوقع الله في قلوبهم الرعب، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهرٍ هابوه وفزعوا منه، فلا يقدمون على لقائه. (جوامع الكلم) : أراد به القرآن: جمع الله بلطفه الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة، وكذلك ألفاظه - صلى الله عليه وسلم- كانت قليلة الألفاظ، كثيرة المعاني. (ومفاتيح الكلم) المفاتيح: كلُّ ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات [ص: 532] التي يتعذَّرُ الوصول إليها، فأخبر عليه السلام أنه أُوتِيَ مفاتيح الكلم، وهو ما سَهَّل الله عليه من الوصُول إلى غوامِضِ المعاني، وبدائع الحكم التي أُغلِقَت على غيره وتعذَّرَتْ. وقوله (مفاتيح خزائن الأرض) : أراد به ما سَهَّل الله تعالى له ولأُمَّته من استخراج الممتنعات وافتتاح البلاد المتعذِّرات، ومن كان في يده مفاتيح شيء سَهَّلَ الله عليه الوصول إليه. (تنتثلونها) الانتثال: نثر الشيء، يقال: نَثَلْتُ كِنانتي: إذا استخرجت ما فيها جميعه ونثرتَه، والمراد: أنكم تأخذونها جميعاً. (ترغثونها) الرَّغْث: الرَّضْع: رَغَثَ الجَدْي أمَّه: أي رَضَعها، وأرغثتِ النعجة ولدها: أرضَعَتْه.   (1) رواه البخاري 6 / 90 في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " نصرت بالرعب مسيرة شهر "، وفي التعبير، باب رؤيا الليل، وباب المفاتيح في اليد، وفي الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت بجوامع الكلم "، ومسلم رقم (523) في المساجد في فاتحته، والترمذي رقم (1553) في السير، باب ما جاء في الغنيمة، والنسائي 6 / 3 و 4 في الجهاد، باب وجوب الجهاد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم ((2/64) قال: حدثنا حاجب بن الوليد. قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي (ح) وحدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والنسائي (6/4) قال: أخبرنا كثير بن عبيد. قال حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. كلاهما - معمر، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. (*) وأخرجه أحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم وفي (2/455) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال حدثني عقيل بن خالد، والبخاري (4/65) قال: حدثنا يحيى بن كير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (9/47) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (9/13) قال: حدثني يونس. والنسائي (6/3) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلي. قال: حدثنا معتمر. قال: سمعت معمر. (ح) وأنبأنا أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - قالا: حدثنا ابن وهب، عن يونس. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه، أبو سلمة بن عبد الرحمن. (*) أخرجه أحمد (2/250و442) قال حدثنا عبدة بن سليمان. قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (2/501) قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن عمرو، والنسائي (6/4) قال: أخبرنا هارون بن سعيد، قال خالد بن نزار. قال: أخبرنا القاسم بن مبرور، عن يونس، عن ابن شهاب. كلاهما - محمد بن عمرو، وابن شهاب - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: (سعيد بن المسيب) . (*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ محمد بن الوليد بن الزبيدي، عن الزهري، عند النسائي (6/4) . (*) زاد محمد بن عمرو: «وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ... » . أخرجه البخاري (9/43) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي. قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، قال: حدثنا أيوب، عن محمد فذكره. الحديث: 6330 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 530 6331 - (م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فُضِّلْنا على الناس بثلاث: جُعلتْ صفوفُنا كصفوف الملائكة، وجُعِلتْ لنا الأرضُ كُلُّها مسجداً، وجعلتْ تُرْبَتُها لنا طَهوراً إذا لم نجد الماء ... » وذكر خصلة أخرى، كذا في الكتاب. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (522) في المساجد في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرحه أحمد (5/383) قال:حدثنا أبو معاوية. ومسلم (2/63) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/64) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. والنسائي في فضائل القرآن (47) قال:أخبرنا عمرو بن منصور، قال:حدثنا آدم بن أبي إياس. قال:حدثنا أبو عوانة. وابن خزيمة (263) قال:حدثنا سلم بن جنادة القرشي، قال:حدثنا أبو معاوية. وفي (264) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد،قال:حدثنا ابن فضيل. أربعتهم - أبو معاوية،ومحمد بن فضيل، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو عوانة - عن أبي مالك الأشعبي،عن ربعي بن حراش، فذكره. الحديث: 6331 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 532 6332 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 533] «إنَّ الله فَضَّلني على الأنبياء - أو قال: أُمَّتي على الأمم - وأحَلَّ لنا الغنائمَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1553) في السير، باب ما جاء في الغنيمة، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: وفي الباب عن علي وأبي ذر وعبد الله بن عمرو وأبي موسى وابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح: «فضلني ربي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. أو قال: علي الأمم بأربع، قال: أرسلت إلى الناس كافة، وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهوررا، فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده، وعنده طهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهر يقذفه في قلوب أعدائي، وأحل لنا الغنائم» . أخرجه أحمد (5/248) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (5/256) قال: حدثنا يزيد. والترمذي (1553) قال: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا أسباط بن محمد. ثلاثتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، وأسباط- عن سليمان التيمي، عن سيار، فذكره. (*) رواية أسباط مختصرة على الغنائم. الحديث: 6332 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 532 6333 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من نبيّ من الأنبياء إلا أُعْطِيَ من الآياتِ ما مثلُه آمَن عليه البشر، وإنَّما كان الذي أُوتيتُه وَحْياً أوْحَاهُ الله إِليَّ، فأرجو أن أَكون أكثرَهم تابعاً يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آمنَ عليه البشر) أي: آمنوا عند معاينة ما آتاه الله من الآيات والمعجزات والدلائل الواضحات، أراد إعجاز القرآن الذي خص به رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وإن كان كل نبي من الأنبياء قد أوتي من المعجزات ما يوجب على البشر الإيمان به. (وحياً أوحاه الله) ولكنه أراد بالوحي: القرآن، فإنه ليس شيء من كتب [الله] المنزلة كان معجزاً إلا القرآن.   (1) رواه البخاري 9 / 5 و 6 في فضائل القرآن، باب كيف نزول الوحي وأول ما نزل، وفي الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت بجوامع الكلم "، ومسلم رقم (152) في الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/341) قال:حدثنا يونس. وحجاج. وفي (2/451) قال حدثنا حجاج. والبخاري (6/224) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (139) قال:حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (1/92) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، والنسائي في فضائل القرآن (2) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - يونس، وحجاج، وعبد الله بن يوسف، وعبد العزيز بن عبد الله، وقتيبة- قالوا: حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري،عن أبيه، فذكره. الحديث: 6333 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 533 6334 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال: «أُوتِيَ [ص: 534] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سبعاً من المثاني الطُّوَلِ، وأُوتيَ موسى عليه السلام سِتّاً، فلما أَلْقَى الأَلْوَاحَ رُفِعَتْ ثِنْتَانِ وبقين أربع» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1459) في الصلاة، باب من قال: فاتحة الكتاب هي من الطول، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم تخريجه. الحديث: 6334 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 533 6335 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «جُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحِي، وجُعِلَ الذِّلَّةُ والصَّغَارُ على مَن خالف أمري» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصَّغَار) : الذُّل والهوان.   (1) تعليقاً 6 / 72 في الجهاد، باب ما قيل في الرماح، قال الحافظ في " الفتح ": هو طرف من حديث أخرجه أحمد من طريق أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر بلفظ " بعثت بين يدي الساعة مع السيف، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم "، وإسناده حسن، وله شاهد مرسل بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن النبي صلى الله عليه وسلم ... بتمامه، وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة في شرح هذا الحديث بعنوان " الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت بالسيف بين يدي الساعة " " فارجع إليها، فإنها قيمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6335 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 534 نوعٌ ثالث 6336 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بُعِثْتُ من خير قُرون بني آدم قَرْناً فَقَرْناً، حتى كنتُ من القرن الذي كنتُ منه» أخرجه البخاري (1) . [ص: 535] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القرون) : جمع قرن، وهو الأُمَّة في عصر من الأعصار، كلما انقضى عصر سُمّي أهله قرناً، سواء طال أو قصر.   (1) 6 / 418 في الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/373) قال: حدثنا سليمان قال: أنبأنا إسماعيل. وفي (2/416) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري من قبيلة يقال لها: قارة من الأنصار. ونزل الإسكندرية بلد بباب مصر فقيل له: الإسكندراني، والبخاري (4/229) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. كلاهما- إسماعيل، ويعقوب - عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن المقبري، فذكره. الحديث: 6336 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 534 6337 - (م ت) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله اصطفى كِنَانَةَ من وَلَد إِسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» أخرجه مسلم والترمذي. وللترمذي في أخرى «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ... » وذكر الباقي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2276) في الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة، والترمذي رقم (3609) و (3612) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/107) قال:حدثنا أبو المغيرة. وفي (4/107) قال: حدثنا محمد بن مصعب. ومسلم (7/58) قال:حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم. جميعا عن الوليد. والترمذي (3605) قال:حدثنا خلاد بن أسلم. قال: حدثنا محمد بن مصعب. وفي (6/360) قال حدثنا محمد بن إسماعيل. قال:حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم. ثلاثتهم - أبو المغيرة، ومحمد بن مصعب،والوليد - قالوا:حدثنا الأوزاعي،عن شداد أبي عمار، فذكره. الحديث: 6337 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 535 6338 - (ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: قلتُ: «يا رسولَ الله، إنَّ قريشاً جلسوا فتذاكروا أحْسَابَهم بينهم، فجعلوا مَثَلَكَ كمَثل نَخْلة في كَبْوة من الأرض، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الله خلق الخلق، فجعلني من خير فِرَقِهم، وخَيْرِ الفريقين، ثم خَيْرِ القبائل، فجعلني في خير قبيلة، ثم خَيْرِ البيوتِ، فجعلني في خير بيوتهم، فأنا خيرُهم نَفْساً وخيرُهم بيتاً» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 536] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كبوة من الأرض) قال الهروي في كتابه: قال شِمرٌ: لم نسمع الكبوة، ولكنَّا سمعنا الكُبَى والكُبَةَ، وهما الكُناسة والتراب الذي يكنس من البيت، وقال غير شِمر: الكُبَة من الأسماء الناقصة، أصلها: الكَبْوة، وهي المزْبَلة، مثل قُلَة وثُبَة. أصلها: قُلْوة، وثُبوة، وقال أبو بكر: الكُبَى: جمع كُبَة، وهي البعْر، ويقال: المزبلة، وقيل في جمعها: كُبُون، مثل لُغة ولُغُون، انتهى كلام الهروي. وقال الزمخشري: الكُبَى: الكُناسة وجمعها: أكباء، والكُبة - بوزن قُلَة وظُبَة - قال: وقال أصحاب الفَرَّاء: الكُبَة: المزبلة، وجمعها: كُبُون، كقُلُون، وأصلها: كبوة، من كبوتُ البيت: إذا كنستَه، وعلى الأصل جاء الحديث، إلا أن المحدّث لم يضبط الكلمة، فجعلها كَبْوة - بفتح الكاف - فإن صحت الرواية، فوجهها أن تطلق الكبوة - وهي الكَسْحة، والمرة الواحدة من الكنس - على الكُناسة والكُسَاحة، انتهى كلام الزمخشري.   (1) رقم (3610) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/210) (1788) قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن المطلب بن أبي وداعة، فذكره. (*) أخرجه الترمذي (3607) قال: حدثنا يوسف بن موسى البغدادي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زايد عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب، فذكره (ليس فيه المطلب ابن أبي وداعة) . الحديث: 6338 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 535 6339 - (ت) المطلب بن أبي وداعة - رضي الله عنه - قال: «جاء العباسُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكأنه سمع شيئاً، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على المنبر، فقال: من أنا؟ فقالوا: أنتَ رسولُ الله، قال: أنا محمدُ بنُ عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق، فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فِرقتين، فجعلني [ص: 537] في خيرِهِم فِرقة، ثم جعلهم قبائلَ، فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بُيوتاً، فجعلني في خيرهم بيتاً، وخيرِهِم نَفْسَاً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3611) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: راجع تخريج الحديث السابق. الحديث: 6339 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 536 نوعٌ رابع 6340 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن مَثَلي وَمَثَلَ الأنبياءِ من قبلي، كمثل رجل بنى بُنْياناً فَأحْسَنَه وأَجْمَلَه، إلا موضعَ لَبِنَة من زاوية من زواياه، فجعل الناسُ يطوفون به، ويَعْجَبون له، ويقولون: هلا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَةُ؟ قال: فأنا اللَّبِنَةُ وأنا خَاتَم النَّبيِّين» وقد رواه أبو صالح أيضاً عن أبي سعيد الخدري. أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم بنحوه إلى قوله «فكنتُ أنا اللَّبِنةَ» . وفي أخرى له «مثلي ومثلُ الأنبياء قبلي كمثلِ رجل ابْتَنى بيوتاً فَأحْسَنها وأجملها وأكملها، إلا موضعَ لَبِنَة من زاوية من زواياها، فجعل الناسُ يطوفون ويُعْجِبُهم البنيان، فيقولون: ألا وَضَعْتَ هاهنا لبنة فَيَتِمَّ بنيانُك؟ فقال محمد - صلى الله عليه وسلم-: فكنتُ أنا اللَّبنةَ» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 408 في الأنبياء، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2286) في الفضائل، باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/398) قال:حدثنا سليمان بن داود،والبخاري (4/226) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (7/64) قال:حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12817) عن علي بن حجر. أربعتهم - سليمان، وقتيبة،ويحيى، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح السمان،فذكره. والرواية الثانية: أخرجها الحميدي (1037) .وأحمد (2/244) ومسلم (7/64) قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد. ثلاثتهم -الحميدي،وأحمد، وعمرو - عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد،عن الأعرج، فذكره. الحديث: 6340 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 537 6341 - (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «مثلي ومثلُ الأنبياء كرجل بنى داراً فأكملها وأحسنها، إلا مَوْضِعَ لَبِنَة، وجعل الناسُ يدخلونها ويَعْجَبُون، ويقولون: لولا موضعُ تلك اللَّبِنَةِ» أخرجه البخاري والترمذي. وزاد مسلم في حديثه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فأنا موضع اللَّبِنَةِ جِئْتُ فختمتُ الأنبياءَ» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 407 في الأنبياء، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2287) في الفضائل، باب كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، والترمذي رقم (2866) في الأمثال، باب ما جاء في مثل النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/361) قال:حدثنا عفان. والبخاري (4/226) قال:حدثنا محمد بن سنان. ومسلم (7/65) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:حدثنا عفان (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا ابن مهدي. والترمذي (2862) قال:حدثنا محمد بن إسماعيل، قال:حدثنا محمد بن سنان. ثلاثتهم 0 عفان، وابن سنان، وابن مهدي - قالوا:حدثنا سليم بن حيان قال: حدثنا سعيد بن ميناء، فذكره. الحديث: 6341 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 538 6342 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مثلي في النبيين، كمثل رجل بنى داراً، فأحسنها وأكملها وأجملها، وترك [منها] موضع لَبِنة، فجعل الناس يطوفون بالبناء ويعجَبون منه ويقولون: لو تَمَّ موضعُ تلك اللبنة، وأنا في النبيين موضع تلك اللبنة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3617) في المناقب، باب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وهو بمعنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/136) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي،وأبو عامر. وعبد بن حميد (172) قال: حدثني موسى بن مسعود. والترمذي (3613) قال:ثنا محمد بن بشار،قال: ثنا أبو عامر ثلاثتهم عن زهير بن محمد. 2- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/137) قال:حدثنا سعيد بن الأشعث، قال:أخبرنا سعيد بن سلمة. كلاهما - زهير، وسعيد - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، فذكره. الحديث: 6342 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 538 6343 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مثلي ومثلُ النبيين ... » فذكر نحوه. [ص: 539] أخرجه مسلم (1) ، هكذا أدرجه على حديث قبله، والذي قبله: هو حديث أبي هريرة، وقد تقدَّم ذِكره (2) . قال الحميديُّ: وقد بيَّن ذلك أبو بكر البرقاني، وأبو مسعود الدمشقي - يعني رواية أبي سعيد - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مثلي ومثلُ النبيين كمثل رجل بنى داراً، فأتمها، إِلا لَبِنة، فجئتُ أنا فأتممت تلك اللبنة» وحديثُ أبي هريرة الذي أدرج مسلم عليه أتمُّ من هذا، وأكثرُ لفظاً ومعنى.   (1) رقم (2286) في الفضائل، باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين. (2) تقدم حديث أبي هريرة رقم (6340) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/9) . ومسلم (7/65) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. ثلاثتهم - أحمد، ابن أبي شيبة، وأبو كريب - قالوا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 6343 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 538 نوعٌ خامس 6344 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «آتي بابَ الجنة يوم القيامة فَأَسْتَفْتِحُ، فيقول الخازنُ: من أنتَ؟ فأقول: محمد، فيقولُ: بك أُمِرْتُ أن لا أفْتَحَ لأحد قبلك» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (197) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/136) ، وعبد بن حميد (1271) ومسلم (1/130) قال:حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. أربعتهم - أحمد،وعبد،والناقد، وزهير- قالوا:حدثنا هاشم بن القاسم، قال:حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 6344 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 539 6345 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «سَلُوا الله ليَ الوَسِيلةَ، قالوا: يا رسولَ الله، وما الوسيلةُ؟ قال: أعلى درجة في الجنة، لا ينالُها إلا رجل واحد، أرجو أن أكونَ [أنا] هو» . [ص: 540] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3616) في المناقب، باب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وإسناده ضعيف لكن يشهد له ما رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: وصح بنحوه عنه ابن عمرو، رواه من حديثه مسلم: أخرجه أحمد (2/465) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/365) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شريك. والترمذي (3612) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، وشريك - عن ليث بن أبي سليم، قال: حدثني كعب. فذكره. (*) في أول حديث عبد الرزاق: «إذا صليتم عليَّ فاسألوا الله لي الوسيلة ... » . وفي حديث شريك: «صلوا على فإنها زكاة لكم .... » الحديث. وأثبتنا لفظ الترمذي. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، إسناده ليس بالقوى، وكعب ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحدا روى عنه غير ليث بن أبي سليم. الحديث: 6345 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 539 نوع سادس 6346 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- العِشَاءَ، ثم انْصَرفَ فأخذ بيد عبد الله بن مسعود، حتى خرج به إلى بطحاءِ مكةَ، فأجْلَسَهُ، ثم خطَّ عليه خطاً، ثم قال: لا تَبْرَحَنَّ خطَّك، فإنه سينتهي إليك رجال فلا تُكلِّمْهم، فإنهم لن يُكلِّموك، ثم مضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حيث أراد، فبينا أنا جالس في خَطِّي، إِذْ أتاني رجال كأنهم الزُّطُّ أَشْعَارهم وأَجسامهم، لا أرى عَوْرَة، ولا أرى قِشْراً، وينتهون إليَّ، لا يُجاوزون الخَطَّ، ثم يصدُرون إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان من آخر الليل جاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس، فقال: لقد أُراني مُنْذُ الليلة، ثم دخل عليَّ في خطِّي، فَتَوسَّدَ فخذي فَرَقَدَ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا رقد نفخ، فبينا أنا قاعد ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَوَسِّد فخذي، إذ أتى رجال عليهم ثياب بيض، الله أعلم ما بهم من الجمال، فَانْتَهَوا إليه، فجلس [ص: 541] طائفة منهم عند رأسِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وطائفة منهم عند رِجليه، ثم قالوا بينهم: ما رأينا عبداً قطُّ أُوتيَ مثل ما أُوتيَ هذا النبيُّ، إن عينيه تنامان، وقلبُه يقظانُ، اضربوا له مثلاً: مثلُ سَيِّد بنى قصراً ثم جعل مائدة، فدعا الناس إلى طعامه وشرابه، فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه، ومن لم يُجِبْهُ عاقبه - أو قال: عَذَّبَه - ثم ارْتَفَعُوا، واسْتَيْقَظَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك، فقال: سمعتَ ما قال هؤلاء؟ وهل تدري مَن هم؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: هم الملائكة، فتدري ما المثَل الذي ضربوه؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم. قال: المثلُ الذي ضربوه: الرحمنُ بنى الجنةَ، ودعا إليها عِبَادَه، فمن أجابَهُ دخل الجنة، ومن لم يُجِبْه عاقبه وعَذَّبه» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِشراً) أراد بالقشر: الثوب، وذلك أنه قال: لا أرى عورة منكشفة منهم، ولا أرى عليهم ثياباً تغطي عوراتهم.   (1) رقم (2865) في الأمثال، باب ما جاء في مثل الله لعباده، ورواه أحمد في " المسند " رقم (3788) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (8261) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن جعفر بن ميمون، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي عثمان، فذكره. (*) أخرجه الدارمي (12) قال: أخبرنا الحسن بن علي. قال: حدثنا أبو أسامة، عن جعفر بن ميمون التميمي، عن أبي عثمان النهدي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى البطحاء ومعه ابن مسعود، فذكره. وليس فيه (أبو تميمة) . الحديث: 6346 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 540 6347 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «جاءت ملائكة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وهو نائم، فقال بعضُهم: إنه نائم، وقال بعضهم: العينُ نائمة والقلبُ يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلاً، فاضربوا له مثلاً، [ص: 542] فقالوا: مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيها مائدة [وفي رواية: مأدُبة] وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل من المائدة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار، ولم يأكل من المائدة، فقالوا: أَوِّلُوها يَفْقَهْهَا، فقال بعضهم: إن العين نائمة، والقلبَ يقظان، فالدارَ: الجنة، والداعي: محمد - صلى الله عليه وسلم-، فمن أطاع محمداً - صلى الله عليه وسلم- فقد أطاع الله، ومن عصى محمداً - صلى الله عليه وسلم- فقد عصى الله، ومحمد فَرْق بين الناس» . قال البخاري: تابعه قُتَيْبَةُ عن اللَّيْث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن جابر قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» لم يَزِدْ (1) . قال الحميديُّ: وذكر أبو مسعود أوَّلَه فقال: «خرج علينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِني رأيتُ في المنام كأن جبريلَ عند رأسي وميكائيلَ عند رجليَّ يقول أحدهما لصاحبه: اضربْ له مثلاً» . وفي رواية الترمذي هذه التي أخرج أولها أبو مسعود وأتمها الترمذي: «فقال: اسْمَعْ، سَمِعَتْ أُذُنُكَ، واعْقِلْ عَقَلَ قَلْبُكَ: إنما مثَلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ داراً، ثم بنى فيها بيتاً، ثم جعل فيها مائدة، ثم بعث رسولاً يَدْعُو الناس إلى طعامه، فمنهم مَن أجاب الرسول، ومنهم من تركه، فالله: [ص: 543] هو المَلِكُ، والدارُ: الإِسلامُ، والبيتُ: الجنةُ، وأنتَ يا محمد رسول، فمن أجابك دخل الإِسلام، ومن دخل الإسلام دخل الجنةَ، ومَنْ دخل الجنةَ أكل مما فيها» (2) .   (1) رواه البخاري 6 / 213 - 216 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2) رواه الترمذي رقم (2864) في الأمثال، باب ما جاء في مثل الله لعباده، من حديث سعيد بن أبي هلال عن جابر رضي الله عنه، وإسناده منقطع، فإن سعيد بن أبي هلال، لم يدرك جابر بن عبد الله، قال الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود، وقد روي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه بإسناد أصح من هذا، قال الحافظ في " الفتح ": وقد اعتضد هذا المنقطع بحديث ربيعة الجرشي عند الطبراني بنحوه فإن سياقه وسنده جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري 90/114) قال: حدثنا محمد بن عبادة، قال: أخبرنا يزيد، قال: حدثنا سليمان بن حبان - وأثنى عليه - قال: حدثنا سعيد بن ميناء، فذكره. قلت: ورواية الترمذي (2864) منقطعة. فإنها من طريق سعيد بن أبي هلال عن جابر. الحديث: 6347 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 541 نوعٌ سابع 6348 - (خ) عبد الله بن هشام - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيدِ عمرَ بنِ الخطاب، فقال له عمرُ: يا رسولَ الله، لأنْتَ أَحَبُّ إليَّ من كل شيء، إلا نَفْسي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا والذي نَفْسي بيده حتى أكون أحبَّ إِليكَ من نَفْسِكَ، فقال له عُمَرُ: فإنَّه الآن، [والله] لأنت أحبُّ إليَّ من نَفْسي، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: الآنَ يا عمرُ» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 43 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب، وفي الاستئذان، باب المصافحة، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/233و336) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا ابن لهيعة. وفي (5/293) قال:حدثنا حسن بن موسى، قال:حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (5/16و8/73و161) قال: حدثنا يحيى بن سليمان،قال:حدثني ابن وهب، قال: أخبرني حيوة. كلاهما - عبد الله بن لهيعة، وحيوة بن شريح- عن أبي عقيل زهرة بن معبد، فذكره. الحديث: 6348 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 543 6349 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفس محمد بيده، لَيأتِينَّ على أحدكم يوم ولا يراني، ثم لأنْ يراني أحبُّ إليه من أهله وماله معهم» فأوَّلوه على أنه نَعَى نَفْسَهُ إليهم، [ص: 544] وعَرَّفهم ما يحدثُ لهم بَعْدَهُ من تمنِّي لقائه عند فقدهم ما كانوا يشاهدون من بركاته عليه السلام» أخرجه مسلم (1) . وأخرج البخاريُّ منه طرفاً في جملة حديث طويل يجيء في موضعه، وهذا ما أخرج منه: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَيَأْتِيَنَّ على أحدِكم زمان لأن يراني أحبُّ إِليه من أن يكون له مِثْلُ أهلهِ ومالِه» .   (1) رقم (2364) في الفضائل، باب فضل النظر إليه صلى الله عليه وسلم ويمينه إلى قوله: " أحب إليه من أهله وماله معهم "، وليست الزيادة عنده، ولم نجد رواية البخاري التي أشار إليها المصنف بعد هذه، والله أعلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/313) ، ومسلم (7/96) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما -أحمد بن حنبل، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: «من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله» . أخرجه أحمد (2/417) . ومسلم (8/145) . قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. وعن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفس محمد بيده، ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني ثم لأن يراني، أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله» . أخرجه أحمد (2/449و504) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد يعني ابن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. قلت: وهم المصنف في العزو للبخاري والله أعلم حيث لم نجد الرواية التي أشار إليها في الصحيح. الحديث: 6349 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 543 نوعٌ ثامن متفرق 6350 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قالوا: يا رسولَ الله متى وَجَبتْ لك النُّبوةُ؟ قال: «وآدمُ بين الرُّوحِ والجسدِ» أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «وآدمُ مُنْجَدِل في طينته بين الروح والجسدِ» (2) . [ص: 545] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (منجدل) المنجدل: الذي قد أُلقي على الأرض، وأصله من الجَدالة، وهي الأرض، والمراد: أن آدم عليه السلام كان بعد تراباً لم يُصوَّر ولم يخلَق.   (1) رقم (3613) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 66 و 5 / 379 من حديث عبد الله ابن شقيق عن رجل قال: قلت: يا رسول الله ... فذكره و 5 / 59 من حديث عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله ... فذكره، ورواه أيضاً من حديث ميسرة، الطبراني، وقال الهيثمي: ورجالهما رجال الصحيح. (2) رواه أحمد في " المسند " 5 / 127 و 128 وابن حبان في " صحيحه " رقم (2093) ، والحاكم 2 / 600 وصححه، وفي سنده سعيد بن سويد الكلبي لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجال أحمد ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3609) قال: حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد البغدادي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. قلت: اللفظ الذي ذكره رزين، أخرجه أحمد (5/127و128) وابن حبان (2093/موارد) والحاكم وصححه (2/600) كلهم من طريق سعيد بن سويد الكلبي ولم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 6350 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 544 6351 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّلَ به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة، قالوا: وإيّاك يا رسول الله؟ قال: وإيايَ، إِلا أنَّ الله أعانني عليه فأَسْلَمَ، فلا يأمرني إلا بخير» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القرين) : المصاحب: وكل إنسان فإنَّ معه قَرِيناً من الملائكة، وقريناً من الشياطين، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه، وفقنا الله لاتباع قرين الخير ومخالفه قَرِين الشّر.   (1) رقم (2814) في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/385 (3648) قال:حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/397) (3779) قال:حدثنا أسود بن عامر،قال:حدثنا سفيان بن سعيد الثوري. وفي (1/401) (3802) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وفي (1/460) (4392) قال:حدثنا زياد بن عبد البكائي، والدارمي (2737) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان ومسلم (8/139) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان:حدثنا جرير (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا:حدثنا عبد الرحمن، يعنيان ابن مهدي، عن سفيان (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن عمار بن رزيق. وابن خزيمة (658) قال:حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي،قال:حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان الثوري،وزياد بن عبد الله، وجرير، وعمار بن رزيق - عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6351 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 545 6352 - (د) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من أحد يُسَلِّم عليَّ إلا ردَّ الله تبارك وتعالى عليَّ رُوحي حتى أرُدَّ عليه [ص: 546] السلامَ» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في الأصل والمطبوع: أنس بن مالك، والتصحيح من " سنن أبي داود ". (2) رقم (2041) في المناسك، باب زيارة القبور، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 527، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/527) . وأبو داود (2041) قال: حدثنا محمد بن عوف. كلاهما - أحمد بن حنبل،، ومحمد بن عوف - عن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال حدثنا حيوة، عن أبي صخر حميد بن زياد، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، فذكره. الحديث: 6352 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 545 6353 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لما كان اليومُ الذي دخل فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، أَضاءَ منها كُلُّ شيء، فلما كان اليومُ الذي ماتَ فيه، أظْلمَ منها كلُّ شيء، وما نَفَضْنَا الأيديَ من دفنِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وإنا لَفي دَفْنه - حتى أَنكرْنا قلوبَنا» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3622) في المناقب، باب رقم (3) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1631) في الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الحافظ المزي: أخرجه الترمذي في المناقب (3:8) وابن ماجة في الجنائز (65:5) جميعا عن بشر بن هلال الصواف عن جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت، فذكره. التحفة (1/106) (268) ونقل قول الترمذي: صحيح غريب. الحديث: 6353 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 546 6354 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قولَ الله تعالى: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ الناسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحيمٌ} [إبراهيم: 36] وقولَ عيسى عليه السلام: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الْحَكيمُ} [المائدة: 118] فرفع يديه، وقال: اللهمَّ أُمَّتي أُمَّتي، وبكى، فقال الله عز وجل: [يا جبريل] ، اذهب إلى محمد - وربُك أعْلم - فَسَلْه: ما يُبكيه (1) ؟ فأتاه جبريل فسأله؟ فأخبره بما قال - وهو أعلم- فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل له: إنا سَنُرْضِيكَ [ص: 547] في أُمَّتِكَ ولا نَسُوؤُكَ» أخرجه مسلم (2) .   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: فسله ما يبكيك. (2) رقم (202) في الإيمان، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1/132) . والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (8873) . كلاهما - مسلم، والنسائي - عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، عن عبد الرحمن بن جبير، فذكره. الحديث: 6354 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 546 الباب الرابع: في فضائل الصحابة رضي الله عنهم ومناقبهم ، وفيه خمسة فصول الفصل الأول: في فضائلهم مجملا ً، وفيه ثلاثة أنواع نوعٌ أول 6355 - (خ م ت د س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خَيْرُ الناس قَرْني، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يَلُونَهم، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قَرْنِه: قرنين أو ثلاثة؟ - ثم إنَّ بعدَهم قوماً يَشْهدون ولا يُسْتَشْهدون، ويَخُونون ولا يُؤتَمنون، ويَنْذِرون ولا يُوفُون، ويَظهر فيهم السِّمَنُ» . زاد في رواية «ويحلفون ولا يُستَحلَفون» . [ص: 548] أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وللترمذي أيضاً قال: «خيرُ الناس قرني، ثم الذين يَلُونهم، ثم الذين يَلونهم، ثم يأتي من بعدِهم قوم يَتَسَمَّنُون، ويحِبُّون السِّمَنَ، يُعطُون الشهادة قبل أن يُسْأَلوها» . وفي رواية أبي داود قال: «خيرُ أُمَّتي القرنُ الذي بُعثْتُ فيهم، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يَلونهم - والله أعلم: أذكر الثالث، أم لا؟ - ثم يظهر قوم يَشْهدون ولا يُسْتَشهدون، ويَنْذِرون ولا يُوفُون، ويَخُونُون ولا يُؤْتَمَنون ويَفْشُو فيهم السِّمَنُ» . وفي رواية النسائي «خيرُكم قرني، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يلونهم، فلا أدري: أذكر مرتين أو ثلاثاً؟ - ثم ذكر قوماً يَخُونون ولا يُؤتَمَنون، ويَشْهدون ولا يُسْتَشْهدون، ويَنْذِرون ولا يُوفُون، ويَظْهَرُ فيهم السِّمَنُ» (1) . [ص: 549] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القرْن) قد ذُكِرَ، وأراد: به أصحابه - صلى الله عليه وسلم-. (ويظهر فيهم السِّمَن) يحتمل أنه أراد: أنهم يُحِبُّون التَّوَسُّع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السِّمَن، وقيل: المعنى: أنهم يريدون الاستكثار من الأموال، ويدعون ما ليس لهم من الشرف، ويفخرون بما ليس فيهم من الخير، كأنه استعار السِّمَن إلى الأحوال عن السّمن في الأبدان. (فشا) الشيء يفشو: إذا ظهر وانتشر.   (1) رواه البخاري 5 / 190 في الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الرقاق باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، وفي الأيمان والنذور، باب إثم من لا يفي بالنذر، ومسلم رقم (2535) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذي يلونهم ثم الذي يلونهم، والترمذي رقم (2222) في الفتن، باب ما جاء في القرن الثالث، ورقم (2303) في الشهادات، باب خير القرون، وأبو داود رقم (4657) في السنة، باب في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنسائي 7 / 17 و 18 في الأيمان النذور، باب الوفاء بالنذر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن زهدم بن مضرب، قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما. قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. قال: عمران: لا أدري أذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قرنه قرنين أو ثلاثة» ... أخرجه أحمد (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. (ثم أعاد حديث حجاج وحده) وفي (4/436) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (3/224) قال: حدثنا آدم. وفي (5/2) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا (8/176) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى. ومسلم (7/185و186) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار. جميعا عن غندر. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن بشر العبدي، قال: حدثنا بهز (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا شبابة. والنسائي (7/17) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. ثمانيتهم - محمد بن جعفر، غندر، وحجاج، ويحيى بن سعيد، وآدم، والنضر بن شميل، وبهز بن أسد، وشبابة، وخالد بن الحارث - عن شعبة قال: حدثنا أبو حمزة، قال: سمعت زهدم بن مضرب، فذكره. وعن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم. قال: ولا أعلم ذكر الثالث أم لا» . وزاد في حديث هشام عن قتادة عند مسلم: «ويحلفون ولا يستحلفون» . أخرجه أحمد (4/426) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو بن عبد الصمد. قالا: حدثنا هشام. وفي (4/440) قال: حدثنا عفان، وبهز. قالا: حدثنا عفان وبهز. قالا: حدثنا أبو عوانة ومسلم (7/186) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الملك الأموى. قالا: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي. وأبو داود «4657) قال حدثنا عمرو بن عون. قال: أنبأنا (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، والترمذي (2222) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. كلاهما - هشام الدستوائي، وأبو عوانة - عن قتادة، عن زرارة بن أوفي فذكره. وعن هلال بن يساف، عن عمران بن حصين، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها» . أخرجه أحمد (4/426) . والترمذي (2221و2302) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. كلاهما - أحمد، وحسين - قالا: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا هلال بن يساف، فذكره. «*» أخرجه الترمذي (2221و2302) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن علي بن مدرك، عن هلال بن يساف، فذكره. زاد فيه محمد بن فضيل، علي بن مدرك. الحديث: 6355 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 547 6356 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُ الناسِ قرني، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يَلونهم، ثم يجيء قوم تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَهُ، ويمينُهُ شهادتَه» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 191 في الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الرقاق باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، وفي الأيمان والنذور، باب إذا قال: أشهد بالله أو شهدت بالله، ومسلم رقم (2533) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذي يلونهم، والترمذي رقم (3858) في المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/378) (3594) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/442) (4217) قال:حدثنا وكيع. والبخاري (8/113) قال:حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. والترمذي (3859) قال:حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. ثلاثتهم - أبو معاوية، ووكيع، وأبو حمزة - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (1/417) (3963) .ومسلم (7/185) قال:حدثني الحسن بن علي الحلواني. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9403) عن أحمد بن عثمان النوفلي. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل،والحسن بن علي، وأحمد بن عثمان - عن أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون. 3- وأخرجه أحمد (1/434) (4130) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال:حدثنا سفيان،والبخاري (3/224و335) قال:حدثنا محمد بن كثير،قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/167) قال:حدثنا سعد بن حفص، قال:حدثنا شيبان،ومسلم (7/184) قال:حدثا قتيبة بن سعيد، وهناد بن السري، قالا:حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير. وفي (7/185) قال حدثنا محمد بن المثنى. وابن بشار، قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار،قالا:حدثنا عبد الرحمن، قال:حدثنا سفيان،وابن ماجة (2362) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وعمرو بن رافع، قالا: حدثنا جرير. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9403) عن قتيبة، عن أبي الأحوص (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، (ح) وعن ابن مثنى، وابن بشار،كلاهما عن غندر، عن شعبة (ح) وعن عمرو بن علي، عن يحيى، عن سفيان. خمستهم - سفيان،وشيبان، وأبو الأحوص، وجرير، وشعبة - عن منصور. 4- وأخرجه أحمد (1/438) (4173) .والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9403) عن بشر بن خالد. كلاهما - أحمد، وبشر - عن محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور وسليمان. ثلاثتهم - الأعمش، وابن عون،ومنصور - عن إبراهيم بن يزيد، عن عبيدة السلماني، فذكره. الحديث: 6356 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 549 6357 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: [ص: 550] «خيرُ أُمتي القرنُ الذي بعثتُ فيه (1) ، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يَلونهم - والله أعلم: أذكر الثالث أم لا؟ - قال: ثم يَخْلُفُ قوم يُحِبُّون السِّمانَةَ، يَشْهَدون قبل أن يُسْتَشهدوا» أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يخلف) قوم، أي: يجيء قوم بعد قوم، كل من جاء بعد غيره فهو خَلَفٌ منه، والخَلَف بالتحريك: في الخير، وبالسكون: في الشر.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: الذي بعثت فيهم. (2) رقم (2534) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذي يلونهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/228) قال: حدثنا هشيم. وفي (2/410 و479) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (7/185) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا هشيم. (ح) وإسماعيل بن سالم. قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع. قال: حدثنا غندر، عن شعبة. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - هشيم، وشعبة، وأبو عوانة - عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، فذكره. الحديث: 6357 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 549 6358 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سأل رجل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ الناس خير؟ قال: القرنُ الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2536) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذي يلونهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1566) .ومسلم (7/186) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وشجاع بن مخلد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وشجاع بن مخلد - قالوا:حدثنا حسين، وهو أبو علي الجعفي، عن زائدة، عن السدي، عن عبد الله البهي، فذكره. الحديث: 6358 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 550 6359 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَمسُّ النارُ مسلماً رآني، أو رأى من رآني، قال طلحةُ: فقد رأيتُ جابر بنَ عبد الله، وقال موسى: قد رأيتُ طلحةَ، وقال يحيى: وقال لي موسى: وقد رأيتني، ونحن نرجو الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2857) في المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم الأنصاري، أقول: موسى بن إبراهيم لم يوثقه غير ابن حبان، قال الحافظ في " التهذيب ": وتتمة كلام ابن حبان: يخطئ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منكر: أخرجه الترمذي (3858) قال:ثنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش. فذكره. قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم. قلت: قال ابن حبان: يخطئ. الحديث: 6359 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 550 6360 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يأتي على الناس زمان، يغزو فيه فِئام من الناس، فيقولون: هل فيكم مَن صَاحبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم، فَيُفْتَحُ لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فِئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صَاحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم، فَيُفْتَحُ لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فِئام من الناس، فيقال: هل فيكم مَن صاحَب مَن صاحَب أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم، فيُفتَح لهم» . وفي رواية «هل فيكم مَن رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ وفي الثانية: من رأى من صَحِبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ وفي الثالثة: فيكم من رأى من صَحِبَ من صَحِبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال جابر: زعم أبو سعيد الخدري قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يأتي على الناس زمان يُبْعَثُ فيهم البعث، فيقولون: انظروا، هل تجدون فيكم أحداً من أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيوجدُ الرجلُ، فيفتَح لهم به، ثم يُبعَثُ البَعْثُ الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فَيُفْتَح لهم، ثم يُبْعَثُ البَعْثُ الثالث، فيقال: انظروا، هل ترون فيهم مَنْ رأَى أصحابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ ثم يكون بَعْث رابع، فيقال: انظروا: هل ترون فيهم أحداً رأى من رأى أحداً رأى أصحابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ [ص: 552] فيوجد، فَيُفتَحُ لهم» (1) وأخرج الترمذي الأولى. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فئام) الفئام: الجماعة من الناس.   (1) كذا في الأصل والمطبوع: وأخرج الترمذي الأولى، ولم نجده عند الترمذي، وتشير المصادر التي بين أيدينا أنه لم يروه سوى البخاري ومسلم، وقد رواه البخاري 8 / 4 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الجهاد، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة والإسلام، ومسلم رقم (2532) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (743) . وأحمد (3/7) ، والبخاري (4/44) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (4/239) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. وفي (5/2) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (7/183) قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن عَبدة الضبّيّ. سبعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، وقتيبة، وعلي، وأبو خيثمة، وأحمد بن عبدة- قالوا: حدثنا سُفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار. 2 - وأخرجه مسلم (7/184) قال: حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن جُريج، عن أبي الزبير. كلاهما - عمرو، وأبو الزبير - عن جابر، فذكره. الحديث: 6360 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 551 نوعٌ ثان 6361 - (خ م ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَسُبُّوا أصحابي (1) فلو أن أحداً أنفَقَ مثلَ أُحُد ذَهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيِفَهُ» . وفي رواية قال: «كان بينَ خالدِ بنِ الوليد وبينَ عبد الرحمن بنِ عوف شيء، فسبّه خالد، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تسبُّوا أصحابي، فإن أحدَكم لو أنفق ... » وذكر الحديث. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وزاد: «فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم ... » الحديث (2) . [ص: 553] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُدّ) : ربع الصاع. (والنصيف) : نصف المدِّ، والتقدير: ما بلغ هذا القَدْر اليسير من فضلهم، ولا نصفه.   (1) وفي رواية مسلم: لا تسبوا أحداً من أصحابي. (2) رواه البخاري 7 / 27 و 28 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، ومسلم رقم (2541) في فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، وأبو داود رقم (4658) في السنة، باب النهي عن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3860) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/11) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/54) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/54) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شُعبة. وفي (3/55) قال: حدثنا أبو النّضر، قال: حدثنا شُعبة. وفي (3/63) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شُعبة. وعبد بن حُميد (918) قال: حدثني أحمد بن يونس، قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش، والبخاري (5/10) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (7/188) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عُبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، عن شعبة (ح) وحدثنا ابن المُثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وأبو داود (4658) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (3861) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الخَلال- وكان حافظا- قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في فضائل الصحابة (203) قال: أخبرنا محمد بن هشام، عن خالد - وهو ابن الحارث - قال: حدثنا شُعبة. خمستهم - أبو معاوية، ووكيع، وشُعبة، وأبو بكر بن عياش، وجرير- عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. (*) وأخرجه مسلم (7/188) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبوا أصحابي ... » الحديث. قال المِزّي: وهم عليهم في ذلك، إنما رووه عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، كذلك رواه الناس عنهم. -ثم ساق المزي أدلته على ذلك. (*) أخرجه ابن ماجة (161) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية -جميعا عن الأعمش- عن أبي صالح، عن أبي هريرة. فذكر الحديث. قال المزي: وقد وقع في بعض نسخ ابن ماجة (عن أبي هريرة) وهو وهم أيضا، وفي رواية إبراهيم بن دينار، عند ابن ماجة (عن أبي سعيد) على الصواب، لكن ابن دينار لم يذكره إلا من رواية وكيع وحده. انظر للمزيد (تحفة الأشراف) (4001) . الحديث: 6361 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 552 6362 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تسبُّوا أصحابي، لا تَسُبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنَّ أحدَكم أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُد ذَهَباً ما بلغ مُدّ أحدِهم ولا نَصِيفَهُ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2540) في فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/188) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي،وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وابن ماجة (161) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كُريب. قال: حدثنا أبو معاوية. جميعا عن الأعمش. والنسائي في فضائل الصحابة (204) قال: أخبرنا حفص بن عمر. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم. كلاهما - الأعمش، وعاصم - عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 6362 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 553 6363 - (ت) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لِيُبَلِّغ الحاضرُ الغائبَ، اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تَتَّخِذُوهُم غَرَضاً بعدي، فمن أحبَّهم فَبحبِّي أحبَّهم، ومَنْ أبغضَهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني، فقد آذى الله، ومن آذى الله، فيوشك أن يأخذه، ومن يأخذه الله فيوشك أَن لا يُفْلِتَه» . أخرجه الترمذي، ولم يذكر «لِيُبلّغ الحاضر الغائب» ، وانتهى حديثه عند قوله: «فيوشك أن يأخذه» (1) . [ص: 554] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغرض) : الهدف، أي: لا تجعلوهم هدفاً ترمونهم بأقوالكم. (أوشك) يوشك: إذا أسرع وقارب، والإيشاك والوَشْك: السرعة.   (1) رواه الترمذي رقم (3861) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 87، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/87) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا إبراهيم - يعني ابن سعد- وفي (5/54، 57) قال: حدثنا سعد بن إبراهيم بن سعد. وفي (5/55) قال: حدثنا عبد الله بن عون الخراز، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والترمذي (3862) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وسعد، ويعقوب - عن عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الرحمن بن زياد، أو عبد الرحمن بن عبد الله، فذكره. (*) في رواية يونس سماه - عبد الله بن عبد الرحمن. (*) في رواية يعقوب سماه -عبد الرحمن بن زياد. قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 6363 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 553 6364 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا رأيتم الذين يسبّون أصحابي، فقولوا: لعنةُ الله على شَرِّكم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3865) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، من حديث النضر بن حماد عن سيف بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وإسناده ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث منكر لا نعرفه من حديث عبيد الله ابن عمر إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3866) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن نافع، قال: حدثنا النضر ابن حماد، قال: حدثنا سيف بن عمر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث منكر، لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلا من هذا الوجه. والنضر مجهول. وسيف مجهول. الحديث: 6364 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 554 6365 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قال عروةُ: قالت لي عائشة: «يا ابنَ أُختي، أُمِرُوا أَن يستغفِروا لأصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَسَبُّوهم» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (3022) في التفسير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/241) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - أبو معاوية، وأبو أسامة - عن هشام بن عُروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6365 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 554 6366 - () جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قيل لعائشةَ: «إن ناساً يَتَنَاوَلون أصحابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، حتى أبا بكر وعمر، فقالتْ: وما تَعْجَبون من هذا؟ انقطع عنهم العملُ، فأحبَّ الله أن لا يقطعَ عنهم الأجْرَ» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 6366 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 554 نوعٌ ثالث 6367 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «صلّينا المغربَ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نُصَلِّيَ معه العشاءَ، قال: فجلسنا، فخرج علينا، فقال: ما زلتم هاهنا؟ قلنا: يا رسولَ الله، صلَّيْنا مَعَكَ المغربَ، ثم قلنا: نجلس حتى نصلِّي مَعَكَ العشاءَ، قال: أحسنتم - أو أَصَبْتُم - قال: فرفع رأسَهُ إِلى السماء - وكان كثيراً ما (1) يرفع رأسه إلى السماء - فقال: النجومُ أمَنَةُ السماءِ، فإذا ذهبت النجومُ أتى السماءَ ما تُوعَدُ، وأَنا أمَنَة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يوعَدون، وأصحابي أمَنة لأمَّتي، فإذا ذهبَ أصحابي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ» . أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أمَنَة السماء) : الأمَنَةُ: جمع أمين، وهو الحافِظُ، أي: إن الملائكة حفظة السماء. (أتى السماء ما توعد) : إشارة إلى انشقاقها وذهابها. (أتى أصحابي ما يوعدون) إشارة إلى وقوع الفتن، ومجيء الشر عند ذهاب أهل الخير، فإنه لما كان - صلى الله عليه وسلم- بين أظهرهم كان يبيِّن لهم ما يختلفون [ص: 556] فيه، فلما فُقِد جَالت الآراء واختلفت، فكان الصحابة يُسنِدون الأمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في قول أو فعل أو دَلالة حال، فلما فُقد الصحابة قلَّ النور وقويت الظلمة.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: وكان كثيراً مما. (2) رقم (2531) في فضائل الصحابة، باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه عبد بن حميد (539) ، ومسلم (7/183) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن عمر بن أبان. أربعتهم - عبد بن حميد، وأبو بكر، وإسحاق، وعبد الله - عن حسين بن علي الجعفي، عن مجمع بن يحيى، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (4/398) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن مجمع بن يحيى، عن زيد بن جارية الأنصاري، قال: سمعته يذكره عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره. زاد فيه -زيد بن جارية. الحديث: 6367 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 555 6368 - (ت) بريدة [بن الحصيب] (1) - رضي الله عنه - قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من أحد من أصحابي يموتُ بأرض إلا بُعِثَ لهم نوراً وقائداً يومَ القيامة» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في المطبوع: أبو موسى الأشعري، وهو خطأ. (2) رقم (3864) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن مسلم أبي طيبة عن ابن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وهذا أصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3865) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن ناجية، عن عبد الله بن مسلم بن أبي طيبة، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. قال الترمذي: غريب، وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن مسلم بن أبي طيبة،عن ابن بريدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، وهذا أصح. الحديث: 6368 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 556 6369 - () سعيد بن المسيب - رحمه الله - أن عمرَ بنَ الخطاب قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «سألتُ رَبِّي عن اختلافِ أصحابي من بَعدي؟ فأوحى إِليَّ: يا محمدُ، إنَّ أصحابَكَ عندي بمنزلة النجوم في السماء، بعضُها أقوى من بعض، ولكلّ نُور، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هُدى» . قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أصحابي كالنجومِ، فبأيِّهِم اقتديتم اهتديتم» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والشطر الأول من الحديث إلى قوله: " فهو عندي على هدى "، ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه [ص: 557] للسجزي في " الإبانة " وابن عساكر، وهو حديث ضعيف، والشطر الثاني من الحديث: " أصحابي كالنجوم "، رواه ابن عبد البر في " جامع العلم " 2 / 91 من حديث سلام بن سليم عن الحارث ابن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكره، وإسناده ضعيف، وقد روي الحديث من عدة وجوه ولا يخلو إسناده من ضعف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول. عزاه السيوطي في الجامع الصغير للسجزي في الإبانة ولابن عساكر. الحديث: 6369 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 556 الفصل الثاني: في تفصيل فضائلهم ومناقبهم ، وفيه فرعان الفرع الأول: فيما اشترك فيه جماعة منهم ، وفيه سبعة أنواع نوعٌ أول 6370 - (د ت) سعيد بن زيد (1) - رضي الله عنه - قال رِياح (2) بن الحارث: «كنتُ قاعداً عند فلان (3) في الكوفة في المسجد، وعنده أهلُ الكوفة، فجاء سعيدُ بنُ زيد بن عمرو بن نُفيل، فرّحب به وحيَّاه، وأقعده عند رجله على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيسُ بنُ علقمةَ، فاستقبله، فسَبَّ وسَبَّ، فقال سعيد: من يَسُبُّ هذا الرجلُ؟ قال: يَسُبُّ [ص: 558] علياً، فقال: ألا أرى أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يُسَبُّون عندك، ثم لا تُنكِرُ ولا تُغَيِّر؟ أنا سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - وإني لَغَنِيّ أن أقول عليه ما لم يقل، فيسأَلني عنه غداً إذا لقيتُهُ -: أبو بكر في الجنةِ، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنةِ، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزبيرُ في الجنة، وسعدُ بنُ مالك في الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنةِ، وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجرَّاح في الجنةِ، وسكت عن العاشر. قالوا: ومن هو العاشر؟ فقال سعيدُ بنُ زيد - يعني نَفْسَهُ - ثم قال: والله لَمشْهَدُ رجل منهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَغْبَرُّ فيه وجهُه خير من عَمَلِ أحدِكم ولو عُمِّر عُمُرَ نوح» . زاد رزين: ثم قال: «لا جَرَمَ لمَّا انقطعتْ أعمارهم: أرادَ الله أن لا يَقْطَعَ الأجرَ عنهم إلى يوم القيامة، والشَّقِيّ من أَبْغَضَهم، والسعيدُ مَن أحبَّهم» . وفي رواية عبد الرحمن بن الأخنس (4) «أنه كان في المسجد، فذكر رجل عليّاً، فقام سعيدُ بنُ زيد، فقال: أشْهَدُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أني سمعتُه يقول: عشرة في الجنة: النبيُّ في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحةُ بنُ عبيد الله في الجنة، والزبيرُ بنُ العوام في [ص: 559] الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنة، وسعدُ بنُ مالك في الجنة، ولو شئتُ لَسمَّيتُ العاشر، قال (5) : فقالوا: مَن هو؟ فسكتَ (6) ، فقالوا: مَنْ هو؟ قال: سعيدُ بنُ زيد» . وفي رواية عبد الله بن ظالم المازني (7) قال: سمعتُ سعيدَ بنَ زيد [بن عمرو بن نُفَيل] «لما قَدِمَ فلان الكوفة قامَ فلان خطيباً (8) ، فأخذ بيدي سعيد بن زيد (9) ، فقال: ألا تَرى إلى هذا الظالم (10) ؟ فأَشْهَدُ على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدتُ على العاشر لم إِيْثَمْ - قال ابن إدريس: والعربُ تقول: إِيثم، وآثم - قلتُ: ومَنِ التسعةُ؟ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو على حِرَاء: أثبتْ حِرَاءُ، إنه ليس عليك إلا نبي أو صِدِّيق أو شهيد. قلتُ: ومن التسعة؟ قال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمرُ، وعثمان، وعليّ، وطلحةُ، والزبيرُ، وسعدُ بن أبي وَقَّاص، وعبد الرحمن بنُ عوف، قلتُ: ومَن العاشر؟ فَتَلَكَّأ هُنَيْهَة، ثم قال: أنا» أخرجه أبو داود. [ص: 560] وأَخرج الترمذي الرواية الآخرة، وأول حديثه قال: «أشْهَدُ على التسعة أنهم في الجنة ... » وذكره. وله في أخرى عن عبد الرحمن بن الأخنس عن سعيد بن زيد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحوه بمعناه، هكذا قال، ولم يذكر لفظه. وله في أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعلي، وعثمان، والزبير، وطلحةُ، وعبد الرحمن، وأبو عبيدَة، وسعدُ بنُ أبي وقَّاص، قال: فعدَّ هؤلاء التسعة، وسكتَ عن العاشر، فقال القوم: نَنْشُدُكَ الله يا أَبا الأعور (11) ، مَن العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أَبو الأعور في الجنة، قال: هو سعيدُ بنُ زيد بن عمرو بن نفيل» ، قال الترمذي: وسمعتُ محمدَ بن إسماعيل يقول: هذا الحديث أصح من الأول - يعني به: الحديث الذي يجيء بعدَ هذا عن عبد الرحمن بن عوف (12) . [ص: 561] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم إيثم) لغة لبعض العرب، يقولون: إيثَم مكان: آثَم. (فتلكأ) أي: توقَّف في الشيء يريد أن يقوله أو يفعله. (نَنْشُدُك) ، نشدتُه أنشُدُه: إذا سألتَه وأقسمت عليه. (حراء) جبل بمكة، وأصحاب الحديث يقصرونه، وأكثرهم يفتح الحاء، ويكسر الراء، كذا قال الخطابي، قال: وذلك غلط منهم في ثلاثة مواضع يفتحون الحاء وهي مكسورة، ويكسرون الراء وهي مفتوحة، ويقصرون الكلمة وهي ممدودة.   (1) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أبو الأعور رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة. (2) في المطبوع: رباح، بالموحدة، وفتح الراء، وهو خطأ. (3) قال في " فتح الودود ": هو المغيرة بن شعبة. (4) هو عبد الرحمن بن الأخنس الكوفي الذي يروي عن سعيد بن زيد رضي الله عنه. (5) أي عبد الرحمن بن الأخنس. (6) أي سعيد بن زيد رضي الله عنه. (7) في المطبوع: عبد الله بن زيد المازني، وهو خطأ، والتصحيح من " سنن أبي داود ". (8) فلان الأول: معاوية بن أبي سفيان، وفلان الخطيب: المغيرة بن شعبة. (9) القائل: عبد الله بن ظالم التميمي المازني الراوي عن سعيد بن زيد. (10) يعني المغيرة بن شعبة الخطيب، قال بعض العلماء: كان في الخطبة تعريض بسب علي رضي الله عنه، أو بتفضيل معاوية عليه، ولذلك قال سعيد ما قال. (11) هي كنية سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه. (12) رواه أبو داود رقم (4648) و (4649) و (4650) في السنة، باب في الخلفاء، والترمذي رقم (3749) و (3758) في المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة، وباب مناقب سعيد بن زيد، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (1/188) (1631) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/188) (1637) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وأبو داود (4649) قال: حدثنا حفص بن عُمر النِمري، والترمذي (3757) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا الحجاج بن محمد. والنسائي في فضائل الصحابة (106) قال: أخبرنا حَاجب بن سُليمان، عن وكيع. أربعتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وحفص بن عمر - قالوا: حدثنا شُعبة. 2 - وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (53) قال: أخبرنا عَبدة بن عبد الله، والقاسم بن زكريا، عن حسين، عن زائدة. وفي (100) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد. كلاهما - زائدة، وعبد الواحد - عن الحسن بن عُبيد الله. كلاهما - شعبة، والحسن بن عبيد الله - عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن عبد الرحمن بن الأخنس، فذكره. (*) رواية زائدة: «اهتز حراء. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اثبت حراء، فليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد. وعليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأنا» . (*) وقع في المطبوع من سنن الترمذي: (الحر بن الصَّبَّاح - بالموحدة - وسعيد بن يزيد، وصوابه: الحر بن الصياح- بالمثناة - وسعيد بن زيد) . تحفة الأشراف (4459) . (*) وقع في المطبوع من فضائل الصحابة في رواية زائدة قال: عن حسين بن عبيد الله. وفي رواية عبد الواحد: عن الحسن بن عُبيد، والظاهر أن كلاهما خطأ. والصواب عن الحسن بن عبيد الله، كما في تحفة الأشراف حديث رقم (4459) ولا يوجد في رُواة الكتب الستة أحد باسم حسين بن عُبيد الله، أو الحسن بن عُبيد. وعن رِياح بن الحارث، سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل يقول: أخرجه أحمد (1/187) (1629) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (4650) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وابن ماجة (133) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس، والنسائي في فضائل الصحابة (115) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن عُبيد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4455) عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد. أربعتهم - يحيى، وعبد الواحد، وعيسى بن يونس، ومحمد بن عُبيد- عن صدقة بن المثنى النخعي، قال: حدثني جدي رياح بن الحارث، فذكره. وعن حميد بن عبد الرحمن، أن سعيد بن زيد حدثه، في نفر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال .... أخرجه الترمذي (3748) قال: حدثنا صالح بن مِسمار المَروزي. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (4454) عن محمد بن أبان البلخي. كلاهما - صالح، ومحمد بن أبان - عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمرو بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، فذكره. وعن عبد الله بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أنه قال: أشهد على التسعة، إنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم. أخرجه الحميدي (84) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/188) (1638) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/189) (1644) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفي (1/189) (1645) قال: حدثنا مُعاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (4648) قال: حدثنا محمد بن العلاء، عن ابن إدريس. وابن ماجة (134) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. والترمذي (3757) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي في فضائل الصحابة (101) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (104) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس. وفي الكبرى (الورقة 108- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن إدريس. سبعتهم - سفيان، وشعبة، وعلي بن عاصم، وزائدة، وابن إدريس، وهُشيم، وجرير- عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم المازني، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (4648) ، والنسائي في فضائل الصحابة (104) . قال أبو داود: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس، عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، وذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد الله بن ظالم، قال: سمعت سعيد بن زيد ... فذكر الحديث. (*) أخرجه النسائي في فضائل الصحابة (102) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا قاسم الجرمي، وفي الكبرى (الورقة 108- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد. كلاهما - قاسم الجرمي، وعبيد الله بن سعيد- قالا: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ابن حَيان، عن عبد الله بن ظالم، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (1/187) (1630) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سُفيان، عن حصين، ومنصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد، قال وكيع مرة: قال منصور، عن سعيد بن زيد، وقال مرة: حصين، عن ابن ظالم، عن سعيد بن زيد ... فذكر الحديث. الحديث: 6370 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 557 6371 - (ت) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزُّبيرُ في الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنة، وسعدُ بنُ أبي وَقَّاص في الجنة، وسعيدُ بنُ زيد في الجنة، وأبو عبيدةَ بنُ الجراح في الجنة» . وفي رواية عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-[نحوه] ، ولم يذكر عبد الرحمن بن عوف. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3748) في المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/193) (1675) ، والترمذي (3747) . والنسائي في فضائل الصحابة (91) ثلاثتهم عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه الترمذي (3748) قال: أخبرنا أبو مصعب قراءة عن عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، ولم يذكر فيه -عن عبد الرحمن بن عوف. الحديث: 6371 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 561 6372 - (خ م ت) أبو موسى الأَشعري - رضي الله عنه - أخبر أنه «توضأ في بيته، ثم خرج، فقال: لأَلْزَمَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ولأكوننّ معه يومي هذا، قال: فجاء المسجدَ، فسأَلَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالوا: خرج وَجْهَ هاهنا، قال: فخرجتُ على إثْرِهِ أسأَلُ عنه، حتى دخل بئرَ أرِيس، قال: فجلستُ عند الباب - وبابُها من جريد - حتى قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حاجَتَهُ وتوضأ، فقمتُ إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس، وتوَّسط قُفَّها، وكشفَ عن ساقيه، ودلاهما في البئر، قال: فسلَّمتُ عليه، ثم انصرفتُ فجلستُ عند الباب، فقلتُ: لأكوننَّ بوَّابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- اليومَ، فجاء أبو بكر فدفع البابَ، فقلتُ: مَن هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلتُ: على رِسْلِك، قال: ثم ذهبتُ فقلتُ: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذِنُ؟ فقال: ائذن لَهُ، وَبَشِّرْهُ بالجنة، فأقبلتُ حتى قلتُ لأبي بكر: ادخل، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُبشِّرُك بالجنة، قال: فدخل أبو بكر فجلس عن يمينِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- معه في القُّفّ، ودَلَّى رِجْليه في البئر، كما صنع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكشفَ عن ساقيه، ثم رجعتُ فجلستُ، وقد تركتُ أخي يتوضأ ويلحقني، فقلتُ: إن يُرِد الله بفلان - يعني أخاه - خيراً يأتِ به، فإِذا إنسان يحرِّك الباب، فقلتُ: من هذا؟ فقال: عمرُ بنُ الخطاب، فقلتُ: على رِسْلك، ثم جئتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسلَّمتُ عليه، [ص: 563] وقلتُ: هذا عمرُ يستأذن؟ فقال: ائذن له، وبَشِّرْهُ بالجنة، فجئتُ عمر، فقلتُ: ادن ادخل، ويبشِّرُك رسولُ الله بالجنة، فدخل فجلس معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في القُفِّ عن يساره، ودلَّى رِجْلَيْهِ في البئر، ثم رَجَعْتُ فجلستُ، فقلتُ: إِن يُردِ الله بفلان خيراً - يعني أخاه - يأتِ به، فجاء إنسان، فحرَّك الباب، فقلتُ: من هذا؟ فقال: عثمانُ بنُ عفّان، فقلتُ: على رِسْلِك، قال: وجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبرتُه فقال: ائذن له، وبشِّره بالجنة مع بَلْوَى تُصيبُه، قال: فجئتُ فقلتُ: ادخُل، ويبشِّركَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالجنة بعد بلوى تصيبك، قال: فدخل فوجد القُفَّ قد مُلِئَ، فجلس وِجَهاهم من الشِّقِّ الآخر» . قال سعيد بن المسيب: فأوَّلت ذلك قبورَهم اجتمعتْ هاهنا، وانفرد عثمانُ عنهم. وفي رواية قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى حائط من حوائطِ المدينةِ لحاجته، وخرجتُ في أثره، فلما دخلَ الحائطَ جلستُ على بابه، وقلتُ: لأكوننَّ اليومَ بوَّابَ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلم يأمرني، وذهب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وقضى حاجتَه، وجلس على قُفّ البئر ... » وذكر الحديث. وفي رواية «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل حائطاً، وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل ... » وذكر الحديث، وفيه «أن عثمانَ قال - حين بشّره -: اللهم صبراً، أو الله المستعان» وفيه «أن كُلَّ واحد منهم قال حين بشره [بالجنة] : [ص: 564] الحمد لله» وفيه «أن عثمان قال: الحمدُ لله، الله المُستعان» وفيه «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان قد كشف عن ركبتيْه، فلما دخل عثمان غطّاهما» . وفي أخرى: «بينما أنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في حائط من حوائط المدينة ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد في مكان فيه ماء، مُتّكئ يَرْكُزُ بعود معه بين الماء والطين، إِذ استفتح رجل ... » وساق الحديث. أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قال: «انطلقتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فدخل حائطاً للأنصار، فقضى حاجته، فقال لي: يا أبا موسى، امْلِكْ عليَّ البابَ، لا يدخلنَّ عليَّ أحد إِلا بإِذْن، فجاء رجل، فضربَ البابَ، فقلتُ: مَن هذا؟ قال: أبو بكر، فقلتُ: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذن له، وبشّره بالجنة، فدخل، وجاء رجل آخَرُ، فضربَ الباب، قلتُ: من هذا؟ قال: عمرُ، فقلتُ: هذا عمرُ يا رسول الله يستأذن، فقال: افْتَحْ له، وبشره بالجنة، فجاء رجل آخَرُ فضرب الباب، فقلتُ: من هذا؟ فقال: عثمان، قلتُ: يا رسول الله، هذا عثمان يستأذن، قال: افتح له، وبشِّره بالجنة على بلوى تُصيبُه» (1) . [ص: 565] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جريد) الجريد، جمع جريدة، وهي سَعَف النَّخْل. (قُفُّها) القُفُّ: ما ارتفع من متن الأرض، وهو هاهنا: جدار مبنيٌّ مرتفع حول البئر كالدكة، يتمكَّن الجالس عليه من الجلوس. (على رِسْلِك) تقول: افعل هذا على رِسْلك - بكسر الراء - وكُنْ على رِسلك، أي: على هينتك وتأنِّيك. (وجاههم) وِجاه الشيء - بكسر الواو وضمها - مقابله وحذاؤه.   (1) رواه البخاري 13 / 42 في الفتن، باب الفتنة تموج كالبحر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وباب مناقب عمر ابن الخطاب، وباب مناقب عثمان، وفي الأدب، باب نكت العود في الماء والطين، ومسلم رقم (2403) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، والترمذي رقم (3711) في المناقب، باب رقم (61) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/10) قال: حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن. قال: حدثنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا سليمان. وفي (9/69) ، وفي الأدب المفرد (1151) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر. ومسلم (7/118، 119) قال: حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، قال: حدثنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا سليمان، وهو ابن بلال. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا حسن بن علي الحلواني، وأبو بكر ابن إسحاق. قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير. كلاهما - سليمان، ومحمد بن جعفر - عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، فذكره. وعن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري. قال: «بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حائط من حائط المدينة وهو متكئ..» . أخرجه أحمد (4/393) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة. وفي (4/406) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعد، عن عثمان بن غياث. وفي (4/406) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عثمان - يعني ابن غياث -وعبد بن حميد (555) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. عن قتادة والبخاري (5/16) قال حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني عثمان بن غياث. وفي (5/17) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد. عن أيوب (ح) قال حماد: وحدثنا عاصم الأحول، وعلي بن الحكم. وفي (8/59) وفي الأدب المفرد (965) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. عن عثمان بن غياث. وفي (9/110) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. ومسلم (7/117) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن عثمان بن غياث. وفي (7/118) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. الحديث: 6372 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 562 6373 - (ت) عقبة بن علقمة اليشكري قال: سمعتُ علي بن أبي طالب يقول: سمعتْ أُذُني من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «طلحةُ والزبيرُ جَارَايَ في الجنة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3741) في المناقب، باب مناقب طلحة بن عبيد الله، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3741) قال:ثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن ابن منصور العنزي، عن عقبة بن علقمة اليشكري، فذكره قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 6373 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 565 6374 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الجنة تَشْتَاقُ إلى ثلاثة: عليّ، وعمّار، وسَلْمَانَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3798) في المناقب، باب مناقب سلمان الفارسي رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح. أقول: وفي سنده أبو ربيعة الأيادي، قال الحافظ في " لسان الميزان ": قال أبو حاتم: منكر الحديث، والحسن البصري رواه بالعنعنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3797) قال ثنا سفيان بن وكيع،قال:ثنا أبي، عن الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة الإيادي، عن الحسن، فذكره. قال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح. قلت: وشيخه قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث. الحديث: 6374 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 565 نوعٌ ثان 6375 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كان على حِرَاء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركتِ الصخرةُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اهدأْ، فما عليكَ إِلا نبيّ، أو صِدِّيق، أو شهيد» . وفي رواية «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان على جبلِ حراء، فتحرَّك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اسْكنْ حِراءُ، فما عليك إلا نبيّ، أو صِدِّيق، أو شهيد، وعليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمر، وعثمانُ، وطلحةُ، والزبيرُ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاص» زاد في رواية بعد «عثمان» : «وعليّ» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي مثل الأولى، وقال: «اهدأْ، فما عليكَ إلا نبيّ، أو صِدِّيق، أو شَهيد» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2417) في فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير، والترمذي رقم (3698) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/419) قال:حدثنا قتيبة. قال:حدثنا عبد العزيز. ومسلم (7/128) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا عبد العزيز- يعني ابن محمد-. (ح) وحدثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس وأحمد بن يوسف الأزدي. قالا:حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال:حدثني سليمان ابن بلال، عن يحيى بن سعيد. والترمذي (3696) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. قال حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في فضائل الصحابة (103) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز. كلاهما - عبد العزيز بن محمد، ويحيى بن سعيد- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. (*) في رواية يحيى بن سعيد زاد: (وسعد بن أبي وقاص) . الحديث: 6375 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 566 6376 - (خ د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «صَعِد أُحُداً وأبو بكر وعمر وعثمان، فَرَجَفَ بهم، فقال: اثبتْ أحُدُ - أُراه ضربه برجله - فإنما عليك نبيّ وصِدِّيق وشَهيدَانِ» . وفي رواية «اثْبُتْ، فما عليك إِلا نبيّ أو صِدِّيق أو شهيد» أخرجه [ص: 567] البخاري، وأبو داود، والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اهدَهْ) اهده: أمر للجبل بالهدوء، وهو السكون والهاء للسكت.   (1) رواه البخاري 7 / 32 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، وباب مناقب عمر بن الخطاب، وباب مناقب عثمان بن عفان وأبو داود رقم (4651) في السنة، باب في الخلف، والترمذي رقم (3697) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/112) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه البخاري (5/11) والترمذي (3697) قالا: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. والبخاري (5/14) . وأبو داود (4651) قالا: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والبخاري (5/19) وأبو داود (4651) قالا: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والبخاري (5/14) قال قال لي خليفة: حدثنا محمد بن سواء. كهمس بن المنهال. والنسائي في (فضائل الصحابة) (32) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، ويحيى. أربعتهم - يحيى، ويزيد، وابن سواء، وكهمس - عن سعيد بن أبي عروبة. كلاهما - شعبة، وسعد - عن قتادة، فذكره. الحديث: 6376 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 566 نوعٌ ثالث 6377 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَرْحَمُ أُمَّتي بأُمَّتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمرِ الله عمرُ، وأشدُّهم حَياء عثمانُ، وأقْضَاهم عليّ، وأعلمهم بالحلال والحرام مُعاذ بن جبل، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابت، وأَقرؤهم أُبيُّ بنُ كعب، ولكلِّ قوم أمين، وأمينُ هذه الأُمَّة أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح، وما أظلّت الخضراءُ، ولا أقلَّت الغبراءُ أصدقَ لهجة من أبي ذرّ، أشبهَ عيسى عليه السلام في وَرَعِه، قال عمر: أَفَنَعْرِفُ له ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، فاعرِفوا له» . أخرجه الترمذي مفرَّقاً في موضعين، أحدهما إلى قوله: «أبو عبيدة بن [ص: 568] الجراح» (1) والآخر إلى آخره عن أبي ذرّ (2) . وأورده رزين هكذا حديثاً واحداً. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أظلَّت الخضراء) الخضراء: السماء، وإظلالها: تغطيتها لما تحتها. (أقلَّت الغبراء) الغبراء: الأرض، لأن الغُبرة لونها، كما أن الخُضْرة لون السماء حيث هي زرقاء، والزُّرقة البعيدة كالخضرة، وإقلال الأرض: حملها لما فوقها. (لهجة) اللهجة: اللسان والنُّطق.   (1) رواه الترمذي رقم (3793) و (3794) في المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب معاذ وزيد وأبي بن كعب وأبي عبيدة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. (2) رواه الترمذي رقم (3804) في المناقب، باب مناقب أبي ذر رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، ورواه بنحوه أيضاً الترمذي رقم (3803) ، في المناقب، وأحمد في " المسند " 2 / 164 من حديث عبد الله بن عمرو، و 5 / 197 و 6 / 442 من حديث أبي الدرداء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (3/184) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (3/281) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (154) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد. وفي (155) قال: حدثنا على بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، والترمذي (3791) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي في فضائل الصحابة (138) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب. وفي (182) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الوهاب. ثلاثتهم -سفيان، ووهيب، وعبد الوهاب - عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، فذكره. الحديث: 6377 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 567 6378 - (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - ذُكِرَ عنده عبد الله بنُ مسعود، فقال: لا أزال أُحِبُّه، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «خُذوا القرآن من أربعة: من عبد الله، وسالم، ومعاذ، وأُبيِّ بن كعب» . [ص: 569] وفي رواية «اسْتَقْرِئُوا القرآنَ من أربعة: من ابنِ مسعود - فبدأَ به - وسالم مولى أبي حذيفةَ، ومعاذ، وأُبيّ» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خُذُوا القرآنَ من أربعة: من ابنِ مسعود، وأُبيِّ بن كعب، ومعاذِ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفةَ» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 42 و 43 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سالم، وباب مناقب معاذ بن جبل، وباب مناقب أبي بن كعب، ومسلم رقم (2464) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأمه، والترمذي رقم (3812) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/163) (5623) قال: حدثنا يعلى. وفي (2/189) (6767) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/190) (6786) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/190) (6790) . و (2/191) (6795) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (5/34) قال: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة. ومسلم (7/147) و (149) قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالوا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وزهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار قالا: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر. كلاهما عن شعبة. والترمذي (3810) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائى في فضائل الصحابة (137) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، عن أبي معاوية. وفي فضائل الصحابة (174) . وفضائل القرآن (26) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. خمستهم- يعلى بن عبيد، وشعبة، وأبو معاوية، ووكيع، وجرير بن عبد الحميد - عن سليمان الأعمش، قال: سمعت أبا وائل. 2- وأخرجه أحمد (2/195) (6838) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وهاشم بن القاسم. والبخاري (5/34) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/45) قال: حدثني محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. (ح) وحدثنا أبو الوليد. وفي (6/229) قال: حدثنا حفص بن عمر. ومسلم (7/149) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي في فضائل الصحابة (125) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد. وفي (155) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن وعبد الله بن محمد، عن حجاج. وفي فضائل القرآن (21) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا خالد. تسعتهم - محمد بن جعفر غندر، وهاشم، وسليمان بن حرب، وأبو الوليد، وحفص، ومعاذ بن معاذ، وبهز، وحجاج بن محمد، وخالد بن الحارث- عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم. كلاهما عن مسروق، فذكره. الحديث: 6378 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 568 6379 - (ت) يزيد بن عَميرةَ - رحمه الله - قال: لما حضر معاذَ بن جبل الموتُ قيل له: يا أبا عبد الرحمنِ، أَوْصِنا، قال: «أَجلسُوني ففعلنا، فقال: إنَّ العلمَ والإيمانَ مكانَهما، مَن ابْتَغاهما وجدَهما - يقول ذلك ثلاث مرات - التمسوا العلم عند أربعةِ رَهْط: عندَ عُوَيمر أبي الدَّرْدَاءِ، وعند سَلْمَانَ الفارسيِّ - زاد رزين: صاحبِ الكتابين: الإنجيل والقرآنِ، ثم اتفقا - وعندَ [عبد الله] بنِ مسعود، و [عبد الله] بنِ سَلام الذي كان يهودياً فأسلم: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنه عَاشِرُ عشرة في الجنة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3806) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب وفي الباب عن سعد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/242) .والترمذي (3804) والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11368) . ثلاثتهم - أحمد،والترمذي، والنسائى - عن قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6379 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 569 6380 - (خ م) علقمة - رحمه الله - قال: «قَدِمتُ الشامَ، فصلَّيتُ رَكْعَتين، ثم قلتُ: اللهم يَسِّر لي جليساً صالحاً، فأتيتُ قوماً فجلستُ إليهم، فإذا شيخ قد جاء جلس إلى جنبي، قلتُ: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداءِ، فقلتُ: إني دَعَوْتُ الله أن يُيَسِّرَ لي جليساً صالحاً، فيسَّرَكَ لي، قال: ممن أنتَ؟ قلتُ: من أهل الكوفة، قال: أو ليس فيكم ابنُ أمِّ عبد صاحبُ النَّعلين والوِسادة والمِطْهرة - يعني: ابنَ مسعود -؟ وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيّه - يعني: عماراً؟ - أو ليس فيكم صاحبُ سِرِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه أَحَد غيرُه - يعني حُذيفةَ -؟ ثم قال: كيف يقرأ عبد الله {وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى} فقرأتُ {وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَى. وَالذَّكَرِ وَالأُنثَى} (1) ، قال: والله لقد أقرأَنِيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من فيه إلى فيَّ» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري نحوه، وفيه «أليس فيكم - أو منكم - صاحب السِّرِّ الذي لا يعلم غيره، يعني حذيفة، قال: قلتُ: بلى، قال: أليس فيكم - أو منكم - الذي أجاره الله على لسان نبيه، يعني من الشيطان؟ - يعني عماراً - قال: بلى، قال: أو ليس فيكم - أو منكم - صاحبُ السِّوَاك؟ - أو السِّوَاد - قال: بلى، [ص: 571] قال: كيف كان عبد الله يقرأ: {وَاللَّيلِ إِذا يَغْشَى. والنَّهارِ إِذا تَجَلَّى} ؟ قلتُ: {وَالذَّكَرِ وَالأُنثى} قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يَسْتَنْزِلُوني (2) عن شيء سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السِّواد) السِّواد، بكسر السين: السِّرار، تقول: ساوَدْتُه مساوَدَةً وسِواداً، فكأنه من إدناء سوادِك من سوَاده، وهو الشخص.   (1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 543: وفي رواية سفيان، فقرأت: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى} وهذا صريح في أن ابن مسعود كان يقرؤها كذلك، وفي رواية إسرائيل عن مغيرة {والليل إذا يغشى. والذكر والأنثى} بحذف {والنهار إذا تجلى} كذا في رواية أبي ذر، وأثبتها الباقون. (2) وفي رواية عند البخاري ومسلم: وهؤلاء يريدونني على أن اقرأ {وما خلق الذكر والأنثى} والله لا أتابعهم، قال الحافظ في " الفتح " 8 / 543: هذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر هنا، ومن عداهم قرؤوا {وما خلق الذكر والأنثى} وعليه استقر الأمر، مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه، ولعل هذا ممن نسخت تلاوته، ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه، والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود، وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء، ولم يقرأ أحد منهم بهذا، فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت. (3) رواه البخاري 7 / 71 - 73 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما، ومناقب عبد الله بن مسعود، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الاستئذان، باب من ألقى له وسادة، وأخرج مسلم الجزء الذي يتعلق بالقراءة فقط رقم (824) في صلاة المسافرين، باب ما يتعلق بالقراءات، ورواه الترمذي أيضاً بمثل رواية مسلم (2940) في القراءات، باب ومن سورة الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. قلت: ولا يروي علقمة عن أبي الدرداء في الأصول غير هذا الحديث. الحديث: 6380 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 570 6381 - (ت) خيثمة بن أبي سَبرة - رحمه الله - قال: «أتيتُ المدينة فسألت الله أن يُيَسِّر لي جليساً صالحاً، فيسَّرَ لي أبا هريرة، فجلستُ إليه، فقلت له: إني سألتُ الله أن يُيَسِّر لي جليساً صالحاً، فَوُفِّقْتَ لِي، فقال لي: من أين أنتَ؟ قلت: من أهل الكوفة، جئتُ ألتمس الخيرَ وأطلُبه، فقال: [ص: 572] أليس فيكم سعدُ بنُ مالك مُجابُ الدعوة؟ وابنُ مسعود، صاحبُ طَهورِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ونعليه؟ وحذيفةُ، صاحبُ سِرِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ وعَمَّارُ الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيِّه؟ وسَلْمَانُ، صاحبُ الكتابين؟ قال قتادة: والكتابان: الإنجيل والقرآن» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3813) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3811) قال: حدثنا الجراح بن مخلد البصري. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن خيثمة بن أبي سبرة، فذكره. الحديث: 6381 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 571 6382 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رَحِمَ الله أبا بكر، زوَّجني ابنتَه، وَحَمَلَني إلى دار الهجرة، وصحبني في الغار، وأَعتَقَ بلالاً من ماله، رحم الله عمر، يقول الحق وإن كان مُرّاً، تَرَكه الحقُّ [وما له من صديق] ، رحم الله عثمان، تَسْتَحِي منه الملائكة، رحم الله علياً، اللهم أَدِرِ الحقَّ معه حيث دار» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3715) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3714) قال:حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، قال: حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد،قال:حدثنا المختار بن نافع،قال: حدثنا أبو حيان التيمي، عن أبيه، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والمختار بن نافع شيخ بصري كثير الغرائب. وأبو حيان التيمي اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، كوفي، ثقة. الحديث: 6382 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 572 6383 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا جلوساً عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني لا أدري ما قَدْرُ بقائي فيكم، فَاقتَدُوا باللَّذَين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمرَ، واهتدوا بهدي عَمَّار، وما حدَّثكم [ص: 573] ابنُ مسعود فصدِّقوه» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهدي) : السَّمْت والطريقة والسِّيرة.   (1) رقم (3804) في المناقب، باب في مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه، ورواه أحمد في " المسند " 5 / 385 و 399 و 402، والحاكم 3 / 75، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (449) وأحمد (5/382) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن زائدة. والترمذي (3662) قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زائدة. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، وغير واحد قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. كلاهما - زائدة، وسفيان - عن عبد الملك بن عمير. 2- وأخرجه أحمد (5/385و402) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (97) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل. والترمذي (تحفة الأحوذي) (4/345) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، ومؤمل - قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي بن خراش. 3- وأخرجه الترمذي (3663) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد بن الأموي، قال حدثنا وكيع، وابن سالم أبي العلاء المرادي، عن عمرو بن هرم.. ثلاثتهم - عبد الملك، ومولى ربعي، وعمرو - عن ربعي، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (5/399) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا سالم المرادي، عن عمرو بن هرم الأزدي، عن أبي عبد الله، وربعي بن حراش، عن حذيفة، به. (*) زاد مولى ربعي، وعمرو: إني لست أدري ما قدر بقائي فيكم. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن. وكان سفيان بن عيينة يدلس في هذا الحديث، فربما ذكره عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، وربما لم يذكر فيه عن زائدة. الحديث: 6383 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 572 6384 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اقْتَدُوا بالَّلذَيْن من بعدي من أصحابي: أبي بكر وعمر، واهْتَدُوا بِهَدْي عَمَّار، وتَمَسَّكُوا بعهدِ ابنِ مسعود» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3807) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 399 من حديث حذيفة وهو حديث حسن كما قال الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3805) قال:حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه،عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، فذكره. (*) قال الترمذي:هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث، وأبو الزعراء اسمه عبد الله بن هانئ. الحديث: 6384 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 573 نوعٌ رابع 6385 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُرِيَ الليلةَ رَجُل صَالح، كأنَّ أبا بكر نِيطَ برسول الله، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر، قال جابر: فلما قُمنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قلنا: أمَّا الرجلُ الصالحُ، فرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأما نَوْطُ بعضهم ببعض، فهم وُلاةُ الأمر الذي بعث الله به نبيّه - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 574] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نيط) نُطت هذا الأمر بفلان: أي علّقتُه به وضممتُه إليه.   (1) رقم (4636) في السنة، باب في الخلفاء من حديث الزهري عن عمرو بن أبان بن عثمان عن جابر، وعمرو بن أبان لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. قال الحافظ في " التهذيب ": قال ابن حبان: روى عن جابر ولا أدري أسمع منه أم لا، وقال أبو داود: ورواه يونس وشعيب ولم يذكرا عمرو بن أبان، قال المنذري: فعلى هذا فالإسناد منقطع لأن الزهري لم يسمع من جابر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/355) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وأبو داود (4636) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. كلاهما - يزيد، وعمرو - قالا: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن ابن شهاب، عن عمرو بن أبان بن عثمان، فذكره. الحديث: 6385 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 573 6386 - (ت د) أبو بكرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال ذاتَ يوم: «مَن رأى الليلةَ رُؤْيا؟ فقال رجل: أنا، رأيتُ كأنَّ ميزاناً أُنزلَ من السماء، فَوُزِنْتَ أَنتَ وأبو بكر، فرَجَحْتَ أنتَ بأبي بكر، وَوُزِنَ عمرُ وأبو بكر، فرجحَ أبو بكر بعمرَ، وَوُزِنَ عمرُ بعثمان فرجح عمرُ بعثمانَ، ثم رُفعَ الميزان، قال: فرأينا الكراهيةَ في وجه النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود والترمذي (1) . وفي أخرى لأبي داود إلى قوله «ثم رفع الميزان» ، ثم قال: «فَاسْتاءَ لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعني: فساءه ذلك - فقال: خِلافةُ نُبُوَّة، ثم يؤتي الله عزَّ وجلَّ المُلْكَ مَن يشاء» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاستاء لها) استاء لهذا الأمر، أي: ساءه وحزنه، وهو افتعل من السوء، وقد جاء في بعض الحديث قال: «فاستالها» أي: أوَّلها، والوجه الأول.   (1) رواه أبو داود رقم (4634) في السنة، باب في الخلفاء، والترمذي رقم (2288) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. (2) رواه أبو داود رقم (4635) في السنة، باب في الخلفاء، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4634) قال:حدثنا محمد بن المثنى. والترمذي (2287) قال:حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في فضائل الصحابة (33) قال: أخبرنا محمد بن بشار. كلاهما - ابن المثنى،وابن بشار - عن محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا أشعث، عن الحسن، فذكره. قلت: والرواية الثانية: أخرجها أحمد (5/44) قال:حدثنا عبد الصمد. وفي (5/50) قال:حدثنا عفان. وفي (5/50) قال أبو عبد الرحمن: وجدت هذا الأحاديث في كتاب أبي بخط يده حدثنا هوذة بن خليفة. وأبو داود (4635) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، وهوذة،وموسى - عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة،فذكره. الحديث: 6386 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 574 6387 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: «يا رسولَ الله، رأيتُ كأنَّ دَلْواً دُلِّيَ من السماء، فجاء أبو بكر، فأَخذ بِعَراقِيْها، فشرب شُرْباً ضعيفاً، ثم جاء عمرُ، فأخذ بعراقِيْها، فشرب حتى تَضلَّعَ، ثم جاء عثمانُ، فأخذ بعراقِيْها، فشرب حتى تضلَّعَ، ثم جاء عليّ، فأخذ بعراقِيْها، فَانْتشُطِتْ، وانْتُضِح عليه منها شيء» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بعراقِيْها) عراقي الدلو: عُراها، وهي جمع عَرْقُوة. (تضلع) شرب حتى تضلَّع، أي: حتى امتلأ رِيّاً. (فانتشطت) الأنشوطة: العقدة، والانتشاط: انحلال العقدة، ومنه أنشطت عقال البعير: إذا حللته. (انتضح) الانتضاح: رشاش الماء على الثوب ونحوه.   (1) رقم (4637) في السنة، باب في الخلفاء، وفي سنده عبد الرحمن الجرمي الأزدي والد أشعث لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والضياء في " المختارة "، وذكره الحافظ في " الفتح " وسكت عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/21) قال:حدثنا عبد الصمد،وعفان. وأبو داود (4637) قال:حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثني عفان بن مسلم. كلاهما - عبد الصمد، وعفان - قالا:حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6387 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 575 6388 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «رأيتُنِي دَخلْتُ الجنة، فإذا أنا بالرُّمَيْصَاءَ امرأةِ أبي طلحةَ، وسمعت خَشَفَة، فقلت: مَن هذا؟ فقالوا: هذا بلال، ورأيتُ قصراً بفِنائه [ص: 576] جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردتُ أن أدخُلَه فأنظرَ إليه، فذكرتُ غيرتَك، [قال] : فولّيتُ مدبراً، فبكى عمرُ، وقال: أعليك أغارُ يا رسول الله؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَشَفَة) الخَشَف، والخَشَفة: الصوت ليس بالعالي المرتفع، وقيل: الخَشْفَة - بالسكون - الصوت، وبالتحريك: الحركة.   (1) رواه البخاري 12 / 366 في التعبير، باب القصر في المنام، وباب الوضوء في المنام، وفي بدء الخلق، باب صفة الجنة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب، وفي النكاح، باب الغيرة، ومسلم رقم (2395) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6388 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 575 6389 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: «أصْبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فدعا بلالاً، فقال: [يا] بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلتُ الجنة [قَطُّ] إلا سمعتُ خَشْخَشتك أمامي، دخلتُ البارحةَ، فسمعتُ خَشْخَشتك أمامي، فأتيتُ على قصر مُرَبَّع مشرِف من ذهب، فقلتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من العرب، فقلتُ: أنا عربيّ، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلتُ: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أُمَّةِ محمد، قلتُ: أنا محمَّد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمرَ بنِ الخطاب، فقال بلال: يا رسول الله، ما أذّنتُ قَطُّ إلا صلَّيتُ ركعتين، وما أصابني [ص: 577] حَدَث قَطُ إلا تَوضَّأتُ عنده (1) ، ورأيتُ أن لله عليَّ رَكْعتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: بهما» . قال الترمذي: ومعنى قوله: «دخلتُ الجنة البارحةَ» ، يعني: رأيتُ في المنام كأني دخلتُ الجنةَ، هكذا روي في بعض الحديث. أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خشخشتك) الخشخشة أيضاً: الصوت والحركة. (مشرِف) بناء مشرِف: له شُرَف في أعلاه.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: عندها. (2) رقم (3690) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: وهو هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن جابر ومعاذ وأنس وأبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/354) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/360) قال: حدثنا علي بن الحسن - وهو ابن شقيق -والترمذي (3689) قال حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد. وابن خزيمة (1209) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن شقيق. ثلاثتهم - زيد، وعلي بن الحسن، وعلي بن الحسين - عن الحسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 6389 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 576 نوعٌ خامس 6390 - (ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله - قال: «قلتُ لعائشة: أيُّ أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كان أحَبَّ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: أبو بكر، قلتُ: ثُمَّ مَن؟ قالت: عمرُ، قلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالت: أبو عُبيدةَ بنُ الجراح، قلتُ: ثُمَّ مَن؟ فسكتت» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3658) و (3760) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وباب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (102) في المقدمة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح: أخرجه أحمد (6 /218) قال:حدثنا إسماعيل، ويزيد. وابن ماجة (102) قال:حدثنا حدثنا علي بن محمد قال:حدثنا أبو أسامة. والترمذي (3657) قال:حدثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي. قال:حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في فضائل الصحابة (97) قال: أخبرنا عمران بن موسى، عن عبد الوارث. أربعتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، ويزيد بن هارون، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبد الوارث بن سعيد - عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، فذكره. الحديث: 6390 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 577 6391 - (خ م ت) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - «أَن رسول الله [ص: 578] صلى الله عليه وسلم- بعثه على جيش ذاتِ السَّلاسِل، قال: فأتيتُه فقلتُ: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: عائشةُ، فقلتُ: مِنَ الرجال؟ فقال: أبوها، قلتُ: ثم مَنْ؟ قال: عُمرُ بنُ الخطاب، فعدَّ رجالاً» . زاد في رواية: قال: «فسكتُّ مخافةَ أن يجعلَني في آخرهم» . وفي رواية قال: «قلتُ: لَسْتُ أسألكَ عن أهلك، إنما أسألُكَ عن أصحابك؟ قال: أبوها، قلتُ: ثم مَنْ؟ قال: عمرُ» (1) أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي إلى قوله «أبوها» (2) .   (1) هذه الرواية الأخيرة لم نجدها عند البخاري ومسلم والترمذي، ولعلها من زيادات الحميدي. (2) رواه البخاري 7 / 19 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي المغازي، باب غزوة ذات السلاسل، ومسلم رقم (2384) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه، والترمذي رقم (3879) في المناقب، باب من فضل عائشة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6391 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 577 6392 - (ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: «كنتُ جالساً إذْ جاء عليّ والعباسُ يستأذنان، فقالا: يا أسامةُ، استأذِنْ لنا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسولَ الله، عليّ والعباسُ يستأذنان، قال: أتدري ما جاء بهما؟ قلتُ: لا، قال: لكني أدري، ائْذَن لهما، فدخلا، فقالا: يا رسولَ الله، جئناك نسألك: أيُّ أهْلِكَ أحبُّ إليك؟ قال: فاطمةُ بنتُ محمد، قالا: ما جئناك (1) نسألك عن أهلك، قال: أحبُّ أهلي إليَّ: مَن [قد] أنْعَمَ [ص: 579] الله عليه وأنعمتُ عليه: أسامةُ بنُ زيد، قالا: ثم مَنْ؟ قال: [ثم] عليّ بن أبي طالب، فقال العباسُ: يا رسول الله جَعَلْتَ عمَّكَ آخرَهم، قال: إن علياً سبقَكَ بالهجرة» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في بعض النسخ الترمذي: جئناك. (2) رقم (3821) في المناقب، باب مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3819) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6392 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 578 6393 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تبارك وتعالى أمرني بحُبِّ أربعة، وأخبرني أنه يُحِبُّهم، قيل: يا رسولَ الله سَمِّهِمْ لنا، قال: عليٌّ منهم - يقول ذلك ثلاثاً - وأبو ذر، والمقدادُ، وسلمانُ، أمرني بحبِّهم، وأَخبرني أنه يُحِبُّهم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3720) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (149) في المقدمة، والحاكم 3 / 130 وقال: صحيح على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي فقال: ما خرج مسلم لأبي ربيعة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/351) قال:حدثنا ابن نمير. وفي (5/356) قال:حدثنا أسود بن عامر. وابن ماجة (149) قال:حدثنا إسماعيل بن موسى، وسويد بن سعيد،والترمذي (3718) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري بن بنت السدي. أربعتهم - ابن نمير، وأسود، وإسماعيل،وسويد - عن شريك، عن أبي ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، فذكره. قلت:تقدم الكلام في أبي ربيعة الإيادي. الحديث: 6393 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 579 نوعٌ سادس 6394 - (خ د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كُنَّا نُخَيِّر [بين الناس] في زمانِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، نُخيِّر أبا بكر، ثم عمَر، ثم عثمانَ» أخرجه البخاري. وله في رواية قال: «كُنَّا زمنَ النبي - صلى الله عليه وسلم- لا نَعْدِلُ بأبي بكر أحداً، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نتركُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لا نُفاضل بينهم» . وأخرج أبو داود الثانية، ولأبي داود «كنا نقولُ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 580] حَيّ: أَفْضَلَ أُمَّةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بعدَهُ: أبو بكر، ثم عمرُ، ثم عثمان» . وفي رواية الترمذي «كنا نقول ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حي: أبو بكر، وعمرُ، وعثمانُ» (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 14 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب عثمان بن عفان، وأبو داود رقم (4627) و (4628) في السنة، باب في التفضيل، والترمذي رقم (3707) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وانظر " الفتح " في شرح هذا الحديث 7 / 14 و 15. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ورواية يحيى بن سعيد «كنا نخير بين الناس في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، رضي الله عنهم» . ورواية الحارث بن عمير: «كنا نقول ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حي: أبو بكر، وعمر، وعثمان» . أخرجه البخاري (5/5) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا سليمان، عن يحيى بن سعيد. وفي (5/18) قال: حدثني محمد بن حاتم بن بزيع، قال: حدثنا شاذان، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبيد الله. وأبو داود (4627) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبيد الله. والترمذي (3707) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجابر قال: حدثنا الحارث بن عمير، عن عبيد الله بن عمر. كلاهما - يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبيد الله - عن نافع، فذكره. الحديث: 6394 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 579 نوعٌ سابع 6395 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نِعْمَ الرجلُ أبو بكر، نعم الرَّجُلُ عُمَرُ، نعم الرجل أبو عبيدةَ بنُ الجراح، نعم الرجل أُسَيْدُ ابنُ حُضَيْر، نعم الرجلُ ثابتُ بنُ قيس بن شمَّاس، نعم الرجل مُعاذُ بنُ جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجَموح» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3797) في المناقب، باب مناقب معاذ وزيد وأبي بن كعب وأبي عبيدة رضي الله عنهم، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سهيل، يعني سهيل ابن أبي صالح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح: أخرجه أحمد (2/419) قال: حدثنا قتيبة. قال:حدثنا عبد العزيز. والبخاري في الأب المفرد (337) قال:حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (3795) قال:حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في فضائل الصحابة (261) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال:حدثنا عبد الرحمن،.قال:حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم..وفي (139) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار. قال:حدثنا معافى بن عمران، عن سليمان بن بلال. ثلاثتهم - عبد العزيز بن محمد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وسليمان بن بلال - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره (*) زاد في رواية عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد العزيز بن أبي حازم: « ... قال: وبئس الرجل فلان. وبئس الرجل فلان» حتى عد سبعة. (*) في رواية عبد الرحمن:عن عبد العزيز بن أبي حازم: « ... نعم الرجل سهل بن بيضاء.» . قال عبد الرحمن: كذا قال: سهل بن بيضاء. الحديث: 6395 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 580 6396 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن كلَّ نَبيّ أُعطيَ سبعةَ نُجَبَاءَ رفقاء - أو [قال] : رُقَبَاءَ - وأعطيتُ أنا أربعةَ عَشَرَ، قلنا: مَنْ هم؟ قال: أنا، وابنايَ، وجعفر، وحمزةُ، [ص: 581] وأبو بكر، وعمرُ، ومُصْعَب بنُ عُمَير، وبلال، وسلمانُ، وعمارُ بنُ ياسر، وعبد الله بنُ مسعود، [وأبو ذر، والمقداد] » أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نجباء) النجباء: جمع نجيب، وهو الكريم من الرجال، المختار. (رقباء) الرقباء جمع رقيب، وهو الحافظ.   (1) رقم (3787) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين ابني علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم، وفي سنده كثير بن إسماعيل النواء وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن علي موقوفاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3785) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن كثير النواء، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجبة، فذكره. قلت: كثير النواء، ضعفوه، قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن علي موقوفا. الحديث: 6396 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 580 6397 - (خ) عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وما معه إلا خمسة أعْبُد وامرأتان وأبو بكر» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 17 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وباب إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/5) قال:حدثني أحمد بن أبي الطيب،وفي (5/58) قال:حدثني عبد الله بن جاد الآملي،قال:حدثني يحيى بن معين. كلاهما- أحمد، وابن معين - عن إسماعيل بن مجالد، عن بيان بن بشر، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن همام بن الحارث، فذكره. الحديث: 6397 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 581 6398 - (م) عائذ بن عمرو (1) «أن أبا سفيان أتى على سلمانَ وصهيب وبلال في نَفَر بالمدينة، فقالوا: ما أخذَتْ سُيوفُ الله من عُنُقِ عَدُوِّ الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخِ قريش وسيِّدِهم؟ فأتى أبو بكر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره، فقال: يا أبا بكر لعلَّك أغضبتَهم، لئن كنتَ أغضبتَهم لقد أغضبتَ ربك، فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إِخْوَتَاه أغضبتُكم؟ قالوا: لا، ثم قالوا: يغفر الله لَكَ يا أخي» . [ص: 582] أخرجه مسلم (2) .   (1) في المطبوع: عائذ الله بن عبد الله بن عمرو، وهو خطأ. (2) رقم (2504) في فضائل الصحابة، باب من فضائل سلمان وصهيب وبلال رضي الله عنهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/64) قال: حدثنا مهنى بن عبد الحميد أبو شبل، وحسن - يعني ابن موسى -. وفي (5/65) قال: حدثنا هدبة. وفي (5/65) قال: حدثنا عفان. ومسلم (7/173) قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5057) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبي محمد، وإسحاق بن يعقوب بن إسحاق البغدادي، كلاهما عن عفان. خمستهم - مهنى، وحسن، وهدبة، وعفان، وبهز - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن معاوية بن قرة، فذكره. الحديث: 6398 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 581 6399 - (خ م) أبو موسى الأشعري (1) - رضي الله عنه - قال: «كنتُ عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو نازل بالجِعْرَانة، بين مكة والمدينة، ومعه بلال، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أعرابيّ، فقال: ألا تُنْجِزُ لي يا محمد ما وعدتني؟ فقال له: أبشرْ، فقال: قد أكثرتَ عليَّ من «أبشِرْ» ، فأقبلَ عَليَّ وعلى بلال كهيئة الغضبان، فقال: إن هذا رَدَّ البشرى، فاقْبَلا أنتما، فقلنا: قَبِلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء، فغسل وجهه ويديه وفيه، ومَجَّ فيه، ثم قال: اشربا، وأَفْرِغا على وُجوهِكما ونُحُورِكما، وأبْشِرَا، فأخذنا القدح، ففعلنا، فنادت أمُّ سَلمة من وراء السِّتْر: أن أفْضِلا لأُمِّكما في إنائكما، فأفضلنا لها منه طائفة» أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) في المطبوع: علي بن أبي طالب، وهو خطأ. (2) رواه البخاري 8 / 37 في المغازي، باب غزوة الطائف، ومسلم رقم (2497) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/60 و5/199) قال:حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (7/169) قال: حدثنا أبو عامر الأشعري، وأبو كريب. كلاهما - محمد بن العلاء، وأبو كريب، وأبو عامر الأشعري - قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 6399 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 582 6400 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رَجُلَيْن من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- خرجا من عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في ليلة مُظْلِمة، ومعهما مثل المصباحين [يُضيئان] بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد، حتى أتى أهلَه» . [ص: 583] وفي رواية قال: «كان أُسَيْدُ بنُ حُضَير وعَبَّادُ بنُ بِشْر عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فخرجا في ليلة مظلمة، فإذا نُور بين أيديهما ... » وذكر نحوه. أخرجه البخاري (1) .   (1) 1 / 463 في المساجد، باب إدخال البعير في المسجد، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/190) قال: حدثنا بهز بن أسد. وفي (3/272) قال: حدثنا عفان. والنسائي في فضائل الصحابة (141) قال: أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز. كلاهما - بهز، وعفان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة. 2- وأخرجه أحمد (3/137) ، وعبد بن حميد (1244) كلاهما عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. كلاهما - حماد، ومعمر - عن ثابت، فذكره. وعن قتادة، قال: حدثنا أنس: «أن رجلين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجا من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة مظلمة» . أخرجه البخاري (1/125 و4/251) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ، قال: حدثني أبي وفي (5/44) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا همام. كلاهما- هشام، وهمام - عن قتادة، فذكره. الحديث: 6400 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 582 6401 - (م) ابن أبي مُليكة - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ عائشةَ وَسُئِلَت: مَن كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُسْتَخْلِفاً لو استخلف؟ قالت: أبو بكر، فقيل لها: ثم مَنْ بعد أبي بكر؟ قالتْ: عمر، قيل لها: مَنْ بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، ثم انتهت إلى هذا» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2385) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6401 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 583 6402 - (خ) سعد بن عبيدة - رحمه الله - قال: «جاء رجل إلى ابنِ عمر، فسأله عن عثمان، فذكر مَحَاسِنَ عمله، فقال: لعلَّ ذاك يَسوؤُكَ؟ قال: نعم، قال: فأرغم الله أنفك، ثم سأله عن عليّ؟ فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك، بيتُه أوسط بيوتِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: لعل ذاكَ يَسوؤُك؟ قال: أجل، قال: فأرغم الله أنفك، انطلق فَاجْهَدْ عَلَيَّ جَهْدَكَ» أخرجه البخاري (1) . [ص: 584] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأرغم الله أنفك) أي: أهانك وأذلك، وأصله من الرّغام، وهو التراب، كأنه ألصق أنفه بالتراب.   (1) 7 / 58 و 59 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/23) قال: ثنا محمد بن رافع، قال: ثنا حسين، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة، فذكره. الحديث: 6402 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 583 الفرع الثاني: في فضائلهم على الانفراد، بذكر أسمائهم ، وفيه قسمان القسم الأول: في الرجال، وأولهم: أبو بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه- 6403 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «دخلَ أبو بكر [الصدِّيق] على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أبْشِرْ، فأنت عَتيق الله من النار، قلت: فمن يومئذ سُمّي عتيقاً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3679) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. أقول: لكن للحديث شواهد بمعناه يرقى بها، ذكر بعضها الهيثمي في " مجمع الزوائد " 9 / 40 و 41. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3679) قال:حدثنا الأنصاري،قال:حدثنا معن. قال:حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحة، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب. قلت: إسحاق بن يحيى بن طلحة، ضعفوه. التقريب (1/62) . الحديث: 6403 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 584 6404 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتاني جبريلُ، فأخذَ بيدي، فأراني بابَ الجنة الذي تدخل منه [ص: 585] أُمَّتي، فقال أبو بكر: يا رسولَ الله، وَدِدْتُ أني كنتُ مَعَكَ حتى أَنظر إِليه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَا إِنَّك يا أبا بكر أولُ من يدخل الجنة من أُمَّتي» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4652) في السنة، باب في الخلفاء، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (4652) قال: حدثنا هناد بن السري، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن أبي خالد مولى آل جعدة، فذكره. قلت: أبو خالد مولى آل جعدة، مجهول، والراوي عنه أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن يخطئ كثيرا ويدلس وقد عنعن. الحديث: 6404 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 584 6405 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما لأحد عندنا يَد إلا وقد كافأْناه، ما خلا أبو بكر، فإن له عندنا يداً يُكافئُه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مالُ أحد قطُّ ما نفعني مالُ أبي بكر، ولو كنتُ مُتَّخِذاً خليلاً من الناس لاتَّخَذْتُ أبا بكر خليلاً، ألا وإنَّ صاحبكم خليلُ الله» أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «وما عرضتُ الإسلام على أحد إلا كانت له كَبْوَة، إلا أبو بكر، فإنه لم يَتَلَعْثَم في قوله» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كبوة) كبا الفرس يكبو: إذا خرّ لوجهه، والمراد: أن أبا بكر رضي الله عنه لم يتوقف في تصديقه النبي - صلى الله عليه وسلم- كما يجري للعاثر، إنما بادر إلى التصديق. [ص: 586] (التلعثم) : التردُّد في القول والفعل والتَّتعتع فيه، وهو قريب من الكبْوة في الاستعارة. (لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً) قد ذكرنا معنى الخَلَّة (*) وأنها من المودَّة، وقيل: هو من تخللها القلب، أي دخولها فيه، والمقصود من الحديث: أن الخَلَّة تلزم فضل مراعاة للخليل، وقيام بحقه، واشتغال القلب بأمره، فأخبر- صلى الله عليه وسلم- أنه ليس عنده فضلٌ مع خَلَّة الحق للخلق، لاشتغال قلبه بمحبة الله سبحانه، فلا يحتمل مَيْلاً إلى غيره.   (1) رقم (3662) في المناقب، باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، فإنه حسن بشواهده، وقد ذكره الحافظ في " الفتح " وسكت عليه. (2) ورواه بمعناه الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن مسعود رضي الله عنه. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: "الخلة هي أعلى مراتب المحبة، وقد ذكرابن القيم في مدارج السالكين 3 / 27: "مراتب المحبة" وجعلها عشرة وذكر أن الخلة أعلاها. والخلة هي التي انفرد بها الخليلان محمد وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام. لكن المؤلف هنا أثبت محبة نبينا صلى الله عليه وسلم لله تعالى ولم يثبت محبة الله وخلته لنبيه صلى الله عليه وسلم وهي الأهم والنص جاء لبيانها. والله تعالى يُحِب ويُحَب كما قال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (54) سورة المائدة. والله أعلم. " [الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3661) قال: حدثنا علي بن الحسن الكوفي. قال: حدثنا محبوب بن محرز القواريري، عن داود بن يزيد الأودي، عن أبيه. فذكره. الحديث: 6405 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 585 6406 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «خَطَب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وقال: إن الله عز وجل خَيَّرَ عبداً بين الدنيا، وبين ما عندَه، فاختار ذلك العبدُ ما عندَه، قال: فبكى أبو بكر، فَعَجِبْنَا لبكائه أن يُخبِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن عبد خُيِّرَ، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هو المُخَيَّرُ، وكان أبو بكر هو أعلمنا، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن مِن أَمَنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنتُ مُتخذاً خليلاً غير ربي لاتخذتُ أبا بكر خليلا، ولكن أُخُوَّة الإسلام ومودَّتُه، لا يبقينَّ في المسجد باب إِلا سُدَّ، إلا بابَ أبي بكر» أخرجه البخاري ومسلم. وعند الترمذي «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جلس على المنبر، فقال: إِن عبداً خيَّره الله بين أن يؤتيه [من] زَهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عندَه، فاختار ما عنده، [ص: 587] فقال أبو بكر: فديناك يا رسولَ الله بآبائنا وأمَّهَاتنا، قال: فَعَجِبنَا، فقال الناسُ: انظروا إِلى هذا الشيخ، يخبِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن عبد خيَّره الله بين أن يؤتيه [من] زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأُمَّهاتنا، قال: فكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- هو المُخَيَّر، وكان أبو بكر هو أعلمنا به، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مِن أمَنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنتُ متَّخذاً خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر [خليلاً] ، ولكنْ أَخُوَّةُ الإسلام، لا تبقينَّ في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر» . وفي رواية مسلم «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جلس على المنبر، فقال: عبد خيَّره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا، وبين ما عنده [فاختار ما عنده] : فبكى أبو بكر وبكى، فقال: فديناك بآبائنا وأُمَّهاتنا، قال: فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هو المخيَّرُ، وكان أبو بكر أعلمنا به، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مِنْ أمَنِّ الناس عليَّ في ماله وصُحْبَتِه أبو بكر، ولو كنتُ متخذاً خليلاً، لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكنْ أُخُوةُ الإسلام، لا تَبقينَّ في المسجد خوخة إِلا خوخةَ أبي بكر» (1) . [ص: 588] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زهرة الدنيا) : زينتها ومتاعها، وما هو محبوب إلى النفوس من موجوداتها. (الخوخة) : مَنْفَذ يكون بين منزلين يجعل عليه باب.   (1) رواه البخاري 7 / 10 و 11 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر "، وباب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وفي المساجد، باب الخوخة والممر في المسجد، ومسلم رقم (2382) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه، والترمذي رقم (3661) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/18) قال: حدثناه سريج، قال: حدثنا فليح. والبخاري (5/73) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. ومسلم (7/108) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. والترمذي (3660) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. عن مالك بن أنس. والنسائي في فضائل الصحابة (2) قال: أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. كلاهما - فليح، ومالك - عن سالم أبي النضر، عن عبيد بن حنين، فذكره. (*) أخرجه أحمد (3/18) قال: حدثنا يونس. ومسلم (7/9108 قال: حدثنا سعيد بن منصور. كلاهما - يونس، وسعيد - عن فليح بن سليمان، وعن سالم أبي النضر، عن عبيد بن حنين، وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (3/18) . والبخاري (5/4 9 قال: حدثني عبد الله بن محمد. كلاهما - أحمد، وعبد الله - قالا: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا فليح، عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد، فذكره. (*) أخرجه البخاري (1/126) قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا فليح، قال: حدثنا أبو النضر، عن عبيد بن حنين، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. (*) قال ابن حجر: قال ابن السكن في روايته عن الفربري: قال البخاري: هكذا حدث به محمد بن سنان ابن فليح، وهو خطأ، وإنما هو عن عبيد بن حنين، وعن بسر بن سعيد. يعني بواو العطف: «النكت الظراف» (4145) . وهدي الساري صفحة (349) وانظر للمزيد «تحفة الأشراف» . (4145) . الحديث: 6406 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 586 6407 - (ت) [سعيد] بن أبي المعلى - رحمه الله - عن أبيه «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطب يوماً، فقال: إن رجلاً خيَّرهُ ربُّه بين أن يعيشَ في الدنيا ما شاء أن يعيشَ، ويأكلَ في الدنيا ما شاءَ أن يأْكلَ، وبين لِقَاءِ رَبِّه، فاختار لقاء رَبِّه، [قال] : فبكى أبو بكر، فقال أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: ألا تعجَبون من هذا الشيخ إذ ذكر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رجلاً صالحاً خيَّره الله بين الدنيا ولقاء ربِّه؟ فاختار لقاءَ ربه، قال: فكان أبو بكر أعلمهم بما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو بكر: بل نَفْديك بآبائنا وأموالنا، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ما من الناس أحد أَمَنَّ إلينا في صحبته وذات يده من ابن أبي قُحافة، ولو كنتُ متخذاً خليلاً لاتخذتُ ابنَ أبي قُحَافة خليلاً، ولكن وُدٌّ وَإخَاءُ إيمان - مرتين أو ثلاثاًَ - وإن صاحبَكم خليلُ الله عز وجل» . أخرجه الترمذي (1) وقال: ومعنى قوله: «أمَنَّ إلينا» يعني: أمَنَّ علينا   (1) رقم (3660) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو حديث حسن بشواهده، منها الذي قبله، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن أبي سعيد، يريد به الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/478) و (4/211) قال:حدثنا أبو الوليد هشام. والترمذي (3659) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. كلاهما - أبو الوليد، وابن أبي الشوارب - قالا: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير،عن ابن أبي يعلى فذكره. الحديث: 6407 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 588 6408 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو كنتُ متخذاً من أُمَّتي خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي» وفي رواية «ولكنْ أُخُوةُ الإسلام أفضلُ» . وفي أخرى قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه عَاصباً رأسَه بخِرْقَة، فَقَعَدَ على المنبر، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إنَّه ليس من الناس أحد أمَنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قُحافة، ولو كنتُ مُتَّخِذاً من الناس خليلاً لاتَّخَذتُ أَبا بكر خليلاً، ولكن خَلَّة الإسلام أفضلُ، سُدُّوا عني كلَّ خوخة في هذا المسجد، غيرَ خوخة أبي بكر» . وفي أخرى «أمَّا الذي قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو كنتُ مُتَّخِذاً من هذه الأمة خليلاً لاتَّخذتُه، ولكن خَلَّة الإسلام أفضلُ - أو قال: خير - فإنه أنزله أباً - أو قال: قضاه أباً - يعني الجدَّ» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من أمَنّ الناس عليَّ) أي: أسمح بماله وأبذل له، ولم يُرِدْ به معنى الامتنان، لأن المنّة تُفسِدُ الصّنيعة، ولا مِنَّة لأحدٍ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، [ص: 590] بل له المِنّة على الأمة قاطبة، والمنّ في كلام العرب: الإحسان إلى من تستثيبه، ومنه قوله تعالى: {ولا تمنُن تستكثر} [المدثر: 6] أي: لا تعط لتأخذ أكثر مما أعطيت.   (1) 7 / 15 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي المساجد، باب الخوخة والممر في المسجد، وفي الفرائض، باب ميراث الجد مع الأب والإخوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/270) (2432) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (1/126) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا وهب بن جرير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6277) عن عمرو بن علي، عن وهب بن جرير. كلاهما - إسحاق، ووهب - قالا: حدثنا جرير، قال: سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 6408 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 589 6409 - (م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لو كنتُ متخذاً خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكنَّه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلاً» . زاد بعضهم في أوله: «ألا إني أبْرَأ إلى [كُلِّ] خِلٍّ من خَلِّهِ» . وفي أُخرى «ولو كنتُ مُتَّخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتَّخذتُ ابن أبي قُحافة خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الله عز وجل» . أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الرواية الأولى بالزيادة (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2383) في فضائل الصحابة، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والترمذي رقم (3656) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (113) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/377) (3580) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/389) (3689) و (1/433) (4121) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/408) (3880) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان. ومسلم (7/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير،وأبو سعيد الأشج،قالا:حدثنا وكيع. وابن ماجة (93) قال: حدثنا علي بن محمد، قال:حدثنا وكيع. والنسائي في فضائل الصحابة (4) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن،قال: حدثنا سفيان. خمستهم - سفيان بن عيينة، ووكيع، وسفيان الثوري، وأبو معاوية، وجرير - عن الأعمش عن عبد الله بن مرة. 2- وأخرجه أحمد (1/408) (3878) قال:حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/412) (3909) قال:حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/434) (4136) قال:حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/437) (4161) قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال: حدثنا شعبة. وفي (1/454) (4355) قال:حدثنا أبو سعيد وابن جعفر،قالا:حدثنا شعبة. ومسلم (7/108) قال: حدثنا محمد بن المثنى،وابن بشار،قالا:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة. وفي (7/109) قال:حدثنا محمد بن المثنى،وابن بشار، قالا:حدثنا عبد الرحمن، قال:حدثنا سفيان. والترمذي (3655) قال: حدثنا محمود بن غيلان،قال:حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا الثوري. ثلاثتهم - معمر، وشعبة، وسفيان الثوري - عن أبي إسحاق. 3- وأخرجه أحمد (1/439) (4182) قال:حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء. وفي (1/462) قال:حدثنا عفان،قال:حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء. ومسلم (7/108) قال:حدثنا محمد بن بشار العبدي،قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء. وفي (7/109) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة،وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم،قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا جرير،عن مغيرة، عن واصل بن حيان. والنسائي في فضائل الصحابة (3) قال: أخبرنا أزهر بن جميل،قال:حدثنا خالد بن الحارث،قال:حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء. كلاهما - إسماعيل بن رجاء، وواصل بن حيان - عن عبد الله بن أبي الهذيل. ثلاثتهم - عبد الله بن مرة، وأبو إسحاق،وعبد الله بن أبي الهذيل - عن أبي الأحوص، فذكره. (*) في رواية عد الله بن مرة في أوله: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا إني أبرأ إلى كل خلّ من خله .... الحديث» .. (*) ورواية أبي إسحاق مختصرة على: «لو كانت متخذا من أمتي أحدا خليلا لاتخذت أبا بكر .... » . وعن ابن أبي مليكة، عن عبد الله،قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو كنت متخذا خليلا لا تخذت ابن أبي قحافة خليلا» . أخرجه مسلم (7/109) قال:حدثنا عبد بن حميد،قال: أخبرنا جعفر بن عون،قال: أخبرنا أبو عميس عن أبي أبي مليكة، فذكره. جاء هذا الحديث في المطبوع من صحيح مسلم. ولم يذكره المزي في (تحفة الأشراف) ، ولا يوجد لابن أبي مليكة رواية عن ابن مسعود في الكتب الستة، وجاء على هامش صحيح مسلم ما نصه: (هذا السند غير موجود في المتون التي بأيدينا غير المتن الذي طبع بمصر، والمتن الذي طبع في هامش الآبي، إلا أن فيه (ح) إشارة إلى تحويل السند،وهذا ظاهر على كون السند المذكور موجودا،ولهذا وضعناها، والله أعلم. الحديث: 6409 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 590 6410 - (م) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قبل أن يموتَ بخمس وهو يقول: «إني أَبْرَأُ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، وإن الله قد اتخذني خليلاً، كما اتَّخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنتُ متخذاً من أُمَّتي خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً، ألا وإنَّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجدَ، [ص: 591] إني أنهاكم عن ذلك» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (532) في المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6410 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 590 6411 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمر بسدِّ الأبواب، إلا باب أبي بكر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3678) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو حديث حسن بشواهده، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي سعيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3678) قال:ثنا محمد بن حميد، قال: ثنا إبراهيم بن المختار، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب. قلت: إسحاق بن راشد في حديثه عن الزهري بعض الوهم،وهو هنا يحدث عنه،والراوي عنه صدوق في نفسه ضعيف الحفظ، قاله الحافظ (1/43) . الحديث: 6411 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 591 6412 - (د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نتصدَّق، ووافق ذلك مني مالاً، فقلتُ: اليوم أَسْبِقُ أبا بكر - إن سَبقتُه - قال: فجئتُ بنصف مالي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما أَبقيتَ لأهلك؟ قلتُ: مثلَه، وأتى أبو بكر بكلِّ ما عندَه، فقال: يا أبا بكر، ما أبقيتَ لأهلك؟ قال: أَبقيتُ لهم الله ورسولَه، قلتُ: لا أسبقه إلى شيء أبداً» أخرجه أبو داود والترمذي (1) . وزاد فيها رزين «فأتى أبو بكر بكلِّ ما عنده، وقد تَخَلّل بعباءَة» .   (1) رواه أبو داود رقم (1678) في الزكاة، باب في الرخصة في الرجل يخرج من ماله، والترمذي رقم (3676) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه عبد بن حميد (14) ،والدارمي (1667) .وأبو داود (1678) قال:حدثنا أحمد بن صالح،وعثمان بن أبي شيبة. والترمذي (3675) قال:حدثنا هارون بن عبد الله البزار البغدادي. خمستهم - عبد بن حميد، والدارمي عبد الله بن عبد الرحمن، وأحمد بن صالح، وعثمان، وهارون - عن أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6412 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 591 6413 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - أن عمرَ بنَ الخطاب قال: «أبو بكر سيِّدُنا، وخيرُنا، وأَحبُّنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3657) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/7) والترمذي (3656) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري (مختصرا) . كلاهما - البخاري، وإبراهيم بن سعيد- عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته. قلت: رواه البخاري بأطول من هذا - إنما رواية إبراهيم بن سعيد مختصرة جدّا. الحديث: 6413 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 591 6414 - (خ) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: «كنتُ جالساً عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إذْ أَقْبَل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه، حتى أبْدَى عن ركبته، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَمَّا صاحبُكم فقد غامر فسلّم، فقال: إِني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعتُ إليه، ثمَّ نَدِمْتُ فسألته أن يغفر لي، فأبى عليَّ، فأقبلتُ إليك، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثاً - ثمَّ إِنَّ عمر نَدِمَ، فأتى منزل أبي بكر، فقال: أَثَمَّ أبو بكر؟ قالوا: لا، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فجعل وَجْهُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم- يَتَمَعَّر، حتى أَشْفَق أبو بكر، فجَثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله، وَاللهِ أنا كنتُ أَظلم - مرتين - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ الله بعثني إليكم، فقلتُم: كذبتَ، وقال أبو بكر: صدقَ، ووَاسَاني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ - مرتين - فما أُوذِيَ بعدها» . وفي أخرى قال: «كانت بين أبي بكر وعمر مُحاوَرة، فأغْضبَ أبو بكر [عمَر] ، فانصرف عمر مغضباً، فاتَّبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال أبو الدرداء: - ونحن عنده - فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أمَّا صاحبكم هذا فقد غامر، قال: ونَدِمَ عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلّم، وجلس إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فَقصَّ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الخَبَر، قال أبو الدرداء: وغَضِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله لأنا كنتُ [ص: 593] أَظلَمَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ إِني قلتُ: يا أَيُّها الناس إني رسولُ الله إليكم جميعاً، فقلتم: كَذبتَ، وقال أبو بكر: صدقتَ» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غامر) أي: خاصم، وقد جاء في تفسيره في متن الحديث كذلك، والمغامرة: المقابلة، ورجل مغامر: يقتحم المهالِكَ، ولا يبالي الموتَ. (التمعُّر) : تغيُّر اللون من الغضب.   (1) 7 / 17 و 18 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي تفسير سورة الأعراف، باب {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/6) قال: حدثني هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا زيد بن واقد. وفي (6/75) قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، وموسى بن هارون. قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر. كلاهما - زيد بن واقد، وعبد الله بن العلاء - عن بُسر بن عُبيد الله. قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، فذكره. الحديث: 6414 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 592 6415 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يَؤُمَّهم غيرُه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3674) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، أقول: لكن له شواهد بمعناه يرقى بها منها التي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3673) قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي. قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن عيسى بن ميمون الأنصاري، عن القاسم بن محمد، فذكره. قلت: عيسى بن ميمون، ضعفوه. الحديث: 6415 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 593 6416 - (د) عبد الله بن زمعة - رضي الله عنه - قال: «لما اسْتُعِزَّ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأنا عنده في نَفَر من الناس - دعاه بلال إِلى الصلاة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مُرُوا أبا بكر يُصلِّي بالناس، قال: فخرجنا، فإذا عمرُ [ص: 594] في الناس، وكان أبو بكر غائباً، فقلتُ: يا عمر، قم فصلِّ للناس، فتقدَّم فكبَّر، فلما سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- صوتَه - وكان عمر رجلاً مِجْهَراً - قال: فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون، فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى بالناس» (1) . زاد في رواية قال: «لَمَّا أَنْ سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- صوت عمر [قال ابن زمعة] : خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى أَطلع رأْسه من حجرته، ثم قال: لا، لا، لا، ليُصلِّ بالناس ابنُ أبي قحافة، يقول ذلك مغضَباً» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استُعِزَّ) بالمريض: إذا غلب على نفسه من شدة المرض، وأصله من العِزَّة، وهي الغلبة والاستيلاء على الشيء. (مجهراً) رجل مجهر، أي: صاحبُ جَهْرٍ ورفعٍ لصوته، يقال: جهر الرجل صوته وأجهر: إذا عرف بالجهر، فهو جاهر ومجهر. (يأبى الله ذلك والمسلمون) فيه نوع دَلالة على خلافة أبي بكر - رضي الله عنه -، لأن هذا القول يُعلم منه: أن المراد به ليس نفي جواز الصلاة خلفَ عمر، كيف وهي جائزة خلفَ غيره من آحاد المسلمين ممن هو دون عمر؟ [ص: 595] وإنما أراد به الإمامة التي هي الخلافة والنيابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، فلذلك قال فيه: «يأبى الله ذلك والمسلمون» ، وعلى أنه يجوز أن يكون أراد بهذا القول: أن الله يأبى والمسلمون أن يتقدم في الصلاة أحد على جماعة فيهم أبو بكر، حيث هو أكبرهم قَدراً ومنزلة وعلماً، فإن التقدُّم عليه في مثل الصلاة التي هي أكبر أعمال الإسلام وأشرفُها مما يأباه الله والمسلمون، وهذا صريح في الدلالة، والأول مفهوم من اللفظ.   (1) رواه أبو داود رقم (4660) و (4661) في السنة، باب استخلاف أبي بكر رضي الله عنه، وهو حديث حسن. (2) رقم (4661) في السنة، باب استخلاف أبي بكر رضي الله عنه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أبو داود (4/4660) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق. قال: حدثني الزهري، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، فذكره. الحديث: 6416 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 593 6417 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «لما قُبض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قالت الأنصار: مِنَّا أمير، ومنكم أمير، فأتاهم عمر، فقال: ألستم تعلمون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أمر أبا بكر - رضي الله عنه - أن يُصَلِّيَ بالناس، فأيُّكم تَطيبُ نفسُه أن يتقدَّم أبا بكر؟ فقالوا: نعوذ بالله أن نتقدَّم أبا بكر» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 74 و 75 في الإمامة، باب ذكر الإمامة والجماعة، وإسناده حسن، ورواه الحاكم 3 / 67 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن: أخرجه أحمد (1/21) (133) و (1/405) (3842) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. وفي (1/21) (133) و (1/396) (3765) قال: حدثنا حسين بن علي. والنسائي (2/74) . وفي الكبرى (764) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري. عن حسين بن علي. كلاهما - معاوية، وحسين - عن زائدة. عن عاصم بن أبي النجوز. عن زر، عن عبد الله، فذكره. الحديث: 6417 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 595 6418 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «مَرِضَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فَاشْتَدَّ مرَضُه، فقال: مُروا أبا بكر فَلْيُصَلِّ بالناس، قالت عائشةُ: يا رسولَ الله، إنَّه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلِّي بالناس، فقال: مُرِي أبا بكر فليصلِّ بالناس، فعادتْ، فقال: [ص: 596] مُرِي أبا بكر فليصلِّ بالناس، فإنكنَّ صَواحِبُ يوسفَ، فأتاه الرسولُ، فصلَّى بالناس في حياةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رقيق) رجل رقيق، أي: هيّن ليّن. (صواحب يوسف) الصواحب: جمع صاحبة، وهي المرأة، ويوسف هو يوسف النبي - صلى الله عليه وسلم- وصواحبه: امرأة العزيز، والنساء اللاتي قطعن أيديهن، أراد: إنكن تُحَسِّنّ للرجل ما لا يجوز، وتغلبن على رأيه.   (1) رواه البخاري 6 / 299 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي الجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، ومسلم رقم (420) في الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/412) قال: حدثنا حسين بن علي. وفي (4/413) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. والبخاري (1/172) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا حسين، وفي (4/182) قال: حدثنا الربيع بن يحيى البصري. ومسلم (2/25) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي. ثلاثتهم - حسين، وأبو سعيد، والربيع - عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة بن أبي موسى، فذكره. الحديث: 6418 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 595 6419 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لما اشْتَدَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- وَجَعُه، قيل له في الصلاة، فقال: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، قالت عائشةُ: إنَّ أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء، قال: مُروه فليصلِّ، فعاودَتْهُ، فقال: مروه فليصلِّ، فإنكنَّ صواحبُ يوسف» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 138 في الجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/73) قال:حدثنا يحيى بن سليمان، قال:حدثنا ابن وهب، قال: حدثني يونس. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (6705) عن صفوان بن عمرو، عن بشر بن شعيب، عن أبيه. كلاهما - يونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب الزهري، عن حمزة بن عبد الله، أنه أخبره، فذكره. (*) قال البخاري:تابعه الزبيدي وابن أخي أبي الزهري،وإسحاق بن يحيى الكلبي، عن الزهري، وقال عقيل ومعمر: عن الزهري، عن حمزة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 6419 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 596 6420 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه: «مُروا أبا بكر يصلِّي بالناس، قالت عائشةُ: قلتُ: إن [ص: 597] أبا بكر إذا قام مقامَكَ لم يُسمِع الناسَ من البكاء، فمُرْ عمر فليُصلِّ، فقال: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، فقالت عائشةُ: فقلتُ لحفصةَ: قولي [له] : إن أبا بكر إِذا قام في مقامكَ لم يُسمِع الناسَ من البكاء، فمُرْ عمرَ فليصلّ بالناس، ففعلتْ حفصةُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنكنَّ لأنْتُنّ صواحِبُ يوسف، مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، فقالتْ حفصةُ لعائشةَ: ما كنتُ لأصِيبَ منكِ خيراً» . وفي رواية قال: «أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر أن يُصلِّيَ بالناس في مرضه، فكان يصلِّي بهم، قال عروةُ: فوجد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من نفسه خِفَّة فخرج، فإذا أبو بكر يَؤُمُّ الناس، فلما رآه أبو بكر اسْتأخَرَ، فأشار إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنْ كما أنتَ، فجلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حِذاءَ أبي بكر إلى جَنْبه، فكان أبو بكر يُصلِّي بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- والناسُ يُصلُّون بصلاة أبي بكر» . وفي رواية: قال الأسودُ بنُ يزيد: «كُنَّا عند عائشةَ، فذكرنا المُوَاظَبةَ على الصلاة والتعظيم لها، فقالت: لما مَرِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مرضَه الذي مات فيه، فحضرتِ الصلاةُ، فأُذّنَ، فقال: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، فقيل: إن أبا بكر رجل أسِيف، إِذا قام مقامك لم يستطع أن يصلِّيَ بالناس، وأعادَ، فأعادُوا، وأعادَ الثالثة، فقال: إِنكنَّ صواحبُ يُوسفَ، مُروا أبا بكر فليصلِّ للناس، فخرج أبو بكر يُصلِّي، فوجدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من [ص: 598] نفسه خِفَّة، فخرج يُهادَى بين رجلين، كأني أنظر رِجْلَيْه تَخُطَّان من الوجع، فأراد أبو بكرِ أَن يتأخَّرَ، فأوْمَأ إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أنْ مكانَكَ، ثم أُتِيَ به حتى جلس إلى جَنْبِهِ، فقيل للأعمش: فكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي، وأبو بكر يصلِّي بصلاته، والناسُ يُصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه: نعم» ، قال البخاري: وزاد معاوية «جلس عن يسار أبي بكر، وكان أبو بكر قائماً» . وفي رواية للبخاري، وفيه «جاء بلال يُؤذِنُه بالصلاة، فقال: مُروا أبا بكر يُصلِّي بالناس، قالتْ: فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ أبا بكر رَجُل أسِيف، وإنه متى يقوم مقامك لا يُسمِع الناسَ، فلو أمرتَ عمرَ؟ فقال: مُروا أبا بكر يصلِّي بالناس ... ثم ذكر قولها لحفصة، وقولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: إنكن لأنتنَّ صواحبُ يوسفَ، وأنه عليه السلام وَجَدَ خِفَّة فخرج ... ثم ذكر إلى قوله: حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يُصلي قائماً، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي قاعداً، يقتدي أبو بكر بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، والناس بصلاة أبي بكر» . وفي أخرى نحوه، وفيه «إنَّ أبا بكر رَجُل أَسِيف، إِنْ يَقُمْ مقامك يَبْكِ، ولا يَقْدِرُ على القراءة» ، ولم يذكر قولها لحفصة. وفي آخره «فتأخّر أبو بكر، وقَعَدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى جنبه، وأبو بكر يُسمِع الناسَ التكبيرَ» . [ص: 599] وفي أخرى لهما: أن عائشةَ قالت: «لقد راجعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته إِلا أنه لم يَقَعْ في قلبي أن يُحِبَّ الناسُ بعده رجلاً قام مقامه أبداً، وأني كنتُ أرى أنه لن يقومَ مَقامَه أحد إلا تشاءم الناسُ به، فأردتُ أَن يَعْدِلَ ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أبي بكر» . وفي أخرى لهما قالت: «لما دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيتي، قال: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، قالت: فقلتُ: يا رسول الله، إنَّ أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ القرآن لا يملك دَمْعَهُ، فلو أَمرتَ غير أبي بكر؟ قالتْ: والله ما بي إلا كراهيةُ أن يتشاءم الناسُ بأوّل من يقوم في مقام رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالتْ: فراجعتُهُ مرتين أو ثلاثاً، فقال: ليُصلِّ بالناس أبو بكر، فإنكنَّ صواحبُ يوسفَ» . هذه روايات البخاري ومسلم، وسيجيء لهما روايات في مرض النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وموته في «كتاب الموت» من حرف الميم. وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وأخرج الرواية الثانية عن عروة مُرسلاً، وأخرج الترمذي الرواية الأولى، وأخرج النسائي الأولى. وله في أخرى قالت: «إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر يُصلِّي بالناس، قالت: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين يدي أبي بكر قاعداً، وأبو بكر يصلِّي بالناس، والناسُ خلف أبي بكر» . وفي أخرى له قالت: «إنَّ أبا بكر صلَّى للناس ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الصف» . [ص: 600] وأخرج أيضاً هاتين الروايتين حديثاً واحداً، وقال فيه: «إن أبا بكر رجل أَسِيف، إذا قام في مقامك لم يسمع - وقال في آخره: فقام عن يسار أبي بكر جالساً، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي بالناس جالساً، والناسُ يقتدون بصلاة أبي بكر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أسيف) رجل أَسِيف: شديد الحزن والبكاء من الأسف: الحزن. (يهادى بين اثنين) يقال: جاء فلان يهادى بين اثنين: إذا كان يمشى بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايله.   (1) رواه البخاري 2 / 137 و 138 في الجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، وباب حد المريض أن يشهد الجماعة، وباب من قام إلى جنب الإمام لعلة، وباب إنما جعل الإمام ليؤتم به، وباب من أسمع الناس تكبير الإمام في الصلاة، وفي الوضوء، باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب، وفي الهبة، باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها، وفي الجهاد، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن , وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الطب، باب اللدود، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع، ومسلم رقم (418) في الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما، والموطأ 1 / 170 و 171 في قصر الصلاة، باب جامع الصلاة، والترمذي رقم (3673) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه والنسائي 2 / 98 - 100 في الإمامة، باب الائتمام بالإمام يصلي قاعداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في الصلاة. الحديث: 6420 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 596 6421 - ( [خ م] س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ أبا بكر كان يصلِّي لهم في وَجَعِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الذي تُوفِّي فيه، حتى إذا كان يومُ [ص: 601] الاثنين - وهم صُفُوف في الصلاة - كشفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سِتْرَ الحُجْرَةِ، فنظر إلينا وهو قائم كأن وجهَه وَرَقَةُ مُصحف، ثم تَبَسَّمَ يضحك، فهممنا أن نَفْتَتِنَ من الفرح برؤية النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فنكص أبو بكر على عَقِبِه، ليَصِلَ الصَّفَّ، وظنَّ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أنْ أتِمُّوا صلاتكم، وأرْخَى السِّتْرَ فتُوفِّيَ من يومه» [أخرجه البخاري ومسلم] . وفي أخرى قال: «لم يخرجْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً وأبو بكر يصلِّي بالناس، فأقيمت الصلاةُ، فذهب أبو بكر يتقدَّمُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالحِجاب، فرفعه (1) فلما وضَح وجهُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ما نظرْنا منظراً كان أعجبَ إلينا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حين وضح لنا، فأوْمأ بيده إلى أبي بكر أن يتقدَّم، وأرْخى الحِجَابَ، فلم نَقْدِرْ عليه حتى ماتَ» . وفي أخرى «أنَّ المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين، وأبو بكر يصلِّي بهم، لم يَفْجأْهم إلا [و] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد كشف سِتْرَ حُجْرةِ عائشةَ، فنظر إليهم وهم صُفوف في الصلاة، ثم تبسَّم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليَصِلَ الصفَّ، وظنَّ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يريدُ أن يخرجَ إلى الصلاة، قال أنس: وهَمَّ المسلمون أن يَفْتَتِنُوا في صلاتهم، فرحاً برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأشار إليهم بيده: أن أتمّوا صلاتكم، ثم دخل الحجرة، وأَرْخى السِّتْرَ» . [ص: 602] وفي أخرى قال: «آخِرُ نَظْرَة نظرتُها إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كشفُ السِّتَارةِ يوم الاثنين ... » وذكر نحوه والذي قبله أَتَمُّ. وأخرج النسائي هذه الآخرة، وهذا لفظه «وقال: آخِرُ نظرة نظرتُها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، كَشَفَ الستارة والناس صُفوف خلف أبي بكر، فأراد أبو بكر أن يرتدَّ، فأشار إِليهم: امْكثُوا، وألقى السِّجْفَ، وتُوُفِّيَ من آخرِ ذلك اليوم الاثنين» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نكص) على عقبيه، أي: رجع إلى ورائه من حيث جاء. (السِّجف) : السِّتر والغطاء.   (1) أي: فأخذ بالحجاب فرفعه، ففيه إطلاق القول على الفعل. (2) رواه البخاري 2 / 138 في الجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، وفي صفة الصلاة باب هل يلتفت لأمر ينزل به، وفي العمل في الصلاة، باب من رجع القهقرى في صلاته، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم رقم (419) في الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما، والنسائي 4 / 7 في الجنائز، باب الموت يوم الاثنين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1188) وأحمد (3/110) . ومسلم (2/2) قال حدثنيه عمرو الناقد، وزهير بن حرب. وابن ماجة (1624) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي في الشمائل (385) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، وقتيبة بن سعيد، وغير واحد. والنسائي (4/7) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (1650) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. تسعتهم - الحميدي، وأحمد، والناقد، وزهير، وهشام، وابن حريث، وقتيبة، وعبد الجبار، والمخزومي- قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (3/196) ، والبخاري (1/173) قالا - أحمد والبخاري -: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. 3- وأخرجه أحمد (3/197) . ومسلم (2/24) قال: حدثني عمرو الناقد، وحسن الحلواني، وعبد بن حميد. أربعتهم - أحمد، والناقد، والحلواني، وعبد - عن يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. 4- وأخرجه أحمد (3/196) وعبد بن حميد (1163) ومسلم (2/24) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد. ثلاثتهم - أحمد، وعبد، وابن رافع - عن عبد الرزاق، وقال: أخبرنا معمر. 5- وأخرجه أحمد (3/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. 6- وأخرجه أحمد (3/102) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. 7- وأخرجه البخاري (1/191) قال: حدثنا يحيى بن كثير. وفي (6/15) قال: حدثنا سعيد بن عفير. كلاهما - يحيى، وابن عفير - قالا: حدثنا الليث بن سعد، وابن خزيمة (867 و1650) قال: أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة بن روح حدثهم. كلاهما - الليث، وسلامة - عن عقيل بن خالد. 8- وأخرجه البخاري (2/80) قال: حدثنا بشر بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: قال يونس. ثمانيتهم -ابن عيينة، وشعيب، وصالح، ومعمر، وابن جريج، وسفيان بن حسين، وعقيل، ويونس - عن الزهري، فذكره. وما أثبتناه فهو لفظ سفيان بن عيينة، وباقي الروايات ذكرت زيادات على رواية ابن عيينة: «فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه» . وعن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: «لم يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثا.» . أخرجه أحمد (3/211) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (1/173) قال: حدثنا أبو معمر. ومسلم (2/24) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا عبد الصمد. وابن خزيمة (1488و1650) قال: حدثنا عمران بن يونس القزاز (بخبر غريب غريب) . ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو معمر. والقزاز - قالوا: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، فذكره. الحديث: 6421 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 600 6422 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكر: «ألَستُ أحقَّ الناس بها؟ ألستُ أوَّلَ من أسلم؟ ألستُ صاحب كذا؟ ألستُ [صاحبَ] كذا؟» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 603] وفي رواية عن أبي نَضْرَة (2) قال: قال أبو بكر - ولم يذكر أبا سعيد - قال الترمذي: وهذا أصح (3) .   (1) رقم (3668) في المناقب، باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، من حديث شعبة عن الجريري، عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال أبو بكر ... الخ، وهذا إسناد حسن، وقال الترمذي: هذا حديث قد رواه بعضهم: عن شعبة عن الجريري عن أبي نضرة، قال: قال أبو بكر، وهذا أصح يريد أن المرسل أصح من الموصول. (2) في المطبوع: عن أبي بصرة، وهو تصحيف. (3) رواه الترمذي مرسلاً رقم (3668) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3667) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عقبة بن خالد، قال: حدثنا شعبة عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره. (*) وأخرجه الترمذي (3667) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن الجريري، عن أبي نضرة، قال: قال أبو بكر، فذكر نحوه بمعناه ولم يذكر فيه (عن أبي سعيد) قال الترمذي: وهذا أصح. الحديث: 6422 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 602 6423 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: أنتَ صاحبي على الحَوْض، وصاحبي في الغار» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3671) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي سنده كثير بن إسماعيل النواء وهو ضعيف، ولبعضه شواهد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3667) قال:حدثنا يوسف بن موسى القطان البغدادي، قال حدثنا مالك بن إسماعيل، عن منصور بن أبي الأسود،قال: حدثني كثير أبو إسماعيل، عن جميع بن عمير، فذكره. قلت: في إسناده كثير النواء،ضعفوه. الحديث: 6423 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 603 6424 - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: «سألتُ عبد الله بنَ عمر عن أشَدِّ ما صنع المشركون برسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: رأيتُ عُقْبةَ بن أبي مُعَيْط جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو يصلِّي، فوضع رِدَاءه في عُنُقِه، فَخَنقَهُ خَنْقاً شديداً، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، ثم قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بالبَيِّنَاتِ مِنْ ربِّكُمْ} [غافر: 28] » . وفي رواية «بينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بفِناء الكعبة، إذْ أقْبَلَ عقبةُ بنُ أبي معيط، فأخذ بمنكب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فلفَّ ثوبَه في عُنُقِه، فخنقه خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فأخذ بمنكبيه، ودفعه [ص: 604] عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 34 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وباب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة، وفي تفسير سورة المؤمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/204) (6908) قال: حدثنا علي بن عبد الله. والبخاري (5/12) قال: حدثني محمد بن يزيد الكوفي. وفي (5/58) قال: حدثنا عياش بن الوليد. وفي (6/159) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ثلاثتهم - علي، ومحمد، وعياش - عن الوليد بن مسلم قال: حدثني الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. 2- وأخرجه أحمد (2/218) (7036) قال: قال يعقوب: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير. كلاهما - محمد بن إبراهيم، ويحيى - عن عروة، فذكره. (*) رواية محمد بن إبراهيم: «بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولوى ثوبه في عنقه، وخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم» . الحديث: 6424 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 603 6425 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وليس في أصحابه أشْمَطُ غيرَ أبي بكر، فغلَّفها (1) بالحِنَّاءِ والكَتَم» أخرجه البخاري (2) . زاد رزين «حتى قَنأ لَوْنُها (3) ، وكان أسَنَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أشمط) رجل أشمط: قد شاب بعض شعره. (الكَتم) : نبت يُختضَب به مخلوطاً مع غيره. (قنأ) الأحمر القانىء: هو الشديد الحمرة.   (1) أي خضبها، والمراد اللحية وإن لم يقع لها ذكر. (2) 7 / 200 و 201 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة. (3) رواه البخاري تعليقاً 7 / 201 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، قال البخاري: قال دحيم: حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيد عن عقبة بن وساج حدثني أنس ... فذكره، قال الحافظ في " الفتح ": ودحيم هو عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، وصله الإسماعيلي عن الحسن بن أبي سفيان عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه في الزينة، من حرف الزاى. الحديث: 6425 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 604 6426 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «ذُكِرَ عنده أبو بكر، فبكى، وقال: وَدِدْتُ أن عملي كلَّه مثلُ عمله يوماً واحداً من أيامه، وليلة واحدة من لياليه، أما ليلتُه، فالليلةُ التي سار مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إِلى الغار فلما انتهيا إليه قال: والله لا تدخلَه حتى أدخله قبلكَ، فإن كان فيه شيء أصابني دُونَكَ، فدخل فكسَحَه، فوجد في جانبه ثُقَباً، فَشَقَّ إزاره، وسدَّها به، فبقي منها اثنان، فألْقَمُهما رِجْليه، ثم قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ادخل، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم-، وَوَضع رأْسه في حَجْرهِ ونام، فلُدِغَ أبو بكر في رِجْله من الجُحر، ولم يتحرَّكْ مخافةَ أن ينتبه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فسقطت دُمُوعُه على وجه النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما لك يا أبا بكر؟ قال: لُدِغتُ، فِداك - أَبي وأُمِّي - فتفل عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فذهب ما يجده، ثم انتقض عليه، وكان سببَ موته، وَأَما يومُه، فلما قُبض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب، وقالوا: لا نُؤَدِّي زكاة، فقال: لو منعوني عِقالاً لجاهدتُهم عليه، فقلتُ: يا خليفةَ رسولِ الله، تأَلَّفِ الناسَ، وارْفُقْ بهم، فقال لي: أجَبَّار في الجاهلية وخَوَّار في الإسلام؟ إنه قد انقطع الوحيُ، وتَمَّ الدِّينُ، أَيَنْقُصُ وأنا حَيّ؟» أخرجه ... (1) . [ص: 606] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكسح) : الكنس والمِكَسحة: المِكنسة. (الجُحْر) : بضم الجيم: الثقب، وجمع جِحَرة. (التَّفْل) : من أقل ما يكون من البزق، والنفث: أقل منه.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره المحب الطبري في كتابه " الرياض النضرة في مناقب العشرة " وقال: خرجه النسائي، ولعله في " الكبرى " فإنا لم نجده في " المجتبى " من النسائي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، وقد عزاه المحب الطبري في مناقب العشرة للنسائي. الحديث: 6426 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 605 عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه 6427 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال عمرُ لأبي بكر: يا خيرَ الناس بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو بكر: أما إِنَّك إنْ قلتَ ذاك، فلقد سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما طلعتِ الشمسُ على رجل خير من عُمَرَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3685) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بذاك، ورواه الحاكم 3 / 90 وصححه، وتعقبه الذهبي فقال: والحديث شبه الموضوع. أقول: وهو مخالف للأحاديث الصحيحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3684) قال:حدثنا محمد بن المثنى،قال حدثنا عبد الله بن داود الواسطى أبو محمد،قال: حدثني عبد الرحمن ابن أخي محمد بن المنكدر،عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بذاك. الحديث: 6427 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 606 6428 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم أعِزَّ الإِسلام بأحب هذين الرَّجُلَيْن إليك: بأبي جهل [بن هشام] ، أو بعمرَ بن الخطاب، قال: وكان أحبُّهما إِليه عمرُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3682) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن سعد في " الطبقات "، والبيهقي في " دلائل النبوة "، وصححه ابن حبان ويشهد له حديث ابن عباس الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/95) (5696) .وعبد بن حميد (769) ،والترمذي (3681) قال:حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن رافع. أربعتهم - أحمد، وعبد بن حميد،ومحمد بن بشار،ومحمد بن رافع - عن عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي، قال:حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري عن نافع، فذكره. الحديث: 6428 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 606 6429 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم أعزَّ الإسلام بأبي جهل بنِ هشام، أو بعمرَ بنِ الخطاب، فأصبح، فغدا عمرُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأسلم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3684) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو حديث حسن، يشهد له حديث ابن عمر الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3683) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، فذكره. الحديث: 6429 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 607 6430 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «بينما هو: يعني - أباه عمر- في الدار خائفاً، إذْ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو وعليه حُلَّة حِبَرة، وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سَهْم، وهم حُلفاؤنا في الجاهلية، فقال له: ما بالكَ؟ قال: زعم قومُك أنهم سيقتلونني إن أسلمتُ، قال: لا سبيل إليك -[بعد أن قالها] : أمِنْتُ - فخرج العاص، فلقيَ الناسَ قد سَالَ بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟ قالوا: نريد هذا ابن الخطابِ الذي صَبَأَ، قال: لا سبيل إِليه، فكبَّر الناس» . وفي رواية قال: «لما أسلم عمرُ اجتمع الناس عند داره، فقالوا: صبأ عمر - وأنا غلام فوق ظهر بيتي - فجاء رجل عليه قَباء من ديباج، فقال: صبأ عمر، فما ذاك؟ فأنا له جار، فرأيتُ الناس تَصَدَّعُوا عنه، فقلتُ: من هذا؟ قالوا: العاص بن وائل» . [ص: 608] أخرجه البخاري (1) ، وأورد الحميديُّ الرواية الأولى في «مسند عمر» ، والثانية في «مسند ابن عمر» ، وكلاهما عن ابن عمر. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحِبَرة) كعِنَبة: بُرْد يماني، والجمع: حِبَر وحِبرات. (الحُلَفَاء) جمع حَليف: وهو الذي يحَلِف لك وتحلف له على التعاضد والتناصر. (جارٌ) أنا لفلان جار، أي: حامٍ، وفلان في جواري: في حِمَاي وحِفْظِي.   (1) 7 / 135 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/60) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمر بن محمد، قال: فأخبرني جدي زيد بن عبد الله بن عمر، فذكره. الحديث: 6430 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 607 6431 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله تعالى جعل الحقَّ على لسانِ عمرَ وقلبِهِ» ، قال: وقال ابن عمر: «ما نزل بالناس أمر قط، فقالوا فيه، وقال فيه عمر - أو قال: ابن الخطاب شَكَّ خارجةُ - إِلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3683) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، قال: وفي الباب عن الفضل بن عباس، وأبي ذر، وأبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/53) (5145) قال:حدثنا عبد الملك بن عمرو،قال:حدثنا نافع بن أبي نعيم. وفي (2/95) (5697) قال:حدثنا أبو عامر،قال:حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري، وعبد بن حميد (758) قال:حدثنا عبد الملك بن عمرو،قال: حدثنا نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم،والترمذي (3682) قال:حدثنا محمد بن بشار،قال:حدثنا أبو عامر العقدي،قال:حدثنا خارجة بن عبد الله. كلاهما - نافع بن أبي نعيم، وخارجة - عن نافع، فذكره. (*) زاد خارجة بن عبد الله في روايته: «وقال ابن عمر: ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب أو قال عمر- إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر» . الحديث: 6431 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 608 6432 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ [ص: 609] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله وضع الحق على لسان عمر، يقول به» . أَخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2962) في الخراج والإمارة، باب في تدوين العطاء، وهو حديث حسن، يشهد له حديث ابن عمر الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/145) قال: حدثنا يونس وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن برد أبي العلاء، عن عبادة بن نسي. 2- وأخرجه أحمد (5/165) قال: حدثنا يزيد. وفي (5/177) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وأبو داود (2962) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (108) قال: حدثنا أبو سلمة. يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى. أربعتهم - يزيد، ويعلى، وزهير، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - عن محمد بن إسحاق، عن مكحول. كلاهما - عباد بن نسي، ومكحول - عن غضيف بن الحارث، فذكره. الحديث: 6432 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 608 6433 - (ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو كان بعدي نبيّ لكان عمرَ بن الخطاب» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3687) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن حبان، والطبراني في " الأوسط "، والحاكم 3 / 85 وصححه، ووافقه الذهبي، وهذا الحديث سقط من المطبوع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/154) .والترمذي (3686) قال:حدثنا سلمة بن شبيب. كلاهما - أحمد، وسلمة- عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو، عن مشرح بن هاعان،فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان. الحديث: 6433 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 609 6434 - (خ م) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لقد كان فيمن كان قبلكم من الأمم ناس مُحَدَّثون من غير أن يكونوا أنبياءَ، فإن يكن في أُمَّتي أحد فإنَّه عمرُ» . وفي رواية مثله، ولم يذكر «من غير أن يكونوا أنبياءَ، فإن يكن [ص: 610] في أُمَّتي أحَد فإنه عُمَرُ» قال ابن وهب: تفسير «محدَّثون» : ملهَمون. أَخرجه البخاري ومسلم (2) . قال الحميديُّ: أخرجه أبو مسعود في المتفق بين البخاري ومسلم، ولم يخرجه مسلم عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وإنما أخرجه عن أبي سلمة عن عائشة. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (محدَّثون) : أراد بقوله: محدَّثون: أقواماً يصيبون إذا ظنوا وحدَسُوا، فكأنهم قد حُدِّثوه بما قالوا، وقد جاء في الحديث تفسيره: «أنهم ملهَمُون» والملهَم: الذي يُلقَى في نفسه الشيء، فيخبِر به حَدْساً وظَنّاً وفِراسَة، وهو نوع يختص الله به من يشاء من عباده الذين اصطفى، مثل عمر رضي الله عنه.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: عن أبي هريرة كذا قال أصحاب إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي سلمة وخالفهم ابن وهب فقال: عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد عن أبي سلمة عن عائشة، قال أبو مسعود: لا أعلم أحداً تابع ابن وهب على هذا، والمعروف عن إبراهيم بن سعد أنه عن أبي هريرة لا عن عائشة، قال الحافظ: وقال محمد بن عجلان: عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة، أخرجه مسلم والترمذي والنسائي، قال أبو مسعود: وهو مشهور عن ابن عجلان، فكأن أبا سلمة سمعه من عائشة ومن أبي هريرة جميعاً، قال الحافظ: وله أصل من حديث عائشة أخرجه ابن سعد من طريق ابن أبي عتيق عنها، وأخرجه من حديث خفاف بن أسماء أنه كان يصلي مع عبد الرحمن بن عوف، فإذا خطب عمر سمعه يقول: أشهد أنك مكلم. (2) رواه البخاري 7 / 40 و 41 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مسنداً ومعلقاً، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم (2398) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من حديث عائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثنا فزارة بن عمرو. والبخاري (4/211) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (5/15) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. والنسائي في فضائل الصحابة (19) قال: أخبرنا محمد بن رافع، والحسن بن محمد قالا: حدثنا سليمان بن داود. أربعتهم - فزارة، وعبد العزيز، ويحيى، وسليمان - عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثناه يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن أبيه. قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره مرسلا. الحديث: 6434 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 609 6435 - (م ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد كان يكون في الأُمم قبلكم مُحَدَّثُون، فإن يكن في أُمتي أحد، فعمرُ بنُ الخطاب» أخرجه مسلم والترمذي، وقال ابن عيينة: «محدَّثون» أي: مُفهَّمون (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2398) في فضائل الصحابة، باب ومن فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والترمذي رقم (3694) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (253) قال:حدثنا سفيان. قال:حدثنا محمد بن عجلان. وأحمد (6/55) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. ومسلم (7/115) قال:حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو ابن سرح. قال:حدثنا عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب. قالا:حدثنا ابن عيينة. كلاهما عن ابن عجلان. والترمذي (3693) قال:حدثنا قتيبة. قال:حدثنا الليث عن ابن عجلان.. والنسائي في فضائل الصحابة (18) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا الليث، عن ابن عجلان. كلاهما - محمد بن عجلان، وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم،عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 6435 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 610 6436 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ما زلنا أعِزَّة منذ أسلم عمر (1) » أخرجه البخاري (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": وروى ابن شيبة والطبراني من طريق القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله بن مسعود: كان إسلام عمر عزاً، وهجرته نصراً، وإمارته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر. (2) 7 / 38 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب، وباب إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي الأصل: أخرجه البخاري ومسلم، ولم نجده عند مسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/14) قال:حدثنا محمد بن المثنى،قال:حدثنا يحيى وفي (5/60) قال:حدثني محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6436 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 611 6437 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رأيتُني دَخلْتُ الجنةَ، ورأَيتُ قصراً بفِنائه جارية، فقلتُ: لمن هذا؟ فقيل: لعمر، فأردتُ أن أدخلَهُ، فذكرتُ غَيْرَتَكَ، فقال عمرُ: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ الله، أعليك أغار؟» . أخرجه مسلم هكذا (1) ، وقد تقدَّم له وللبخاري مثله بزيادة تتضمَّن ذِكْرَ بلال، وقد ذكرناه في الفرع الأول من هذا الفصل.   (1) رقم (2394) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/372) قال:حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/372) قال:حدثنا أبو سعيد. وفي (3/389) قال:حدثنا سريج. والبخاري (5/12) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (7/145) قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الفرج، قال:حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي في فضائل الصحابة (23و131،792) قال: أخبرنا نصير بن الفرج،قال:حدثنا شعيب بن حرب. ستتهم - هاشم،وأبو سعيد، وسريج، وحجاج، وزيد، وشعيب بن حرب - عن عبد العزيز أبي سلمة عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 6437 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 611 6438 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينا أنا نائم رأيتُني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرتُ غيرتَه، فوّليتُ مُدْبِراً، فبكى عمرُ، وقال: أعليك أَغارُ يا رسولَ الله؟» . [ص: 612] وفي رواية «فذكرت غَيْرَةَ عمر، فولَّيت مُدبراً. قال أبو هريرة: فبكى عمر ونحن جميعاً في ذلك المجلس مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال عمر: بأبي أنت يا رسولَ الله، أعليك أغَارُ؟» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 35 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي النكاح، باب الغيرة، وفي التعبير، باب القصر في المنام، وباب الوضوء في المنام، ومسلم رقم (2395) في فضائل الصحابة، باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري (4/142، 5/12) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. وفي (7/46) قال: حدثنا عبدان. قال أخبرنا عبد الله، عن يونس. وفي (9/49) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني الليث. قال: حدثنا عقيل. وفي (9/50) قال: حدثني يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث عن عقيل. ومسلم (7/114) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنيه عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وابن ماجة (107) قال: حدثنا محمد بن الحارث المصري. قال: أنبأنا الليث بن سعد. قال: حدثني عقيل. والنسائي في فضائل الصحابة (27) قال أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثني محمد بن حرب، عن الزبيدي (ح) وأخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن الزبيدي. أربعتهم - صالح بن كيسان، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 6438 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 611 6439 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «دَخَلْتُ الجنةَ فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلتُ: لمن هذا؟ فقالوا: لشابّ من قريش، فظننتُ أني أنا هو، فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمرُ بنُ الخطاب» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3689) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن حبان في " صحيحه " رقم (2188) " موارد ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح: أخرجه أحمد (3/107) قال:حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/179) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/263) قال:حدثنا عبد الله بن بكر. والترمذي (3688) والنسائي في فضائل الصحابة (26) كلاهما عن علي بن حجر، قال:حدثنا إسماعيل بن جعفر. أربعتهم - ابن أبي عدي، ويحيى،وابن بكر،وإسماعيل - عن حميد، فذكره. الحديث: 6439 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 612 6440 - (خ م ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «بينا أنا نائم رأيتُ الناس يُعْرَضون وعليهم قُمُص، فمنها ما يبلغ الثَّدْيَ، ومنها ما يَبْلُغُ دون ذلك، وعُرِضَ عليَّ ابنُ الخطاب وعليه قميص يجترُّه، قالوا: فما أوَّلته يا رسولَ الله؟ قال: الدِّين» . [ص: 613] أخرجه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي (1) . وأخرجه الترمذي أيضاً عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن بعض أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ولم يُسَمِّه (2) .   (1) رواه البخاري 1 / 69 في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي التعبير، باب القميص في المنام، وباب جر القميص في المنام، ومسلم رقم (2390) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والترمذي رقم (2287) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اللبن والقمص، والنسائي 8 / 113 في الإيمان، باب زيادة الإيمان. (2) رواه الترمذي رقم (2286) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اللبن والقميص، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/87) قال: حدثنا يعقوب. والدارمي (2157) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. والبخاري (1/12) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. وفي (9/45) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. ومسلم (7/112) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم (ح) وحدثنا زهير ابن حرب، والحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. والترمذي (2286) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. والنسائي (8/113) وفي فضائل الصحابة (20) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (3961) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن زيد بن الهاد. خمستهم - يعقوب، وعبد الله بن صالح، ومحمد بن عبيد الله، ومنصور، ويزيد - عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان. 2- وأخرجه البخاري (5/15) قال: حدثنا يحيى بن بكير، وفي (9/46) قال: حدثنا سعيد بن عفير. كلاهما - يحيى، وسعيد- عن الليث، عن عقيل. كلاهما - صالح، وعقيل - عن ابن شهاب، قال: حدثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. (*) أخرجه الترمذي (2285) قال: حدثنا الحسين بن محمد الجريري البلخي، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره، وأشار الترمذي إلى أنه أصح، يعني أبا أمامة عن أبي سعيد. الحديث: 6440 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 612 6441 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «بينا أنا نائم أُوتيتُ بقَدَح لبن، فشربتُ منه، حتى إِني لأَرى الرِّيَّ يخرج من أظفاري، ثم أعْطَيْتُ فَضْلي عمرَ بنَ الخطاب، قال مَنْ حولَه: فما أوَّلتَ ذلك يا رسولَ الله؟ قال: العِلْمُ» (1) . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (2) .   (1) المراد بالعلم هنا: العلم بسياسة الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختص عمر بذلك لطول مدته واتفاق الناس على طاعته. (2) رواه البخاري 7 / 36 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب، وفي العلم، باب فضل العلم، وفي التعبير، باب اللبن، وباب إذا جرى اللبن في أطرافه وأظافره وباب إذا أعطى فضله غيره في النوم، وباب القدح في النوم، ومسلم رقم (2390) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والترمذي رقم (2285) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اللبن والقمص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/83) (5554) و (2/154) (6426) قال:حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمع يونس. وفي (2/108) (5868) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل. وفي (2/130) (6142) و (2/147) (6344) قال:حدثنا يعقوب،قال: حدثنا أبي،عن صالح، والدارمي (2160) قال:أخبرنا محمد بن الصلت، قال:حدثنا ابن المبارك، عن يونس. والبخاري (1/31) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال:حدثني عقيل. وفي (5/12) قال:حدثني محمد بن الصلت أبو جعفر الكوفي،قال:حدثنا ابن المبارك، عن يونس. وفي (9/45) قال:حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس (ح) وحدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي،عن صالح. وفي (9/50) قال:حدثنا يحيى بن بكير، قال:حدثنا الليث،عن عقيل. وفي (9/52) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا الليث، عن عقيل،ومسلم (7/112) قال:حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب،قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا ليث، عن عقيل (ح) وحدثنا الحلواني، وعبد بن حميد، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد،قال:حدثنا أبي عن صالح. والترمذي (2284و3687) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا الليث عن عقيل،والنسائى في فضائل الصحابة (22) قال: أخبرني عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية،قال:حدثني الزبيدي. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (6700) عن قتيبة، عن الليث،وعن عقيل (ح) وعن عبيد الله بن سعد، عن عمه يعقوب، عن أبيه، عن صالح. أربعتهم - يونس،وعقيل، وصالح،والزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، عن حمزة بن عبد الله،فذكره. الحديث: 6441 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 613 6442 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «بينا أنا نائم رأيتُني على قَلِيب عليها دَلْو، فنزعتُ منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قُحَافةَ، فنزعَ منها ذَنُوباً أو ذَنُوبَيْنِ، وفي نَزْعه ضَعْف، واللهُ يغفِرُ له، ثم اسْتَحَالَتْ غَرْباً، فأخذها ابنُ الخطاب، فلم أرَ عَبْقَرياً من الناس ينزِعُ نَزْعَ عُمَرَ، حتى ضرب الناسُ بعَطَن» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بينما أنا نائم رأيتُ أني على حَوضي أسقي الناس، فأتاني أبو بكر فأخذ الدَّلْوَ من يدي ليُرِيحَني، فنزع ذَنوبَيْنِ، وفي نزعه ضَعْف، واللهُ يغفر له، فأتى ابنُ الخطاب، فأخذه منه، فلم يزل ينزع حتى تولَّى الناسُ والحوضُ يتَفَجَّر» . ولمسلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «رأيتُ ابنَ أبي قُحافةَ ينزع ... » وذكر نحو الأولى. وله في أخرى قال: «بينا أنا نائم أُرِيتُ أني أنْزِعُ على حوضي أسْقي الناسَ، فجاءني أبو بكر، فأخذ الدَّلْوَ من يدي ليُرِيحني، فنزع دَلْوَيْنِ، وفي نزعه ضَعْف، والله يغفر له، فجاء ابنُ الخطاب، فأخذه منه، فلم أرَ نزع رجل قطُّ أقوى حتى تولى الناسُ والحوض ملآنُ يتفجر» (1) . [ص: 615] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القليب) : البئر إذا لم تكن مطوية. (نَزَعْت) الدَّلْو من البئر: إذا جذبتها واستقيت الماء بها. (الذَّنَوب) بفتح الذال: الدلو العظيمة. (الغَرْب) : الدلو العظيمة. (العبقري) : الرجل القوي الشديد، وفلان عبقري القوم، أي: سيِّدُهم وكبيرهم. (العَطَن) : الموضع الذي تُناخ فيه الإبل إذا رَوِيَت، يقال: عطَنتِ الإبل، فهي عاطنة، وعواطن: إذا شربت فبركت عند الحوض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى، وأعطنتُها أنا، والمراد بقوله: «حتى ضرب الناس بعطن» ، حتى رَوَوا وأرْوَوْا إبلهم، فأبركوها وضربوا لها عَطَناً.   (1) رواه البخاري 11 / 365 في التعبير، باب نزع الذنوب والذنوبين من البئر بضعف، وباب الاستراحة [ص: 615] في المنام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (2392) في فضائل الصحابة، باب في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/7) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس. وفي (9/49) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (9/170) قال: حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (7/112) قال: حدثنا حرملة. قال أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (7/113) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد (ح) وحدثنا عمرو الناقد والحلواني وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والنسائي في فضائل الصحابة (15) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. خمستهم- يونس، وعقيل، وإيراهيم بن سعد، وصالح بن كيسان، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، أن سعيد بن المسيب أخبره، فذكره. وعن الأعرج وغيره، أن أبا هريرة قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «رأيت ابن أبي قحافة ينزع ... » بنحو حديث الزهري. أخرجه مسلم (7/113) قال: حدثنا الحلواني، وعبد بن حميد. قالا: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. قال: قال الأعرج، غيره، فذكراه. وعن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: «بينا أنا نائم أريت أني أنزع على حوضي أسقي الناس، فجاءني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليريحني، فنزع دلوين، وفي نزعه ضعف والله يغفر له، فجاء ابن الخطاب فأخذ منه، فلم أر نزع رجل قط أقوى منه، حتى تولى الناس والحوض ملآن يتفجر» . أخرجه مسلم (7/113) قال: حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: حدثنا عمي عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه، فذكره. الحديث: 6442 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 614 6443 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُريتُ كأني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذَنوباً أو ذَنوبين نزعاً ضعيفاً، والله يغفر له، ثم جاء عمر فاستقى فاستحالت غرباً، فلم [ص: 616] أَرَ عَبْقَرياً من الناس يَفري فَرْيَهُ، حتى رَوي الناس، وضربوا بعَطن» . وفي رواية عن رؤيا النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في أبي بكر وعمر قال: «رأيتُ الناس اجتمعوا، فقام أبو بكر، فنزع ذَنُوباً أو ذَنُوبَيْنِ، وفي نزعه ضعف ... » ثم ذكر نحوه. وفي أخرى «رأيت الناس مجتمعين في صعيد، فقام أبو بكر ... » وذكره. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وللبخاري نحو الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَفْرِيَ فَرْيه) أي: يعمل عمله، وفرى يفري: إذا قطع. تقول العرب: فلان يفري الفَرْي: إذا عَمِل العمل وأجاده، تعظيماً لإحسانه وهذا الحديث أريه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مثلاً لأيام خلافتهما، وأن أبا بكر رضي الله عنه قَصُرت مدة خلافته، ولم يفرُغ من قتال أهل الرِّدَّة، لافتتاح [ص: 617] الأمصار، وأن عمر رضي الله عنه طالت مدته حتى تيسرت له الفتوح، وأفاء الله عليه الغنائم، وكنوز الأكاسرة.   (1) رواه البخاري 7 / 36 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي التعبير، باب نزع الماء من البئر حتى يروى الناس، وباب نزع الذنوب والذنوبين من البئر بضعف، ومسلم رقم (2393) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والترمذي رقم (2290) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/27) (4814) قال: حدثنا روح، قال حدثنا ابن جريج. وفي (2/89) (5629) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا زهير. وفي (2/104) (5817) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري (4/250) قال: حدثني عبد الرحمن بن شيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة. عن أبيه. وفي (9/49) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. ومسلم (7/114) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا زهير. والترمذي (2289) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ابن جريج. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7022) عن يوسف بن سعيد، عن حجاج، عن ابن جريج. أربعتهم - ابن جريج، وزهير، ووهيب، والمغيرة - عن موسى بن عقبة. 2- وأخرجه أحمد (2/39) (4972) . والبخاري (5/13) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. ومسلم (7/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله، وأبو بكر بن أبي شيبة - قالوا: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. قال: حدثني أبو بكر بن سالم. كلاهما - موسى بن عقبة، وأبو بكر بن سالم - عن سالم بن عبد الله، فذكره. عن نافع، أن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بينما أنا على بئر أنزع منها، جاءني أبو بكر وعمر، فأخذ أبو بكر الدلو، فنزع ذنوبا أو ذنوبين..» . أخرجه أحمد (2/107) (5859) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/11) قال: حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله، قال: حدثنا وهب بن جرير. وفي (9/48) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير، قال: حدثنا شعيب بن حرب. ثلاثتهم - عفان، ووهب، وشعيب - عن صخر بن جويرية، قال: حدثنا نافع، فذكره. الحديث: 6443 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 615 6444 - (د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «اسْتَأْذَنْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في العُمْرة، فأذِنَ لي، وقال لي: لا تَنْسَنا يا أُخَيَّ من دُعائك - أو قال: أشْرِكْنا يا أُخَيَّ في دعائك - قال عمر: فقال كلمة ما يَسُرُّني أنَّ لي بهذا الدنيا» أخرجه أبو داود. وعند الترمذي «أنه استأذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في العمرة، فقال: أيْ أخي، أشْرِكْنا في دعائك ولا تَنْسَنا» ، لم يزد (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1498) في الصلاة، باب في الدعاء، والترمذي رقم (3557) في الدعوات باب رقم (121) ، وفي سنده عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر الخطاب، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/29) (195) قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة، وأبو داود (1498) قال: حدثنا سليمان بن حرب،قال:حدثنا شعبة. وابن ماجة (2894) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا وكيع، عن سفيان. والترمذي (3562) قال:حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان. كلاهما - شعبة، وسفيان - عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه،فذكره. قلت: في إسناده عاصم بن عبيد الله العمري، ضعفوه. الحديث: 6444 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 617 6445 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض مغازيه، فلما انْصرَفَ جاءتْ جُويْرِية سَوْداءُ، فقالت: إني كنتُ نَذَرْتُ إنْ رَدَّكَ الله سالِماً أنْ أضْرِبَ بين يديك بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقال لها: إن كنتِ نذرتِ فاضربي، وإلا فلا، فقالت: نذرتُ، وجعلت تضرب. زاد رزين: وتقول: طَلَع البَدْرُ علينا ... من ثَنيَّاتِ الوَداعِ [ص: 618] وجب الشُّكرُ علينا ... ما دعا لله داعِ ثم اتفقا - فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليٌّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر، فأَلْقَتِ الدُّفَّ تحتَ اسْتِها وقعدتْ عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن الشيطان لَيَخافُ منكَ يا عمر، إني كنتُ جالساً وهي تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليٌّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلتَ أنتَ يا عمرُ أَلْقَتِ الدُّفَّ وجلستْ عليه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3691) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن دون زيادة رزين، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأقول: ويشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/353) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/356) قال: حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح. والترمذي (3690) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد. ثلاثتهم - زيد، وأبو تميلة، وعلي - عن الحسين بن واقد، قال: حدثني عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 6445 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 617 6446 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً، فسمعنا لَغَطاً وصَوْتَ صِبْيان، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فإذا حبشيّة تَزْفِنُ، والصبيانُ حولها، فقال: يا عائشة، تعالَيْ فانظري، فجئتُ فوضعتُ لَحْيي على مَنكِبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شَبِعْتِ؟ أما شبعتِ؟ قالتْ: فجعلتُ أقولُ: لا، لأنظر منزلتي عنده، إِذْ طلع عمر، قالت: فَارْفَضَّ الناس عنها، قالت: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لأنظر إلى شياطين الجنّ والإِنس قد فَرُّوا من عمر، قالت: فرجعتُ» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 619] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللغط) : الأصوات المختلفة والضَّجَّة. (الزفن) : الرّقص، ورجل زفَّان: رقّاص. (ارفضّ) القوم: أي تفرَّقوا. (فَظُّ) رجل فَظٌّ: سيء الخُلق، وفلان أفظّ من فلان: أي أسوَأُ خُلُقاً.   (1) رقم (3692) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، أقول: ويشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3691) قال: حدثنا الحسن بن صباح البزار. والنسائى في الكبرى تحفة الأشراف (12/17355) عن عبد الله بن محمد الضعيف. كلاهما - الحسن بن صباح، وعبد الله بن محمد - عن زيد بن حباب، عن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، قال: أخبرنا يزيد بن رومان، عن عروة، فذكره. الحديث: 6446 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 618 6447 - (خ م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «استأذن عمرُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وعنده نسوة من قريش يُكلِّمْنَه - وفي رواية: يَسْألْنَه، ويَسْتَكْثِرْنَه - عَالِية أصواتُهنَّ على صوته، فلما استأْذن عمرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجاب، فأذن له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فدخل عمر والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يضحك، فقال عمر: أضحَك الله سِنَّكَ (1) ، بأبي وأُمِّي - قال الحميديُّ: زاد البرقاني: ما أضحَكك؟ ثم اتفقا - قال: عجبتُ من هؤلاء اللاتي كُنَّ عندي، فلما سَمِعْنَ صوتَك ابْتَدَرْنَ الحِجاب، قال عمر: فأَنتَ يا رسولَ الله لأحق أن يَهَبْنَ، ثم قال عمر: أيْ عَدُوَّاتِ أنفسهنَّ، أتَهَبْنَنِي ولا تَهَبْنَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قلن: [ص: 620] نعم، أنت أفظُّ وأغلظ (2) من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِيهٍ (3) يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لَقِيَكَ الشيطانُ سالكاً فجّاً إلا سلك فجّاًَ غير فجِّك» . أخرجه البخاري ومسلم بغير زيادة البرقاني (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفجّ) : المسْلَكُ والطَّرِيق.   (1) قال الحافظ في " الفتح ": لم يرد به الدعاء بكثرة الضحك، بل لازمه وهو السرور، أو نفي ضد لازمه وهو الحزن. (2) أفعل تفضيل من الفظاظة والغلظة، وهو يقتضي الشركة في أصل الفعل، ويعارضه قوله تعالى: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} فإنه يقتضي أنه لم يكن فظاً ولا غليظاً وانظر " الفتح " 7 / 37 و 38. (3) بالكسر والتنوين، ومعناها: حدثنا ما شئت، وبغير التنوين: زدنا مما حدثتنا، وفي بعض النسخ: إيهاً، بالفتح والنصب، ومعناها: لا تبدئنا بحديث. (4) رواه البخاري 7 / 37 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، ومسلم رقم (2396) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/171) (1472) قال: حدثنا يعقوب وفي (1/182) (1581) قال: حدثنا يزيد، وهاشم بن القاسم. وفي (1/187) (1624) قال: حدثنا أبو داود سليمان. والبخاري (4/153، 5/13) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وفي (5/13) قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الله، وفي (8/28) قال: حدثنا إسماعيل، ومسلم (7/114) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم. (ح) وحدثنا حسن الحلواني، وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرني، وقال الحسن: حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعد) . والنسائي في عمل اليوم والليلة (207) ، وفي فضائل الصحابة (28) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن الهاد. ثمانيتهم - يعقوب، ويزيد، وهاشم، وأبو داود، وعبد العزيز، وإسماعيل، ومنصور، ويزيد بن الهاد- عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد، أن محمد بن سعد بن أبي وقاص، أخبره، فذكره. الحديث: 6447 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 619 6448 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «إِن عمرَ بنَ الخطاب جاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وعندهُ نسوة قد رَفَعْنَ أصواتهنَّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما استأذن عمرُ ابْتَدَرْنَ الحجاب ... ثم ذكر نحو حديث قبله، وفيه: - فأذِنَ له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعني فدخل - ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يضحك، فقال عمر: أضْحَكَ الله سِنّك يا رسول الله، فقال رسولُ الله [ص: 621] صلى الله عليه وسلم-: عجبت من هؤلاء اللاتي كنّ عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب، فقال عمر: فأنتَ يا رسول الله أحق أن يَهَبْنَ، ثم قال عمرُ: أيْ عَدوَّاتِ أنفسِهنَّ أتهبنني ولا تَهَبْنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قلن: نعم، أنت أغلظُ وأفظُّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قطُّ سالكاً فجّاً إلا سلك فَجّاً غير فَجِّك» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2397) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6448 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 620 6449 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أَن عمر قال: «وافقتُ ربي في ثلاث، قلتُ: يا رسولَ الله، لو اتَّخَذْنا من مقام إبراهيم مُصلى؟ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى} [البقرة: 125] وقلتُ: يا رسولَ الله: يدخل على نسائِكَ البَرُّ والفاجر، فلو أمرتَهنَّ أن يحتجِبْنَ؟ فنزلتْ آيةُ الحجاب، واجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم- في الغَيرة، فقلتُ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيراً مِنكُنَّ} [التحريم: 5] فنزلت كذلك» . وفي رواية لابن عمر قال: قال عمر: «وافقتُ ربي في ثلاث: في مقام إِبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر» . وفي أخرى مثل الأولى، وقال: وقلتُ: يا رسول الله، لو حَجَبْتَ [ص: 622] نِساءَك؟ فنزلتْ آيةُ الحجاب، قال: وبلغني مُعاتبةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بعضَ نسائه، فدخلتُ عليهنَّ، فقلتُ: إن انْتهَيْتُنَّ، أو ليُبْدِلَنَّ الله رسولَهُ خيراً منكنَّ، حتى أتتْ إحدى نسائه، فقالت: يا عمر، أما في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما يَعِظُ نساءه، حتى تَعِظهنَّ أنتَ؟ فأنزل الله: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ .... } الآية [التحريم: 5] . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 423 في القبلة، باب ما جاء في القبلة ومن لا يرى الإعادة على من سها وصلى لغير القبلة، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ، وفي تفسير سورة الأحزاب، باب قول الله تعالى: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} ، وفي تفسير سورة التحريم، ومسلم رقم (2399) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/23) (157) قال: حدثنا هشيم وفي (1/24) (160) قال: حدثنا ابن أبي عدي، وفي (1/36) (250) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (1/111) و (6/197) قال: حدثنا عمرو ابن عون، قال: حدثنا هشيم. وفي (1/111و6/24) قال: وقال ابن أبي مريم. أخبرنا يحيى بن أيوب. وفي (6/24 و148) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، وابن ماجة (1099) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا هشيم. والترمذي (2960) قال حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا هشيم. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (8/10409) عن هناد، عن يحيى بن أبي زائدة، وعن محمد بن مثنى، عن خالد بن الحارث، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن هشيم. ستتهم - هشيم، وابن أبي عدي، ويحيى بن سعيد، ويحيى بن أيوب، ويحيى بن أبي زائدة، وخالد - وعن حميد عن أنس، فذكره. (*) رواه حماد بن سلمة عن حميد، عن أنس، «أن عمر قال: يا رسول الله، لو صلينا خلف المقام. فنزلت: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى» . الحديث: 6449 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 621 6450 - (خ) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - قال: «لما طُعِنَ عمر جعل يأْلَمُ، فقال له ابنُ عباس وكأنه يُجَزِّعه: يا أمير المؤمنين، ولا كلَّ ذلك، لقد صَحبتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأحسنتَ صحبتَهُ، ثم فارقك وهو عنك رَاض، ثم صحبتَ أبا بكر، فأَحسنتَ صحبته، ثم فارقك وهو عنك رَاض، ثم صحبتَ المسلمين، فأحسنتَ صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنَّهم وهم عنك راضون، قال: أمَّا ما ذكرتَ من صُحْبة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ورِضاه فإنما ذلك مَنٌّ مَنَّ [الله] به عليَّ، وأما مَا ذكرتَ من صحبةِ أبي بكر ورضاه، فإنما ذلك مَنٌّ مَنَّ الله به عليَّ، وأما ما ذكرتَ من جَزَعي، فهو [ص: 623] من أجلك ومن أجل أصحابك، واللهِ لو أن لي طِلاع الأرض ذهباً لافتديتُ به من عذاب الله قبل أن أراه» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَزَّعَتُ) الرجل: أي نَسَبْتُه إلى الجزع، ويجوز أن يكون: أذهبْتُ عنه الجزع بما تسلِّيه. (طِلاعُ الأرض) : مِلؤها كأنه قد مَلأها حتى تطلع وتَسيل.   (1) 7 / 42 و 43 في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال الحافظ المزي: البخاري في فضل عمر (المناقب 35: 15) عن الصلت بن محمد عن إسماعيل بن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، عن ابن عباس، وقال عقبة، وقال حماد بن زيد. ثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس. الحديث: 6450 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 622 6451 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إني لواقف في قوم يَدْعُون الله لعمر، وقد وُضِع عمرُ على سريره، فتكنَّفه الناس يَدْعُون ويصلُّون قبل أن يُرْفَعَ، وأنا فيهم، فلم يَرُعْني إِلا رجل آخذ بمنكبي - وفي رواية: إذا رجل خلفي قد وَضَع مِرْفَقَه على مَنْكبِي - فإذا عليّ، فترَّحم على عمر، وقال: ما خلَّفت أحداً أحبّ إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منكَ، وايْمُ الله، إن كنتُ لأظنُّ أن يجعلك الله مع صاحِبيك، لأني كنتُ كثيراً أسمعُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ذهبتُ أنا وأبو بكر وعمر، ودخلتُ أنا وأبو بكر وعمر، [وخرجتُ أنا وأبو بكر وعمر] ، فإِن كنتُ لأرجو- أَو لأظنَّ - أن يجعلَكَ الله معهما» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 624] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فتكنَفَّه) تكنفّت فلاناً: إذا أحطت به وصرت حوله. (لم يَرُعْني) إلا وفلان قائم: أي لم أشعر، وإن لم يكن من لفظه، والرَّوْع: الفَزَع، فكأنه فاجأه بغتة من غير مَوعِد ولا معرفة، فراعَهُ ذلك وأفزعه.   (1) رواه البخاري 7 / 33 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وباب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومسلم رقم (2389) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/112) (898) قال: حدثنا علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك. والبخاري (5/11) قال: حدثني الوليد بن صالح، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (5/14) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (7/111) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، وأبو الربيع العتكي، وأبو كريب محمد بن العلاء. قال أبو الربيع: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا ابن المبارك. وفي (7/211) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (98) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا ابن المبارك. والنسائى في الكبرى (الورقة 107- أ) قال: أخبرني محمد بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك. كلاهما - ابن المبارك، وعيسى - عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس. فذكره. الحديث: 6451 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 623 6452 - (خ) أسلم - مولى عمر - رحمه الله - قال: «سألني ابنُ عمر عن بعض شأنه؟ - يعني: عمرَ - فأخبرتُه، فقال: ما رأيتُ [أحداً] قَطُّ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من حين قُبض كان أجدَّ وأجودَ (1) ، حتى انتهى: من عمر» أخرجه البخاري (2) .   (1) من الاجتهاد والجود، أي: لم يكن أحد أجد من عمر في الأمور، ولا أجود بالأموال، والحديث محمول على وقت مخصوص، وهو مدة خلافته ليخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من ذلك. (2) 7 / 40 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/14) قال:حدثنا يحيى بن سليمان، قال:حدثني ابن وهب،قال: حدثني عمر - هو ابن محمد- أن زيد بن أسلم حدثه، عن أبيه فذكره. الحديث: 6452 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 624 6453 - (ط) يحيى بن سعيد «أن عمرَ - رضي الله عنه - كان يحمل في العام الواحد على أربعين ألف بعير، يحملُ الرجل إلى الشام على بعير (1) والرجلين إلى العراق على بعير (2) فجاء رجل من أهل العراق، فقال: احملني [ص: 625] وسُحَيماً، فقال له عمر: أنْشُدُكَ الله، أسحيم زِقّ؟ قال: نعم (3) » أخرجه الموطأ (4) .   (1) لكثرة العدو بها، وأنها أكثر الجهات جهاداً ورباطاً. (2) لقلة العدو. (3) قال الباجي: أراد الرجل التحيل على عمر ليوهمه أن له رفيقاً يسمى سحيماً فيدفع إليه ما يحمل رجلين فينفرد هو به، وكان عمر رضي الله عنه يصيب المعنى بظنه فلا يكاد يخطئه فسبق إلى ظنه أن سحيماً الذي ذكره هو الزق. (4) 2 / 464 في الجهاد، باب ما يكره من الشيء يجعل في سبيل الله، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1025) قال: عن يحيى بن سعيد، به. الحديث: 6453 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 624 6454 - (خ) عبد الله بن هشام - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيدِ عمرَ بن الخطاب» ، لم يزد على هذا القدر. أخرجه البخاري هكذا طرفاً، وأخرجه بطوله (1) ، وقد ذُكِرَ في «كتاب فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم-» .   (1) رواه البخاري 7 / 43 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي الاستئذان، باب المصافحة، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه وفيه: «الآن يا عمر» . الحديث: 6454 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 625 وهذه أحاديث جاءت مشتركة بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما 6455 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -[قال] : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما راع في غنمه، عدا الذئبُ، فأخذ منها شاة، فطلبها حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب، فقال [له] : مَنْ لها يومَ السَّبُع يوم ليس لها راعٍ غيري؟ فقال الناسُ: سبحان الله! فقال رسولُ الله [ص: 626] صلى الله عليه وسلم-: فإني أُومِنُ بهِ، وأبو بكر وعمرُ، وما ثَمَّ أبو بكر وعمر» . كذا عند البخاري. وعند مسلم: أن أبا هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما رَجُل يَسُوقُ بَقَرَة قد حَمَلَ عَليها، التَفَتَتْ إليه [البقرةُ] ، فقالتْ: إني لم أُخْلَقْ لهذا، ولكني خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ، فقال الناس: سبحان الله! تَعجُّباً وفَزَعاً أَبَقَرَة تَكَلَّمُ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فَإني أُومِن به، وأبو بكر وعمرُ» قال أبو هريرة: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما راعٍ في غنمه، عدا عليه الذئب، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي، حتى استنقذها منه ... » . وذكر الحديث بنحو ما تقدَّم، وليس فيه عنده «وما ثمَّ أبو بكر وعمر» . وفي رواية لهما قال: صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الصبح، ثم أقْبَلَ على الناس، فقال: بينا رَجُل يَسُوقُ بَقَرَة، إذْ رَكِبَها فضربها، فقالت: إنا لم نُخْلَقْ لهذا، إنا خُلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله! بقرة تَكَلَّمُ؟ فقال: إني أُومِنْ بهذا أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثَمَّ، ثُمَّ ذكر باقي الحديث في الشاة والذئب بنحو ما تقدَّم إلى قوله: «فإني أُومِنُ بهذا أَنا وأبو بكر وعمر، وهما ثَمَّ» لفظ الحديث للبخاري. وفي أخرى لهما في قصة الشاة والبقرة بمثل الرواية التي قبلها. وأخرج الترمذي الرواية الأولى والثالثة، وقال في أولهما: «بينما رَجُل [ص: 627] راكب بَقَرَة، إذ قالت: لَم أُخْلَقْ لهذا ... الحديث» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عدا عليه) : اعتدى وتجاوز في ظلمه. (يوم السَّبُّع) قال ابن الأعرابي: السبْع، بسكون الباء: الموضع الذي يحبس الناس فيه يوم القيامة، أراد: من لها يوم القيامة؟ وهذا [التأويل] يَفْسُدُ بقول الذئب: «يوم لا راعي لها غيري» والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة، وقيل: السَّبْع: الشدة والذُّعر، يقال: سَبَعْتُ الأسد: إذا ذعرته، والمعنى: من لها يوم الفزع؟ وقيل: مَن لها عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعيَ لها، نُهبةً للذئاب والسباع؟ فجعل السَّبُع لها راعياً، إذ هو منفرد بها [ويكون حينئذ بضم الباء] ، وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يهمل الناس فيها أنعامهم ومواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع.   (1) رواه البخاري 7 / 42 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي الحرث والزراعة، باب استعمال البقر للحراثة، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2388) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والترمذي رقم (3681) و (3696) في المناقب، باب مناقب أبي بكر، وباب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/15) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث، قال: حدثنا عقيل. ومسلم (7/110و111) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، وحرملة بن يحيى قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد الملك بن شعب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. والنسائي في فضائل الصحابة (13) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس. كلاهما - عقيل بن خالد، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد بن المسيب، أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. (*) أخرجه الحميدي (1054) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. قال: أخبرني الأعرج. وفي (1055) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم. وأحمد (2/245) قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج. وفي (2/382) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم. وفي (2/502) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والبخاري (3/136) قال: حدثنا: محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة. عن سعد بن إبراهيم. وفي (4/212) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج. (ح) وحدثنا علي. قال: حدثنا سفيان، عن مسعر، عن سعيد بن إبراهيم. وفي (5/6) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (الأدب المفرد) (902) قال: حدثنا يحيى بن صالح المصري، عن إسحاق بن يحيى الكلبي. قال: حدثنا الزهري. ومسلم (7/111) قال: حدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن مِسْعر. كلاهما عن سعد بن إبراهيم، والترمذي (3677 و3695) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، وفي (3677 و3695) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم. والنسائي في فضائل الصحابة (10) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو داود الحفري عُمر بن سعد. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، وفي (11) قال: أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، عن محمد بن عيسى، وهو ابن القاسم بن سميع، قال: حدثنا عُبيد الله بن عُمر، عن الزهري. أربعتهم - عبد الرحمن الأعرج، وسعد بن إبراهيم، والزهري، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره. وليس فيه - سعيد بن المسيب. (*) وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (12) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا شُعيب بن الليث، عن أبيه، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: (أبو سلمة بن عبد الرحمن) . (*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. الحديث: 6455 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 625 6456 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أهل الدرجات العُلَى لَيَرَاهم مَنْ تَحْتَهُمْ، كما تَرَوْنَ النَّجْمَ [ص: 628] الطالع في أُفُقِ السماء، وإِن أبا بكر وعمر منهم، وأَنْعَمَا» . أخرجه أبو داود والترمذي. ولفظ أبي داود: «إن الرجل من أَهْلِ عِلِّيِّينَ لَيُشْرِفُ على أهل الجنَّة، فَتُضِيءُ الجنَّةُ لوجهه، كأنه كوكب دُرِّيّ، قال - وهكذا جاء في الحديث «دُرِّيّ» مرفوع الدال لا يُهمز، وإن أبا بكر وعمر منهم، وأَنعَما» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وأنعما) : أنعم فلان النظر في الأمر: إذا بالغ في تَدَبُّره، والتفكُّر فيه، وأحسن فلان إليَّ وأنعم، أي: أفضل [وزاد] في الإحسان، وكذلك هنا، أي: هما منهم، وزادا في هذا الأمر، وتناهيا فيه إلى غايته. (الكوكب الدُّريُّ) هو الكبير المضيء، كأنه نُسِب إلى الدُّرِّ، تشبيهاً بها.   (1) رواه أبو داود رقم (3987) في الحروف والقراءات، والترمذي رقم (3659) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي سنده عطية العوفي وهو صدوق يخطئ كثيراً ويدلس، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عطية عن أبي سعيد وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل من أهل عليين يشرف على أهل الجنة كأنه كوكب دري، وإن أبا بكر وعمر منهما وأنعما "، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله رجال الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الحميدي (755) قال: حدثنا سُفيان، قال: حدثنا مالك بن مِغْوَل، وأحمد (3/27) قال: حدثنا ابن نُمير. قال: حدثنا الأعمش. وفي (3/50) قال: حدثنا محمد بن عُبيد، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن أبي خالد -. وفي (3/61) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال: فقال إسماعيل بن أبي خالد، وهو جالس مع مُجالد على الطنفسة. وفي (3/72) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، وفي (3/93) قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا سالم - يعني ابن أبي حفصة-، والأعمش، وعبد الله بن صهبان، وكثير النوّاء، وابن أبي ليلى. وفي (3/98) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. وعبد بن حميد (887) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، وسالم المُرادي. وأبو داود (3987) قال: حدثنا يحيى بن الفضل، قال: حدثنا وُهَيب - يعني ابن عمرو النمري - قال: أخبرنا هارون، قال: أخبرني أبان بن تغلب. وابن ماجة (96) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. والترمذي (3658) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا محمد بن فُضيل، عن سالم بن أبي حفصة، والأعمش، وعبد الله بن صُهبان، وابن أبي ليلى، وكثير النواء. تسعتهم - مالك بن مِغْول، والأعمش، وابن أبي خالد، وسالم بن أبي حفصة، وابن صُهبان، وكثير، وابن أبي ليلى، وسالم المُرادي، وأبان - عن عطية العَوفي، فذكره. قلت: في إسناده عطية العوفي. الحديث: 6456 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 627 6457 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني لا أدري ما بقائي فيكم؟ فاقتدُوا باللَّذَيْنِ من بعدي: أبي بكر [ص: 629] وعمرَ» أخرجه الترمذي. وفي رواية: «وأشار إلى أبي بكر وعمر» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3663) و (3664) في المناقب، باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 6457 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 628 6458 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر وعمر: «هذان سَيِّدا كُهُولَ أهْلِ الجنة من الأوَّلين والآخرين، إلا النبيين والمرسَلين» أَخرجه الترمذي. مثله، وزاد: قال عَليٌّ: قال لي: «لا تخبرهما يا عَليُّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3666) في المناقب، باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ورواه الترمذي أيضاً رقم (3665) و (3667) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه من حديث علي رضي الله عنه، وهو حديث صحيح بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3664) قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار. قال: حدثنا محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن قتادة فذكره. قلت: له شاهد من حديث علي عند الترمذي (3665 و3667) . الحديث: 6458 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 629 6459 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار، فلا يرفع طَرْفَهُ أوَّلاً إلا إلى أبي بكر وعمر، كانا ينظران إليه، وينظر إليهما، وَيَتَبَسَّمانِ إليه، وَيَتَبَسَّمُ إليهما خاصة، وإلى سائر أصحابه عامَّة» . أخرجه الترمذي، وفي حديثه «فلا يرفع إليه أحد منهم بَصَرَهُ إلا أبو بكر وعمر ... الحديث» وآخره «وَيَتَبَسَّمُ إليهما» (1) .   (1) رقم (3669) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية، وقد تكلم بعضهم في الحكم بن عطية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/150) ، وعبد بن حميد (1298) ، والترمذي (3668) قال: ثنا محمود بن غيلان. ثلاثتهم - أحمد، وعبد، ومحمود - قالوا: ثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا الحكم بن عطية، عن ثابت، فذكره. قلت: الحكم بن عطية مختلف فيه. الحديث: 6459 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 629 6460 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج ذات يوم، فدخل المسجد، وأبو بكر وعمر، أحدُهما عن يمينه، والآخَر عن شماله، وهو آخذ بأيديهما، وقال: هكذا نُبْعَثُ يوم القيامة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3670) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه من حديث سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي، وقد روي هذا الحديث أيضاً من غير هذا الوجه عن نافع عن ابن عمر. أقول: وروي هذا الحديث من حديث أبي هريرة، ذكره الهيثمي في " المجمع " ونسبه للطبراني في " الأوسط " وقال: وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (99) قال: حدثنا علي بن ميمون الرقي. والترمذي (3669) قال: حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد. كلاهما - علي، وعمر - قالا: حدثنا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، فذكره. (*) قال الترمذي: غريب، وسعيد بن مسلمة ليس عندي بالقوي. تحفة الأشراف (6/7499) . الحديث: 6460 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 630 6461 - (ت) عبد الله بن حنطب - رضي الله عنه - قال: «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر وعمر، فقال: هذان السمعُ والبصرُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3672) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسلاً، فإن عبد الله بن حنطب لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن للحديث شاهد عند الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو، ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " وقال: وفيه محمد مولى بني هاشم، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، ولذلك قال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، ورواه الحاكم 3 / 69 وصححه، وتعقبه الذهبي فقال: حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: قال الحافظ المزي: الترمذي في المناقب (40) عن قتيبة، عن ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب عن أبيه عن جده به، وقال: مرسل - عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- رواه أبو الربيع الحارثي، عن ابن أبي فديك عن عبد العزيز عن أبيه عن جده، ورواه علي بن مسلم الطوسي، ويوسف بن يعقوب الصفار، عن ابن أبي فديك، قال: حدثني غير واحد منهم - فذكر بعضهم - عن عبد العزيز بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه، عن جده - التحفة (4/314) . الحديث: 6461 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 630 6462 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من نبي إلا له وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيرايَ من أهل السماء، فجبريل وميكائيل، وأما وزيرايَ [ص: 631] من أهل الأرض، فأبو بكر وعمر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3680) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وذكره الهيثمي في " المجمع " من حديث ابن عباس ونسبه للطبراني والبزار، وفي سند الطبراني محمد بن مجيب الثقفي وهو كذاب، وفي سند البزار عبد الرحمن بن مالك بن المغول، وهو كذاب، ورواه أبو نعيم في " الحلية " 8 / 160 والخطيب في " تاريخه " 3 / 298، وفي سندهما محمد بن مجيب الثقفي، وهو كذاب، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3680) قال: ثنا أبو سعيد الأشج، قال: ثنا تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف، عن عطية، فذكره. قلت: عطية تقدم الكلام فيه آنفا. الحديث: 6462 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 630 6463 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَطّلِعُ عليكم رجل من أهل الجنة، فاطَّلع أبو بكر، ثم قال: يطَّلع عليكم رجل من أهل الجنة، فاطَّلع عمر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3695) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ورواه الحاكم في " المستدرك " 3 / 73 مقتصراً على ذكر أبي بكر، وصححه ووافقه الذهبي، كما رواه أحمد في " المسند " 3 / 356 و 380 من حديث جابر، وفيه ذكر أبي بكر وعمر وعلي، وكذا رواه الطبراني في " الأوسط " والبزار. أقول: وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3694) قال: حدثنا محمد بن حُميد، قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبيدة السلماني، فذكره. الحديث: 6463 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 631 6464 - (خ د) محمد بن الحنفية - رحمه الله - قال: «قلتُ لأبي: أيُّ الناس خَيْر بعد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أبو بكر، قلتُ: ثُمَّ مَن؟ قال: عمر، وخشيتُ أن أقول: ثم مَن؟ فيقول: عثمان، قلتُ: ثم أنتَ؟ قال: ما أنا إلا رَجُل من المسلمين» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 26 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وأبو داود رقم (4629) في السنة، باب في التفضيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال الحافظ المزي: البخاري في فضل أبي بكر (المناقب 24:10) ، وأبو داود في السنة (8:3) جميعا عن محمد بن كثير، عن سفيان، عن جامع بن أبي شداد، عن منذر أبي يعلى الثوري، عن محمد بن الحنفية، فذكره. الحديث: 6464 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 631 6465 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله [ص: 632] صلى الله عليه وسلم-: «أَنا أولُ مَنْ تَنْشَقُّ عنه الأرضُ يوم القيامة، ثم أبو بكر، ثم عمر، فنأتي البقيعَ فيُحشرون معي، ثم ننتظرُ أهل مَكَّةَ، حتى نحشر بين أهل الحرمين» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3693) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي سنده عاصم بن عمر ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ضعيف، ورواه الحاكم 3 / 68 وصححه، وتعقبه الذهبي وقال: عاصم ضعفوه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وعاصم بن عمر العمري ليس بالحافظ عندي وعند أهل الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3692) قال: ثنا سلمة بن شبيب، قال: ثنا عبد الله بن نافع الصائغ، قال: ثنا عاصم بن عمر العمري، عن عبد الله بن دينار، فذكره. قال الترمذي: حسن غريب، وعاصم بن عمر العمري ليس بالحافظ عندي وعند أهل الحديث. الحديث: 6465 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 631 6466 - () عائشة - رضي الله عنها - قالت: «بينا رأسُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في حَجري في ليلة ضاحية، إذْ قلتُ: يا رسولَ الله، هل يكون لأحد من الحسنات عَدَدُ نجوم السَّماء؟ قال: نعم، عمر، قلتُ: فأين حسناتُ أبي بكر؟ قال: إنما جميع حسناتُ عمر كحسنة واحدة من حسنات أبي بكر» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ورواه الخطيب في " تاريخ بغداد " 7 / 135 في ترجمة برية بن محمد بن أبي القاسم البيع بسنده إلى عائشة، وقال: حديث برية عن إسماعيل بن محمد الصفار أحاديث باطلة موضوعة، ونقل السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " 1 / 304 عن الخطيب أنه قال: حديث موضوع، وأقره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، وقد أخرجه الخطيب في تاريخه (7/135) وقال: موضوع، وانظر اللآليء المصنوعة (1/304) . الحديث: 6466 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 632 عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه 6467 - (م) سعيد بن العاص - رضي الله عنه - أن عثمانَ وعائشةَ حدّثاه «أنَّ أبا بكر الصِّدِّيق استأذن على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع [ص: 633] على فراشِه، لابس مِرْطَ عائشة، فأَذِنَ لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إِليه حاجتَه ثم انصرف، ثم استأذن عمرُ، فأذِن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمانُ: ثم استأذْنتُ عليه، فجلس وقال لعائشة: اجمعي عَلَيْكِ ثِيابَكِ، قال: فقضيتُ إليه حاجتي، ثم انصرفتُ، فقالت عائشةُ: يا رسولَ الله، ما لي لَمْ أَركَ فَزِعتَ لأبي بكر وعمر، كما فَزِعْتَ لعثمان؟ فقال: إن عثمان رَجُل حَييّ، وإني خَشيتُ إنْ أذِنتُ له على تلك الحال: أن لا يَبْلُغَ إِليَّ في حاجته» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المِرط) : الكساء من الخزِّ والصوف يُؤتَزر به. (فزعت) لمجيء فلان، أي: تأهَّبتُ له متحوِّلاً من حال إلى حال، يقال: فزع من نومه: إذا استيقظ، فانتقل من حال النوم إلى حال اليقظة.   (1) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/71) (514) و (6/155) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عُقيل. وفي (1/71) (515) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري في الأدب المفرد (600) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (7/117) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عُقيل بن خالد. (ح) وحدثناه عمرو الناقد، والحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، كلهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. كلاهما - عُقيل، وصالح - عن ابن شهاب، قال: أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن العاص، أخبره، فذكره. (*) أخرجه أحمد (6/155) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (6/167) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. كلاهما - ابن أبي ذئب، ومعمر- عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن عائشة، فذكرته. وفي رواية ابن أبي ذئب: يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة. الحديث: 6467 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 632 6468 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُضْطَجِعاً في بيته، كاشفاً عن فخذيه - أو ساقيه - فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدَّث، ثُمَّ استأذن عُمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدَّث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وسَوَّى ثيابه، قال [ص: 634] محمد - يعني ابن أبي حَرْملةَ - ولا أقول ذلك في يوم واحد، فدخل فتحدَّث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر، فلم تَهِشَّ ولم تُبالِهِ، ثم دخل عمر، فلم تَهِشَّ له ولم تباله، ثم دخل عثمان، فجلسْتَ وسوّيتَ ثيابكَ؟ فقال: ألا أستَحيي ممن تستَحي منه الملائكة» أخرجه مسلم (1) . وقد جعل الحميديُّ هذا الحديث والذي قبله حديثاً واحداً، وقال: ومنهم من أخرج الرواية الأولى في مسند عثمان. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَشَّ) لهذا الأمر، واهتش: إذا ضحك له وفرح به. (لم تُباله) أي: لم تحتشم له وتتأهَّب لحضوره.   (1) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (603) قال: حدثنا أبو الربيع. ومسلم (7/116) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. خمستهم - أبو الربيع، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقُتيبة، وابن حُجر- عن إسماعيل بن جعفر. قال: حدثني محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكروه. الحديث: 6468 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 633 6469 - (خ ت) عثمان بن عبد الله بن موهب - رحمه الله - قال: «جاء رجل من أهل مِصْرَ يريد حجَّ البيت، فرأى قوماً جلوساً، فقال: مَنْ هؤلاء القوم؟ قالوا: هؤلاء قريش، قال: فَمَنِ الشيخُ منهم؟ قالوا: عبد الله بنُ عمر، قال: يا ابنَ عمر، إني سائلك عن شيء، فحدِّثْني: هَلْ تعلم أن عثمان فَرَّ يومَ أُحد؟ قال: نعم، قال: هَلْ تعلم أنَّهُ تغيَّبَ عن بَدْر ولم يشهدْ؟ قال: نعم، قال: [هل] تعلم أنه تغيَّب عن بيعة الرِّضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: الله أكبر، قال ابنُ عمر: تعالَ أُبَيِّنْ لك، أمَّا فِرَارُهُ يومَ [ص: 635] أُحد، فأشهدُ أنَّ الله عفا عنه [وغفر له] ، وأما تَغَيُّبُهُ عن بدر، فإنه كان تحته رُقيِّةُ بنتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانت مريضة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن لكَ أَجْرَ رَجُل مِمَّن شهد بدراً وسهمَه، وأما تَغَيُّبُهُ عن بَيْعَةِ الرضوان، فلو كان أحَد أعزَّ ببطنِ مكة من عثمان لبعثه، فبعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عثمان، وكانت بيعةُ الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكةَ، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده اليمنى: هذه يَدُ عثمان، فضرب بها على يده، وقال: هذه لعثمان، ثم قال ابن عمر: اذهب بها الآن معك» . أخرجه البخاري والترمذي - وزاد الترمذي بعد قوله: «فأشهدُ أنَّ الله عفا عنه» قال: «وغَفَرَ له» (1) . وزاد رزين، وتلا {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا الله عَنْهُمْ} [آل عمران: 155] .   (1) رواه البخاري 7 / 48 و 49 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي الجهاد، باب إذا بعث الإمام رسولاً في حاجة أو أمر بالمقام هل يسهم له؟ ، وفي المغازي، باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان} ، والترمذي رقم (3709) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/101) (5772) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة وفي (2/120) (6011) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا أبو معاوية يعني شيبان. والبخاري (4/108و5/18) قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/125) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا أبو حمزة. والترمذي (3706) قال: حدثنا صالح بن عبد الله، قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - أبو عوانة، وأبو معاوية، وأبو حمزة - عن عثمان بن عبد الله بن موهب، فذكره. الحديث: 6469 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 634 6470 - (ت) عبد الرحمن بن سمرة (1) - رضي الله عنهما - قال: «جاء [ص: 636] عثمانُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بألفِ دِينار - قال الحسن بن واقع في موضع آخر من كتابي: في كُمِّه - حين جَهَّزَ جيشَ العُسْرة، فنثرها في حَجْره. قال عبد الرحمن: فرأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يُقلِّبها في حَجره، ويقول: ما ضَرَّ عثمانَ ما عمل بعد اليوم - مرتين» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في الأصل: عبد الله بن سمرة، والتصحيح من الترمذي وكتب الرجال. (2) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 63، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/63) قال: حدثنا هارون بن معروف (قال عبد الله بن أحمد) وسمعته أنا من هارون بن معروف. والترمذي (3701) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا الحسن بن واقع الرملي. كلاهما - هارون والحسن - عن ضمرة، قال: حدثنا عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، فذكره. الحديث: 6470 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 635 6471 - (ت) عبد الرحمن بن خباب - رضي الله عنه - قال: «شهدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَحُثُّ على تجهيز جيش العسرة، فقام عثمانُ بنُ عفان، فقال: يا رسولَ الله، عليَّ مائةُ بعير بأحْلاسِها وأقْتَابها في سبيل الله، ثم حضَّ على الجيش، فقام عثمانُ فقال: يا رسولَ الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضَّ على الجيش، فقام عثمان بن عفان، فقال: عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينزل عن المنبر، وهو يقول: ما على عثمان ما فعل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه؟» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأحلاس) : الأكسية التي تكون على ظهور الإبل تحت الرِّحال [ص: 637] والأقتاب، واحدها: حِلس.   (1) رقم (3701) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سنده مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن عبد الرحمن بن سمرة - يعني الحديث الذي قبله -. أقول: فهو شاهد له بالمعنى، وهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (311) قال: حدثنا سليمان بن داود، والترمذي (370) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود، وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (4/75) قال: حدثني أبو موسى العنزي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوراث. كلاهما - سليمان بن داود أبو داود الطيالسي، وعبد الصمد - عن السكن عن المغيرة، قال: حدثني الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، فذكره. (*) أخرجه عبد الله بن أحمد (4/75) قال: حدثني أبو موسى العنزي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا سكن بن المهغيرة، قال: حدثنا الوليد بن هشام، وطلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمى، فذكره الحديث. الحديث: 6471 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 636 6472 - (ت) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لكلِّ نبي رفيق، ورفيقي يعني في الجنة عثمانُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3699) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سنده جهالة وانقطاع وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، وهو منقطع، ورواه الحاكم 3 / 97 في جملة حديث في قصة حصر عثمان، وصححه، وتعقبه الذهبي وقال: قاسم بن الحكم، قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال أبو حاتم: مجهول، وذكره الحافظ في " الفتح " ونسبه لابن مندة وسكت عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3698) قال:حدثنا أبو هشام الرفاعي،قال:حدثنا يحيى بن اليمان، عن شيخ من بني زهرة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، ليس إسناده بالقوي،وهو منقطع. الحديث: 6472 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 637 6473 - (س) الأحنف بن قيس - رضي الله عنه - قال: «خرجنا حُجَّاجاً، فَقَدِمنَا المدينةَ ونحن نريدُ الحجَّ، فبينا نحنُ في منازلنا نَضَعُ رِحَالَنَا إذْ أتانا آت، فقال: إن الناسَ قد اجتمعوا في المسجد وفزِعوا، فانطلقنا، فإذا الناسُ مجتمعون على بئر في المسجد، فإذا عليّ والزبيرُ وطَلحةُ وسعدُ بنُ أبي وقاص؛ فإنَّا لكذلك إذْ جاء عثمان وعليه مُلاءَة صَفراءُ، قد قَنَّع بها رأسه، فقال: أَهاهنا عليّ؟ [أهاهنا طلحة] ؟ أهاهنا الزبير؟ أهاهنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: فإني أنْشُدُكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ يبتاع مِرْبدَ بني فُلان غَفَر الله له؟ فابتعتُه بعشرين ألفاً - أو بخمسة وعشرين ألفاً - فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه، فقال: اجعله في مسجدنا وأجرُه لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنْشُدُكم بالله الذي [ص: 638] لا إِله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ يَبتاع بِئر رُومَةَ، غَفَرَ الله له؟ فابتعتُها بكذا وكذا، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: قد ابتعتُها بكذا وكذا، قال: اجعلها سقاية للمسلمين وأجرُها لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنْشُدُكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم، فقال: مَنْ يُجَهِّز هؤلاء غَفَرَ الله له؟ - يعني جيشَ العسرة - فجهزتُهم، حتى لم يَفقِدوا عِقالاً، ولا خِطاماً؟ قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهدْ، اللهم اشهدْ، اللهم اشهدْ» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المِرْبَد) : موقف الإبل. (المُلاءة) : الإزار يرتَدى به، ويُتَّشَحُ به. (أَنْشُدُكم) أي: أسألكم وأُقسم عليكم.   (1) 6 / 46 و 47 في الجهاد، باب فضل من جهز غازياً، وفي إسناده عمرو بن جاوان التميمي البصري، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. أقول: ولكن يشهد له معنى حديث أبي عبد الرحمن السلمي الآتي رقم (6463) فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/70) (511) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي (6/46و234) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثناعبد الله بن إدريس. وفي (6/233) ، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي. وابن خزيمة (2487) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. ثلاثتهم - أبو عوانة، وعبد الله، وسليمان - عن حصين بن عبد الرحمن بن عمر بن جاوان، عن الأحنف بن قيس. (*) في رواية أبي عوانة، ورواية النسائي (6/46) اسمه (عمرو بن جاوان) . قلت: عمرو بن جاوان، ولم يويقه غير ابن حبان. الحديث: 6473 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 637 6474 - (ت س) ثمامة بن حَزْن القشيري - رحمه الله - قال: «شهدتُ يومَ الدارِ، حين أشرَف عليهم عثمان، فقال: ائتوني بصاحِبَيْكم اللَّذَيْنِ أَلَّبا [كم] عليّ، فجيءَ بهما كأنهما جملان - أو كأنهما حِمَاران -[قال: فأشرف عليهم [ص: 639] عثمانُ] ، فقال: أَنْشُدُكم بالله والإسلام - زاد رزين: ولا أَنْشُدُ إلا أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تَعْلَمُونَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ المدينةَ وليس بها ماء يُستَعذَبُ إِلا بئرَ رُومةَ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يشتريها ويجعلُ دَلْوَه فيها مع دِلاءِ المسلمين بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتُها مِنْ [صُلْبِ] مالي، وأنا اليوم أُمنَعُ أنْ أشربَ منها حتى أشربَ من ماءِ الملح (1) ؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنْشُدُكم بالله والإسلام: هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يشتري بُقْعَةَ آل فلان، فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتُها من صلب مالي، وأنا اليومَ أُمْنَعُ أن أُصلِّيَ فيه ركعتين؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأَنْشُدُكم [بالله والإِسلام] ، هل تعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ جَهَّزَ جيش العُسْرَة وجبت له الجنة، وجهزتهُ؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنْشُدُكم بالله [والإسلام] ، هل تعلمون أني كنتُ على ثَبِير مكة مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمرَ، فتحرَّكَ الجبلُ، حتى تساقطت حجارته بالحضيض، فركضَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- برجله، وقال: اسْكُنْ ثبيرُ، فإنما عليك نبيّ وصِدِّيق وشَهيدانِ؟ فقالوا: اللهم نعم، فقال: الله أكبر، شَهِدُوا لي بالجنة وربِّ الكعبة - ثلاثاً» . وفي رواية «شهدوا لي وربِّ الكعبة أني شهيد - ثلاثاً» . أخرجه الترمذي والنسائي، ولم يذكر النسائي قوله: «ائتوني بصاحبيكم [ص: 640] ... إلى قوله: كأنهما حِمارَانِ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَلّبْتُ) عليه الناس، أي: جمعتُهم عليه، وحملتهم على قصده، وصار القوم على فلان ألْباً واحداً، أي: اجتمعوا عليه يقصدونه. (ماءٌ ملح) أي: شديد الملوحة، ويقال أيضاً: ماءٌ مالح، والأول أفصح. (استُعذِب الماء) أي: وُجد عَذباً، وهو الماء الشروب الحُلْو الطيِّب. (الحضيض) : ضد الأوج، وهو أسفل كل عالٍ، كما أن الأوج: أعلاه.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: حتى أشرب من ماء البحر. (2) رواه الترمذي رقم (3704) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، والنسائي 6 / 235 في الأحباس، باب وقف المساجد، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه، منها الذي قبله والذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عثمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3703) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، وعباس بن محمد الدوري، وغير واحد، قالوا: حدثنا سعيد بن عامر، عن يحيى بن أبي حجاج المنقري، وعبد الله بن أحمد (1/74) (555) قال: حدثني محمد ابن أبي بكر بن علي المقدمي. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا هلال بن حق. والنسائي (6/235) قال: أخبرني زياد بن أيوب. قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن يحيى بن أبي الحجاج. وابن خزيمة (2492) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الحلبي، قال: حدثنا يحيى بن أبي الحجاج. كلاهما - يحيى، وهلال - عن أبي مسعود الجريري، عن ثمامة بن حزن، القشيري، فذكره. الحديث: 6474 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 638 6475 - (ت خ س) أبو عبد الرحمن السلمي قال: «لمَّا حُصِرَ عثمان - رضي الله عنه- أشرفَ عليهم فوق دَارِهِ، ثم قال: أُذكِّرِكم بالله، هل تعلمونَ [أن] حِراءَ حين انتفض قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اثبُتْ حراءُ، فليس عليك إلا نبيّ أو صِدِّيق أو شهيد؟ قالوا: نعم، قال: أُذكِّركم بالله، هل تعلمونَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في جيش العُسرة: مَن يُنْفِقُ نفقة مُتَقَبَّلة - والناس مُجْهَدُونَ مُعْسِرُونَ - فجهزتُ ذلك الجيش؟ قالوا: نعم، ثم قال: [ص: 641] أذكِّركم بالله، هل تعلمون أن رُومَةَ، لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن، فابتعتُها فجعلتُها للغني والفقير وابنِ السبيل؟ قالوا: اللهم نعم، وأشياءَ عدَّها» هذه رواية الترمذي (1) . وفي رواية البخاري «أن عثمانَ حين حُوصِرَ أشْرَفَ عليهم، فقال: أَنْشُدُكم بالله - ولا أَنشُدُ إلا أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ألستُم تعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ جَهَّزَ جيش العسرة فله الجنة، فجهَّزتُهم؟ ألستم تعلمونَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَن حفر بِئر رُومة فله الجنة، فحفرتُها؟ قال: وصَدَّقوه بما قال» (2) . وفي رواية النسائي قال: «لما حُصِرَ عثمان في داره اجتمع الناس حول داره، [قال:] فأشرف عليهم ... » وساق الحديث. هكذا قال النسائي ولم يذكر لفظه (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَهَدَ) الرجل فهو مجهود: إذا وجد مشقة، وهو من الجَهد، وجهد [ص: 642] الناس: إذا قحطوا فهم مجهودون، فأما أجْهَد فهو مُجْهَد، فإنما يكون على تقدير أنه وقع في الجهد، وهو المشقة، وكذلك مجهِد - بالكسر - أي: إنه ذو جَهد ومشقة، أو هو من أَجْهَدَ دابته: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، ورجل مجهَد ومجهِد: إذا كان ذا دابة ضعيفة، فاستعاره للحال في قلة المال ونحوه. (وابنُ السبيل) السبيل: الطريق، وابن السبيل: هو المسافر، كأنه للزومه السفر والطريق نسب إليها.   (1) رقم (3700) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه. (2) ذكره البخاري تعليقاً 5 / 305 في الوصايا، باب إذا وقف أرضاً أو بئراً أو اشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين، قال الحافظ في " الفتح ": وقد وصله الدارقطني والإسماعيلي وغيرهما من طريق القاسم بن محمد المروزي عن عبدان بتمامه. (3) 6 / 236 و 237 في الأحباس، باب وقف المساجد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح أخرجه البخاري (4/15) قال: وقال عبدان، أخبرني أبي، عن شعبة. والترمذي (3699) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، وهو ابن أبي أنيسة والنسائي (6/236) قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثني محمد بن سلمة، قال: حدثني أبو عبد الرحيم، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة. وابن خزيمة (2491) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي إسرائيل الملائي بالرملة: قال: حدثنا عمرو بن عثمان، وعبد الله بن جعفر قالا: حدثنا عبيد الله وهو ابن عمرو عن زيد، وهو ابن أبي أنيسة. كلاهما- شعبة، وزيد - عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمى، فذكره. الحديث: 6475 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 640 6476 - (س) أبو سلمة بن عبد الرحمن «أَنَّ عثمانَ أشْرَفَ عليهم حين حصروه، فقال: أنشُد بالله رجلاً سمع من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ يَومَ الجبَل، حين اهتزَّ فركله برجله، فقال: اسكُن، فإِنه ليس عليك إلا نبيّ أو صديق أو شهيدان، وأنا معه؟ فأَنشد معه رجال، ثم قال: أنشُد بالله رجلاً شهد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم بيعة الرضوان يقول: هذه يد الله، وهذه يد عثمان، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله رجلاً سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ جيش العسرة يقول: مَنْ يُنفق نفقة متقبَّلَة، فجهزتُ نصفَ الجيش من مالي؟ فانتشد له رجال، ثم قال: أنشُد بالله رجلاً سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ يزيد في هذا المسجد ببيت في الجنة؟ فاشتريته من مالي، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشُد بالله رجلاً شهد رُومة تباع، [ص: 643] فاشتريتها من مالي فأبحتها لابن السبيل، فانتشد له رجال» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَكَلَه برجله) : رَفَسه وركضه. (نشده) : إذا سأله وأقسم عليه. (انتشد له) : أجاب كأنه رفع نشيده، أي: أزاله، وهذه الألِفُ تسمى ألفَ الإزالة، تقول: قسط الرجل: إذا جار، وأقسط: إذا عدل كأنه أزال جوره.   (1) 6 / 236 في الأحباس، باب وقف المساجد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/59) (420) قال: حدثنا أبو قطن. والنسائي (6/236) قال: أخبرنا عمران بن بكار بن راشد، قال: حدثنا خطاب بن عثمان، قال: حدثنا عيسى بن يونس. كلاهما - أبو قطن، وعيسى - عن يونس (يعني ابن أبي إسحاق) عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 6476 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 642 6477 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لمَّا أَمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ببيعة الرضوان، كان عثمانُ بنُ عفان رسولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أهل مكة، قال: فبايع الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن عثمان في حاجةِ الله وحاجةِ رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3703) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وهو كما قال، وشاهده في الصحيح من حديث ابن عمر في فضائل عثمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3702) قال:ثنا أبو زرعة،قال:ثنا الحسن بن بشر قال: ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، فذكره. الحديث: 6477 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 643 6478 - (ت) أبو الأشعث الصنعاني - رحمه الله - «أن خطباءَ قامت بالشام، وفيهم رجال من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام آخِرَهم رجل [ص: 644] يقال له: مُرّةُ بنُ كعب، فقال: لولا حديث سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما قمتُ، وذكر الفتن فقرّبها، فمر رجل مُقَنَّع في ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدَى، فقمتُ إليه، فإذا هو عثمان بن عفّان، فأقْبلتُ عليه بوجهه، فقلتُ: هذا؟ قال: نعم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3705) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عمر وعبد الله بن حوالة وكعب بن عجرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/236) قال: حدثنا محمد بن بكر - يعني البرساني- قال: أخبرنا وهيب بن خالد. والترمذي (3704) قال: حدثنا محمد بن بشار،. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. كلاهما - وهيب، وعبد الوهاب - قالا: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (4/235) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة (قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه. قام خطباء بإيلياء فقام من آخرهم رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقال له: مرة ابن كعب، فذكره، (ليس فيه أبو الأشعث) . (*) رواه عبد الله بن شقيق، عن هرمي بن الحارث، وأسامة بن خريم. الحديث: 6478 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 643 6479 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بجنازة رجل ليُصلِّيَ عليها، فلم يُصلّ عليه، فقيل: يا رسول الله، ما رأَيناك تركتَ الصلاة على أحد قبل هذا؟ قال: إنه كان يَبْغُضُ عثمان، فأَبغضه الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3710) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سنده محمد بن زياد اليشكري الطحان كذبوه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومحمد بن زياد هذا هو صاحب ميمون بن مهران ضعيف في الحديث جداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3709) قال:حدثنا الفضل بن أبي طالب البغدادي، وغير واحد. قالوا:حدثنا عثمان بن زفر،قال:حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 6479 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 644 6480 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يا عثمان، لعلَّ الله يُقَمِّصك قميصاً، فإن أرادوك على خَلْعِه، فلا تَخْلَعْهُ حتى يَخْلَعُوه» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قمّصتُه) هذا الأمر: أي فَوَّضُته إليه، وجعلتُه في عهدته، وألبسته [ص: 645] إياه مثل القميص، وأراد به الخلافة.   (1) رقم (3706) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/86) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الوليد بن سليمان. قال: حدثني ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر. وفي (6/149) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا معاوية، عن ربيعة - يعني ابن يزيد - عن عبد الله بن أبي قيس. والترمذي (3705) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا حجين بن المثنى، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر. كلاهما - عبد الله بن عامر، وعبد الله بن أبي قيس - عن النعمان بن بشير. (*) أخرجه ابن ماجة (112) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا أبو معاوية..قال: حدثنا الفرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن النعمان بن بشير، فذكره نحوه، وليس فيه (عبد الله بن عامر) . (*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. الحديث: 6480 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 644 6481 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر فِتْنة، فقال: «يُقْتَلُ هذا فيها - مظلوماً - يعني: عثمانَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3708) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/115) (5953) .والترمذي (3708) قال:حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري. كلاهما - أحمد، وإبراهيم بن سعد - عن شاذان الأسود بن عامر، قال:حدثنا سنان بن هارون، عن كليب بن وائل، فذكره. الحديث: 6481 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 645 6482 - (ت) أبو سهلة - رحمه الله - قال: سمعتُ عثمانَ - رضي الله عنه- يقول يوم الدَّار: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عَهِدَ إليَّ عهداً، فأنا مُمْتَثِل له، وصابر عليه إن شاء الله، فصبر حتى قُتِلَ رحمه الله شهيداً» . أخرجه الترمذي، وهذا لفظه، قال: قال لي عثمان يوم الدار: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عهد إليَّ عهداً، فأنا صابر عليه» لم يزد (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3712) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (113) في المقدمة، باب فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/57) (407) و1/69) (501) قال: حدثنا وكيع.وابن ماجة (113) قال:حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير،وعلي بن محمد،قالا:حدثنا وكيع. والترمذي (3711) قال:حدثنا سفيان بن وكيع. قال:حدثنا أبي ويحيى بن سعيد. كلاهما -وكيع، ويحيى - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال:حدثني أبو سهلة، فذكره. الحديث: 6482 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 645 6483 - (خ م) عبيد الله بن عدي بن الخيار أن المِسْوَرَ بنَ مَخرمة وعبد الرحمن بنَ الأسود قالا له: «ما يمنعُكَ أن تكلّم أميرَ المؤمنين عثمانَ في شأن أخيه الوليد بن عقبة (1) ، فقد أكثر الناس فيه (2) ، فقصدتُ [ص: 646] لعثمان حين خرج إلى الصلاة، وقلتُ: إن لي إِليك حاجة وهي نصيحة [لك] ، قال: يا أيها المرءُ، أعوذ بالله منك، فانصرفتُ، [فرجعتُ إليهما] ، إذْ جاء رسولُ عثمان، فأتيتُه، فقال: ما نصيحتُك؟ فقلتُ: إن الله عز وجل بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم- بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنتَ ممن استجابَ لله ورسوله، فهاجرتَ الهجرتين، وصحبتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ورأيتَ هَدْيَهُ، وقد أكثر الناس في شأن الوليد، قال: أدركتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: قلتُ: لا، ولكن خَلَصَ إليَّ من عمله ما يخلص إلى العَذْراء في سِتْرِها. قال: فقال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الله تبارك وتعالى بعثَ محمداً - صلى الله عليه وسلم-[بالحق] ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنتُ بما بعث به، ثم هاجرتُ الهجرتين كما قلتَ، وصحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وبايَعتُه، فوالله ما عَصَيْتُه، ولا غَشَشتُه حتى توفاه الله عز وجل، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخْلِفْتُ، أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟ قلتُ: بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلُغني عنكم (3) ؟ أَمَّا ما ذكرتَ من شأن الوليد، فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله، ثم دعا عليّاً، فأمره أن يجلده، فجلده ثمانين (4) » . [ص: 647] أخرجه البخاري (5) . قال الحميديُّ: وفي أفراد مسلم من مسند عليّ «أن الوليد لما جُلد أَربعين قال عليٌّ: أمْسِكْ، جَلَد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌّ سُنَّة، وهذا أحبُّ إليّ» (6) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهجرة) : فراق الرجل وطنه إلى بلد آخر فراراً بدينه من الكفر، والهجرتان: هما: الهجرة الأولى، وهي هجرة المسلمين في صدر الإسلام إلى الحبشة، فراراً من أذى قريش، وهِجْرة ثانية، وهي هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم- والمسلمين قبله ومعه وبعده وإلى المدينة، فكان عثمان رضي الله عنه ممن هاجر الهجرتين. (الهَدْي) : السَّمْتُ والطَّريقة والسِّيرة. (العذراء) : البِكرُ المخدَّرة التي لم تتزوج بعد.   (1) هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان أخا عثمان لأمه. (2) أي في شأن الوليد، أي من القول. (3) كأنهم يتكلمون في سبب تأخيره في إقامة الحد عليه، قال الحافظ في " الفتح ": وإنما أخر إقامة الحد عليه ليكشف عن حال من شهد عليه بذلك، فلما وضح الأمر أمر بإقامة الحد عليه. (4) قال الحافظ في " الفتح ": في رواية معمر: فجلد الوليد أربعين جلدة، وهذه الرواية أصح من رواية يونس، والوهم فيه من الراوي عن شبيب بن سعيد، ويرجح رواية معمر ما أخرجه مسلم من طريق أبي ساسان قال: شهدت عثمان أتي بالوليد وقد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم [ص: 647] فشهد رجلان، أحدهما حمران يعني مولى عثمان أنه قد شرب الخمر، فقال عثمان: يا علي قم فاجلده، فقال علي: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: ولِّ حارها من تولى قارها، فكأنه وجد عليه فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده وعلي يعد حتى بلغ أربعين، فقال: أمسك، ثم قال: جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكل سنة، وهذا أحب إليَّ، وانظر تتمته في " الفتح " 8 / 46 و 47. (5) 7 / 44 - 46 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وباب هجرة الحبشة. (6) رواه مسلم (1706) في الحدود، باب حد الخمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال الحافظ المزي: البخاري في فضائل عثمان المناقب (36: 2) عن أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه، عن يونس، وفي هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي هجرة الحبشة (097: 1) عن عبد الله بن محمد، عن هشام بن يوسف، عن معمر وقال يونس ابن أخي الزهري وفي هجرة الحبشة (بل في هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-) (106: 4 تعليقا) وقال: بشر بن شعيب عن أبيه، وقال في عقبه: وتابعه إسحاق الكلبي - خمستهم عن الزهري عن عرورة، فذكره. الحديث: 6483 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 645 عليُّ بن أبي طالب كرم الله وجهه (*) 6484 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بُعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ الاثنين، وصلَّى عليّ يومَ الثلاثاء» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3730) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه الحاكم 3 / 112 وسكت عنه هو والذهبي، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسلم الأعور ومسلم الأعور ليس عندهم بالقوي، وقد روي هذا الحديث عن مسلم عن حبة عن علي نحو هذا، أقول: وحديث جته بن جوين عن علي رواه الحاكم 3 / 112 وتعقبه الذهبي فقال: هذا باطل، وروى الحاكم أيضاً وصححه من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه بهذا المعنى، وتعقبه الذهبي فقال: بل حديث باطل. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ذُكر هكذا كرم الله وجهه ولم يعلق عليه الشيخ عبد القادر رحمه الله وهو مذكور فقط في هذا الموضع أما في بقية الكتاب فابن الاثير رحمه الله يترضى عن علي رضي الله عنه يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره 6 / 478 - 479 "وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يفرد علي، رضي الله عنه، بأن يقال: "عليه السلام"، من دون سائر الصحابة، أو: "كرم الله وجهه" وهذا وإن كان معناه صحيحاً، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان [بن عفان] أولى بذلك منه، رضي الله عنهم أجمعين. " وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " السؤال الأول فقرة (د) من الفتوى رقم (3627) : س1: لم لقب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه؟ ج1: تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة فيه، ويقال: إنه من أجل أنه لم يطلع على عورة أحد أصلا، أو لأنه لم يسجد لصنم قط، وهذا ليس خاصا به، بل يشاركه غيره فيه من الصحابة الذين ولدوا في الإسلام. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز " [فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 3 / 402] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3702) قال: ثنا إسماعيل بن موسى، قال:ثنا علي بن عابس، عن مسلم الملائي، فذكره. قلت: ومسلم الملائي ضعفوه، والحديث أخرجه الحاكم (3/112) من طريق الملائي،وسكت عنه. قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث مسلم الأعور وهو ليس عندهم بالقوى. الحديث: 6484 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 648 6485 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أولُ من صلَّى عليّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3735) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث شعبة عن أبي بلج إلا من حديث محمد بن حميد وقال بعض أهل العلم: أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق وأسلم علي وهو غلام ابن ثمان سنين، وأول من أسلم من النساء خديجة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/373) (3542) قال:حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا أبوعوانة والترمذي (3734) قال:حدثنا محمد بن حميد،قال:حدثنا إبراهيم بن المختار،عن شعبة. كلاهما - أبو عوانة، شعبة - عن أبي بلج،عن عمرو بن ميمون، فذكره. قلت: رواية أبي عوانة مطولة، واللفظ المذكور لشعبة قال الترمذي: غريب لا نعرفه من حديث شعبة عن أبي بلج إلا من حديث محمد بن حميد، قال بعض أهل العلم:أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق، وأسلم على وهو غلام ابن ثمان سنين،وأول من أسلم من النساء خديجة. الحديث: 6485 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 648 6486 - (ت) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: «أوَّل من أسلمَ عليّ. قال عمرو بن مُرَّة: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي، فأنكره (1) ، وقال: أولُ من أسلم أبو بكر الصِّدِّيق» أخرجه الترمذي (2) .   (1) لا وجه للإنكار، فإن أبا بكر أول من أسلم من الرجال، وإن علياً أول من أسلم من الصبيان. (2) رقم (3736) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/368) قال:حدثنا وكيع. وفي (4/368) قال:حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/370) قال:حدثنا حسين. وفي (4/371) قال:حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (3735) قال:حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا:حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (34) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود،عن خالد. خمستهم - وكيع، ويزيد، وحسين، ومحمد، وخالد بن الحارث - عن شعبة،عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، فذكره. (*) وفي بعض الروايات (أول من صلى) . قلت: وهذا المحفوظ من رواية شعبة، والله أعلم. الحديث: 6486 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 648 6487 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لَمَّا آخَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه، جاءه عليٌّ تَدْمَعُ عيناه، فقال له: يا رسولَ الله آخيتَ بين أصحابِك ولم تُؤَاخ بيني وبين أحد، قال: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول له: أنت أخي في الدنيا والآخرة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3722) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: تقدم تخريجه. الحديث: 6487 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 649 6488 - (ت) زيد بن أرقم - أو أبو سريحة حذيفة - شك شعبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن كنتُ مولاه، فعليٌّ مولاه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3714) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 368 و 370 و 382، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الترمذي (3713) قال: حدثنا محمد بن بشار،وقال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال:سمعت أبا الطفيل،فذكره. الحديث: 6488 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 649 6489 - (خ م ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَلَّفَ عليَّ بنَ أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسولَ الله، تُخَلِّفُني في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكونَ مني بمنزلة هارون من موسى، غيرَ أنه لا نبيَّ بعدي؟» . وفي رواية مثله، ولم يقل فيه: «غيرَ أنه لا نبيَّ بعدي» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لعليٍّ: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيَّ بعدي» . [ص: 650] قال ابن المسيب: أَخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه، فأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَ به سعيداً، فلقيتُه، فقلتُ: أنتَ سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فوضع إصبعيه على أُذُنَيْه، فقال: نعم، وإلا فاسْتَكّتا. وفي رواية الترمذي مختصراً: أنه قال لعلي: «أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى» (1) .   (1) رواه البخاري في المغازي، باب غزوة تبوك، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومسلم رقم (2404) في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والترمذي رقم (3731) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/182) (1583) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (6/3) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (7/120) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي والنسائى في (فضائل الصحابة) (38) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد. ثلاثتهم - محمد بن جعفر غندر، ويحيى، ومعاذ - عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، فذكره. الحديث: 6489 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 649 6490 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لعليٍّ: «أَنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا إنَّه لا نبيَّ بعدي» ، أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3732) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح بشواهده، منها الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/338) قال:ثنا شاذان أن أسود بن عامر،والترمذي (3730) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد. كلاهما - شاذان، وأبو أحمد - قالا:حدثنا شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره. الحديث: 6490 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 650 6491 - (م ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «أن معاويةَ بن أبي سفيان أَمَرَ سعداً، فقال: ما يمنعُك أن تَسُبَّ أبا تُراب (1) ؟ فقال: [ص: 651] أَمَّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنَّ له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فلن أسُبَّه، لأَنْ تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إِليَّ من حُمْر النَّعَم، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول له - وقد خَلّفه في بعض مغازيه - فقال له عليٌّ: يا رسول الله، خَلَّفْتَني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إِلا أنه لا نُبُوَّةَ بعدي، وسمعتُه يقول يوم خيبرَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايةَ غداً رجلاً يُحبُّ الله ورسولَه، ويُحبُّه الله ورسولُه، قال: فتطاولنا، فقال: ادُعوا لي عليّاً، فأُتِيَ به أَرْمَدَ، فَبَصَقَ في عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: {نَدْعُ أَبْنَاءَنا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عليّاً وفاطمةَ وحَسَناً وحُسَيْناً، فقال: اللهم هؤلاء أهلي» أخرجه مسلم والترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرَّمَد) : مرض في العين، والرجل أرمد، والعين رَمِدة.   (1) أبو تراب كنية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والسبب في تكنيته بأبي تراب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بيت فاطمة ابنته رضي الله عنها فلم يجد علياً رضي الله عنه، فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج فلم يقل عندي (من القيلولة) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، [ص: 651] فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عنه ويقول: قم أبا التراب، قم أبا التراب. أقول: وعلي رضي الله عنه فضائله كثيرة، ومناقبه جمة، فلا يجوز سبه ولا التعرض له بأذى، وهو أمير المؤمنين حقاً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه ". (2) رواه مسلم رقم (2404) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والترمذي رقم (3726) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/185) (1608) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومسلم (7/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد. والترمذي (2999و3724) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - قتيبة، ومحمد بن عباد - قالا: حدثنا حاتم (وهو ابن إسماعيل) ، وعن بكير بن مسمار، عن، عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 6491 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 650 6492 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: «بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جيشاً، فاستعمل عليهم عليَّ بن أبي طالب، فمضى في السَّرِيَّةِ، فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتَعاقَدَ أربعة من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: إذا لقينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخبرناه بما صنع عليّ، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بَدَؤوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَسَلَّمُوا عليه، ثم انصرفوا إلى رِحالهم، فلما قدمتْ السريّةُ، فسلَّموا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قام أحدُ الأربعة، فقال: يا رسول الله، ألم تَرَ إلى عليّ بن أبي طالب، صنع كذا وكذا؟ فأعْرض عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قام الثاني، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام إِليه الثالثُ، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والغَضَبُ يُعرَف في وجهه - فقال: ما تُريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ إن عليّاً مني وأنا منه، وهو وَلِيُّ كُلِّ مؤمن بعدي» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3713) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/437) قال:حدثنا عبد الرزاق وعفان. والترمذي (3712) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في فضائل الصحابة (43) قال: أخبرنا قتبة بن سعيد. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعفان،وقتيبة - عن جعفر بن سليمان، قال: حدثني يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله بن، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لانعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان. الحديث: 6492 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 652 6493 - (ت) حبشي بن جنادة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليٌّ مِنِّي، وأنا من عليّ، ولا يؤدّي عنِّي إلا أنا أو عليّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3721) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه أحمد في " المسند " 4 / 164 و 165، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد 4/164) قال:حدثنا يحيى بن آدم،وابن أبي بكير. وفي (4/164 و165) قال:حدثنا الزبيري،والنسائى في فضائل الصحابة (44) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان،قال:حدثنا يحيى بن آدم. ثلاثتهم - ابن آدم، وابن أبي بكير، والزبيري - قالوا:حدثنا إسرائيل. 2- وأخرجه أحمد (4/165) قال: حدثنا يعني الزبيري، وفي (4/165) قال:حدثنا أسود بن عامر. وفي (4/165) قال:حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (119) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد، وإسماعيل بن موسى، والترمذي (3719) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى. ستتهم - الزبير، وأسود،ويحيى، وأبو بكر، وسويد،وإسماعيل - عن شريك. كلاهما - إسرائيل، وشريك- عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6493 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 652 6494 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- طَيْر، فقال: اللهمَّ ائتني بأحَبِّ خلقِك إليك يأكلُ معي هذا الطير، فجاء عليّ، فأكل معه» أخرجه الترمذي (1) . وقال رزين: قال أبو عيسى: في هذا الحديث قصّة، وفي آخرها «أن أنَساً قال لعليّ: استغفر لي، ولك عندي بشارة، ففعل، فأخبره بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .   (1) رقم (3723) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من طريق عيسى بن عمر عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أنس رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أنس، وأخرجه الحاكم بمعناه من طريق سلمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس، وقال الحاكم: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفساً، ثم ذكر له شواهد عن جماعة من الصحابة، قال الحافظ ابن حجر: وفي الطبراني منها عن سفينة وابن عباس، وسند كل منهما متقارب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] باطل: أخرجه الترمذي (3721) قال:حدثنا سفيان بن وكيع. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر، عن السدي، فذكره. الحديث: 6494 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 653 6495 - (خ م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «كان عليّ قد تَخَلّفَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في خيبرَ، وكان رَمِداً، فقال: أنا أتَخَلَّفُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فخرج فَلَحِقَ بالنبي - صلى الله عليه وسلم-، فلما كان مَسَاءَ الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لأُعْطِيَنَّ الراية - أو لَيأْخُذنَّ الرايةَ - غداً رجل يحبه الله ورسولُه - أو قال: يحب الله ورسولَه - يفتح الله عليه، فإذا نحن بعليٍّ، وما نرجوه، فقالوا: هذا عليّ، فأعطاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الراية، ففتح الله عليه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 58 في فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي الجهاد، باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي، باب غزوة خبير، ومسلم رقم (4407) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/64 و5/23) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (5/171) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (7/122) .قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - قتيبة، وعبد الله- عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. الحديث: 6495 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 653 6496 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: «لأعطينَّ الراية غداً رَجُلاً يفتح الله على يديه، يُحِبُّ الله ورسولَه، ويحبُّه الله ورسولُهُ، قال: فبات الناس يَدُوكون ليلتهم: أيُّهم يُعطَاها، فلما أصبح الناس غَدَوْا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، كُلُّهم يرجو أن يُعطَاها، فقال: أين عليُّ بنُ أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسولَ الله يشتكي عينه، قال: فأَرسِلوا إليه، فَأُتِيَ به فبصق في عينه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأَعطاه الراية، فقال عليٌّ: يا رسولَ الله أُقاتلُهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انْفُذْ على رِسْلك، حتى تنزلَ بساحتهم، ثُمَّ ادْعُهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عز وجل فيهم، فوالله لأن يهديَ الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْر النَّعَم» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يدوكون) بات القوم يدوكون دوكاً: إذا وقعوا في أخلاطٍ ودوران وخاضوا في أمر. (نَفَذ) في الأمر: إذا مضى فيه. [ص: 655] (وعلى رسلك) أي: على حالتك وهينتك.   (1) رواه البخاري 7 / 57 و 58 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي الجهاد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وباب فضل من أسلم على يديه رجل، وفي المغازي، باب غزوة خبير، ومسلم رقم (2406) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/333) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والبخاري (4/57) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (4/73 و5/171) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري. وفي (5/22) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (7/121) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن أبي حازم (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن) . وأبو داود (3661) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والنسائى (في فضائل الصحابة) (46) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب. كلاهما- يعقوب، وعبد العزيز- عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6496 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 654 6497 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: «لأُعطينَّ هذه الرايةَ رَجُلاً يحبُّ الله ورسولَه، يفتح الله على يديه، قال عمرُ بنُ الخطاب: ما أحْبَبْتُ الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورتُ لها رجاءَ أن أُدْعَى لها، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عليَّ بنَ أبي طالب، فأعطاه إياها، وقال: امْشِ، ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، قال: فسار عليّ شيئاً، ثم وقف ولم يلتفتْ، فصرخ: يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتِلهم حتى يشهدوا أن لا إِله إلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ الله، فإذا فعلوا ذلك فقد مَنَعُوا منكَ دِمَاءهم وأَموالَهم إِلا بحقِّها، وحسابُهم على الله» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَسَاوَرت لها) أي: ثُرْتُ وانزعجت وتطلَّعت، والسَّورة: الثورة والحركة بِحدَّة، يقال: سار الرجل يسور، وهو سَوَّار: إذا ثار وزال عنه السكون الذي كان عليه، هذا أصله، ثم قد يكون عن غضب أو عن شيء يُتْبِعُه نفسه، فيريد أن يقف عليه.   (1) رقم (2405) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/384) قال:حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (7/121) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. قال:حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري. والنسائى في الكبري (تحفة الأشراف) (9/4/12777) عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن. كلاهما - وهيب، ويعقوب - عن سهيل، عن أبيه، فذكره.. الحديث: 6497 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 655 6498 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «إنْ كنا لَنَعْرِفُ المنافقين - نحن معاشر الأنصار - ببغضهم عليَّ بن أبي طالب» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3718) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من حديث جعفر بن سليمان عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، وأبو هارون اسمه: عمارة بن جوين متروك، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد تكلم شعبة في أبي هارون العبدي، وقال الترمذي: وقد روي هذا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد. أقول: ويشهد لمعناه الحديثان اللذان بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: قال الحافظ المزي:الترمذي في المناقب (68) عن قتيبة بن سعيد، عن جعفر بن سليمان بن عمارة بن جوين،فذكره. قال الترمذي: غريب، وقد تكلم شعبة في أبي هارون العبدي - عمارة بن جوين - وقد روى هذا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد. الحديث: 6498 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 656 6499 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُحبُّ عليّاً منافق، ولا يبغضه مؤمن» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3719) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده، فهو به حسن، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقال: وفي الباب عن علي، يريد الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/292) قال حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان بن محمد. والترمذي (3717م) قال:حدثنا واصل بن عبد الأعلى. كلاهما - عثمان بن محمد بن أبي شيبة، وواصل بن عبد الأعلى- قالا:حدثنا محمد بن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي النضر، عن المساور الحميري،عن أمه. فذكرته. الحديث: 6499 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 656 6500 - (م ت س) زر بن حبيش قال: سمعتُ عليّاً - رضي الله عنه - يقول: «والذي فَلَقَ الحبَّة، وبرأ النسمة، إِنه لعهدُ النبيِّ الأُميِّ إليَّ: أنه لا يحبُّني إلا مؤمن، ولا يُبْغِضُني إلا منافق» . أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) . [ص: 657] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَِبَّة) بفتح الحاء: حبة الحنطة والشعير ونحوهما، وبكسرها: البزورات. (وفلقُها) : شقها للإنبات. (النسمة) : كل شيء فيه روح. (وبرأَها) : خَلَقها.   (1) رواه مسلم رقم (78) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان، والترمذي رقم (3737) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والنسائي 8 / 117 في الإيمان، باب علامة المنافق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح أخرجه الحميدي (58) قال: حدثنا يحيى بن عيسى. وأحمد (1/84) (642) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/95) (731) و (1/128) (1062) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (1/60) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية، وابن ماجة (114) قال: حدثنا على بن محمد، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير، والترمذي (3736) قال: حدثنا عيسى بن عثمان بن أخي يحيى بن عيسى، قال: حدثنا أبو زكريا، الرملي. والنسائي (8/115) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، وفي (8/117) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا وكيع. في فضائل الصحابة (50) قال: أخبرنا محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم - أبو زكريا الرملي يحيى بن عيسى، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وأبو معاوية، والفضل - عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، فذكره. الحديث: 6500 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 656 6501 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا مدينةُ العلم، وعليّ بابُها» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3725) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولفظه عند الترمذي: " أنا دار الحكمة وعلي بابها "، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب منكر، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 126 من حديث ابن عباس وجابر، وأسانيده ضعيفة، قال الدارقطني في " العلل ": إنه حديث مضطرب غير ثابت، وانظر كلام الحافظ ابن حجر عليه في رسالة طبعت عقب " المشكاة " 3 / 314 و 315 طبع المكتب الإسلامي، و " المقاصد الحسنة " للحافظ السخاوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مضطرب لا يثبت: أخرجه الترمذي (3723) قال:حدثنا إسماعيل بن موسى،قال:حدثنا محمد بن عمر بن الرومي،قال: حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، فذكره. (*) قال الترمذي:هذا حديث غريب منكر. قلت: لفظه في جامع الترمذي: أنا دار الحكمة.. الحديث: 6501 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 657 6502 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لعليّ: «يا عليُّ، لا يَحِلُّ لأحد [أن] يُجنِبَ في هذا المسجد غيري، وغيرَك» . أخرجه الترمذي [وقال] : قال علي بن المنذر: قلت لضرار بن صُرَد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحد يستطرقه جُنُباً غيري وغيركَ (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3729) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده [ص: 658] ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، قال النووي: إنما حسنه الترمذي بشواهده. وقال الحافظ ابن حجر: في أجوبة وقعت عن أحاديث وقعت في مصابيح السنة ووصفت بالوضع، وهي رسالة طبعت عقب " المشكاة " 3 / 316 طبع المكتب الإسلامي: وورد لحديث أبي سعيد شاهد نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص أخرجه البزار من رواية خارجة بن سعد عن أبيه ورواته ثقات، والله أعلم، وانظر تعليل الحديث في " الفتح " 7 / 12 و 13. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3727) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمع مني محمد بن إسماعيل (البخاري) هذا الحديث فاستغربه. الحديث: 6502 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 657 6503 - (س) بريدة - رضي الله عنه - قال: «خطب أبو بكر وعمرُ فاطمةَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنَّها صغيرة، فخطبها عليّ، فزوجها منه» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 62 في النكاح، باب تزوج المرأة مثلها في السن، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائى (6/62) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال:حدثنا الفضيل بن موسى عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 6503 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 658 6504 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كنتُ إذا سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطاني، وإذا سكتُّ ابتدأني» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3724) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من حديث عبد الله بن عمرو بن هند الجملي عن علي رضي الله عنه، وعبد الله بن عمرو بن هند الجملي لم يثبت سماعه من علي رضي الله عنه، كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأخرجه ابن خزيمة في " صحيحه "، والحاكم 3 / 985 وصرح فيه عبد الله بن عمرو بن هند الجملي بسماعه من علي رضي الله عنه، وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه الترمذي (3722 و3729) قال:حدثنا خلاد بن أسلم أبو بكر البغدادي، قال:حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا عوف الأعرابي، عن عبد الله، بن عمرو بن هند الجملي فذكره. قلت: الراوي عن علي رضي الله عنه، لم يسمع منه. راجع التهذيب الحافظ. الحديث: 6504 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 658 6505 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- علياً يوم الطائف فانْتَجاه، فقال الناس: لقد طال نَجواه مع ابن عَمِّه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما انتجيتُه، ولكنَّ الله انْتَجَاهُ» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 659] وقال: ومعنى قوله: «ولكن الله انتجاه» ، يقول: إن الله أمرني أن أَنتجيَ معه. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ناجاه وانتجاه) أي حادثه وسارَّه.   (1) رقم (3728) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح، وقد رواه غير ابن فضيل عن الأجلح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3726) قال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأجلح، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 6505 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 658 6506 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بسدِّ الأبواب إلا بابَ عليّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3733) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. أقول: ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها، منها حديث سعد بن أبي وقاص قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي، أخرجه أحمد والنسائي، قال الحافظ في " الفتح ": وإسناده قوي، وله شواهد أخرى ذكرها الحافظ في " الفتح " ثم قال في آخرها: وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً، وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها، وانظر تعليل ذلك في " الفتح " 7 / 12 و 13. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3733) قال: ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا إبرهيم بن المختار عن شعبة عن أبي بلج عن ابن عباس، فذكره. قال الترمذي: غريب لا نعرفه عن شعبة إلا من هذا الوجه. الحديث: 6506 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 659 6507 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كانت لي منزلة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، لم تكن لأحد من الخلائق، فكنتُ [آتيه] كُلَّ سَحَر، فأقول: السلام عليك يا نبيَّ الله، فإن تنحنح انصرفتُ إلى أهلي، وإلا دخلتُ عليه» أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 12 في السهو في الصلاة، باب التنحنح في الصلاة، وفي سنده نجي الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (608) و (647) ، وابن ماجة رقم (3708) في الأدب، باب الاستئذان، ومداره على عبد الله بن نجي، قال الحافظ في " التلخيص ": واختلف عليه، فقيل: عنه عن علي، وقال يحيى بن معين: لم يسمع عبد الله من علي، بينه وبين علي أبوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قال الحافظ المزي: النسائى في الصلاة (3470) عن القاسم بن زكريا بن دينار عن أبي أسامة عن شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، به وروي عن عبد الله بن نجي، عن علي، وقد مضي (10302) راجع التحفة (7/416 و 451) . الحديث: 6507 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 659 6508 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم- بـ (براءة) مع أبي بكر، ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبُلِّغَ هذا إلا رَجُل من أهلي، فدعا عليّاً، فأعطاه إياها» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3089) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/212) قال:ثنا عبد الصمد وعفان. وفي (3/283) قال:حدثنا عفان. والترمذي (3090) قال:ثنا محمد بن بشار،قال:ثنا عفان وعبد الصمد. كلاهما - قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن سماك، فذكره. الحديث: 6508 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 660 6509 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر، وأمره أن يناديَ بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليّاً فبينا أبو بكر ببعض الطريق، إذْ سمع رُغَاء ناقةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- القَصْواء، فقام (1) أبو بكر فَزِعاً يظن أنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإذا عليّ، فدفع إليه كتاباً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأمر عليّاً أن يناديَ بهؤلاء الكلمات - زاد رزين: فإنه لا ينبغي لأحد أن يبلِّغ عني إلا رجل من أهلي، ثم اتفقا - فانطلقا، [فحجَّا] ، فقام عليّ أيام التشريق ينادي: ذِمَّةُ الله ورسوله بريئةٌ من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يَحُجَّنَّ بعد العام مشرك، ولا يطوفنَّ بعد اليوم عُرْيَان، ولا يدخل الجنة إِلا نفس مؤمنة، قال: فكان عليّ ينادي بهؤلاء الكلمات، فإذا عَييَ قام أبو بكر، فنادى بها» أخرجه الترمذي (2) . [ص: 661] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرُّغاء) : صوت البعير. (القصواء) بالمدّ: لقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم تكن قصواء، فإن القصواء: هي المشقوقة الأذن من النوق. (ذمة الله) : الذِّمَّة: العهد والأمان. (ساح) في الأرض: إذا ذهب منها حيث أراد.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: فخرج. (2) رقم (3090) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3091) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد بن العوام، قال: حدثنا سفيان بن حسين، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، فذكره. الحديث: 6509 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 660 6510 - (ت) أم عطية - رضي الله عنها - قالت: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم- جيشاً فيهم عليّ، قالت: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول [وهو رافع يديه] : «اللهم لا تُمِتْني حتى تُرِيَني عليّاً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3738) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي سنده جهالة، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن إنما نعرفه من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3737) قال:حدثنا محمد بن بشار،ويعقوب بن إبراهيم، وغير واحد،قالوا: أخبرنا أبو عاصم، عن أبي الجراح،قال:حدثني جابر بن صبيح. قال:حدثتني أم شراحيل، فذكرته. الحديث: 6510 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 661 6511 - (خ) أبو إسحاق [السبيعي]- رحمه الله - قال: «سأل رجل البَرَاءَ - وأنا أسمع - قال: أشَهِد عليّ بدراً؟ قال: [و] بَارَزَ، وظاهر» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المظاهرة) : النُّصرَة والإعانة.   (1) 7 / 232 في المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، قال الحافظ في " الفتح ": حديث البراء هذا من مراسيل الصحابة، لأنه لم يشهد بدراً، فكأنه تلقى ذلك عمن شهدها من الصحابة، أو سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/96) قال: حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله، قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6511 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 661 6512 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كنتُ شاكياً، فمرَّ بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أقول: اللهم إِن كان أَجلي قد حَضَرَ فأَرِحْني، وإنْ كان متأخِّراً، فارفعني، وإن كان بلاء فصبِّرني، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف قلتَ؟ فأعاد عليه [ما] قال، فضربه برجله، وقال: اللهم عافِهِ، أو اشْفِهِ - شك شعبة - قال: فما اشتكيتُ وجعي بعدُ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3559) في الدعوات، باب في دعاء المريض، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم في " المستدرك "، وابن حبان في " صحيحه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/83) (637) قال:حدثنا يحيى. وفي (1/84) (638) قال:حدثنا عفان. وفي (1/107) (841) قال:حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/128) (1057) قال: حدثنا وكيع،.وعبد بن حميد (73) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والترمذي (3564) قال:حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1058) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود،قال:حدثنا خالد. ستتهم- يحيى، وعفان، ومحمد بن جعفر، ووكيع، ويزيد، وخالد بن الحارث - عن شعبة،عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة،فذكره. الحديث: 6512 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 662 6513 - (م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «اسْتُعْمِلَ على المدينةِ رجل من آل مَرْوانَ، قال: فدعا [سهلَ بنَ سعد، فأمره أن يَشْتُم عليّاً، قال: فأبى سَهْل، فقال له: أَمَّا إِذا أبيتَ فقل] : لعنَ الله أبا التُّرَاب (1) ، فقال سَهْل: ما كان لعليّ اسم أحبَّ إليه من أبي التراب، وإِن كان ليفرحُ إذا دُعِيَ بها، فقال له: أخبرنا عن قِصَّتِه، لم سُمِّيَ أبا التراب؟ قال: جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيتَ فاطمة، فلم يَجِدْ عَليّاً في البيت، فقال: أيْن ابنُ عمِّك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضَبَني، فخرج، فلم يَقِلْ عندي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء، فقال: يا رسول الله، هو في [ص: 663] المسجد راقد، فجاءه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شِقِّه، فأصابه تراب، فجعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يمسحه عنه ويقول: قُم أبا التراب، قُم أبا التراب» . أخرجه مسلم (2) ، وقد أخرج هو والبخاري رواية أخرى، وقد ذُكِرَتْ في «كتاب الأسامي» من حرف الهمزة. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يَقِلْ) : من القائلة، وهو حَرُّ وسط النهار.   (1) لا يجوز شتم علي رضي الله عنه، ولا لعنه، وهو أمير المؤمنين حقاً باتفاق أهل السنة والجماعة. (2) رقم (2409) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرج البخاري (1/120 (8/77) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (5/23) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (8/55) وفي (الأدب المفرد) (852) قال: حدثنا خالد مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، ومسلم (7/123) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز (يعني ابن أبي حازم) . كلاهما - عبد العزيز، وسليمان- عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6513 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 662 6514 - () محمد بن كعب القرظي قال: «افتخر طلحةُ بن شيبة بن عبد الدار، وعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فقال طلحةُ: أنا صاحبُ البيت، ومعي مفتاحُه - وفي رواية: ومعي مفتاح البيت - ولو أشاءُ بتُّ فيه، وقال عباس: أنا صاحبُ السِّقَاية، ولو أشاء بتُّ في المسجد، وقال عليّ: ما أدري ما تقولان؟ لقد صَلَّيتُ إِلى القبلة ستَّة أشهر قبل الناس، وأنا صاحبُ الجهاد، فأنزل الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ في سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمينَ} [التوبة: 19] » . [ص: 664] وفي رواية قال: «افْتَخَرَ عليّ وعبَّاس وشيبة، فقال عباس: أنا أسْقي حاجَّ بيت الله، وقال شيبة: أنا أعْمُر مسجد الله، وقال عليّ: أنا هاجرتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأنزل [الله] تعالى هذه الآية» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وروى الرواية الأولى ابن جرير الطبري في " التفسير " رقم (16563) وقال: حدثني يونس قال: أخبرني ابن وهب قال: أخبرت عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي ... فذكرها، وفي " تفسير ابن كثير ": قال ابن جرير: حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي، وإسناده عند ابن كثير إلى محمد بن كعب القرظي حسن، والرواية الثانية رواها أيضاً ابن جرير الطبري رقم (16565) عن السدي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول، وقد رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (16563) . الحديث: 6514 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 663 6515 - () عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ورَهْط من قومي، فقلنا: إن قومنا حَادُّونَا لما صدَّقْنا الله ورسوله، وأقسموا لا يُكلِّمونا، فأنزل الله تعالى {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: 55] ثم أذَّن بلال لصلاة الظهر، فقام الناس يُصَلُّون، فمن بين ساجد وراكع وسائل، إذا سائل يسأل، فأعْطاه عليٌّ خاتَمه وهو راكع، فأخبر السائلُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقرأ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقيمون الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهم رَاكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ ورسولَهُ والذين آمنوا فَإِنَّ [ص: 665] حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ} [المائدة: 55 - 56] » أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المحادّة) : المخالفة والمنازعة. تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء الثامن من «جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -» ويليه الجزء التاسع، وأوله مناقب طلحة ابن عبيد الله - رضي الله عنه -   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه بنحوه ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول. ولم أهتد إليه. الحديث: 6515 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 664 بسم الله الرحمن الرحيم [فضائل] طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه 6516 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ سَرَّهُ أن يَنْظُرَ إلى شهيد يمشي على وجه الأرض، فلينظرْ إلى طلحةَ بنِ عبيدِ الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3740) في المناقب , باب مناقب طلحة بن عبيد الله , ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (125) في المقدمة , وفي سنده الصلت بن دينار , وهو متروك , وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه ابن ماجة (125) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله الأودي، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (3739) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا صالح بن موسى الطلحي من ولد طلحة بن عبيد الله. كلاهما - وكيع، وصالح - عن الصلت بن دينار، عن أبي نضرة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت، وقد تكلم بعض أهل العلم في الصلت ابن دينار وفي صالح بن موسى من قبل حفظهما. الحديث: 6516 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 3 6517 - (ت) الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: كان على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- دِرْعان يومَ أُحُد، فنهضَ إلى الصخرة، فلم يستطعْ، فأقعدَ طلحةَ تحتَهُ، وصَعِد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى استوى على الصخرة، قال: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أوْجَبَ طَلْحَةُ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أوجبَ طلحة) : أوجب فلان: إذا فعل فعلاً تجب له به الجنة، أو النار، والمراد به هاهنا: الجنة.   (1) في المناقب , باب مناقب طلحة بن عبيد الله , ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 374 وصححه , وسكت عليه الذهبي، وفيه عنعنة ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/165) (1417) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي -هو إبراهيم بن سعد- والترمذي (1692) و (3738) وفي الشمائل (110) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا يونس ابن بكير. كلاهما - إبراهيم، ويونس - عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الزبير، فذكره. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وقال في الموضع آخر: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6517 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 3 6518 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله - قال «رأيتُ يدَ [ص: 4] طلحةَ التي وقَى بها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد شُلَّتْ» وفي رواية «رأيتُ يَدَ طلحةَ شَلاَّءَ وقى بها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ أُحُد» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شُلَّتْ) : الشلل: فساد اليد بمرض أو قطع، ورَجل أشلُّ، ويد شلاَّء، وشلت يده، فهي مشلولة.   (1) 3 / 66 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب ذكر طلحة بن عبيد الله , وفي المغازي , باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3724) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد. وفي (4063) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - خالد، ووكيع - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6518 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 3 6519 - (خ م) أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: قال: لم يبق مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في بعض تلك الأيام - التي قاتل فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غيرُ طلحة وسعد، عن حديثهما (1) . أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) أي: هما حدثاني بذلك. (2) رواه البخاري 7 / 66 في فضائل أصحاب النبي صلى الله علي وسلم , باب ذكر طلحة بن عبيد الله , وفي المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون} ، ومسلم رقم (2414) في فضائل الصحابة , باب من فضائل طلحة والزبير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/27) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. وفي (5/124) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (7/127) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، وحامد بن عمر البكراوي، ومحمد بن عبد الأعلى. أربعتهم - محمد بن أبي بكر، وموسى، وحامد، ومحمد بن عبد الأعلى - قالوا: حدثنا المعتمر - وهو ابن سليمان - قال: سمعت أبي، عن أبي عثمان، فذكره. الحديث: 6519 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 4 6520 - (ت) موسى بن طلحة، وأخوه عيسى عن أبيهما (1) «أن أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قالوا لأعرابيّ جَاهِل: سَلْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عمن {قَضَى نَحْبَه} [الأحزاب: الآية 23] من هو؟ وكانوا لا يجتَرِئُون على مَسْألَتِهِ، وكانوا يُوَقِّرونه ويَهابُونَه، فسأله الأعرابيُّ، فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، قال طلحةُ: ثم طلعتُ من باب المسجد وعليَّ ثياب خُضْر، فلما رآني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: أين السائلُ عَمَّن قَضَى نَحْبَهُ؟ [ص: 5] قال الأعرابي: أنا يا رسولَ الله، فقال: هذا مِمن قَضى نحْبَهُ» . أخرجه الترمذي (2) . وزاد فيها رزين - بعد قوله «على مسألته» - لما نزل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم} [المائدة: الآية 101] . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّحب) : النذر، وقيل: الموت، وذلك أن طلحة بن عبيد الله ألزم نفسه إذا لقي العدو، أن يَصُدَقه القتال فَفَعَل. (الاجتراء) : الإقدام على الأمر، والجسارة عليه.   (1) في المطبوع: عن أسماء رضي الله عنها , وهو خطأ. (2) رقم (3743) في المناقب , باب مناقب طلحة بن عبيد الله , وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3203) و (3742) قال: حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا طلحة بن يحيى، عن موسى، وعيسى، ابني طلحة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير. وقال في الموضع الآخر: وقد رواه غير واحد من كبار أهل الحديث عن أبي كريب هذا الحديث. وسمعت محمد بن إسماعيل يحدث بهذا عن أبي كريب، ووضعه في كتاب الفوائد. الحديث: 6520 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 4 6521 - (ت) موسى بن طلحة - رحمه الله -: قال: دخلتُ على معاويةَ فقال: ألا أُبَشِّرُكَ؟ قلتُ: بلى، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «طَلْحَةُ ممن قَضَى نَحْبَهُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3742) في المناقب , باب مناقب طلحة بن عبيد الله , ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (126) و (127) في المقدمة , وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (126) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا زهير بن معاوية. وفي (127) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (3202) ، (3740) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد العطار البصري، قال: حدثنا عمرو بن عاصم. ثلاثتهم - زهير، ويزيد، وعمرو بن عاصم - عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإنما روي عن موسى بن طلحة عن أبيه. الحديث: 6521 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 5 الزبير بن العوام - رضي الله عنه- 6522 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن لكلِّ نبيّ حواريّاً، وإن حواريَّ الزبيرُ بنُ العوَّام» . [ص: 6] أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحواريُّ) : خالصة الإنسان وصفيه المختص به، كأنه أخلص ونقي من كل عيب؛ لأن تحوير الثياب: تبييضها وغسلها، ومنه سمي الحواريُّون أصحاب المسيح عليه السلام، لأنهم كانوا قَصّارين، وقيل: الحواريُّ: الناصر، فلما انضم هؤلاء إلى المسيح وتابعوه ونصروه سُمُّوا حوارِيَّين.   (1) رقم (3745) في المناقب , باب مناقب الزبير بن العوام , وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال , وأخرجه الشيخان مطولاَ كما في الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حسن صحيح: أخرجه أحمد (1/89) (680) قال: حدثنا هاشم وحسن. قالا: حدثنا شيبان. وفي (681) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/102) (799) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي (1/103) (813) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، -يعني ابن سلمة-. والترمذي (3744) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. ثلاثتهم - شيبان، وزائدة، وحماد - عن عاصم بن بهدلة، عن زر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6522 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 5 6523 - (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب: «مَنْ يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزُّبَيْرُ: أنا، ثم قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزُّبَيْرُ: أنا، ثم قال في الثالثة: إنَّ لكلِّ نبيّ حواريّاً، وإن حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» . وفي رواية قال: «نَدَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الناسَ يوم الخندق، فانتَدَب الزبيرُ ثلاثاً ... » وذكره. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 64 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه , وفي الجهاد , باب فضل الطليعة , وباب هل يبعث الطليعة وحده , وباب السير وحده , وفي المغازي , باب غزوة الخندق , وفي خبر الواحد , باب بعث النبي صلى الله [ص: 7] عليه وسلم الزبير طلعة وحده , ومسلم رقم (2415) في فضائل الصحابة , باب من فضائل طلحة والزبير , والترمذي رقم (3746) في المناقب , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (1231) . وأحمد (3/307) . والبخاري (4/33) قال: حدثنا صدقة. وفي (4/70) قال: حدثنا الحميدي. وفي (9/110) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (7/127) قال: حدثنا عمرو الناقد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3031) عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري. ستتهم - الحميدي، وأحمد، وصدقة، وعلي بن عبد الله، والناقد، وعبد الله بن محمد الزهري - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه مسلم (7/127) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي في الكبرى الورقة (119-أ) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن. كلاهما - أبو أسامة، وسعيد- عن هشام بن عروة. 3- وأخرجه أحمد (3/338) قال: حدثنا يونس. وفي (3/345) قال: حدثنا سريج. والبخاري (5/27) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. ثلاثتهم - يونس، وسريج، ومالك بن إسماعيل - قالوا: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. 4- وأخرجه أحمد (3/365) . وعبد بن حميد (1088) . والبخاري (4/33) ثلاثتهم قالوا: حدثنا أبو نعيم. والبخاري (5/141) قال: حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (7/127) قال: حدثنا أبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن وكيع. وابن ماجة (122) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3745) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، وأبو نعيم. أربعتهم- أبو نعيم، ومحمد بن كثير، ووكيع، وأبو داود الحفري - عن سفيان الثوري. 5- وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (107) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، وسفيان بن سعيد. أربعتهم - ابن عيينة، وهشام، وعبد العزيز، وسفيان بن سعيد الثوري - عن محمد بن المنكدر، فذكره. وبلفظ:» الزبير هو ابن عمتي، وحواري من أمتي» . أخرجه أحمد (3/314) . والنسائي في فضائل الصحابة (108) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن حرب - قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن ابن المنكدر. فذكره. وبلفظ: «اشتد الأمر يوم الخندق، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا رجل يأتينا بخبر بني قريظة، فانطلق الزبير، فجاء بخبرهم، ثم اشتد الأمر أيضا، فذكر ثلاث مرات، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن لكل نبي حواريا والزبير حواري.» . أخرجه أحمد (3/314) . والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3132) عن محمد بن عبد الله بن المبارك. كلاهما - أحمد، ومحمد- عن سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: قال هشام: وحدثت به وهب بن كيسان، فذكره. الحديث: 6523 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 6 6524 - (خ م ت) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: «كنتُ يوم الأحزاب جُعِلْتُ أنا وعمرُ بنُ أبي سلمةَ مع النساءِ - يعني نسوةَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في أُطُمِ حَسَّان بنِ ثابت، فنظرتُ، فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة، فلما رجع قلتُ: يا أبَتِ، رأيتُكَ تختلف؟ قال: وهل رأيتني يا بنيَّ؟ قلتُ: نعم، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من يأتي بني قُريظة فيأتيني بخبرهم؟ فانطلقتُ، فلما رَجَعتُ جمعَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبويه، قال: فداك أبي وأمي» وفي رواية «في أُطُمِ حَسانَ، فكان يُطأطئ لي مرة فأنظر، وأُطأطئ له مرة فينظر ... » وذَكَرَهُ. أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج منه الترمذي قال: «جمع لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبويه يوم قريظة، فقال: بأبي وأمِّي» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] الأُطم: بناء مرتفع، وجمعه آطام.   (1) رواه البخاري 7 / 65 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب الزبير بن العوام , ومسلم رقم (2416) في فضائل الصحابة , باب من فضائل طلحة والزبير , ورواه الترمذي مختصراً رقم (3744) في المناقب , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه , وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 7 / 65 حول رواية مسلم لهذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/164) (1408) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/164) (1409) قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (1/166) (1423) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله- يعني ابن المبارك-. والبخاري (5/27) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (7/128) قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل، وسويد بن سعيد. كلاهما عن ابن مسهر (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (123) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (3743) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (201) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (200) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي فضائل الصحابة (109) قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله. ستتهم - أبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الله، وابن مسهر، وعبدة، وحماد - عن هشام بن عروة، عن أبيه. 2- وأخرجه مسلم (7/128) قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل، وسويد بن سعيد. كلاهما عن ابن مسهر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (199) وفي فضائل الصحابة (110) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبدة بن سليمان. كلاهما - ابن مسهر، وعبدة - عن هشام بن عروة، عن عبد الله بن عروة. كلاهما - عروة، وعبد الله بن عروة - عن عبد الله بن الزبير، فذكره. * في حديث أبي معاوية يوم أحد بدلا من [بني قريظة] . الحديث: 6524 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 7 6525 - (ت) عروة بن الزبير - رحمه الله - قال: «أوصى الزبيرُ إلى ابنِه عبدِ الله (1) ، صَبيحةَ يومِ الجمل، فقال: ما مِنِّي عُضْو إلا وقد جُرِحَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى انتهى ذلك مني إلى الفرج (2) » أخرجه الترمذي (3) .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: هشام بن عروة قال: أوصى الزبير إلى ابنه عبد الله. (2) في نسخ الترمذي المطبوعة: حتى انتهى ذالك إلى فرجه , أي: إلى فرج الزبير , فعلى هذا يكون ذلك قول عبد الله بن الزبير. (3) رقم (3747) في المناقب , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه , وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3746) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن صخر بن جويرية، عن هشام بن عروة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث حماد بن زيد. الحديث: 6525 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 8 6526 - (خ) عروة بن الزبير - رحمه الله - قال: «أخبرني مَرْوانُ بنُ الحكم قال: أصاب عثمانَ رُعاف شديد، سَنةَ الرُّعَافِ، حتى حَبَسَهُ عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رَجُل من قريش، فقال: استَخْلِفْ، قال: نعم، قال: ومَنْ؟ فسكتَ، فدخل عليه رَجُل آخرُ، فقال: استخلفْ، فقال عثمان: أوَ قالوه؟ قال: نعم، قال: ومَنْ هو؟ فسكتَ، قال: فلعلهم قالوا: الزبيرَ؟ قال: نَعَم، قال: أمَا والذي نفسي بيده، إنه لخيرُهم ما علمتُ، وإنْ كان لأحَبَّهم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .   (1) رقم 7 / 64 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/64) (455) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا علي بن مسهر. والبخاري (5/26) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني عبيد ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. وعبد الله بن أحمد (1/64) (456) قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا علي بن مسهر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9838) عن معاوية بن صالح، عن زكريا بن عدي، عن علي بن مسهر. كلاهما - علي، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أخبرني مروان بن الحكم، فذكره. الحديث: 6526 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 8 6527 - (خ) عروة بن الزبير - رحمه الله -: قال: «كان في الزبير ثلاثُ ضَرَبات، إحداهن في عاتقه، إن كنتُ لأُدْخِلُ أصابعي فيها، ألعبُ بها وأنا صغير، قال له أصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم اليَرْمُوك: ألا تَشُدُّ فنشدَّ معك؟ قال: إني إن شَدَدْتُ كذبتم، قالوا: لا نفعل، فحمل عليهم، حتى [ص: 9] شَقَّ صفوفهم فجاوزهم، وما معه أحد، ثم رجع مقبلاً، [فأخذوا بلجامه] فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضُرِبَها يَوْمَ بَدْر، قال عروةُ: وكان معه عبدُ الله [بن الزبير] يوم اليرموك وهو ابنُ عشرِ سنين، فحمله على فرس، ووكَّل به رجلاً» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اليرموك) : اسم موضع بالشام، ويومه يوم حَرْب كان بين المسلمين وبين الروم في خلافة عمر - رضي الله عنه -، وكانت الدولة فيه للمسلمين، وأَبْلَى فيه الزبير بلاءً حسناً. (الشدُّ) : في الحرب: الحَملة والجَولة.   (1) 7 / 65 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب الزبير بن العوام , وفي المغازي , باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 6527 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 8 6528 - (خ) عروة بن الزبير - رحمه الله - قال: قال لي عبدُ الملك بنُ مَرْوَان، حين قُتِلَ عبدُ الله «يا عُروة، هل تَعْرِفُ سيفَ الزبير؟ قلتُ: نعم، قال: فما فيه؟ قلت: [فيه] فَلَّة فُلَّها يوم بدر، قال: صدقتَ. بِهِنَّ فُلُول مِنْ قِرَاع الكَتَائِب (1) . ثم رده على عروة، قال هشامُ: فأقمناه [بيننا] بثلاثة آلاف، فأخذه بعضنا، وودت أني كنتُ أخذتُه، وكان عليَّ بعضُهُ» أخرجه البخاري (2) . [ص: 10] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَلَّةً) : الفَلَّة: الثلمة في السيف. (قراع الكتائب) : الكتائب: جمع كتيبة، وهي القطعة من الجيش. (وقراعها) : قتالها وكفاحها ومحاربتها.   (1) والشطر الأول منه: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم , وهو للنابغة الذبياني. (2) 7 / 233 في المغازي , باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش , وليس في آخره جملة: وكان علي بعضه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3973) قال: أخبرني إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن هشام، عن عروة، فذكره. الحديث: 6528 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 9 سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه- 6529 - (خ م ت) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: سمعتُ سعدا يقول: «جمع لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبَوَيْهِ يوم أُحُد» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 66 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب سعد بن أبي وقاص , وفي المغازي , باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} , ومسلم رقم (2412) في فضائل الصحابة , باب من فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , والترمذي رقم (3755) , في المناقب , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/174) (1495) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/180) (1562) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (5/27) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (5/124) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (5/124) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث. ومسلم (7/125) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان - يعني ابن بلال - (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد،وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا ابن المثنى،قال:حدثنا عبد الوهاب. وابن ماجة (130) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد (ح) وحدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، وإسماعيل بن عياش، والترمذي (2830) و (3754) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد، وعبد العزيز بن محمد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (195) وفي فضائل الصحابة (112) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وفي عمل اليوم والليلة (196) وفي فضائل الصحابة (112) قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى، هو ابن يونس. وفي فضائل الصحابة (111) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. تسعتهم - شعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب، وليث، وسليمان بن بلال، وحاتم، وإسماعيل بن عياش، وعبد العزيز، وعيسى - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: سمعت سعيد بن المسيب، فذكره. وبلفظ: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يوم أحد يقول: أنبلوا سعدا، ارم رمى الله لك، ارم فداك أبي وأمي» .أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (203) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي هو يعقوب بن إبراهيم، قال: سمعت عبد الله بن جعفر. قال يعقوب: وكان أبي يزيد في إسناده: قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (204) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن مخرمة. كلاهما - عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عبد الرحمن - عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 6529 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 10 6530 - (خ م ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «ما سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُفَدّي أحداً غيرَ سعد بن أبي وقاص، سمعته يوم أحد يقول: ارْمِ، فداك أبي وأمِّي» وفي رواية «ما سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك .... » الحديث. أخرجه البخاري ومسلم. وزاد الترمذي في آخره «وقال له: ارم، أيُّها الغلامُ الحَزَوَّرُ» (1) . [ص: 11] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحزوَّر) : الغلام المشتدُّ.   (1) رواه البخاري 7 / 286 في المغازي , باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} , وفي الجهاد باب [ص: 11] المجن ومن يترس بترس غيره , وفي الأدب , باب قول الرجل: فداك أمي وأبي , ومسلم رقم (2411) في فضائل الصحابة , باب من فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , والترمذي رقم (3756) في المناقب , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 6530 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 10 6531 - (خ) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «رأيتُني وأنا ثالث الإسلام» وفي رواية «ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمتُ [فيه] ، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثالث الإسلام» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 66 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , وباب إسلام سعد بن أبي وقاص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/28) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. وفي (5/58) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا أبو أسامة. وابن ماجة (132) قال: حدثنا مسروق بن المرزبان، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة. كلاهما - ابن أبي زائدة، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، قال: سمعت سعيد بن المسيب، فذكره. وبلفظ: «لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام.» . أخرجه البخاري (5/28) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا هاشم بن هاشم، عن عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 6531 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 11 6532 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كنتُ جالساً مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأقبل سعد إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هذا خالي، فليُرِني امْرؤ خَالَهُ» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: كان سعد من بني زُهرة، وكانت أمُّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من بني زهرة، فلذلك قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- «هذا خالي» .   (1) رقم (3753) في المناقب , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب , ورواه أيضاً الحاكم 3 / 498 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3752) قال: حدثنا أبو كريب، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن عامر الشعبي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مجالد. الحديث: 6532 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 11 6533 - (م ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «أُنزلت فيَّ أربعُ آيات من القرآن، قال: حَلَفَتْ أمُّ سَعْد أن لا تكلِّمَه أبدا حتى [ص: 12] يَكفُر بدينه، ولا تأكلَ ولا تشربَ، قالت: زعمتَ أن الله وصَّاكَ بوالديك فأنا أمُّك، وأنا آمرُك بهذا، قال: مكثتْ ثلاثاً حتى غُشيَ عليها من الجَهد فقام ابن لها يقال له: عُمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية {ووصينا الإنسان بوالديه حُسناً} [العنكبوت: الآية 8] {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً} [لقمان: الآية 15] قال: وأصاب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف، فأخذتُه، فأتيتُ به رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: نَفلْني هذا السيف، فأنا مَنْ قد علمتَ حالَه، فقال: رُدَّه [من] حيث أخذتَه، فانطلقتُ حتى [إذا] أردتُ أن ألقيه في القَبَض، لامتني نفسي، فرجعتُ إليه، فقلتُ: أعْطِنيهِ، قال: فشدَّ لي صَوْتَه: رُدَّهُ من حيث أخذتَهُ، قال: فأنزل الله عزَّ وجلَّ {يسألونك عن الأنفال} [الأنفال: الآية 1] ومرضتُ، فأرسلتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأتاني، فقلتُ: دَعْني أقْسِم مالي حيث شئتُ، قال: فأبى، قلتُ: فالنصفُ، قال: فأبى، قلتُ: فالثلثَ، قال: فسكت، فكان بعدُ الثلث جائزاً، قال: وأتيتُ على نَفَر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعالَ نُطْعمك، ونسقيكَ خمراً- وذلك قبل أن تحرَّم الخمر - قال: فأتيتُهم في حَشٍّ - والحَشُّ: البستان - فإذا رأس جَزور مشويّ عندهم، وزِقّ من خمر، فأكلتُ وشربتُ معهم، قال: فذُكرت الأنصار والمهاجرون عندهم، فقلتُ: المهاجرون خير من الأنصار، قال: فأخذ [ص: 13] رجل أحد لَحْيي الرأس، فضربني به، فجَرح أنفي، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه، فأنزل الله فيَّ - يعني نفسه - شأنَ الخمر {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} » [المائدة: الآية 90] . وفي رواية في قصة أم سعد «فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شَجَروا فاها بعصاً، ثم أوْجَرُوها» . وفي آخرها «فضرب به أنف سَعْد ففَزره، فكان أنف سعد مفزوراً» أخرجه مسلم. واختصره الترمذي قال: نزلت فيَّ أربع آيات، فذكر قصة، وقالت أم سعد: «أليس قد أمر الله بالبِرِّ؟ والله لا أطْعَمُ طعاماً، ولا أشربُ شراباً حتى أموتَ، أوتَكْفُرَ، قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شَجَرُوا فاها، فنزلت هذه الآية {ووصينا الإنسان بوالديه حسناً وإن جاهداك ... } الآية (1) [العنكبوت: 8] » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَفَّلني) : نَفَّلتُه كذا، أي: أعطيته نافلةً وزيادة على سهمه من الغنيمة. (القبض) : بسكون الباء: مصدر قبضت الشيء قبضاً: أخذته إليك، [ص: 14] فصار في قبضتك، أي: في يدك وتحت تصرفك، وبفتح الباء: الشيء المقبوض، وأراد به: ما يجمع من الغنائم ويُحرَز، وهو المراد في الحديث. (الجَزُور) : البعير، ذكراً كان أو أنثى، وأصله: البعير يُنْحَرُ ويُقطع لحمه، إلا أن اللفظة مؤنثة. (الميسر) : القمار. (الأنصاب) : الأصنام أو الحجارة التي كانوا يذبحون عليها لآلهتهم. (والأزلام) : القداح، واحدها: زَلَم، وزُلَم - بفتح الزاي وضمها - وهي سهام بلا نصول ولا ريش، كانوا يضربون بها في القمار لِيعْرِفُوا نصيب كل واحدٍ منهم، وكانوا يضربون بها أيضاً عند الشروع في الأمر يعرِض لهم من سفر أو زواج أو بيع أو نحو ذلك، يعرفون بها في زعمهم ما هو الأصلح لهم، فإن خرج لهم «افْعَل» فعلوا، وإن خرج «لا تفْعَل» لم يفعلوا. (رجس) : الرجس: النجس. (شَجَرُوا فاها) : أي: فتحوه كُرهاً. (أوجَرتُ) الدواء في فيه: إذا ألقيتَه فيه، فشَبَّه إلقاء الطعام في فيها كرهاً بإلقاء الدواء عن غير اختيار.   (1) رواه مسلم رقم (1748) في الجهاز، باب الأنفال , وفي فضائل الصحابة , باب من فضائل سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه , والترمذي رقم (3188) في التفسير , باب ومن سورة العنكبوت. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/178) (1538) قال: حدثنا أسود بن عامر. وأبو داود (2740) قال: حدثني هناد ابن السري. والترمذي (3079) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3930) عن هناد. ثلاثتهم - أسود، وهناد، وأبو كريب - عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود. 2- وأخرجه أحمد (1/181) (1567) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وفي (1/185) (1614) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (132) قال: حدثنا سلم بن قتيبة، قال: حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (24) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (5/146) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/146) و (7/126) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (7/125) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. والترمذي (3189) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. أربعتهم - شعبة، وإسرائيل، وأبو عوانة، وزهير - عن سماك بن حرب. كلاهما - عاصم، وسماك - عن مصعب بن سعد، فذكره. * رواية عاصم، وأبي عوانة مختصرة على قصة الأنفال. الحديث: 6533 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 11 6534 - (خ) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «شكا أهل [ص: 15] الكوفة سعداً إلى عمرَ بن الخطاب، فعزله، واستعمل عليهم عماراً، فَشَكَوْا حتى ذكروا أنه لا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق، إنَّ هؤلاء يزعمون أنك لا تُحْسِنُ تُصَلِّي، قال: أمَّا أنا فوالله إني كنت أصلِّي بهم صلاةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لا أخْرِم عنها: أُصلِّي صلاتي العشي، فأركُد في الأُوليين، وأُخَفِّف في الأُخريين، قال: فإن ذاك الظنّ بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلاً - أو رجالاً - إلى الكوفة، يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يَدَعْ مسجداً إلا سأل عنه؟ ويثنون [عليه] معروفاً، حتى دخل مسجداً لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له: أُسامة بن قتادة - يكنى أبا سَعْدة - فقال: أمَّا إِذ نشدتنا فإنَّ سعداً كان لا يسير بالسَّرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يَعْدِلُ في القَضِية، قال سعد: أما واللهِ، لأدْعُونَّ بثلاث: اللهم إن كان عبدُك هذا كاذباً، قام رياءاً وسُمعة، فأطِلْ عُمُرَهُ، وأطِلْ فَقْرَهُ، وعَرِّضْه للفتن، فكان بعد ذلك إذا سُئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد» قال عبد الملك بن عمير - الراوي عن جابر بن سمرة - فأنا رأيتُه بعدُ قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر، وإنه ليتعرَّض للجواري في الطرق، فيغمزهنَّ. أخرجه البخاري (1) ، وقد أخرج هو ومسلم معنى الصلاة، وقد ذكرناه [ص: 16] في «كتاب الصلاة» من حرف الصاد. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا أخرم عنها) : ماخرمت منه شيئاً، أي: ما نقصت. (صلاتي العشيِّ) : صلاتا العشيِّ هاهنا: هما صلاة الظهر والعصر، فإن العشي: هو من لدن زوال الشمس إلى آخر النهار، وقيل: إلى طلوع الفجر. (الركود) : كناية عن السكون والثبات. (لا يسير بالسَّرية) : قوله: لا يسير بالسرية، أي: لا يخرج بنفسه معها في الغزو، ويجوز أن يريد: لا يسير فينا بالقضية السرية، أي: النفيسة. (رياء وسمعة) : يقال: فعل فلان كذا وكذا رياء وسمعة، أي: ليُرى فعله ويسمع عنه ذلك.   (1) 2 / 197 و 198 في صفة الصلاة , باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر وما يخافت , وباب القراءة في الظهر , وباب يطول في الأوليين ويخفف في الآخريين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (72) قال: حدثنا سفيان. وفي (73) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وأحمد (1/176) (1518) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان الثوري. وفي (1/179) (1548) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وفي (1/180) (1557) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. والبخاري (1/192) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/هامش193) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/38) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. والنسائي (2/174) . وفي الكبري (985) قال: أخبرنا حماد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية أبو الحسن، قال: حدثنا أبي، عن داود الطائي. وابن خزيمة (508) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ستتهم - ابن عيينة، وجرير، والثوري، وأبو عوانة، وهشيم، وداود الطائي - عن عبد الملك بن عمير. 2- وأخرجه أحمد (1/175) (1510) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وبهز، وعفان. والبخاري (1/194) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (2/38) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (803) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/147) . وفي الكبرى (984) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. سبعتهم - محمد بن جعفر، وبهز، وعفان، وسليمان بن حرب، وابن مهدي، وحفص بن عمر، ويحيى بن سعيد - عن شعبة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله. 3- وأخرجه مسلم (2/38) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر، عن عبد الملك، وأبي عون. كلاهما - عبد الملك بن عمير، وأبو عون - عن جابر بن سمرة، فذكره. الحديث: 6534 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 14 6535 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم استجب لسعد إذا دعاك» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: وقد روي هذا الحديث عن قَيْسِ بنِ سَعْد: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اسْتَجِبْ لِسَعْد إذا دعاك» .   (1) رقم (3752) في المناقب , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , وإسناده صحيح , ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2215) موارد , والحاكم 3 / 499 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3751) قال: حدثنا رجاء بن محمد العدوي بصري، قال: حدثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. * قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن إسماعيل، عن قيس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: اللهم استجب لسعد إذا دعاك. وهذا أصح. يعني المرسل. الحديث: 6535 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 16 6536 - (خ م ت) قيس بن أبي حازم - رحمه الله -: قال: سمعتُ سعدَ بنَ أبي وقاص يقول: «إني لأولُ رَجُل رمى بسهم في سبيل الله، ورأيتُنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومالنا طعام إلا الحُبْلة ووَرَق السَّمُر، وإن كان أحدُنا ليَضَعُ كما تضع الشاة، ماله خِلْط، ثم أصبحتْ بنو أسد تُعزِّرني على الإسلام، لقد خِبْتُ إذاً وضَلَّ عملي. وكانوا وَشَوْا به إلى عُمَرَ، وقالوا: لا يُحْسِنُ يُصَلِّي» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وزاد الترمذي في أوله في رواية أخرى «إني لأول رجل أهْراق دماً في سبيل الله» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحُبْلة) : ثمر العِضاه. (والسَّمُر) : شجر معروف من شجر البادية وأشجار الشوك. (يضع كما تضع الشاة) : أراد أن نَجْوَهم يخرج بَعْراً، ليبسه وعدم الغذاء المألوف. [ص: 18] (ماله خِلْط) أي: لا يختلط بعضه ببعض، لجفافه ويبسه. (تُعَزِّرني) على الإسلام، أي: توقِّفني وتوبِّخني على التقصير فيه، وقيل: معناه: يعلّمونني الفقه.   (1) رواه البخاري 7 / 67 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سعد بن أبي وقاص، وفي الأطعمة، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون، وفي الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، ومسلم رقم (2966) في الزهد، في فاتحته، والترمذي رقم (2366) و (2367) في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (78) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/174) (1498) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/181) (1566) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1/186) (1618) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (2420) قال: أخبرنا يعلى. والبخاري (5/28) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (7/96) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا وهب بن جربر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/121) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى ومسلم (8/215) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا المعتمر (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، وابن بشر. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا وكيع. وابن ماجة (131) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وخالي يعلى، ووكيع. والترمذي (2366) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في فضائل الصحابة (114) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3913) عن قتيبة، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. جميعا - سفيان، وشعبة، ويحيى بن سعيد، ويزيد، ويعلى، وخالد، والمعتمر، وعبد الله بن نمير، وابن بشر، ووكيع، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن زكريا - عن إسماعيل بن أبي خالد. 2- وأخرجه الترمذي (2365) . وفي الشمائل (373) قال: حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد، قال: حدثنا أبي، عن بيان. كلاهما - إسماعيل بن أبي خالد، وبيان - عن قيس بن أبي حازم، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6536 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 17 6537 - (خ م ت) عبد الله بن عامر - رحمه الله -: قال: سمعتُ عائشةَ تقول: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَهِرَ مَقْدَمه المدينة ليلة، فقال: ليتَ رجلاً من أصحابي يحرسُني الليلةَ، قالت: فبينا نحن كذلك، إذ سَمِعْنا خَشْخَشةَ سلاح، فقال: من هذا؟ قال: سعدُ بنُ أبي وقاص، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما جاء بك؟ قال: وقع في نفسي خوفٌ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجئتُ أحرسه، فدعا له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم نام» . وفي رواية نحوه، وفي آخره «فنام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى سمعتُ غطيطه» ، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 60 في الجهاد، باب الحراسة في سبيل الله، وفي التمني، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليت كذا وكذا، ومسلم رقم (2410) في فضائل الصحابة، باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، والترمذي رقم (3757) في المناقب، باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/140) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (4/41) قال: حدثنا إسماعيل ابن خليل. قال: أخبرنا علي بن مسهر. وفي (9/103) . وفي الأدب المفرد (878) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (7/124) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال:حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (3756) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي في فضائل الصحابة (113) قال: أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث،قال: أخبرنا أبو صالح. قال: حدثنا أبو إسحاق. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11/16225) عن قتيبة، عن الليث. ستتهم - يزيد بن هارون، وعلي بن مسهر، وسليمان بن بلال، وليث بن سعد، وعبد الوهاب، وأبو إسحاق الفزاري - عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر، فذكره. الحديث: 6537 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 18 سعيد بن زيد - رضي الله عنه - 6538 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله - قال: سمعتُ سعيدَ بنَ زيد بن عمرو في مسجد الكوفة يقول: «والله لقد رأيتُني وإنَّ عُمَرَ [ص: 19] لَمُوثِقي على الإسلام أنا وأختَه قبل أن يسلم عمرُ، ولو أن أحداً انقضَّ - وقيل: ارفضَّ - للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقاً أن يَنْقَضَّ» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انقض) : الانقضاض: الهويُّ والسقوط. (ارفضّ) : والارفضاض: التفرُّق.   (1) 7 / 134 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام سعيد بن زيد رضي الله عنه، وباب إسلام عمر بن الخطاب، وفي الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/60) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/61) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي (9/25) قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعباد بن العوام - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6538 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 18 عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - 6539 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول لنسائه: «إن أمرَكُنَّ مما يُهِمُّني من بعدي، ولن يصبرَ عليكنَّ إلا الصابرون الصِّدِّيقون - قالت عائشة: يعني المتصدِّقين - ثم قالت عائشةُ لأبي سلمة بنِ عبد الرحمن: سقى الله أباك من سلسبيل الجنة، وكان ابنُ عوف قد تصدَّق على أمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعين ألفاً» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سلسبيل) السلسبيل: اسم عين في الجنة، ويقال: شرابٌ سَلْسَل [ص: 20] وسَلسال وسَلسبيل: إذا كان سائغاً سَلِساً في الحَلْق، وهو صفة لما كان في غاية السلاسة. (الحديقة) : البستان عليه حائط أحدق به.   (1) رقم (3750) في المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال، وليس في نسخ الترمذي المطبوعة: جملة " الصديقون، قالت عائشة: يعني المتصدقين "، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2216) موارد، والحاكم 3 / 311 وصححه، ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/77) قال: حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا بكر بن مضر، قال: حدثنا صخر ابن عبد الرحمن بن حرملة. وفي (6/120) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. والترمذي (3749) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر، عن صخر بن عبد الله. كلاهما - صخر بن عبد الرحمن بن حرملة، أو صخر بن عبد الله، وعمر بن أبي سلمة - عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن فذكره. وقال أحمد بن حنبل عقيب الحديث (6/77) قال قتيبة: صخر بن عبد الله. وقال الترمذي. هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6539 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 19 6540 - (ت) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رضي الله عنهما -: «أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بحديقة لأمهات المؤمنين بيعت بأربعمائة ألف (1) » . أخرجه الترمذي (2) .   (1) الذي في الحاكم: بأربعين ألفاً. (2) رقم (3751) في المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 3 / 311 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3750) قال: حدثنا أحمد بن عثمان البصري وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب البصري،قالا: حدثنا قريش بن أنس عن محمد بن عمرو بن أبي سلمة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6540 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 20 أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - 6541 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن لكلِّ أمَّة أميناً، وإن أمينَنا أيَّتُها الأمَّةُ أبو عبيدةَ بنُ الجراح» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم «أنَّ أهل اليمن قَدِمُوا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلِّمنَا السُّنَّةَ والإسلامَ، قال: فأخذ بيد أبي عبيدةَ [بنِ الجراح] ، فقال: هذا أمينُ هذه الأمة» . وزاد رزين في الأولى «وفيه نزل {لا تجد قوماً يُؤمنون بالله واليوم [ص: 21] الآخر يُوَادُّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَهم أو أبناءَهم ... } الآية [المجادلة: الآية 22] وكان قَتَلَ أباه - وهو من جملة أُسارى بدر - بيده، لما سمع منه في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما يكره، ونهاه فلم يَنْتَهِ» (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 73 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وفي المغازي، باب قصة أهل نجران، وفي إجازة خبر الواحد في فاتحته، ومسلم رقم (2419) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/133) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/189) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (3/245) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/32) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، وفي (5/217) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وفي (9/109) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (7/129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (948) عن حميد بن مسعدة عن بشر بن الفضل. وعن قتيبة، عن ابن أبي عدي. ستتهم - شعبة، وإسماعيل، وعفان، وعبد الأعلى، وبشر، وابن أبي عدي - عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، فذكره. وبلفظ: «أن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سألوه أن يبعث معهم رجلا يعلمهم، فبعث معهم أبا عبيدة، وقال: هو آمين هذه الأمة» . أخرجه أحمد (3/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/146) قال: حدثنا حسن. وفي (3/175) قال: حدثنا مؤمل. وفي (3/212) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/286) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1345) قال: حدثني سليمان بن حرب. ومسلم (7/129) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا عفان. ستتهم - يزيد، وحسن، ومؤمل، وعبد الصمد، وعفان، وسليمان - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 6541 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 20 6542 - (خ م ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: «جاء أهلُ نَجران إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول الله، ابعث إلينا رجلاً أميناً، فقال: لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حقَّ أمين، فاستشرف لها الناسُ، قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح» أخرجه البخاري ومسلم. وعند مسلم «حقَّ أمين، حقَّ أمين - مرتين» . وفي رواية الترمذي قال: «جاء العاقبُ والسَّيِّدُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالا: ابعث معنا أمينَك، قال فإني سأبعثُ معكم ... » وذكر الحديث. قال: وكان أبو إسحاق إذا حدَّث بهذا الحديث عن صِلَة [بن زُفر وهو الراوي عن حذيفة] قال: سمعتُه منذ ستين سنة (1) . [ص: 22] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّيد) : مقدَّمُ القوم وكبيرهم. (والعاقب) : هو الذي يخلفه ويكون من بعده.   (1) رواه البخاري 7 / 73 و 74 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وفي المغازي، باب قصة أهل نجران، وفي إجازة خبر الواحد في فاتحته، ومسلم رقم (2420) في فضائل الصحابة، باب ومن فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، والترمذي رقم (3759) في المناقب، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/385، 401) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (7/129) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو داود الحفري. وابن ماجة (135) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3796) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3350) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي داود الحفري. كلاهما - وكيع، وأبو داود - قالا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه أحمد (5/398) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/400) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/32) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (5/217) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (9/109) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (7/129) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (135) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3350) عن نصر بن علي، وإسماعيل بن مسعود. كلاهما - عن خالد بن الحارث. خمستهم - ابن جعفر، وعفان، ومسلم، وسليمان، وخالد - عن شعبة. 3- وأخرجه البخاري (5/217) قال: حدثنا عباس بن الحسين، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل ثلاثتهم - سفيان، وشعبة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، فذكره. وعن زيد بن وهب. قال: كنت جالسا مع حذيفة وأبي موسى. وساق الحديث. يعني مثل أبي مسعود: ما أعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم. فقال أبو موسى: أما لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حجبنا - يعنيان ابن مسعود- أخرجه مسلم (7/148) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن أبي عبيدة، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره. الحديث: 6542 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 21 العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - 6543 - (ت) عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب - رضي الله عنه-: أن العباس دخل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مُغْضَباً، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما أغْضَبَكَ؟ فقال: يا رسولَ الله، أرى قوماً من قريش يَتَلاقَوْنَ بينهم بوجوه مُسْفِرَة، وإذا لَقُونا بغير ذلك [قال] : فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى احمرَّ وجهُهُ، وقال: والذي نفسي بيده، لا يدخل قلبَ رجل إيمان حتى يُحِبَّكم لله ورسوله، ثم قال: أيُّها الناس، من آذَى عَمِّي فقد آذاني، إنما عَمُّ الرجل صِنْوُ أبيه» أخرجه الترمذي عن عبد المطلب وحدَه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وجه مسفر) أي: مستبشر. (الصِنْو) : المثل، يقال لكل نخلتين طلعتا في منبت واحد: هما صنوان.   (1) رقم (3762) في المناقب، باب مناقب العباس رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/207) و (1773) و (1777) و (4/165) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (4/165) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا يزيد يعني ابن عطاء. والترمذي (3758) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي في فضائل الصحابة (73) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - جرير، ويزيد بن عطاء، وأبو عوانة - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، فذكره. * في رواية النسائي المطلب بن ربيعة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6543 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 22 6544 - (ت) علي بن أبي طالب (1) - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لعمر في العباس: «إنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه، وكان عمر كلَّمه في صدقة» أخرجه الترمذي (2) ، وهو طرف من حديث طويل يتضمَّن ذِكْر الزكاة، وقد ذكر في «كتاب الزكاة» من حرف الزاي.   (1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ. (2) رقم (3764) في المناقب، باب مناقب العباس رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/94) (725) . والترمذي (3760) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم - قالا: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت الأعمش، يحدث عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وفي المطبوع: هذا الحديث عن أبي هريرة، والصواب عن علي بن أبي طالب وهو عند الترمذي عن أبي هريرة بدون ذكر قصة عمر. أخرجه (3761) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا ورقاء. عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث أبي الزناد إلا من هذا الوجه. الحديث: 6544 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 23 6545 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا عَمُّ، إذا كان غداةَ الاثنين فائتني أنتَ وولدُك، حتى أدعوَ لكم بدعوة ينفعك الله بها وولدَك، قال: فغدا وغَدَوْنا معه، فألبَسنا كِسَاء، ثم قال: اللهم اغفر للعباس ووَلَدِه، مغفرة ظاهرة وباطنة، لا تغادِرُ ذنباً، اللهم احفظه في وَلَدِهِ» أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «واجعل الخلافة باقية في عقبه» (2) .   (1) رقم (3766) في المناقب، باب مناقب العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. (2) وهي زيادة منكرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3762) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن كريب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 6545 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 23 6546 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَخْرُجُ من خراسان رايات سود، فلا يردُّها شيء حتى تنصبَ بإيلياءَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2270) في الفتن، باب رقم (79) ، وفي سنده رشدين بن سعد، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/365) قال: حدثنا يحيى بن غيلان وقتيبة بن سعيد. والترمذي (2269) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - يحيى، وقتيبة - قالا: حدثنا رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن قبيصه بن ذؤيب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. الحديث: 6546 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 23 جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - 6547 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3767) في المناقب، باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي سنده عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس، نقول: وهو عند الحاكم 3 / 209 وصححه، قال الحافظ في " الفتح ": وله شاهد من حديث علي عند ابن سعد، وقال: أخرجه الطبراني باسناد حسن أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب: هنيئاً لك أبوك يطير مع الملائكة في السماء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3763) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة، لانعرفه إلا من حديث عبد الله بن جعفر، وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره، وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني. الحديث: 6547 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 24 6548 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «إن الناسَ يقولون: أكثر أبو هريرة! وإني كنت ألزم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لشبع بطني، حين لا آكل الخمير، ولا ألبس الحرير - وفي رواية: الحبير - ولا يخدُمني فلان ولا فلانة، وكنتُ أُلصِق بطني بالحصى من الجوع، وإن كنتُ لأستقرئ الرجل الآية وهي معي فيطعمني، وكان خيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا بالعُكَّةَ التي ليس فيها شيء، فيشقُّها فنَلْعَق ما فيها» أخرجه البخاري (1) . وفي رواية الترمذي قال: «إن كنتُ لأسألُ الرجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الآيات من القرآن، أنا أعلم بها منه، ما أسأله إلا [ص: 25] ليطعمني شيئاً، وكنتُ إذا سألتُ جعفر بن أبي طالب لم يُجبني حتى يذهب بي إلى منزله، فيقول لامرأته: يا أسماءُ أطْعِمينا، فإذا أطعمتنا أجابني، وكان جعفر يحب المساكين، ويجلس إليهم، ويحدِّثهم ويحدِّثونه، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَكْنيه بأبي المساكين» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخمير) : الطعام المختمِر. (الحبير) : الثياب المنقوشة المخطَّطة. (استقرأت) فلاناً آية كذا، أي: طلبت إليه أن يقرئنيها ويأخذها عليَّ. (العُكَّة) : ظرف السمن. (اللعق) : أخذ الطعام بالأصابع ولحسها، وذلك لقلة الشيء.   (1) 7 / 61 و 62 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب جعفر بن أبي طالب، وفي الأطعمة، باب الحلواء والعسل. (2) رواه الترمذي رقم (3770) في المناقب، باب مناقب جعفر بن أبي طالب، وفي سنده إبراهيم ابن الفضل المدني أبو إسحاق المخزومي، وهو متروك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/24) قال: حدثنا أحمد بن أبي بكر، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهني. وفي (7/100) قال: حدثنا عبد الرحمن بن شيبة، قال: أخبرني ابن أبي الفديك. كلاهما - محمد بن إبراهيم، وابن أبي الفديك - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها ابن ماجة (4125) والترمذي (3766) . كلاهما - عن أبي سعيد الأشج، عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي. قال: حدثنا إبراهيم أبو إسحاق المخزومي، عن سعيد المقبري، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. وأبو إسحاق المخزومي هو إبراهيم بن الفضل المدني. وقد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه، وله غرائب. ورواية ابن ماجة مختصرة على آخره. الحديث: 6548 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 24 6549 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنه كان يقول: «ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا ركب الكُورَ - بعد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أفضل من جعفر ابن أبي طالب» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 26] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاحتذاء) : لبس الحذاء، وهو النعل. (المطايا) جمع مطية، وهي ما يركب من الإبل، أي: يركب مطاها وهو ظهرها. (الكُور) : بضم الكاف: سَرجُ البعير، واسمه الرَّحْل.   (1) رقم (3768) في المناقب، باب مناقب جعفر بن أبي طالب، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 209 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال: وصحح إسناده الحافظ في " الفتح ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/413) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والترمذي (3764) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي في فضائل الصحابة (54) قال: أخبرنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب. كلاهما - وهيب بن خالد، وعبد الوهاب الثقفي - عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6549 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 25 6550 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان إذا سلَّم على عبد الله بن جعفر قال: «السلام عليك يا ابن ذي الجناحين» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 62 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب جعفر بن أبي طالب، وفي المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:وقد تقدم. الحديث: 6550 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 26 6551 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال لجعفر بن أبي طالب: «أشبهتَ خَلْقي وخُلُقي» . أخرجه الترمذي، قال: وفي الحديث قصة، ولم يذكرها (1) ، وهذا طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في «عمرة القضاء» في «كتاب الغزوات» من حرف الغين (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (3769) في المناقب، باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح. (2) رواه البخاري 7 / 385 - 391 في المغازي، باب عمرة القضاء، ومسلم رقم (1783) في الجهاد، باب صلح الحديبية في الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 6551 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 26 الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب عليهم السلام (*) 6552 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- والحسنُ بنُ عليّ على عاتقه، يقول: اللهم إني أُحِبُّه فَأحِبَّه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وللترمذي أيضا: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أبْصَرَ حَسَناً وحُسَيْناً فقال: اللهم إني أُحبُّهما فأحِبَّهما» (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 75 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومسلم رقم (2422) في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3784) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال ابن القيم رحمه الله: " أن الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم: إما أن يكون على آله وأزواجه وذريته أو غيرهم، فإن كان الأول، فالصلاة عليهم مشروعة مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجائزة مفردة. وأما الثاني: فإن كان الملائكة وأهل الطاعة عمومًا الذين يدخل فيهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وغيرهم، جاز ذلك أيضًا، فيقال: اللهم صل على ملائكتك المقربين وأهل طاعتك أجمعين. وإن كان شخصًا معينًا أو طائفة معينة كُرِهَ أن يتخذ الصلاة عليه شعارًا لا يخل به، ولو قيل بتحريمه لكان له وجه، ولا سيما إذا جعلها شعارًا له، ومنع منها نظيره، أو من هو خير منه، وهذا كما تفعل الرافضة بعليّ رضي الله عنه، فإنهم حيث ذكروه قالوا: عليه الصلاة والسلام، ولا يقولون ذلك فيمن هو خير منه، فهذا ممنوع منه، ولا سيما إذا اتخذ شعارًا، لا يُخِلُّ به، فَتَرْكُهُ حينئذ متعيِّن. وأما إن صلى عليه أحيانًا، بحيث لا يجعل ذلك شعارًا، كما يُصلَّى على دافع الزكاة، وكما قال ابن عمر للميت: " صلى الله عليك "، وكما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة وزوجها، وكما روي عن علي مِن صلاته على عمر، فهذا لا بأس به ". [جلاء الأفهام: 573 - 574] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا بهز. وفي (4/292) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/33) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي الأدب المفرد (86) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (7/130) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي وفيه (7/130) قال: حدثنامحمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع، قالا: حدثنا غندر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1793) عن علي ابن الحسين الدرهمي، عن أمية بن خالد. ستتهم - بهز، وابن جعفر (غندر) ، وحجاج، وأبو الوليد، ومعاذ، وأمية - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6552 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 27 6553 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حاملَ الحسنِ بن عليّ على عاتقه، فقال رجُل: نعم المركَب ركبتَ يا غلام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: ونعم الراكبُ هو» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3785) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي سنده زمعة بن صالح وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3784) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وزمعة بن صالح قد ضعفه بعض أهل الحديث من قبل حفظه. الحديث: 6553 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 27 6554 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أيُّ أهلِ بيتك أحبُّ إليك؟ فقال: الحسنُ والحسين، وكان يقول لفاطمة: ادعي لي ابنيّ، فَيَشُمُّهما، ويضمُّهما إليه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3774) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي سنده يوسف بن إبراهيم التميمي، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3772) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عقبة بن خالد، قال: حدثني يوسف بن إبراهيم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس. الحديث: 6554 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 27 6555 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: خرجتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم- في طائفة من النهار، لا يكلِّمني، ولا أكلِّمه، حتى جاء سُوقَ بني قَيْنُقَاعَ، ثم انصرف حتى أتى مَخبأ فاطمة، فقال: أثَمَّ لُكَعُ؟ - يعني حَسَناً - فظننا أنَّه إنَّما تحبسه أُمُّه لأن تغسله، أو تُلْبِسَه سِخَاباً، فلم يلبثْ أن جاء يسعى حتى اعتنق كلُّ واحد منهما صاحبَه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم إني أحِبُّه فأحبَّه وأحبَّ مَنْ يُحبُّه» . وفي رواية قال: «كنتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سوق من أسواق المدينة، فانصرف وانصرفتُ، فقال: أي لُكَع، ثلاثاً، ادْعُ الحسنَ بن عليِّ، فقام الحسن بنُ عليّ يمشي في عنقه السِّخَابُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بيده هكذا فالتزمه، وقال: اللهم إني أحبُّه وأحبُّ مَنْ يُحبُّه» قال أبو هريرة: فما كان أحد أحبَّ إليَّ من الحسن بن عليّ بعد ما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما قال. أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مخبأ) المخبأ: المخْدَع والبيت. (أثمَّ) أي: أهنالِكَ [ص: 29] (لُكَع) يريد به الصغير، يقال للصغير: لكع، فإن أُطلق على الكبير، أريد به الصغير العِلم. (السِّخاب) : القلادة.   (1) رواه البخاري 4 / 286 و 287 في البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، وفي اللباس، باب السخاب للصبيان، ومسلم رقم (2421) في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1043) . وأحمد (2/249) قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/331) قال أحمد حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا ورقاء. والبخاري (3/87) . وفي الأدب المفرد (1152) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/204) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا ورقاء بن عمر. ومسلم (7/129) قال: حدثني أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (142) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14634) عن حسين بن حريث، عن سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، وورقاء بن عمر - عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة. الحديث: 6555 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 28 6556 - (ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال: «طرقتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو مشتمل على شيء، لا أدري ما هو؟ فلما فرغتُ من حاجتي قلتُ: ما هذا الذي أنتَ مشتمل عليه؟ فكشفه، فإذا حَسَن وحُسَين على وَرِكَيْه، فقال: هذان ابْنَاي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبُّهما فأحبَّهما وأحبَّ مَن يُحبُّهما» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطُّروق) : إتيان المنزل ليلاً.   (1) رقم (3772) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وهو حديث حسن، وصححه ابن حبان والحاكم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3769) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا خالد بن مخلد،قال: حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، قال: أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال، قال: أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6556 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 29 6557 - (ت) يعلى بن مرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حُسَيْن مِنِّي، وأنا من حُسَيْن، أحبَّ الله من أحَبَّ حُسَيْناً، حسين سِبْط من الأسباط» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 30] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السبط) : ولد الولد، وأسباط بني إسرائيل: هم أولاد يعقوب عليه السلام، وهم فيهم كالقبائل في العرب، وقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم- حسيناً - رضي الله عنه- واحداً من أولاد الأنبياء، يعني أنه من جملة الأسباط الذين هم أولاد يعقوب عليه السلام.   (1) رقم (3777) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، ورواه أيضاً ابن ماجة [ص: 30] رقم (144) في المقدمة، باب في فضل الحسن والحسين، والحاكم في " المستدرك " 3 / 177 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وصححه ابن حبان رقم (2240) " موارد ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/172) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (144) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب. قال: حدثنا يحيى بن سليم والترمذي (3775) قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش.. ثلاثتهم - وهيب، ويحيى، وإسماعيل - عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن أبي راشد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وإنما نعرفه من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم. وقد رواه غير واحد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم. وبنحوه أخرجه البخاري في الأدب المفرد (364) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، فذكره. الحديث: 6557 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 29 6558 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3778) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/3) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري، قال: حدثنا يزيد بن مردانبة. 2- وأخرجه أحمد (3/62، 82) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (3/80) قال: حدثنا عثمان بن محمد -قال عبد الله ابن أحمد: وسمعته أنا من عثمان - قال: حدثنا جرير. والترمذي (3768) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. (ح) وحدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير، ومحمد بن فضيل. أربعتهم - سفيان، وخالد، وجرير، وابن فضيل - عن يزيد بن أبي زياد. 3- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4134) عن محمد بن آدم بن سليمان، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم. ثلاثتهم - ابن مردانبة، وابن أبي زياد، والحكم - عن عبد الرحمن بن أبي نعم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6558 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 30 6559 - (خ ت) عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي - رحمه الله - قال: كنتُ شاهداً لابن عمرَ وسأله رجُل عن دَمِ البعوض؟ فقال: ممن أنتَ؟ قال: مِنْ أهل العراق، فقال: انظروا إلى هذا، يسألُني عن دَمِ البعوض، وقد قتلوا ابنَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وسمعتُ النبي الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «هما رَيْحَانَتَاي من الدنيا!» . وفي رواية شعبة قال: «وأحسبه سأل عَنِ المُحْرِمِ يقتل الذباب؟ قال: يا أهل العراق، تسألونا عن قتل الذباب، وقد قتلتُم ابن بنتِ [ص: 31] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» . وفي رواية «ما أسألَهم عن صغيرة، وأجرأهم على كبيرة!! ... وذكر الحديث» وفي آخره «وهما سيدا شباب أهل الجنة» . أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي الأولى، وزاد فيها «عن دم البعوض يصيب الثوب» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البعوض) جمع بعوضة، وهو صغار البقِّ. (الريحان والريحانة) : الرزق والرَّاحة، ويسمى الولد ريحاناً وريحانة لذلك.   (1) رواه البخاري 7 / 77 و 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، والترمذي رقم (3773) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/77) (5479) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري (6/145) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. ومسلم (7/130) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ. وفي (7/131) قال: حدثني أحمد ابن سعيد الدارمي، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا وهيب. والترمذي (3209 و 3814) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7021) عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن. (ح) وعن الحسن بن محمد، عن حجاج، عن ابن جريج. أربعتهم - وهيب، وعبد العزيز بن المختار، ويعقوب، وابن جريج - عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 6559 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 30 6560 - (س) عبد الله بن شداد - رحمه الله -: عن أبيه قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في إحدى صلاتي العشيِّ، وهو حامل حسناً - أو حُسَيناً - فتقدَّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فوضعه، ثم كبَّر للصلاة فصلى، فسجد بين ظَهْرَانَيْ صلاة سجدة أطالها، قال أبي: فرفعتُ رأسي، فإذا الصبيُّ على ظهر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد، فَرَجَعْتُ إلى سجودي، فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الصلاة قال الناس: يا رسولَ الله، إنك سَجَدْتَ بين ظَهْرَانَيْ صلاتك [ص: 32] سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يُوحَى إليكَ، قال: كلُّ لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهتُ أن أُعجلَه حتى يقضيَ حاجَتَهُ» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظَهْرَانَيْ) القوم والأمر، أي: وسطه وفيما بينه.   (1) 2 / 229 و 230 في افتتاح الصلاة، باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من سجدة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 494، وإسناده صحيح، ورواه الحاكم 3/166 و 167 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/493 و 6/467) . والنسائي (2/229) . وفي الكبرى (640) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام كلاهما - أحمد، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام - قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا جرير بن حازم، قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب البصري، عن عبد الله بن شداد، فذكره الحديث: 6560 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 31 6561 - (ت د س) بريدة - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُنا، فجاء الحسن والحسين عليهما السلام (*) ، وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويَعْثُران، فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من المنبر، فحملهما، ووضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله {إنَّما أَمْوَالُكُم وَأَوْلاَدُكم فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] نظرت إلى هذين الصبيّين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي ورفعتُهما» . أخرجه الترمذي، ولم يذكر أبو داود «ووضعهما بين يديه» وقال في آخره: «رأيت هذين فلم أصْبِر - ثم أخذ في الخُطبة» ولم يذكر النسائي «ووضعهما بين يديه» أيضاً (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3776) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأبو [ص: 33] داود رقم (1109) في الصلاة، باب قطع الخطبة للأمر يحدث، والنسائي 3 / 108 في الجمعة، باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة وقطعه كلامه ورجوعه إليه يوم الجمعة، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن حبان في " صححه " رقم (2231) " موارد ". (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قوله " عليهما السلام " وردت في إحدى روايات النسائي أما في رواية الترمذي وأبو داود وإحدى روايات النسائي - رضي الله عنهما - بدل عليهما السلام [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (5/354) . وأبو داود (1109) قال: حدثنا محمد بن العلاء. وابن ماجة (3600) قال: حدثنا أبو عامر عبد الله بن عامر بن براد الأشعري. وابن خزيمة (1456، 1801) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي. أربعتهم - أحمد، ومحمد، وأبو عامر، وعبدة - عن زيد بن الحباب. 2- وأخرجه الترمذي (3774) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثناعلي بن حسين بن واقد. 3- وأخرجه النسائي (3/108) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا الفضل بن موسى. 4- وأخرجه النسائي (3/192) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. وابن خزيمة (1456) قال: حدثنا عبد الله ابن سعيد الأشج. وفي (1802) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، وزياد بن أيوب. ثلاثتهم - يعقوب، وعبد الله، وزياد - عن أبي تميلة - يحيى بن واضح-. أربعتهم - زيد بن الحباب، وعلي بن حسين، والفضل بن موسى، وأبو تميلة - عن حسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد. الحديث: 6561 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 32 6562 - (خ س ت د) الحسن البصري - رحمه الله - قال: «سمعتُ أبا بكرة يقول: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر، والحسنُ بن عليّ إلى جنبه، وهو يُقْبِلُ على الناس مَرَّة، وعليه أخرى، ويقول: إن ابني هذا سيِّد، ولعلَّ الله أن يُصْلِحَ به بين فئتين من المسلمين عظيمتين» أخرجه النسائي. وفي رواية الترمذي قال: «صعِد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المنبر، فقال: إن ابني هذا سيِّد، يُصْلحُ الله به بين فئتين» . وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للحسن بن عليّ، «إنَّ ابني هذا سَيِّد، وإني لأرجو أن يصلحَ الله به بين فئتين من أمتي» . وفي رواية «ولعلَّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (1) . [ص: 34] وأخرجه البخاري في جملة حديث طويل، يتضمن ذكر الصلح بين الحسن بن علي، وبين معاوية بن أبي سفيان، وقد ذكر في «كتاب الخلافة» من حرف الخاء (2) .   (1) رواه البخاري 7 / 74 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي الصلح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي العتق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: " إن ابني هذا لسيد "، والترمذي رقم (3775) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، والنسائي 3 / 107 في الجمعة، باب مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر، وأبو داود رقم (4662) في السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة. (2) تقدم في الجزء الرابع ص 130 و 131 برقم (2089) فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 6562 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 33 6563 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لم يكن أحد أشْبَهَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الحسين بن عليّ» . وفي رواية «من الحسن» أخرجه البخاري (1) والترمذي (2) .   (1) في المطبوع: أخرجه البخاري ومسلم، وهو خطأ. (2) رواه البخاري تعليقاً 7 / 75 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقد وصله الترمذي رقم (3778) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/164) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/19) قال: حدثنا عبد الأعلى. وعبد بن حميد (1161) قال: أخبرنا عبد الرزاق. والبخاري (5/33) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف (ح) وقال: عبد الرزاق. والترمذي (3776) قال: حدثنا محمد ابن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعبد الأعلى، وهشام، عن معمر، عن الزهري، فذكره. * زاد عبد الرزاق في روايته عند أحمد (3/164) وفاطمة. الحديث: 6563 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 34 6564 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «الحسنُ أشْبَهَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما بين الصدر إلى الرأس، والحسينُ أشبه به فيما كان أسفلَ من ذلك» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3781) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وأخرجه ابن حبان وصححه رقم (2235) " موارد ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/99) (774) قال: حدثنا حجاج. وفي (1/108) (854) قال: حدثنا أسود ابن عامر. والترمذي (3779) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. ثلاثتهم - حجاج، وأسود، وعبيد الله - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانىء بن هانىء، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6564 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 34 6565 - (ت) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وكان الحسن بنُ عليّ يُشْبِهُه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3779) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق وابن عباس وابن الزبير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (890) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/307) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (4/227) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير (ح) وحدثني عمرو بن علي. قال: حدثنا ابن فضيل. ومسلم (7/85) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن فضيل. (ح) وحدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا سفيان وخالد بن عبد الله (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا محمد بن بشر. والترمذي (2826) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (3827، 3777) قال: حدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في فضائل الصحابة (59) قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى. سبعتهم - سفيان، ويزيد، وزهير، ومحمد بن فضيل، وخالد، ومحمد بن بشر، ويحيى- عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره. * وزاد ابن فضيل في روايته: «قلت لأبي جحيفة: صفه لي. قال: كان أبيض قد شمط، وأمر لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث عشرة قلوصا. قال: فقبض النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن نقبضها.» . الحديث: 6565 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 34 6566 - (خ) عقبة بن الحارث (1) - رضي الله عنه - قال: «صَلَّى أبو بكر العصر، ثم خرج يمشي ومعه عليّ، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه، وقال: بأبي، شَبِيه بالنبيِّ، ليس شبيه بعليّ، وعليّ يضحك» أخرجه البخاري (2) .   (1) في الأصل: عقبة بن عامر، وهو خطأ، والتصحيح من " صحيح البخاري ". (2) 7 / 75 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر كلام الحافظ في " الفتح " حول جملة " ليس شبيه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/8) (40) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. والبخاري (4/227) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (5/33) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. والنسائي في فضائل الصحابة (58) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا أبو داود، عن سفيان. أربعتهم - محمد، وأبو عاصم، وعبد الله بن المبارك، وسفيان - عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث، فذكره. الحديث: 6566 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 35 6567 - (ت) سلمى - امرأة من الأنصار -: - رضي الله عنها - قالت: دخلتُ على أمِّ سلمةَ وهي تبكي، فقلت: ما يُبْكيكِ؟ قالت: رأيتُ الآن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تعني في المنام- وعلى رأسه ولحيته الترابُ وهو يبكي، فقلتُ: ما لك يا رسول الله؟ فقال: شهدتُ قَتْل الحسين آنفاً. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3774) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفيه جهالة سلمى امرأة من الأنصار، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3771) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. قال: حدثنا رزين. قال: حدثتني سلمى فذكرته. * وقال الترمذي: هذا حديث غريب. الحديث: 6567 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 35 6568 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أُتِيَ عُبيد الله بن زياد برأس الحسين، فجُعل في طَسْت، فجعل ينكُتُ، وقال في حُسْنِه شيئاً، قال أنس: فقلت: والله، إنه كان أشبَههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان مخضوباً بالوَسْمة» . [ص: 36] وفي رواية قال: «كنت عند ابن زياد، فجيء برأس الحسين، فجعل يضرب بقضيب في أنفه، ويقول: ما رأيتُ مثل هذا حُسْناً، فقلت: أما إنَّه كان من أشبَههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرج الأولى البخاري، والثانية الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النَّكْت) بالقضيب: أن يضرب الأرض بطرفه ليؤثر فيه. (الوَسْمة) : شيء أسود يصبغ به الشعر.   (1) رواه البخاري 7 / 75 في فضائل أًصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3780) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/261) . والبخاري (5/32) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن إبراهيم ابن إشكاب. كلاهما - أحمد، وابن إشكاب - قالا: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير - ابن حازم -، عن محمد، -ابن سيرين -، فذكره. ورواية الترمذي أخرجها (3778) قال: حدثنا خلاد بن أسلم، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن حفصة، فذكرته. الحديث: 6568 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 35 6569 - (ت) عمارة بن عمير - رحمه الله - قال: «لما جيء برأس عبيد الله ابن زياد وأصحابه نُضِدَتْ في المسجد في الرحبة، فانتهيتُ إليهم وهم يقولون: قد جاءت، قد جاءت، فإذا حيّة قد جاءت تُخلّل الرؤوسَ، حتى دخلتْ في مَنْخَرِ عُبيدالله بن زياد، فمكثت هُنَيْهَة، ثم خرجتْ فذهبت حتى تَغَيَّبتْ، ثم قالوا: قد جاءتْ قد جاءتْ، فَفَعَلَتْ ذلك مرتين أو ثلاثاً» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 37] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَضَدْت) المتاع: جعلتُ بعضه فوق بعض مرتَّباً.   (1) رقم (3782) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3780) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6569 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 36 زيد بن حارثة وابنه أُسامة رضي الله عنهما 6570 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قدم زيد بن حارثة المدينةَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فَقَرَعَ الباب، فقام إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عُرْياناً يَجُرُّ ثوبه، والله ما رأيتُهُ عُرْياناً قبلَه ولا بعدَه، فاعْتَنَقَهُ وقبَّله. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2733) في الاستئذان، باب ما جاء في المعانقة والقبلة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه، وقد ذكر هذا الحديث الحافظ في " الفتح " ونقل تحسين الترمذي له وسكت عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2732) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني. قال: حدثني أبي يحيى بن محمد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه. قلت: فيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعنه. الحديث: 6570 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 37 6571 - (ت) جبلة بن حارثة - رضي الله عنه - قال: «قَدِمْتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسول الله، ابْعَثْ معي أخي زيداً، قال: هو ذاك، انطلق إليه، فإن ذهب معك لم أمنعْه، فجاء زيد فقال: يا رسولَ الله، أوَ أخْتَارُ عليك أحداً؟ قال جبلةُ: فأقمتُ أنا مع أخي، ورأيتُ أنَّ رَأْيَ أخي أفضلُ من رأيي» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3817) في المناقب، باب مناقب زيد بن حارثة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن الرومي عن علي بن مسهر، وقد ذكر الحديث الحافظ ابن حجر في " الفتح " وسكت عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3815) قال: حدثنا الجراح بن مخلد البصري، وغير واحد، قالوا: حدثنا محمد بن عمر بن الرومي، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن الرومي. الحديث: 6571 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 37 6572 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بَعْثاً، وأمَّرَ عليهم أسامةَ بنَ زيد، فطعن بعضُ الناس في إمارته، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن تَطْعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وَايْمُ الله، إنْ كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لَمِنْ أحَبَّ الناس إليّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحبِّ الناس إليَّ بعدَه» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. ولمسلم أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال وهو على المنبر: «إنْ تطعنوا في إمارته ... وذكر نحوه» وفي آخره «وأُوصيكم به، فإنه من صالحيكم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خليق) فلان خليق بهذا الأمر: إذا كان أهلاً له، وأن ذلك من خُلُقِه وهو به حقيق.   (1) رواه البخاري 7 / 69 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب زيد بن حارثة، وفي المغازي، باب غزوة زيد بن حارثة، وباب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه، وفي الأيمان والنذور، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: وايم الله، وفي الأحكام، باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء، ومسلم رقم (2426) في فضائل الصحابة، باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3819) في المناقب، باب مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/20) (4701) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/110) (5888) قال: حدثنا سليمان، قال: أخبرنا إسماعيل. والبخاري (5/29) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان. وفي (5/179) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان بن سعيد. وفي (6/19) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك. وفي (8/160) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر. وفي (9/91) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. ومسلم (7/131) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، قال يحيى بن يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر- والترمذي (3816) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (78) قال: أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل. خمستهم - سفيان الثوري، وإسماعيل بن جعفر، وسليمان بن بلال، ومالك، وعبد العزيز بن مسلم - عن عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 6572 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 38 6573 - (ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: «كان [ص: 39] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد عقد لي لِوَاءا في مرضه الذي مات فيه، وبَرَزْتُ بالناس فلما ثَقُل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أتيتُه يوماً، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يضع يدَه عليَّ ويَرْفَعُها، فعرفتُ أنه كان يدعو لي، فلما بويع لأبي بكر، كان أول ما صنع، أمر بإنْفاذِ تلك الراية التي كان عقدها لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه كان سألني في عمر: أن أتركه له، ففعلتُ» . هذه الرواية ذكرها رزين. وفي رواية الترمذي قال: «لما ثَقُل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هَبَطْتُ، وهبطَ الناسُ إلى المدينة، فدخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد أُصْمِتَ فلم يتكلَّم، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يضع يديه عليّ ويرفعهما، فعرفتُ أنه يدعو لي» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3819) في المناقب، باب مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنه، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق صاحب المغازي، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/201) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. والترمذي (3817) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن بكير. كلاهما - إبراهيم بن سعد، ويونس - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني سعيد بن عبيد بن السباق، عن محمد بن أسامة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6573 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 38 6574 - (خ) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يأخذه والحسنَ بنَ عليّ، فيقول: «اللهم أحِبَّهما، فإني أُحِبُّهما» أو كما قال. وفي رواية: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يأخذني فَيُقْعِدُني على فَخِذِه، ويُقْعِدُ الحسنَ على فخذه الأخرى، ثم يَضُمُّهما، ثم يقول: «اللهم إني أرْحَمُهُا، [ص: 40] فَارْحَمْهُما» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 70 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد، وباب مناقب الحسن والحسين، وفي الأدب، باب وضع الصبي على الفخذ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/205) قال: حدثنا عارم بن الفضل. والبخاري (8/10) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عارم. والنسائي في الكبرى تحفة (102) عن سوار بن عبد الله. كلاهما - عارم، وسوار - عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: سمعت أبا تميمة. 2- وأخرجه أحمد (5/210) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (5/30) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا معتمر. وفي (5/32) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر. وفي (8/10) قال: عن علي، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى تحفة (102) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، عن يحيى القطان، وعن الحسن بن قزعة، عن سفيان بن حبيب. وعن قتيبة، عن ابن أبي عدي. أربعتهم - يحيى، ومعتمر، وسفيان بن حبيب، وابن أبي عدي - عن سليمان التيمي. كلاهما - أبو تميمة، وسليمان - عن أبي عثمان، فذكره. حدث به سليمان التيمي عن أبي تميمة، قال سليمان: فنظرت فوجدته عندي مكتوبا فيما سمعت - يعني من أبي عثمان صحيح البخاري (8/10) . الحديث: 6574 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 39 6575 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: أراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُنَحِّيَ مخاطَ أسامةَ، قالت عائشة: دعني حتى أنا الذي أفعل، فقال: يا عائشة، أَحِبِّيه، فإني أُحِبُّه. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3820) في المناقب، باب مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3818) قال: حدثنا الحسين بن حريث. قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، فذكرته. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6575 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 40 6576 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر فرض لأسامةَ في ثلاثة آلاف وخمسمائة، وفرض لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف، فقال عبد الله بن عمر لأبيه: لِمَ فَضَّلْتَ أُسامةَ عليَّ، فوالله، ما سبقني إلى مَشْهَد، قال: لأن زيداً كان أحَبَّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من أبيك، وكان أسامةُ أحَبَّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- منك، فآثَرْتُ حِبَّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على حِبِّي. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3815) في المناقب، باب مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3813) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. وقال: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6576 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 40 6577 - (خ) عبد الله بن دينار - رحمه الله - قال: «نَظَرَ ابنُ عُمرَ يوماً - وهو في المسجد - إلى رجل يَسْحَبُ ثِيابَهُ في ناحية من المسجد، فقال: انظروا مَنْ هذا؟ فقال له إنسان: أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟ [ص: 41] هذا محمدُ بنُ أسامة، قال: فَطَأطَأ ابنُ عمر رأسه، ثم قال: لو رآهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأحَبَّه» أخرجه البخاري (1) . وزاد رزين بعد قوله: «مَن هذا؟ قال: ليت هذا عندي» وبعد قوله «فطأطأ ابن عمر رأسه» ، و «نَقَرَ بيده الأرض» (2) .   (1) 7 / 70 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد رضي الله عنه. (2) هذه الزيادة عند البخاري 7 / 70 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح) (3734) قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا أبو عباد -يحيى بن عباد- قال: حدثنا الماجشون، قال: أخبرنا عبد الله بن دينار، فذكره. الحديث: 6577 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 40 6578 - (خ) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: أخبرني حَرْمَلَةُ مولى أسامة بن زيد: أن الحجَّاجَ بنَ أيمن، ابن أمِّ أيمن - وكان أيمن أخاً أسامة لأمه - وهو رجل من الأنصار، رآه ابنُ عمر لم يتمَّ ركوعه، فقال: أعِدْ، فقال ابنُ عمر لحرملةَ - وكان معه -: مَنْ هذا؟ قلتُ: الحجاجُ بنُ أيمن، ابن أم أيمن، فقال: لو رأى هذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأحَبَّهُ ... فذكر حِبَّه، وما ولدته أمُّ أيمن. زاد في رواية «وكانت حاضِنة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 70 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح) (3737) قال أبو عبد الله: وحدثني سليمان بن عبد الرحمن،قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، قال: حدثني حرملة مولى أسامة ابن زيد، فذكره. الحديث: 6578 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 41 عَمَّار بن ياسر - رضي الله عنه - 6579 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «جاء عمارُ بنُ ياسر، يَسْتَأذِنُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائذنوا له، مرحبا بالطيِّب [ص: 42] المُطيَّب» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3799) في المناقب، باب مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/99) (779) و (1/130) (1079) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/123) (999) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/125) (1033) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/137) (1160) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (1031) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدنثا سفيان. وابن ماجة (146) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (3798) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، وشعبة - عن أبي إسحاق، عن هانيء بن هانيء، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6579 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 41 6580 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «أخبرني مَن هو خَيْر مِنِّي - أبو قَتادة - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لعمَّار حين جعل يَحْفِرُ الخَنْدَقَ، وجعل يَمْسَحُ رأسَه، ويقول: بؤس ابن سُمَيَّة، تقتُلك فئة باغية» . وفي رواية «مَن هو خير منِّي، ولم يُسمه» ، وفي أخرى «ويقول: وَيْسَ، أو يا وَيْسَ ابن سميّة» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البؤس) : الشدة في الأمر، وشدة الحاجة. (وَيْسَ) : كلمة تقال لمن يترحم عليه، ويرفق به، مثل: ويح، وذلك في حال الشفقة والتعطُّف.   (1) رقم (2915) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/306) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/306) قال: حدثنا حسن بن يحيى، من أهل مرو. قال: أخبرنا النضر بن شميل. ومسلم (8/185، 186) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثني محمد بن معاذ بن عباد العنبري وهريم بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور ومحمود بن غيلان ومحمد بن قدامة. قالوا: أخبرنا النضر بن شميل. والنسائي في الكبرى الورقة (114) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا النضر بن شميل. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، والنضر، وخالد بن الحارث - عن شعبة، عن أبي مسلمة. قال: سمعت أبا نضرة يحدث، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. * في رواية النضر بن شميل: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة - وفي رواية خالد بن الحارث قال: أراه يعني أبا قتادة. وبلفظ: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ببناء المسجد، فجعلنا ننقل لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، فتترب رأسه، قال: فحدثني أصحابي، ولم أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه جعل ينفض رأسه، ويقول: ويحك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية.» . أخرجه أحمد (3/5) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة، فذكره. وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية..» . أخرجه أحمد (3/28) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي هشام، فذكره. الحديث: 6580 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 42 6581 - (م) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لِعَمَّار: «تقتُلُك الفئةُ الباغيةُ» . وفي رواية قال: «تَقْتُلُ عمّاراً الفئة الباغيةُ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2916) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/300) قال: حدثنا سليمان بن داود الطيالسي. قال: حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، أو أيوب، عن الحسن. وفي (6/311) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت خالدا يحدث عن سعيد بن أبي الحسن. ومسلم (8/186) قال: حدثني محمد بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي وأبو بكر بن نافع،قال عقبة: حدثنا، وقال أبو بكر: أخبرنا غندر. قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت خالدا يحدث عن سعيد بن أبي الحسن (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا خالد الحذاء، عن سعيد بن أبي الحسن والحسن. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن الحسن. والنسائي في فضائل الصحابة (170) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا ابن علية، عن ابن عون، عن الحسن. كلاهما - الحسن، وسعيد بن أبي الحسن - عن أمهما، فذكرته. الحديث: 6581 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 42 6582 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لعمار: «أبْشِرْ [عمار] ، تقتلك الفئة الباغية» (1) . واستَسْقى يومَ صِفِّين، فأُتِيَ بِقَعْب فيه لبن، فلما أن نظَر إليه كَبّر، ثم قال: أخبرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنَّ آخِرَ رِزْقي من الدنيا ضَيَاحُ لبن في مثل هذا القَعْب، ثم حَمَل، فلم يَنثنِ حتى قُتِلَ. أخرج الترمذي المسند منه فقط، والباقي ذكره رزين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الضَّياح) بالفتح: اللبن الرقيق الممزوج.   (1) رواه الترمذي رقم (3802) في المناقب، باب مناقب عمار بن ياسر، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، قال: وفي الباب عن أم سلمة، وعبد الله ابن عمر، وأبي اليسر، وحذيفة، قال الحافظ ابن حجر: روى حديث " تقتل عماراً الفئة الباغية " جماعة من الصحابة منهم: قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة، أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3800) قال: حدثنا أبو مصعب المدني، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن. الحديث: 6582 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 43 6583 - (خ) عِكرمة - مولى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال لِي ابنُ عباس ولابنه عليّ: «انْطَلِقا إلى أبي سعيد، فَاسْمَعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هوفي حائط يُصْلِحُه، فأخذ رِدَاءه فاحْتَبَى، ثم أنْشَأ [ص: 44] يُحدِّثنا حتى أتى على ذِكْر بناء المسجد، فقال: كُنَّا نَحمل لَبِنَة لَبِنَة، وعمار [يحمل] لَبِنَتَيْن لبنتيْن، فرآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَنْفُضُ الترابَ عنه ويقول: وَيْحَ عَمّار، يَدْعُوهم إلى الجنة، ويَدْعُونه إلى النَّار، قال: ويقول عمار: أعوذ بالله من الفِتنِ» أخرجه البخاري. وفي رواية له: أنَّ ابن عباس قال له ولعليّ بن عبد الله: «ائتِيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه، قال: فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما، [فسلّمنا] ، فلما رآنا، جاء فاحْتَبَى وجلس. وقال: كنا نَنْقُل لَبِنَ المسجد لَبِنَة لَبنة، وكان عمار ينقل لبِنتين لبِنتين، فمرَّ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ومسح عن رأسِه الغُبار، وقال: ويح عمّار، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار، فقال عمار: أعوذ بالله من الفتن» (1) . قال الحميديُّ: في هذا الحديث زيادة مشهورة، لم يذكرها البخاريُّ أصلاً من طريقَيْ هذا الحديث، ولعلها لم تقع إليه فيهما، أو وقعت فحذفها لغرض قصده في ذلك، وأخرجها أبو بكر البُرْقانيُّ، وأبو بكر الإسماعيلي قبله، وفي هذا الحديث عندهما «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: وَيْحَ عَمَّار، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار» قال أبو مسعود [ص: 45] الدمشقي في كتابه: لم يذكر البخاري هذه الزيادة، وهي في حديث عبد العزيز بن المختار، وخالد بن عبد الله الواسطي، ويزيد ابن زريع، ومحبوب بن الحسين، وشعبة، كلهم عن خالد الحذَّاء عن عكرمة، ورواه إسحاق عن عبد الوهاب، هكذا. وأما حديث عبد الوهاب الذي أخرجه البخاري، دون هذه الزيادة، فلم يقع إلينا من غير حديث البخاري، هذا آخر ما قاله أبو مسعود الدمشقي، وهو آخر ما قاله الحميديُّ في كتابه. قلت أنا: والذي قرأته في كتاب البخاري - من طريق أبي الوقت عبد الأول السِّجْزي - رحمه الله - من النسخة التي قرئت عليه، عليها خَطُّه: أمَّا في متن الكتاب، فبحذف الزيادة، وقد كتب في الهامش هذه الزيادة، وصحح عليها وجعلها في جملة الحديث، وأنها من رواية أبي الوقت هكذا، بإضافتها إلى الحديث، وذلك في موضعين من الكتاب، أولهما: في «باب التعاون في بناء المسجد» من «كتاب الصلاة» والثاني: فى «باب مسح الغبار عن الناس في السبيل» في «كتاب الجهاد» وما عدا هذه النسخة، فلم أجد الزيادة فيها، كما قاله الحميدي ومن قبله، والله أعلم. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاحتباء) : أن يجمع الرجل بين ركبتيه وظهره بحبل أو نحوه، وهي الحُِبْوة بالضم والكسر، وقد يكون الاحتباء باليدين.   (1) رواه البخاري 1 / 450 و 451 في الصلاة، باب التعاون في بناء المساجد، وفي الجهاد، باب مسح الغبار عن الناس في السبيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/22) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/90) قال: حدثنا محبوب بن الحسن. والبخاري (1/121) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مختار. وفي (4/25) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عبد الوهاب. أربعتهم - شعبة، ومحبوب، وعبد العزيز، وعبد الوهاب - عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره. * رواية شعبة مختصرة على «عمار تقتله الفئة الباغية» . * أشار المزي في تحفة الأشراف (4248) إلى أن رواية البخاري ليس فيها: «تقتل عمارا الفئة الباغية.» وهي ثابتة في النسخة المطبوعة في الموضعين، ولم يتعقبه ابن حجر في النكت الظراف. والصواب أن هذه اللفظة لم تكن موجودة أصلا في صحيح البخاري، والذي يظهر لنا أن بعض النساخ المتأخرين أدخلوها على الأصل. انظر فتح الباري (1/542) حيث قال الحافظ ابن حجر: واعلم أن هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع، وقال: إن البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال ابن مسعود: قال الحميدي: ولعلها لم تقع للبخاري، أو وقعت فحذفها عمدا قال: وقد أخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث. قلت: ويظهر لي أن البخاري حذفها عمدا وذلك لنكتة خفية، وهي أن أبا سعيد الخدري اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي -صلى الله عليه وسلم- فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري، وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد: فحدثني أصحابي، ولم أسمعه من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية. اهوابن سمية هو عمار وسمية اسم أمه. وهذا الإسناد على شرط مسلم، وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك، ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة، فذكره، فاقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي -صلى الله عليه وسلم- دون غيره، وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الاطلاع على علل الأحاديث. (فائدة) : روى حديث «تقتل عمارا الفئة الباغية» جماعة من الصحابة: منهم قتادة بن النعمان كما تقدم، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة يطول عدهم. الحديث: 6583 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 43 6584 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما خُيِّرَ عَمَّار بين أمرين إلا اختار أرْشَدَهما» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرشد الأمرين) : أصوبهما وأقربهما إلى الحق.   (1) رقم (3800) في المناقب، باب مناقب عمار بن ياسر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم في " المستدرك " من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا عبد الله بن حبيب. وابن ماجة (148) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. (ح) وحدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله،قالا جميعا: حدثنا وكيع، عن عبد العزيز بن سياه. والترمذي (3799) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عبد العزيز بن سياه كوفي. والنسائي في فضائل الصحابة (171) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن سياه. كلاهما - عبد الله بن حبيب، وعبد العزيز بن سياه - عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من هذا الوجه من حديث عبد العزيز بن سياه، وهو شيخ كوفي. وله شاهد عن سالم بن أبي الجعد الأشجعي، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ابن سمية، ماعرض عليه أمران قط، إلا اختار الأرشد منهما» . أخرجه أحمد (1/389) (3693) و (1/445) (4249) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عمار بن معاوية الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. الحديث: 6584 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 46 6585 - (س) عمرو بن شرحبيل - رحمه الله - عن رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مُلئَ عَمَّار إيماناً إلى مُشَاشِهِ» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُشاشه) المشاش: جمع مشاشة: وهي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.   (1) 8 / 111 في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان، وإسناده صحيح، صححه الحافظ وغيره، قال الحافظ في " الفتح ": وروى البزار من حديث عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ملئ إيماناً إلى مشاشه "، يعني عماراً، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/111) . وفي فضائل الصحابة (168) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور وعمرو ابن علي، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، فذكره. في فضائل الصحابة لم يذكر: عمرو بن علي. الحديث: 6585 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 46 عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - 6586 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو كنتُ مُؤمِّراً أحداً منهم من غير مشورة لأمَّرتُ عليهم ابنَ أمِّ عبد» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3810) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (1/76) (566) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/95) (739) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1/107) (846) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا زهير، عن منصور بن المعتمر. وفي (1/108) (852) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا منصور بن المعتمر. وابن ماجة (137) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (3808) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا صاعد الحراني، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا منصور. وفي (3809) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان الثوري. ثلاثتهم - إسرائيل، وسفيان، ومنصور - عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث الحارث عن علي. وبلفظ: «لو كنت مستخلفا أحدا على أمتي عن غير مشورة لاستخلفت عليهم عبد الله بن مسعود.» . أخرجه النسائي الكبرى الورقة (109/2) قال: أخبرنا عمر بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا المعافى، قال: حدثنا القاسم وهو ابن معن، عن منصور بن المعتمر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، فذكره. قلت: في سند الأول الحارث بن عبد الله الأعور، وفي سند الثاني عاصم بن ضمرة، وهما ضعيفان. الحديث: 6586 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 46 6587 - (خ ت) عبد الرحمن بن يزيد (1) - رحمه الله - قال: «سألتُ حذيفةَ عن رجل قريب السَّمْتِ والهَدي والدَّلِّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى نأخذَ عنه؟ فقال: ما نعلم أحداً أقربَ سَمْتاً وهَدْياً ودَلاًّ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من ابنِ أمِّ عبد، حتى يتوارى بجدار بيته، ولقد عَلِمَ المحفُوظُون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم-: أن ابن أم عبد أقربُهم إلى الله وسيلة» أخرجه البخاري. وعند الترمذي «أقربهم إلى الله زُلفى» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّمت والدَّلُّ والهَدْي) : متقاربات، وهي بمعنى السيرة والحالة. (حتى يتوارى) : قوله: حيى يتوارى: احتراز من الشهادة على الباطل المستور. (لقد علم المحفوظون) وقوله: لقد علم المحفوظون: يعني: الذين حفظهم الله من تخريف أو تحريف في قولٍ أو فعلٍ.   (1) في الأصل المطبوع: عبد الله ين يزيد وهو خطأ. (2) رواه البخاري 7 / 80 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن مسعود، وفي الأدب، باب الهدي الصالح، والترمذي رقم (3809) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/389) قال: حدثنا حسين بن محمد. وفي (5/401) قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3807) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - حسين، ووكيع، وعبد الرحمن - عن إسرائيل. 2- وأخرجه أحمد (5/395) قال: حدثنا عفان. وفي (5/402) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (5/35) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والنسائي في فضائل الصحابة (161) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. ثلاثتهم - عفان، ويحيى، وسليمان- عن شعبة. كلاهما - إسرائيل، وشعبة - عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. * زاد إسرائيل في روايته: حتى يتوارى منا في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، أن ابن أم عبد هو أقربهم إلى الله زلفى. وبلفظ: «إن أشبه الناس دلا، وسمتا، وهديا، برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لابن أم عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا.» . أخرجه أحمد (5/394) قال: حدثنا زائدة. وفي (5/394) أيضا قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (8/31) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: حدثكم. ثلاثتهم - زائدة، ومحمد بن عبيد، وأبو أسامة - عن الأعمش، قال: سمعت شقيقا، فذكره. وبلفظ: «ما أعلم أحدا أقرب سمتا، وهديا، ودلا، برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يواريه جدار بيته، من ابن أم عبد» . أخرجه أحمد (5/395) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، عن وليد بن العيزار، عن أبي عمرو الشيباني، فذكره. الحديث: 6587 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 47 6588 - (خ م س) مسروق وشقيق - رحمهما الله - قال مسروق: قال عبد الله: «والذي لا إله غيره، ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم [ص: 48] أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أُنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغُه الإبل لركبتُ إليه» . وفي رواية شقيق قال: «خطبنا عبدُ الله بنُ مسعود، فقال: على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ والله لقد أخذت القرآن من فيّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية: «لقد قرأت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بضعاً وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنِّي من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، ولو أعلَمُ أن أحداً أعلم مني لرَحلْتُ إليه» . قال شقيق: «فجلستُ في الحلَقِ أسْمَعُ ما يقولون، فما سمعتُ رادّاً يقول غير ذلك، ولا يعيبه» أخرجه مسلم، وأخرج البخاري الثانية. وفي رواية النسائي قال: «خطبنا ابن مسعود فقال: كيف تأمرونني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، بعد ما قرأتُ مِنْ فِيّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بِضْعاً وسبعين سورة، وإنَّ زيداً مع الغلمان له ذؤابتان» (1) .   (1) رواه البخاري 9 / 43 و 44 في فضائل القرآن، باب القراءة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2462) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والنسائي 8 / 134 في الزينة، باب الذؤابة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/230) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (7/148) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قطبة. كلاهما - حفص بن غياث، وقطبة بن عبد العزيز - عن الأعمش، قال: حدثنا مسلم، عن مسروق، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها البخاري (6/229) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (7/148) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبدة بن سليمان. والنسائي في فضائل القرآن (22) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبدة. كلاهما - حفص بن غياث، وعبدة - عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره. * صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عند البخاري. وبلفظ: «لقد أخذت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعا وسبعين سورة، وزيد بن ثابت غلام له ذؤابتان، يلعب مع الغلمان.» . أخرجه أحمد (1/411) (3906) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد. والنسائي (8/134) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا أبو شهاب. كلاهما- عبد الواحد بن زياد، وعبد ربه بن نافع أبو شهاب الحناط - عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق ابن سلمة، فذكره. وبلفظ: «قرأت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة، وزيد بن ثابت له ذؤابة في الكتاب» . أخرجه أحمد (1/389) (3697) و (1/405) (3846) و (1/442) و (4218) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/414) (3929) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا إسرائيل. كلاهما - سفيان، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك، فذكره. * رواية إسرائيل: «قرأت من فم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة. أفأترك ما أخذت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟» . وبلفظ: «على قراءة من تأمروني أقرأ؟ لقد قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعا وسبعين سورة، وإن زيدا لصاحب ذؤابتين يلعب مع الصبيان.» .. أخرجه النسائي (8/134) قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، فذكره. الحديث: 6588 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 47 6589 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «قَدِمْتُ أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حِيناً، وما نرى أن ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من كثرة دخولهم على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، [ص: 49] ولزومهم له» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 80 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن مسعود، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، ومسلم رقم (2460) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3808) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/401) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (5/35) قال: حدثني محمد بن العلاء، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، قال: حدثني أبي. وفي (5/218) قال: حدثني عبد الله بن محمد، وإسحاق بن نصر، قالا: حدثنا يحيى ابن آدم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه. ومسلم (7/147) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، قال إسحاق: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه. (ح) وحدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وابن بشار، قالوا: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والترمذي (3806) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه. والنسائي في فضائل الصحابة (159) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (282) قال: النسائي أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا يحيى -هو ابن آدم - قال: أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه. ثلاثتهم - سفيان، ويوسف بن أبي إسحاق، وزكريا بن أبي زائدة - عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، فذكره. الحديث: 6589 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 48 6590 - (م) أبو الأحوص عوف بن مالك - رحمه الله - قال: «شهدت أبا موسى وأبا مسعود الأنصاري - رضي الله عنهما - حين مات ابن مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: أتُراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلتَ ذلك إن كان ليؤذَنُ له إذا حُجِبْنا، ويشهدُ إذا غِبنا» . وفي رواية قال: «كنَّا في دار أبي موسى مع نَفَر من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مُصحف، فقام عبد الله، فقال أبو مسعود: ما أعلمُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم، فقال أبو موسى: [أما] لئن قلتَ ذلك لقد كان يؤذَنُ له إذا حُجبنا، ويشهدُ إذا غِبنا» . وفي رواية: قال زيد بن وهب الجهني: «كنتُ جالساً مع حذيفة وأبي موسى ... وساق الحديث» أخرجه مسلم (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2461) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله مسعود رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/147) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قطبة، هو ابن عبد العزيز، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث. وفي (7/148) قال: حدثني القاسم بن زكرياء، قال: حدثنا عبيد الله - هو ابن موسى- عن شيبان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث. والنسائي في فضائل الصحابة (156) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال حدثنا يحيى بن آدم،قال حدثنا قطبة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث. كلاهما - أبو إسحاق، ومالك بن الحارث - عن أبي الأحوص، فذكره. الحديث: 6590 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 49 6591 - ( [م] ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: لما نزلَتْ [هذه الآية] {لَيْسَ على الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيما [ص: 50] طَعِمُوا ... } إلى آخر الآية [المائدة: 93] قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قيل لي: أنتَ منهم» [أخرجه مسلم] . وفي رواية الترمذي قال [عبد الله بن مسعود] : لما نَزَلَتْ - وقرأ الآية - قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنتَ منهم» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2459) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والترمذي رقم (3056) في التفسير، باب ومن سورة المائدة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/147) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، وسهل بن عثمان، وعبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، وسويد بن سعيد، والوليد بن شجاع. والترمذي (3053) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا خالد بن مخلد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9427) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، عن خالد بن مخلد. ستتهم - منجاب، وسهل، وعبد الله بن عامر، وسويد، والوليد، وخالد - عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. الحديث: 6591 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 49 أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه- 6592 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما أظلَّتِ الخضراء، ولا أقلَّتِ الْغَبْرَاءُ أصدَقَ مِنْ أبي ذرّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3803) في المناقب، باب مناقب أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/163) (6519) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/175) (6630) و (2/223) (7078) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (156) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (3801) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا ابن نمير. كلاهما - ابن نمير، وأبو عوانة - عن الأعمش، عن عثمان بن عمير أبي اليقطان، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، فذكره. * في رواية أبي عوانة. عثمان بن قيس - وهو عثمان بن عمير - انظر تهذيب التهذيب (7/الترجمة 292) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 6592 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 50 6593 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال [لي] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما أظلَّتِ الخضراءُ، ولا أقلَّتِ الغبراءُ مِنْ ذِي لَهْجَة أصْدَقَ ولا أوْفى مِن أبي ذرّ، شبهِ عيسى ابن مريم، فقال عمرُ بنُ الخطاب كالحاسد (1) : يا رسولَ الله أفنعرِفُ ذلك له؟ قال: نعم فاعرِفوه» . أخرجه الترمذي، وقال: وقد روى بعضهم هذا الحديث فقال: «أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى ابن مريم» (2) .   (1) أي: حسد غبطة، وهو حسد محمود. (2) رواه الترمذي رقم (3804) في المناقب، باب مناقب أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3802) قال: حدثنا العباس العنبري. قال: حدثنا النضر بن محمد. قال: حدثنا عكرمة بن عمار. قال: حدثني أبو زميل - هو سماك بن الوليد الحنفي - عن مالك بن مرثد، عن أبيه، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. الحديث: 6593 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 50 6594 - (خ م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال عبدُ الله بن الصامت: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غِفار، وكانوا يُحِلُّون الشهر الحرام قال: فخرجتُ أنا وأخي أُنَيْس وأمُّنا، فنزلنا على خالٍ لنا، فأكرمنا خالُنا وأحسنَ إلينا، فَحسدَنا قومُه، فقالوا: إنك إذا خرجتَ عن أهلِكَ خالَفَ إليهم أنيس، فجاء خالُنا فَنَثَا علينا الذي قيل له، فقلتُ: أمَّا ما مضى من معروفك، فقد كدَّرتَه، ولا جِمَاعَ لنا فيما بعد، فقرَّبْنا صِرْمَتَنَا، فاحتملنا عليها، وتغطَّى خالنا بثوبه، فجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحَضْرة مكة، فَنافَر أُنيس عن صِرْمَتِنا وعن مثلها، فأتيا الكاهِنَ فَخَيّرَ أُنَيْساً، فأتانا أنيس بصِرْمتِنا ومثلها معها، قال: وقد صلّيتُ يا ابن أخي قبل أن ألقى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنين، قلتُ: لِمَنْ؟ قال: لله تعالى، قلتُ: فأين تَوَجَّهُ؟ قال: أتوجه حيث يُوجِّهُني رَبِّي أصَلِّي عشاء، حتى إذا كان من آخر الليل أُلقِيتُ كأني خِفاء، حتى تَعلُوَني الشمسُ، فقال أُنَيْس: إن لي حاجة بمكة، فاكفِني، فانطلق أُنَيْس، حتى أتى مكة، فراثَ عليَّ، ثم جاءَ، فقلتُ: ما صنعتَ؟ قال: لقيتُ رجلاً بمكةَ على دينِكَ يزعُمُ أن الله أرسلَه، قلتُ: فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعر، كاهن، ساحر، وكان أُنيس، أحدَ الشعراء، قال أنيس: لقد سمعتُ قولَ الكهنة، فما هو بقولهم، ولقد وضعتُ قوله على أقراء الشعر، فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق، [ص: 52] وإنهم لكاذبون، قال: قلتُ: فاكْفِني حتى أذهبَ فأنظُرَ، قال: فأتيتُ مكةَ فتضعَّفْتُ رجلاً منهم (1) ، فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصّابئَ؟ فأشار إليَّ، فقال: الصَّابئ؟ فمال عَلَيَّ أهلُ الوادي بكل مَدَرة وعَظْم، حتى خررتُ مغشياً عليَّ، قال: فارتفعتُ [حين ارتفعتُ] كأني نُصُب أحمرُ، قال: فأتيت زَمْزَمَ، فَغَسَلْتُ عنِّي الدماءَ، وشَرِبْتُ من مائها، ولقد لبثتُ يا ابن أخي ثلاثين، بين ليلة ويوم، وما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنتُ حتى تكسَّرتْ عُكَنُ بطني، وما وجَدْتُ على كبدي سُخْفةَ جوع، قال: فبينما أهل مكة في ليلة قَمراءَ إضْحيانَ، إذ ضُرب على أصمختهم، فما يطوف بالبيت أحد، إلا امرأتان منهم تَدْعُوَان إسافا ونائلة، قال: فأتتا عَليَّ في طوافهما، فقلت: أنكحا أحدهما الأخرى، قال: فما تَناهتا عن قولهما، قال: فأتتا عليَّ، فقلتُ: هَن مثل الخشبة - غير أني لا أكْنِي - فانْطَلقتا تُوَلْوِلاَن، وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا؟ قال: فاسْتَقبَلهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، وهما هابِطان، قال: ما لكما؟ قالتا: الصَّابيُ بين الكعبة وأستارها، قال: ما قال لكما؟ قالتا: إنه قال لنا كلمة تملأ الفم، وجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى اسْتَلم الحجَر، وطاف بالبيت هو وصاحبُه، ثم صلى، فلما قضى صلاته، قال أبو ذرّ، فكنتُ أوَّلَ من حَيَّاه بتحية الإسلام، [قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله] فقال: وعليك ورحمةُ الله، ثم قال: ممن [ص: 53] أنت؟ قلت: من غِفار، قال: فأهْوَى بيده، فوضع أصابعه على جبهته، فقلتُ في نفسي: كره أن انْتَمَيْتُ إلى غِفار، فذهبتُ آخُذُ بيده، فَقَدَعني صاحبُه، وكان أعلمَ به مني، ثم رفع رأسه، فقال: متى كنت هاهنا؟ قال: [قلت] : كنتُ هاهنا منذ ثلاثين، بين ليلة ويوم، قال: فمن كان يُطعمك؟ قال: قلتُ: ما كان لي طعام إلا ماءُ زمزم، فَسَمِنْتُ حتى تكسَّرتْ عُكَنُ بطني، وما أجد على كبدي سَخْفَةَ جوعِ، قال: إنها مباركة، إنها طعامُ طُعْم، فقال أبو بكر: يا رسولَ الله، ائْذَنْ لي في طعامه الليلةَ، فانطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، وانطلقتُ معهما، ففتح أبو بكر باباً، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، وكان ذلك أولَ طعام أكلته بها، ثم غَبَرْتُ ما غَبَرْتُ، ثم أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنه قد وُجِّهَتْ لي أرض ذات نخل، لا أراها إلا يَثْربَ، فهل أنت مُبلّغ عني قومَك، عسى الله أن ينفعَهم بك، ويأجُرَك فيهم؟ فأتيتُ أُنَيْسَاً، فقال: ما صَنَعْتَ؟ قلتُ: صنعتُ أني قد أسلمتُ وصدَّقتُ، قال: ما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمتُ وصدَّقتُ، فأتينا أُمَّنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمتُ وصدَّقت، فاحْتَمَلْنا حتى أتينا قومَنا غِفاراً، فأسْلَم نصفُهم، وكان يؤمُّهم أيْمَاءُ ابن رَحَضَة الغفاري، وكان سيِّدَهم، وقال نصفُهم: إذا قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينة أسلمنا، فَقَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[المدينة] ، فأسلم نصفُهم الباقي، وجاءتْ [ص: 54] أسْلَمُ، فقالوا: يا رسول الله، إخوانُنا نُسلمُ على الذي أسلموا عليه، فأسلموا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «غِفَارُ غَفَر الله لها، وأسلَمُ سالمها الله» . زاد بعض الرواة - بعد قول أبي ذر لأخيه: «فاكْفِني حتى أذْهَب فأنظرَ» - «قال: نعم، وكن على حذر من أهل مكة، فإنهم قد شَنِفُوا له وتَجَهَّموا» . وفي رواية قال: «فتنافرا إلى رجل من الكهَّان، [قال] : فلم يزل أخي [أُنَيْس] يمدحه حتى غلبه، فأخذنا صِرْمته [فضممناها إلى صِرْمتنا] » . أخرجه مسلم، وأعاد مسلم طرفاً منه، وهو قوله: «أسْلَمُ سالمها الله، وغِفَارُ غفر الله لها» . وفي رواية البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس قال: «ألا أخبركم بإسلام أبي ذر؟ قلنا: بلى، قال: قال أبو ذر: كنتُ رجلاً من غفار، فبلغَنا أن رجلاً خرج بمكة يزعم أنه نبيّ، فقلتُ لأخي: انطلق إلى هذا الرجل فكلِّمْه، وائْتِني بخبره» . وفي رواية: أنَّ ابن عباس قال: «لما بلغ أبا ذرّ مبعثُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بمكة، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فَاعْلَمْ لي عِلْمَ هذا الرجل الذي يزعم أنه نبيّ يأتيه الخبرُ من السماء، واسمع من قوله، ثم ائْتِني، فانطَلق حتى قَدِمَ مكة، وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال: رأيتُه يأمر بمكارم [ص: 55] الأخلاق، وكلاماً ما هو بالشِّعر، فقال: ما شَفَيْتَني فيما أردتُ، فتَزَوَّدَ وحمل شَنَّة له فيها ماء، حتى قَدِمَ مكةَ، فأتى المسجد، فالتمس النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ولا يعرفُه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه الليل، فَاضْطَجَع، فرآه عليّ، فعرف أنه غريب، فلما رآه تَبِعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احْتَمل قِرْبتَه وزاده إلى المسجد، فظل ذلك اليوم، ولا يرى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- حتى أمسى، فعاد إلى مَضْجَعِه، فمرَّ به عليّ، فقال: ما آن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب [به] معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك، فأقامه عليّ معه، فقال: ألا تحدِّثني ما الذي أقْدَمَك هذا البلدَ؟ قال: إن أعطيتَني عهداً وميثاقاً لَتُرشِدَنِّي فعلتُ، ففعل، فأخبره، فقال: إنه حق، وهو رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فإذا أصبحتَ فاتَّبعني، فإني إن رأيتُ شيئاً أخافه عليك قمتُ كأني أُرِيق الماءَ، فإن مضيتُ فاتَّبعني حتى تدخل مَدْخَلي، ففعل، فانطلق يَقْفُوه حتى دخل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ودخل معه، فسمع من قوله، فأسلم مكانَه، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ارْجِع إلى قومك فأخبرهم، حتى يأتيك أمري، فقال: والذي نفسي بيده، لأصْرُخَنَّ بها بين ظَهرانَيْهم، فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسولُ الله، وثار القومُ، فضربوه حتى أضْجَعوه، وأتى العبّاسُ، فأكبَّ عليه، وقال: ويلكم، ألستم [ص: 56] تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تُجَّاركم إلى الشام عليهم؟ فأنقَذه منهم، ثم عاد من الغد بمثلها، وثاروا إليه فضربوه، فأكبَّ عليه العباس فأنقذه» . وفي الرواية الأخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال له لما أسلم: يا أبا ذر، اكْتم هذا [الأمر] ، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورُنا فأقْبِلْ، قال: فقلت: والذي بعثك بالحق، لأصرُخَنَّ بها بين أظهرهم ... وذكر نحوه» . قال: فكان هذا أول إسلام أبي ذر - رضي الله عنه - (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نثا) الحديث ينثُوه نثواً: إذا أظهره. (لا جماع) أي: لا مجامعة لنا معك ولا مُقام. (صِرمتنا) الصِّرمة: القطعة من الإبل نحو الثلاثين. (فنافر) المنافرة: المحاكمة تكون في تفضيل أحد الشيئين على الآخر، يقال: نافرته، فنفَرته، أي: حاكمته، فغلبته، ونفَّره الحاكم في المنافرة، أي: غَلَبه وحكم له. (خِفاء) الخفاء بالخاء المعجمة وكسرها: كساء يطرح على السقاء [ص: 57] وبالجيم المضمومة - ما رمى به السيل مما يطفو على رأسه من زبد وغيره، والذي في الحديث هو الأول. (فراث) راث فلان علينا: أبطأ. (أقراء الشعر: طرائقه وأنواعه، واحدها: قرء - بفتح القاف. (مدرة) المَدَرَة: الطينة المستحجرة. (نصب) النُّصُب: الحجر أو الصنم الذي كانوا ينصبونه في الجاهلية ويذبحون عليه، فيحمر من كثرة دم القربان والذبائح، أراد: أنهم ضربوه حتى أدموه، فصار كأنه نُصُب أحمر. (سَخفة جوع) سَخفة الجوع: رقته وهزاله. (ليلة إضحيان) وإضحيانة، أي: مضيئة لا غيم فيها، فقمرها ظاهر يظيئُها. (ضرب على أصمختهم) الأصمخة: جمع صماخ، وهو ثقب الأذن، والضرب هاهنا: المنع من الاستماع، وذلك كناية عن النوم المفرط. (إسافاً ونائلة) إساف ونائلة: صنمان تزعم العرب أنهما كانا رجلاً وامرأة زنيا في الكعبة فَمُسِخا. (هَنٌ) الهن: عنى به الذَّكَر. (لا أَكني) قوله: «غير أني لا أكني» يعني: أنه أفصح باسمه، ولم [ص: 58] يَكْنِ عنه، فيكون قد قال: أيْرٌ مثل الخشبة، فلما أراد أن يحكي قوله كنى فقال: «هَنٌ مثل الخشبة، غير أني لا أكني» . (تولولان) الوَلولة: الاستغاثة والصياح. (أنفارنا) الأنفار: الجماعة، أي: من أصحابنا وجماعتنا، وهو من النفر الذي هو من الثلاثة إلى العشرة. (تملأ الفم) قولها: تملأ الفم، أي: أنها عظيمة. (قَدَعته) لا يجوز أن يقال: قدعته، أي: منعته وكففته. (طعامُ طعمٍ) يقال: هذا طعامُ طعم، أي: طعام شبع، يعني، أنه يُشْبِع ويكفُّ الجوع ويكفي منه. (غبرت) الغابر هاهنا: الباقي، وهو من الأضداد. (شَنِفوا له) أي: أبغضوه ونفروا منه، والشَّنَف: البغض، تقول: شنِفتُه، وشنِفت له. (تجهَّموا) تجهمت لفلان، أي: تنكَّرْتُ له واستقبلته بما يكره، وفلان جهم المحيَّا، أي: كريه المنظر. (الشَّنَّة) : الزق البالي الذي يحمل فيه الماء.   (1) أي: نظرت إلى أضعفهم فسألته. (2) رواه البخاري 7 / 132 و 133 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة إسلام أبي ذر، وفي الأنبياء، باب قصة إسلام أبي ذر، ومسلم رقم (2473) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/174) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة. وفي (5/175) قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. والدارمي (2527) و (2642) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. والبخاري في الأدب المفرد (1035) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. ومسلم (7/152 و 176) قال: حدثنا هداب ابن خالد الأزدي. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (7/155) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: أخبرنا النضر بن شميل. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا ابن أبي عدي. قال: أنبأنا ابن عون. والنسائي في عمل اليوم والليلة (339) قال: أخبرنا محمد بن إدريس، قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. كلاهما - سليمان بن المغيرة، وعبد الله بن عون - عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره الروايات ألفاظها متقاربة، ومطولة ومختصرة. والبخار (3861) قال: حدثني عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا المثنى، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 6594 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 51 حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه- 6595 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «سألتني أمي: [ص: 59] متى عَهْدُك برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقلت: مالي به عهد منذ كذا وكذا، فَنَالتْ مني، فقلتُ لها: دعيني آتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأُصلِّي معه المغرب، وأسأله أن يستغفر لي ولك، فأتيتُه، فصلّيتُ معه المغرب، ثم قام فصلَّى حتى صلى العشاءَ، ثم انْفَتََلَ، فَتبِعتُه، فسمع صوتي، فقال: مَن هذا، حذيفة؟ قلت: نعم، فقال: ما حاجتُك؟ غفر الله لك ولأُمِّك، [قال] : إن هذا مَلَكٌ لم ينزل إلى الأرض قطّ قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يُسلّم عليَّ ويبشِّرَني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3783) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/391) قال: حدثنا حسين بن محمد. وفي (5/404) مختصرا قال: حدثنا زيد ابن الحباب. والترمذي (3781) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، وإسحاق بن منصور، قالا: أخبرنا محمد بن يوسف. والنسائي في فضائل الصحابة (193) قال: أخبرنا الحسين بن منصور قال: حدثنا الحسين بن محمد، أبو أحمد. وفي (260) قال: أخبرنا القاسم بن زكرياء بن دينار، قال: حدثني زيد بن حباب. وفي الكبرى (357) مختصرا قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن حباب. وابن خزيمة (1194) مختصرا قال: حدثنا أبو عمر، حفص بن عمرو الربالي، قال: حدثنا زيد ابن حباب. ثلاثتهم - حسين، وزيد، ومحمد بن يوسف - عن إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال ابن عمرو، عن زر بن حبيش، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل. وبنحوه: أخرجه أحمد (5/392) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن ابن أبي السفر، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 6595 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 58 6596 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «قالوا: يا رسول الله لو اسْتَخْلَفْتَ؟ قال: إني إن اسْتَخْلَفْتُ فعصَيْتُم خليفتي عُذِّبْتُم، ولكن ما حدَّثكم حذيفةُ فصدّقوه، وما أقرَأكم عبد الله بن مسعود فَاقْرؤوه» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3814) في المناقب، باب مناقب حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3812) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى، عن شريك، عن أبي اليقظان، عن زادان، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو حديث شريك. الحديث: 6596 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 59 سعد بن معاذ - رضي الله عنه- 6597 - (خ م ت) أبو إسحاق - رضي الله عنه - قال: قال البراء [ص: 60] بن عازب: «أُهْديَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ثوبُ حرير، فجعلنا نَلْمَسُه ونتعجِب منه، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أتعجبون من هذا؟ قلنا: نعم، قال: مناديلُ سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا» . وفي رواية: «أتعجبون من لِينِ هذه؟ لَمناديلُ سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألْيَنُ» . وفي أخرى «والذي نفسي بيده، لَمناديلُ سعد في الجنة خير من هذا» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 245 في اللباس، باب من مس الحرير من غير لبس، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سعد بن معاذ، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2468) في فضائل الصحابة، باب فضائل سعد بن معاذ، والترمذي رقم (3846) في المناقب، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/289) قال: حدثنا يحيى. وفي (4/301) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (4/144) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (3847) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1850) عن محمد بن المثنى، عن يحيى. كلاهما - يحيى، ووكيع - عن سفيان الثوري. 2- وأخرجه أحمد (4/294) قال: حدثنا أسود بن عامر. والبخاري (7/194) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. كلاهما - أسود، وعبيد الله - عن إسرائيل. قال أسود: أخبرنا إسرائيل أو غيره. 3- وأخرجه أحمد (4/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/44) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (7/150) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (7/151) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا أبو داود. وفيه (7/151) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا أمية بن خالد. ثلاثتهم - ابن جعفر غندر، وأبو داود، وأمية عن شعبة. 4- وأخرجه البخاري (8/163) قال: حدثنا محمد هو ابن سلام- وابن ماجة (157) قال: حدثنا هناد بن السري. قالا (ابن سلام، وهناد) حدثنا أبو الأحوص. أربعتهم - سفيان، وإسرائيل، وشعبة، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 6597 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 59 6598 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أُهديَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- جُبَّة من سُندس - وكان ينهى عن الحرير - فَعجِبَ الناسُ منها، فقال: والذي نَفْسُ محمد بيده، إن مناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا» . قال البخاري: وقال سعيد عن قتادة عن أنس: «إن أُكيْدرَ دُومَةَ أهْدى» وأخرج مسلم «أن أُكيدرَ دُومةِ الْجَنْدَلِ أهدى ... بنحوه» ولم [ص: 61] يذكر فيه «وكان ينهى عن الحرير» وفي أخرى له بنحوه. وفي رواية الترمذي والنسائي عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: «قدم أنس بن مالك فأتيتُه، فقال: مَن أنت؟ فقلت: أنا واقد بن عمرو [بن سعد بن معاذ] قال: فبكى، وقال: إنك لَشَبِيهٌ بسعد، وإن سعداً كان من أعظم الناس وأطولهم، وإنه بُعِثَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- جُبَّة من ديباج، مَنْسُوج فيها الذهب، فلبسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فصعِد المنبر، فقام - أو قعد - فجعل الناس يلمسونها، فقالوا: ما رأينا كاليوم ثَوباً قطُّ، فقال: أتعجبون من هذا؟ لَمَناديل سعد في الجنة خير مما ترون» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السُّندس) : الحرير، وما رقّ من الإبريسيم. (دُومة الجندل) بضم الدال وفتحها: موضع. (وأُكيدر) : مقدَّمه وصاحبه، وهو أُكيدر بن عبد الملك.   (1) رواه البخاري 5 / 169 في الهبة، باب قبول الهدية من المشركين، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، ومسلم رقم (2469) في فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه، والترمذي رقم (1723) في اللباس، باب رقم (3) ، والنسائي 8 / 199 في الزينة، باب لبس الديباج المنسوج بالذهب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا روح. وفي (3/209) و (277) قال: حدثنا سليمان بن داود، أبو داود. ومسلم (7/151) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا أبو داود. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا أمية بن خالد. ثلاثتهم - روح، وأبو داود، وأمية - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/229) وعبد بن حميد (1200) ، والبخاري (3/214) و (4/144) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ومسلم (7/151) قال: حدثنا زهير بن حرب. أربعتهم - أحمد، وعبد، وعبد الله، وزهير - قالوا: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا شيبان. 3- وأخرجه أحمد (3/234) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد بن أبي عروبة. 4- وأخرجه مسلم (7/151) قال: حدثناه محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1316) عن عمرو بن علي. كلاهما - عن سالم بن نوح، قال: حدثنا عمر بن عامر. أربعتهم - شعبة، وشيبان، وسعيد، وعمر - عن قتادة، فذكره وبلفظ «أهدي أكيدر دومة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبة، فتعجب الناس من حسنها» 1- أخرجه الحميدي (1203) وأحمد (3/111) قالا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه أحمد (3/229) قال: حدثنا يونس، وإسحاق بن عيسى، وفي (3/251) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4047) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم - يونس، وإسحاق، وعفان، وموسى - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما - سفيان، وحماد - عن علي بن زيد بن جدعان، فذكره. وبلفظ «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى أكيدر صاحب دومة بعثا» . أخرجه أحمد (2/121) قال: حدثنا يزيد، والترمذي (1723) قال: حدثنا أبو عمار، قال: حدثنا الفضل بن موسى. والنسائي (8/199) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة، عن خالد يعني ابن الحارث. ثلاثتهم - يزيد، والفضل، وخالد - عن محمد بن عمرو، عن واقد بن عمرو، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (3/238) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، فذكره. الحديث: 6598 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 60 6599 - (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اهْتَزَّ العَرْشُ لموت سعد بن معاذ» زاد البخاري [ص: 62] فقال رجل لجابر: إن البراء يقول: اهتَزَّ السَّرير؟ فقال: إنه كان بين هذين الحيَّيْن ضغائنُ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اهتزَّ عرشُ الرحمن لموت سعد بن معاذ» . وفي رواية لمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم-: «اهتز لها عرش الرحمن عز وجل» . وأخرج الترمذي رواية مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اهتزاز العرش) كناية عن ارتياحه بروحه حين صعد بها لكرامته على ربه، وكل من خف لأمر وارتاح له، فقد اهتز له، والمعنى: فرح أهل العرش (*) بقدومه على الله لما رأوا من منزلته وكرامته وفضله. (ضغائن) الضغائن: الحقود والعداوات، واحدتها: ضَغينة.   (1) رواه البخاري 7 / 93 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سعد بن معاذ، ومسلم رقم (2467) في فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن معاذ، والترمذي رقم (3847) في المناقب، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: " الصحيح أن العرش هو الذي اهتز ولا موجب لهذا التأويل الذي ذكره المؤلف رحمه الله، واهتزازه لفاجعة ومصيبة موت هذا الرجل العظيم. والله أعلم. " [الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (5/44) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا فضل بن مساور - ختن أبي عوانة. قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (7/150) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي. وابن ماجة (158) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. ثلاثتهم - أبو معاوية، وأبو عوانة، وابن إدريس - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. وأخرجه البخاري (5/44) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا فضل بن مساور، ختن أبي عوانة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، قال: حدثنا أبو صالح، فذكره. وله شاهد عن أبي سعيد الخدري. بلفظ: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ» . أخرجه أحمد (3/23) قال: حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (871) قال: أخبرنا روح بن عبادة. والنسائي في فضائل الصحابة (121) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى. كلاهما - يحيى، وروح - وقالا: حدثنا عوف. قال: حدثني أبو نضرة، فذكره. الحديث: 6599 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 61 6600 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال - وجنازته موضوعة-: «اهتز لها عرش الرحمن» يعني: سعد بن معاذ، ذكره مسلم في عقيب حديث قبله (1) .   (1) رقم (2467) في فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن معاذ، وفي المطبوع عزاه للترمذي ورمز في أوله بـ " ت " وهو خطأ، فإنه عند الترمذي من حديث جابر، لا من حديث أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/234) ومسلم (7/150) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الرزي. كلاهما- أحمد، ومحمد- قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، فذكره. الحديث: 6600 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 62 6601 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لما حُمِلَتْ جنازةُ سعد ابن معاذ قال المنافقون: ما أخفَّ [ما كانت] جنازته - يعني لحكمه في بني قريظة - فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «إن الملائكة كانت تحمله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3848) في المناقب، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (1195) والترمذي (3849) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6601 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 63 عبد الله بن العباس رضي الله عنهما 6602 - (خ م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: ضَمَّني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى صدره، وقال: «اللهم عَلِّمْه الكتابَ» وفي رواية «الحكمةَ» أخرجه البخاري. وفي رواية «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أتى الخلاءَ، فوضعتُ له وَضوءاً، فلما خرج قال: من وضع هذا؟ فأُخبِر، قال: اللهم فَقِّهْهُ في الدِّين» كذا عند البخاري. وعند مسلم: «اللهم فقِّهه» قال الحميدي: وحكى أبو مسعود قال: «اللهم فَقِّهه في الدِّين وعَلِّمْه التأويلَ» قال: ولم أجده في الكتابين (1) . [ص: 64] وفي رواية الترمذي قال: «ضمني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقال: اللهم عَلِّمْه الحكمةَ» . وفي أخرى قال: «دعا لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يؤتيَني الحكمة» . وفي أخرى قال: «إنه رأى جبريل مرتين، ودعا له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مرتين» (2) .   (1) وإنما هي عند أحمد في " المسند " 1 / 264 و 314 و 328 و 335، ورواها أيضاً ابن حبان والطبراني، وليست في الصحيحين بهذا اللفظ، ولذلك قال المصنف رحمه الله، ولم أجده في الكتابين، وقال الحميدي: هذه الزيادة ليست في الصحيحين، وقال الحافظ في " الفتح "، وهو كما قال. (2) رواه البخاري 7 / 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما، وفي العلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم علمه الكتاب "، وفي الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء، وفي الاعتصام في فاتحته، ومسلم رقم (2477) في فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن عباس، والترمذي رقم (3823) و (3824) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/214) (1840) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/359) (3379) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (1/29) (5/34) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (5/34) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (5/34، 9/113) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (166) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وأبو بكر بن خلاد الباهلي، قالا: حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (3824) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6049) عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث. خمستهم - هشيم، وإسماعيل، وعبد الوارث، ووهيب، وعبد الوهاب - عن خالد الحذاء. 2- وأخرجه أحمد (1/269) (2422) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثنا حسين بن عبد الله. كلاهما - خالد، وحسين - عن عكرمة، فذكره. الروايات ألفاظها متقاربة. وبلفظ: «أن النبي، -صلى الله عليه وسلم-، دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: من وضع هذا؟ فأخبر. فقال: اللهم فقهه في الدين.» . أخرجه أحمد (1/327) (3023) والبخاري (1/48) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (7/158) قال: حدثنا زهير بن حرب، وأبو بكر بن النضر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5865) عن أبي بكر بن النضر. أربعتهم - أحمد، وعبد الله، وزهير، وأبو بكر - قالوا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ورقاء ابن عمر اليشكري، قال: سمعت عبيد الله بن أبي يزيد، فذكره. وبلفظ: «دعا لي رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، أن يؤتيني [الله] الحكمة مرتين.» . أخرجه الترمذي (3823) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5910) . كلاهما - عن محمد بن حاتم المكتب المؤدب، عن القاسم بن مالك المزني، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، فذكره. وبلفظ: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت ميمونة، فوضعت له وضوءا من الليل، فقالت له ميمونة: وضع لك هذا عبد الله بن عباس، فقال: اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل.» . أخرجه أحمد (1/266) (2397) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير أبو خيثمة. وفي (1/314) (2881) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير. وفي (1/328) (3033) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/335) (3102) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد. كلاهما - زهير، وحماد - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، فذكره. رواية زهير: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وضع يده على كتفي، أو على منكبي، ثم قال: اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل.» . الحديث: 6602 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 63 عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 6603 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «رأيتُ في المنام كأن بيدي قِطعةَ إسْتَبْرَق، وليس مكان أُريدُه من الجنة إلا طارت بي إليه، قال: فَقَصَصْتُه على حَفْصةَ، فقصَّتْه حفصةُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أُرَى عبدَ الله رجلاً صالحاً» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي «فقال: إن أخاكِ رَجُل صالح - أو [قال] : إن عبدَ الله رجل صالح» (1) وقد تقدم لهذا الحديث روايات في كتاب «تعبير [ص: 65] الرؤيا» من حرف التاء. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاستبرق) : ما غلظ من الحرير.   (1) رواه البخاري 7 / 71 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن عمر، في المساجد، باب نوم الرجل في المسجد، وفي التهجد، باب فضل قيام الليل، وباب من تعار من الليل فصلى، وفي التعبير، باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام، وباب الأمن وذهاب الروع في المنام، وباب الأخذ على اليمين في النوم، ومسلم رقم (2478) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3825) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 6603 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 64 6604 - (خ) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله -: قال: «الناسُ يتحدَّثون أنَّ ابنَ عمر أسلم قَبلَ عمر، وليس كذلك، ولكن عمر عامَ الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار يأتي به ليقاتل عليه، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُبايعُ تحت الشجرة، وعمرُ لا يدري بذلك، فبايعه عبد الله، ثم ذهب إلى الفرس، فجاء به إلى عمرَ وعمرُ يَسْتَلْئِمُ للقتال، فأخبره أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُبايع تحت الشجرة، قال: فانطلق فذهب معه حتى بايع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فهو الذي يتحدَّث الناسُ أن ابنَ عمرَ بايعَ قَبْلَ عمر» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استلأم المحارب) : إذا لبس لأمته، وهي الدِّرع وآلة الحرب.   (1) 7 / 350 في المغازي، باب غزوة الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح4186) قال: حدثني شجاع بن الوليد سمع النضر بن محمد، قال: حدثنا صخر عن نافع، فذكره. الحديث: 6604 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 65 عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه- 6605 - (خ) ابن أبي مليكة - رحمه الله - قال: «كان بين ابن العباس [ص: 66] وابن الزبير شيء، فغدوتُ على ابن عباس، فقلتُ: أتريد أن تُقاتلَ ابنَ الزبير، فَتُحِلَّ ما حرَّم الله؟ فقال: معاذَ الله، إن الله كتب ابنَ الزبير وبني أُميَّة مُحِلِّين للحرم، وإني [والله] لا أُحِلُّه أبداً، قال ابنُ عباس: قال الناسُ: بَايِعْ لابن الزبير، فقلتُ: وأنَّى (1) بهذا الأمر عنه؟ أمَّا أبوه: فَحَوارِيُّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يريد: الزبير - وأما جدُّه: فصاحب الغار - يريد: أبا بكر - وأمَّا أمه: فذاتُ النِّطاقين - يريد: أسماء - وأما خالتُه: فأُمُّ المؤمنين - يريدَ عائشةَ - وأما عمتُه، فزوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يريد خديجةَ - وأما عَمَّة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فجدَّتُه - يريد صفيَّةَ - ثم هو عَفِيف في الإسلام، قارئ للقرآن، والله إن وَصَلوني وَصَلوني من قريب، وإن رَبُّوني رَبَّني (2) أكْفَاء كِرام، فآثَرَ التُّوَيتاتِ والأُسامات والحُمَيدات - يعني: أبطُناً من بني أسد بن تُوَيت، وبني أسامة، وبني أسد، أن ابنَ أبي العاص برز يمشي القُدَمِيَّة، يعني عبد الملك بن مَرْوان - وإنه لَوَّى بذنبه - يعني ابنَ الزبير» . وفي رواية: أن ابن عباس قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير: «قلتُ: أبوه الزبير، وأمُّه أسماءُ، وخالته عائشة، وجدّه أبو بكر، وجدته صفية» . [ص: 67] وفي أخرى قال: «دخلنا على ابن عباس، فقال: ألا تعجبون لابن الزبير، قام في أمره هذا؟ فقلت: لأُحاسِبَنَّ نفسي له حساباً ما حاسبته لأبي بكر ولا عمر، ولهما كانا أوْلى بكل خير منه، فقلتُ: ابنُ عَمَّةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وابنُ الزبير، وابنُ بنت أبي بكر، وابنُ أخي خديجة، وابنُ أُختِ عائشةَ، فإذا هو يتعلَّى عليَّ، ولا يريد ذلك، فقلتُ: ما كنتُ أظنُّ أني أعْرِض هذا من نفسي فيدعه، وما أُراه يريد خيراً، وإن كان لابد يَرُبَّني، بنو عمي أحبُّ إليَّ من أن يَرُبَّني غيرهم» أخرجه البخاري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ربُّوني) أي: كانوا لي أرباباً، يعني رؤوساً وأصحاباً مقدَّمين. (أكفاء) الأكفاء النظراء والأمثال. (القُدَمية) الذي جاء في الحديث فيما رواه البخاري «القُدَمية» ومعناها: أنه يقدَّم في الشرف والفضل على أصحابه، وقد جاء في كتب غير الحديث (4) «مشي التَّقدمِيَّة واليَقْدُمية» : بالتاء والياء، والقُدَمية، والكل بمعنى واحد، إلا أن التاء والياء زائدتان، أما الأزهري فلم يرو في كتابه إلا بالتاء المعجمة من فوق، قال الميداني صاحب كتاب «الأمثال» : إن اليقدمية، بالياء المعجمة [ص: 68] من تحت، وهو التقدَّم بهمَّته وأفعاله، يقال: مشى فلان التقدمية، واليقدمية: إذا تقدَّم في الشرف والفضل ولم يتأخَّر عن غيره في الإفضال عن الناس، وقال: قال أبو عمرو: معناه: التبختر، ولم يرد المشي بعينه، كذا رواه القوم: اليقدمية، بالياء، وأورده الجوهري بالياء المنقوطة من تحت، كما رواه هؤلاء. قلت: والذي حكاه الميداني عن الجوهري صحيح، وما حكاه الجوهري عن سيبويه أيضاً من زيادة التاء صحيح، وكذلك أورده سيبويه بالتاء المعجمة من فوق، وقال: والتاء زائدة، والله أعلم.   (1) في نسخ البخاري المطبوعة: وأين. (2) وفي بعض الروايات: ربوني. (3) 8 / 245 - 248 في تفسير سورة براءة، باب قوله: {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} . (4) الذي في المطبوع من " جامع الأصول ": وقد جاء في كتب غريب الحديث، والذي في " النهاية " للمصنف: والذي جاء في كتب الغريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/83) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج. (ح) وحدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني يحيى بن معين، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج. وفي (6/84) قال: حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد. كلاهما - ابن جريج، وعمر بن سعيد - عن ابن أبي مليكة، فذكره. * في رواية ابن عيينة: قال عبد الله بن محمد: فقلت لسفيان: إسناده؟ فقال: حدثنا. فشغله إنسان ولم يقل: ابن جريج. الحديث: 6605 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 65 6606 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أولُ مولود في الإسلام: عبدُ الله ابن الزبير، أتوْا به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- تمرة فَلاَكَها، ثم أدخلها في فيه، فأوَّلُ ما دخل بطنَه رِيقُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية لعروةَ وفاطمةَ بنتِ المنذر قالا: «خرجتْ أسماءُ بنت أبي بكر حين هاجرتْ، وهي حُبْلى بعبد الله بن الزبير، فقدمت قُبَاءَ، فنُفِست بعبد الله بقباء، ثم خرجت حين نُفِسَتْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ليُحنِّكَه، فأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فوضعه في حَجْره، قال: قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها - يعني تمرة - قبل أن نجدَها، فمضغها ثم بصقها في فيه، فأوَّلُ شيء دخل بطنه لَرِيقُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت أسماء: ثم مسحه، وصلَّى عليه، وسمَّاه عبدَ الله، ثم جاء وهو ابن سبع سنين - أو ثمان - ليُبايع رسولَ الله [ص: 69] صلى الله عليه وسلم-، وأمره بذلك الزبيرُ، فتبسَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حين رآه مُقْبِلاً، ثم بايعه» . وفي رواية قالت: «جئنا بعبد الله بن الزبير إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يُحنِّكه، فطلبنا تمرة، فَعَزَّ علينا طلبُها» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُفِسَت المرأة) : بضم النون وفتحها: إذا وَلَدَت.   (1) رواه البخاري 7 / 195 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2146) في الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/79) قال: حدثنا قتيبة، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. ورواية مسلم. أخرجها (6/176) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن هشام، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6606 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 68 6607 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: «أنها حملتْ بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت: فخرجتُ وأنا مُتِمّ، فأتيتُ المدينةَ، فنزلتُ قُباءَ، فَوَلَدْتُ بقباءَ، ثم أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فوضعه في حِجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تَفَلَ في فيه، فكان أولَ شيء دخل جوفَه ريقُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم حنَّكه بالتمرة، ثم دعا له، وبَرَّكَ عليه، وكان أولَ مولود وُلد في الإسلام بالمدينة من المهاجرين» زاد في رواية «فَفَرِحُوا به فرحاً شديداً، لأنهم قيل لهم: إن اليهود سحرتْكم، فَلا يُولَدُ لكم» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 70] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُتِمٌ) أتمت الحبلى، فهي مُتِم: إذا تمّت أيام حملها.   (1) رواه البخاري 7 / 194 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، وفي العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد، ومسلم رقم (2146) في الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/347) قال: حدثنا أبو أسامة. والبخاري (5/78) قال: حدثني زكريا بن يحيى، عن أبي أسامة. وفي (7/108) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (6/175 و 176) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن علي بن مسهر. كلاهما - أبو أسامة، وعلي بن مسهر - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. * أخرجه مسلم (6/175) قال: حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح، قال: حدثنا شعيب، يعني ابن إسحاق. قال: أخبرني هشام بن عروة. قال: حدثني عروة بن الزبير وفاطمة بنت المنذر بن الزبير، أنهما قالا: خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت وهي حبلى بعبد الله بن الزبير ... الحديث وفيه قال: قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها.. الحديث وفيه: ثم قالت أسماء: ثم مسحه وصلى عليه وسماه عبد الله. ثم جاء وهو ابن سبع سنين، أو ثمان ليبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمره بذلك الزبير. فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين رآه مقبلا إليه ثم بايعه. * في رواية إسحاق بن نصر، زاد: «ففرحوا به فرحا شديدا لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم.» . الحديث: 6607 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 69 6608 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «رأى في بيت الزبير مصباحاً، فقال: يا عائشةُ، ما أرى أسماءَ إلا قد نُفِسَتْ، فلا تُسَمُّوه حتى أُسَمِّيَه، فسمّاه عبدَ الله، وحنّكه بتمرة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3826) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وإسناده ضعيف، ولبعضه شاهد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3826) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري،قال: حدثنا أبو عاصم،عن عبد الله بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وله شاهد. وبلفظ: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بابن الزبير، فحنكه بتمرة. وقال: هذا عبد الله، وأنت أم عبد الله» . أخرجه أحمد (6/93) قال: حدثنا عبد الله بن محمد،قال عبد الله: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، قال: حدثنا حفص، عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، فذكره. الحديث: 6608 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 70 بلال بن رباح - رضي الله عنه- 6609 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لبلال صلاةَ الغداة: «حَدِّثْني بأرْجَى عمل عملتَه عندك في الإسلام منفعة، فإني سمعتُ الليلة خَشْفَ نعليك بين يديَّ في الجنة، قال بلال: ما عملتُ عملاً في الإسلام أرْجى عندي منفعة من أنِّي لا أتطهَّرُ طُهوراً تاماً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليتُ بذلك الطُّهور ما كتب الله لي أن أصليَ» . وفي رواية «فإني سمعتُ دفَّ نعليك، والدَّفُ: التحريك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 71] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دف) الدفيف: الدبيب، وهو السير اللَّيِّن.   (1) رواه البخاري 3 / 28 في التهجد، باب فضل الطهور بالليل والنهار وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل، ومسلم رقم (2458) في فضائل الصحابة، باب من فضائل بلال رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في صلاة الليل الصلاة (494) عن إسحاق بن نصر، عن أبي أسامة. ومسلم في الفضائل (67: 1) عن عبيد بن يعيش وأبي كريب محمد بن العلاء. كلاهما عن أبي أسامة (67: 1) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه. كلاهما - عن أبي حيان التيمي به، والنسائي في المناقب الكبرى (27: 2) عن محمد بن عبد الله المخزومي، عن أبي أسامة، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عنه. تحفة الأشراف (10/451) . الحديث: 6609 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 70 6610 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان عمرُ يقولُ: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيِّدَنا - يعني بلالاً» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب بلال بن رباح رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/33) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، قال: أخبرنا جابر بن عبد الله، فذكره. الحديث: 6610 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 71 6611 - (خ) قيس بن عاصم: «أن بلالاً قال لأبي بكر: إن كنتَ إنما اشتريتَني لنفسك فأمسكني، وإن كنتَ إنما اشتريتَني لله فَدَعْني وعمل الله» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب بلال بن رباح مولى أبي بكر رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3755) قال: حدثنا ابن نمير، عن محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل، عن قيس، فذكره. الحديث: 6611 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 71 أُبَيُّ بن كعب - رضي الله عنه- 6612 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- لأُبَيّ: «إن الله عز وجل أمرني أن أقرأَ عليك {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} قال: وسمَّاني؟ قال: نعم، فبكى» . وفي رواية مثله، ولم يسمّ سورة، وفيه قال: «الله سمَّاني لك؟ قال: الله سمَّاك لي؟ قال: فجعل أُبيّ يبكي» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لأُبيِّ بن كعب: «إن الله أمرني أن [ص: 72] أُقْرِئكَ القرآن، قال: الله سمَّاني لك؟ قال: نعم، قال: وقد ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ العالمين؟ قال: نعم، فَذَرَفَتْ عيناه» وأخرج الترمذي الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 96 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أُبي بن كعب، وفي تفسير سورة {لم يكن} ، ومسلم رقم (799) في فضائل الصحابة، باب ومن فضائل أُبي ابن كعب، والترمذي رقم (3894) في المناقب، باب فضل أُبي بن كعب رضي الله عنه، قال الحافظ في " الفتح ": ويؤخذ من هذا الحديث مشروعية التواضع في أخذ الإنسان العلم من أهله وإن كان دونه، وقال القرطبي: خص هذه السورة بالذكر، لما اشتلمت عليه من التوحيد والرسالة والإخلاص والصحف والكتب المنزلة على الأنبياء، وذكر الصلاة والزكاة، والمعاد وبيان أهل الجنة والنار مع وجازتها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/130) قال: حدنثا محمد بن جعفر. وفي (3/273) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والبخاري (5/45) و (6/216) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (2/195) و (7/150) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/195) و (7/150) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والترمذي (3792) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (134) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (1247) عن إبراهيم بن الحسن، عن حجاج. ثلاثتهم - ابن جعفر، وحجاج، وخالد - قالوا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/137) ، وعبد بن حميد (1193) والنسائي في فضائل القرآن (24) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم - أحمد، وعبد، وإسحاق - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 3- وأخرجه أحمد (3/185) قال: حدثنا عبد الرحمن وبهز. وفي (3/284) قال: حدثنا عفان وبهز. والبخاري (6/217) قال: حدثنا حسان بن حسان. ومسلم (2/195) و (7/150) قال: حدثنا هداب بن خالد. خمستهم - عبد الرحمن، وعفان، وبهز، وحسان، وهداب - عن همام بن يحيى. 4- وأخرجه أحمد (3/218) قال: حدثنا روح. وفي (3/233) قال: حدثنا عبد الوهاب. والبخاري (6/217) قال: حدثنا أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي، قال: حدثنا روح. كلاهما - روح، وعبد الوهاب - قالا: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. أربعتهم - شعبة، ومعمر، وهمام، وسعيد - عن قتادة، فذكره. الحديث: 6612 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 71 6613 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3894) في المناقب، باب مناقب أُبي بن كعب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/131) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والترمذي (3793) و (3898) قال: حدنثا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، وعبد الله بن أحمد (5/132) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا مسلم بن قتيبة. أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وأبو داود. ومسلم - عن شعبة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال في الموضع الآخر: هذا حديث حسن. * وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو. الحديث: 6613 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 72 6614 - (خ) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «أقْرَؤُنا أُبيُّ، وأقضانا عليّ، وإنا لَنَدَعُ كثيراً من لَحْنِ أُبَيّ، وذلك أن أُبيّاً يقول: لا أدَعُ شيئاً سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد قال الله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا (1) } [البقرة: 106] » . وفي رواية «وأُبَيّ يقول: أخذتُه من في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلا أتركه لشيء» أخرجه البخاري (2) . [ص: 73] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لحن) اللحن: الطريقة واللغة، والمراد به روايته وقراءته.   (1) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وقراءة حفص عن عاصم ونافع: ننسها، بضم النون الأولى وسكون الثانية. (2) 9 / 49 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة البقرة، باب قول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها أو مثلها} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/113) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/113) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (6/23) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (6/230) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا يحيى والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (71) عن عمرو بن علي، عن يحيى. كلاهما - وكيع، ويحيى - عن سفيان. 2- وأخرجه أحمد (5/113) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش. كلاهما - سفيان، والأعمش - عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر، فذكره. الحديث: 6614 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 72 أبو طلحة الأنصاري - رضي الله عنه- 6615 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني مَجْهُود، فأرسَل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق، ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت: مثل ذلك، وقُلْن كُلُّهُنَّ مثل ذلك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن يُضيفه يرحمه الله؟» فقام رجل من الأنصار يقال له: أبو طلحة، فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رَحْله، فقال لامرأته: هل عندكِ شيء؟ قالت: لا، إلا قوت صبياني، قال: فعَلّليهم بشيء ونَوِّمِيهم، فإذا دخل ضيفنا فأرِيه أنَّا نأكل، فإذا أهْوى بيده ليأكل فقومي إلى السِّراج كي تُصلحيه فأطْفئيه، ففعلتْ، فقعدوا فأكل الضّيف، وباتا طَاوِيَيْن، فلما أصْبح غدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لقد عَجِبَ الله - أو ضَحِكَ الله - من فلان وفلانة» . وفي رواية مثله، ولم يُسَمِّ أبا طلحة، إنما قال: «مَنْ يُضيفُ هذا الليلةَ، رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله ... وذكر نحوه» . [ص: 74] وفي آخره: فأنزل الله عز وجل {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] . وفي أخرى «فانطلق به إلى رَحْلِه، فقال لامرأته: أكْرِمي ضَيْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى «فقال: قد عَجِب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة» . قال الحميديُّ: وألفاظ الرواة - فيما عدا ما ذكرناه - متقاربة. أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مجهود) : رجل مجهود: مهزول جائع. (فعلِّليهم) تعليل الطفل: وعده وتسويفه وتمنيته، وشغله عما يراد صرفه عنه. (طاويين) طوى الصائم: إذا نام ولم يُفطر فهو طاوٍ. (خصاصة) الخَصاصة: الحاجة والفاقة.   (1) رواه البخاري 7 / 43 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} ، وفي تفسير سورة الحشر، باب {ويؤثرون على أنفسهم} ، ومسلم رقم (2054) في الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 6615 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 73 المقداد بن عمرو - وهو ابن الأسود - رضي الله عنه 6616 - (م ت) المقداد بن عمرو - وهو ابن الأسود - رضي الله عنه [ص: 75] قال: أقبلتُ أنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارُنا من الجَهْدِ، فجعلنا نَعْرِض أنفسنا على أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فليس أحد منهم يَقْبَلُنا فأتينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثةُ أعْنُز، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «احْتَلِبُوا هذا اللَّبَن بيننا، قال: فكنا نحتلب، فيشرب كل إنسان منا نصيبه، ونرفع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- نصيبه، قال: فيجيء من الليل، فيُسلِّم تسليماً لا يوقظ نائماً ويُسْمِعُ اليقظانَ، قال: ثم يأتي إلى المسجد فيصلِّي، قال: ثم يأتي شرابَه فيشرب، فأتاني الشيطانُ ذاتَ ليلة وقد شربتُ نصيبي، فقال: محمد يأتي الأنصارَ فيُتْحفونه، ويُصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجَرْعة، فأتيتُها فشربتُها، فلما أن وَغَلَتْ في بطني، وعلمتُ أن ليس إليها سبيل، نَدَّمَني الشَّيْطان، فقال: ويحك: ما صنعتَ؟ أشرِبْتَ شرابَ محمد، فيجيء فلا يجده، فيدعو عليك فَتَهْلكُ، فتذهب دنياك وآخرتُك؟ وعليَّ شَمْلة إذا وضعتها على قَدَميَّ خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النومُ، وأما صاحبايَ، فناما، ولم يصنعا ما صنعتُ، قال: فجاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-[فسلَّم] كما كان يُسلم، ثم أتى المسجدَ فصلَّى، ثم أتى شرابَه فكشف عنه، فلم يجد فيه شيئاً، فرفع رأسه إلى السماء، فقلتُ: الآن يدعو عليَّ فأهلك، فقال: اللهم أطْعِمْ مَن أطعمني، واسْقِ مَن سقاني، قال: فعمَدت إلى الشملة فشددتها عليَّ، وأخذت الشّفرة، وانطلقتُ إلى الأعْنُزِ، أيّتُها أسْمَنُ فأذبحها [ص: 76] لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فإذا هي حَافِل، وإذا هُنَّ حُفَّل كلُّهن، فَعَمَدتُ إلى إناء لآل محمد - صلى الله عليه وسلم-، ما كانوا يطمَعون أن يَحْتَلبُوا فيه، قال: فحلبت فيه، حتى عَلَتْه رغْوَة، فجئتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أشربتُم شرابَكم الليلة؟ قلتُ: يا رسولَ الله، اشْربْ، فشربَ، ثم ناولني» زاد في رواية رزين: فقلت: يا رسول الله، اشربْ، فشربَ، ثم ناولني» ثم اتفقا «فلما عَرَفْتُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد رَوِيَ وأصَبْتُ دعوته، ضحكت حتى أُلقيت إلى الأرض، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «احدى سَوْآتِك يا مقدادُ» ، فقلت: يا رسولَ الله، كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما هذه إلا رحمة من الله، أفلا كنت آذنتني، فنوقظَ صاحبينا، فيُصيبان منها معنا؟ قال: فقلت: والذي بعثك بالحق، إذا أصَبْتَها وأصَبْتُها معك لا أُبالي مَنْ أخطأتُه من الناس» أخرجه مسلم. وأخرج منه الترمذي طرفاً من أوله إلى قوله: «ثم يأتي شرابه فيشربه» لم يزد عليه، وذلك لحاجته إليه في باب كيفية السلام (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجَهد) بالفتح: المشقة. [ص: 77] (فيتحفونه) التُحْفة: الهديَّة والبِرُّ، وتُسَكَّن حاؤها وتفتح، والسكون أكثر. (وَغلت) وغَلَ الرُجل يَغِل: إذا دخل في السّحر، فاستعار الوغول لدخول اللبن البطن. (شملة) الشَّمْلة: كل مِئزر من مآزر الأعراب. (حافل) ضرع حافل، أي: ممتلىء لبناً، والجمع حُفَّل.   (1) رواه مسلم رقم (2055) في الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره، والترمذي رقم (2720) في الاستئذان، باب كيف السلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/2) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (6/3) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة. وفي (6/4) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري في الأدب المفرد (1028) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. ومسلم (6/128) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (6/129) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. والترمذي (2719) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (323) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله، عن سليمان ابن المغيرة. كلاهما - حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة - عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6616 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 74 أبو قَتَادة الأنصاري - رضي الله عنه- 6617 - (م د) أبو قتادة - رضي الله عنه (1) -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «كان في سَفَر له، فَعَطِشُوا، فانْطلق سَرَعَانُ الناس، فَلَزِمْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة، فقال: حَفِظَكَ الله بما حفظت به نَبِيَّه» . أخرجه أبو داود، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم وأبو داود أيضاً (2) ، وهو مذكور في «المعجزات» من «كتاب النبوة» من حرف النون. [ص: 78] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سرعان القوم) : أولهم ومقدَّموهم.   (1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ. (2) رواه مسلم رقم (681) في المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة، وأبو داود رقم (5228) في الأدب، باب في الرجل يقول للرجل: حفظك الله، وقد عزاه في المطبوع لأبي داود فقط، وهو قصور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 6617 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 77 سَلْمان الفارسي - رضي الله عنه- 6618 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هذه الآية {وَإنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أمْثَالَكُمْ} [محمد: 38] قالوا: ومن يُسْتَبْدَلُ بنا؟ قال: فضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على مَنْكِب سَلمانَ، ثم قال: هذا وقومه» . وفي رواية قال: «قال ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَن هؤلاء الذين ذكر الله: إنْ تولَّينا اسْتُبْدلوا بنا، ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: وكان سلمان بجنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على فَخِذِ سلمان، وقال: هذا وأصحابه، والذي نفسي بيده، لو كان الإيمانُ مَنُوطاً بالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَه رجال من فارس» (1) أخرجه الترمذي (2) . [ص: 79] وقد أخرج البخاري ومسلم نحو هذا إلا أنه في ذكر غير هذه الآية، وسيجيء في ذكر فضل العَجَم. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (منوطاً) المنوط: المعَلَّق بالشيء.   (1) الذي في " الصحيحين " أن ذلك كان عند نزول آية الجمعة {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} ، قال الحافظ في " الفتح " 8/493: وفي بعض طرق الحديث عند أبي نعيم عن أبي هريرة أن ذلك كان عند نزول قوله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم} ، قال: ويحتمل أن ذلك صدر عند نزول كل من الآيتين. (2) رقم (3256) و (3257) في التفسير، باب ومن سورة محمد، من حديث عبد الله بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وعبد الله بن جعفر ضعيف، ورواه ابن أبي [ص: 79] حاتم والطبري من حديث مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، ومسلم بن خالد الزنجي، صدوق كثير الأوهام: وقال الحافظ ابن جحر في " تخريج الكشاف ": رواه الترمذي وابن حبان والحاكم والطبري وابن أبي حاتم وغيرهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وله طرق عنه وعن غيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3260) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا شيخ من أهل المدينة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب في إسناده مقال. والرواية الثانية:. أخرجها (3261) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا بشر بن معاذ. كلاهما - إسماعيل، وبشر - عن عبد الله بن جعفر بن نجيح، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6618 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 78 6619 - (خ) أبو عثمان النهدي - رضي الله عنه - قال: سمعت سلمان يقول: «أنا على رامَهُرمُز» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 216 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام سلمان الفارسي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3947) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عوف، عن أبي عثمان، فذكره. الحديث: 6619 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 79 6620 - (خ) أبو عثمان النهدي - رضي الله عنه - قال: عن سلمان الفارسي «أنه تَدَاوَلَه بضْعةَ عشر، من ربٍّ إلى رب» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 216 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام سلمان الفارسي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3946) قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، قال: حدثنا معتمر قال أبي (ح) . وحدثنا أبو عثمان فذكره. الحديث: 6620 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 79 أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه- 6621 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو رأيتني البارحة، وأنا أسمعُ لقراءتك؟ لقد أُعْطِيتَ مِزْماراً من مزامير آل داود» (1) . [ص: 80] قال الحميديُّ: زاد البرقاني «قلتُ: والله يا رسولَ الله، لو علمتُ أنك تسمع قراءتي لَحَبَّرْتُه لك تحبيراً» قال: وحكي أن مسلماً أخرجه. ولم أجد هذه الزيادة عندنا من كتاب مسلم (2) ، وليس عند البخاري والترمذي قوله: «لو رأيتُني وأنا أسمع قراءتك البارحة» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مزماراً) المزمار: واحد المزامير، وهو من ألات الغناء، وقد ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- المزمار مثلاً لحسن صوت داود - عليه السلام- وحلاوة نغمته، كأن في حلقه مزامير يزمر بها، والآل في قوله: «آل داود» مقحمة، ومعناه: الشخص. (لحبَّرته) التحبير: التحسين.   (1) رواه البخاري 9 / 81 في فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن، ومسلم رقم (793) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، والترمذي رقم (3854) في المناقب، باب مناقب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. (2) هذه الزيادة ذكرها الهيثمي في: " مجمع الزوائد " 7 / 171 ونسبها لأبي يعلى عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو وعائشة مرا بأبي موسى وهو يقرأ في بيته، فقاما يسمعان لقراءته، ثم إنهما مضيا، فلما أصبح لقي أبا موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا موسى مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت تقرأ في بيتك، فقمنا واستمعنا، فقال له أبو موسى: أما إني يا رسول الله لو علمت لحبرته لك تحبيراً، قال الهيثمي: وفيه خالد بن نافع الأشعري، وهو ضعيف، قال الحافظ في " الفتح ": بعد أن ذكر هذه الرواية: ولابن سعد من حديث أنس بإسناد على شرط مسلم أن أبا موسى قام ليلة يصلي فسمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم صوته وكان حلو الصوت فقمن يستمعن، فلما أصبح قيل له، فقال: لو علمت لحبرته لهن تحبيراً، وللروياني من طريق مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه وقال فيه: لو علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءتي لحبرتها تحبيراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/241) وفي خلق أفعال العباد صفحة (33) قال: حدثنا محمد بن خلف أبو بكر. قال: حدنثا أبو يحيى الحماني. قال: حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة. ومسلم (2/193) قال: حدثنا داود بن رشيد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا طلحة. والترمذي (3855) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي قال: حدثنا أبو يحيى الحماني، عن بريد بن عبد الله ابن أبي بردة. كلاهما - بريد، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله- عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 6621 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 79 6622 - (م) بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن عبد الله بن قيس الأشعري أُعْطِيَ مزماراً من مزامير آل داود» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (793) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/349) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/351) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (5/359) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والدارمي (3501) قال: حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (2/192) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1999) عن طليق بن محمد بن السكن، عن أبي معاوية. أربعتهم - عثمان، وابن نمير، وزيد، وأبو معاوية - عن مالك بن مغول. 2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (805، 1087) قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرنا الحسين. كلاهما - مالك، والحسين - عن عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 6622 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 81 6623 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «سمع قراءةَ أبي موسى، فقال: لقد أُوتِيَ [هذا] من مزامير آل داود» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 180 في افتتاح الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/354) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو. وفي (2/369) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. قال: حدثنا الزهري. وفي (2/450) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والدارمي (3502) قال: أخبرنا يزيد ابن هارون، عن محمد بن عمرو. وابن ماجة (1341) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا يزيد ابن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. والنسائي (2/180) وفي الكبرى (1001) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن ابن شهاب أخبره. كلاهما - محمد بن عمرو، وابن شهاب الزهري- عن أبي سلمة، فذكره. * أخرجه الدارمي (3495) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب. قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول لأبي موسى، وكان حسن الصوت بالقرآن: لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود. مرسل. الحديث: 6623 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 81 عبد الله بن سَلام - رضي الله عنه- 6624 - (خ م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: ما سمعتُ رسولَ الله يقول لحيّ يمشي على الأرض: إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، قال: وفيه نزلت: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ ... } الآية [الأحقاف: 10] قال الراوي: لا أدري، قال مالكٌ: الآية، أو في الحديث؟ أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 97 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، ومسلم رقم (2483) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وانظر شرح الحديث في " الفتح " 7 / 97. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/169) (1453) (1/177) (1533) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (5/46) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (7/160) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والنسائي في فضائل الصحابة (148) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو مسهر. ثلاثتهم - إسحاق، وعبد الله بن يوسف، وأبو مسهر - عن مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 6624 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 81 6625 - (خ م) قيس بن عُباد - رضي الله عنه - قال: «كنتُ [ص: 82] جالساً في مسجد المدينة، في ناس فيهم بعضُ أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاء رجُل في وجهه أثَر من خشوع، فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل الجنة، هذا رجل من أهل الجنة، فصلَّى ركعتين تجوَّز فيهما، ثم خرج، فاتَّبَعتُه، فدخل منزله ودخلت فتحدَّثْنا، فلما اسْتَأنَسَ قلتُ [له] : إنَّك لما دخلتَ قبلُ قال رجل كذا وكذا، قال: سبحان الله! ما ينبغي لأحد أن يقولَ ما لا يعلم، وسأحدِّثك ما ذاك؟ رأيتُ رُؤيا على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَصَصْتُها عليه: رأيتُني في رَوْضَة - ذَكَرَ سَعَتَها وعُشْبَها وخُضْرَتَها - ووسْطَ الروضة عمود من حديد، أسفلُه في الأرض، وأعْلاه في السماء، في أعلاه عُروة، فقيل لي: ارْقَهْ، فقلت: لا أستطيع، فجاءني مِنْصَف - قال ابنُ عَون، والمنصِفُ: الخادمُ - فقال بثيابي من خلفي - وصَفَ أنَّه رفعه من خلفه بيده - فرقِيتُ حتى كنتُ في أعلى العمود، فأخذتُ بالعُرْوَةِ، فقيل لي: اسْتَمْسِكْ، فلقد اسْتَيْقَظْتُ، وإنها لفي يدي، فَقَصَصْتُها على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: تلك الروضة: الإسلامُ، وذلك العَمُودُ، عمودُ الإسلام، وتلك العروة، عروةُ الوُثْقى، وأنت على الإسلام حتى تموتَ، والرجل: عبدُ الله بن سلام» . وفي رواية قُرَّة بن خالد قال: «كنتُ في حَلْقة فيها سَعدُ بنُ مالك وابنُ عمر، فمرَّ عبدُ الله بن سلام، فقالوا: هذا رجُل من أهل الجنة ... [ص: 83] فذكر نحوه، وفيه: والمنصِف: الوصيف» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم أيضاً من رواية خَرَشَة بن الحُرّ قال: «كنتُ جالساً في حلقة في مسجد المدينة، قال: وفيها شيخ حَسَنُ الهيئة، وهو عبدُ الله بن سلام، قال: فجعل يحدِّثهم حديثاً حَسَناً، قال: فلما قدم قال القومُ: مَن سرَّه أن ينظرَ إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، قال: قلتُ: والله لأتْبَعَنَّهُ، فَلأعْلَمَنَّ مكان بيته، قال: فَتَبِعْتُه، فانطلق، حتى كاد أن يخرج من المدينة، ثم دخل منزله، قال: فاستأذنت عليه، قال: فأذن لي، فقال: ما حاجتُك يا ابنَ أخي؟ قال: فقلت له: سمعت القوم يقولون لك - لما قمت- مَن سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فأعْجَبني أن أكونَ معك، قال: الله أعلم بأهل الجنة، وسأحدِّثك مِمَّ قالوا ذاك؟ إني بينا أنا نائم إذْ أتاني رجل فقال لي: قم، فأخذ بيدي، فانطلقت معه، قال: فإذا أنا بجوَاد على شمالي، قال: فأخذتُ لآخذَ فيها، فقال لي: لا تأخذُ فيها، فإنها طُرُق أصحاب الشمال، وإذا جَوَادُّ منهج على يميني، فقال لي: خذ هاهنا، قال: فأتى بي جَبَلاً، فقال لي: اصعد، قال: فجعلتُ إذا أردتُ أن أصعَد خَرَرْتُ [على اسْتِي] قال: حتى فعلتُ ذلك مراراً، قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي عموداً، رأسُه في السماء وأسفُله في الأرض، في أعلاه حَلْقة، فقال لي: اصعد فوق هذا، قال: قلتُ: كيف أصعَدُ هذا، ورأسُه في السماء؟ [قال] : فأخذ بيدي، فَزَجَل [ص: 84] بي، قال: فإذا أنا مُتعلِّق بالحلْقة، قال: ثم ضرب العمودَ فخرَّ، قال: وبقِيتُ متعلِّقاً بالحلقة، حتى أصبحتُ، قال: فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقصصتُها عليه، فقال: أمَّا الطُّرُق التي رأيتَ عن يسارك: فهي طرق أصحاب الشمال، وأمَّا الطرق التي رأيتَ عن يمينك: فهي طرق أصحاب اليمين، وأما الجبلُ، فهو منزل الشهداء، ولن تنالَهُ، وأما العمودُ: فهو عمودُ الإسلام، وأما العروة: فهي عُروة الإسلام، ولن تزال مُتَمَسِّكاً بها حتى تموت» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تجوَّز) في صلاته: إذا اختصرها وقصرها. (مِنصف) المِنصف بكسر الميم: الخادم. (بجوادّ) الجوادّ جمع جادَّة، وهي الطريق. (المنهج) : الطريق الواضح المطروق. (خررت) خَرّ يخرّ: إذا وقع من فوق إلى أسفل. (فزجل) زجَلْتُه وزجلت به: إذا دفعته ورميته.   (1) رواه البخاري 7 / 98 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن سلام، وفي التعبير، باب الخضر في المنام والروضة الخضراء، وباب التعلق بالعروة والحلقة، ومسلم رقم (2484) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/452) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. والبخاري (5/46) و (9/47) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أزهر السمان. وفي (5/47) قال: وقال لي خليفة: حدثنا معاذ. وفي (9/47) قال: وحدثني خليفة، قال: حدثنا معاذ. ومسلم (7/160) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا معاذ بن معاذ. ثلاثتهم - إسحاق، وأزهر، ومعاذ- عن عبد الله بن عون. 2- وأخرجه البخاري (9/46) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي. ومسلم (7/161) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد. كلاهما - الجعفي، ومحمد بن عمرو - قالا: حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثنا قرة بن خالد. كلاهما - ابن عون، وقرة - عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد، فذكره. الحديث: 6625 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 81 6626 - (خ) أبو بردة - رحمه الله - قال: «قَدِمْتُ المدينة، [ص: 85] فَلَقِيتُ عبدَ الله ابنَ سلام، فقال: ألا تجيء فأُطعمَك سَويقاً وتمراً، وتدخل في بيت؟ وفي رواية: انطلق إلى المنزل، فأسقيكَ في قَدَح شَرِبَ فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتصلِّي في مسجد صلَّى فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فانطلقتُ معه، فسقاني سويقاً، وأطعمني تمراً، وصلَّيتُ في مسجده» . وفي حديث شعبة «ثم قال لي: إنك بأرضٍ (1) ، الربا فيها فاشٍ، فإذا كان لك على رجل حقٌّ فأهْدى إليك حِمْلَ تِبْنٍ أو حِمْلَ شعيرٍ، أو حمل قَتٍّ، فلا تأخذْه، فإنه ربا (2) » أخرجه البخاري (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاشٍ) الفاشي: الظاهر، فشا الشيء يفشو: إذا ظهر. (قت) القتّ: الفِصْفِصة وهي التي تسميها الناس: الرطبة من عَلَف الدواب.   (1) يعني أرض العراق. (2) قال الحافظ في " الفتح ": يحتمل أن يكون ذلك رأي عبد الله بن سلام، وإلا فالفقهاء على أنه إنما يكون ربا إذا شرطه نعم الورع تركه. (3) 7 / 98 و 99 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن سلام، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في فضل عبد الله بن سلام المناقب (79: 3) عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن سعد بن أبي بردة، عن أبيه. وفي الاعتصام (17: 20) عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن يزيد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، فذكره. تحفة الأشراف (4/356-357) . الحديث: 6626 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 84 جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه- 6627 - (خ م ت) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: [ص: 86] «ما حَجَبني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- منذُ أسملتُ (1) ، ولا رآني إلا تَبَسَّم في وجهي» . وفي رواية «ولقد شكوتُ إليه: أني لا أثْبُتُ على الخيل، فضرب بيده في صَدْري، وقال: اللهم ثَبِّتْهُ، واجعله هادياً مهديّاً» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الأولى (2) .   (1) أي: ما منعني من الدخول إليه إذا كان في بيته فاستأذنت عليه. (2) رواه البخاري 7 / 99 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر جرير بن عبد الله رضي الله عنه، ومسلم رقم (2475) في فضائل الصحابة، باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه، والترمذي رقم (3822) ، في المناقب، باب مناقب جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (800) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/358 و359) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (4/362) قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (4/365) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (4/79) (8/29) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا ابن إدريس. وفي الأدب المفرد (250) قال: حدثني علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/157) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، وأبو أسامة. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن ماجة (159) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والترمذي (3821) . وفي الشمائل (231) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. والنسائي في فضائل الصحابة (197) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. سبعتهم - سفيان، وابن عبيد، وأبو أسامة، ويحيى، وابن إدريس، ووكيع، وزائدة - عن إسماعيل ابن أبي خالد. 2- وأخرجه أحمد (4/359) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. والبخاري (5/49) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد. ومسلم (7/157) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثني عبد الحميد بن بيان، قال: حدثنا خالد. والترمذي (3820) . وفي الشمائل (230) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا معاوية بن عمرو الأزدي، قال: حدثنا زائدة. كلاهما - زائدة، وخالد- عن بيان. كلاهما - إسماعيل، وبيان - عن قيس، فذكره. زاد عبد الله بن إدريس: ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال: اللهم ثبته واجعله مهديا. لفظ رواية سفيان: «ما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يدخل من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك، فدخل جرير.» . الحديث: 6627 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 85 جابر بن عبد الله الأنصاري وأبوه رضي الله عنهما 6628 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لقد اسَتَغْفَرَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلةَ البعير (1) خمساً وعشرين مرة» . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليلة البعير) : وهي التي اشترى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من جابر بن عبد الله جمله وهم في السفر، وحديث الجمل مشهور.   (1) حديث جابر في ليلة البعير أخرجه الشيخان مطولاً، والترمذي مختصراً، أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فباع بعيره من النبي صلى الله عليه وسلم واشترط ظهره إلى المدينة يقول جابر: ليلة بعت من النبي صلى الله عليه وسلم البعير استغفر لي خمساً وعشرين مرة. (2) رقم (3851) في المناقب، باب مناقب جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (3852) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا بشر بن السري. والنسائي في فضائل الصحابة (144) قال: أخبرنا سليمان بن سلم، قال: أخبرنا النضر. كلاهما - ابن السري، والنضر - عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6628 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 86 6629 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: «جاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ليس براكب بَغْل، ولا بِرْذَون» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3850) في المناقب، باب مناقب جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (3851) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6629 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 87 6630 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لَقِيني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا مُهْتَمّ، فقال: ما لي أراك منكسراً؟ قلتُ: اسْتُشْهِدَ أبي يومَ أُحُد، وترك عيالاً ودَيْناً، فقال: ألا أُبَشِّرُكَ بما لقي الله به أباك؟ قلتُ: بلى، قال: ما كلَّم الله أحداً قطُّ إلا من وراء حجاب، وإنه أحْيىَ أباك، فكلَّمه كِفاحاً، فقال: يا عبدي، تمنَّ عليَّ أُعْطِكَ، قال: يا ربِّ، تحييني فأُقتل ثانية، قال سبحانه: قد سبق مني أنَّهم إليها لا يرجعون، فنزلت {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] » أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كِفاحاً) : يقال: كلَّمته كفاحاً، أي: مواجهة ليس بيننا حجاب.   (1) رقم (3013) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه ابن ماجة (190) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويحيى بن حبيب ابن عربي. وفي (2800) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، والترمذي (3010) قال: حدثنا يحيى ابن حبيب بن عربي. كلاهما - إبراهيم، وابن عربي - قالا: حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري الحزامي، قال: سمعت طلحة بن خراش، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر شيئا من هذا، ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم، ورواه علي بن عبد الله بن المديني، وغير واحد من كبار أهل الحديث، هكذا عن موسى بن إبراهيم. الحديث: 6630 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 87 6631 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «شَهِدَ [بي] [ص: 88] خالاي العَقَبَةَ» قال ابنُ عُيينة: أحدهما: البراء بن معرور (1) . وفي رواية قال: « [أنا و] أبي وخالاي من أصحاب العقبة» . أخرجه البخاري (2) .   (1) البراء بن معرور، من أقارب أم جابر، وأقارب الأم يسمون أخوالاً مجازاً. (2) 7 / 173 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وبيعة العقبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/70) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم، قال: قال عطاء، فذكره. الحديث: 6631 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 87 6632 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «غَزَوْتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تِسعَ عَشْرةَ غزوة، لم أشْهدْ بدراً، ولا أحُداً، منعني أبي، فلما قُتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1813) في الجهاد، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/329) قال: حدثنا روح. وعبد بن حميد (1065) قال: حدثني سعيد بن سلام. ومسلم (5/199) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا روح بن عبادة. كلاهما - روح، وسعيد بن سلام - قالا: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال: أخبرنا أبو الزبير، فذكره. الحديث: 6632 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 88 أنس بن مالك - رضي الله عنه- 6633 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قالتْ أمُّ سُلَيم: يا رسولَ الله، خادمُك أنس، ادْعُ الله له، فقال: اللهم أكْثر مالَه وولدَه، وبَارِكْ له فيما أعْطَيْتَه» . وفي رواية عنه، عن أمِّ سُلَيم - جعله من مسندها - قالت: «يا رسولَ الله خادُمك أنس، ادعُ الله له، فقال: اللهم أكثر مالَه وولده، وبارِكْ له فيما أعطيتَه» أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 89] وللبخاري قال: «دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أُمِّ سُلَيم، فَأتَتْهُ بِتَمْر وسَمْن، فقال: أعِيدُوا سَمْنَكم في سِقَائِه، وتَمْرَكم في وِعَائه، [فإني صائم] ، ثم قام إلى ناحية من البيت، فصلَّى غير المكتوبة، فدعا لأمِّ سُلَيم، وأهل بيتها، فقالت أمُّ سُلَيم: يا رسولَ الله، إن لي خُويصَة، قال: ما هي؟ قالت: خادمُك أنس، قال: فما ترك [لي] خيرَ دُنيا ولا آخرة إلا دعا لي به: اللهم ارْزُقْه مالاً وولداً، وبارك له، فإني لمن أكثر الأنصار مالاً، وحدَّثتني ابنتي أُمَيْنَةُ: أنه دُفِنَ لصُلْبي إلى مَقْدَم الحجاج البَصْرَةَ: بضع وعشرون ومائة» . ولمسلم: أنَّ أمَّ سُلَيم قالت: يا رسول الله، خادمُك أنس: ادْعُ الله له ... وذكر نحو الأولى. وله في أخرى قال: «دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- علينا، وما هو إلا أنا، وأمِّي وأمُّ حرام، خالتي، فقال لنا أهل البيت: قوموا لأصليَ لكم، في غير وقت صلاة، فصلى بنا - فقال رجل لثابت: أين جعلَ أنَساً منه؟ قال: جعله عن يمينه - ثم دعا لنا أهلَ البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة، فقالت أمي: يا رسولَ الله، خويدِمُكَ، ادعُ الله له، فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي، أن قال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه» . وله في أخرى قال: «جاءت بي - أمُّ سليم - إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أزَّرَتني بنصف خمارها، ورَدَّتني بنصفه، فقالت: يا رسولَ الله، هذا [ص: 90] أُنيس ابني، أتيتُك به يخدُمُك، فادعُ الله له، فقال: اللهم أكثر ماله وولده، قال: فوالله إنَّ مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادُّون على نحو المائة اليوم» . وله في أخرى قال: «مَرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمعت أُمِّي أُمُّ سُلَيم صوتَه، فقالت: بأبي وأمِّي يا رسولَ الله، أُنَيس، فدعا لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاث دعوات، قد رأيتُ منها اثنتين في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة» وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) والرواية الآخرة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خويصة) تصغير خاصة: وهي ما يخص به الإنسان.   (1) في المطبوع: أخرجه البخاري ومسلم ولم يعلم علامة الترمذي. (2) رواه البخاري 11 / 117 في الدعوات، باب قول الله تعالى: {وصل عليهم} ، وباب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله، وباب الدعاء بكثرة المال مع البركة، وباب الدعاء بكثرة الولد مع البركة، وفي الصوم، باب من زار قوماً فلم يفطر عندهم، ومسلم رقم (660) في المساجد، باب جواز الجماعة في النافلة، ورقم (2480) و (2481) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه، والترمذي رقم (3827) و (3828) في المناقب، باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/430) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج. قال: حدثني شعبة. قال: سمعت قتادة. والبخاري (8/100) قال: حدثني محمد بن بشار،. قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة. (ح) وعن هشام بن زيد. ومسلم (7/159) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة. وفيه (7/159) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد. والترمذي (3829) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة. كلاهما - قتادة، وهشام - عن أنس، فذكره. وأخرجه البخاري (8/91، 101) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. وفي (8/93) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا حرمي. ومسلم (7/159) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. ثلاثتهم - سعيد، وابن أبي الأسود، وأبو داود - عن شعبة، عن قتادة، فذكره. وبلفظ: «دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- على أم سليم، فأتته بتمر وسمن ... » أخرجه أحمد (3/108) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/188) قال: حدثنا عبيد - ابن حميد - والبخاري (3/54) قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أبي أيوب. وفي (3/53) . والنسائي في «فضائل الصحابة» (187) قال البخاري: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد ابن الحارث. أربعتهم - ابن أبي عدي، وعبيدة، ويحيى، وخالد - عن حميد، فذكره. الحديث: 6633 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 88 6634 - (ت) ثابت البناني - رحمه الله -: أن أنساً قال له: «خُذْ عَنِّي فإنك لن تأخذَ عن أحد أوثقَ مني، أخذتُه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن جبريل، وأخذه جبريل عن الله عز وجل» . [ص: 91] وفي رواية نحوه، ولم يذكر فيه «أخذه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن جبريل» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3830) في المناقب، باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه، وفي سنده ميمون بن أبان الهذلي أبو عبد الله البصري، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3831) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب. وفي (3832) قال: حدثنا أبو كريب. كلاهما - إبراهيم، وأبو كريب - قالا: حدثنا زيد بن حباب، قال: حدثنا ميمون أبو عبد الله، قال: حدثنا ثابت، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب. قلت: وفيه ميمون أبو عبد الله لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 6634 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 90 6635 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «يا بُنَيَّ» أخرجه أبو داود (1) والترمذي (2) .   (1) في المطبوع: أخرجه أبو داود فقط. (2) رواه أبو داود رقم (4964) في الأدب، باب في الرجل يقول لابن غيره: يا بني، والترمذي رقم (2833) في الأدب، باب ما جاء في يا بني، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، وعمر بن أبي سلمة. أقول حديث المغيرة بن شعبة رواه مسلم عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأنس: " أي بني ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/285) قال: حدثنا عفان. ومسلم (6/177) قال: حدثنا محمد بن عبيد الغبري. وأبو داود (4964) قال: حدثنا عمرو بن عون، ومسدد، ومحمد بن محبوب. والترمذي (2831) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. ستتهم - عفان، ومحمد بن عبيد، وعمرو، ومسدد، وابن محبوب، ومحمد بن عبد الملك - عن أبي عوانة، عن أبي عثمان - الجعد بن عثمان - أو ابن دينار، البصري، فذكره. الحديث: 6635 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 91 6636 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كَنَاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِبَقْلة كنت أَجْتَنِيها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3829) في المناقب، باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه من حديث جابر بن يزيد الجعفي عن أبي نصر خيثمة بن أبي خيثمة البصري، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث جابر الجعفي عن أبي نصر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: 1- أخرجه أحمد (3/127) قال: حدثنا حجاج. وفي (3/260) قال: حدثنا أسود. كلاهما - حجاج، وأسود - قالا: حدثنا شريك. 2- وأخرجه أحمد (3/161) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/232) قال: حدثنا عبد الله بن واقد. كلاهما - عبد الرزاق، وابن واقد - قالا: حدثنا سفيان الثوري. 3- وأخرجه الترمذي (3830) قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة. ثلاثتهم - شريك، وسفيان، وشعبة - عن جابر الجعفي، عن أبي نصر، خيثمة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جابر الجعفي، عن أبي نصر، وأبو نصر هو خيثمة البصري روى عن أنس أحاديث. الحديث: 6636 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 91 6637 - (ت) أبو خلدة - رحمه الله -: قال: قلتُ لأبي العالية: سمع أنس من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: خَدَمَهُ عشر سنين، ودعا له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وكان له بُستَان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان [ص: 92] فيها رَيحان يجيء منه رِيح المسك. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3832) في المناقب، باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه، ورجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3833) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود عن أبي خلدة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار، وهو ثقة عند أهل الحديث، وقد أدرك أبو خلدة أنس بن مالك وروى عنه. الحديث: 6637 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 91 6638 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لم يَبْقَ مِمَّنْ صَلَّى القبلتين (1) غيري» أخرجه البخاري (2) .   (1) يعني الصلاة إلى بيت المقدس وإلى الكعبة، وفي هذا إشارة إلى أن أنساً آخر من مات ممن صلى القبلتين، والظاهر أن أنساً قال ذلك وبعض الصحابة ممن تأخر إسلامه موجود، ثم تأخر أنس إلى أن كان آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله علي بن المديني والبزار وغيرهما، بل قال ابن عبد البر: هو آخر الصحابة موتاً مطلقاً، لم يبق بعده غير أبي الطفيل، كذا قال، وفيه نظر، فقد ثبت لجماعة ممن سكن البوادي من الصحابة تأخرهم عن أنس. (2) 8 / 131 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء ... } الآية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4489) قال:حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معتمر، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6638 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 92 البراء بن مالك - رضي الله عنه- 6639 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كم من أشْعَثَ أغْبَرَ ذي طِمْرَيْنِ لا يُؤبَه له، لو أقسم على الله لأبَرَّه، منهم: البراء بنُ مالك» أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين قال: «وقُتِلَ يوم اليمامة - رضي الله عنه -» . [ص: 93] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أشعث) الأشعث: البعيد العهد بالدهن والتسريح والغَسل. (ذي طمرين) الطِّمر: الثوب الخَلق، وذو الطِّمرين: الذي عليه ثوبان خَلَقان. (لا يؤبه له) فلان لا يؤبه له، أي: لا يُعرَف ولا يعلم به لحقارته. (لأبَرَّه) أبرَّ قسمه، أي: صدَّقه وجعله بارّاً فيه لا يحنث.   (1) رقم (3853) في المناقب، باب مناقب البراء بن مالك رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفي بعض النسخ: صحيح حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3854) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الزناد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا ثابت وعلي بن زيد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن من هذا الوجه. الحديث: 6639 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 92 ثابت بن قيس بن شَمَّاس - رضي الله عنه- 6640 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «افْتَقَدَ ثابتَ ابنَ قيس (1) ، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك عِلْمَه، فأتاه، فوجده جالساً في بيته مُنَكِّساً رأسه، فقال: ما شأنُك؟ قال: شَرٌّ، كان يرفع صوته فوق صوت النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقد حَبِطَ عَمَلُهُ، وهو من أهل النار، فأتى الرجلُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى بن أنس: فرجع إليه المرةَ الآخرةَ ببشارة عظيمة، فقال: اذهب إليه، فقل له: إنك لستَ من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة» هذه رواية البخاري. وفي رواية مسلم «أنه لما نزلت هذه الآية {يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا [ص: 94] أصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبيِّ ... } الآية [الحجرات: 2] جلس ثابت في بيته، وقال: أنا من أهل النار، واحتُبِس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسأل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سعدَ بنَ معاذ، فقال: يا أبا عمرو، ما شأنُ ثابت؟ اشتكى؟ فقال سعد: إنه لجاري، وما علمت له شكوى، قال: فأتاه سعد، فذكر له قولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال ثابت: أُنزلت هذه الآية، وقد علمتم أنِّي من أرفعكم صوتاً على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: بل هو من أهل الجنة» هذا لفظ رواية حَمَّاد عن أنس. ورواه سليمان التيمي، وجعفر بن سليمان، وسليمان بن المغيرة، جميعاً عن ثابت بنحو حماد، وليس عندهم ذكرُ سعد بن معاذ، وأول حديث جعفر بن سليمان: كان ثابتُ بنُ قيس بن شمَّاس خطيبَ الأنصار، فلما نزلت هذه الآية - وذكر قول ثابت - زاد في حديث سليمان التيمي «فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رَجُل من أهل الجنة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَبِط عمله) : إذا بطل أجره ولم يُثَبْ عليه.   (1) هو خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطيب الأنصار. (2) رواه البخاري 6 / 456 و 457 في الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي تفسير سورة الحجرات، ومسلم رقم (119) في الإيمان، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/244) و (6/171) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا أزهر بن سعد، قال: أخبرنا ابن عون، قال: أنبأني موسى بن أنس، فذكره. والرواية الثانية: 1- أخرجها أحمد (3/145) قال: حدثنا حسن. وفي (3/287) قال: حدثنا عفان. ومسلم (1/77) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الحسن بن موسى. كلاهما - حسن، وعفان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة. 2- وأخرجها أحمد (3/137) . وعبد بن حميد (1209) قالا: حدثنا هاشم. والبخاري في خلق أفعال العباد (70) قال: حدثنا موسى. ومسلم (1/77) قال: حدثنيه أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال: حدثنا حبان. ثلاثتهم - هاشم، وموسى، وحبان - قالوا: حدثنا سليمان بن المغيرة. 3- وأخرجها مسلم (1/77) قال: حدثنا قطن بن نسير، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. 4- وأخرجها مسلم (1/77) قال: حدثنا هريم بن عبد الأعلى الأسدي. والنسائي في فضائل الصحابة (123) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. كلاهما - هريم، ومحمد - قالا: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي. أربعتهم - حماد، وسليمان بن المغيرة، وجعفر، وسليمان التيمي - عن ثابت، فذكره. الحديث: 6640 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 93 أبو هريرة - رضي الله عنه- 6641 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسولَ الله أسمع منك أشياءَ فلا أحفظُها، قال: ابْسُطْ رداءَك، فَبَسَطْتُهُ، فحدّث حديثاً كثيراً، فما نسيتُ شيئاً حدَّثني [به] » . هكذا أخرجه الترمذي، وهو طرف من حديث قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في «كتاب العلم» من «حرف العين» . وللترمذي في أخرى قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فَبَسطْتُ ثوبي عنده، ثم أخذه، فجمعه على قلبي، فما نسيتُ بعده» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3833) و (3834) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الترمذي: وقد روي من وجه عن أبي هريرة، وقد تقدم ذكره في الجزء الثامن صفحة (21) برقم (5855) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم. الحديث: 6641 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 95 6642 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -[أنه] قال لأبي هريرة: كنتَ ألزَمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأحفظَنا لحديثه. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3835) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/2) (4453) . والترمذي (3836) قال: حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 6642 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 95 6643 - (ت) مالك بن عامر - رحمه الله -: قال: «جاء رجل إلى طلحةَ بنِ عُبَيد الله، فقال: يا أبا محمد، أرأيتَ هذا اليمانيَّ - يعني أبا هريرة [ص: 96] أهو أعلمُ بحديثِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- منك؟ نَسْمَعُ منه ما لم نسمعْ منكم، أو يقولُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم يَقُلْ؟ قال: أمَّا أن يكون سمع من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم نسمعْ، فذاك أنه كان مسكيناً لا شيء له، ضيفاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدُه مع يدِ رسولِ الله، وكُنَّا نحنُ أهلَ بيوتات وغِنى، وكُنَّا نأتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- طَرَفَي النهار، لا أشك إلا أنَّه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم نسمعْ، ولا نجدُ أحداً فيه خير يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم يَقُلْ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3836) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وقد رواه أيضاً البخاري في " التاريخ " وأبو يعلى، وهو حديث حسن، وقد حسنه الترمذي والحافظ في " الفتح " وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3837) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثني محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن محمد ابن إبراهيم، عن مالك بن أبي عامر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وقد رواه يونس بن بكير وغيره عن محمد بن إسحاق. الحديث: 6643 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 95 6644 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ممن أنتَ؟ قلتُ: من دَوس، قال: ما كنتُ أُرى أن في دَوس أحداً فيه خير» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3837) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3838) قال: حدثنا بشر بن آدم، ابن بنت أزهر السمان،قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا أبو خلدة. قال: حدثنا أبو العالية، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار، وأبو العالية اسمه رفيع. الحديث: 6644 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 96 6645 - (ت) عبد الله بن رافع - رضي الله عنه - قال: «قلت لأبي هريرة: لم كُنِيتَ بأبي هريرة؟ قال: أما تَفْرَقُ مِنِّي؟ قلت: بلى، والله إني لأهابك، قال: كنت أرعى غَنَم أهلي، وكانت لي هُريرة صغيرة، فكنت أضَعُها باللَّيل في شجرة، فإذا كان النهار وسَرَّحْتُ الغنم ذهبتُ بها [ص: 97] معي، فَلَعِبتُ بها، فَكَنَوْنِي أبا هريرة» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تفرَق) الفَرَق: الفزَع والخوف. (هُريرة) الهريرة: تصغير الهِرَّة، وهي السِّنَّور.   (1) رقم (3839) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3840) قال: حدثنا أحمد بن سعيد المرابطي، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا أسامة بن زيد، عن عبد الله بن رافع، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6645 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 96 حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه- 6646 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن عبداً لحاطب جاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يشكو حاطباً إليه، فقال: يا رسول الله لَيَدْخُلَنَّ حاطب النار، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كذبتَ لا يدخلُها، فإنه قد شهد بَدْراً والحُدَيْبِيَةَ» أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2195) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3863) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعزه في المطبوع لمسلم، وهو قصور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/325) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ابن جريج، قال أخبرني أبو الزبير، فذكره. جامع المسانيد (25/259) . 2- وأخرجه أحمد (3/349) . ومسلم في الفضائل عن قتيبة ومحمد بن رمح، والترمذي في المناقب والنسائي فيه وفي التفسير. -كلاهما في الكبرى- جميعا عن قتيبة. كلهم - عن حجين،ويونس - قالا: حدثنا الليث، عن سعد، عن أبي الزبير،فذكره. جامع المسانيد (25/302) . الحديث: 6646 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 97 جُلَيْبِيب - رضي الله عنه- 6647 - (م) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان في مَغزى له، فأفاءَ الله عليه، فقال لأصحابه: هل تَفْقِدُون من أحد؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً، ثم قال: هل تَفْقِدون من أحد؟ [ص: 98] قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً [وفلاناً] ، ثم قال: هل تَفْقِدُون من أحد؟ قالوا: لا، قال: لكنِّي أفْقِدُ جُلَيْبِيباً، فاطْلُبوه، فطُلب، فوُجد في القتلى، فوجدوه إلى جنب سَبْعة قد قتلهم ثم قتلوه، فأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فوقف عليه، ثم قال: قتلَ سبعة ثم قتلوه، هذا منِّي، وأنا منه [هذا مني، وأنا منه] قال: فوضعه على ساعِدَيهِ، ليس له سرير إلا ساعِدَا النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: فحُفِر له ووُضع في قبره، ولم يذكر غَسْلاً» أخرجه مسلم (1) . قال الحميديُّ: وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البرقاني، وأوَّل حديثه «أن جُلَيْبِيباً كان امرءاً من الأنصار، وكان يدخل إلى النساء، ويتحدَّث إليهن، قال أبو برزة: فقلت لامرأتي: لا يدخلْ عليكن جليبيب، وكان أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إذا كان لأحدهم أيِّم لم يُزوِّجْها حتى يَعْلَم ألِرَسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيها حاجة، أما لا؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذات يوم لرجل من الأنصار: يا فلان، زوِّجْني ابنتَك، قال: نعم ونُعْمة عين، قال: إني لست لنفسي أُريدها، قال: فلمَن؟ قال: لجليبيب، قال: يا رسول الله، حتى أسْتَأمِرَ أمَّها، فأتاها، فقال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطب ابنتكِ، قالت: نعم، ونُعْمَةُ عين، نُزَوِّجُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: إنه ليس لنفسه يريدها، قالت: فلمن يريدها؟ قال: لجليبيب، قالت: حَلْقَى، لجليبيب [ص: 99] الابنةُ؟ لا، لعَمْرُ الله، لا أزوِّجُ جُليْبيباً، فلما قام أبوها لِيأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قالت الفتاةُ من خِدْرها لأبويها: مَن خطبني إليكما؟ قالا: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: أفَتَرَدُّونَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أمْره؟ ادْفَعُوني إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه لن يُضَيِّعَني، فذهب أبوها إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسأله؟ فقال: شأنُك بها، فَزوَّجَها جُليبياً. قال حماد: قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت: هل تدري ما دعا لهما به؟ قال: اللهم صُبَّ الخيرَ عليهما صَبّاً، ولا تجعل عيشهما كَدّاً. قال ثابت: فزوّجها إياه، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مَغْزى له، فأفاء الله عليهم، فقال: هل تَفْقِدُون من أحد؟ ... فذكر نحو مسلم» وقال في آخره: قال ثابت: «فما كان في الأنصار أيِّم أنْفَقُ منها» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفاء الله عليه) أي: أعطاه فيئاً، وهو ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار وأهلهم وديارهم بغير قتال ولا حرب. (أيِّم) الأيّم: المرأة التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيباً. (حَلْقى) : كلمة يدعى بها على الإنسان، وأصلها: أن يصاب بوجع في [ص: 100] حلقه، والمحدِّثون يروونه غير منون، وهو عند أهل اللغة منون. (كَدّاً) : الكدُّ: الشدة والتعب.   (1) رقم (2472) في فضائل الصحابة، باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 421. (2) رواه أحمد في " المسند " 4 / 422، وإسناده صحيح، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في آخر الحديث: ما حدث به في الدنيا إلا حماد بن سلمة، ما أحسنه من حديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/421) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (4/422) قال: حدثنا عفان. وفي (4/425) قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (7/152) قال: حدثنا إسحاق بن عمر بن سليط. والنسائي في فضائل الصحابة (142) قال: أخبرنا عبد الله بن الهيثم، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. خمستهم - سليمان، وعفان، وعبد الصمد، وإسحاق، وهشام - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن كنانة بن نعيم العدوي، فذكره. * رواية سليمان، وإسحاق، وهشام مختصرة على: قصة الغزو. * قال أبو عبد الرحمن، عبد الله بن أحمد بن حنبل عقب رواية عفان: ما حدث به في الدنيا أحد إلا حماد بن سلمة ما أحسنه من حديث. الحديث: 6647 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 97 حارثة بن سراقة - رضي الله عنه- 6648 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن أمَّ الرُّبَيِّع بنت البراء (1) - وهي أمُّ حارثةَ بنِ سُراقة - أتتِ النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: «يا نبيَّ الله ألا تحدِّثُني عن حارثة - وكان قُتل يوم بدر، أصابه سهمُ غَرْب - فإن كان في الجنة صَبَرْتُ، وإن كان غير ذلك اجتهدتُ عليه في البكاء؟ قال: يا أمَّ حارثة، إنها جِنان في الجنة، وإن ابنَك أصابَ الفِرْدَوْسَ الأعلى» . وفي رواية: قال أنس: «أُصِيبَ حارثةُ يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمُّه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسولَ الله، قد عرفت منزلةَ حارثة مني، فإنْ يَكُ في الجنة أصْبِرُ وأحْتَسِبُ، وإن تَكُ الأخرى ترى ما أصنع، فقال: ويحكِ - أو هَبِلْتِ - أوَ جَنَّة واحدة هي؟ إنها جِنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس [الأعلى] أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي نحوه (2) . [ص: 101] وزاد رزين: وإنه في الفردوس الأعلى، وسَقْفُه عرشُ الرحمن، ومنه تفَجّر أنهار الجنة، وإنَّ غَدْوة في سبيل الله أو رَوْحَة خير من الدنيا وما فيها، ولَقَابُ قَوْسِ أحدِكم - أو موضعُ قِدِّه - من الأرض في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطّلعت إلى الأرض لأضاءت الدنيا وما فيها، ولَنَصيفُها - يعني خمارَها - خير من الدنيا وما فيها» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سهم غرْب) يقال: أصابه سهم غرب، يضاف ولا يضاف، وتحرك الراء وتسكن إذا لم يُدْرَ من أين أتاه. (وَلَقَابُ قوس أحدكم أو موضع قِدِّه) القاب: القَدْر، والقِدُّ: السوط، يعني لَقَدْرُ قوسه وسوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها.   (1) كذا في الأصل وفي نسخ البخاري المطبوعة: أن أم الربيع بنت البراء، وهو وهم، وفي المطبوع من " جامع الأصول ": أن الربيع بنت البراء، وهو خطأ، والذي في الترمذي: أن الربيع بنت النضر، وهو الصواب، لأن الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك، هي أم حارثة ابن سراقه، وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " حول هذا الموضوع 6 / 20. (2) كذا في الأصل، وفي المطبوع: أخرجه البخاري والترمذي والنسائي، ولم نجده عند النسائي، [ص: 101] وقد رواه البخاري 6 / 20 في الجهاد، باب من أتاه سهم غرب فقتله، وفي المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار، والترمذي رقم (3173) في التفسير، باب ومن سورة المؤمنين. (3) زيادة زرين هذه رواها أحمد والبخاري والترمذي، وليس فيه عندهم، وسقفة عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة، وهي عند البخاري 6 / 12 و 11 / 384، وأحمد 3 / 141 و 264 والترمذي في الجهاد، باب الغدو والرواح في سبيل الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/264) قال: حدثنا سليمان بن داود. والبخاري (8/145) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في فضائل الصحابة (127) قال: أخبرنا علي بن حجر. ثلاثتهم - سليمان، وقتيبة، وعلي - عن إسماعيل بن جعفر. 2- وأخرجه البخاري (5/98، 8/142) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري. كلاهما - إسماعيل، والفزاري - عن حميد، فذكره. وبلفظ: «أن حارثة خرج نظارا، فأتاه سهم فقتله، فقالت أمه: يا رسول الله، قد عرفت موقع حارثة مني، فإن كان في الجنة صبرت، وإلا رايت ما أصنع، قال: يا أم حارثة، إنها ليست بجنة واحدة، ولكنها جنان كثيرة، وإن حارثة لفي أفضلها أو قال: في أعلى الفردوس» . 1- أخرجه أحمد (3/124) قال: حدثنا يزيد بن هارون وفي (3/272) قال: حدثنا عفان. كلاهما - يزيد، وعفان - عن حماد بن سلمة. 2- وأخرجه أحمد (3/215) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (3/282) قال: حدثنا عفان. والنسائي في فضائل الصحابة (128) قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. ثلاثتهم - عبد الله، وعفان، وابن المبارك - عن سليمان بن المغيرة. كلاهما - حماد بن سلمة، وسليمان - عن ثابت، فذكره. وبلفظ: «كان حارثة أصيب يوم بدر، فقالت أم حارثة: يا نبي الله، إن كان ابني أصاب الجنة وإلا أجهدت عليه البكاء. قال: يا أم حارثة، إنها جنان كثيرة، وإن حارثة أصاب الفردوس الأعلى.» . 1- أخرجه أحمد (3/210) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبو هلال الراسبي. 2- وأخرجه أحمد (3/260) . والبخاري (4/24) قال: حدثنا محمد بن عبد الله. كلاهما - أحمد، ومحمد- قالا: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شيبان. 3- وأخرجه أحمد (3/283) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. 4- وأخرجه الترمذي (3174) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن سعيد. أربعتهم - أبو هلال، وشيبان، وأبان، وسعيد - عن قتادة، فذكره. الحديث: 6648 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 100 قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنه- 6649 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان قيس [ص: 102] ابنُ سعد بن عبادة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمنزلة صاحب الشُّرَط من الأمير» . قال الأنصاري (1) : يعني مما يلي أموره» . أخرجه البخاري والترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشُّرَط) : أعوان السلطان المرتَّبون لتتبُّع أحوال الناس، سُمُّوا بذلك لأنهم كانوا يُعْلِمون على أنفسهم بعلامات يُعْرَفون بها، والأشراط: العلامات.   (1) هو محمد بن عبد الله الأنصاري أحد الرواة في سند الحديث، وهذه الزيادة مدرجة من كلام الأنصاري، وانظر " الفتح " 13 / 119. (2) رواه البخاري 13 / 119 في الأحكام، باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه، والترمذي رقم (3849) في المناقب، باب مناقب قيس بن عبادة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (9/81) . والترمذي (3850) . كلاهما - عن محمد بن يحيى بن خالد الأهلي. والترمذي (3850) قال: حدثنا محمد بن مرزوق البصري. كلاهما - الأهلي، والبصري - قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا أبي، عن ثمامة، فذكره. الحديث: 6649 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 101 6650 - () أبو مالك [الأشعري] : قال: «كان صاحبَ لِوَاءِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد مُصْعَب: قيسُ بنُ سَعْد» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد روى البخاري 6 / 89 من حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن قيس بن سعد الأنصاري رضي الله عنه وكان صاحب لواء النبي صلى الله عليه وسلم أراد الحج فرجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، ولم أقف عليه. الحديث: 6650 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 102 خالد بن الوليد - رضي الله عنه- 6651 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نزلنا مع [ص: 103] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- منزِلاً، فجعل الناس يمرُّون، فيقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن هذا يا أبا هريرة؟ فأقول: فلان، فيقول: نِعْمَ عبدُ الله هذا، ويقول: مَن هذا؟ فأقول: فلان، فيقول: بئس عبد الله هذا، حتى مرَّ خالد بن الوليد، فقال: من هذا؟ فقلت: خالد بن الوليد، فقال: نعم عبدُ الله خالدُ بن الوليد، سيفٌ من سيوف الله» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: هو مرسل.   (1) رقم (3845) في المناقب، باب مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه، من حديث زيد بن أسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعاً من أبي هريرة، وهو حديث مرسل عندي. أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها ما رواه أحمد في " المسند " 1 / 8 أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة، وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله، سله الله عز وجل على الكفار والمنافقين، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 90 من حديث أبي عبيدة بن الجراح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خالد سيف من سيوف الله عز وجل، ونعم فتى العشيرة "، فهو حديث صحيح بشواهده، وانظر " مجمع الزوائد " 9 / 348 فإنه ذكر له شواهد أخرى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه الترمذي (3846) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبي هريرة، وهو عندي حديث مرسل. وبنحوه أخرجه أحمد (2/360) قال: حدثنا مكي، قال: حدثنا هاشم بن هشام، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة، فذكره. الحديث: 6651 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 102 عمرو بن العاص - رضي الله عنه- 6652 - (ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسْلَمَ الناسُ، وآمَن عمرو بن العاص» . أخرجه الترمذي، وقال: ليس إسناده بالقوي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3843) في المناقب، باب مناقب عمرو بن العاص رضي الله عنه، من حديث [ص: 104] قتيبة بن سعيد عن أبي لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، وابن لهيعة ضعيف، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن مشرح وليس إسناده بالقوي. أقول: ولكن رواية العبادلة عن ابن لهيعة تصحح حديثه، وقد رواه أحمد في " المسند " 4 / 155 من حديث أبي عبد الرحمن واسمه عبد الله بن يزيد المقرئ وهو أحد العبادلة عن ابن لهيعة عن مشرح عن عقبة بن عامر، وهذا إسناد حسن، وله شواهد أخرى بمعناه، فالحديث صحيح بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/155) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والترمذي (3844) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - أبو عبد الرحمن، وقتيبة- قالا: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثني مشرح بن هاعان، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان، وليس إسناده بالقوي. الحديث: 6652 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 103 6653 - (ت) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «عمرو بن العاص من صالحي قريش» أخرجه الترمذي، وقال: إسناده ليس بمتصل، ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3844) في المناقب، باب مناقب عمرو بن العاص رضي الله عنه، من حديث نافع ابن عمر الحجمي عن ابن أبي مليكة عن طلحة، وإسناده منقطع، فإن ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه أحمد (1/161) (1382) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا نافع ابن عمر، وعبد الجبار بن الورد. والترمذي (3845) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو أسامة، عن نافع بن عمر الجمحي. كلاهما - نافع، وعبد الجبار - عن ابن أبي مليكة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من حديث نافع بن عمر الجمحي، ونافع ثقة، وليس إسناده بمتصل، وابن أبي مليكة لم يدرك طلحة. الحديث: 6653 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 104 6654 - (م) عبد الرحمن بن شماسة المهدي - رحمه الله -: قال: «حضرنا عمرو بن العاص [وهو] في سِياقِ الموت، فبكى طويلاً، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنُه يقول: ما يبكيك يا أبتاه؟ أمَا بشَّرَك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بكذا وكذا؟ فأقبل بوجهه، فقال: إن أفضلَ ما نُعِدُّ: شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ الله، إني كنتُ على أطْباق ثلاث: لقد رأيتُني وما أحد أشدَّ بُغْضاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- مني، ولا أحبّ إليَّ أن أكونَ قد استمكنتُ منه فقتلتُه، فلو مِتُّ على تلك الحال لكنتُ من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيتُ النبيَّ، فقلتُ: ابْسُطْ يمينك [ص: 105] فَلأبايعْك، فبسطَ يمينه، قال: فقبضتُ يدي، فقال: مالك يا عمرو؟ [قال] : قلتُ: أردتُ أن أشْتَرِطَ، فقال: تشترطُ ماذا؟ قلتُ: أن يُغْفَر لي، قال: أما علمتَ أن الإسلامَ يهدِم ما كان قبله، وأن الهجرةَ تهدِم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟ وما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا أحْلَى (1) في عيني منه، وما كنت أُطِيقُ أن أمْلأ عينيَّ منه إجلالاً [له] ، ولو قيل لي: صِفْهُ لما استطعتُ أن أصِفَه، لأني لم أكن أمْلأ عيني منه، ولو متُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكون من أهل الجنة، ثم وَلِينا أشياءَ، ما أدري ما حالي فيها؟ فإذا أنا مِتُّ فلا تَصْحَبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسُنّوا عليَّ التراب سَنّاً (2) ، ثم أقيموا حولَ قبري قدرَ ما تُنحر جزور ويُقسم لحمها، حتى استأنس بكم، وأنظر ماذا أراجعُ به رُسُل ربي؟» أخرجه مسلم (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سياق الموت) : وقت حضور الأجل، كأنَّ روحه تُساق لتخرج من جسده. [ص: 106] (أطباق) جمع طبَق، وهو الحالة. (تجبُّ) التوبة تجبّ ما قبلها: أي تقطع وتمحو الذنوب فلا يؤاخَذ بها. (فَسُنُّوا) سننت التراب على الميت: إذا رميتَهُ فوقه برفقٍ ولطفٍ.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: ولا أجل. (2) وفي بعض النسخ: فشنوا علي التراب شناً، قال النووي في " شرح مسلم ": ضبطناه بالسين والمهملة وبالمعجمة، وكذا قال القاضي عياض: إنه بالمعجمة والمهملة، قال: وهو الصب، وقيل بالمهملة: الصب في سهولة، وبالمعجمة: التفريق، قال النووي: وفي الحديث من الفوائد: إثبات فتنة القبر، وسؤال الملكين، وهو مذهب أهل الحق، ومنها استحباب المكث عند القبر بعد الدفن لحظة نحو ما ذكر لما ذكر، وفيه أن الميت حينئذ يسمع من حول القبر. (3) رقم (121) في الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/199) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا ابن لهيعة. وفي (4/205) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ليث ابن سعد. ومسلم (1/78) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق بن منصور. كلهم عن أبي عاصم، قال: أخبرنا حيوة بن شريح. وابن خزيمة (2515) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا حيوة بن شريح. ثلاثتهم - ابن لهيعة، وليث، وحيوة - عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (4/204) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، قال: أخبرني سويد بن قيس، عن قيس بن سمي، فذكره. الحديث: 6654 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 104 أبو سفيان بن حرب - رضي الله عنه- 6655 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يُقاعدونه، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا نبيّ الله، ثلاث أعْطِنِيِهِنَّ، قال: نعم، قال: عندي أحسنُ العرب وأجملُه: أمُّ حبيبة، أزوِّجُكَها، قال: نعم، قال: ومعاويةُ تجعلُه كاتباً بين يديك، قال: نعم، قال: وتؤَمِّرُني حتى أقاتلَ الكُفَّار كما كنتُ أقاتل المسلمين، قال: نعم، قال أبو زُمَيل: ولولا أنه طلب ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما أعْطاه إياه، لأنه لم يكن يُسْأل شيئاً إلا قال: نعم» أخرجه مسلم (1) . قال الحميديُّ - رحمه الله -: قال لنا بعضُ الحفَّاظ: هذا الحديث وَهِمَ فيه بعض الرواة، لأنه لا خلاف فيه بين اثنين من أهل المعرفة بالأخبار: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تزوَّج أمَّ حبيبة قبل الفتح بدهر، وهي بأرض الحبشة، وأبوها كافر [ص: 107] يومئذ، وفي هذا نظر (2) .   (1) رقم (2501) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه. (2) قال النووي في " شرح مسلم ": واعلم أن هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بالاشكال، ووجه الاشكال أن أبا سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة، وهذا مشهور لا خلاف فيه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان طويل، قال أبو عبيدة وخليفة بن خياط وابن عبد البر والجمهور: تزوجها سنة ست، وقيل: سنة سبع، قال القاضي عياض: اختلفوا أين تزوجها، فقيل بالمدينة بعد قدومها من الحبشة، وقال الجمهور: بأرض الحبشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (ح2501) قال: حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري، وأحمد بن جعفر المقري، قالا: حدثنا النضر وهو ابن محمد اليمامي قال: حدثنا عكرمة، قال: حدثنا أبو زميل، فذكره. الحديث: 6655 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 106 معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه- 6656 - (ت) عبد الرحمن بن أبي عميرة - رضي الله عنه - قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لمعاوية: «اللهم اجعلْه هادياً مهدياً، واهدِ به» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3841) في المناقب، باب مناقب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 216، وفي سنده سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي، وهو ثقة إمام، ولكن اختلط في آخر عمره، فلم يتميز حديثه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/216) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والترمذي (3842) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أبو مسهر. كلاهما - الوليد، وأبو مسهر - عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6656 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 107 6657 - (ت) أبو إدريس الخولاني - رحمه الله -: قال: لما عزل عمر بن الخطاب عُمَيْرَ بنَ سعد عن حِمْصَ وَوَلَّى معاويةَ، قال الناس: عزل عُمَيْراً، وولَّى معاوية، فقال عُمَير: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم اهْدِ به» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3842) في المناقب، باب مناقب معاوية بن أبي سفيان، وفي سنده عمرو بن واقد الدمشقي أبو حفص، وهو متروك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3843) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعمرو بن واقد يضعف. الحديث: 6657 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 107 6658 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كنتُ ألْعَبُ مع الصبيان، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَتَوَارَيتُ خلف باب، قال: فجاء فَحَطأنِيَ حطأة، وقال: اذهبْ، فادعُ لي معاويةَ، قال: فجئتُ، فقلتُ هو يأكل، ثم قال لي: اذهب، فادعُ لي معاوية، قال: فجئتُ، فقلتُ: هو يأكل، فقال: لا أشْبَع الله بطنه، قال ابن المثنى: فقلتُ: لأميةَ: ما معنى حطأني؟ قال: قَفَدني قَفدة» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فحطَأني) الحَطْءُ بالهمز: الدفع بوسط الكتف بين الكتفين، وقد جاء في الحديث غير مهموز، وهو أن تحرك الشيء وتزعزعه، قد جاء في الحديث قال: «قلت: ما حطاني» قال: قَفَدني، والقَفْد: صفع الرأس بِبَسْط الكف من قبل القفا، تقول: قَفَدْتُه قَفْداً.   (1) رقم (2604) في البر والصلة، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم وسبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك، كان له زكاة وأجراً ورحمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/240) (2150) و (1/338) (3131) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/27) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي. (ح) وحدثنا ابن بشار، قالا: حدثنا أمية بن خالد. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا النضر بن شميل. أربعتهم - محمد بن جعفر، وابن المثنى، وابن بشار، والنضر - قالوا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (1/291) (2651) قال: حدثنا عفان. وفي (1/335) (3104) قال: حدثنا بكر بن عيسى أبو بشر الراسبي. كلاهما - عفان، وأبو بشر - قالا: حدثنا أبو عوانة. كلاهما- شعبة، وأبو عوانة - قالا: أخبرنا أبو حمزة، فذكره. الحديث: 6658 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 108 سُنَين أبو جميلة - رضي الله عنه- 6659 - (خ) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - قال: «زعم أبو [ص: 109] جميلة أنه أدرك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وخرج معه عام الفتح» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 18 في المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح4301) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري، فذكره. الحديث: 6659 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 108 عَبَّاد بن بشر - رضي الله عنه- 6660 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «تهجَّد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فسمع صَوتَ عبَّاد يُصلِّي في المسجد، فقال: يا عائشة أصَوتُ عباد هذا؟ قلتُ: نعم، قال: اللهم ارحم عبَّاداً» أخرجه البخاري (1) .   (1) في الأصل: رواه مسلم. وليس هو عند مسلم، وقد رواه البخاري تعليقاً 5 / 195 في الشهادات، باب الأعمى ونكاحه وأمره وإنكاحه ومبايعته، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (ح2655 قائلا: وزاد عباد بن عبد الله عن عائشة، فذكره. وقال الحافظ في الفتح (5/314) : وصله أبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6660 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 109 ضِماد بن ثعلبة الأزدي - رضي الله عنه- 6661 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن ضِماداً قدم مكة، وكان من أزْدِ شَنُوءة، وكان يَرْقي من هذه الريح، فسمع سُفَهاءَ مكةَ يقولون: إنَّ محمداً مجنون، فقال: لو أني أتيتُ هذا الرجل، لعَلَّ الله يَشْفِيه على يَدَيَّ، فلقيه، فقال: يا محمد، إنِّي أرْقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يديَّ من شاءَ، فهل لك؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن الحمد لله نحمده، ونستعينُه، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، [ص: 110] أما بعدُ، قال ضماد: فقلت له: أعِدْ عَلَيَّ كلماتِك هؤلاء، فأعادهنَّ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات، فقال: لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعتُ مثل كلماتِك هؤلاء، وقد بلغن قاموسَ البحر (1) ، هاتِ يَدَك أُبَايِعْكَ على الإسلام، فبايعه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وعلى قومك؟ قال: وعلى قومي. فبعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة بعد مقدَمه المدينة، فمرُّوا على قومه، فقال صاحب السَّرِيَّةِ للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئاً؟ فقال رجل من القوم: أصبتُ منهم مِطْهرة - وفي نسخة: إدَاوَة - فقال: رُدُّوها، فإن هؤلاء قومُ ضِماد. أخرجه مسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قاموس) قاموس البحر: معظمه ووسطه. (سَرِية) السرية: طائفة من الجيش ينفذون في طلب العدو، سُمُّوا بذلك: لأنهم ينفذون ليلاً لينكتم أمرهم، فهم يسرون إلى العدو سُرى، والسُّرَى: سير الليل. (مِطهرة) المطهرة والإداوة: السطيحة.   (1) وفي بعض النسخ: ناعوس البحر، وقال القاضي عياض: أكثر نسخ " صحيح مسلم " وقع فيها: قاعوس، قال أبو عبيد: قاموس البحر: وسطه، وقال ابن دريد: لجته، وقال صاحب " كتاب العين ": قعره الأقصى. (2) رقم (868) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/302) (2749) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي (1/350) (3275) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. ومسلم (3/11) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى. كلاهما عن عبد الأعلى - وهو أبو همام - وابن ماجة (1893) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي (6/89) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. أربعتهم - حفص، وابن أبي زائدة، وعبد الأعلى، ويزيد - عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، فذكره. *الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6661 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 109 عدي بن حاتم - رضي الله عنه- 6662 - (خ م ت) عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي [بن حاتم] ، وكنتُ جئتُ بغير أمان، ولا كتاب، فلما دُفعتُ إليه أخذ بيدي، وقد كان بلغني أنه قال: إني لأرجو أن يجعل الله يدَه في يدي، قال: فقام بي، فلقينا امرأة معها صبيّ، فقالا: إنَّ لنا إليك حاجة، فقام معهما، حتى قضى حاجتهما ثم أخذ بيدي حتى أتى [بي] داره، فألقت له الوليدة وسَادَة، فجلس عليها وأنا بين يديه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال لي: يا عديُّ، ما يُفِرُّك من الإسلام؟ أن تقولَ: لا إله إلا الله، فهل تَعْلَمُ من إله سوى الله؟ قال: قلت: لا، ثم تكلّم ساعة، ثم قال: أتفِرُّ من أن يقال: الله أكبر؟ فهل تعلم شيئاً أكبر من الله؟ قال: قلت: لا، قال: اليهودُ مغضوب عليهم، و [إنَّ] النصارى ضُلاَّل، قلت: فإني حَنِيف مسلم، قال: فرأيتُ وَجْهَهُ تَبَسَّطَ فرحاً، ثم أمر بي، فأُنْزِلتُ عند رجل من الأنصار، وجعلتُ أغشاه، آتيه طرفي النهار، قال: فبينما أنا عنده عَشِيَّة، إذْ جاءه قوم في ثياب من الصوف من هذه النِّمار، قال: فصلّى، وقام فَحَثَّ عليهم، ثم قال: ولو صاع، ولو بنصف صاع، ولو قُبْضَة، ولو ببعض قُبضة، يقي أحدُكم وجهَه من حرِّ جهنم - أو النار - ولو بتمرة، ولو بشِقِّ تمرة، فإن أحدكم لاقي الله وقائل له ما أقول [ص: 112] لكم: ألم أجعل لك سمعاً وبصراً؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أجعل لك مالاً وولداً؟ فيقول: بلى، فيقول: أين ما قَدَّمْتَ لنفسِك؟ فينظر قُدّامَه وبَعْدَه، وعن يمينه وعن شماله، ثم لا يجد شيئاً يقي به وجهه حر جهنم، لِيَقِ أحدُكم وجهه النار ولو بشِقِّ تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة، فإني لا أخاف عليكم الفاقة، فإن الله ناصرُكم ومعطيكم، حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحِيْرة [أو] أكثر، ما يُخاف على مطيَّتِها السَّرَقُ، فجعلت أقول في نفسي: فأين لصوص طَيِّء؟» أخرجه الترمذي هكذا بطوله (1) . وقد أخرج البخاري ومسلم منه طرفاً في معنى الصدقة، وأخرجه البخاري بلفظ آخر وزيادة ونقصان يرد في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما يُفِرُّك) أفررتُ الرجل: إذا فعلت به فعلاً يَفِرُّ منك لأجله، أي: ما يهربك من الإسلام؟. (حنيف) الحنيف في الأصل: المائل، وهو في الوضع الشرعي: المائل عن الأديان كلها إلى دين الإسلام. [ص: 113] (النمار) جمع نِمرة، وهي كل شَملة من مآزر الأعراب مخطَّطة، وقيل: هي أكسية كان يلبسها الإماء. (الظعينة) المرأة ما دامت في الهودج، ثم سميت زوجة الرجل ظعينةً توسُّعاً. (السَّرَق) السَّرقة: إلا أنه المصدر، سرق يسرِق سرَقاً.   (1) رقم (2956) في التفسير، باب ومن سورة فاتحة الكتاب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 378، وفي سنده عباد بن حبيش لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب، وقال ابن كثير في التفسير: وقد روي حديث عدي هذا من طرق، وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/378) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2953) قال: أخبرنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سعد، قال: أنبأنا عمرو بن أبي قيس. وفي (2954) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وبندار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وعمرو بن أبي قيس - عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب، وروى شعبة عن سماك ابن حرب عن عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، الحديث بطوله. الحديث: 6662 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 111 6663 - (خ م) عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: «أتينا عُمَر في وفْد، فجعل يدعو رَجُلاً رَجُلاً، ويُسَمِّيهم، فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، أسلمتَ إذ كفروا، وأقبلتَ إذ أدبروا، ووفَيْتَ إذ غَدَروا، وعَرَفْتَ إذ أنْكَرُوا، قلت: فلا أبالي إذاً» أخرجه مسلم (1) . وفي رواية البخاري قال: «أتيت عمرَ بن الخطاب في أُناس من قومِي، فجعل يَفْرِضُ للرجل من طَيِّء في ألفين، ويُعْرِضُ عنِّي، قال: فاستقبلته فأعرض عنِّي، ثم أتيتُه من حِيال وجهه، فأعرض عني، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفني؟ قال: فضحك، ثم قال: نَعَمْ، والله إنِّي لأعرفك، آمنتَ إذ كفروا، وأقبلتَ إذ أدبروا، ووفيتَ إذ غَدَروا، وإنَّ أولَ صدقة بَيَّضَتْ وجهَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ووجوه أصحابه صدقةُ طيء، جئتَ بها إلى [ص: 114] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم أخذ يعتذر، ثم قال: إنما فرضت لقوم أجْحَفَتْ بهم الفاقةُ، وهم سادةُ عشائرهم، لما ينوبهم من الحقوق، فقال عديّ: فلا أُبالي إذاً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يفرض في ألفين) : أي يوجب له هذا المقدار من المال في العطاء. (حيال الشيء) : تلقاؤه وما يواجهه. (أجحفت) به الحاجة: إذا أفقرَته وأذهبت ماله، وجعلته محتاجاً إلى غيره، والفاقة: الفقر والحاجة. (ينوبهم) نابهم الأمر: أي طرقهم وعَرَض لهم، والمراد به: ما يتجدد من الحوادث التي يحتاجون أن ينفقوا فيها.   (1) كذا في الأصل: أخرجه مسلم، ولم نجد هذه الرواية عنده، وإنما هي رواية البخاري 8 / 79 في المغازي، باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم. (2) هذه الرواية ليست عند البخاري كما ذكر المصنف، وقد تقدمت روايته، وهي عند أحمد في " المسند " رقم (316) وقد رواه مسلم مختصراً رقم (2523) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء من حديث عدي بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطاب، فقال لي: إن أول صدقة بيضت وجه رسول صلى الله عليه وسلم ووجوه أصحابه، صدقة طيء، جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/45) (316) قال: حدثنا بكر بن عيسى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن الشعبي. والبخاري (5/221) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك، عن عمرو بن حريث. ومسلم (7/180) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن عامر. كلاهما - عامر الشعبي، وعمرو بن حريث - عن عدي بن حاتم، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6663 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 113 ثمامة بن أُثال - رضي الله عنه- 6664 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْلاً قِبَلَ نَجْد، فجاءت بِرَجُل من بني حَنيفة يقال له: ثُمامة بن أُثال، سَيِّدُ أهلِ اليمامة، فربطوه بِسارِية من سواري المسجد، [ص: 115] فخرج إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ماذا عندكَ يا ثُمامةُ؟ فقال: عندي خير يا محمد، إن تَقْتُلْ ذا دم، وإن تُنْعِم على شاكر، وإن كنْتَ تريدُ المالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئتَ، فتركه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان الغَدُ، قال له: ما عِنْدَك يا ثمامة؟ فقال مثل ذلك، فتركه حتى إذا كان بَعْد الغَدِ، فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ قال: عندي ما قُلتُ لك ... وذكر مثله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أطْلِقُوا ثمامة، فأطلَقوه، فانْطَلَقَ إلى نخل قريب منَ المسجد، فاغتسل، ثم دَخَلَ المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض [وجه] أبْغَضَ إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجْهُكَ أحبَّ الوجوه كلِّها إليَّ، والله ما كان من دِين أبْغَضَ إليَّ من دينِك، فقد أصبح دِينُك أحبَّ الدِّين كلِّه إليَّ، والله ما كان من بلد أبْغَضَ إليَّ من بَلَدِك، فقد أصبح بَلَدُك أحبَّ البلاد كلِّها إليَّ، وإنَّ خَيْلَكَ أخذتْني، وأنا أُريدُ العُمْرةَ، فماذا ترى؟ فبشَّره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأمره أن يعتمر، فلما قَدِمَ مكة قيل له: أصَبأتَ؟ قال: لا، ولكن أسلمتُ مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا واللهِ لا يأتيكم من اليمامة حبَّةُ حِنْطة، حتى يأذن فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» هذا لفظ حديث مسلم. وأخرجه البخاري مختصراً. [ص: 116] وأخرج منه أبو داود إلى قوله: «وأن محمداً رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» ثم قال ... وساق الحديث، ولم يذكر لفظه. قال أبو داود: وقد روي «ذا ذِمٍّ» (1) . وأخرج النسائي منه طرفاً في غُسل الكافر إذا أراد أن يُسْلِمَ، وهذا لفظه، قال أبو هريرة: «إنَّ ثمامةَ بن أُثال انطلق إلى نَخْل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض [وجه] أبْغَضَ إليَّ من وجْهِك، فقد أصبح وَجْهُكَ أحبَّ الوجوه كلِّها إليَّ، وإن خَيْلَكَ أخَذَتْنِي، وأنا أُريدُ العُمْرةَ، فماذا ترى؟ فبشّره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأمرهُ أن يعتمر» (2) .   (1) أي: ذا ذمام وحرمة في قومه. (2) رواه البخاري 1 / 462 في المساجد، باب الاغتسال إذا أسلم وربط الأسير في المسجد، وباب دخول المشرك المسجد، وفي الخصومات، باب التوثق ممن تخشى معرته، وباب الربط والحبس في الحرم، وفي المغازي، باب وفد بني حنيفة، ومسلم رقم (1764) في الجهاد، باب ربط الأسير وحسبه وجواز المن عليه، وأبو داود رقم (2679) في الجهاد، باب في الأسير يوثق، والنسائي 1 / 110 في الطهارة، باب تقديم غسل الكافر إذا أراد أن يسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/304) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الله بن عمر. وفي (2/452) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث. وفي (2/483) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن عمر. والبخاري (1/125) و (3/161) و (5/214) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي (1/127) و (3/161) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. ومسلم (5/158) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثني عبد الحميد بن جعفر. وأبو داود (2679) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري وقتيبة، قال قتيبة: حدثنا الليث. والنسائي (1/109، 2/46) . وفي الكبرى (190) و (702) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (252) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب، يعني ابن الليث، عن أبيه. وفي (253) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله وعبيد الله ابنا عمر. أربعتهم - عبد الله بن عمر، والليث، وعبد الحميد بن جعفر، وعبيد الله بن عمر - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. * أخرجه أحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. وقرىء على سفيان، عن سعيد، عن أبي هريرة، إن شاء الله، قال سفيان: الذي سمعناه منه، عن ابن عجلان. لا أدري عمن سئل سفيان، عن ثمامة بن أثال؟ فقال: كان المسلمون أسروه، فذكر نحوه. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته يقول: عن سفيان سمعت ابن عجلان، عن سعيد عن أبي هريرة، أن ثمامة بن أثال قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 6664 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 114 عمرو بن عَبَسَة السُّلَمِي - رضي الله عنه- 6665 - (م) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «قال عمرو بن عَبَسَةَ السُّلَميُّ: كُنْتُ وأنا في الجاهلية أظُنُّ أنَّ الناس على ضلالة، وأنهم لَيْسُوا على شيء، وهم يَعْبُدُون الأوثان، فسمعتُ برَجُل بمكةَ يُخْبِرُ [ص: 117] أخْباراً، فَقَعَدْتُ على رَاحِلتي، فَقَدِمْتُ عليه، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُسْتَخْفِياً، حِرَاء (1) ، عليه قومه، فَتَلَطَّفتُ، حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنتَ (2) ؟ فقال: أنا نبي، فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله، فقلت: فَبِأيِّ شيء [أرسلك] ؟ قال: [أرسلني] بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يُوَحَّدَ الله ولا يشرك به شيء، قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: حُر وعبد، قال: ومعه يومئذ مِمَّنْ آمَنَ به: أبو بكر وبلال، قلتُ: إنِّي مُتَّبِعُك، قال: إنك لا تستطيع ذلك يومَك هذا، ألا ترى حالي وحالَ الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعتَ بي قد ظهرتُ فائتني، قال: فذهبتُ إلى أهلي، وقدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، وكنتُ في أهْلي، فجعلتُ أتخبَّر الأخبار، وأسأل الناس حين قَدِمَ المدينة، حتى قدم عليَّ نَفَر من أهل يثرب [من أهل المدينة] فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قَدِمَ المدينة؟ فقالوا: الناسُ إليه سِرَاع، وقد أراد قومه قَتْلَهُ، فلم يستطيعوا ذلك، فقدمتُ المدينة، فدخلتُ عليه فقلت: يا رسولَ الله، أتعرفني؟ قال: نعم، أنتَ الذي لقيتَني بمكة؟ [قال: فقلت: بلى] فقلتُ: يا رسولَ الله، أخبرني عَمَّا علَّمك الله وأجهلُه (3) أخبرني عن الصلاة؟ قال: صَلِّ صلاة الصبح، ثم أقْصِرْ عن الصلاة [ص: 118] حتى تطلع الشمس، حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلُع بين قَرْنَي شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صلِّ، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقلَّ الظِّل بالرُّمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تُسْجَرُ جهنمُ، فإذا فاء الفيء فصلِّ فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلِّيَ العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغربَ الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، قال: ثم صَلِّ ما بدا لك، فقلت: يا نبيَّ الله فالوضوء حدِّثني عنه، قال: ما منكم من رجل يُقَرِّب وَضوءه فيُمضمضُ ويستنشق ويستنثر إلا خَرّت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه مع الماء، ثم إذا غسل وجهه، كما أمره الله تعالى، إلا خَرَّت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، أو مع آخر قطرة من الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خَرَّت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرَّت خطايا رأسه من أطراف شعره ومن أُذنيه مع الماء، ثم يَغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامل رجليه مع الماء، فإن هو قام فصلَّى، فحمد الله وأثنى عليه، ومجَّده بالذي هو له أهل، وفَرَّغ قلبه لله في صلاته، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه» . فحدَّث عمرو بن عبَسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال له أبو أمامة: يا عمرو، انظر ما تقول؟ [في مَقام واحد يعطى هذا الرجل؟] فقال [عمرو: يا أبا أمامة] ، لقد كَبِرَت سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، واقترب [ص: 119] أجلي، وما بي حاجة أن أكذبَ على الله، و [لا] على رسوله، ولو لم أسمعْهُ منه إلا مرتين أو ثلاثاً - حتى عدّ سبعاً - ما حدَّثتُ به أبداً، ولكنِّي سمعته منه أكثر من ذلك. أخرجه مسلم (4) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِرَاء) قوم حِرَاء: غضاب مغمومون قد انتقصهم أمرٌ، وعيل صبرهم به حتى أثَّر في أجسامهم، وهو من قولهم: حَرَى جسمه يَحْرِي: إذا نقص من ألم وغمّ. (مشهودة) تشهدها الملائكة ويحضُرونها. (يستقل الظل بالرمح) استقلال الظل بالرمح: كناية عن وقت الظهر، وهو أن يصير الظل مثل ذي الظل. (تسجر) سَجَرت النار: إذا أوقدتها. (قرني شيطان) قرنا الشيطان: كناية عن جنبي رأسه، وقيل: هو مَثل، معناه: أنه في هذا الوقت يتحرك الشيطان فيتسلط، وقيل: القرن: القوة. (فاء) الفيء: أي رجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق. (مجدَّه) التمجيد: التعظيم، و «المجيد» الكريم الشريف.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: جرآء، بوزن علماء، جمع جريء، أي: متسلطين غير هائبين له، قال المصنف في " النهاية ": هكذا رواه وشرحه بعض المتأخرين، والمعروف: حِرَاء. (2) هكذا هو في الأصول " ما أنت " ولم يقل: من أنت، لأنه سأله عن صفته، لا عن ذاته، الصفات مما لا يعقل. (3) وفي هامش الأصل: وفي نسخة لمسلم: مما علمك الله وأجهله. (4) رقم (832) في صلاة المسافرين، باب إسلام عمرو بن عبسة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1/569) قال: حدثني أحمد بن جعفر المعقري، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله وأبو عمار، ويحيى بن أبي كثير، عن أبي أمامة، فذكره. الحديث: 6665 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 116 القسم الثاني من الفرع الثاني من الفصل الثاني من الباب الرابع: في فضائل النساء الصحابيات - رضي الله عنهن- خديجة بنت خُوَيْلِد - رضي الله عنها- 6666 - (خ م) إسماعيل بن أبي خالد قال: قلتُ لعبد الله بن أبي أوفَى: «أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بَشَّرَ خَديجةَ بِبَيْت في الجنة؟ قال: نعم، بَشَّرَها ببيت في الجنة من قَصَب، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَب» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قصب) القصب هاهنا اللؤلؤ المجوف، وقيل: هو جوهر طويل مجوف. (صخب) الصَّخَب: الضجة والغلبة. [ص: 121] (نصب) النصب: التعب.   (1) كذا في الأصل: أخرجه البخاري ومسلم، وفي المطبوع: أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وعلم عليه علامة الترمذي، وليس هو عند الترمذي، فقد رواه البخاري 7 / 104 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، ومسلم رقم (2433) في فضائل الصحابة، باب من فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (720) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/355) قال: حدثنا ابن نمير ويعلى. وفي (4/356) قال: حدثني أبو عبد الرحمن صاحب الهروي، واسمه عبيد الله بن زياد. وفيه (4/356) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/381) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (3/7) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن جرير. وفي (5/48) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (7/133) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي ومحمد بن بشر العبدي. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان وجرير (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في فضائل الصحابة (255) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المعتمر. جميعهم - سفيان، وابن نمير، ويعلى، وأبو عبد الرحمن، ويزيد، ويحيى، وجرير، ومحمد بن بشر، وأبو معاوية، ووكيع، والمعتمر - عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره. الحديث: 6666 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 120 6667 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أتى جبريلُ عليه السلام إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، هذه خديجة قد أتت، ومعها إناء فيه إدَام - أو طعام أو شراب - فإذا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عليها السلام من ربِّها، [ومنِّي] وبَشِّرها ببيت في الجنة من قَصَب، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 605 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2432) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/230) . والبخاري (5/48) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (7/133) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وابن نمير. والنسائي في فضائل الصحابة (253) قال: أخبرنا عمرو بن علي. ستتهم - أحمد بن حنبل، وقتيبة، وأبو بكر، وأبو كريب، وابن نمير، وعمرو - عن محمد بن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، فذكره. * أخرجه البخاري (9/176) قال: حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. فقال: هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام، أو إناء فيه شراب.. فذكر الحديث نحوه. ولم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 6667 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 121 6668 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ما غِرْتُ على خديجة قطّ، وما رأيتُها قط، ولكن كان يُكثر ذِكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يُقَطِّعها أعضاءَ، ثم يَبْعَثُها في صدائق خديجة، وربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد. وفي رواية قالت: «وتزوَّجني بعدها بثلاث سنين، وأمره ربُّه عز وجل: أن يبشِّرَها ببيت في الجنة من قصب» قال في رواية «وأمره الله عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة، فيهدي في خلائلها منها ما يَسَعُهنّ» . [ص: 122] وفي أخرى «وكان إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغْضَبْتُه يوماً، فقلت: خديجة عجوز، فقال: إني رُزِقْتُ حُبَّها» . وفي أخرى قالت: «استأذنتْ هَالَةُ بنت خويلد - أختُ خديجةَ - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فعرف استئذان خديجةَ، فَارْتَاعَ لذلك، فقال: اللهم هالةُ بنت خويلد، فغِرتُ، فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حَمْراء الشِّدْقَيْنِ، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيراً منها» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: قالت: «ما غِرْتُ على امرأة ما غرت على خديجة، لكثرة ذِكرِهِ إياها، وما رأيتُها قَطُّ، وقالت: لم يتزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على خديجة حتى ماتت» . وفي رواية الترمذي قالت: «ما غِرْتُ على أحد من أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ما غِرْتُ على خديجة، وما بي أن أكون أدْرَكْتُها، وما ذاك إلا لكثرةِ ذِكْرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لها، وإن كان ليذبح الشاة، فيَتتبَّعُ بها صدائق خديجةَ، فيهديها لهنَّ» . وفي أخرى قالت: «ما حسدت امرأة ما حسدت خديجة، وما تزوجني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا بعد ما ماتت، وذلك أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بشّرها ببيت في الجنةِ من قَصَب - يعني: من قصب اللؤلؤ - لا صَخَبَ فيه ولا نصب» (1) . [ص: 123] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعضاء) الذي جاء في روايات حديث عائشة في فضل خديجة - رضي الله عنها - في جميع النسخ والكتب التي قرأناها وسمعناها ورويناها «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يُقَطِّع الشاة أعضاء، فيقسمها في صدائق خديجة» وكذا قرأناها في كتاب الحميدي: «أعضاء» ورأيت في الغريب الذي جمعه الحميدي في شرح كتابه عند ذكر هذا الحديث - ما هذا حكايته. (أحِصَّاء) قال: «أَحِصَّاء» جمع حِصة وهي النصيب، يقال في الجمع: حِصص، وهو أكثر استعمالاً، وليس في الحديث لفظة تشبه أحِصَّاء إلا «أعضاء» فإن العين إذا ضُمَّ أولها صارت حاء، وكون الحميدي قد شرح «أحصَّاء» وذكر أنها جمع «حصة» دليل منه على أنه قد رواه «أحِصَّاء» كما شرحها، والتصحيف مع ما شرحه الحميدي ما بقي يتطرق إلى نسخة الغريب، وماعرفت أن «حصة» جمع على «أحصاء» إلا فيما ذكره الحميدي هاهنا وفِعلة لم أعرف لجمعها وزناً على أفعلاء. وتطلبته في كتب اللغة والنحو، فلم أجدها والله أعلم. [ص: 124] (خلائلها) الخلائل: جمع خليلة، وهي الصديقة، والخليل: الصديق. (فارتاع) ارتاع: افتعل من الرَّوْع، وهو الفزع، كأنه طار لُبُّه لمَّا سمع صوت أخت خديجة.   (1) رواه البخاري 7 / 102 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، وفي النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن، وفي الأدب [ص: 123] حسن العهد من الإيمان، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} ، ومسلم رقم (2434) و (2435) و (2436) و (2437) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، والترمذي رقم (3885) و (3886) في المناقب، باب مناقب خديجة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/58، 202) قال: حدثنا أبو أسامة حماد بن أسامة. وفي (6/279) قال: حدثنا عامر بن صالح. والبخاري (5/47) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثنا الليث. وفي (5/48) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن. (ح) وحدثنا عمر بن محمد بن حسن. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا حفص. وفي (7/47) قال: حدثني أحمد بن أبي رجاء. قال: حدثنا النضر. وفي (8/10) و (9/173) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (7/133) (134) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا سهل بن عثمان. قال: حدثنا حفص بن غياث. (ح) وحدثنا زهير بن حرب وأبو كريب. جميعا عن أبي معاوية. وابن ماجة (1997) قال: حدثنا هارون بن إسحاق. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والترمذي (2017) ، (3875) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي. قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي (3876) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى. والنسائي في فضائل الصحابة (256) قال: أخبرنا سليمان بن سلم، قال: أخبرنا النضر. وفي (257) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى. وفي (258) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: أخبرنا حميد، وهو ابن عبد الرحمن. تسعتهم - أبو أسامة حماد بن أسامة، وعامر بن صالح، والليث بن سعد، وحميد بن عبد الرحمن، والنضر بن شميل، وحفص بن غياث، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية الضرير، والفضل بن موسى - عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه مسلم (7/134) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. كلاهما - هشام، والزهري - عن عروة، فذكره. * الروايات ألفاظها متقاربة. وبعضهم يزيد على بعض في اللفظ. وبلفظ: «ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما خديجة فأطنب في الثناء عليها، فأدركني ما يدرك النساء من الغيرة، فقلت: لقد أعقبك الله يا رسول الله من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، قالت: فتغير وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تغيرا لم أره تغير عند شيء قط إلا عند نزول الوحي، أو عند المخيلة حتى يعلم: رحمة، أو عذاب» . أخرجه أحمد (6/150) قال: حدثنا عفان وبهز. وفي (6/154) قال: حدثنا مؤمل أبو عبد الرحمن. ثلاثتهم - عفان، وبهز، ومؤمل أبو عبد الرحمن - عن حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، فذكره. وبلفظ: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت: فغرت يوما، فقلت: ما أكثر ما تذكرها، حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها. قال: ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، قال آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء» . أخرجه أحمد (6/117) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، فذكره. وبلفظ: «استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعرف استئذان خديجة، فارتاح لذلك، فقال: اللهم هالة بنت خويلد فغرت، فقلت: وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها» . أخرجه مسلم (7/134) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «لم يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- على خديجة حتى ماتت» . أخرجه عبد بن حميد (1475) . ومسلم (7/134) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره. الحديث: 6668 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 121 وهذه أحاديث مشتركة بينها وبين غيرها 6669 - (خ م ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «خَيْرُ نسائها: مريمُ بنتُ عمران، وخيرُ نسائها: خديجة بنتُ خويلد» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. قال أبو كريب: «وأشار وكيع إلى السماء والأرض» (1) . زاد رزين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكمُل من النساء إلا مريمُ بنتُ عمران، وآسِيَةُ امرأةُ فرعون، وخديجةُ بنتُ خويلد، وفاطمةُ بنت محمد، وفَضْلُ عائشة على النساء كفضل الثريد على [ص: 125] سائر الطعام» (2) .   (1) رواه البخاري 7 / 101 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك} ، ومسلم رقم (2430) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، والترمذي رقم (3887) في المناقب، باب مناقب خديجة رضي الله عنها. (2) هذه الرواية هي من حديث أبي موسى الأشعري، وهي عند البخاري 6 / 340 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك} ، ومسلم رقم (2431) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، والترمذي رقم (1835) في الأطعمة، باب ما جاء في الثريد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/84) (640) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (1/132) (1109) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/143) (1211) قال: حدثنا محمد بن بشر. والبخاري (4/200) قال: حدثني أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثا النضر. وفي (5/47) قال: حدثني محمد، قال: أخبرنا عبدة. وفي (5/47) قال: حدثني صدقة، قال: أخبرنا عبدة. ومسلم (7/132) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة وابن نمير، ووكيع وأبو معاوية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبدة بن سليمان. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (3877) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة. وعبد الله بن أحمد (1/116) (938) قال: حدثنا أبو خيثمة زهير ابن حرب، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. والنسائي في الكبرى الورقة (110-ب) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية. سبعتهم - عبد الله بن نمير، ووكيع، ومحمد بن بشر، والنضر بن شميل، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة، وأبو معاوية - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، فذكره. الحديث: 6669 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 124 6670 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حَسبُك من نساء العالمين: مريمُ بنتُ عمران، وخديجةُ بنتُ خويلد، وفاطمةُ بنتُ محمد - صلى الله عليه وسلم-، وآسِيَةُ امرأة فرعون» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3888) في المناقب، باب مناقب خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن حبان رقم (2222) " موارد "، والحاكم 3 / 157 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/135) . والترمذي (3878) قال: حدثنا أبو بكر بن زنجويه. كلاهما - أحمد، وأبو بكر - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. الحديث: 6670 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 125 فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها- 6671 - (ت) جميع بن عمير التيمي - رحمه الله -: قال: دخلتُ مع عمتي على عائشة، فَسُئلتْ «أيُّ الناس كان أحبَّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: فاطمة، قيل: من الرجال؟ قالت: زوجُها، إنْ كان ما علمتُ صَوَّاماً قَوَّاماً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3873) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن، ويشهد له الحديث الذي بعده، ورواه الحاكم وصححه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3874) قال: حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب بن أبي الجحاف عن جميع بن عمير التيمي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال: أبو الجحاف اسمه داود بن أبي عوف، ويروى عن سفيان الثوري: حدثنا أبو الجحاف وكان مرضيا. الحديث: 6671 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 125 6672 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: «كان أحبَّ النساء إلى [ص: 126] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فاطمةُ، ومن الرجال عليّ» . قال إبراهيم النخعي: يعني: من أهل بيته. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3867) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3868) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا الأسود بن عامر، عن جعفر الأحمر، عن عبد الله بن عطاء، عن ابن بريدة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 6672 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 125 6673 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «سألَتني أمي: متى عهدُك برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» وقد تقدَّم في فضل حذيفة، وفي آخره: «ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هذا مَلَك نزل من السماءِ، لم يَنزِل الأرضَ قط قبل هذه الليلة، استأذن ربَّه أن يُسلِّم عليَّ، ويبشَّرني أن فاطمة سيدةُ نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3783) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/391) قال: حدثنا حسين بن محمد. وفي (5/404) مختصرا قال: حدثنا زيد ابن الحباب. والترمذي (3781) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، وإسحاق بن منصور، قالا: أخبرنا محمد بن يوسف. والنسائي في فضائل الصحابة (193) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا الحسين بن محمد، أبو أحمد. وفي (260) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثني زيد بن حباب. وفي الكبرى (357) مختصرا قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن حباب. وابن خزيمة (1194) مختصرا قال:حدثنا أبو عمر،حفص بن عمرو الربابي، قال: حدثنا زيد بن حباب. ثلاثتهم - حسين، وزيد، ومحمد بن يوسف - عن إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال ابن عمرو، عن زر ين حبيش، فذكره. وقال الترمذي، هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه. إلا من حديث إسرائيل. الحديث: 6673 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 126 6674 - (خ م ت د) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: أن علي بن الحسين بن علي حدَّثهم: «أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتلَ الحسين بن عليّ لَقِيه المِسْوَرُ، فقال له: هل لك إليَّ حاجة تأمرني بها؟ قال: فقلتُ له: لا، فقال: هل أنت مُعْطِيَّ سيفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإني أخافُ أن يَغْلِبَكَ القوم عليه؟ وايْمُ الله، لئن أعطيتنيه لا يُخْلَصُ إليه أبداً، حتى تُبْلَغَ نفسي، إن علي بن أبي طالب خطبَ بنتَ أبي جهل على فاطمةَ، فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس في ذلك على منبره [هذا]- وأنا يومئذ [ص: 127] مُحْتَلِم - فقال: إن فاطمة مِنِّي، وأنا أتخوَّفُ أن تُفتنَ في دينها، ثم ذكر صِهراً له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه، قال: حدَّثني فصَدَقني ووعدني فوفاني، وإني لستُ أحرِّم حلالاً، ولا أحِلُّ حراماً، ولكنْ والله، لا تجتمع بنتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبنتُ عدوِّ الله مكاناً واحداً أبداً» . وفي رواية علي بن الحسين: أن المسور بن مَخْرمة قال: إن علياً خطب بنت أبي جهل، وعنده فاطمة بنتُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسمعتْ بذلك فاطمةُ فأتتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يزعُمُ قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا عليّ ناكحاً ابْنَةَ أبي جهل، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمعتُه حين تشهَّد يقول: «أما بعدُ، فإني أنْكَحْتُ أبا العاص بن الربيع، فحدَّثني فصَدقني، وإن فاطمةَ بَضْعة مني، وأنا أكره أن يَسُوؤها - وفي رواية: أن يَفْتنُوها - والله، لا تجتمعُ بنتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبنتُ عدوِّ الله عند رجل واحد أبداً» . فترك عليّ الخِطبة. وفي أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو على المنبر: «إنَّ بنيَّ هشام ابن المغيرة استأذنوني في أن يُنكحوا ابنتَهم عليَّ بن أبي طالب، فلا آذنُ لهم، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابنُ أبي طالب أن يُطلِّقَ ابنتي، وينكحَ ابنتهم، فإنما هي بَضْعَة مني، يَريبُني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها» . وفي رواية مختصراً: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «فاطمةُ بَضْعة مني، [ص: 128] فمن أغْضَبها فقد أغضبني» . وفي أخرى «إن فاطمة بَضْعَة مني، يؤذيني ما آذاها» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي الرواية الثالثة، وأخرج أبو داود الأولى والثالثة (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 67 و 68 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أصهار النبي صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب فاطمة، وفي الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، وفي الجهاد، باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه، وفي النكاح، باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والانصاف، وفي الطلاق، باب الشقاق، ومسلم رقم (2449) في فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (2069) و (2070) و (2071) في النكاح، باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، والترمذي رقم (3866) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/326) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان. وفي (4/326) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/326) قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني محمد بن عمرو ابن حلحلةالدؤلي. والبخاري (2/14، 5/28) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/101) قال: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، أن الوليد بن كثير حدثه، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلى. ومسلم (7/141) قال: حدثني أحمد بن حنبل، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني محمد ابن عمرو بن حلحلة الدؤلي. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، وفي (7/142) قال: وحدثنيه أبو معن الرقاشي، قال: حدثنا وهب، يعني ابن جرير، عن أبيه، قال: سمعت النعمان، يعني ابن راشد. وأبو داود (2069) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة. وابن ماجه (1999) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. والنسائي في فضائل الصحابة (267) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم ابن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن حلحلة. ثلاثتهم - النعمان بن راشد، وشعيب، ومحمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي - عن ابن شهاب الزهري، عن علي بن الحسين، فذكره. الحديث: 6674 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 126 6675 - (ت) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: «إن عليّاً ذكر بنْتَ أبي جهل، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنما فاطمةُ بَضْعة مني يؤذيني ما آذاها، ويُنْصِبُني ما أنصبَها» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3868) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/5) . والترمذي (3869) قال: حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهكذا قال أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن الزبير، وقال غير واحد عن ابن أبي ملكية، عن المسور بن مخرمة، ويحتمل أن يكون ابن أبي مليكة روى عنهما جميعا. الحديث: 6675 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 128 6676 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دعا فاطمة عام الفتح (1) ، فناجاها فبكتْ، ثم حدّثها فضحكت، قالت: فلما [ص: 129] تُوُفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سألتُها عن بكائها وضحكها؟ قالت: أخبرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه يموتُ، فَبَكَيْتُ، ثم أخبرني: أني سيدةُ نساءِ أهلِ الجنة، إلا مريم ابنةَ عمران، فضحكت. أخرجه الترمذي (2) .   (1) قال ملا علي القاري: الظاهر أن هذا وهم، إذ لم يثبت عند أرباب السير وقوع هذه القضية [ص: 129] عام الفتح، بل كان هذا في عام حجة الوداع، أو حال مرض موته عليه السلام، وانظر الحديث الذي بعده. (2) رقم (3872) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3873) و (3893) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة. قال: حدثني موسى بن يعقوب الزمعي، عن هاشم بن هاشم، أن عبد الله بن وهب بن زمعة أخبره، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. الحديث: 6676 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 128 6677 - (خ م دت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فاطمةَ في شكواه الذي قُبض فيه، فسارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارَّها فضحكت، فسألتُها عن ذلك؟ فقالت: سارَّني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أنه يُقْبَض في وجعه الذي تُوفي فيه، فَبَكَيْتُ، ثم سارَّني أني أولُ أهله يَتْبَعُه، فضحكتُ. وفي رواية قال: «كنّ أزواجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عنده لم يُغادِرْ منهنّ واحدة فأقبلتْ فاطمة تمشي، ما تُخْطئ مِشْيَتُها من مَشيةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[شيئاً] ، فلما رآها رَحَّب بها، وقال: مَرْحَباً بابْنَتي، ثم أجْلَسَهَا عن يمينه - أو عن شماله - ثم سارَّها، فبكت بكاء شديداً، فلما رأى جَزَعَها سارَّها الثانية، فضحكت، فقلتُ لها: خَصَّكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من بين نسائه بالسِّرار، ثم أنتِ تبكين؟ فلما قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سألتُها: ما قال لكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ [ص: 130] قالت: ما كنتُ لأفْشِيَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سِرَّه، قالت: فلما تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ: عَزَمْتُ عليكِ بما لي عليك من الحق، لَمَا حَدَّثْتِني ما قال لكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: أمَّا الآن فنعم، أمَّا حين سارَّني في المرة الأولى، فأخبرني أن جبريل عليه السلام كان يُعارِضُه القرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا [قد] اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلفُ أنا لكِ، قالت: فَبَكَيْت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جَزَعِي سارَّني الثانية، فقال: يا فاطمةُ، أما تَرْضَيْنَ أن تكوني سيّدةَ نساءِ المؤمنين - أو سيدةَ نساءِ هذه الأمة -؟ قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت» اللفظ لحديث مسلم. وفي أخرى قالت: «لما كان يومُ الاثنين الذي تُوفِّي فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أصبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كأنه وجَدَ خِفَّة، فَافْتَرق الناسُ عنه، واجْتمع نساؤه عنده، لم يُغادر منهنَّ امرأة، ثم أقْبَلَت فاطمة، فلا والله ما تخفى مِشْيَتُها من مِشْيَةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما رآها اسْتَبْشَرَ وتهلّل وجهُه، فسارّها فبكت، ثم سارها فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم أقْرَبَ فرحاً من بكاء، ثم سألتُها عما سارَّها به؟ فقالت: ما كنت لأفْشِيَ سِرَّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سألتها، وقلت لها: بما لي عليك من الحق إلا ما أخبرتِني، فقالت: أسَرَّ إليَّ: أيْ بُنَيَّةُ، إن جبريل - عليه السلام- كان [ص: 131] يُعارِضني بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني به الآن مرتين، وما أُراني إلا قد اقترب أجلي، فلا تكوني دون امرأة صبراً، فَبَكَيْت، فقال: أما تَرْضَيْنَ أن تكوني سيدةَ نساءِ أهل الجنة، وأنَّكِ أوَّلُ أهلي لُحُوقاً بي؟ فضحكت» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قالت: «ما رأيت أحداً أشبه سَمْتاً ودَلاً وهدياً برسول الله - صلى الله عليه وسلم- في قيامها وقعودها - من فاطمة بنتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: وكانت إذا دخلت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قام إليها، فقبَّلها وأجْلَسَها في مجلسه، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا دخل عليها قامت من مجلسها، فقبَّلته وأجلسته في مجلسها، فلما مرض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، دخلت فاطمةُ فأكبَّت عليه، فقبَّلتْه، ثم رفعت رأسها، فبكت، ثم أكبّت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت، فقلت: إن كنت لأظنُّ أنَّ هذه من أعْقَلِ نسائِنا، فإذا هي من النساء، فلما تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلت لها: أرأيت حين أكبَبْت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فرفعتِ رأسكِ فبكَيْتِ ثم أكببتِ عليه، فرفعتِ رأسكِ فضحكتِ: ما حَمَلَكِ على ذلكِ؟ قالت: إني إذا لَبَذِرَة، أخْبَرَني أنه ميت من وجعه هذا فبكَيتُ، ثم أخبرني: أني أسْرَعُ أهله لُحُوقاً به، فذلك حين ضحكتُ» . وأخرج أبو داود من رواية الترمذي إلى قوله: «وأجلسها في [ص: 132] مجلسه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يغادر) أي: لم يترك. (بالسِّرار) السِّرار: المسارَّة. (وتهلّل) تهلَّلَ وجهه، أي: استنار واستبشر. (يعارضني القرآن) أي: يدارسني في كل عام مرة واحدة بجميع القرآن الذي نزل. (عزمت عليكِ) أي: أقسمت. (نِعْم السلف) السلف: الماضون، أي: نعم ما تقدَّم لك مني، لأن السلف: ما تقدَّم من الآباء والأجداد. (لبَذِرَة) البَذِر: الذي يفشي السر، ويظهر ما يسمَعُه.   (1) رواه البخاري 6 / 462 في الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الاستئذان، باب من ناجى بين يدي الناس ومن لم يخبر بسر صاحبه فإذا مات أخبر به، ومسلم رقم (2450) في فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3871) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (5217) في الأدب، باب ما جاء في القيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/77) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وفي (6/240 و282) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (4/284، 5/26) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. وفي (6/12) قال: حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي. ومسلم (7/142) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. والنسائي في فضائل الصحابة (262) قال: أخبرني محمد بن رافع، قال: حدثنا سليمان بن داود. ستتهم - يعقوب بن إبراهيم، ويزيد بن هارون، ويحيى بن قزعة، ويسرة بن صفوان، ومنصور بن أبي مزاحم، وسليمان بن داود - عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، أن عروة بن الزبير حدثه، فذكره. وبلفظ: «مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاءت فاطمة فأكبت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسارها فبكت، ثم أكبت، عليه، فسارها فضحكت، فلما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- سألتها فقالت: لما أكببت عليه أخبرني أنه ميت من وجعه ذلك فبكيت، ثم أكببت عليه فأخبرني أني أسرع أهله به لحوقا، وأني سيدة نساء أهل الجنة إلامربم بنت عمران فرفعت رأسي فضحكت» . أخرجه النسائي في فضائل الصحابة (261) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ: «اجتمع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة، ثم إنه سارها فضحكت أيضا، فقلت لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما كنت لافشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحديثه دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. حتى إذا قبض سألتها فقالت: إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة. وإنه عارضه به في العام مرتين، ولا أراني إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهلي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك. فبكيت لذلك، ثم إنه سارني فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟ فضحكت لذلك» . أخرجه أحمد (6/282) قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. والبخاري (4/247) . وفي الأدب المفرد (1030) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (8/79) قال: حدثنا موسى، عن أبي عوانة ومسلم (7/142) و (143) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن زكريا. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا. وابن ماجة (1621) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن زكريا. والنسائي في فضائل الصحابة (263) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا سعدان بن يحيى، عن زكريا. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17615) عن محمد بن معمر، عن أبي داود، عن أبي عوانة. كلاهما - زكريا بن أبي زائدة، وأبو عوانة - عن فراس، عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره. الحديث: 6677 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 129 عائشة بنت أبي بكر [الصِّدِّيق] رضي الله عنهما 6678 - (خ م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن (1) : عن عائشة [ص: 133] قالت: «قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً: يا عائشُ، هذا جبريل يُقرئِكِ السلام، قلتُ: وعليه السلامُ ورحمةُ الله وبركاته، قالت: - وهو يرى ما لا أرى - تريد: رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي. وفي رواية أبي داود والترمذي «فقالتْ: وعليه السلام ورحمة الله» . وفي أخرى للنسائي قالت: «أوحَى الله عز وجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأنا معه، فقمتُ فأجَفْتُ البابَ بيني وبينه، فلما رُفِّهَ عنه قال: يا عائشة إن جبريل يقرئك السلام» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَجَفْتُ الباب) : إذا أغْلقَته. (رفّه عنه) تقول: رفَّه فلان عني: إذا أراحني، وإذا كان الإنسان في ضيق فنفَّست عنه، قلت: رفَّهتُ عنه.   (1) في المطبوع: عبد الرحمن بن عوف وهو خطأ. (2) رواه البخاري 7 / 83 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأدب، باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفاً، وفي الاستئذان، باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال، وباب إذا قال: فلان يقرئك السلام، ومسلم رقم (2447) في فضائل الصحابة، باب فضائل عائشة رضي الله عنها، وأبو داود رقم (5232) في الأدب، باب في الرجل يقول: فلان يقرئك السلام، والترمذي رقم (3876) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، والنسائي 7 / 69 في عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/55) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/112) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (6/208) قال: حدثنا وكيع. (ح) ويزيد. وفي (6/224) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (8/69) ، وفي الأدب المفرد (1116) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (7/139) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ويعلى بن عبيد. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الملائي. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أسباط بن محمد. وأبو داود (5232) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. وابن ماجة (3686) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والترمذي (2693) قال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (3882) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. تسعتهم - يحيى بن سعيد، وأبو نعيم الملائي، ووكيع، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وعبد الرحيم ابن سليمان، وأسباط بن محمد، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن المبارك - عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي. 2- وأخرجه أحمد (6/88) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. وفي (6/117) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا بن مبارك، عن يونس. والدارمي (2641) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة. والبخاري (4/136) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/36) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. وفي (8/55) وفي الأدب المفرد (827) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/68) قال: حدثنا ابن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. وفي الأدب المفرد (1036) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. ومسلم (7/139) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والترمذي (3881) قال: حدثنا سويد ابن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (7/69) وفي عمل اليوم والليلة (377) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أنبأنا شعيب. وفي عمل اليوم والليلة (376) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله. عن معمر. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17766) عن أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، عن سعيد ابن عفير، عن الليث، عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر. أربعتهم - شعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد الأيلي، ومعمر بن راشد، وعبد الرحمن بن خالد - عن ابن شهاب الزهري. كلاهما - عامر الشعبي، والزهري- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فذكره. * الروايات ألفاظها متقاربة. * في رواية محمد بن فضيل وابن المبارك، عن الشعبي. ورواية يونس، عن الزهري، وهشام بن يوسف وابن المبارك، عن معمر، عن الزهري. ورواية عمرو بن منصور، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري: «هذا جبريل يقرأ عليك السلام. فقالت: وعليه السلام ورحمه الله وبركاته ... » . وبلفظ «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: هذا جبريل عليه السلام، وهو يقرأ عليك السلام. فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى مالا نرى.» . أخرجه أحمد (6/150) وعبد بن حميد (1480) والنسائي (7/69) . وفي عمل اليوم والليلة (375) قال: أخبرنا نوح بن حبيب. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، ونوح بن حبيب- عن عبد الرزاق،. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره. وبلفظ: «أوحى الله إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا معه فقمت فأجفت الباب بيني وبيه فلما رفه عنه قال لي: ياعائشة، إن جبريل يقرئك السلام» . أخرجه النسائي (7/69) . وفي فضائل الصحابة (277) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، عن عبدة، عن هشام، عن صالح بن ربيعة بن هدير، فذكره. وبلفظ: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واضعا يديه على معرفه فرس وهو يكلم رجلا، قلت: رأيت واضعا يديك علي معرفة فرس دحية الكبي وأنت تكلمة، قال: ورأيتيه؟ قالت: نعم، قال: ذاك جبريل عليه السلام وهو يقرئك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمه الله وبركاته، جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل، فنعم الصاحب ونعم الدخيل.» . أخرجه الحميدي (277) . وأحمد (6/74و146) . قالا: حدثنا سفيان، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 6678 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 132 6679 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 134] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فضلُ عائشة على النساءِ كفضل الثريد على سائر الطعام» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) في المطبوع: أخرجه النسائي فقط، وهو خطأ، وقد رواه البخاري 7 / 73 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي الأطعمة، باب الثريد، وباب ذكر الطعام، ومسلم رقم (2446) في فضائل الصحابة، باب فضل رضي الله عنها، والترمذي رقم (3881) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/56ا) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (3/264) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والدارمي (2075) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا خالد. والبخاري (5/36) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن جعفر. وفي (7/97) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (7/100) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد ومسلم (7/138) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان- يعني ابن بلال- (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل- يعنون ابن جعفر-. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز- يعني ابن محمد-. وابن ماجة (3281) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أنبأنا مسلم بن خالد. والترمذي (3887) . وفي الشمائل (175) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (970) عن إسحاق بن إبراهيم، عن حسين الجعفي، عن زائدة. سبعتهم - زائدة، وإسماعيل، وخالد، ومحمد بن جعفر، وسليمان، وعبد العزيز، ومسلم - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم، أبي طوالة، فذكره. الحديث: 6679 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 133 6680 - (خ م س ت) أبو موسى وعائشة - رضي الله عنهما - قالا: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» أخرجه النسائي (1) . وفي رواية البخاري ومسلم والترمذي عن أبي موسى وحده أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يَكْمُلْ من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضلُ عائشةَ على النساءِ كفضل الثريد على سائرالطعام» (2) .   (1) 7 / 68 في عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، وهو حديث صحيح. (2) في المطبوع خلط هذا الحديث وحديث أنس الذي قبله في حديث واحد، وقد تقدم تخريجه في الحديث رقم (6669) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن أبي موسى: أخرجه أحمد (4/394) قال: حدثنا وكيع وابن جعفر. وفي (4/409) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر. وعبد بن حميد (566) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. والبخاري (4/193) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال:حدثنا وكيع. وفي (4/200) و (5/36) قال: حدثنا آدم. وفي (5/36) قال: حدثنا عمرو. وفي (7/97) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (7/132) و (133) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3280) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (1834) . وفي الشمائل (174) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/68) . وفي فضائل الصحابة (275) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر، وهو ابن المفضل. وفي فضائل الصحابة (248) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (251) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا غندر. سبعتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر غندر، وسعيد بن الربيع، وآدم، وعمرو بن مرزوق، ومعاذ العنبري، وبشر بن المفضل - عن شعبة، عن عمرو بن مرة الجملي، عن مرة الهمداني، فذكره. وعن عائشة: أخرجه أحمد (6/159) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والنسائي (7/68) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أنبأنا عيسى بن يونس. كلاهما - عثمان بن عمر، وعيسى بن يونس - عن ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 6680 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 134 6681 - (ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «ما أشْكلَ علينا أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حديث قطّ، فسألنا عائشةَ إلا وجدنا عندها منه علماً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3877) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3883) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا زياد بن الربيع، قال: حدثنا خالد بن سلمة المخزومي، عن أبي بردة، فذكره. وقال: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6681 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 134 6682 - (ت) عمرو بن العاص (1) - رضي الله عنه - قال: «قيل: يا رسولَ الله مَن أحبُّ الناس إليك؟ قال: عائشة، قيل: من الرجال؟ قال: أبوها» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في الأصل: أبو موسى الأشعري، وفي المطبوع: عمرو بن غالب، وكلاهما خطأ , والتصحيح من الترمذي. (2) رقم (3879) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الترمذي (3886) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا يحيى ابن سعيد الأموي. والنسائي في فضائل الصحابة (5) قال: أخبرنا محمد بن عيسى، عن ابن المبارك. كلاهما - يحيى، وعبد الله بن المبارك- عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث إسماعيل عن قيس. وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته. فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: عمر. فعد رجالا.» . أخرجه أحمد (4/203) .وعبد بن حميد (295) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا عبد العزيز ابن المختار. والبخاري (5/6) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وفي (5/209) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. ومسلم (7/109) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. والترمذي (3885) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب،ومحمد ابن بشار. قالا: حدثنا يحيى بن حماد، قال:حدثنا عبد العزيز بن المختار. والنسائي في فضائل الصحابة (16) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا عبد العزيز بن المختار. كلاهما - عبد العزيز، وخالد بن عبد الله - عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان، فذكره. الحديث: 6682 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 135 6683 - (ت) عمرو بن غالب - رحمه الله (1) -: «أنَّ رجلاً نال من عائشةَ عند عمّار بن ياسر - رضي الله عنه -، فقال: اغْرُبْ مَقْبُوحاً مَنْبُوحاً، تؤذي حبيبة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟» أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اغرب) اغرب: بمعنى ابعد، كأنه أمره بالغروب والاختفاء. (مقبوحاً) : المقبوح: الذي يردُّ ويطرد، ويقال: قبَّحه الله، أي: أبعده. (منبوحاً) : المنبوح: الذي يضرب له مثل الكلب.   (1) في المطبوع: عبد الله بن زياد الأسدي، وهو خطأ. (2) رقم (3882) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3888) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب، فذكره. وقال: هذا حديث حسن. الحديث: 6683 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 135 6684 - (ت) عبد الله بن زياد الأسدي - رحمه الله -: قال: سمعتُ عمَّارَ ابن ياسر - رضي الله عنه - يقول: «هي زوجته في الدنيا والآخرة - يعني [ص: 136] عائشة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3883) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (9/70) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (3889) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - يحيى، وابن مهدي - قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: حدثنا أبو حصين، قال: حدثنا أبو مريم عبد الله بن زياد الأسدي، فذكره. الحديث: 6684 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 135 6685 - (خ) أبو وائل الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «لمَّا بَعَثَ عَليّ عَمَّاراً والحسنَ إلى الكوفة ليستنفرهم، خَطَبَ عمارُ، فقال: إني لأعْلَمُ أنها زوجةُ نبيِّكم في الدنيا والآخرة، ولكنَّ الله ابتلاكم بها لينظر إياهُ تتَّبعون أو إياها (1) » أخرجه البخاري (2) .   (1) في نسخ البخاري المطبوعة: ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها. (2) 7 / 83 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/265) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (5/36) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (9/70) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن أبي غنية. كلاهما - شعبة، وعبد الملك بن أبي غنية - عن الحكم، قال: سمعت أبا وائل، فذكره. الحديث: 6685 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 136 6686 - (خ م ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنَّ النَّاسَ كانوا يتحرَّون هداياهم يوم عائشة يبتغون بها - أو يبتغون بذلك - مرضاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية عن عائشة قالت: «إن نساءَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- كُنَّ حزبين، فحزب فيه: عائشة وحفصةُ وصفيةُ وسودةُ، والحزب الآخر: أمُّ سلمةَ وسائرُ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وكان المسلمون قد علموا حُبَّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هديَّة يريد أن يُهديَها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أخَّرها، حتى إذا كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة ذهب صاحب الهدية بها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة، فكلَّم حزبُ أمِّ سلمة أمَّ سلمة، فقلن لها: كَلِّمي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُكَلِّمُ الناس، فيقول: من أراد [ص: 137] أن يُهْدِي إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- هدية فَلْيُهْدِ إليه حيثُ كان مِنْ نسائه، فَكَلَّمَتْهُ أمُّ سلمةَ بما قُلْنَ، فلم يقل لها شيئاً، فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئاً، فقلن لها: كَلِّميه، قالت: فكلَّمْتُه حين دار إليها أيضاً، فلم يقل لها شيئاً، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئاً، فَقُلْنَ لها، كَلِّميه حتى يكلِّمَكِ، فدار إليها فكلَّمته، فقال لها: لا تؤذيني في عائشة، فإن الوَحْيَ لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة، قالت: فقلتُ: أتوبُ إلى الله مِنْ أذاك يا رسولَ الله ثم إنهنَّ دَعَونَ فاطمة بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأرسلنها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تقول: إن نساءك يسألْنَك العَدْلَ في بنت أبي بكر، فكلمتْهُ، فقال: يا بُنَيَّةُ، ألا تُحِبِّينَ ما أُحِبُّه؟ فقالت: بلى، فَرَجَعَتْ إليهن، فأخْبرَتْهُنَّ، فقلن: ارجِعِي [إليه] ، فأبت أن ترجع، فأرسَلْنَ زينبَ بنتَ جحش، فأتته فأغْلَظَتْ، وقالت: إن نساءك يَنْشُدنَكَ الله العدلَ في بنت أبي قحافة، فرفعتْ صوتها ثلاثاً، حتى تَنَاوَلت عائشةَ، وهي قاعدة، فَسَبَّتْها، حتى إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيَنْظُرُ إلى عائشة: هَلْ تكلَّمُ؟ قال: فتكلمتْ عائشةُ تَرُدُّ على زينبَ، حتى أسكتتها، قال: فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى عائشة، فقال: إنها ابنةُ أبي بكر» . وفي أخرى قال: «كان الناس يَتَحَرَّون بِهدَاياهم يومَ عائشةَ، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أمِّ سلمةَ، فقلن: يا أم سلمة، إن الناس يتحرَّون [ص: 138] بهداياهم يوم عائشةَ، وإنا نريد الخير، كما تريدُ عائشةُ، فَمُرِي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يأمرَ الناس أن يُهدوا إليه حيثما كان، أو حيثما دار، قالت: فذكرت ذلك أمُّ سلمة للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالت: فأعرض عني، قالت: فلما عادَ إليَّ ذكرتُ ذلك له، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت ذلك له، فقال: يا أمَّ سَلمةَ: لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها» . وفي أخرى قالت: «أرسل أزواجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فاطمةَ بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فاستأذنت عليه وهو مضطجع في مِرْطي، فأذِن لها، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجَك أرْسَلْنَني يَسْألْنَك العدل في ابنة أبي قحافة، وأنا سَاكِتَة، قالت: فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أي بنيَّةُ، ألَسْتِ تُحِبِّينَ ما أحِبُّ؟ فقالت: بلى، قال: فأحِبِّي هذه، قالت: فقامت فاطمةُ حين سمعَتْ ذلك من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فرجعت إلى أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخْبَرَتْهُنَّ بالذي قالت، والذي قال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلن لها: ما نُراكِ أغْنَيْت عَنَّا من شيء، فارجعي إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقولي له: إن أزواجَك يَنْشُدنَكَ العدلَ في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمةُ: لا والله لا أكلِّمُه فيها أبداً، قالت عائشةُ: فأرسل أزواجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- زينبَ بنتَ جَحش، زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وهي التي كانت تُسَامِيني منهنَّ في المنزلة عند [ص: 139] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم أرَ قَطُّ خيراً في الدِّين مِنْ زَيْنبَ، وأتْقَى لله، وأصْدَقَ حديثاً، وأوْصَلَ للرحم، وأعظمَ صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تَصَدَّقُ به، وتَقَرَّبُ به إلى الله عز وجل، ما عدا سَوْرَة من حَدٍّ كانت فيها، تُسْرِع منها الفَيئَةُ، قالت: فاستأذنت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مع عائشةَ في مِرْطها على الحال التي دَخَلَتْ فاطمةُ عليها وهو بها، فأذِنَ [لها] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسولَ الله: إن أزواجك أرسَلنَني يسألْنَكَ العَدْلَ في ابنة أبي قحافة، قالت: ثم وقَعَتْ بي، فاستطالت عَليَّ، وأنا أرقُبُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأرقُبُ طَرْفَه، هل يأذن لي فيها؟ قالت: فلم تبرح زينبُ حتى عرفتْ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يكره أن أنتصِر، قالت: فلما وقَعَتُ لم أنْشَبْها حتى أثْخَنت عليها - وفي رواية: لم أنشبْها أن أثخنتها غَلَبَة - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتَبَسَّمَ: إنها ابنة أبي بكر!!» . أخرج الأولى والثانية والثالثة البخاري، وأخرج مسلم الأولى والرابعة ولم يخرج البخاري من الرابعة إلا طرفاً تعليقاً، قال: قالت عائشةُ: «كنت عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فاستأذنت فاطمةُ» لم يزد. وأخرج الترمذي الرواية الثالثة، وأخرج النسائي الأولى والرابعة، وأخرج طرفاً من الثالثة، وهو قوله: «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأم سلمة: يا أمَّ سلمةَ، لا تؤذيني في عائشةَ، فإنه [ص: 140] والله ما أتاني الوحي، وأنا في لحاف امرأة منكن، إلا هذه» (1) . وله في أخرى قالت عائشةُ: «ما علمتُ حتى دخلت عليَّ زينبُ بغير إذن وهي غَضْبى، ثم قالت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: حَسْبُكَ إذ قَلَبتْ لَكَ ابنةُ أبي قحافة ذُرَيْعَتَيْها، ثم أقبلت عَليَّ، فأعرضت عنها حتى قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: دُونَك فانتصري، فأقْبَلْتُ عليها حتى رأيتُها قد يَبِسَ رِيقُها في فيها، ما تَرُدُّ عليَّ شيئاً، فرأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يتهلَّل وجهه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتحرَّون) التحري: القصد والاعتماد للشيء، والاجتهاد في تحصيل الأمر المطلوب. (مِرطي) المِرْط: الكساء من الخز والصُّوف يُتغَطَّى به. (تساميني) المساماة: المناظرة والمناصبة، وهو مفاعلة من السُّمُوِّ، وهو العلوُّ. [ص: 141] (سورة من حدّ) السَّورة: الوثوب والثوران، والحَدّ: الحِدّة في الإنسان. (الفيئة) مثال الفيعة، بكسر الفاء: الرجوع عن الشيء الذي يكون قد لابسه الإنسان. (لم أنشبها) أي: لم ألبَثها. (وقعت به) إذا وقعت في عرضه وشتمته، من الوقيعة في الناس. (أثخنت) الإثخان على الجريح: هو المبالغة في جرحه، وأثخنه المرض: إذا اشتد عليه، والإثخان أيضاً: التمكن من الشيء، فكأنها أرادت: أنها تمكنت منها وبالغت في جوابها. (الذُّرَيعة) تصغير الذراع، ثم ثَنَّاها مصغَّرة، وأراد بها ساعديها.   (1) رواه البخاري 7 / 84 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي الهبة، باب قبول الهدية، وباب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض، ومسلم رقم (2441) و (2442) في فضائل الصحابة، باب فضائل عائشة رضي الله عنها، والترمذي رقم (3874) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنه، والنسائي 7 / 65 - 69 في عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض. (2) هذه الرواية لم نجدها عند النسائي، وهي عند أحمد في " المسند " 6 / 93 وابن ماجة رقم (1981) في النكاح، باب حسن معاشرة النساء، وفي سنده زكريا بن زائدة وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/203) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. ومسلم (7/135) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17044) عن إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم - إبراهيم، وأبو كريب، وإسحاق - عن عبدة بن سليمان. قال: حدثنا هشام، عن أبيه، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها البخاري (3/204) قال: حدثنا سليمان حرب. وفي (5/37) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. والترمذي (3879) قال: حدثنا يحيى بن درست بصري. والنسائي (7/68) . وفي فضائل الصحابة (276) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الصاغاني. قال: حدثنا شاذان. أربعتهم - سليمان بن حرب، وعبد الله بن عبد الوهاب، ويحيى بن درست، وشاذان - عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6686 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 136 6687 - (س) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أن نساءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كلَّمْنَ أمَّ سلمةَ أن تُكلِّم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: أن الناس كانوا يتحرَّون بهداياهم يومَ عائشةَ، ويَقُلْنَ: إنا نُحِبُّ الخير كما تحبُّ عائشة، فكلَّمته، فلم يجبها، فلما دار عليها كلمته، فلم يجبها، فقلْن: ما ردَّ عليكِ؟ قالت: لم يجبني، قُلْن: لا تَدَعِيه حتى يردَّ عليكِ، أو تنْظُري ما يقول، فلما دار عليها كلّمته، فقال: لا تؤذيني في عائشة، فإنه لم ينزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنَّ، إلا في لحاف [ص: 142] عائشةَ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 68 و 69 في عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، وهو حديث صحيح يشهد له روايات الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/293) قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والنسائي (7/68) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن عبدة. ثلاثتهم - أبو أسامة، وحماد بن سلمة، وعبدة - عن هشام بن عروة، عن عوف بن الحارث، عن أخته رميثة بنت الحارث أم عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، فذكرته. * في رواية عبدة بن سليمان: «لا تؤذيني في عائشة، فإنه لم ينزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن إلا في لحاف عائشة.» . الحديث: 6687 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 141 6688 - (خ) القاسم بن محمد: «أن عائشة اشتكتْ فجاء ابنُ عباس، فقال: يا أمَّ المؤمنين، تَقْدَمين على فَرَطِ صِدْق، على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعلى أبي بكر» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فرط) الفرَط: المتقدِّم على القوم في المسير، وفي طلب الماء، فجعل ابن عباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر متقدِّمين عليها في المقصد، وأضافهما إلى «صدق» وصفاً لهما ومدحاً، كما قال الله تعالى: {قَدَم صدق} [يونس:2] .   (1) 7 / 83 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي تفسير سورة النور، باب: {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/36) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: حدثنا ابن عون، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 6688 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 142 6689 - (خ) ابن أبي مليكة - رحمه الله -: قال: «استأذن ابنُ عباس على عائشةَ قُبيل موتها وهي مغلوبَة، فقالت: أخْشَى أن يُثْني عليَّ، فقيل: ابن عمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومِنْ وجوه المسلمين، فقالت: ائذنوا له، فقال: كيف تَجِدينَكِ؟ قالت: بخير، إن اتقيتُ الله، قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم يَنْكِحْ بِكراً غيركِ، ونزل عُذْرُك من [ص: 143] السَّماءِ، ودخل ابن الزبير خلافَه فقالت: دخل ابنُ عباس فأثنى عليَّ، ووَدِدْتُ أني كنت نَسياً مَنْسياً» . أخرجه البخاري (1) ، وله في أخرى نحوه، ولم يذكر «نسياً مَنْسياً» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نسياً منسيّاً) : أي شيئاً حقيراً، متروكاً مطَّرحاً لا يلتفت إليه، والعرب إذا ارتحلوا من المنزل قالوا: انظروا أَنساءَكم وافتقِدوها، يعنون بذلك ما يكون من أشيائِهم التي ربما نسوها في المنزل مما لا تكون عندهم ببال، كالعصا ونحوها، وهم يسمون أيضاً خِرقة الحائض: نَسْياً، لأنها مما يطرح ويترك.   (1) رواه البخاري 8 / 371 و 372 في تفسير سورة النور، باب {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/220) (1905) قال: حدثنا سفيان، عن معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، والبخاري (6/231) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين. كلاهما - عبد الله، وعمر - عن ابن أبي مليكة، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها البخاري (6/133) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: حدثنا ابن عون، عن القاسم، فذكره. الحديث: 6689 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 142 6690 - (ت) موسى بن طلحة - رحمه الله - قال: «ما رأيت أحداً أفْصَحَ من عائشة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3878) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال، وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " ونسبه للطبراني وقال: ورجاله رجال الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (3884) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، فذكره. وقال: حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6690 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 143 صَفِيّة بنت حُيَيّ - رضي الله عنها- 6691 - (ت) صفية بنت حيي - رضي الله عنها - قالت: دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد بلغني كلام عن حفصة وعائشةَ، فذكرتُ ذلك له، [ص: 144] فقال: ألا قُلتِ: كيف تكونان خيراً مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمِّي موسى؟ وكان الذي قالتا: نحن على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أكرم منها، وقالوا: نحنُ أزْواجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وبناتُ عمِّه» (1) . وفي أخرى قالت: «دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي، وكانت حفصة قالت لها: يا ابنةَ يهودَ، فأخبرتُه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا تَتَّقِينَ الله يا حفصة؟ إنها لابنةُ نبيّ، وإن عمَّها نبيّ، وإنها لَتَحْتَ نبيّ، فَبِمَ تَفْخَرينَ عليها؟ قالت: بنت يهوديّ» أخرجه الترمذي (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (3891) في المناقب، باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سنده هاشم بن سعيد الكوفي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي وليس إسناده بذاك، وفي الباب عن أنس، يريد به الحديث الذي بعده. (2) هذه الرواية لم نجدها عند الترمذي وهي بمعنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3892) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث. قال: حدثنا هاشم هو ابن سعيد الكوفي. قال: حدثنا كنانة، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك القوي. الحديث: 6691 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 143 6692 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بلغ صفية: أن حفصة قالت: بنت يهوديّ، فبكت، فدخل عليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي، فقال: ما يُبكِيكِ؟ قالت: قالت لي حفصة: أنت ابنة يهوديّ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنك لابنة نبيّ، وإن عمَّكِ لنبيّ، وإنك لتحت نبي، فبم تفخَرُ عليكِ؟ ثم قال: اتق الله يا حفصة» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3891) في المناقب، باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم نجده عند النسائي، ولعله في الكبرى، ورواه أحمد في " المسند " 3 / 136، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3892) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا هاشم هو ابن سعد الكوفي، قال: حدثنا كنانة، عن صفية، فذكره. وقال: وفي الباب عن أنس، وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك القوي. قلت: وهو عن أنس في زوائد المسند (3/135-136) قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن ثابت، فذكره. وإسناده صحيح، ولم أقف عليه عند النسائي. الحديث: 6692 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 144 سَوْدَةُ بنت زَمْعَة - رضي الله عنها- 6693 - (ت د) - عكرمة -[مولى ابن عباس]- رحمه الله -: قال: قيل لابن عباس بعد صلاة الصبح: ماتت فلانة - لبعض أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسجد، فقيل له: أتَسْجُدُ هذه الساعة؟ فقال: أليس قد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا رأيتُم آية فاسْجُدُوا؟ وأيُّ آية أعظم من ذَهابِ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟» . أخرجه أبو داود والترمذي، ولم يُسميّاها (1) . وذكر رزين رواية وسمَّاها، وقال في آخرها: «وأيُّ آيةِ أعظم من ذهاب أم المؤمنين؟» .   (1) رواه أبو داود رقم (1197) في الصلاة، باب السجود عند الآيات، والترمذي رقم (3889) في المناقب، باب في فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (1197) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي. والترمذي (3891) قال: حدثنا عباس العنبري. كلاهما - محمد بن عثمان، وعباس العنبري - عن يحيى بن كثير العنبري أبي غسان، قال: حدثنا سلم ابن جعفر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، فذكره. في رواية عباس: سلم بن جعفر وكان ثقة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 6693 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 145 أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها- 6694 - (خ) وهب بن كيسان - رحمه الله - قال: «كان أهلُ الشام يعَيِّرون ابنَ الزبير، يقولون: يا ابنَ ذات النِّطَاقَيْنِ، فقالت له أسماء: يا بنيَّ، إنهم يعيِّرونَك بالنِّطاقَيْنِ، وهل تدري ما ذاك؟ إنما كان نِطاقي شَقَقْتُه نِصْفَين، فَأوْكَيْتُ قِرْبَةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بأحَدِهما، وجعلتُ في سُفْرتِه آخَرَ، فكان ابنُ الزبير إذا عَيَّرَهُ أهل الشام يقول: إيْهاً والإله: [ص: 146] تلك شَكاةٌ ظاهر عنكَ عارُها» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذات النطاقين) النطاق: ما تشد به المرأة وسطها عند معاناة الأشغال لترفع به ثوبها، و «ذات النطاقين» : هي أسماء بنت أبي بكر الصديق، أم عبد الله بن الزبير، سميت بذلك، لأنها قطعت نطاقها نصفين عند مهاجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فشدت بأحدهما قربته، وبالآخر سفرته، فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ: ذات النطاقين، وقيل: شدت بأحدهما سفرته، وبالآخر وسطها لعمل الشغل. (فأوكيت) أوكيت الوعاء: إذا شددته. (إيهاً) زجر، ونهي «وإيه» بمعنى الاستزادة، فكأنه قال: زيدوني من قولكم هذا، فإنه مما يزيدني فخراً وشرفاً، أو أنه زجر عما بنوا عليه قولهم من إرادة عيبه وذمّه، فقال: كفوا عن جهلكم. (والإله) قَسَم، أي: والله إن الأمر كما تزعمون، أو أنه استعطاف، كما تقول: بالله أخبرني، لما تريد أن تستعلمه منه. (شكاة) الشَّكاة: الذم والعيب. [ص: 147] (ظاهر عنك عارها) : بعيد عنك، مجاوز لك، والبيت لأبي ذؤيب الهذلي، وأوله: وعَيّرها الواشون: أني أُحِبُّها ... وتلك شَكاة ظاهر عنك عارها (2)   (1) رواه البخاري 9 / 465 في الأطعمة، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان، وفي الجهاد، باب حمل الزاد في الغزو، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة. (2) وهذا البيت من قصيدة أولها: هل الدهر إلا ليلة ونهارها ... وإلا طلوع الشمس ثم غيارها أبى القلب إلا أم عمرو فأصبحت ... تحرق ناري بالشكاة ونارها [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/91) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، وعن وهب بن كيسان، فذكراه. الحديث: 6694 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 145 أمُّ حَرَام بنت مِلْحَان - رضي الله عنها- 6695 - (خ م ط ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ذهبَ إلى قُباء يدخل على أمِّ حرام بنتِ مِلْحَان فتُطعمُه، وكانت تحت عُبادة ابن الصامت، فدخل عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً فأطْعَمَتْه، ثم جعلت تَفْلي رأسَه، فنام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يُضْحِكك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ غُزَاة في سبيل الله، يركبون ثَبَجَ هذا البحر، مُلوكاً على الأسِرَّة - أو قال: مثلَ الملوك على الأسِرَّةِ - شك إسحاق، هو ابن عبد الله بن أبي طلحة - قالت: فقلت: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم وضع رأسه [فنام] ، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: [ص: 148] فقلتُ: ما يُضْحِكُك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ غزاة في سبيل الله - كما قال في الأولى - قالت: فقلت: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلَني منهم، قال: أنت من الأولين، فركبت أمُّ حرام بنت مِلْحان البحرَ في زمن معاوية بن أبي سفيان (1) ، فصُرِعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فَهَلَكَت. وفي رواية عن أنس عن خالته أمِّ حرام بنت ملحان قالت: «نام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يتبسَّم، فقلت: ما أضْحكك؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ، يركبون هذا البحر الأخضر (2) ، كالملوك على الأسرة (3) ، قلت: فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها ... ثم ذكر نحوه بمعناه» وفيه «فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت، أوَّلَ ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام، قُدِّمت إليها [ص: 149] دابة لتركَبها، فَصَرعتْها، فماتت» . وفي أخرى: «ما يضحكك - بأبي أنت وأمي؟ -[قال: أُريت قوماً من أمتي] وفيه: يركبون ظهر هذا البحر الأخضر - وفيه - فإنكِ منهم، وفيه: فتزوجها عُبادة بن الصامت بعدُ، فغزا في البحر، فحملها معه، فلما جاءت قُرِّبت لها بغلة فركبتْها، فصرعتها، فاندقَّت عُنُقُها» . وفي أخرى قال: «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ابْنَةَ ملحان خالةَ أنس، فوضع رأسه عندها - وعند البخاري: فاتَّكأ عندها - ثم ضحك، فقالت: مِمَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله، مَثَلُهم مثلُ الملوك على الأسِرَّةِ، قلتُ: يا رسولَ الله، ادعُ الله أن يجعلَني منهم، قال: اللهم اجعلها منهم، ثم عاد فضحك، فقالت له مثل ذلك، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنتِ من الأولين، ولستِ من الآخِرين، قال أنس: فتزوجت عبادةَ بنَ الصامت، فركبت البحرَ مع بنت قَرظة. فلما قفَلَت ركبت دابتها، فَوُقِصَت بها، فسقطت عنها فماتت» اللفظ في هذه الرواية لحديث البخاري، وأدرجه مسلم على ما قبله. هذه روايات البخاري ومسلم، أخرجها الحميدي في «مسند أمِّ حرام» وقد أخرج بعضها في «مسند أنس» أيضَاً، وقال: أخرج أبو مسعود [الدمشقي] [ص: 150] هذه الرواية الأخيرة في «مسند أم حرام» وأخرجها البُرْقاني في «مسند أنس» ، وأخرج الموطأ والترمذي والنسائي الروايةالأولى، وأخرج أبو داود نحو الثالثة. وفي أخرى لأبي داود مثل الأولى إلى قوله: «تَفْلي رأسه» ثم قال ... وساق الحديث. وقال أبو داود: «وماتت بنت مِلحان بقُبْرُس» وأخرج النسائي نحو الرواية الآخرة أخصر منها. وفي أخرى لأبي داود: عن عطاء بن يسار: أن الرُّمَيصاء أخت أم سليم قالت: «نام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فاستيقظ، وكانت تغسل رأسها، فاستيقظ وهو يضحك، فقالت: يا رسولَ الله، أتضحك من رأسي؟ قال: لا ... وساق هذا الخبر يزيد وينقص» هكذا قال أبو داود. ولم يذكر لفظه، وقال: الرميصاء، أخت أم سليم من الرضاعة (4) . [ص: 151] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثَبَج البحر) : وسطه، وثبج كل شيء: وَسطه. (وَقَصَت بها دابتُها) أي: دقّت عنقها، يقال: وَقصت عنقه، فهي موقوصة. قال الحميدي: كذا في هذه الرواية بالواو، وكذا فُسِّر، ولعله على المآل، وقال: ومنهم رواه «رقصت» بالراء، أي: أسرعت وزادت في المشي، وإنما وقع الخلاف لقوله: «فوقصت بها دابتها، فسقطت» فظاهره: أن الوقص قبل السقوط، وإنما الوقص من السقوط وبعده، لاقبله، قال: وقال الهروي في تفسير الحديث الذي فيه «فركب فرساً فجعل يتوقَّص به» أي ينزو ويثب، فجعل النزو والوثوب توقصاً، لا دقّاً للعنق، فعلى هذا يحتمل ما في الرواية الأولى، والذي ذكره الهروي صحيح، فإن التوقص في اللغة: هو وثوب الدابة ونَزْوُها يقال: مرَّ فلان تتوقص به دابته، أي: تَثِبُ به وثباً متقارب الخطو.   (1) قوله: في زمن معاوية. قال القاضي عياض: قال أكثر أهل السير والأخبار: إن ذلك كان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإن فيها ركبت أم حرام وزوجها إلى قبرص فصرعت عن دابتها هناك فتوفيت ودفنت هناك، وعلى هذا يكون قوله: في زمن معاوية، معناه: في زمان غزوة في البحر، لا في أيام خلافته. (2) قال الحافظ في " الفتح ": قال الكرماني: هي صفة لازمة للبحر، لا مخصصة. (3) قوله: كالملوك على الأسرة: قيل: هو صفة لهم في الآخرة إذا دخلوا الجنة، والأصح أنه صفة لهم في الدنيا، أي: يركبون مركب الملوك لسعة حالهم واستقامة أمرهم، وكثرة عددهم. (4) رواه البخاري 6 / 8 في الجهاد، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء، وباب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم، وباب غزو المرأة البحر، وباب ركوب البحر، وفي الاستئذان، باب من زار قوماً فقال عندهم، وفي التعبير، باب رؤيا النهار، ومسلم رقم (1912) في الإمارة، باب فضل الغزو في البحر، والموطأ 2 / 464 و 465 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وأبو داود رقم (2490) و (2491) و (2492) في الجهاد، باب فضل الغزو في البحر، والترمذي رقم (1645) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في غزو البحر، والنسائي 6 / 40 و 41 في الجهاد، باب فضل الجهاد في البحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/361) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. وفي (6/361) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/423) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثني أبي. وفي (6/423) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد بن زيد. والدارمي (2426) قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. والبخاري (4/21) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثني الليث. وفي (4/44) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. ومسلم (6/50) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثناه محمد بن رمح بن المهاجر ويحيى بن يحيى. قالا: أخبرنا الليث. وأبو داود (2490) قال: حدثنا سليمان ابن داود العتكي. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. وابن ماجة (2776) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث. والنسائي (6/41) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد. أربعتهم - حماد بن سلمة، وعبد الوارث والد عبد الصمد، وحماد بن زيد، وليث - عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أنس بن مالك، فذكره. وبلفظ: «نام النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستيقظ وكانت تغسل رأسها فاستيقظ وهو يضحك. فقالت: يا رسول الله أتضحك من رأسي؟ قال: لا. وساق هذا الخبر يزيد وينقص. أخرجه أبو داود (2492) قال: حدثنا يحيى بن معين. قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وبلفظ: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، قالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟.. أخرجه البخاري (4/51) قال: حدثنا إسحاق بن يزيد الدمشقي، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، أن عمير بن الأسود العنسي حدثه، فذكره. وبلفظ: «ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزاة البحر للمائد أجر الشهيد ... » . أخرجه الحميدي (349) . وأبو داود (2493) قال: حدثنا محمد بن بكار العيشي. (ح) وحدثنا عبد الوهاب ابن عبد الرحيم الجويري الدمشقي. ثلاثتهم - الحميدي، ومحمد بن بكار، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم - عن مروان بن معاوية، قال: حدثنا هلال بن ميمون الجهني الرملي، عن يعلى بن شداد، فذكره. الحديث: 6695 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 147 أُم سليم بنت ملحان - رضي الله عنها- 6696 - (خ م) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان لا يدخل في المدينة بيت امرأة، غير بيت أمِّ سُلَيم، إلا على أزواجه، فقيل له: فقال: إني أرحَمُها، قُتِلَ معي أخُوها. [ص: 152] وفي رواية: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يدخل على أحد من النِّساء إلا على أزواجه، إلا أمَّ سُلَيم، فإنه كان يدْخُلُ عليها، فقيل له في ذلك، فقال: أرحمُها، قُتِلَ مَعِي أخوها» . وأمُّ سُلَيم: هي أمُّ أنس بن مالك، ولعله أراد: على الدوام، فإنه كان يدخل على أم حرام، وهي خالة أنس (1) ، أخرجه البخاري ومسلم (2) .   (1) والفقرة الأخيرة من الحديث " وأم سليم.. " إلى آخره، من زيادات الحميدي، كما في الفتح 6 / 37. (2) رواه البخاري 6 / 37 في الجهاد، باب فضل من جهز غازياً أخلفه بخير، ومسلم رقم (2455) في فضائل الصحابة، باب فضائل أم سليم أم أنس بن مالك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الجهاد (38) عن موسى بن إسماعيل. ومسلم في الفضائل (62) عن حسن الحلواني، عن عمرو بن عاصم. كلاهما عن همام بن يحيى العوذي البصري، عن إسحاق، فذكره تحفة الأشراف (1/91) . الحديث: 6696 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 151 6697 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رأيتُني دخلتُ الجنَّة، فسمعتُ خَشْفَة، فإذا أنا بالرُّمَيْصَاء امرأة أبي طلحة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 34 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي النكاح، باب الغيرة، وفي التعبير، باب رؤيا القصر، ومسلم رقم (2457) في فضائل الصحابة، باب فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال رضي الله عنهم، وهذا اللفظ الذي ساقه المصنف هنا مختصر، وقد تقدم بطوله من حديث جابر في مناقب مشتركة برقم (6378) فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/372) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/372) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (3/389) قال: حدثنا سريج. والبخاري (5/12) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (7/145) قال: حدثني أبو جعفر، محمد بن الفرج، قال: حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي في فضائل الصحابة (23، 131، 279) قال أخبرنا نصير بن الفرج، قال: حدثنا شعيب بن حرب. ستتهم - هاشم، وأبو سعيد، وسريج، وحجاج، وزيد، وشعيب بن حرب - عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، فذكره. 2- وأخرجه الحميدي (1235، 1236) . وأحمد (3/309) . ومسلم (7/114) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. (ح) وحدثناه عمرو الناقد. والنسائي في فضائل الصحابة (24) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وابن نمير، وزهير، وإسحاق، وأبو بكر، وعمرو الناقد، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة. * في رواية الحميدي (1235) ، وأبي بكر بن أبي شيبة: عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول ... فذكره. * وفي رواية الحميدي (1236) ، وعمرو الناقد: عن سفيان، عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله. * وفي رواية قتيبة: قال: حدثنا سفيان عن عمرو، عن جابر، وابن المنكدر، عن جابر. * وفي رواية أحمد، وابن نمير، وزهير، وإسحاق. عن سفيان، عن عمرو، وابن المنكدر سمعا جابرا. 3- وأخرجه البخاري (7/46) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. وفي (9/50) قال: حدثنا عمرو ابن علي. والنسائي في فضائل الصحابة (25) قال: أخبرنا عمرو بن علي. كلاهما - المقدمي، وعمرو بن علي - قالا: حدثنا معتمر، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر، فذكره مختصرا على قصة القصر. رواية سفيان بن عيينة، أيضا مختصرة على قصة القصر. الحديث: 6697 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 152 6698 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «دخلتُ الجنة، فسمعتُ خَشْفَة، قلت: من هذا؟ قالوا: هذه [ص: 153] الرُّمَيْصَاء (1) بنت ملحان، أم أنس بن مالك» أخرجه مسلم (2) .   (1) وفي بعض النسخ: الغميصاء، وهو أشهر. (2) رقم (2456) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/239) قال: حدثنا حسن. وفي (3/268) قال: حدثنا عفان وعبد ابن حميد (1346) قال: حدثني سليمان بن حرب. ومسلم (7/145) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا بشر -يعني ابن السري-. أربعتهم - حسن، وعفان، وسليمان، وبشر - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. الحديث: 6698 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 152 هند بنت عتبة - رضي الله عنها- 6699 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءت هندُ بنت عتبة، فقالت: [والله] يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض من أهلِ خِباء أحبَّ إليَّ من أن يَذِلُّوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليومَ على ظهر الأرض أهلُ خِباء أحبّ إليَّ [من] أن يَعِزّوا من أهل خبائك، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وأيضاً، والذي نفسي بيده، [ثم] قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رَجُلٌ مَسِيك، فهل عليَّ حرج أن أُطعِم مِنَ الذي له عيالَنا؟ قال: لا حرج عليكِ أن تطعميهم بالمعروف. أخرجه البخاري (1) ومسلم (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَسيك) رجل مَسيك: بوزن شريف، إذا كان بخيلاً شديداً يمسك ماله، ومِسِّيك، بالكسر والتشديد: المبالغ في البخل.   (1) رواه البخاري تعليقاً 7 / 107 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر هند بن عتبة، قال الحافظ في " الفتح ": كذا للجميع بصيغة التعليق، وكلام أبي نعيم في " المستخرج " يقتضي أن البخاري أخرجه موصولاً عن عبدان، وقد وصله أيضاً من طريق أبي الموجه عن عبدان. (2) رقم (1714) في الاقضية، باب قضية هند. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: قال البخاري في الأحكام: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني عروة، فذكره. رواه في المظالم بهذا الإسناد. جامع المسانيد (35/150-151) . ورواه مسلم في الأحكام عن عبد بن حميد. وأبو داود في البيوع عن خشيش بن أصرم. والنسائي في عشرة النساء الكبرى عن محمد بن رافع،نحوه.. كلاهم عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره. جامع المسانيد (35/270) . الحديث: 6699 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 153 الفصل الثالث من الباب الرابع: في فضائل أهل البيت 6700 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أحِبُّوا الله لما يَغْذوكم من نعمه، وأحِبُّوني لحُبِّ الله، وأحِبُّوا أهلَ بيتي لحُبِّي» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3792) في المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سنده عبد الله ابن سليمان النوفلي وهو مجهول، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 150 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3789) قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: أخبرنا يحيى بن معين، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه. الحديث: 6700 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 154 6701 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: لما نزلت هذه الآية { [فَقُلْ تَعَالَوْا] نَدْعُ أَبْناءَنَا وأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا ونِسَاءَكُمْ ... } الآية [آل عمران: 61] دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عليّاً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: «اللهم هؤلاء أهلي» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3002) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وإسناده حسن، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 150 وصححه ووافقه الذهبي، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (2404) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/185) (1608) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (7/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد. والترمذي (2999، 3724) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - قتيبة، ومحمد بن عباد - قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل - عن بكير بن مسمار، عن عامر ابن سعد، فذكره. قلت: رواية مسلم أتم من رواية البخاري. الحديث: 6701 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 154 6702 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: «إن هذه الآية نزلت في بيتي {إنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل البيتِ ويطهِّرَكم تطهيراً} [الأحزاب: الآية 33] قالت: وأنا جالسة عند الباب، فقلت: يا رسول الله: ألَسْتُ من أهل البيت؟ فقال: إنكِ إلى خير، أنتِ من أزواجِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: وفي البيت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعليّ وفاطمة، وحسن، وحسين، فجَلَّلَهُمْ بكساء، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهِبْ عنهم الرِّجْس وطهِّرهم تطهيراً» (1) . وفي رواية: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- جَلَّلَ على الحسنِ والحسينِ وعليّ وفاطمةَ، ثم قال: اللهم هؤلاء أهلُ بيتي [وحامَتي] ، فأذهب عنهم الرجس، وطهِّرهم تطهيراً، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنكِ إلى خير» أخرج الترمذي الرواية الأخيرة (2) ، والأولى ذكرها رزين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حامتي) الحامة: القرابة القريبة وخاصة الإنسان. (الرجس) النجس، وكل ما يستقذر، وقيل: هو الإثم.   (1) هذه الرواية ذكرها ابن كثير في " التفسير " ونسبها لابن جرير، وهو حديث حسن. (2) رواه الترمذي رقم (3870) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في الباب، وفي الباب عن أنس وعمر بن أبي سلمة وأبي الحمراء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/298) قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبد الحميد - يعني ابن بهرام. وفي (6/304) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن زبيد. وفي (6/323) قال: حدثنا عفان،قال: حدثنا حماد بن سلمة،قال: حدثنا علي بن زيد. والترمذي (3871) قال: حدثنا محمود بن غيلان،قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن زبيد. ثلاثتهم - عبد الحميد بن بهرام، وزبيد، وعلي بن زيد - عن شهر بن حوشب، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (6/296) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/304) قال: حدثنا عبد الوهاب ابن عطاء. كلاهما - محمد بن جعفر، وعبد الوهاب بن عطاء - قالا: حدثنا عوف، عن أبي المعدل عطية الطفاوي، عن أبيه فذكره. وبنحوه:أخرجه أحمد (6/292) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الملك، يعني ابن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثني من سمع أم سلمة، فذكره. * قال عبد الملك: وحدثني أبو ليلى، عن أم سلمة، مثل حديث عطاء سواء * قال عبد الملك: وحدثني داود بن أبي عوف أبو الجحاف عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، بمثله سواء. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الحديث. الحديث: 6702 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 155 6703 - (ت) عمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه - قال: «نزلت هذه الآية على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيراً} [الأحزاب: 33] في بيت أم سلمة، فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فاطمةَ وحَسَناً وحُسَيناً، فجلَّلهم بكساء، وعليّ خلفَ ظهره، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذْهِبْ عنهم الرجس، وطهِّرهم تطهيراً، قالت أمُّ سلمة: وأنا معهم يا نبيَّ الله؟ قال: أنتِ على مكانِكِ، وأنت على خير» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3203) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب ورقم (3789) في المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3205، 3787) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة، فذكره. وقال: هذا حديث غريب من حديث عطاء، عن عمر بن أبي سلمة. الحديث: 6703 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 156 6704 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزلت هذه الآية، قريباً من ستة أشهر، يقول: الصلاةَ أهلَ البيت: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3204) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 158 وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/259) قال: حدثنا أسود بن عامر. 2- وأخرجه أحمد (3/285) وعبد بن حميد (1223) والترمذي (3206) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد، وعبد - قالا: حدثنا عفان. كلاهما - أسود، وعفان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث حماد بن سلمة. الحديث: 6704 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 156 6705 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وعليه مِرط مُرَحَّل أسودُ، فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين، فأدخله، ثم جاءتْ فاطمةُ فأدخَلَها، ثم جاء عليّ فأدخلَه، ثم قال: {إنما [ص: 157] يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} - الآية [الأحزاب: 33] أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مرط) المرط: الكساء، وقد ذكر، والمرَّحل: الموشَّى المنقوش الذي فيه صور الرجال، وقال الجوهري: هو إزار خَزٍّ فيه عَلَم.   (1) رقم (2424) في فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/162) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. ومسلم (6/145) قال: حدثني سريج بن يونس. قال: حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة. (ح) وحدثني إبراهيم بن موسى. قال: حدثنا ابن أبي زائدة (ح) وحدثنا أحمد ابن حنبل. قال: حدثنا يحيى بن زكرياء. وفي (7/130) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير. قالا: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (4032) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله الرملي وحسين بن علي. قالا: حدثنا ابن أبي زائدة..والترمذي (2813) وفي الشمائل (69) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. كلاهما - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومحمد بن بشر - عن زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة، فذكرته. * رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة مختصرة على أول الحديث. الحديث: 6705 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 156 6706 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أخذ بيد حسن وحسين، وقال: من أحَبَّني وأحَبَّ هذين وأباهما وأمَّهما كان معي في درجتي يوم القيامة» أخرجه الترمذي (1) . وذكر رزين بعد قوله: «وأمهما» : «ومات مُتَّبِعاً لسنّتي غيرَ مُبْتَدع، كان معي في الجنة» .   (1) رقم (3734) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (576) ، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3733) . وعبد الله بن أحمد (1/77) (576) . كلاهما - عن نصر بن علي الأزدي الجهضمي، قال: حدثنا علي بن جعفر بن محمد بن علي، قال: أخبرني أخي موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه. الحديث: 6706 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 157 6707 - (ت) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لعليّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ: «أنا حَرْب لمن حاربتم، وسِلْمٌ لمن سالَمتم» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 158] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سِلْم) السِّلْم: ضد الحرب، تقول أنا سِلْم لفلان، إذا كنت مهادنه وصديقه، ولم يكن بينك وبينه حرب ولا عداوة.   (1) رقم (3869) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم من حديث صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف، قال الحافظ: قال البخاري: لم يذكر سماعاً من زيد بن أرقم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (145) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وعلي بن المنذر، قالا: حدثنا أبو غسان. والترمذي (3870) قال: حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي، قال: حدثنا علي بن قادم. كلاهما - أبو غسان، وعلي - قالا: حدثنا أسباط بن نصر، عن السدي، عن صبيح، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه. وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف. قلت: وصبيح هذا لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في التهذيب (4/409) قال البخاري: لم يذكر سماعا من زيد. الحديث: 6707 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 157 6708 - (م) يزيد بن حيان: قال: انطلقْتُ أنا وحُصينُ بنُ سَبْرةَ وعمرُ بنُ مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حُصين: لقد لقيتَ يا زيدُ خيراً كثيراً رأيتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وسمعتَ حديثَه، وغزوتَ معه، وصلّيتَ خلفَه، لقد لقيتَ يا زيدُ خيراً كثيراً، حدِّثْنا يا زيدُ ما سمعتَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: يا ابنَ أخي، والله لقد كَبِرتْ سِنِّي، وقَدُمَ عهدي، ونسيتُ بعض الذي كنتُ أعِي من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فما حدَّثتُكم فاقْبلوا، ومالا فلا تُكلِّفونيه، ثم قال: قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً فينا خطيباً بماء يُدعى: خُمّاً، بين مكةَ والمدينةِ، فَحمِد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: «أما بعدُ، ألا أيُّها الناس، إنما أنا بشر، يُوشِكُ أن يأتيَ رسولُ ربي فأُجيبَ، وإني تارِك فيكم ثَقَلَيْن، أولُهما: كتابُ الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله، ورغَّب فيه، ثم قال: وأهلُ بيتي، أُذَكِّرُكُم الله في أهل بيتي، أُذَكِّركم الله في أهل بيتي، [أذكِّركم الله في أهل بيتي] » فقال له حصين: ومَن أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، [ص: 159] ولكن أهلُ بيته مَن حُرِمَ الصدقةَ بعدَه، قال: ومَن هم؟ قال: هم آلُ عليّ، وآلُ عقيل، وآلُ جعفر، وآلُ عباس، قال: كلُّ هؤلاء حُرِمَ الصدقة؟ قال: نعم. زاد في رواية «كتابُ الله، فيه الهدى والنور، مَن اسمتسك [به] وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلّ» . وفي أخرى نحوه، غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم ثَقَلين، أحدهما: كتابُ الله، وهو حبل الله، فمن اتَّبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة، وفيه «فقلنا: مَن أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، وايْمُ الله، إن المرأةَ تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلِّقُها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهلُ بيتِه: أصْلُه وعَصَبَتُه الذين حُرِموا الصدقةَ بعدَه» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ثَقَلين) سمى النبي - صلى الله عليه وسلم- القرآن العزيز وأهل بيته ثقلين، لأن الأخذ بهما والعمل بما يجب لهما ثقيل، وقيل: العرب تقول لكل خطير نفيس: ثقل، فجعلهما ثقلَيْن إعظاماً لقدرهما، وتفخيماً لشأنهما. [ص: 160] (عصبته) عصبة الإنسان: أهله من قبل الآباء والأجداد، لا من قبل الأمهات.   (1) رقم (2408) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/366) قال: حدثنا إسماعيل بن إ براهيم. وعبد بن حميد (265) قال: أخبرنا جعفر ابن عون. والدارمي (3319) قال: حدثنا جعفر بن عون. ومسلم (7/122) قال: حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد، عن ابن علية. وفي (7/123) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، وأبو داود (4973) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل مختصرا على: أما بعد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3688) عن زكريا بن يحيى السجزي، عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير. وابن خزيمة (2357) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، ومحمد بن فضيل. أربعتهم - إسماعيل ابن علية، وجعفر، ومحمد بن فضيل، وجرير - عن أبي حيان التيمي. 2- وأخرجه مسلم (7/123) قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان، قال: حدثنا حسان يعني- ابن إبراهيم - عن سعيد وهو ابن مسروق. كلاهما - أبو حيان، وسعيد - عن يزيد بن حيان، فذكره. الحديث: 6708 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 158 6709 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن أبا بكر قال: ارْقُبُوا محمداً في أهل بيته» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 63 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في فضل الحسن والحسين (المناقب 52:6) عن يحيى بن معين، وصدقة ابن الفضل. كلاهما عن غندر، وفي فضل أهل البيت المناقب (41:2) عن عبد الله بن عبد الوهاب، عن خالد بن الحارث. كلاهما عن شعبة - عن واقد بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، فذكره. تحفة الأشراف (5/296) . الحديث: 6709 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 160 الفصل الرابع: في فضائل الأنصار 6710 - (خ) غيلان بن جرير - رحمه الله - قال: «قلت لأنس: أرأيتَ اسم الأنصار، أكنتم تُسمَّون، أم سمّاكم الله تبارك وتعالى؟ قال: بل سمَّانا الله عز وجل، قال غيلان: كنا ندخل على أنس، فيحدِّثنا بمناقب الأنصار ومشاهدهم، ويُقبل عليَّ، أو على رجل من الأزد، فيقول: فعل قومك يوم كذا: كذا وكذا» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 86 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الأنصار، وباب أيام الجاهلية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (المناقب 61:1) عن موسى، هو ابن إسماعيل، وفي آخر أيام الجاهلية (المناقب 86/13) عن أبي النعمان محمد بن الفضل. كلاهما عن مهدي هو ابن ميمون، والنسائي في التفسير في الكبرى عن إسحاق بن إبراهيم، عن المخزومي، عن مهدي، عن غيلان بن جرير، فذكره. تحفة الأشراف (1/297) . الحديث: 6710 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 160 6711 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-: «لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شِعباً لسلكتُ واديَ الأنصار، ولولا [ص: 161] الهجرةُ لكنتُ امرءاً من الأنصار، فقال أبو هريرة: ما ظَلَمَ، بأبي وأُمِّي، آوَوْهُ ونصرُوه، وكلمة أخرى» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 86 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار "، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/67) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والبخاري (9/106) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. كلاهما - ابن إسحاق، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو يندفع الناس في شعبة، أو في واد والأنصار في شعبة لاندفعت في شعبهم.» . أخرجه أحمد (2/315) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر عن همام بن منبه، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (2/501) . والدارمي (2517) قال أحمد: حدثنا وقال الدارمي: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 6711 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 160 6712 - (ت) أبي بن كعب (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لولا الهجرةُ لكنتُ امرءاً من الأنصار» . وبهذا الإسناد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «لو سلك الناسُ وادياً أو شِعباً لكنتُ مع الأنصار» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ. (2) رقم (3895) في المناقب، باب فضل الأنصار وقريش، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/137) قال: حدثنا أبو عامر، والترمذي (3899) (3900) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر. وعبد الله بن أحمد (5/138) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا أبو حذيفة موسى. كلاهما - أبو عامر، وأبو حذيفة، عن زهير بن محمد. 2- وأخرجه أحمد (5/137، 138) قال: حدثنا زكريا بن عدي. وفي (5/138) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني. وعبد الله بن أحمد (5/138) قال: حدثنا هاشم بن الحارث. ثلاثتهم - زكريا، والحراني، وهاشم - قالوا: حدثنا عبيد الله بن عمرو. كلاهما - زهير، وعبيد الله - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، فذكره. * في سنن الترمذي قسم الحديث إلى قسمين بإسناد واحد، ولكن الثاني منه وقع تحت حديث عدي بن ثابت عن البراد بن عازب. ثم قال: وبهذا الإسناد. وذكر حديث «لو سلك الناس واديا أو شعبا» مما يشعر أنه من حديث البراء بن عازب، ولم يذكره المزي في مسند البراء بن عازب من تحفة الأشراف، ولكن استدركه عليه صاحب النكت الظراف فظنه من مسند البراء. الحديث: 6712 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 161 6713 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في الأنصار: «لا يُحِبُّهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبَّهم أحبَّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 87 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب حب الأنصار، ومسلم رقم (75) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان، والترمذي رقم (3896) ، في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا بهز. وفي (4/292) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/39) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (1/60) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثني معاذ بن معاذ. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (163) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (3900) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1972) عن محمد بن المثنى، وعبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن. كلاهما - عن معاذ بن معاذ. خمستهم - بهز، وابن جعفر، وحجاج، ومعاذ، ووكيع - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، فذكره. الحديث: 6713 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 161 6714 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «آيةُ الإيمان: حبُّ الأنصار، وآيةُ النفاق بغض الأنصار» . [ص: 162] وفي رواية: «آية المنافق بغض الأنصار، وآية المؤمن حب الأنصار» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آية) الآية: العلامة.   (1) رواه البخاري 7 / 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب حب الأنصار، وفي الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار، ومسلم رقم (74) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان، والنسائي 8 / 116 في الإيمان، باب علامة الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/130) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/134) قال: حدثنا بهز. وفي (3/249) قال: حدثنا عفان. والبخاري (1/11) قال: حدثنا أبو الوليد وفي (5/40) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (1/60) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وفيه (1/60) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والنسائي (8/116) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. وفي فضائل الصحابة (226) قال: أخبرنا إسحاق ابن منصور، عن عبد الرحمن. سبعتهم - ابن جعفر، وبهز، وعفان، وأبو الوليد، ومسلم، وابن مهدي، وخالد - عن شعبة، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، فذكره. الحديث: 6714 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 161 6715 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُبغض الأنصار أحد يؤمن بالله واليوم الآخر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3903) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/309) (2819) قال: حدثنا عبد الرحمن. والترمذي (3906) قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري، والمؤمل. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وبشر، والمؤمل - عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت. 2- وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (228) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، ومحمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت. كلاهما - حبيب، وعدي - عن سعيد بن جبير، فذكره. لفظ رواية عبد الرحمن: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ورسوله، أو إلا أبغضه الله ورسوله» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6715 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 162 6716 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (77) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/34) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وهاشم بن القاسم، قالا: حدثنا شعبة. وفي (3/72) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/93) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان (ح) وهاشم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/60) قال: حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجرير، وأبو أسامة - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * رواية سفيان: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله، ورسوله.» . الحديث: 6716 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 162 6717 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (76) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/419) .ومسلم (1/60) . والنسائي في فضائل الصحابة (218) . ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومسلم، والنسائي- عن قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6717 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 162 6718 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأة من الأنصار إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومعها صبي لها، فكلَّمها رسولُ الله [ص: 163] صلى الله عليه وسلم-، وقال: والذي نفسي بيده، إنكم لأحبُّ الناس إليَّ - مرتين - وفي رواية: ثلاث مرات» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية قال: «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- النساءَ والصبيان، مقبلين، قال: حسبتُ أنه قال: من عُرْس - فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مُمْثِلاً، وقال: اللهم أنتم من أحب الناس إليَّ - قالها ثلاث مرات» (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 87 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: " أنتم أحب الناس إليّ "، وفي النكاح، باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس، ومسلم رقم (2508) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/129) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان. وفي (3/129) أيضا قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (3/258) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/40) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم بن كثير، قال: حدثنا بهز بن أسد. وفي (7/48) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (8/164) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا وهب بن جرير. ومسلم (7/174) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن غندر. (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد ابن الحارث. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا ابن إدريس. والنسائي في فضائل الصحابة (224) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. وفي (225) قال: أخبرنا محمد بن العلاء قال: حدثنا ابن إدريس. سبعتهم - ابن جعفر، وعفان، وسليمان، وبهز، ووهب، وخالد، وابن إدريس - عن شعبة، عن هشام بن زيد، فذكره. والرواية الثانية. 1- أخرجها أحمد (3/175) . ومسلم (7/174) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. ثلاثتهم - أحمد، وأبو بكر، وزهير - عن إسماعيل بن علية. 2- وأخرجه البخاري (5/40) قال: حدثنا أبو معمر. وفي (7/32) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك. قالا - أبو معمر، وعبد الرحمن - حدثنا عبد الوارث. كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث - عن عبد العزيز بن صهيب. فذكره. الحديث: 6718 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 162 6719 - (خ م ت) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اغفِرْ للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناءِ أبناءِ الأنصار» . أخرجه مسلم، وزاد الترمذي «ولنساء الأنصار» . وفي رواية البخاري عن عبد الله بن الفضل: أنه سمع أنسَ بن مالك يقول: حَزِنْتُ على من أُصيب من أهلي بالحَرَّة، فكتب إليَّ زيد بن أرقم - وبلغه شدَّة حزني - يذكر أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار - وشك ابن الفضل في أبناء أبناء الأنصار - فسأل أنساً بعضُ من كان عنده عن زيد؟ فقال: هو الذي يقول له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هذا الذي أوْفَى الله له بأُذُنه» . [ص: 164] وللترمذي أيضاً: أن زيد بن أرقم كتب إلى أنس بن مالك يُعزِّيه فيمن أُصيب من أهله وبني عمّه يوم الحَرَّة، فكتب إليه: إني أبشّرك ببشرى من الله، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اغْفِر للأنصار، ولذراريِّ الأنصار، ولذراريِّ ذراريهم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالحرة) يوم الحرة: يوم معروف، وهو يوم أغزى يزيد بن معاوية أهل الشام المدينة، وأمرهم بنهبها وقتل رجالها، وأمَّر عليهم مُسْلم بن عقبة المُرِّي في سنة ثلاث وستين، وقال بن الكلبي: سنة اثنتين وستين والحرة: أرضٌ ذات حجارة سود، وكانت الوقعة بها شَرِقيَّ المدينة. (أوفى الله بأُذُنه) أظهر صدقه في أخباره عما سمعت أُذُنه.   (1) رواه مسلم رقم (2506) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3905) ورقم (3898) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، والبخاري 8 / 499 في تفسير سورة المنافقين، باب قوله: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/369) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (4/372) قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحجاج. وفي (4/372) قال: حدثنا بهز. ومسلم (7/173) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد يعني ابن الحارث. ستتهم - سليمان، ومحمد، وحجاج، وبهز، وعبد الرحمن، وخالد - عن شعبة، عن قتادة. 2- وأخرجه أحمد (4/370) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/373) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (3902) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. ثلاثتهم - حماد، وشعبة، وهشيم - عن علي بن زيد بن جدعان. كلاهما - قتادة، وعلي - عن النضر بن أنس، فذكره. وعن أنس بن مالك، قال: حزنت على من أصيب بالحرة، فكتب إلي زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، يذكر أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار.» . «وشك ابن الفضل في أبناء أبناء الأنصار» فسأل أنسا بعض من كان عنده. فقال: هو الذي يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذا الذي أوفى الله له بأذنه.» . أخرجه البخاري (6/192) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، قال: حدثني عبد الله بن الفضل، أنه سمع أنس بن مالك، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (4/374) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي بكر بن أنس، فذكره. الحديث: 6719 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 163 6720 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استغفر للأنصار، قال: وأحسبه قال: ولذراريّ الأنصار، ولموالي الأنصار» لا أشك فيه. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2507) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/173) قال: حدثني أبو معن الرقاشي، قال: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة وهو ابن عمار، حدثنا إسحاق، وهو ابن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره. وبلفظ: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار» . أخرجه الترمذي (3909) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور عن جعفر الأحمر، عن عطاء بن السائب، فذكره. وبلفظ: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» . أخرجه أحمد (3/162) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والنسائي في فضائل الصحابة (245) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد. كلاهما - معمر، وسعيد - عن قتادة، فذكره. الحديث: 6720 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 164 6721 - (خ) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قالت الأنصار: «يا نبيَّ الله، لكل نبيّ أتباع، وإنَّا قد اتَّبعناك، فادْعُ الله أن يجعلَ أتْباعنا منا، فدعا به» . وفي رواية: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اجعل أتباعهم منهم» . قال عمرو بن مُرَّةَ: «فَنَمَيْتُ ذلك إلى ابن أبي ليلى، فقال: قد زعم ذلك زيد» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نميت) الحديث أنميه: إذا نقلته وحدَّثتَ به.   (1) 7 / 87 و 88 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أتباع الأنصار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/373) . والبخاري (5/40) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد، وابن بشار - عن محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة، فذكره. * قال عمرو: فذكرته لابن أبي ليلى، قال: قد زعم ذاك زيد. قال شعبة: أظنه زيد بن أرقم. * أخرجه البخاري (5/40) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة، رجلا من الأنصار، قالت الأنصار. فذكره، ولم يقل عن زيد بن أرقم، وفيه قول عمرو لابن أبي ليلى. الحديث: 6721 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 165 6722 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الأنصار كَرِشي وعَيْبَتي، وإن الناس سيكثرون ويَقِلُّون، فاقْبلوا من مُحْسِنِهم، وتجاوزوا عن مُسِيئهم» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وفي رواية للبخاري قال: «مرَّ أبو بكر بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يُبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلسَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مِنَّا، فدخل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره بذلك، قال: فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وقد عصبَ [ص: 166] على رأسه حاشيةَ بُرْد، قال: فصعِد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المنبر - ولم يصعده بعد ذلك اليوم - فحمدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشي وعَيْبَتي، وقد قَضَوْا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقْبَلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كَرِشي وعَيبتي) أراد بقوله: الأنصار كرشي وعيبتي، أي: موضع سِرِّي وأمانتي، فاستعار الكَرِش والعيبة، لأن المجترَّ يجمع عَلَفه في كرشه، والرجل يضع ثيابه في عيبته، قال الهروي: قال أبو عبيد: يقال: عليه كَرِش من الناس، أي: جماعة، كأنه أراد: جماعتي وصحابتي الذين بهم أثِق، وعليهم أعتمِد.   (1) رواه البخاري 7 / 91 و 92 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول: النبي صلى الله عليه وسلم: " اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم "، ومسلم رقم (2510) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3901) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/176و272) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والبخاري (5/43) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (7/174) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (3907) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (220) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - ابن جعفر، وحجاج - قالا: حدثنا شعبة، عن قتادة، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها البخاري (5/43) . والنسائي في فضائل الصحابة (241) قال البخاري: حدثني، وقال النسائي، أخبرنا محمد بن يحيى أبو علي المروزي، قال: حدثنا شاذان بن عثمان أخو عبدان، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرنا شعبة، عن هشام بن زيد، فذكره. الحديث: 6722 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 165 6723 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه، وعليه مِلْحَفَة مُتعَطِّفاً بها على منكبيه، وعليه عصابة دَسْماءُ، حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ، أيُّها الناس، فإن الناس يكثرون، وتَقِلُّ الأنصار، حتى يكونوا [ص: 167] كالملح في الطعام، فمن وَلِيَ منكم أمراً يَضُرُّ فيه أحداً أو ينفعُه، فَلْيَقْبَلْ من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم» . وفي رواية مثله، وفيه «بملحفة وقد عصب رأسه بعصابة دهماءَ ... وذكره، وقال: فمن وَلِيَ منكم شيئاً يَضرُّ فيه قوماً، وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم، فكان آخرَ مجلس جلس فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دسماء) الدُّسْمَة من الألوان: ما يضرب إلى السواد، أراد: عصابة سوداء، وقيل: أراد أنها قد اغبرَّ لونها من الوَسخ.   (1) 7 / 92 و 93 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم "، وفي الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/333) (2074) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/289) (2629) قال: حدثنا موسى بن داود. والبخاري (2/14) قال: حدثنا إسماعيل بن أبان. وفي (4/248) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (5/43) قال: حدثنا أحمد بن يعقوب. والترمذي في الشمائل (118) قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا وكيع. خمستهم - وكيع، وموسى، وإسماعيل، وأبو نعيم، وأحمد - عن عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة ابن الغسيل، قال: سمعت عكرمة، فذكره. الحديث: 6723 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 166 6724 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا إن عَيْبَتي التي آوِي إليها: أهلُ بيتي، وإن كَرِشي الأنصارُ فَاعْفُوا عن مسيئهم، واقبلوا من محسنهم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3900) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن أنس، نقول: وقد تقدم حديث أنس من رواية البخاري ومسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد مطولا (3/89) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا الفضيل بن مرزوق. والترمذي (3904) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثني الفضل بن موسى، عن زكريا بن أبي زائدة. كلاهما - الفضيل، وزكريا- عن عطية، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 6724 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 167 6725 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن أبا طلحة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أقْرِيء قومَك السلام، فإنهم ما علمتُ: أعِفَّة صُبُر» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعِفَّة) جمع عفيف، والعفة: كفُّ النفس عما لا يحلُّ لها. (صُبُر) جمع صبور، وهو الكثير الصبر، وفَعول من أبنية المبالغة.   (1) رقم (3899) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وفي سنده محمد بن ثابت البناني، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/150) قال: حدثنا عبد الصمد. والترمذي (3903) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي البصري. قال: حدثنا أبو داود وعبد الصمد. كلاهما - أبو داود، وعبد الصمد - قالا: حدثنا محمد بن ثابت البناني، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلت: فيه محمد بن ثابت البناني، أكثر الأئمة على تضعيفه. الحديث: 6725 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 168 6726 - (خ م ت س) أُسيد بن حضير - رضي الله عنه - أن رجلاً من الأنصار قال: «يا رسول الله، ألا تستعملُني كما استعملت فلاناً؟ فقال: إنكم ستلقون بعدي أثَرَة، فاصبروا حتى تلقَوني على الحوض» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأثَرة) : اسم من آثر يؤثر إيثاراً، والمراد به: يستأثر عليكم غيركم [ص: 169] فَيُفضَّلُ عليكم في العطاء.   (1) رواه البخاري 7 / 89 و 90 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: " اصبروا حتى تلقوني على الحوض "، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سترون بعدي أموراً تنكرونها "، ومسلم رقم (1845) في الإمارة، باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة، والترمذي رقم (2190) في الفتن، باب ما جاء في الأثرة، والنسائي 8 / 224 و 225 في القضاة، باب ترك استعمال من يحرض على القضاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/351) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/352) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/41) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (9/60) قال: حدثنا محمد بن عرعرة. ومسلم (6/19) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنيه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والترمذي (2189) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي (8/224) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. ستتهم - يزيد بن هارون، وابن جعفر، وابن عرعرة، وخالد، ومعاذ، وأبو داود - عن شعبة، عن قتادة - عن أنس، فذكره. الحديث: 6726 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 168 6727 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الأنصارَ لِيَكْتُبَ لهم بالبَحرين، فقالوا: لا واللهِ حتى تكتبَ لإخواننا من قريش بمثلها، فقال: ذلك لهم ما شاء الله، كُلُّ ذلك يقولون له، قال: فإنكم سترون بعدي أثَرَة، فاصبروا حتى تلقَوني» . وفي رواية «دعا الأنصارَ إلى أن يُقْطِعَ لهم البحرين، فقالوا: لا، إلا أن تُقْطِعَ لإخواننا من المهاجرين مِثْلَها، فقال: إمَّا لا، فاصبروا حتى تلقَوني، فإنه سَيُصِيبكم أثرة بعدي» . وفي رواية: أنه قال للأنصار: «إنكم ستلقَون بعدي أثرَة، فاصبروا حتى تلقَوني على الحوض» . أخرج الثانية والثالثة البخاري (1) ، والأولى ذكرها رزين (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إما لا) فافعل كذا، المعنى: إن كنت لا تفعل هذا، فافعل هذا، [ص: 170] والتقدير في «إما» إن ما، فإن: للشرط، وما: زائدة، ومن العرب من يميل «لا» إمالة خفيفة، والعامة تُشبعها الكسرة.   (1) رواه البخاري 5 / 36 في الشرب، باب القطائع، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: " اصبروا حتى تلقوني على الحوض ". (2) وهذه الرواية هي أيضاً عند البخاري 7 / 192 في الجهاد، باب ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/171) . والبخاري (5/41) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد، ومحمد- قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد، فذكره. الحديث: 6727 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 169 6728 - (خ) قتادة قال: «ما نَعلَمُ حيّاً من أحياء العرب أكثرَ شهيداً وأعزّ يوم القيامة من الأنصار، قال: وقال أنس - رضي الله عنه -: قُتِلَ منهم يوم أُحُد سبعون، ويوم بئر مَعونةَ سبعون، ويوم اليمامة على عهد أبي بكر سبعون» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 288 في المغازي، باب ما قتل من المسلمين يوم أحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/130) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، فذكره. الحديث: 6728 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 170 6729 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان يومُ بُعاث يوماً قَدَّمه الله لرسوله، فقَدِم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقد افْتَرَقَ مَلَؤُهم، وقُتِلَتْ سَرَوَاتُهم، وجُرحوا، فقدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام. أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يوم بُعاث) بضم الباء والعين غير المعجمة، يومٌ كان بين الأوس والخزرج فيه قتال قبل الإسلام. (الملأ) الأشراف والجماعة من الناس الذين يكونون رؤوس القوم. [ص: 171] (السروات) جمع سَراة، [وسَراة: جمع سَرِي] ، وهو الشريف الكبير من الناس، وسراة جمعٌ عزيزٌ، قال الجوهري: لا يعرف غيره، وهو أن يجمع فعيل على فَعلة.   (1) 7 / 85 و 86 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الأنصار، وباب أيام الجاهلية، وباب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/61) . والبخاري في الهجرة المناقب عن عبيد الله بن سعيد، وفي مناقب الأنصار المناقب عن عبيد بن إسماعيل. كلاهما - عن أبي أسامة، قال: أخبرنا هشام، عن أبيه، فذكره، وقال عبيد الله بن سعيد أغفله أبو مسعود الجامع المسانيد (35/389) . الحديث: 6729 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 170 6730 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه (1) - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يُسَمِّي خَيْلَنا: خَيْلَ الله، ويقول: «يا خَيْل الله اركبي» أخرجه ... (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خيل الله) هذا على حذف مضاف، تقديره: خيل أولياء الله وجند الله.   (1) كذا في الأصل: أنس بن مالك، وفي المطبوع: بياض. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والشطر الأول من الحديث إلى قوله: " خيل الله " رواه أبو داود رقم (2560) في الجهاد، باب في النداء عند النفير: " يا خيل الله اركبي " من حديث سمرة بن جندب، وإسناده ضعيف، والشطر الأخير من الحديث، وهو قوله: " يا خيل الله اركبي " ذكره السخاوي في " المقاصد الحسنة " ونسبه لأبي الشيخ في " الناسخ والمنسوخ " من حديث سعيد بن جبير عن قصة المحاربين قال: كان ناس أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي في الناس: يا خيل الله اركبي، فركبوا لا ينتظر فارس فارساً، وللعسكري من حديث عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس في حديث ذكره قال: فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خيل الله اركبي، ومن حديث يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحارثة بن النعمان: كيف أصحبت ... الحديث، وفيه أنه قال: يا نبي الله ادع الله لي بالشهادة، فدعا له، قال: فنودي يوماً بالخيل: يا خيل الله اركبي، قال: فكان أول فارس ركب وأول فارس استشهد، ثم ذكر الحافظ السخاوي روايات كثيرة بهذا المعنى، يدل مجموعها على أن الحديث حسن، وقال السخاوي: قال العسكري: قوله: يا خيل الله اركبي، هذا على المجاز والتوسع، أراد: يا فرسان خيل الله اركبي، فاختصر لعلم المخاطب بما أراد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (ح6730) : قال أبو الشيخ في الناسخ والمنسوخ: من طريق أبي حمزة السكري، وللعسكري من حديث عبد الله بن المثنى عن ثمامة، عن أنس في حديث ذكره، ومن حديث يوسف بن عطية عن ثابت، عن أنس فذكر نحوه، ولابن عائذ في المغازي عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير، عن قتادة، وعزى السهيلي في غزوة حنين من الروض هذه اللفظة لصحيح مسلم فيحرر، وقال أبو داود في السنن، باب النداء عند النفير: يا خيل الله اركبي، وساق في الباب حديث سمرة ابن جندب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمي خيلنا خيل الله.. الحديث: 6730 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 171 6731 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه (1) - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول للأنصار: «أنتم خير من أبنائكم، وأبناؤكم خير من أبنائهم» أخرجه ... (2) .   (1) كذا في الأصل: أنس بن مالك، وفي المطبوع بياض. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع بياض. الحديث: 6731 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 172 6732 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُ دُورِ الأنصار: بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كُلِّ دور الأنصار خير» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قال قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخْبرُكم بخير دور الأنصار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: بنو النجار، ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشْهَل، ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج، ثم الذين يلونهم بنو ساعدة، ثم قال بيده-فقَبض أصابعَه، ثم بسطهنَّ كالرامي بيديه - وقال: وفي دور الأنصار كلِّها خير» (1) . قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن أنس عن أبي أُسيد الساعدي. [ص: 173] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دور الأنصار) أراد بالدور: القبائل تجتمع في محلة، فتسمى المحلة: دوراً، ومثله قوله: ما بقيت دار إلا بنى فيها مسجداً، أي قبيلة.   (1) رواه البخاري 7 / 88 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل دور الأنصار، ومسلم رقم (2511) في فضائل الصحابة، باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3906) في المناقب، باب ما جاء في أي دور الأنصار خير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (1197) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/56) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك. وفي (3/202) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (7/68) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث ومسلم (7/175) قال: حدثنا قتيبة، وابن رمح، عن الليث بن سعد. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد. (ح) وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر، قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والترمذي (3910) . والنسائي في فضائل الصحابة (231) . كلاهما عن قتيبة بن سعيد، عن الليث. ستتهم - سفيان، ومالك، ويزيد، والليث، وعبد العزيز، وعبد الوهاب - عن يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/105) قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي في فضائل الصحابة (233) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل. كلاهما - ابن أبي عدي، وإسماعيل بن جعفر - عن حميد، فذكره. * وأخرجه عبد بن حميد (1400) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حميد، ويحيى الصواف. كلاهما عن أنس. الحديث: 6732 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 172 6733 - (خ م ت) أبو أسيد الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ دور الأنصار: بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كلِّ دُور الأنصار خير، قال سعد - هو ابنُ عُبَادة - ما أرى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا قد فضَّل علينا، فقيل: قد فضَّلكم على كثير. وفي رواية: زاد بعد قوله: «وفي كلِّ دور الأنصار خير» قال أبو سلمة: قال أبو أسيد: «أُتَّهُم أنا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ لو كُنتُ كاذباً لَبَدَأتُ بقومي بني ساعدة» وبلغ ذلك سعدَ بن عبادة، فوَجَدَ في نفسه، وقال: خُلِّفنا فكنَّا آخرَ الأربع، أسْرِجُوا لي حماري آتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فكلَّمه ابنُ أخيه سهل بن سعد، فقال: أتذهَبُ لتردَّ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أعْلَمُ؟ أوَ ليسَ حَسْبُكَ أن تكون رابعَ أربع؟ فرجع، وقال: الله ورسولُه أعلم، وأمر بحماره، فَحُلَّ عنه» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: قال إبراهيم بن محمد بن طلحة: سمعت أبا أسيد خطيباً عند ابنِ عُتْبَةَ، فقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ دور الأنصار: دارُ بني النجار، [ص: 174] ودار بني عبد الأشهل، ودار بني الحارث [بن] الخزرج، [ودار بني ساعدة] ، والله لو كنتُ مُؤثِراً بها أحداً لآثَرْتُ بها عشيرتي» وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 88 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل دور الأنصار، وباب منقبة سعد بن عبادة، وفي الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " خير دور الأنصار "، ومسلم رقم (2511) في فضائل الصحابة، باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3907) في المناقب، باب ما جاء في أي دور الأنصار خير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/496) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (5/40) قال: حدثني محمد ابن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (5/45) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (7/174) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثناه محمد ابن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. والترمذي (3911) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد ابن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11189) عن محمد بن المثنى عن غندر. أربعتهم - حجاج، ومحمد بن جعفر، وغندر، وعبد الصمد، وأبو داود - عن شعبة، قال: سمعت قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك، فذكره. ورواية مسلم أخرجها (7/175) قال: حدثنا محمد بن عباد، ومحمد بن مهران الرازي واللفظ لابن عباد قال: حدثنا حاتم، وهو ابن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن حميد، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، فذكره. الحديث: 6733 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 173 6734 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في مجلس عظيم من المسلمين -: أُحدّثكم بخير دور الأنصار؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بنو عبد الأشهل، قالوا: ثم مَن يا رسول الله؟ قال: ثم بنو النجار، قالوا: ثم مَن يا رسول الله؟ قال: ثم بنو الحارث بن الخزرج، قالوا: ثم مَن يا رسولَ الله؟ قال: ثم بنو ساعدة، قالوا: ثم مَن يا رسول الله؟ قال: ثم في كل دور الأنصار خير، فقام سعد بن عُبادة مُغْضَباً، فقال: أنحن آخرُ الأربع؟ - حين سَمَّى رسولُ الله دارهم - فأراد كلام رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له رجل من قومه: اجْلِسْ، ألا ترضى أنْ سَمَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دارَكم في الأربع الدُّور التي سمَّى فمن تَرَك فلم يُسَمِّ أكْثَرُ ممَّن سمّى، فانتهى سعد بن عبادة عن كلام رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2512) في فضائل الصحابة، باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم (7/176) قال: حدثني عمرو الناقد وعبد بن حميد، قالا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والنسائي في فضائل الصحابة (238) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثني عمي. قال: حدثنا أبي، عن صالح. كلاهما - معمر، وصالح بن كيسان- عن ابن شهاب الزهري. قال: قال أبو سلمة وعبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود، فذكراه. * في رواية معمر، قال: أخبرني ثابت وقتادة، أنهما سمعا أنس بن مالك يذكر هذا الحديث، إلا أنه قال: «بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل» . * الروايات مختصرة عدا رواية صالح عند مسلم. الحديث: 6734 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 174 6735 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ دِيارِ الأنصار: بنو النجار» . وفي رواية قال: «خيرُ الأنصار: بنو عبد الأشهل» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3908) و (3909) في المناقب، باب ما جاء في أي دور الأنصار خير، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3912) قال: حدثنا أبو السائب، سلم بن جنادة، قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن مجالد، عن الشعبي، فذكره. وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. والرواية الثانية: أخرجها الترمذي (3913) قال: حدثنا أبو السائب، سلم بن جنادة، قال: حدثنا أحمد ابن بشير، عن مجالد، عن الشعبي، فذكره. وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. الحديث: 6735 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 175 الفصل الخامس من الباب الرابع: في فضائل أهل العقبة، وبَدْر، والشجرة 6736 - (خ) رفاعة بن رافع الزرقي - وكان من أهل بدر - رضي الله عنه - قال: «جاء جبريل عليه السلام إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما تعدُّون أهل بدر فيكم؟ قال: من أفضل المسلمين - أو كلمة نحوها - قال: وكذلك من شهد بدراً من الملائكة» . وفي حديث حماد بن زيد «وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع من أهل العقبة، وكان يقول لابنه: ما يَسُرُّني أني شهدتُ بدراً بالعقبة، قال: سأل جبريل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يعني فقال: ما تعدُّون أهل بدر فيكم؟ ... وذكر باقي الحديث نحوه» . [ص: 176] وفي رواية «أن مَلَكاً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 242 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/103) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة بن رافع، فذكره. * وأخرجه البخاري (5/103) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن يحيى، عن معاذ ابن رفاعة بن رافع، وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع من أهل العقبة، فكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة. قال: سأل جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا. وقال البخاري: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى، سمع معاذ بن رفاعة أن ملكا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه. وعن يحيى أن يزيد بن الهاد أخبره أنه كان معه يوم حدثه معاذ هذا الحديث، فقال يزيد: فقال معاذ: إن السائل هو جبريل عليه السلام. وبنحوه عن رافع بن خديج: أخرجه أحمد (3/465) . وعبد بن حميد (425) قال: حدثني ابن أبي شيبة. وابن ماجه (160) قال: حدثنا علي بن محمد، وأبو كريب. أربعتهم - أحمد، وابن أبي شيبة، وعلي، وأبو كريب - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عباية، فذكره. الحديث: 6736 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 175 6737 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اطَّلع الله على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4654) في السنة، باب في الخلفاء، وهو حديث صحيح، وهذا الفصل أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي في الحديث الطويل من حديث علي رضي الله عنه في قصة حاطب ابن أبي بلتعة والكتاب الذي كتبه لقريش وبعث به مع الظعينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (2764) قال: حدثنا عمرو بن -عاصم. وأبو داود (4654) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. (ح) وحدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا يزيد ابن هارون. ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وعمرو بن عاصم، وموسى بن إسماعيل - عن حماد بن سلمة، عن عاصم ابن أبي النجود، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 6737 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 176 6738 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله (1) -: قال: «كان عطاءُ البَدْرِيين خمسةَ آلاف، خمسةَ آلاف، وقال عمر: لأُفَضِّلَنَّهُم على من بعدَهم» أخرجه البخاري (2) .   (1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ. (2) 7 / 249 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح4022) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل، عن إسماعيل عن قيس، فذكره. الحديث: 6738 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 176 6739 - (م د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخل النارَ أحد ممن بايع تحت الشجرة» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2496) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان، وأبو داود رقم (4653) في السنة، باب في الخلفاء، والترمذي رقم (3859) في المناقب، باب ما جاء في فضل من بايع تحت الشجرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. وأبو داود (4653) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ويزيد بن خالد الرملي. والترمذي (3860) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2918) عن قتيبة. أربعتهم - حجين، ويونس، وقتيبة، ويزيد بن خالد - قالوا: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. أما رواية مسلم فهي عن جابر، عن أم بشر الأنصارية، وقد تقدمت برقم (717) . الحديث: 6739 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 176 6740 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله [ص: 177] صلى الله عليه وسلم-: «لَيَدْخُلَنَّ الجنَّةَ من بايع تحتَ الشجرة، إلا صاحبَ الجمل الأحمر (1) » أخرجه الترمذي (2) .   (1) انظر خبر صاحب الجمل الأحمر في " صحيح مسلم " رقم (2880) في صفات المنافقين وأحكامهم. (2) رقم (3862) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3863) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أزهر السمان، عن سليمان التيمي، عن خداش، عن أبي الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6740 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 176 الباب الخامس من كتاب الفضائل والمناقب في فضل هذه الأمة الإسلامية ويرد فيه ذكر فضل المؤمنين والمسلمين وفيه أحد عشر نوعاً النوع الأول 6741 - (خ) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَثَلُ المسلمين واليهود والنصارى، كمثلِ رجل استأجر قوماً يعملون له عملاً إلى الليل على أجر معلوم، فعملوا له إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطتَ لنا، وما عَمِلْنا باطل، فقال: لا تفعلوا، أكملوا بقية عملكم، وخُذُوا أجركم كاملاً، فأبَوْا وتركوا، واستأجر آخَرين بعدهم، فقال: أكملوا بقية يومكم، ولكم الذي شرطتُ لهم من الأجر،، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر، قالوا: لك ما عملنا باطل، ولك [ص: 178] الأجر الذي جعلت لنا، فقال: أكملوا بقية عملكم، فإنَّ ما بَقِيَ من النهار شيء يسير، فأبَوْا، فاستأجر قوماً أن يعملوا بقية يومهم، فعملوا بقية يومهم، حتى غابت الشمس، فاستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مَثَلُهم ومَثَلُ ما قبلوا من هذا النُّور» أخرجه البخاري (1) .   (1) 4 / 368 في الإجارة، باب الإجارة من العصر إلى الليل، وفي مواقيت الصلاة، باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/146 و 3/118) قال: حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 6741 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 177 6742 - (خ ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو قائم على المنبر يقول: إنما بقاؤكم فيمن سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أُوتيَ أهلُ التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار، ثم عَجَزوا، فأُعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أُوتيَ أهلُ الإنجيل الإنجيلَ، فعملوا إلى صلاة العصر فعَجَزوا، فأُعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أوتينا القرآن، فعملنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أيْ ربَّنا، أعطيتَ هؤلاءِ قيراطين قيراطين، وأعطيتَنا قيراطاً قيراطاً، ونحن كُنَّا أكثر عملاً؟ ! قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فَضلي أوتِيه مَن أشاء» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلكم ومَثَلُ أهلِ الكتابين كمثل رجل استأجر أُجَرَاءَ، فقال: من يعمل لي من غَدْوة إلى نصف النهار [ص: 179] على قيراط؟ فعملتِ اليهودُ، ثم قال: مَنْ يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملتِ النصارى، ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى أن تغيبَ الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى، فقالوا: ما لنا أكثرُ عملاً، وأقلُّ عطاء؟ قال: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذلك فَضْلي أوتيه مَن أشاء» . وفي أخرى قال: «إنما أجلُكم في أجَلِ مَن خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثلُ اليهود والنصارى، كرجل استعمل عُمَّالاً، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط ... فذكر نحوه، وفي آخره: ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس، ألا لكم الأجْر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى ... وذكر نحو ما قبله» . وفي أخرى «إنما مَثَلُكم ومَثَلُ اليهود والنصارى كرجل استعمل عُمَّالاً ... وذكر نحوه» . أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي نحو الرواية الثالثة (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 367 في الإجارة، باب الإجارة إلى نصف النهار، وباب الإجارة إلى صلاة العصر وفي مواقيت الصلاة، باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، وباب قول الله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها} ، والترمذي رقم (2875) في الأمثال، باب ما جاء في مثل ابن آدم وأجله وأمله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/111) (5902 و 5904) و (2/112) (5911) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/111) (5903) قال: سمعت من يحيى بن سعيد هذا الحديث فلم أكتبه: عن سفيان. والبخاري (3/117) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني مالك. وفي (6/235) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن سفيان. والترمذي (2871) قال: حدثنا إسحاق بن موسى، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. كلاهما - سفيان، ومالك - عن عبد الله بن دينار، فذكره. ووعن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أخرجه أحمد (2/121) (6029) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. وفي (2/129) (6133) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. والبخاري (1/146) ، وفي خلق أفعال العباد (78) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي (9/169) ، وفي خلق أفعال العباد (78) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/191) ، وفي خلق العباد (78) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي خلق أفعال العباد (78) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثني أحمد بن صالح، قال: حدثنا عتبة، قال: حدثنا يونس. ثلاثتهم -شعيب، وإبراهيم بن سعد، ويونس- عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله فذكره. وعن نافع، عن ابن عمر: وأخرجه أحمد (2/6) (4508) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/124) (6066) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وعبد ابن حميد (773) و (778) قال: حدثني سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. والبخاري (3/117) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. وفي (4/207) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. كلاهما - أيوب، وليث - عن نافع، فذكره. الحديث: 6742 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 178 النوع الثاني 6743 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «مُرَّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأثْنَوْا عليها خيراً، فقال: وَجَبَتْ، ثم مُرَّ بأخرى فَأثْنَوْا عليها شراً - أو قال غير ذلك - فقال: وجبت، فقيل: يا رسول الله، قلت لهذا: وجبت؟ ولهذا: وجبت؟ قال: شهادةُ القوم، المؤمنون شهداءُ الله في الأرض» . وفي رواية قال: «مَرُّوا بجنازة، فأثْنَوْا عليها خيراً ... وذكر نحوه، فقال عمر: ما وجبتْ؟ قال: هذا أثنَيْتُم عليه خيراً، فوجبت له الجنةُ، وهذا أثنيتم عليه شرّاً، فوجبتْ له النارُ، أنتم شهداءُ الله في الأرض» . أخرجه البخاري. وعند مسلم: قال: مُرَّ بجنازة، فأُثْنِيَ عليها خير (1) ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: وجبتْ، وجبت، وجبت، ومُرَّ بجنازة، فأُثْنِيَ عليها شرّ (2) ، فقال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: وجبت، وجبت، وجبت، فقال عمر: فِدىً لك أبي وأمِّي، مُرَّ بجنازة فأثني عليها خير (1) ، فقلتَ: وجبت وجبت وجبتْ، ومُرَّ بجنازة فأُثني عليها شرّ (2) ، فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتُم عليه شرّاً وجبت له النار، أنتم شهداءُ الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض» . [ص: 181] ولمسلم في أخرى نحوه بمعناه، غير أن هذه أتمُّ. واختصره الترمذي قال: مُرَّ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأثْنَوْا عليها خيراً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وجبت ثم قال: أنتم شهداء الله في الأرض» . وأخرجه النسائي نحو الرواية الثانية (3) .   (1) وفي بعض النسخ: خيراً بالنصب، وكلاهما صواب. (2) وفي بعض النسخ: شراً بالنصب، وكلاهما صواب. (3) رواه البخاري 3 / 181 في الجنائز، باب ثناء الناس على الميت، وفي الشهادات، باب تعديل كم يجوز، ومسلم رقم (949) في الجنائز، باب فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى، والترمذي رقم (1058) في الجنائز، باب ما جاء في الثناء على الميت، والنسائي 4 / 49 و 50 في الجنائز، باب الثناء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/186) قال: حدثنا يونس بن محمد. وعبد بن حميد (1382) قال: حدثنا محمد ابن الفضل. والبخاري (3/221) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (3/53) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني. وابن ماجة (1491) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. خمستهم - يونس، وابن الفضل، وسليمان، والزهراني، وأحمد بن عبدة - قالوا: حدثنا حماد بن زيد. 2- وأخرجه أحمد (3/197) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 3- وأخرجه أحمد (3/211) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. 4- وأخرجه أحمد (3/245) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1357) قال: حدثني أبو الوليد. كلاهما - عفان، وأبو الوليد - قالا: حماد بن سلمة. 5- وأخرجه مسلم (3/53) قال: حدثني يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان. خمستهم - حماد بن زيد، ومعمر، وسليمان، وحماد بن سلمة، وجعفر - عن ثابت، فذكره. والرواية الثانية: 1- أخرجها أحمد (3/281) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (2/121) قال: حدثنا آدم. كلاهما - ابن جعفر، وآدم - قالا: حدثنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/186) . ومسلم (3/53) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وعلي بن حجر. والنسائي (4/49) قال: أخبرني زياد بن أيوب. ستتهم - أحمد بن حنل، ويحيى بن أيوب، وأبو بكر، ووزهير، وابن حجر، وزياد - عن إسماعيل بن علية. كلاهما - شعبة، وإسماعيل - عن عبد العزيز، فذكره. ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (3/179) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (1058) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاها - يحيى، ويزيد - عن حميد، فذكره. الحديث: 6743 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 180 6744 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - مثل رواية النسائي التي أخرجها عن أنس، وفيه «قالوا: يا رسولَ الله، قَوْلُك الأولى والأخرى: وجبت؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: الملائكة شهداءُ الله في السماء، وأنتم شهداءُ الله في الأرض» أخرجه النسائي (1) .   (1) هذا الحديث جعله الشيخ حامد الفقي في جملة روايات حديث أنس الذي قبله، وهو خطأ، وقد رواه النسائي 4 / 50 في الجنائز، باب الثناء، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3233) في الجنائز، باب في الثناء على الميت، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/466) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان ومسعر. وفي (2/470) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وأبو داود (3233) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (4/50) قال: أخبرنا بن بشار، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - سفيان، ومسعر، وشعبة - عن إبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، عن عامر بن سعد البجلي، فذكره. * في رواية مسعر قال: أظنه عن عامر بن سعد. الحديث: 6744 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 181 6745 - (خ ت س) أبو الأسود - رحمه الله -: قال: أتيتُ المدينة وقد وقع بها مرض، والناس يموتون موتاً ذَرِيعاً، فجلستُ إلى عمرَ بن الخطاب، فمرُّوا بجنازة، فأثْنَوا عليها خيراً، فقال عمر: وجبت، قال: [ص: 182] ومَرُّوا بأخرى، فأثنَوا عليها خيراً، فقال: وجبت، ثم مَرُّوا بثالثة فأُثنيَ على صاحبها شرّ (1) ، فقال: وجبتْ، قال أبو الأسود: فقلت: يا أمير المؤمنين، ما وجبتْ؟ قال: كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما مسلم شهد له أربعةُ نفر بخير أدخله الله الجنة، قال: فقلنا: واثنان؟ قال: واثنان، قال: ثم لم نسأله عن الواحد» أخرجه البخاري. وأخرجه النسائي، ولم يذكر المرض والموت، والباقي نحوه، وأخرجه الترمذي ولم يذكر الموت، ولا ذِكْر الجنازة الثانية، وقال: «كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ما مِن مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة ... وذكره» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذريعاً) : ساروا سيراً ذريعاً، وماتوا موتاً ذريعاً، أي: سريعاً.   (1) وفي بعض النسخ: شراً بالنصب، وكلاهما صواب. (2) رواه البخاري 3 / 182 في الجنائز، باب ثناء الناس على الميت، وفي الشهادات، باب تعديل كم يجوز، والترمذي رقم (1059) في الجنائز، باب ما جاء في الثناء على الميت، والنسائي 4 / 51 في الجنائز، باب الثناء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/21) (139) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي (1/30) (204) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (1/45) (318) قال: حدثنا عبد الصمد وعفان. والبخاري (2/121) قال: حدثنا عفان بن مسلم. وفي (3/221) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (1059) قال: حدثنا يحيى بن موسى وهارون بن عبد الله البزاز، قالا: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (4/50) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك وعبد الله بن يزيد. سبعتهم - يونس، وعبد الله بن يزيد، وعبد الصمد، وعفان، وموسى، وأبو داود الطيالسي، وهشام- عن داود بن أبي الفرات، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود، فذكره. * أخرجه أحمد (1/54) (389) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عمر بن الوليد الشني، عن عبد الله ابن بريدة، قال: جلس عمر مجلسا.. فذكر الحديث. وليس فيه عن أبي الأسود. الحديث: 6745 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 181 النوع الثالث 6746 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نحن الآخِرون السابقون يوم القيامة، أُوتوا الكتابَ مِن قبلنا، وأُوتِيناه من بعدهم، فهذا اليومُ الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله [له] [ص: 183] فغداً لليهود، وبعد غدٍ للنصارى، فسكت، ثم قال: حقٌّ على كل مسلم أن يغتسلَ في كل سبعةِ أيام يوماً، يَغْسِلُ فيه رأسَهُ وجسده» ليس فيه عند مسلم ذكر الغسل. وفي رواية نحوه، وفيه ذِكْرُ الغسل. وفي رواية للبخاري «نحن الآخرون السابقون ... لم يزد» . وفي أخرى لمسلم «نحن الآخِرون الأوَّلون يوم القيامة، ونحنُ أولُ من يدخل الجنة ... » وذكر نحوه. وفي أخرى له قال: «أضَلَّ الله عز وجل عن الجمعة مَنْ كان قبلنا، فكان لليهود يومُ السبت، وكان للنصارى يومُ الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تَبَع لنا يومَ القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضيُّ [لهم] قبل الخلائق» . وفي رواية للبخاري ومسلم والنسائي قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نحن الآخِرون السابقون، بَيدَ أنهم أوتوا الكتاب مِنْ قبلِنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا فيه فهدانا الله له» . زاد النسائي: يعني يوم الجمعة، ثم اتفقوا، فالناس لنا تَبَع، اليهود [ص: 184] غداً، والنصارى بعد غدٍ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَيْد أنهم) بيد بمعنى غير، تقول: هو كثير المال، بَيْدَ أنه بخيل، أي: غير أنه بخيل.   (1) رواه البخاري 2 / 292 - 294 في الجمعة، باب فرض الجمعة، وباب هل على من لم يشهد الجمعة غسل، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (855) في الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، والنسائي 3 / 85 - 87 في الجمعة، باب إيجاب الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/274 و 312) . والبخاري (8/159 و 9/53) قال: حدثنا إسحاق ابن إبراهيم. ومسلم (3/7) قال: حدثنا محمد بن رافع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. * رواية إسحاق بن إبراهيم مختصرة على أوله. وباقي الروايات متقاربة المعنى. وبلفظ: «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له، قال: يوم الجمعة، فاليوم لنا، وغدا لليهود، وبعد غد للنصارى» . أخرجه أحمد (2/249) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم (3/6) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير. ثلاثتهم - ابن إدريس، ومعمر، وجرير- عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى وأثبتنا لفظ رواية مسلم. وبلفظ: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، وهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليوم لنا، ولليهود غدا، واللنصارى بعد غد.» أخرجه أحمد (2/502) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد، عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ: «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق.» . أخرجه مسلم (3/7) قال: حدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى. وابن ماجة (1083) قال: حدثنا علي بن المنذر. والنسائي (2/87) ، وفي الكبرى (1578) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى. ثلاثتهم - أبو كريب، وواصل بن عبد الأعلى، وعلي بن المنذر - عن ابن فضيل، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، فذكره. وبلفظ «إن الله عز وجل كتب الجمعة على من كان قبلنا فاختلف الناس فيها، وهدانا الله لها فالناس لنا فيها تبع فاليوم لنا ولليهود غدا والنصارى بعد غد، لليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد.» . أخرجه أحمد (2/236) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام وفي (2/491) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا همام. وفي (2/509) قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا همام بن يحيى. وفي (2/512) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد. (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد. (ح) وحدثنا روح. قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام. ثلاثتهم - شعبة، وهمام، وسعيد - عن قتادة، عن عبد الرحمن بن أمام مولى أم برثن، فذكره. الحديث: 6746 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 182 6747 - (م س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أضلَّ الله عن الجمعة مَنْ [كان] قبلنا، فكان لليهود يومُ السبت، وكان للنصارى يومُ الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعةَ والسبتَ والأحدَ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أّهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضيُّ لهم يوم القيامة قبل الخلائق» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (856) في الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، والنسائي 3 / 87 في الجمعة، باب إيجاب الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (3/7) قال: حدثنا أبو كريب، وواصل بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. وابن ماجة (1083) قال: حدثنا علي ابن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل. والنسائي (3/87) وفي الكبرى (1578) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن فضيل. كلاهما - ابن فضيل، وابن أبي زائدة - عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، فذكره. * رواية ابن فضيل: قال: عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، وعن ربعي، عن حذيفة. الحديث: 6747 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 184 النوع الرابع 6748 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لما نزلت {يا أيُّها الناسُ اتَّقُوا ربَّكُمْ إنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} - إلى [ص: 185] قوله -: {ولَكِنَّ عذابَ الله شديد} [الحج: 1و2] قال: أنزلت عليه هذه الآية وهو في سفر، فقال: أتدرون أيُّ يوم ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذلك يوم يقول الله لآدم: ابْعَثْ بَعْثَ النار، قال: ياربّ، وما بعثُ النار؟ قال: تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة، فأنشأ المسلمون يبكون، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: قاربُوا وسَدِّدوا، فإنَّه لم تكن نُبُوَّة قطُّ إلا كان بين يديها جاهِليَّة، فتؤخذ العِدَّة من الجاهلية، فإن تمت وإلا كملت من المنافقين، وما مَثَلُكم ومثل الأمم إلا كَمَثَلِ الرَّقْمَة في ذراع الدابة، أو كالشامة في جنب البعير، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبَّروا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبَّروا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبَّروا، قال: ولا أدري: أقال الثُّلُثين، أم لا؟» . وفي رواية قال: «كنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فتفاوت أصحابه في السير، فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صوته بهاتين الآيتين {يا أيُّها النَّاسُ اتَّقُوا ربَّكم إنَّ زلزلةَ الساعة شيءٌ عظيم} - إلى قوله - {عذابَ الله شديد} فلما سمع ذلك أصحابُه حثُّوا المطيَّ، وعرفوا أنَّه عند قولٍ يقوله، فقال: أتدرون أيّ يوم ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذلك يومٌ ينادي الله فيه آدم، فيناديه ربه، فيقول: يا آدم، ابعثْ بعثَ النار، فيقول: أيْ ربّ [ص: 186] وما بعثُ النار؟ فيقول: من كلِّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة، فيَئِس القوم حتى ما أبْدَوْا بضاحكة، فلما رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الذي بأصحابه، قال: اعْمَلوا وأبْشِرُوا، فوالذي نفس محمد بيده، إنكم لَمَع خَلِيقَتَيْن، ما كانتا مع شيء إلا كثَّرتاه - يأجوج ومأجوج، ومن مات من بني آدم، ومن بني إبليس - فسُرِّي عن القوم بعضُ الذي يجدون، قال: اعملوا وأبْشِروا، فوالذي نفس محمد بيده، ما أنتم في الناس إلا كالشَّامة في جنب البعير، أو كالرَّقّمَةِ في ذراع الدابة» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قاربوا وسدِّدوا) المقاربة في الفعل: القصد والعدل، والسداد: الصواب من القول والفعل، أي: اطلبوا القصد والصواب، واتركوا الغُلُّو والإفراط. (الرَّقْمة) : الهَنة التي [تكون] في باطن عَضُدي الحمار، وهما رقمتان في عَضُديه. (حثُّوا) حثُّ الدابة: الإسراع بها في السير، وحملُها عليه. (المطي) جمع مطية، وهي الإبل. [ص: 187] (أبدَوا بضاحكة) يقال: ما أبدى القوم بضاحكة، أي: ما تبسموا حتى تبدو منها السِّن الضاحكة، فإن من تبسَّم أدنى تبسُّم بَدَتْ أسنانه. ويقال في المبالغة: ضَحِك حتى بدت نواجذه، وهي أواخر الأَضراس. (كثرتاه) تقول: كاثرتُهُ فكثَّرته: إذا غَلَبْتَه بالكثرة، وكنت أكثر منه. (فسُرِّي) سُري عن الحزين والمغموم ونحوهما: إذا كشف عنه ما به وزَال.   (1) رقم (3168) في التفسير، باب ومن سورة الحج، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه الحميدي (831) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن جدعان. وأحمد (4/432) قال: حدثنا سفيان، عن ابن جدعان. وفي (4/435) قال: حدثنا يحيى، عن هشام، قال: حدثنا قتادة. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا سعيد وهشام بن أبي عبد الله، عن قتادة. والترمذي (3168) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان. وفي (3169) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام بن عبد الله، عن قتادة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/10802) عن محمد بن بشار، عن يحيى، عن هشام الدستوائي، عن قتادة. كلاهما -عي علي بن زيد بن جدعان، وقتادة - عن الحسن، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: الراجح عدم سماع الحسن من عمران بن حصين. الحديث: 6748 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 184 6749 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في قُبَّة نحواً من أربعين، فقال: أترضَوْنَ أن تكونوا رُبُعَ أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: أترضَوْنَ أن تكونوا ثُلُثَ أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصفَ أهل الجنة، وذلك: أن الجنة لا يدخلها إلا نفسٌ مُسْلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشَّعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرةِ السوداءِ في جلد الثورِ الأحمرِ» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي مثله، إلا أنه قال: «أترضَوْنَ أن تكونوا شَطْرَ أهل الجنة؟ إن الجنة لا يدخُلُها إلا نفس مسلمة ... وذكره» (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 335 و 336 في الرقاق، باب كيف الحشر، وفي الأيمان والنذور، كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (221) في الإيمان، كون هذه الأمة نصف أهل الجنة، والترمذي رقم (2550) في صفة الجنة، باب ما جاء في كم صف أهل الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/386) (3661) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/437) (4166) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) ويحيى، عن شعبة. وفي (1/445) (4251) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. والبخاري (8/136) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/163) قال: حدثني أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شريح ابن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم، عن أبيه. ومسلم (1/138) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/139) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا مالك بن مغول. وابن ماجه (4283) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2547) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. خمستهم - شعبة، وإسرائيل، ويوسف بن إسحاق والد إبراهيم، وأبو الأحوص، ومالك بن مغول - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره. * صرح أبو إسحاق بالسماع في رواية البخاري (8/163) . والترمذي (2547) . الحديث: 6749 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 187 6750 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لَبَّيْك وسعديك» - زاد في رواية: والخيرُ في يديك - فيُنادَى بصوت: إن الله يأمركَ أن تُخْرِجَ من ذُرِّيَّتِك بَعْثاً إلى النار، قال: يا رب، وما بَعثُ النار؟ قال: من كل ألف تسعُمائة وتسعة وتسعون، فحينئذ تَضَعُ الحامل حملَها، ويشيبُ الوليدُ {وترى الناسَ سُكَارى وما هم بسكارى ولكنَّ عذابَ الله شديد} [الحج: 2] فشقَّ ذلك على الناس حتى تغيَّرت وجوههم. زاد بعضُ الرواة: قالوا: يا رسول الله، أيُّنا ذلك الرجل؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون، ومنكم واحد - ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود» . وفي رواية: «أو كالرَّقْمةِ في ذراع الحمار - وإني لأرجو أن تكونوا ربعَ أهل الجنة، فكبَّرنا، ثم قال: ثُلثَ أهل الجنة، فكبّرنا، ثم قال: شَطْر أهل الجنة، فكبَّرنا» أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري (1) . [ص: 189] وفي رواية ذكرها رزين أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، أني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فحمِدنا وكبَّرنا، فقال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شَطر أهل الجنة، إن مَثَلَكم في الأمم كَمَثَلِ الشعرة البيضاء في جلد الثَّوْر الأسود، أوكالرَّقْمة في ذراع الحمار، وإنه ليدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم، وقال بعضهم - شك - أو سبعمائة ألف» (2) .   (1) رواه البخاري 8 / 335 في تفسير سورة الحج، باب قوله: {وترى الناس سكارى} ، وفي الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج، وفي الرقاق، باب قول الله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} ، ومسلم رقم (222) في الإيمان، باب قوله: " يقول الله لآدم: أخرج بعث النار من ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ". (2) هذه الرواية عند البخاري 11 / 339 و 340 في الرقاق، باب {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} ، إلى قوله: " أو كالرقمة في ذراع الحمار "، والشطر الأخير من الحديث ورد من عدة وجوه وطرق، منها في الصحيحين ومنها في غيره وستأتي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/32) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (917) قال: حدثني محاضر ابن المورع. والبخاري (4/168) قال: حدثني إسحاق بن نصر، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (6/122) و (9/173) وفي خلق أفعال العباد (60) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (8/137) قال: حدثني يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. ومسلم (1/139) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي، قال: حدثنا جرير. وفي (1/140) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4005) عن أبي كريب، عن أبي معاوية. ستتهم - وكيع، ومحاضر، وأبو أسامة، وحفص بن غياث، وجرير، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 6750 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 188 6751 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيدخُلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً - أو سبعمائة ألف -سِماطَيْن (1) آخذ بعضُهم ببعض، حتى يدخل أوّلُهم وآخرُهم الجنة ووجوهُهم على صورة القمر ليلة البدر» أخرجه البخاري (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سماطين) السِّماطان من النخل ومن الناس: الجانبان، يقال: مشى بين السّماطين: إذا مشى بين صفين من الناس.   (1) بالنصب على الحال، ويجوز فيه: سماطان، وفي نسخ البخاري المطبوعة: متماسكين، وفي بعض الروايات: متماسكون. (2) 11 / 359 في الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، وباب صفة الجنة والنار، وفي بدء الخلق، باب في صفة الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/335) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: حدثنا معمر. وعبد بن حميد (460) قال: حدثني عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم، والبخاري (4/144) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا فضيل بن سليمان. وفي (8/141) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (8/143) قال: حدثنا: قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (1/137) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم. وعبد الله بن أحمد (5/335) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر. أربعتهم - معمر، وعبد العزيز، وفضيل، وأبو غسان - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6751 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 189 6752 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «وعدني ربي أنْ يُدْخِلَ الجنَّةَ من أمتي سبعين ألفاً لا حسابَ عليهم ولا عذاب، ومع كل ألف سبعون ألفاً، وثلاثُ حَثَيَات من حَثَيات ربي» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَثَيات) الحثيات جمع حَثْية، وهي الغَرْفة بالكفّ، يقال: حثا يحثو ويحثي.   (1) رقم (2439) في صفة القيامة، باب يدخل من هذه الأمة سبعون ألفاً دون حساب، وإسناده حسن، ورواه ابن حبان في " صحيحه " والطبراني، وقال: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/268) قال: حدثنا أبو اليمان. وابن ماجة (4286) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (2437) قال: حدثنا الحسن بن عرفة. ثلاثتهم - أبو اليمان، وهشام، وابن عرفة - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا محمد بن زيدا الألهاني، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وبنحوه مطولا: أخرجه أحمد (5/250) قال: حدثنا عصام ابن خالد، قال: حدثني صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر الخبائري، وأبي اليمان الهويني، فذكراه. الحديث: 6752 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 190 6753 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يدخل الجنة من أمتي زُمْرة - هم سبعون ألفاً - تُضيءُ وجوههم إضاءةَ القمر ليلة البدر» ، قال أبو هريرة: فقام عُكّاشة بنُ مِحْصن الأسديّ فرفع نَمِرَة عليه، فقال: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اجعله منهم، ثم قام رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، ادع الله - عز وجل - أن يجعلني منهم فقال: سبقك [بها] عُكّاشةُ» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، فقال رجل: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: [ص: 191] اللهم اجعله منهم، ثم قام آخر، فقال: يا رسولَ الله، ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة» . وفي أخرى قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً، زمرة واحدة منهم على صورة القمر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زمرة) الزمرة: الطائفة من الناس والجماعة منهم. (نَمِرة) النمرة: جمعها: أنمار، وقد ذكرت.   (1) رواه البخاري 11 / 359 في الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، وفي اللباس، باب البرود والحبرة والشملة، ومسلم رقم (216) في الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/400) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني. قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس. والبخاري (7/189) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/140) قال: حدثنا معاذ بن أسد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. ومسلم (1/136) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. كلاهما - يونس، وشعيب - عن ابن شهاب الزهري. قال: حدثني سعيد بن المسيب، فذكره. ورواية مسلم: أخرجها أحمد (2/302) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2810) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/136) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي. قال: حدثنا الربيع - يعني ابن مسلم-. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - حماد، وشعبة، والربيع - عن محمد بن زياد، فذكره. والرواية الأخرى لمسلم: أخرجها أحمد (2/351) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (1/137) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني حيوة. كلاهما - ابن لهيعة، وحيوة بن شريح - قالا: حدثنا أبو يونس، فذكره. وبلفظ: «إن أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أحسن كوكب إضاءة في السماء، فقام عكاشة، هو ابن محصن. فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: اللهم اجعله منهم. ثم قام رجل آخر فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: سبقك بها عكاشة.» . أخرجه أحمد (2/502) والدارمي (2826) قال أحمد: حدثنا، وقال الدارمي: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. فذكره. وبلفظ: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة. أول زمرة من أمتي يدخلون الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم، كل رجل منهم على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب في السماء، ثم هي بعد ذلك منازل.» . أخرجه أحمد (2/473) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/504) قال: حدثنا يزيد. كلاهما - يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد المخزومي، فذكره. الحديث: 6753 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 190 6754 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «باب أمتي - الذي يدخلون منه الجنة - عرضُه مسيرة الراكب المسرع المجَوِّد ثلاثاً، ثم إنهم يَتَضَاغَطُون عليه، حتى تكادُ مناكبهم تزول» . وزاد رزين «وهم شركاء الناس في سائر الأبواب» أخرجه الترمذي (1) . وقال: سألت محمداً [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه، وقال: لخالد ابن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله. [ص: 192] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتضاغطون) : يزدحمون، ضغطه: إذا زحمه إلى حائط أو في باب أو نحو ذلك.   (1) رقم (2551) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أبواب الجنة، وفي سنده خالد بن أبي بكر، وفيه لين، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2548) قال: حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي، قال: حدثنا معن بن عيسى القزاز، عن خالد بن أبي بكر، عن سالم بن عبد الله، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب. سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه. وقال: لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله. الحديث: 6754 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 191 6755 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أهلُ الجنة عشرون ومائة صفّ، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2549) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أبواب الجنة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 347 من حديث بريدة، وإسناده صحيح، و 1 / 453 من حديث عبد الله بن مسعود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/347) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (5/355 و 361) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. والترمذي (2546) قال: حدثنا حسين ابن يزيد الطحان الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل. كلاهما - عبد العزيز بن مسلم، ومحمد بن فضيل - عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن محارب بن دثار. 2- وأخرجه الدارمي (2838) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا معاوية بن هشام. وابن ماجة (4289) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: حدثنا حسين بن حفص الأصبهاني. كلاهما - معاوية، والأصبهاني - عن سفيان، عن علقمة بن مرثد. كلاهما - محارب، وعلقمة - عن ابن بريدة.، فذكره. * في رواية علقمة سماه سليمان بن بريدة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وقد روي هذا الحديث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، ومنهم من قال: عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. الحديث: 6755 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 192 النوع الخامس 6756 - (خ م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «خرجتُ ليلة من الليالي، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يمشي وحده، ليس معه إنسان، قال: فظنَنتُ أنه يكره أن يمشيَ معه أحد، قال: فجعلتُ أمشي في ظل القمر، فالتفتَ فرآني، فقال: مَن هذا؟ فقلت: أبو ذر، جعلني الله فِداك، قال: يا أبا ذر، تَعَالَهْ، قال: فمشيتُ معه ساعة، فقال: إن المُكْثِرينَ هم المُقِلُّون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيراً، فنفح فيه عن يمينه، وشماله، وبين يديه، ووراءه، وعمل فيه خيراً، قال: فمشَيْتُ معه ساعة، فقال لي: اجلس هاهنا، حتى أرْجِع إليك، قال: فأجْلَسَني في قَاع حوله حجارة، فقال لي: اجلس هاهنا، حتى [ص: 193] أرجع إليك، قال: فانطلق في الحرَّة، حتى لا أراه، فَلَبِثَ عني، فأطال اللُّبثَ ثم إني سمعتُه يقول وهو مُقبل: وإن سرق، وإن زنى؟ قال: فلما جاء لم أصْبِرْ، فقلت: يا نبيَّ الله جعلني الله فداك، مَن تُكلِّمُ في جانب الحرَّة، ما سمعتُ أحداً يرجع إليك شيئاً؟ قال: ذاك جبريل، عرض لي في جانب الحرة، فقال: بَشِّرْ أمَّتك أنَّه مَن مات لا يُشرك بالله شيئاً دخل الجنة، فقلتُ: يا جبريل، وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم، قلتُ: يا رسولَ الله وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، وإن شرب الخمر» أخرجه البخاري ومسلم (1) . قال الحميديُّ: ليس عندنا في كتاب مسلم «يا رسول الله» وصح في رواية البخاري، وبإسقاطه يحتمل أن يكون من مخاطبة جبريل عليه السلام. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تعالَهْ) تعال، أي: أُدْنُ، والهاء لبيان حركة اللام، وتسمى هاء السكت. (فنفح) نفح بيده: إذا أشار بها إلى جهة، ونفحت الدابة: إذا رَمحت والمراد به هاهنا: أنه فرَّق المال بيديه يميناً وشمالاً. [ص: 194] (قاع) القاع: الأرض المستوية.   (1) رواه البخاري 11 / 222 و 223 في الرقاق، باب المكثرون هم المقلون، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أحب أن لي مثل أحد ذهباً "، وفي الاستقراض، باب أداء الديون، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الاستئذان، باب من أجاب بلبيك وسعديك، ومسلم رقم (94) في الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات مشركاً لم يدخل الجنة، وفي الزكاة، باب الترغيب في الصدقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/152) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/161) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (3/152) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب. وفي (8/74) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (8/117) قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (3/75) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب كحلهم عن أبي معاوية. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1119) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. خمستهم - أبو معاوية، وشعبة، وأبو شهاب، وحفص بن غياث، وأبو الأحوص - عن الأعمش. 2- وأخرج أحمد (5/166) قال: حدثنا أبو داود. والترمذي (2644) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في عمل اليوم واليلة (1121) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا ابن شميل. كلاهما - أبو داود، وابن شميل - عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، وعبد العزيز بن رفيع، والأعمش. 3- وأخرجه البخاري (4/137) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1118) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا حاتم. وفي (1120) قال: أخبرني حسين بن منصور، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وحاتم بن أبي صغيرة - عن حبيب بن أبي ثابت. 4- وأخرجه البخاري (8/116) . ومسلم (3/76) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع. 5- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (803) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1123) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا معاذ بن هشام. كلاهما - معاذ بن فضالة، ومعاذ بن هشام - عن هشام، عن حماد. 6- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1122) قال: أخبرني عمران بن بكار، قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا بقية، عن شعبة، عن حبيب، وعبد العزيز بن رفيع، وسليمان بن مهران، وبلال. خمستهم - الأعمش، وحبيب بن أبي ثابت، وعبد العزيز بن رفيع، وحماد بن أبي سليمان، وبلال - عن زيد بن وهب، فذكره. وبلفظ: «أتاني جبريل -عليه السلام- فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قلت: وإن زنى، وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق.» . وأخرجه أحمد (5/159) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا مهدي. وفي (5/161) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/89) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا مهدي ابن ميمون. وفي (9/174) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/66) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1116) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة وفي. (1117) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا السهمي - وهو عبد الله بن بكر- قال: حدثني مهدي بن ميمون. كلاهما - مهدي بن ميمون، وشعبة - عن واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد، فذكره. الحديث: 6756 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 192 6757 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ أُمَّتي يدخلون الجنة إلا مَن أبى، فقالوا: [يا رسولَ الله] مَن يأبى؟ قال: مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» أخرجه البخاري (1) .   (1) 13 / 214 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/361) قال: حدثنا يونس وسريج والبخاري (9/114) قال: حدثنا محمد بن سنان. ثلاثتهم - يونس بن محمد، وسريج بن النعمان، ومحمد بن سنان - قالوا: حدثنا فليح، قال: حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 6757 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 194 النوع السادس 6758 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يموتُ رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النارَ يهودياً، أو نصرانياً، قال: فاستحْلَفَ عمرُ بنُ عبد العزيز أبا بُردة بالذي لا إله إلا هو ثلاث مرات: أن أباه حدثه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فحلف له، فلم يحدِّثني سعيد - هو ابن أبي بُردة - أنه استحلفه، ولم ينكر على عَوْن - هو ابن عتبة - قولَه» . وفي رواية «إذا كان يومُ القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فَكَاكُك من النار» . وفي أخرى قال: «يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعُها على اليهود والنصارى - فيما أحسب [أنا]- قال أبو رَوْح: لا أدري ممن الشك؟ قال أبو بردة: فحدَّثتُ به عمر بن [ص: 195] عبد العزيز، فقال: أبوك حدَّثك بهذا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قلتُ: نعم» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2767) في التوبة، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «يجمع الله عز وجل الأمم في صعيد يوم القيامة، فإذا بدا الله عز وجل أن يصدع بين خلقه، مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون، فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار. ثم يأتينا ربنا عز وجل، ونحن على مكان رفيع، فيقول: من أنتم؟ فنقول: نحن المسلمون. فيقول: ما تنتظرون؟ فيقولون: ننتظر ربنا عز وجل. قال: فيقول: وهل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: نعم، فيقول: كيف تعرفونه ولم تروه؟ فيقولون: نعم، إنه لا عدل له. فيتجلى لنا ضاحكا. فيقول: أبشروا أيها المسلمون، فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا.» أخرجه أحمد (4/391) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن سعيد بن أيي بردة. وفي (4/391) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن سعيد ابن أبي بردة، وعون بن عتبة. وفي (4/398) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، أن عونا، وسعيد بن أبي بردة حدثاه. وفي (4/402) قال: حدثنا أبو المغيرة، وهو النضر بن إسماعيل، يعني القاص، قال: حدثنا بريد. وفي (4/407) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا أبو معشر، عن مصعب بن ثابت، عن محمد بن المنكدر. وفي (4/407) قال: حدثنا حسن بن موسى، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عمارة. وفي (4/408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد بن جدعان، عن عمارة القرشي. وفي (4/408) قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا ربيع - يعني أبا سعيد النصري، عن معاوية بن إسحاق. وفي (4/409و 410) قال: حدثنا أبو أسامة، عن طلحة بن يحيى. وعبد بن حميد (537) قال: حدثني عبيد الله بن موسى، عن طلحة بن يحيى. وفي (540) قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عمارة ومسلم (8/104) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن طلحة بن يحيى. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، أن عونا وسعيد بن أبي بردة حدثاه. وفي (8/105) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، جميعا عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: أخبرنا همام، قال: حدثنا قتادة بهذا الإسناد نحو حديث عفان. وقال: عون بن عتبة. وابن ماجة (4291) قال: حدثنا جبارة بن المغلس، قال: حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور. سبعتهم - سعيد بن أبي بردة، وعون بن عتبة، وبريد، ومحمد بن المنكدر، وعمارة، ومعاوية بن إسحاق، وطلحة بن يحيى - عن أبي بردة، فذكره. * رواية سعيد بن أبي بردة، وعون، وبريد، ومحمد بن المنكدر، وكذلك أبي أسامة عن طلحة بن يحيى مختصرة على: «لا يموت مسلم إلا أدخل الله عز وجل مكانه النار يهوديا أو نصرانيا.» . * رواية معاوية بن إسحاق، وعبيد الله بن موسى مختصرة على: «إن هذه الأمة مرحومة جعل الله عز وجل عذابها بينها. فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل امرىء منهم رجل من أهل الأديان. فقال: هذا يكون فداءك من النار.» . الحديث: 6758 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 194 6759 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تلا قوله تعالى: {وإنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ. لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُم جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [الحجر: 43 و44] وقال: باب منها لمن سلَّ السيف على أمتي، أو قال: على أمة محمد» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3122) في التفسير، باب ومن سورة الحجر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 64 من حديث مالك بن مغول عن جنيد عن ابن عمر، قال الحافظ في " التهذيب ": قال أبو حاتم: حديث جنيد عن ابن عمر مرسل. أقول: ومع ذلك فقد صحح إسناده العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على " مسند أحمد " رقم (5689) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أحمد (2/94) (5689) . والترمذي (3123) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد - قالا: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا مالك بن مغول، عن جنيد. فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول. قلت: فيه جنيد، قال عنه الحافظ في التهذيب (2/120) قال: أبو حاتم حديثه عن ابن عمر مرسل، قلت: وذكره ابن حبان في الثقات. الحديث: 6759 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 195 ا لنوع السابع 6760 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد أجاركم الله من ثلاث خِلال (1) : أن لا يدعُوَ عليكم نبيُّكم فَتَهْلِكُوا جميعاً، وأن لا يُظْهِرَ أهلَ الباطلِ على أهل الحقِّ، وأن لا تجتمعوا على ضلالة» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: إن الله أجاركم من ثلاث خلال. (2) رقم (4253) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وفي سنده محمد بن إسماعيل بن عياش، قال أبو حاتم الرازي: لم يسمع من أبيه شيئاً، وقال المناوي: قال ابن حجر: في إسناده انقطاع [ص: 196] وله طرق لا يخلو واحد منها من مقال، قال المناوي: وقال في موضع آخر، يعني: ابن حجر: سنده حسن، فإنه من رواية ابن عياش عن الشاميين وهي مقبولة، وله شاهد عند أحمد، رجاله ثقات، لكن فيه راوٍ لم يسم. أقول: ويشهد للفقرة الأخيرة منه الفقرة الأولى من الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (4253) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي. قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثني أبي. قال ابن عوف: وقرأت في أصل إسماعيل، قال: حدثني ضمضم، عن شريح. فذكره. قلت: فيه محمد بن إسماعيل بن عياش، قال عنه الحافظ في التهذيب (9/60) قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا، وقال الآجري بسند أبو داود عنه فقال: لم يكن بذاك القوي قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حي وسألت عمرو بن عثمان عنه، فذمه. الحديث: 6760 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 195 6761 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله لا يجمع أمَّتي - أو قال: أمة محمد - على ضلالة، ويَدُ الله على الجماعة، ومن شَذَّ شَذَّ إلى النار» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يد الله على الجماعة) أراد بيد الله: سكينته وأَمْنَه ورحمته (*) ، أي: إن الجماعة بعيدة من الأذى والخوف واضطراب الحال، ومثله قوله «يد الله على الفُسطاط» يعني المصر، فإن الأذى مع الفرقة، والفساد مع الاختلاف، والخوف مع الانفراد. (شذ) الشذوذ: الانفراد والتوحُّد.   (1) رقم (2168) في الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة، وفي سنده سليمان بن سفيان التيمي المدني، وهو ضعيف، ولكن للحديث شواهد بمعناه، قال الحافظ السخاوي في " المقاصد ": وبالجملة فهو حديث مشهور المتن ذو أسانيد كثيرة متعددة في المرفوع وغيره، فمن الأول: أنتم شهداء الله في الأرض، ومن الثاني: قول ابن مسعود: إذا سئل أحدكم فلينظر في كتاب الله، فإن لم يجد ففي سنة رسول الله، فإن لم يجده فيها فلينظر فيما اجتمع عليه المسلمون، وإلا فليجتهد. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: " المفهوم من هذا السياق: أن الله معهم بنصره وتأييده، كما أن فيها إثبات لصفة اليد لله تعالى. وهذا الحديث في مفهومه يشبه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (10) سورة الفتح. والله أعلم. " [الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2167) قال: حدثنا أبو بكر بن نافع البصري، قال: حدثني المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا سليمان المدني، عن عبد الله بن دينار، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وسليمان المدني هو عندي سليمان بن سفيان، وقد روى عنه أبو داود الطيالسي وأبو عامر العقدي وغير واحد من أهل العلم. الحديث: 6761 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 196 6762 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 197] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أمتي هذه أمة مَرْحُومَة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابُها في الدنيا: الفِتَنُ والزلازل والقتل» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4278) في الفتن، باب ما يرجى في القتل، وفي إسناده المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي المسعودي، قال ابن حبان: اختلط حديثه فلم يتميز فاستحق الترك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/410) قال: حدثنا يزيد. وهاشم، يعني ابن القاسم. وفي (4/418) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (536) قال: أخبرنا يزيد بن هارون وأبو داود (4278) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا كثير بن هشام. ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وهاشم، وكثير بن هشام - عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن سعيد ابن أبي بردة، عن أبيه، فذكره. * وفي رواية: «القتل، والبلابل، والزلازل.» . قلت: أصله في مسلم دون هذا الزيادة [عذابها في الدنيا ... ] وهذه الزيادة من طريق المسعودي. الحديث: 6762 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 196 6763 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَنْ يجمعَ الله على هذه الأمة سيفين: سَيْفاً منها، وسَيْفاً من عَدُوِّها» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4301) في الملاحم، باب ارتفاع الفتنة في الملاحم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/26) وأبو داود (4301) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. كلاهما - أحمد بن حنبل، وهارون - عن الحسن بن سوار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، فذكره. * رواية أبي داود وقعت هكذا: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة. حدثنا إسماعيل (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا الحسن بن سوار، حدثنا إسماعيل، حدثنا سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، قال هارون في حديثه: عن عوف بن مالك. فظهر من هذا أن رواية هارون متصلة، ورواية عبد الوهاب مرسلة. لكننا لم نقف عليها في المراسيل في تحفة الأشراف والله أعلم. الحديث: 6763 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 197 6764 - (ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله أنزل عليَّ أمانين لأمتي {وما كان الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وما كان الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون} [الأنفال: 33] فإذا مَضَيْتُ تركتُ فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3082) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال، وفي إسناده إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ابن جابر البجلي الكوفي وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وإسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر يضعف في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3082) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا ابن نمير، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عباد بن يوسف، عن أبي بردة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وإسماعيل بن مهاجر يضعف في الحديث. الحديث: 6764 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 197 6765 - (م) عامر بن سعد بن أبي وقاص - رحمه الله -: عن أبيه «أنه أقْبل مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم من العالية، حتى إذا مرَّ بمسجد بني معاويةَ دخل فركع فيه ركعتين، وصلَّيْنا معه، ودعا ربَّه طويلاً، ثم انصرف [ص: 198] إلينا، فقال: سألتُ ربي ثلاثاً، فأعْطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألتُ ربي أن لا يُهلِكَ أمتي بالسَّنَة؟ فأعْطانيها، وسألته أن لا يُهلِك أمتي بالغرَق؟ فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسَهم بينهم، فَمَنَعَنِيها» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالسنة) السَّنَة: الجدب والقحط.   (1) في الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/175) (1516) قال: حدثنا يعلى. وفي (1/181) (1574) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (8/171) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (8/172) قال: حدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان بن معاوية. ثلاثتهم - يعلى، وعبد الله بن نمير، ومروان - قالوا: حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري، قال: أخبرني عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 6765 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 197 6766 - (ط) عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك - رحمه الله - قال: «جاءنا عبدُ الله ابنُ عمر في بني معاوية - وهي قرية من قرى الأنصار - فقال: هل تدرون أين صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مسجدكم هذا؟ فقلت له: نعم - وأشرتُ إلى ناحية منه - فقال لي: هل تدري ما الثلاثُ التي دعا بهنَّ فيه؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني بهنَّ، فقلت: دعا بأن لا يُظْهِر عليهم عدوّاً من غيرهم، ولا يُهلكهم بالسنين، فأُعطيهما، ودعا بأن لا يَجعلَ بأسَهم بينهم، فمُنِعَها، قال: صَدَقْتَ، قال ابنُ عمر: فلن يزال الهَرْجُ إلى يوم القيامة» أخرجه «الموطأ» (1) . [ص: 199] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهرج) قد جاء في الحديث: أنه القتل، وهو الاختلاط والاختلاف، وذلك سبب القتل.   (1) 1 / 216 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء من حديث عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك أنه قال: جاء عبد الله بن عمر ... الحديث، وإسناده صحيح، وهو بمعنى حديث مسلم الذي قبله مرفوعاً عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (504) عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، فذكره وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/57) : هكذا رواه يحيى وطائفة لم يجعلوا بين عبد الله شيخ مالك وبين ابن عمر أحدا. ومنهم من أدخل بينهما عتيك بن الحارث بن عتيك، وهي رواية ابن القاسم ومنهم من جعل بينهما جابر بن عتيك، وهي رواية القعنبي ومطرف. قال ابن عبد البر: ورواية يحيى أولى بالصواب. الحديث: 6766 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 198 6767 - (ت س) خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: «صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة فأطالها، فقالوا: يا رسول الله، صلَّيْتَ صلاة لم تكن تصلِّيها؟ قال: أجل؛ إنها صلاةُ رَغْبة ورَهْبَة، إني سألتُ الله فيها ثلاثاً، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألتُه أنه لا يُهلك أمتي بِسَنَة، فأعطانيها، وسألْتُه أن لا يُسَلِّط عليهم عدوّاً من غيرهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يُذِيق بعضَهم بأسَ بعض، فمنعنيها» أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي: «أن خبّاباً رَقَب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في ليلة صلاَّها، فلما فرغ من صلاته جاءه خبّاب، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمِّي، لقد صلَّيتَ الليلةَ صلاة ما رأيتُك صلَّيتَ نحوها؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أجل؛ إنها صلاةُ رَغَب ورَهَب، سألت ربي عز وجل ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألت ربي: أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم، فأعطانيها، وسألت ربي: أن لا يُظهِر علينا عدوّاً من غيرنا، فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يُلْبِسَنا [ص: 200] شِيَعاً، فمنعنيها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رغبة) الرَّغَب: الرَّغْبة، وهو حبُّ الشيء وإيثاره. (والرَّهب) الرهبة، وهو الخوف. (يلبسنا) أي يختلط أمرنا خلط اضطراب واختلاف أهواء. (شِيَعاً) : الشيع: الفرق: جمع شيعة.   (1) رواه الترمذي رقم (2176) في الفتن، باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً في أمته، والنسائي 3 / 217 في قيام الليل، باب إحياء الليل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ويشهد له الروايتان اللتان قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (5/108) قال: حدثنا علي بن عياش الحمصي (ح) وحدثنا أبو اليمان. والنسائي (3/216) وفي الكبرى (1241) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا أبي، وبقية. أربعتهم - علي، وأبو اليمان، وعثمان، وبقية - عن شعيب بن أبي حمزة. 2- وأخرجه أحمد (5/109) والنسائي في الكبرى (1242) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري. كلاهما - أحمد، والنيسابوري - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان. 3- وأخرجه الترمذي (2175) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان بن راشد. ثلاثتهم - شعيب، وصالح، والنعمان - عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خباب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، صحيح. الحديث: 6767 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 199 النوع الثامن 6768 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن من أمتي مَن يشفع في الفِئامِ من الناس، ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم مَن يشفع للعُصْبةِ، ومنهم يشفع للواحد، حتى يدخلوا الجنة» أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «وإنما شفاعتي في أهل الكبائر (2) ، وإنه ليؤمَرُ برجل [ص: 201] إلى النار، فَيَمُرّ برجل كان قد سقاه شَرْبة ماء على ظمأ، فيقول: ألا تشفع لي؟ فيقول: ومَن أنت؟ فيقول: ألستُ أنا سقيتُك الماء يوم كذا وكذا؟ فيعرفه، فيشفع فيه، فَيُرَدُّ من النار إلى الجنة» .   (1) رقم (2442) في صفة القيامة، باب شفاعة الرسول لمن لا يشرك بالله شيئاً، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي بعده، وقال الترمذي: هذا حديث حسن. (2) هذه الفقرة من الحديث رواها الترمذي رقم (2437) في صفة القيامة، باب رقم (12) من حديث أنس وجابر، وأبو داود رقم (4739) في السنة، باب في الشفاعة، وأحمد في " المسند " 3 / 212 من حديث أنس رضي الله عنه، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/20) قال حدثنا يزيد، قال: أخبرنا زكريا. وفي (3/63) قال: حدثنا عثمان ابن عمر، قال: أخبرنا مالك بن مغول. وعبد بن حميد (903) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا زكريا. والترمذي (2440) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن زكريا بن أبي زائدة. كلاهما - زكريا، ومالك بن مغول - عن عطية، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 6768 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 200 6769 - (ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله -: كنت مع رهط بإيلياءَ، فقال عبد الله ابن أبي الجدعاء: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل الجنةَ بشفاعة رجل من أمتي: أكثرُ من بني تميم، قلنا: سواك يا رسول الله؟ قال: نعم سوايَ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفئام) : الجماعة من الناس.   (1) رقم (2440) في صفة القيامة، باب يدخل من هذه الأمة سبعون ألفاً دون حساب، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/469) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وفي (3/470) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (5/366) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، والترمذي (2438) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وابن ماجة (4316) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. ثلاثتهم - إسماعيل، ووهيب، وشعبة - عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق فذكره. * في رواية شعبة: رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقال له: ابن أبي الجدعاء. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وابن أبي الجدعاء هو عبد الله وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد. الحديث: 6769 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 201 النوع التاسع 6770 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ أمتي مثلُ المطر: لا يُدرى آخِرُه خير، أم أوَّلُه؟» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 202] زاد رزين «وإنه لا مهديَّ إلا عيسى ابن مريم، وأنا أولى الناس به، ليس بيني وبينه نبيّ، قال: وسمعته يقول: لن تهلك أمة أنا أوَّلُها، ومهديُّها أوْسَطُها، والمسيحُ آخِرُها» (2) .   (1) رقم (2873) في الأمثال، باب مثل أمتي مثل المطر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 130 و 143 من حديث أنس و 4 / 319 من حديث عمار بن ياسر، وهو حديث صحيح بطرقه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن عمار، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر. (2) قوله: " لن تهلك أمة أنا أولها ... " الخ، ذكره السيوطي في " الجامغ الصغير " من حديث ابن عباس ونسبه لأبي نعيم في " أخبار المهدي "، والفقرة الأولى منه " لا مهدي إلا عيسى " جزء من حديث رواه ابن ماجة رقم (4039) في الفتن، باب شدة الزمان، وإسناده ضعيف، وهو خبر منكر مخالف للإحاديث الصحيحة في كون المهدي من هذه الأمة كما قال أبو الحسن الخسعي فيما نقله عنه الحافظ في " الفتح " 6 / 352. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/130، 143) قال: حدثنا حسن بن موسى. والترمذي (2869) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - حسن، وقتيبة - قالا: حدثنا حماد بن يحيى الأبح، قال: حدثنا ثابت، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. قال: وروي عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يثبت حماد بن يحيى الأبح، وكان يقول: هو من شيوخنا. الحديث: 6770 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 201 6771 - (س) ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تَغْزُو الهندَ، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 42 و 43 في الجهاد، باب غزوة الهند، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 272، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا عبد الله بن سالم، وأبو بكر بن الوليد الزبيدي. والنسائي (6/42) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني أبو بكر الزبيدي. كلاهما - عبد الله بن سالم، وأبو بكر - عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان بن عامر الوصابي، عن عبد الأعلى بن عدي، فذكره. الحديث: 6771 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 202 6772 - () جعفر [بن محمد] عن أبيه عن جده: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أبْشِرُوا وأبْشِروا، إنما مثلُ أمتي مثلُ الغيثِ: لا يُدرَى آخرُه خير أم أوَّلُه؟ أو كحديقة أُطْعِمَ منها فَوْج عاماً، ثم أُطْعِمَ منها فوج عاماً، لعل آخرَها فوجاً أن يكون أعْرَضُها عَرْضاً، وأعْمَقُها عُمْقاً، وأحْسنها حُسناً، كيف تهلك أمة أنا أوَّلُها، والمهديُّ وسَطُها، والمسيحُ آخرها، ولكن بين ذلك فَيْج أعْوَج، ليسوا مني، ولا أنا منهم» أخرجه ... (1) [ص: 203] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فيج) الفيج والفوج: الجماعة من الناس، فأما الفيج: فإنه مخفف من الفيِّج، تقول: فاج يفوج فهو فَيِّج، كما تقول: هان يهون فهو هيِّن، ثم تخففه فتقول: هَيْن، هكذا قال الأزهري، وأما الفوج، فهو على أصله من الواو بغير تخفيف، وإنما احتاج إلى التقدير المذكور في الفيج لأجل الياء.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. قلت: ذكر السخاوي في المقاصد الحسنة طرف منه بلفظ: «مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره» . وقال الترمذي من حديث حماد بن يحيى الأبح، وأبو يعلى في مسنده من حديث يوسف الصفار. كلاهما - عن ثابت البناني عن أنس به مرفوعا -، وذكره الدارقطني في سنده حديث مالك من رواية هشام ابن عبد الله عن مالك عن الزهري عن أنس به، وكذا أورده أبو الحسن بن القطان صاحب ابن ماجة في العلل له من حديث هشام وقال: انفرد به ولا نعلم له علة، وأخرجه الخطيب أيضا في الرواة عن مالك له كذلك، وقال: إنه غريب جدا من حديث مالك تفرد به هشام يعني عنه، ولم يتابع عليه، وله شاهد عن عمر بن ياسر أخرجه ابن حبان في «صحيحه» من حديث عبيد بن سليمان الأغر، عن أبيه عنه مرفوعا به، وفي لفظ عند الطبراني في الكبير من حديث عمار: مثل أمتي كالمطر يجعل الله في أوله خيرا وفي آخره خيرا. وفي الباب أيضا عن عمران بن حصين أخرجه البزار بسند حسن، قال إنه لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسناد أحسن من هذا، وعن ابن عمر عند الطبراني، وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني أيضا وأشار إليه ابن عبد البر، وقال: إن الحديث حسن، وقول النووي في فتاويه: إنه ضعيف متعقب، ولابن عساكر في تاريخه من جهة ابن أبي مليكة عن عمرو بن عثمان رفعه مرسلا: أمتي أمة مباركة لا يدري أولها خير أو آخرها. الحديث: 6772 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 202 6773 - () أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «بَشِّرهذه الأمة - وروي: بشر الأئمة - بالسَّناء والنَّصر والتمكين، ومَن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " 5 / 134، وابن حبان في " صحيحه "، والحاكم 4 / 311، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: في المطبوع أخرجه رزين. قلت: وهو عند أحمد. 1- أخرجه (5/134) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفيه قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، وعبد الله بن أحمد (5/134) قال: حدثنا علي بن الحسين الواسطي، قال: حدثنا يحيى بن يمان. ثلاثتهم - عبد الرزاق، ومعتمر، ويحيى - عن سفيان، عن أبي سلمة المغيرة بن مسلم السراح. وأخرجه أحمد (5/134) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن أحمد (5/134) قال: حدثني عبد الواحد بن غياث. كلاهما - قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم -. كلاهما المغيرة بن مسلم، وعبد العزيز - عن الربيع بن أنس. 2- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/134) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب. كلاهما - الربيع، وأيوب - عن أبي العالية، فذكره. الحديث: 6773 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 203 النوع العاشر 6774 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيَهم أمْرُ الله وهم ظاهرون» . قال أبو عبد الله: هم أهل العلم. أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ... وذكره» . [ص: 204] وفي أخرى «لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس ... وذكره» (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 249 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون "، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} ، ومسلم رقم (1921) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين عل الحق لا يضرهم من خالفهم ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/244) قال: حدثنا يعلى بن عبيد أبو يوسف. وفي (4/248) قال: حدثنا يزيد. وفي (4/252) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (2437) قال: أخبرنا جعفر بن عون. والبخاري (4/252) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا يحيى. وفي (9/125) وفي خلق أفعال العباد (29) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. وفي (9/166) قال: حدثنا شهاب بن عباد، قال: حدثنا إبراهيم بن حميد. ومسلم (6/53) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا وكيع، وعبدة (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان، يعني الفزاري. (ح) وحدثنيه محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أسامة. عشرتهم - يعلى، ويزيد، ويحيى القطان، وجعفر بن عون، وعبيد الله، وإبراهيم بن حميد، ووكيع، وعبدة بن سليمان، ومروان، وأبو أسامة - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6774 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 203 6775 - (م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال أهل الغرب (1) ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة» أخرجه مسلم (2) .   (1) قال ابن المديني: المراد بهم: العرب، وقال آخرون: المراد به: الغرب من الأرض، وقال معاذ: هم بالشام، وجاء في حديث آخر: ببيت المقدس. (2) رقم (1925) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (6/54) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان، فذكره. الحديث: 6775 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 204 6776 - (م ت د) ثوبان: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرُّهم مَن خَذَلهم حتى يأتيَ أمْرُ الله وهم كذلك» أخرجه مسلم. وأخرجه أبو داود في جملة حديث، وهو مذكور في «المعجزات» من «كتاب النبوة» . وأخرجه الترمذي في جملة حديث، وهو مذكور في «كتاب الفِتَن» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1920) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق "، وأبو داود رقم (4252) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، والترمذي رقم (2177) و (2230) في الفتن، باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً لأمته، وباب ما جاء في الأئمة المضلين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/279) قال:حدثنا يونس. ومسلم (6/52) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وأبو الربيع العتكي،وقتيبة بن سعد، وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى،والترمذي (2229) قال:حدثنا قتية بن سعيد. ستتهم (سليمان، ويونس،وسعيد،وأبو الربيع، وقتيبة ومحمد بن عيسى - عن حماد بن زيد، عن أيوب. 2- وأخرجه ابن ماجة (10و3952) قال:حدثنا هشام بن عمار، قال:حدثنا محمد شعيب، قال:حدثنا سيعد بن بشير، عن قتادة. كلاهما - أيوب وقتادة - عن أبي قلابة،عن أبي أسماء،فذكره. الحديث: 6776 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 204 6777 - (خ م) معاوية [بن أبي سفيان - رضي الله عنه -] قال - وهو يخطب - سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تزال من أمتي أمَّة قائمة بأمر الله لا يضرهم مَن خَذَلهم ولا مَن خالَفَهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» . قال ابن يُخامِر: سمعت معاذاً يقول: هم أهل الشام - أو بالشام - فقال معاوية: هذا مالك بن يخامر يزعم أنه سمع معاذا يقول: وهم بالشام. وفي رواية قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن يُرِدِ الله به خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّين، ولا تزالُ عِصَابة من المسلمين يقاتلون على الحق: ظاهرين على من ناوَأهُمْ إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ناوأهم) المناوأة: المعاداة.   (1) رواه البخاري 13 / 250 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون "، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} ، ومسلم رقم (1037) في الزكاة، باب النهي عن المسألة، وفي الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/101) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: أخبرنا ليث،يعني ابن سعيد،عن يزديد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، والدارمي (230) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح،قال: حدثني الليث،عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عبد الوهاب، والبخاري (1/27) قال:حدثنا سعيد بن عفير،قال: حدثنا ابن وهب،عن يونس. وفي (4/103) قال:حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس. وفي (9/125) قال:حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس، ومسلم (3/95) قال: حدثني حرملة بن يحيى،قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. كلاهما - عبد الوهاب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. أخرجه أحمد (4/93) .ومسلم (6/53) قال:حدثني إسحاق بن منصور. كلاهما- أحمد، وإسحاق - عن كثير بن هشام، قال:حدثنا جعفر وهو ابن برقان، قال: حدثنا يزيد بن الأصم. فذكره. وعن معبد الجهني،قال: كان معاية قلما يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فكان قلما يكاد أن يدع يومي الجمعة هؤلاء الكلمات، أن يحدث بهن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من يرد الله به خيرات يفقهه في الدين، وإن هذا المال حلو خضر، فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه، وإياكم والتمادج فإنه الذبح» . أخرجه أحمد (4/92) قال:حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/93) قال:حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: أخبرنا شعبة. وفي (4/98) قال:حدثنا يزيد، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد. وفي (4/99) قال:حدثنا يعقوب، عن إبراهيم بن سعد، وابن ماجة (3743) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال: حدثنا غندر،عن شعبة. كلاهما - شعبة،وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف،عن معبد الجهني، فذكره. (*) رواية ابن ماجة مختصرة على: «إباكم والتمادح فإنه الذبح» . وعن عبد الله بن عامر اليحصبي،قال:سمعت معاويةيقول: إياكم وأحاديث، إلا حديثا كان في عهد عمر، فإن عمر كان يخيف الناس في الله عز وجل، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «من يرد الله هـ خيرا يفقهه في الدين» وسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس، فيبارك له فيه، ومن أعطيته عن مسألة وشره، كان كالذي يأكل ولا يشبع» . أخرجه أحمد (4/97 و100) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، وفي (4/99) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صلاح، ومسلم (3/94) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا زيد بن الحباب،قال: أخبرني معاوية بن صالح. كلاهما - جعفر بن معاوية، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن عبد الله بن عامر، فذكره. (*) وزاد عبد الرحمن بن مهدي في روايته: « ... لا تزال أمة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» . (*) وأخرجه أحمد (4/97) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد، عن عامر بن عبد الله اليحصبي - قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي:كذا قال: يحيى بن إسحاق، وإنما هو عبد الله بن عامر اليحصبي- قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لاتزال طائفة من أمتي على الحق، لايبالون من خالفهم، أو خذلهم حتى يأتي أمر الله عز وجل» . الحديث: 6777 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 205 6778 - (ت) معاوية بن قرة: عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا فَسَدَ أهْلُ الشام فلا خير لكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين، لا يضرهم مَنْ خَذَلَهُم حتى تقوم الساعة» . [ص: 206] قال [ابن] المديني: هم أصحاب الحديث. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2193) في الفتن، باب ما جاء في الشام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن حوالة، وابن عمر، وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/436و5/35) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/436 و 5/34) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/34) قال: حدثنا محمد بن جعفر وابن ماجة (6) قال: حدثا محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2192) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. أربعتهم - يزيد بن هارون، ويحيى القطان، وابن جعفر، وأبو داود الطيالسي - عن شعبة، عن معاوية بن قرة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. الحديث: 6778 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 205 6779 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرُهم المسيحَ الدَّجال» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2484) في الجهاد، باب في دوام الجهاد، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/429) قال:حدثنا بهز. وفي (4/437) قال:حدثنا أبو كامل وعفان، وأبو داود (2484) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم - بهز،وأبوكامل،وعفان،وموسى - عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن مطرف، فذكره.. الحديث: 6779 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 206 النوع الحادي عشر 6780 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أشدّ أمَّتي لي حُبّاً ناس يكونون بَعدِي يَوَدُّ أحدُهم لو رآني بأهله وماله» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2832) في صفة الجنة، باب فيمن يود رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بأهله وماله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في صفة الجنة والنار عن قتيبة،وعن يعقوب عن إسماعيل بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال فذكره تحفة الأشراف (9/423) . الحديث: 6780 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 206 6781 - () أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال: «تَغَدَّيْنَا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، أحد خير مِنَّا؟ آمَنَّا بك، وجَاهَدْنا معك؟ قال: نعم، قَوْم يؤمِنون بي ولم يَرَوْني» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الدارمي 2 / 308 في الرقاق، باب في فضل آخر هذه الأمة، وفي سنده خالد بن دريك لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين: قلت: أخرجه الدارمي (ح2744) قال: أخبرنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا أسيد بن عبد الرحمن، عن خالد بن دريك، وعن ابن محيريز، قال: قلت لأبي جمعة،رجلا من الصحابة،حدثنا حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم أحدثك حديثا جيدا، فذكره. قلت: فيه خالد بن دريك قال عنه الحافظ في التهذيب (3/87) : ذكره ابن حبان في الثقات: هكذا ثم ذكر خالد بن دريك الشامي في أتباع التابعين، فالظاهر أنهما اثنان عنده، قلت: الراجح أنه واحد. الحديث: 6781 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 206 6782 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرةَ، فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحِقُون، وَدِدْتُ أنَّا قد رأينا إخواننا، قالوا: أوَلسْنا إخْوَانَكَ يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخوانُنا الذين لم يأتوا بَعْدُ، قالوا: كيف تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يأتِ بَعْدُ من أمتك يا رسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رَجُلاً له خَيْل غُرّ مُحَجَّلَة بين ظَهْرَي خَيْل دُهْم بُهْم، ألا يعرِف خيلَه؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غُرّاً مُحَجَّلِين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، فَليُذادَنَّ رجال عن حوضي، كما يُذَاد البعير الضالُّ، أناديهم: ألا هَلُمَّ، فيقال: إنهم قد بَدَّلوا بعدَك؟ فأقول: سُحْقاً، سحقاً. هذه رواية مسلم. وقد أخرج هو والبخاري روايات تتضمَّن ذِكْر الوضوء وإسباغه، وذِكر الحوض، وذُكِرَ بعضها في «كتاب الوضوء» من «كتاب الطهارة» وبعضها يَرِدُ في ذِكْر الحوض من «كتاب القيامة» من حرف القاف. وفي رواية «الموطأ» بعد قوله: «الذين لم يأتوا بَعْدُ» : «وأنا فرطهم على الحوض» وفيه «أُناديهم: ألا هَلُمَّ، ألا هَلُمَّ [ألا هَلُمَّ] » وفيه «سُحْقاً» مرة ثالثة، وأخرجه النسائي إلى قوله: «عَلى الحَوْضِ» (1) . [ص: 208] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بهم) البُهم: جمع بهيم، وهو اللون الواحد الذي لا يشاركه فيه لون آخر، أسود كان أوغيره. (ليُذادنَّ) ذُدت فلاناً عن كذا: إذا دفعتَه عنه، أذوده ذوداً. (سُحْقاً) : تقول، أي: بعداً له. والسحق: البعد.   (1) رواه البخاري 1 / 207 في الوضوء، باب فضل الوضوء والغر المحجلون، ومسلم رقم (249) في الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، والموطأ 1 / 28 - 30 في الطهارة، باب جامع الوضوء، والنسائي 1 / 93 - 95 في الطهارة، باب حلية الوضوء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (44) وأحمد (2/300) قال: حدثنامحمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. وفي (2/375) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى قال: أنبأنا مالك. وفي (2/ 408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. ومسلم (1/150و151،) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وسريج بن يونس وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر، جميعا عن إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. (ح) رحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك، وأبو داود (3237) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، وابن ماجة (4306) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (1/93) وفي الكبرى (142) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (6) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر ح وحدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالك بن أنس حدثه. (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا أبو موسى. قال: حدثني محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: أخبرنا ابن علية، وعن روح بن القاسم. ستتهم - مالك، وشعبة، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز الدراوردي، وروح ابن القاسم - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6782 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 207 6783 - (ت) عبد الله بن بُسر - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُمَّتي يوم القيامة غُرٌّ من السجود مُحَجَّلُون من الوضوء» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (607) في الصلاة، باب ما ذكر من سيما هذه الأمة يوم القيامة من آثار السجود والطهور، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/189) قال: حدثنا أبو المغيرة. والترمذي (607) قال:حدثنا أبو الوليد أحمد بن بكار الدمشقي،قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما - أبو المغيرة، والوليد - عن صفوان بن عمرو، عن يزيد بن خمير الرحبي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، من حديث عبد الله بن بسر. الحديث: 6783 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 208 6784 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: « {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110] قال: خيرُ الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 169 في تفسير سورة آل عمران، باب قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح 4557) قال:حدثنا محمد بن بوسف، عن سفيان، عن ميسرة، عن أبي حازم،فذكره. الحديث: 6784 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 208 6785 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال «إن الله عز وجل إذا أراد رحمةَ أمة من عباده قَبَضَ نَبِيَّها قبلها فجعله فَرَطاً وسَلفاً بين يديها، وإذا أراد هلاك أمة عذّبها، ونبيُّها حيّ، فأهلكها وهو ينظر، فأقرَّ عينه، بهلكتها حين كذبوه [وعَصَوْا أمرَه] » أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2288) في الفضائل، باب إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم. (7/65) قال:حدثت عن أبي أسامة، وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري. قال:حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني برد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 6785 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 208 الباب السادس من كتاب الفضائل والمناقب: في فضل جماعات متفرقة يأتي تفصيلهم، وفيه سبعة فصول الفصل الأول: في فضل قريش 6786 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الناسُ تبع لقريش في الخير والشرّ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1819) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/383) .ومسلم (6/2) قال: حدثني يحيى بن حبيب الحارثي. كلاهما- أحمد،والحارثي - قالا: حدثنا روح،قال: حدثنا ابن جريج،قال: حدثني أبو الزبير، فذكره.. وبنحوه: أخرجه أحمد (3/331) قال:حدثنا أبو أحمد. وفي (3/379) قال: حدثنا الفضيل بن دكين، وأبو أحمد. كلاهما- وأبو أحمد، والفضل- قالا:حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 6786 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 209 6787 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمُهم لمسلمهم، وكافرهم لكافرهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 385 في الأنبياء، باب المناقب، ومسلم رقم (1818) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1044 و1045) وأحمد (2/242) قالا:حدثنا سفيان. وفي (2/257) قال أحمد: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد. وفي (2/418) قال:حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي. والبخاري (4/217) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة ومسلم (6/2) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد. قالا: حدثنا المغيرة، يعنيان الحزامي. (ح) زهير بن حرب وعمرو الناقد، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (7/181) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال:حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، والمغيرة بن عبد الرحمن القرشي الحزامي - عن أبي الزناد، عن الأعرج،فذكره. وأخرجه أحمد (2/319) . ومسلم (6/2) قال حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 6787 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 209 6788 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 210] قال: «من أراد هَوَان قريش أهانه الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3902) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/183) (1587) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية، عن محمد بن سعد، فذكره. (*) وأخرجه الترمذي (3905) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثني صالح بن كيسان، عن الزهري، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن محمد بن سعد، فذكره. قال الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح عن كيسان، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، نحوه. (*) وأخرجه أحمد (1/171) (1473) قال: حدثنا يعقوب، وسعد. وفي (1/183) (1586) قال: حدثنا أبوكامل. ثلاثتهم - يعقوب، وسعد، وأبوكامل - عن إبراهيم بن سعد، عن صالح عن ابن شهاب، قال: حدثني محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية، أن يوسف بن الحكم أبا الحجاج، أخبره أن سعد بن أبي وقاص، فذكره. ولم يذكر محمد بن سعد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. الحديث: 6788 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 209 6789 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم أذَقْت أوَّلَ قريش نكالاً، فأذِقْ آخرَها نوالاً» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نكالاً) : النَّكال: العذاب والمشقة (نوالاً) : النَّوْل والنوال: العطاء.   (1) رقم (3904) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن أخرجه أحمد (1/242) (2170) قال:حدثنا يحيى بن سيعد الأموي، والترمذي (3908) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو يحيى الحماني (ح) وحدثنا عبد الوهاب الوراق.،قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي. كلاهما- يحيى بن سعيد، وأبو يحيى - عن الأعمش. عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا جديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6789 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 210 6790 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نساءُ قريش خيرُ نساء رَكِبْنَ الإبل، أحْناهُ على طفل في صِغره، وأرعاه على زوج في ذات يده، ويقول أبو هريرة على إثر ذلك: ولم تركب مريم بنتُ عمران بعيراً قطُّ، ولو علمتُ أنها ركبتْ بعيراً ما فَضَّلْتُ عليها أحداً» . وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ أمّ هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسولَ الله إني قد كَبِرْتُ ولِيَ عِيَال، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ نِسَاء [ص: 211] رَكِبْنَ الإبل ... » وذكر الحديث. وفي رواية: «خير نساء ركبن الإبل صالحُ نساء قريش ... وذكر الحديث» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أحناه على طفل) أحناه، أي: أعطفه، وأشفقه، يقال: حَنا عليه يحنو، وحنَى يَحني: إذا أشفق وعطف عليه (وأرعاه على زوج) من المراعة والحفظ والاحتياط والرفق به وتخفيف الكُلَف والأثقال عنه. (في ذات يده) أي: فيما يملك من مالٍ وأثاثٍ وغيره.   (1) رواه البخاري 9 / 107 في النكاح، باب إلى من ينكح وأي النساء خير، وفي النفقات، باب حفظ المرأة زوجها في ذات يده والنفقة، ومسلم رقم (2527) في فضائل الصحابة، باب من فضائل نساء قريش. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (1047) . والبخاري (7/85) قال: حدثنا علي بن عبد الله، ومسلم (7/181) و (182) قال: حدثنا ابن أبي عمر. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. أربعتهم - الحميدي، وعلي بن عبد الله، وابن أبي عمر، وعمرو الناقد - قالوا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ح وحدثنا بن طاووس، عن أبيه عن أبي هريرة، فذكراه (*) أخرجه أحمد (2/269) . ومسلم (7/182) قال: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره. (*) وأخرجه أحمد (2/393) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والبخاري (7/7) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ثلاثتهم - سفيان، ومحمد بن إسحاق، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/269 و275) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. ومسلم (7/182) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال أخبرني يونس. (ح) وحدثني محمد بن رافع وعبد ابن حميد. قال: عبد: أخبرنا وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13260) عن كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي. ثلاثتهم - معمر، ويونس، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. عن علي بن رباح، قال: سمعت أبا هريرة (يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على والد في صغره، وأرفقه بزوج على قلة ذات يده، ثم قال: أبو هريرة) وقد علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ابنة الخطاب لم تركب الإبل» . أخرجه أحمد (2/536) قال: حدثنا زيد بن الحباب. قال: حدثنا موسى بن علي. قال: سمعت أبي يقول: فذكره. وبلفظ: «خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش. أحناه على ولدِ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده» أخرجه أحمد (2/319) . ومسلم (7/182) قال: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر. عن همام بن منبه، فذكره. وأخرجه مسلم (7/182) قال: حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال: حدثنا خالد، يعني ابن مخلد. قال: حدثني سليمان، وهو ابن بلال قال: حدثني سهيل، عن أبيه فذكره. الحديث: 6790 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 210 6791 - (م) عبد الله بن مطيع: عن أبيه، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول يوم فتح مكة: «لا يُقْتَلُ قَرَشِيٌّ صبراً بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة» وفي رواية نحوه وزاد، قال: «ولم يكن أسلم أحد من عُصاة قريش غير مطيع، وكان اسمه العاصي، فسماه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مطيعاً» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا يقتل قُرشيٌّ صبراً) : أصل الصبر: الحبس، وقالوا:: قُتِل فلان [ص: 212] صبراً أي: قتل وهو مأسور. ولم يقتل في معركة ولا خلسة، قال الحميدي وقد تأول بعضهم هذا الحديث، فقال معناه: لا يقتل قرشي بعد هذا اليوم صبراً إلى يوم القيامة، وهو مرتد عن الإسلام ثابت على الكفر، إذ قد وُجِدَ من قريش من قتل صبراً فيما سبق ومضى من الزمان بعد النبي - صلى الله عليه وسلم-. ولم يوجد منهم من قتل صبراً وهو ثابت على الكفر، هذا على أن الرواية، «لا يقتلُ» مرفوعاً، وأن الكلام نفي، فلو كان مجزوماً على النهي لصح، وكان أوجه، فكأنه - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يقتل قرشي صبراً إلى يوم القيامة.   (1) رقم (1782) في الجهاد، باب لا يقتل قرشي صبراً بعد الفتح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/412و4/213) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا زكريا. وفي (3/412 و4/213) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني شعبة بن الحجاج بن عبد الله بن أبي السفر. وفي (3/412و4/213) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. والدارمي (2391) قال: أخبرنا جعفر بن عون، عن زكريا. والبخاري عن الأدب المفرد (826) قال: حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. ومسلم (5/173) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، ووكيع، عن زكريا، (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: " حدثنا زكريا. كلاهما - زكريا، وعبد الله بن أبي السفر - عن عامر الشعبي، قال: أخبرني عبد الله بن مطيع، فذكره. (*) أخرجه أحمد (3/412، 4/213) قال: حدثنا معاوية بن هاشم أبو الحسن، قال: حدثنا شيبان، عن فراس. الدارمي (2392) قال: حدثنا يعلى، قال حدثنا زكريا. كلاهما - فراس، وزكريا - عن عامر الشعبي قال: قال مطيع بن الأسود، فذكره. ليس فيه - عبد الله بن مطيع. الحديث: 6791 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 211 الفصل الثاني: في فضائل قبائل مخصوصة من العرب أسلم، وغِفار، ومُزينة، وجُهينة، وأشجع 6792 - (خ م ت) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أرَأيتم إن كان جُهينة، ومزينةُ، وأسلمُ، وغِفارُ، خيراً من بني تميم، وبني أسد، ومن بني عبد الله ابن غَطَفان، ومن بني عامر بن صعصعة؟ فقال رجل: خَابُوا وخَسِروا، فقال: هم خَير من بني تميم، وبني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة» . [ص: 213] وفي رواية: أن الأقرع بن حابس، قال للنبي - صلى الله عليه وسلم-: «إنما بايعك سُرَّاقُ الحجِيجِ مِنْ أسلَم، وغِفار، ومُزَيْنَةَ - وأحسبه: وجُهَيْنةَ - شك ابن أبي يعقوب - قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أرأيت إن كان أسلمُ، وغِفارُ، ومزينةُ - وأحسبه: وجهينةُ - خيراً من بني تميم، وبني عامر، وبني أسد، وغطفان، أخَابُوا وخَسِروا؟ قال: نعم، قال: فوالذي نفسي بيده إنهم لأخْيَرُ منهم» وفي رواية: قال شعبة: حدثني سيدُ بني تميم محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضَّبيُّ ... وذكره» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم مختصراً: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، خير من بني تميم، ومن [بني] عامر والحليفين: من بني أسد وغطفان» من غير شك في جهينة. وفي رواية الترمذي: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أسلمُ، وغفارُ، ومزينةُ: خير من بني تميم، وأسد، وغطفان، وبني عامر بن صعصعة - يمدُّ بها صوته - فقال القوم: قد خابو وخسروا؟ قال: فهم خير منهم» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 397 في الأنبياء، باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2522) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء، والترمذي رقم (3947) في المناقب، باب مناقب غفار وأسلم وجهينة ومزينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/36) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (5/39) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (4/220) قال: حدثنا قبيصة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي. ومسلم (7/180) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (3952) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد. أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وقبيصة، وأبو أحمد - عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير. 2- وأخرجه أحمد (5/41) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والبخاري (4/221) قال: حدثني محمد بن بشار.، قال: حدثنا غندر وفي (8/161) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن قال: حدثنا وهب. ومسلم (7/179) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (7/180) قال: حدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الصمد. ثلاثتهم - محمد بن جعفر غندر، ووهب بن جرير، وعبد الصمد بن عبد الوارث - قالوا: حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب الضبي. 3- وأخرجه أحمد (5/48) قال: حدثنا محمد بن جعفر ومسلم (7/180) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا أبي (ح) حدثنا محمد بن المثنى.، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا عبد الصمد ح وحدثنيه عمرو الناقد، قال: حدثنا شبابة بن سوار. أربعتهم - محمد بن جعفر، وعلي الجهضمي، وعبد الصمد. وشبابة - قالوا: حدثنا شعبة، عن أبي بشر. 4- وأخرجه أحمد (5/50) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وجدت هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده حدثنا هوذة بن خليفة. وفي (5/51) قال أبو عبد الرحمن: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده حدثناه عبيد الله بن محمد. والدارمي (2526) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ثلاتتهم -هوذة، وعبيد الله، وحجاج - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد. أربعتهم - عبد الملك، ومحمد بن أبي يعقوب، وأبو بشر، وعلي بن زيد - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره. الحديث: 6792 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 212 6793 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسلَمُ: سالمها الله، وغِفارُ: غَفَرَ الله لها» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم مثله، وزاد: «أما إني لم أقلها، ولكن الله عز وجل قالها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سالمها الله) يحتمل أن يكون دعاءً لها، أو إخباراً، وهو من المسالمة وترك الحرب، إما أن يسالمها الله، أو أن الله قد سالمها ولم يأمر بحربها، وكذلك «غفار غفر الله لها» يحتمل الوجهين.   (1) رواه البخاري 6 / 396 في الأنبياء، باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، ومسلم رقم (2515) و (2516) في فضائل الصحابة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/220) قال: حدثنا محمد. ومسلم (7/177) قال: حدثنا محمد ابن المثنى وابن بشار وسويد بن سعيد وابن أبي عمر. خمستهم - محمد- غير منسوب -،ومحمد بن المثنى، وابن بشار، وسويد، وابن أبي عمر - عن عبد الرحمن الثقفي،عن أيوب، عن محمد بن سيرين،فذكره ورواية مسلم أخرجها مسلم (7/177) قال:حدثني حسين بن حريث. قال:حدثنا الفضل بن موسى، عن خثيم بن عراك، عن أبيه فذكره. وبلفظ «غفار الله لها. وأسلم سالمها الله» . أخرجه أحمد (2/417) قال:حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي،والبخاري (2/33) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن. ومسلم (7/177) قال: حدثني محمد ابن رافع، قال حدثنا شبابة قال: حدثني ورقاء كلاهما - المغيرة، روقاء بن عمر- عن أبي الزناد، عن الأعرج،فذكره. وبلفظ «أسلم سالمها الله،وغفار غفر الله لها.» . أخرجها أحمد (2/469) قال:حدثنا عبد الرحمن. (ح) وأبو داود ومسلم (7/177) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، ومعاذ - عن شعبة عن محمد بن ابن زياد - فذكره. الحديث: 6793 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 214 6794 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قريش، والأنصارُ، وجهينةُ، ومزينةُ، وأسلمُ، وأشجعُ، وغِفارُ: مَوَاليَّ، ليس لهم مولى دون الله ورسوله» . كذا رواه سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم، وكذا رواه البخاري ومسلم من حديث سفيان، عن سعد بن إبراهيم، وقال البخاري في موضع آخر من كتابه: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم، ثم قال: وقال يعقوب ابن إبراهيم، حدثنا أبي عن أبيه، قال: حدثني عبد الرحمن [ص: 215] بن هُرْمز الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قريش، والأنصار، وجهينةُ، ومزينةُ، وأسلمُ، وأشجعُ، وغِفارُ، مَوَاليَّ، ليس لهم مولى دون الله ورسوله» . قال الحميدي: وقد حكى أبو مسعود الدمشقي وغيره: أن البخاري حمل حديث يعقوب بن إبراهيم على حديث أبي نعيم عن سفيان، ويعقوب في حديثه إنما يقول: عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «وَالَّذي نَفْسُ محمد بيده، لَغِفَارُ، وأسلمُ، ومزينةُ، ومن كان من جهينةَ - أو قال: وجهينةُ، ومن كان من مزينةَ - خير عند الله يوم القيامة من أسد، وطَيء، وغَطَفانَ، وهكذا أخرجه مسلم من حديث يعقوب، عن أبيه، عن صالح، عن الأعرج ... » فذكره بإسناده كما أوردناه، وهذا خلاف في المتن والإسناد، وأخرجا أيضاً نحواً من حديث محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، إلا أنه في رواية مسلم: من حديث إسماعيل بن عُلَيَّة، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مسند، وهو عند البخاري من حديث حماد بن زيد، عن أيوب عنه، من قول أبي هريرة، لم يسنده، وهذا لفظ مسلم المسند: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لأسْلمُ، وغِفارُ، وشيء من مزينةَ - أو شيء من جهينةَ ومُزَينَةَ، خير عند الله، قال: أحسبه قال: يوم القيامة من أسد، وغَطَفَان، وهَوَازِن، وتميم» . [ص: 216] ولمسلم عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أسلمُ، وغِفارُ، ومزينةُ ومن كان من جهينةَ - أو جُهينة - خَيْر من بني تميم، وبني عامر، والحليفين أسد وغَطَفَانَ» . وفي رواية الترمذي: نحو الثالثة التي آخرها: «من أسد، وطيء، وغَطَفَان» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 395 في الأنبياء، باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، ومسلم رقم (2520) و (2521) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أسلم وغفار وجهينة ... ، والترمذي رقم (3945) في المناقب، باب مناقب غفار وجهينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/291) قال: حدثنا يزيد. قال: أنبأنا المسعودي. وفي (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (2/467) قال: جدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثناشعبة. (ح) وحجاج. قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وعبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان، المعنى (ح) وأبو نعيم. وقال: حدثنا سفيان والدارمي (2525) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (4/218 و220) قال: حدثنا أبو نهيم. قال: حدثنا سفيان، ومسلم (7/178) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال حدثنا أبي. قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. أربعتهم - المسعودي، وعبد الرحمن بن إسحاق، وشعبة، وسفيان - عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، فذكره. (*) في رواية شعبة: «عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج فيما أعلم» شك شعبة. وبلفظ «أسلم، وغفار، ومزينة، ومن كان من جهينة، أو جهينة خير من بني تميم، وبني عامر، والحليفين أسد، وغطفان» . زاد في رواية محمد بن عمرو: « ... وهوازن، وتميم فإنهم أهل الخيل والوبر» أخرجه أحمد (2/450) قال: حدثنا يزيد. قال أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (2/468) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج. قال: أخبرنا شعبة، عن سعد ومسلم (7/178) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد ابن بشار. قال بن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سعد ابن إبراهيم. كلاهما 0 محمد بن عمرو، وسعد بن إبراهيم - عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ «والله لأسلم، وغفار، وجهينة، ومزينة خير من الحليفين: أسد، وغطفان، ومن بني تميم، ومن بني عامر بن صعصعة. يمد بها صوته» . وفي رواية: «والذي نفس محمد بيده لغفار، وأسلم، رمزينة، ومن كان من جهينة، أو قال: جهينة، ومن كان من مزينة خير عند الله يوم القيامة من أسد، وطيء، وغطفان» . أخرجه الحميدي (1048) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. وأحمد (2/369) قال: حدثنا علي. قال أخبرنا ورقاء، عن أبي الزناد. ومسلم (7/179) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي، عن أبي الزناد ح وحدثنا عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرني. وقال الآخران: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح، والترمذي (3950) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد. كلاهما -أبو الزناد، وصالح بن كيسان - عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «لأسلم، وغفار، وشيء من مزينة، وجهينة، أو شيء من جهينة، ومزينة خير عند الله. قال: أحسبه قال: يوم القيامة من أسد، وغطفان، وهوازن، وتميم.» . أخرجه أحمد (2/230) قال: حدثنا إسماعيل، وفي (2/420 و422) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم (7/179) قال: حدثنا زهير بن حرب ويعقوب الدورقي. قالا: حدثنا إسماعيل، يعنيان ابن علية. كلاهما- إسماعيل بن علية، ومعمر - عن أيوب، عن محمد بن سيرين فذكره. (*) أخرجه البخاري (4/222) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال حدثنا حماد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال: أسلم وغفار، وشيء من مزينة ... نحوه. الحديث: 6794 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 214 6795 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال - وهو على المنبر -: «غِفَارُ: غَفَرَ الله لها، وأسلمُ: سَالَمها الله، وعُصَيَّةُ، عَصَتِ الله ورسولَه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ولمسلم روايات بمثله، ولم يذكر «على المنبر» . وأخرجه الترمذي أيضاً، ولم يذكر «عُصَيَّة» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 396 في الأنبياء، باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، ومسلم رقم (2518) في فضائل الصحابة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم، والترمذي رقم (3944) في المناقب، باب مناقب أسلم وغفار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/20) (4702) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/50) (5108) قال:حدثنا محمد بن عبد الله.، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/60) (5261) قال:حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن شعبة. و، في (2/107) (5858) قال: حدثنا عفان، قال حدثنا شعبة. وفي (2/116) (5969) قال: حدثنام الفضل بن دكين،قال:حدثنا سفيان. وفي (2/136) (6198) قال:حدثنا أبو نهيم، قال حدثنا سفيان. وفي (2/153) (6409) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2528) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، قال: حدثنا عبد العزيز، عن موسى بن عقبة، ومسلم (7/178) قال:حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة،وابن حجر،قال:يحيى بن يحيى: أخبرنا وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والترمذي (3941) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (3948) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال:حدثنا شعبة. وفي (3949) قال:حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا مؤمل،قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان الثوري، وشعبة، وموسى بن عقبة، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره. وبلفظ: «غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله» . أخرجه أحمد (2/130) (6137) قال: حدثنا يعقوب قال:حدثنا أبي عن صالح. والبخاري (4/220) قال: حدثني محمد بن غرير الزهري، قال:حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح. ومسلم (7/178) قال: حدثنا بن المثنى، قال حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثنا عمرو بن سواد،قال: أخبرنا ابن وهب،قال:أخبرني أسامة (ح) وحدثني زهير بن حرب،والحلواني، وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال:حدثنا أبي، عن صالح ثلاثتهم - صالح، وعبيد الله، وأسامة بن زيد -عن نافع، فذكره. عن أبي سلمة، قال:حدثني ابن عمر قال:سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مثل حديث هؤلاء عن ابن عمر» . أخرجه مسلم (7/187) قال: حدثنيه حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي،قال: حدثنا حرب بن شدارد، عن يحيى، قال: حدثني أبوأسامة، فذكره. وبلفظ: «أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها» . أخرجه أحمد (2/117 (5981) قال:حدثنا إسماعيل بن داود،قال:حدثنا شعبة. وفي (2/122) (6040) قال حدثنا هاشم، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد. وفي (2/153) (6410) قال: حدثنا سليمان بن داود،قال:حدثنا إسحاق بن سعيد القرشي. كلاهما - شعبة، وإسحاق بن سعيد - عن سعيد بن عمرو، فذكره. (*) في رواية شعبة، قال سعيد بن عمرو، انتهيت إلى ابن عمر، وقد حدث الحديث،فقلت: ما حدث؟ فقالوا: قال ... فذكره. الحديث: 6795 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 216 6796 - (م) أبو ذرالغفاري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «غِفَارُ: غَفَرَ الله لها، وأسلمُ: سَالَمَها الله،» وفي رواية قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ائْتِ قومك فَقُلْ: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: أسْلَمُ: سَالَمها [ص: 217] الله، وغِفارُ: غَفَرَ الله لها» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2514) في فضائل الصحابة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/176) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ومسلم (7/177) قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى، وابن بشار جميعا عن ابن مهدي. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا أبو داود. كلاهما- عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود - قالا: حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. الحديث: 6796 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 216 6797 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسْلَمُ: سالمها الله، وغِفَارُ: غَفَرَ الله لها» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2515) في فضائل الصحابة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/345) قال:حدثنا موسى بن داود، وحسن بن موسى قالا:حدثنا ابن لهيعة. 2- وأخرجه أحمد (3/383) قال:حدثنا روح. ومسلم (7/177) قال: حدثنا يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح بن عبادة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله ان نمير، وعبد بن حمير عن أبي عاصم. كلاهما - روح، وأبو عاصم - عن ابن جريج. 3- وأخرجه مسلم (7/177) قال:حدثني سلمة بن شبيب،قال:حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل. ثلاثتهم - ابن لهيعة، وابن جريج،ومعقل - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 6797 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 217 6798 - (م ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - (1) قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الأنصارُ، ومُزينةُ، وجهينةُ، وأشْجَعُ، وغِفَارُ ومن كان من بني عبد الله: مَوَاليَّ دونَ الناس، واللهُ ورسولُه مَولاَهم» . أخرجه مسلم والترمذي، وقال الترمذي: « [من] بني عبد الدار» (2) .   (1) في المطبوع: أيوب السختياني، وهو خطأ. (2) رواه مسلم رقم (2519) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة ... ، والترمذي رقم (3936) في المناقب، باب في غفار وأسلم وجهينة ومزينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/417) ومسلم (7/178) قال:حدثنا زهير بن حرب. والترمذي (3940) قال: حدثنا أحمد بن منيع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير، وابن منيع - قالوا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أبو مالك الأشجعي، عن موسى بن طلحة، فذكره. الحديث: 6798 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 217 الأشعريون 6799 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني لأعرفُ أصواتَ رُفقةِ الأشْعَرييِّنَ بالقُرآن، حين يدخلونَ باللَّيْلِ، وأعرِفُ منازِلَهم من أصواتِهِمْ بالقُرآن بالليل، وإن كنتُ لم أرَ مَنَازِلَهم حين نَزَلوا بالنَّهارِ، ومنهم حَكيم إذا لقي الخيلَ - أو قال: العَدُوَّ - قال لهم: إن أصحابي يَأمُرُونَكم أن تَنْظُروهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 371 - 383 وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الجهاد، باب ومن [ص: 218] الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة الحبشة، ومسلم رقم (2499) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/175) وفي خلق أفعال العباد (33) ومسلم (7/171) قالا: (البخاري، ومسلم) حدثنا محمد بن العلاء (أبو كريب) قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا يزيد، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 6799 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 217 6800 - (خ م) أبو موسى الأشعري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، وقَلَّ طَعَامُ عِيالهم بالمدينة: جَمَعُوا ما كان عندهم في ثَوْب واحد، ثم اقْتَسَمُوا بينهم في إناء واحد بالسَّويَّةِ، فهم مِنِّي وأنا مِنْهُم» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرملوا) أرمل القوم: إذا نَفِدَ زادهم.   (1) رواه البخاري 5 / 93 في الشركة، باب الشركة في الطعام والنهد والعروض، ومسلم رقم (2500) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/181) قال:حدثنا محمد بن العلاء، ومسلم (7/171) قال: حدثنا أبو عامر الأشعري، وأبو كريب. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (9047) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي. ثلاثتهم- محمد بن العلاء، وأبو كريب، وأبو عامر، وموسى بن عبد الرحمن - عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبو بردة، فذكره. الحديث: 6800 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 218 6801 - (ت) أبو عامر الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نعْمَ الحيُّ: الأسْدُ، والأشْعَرِيُّونَ، لا يَفِرُّون في القِتَالِ، ولا يَغُلُّون، هم مِنِّي وأنا مِنْهُم، قال عامر ابنه: فحدَّثت بذلك معاوية، فقال: ليس كذا قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: هم مني وإليَّ، فقلت: ليس كذا حدثني أبي، ولكنه حدثني قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: هم مني وأنا منهم، قال: فأنت أعلم بحديث أبيك» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 219] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَغُلون) الغُلول: الخيانة في الغنيمة، وإخفاء بعضها.   (1) رقم (3942) في المناقب، باب في ثقيف وبني حنيفة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 129 وفي سنده عبد الله بن ملاذ وهو مجهول ومالك بن مسروح لم يوثقه غير ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/129 و164) ، الترمذي (3947) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب وغير واحد. كلاهما - أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن يعقوب - عن وهب بن جرير قال: حدثنا أبي. قال: سمعت عبد الله بن ملاذ يحدث، عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلامن حديث وهب بن جرير، ويقال: الأسد هم الأزد. وقال الحافظ في النكت الظراف (9/230) قال المزي: رواه أبو خيثمة زهير بن حرب وغيره، عن وهب بن جرير، عن أبيه، وعن ابن خلاد، عن نمير بن أوس. قلت: وليس في هذه الكلام فائدة، ولوكان الأمر بالعكس لأفاد تسمية أحمد وقع التصريح بالسماع، وبيان ذلك أن الترمذي أخرجه عن الجوزجاني، عن وهب بن جرير بن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن ملاذ، يحدث عن نمير بن أوس ... إلى أخره. فرواية الجوزجاني أميز من رواية أبي خيثمة، فلم يسبق لذكر رواية أبي خيثمة كبير أمر، بل كان حقه أن يقول: تابعة أبو خيثمة زهير بن حرب، ولكنه أبهم اسم ابن ملاذ أبو خيثمة. وقد وجدت في أوائل تبين كذب المفترى - لابن عساكر - لهذا الحديث علة، وهي أنه أخرجه من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله ابن العلاء بن زبر، سمعت نمير بن أوس يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..فذكره. قال: ابن عساكر، نمير بن أوس كان قاضي دمشق، وهوتابعي. قلت: والوليد وابن زبر أحفظ من ابن ملاذ والراوي عنه، فكان ذكر هذه الطريق أولى من ذكر طريق أبي خيثمة. قلت:: فيه عبد الله بن ملاذ، وهو مجهول، ومالك بن سروح، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 6801 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 218 بنو تميم 6802 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: لا أزال أُحِبُّ بني تميم، بعد ثلاث سمعتها من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يقولها فيهم: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «هم أشَدُّ أمتي على الدَّجَّالِ، قال: وجاءت صدقاتهم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هذه صَدَقَاتُ قَوْمِنا، قال: وكانت سَبِيَّة منهم عند عائشة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أعْتِقِيها، فإنَّها من وَلَدِ إسْماعيل» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: ثلاثُ خصال سمعتهن من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في بني تميم لا أزال أحبهم بعده، وكان على عائشة مُحَرَّر، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «أعتقي من هؤلاءِ، وجاءت صَدَقاتُهُم، فقال: هذه صَدَقاتُ قَوْمي، قال: وهُمْ أشَدُّ النَّاس قتالاً في الملاحِم» ولم يذكر الدجال (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سبية) السَّبية: المرأة التي تسبى من قومها، وتؤخذ أمة. فعيلة بمعنى مفعولة. [ص: 220] (محرر) المحرَّر: الذي جُعِلَ حُرّاً، أراد أنه كان عليها عتق رقبة. (الملاحم) جمع ملحمة، وهي الحرب والقتال والفتن.   (1) رواه البخاري 5 / 123 في العتق، باب من ملك من العرب رقيقاً فوهب وباع وجامع وفدى، وفي المغازي، باب وفد بني تميم، ومسلم رقم (2525) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/194و5/212) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال حدثنا جرير. عن عمارة بن القعقاع. وفي (3/194) قال: حدثني ابن سلام قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة، عن الحارث. وعن عمارة ومسلم (7/180، 181) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال حدثنا جرير، عن مغيرة، عن الحارث (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير، وعمارة. كلاهما - عمارة، والحارث العكلي - عن أبي زرعة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/390) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا سفيان، عن رجل، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذه صدقة قومي وهم أشد الناس على الدجال، يعني بني تميم» قال أبو هريرة: ماكان قوم من الأحياء أبغض إلي منهم. فأحببتهم منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول هذا وعن الشعبي، عن أبي هريرة. قال: ثلاث خصال سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بني تميم لا أزال أحبهم بعد ... وساق الحديث بهذا المعنى، غير أنه قال: هم أشد الناس قتالا في الملاحم. ولم يذكر الدجال. أخرجه مسلم (7/181) قال: حدثنا حامد بن عمر البكراوي. قال حدثنات مسلمة بن علقمة المازني إمام مسجد داود. قال: حدثنا داود، عن الشعبي فذكره. الحديث: 6802 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 219 حِمْيَر 6803 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلاً من قيس جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: العن حمير ؟ فأعرض عنه، فأعاد عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «رَحِمَ الله حِمْيَرَ، أفْوَاهُهُم سَلام، وأيْدِيهم طَعَام، وهم أهْلُ أمْن وإيمان» . وفي رواية قال: كنَّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاء رجل، أحسبه من قَيْس، فقال: يا رسول الله: الْعَنْ حِمْيَر؟ فأعرض عنه، ثم جاء من الشق الآخر، فأعرض عنه، ثم جاءه من الشق الآخر، فأعرض عنه، ثم جاءه من الشِّق الآخر، فأعرض عنه فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رَحِمَ الله حِمْيَرَ ... وذكر الحديث» أخرج الترمذي الثانية (1) وذكر الأولى رزين.   (1) رقم (3935) في المناقب، باب في فضل اليمن، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/278) .والتمذي (3939) قال: حدثنا أبو بكر بن زنجويه بغدادي. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر - قالا:حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرني أبي، عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرزاق، ويروى عن ميناء هذا الحديث مناكير. الحديث: 6803 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 220 الأزد 6804 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الأزْدُ: أزدُ الله في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم، ويأبى الله [ص: 221] إلا أن يرفعهم، ولَيَأتِيَنَّ على النَّاس زَمَان يقول الرجل فيه: يا ليتَ أبي كانَ أزْدياً، أو يا ليت أمِّي كانت أزْدِيَّة» أخرجه الترمذي (1) ، وقال: وقد رُوِي موقوفاً على أنس، وهو عندنا أصح.   (1) رقم (3933) في المناقب، باب في فضل اليمن، وفي سنده صالح بن عبد الكبير بن شعيب، وهو مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وروي عن أنس بهذا الإسناد موقوفاً وهو عندنا أصح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3937) قال: حدثنا عبد الق دوس بن محمد العطار، قال: حدثني عمي صالح بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب، قال: حدثني عمي عبد السلام بن شعيب، عن أبيه، فذكره. وقال: هذا حديث غريب لانعرفه إلامن هذا الوجه، روى هذا الحديث بهذا الإسناد عن أنس مرقوف، وهو عندنا أصح. الحديث: 6804 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 220 6805 - (ت) غيلان بن جرير: قال: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: «إن لم نكن من الأزْدِ فَلَسْنا من الناس» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3934) في المناقب، باب في فضل اليمن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (3938) قال:حدثنا عبد القدوس بن محمد، قال:حدثنا محمد ابن كثير العبدي البصري، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، قال:حدثني غيلان بن جرير،فذكره. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6805 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 221 دوس 6806 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء الطُّفَيلُ بن عَمْرو الدَّوْسي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنَّ دَوْساً قد هَلَكَتْ، عَصَتْ وأبَتْ، فادْعُ الله عليهم، فَظَنَّ الناسُ أنه يدعو عليهم، فقال: اللهمَّ اهْدِ دَوْساً، وائْتِ بهم» وفي أخرى: «إن دَوْساً كَفَرَتْ ... وذكر الحديث» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 79 في المغازي، باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي، وفي الجهاد، باب الدعاء للمشركين بالهدى لتألفهم، وفي الدعوات، باب الدعاء للمشركين، ومسلم رقم (2524) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1050) وأحمد (2/243) قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/448) قال أحمد: حدثنا وكيع. عن سفيان والبخاري (4/54) قال:حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/220) قال:حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان. وفي (8.105) ،وفي الأدب المفرد (611) وفي رفع اليدين (86) قال: حدثناعلي. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/180) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن. أربعتهم - سفيان بن عيينة،وسفيان الثوري، وشعيب بن أبي حمزة، والمغيرة بن عبد الرحمن - عن أبي الزناد، عبد الله بن ذكوان،وعن عبد الرحمن الأعرج،فذكره. (*) الروايات ألفاظها متقاربة. الحديث: 6806 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 221 ثقيف 6807 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن الصحابة قالوا: «يا رسولَ الله أحْرَقَتْنا نِبَالُ ثَقيف، فادْعُ الله عَلَيْهم، فقال: اللهمَّ اهْدِ ثَقِيفاً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3937) في المناقب، باب في ثقيف وبني حنيفة، وفيه عنعنة أبي الزبير، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/343) قال:حدثنا محمد بن الصباح - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من محمد بن الصباح - قال:حدثنا إسماعيل بن زكريا. والترمذي (3942) قال: حدثنا أبو سلمة، يحيى بن خلف، قال:حدثثا عبد الوهاب الثقفي. كلاهما - إسماعيل وعبد الوهاب - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم،عن عبد الرحمن بن سابط، وأبي الزبير، فذكراه. في رواية عبد الوهاب الثقفي لم يذكر عبد الرحمن بن سابط، وزاد فيها: «قالوا: يارسول الله، أخرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 6807 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 222 أهل عُمان 6808 - (م) أبو برزة (1) - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «بعث رَجُلاً إلى حيّ من أحْياءِ العرب، فَسَبُّوه وضَرَبُوه، فَجاءَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لو أن أهْلَ عُمَانَ أتَيتَ ما سَبُّوك ولا ضَرَبُوك» أخرجه مسلم (2) .   (1) في المطبوع: أبو ذر الغفاري وهو خطأ. (2) رقم (2544) في فضائل الصحابة، باب فضل أهل عمان . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/420) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوراث. وفي (4/423) قال: عفان. وفي (4/423) قال: حدثنا يونس. ومسلم (7/190) قال:حدثنا سعيد بن منصور. أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، ويونس، وسعيد - عن مهدي بن ميمون عن أبي الوازع، فذكره. الحديث: 6808 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 222 الحبشة 6809 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «المُلْكُ في قُرَيش، والقَضاءُ في الأنْصَارِ، والأذَانُ في الحَبَشَةِ، والأمانةُ في الأزد - يعني اليمن -» أخرجه الترمذي، وقال: وقد رُوِيَ عن أبي هريرة، ولم يرفع، وهو أصح (1) .   (1) رقم (3932) في المناقب، باب في فضل اليمن مرفوعاً من حديث زيد بن الحباب عن معاوية بن [ص: 223] صالح عن أبي مريم الأنصاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه عبد الرحمن ابن مهدي عن معاوية بن صالح عن أبي مريم عن أبي هريرة نحوه لم يرفعه، وقال الترمذي: وهذا أصح من حديث زيد بن حباب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/364) . والترمذي (3936) قال: حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - قالا: حدثنا زيد بن الحباب. قال: حدثنا معاوية بن صالح. قال: حدثنا أبو مريم الأنصاري، فذكره. (*) أخرجه الترمذي (3936) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه. (*) قال الترمذي: وهذا أصح من حديث زيد بن حباب. الحديث: 6809 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 222 6810 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قيل: «يا رسول الله ما يمنع الحبشة أن يأتوك إلا مخافة أن تردَّهم، قال: لا خير في الحبشة، إن جاعوا سرقوا، وإن شَبِعُوا زَنَوْا، وإن فيهم - مع ذلك - خَلَّتَيْن حسنتين: إطعام الطعام، وشدة عند البأس» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 4 / 235 ونسبه للطبراني والبزار وقال رجال البزار ثقات وعوسجة المكي فيه خلاف لا يضر ووثقه غير واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. قلت: ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/235) وقال: رواه الطبراني والبزار ورجال البزار ثقات وعوسجة المكي فيه خلاف لا يضر، ووثقه غير واحد. الحديث: 6810 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 223 6811 - (د) أبو سكينة - رجل من المحرَّرين - عن رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «دَعُوا الحبَشَةَ ما وَدَعُوكمْ، واتْركوا الترك ما تركوكم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4302) في الملاحم، باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة، وأبو سكينة مجهول، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": ولم أجده من رواية غيره ولا من سماه، وانظر " المقاصد الحسنة " للسخاوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4302) قال: حدثنا عيسى بن محمد الرملي. والنسائي مطولا (6/43) قال: أخبرنا عيسى بن يونس. كلاهما -عيسى بن محمد، وعيسى بن يونس - قالا: حدثنا ضمرة عن أبي زرعة السيباني،عن أبي سكنية،رجل من المحررين، فذكره. الحديث: 6811 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 223 بنو حنيفة، وبنو أمية 6812 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: «مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يكره ثلاثة أحياء من العرب: ثَقِيفاً، وبني حَنِيفَةَ، وبني أُمَيَّة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3938) في المناقب، باب في ثقيف وبني حنيفة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3943) قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال: حدثنا عبد القاهر بن شعيب، قال حدثنا هشام، عن الحسن، فذكره وقال:هذا حديث غريب،لا نعرفه إلا من هذا الوجه.. الحديث: 6812 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 223 الفصل الثالث: في فضل العرب 6813 - (ت) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُبغِضْني فتفارِقَ دِينكَ، قلت: يا رسولَ الله، كيف أُبْغِضُكَ، وبِكَ هَداني الله؟ قال: تُبِغضَ العَربَ فَتُبْغِضُني» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3923) في المناقب، باب في فضل العرب من حديث قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن سلمان، وقابوس فيه لين وأبوه لم يدرك سلمان، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه أحمد (5/440) .والترمذي (3927) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي،وأحمد بن منيع، وغير واحد. ثلاثتهم - أحمد بن حنيل، ومحمد، وابن منيع - عن أبي بدر شجاع بن الوليد،عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، فذكره. (*) وقال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري يقول - أبو ظبيان لم يدرك سليمان. مات سليمان قبل علي. الحديث: 6813 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 224 6814 - (ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ غَشَّ العرب لم يدخل في شفاعتي، ولم تنله مودتي» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3924) في المناقب، باب فضل العرب، وفي سنده حصين بن عمر وهو متروك، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف أخرجه أحمد (1/72 /519) والترمذي (3928) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد، وعبد - عن محمد بن عبشر العبدي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الله بن الأسود، عن حصين بن عمر الأحمسي، عن مخارق بن عبد الله ابن جابر الأحمسي، عن طارق بن شهاب، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي،عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث، بذاك القوي. الحديث: 6814 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 224 الفصل الرابع: في فضل العجم والروم 6815 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كنَّا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حين أنزلت سورة الجمعة، فتلاها، فلما بلغ {وَآخَرِينَ [ص: 225] مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} قال له رجل: يا رسولَ الله، مَن هؤلاء الذين لم يَلْحَقُوا بنا؟ فلم يُكلِّمْهُ حتى سأل ثلاثاً، قال: وسلمانُ الفارسيُّ فينا؟ فوضع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يده على سلمان، فقال: والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان بالثُّرَيَّا لتَنَاوَلَهُ رِجَال من هؤلاء» . وفي رواية: «لو كان الدِّين عند الثُّرَيَّا لذهب به رجل من فارسَ - أو قال: من أبناء فارِس - حتى يتناوَله» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 492 و 493 في تفسير سورة الجمعة، باب قوله تعالى: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} ، ومسلم رقم (2546) في فضائل الصحابة، باب فضل فارس، والترمذي رقم (3929) في المناقب، باب في فضل العجم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/417) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز والبخاري (6/188) قال: حدثني عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (7/191) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز -يعني ابن محمد -. والترمذي (3310و3933) قا ل: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (173) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز. ثلاثتهم - عبد العزيز بن محمد، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن جعفر المديني - عن ثور بن زيد الديلي، عن أبي الغيث. فذكره. (*) الروايات ألفاظها متقاربة. الحديث: 6815 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 224 6816 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «ذُكِرَتِ الأعاجمُ عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لأنا بِهِمْ أوْ بِبَعضِهِم أوْثَقُ مِني بكم أو ببعضكم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3928) في المناقب، باب في فضل العجم، وفي سنده صالح بن أبي صالح الكوفي مولى عمرو بن حريث، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3932) قال: أخبرنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا يحيى بن آدم،عن أبي بكر بن عياش، قال: حدثنا صالح بن أبي صالح مولى عمرو بن حريث، فذكره. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي بكر بن عياش. الحديث: 6816 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 225 6817 - (م) المستورد القرشي - رضي الله عنه - قال عند عمرو بن العاص: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تَقُومُ السَّاعَةُ والرُّومُ أكْثرُ النَّاسِ، فقال له عمرو بن العاص: أبْصِرْ ما تقول: قال: أقول ما سمعتُ من [ص: 226] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: لئن قلتَ ذلك إنَّ فيهم لَخِصالاً أربعاً، إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة، وأسْرَعُهُم إفَاقَة عند مُصِيبة، وأوْشَكُهُم كَرَّة بعد فَرَّة، وخَيْرُهُم لِمسْكِين ويَتيم وضَعيف، وخَامِسَة حسنة جَميلة: وأمْنَعُهُم منْ ظُلْمِ الْمُلُوك» . وفي رواية قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تَقُومُ السَّاعةُ والرُّوم أكْثرُ النَّاس، قال: فبلغ ذلك عمرو بن العاص، فقال: ما هذه الأحاديث التي تُذكَرُ عنك أنك تقولها عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال له المستورد: قلتُ الذي سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال عمرو: لئن قلتَ ذلك إنهم لأحْلَمُ النَّاس عند فِتنَة، وأصْبَرُ النَّاسِ عِنْدَ مُصِيبَة، وخَيْرُ النَّاسِ لِمساكِينهِمْ وضُعَفَائِهِمْ» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفاق بعد مصيبته) أفاق المريض من مرضه، والمصاب من مصيبته: إذا فارقته [الغشية] وعاد إلى حالته الأولى قبل. (أوشكهم) أسرعهم. (كرَّةً بعد فرَّة) الكَرَّة: المرة الواحدة من الأقدام في الحرب بعد [ص: 227] الفرار منها، والفَرَّة: المرة الواحدة من الفِرار، يصفهم بأنهم وإن وجد منهم فرار قليل نادر، فإنهم أسرع شيء إلى الحرب.   (1) رقم (2898) في الفتن، باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/230) قال: حدثنا علي بن عياش. ومسلم (8/176) قال: حدثنا حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال: حدثني عبد الله بن وهب. كلاهما - على بن عياش، وعبد الله بن وهب - عن الليث بن سعد، قال: حدثنا موسى بن علي. عن أبيه، فذكره. الحديث: 6817 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 225 الفصل الخامس: في فضل العلماء 6818 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «ذُكِرَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال: فضلُ العَالِم على العَابِدِ كَفَضْلِي على أدْناكم، ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ الله وملائِكَتَه وأهْلَ السَّمواتِ والأرضِ - حتى النَّملةَ في جُحْرِها، والحيتان في البَحْرِ - لَيُصَلُّون على مُعَلِّم الناس الخيرَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2686) في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العباده، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وهو كما قال، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب ": ورواه البزار من حديث عائشة مختصراً وقال: " معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2685) قال:حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني،قال:حدثنا سلمة بن رجاء، قال:حدثنا الوليد بن جميل، قال:حدثنا القاسم أبو عبد الرحمن فذكره وقال: هذا حديث غريب. الحديث: 6818 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 227 6819 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «فَقِيه واحِد أشدُّ على الشَّيْطانِ من ألْف عَابِد» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2683) في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وفي سنده روح بن جناح، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. أقول: وله شواهد ضعيفة ذكرها السخاوي في " المقاصد الحسنة " فانظرها هناك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (222) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (2681) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال:حدثنا إبراهيم بن موسى. كلاهما- هشام بن عمار، وإبراهيم بن موسى - عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا روح بن جناح أبو سعد،عن مجاهد،فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب إلا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوليد بن مسلم. الحديث: 6819 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 227 6820 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان أخوان [ص: 228] على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وكان أحدُهما يَحّْتَرِفُ، وكان الآخرُ يلزم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ويتعلَّمُ منه، فشكا المحْتَرِفُ أخاه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لَعَلَّكَ بِهِ تُرْزَقُ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يحترف) الحِرفة: الصنعة، والمعيشة التي يكتسب منها الإنسان.   (1) رقم (2346) في الزهد، باب في التوكل على الله، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (2345) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. وقال: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6820 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 227 6821 - (ت) الفضيل بن عياض - رحمه الله - قال: عالم عامل معلِّم يدعى عظيماً في ملكوت السماء. أخرجه الترمذي (1) .   (1) هذا الحديث سقط من المطبوع، وقد رواه الترمذي عقب الحديث رقم (2686) في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وإسناده إلى الفضيل بن عياض صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي عقب حديث (3685) قال: سمعت إسماعيل أبو عمار الحسين ابن حريث الخزاعي يقول: سمعت الفضيل عياض يقول، فذكره. الحديث: 6821 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 228 6822 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أيُّ النَّاس أكْرَمُ؟ قال: أكرمُهمْ عند الله أتقاهم، قالوا: ليس عن هذا نَسألُك، قال: فيوسُفُ نبيُّ الله ابنِ خَلِيلِ الله، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فعن مَعَادِنِ العَرَبِ تسألوني؟ قالوا: نعم، قال: فَخِيارُهُم في الجاهليَّة خِيارُهُم في الإسلام إذا فَقُهُوا» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تجدون الناس مَعادِنَ، خيارُهم في الجاهليَّة خِيارُهم في الإسلام إذا فَقُهُوا، وتجدون خيرَ النَّاسِ [ص: 229] في هذا الشأن أشَدَّهُم له كراهية، حتى يقع فيه، وتجدون شرَّ الناس ذَا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجْه وهؤلاء بوجْه» وفي رواية: «قبل أن يقع فيه» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (معادن العرب) : أُصولها التي يُنسَبون إليها ويتفاخرون بها.   (1) رواه البخاري 6 / 298 في الأنبياء، باب قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وباب {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وباب {أم كنت شهداء إذ حضر يعقوب الموت} ، وباب {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي تفسير سورة يوسف، باب قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، ومسلم رقم (2526) في فضائل الصحابة، باب خيار الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/431) . والدرامي (229) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. والبخاري (4/170) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (4/216) قال: حدثنا محمد بن بشار. ومسلم (7/103) قال حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14307) عن عمرو بن علي ومحمد بن المثنى. ثمانيتهم - أحمد بن حنبل، ويعقوب، وعلي بن عبد الله، ومحمد بن بشار، وزهير بن حرب، ومحمد ابن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، وعمرو بن علي - عن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره. (*) أخرجه البخاري (4/179) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، سمع المعتمر. وفي (4/182) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة وفي (4/182و6/95) وفي الأدب المفرد (129) قال: حدثني محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبدة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12987) عن أحمد بن سليمان، عن محمد بن بشر. أخرنا عبدة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12987) عن أحمد بن سليمان، عن محمد بن بشر. أربعتهم - المعتمر، وأبي أسامة، وعبدة، ومحمد بن بشر - عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: «عن أبيه» فما كان قبله.. أخرجه أحمد (2/431) قال: حدثنا يحيى، عن مجالد، قال: حدثنا عامر، عن المحرر بن أبي هريرة، فذكره. بلفظ: «تجدون الناس معادن. فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه. وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين. والذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» . أخرجه أحمد (2/524) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. ومسلم (7/181و8/28) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما- جرير بن حازم، ابن وهب - عن يونس بن زيد الأيلي، عن ابن شهاب الزهري، قال: حدثنا سعيد بن المسيب، فذكره. وبلفظ «تجدون الناس معادن. خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا. وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه» أخرجه البخاري (4/216) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم. ومسلم (7/181) و8/28) قال: حدثني زهير بن حرب. كلاهما - إسحاق، وزهير - عن جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، فذكره.. وبلفظ: «الناس معادن. فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» . أخرجه أحمد (2/260) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (2/438) قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد. وفي (2/498) قال: حدثنا يزيد. ثلاثتهم - ابن نمير، ويحيى، ويزيد - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وأخرجه أحمد (2/391) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن أبي علقمة، فذكره. معادن العرب: أصولها التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها. الحديث: 6822 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 228 6823 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «نِعْمَ الرَّجُلُ الفَقيهُ في الدِّين، إن احْتيجَ إليه نَفَع، وإن اسْتُغْنيَ عنه أغْنى نَفْسَه» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الكبير " ونسبه لابن عساكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. الحديث: 6823 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 229 6824 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحْيَا سُنَّة أُمِيتَتْ بعدي، فقد أحَبَّني، ومن أحبَّني كان معي» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الكبير " بلفظ: " من أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة ". [ص: 230] ونسبه للسجزي وابن النجار من حديث أنس، وقد ذكره الذهبي في الميزان " في ترجمة خالد ابن أنس وقال: وحديثه منكر جداً، ورواه الترمذي أيضاً من حديث أنس بهذا اللفظ المختصر وزاد في أوله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأنس: " يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل، ثم قال لي: يا بني وذلك من سنتي ... فذكره "، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ورواه أيضاً من حديث بلال بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " اعلم، قال: ما أعلم يا رسول الله، قال: اعلم يا بلال، قال: ما أعلم يا رسول الله، قال: إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في الطبوع أخرجه رزين. الحديث: 6824 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 229 الفصل السادس: في فضل الفقراء 6825 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: مَرَّ رجل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال لرجل عندهُ جالِس: ما رأيك في هذا؟ فقال: رجل من أشْرافِ النَّاسِ، هذا واللهِ حَرِيّ إن خَطَبَ أن يُنكَحَ، وإن شَفَع أن يُشفَّعَ، قال: فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم مَرَّ رجل، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما رأيكَ في هذا؟ فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فُقَراءِ المسلمين، هذا حَرِيّ إن خطب أنْ لا يُنكح، وإن شَفَعَ أن لا يُشَفَّعَ، وإن قال: أن لا يُسْمَعَ لقوله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هذا خير [ص: 231] من مِلءِ الأرض مِثلِ هذا» أخرجه البخاري ومسلم (1) . وقد تقدَّم في «فضل الفقراء» أحاديث كثيرة في «كتاب الزهد» من حرف الزاي. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَرِيٌّ) فلان حريٌّ بهذا الأمر، أي: خليق به وجدير.   (1) كذا في الأصل وفي المطبوع: أخرجه البخاري ومسلم، وليس هو عند مسلم، وقد ذكره صاحب " ذخائر المواريث " ونسبه للبخاري وابن ماجة، ولم يذكر مسلماً، وفي " المشكاة ": متفق عليه، وهو خطأ، وقد رواه البخاري 9 / 117 في النكاح، باب الأكفاء في الدين، وفي الرقاق، باب فضل الفقر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (7/9) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة. وفي (8/118) قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (4120) قال: حدثنا محمد بن الصباح. ثلاثتهم - إبراهيم، وإسماعيل وابن الصباح - عن عبد العزيز بن أبي حازم، قال: حدثني أبي، فذكره. قلت: وليس هو عند مسلم. الحديث: 6825 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 230 الفصل السابع: في فضل جماعة من غير الصحابة بتعيين أسمائهم أُويْسُ القَرَنيُّ 6826 - (م) أسير بن جابر - رحمه الله - قال: كان عمرُ بنُ الخطَّابِ إذا أتى عليه أمْدادُ أهل اليمنِ سألهم: أفيكم أُوَيسُ بنُ عامر؟ حتى أتى على أُويس، فقال: أنت أُوَيسُ بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مُراد، ثم من قَرَن؟ قال: نعم، قال: فكان بك بَرَص فَبَرَأتَ منه، إلا موضعَ دِرْهَم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعتُ رسولَ الله [ص: 232] صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي عليكم أُوَيسُ بن عامر مع أمْدَادِ أهل اليمن من مُراد، ثم من قَرَن، وكان به برص فَبَرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرّ، لو أقْسَم على الله لأبَرَّه، فإن استطعتَ أن يَسْتَغْفِر لَكَ فافعَلْ، فاسْتَغْفِرْ لي، فاسْتَغْفَر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفةَ، قال: ألا أكتبُ لك إلى عاملها؟ قال: أكونُ في غَبْراءِ النَّاسِ أحبُّ إليَّ، قال: فلما كان من العام المقبل حَجَّ رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أُوَيس، قال: تركته رَثَّ البَيْتِ، قَليلَ المتاع، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي عليكم أُوَيس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مُراد ثم من قَرَن، كان به بَرَص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرّ، لو أقسم على الله لأبرَّهُ، فإن استطعتَ أن يستغفر لك فافعل، فأتى أُوَيساً، فقال: استغفرْ لي، قال: أنت أحْدثُ عهداً بسفَر صالح، فاستغفرْ لي، [قال: استغفر لي، قال: أنت أحدثُ عهداً بسفر صالح، فاستغفرْ لي] قال: لقيتَ عمر؟ قال: نعم، فاسْتَغْفَرَ له، فَفَطِنَ له الناسُ، فانطلق على وجهه، قال أُسَيْر: وكسوتُه بُردة، فكان كلما رآه إنسان، قال: من أينَ لأُوَيْس هذه البردة؟. وفي رواية: «أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر، وفيهم رجل ممن كان يَسْخَرُ بأُوَيْس، فقال عمر: هل هاهنا أحد من القَرَنِيِّين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد قال: إنَّ رجلاً يأتيكم من اليمن، [ص: 233] يقال له: أُوَيْس، لا يَدَعُ باليمن غيرَ أمّ له، قد كان به بَياض، فدعا الله، فأذهبه [عنه] ، إلا موضع الدِّينار أو الدِّرْهَم، فمن لَقِيه منكم فَلْيَسْتَغْفِرْ لكم» . وفي أخرى: «قال: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنَّ خير التابعين رجل يقال له: أويس، له والدة، وكان به بَياض، فَمُروه فَلْيَسْتَغْفِرْ لكم» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أمداد) الأمداد: جمع مدد، وهم الأعوان الذين كانوا يجيئون لنصر الإسلام. (غَبْراء الناس) غبراء الناس جمع غابر وهو الباقي، فإن الغابر من الأضداد يكون بمعنى الباقي والماضي، وغبر الليل: بقاياه، وإنما أراد أويس رضي الله عنه: أن يكون مع المتأخرين لا مع المتقدمين المشهورين فأما الذي جاء في الرواية: فهو: «غَبراء الناس» بالمد، ومعناه: ضعفاؤهم، وأخلاهم، ومن لا تعرف عينه منهم وقيل: هم الصعاليك، ومنه قيل للمحاويج: بنو غَبراء كأنهم نسبوا إلى الأرض والتراب، وإنما أراد الخمول والخفاء، فإنه أقرب إلى السلامة، وقد جاء في بعض الروايات، ولم يجئ في كتاب مسلم - «غمار [ص: 234] الناس» والغمار - بضم الغين وفتحها - الزحمة، تقول: دخلت في غمار الناس، أي: في زحمتهم، والغَمْرة: الزحمة، والجمع غمار.   (1) رقم (2542) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أويس القرني رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/38) (266) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضر، ومسلم (7/188و189) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا هاشم ابن القاسم، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثني سعيد الجريري، عن أبي نضرة. (0ح) وحدثنا زهير ابن حرب ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عفان بن مسلم، قال حدثنا حماد، وهو ابن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن زرارة ابن أوفى. كلاهما - أبو نضر، وزرارة - عن أسير بن جابر، فذكره. الحديث: 6826 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 231 النَّجاشيّ 6827 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما مات النّجاشِيُّ كنا نَتَحَدَّثُ: أنه لا يزال يُرى على قَبْرِهِ نُور» . أخرجه أبو داود (1) . وقد تقدَّم في «باب صلاة الجنائز» من «كتاب الصلاة» من حرف الصاد شيء من فضله.   (1) رقم (2523) في الجهاد، باب في النور يرى عند قبر الشهيد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابو داود (2523) قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي، قال: حدثنا سلمة،يعني ابن الفضل، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة، فذكره. الحديث: 6827 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 234 زيد بن عَمرو بن نُفَيْل 6828 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يُحدّث عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنه لقي زيدَ بن عمرو بن نُفَيْل بأسفل بَلْدَحَ، وذلك قبل أن ينزل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الوحيُ، فقَدَّم إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سُفرة فيها لحم، فأبى أن يأكلَ منها، ثم قال زيد: إني لا آكلُ مما تَذْبحونَ على أنْصابكم، ولا آكلُ إلا ما ذُكِرَ اسمُ الله عليه» زاد في رواية: وإن زيدَ بنَ عمرو بن نفيل كان يعيبُ على قريش ذَبائِحَهم، ويقال: الشَّاةُ خلقها الله، وأنزل لها من السَّماءِ ماء، وأنْبَتَ لها من الأرْضِ، ثم أنتم تَذْبَحُونَها على غير اسْمِ الله؟ [ص: 235] إنكاراً لذلك وإعظاماً له، قال موسى: وحدثني سالم - ولا أعلم إلا يُحدّث به عن ابن عمر - أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدِّين ويَبْتَغيه، فلقيَ عَالماً من اليَهودِ، فسأله عن دِينِهم؟ فقال: إني لعلِّي أن أدِينَ دِينكم، فأخبرني، قال: لا تكون على دِيننا حتى تأخذ بِنَصِيبكَ من غَضَبِ الله، قال زيد: ما أفِرُّ إلا من غَضَبِ الله، ولا أحْمِلُ من غَضَبِ الله شيئاً أبداً وأنا أستطيعُه؟ فهل تَدُلُّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن تكون حَنيفاً، قال زيد: وما الحَنيف؟ قال: دِين إبراهيم، لم يكن يَهُوديّاً ولا نَصْرانيّاً، ولا يَعْبُدُ إلا الله، فخرج زيد، فلقي عالماً من النَّصارى، فذكر مثله، فقال: لن تكون على دِيننا حتى تأخذَ بِنَصِيبكَ من لَعْنَةِ الله، قال: ما أفِرُّ إلا من لَعْنَةِ الله، ولا أحمل من لَعْنَةِ الله ولا من غَضَبِه شيئاً أبداً وأنا أستطيع؟ فهل تدلّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن تكون حَنيفاً، قال: وما الحَنيفُ؟ قال: دِينُ إبراهيم، لم يكن يَهوديّاً ولا نَصْرانيّاً، ولا يعبد إلا الله، فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج، فلما بَرَزَ، رفع يديه، وقال: اللهم اشهدْ أني على دين إبراهيم. أخرجه البخاري (1) . [ص: 236] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنصابكم) الأنصاب: جمع: نصب، وهي الحجارة التي كانوا ينصبونها ويذبحون عليها القرابين.   (1) 7 / 107 و 110 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل، وفي الذبائح والصيد، باب ما ذبح على النصب والأصنام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/68) (5369) و (2/127) (6110) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، وفي (2/89) (5631) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير، والبخاري (5/50) قال: حدثني محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا فضيل بن سليمان. وفي (7/118) قال حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز- يعني ابن المختار-النسائي في «فضائل الصحابة» (86) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب. أربعتهم - وهيب، وزهير، وفضيل، وعبد العزيز - عن موسى بن عقبة، قال: أخبرني سالم، فذكره. الحديث: 6828 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 234 6829 - (خ) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قال: «رأيت زيدَ بن عمرو قائماً مُسنِداً ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيمَ غيري، وكان يُحيي المَوؤُودةَ، يقول للرجل، إذا أراد أن يقتل ابْنَتَه: [لا تَقْتُلْها] أنا أكْفِيك مَؤُونَتها، فيأخذها، فإذا تَرَعْرَعَتْ، قال لأبيها: إن شِئتَ دفعتُها إليك، وإن شِئتَ كَفيتُك مَؤُونَتَها» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الموؤودة) : هي الطفلة التي كانوا يدفنونها وهي حية، وذلك: أنهم كانوا إذا ولد لهم بنت حفروا لها حفرة ودفنوها فيها وهي حية، يحملهم على ذلك الغيرة في زعمهم والبخل، فحرمه الله تعالى.   (1) تعليقاً 7 / 110 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل، قال الحافظ في " الفتح ": وهذا التعليق الذي روايناه موصولاً في حديث زغبة من رواية أبي بكر بن أبي داود عن عيسى بن حماد وهو المعروف بزغبة عن الليث، وأخرج ابن إسحاق عن هشام بن عروة هذا الحديث بتمامه، وأخرجه الفاكهي من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والنسائي وأبو نعيم في " المستخرج " من طريق أبي أسامة كلهم عن هشام بن عروة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (ح3828) قال: وقال الليث: كتب إلي هشام عن أبيه، فذكره. وقال الحافظ في الفتح (7/179) وهذا التعليق رويناه موصولا في الحديث زغبة من رواية أبي بكر بن أبي داود عن عيسى بن حماد وهو المعروف بزغبة عن الليث، وأخرج ابن إسحاق عن هشام بن عروة هذا الحديث بتمامه، وأخرجه الفاكهي من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والنسائي وأبو نعيم في «المستخرج» من طريق أبي أسامة كلهم عن هشام بن عروة. قلت: وهي عند النسائي أخرجها في «فضائل الصحابة» (84) قال:حديث أخبرنا الحسن بن منصور بن جعفر، قال:حدثنا أبو أسامة،قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6829 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 236 أبو طالب بن عبد المطلب 6830 - (خ م س) المسيب بن حزن - رضي الله عنه - قال: «لما حضرت أبا طالب الوفاةُ، جاءه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فوجد عنده أبا جهل [ابن هشام] وعبد الله ابن [أبي] أمية بن المغيرة، فقال: أيْ عَمِّ، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاجُّ لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبد المطلب؟ فلم يزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَعْرِضُها عليه، ويعودان لتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم أنا على مِلَّةِ عبد المطلب، وأبَى أن يقول: لا إله إلا الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: والله، لأسْتَغْفِرَنَّ لك، ما لم أنْهَ عنك، فأنزل الله عز وجل {ما كانَ لِلنَّبيِّ والَّذِينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولو كانُوا أُولي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113] وأنزل الله عز وجل في أبي طالب. فقال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أحْبَبْتَ ولكنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56] » أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [ص: 238] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أحاج) المحاجة: المجادلة وإظهار الحجة، وهي الدليل.   (1) رواه البخاري 7 / 149 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة أبي طالب، وفي الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله، وفي تفسير سورة براءة، باب قوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} ، وفي تفسير سورة القصص، وفي الأيمان والنذور، باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح أو كبر أو حمد أو هلل فهو على نيته، ومسلم رقم (24) في الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع ... ، والنسائي 4 / 90 و 91 في الجنائز، باب النهي عن الاستغفار للمشركين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/433) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (2/119) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن صالح. وفي (5/65) قال: حدثنا محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر وفي (6/87) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (6/141 و8/173) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، ومسلم (1/40) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرناعبد الله بن وهب، قال أخبرني يونس (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا حسن الحلواني، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح. والنسائي (4/90) قال: أخبرنا محمد ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد، وهو ابن ثور، عن معمر. أربعتهم - معمر، وصالح، وشعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 6830 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 237 6831 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وذُكر عنده عمُّه أبو طالب - فقال: لَعَلَّهُ تَنْفَعُه شَفَاعَتي يَوْمَ القِيامةِ، يُجعل في ضَحْضَاح مِن نار، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغلي منه أمُّ دِمَاغه» . وفي رواية «يَغْلي منه دِمَاغُهُ من حَرَارَةِ نَعْلَيْهِ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضحضاح) الضحضاح: الماء القليل، وقد شبه في القلة ما يكون فيه أبو طالب من النار القليلة.   (1) رواه البخاري 7 / 149 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة أبي طالب، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (210) في الإيمان، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/8/50) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا ليث -يعني ابن سعد- وفي (3/55) قال:حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال حيوة والبخاري (5/66) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف، قال:حدثنا الليث. وفي (5/66 و8/144) قال: حدثنا إبراهيم ابن حمزة، قال:حدثنا بن أبي حازم،والدراوردي.،ومسلم (1/135) قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. أربعتهم- ليث،وحيوة،وابن أبي حازم،وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، فذكره. الحديث: 6831 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 238 6832 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أهْونُ أهْلِ النَّارِ عذاباً: أبو طالب، وهو مُنتَعِل بِنَعْلَيْنِ يَغْلي منهما دِمَاغُهُ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (212) في الإيمان، باب أهون أهل النار عذاباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/290) (2636) قال:حدثنا عفان. وفي (1/295) (2690) قال: حدثنا حسن وعفان،وعبد بن حميد (711) قال: حدثنا الحسن بن موسى ومسلم (1/135) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال:حدثنا عفان. كلاهما - عفان، وحسن - عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت البناني،عن أبي عثمان، فذكره. الحديث: 6832 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 238 6833 - (خ م) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: [ص: 239] «قلت: يا رسول الله، ما أغْنَيْتَ عن عَمِّك، فإنَّه كان يَحُوطُكَ، ويَغْضَبُ لك؟ قال: نعم، هو في ضَحْضَاح من نار، ولولا أنا لكان في الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ» وفي رواية «إنه كان يَحُوطُك ويَنْصُرُكَ ويَغْضَبُ لك، فهل ينفعه ذلك؟ قال: نعم، وجدتُه في غَمَرات من النَّارِ، فأخرجتُه إلى ضَحْضَاح» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يحوطك) حاطه يَحُوطُهُ: إذا حفظه وصانه وذبّ عنه، وتوفّر على مصالحه. (غمرات) غمرات الموت: شدائده، وغمرات الأمر: معظمه، أراد: أنه كان في معظم النار.   (1) رواه البخاري 7 / 148 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة أبي طالب، وفي الأدب، باب كنية المشرك، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (209) في الإيمان، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (460) . ومسلم (1/135) قال: حدثنا ابن أبي عمر. كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر - قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (1/206) (1763) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/207) (1774) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (5/65) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (1/135) قال: حدثنيه محمد ابن حاتم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع. كلاهما -وكيع، ويحيى - عن سفيان الثوري. 3- وأخرجه أحمد (1/206 (1768) و1/210) (1789) قال: حدثنا عفان، والبخاري (8/57) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (8/146) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (1/134) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن عبد الملك الأموي. ستهم -عفان وموسى بن إسماعيل، ومسدد، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن أبي بكمر، ومحمد بن عبد الملك - قالوا: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وأبو عوانة- عن عبد الملك بن عمير، وعن عبد الله بن الحارث ابن نوفل، فذكره. الحديث: 6833 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 238 6834 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لِعَمِّه عند الموت: قل: لا إله إلا الله، أشْهَدُ لكَ بها يوم القيامة، فأبى، فأنزل الله عز وجل {إنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أحْبَبْتَ ... } الآية [القصص: 56] وفي رواية قال: «لولا أن تُعيِّرَني قُرَيْش، يقولون: إنما حَمَلَهُ على ذلك الجَزَعُ، لأقْرَرْتُ بها عَينَكَ، فأنزل الله الآية» . [ص: 240] أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (25) في الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة، والترمذي رقم (3187) في التفسير، باب ومن سورة القصص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/434) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/441) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (1/41) قال: حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر، قالا: حدثنا مروان. (ح) وحدثنا محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (3188) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبيد، ومروان بن معاوية - عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، فذكره. الحديث: 6834 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 239 عَلْقَمَة بن قيس النخعي 6835 - (خ) علقمة بن قيس النخعي - رحمه الله - قال: «كنا جلوساً مع ابن مسعود، فجاء خبَّاب، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أيستطيع هؤلاءأن يَقْرَأُوا كما تَقْرَأ؟ فقال: أمَا إنَّكَ إن شئْتَ أمرتَ بعضهم يقرأ عليك، قال: أجَلْ، قال: اقرأ يا علقمةُ فقال زيد بن حُدَيْر - أخو زياد بن حُدير - أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقْرَِِئنا؟ فقال: أما إنك إن شئتَ أخبرتُك بما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في قومك وقومه، فقرأتُ خمسين آية من سورة مريم، فقال عبد الله: كيف ترى؟ قال: قد أحسن، قال عبد الله (1) : ما أقرأ شيئاً إلا وهو يقرؤه، ثم التَفَتَ إلى خبَّاب (2) ، وعليه خاتَم من ذهب، فقال: ألمْ يَأنِ لهذا الخاتَم أنْ يُلقى؟ قال: أما إنك لن تراه عليَّ بعد اليوم، فألقاه» أخرجه البخاري (3) .   (1) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (2) هو خباب بن الأرت رضي الله عنه. (3) 8 / 77 و 78 في المغازي، قدوم الأشعريين وأهل اليمن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح 4385) قال: حدثنا أبو نعيم،قال: حدثنا عبد السلام، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن زمدم، فذكره. الحديث: 6835 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 240 مالك بن أنس 6836 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - رواية، قال: «يُوشِك أن يضربَ النَّاسُ أكْبَادَ الإبِلِ يَطْلُبُونَ العِلْم، فلا يَجِدُون أحداً أعلمَ من عالم المدينة» . قال عبد الرزاق في حديثه: هو مالك بن أنس. وقال ابن عيينة: يُرَوَنه مالك بن أنس. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2682) في العلم، باب ما جاء في عالم المدينة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 299، وفيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (1147) .وأحمد (2/299) .والترمذي (2680) قال:حدثنا الحسن بن الصباح البزار وإسحاق بن موسى الأنصاري. أربعتهم - الحميدي،وأحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح، وإسحاق بن موسى- عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا ابن جريج، وعن أبي الزبير، عن أبي صالح، فذكره. (*) أخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12877) عن علي بن محمد بن علي، عن محمد بن كثير، عن سفيان بن عيينة،عن ابن جريج عن أبي الزناد، عن أبي صالح، به. قال المزي: كذا قال: «عن أبي الزناد» والصواب «عن أبي الزبير» كما تقدم. (*) في رواية أحمد بن حنبل: «عن أبي صالح،عن أبي هريرة،إن شاء الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. (*) وفي رواية الترمذي: «عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رواية» وقال: هذا الحديث حسن،وهو حديث بن عيينة قلته:فيه عنعنة ابن جريج، وابن الزبير. الحديث: 6836 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 241 الباب السابع من كتاب الفضائل: في فضل ما ورد ذِكْره من الأزمنة لَيْلَة القَدْر 6837 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - أنه سمع مَن يَثِقُ به من أهل العلم: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُريَ أعمار الناس قبله - أو ما شاء الله من ذلك - فكأنَّهُ تَقَاصَرَ أعْمارَ أمَّتِه: أن لا يَبْلُغُوا من العمل مثل الذي بلغ [ص: 242] غيرُهم في طُول العُمُرِ، فأعطاه الله ليلةَ القدر، خير من ألف شهر» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 321 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر . قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: هذا أحد الأحاديث الأربعة التي لا توجد في غير الموطأ لا مسنداً ولا مرسلاً، وليس فيها حديث منكر، ولا ما يدفعه أصل، قال الزرقاني: قال السيوطي: ولهذا شواهد من حيث المعنى مرسلة، وذكر له شاهدين أحدهما عن علي بن عروة مرسلاً، والثاني عن مجاهد مرسلاً أيضاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (715) أنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول: فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/292) : ولهذا شواهد من حدث المعنى مرسلة. الحديث: 6837 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 241 6838 - (ت) يوسف بن سعد - رحمه الله - قال: «قام رجل إلى الحسن بن عليّ - بعد ما بايع معاوية - فقال: سوَّدتَ وجُوهَ المؤمنين، أو يا مُسَوِّدَ وجوه المؤمنين، فقال: لا تُؤنِّبْني رحمكَ الله، فإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أُرِيَ بني أُميَّةَ على منبره، فساءه ذلك، فنزلتْ {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ} يا مُحَمدُ، يعني: نهراً في الجنة، ونزلت: {إنَّا أنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ. ليلةُ القدرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ} يَمْلِكُها بعدك بَنُو أمَيَّةَ يا محمدُ» . قال القاسم بن الفضل: فعددنا، فإذا هي ألفُ شهر، لا تزيدُ يوماً، ولا تنقُصُ. أخرجه الترمذي (1) . [ص: 243] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التأنيب) : اللوم والتعنيف، أنَّبَه يؤنِّبه تأنِيباً. (خير من ألف شهر) : قد جاء في متن الحديث: أن مدة ولاية بني أمية كانت ألف شهر، وأنها هي التي أراد الله عز وجل بقوله: {ليلة القدر خير من ألف شهر} وألف شهر هي ثلاثٌ وثمانون سنة وأربعة أشهر، وكان أول استقلال بني أمية بالأمر وانفرادهم منذ بيعة الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -لمعاوية بن أبي سفيان، وذلك على رأس أربعين سنة من الهجرة، وكان انقضاء دولتهم على يد أبي مسلم الخراساني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وذلك اثنتان وتسعون سنة، تسقط منها مدة خلافة عبد الله بن الزبير هي ثمان سنين وثمانية أشهر، ويبقى ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، وهي ألف شهر، ولذلك قال في الحديث: «فحسبناها فلم تزد ولم تنقص» .   (1) رقم (3347) في التفسير، باب ومن سورة ليلة القدر، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل وقد قيل: عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن، والقاسم بن الفضل الحداني هو ثقة وثقة يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، ويوسف بن سعد رجل مجهول، ولا نعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وقال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " بعد أن أورد هذا الحديث: وقد روى هذا الحديث الحاكم في [ص: 243] " مستدركه " من طريق القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن به، وقول الترمذي: إن يوسف هذا مجهول، فيه نظر فإنه قد روى عنه جماعة منهم حماد بن سلمة وخالد الحذاء ويونس بن عبيد، وقال فيه يحيى بن معين: هو مشهور، وفي رواية، عن ابن معين: ثقة، ورواه ابن جرير من طريق القاسم بن الفضل عن عيسى بن مازن، كذا قال، وهذا يقتضي اضطراباً في هذا الحديث والله أعلم، ثم هذا الحديث على كل تقدير منكراً جداً، قال شيخنا الإمام الحافظ الحجة أبو الحجاج المزي: هو حديث منكر، وانظر بقية كلام ابن كثير على هذا الحديث 9 / 251. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3350) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا القاسم بن الفضل الحراني عن يوسف بن سعد، فذكره. وقال: هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل، وقد قيل عن القاسم ابن الفضل عن يوسف بن مازن، والقاسم بن الفضل الحراني هو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، ويوسف بن سعيد، رجل مجهول ولانعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه الحديث: 6838 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 242 وقتها: العشر الأواخر، والسبع الأواخر 6839 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رجالاً [ص: 244] من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أُرُوا ليلة القَدْرِ في المنام، في السَّبْعِ الأواخِرِ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أرى رُؤياكم تَوَاطَأتْ في السَّبْعِ الأواخِرِ، فمن كان مُتَحَرِّيها فَلْيَتَحَرَّها في السَّبع الأواخر» وفي رواية قال: رأى رجل أن ليلة القدر، ليلة سبع وعشرين، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «أرى رؤياكم في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فاطْلُبُوها في الوتر» وفي رواية: أن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في ليلة القدر: «إنَّ ناساً منكم قد أُرُوا أنها في السبع الأُوَل، وأُرِيَ ناس منكم أنها في السَّبْعِ الغَوَابِر، فالتمسوها في العشر الغوابر» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: «أن ناساً أُرُوا ليلةَ القدر في السَّبْعِ الأواخر، وأن ناساً أُرُوا أنها في العَشْرِ الأواخِرِ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- التَمِسُوها في السَّبْعِ الأواخِرِ» ولمسلم أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَحَرَّوا ليلة القدر في السَّبْع الأواخِرِ» وفي أخرى قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «التمسوها في العَشْرِ الأواخِرِ - يعني ليلة القدر، فإنْ ضَعُفَ أحدكم أو عَجَزَ، فلا يُغْلَبَنَّ عن السَّبْعِ البَواقي» وفي أخرى: «من كان مُلْتَمِسها، فليلْتَمِسْها في العَشر الأواخِرِ» وفي أخرى قال: «تحيَّنوا ليلة القدر في العشر الأواخر - أو قال: في السَّبْع الأواخِرِ» . وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، ورواية مسلم الأولى. وأخرج أبو داود رواية مسلم الأولى (1) . [ص: 245] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تواطأت) المواطأة مهموزاً: الموافقة والممالأة، كأنَّ كل واحد منهما قد وطئ أثر الآخر، وقد جاء اللفظ في الحديث بترك الهمز، وتخفيف الهمز مذهب للعرب معروف. (التحرِّي) : القصد والاجتهاد في طلب الغرض. (التحيُّن) : طلب الحين، وهو الوقت من الزمان.   (1) رواه البخاري 4 / 221 في صلاة التراويح، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، وفي [ص: 245] التعبير، باب التواطؤ على الرؤيا، ومسلم رقم (1165) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، والموطأ 1 / 321 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، وأبو داود رقم (1385) في الصلاة، باب من روى أنها في السبع الأواخر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] حصيح: أخرجه مالك (الموطأ) (213) . وأحمد (2/5) (4499) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/17) (4671) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، والبخاري (2/69) قال: حدثا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، وفي (3/59) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/170) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (5/38) عن قتيبة، عن الليث بن سعد وفي (8363) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما - عن ابن القاسم عن مالك، وابن خزيمة (2182) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب. أربعتهم - مالك وأيوب، وعبيد الله، والليث - عن نافع، فذكره. (*) في رواية أيوب: «كان الناس يرون الرؤيا، فيقصونا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .... ثم ذكر الحديث.» وبلفظ «رأى رجل، أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها..» وفي رواية: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول اليلة القدر: إن ناسا منكم قد أروا أنها في السبع الأول، وأري ناس منكم أنها في السبع الغوابر، فالتمسوها في العشر الغوابر» . أخرجه الحميدي (634) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (2/8 (4547) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/36) (4945) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر. وافي (2/493837) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. والدارمي (1790) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. والبخاري (9/40) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث، عن عقيل، ومسلم (3/170) قال: حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيننة. (ح) وحدثني حرملة يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6999) عن الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن يونس. خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وابن جريج، وعقيل، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره. وبلفظ: «جاوز أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- السبع الأوسط من رمضان. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من كان منكم متحريا فليتحرها في السبع الأواخر» . أخرجه ابن خزيمة (2222) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني حنظلة ابن أبي سفيان، أنه سمع سالم بن عبد الله بن عمر يقول: فذكره. وبلفظ «التمسوها في العشر الأواخر، يعني ليلة القدر، فإن ضعف أحدكم، أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي» . أخرجه أحمد (2/44) (5031) قال: حدثنا بهز. وفي (2/75) (5443) قال: حدثنا عفان. وفي (2/78) (5485) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (2/91) (5651) قال: حدثنا أبو النضر، هاشم بن القاسم، ومسلم (3/170) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر وابن خزيمة (2183) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم - بهز، وعفان، ومحمد بن جعفر، وهاشم بن القاسم - قالوا: حدثنا شعبة. قال: حدثنا عقبة ابن حريث، فذكره. وبلفظ «تحينوا ليلة القدر في العشر الأواخر، أو قال: في التسع الأواخر» . أخرجه مسلم (3/170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني، عن جبلة، ومحارب، فذكراه. (*) وأخرجه أحمد (2/81) (5534) . ومسلم (3/170) قال: حدثنا محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى - عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن جبلة بن سحيم، فذكره. ليس فيه (محارب) . وبلفظ: «سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أسمع، عن ليلة القدر؟ فقال: هي في كل رمضان» . أخرجه أبوداود (1387) قال: حدثنا حميد بن زنجويه النسائي، قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن كثير، قال: أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، فذكره. (*) قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفا على ابن عمر، لم يرفعاه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. وبلفظ: «تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر» . وفي رواية: «من كان متحريا، فليتحرها ليلة سبع وعشرين، وقال: تحروها ليلة سبع وعشرين، يعني ليلة القدر.» . أخرجه مالك (الموطأ) (212) . وأحمد (2/27) و (4808) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/62) (5283) قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان. وفي (2/74) (5430) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، وفي (2/113) (5932) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/157) (6474) قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا شعبة، وعبد بن حميد (793) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة. ومسلم (3/170) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وأبو داود (1385) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (7147) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. وفي (7230) عن محمد بن سلمة عن ابن القاسم عن مالك. خمستهم - مالك، وشعبة، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره. (*) في رواية الأسود بن عامر: قال: قال شعبة: وذكر لي رجل ثقة، عن سفيان، أنه كان يقول: إنما قال: «من كان متحريها، فليتحرها في السبع البواقي» . قال شعبة، فلا أدري قال ذا، أو ذا، شعبة شك. قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: الرجل الثقة: يحيى بن سعيد القطان. الحديث: 6839 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 243 6840 - (خ م ط ت) عائشة - رضي الله عنها - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَحرَّوا ليلة القدر في العَشْرِ الأواخِرِ من رمضان» . وفي رواية قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُجاوِرُ العَشْر الأواخر في رمضان، ويقول: تَحَرَّوا ليلة القدر في العَشْرِ الأواخِرِ من رمضان» أخرجه البخاري ومسلم، و «الموطأ» أخرج الأولى مرسلاً عن عروة، وأخرج الترمذي الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 225 في صلاة التراويح، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، ومسلم رقم (1169) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، والموطأ 1 / 319 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، والترمذي رقم (792) في الصوم، باب ما جاء في ليلة القدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/73) قال: حدثنا سليمان، والبخاري (3/60) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - سليمان، وقتيبة بن سعيد - عن إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل، عن أبيه مالك بن أبي عامر، فذكره. والراوية الثانية: أخرجها أحمد (6/50) حدثنا: يحيى. وفي (6/56 و204) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/204) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (3/61) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال:حدثنا يحيى (ح) وحدثني محمد، قال: أخبرنا عبدة، ومسلم (3/173) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن نمير ووكيع، وفي (3/175) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرا أبو معاوية ح وحدثنا سهل بن عثمان، قال: أخبرنا حفص بن غياث ح وحدثنا أبوبكر بن أبي شببة وأبو كريب.،قالا:حدثنا ابن نمير. والترمذي (792) قال:حدثنا هارون بن إسحاق بن الهمداني. قال:حدثنا عبدة بن سليمان. ستتهم - يحيى بن سعيد، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية،وحفص بن غياث- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6840 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 245 6841 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدرِ، ثم أيْقَظَنِي بعضُ أهلي فَنُسِّيتُها، فَالْتَمِسوها في العَشْرِ الغَوابِرِ» وقال حَرْملةُ: «فنَسِيتُها» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغوابر) : البواقي وقد ذكر.   (1) رقم (1166) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (1789) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. ومسلم (3/170) قال: حدثنا أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى (الورقة 44) قال: أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو، والحارث ابن مسكين، قراءة عليه،عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس (ح) وأخبرنا ابن مسكين، قراءة عليه، وعن ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وأخبرنا إسحاق بن منصور،ومحمد بن عبد الملك،عن بشر بن شعيب، قال حدثني أبي «وابن خزيمة» (2197) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم. قال: أخبرني يونس. كلاهما - يونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي سلمة،فذكره. الحديث: 6841 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 246 ليلة إحدى وعشرين 6842 - (خ م ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «اعتكفنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- العَشْرَ الأوسَط، فلما كان صبيحة عشرين، نقلنا متاعَنا، فأتانا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: من كان اعتكف فلْيرجِعْ إلى مُعْتَكَفِه فإني رأيتُ هذه الليلة، ورأيتُني أسجدُ في ماء وطين، فلما رجع إلى مُعتَكَفه هاجتِ السَّماءُ، فوالذي بعثه بالحق، لقد هاجت السَّماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد على عَريش، فلقد رأيتُ على أنْفِه وأرْنَبَتِه أثَرَ الماءِ والطين» . وفي رواية نحوه، إلا أنه قال: «حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين - وهي الليلة التي خرج في صبيحتها من اعتكافه - قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العَشْرَ الأواخِرَ» وفي أخرى نحوه، إلا أنه قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُجاوِرُ في رمضان العَشْر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يُمْسي من عشرين ليلة تمضي، ويستقبل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه، ورجع [ص: 247] من كان يُجاورُ معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناسَ، وأمرهم بما شاء الله، ثم قال: كنت أجَاورُ هذه العشر، ثم بدا لي أن أجاوِرَ هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليلبثْ في مُعْتَكَفِهِ ... ثم ذكره» وفيه: «فوكَفَ المسجد في مصلَّى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ليلة إحدى وعشرين ... الحديث» . وفي رواية قال أبو سلمة: «انْطَلَقْتُ إلى أبي سعيد، فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل فنتحدَّث؟ فخرج، فقلت: حدِّثْني ما سمعتَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر، قال: اعتكف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- العَشْرَ الأول من رمضان، واعتكفنا معه، فأتاه جبريلُ عليه السلام، فقال: إن الذي تطلب أمامَكَ، فاعتكفَ العَشْرَ الأوسَطَ، واعتكفنا معه، فأتاه جبريلُ عليه السلام فقال: إن الذي تطلب أمَامَك، ثم قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- خطيباً صبيحةَ عشرين من رمضان، فقال: من كان اعتكف مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فليرجع، فإني رأيت ليلة القدر، وإني أُنْسِيتُها، وإنها في العَشْرِ الأواخِرِ في وتر، إني رأيتُ كأني أسجد في طين وماء، وكان سَقْفُ المسجد جريدَ النَّخْل، وما نرى في السماء شيئاً، فجاءتْ قَزَعة فمُطِرْنا، فصلى بنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى رأيتُ أثر الطين والماء على جبهة النبي - صلى الله عليه وسلم- وأرْنَبَتِه، تَصْدِيقَ رؤياه» . قال الحميدي: كان البخاري يحتج بهذا الحديث، فيقول: لا تمسح الجبهة [ص: 248] في الصلاة، بل تمسح بعد الصلاة، لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رُئِيَ الماءُ والطين في أرنَبته وجَبْهَتِهِ بعد ما صلَّى، وأعاد البخاري طرفاً منه في الصلاة من رواية أبي سلمة عن أبي سعيد قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سجد في الماء والطين، حتى رأيتُ أثرَ الطين في جَبْهته. وعند مسلم: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العَشْرَ الأوسطَ في قُبَّة تُرْكيَّة على سُدَّتها حَصير، فأخذ الحَصير بيده، فنحَّاها في ناحية القُبَّة، ثم أطْلَع رأسه، فكلَّم الناس، فَدَنَوْا منه، فقال: إني اعتكفت العشرَ الأول ألتمس هذه الليلة، ثم إني اعتكفتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثم أُتيتُ، فقيل [لي] : إنها في العشر الأواخِرِ، فمن أحبَّ منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكفَ الناسُ معه، وقال: إني أُريتُها ليلة وِتر، وأنِّي أسجد في صبيحتها في طين وماء، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح، فمطَرَت السَّماءُ، فَوَكَفَ المسجد، فأبصرتُ الطينَ والماءَ، فخرج حين فرغ من صلاة الصُّبح وجبينُه ورَوْثَةُ أنْفِه فيهما الطِّينُ والماءُ، وإذا هي ليلة إحدى وعشرينَ من العشر الأواخر» وله في أخرى قال: «اعتكف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- العَشْرَ الأوْسَطَ من رمضان، يلتمس ليلةَ القدر قبل أن تُبان له. قال: فلما انْقَضَيْنَ أمر بالبناء فَقُوِّضَ، ثم أُبيْنَت له أنها في العشر الأواخر، فأمر بالبناء فأعيدَ، ثم خرج على الناس، فقال: يا أيها الناس، إنها كانت أُبينت لي ليلةُ القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء [ص: 249] رجلان يَحْتَقَّان، معهما الشَّيطانُ، فنُسِّيتها، فالتمسوها في العَشْر الأواخِرِ [من رمضانَ] ، التمسوها في التَاسِعَةِ والسّابِعَةِ والخَامِسةِ، قال: قلت: يا أبا سعيد، إنكم بالعدد أعلم منا، قال: أجَلْ، نحن أحق بذلك منكم، قال: قلت: ما التَّاسِعةُ والسَّابِعةُ والخامِسَةُ؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرون، فالتي تليها: ثِنْتانِ وعشرون، فهي التاسعة، فإذا مضى ثلاث وعشرون، فالتي تليها السَّابِعة، فإذا مضى خمس وعشرون، فالتي تليها: الخامسةُ» وقال في رواية مكان «يحتقان» : «يَخْتَصِمان» وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاماً، حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين - وهي الليلة يخرج فيها من صبيحتها من اعتكافه - قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر وقد أُرِيتُ هذه الليلة، ثم أُنسيتها، وقد رأيتُني أسجد من صبيحتها في ماء وطين، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر» وقال أبو سعيد: «فأمطَرتِ السماءُ تِلْكَ الليلة، وكان المسجدُ على عَرِيش، فوكَفَ المسجدُ، قال أبو سعيد: فأبْصَرَتْ عينايَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- انصرف وعلى جبهته وأنفه أثَرُ الماءِ والطِّينِ من إحدى وعشرين» . وأخرج أبو داود أيضاً نحو رواية مسلم الآخرة، وأول حديثه قال: [ص: 250] «التمسوها في العَشْرِ الأواخِر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هاجت السماء) أي: تغيمت وبدت فيها أمارات المطر. (العريش) : السقف المعمول من سعف ونحوه على أساطين من خشب أو غيرها. (أرنبة الأنف) : طرفه. (المجاورة) هاهنا: الاعتكاف. (القزعة) : القطعة من الغيم. (رَوثة الأنف) : طرف أرنبته. (تقويض البناء) : هدمه، وأراد به هاهنا: قلع الخباء الذي كان قد ضرب له ليعتكف فيه. [ص: 251] (حاقَّ) فلان فلاناً: إذا خاصمه ونازعه، وادَّعى كل واحد منهما الحق لنفسه.   (1) رواه البخاري 4 / 222 - 225 في صلاة التراويح، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، وباب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، وفي الجماعة، باب هل يصلي الإمام لمن حضر وهل يخطب يوم الجمعة في المطر، وفي صفة الصلاة، باب السجود على الأنف والسجود على الطين، وباب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى، وفي الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر والاعتكاف في المساجد كلها، وباب الاعتكاف وخروج النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين، وباب من خرج من اعتكافه عند الصبح، ومسلم رقم (1167) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، والموطأ 1 / 319 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، وأبو داود رقم (1382) و (1283) في الصلاة، باب ما جاء في ليلة القدر، والنسائي 3 / 79 و 80 في السهو، باب ترك مسح الجبهة بعد التسليم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 6842 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 246 ليلة اثنين وعشرين 6843 - (د) عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال: «كنت في مجلس بني سَلِمَةَ وأنا أصغرهم، فقالوا: من يسألُ لنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ليلةِ القَدْرِ؟ وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان، فخرجتُ فوافيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ المغرب، ثم قمتُ بباب بيته، فمرَّ بي، فقال: ادخل، فدخلتُ، فأُتيَ بعَشائه، فلقد كنتُ أكفُّ يدي عنه من قِلَّته، فلما فرغ قال: ناولني نَعْليَّ، فقام، وقمتُ معه، فلما خرجنا قال: كانت لك حاجة؟ (1) فقلتُ: أجل، أرسَلَني إليك رهط من بني سلمة، يسألونك عن ليلة القَدْرِ؟ فقال: كم الليلة؟ قلتُ: اثنتان وعشرون، قال: هي الليلة، ثم رجع فقال: أو القابلة، يريد: ليلة ثلاث وعشرين » أخرجه أبو داود (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: كأن لك حاجة. (2) رقم (1379) في الصلاة، باب في ليلة القدر، وفي سنده ضمرة بن عبد الله بن أنيس لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال أبو داود: وهذا حديث غريب لم يرو الزهري عن ضمرة غير هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1379) قال:حدثنا أحمد بن حفص، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5143) عن محمد بن عقيل. كلاهما -أحمد بن حفص، ومحمد بن عقيل - عن حفص بن عبد الله،عن إبراهيم بن طهمان، عن عباد ابن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري،عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس، فذكره. قلت: في سند ضمرة بن عبد الله بن أنيس،لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 6843 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 251 ليلة ثلاث وعشرين 6844 - (خ) عبد الرحمن بن عُبيد الصنابحي: قال: «خرجنا من [ص: 252] اليمن مُهاجِرين، فقدمنا الجُحْفَةَ ضُحى، فأقبلَ علينا راكب، فقلت له: الخَبَرَ، فقال: دَفَنّا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- منذُ خمس، قلتُ: ما سبقك إلا بخمس، هل سمعتَ في ليلة القدر شيئاً؟ قال: أخبرني بلال مؤذنُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنها أولُ السبع من العشر الأواخر» أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 116 في المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (خ 4470) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن أبي حبيب، عن ابي الخير، عن الصنابحي، فذكره. الحديث: 6844 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 251 6845 - (م ط د) عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: يا رسول الله، إن لي بادية أكون فيها، وأنا أصلِّي فيها بحمد الله، فمُرني بليلة أنزِلُها إلى هذا المسجد، فقال: انزل ليلة ثلاث وعشرين، قيل لابنه: كيفَ كانَ أبوك يصنعُ؟ قال: كان يدخلُ المسْجِدَ إذا صلَّى العصرَ، فلا يخرجُ منه لحَاجَة حتى يصليَ الصُّبْحَ، فإذا صلَّى الصُّبْحَ وجد دَابّتَه على بابِ المسجِدِ، فجلس عليها ولحِقَ ببادِيَتِه» أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية «الموطأ» : أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إني رجل شَاسِعُ الدَّارِ، فمرني ليلة أنزل لها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «انزِل ليلة ثلاث وعشرين من رمضان» (2) . وفي رواية مسلم: قال عبد الله بن أنيس: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 253] «أُريتُ ليلة القدر، ثم أنسيتها، وأُراني صبيحتها أسجد في ماء وطين، قال: فمُطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فانصرف وإن أثَرَ الماءِ والطين على جَبْهَتِه وأنفه، وكان عبد الله بن أُنيس يقول: ثلاث وعشرين» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شاسع) الشاسع: البعيد.   (1) رقم (1380) في الصلاة، باب في ليلة القدر، وهو حديث حسن. (2) رواه مالك في " الموطأ " 1 / 320 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، وإسناده منقطع، وقد وصله مسلم في الرواية التي بعده. (3) رواه مسلم رقم (1168) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/495) . ومسلم (3/173) قال: حدثا سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، وعلي بن خشرم. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وسعيد بن عمرو، وابن خشرم - عن أبي ضمرة انس بن عياض، عن الضحاك ابن عثمان، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد، فذكره. وأخرجه أبو داود (1380) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن خزيمة (2200) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري قال: حدثنا إسماعيل. كلاهما - زهير، وإسماعيل - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم عن ابن عبد الله بن أنيس الجهني، فذكره. وأخرجه مالك (2/7) عن أبي النضر مولى عمربن عبيد الله، فذكره. بإسناد منقطع، وقد وصله مسلم. الحديث: 6845 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 252 ليلة أربع وعشرين 6846 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «التمِسُوها في أربع وعشرين» أخرجه البخاري (1) .   (1) 4 / 227 في صلاة التراويح، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، قال البخاري: وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال ... فذكره، قال الحافظ في " الفتح ": ظاهره أنه من رواية عبد الوهاب عن خالد أيضاً، لكن جزم المزي بأن طريق خالد هذه معلقة، والذي أظن أنها موصولة بالإسناد الأول، وإنما حذفها أصحاب المسندات لكونها موقوفة، وقد روى أحمد من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: أتيت وأنا نائم، فقيل لي: الليلة ليلة القدر، فقمت وأنا ناعس، فتعلقت ببعض أطناب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلي، قال: فنظرت في تلك الليلة، فإذا هي ليلة أربع وعشرين، وقد أشكل هذا مع قوله في الطريق الأخرى: إنها في وتر، وأجيب بأن الجمع ممكن بين الروايتين أن يحمل ما ورد مما ظاهره الشفع أن يكون باعتبار الابتداء بالعدد من آخر الشهر فتكون ليلة الرابع والعشرين هي السابعة، ويحتمل أن يكون مراد ابن عباس بقوله: في أربع وعشرين أي: أول ما يرجى من السبع البواقي، فيوافق ما تقدم من التماسها في السبع البواقي، وانظر بقية كلام الحافظ في " الفتح " 4 / 227. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (ح 2022) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود،قال: حدثنا عاصم، عن أبي مجلز وعكرمة،قالا: قال ابن عباس. فذكر حديثا ثم قال: تابعه عبد الوهاب،عن أيوب، وعن خالد، عن عكرمة،عن ابن عباس. فذكره.. وقال الحافظ في «الفتح» (4/309) :ظاهره أنه من رواية عبد الوهاب،عن خالد أيضا لكن جزم المزي بأن طريق خالد هذه معلقة، والذي أظن أنا موصولة بالإسناد الأول،إنما حذفها أصحاب المسندات لكونها موقوفة. الحديث: 6846 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 253 ليلة سبع وعشرين 6847 - (م ت د) زر بن حبيش - رحمه الله - قال: سمعت أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - يقول: وقيل له: إن عبد الله بن مسعود يقول: «من قام السَّنَةَ أصابَ ليلةَ القَدْر» فقال أُبيّ: «واللهِ الذي لا إله إلا هو، إنها لفي رمضانَ - يحلف لا يستثني - ووالله إني لأعْلَمُ أيُّ ليلة هي؟ هيَ الليلةُ التي أمرَنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين، وأمارَتُها أن تَطْلعَ الشَّمْسُ في صبيحة يومِها بَيْضَاءَ، لا شُعَاعَ لها» وفي رواية قال: «سألتُ أبيَّ بن كعب، فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يَقُمِ الحولَ يُصِِبْ ليلة القدر، فقال: رحمه الله، أراد أن لا يَتَّكِلَ الناسُ، أمَا إنه قد علم أنها في رَمَضَان، وأنها في العَشْر الأواخر، ثم حلف - لا يستثني - أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ فقال: بالعلامة - أو بالآية - التي أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنها تطلع الشمس يومئذ، لا شُعاع لها» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود مثل الثانية ونحوها، وفيها قال: «قلت: يا أبا المنذر، أنَّى علمت ذاك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: قلت لزِرّ: ما الآية؟ قال: تُصبحُ الشمسُ صَبِيحَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مثل الطَّسْتِ، ليسَ لها شُعاع حتى ترتفع» . [ص: 255] وفي رواية الترمذي نحوها، وله في أخرى قال: قلت لأُبيِّ بن كعب: «أنَّى علمت أبا المنذر أنها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بلى، أخبرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنها ليلة صبيحتها تطلع الشمس ليس لها شُعاع، فعدَدْنا وحفظنا، والله لقد علم ابن مسعود: أنها في رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين، ولكن كره أن يخبركم فَتَتَّكِلُوا» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (762) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، وفي الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، وأبو داود رقم (1378) في الصلاة، باب ما جاء في ليلة القدر، والترمذي رقم (793) في الصوم، باب ما جاء في ليلة القدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/130) قال: حدثنا مصعب بن سلام، وعبد الله بن أحمد (5/130) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة. وفي (5/130) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (18) عن أبي كريب محمد بن العلاء. ثلاثتهم - أبو بكر وعثمان، وأبو كريب - عن عبد الله بن إدريس. كلاهما- مصعب بن سلام، وابن إدريس - عن الأجلح، عن الشعبي. 2- وأخرجه أحمد (5/130) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (2/178) قال حدثنا محمد بن مهران الرازي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/178 و3/174) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/178) قال حدثني عبيد الله بن معاذ، قال حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (18. وابن خزيمة (2188) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا النضر، قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم شعبة والأوزعي، وسفيان - عن عبد، بن أبي لبابة. 3- وأخرجه أحمد (5/130) قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان وفيه (5/130) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخرنا سفيان بن سعيد. وفي (5/131) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حدثنا حماد بن زيد. وأبو داود (1378) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومسدد، قالا: حدثنا حماد، والترمذي (793) قال حدثنا واثل بن عبد الزعلى. الكوفي، قال: حدثنا أبو بكر. وعبد الله بن أحمد (5/130) قال حدثني محمد ابن أبي بكر المقدمي، وخلف بن هشام البزار، وعبيد الله بن عمر القواريري، قالوا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/131) قال: حدثني العباس بن الوليد بن النرسي، قال: حدثنا حماد بن شعيب. وفي (5/132) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي عياش. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (18) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن سفيان بن عيينة. وابن خزيمة (2191) قال حدثنا الدورقي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2193) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا حماد، يعني ابن زيد. خمستهم - سفيان الثوري، وحماد بن زيد، وأبو بكر بن عياش، وحماد بن شعيب، وسفيان بن عيينه - عن عاصم بن أبي النجود. 4- وأخرجه أحمد (5/130) ومسلم (3/173) قال: حدثنا محمد بن حاتم وابن أبي عمار. والترمذي (3351) قال: حدثنا ابن أبي عمر. وابن خزيمة (2191) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. أربعتهم -أحمد، ومحمد بن حاتم، وابن أبي عمر، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، وعاصم بن بهدلة. 5- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 18) عن محمد بن العلاء، عن ابن إدريس، وفيه أيضا، ابن خزيمة (2191) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن سفيان. كلاهما - ابن إدريس، وسفيان - عن أسماعيل بن أبي خالد. 6- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/131) قال: حدثني يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (18) عن محمد بن بشار. وابن خزيمية (2187) قال: حدثنا أبو موسى ومحمد بن بشار. ثلاثتهم - يعقوب، وابن بشار، وأبو موسى محمد بن المثنى. عن عبد الرحمن بن مهدي، عبد جابر بن يزيد بن رفاعة، عن يزيد بن ابي سليمان. خمستهم - الشعبي، وعبدة، وعاصم، وإسماعيل، ويزيد -عن زرين حبيش، فذكره. الحديث: 6847 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 254 6848 - (د) معاوية [بن أبي سفيان (1) ]- رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر قال: «ليلة سبع وعشرين» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: معاذ بن جبل، وهو خطأ. (2) رقم (1386) في الصلاة، باب من قال: أن ليلة القدر سبع وعشرون، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أبو داود (1386) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال حدثنا أبي،قال:أخبرنا شعبة،عن قتادة، أنه سمع مطرفا، فذكره. الحديث: 6848 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 255 ليال مشتركة 6849 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر: «اطلبوها ليلةَ سَبْعَ عَشْرَةَ من رَمَضَانَ، وليلة إحدى وعِشرينَ، وليلة ثَلاث وعِشرينَ، ثم سكت» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1385) في الصلاة، من روى أن ليلة القدر في سبع عشرة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (1384) قال: حدثنا حكيم بن سيف الرقي، قال: أخبرنا عبيد الله -يعني ابن عمرو - عن يزيد، يعني ابن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6849 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 255 6850 - (ت) عيينة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي فقال: ذكرت ليلة القدر عند أبي بَكْرَةَ، فقال: «ما أنا بملتمِسُها لشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إلا في العَشْرِ الأواخِرِ، فإني سمعته يقول: التمِسوها في تِسع يَبْقَيْنَ، أو سَبْع يبقيْنَ، أو خَمْس يَبْقَيْنَ، أو [في] ثلاث، أو آخِرَ ليلة (1) ، قال: وكان أبو بكرة يُصَلِّي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشرُ اجتهدَ» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في بعض نسخ الترمذي: أو في ثلاثِ أواخرِ ليلةٍ. (2) رقم (794) في الصوم، باب ما جاء في ليلة القدر، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/36) قال:حدثنا وكيع. وفي (5/39) قال: حدثنا يحيى وفي (5/40) قال:حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (794) قال:حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي في الكبرى (الورقة 44-ب) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال:حدثنا خالد (ح) أخبرنا حميد بن مسعدة، عن يزيد، وهو ابن زريع، وابن خزيمة (2175) قال: حدثنا مؤمل بن هشام،قال: حدثنا إسماعيل بن علية. خمستهم - وكيع، ويحيى، ويزيد،وخالد بن الحارث، وابن علية - عن عيينة بن عبد الرحمن،عن أبيه، فذكره وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6850 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 256 6851 - (خ) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليُخْبِرَ بليلة القَدْر، فتلاحى رجلانِ من المسلمينَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إِني خرجتُ لأخبرَكُم بليلةِ القَدْرِ، فتلاحَى فلان وفلان، فَرُفِعَتْ، فَعَسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التلاحي) والملاحاة: التشاجر والتخاصم.   (1) 4 / 232 و 233 في صلاة التراويح، باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس، وفي الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وفي الأدب، باب ما ينهى من السباب واللعن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/313) قال: حدثنا معتمر بن سليمان. وفي (5/313) قال:حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (5/319) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1788) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/19) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (3/61) قال: حدثا محمد بن المثنى،قال حدثنا خالد بن الحارث. وفي (8/19) قال:حدثنامسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5071) عن محمد بن المثنى، عن خالد بن الحارث (ح) عن علي حجر،عن إسماعيل بن جعفر (ح) وعن عمران بن موسى،عن يزيد بن زريع. وابن خزيمة (2198) قال:حدثنا علي بن حجر،قال حدثنا إسماعيل بن جعفر. ثمانيتهم - معتمر، وابن أبي عدي، ويحيى، ويزيد بن هارون، وابن جعفر، وخالد، وابن الفضل، ويزيد بن زريع - عن حميد. 2- وأخرجه أحمد (5/313) قال:حدثنا عفان، قال:حدثنا حماد،قال: أخبرنا ثابت البناني،وحميد. كلاهما - حميد،وثابت - عن أنس بن مالك، فذكره. الحديث: 6851 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 256 6852 - (خ د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال [ص: 257] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هِيَ في العشر، في سبع يمضينَ، أو في سبع يَبْقَينَ، يعني: ليلة القدر» وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «التَمِسُوها في العَشْرِ الأواخِرِ من رمضانَ، [يعني] ليلةَ القَدْرِ: في تاسعة تَبْقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى» . أخرجه البخاري، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 226 في صلاة التراويح، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، وأبو داود رقم (1381) في الصلاة، باب ما جاء في ليلة القدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/231) (32052) و (1/360) (3401) قال: حدثنا إسماعيل بن إبرإهيم. وفي (1/279) (2520) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (1/365) (3456) قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، والبخاري (3/61) وأبو داود (1381) قالا: حدثنا البخاري، وأبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب. ثلاثتهم - إسماعيل ووهيب، وعبد الوهاب - عن أيوب عن عكرمة، فذكره. الحديث: 6852 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 256 6853 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني أُريتُ هذه الليلةَ في رمضان، حتى تَلاَحَى رجلان فرُفعت، فالتمِسوها في التَّاسِعَةِ والسَّابِعَةِ والخامِسَةِ» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) كذا في الأصل: أخرجه الموطأ، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه مالك في " الموطأ " 1 / 320 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في سنده ومتنه، وإنما هو لأنس عن عبادة بن الصامت، وقال الحافظ ابن حجر: خالف مالكاً أكثر أصحاب حميد، فرووه عنه عن أنس عن عبادة، وصوب ابن عبد البر اثبات عبادة وأن الحديث من مسنده. أقول: وقد تقدم حديث عبادة برقم (6851) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (213) ،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف (738) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك، عن حميد، فذكره. الحديث: 6853 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 257 ليالٍ مجهولة 6854 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ليلة القدر، وأنا أسمع، فقال: هي في كل رمضان» (1) . [ص: 258] قال أبو داود: موقوفاً عليه (2) .   (1) رواه أبو داود رقم (1378) في الصلاة، باب من قال: ليلة القدر في كل رمضان. (2) قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفاً على ابن عمر لم يرفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1387) قال: حدثنا حميد بن زنجويه النسائي، قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، قال: أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، فذكره. قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفا على ابن عمر، لم يرفعه، إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 6854 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 257 6855 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أيُّكم يذكر ليلة طَلَعَ القمر وهو مثل شِقِّ جَفْنَة؟» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1170) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (3/174) قال حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر،قالا:حدثنا مروان، وهو الفزاري، عن يزيد، وهو ابن كيسان، عن أبي حازم،فذكره. الحديث: 6855 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 258 6856 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: «مَن شهد العِشاءَ من ليلة القدر في جماعة: فقد أخذ بحَظِّه منها» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) بلاغاً 1 / 321 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: قول ابن المسيب لا يكون رأياً ولا يؤخذ إلا توقيفاً ومراسيله أصح المراسيل، وذكر الزرقاني لقول ابن المسيب شواهد بمعناه فانظرها هناك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (716) بلاغا فذكره وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/293) قال ابن عبد البر: قول ابن المسيب لا يكون رأيا ولايؤخذ إلا توقيفا ومراسيله أصح المراسيل. وروى البيهقي عن أبي هريرة، والطبراني عن أبي أمامة موفوعا: من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر، وروى الخطيب عن أنس رفعه من صلى ليلة القدر العشاء والفجر في جماعة فد أخذ من ليلة القدر بالنصيب الوافر. الحديث: 6856 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 258 شهر رمضان 6857 - (خ م ط س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل رمضان فُتِّحَتْ أبوابُ السماء، وأُغلقت أبوابُ جهنم، وسُلْسِلت الشياطين» وفي رواية: «إذا جاء رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجنَّةِ» وفي أخرى « [فُتِّحَتْ] أبْوابُ الرَّحْمةِ» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي. وفي أخرى للنسائي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُرَغِّبُ في قيام رمضانَ، من غير عَزِيمة ... وذكر الحديث» وقال فيه: «أبواب الجحيم» . [ص: 259] وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتاكم رمضانُ، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامَه، تُفتح فيه أبواب السَّماءِ، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألفِ شهر، مَن حُرِم خيرَها فقد حُرِم» . وفي رواية الترمذي: «إذا كان أول ليلة من رمضان: غُلِّقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنة، فلم يُغْلَقْ منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير، هَلُمَّ (1) وأقْبِلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقْصِر، ولله فيه عُتَقَاءُ من النَّار، وذلك في كل ليلة، حتى ينقضيَ رمضانُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العزيمة) : الأمر الذي يفترض ويجب فعله أو قوله: وهو ضد الرخصة. (المرَدة) جمع مارد، وهو العاتي من الشياطين. (الباغي) : هاهنا الطالب.   (1) كلمة " هلم " ليست في نسخ الترمذي المطبوعة، وقد وجدت في الأصل، وهي عند النسائي، وستأتي قريباً. (2) رواه البخاري 4 / 97 في الصوم، باب هل يقال: رمضان أو شهر رمضان ومن رأى كله واسعاً، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (1079) في الصوم، باب فضل شهر رمضان، والموطأ 1 / 310 موقوفاً في الصيام، باب جامع الصيام، والترمذي رقم (682) في الصوم، باب ما جاء في فضل شهر رمضان، والنسائي 4 / 126 - 128 في الصوم، باب فضل شهر رمضان، وباب ذكر الاختلاف على الزهري فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/281) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. عن الزهري (ح) وحدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي.، عن صالح. قال: قال ابن شهاب. وفي (2/357) قال: حدثنا سليمان. قال: أنبأنا إسماعيل. وفي (2/378) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وفي (2/401) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا ابن المبارك، عن يونس.، عن الزهري. وعبد بن حميد (1439) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. عن الزهري. والدارمي (1782) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والبخاري (3/32) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنات إسماعيل بن جعفر. وفي (3/32) و (4/149) قال: حدثني يحيى بن بكير. قال: حدثني الليث، عن عقيل عن ابن شهاب. ومسلم (3/121) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل، هو ابن جعفر (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم والحلواني. قالا: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب. والنسائي (4/126) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل (ح) وأخبرني إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أنبأنا نافع بن يزيد، عن عقيل عن ابن شهاب. وفي (4/127 و128) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، (ح) وأخبرنا محمد بن خالد، قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري (ح) وأخبرنا الربيع بن سليمان في حديثه عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس. عن ابن شهاب. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد، قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن الزهري. ثلاتتهم - ابن شهاب الزهري، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد - عن أبي سهيل نافع بن أبي أنس، عن أبيه، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (2/281) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق. (ح) وحدثناه عتاب. قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا يونس. كلاهما - ابن إسحاق، ويونس - عن الزهري، عن ابن أبي أنس عن أبي هريرة، لم يقل (عن أبيه) فذكر الحديث (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي عقب حديث ابن إسحاق عن الزهري: هذا يعني حديث ابن إسحاق خطأ ولم يسمعه ابن إسحاق من الزهري والصواب ما تقدم ذكرنا له. (*) الروايات متقاربة المعنى. وبلفظ: «إذا كانت أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار. فلم يفتح منها باب. وفتحت أبواب. أخرجه ابن ماجة (1642) والترمذي (682) قالا: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. (*) قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش.، حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، إلا من حديث أبي بكر. قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذاالحديث. فقال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن مجاهد قوله: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان» فذكر الحديث. قال محمد: وهذا أصح عند من حديث أبي بكر بن عياش. وبفلظ: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين.» . أخرجه النسائي (4/129) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أنبأنا حبان بن موسى خراساني. قال: أنبنأنا عبد الله، عن معمر، عن الزهري، فذكره وبلفظ: أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه» أخرجه أحمد (2/230و425) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/385) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا بن زيد وفي (2/385) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وعبد بن حميد (1429) قال: حدثنا سليمان حرب. قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (4/129) قال: أخبرنا بشر بن هلال، قال: حدثنا عبد الوارث. أربعتهم - إسماعيل بن إبراهيم، وحماد بن زيد، ووهيب، وعبد الوارث - عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره الحديث: 6857 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 258 6858 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 260] قال: «هذا رمضانُ قد جاءَكم، تُفْتَحُ فيه أبوابُ الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبوابُ النَّارِ، وتُسَلْسَلُ فيه الشَّياطينُ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 128 في الصيام، باب فضل شهر رمضان، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/236) . والنسائي (4/128) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد. كلاهما - عبد الله بن جعفر، ومحمد بن جعفر - عن زيد بن أسلم، عن محمد بن المنكدر، عن محمد ابن كعب، فذكره. الحديث: 6858 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 259 6859 - (س) عرفجة - رحمه الله - قال: عُدْنا عُتْبةَ بنَ فَرْقَد، فتذاكرنا شهرَ رمضانَ، فقال: ما تَذْكُرونَ؟ قلنا: شهرَ رمضانَ، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تُفْتَح فيه أبواب الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبوابُ النَّار، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فينادي مناد كلَّ ليلة: يا باغي الخير هلمّ، ويا باغي الشَّرِّ أقْصِر» . وفي رواية قال: «كنت في بيت عُقبةَ بن فَرْقَد، فأردتُ أن أتحدَّثَ بحديث، وكان رجل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أوْلى بالحديث، فحدَّث الرجلُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: في رمضان ... وذكر الحديث» وفيه «يُصَفَّدُ فيه كل شيطان مَرِيد، وينادي مُناد: يا طَالبَ الخَيْرِ هَلُمَّ، ويا طالِبَ الشَّرِّ أمْسِكْ» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصَّفْدُ) : الغُلُّ: وصُفِّدَتْ: غُلَّتْ بالأغلال.   (1) 4 / 129 و 130 في الصيام، باب فضل شهر رمضان، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائى (4/129) قال: أخبرنا محمد بن منصور،قال: حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب،عن عرفجة، فذكره (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب،عن عرفجة، قال:كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد فأردت أن أحدث بحديث وكان رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كأنه أولى بالحديث مني، فحدث الرجل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: في رمضان. الحديث. (*) قال أبوعبد الرحمن النسائي: وهذا أولى بالصواب من حديث ابن عيينة،وعطاء بن السائب كان قد تغير، أثبت الناس فيه: شعبة والثوري وحماد بن زيد وإسرائيل. الحديث: 6859 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 260 6860 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «سُئل [ص: 261] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الصَّوْمِ أفْضَلُ بعد رمضانَ؟ قال: شعبانُ، لتَعْظِيمِ رَمَضانَ، قال: وأيُّ الصدقة أفْضَلُ؟ قال: صدقة في رَمَضان» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (663) في الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة، وفي سنده صدقة بن موسى وفيه مقال، وقال الترمذي: هذا حديث غريب وصدقة بن موسى ليس عندهم بالقوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (663) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا صدقة بن موسى، عن ثابت، فذكره وقال: هذا حديث غريب، وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي. الحديث: 6860 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 260 العيد 6861 - (د) عبد الله بن قرط - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أعْظَمَ الأيَّامِ عند الله: يومُ النَّحر، ثم يومُ القَرِّ، قال ثور: هو اليوم الثاني ... الحديث» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1765) في المناسك، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم برقم (1675) . الحديث: 6861 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 261 6862 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، قال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهِلِيَّةِ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد أبْدَلَكُم الله خيراً منهما: يَوْمَ الأضْحَى، ويومَ الفِطْرِ» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1134) في الصلاة، باب صلاة العيدين، والنسائي 3 / 179 في العيدين، باب صلاة العيدين، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا ابن أبي عدي، وفي (3/178) قال:حدثنا سهل بن يوسف، وفي (3/235) قال: حدثنا محمد بن عبد الله. 2- وأخرجه أحمد (3/178) و «عبد بن حميد» (1392) كلاهما عن يزيد بن هارون. 3- وأخرجه أحمد (3/250) قال:حدثنا عفان،وأبو داود (1134) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما 0 عفان،وموسى - قالا: حدثنا حماد بن سلمة. 4- وأخرجه النسائي (3/179) قال: أخبرنا علي بن حجر،قال: أنبأنا إسماعيل بن جعفر. ستتهم - ابن أبي عدي، وسهل، ومحمد بن عبد الله، ويزيد، وحماد، وإسماعيل - عن حميد الطويل فذكره. الحديث: 6862 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 261 العشر 6863 - (خ د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِن أيام العملُ الصَّالِحُ فيهنَّ أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العَشْرِ، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجِهادُ؟ قال: ولا الجِهادُ، إلا رجل خَرجَ يُخاطِرُ بنفسه ومَاله، فلم يرجع بشيء» . أخرجه الترمذي وأبو داود. وفي رواية البخاري قال: «ما العملُ في أيام أفضل منها في هذه الأيام، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهادُ ... وذكره» . قال الحميدي: أخرجه البخاري في «باب العمل في أيام التشريق» ، وأخرجه الترمذي في أيام العشر (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 382 و 383 في العيدين، باب فضل العمل أيام التشريق، وأبو داود رقم (2438) في الصوم، باب صوم العشر، والترمذي رقم (757) في الصوم، باب ما جاء في العمل أيام التشريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/224) (1968) قال:حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم البطين. وفي (1/338) (3139) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان ابن مسلم البطين. وفي (1/346) (3228) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثني سليمان،عن مسلم البطين. والدارمي (1780) قال: حدثنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان،قال: سمعت مسلما البطين. وفي (1781) قال: أخبرنا يزيد بن هارون،قال: أخبرنا أصبغ، عن القاسم بن أبي أيوب: والبخاري (2/24) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثن شعبة،عن سليمان عن مسلم البطين،وأبو داود (2438) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة،قال: حدثنا وكيع: حدثنا الأعمش،عن أبي صالح، ومجاهد ومسلم البطين وابن ماجة (1727) قال:حدثنا علي بن محمد، قال:حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. عن مسلم البطين،والترمذي (757) قال:حدثنا هناد، قال: حدثنا أبومعاوية عن الأعمش، عن مسلم (البطين وهو ابن أبي عمران. وابن خزيمة (2865) قال: حدثنا أبو موسى. ومسلم ابن جنادة، قالا:حدثنا أبو معاوية،قال:حدثنا الأعمش. عن مسلم البطين (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا ابن أبي عدي،عن شعبة،عن سليمان، هو الأعمش، عن مسلم البطين. أربعتهم - مسلم البطين، والقاسم بن أبي أيوب،وأبو صالح، ومجاهد - عن سعيد بن جبير، فذكره. (*) أخرجه أحمد (1/224) (21969) قال: حدثنا أبو معاوية،قال: حدثنا الأْعمش. عن أبي صالح. (ح) قال: وحدثنا الأعمش، عن مجاهد. ليس ليه عن ابن عباس. عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله. الحديث: 6863 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 262 6864 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ أيام أحَبُّ إلى الله أن يُتعبَّدَ له فيها من عَشْرِ ذي الحجة، يَعْدِلُ صيامُ كل يوم منها بصيام سنة، وقيامُ كلِّ ليلة منها بقيام لَيْلةِ القَدْر» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (758) في الصوم، باب ما جاء في العمل أيام العشر، وفي سنده مسعود بن واصل وهو لين الحديث، والنهاس بن قهم، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1728) قال: حدثني عمر بن شبة بن عبيدة والترمذي (758) قال:حدثنا أبوبكر بن نافع البصري. كلاهما - عمر بن شبة، وأبو بكر بن نافع - قالا: حدثنا مسعود بن واصل بن النهاس بن قهم، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس. قال: وسألت محمدا (يعني البخاري) عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه،مثل هذا. وقال: قد روي عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا شيء من هذا. وقد تكلم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم، من قبل حفظه. الحديث: 6864 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 262 يوم عرفة 6865 - (م س) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ يوم أكثرُ من أن يَعْتِقَ الله فيه عبيداً من النار من يوم عَرَفَة، وإنه لَيَدْنو يَتَجَلَّى، ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟» أخرجه مسلم والنسائي (1) . وزاد رزين: «اشْهَدُوا [يا] ملائكتي أني قد غفرتُ لهم» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يباهي) المباهاة: المفاخرة، باهى يباهي مباهاةً.   (1) رواه مسلم رقم (1348) في الحج، باب في فضل الحج والعمرة يوم عرفة، والنسائي 5 / 251 و 252 في الحج، باب ما ذكر في يوم عرفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (4/107) قال:حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى وابن ماجة (3014) قال: حدثنا هارون بن سعيد المصري أبو جعفر والنسائي (5/251) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم. ثلاثتهم - هارون بن سعيد الأيلي أبو جعفر، وأحمد بن عيسى،وعيسى بن إبراهيم - عن عبد الله ابن وهب،قال: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه، قال: سمعت يونس بن يوسف، يقول عن ابن المسيب، فذكره. الحديث: 6865 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 263 6866 - (ط) طلحة بن عبيد الله بن كريز - رحمه الله -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما رؤيَ الشيطانُ يوماً هو فيه أصْغَرُ، ولا أدْحَرُ ولا أحْقَرُ، ولا أغْيَظُ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما يرى من تَنَزُّل الرحمة، وتجاوز الله عن الذُّنوبِ العِظامِ، إلا ما أُرِيَ يومَ بَدْر، فإنَّه قَدْ رأى جبريل يَزَعُ الملائكة» أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدَّحْر) : الطرد والإبعاد. [ص: 264] (وزعت) القوم أزعهم، أي: كَفَفْتُهم، والوازع: الذي يتقدَّم الصف فيصلحه ويقدِّم ويؤخِّر، ووزعت الجيش: إذا حبست أولهم على آخرهم.   (1) مرسلاً 1 / 422 في الحج، باب جامع الحج، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وصله الحاكم في " المستدرك " عن أبي الدرداء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (973) عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة عن عبيد الله بن كريز، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/524) .، وصله الحاكم في المستدرك عن أبي الدرداء. الحديث: 6866 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 263 6867 - (ط) طلحة بن عبيد الله بن كريز: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضلُ الأيام يومُ عرفة وافقَ يوم جُمُعَة وهو أفضل من سبعين حَجَّة في غير يومِ جُمُعة، وأفْضَلُ الدُّعاءِ: دُعَاءُ يومِ عَرَفَةَ، وأفضلَ ما قلتُ أنا والنّبيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحدَه لا شَريكَ له» أخرج «الموطأ» من قوله «أفضل (1) » والحديث بطوله ذكره رزين.   (1) مرسلاً 1 / 422 و 423 في الحج، باب جامع الحج، ورواه الترمذي موصولاً رقم (3579) في الدعوات من حديث عبد الله بن عمرو، وهو حديث حسن، وأما رواية رزين بلفظ " أفضل من سبعين حجة " فضعيفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (974) عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/526) قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرساله، ولاأحفظ بهذا الإسناد مسندا من وجه يحتج به، وأحاديث الفضائل لا يجتاج إلى محتج به، وقد جاء مسندا من حديث علي وابن عمر، ثم خرج حديث على من طريق ابن أبي شيبة. وجاء أيضا عن أبي هريرة أخرجه البيهقي وهو حديث ابن عمر. الحديث: 6867 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 264 نصف شعبان 6868 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «فَقَدْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة، فإذا هو بالبَقيعِ، فقال: أكنتِ تَخافينَ أن يحيفَ الله عليك ورَسُولُه؟ قلتُ: يا رسولَ الله، إني ظننتُ أنَّكَ أتيتَ بعضَ نسائِكَ، فقال: إن الله تبارك وتعالى ينزلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ من شعبان إلى سَماءِ الدُّنيا، فَيَغْفِرُ لأكثرَ من عَدَدِ شعر غَنَمِ كلْب» . [ص: 265] أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «ممن استحقَّ النار» .   (1) رقم (739) في الصوم، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي بكر الصديق. نقول: وحديث أبي بكر رواه البزار والبيهقي بإسناد لا بأس به كما قال المنذري في " الترغيب والترهيب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الترمذي (739) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطأة، عن يحيى بن أبي كثير بن عروة، فذكره. وقال: حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج. وسمعت محمدا يضعف هذا الحديث. وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطأه لم يسمع من يحيى بن أبي كثير. الحديث: 6868 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 264 يوم الجمعة 6869 - (د س) أوس بن أوس - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن من أفضل أيامكم يومَ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه قُبِضَ، وفيه النَّفْخَةُ، وفيه الصَّعْقَةُ، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإنَّ صلاتكم مَعْرُوضة عليَّ، فقالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرضُ صلاتُنا عليك وقد أرِمْتَ؟ قال: يقولون: بليت -[قال] : إن الله حرَّم على الأرض أن تأكلَ أجساد الأنبياء» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصعقة) : الغشي والموت. (أرمَّ الميت) : ورَمَّ: إذا بلي، والرِّمَّة: العظم البالي، والفعل الماضي منه للمتكلم: أرمَمْت بإظهار التضعيف، وكذلك كل فعل مضعّف، فإنه يظهر فيه التضعيف، تقول في شدّ: شددت، وفي أعدّ: أعدَدْت، [ص: 266] والذي جاء في الحديث في هذه اللفظة بترك إظهار التضعيف، هكذا يرويه المحدِّثون، وهكذا قرأناه، وإنما ظهر التضعيف، لأن تاء المتكلم متحركة، فلا يكون إلا ساكن، فإذا سكن ما قبلها - وهو أحد الميمين هاهنا - التقى ساكنان، فإن الميم الأولى ساكنة لأجل التضعيف والإدغام، ولا يمكن الجمع بين ساكنين، ولا يجوز تحريك الثاني، لأنه وجب سكونه لأجل تاء المتكلم، فحرك الأول، وحيث حرك ظهر التضعيف، وإذا لم يظهر التضعيف - على ما رواه المحدِّثون - احتاجوا أن يضعّفوا التاء، ليمكن النطق بها، وليكون ما قبلها ساكناً، على أن في لغة بعض العرب شيئاً من هذا النوع، قال الخطابي: أصل هذه الكلمة: أرممت، فحذف إحدى الميمين، كقولهم في ظَلِلْتُ: ظَلْتُ، وفي أحْسَسْتُ: أحَسْتُ، فهذا يدل على أنه قد روى اللفظة أرَمْتُ مخففة، بوزن أكلتُ، وحينئذ استراح من هذا التعسُّف، قال: فيجوز أن يكون معناه: أُرِمْتُ - بضم الهمزة- بوزن أُمرْتُ، من قولهم: أرَمِتَ الإبل تأرَم: إذا تناولت العلف وقلعته من الأرض.   (1) رواه أبو داود رقم (1047) في الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، والنسائي 3 / 91 و 92 في الجمعة، باب إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/8) والدارمي (1580) قال: أخبرنا عثمان بن محمد. وأبو داود (1047) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. وفي (1531) قال: حدثنا الحسن بن علي. وابن ماجة (1085 و1636) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/91) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. وابن خزيمة (1733) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. وفي (1734) قال: حدثنا محمد ابن رافع. ثمانيتهم - أحمد، وعثمان، وهارون، والحسن، وأبو بكر، وإسحاق، وأبو كريب، وابن رافع - عن حسين بن علي الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، فذكره الحديث: 6869 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 265 6870 - (م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ يوم طلعتْ عَليْه الشَّمْسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُدّْخِل الجنة، وفيه أخرج منها» زاد في رواية «ولا تقوم [ص: 267] الساعة إلا في يوم الجمعة» أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (854) في الجمعة، باب فضل يوم الجمعة، والترمذي رقم (488) في الصلاة، باب ما جاء في فضل يوم الجمعة، والنسائي 3 / 89 و 90 في الجمعة، باب ذكر فضل يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرني يونس. عن الزهري. وفي (2/418) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد. وفي (2/512) قال: حدثنا روح قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. عن ابن شهاب. ومسلم (3/6) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي، عن أبي الزناد، والترمذي (488) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد. والنسائي (3/89) وفي الكبرى (1589) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري. وفي الكبرى (1589) قال: أخبرنا هارون بن موسى. قال: حدثنا أبو ضمرة، عن يونس، عن ابن شهاب. كلاهما - الزهري، وأبو الزناد- عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. وبنحوه بزيادة، «وفيه تقوم الساعة» . أخرجه أحمد (2/540) وابن خزيمة (1729) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. كلاهما - أحمد، ويعقوب - قالا: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار، عن عبد الله بن فروخ، فذكره الحديث: 6870 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 266 6871 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر يومَ الجمعة، فقال: «فيه ساعة لا يُوافِقُها عبد مسلم هو قائم يُصلِّي يسألُ الله شيئاً إلا أعطاه إليه، وأشار بيده - يُقَلِّلُها» . وفي رواية: قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-: «إن في يوم الجُمعة ساعة ... وذكر نحوه - وقال بيده، قلنا: يُقَلِّلُها يزهِّدُها؟» وفي أخرى نحوه، وفي آخره: «وقال بيده، ووضع أُنْمُلَتَهُ على بطنِ الوُسْطى والخنْصَرِ - قلنا: يُزَهِّدُها؟» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: «إن في الجُمُعةِ لساعة ... وذكره، وفي آخره: وهي ساعة خَفِيفَة» . وفي أخرى نحوه، ولم يذكر: وهي ساعة خفيفة. وأخرج «الموطأ» والنسائي الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُزَهّدها) أي: يقللها، والشيء الزهيد: القليل.   (1) رواه البخاري 2 / 344 و 345 في الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة، وفي الطلاق، باب الإشارة في الطلاق والأمور، وفي الدعوات، باب الدعاء في الساعة التي في يوم الجمعة، ومسلم رقم (852) في الجمعة، باب في الساعة التي في يوم الجمعة، والموطأ 1 / 108 في الجمعة، باب ما جاء الساعة التي في يوم الجمعة، والنسائي 3 / 115 و 116 في الجمعة، باب الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ «إن في الجمعة لساعة لايوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه» . قال: وهي ساعة خفيفة. أخرجه أحمد (2/280) قال:حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر وفي (2/457) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/481) قال:حدثنا وكيع. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/498) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/5) قال:حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي. قال:حدثنا الربيع، يعني ابن مسلم. وابن خزيمة (1735) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال: حدثنا شعبة. أربعتهم - معمر، وشعبة،وحماد بن سلمة، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد، فذكره. (*) الروايات متقاربة المعنى. وبلفظ: «في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله خيرا إلا أعطاه» .وقال بيده،قلنا يقللها يزهدها» . أخرجه الحميدي (986) قال:حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب. وأحمد (2/230) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا أيوب. وفي (2/255) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا ابن عون. وفي (2/284) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح. قال: حدثنا معمر. عن أيوب. وفي (2/498) قال: حدثنا حجاج. قال: قال شعبة: وحدثني ابن عون. وفي (2/498) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وقال: أخبرنا هشام. والدارمي (1577) قال: أخبرنا محمد بن كثير،عن مخلد بن حسين، عن هشام. والبخاري (7/66) قال: حدثنا مسدد،قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا سلمة ابن علقمة. وفي (8/105) قال:حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أيوب. ومسلم (3/5) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أيوب (ح) وحدثناه ابن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. عن ابن عون (ح) وحدثني حميد بن مسعدة الباهلي. قال: حدثنا بشر،يعني ابن مفضل. قال: حدثنا سلمة وهو ابن علقمة وابن ماجة (1137) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا سفيان بن عيينة،عن أبو. والنسائي (3/115) وفي الكبرى (1676) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة قال: أنبأنا إسماعيل، عن أيوب. وفي الكبرى (1677) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة. قال: حدثنا إسماعيل، عن ابن عون. وفي (1678) قال: أخبرني شعيب بن يوسف. قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن عون وابن خزيمة (1737) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. وزياد بن أيوب. قالا: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال:حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا أيوب. وفي (1740) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي. عن ابن عون. أربعتهم - أيوب،وابن عون، وهشام،وسلمة بن علقمة - عن محمد بن سيرين، فذكره. وبلفظ «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه» . أخرجه أحمد (2/284) قال:حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح عن معمر. عن الزهري، والنسائي (3/115) وفي الكبرى (1675) وفي عمل اليوم والليلة (472) قال: أخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله. قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر،عن الزهري. وفي عمل اليوم والليلة (471) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. قال: حدثنا شريح بن زيد. قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد. كلاهما - الزهري، وأبو الزناد - عن سعيد بن المسيب، فذكره.. (*) رواية أبي الزناد: «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد يستغفر الله فيها إلا غفر الله له. قال: فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقللها بيده» . وبلفظ «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه وهي بعد العصر» . أخرجه أحمد (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج قال: حدثني العباس، عن محمد بن مسلمة الأنصاري، فذكره. وبلفظ: «إن في الجمعة لساعة لايوافقها مسلم في صلاة يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه.» . أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (474) وفي الكبرى (1679) قال: أخبرنا الفضل بن سهل. قال: حدثني الأحوص بن جواب. قال: حدثنا عمار ابن زريق، عن منصور،عن مجاهد،عن ابن عباس. فذكره. (*) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (473) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو أحمد قال:حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد،عن ابن عباس. قال قال أبو هريرة: «إن في الجمعة لساعة لا يسأل الله فيها عبد شيئا إلا أعطاه إياه» .موقوف. وبلفظ «في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم إلا استجيب له.» أخرجه أحمد (2/403) قال:حدثنا موسى بن داود. قال: أخبرنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير،عن جابر، فذكره. وبلفظ «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه» . أخرجه أحمد (2/489) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وروح. قالا: حدثنا شعبة أو سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، فذكره. وبلفظ: «في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو يسأل ربه شيئا إلا أتاه إياه» . أخرجه أحمد (2/312) .ومسلم (3/6) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. عن همام بن منبه، فذكره. وبلفظ: «إن في الجمعة لساعة مادعا الله فيها عبد مؤمن بشيء إلا استجاب الله له» . أخرجه أحمد (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا الأجلح أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري أخبره، فذكره. الحديث: 6871 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 267 6872 - (م د) أبو بردة - رحمه الله - قال: قال لي عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أسمعتَ أباك يحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في شأن ساعة يوم الجُمُعةِ؟ قال: قلت: نعم سمعتُه يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «هي ما بينَ أنْ يَجْلِسَ الإمامُ إلى أن تُقضى الصلاةُ» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (853) في الجمعة، باب في الساعة التي في يوم الجمعة، وأبو داود رقم (1049) في الصلاة، باب الإجابة أية ساعة هي في يوم الجمعة، وقد أعل هذا الحديث بالانقطاع والاضطراب كما ذكر الحافظ في " الفتح " 2 / 359. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (63) قال: حدثني أبو الطاهر، وعلي بن خشرم ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. وأبو داود (1049) قال: حدثنا أحمد بن صالح. وابن خزيمة ((1739) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. ستتهم- أبو الطاهر أحمد بن عمرو، وعلي بن خشرم، وهارون،وأحمد بن عيسى، وأحمد بن صالح، وأحمد بن عبد الرحمن - عن ابن وهب، قال: أخبرني مخرمة بن بكير،عن أبيه،عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 6872 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 268 6873 - (ت) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف - رحمه الله - عن أبيه عن جده عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن في الجمعة ساعة لا يسألُ الله العبدُ فيها شيئاً إلا آتاه الله [إياه] ، قالوا: يا رسول الله، أيَّةُ ساعة هي؟ قال: حين تُقام الصلاة إلى انْصرافٍ منها» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (490) في الصلاة، باب ما جاء في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وفي الباب عن أبي موسى وأبي ذر وسلمان وعبد الله بن سلام وأبي لبابة وسعد بن عبادة وأبي أمامة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد بن حميد (291) قال:حدثني خالد بن مخلد البجلي. ابن ماجة (1138) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال: حدثنا خالد بن مخلد. والترمذي (490) قال:حدثنا زياد بن أيوب البغدادي. قال: حدثنا أبو عامر العقدي. كلاهما - خالد،وأبو عامر - قالا: حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزي، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: حديث عمرو بن عوف حديث حسن غريب. قلت: فيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عون، أجمع الجمهور على تضعيفه،ورميه بالكذب إلا الترمذي الذي قال فيه: قلت لمحمد في حديث كثير عن عبد الله بن أبيه عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة، كيف هو؟ قال:هو حديث حسن إلا أن أحمد كان يحمل على كثير يضعفه،وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه (التهذيب لابن حجر8/422) . الحديث: 6873 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 268 6874 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «التَمِسُوا السَّاعةَ التي تُرْجَى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غَيْبُوبةِ الشَّمْسِ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (489) في الصلاة، باب ما جاء في الساعة التي ترجى يوم الجمعة، وفي سنده محمد أبي حميد وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. أقول: وقد روي الحديث عن أنس من غير هذا الوجه، وله شواهد بمعناه يقوى بها، وقال الترمذي: ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التي ترجى فيها بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، وبه يقول أحمد وإسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (489) قال:حدثنا عبد الله بن الصباح، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي،قال: حدثنا محمد بن أبي حميد.، قال: حدثناموسى بن وردان، فذكره. قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه،.وقد روي هذا الحديث عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير هذا الوجه. ومحمد بن أبي حميد يضعف، (ضعفه بعض أهل العلم) من قبل حفظه، ويقال له: حماد بن أبي حميد، يقال:هو أبو إبراهيم الأنصاري وهو منكر الحديث. الحديث: 6874 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 268 6875 - (د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يومُ الجمعة ثِنْتا عَشَرة - يريد ساعة، وقال النسائي: ثنتا عشرة ساعة - لا يوجد مسلم يسأل الله عزَّ وجل شيئاً، إلا آتاه الله إياه، فالتَمِسُوها آخِرَ ساعَة بعدَ العصر» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1048) في الصلاة، باب الإجابة أية ساعة هي في يوم الجمعة، والنسائي 3 / 99 و 100 في الجمعة، باب وقت الجمعة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (1048) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والنسائي (3/99) قال: أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع. ثلاثتهم - أحمد، وعمرو،والحارث - عن ابن وهب، وعن عمرو بن الحارث، عن الجلاح مولى عبد العزيز، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه، فذكره. الحديث: 6875 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 269 6876 - (ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: خرجتُ إلى الطُّور، فلقيتُ كعبَ الأحبارِ، فجلستُ معه، فحدَّثني عن التوراة، وحدَّثْتُه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فكان فيما حدَّثْتُه، أن قلتُ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُ يوم طلعتْ عليه الشمسُ يومُ الجمعة، فيه خُلِقَ آدم، وفيه أُهْبِطَ، وفيه تيبَ عليه، وفيه مات، وفيه تقومُ السَّاعةُ، وما من دابَّة إلا وهي مُصِيخَة يومَ الجمعة، من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقاً من الساعة، إلا الجنَّ والإنسَ، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مُسلم وهو يصلِّي، يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه» ، قال كعب: ذلك في كل سنة يوم؟. فقلت: بل في كل جمعة، فقرأ كعب: التوراة، فقال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو هريرة: فلقيت بصْرَةَ بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطُّور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، [ص: 270] سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تعْمَلُ المطِيُّ إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد إيلياء، أو بيت المقدس، يشك - قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام - فحدَّثتُه بمجلسي مع كعب الأحبار، وما حدثته في يوم الجمعة، فقلت له: قال كعب: ذلك في كل سنة يوم، قال عبد الله بن سلام: كذب كعب: فقلت: ثم قرأ كعب التوراة، فقال: بل هي في كل جمعة، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب، ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت أية ساعة هي؟ قال أبو هريرة: فقلت: أخبرني بها، ولا تَكْنِ عَنِّي - وفي نسخة ولا تَضِنَّ عَليَّ- فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعةِ، قال أبو هريرة: فقلت: وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُصادفُها عبد مسلم وهو يصلي، فتلك ساعة لا يصلَّى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من جلس مجلساً ينتظر [فيه] الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي» ؟ قال أبو هريرة: فقلت: بلى، قال: فهو ذلك» أخرجه «الموطأ» والنسائي. وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ يوم طلعَتْ فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه أدخلَ الجنةَ، وفيه أهبطَ منها وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه» ، قال أبو هريرة: فلقيت عبد الله ابن سلام، فذكرت له هذا الحديث، فقال: أنا أعلم [ص: 271] تلك الساعة، فقلت: أخبرني بها ولا تَضْنُنْ بها عليَّ، قال: هي بعدَ العصرِ إلى أن تغرب الشمس، قلت: كيف يكون بعد العصر، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلِّي، وتلك الساعة لا يصلَّى فيها؟ فقال عبد الله ابن سلام: أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من جلس مجلساً ينتظر الصلاةَ فهو في صلاة؟ قلت: بلى، قال: هو ذاك» . قال الترمذي: وفي الحديث قصة طويلة، ولم يذكرها. وفي رواية أبي داود، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه أهْبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه مات، وفيه تقومُ الساعةُ، وما من دابَّة إلا وهي مُصيخَة يوم الجمعة، حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقاً من الساعة، إلا الجِنَّ والإنسَ ... » وذكر الحديث مثل «الموطأ» ، ولم يذكر فيها لقياه لبصرة بن أبي بصرة الغفاري، ولا ما دار بينهما، إنما قال: «ثم لقيتُ عبد الله بن سلام، فحدَّثْتُه بمجلسي مع كعب الأحبار ... فذكره» (1) . وهذا الحديث إنما أفردناه لاشتماله على ذِكْر كعب الأحبار، وما فيه من الزيادة التي لم يخرِّجْها البخاري ومسلم، فإنهما قد أخرجا ذِكْر الساعة وفضلها. وأخرج مسلم فضل يوم الجمعة مفرداً مختصراً، فلذلك لم نضف ذاك إلى هذا. [ص: 272] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشفق) : بقايا نور الشمس في الأفق. (المُصِيخ) : المصغي ليستمع. (والشفق) : الخوف، أشفق إشفاقاً. وهي اللغة المشهورة، وقال ابن دريد: شَفَقت أَشْفق، وأنكره أهل اللغة. (المطي) جمع مطية، وهي البعير يركب مطاه، أي ظهره، وإعمالها: تحميلها والسير عليها. (الكناية) ضد التصريح، والمراد: لا تُخْفِها عني وتسترها مني. (الضَّنُّ) : البخل: ضَنَنْتُ: أضَن، وضَننْت: أضِنّ.   (1) رواه مالك في الموطأ 1 / 108 - 110 في الجمعة، باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة، والنسائي 3 / 114 و 115 في الجمعة، باب ذكر الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة، والترمذي رقم (491) في الصلاة، باب ما جاء في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة، وأبو داود (1046) في الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (88) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. وأحمد (2/486و 5/451) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. وفي (5/451) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (5/453) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد. وأبو داود (1046) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. والترمذي (491) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: حدثنا معن. وقال: حدثنا مالك بن أنس. عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. والنسائي (3/113) في الكبري (1680) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا بكر بن، يعني ابن مضر، عن ابن الهاد. وابن خزيمة (1738) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدنثا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. ثلاثتهمم - يزيد بن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن إسحاق. وقيس ابن سعد. عن محمد بن إبراهيم التيمي 2- وأخرجه أحمد (2/504) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا محمد. كلاهما - محمد بن إبراهيم التيمي. ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة فذكره.. (*) الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6876 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 269 6877 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِنْ مُسْلم يموتُ يومَ الجمعةِ،أو لَيْلَة الجُمُعَةِ إلاّ وقاهُ الله فِتْنَةَ القَبْرِ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1074) في الجنائز، باب ما جاء فيمن مات يوم الجمعة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 169 من حديث ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو، قال الترمذي: وهذا حديث ليس إسناده بمتصل، ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو، ولا نعرف لربيعة ابن سيف سماعاً من عبد الله بن عمرو، قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة ": بعد أن ذكر الحديث: وقد وصله الطبراني وأبو يعلى من حديث ربيعة عن عياض بن عقبة الفهري عن عبد الله بن عمرو، وله طريق أخرى أخرجها أحمد , وإسحاق والطبراني من رواية بقية: حدثني معاوية بن سعيد سمعت أبا قبيل سمعت عبد الله بن عمرو نحوه، ورواه أبو نعيم في " الحلية " في ترجمة ابن المنكدر من طريق عمر بن موسى بن الوجيه عنه عن جابر، وفي الباب عن أنس عند أبي يعلى، وعن علي عند الديلمي في مسنده بلفظ: " من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة رفع الله عنه عذاب القبر ". نقول: ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 176 و 220، فالحديث بمجموع طرقه لا ينزل عن مرتبة الحسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه أحمد (2/169) (6582) قال: حدثنا أبو عامر. والترمذي (1074) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر العقدي. كلاهما- أبو عامر، وعبد الرحمن - قالا: حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال،عن ربيعة بن سيف، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب ليس إسناده بمتصل. ربيعة بن سيف إنما يروي عن ابن عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو ولانعرف لربيعة بن سيف سماعا من عبد الله بن عمرو. الحديث: 6877 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 272 شهر المحرم 6878 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضلُ الصِّيام بعدَ رَمضانَ: شهرُ الله المُحَرَّم، وأفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الْمَكْتُوبَةِ: صلاةُ الليل » وفي رواية قال: «سُئِلَ: أيُّ الصَّلاةِ أفضلُ بعدَ المكتوبَةِ، وأيُّ الصِّيامِ أفضلُ بَعْدَ شَهْر رَمَضانَ؟ قال: أفضلُ الصَّلاةِ بعد المكْتُوبَةِ: الصَّلاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وأفضلُ الصِّيام بعد شَهْرِ رَمضانَ: صِيام شَهرِ الله المُحَرَّم» . أخرجه مسلم وأبو داود، وأخرج الترمذي والنسائي الأولى (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1163) في الصيام، باب فضل صوم المحرم، وأبو داود رقم (2429) في الصوم، باب في صوم المحرم، والترمذي رقم (438) في الصلاة، باب ما جاء في فضل صلاة الليل، والنسائي 3 / 207 و 208 في قيام الليل، باب فضل صلاة الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/303) قال: حدثنا عبد الرحمن وأبو سعيد. قالا: حدثنا زاذدة وفي (2/329) قال: حدثنا الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة وفي (2/342) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (2/535) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي. قال: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (1484) و (1764) قال: أخبرنا زيد بن عوف. قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (3/169) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وابن ماجة (1742) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا الحسين بن علي، عن زائدة، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12292) عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، عن زائدة. (ح) وعن محمد بن قدامة، عن جرير. وابن خزيمة (1134و2076) قال: حدثنا يوسف بن موسى ومحمد بن عيسي. قالا: حدثنا جرير. ثلاثتهم - زائدة بن قدامة، وأبو عوانة، وجرير بن عبد الحميد - عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر. 2- وأخرجه أحمد (2/344) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1423) قال: حدثنا أبو الوليد. والدارمي (1765) قال: أخبرنا أبو نعيم وحدثنا يحيى بن حسان. مسلم (3/169) قال: حدثني قتيبة بن سعيد. وأبو داود (2429) قال: حدثنا مسدد وقتيبة بن سعيد. والترمذي (438 و 740) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/206) وفي الكبرى (1221) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ستتهم - عفان، وأبو الوليد، وأبو نعيم، ويحيى بن حسان، وقتيبة، ومسدد - عن أبي عوانة، عن أبي بشر. كلاهما - محمد بن المنتشر، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية - عن حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري، فذكره. * أخرجه النسائي (3/207) وفي الكبرى (1222) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، أنه سمع حميد بن عبد الرحمن يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر نحوه مرسلا. * الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ رواية أبي بشر عند مسلم. * أشار المزي في تحفة الأشراف (9/12292) إلى أن رواية زهير بن حرب، عن جرير. ورواية أبي بكر بن أبي شيبة، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. كلاهما - عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: سئل أبو هريرة أي الصلاة أفضل.. فذكره ولم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-. وفي المطبوع من صحيح مسلم عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، يرفعه. الحديث: 6878 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 273 6879 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سأله رجل، فقال: أيُّ شَهر تَأمُرني أن أصومَ بعدَ شهر رَمضان؟ فقال له: ما سمعتُ أحداً يسألُ عن هذا إلا رجلاً سمعته يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا قاعد عندَه، فقال: يا رسول الله، أيُّ شهر تأمرني أن أصومَ بعد شهرِ رمضانَ؟ قال: إن كنتَ صائِماً بعد شهرِ رمضان، فصُمْ المُحَرَّم، فإنَّهُ شهرُ الله، فيه يوم تاب فيه على قَوم، ويتوبُ فيه على قوم آخرين. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (741) في الصوم، باب ما جاء في صوم المحرم، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1763) قال: حدثنا محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن فضيل والترمذي (741) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا علي بن مسهر وعبد الله بن أحمد (1/154) (1/32) قال: حدثنا محمد بن المنهال أخو حجاج، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي (1/155) (1334) قال: حدثني زهير أبو خيثمة، قال: حدثنا أبو معاوية. أربعتهم - محمد بن فضيل، وعلي بن مسهر، وعبد الواحد، وأبو معاوية - عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 6879 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 273 الليل 6880 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ في اللَّيل سَاعة لا يُوافِقُها رجُل مُسلم يسأل الله خيراً من أمْرِ الدُّنْيا والآخِرة إلا أعطاه إياه، وذلك كُلَّّ ليلة» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (757) في صلاة المسافرين وقصرها، باب في الليل ساعة يستجاب فيها الدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/348) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (2/175) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل. كلاهما - ابن لهيعة، ومعقل - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 6880 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 274 الباب الثامن من كتاب الفضائل: في فضل الأمكنة، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في فضل مكة، والبيت، والمسجد الحرام وما جاء في عمارة البيت وهدمه، وفيه فرعان الفرع الأول: في فضلها ، وفيه ثلاثة أنواع النوع الأول: في البيت 6881 - (خ م س) أبو ذرّ الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 275] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ أوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبارَكاً يُصَلَّى فيه: الكعبَةُ، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: المسجدُ الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعونَ عاماً» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 290 و 291 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} وباب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} ، ومسلم رقم (520) في المساجد في فاتحته، والنسائي 2 / 32 في المساجد، باب ذكر أي مسجد وضع أولاً، ولفظه عندهم: عن أبي ذر قال: " قلت: يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت كم بينهما؟ قال: أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد "، وزاد النسائي وهو في رواية لمسلم في أوله عن الأعمش عن إبراهيم التيمي قال: كنت أقرأ على أبي القرآن في السكة، فإذا قرأت السجدة سجد، فقلت له: يا أبت أتسجد في الطريق؟ قال: إني سمعت أبا ذر يقول ... فذكر الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (11/1) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد الواحد ابن زياد، و (41/3) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، ومسلم في الصلاة (53/1) عن أبي كامل، عن عبد الواحد. و (53/1) عن أبي بكر وأبي كريب. كلاهما عن أبي معاوية - و (53/2) عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر. أربعتهم - عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه به - وفي حديث علي بن مسهر قصة. والنسائي فيه الصلاة، عن بشر بن خالد، عن غندر، عن شعبة، عن الأعمش نحوه. وفيه الصلاة (124) وفي التفسير في الكبرى عن علي بن حجر به. وابن ماجة في الصلاة (27) عن علي بن محمد، عن أبي معاوية به. و (27) عن علي بن ميمون الرقي، عن محمد بن عبيد، عن الأعمش نحوه تحفة الأشراف (9/189- 190) . الحديث: 6881 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 274 6882 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نَزَلَ الحجَرُ الأسودُ من الجَنَّةِ وهو أشَدُّ بَيَاضاً من اللَّبَنِ، وإنما سَوَّدَتْه خَطايا بني آدَمَ» أخرجه الترمذي (1) . وعند النسائي: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الحَجَرُ الأسْوَدُ من الجَنَّةِ» لم يزد (2) .   (1) رقم (877) في الحج، باب ما جاء في فضل الحجر الأسود والركن، من حديث جرير عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وعطاء بن السائب صدوق اختلط، وجرير ممن سمع منه بعد الاختلاط لكن تابعه حماد بن سلمة في رواية النسائي التي بعده وحماد ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط، فالحديث حسن، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحافظ في " الفتح ": وله طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة يتقوى بها. (2) رواه النسائي 5 / 226 في المناسك، باب ذكر الحجر الأسود، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/307) (2796) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد. وفي (1/329) (3047) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي (1/373) (3537) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد يعني ابن سلمة. والترمذي (877) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. والنسائي (5/226) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا موسى بن داود، عن حماد بن سلمة وابن خزيمة (2733) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن موسى الحرشي، عن زياد بن عبد الله. ثلاثتهم - حماد، وجرير، وزياد- عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، فذكره. رواية النسائي مختصرة على «الحجر الأسود من الجنة» . وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. وبلفظ: «الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد، يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا.» . أخرجه ابن خزيمة (2734) قال: حدثنا محمد بن [ ... ] البصري، قال: حدثنا أبو الجنيد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 6882 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 275 6883 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الحَجَرِ: «واللهِ لَيَبْعَثَنَّهُ الله يومَ القِيامَةِ له عَيْنانِ يُبْصِرُ بهما، ولِسَان يَنْطِقُ به، يشهدُ على من اسْتَلَمَهُ بحَقّ» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استلمه) استلام الحجر الأسود: هو أن يمسَّه بيده ويقبِّلَها، وكأنه افتعال من السلام، وهي الحجارة.   (1) رقم (961) في الحج، باب ما جاء في الحجر الأسود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ورواه الحاكم 1 / 457 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الحافظ في " الفتح ": وله شاهد عند الحاكم أيضاً من حديث أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/247) (2215) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفي (1/266) (2398) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ثابت أبو يزيد. وفي (1/291) (2643) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/307) (2797) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد. وفي (1/307) (2798) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد. وفي (1/371) (3511) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد. والدارمي (1846) قال: حدثنا حجاج بن منهال، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وابن ماجة (2944) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الرحيم الرازي. والترمذي (961) قال: حدثنا قتيبة، عن جرير. وابن خزيمة (2735) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا فضيل يعني ابن سليمان. وفي (2736) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، قال: حدثني ثابت (وهو ابن يزيد أبو يزيد الأحول) . ستتهم - علي بن عاصم، وثابت أبو يزيد، وحماد بن سلمة، وعبد الرحيم الرازي، وجرير، وفضيل بن سليمان - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، فذكره. في رواية ثابت أبي يزيد: إن لهذا الحجر لسانا وشفتين. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 6883 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 276 6884 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الرُّكْنَ والمقامَ ياقُوتَتَانِ من ياقوتِ الجَنَّةِ، طَمَسَ الله نُورَهُما، ولو لم يَطْمِسْ نورَهُما لأضَاءتا ما بين المَشْرِقِ والمغْرِبِ» أخرجه الترمذي، وقال: هذا يروى عن ابن عمرو موقوفاً (1) .   (1) رقم (878) في الحج، باب ما جاء في فضل الحجر الأسود والركن، وفي سنده رجاء أبو يحيى وهو ضعيف، وقال الترمذي: وفيه عن أنس أيضاً وهو غريب، قال الحافظ في " الفتح " بعد أن ذكر الحديث: أخرجه أحمد والترمذي، وصححه ابن حبان، وفي إسناده رجاء أبو يحيى وهو ضعيف، وقال الحافظ: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: وقفه أشبه والذي رفعه ليس بقوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف مرفوعا: 1- أخرجه أحمد (2/213) (7000) قال: حدثنا عفان. وفي (2/214) (7008) قال: حدثنا يونس بن محمد. والترمذي (878) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وعبد الله بن أحمد (2/214) (7008) مكرر. قال: حدثنا هدبة بن خالد. وفيه (2/214) (7009) قال: حدثنا القواريري عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن خزيمة (2732) قال: حدثنا الحسن الزعفراني، قال: حدثنا عفان بن مسلم. أربعتهم - عفان، ويونس، ويزيد، وهدبة - عن رجاء بن صبيح أبي يحيى الحرشي. 2- وأخرجه ابن خزيمة (2731) قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن سويد أبو عميرة البلوي مؤذن مسجد الرملة، قال: حدثنا أيوب بن سويد، عن يونس، عن الزهري. كلاهما - رجاء، والزهري - عن مسافع بن شيبة، فذكره. * في رواية يونس بن محمد: سماه رجاء بن يحيى. قال عبد الله بن أحمد: والصواب أبو يحيى كما قال عفان، وهدبة بن خالد. * قال أبو بكر بن خزيمة: هذا الخبر لم يسنده أحد أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد، إن كان حفظ عنه. وقال: لست أعرف أبا رجاء هذا بعدالة ولا جرح، ولست أحتج بخبر مثله. * وقال أبو عيسى الترمذي: هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفا قوله. وفيه عن أنس أيضا، وهو حديث غريب. الحديث: 6884 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 276 6885 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص: 277] صلى الله عليه وسلم-: «لَيُحَجَّنَّ هذا البيتُ، ولَيُعْتَمَرَنَّ بعدَ [خروج] يأجوجَ ومأجوجَ» قال البخاري: قال عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة: «لا تقومُ السَّاعَةُ حتى لا يُحجَّ البَيْتُ» قال البخاري: والأوَّلُ أكثر (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 363 في الحج، باب قول الله تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/27) قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي. وفي (3/48) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان. وابن خزيمة (2507) قال: حدثنا أبو قدامة، وأبو موسى محمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الرحمن. أربعتهم - سويد، وعبد الصمد، وعفان، وعبد الرحمن - قالوا: حدثنا أبان بن يزيد. 2- وأخرجه أحمد (3/27) . وابن خزيمة (2507) قال: حدثنا إبراهيم بن بسطام الزعفراني. كلاهما - أحمد، والزعفراني- عن سليمان بن أبي داود، قال: حدثنا عمران وهو القطان. 3- وأخرجه البخاري (2/182) قال: حدثنا أحمد هو ابن حفص بن عبد الله، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم هو ابن طهمان، عن الحجاج بن حجاج. ثلاثتهم - أبان، وعمران، والحجاج - عن قتادة، عن عبد الله بن أبي عتبة، فذكره. * أخرجه عبد بن حميد (942) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي سعيد. ولم يذكر عبد الله بن أبي عتبة وزاد فيه ويغرسون النخل. الحديث: 6885 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 276 6886 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَيُهِلَّنَّ ابنُ مَرْيَمَ بفَجِّ الرَّوْحَاءِ حاجّاً أو مُعْتَمِراً، أو لَيَثْنِيَنَّهما» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1252) في الحج، باب إهلال النبي صلى الله عليه وسلم وهديه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1005) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/240) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر وفي (2/513) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. وفي (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. ومسلم (4/60) قال: حدثنا سعيد بن منصور وعمرو الناقد وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة. قال سعيد: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. ستتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، ومحمد بن أبي حفصة، والأوزاعي، وليث بن سعد، ويونس - عن الزهري، عن حنظلة الأسلمي، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى، وأثبتنا لفظ رواية سفيان عند مسلم. الحديث: 6886 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 277 6887 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «مَرَّ بوادي الأزْرَق - وهو ما بين مكة والمدينة - فقال: أيُّ واد هذا؟ قالوا: وادي الأزرق، قال: كأنِّي أنظرُ إلى موسى هابطاً من الثَّنِيَّةِ وله جُؤار إلى الله بِالتَّلْبِيَةِ، مارّاً بهذا الوادي، ثم أتى على ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فقال: أيُّ ثَنِية هذه؟ قالوا: ثَنِيَّةُ هَرْشى، أو لِفْت، فقال: لَكأني أنظرُ إلى يونس بن مَتَّى على ناقَة حمراءَ جَعْدة، عليه جُبَّة من صُوف، خِطامُ ناقَتِهِ خُلْبَة، مارّاً بهذا الوادي يُلَبِّي» . قال ابن حنبل: قال هشيم: يعني: لِيفاً، أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص: 278] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجؤار) بضم الجيم: رفع الصوت. (الخُلْب) الليف، واحده: خلبة.   (1) ليس هو في البخاري كما ذكر المصنف، وقد رواه مسلم رقم (166) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1854) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/215) (1854) قال: حدثنا هشيم. ومسلم (1/105) قال: حدثنا أحمد بن حنبل وسريج بن يونس، قالا: حدثنا هشيم. (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وابن ماجة (2891) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وابن خزيمة (2632) قال: حدثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة. وفي (2633) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. ثلاثتهم - هشيم، وابن أبي عدي، ويحيى بن أبي زائدة - عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، فذكره. وهو ليس في البخاري، كما ذكر المصنف. الحديث: 6887 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 277 6888 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «عَبِثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في منامه، فقلنا: يا رسول الله، صنعتَ شيئاً في منامك، لم تكن تفعله؟ فقال: العَجَبُ أن ناساً من أمتي يَؤُمُّونَ هذا البيتَ لرجل من قريش، قد لجَأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبَيْداء خُسِفَ بهم، فقلنا: يا رسول الله، إنَّ الطَّريق قد تجمعُ النَّاسَ، فقال: نعم، فيهم المسْتَبْصِرُ (1) والمجْبُورُ وابنُ السَّبيل، يهلكُون مَهْلِكاً واحداً، ويَصْدُرُونَ مَصادِرَ شتَّى، يبعثهم الله عز وجل على نِيَّاتِهِم» هذه رواية مسلم. وفي رواية البخاري قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَغْزُو جيش الكعبةَ، فإذا كانوا بِبَيْدَاءَ من الأرضِ يُخْسَفُ بأوَّلِهِم وآخِرِهم، قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يُخْسَفُ بأوَّلِهِم وآخِرِهم، وفيهم أسْوَاقُهم ومَن ليسَ مِنْهُم؟ قال: يُخْسَفُ بأوَّلِهِم وآخِرِهم، ويُبْعَثُونَ على نِيَّاتِهِم» (2) . [ص: 279] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جبرت) فلاناً وأجبرته: إذا قهرته، فهو مجبور ومجبَر. (المصادر) : المراجع، ورد ثم صدر، أي: جاء ثم رجع. (شتى متفرقة) : يعني أن مهلك هذا الجيش مهلك واحد يخسف بهم جميعهم، إلا أنهم يَصْدُرون عن الهَلْكة، مصادر متفرقة، فواحد إلى الجنة، وآخر إلى النار، على قدر أعمالهم ونياتهم.   (1) أي: المستبين للشيء. (2) رواه البخاري 4 / 284 و 285 في البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، ومسلم رقم (2884) في الفتن، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، وفي هذا الحديث أن الأعمال تعتبر بنية العامل، والتحذير من مصاحبة أهل الظلم ومجالستهم وتكثير سوادهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/105) قال: حدثنا أبو سعيد. ومسلم (8/168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يونس بن محمد. كلاهما- أبو سعيد مولى بني هاشم، ويونس بن محمد- قالا: حدثنا القاسم بن الفضل الحداني، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن الزبير، فذكره. ورواية البخاري أخرجها (3/86) قال: حدثنامحمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير بن مطعم، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (6/259) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، فذكره. وأخرجه أحمد (6/259) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، فذكره. وأخرجه أحمد (6/259) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، عن أبي سلمة، عن عائشة، بمثله. الحديث: 6888 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 278 6889 - (م ت) عبيد الله بن القبطية [الكوفي - رحمه الله] : قال: «دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان [وأنا معهما] على أم سلمة، فسألاها عن الجيش الذي يُخسَفُ به؟ - وذلك في أيام ابن الزبير - فقالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَعُوذُ عائِذ بالبيت، فَيُبْعثُ إليه بَعث، فإذا كانوا ببَيْداءَ من الأرضِ خُسِفَ بهم، فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كَارِهاً؟ قال: يُخسَفُ به مَعَهُم، ولكنَّهُ يبعثُ يومَ القِيامَةِ على نيَّتِهِ» وفي رواية زهير عن عبد العزيز بن رُفَيع قال: فلقيتُ أبا جعفر، فقلت: إنها [إنما] قالت: ببيداءَ من الأرض، فقال أبو جعفر: كلا والله، إنها لَبَيْدَاءُ المدِينةِ» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي عن أم سلمة: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذكر الجيشَ الذي يُخسَفُ بِهِمْ، فقالت أم سلمة: لعلَّ فيهم المُكْرَهُ؟ قال: إنهم يُبْعَثُونَ [ص: 280] على نِيَّاتِهِم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العائذ) : اللاجىء إلى الشيء المحتمي به، الممتنع على من يطلبه. (البيداء) : المفازة، وهي الأرض الواسعة القفر، وقد جاء في بعض الطرق: أنه أراد به البيداء التي هي بالقرب من المدينة، وهي معروفة بالقرب من ذي الحليفة.   (1) رواه مسلم رقم (2882) في الفتن، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، والترمذي رقم (1272) في الفتن، باب رقم (10) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/290) قال: حدثنا جرير. ومسلم (8/166) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا جرير. وفي (8/167) قال: حدثناه أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. وأبو داود (4289) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير. كلاهما - جرير، وزهير - عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله بن القبطية، فذكره. ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (6/289) وابن ماجة (4065) قال: حدثنا محمد بن الصباح ونصر بن علي وهارون بن عبد الله الحمال. والترمذي (2171) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح، ونصر بن علي، وهارون بن عبد الله - عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير، فذكره. الحديث: 6889 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 279 6890 - (ت) مسلم بن صفوان - رحمه الله - عن صفية - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَنْتهي الناسُ عن غَزْوِ هذا البَيْتِ حتى يَغْزُوَ جَيْش، حتى إذا كَانُوا بالبَيْدَاءِ - أو بِبَيْدَاءَ من الأرضِ - خُسِفَ بِأوَّلِهِم وآخِرِهم، ولم يَنْجُ أوْسَطُهم، قلت: يا رسول الله فمن كَرِهَ منهم؟ قال: يبعثهم الله على ما في أنفسهم» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2185) في الفتن، باب ما جاء في الخسف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/336) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/337) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (4064) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا الفضل بن دكين. والترمذي (2184) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو نعيم. أربعتهم - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، والفضل بن دكين أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة - قالوا حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي إدريس المرهبي، عن مسلم بن صفوان، فذكره. * قال وكيع عقب روايته: قال سفيان: قال سلمة: فحدثني عبيد بن أبي الجعد، عن مسلم نحو هذا الحديث. في روايتي وكيع وعبد الرحمن بن مهدي: «عن ابن صفوان» ولم يسمياه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6890 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 280 6891 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَغْزُو هذا البَيْتَ جَيْش، فَيُخسَفُ بِهِمْ بالبَيْدَاءِ» . وفي رواية قال: «لا يُنْتَهى عن غَزوِ بيتِ الله حتى يُخْسَفَ بجيش مِنْهُمْ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 206 و 207 في المناسك، باب حرمة الحرم، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه النسائي (5/206) قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا بشر، قال: أخبرني أبي، عن الزهري، قال: أخبرني سحيم، فذكره. والرواية الثانية أخرجها النسائي (5/206) قال: أخبرنا محمد بن إدريس، أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، عن مسعر، قال: أخبرني طلحة بن مصرف، عن أبي مسلم الأغر، فذكره. الحديث: 6891 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 280 6892 - (م س) عبد الله بن صفوان - رحمه الله - قال: حدَّثتني حفصة: أنها سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَيَؤُمَّنَّ هذا البيتَ جيش يَغزُونَهُ، حتى إذا كانوا بِبَيْدَاءَ من الأرض يُخْسَفُ بأوْسَطِهِم، ويُنادِي أوَّلُهُم آخِرَهم، ثم يُخْسَفُ بِهِم، ولا يبقى إلا الشَّرِيدُ، الذي يُخبِر عنهم، فقال رجل: أشهد عليك أنك لم تَكْذِبْ على حفصة، وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية عن عبد الله بن صفوان عن أم المومنين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سَيَعُوذُ بهذا البيت - يعني الكعبة - قوم ليستْ لهم مَنْعة ولا عَدَد ولا عُدَّة، يبعث إليهم جَيْش، حتى إذا كانوا بِبَيْداءَ من الأرضِ خُسِفَ بهم - قال يوسف بن مَاهَك: وأهلُ الشام يومئذ يسيرون إلى مَكَّةَ - فقال عبد الله بن صفوان: أما والله ما هو بهذا الجيش» وفي رواية الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين مثل الرواية الثانية غير أنه لم يذكر قول عبد الله بن صفوان، ولا سَمَّيا أم المؤمنين. أخرجه مسلم. وأخرج النسائي الأولى (1) . [ص: 282] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ومَنَعَة) فلان في عزٍّ ومَنَعة وقد تُسَكَّن: إذا كان له من يمنعه عمن يريده، ويعزُّه عمن يريد هَوَانه، وقيل المَنَعة: جمع مانع، مثل كافر وكفرة.   (1) رواه مسلم رقم (2883) في الفتن، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، والنسائي 5 / 207 في الحج، باب حرمة الحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (286) وأحمد (6/285) ومسلم (8/167) قال: حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. وابن ماجة (4063) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (5/207) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى. ستتهم - الحميدي، وأحمد، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، وهشام بن عمار، والحسين بن عيسى - عن سفيان بن عيينة. قال: حدثنا أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان الجمحي. قال: سمعت جدي عبد الله بن صفوان، فذكره. وبلفظ: «يبعث جند إلى هذا الحرم، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم، ولم ينج أوسطهم. قلت: أرأيت إن كان فيهم مؤمنون؟ قال: تكون لهم قبورا.» . أخرجه مسلم (8/167) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون. قال: حدثنا الوليد بن صالح. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو. قال: قال زيد: وحدثني عبد الملك العامري، عن عبد الرحمن بن سابط. والنسائي (5/207) قال: أخبرني محمد بن داود المصيصي. قال: حدثنا يحيى بن محمد بن سابق. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا عبد السلام، عن الدالاني، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه. كلاهما - عبد الرحمن بن سابط، وأخو سالم بن أبي الجعد - عن الحارث بن أبي ربيعة، فذكره. * في رواية عبد الرحمن بن سابط: «عن الحارث بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين» ولم يسمها. وبلفظ: «سيعوذ بهذا البيت، يعني الكعبة، قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة، يبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم.» . أخرجه مسلم (8/167) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون قال: حدثنا الوليد بن صالح. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو. قال: حدثنا زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك العامري، عن يوسف بن ماهك. قال: أخبرني عبد الله بن صفوان فذكره. وبلفظ: «يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فرجع من كان أمامهم لينظر ما فعل القوم فيصيبهم مثل ما أصابهم. فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان منهم مستكرها؟ قال: يصيبهم كلهم ذلك، ثم يبعث الله كل امرىء على نيته.» . أخرجه أحمد (6/287) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، وهو ختن سلمة الأبرش. قال: حدثنا سلمة. قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن موسى، عن عبد الله بن صفوان فذكره. الحديث: 6892 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 281 6893 - (خ د) شقيق [أبو وائل] : أن شيبة بن عثمان قال له: قَعدَ عمرُ - رضي الله عنه - في مَقْعَدِكَ الذي أنتَ فيه؟ فقال: لا أخْرُجُ حتى أقْسِمَ مالَ الكعبةِ، قال: ما أنتَ بفاعل، قال: بلى، لأفعلنَّ، قلت: ما أنت بفاعل، قال: لِمَ؟ قلتُ: لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد رأى مكانه، وأبو بكر، وهما أحْوَجُ منك إلى المال، فلم يخرجاه (1) ، فقام فخرج. أخرجه أبو داود. وفي رواية البخاري قال: «جلست مع شيبةَ بنِ عثمان الحَجَيِّ على الكرسيِّ في الكعبة، فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر، فقال: لقد هَمَمْتُ أن لا أدع فيه صَفْراء ولا بيضاء إلا قسمتُه، قلت: إن صاحَبيْكَ لم يفعلا، فقال: هما المَرآن اقْتَدِي بهما» وفي رواية: «إلا قَسمْتُها بين المسلمينَ، فقلت: ما أنت بفاعل، قال: لِمَ؟ قال: لم يفعله صاحباكَ، قال: هما المرآن يُقْتَدى بهما» (2) . [ص: 283] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصفراء) : الذهب. (البيضاء) : الفضة.   (1) وفي بعض النسخ: فلم يحركاه. (2) رواه البخاري 13 / 211 و 212 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحج، باب كسوة الكعبة، وأبو داود رقم (2031) في المناسك، باب في مال الكعبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/410) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد الرحمن، عن سفيان والبخاري (2/183) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/113) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2031) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن الشيباني. وابن ماجة (3116) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا المحاربي، عن الشيباني. كلاهما - سفيان الثوري، وأبو إسحاق الشيباني - عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، فذكره. الحديث: 6893 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 282 النوع الثاني: في المسجد الحرام 6894 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: المسجدِ الحرامِ، ومسجدِ الرَّسُولِ، ومَسجِدِ الأقْصَى» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «إنما يُسافَر إلى ثلاثة مساجدَ: [مَسْجِدِ] الكعبة، ومسجدِي، ومسجدِ إيلياءَ» . وأخرجه أبو داود والنسائي، وقالا: «ومسجدي هذا» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا تشد الرحال) هذا مثل قوله: «لا تعمل المطي» وكنى به عن السير والنَّفْر، والمراد: لا يقصد موضع من المواضع بنية العبادة والتقرب [ص: 284] إلى الله تعالى إلا إلى هذه الأماكن الثلاثة، تعظيماً لشأنها وتشريفاً.   (1) رواه البخاري 3 / 51 و 52 في التطوع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، ومسلم رقم (1397) في الحج، باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، وأبو داود رقم (2033) في المناسك، باب في إتيان المدينة، والنسائي 2 / 37 و 38 في المساجد، باب ما تشد الرحال إليه من المساجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (943) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/234) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/238) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/278) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (2/76) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/126) قال: حدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة، قال عمرو: حدثنا سفيان (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وأبو داود (2033) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1409) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والنسائي (2/37) وفي الكبرى (690) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 6894 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 283 6895 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُشَدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثةِ مساجِدَ: مسجدي هذا، والمسجدِ الحرامِ، والمسجدِ الأقصى» قال: وسمعتُه يقول: «لا تُسافِرُ المرأةُ يومين مِنَ الدَّهْرِ إلا ومَعها ذو مَحْرَم منها، أو زوجُها» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «الأقصى» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 57 في التطوع، باب مسجد بيت المقدس، وفي الحج، باب حج النساء، وفي الصوم، باب الصوم يوم النحر، ومسلم رقم (827) في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى الحج وغيره، والترمذي رقم (326) في الصلاة، باب ما جاء في أي المساجد أفضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (750) وأحمد (3/7) قالا: حدثنا سفيان وأحمد (3/34) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان، قالا: حدثنا شعبة. وفي (3/51) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير. وفي (3/59) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زائدة. وفي (3/71لاقال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (965) قال: حدثنا حسين، عن زائدة. والدارمي (1760) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة والبخاري (2/76) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/77) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/25) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/56) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/152) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (4/102) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، جميعا عن جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (1249) (1721) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن يعلى التيمي. والترمذي (326) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ستتهم - سفيان، وشعبة، وزهير، وزائدة، وجرير، ويحيى بن يعلى - عن عبد الملك بن عمير. 2- وأخرجه أحمد (3/45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد وفي (3/45) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال:أخبرنا هشام بن أبي عبد الله. وفي (3/45) أيضا قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا همام. ومسلم (4/103) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، ومحمد بن بشار، جميعا عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي (ح) وحدثناه ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4279) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن سعيد (ح) وعن عبيد الله بن سعيد، عن معاذ بن هشام.، عن أبيه (ح) وعن عمران بن موسى، عن يزيد بن زريع، عن هشام. ثلاثتهم - سعيد، وهشام، وهمام- عن قتادة. 3- وأخرجه أحمد (3/62) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر. وفي (3/77) قال: حدثنا عثمان بن محمد قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان بن محمد بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير ومسلم (4/103) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4279) عن محمد بن قدامة، عن جرير. كلاهما - أبو بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد - عن مغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي، عن سهم بن منجاب. 4- وأخرجه أحمد (3/62) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: كذا قال يحيى بن آدم. 5- وأخرجه أحمد (3/78) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا أبان ابن صالح، عن قسيم مولى عمارة. 6- وأخرجه ابن ماجة (1410) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب، قال: حدثنا يزيد بن أبي مريم. ستتهم - عبد الملك بن عمير، وقتادة، وسهم، وعبد الملك بن ميسرة كما سماه يحيى بن آدم، وقسيم، ويزيد بن أبي مريم - عن قزعة، فذكره. * رواية يزيد بن أبي مريم، عن قزعة، عن أبي سعيد، وعبد الله بن عمرو بن العاص. * رواية سهم بن منجاب. وأحمد (3/62) ومسلم (4/103) من رواية قتادة عن قزعة مختصرة على «لا تسافر المرأة ثلاثا إلا مع ذي محرم» . * ورواية الدارمي (1760) ،ومسلم (3/152) ،وابن ماجة (1721) مختصرة على «لا صوم يومين يوم الفطر، ويوم النحر» . * ورواية زائدة، وابن ماجة (1249) مختصرة على «لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس» . * ورواية قسيم، ويزيد بن أبي مريم، والترمذي، مختصرة على «لا تشد الرحال إلا ثلاثة مساجد» . وبلفظ: «لا تصوموا يومين، ولا تصلوا صلاتين، لا تصوموا يوم الفطر، ولا يوم الأضحى، ولا تصلوا بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا تسافر المرأة ثلاثا إلا ومعها محرم، ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس» . أخرجه أحمد (3/53) قال: حدثنا يحيى، عن مجالد، قال: حدثني أبو الوداك، فذكره. وبلفظ: «لا تشد المطي إلا إلى ثلاث مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الأقصى» . أخرجه عبد بن حميد (951) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن أبي هارون العبدي، فذكره. وبلفظ «ودع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رجلا، فقال له: أين تريد؟ قال: أريد بيت المقدس، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: لصلاة في هذا المسجد أفضل، يعني من ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام.» . أخرجه أحمد (3/77) قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال عبد الله بن أحمد وسمعته أنا من عثمان بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم بن سهل، عن قزعة، فذكره. الحديث: 6895 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 284 6896 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في مسجدي هذا: أفضل من ألف صلاة فيما سواهُ من المساجِدِ، إلا المسْجِدَ الحرامَ» وفي رواية «خير» وفي رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله بن الأغرِّ، مولى الجهنيِّين - وكان من أصحاب أبي هريرة - أنهما سمعا أبا هريرة يقول: «صلاة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أفضل من ألفِ صلاة فيما سواه من المساجِدِ، إلا المسجد الحرام، فإنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- آخرُ الأنبياء، وإن مَسجِدَه آخِرُ المساجِدِ» قال أبو سلمة وأبو عبد الله بن الأغرّ: لم نشكَّ أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، [ص: 285] فمنعنا ذلك أن نستثبت أبا هريرة عن ذلك الحديث، حتى إذا تُوفِّي أبو هريرة تذاكرنا ذلك، وتَلاوَمْنا أن لا نكون كَلَّمْنا أبا هريرة في ذلك، حتى يسنده إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إن كان سمعه منه، فبينما نحن على ذلك جالَسْنا عبدَ الله بن إبراهيم بن قارظ، فَذَكَرْنا ذلك الحديث، والذي فَرَّطنا فيه من نَصِّ أبي هريرة عنه، فقال لنا عبد الله بن إبراهيم: أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «فإني آخِرُ الأنبياء، وإن مَسجِدي آخِرُ المساجِدِ» . وفي رواية يحيى بن سعيد - هو الأنصاري - قال: سألت أبا صالح: هل سمعت أبا هريرة يذكرُ فضلَ الصلاة في مسجدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا، ولكن أخْبَرَني عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أنه سمع أبا هريرة يحدِّث، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألفِ صلاة - أو كألفِ صلاة - فيما سواه من المساجد، إلا [أن يكون] المسجدَ الحرامَ» أخرجه مسلم. وأخرج البخاري قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام» وأخرج «الموطأ» رواية البخاري، وأخرج الترمذي الرواية الأولى وقال: «خير من ألف صلاة» وأخرج النسائي الرواية الثانية بطولها (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 54 في التطوع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، ومسلم رقم (1394) في الحج، باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة، والموطأ 1 / 196 في القبلة، باب ما جاء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (325) في الصلاة، باب ما جاء في أي المساجد أفضل، والنسائي 2 / 35 في المساجد، باب فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (139) ، عن زيد بن رباح وعبيد الله بن أبي عبد الله. وأحمد (2/256) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (2/386) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني سعد بن إبراهيم وفي (2/466) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن سلمان. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن عمرو. وفي (2/485) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا أفلح بن حميد، عن أبي بكر بن حزم. والدارمي (1425) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، قال: حدثنا أفلح بن حميد، قال: حدثني أبو بكر بن محمد. والبخاري (2/76) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن زيد بن رباح، وعبيد الله ابن أبي عبد الله الأغر، وابن ماجة (1404) قال: حدثنا أبو مصعب المديني أحمد بن أبي بكر، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن زيد بن رباح، وعبيد الله بن أبي عبد الله والترمذي (325) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك، عن زيد بن رباح، وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر. (ح) وحدثنا قتيبة، عن مالك، عن زيد بن رباح. ستتهم - زيد بن رباح، وعبيد الله بن أبي عبد الله، ومحمد بن عمرو، وسعد بن إبراهيم، وعبد الله بن سلمان، وأبو بكر بن حزم - عن أبي عبد الله الأغر، فذكره. * أخرجه أحمد (2/468) والنسائي (5/214) قال: أخبرنا عمرو بن علي. كلاهما - أحمد، وعمرو - عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا سلمة وسأل الأغر عن هذا الحديث فحدث الأغر، أنه سمع أبا هريرة يقول، فذكره. * وأخرجه مسلم (4/124) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عيسى بن المنذر الحمصي. والنسائي (2/35) وفي الكبري (684) قال: أخبرنا كثير بن عبيد. كلاهما - عيسى بن المنذر، وكثير بن عبيد - قالا: حدثنا محمد بن حرب قال: حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله الأغر مولى الجهنيين، وكان من أصحاب أبي هريرة أنهما سمعا أبا هريرة يقول: صلاة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء وإن مسجده آخر المساجد. قال أبو سلمة، وأبو عبد الله: لم نشك أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمنعنا ذلك أن نستثبت أبا هريرة عن ذلك الحديث، حتى إذا توفي أبو هريرة، تذاكرنا ذلك وتلاومنا أن لا نكون كلمنا أبا هريرة في ذلك حتى يسنده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن كان سمعه منه، فبينا نحن على ذلك جالسنا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، فذكرنا ذلك الحديث، والذي فرطنا فيه من نص أبي هريرة عنه، فقال لنا عبد الله بن إبراهيم: أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فإني آخر الأنبياء، وإن مسجدي آخر المساجد.» . وبلفظ: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.» . أخرجه الحميدي (940) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/239) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر والدارمي (1427) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا ابن عيينة. ومسلم (4/124) قال: حدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (1404) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. وبلفظ: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة، أو كألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا أن يكون المسجد الحرام.» . أخرجه أحمد (2/251) قال: حدثنا يحيى، عن يحيى قال: حدثني ذكوان، أبو صالح. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. ومسلم (4/125) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن أبي عمر، جميعا عن الثقفي، قال ابن المثنى: حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت أبا صالح. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، ومحمد بن حاتم، قالوا: حدثنا يحيى القطان، عن يحيى بن سعيد قال: سألت أبا صالح. كلاهما - أبو صالح، وأبو سلمة - عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، فذكره. * في رواية يحيى عند أحمد (2/251) قال: حدثني ذكوان أبو صالح، عن إبراهيم بن عبد الله، أو عبد الله بن إبراهيم- شك، يعني يحيى، وفي روايته (2/473) إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي هريرة، إن شاء الله. وبلفظ: «صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.» . أخرجه أحمد (2/277، 278) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: وأخبرني عطاء، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، فذكره. * قال أحمد: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثناه عبد الله، قال: حدثنا ابن جريج فذكر حديثا. قال: وأخبرني عطاء، أن أبا سلمة أخبره، عن أبي هريرة، وعن عائشة فذكره. ولم يشك. وبلفظ: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.» . أخرجه أحمد (2/466) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/484) قال: حدثنا عبد الرحمن. كلاهما - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي - عن سفيان، عن صالح مولى التوأمة، فذكره. وبلفظ: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» . أخرجه أحمد (2/499) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن هلال، قال: قال أبي. فذكره. وبلفظ: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.» . أخرجه الترمذي (3916) قال: حدثنا محمد بن كامل المروزي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم الزاهد، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره. وبلفظ: «إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي، ومسجد إيلياء» . أخرجه مسلم (4/126) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عبد الحميد بن جعفر، أن عمران بن أبي أنس حدثه، أن سلمان الأغر حدثه، فذكره. الحديث: 6896 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 284 6897 - (م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجِدَ الحرَامَ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1395) في الحج، باب فضل الصلاة في مسجدي مكة والمدينة، والنسائي 5 / 213 في المناسك، باب فضل الصلاة في المسجد الحرام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/16) (4646) (2/53) و (5153) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/101) (5778) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (1426) قال: أخبرنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. ومسلم (4/125) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير، وأبو أسامة (ح) وحدثناه ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. وابن ماجة (1405) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ستتهم - يحيى، وابن عبيد، وبشر، وابن نمير، وأبو أسامة، وعبد الوهاب - عن عبيد الله. 2- وأخرجه أحمد (2/53) (5155) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/125) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. والنسائي (5/213) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى، وابن أبي زائدة - عن موسى بن عبد الله الجهني. 3- وأخرجه أحمد (2/68) (5358) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا عبد الله بن عمر. 4- وأخرجه مسلم (4/125) قال: حدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. أربعتهم - عبيد الله، وموسى، وعبد الله، وأيوب - عن نافع، فذكره. وبلفظ: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، فهو أفضل.» . أخرجه أحمد (2/29) (4838) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وفي (2/155) (6436) قال: حدثنا محمد بن عبيد. كلاهما - إسحاق، وابن عبيد - قالا: حدثنا عبد الملك، عن عطاء، فذكره. الحديث: 6897 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 286 6898 - (س) ميمونة - رضي الله عنها - قالت: من صلى في مسجد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصَّلاةُ فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مَسْجِدَ الكعبةِ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 33 في المساجد، باب فضل الصلاة في المسجد الحرام، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/334) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. ومسلم (4/125) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح جميعا، عن الليث بن سعد. قال قتيبة: حدثنا ليث. والنسائي في الكبرى الورقة (51) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ومحمد بن رافع النيسابوري، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. كلاهما - ابن جريج، والليث بن سعد-، عن نافع مولى ابن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس، فذكره. * أخرجه أحمد (6/333 و 334) قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: حدثنا ليث بن سعد. (6/334) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: حدثنا ابن جريج. والنسائي (2/33) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. و (5/213) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد ابن رافع، قال: إسحاق: أنبأنا، وقال محمد: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج. كلاهما - الليث بن سعد، وابن جريج - عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن ميمونة، فذكره، ولم يذكر ابن عباس. الحديث: 6898 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 286 النوع الثالث: في مكة وحرمها 6899 - (خ م ت س) أبو شريح العدوي - رضي الله عنه - قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة -: «ائذن لي أيُّها الأميرُ أحَدِّثكَ قَوْلاً قام به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الغَدَ من يوم الفتح، سمعَتْهُ أُذُنايَ، ووَعَاهُ قلبي، وأبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ، حين تَكَلَّم به: أنه حمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إنَّ مكَّةَ حرَّمها الله، ولم يحرِّمْها الناس، فلا يحل لامْرئ يؤمن بالله واليومِ الآخِرِ أن يَسفِك فيها دَماً، ولا يَعْضِد فيها شَجرة، فإنْ أحَد ترخَّص لقتالِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فيها، فقولوا له: إنَّ الله قد أذِنَ لرَسُوله، ولم يَأذَنْ [ص: 287] لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نَهار، ثم عادت حرمتُها اليوم كحُرْمَتِها بالأمْسِ، ليُبْلغ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فقيل لأبي شريح: ماذا قال لك عمرو؟ قال: قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إن الحَرَمَ لا يُعِيذُ عاصِياً، ولا فارّاً بِدَم، ولا فارّاً بخَرْبَة» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وأخرجه الترمذي أيضاً نحوه، وقال في آخره: «ثُمَّ إنَّكم يا معشرَ خُزاعَةَ قتلتم هذا الرَّجُلَ من هُذَيل، وإني عَاقِلُه، فمن قُتِلَ له قَتيل بعد اليوم فأهله بين خيرتين، إما أن يَقْتُلوا، أو يأخُذُوا العَقْل» قال البخاري: الخربة: الجناية والبليَّة، وقال الترمذي: ويروى «بِخِزْية» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَضْدُ الشجر) : قطعه بالمعِضَدِ، وهي حديدة تتخذ لقطعه. (الفارّ) : الهارب. (والخربة) بالخاء المعجمة والراء المهملة والباء المعجمة بواحدة: أصلها العيب، والمراد به هاهنا: الذي يفرُّ بشيء يريد أن ينفرد به ويغلب عليه، مما [ص: 288] لا تجيزه الشريعة، والخارب أيضاً: اللص، وقيل: هو سارق البعران خاصة، ثم نقل إلى غيرها اتساعاً، وقد جاء في سياق الحديث عن البخاري: أن «الخربة: الجناية والبلية» وقال الترمذي: وقد روي «بخزية» : فيجوز أن يكون بكسر الخاء وفتحها، فبالكسر: الشيء الذي يستحى منه، أو هو الهوان، وبالفتح: الفعلة الواحدة منهما، والخِزي: الهوان والفضيحة، والخِزاية: الاستحياء. (العاقل) : الذي يؤدي العَقْلَ، وهو الدية، والعاقلة: الجماعة الذين يتحمَّلون الدية، وهم أقارب القاتل.   (1) رواه البخاري 1 / 176 و 177 في العلم، باب ليبلغ الشاهد الغائب، وفي الحج، باب لا يعضد شجر الحرم، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ومسلم رقم (1354) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ... ، والترمذي رقم (809) في الحج، باب ما جاء في حرمة مكة، ورقم (1406) في الديات، باب ما جاء في حكم دية القتيل في القصاص والعفو، والنسائي 5 / 205 و 206 في المناسك، باب تحريم القتال في الحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/31) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. وفي (4/32) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (6/384) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (6/385) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا ليث. والبخاري (1/37) وفي خلق أفعال العباد (51) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثني الليث. وفي (3/17) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي (5/190) قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل. قال: حدثنا الليث. ومسلم (4/109) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. وأبو داود (4504) قال: حدثنا مسدد ابن مسرهد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. والترمذي (809) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. وفي (1406) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. والنسائي (5/205) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. ثلاثتهم - الليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق، وابن أبي ذئب - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 6899 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 286 6900 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم فتح مكة: «لا هِجْرةَ بعد الفتح، ولكِنْ جهاد ونِيَّة، وإذا اسْتُنْفِرتُم فانْفِرُوا» وقال يوم فتح مكة: «إنَّ هذا البَلَدَ حرَّمَهُ الله يومَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ، فهو حرَام بحرمَةِ الله إلى يوم القِيامةِ، وإنَّه لم يَحِلَّ القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يُعْضَد شَوكُه، ولا يُنَفَّرَ صَيْدُه، ولا يَلْتقِطُ لُقْطَتَهُ إلا من عَرَّفها، ولا يُخْتَلَى خَلاهُ، فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذْخِر، فإنه لِقَيْنهم وبُيوتهم، فقال: إلا الإذخر» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُعْضَد عِضاهُها، ولا يُنفَّرُ صَيدُها، ولا تحل لُقْطَتُها إلا لمُنْشِد، ولا يُخْتَلَى خلاها، قال [ص: 289] العباس: يا رسولَ الله، إلا الإذْخِرَ؟ قال: إلا الإذْخِر» وفي أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «حرَّم الله مكة، فلم تَحِلَّ لأحد قبلي، ولا تَحِلُّ لأحد بعدي، أُحِلَّتْ لي ساعة من نهار، لا يُخْتلى خَلاهَا، ولا يُعْضَدُ شَجَرُها، ولا يُنَفَّرُ صَيدُها، ولا تَحِلُّ لقطتها إلا لمُعَرِّف، فقال العباس: إلا الإذخِر» لِصَاغَتِنا وقبُورِنا - وفي رواية: ولسُقُف بُيُوتِنا - فقال: إلا الإذْخِر، فقال عكرمة: هل تدري: ما يُنَفَّرُ صَيْدُها؟ هو أن تُنَحِّيه من الظِّلِّ وتَنْزِلَ مَكَانَهُ. وأخرجه عن مجاهد مُرسلاً، وأخرجه النسائي مثل الرواية الثانية التي للبخاري. وله في أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم الفتح: «هذا البلدُ حرَّمَهُ الله يوم خلق السَّماوات والأرضَ، فهو حرام بحرْمةِ الله إلى يوم القيامة، لا يُعضَد شَوْكُه، ولا يُنفَّرُ صَيْدُه، ولا يَلتقِطُ لُقْطَتُه إلا من عرَّفَها، ولا يُختلى خَلاهُ، قال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر - أو قال كلمة معناها: إلا الإذْخِر» وله في أخرى: أنه قال: «إن هذا البلدَ حُرِّم بحرمة الله عزَّ وجلَّ، لم يَحِلَّ فيه القِتالُ لأحد [قبلي] ، وأُحل لي ساعَة، فهو حرام بحُرْمَةِ الله [عز وجلَّ] » (1) . [ص: 290] وأخرج أبوداود بمثل حديث قبله عن أبي هريرة - وهذا لفظه عقيب حديث أبي هريرة عن ابن عباس في هذه القصة: «ولا يُختلى خلاها» (2) وحديث أبي هريرة الذي أخرجه أبو داود وأحال هذا الحديث عليه قد ذُكِرَ في «غَزْوة الفتح» من «كتاب الغزَوات» في حرف الغين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللُّقَطَة) بفتح القاف: ما يوجَد ولا يُعرَف صاحبه، واللقطة في جميع الأرض لا تحل إلا لمن يعرفها حولاً، فإن ظهر صاحبها أخذها، وإلا انتفع بها بشرط الضمان عند ظهور صاحبها، وحكم مكة فيها كحكم غيرها من الأرض، فأي فائدة في تخصيصها بالذكر، قال: «ولا تحل لقطتها إلا لمن عرفها» ؟ فقيل في ذلك: إنه أراد تعريفها على الدوام، بخلاف غيرها، فإنه محدود بسنة واحدة، والله أعلم. (الخلا) مقصوراً: الرطب من المرعى، واختلاؤه: قطعه. (العِضاه) : كل شجر يعظم وله شوك، وهو على ضربين: خالص، كالطَلْح والسَّلَم والسِّدْر، وغير خالص: كالنبع، والشَّوْحَط والسّراء، وما صغر من شجر الشوك، فهو العِضُّ. [ص: 291] (نشدتُ) الضالة: إذا طلبتَها، فأنت ناشد، وأنشدتُها: إذا عرَّفتها، فأنت منشِدٌ.   (1) رواه البخاري 4 / 40 في الحج، باب لا ينفر صيد الحرم، وباب فضل الحرم، وفي الجنائز، [ص: 290] باب الحشيش في القبر، وفي البيوع، باب ما قيل في الصواغ، وفي المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، ومسلم رقم (1353) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها إلا لمنشد على الدوام، والنسائي 5 / 203 و 204 في الحج باب حرمة مكة، وباب تحريم القتال فيها، وباب النهي أن ينفر صيد الحرم. (2) رواه أبو داود رقم (2018) في المناسك، باب تحريم حرم مكة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/226) (1991) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/259) (2353) قال: حدثنا عبيدة. وفي (1/315) (2898) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (1/355) (3335) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (2515) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل والبخاري (2/180، 4/127) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (3/18) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4/17) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/28) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/92) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شيبان، ومسلم (4/109) قال: حدثنا رسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (6/28) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، وابن رافع، عن يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل- يعني ابن مهلهل- (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وأبو داود (2018) و (2480) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. والترمذي (1590) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله. والنسائي (5/203) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير. وفي (5/204) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (7/146) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. سبعتهم - سفيان، وعبيدة، ومفضل، وإسرائيل، وجرير، وشيبان، وزياد بن عبد الله -عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن طاووس، فذكره. * أخرجه أحمد (1/266) (2396) قال: حدثنا زياد بن عبد الله، قال: حدثنا منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره. ليس فيه طاووس. * رواية عبيدة: ليس فيها أول الحديث. * ورواية سفيان وإسرائيل، وشيبان وزياد بن عبد الله مختصرة على أول الحديث. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (1/253) (2279) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا خالد. والبخاري (2/115) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد. وفي (3/18) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد. وفي (3/79) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن خالد. وفي (5/194) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم. والنسائي (5/211) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. ثلاثتهم - خالد الحذاء، وعبد الكريم، وعمرو - عن عكرمة. فذكره. الحديث: 6900 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 288 6901 - (م) جابر - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-[قال] : «لا يحلُّ [لأحدكم] أن يَحمل السلاح بمكة» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1356) في الحج، باب النهي عن حمل السلاح بمكة بلا حاجة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (4/111) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا ابن أعين، قال: حدثنا معقل، عن أبي الزبير، فذكره. وبلفظ: «لا يحل لأحد يحمل فيها السلاح لقتال» أخرجه أحمد (3/347) قال: حدثنا موسى. وفي (3/393) قال: حدثنا حسن. كلاهما - موسى، وحسن - قالا: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 6901 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 291 6902 - (ت) الحارث بن مالك [بن البرصاء]- رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول يوم فتح مكة: «لا تُغزَى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا تغزى هذه - يعني مكة- بعد اليوم إلى يوم القيامة) : إن حُمِل على قصد أهلها بقتالٍ ما ممن كان فقد غُزِيَتْ بعد الفتح في زمن يزيد بن معاوية مع حُصَين بن نمير السكوني، لما استخلفه مسلم بن عقبة المُرّي عند موته، بعد وقْعَة الحرَّة بالمدينة، وفي زمن عبد الملك بن مروان بن الحكم مع الحجاج، وبعد ذلك، وإنما يحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم- أراد أنها لا يغزوها كافر، يريد البيت، فأما المسلمون فلا، على أن من غزاها من المسلمين في زمن يزيد وعبد الملك لم [ص: 292] يقصدوا مكة ولا البيت، إنما كان قصدهم: عبد الله بن الزبير، مع تعظيمهم أمر مكة والبيت، وإن كان قد جرى منهم ما جرى في حق البيت، من رميه بالنار في المنجنيق، وإحراقه، ولأجل ذلك هدمه ابن الزبير، وبناه بعد عود أهل الشام عن حصاره لمَّا وصلهم موت يزيد، ولو كانت الرواية في الحديث على أن «لا» ناهية لكان واضحاً لا يحتاج إلى تأويل، كما قلنا في قوله: «لا يقتل قرشي بعد هذا اليوم صَبْراً» .   (1) رقم (1611) في السير، باب ما جاء ما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: إن هذه لا تغزى بعد اليوم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الحميدي (572) قال: حدثنا سفيان وأحمد (3/412) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفيه (3/412) قال: حدثنا محمد بن عبيد وفي (4/343) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفيه (4/343) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (1611) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثني يحيى بن سعيد. أربعتهم - سفيان، ويحيى، ومحمد، ويزيد - قال يزيد: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، فذكره. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح، وهو حديث زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي فلا نعرفه إلا من حديثه. الحديث: 6902 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 291 6903 - (ت) عبد الله بن عدي بن الحمراء - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- واقفاً على الحَزَوَّرَة وهو يقول: والله إنَّكِ لخيرُ أرضِ [الله] ، وأحبُّ أرض [الله] إلى الله، ولولا أني أُخْرِجْتُ منكِ ما خرجتُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3921) في المناقب، باب ما جاء في فضل مكة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3108) في المناسك، باب ما جاء في فضل مكة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/305) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وعبد بن حميد (491) قال: أخبرني يعقوب ابن إبراهيم الزهري، قال: حدثني أبي، عن صالح بن كيسان. والدارمي (2513) قال: أخبرنا عبد الله ابن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. وابن ماجة (3108) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد، قال: أخبرني عقيل. والترمذي (3925) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. والنسائي في الكبرى الورقة (55-ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. (ح) وأخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. ثلاثتهم - شعيب، وصالح بن كيسان، وعقيل - عن الزهري، قال: أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وقد رواه يونس عن الزهري نحوه، ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحديث الزهري عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن حمراء عندي أصح. الحديث: 6903 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 292 6904 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- لمكة: «ما أطْيَبَكِ من بلد، وأحبَّكِ إليِّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3922) في المناقب، باب ما جاء في فضل مكة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3926) قال: حدثنا محمد بن موسى، البصري، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، قال: حدثنا سعيد بن جبير، وأبو الطفيل، فذكراه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. الحديث: 6904 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 292 6905 - (ط س) محمد بن عمران الأنصاري: عن أبيه قال: عَدَلَ إليَّ عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وأنا نازل تحت سَرْحة بطريق مكة، [ص: 293] فقال لي: ما أنزلك تحت هذه السَّرحة؟ فقلت: أردتُ ظِلَّها، قال: هل غَيْرَ ذلك؟ قلت: لا، قال ابن عمر: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا كنتَ بين الأخْشَبَيْنِ من مِنى- ونَفَحَ بيدِه نحو المشرق - فإنَّ هناك وادياً يقال له: السُّرَرُ، به سرحة - زاد رزين: لم تُعْبَل، ثم اتفقوا - سُرَّ تَحْتَها سَبْعونَ نبيّاً» أخرجه «الموطأ» والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السَّرْح) : شجر طوال عِظام، يقال: إنه الآء بوزن العَاعِ، واحدته سَرحة. (سَررت الصبيَّ) : إذا قطعتَ سَرره، وهو فضل سُرته، فالمقطوع السّرَر، والباقي: السُّرة، والمعنى بقوله: «سُرَّ تحتها» أي وُلِدَ تحتها سبعون نبياً. (لم تُعْبَل) عبلتُ الشجر: إذا حتتت ورقَه ونثرته، وعبلت الشجرة: إذا طلع ورقها، والعبَل: الورق.   (1) رواه الموطأ 1 / 424 في الحج، باب جامع الحج، والنسائي 5 / 248 و 249 في الحج، باب ما ذكر في منى، من حديث محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه، ومحمد بن عمران لم يوثقه غير ابن حبان، وأبوه عمران قال ابن عبد البر: إن لم يكن عمران بن حيان الأنصاري أو عمران بن سوادة فلا أدري من هو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه مالك (978) وعنه النسائي (5/248) قال: أخبرنا محمد بن مسلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي، عن محمد بن عمران الأنصاري، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/530) به شجرة سرتحتها سبعون نبيا قال مالك: بشروا تحتها بما يسرهم، قال ابن حبيب: فهو من السرور أي تنبئوا تحتها واحدا بعد واحد فسروا بذلك. قلت: فيه محمد بن عمران، وأبوه، قال ابن عبد البر عن الابن: لا أعرفه إلا بهذا الحديث، وعن أبيه: إن لم يكن عمران بن حيان الأنصاري، أو عمران بن سواده فلا أدري من هو. نفس المصدر. الحديث: 6905 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 292 6906 - (د) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «احتكارُ الطَّعامِ في الحَرَمِ إلحَاد فيه» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 294] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الاحتكار) : ادّخار الطعام والأقوات لتغلو أسعارها وتباع على المسلمين. (الإلحاد) : الظلم، وأصله: من المَيْل والعدول عن الشيء.   (1) رقم (2020) في المناسك، باب تحريم حرم مكة، وفي سنده مجاهيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2020) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال: أخبرني عمارة بن ثوبان، قال: حدثني موسى بن باذان، فذكره. قلت: في إسناده مجاهيل. الحديث: 6906 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 293 الفرع الثاني: في بناء البيت، وهدمه وعمارته 6907 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لها: «ألم تَرَيْ أنَّ قومَكِ حين بَنَوْا الكَعبةَ، اقْتصروا عن قواعد إبراهيم، فقلت: يا رسول الله، ألا تَرُدَّها على قواعِدِ إبراهيم؟ فقال رسول الله: لولا حدْثانُ قومِكِ بالكُفرِ لفعلتُ، فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشةُ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما أرى أن رسولَ الله تركَ استلامَ الرُّكْنَين اللَّذَيْن يَلِيانِ الحِجْر إلا أنَّ البيتَ لم يُتمَّمْ على قواعِدِ إبراهيم» وفي رواية قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لولا أن قومَكِ حَدِيثُو عهد بجاهلية - أو قال: بكفر - لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها من الحجر، وفي أخرى قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لولا حَداثة عهدِ قومِك بالكفر لنقضتُ الكعبةَ، ثم لَبَنَيْتُها على أساس إبراهيم، فإنَّ قريشاً استقْصرت بناءه، وجَعلَتْ له خَلْفاً» قال هشام: يعني باباً. وفي رواية أخرى قالت: «سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الجَدر: [ص: 295] أمن البيتِ هوَ؟ قال: نعم، قلتُ: فما لهم لم يُدْخِلُوه في البيت؟ قال: إنَّ قومَك قَصُرَتْ بهم النَّفَقَةُ، قلت: فما شأن بابه مرتَفِعاً؟ قال: فعل ذلك قَومُك ليُدْخِلوا من شَاؤوا، ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن قومَك حديث عهدُهم بالجاهلية، فأخاف أن تُنْكرَ قلوبُهم أن أُدْخِلَ الجَدْر في البيت، وأن أُلصق بابه بالأرض» . وفي أخرى قالت: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحِجر ... وذكره بمعناه» وفيه «فقلت: ما شأن بابه مرتفعاً، لا يُصْعَد إليه إلا بسُلَّم؟» وفيه: «مخافة أن تَنْفُرَ قلوبُهم» وفي رواية: أن الأسود بن يزيد قال: قال لي ابنُ الزبير: كانت عائشةُ تُسِرُّ إليكَ كثيراً، فما حدَّثَتْكَ في الكعبة؟ قلت: قالت لي: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: يا عائشةُ، ولولا أن أهلَكِ حديث عهدهم، قال ابن الزبير: بكفر، لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين: باب يدخل الناس منه، وباب يخرجون منه، ففعله ابن الزبير. هذه روايات البخاري ومسلم. وللبخاري: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة: لولا أن قومَك حديث عَهْدُهم بجاهلية، لأمرت بالبيت فَهُدِمَ، فأدْخَلتُ فيه ما أُخرجَ منه، وألْزَقْتُهُ بالأرض، وجعلت له بابين: باباً شرقيّا، وباباً غربيا، فبلغتُ به أساسَ إبراهيم» فذلك الذي حمل [ابن] الزبير على هدمه، قال يزيد هو ابن رومان: وشهدت ابن الزبير حين هدَمَه وبناه وأدخل فيه من الحِجر، وقد رأيتُ أساسَ إبراهيم عليه السلام حجارة كأسْنِمة الإبلِ، قال جرير بن حازم: [ص: 296] فقلت له - يعني ليزيد بن رومان -: أين مَوضِعهُ؟ فقال: أُريكَهُ الآن فدخلتُ معه الحِجرَ، فأشار إلى مكان، فقال: هاهنا، قال جرير، فحزرتُ من الحِجر ستة أذرع أو نحوها. ولمسلم من حديث سعيد بن ميناءَ قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول: حدثتني خالتي - يعني عائشة - قالت: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشةُ، لولا أن قومَكِ حَديثُو عهد بشرك لهدمتُ الكعبةَ، فألزَقْتُها بالأرض، وجعلت لها باباً شرقيّاً، وباباً غربيّاً، وزدتُ فيها ستة أذرع من الحِجْرِ، فإنَّ قريشاً اقتصرتها حيث بَنَتْ الكعبة» وله في أخرى عن عطاء بن رَباح، قال: لما احترق البيتُ زمن يزيد بن معاوية، حين غَزاها أهلُ الشَّام، فكان من أمره ما كان، تركه ابن الزبير، حتى قدم الناسُ الموسم، يريد أن يجرِّئَهُم - أو يُحَرِّبهم - على أهل الشام، فلما صَدَرَ النَّاسُ قال: يا أيُّها الناسُ، أشيروا عليَّ في الكعبة: أنقضها، ثم أبني بناءها، أو أصلح ما وَهَى منها؟ قال ابن عباس: فإني قد فُرِق لي رأي فيها: أرى أن تُصلِحَ ما وَهَى منها، وتَدَع بيتاً أسلم الناس عليه، وأحجاراً أسلم الناس عليها، وبُعث عليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال ابن الزبير: لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يُجِدَّه، فكيف ببيت ربكم؟ إني مستخير رَبِّي ثلاثاً، ثم عازم على أمري، فلما مضى الثلاث، أجمع رأيه على أن ينقضَها، فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيها أمر من السماء، [ص: 297] ثم صَعِدَ رجل، فألقى منها حجارة، فلما لم يَرَهُ الناس أصابه شيء تتابعوا فنقضوا حتى بلغوا به الأرض، فجعل ابن الزبير أعمِدة، فَسَتَر عليها السُّتُورَ، حتى ارتفع بناؤُه، قال ابن الزبير: إني سمعت عائشة تقول: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: لولا أن الناس حديث عَهْدُهم بكفر، وليس عندي من النفقة ما يُقَوِّي على بنيانه، لكنتُ أدخَلت فيه من الحِجر خمسَ أذرع، ولجعلتُ له باباً يدخل الناس منه، وباباً يُخرَجُ منه، قال: فأنا اليوم أجِدُ ما أنفق، ولست أخافُ النَّاسَ، قال: فزاد فيه خمس أذْرُع من الحِجْرِ حتى أبدى أُسّاً، فنظر الناس إليه، فبنى عليه البناء، وكان طول الكعبة: ثمانيةَ عشرَ ذراعاً، فلما زاد فيه استقصره، فزاد في طوله عشرةَ أذْرُع، وجعل له بابين: أحدهما يُدْخَلُ منه، والآخر يُخْرَجُ منه، فلما قُتِلَ ابن الزبير: كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك، ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أُسّ قد نظر إليه العُدُول من أهل مكة، فكتب إليه عبد الملك: إنا لَسْنا من تَلْطيخ ابن الزبير في شيء، أما ما زاد في طوله: فأقِرَّهُ، وأما ما زاد فيه من الحِجْر: فردَّه إلى بنائه؛ وسُدَّ الباب الذي فَتَحَهُ، فنقضه وأعاده إلى بنائه» . وله في أخرى من رواية عبد الله بن عبيد بن عمير، والوليد بن عطاء، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، قال عبد الله بن عبيد: «وفد الحارث على عبد الملك بن مروان في خلافته، فقال: ما أظن أبا خُبَيْب - يعني ابن [ص: 298] الزبير - سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها، قال الحارث: بلى، أنا سمعتُه منها، قال: سمعتَها تقول ماذا؟ قال: قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إن قومَكِ استقصروا من بُنْيانِ البيت، ولولا حِدثَانُ عَهْدِهم بالشِّرْكِ أعَدتُ ما تركوا منه، فإن بَدا لقَومِكِ من بعدي أن يبنوه فهلُمِّي لأرِيَكِ ما تركوا منه، فأراها قريباً من سَبعةِ أذرع» . هذا حديث عبد الله بن عبيد، وزاد عليه الوليد بن عطاء: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «ولجعلتُ لها بابَيْن موضوعين في الأرض شرقيّاً وغربيّاً، وهل تدرين: لِمَ كان قومُكِ رفعوا بابها؟ قالت: قلت: لا، قال: تَعَزُّزاً أن لا يدخلها إلا من أرادوا، فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدَعونه يَرتَقِي، حتى إذا كاد أن يَدْخُلَ دفعوه، فسقطَ، قال عبد الملك للحارث: أنت سمعتَها تقول هذا؟ قال: نعم، قال: فنكتَ ساعة بِعَصاه، ثم قال: وَدِدْتُ أني تركته وما تحمَّل» . وله في أخرى عن أبي قَزَعة أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت، إذ قال: قاتَلَ الله ابنَ الزبير، حيث يكْذِب على أم المؤمنين، يقول: سمعتُها تقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشة، لولا حِدْثانُ قومكِ بالكفرِ لَنَقَضْتُ البيت حتى أزيد فيه من الحِجر، فإن قومَك قصَّروا في البناء، فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين، [ص: 299] فأنا سمعتُ أمَّ المؤمنين تحدِّث هذا، فقال: لو كنتُ سمعتُه قبل أن أهدَمه لتركتُه على ما بنى ابنُ الزبير» . وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج النسائي الرواية الأولى والثانية والأولى من روايات مسلم، وله في أخرى مثل رواية البخاري، إلى قوله: «كأسْنِمَةِ الإبل» وزاد: «متلاحكة» . وأخرج الترمذي عن الأسود [بن يزيد] «أن الزبير قال له: حدِّثْني بما كانت تُفْضِي إليك أم المؤمنين - يعني عائشة - فقال: حدَّثتني: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لها: «لولا أن قومَكِ حديث عهد بالجاهلية لهدمت الكعبة، وجعلت لها بابين، فلما ملكَ ابن الزبير هَدَمَها وجعل لها بَابَيْن» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِدْثان الشيء) : أوَّلُه، والمراد به: قرب عهدهم بالجاهلية، وأن الإسلام لم يتمكَّن بعد، فكأنهم كانوا ينفرون لو هُدِمَتْ الكعبة وغُيَّرْت هيئتُها. [ص: 300] (الجَدْر) : أصل الحائط، وأراد به هاهنا: الحِجْر، لما فيه من أصول الحيطان. (أن يُجَرِّئَهم) : من رواه بالجيم والياء المعجمة بنقطتين من تحت، فهو الجرأة، وهي الإقدام على الشيء، أراد: أن يزيد في جرأتهم عليهم ومطالبتهم واستحلالهم بحرق الكعبة، ومن رواه بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة من تحت، أراد: أن يزيد في غضبهم، يقال: حرِب الرجل، إذا غضب، وحَرَّبتُه أنا: إذا حرَّشته وسلطَّته وعرَّفته بما يغضب منه. (فُرِق) بضم الفاء وكسر الراء، أي: كشف، وبين لي، قال الله تعالى: {وقرآناً فرقناه} أي: بيناه، وهذا نقل من الجمع المصحح بخط الشيخ ابن الصلاح رحمه الله: فُرِقَ لي رأي فيها: اتجه وعَنَّ لي ووضح عندي، ومنه: فَرَقَ الأمر: إذا بان. (تعزُّزاً) التعزُّز: من العِزَّة، وهي القوة، أراد: تكبُّراً على الناس، وقد جاء في بعض نسخ مسلم «تعزراً» بالزاي والراء بعدها من التعزير: التوقير، فإما أن يريد توقير البيت وتعظيمه، أو تعظيم أنفسهم وتكبَّرهم على الناس بذلك. (وَهَى) البناء: تهدَّم، ووهى السّقاء: إذا تخرَّق. (نكت) في الأرض بأصبعه أو بقضيب: إذا أثر فيها بأحدهما ضرباً. (تركته وما تحمّلَ) يعني: أَدَعُهُ وما اكتسب من الإثم الذي تحمّلَه في [ص: 301] نقض الكعبة وتجديد بنائها. (تلطيخ ابن الزبير) : أراد اختلاف فعالِهِ، وما اعتمده من هدم الكعبة. (الجُدُر) جمع جدار، وهي الحائط.   (1) رواه البخاري 1 / 198 و 199 في العلم، باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه، وفي الحج، باب فضل مكة وبنيانها، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت} ، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو، ومسلم رقم (1333) في الحج، باب نقض الكعبة وبنائها، والموطأ 1 / 363 و 364 في الحج، باب ما جاء في بناء الكعبة، والنسائي 5 / 214 - 216 في الحج، باب بناء الكعبة، والترمذي رقم (875) في الحج، باب ما جاء في كسر الكعبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (238) ، وأحمد (6/176) قال: قرأت على عبد الرحمن وفي (6/247) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والبخاري (2/179) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (4/177) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (6/24) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (4/97) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (5/214) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وابن خزيمة (2726) قال: حدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب. ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعثمان بن عمر، وعبد الله بن مسلمة، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن وهب - عن مالك ابن أنس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر أخبره، أن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبره، أن عائشة. قالت. نحوه. * وأخرجه مسلم (4/97) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن مخرمة (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه. قال: سمعت نافعا مولى ابن عمر. يقول: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن أبي قحافة يحدث عبد الله بن عمر، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية، أو قال: بكفر، لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها من الحجر.» . وبلفظ: «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لنقضت الكعبة، ولجعلتها على أساس إبراهيم. فإن قريشا، حين بنت البيت، استقصرت. ولجعلت لها خلفا.» . أخرجه أحمد (6/57) قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة. والدارمي (1875) قال: حدثني فروة بن أبي المغراء. قال: حدثنا علي بن مسهر. والبخاري (2/180) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (4/97) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن نمير. والنسائي (5/215) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبدة وأبو معاوية. وابن خزيمة (2742) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه سلم بن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم- عبد الله بن نمير، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين. بابا شرقيا، وبابا غربيا، فإنهم قد عجزوا عن بنائه فبلغت به أساس إبراهيم عليه السلام.» . قال: فذلك الذي حمل ابن الزبير على هدمه. قال يزيد: وقد شهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر، وقد رأيت أساس إبراهيم -عليه السلام- حجارة كأسنمة الإبل متلاحكة. 1- أخرجه أحمد (6/239) . والبخاري (2/180) قال: حدثنا بيان بن عمرو. والنسائي (5/216) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. وابن خزيمة (3021) قال: حدثناه الزعفراني. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وبيان، وعبد الرحمن، والحسن بن محمد الزعفراني - عن يزيد بن هارون. قال: حدثنا جرير بن حازم. قال: حدثنا يزيد بن رومان. 2- وأخرجه ابن خزيمة (3019) قال: حدثنا الربيع. قال: حدثنا ابن وهب. قال: وأخبرني ابن أبي الزناد. (ح) وقال لنا بحر بن نصر في عقب حديثه: قال ابن أبي الزناد: وحدثني هشام بن عروة. كلاهما - يزيد بن رومان، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره. وعن الأسود بن يزيد، أن ابن الزبير قال له: حدثني بما كانت تفضي إليك أم المومنين، يعني عائشة. فقال: حدثتني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: «لولا أن قومك حديثو عهد بالجاهلية، لهدمت الكعبة، وجعلت لها بابين.» . قال: فلما ملك ابن الزبير، هدمها وجعل لها بابين. أخرجه أحمد (6/102) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير. وفي (6/176) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/43) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. والترمذي (875) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة. والنسائي (5/215) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود ومحمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن شعبة. ثلاثتهم - زهير، وشعبة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، فذكره. وبلفظ: «سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجدر أمن البيت هو؟ قال: نعم، قلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة، قلت فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض.» . وفي رواية شيبان: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحجر» . أخرجه الدارمي (1876) قال: أخبرنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا أبو الأحوص. والبخاري (2/179و 9/106) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (4/100) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيد الله، يعني ابن موسى. قال: حدثنا شيبان. وابن ماجة (2955) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: حدثنا شيبان. كلاهما - أبو الأحوص، وشيبان - عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن يزيد، فذكره. وبلفظ: «لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمسة أذرع، وجعلت له بابا يدخل الناس منه، وبابا يخرجون منه.» . أخرجه أحمد (6/179) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سليم بن حيان، عن سعيد بن ميناء. وفي (6/180) قال: حدثنا بهز. قال: حدثني سليم بن حيان، قال: حدثنا سعيد. ومسلم (4/98) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثني ابن مهدي. قال: حدثنا سليم بن حيان، عن سعيد، يعني ابن ميناء. (ح) وحدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. قال: أخبرني ابن أبي سليمان، عن عطاء. والنسائي (5/218) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن ابن أبي زائدة. قال: حدثنا ابن أبي سليمان، عن عطاء. وابن خزيمة (3020) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت يزيد بن رومان. وفي (3022) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، عن أبي الطفيل. أربعتهم - سعيد بن ميناء، وعطاء، ويزيد بن رومان، وأبو الطفيل - عن عبد الله بن الزبير، فذكره. * الروايات ألفاظها متقاربة ويزيد بعضهم على بعض، وفي رواية عطاء عند مسلم. قال: لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم أو يحربهم على أهل الشام، فلما صدر الناس، قال: ... » . وعن عبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة. قال عبد الله بن عبيد: وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته. فقال عبد الملك: ما أظن أبا خبيب، يعني ابن الزبير، سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها. قال الحارث: بلى أنا سمعته منها. قال: سمعتها تقول ماذا؟ قال: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: .... » . أخرجه مسلم (4/99) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (4/100) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة. قال: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (2741) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال: أخبرنا ابن بكر (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3023) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال: حدثنا ابن بكر، يعني محمد. ثلاثتهم - محمد بن بكر، وأبو عاصم، وعبد الرزاق - عن ابن جريج. قال: سمعت عبد الله بن عبيد ابن عمير والوليد بن عطاء يحدثان، فذكراه. * وأخرجه أحمد (6/253) قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي. وفي (6/262) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. ومسلم (4/100) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي. كلاهما - عبد الله بن بكر، ومحمد بن عبد الله- عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القشيري، عن أبي قزعة، أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين يقول سمعتها تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا في البناء.» . فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا ياأمير المؤمنين، فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث هذا. قال: لو كنت سمعته قبل أن أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير. وبلفظ: «أنها قالت: يا رسول الله كل أهلك قد دخل البيت غيري، فقال: أرسلي إلى شيبة فيفتح لك الباب فأرسلت إليه، فقال شيبة: ما استطعنا فتحه في جاهلية ولا إسلام بليل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: صلي في الحجر فإن قومك استقصروا عن بناء البيت حين بنوه.» . أخرجه أحمد (6/67) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، فذكره. وبلفظ: «لو كان عندنا سعة لهدمت الكعبة ولبنيناها ولجعلت لها بابين بابا يدخل الناس منه وبابا يخرجون منه، قالت: فلما ولي ابن الزبير هدمها فجعل لها بابين، قالت: فكانت كذلك فلما ظهر الحجاج عليه هدمها وأعاد بناءها الأول» . أخرجه أحمد (6/136) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء، عن ابن أبي مليكة، فذكره. هكذا ذكره ابن خزيمة عقب حديث أبي الطفيل. قال: كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم، ليس فيه مدر، وكانت قدر ما يقتحمها العناق، فذكر الحديث بطوله في قصة بناء الكعبة. وقال: فلما كان جيش الحصين بن نمير فذكر حريقها في زمن ابن الزبير. فقال ابن الزبير: إن عائشة أخبرتني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لولا حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة فإنهم تركوا منها سبعة أذرع في الحجر، ضاقت بهم النفقة والخشب. أخرجه ابن خزيمة (3022) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم. قال: وأخبرني ابن أبي مليكة، فذكره. وبلفظ: «كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه. فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي فأدخلني الحجر. فقال: صلي في الحجر إن أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت.» . أخرجه أحمد (6/92) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (2028) قال: حدثنا القعنبي. قال: حدثنا عبد العزيز. والترمذي (876) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (5/219) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبد العزيز ابن محمد. وابن خزيمة (3018) قال: حدثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني ابن أبي الزناد. كلاهما - عبد العزيز بن محمد، وابن أبي الزناد - عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه، فذكرته. الحديث: 6907 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 294 6908 - (خ م) عمرو بن دينار - رحمه الله -: قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: «لما بنيت الكعبةُ ذهب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والعباسُ ينقلان الحِجارَةَ، فقال العباس للنبي - صلى الله عليه وسلم-: اجعل إزَارَك على رقبَتِكَ يَقِيكَ الحِجارةَ، - وفعل ذلك قبل أن يُبْعثَ - فَخَرَّ إلى الأرض، فطمَحَتْ عيناه في السماء، فقال: إزاري، إزاري، فشدَّه عليه» وفي رواية «فسقطَ مغشيّاً عليه، فما رؤي بعدُ عُرياناً» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طمحَتِ) العين إلى الشيء: امتدَّ نظرها إليه.   (1) رواه البخاري 3 / 349 و 350 في الحج، باب فضل مكة وبنيانها، وفي الصلاة في الثياب، باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب بنيان الكعبة، ومسلم رقم (340) في الحيض، باب الاعتناء بحفظ العورة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/295) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/380) قال: حدثنا محمد بن بكر. والبخاري (2/179) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (5/51) قال: حدثني محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (1/184) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن حاتم بن ميمون، جميعا عن محمد بن بكر (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، ومحمد بن رافع، قال إسحاق: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وأبو عاصم - عن ابن جريج. 2- وأخرجه أحمد (3/310، 333) والبخاري (1/102) قال: حدثنا مطر بن الفضل. ومسلم (1/184) قال: حدثنا زهير بن حرب. ثلاثتهم - أحمد، ومطر بن الفضل، وزهير - قالوا: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. كلاهما - ابن جريج، وزكريا بن إسحاق - عن عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 6908 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 301 6909 - (خ) عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد - رحمهما الله - قالا: «لم يكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- للمسجد حَائِط، كانوا يصلُّون حولَ البيتِ، حتى كان عُمَرُ، فبنى حولَهُ حائِطاً، [قال عبيد الله] : جَدْرُه قصير، [ص: 302] فعلاَّه ابن الزبير» أخرجه البخاري (1) .   (1) في الأصل بياض في آخره، ولم يرمز له في أوله بشيء، وهو عند البخاري 7 / 110 و 111 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب بنيان الكعبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (2/179) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد، فذكراه. وقال الحافظ في الفتح (7/181) : هذا مرسل، وقيل منقطع، لأن عمرو بن دينار، وعبيد الله بن أبي يزيد من أصاغر التابعين، وأما قوله حتى كان عمر، فمنقطع فإنهما لم يدركا عمر أيضا، وقوله: «فبناه ابن الزبير» هذا القدر هو الموصول من هذا الحديث، وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق حماد بن زيد، عن عبيد الله بن أبي يزيد بتمامه. الحديث: 6909 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 301 6910 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُخَرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيْقَتَيْنِ من الحبشة» وفي رواية قال: «ذو السُّوَيْقَتين من الحبشة، يُخَرِّبُ بيتَ الله» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذو السويقتين) الساق: ساق الإنسان، وهي مؤنثة، وتصغيرها: سُوَيقة بالتاء، على قياس تصغير أمثالها، وتثنيتها: سُوَيقتان، بإثبات التاء في التثنية، لأن تثنيتها مصغرة، وإنما صَغَّرها لأنه أراد ضعفها ودقتها، لأن عامة الحبشة في أسوقتهم دِقَّة وحموشة.   (1) رواه البخاري 3 / 368 في الحج، باب هدم الكعبة، وباب قول الله تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس} ، ومسلم رقم (2909) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، والنسائي 5 / 216 في الحج، باب بناء الكعبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1146) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا زياد بن سعد أبو عبد الرحمن الخراساني. وأحمد (2/310) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (2/182) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا زياد بن سعد. وفي (2/183) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن يونس. ومسلم (8/183) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي (5/216) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد. ثلاثتهم - زياد بن سعد، ومعمر بن راشد، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * لفظ رواية معمر: «في آخر الزمان يظهر ذو السويقتين على الكعبة. قال: حسبت أنه قال: فيهدمها.» . وبلفظ: «ذو الوسيقتين من الحبشة يخرب بيت الله عز وجل.» . أخرجه أحمد (2/417) ومسلم (8/183) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني، الدراوردي، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، فذكره. الحديث: 6910 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 302 6911 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كأني به أسوَدُ أفْحَجُ، يقلعها حَجَراً حَجَراً - يعني الكعبةَ» أخرجه البخاري (1) . [ص: 303] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفحج) الفَحَج: بعيد ما بين الساقين.   (1) 3 / 368 في الحج، باب هدم الكعبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/228) (2010) قال: حدثنا يحيى وعبد بن حميد (713) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الحارث بن عبيد. والبخاري (2/183) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى بن سعيد، والحارث بن عبيد - قالا: حدثنا عبيد الله بن الأخنس، قال: حدثني ابن أبي مليكة، فذكره. الحديث: 6911 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 302 6912 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اتْرُكُوا الحبشةَ ما تَركوكم، فإنَّه لا يَستَخْرِجُ كَنْزَ الكَعْبة إلا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ من الحَبَشَةِ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كنز) المال: المخبأ، وأراد به: مال الكعبة الذي كان مُعَدّاً فيها من النذور التي كانت تُحْمَلُ إليها قديماً وغيرها.   (1) رقم (4309) في الملاحم، باب النهي عن تهييج الحبشة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 371، وإسناده ضعيف، والفقرة الأولى منه " اتركوا الحبشة ما تركوكم " رواها أبو داود أيضاً رقم (4302) بلفظ: " دعوا الحبشة ما ودعوكم " وقد تقدم الكلام عليه رقم (6811) ، والفقرة الثانية " فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة " لها شواهد بمعناها في " الصحيحين " و " مسند أحمد " وأبي قرة في " السنن "، تقوى بها، وانظر " الفتح " 3 / 369. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4309) قال:حدثنا القاسم بن أحمد البغدادي،قال:حدثنا أبو عمار،عن زهير ابن محمد، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. الحديث: 6912 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 303 الفصل الثاني: في فضل مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الفرع الأول: في تحريمها 6913 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال عاصم بن سليمان الأحول: قلت لأنس: أحرَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينة؟ قال: نعم، ما بين كذا إِلى كذا، فمن أحدَثَ فيها حَدَثاً، قال لي: هذه شديدة، من أحدث فيها حَدَثاً فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً» وفي رواية قال: «سألت أنساً أحرَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينة؟ قال: نعم، هي حرام، لا يُخْتلى خَلاَها، فمن فعل ذلك: فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين» وفي رواية عن أنس - يتضَّمن ذِكرَ زواجه بصفية بنت حُيَي - وسيجيءُ في «كتاب النكاح» من حرف النون، وقال في آخره: «ثم أقبل حتى إذا بدا له أُحُد، قال: هذا جبل يحبُّنا ونُحبُّه، فلما أشرف على المدينة قال: «اللهم إني أُحَرِّمُ ما بين [ص: 305] جَبَلَيْها مِثل ما حرَّم إبراهيم مكة، اللهم بارِكْ لهم في مُدِّهم وصَاعِهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَدَث) : الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السُّنَّة، وأما المحدِث، فيروى بكسر الدال وهو فاعل الحدث وبفتحها وهو الأمر المبتدَع نفسُه. (الصرف) : النافلة. (العدل) : الفريضة.   (1) رواه البخاري 4 / 69 - 72 في فضائل المدينة، باب حرم المدينة، وفي الاعتصام، باب إثم من آوى محدثاً، ومسلم رقم (1365) و (1366) و (1367) في الحج، باب فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/199) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (3/238) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (3/25) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا ثابت بن يزيد. وفي (9/123) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (4/114) قال: حدثنا حامد بن عمر، قال: حدثنا عبد الواحد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يزيد بن هارون. أربعتهم - يزيد، وحماد، وثابت، وعبد الواحد - عن عاصم الأحول، فذكره. وأخرجه أحمد (3/242) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، عن حميد، وعاصم، فذكراه. الحديث: 6913 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 304 6914 - (خ م د ت س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ما كتبنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا القُرآن، وما في هذه الصَّحِيفَةِ، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «المدينةُ حرام ما بين عَيْر إلى ثَوْر، فمن أحدثَ فيها حَدَثاً، أو آوَى مُحدِثاً، فعليه لعنةُ الله والملائكة والنَّاسِ أجمعين، لا يُقْبلُ منه عَدْل ولا صَرْف، ذِمَّةُ المسلمين واحدة، يسعى بها أدْناهم، فمن أخْفَرَ مُسلِماً، فعليه لعْنَةُ الله والملائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِين، لا يُقْبَلُ منه عَدْل ولا صَرْف» . [ص: 306] أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. ولأبي داود - بهذه القصة - وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُختلى خَلاها، ولا يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا يَلتَقطُ لُقطَتَها، إلا من أشادَ بها، ولا يصلحُ لرجل أن يحمل فيها السِّلاح لقتال، ولا أن يَقْلَعَ منها شَجرة، إلا أن يَعْلِفَ رجل بعيرَهُ» . وفي رواية البخاري قال: «خطبنا عليّ على منبر من آجُرّ وعليه سيف فيه صحيفة مُعلَّقَة، فقال: والله ما عندنا من كتاب يقرأ إلا كتاب الله عزَّ وجلَّ، وما في هذه الصحيفة، فَنَشَرَها، فإذا فيها: أسنانُ الإبل، وإذا فيها: المدينةُ حَرم، من عَيرٍ إلى كَدَاءَ، فمن أحدث فيها حَدَثاً، فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناس أجمعين، لا يقبلُ الله منه صَرْفاً ولا عَدْلاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَير، وثور) جبلان، فأما عَير: فبالمدينة، وأما ثور: فالمعروف [ص: 307] بمكة، والحديث يُعْطِي أنه بالمدينة، وليس بالمدينة جبل يسمى ثوراً، ولعل الحديث «ما بين عَير إلى أُحُدٍ» والله أعلم (2) . (خَفَرْت الرجُل) : إذا أمَّنته، وأخفرتُه: إذا نَقَضْتَ عهده. (الإشادة) : رفعُ الصوت بالشيء، والمراد به: تعريف اللقطة وإنشادها.   (1) رواه البخاري 4 / 73 في فضائل المدينة، باب حرم المدينة، وفي الجهاد، باب ذمة المسلمين وجوارهم واحدة، وباب إثم من عاهد ثم غدر، وفي الفرائض، باب إثم من تبرأ من مواليه، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع، ومسلم رقم (1370) في الحج، باب فضل المدينة، وأبو داود رقم (2034) و (2035) في المناسك، باب في تحريم المدينة، والترمذي رقم (2128) في الولاء والهبة، باب ما جاء فيمن تولى غير مواليه أو ادعى إلى غير أبيه، والنسائي ... . (2) الصواب ما قاله غير واحد من العلماء المحققين، منهم السمهودي في " خلافة الوفا في أخبار دار المصطفى صلى الله عليه وسلم ": إن بالمدينة جبلاً صغيراً خلف أحد يقال له: ثور، وهو معروف عند أهل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/81) (615) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/126) (1037) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (3/26) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/122) قال: حدثني محمد، قال: أخبرنا وكيع. وفي (4/124) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/192) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (9/119) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (4/115) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب. جميعا عن أبي معاوية. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، قال: أخبرنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن أبي بكر المقدمي، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/217) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (2034) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (2127) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى الورقة (56 أ) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. ستتهم - أبو معاوية، وسفيان، ووكيع، وجرير، وحفص، وعلي بن مسهر - عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (1/151) (1297) . والنسائي في الكبرى الورقة (56/2) قال: أخبرنا بشر بن خالد. كلاهما - أحمد بن حنبل، وبشر - عن محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، فذكره. الحديث: 6914 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 305 6915 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «المدينةُ حَرَم، فمن أحدثَ فيها حَدَثاً، أو آوى مُحْدِثاً فعليهِ لعنة الله والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين، لا يُقبَلُ منه يومَ القيامة عَدْل ولا صَرْف» زاد في رواية: «وذِمَّةُ المسلمينَ واحِدَة، يسعى بها أدناهُم، فمن أخْفَرَ مُسلماً: فعليه لعنةُ الله والملائكة والنَّاس أجْمَعِين، لا يُقْبلُ منه يومَ القيامة عَدْل ولا صَرف» وزاد في أخرى: «ومن تَوَلَّى قوماً بغير إذْنِ مَواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين، ولا يقبلُ منه يومَ القيامة عَدل ولا صَرف» وفي رواية: «ومَن وَالى غير مَواليه بغير إذْنِهم» . أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَالَى قوماً بغير إذن مواليه) ظاهر هذا اللفظ: أنهم إذا أذِنوا له أن [ص: 308] يواليَ غيرهم جاز له، وليس الأمر على هذا، فإنهم لو أذنوا له لم يجز له، وإنما ذلك على معنى التوكيد لتحريمه، والتنبيه على بطلانه، وذلك: أنه إذا استأذن أولياءه في موالاة غيرهم، منعوه من ذلك، وإذا استبدّ دونهم: خفي أمره عليهم، فربما ساغَ له ذلك، فإذا تطاول عليه الوقت وامتد الزمان، عُرف بولاء من انتقل إليهم، فيكون ذلك سبباً لبطلان حق مواليه، فهذا وجه ما ذكر من إذنهم.   (1) رقم (1371) في الحج، باب فضل المدينة، ورقم (1508) في العتق، باب تحريم تولي العتيق غير مواليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/526) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا قطبة. ومسلم (4/116) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر. قال: حدثني أبو النضر. قال: حدثني عبيد الله الأشجعي، عن سفيان. ثلاثتهم - قطبة، وزائدة، وسفيان - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (2/450) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 6915 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 307 6916 - (خ م) عبد الله بن زيد المازني - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ إبراهيم حَرَّمَ مَكَّةَ، ودعا لها - وفي رواية: ودعا لأهلها - وإني حرَّمْتُ المدينةَ، كما حرَّمَ إبراهيمُ مكَّةَ، وإني دعوتُ في صَاعِها ومُدِّها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهلِ مكة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 290 في البيوع، باب بركة صاع النبي صلى الله عليه وسلم ومده، ومسلم رقم (1360) في الحج، باب فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/40) وعبد بن حميد (518) كلاهما عن عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب بن خالد. والبخاري (3/88) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (4/112) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز -يعني الدراوردي (ح) وحدثنيه أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد العزيز -يعني ابن المختار- (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المخزومي، قال: حدثنا وهيب. أربعتهم - وهيب، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز بن المختار، وسليمان - عن عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، فذكره. الحديث: 6916 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 308 6917 - (م) عتبة بن مسلم - رحمه الله - قال: قال نافع بن جبير: إنَّ مَرْوانَ ابن الحكم خطبَ النَّاسَ، فذكر مكة وأهلَها وحُرمَتَها، فناداه رافعُ بن خَديج، فقال: «ما لي أسمعك ذكرتَ مكةَ وأهلَها وحُرْمَتها، ولم تذكر المدينة، وأهلَها وحُرمَتها، وقد حرَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما بين لابَتَيْها وذلك عندنا في أديمٍ خَوْلانيّ، إن شئت أقرأتُكه؟ فسكتَ مَرْوان، ثم [ص: 309] قال: قد سَمِعْتُ بعض ذلك» وفي رواية عن رافع [بن خديج] قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ إبراهيمَ حَرَّمَ مكة، وإني أحرِّم ما بينَ لابَتَيها» . يريد المدينة، أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللابة) : الحَرَّة، وهي الأرض ذات الحجارة السود، والمدينة بين حَرَّتين.   (1) رقم (1361) في الحج، باب فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/141) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا فليح. ومسلم (4/112) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان بن بلال. كلاهما - فليح، وسليمان - عن عتبة بن مسلم، عن نافع بن جبير، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (4/141) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين. وفي (4/141) ومسلم (4/112) قالا أحمد، ومسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر. كلاهما - رشدين، وبكر - عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عمرو، فذكره. الحديث: 6917 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 308 6918 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنِّي حرَّمْتُ ما بين لابَتَي المدينة، كما حرَّم إبراهيمُ مكة» ثم قال الراوي: كان أبو سعيد يأخذ - أو قال: يجد - أحدَنا في يده الطيرُ، فَيَفُكُّه من يده، ثم يُرْسِلُهُ. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1374) في الحج، باب فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (4/118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب، جميعا عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، أن عبد الرحمن أحدثه، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (3/23) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4447) عن يعقوب بن إبراهيم. كلاهما - أحمد، ويعقوب - عن يحيى بن سعيد، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب، فذكرته. الحديث: 6918 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 309 6919 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ إبراهيمَ حرَّمَ مكةَ، وأني حَرَّمْتُ المدينةَ، ما بين لابَتَيْها، لا يُقطَع عِضَاهُها، ولا يُصَادُ صَيْدُها» أخرجه ... (1) .   (1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه مسلم، وهو عنده رقم (1362) في الحج، باب فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/336 و 393) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. 2- وأخرجه عبد بن حميد (1076) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا قبيصة بن عقبة. ومسلم (4/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، عن أبي أحمد، محمد بن عبد الله الأسدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2748) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن. ثلاثتهم - قبيصة، وأبو أحمد، وعبد الرحمن - عن سفيان. كلاهما - ابن لهيعة، وسفيان - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 6919 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 309 6920 - (م د) عامر بن سعد بن أبي وقاص: «أن سعداً - رضي الله [ص: 310] عنه - ركب إلى قصره بالعقيق، فوجد عبداً يقطعُ شَجَراً، أو يَخْبِطُهُ، فسَلَبَه فلما رجعَ سعد جاءه أهْلُ العَبْدِ، فكلَّمُوه أن يَرُدَّ على غلامهم - أو عليهم - ما أخذ من غلامهم، فقال معاذ الله أن أرُدَّ شيئاً نَفَّلَنِيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبى أن يردَّه عليهم» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود عن سعد [بن أبي وقاص] : «أنه وجد عبيداً من عبيد المدينة يقطعون من شَجَرِ المدينة، فأخذَ متاعَهُم، وقال لمواليهم: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى أن يُقطع من شَجَرِ المدينة شيء، وقال: من قَطَعَ منه شيئاً فَلِمَنْ أخَذَهُ سَلَبُهُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خبطتُ) الشجر: إذا ضربتَها لينتثر ورقها. (التنفيل) : الزيادة في العطاء، وأن يعطيه خاصة دون غيره.   (1) رواه مسلم رقم (1364) في الحج، باب فضل المدينة، وأبو داود رقم (2038) في المناسك، باب في تحريم المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/168) (1443) ومسلم (4/113) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد. ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، وعبد - عن عبد الملك بن عمرو العقدي أبي عامر، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، فذكره. ورواية أبي داود أخرجها (2038) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن مولى لسعد، فذكره. الحديث: 6920 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 309 6921 - (د) سليمان بن أبي عبد الله - رحمه الله - قال: رأيتُ سعدَ بنَ أبي وقاص أخذَ رجلاً يصيد في حرمِ المدينةِ الذي حرَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسَلَبَهُ ثِيابَهُ، فجاء مواليه فكلَّمُوهُ [فيه] ، فقال: «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حرَّم هذا الحرَمَ، وقال: من أخذَ أحداً يصيد فيه فليسْلُبْه، فلا أرُدُّ عليكم [ص: 311] طُعْمةً أطعمنيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولكن إن شئتم دفعتُ إليكم ثَمَنَهُ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2037) في المناسك، باب في تحريم المدينة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1460) ، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/170) (1460) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2037) قال: حدثنا أبو سلمة. كلاهما - عفان، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل - قالا: حدثنا جرير يعني ابن حازم، قال: حدثني يعلى ابن حكيم، عن سليمان بن أبي عبد الله، فذكره. الحديث: 6921 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 310 6922 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: عن رجل أنه قال: «دخل عليَّ زيدُ بن ثابت بالأسواف (1) ، وقد اصطدتُ نُهَساً، فأخذه من يدي، فأرسله» أخرجه «الموطأ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النُّهَس) : طائر يشبه الصُّرَد، إلا أنه غير مُلَمَّعٍ، يُديم تحريكَ ذَنَبِه يَصِيدُ العصافير.   (1) في المطبوع: بالأسواق، وهو خطأ. (2) 2 / 890 في كتاب الجامع، باب ما جاء في تحريم المدينة، وفيه جهالة الرجل الذي دخل على زيد بن ثابت، وقد روى الحديث أحمد والطبراني وسميا الرجل بـ " شرحبيل بن سعد " وهو ضعيف، وقال الحافظ في " التقريب ": هو صدوق اختلط بأخرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1713) عن رجل، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/284) عن رجل: قال أبو عمر: يقال إنه شرحبيل بن سعد، وهو في مسند أحمد، ومعجم الطبراني عن شرحبيل بن سعد، وهو من موالى الأنصار. الحديث: 6922 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 311 6923 - (ط) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: [أنه] «وجد غِلْماناً قد ألجؤوا ثعلباً إلى زاوية، فطردَهُم عنه، قال مالك: لا أعلم إلا أنه قال: أفي حَرَمِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصْنَعُ هذا؟» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 890 في كتاب الجامع، باب ما جاء في تحريم المدينة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1712) عن يونس بن يوسف، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 6923 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 311 6924 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: لو رأيتُ [ص: 312] الظِّباء ترتَعُ بالمدينة ما ذَعَرْتُها، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما بين لابَتَيْها حَرام» . وفي رواية: قال: «حَرَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما بين لابَتَيْ المدينة» قال أبوهريرة: «فلو وجدتُ الظِّباءَ ما بين لابَتَيْها ما ذَعَرتُها، قال: وجعل اثني عشرَ ميلاً حول المدينة حِمى» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» والترمذي إلى قوله: «حَرام» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 77 في الحج، باب بين لابتي المدينة، ومسلم رقم (1372) في الحج، باب فضل المدينة، والموطأ 2 / 889 في كتاب الجامع، باب ما جاء في تحريم المدينة، والترمذي رقم (3917) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (555) وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وفي (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. في (2/487) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. والبخاري (3/26) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/116) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد. قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والترمذي (3921) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا قتيبة، عن مالك. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13235) عن قتيبة، عن مالك. ثلاثتهم - مالك، ومعمر، وعبد الرحمن بن إسحاق - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. زاد في رواية معمر: «وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى.» .. الحديث: 6924 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 311 6925 - (د) جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُخْبَط ولا يُعضد حِمَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولكن يُهَشُّ هَشّاً رفيقاً» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2039) في المناسك، باب تحريم المدينة، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه منها حديث عدي بن زيد الذي سيأتي برقم (6927) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2039) قال: حدثنا محمد بن حفص أبو عبد الرحمن القطان، قال: حدثنا محمد بن خالد، قال: أخبرني خارجة بن الحارث الجهني، قال: أخبرني أبي، فذكره. الحديث: 6925 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 312 6926 - (م) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: «أهوى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بيده إلى المدينة، وقال: إنها حَرَم آمِن» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1375) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/486) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا العوام. ومسلم (4/118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. كلاهما - العوام، وعلي - عن أبي إسحاق الشيباني، عن يسير بن عمرو، فذكره. الحديث: 6926 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 312 6927 - (د) عدي بن زيد - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حمى كلَّ ناحية من المدينة بَريداً بريداً، لا يُخبَط شجره، ولا يُعضَد، [ص: 313] ولا يُقطع منها إلا ما يسوق به إنسان بعيره» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البريد) : المسافة التي كان يسكنها خيل البريد، وهي فرسخان، وقيل أربعة (2) ، والأصل فيه: أن البريد هو البغْلُ، وهي كلمة فارسية، أصلها: بُريده دَمْ: أي محذوف الذنب، لأن بغال البريد كانت محذوفات الأذناب، فعربت الكلمة وخفِّفَت، ثم سمّى الرسول الذي يركَبُهُ بريداً، والمسافة التي تكون بين السكّتين بريداً.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه أبو داود، وهو عنده رقم (2036) في المناسك، باب في تحريم المدينة، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها منها الذي بعده. (2) وهو الأشهر، وقال الشاعر في تحديد المسافاة القديمة: إن البريد من الفراسخ أربع ... ولفرسخ فثلاث أميال ضعوا [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2036) قال: حدثنا محمد بن العلاء، أن زيد بن الحباب حدثهم، قال: حدثنا سليمان بن كنانة مولى عثمان بن عفان، قال: أخبرنا عبد الله بن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 6927 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 312 الفرع الثاني: في المقام بها، والخروج منها 6928 - (م) أبو سعيد مولى المهري: «أنه أصابهم بالمدينة جَهْد وشِدة، وأنه أتى أبا سعيد [الخُدَري - رضي الله عنه -] فقال له: إني كثير العيال، وقد أصابتنا شِدَّة، فأردتُ أن أنقلَ عيالي إلى بعض الرِّيف، فقال أبو سعيد: لا تَفْعَلْ، الزم المدينةَ، فإنا خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أظن أنه قال: حتى قَدِمْنا عُسْفانَ - فأقمنا بها لياليَ، فقال الناس: والله ما نحن هاهنا [ص: 314] في شيء، وإن عيالنا لخُلُوف، ما نأمَنُ عليهم، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما هذا الذي بلغني من حَدِيثكم؟ [ما أدري كيف؟ قال: والذي أحلف به - أو والذي نفسي بيده -] لقد هممتُ - أو إن شئتم - لا أدري أيتَهما قال: لآمُرَنَّ بناقتي فَتُرْحَل، ثم لا أحُلُّ لها عقدة حتى أقدم المدينة، وقال: اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة، فجعلها حَراماً، وإني حَرَّمت المدينة حراماً ما بين مأزِميْها: أن لا يُهْرَاق فيها دَم، ولا يُحْمَل فيها سلاح لقتال، ولا تُخبَط فيها شجرة إلا لعلف، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مُدِّنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، [اللهم باركْ لنا في مُدِّنا] ، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده، ما من المدينة شِعْب ولا نَقْب إلا عليه مَلَكان يحرسانها، حتى تَقْدَموا إليها، ثم قال للناس: ارتَحِلوا، فارْتَحَلْنا، فأقْبَلْنا إلى المدينة، فوالذي نَحْلِفُ به - أو يُحْلَفُ به - ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة، حتى أغارَ علينا بنوعبد الله بن غطَفان، وما يَهِيجُهم قبل ذلك شيء» . وفي رواية أنه جاء إلى أبي سعيد لياليَ الحَرَّة، فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها، وكثرة عياله، وأخبره أنْ لا صبر له على جَهْد المدينة ولأوَائِها، فقال له: ويحك، لا آمرك، بذلك، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يصبر أحد على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعاً - أو شهيداً [ص: 315] يوم القيامة، إذا كان مسلماً» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرِّيف) : الخصب وكثرة النبات في الأرض. (حَيٌّ خُلوف) : قد غاب رجاله عنه، وأقام النساء والأطفال. (مأَزِميها) : كل طريق بين جبلين: مأزِم، ومنه سمّي الموضع الذي بين المشعر الحرام وبين عرفة: مأزمين. (النَّقب) : المضيق بين الجبلين، والجمع: النقوب، والأنقاب، والنقاب. (الَّلأواء) : الشدة والأمر العظيم الذي يشق على الإنسان، من عيش أو قحطٍ، أو خوفٍ ونحو ذلك. (هاجَهُمُ) العدوُّ يَهيجُهُمْ: أي حرَّكهم وأخافهم وأزعجهم.   (1) رقم (1374) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/34) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا علي- يعني ابن المبارك-. وفي (3/47) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب. وفي (3/91) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني علي ابن المبارك. (ح) وروح قال: حدثنا حسين المعلم. ومسلم (4/118) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن علي بن المبارك (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا شيبان (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب يعني ابن شداد. أربعتهم - علي بن المبارك، وحرب، وحسين المعلم، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير. 2- وأخرجه مسلم (4/117) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4416) . كلاهما - مسلم، والنسائي- عن حماد بن إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أبي، عن وهيب، عن يحيى ابن أبي إسحاق. كلاهما - ابن أبي كثير، وابن أبي إسحاق - عن أبي سعيد مولى المهري، فذكره. * رواية يحيى بن أبي كثير مختصرة على «اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، واجعل مع البركة بركتين» . * وزاد في رواية أحمد (3/34، 91) «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث بعثا إلى لحيان بن هذيل، قال: لينبعث من كل رجلين أحدهما، والآخر بينهما» . والرواية الثانية: أخرجها أحمد (3/29) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا أبو النعمان عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري. وفي (3/58) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا الخزاعي، قال: أخبرنا ليث، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد. وفي (3/69) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن ثابت بن شرحبيل. وعبد بن حميد (982) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن النعمان. ومسلم (4/118) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4415) . كلاهما - مسلم، والنسائي - عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن النعمان، وسعيد، ومحمد بن ثابت - عن أبي سعيد المهري، فذكره. الحديث: 6928 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 313 6929 - (م ط ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: يُحَنِّسُ مولى مصعب بن الزبير: إنه كان جالساً عند عبد الله بن عمر في الفتنة، فأتته مولاة له تُسَلِّم عليه، فقالت: إني أردتُ الخروج يا أبا عبد الرحمن، اشتدَّ علينا الزمان، فقال لها عبد الله: اقعدي لَكاعِ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يصبر على لأوائها وشِدتها أحد إلا كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة» يعني المدينة. [ص: 316] وفي رواية عن نافع عن ابن عمر: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ صَبَرَ على لأوائِها [وشِدَّتها]- يعني المدينة - كنتُ له شفيعاً، أو شهيداً يوم القيامة» أخرجه مسلم. وأخرج «الموطأ» الثانية، وأخرج الترمذي نحو الأولى، وفيه: قالت: «إني أُريدُ [أن] أخرجَ إلى العراق، قال: فهلاَّ إلى الشام أرضِ المَنْشَرِ؟ واصبري لَكاع» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَكاع) : رجل لكع وامرأة لكاع: إذا كانا لئيمين، وقيل: هو وصف بالحمق، وقيل: العبد عند العرب: لكع، والأمة: لكاع. (أرض المنشر) : الموضع الذي ينشر الله الموتى فيه يوم القيامة، أي: يحييهم ويُخرجهم من القبور للعرض والحساب، وذلك الموضع هو بالأرض المقدسة، وهي من الشام.   (1) رواه مسلم رقم (1377) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، والموطأ 2 / 885 و 886 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، والترمذي رقم (3914) في المناقب، باب في فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (552) . وأحمد (2/113) (5935) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثني مالك. وفي (2/119) (6001) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرني مالك. وفي (2/133) (6174) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا مالك، يعني ابن أنس. ومسلم (4/119) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8561) عن قتيبة، عن مالك. كلاهما - مالك، والضحاك بن عثمان - عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع، عن يحنس مولى الزبير، فذكره. * في رواية إسحاق عن مالك: عن قطن بن وهب، أو وهب بن قطن، شك إسحاق. * وفي رواية الضحاك: عن قطن الخزاعي، عن يحنس مولى مصعب. لم يذكر القصة التي في أول الحديث. ورواية «من صبر على لأوائها، كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة.» . أخرجها أحمد (2/155) (6440) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم ابن عمر. ومسلم (4/119) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا عيسى بن حفص بن عاصم. والترمذي (3918) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبيد الله بن عمر. كلاهما - عيسى، وعبيد الله - عن نافع، فذكره. الحديث: 6929 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 315 6930 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يصبرُ على لأواءِ المدينة، وشِدَّتها أحد من أمتي إلا كنتُ له [ص: 317] شفيعاً يوم القيامة، أو شهيداً» أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1378) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، والترمذي رقم (3920) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/288) و (343) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (4/119) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. قال: حدثنا الفضل بن موسى. والترمذي (3924) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا الفضل بن موسى. كلاهما - وهيب بن خالد، والفضل بن موسى - عن هشام بن عروة، عن صالح بن أبي صالح السمان، عن أبيه، فذكره. * أخرجه أحمد (2/287) قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا هشام بن عروة. قال: حدثنا صالح ابن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: عن أبيه. الحديث: 6930 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 316 6931 - (م) سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إني أُحَرِّمُ ما بين لابَتَي المدينة: أن يُقْطَع عِضاهُها، أو يُقْتَلَ صيدُها، وقال: المدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يَدَعُها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها مَن هو خير منه، ولا يَثْبُتُ أحد على لأوائها وجَهْدها إلا كنتُ له شفيعاً - أو شهيداً - يوم القيامة، زاد في رواية: ولا يريد أحد أهلَ المدينة بسوء، إلا أذابه الله بالنار ذَوبَ الرصاص، أوذوب الملح في الماء» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1363) في الحج، باب فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/181) (1573) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/184) (1606) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وعبد بن حميد (153) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير ومسلم (4/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان بن معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3885) عن أيوب بن محمد الوزان، عن مروان. ثلاثتهم - عبد الله بن نمير، وعبد الواحد، ومروان- عن عثمان بن حكيم الأنصاري، قال: أخبرني عامر ابن سعد، فذكره. * وزاد في رواية عبد الواحد، ومروان: «ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء» . الحديث: 6931 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 317 6932 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سيأتي على الناس زمان يدعو الرجل قريبَه وابنَ عمه: هَلُمَّ إلى الرَّخَاءِ، هَلُمَّ إلى الرَّخَاءِ، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده، لا يخرجُ منهم أحد رغبة عنها إلا أخلفَ الله فيها خيراً منه، ألا وإن المدينة كالكِيْرِ يُخْرِجُ الخبثَ، لا تقومُ السَّاعةُ حتى تَنْفي المدينةُ شرارها، كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه مسلم (1) .   (1) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (4/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (2/439) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا هاشم بن هاشم، قال: حدثني أبو صالح مولى السعديين، فذكره. وفي (2/238) قال: حدثنا يونس وسريج، قالا: حدثنا فليح، عن سعيد بن عبيد بن السباق، فذكره. الحديث: 6932 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 317 6933 - (ط) عروة بن الزبير: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 318] «لا يخرجُ أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله خيراً منه» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) مرسلاً 2 / 887 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، وهو حديث صحيح بطرقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1706) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/277) قال أبو عمر: وصله معن بن عيسى وحده عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. الحديث: 6933 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 317 6934 - (خ م ط) سفيان بن أبي زهير - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تُفْتَحُ اليمن، فيأتي قوم يَبُسُّون، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتَحُ الشام، فيأتي قوم يَبُسُّون، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العِرَاق، فيأتي قوم يَبُسُّون فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» . أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» ولمسلم نحوها، وهذه أتم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَبُسُّون) تقول: بسَسْتُ الإبل وأبْسَسْتُها: إذا سُقْتَها وزجرتَها في السير، المعنى: أنهم يسوقون بهائمهم سائرين عن المدينة إلى غيرها، والأصل فيه: أنه بَسْ بَسْ: زجر للإبل.   (1) رواه البخاري 4 / 78 - 80 في فضائل المدينة، باب من رغب عن المدينة، ومسلم رقم (1388) في الحج، باب الترغيب في المدينة عند فتح الأمصار، والموطأ 2 / 887 و 888 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (554) . والحميدي (865) قال: حدثنا سفيان وأحمد (5/220) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفيه (5/220) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك. وفيه (5/220) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد. والبخاري (3/27) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4477) عن محمد بن آدم، عن عبدة بن سليمان. (ح) وعن هارون بن عبد الله، عن معن، عن مالك. ستتتهم - مالك.،وسفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن زيد، ووكيع، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، فذكره. الحديث: 6934 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 318 6935 - (خ م ط ت س) جابر - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابيّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محموماً - وفي رواية: [ص: 319] فأصاب الأعرابيَّ وَعَكٌ بالمدينة - فقال: أقِلْني بيعتي، فأبى، ثم جاءه، فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابيُّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما المدينة كالكير، تنفي خَبَثَها ويَنصَع طَيِّبُها» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والترمذي والنسائي، ولم يذكر النسائي وعكه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوعك) : الألم، وقيل: هو ألم الحُمَّى. (الإقالة) في البيع: وهو نَقض البيع المنعقد، والمراد به هاهنا: أنقض العهد الذي بيننا من الإسلام، حتى أرجع عنك إلى وطني، وذلك لما ناله من المرض بالمدينة. (الناصع) : الخالص، والمراد به: ويظهر طيبها هكذا هي الرواية بالصاد المهملة والنون، وقد شرحه أهل الغريب كذلك فلم يبق للتصحيف مع الشرح وجهٌ، ورأيت الزمخشري - رحمه الله - قد ذَكَره في «الفائق» ، «ويبضع طيبها» بالباء والضاء المعجمة، قال: ومعناه: من البضاعة، يقال: أبضعته بضاعة: [ص: 320] إذا دفعتها إليه ليتجر لك فيها، أراد: أن المدينة تُعطي طيبها بضاعة لساكنها ولعله قد رواها هو كذلك، فشرح ما رواه.   (1) رواه البخاري 4 / 82 و 83 في فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث، وفي الأحكام، باب بيعة الأعراب، وباب من بايع ثم استقال البيعة، وباب من نكث بيعته، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1383) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها، والموطأ 2 / 886 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، والترمذي رقم (3916) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، والنسائي 7 / 151 في البيعة، باب استقال البيعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (553) وأحمد (3/306) قال: حدثنا عبد الرحمن والبخاري (9/98) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (9/98) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف وفي (9/127) قال: حدثنا إسماعيل، ومسلم (4/120) قال: حدثني يحيى بن يحيى. والترمذي (3920) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن (ح) وحدثنا قتيبة. والنسائي (7/151) قال: أخبرنا قتيبة. سبعتهم - عبد الرحمن، وعبد الله بن مسلمة، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل، ويحيى، ومعن، وقتيبة - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه الحميدي (1241) وأحمد (3/307) قالا: حدثنا سفيان. 3- وأخرجه أحمد (3/365) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (3/392) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (3/29) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (9/100) قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3025) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن. ثلاثتهم - أبو نعيم، وعبد الرزاق، وعبد الرحمن - عن سفيان الثوري. ثلاثتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والثوري - عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 6935 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 318 6936 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُمِرْتُ بقرية تأكلُ القُرَى، يقولون: يثربُ، وهي المدينةُ، تنفي الناسَ كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُمرتُ بقرية تأكل القُرى) أراد: أن الله ينصر الإسلام بأهل المدينة، وهم الأنصار، ويفتح على أيديهم القُرى، ويُغْنِمُها إياهم فيأكلونها، هذا من باب الاتساع والاختصار وحذف المضاف، التقدير: ويأكل أهلها أموال القرى. (يثرب) : اسم أرض هي بها، فَغَيّرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: بـ: طَيْبَةَ وطابة، كراهة التثريب: وهو المبالغة في اللوم والتعنيف والتعيير، وطيبة وطابة من الطيب.   (1) رواه البخاري 4 / 75 في فضائل المدينة، باب فضل المدينة وأنها تنفي الناس، ومسلم رقم (1382) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها، والموطأ 1 / 886 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (553) والحميدي (1152) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/237) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا مالك. وفي (2/247) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/384) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد والبخاري (3/26) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك ومسلم (4/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرىء عليه. (ح) وحدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13380) عن قتيبة، عن مالك. أربعتهم - مالك، وسفيان، وحماد، وعبد الوهاب الثقفي - عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول، فذكره. * الروايات ألفاظها متقاربة. الحديث: 6936 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 320 6937 - (م) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 321] قال: «إنَّها طيبة - يعني المدينة - وإنَّها تنفي الخَبَثَ كما تنفي النارُ خَبَثَ الفِضَّة» أخرجه مسلم (1) ، وهذه الرواية لم يذكرها الحميديُّ في كتابه.   (1) رقم (1384) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (ح1384) قال: وحدثنا عبيد الله بن معاذ وهو العنبري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة، عن عدي وهو ابن ثابت سمع عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت، فذكره. الحديث: 6937 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 320 6938 - (ت) ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من استطاع أن يموت بالمدينة فليمُتْ بها، فإني أشفعُ لمن يموتُ بها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3913) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب السختياني، قال: وفي الباب عن سبيعة بنت الحارث الأسلمية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/74) (5437) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي (2/104) (5818) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا الحسن ابن أبي جعفر. وابن ماجة (3112) قال: حدثنا بكر بن خلف، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. والترمذي (3917) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هاشم، قال: حدثني أبي. كلاهما - هشام الدستوائي، والحسن بن أبي جعفر - عن أيوب، عن نافع، فذكره. وفي رواية بكر بن خلف: «فإني أشهد لمن مات بها.» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أيوب السختياني. الحديث: 6938 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 321 6939 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان جالساً، وقبر يحفر في المدينة، فاطَّلع رجل في القبر، فقال: بئس مَضجَع المؤمن، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بئس ما قلتَ؟ فقال الرجل: إني لم أُرِدْ هذا يا رسول الله، إنما أردتُ القتل في سبيل الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا مِثْل للقتل في سبيل الله، ما على الأرض بُقْعة [هي] أحبُّ إلى أن يكون قبري بها منها، ثلاث مرات» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 462 مرسلاً، في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، وإسناده منقطع، قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه مسنداً، ولكن معناه موجود من رواية مالك وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (1020) عن يحيى بن سعيد، مرسلا، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (3/51) : قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه مسندا، ولكن معناه موجود من رواية مالك وغيره. الحديث: 6939 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 321 6940 - (خ ط) حفصة بنت عمر وأسلم مولى عمر: قالا: قال عمر: [ص: 322] «اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك» (1) وفي رواية عن حفصة: «فقلت: أنَّى يكون هذا؟ قال: يأتيني به الله إذا شاء» أخرجه البخاري و «الموطأ» (2) .   (1) رواه البخاري 4 / 86 في فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، ورواه الموطأ مرسلاً 2 / 462 في الجهاد، باب ما تكون فيه الشهادة، وهو موصول عند البخاري. (2) رواه البخاري تعليقاً 4 / 84 في فضائل المدينة، قال الحافط في " الفتح ": وصله الإسماعيلي عن إبراهيم بن هاشم عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع به. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (1021) عن زيد بن أسلم مرسلا. والبخاري (ح) (1890) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي بلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره، وقال ابن زريع عن روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن أمه، عن حفصة بنت عمر -رضي الله عنهما - قالت: «سمعت عمر،.. نحوه. وقال هشام، عن زيد، عن أبيه، عن حفصة، سمعت عمر رضي الله عنه. قلت: لم أجد ذكرا للسند، المسند عند ابن حجر في الفتح كعادته، ولكنه تحدث عن الطريقين المعلقين، فقال عن الأول: وصله الإسماعيلي، عن إبراهيم بن هاشم، عن أمية بن بسطام، عن يزيد بن زريع به. والطريق الثاني: وصله ابن سعد عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عنه. وأراد البخاري بهذين التعليقين بيان الاختلاف فيه على زيد بن أسلم، فاتفق هشام بن سعد، وسعيد بن أبي هلال على أنه عن زيد، عن أبيه أسلم، عن عمر، وقد تابعهما حفص بن ميسرة، عن زيد عند عمر بن شبة، وانفرد روح بن القاسم عن زيد بقوله «عن أمه» وقد رواه ابن سعد، عن معن بن عيسى عن مالك عن زيد بن أسلم أن عمر، فذكره مرسلا، وللحديث طرق أخرى أخرجها البخاري في تاريخه. فتح الباري (4/121) . الحديث: 6940 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 321 الفرع الثالث: في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لها 6941 - (خ م ط) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما قَدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المدينة وُعِكَ أبو بكر وبلال، قالت: فدخلتُ عليهما، فقلت: يا أبتِ، كيف تَجِدُك؟ ويا بلال، كيف تَجِدُك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذتْه الحمَّى يقول: كُلَّ امرئ مُصَبَّح في أهلِهِ ... والموتُ أدنَى من شِراكِ نَعْلِهِ وكان بلال إذا أُقْلِع عنه، يرفع عقيرته (1) ويقول: ألا ليت شِعْري هل أبيْتَنَّ ليلة ... بوادٍ وحولي إذْخِرٌ وجَليلُ؟ وهل أرِدَنْ يوماً مِيَاهَ مَجَِنَّة ... وهل يَبْدُوَنْ لي شامَة وطَفيلُ؟ [ص: 323] قالت عائشة: فجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه، فقال: اللهمَّ حَبِّبْ إلينا المدينة كحُبِّنا مكةَ أو أشَدَّ، اللهم صَحِّحْها، وبارك لنا في مُدِّها وصاعها، وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجُحْفة» . وفي رواية نحوه، وزاد بعد بيتَي بلال من قوله: «اللهم العن شيبةَ بن ربيعةَ، وعُتْبةَ بن ربيعةَ، وأمَيَّةَ بنَ خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء، ثم قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم حَبِّبْ إلينا المدينة ... وذكر باقي الدعاء. قالت: وقَدِمْنا المدينةَ وهي أوْبأ أرضِ الله، قالت: وكان بُطْحَانُ يجري نَجْلاً، تعني ماء آجنا» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» (2) . وأخرج «الموطأ» عقيب هذا الحديث عن يحيى بن سعيد أن عائشة قالت: «وكان عامر بنُ فُهيرة يقول: قد رأيتُ الموتَ قَبْلَ ذَوْقِه ... إن الجبانَ حَتْفُهُ من فَوْقِهِ (3) [ص: 324] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجليل) : الثمام، وهو من نبت البادية. (مَجِنَّة) : موضع معروف بينه وبين مكة ستة أميال، وكان للعرب فيه سُوقٌ. (شامة وطَفيل) : جبلان بأرض مكة، وما والاها، وقال بعض العلماء: هما عَينان لا جبلان. (النجل) : الماء القليل الذي ينِزُّ نَزّاً، وهو كالرشح. (أجَنَ) : الماء يأجَنُ فهو آجِن: إذا تغير لونه وطعمه وريحه.   (1) أي: صوته. (2) رواه البخاري 4 / 85 و 86 في فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وفي المرضى، باب عيادة النساء الرجال، وباب من دعا برفع الوباء والحمى، وفي الدعوات، باب الدعاء برفع الوباء والوجع، ومسلم رقم (1376) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، والموطأ 2 / 890 و 891 في الجامع، باب ما جاء في وباء المدينة. (3) رواه الموطأ 2 / 891 في الجامع، باب ماجاء في وباء، وإسناده منقطع، يحيى بن سعيد لم يدرك عائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (555) والحميدي (223) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/56) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/82) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/260) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد (ح) وحدثنا إسحاق بن عيسى. قال: أخبرني مالك. والبخاري (3/29) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (5/84) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. في (7/151) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك. وفي (7/158) ، وفي الأدب المفرد (525) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني مالك. وفي (8/99) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/118و 119) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة وابن نمير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17158) عن هارون بن عبد الله، عن معن. (ح) وعن الحارث ابن مسكين، عن ابن القاسم. كلاهما - عن مالك -. ثمانيتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وعباد بن عباد، وحماد بن زيد، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وسفيان الثوري، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، 2- وأخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا يونس. وفي (6/221) قال: حدثنا حجاج. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16357) عن قتيبة. ثلاثتهم - يونس بن محمد، وحجاج بن محمد، وقتيبة بن سعيد - عن ليث بن سعد. قال: حدثني يزيد ابن أبي حبيب، عن أبي بكر بن إسحاق بن يسار، عن عبد الله بن عروة. كلاهما - هشام، وعبد الله - عن عروة بن الزبير، فذكره. * في رواية سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة. ورواية عبد الله بن عروة: «لما دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة حم أصحابه. فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- على أبي بكر يعوده.. وفيه: ودخل على عامر بن فهيرة. فقال: كيف تجدك» . فقال: وجدت طعم الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه كالثور يحمي جلده بروقه الحديث. وليس في رواية عبد الله بن عروة الشطر الأخير من شعر عامر بن فهيرة. وفيه أن الذي سأل عامر ابن فهيرة عائشة. * زاد في رواية عباد بن عباد وحماد بن زيد وأبي أسامة: «اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية ابن خلف كما أخرجونا من مكة. زاد حماد بن زيد في حديثه: «قال: فكان المولود يولد بالجحفة فما يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى» . وزاد أبو أسامة في حديثه: «قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله قالت: فكان بطحان يجري نجلا، تعني ماء آجنا» . الحديث: 6941 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 322 6942 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: خَرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كنا بحَرَّة السُّقْيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ائْتوني بوَضوء، فتوضأ ثم قام، فاستقبل القبلة، فقال: اللهم إنَّ إبراهيمَ كان عبدَك وخليلك، ودعا لأهل مكة بالبركة، وأنا عبدُكَ ورسولُكَ، أدعوك لأهل المدينة أن تبارِكَ لهم في مُدِّهِم وصاعهم مثلي ما باركتَ لأهل مكة، مع البركة بركتين» أخرجه الترمذي (1) .   (1) وفي (3910) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وفي الباب عن عائشة، وعبد الله بن زيد، وأبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/115) (936) قال: حدثنا حجاج. والترمذي (3914) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى الورقة (55ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (209) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب، يعني ابن الليث. ثلاثتهم - حجاج، وقتيبة، وشعيب - عن الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عمرو ابن سليم الزرقي، عن عاصم بن عمرو، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6942 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 324 6943 - (خ م ط) أنس - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلتَ بمكةَ من البركة» . [ص: 325] وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم بارك لهم في مكْيالهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مُدِّهم» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» الثانية (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 290 في البيوع، باب بركة صاع النبي صلى الله عليه وسلم ومده، وفي الأيمان والنذور، باب صاع المدينة، ومد النبي صلى الله عليه وسلم وبركته، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1368) في الحج، باب فضل المدينة، والموطأ 2 / 884 و 885 في الجامع، باب الدعاء للمدينة وأهلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/142) والبخاري (3/29) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (4/115) قال: حدثني زهير بن حرب، وإبراهيم بن محمد السامي. أربعتهم - أحمد، وعبد الله، وزهير، وإبراهيم - قالوا: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يونس، عن الزهري، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها مالك الموطأ صفحة (552) ، والبخاري (3/89 و 9/129) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة. وفي (8/181) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف ومسلم (4/114) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف 203) . كلاهما عن قتيبة. ثلاثتهم - ابن سلمة، وابن يوسف، وقتيبة، عن مالك، عن ابن إسحاق، فذكره. الحديث: 6943 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 324 6944 - (خ م) سعد وأبو هريرة - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم باركْ لأهل المدينة في مُدِّهم ... وساق الحديث، وفيه: مَنْ أراد أهلها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء» أخرجه مسلم هكذا، قال ... وساق الحديث. وأخرج البخاري ومسلم عن سعد قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يكيدُ لأهل المدينة أحد إلا انْمَاع كما يَنْماعُ الملح في الماء» وقد تقدَّم في «الفرع الثاني» عن سعد نحو هذا في آخر حديث. ولمسلم عن سعد: «من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء» وفي أخرى «بِدَهْمٍ أو بسوء» (1) . [ص: 326] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكيد) : المكر والاحتيال. (انماع) الشيء: إذا ذاب وتفرَّقتْ أجزاؤه. (الدَّهمْ) : الجماعة من الناس، وأمر دَهْم، أي: عظيم، كأنه قد دَهَمَ، أي: جاء بغتةً، وهو من الدُّهمة، وهي السَّواد.   (1) رواه البخاري 4 / 81 في فضائل المدينة، باب إثم من كاد لأهل المدينة عن عائشة عن سعد، ومسلم رقم (1386) و (1387) في الحج، باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله عن أبي هريرة وسعد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: عن سعد بن أبي وقاص. 1- أخرجه أحمد (1/180) (1558) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (4/121) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل. - وفي (4/122) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل- يعني ابن جعفر - والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3849) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى، وحاتم، وإسماعيل - عن عمر بن نبيه الكعبي. 2- وأخرجه أحمد (1/183) (1593) و (2/330) (8355) قال: حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (4/122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. كلاهما - عثمان، وعيد الله - قال: حدنثا أسامة بن زيد. كلاهما- عمر بن نبيه، وأسامة - عن أبي عبد الله القراظ، فذكره. * رواية عمر بن نبيه: عن سعد بن مالك فقط. ومختصرة على آخره. عن عائشة (هي بنت سعد) ، قالت: سمعت سعدا رضي الله عنه، قال: سمعت النبي، -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «لا يكيد أهل المدينة أحد، إلا انماع، كما ينماع الملح في الماء.» . أخرجه البخاري (3/27) قال: حدثنا حسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل، عن جعيد، عن عائشة، فذكرته. 2- عن أبي هريرة. أخرجه الحميدي (1167) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو هارون، موسى بن أبي عيسى المديني الحناط. وأحمد (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة. وفي (2/309) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني عبد الله ابن عبد الرحمن بن بحنس. وفي (2/357) قال: حدثنا سليمان. قال: أخبرني إسماعيل قال: أخبرني محمد. ومسلم (4/121) قال: حدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار. قالا: حدثنا حجاج ابن محمد (ح) وحدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار. قالا: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثني محمد ابن رافع قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عن ابن جريج. قال: أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس. (ح) وحدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار. قالا: حدثنا حجاج. (ح) وحدثنيه محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. جميعا عن ابن جريج. قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن أبي هارون موسى بن أبي عيسى. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا الدراوردي، عن محمد بن عمرو. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12307) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي مودود المدني. خمستهم - أبو هارون موسى بن أبي عيسى، وعمرو بن يحيى بن عمارة، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، ومحمد بن عمرو، وأبو مودود المدني عبد العزيز بن أبي سليمان - عن أبي عبد الله القراظ، فذكره. * الروايات ألفاظها متقاربة، وأثبتنا لفظ عمرو بن يحيى بن عمارة، عند مسلم (4/121) . الحديث: 6944 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 325 6945 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كان الناس إذا رأوا أولَ الثمر جاؤوا به إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فإذا أخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: اللهم باركْ لنا في ثَمَرِنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنا، اللهم إن إبراهيم عبدُكَ وخليلُك ونبيُّك، وإني عبدُك ونبيُّكَ وإنه دعاك لمكة، وإني أدعو للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومِثْلِهِ معه، قال: ثم يدعو أصغرَ وليدٍ له فيعطيه ذلك الثمر. وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان يؤتَى بأول الثمر، فيقول: اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مُدِّنا، وفي صاعنا، بركةً مع بركة، ثم يعطيه أصغر من يَحْضُرُ من الوِلْدَان» أخرجه مسلم. وأخرج «الموطأ» والترمذي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1373) في الحج، باب فضل المدينة، والموطأ 2 / 885 في الجامع، باب الدعاء للمدينة وأهلها، والترمذي رقم (3450) في الدعوات، باب رقم (55) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الحج (85:22) عن يحيى بن يحيى، وابن ماجة في الأطعمة (39) عن محمد بن الصباح، ويعقوب بن حميد بن كاسب. ثلاثتهم - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن سهيل، عن أبيه، فذكره تحفة الأشراف (9/411-412) . وأخرجه مسلم في الحج (85:21) عن قتيبة، والترمذي في الدعوات (55) عن قتيبة، و (55) عن إسحاق بن موسى الأنصاري، عن معن، وقال: حسن صحيح، والنسائي في اليوم والليلة (112:1) عن قتيبة و (112:1) عن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم. كلهم عن مالك بن أنس، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. تحفة الأشراف (9/417) . وأخرجه مالك (1702) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6945 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 326 6946 - (م) أبو سعيد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 327] «اللهم بارك لنا في مُدِّنا وصاعنا، واجعلْ [مع] البركة بركتين» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1374) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم برقم (6928) . الحديث: 6946 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 326 الفرع الرابع: في حفظها وحراستها 6947 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «على أنقابِ المدينة ملائكة لا يدخلها الطَّاعونُ، ولا الدَّجال» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يأتي المسيحُ من قِبَل المشرق، وهِمَّتُه المدينة، حتى ينزلَ دُبُر أُحُد، ثم تصرف الملائكة وجهه قِبَل الشام، وهناك يَهْلِكُ» وأخرج «الموطأ» الأولى. وقد أخرج الترمذي رواية مسلم في جملة حديث يرد (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 82 في فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة، وفي الطب، باب ما يذكر في الطاعون، وفي الفتن، باب لا يدخل الدجال المدينة، ورواه مسلم رقم (1379) و (1380) في الحج، باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها، والموطأ 2 / 892 في الجامع، باب ما جاء في وباء المدينة، والترمذي رقم (2244) في الفتن، باب ما جاء في الدجال لا يدخل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (556) وأحمد (2/237) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/375) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (3/28) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (7/169) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (9/76) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (4/120) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14642) عن الحارث بن مسكين. (ح) وعن قتيبة. ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، ويحيى بن يحيى، والحارث بن مسكين، وقتيبة بن سعيد - عن مالك، عن نعيم ابن عبد الله المجمر، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/397) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: أخبرنا إسماعيل. وفي (2/407) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. وفي (2/457) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (4/120) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر. والترمذي (2243) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. أربعتهم - إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وشعبة، وعبد العزيز - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6947 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 327 6948 - (خ) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال: «لا يدخل المدينةَ رُعْبُ المسيح الدَّجَّال، لها يومئذ سبعةُ أبواب، على كلِّ باب مَلَكَان» أخرجه البخاري (1) .   (1) 4 / 82 في فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/43) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي وفي (5/47) قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا مسعر. والبخاري (3/28 و 9/هامش75) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي (9/75) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا مسعر. كلاهما - إبراهيم بن سعد والد يعقوب، ومسعر - عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/43) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي بكرة، فذكره. الحديث: 6948 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 327 6949 - (خ م) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدَّجالُ، إلا مكةَ والمدينةَ، وليس نَقْب من أنْقَابِها إلا عليه الملائكة صافّين، يحرسونها، فينزل السَّبخةَ، ثم تَرْجُف المدينةُ بأهلها ثَلاث رَجَفات، فيخرج إليه كل كافر ومنافق» . وفي رواية نحوه، وقال: «فيأتي سَبَخة الجُرُف» وقال: «فيخرج إليه كل منافق ومنافقة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 82 في فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة، ومسلم رقم (2943) في الفتن، باب قصة الجساسة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/191) قال: حدثنا بهز، وعفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، وفي (3/238) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. والبخاري (3/28) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا أبو عمرو. وفي (9/74) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. ومسلم (8/206) قال: حدثني علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني أبو عمرو. وفي (8/206) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يونس بن محمد، عن حماد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (175) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي. ثلاثتهم - حماد، ويحيى بن أبي كثير، وأبو عمرو الأوزاعي- عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 6949 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 328 6950 - (خ ت) أنس - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «المدينةُ يأتيها الدَّجَّالُ، فيجدُ الملائكة يحرسونها، فلا يقرَبُها الدَّجالُ ولا الطاعونُ إن شاء الله» أخرجه البخاري والترمذي (1) . وهذا الحديث أخرجه الحميدي في أفراد البخاري من «مسند أنس» ، وأخرج الذي قبله في المتفق عليه، وهما بمعنى، وحيث أفرده اتَّبعناه ونَبَّهنا عليه.   (1) رواه البخاري 13 / 93 في الفتن، باب لا يدخل الدجال المدينة، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، والترمذي رقم (2243) في الفتن، باب ما جاء في الدجال لا يدخل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/123و 202 و 277) والبخاري (9/76) قال: حدثنا يحيى بن موسى. و (9/170) قال: حدثنا إسحاق بن أبي عيسى والترمذي (2242) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي. أربعتهم - أحمد، ويحيى، وإسحاق، وعبدة- عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا روح، وعبد الوهاب. عن سعيد بن أبي عروبة. 3- وأخرجه أحمد (3/229) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا شيبان. ثلاثتهم - شعبة، وسعيد، وشيبان - عن قتادة، فذكره. الحديث: 6950 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 328 الفرع الخامس: في مسجد المدينة وقد تقدم في «الفصل الأول» من الأحاديث ما يشتمل على فضله حيث كان مشتركاً بين المسجد الحرام وبينه، وحيث ذكرناها هنالك لم نعدها، ونذكر هاهنا ما هو مختص بمسجد المدينة. 6951 - (خ م ط س) عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما بين بيتي ومِنبري رَوْضة من رياض الجنة» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي و «الموطأ» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 57 في التطوع، باب فضل ما بين القبر والمنبر، ومسلم رقم (1390) في الحج، باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة، الموطأ 1 / 197 في القبلة، باب ما جاء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 2 / 35 في المساجد، باب فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (139) وأحمد (4/39) قال: دحثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/40) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي (4/40) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا فليح. والبخاري (2/77) . قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، ومسلم (4/123) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس. والنسائي (2/35) وفي الكبرى (685) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. ثلاثتهم - سفيان، ومالك، وفليح - عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. 2- وأخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا منصور بن سلمة. قال: أخبرنا بكر بن مضر. ومسلم (4/123) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني. كلاهما - بكر، وعبد العزيز - عن يزيد بن الهاد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. كلاهما - عبد الله، وأبو بكر - عن عباد بن تميم، فذكره. * لفظ رواية فليح «ما بين هذه البيوت، يعني بيوته، إلى منبري روضة من رياض الجنة، والمنبر على ترعة من ترع الجنة» . الحديث: 6951 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 329 6952 - (ت) علي وأبو هريرة - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» . أخرجه الترمذي عنهما (1) . وأخرجه مرة أخرى عن أبي هريرة.   (1) رواه الترمذي رقم (3911) و (3912) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3915) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا أبو نباتة يونس بن يحيى بن نباتة، قال: حدثنا سلمة بن وردان، عن أبي سعيد بن المعلى، فذكره. وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث علي، وقد من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. * في تحفة الأشراف (7/10327) أبو سعيد بن أبي المعلى. وعن أبي هريرة. أخرجه الترمذي (3916) قال: حدثنا محمد بن كامل المروزي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم الزاهد، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رياح، فذكره. الحديث: 6952 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 329 6953 - (ط خ م) أبو هريرة أو أبو سعيد - رضي الله عنهما -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» أخرجه «الموطأ» هكذا عن أبي هريرة أو أبي سعيد (1) . [ص: 330] وأخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة بغير شك (2) .   (1) رواه الموطأ 1 / 197 في القبلة، باب ما جاء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث سقط من المطبوع. (2) رواه البخاري 3 / 57 في التطوع، باب فضل ما بين القبر والمنبر، وفي فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، وفي الرقاق، باب في الحوض، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا مالك. وفي (2/376) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/401) قال: حدثنا نوح بن ميمون. قال: أخبرنا عبد الله. وفي (2/438) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والبخاري (2/77) (3/29) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن عبيد الله بن عمر. وفي (8/151) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا أنس بن عياض، عن بعيد الله وفي (9/129) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مالك. ومسلم (4/123) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد ابن المثنى. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا عبيد الله. ثلاثتهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر - عن حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، فذكره. لفأخرجه مالك الموطأ (139) وأحمد (2/465) قال: قرأت على عبد الرحمن (ح) وحدثنا إسحاق. وفي (2/533) قال: قرأت على عبد الرحمن. كلاهما - عبد الرحمن، وإسحاق - عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد الخدري، فذكره. * أخرجه أحمد (3/4) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك بن أنس، عن خبيب بن عبد الرحمن، أن حفص بن عاصم أخبره، عن أبي هريرة وأبي سعيد، فذكره ولم يشك. الحديث: 6953 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 329 6954 - (س) أم سلمة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن قوائم منبري هذا رواتِبُ في الجنة» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رواتب) : جمع راتب، وهي الشيء الثابت المقيم، رتب في المكان: إذا قام فيه وثبت.   (1) 2 / 34 في المساجد، باب فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (290) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/289) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/292) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/292) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/318) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، والنسائي (2/35) وفي الكبرى (686) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى الورقة (56-2) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى الورقة (56-أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع عن سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، وسفيان بن سعيد الثوري - عن عمار الدهني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 6954 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 330 6955 - (م ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «دخلتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت بعض نسائه، فقلتُ: يا رسول الله أيُّ المسجد الذي أُسِّس على التقوى؟ قال: فأخذ كَفّاً من حصباءَ، فضرب به الأرض، ثم قال: هو مسجدكم هذا، لمسجدِ المدينة» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي والنسائي قال: تمارَي رجلان في المسجد الذي أُسِّس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجدُ قُباء، وقال الآخر: هو مسجدُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هو مسجدي هذا» . [ص: 331] قال الترمذي: وقد رُوِيَ هذا عن أبي سعيد من غير هذا الوجه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المماراة) : الجِدال والخِصام.   (1) رواه مسلم رقم (1398) في الحج، باب بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، والترمذي رقم (3098) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، والنسائي 2 / 36 في المساجد، باب ذكر المسجد الذي أسس على التقوى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/24) ومسلم (4/126) قال: حدثني محمد بن حاتم. كلاهما - أحمد، وابن حاتم - قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن حميد الخاراط، قال: سمعت أبا سلمة ابن عبد الرحمن، فذكره. * وأخرجه مسلم (4/126) قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وسعيد بن عمرو الأشعثي، قال سعيد: أخبرنا، وقال أبو بكر: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن حميد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، فذكره ولم يذكر عبد الرحمن بن في الإسناد. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (3/8) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (3/89) قال: حدثنا موسى ابن داود (ح) وحدثنا قتيبة. والترمذي (3099) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (2/36) ، وفي الكبرى (687) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - إسحاق، وموسى وقتيبة - قالوا: حدثنا الليث، عن عمران بن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد، فذكره. * في رواية موسى بن داود، سماه سعيد بن أبي سعيد - وفي رواية قتيبة عن الترمذي سماه: عبد الرحمن ابن أبي سعيد. الحديث: 6955 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 330 الفرع السادس: في عمارتها وخرابها 6956 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تبلغُ المساكن إهابَ - أو يَهَاب - قال زهير: قلتُ لسهيل: فكم ذلك من المدينة؟ قال: كذا وكذا ميلاً» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2903) في الفتن، باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2903) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا زهير، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6956 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 331 6957 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «آخرُ قرية من قرى الإسلام خراباً المدينة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3915) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة من حديث جنادة بن سلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جنادة عن هشام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3919) قال: حدثنا أبو السائب، سلم بن جنادة. قال أخبرنا أبي جنادة بن سلم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث جنادة، عن هشام بن عروة. قال: تعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة هذا. الحديث: 6957 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 331 6958 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ [ص: 332] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يتركون المدينةَ على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي - يريد عوافيَ السباع والطير - فآخرُ من يُحشَر راعيان من مُزَينَةَ يريدان المدينة، ينعِقان بغنمها، فيجدانها مُلِئَتْ وحوشاً، حتى إذا بلغا ثَنِيَّةَ الوداع خَرَّا على وجوههما» . وفي رواية «ليتركنَّها أهلُها على خير ما كانت مذللَّة للعوافي - يعني السباع والطير» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية «الموطأ» : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لتتركنَّ المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الكلبُ أو الذئب، فيغذِّي على بعض سواري المسجد، أو على المنبر، فقالوا: يا رسول الله، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ فقال: للعوافي: الطير والسباع» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العوافي) : جمع عافية، والعافية: كل طالب، سواء كان من السباع أو الطير أو الدواب أو الناس، إلا أنه قد كثر استعماله وغلب على السباع والطير. (نعَق) الراعي بالغنم: إذا دعاها لتعود إليه. (مذللة) بلدة مذللة، وأرض مذللة، وناقة مذللة، أي: متمكَّن منها غير محمية ولا ممتنعة، والمراد: أن المدينة تكون يومئذ مخلاةً تنتابها السباع [ص: 333] والوحوش لخلوِّها من الساكنين، وقيل: أراد مذللةً قطوفها، يعني دانية، ممكِّناً منها، أي على أحسن أحوالها. (غذَّى) الكلب ببوله تغذية: إذا رماه متقطِّعاً.   (1) رواه البخاري 4 / 77 في فضائل المدينة، باب من رغب عن المدينة، ومسلم رقم (1389) في الحج، باب في المدينة حين يتركها أهلها، والموطأ 2 / 888 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/234) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/385) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا أبو صفوان. قال: أخبرني يونس. والبخاري (3/27) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (4/122، 123) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا أبو صفوان، عن يونس بن يزيد. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثنا أبي عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. أربعتهم - معمر بن راشد، وويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. ورواية مالك أخرجها (554) عن ابن حماس، عن عمه، فذكره. الحديث: 6958 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 331 الفرع السابع: في أحاديث متفرقة 6959 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الإيمان ليأرِزُ إلى المدينة، كما تأرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرِها» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرَزَت) الحية إلى ثقبها، تأرِز: إذا انضمت إليه والتجأت.   (1) رواه البخاري 4 / 80 و 81 في فضائل المدينة، باب الإيمان يأرز إلى المدينة، ومسلم رقم (147) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً وإنه يأرز بين المسجدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/286) قال: حدثنا حماد بن أسامة. وفي (2/422) قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي. وفي (2/496) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (3/27) قال: حدثنا إبراهيم ابن المنذر. قال: حدثنا أنس بن عياض. ومسلم (1/90) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3111) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة.. أربعتهم - أبو أسامة حماد بن أسامة، ويحيى، وعبد الله بن نمير، وأنس بن عياض - عن عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، فذكره. الحديث: 6959 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 333 6960 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله سمَّى المدينةَ طابةَ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1385) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/89) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة وفي (5/101) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وفي (5/106) قال: حدثنا بهز، وسرج، قالا: حدثنا حماد بنسمة، في (5/108) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/108) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (4/121لاقال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وهناد بن السري، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالوا: حدثنا أبو الأحوص، وعبد الله بن أحمد (5/94) قال: حدثني أحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5/96) قال: حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/97) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5/98) قال: حدثني محمد بن أبي غالب، قال: حدثنا عمرو هو ابن طلحة. قال: حدثنا أسباط، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2171) عن قتيبة، عن أبي الأحوص. خمستهم - أبو عوانة، وشعبة، وحماد وأبو الأحوص، وأسباط - عن سماك بن حرب، فذكره. الحديث: 6960 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 333 6961 - (خ ت) أنس [بن مالك]- رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفَر، فنظر إلى جُدُرات المدينة (1) ، أوْضَع [ص: 334] راحلته، وإن كان على دابة حَرَّكها من حُبِّها» . [وفي رواية «دَوْحاتِ المدينة» ] أخرجه البخاري والترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دوحات) : جمع دوحة، وهي الشجرة العظيمة. (الراحلة) : البعير القوي على الأسفار والأحمال. (والإيضاع) في سير الإبل: سرعة مع سهولة، وضعت هي، وأوضعها راكبها.   (1) وفي رواية عند البخاري: درجات، وفي أخرى: دوحات، كما سيأتي، قال صاحب " المطالع ": جدرات أرجح من درجات ودوحات. (2) رواه البخاري 4 / 84 في فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث، وفي الحج، باب من أسرع ناقته إذا بلغ المدينة، والترمذي رقم (3437) في الدعوات، باب رقم (44) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/59) قال: حدثنا سليمان، قال: أخبرنا إسماعيل، وفي (3/159) قال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا الحارث بن عمير، والبخاري (3/9) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر. وفي (3/9، 29) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (3441) قال: حدثنا على بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (574) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. ثلاثتهم - إسماعيل، والحارث، وابن جعفر - عن حميد، فذكره. الحديث: 6961 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 333 6962 - () سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «لما رجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من تبوك، تلقاه رجال من المتخلِّفين من المؤمنين، فأثاروا غُباراً، فَخَمَّرَ بعضُ من كان مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنْفَه، فأزال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- اللِّثَام عن وجهه، وقال: والذي نفسي بيده: إن في غُبارها شفاء من كل داء، قال: وأُراه ذكر: ومن الجذام والبرص» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. الحديث: 6962 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 334 6963 - (ط) عبد الرحمن بن القاسم: أن أسْلَمَ مَولَى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أخبره: «أنه زارَ عبد الله بن عياش المخزوميَّ، فرأى عنده نبيذاً وهو بطريق مكة، فقال له أسلمُ: إن هذا لشَرَاب يحبُّه عمر بن [ص: 335] الخطاب، فحمل عبد الله ابن عياش قَدَحاً عظيماً، فجاء به إلى عمر بن الخطاب، فوضعه في يده، فقرَّبه إلى فيه، ثم رفع رأسه، فقال عمر: إن هذا لشراب طيب فشرب منه، ثم ناوله رجلاً عن يمينه، فلما أدبر عبد الله بن عياش ناداه عمر بن الخطاب، فقال: أنت القائل: لَمكةُ خير من المدينة؟ [قال عبد الله] : فقلت: هي حَرَمُ الله وأمْنُهُ، وفيها بيتُه، فقال عمر: لا أقول في حرم الله ولا في بيته شيئاً، ثم قال عمر: أنت القائل: لَمَكَّةُ خير من المدينة؟ فقلت: هي حَرمُ الله وأمْنُهُ، وفيها بيتُه، فقال عمر: لا أقول في حرم الله ولا في بيته شيئاً، ثم انصرف» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 894 في الجامع، باب جامع ما جاء في أمر المدينة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1719) عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، فذكره. الحديث: 6963 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 334 الفرع الثامن: في مسجد قباء 6964 - (خ م س ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يزور قُباءَ، أو يأتيَ قباءَ، راكباً وماشياً» زاد في رواية «فيصلِّي فيه ركعتين» . وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان يأتي مسجدَ قباءَ كل سَبْت راكباً وماشياً وكان عبد الله يفعله» . [ص: 336] وفي رواية «أن ابن عمر كان يأتي قباءَ كل سبت، وكان يقول: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يأتيه كل سبت» . وفي أخرى «كان يأتيه راكباً وماشياً» . قال [عمرو] بن دينار: وكان ابنُ عمر يفعله. أخرج الأولى والزيادة البخاري ومسلم، وأخرج الثانية البخاري والنسائي، وأخرج الثالثة والرابعة مسلم، وأخرج «الموطأ» الرابعة، وأخرج أبو داود الأولى (1) ، وقد تقدَّم في «صلاة الضحى» للبخاري رواية طويلة، فلم نُعِدْها.   (1) رواه البخاري 3 / 56 في التطوع، باب من أتى مسجد قباء كل سبت، وباب إتيان مسجد قباء ماشياً وراكباً، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1399) في الحج، باب فضل مسجد قباء وفضل الصلاة فيه ... ، والموطأ 1 / 167 في الصلاة في السفر، باب العمل في جامع الصلاة، والنسائي 2 / 37 في المساجد، باب فضل مسجد قباء والصلاة فيه، وأبو داود رقم (2040) في المناسك، باب في تحريم المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (121) وأحمد (2/65) (5330) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا مالك. 2- وأخرجه أحمد (2/57) (5199) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/101) (5774) قال: حدثنا محمد ابن عبيد. والبخاري (2/77) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/127) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (2040) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن ابن نمير. أربعتهم - يحيى، وابن عبيد، وأبو أسامة، وابن نمير - عن عبيد الله بن عمر. 3- وأخرجه أحمد (2/58) (5219) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني عبد الله بن نافع. 4- وأخرجه أحمد (2/155) (6432) قال: حدثنا أسباط بن محمد. ومسلم (4/127) قال: حدثني أبو معن الرقاشي، زيد بن يزيد الثقفي، بصري ثقة، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. كلاهما - أسباط، وخالد - عن محمد بن عجلان. أربعتهم - مالك، وعبيد الله، وعبد الله، وابن عجلان - عن نافع، فذكره. * قال عبد الله بن نمير في روايته: «فيصلي فيه ركعتين.» . وعن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما، كان لا يصلي من الضحى إلا في يومين، يوم يقدم بمكة، فإنه كان يقدمها ضحى، فيطوف بالبيت، ثم يصلي ركعتين خلف المقام، ويوم يأتي مسجد قباء، فإنه كان يأتيه كل سبت، فإذا دخل المسجد كره أن يخرج منه حتى يصلي فيه، قال: وكان يحدث، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يزوره راكبا وماشيا. قال: وكان يقول: إنما أصنع كما رأيت أصحابي يصنعون، ولا أمنع أحدا أن يصلي في أي ساعة شاء من ليل، أو نهار، غير أن لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها. أخرجه أحمد (2/4) (4485) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (1/153) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2/76) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا بن علية. ومسلم (4/127) قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. كلاهما - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وحماد بن زيد - عن أيوب، عن نافع، فذكره. * رواية أحمد بن حنبل وأحمد بن منيع، مختصرة على «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يزور قباء راكبا وماشيا» . * رواية حماد بن زيد، مختصرة على قول ابن عمر: أصلي كما رأيت أصحابي يصلون لا أنهى أحدا يصلي بليل ولا نهار ما شاء، غير أن لا تحروا طلوع الشمس ولا غروبها.» وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأتي قباء راكبا وماشيا» . أخرجه الحميدي (658) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/30) (4846) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. وفي (2/58) (5218) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/65) (5329) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك. وفي (2/72) (5403) قال: حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا ابن بلال، يعني سليمان. وفي (2/80) (5522) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/107) (5860) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وعبد بن حميد (790) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري. والبخاري (2/77) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (9/128) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/127) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب. وقتيبة، وابن حجر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنيه عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (2/37) وفي الكبرى (688) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. سبعتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان الثوري، ومالك، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن مسلم، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره. لفلظ رواية سفيان بن عيينة، ورواية موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن مسلم: «أن ابن عمر كان يأتي قباء كل سبت، وكان يقول: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتيه كل سبت» . * قال عبد الله بن أحمد عقب رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، قال أبي: وكان في النسخة التي قرأت على عبد الرحمن: نافع فغيره. فقال: «عبد الله بن دينار» . الحديث: 6964 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 335 6965 - (س) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من خرجَ حتى يأتي هذا المسجد - مسجدَ قباء - فصلى فيه، فإن له كَعَدْلِ عُمرة» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 37 في المساجد، باب فضل مسجد قباء والصلاة فيه، وفي سنده محمد بن سليمان الكرماني، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ويشهد له الحديث الذي بعده، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: 1- أخرجه أحمد (3/487) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني مجمع بن يعقوب الأنصاري بقباء (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا مجمع ابن يعقوب الأنصاري (ح) وحدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا حاتم. وابن ماجة (1412) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس. والنسائي (2/37) وفي الكبرى (689) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا مجمع بن يعقوب. ثلاثتهم - مجمع وحاتم، وعيسى - عن محمد بن سليمان الكرماني. 2- وأخرجه عبد بن حميد (469) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير، عن موسى بن عبيدة، قال: أخبرني يوسف بن طهمان. كلاهما - الكرماني، ويوسف - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. * رواية يوسف بن طهمان: من توضأ فأحسن وضوءه، ثم جاء مسجد قباء، فركع أربع ركعات، كان ذلك كعدل عمرة. قلت: في إسناده محمد بن سليمان الكرماني، لم يوثقه غير ابن حبان، ويوسف بن طهمان ذكره الحافظ في اللسان (7/396) قال: واه، وذكر الحديث، وقال: ويروي نحوه بإسناد صالح. قلت: لعله يقصد الطريق الأول. الحديث: 6965 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 336 6966 - (ت) أسيد بن ظهير - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصلاةُ في مسجد قُباءَ كعُمْرة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (324) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء، وفي سنده أبو الأبرد، وهو مجهول، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله فهو به حسن، ولذلك قال الترمذي: وفي الباب عن سهل بن حنيف، يريد الحديث الذي قبله، قال الحافظ في " الفتح ": ومن فضائل مسجد قباء ما رواه عمر بن شبة في " أخبار المدينة " بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن آتي بيت المقدس مرتين، ولو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي في الصلاة (126) عن أبي كريب وسفيان بن وكيع. كلاهما عن أبي أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي الأبرد مولى بني خطمة أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري به، وقال: حسن صحيح، ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا الحديث، ولا نعرفه إلا من حديث أبي أسامة، وأبو الأبرد اسمه زياد مدني، وابن ماجة في الصلاة (236) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة به. قلت: من الحديث على أبي الأبرد مولى بني خطمة، وهو مجهول. الحديث: 6966 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 337 الفرع التاسع: في جبل أُحُد 6967 - (خ م ط ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن أُحُداً جَبَل يُحِبُّنا ونُحبُّه» . وفي رواية قال: نظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أحُد، فقال: «إن أحُداً جبل يُحبنا ونحبُّه» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية «الموطأ» والترمذي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- طلع له أحد، فقال: «هذا جبل يحبنا ونحبُّه، اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة، وإني أحرِّم ما بين لابَتَيها» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 62 في الجهاد، باب الخدمة في الغزو، وباب من غزا بصبي للخدمة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} وفي المغازي، باب أحد جبل يحبنا ونحبه، وفي الأطعمة، باب الحيس، وفي الدعوات، باب التعوذ من غلبة الرجال، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1393) في الحج، باب أحد جبل يحبنا ونحبه، والموطأ 2 / 889 في الجامع، باب ما جاء في تحريم المدينة، والترمذي رقم (3918) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/140) قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والبخاري (5/132) قال: حدثني نصر بن علي، قال: أخبرني أبي، ومسلم (4/124) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثني أبي. (ح) وحدثنيه عبيد الله بن عمر القواريري.، قال: حدثني حرمي بن عمارة. أربعتهم - حماد، وعلي، ومعاذ، وحرمي - عن قرة بن خالد، عن قتادة، فذكره. والرواية الثانية: 1- أخرجها مالك الموطأ (554) وأحمد (3/149) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (4/177) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (5/132) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (9/129) قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (3922) قال: حدثنا قتيبة وابن مسلمة، وابن يوسف، وإسماعيل، وقتيبة، ومعن عن مالك. 2- وأخرجه أحمد (3/159) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. والبخاري (7/99) (8/96) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (4/114) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وابن حجر. أربعتهم - سليمان، وقتيبة، ويحيى، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر. 3- وأخرجه أحمد (3/242) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا ابن أبي الزناد. 4- وأخرجه أحمد (3/240) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا سليمان بن بلال. 5- وأخرجه البخاري (3/110) (5/171) قال: حدثنا عبد الغفار بن داود. وفي (4/43) قال: حدثنا قتيبة. وفي (5/171) قال: حدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن وهب ومسلم (4/114) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد. وأبو داود (2995) قال: حدثنا سعيد بن منصور. أربعتهم - عبد الغفار، وقتيبة، وابن وهب، وسعيد - قالوا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. 6- وأخرجه البخاري (4/42) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير. ستتهم - مالك، وإسماعيل، وابن أبي الزناد، وسليمان، ويعقوب، ومحمد - عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6967 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 337 6968 - (ط) عروة بن الزبير - رحمه الله - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- طلع له أُحد، فقال: هذا جبل يحبُّنا ونحبُّه. أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 893 في الجامع، باب جامع ما جاء في أمر المدينة، من حديث هشام بن عروة عن عروة، وهو مرسل عند جميع رواة مالك، أقول: وهو موصول عند غيره كما في الحديث الذي قبله، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1718) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/292) مرسلا عند جميع رواة الموطأ ومر قريبا أن مالكا رواه عن عمرو مولى المطلب عن أنس، فذكره. الحديث: 6968 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 338 6969 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُحُد جَبَل يُحِبُّنا ونحِبُّه» أخرجه البخاري (1) .   (1) تعليقاً 3 / 273 في الزكاة، باب خرص الثمر، قال الحافظ في " الفتح ": هو موصول في فوائد علي بن خزيمة، أقول: وهو موصول أيضاً كما في حديث أنس الذي قبله رقم (6966) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (ح) (1482) قال: وقال سليمان عن سعد بن سعيد،عن عمارة بن غزية، عن عباس، عن أبيه، فذكره. وقال الحافظ في الفتح (3/405) وعباس هو ابن سهل بن سعد، وهي موصولة في فوائد علي بن خزيمة. الحديث: 6969 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 338 6970 - (خ م) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- غزوةَ تبوك ... وساق الحديث - وفيه: ثم أقبلنا حتى قَدِمنا واديَ القُرَى، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني مُسْرِع، فمن شاءَ منكم فليسرع، ومن شاء فليمكثْ، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة، فقال: هذه طابة، وهذا أُحُد، وهو يحبنا ونحبه» . أخرجه مسلم (1) هكذا، قال: وساق الحديث، والحديث بطوله قد أخرجه هو والبخاري، وهو مذكور في موضعه (2) .   (1) رقم (1392) في الحج، باب أحد جبل يحبنا ونحبه. (2) رواه البخاري 3 / 272 و 273 في الزكاة، باب خرص الثمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/424) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب بن خالد. والدارمي (2498) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان بن بلال. والبخاري (2/154) (4/119) قال: حدثنا سهل بن بكار، قال: حدثنا وهيب. وفي (3/26) و (5/41) و (6/9) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان. ومسلم (4/123) و (7/61) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (7/61) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المغيرة بن سلمة، قالا: حدثنا وهيب، وأبو داود (3079) قال: حدثنا سهل بن بكار، قال: حدثنا وهيب بن خالد، وابن خزيمة (2314) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب. كلاهما - وهيب بن خالد، وسليمان بن بلال - عن عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل، فذكره. * والروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 6970 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 338 الفرع العاشر: في العقيق وذي الحُليفة 6971 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ وهو في مُعَرَّسِهِ من ذي الحليفة في بطن الوادي، فقيل له: إنك ببطحاءَ مباركة. قال موسى - هو ابن عقبة - وقد أناخ بنا سالم في المُناخ من المسجد الذي كان عبد الله يُنيخ به، يتحرَّى مُعرَّس رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي، بينه وبين القبلة، وَسَطاً من ذلك» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي منه إلى قوله: «مباركة» وله في أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة، وصلَّى بها» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المعرَّس) : موضع التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل نزلةً للاستراحة والنوم. [ص: 340] (التحرِّي) : القصد والاعتماد لتحقيق الغرض المطلوب.   (1) رواه البخاري 3 / 311 في الحج، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العقيق واد مبارك، وفي الحرث والمزارعة، في باب من أحيا أرضاً مواتاً، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1346) في الحج، باب التعريس بذي الحليفة والصلاة بها إذا صدر من الحج أو العمرة، والنسائي 5 / 126 و 127 في الحج، باب التعريس بذي الحليفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/87) (5595) قال: قرأت على أبي قرة موسى بن طارق. وفي (2/90) (5632) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا زهير. وفي (2/104) (5815) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (2/136) (6205) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا إسماعيل. والبخاري (2/167) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا فضيل بن سليمان. وفي (3/140) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (9/130) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا الفضيل. ومسلم (4/106) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل. (ح) وحدثنا محمد بن بكار بن الريان، وسريج بن يونس، قالا: حدثنا إسماعيل ابن جعفر. والنسائي (5/126) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، عن سويد، عن زهير، وابن خزيمة (2616) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا الخضر بن محمد بن شجاع، قال: أخبرنا إسماعيل ابن جعفر. ستتهم - موسى بن طارق، وزهير بن معاوية، ووهيب، وإسماعيل بن جعفر، وفضيل بن سليمان، وحاتم بن إسماعيل - عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، فذكره. * لم يذكر قول موسى بن عقبة الذي في آخر الحديث إلا إسماعيل بن جعفر. وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة فصلى بها» . وكان عبد الله بن عمر يفعل ذلك. أخرجه مالك الموطأ (262) . وأحمد (2/28) (4819) قال: حدثنا روح. وفي (2/112) (5922) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (2/138) (6232) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (2/166) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (4/106) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (2044) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (5/127) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، وفي الكبرى تحفة الأشراف (8338) عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب. ثمانيتهم - روح بن عبادة، وإسحاق بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، ويحيى ابن يحيى، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن وهب - عن مالك، عن نافع، فذكره. * أخرجه أحمد (2/119) (6004) قال: حدثنا هاشم. ومسلم (4/106) قال: حدثني محمد بن رمح ابن المهاجر المصري (ح) وحدثنا قتيبة. ثلاثتهم - هاشم بن القاسم، ومحمد بن رمح، وقتيبة بن سعيد - قال ابن رمح: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا ليث، عن نافع، قال: «كان ابن عمر ينيخ بالبطحاء التي بذي الحليفة، التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينيخ بها، ويصلي بها.» . وعن نافع، وسالم، أن ابن عمر كان إذا مر بذي الحليفة، بات بها حتى يصبح. ويخبر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك. أخرجه ابن خزيمة (2615) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثني موسى بن عقبة، قال: حدثني نافع، وسالم، فذكراه. الحديث: 6971 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 339 6972 - (خ د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال عمر بن الخطاب: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو بوادي العقيق - يقول: «أتاني الليلةَ آت من ربي، فقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقُلْ: عمرة في حَجَّة» . وفي رواية «وقل: عمرة وحجة» . وفي أخرى قال: «عمرة في حجة» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 310 في الحج، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " العقيق واد مبارك "، وفي الحرث والمزارعة، باب من أحيا أرضاً مواتاً، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، وأبو داود رقم (1800) في المناسك، باب في الإقران. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (19) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، وبشر بن بكر، قالا: حدثنا الأوزاعي. وأحمد (1/24) (161) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي. وعبد بن حميد (16) قال: حدثنا هارون بن إسماعيل الخزاز، قال: حدثنا علي بن المبارك. والبخاري (2/167) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا الوليد، وبشر بن بكر التنيسي، قالا: حدثنا الأوزاعي. وفي (3/140) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي. وفي (9/130) قال: حدثنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا علي بن المبارك. وأبو داود (1800) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مسكين، عن الأوزاعي. وابن ماجة (2976) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن مصعب (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، يعني حميدا، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قالا: حدثنا الأوزاعي. وابن خزيمة (2617) قال: حدثنا الربيع بن سليمان ومحمد بن مسكين اليمامي. قالا: حدثنا بشر بن بكر، قال: أخبرنا الأوزاعي. كلاهما - الأوزاعي، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 6972 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 340 6973 - (د) مالك [بن أنس]- رحمه الله - قال: «لا ينبغي لأحد أن يجاوز المعرَّس، إذا قفل راجعاً إلى المدينة، حتى يصلِّيَ فيه ما بدا له، لأنه بلغني: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عَرَّس به» . أخرجه أبو داود، وقال: «المعرَّس على ستة أميال من المدينة» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2045) في المناسك، باب زيارة القبور، بلاغاً، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه أبو داود (2045) قال: حدثنا القعنبي، قال: مالك،فذكره بلاغا. الحديث: 6973 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 340 الفصل الثالث: في أماكن متعددة من الأرض الحجاز 6974 - (ت) عمرو بن عوف - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الدِّين ليأرِزُ إلى الحجاز، كما تأرِزُ الحيةُ إلى جُحرها، وليَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِل الأُرْوِيَّة من رأس الجبل، إن الدِّين بدأ غريباً، وسيعود كما بدأ (1) ، فطوبى للغرباء وهم الذين يُصْلحون ما أفسد الناسُ [من بَعْدي] من سُنَّتي» . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليعقلن) أي: ليعتصم ويلتجىء ويحتمي. (الأُرْوِيَّة) : الشاة الواحدة من شياه الجبل، وجمعها: أروى. (طوبى) : اسم الجنة، أي: فالجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا غرباء في أول الإسلام، والذين يصيرون غرباء بين الكفار في آخره لصبرهم على أذى الكفار أولاً وآخراً، أو لزومهم دين الإسلام.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: ويرجع غريباً. (2) رقم (2432) في الإيمان، باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، وفي سنده كثير ابن عبد الله المزني، وهو ضعيف، ولأوله وآخره شواهد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2630) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، عن أبيه، فذكره. وقال: هذا حديث حسن صحيح. قلت: فيه كثير بن عبد الله المزي، وهو ضعيف. الحديث: 6974 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 341 6975 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرِز المسجدين كما تأرِزُ الحية إلى جُحْرها» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بدأ الإسلام غريباً) أي: كان في أول الأمر كالغريب الذي لا أهل له عنده لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود كما بدأ، أي: يقل المسلمون في آخر الزمان، فيصيرون كالغرباء بين الكفار.   (1) رقم (146) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1/90) قال: حدثني محمد بن رافع، والفضل بن سهل الأعرج، قالا: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا عاصم وهو ابن محمد العمري، عن أبيه، فذكره. الحديث: 6975 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 342 6976 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يقول: «لَبَيْت بِرُكْبةَ أحبُّ إليَّ من عشرةِ أبيات بالشام» قال مالك: يريد لطول الأعمار والبقاء، ولشدة الوباء بالشام (1) . أخرجه «الموطأ» (2) .   (1) إنما قال عمر رضي الله عنه ذلك حين وقع الوباء بالشام. (2) 2 / 897 في الجامع، باب ما جاء في الطاعون بلاغاً، وإسناده معضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1724) بلاغا، فذكره. الحديث: 6976 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 342 6977 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «غِلَظُ القلوب والجفاءُ: في المشرق، والإيمانُ في أهل الحجاز» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (53) في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/335) .ومسلم (1/53) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. كلاهما - أحمد، وإسحاق - عن عبد الله بن الحارث المخزومي، عن ابن جريج. 02 وأخرجه أحمد (3/345) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: أخبرنا ابن لهيعة. كلاهما - ابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (3/332) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان، فذكره. الحديث: 6977 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 342 جزيرة العرب 6978 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ [ص: 343] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الشيطان قد يَئِسَ أن يَعْبُدَهُ المصَلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التحريش) : الإغراء وإيقاع الفتن بين الناس، وحمل بعضهم على بعض بإيقاع الفساد بينهم.   (1) رقم (2812) في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/313) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير. ومسلم (8/138) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (1937) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. أربعتهم - أبو معاوية، وابن نمير، وجرير، ووكيع - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 6978 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 342 6979 - (ط) محمد بن شهاب الزهري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب» . قال محمد بن شهاب: ففحَص عن ذلك عمر بن الخطاب، حتى أتاه الثلَج واليقين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجتمع دِينان في جزيرة العرب» فأجلَى يهود خيبر (1) . قال مالك: وقد أجلى عمر يهود نَجْران وفَدَك، فأما يهود خيبر: فخرجوا منها، ليس لهم من الثمر ولا من الأرض شيء، وأما يهود فدك: فكان لهم نصف الثمر ونصف الأرض، [لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان صالحهم على نصف الثمر ونصف الأرض، فأقام لهم عمر بن الخطاب: نصف الثمر [ص: 344] ونصف الأرض] قيمة من ذهبٍ وورِق وإبل، وحبال وأقتاب، ثم أعطاهم القيمة وأجلاهم منها. أخرجه «الموطأ» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفحص) : البحث عن حقيقة الأمر وكشفه. (الثلَج) : اليقين، ثلَج الأمر في قلبي: إذا ثبتَ واطمأننتُ إليه، وثَلَجَتْ نفسي بالأمر تثلَج ثُلوجاً، وثلِجت تثلج ثلَجاً.   (1) 2 / 892 و 893 في الجامع، باب ما جاء في إجلاء اليهود من المدينة مرسلاً، وهو موصول في " الصحيحين " من حديث ابن عباس رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1717) عن ابن شهاب، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/290) : -مرسل، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب مرسلا، وهو موصول بنحوه من طرق في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس وعمر. الحديث: 6979 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 343 6980 - (د) مالك بن أنس: قال: « [إن] عمر - رضي الله عنه - أجلى أهل نجران، ولم يُجْلَوْا من تَيماء، لأنها ليست من بلاد العرب، فأمَّا الوادي: فإني أرى أنما لم يُجْلَ مَن فيها من اليهود: أنهم لم يَرَوْها من أرض العرب» . وعن مالك قال: وقد أجلى عمر يهود نجران وفدك. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3033) و (3034) في الخراج والإمارة، باب في إخراج اليهود من جزيرة العرب، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه أبو داود (3033) قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر، يعني ابن عبد الواحد، قال: قال سعيد، يعني ابن عبد العزيز، فذكره. وفي (3034) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال مالك، فذكره. الحديث: 6980 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 344 6981 - (م د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لأُخرجَنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أتركُ فيها إلا مسلماً (1) » . قال سعيد بن عبد العزيز: جزيرة العرب: ما بين الوادي إلى أقصى اليمن، إلى تُخوم العراق إلى البحر. أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، ولم يذكر كلام سعيد بن عبد العزيز [ص: 345] [سوى أبي داود] (2) .   (1) رواية مسلم: فلا أدع فيها إلا مسلماً. (2) رواه مسلم رقم (1767) في الجهاد، باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وأبو داود رقم (3030) في الخراج والإمارة، باب في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، والترمذي رقم (1606) في السير، باب ما جاء في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/29) (201) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا ابن جريج. وفي (1/32) (219) قال: حدثنا روح ومؤمل. قالا: حدثنا سفيان الثوري. وفي (3/345) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (5/160) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: أخبرنا سفيان الثوري. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل، وهو ابن عبيد الله. وأبو داود (3030) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم وعبد الرزاق. قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (3031) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (1606) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرنا سفيان الثوري. وفي (1607) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أبو عاصم وعبد الرزاق. قالا: أخبرنا ابن جريج. والنسائي في الكبرى الورقة (116ب) قال: أخبرني عمرو بن هشام، قال: حدثني مخلد، عن سفيان. أربعتهم - ابن جريج، وسفيان الثوري، وابن لهيعة، ومعقل - عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره. * أخرجه أحمد (1/32) (215) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، -رضي الله عنه-، قال: لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب. الحديث: 6981 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 344 6982 - (د) عبد الله بن عباس وجويرية بن قدامة - رضي الله عنهما - قالا: أوصى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند موته: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنتُ أجيزهم» . قال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب؟ فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن، وقال يعقوب: العَرْج أول اليمامة، قال يعقوب: وحُدِّثت: أن جزيرة العرب: ما بين وادي القرَى إلى أقصى اليمن، وما بين البحر إلى تخوم العراق في الأرض في العرض. وفي رواية عن ابن عباس وحده: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- «أوصى بثلاثة، فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجِيزوا الوفد بنحو ما كنت أُجِيزهم» قال ابن عباس: وسكت عن الثالثة، أو قال: فأُنسيتها. أخرج أبو داود الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أجيزوا الوفد) الوفد: الجماعة الذين يقصدون الملوك والأمراء ومن [ص: 346] يجري مجراهم، ينتجعونهم ويستنجدونهم، وإجازتهم: إعطاؤهم الجائزة، وهي ما جاؤوا يلتمسونه من العطاء، وأصل ذلك في اللغة: أن يعطي الرجلُ الرجلَ ماءً، ويعبره ليذهب في وجهه الذي يريد، يقول الرجل إذا ورد الماء لقيم الماء: أجزني ماء، أي: أعطني ماء حتى أذهب لوجهي، وأجوز عنك، ثم كثر هذا حتى استعمل في العطاء، فسموا العطية جائزة.   (1) رقم (3029) في الخراج والإمارة، باب في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (526) . وأحمد (1/222) (1935) والبخاري (4/85) قال: حدثنا قبيصة. وفي (4/120) قال: حدثنا محمد. وفي (6/11) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (5/75) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. وأبو داود (3029) قال: حدثنا سعيد ابن منصور. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5517) عن محمد بن منصور. تسعتهم - الحميدي، وأحمد، وقبيصة، ومحمد بن سلام، وقتيبة، وسعيد، وأبو بكر، وعمرو، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول. 2- وأخرجه أحمد (1/355) (3336) ومسلم (5/75) قال: حدنثا إسحاق بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى- تحفة الأشراف 5524) عن محمد بن عبد الله المخرمي. ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، ومحمد- عن وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف. كلاهما - سليمان، وطلحة- عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 6982 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 345 6983 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن عمر أجْلَى اليهودَ والنصارى من أرض الحجاز، وأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها، وكانت الأرضُ لَمَّا ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين، فأراد إخراج اليهود منها، فسألت اليهود رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُقِرّهم بها على أن يَكْفُوا العمل ولهم نصف الثمر، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نقرّكم بها على لك ما شئنا، فَقُرُّوا بها حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تَيماءَ وأرِيحاء» . زاد في رواية: «وأجْلَى أهل خيبر وأهل فدك، ونصارى نجران، ولم يُجْلِ أهل الوادي، ولا أهل تَيماء، لأنهما ليستا من جزيرة العرب» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 181 في الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، ومسلم رقم (1551) في المساقاة، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/149) (6368) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. والبخاري (3/140) و (4/116) قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا فضيل بن سليمان، ومسلم (5/27) قال: حدثنا محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. كلاهما - ابن جريج، وفضيل - عن موسى بن عقبة، قال: أخبرنا نافع، فذكره. الحديث: 6983 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 346 اليمن 6984 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتاكم أهلُ اليمن أرقُّ أفئدة، وألينُ قلوباً، الإيمان يَمان، والحكمةُ يمانية، ورأسُ الكفر قِبلَ المشرق، والفخرُ والخُيلاء في أصحاب الإبل، والسكينةُ والوقارُ في أهل الغنم» . وفي رواية: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الفَخْرُ والخُيَلاَءُ في الفَدَّادين أهلِ الوبر، والسكينةُ في أهل الغنم، والإيمانُ يَمان، والحكمةُ يمانية» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري قال: «أتاكم أهل اليمن أضعفُ قلوباً، وأرقُّ أفئدة، الفقهُ يمان، والحكمةُ يمانية» . ولمسلم قال: «جاء أهل اليمن هم أرقُّ أَفئدة، وأضعفُ قلوباً، الإيمان يمانٍ، والفقهُ يمان، والحكمة يمانية» . وفي رواية الترمذي: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمانُ يمان، والكفرُ قِبل المشرق، والسكينة لأهل الغنم، والفخرُ والرِّياءُ في الفدَّادين أهلِ الخيل والوبَر، يأتي المسيح، حتى إذا جاء دُبُرَ أُحُد صرفت الملائكة وجهه قبل الشام ، وهنالك يهلِك» (1) . [ص: 348] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أفئدة) : جمع فؤاد. (الخيلاء) : الكبر والعجب. (الفدَّادين) : قال الهروي: قال أبو عمرو: هي الفدادِين جمع فدان مشدداً وهي البقر التي يُحرَثُ بها، وأهلها أهل جفاء لبعدهم عن الأمصار، قال: وقال أبو بكر: أراد: في أصحاب الفدادين، فحذف «أصحاب» وأقام الفدادين مقامهم، قال: وقال الأصمعي: الفدَّادين مشدداً وهم الذين تَعْلُو أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم، يقال: فدَّ يفِد فديداً: إذا اشتد صوته، قال: وقال أبو عبيدة: الفدَّادين مشدداً: هم المكثرون من الإبل، وهم جُفَاةٌ أهل خيلاء، ويكون معنى «فدّادٍ» في هذا كمعنى بَزَّاز، وعطَّار، أي: أنه منسوبٌ إليه معروف به، وقال أبو العباس: الفدَّادون: الجمَّالون، والرُّعيان، والبَقَّارون، والحمَّارون. (أهل الوبر) : الوبر، وبر الإبل، والمراد: أهل ذوات الوبر، أي: أصحاب الإبل.   (1) رواه البخاري 6 / 387 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (52) في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان، والترمذي رقم (2244) في الفتن، باب ما جاء في الدجال لا يدخل المدينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «أتاكم أهل اليمن. أضعف قلوبا، وأرق أفئدة. الفقه يمان، والحكمة يمانية.» . زاد في رواية سفيان: «والجفاء والقسوة وعلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل من ربيعة ومضر.» . أخرجه الحميدي (1049) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. وأحمد (2/541) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. والبخاري (5/220) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب قال: حدثنا أبو الزناد. ومسلم (1/52) قال: حدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني. قالا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. كلاهما - أبو الزناد، وصالح بن كيسان - عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «جاء أهل اليمن، هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية.» . أخرجه أحمد (2/235) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، وفي (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن أيوب. وفي (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا هشام بن حسان. وفي (2/474) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عون. وفي (2/488) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا هشام بن حسان. (ح) وحدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا جرير بن حازم وفي (2/541) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. قال: حدثنا هشام وحبيب بن الشهيد. ومسلم (1/51) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: أنبأنا حماد. قال: حدثنا أيوب. وفي (1/52) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق. كلاهما عن ابن عون. خمستهم - ابن عون، وأيوب، وهشام، وجرير، وحبيب - عن محمد بن سيرين، فذكره. * في رواية هشام بن حسان عند أحمد (2/277) زاد في أول الحديث: «لما نزلت: إذا جاء نصر الله والفتح. ثم ذكر الحديث. * الروايات ألفاظها متقاربة. وأثبتنا لفظ أيوب عند مسلم (1/51) . وبلفظ: «الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية.» أخرجه البخاري (4/217) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (1/52) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. كلاهما - شعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. * أخرجه أحمد (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، أو أحدهما، عن أبي هريرة، فذكراه. وبلفظ: «أتاكم أهل اليمن، هم أضعف قلوبا، وأرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية.» . أخرجه أحمد (2/502) قال: حدثنا يزيد. والترمذي (3935) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. كلاهما - يزيد بن هارون، وعبد العزيز- عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ: «الإيمان يمان، والكفر قبل المشرق، والسكينة في أهل الغنم، والفخر والرياء في الفدادين أهل الخيل والوبر.» . أخرجه أحمد (2/372) قال: حدثنا سليمان. قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/407) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. وفي (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/484) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير. ومسلم (1/52) قال: حدثني يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. والترمذي (2243) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. خمستهم - إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وشعبة، وزهير بن محمد، وعبد العزيز بن محمد- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وألين قلوبا، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم.» . زاد في رواية أبي معاوية « ... رأس الكفر قبل المشرق.» . أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا أبو معاوية ويعلى. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (5/219) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. (ح) وقال غندر، عن شعبة ومسلم (1/53) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثني بشر بن خالد قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر. قالا: حدثنا شعبة. أربعتهم - أبو معاوية، ويعلى، وشعبة، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان، فذكره. وبلفظ: «الإيمان يمان، الإيمان يمان، الإيمان يمان، رأس الكفر المشرق، والكبر والفخر في الفدادين أصحاب الوبر» . أخرجه أحمد (2/425) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا الجريري، عن أبي مصعب، فذكره. وبلفظ: «ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن. وقال أبو المغيرة. من قبل المغرب ألا إن الكفر والفسوق وقسوة القلب في الفدادين أصحاب الشعر والوبر الذين تغتالهم الشياطين على أعجاز الإبل.» . أخرجه أحمد (2/541) قال: حدثنا عصام بن خالد. قال: حدثنا حريز، عن شبيب أبي روح، فذكره. وبلفظ: «الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية، أتاكم أهل اليمن، فهم أرق أفئدة، وألين قلوبا، والكفر قبل المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم» . أخرجه أحمد (2/380) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ثابت بن الحارث، فذكره. وعن همام بن منبه. قال: قدمت المدينة فرأيت حلقة عند منبر النبي -صلى الله عليه وسلم-. فسألت؟ فقيل لي: أبو هريرة: قال: فسألت. فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل اليمن. فقال: سمعت حبي، أو قال: سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الإيمان يمان، والحكمة يمانية، هم أرق قلوبا، والجفاء في الفدادين أصحاب الوبر. وأشار بيده نحو المشرق.» . أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا عقيل بن معقل، عن همام بن منبه، فذكره. وبلفظ: «الخيلاء والفخر في أهل الخيل والإبل، والسكينة في أهل الغنم.» . أخرجه أحمد (2/319) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال: حدنثا معمر، عن همام، فذكره. وبلفظ: «جاء أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وأضعف قلوبا، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، السكينة في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر قبل مطلع الشمس.» . أخرجه مسلم (1/52) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال: أخبرنا أبو اليمان، عن شعيب، عن الزهري. قال: حدثني سعيد بن المسيب، فذكره. * أخرجه أحمد (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، أو أحدهما، عن أبي هريرة، فذكراه نحوه. الحديث: 6984 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 347 6985 - (خ م) أبو مسعود [البدري]- رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمانُ هاهنا - وأشار بيده إلى اليمن - والقسوةُ وغِلَظُ القلوب في الفَدَّادين عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلُع قَرْنا الشيطان [ص: 349] في ربيعة ومُضَر» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 387 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وفي الطلاق، باب اللعان، ومسلم رقم (51) في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (458) قال: حدثنا سفيان وأحمد (4/118) قال: حدثنا يزيد (ح) ومحمد بن عبيد. وفي (5/273) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (4/155) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (4/217) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/219) قال: حدثني عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. وفي (7/68) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (1/51) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا معتمر. تسعتهم - سفيان بن عيينة، ويزيد، ومحمد بن عبيد، ويحيى، وشعبة، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وابن إدريس، ومعتمر - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره. الحديث: 6985 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 348 6986 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نظر قِبَلَ اليمن، فقال: «اللهم أقبِلْ بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومُدِّنا» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3930) في المناقب، باب في فضل اليمن، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/185) والترمذي (3934) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني، وغير واحد. كلاهما - أحمد، وعبيد الله - عن أبي داود الطيالسي سليمان بن داود، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس بن مالك.، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث زيد بن ثابت إلا من حديث عمران القطان. الحديث: 6986 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 349 الشام 6987 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستكون هجرة بعد هجرة، فخيارُ أهل الأرض: ألزمهم مُهاجَرَ إبراهيم، ويبقى في كل أرض إذ ذاك شِرارُ أهلها، تَلفِظهم أرضُوهم، تَقْذَرُهم نَفْسُ الله عز وجل، وتحشرهم النار مع القِرَدةِ والخنازير» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المهاجَر) : الموضع الذي يهاجر إليه، ومهاجر إبراهيم خليل الله عليه [ص: 350] السلام: هو الشام، فأراد بالهجرة الثانية في قوله: «ستكون هجرةٌ بعد هجرة» الهجرة إلى الشام، يرغب في المقام بها. (لَفَظَتْهُم) الأرض تلفظهم، أي: تقذفهم كما تُرمَى اللفاظة من الفم. (تقذرهم نفس الله) معناه أن الله عز وجل يكره خروجهم إليها ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرِّدة وترك القبول كالشيء الذي تقذره النفس فلا تقبله.   (1) رقم (2482) في الجهاد، باب سكنى الشام، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/198) (6871) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (2/209) (6952) قال: حدثنا أبو داود وعبد الصمد، المعنى، قالا: حدثنا هشام. وأبو داود (2482) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. كلاهما - معمر، وهشام - عن قتادة، عن شهر بن حوشب، فذكره. قلت: فيه شهر بن حوشب. الحديث: 6987 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 349 6988 - (ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: كُنَّا يوماً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نؤلِّف القرآن من الرِّقاع، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «طوبَى للشام، فقلت: لم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأن الملائكة باسطة أجنحتَها عليها» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3949) في المناقب، باب في فضل الشام واليمن، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/184) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (5/184) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. والترمذي (3954) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب. كلاهما - ابن لهيعة، ويحيى - عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب. الحديث: 6988 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 350 6989 - (د) عبد الله بن حوالة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سيصير الأمر إلى أن تكونوا جُنُوداً مُجَنَّدَة: جُنْد بالشام، وجند بالعراق، فقلت: خِرْ لي يا رسول الله إن أدركتُ ذلك، فقال: عليك بالشام، فإنها خِيَرةُ الله في أرضه، يَجتبِي إليها خيرتَه من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمَنِكم، واسقُوا من غُدُرِكم، فإن الله توكل [لي] بالشام وأهله» . [ص: 351] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خِرْ لي) : اجعل لي من أمري خيراً، وألهمني فعله، أو اختر لي الأصلح. (الاجتباء) : الاختيار والإصفاء.   (1) رقم (2483) في الجهاد، باب في سكنى الشام، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/110) قال: حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه، وأبو داود (2483) قال: حدثنا حيوة بن شريح الحضري. كلاهما - حيوة، ويزيد - قالا: حدثنا بقية، قال: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة، فذكره. قلت: رجاله ثقات، وفي النفس شيء من تدليس بقية. الحديث: 6989 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 350 6990 - (ت) بهز بن حكيم (1) عن أبيه عن جده قال: قلتُ «يا رسول الله أين تأمرني؟ قال: هاهنا، ونَحَا بيده نحو الشام» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في المطبوع: عمرو بن شعيب، وهو خطأ. (2) رقم (2193) في الفتن، باب ما جاء في الشام، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/3) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا بهز. وفي (5/5) قال: حدثنا يحيى، عن بهز. والترمذي (2192) و (2424) و (3143) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا بهز بن حكيم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11398، 11399) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي بكير، عن شبل بن عباد، عن أبي قزعة. كلاهما - بهز بن حكيم، وأبو قزعة - عن حكيم بن معاوية، فذكره. * فرقه الترمذي والنسائي إلى حديثين. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 6990 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 351 دمشق 6991 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن فُسطَاط المسلمين يوم الملحمة بالغُوطَةِ إلى جانب مدينة يقال لها: دمشقُ، من خير مدائن الشام» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغوطة) : اسم البساتين والمياه التي عند دمشق، وهي غوطة دمشق. [ص: 352] (الفُسطاط) هاهنا: أراد به البلدة الجامعة للناس، ومنه سميت مصر الفسطاط. (الملحمة) : الحرب والقتال، جمعها: الملاحم.   (1) رقم (3298) في الملاحم، باب في المعقل من الملاحم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/197) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى وأبو داود (4298) قال: حدثنا هشام بن عمار. كلاهما - إسحاق، وهشام - قالا: حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني زيد بن أرطأة، قال: سمعت جبير بن نفير، فذكره. الحديث: 6991 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 351 6992 - (د) مكحول: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «موضع فُسطاط المسلمين في الملاحم: أرضٌ يقال لها: الغُوطَة» أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية عنه موقوفاً قال: «لَيَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشَّامَ أربعين صباحاً لا يمتنع فيها إلا دمشق وعَمَّان» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المخْرُ) : شق السفينة الماء وجريها فيه، فنقل إلى كل من فَعل مثل ذلك في الماء والأرض وغيرهما، أراد: أن الرومَ تدخل الشام وتجوس خلاله وتطُوفُه.   (1) مرسلاً رقم (4640) في السنة، باب في الخلفاء، وهو حديث صحيح بشواهده. (2) مرسلاً رقم (4638) في السنة، باب في الخلفاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (4640) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا برد أبو العلاء، عن مكحول، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أبو داود (4638) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، فذكره. قلت: مكحول لم يسمع من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقوله مرسل. الحديث: 6992 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 352 6993 - (د) عبد الرحمن بن سليمان: «سيأتي ملك من ملوك العجم يظهر على المدائن كلها إلا دمشق» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4639) في السنة، باب في الخلفاء مرسلاً، وهو منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه أبو داود (4639) قال: حدثنا موسى بن عامر المري، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا عبد العزيز بن العلاء، أنه سمع أبا عيسى عبد الرحمن بن سلمان يقول، فذكره. الحديث: 6993 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 352 بيت المقدس 6994 - (د) ميمونة - مولاةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها - قالت: قلت: يا رسولَ الله، أفْتِنَا في بيت المقدس؟. قال: ائتوه فصلُّوا فيه - وكانت البلاد إذ ذاك حَرْباً - فإن لم تأتوه [وتصلُّوا فيه] فابعثوا بزيت يُسْرَجُ في قناديله. أخرجه أبو داود (1) . وقد تقدَّم في «فضل مكة» أحاديث «لا تشدُّ الرِّحال إلا لثلاثةِ مساجدَ» فلم نُعِدْ ذِكْرها هاهنا.   (1) رقم (457) في الصلاة، باب في السرج في المساجد، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منكر: أخرجه أحمد (6/463) قال: حدثنا علي بن بحر. (ح) وحدثنا أبو موسى الهروي. وابن ماجة (1407) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي. ثلاثتهم - علي بن بحر، وأبو موسى الهروي. وإسماعيل بن عبد الله الرقي - قالوا: حدثنا عيسى بن يونس. قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة. فذكره. * وأخرجه أبو داود (457) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا مسكين، عن سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكرته. ولم يذكر فيه: عثمان بن أبي سودة. قال عنه الشيخ الألباني في ضعيف سنن ابن ماجة: منكر. الحديث: 6994 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 353 وَجٌّ 6995 - (د) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: «لَمَّا أقبلنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من لِيَّةَ، حتى إذا كُنَّا عند السِّدْرة، وقف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في طَرَف القَرْن الأسود حَذْوها، واستقبل نَخِباً ببصره [وقال مرة: واديَه] ووقف حتى اتّقَفَ الناسُ كلُّهم، ثم قال: إن صيد وَجّ وعِضاهه حرم محرَّم لله، وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره على ثقيف» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَجّ) : وادٍ بين الطائف ومكة، قال الخطابي: ولست أعلم لتحريم [ص: 354] « وج » معنى إلا أن يكون على سبيل الحمى لنوع من منافع المسلمين، أو أنه حرَّمه وقتاً مخصوصاً، ثم أحله، ويدل على ذلك قبل نزوله الطائف لحصار ثقيف، ثم عاد الأمر فيه إلى الإباحة. (لِيَّة) : موضع، والقرن الأسود: جُبَيْلٌ صغيرٌ هناك. (نَخِباً) : قال الخطابي: أراد جبلاً أو موضعاً، ولست أُحِقُّه. (اتَّقَف) : مطاوع وقف، تقول: وقفته فاتَّقَف، مثل: وعدته فاتَّعدَ، والأصل فيه: ايْتَقَف وايْتَعَدَ، فلما ثقل النطق به أدغَمُوا.   (1) رقم (2032) في المناسك، باب في مال الكعبة، وفي إسناده محمد بن عبد الله بن إنسان الطائفي وأبوه، وهما لينان في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف: أخرجه الحميدي (63) وأحمد (1/165) (1416) وأبو داود (2032) قال: حدثنا حامد بن يحيى. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وحامد - قالوا: حدثنا عبد الله بن الحارث، عن محمد بن عبد الله بن إنسان الطائفي، عن أبيه، عن عروة، فذكره. قلت: فيه محمد بن عبد الله بن إنسان، وقال الحافظ في التهذيب (9/248) وقال البخاري لما ذكر حديثه في صيدوج، لم يتابع عليه. الحديث: 6995 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 353 مسجد العَشَّار 6996 - (د) إبراهيم بن صالح بن درهم: قال: سمعتُ أبي يقول: انطلقنا حاجِّين، فإذا رجل، فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها: الأُبُلَّة؟ قلنا: نعم، قال: مَن يضمن لي منكم أن يصلِّيَ لي في مسجد العَشَّار ركعتين، أو أربعاً، ويقول: هذه لأبي هريرة، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله تبارك وتعالى يبعث من مسجد العَشَّار يوم القيامة شُهداءَ لا يقوم مع شهداء بدر غيرُهم» أخرجه أبو داود (1) . وقال رزين: وقال أبو داود: المسجد هو مما على النهر.   (1) رقم (4308) في الملاحم، باب في ذكر البصرة، وإسناده ضعيف، والحديث غير محفوظ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/350) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (2/418) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (2/526) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا حيوة. وابن ماجة (227) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. ثلاثتهم - ابن لهيعة، وحاتم بن إسماعيل، وحيوة بن شريح - عن حميد بن صخر أبو صخر الخراط، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. أخرجه أبو داود (4308) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثني إبراهيم بن صالح بن درهم. قال: سمعت أبي يقول، فذكره. قال الشيخ الألباني في ضعيف سنن أبي داود:ضعيف. الحديث: 6996 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 354 أنهار مخصوصة 6997 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَيْحان، وجَيْحان، والفُراتُ، والنِّيلُ: كلٌّ من أنهار الجنة» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2839) في الجنة، باب ما في الدنيا من أنهار الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:أخرجه أحمد (2/289) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/440) قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة. ومسلم (8/149) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير وعلي بن مسهر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا محمد بن بشر. أربعتهم - عبد الله بن نمير، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر - عن عبيد الله ابن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، فذكره. وبلفظ: «أربعة أنهار من الجنة: الفرات، وسيحان، وجيحان، والنيل» . أخرجه الحميدي (1163) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/260) قال: حدثنا ابن نمير ويزيد. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون - عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 6997 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 355 الباب التاسع من كتاب الفضائل: في فضائل الأعمال والأقوال، وفيه ثلاثة عشر فصلاً الفصل الأول: في فضل الإيمان والإسلام 6998 - (خ م ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، وأن عيسى عبدُ الله ورسولُه، وكلمتُه ألقاها إلى مريم [ص: 356] وروحٌ منه، والجنةُ والنار حق: أدخله [الله] الجنة على ما كان من العمل» . وفي رواية «أدخله الله من أبواب الجنة الثمانية أيِّها شاء» أخرجه البخاري [ومسلم] . وعند مسلم من حديث الصُّنابحي عن عبادة قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شهدَ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله حرَّمَ الله عليه النار» . وفي رواية الترمذي قال الصنابحي: «دخلت على عبادة بنِ الصامت وهو في الموت، فَبَكَيْتُ، فقال: مهلاً، لِمَ تبكي؟ فوالله لَئِن استُشْهِدتُ لأشهدنَّ لك، ولَئنْ شُفِّعْتُ لأشفعنَّ لك، ولئن استطعتُ لأنفعنَّك، ثم قال: والله ما مِن حديث سمعتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لكم فيه خير إلا حدَّثتكموه، إلا حديثاً واحداً، وسأحدِّثكموه اليوم، وقد أُحيطَ بنفسي، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسولُ الله حرَّم الله عليه النار» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 342 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق} ، ومسلم رقم (29) في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة، والترمذي رقم (2640) في الإيمان، باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/313) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والبخاري (4/201) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: حدثنا الوليد. ومسلم (1/42) قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا مبشر بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1131) قال: أخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر. ثلاثتهم - الوليد، ومبشر، وعمر بن عبد الواحد- عن الأوزاعي. 2- وأخرجه أحمد (5/314) قال: حدثنا الوليد. والبخاري (4/201) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: قال الوليد. ومسلم (1/42) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد يعني ابن مسلم والنسائي في عمل اليوم والليلة (0311) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثني صدقة بن خالد. كلاهما - الوليد، وصدقة - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. كلاهما - الأوزاعي، وعبد الرحمن - قال: حدثني عمر بن هانىء، قال: حدثني جنادة بن أبي أمية، فذكره. * في رواية الأوزاعي: «أدخله الله الجنة على ما كان من العمل.» ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (5/318) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفيه (5/318) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (1/42) ، والترمذي (2638) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - يونس. وقتيبة - قالا: حدثنا الليث، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن الصنابحي، فذكره. * أخرجه عبد بن حميد (186) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، فقال: كنا جلوسا عند عبادة بن الصامت إذ جاءه الصنابحي. فبكى. فقال له: ما يبكيك. فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1128) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي محيريز، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، حرم الله عليه النار» . الحديث: 6998 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 355 6999 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 357] قال: قال هشام: «يَخْرُجُ من النار - وقال شعبة: أخرِجوا من النار - من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يَزِن شعيرة، أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن بُرَّة، أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن ذَرَّة» . وقد أخرجه البخاري ومسلم في جملة حديث طويل يرد في «كتاب القيامة» من حرف القاف. وقال شعبة: «ما يزن ذُرَة» مخففة. أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذَرَّة) الذَّر: صغار النمل.   (1) رقم (2596) في صفة جهنم، باب ما جاء أن للنار نفسين وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال: وفي الباب عن جابر وعمران بن حصين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير.» . 1- أخرجه أحمد (3/173 و 276) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (3/276) وعبد بن حميد (1173) قالا: أحمد وعبد: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (1/125) قال: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع. أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وابن هارون، وابن زريع - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/116) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (4312) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. كلاهما -يحيى، وخالد - عن سعيد بن أبي عروبة. 3- وأخرجه البخاري (1/17) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (9/149) قال: حدثني معاذ بن فضالة. ومسلم (1/125) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا معاذ بن هشام. ثلاثتهم - مسلم، وابن فضالة، ومعاذ بن هشام - عن هشام الدستوائي. 4- وأخرجه مسلم (1/125) قال: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد وهشام. 5- وأخرجه الترمذي (2593) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، وهشام. ثلاثتهم - شعبة وهشام، وسعيد - عن قتادة، فذكره. الحديث: 6999 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 356 7000 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرَّة من الإيمان - قال أبو سعيد: فمن شك فليقرأ {إن الله لا يظلم مثقال ذَرَّة} [النساء: 40] . أخرجه الترمذي (1) . وفي رواية ذكرها رزين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل أهل [ص: 358] الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النارِ النارَ، ثم يقول الله: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من إيمان» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المثقال) : المقدار من الموزونات، قليلاً كان أو كثيراً، تقول: مثقال حبة، ومثقال ألفٍ، والناس يجعلونه للدينار خاصة، وليس كذلك.   (1) رقم (2601) في صفة جهنم، باب رقم (10) ، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد أخرجه الشيخان مطولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/94) ، وابن ماجة (60) قال: حدثنا محمد بن يحيى. والترمذي (2598) قال: حدثنا سلمة بن شبيب. والنسائي (8/112) قال: أخبرنا محمد بن رافع. أربعتهم - أحمد، وابن يحيى، وسلمة، وابن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: وهو جزء من حديث طويل في الصحيحين وسيأتي. الحديث: 7000 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 357 7001 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قال: رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام دِيناً، وبمحمد رسولاً، وَجَبَتْ له الجنةُ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1529) في الصلاة، باب في الاستغفار، وإسناده حسن، وأخرجه مسلم من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري أتم منه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه عبد بن حميد (999) قال: حدثني ابن أبي شيبة. وأبو داود (1529) قال: حدثنا محمد بن رافع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (5) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. ثلاثتهم - ابن أبي شيبة، وابن رافع،وأحمد بن سليمان - عن أبي الحسين زيد بن الحباب، قال: حدثني عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، قال:حدثني أبو هانىء الخولاني، سمع أبا علي الجنبي، فذكره. الحديث: 7001 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 358 7002 - (س) أبو سعيد الخدري (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أسلم العبد، فَحَسُن إسلامُه، كَتَبَ الله له كلَّ حسنة كان أزْلَفها، ومُحِيَتْ كلُّ سيئة كان أزلفها، وكان بعد ذلك القصاصُ، كلُّ حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضِعف، والسيئةُ بمثلها، إلا أن يتجاوزَ الله عنها» . أخرجه النسائي (2) ، واختصره البخاري تعليقاً عن مالك، ولم يذكر الحسنة (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أزلفها) : أي قربَّها، والزُّلفة والزُّلْفى: القربى، والمراد به: ما تقرب [ص: 359] العبد به إلى الله تعالى من أعمال الخير والأقوال الصالحة.   (1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ. (2) 8 / 105 في الإيمان، باب حسن إسلام المرء، وإسناده حسن. (3) رواه البخاري تعليقاً 1 / 91 في الإيمان، باب حسن إسلام المرء، وقد وصله غير واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي (8/105) قال: أخبرنا أحمد بن المعلي بن يزيد، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. والبخاري تعليقا (41) قال: قال مالك: أخبرني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وقال الحافظ في الفتح (1/122) قال: وقد وصله أبو ذر الهروي في روايته للصحيح فقال عقبة: أخبرناه النضروي هو العباس بن الفضل قال: حدثنا الحسن بن إدريس، قال: حدثنا هشام بن خالد، حدثنا الوليد ابن مسلم، عن مالك به. الحديث: 7002 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 358 7003 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أحسن أحدُكم إسلامَه، فكلُّ حسنة يعملها تكتبُ له بعشر أمثالها إلى سبعمائة، وكلُّ سيِّئة يعملها تكتبُ بمثلها حتى يلقى الله» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 91 و 92 في الإيمان، باب حسن إسلام المرء، ومسلم رقم (129) في الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت، وإذا هم بسيئة لم تكتب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/317) والبخاري (1/17) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. ومسلم (1/82) قال: حدثنا محمد بن رافع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق. بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 7003 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 359 7004 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كُنَّا قعودا حولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، معنا أبو بكر وعمر في نَفَر، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من بين أظهرنا، فأبطأ علينا، فخشينا أن يُقْتَطَع دوننا، وفزعنا فكنتُ أولَ من فَزِع، فخرجتُ أبتغي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار، فدُرْت به هل أجد له باباً؟ فلم أجد، فإذا رَبيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجةَ - والربيع: الجدول - قال: فاحتفزتُ، فدخلتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أبو هريرة؟ فقلت: نعم يا رسول الله، قال: ما شأنُك؟ قلت: كنتَ بين أظهرنا، فقمتَ فأبطأتَ علينا، فخشينا أن تُقتَطع دوننا، ففزعنا، فكنتُ أولَ من فَزِعَ، فأتيتُ هذا الحائط، فاحتفزتُ كما يحتفز الثعلب، فدخلتُ وهؤلاء الناس ورائي، فقال: يا أبا هريرة - وأعطاني نعليه - فقال: اذهب بنعليَّ هاتين، فمن لقيكَ من وراءِ هذا الحائط يشهدُ أن لا إله إلا الله، مستيقناً بها قلبُه، فبشِّره بالجنة، فكان أولَ من لقيتُ عمر، فقال: ما هاتان [ص: 360] النعلان يا أبا هريرة؟ قلتُ: هاتان نعلا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بعثني بهما من لقيتُ يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبُه بشَّرتُه بالجنة، فضربَ عمر بين ثديَيَّ، فخررتُ لاسْتي، فقال: ارجع يا أبا هريرة، فرجعتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأجهشْتُ بالبكاء، وركبني عمر، فإذا هو على أثري، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما لك يا أبا هريرة؟ فقلتُ: لقيتُ عمر، فأخبرتُه بالذي بعثتني به، فضرب بين ثَدْيَيَّ ضربة خرَرْتُ لاسْتي، فقال: ارجع، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عمر، ما حملك على ما فعلتَ؟ قال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أبعثتَ أبا هريرة بنعليك من لقي يشهدُ أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبُه بشَّره بالجنة؟ قال: نعم، قال: فلا تفعل، فإني أخشى أن يتَّكِلَ الناسُ عليها، فخلِّهم يعملون، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فخلِّهم» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اقْتُطِعَ) بفلان: إذا انْفُرِدَ به، وأُخذَ غِيلة. (فَزِعْتُ) لهذا الأمر: أي ارتَعْتُ لحدوثه، وفَزِعْتُ إلى فلان فأفزعني، أي: لجأت إليه فأغاثني. (الربيع) : الساقية من الماء، وهو الجدْوَل أيضاً. (الحائط) : البستان. [ص: 361] (أَجْهَشْتُ) أَجْهَشُ، وجَهَشْتُ أَجْهَش: إذا تهيأتَ للبكاء.   (1) رقم (31) في الإيمان، باب الدليل على أن مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (1/44) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو كثير، فذكره. الحديث: 7004 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 359 7005 - (خ م ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «كنتُ رِدْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ليس بيني وبينه إلا مؤخِرة الرَّحْل، قال: يا معاذَ بنَ جبل، قلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، فقلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حقُّ الله على العباد؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقَّ الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حقُّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: حقُّ العباد على الله: أن لا يعذِّبَهم» . وفي رواية قال: «كنتُ رِدْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على حمار يقال له: عُفَير، فقال: يا معاذ، هل تدري ما حقُّ الله على العباد، وما حقُّ العباد على الله؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحقُّ العباد على الله: أن لا يعذِّب من لا يشرك به شيئاً، فقلتُ: يا رسول الله: أفلا أبشِّرُ الناس، قال: لا تبشِّرْهم فيتَّكِلُوا» . وفي رواية: قال معاذ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتدري ما حقُّ الله على العباد؟ ... وذكر نحو الأولى» . [ص: 362] وفي رواية عن أنس «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ومعاذ بن جبل رديفه على الرَّحْل، قال: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك - ثلاثاً - ثم قال: ما من عبد يشهدُ أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبدُه ورسولُه، إلا حرَّمه الله على النار، قال: يا رسول الله، أفلا أُخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذاً يتَّكلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثُّماً» أخرجه البخاري ومسلم. وهذه الزيادة الأخيرة جعلها من مسند أنس، كذا قال الحميديُّ. وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتدري ما حقُّ الله على العباد؟ فقلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقَّه عليهم: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، قال: فتدري ما حقُّهم على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أن لا يعذِّبَهم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُؤخِرة الرَّحل) الرَّحل: كور البعير، ومُؤْخِرته مخففاً مهموزاً: الخشبة التي في آخره يستند إليها الراكب. [ص: 363] (تأثُّماً) : يقال: فعل فلان ذلك تأثُّماً، أي: تَجَنُّباً للإثم وكفّاً عنه.   (1) رواه البخاري 13 / 300 في التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، وفي الجهاد، باب اسم الفرس والحمار، وفي اللباس، باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه، وفي الاستئذان، باب من أجاب بلبيك وسعديك، وفي الرقاق، باب من جاهد نفسه، وفي العلم، باب من خص بالعلم قوماً دون قوم، ومسلم رقم (30) في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، والترمذي رقم (2645) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/228) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان. وفي (5/236) قال: حدثنا أبو معاوية، وهو الضرير، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان. وفي (5/242) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. والبخاري (7/218) و (8/130) قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. وفي (8/74) وفي الأدب المفرد (943) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام، عن قتادة. ومسلم (1/43) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. وعبد الله بن أحمد (5/242) قال: حدثنا هدبة بن خالد. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. كلاهما - أبو سفيان، وقتادة - عن أنس بن مالك، فذكره. وبلفظ: «كنت ردف النبي -صلى الله عليه وسلم- على حمار، يقال له: عفير.» . أخرجه أحمد (5/228) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وفي (5/228) قال: حدثناه عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (4/35) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، سمع يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (1/43) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم. وأبو داود (2559) قال: حدثنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص. والترمذي (2643) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى الورقة (76ب) قال: أخبرنا محمد بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عمار بن رزيق. خمستهم - إسرائيل، وسفيان، ومعمر، وأبو الأحوص عمار بن رزيق، وأبو الأحوص سلام بن سليم - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره. عن الأسود بن هلال، عن معاذ بن جبل، قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أن يعبد الله ولا يشرك به شيء، قال: أتدري ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك؟ فقال: الله ورسوله أعلم. قال أن لا يعذبهم.» . 1- أخرجه أحمد (5/228) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (1/44) قال: حدثنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا حسين، عن زائدة. كلاهما - سفيان، وزائدة - عن أبي حصين. 2- وأخرجه أحمد (5/229) والبخاري (9/140) قال: حدثنا محمد بن بشار. ومسلم (1/43) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. ثلاثتهم - أحمد، وابن بشار، وابن المثنى - عن محمد بن جعفر، غندر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي حصين، والأشعث بن سليم. كلاهما - أبو حصين، والأشعث بن سليم - عن الأسود بن هلال، فذكره * واللفظ لمسلم (1/43) . وبنحوه: أخرجه أحمد (5/230) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (4296) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا أبو عوانة. كلاهما - شعبة، وأبو عوانة - عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. وأخرجه أحمد (5/234) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. وأخرجه أحمد (5/234) قال: حدثنا عفان، وحسن بن موسى قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد قال حسن في حديثه: أخبرنا علي بن زيد عن أبي المليح، قال الحسن الهذلي، عن روح بن عابد، عن أبي العوام، فذكره. وأخرجه أحمد (5/234) قال: حدثنا عفان، وحسن، قالا: حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبي رزين، فذكره. وأخرجه أحمد (5/238) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، قال: حدثني عبد الله بن أبي حسين، قال: حدثني شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره. الحديث: 7005 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 361 7006 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من كان آخرُ كلامه: لا إله إلا الله دخلَ الجنة» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3116) في الجنائز، باب التلقين، ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 351 وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/233) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (5/247) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (3116) قال: حدثنا مالك بن عبد الواحد المسمعي، قال: حدثنا الضحاك ابن مخلد. كلاهما - محمد بن بكر، وأبو عاصم وهو الضحاك بن مخلد - عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، فذكره. الحديث: 7006 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 363 7007 - (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أتاني جبريل فبشَّرَني، أنَّه مَنْ مات من أمَّتِكَ لا يُشْرِكُ بالله شيئاً دخل الجنةَ، فقلتُ: وإن زنى وإن سَرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق» . وفي رواية: أنَّه - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» قلتُ: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، ثم قال في الرابعة: «على رَغْمِ أنفِ أبي ذر» وفيه «أتيتُه وعليه ثوب أبيضُ» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال لي جبريل عليه السلام: مَنْ مات من أمَّتِك لا يُشْرِكُ بالله شيئاً دخلَ الجنةَ، ولم يَدْخُلِ النَّارَ» ، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «نعم» ، وأخرج الترمذي الأولى (1) . [ص: 364] وقد تقدَّم في «الباب الخامس» من هذا الباب رواية طويلة تتضمَّن هذا الحديث عن أبي ذر للبخاري ومسلم. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَغِمَ أنفه) أي: ذَلَّ وَهَانَ، وأصله من الرَّغام، وهو التراب، كأن أَنْفَه الْتَصَق بالتراب، والمراد به: وقوع الأمر على خلاف ما يختاره ويريده.   (1) رواه البخاري 3 / 88 و 89 في الجنائز، باب في الجنائز ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله، وفي التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة، ومسلم رقم (94) في الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، والترمذي رقم (2646) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. وبلفظ: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو نائم، عليه ثوب أبيض، ثم أتيته فإذا هو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فجلست إليه. فقال: ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. ثلاثا، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر» . قال: فخرج أبو ذر وهو يقول. وإن رغم أنف أبي ذر. أخرجه أحمد (5/166) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (7/192) قال: حدثنا أبو معمر. ومسلم (1/66) قال: حدثني زهير بن حرب، وأحمد بن خراش، قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. كلاهما - عبد الصمد، وأبو معمر - عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي، فذكره. الحديث: 7007 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 363 7008 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ مات يُشْرِكُ بالله شيئاً دخلَ النَّارَ، وقلتُ [أنا] : مَنْ مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة» . وفي رواية بالعكس أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ مات لا يُشْرِك بالله شيئاً دخل الجنة، وقلت أنا: من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار» . وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كلمة، وقلت أخرى، قال: مَنْ مات يجعل لله ندّاً دخل النار، وقلت: من مات لا يَجْعَلُ لله نِدّاً دخل الجنة. أخرج البخاري الأولى والثالثةَ، وأخرج مسلم الأولى والثانية (1) . [ص: 365] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النِّدُّ) : المثل والنظير.   (1) رواه البخاري 3 / 89 في الجنائز في فاتحته، وفي تفسير سورة البقرة، باب {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً} ، وفي الأيمان والنذور، باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح أو هلل فهو على نيته، ومسلم رقم (92) في الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/374) (3552) قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا سيار، ومغيرة. 2- وأخرجه أحمد (1/382) و (3625) (1/425) (4038) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/425) (4043) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/443) (4231) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/443) (4232) (1/462) (4406) (1/464) (4425) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/90) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (6/28) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. وفي (8/173) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (1/65) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، ووكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9255) عن محمد بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن مسعود. كلاهما - عن خالد بن الحارث، عن شعبة - (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر بن شميل، عن شعبة. سبعتهم - أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وشعبة، وحفص بن غياث، وأبو حمزة، وعبد الواحد بن زياد - عن الأعمش. 3- وأخرجه أحمد (1/402) (3811) (1/407) (3865) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو بكر، عن عاصم. أربعتهم - سيار، ومغيرة، والأعمش، وعاصم - عن شقيق أبي وائل، فذكره. * رواية سيار، ومغيرة، وعاصم عن أبي وائل، وكذلك رواية شعبة، وأبي حمزة، وعبد الواحد، عن الأعمش عن أبي وائل، عن عبد الله. قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمة، وأنا أقول أخرى: من مات وهو يجعل لله ندا أدخله الله النار. قال: وقال عبد الله: وأنا أقول: من مات وهو لا يجعل لله ندا أدخله الله الجنة.» وزاد عاصم في آخره من قول عبد الله بن مسعود: وإن هذه الصلوت كفارات لما بينهن ما اجتنب المقتل. * صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عنه، عند البخاري. الحديث: 7008 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 364 7009 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ثِنْتَان مُوجِبَتان» قال رجل: يا رسول الله، ما الموجِبتان؟ قال: «مَن مات يُشْرِك شيئاً بالله دَخلَ النَّارَ، ومَنْ مات لا يُشْرِكُ شيئاً دَخَلَ الجنة» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لَقِيَ الله عزَّ وجلَّ لا يُشْرِكُ به شيئاً دخلَ الجنة، ومَنْ لَقِيَه يُشْرِك به دخل النَّار» أخرجه مسلم (1) .   (1) مسلم رقم (93) في الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/391) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/391) قال: حدثنا محمد ابن عبيد،ومسلم (1/65) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. الحديث: 7009 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 365 7010 - (خ م) محمد بن شهاب - رحمه الله - قال: أخبرني محمود بن الربيع: أنه عَقَلَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعَقَلَ مَجَّة مَجَّها في وجهه من بئر كانت في دارهم، وزعم أنه سمع عِتْبان بنَ مالك الأنصاريَّ - وكان ممن شهد بدراً مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: كنتُ أُصَلِّي لقومي بني سالم، وكان يَحُول بيني وبينهم واد، إذا جاءت الأمطارُ يَشُقُّ عليَّ اجتيازه قِبل مسجدهم، فجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ له: إني أنكرتُ بَصَرِي، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشق عليَّ اجتيازه، فودِِدْتُ أنك تأتي فتصلِّي في بيتي مكاناً أتَّخِذُهُ مُصلّى، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [ص: 366] «سأفْعَلُ» فغدا عليَّ رسولُ الله وأبو بكر، بعدما اشتدَّ النهار، واستأذن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فأذِنْتُ له، فلم يجلس، حتى قال: «أين تحبُّ أن أصلِّيَ من بيتك» ؟ فأشرتُ له إلى المكان الذي أحِبُّ أن يُصَلِّيَ فيه، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فكبَّرَ، وصَفَفْنَا وراءه، فصلَّى ركعتين، ثم سَلَّم وسلَّمْنا حين سَلَّم، فحبَسْتُه على خَزِير يُصنَع له، فسمع أهلُ الدار أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فثابَ رِجَال منهم، حتى كَثُرَ الرِّجال في البيت، فقال رَجُل: ما فَعَلَ مَالِك؟ لا أُراه! فقال رَجُل منهم: ذلك منافِق، لا يُحِبُّ الله ورسولَه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَقُلْ ذلك، ألا تراه قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجهَ الله عزَّ وجل» ؟ فقال: الله ورسوله أعلم، أمَّا نحن فوالله ما نرى وُدَّه ولا حديثه إلا إلى المنافقين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فإن الله قد حرَّم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله» . قال محمود: فحدَّثْتُها قوماً فيهم أبو أيُّوب صاحب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوته التي تُوفي فيها، ويزيدُ بنُ معاوية عليهم بأرض الرُّوم، فأنكرها عليَّ أبو أيوب، وقال: والله ما أظنُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال ما قلتَ ذلك قَطُّ، فكَبُر ذلك عليَّ، فجعلتُ لله عليَّ إن أسلمني الله حتى أقْفِل من غزوتي: أن أسأل عنها عتبان بنَ مالك، إن وجدتُه حَيّاً في مسجد قومِهِ، ففعلتُ، فأهلَلْتُ بِحَجَّة أو عُمْرَة، ثم سِرْتُ حتى قَدِمْتُ المدينةَ، فأتيتُ بني سالم، فإذا [ص: 367] عِتبانُ شيخ أعمى يُصلِّي لقومه، فلما سلَّم من الصلاة، سَلَّمْتُ عليه، وأخبرتُه مَنْ أنا، ثم سألتُهُ عن ذلك الحديث؟ فحدَّثنيه كما حدَّثنيه أول مرة. وفي رواية: قال ابن شهاب: ثم سألتُ الحصينَ بنَ محمد الأنصاريَّ، وهو أحد بني سالم، وهو من سَرَاتهم، عن حديث محمود بن الربيع، فصدَّقه بذلك. وفي رواية: فقال رجل: أينَ مَالِكُ بنُ الدُّخْشُنِ، أو الدُّخَيْشِن؟ قال الزهري: ثم نزلتْ بعد ذلك فرائضُ وأمور نُرَى أن الأمر انتهى إليها، فمن استطاع أن لا يَغْتَرَّ فلا يَغْتَرَّ. أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: قَدِمْتُ المدينةَ، فلقيتُ عِتْبان بنَ مالك، فقلتُ: حديث بلغني عنكَ، فقال: أصابني في بَصَري بعضُ الشيء، فبعثتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أني أحِبُّ أن تأتيَني تصلِّي في منزلي، فأتَّخذُه مُصَلَّى، قال: فأتاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ومن شاء الله من أصحابه، فدخل، فهو يصلِّي في منزلي، وأصحابه يتحدَّثون بينهم ثم أسندوا عُظْمُ ذلك وكِبْرَه إلى مالكِ بن دُخْشُم، قال: وَدُّوا أنه دعا عليه فهلك، ودُّوا أنه أصابه شَرّ، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاتَه، وقال: «أليس يشهد: أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟» قال: إنه يقول ذلك وما هو في قلبه، قال: «لا يشهدُ أحد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فيدخل النار، أو تَطْعَمه» قال أنس: فأعجبني هذا الحديث، فقلت لابني: [ص: 368] اكْتُبه، فكتبه (1) . وقد أخرج «الموطأ» والنسائي من هذا الحديث حديث الصلاة في البيت، وهو مذكور في «كتاب الصلاة» من حرف الصاد (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَجَّ) الماء من فيه: إذا رماه إلى الأرض أو غيرها. (اشتد النهار) : إذا علا وارتفع. (الخزير) والخزيرة: أن يجعل في القدر لحم مقطع صغاراً على ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق، وإن لم يكن فيها لحم، فهي عصيدة. (ثاب) الناس إلى فلان: إذا رجعوا إليه، والمراد: أنهم اجتمعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-.   (1) رواه البخاري 2 / 132 في صلاة الجماعة، باب الرخصة في المطر والعلة، وباب إذا زار الإمام قوماً فأمهم، وفي المساجد، باب إذا دخل بيتاً يصلي حيث شاء وحيث أمر، وباب المساجد في البيوت، وفي صفة الصلاة، باب يسلم حين يسلم الإمام، وباب من لم يرد السلام على الإمام، وفي التطوع، باب صلاة النوافل جماعة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي الأطعمة، باب الخزيرة، وفي الرقاق، باب العمل الذي ابتغى به وجه الله، وفي استتابة المرتدين والمعاندين، باب ما جاء في المتأولين، ومسلم رقم (33) في الإيمان، باب الدليل على من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً. (2) تقدم الحديث في الجزء الخامس ص 571 برقم (3813) فانظره هناك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم برقم (3686) . الحديث: 7010 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 365 7011 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسولَ الله [ص: 369] مَنْ أسْعَدُ الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: «لقد ظننتُ أن لا يسألَني عن هذا أوَّلَ منك، لِمَا رأيتُ من حِرْصِك على الحديث، أسعدُ النَّاسِ بِشفاعتي يومَ القيامةِ مَن قال: لا إله إلا الله، خالصاً مُخْلِصاً من قلبه» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أول منك) أي: قَبلَك.   (1) 1 / 173 في العلم، باب الحرص على الحديث، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/373) قال: حدثنا سليمان، قال: أنبأنا إسماعيل. والبخاري (1/35) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني سليمان. وفي (8/146) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في الكبرى الورقة (76/أ) قال: أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل، وهو ابن جعفر. كلاهما - إسماعيل، وسليمان بن بلال - عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 7011 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 368 7012 - (م) صهيب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عَجَباً لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2999) في الزهد، باب المؤمن أمره كله خير، والحديث في المطبوع ناقص غير تام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/332) قال: حدثنا بهز، وحجاج. وفي (4/333) قال: حدثنا عفان من كتابه. وفي (6/15) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (8/227) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي، وشيبان بن فروخ. ستتهم - بهز، وحجاج، وعفان، وابن مهدي، وهداب، وشيبان - عن سليمان بن المغيرة. 2- وأخرجه أحمد (6/16) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2780) قال: أخبرنا أبو حاتم البصري، روح ابن أسلم. كلاهما - عفان، وأبو حاتم البصري - قالا: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما - سليمان، وحماد - قالا: حدثنا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. الحديث: 7012 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 369 7013 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسُ محمد بيده، لا يسمعُ بي أحد من هذه الأمَّةِ - يهودِيّ ولا نصرانيّ -[ثم] يموت [و] لم يُؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلا كان من أصحابِ النَّار» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (153) في الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/350) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة. ومسلم (1/93) قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: وأخبرني عمرو. كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث - عن أبي يونس سليم بن جبير، مولى أبي هريرة، فذكره. الحديث: 7013 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 369 7014 - () يحيى بن طلحة [بن عبيد الله التيمي المدني - رحمه الله -] قال: «إنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - رأى طلحةَ كئيباً بعد ما تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- واسْتُخْلِفَ أبو بكر، فقال له: ما لكَ؟ لعلَّه ساءَك إمْرةُ ابنِ عَمِّكَ أبي بكر، قال: لا، وأثنى عليه خيراً، وقال: إني لأجْدَرُكم أن لا تسوؤنى إمْرَتُهُ، ولكن كلمة سمعتُها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولها، قال: إني لأعلمُ كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرَّج الله عنه كُربته، وإنَّ جسدَه وروحَه ليجدان رَوْحاً، فما منعني أن أسأل عنها إلا القدرة عليها حتى مات، قال عمر: إني لأعرفها، قال: فلله الحمد، ما هي؟ قال: هل تعلم كلمة هي أعظمُ من كلمة عرَضَها على عَمِّه عند الموت؟ ولو علم أن شيئاً أعظم منها لأمره به، قال طلحة: هي والله» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكئيب) : الحزين المغموم. [ص: 371] (الرَّوْح) : الراحة. (كلمة) الكلمة هاهنا أراد بها كلمة الشهادة، فسمّى الجملة كلمة، والعرب تسمي القصيدة والخطبة كلمة. (الإمْرَة) والإمارَة: بمعنى واحد.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ويحيى بن طلحة بن عبيد الله يرسل عن عمر رضي الله عنه، وقد رواه ابن ماجة رقم (3795) في الأدب، باب فضل لا إله إلا الله، من حديث الشعبي عن يحيى بن طلحة التيمي المدني عن أمه سعدى المرية قالت: مر عمر رضي الله عنه بطلحة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مالك كئيباً ... الحديث بمعناه. قال البوصيري في " الزوائد ": اختلف على الشعبي، فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه عن ابن طلحة عن أبيه، وقيل: عنه عن يحيى عن أمه سعدى عن طلحة، وقيل: عن طلحة مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، وله شواهد: عن سعدى المرية، قالت: مر عمر بطلحة، بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: مالك كئيبا؟ أساءتك إمرة ابن عمك؟ قال: لا. ولكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إني لأعلم كلمة، لا يقولها أحد عند موته، إلا كانت نورا لصحيفته، وإن جسده وروحه ليجدان لها روحا عند الموت. فلم أسأله حتى توفي، قال: أنا أعلمها، هي التي أراد عمه عليها، ولو علم أن شيئا أنجى له منها، لأمره.» . أخرجه ابن ماجة (3795) والنسائي في عمل اليوم والليلة (1101) قال ابن ماجة: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا هارون بن إسحاق الهمداني الكوفي، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، عن مسعر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن يحيى بن طلحة، عن أمه سعدى المرية، فذكرته. وقال البوصيري في الزوائد اختلف على الشعبي، فقيل عنه، هكذا وقيل: عنه عن أبي طلحة عن أبيه، وقيل: عنه عن يحيى عن أمه سعدى عن طلحة. وقيل: عنه عن طلحة مرسلا. وعن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، «أن عمر -رضي الله عنه - رآه كئيبا، فقال: مالك يا أبا محمد كئيبا، لعله ساءتك إمرة ابن عمك - يعني أبا بكر -؟ قال: لا. وأثنى على أبي بكر - رضي الله عنه - ولكني سمعت النبي، -صلى الله عليه وسلم- يقول: كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرج الله عنه كربته، وأشرق لونه، فما منعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليها حتى مات، فقال له عمر، رضي الله عنه: إني لأعلمها، فقال طلحة: وما هي؟ فقال له عمر، رضي الله عنه: هل تعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمه. لا إله إلا الله، فقال طلحة: هي والله هي.» . أخرجه أحمد (1/161) (1384) قال: حدثنا أسباط. وفي (1/161) (1386) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي، قال: حدثنا صالح بن عمر والنسائي في عمل اليوم والليلة (1100) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا علي بن مسهر. ثلاثتهم - أسباط و، صالح بن عمر، وعلي بن مسهر - عن مطرف، عن عامر الشعبي، عن يحيى بن طلحة، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1099) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير، عن مطرف، عن الشعبي، عن ابن لطلحة بن عبيد الله، فذكره. وعن جابر بن عبد الله، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لطلحة بن عبيد الله: ما لي أراك قد شعثت واغبررت منذ توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لعلك ساءك يا طلحة إمارة ابن عمك؟ قال: معاذ الله، إني لأحذركم أن لا أفعل ذلك، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «إني لأعلم كلمة لا يقولها أحد عند حضرة الموت إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده، وكانت له نورا يوم القيامة، فلم أسأل رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- عنها، ولم يخبرني بها، فذلك الذي دخلني. قال عمر: فأنا أعلمها، قال: فلله الحمد. فما هي؟ قال: هي الكلمة التي قالها لعمه: لا إله إلا الله، قال طلحة: صدقت.» . أخرجه أحمد (1/28) (187) والنسائي في عمل اليوم والليلة (1098) قال: أخبرنا يحيى بن موسى، خت البلخي. كلاهما - أحمد ويحيى - قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا مجالد، عن عامر الشعبي - عن جابر بن عبد الله، فذكره. * أخرجه أحمد (1/37) (252) قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل (ح) وحدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1102) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل، عن رجل. كلاهما - إسماعيل، ورجل - عن الشعبي، قال: مر عمر بطلحة. فذكر معناه. ليس فيه جابر بن عبد الله. الحديث: 7014 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 370 7015 - (خ) وهب بن منبه - رحمه الله - قيل له: أليس «لا إله إلا الله» مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا لَهُ أسْنان، فإن جئتَ بمفتاح له أسنان فُتِحَ لك، وإلا لم يُفْتَحْ لك. أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) رواه البخاري تعليقاً 3 / 88 في الجنائز في فاتحته، قال الحافظ في " الفتح ": وقد وصله المصنف في " التاريخ "، وأبو نعيم في " الحلية "، والحديث في المطبوع ناقص غير تام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الجنائز- باب في الجنائز -، ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله. وقال الحافظ في الفتح (3/132) : وصله المصنف في التاريخ، وأبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن سعيد بن رمانة بضم الراء وتشديد الميم،وبعد الألف نون قال: أخبرني أبي قال: قيل لوهب بن منبه، فذكره. الحديث: 7015 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 371 7016 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال له رجل: «ما الصِّراطُ المستقيم؟ قال: تركَنا محمد في أدناه، وطرفه في الجنة» . زاد في رواية «وعن يمينه جَوَادُّ، وعن يساره جوادُّ، ثم رجال يَدعون مَن مَرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجوادِّ، انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط [المستقيم] ، انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ ابنُ مسعود {وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتَّبِعوه ولا تَتَّبِعوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بكُم عن سبيله ذلكم وَصَّاكم به لعلكم [ص: 372] تتقون} [الأنعام: 153] » أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجواد) جمع جادَّة، وهي الطريق.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه ابن جرير الطبري برقم (14170) ، وفيه جهالة الرجل عن ابن مسعود، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " وزاد نسبته لعبد الرزاق وابن مردويه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع: أخرجه رزين. قلت: وذكره السيوطي في الدر المنثور (3/61) وقال: وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن مردويه عن ابن مسعود، فذكره. الحديث: 7016 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 371 الفصل الثاني: في فضل الوضوء 7017 - (م د ت س) عقبة بن عامر [الجهني]- رضي الله عنه - قال: «كانت علينا رِعايةُ الإبل، فجاءت نوبتي أرعاها، فروَّحْتُها بالعَشِيِّ، فأدركتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قائماً يُحدِّث الناسَ، وأدركتُ مِنْ قوله: مَا مِنْ مُسْلم يَتَوضَّأ فَيُحْسِنُ وُضُوءه، ثم يقوم فيصلِّي ركعتين يُقْبِل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وَجَبَت له الجنة» فقلت: ما أجْوَدَ هذا؟ فإذا قائل بين يديَّ يقول: التي قبلها أجودُ، فنظرتُ، فإذا عُمرُ بنُ الخطاب، فقال: إني قد رأيتُك قد جئت آنفاً، قال: «ما منكم من أحد يتوضأ، فيُبْلِغُ الوضوءَ، أو يُسْبِغُ [ص: 373] الوُضوءَ، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله، إلا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنة الثمانية، يدخل من أيِّها شاء» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خُدَّامَ أنفسنا، نتناوب الرعاية، رِعايةَ الإبل ... وذكر الحديث - وفيه: فأدركتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُب - وفيه: فيُحْسِنُ الوُضُوءَ، وفيه: فقلت: بخٍ بخٍ، ما أجْوَدَ هذا. وفي أخرى له: لم يذكر رعاية الإبل، وقال عند قوله: «فيُحسِنُ الوُضُوءَ» «ثم رفع طَرفه إلى السماء ... وساق الحديث» . وفي رواية الترمذي عن أبي إدريس الخولانيِّ، وأبي عثمان [النَّهْدِيِّ] : أنَّ عمرَ بنَ الخطاب قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من تَوَضَّأ فأحْسَنَ الوُضُوءَ ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، اللهم اجْعَلني من التَّوَّابين، واجْعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيِّها شاء» . وفي رواية النسائي عن عقبة بن عامر، أن عمر قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فُتِحَتْ له ثمانيةُ أبواب من الجنة، يدخل من [ص: 374] أيِّها شاء» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (رَوَّحتُ) الإبل والغنم: إذا أعَدْتَها إلى مَرَاحِها، وهو موضع مبيتها.   (1) رواه مسلم رقم (234) في الطهارة، باب الذكر المستحب عقب الوضوء، وأبو داود رقم (169) و (170) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا توضأ، والترمذي رقم (55) في الطهارة، باب ما يقال بعد الوضوء، والنسائي 1 / 92 و 93 في الطهارة، باب القول بعد الفراغ من الوضوء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/145) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث. وفي (4/153) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (1/144) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/145) قال: وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وأبو داود (169) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا ابن وهب. وفي تحفة الأشراف (9914) عن وهب بن بيان، عن ابن وهب. وابن خزيمة (222) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي. (ح) حدثنا بحر بن نصر في عقب حديثه، قال: ابن وهب قال: أربعتهم - ليث، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وابن وهب - عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. * أخرجه الترمذي (55) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، وأبي عثمان، عن عمر بن الخطاب، فذكره. وزاد فيه «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين» وليس فيه حديث عقبة» . قال الترمذي: وهذا حديث في إسناده اضطراب. ولا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب كبير شيء. * وأخرجه ابن ماجة (470) قال: حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء البجلي. والنسائي (1/92) وفي الكبرى (140) قال: أخبرنا محمد ابن علي بن حرب المروزي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، وأبي عثمان. وفي تحفة الأشراف (10609) عن الربيع بن سليمان، عن أسد بن موسى، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس. وابن خزيمة (223) قال: حدثنا نصر بن مرزوق المصري، قال: حدثنا أسد يعني ابن موسى السنة - قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: حدثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني. ثلاثتهم - عبد الله بن عطاء، وأبو إدريس، وأبو عثمان - عن عقبة بن عامر، عن عمر بن الخطاب، فذكره. ليس فيه حديث عقبة.. وأخرجه أحمد (4/145) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث. وفي (4/153) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (1/144) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/145) قال: وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وأبو داود (169) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا ابن وهب. وفي تحفة الأشراف (9914) عن وهب بن بيان، عن ابن وهب. وابن خزيمة (222) قال: حدثنا بحر ابن نصر بن سابق، قال: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي. أربعتهم - ليث، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وابن وهب - عن معاوية بن صالح، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، فذكره. * أخرجه أبو داود (906) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس. والنسائي (1/95) وفي الكبرى (175) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس، وأبي عثمان. كلاهما - أبو إدريس، وأبو عثمان - عن جبير بن نفير الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني، فذكره. ليس فيه حديث عمر، ولا قصة رعاية الإبل. * وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10609) عن الربيع بن سليمان. وابن خزيمة (223) قال: حدثنا نصر بن مرزوق المصري. كلاهما - الربيع، ونصر - عن أسد بن موسى السنة، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، عن عمر بن الخطاب، فذكره. ليس فيه حديث عقبة. ورواية النسائي: أخرجها أحمد (4/150) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب. والدارمي (722) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. وأبو داود (170) قال: حدثنا الحسين بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرىء، عن حيوة بن شريح. وفي تحفة الأشراف (9974) عن هارون بن عبد الله، عن عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب. كلاهما - حيوة، وسعيد بن أبي أيوب - عن أبي عقيل زهرة بن معبد، عن ابن عمه فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (84) قال: أخبرنا سويد بن نصر بن سويد، قال أخبرنا عبد الله، عن حيوة بن شريح، قال: أخبرني زهرة بن معبد، أن ابن عمه أخي أبيه لحا، أخبره أن عقبة بن عامر حدثه، قال: قال لي عمر بن الخطاب: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره ليس فيه حديث عقبة بن عامر. الحديث: 7017 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 372 7018 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضَّأ العبدُ المسلمُ - أو المؤمنُ - فغسل وجهه، خرج من وجهه كلُّ خَطِيئة نظر إليها بعينيه مع الماءِ، أو مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كلُّ خَطِيئَة بطَشَتْها يداه مع الماءِ، أو مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ، فإذا غسل رِجْلَيْه خَرَجَتْ كلُّ خَطِيئَة مَشَتْها رِجْلاه مع الماء، أو مع آخِرِ قطرِ الماءِ، حتى يَخْرُجَ نَقِيَّا من الذُّنُوبِ» أخرجه مسلم. وفي رواية «الموطأ» والترمذي مثله، إلى قوله في غَسْل اليد: «مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ» ثم قال: «حتى يَخْرُجَ نَقِيَّاً من الذُّنُوبِ» ولم يذكر الرِّجْلَين (1) .   (1) رواه مسلم رقم (244) في الطهارة، باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء، والموطأ 1 / 32 في الطهارة، باب جامع الوضوء، والترمذي رقم (2) في الطهارة، باب ما جاء في فضل الطهور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (46) وأحمد (2/303) قال: قرأت على عبد الرحمن. والدارمي (724) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، ومسلم (1/148) قال: حدثنا سويد بن سعيد (ح) وحدثنا أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. والترمذي (2) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن بن عيسى القزاز (ح) وحدثنيه قتيبة. وابن خزيمة (4) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدقي، قال: أخبرنا ابن وهب. ستتهم - عبد الرحمن، والحكم، وسويد، وابن وهب، ومعن، وقتيبة - عن مالك بن أنس، عن سهيل ابن أبي صالح، فذكره. الحديث: 7018 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 374 7019 - (خ م) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضَّأ فأحسنَ الوُضُوءَ، خرجتْ خطاياهُ من جَسَدِه، [ص: 375] ثم تَخْرُجُ من تحتِ أظفاره» . وفي رواية: «أن عثمانَ توضأ، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل وُضُوئي هذا، ثم قال: مَنْ توضأ هكذا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ، وكانت صلاتُه ومَشْيُهُ إلى المسجدِ نافلة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 227 و 228 في الوضوء، باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، ومسلم رقم (229) و (245) في الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه، وباب خروج الخطايا مع ماء الوضوء، ولفظ الروايتين لمسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم برقم (5143) . الحديث: 7019 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 374 7020 - (ط س) عبد الله الصنابحي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأ العبدُ المؤمنُ، فتمضمضَ: خرجتْ خطاياه من فيه، فإذا استنثرَ خَرَجَتْ الخطايا من أنْفِهِ، وإذا غسل وَجْهه خرجتْ الخطايا من وَجْهه، حتى تَخْرُجَ من تحت أشْفَارِ عينيه، فإذا غسل يَدَيْه خرجتْ الخطايا من يَدَيْهِ، حتى تَخْرجَ من تحتِ أظفارِ يديه، فإذا مسح برأسه خرجتْ الخطايا من رأسه، حتى تَخْرُجَ من أُذُنَيْهِ، فإِذا غسل رِجْلَيه، خرجَتْ الخطايا من رِجْليه، حتى تَخْرُجَ من تحت أظفار رِجْلَيه، ثم كان مَشْيُهُ إلى المسجدِ وصلاتُه نافلة له» أخرجه «الموطأ» والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أشفار العين) جمع شُفْر، وهو حرف الجفن الذي ينبُتُ عليه الشعر.   (1) رواه الموطأ 1/31 في الطهارة، باب جامع الوضوء، والنسائي 1/74 و 75 في الطهارة، باب مسح الاذنين مع الرأس، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (45) .وأحمد (4/348) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا محمد بن مطرف أبو غسان. وفي (4/349) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مطرف. وفي (4/349) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك. وابن ماجة (282) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثني حفص بن ميسرة. والنسائي (1/74) وفي الكبرى (107) قال: أخبرنا قتيبة، وعتبة بن عبد الله، عن مالك. ثلاثتهم - مالك، ومحمد بن مطرف، وحفص بن ميسرة- عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. * في رواية محمد بن مطرف عن أبي عبد الله الصنابحي. وفي رواية قتيبة: عن الصنابحي. الحديث: 7020 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 375 7021 - (س) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «سمعت عمرو بن عَبَسَةَ يقول: قلتُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف الوُضُوءُ؟ قال: أمَّا الوضوءُ: فإنَّكَ إذا توضأتَ فغسلتَ كَفَّيْكَ فأنْقَيْتَهما، خرجتْ خطاياكَ من بين أظفارك وأنامِلِكَ، فإذا مضمضتَ واستنشقتَ منخريك، وغسلتَ وجهكَ ويديكَ إلى المرفقين، ومسحتَ رأسكَ، وغسلتَ رِجْلَيْكَ، اغتسلتَ من عامَّةِ خطاياكَ كيوم ولدْتك أُمُّك، قال أبو أمامة: فقلت: يا عمرو بن عَبَسَة، انظر ما تقولُ، أكُلَّ هذا يُعْطَى في مجلس واحد؟ فقال: أمَا واللهِ لقد كَبِرت سِنِّي، ودنا أجلي، وما بي مِنْ فَقْر فأكذبَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولقد سمعتْهُ أذُنايَ، ووعاه قلبي من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه النسائي (1) . وقد أخرج مسلم هذا المعنى في حديث طويل يتضمَّن إسلام عمرو بن عَبَسة، وقد ذكرناه في «الباب الرابع» من هذا الكتاب.   (1) 1 / 91 و 92 في الطهارة، باب ثواب من توضأ كما أمر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:وقد تقدم.. الحديث: 7021 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 376 7022 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ على طُهر: كتبَ الله له به عَشْرَ حَسَنَات» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (59) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء لكل صلاة، ورواه أيضاً أبو داود وابن ماجة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم. الحديث: 7022 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 376 7023 - () أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك كتب في رَقّ، ثم طُبِعَ بِطَابَع، ثم رُفِعَ تحت العرش فلم يكسر إلى يوم القيامة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) كذا في الأصل أخرجه الترمذي، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نجده عند الترمذي، وقد رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص / 11، والحاكم 1 / 564 وصححه، وتعقبه الذهبي فقال: ووقفه ابن مهدي عن الثوري عن أبي هاشم، وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 1 / 239 ونسبه للطبراني في " الأوسط " وقال: ورجاله رجال الصحيح، إلا أن النسائي قال بعد تخريجه في " عمل اليوم والليلة ": هذا خطأ، والصواب: موقوفاً، ثم رواه من رواية الثوري وغندر عن شعبة موقوفاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] كذا في الأصل: أخرجه الترمذي، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نجده عند الترمذي، بل أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (81) قال: أخبرنا يحيى بن محمد بن السكن، قال: حدثنا يحيى ابن كثير أبو غسان، قال: حدثنا شعبة، قال حدثنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، فذكره. * قال النسائي: هذا خطأ، والصواب موقوف، خالفه محمد بن جعفر فوقفه: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي هاشم، قال: سمعت أبا مجلز، يحدث عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد قوله. * وقال النسائي: وكذلك رواه سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد، قال: من توضأ، ففرغ من وضوئه ... فذكره (عمل اليوم والليلة) . (82 و 83) . الحديث: 7023 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 377 الفصل الثالث: في فضل الأذان والمؤذِّن 7024 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا نُودي بالصلاة أدْبَرَ الشَّيطانُ له ضُراط حتى لا يسمعَ التأذِينَ، حتى إذا قُضِيَ التثويبُ، أقبل حتى يَخْطُِر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، واذكر كذا، لِمَا لم يكنْ يذكر من قَبْلُ، حتى يَظَلَّ الرَّجُلُ ما يدري كم صلى؟» . وفي رواية «حتى يَضِلَّ الرجل» . [ص: 378] وفي أخرى «إن الشيطان إذا سمع النِّداءَ بالصلاة: أحالَ له ضراط، حتى لا يسمعَ صَوتَهُ، فإذا انتهت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته، فإذا انتهتْ رَجَعَ فوسوس» . وفي أخرى: «إذا أذَّن المؤذِّنُ: أدبرَ الشيطانُ وله حُصاص» . وفي أخرى قال سهيل بن أبي صالح: أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا، أو صاحب لنا، فناداه منادٍ من حائط باسمه، قال: وأشرف الذي معي على الحائط، فلم يرَ شيئاً، قال: فذكرت ذلك لأبي، قال: لو شعرتُ أنَّكَ تلقى هذا لم أُرْسِلْك، ولكنْ إذا سمعتَ صوتاً فنادِ بالصلاة، فإني سمعتُ أبا هريرة يحدِّثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولَّى وله حُصاص» هذه روايات مسلم. وللبخاري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نُودِيَ للصلاة أدبَر الشيطانُ له ضُرَاط حتى لا يسمع الأذانَ، فإذا قُضِيَ الأذانُ أقبل، فإذا ثُوِّب بها أدبرَ، فإذا قُضِيَ التثويب أقبلَ، حتى يخطر بين المرءِ ونفسِهِ، ويقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يَذْكُرْ، حتى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يدري كم صلَّى» . وقد تقدَّم لهما في سجود السهو من «كتاب الصلاة» روايات لهذا الحديث، يتضمَّن ذِكْرَ سجود السهو. وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي مثل رواية البخاري (1) . [ص: 379] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (التثويب) : إقامة الصلاة هاهنا، وهو في موضع آخر قول المؤذن في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم» والأصل فيه الترجيع. (خَطر) هذا الشيء في نفسي: إذا دَارَ في خَاطِرِك، والمراد: أن الشيطان يعرض بين المرء ونفسه، فيسوِّل له الأماني ويحدِّثه الأحاديث. (الحُصَاص) : الضراط مع شدة العَدْو، وقيل: هو أن ينصب أذنيه ويرفع ذنبه، ثم يعدو.   (1) رواه البخاري 2 / 69 و 70 في الأذان، باب فضل التأذين، وفي العمل في الصلاة، باب يفكر [ص: 379] الرجل الشيء في الصلاة، وفي السهو، باب إذا لم يدر كم صلى ثلاثاً أو أربعاً سجد سجدتين وهو ساجد، وباب السهو في الفرض والتطوع، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (389) في الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، وفي المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، والموطأ 1 / 69 و 70 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، وأبو داود رقم (516) في الصلاة، باب رفع الصوت بالأذان، والنسائي 2 / 21 و 22 في الأذان، باب فضل التأذين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 7024 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 377 7025 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الشيطان إذا سَمِعَ النِّدَاءَ بالصلاة ذهبَ حتى يكونَ مكان الرَّوْحاءِ» . قال الراوي: والرَّوْحاءُ من المدينة: على ستة وثلاثين ميلاً. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (388) في الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (1032) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (2/5) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة،وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. وفي (2/5) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (393) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، أبو معاوية. كلاهما - أبو معاوية، وجرير - عن الأعمش، عن أبي سفيان. فذكره. الحديث: 7025 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 379 7026 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كُنَّا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام بلال يُنَادِي، فلما سَكَت، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قال مثل هذا يقيناً دخَلَ الجنة» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 24 في الأذان، باب ثواب القول مثل ما يقول المؤذن ورجاله ثقات، غير النضر بن سفيان الدؤلي، لم يوثقه غير ابن حبان، وذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحافظ في " التقريب ": مقبول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/352) قال: حدثنا هارون بن معروف. وقال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون. والنسائي (2/24) وفي الكبرى (1567) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. كلاهما - هارون، ومحمد - قالا: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن بكير بن الأشجع حدثه: أن علي بن خالد الدؤلي حدثه: أن النضر بن سفيان الدؤلي حدثه. فذكره. قلت: فيه النضر بن سفيان، قال عنه الحافظ في التقريب مقبول ولم أجده في نسخة التهذيب التي بين يدي. الحديث: 7026 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 380 7027 - (م د ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتُم المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه مَنْ صلَّى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سَلُوا الله لي الوسيلةَ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكونَ أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلةَ: حلَّت له الشفاعةُ» . أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوسيلة) : ما يتقرَّب به إلى الله تعالى من صالح القول والعمل، وقد جاء في الحديث «أنها منزلة من منازل الجنة» .   (1) رواه مسلم رقم (384) في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه كم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل الله له الوسيلة، وأبو داود رقم (523) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، والترمذي رقم (3619) في المناقب، باب رقم (3) ، والنسائي 2 / 25 في الأذان، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/168) (6568) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا حيوة. وعبد بن حميد (354) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. ومسلم (2/4) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن حيوة وسعيد بن أبي أيوب وغيرهما. وأبو داود (523) قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة وحيوة وسعيد بن أبي أيوب والترمذي (3614) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا حيوة، والنسائي (2/25) وفي عمل اليوم والليلة (45) .وفي الكبرى (1568) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن حيوة بن شريح. وابن خزيمة (418) قال: حدثنا محمد بن أسلم، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب (ح) وحدثنا أبو هارون موسى بن النعمان بالفسطاط، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن يعني المقرئ، قال: حدثنا حيوة. ثلاثتهم - حيوة، وسعيد، وابن لهيعة - عن كعب بن علقمة، أنه سمع عبد الرحمن بن جبير مولى نافع ابن عمرو القرشي، فذكره. الحديث: 7027 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 380 7028 - (خ د ت س) جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال حين يسمَعُ النِّدَاءَ: اللهمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ التامَّةِ، والصلاة القائمةِ، آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْهُ مَقَاماً محموداً كما وعدته - وفي رواية: الذي وعدته (1) - حلت له شفاعتي يوم القيامة» أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مقاماً محموداً) المقام المحمود: هو الشفاعة يوم القيامة، لأن الخلائق يحمَدون ذلك المقام.   (1) الذي في نسخ البخاري والترمذي وأبي داود والنسائي المطبوعة: الذي وعدته. (2) رواه البخاري 2 / 77 و 78 في الأذان، باب الدعاء عند النداء، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} ، وأبو داود رقم (529) في الصلاة، باب ما جاء في الدعاء عند الأذان، والترمذي رقم (211) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن من الدعاء، والنسائي 2 / 27 في الأذان، باب الدعاء عند الأذان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/354) والبخاري (1/159) وفي (6/108) وفي (خلق أفعال العباد (20) وأبو داود (529) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وابن ماجة (722) قال: حدثنا محمد بن يحيى، والعباس بن الوليد الدمشقي، ومحمد بن أبي الحسين، والترمذي (211) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي، وإبراهيم بن يعقوب والنسائي (2/26) وفي عمل اليوم والليلة (46) قال: أخبرنا عمرو ابن منصور. وابن خزيمة (420) قال: حدثنا موسى بن سهل الرملي. تسعتهم - أحمد، والبخاري، ومحمد بن يحيى، والعباس، ومحمد بن أبي الحسين، ومحمد بن سهل، وإبراهيم، وعمرو، وموسى - قالوا: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، فذكره. الحديث: 7028 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 381 7029 - (م د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدُكم: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أنَّ محمداً رسولُ الله، قال: أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، ثم قال: حَيَّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حَيَّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبرُ، الله [ص: 382] أكبر، قال: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، مِنْ قلبه، دَخَلَ الجنة» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (385) في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، وأبو داود رقم (527) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/4) قال: حدثني إسحاق بن منصور. وأبو داود (527) قال: حدثنا محمد بن المثنى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (40) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. وابن خزيمة (417) قال: حدثنا يحيى بن محمد بن السكن. ثلاثتهم - إسحاق، وابن المثنى، ويحيى - عن محمد بن جهضم، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن خبيب بن عبد الرحمن بن إساف، عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7029 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 381 7030 - (م ت د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحدَهُ لا شريك له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، رَضِيتُ بالله ربّاً، وبمحمد رسولاً - وفي رواية: نبياً - وبالإسلام دِيناً، غُفِرَ له ذَنْبُه» أخرجه مسلم والترمذي، وأبو داود والنسائي، وليس عند أبي داود «ذَنْبُه» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (386) في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، وأبو داود رقم (525) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، والترمذي رقم (210) في الصلاة، باب ما جاء ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن من الدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/181) (1565) قال: حدثنا يونس بن محمد. (ح) وحدثناه قتيببة. وعبد بن حميد (142) قال: حدثنا وهب بن جرير. ومسلم (2/4) قال: حدثنا محمد بن رمح. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (525) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (721) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. والترمذي (210) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (2/26) وفي عمل اليوم والليلة (73) وفي الكبرى (1569) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (421) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب -يعني ابن الليث- (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله عبد الحكم، قال: حدثنا أبي، وشعيب. ستتهم - يونس بن محمد، ووهب، ومحمد بن رمح، وقتيبة، وشعيب، وعبد الله بن عبد الحكم - عن الليث. 2- وأخرجه ابن خزيمة (422) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن إياس، قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال حدثني يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن المغيرة. كلاهما - الليث بن سعد، وعبيد الله - عن الحكيم بن عبد الله بن قيس، عن عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 7030 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 382 7031 - (خ) أبو أمامة أسعد بن سهل - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ معاوية بنَ أبي سفيان وهو جالس على المنبر حين أذن المؤذن، فقال: الله أكبر، الله أكبر، قال معاويةُ: الله أكبر، الله أكبر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال معاويةُ: وأنا، قال: أشهدُ أن لا إله إلا الله، قال معاويةُ: وأنا، قال: أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، قال معاوية: وأنا، قال: أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، قال معاويةُ: وأنا، فلما أنْ قضى التأذينَ، قال: يا أيُّها [ص: 383] الناسُ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر حين أذَّن المؤذِّن، يقول مثل ما سمعتُم من مقالتي» . وفي رواية «أنه سمع معاويةَ يوماً وسمع المؤذن فقال مثله.. إلى قوله: وأشهد أنَّ محمداً رسولُ الله» . وفي أخرى «أنه لما قال: حيَّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: هكذا سمعنا نبيَّكم يقولُ» أخرجه البخاري (1) .   (1) 2 / 76 في الأذان، باب ما يقول إذا سمع المنادي، وفي الجمعة، باب يؤذن الإمام على المنبر إذا سمع النداء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (606) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجمع بن يحيى الأنصاري. وأحمد (4/93 و 98) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مجمع بن يحيى. وفي (4/95) قال: حدثنا يعلى، ويزيد بن هارون، قالا: حدثنا مجمع بن يحيى الأنصاري. والبخاري (2/10) قال: أخبرنا محمد ابن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف والنسائي (2/24) . وفي الكبرى (1565) وفي عمل اليوم والليلة (350) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن مجمع بن يحيى الأنصاري وفي (2/24) . وفي الكبرى (1564) . وفي عمل اليوم والليلة (346) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن مسعر، عن مجمع. وفي عمل اليوم والليلة (351) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن مجمع. كلاهما - مجمع، وأبو بكر بن عثمان - عن أبي أمامة بن سهل، فذكره. * رواية وكيع: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتشهد مع المؤذنين» . الحديث: 7031 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 382 7032 - (د) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا سمع المؤذنَ يَتَشَهَّدُ قال: وأنا، وأنا» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (526) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " من طريق أخرى، وإسناده صحيح، وله شاهد عنده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (526) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7032 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 383 7033 - (خ م ط د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم النِّدَاءَ، فقولوا مثلَ ما يقول المؤذِّنُ» أخرجه الجماعة (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 74 في الأذان، باب ما يقول إذا سمع المنادي، ومسلم رقم (383) في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، والموطأ 1 / 67 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، وأبو داود رقم (522) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، والترمذي رقم (208) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن، والنسائي 2 / 23 في الأذان، باب القول مثل ما يقول المؤذن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (65) وأحمد (3/5) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (3/53) قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا عبد الرحمان. وفي (3/78) قال: حدثنا محمد بن جعفر. غندر والبخاري (1/159) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/4) قال: حدثني يحيى بن يحيى. وأبو داود (522لاقال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي وابن ماجة (720) قال: حدثنا أبو كريب، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (208) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن (ح) وحدثنا قتيبة. وعبد الله بن أحمد (3/6) قال: حدثناه عبد الله بن عون الخراز، ومصعب الزبيري. والنسائي (2/23) وفي الكبرى (1563) قال: أخبرنا قتيبة. وفي عمل اليوم والليلة (34) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (411) قال: حدثنا عمرو ابن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. جميعا - عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد وغندر، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وابن الحباب، ومعن، وقتيبة، وعبد الله بن عون، ومصعب - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه أحمد (3/90) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وابن خزيمة (411) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما - عثمان، وابن وهب - قالا: أخبرنا مالك، ويونس بن يزيد. 3- وأخرجه الدارمي (1204) . وابن خزيمة (411) قال: حدثنا عمرو بن علي. كلاهما - الدارمي، وعمرو - عن عثمان بن عمر، قال: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي. كلاهما -مالك، ويونس - عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره. الحديث: 7033 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 383 المؤذن 7034 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أذَّن سبعَ سِنين محتسباً، كتبَ الله له براءة من النار» . أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المحتسب) : طالب الأجر والثواب على فعله من الله تعالى، المعتدُّ به عنده المدَّخر له.   (1) رقم (206) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الأذان، ورواه أيضاً أبو داود وابن ماجة، وفي سنده جابر الجعفي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (206) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا أبو تميلة، قال: حدثنا أبو حمزة، عن جابر، عن مجاهد، فذكره. وقال: حديث ابن عباس حديث غريب، وجابر بن يزيد الجعفي تركه يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي. وبنحوه أخرجه ابن ماجة (727) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مختار بن غسان، قال: حدثنا حفص بن عمر الأزرق البرجمي. (ح) وحدثنا روح بن الفرج، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: حدثنا أبو حمزة. كلاهما - حفص، وأبو حمزة السكري - عن جابر، عن عكرمة، فذكره. قلت: فيه جابر الجعفي، وأغلب الأئمة على تضعيفه. الحديث: 7034 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 384 7035 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤذِّن يُغْفَرُ له مدَى صوته، ويَشْهَدُ له كلُّ رَطْب ويابِس، وشاهدُ الصلاة في الجماعة: يُكْتَبُ له خَمْس وعشرون صلاة، ويُكَفَّرُ عنه ما بينهما» أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: «المؤذِّنُ يُغْفَرُ له مَدَى صوته، ويَشْهَدُ له كلُّ رَطْب ويابس (1) ، وله مثل أجر مَن صلَّى» (2) . [ص: 385] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مدى صوته) المدى: الأمدُ والغاية والمعنى: أنه يستوفي ويستكملُ مغفرة الله إذا استوفى وُسْعَه في رفع صوته، فيبلغُ الغايةَ من المغفرة، إذا بلغ الغايةَ من الصوت، وقيل: إنه تمثيل وتشبيه، يعني أن المكان الذي ينتهي إليه صوته لو قُدِّرَ أن يكون ما بين أوله وآخره ذنوب تملأُ تلك المسافة لغفر الله له.   (1) إلى هنا انتهت رواية النسائي من حديث أبي هريرة في نسخ النسائي المطبوعة، والمخطوطة التي بدار الكتب الظاهرية، وجملة " وله مثل أجر من صلى " عند النسائي من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، كما في الحديث الذي بعده. (2) رواه أبو داود رقم (515) و (516) في الصلاة، باب رفع الصوت بالأذان، والنسائي 2 / 13 في الأذان، باب رفع الصوت بالأذان، وهو حديث صحيح يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/429) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/458) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/461) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري في خلق أفعال العباد (23و 24) قال: حدثنا آدم. (ح) وحدثنا سليمان. (ح) وحدثنا أبو الوليد. (ح) وحدثنا حفص بن عمر. وأبو داود (515) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري. وابن ماجة (724) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة. والنسائي (2/12) وفي الكبرى (1525) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، ومحمد ابن عبد الأعلى. قالا: حدثنا يزيد يعني ابن زريع. وابن خزيمة (390) قال: حدثنا بندار محمد. قال: حدثنا عبد الرحمن. تسعتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، وعبد الرحمن، وآدم، وسليمان، وأبو الوليد، وحفص بن عمر، وشبابة، ويزيد بن زريع - عن شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى. فذكره الحديث: 7035 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 384 7036 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله وملائِكَتَه يُصَلُّون على الصفِّ المقدَّم، والمؤذِّنُ يُغْفَرُ له بمدِّ صوته، ويصدِّقُه مَنْ سمعه مِن رَطْب ويابس، وله مثل أجرُ مَنْ صلَّى معه» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 13 في الأذان، باب رفع الصوت بالأذان، ورواه أحمد في " المسند " 4 / 284، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رسناده صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/284) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وقال عبد الله بن أحمد: وحدثني عبيد الله القواريري. والنسائي (2/13) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. ثلاثتهم - علي، وعبيد الله، وابن المثنى - قالوا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة. 2- وأخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا يحيى بن آدم وحسين قالا: حدثنا إسرائيل. كلاهما - قتادة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 7036 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 385 7037 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إن المؤذِّنين يَفْضُلوننا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قل كما يقولون، فإذا انتهيتَ فَسَلْ تُعْطَ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (524) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/172) (6601) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وأبو داود (524) قال: حدثنا ابن السرح ومحمد بن سلمة، قالا: حدثنا ابن وهب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (44) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - ابن لهيعة، وابن وهب - عن يحيى بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره. الحديث: 7037 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 385 7038 - (خ ط س) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أنَّ [ص: 386] أبا سعيد - رضي الله عنه - قال له: أراك تحب الغَنَم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك، فأذَّنْتَ بالصلاة، فارفع صوتَك بالنِّداء، فإنه لا يَسمعُ مَدى صوتِ المؤذِّن جِنّ ولا إنْس ولا شيء، إلا شَهِدَ له يوم القيامة، قال أبو سعيد: سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. أخرجه البخاري و «الموطأ» والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البادية) : البرِّيَّة والصحراء.   (1) رواه البخاري 2 / 72 و 73 في الأذان، باب رفع الصوت بالنداء، وفي بدء الخلق، باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم، وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة "، والموطأ 1 / 69 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، والنسائي 2 / 12 في الأذان، باب رفع الصوت بالأذان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (66) وأحمد (3/35) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (3/43) قال: حدثنا إسحاق، والخزاعي. والبخاري (1/158) وفي خلق أفعال العباد (23) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، وفي (4/154) قال: حدثنا قتيبة. وفي (9/194) ، وفي خلق أفعال العباد (23) قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي (2/12) وفي الكبرى (1524) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا ابن القاسم. سبعتهم- عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، والخزاعي منصور بن سلمة، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة، وإسماعيل بن أبي أويس، وابن القاسم- عن مالك. 2- وأخرجه الحميدي (742) وأحمد (3/6) وعبد بن حميد (997) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد. وابن ماجة (733) قال: حدثنا محمد بن الصباح. وابن خزيمة (389) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. خمستهم - الحميدي، وأحمد، ويحيى، وابن الصباح، وعبد الجبار - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. كلاهما - ومالك، وسفيان - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، فذكره. * في رواية سفيان: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه - قال أحمد: وسفيان مخطىء في اسمه، والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. الحديث: 7038 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 385 7039 - (م) [عيسى بن طلحة] قال: سمعتُ معاويةَ يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «المؤذِّنون أطولُ الناس أعناقاً يوم القيامة» . وفي رواية قال راويه: «كنتُ عند معاويةَ بنِ أبي سفيان، فجاءهُ المؤذِّنُ يَدْعُوه إلى الصلاة، فقال معاويةُ: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكره» أخرجه مسلم (1) . [ص: 387] وهذا الحديث لم يخرجه الحميديُّ في كتابه الذي قرأناه، وهو مقروءٌ على الرَّقِّي عنه. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أطول أعناقاً) : قال الهروي: قال ابن الأعرابي: أطول أعناقاً: أكثر أعمالاً، يقال: لفلان عُنُقٌ من الخير، أي قِطْعة، وقال غيره: من طول الأعناق، وهي الرقاب؛ لأن الناس يوم القيامة يكونون في الكرب، والمؤذِّنُون في الروح مشرئبُّون لأن يؤذَن لهم في دخول الجنة، وقيل: إنهم يكونون يومئذ رؤوساً ومقدَّسين، والعرب تصف السادة بطول الأعناق، وروي إعناقاً بكسر الهمزة، أي: إسراعاً إلى الجنة، وهو العنق، وهو ضرب من سير الإبل سريع.   (1) رقم (387) في الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/95) قال: حدثنا ابن نمير، ويعلى. وفي (4/98) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (418) قال: حدثنا يعلى. ومسلم (2/5) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبدة. (ح) وحدثنيه إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (725) قال: حدثنا محمد بن بشار، وإسحاق بن منصور، قالا: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - عبد الله بن نمير، ويعلى، وعبدة بن سليمان، وسفيان الثوري - عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، فذكره. الحديث: 7039 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 386 7040 - () عاصم بن بهدلة قال: «مرَّ رجل على زرّ بن حبيش وهو يُؤَذِّنُ، فقال: يا أبا مريم أتؤذِّنُ؟ إني لأرغبُ بك عن الأذان، فقال زرّ: أترغب بي عن الفضل؟ والله لا أكلِّمك» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا أرغب بك) رَغِبتُ بفلان عن هذا الأمر: إذا كَرِهتَه، وأبعدتَه عنه وزهدتَ له فيه.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. الحديث: 7040 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 387 الفصل الرابع: في فضل الصلاة ، وفيه عشرة فروع الفرع الأول: في فضلها مجملا ً 7041 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أرأيتم لو أنَّ نهراً بباب أحدِكم يغتَسِلُ فيه كلَّ يوم خمس مرات، ما تقولون (1) ذلك يُبقي من درنِه؟ قالوا: لا يُبقي من دَرَنهِ شيئاً، قال: فذلك مَثَل الصلوات الخمسِ يمحو الله بها الخطايا» . وفي رواية «مَثَلُ الصلوات الخمس، مَثَلُ نَهْر عظيم ببابِ أحدِكم يغتسلُ فيه كلَّ يوم خمسَ مرات، فإنه لا يُبقي من درنه شيئِاً» . أخرج الأولى البخاري ومسلم، [والثانية] الترمذي والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (درنه) الدَّرن: الوسخ.   (1) وفي بعض النسخ: ما تقول، بإفراد المخاطب، والمعنى: ما تقول أيها السامع. (2) رواه البخاري 2 / 9 في مواقيت الصلاة، باب الصلوات الخمس كفارة، ومسلم رقم (667) في المساجد، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات، والترمذي رقم (2872) في الأمثال، باب مثل الصلوات الخمس، والنسائي 1 / 231 في الصلاة، باب فضل الصلوات الخمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/379) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا بكر بن مضر. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث بن سعد. والدارمي (1187) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. والبخاري (1/140) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة. قال: حدثني ابن أبي حازم والدراوردي. ومسلم (2/131) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وقال قتيبة: حدثنا بكر يعني ابن مضر. والترمذي (2868) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا بكر بن مضر القرشي. والنسائي (1/230) وفي الكبرى (315) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. أربعتهم- بكر بن مضر، والليث، وعبد العزيز بن أبي حازم، والدراوردي - عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 7041 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 388 7042 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ الصلوات الخمس كمثل نَهْر جار غَمْر على باب أحدكم، يغتسلُ منه كلَّ يوم خمس مرات. قال الحسن: وما يُبقي ذلك من الدَّرن؟» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غمرٍ) الماء الغَمر: الكثير.   (1) رقم (668) في المساجد، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/305) قال: حدثنا محمد بن فضيل، وفي (3/317) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/357) قال: حدثنا عمار بن محمد وعبد بن حميد (1014) ، والدارمي (1186) . كلاهما - عبد، والدارمي -عن يعلى بن عبيد. ومسلم (2/132) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا:حدثنا أبو معاوية. أربعتهم - ابن فضيل، وأبو معاوية، وعمار، ويعلى - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 7042 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 389 7043 - (ط) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: كان رجلان أخَوَانِ، فهلَك أحدُهما قبل صاحبه بأربعين ليلة، فَذُكِرَتْ فضيلةُ الأول منهما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ألم يكن الآخَر مسلماً؟ قالوا: بلى، وكان لا بأس به، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وما يدريكم ما بلغت به صلاتُه؟ إنما مَثَلُ الصلاة كمَثَلِ نَهْر عَذْب غَمْر ببابِ أحدكم، يَقْتَحِم فيه كلَّ يوم خمس مرات، فما تَرَوْن ذلك يُبقي من درَنه؟ فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاتُه» أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اقْتَحَمْتُ) الأَمر وغيره: إذا دخَلتَ فيه وألقَيْتَ نَفْسك إليه من غير رويّة.   (1) بلاغاً 1 / 174 في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له الحديثان اللذان قبله، دون الجملة الأخيرة " فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (422) بلاغ عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، فذكره. الحديث: 7043 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 389 7044 - (خ م ط س) حُمران مولى عثمان: قال: «كنتُ أضَعُ لعثمان طَهورَه، فما أتى عليه يومٌ إلا وهو يُفيض عليه نُطْفَة - يعني من ماء - وقال: قال عثمانُ: حدَّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عند انصرافنا من صلاتنا - أُراه قال: العصر - فقال: ما أدري، أُحَدِّثكم، أو أسكتُ؟ قال: فقلنا: يا رسول الله، إن كان خيراً فحدِّثْنا، وإن كان غير ذلك فاللهُ ورسولُه أعلم، قال: ما من مسلم يتطَّهرُ فيُتِمُّ الطهارةَ التي كتبَ الله عليه، فيصلِّي هذه الصلوات الخمس، إلا كانت كفَّاراتٍ لما بينها» . وفي رواية: أنَّ عثمانَ لما توضأ قال: واللهِ لأحدِّثنَّكم حديثاً لولا آية في كتاب الله ما حدَّثتكموه، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يتوضأ رَجُل وُضوءه، ثم يصلِّي الصلاةَ، إلا غُفِرَ له ما بينه وبين الصلاة التي تليها. قال عروة بن الزبير: الآية {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيِّنات والهدى} إلى قوله {اللاعنون} [البقرة: 159] » . وفي أخرى: «أن عثمان توضأ، فأحسنَ الوُضَوء، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ فأحسن الوُضُوءَ، ثم قال: من توضأ نحو هذا الوضوء، ثم أتى المسجد فركع ركعتين، ثم جَلَسَ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبه» . وفي أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ توضأ للصلاة [ص: 391] فأسبغَ الوُضُوءَ، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاَّها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غُفِرَ له ذُنُوبه» . وفي أخرى «أن عثمان توضأ يوماً وُضوءاً حسناً، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ، فأحسنَ الوُضُوءَ، ثم قال: مَنْ توضأ هكذا، ثم خرج إلى المسجد، لا يَنْهَزُه إلا الصلاة، إلا غُفِر له ما خلا من ذَنْبِه» . وفي أخرى عن عمرو بن سعيد بن العاص: أن عثمان دعا بطَهوره، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من امرئ مسلم تحضُره صلاة مكتوبة، فَيُحْسِنُ وُضُوءها، وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلا كانت كفارة لما قبلَها من الذُّنُوبِ، ما لم يأتِ كبيرة، وذلك الدهر كلَّه» أخرجه البخاري ومسلم، إلا أن البخاري انفرد بالرواية الثالثة، ومسلم بالرابعة والسادسة. وفي رواية «الموطأ» : أن عثمانَ جلس يوماً على المقاعد، فجاءه المؤذِّنُ فآذنه بصلاةِ العصر، فدعا بماء، ثم قال: واللهِ لأُحَدِّثَنَّكم حديثاً لولا آية في كتاب الله ما حدَّثتكموه، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِن امرئ يَتَوَضأ فَيُحْسِنُ وُضُوءه، ثم يصلِّي الصلاةَ إلا غُفِرَ له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصلِّيها» . قال مالك: أُراه يريد هذه الآية {وأقم الصلاة طَرَفَي النَّهار وزُلَفاً من اللَّيل إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السيئاتِ ذلك ذِكرى للذاكرين} [هود: 114] . [ص: 392] وفي رواية النسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أتَمَّ الوضُوءَ كما أمره الله، فالصلواتُ الخمسُ كفَّارات لما بينهن» . وفي أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما مِنْ امرئ يتوضأ، فَيُحْسِنُ وُضوءه، ثم يصلِّي الصلاة، إلا غُفِرَ له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصلِّيها» وأخرج أيضاً الرواية الرابعة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نطفة) النطفة: الماء القليل، وقد يطلَق على الكثير، وقيل: هو الماء الذي لا كدَر فيه، وسواء قليله وكثيره. (ينهزُه) نَهَزَهُ ينهزهُ: إذا دفعه وحمله على فعل الشيء. (زُلَفاً) الزُلَف جمع: زُلْفة، وهي الطائفة من أول الليل.   (1) رواه البخاري 1 / 228 في الوضوء، باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، وباب المضمضة في الوضوء، وفي الصوم، باب سواك الرطب واليابس للصائم، وفي الرقاق، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إن وعد الله حق} ، ومسلم رقم (226) و (227) و (228) و (229) و (230) و (231) و (232) في الطهارة، باب في صفة الوضوء وكماله، وباب فضل الوضوء والصلاة عقبه، والموطأ 1 / 30 و 31 في الطهارة، باب جامع الوضوء، والنسائي 1 / 91 في الطهارة، باب ثواب من توضأ كما أمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/59) (418) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم -يعني ابن سعد- وفي (1/59) (419) قال: حدثنا إبراهيم بن نصر الترمذي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1/59) (421) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/60) (428) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. والدارمي (699) قال: أخبرنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر. والبخاري (1/51) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي (1/52) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/40) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (1/141) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح، وحرملة بن يحيى التجيبي قالا: أخبرنا ابن وهب، عن يونس. (ح) وحدثني زهير بن حرب.، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (106) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (1/64) وفي الكبرى (103) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر، وفي (1/65) وفي الكبرى (91) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي، قال: حدثنا عثمان وهو ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، عن شعيب، هو ابن أبي حمزة، وفي (1/80) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، عن يونس. وابن خزيمة (3) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبند الحكم، أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني يونس. وفي (158) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. خمستهم - إبراهيم بن سعد، ومعمر، وابن جريج، وشعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن حمران، فذكره. وعن حمران. قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نحوه، يعني نحو الحديث السابق، ولم يذكر المضمضة والاستنشاق، وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثا، ثم غسل رجليه ثلاثا. ثم قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ هكذا. وقال: من توضأ دون هذا كفاه» . ولم يذكر أمر الصلاة. أخرجه أبو داود (107) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا الضحاك بن مخلد قال: حدثنا عبد الرحمن بن وردان، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن. قال: حدثني حمران، فذكره. وعن أبي علقمة، أن عثمان دعا بماء فتوضأ فأفرغ بيده اليمنى على اليسرى ثم غسلهما إلى الكوعين، قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثا، وذكر الوضوء ثلاثا، قال: ومسح برأسه، ثم غسل رجليه، وقال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل ما رأيتموني توضأت. ثم ساق نحو حديث الزهري وأتم. يعني الحديث السابق. هكذا قال أبو داود ول يسق متن الحديث. أخرجه أبو داود (109) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا عيسى، قال: أخبرنا عبيد الله -يعني ابن أبي زياد - عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي علقمة، فذكره. وعن حمران بن أبان، مولى عثمان بن عفان، - رضي الله عنه -. قال: «رأيت عثمان بن عفان - رضي الله عنه - دعا بوضوء، وهو على باب المسجد، فغسل يديه، ثم مضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح برأسه، وأمر بيده على ظاهر أذنيه، ثم مر بهما على لحيته، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال: توضأت لكم كما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ثم ركعت ركعتين كما رأيته ركع. قال: ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين فرغ من ركعتيه: «من توضأ كما توضأت، ثم ركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما كان بينهما وبين صلاته بالأمس» . أخرجه أحمد (1/68) (489) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي، عن حمران بن أبان مولى عثمان ابن عفان، فذكره. وعن حمران بن أبان. قال: أتيت عثمان بطهور، وهو جالس على المقاعد، فتوضأ، فأحسن الوضوء. ثم قال: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ، وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء. ثم قال: من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد فركع ركعتين، ثم جلس، غفر له ما تقدم من ذنبه.» . قال: وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تغتروا.» . * وفي رواية يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن أبي سلمة ونافع بن جبير: «من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة، فصلاها، غفر له ذنبه» . مختصرا. * وفي رواية الحكيم بن عبد الله عنهما: «من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غفر الله له ذنوبه.» . 1- أخرجه أحمد (1/64) (459) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. وفي (1/67) (483) قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد ابن إبراهيم بن الحارث التيمي. وفي (1/67) (483) قال: حدثنا حجاج، ويونس قالا: حدثنا ليث، قال حجاج: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم، وفي (1/71) (516) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله- يعني ابن أبي سلمة - ونافع بن جبير بن مطعم. والبخاري (8/114) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم القرشي. ومسلم (1/143) قال: وحدثني أبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى، قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي، حدثه أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه. والنسائي (2/111) وفي الكبرى (840) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي، حدثه أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه. وفي الكبرى (172) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبيد الله، عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم. ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير - عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي. 2- وأخرجه أحمد (1/66) (478) قال: حدثنا أبو المغيرة. وابن ماجة (285) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي في الكبرى (173) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد. كلاهما - أبو المغيرة، والوليد- قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني شقيق بن سلمة. 3- وأخرجه ابن ماجة (285) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني عيسى بن طلحة. ثلاثتهم - معاذ، وشقيق أبو وائل، وعيسى - عن حمران، فذكره. وعن حمران مولى عثمان. قال: توضأ عثمان بن عفان يوما وضوءا حسنا. ثم قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فأحسن الوضوء. ثم قال: من توضأ هكذا، ثم خرج إلى المسجد، لا ينهزه إلا الصلاة، غفر له ماخلا من ذنبه.» . أخرجه مسلم (1/143) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: وأخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره. وعن حمران مولى عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان وهو بفناء المسجد فجاءه المؤذن عند العصر فدعا بوضوء فتوضأ ثم قال: والله لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم إني سمعت رسول الله يقول: «لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها» . 1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (45) والحميدي (35) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/57) (400) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (1/141) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ لقتيبة، قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا جرير. وفي (1/142) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا زهير بن حرب، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (1/91) وفي الكبرى (171) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (2) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا سعيد ابن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - مالك، وسفيان، ويحيى بن سعيد، وجرير، وأبو أسامة، ووكيع - عن هشام بن عروة. 2- وأخرجه البخاري (1/51) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. ومسلم (1/142) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. كلاهما - عبد العزيز، ويعقوب- عن إبراهيم بن سعد، قال: قال صالح بن كيسان، قال: قال ابن شهاب. كلاهما - هشام، وابن شهاب - عن عروة، أن حمران أخبره، فذكره. وعن حمران، مولى عثمان - رضي الله عنه- أن عثمان توضأ بالمقاعد فغسل ثلاثا. ثلاثا. وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من توضأ وضوئي هذا، ثم قام إلى الصلاة، سقطت خطاياه، يعني من وجهه ويديه ورجليه ورأسه.» . أخرجه أحمد (1/68) (493) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره. وعن حمران، عن عثمان بن عفان. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره.» . أخرجه أحمد (1/66) (476) قال: حدثنا عفان. ومسلم (1/149) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي. قال: حدثنا أبو هشام المخزومي. كلاهما - عفان، والمغيرة بن سلمة أبو هشام - عن عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عثمان بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن حمران، فذكره. وعن حمران مولى عثمان. قال: أتيت عثمان بن عفان بوضوء، فتوضأ. ثم قال: إن ناسا يتحدثون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحاديث، لا أدري ما هي، إلا أني، «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل وضوئي هذا. ثم قال: من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة.» . أخرجه مسلم (1/142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن عبدة الضبي. قالا: حدثنا عبد العزيز، وهو الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن حمران مولى عثمان، فذكره. وعن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه - أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه، وظهر قدميه، ثم ضحك.. فقال لأصحابه: ألا تسألوني عما أضحكني؟ فقالوا: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا بماء قريبا من هذه البقعة فتوضأ كما توضأت، ثم ضحك. فقال: ألا تسألوني ما أضحكني؟ فقال: ما أضحك يا رسول الله؟ فقال: إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه. فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، وإن مسح برأسه كان كذلك، وإذا طهر قدميه كان كذلك.» . أخرجه أحمد (1/58) (415) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد الله بن أحمد (1/74) (553) قال: حدثني العباس بن الوليد النرسي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما - محمد بن جعفر، ويزيد- قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان، فذكره. وعن حمران بن أبان. قال: كنا عند عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فدعا بماء، فتوضأ، فلما فرغ من وضوئه تبسم. فقال: هل تدرون مم ضحكت؟ قال: فقال: «توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما توضأت، ثم تبسم. ثم قال: هل تدرون مم ضحكت؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: إن العبد إذا توضأ، فأتم وضوءه، ثم دخل في صلاته، فأتم صلاته، خرج من صلاته كما خرج من بطن أمه من الذنوب.» . أخرجه أحمد (1/61) (430) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. قال: حدثنا عوف الأعرابي، عن معبد الجهني، عن حمران بن أبان، فذكره. الحديث: 7044 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 390 7045 - (م د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد ونحن قعود معه، إذ جاءه رجل فقال: يا رسولَ الله، إني أصبتُ حَدّاً، فأقِمْه عليَّ، فسكتَ عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، [ص: 393] ثم أعادَ، فسكتَ عنه، وأُقيمتِ الصلاةُ، فلما انصرفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تَبِعه الرجل، فاتَّبَعْتُه، أنظُر ماذا يَرُدُّ عليه، فقال له: أرأيتَ حين خرجتَ من بيتك، أليس قد توضأتَ فأحسنتَ الوُضوءَ؟ قال: بلى يا رسولَ الله، قال: ثم شهدتَ الصلاة معنا؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فإن الله قد غفَر لك حدَّك - أو قال: ذَنْبَك» أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود مختصراً: «أن رجلاً أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، إني أصبتُ حَدّاً، فأقمه عليَّ، قال: توضأتَ حين أقبلتَ؟ قال: نعم، قال: هل صلَّيتَ معنا حين صلَّيْنا؟ قال: نعم، قال: اذهبْ، فإن الله قد غَفَرَ لك» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حدّاً) الحدّ: ما أمر به الله تعالى من العقاب لمن أذنب ذنباً، ومعنى قوله: «أصبت حدّاً» أي أصبْتُ ذنباً يوجب عليَّ حدّاً.   (1) رواه مسلم رقم (2765) في التوبة، باب قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} ، وأبو داود رقم (4381) في الحدود، باب في الرجل يعترف بحد ولا يسميه، وقد جزم النووي وجماعة أن الذنب الذي فعله كان من الصغائر، بدليل أن في بقية الخبر أنه كفرته الصلاة، بناء على أن الذي تكفره الصلاة من الذنوب الصغائر، لا الكبائر، وهو لم يزن، وإنما فعل أشياء دون ذلك، وظن ما ليس زنا زناً، فذلك كفرت ذنبه الصلاة، وانظر " الفتح " 12 / 118 و 119. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/251) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/262) قال: حدثنا أبو نوح، وعبد الصمد. ومسلم (8/103) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا عمر بن يونس. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4878) عن علي بن سعيد بن مسروق الكندي، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. خمستهم - زيد، وأبو نوح، وعبد الصمد، وعمر بن يونس، وابن أبي زائدة - عن عكرمة بن عمار اليمامي. 2- وأخرجه أحمد (5/265) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (4381) قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4878) عن محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد (ح) وعن العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه (ح) وعن عمران بن بكار، عن أبي المغيرة الخولاني. وابن خزيمة (311) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية، قال: حدثنا الوليد يعني ابن مسلم. أربعتهم - أبو المغيرة، وعمر بن عبد الواحد، والوليد بن مزيد، والوليد بن مسلم- عن الأوزاعي. كلاهما - عكرمة، والأوزاعي - عن شداد بن عبد الله أبي عمار، فذكره. الحديث: 7045 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 392 7046 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنتُ عند [ص: 394] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فجاءه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أصَبْتُ حَدّاً فأقمه عليَّ، ولم يسألْه، قال: وحَضَرَتِ الصلاةُ، فصلَّى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما قضى النبيُّ الصلاةَ، قام إليه الرَّجُلُ، فقال: يا رسول الله إني أصَبْتُ حَدّاً، فأقم فيَّ كتابَ الله، قال: أليس قد صَلَّيتَ معنا؟ قال: نعم، قال: فإنَّ الله قد غَفَرَ لك ذَنْبَك، أو حَدَّك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 118 في المحاربين، باب إذا أقر بالحد ولم يبين هل للإمام أن يستر عليه، ومسلم رقم (2764) في التوبة، باب قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/206) قال: حدثني عبد القدوس بن محمد ومسلم (8/102) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني. كلاهما قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 7046 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 393 7047 - (س) عاصم بن سفيان الثقفي: قال: إنهم غَزَوا غَزْوةَ السلاسِل، ففاتهم العدوُّ، فرابطوا ثم رجعوا إلى معاويةَ وعنده أبو أيوب وعقبةُ بنُ عامر، فقال عاصم: يا أبا أيوب، فاتَنا العدوُّ العامَ، وقد أخبِرنا أنَّه مَنْ صَلَّى في المساجد الأربعةِ غُفِرَ له ذَنْبُه، فقال: يا ابن أخي، أدلُّك على أيسرَ من ذلك؟ إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ توضأ كما أُمِر، وصلَّى كما أُمِرَ، غُفِرَ له ما قَدَّم من عمل، أكذلك يا عقبةُ؟ قال: نعم» أخرجه النسائي (1) .   (1) 1 / 90 في الطهارة، باب ثواب من توضأ كما أمر، وفي سنده سفيان بن عبد الرحمن أو ابن عبد الله ابن عاصم بن سفيان الثقفي المكي، لم يوثقه غير ابن حبان، وفيه عنعنة أبي الزبير المكي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/423) قال: حدثنا يونس بن محمد، وحجين، وعبد بن حميد (227) قال: حدثني أحمد بن يونس والدارمي (723) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله. وابن ماجة (1396) قال: حدثنا محمد بن رمح. والنسائي (1/90) وفي الكبرى (139) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - يونس، وحجين، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وابن رمح، وقتيبة - عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الرحمن، عن عاصم، فذكره. في رواية الدارمي، وابن ماجه، سماه سفيان بن عبد الله بدلا من سفيان بن عبد الرحمن،قال المزي: والصواب: سفيان بن عبد الرحمن كما في حديث قتيبة. تحفة الأشراف (3462) . قلت: فيه سفيان بن عبد الرحمن، ليس له إلا هذا الحديث الواحد، ولم يوثقه غير ابن حبان، وكذلك عنعنة أبي الزبير المكي. الحديث: 7047 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 394 7048 - (د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يَعجَبُ رَبُّكَ من راعي غَنَم في رأس شَظيَّة للجبل يؤذِّن بالصلاة ويصلِّي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا، [ص: 395] يؤذِّن ويقيمُ الصلاة، يخاف مِنِّي، قد غفرتُ لعبدي وأدخلتُه الجنةَ» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شظية) الشظية من الجبل: قطعة انقطعت منه ولم تنفصل، كأنها انكسرت منه ولم تنكسر، والجمع: الشظايا.   (1) رواه أبو داود رقم (1203) في الصلاة، باب الأذان في السفر، والنسائي 2 / 20 في الأذان، باب الأذان لمن يصلي وحده، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/145) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (4/157) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (4/158) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. وأبو داود (1203) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. والنسائي (2/20) وفي الكبرى (1556) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث- عن أبي عشانة المعافري، فذكره. الحديث: 7048 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 394 7049 - (ط) مالك بن أنس: بلغَهُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «استقيموا ولن تُحْصُوا، واعلموا أنَّ خيرَ أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» . وفي رواية «واعملوا، وخير أعمالكم الصلاة» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) بلاغاً 1 / 34 في الطهارة، باب ما جاء في المسح بالرأس والأذانين، وإسناده منقطع، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث سالم بن أبي الجعد عن ثوبان رقم (277) في الطهارة، باب المحافظة على الوضوء، وفيه انقطاع أيضاً بين سالم وثوبان، وقد رواه الدارمي وابن حبان من طريق ثوبان متصلاً، ورواه أحمد في " المسند "، فهو حديث صحيح بطرقه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (65) بلاغا، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/110) :جاء هذا صحيحا مسندا من حديث ابن عمر، وعند ابن ماجة والبيهقي إلا أن فيه واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة، ومن حديث ثوبان أخرجه أحمد وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه على شرطهما والبيهقي إلا أن فيه واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة وسائره بلفظ الموطأ. وبلفظ: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.» ، عن ثوبان. أخرجه أحمد (5/276) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/282) قال: حدثنا وكيع، ويعلى، قالا: حدثنا الأعمش، والدارمي (661) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش. وابن ماجة (277) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور. كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن سالم بن أبي الجعد،فذكره. وبلفظ: «استقيموا تفلحوا، وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.» . أخرجه أحمد (5/280) قال: حدثنا علي بن عياش، وعصام بن خالد، قالا: حدثنا حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، فذكره. وبلفظ: «سددوا وقاربوا، وخير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.» . أخرجه أحمد (5/282) والدارمي (662) قال: حدثنا يحيى بن بشر. كلاهما - أحمد، ويحيى - قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن ثوبان، قال: حدثني حسان ابن عطية، أن أبا كبشة السلولي حدثه، فذكره. وقع في المطبوع من الدارمي: أبو ثوبان، وكذلك حسان عن عطية وهو خطأ. وبلفظ: «استقيموا، ولن تحصوا، واعلموا، أن من أفضل أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» .عن عبد الله بن عمرو. أخرجه ابن ماجة (278) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد، فذكره. الحديث: 7049 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 395 7050 - (د) حذيفة - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا حَزَبَه أمرٌ صلى» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1319) في الصلاة، باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 388، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/388) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، وخلف بن الوليد. وأبو داود (1319) قال: حدثنا محمد بن عيسى. ثلاثتهم - إسماعيل، وخلف، ومحمد - قالوا: حدثنا يحيى بن زكريا، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله الدؤلي، عن عبد العزيز، فذكره. الحديث: 7050 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 395 7051 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حُبِّب إليَّ النساءُ، والطِّيبُ، وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيني في الصلاة» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 61 في عشرة النساء، باب حب النساء، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم والبيهقي وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (3/128 و 199) قال: حدثنا عبد الواحد، أبو عبيدة، وفي (3/128) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وفي (3/285) والنسائي (7/61) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى القوسي. كلاهما - أحمد، والحسين - قالا: حدثنا عفان. ثلاثتهم - أبو عبيدة، وأبو سعيد، وعفان - عن سلام أبي المنذر. 2- وأخرجه النسائي (7/61) قال: أخبرنا علي بن مسلم الطوسي، قال: حدثنا سيار، هو ابن حاتم، قال: حدثنا جعفر، هو ابن سليمان. كلاهما - سلام، وجعفر - عن ثابت، فذكره. الحديث: 7051 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 396 7052 - (م د س) ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه - قال: «كنتُ أبيتُ مع رسولِ الله، فآتيه (1) بوَضوئه وبحاجته، فقال لي: اسألني، فقلتُ: إني أسألك مرافَقتكَ في الجنة، قال: أوَ غيرَ ذلك، قلتُ: هو ذاك، قال: فأعِنِّي على نَفْسِك بكثرةِ السجود» . أخرجه مسلم وأبو داود (2) .   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: فأتيته. (2) رواه مسلم رقم (489) في الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، وأبو داود رقم (1320) في الصلاة، باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، ورواه أيضاً النسائي 2 / 227 و 228 في افتتاح الصلاة، باب فضل السجود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/52) قال: حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح،وأبو داود (1320) قال: حدثنا هشام بن عمار والنسائي (2/227) وفي الكبرى (637) قال: أخبرنا هشام بن عمار. كلاهما - الحكم، وهشام - قالا: حدثنا هقل بن زياد، قال: سمعت الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، فذكره. الحديث: 7052 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 396 7053 - (م ت س) معدان بن أبي طلحة: قال: لقيتُ ثوبانَ مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: أخبرني بعمل أعمَلُه يُدخلني الجنة - أو قلتُ: بأحبِّ الأعمال إلى الله- فسكتَ، [ثم سألتُه فسكت] ، ثم سألتُه الثالثة، فقال: سألتُ عن ذلك رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: عليكَ بكثرة السجود لله، فإنَّكَ لا تسجدُ لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحَطَّ عنك بها خطيئة. [ص: 397] قال معدان: ثم أتيتُ أبا الدرداء فسألته، فقال مثل ما قال لي ثوبان. أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (488) في الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، والترمذي رقم (388) في الصلاة، باب ما جاء في كثرة الركوع والسجود وفضله، والنسائي 2 / 228 في الافتتاح، باب ثواب من سجد لله عز وجل سجدة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/276) . ومسلم (2/51) قال: حدثنا زهير بن حرب. وابن ماجة (1423) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. والترمذي (388) والنسائي (2/228) وابن خزيمة (316) قال الترمذي، وابن خزيمة، حدثنا وقال النسائي: أخبرنا أبو عمار الحسين بن حريث، أربعتهم - أحمد، وزهير، وعبد الرحمن، وأبو عمار- عن الوليد بن مسلم. 2- وأخرجه أحمد (5/280) قال: حدثنا أبو المغيرة. كلاهما - الوليد، وأبو المغيرة- قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني الوليد بن هشام المعيطي، قال: حدثني معدان بن أبي طلحة، فذكره. رواية أبي المغيرة عند أحمد لا يوجد بها ذكر أبي الدرداء. وقع في المطبوع من سنن الترمذي حدثنا أبو عمار، حدثنا الوليد، قال: وحدثنا أبو محمد رجاء، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي - ومتابعة أبي محمد رجاء بن مرجى لا توجد في تحفة الأشراف حديث رقم (2112) وانظر تعليق محقق سنن الترمذي. الحديث: 7053 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 396 الفرع الثاني: في فضل صلواتٍ مخصوصة 7054 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ: كَفَّارات لما بينهنَّ» زاد في رواية «ما لم تُغْشَ الكبائر» وزاد في أخرى «ورمضان إلى رمضانَ: مُكَفِّرات لما بينهنَّ، إذا اجتنبت الكبائر» . أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الأولى (1) .   (1) رواه مسلم رقم (233) في الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، والترمذي رقم (214) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلوات الخمس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/484) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير. ومسلم (1/144) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، كلهم عن إسماعيل، قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وابن ماجة (1086) قال: حدثنا محرز بن سلمة العدني. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (214) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. وابن خزيمة (314) و (1814) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. ثلاثتهم - زهير، وإسماعيل، وعبد العزيز بن أبي حازم - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر» . أخرجه أحمد (2/359) قال: حدثنا أبو جعفر، قال: أخبرنا عباد بن العوام. ومسلم (1/144) قال: حدثني نصر بن علي الجهضمي. قال: أخبرنا عبد الأعلى. كلاهما - عباد، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، فذكره. وبلفظ: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن، إذا اجتنب الكبائر» . أخرجه أحمد (2/400) قال:حدثنا هارون. ومسلم (1/144) قال:حدثني أبو الطاهر، وهارون بن سعيد الأيلي. ثلاثتهم - هارون بن معروف، وأبو الطاهر، وهارون بن سعيد - عبد الله بن وهب، عن أبي صخر حميد ابن زياد، أن عمر بن إسحاق مولى زائدة، حدثه عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «الصوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر» . أخرجه أحمد (2/414) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا علي بن زيد، وصالح المعلم وحميد ويونس، عن الحسن، فذكره. الحديث: 7054 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 397 7055 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ صلَّى الصبح فهو في ذِمَّةِ الله، فلا يُتْبِعَنَّكم الله بشيء من ذِمَّتِهِ» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 398] وذكر رزين «فهو في ذمة الله، فانظروا أن تُخْفِرُوا الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبْه يُدرِكْهُ، ثم لا يُفْلِتْهُ» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُخفروا الله في ذمته) أخفرت العهد: إذا نقضتَه، والذِّمة: الأمان والعهد.   (1) رقم (2165) في الفتن، باب من صلى الصبح فهو في ذمة الله، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، قال: وفي الباب عن جندب وابن عمر. (2) وهو بمعنى حديث مسلم الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة تحفة الأشراف (10/14138) والترمذي (2164) . كلاهما - عن بندار، عن معدي بن سليمان - قال: حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وبنحوه: أخرجه الدارمي (1433) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، فذكره. الحديث: 7055 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 397 7056 - (م ت) أنس بن سيرين: قال: سمعت جُنْدُب بن عبد الله يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من صَلَّى الصبح فهو في ذِمَّةِ الله، فلا يطلبنَّكم الله مِنْ ذِمَّتِهِ بِشيء، فإنه من يَطْلُبْهُ من ذِمَّتِه بشيء يُدْرِكْه، ثم يَكُبَّه على وجهه في نار جهنم» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي مثله، وقال: «فلا تُخْفِروا الله في ذِمَّتِه» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (657) في المساجد، باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة، والترمذي رقم (222) في الصلاة، باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/125) قال: حدثني نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل (ح) وحدثنيه يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل. كلاهما - بشر، وإسماعيل - عن خالد، عن أنس بن سيرين، فذكره. ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (4/312) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، وحميد وفي (4/313) قال: حدثنا يزيد بن هارون، وإسحاق بن يوسف، قالا: أخبرنا داود -يعني ابن أبي هند- ومسلم (2/125) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند. والترمذي (222) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا داود بن أبي هند. ثلاثتهم - علي بن زيد، وحميد، وداود بن أبي هند - عن الحسن، فذكره. الحديث: 7056 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 398 7057 - (خ س م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر، وصلاة العصر، ثم يَعرُج الذين باتوا فيكم فيسألهم [ربُّهم] وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون، وأتيناهم وهم يُصلُّون» . [ص: 399] أخرجه البخاري والنسائي ومسلم و «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يتعاقبون) التعاقب: هو أن يجيءَ واحد بعد واحد، أي: أن ملائكة الليل تصعَدُ، وتنزِل ملائكة النهار، وتصعد ملائكة النهار، وتنزل ملائكة الليل. (يعرج) عَرَجَ يعرُج: إذا صَعِد.   (1) رواه البخاري 2 / 28 و 29 في مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة العصر، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} ، وباب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة، ومسلم رقم (632) في المساجد، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، والموطأ 1 / 170 في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة، والنسائي 1 / 240 و 241 في الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (123) وأحمد (2/486) قال: قرأت على عبد الرحمن. مالك. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (1/145) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا مالك. وفي (4/138) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/154) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي (9/174) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. ومسلم (2/113) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. والنسائي (1/240) وفي الكبرى (386) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك وفي الكبرى ورقة (102-أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك. وفي الكبرى تحفة الأشراف (10/13727) عن عمران بن بكار، عن علي بن عياش، عن شعيب. وفي (10/13919) عن أحمد بن حفص بن عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة. ثلاثتهم - مالك، وشعيب بن أبي حمزة، وموسى بن عقبة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «الملاائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار. وقال: يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر. ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي؟ فقالوا: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون.» . أخرجه أحمد (2/312) ومسلم (2/113) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه. فذكره. وبلفظ: «تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الفجر وصلاة العصر. قال: فيجتمعون في صلاة الفجر، قال: فتصعد ملائكة الليل، وتثبت ملائكة النهار. قال: ويجتمعون في صلاة العصر، قال: فيصعد ملائكة النهار وتثبت ملائكة الليل. قال: فيسألهم ربهم. كيف تركتم عبادي؟ قال: فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون.» قال سليمان: ولا أعلمه إلا قد قال فيه: فاغفر لهم يوم الدين. أخرجه أحمد (2/396) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وابن خزيمة (321) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير. وفي (322) قال: حدثناه يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن حماد. قال: حدثنا أبو عوانة. ثلاثتهم - زائدة، وجرير، وأبو عوانة- عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. وبلفظ: «يجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار، عند صلاة الفجر، وصلاة العصر، فإذا عرجت ملائكة النهار، قال الله عز وجل لهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئناك من عند عبادك، أتيناهم وهم يصلون، وجئناك وهم يصلون. فإذا عرجت ملائكة الليل، قال الله عز وجل لهم: من أين جئتم؟ قالوا: جئناك من عند عبادك، أتيناهم وهم يصلون، وجئناك وهم يصلون.» . أخرجه أحمد (2/344) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14658) عن أحمد بن سليمان. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن سليمان - عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره. وبلفظ: «إن لله ملائكة يتعاقبون، ملائكة الليل وملائكة النهار فيجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين كانوا فيكم فيسألهم وهو أعلم فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم يصلون وأتيناهم يصلون.» . أخرجه أحمد (2/257) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، عن موسى. الحديث: 7057 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 398 7058 - (م د س) عمارة بن رويبة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لن يَلجَ أحد صلَّي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها - يعني الفجر والعصر - فقال له رجل من أهل البصرة: أنتَ سمعتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، فقال الرجل: وأنا أشهدُ أني سمعتُه منْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «سأله رجل من أهل البصرة: أخبرني ما سمعتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... فذكر الحديث، ولم يفسرهما بالفجر والعصر، فقال له رجل: أنتَ سمعتَه منه؟ - ثلاث مرات - قال: نعم، كُلُّ ذلك [ص: 400] يقول: سمعتْهُ أُذُنَايَ، ووعاه قلبي، قال الرجل: وأنا سمعتُهُ - صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك» وأخرج النسائي رواية مسلم إلى قوله: «وقبل غروبها» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (634) في المساجد، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، وأبو داود رقم (427) في الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات، والنسائي 1 / 241 في الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (862) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. وأحمد (4/136) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثنا أبو الوليد هشام وعفان. قالا: حدثنا أبو عوانة. عن عبد الملك بن عمير. وفيه (4/136) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك. وفي (4/261) قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل. وفيه (4/261) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن أبي خالد. قال وكيع: وحدثنا مسعر. قال: وحدثنا البختري بن المختار. ومسلم (2/114) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم. جميعا عن وكيع، عن ابن أبي خالد ومسعر، والبختري بن المختار. (ح) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك بن عمير. وأبو داود (427) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد. والنسائي (1/235) . وفي الكبرى (338) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر وابن أبي خالد والبختري بن أبي البختري. وفي (1/241) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل. وابن خزيمة (318) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى ويزيد بن هارون. قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. أربعتهم - إسماعيل، وعبد الملك، ومسعر، والبختري - عن أبي بكر بن عمارة، فذكره. (*) أخرجه الحميدي (861) ، وأحمد (4/136) . وابن خزيمة (319) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، وفي (320) قال: حدثناه عبد الجبار بن العلاء. أربعتهم -الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن عبدة، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن عمارة بن رؤيبة، فذكره. «ليس فيه أبو بكر بن عمارة» . * أخرجه النسائي في كتاب التفسير من السنن الكبرى تحفة الأشراف (7/10378) عن قتيبة، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمارة بن رؤيبة، فذكره. الحديث: 7058 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 399 7059 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صلَّى البَرْدَين دخل الجنة» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البَردين) البردان هاهنا الغَداة والعشي.   (1) رواه البخاري 2 / 43 في مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة الفجر، ومسلم رقم (635) في المساجد، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (1432) قال: حدثنا عفان. والبخاري (1/150) قال: حدثنا هدبة ابن خالد (ح) وحدثنا إسحاق، عن حبان. ومسلم (2/114) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي. (ح) حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا بشر بن السري (ح) قال: وحدثنا ابن خراش، قال: حدثنا عمرو بن عاصم. خمستهم - عفان، وهدبة، وحبان، وبشر، وعمرو - عن همام، عن أبي جمرة، عن أبي بكر بن أبي موسى، فذكره الحديث: 7059 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 400 7060 - (د) معاذ الجهني - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قعد في مُصَلاَّه حين ينصرفُ من صلاة الصبح، حتى يُسَبِّح ركعتي الضُّحى، لا يقول إلا خيراً، غَفَرَ الله له خطاياه وإن كانتْ أكثر من زَبَدِ البحر» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُسَبِّحُ) التسبيح هاهنا: الصلاة النافلة.   (1) رقم (1287) في الصلاة، باب صلاة الضحى، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/438) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وأبو داود (1287) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب. كلاهما - ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب - عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، فذكره. قلت: فيه زبان بن فائد، قال عنه ابن حبان: منكر الحديث جدا يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج به، وقال الساجي: عنده مناكير التهذيب (3/308) . الحديث: 7060 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 400 7061 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى الفجر في جماعة، ثم قَعَدَ يذكرُ الله، حتى تطلُع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: تامةٍ تامةٍ تامة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (586) في الصلاة، باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (586) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، قال: حدثنا أبو ظلال، فذكره. وقال: هذا حديث حسن غريب. قلت: فيه أبو ظلال قال عنه الحافظ في التهذيب (11/85) قال معاوية بن صالح عن ابن معين: أبو ظلال اسمه هلال ليس بشيء، وقال الدوري عن ابن معين: أبو ظلال هو هلال القسملي ضعيف ليس بشيء، وقال البخاري: مقارب الحديث، وقال الآجري سألت أبا داود عنه فلم يرضه وغمزه، وقال النسائي: ضعيف، وقال مرة ليس بثقة، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات. الحديث: 7061 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 401 7062 - (م د ت س) أم حبيبة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من عبد مسلم يُصلي لله تعالى كلَّ يوم ثنتي عشرةَ ركعة تطوعاً من غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة، قالت أم حبيبة: فما تركتُها بعدَ ما سمعتُ ذلك منه، وقال عَنْبَسة: ما تركتهُنَّ منذ سمعتُهُنَّ من أم حبيبة، وقال عمرو بن أوس: ما تركتُهنَّ منذ سمعتُهن مِن عَنْبَسَةَ، وقال النعمان بن سالم: ما تركتُهنَّ منذ سمعتهنَّ من عمرو بن أوس» أخرجه مسلم. وله في أخرى «من صلى في يوم ثِنْتَي عشرةَ سجدة تطوُّعاً بنى الله له بيتاً في الجنة» . وفي أخرى له قال: «ما من عَبْد يصلِّي لله كل يوم ثنتي عشرةَ ركعة تطوعاً غير فريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة - أو إلا بُني له بيتٌ في الجنة» . وفي أخرى «ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى لله كلَّ يوم ... فذكره» . [ص: 402] وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي نحواً من هذه الروايات (1) . وقد ذُكِر الحديث في باب الرواتب من كتاب الصلاة.   (1) رواه مسلم رقم (728) في صلاة المسافرين، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، وأبو داود رقم (1250) في الصلاة، باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، والترمذي رقم (415) في الصلاة، باب ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة من السنة وما له فيه من الفضل، والنسائي 3 / 261 في قيام الليل، باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم برقم (4066) الحديث: 7062 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 401 7063 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة، بنى الله بيتاً في الجنة» أخرجه النسائي (1) .   (1) 3 / 264 في قيام الليل، باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1142) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/264) وفي الكبرى (1387) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. كلاهما - أبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن إسحاق - عن محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي، في المجتبى (3/264) هذا خطأ ومحمد بن سليمان ضعيف، هو ابن الأصبهاني، وقد روي هذا الحديث من أوجه سوى هذا الوجه بغير اللفظ الذي تقدم ذكره. وقال في الكبرى عقب الحديث (1387) . هذا الحديث عندي خطأ، ومحمد بن سليمان ضعيف، وقد خالفه فليح بن سليمان فرواه عن سهيل، عن أبي إسحاق. وقال في تحفة الأشراف (9/12747) عقب رواية فليح: وهذا أولى بالصواب، وفليح ليس بالقوي أيضا. الحديث: 7063 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 402 7064 - (د) زيد بن خالد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (905) في الصلاة، باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/117) وعبد بن حميد (280) وأبو داود (905) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل. كلاهما - أحمد، وعبد بن حميد - عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 7064 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 402 7065 - (د س) عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من أحد يتوضأ، فَيُحْسِنُ الوضوءَ ويصلِّي ركعتين يُقْبِلُ بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبتْ له الجنةُ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (905) في الصلاة، باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة، والنسائي 1 / 95 في الطهارة، باب ثواب من أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين، وإسناده صحيح، ورواه مسلم بأطول منه رقم (234) في الطهارة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم (7017) . الحديث: 7065 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 402 7066 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى بعد المغرب سِتَّ ركعات، لم يتكلَّمْ فيما بينهنَّ بسوء، عُدِلن له بعبادة ثِنتي عشرةَ سنة» أخرجه الترمذي (1) . وقال: رُوي عن عائشة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «مَنْ صلَّى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة» (2) .   (1) رواه الترمذي رقم (435) في الصلاة، باب ما جاء في فضل التطوع وست ركعات بعد المغرب، وفي سنده عمر بن أبي خثعم، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. (2) ورواه ابن ماجة موصولاً رقم (1373) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الصلاة بين المغرب والعشاء، وفي سنده يعقوب بن الوليد، وهو ضعيف، وكذبه أحمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (1167) قال: حدثنا علي بن محمد. وفي (1374) قال: حدثنا علي بن محمد وأبو عمر حفص بن عمر. والترمذي (435) قال: حدثنا أبو كريب، يعني محمد بن العلاء الهمداني. وابن خزيمة (1195) قال: حدثناه أبو عمار الحسين بن حريث. (ح) وحدثناه حفص بن عمرو الربالي. خمستهم - علي بن محمد، وحفص بن عمر، وأبو كريب، والحسين بن حريث، وحفص بن عمرو - عن زيد بن الحباب أبي الحسين العكلي، عن عمر بن أبي خثعم اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. * قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب عن عمر ابن أبي خثعم. قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث. وضعفه جدا. الحديث: 7066 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 403 7067 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بيننا وبين المنافقين شهودُ العشاءِ والصبح، لا يستطيعونهما، أو نحو هذا» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 1 / 130 في صلاة الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح مرسلاً، قال ابن عبد البر في " التمهيد ": هذا حديث مرسل في " الموطأ "، لا يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم مسنداً، ومعناه محفوظ من وجوه ثابتة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (290) عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن سعيد بن المسيب، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/384) قال في التمهيد: هذا الحديث مرسل في الموطأ لا يحفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسندا، ومعناه محفوظ من وجوه ثابتة. وفي الاستذكار: وهو مرسل في الموطأ وهو مسند من طريق. الحديث: 7067 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 403 الفرع الثالث: في صلاة المنفرد في بيته 7068 - (ط د ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاةُ المرءِ في بيته أفضلُ؛ من صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة» . أخرجه أبو داود والترمذي. وأخرج الترمذي أيضاً و «الموطأ» موقوفاً على زيد قالا: قال زيد: [ص: 404] «أفضل الصلاة صلاتُكم في بيوتكم، إلا المكتوبة» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1044) في الصلاة، باب صلاة الرجل التطوع في بيته، ورقم (1447) في الصلاة، باب في فضل التطوع في البيت، والترمذي رقم (450) في الصلاة، باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت، والموطأ موقوفاً 1 / 130 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم (4218) . الحديث: 7068 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 403 7069 - (ت) كعب بن عُجرة - رضي الله عنه - قال: صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في مسجد بني عبد الأشْهل المغربَ، فقام قوم يتنفَّلون، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بهذه الصلاةِ في البيوت» . أخرجه الترمذي - يرفعه (1) .   (1) رقم (604) في الصلاة، باب ما ذكر في الصلاة بعد المغرب أنه في البيت أفضل، وهو حديث حسن، وله شاهد عند أحمد في " المسند " 5 / 427. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1300) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: حدثني أبو مطرف محمد ابن أبي الوزير، والترمذي (604) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير البصري، ثقة. والنسائي (3/198) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: أنبأنا إبراهيم بن أبي الوزير. وابن خزيمة (1201) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير. كلاهما - محمد، وإبراهيم بن أبي الوزير - عن محمد بن موسى الفطري، عن سعد بن إسحاق بن كعب ابن عجرة، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث كعب بن عجرة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والصحيح ما روي عن ابن عمر قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي الركعتين بعد المغرب في بيته» الحديث: 7069 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 404 7070 - () عبد الواحد قال: «صلاة الرجل في الفلاة إذا أتمها تَضاعف على صلاته في الجماعة بمثلها» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره أبو داود عقب حديث أبي سعيد الخدري رقم (560) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الصلاة في جماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة "، ورواه ابن حبان والحاكم، وهو حديث صحيح، قال أبو داود: قال عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث ... وذكر حديث عبد الواحد هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. وذكره أبو داود عقب الحديث (560) . الحديث: 7070 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 404 الفرع الرابع: في صلاة الجماعة، والمشي إلى المساجد، وانتظار الصلاة ، وفيه ثلاثة أنواع [النوع] الأول: في فضل الجماعة، والحثِّ عليها 7071 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاةُ الجماعةِ أفضلُ من صلاة الفَذِّ بسبع وعشرين درجة» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي. وللبخاري عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تفضُل صلاةُ الجميع على صلاةِ أحدِكم وحدَه بخمس وعشرين جزءاً» ثم قال: وقال شعيب: وحدثني نافع عن ابن عمر قال: «تفضُلُها بسبع وعشرينَ درجة» موقوف. ولمسلم مرفوعاً وقال: «ببضع وعشرين» . وفي رواية الترمذي: «صلاةُ الجماعة تَفْضُل على صلاةِ الرجل وحدَه بسبع وعشرينَ درجة» (1) . [ص: 406] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفذُّ) : الفرد. (ببضع) البضع: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: إلى التسعة.   (1) رواه البخاري 2 / 109 و 110 في الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة، وباب فضل صلاة الفجر في جماعة، ومسلم رقم (650) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة، والموطأ 1 / 129 في الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، والترمذي رقم (215) في الصلاة، باب ما جاء في فضل صلاة الجماعة، والنسائي 2 / 103 في الإمامة، باب فضل الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (100) وأحمد (2/17) (4670) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله وفي (2/65) (5332) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (2/102) (5779) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/112) (5921) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا مالك. وفي (2/156) (6455) قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا مالك. والدارمي (1280) قال: أخبرنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والبخاري (1/165) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/122) و (123) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، وابن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قالا: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثناه ابن رافع، قال: أخبرنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك. وابن ماجة (789) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر رستة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، والترمذي (215) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن عبيد الله بن عمرو والنسائي (2/103) ، في الكبرى (822) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، وابن خزيمة (1471) قال: إن محمد بن بشار، ويحيى بن حكيم حدثانا، قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبيد الله. ثلاثتهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، والضحاك بن عثمان - عن نافع، فذكره. أما رواية أبي هريرة، فانظر الحديث الذي يليه. الحديث: 7071 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 405 7072 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تفضُلُ صلاة الجميع صلاةَ أحدكم وحدَه بخمس وعشرين جزءاً وتجتمع ملائكةُ الليل وملائكةُ النهار في صلاة الفجر، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم {وقُرْآنَ الفجر إنَّ قُرْآنَ الفجر كانَ مَشْهوداً} [الإسراء: 78] » . قال البخاري: قال شعيب: وحدَّثني نافع عن ابن عمر «تفضُلُها بسبع وعشرين» . وفي رواية لمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ الجماعة تَعدِل خمساً وعشرينَ صلاة من صلاةِ الفَذِّ» . وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاة مع الإمام أفضلُ من خمس وعشرينَ صلاة يصلِّيها وحدَهُ» . وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الأولى، إلِى قوله: «جزءاً» ، وأخرجها النسائي أيضاً بتمامها، وقال الترمذي: «تزيد» بدل «تفضل» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 115 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة الفجر في جماعة، ومسلم رقم (649) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة، والموطأ 1 / 129 في الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، والترمذي رقم (216) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الجماعة، والنسائي 2 / 103 في الإمامة، باب فضل الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (1/166) وفي القراءة خلف الإمام (249) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/108) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، ومسلم (2/122) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13147) عن عمرو بن عثمان بن سعيد، عن أبيه، وبقية بن الوليد كلاهما عن شعيب. كلاهما - شعيب، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. * 1- أخرجه مالك الموطأ (100) وأحمد (2/233) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/264) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم. وفي (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مالك. وفي (2/486) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. ومسلم (2/121) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وفي (2/122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وابن ماجة (787) قال: حدثنا أبو مروان، محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا إبراهيم ابن سعد. والترمذي (216) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي (1/241) قال: أخبرنا كثير بن عبيد. قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. وفي (2/103) وفي الكبري (823) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. خمستهم - معمر، وإبراهيم بن سعد، وأبو أويس، ومالك، والزبيدي - عن الزهري. 2- وأخرجه الدارمي (1279) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وابن خزيمة (1472) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - يزيد، وعبد الأعلى - عن داود بن أبي هند. كلاهما - الزهري، وداود- عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو سلمة. * وأخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (2/501) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. كلاهما - الزهري، ومحمد- عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: سعيد بن المسيب. * في رواية أبي كامل عند أحمد: قال إبراهيم: لا أعلمه إلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال أحمد بن حنبل: ولم يشك يعقوب. * الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية البخاري (1/166) . وبلفظ: «صلاة الجماعة تعدل خمسا وعشرين من صلاة الفذ» . أخرجه أحمد (2/475) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/122) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. كلاهما - وكيع، وعبد الله بن مسلمة- عن أفلح بن حميد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن سلمان الأغر، فذكره. * أخرجه أحمد (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. وفي (2/529) قال: حدثنا روح. ومسلم (2/122) قال: حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن حاتم. قالا: حدثنا حجاج بن محمد. أربعتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وروح، وحجاج - عن ابن جريج..قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار أنه بينا هو جالس مع نافع بن جبير بن مطعم إذ مر بهم أبو عبد الله ختن زيد بن زبان مولى الجهنيين فدعاه نافع فقال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصليها وحده» . * في رواية عبد الرزاق: «ختن زيد بن الريان» . الحديث: 7072 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 406 7073 - (خ د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الجماعة تفضُلُ صلاةَ الفذِّ بخمس وعشرينَ درجة» . وفي رواية أبي داود قال: «الصلاةُ في الجماعة تَعْدِل خَمْساً وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فَلاة فأتم ركوعها وسجودها، بلغت خمسين» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 112 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة، وأبو داود رقم (560) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/55) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب. قال: قال حيوة، وفيه (3/55) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج، قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم. والبخاري (1/هامش166) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا الليث. ورواية أبي داود: أخرجها عبد بن حميد (976) قال: حدثنا ابن أبي شيبة. وأبو داود (560) قال: حدثنا محمد بن عيسى. وابن ماجة (788) قال: حدثنا أبو كريب. ثلاثتهم - ابن أبي شيبة، وابن عيسى، وأبو كريب - قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن هلال بن ميمون، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره. الحديث: 7073 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 407 7074 - (س) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاةُ الجماعة تزيد على صلاةِ الواحد خمساً وعشرين [درجة] » أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 103 في الإمامة، باب فضل الجماعة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/49) والنسائي. (2/103) وفي الكبرى (824) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. كلاهما - أحمد بن حنبل، وعبيد الله بن سعيد - عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن عمار، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: وكان ثقة ويقال له ابن عمار بن أبي زينب مديني، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 7074 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 407 7075 - (د س) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من ثلاثةِ في قَرْيَة ولا بَدْو لا تقامُ فيهم الصلاةُ، إلا قد استحوذَ عليهم الشيطانُ، فعليكَ (1) بالجماعة، فإنما يأكلُ الذِّئبُ من الغنم القاصية» . قال السائب: يعني بالجماعة: الصلاة في الجماعة، زاد رزين «وإن ذئبَ الإنسان: الشيطانُ، إذا خلا به أكله» أخرجه أبو داود والنسائي (2) . [ص: 408] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استحوذ) الاستحواذ: الاستيلاء على الشيء والغلبة. (القاصية) القاصي: البعيد.   (1) في النسائي: فعليكم. (2) رواه أبو داود رقم (547) في الصلاة، باب التشديد في ترك الجماعة، والنسائي 2 / 106 في الإمامة، باب التشديد في ترك الجماعة، وهو حديث صحيح، صححه النووي وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/196، 6/446) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/196) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (6/446) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (547) قال: حدثنا أحمد بن يونس. والنسائي (2/106) وفي الكبرى (831) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (1486) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا عبد الصمد. سبعتهم - وكيع، وأبو سعيد، وعبد الرحمن، وابن يونس، وابن المبارك، وأبو أسامة، وعبد الصمد - عن زائدة بن قدامة، قال: حدثنا السائب بن حبيش الكلاعي، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، فذكره. الحديث: 7075 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 407 7076 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل وقد صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أيُّكم يَتَّجِر على هذا؟ فقام رجل فصلَّى معه» أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أبصر رجلاً يصلِّي وحدَهُ، فقال: ألا رَجُل يتصدَّق على هذا فيصلِّي معه؟» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أيُّكم يتجر) : الذي جاء في لفظ الحديث فيما قرأناه «أيُّكم يتَّجر على هذا» ، وهذا اللفظ إنما هو من التجارة؛ لأن الفعل من التجارة: تَجَرَ يتجُر، واتَّجر يتَّجِر، وله معنى، كأنه حيث قام يصلي معه فقد اتجر معه حيث حَصّل لنفسه بالصلاة معه مكسباً من الثواب، فسمّى ذلك تجارة، وأما بناء الفعل من الأجر، وهو الجزاء، فهو يأتجر، فيجوز أن يكون أراد: أيُّكم يحصّل [ص: 409] لنفسه أجراً بالصلاة مع هذا، أو أيكم يعطيه الأجر بالصلاة معه، ويدل على صحة الثاني: ما جاء في الرواية الأخرى «ألا رجل يتصدَّقُ على هذا فيصلِّي معه؟» وقوله أيضاً في هذه الرواية «أيكم يتجر على هذا؟» والكل متقارب المعنى.   (1) رواه الترمذي رقم (220) في الصلاة، باب ما جاء في الجماعة في مسجد قد صلي فيه مرة، وأبو داود رقم (574) في الصلاة، باب في الجمع في المسجد مرتين، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والدارمي، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (3/5) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (3/45) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (936) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي. والترمذي (220) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة. وابن خزيمة (1632) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة -يعني ابن سليمان الكلاعي- (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الأعلى. خمستهم -ابن أبي عدي، وابن جعفر، وابن بشر، وعبدة، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة. 2- وأخرجه أحمد (3/64) قال: حدثنا عفان. والدارمي (1375) قال: أخبرنا سليمان بن حرب. وفي (1376) قال: أخبرنا عفان وأبو داود (574) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ثلاثتهم - عفان، وسليمان، وموسى - قالوا: حدثنا وهيب. 3- وأخرجه أحمد (3/85) قال: حدثنا علي بن عاصم. ثلاثتهم - سعيد، ووهيب، وعلي - عن سليمان الأسود الناجي، عن أبي المتوكل، فذكره. وقال الترمذي: حديث حسن. الحديث: 7076 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 408 7077 - (م ط د ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ صَلَّى العِشاء في جماعة فكأنَّما قام نِصْفَ الليل، ومن صلَّى الصبحَ في جماعة فكأنَّما صلَّى الليلَ كُلَّهُ» أخرجه مسلم. وفي رواية «الموطأ» قال: «جاء عثمان إلى صلاةِ العِشَاءِ، فرأى أهلَ المسجد قليلاً، فاضطجع في مُؤخَّر المسجد ينتظر الناسَ أن يكثُروا، فأتاه ابنُ أبي عَمْرَةَ فجلس إليه، فسأله: مَنْ هو؟ فأخبره، فقال: ما مَعَكَ من القرآن؟ فأخبره: فقال له عثمان: مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ فكأنَّما قام نصف ليلة، ومن شَهِدَ الصبح فكأنَّما قام ليلة» . وفي رواية الترمذي وأبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ في جماعة كان له قيامُ نصفِ ليلة، ومَنْ صلَّى العِشَاءَ والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (656) في المساجد، باب فضل صلاة العشاء والصبح جماعة، والموطأ 1 / 132 في الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، وأبو داود رقم (555) في الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة، والترمذي رقم (221) في الصلاة، باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/58) (408) قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وعبد الرزاق. وفي (1/68) (491) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وعبد بن حميد (50) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/125) قال: حدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، وأبو داود (555) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. والترمذي (221) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري. وابن خزيمة (1473) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا الفضل بن دكين. ستتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وإسحاق بن يوسف، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن عبد الله، وبشر - عن سفيان. 2- وأخرجه مسلم (2/125) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، قال: حدثنا عبد الواحد وهو ابن زياد. كلاهما - سفيان، وعبد الواحد - عن أبي سهل عثمان بن حكيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره. الحديث: 7077 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 409 7078 - (ط) أبو بكر بن سليمان بن أبي حَثمة: «أن عمرَ بنَ الخطاب - رضي الله عنه - فَقَدَ سليمان بن أبي حَثْمَةَ في صلاة الصبح، وأن عمر غَدَا إلى السوق، ومَسْكنُ سليمان بين المسجد والسوق، فمرَّ على الشِّفاءِ أمِّ سليمانَ، فقال لها: لم أرَ سليمان في الصبح، فقالت: إنه بات يصلِّي، فغلبتْه عَيْنَاهُ، فقال عمرُ: لأنْ أشْهَدَ صلاةَ الصبح في جماعة أحبُّ إليَّ من أن أقومَ ليلة» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) كذا في الأصل: أخرجه الموطأ، وفي المطبوع: أخرجه الموطأ وأبو داود والترمذي، ولم نجده عند أبي داود والترمذي، وهو عند الموطأ 1 / 131 في الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (292) عن ابن شهاب، فذكره. الحديث: 7078 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 410 7079 - (د س) أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «صلَّى بنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يوماً الصبحَ، فلما سلَّم قال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا، قال: أشاهدٌ فلان؟ قالوا: لا، قال: إنَّ هاتين الصلاتين أثقلُ الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتَيْتُموهما ولو حَبْواً على الرُّكَبِ، وإن الصف الأول على مثل صفِّ الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابْتَدَرتُموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاتُه مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحبُّ إلى الله عز وجل» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . [ص: 411] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أشاهد) الشاهد هاهنا: الحاضر، شهد فلان الجماعة، أي: حضرها. (أزكى) الزكاة: النَّماء والطهارة.   (1) رواه أبو داود رقم (554) في الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة، والنسائي 2 / 104 و 105 في الإمامة، باب الجماعة إذا كانوا اثنين، وهو حديث حسن بشواهده، وقد صححه غير واحد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: 1- أخرجه أحمد (5/140) قال: حدثنا أبو كامل. والدارمي (1274) قال: أخبرنا أبو غسان. كلاهما - عن زهير، والدارمي (1275) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن خالد ابن ميمون، وعبد الله بن أحمد (5/140) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا أبو عون الزيادي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، وفي (5/141) قال: حدثنا يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم، قال: حدثنا زهير، وابن خزيمة (1476) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير. ثلاثتهم - زهير، وخالد، والأعمش- عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، فذكره. 2- وأخرجه أحمد (5/140) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد بن حميد (173) والدارمي (1273) . كلاهما - عن سعيد بن عامر - وأبو داود (554) قال: حدثنا حفص بن عمر، وعبد الله بن أحمد (5/140) ، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، والنسائي (2/104) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، وابن خزيمة (1477) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر. خمستهم - ابن جعفر، وسعيد، وحفص، وخالد، ويحيى - عن شعبة. وأخرجه أحمد (5/140) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، وعبد الله بن أحمد (5/141) قال: حدثنا شيبان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا الحجاج بن أرطأة. ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وحجاج - عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي بن كعب. 3- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/141) قال: حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير بن حازم، وفي (5/140) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، والنسائي (2/104) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. كلاهما - المقدمي، وإسماعيل - قالا: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وجرير - عن أبي إسحاق، عن أبي بصير، فذكره. 4- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/141) قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن أبي بصير، عن أبي. 5- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/141) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا جعفر ابن سليمان، قال: حدثنا حباب القطعي، عن أبي إسحاق، عن رجل من عبد القيس، عن أبي بن كعب. الحديث: 7079 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 410 7080 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو يعلمُ الناسُ ما في النِّداءِ والصفِّ الأول، ثم لم يَجِدُوا إلا أن يَسْتَهَِموا عليه لاسْتَهَمُوا، ولو يعلمون ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمة والصبح لأتوهما ولو حَبْواً» . وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجَدَ غُصْنَ شوك على الطريق، فأخرَّهُ، فشكر الله له فغفر له، ثم قال: الشهداء خمسة: المطعونُ، والمبطونُ، والغريقُ، وصاحِبُ الهدم، والشهيدُ في سبيل الله، وقال: لو يعلم الناسُ ما في النداء والصفِّ الأول ... ثم ذكر الحديث إلى آخره - مثل ما تقدم» أخرجه البخاري، وأخرج مسلم الأولى، وفَرَّق الثانية، وأخرج «الموطأ» والنسائي الأولى، وأخرج «الموطأ» أول الثانية إلى قوله: «والشهيد في سبيل الله» (1) . [ص: 412] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يستهم) استهم القوم على الشيء: إذا اقترعوا عليه.   (1) رواه البخاري 2 / 116 في الجماعة، باب فضل التهجير إلى الظهر، وفي المظالم، باب من أخذ الغصن وما يؤذن الناس في الطريق فرمي به، ومسلم رقم (437) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، ورقم (1914) في الإمارة، باب بيان الشهداء، والموطأ 1 / 131 في الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، والنسائي 1 / 269 في المواقيت، باب الرخصة أن يقال للعشاء: العتمة و 2 / 23 في الأذان، باب الاستهام على التأذين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم (3877) . الحديث: 7080 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 411 7081 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى أربعين يوماً في جماعة، لم تَفُتْهُ التكبيرة الأولى كَتَبَ الله له بَراءَتين: براءة من النار، وبراءة من النفاق» أخرجه الترمذي، وقال: قد روي موقوفاً على أنس (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (241) في الصلاة، باب ما جاء في فضل التكبيرة الأولى، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف مرفوعا: أخرجه الترمذي (241) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، ونصر بن علي، قالا: حدثنا سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، فذكره. وقال: وقد روي هذا الحديث عن أنس موقوفا، ولا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس. وإنما يروى هذا الحديث عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس بن مالك قوله، حدثنا بذلك هناد، حدثنا وكيع عن خالد بن طهمان عن حبيب بن أبي حبيب البجلي،عن أنس نحوه، ولم يرفعه. وروى إسماعيل ابن أبي عياش هذا الحديث عن عمارة بن غزية عن أنس بن مالك،عن عمر بن الخطاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو هذا. وهذا حديث غير محفوظ، وهو حديث مرسل،وعمارة بن غزية لم يدرك أنس. قال محمد بن إسماعيل: حبيب بن أبي حبيب يكنى «أبا الكشوثي» ويقال: «أبو عميرة» . وبنحوه: أخرجه أحمد (3/155) قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال عبد الله بن أحمد:وسمعته أنا من الحكم بن موسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن نبيط، فذكره. الحديث: 7081 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 412 7082 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة، لا تفوته الركعة الأولى من صلاة، كتب الله له عتقاً من النار» أخرجه الترمذي نحو حديث أنس، ولم يذكر لفظه، وقال: هذا الحديث مرسل (1) ، واللفظ ذكره رزين.   (1) ذكره الترمذي تعليقاً على الحديث الذي قبله من حديث عمارة بن غزية عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب، وإسناده منقطع، وقال الترمذي: وهذا حديث غير محفوظ وهو حديث مرسل، وعمارة بن غزية لم يدرك أنس، أقول: ولكن يشهد له الذي قبله فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] انظر الحديث السابق. الحديث: 7082 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 412 7083 - (ت) [مجاهد - رحمه الله - قال:] : «سئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يشهدُ الجماعةَ، ولا الجمعةَ؟ قال: هذا في النار» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (218) في الصلاة، باب ما جاء فيمن يسمع النداء فلا يجيب، وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد صححه أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (218) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا المحاربي عن ليث، عن مجاهد، فذكره. الحديث: 7083 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 412 7084 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإمام ضامِن، والمؤَذِّنُ مؤتَمَن، اللهم أرْشِدِ الأئمَةَ واغْفِرْ للمؤذِّنين» أخرجه أبو داود والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضامن) قوله: الإمام ضامن، أي: إن صلاة المقتدين به في عهدته، وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو ضامن لهم صحة صلاتهم. (مؤتمن القوم) : الذي يثقون إليه، يعني أن المؤذِّن أمينُ الناس على أوقات صلاتهم وصيامهم.   (1) رواه أبو داود رقم (517) في الصلاة، باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت، والترمذي رقم (207) في الصلاة، باب ما جاء أن الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 377 و 378 و 419 و 514، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه الحميدي (999) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/284) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر والثوري. وفي (2/382) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (2/424) قال: حدثنا محمد ابن عبيد. (ح) وحدثناه أسود. قال: حدثنا شريك. (ح) وحدثناه معاوية، عن ابن فضيل وزائدة. وفي (2/461) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/472) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (518) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا ابن نمير. والترمذي (207) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو الأحوص، وأبو معاوية. وابن خزيمة (852) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن سهيل. (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنامعمر، والثوري. (ح) وحدثنا أبو موسى، عن مؤمل. قال: حدثنا سفيان. وفي (1529) قال: حدهنثا الأشج. قال: حدثنا ابن نمير.. جميعهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، ومعمر، وابن نمير، ومحمد بن عبيد، وشريك، وابن فضيل، وزائدة، ومعاوية، وأبو الأحوص، وأبو معاوية، وسهيل، وأبو خالد،وعيسى، وجرير - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (2/377 و 514) وابن خزيمة (1530) قال: حدثنا موسى بن سهل الرملي. كلاهما- أحمد بن حنبل، وموسى بن سهل قالا: حدثنا موسى بن داود قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق. كلاهما - الأعمش، وأبو إسحاق- عن أبي صالح، فذكره. * في رواية ابن نمير. قال الأعمش: حدثت عن أبي صالح، ولا أراني إلا قد سمعته. * أخرجه أحمد (2/232) وزبو داود (517) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا محمد بن فضيل. قال: حدثنا الأعمش، عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره. * وأخرجه أحمد (2/419) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وابن خزيمة (1531) قال: حدثنا الحسين بن الحسن. قال: أخبرنا يزيد بن زريع قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق (ح) وحدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا محمد بن عمار. ثلاثتهم - عبد العزيز، وعبد الرحمن، ومحمد بن عمار - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه. فذكره. ليس فيه: الأعمش. وقال الترمذي: وسمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح عن عائشة. وقال: سمعت محمدا يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح، وذكر عن علي بن المديني أنه لم يثبت حديث أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة في هذا. الحديث: 7084 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 413 [النوع] الثاني: المشي إلى المساجد 7085 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ الرجل في الجماعة تُضعَّف على صلاته في بيته، وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسنَ الوُضُوءَ، ثم خرجَ إلى المسجد، لا يُخرِجُه إلا الصلاةُ، لم يَخْطُ خُطوة إلا رُفعت له بها درجة، [ص: 414] وحطَّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تَزَل الملائكة، تُصلِّي عليه ما دام في مُصلاه، اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدُكم في صلاة ما انتظرَ الصلاةَ» . وفي رواية نحوه، إلا أنه فيه «فإذا دخل المسجدَ كان في الصلاة ما كانت الصلاة تَحْبِسُهُ» وزاد في دعاء الملائكة: «اللهم اغفر له، اللهم تُبْ عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يُحْدِثْ فيه» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الأولى، وذكر الزيادة. وفي رواية «الموطأ» قال: «من توضأ فأحسنَ الوُضوءَ، ثم خرج عامداً إلى الصلاة، فإنه في صلاة ما كان يَعْمِد إلى صلاة، وإنه يُكتَب له بإحدى خُطوتيه حسنة، ويُمْحَى عنه بالأخرى سيئة، فإذا سمع أحدُكم الإقامة فلا يَسْعَ، فإن أعظمَكم أجراً أبعدُكم داراً، قالوا: لِمَ يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخُطَا» . وفي رواية الترمذي قال: «إذا توضأ الرجل فأحسنَ الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة، لا يخرِجُه - أو قال: لا يَنْهَزُه - إلا إياها، لم يَخْطُ خُطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحَطَّ عنه بها خطيئة» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 113 في الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة، وفي المساجد، باب الصلاة في مسجد السوق، وفي البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، ومسلم رقم (649) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة، والموطأ 1 / 33 في الطهارة، باب جامع الوضوء، وأبو داود رقم (559) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، والترمذي رقم (603) في الصلاة، باب ما ذكر في فضل المشي إلى المسجد وما يكتب له. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (1/129) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/166) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/86) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا جرير. ومسلم (2/128و129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، جميعا عن أبي معاوية، قال أبو كريب: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي. قال: أخبرنا عبثر. (ح) وحدثني محمد بن بكار بن الريان. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وأبو داود (559) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (281 و 774 و 786 و 799) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (603) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة. وفي تحفة الأشراف (9/12502) عن هناد بن السري، عن أبي معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12407) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود، عن شعبة. وفي (9/12337) عن أحمد بن سعيد الرباطي، عن وهب بن جرير، عن أبيه. وفي (9/12379) عن أحمد بن سليمان والقاسم بن زكريا. كلاهما - عن حسين بن علي، عن زائدة بن قدامة -وابن خزيمة (1490) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا الدورقي، وسلم بن جنادة. قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا بندار، وأبو موسى. قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. (ح) وحدثنا بشر بن خالد العسكري. قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، عن شعبة. وفي (1504) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وسلم بن جنادة، قالا: حدثنا أبو معاوية. ستتهم - أبو معاوية، وعبد الواحد بن زياد، وجرير، وعبثر، وإسماعيل بن زكريا، وشعبة - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (2/520) قال: حدثنا صفوان. قال: ابن عجلان أخبرنا، عن القعقاع. 3- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف9/12883) عن أبي بكر بن نافع، عن أمية بن خالد، عن وهيب، عن مصعب بن محمد بن شرحبيل. ثلاثتهم - الأعمش، والقعقاع، ومصعب - عن أبي صالح، فذكره. * روايات الأعمش مطولة ومختصرة. * ورواية القعقاع: «صلاة الجمع تفضل ذات الفذ خمسا وعشرين درجة» . ورواية مالك أخرجها في الموطأ (62) عن نعيم بن عبد الله المدني، فذكره. الحديث: 7085 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 413 7086 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ تطهَّر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضيَ فريضة من فرائض الله، كانت خطواتُه إحداهما تَحُطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (666) في المساجد، باب المشي إلى الصلاة تمحي به الخطايا وترفع به الدرجات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/131) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا زكريا بن عدي. قال: أخبرنا عبيد الله، يعني ابن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم الأشجعي، فذكره. الحديث: 7086 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 415 7087 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «حين يخرج الرجل من بيته إلى مسجِدِه: فرِجل تَكتُب حسنة، ورِجل تمحو سيئة» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 42 في المساجد، باب الفضل في إتيان المساجد، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/319) قال: حدثنا هاشم. وفي (2/431) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1459) قال: حدثني أبو علي الحنفي. والنسائي (2/42) وفي الكبرى (695) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. أربعتهم - هاشم، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وأبو علي الحنفي - عن ابن أبي ذئب، عن الأسود بن العلاء بن جارية، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 7087 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 415 7088 - (د) [سعيد] بن المسيب: قال: احْتُضِر رجل من الأنصار، فقال: إني مُحَدِّثكم حديثاً، ما أحدِّثكموه إلا احتساباً، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا توضأ أحدُكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة، لم يرفعْ قدَمه اليمنى إلا كتَبَ الله له حسنة، ولا وضع قدَمَه اليسرى إلا حَطَّ عنه سيِّئة، فَلْيُقَرِّب [أحدُكم] أو لِيُبَعِّدْ، فإن أتَى المسجد فصلى في جماعة غُفر له، وإن أتى المسجد وقد صلَّوْا بعضاً، وبقي بعض، صَلَّى ما أدرك وأتم ما بقي، كان كذلك، فإن أتى وقد صَلَّوْا، فصلى، وأتم الصلاة، كان كذلك» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 416] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (احتُضِر الإنسان) : إذا حضر أجله ونزل به الموت.   (1) رقم (563) في الصلاة، باب ما جاء في الهدي في المشي إلى الصلاة، وفي سنده معبد بن هرمز وهو مجهول، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (563) قال: حدثنا محمد بن معاذ بن عباد العنبري، قال: حدثنا أبو عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن معبد بن هرمز، عن سعيد بن المسيب، فذكره. قلت: فيه معبد بن هرمز، لم يعرف إلا بهذا الحديث، وقال عنه الحافظ في التهذيب (10/224) ، ذكره ابن حبان في الثقات. قلت وقال ابن القطان لا يعرف حاله. الحديث: 7088 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 415 7089 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثمَّ راح إلى الصلاة، ووجد الناس قد صَلَّوْا أعطاه الله مثل أجر من صلَّى تلك الصلاة وحضرها، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (564) في الصلاة، باب فيمن خرج يريد الصلاة فسبق بها، والنسائي 2 / 111 في الإمامة، باب حد إدراك الجماعة، وفي سنده محصن بن علي الفهري، وهو مجهول الحال، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، فهو به حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/380) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعبد بن حميد (1455) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وأبو داود (564) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي (2/111) وفي الكبرى (839) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم - قتيبة، وعبد الله بن مسلمة، وإسحاق - قالوا: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن طحلاء، عن محصن بن علي، عن عوف بن الحارث، فذكره. قلت: فيه محصن بن علي قال عنه الحافظ في التهذيب (10/59) ذكره ابن حبان في الثقات. قلت: وقال: يروي المراسيل، وقال أبو الحسن بن القطان الفاسي:مجهول الحال. الحديث: 7089 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 416 7090 - (د) أبو أمامة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من خرج من بيته متطهِّراً إلى صلاة مكتوبة كان أجره كأجر الحاجِّ المحرِم، ومن خرج إلى المسجد إلى تسبيح الضحى (1) - لا يُنْصِبُه إلا ذلك - كان أجرُه كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة، لا لَغْوَ بينهما كتاب في عليين» . أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينصبه) النَّصَب: التعب، أنصبه يُنصِبه: إذا أتعبه. (لا لَغْوَ) اللغو: الهَذْرُ من القول. [ص: 417] (عِلّيين) اسم علم لديوان الملائكة الحفظة، يرفع إليه أعمال الصالحين الأبرار. وقيل: هو أعلى مكان في الجنة، وقيل: هو السماء السابعة.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: ومن خرج إلى تسبيح الضحى. (2) رقم (558) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/263) قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن عثمان بن أبي العاتكة. وفي (5/268) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن الحارث الذماري. وأبو داود (558 و 1288) قال: حدثنا أبو توبة، الربيع بن نافع، قال: حدثنا الهيثم ابن حميد، عن يحيى بن الحارث. كلاهما - ابن أبي العاتكة. ويحيى - عن القاسم، فذكره. الحديث: 7090 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 416 7091 - (م د) أُبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعدَ من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له - أو قلت له - لو اشتريت حماراً تركبُه في الظلماء وفي الرَّمضاء؟ قال: ما يسرُّني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريدُ أن يُكتَب لي ممشايَ إلى المسجد، ورجوعي إذا رجَعْتُ إلى أهلي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد جمع الله لك ذلك [كله] » وفي رواية نحوه، وفيها «فتوجَّعت له» ، فقلت له: يا فلان، لو أنك اشتريت حماراً يَقِيك الرمضاءَ وهَوامَّ الأرض؟ قال: أما والله ما أُحِبُّ أن بيتي مُطَنَّبٌ ببيت محمد - صلى الله عليه وسلم-، قال: فحملتُ به حِملاً حتى أتيت نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فدعاه، فقال له مثل ذلك، فذكر أنه يرجو أثر الأجر، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إن ذلك لك ما احتسبتَ» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «فنمى الحديثَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن قوله، فقال: أردت يا رسول الله أن يُكتَب لي إقبالي إلى المسجد، ورجوعي إلى أهلي، فقال: أعطاك الله ذلك كلَّهُ، أنْطَاك الله ما احتسبت كلَّه أجمع» (1) . [ص: 418] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرَّمضاء) : شدة الحرّ ووقْعُ الشمس على الرَّمل. (أنطاك) الإنطاء: الإعطاء بلغة أهل اليمن.   (1) رواه مسلم رقم (663) في المساجد، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد، وأبو داود رقم (557) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/133) قال: حدثنا سفيان، وفي (5/133) أيضا قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، وفي (5/133) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (2/130) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا عباد بن عباد، وفي (2/130) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن أبي عمر. كلاهما - عن ابن عيينة- (ح) وحدثنا سعيد بن أزهر الواسطي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبي، وابن ماجة (783) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عباد بن عباد، وعبد الله بن أحمد في زياداته (5/133) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا عباد بن عباد، وابن خزيمة (450) و (1500) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا عباد بن عباد. خمستهم - ابن عيينة، وابن المبارك، وشعبة، وعباد، والجراح- عن عاصم الأحول. 2- وأخرجه أحمد (5/133) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وعبد بن حميد (161) والدارمي (1288) قالا: أخبرنا يزيد بن هارون، ومسلم (2/130) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبثر (ح) وحدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. وأبو داود (557) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. وعبد الله بن أحمد (5/133) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا المعتمر. وابن خزيمة (1500) قال: حدثنا محمد ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. ستتهم - يحيى، ويزيد، وعبثر، ومعتمر، وجرير، وزهير - عن سليمان التيمي. كلاهما - عاصم الأحول، وسليمان التيمي - عن أبي عثمان النهدي، فذكره. الحديث: 7091 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 417 7092 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الأبْعدُ فالأبعدُ من المسجد: أعظمُ أجراً» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (556) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/351) قال: حدثنا هارون بن معروف. قال: حدثنا عبد الله ابن وهب. وفي (2/428) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وعبد بن حميد (1458) قال: أخبرني أبو علي الحنفي. وأبو داود (556) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (782) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - عبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد، وأبو علي الحنفي، ووكيع - عن ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن مهران، عن عبد الرحمن بن سعد،. فذكره. الحديث: 7092 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 418 7093 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن بني سَلِمَة أرادوا أن يَتَحَوَّلُوا عن منازلهم فينزلوا قريباً من النبي - صلى الله عليه وسلم-، فكره رسول الله أن تُعْرَى المدينةُ، فقال: ألا تحتسبون آثاركم؟ فأقاموا» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تُعرى) عَرَوتُ الرجل أَعروه عَرواً: إذا ألممتَ به فأتيتَه طالباً، وفلان يَعروه الأضياف ويَعتريه: أي يغشاه، كأنه خَشِيَ أن يكثر الناس في المدينة فتضيق بهم. (يحتسبون) الاحتساب: ادِّخار الأجر عند الله تعالى بفعل الخير. (والآثار) : آثار مشيهم إلى المسجد.   (1) 4 / 84 في فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، وفي الجماعة، باب احتساب الآثار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/182) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. 2- وأخرجه أحمد (3/106) قال: حدثنا ابن أبي عدي. 3- وأخرجه أحمد (3/263) قال: حدثنا عبد الله بن بكر. 4- وأخرجه البخاري (1/167) قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. 5- وأخرجه البخاري (1/167) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب، قال: حدثنا عبد الوهاب. 6- وأخرجه البخاري (3/29) قال: حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري. 7- وأخرجه ابن ماجة (784) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث. سبعتهم - يحيى، وابن أبي عدي، وابن بكر، وابن أيوب، وعبد الوهاب، ومروان، وخالد - عن حميد، فذكره. الحديث: 7093 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 418 7094 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: «خلت البقاعُ حول [ص: 419] المسجد، فأراد بنو سَلِمَة أن ينتقلوا قُرب المسجد، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال لهم: بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد، قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: [يا] بني سَلِمة، ديارَكم، تُكتَبْ آثارُكم، [ديارَكم تُكْتَبْ آثاركُم] فقالوا: ما كان يسرُّنا أنا كنَّا تحوَّلنا» وفي رواية بمعناه، وفي آخره «إن لكم بكل خطوة درجة» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (665) في المساجد، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/332) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي، وفي (3/371) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شعبة، وفي (3/390) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (2/131) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي. كلاهما - عبد الوارث، وشعبة - قالا: حدثنا الجريري. 2- وأخرجه مسلم (2/131) قال: حدثنا عاصم بن النضر التيمي، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت كهمسا. 3- وأخرجه ابن خزيمة (451) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا داود. ثلاثتهم - الجريري، وكهمس، وداود - عن أبي نضرة، فذكره. ورواية مسلم بلفظ: «كانت ديارنا نائية عن المسجد، فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد، فنهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن لكم بكل خطوة درجة.» . أخرجها أحمد (3/336) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، وعبد بن حميد (1058) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى. ومسلم (2/131) قال: حدثنا حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. ثلاثتهم - ابن لهيعة، وابن أبي ليلى، وزكريا - عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 7094 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 418 7095 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم فأبعدهم مَمْشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصلِّيَها مع الإمام: أعظم أجراً من الذي يصلِّي ثم ينام» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري 2 / 116 في الجماعة، باب فضل صلاة الفجر جماعة، ومسلم رقم (662) في المساجد، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: في المطبوع أخرجه رزين. وقد أخرجه البخاري (1/1666) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (2/130) قال حدثنا عبد الله بن براد الأشعري، وأبو كريب. وابن خزيمة (1501) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي. ثلاثتهم - محمد بن العلاء أبو كريب، وعبد الله بن براد، وموسى بن عبد الرحمن - قالوا: حدثنا أبو أسامة، وعن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 7095 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 419 7096 - (م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «من سَرَّه أن يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث يُنَادَى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سُنَن الهدى، وإنهنَّ من سُنن الهدى، ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم، كما يصلِّي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنَّة نبيكم، ولو تركتُم سُنَّة نبيكُم لضَلَلْتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطُّهُور، ثم يَعمِد إلى مسجد [ص: 420] من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، وحَطَّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتَى [به] يُهادى بين الرجلين، حتى يُقامَ في الصف» . أخرجه مسلم والنسائي. وأخرج أبو داود نحوه بمعناه، وقد ذكرت رواية أبي داود في «صلاة الجماعة» من كتاب الصلاة مضافاً إلى رواية أخرى لمسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُهادَى) جاء الرجل: يُهادَى بين رجلين: إذا جاء متكئاً عليهما، فهو يتمايل من ضعفه، وكل من فعل ذلك بأحد فهو يُهاديه.   (1) رواه مسلم رقم (654) في المساجد، باب صلاة الجماعة من سنن الهدى، وأبو داود رقم (550) في الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة، والنسائي 2 / 108 و 109 في الإمامة، باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/382 (3663) قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (777) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - أبو معاوية، وشعبة - عن إبراهيم بن مسلم الهجري. 2- وأخرجه أحمد (1/414) (3936) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو عميس. وفي (1/419) (4379) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك وفي (1/455) (4355) قال: حدثنا أبو قطن، عن المسعودي. ومسلم (2/124) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن أبي العميس. وأبو داود (550) قال: حدثنا هارون بن عباد الأزدي، قال حدثنا وكيع، عن المسعودي. والنسائي (2/108) . وفي الكبرى (833) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن المسعودي، وابن خزيمة (1483) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن المسعودي كلاهما- أبو عميس المسعودي، وشريك - عن علي بن الأقمر. 3- وأخرجه مسلم (2/124) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. ثلاثتهم - إبراهيم الهجري، وعلي بن الأقمر، وعبد الملك بن عمير - عن أبي الأحوص، فذكره * في رواية أبي معاوية، عن إبراهيم بن مسلم الهجري زاد في آخره: «وإن فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة.» . الحديث: 7096 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 419 7097 - (د ت) بريدة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بَشِّر المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنُّورِ التامِّ يوم القيامة» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (561) في الصلاة، باب ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظلم، والترمذي رقم (223) في الصلاة، باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في جماعة، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث سهل بن سعد، وأنس، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (561) قال:حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا أبو عبيد الحداد. والترمذي (223) قال:حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري. كلاهما - أبو عبيدة، ويحيى - عن إسماعيل أبي سليمان الكحال، عن عبد الله بن أوس، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريبمن هذا الوجه،مرفوع هو صحيح مسند وموقوف إلى أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسند إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 7097 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 420 7098 - (م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله [ص: 421] صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أدُلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغُ الوُضوءِ على المكارِهِ، وكثرة الخُطَا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاةِ بعد الصلاة، فذلكُمُ الرِّباطُ، فذلكم الرِّباطُ، فذلكم الرِّباطُ» . وليس في رواية شعبة [ذكر «الرِّباط» ] (1) . أخرجه مسلم و «الموطأ» والترمذي والنسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرباط) الرباط في الأصل: ربط الخيل وإعدادها للجهاد، أو مرابطة العدو وملازمتهم، فشبه هذه الأعمال بتلك ونزَّلها منزلتها.   (1) في الأصل: وليس في رواية شعبة الثالثة، والتصحيح من " صحيح مسلم ". (2) رواه مسلم رقم (251) في الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره، والموطأ 1 / 161 في قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها، والترمذي رقم (51) في الطهارة، باب ما جاء في إسباغ الوضوء، والنسائي 1 / 89 و 90 في الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (118) . وأحمد (2/235) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال حدثنا مالك. وفي (2 /301) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/303) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق. قال: حدثنا مالك، وفي (2/438) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. ومسلم (1/151) قال: حدثنا: يحيى وأيوب وقتيبة وابن حجر، جميعا، عن إسماعيل بن جعفر، قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (51) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا سليمان بن جعفر وفي (52) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (1/89) وفي الكبرى (138) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك، وابن خزيمة (5) قال: حدثا علي بن جحر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل، - يعني بن جعفر - (ح) وحدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. خمستهم 0 مالك، وشعبة، إسماعيل بن جعفر، عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وروح بن القاسم - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7098 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 420 [النوع] الثالث: انتظار الصلاة 7099 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال أحدُكم في صلاة ما دامت الصلاة تَحْبِسُهُ، لا يمنعه أن ينقلبَ إلى أهله إلا الصلاةُ» أخرجه البخاري ومسلم. وفي أول حديث البخاري زيادة ليست عند مسلم بهذا الإسناد: أن [ص: 422] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الملائكةُ تصلِّي على أحدكم ما دام في مصلاه، ما لم يُحْدِثْ، اللهم اغْفِرْ له، اللهم ارْحَمْه» ثم قال متَّصلاً به: «لا يزال أحدُكم في صلاة» وذكر الفَصْلَ إلى آخره. وللبخاري أيضاً قال: « [لا يزالُ] أحدُكم في صلاة ما دامت الصلاة تَحْبِسُهُ، والملائكةُ تقولُ: اللهم اغْفِرْ له، اللهمَّ ارْحَمْه، ما لم يقم من مُصَلاَّه، أو يُحْدِثْ» . وله في أخرى قال: «لا يزالُ العبدُ في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة، ما لم يُحْدِثْ» فقال رجل أعجميّ: ما الحدَثُ يا أبا هريرة؟ قال: الصَّوْتُ - يعني الضَّرطةَ. ولمسلم قال: «الملائكة تصلِّي على أحدِكم ما دام في مجلسه، تقول: اللهم اغْفِرْ له، اللهم ارْحَمْه، ما لم يُحْدِثْ، وأحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تَحْبِسُهُ» . وفي أخرى: «لا يزال العبدُ في صلاة ما كان في مصلاه ينتظرُ الصلاةَ، وتقول الملائكةُ: اللهمَّ اغْفِرْ له، اللهمَّ ارْحَمْهُ، حتى ينصرفَ أو يُحْدِثَ، قلتُ: ما يُحْدِثُ؟ قال: يَفْسُو أو يَضْرِطُ» . وفي أخرى قال: «أحدُكم ما قعدَ ينتظرُ الصلاة في صلاة، ما لم يُحْدِثْ، تدعو له الملائكةُ: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه» وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى. وأخرج أبو داود الأولى، بزيادة البخاري، ولأبي داود الرواية التي آخرها «يَفْسُو أو يَضْرِطُ» . [ص: 423] وفي رواية الترمذي قال: «لا يزال أحدُكم في صلاة ما دام ينتظرها، ولا تزال الملائكة تُصلِّي على أحدِكم ما دام في المسجد، اللهم اغفرْ له، اللهمَّ ارْحَمْه، ما لم يُحْدِثْ، فقال رجل من حَضْرَمَوْتَ: ومَا الحَدَثُ يا أبا هريرة؟ قال: فُساء أو ضُرَاط» . وفي رواية «الموطأ» عن نُعيم بن عبد الله المُجْمِرِ أنه سمعه يقول: «إذا صلى أحدُكم، ثم جلس في مُصَلاَّهُ، لم تزل الملائكةُ تصلِّي عليه: اللهم اغْفِرْ له، اللهمَّ ارْحَمْهُ، فإن قام من مصلاه، فجلس في المسجد ينتظر الصلاة، لم يزل في صلاة حتى يصلِّيَ» . وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الملائكةُ تصلي على أحدِكم ما دام في مصلاه الذي صلَّى فيه، ما لم يُحْدِثْ: اللهم اغْفِرْ له، اللهمَّ ارْحَمْهُ» . قال مالك: لا أدري قوله: «ما لم يُحْدِثْ» إلا الإحداثَ الذي ينقضُ الوضوءَ، هذه الروايات كلُّها مرفوعة، إلا رواية نُعيم. وأخرج النسائي رواية «الموطأ» الآخرة، ولم يذكر قول مالك في الإحداث (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 119 في الجماعة، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد، وفي المساجد، باب الحدث في المساجد، وفي بدء الخلق، باب في ذكر الملائكة، ومسلم رقم [ص: 424] (649) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة، والموطأ 1 / 160 و 161 في قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها. وأبو داود رقم (469) و (470) و (471) في الصلاة، باب فضل القعود في المسجد، والترمذي رقم (330) في الصلاة، باب ما جاء في القعود في المسجد وانتظار الصلاة في الفضل، والنسائي 2 / 55 في المساجد، باب الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (117) . وأحمد (2/486) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (1/168) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة ومسلم (2/129) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (470) قال: حدثنا القعنبي. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن يحيى - عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه. مالم يحدث. اللهم اغفر له، واللهم ارحمه» . أخرجه مالك الموطأ (117) . وأحمد (2/486) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. والبخاري (1/121) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (1/ 168) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وأبو داود (469) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (2/55) وفي الكبرى (723) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13779) عن محمد بن خالد بن خلي، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه (ح) وعن عمران بن بكار. عن علي بن عياش، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه. وفي (10/13816) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك. وفي (10/13909) عن قتيبة، عن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي. وفي (10/13779) عن محمد بن آدم بن سليمان، عن عبدة بن سليمان، عن هشالم بن عروة. أربعتهم - مالك، وشعيب، والمغيرة، وهشام - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «إن أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة مالم يحدث، تدعو له الملائكة: اللهم اغفر له،. اللهم ارحمه» . أخرجه أحمد (2/421) قال: حدثنا هارون. ومسلم (2/129) قال: حدثني حرملة بن يحيى. (ح) وحدثني محمد بن سلمة المرادي. ثلاثتهم - هارون بن معروف، وحرملة، ومحمد بن سلمة - عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن ابن هرمز، فذكره. وبلفظ: «لا يزال أحدكم في صلاة مادام ينتظرها، ولاتزال الملائكة أحدكم مادام في المسجد تصلى على: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، مالم يحدث» . فقال رجل من حضرموت: وما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط. أخرجه أحمد (2/312 و319) . ومسلم (2/130) قال: حدثنا محمد بن رافع. والترمذي (330) قال: حدثنا محمود بن غيلان. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، ومحمون بن غيلان - عن عبد الرزاق بن همام قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. * وأخرجه أحمد (2/289) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: أخبرني عبد الرحمن بن بوذويه. قال: أخبرني من سمع وهبا يقول: أخبرني يعني هماما (قال عبد الله بن أحمد: كذا قال أبي) قال: أبو هريرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر نحوه. وبلفظ: «إذا صلى أحدكم، ثم جلس في مصلاه لم تزل الملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه مالم يحدث أو يقوم» . أخرجه أحمد (2/261) قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (2/422) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا محمد - يعني بن إسحاق - وفي (2/500) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، يعني بن إسحاق، وابن خزيمة (756) قال: حدثنا هارون بن إسحاق. قال: حدثنا بن فضيل، عن محمد بن إسحاق (ح) وحدثنا عيسى بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن وهب، عن حفص بن ميسرة. كلاهما- محمد بن إسحاق، وحفص بن ميسرة - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «لا تزال الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه مالم يقم أو يحدث. تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه» . أخرجه أحمد (2/502) . والدارمي (1414) قال أحمد: حدثنا. وقال الدارمي: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ: «لايزال أحدكم في صلاة مادام في مجلسه ينتظر الصلاة والملائكة يقولون: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، مالم يحدث» . أخرجه أحمد (2/394) قال حدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره. وبلفظ: «إن أحدكم في صلاة مادامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، مالم يقم من صلاته، أو يحدث.» . أخرجه البخاري (4/139) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن فليح. قال: حدثنا أبي، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره. وبلفظ: «لايزال العبد المسلم في صلاة مادام في مصلاه قاعدا ولا يحبسه إلا انتظار الصلاة، والملائكة يقولون: اللهم اغفر له، واللهم ارحمه. مالم يحدث.» . أخرجه أحمد (2/532) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، عن الضحاك. وفي (2/533) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. قال: حدثنا الضحاك بن عثمان. والبخاري (1/55) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. كلاهما - الضحاك بن عثمان، وابن أبي ذئب -عن سعيد بن أبي سعيد بن المقبري. فذكره. * في رواية ابن أبي ذئب لم يذكر دعاء الملائكة. وبلفظ: «لايزال العبد في مصلاة ماكان في صلاة ينتظر الصلاه، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث.» . قلت: مايحدث؟ قال: يفسو أو يضرط. أخرجه أحمد (2/415) قال: حدثنا عفان. وفي (2/528) قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (2/129) قال حدثني محمد بن حاتم. قال حدثنا بهز. وأبو داود (471) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن خزيمة (360) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري. قال: حدثني أبي. أربعتهم - عفان، وعبد الصمد، وبهز، وموسى بن إسماعيل - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره. وبلفظ: «إن الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مجلسه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، مالم يحدث. وأحدكم في صلاة ماكانت الصلاة تحبسه.» . أخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.، عن أيوب. ومسلم (2/129) قال: حدثنا ابن أبي عمر.، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب السختياني. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف- (1/14411) عن عمرو بن زرارة، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب. وفي (10 /14476) عن سليمان بن سلم، عن النضر بن شميل، عن ابن عون. وفي (10//14557) عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان. وفي (10/14584) عن إسحاق بن إبراهيم، عن خالد بن الحارث، عن يونس بن عبيد. أربعتهم - أيوب، وعبد الله بن عون، وهشام، ويونس - عن محمد بن سيرين، فذكره. وبلفظ: «لا يزال العبد في الصلاة ماكانت الصلاة تحبسه مالم يحدث» . والإحداث أن يفسو أو يضرط، إني لا أستحي مما لم يستحي منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن خزيمة (26) قال: حدثنا على بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى -يعني ابن يونس - عن الأوزاعي، عن حسان (وهو ابن عطية) عن محمد بن أبي عائشة. فذكره وبلفظ: «منتظر الصلاة من بعد الصلاة، كفارس اشتد به فرسه في سيبل الله على كشحة، تصلى عليه ملائكة الله مالم يحدث أو يقوم، وهو في الرباط الأكبر» . أخرجه أحمد (2/352) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن نافع بن سليمان، عن عبد الرحمن بن مهران، فذكره. الحديث: 7099 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 421 7100 - (س) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة» أخرجه النسائي (1) .   (1) 2 / 56 في المساجد، باب الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/331) قال حدثنا أبو عبد الرحمن (ح) وأبو الحسين، زيد بن الحباب. وعبد بن حميد (465) قال: حدثنا عبد الله بن زيد. والنسائي (2/55) وفي الكبرى (724) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر. ثلاثتهم - أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ،وزيد،وبكر - عن عياش بن عقبة، أن يحيى بن ميمون حدثه، فذكره. الحديث: 7100 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 424 7101 - (د) أبو أمامة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في إثْر صلاة، لا لغو بينهما، كتاب في عِلِّيين» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (558) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، وقد تقدم الحديث بأطول من هذا برقم (7077) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 263 و 268، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم برقم (7077) . الحديث: 7101 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 424 الفرع الخامس: في صلاة الجمعة 7102 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اغْتَسَلَ يوم الجمعة غُسْلَ الجنابة، ثم راح فكأنَّما قَرَّب بَدَنَة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنَّما قرَّبَ بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنَّما قرَّبَ كَبْشاً أقْرَنَ، ومن راح في الساعة [ص: 425] الرابعة، فكأنَّما قَرَّبَ دَجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنَّما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرتِ الملائكةُ يستمعون الذِّكر» . وفي رواية قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان يومُ الجمعة كان على كلِّ باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طَوَوُا الصُّحُفَ، وجاؤوا يستمعون الذكر» . وفي أخرى: «إِذا كان يوم الجمعة وقفتِ الملائكةُ على أبواب المسجد يكتبون الأول فالأول، ومَثَل المُهَجِّر كمثل الذي يُهْدِي بَدَنة، ثم كالذي يُهدي بقرة، ثم كَبْشاً، ثم دَجَاجَة، ثم بَيضة، فإِذا خَرجَ الإِمام طَوَوْا صُحُفَهم، و [جاؤوا] يستمعون الذِّكْرَ» . أخرجه البخاري، ومسلم. ولمسلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «على كلِّ باب من أبواب المسجد مَلَك يكتب الأول فالأول، فالأولُ مثلَ الجَزور، ثم نزَّلهم حتى صَغَّر إِلى مثل البيضة، فإِذا جلس الإِمام طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وحَضَرُوا الذِّكْرَ» . وأخرج الموطأ، والترمذي، وأبو داود، والنسائي الرواية الأولى، وزاد الموطأ «في الساعة الأولى» . وللنسائي أيضاً: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّما مَثَلُ المهجِّرِ إِلى الصلاة كمثلِ الذي يُهْدي بَدنَة، ثم الذي على إِثره كالذي يُهدي بقرة، ثم الذي على إِثره كالذي يُهْدِي الكبشَ، ثم الذي على إِثره كالذي يُهْدي الدجاجةَ، ثم [ص: 426] الذي على إِثره كالذي يُهْدي البيضةَ» . وللنسائي أيضاً نحو الأولى، وفيها: «ومثل المهجِّرِ إِلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي شاة، ثم كالمهدي بَطَّة، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي بيضة» . وفي أخرى له نحوها، ولم يذكر: «البطة» . وفي أخرى نحوها، وفيه بعد الدجاجة عصفور، وأسقط «البطةَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (راح في الساعة الأولى) قال الخطابي: قال مالك بن أنس: الرواح لا يكون إلا بعد الزوال، فحينئذ لا تكون هذه الساعات التي عددها النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث إلا في ساعة واحدة من يوم الجمعة، وهي بعد الزوال، كقولك: قعدت عندك ساعة، إنا تريد جزءاً من الزمان، وإن لم تكن ساعة من النهار حقيقة التي هي جزء من أربعة وعشرين جزءاً، قال: وقيل: معناه: أنه أراد بالرواح: المضي إلى الجمعة بعد طلوع الشمس وما بعدها إلى [ص: 427] [ما] بعد الزوال، فإن الصلاة، وإن كانت لا تُصَلَّى إلا بعد الزوال، فإنه قد جعل القصد إليها رواحاً، وزعم بعضهم: أن الرائح: هو الخارج عن أهله، وكل من خرج في وقتٍ من الأوقات فقد راح، وعلى هذا يقولون: إذا أرادوا الرحيل أي وقت كان في ليل أو نهار: الروَاح الرواح، والأصل في الرواح الأول، وإن جاز هذا المعنى فعلى المجاز. (قَرَّب بدنة) البدَنة: ما يُهدى إلى بيت الله الحرام من الإبل والبقر وقيل: من الإبل خاصة، أي: كأنما أهدى ذلك إلى الله عز وجل، وأما جعله الدجاجة والبيضة من الهدي وليسا بهدي إجماعاً، فإنما حمله على ما قبله تشبيهاً به وأعطاه حكمه مجازاً، وإلا فالهدي لا يكون إلا بقرة أو بدنة، والشاة فيها خلاف. (كبشٌ أقرن) له قرنان. (المُهَجِّر) : هو الذي يمشى إلى الصلاة في أول وقتها. (الجزور) : البعير، ويقع على الذكر والأنثى.   (1) رواه البخاري 2 / 304 في الجمعة، باب فضل الجمعة، وباب هل على من لم يشهد الجمعة غسل، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (850) في الجمعة، باب الطيب والسواك يوم الجمعة، وباب فضل التهجير يوم الجمعة، والموطأ 1 / 101 في الجمعة، باب العمل في غسل يوم الجمعة، وأبو داود رقم (351) في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، والترمذي رقم (499) في الصلاة، باب ما جاء في التبكير إلى الجمعة، والنسائي 3 / 97 - 99 في الجمعة، باب التبكير إلى الجمعة، وباب وقت الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (84) . وأحمد (2/460) قال: قرأت على عبد الرحمن مالك (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (2/3) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (3/4) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه، وأبو داود (351) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك والترمذي (499) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي (3/98) . وفي الكبرى (1620) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال حدثنا شعيب بن الليث. قال: أنبأنا الليث، عن ابن عجلان. وفي (3/99) وفي الكبرى (1622) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك وفي الكبرى تحفة الأشراف (9/12569) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما عن ابن القاسم، عن مالك. كلاهما- مالك وابن عجلان - عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن. 2- وأخرجه مسلم (3/8) والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12770) ، كلاهما -مسلم، والنسائي-عن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل. كلاهما - سمي مولى أبي بكر، وسهيل- عن أبي صالح السمان، فذكره. * لفظ رواية محمد بن عجلان: «تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد يكتبون الناس على منازلهم، فالناس فيه كرجل قدم بدنة ... الحديث «وفيه: وكرجل قدم عصفورا.» . ولم يذكر: فإذا خرج الإمام. * ولفظ رواية سهيل: «على كل باب من أبواب المسجد مالك يكتب الأول فالأول (مثل الجزور، ثم نازلهم حتى صغر إلى مثل البيضة) فإذا جلس الإمام طويت الصحف، وحضروا الذكر. وبلفظ: «على كل باب مسجد، يوم الجمعة ملائكة يكتبون، مجيء الرجل فإذا جلس الإمام، طويت الصحف، فالمهجر، كالمهدي جزورا، والذي يليه كمهدي البقرة، والذي يليه كمهدي الشاة، والذي يليه كمهدي الدجاجة، والذي يليه كمهدي البيضة.» أخرجه أحمد (2/263) قال حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم. وفي (2/264) قال: حدثناه يونس (يعني عن إبراهيم بن سعد) . وفي (2/512) قال: حدثنا روح قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. والبخاري (4/135) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي (2/116) وفي الكبرى (847) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان عن شعيب، وفي الكبرى (1616) قال: أخبرني محمد بن خالد، قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، ومحمد بن أبي حفصة، وشعيب - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، وأبي عبد الله الأغر، فذكراه. * أخرجه أحمد (2/259) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/263) قال: حدثنا يعقوب. قال حدثنا أبي. وفي (2/280) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا علي ابن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. وفي (2/280و505) قال: حدثنا يزيد. أخبرني ابن أبي ذئب. والدارمي (1552) قال: أخبرنا نصر بن علي. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، البخاري (2/14) قال: حدثنا آدم. قال حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (3/7) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة وعمرو ابن سواد العامري،. قال أبو الطاهر: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس. والنسائي (3/97) وفي الكبري (1618) قال: أخبرنا نصر بن علي بن نصر، عن عبد الأعلى. قال: حدثنا معمر. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13465) عن أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين وعمرو بن سواد - فرقهم-. ثلاثتهم عن ابن وهب، عن يونس (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس (ح) وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه، عن خالد بن يزيد ابن سعيد بن أبي هلال. خمستهم - معمر، وإيراهيم بن سعد والد يعقوب، ويونس، وابن أبي ذئب، وسعيد بن أبي هلال - عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر. عن أبي هريرة. فذكره، ليس منه: «أبو سلمة» . * وأخرجه الدارمي (1551) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى، والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (11/15251) عن سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان، عن جده، عن مالك، عن الزهري وابن خزيمة (1768) قال: حدثنا زياد بن أيوب أبو هاشم، قال: حدثنا مبشر - يعني ابن إسماعيل - عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. كلاهما - يحيى بن أبي كثير، والزهري - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره. ليس فيه (أبو عبد الله الأغر) . وبلفظ «لا تطلع الشمس ولاتغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة، وما من دابة إلا تفزع ليوم الجمعة إلا هذين الثقلين من الجن والإنس وعلى كل باب من أبواب المسجد ملكان يكتبان الأول فالأول كرجل قدم بدنة، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم شاة، وكرجل قدم طائرا، وكرجل قدم بيضة، فإذا قعد الإمام طويت الصحف.» . أخرجه أحمد (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12186) عن يوسف بن سعيد بن مسلم، وإبراهيم بن الحسن، كلاهما - عن حجاج. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وحجاج - عن ابن جريج، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي عبد الله إسحاق، فذكره. وبلفظ: «ما تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل أو أعظم من يوم الجمعة. وما من دابة إلا تفزع ليوم الجمعة إلا هذان الثقلان من الجن والإنس، وعلى كل باب ملكان يكتبان الأول فالأول، كرجل قدم بدنة، وكرجل قدم بقرة وكرجل قدم شاة، كرجل قدم طيرا، وكرجل قدم بيضة، فإذا قعد الإمام طويت الصحف.» . أخرجه أحمد (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14019) عن محمد بن عبد الأعلى، عن يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم. وفي (10/14033) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، وفي (10/14082) عن قتيبة، عن عبد العزيز الدراوردي. وابن خزيمة (1727) قال: حدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا يحيى بن محمد - يعني بن قيس المدني - وفي (1727) و (1770) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو موسى. قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم. خمستهم -شعبة، وروح بن القاسم، وعبد العزيز، ويحيى بن محمد، وإسماعيل بن جعفر - عن العلاء ابن عبد الرحمن - عن أبيه، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى وأثبتنا لفظ رواية أحمد. وبلفظ: «إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد، ملائكة يكتبون الناس على منازلهم الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طويت الصحف واستمعوا الخطبة، فالمهجر إلى الصلاة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشا، حتى ذكر الدجاجة والبيضة» . أخرجه الحميدي (934) وأحمد (2/239) ومسلم (3/8) قال: حدثنا يحيى وعمرو الناقد. وابن ماجة (1092) قال: حدثنا هشام بن عمار. وسهل بن أبي سهل. والنسائي (3/98) وفي الكبرى (1619) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13138) عن محمد بن عبد الله بن يزيد، وابن خزيمة (1769) قال: حدثنا عبد الجبار (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن. عشرتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، وهشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، ومحمد بن منصور، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، وعبد الجبار، وسعيد بن عبد الرحمن - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى وأثبتنا لفظ راوية محمد بن منصور، وعند النسائي. وبلفظ: «المهجر يريد الجمعة كمقرب القربان، فمقرب جزورا، ومقرب بقرة، ومقرب شاة، ومقرب دجاجة، ومقرب بيضة» . أخرجه أحمد (2/499) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا محمد بن هلال المدني، قال: حدثنا أبي، فذكره. وبلفظ: «لاتطلع الشمس ولاتغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة، ومامن دابة إلا تفزع ليوم الجمعة إلا هذان الثقلان من الجن والإنس، على كل باب من أبواب المسجد ملكان يكتبان الأول فالأول، فكرجل قدم بدنة، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم شاة، وكرجل قدم طائرا، وكرجل قدم بيضة، فإذا قعد الإمام طويت الصحف.» . أخرجه عبد بن حميد (1443) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني العلاء ابن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي عبد الله فذكره. وعن أبي أيوب، وعن أبي هريرة، قال: دخلت معه المسجد يوم الجمعة، فرأى غلاما، فقال له: ياغلام اذهب العبب. قال: إنماجئت إلى المسجد. قال: ياغلام اذهب العب، قال: إنما جئت إلى المسجد. قال: فتقعد حتى يخرج الإمام؟ قال: نعم. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الملائكة تجيء يوم الجمعة فتقعد على أبواب المسجد فيكتبون السابق، والثاني والثالث، والناس على منازلهم حتى يخرج الإمام، فإذا خرج الإمام طويت الصحف» . أخرجه أحمد (2/483) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا الخزرج، عن أبي أيوب، فذكره. وبلفظ: «إن الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد يكتبون الناس على منازلهم جاء فلان من الساعة كذا، جاء فلان من ساعة كذا، جاء فلان والإمام يخطب، جاء فلان فأدرك الصلاة، ولم يدرك الجمعة إذا لم يدرك الخطبة» . أخرجه أحمد (2/343) قال: حدثنا عفان. وفي (2/490) قال: حدثنا بهز. كلاهما - عفان، وبهز - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، فذكره. وبلفظ: «إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاؤوا يستمعون الذكر» . أخرجه النسائى في الكبري (1615) قال: أخبرني الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر، قال: حدثني أبي، عن عمرو بن الحارث. (ح) وأخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قال: حدثني أبي. قال: حدثنا جدي. قال: حدثني عقيل. كلاهما - عمرو بن الحارث، وعقيل - عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره. الحديث: 7102 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 424 7103 - (خ س) سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يغتسلُ رَجُل يومَ الجمعة ويتطهَّرُ ما استطاع من الطُّهور ويَدَّهن من دُهنه، ويَمَسُّ من طيب بيته، ثم يخرج، فلا يفرِّق بين اثنين، ثم يصلِّي ما كَتَبَ الله له، ثم يُنْصِت إِذا تكلَّم الإِمام، إِلا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» . أخرجه البخاري. [ص: 428] وفي رواية النسائي قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِنْ رَجُل يتطهَّرُ يومَ الجمعة كما أُمِرَ، ثم يخرُجُ من بيته حتى يأتيَ الجمعةَ، ويُنْصِتُ حتى يقضيَ صلاته، إِلا كانتْ كفارة لما قبله من الجمعة» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 208 و 209 في الجمعة، باب الدهن للجمعة، وباب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة، والنسائي 3 / 104 في الجمعة، باب فضل الإنصات وترك اللغو يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/438) قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي (5/440) قال: حدثنا أبو النضر. والدارمي (1549) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، والبخاري (2/4) قال: حدثنا آدم. وفي (2/9) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. خمستهم - حجاج، وأبو النضر، وعبيد الله، وآدم، وعبد الله بن المبارك - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، قال: أخبرني أبي، عن عبد الله بن وديعة، فذكره. ورواية االنسائي أخرجها أحمد (5/440) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبوعوانة، عن مغيرة. والنسائي (3/104) . وفي الكبرى (1590 و1650) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن منصور، وفي الكبرى (1591و 1651) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عفان بن مسلم، ويحيى بن حماد، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، وابن خزيمة (1732) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور. كلاهما - مغيرة، ومنصور- عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبرهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن القراثع الضبي، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/439) قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن قرثع، فذكره، ليس فيه (علقمة) . الحديث: 7103 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 427 7104 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله قال: - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ تَوضأ فَأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثم أتى الجمعةَ، فاستمع وأنصتَ، غُفِرَ لَه ما بينهُ وبين الجمعة، وزيادةُ ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لَغَا» . وفي رواية قال: «من اغتسل، ثم أتى الجمعةَ، فصلَّى ما قُدِّرَ له، ثم أنصتَ حتى يَفْرُغَ الإِمام من خطبته، ثم صلَّى معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضلُ ثلاثة أيام» . أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود، والترمذي الرواية الأولى. ولأبي داود أيضاً عن أبي هريرة، وأبي سعيد قالا: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنِ اغتسلَ يومَ الجمعة، ولَبِس من أَحْسَنِ ثيابِهِ، ومَسَّ مِن طِيب إِن كان عنده، ثم أتى الجمعةَ فلم يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثمَّ صَلَّى ما كَتَبَ الله له، ثم أنصتَ إِذا خَرج إِمامُه حتى يَفْرُغَ من صلاته، كانتْ كفارة لما بينها، وبين الجمعة التي قبلها» . قال: ويقول أبو هريرة: «وزيادةُ ثلاثة أيام» . [ص: 429] ويقول: «إِن الحسنةَ بعشرِ أمثالها» ، وفي رواية: لم يذكر كلام أبي هريرة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لغا) اللغو: التكلُّم بما لا يجوز، وقيل: هو الميل عن الصواب وقيل: لغا هاهنا بمعنى خاب، يقال: ألْغَيْتُهُ، أي: خيبته، وقوله: «من مسَّ الحصا فقد لغا» ، جعل المسَّ كاللغو، لأنه يشغله من سماع الخطبة كما يشغله الكلام.   (1) رواه مسلم (857) في الجمعة، باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة، وأبو داود رقم (343) في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، ورقم (1050) في الصلاة، باب فضل الجمعة، والترمذي رقم (498) في الصلاة، ما جاء في الوضوء يوم الجمعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (3/8) قال: حدثنا أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح، عن سهيل، عن أبيه فذكره. ورواية أبي داود أخرجها أحمد (3/81) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا أبي. وأبو داود (343) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن وهب الرملي الهمداني (ح) وحدثنا عبد العزيز ابن يحيى الحراني قالا:. حدثنا محمد بن سلمة (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، وابن خزيمة (1762) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. أربعتهم - إبراهيم بن سعد، ومحمد بن سلمة، وحماد، وإسماعيل - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن إبرهيم الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي أمامة بن سهل، فذكراه. * في رواية حماد لم يذكر (أبا أمامة) . الحديث: 7104 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 428 7105 - (د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اغتسل يومَ الجمعة، ومسَّ من طِيبِ امرأتِهِ - إن كان لها - وَلَبِسَ مِن صالحِ ثيابِهِ، ثم لم يَتخطَّ رِقَابَ الناس، ولم يَلْغُ عندَ الموعظةِ، كانتْ كفارة لما بينها، ومن لَغا وتخطَّى رِقَابَ النَّاسِ كانتْ له ظُهْراً» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (347) في الصلاة، باب في الغسل يوم الجمعة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (347) قال:حدثنا ابن أبي عقيل، ومحمد بن سلمة المصريان، وابن خزيمة ((1810) قال:حدثنا الربيع بن سليمان. ثلاثتهم - عبد الغني بن رفاعة بن أبي عقيل، ومحمد بن سلمة، والربيع - قالوا: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني أسامة -يعني ابن زيد - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7105 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 429 7106 - (د ت س) أوس بن أوس الثقفي - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن غَسَّل [يومَ الجمعة] واغْتَسَلَ، وبكَّر وابْتَكَرَ، ومشى ولم يَرْكَبْ، ودنا مِن الإِمام، ولم يَلْغُ واستمعَ: كانَ لهُ [ص: 430] بكلِّ خُطوة أجرُ عمل سنة: صيامِها، وقيامِها» . أخرجه أبو داود، والنسائي. وللنسائي والترمذي: «مَن اغتسلَ يومَ الجمعة وغسَّل، وبكَّر وابتكر ودنا واستمع وأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة، صيامها وقيامها» (1) . قال أبو داود: وسئل مكحول عن «غسَّل واغتسل» فقال: غسل رأسه وجسده، وكذلك قال سعيد بن عبد العزيز. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غَسَّل واغتسل) غَسَّل: جامع امرأته فأحوجها إلى الغُسْل، وذلك يكون أغضَّ لِطَرْفِهِ عند الخروج إلى الجمعة، واغتَسَل هو بعد الجماع، وقيل: غسَّل بمعنى اغتسل من الجماع، ثم اغتسل للجمعة، فكرر اللفظ لأجل الغُسْلَين، وقيل: أراد بقوله: «غَسَّل» إسباغ الطهور وإكماله، ثم اغتسل بعد الوضوء للجمعة، وروي في بعض الحديث «غَسَلَ» مخففاً، يقال: غسل الرجل امرأته: إذا جامعها. (بكَّر وابتكر) بكَّر: أتى الصلاة في أول وقتها، وكُلُّ من أسْرَعَ [ص: 431] إلى شيء فقد بكَّر إليه، وابتكر: أدرك أول الخطبة من ابتكر الرجل: إذا أكل باكورة الفاكهة وهو أولها.   (1) رواه أبو داود رقم (345) و (346) و (349) و (350) في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، والترمذي رقم (496) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الغسل يوم الجمعة، والنسائي 3 / 95 و 96 في الجمعة، باب فضل غسل يوم الجمعة، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب ": ورواه أحمد، وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبان في " صحيحهما "، والحاكم وصححه، ورواه الطبراني في " الأوسط ": من حديث ابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/9و4/104) قال: حدثنا حسين بن علي. والنسائى (3/97) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا الوليد. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (1735) عن محمود بن خالد، عن الوليد بن مسلم، وفيه عن موسى بن عبد الرحمن، عن حسين بن علي، وابن خزيمة (1758) قال: حدثنا محمد بن العلاء، ومحمد بن يحيى بن الضريس، وعبدة بن عبد الله الخزاعي، عن حسين ابن علي. كلاهما -حسين بن علي الجعفي، والوليد - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. 2- وأخرجه أحمد (4/9و4/104) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (4/9) قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق. وفي (4/104) قال: حدثنا علي بن إسحاق، وأبو داود (345) قال: حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي. وابن ماجة (1087) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. خمستهم قالوا: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية. 3- وأخرجه أحمد (4/10) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا علي بن المبارك، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني عبد الرحمن الدمشقي. 4- وأخرجه أحمد (4/10) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصنعاني. 5- وأخرجه أحمد (4/10) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى. والدارمي (1555) قال: أخبرنا محمد بن المبارك، قال: حدثنا صدقة بن خالد. والترمذي (496) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان وأبو جناب يحيى بن أبي حية، عن عبد الله بن عيسى. والنسائي (3/95) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، وهارون بن محمد بن بكار بن بلال، قالا: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز وفي (3/102) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثني عمر بن عبد الواحد. وابن خزيمة (1767) قال: حدثنا أبوموسى، قال: حدثنا أبو أحمد (ح) وحدثنا سعيد بن أبي يزيد، قال: حدثنا محمد بن يوسف. قالا: حدثنا سفيان. عن عبيد الله ابن عيسى. أربعتهم- عبد الله بن عيسى، وصدقة، وسعيد، وعمر - عن يحيى بن الحارث. خمستهم - عبد الرحمن، وحسان، والدمشقي، وراشد، ويحيى - عن أبي الأشعث، فذكره وقال الترمذي: حديث حسن. وبلفظ: «من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل ... » ثم ساق نحوه. أخرجه أبو داود (346) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبادة بن نسي، فذكره (لم يذكر أبو داود الحديث بتمامه) الحديث: 7106 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 429 7107 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يحضُر الجمعة ثلاثةُ نَفَر، فرجل حَضَرَها يلغو، فذلك حَظُّه منها، ورجل حضرها بدعاء، فهو رجل دعا الله، إِن شاء أعطاه وإن شاء مَنَعَهُ، ورجل حضرها بإِنصات وسكوت، ولم يتخطَّ رَقَبة مسلم، ولم يُؤذِ أحداً، فهي كَفَّارَة إِلى الجمعة التي تليها، وزيادةُ ثلاثة أيام، وذلك: أنَّ الله عز وجل يقول: {من جاءَ بالحسنةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمثالِهَا} [الأنعام: 160] » أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1113) في الصلاة، باب الكلام والإمام يخطب، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/181) (6701) قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا سعيد، عن يوسف. وفي (2/214) (7002) قال:حدثنا عفان، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا حبيب. وأبو داود (1113) قال:حدثنا مسدد،وأبو كامل،قالا: حدثنا يزيد، عن حبيب المعلم، وابن خزيمة (1813) قال:حدثنا محمد بن عبد الله، قال:حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا حبيب المعلم. كلاهما- يوسف، وحبيب المعلم - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7107 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 431 7108 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال وهو على المنبر في الكوفة يخطب: «إِذا كان يومُ الجمعة غَدَتِ الشياطين براياتها إِلى الأسواق فيرمون الناس بالتَّرابيث - أو الرَّبائِثِ - ويُبَطِّئُونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكةُ، فيجلسون على أبواب المسجد، ويكتبون الرَّجُلَ من ساعة، والرَّجُلَ من ساعتين، حتى يخرجَ الإِمام، فإِذا جلس مجلساً يستمكن فيه من الاستماع والنظر، فأنصت ولم يَلْغُ، كان له كِفْلان من الأجر، فإن [ص: 432] نأى حيثُ لا يستمع، فأَنصتَ، ولم يلغُ، كان له كِفْل من الأَجر، فإن جلسَ مجلِساً يَستَمكِن فيه مِن الاستِمَاع والنظر، فَلَغَا ولَم ينصِت، كانَ لهُ كِفْلانِ مِن وِزْر، فَإِن جَلسَ مَجلِساً لا يَستَمكِن فيه الاستماع والنظر وَلَغَا، كَانَ لَهُ كِفْل مِن وِزْر، قال: وَمَن قَالَ يومَ الجمعةِ لِصَاحِبِهِ: أنْصِتْ فقد لَغَا، ومَن لغا فَليسَ لَهُ في جمعتِهِ تِلكَ شيء، وقال في آخر ذلك: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالترابيث أو الربائث) الربائث: جمع ربيثة، وهي الأمر الذي يحبس الإنسان عن مهامه، ويشغله عنها ويثبطه، والمراد أن الشيطان يَشْغَلهم ويُقْعِدُهُمْ عن الممر إلى الجمعة ويقيِّدُهم، قال الخطابي: «والترابيث» ليس بشيء قال: وقوله: «فيرمون الناس» إنما هو: فيربثون الناس» قال: وكذلك روي لنا في غير هذا الحديث. (كِفْلان) الكِفْل: النصيب، وقيل: الضِّعف. (وزر) الوِزر: الإثم المثقِل للظهر.   (1) رقم (1051) في الصلاة، باب فضل الجمعة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/719093) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال أنبأنا عبد الله، قال: حدثنا الحجاج بن أرطأة. وأبو داود (1051) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرني عيسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. كلاهما - الحجاج، وعبد الرحمن - عن عطاء الخراساني، عن مولى امرأته، فذكره. * وفي رواية عبد الرحمن. قال: حدثني عطاء الخراساني، عن مولى امرأته أم عثمان. الحديث: 7108 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 431 7109 - (خ ت س) يزيد بن أبي مريم: قال: لحقني عَبايةُ بن رِفاعة وأنا ماشٍ إِلى الجمعة، فقال لي: أبشر، فإِن خُطاك هذه في سبيل الله، سمعتُ [ص: 433] أبا عبْس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنِ اغْبَرَّت قَدَمَاهُ في سبيل الله، فهو حرام على النار» . أخرجه الترمذي، والنسائي. وفي رواية البخاري: قال عَبايةُ: أدركني أبو عَبْس وأنا ذاهب إِلى الجمعة، فقال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن اغبرت قدماه في سبيل الله حرَّمه الله على النار» . وفي رواية: «ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسَّه النار» ، ولم يذكر البخاري قول عَبايةَ ليزيد (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 325 في الجمعة، باب المشي إلى الجمعة وقول الله جل ذكره: {فاسعوا إلى ذكر الله} ومن قال السعي والعمل والذهب، وفي الجهاد، باب من اغبرت قدماه في سبيل الله، والترمذي رقم (1632) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من اغبرت قدماه في سبيل الله، والنسائي 6 / 14 في الجهاد، باب ثواب من اغبرت قدماه في سبيل الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/479) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والبخاري (2/9) قال: حدثنا علي ابن عبد الله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (4/25) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا محمد بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن حمزة والترمذي (1632) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والنسائي (6/14) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما - الوليد، ويحيى بن حمزة - عن يزيد، بن أبي مريم، قال: حدثنا عبابة بن رفاعة، فذكره. الحديث: 7109 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 432 الفرع السادس: في صلاة الليل 7110 - (ت) بلال، وأبو أمامة - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بقيام الليل، فإنه من دَأْبِ الصالحين (1) قَبْلَكم، وإِنَّ قيام الليل قُرْبَة إِلى الله، ومَنْهَاة عن الآثام، وتكفير للسيئات، ومَطْرَدة للدَّاءِ عن الجسد» . أخرجه الترمذي (2) . [ص: 434] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دأب) الدأب: العادة والشأن، وقد يُحرك. (منهاة ومطردة) المنهاة، والمطردة: الخصلة والحالة التي من شأنها أن تنهى عن الشيء وتطرده.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: فإنه دأب الصالحين. (2) رقم (3543) و (3544) في الدعوات، باب رقم (112) ، ورواه أيضاً أحمد والحاكم والبيهقي عن بلال، والحاكم والبيهقي عن أبي أمامة، وابن عساكر عن أبي الدرداء، والطبراني عن سلمان، وابن السني عن جابر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3549) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو النضر قال: حدثنا بكر ابن خنيس، عن محمد القرشي، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه من قبل إسناده، قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: محمد القرشي هو محمد بن سعيد الشامي، وهو ابن أبي قيس وهو محمد بن حسان وقد ترك حديثه. وقد روى هذا الحديث معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد بن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنا بذلك محمد بن إسماعيل، قال: نا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح ربيعة بن زيد عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي أمامة، فذكره. وقال: وهذا أصح من حديث أبي إدريس عن بلال، قلت: ولرواية الترمذي الأخرى متابعة تامة. أخرجها ابن خزيمة (1135) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: حدثنا عبد الله بن صالح (ح) وحدثنا زكريا بن يحيى بن أبان، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، فذكره. الحديث: 7110 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 433 7111 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قام بعشرِ آيات لم يُكْتَبْ مِن الغافلين، ومَنْ قام بمائةِ آية، كُتِبَ مِن القانتين، ومَن قامَ بألفِ آية كُتِبَ مِن المقَنْطِرين» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القانتين) القانت: الطائع، والعابد المخلص. (المقنطرين) المقنطر: الذي قد أعطي قنطاراً من الأجر، وقد جاء في بعض الحديث «أن القنطار ألف ومائة أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض» .   (1) رقم (1398) في الصلاة، باب تحزيب القرآن، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1398) قال: حدثنا أحمد بن صالح. وابن خزيمة (1144) قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى. كلاهما - أحمد بن صالح، ويونس - عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا سوية حدثه، أنه سمع ابن حجيرة، يخبر،فذكره. الحديث: 7111 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 434 7112 - (د) عبد الله بن حبشي: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «سُئل: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: طولُ القيام» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1325) في الصلاة، باب افتتاح صلاة الليل بركعتين، ورواه أيضاً النسائي بأطول منه 5 / 58 في الزكاة، باب جهد المقل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] تقدم الحديث: 7112 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 434 7113 - (خ د ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن تَعارَّ مِن الليل، فقال: لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجِيبَ له، فإن توضأ وصلى، قُبِلَتْ صَلاتُهُ» . أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تعار الرجل) : إذا انتبه من نومه مع صوت.   (1) رواه البخاري 3 / 33 في التهجد، باب فضل من تعار من الليل، وأبو داود رقم (5060) في الأدب، باب ما يقول الرجل إذا تعار الليل، والترمذي رقم (3411) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا انتبه من الليل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/313) والدارمي (2690) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الحزامي، والبخاري (2/68) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. وأبو داود (5060) وا بن ماجة (3878) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، والترمذي (3414) قال:حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (861) قال:أخبرنا محمد بن المصفي بن بهلول. ستتهم - أحمد، والحزامي، وصدقة، وعبد الرحمن، وابن أبي رزمة،وأبي المصفى - عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال حدثني عمير بن هانئ العنسي، قال:حدثنا جنادة، بن أبي أمية، فذكره. الحديث: 7113 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 435 الفرع السابع: في صلاة الضحى 7114 - (م د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُصْبح على كل سُلامَى من أحدِكم صدقة، فكلُّ تسبيحة صَدَقة، وكل تحميدة صَدَقة، وكلُّ تهليلة صدقة، وكلُّ تكبيرة صدقةٌ [ص: 436] وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويُجزِئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «يُصبحُ على كلِّ سُلامَى من بني آدم صَدقة تسليمُه على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقة، ونهيُه عن المنكر صدقة، وإماطةُ الأذى عن الطريق صدقة، وبضْعَةُ أهله صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان من الضحى» زاد في رواية «قالوا: يا رسول الله أحدُنا يقضي شهوته، فتكون له صدقة؟ قال: أرأيتَ لو وضعَها في غير حِلّها، ألم يكن يأثم؟» . وفي أخرى قال: «يُصبح على كل سُلامَى في كلِّ يوم صدقة، فله بكل صلاة صدقة، وصيام صدقة، وتسبيح صدقة، وتكبير صدقة، وتحميد صدقة، فعدَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مِنْ هذه الأعمالِ الصالحةِ، ثم قال: يُجزئ أحدَكم من ذلك كلِّه ركعتا الضحى» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سلامى) السُّلامَى: واحدة من السلاميات، وهي مفاصل الأصابع. [ص: 437] (الأذى) : كل شيء يؤذي الناس في طرقهم. (إماطة) و «الإماطة» الإزالة: وتنحيته من الطريق. (بضعة) البضْع: النكاح، وقيل: هو الفرج، فكنى به عن النكاح.   (1) رواه مسلم رقم (720) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى، وأبو داود رقم (1285) و (1286) في الصلاة، باب صلاة الضحى، ورقم (5243) في الأدب، باب في إماطة الأذى عن الطريق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/167) قال: حدثنا عارم وعفان، قالا: حدثنا مهدي بن ميمون، ومسلم (2/158) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال: حدثنا مهدي، وهو ابن ميمون، وأبو داود (1286و5244) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، وابن خزيمة (1225) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا مهدي، وهو ابن ميمون. كلاهما- مهدي بن ميمون وخالد بن عبد الله - عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدئلي، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/178) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام، وأبو داود (1285و5243) قال: حدثنا أحمد بن منيع، عن عباد بن عباد (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11928) عن أحمد بن سليمان بن يزيد بن بن هارون، عن هشام. ثلاثتهم - عباد بن عباد، وحماد بن زيد، وهشام - عن واصل، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي ذر، فذكره. (ولم يذكر أبا الأسود) . * زاد يحيى بن يعمر في روايته عن أبي ذر: «تسليمه على من لقي صدقة وفيه «وإماطته الأذى عن الطريق صدقه وبضعته أهله صدقة. قالوا: يارسول الله، يأتي شهوة وتكون له صدقة؟ قال: أرأيت لو وضعها في غير حقها أكان يأثم، «الحديث» الحديث: 7114 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 435 7115 - (د) بريدة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «في الإنسان ثلاثُمائة وستون مَفْصِلاً، فعليه أن يتصدَّق عن كل مَفْصِل منه بصدقة، قالوا: ومَنْ يُطيق ذلك يا نبيَّ الله؟ قال: النُّخاعةُ في المسجد تَدْفِنُها، والشيءُ تُنحِّيه عن الطَّرِيق، فإن لم تجدْ، فركعتا الضُّحى تُجْزِئُك» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5242) في الأدب، باب في إماطة الأذى عن الطريق، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 254، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/354) قال:حدثنا زيد. وفي (5/359) قال:حدثنا علي بن الحسن شقيق. وأبو داود (5242) قال حدثنا أحمد بن محمد المروزي قال: حدثني علي بن الحسين. وابن خزيمة (1226) قال:حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال:حدثنا علي بن الحسين. ثلاثتهم - زيد، وعلي بن الحسن، وعلي بن الحسين - عن الحسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 7115 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 437 7116 - (ت) أبو ذر وأبو الدرداء - رضي الله عنهما -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الله تبارك وتعالى أنه قال: « [ابنَ آدم] اركع لي أربع رَكَعات من أول النهار، أكْفِكَ آخرَه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (475) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 440 و 451 بإسناد آخر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (475) قال:حدثنا أبو جعفر السماني،قال:حدثنا أبو مسهر، قال:حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، فذكره. وقال:هذا حديث حسن غريب. * في نسختنا المطبوعة من «سنن الترمذي» وفي «تحفة الأحوذي» ط الهند: «جبير بن نفير، عن أبي الدرداء وأبي ذر» وفي «تحفةالأشراف» » (8/109) : «جبير بن نفير عن أبي الدرداء، وعن أبي ذر» على الشك. الحديث: 7116 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 437 7117 - (د) نعيم بن همار - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال الله عز وجل: يا ابن آدمَ لا تَعْجِز من أربع ركعات [ص: 438] في أول نهارك، أكْفِكَ آخرَهُ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1289) في الصلاة، باب صلاة الضحى، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: نعيم بن همار الغطفاني. عن قيس الجذامي. عن نعيم بن همار الغطفاني، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى: ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره» . أخرجه أحمد (5/287) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو زيد - يعني (ثابت بن زيد) والدارمي (1459) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا معتمر بن سليمان والنسائى في الكبرى (392) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا بشر. ثلاثتهم- أبو زيد، ومعتمر، وبشر بن المفضل - عن برد بن سنان، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن قيس الجذامي، فذكره. * أخرجه أحمد (5/286) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا معاوية، يعني ابن صالح، عن أبي الزاهرية، وفي (5/287) قال: حدثنا أبو النضر، وعبد الصمد، قالا: حدثنا محمد بن راشد، عن مكحول. وفي (5/287) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا معاوية، عن أبي الزاهرية، وفي (5/287) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا محمد بن راشد الدمشقي، قال: حدثنا مكحول. وأبو داود (1289) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، والنسائي. في الكبرى (391) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن بحير، عن خالد وفي (تحفة الأشراف) (9/11653) عن هارون بن عبد الله، عن معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية. ثلاثتهم - أبو الزاهرية، ومكحول، وخالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي عن نعيم بن همار، فذكره. ليس فيه (قيس الجذامي) . * وأخرجه أحمد (5/286) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا سعيد - يعني ابن عبد العزيز- قال: حدثنا مكحول، عن نعيم بن همار الغطفاني، فذكره ليس فيه (كثير بن مرة) (ولا قيس الجذامي) .. * وأخرجه أحمد (5/287) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرني سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن ابن مرة الغطفاني، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم-. ونحوه. الحديث: 7117 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 437 7118 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حافظ على شفْعَةِ الضُّحى، غُفِرَتْ له ذُنُوبُهُ وإن كانت مثل زَبَدِ البحر» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شفعة الضحى) هي: صلاة الضحى، سمّاها شفعة، لأنها أكثر من ركعة واحدة، فهي ثنتان ثنتان فصاعداً.   (1) رقم (476) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/443) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/497و499) قال: حدثنا علي بن عاصم. وعبد بن حميد (1422) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وابن ماجة (1382) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.،قال حدثنا وكيع، والترمذي (476) قال:حدثنا محمد بن عبد الأعلى البصري، قال:حدثنا يزيد بن زريع. أربعتهم - وكيع، وعلي بن عاصم، وعثمان بن عمر، ويزيد بن زريع - عن نهاس بن قهم، عن شداد أبي عمار، فذكره. وقال الترمذي: وقد روى وكيع بن شميل وغير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نهاس بن قهم،ولا نعرفه إلا من حديثه. الحديث: 7118 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 438 7119 - (ت) أنس - رضي الله عنه -: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى الضُّحى ثنتي عشرةَ ركعة بنى الله له قصراً من ذهب في الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (473) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: حديث أنس حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، أقول: ولكن للحديث شواهد يعتضد بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (1380) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب والترمذي (473) قال:حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، قالا: ابن نمير، وأبو كريب 0 حدثنا يونس بن بكير، قال حدثنا محمد بن إسحاق، عن موسى بن أنس،. (كذا في رواية ابن ماجة) وفي رواية الترمذي قال: ابن إسحاق:حدثني موسى بن فلان بن أنس،عن ثمامة، فذكره. وقال:حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 7119 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 438 الفرع الثامن: في قيام رمضان 7120 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان [ص: 439] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُرغِّبُ في قيام رمضان، من غيرِ أن يأمرَهم فيه بعزيمة، فيقول: مَنْ قام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، فَتُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والأمرُ على ذلك، ثم كان الأمرُ على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر» . وفي رواية قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول لرمضان: «من قامَهُ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» . وفي رواية قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: «مَنْ يَقُمْ ليلةَ القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» . ولمسلم قال: «مَنْ يَقُمْ ليلةَ القدر فيوافقها - أُراه [قال] : إيماناً واحتساباً - غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» . وأخرج «الموطأ» وأبو داود والترمذي والنسائي الرواية الأولى. وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثانية. وللنسائي: «من قامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ ومن قام ليلةَ القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 217 في صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، وباب فضل ليلة القدر، وفي الإيمان، باب قيام ليلة القدر من الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان، وباب صوم [ص: 440] رمضان احتساباً من الإيمان، وفي الصوم، باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً ونية، ومسلم رقم (759) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، والموطأ 1 / 113 و 114 في الصلاة في رمضان، باب الترغيب في الصلاة في رمضان , وأبو داود رقم (1371) و (1372) في الصلاة، باب تفريع أبواب شهر رمضان، والترمذي رقم (808) في الصوم، باب الترغيب في قيام رمضان وما جاء فيه من الفضل، والنسائي 4 / 155 - 157 في الصيام، باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] سيأتي تخريجه 7147. الحديث: 7120 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 438 7121 - (س) عائشة - رضي الله عنها - مثل رواية أبي هريرة الأولى إلى قوله: «من ذنبه» ولها في أخرى قالت: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل يصلِّي في المسجد ... وساق الحديث، وفيه: وكان يُرَغِّبُهم في قيام رمضان، من غيرِ أن يأمرَهم [فيه] بعزيمة، ويقول: مَنْ قامَ ليلةَ القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، قالت: فتوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والأمرُ على ذلك» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 155 في الصيام، باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/154) قال: أخبرنا محمد بن جبلة،قال: حدثنا المعافى، قال: حدثنا موسى، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، فذكره. قال المزي عقب إيراده لهذا الحديث «تحفة الأشراف» (12/16411) ذكره (يعني النسائي) في جملة أحاديث، ثم قال: وكلها عندي خطأ، وينبغي أن يكون، وكان يرغبهم» من كلام الزهري، ليس عن عروة،عن عائشة،وإسحاق بن راشد ليس في الزهري بذاك القوى، وموسى بن أعين ثقة. قلت: الرواية الأولى تقدمت. الحديث: 7121 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 440 7122 - (س) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ رمضانَ، ففضَّله على الشهور، فقال: مَنْ قام رمضانَ إيماناً واحتساباً خرجَ من ذُنُوبِه كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ» أخرجه النسائي وقال: هذا خطأ، والصواب: أنَّه عن أبي هريرة. وفي أخرى - فذكر مثله - وقال: «مَنْ صامَه وقامَه إيماناً واحتساباً» . وفي أخرى قال: «إن الله فَرَضَ صيامَ رمضانَ، وسَنَنْتُ لكم قِيامَه، [ص: 441] فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرَجَ من ذنوبه كيوم ولدتْه أمُّه» (1) .   (1) رواه النسائي 4 / 158 في الصيام، باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/158) قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثني النضر بن شيبان، أنه لقي أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال: حدثني بأفضل شيء سمعته يذكر في شهر رمضان، فقال أبو سلمة، فذكره. وقال النسائي: هذا خطأ والصواب أبو سلمة عن أبي هريرة. الحديث: 7122 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 440 الفرع التاسع: في صلاة الجنازة، وتشييعها 7123 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَهِدَ الجنازة حتى يُصَلَّىَ عليها فله قِيراط، ومن شَهِدَها حتى تُدْفَنَ فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مِثْلُ الجبلين العظيمين» . زاد في رواية: قال: ابن شهاب قال سالم بن عبد الله: وكان ابنُ عمر يصلِّي عليها، ثم ينصرف، فلما بلغه حديثُ أبي هريرة قال: «لقد ضَيَّعْنا قراريطَ كثيرة» . وفي رواية قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من تَبِعَ جنازة فله قيراط من الأجر» فقال ابنُ عمر: أكثرَ علينا أبو هريرة، فبعثَ إلى عائشة فسألها، فصدَّقتْ أبا هريرة، فقال ابنُ عمر: لقد فَرَّطنا في قَراريطَ كثيرة. وفي رواية مثل الأولى إلى قوله: «مِثْلُ الجبلين العظيمين» وقال: «حتى يفرُغَ منها» . وفي أخرى: «حتى تُوضَعَ في اللحد» . [ص: 442] وفي أخرى «ومن اتَّبعَها حتى تُدْفَنَ» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «من تَبِعَ جنازةَ مسلم إيماناً واحتساباً وكان معها حتى يُصلَّى عليها ويُفرَغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كُلُّ قيراط مِثْلُ أُحُد، ومن صلَّى عليها ثم رجع قبل أن تُدْفَنَ فإنه يرجع بقيراط» . ولمسلم قال: «من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط، فإنْ تَبِعَها فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: أصغرُهما مثل أُحُد» . وفي أخرى قال: قلتُ لأبي هريرة: «وما القيراط؟ قال: مِثْلُ أُحُد» . وفي أخرى: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص: أنه كان قاعداً عندَ ابنِ عُمَرَ، إذ طلع خَبَّاب صاحبُ المقصورة، فقال: يا عبدَ الله بنَ عمر، ألا تسمعُ ما يقول أبو هريرة؟ يقول: إنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ خَرَجَ مع جنازة من بيتها، وصلَّى عليها، واتَّبعها حتى تُدْفَنَ، كان له قيراطان من أجر، كُلُّ قيراط مِثْلُ أحُد، ومن صلَّى عليها ثم رجع كان له من الأجر مِثْلُ أحُد، فأرسل ابنُ عمر خبّاباً إلى عائشةَ يسألها عن قول أبي هريرة، ثم يرجع إليه فيخبره بما قالت، وأخذ ابنُ عمر قبضة من حصى المسجد يقلِّبها في يده حتى رجع، فقال: قالت عائشةُ: صَدَقَ أبو هريرة، فضرب ابنُ عمر بالحصى الذي كان في يده الأرضَ، ثم قال: لقد فَرَّطْنا في قراريط كثيرة. وأخرج أبو داود رواية مسلم الأولى، وزاد «أحدهما مثل أحد» وأخرج [ص: 443] نحو روايته الآخرة، ولم يذكر فيها قصة الحصى، ولا قول ابن عمر. وأخرج النسائي الرواية الأولى، والرواية التي للبخاري، وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 158 في الجنائز، باب من انتظر حتى يدفن، وباب فضل اتباع الجنائز، وفي الإيمان، باب اتباع الجنائز من الإيمان، ومسلم رقم (945) في الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، وأبو داود رقم (3168) و (3169) في الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنائز وتشييعها، والترمذي رقم (1040) في الجنائز، باب ما جاء في فضل الصلاة على الجنازة، والنسائي 4 / 76 و 77 في الجنائز، باب ثواب من صلى على جنازة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب. قال: حدثنا عبد الله. والبخاري (2/110) قال: حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد. قال حدثني أبي. مسلم (3/51) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى وهارن بن سعيد الأيلي. قال هارون: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا ابن وهب. والنسائي (4/76) قال: أخبرنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله. ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، وشبيب بن سعيد، وابن وهب- عن يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص؛ أنه كان قاعدا عند عبد الله بن عمر إذا طلع خباب صاحب المقصورة، فقال: ياعبد الله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبوهريرة، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من خرج من جنازة من بيتها، وصلى عليها، ثم تبعها حتى تدفن، كان له قيراطان من أجر، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع، كان له من الأجر مثل أحد» . فأرسل ابن عمر خبابا إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة، ثم يرجع إليه فيخبره ماقالت: وأخذ ابن عمر قبضة من حصى المسجد يقبلها في يده حتى رجع إليه الرسول. فقال: قالت عائشة: صدق أبو هريرة فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض. ثم قال لقد فرطنا في قراريط كثيرة» . أخرجه مسلم (3/52) قال حدثني محمد بن عبد الله بن نمير. وأبو داود (3169) قال: حدثنا هارون بن عبد الله وعبد الرحمن بن حسين الهروي. ثلاثتهم - محمد، وهارون، وعبد الرحمن - عن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا حيوة، قال: حدثني أبو صخر، وهو حميد بن زياد، أن يزيد بن عبد الله بن قسيط حدثه، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه فذكره. وبلفظ: «من صلى على جنازة كان له قيراط، ومن اتبعها حتى يفرغ من أمرها كان له قيراطان. أحدهما مثل أحد» . أخرجه الحميدي (1021) قال: حدثنا سفيان. قال حدثنا سمي مولى أبي بكر. وأحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان، أنا سألته، عن سميي. ومسلم (3/51) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب. قال حدثنا سهيل، وأبو داود (3168) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان عن سمي. كلاهما - سمي مولى أبي بكر، وسهيل بن أبي صالح - عن أبي صالح فذكره. وبلفظ: «من صلى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتى يقضى دفنها قله قيراطان، أحدهما أو أصغرهما مثل أحد» . فذكرت ذلك لابن عمر، فأرسل إلى عائشة فسألها عن ذلك؟ فقالت: صدق أبو هريرة. فقال ابن عمر: لقد فرطنا في قراريط كثيرة. أخرجه أحمد (2/470) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/498و 503) قال: حدثنا يزيد. والترمذي (1040) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. ثلاتتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد وعبدة - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ «من تبع جنازة وصلى عليها، فله قيراط، ومن انتظر حتى يقضى قضاءها، فله قيراطان. قالوا يارسول الله وما القيراطان؟ قال: أحدهما مثل أحد» . أخرجه أحمد (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا هشام (ح) وعبد الوهاب. قال: أخبرنا هشام. والترمذي كتاب العلل (5/761) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال: أخبرنا مروان بن محمد، عن معاوية بن سلام. كلاهما - هشام، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي مزاحم، فذكره. وبلفظ: «من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها، ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها. ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط» . أخرجه البخاري (1/18) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفي. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا عوف، عن الحسن ومحمد فذكراه. * أخرجه أحمد (2/430) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/493) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وإسحاق، يعني ابن يوسف الأزرق. والنسائي (4/77) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد ابن جعفر وفي (8/120) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن يوسف الأزرق. ثلاثتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، وإسحاق بن يوسف الأزرق - عن عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه: «الحسن» وبلفظ: «من صلى على جنارة فله قيراط، ومن اتبعها حتى توضع في القبر فقيراطان» . قال: قلت: ياأبا هريرة، وما القيراط؟ قال: مثل أحد أخرجه أحمد (2/474) . ومسلم (3/51) قال: حدثني محمد بن حاتم كلاهما - أحمد، ومحمد بن حاتم - عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، فذكره. وبلفظ: «من تبع جنازة فصلى عليها، أو قال: من صلى عليها - شعبة شك - فله قيراط، فإن شهد دفنها، فله قيراطان، القيراط مثل أحد» . أخرجه أحمد (2/458) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير. قال: سمعت سالما البراد. أبا عبد الله، فذكره. وبلفظ: «من صلى على جنازة فاتبعها، فله قيراطان، مثلي أحد، ومن صلى ولم يتبعها فله قيراط مثل أحد» قال: أبو بكر: القيراط مثل أحد. أخرجه أحمد (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن بكر. قالا: أخبرنا ابن جرير. قال: أخبرني الحارث بن عبد المطلب.، وقال ابن بكر: ابن عبد الملك. أن نافع بن جبير أخبره، فذكره. وبلفظ: «من شهد الجنارة حتى يصلي، فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن، كان له قيراطان. قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين.» . أخرجه البخاري (2/110) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: قرأت على ابن أبي ذئب، عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «من تبع جنازة يحمل من علوها، وحثا في قبرها، وقعد حتى يؤذن له، آب بقيراطين من الأجر، كل قيراط مثل أحد» . أخرجه أحمد (2/320 و531) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني. قال: كتب إلى عبد الله بن هرمز، مولى من أهل المدينة، فذكره. وبلفظ: «من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط أعظم من أحد» . فقال له ابن عمر - رضي الله عنه - أبا هر انظر ما تحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق به إلى عائشة فقال لها: ياأم المؤمنين أنشدك بالله أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:: «من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان» . فقالت: اللهم نعم. فقال: أبو هريرة: إنه لم يكن يشغلني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غرس الودي، ولا صفق بالأسواق،: إني إنما كنت أطلب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمة يعلمنيها، وأكلة يطعمنيها، فقال. له ابن عمر: أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعلمنا بحديثه. أخرجه أحمد (2/2) قال: حدثنا هشيم: عن يعلي بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن القرشي، عن ابن عمر رضي الله عنه - فذكره.. * أخرجه أحمد (2/387) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة حدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر نحوه. ليس في إسناده: «ابن عمر» . وبلفظ: «من تبع جنازة، فصلى عليها، ثم انصرف، فله قيراط من الأجر، ومن تبعها فصلى عليها، ثم قعد حتى يفرغ من دفنها فله قيراطان، من الأجر، كل واحد منها أعظم من أحد» . أخرجه النسائي (4/77) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة..قال: حدثنا مسلمة بن علقمة. قال: أنبأنا داود، عن عامر، فذكره. وبلفظ: «من صلى على جنازة، فله قيراط، ومن انتظرها حتى توضع في اللحد فله قيراطان، والقيراطان مثل الجبلين العظيمين.» . أخرجه أحمد (2/233) . قال: حدثنا عبد الأعلى. وفي (2/280) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (2/هامش (110) قال: حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا هشام. ومسلم (3/51) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا ابن رافع وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق. وابن ماجة (1539) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى. والنسائي (4/76) قال: أخبرنا نوح بن حبيب. قال: أنبأنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - عبد الأعلى، وعبد الرزاق، وهشام بن يوسف - عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره وأخرجه مسلم (3/51) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شياب، أنه قال: حدثني رجال عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل حديث معمر..قال: من اتبعها متى تدفن. * الروايات متقاربة المعنى، وأثبتنا لفظ رواية النسائي. الحديث: 7123 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 441 7124 - (م) ثوبان - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ صَلَّى على جنازة فله قيراط، فإن شَهِدَ دَفْنَها فله قيراطان، القيراطُ مِثْل أحُد» . وفي رواية: «سئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن القيراط؟ فقال: مِثْلُ أحُد» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (946) في الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/276) قال:حدثنا أبو قطن، قال:حدثنا هشام وفي (5/277 و282) قال:حدثنا يحيى بن سعيد، قال: شعبة حدثنا. وفي (5/283) قال:حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام يعني ابن أبي عبد الله (ح) وابن جعفر يعني غندر، قال:حدثنا سعيد وفي (5/284) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وفي (5/284) قال: حدثنا أبان. وفي (5/284) قال:حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: أخبرنا سعيد. ومسلم (3/52) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثني ابن بشار. قال:حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال:حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وابن ماجة (1540) قال:حدثنا حميد بن مسعدة،قال: حدثنا خالد بن الحارث. قال: حدثنا سعيد. أربعتهم - هشام، وشعبة، وسعيد،وأبان - عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 7124 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 443 7125 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَبِعَ جنازة حتى يُصَلَّى عليها كان له من الأجر قيراط، ومَنْ مشى مع الجنازة حتى تُدْفَنَ، كان له من الأجر قيراطان، والقيراطُ مِثْلُ أحُد» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 54 و 55 في الجنائز، باب فضل من يتبع جنازة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/294) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد (قال عبد الله بن أحمد) : وكتب به إلى قتيبة، قال عبد الله: وحدثناه صالح بن عبد الله الترمذي، وأبو معمر. والنسائي (4/54) قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - قتيبة، وصالح،وأبو معمر - قالوا:حدثنا عبثر بن القاسم، عن برد أخي يزيد بن أبي زياد، عن المسيب، فذكره. الحديث: 7125 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 443 7126 - (س) [عبد الله] بن مغفَّل - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَبِعَ جنازة حتى يُفرَغ منها فله قيراطان، فإن رجع قبل أن يُفْرَغَ منها، فله قيراط» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 55 في الجنائز، باب فضل من يتبع جنازة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/86) قال:حدثنا أبو النضر،قال:حدثنا المبارك. وفي (5/57) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا أشعث. والنسائي (4/55) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا أشعث. كلاهما - المبارك بن فضالة، وأشعث - عن الحسن، فذكره. الحديث: 7126 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 444 الفرع العاشر: في فضل التأمين وأدعية الصلاة التأمين 7127 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنُوا، فإن من وافق تَأمينُهُ تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» . قال ابن شهاب: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «آمين» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أمَّن القارئُ فأمِّنُوا، فإنَّ الملائكةَ تُؤَمِّن، فمن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» . [ص: 445] وفي أخرى قال: «إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماءِ: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» . ولمسلم مثل هذه الرواية. وللبخاري قال: «إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين، فإنه من وافق قولُه قولَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» . ولمسلم قال: «إذا قال القارئُ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} وقال مَنْ خلفه: آمين، فوافق قولُه قولَ أهل السماء، غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنبه» . وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي الأولى والثالثة والرابعة، وأخرج الترمذي الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 218 و 219 في صيغة الصلاة، باب جهز الإمام بالتأمين، وفي الدعوات، باب التأمين، ومسلم رقم (409) و (410) في الصلاة، باب التسميع والتحميد والتأمين، والموطأ 1 / 87 في الصلاة، باب ما جاء في التأمين خلف الإمام، وأبو داود رقم (934) و (935) و (936) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، والترمذي رقم (250) في الصلاة، باب ما جاء في فضل التأمين، والنسائي 2 / 143 و 144 في الافتتاح، باب جهر الإمام بآمين، وباب الأمر بالتأمين خلف الإمام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه» . 1- أخرجه مالك (الموطأ) (76) . وأحمد (2/459) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والخباري (1/198) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (6/21) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي القراءة خلف الإمام (233) قال: حدثني إسماعيل. وأبو داود (935) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (2/144) وفي الكبرى (911) قال: أخبرنا قتيبة. وفي الكبري (تحفة الأشراف) (9/12576) عن سويد ابن نصر، عن عبد الله بن المبارك (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم. ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن يوسف وإسماعيل، وقتيبة، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك عن سمي. 2- وأخرجه مسلم (2/18) قال حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن. وابن خزيمة (570) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة الضبي. قال: أخبرنا عبد العزيز - يعني ابن محمد الدراوردي. كلاهما - يعقوب وعبد العزيز - عن سهيل. كلاهما - سمي مولى أبي بكر، وسهيل - عن أبي صالح السمان، فذكره. وبلفظ: «إذا قال أحدكم: آمين. وقالت الملائكة في السماء: آمين. فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ماتقدم من ذنبه» . أخرجه مالك (الموطأ) (76) . وأحمد (2/459) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. والبخاري (1/198) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/17) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال القعنبي. قال: حدثنا المغيرة. والنسائي (2/144) وفي الكبرى (912) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي الكبرى (تحفة الأشراف (10/13826) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك، وفي (10/13641) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن ربيعة. ثلاثتهم - مالك، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وجعفر 0 عن أبي الزناد، عن الأعرج - فذكره. وبلفظ: «إذ أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تامينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.» . أخرجه مالك (الموطأ) (76) . وأحمد (2/233) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/459) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك والدارمي (1249) قال: أخبرنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والبخاري (1/198) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، ومسلم (2/17) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (936) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (852) قال: حدثنا بكر بن خلف، وجميل بن الحسن. قالا: حدثناعبد الأعلى. قال: حدثني معمر. (ح) وحدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري وهاشم بن القاسم الحراني. قالا: حدثنا عبد الله بن وهب. عن يونس. والترمذي (250) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا زيد ابن حباب. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (2/144) وفي الكبرى (910) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13327) . عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد (وابن خزيمة (1583) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. ثلاثتهم - ومالك، ومعمر، ويونس - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. * أخرجه الحميدي (933) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وأحمد (2/238) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2/270) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (8/106) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (851) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/143) وفي الكبري (908) قال: أخبرنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان. وافي (2/144) وفي الكبرى (909) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر. وابن خزيمة (569) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعلي بن خشرم. قالوا: حدثنا سفيان 0 وفي (575) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وعمرو بن علي. قالا: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. قال: أخبرنا معمر. كلاهما - سفيان بن عيينة، معمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره (ليس فيه أبو سلمة) . * وأخرجه أحمد (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والدارمي (1248) قال: أخبرنا يزيد ابن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. والنسائي (2/143) . وفي الكبرى (907) قال: أخبرنا عمرو ابن عثمان. قال: حدثنا بقية. عن الزبيدي. قال: أخبرني الزهري، وفي الكبرى (تحفة الأشراف -11/15153) عن سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري. وفي (11/15209) عن عمرو بن عثمان.، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، وفي (11/15236) عن العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري. كلاهما - محمد بن عمرو، والزهري - عن أبي سلمة، فذكره.، ليس فيه (سعيد بن المسيب) وبلفظ: «إذا قال أحدكم: آمين. والملائكة في السماء. فيوافق إحداهما الأخرى، غفر له ماتقدم من ذنبه» . أخرجه أحمد (2/312) . ومسلم (2/18) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. عن همام، فذكره. وبلفظ: «إذا قال الإمام: ولا الضالين فقولوا: آمين.» . أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (236) قال: حدثنا محمود، قال: أنبأنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، قال: سمعت أبا علقمة الهاشمي. فذكره. وبلفظ: «إذا قال أحدكم في الصلاة: آمين. والملائكة في السماء آمين. فوافق إحداهما الأخرى. غفر له ما تقدم من ذنبه.» . أخرجه مسلم (2/17) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، أن أبا يونس حدثه، فذكره. وبلفظ: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تلا: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول.» . أخرجه أبو داود (934) قال: حدثنا نصر بن علي. وابن ماجة (853) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - نصر بن علي، ومحمد بن بشار - عن صفوان بن عيسى، عن بشر بن رافع، عن أبي عبد الله، فذكره. الحديث: 7127 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 444 الدعاء 7128 - (خ ط د ت س) رفاعة بن رافع الزرقي - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلِّي وراءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما رفع رأسه من الركعة الأولى قال: سمع الله لمن حمده، وقال رجل وراءه: ربَّنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مبارَكاً [ص: 446] فيه، فلما انصرف قال: مَنِ المتكلِّمُ؟ قال: أنا، قال: لقد رأيتُ بِضعة وثلاثين ملَكاً يَبْتدرونها، أيُّهم يكتبها أولَ» أخرجه البخاري وأبو داود و «الموطأ» والنسائي. وفي رواية الترمذي - وأخرجها أبو داود أيضاً - قال: «صَلَّيتُ خَلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَعَطَسْتُ، فقلتُ: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مبارَكاً فيه، مبارَكاً عليه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرْضى، فلما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- انصرف، فقال: من المتكلِّمُ في الصلاة؟ فلم يتكلَّمْ أحد، ثم قالها الثانية: مَنِ المتكلِّمُ في الصلاة؟ فلم يتكلَّم أحد، ثم قالها الثالثةَ: من المتكلِّم في الصلاة؟ فقال رِفاعةُ: أنا يا رسول الله، قال: كيف قلتَ؟ قال: قلتُ: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، مباركاً عليه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرْضى، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بِضْعة وثلاثون مَلَكاً أيُّهم يَصْعَدُ بها» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 237 و 238 في صفة الصلاة، باب فضل ربنا لك الحمد، والموطأ 1 / 211 و 212 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، وأبو داود رقم (770) و (773) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والترمذي رقم (404) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة، والنسائي 2 / 196 في الافتتاح، باب ما يقول المأموم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم برقم (2173) والرواية الثانية: أخرجها أبو داود (773) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وسعيد بن عبد الجبار والترمذي (404) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (2/145) وفي الكبرى (913) قال: أخبرنا قتيبة. كلاهما - قتيبة، وسعيد بن عبد الجبار - عن رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع، فذكره. الحديث: 7128 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 445 7129 - (م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إنَّ رجلاً جاءَ قد حفَزَهُ النَّفَسُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد ركع، فقال: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكْرة وأصيلاً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: عَجِبْتُ لها، فُتِحَتْ لها أبوابُ السماء» . [ص: 447] وفي رواية «أن الرجل قال: الحمد لله، حمداً كثيراً طيباً مبارَكاً فيه، قال ابن عمر: فما تركتُها منذ سمعتُ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي: قال: بينما نحن نصلِّي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيراً، والحمدُ لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن القائل كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: أنا يا رسولَ الله، قال: عجبتُ لها، فُتِحَتْ لها أبوابُ السماء، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية النسائي قال: «قام رجل خلفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: الله أكبر ... وذكر الحديث إلى قوله: فقال رجل: أنا يا نبيَّ الله، فقال: لقد رأيتُها ابتدَرها اثنا عشر مَلَكاً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حفزه النفس) حفزه يحفِزه: إذا دفعه وساقه، وحفزه النَّفَس: إذا تتابع وتدارك، فكأن النَّفَس قد دفعه بتتابعه.   (1) رواه مسلم رقم (601) في المساجد، ومواضع الصلاة، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، والترمذي رقم (3586) في الدعوات، باب رقم (137) ، والنسائي 2 / 125 في الافتتاح، باب القول الذي يفتتح به الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/14) (4627) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا الحجاج بن أبي عثمان. وفي (2/97) (5722) قال: حدثنا حسن بن موسى قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (2/99) قال: حدثنا زهير بن حرب. والترمذي (3592) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا الحجاج بن أبي عثمان، والنسائي (2/125) وفي الكبرى (870) قال: أخبرنا محمد بن شجاع المروزي، قال: حدثنا إسماعيل، عن حجاج. كلاهما - الحجاج، بن أبي عثمان، وابن لهيعة - عن أبي الزبير. 2- وأخرجه النسائي (2/125) وفي الكبرى (869) قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثنا محمد ابن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، قال: حدثني زيد، وهو ابن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة. كلاهما - أبو الزبير، وعمرو بن مرة - عن عون بن عبد الله بن عتبة، فذكره. * في رواية عمرو بن مرة. «لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وحجاج بن أبي عثمان هو حجاج بن ميسرة الصواف ويكني أبا الصلت، وهو ثقة عند أهل الحديث. الحديث: 7129 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 446 7130 - (س) وائل بن حجر - رضي الله عنه (1) - قال: «صلَّيتُ [ص: 448] خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما كبَّر رفع يديه أسفلَ من أذُنيه، فلما قرأ {غيرِ المغضوب عليهم ولا الضَّالين} قال: آمين، فسمعتُه وأنا خلفَهُ، فسمع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يقول: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما سلَّم النبيُّ من صلاته، قال: مَنْ صاحب الكلمة في الصلاة؟ قال الرجلُ: أنا يا رسول الله، وما أردتُ بها بأساً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لقد ابتدرها اثنا عشر مَلَكاً، فما نهنهها شيءٌ دون العرش» . أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نهنهها) نهنهتُ فلاناً: إذا كَفَفْتَه وزجرته وأخَّرته   (1) كذا في الأصل: وائل بن حجر، وفي المطبوع بياض. (2) كذا في الأصل أخرجه النسائي، وفي المطبوع بياض، وقد رواه النسائي 2 / 145 و 146 في الافتتاح، باب قول المأموم إذا عطس خلف الإمام، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3802) في الأدب، باب فضل الحامدين، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/315) قال: حدثنا عبد القدوس. قال: أخبرنا الحجاج وفي (4/317) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، وابن ماجة (855) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وعمار بن خالد الواسطي. قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، وفي (3802) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا، إسرائيل عن أبي إسحاق. والنسائى (2/145) وفي الكبرى (914) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد. قال: حدثنا مخلد قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه. كلاهما - الحجاج، وأبو إسحاق - عن عبد الجبار بن وائل، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 7130 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 447 7131 - () سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: «أن رجلاً جاء إلى الصلاة ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم إني أسألُكَ أفضلَ ما تُؤتي عبادَك الصالحين، فلما سلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنِ المتكلِّمُ آنفاً؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: إذاً يُعْقَرُ جوادُك، وتُسْتَشْهَدُ في سبيل الله» . أخرجه ... (1) . [ص: 449] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تعقر جوادك) الجواد: الفرس، وعقْره: قتله في الحرب، كذا أراد به هاهنا.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. الحديث: 7131 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 448 7132 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهمَّ ربَّنا لك الحمد، فإنه مَنْ وافق قولُه قولَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» أخرجه الجماعة (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 235 و 236 في صفة الصلاة، باب فضل اللهم ربنا لك الحمد، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (409) في الصلاة، باب التسميع والتحميد والتأمين، والموطأ 1 / 88 في الصلاة، باب ما جاء في التأمين خلف الإمام، وأبو داود رقم (848) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، والترمذي رقم (267) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع، والنسائي 2 / 196 في الافتتاح، باب قوله: ربنا لك الحمد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك (الموطأ) (76) .وأحمد (2/459) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والبخاري (1/201) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (4/139) قال:حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/17) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (848) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة. والترمذي (267) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال:حدثنا معن. والنسائي (2/196) وفي الكبرى (563) قال: أخبرنا قتيبة. وفي الكبري تحفة الأشراف (9/12568) عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك (ح) وعن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم. عشرتهم - عبد الرحمن، وإسحاق، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل، ويحيى بن يحيى، وعبد الله ابن مسلمة، ومعن بن عيسى، وقتيبة،وعبد الله بن المبارك، وابن القاسم - عن مالك، عن سمي مولى أبي بكر. 2- وأخرجه أحمد (2/417) .ومسلم (2/17) .والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12771) . ثلاثتهم -أحمد،مسلم،والنسائي - عن قتيبة بن سعيد بن يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل. كلاهما - سمى مولى أبي بكر،وسهيل بن أبي صالح- عن أبي صالح السمان،فذكره. الحديث: 7132 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 449 7133 - (م ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مُعقِّبات لا يَخيب قَائِلُهُنَّ، أو فَاعِلُهنَّ، دُبُرَ كلِّ صلاة مكتوبة، ثلاث وثلاثونَ تَسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة» أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) . وقد تقدَّم في «كتاب الدعاء» من حرف الدال أحاديث تتضمَّن أشياءَ من هذا الفَنِّ كثيرة، فلم نُعِدْ ذكرها، فلتطلب من هناك.   (1) رواه مسلم رقم (596) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، والترمذي رقم (3409) في الدعوات، باب رقم (25) ، والنسائي 3 / 75 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2/98) قال: حدثنا الحسن بن عيسى، قال: أخبرنا ابن المبارك،قال: أخبرنا مالك بن مغول. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال:حدثنا أبو أحمد، قال:حدثنا حمزة الزيات (ح) وحدثني محمد بن حاتم،قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي. والترمذي (3412) قال:حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمش الكوفي، قال:حدثنا أسباط ابن محمد،قال:حدثنا عمرو بن قيس الملائي، والنسائي (3/75) وفي الكبرى (1181) وفي (عمل اليوم والليلة) (155) قال:أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن أسباط، قال:حدثنا عمرو بن قيس وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/1115) عن محمود بن غيلان، عن قبيصة، عن سفيان، عن منصور. أربعتهم - مالك بن مغول، وحمزة الزيات، وعمرو بن قيس، ومنصور - عن الحكم بن عيينة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. * وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (156) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، فذكره موقوفا. الحديث: 7133 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 449 الفصل الخامس: في فضائل الصوم 7134 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ: الحسنةُ عشر أمثالها إلى سبعمائةِ ضِعْف، قال الله عزَّ وجلَّ: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يَدَع شهوتَهُ وطعامَه من أجْلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فِطْره، وفرحة عند لقاءِ ربِّه، ولَخُلُوفُ فيه أطيب عند الله من ريح المسكِ» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامُ، فإنه لي، وأنا أجْزِي به، الصيامُ جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ يومئذ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحَد أو قاتَلَهُ، فليقلْ: إني صائم، إني صائم، والذي نفسُ محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذ لقي ربَّه فرح بصومه» . وفي أخرى مختصراً: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامُ، هو لي، وأنا أجزي به، ولَخَلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك» . [ص: 451] وفي رواية «فوالذي نفسُ محمد بيده لخلوف فم الصائم» . وفي أخرى «فوالذي نفسي بيده لَخِلْفة فم الصائم» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يرويه عن ربِّكم - قال: «لِكُلِّ عملِ ابنِ آدمَ كفارة، والصوم لي، وأنا أجْزي به، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك» . وفي أخرى له قال: «الصيامُ جُنَّة، فلا يرفُثْ ولا يَجْهل، وإنِ امرؤ قاتله أو شاتَمه، فليقل: إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، يَتْرُكُ طعامَه وشهوتَه من أجْلي، الصيام لي، وأنا أجْزِي به، والحسنةُ بعشر أمثالها» . ولمسلم عن أبي هريرة رواية قال: «إذا أصبحَ أحدُكم صائماً، فلا يَرفُثْ ولا يَجْهَلْ، وإن امرؤ شاتمه، أو قاتله، فليقل: إني صائم [إني صائم] » . وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الصيام جُنَّة، فإذا كان أحدُكم صائماً ... الحديث» . قال الحميديُّ: كذا حكى أبو مسعود، وفي أخرى عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الله يقول: إن الصوم لي، وأنا أجْزِي به، وإن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقي الله عزَّ وجلَّ [ص: 452] فَرِح، والذي نفسُ محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك» . وفي رواية «إذا لقي الله عز وجل فجزاه، فَرِح» . وفي رواية «الموطأ» : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيامُ جُنَّة، فإذا كان أحدُكم صائماً فلا يَرْفُثْ ولا يَجْهَلْ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقلْ: إني صائم» . وفي أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده لخَلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، إنما يَذَر شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجْلي، فالصيامُ لي، وأنا أجْزِي به، كلُّ حسنة بعشرِ أمثالها، إلى سبعمائةِ ضِعف، إلا الصيامُ، فهو لي، وأنا أجْزِي به» . وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الصيامُ جُنَّة، فإذا كان أحدُكم صائماً، فلا يَرْفُثْ» وذكر رواية «الموطأ» الأولى. وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ ربَّكم يقول: كلُّ حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضِعْف، والصوم لي، وأنا أجْزِي به، والصومُ جُنَّة من النار، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، فإن جَهِل على أحدكم جاهل، وهو صائم، فليقل: إني صائم» . [ص: 453] وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه» . وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية أبي هريرة وأبي سعيد، وأخرج رواية الترمذي الأولى. وللنسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصومُ جُنَّة» لم يزد (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ولخَلُوف) خَلفَ فم الصائم يخل خُلوفاً: إذا تَغَيَّرت ريحه من ترك الأكل والشرب، والخِلفَة منه. (يرفث) الرفث: كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة، وقيل: هو التصريح بذكر الجماع، وهو الحرام في الحج على المحرم، فأما الرفث في الكلام إذا لم يخاطب به امرأة، فلا يحرم عليه، ولكن يستحب له تركه. (يصخب) الصخب: الضجة والجَلَبة. [ص: 454] (الصوم لي وأنا أجزي به) إنما خص الصَّوم والجزاء عليه بنفسه عزَّ وجلَّ وإن كانت العبادات كلُّها له، وجزاؤها منه، لأن جميع العبادات التي يتقرَّب بها العباد إلى الله عز وجل، من صلاة، وحج، وصدقة، وتبتُّلٍ واعتكافٍ ودعاء وقربان وهدي، وغير ذلك من أنواع العبادات، قد عَبَدَ المشركون بها آلهتهم، وكانوا يتَّخذونه من دون الله أنْداداً، ولم يُسمع أن طائفة من طوائف المشركين وفي الأزمان المتقادمة عَبَدَت آلهتها بالصوم، ولا تقرَّبَتْ إليها به، ولا دانَتْهَا به، ولا عُرِفَ الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع، فذلك قال الله عز وجل: «الصوم لي» أي: لم يشاركني فيه أَحَد، ولا عُبِدَ به غيري، فأنا حينئذ أجزي به على قدر اختصاصه بي، وأنا أتولَّى الجزاء عليه بنفسي، لا أكِلُه إلى أحد [غيري] من مَلَك مُقَرَّبٍ أو غيره، وقد ذكر العلماء في معنى هذا الحديث وجوهاً من التأويل، لا تداني هذا القول ولا تقارِبُهُ، إذ ما من قول منها إلا وباقي العبادات تشاركه فيه وهذا القول أخبرني به الأمير مجاهد الدين أبو منصور قايماز بن عبد الله - أدام الله سعادته - وذكر أنه مما وقع له ابتكاراً، ولم يسمعه من أحد، ولا وقف عليه في كتاب، ولم أسمعه أنا من غيره، ولقد أصاب فيما وقع له وأحسن، وفَّقَه الله بعِرْفانه.   (1) رواه البخاري 4 / 88 - 94 في الصوم، باب فضل الصوم، وباب يقول: إني صائم إذا شتم، وفي اللباس، باب ما يذكر في المسك، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وباب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، ومسلم رقم (1151) في الصيام، باب حفظ اللسان، وباب فضل الصيام، والموطأ 1 / 310 في الصيام، باب جامع الصيام، وأبو داود رقم (2363) في الصوم، باب الغيبة للصائم، والترمذي رقم (764) في الصوم، باب ما جاء في فضل الصوم، والنسائي 4 / 162 - 165 في الصوم، باب فضل الصيام وذكر الاختلاف على أبي صالح في هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان وفي (2/393) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (2/443و477) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/461و477) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/474) قال: حدثنا أسباط بن محمد. وفي (2/477و495) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1778) قال أخبرنا أبو نعيم. والبخاري (9/175) قال: حدثنا أبو نعيم ومسلم (3/158) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. ح وحدثنا أبو سعيد الأشج. قال حدثنا وكيع. وابن ماجة (1638) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. وفي (1691) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا جرير والنسائي (4/162) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأناجرير. وابن خزيمة (1992) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير. تسعتهم - سفيان الثوري، وأبونعيم الفضل بن دكين، ووكيع، وأسباط، وعبد الله بن نمير، وشعبة، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن يونس - عن الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. وفي (2/516، 6/244) قال: حدثنا روح. والبخاري (3/34) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا هشام بن يوسف. ومسلم (3/157) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (4/163 و166) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج. وابن خزيمة (1890) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا روح بن عبادة. وفي (1896) قال: حدثنا محمد بن الحسين بن تسنيم. قال: حدثنا محمد، يعني ابن بكر البرساني. خمستهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وروح بن عبادة، وهشام بن يوسف، وحجاج بن محمد- عن ابن جرير. قال: أخبرني عطاء. 3- وأخرجه أحمد (2/286) . قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرني إسرائيل. وفي (2/356) قال: قال أسود: حدثنا إسرائيل. وفي 20/399) قال حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرنيه أبو بكر بن عياش وفي (2/511) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا إسرائيل كلاهما - إسرائيل، وأبو بكر بن عياش - عن أبي حصين. 4- وأخرجه: أحمد (2/419) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والترمذي (766) قال: حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (1897و1993) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. كلاهما - قتيبة، وأحمد بن عبدة - عن عبد العزيز بن محمد بن الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح. 5- وأخرجه النسائي (4/162) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، أن المنذر بن عبيد حدثه. خمستهم - الأعمش، وعطاء بن أبي رباح، وأبو حصين عثمان بن عاصم، وسهيل بن أبي صالح، والمنذر بن عبيد - عن أبي صالح، فذكره. * أخرجه النسائى (4/164 و166) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أنبأنا سويد. قال: أنبأناعبد الله، عن ابن جريج. قراءة عليه. عن عطاء بن أبي رباح. قال: أخبرنا عطاء الزيات. أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكر نحوه. * وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 43- أ) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر، عن أبي حصين، واسمه عثمان بن عاصم كوفي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ... فذكره موقوفا. ورواية الصيام جنة فإذا كان أحدكم صائما .... أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (206) . والحميدي (1014) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/245) قال: حدثنا سفيان، وفي (2/257) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. وفي (2/465) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/31) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (3/157) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (3/157) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا المغيرة وهو الحزامي، وأبو داود (2363) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. عن مالك. والنسائي في الكبرى (الورقة 43-2) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة. (ح) وأخبرنا قال: أخبرنا ابن القاسم، عن مالك، (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، والمغيرة، والحزامي - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 7134 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 450 7135 - (س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الصَّوْمُ جُنَّة» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 166 في الصوم، باب فضل الصيام، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/166) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، قال: حدثنا المحاربي،عن فطر،قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره. (*) أخرجه النسائي (4/166) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال:حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت والحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره. (*) أخرجه النسائي (4/166) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج وعن شعبة،قال: قال:لي الحكم: سمعته منه من أربعين سنة، ثم قال الحكم: وحدثني به ميمون بن أبي شبيب، فذكره. الحديث: 7135 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 455 7136 - (س) أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصوم جُنَّة، ما لم يَخْرِقْها» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 167 و 168 في الصيام، باب فضل الصيام، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 15 وقال الدارمي: ما لم يخرقها، يعني بالغيبة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/196) (1701) قال:حدثنا يزيد، قال: أنبأنا جرير بن حازم، والدارمي (2766) قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن واصل مولى أبي عيينة. والنسائي (4/167) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا واصل. وابن خزيمة (1892) قال: حدثنا يحيى بن نصر بن سابق الخولاني، قال: حدثنا ابن وهب،قال: أخبرني جرير بن حازم. كلاهما- جرير، وواصل - عن بشار بن أبي سيف،عن الوليد بن عبد الرحمن، عن عياض بن غطيف، فذكره. (*) أخرجه أحمد (1/195) (1690) قال: حدثنا زياد بن الربيع، أبو خداش،قال: حدثنا واصل مولى أبي عيينة، عن بشار بن أبي يوسف الجرمي، عن عياض بن غطيف، فذكره، ليس فليه الوليد بن عبد الرحمن. (*) وأخرجه أحمد (1/196) (1700) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا هشام، عن واصل، عن الوليد بن عبد الرحمن،عن عياض،فذكره،ليس فيه بشار بن أبي سيف. (*) أخرجه النسائي (4/168) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أنبأنا حبان،قال: أنبأنا عبد الله، عن مسعر، عن الوليد بن أبي مالك، قال: حدثنا أصحابنا، عن أبي عبيدة، قال:الصيام جنة مالم يخرقها. موقوفا. الحديث: 7136 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 455 7137 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال «الصِّيام جُنَّة من النار، فمَنْ أصبحَ صائماً فلا يَجْهَلْ يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يَشْتِمْهُ ولا يَسُبَّه، وليقلْ: إني صائم، والذي نفسُ محمد بيده لخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسكِ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 168 في الصوم، باب فضل الصيام، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/167) قال: أخبرنا محمد بن يزيد بن الأدمي.. قال: حدثنا معن، عن خارجة بن سليمان، عن يزيد بن رومان،عن عروة، فذكره. الحديث: 7137 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 455 7138 - (س) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصِّيامُ جُنَّة كجُنَّةِ أحدِكم من القتال» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 167 في الصوم، باب فضل الصيام، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً ابن خزيمة في " صحيحه ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/21) قال: حدثنا يونس. قال:حدثنا حماد - يعني بن زيد - عن محمد بن إسحاق. وفي (4/22) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث بن سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وفي (4/217) قال:حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. قال: حدثني يزيد بن حبيب. وابن ماجة (1639) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (4/167و219) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب وفي (4/167) قال: أخبرنا علي بن حسين، قال:حدثنا ابن أبي عدي،عن ابن إسحاق،وابن خزيمة (1891) قال:حدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا ابن أبي عدي، قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وفي (2125) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي، وشعيب، قالا: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. كلاهما - محمد بن إسحاق، ويزيد بن أبي حبيب - عن سعيد بن أبي هند. 2- وأخرجه أحمد (4/217) قال: حدثنا عفان. وفي (4/218) قال:حدثنا يونس.. كلاهما -عفان،ويونس - عن حماد بن سلمة، قال:أخبرنا سعيد الجريري،عن أبي العلاء. كلاهما - سعيد بن أبي هند،وأبو العلاء - عن مطرف، فذكره. (*) أخرجه النسائي (4/167 و219) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: أنبأنا أبو مصعب، عن مغيرة ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن إسحاق،عن سعيد بن أبي هند، قال عثمان أبي العاص نحوه مرسل. الحديث: 7138 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 455 7139 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تعالى يقول: الصوم لي، وأنا أجْزي به، وللصائم فرحتان [ص: 456] حين يفطر، وحين يلقَى ربه، والذي نفسي بيده لخَلُوفُ فَمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المِسْكِ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 159 و 160 في الصيام، باب فضل الصيام، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/159) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن الحارث، فذكره. (*) أخرجه النسائي (4/161) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد الله. موقوف. (*) قال النسائي: هذا هو الصواب عندنا، وحديث العلاء خطأ. وقد رأيت للعلاء أحاديث مناكير. «تحفة الأشراف» (7/10166) . الحديث: 7139 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 455 7140 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال الله عزَّ وجلَّ: «الصومُ لي، وأنا أجْزِي به، وللصائم فرحتان: فَرْحة حين يلقى رَبَّهُ، وفرحة عند إفطاره، ولخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عندَ الله مِن ريح المسك» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 161 في الصوم، باب فضل الصيام، وإسناده صحيح، وهو بمعنى حديث أبي هريرة المتقدم برقم (7134) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/161) أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: عبد الله، فذكره. الحديث: 7140 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 456 7141 - (س) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: يا رسول الله، مُرْني بأمر ينفعني الله به، قال: عليك بالصيام، فإنه لا مِثْلَ له» . وفي رواية أنه سأله: أيُّ العمل أفضل؟ فقال: «عليك بالصوم، فإنه لا عِدْل له» . وفي أخرى: قال: قلت: يا رسولَ الله مرني بعمل، قال: «عليك بالصوم، فإنه لا عِدل له، قلت: يا رسول الله مرني بعمل، فقال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 165 في الصوم، باب فضل الصيام، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً ابن خزيمة وابن حبان في " صحيحهما "، والحاكم وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/248) قال: حدثنا روح،عن هشام، عن واصل مولى أبي عيينة وفي (5/249) قال: حدثنا روح قال: حدثنا مهدي بن ميمون. وفي (5/249) قال: حدثنا فطر بن حماد بن واقد،قال: حدثنا مهدي بن ميمون. وفي (5/255) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا مهدي بن ميمون. وفي (5/257) قال:حدثنا يزيد،قال: أخبرنا مهدي بن ميمون. والنسائي (4/165) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن قال: حدثنا مهدي بن ميمون (ح) وأخبرنا الربيع بن سليمان قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم. ثلاثتهم - واصل، ومهدي، وجرير - عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب. (*) أخرجه أحمد (5/249) قال: حدثنا عبد الصمد. والنسائي (4/165) قال:أخبرني عبد الله بن محمد الضعيف، شيخ صالح، والضعيف لقب،لكثرة عبادته، قال: أخبرنا يعقوب الحضرمي. وفي (4/165) قال: أخبرنا يحيى بن محمد -هو ابن السكن - أبوعبيد الله، قال: حدثنا يحيى بن كثير. وابن خزيمة (1893) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. ثلاثتهم - يعقوب الحضرمي،ويحيى بن كثير، وعبد الصمد - قالوا:حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب الضبي، عن أبي نضر الهلالي،عن رجاء بن حيوة فذكره،وزاد فيه (عن أبي نصر الهلالي) .. (*) أخرجه أحمد (5/264) قال: حدثنا سليمان بن داود،قال: حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، سمع أبا نصر،عن أبي أمامة، قال ..... فذكره. ليس فيه (رجاء بن حيوة) . الحديث: 7141 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 456 7142 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 457] قال: «مَنْ صامَ يوماً في سبيل الله زَحْزَحه الله عز وجل عن النَّارِ سبعين خريفاً» وفي رواية «أربعين» أخرجه الترمذي والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زحزحه) عن هذا الأمر، أي: باعده ونَحَّاه. (خريفاً) الخريف: هو الزمان المعروف من السنة، وقد كنى به هاهنا عن جميع السّنة، لأنه كُلَّما مرَّ خريف، قد انْقَضَتْ سنة.   (1) رواه الترمذي رقم (1622) في فضائل الجهاد، باب في فضل الصوم في سبيل الله، والنسائي 4 / 172 و 173 في الصوم، باب ثواب من صام يوماً في سبيل الله عز وجل، وهو حديث صحيح، يشهد له الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/300) قال: حدثنا أنس بن عياض، عن سهيل بن أبي صالح. وفي (2/357) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه. والنسائي (4/172) قال: أخبرني يونس ابن عبد الأعلى. قال: أخبرني أنس، عن سهيل بن أبي صالح، في (4/173) قال: أخبرنا إبراهيم ابن يعقوب قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن. قال: أخبرني سهيل. كلاهما - سهيل بن أبي صالح. وزيد بن أسلم - عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 7142 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 456 7143 - (خ م ت س) أبو سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِنْ عبد يَصُومُ يوماً في سبيل الله إلا باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً» أخرجه البخاري ومسلم، والترمذي، والنسائي، وللنسائي «باعده الله» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 35 في الجهاد، باب فضل الصوم في سبيل الله، ومسلم رقم (1153) في الصوم، باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه، والترمذي رقم (1622) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله، والنسائي 4 / 173 في الصوم، باب ثواب من صام يوماً في سبيل الله عز وجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/26و59) .والنسائي (4/174) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: قرأت على أبي: حدثكم ابن نمير،قال:حدثنا سفيان،عن سمي. 2- وأخرجه أحمد (3/83) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة وعبد بن حميد (977) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (2404) قال: أخبرنا حجاج بن منهال، قال:حدثنا حماد بن سلمة ومسلم (3/159) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أخبرني الليث، عن ابن الهاد، (ح) وحدثناه محمد قتيبة بن سعيد،قال: حدثنا عبد العزيز (يعني الدراوردي) وابن ماجة (1717) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن ابن الهاد. والترمذي (1623) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا عبد الله بن الوليد العدني، قال: حدثنا سفيان الثوري (ح) وحدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان، والنسائي (4/173) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: أنبأنا الليث، عن ابن الهاد (ح) وأخبرنا الحسن بن قزعة، عن حميد بن الأسود. وفي (4/174) قال: أخبرنا عبد الله بن منير، نيسابوري قال: حدثنا يزيد العدني قال: حدثنا سفيان (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم، عن سفيان،وابن خزيمة (2112) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي،قال: حدثنا خالد، (يعني ابن عبد الله) وفي (2113) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج بن منها ل، قال: حدثنا حماد. ستتهم - حماد بن سلمة، وابن الهاد،وعبد العزيز، وسفيان الثوري،وحميد بن الأسود، وخالد - عن سهيل بن أبي صالح. 3- وأخرجه البخاري (4/31) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. ومسلم (3/159) قال: حدثني إسحاق بن منصور، وعبد الرحمن بن بشر العبدي،والنسائي (4/173) قال: أخبرنا مؤمل بن إهاب. أربعتهم - ابن نصر،وابن منصور، وعبد الرحمن بن بشر،ومؤمل - قالوا: حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني يحيى بن سعيد،وسهيل بن أبي صالح. ثلاثتهم - سمي، وسهيل، ويحيى - عن النعمان بن أبي عياش الزرقي، فذكره. الحديث: 7143 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 457 7144 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام يوماً في سبيل الله جَعَلَ الله بينه وبين النار خَنْدقاً كما بين السماء [ص: 458] والأرض» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1624) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله، وإسناده حسن، وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " من حديث أبي الدرداء وقال: رواه الطبراني في " الأوسط " و " الصغير " بإسناد حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1624) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الوليد بن جميل، عن القاسم، فذكره. الحديث: 7144 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 457 7145 - (س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام يوماً في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 174 في الصوم، باب ما يكره من الصيام في السفر، وإسناده صحيح، قال المنذري في " الترغيب والترهيب ": ورواه أيضاً الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بإسناد لا بأس به من حديث عمرو بن عبسة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائى (4/174) قال:أخبرنامحمود بن خالد، عن محمد بن شعيب، قال: أخبرني يحيى بن الحارث. عن القاسم أبي عبد الرحمن أنه حدثه، فذكره. الحديث: 7145 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 458 7146 - (خ م ت س) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ في الجنة باباً يقال له: الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخلُ منه أحد غيرُهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغْلِق فلم يَدْخُل منه أحد» . وفي رواية «إنَّ في الجنة ثمانيةَ أبواب، منها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون» أخرجه البخاري ومسلم. وعند الترمذي قال: «في الجنة باب يُدْعَى الريان، يُدْعَى له الصائمون، فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لم يظمأ أبداً» وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 95 و 96 في الصوم، باب الريان للصائمين، وفي بدء الخلق، باب صفة أبواب الجنة، ومسلم رقم (1152) في الصيام، باب فضل الصيام، والترمذي رقم (765) في الصوم، باب ما جاء في فضل الصوم، والنسائي 4 / 168 في الصوم، باب فضل الصيام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/333) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك.، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/333) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (5/335) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، وإسحاق بن عيسى، قالا:حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن. وعبد بن حميد (455) قال:حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال، والبخاري (3/32) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، وفي (4/145) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم،قال: حدثنا محمد بن مطرف. ومسلم (3/158) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال: حدثنا خالد بن مخلد، وهو القطواني،عن سليمان بن بلال، وابن ماجة (1640) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثني هشام بن سعيد. والترمذي (765) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، عن هشام بن سعد. والنسائي (4/168) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا سعيد بن عبد لرحمن، وابن خزيمة (1902) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي. وغيره. ستتهم - حماد، وعبد الرحمن بن إسحاق،وسعيد بن عبد الرحمن، وسليمان بن بلال، ومحمد بن مطرف، وهشام - عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 7146 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 458 7147 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم [ص: 459] قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، ومن قام ليلةَ القَدْرِ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري «من صام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» (1) . وفي رواية الترمذي «مَنْ صامَ رمضان وقامه إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ» . وأخرج النسائي رواية البخاري (2) .   (1) وكذلك هي عند مسلم. (2) رواه البخاري 4 / 99 في الصوم، باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً، وفي الإيمان، باب قيام ليلة القدر من الإيمان، وباب تطوع قيام رمضان من الإيمان، وباب صوم رمضان احتساباً من الإيمان، وفي صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، وباب فضل ليلة القدر، ومسلم رقم (759) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، والترمذي رقم (683) في الصوم، باب ما جاء في فضل شهر رمضان، والنسائي 4 / 155 - 157 في الصوم، باب ثواب من قام رمضان إيماناً واحتساباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (950 و1007) وأحمد (2/241) والبخاري (3/59) قال: حدثنا علي بن عبد الله، وأبو داود (1372) قال: حدثنا مخلد بن خالد، وابن أبي خلف. والنسائي (4/156) قال: أخبرنا قتيبة ومحمد بن عبد الله بن يزيد. وفي (4/157 و8/117) قال: أخبرنا قتيبة. وفي (4/157) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وابن خزيمة (1894) قال: حدثنا عمرو بن علي. وفي (2199) قال: حدثنا عبد الجبار ابن العلاء ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمرو بن علي. جميعهم - الحميدي - وأحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ومخلد بن خالد، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، وقتيبة، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، وإسحاق بن إبراهيم، وعمرو بن علي، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي - عن سفيان بن عيينة عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/347 408،) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام (ح) قال: وقال عفان: وحدثنا أبان، وفي (2/423) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى، عن هشام (ح) وحدثنا عبد الصمد وأبو عامر. قالا: حدثنا هشام. والدارمي (1783) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا هشام. والبخاري (3/33) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام، ومسلم (2/177) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. والنسائي (4/157) قال: أخبرني محمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن هشام وأبو الأشعث. قالوا: حدثنا خالد. قال: حدثنا هشام (ح) وأخبرني محمود بن خالد، عن مروان. قال: أنبأنا معاوية بن سلام. وفي (8/118) قال: حدثنا أبو الأشعث. قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. قال: حدثنا هشام. وفي الكبرى (الورقة 45) قال: أخبرنا عبد الحميد بن سعيد. قال: حدثنا مبشر، عن الأوزاعي (ح) وأخبرنا عمرو بن عثمان ومحمد بن المصفى. قالا: حدثنا بقية، عن الأوزاعي ستتهم - همام، وأبان، وشيبان، وهشام، ومعاوية، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير. 3- وأخرجه أحمد (2/232) . والبخاري (1/16) قال: حدثنا ابن سلام وابن ماجة (1641) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (4/157) قال: أخبرنا علي بن المنذر. أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن سلام، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المنذر - عن محمد بن فضيل بن عن يحيى، بن سعيد الأنصاري.. 4- وأخرجه أحمد (2/385) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/503) قال: حدثنا يزيد.، وابن ماجة (1326) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. والترمذي (683) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا عبدة والمحاربي. خمستهم - حماد بن سلمة، ويزيد بن محمد بن بشر، وعبدة، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي - عن محمد بن عمرو. أربعتهم - الزهري، ويحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 7147 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 458 7148 - (ت) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه (1) - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره، غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» . أخرجه الترمذي (2) .   (1) في الأصل والمطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ، والتصحيح من " سنن الترمذي " وابن ماجة و " مسند أحمد ". (2) رقم (807) في الصوم، باب ما جاء في فضل من فطر صائماً، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 114 وابن ماجة رقم (1746) في الصيام، باب صيام أشهر الحرم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (807) قال:حدثنا هناد، حدثنا عبد الرحيم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7148 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 459 7149 - (ت) الحسن بن علي - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تُحْفَةُ الصائم: الدُّهْنُ والمجمَر» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (801) في الصوم، باب ما جاء في تحفة الصائم، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ليس إسناده بذاك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (801) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية، عن سعد بن طريف،عن عمير بن مأمون،فذكره. قال أبو عيسى.: هذا حديث غريب: ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث سعد بن طريف، وسعد بن طريف يضعف. الحديث: 7149 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 459 الفصل السادس: في فضل الحج والعمرة 7150 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلتُ: يا رسولَ الله نرى الجهادَ أفضلَ الأعمال، أفلا نجاهد؟ قال: لكنْ أفضل الجهاد وأجملُه: حَجّ مَبْرُور، ثم لزوم الحُصر، قالت: فلا أدَعُ الحج بعدَ إذ سمعتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية قالت: قلتُ: يا رسولَ الله، ألا نخرجُ فنجاهدَ معك؟ وإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد، قال: «لا، ولكن أحسن الجهاد وأجمله: حج البيت، حج مبرور» أخرج البخاري الأولى، إلى قوله: «حج مبرور» وأخرج النسائي الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حج مبرور) أي: متقبل، مثاب عليه بالجنة. (لزوم الحُصر) قوله - صلى الله عليه وسلم- لنسائه: هذه ثم لزوم الحصر، أي: إنكن لا تعدن تخرجن من بيوتكن وتلزمن الحصر.   (1) رواه البخاري 3 / 302 في الحج، باب فضل الحج المبرور، وباب حج النساء، وفي الجهاد، باب فضل الجهاد، وباب جهاد النساء، والنسائي 5 / 114 و 115 في الحج، باب ما جاء في فضل الحج وثوابه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/67) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/68) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا شريك. وفي (6/ 120) قال:حدثنا عفان،قال: حدثنا عبيدة بن أبي رائطة المجاشعي. وفي (6/165) قال: حدثنا أبو أحمد. قال:حدثنا سفيان. وفي (6/166) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. والبخاري (4/39) قال:حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان (ح) وحدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - سفيان،وشريك،وعبيدة بن أبي رائطة - عن معاوية بن إسحاق. 2- وأخرجه أحمد (6/71) قال:حدثنا حسين. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن عطاء. وفي (6/79) قال: حدثنا يونس. قال:حدثنا عبد الواحد. وفي (6/165) قال:حدثنا محمد بن فضيل. والبخاري (2/164) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك قال: حدثنا خالد. وفي (3/24) قال:حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (4/18) قال:حدثنا مسدد. قال: حدثنا خالد. وفي (4/39) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنتا سفيان، وابن ماجة (2901) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (5/114) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال: أنبأنا جرير. وابن خزيمة (3074) قال: حدثنا علي بن المنذر. قال:حدثنا ابن فضيل. ستتهم - يزيد بن عطاء، وعبد الواحد بن زياد،ومحمد بن فضيل، وخالد بن عبد الله، وسفيان، وجرير- عن حبيب بن أبي عمرة. كلاهما - معاوية بن إسحاق، وحبيب بن أبي عمرة - عن عائشة بنت طلحة، فذكرته. الحديث: 7150 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 460 7151 - (ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَابِعوا بين الحج والعمرة، فإنهما يَنْفِيان الذُّنُوبَ والفَقْرَ، كما ينفي الكِيرُ خَبَثَ الحديد والذهب والفضة، ولَيسَ لِحجَّة مبرورة ثواب إلا الجنة، وما من مؤمن يَظَلُّ يومه محرماً إلا غابت الشمس بذنوبه» أخرجه الترمذي. وانتهت رواية النسائي عند قوله: «إلا الجنة» (1) . وزاد رزين «وما من مؤمن يُلبِّي الله بالحج إلا شهد له ما على يمينه وشماله إلى منقطَع الأرض» .   (1) رواه الترمذي رقم (810) في الحج، باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة، والنسائي 5 / 115 في الحج، باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة، وإسناده حسن، والحديث صحيح بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/387) (3669) . والترمذي (810) قال:حدثنا قتيبة وأبو سعيد الأشج. والنسائي (5/115) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أبوب. وابن خزيمة (2512) قال:حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وقتيبة،وعبد الله بن سعيد الأشج، ومحمد بن يحيى - عن سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن عاصم بن بهدلة، عن شقيق، فذكره. (*) قال الترمذي:حسن غريب، من حديث ابن مسعود. الحديث: 7151 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 461 7152 - (ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يُلَبِّي، إلا لبَّى ما على يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مَدَر حتى تنقطعَ الأرض من هاهنا وهاهنا» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (828) في الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، وهو حديث صحيح بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في الحج (14:2) عن هناد بن السري، عن إسماعيل بن عياش،عن عمارة بن غزية، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. و (14: 3) عن الحسن بن محمد الزعفراني، وأبي عمرو عبد الرحمن بن الأسود البصري، كلاهما - عن عبيدة بن حميد،عن عمارة بن غزية، عن أبي حازم، عن سهيل بن سعد، وابن ماجة في (المناسك 15:4) عن هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. الأشراف (4/117) . الحديث: 7152 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 461 7153 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَابِعُوا بين الحج والعمرة، فإنهما يَنْفِيان الذُّنُوبَ كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 115 في الحج، باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/115) قال: أخبرنا أبو داود،قال: حدثنا أبو عتاب،قال: حدثنا عزرة بن ثابت،عن عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 7153 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 461 7154 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العُمرةُ إلى العُمرةِ، كَفَّارة لما بينهما، والحجُّ المبرور: ليس له جزاء إلا الجنة» . [ص: 462] وفي رواية قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من حج لله عز وجل فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ، رجع كيوم وَلَدَتْهُ أمُّه» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج «الموطأ» الأولى، وأخرج الترمذي الأولى، وقال في الثانية: «غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِه» . وأخرج النسائي الأولى والثانية، وله في أخرى مثل الأولى، إلا أنه قدَّم الحج على العمرة (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 476 في الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، ومسلم رقم (1349) في الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة، والموطأ 1 / 346 في الحج، باب جامع ما جاء في العمرة، والترمذي رقم (933) في الحج، باب ما ذكر في فضل العمرة، والنسائي 5 / 112 و 115 في الحج، باب فضل الحج المبرور، وباب فضل العمرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (228) . والحميدي (1002) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/461) قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدنثا سفيان. وفي (2. 462) قال: حدثنا عبد الرحمن عن مالك والدارمي (1802) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان والبخاري (3/2) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/107) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك (ح) وحدثناه سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني محمد بن عبد الملك الأموي. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا أبوكريب. وقال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الرحمن. جميعا - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي - عن سفيان. وابن ماجة (2888) قال: حدثنا أبو مصعب. قال: حدثنا مالك بن أنس. والترمذي (933) قال: حدثنا أبو كريب. قال::حدثنا وكيع، عن سفيان، والنسائي (5/112) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله الصفار البصري، قال: حدثنا سويد، وهو ابن عمر الكلبي، عن زهير، قال: حدثنا سهيل (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة. قال: أخبرني سهيل. وفي (5/115) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك وابن خزيمة (2513) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا ابن عيينة. (ح) وحدثنا علي بن المنذر. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله. خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وسهيل بن أبي صالح، وعبيد الله بن عمر - عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح السمان. فذكره. الحديث: 7154 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 461 7155 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ طاف بالبيت سبعينَ (1) مرة خَرََجَ مِنْ ذُنُوبِه كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: خمسين. (2) رقم (866) في الحج، باب ما جاء في فضل الطواف، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (866) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه، فذكره. قال الترمذي:حديث ابن عباس حديث غريب. سألت محمدا (البخاري) عن هذا الحديث؟ فقال: إنما يروى هذا عن ابن عباس قوله. وإسناده ضعيف. الحديث: 7155 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 462 7156 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أهَلَّ بِحَجَّة أو عُمْرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ وما تأخَّرَ، أو وَجَبَتْ له الجنةُ» شَك الراوي، أيتهما قال. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1741) في المناسك، باب في المواقيت، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/299) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا جعفر بن ربيعة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. وفي (6/299) قال:حدثنا يعقوب. قال: حدثني أبي،عن ابن إسحاق. قال: حدثني سليمان بن سحيم، مولى آل جبير، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي وأبو داود (1741) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن أبي فديك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي وفي «تحفة الأشراف» (13/18253) عن الحسين ابن عيسى البسطامي،عن أبي ابن فديك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي. كلاهما - عبد الله بن عبد الرحمن، ويحيى بن أبي سفيان - عن حكيمة أم حكيم بنت أمية،فذكرته ووإسناده ضعيف. الحديث: 7156 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 462 7157 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال لامرأة من الأنصار يقال لها: أم سنان: «ما مَنَعَكِ أن تكوني حججت معنا؟ قالت: ناضحان كانا لأبي فلان زوجها، حج هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر يسقي أرضاً لنا، قال: فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي» . وفي رواية: «فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة» أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية النسائي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لامرأة من الأنصار: «إذا كان رمضانُ فاعتمري فإنَّ عمرة فيه تعدلُ حجة» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 480 و 481 في الحج، باب عمرة في رمضان، وباب حج النساء، ومسلم رقم (1256) في الحج، باب فضل العمرة في رمضان، والنسائي 4 / 130 و 131 في الصيام، باب الرخصة في أن يقال لشهر رمضان رمضان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/921) (2025) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج،وفي (1/308) (2809) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال:حدثنا ابن أبي ليلى. وفي (1/308) (2810) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: أخبرنا حجاج والدارمي (1866) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. والبخاري (3/4) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج. وفي (3/24) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا يزيد بن زريع. قال: أخبرنا حبيب المعلم - ومسلم (4/61) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عن ابن جريج (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي،قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع،قال:حدثنا حبيب المعلم. وابن ماجة (2994) قال:حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية عن حجاج. والنسائي (4/130) قال: أخبرنا عمران بن يزيد ابن خالد،قال: حدثنا شعيبة،قال: أخبرني ابن جريج. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (5913) عن حميد ابن مسعدة، عن سفيان بن حبيب،عن ابن جريج. أربعتهم - ابن جريج، وابن أبي ليلى، وحجاج،وحبيب - عن عطاء فذكره الحديث: 7157 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 463 7158 - (خ) جابر - رضي الله عنه - قال: «لما رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من حَجَّتِهِ، قال لأمِّ سِنَان الأنصاريَّةِ: ما مَنَعَك من الحج؟ قالت: ليس لنا إلا ناضحان، أبو فلان - تعني زوجَها - حجَّ على أحدِهما، والآخرُ يسقي أرضاً [لنا] ، قال: فإن عُمْرَة في رمضان تقضي حجة، أو حَجة معي» . أخرجه البخاري تعليقاً، بعد حديث ابن عباس، قاله الحميديُّ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ناضحان) الناضح: البعير الذي يستقى عليه.   (1) رواه البخاري تعليقاً 4 / 67 في الحج، باب حج النساء، وقد وصله أحمد وابن ماجة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري تعليقا (4/67) في الحج، باب حج النساء،وقد وصله أحمد وابن ماجة. الحديث: 7158 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 463 7159 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنه حين أراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الحجَّ: قالت امرأة لزوجها: أحِجَّني مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما عندي ما أحِجُّك عليه، فقالت: أحِجَّني على جملك فلان، قال: ذَاكِ حَبيس في سبيل الله، قالت: فائتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسَلْه، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمةَ الله، وإنها سألتني الحج معك، فقلتُ: ما عندي ما أحجك عليه، قالت: أحجني على جملك فلان، فقلتُ: ذاك حَبِيس في سبيل الله، فقال: أما إنَّكَ لو أحججتَها عليه كان في سبيل الله، قال: وإنها أمرتني أن أسألَكَ: ما يَعدِلُ حَجَّة معك؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اقرأها مني السلام ورحمة الله، وأخْبِرْها أنها تَعْدِلُ حَجَّة معي: عمرة في رمضان» أخرجه أبو داود، ولم يذكر قولها «فائتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فسله» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حبيس) الحبيس: البعير أو الفرس الذي جعل مُعَدّاً للجهاد، يركب في سيبل الله فهو موقوف على الغزاة، قد أخرجه من ماله. (أحجني) أحَجَّهُ يُحِجُّه، أي: حج به، أو مكّنه من الحج.   (1) رواه أبو داود رقم (1990) في المناسك، باب العمرة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1990) حدثنا مسدد،ثنا عبد الوارث، عن عامر الأحول، عن بكر بن عبد الله، عن ابن عباس،فذكره. الحديث: 7159 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 464 7160 - (د ت) يوسف بن عبد الله بن سلام - رحمه الله -: عن جدته أمِّ معقِل أنها قالت: «لما حجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حَجَّةَ الوداع، وكان لنا جمل، فجعله أبو مَعْقِل في سبيل الله، قالت: وأصابنا مَرَض، وهلك أبو مَعْقِلْ، قالت: فلما قَفَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من حَجَّتِهِ جئتُه، فقال: يا أمَّ مَعقِل، ما مَنَعَكِ أن تخرجي معنا؟ قالت: لقد تهيأنا، فَهَلَكَ أبو معقل، وكان لنا جَمَل هو الذي يحج عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله، فقال: فهلاَّ خرجتِ عليه؟ فإن الحجَّ في سبيل الله، فأما إذ فاتتكِ هذه الحجة معنا، فاعتمري في رمضان، فإنها كَحَجَّة» أخرجه أبو داود. وأخرج الترمذي مختصراً «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: عُمْرة في رمضانَ تَعْدِلُ حَجَّة» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1989) في المناسك، باب في العمرة، والترمذي رقم (939) في الحج، باب ما جاء في عمرة رمضان، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1867) قال: أخبرنا أحمد بن خالد. وأبو داود (1989) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي. قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي،وابن خزيمة (2376) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل ابن سمرة بن الأحمسي،قال:حدثنا المحاربي. كلاهما - أحمد بن خالد،والمحاربي - عن محمد بن إسحاق، عن عيسى بن معقل بن أبي معقل الأسدي، أسد خزيمة،عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدته أم معقل فذكرته. الحديث: 7160 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 465 7161 - (ط د) أبو بكر بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال: «جاءت امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني كنتُ قد تجهَّزْت للحج، فاعْترِض لي، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اعتمري في رمضانَ، فإن عمرة فيه كحجة» أخرجه «الموطأ» هكذا مرسلاً. وأخرجه أبو داود عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: أخبرني رسولُ [ص: 466] مَرْوَانَ الذي أُرْسِلَ إلى أمِّ معقل، قال: جاء أبو معقل حاجاً مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فلما قَدِمَ قالت أمُّ معقل: قد علمتَ أن عليَّ حَجَّة، فانطلقا يمشيان، حتى دخلا عليه، قال: فقالت: يا رسولَ الله، إنَّ عليَّ حَجَّة، وإن لأبي معقل بَكراً، قال أبو معقل: صدقتْ، جعلتُه في سبيل الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعطها فلْتَحُجَّ عليه، فإنه في سبيل الله، فأعطاها البَكر، فقالت: يا رسولَ الله، إني امرأة قد كَبِرْتُ وسَقِمتُ، فهل من عَمَل يُجْزِئ عني من حَجَّتِي؟ فقال: عمرة في رمضان تجزئ حَجَّة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بَكراً) البَكر: الفتيُّ من الإبل.   (1) رواه الموطأ 1 / 346 و 367 مرسلاً في الحج، باب ما جاء في العمرة، وأبو داود رقم (1988) في المناسك، باب العمرة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1988) حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، أخبرني رسول مروان الذي أرسل إلى أم معقل قالت: كان أبو معقل حاجا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرته. الحديث: 7161 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 465 7162 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما عمِل آدميّ يوم النحر أحبَّ إلى الله من إهراقه الدماء، إنها لتأتي يوم القيامة بقُرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدمَ ليقع من الله بمكان قبل أن يقعَ في الأرض، فَطيبوا بها نفساً» أخرجه الترمذي. وزاد رزين «وإن لصاحب الأضحية بكل شعرة حَسَنَة» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1493) في الأضاحي، باب ما جاء في فضل الأضحية، وفي سنده أبو المثنى سليمان بن يزيد المدني، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (3126) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والترمذي (1493) قال: حدثنا أبو عمر ومسلم بن عمرو بن مسلم الحذاء المدني. كلاهما - عبد الرحمن بن إبراهيم، وأبو عمر ومسلم بن عمرو - عن عبد الله بن نافع الصائغ أبو محمد، عن أبي المثنى، عن هشام بن عروة،عن أبيه، فذكره. وفي سنده أبو المثنى سليمان بن يزيد المدني، وهو ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرف من حديث هشام بن عروة إلا من هذا الوجه. الحديث: 7162 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 466 7163 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 467] سئل: أيُّ الحج أفضلُ؟ قال: «العَجُّ والثَّجُّ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العجُّ) : رفع الصوت بالتلبية. (والثجُّ) : إراقة دماء الهدي والضحايا.   (1) رقم (827) في الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (1804) قال: حدثنا محمد بن العلاء. وابن ماجة (2924) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ويعقوب بن حميد بن كاسب. والترمذي (827) قال: حدثنا محمد بن رافع (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور وابن خزيمة (2631) قال: حدثنا محمد بن رافع. خمستهم- محمد بن العلاء، وإبراهيم بن المنذر، ويعقوب، وابن رافع، وإسحاق - عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يربوع، فذكره. (*) قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان، ومحمد ابن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع. قلت ذكر الترمذي الحديث وقال: وسمعت محمدا يقول «وذكرت له حديث ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك» . فقال هو خطأ. فقلت: قد رواه غيره عن ابن أبي فديك أيضا مثل روايته. فقال: لا شيء: إنما رواه عن ابن أبي فديك ولم يذكروا فيه - عن سعيد بن عبد الرحمن - ورأيته يضعف ضرار بن صرد. وذكر الحافظ الزيلعي في نصب الراية (3/112) نقلا عن الدارقطني في العلل قال: هذا حديث يرويه محمد ابن المنكدر، واختلف عنه، فرواه ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبي بكر، وقال: ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك عن الضحاك، عن ابن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه الحديث: 7163 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 466 7164 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «جِهَادُ الكبيرِ والصغيرِ والضعيفِ والمرأةِ: الحَجُّ والعمرةُ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 113 و 114 في الحج، باب فضل الحج، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/113) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم،عن شعيب، عن الليث، قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال،عن يزيد بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم،عن أبي سلمة، فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/421) قال: حدثنا هارون، قال: حدثني ابن وهب عن حيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي،عن أبي هريرة،عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن كان قاله، فذكره. ليس في إسناده أبو سلمة. الحديث: 7164 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 467 7165 - (ط) محمد بن يحيى بن حبَّان (1) - رحمه الله - قال: إن رجلاً مرَّ على أبي ذر بالرَّبَذَةِ، فقال: أين تريدُ؟ قال: الحَجَّ، قال: هل نَزَعَكَ غيرُه؟ قال: لا، قال: فائتَنِف العمل، قال: فأتيتُ مكةَ، فمكثتُ ما شاء الله، فلما كان بعدَ ذلك، رأيتُ الناس مُنقصفين على رجل يحدِّثهم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فضاغَطْتُ عليه الناس، فإذا الشيخ الذي وَجَدْتُ بالرَّبَذة - يعني أبا ذَر - فلما رآني عرفني، وقال: هو الذي حدَّثْتُكَ. أخرجه «الموطأ» ، ولم يذكر «يحدِّثُهم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» (2) . [ص: 468] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نزعك) نزعني إلى كذا أمر: أي: ساقني وحرَّكني، ونزعت إلى كذا: اشتهيته. (فائتنف العمل) ائتنف العمل، أي: استأنفه واعمل من رأس، فإن الذي تقدَّم قد غفره الله لك بهذه الفَعلة. (منقصفين) أي: مزدحمين، و (المضاغطة) أيضاً، المزاحمة.   (1) في المطبوع: ابن خباب، وهو خطأ. (2) رواه الموطأ 1 / 424 و 425 في الحج، باب جامع الحج، وفي سنده انقطاع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/532) عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان، فذكره. وفي إسنده انقطاع. الحديث: 7165 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 467 الفصل السابع: في فضل الجهاد والشهادة ، وفيه فرعان الفرع الأول: في فضل الجهاد والمجاهدين ، وفيه ثمانية أنواع نوع أول 7166 - (ت س) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال يوماً على المنبر: إني كنتُ كتمتكم حديثاً سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، مَخافةَ - أو [ص: 469] قال: كراهية - تَفَرُّقِكُم عني، ثم إني قد بدا لي أن أحدِّثكموه، ليختارَ امرُؤ لنفسه ما بدا له، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «رِباطُ يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل» أخرجه الترمذي، وأخرج النسائي المسند منه فقط (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1667) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابط، والنسائي 6 / 40 في الجهاد، باب فضل الرباط، وهو حديث حسن، وله شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/62) (442) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (1/65) (470) و1/75 (558) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ليث. والدارمي (2429) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا ليث بن سعد. والترمذي (1667) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا ليث بن سعد. وعبد الله بن أحمد (1/66) (477) قال: حدثناه سويد بن سعيد سنة ست وعشرين، قال: حدثنا رشدين بن سعد، والنسائي (6/39) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا ليث. وفي (6/40) قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا أبو معن. أربعتهم 0- ابن لهيعة، وليث، ورشدين وأبو معن - عن أبي عقبل زهرة بن معبد، عن أبي صالح مولى عثمان، فذكره. قلت أبا صالح مولى عثمان، وثقه العجلي وابن حبان. الحديث: 7166 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 468 7167 - (م ت س) [محمد] بن المنكدر - رحمه الله - قال: مرَّ سلمانُ الفارسيُّ بشُرَحْبِيل بن السِّمْطِ وهو في مُرابَط له، وقد شَقَّ المقام عليه وعلى أكثر أصحابه، فقال لهم سَلْمان: ألا أحدِّثكم بحديث سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا: بلى، قال: سمعتُه يقول: رباط يوم في سبيل الله أفضل - أو قال: خير - من صيام شهر وقيامه، ومَنْ مات مرابطاً وُقِيَ من فتنة القبر وفَتَّانَيْهِ، ونَما له عمل إلى يوم القيامة. أخرجه الترمذي، ولم يذكر «فتانيه» . وأخرج مسلم والنسائي المسند فقط، وهذا لفظهما، قال سلمان: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «رِباطُ يوم وليلة خير مِِن صيامِ شهر وقيامِهِ، وإن مات جَرَى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رِزْقُه، وأمِن الفَتَّان» . ورفي رواية للنسائي قال: «من رابط يوماً وليلة في سبيل الله، كان له [ص: 470] كأجر صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً جرى له مِثْلُ ذلك من الأجر، وأُجري عليه الرزق، وأمن الفُتَّان» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مرابط) المرابَط بفتح الباء: موضع الرباط، وهو ملازمة العدوّ في الجهاد. (فتَّانيه) فَتَّانا القبر: هما منكر ونكير.   (1) رواه مسلم رقم (1913) في الإمارة، باب فضل الرباط في سبيل الله عز وجل، والترمذي رقم (1665) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرباط، والنسائي 6 / 39 في الجهاد، باب فضل الرباط، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرخه أحمد (5/441) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا ابن ثوبان قال: حدثني من سمع خالد بن معدان. ومسلم (6/50) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي. قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا ليث -يعني ابن سعد- عن أيوب بن موسى. عن مكحول. وفي (6/51) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الكريم مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع -: عن ابن وهب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الكريم بن الحارث، عن أبي عبيدة بن عقبة. وفيه (6/39) قال: أخبرنا عمرو منصور، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني أيوب بن موسى، عن مكحول. ثلاثتهم- خالد بن معدان، ومكحول، وأبو عبيدة - عن شرحبيل بن السمط، فذكره. قلت: ابن المنكدر لم يدرك سلمان. الحديث: 7167 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 469 7168 - (د ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ ميت يختم على عمله، إلا المرابطُ في سبيل الله، فإنه يَنْمِي له عملُه إلى يوم القيامة، ويُؤمَّن من فتنة القبر» وسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «المجاهدُ مَنْ جاهد نفسه» أخرجه الترمذي. وأخرج أبو داود منه إلى قوله: «فتنة القبر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينمي) نمى الشيء: ينمي [وينمو] : إذا كثر.   (1) رواه أبو داود رقم (2500) في الجهاد، باب في فضل الرباط، الترمذي رقم (1621) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من مات مرابطاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/20) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال:حدثنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح، وفي (6/20) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا رشدين. وفي (6/22) قال:حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك،قال: أخبرنا حيوة بن شريح. وأبو داود (2500) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال:حدثنا عبد الله بن وهب. والترمذي (1621) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا حيوة بن شريح،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11038) عن سويد بن نصر،عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح. ثلاثتهم - حيوة، ورشدين بن سعد،وعبد الله بن وهب- عن أبي هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، فذكره. الحديث: 7168 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 470 7169 - (خ م ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله [ص: 471] صلى الله عليه وسلم- قال: «رِباطُ يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سَوْط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والرَّوْحة يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة، خير من الدنيا وما عليها» . وفي رواية «وما فيها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 11 و 63 في الجهاد، باب الغدوة والروحة في سبيل الله، وباب فضل رباط يوم في سبيل الله، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي الرقاق، باب مثل الدنيا والآخرة، ومسلم رقم (1881) في الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، والترمذي رقم (1664) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرباط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (930) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وأحمد (3/433و5/335) قال: حدثنا وكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. وفيث (3/433) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، فضيل بن حسين، أملاه علي من كتبه الأصل، قال: حدثنا عمر بن علي. وفي (3/433و5/330) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (3/433و5/337) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا العطاف بن خالد. وفي (3/433 و5/337) قال: حدثناحسين بن محمدد، قال: حدثنا محمد بن مطرف، وهو أبو غسان. وفي (3/433 5، /338) قال: حدثنا عصام بن خالد. وأبو النضر، قالا: حدثنا العطاف بن خالد. وفي (5/339) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن (يعني ابن عبد الله بن دينار) وعبد بن حميد (456) قال: حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان ابن بلال. والدارمي (2403) قال: حدثنا محمد ابن بوسف، عن سفيان الثوري. والبخاري (4/20) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان الثوري، وفي (4/43) قال: حدثناعبد الله بن منير، سمع أبا النضر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وفي (4/144) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. وفي (8/110) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. ومسلم (6/36) قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: حدثا وكيع. عن سفيان الثوري وابن ماجة (2756و4330) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا زكريا بن منظور، والترمذي (1648) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا العطاف بن خالد المخزومي. وفي (4612) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثنا أبو النضر البغدادي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (3/433) قال: حدثني الليث بن خالد البلخي أبو بكر، قال: حدثنا عمر بن علي (ح) وحدثنا أبو بشر عاصم بن عمر بن علي المقدمي، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا سويد بن سعيد، وأبو إبراهيم الترجماني، قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. (ح) وحدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا فضيل بن سليمان النميري. وفي (3/433) أيضا قال: حدثنا جعفر بن أبي هريرة، أملاه من كتابه، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي. والنسائي (6/15) قال: أخبرنا عبدة ابن عبد الله، ن قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سفيان - الثوري. جميعهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعمر بن علي، والعطاف بن خالد، ومحمد بن مطرف أبو غسان، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن أبي حازم، وزكريا بن منظور، وفضيل بن سليمان وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي - عن أبي حازم فذكره. (*) زاد عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار في روايته: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ... » . (*) لفظ رواية سفيان الثوري، وفضيل بن سليمان النميري: «غدوة، أو روحة، في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها» . الحديث: 7169 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 470 نوع ثان ٍ 7170 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَغَدْوة في سبيل الله، أو روحة، خير من الدنيا وما فيها» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي هذا الحديث في أول حديث مذكور في صفة الجنة من «كتاب القيامة» من حرف القاف، وهذا القدر متفق عليه بينهم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لغَدوة أو رَوْحة) الغدوة: المرة الواحدة من الذهاب، والروحة: المرة الواحدة من المجيء [يقال] : غدا غدوة، وراح روحة.   (1) رواه البخاري 6 / 11 في الجهاد، باب الغدوة والروحة في سبيل الله، ومسلم رقم (1880) في الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، والترمذي رقم (1651) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في الغدو والرواح في سبيل الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/141و263) قال: حدثنا أبو النضر،قال: حدثنا محمد بن طلحة. 2- وأخرجه أحمد (3/141و263) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، والبخاري (8/145) قال: حدثنا قتببة،والترمذي (1651) قال: حدثنا علي بن حجر. ثلاثتهم - سليمان، وقتيبة، وعلي - عن إسماعيل بن جعفر. 3- وأخرجه أحمد (3/147) قال: حدثنا حجين،قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة. 4- وأخرجه أحمد (3/157) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن أيوب. 5- وأخرجه البخاري (4/20) قال: حدثنا معلى بن أسد،قال:حدثنا وهيب. 6- وأخرجه البخاري (4/20) قال:حدثنا عبد الله بن محمد، قال:حدثنا معاوية بن عمرو،قال:حدثنا أبو إسحاق،هو الفزاري. 7- وأخرجه ابن ماجة (2757) قال:حدثنا نصر بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الوهاب. سبعتهم - محمد بن طلحة، وإسماعيل وعبد العزيز،ويحيى بن أيوب ووهيب، وأبو إسحاق الفزاري، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي - عن حميد،فذكره. الحديث: 7170 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 471 7171 - (م س) أبو أيوب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «غَدْوَة في سبيل الله، أو روحة خير مما طَلَعَتْ عليه الشمس وغَرَبَتْ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1883) في الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، والنسائي 6 / 15 في الجهاد، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/422) وعبد بن حميد (225) . ومسلم (6/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وزهير بن حرب. والنسائي (6/15) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. ستتهم -أحمد، وعبد وأبو بكر، وإسحاق، وزهير، ومحمد بن عبد الله - عن عبد الله بن يزيد المقرئ، أبن عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. 2- وأخرجه مسلم (6/37) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاد، قال: حدثنا على بن الحسن، عن عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيوب،وحيوة بن شريح. كلاهما - سعيد، وحيوة - عن شرحبيل بن شريك المعافري،عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره. الحديث: 7171 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 472 7172 - (ت) أبو هريرة وابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «غَدْوَة أو رَوْحَة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1649) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في الغدو والرواح في سبيل الله، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (2755) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد. والترمذي (1649) قال: حدثنا أبوسعيد الأشج. كلاهما- أبو بكر،وعبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج - قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن أبي حازم،فذكره. قال أبوعيسى: هذا حديث حسن غريب وأبو حازم الذي روى عنه سهل بن سعد هو أبو حازم الزاهد وهو مدني واسمه سلمة بن دينار،وأبو حازم هذا الذي روى عن أبي هريرة هو أبو حازم والأشجعي الكوفي واسمه سلمان وهو مولى عزة الأشجعية. الحديث: 7172 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 472 7173 - (م س) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «غَدْوَة أو رَوْحَة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1881) في الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، والنسائي 6 / 15 في الجهاد، باب فضل غدوة في سبيل الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الرقاق (2) عن القعنبي،عن عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد،،ومسلم في الجهاد (3/2) عن يحيى بن يحيى، عن عبد العزيز،عن أبي حازم عن سهل بن سعد (الأشراف (4/113) . وأخرجه النسائي (6/15) أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سفيان ابن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره. الحديث: 7173 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 472 7174 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «قَفْلة في سبيل الله كَغَزْوَة» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 473] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قفلة) القفول: الرجوع من السفر، وله معنيان، أحدهما: أن أجر المجاهد في انصرافه إلى بيته كأجرة في إقباله إلى الجهاد، لأن في ذهابه من ضرر أهله ما يزيله رجوعه إليهم، وفيه إراحة النفس، والاستعداد بالقوة والعدة للرجوع، والآخر: أنهم إذا انصرفوا من مغزاهم ظاهرين، لم يأمنوا أن يقفوَ العدوّ أثرَهم، فيوقع بهم وهم غارُّون، فإن كانوا مستعدين للقائهم، وإلا فقد سلموا وأحرزوا الغنيمة.   (1) رقم (2487) في الجهاد، باب في فضل القفل في سبيل الله، ورواه أحمد في " المسند " 2 / 174، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/174) (6625) قال: حدثنا إسحاق وأبو داود (2487) قال: حدثنا محمد المصفي، قال: حدثنا علي بن عياش. كلاهما - إسحاق، وعلي- عن ليث بن سعد، قال: حدثني حيوة بن شريح، عن ابن شفي الأصبحي، عن أبيه فذكره. الحديث: 7174 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 472 7175 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «مرَّ رجل مِنْ أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بشِعْب، فيه عُيَيْنَة من ماء عَذْب، فأعجبته لطيبها فقال: لو أقمتُ في هذا المكان أعبد الله، وأعزِل شَرِّي عن الناس؟ سأستأذن في ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تفعل فإن مَقامَ أحدِكم في سبيل الله ساعة، أفضلُ من صلاتِهِ في بيته سبعين عاماً، ألا تُحِبُّون أن يَغْفِرَ الله لكم فيدخلَكم الجنة؟ قالوا: بلى، قال: فاغزُوا في سبيل الله، فإنه مَنْ قاتل في سبيل الله فُواقَ ناقة، لتكون كلمةُ الله هي العليا، وجبتْ له الجنةُ، والغَدْوَةُ في سبيل الله، أو الرَّوْحةُ، خير مِنَ الدنيا وما فيها أو قال: [خير] مما طلعت عليه الشمس» . أخرجه الترمذي - إلى قوله: «وجبت له الجنة» وليس في روايته ذكر [ص: 474] «ساعة» ولا «لتكون كلمة الله هي العليا» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فواق ناقة) فُواق الناقة: قَدْرُ الزمان الذي تُحلَب فيه.   (1) رواه الترمذي رقم (1650) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل الله، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وأخرجه الحاكم وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/446) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/524) قال: حدثنا عد الملك بن عمرو. والترمذي (1650) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي. قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم -وكيع، وعبد الملك بن عمرو، وأسباط بن محمد - عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ابن أبي ذباب، فذكره. الحديث: 7175 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 473 7176 - (د ت س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ قاتَل في سبيل الله فُواقَ ناقة وَجَبَتْ له الجنةُ، ومَن سأل الله القَتْلَ في سبيل الله صادقاً مِنْ نَفْسِهِ، ثم مات أو قُتل، كان له أجرُ شهيد، ومَنْ جُرِحَ جُرْحاً في سبيل الله، أو نُكِبَ نَكْبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزَرِ ما كانت، لونُها لونُ الزعفران، ورِيحُها ريحُ المسك، ومَن خَرَجَ به خُرَّاج في سبيل الله، فإنَّ عليه طابَعُ الشُّهداء» . أخرجه أبو داود والنسائي، وأخرجه الترمذي مفرَّقاً في موضعين (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2541) في الجهاد، وباب فيمن سأل الله تعالى الشهادة، والترمذي رقم (1657) في فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله، والنسائي 6 / 25 و 26 في الجهاد، باب ثواب من قاتل في سبيل الله، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في " المستدرك " وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/230) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال أنبأنا ابن جريج. قال: قال سليمان بن موسى وفي (5/235) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا ابن عياش، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان. وفي (5/243) قال:حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه،عن مكحول، عن كثير بن مرة، وفي (5/244) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وروح،قال: حدثنا ابن جريج،قال:قال سليمان بن موسى. والدارمي (2399) قال: أخبرنا نعيم بن حماد قال:حدثنا بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، وابن ماجة (2792) قال: حدثنا بشر بن آدم قال:حدثن الضحاك بن مخلد،قال: حدثنا ابن جريج، قال: حدثنا سليمان بن موسى. والترمذي (1654 و1657) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج، عن سليمان بن موسى. والنسائي (6/25) قال: أخبرنا سفيان بن سعيد، قال:سمعت حجاجا،قال: أنبأنا ابن جريج، قال: حدثنا سليمان بن موسى. ثلاثتهم - سليمان بن موسى،وخالد بن معدان، وكثير بن مرة - عن مالك بن يخامر، فذكره. (*) أخرجه أبو داود (254) قال: حدثنا هشام بن خالد أبو مروان، وابن المصفى، قالا: حدثنا بقية، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرده إلى مكحول،|إلى مالك بن يخامر، فذكره. ليس فيه (كثير بن مرة) كما في رواية أحمد. (5/243) . الحديث: 7176 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 474 نوعٌ ثالث 7177 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 475] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِنْ مَكْلُوم يُكلَمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكَلْمهُ يَدمى، اللونُ لونُ دم، والرِّيحُ رِيحُ مِسْك» . وفي رواية قال: «كلُّ كَلْم يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طُعِنَتْ، تَفَجَّرُ دماً، اللونُ لونُ دم، والعَرْفُ عَرْف المِسْك» . وفي أخرى قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكْلَم في سبيله - إلا جاءَ يوم القيامة واللونُ لونُ دم، والرِّيحُ ريحُ المِسْك» أخرجه البخاري. وأخرج مسلم الأولى والثانية، إلا أنَّ الأولى أخرجها في جملة حديث يَرِد آنفاً، وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الثالثة. وفي رواية لمسلم قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله - إلا جاءَ يومَ القيامة وجُرْحُه يَثْعَب، اللونُ لونُ الدَّم، والرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مكلوم) الكَلْم: الجرح، والمكلوم: المجروح. [ص: 476] (العَرْف) : الرائحة، طيبة كانت أو خبيثة، والمراد به هاهنا: الطيبة لأنه قال: والعَرْف عَرف المسك. (يثعَب) ثَعَبَ الجرح يثعَب: إذا سالَ دماً.   (1) رواه البخاري 6 / 15 في الجهاد، باب من يجرح في سبيل الله، وفي الوضوء، باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء، وفي الذبائح، باب المسك، ومسلم رقم (1876) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ 2 / 461 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والترمذي رقم (1656) في فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله، والنسائي 6 / 28 و 29 في الجهاد، باب من كلم في سبيل الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (285) عن أبي الزناد. والحميدي (1092) قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد وابن عجلان. (قال أحمد بن حنبل: وأفرده سفيان مرة عن أبي الزناد) ، وفي تحفة الأشراف (10/13837) عن إسماعيل بن عن مالك عن أبي الزناد والبخاري (4/22) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، ومسلم (6/34) قال: حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزناد والنسائي (6/28) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. كلاهما 0 أبو الزناد، ومحمد بن عجلان - عن الأعرج، فذكره. الحديث: 7177 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 474 7178 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَضَمَّن الله لمن خرج في سبيله - لا يُخْرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسُلي (1) - فهو عليَّ ضامن أنْ أدْخِلَهُ الجنة، أو أرْجِعَهُ إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفسُ محمد بيده، ما مِنْ كَلْم يُكلَمُ في سبيل الله، إلا جاء يومَ القيامةِ كهيئتِه حين كلم، لونُه لونُ دَم، ورِيحُهُ رِيحُ مِسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيّة تغزو في سبيل الله أبداً، ولكنْ لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة، ويَشُقُّ عليهم أن يتخَلَّفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لودِدْتُ أن أغزوَ في سبيل الله، فأُقْتَل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغْزُو فأقتل» هذا لفظ حديث مسلم. وأخرج البخاري الفصل الأول، قال: «تَكَفَّل الله لمن جاهد في سبيله - لا يُخْرِجُه مِنْ بيته إلا الجهادُ في سبيل الله وتصديقٌ بكلماته - أن يدخله الجنةَ، أو يَرُدَّهُ إلى مسكنه بِما نال من أجر أو غنيمة» . وله في أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَثَلُ المجاهد [ص: 477] في سبيل الله - والله أعلم بمن جاهد في سبيله - كَمَثَلِ الصَّائمِ القائم، وتوكَّل الله للمجاهد في سبيله بأن يَتَوَفَّاهُ: أنْ يُدخِلَهُ الجنة، أو يَرْجِعَه سالماً مع أجر أو غنيمة» . وأخرجه مسلم أيضاً بنحو رواية البخاري الأولى. وله في أخرى «تَضَمَّنَ الله لمن خرج في سبيله - وذكر مع الفصل الذي أوله: لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ خِلافَ سَرِيَّة - بنحو ما تقدَّم» . وفي رواية لهما قال: «انْتَدَبَ الله لمن خَرَجَ في سبيله - لا يُخرِجُه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسولي - فهو عليَّ ضامن أن أدخلَه الجنةَ، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة» . وفي رواية «الموطأ» قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تكفّل الله لِمَنْ جاهد في سبيله» وذكر رواية البخاري الأولى، وأخرج النسائي روايتي البخاري الأولى والثانية. وفي أخرى له قال: «انتدب الله لمن يخرج في سبيله - لا يخرجه إلا الإيمان بي، والجهاد في سبيلي - أنَّه ضَامِن حتى أدْخِلَه الجنةَ، بأيِّها كان، إما بقتل، أو وفاة، أو أردَّه إلى مسكنه الذي يخرج منه، نال ما نال من أجر أو غنيمة» (2) . [ص: 478] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خلاف سرية) السرِيَّة: طائفة في العسكر ينفذون في الغزو، وخلافهم: التخلُّف عنهم والقعود. (انتدب) بمعنى أجاب: يقال: ندبتُ الرجل لهذا الأمر، فانتدب، أي: هيأته له ودعوته إليه فأجاب، وقد جاء هذا الحديث بألفاظ متقاربة في المعنى، قال: انتدَب الله، وتضمّن، وتكفَّل.   (1) هكذا جاء في الأصل ونسخ مسلم المطبوعة: جهاداً: وإيماناً، وتصديقاً، بالنصب، وفي البخاري ورواية لمسلم: بالرفع فيها، وهي أصوب. (2) رواه البخاري 6 / 154 في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أحلت لكم الغنائم، [ص: 478] وفي الإيمان، باب الجهاد من الإيمان، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، وباب قول الله تعالى: {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي} ، ومسلم رقم (1876) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ 1 / 443 و 444 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، والنسائي 8 / 119 في الإيمان، باب الجهاد، وفي الجهاد، باب ما تكفل الله عز وجل لمن يجاهد في سبيله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/231) قال: حدثنا محمد بن فضيل، وفي (2/384) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد (يثعب) : ثعب الجرح يثعب: إذا سال دما. والبخاري (1/15) قال: حدثنا حرمي بن حفص. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (7/125) قال: حدثنا مسدد، عن عبد الواحد. ومسلم (6/33و34) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن فضيل. وابن ماجة (2753) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن الفضيل، والنسائي (8/199) قال: أخبرنا محمد بن قدامة قال: حدثنا جرير. ثلاثتهم - محمد بن فضل، وعبد الواحد بن زياد، وجرير - عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير. فذكره. الحديث: 7178 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 476 7179 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة، ولكنْ لا أجدُ حَمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويَشُقُّ عليَّ أن يتخلَّفوا عني، فَلَوَدِدْتُ أني قاتلتُ في سبيل الله فَقُتِلْتُ، ثم أحييتُ ثم قُتِلْتُ، ثم أُحْيِيتُ» هذا لفظ حديث البخاري، وقد أدرجه مسلم على ما قبله. وللبخاري قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رِجالاً من المؤمنين لا تَطِيب أنفسُهم بأنْ يتخلَّفوا عَنِّي، ولا أجدُ [ص: 479] ما أحملهم عليه، ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة تَغْزُو في سبيل الله، ولَوَدِدْتُ أني أُقْتَلُ في سبيل الله، ثم أُحيا، ثم أُقتل، ثم أُحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل» . وله في أخرى قال: «والذي نفسي بيده، لَوَدِدْتُ أنِّي أُقَاتِلُ في سبيل الله، فَأُقْتَلُ، ثم أحيا، ثم أقْتَلُ، ثم أحْيا، ثم أُقْتلُ» فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثاً «أشهد بالله» وأخرجاه معاً. أما البخاري فأخرجه في «كتاب الإيمان» متصلاً بحديث آخر، أوله «انْتَدَبَ الله لمن خرج في سبيله» وقد ذُكِرَ، وأما مسلم: فأخرجه في «كتاب الجهاد» مع حديثين مُتَّصِلَين به، قال: «والذي نفسي بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قعدتُ خِلافَ سَرِيَّة ... » الحديث، وقد ذكرناه. ولمسلم أيضا قال: والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة فيتَّبعوني، ولا تَطِيب أنفسُهم أن يقعدوا بعدي» . وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج الرواية الثانية من روايتي البخاري، وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد البخاري (1) . قلتُ: هذه الأحاديث الثلاثة المتتابعة عن أبي هريرة: مشتركة المعنى [ص: 480] في فضيلة الجهاد، ما يكاد ينفرد كلُّ واحد منها بمعنى، فيجوز أن تكون حديثاً واحداً، إلا أن الحميديَّ - رحمه الله - قد أخرجها هكذا متفرقة في ثلاثة مواضع من المتفق عليه، فاقتدينا به. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَمولة) الحمولة: التي يُحمل عليها، كالركوبة التي تركب.   (1) رواه البخاري 13 / 187 في التمني، باب ما جاء في التمني ومن تمنى الشهادة، وفي الجهاد، باب تمني الشهادة، وباب الجعائل والحملان في السبيل، ومسلم رقم (1876) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ 1 / 460 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والنسائي 6 / 20 في الجهاد، باب درجة المجاهدين في سبيل الله عز وجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (288) وأحمد (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/ 496) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (4/64) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/34و35) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. (ح) وحدثناه مروان بن معاوية. والنسائى (6/32) قال: حدثنا أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا مروان بن معاوية. والنسائي (6/32) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى يعني ابن سعيد القطان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12885) عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، كلاهما - عن ابن القاسم، عن مالك.. ستتهم - مالك وأبو معاوية الضرير، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله ابن نمير، وعبد الوهاب الثقفي، مروان بن معاوية - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي صالح السمان، فذكره. الحديث: 7179 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 478 7180 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: - يعني يقول الله: «المجاهد في سبيلي هو علي ضمان إن قبضته أورثته الجنة، وإن رَجَعْتُهُ رَجَعْتُهُ بأجر أو غنيمة» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1620) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الجهاد، وهو حديث صحيح، وهو في " الصحيحين " وغيرهما بنحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1620) حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، حدثنا المعتمر بن سليمان، حدثني مرزوق أبو بكر،عن قتادة، عن أنس، فذكره. وقال الترمذي:هو صحيح غريب من هذا الوجه. الحديث: 7180 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 480 7181 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فيما يحكي عن ربِّه - قال: «أيُّما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله، ابتغاءَ مرضاتي، ضمنتُ له، إن رجعته أرجِعه بما أصاب مِنْ أجر أو غنيمة، وإن قبضتُه غفرتُ له ورحمتُه» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 18 في الجهاد، باب ثواب السرية التي تخفق، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/177) (5977) قال:حدثنا روح،والنسائى (6/18) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا حجاج. كلاهما - روح، وحجاج - قالا:حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، فذكره. الحديث: 7181 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 480 نوع رابع 7182 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قيل: [ص: 481] يا رسول الله، ما يَعْدِل الجهادَ في سبيل الله؟ قال: لا تستطيعونه، فأعادوا عليه مرتين، أو ثلاثاً، كلُّ ذلك يقول: لا تستطيعونه، ثم قال: مَثَلُ المجاهد في سبيل الله، كمثل الصائم القانِتِ بآيات الله، لا يَفْتُر من صيام ولا صلاة، حتى يرجعَ المجاهدُ في سبيل الله» أخرجه مسلم والترمذي. وفي رواية «الموطأ» : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَثَلُ المجاهدِ في سبيل الله، كَمَثَلِ الصائمِ الدائمِ لا يَفْتُر من صلاة ولا صيام حتى يرجع» . وفي رواية النسائي قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَثَلُ المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله، كمثل الصائمِ القائمِ الخاشعِ الراكعِ السَّاجِدِ» . وفي رواية البخاري: أن رجلاً قال: «يا رسول الله، دُلَّني على عمل يَعدِل الجهاد: قال: لا أجدُه، ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تَدْخُلَ مسجدك، فتقومُ ولا تفتُر، وتصومُ ولا تُفْطِر؟ فقال: ومَنْ يستطيع ذلك؟ فقال أبو هريرة: فإنَّ فرس المجاهدِ ليَسْتَنُّ يَمْرَح في طِوَلهِ، فيُكتَبُ له حسنات» أخرجه البخاري. وفي رواية النسائي: قال: «جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: دُلَّني على عمل يَعْدِل الجهادَ، قال: لا أجدُه، هل تستطيع إذا خرج المجاهدُ: [ص: 482] تدخل مسجداً، فتقومُ ولا تفترُ، وتصوم ولا تفطر؟ قال: من يستطيع ذلك؟» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لِيَسْتَنُّ) استَنَّ الفرس: إذا عدا. (الطِوَل) : الحبل الذي يشد في الدابة ويُمسك رأسه لترعى.   (1) رواه البخاري 6 / 3 في الجهاد، باب فضل الجهاد والسير، ومسلم رقم (1878) في الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، والموطأ 1 / 443 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، والنسائي 6 / 19 في الجهاد، باب ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/344) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام قال: حدثنا محمد بن جحادة، أن أبا حصين حدثه. وفي (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية. قال حدثنا سهيل. وفي (2/459) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. عن سهيل بن أبي صالح. والبخاري (4/18) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا محمد بن حجادة، قال: أخبرني أبو حصين. ومسلم (6/35) قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثناخالد بن عبد الله الواسطي، عن سهيل بن أبي صالح (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثني زهير ابن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. كلهم عن سهيل. والترمذي (1619) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو عوانة، عن سهيل بن أبي صالح، والنسائي (6/19) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا محمد بن جحادة. قال: حدثني أبو حصين. كلاهما - عثمان بن عاصم أبو حصين، وسهيل بن أبي صالح -عن ذكوان أبي صالح، فذكره. الحديث: 7182 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 480 7183 - (خ م د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: أتى رجل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أيُّ الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قال: ثم مَن؟ قال: ثُمَّ رجل في شِعْب من الشعاب يعبد الله - وفي رواية: يتقي الله - ويَدَعُ الناسَ من شَرِّه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وفي رواية أبي داود: «أيُّ المؤمنين أكمَلُ؟ قال: رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ورجل يعبد الله في شِعب من الشِّعاب، قد كَفَى الناسَ شَرَّهُ» . وأخرج النسائي الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 4 في الجهاد، باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، ومسلم رقم (1888) في الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط، وأبو داود رقم (2485) في الجهاد، باب في ثواب الجهاد، والترمذي رقم (1660) في فضائل الجهاد، باب ما جاء أي الناس أفضل، والنسائي 6 / 11 في الجهاد، باب فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/16) قال:حدثنا وهب بن جرير، قال:حدثنا أبي،قال: سمعت النعمان. وفي (3/37) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وفي (3/56) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سليمان بن كثير. وفي (3/88) قال: حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/88) أيضا قال: حدثنامعاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي. وعبد بن حميد (975) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (4/18 و8/129) قال:حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/129) قال: قال محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي. ومسلم (6/39) قال:حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن محمد بن الوليد الزبيدي. (ح) وحدثنا عبد بن حميد،قال: أخبرنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن الأوزاعي،وأبو داود (2485) قال:حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال:حدثنا سليمان بن كثير وابن ماجة (3978) قال:حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى بن حمزة،قال:حدثنا الزبيدي، والترمذي (1660) قال: حدثنا أبو عمار،قال: حدثنا الوليد بن مسلم،عن الأوزاعي، والنسائي (6/11) قال: أخبرنا كثير بن عبيد،قال: حدثنا بقية، عن الزبيدي. ستتهم - النعمان بن راشد، ومعمرو و، سليمان بن كثير، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي، ومحمد ابن الوليد الزبيدي - عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، فذكره. الحديث: 7183 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 482 7184 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عام تبوك يخطُب الناسَ وهو مسند ظهره إلى راحلته، فقال: «ألا أخبركم بخيرِ الناس، وشرَّ الناس؟ إنَّ مِنْ خير الناس: رجلاً عمل في سبيل الله على ظهر فرسه، أو على ظهر بعيره، أو على قدمه، حتى يأتيَه الموت، وإن من شَرِّ الناس رجلاً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا يرعوي) فلان لا يرعوي، أي: لا ينكفُّ ولا ينزجر، وأصل هذه اللفظة،: من رعا يرعو: إذا كفَّ عن الأمور، يقال: فلان حسنُ الرَّعْوة والرُّعْوة والرُّعْوى والارعواء، وقد ارعوى عن القبيح، وتقديره: افْعَوَل، ووزنه: افعلل، وإنما لم تدغم لسكون الياء، والاسم الرُّعيا والرَّعوى بالضم والفتح.   (1) 6 / 11 و 12 في الجهاد، باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه، وفي إسناده أبو الخطاب المصري، وهو مجهول، ولكن يشهد لأوله الحديث الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/37) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/41) قال: حدثنا يونس بن محمد،.وفي (3/57) قال: حدثنا حجاج، وعبد بن حميد (989) قال: حدثنا الحسن بن موسى، والنسائي (6/11) قال: أخبرنا قتيبة. خمستهم- هاشم، ويونس، وحجاج، والحسن، وقتيبة - قالوا: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي الخطاب، فذكره. الحديث: 7184 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 483 7185 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «منْ خَيْرِ مَعَاش الناس لهم: رَجُل مُمسِك بعِنان فرسه في سبيل الله، يَطِيرُ على مَتْنه، كلما سمع هَيْعة، أو فَزْعة، طار على مَتنه يبتغي القتل أو الموت مَظانَّه، أو رجل في غُنَيمة في شَعَفة من هذه الشِّعاف، أو بطن وادٍ [ص: 484] من هذه الأودية، يُقيم الصلاةَ ويُؤتي الزكاةَ، ويعبُد ربَّه حتى يأتيَه اليقين، ليس من الناس إلا في خير» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يطير على متنه) متن الفرس أراد به: ظهره، والمراد بالطيران عليه إجراؤه في سبيل الله تعالى. (الهيعة) : كلُّ ما أفزعك من صوت وخَبَرٍ يجيئك من جانب العدو. (مَظَانَّه) مَظِنَّة الشيء: موضعه الذي يعرَف به، ويُطلَب منه، والجمع مظان. (الشعَفة) بتحريك العين: رأس الجبل، والجمع: شَعَف. (يأتيه اليقين) اليقين هاهنا: الموت، لأنه مستَيقَن المجيء.   (1) رقم (1889) في الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/443) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أسامة بن زيد ومسلم (6/39 و40) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز التميمي ابن أبي حازم، ويعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري، كلاهما - عن أبي حازم (ح) وحدثناه أبوبكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب. قالوا: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد وابن ماجة (3977) قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. قال: أخبرني أبي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12224) عن قتيبة، عن يعقوب، عن أبي حازم. كلاهما- أسامة بن زيد، وأبو حازم- عن بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني، فذكره. الحديث: 7185 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 483 7186 - (ط ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أُخْبِرُكم بخيرِ النَّاسِ؟ رجل ممسك بعِنان فرسِه في سبيل الله، ألا أُخْبِرُكم بالذي يتلوه؟ رجل معتزِل في غُنَيمة له يؤدِّي حق الله فيها، ألا أُخْبِرُكم بشَرِّ الناس؟ رجل يسأل بالله ولا يُعْطِي به» أخرجه الترمذي عن عطاء بن يسار عن ابن عباس. وأخرجه «الموطأ» عن عطاء بن يسار عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، مرسلاً قال: «ألا أُخْبِرُكم بخير الناس منزلاً؟ رجل آخِذ بعِنان فرسه يجاهد في سبيل الله، [ص: 485] ألا أخْبِرُكم بخير الناس منزلة بعدَه؟ رجل معتزِل في غُنَيمة يُقيم الصلاة، ويُؤتي الزكاة، ويعبدُ الله لا يُشْرِك به شيئاً» . وفي رواية النسائي: «ألا أُخْبِرُكم بخير الناس منزلاً؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: رجل آخِذ برأس فرسه في سبيل الله، حتى يموتَ أو يُقْتَلَ، ألا أخْبِرُكم بالذي يليه؟ قلنا: نعم يا رسولَ الله، قال: رجل معتزل في شِعب من الشِّعاب، يُقيم الصلاةَ، ويؤتي الزكاةَ، ويعتزلُ شرَّ الناس، وأخْبِرُكم بشرِّ الناس؟ قلنا: نعم يا رسولَ الله، قال: الذي يسأل بالله ولا يُعطِي به» (1) .   (1) رواه الموطأ 2 / 445 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، مرسلاً، وقد وصله الترمذي رقم (1652) في فضائل الجهاد، باب ما جاء أي الناس خير، والنسائي 5 / 83 في الزكاة، باب من يسأل بالله عز وجل ولا يعطي به، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه قال: ويروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/237) (2116) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/319) (2930) قال: حدثنا أبوالنضر. وفي (1/319) (2931) قال: حدثنا حسين. وفي (1/322) (2961) قال: حدثناعثمان بن عمر. وعبد بن حميد (668) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، والدارمي (2400) قال: أخبرنا عاصم بن علي. والنسائي (5/83) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك. ستتهم - يزيد، وأبو النضر، وحسين، وعثمان بن عمر، وعاصم بن علي، وابن أبي فديك - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد القارظي، عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب. 2- وأخرجه الترمذي (1652) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله بن الأشج. كلاهما - إسماعيل بن عبد الرحمن، وبكير بن عبد الله - عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 7186 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 484 7187 - (د) أبو أمامة - رضي الله عنه -: أن رجلاً قال: يا رسول الله ائذَنْ لي في السياحة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَيَاحَةُ أُمَّتي الجهاد في سبيل الله» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2486) في الجهاد، باب في النهي عن السياحة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2476) حدثنا محمد بن عثمان التنوخي [أبو الجماهر] ثنا الهيثم بن حميد، أخبرني العلاء بن الحرث عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة،فذكره. قلت: العلاء بن الحارث أبو وهب اختلط. الحديث: 7187 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 485 نوع خامس 7188 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص: 486] صلى الله عليه وسلم-: «لا يَلِجُ النارَ رجل بكى من خشية الله، حتى يعودَ اللَّبَنُ في الضرْع ولا يَجْتَمِعُ على عبد غُبار في سبيل الله ودُخَانُ جهنَّم» . أخرجه الترمذي والنسائي. وزاد النسائي في أخرى «في مِنْخَرَيْ مسلم أبداً» . وللنسائي أيضاً قال: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودُخَانُ جهنَّم في جوف عبد أبداً، ولا يجتمع الشُّح والإيمان في قلب عبد أبداً» وفي أخرى «في قلب مسلم» في الموضعين (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1633) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله، والنسائي 6 / 12 في الجهاد، باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (1091) قال: حدثنا مسعر. وأحمد (2/505) قال: حدثنا يزيد وأبو عبد الرحمن، قال يزيد: أخبرنا المسعودي. وابن ماجة (774) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا سفيان بن عيينة والترمذي (1633و2311) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي. والنسائي (6/12) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن ابن المبارك، عن المسعودي.. ثلاثتهم - مسعر بن كدام، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وسفيان ابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن عيسى بن طلحة، فذكره. (*) أخرجه النسائى (6/12) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا جعفر بن عون. قال: حدثنا مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: لايبكي أحد من خشية الله فتطعمه النار .... فذكر نحوه موقوفا. الحديث: 7188 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 485 7189 - (خ ت س) أبو عبس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما اغبرَّتْ قدما عبد في سبيل الله، فتَمَسَّه النارُ» أخرجه البخاري. وقد أخرجه هو والترمذي والنسائي بزيادة في أوله، وقد ذكر في «فضل صلاة الجمعة» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 23 في الجهاد، باب من اغبرت قدماه في سبيل الله، وفي الجمعة، باب المشي إلى الجمعة، والترمذي رقم (1632) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من اغبرت قدماه في سبيل الله، والنسائي 6 / 14 في الجهاد، باب ثواب من اغبرت قدماه في سبيل الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/479) قال: حدثنا الوليد بن مسلم والبخاري (2/9) قال:حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم،وفي (4/25) قال:حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا محمد بن المبارك، قال:حدثنا يحيى بن حمزة. والترمذي (1632) قال:حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا الوليد ابن مسلم،والنسائى (6/14) قال: أخبرنا الحسين بن حريث،قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما -الوليد، ويحيى بن حمزة - عن يزيد بن أبي مريم قال: حدثنا عباية بن رفاعة، فذكره. الحديث: 7189 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 486 7190 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «عينان لا تمسهُما النار: عَين بَكَتْ من خشية الله، وعَيْن [ص: 487] باتت تحرُس في سبيل الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1639) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله، وهو حديث صحيح بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1639) حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا بشر بن عمر: حدثنا شعيب بن رزيق أبو شيبة حدثنا عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، فذكره. قال الترمذي: وحديث ابن عباس حديث حسن لانعرفه إلا من حديث شعيب بن رزيق. قلت: وقال الحافظ في شعيب بن رزيق يعتبر حديثه من غير روايته عن عطاء الخراساني، وهذا الحديث من روايته عن عطاء الخراساني. الحديث: 7190 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 486 7191 - (س) أبو ريحانة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «حُرِّمت عَيْن على النار سَهِرت في سبيل الله» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 15 في الجهاد، باب ثواب عين سهرت في سبيل الله، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخبرنا أحمد (4/134) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والدارمي (2405) قال: أخبرنا القاسم بن كثير. والنسائي (6/15) قال:حدثنا عصمة بن الفضل. قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (12040) عن الحارث بن مسكين،عن ابن وهب. ثلاثتهم - زيد، والقاسم وعبد الله بن وهب - عن عبد الرحمن بن شريح، عن محمد بن شمير الرعيني، عن أبي علي التجيبي،فذكره. (*) في رواية:أحمد (أبو عامر التجيبي) قال أحمد قال غيره: الجنبي (يعني غير زيد) : أبو علي الجنبي. وفي رواية الدارمي: أبو علي الهمداني: ورواية عصمة بن الفضل عن زيد: أبو علي التجيبي،،رواية ابن وهب: أبو علي الجنبي. (*) وفي روايتي أحمد والدارمي: محمد بن سمير،وفي روايتي النسائي ومحمد بن شمير. الحديث: 7191 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 487 7192 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اثنان لا يجتمعان في النار اجتماعاً يضرُّ أحدُهما الآخر، قيل: مَنْ هم يا رسولَ الله؟ قال: مؤمن قَتَلَ كافراً، ثم سَدَّد» . وفي رواية «لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً» أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الثانية، وفي رواية النسائي قال: «لا يجتمعان في النار: مسلم قتل كافراً، ثم سدَّدَ وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن: غُبَار في سبيل الله، وفَيحُ جَهَنَّمَ، ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والحَسَدُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَدَّدَ) : إذا فعل السَّداد وقاله، والمراد به: الإيمان.   (1) رواه مسلم رقم (1891) في الإمارة، باب من قتل كافراً ثم سدد، وأبو داود رقم (2495) في الجهاد، باب في فضل من قتل كافراً، والنسائي 6 / 12 و 13 في الجهاد، باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/263) قال:حدثنا أبو كامل. قال:حدثنا حماد. وفي (2/340) قال:حدثنا يونس. قال:حدثنا ليث،عن محمد، يعني ابن عجلان. وفي (2/353) قال:حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/399) قال:حدثنا معاوية. قال: حدثنا أبو إسحاق. ومسلم (6/40) قال: حدثنا عبد الله بن عون الهلالي. قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد. والنسائي (6/12) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. ثلاثتهم - حماد بن سلمة،ومحمد بن عجلان، وأبو إسحاق الفزاري - عن سهيل بن أبي صالح،عن أبيه، فذكره. الحديث: 7192 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 487 نوع سادس 7193 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وجبت له الجنة، فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعِدْها عليِّ يا رسول الله، فأعادها عليه، ثم قال: «وأخرى يَرْفَعُ الله بها العبدَ مائةَ درجة في الجنة، ما بين كُلِّ درجتين كما بين السماء والأرض» . قال: وما هي يا رسولَ الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1884) في الإمارة، باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات، والنسائي 6 / 19 و 20 في الجهاد، باب درجة المجاهد في سبيل الله عز وجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/14) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران. 2- وأخرجه مسلم (6/37) قال: حدثنا سعيد بن منصور. والنسائي (6/19) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع. وفي عمل اليوم الليلة (6) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى،والحارث بن مسكين قراءة عليه. ثلاثتهم - سعيد، والحارث،ويونس - عن عبد الله بن وهب، قال: حدثني أبو هانئ الخولاني. كلاهما - خالد، وأبو هانئ - عن أبي عبد الرحمن الحبلي،فذكره. الحديث: 7193 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 488 7194 - (م ت) أبو موسى - رضي الله عنه - قال ابْنُهُ أبو بكر: سمعتُ أبي وهو بحضرة العَدُوِّ يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن أبواب الجنة تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ» فقام رجل رَثُّ الهيئة، فقال: يا أبا موسى، أنت سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه، فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جَفْن سيفه، فألقاها، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتِل. أخرجه مسلم والترمذي (1) . [ص: 489] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ظلال السيوف) : جعل ظلال السيوف في القتال: شاملةً للجنة لأن من دخل تحت ظل السيف في سبيل الله، فقد دخل الجنة، ومعناه: الدُّنو من القِرْن، حتى يعلوه ظل السيف ولا يفرّ منه.   (1) رواه مسلم رقم (1902) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، والترمذي رقم (1659) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في أي الأعمال أفضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/396) قال: حدثنا بهز. وفي (4/410) قال: حدثنا عفان وعبد الصمد. ومسلم (6/45) قال: حدثنا يحيى بن يحي التميمي، وقتيبة بن سعيد، والترمذي (1659) قال: حدثنا قتيبة. خمستهم 0 بهز، وعفان، وعبد الصمد، ويحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد - عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، فذكره. الحديث: 7194 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 488 7195 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن عمرو بن أُقَيش: «كان له رِباً في الجاهلية، فكره أن يُسْلِمَ حتى يأخذَه، فجاء يومَ أحد، فقال: أين بَنُو عمي؟ قالوا: بأحُد، قال: أين فلان، قالوا: بأحُد، فلبس لأْمَتَه، وركب فرسه، وتوجَّه قِبَلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليكَ عَنَّا يا عمرو، قال: إني قد آمنتُ، فقاتل حتى جرِحَ، فحمل إلى أهله جريحاً، فجاءه سعدُ بن معاذ، فقال لأخته: سَلِيهِ أحَمِيَّةً لقومك، أم غضباً لهم، أم غضباً لله تبارك وتعالى؟ قال: بل غضباً لله ولرسوله، فماتَ فدخلَ الجنة، وما صلَّى لله تبارك وتعالى صلاة» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَميَّة) : الغضب للأهل والأقارب، والأنفة من العار.   (1) رقم (2537) في الجهاد، باب فيمن يسلم ويقتل مكانه في سبيل الله عز وجل، ورواه بمعناه ابن إسحاق عن الحصين بن عبد الرحمن عن أبي سفيان مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش عن أبي هريرة، كما في " سيرة بن هشام " ونقله الحافظ في " الإصابة " عن السيرة وقال: إسناده حسن رواه جماعة من طريق ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2537) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل. قال:حدثنا حماد. قال: أخبرنا محمد ابن عمرو عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 7195 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 489 7196 - (خ م د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه (1) -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الجنةُ تحت ظلال السيوف» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود في جملة حديث (2) .   (1) في المطبوع: ابن أبي ليلى رحمه الله، وهو خطأ. (2) في المطبوع: أخرجه رزين وهو خطأ، وقد رواه البخاري 6 / 25 و 26 في الجهاد، باب الجنة تحت بارقة السيوف، وباب الصبر عند القتال، وباب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، وباب لا تتمنوا لقاء العدو، وفي التمني، باب كراهية تمني لقاء العدو، ومسلم رقم (1742) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللقاء، وأبو داود رقم (2631) في الجهاد، باب في كراهية تمني لقاء العدو. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه البخاري (4/26و30 و62 وفي (9/105) قال:حدثنا عبد الله بن محمد، قال:حدثنا معاوية ابن عروة، وفي (4/77) قال:حدثنا يوسف بن موسى،قال: حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي. وأبو داود (2631) قال:حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى. ثلاثتهم -معاوية،وعاصم،ومحبوب - عن أبي إسحاق الفزاري. 2- وأخرجه مسلم (5/143) قال:حدثنا محمد بن رافع، قال:حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا ابن جريج. كلاهما - أبو إسحاق،وابن جريج - عن موسى بن عقبة،عن سالم أبي النضر،فذكره. الحديث: 7196 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 490 7197 - (س د ت) أبو نجَيح السلمي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من بلَّغ بِسَهْم فهو له درجة في الجنة، فبلَّغتُ يومئذ ستة عشر سَهْماً» قال: وسمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من رمى بِسَهْم في سبيل الله، فهو له عِدْل مُحرَّر» أخرجه النسائي. وأخرجه أبو داود في أول حديث يتضمن فضل العتق ويَرِدُ في بابه. وفي رواية الترمذي مثل الرواية الثانية، وقال: «عِدْل رقبة محرّرة» (1) . [ص: 491] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عدل محرَّر) المحرر: المعتق. (وعِدْل الشيء) : مثله، وكذلك عدله.   (1) رواه أبو داود رقم (3965) في العتق، باب أي الرقاب أفضل، والترمذي رقم (1638) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله، والنسائي 6 / 26 و 27 في الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد: (4/113) قال حدثنا روح. قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله. وفي (4/384) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام. (ح) وحدثنا عبد الوهاب، عن سعيد. وأبو داود (3965) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. والترمذي (1638) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، والنسائي (6/26) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام. وفي الكبرى (الورقة 64- أ) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن خالد، قال: حدثنا هشام. كلاهما - هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره. الحديث: 7197 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 490 7198 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يضحك الله تعالى إلى رجلين يَقْتُلُ أحدُهما الآخر، كلاهما يدخلُ الجنة، يُقَاتِلُ هذا في سبيل الله، ثم يُسْتَشْهَدُ فيتوبُ الله على القاتل، فَيُسلِمُ فيقاتل في سبيل الله، فَيُسْتَشْهَدُ» . أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 29 و 30 في الجهاد، باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم، ومسلم رقم (1890) في الإمارة، باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، والموطأ 2 / 460 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والنسائي 6 / 38 و 39 في الجهاد، باب اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (285) .والحميدي (1122) وأحمد (2/244) قالا:حدثنا سفيان. وفي (2/464) قال:حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان، والبخاري (4/28) قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (6/40) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي،قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب. قالوا:حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن ماجة 0919 قال:حدنثا أبو بكر بن أبي شيبة. قال:حدثنا وكيع عن سفيان والنسائي (6/38) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان (ح) وأخبرنا محمد بن سلمه الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع -عن ابن القاسم -.قال:حدثني مالك. ثلاثتهم -مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 7198 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 491 7199 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ آمنَ بالله ورسوله، وأقامَ الصَّلاةَ، وآتى الزَّكاةَ، وصامَ رمضانَ، وحجَّ: كان حَقّاً على الله أن يُدْخِلَه الجنةَ، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي وُلِد فيها، فقالوا: أوَلا نُبَشِّرُ الناسَ بقولك؟ فقال: إن في الجنة مائةَ درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتُم الله فاسألوه الفِرْدَوس، فإنه أوسطُ الجنة [ص: 492] وأعلى الجنة، وفوقَه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّرُ أنهار الجنة» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 6 / 9 في الجهاد، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، وفي التوحيد، باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/335) قال: حدثنا سريج. والبخاري (4/19) قال: حدثنا يحيى بن صالح. وفي (9/153) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثني محمد بن فليح. ثلاثتهم - سريج بن النعمان، ويحيى بن صالح، ومحمد بن فليح، عن فليح بن سليمان، عن هلال ابن علي، عن عطاء بن يسار. فذكره. (*) أخرجه أحمد (2/335) قال: حدثنا يونس قال: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، أو ابن أبي عمرة، قال فليح: ولا أعلمه إلا عن ابن أبي عمرة فذكر الحديث وقال في آخره ثم حدثناه به فلم يشك، يعني فليحا قال: عطاء بن يسار. الحديث: 7199 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 491 نوع سابع 7200 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من احتَبَس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله، وتصديقاً بوعده، فإن شِبَعَهُ ورِيَّه ورَوْثه وبَوْلَهُ في ميزانه يوم القيامة» يعني حسنات. أخرجه البخاري والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 43 في الجهاد، باب من احتبس فرساً في سبيل الله، والنسائي 6 / 225 في الخيل، باب علف الخيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/374) قال: حدثنا إبراهيم. قال:حدثنا ابن المبارك. والبخاري (4/34) قال: حدثنا علي بن حفص. قال:حدثنا ابن المبارك. والنسائي (6/225) قال: قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن وهب. كلاهما -ابن المبارك،وابن وهب - عن طلحة بن أبي سعيد. قال: سمعت سعيدا المقبري يحدث، فذكره. الحديث: 7200 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 492 7201 - (م س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: جاء رجل بناقة مَخْطومة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: هذه في سبيل الله، فقال [رسولُ الله]- صلى الله عليه وسلم-: لك بها يوم القيامة سبعُمائة ناقة كلُّها مخطومة. أخرجه مسلم. وفي رواية النسائي: أن رجلاً تصدَّق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيَأتِيَنَّ يوم القيامة بسَبْعمائة ناقة مخطومة» (1) . [ص: 493] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ناقة مخطومة) : لها خطام تُقاد به. كالرَّسَن للدابة، فيتمكّن صاحبها منها ولا تَفِرُّ منه.   (1) رواه مسلم رقم (1892) في الإمارة، باب فضل الصدقة في سبيل الله، والنسائي 6 / 49 في الجهاد، باب فضل الصدقة في سبيل الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/121و5/274) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثا شعبة. وفي (5/274) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2407) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا جرير. ومسلم (6/41) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنطلي، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن زائدة ح وحدثني بشرابن خالد، قال: حدثنا محمد -يعني ابن جعفر- قال: حدثنا شعبة، والنسائي (6/49) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم -شعبة، وجرير، وزائدة - عن سليمان الأعمش، قال: حدثنا سمعت أبا عمرو الشيباني، فذكره. الحديث: 7201 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 492 7202 - (ت) عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أيُّ الصدقة أفضلُ؟ قال: إخدامُ عبد في سبيل الله، أو إظلالُ فُسْطَاط، أو طَروقَةُ فحل في سبيل الله» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَرُوقَةُ فحل) أي: أنها قد كَبرتْ وصَلُحَت أن يعلوَها الفحل، وهي الحِقّة من الإبل التي تم لها ثلاث سنين، ودَخَلَتْ في الرابعة إلى آخرها.   (1) رقم (1626) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الخدمة في سبيل الله، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1626) قال:حدثنا محمد بن رافع،قال: حدثنا زيد بن حباب،.قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن كثير بن الحارث،عن القاسم أبي عبد الرحمن، فذكره. قال: أبو عيسى: وقد روي عن معاوية بن صالح هذا الحديث مرسلا وخولف زيد في بعض إسناده قال: وروى الوليد بن جميل هذا الحديث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-،حدثنا بذلك زياد بن أيوب. الحديث: 7202 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 493 7203 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أفضلُ الصَّدقات: ظِلُّ فُسْطَاط في سبيل الله، ومَنِيحةُ خادم في سبيل الله أو طَرُوقَةُ فحل في سبيل الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1627) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الخدمة في سبيل الله، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/269) قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي بخط يده، وأظن أني قد سمعته أنا من الحكم قال: حدثنا إسماعيل ابن عياش، عن مطرح بن يزيد الكناني، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن زيد،والترمذي (1627) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا يزيد بن هارون،قال: أخبرنا الوليدبن جميل. كلاهما - علي،والوليد - عن القاسم أبي عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 7203 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 493 7204 - (ت س) خُريم بن فاتك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أنفق نفقة في سبيل الله، كُتِبَتْ له بِسَبْعمائةِ [ص: 494] ضِعْف» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1625) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل النفقة في سبيل الله، والنسائي 6 / 49 في الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/345) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (4/345) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. والترمذي (1625) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة. والنسائي (6/49) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (3526) عن محمد بن حاتم بن نعيم. عن حبان بن موسى، عن بن المبارك، عن زائدة. كلاهما - زائدة، والثوري - عن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، عن أبيه، عن يسير بن عميلة، فذكره. الحديث: 7204 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 493 7205 - (خ م ت د س) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من جهَّز غازياً في سبيل الله فقد غزَا، ومن خَلَّف غازياً في أهله بخير فقد غزا» أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» . وفي أخرى للترمذي إلى قوله: «فقد غزا» في المرة الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 37 في الجهاد، باب فضل من جهز غازياً، ومسلم رقم (1895) في الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله، وأبو داود رقم (2509) في الجهاد، باب ما يجزئ من الغزو، والترمذي رقم (1627) و (1629) و (1630) و (1631) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من جهز غازياً، والنسائي 6 / 46 في الجهاد، فضل من جهز غازياً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/116) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حسين المعلم. وفي (4/117) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن مبارك الهنائي، بصري ثقة. وفي (5/193) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب،وعبد بن حميد (277) قال: حدثنا أبو نعيم، قال:حدثنا شيبان والبخاري (4/32) قال: حدثنا أبو معمر،قال:حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا الحسين،ومسلم (6/42) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني،قال: حدثنا يزيد - يعني ابن زريع- قال: حدثنا حسين المعلم. وأبو داود (2509) قال:حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر، قال:حدثنا عبد الوارث،قال: حدثنا الحسين. والترمذي (1628) قال:حدثنا أبو زكريا يحيى بن درست البصري،قال:حدثنا أبو إسماعيل القناد. وفي (1631) قال:حدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال:حدثنا حرب ابن شداد. والنسائي (6/46) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حرب بن شداد. خمستهم - حسين،وعلي،وحرب،وشيبان وأبو إسماعيل - عن يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن. 2- وأخرجه أحمد (4/115) قال:حدثنا معاوية بن عمرو، ومسلم (6/41) قال:حدثنا سعيد بن منصور، وأبو الطاهر. والنسائي (6/46) قال: أخبرنا سليمان بن داود،والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع. خمستهم- معاوية،وسعيد،وأبو الطاهر، وسليمان، والحارث - عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج. كلاهما- أبو سلمة، وبكير - عن بسر بن سعيد، فذكره. الحديث: 7205 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 494 7206 - (د) عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «للغَازي أجرُه، وللجاعِلِ أجرُه وأجرُ الغازي» أخرجه أبو داود (1) .   (1) في الجهاد، باب الرخصة في أخذ الجعائل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/174) (6624) قال:حدثنا إسحاق بن عيسى. وأبو داود (2526) قال:حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، قال:حدثنا حجاج، يعني بن محمد. (ح) وحدثنا عبد الملك بن شعيب، قال:حدثنا ابن وهب. ثلاثتهم - إسحاق، وحجاج، وابن وهب - عن الليث بن سعد،عن حيوة ابن شريح، عن ابن شفي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7206 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 494 نوع ثامن 7207 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تعِسَ عبدُ الدِّينار، وعَبْدُ الدِّرهم، والقَطيفةِ، والخميصةِ، إن أُعطيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ لم يَرْضَ» قال البخاري: وزاد عمرو بن مرزوق - عن عبد الرحمن بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن [ص: 495] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعِسَ عبدُ الدِّينار، وعبدُ الدِّرهم، وعَبْدُ الخميصة، إن أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انْتُقِشَ، طوبى لعبدٍ آخذ بعِنان فرسه في سبيل الله، أشْعَثَ رأسُه، مُغْبَرَّة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقَة كان في الساقة، إن استأذَن لم يُؤذَن له، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّع» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَعِسَ) : دعا عليه بالهلاك، وهو الوقوع على الوجه من العَثار. (القطيفة) : كساء له خمل. (والخميصة) : ثياب خَزٍّ أو صوف مُعْلَمة. (الانتكاس) : الانقلاب على الرأس، وفي الأمر. وهذا دعاءٌ عليه أيضاً بالخيبة، لأن من انتكس في أمره، فقد خاب وخسر. (وإذا شيك) شاكته الشوكة: إذا دخلت في جسمه، وشيك: فعل لم يسمَّ فاعله. (فلا انتقش) الانتقاش: إخراج الشوكة من الجسم، نَقَشتُه أنا وانتقش هو. [ص: 496] (طوبى) : اسم الجنة، وقيل اسم شجرة فيها، وقيل: فُعلى من الطيب. (الحراسة) : فعل الحارس. وهو الذي يحفظك وأنت نائم. (الساقة) : الذين يسوقون الجيش يحفظونه من ورائه.   (1) و (61) في الجهاد، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله، وفي الرقاق، باب تبقى من فتنة المال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه زحمد (4/41 و8/114) قال: حدثنا يحيى بن يوسف، قال: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين. وفي (4/41) قال: وزادنا عمرو، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه. وابن ماجة (4135) قال: حدثنا الحسن بن حماد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين. وفي (4136) قال: حدثنا يعقوب بن حميد، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد، عن صفوان، عن عبد الله بن دينار. كلاهما - أبو حصين، وعبد الله بن دينار - عن أبي صالح، فذكره. (*) قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (4/41) : لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين. الحديث: 7207 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 494 7208 - (د) أبو أيوب - رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستفتح عليكم الأمصارُ، وستكون جنود مُجَنَّدة، يُقطَع عليكم فيها بُعوث، يكره الرجل منكم البَعْث فيها، فيتخلَّص من قومه، ثم يتصفَّح القبائلَ، يَعْرِض نفسَه عليهم، يقول: مَنْ أكْفِه بَعْثَ كذا؟ من أكفه بَعْثَ كذا؟ ألا فذلك الأجيرُ إلى آخِرِ قَطْرة من دمه» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بعوثاً) البعوث: جمع بعث، وهم طائفة من الجيش يُبعثون في الغزو كالسريَّة.   (1) رقم (2525) في الجهاد، باب في الجعائل في الغزو، وفي سنده أبو سورة ابن أخي أبي أيوب الأنصاري، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/413) قال:حدثنا يزيد بن عبد ربه. وفي (5/413) قال:حدثنا علي بن بحر، هو ابن بري. وأبو داود (2525) قال:حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي (ح) وحدثنا عمرو بن عثمان. أربعتهم - يزيد،وعلي، وإبراهيم،وعمرو- عن محمد بن حرب الخولاني قال:حدثنا أبو سلمة، سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر،قال:سمعت ابن أخي أبي أيوب،فذكره. في سنده أبو سورة بن أخي أبي أيوب الأنصاري وهو ضعيف. الحديث: 7208 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 496 7209 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «وعدَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غَزوة الهند، فإن أدركتُها أُنفِق فيها نفسي ومالي، فإن قتلتُ كنتُ أفضلَ الشهداء، وإن رجعتُ فأنا أبو هريرة المحرَّر» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 42 في الجهاد، باب غزوة الهند، وفي سنده جبر بن عبيدة، قال الحافظ في " التهذيب ": قرأت بخط الذهبي: لا يعرف من ذا، والخبر منكر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/228) قال:حدثنا هشيم. والنسائي (6/42) قال:أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم. قال:حدثنا زكريا بن عدي.. قال:حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة. (ح) قال: وأنبأنا هشيم. وفي (6/42) قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا يزيد. قال:أنبأنا هشيم. كلاهما - هشيم، وزيد بن أبي أنيسة - عن سيار أبي الحكم، عن جبر بن عبيدة، فذكره. وفي سنده جبر ابن عبيدة، قال الحافظ في «التهذيب» قرأت بخط الذهبي، لا يعرف من ذا، والخبر منكر. الحديث: 7209 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 496 7210 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله -: قال: كَتَبَ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعاً من الروم، وما يتخوَّفُ منهم، فكتب إليه عمر: «أما بعدُ، فإنه مهما ينزلُ بعبد مؤمن من منزِلِ شِدَّة يجعل الله بعده فرجاً، وإنه لن يَغْلِبَ عُسْر يُسْرَيْن، وإن الله يقول في كتابه: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} [آل عمران: 200] » أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 446 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وإسناده منقطع، ورواه ابن مردويه من طريق عطية عن جابر موصولاً، وإسناده ضعيف، وفي الباب عن أنس مرفوعاً أخرجه البيهقي، ورواه الحاكم والبيهقي في " شعب الإيمان " من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن الحسن مرسلاً، وهو مرسل صحيح، وفي الباب عن ابن عباس من قوله، وعن ابن مسعود موقوفاً ومرفوعاً، وفي الباب عن عمر موقوفاً، وانظر " المقاصد الحسنة " للحافظ السخاوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/13) عن زيد بن أسلم،فذكره. وإسناده منقطع، وقد رواه ابن مردويه عن جابر مرفوعا وإسناده ضعيف. الحديث: 7210 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 497 الفرع الثاني: في فضل الشهادة والشهداء ، وفيه ستة أنواع نوع أول 7211 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: «إنه لمَّا أُصِيبَ إخوانُكم بأحُد، جَعلَ الله أرواحهم في [ص: 498] جَوفِ طير خضْر، تَرِدُ أنهارَ الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديلَ من ذهب معلَّقة في ظل العرش، فلما وجدوا طِيبَ مأكَلِهم ومشرَبِهم ومَقِيلهم، قالوا: مَنْ يُبَلِّغُ إخواننا عنا أننا أحياء في الجنة، لئلاَّ يزهَدوا في الجنة، ولا يَنْكُلوا عند الحرب؟ فقال الله تعالى: «أنا أُبلِّغهم عنكم، فأنزل الله عزَّ وجل: {ولا تحسَبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحْياءٌ ... } إلى آخر الآيات» [آل عمران: 169 - 171] أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نكل) عن العمل ينكُل بالضم: إذا جَبُن وفَتَرَ وضَعُفَ.   (1) رقم (2520) في الجهاد، باب في فضل الشهادة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2389) ، والحاكم 2 / 88 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/266) (2389) . وأبو داود (2520) قالا: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد، عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير، فذكره. (*) أخرجه أحمد (1/265) (2388) قال: حدثنا يعقوب (بن إبراهيم بن سعد) قال: حدثنا أبي. وعبد بن حميد (679) قال: حدثني يوسف بن بهلول، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. كلاهما - إبراهيم بن سعد - وعبد الله بن إدريس - عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن ابن عباس ليس فيه (سعيد بن جبير) . الحديث: 7211 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 497 7212 - (ت) كعب بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أرْواحَ الشُّهَدَاءِ في حواصلِ طير خُضْر، تَعْلُق من ثمر الجنة، أو شجرِ الجنة» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عَلَقت) تَعلُقُ: أي أكلت، وذلك في الإبل، إذا أكلتِ العِضاه فنقل إلى الطير.   (1) رقم (1641) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في ثواب الشهداء، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (الموطأ) (164) .والحميدي (873) قال:حدثنا سفيان. قال:حدثنا عمرو بن دينار. وأحمد (6/386) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. وفي (3/455) قال:حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا محمد بن إدريس - يعني الشافعي - عن مالك. وفي (3/455) قال:حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. وفي (3/456) قال:حدثنا أبو اليمان. قال: أنبأنا شعيب. وعبد بن حميد (376) قال: أخبرنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (4271) قال: حدثنا سويد بن سعيد. قال: أنبأنا مالك بن أنس. والترمذي (1641) قال:حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار. والنسائي (4/108) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. خمستهم - عمرو، ومعمر، ومالك،ويونس،وشعيب - عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك،فذكره (*) في رواية عمرو، ومعمر - عند عبد بن حميد -: عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك. ولم يسمه. (*) رواية معمر عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال: قالت أم بشر لكعب بن مالك، وهو شاك: اقرأ على ابني السلام - تعني مبشرا - فقال: يغفر الله لك ياأم مبشر، أو لم تسمعي ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله عز وجل إلى جسده يوم القيامة» .؟ قالت: صدقت؛.فأستغفر الله. (*) أخرجه أحمد (3/455) قال:حدثنا سعد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، صالح. وفي (3/460) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أبو أويس. كلاهما - صالح، وأبو أويس- قال صالح: عن ابن شهاب. قال:حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أنه بلغه،أن كعب بن مالك قال. فذكره. وقال أبو أويس، قال الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله الأنصار،أن كعب بن مالك كان يحدث، فذكره. الحديث: 7212 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 498 7213 - (م ت) مسروق - رحمه الله - قال: «سَألْنا عبدَ الله بنَ مسعود عن هذه الآية {ولا تحسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزَقون} [آل عمران: 169] فقال: أمَا إنَّا قد سألْنَا عن ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: أرواحُهم في جوف طَير خُضْر، لها قناديلُ مُعَلَّقَة بالعرش، تَسْرَح من الجنة، حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطَّلع إليهم ربُّهم اطِّلاعَة، فقال: [هل] تَشْتَهُون شيئاً؟ قالوا: أيَّ شيء نَشْتَهِي ونحن نَسْرح من الجنة حيث شِئْنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوْا أنهم لم يُترَكوا من أن يُسألُوا، قالوا: يا رب، نُريدُ أن تَرُدَّ علينا أرواحَنا في أجسادنا حتى نُقْتَلَ في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُرِكوا» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي «أنه سُئل عن قوله {ولا تَحْسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أَحْيَاءٌ عند ربِّهم} فقال: أما إنَّا قد سأَلْنا عن ذلك؟ فأُخْبِرْنا أنَّ أرْواحَهم في طير خُضْر، تَسْرَحُ في الجنة حيث شاءَتْ، وتأوي إلى قناديل مُعَلَّقة بالعرش، فاطَّلع ربك اطِّلاعة، فقال: هل تَسْتَزِيدون شيئاً، فأزيدكم؟ قالوا: ربنا، وما نَسْتَزيد ونحن في الجنة نَسْرح حيث شِئْنا؟ ثم اطَّلَعَ إليهم الثانيةَ، فقال: هل تَسْتَزِيدُون شَيئاً، فأزيدكم؟ فلما رأوْا أنَّهم لا يُترَكون، قالوا: تُعيدُ أرواحَنا في أجْسادنا حتى نرجعَ إلى الدنيا فَنُقْتَل في سبيلك مرة أخرى» . [ص: 500] وللترمذي في رواية أخرى - مثله - وزاد «وتُقْرِئُ نبينا السلام، وتُخْبِرُه أنْ قد رَضِينا، ورُضِيَ عنا» هكذا أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سَرَحَتِ) الماشية: إذا ذهبت للرعي، فاستعاره للطير.   (1) رواه مسلم رقم (1887) في الإمارة، باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، والترمذي رقم (3014) و (3015) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (120) قال: حدثنا سفيان، والدارمي (2415) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة. ومسلم (6/38) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن أبي معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، وعيسى بن يونس (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير، قال: حدثنا أسباط، وأبو معاوية. وابن ماجة (2801) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، والترمذي (3011) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. ستتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وأبو معاوية، وجرير، وعيسى، وأسباط بن محمد - عن سليمان الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، فذكره. الحديث: 7213 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 499 نوع ثان ٍ 7214 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أحد يَدْخل الجنة يُحِبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيدُ، يَتَمنَّى أن يرجعَ إلى الدنيا فَيُقْتَلَ عشر مرات، لما يَرى من الكرامة» وفي رواية «لما يَرى من فضل الشهادة» . أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم نحوه. وفي رواية الترمذي قال: «ما من عبد يموت له عند الله خير، يُحِبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيدُ، لما يَرَى من فضل الشهادة، فإنه يُحِبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا فَيُقتَلَ مرة أخرى» . وله في رواية أخرى أنه قال: «ليس أحد من أهل الجنة يَسُرُّه أن يرجعَ إلى الدنيا إلا الشهيد» . [ص: 501] وفي رواية النسائي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُؤتَى بالرجل من أهل الجنة، فيقول الله تعالى: يا ابنَ آدم، كيف وجدتَ منزِِلَك؟ فيقول: أيْ ربِّ، خيرَ مَنْزِل، فيقول: سَلْ وتَمَنَّ، فيقول: أسألك أن تَرُدَّني إلى الدنيا فأُقْتَلَ في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 12 في الجهاد، باب الحور العين وصفتهن، وباب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا، ومسلم رقم (1877) في الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله، والترمذي رقم (1643) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في ثواب الشهداء، والنسائي 6 / 36 في الجهاد، باب ما يتمنى أهل الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن. وفي (3/173و276) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. وعبد بن حميد (1168) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والدارمي (2414) قال: أخبرنا أبو علي الحنفي. والبخاري (4/26) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. ومسلم (6/35) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (1662) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن أحمد المسند (3/278) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. ستتهم - أبو قطن، وابن جعفر، وحجاج، ويزيد، وأبو علي، وأبو خالد - عن شعبة. 2- وأخرجه أحمد (3/251) قال: حدثنا عفان وبهز. وفي (3/289) قال: حدثنا بهز. كلاهما -عفان، وبهز - قالا: حدثنا همام بن يحيى. 3- وأخرجه الترمذي (1661) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. ثلاثتهم - شعبة، وهمام، وهشام - عن قتادة، فذكره. الحديث: 7214 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 500 7215 - (س) [عبد الرحمن] بن أبي عميرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من نَفْس مُسْلِمَة يَقْبِضُها ربُّها تُحِبُّ أن ترجعَ إليكم وأنَّ لها الدنيا وما فيها، غيرُ الشهيد» . قال ابن أبي عميرة: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن أُقْتَلَ في سبيل الله أحَبُّ إليَّ من أن يكونَ لي أهل الوبَر والمدر» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أهل الوبر) : هم الأعراب الذين في البادية، ومن لا يأوي إلى جدار. (وأهل المدَر) : أهل القرى والأمصار، والمدر: الطِّين المستحجر.   (1) 6 / 33 في الجهاد، باب تمني القتل في سبيل الله تعالى، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 216، وسنده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/216) قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال:حدثنا بقية،قال: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير،فذكره. وأخرجه النسائي (6/33) أخبرنا عمرو بن عثمان،قال:حدثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان،عن جبير بن نفير،عن ابن أبي عميرة، فذكره. الحديث: 7215 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 501 7216 - (س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما على الأرض مِنْ نَفْس تموتُ ولها عند الله خير، تحبُّ أن ترجعَ إليكم ولها الدنيا، إلا القَتِيلُ، فإنه يُحِبُّ أن يرجعَ فَيُقْتَلَ مرة أخرى» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 35 و 36 في الجهاد، باب ما يتمنى في سبيل الله عز وجل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/318) قال:حدثنا محمد بن بكر، وروح، وعبد الرزاق وفي (5/332) قال:حدثنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - ابن بكر،وروح، وعبد الرزاق - قالوا: أخبرنا ابن جريج، قال: قال سليمان بن موسى. 2- وأخرجه النسائي (6/35) قال: أخبرنا هارون بن محمد بن بكار، قال: حدثنا محمد بن عيسى - وهو ابن القاسم بن سميع - قال: حدثنا زيد بن واقد. كلاهما - سليمان، وزيد - عن كثير بن مرة، فذكره. الحديث: 7216 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 502 7217 - (خ) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: أخبرنا نَبِيُّنا عن رسالة ربِّنا «أنه من قُتل منَّا صار إلى الجنة، فَلَنَحْنُ أحبُّ في الموت منكم في الحياة» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) كذا في الأصل: أخرجه البخاري في ترجمة باب، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو موصول عند البخاري 6 / 189 و 192 في الجهاد، باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب، وفي التوحيد، باب قول الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخبرنا البخاري (4/118 و9/189) .وفي خلق أفعال العباد (53) قال:حدثنا الفضل بن يعقوب، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي،قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال:حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي، قال:حدثنا بكر بن عبد الله المزني،وزياد بن جبير،عن جبير بن حية، فذكره. الحديث: 7217 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 502 نوع ثالث 7218 - (م ت س ط) أبو قتادة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قام فيهم، فَذَكَر لهم أنَّ الجهادَ في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله، أتُكفَّر عني خطاياي؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم إن قُتِلْتَ في سبيل الله وأنتَ صابر مُحْتَسِب، مُقبِل غيرَ مُدْبِر، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف قلتَ؟ قال: أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله، أتكفَّر عَنِّي خطاياي؟ فقال [ص: 503] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، إن قتلتَ في سبيل الله وأنتَ صابر مُحْتَسِب، مُقْبِل غير مدبر، إلا الدَّينَ، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك» . أخرجه مسلم والترمذي والنسائي. وفي رواية «الموطأ» قال: جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إنْ قُتِلْتُ في سبيل الله، صابراً محتسباً، مُقْبلاً غيرَ مُدْبِر، أيكفِّرُ الله عَنِّي خطاياي؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نعم، فلما أدبر الرجلُ، ناداهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر باقي الحديث» وأخرجه النسائي أيضاً مثل «الموطأ» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1885) في الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين، والموطأ 2 / 461 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والترمذي رقم (1712) في الجهاد، باب ما جاء فيمن يستشهد وعليه دين، والنسائي 6 / 34 في الجهاد، باب من قاتل في سبيل الله عز وجل وعليه دين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] سعيد. وفي (5/303) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. وعبد بن حميد (192) قال: حدثنا سليمان بن داود، عن ابن أبي ذئب. والدارمي (2417) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (6/37) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. وفي (6/38) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا يحيى، يعني ابن سعيد والترمذي (1712) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (6/34) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك، عن يحيى ابن سعيد. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، والليث بن سعد، وابن أبي ذئب - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. 2- وأخرج الحميدي (425) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا محمد بن عجلان. ومسلم (6/38) قال: حدثنا سعيد بن منصور،. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنامحمد بن عجلان. والنسائي (6/35) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. كلاهما -محمد بن عجلان، عمرو بن دينار - عن محمد بن قيس. كلاهما - سعيد المقبري، ومحمد بن قيس - عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره. (*) أخرجه البخاري (426) . ومسلم (6/38) قال: حدثنا سعيد بن منصور. كلاهما -الحميدي، وسعيد بن منصور - قالا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو، عن محمد بن قيس، عن النبي مرسلا. الحديث: 7218 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 502 7219 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يَخْطُب على المنبر، فقال: أرأيتَ إن قُتلتُ في سبيل الله صابراً مُحْتَسباً. مقبلاً غير مدبر، أيُكفِّرُ الله عني سيئآتي؟ قال: نعم، ثم سَكَتَ ساعة، فقال: أين السائل آنِفاً؟ فقال الرجل: فها أنَا ذَا، قال: ما قُلْتَ؟ قال: أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله صابراً مُحتَسباً مُقْبلاً غير مُدْبر أيكفِّرُ [الله] عَنِّي سيئآتي؟ قال: نعم، إلا الدَّين، سَارَّني به جبريل آنفاً» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 33 في الجهاد، باب من قاتل في سبيل الله تعالى وعليه دين، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/33) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا محمد بن عجلان،عن سعيد المقبري،فذكره. الحديث: 7219 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 503 7220 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُغْفَرُ للشهيد كلُّ ذَنْب إلا الدَّيْنَ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1886) في الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/220) (7051) قال: حدثنا يحيى بن غيلان،قال:حدثني المفضل. ومسلم (6/38) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن صالح المصري،قال:حدثنا المفضل، يعني ابن فضالة. (ح) وحدثني زهير بن حرب،قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ،قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. كلاهما - المفضل،وسعيد - عن عياش بن عباس القتباني،عن عبد الله بن يزيد بن أبي عبد الرحمن الحبلي،فذكره. الحديث: 7220 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 504 7221 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «القَتْلُ في سبيل الله يكفِّر كلَّ خطيئة» ، فقال له جبريل: إلا الدَّين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إلا الدَّين» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1640) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في ثواب الشهداء، وهو حديث صحيح، ورواه مسلم بنحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو أحد روايات الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1640) قال: حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، قال:حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد،فذكره. الحديث: 7221 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 504 نوع رابع 7222 - (ت) المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لِلشَّهيد عندَ الله ستُّ خِصال: يَغْفِرُ الله له في أول دُفْعَة، ويُرَى مَقْعَده من الجنة، ويُجارُ من عذاب القبر، ويأمَنُ مِنَ الفزَعِ الأكبر ويُوضَعُ على رأسه تاج الوقار، الياقُوتةُ منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوَّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين من أقاربه» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 505] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحُور) : جمع حَوْرَاء، وهي الشديدة بياض العين في شدة سوادها. (والعِين) : جمع عَيْناء، وهي الواسعة العَيْن.   (1) رقم (1663) في فضائل الجهاد، باب ثواب الشهيد، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2799) في الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/131) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، والحكم بن نافع، قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش، وابن ماجة (2799) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. والترمذي (1663) قال: حدثناعبد الله بن عبد الرحمن، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا بقية بن الوليد. كلاهما - إسماعيل، وبقية - عن بحير بن سعد. وعن خالد بن معدان، فذكره. الحديث: 7222 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 504 7223 - (د) نمران بن عتبة الذماري - رحمه الله -: قال: دخلْنا على أم الدَّرداءِ ونحن أيتام، قُتِلَ أبونا في سبيل الله، فقالتْ: أبْشِروا، فإني سمعتُ أبا الدرداء يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته» أخرجه أبو داود ولم يذكر «قُتِلَ أبونا في سبيل الله» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2522) في الجهاد، باب في الشهيد يشفع، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (161) موارد، ونمران بن عتبة الذماري لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2522) قال:حدثنا أحمد بن صالح،قال:حدثنا يحيى بن حسان،قال:حدثنا الوليد بن رباح الذماري،قال:حدثني عمي نمران بن عتبة الذماري. قال:دخلنا على أم الدرداء،ونحن أيتام. فقالت: أبشروا،فإني سمعت أبا الدرداء يقول. فذكره. (*) قال أبو داود: صوابه رباح بن الوليد. الحديث: 7223 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 505 7224 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الشُّهداءُ أربعة: رَجُل مُؤمِن جَيِّدُ الإيمان، لقِيَ العَدُوَّ فَصَدَقَ الله حتى قُتل، فذلك الذي يَرْفَع الناسُ إليه أعيُنَهم يوم القيامة هكذا - ورفع رأسَهُ حتى سَقطت قَلَنْسُوتُه، فلا أدري أقَلَنْسُوةَ عُمر أراد أم قَلَنْسُوَةَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ - قال: ورجُل مُؤمِن جَيِّدُ الإيمان، لَقِيَ العَدُوَّ فكأنَّما ضُرب جِلدُهُ بِشَوْك طَلْح من الجُبْنِ، أتاه سَهْمُ غَرب فَقَتَلَهُ، فهو في الدرجة الثانية، ورَجُل مُؤمِن خَلَطَ عملاً صالحاً وآخَر سيئاً، لَقِيَ العَدُوَّ، فَصَدَقَ الله حتى قُتِلَ [ص: 506] فذلك في الدرجة الثالثة، ورجل مُؤمِن أسْرَفَ على نفسه، لقي العَدُوَّ، فَصَدَقَ الله حتى قُتِلَ، فذلك في الدرجة الرابعةِ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طلحاً) الطلح: نوع من أشجار الشوك. (سَهْم غَرْب) أصابه سهم غرب بالإضافة، وبغير الإضافة، وبفتح الراء وسكونها: إذا لم يدر من أين جاء. (أسرف الرجل على نفسه) : إذا أكثر من اعتقاب الأوزار والآثام.   (1) رقم (1644) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في الشهداء عند الله، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1644) حدثثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن أبي يزيد الخولاني، أنه سمع فضالة بن عبيد، يقول: سمعت عمر بن الخطاب، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن دينار، قال: سمعت محمدا يقول: قد روى سعيد بن أبي أيوب هذا الحديث عن عطاء بن دينار وقال: عن أشياخ بن خولان ولم يذكر فيه عن أبي يزيد، وقال عطاء بن دينار. ليس به بأس. الحديث: 7224 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 505 نوع خامس 7225 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «رغَّبَ في الجهاد، وذكر الجنة ورجل من الأنصار يأكل تمرات في يده - فقال: إني لحريص على الدنيا إن جَلَسْتُ حتى أفْرُغَ مِنْهُنَّ، ورمى ما في يده، فحمل بسيفه فقاتل حتى قُتلَ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 466 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وإسناده منقطع، ولكن رواه البخاري ومسلم موصولاً من حديث جابر بن عبد الله، فهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في (الموطأ) (2/466) في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد،وإسناده منقطع، ولكن رواه البخاري ومسلم موصولا من حديث جابر بن عبد الله. الحديث: 7225 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 506 7226 - (خ م) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: جاء رجل من بني النَّبِيت قَبيلِ من الأنصار إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّك عبدُه ورسوله، ثم تقدَّم فقاتل حتى قُتِل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَمِلَ هذا يسيراً وأُجِرَ كثيراً» أخرجه مسلم. [ص: 507] وفي رواية البخاري قال: أتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رَجُل مُقنَّع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أقاتِلُ أو أُسْلِمُ؟ قال: أسلِمْ ثم قاتِلْ، [فأسلمَ ثم قاتلَ] فَقُتِلَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَمِلَ قليلاً وأُجِرَ كثيراً» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مقنَّع بالحديد) رجل مقنَّع: إذا كان على رأسه بيضة وهي الخوذة.   (1) رواه البخاري 6 / 19 في الجهاد، باب عمل صالح قبل القتال، ومسلم رقم (1900) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/290) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وفي (4/293) قال: حدثنا يحيى بن آدم، وأبو أحمد، قالا: حدثنا إسرائيل. والبخاري (4/24) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (6/43) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن زكريا. (ح) وحدثنا أحمد بن جناب، قال: حدثنا عيسى، عن زكريا. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1854) عن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش، وعن بقية عن زهير بن معاوية. ثلاثتهم -إسرائيل، وزكريا، وزهير - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 7226 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 506 نوع سادس 7227 - (س) راشد بن سعد - رحمه الله -: عن رجل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أن رجلاً قال: «يا رسول الله، ما بالُ المؤمنينَ يُفْتَنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كَفَى ببارقةِ السُّيوف على رأسِهِ فتنة» . أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ببارقة السيوف) بَرَقَ السَّيف: إذا لمع، تشبيهاً بلموع البرق.   (1) 4 / 99 في الجنائز، باب الشهيد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/99) أخبرنا إبراهيم بن الحسن قال: حدثنا حجاج، عن ليث بن سعد، عن معاوية ابن صالح،أن صفوان بن عمر، وحدثه، عن راشد بن سعد، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. الحديث: 7227 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 507 7228 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما يجدُ الشهيدُ من مَسِّ القتلِ إلا كما يجدُ أحدُكم من القَرْصَةِ» أخرجه الترمذي. وعند النسائي «الشهيد لا يجد من مَسِّ القتل إلا كما يجدُ أحدكم [ص: 508] القَرْصةَ يُقْرَصُها» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1668) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرباط، والنسائي 6 / 36 في فضائل الجهاد، باب ما يجد الشهيد من الألم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/297) قال: حدثنا صفوان. والدارمي (2413) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي. قال: حدثنا صفوان بن عيسى. وابن ماجة (2802) قال: حدثنا محمد بن بشار وأحمد بن إبرهيم الدورقي وبشر بن آدم. قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى. والترمذي (1668) قال: حدثنامحمد بن بشار وأحمد بن نصر النيسابوري وغير واحد. قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى. والنسائي (6/36) قال: أخبرنا عمران بن يزيد بن قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. كلاهما - صفوان بن عيسى، وحاتم بن إسماعيل - عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 7228 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 507 7229 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَجِبَ ربُّنا تبارك وتعالى من رَجُل غَزا في سبيل الله، فَانْهَزَمَ أصحابه فعلم ما عليه، فَرَجَعَ حتى أُهريق دَمُه، فيقول الله عزَّ وجلَّ لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رَغْبَة فيما عندي، وشَفَقة مما عندي، حتى أُهريق دَمُهُ» أخرجه أبو داود، وزاد رزين «أُشْهِدُكم أني غَفَرتُ لَه» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2536) في الجهاد، باب في الرجل الذي يشري نفسه، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2536) حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن مرة الهمداني،عن ابن مسعود،فذكره. الحديث: 7229 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 508 7230 - (د) عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس: عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، يقال لها: أم خلاَّد، وهي تسأل عن ابن لها قتل في سبيل الله؟ فقال لها بعضُ أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: جِئْتِ تسألينَ عن ابنك وأنت مُنتقبة؟ فقالت: إنْ أُرْزَأ ابْني، فلم أُرْزَأ حَيَائي، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ابنُك له أجْرُ شهيدين، قالتْ: ولم؟ قال: لأنه قتلهُ أهلُ الكتاب» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرزء) : المصيبة، وأرزأ: أصاب بمصيبة، وتقول: ما رزأته شيئاً، أي: ما نقصته.   (1) رقم (2488) في الجهاد، باب فصل قتال الروم على غيرهم من الأمم , وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2488) حدثنا عبد الرحمن بن سلام، ثنا حجاج بن محمد، عن فرج بن فضالة، عن عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، عن جده، قال:فذكره. وإسناده ضعيف. الحديث: 7230 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 508 7231 - (م ت د س) سهل بن حُنيف - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من سألَ الله الشهادةَ بِصِدْق بلَّغهُ الله منازلَ الشهداء وإن مات على فراشه» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1909) في الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله، وأبو داود رقم (1520) في الصلاة، باب في الاستغفار، والترمذي رقم (1653) في فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن سأل الشهادة، والنسائي 6 / 36 و 37 في الجهاد، باب مسألة الشهادة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (2412) قال: أخبرنا القاسم بن كثير. ومسلم (6/48) قال: حدثني أبو طاهر. وحرملة بن يحيى،قال أبو الطاهر: أخبرنا. وقال حرملة: حدثنا عبد الله بن وهب. وابن ماجة (2797) قال:حدثنا حرملة بن يحيى،وأحمد بن عيسى والمصريان،قالا: حدثنا عبد الله بن وهب. والترمذي (1653) قال:حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي،قال: حدثنا القاسم بن كثير المصري،والنسائي (6/36) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - القاسم،وابن وهب - قالا:حدثنا عبد الرحمن بن شريح، أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه،عن أبيه، فذكره. (*) وأخرجه أبو داود (1520) قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي،قال:حدثنا ابن وهب،قال: حدثناعبد الرحمن بن شريح،عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سأل الشهادة..» الحديث ولم يذكر (سهل بن أبي أمامة) . الحديث: 7231 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 509 7232 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من فَصَلَ في سبيل الله، فمات أو قتل، فهو شَهيد، أو وقَصَهُ فرسه أو بعيرُه، أو لَدَغَته هَامَّة، أو مات على فراشِه، بأيِّ حَتْف شاءَ الله، فإنَّهُ شَهِيد، وإن له الجنة» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فَصل) أي: خرج، وفصل فلان عن المدينة: إذا خرج عنها. (وقَصَه فَرَسُه) رمى به، فكسر عنقه. (الحتف) الموت: يقال: مات فلان حتف أنفه: إذا مات من غير قتل ولا ضرب، ولا يُبْنَى منه فعل.   (1) رقم (2499) في الجهاد، باب ما جاء فيمن مات غازياً، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبود اود (2499) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة. قال: حدثنا بقية بن الوليد،عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرد إلى مكحول، إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري، فذكره وإسناده ضعيف،قلت فيه بقية بن الوليد وهو يدلس عن الضعفاء وقد عنعن. الحديث: 7232 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 509 7233 - (د) حسناء بنت معاوية الصريمية - رضي الله عنها - قالت: [ص: 510] حدَّثنا عمي قال: قلتُ للنبي - صلى الله عليه وسلم- «مَنْ في الجنة؟ قال: النبيُّ في الجنة، والشهيدُ في الجنة، والمولود والوئيد في الجنة» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوئيد) : هو المولود الصغير يدفن وهو حي، وقد ذُكِرَ.   (1) رقم (2521) في الجهاد، باب في فضل الشهادة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (2521) حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عوف، حدثتنا حسناء بنت معاوية الصريمية، قالت: ثنا عمي، قال: فذكره. وإسناده ضعيف. الحديث: 7233 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 509 7234 - (ط) أبو النضر - رحمه الله - بلغه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لشهداء أحد: «هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - ألَسْنَا يا رسول الله بإخوانهم؟ أسْلَمْنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بلى، ولكن لا أدري ما تُحْدِثون بعدي؟ فبكى أبو بكر، ثم بكى، [ثم] قال: إنَّا لكائنون بعدك» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) بلاغاً 2 / 461 و 462 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، وإسناده منقطع، وقال ابن عبد البر، مرسل عند جميع الرواة، لكن معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في (الموطأ) (3/49) شرح الزرقاني عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله بلاغا: فذكره. وإسناده منقطع، وقال ابن عبد بن البر: مرسل عن جميع الرواة، لكن معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة. الحديث: 7234 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 510 الفصل الثامن في فضل الدُّعاء والذِّكر قد تقدَّم من فضائلهما في «كتاب الدعاء» من حرف الدال، و «كتاب الذكر» من حرف الذال، وفي غيرهما من الكتب في ضمن أحاديث، ما دعت [ص: 511] الضرورة إلى ذِكْره هنالك، واستغنينا عن إعادته، ونذكر هاهنا ما لم نذكره هنالك إن شاء الله تعالى. 7235 - (د ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ {وقال ربُّكمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عن عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود، قال: «الدُّعاء هو العبادة {وقال ربكم ادعوني أسْتَجِبْ لكم} » (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1479) في الصلاة، باب الدعاء، والترمذي رقم (3244) في التفسير، باب ومن سورة المؤمن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/267) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش ومنصور..وفي (4/271) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/271) قال حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/276) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/276) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور والأعمش. وفي (4/277) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. والبخاري في الأدب المفرد (714) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. وأبو داود (1479) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، وابن ماجة (3828) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. والترمذي (2969) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، وفي (3247) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش. وفي (3372) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن الأعمش. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/11643) ، عن هناد، عن أبي معاوية، عن الأعمش (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله، عن شعبة، عن منصور. كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن ذر بن عبد الله الهمداني، عن يسيع الحضرمي، فذكره. الحديث: 7235 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 510 7236 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس شيء أكرمَ على الله من الدُّعاءِ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3367) في الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً أحمد، والبخاري في " الأدب المفرد "، وابن ماجة، وابن حبان، والحاكم وصححه، وأقره الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/362) قال:حدثنا سليمان بن داود. والبخاري (في الأدب المفرد) (712) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق،وابن ماجة (3829) قال:حدثنا محمد بن يحيى،قال:حدثنا أبو داود. والترمذي (3370) قال:حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري،قال:حدثنا أبو داود الطيالسي (ح) وحدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - سليمان بن داود الطيالسي،وعمرو وابن مهدي - عن عمران القطان،عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، فذكره. الحديث: 7236 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 511 7237 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3368) في الدعوات، باب رقم (2) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3371) قال: حدثنا علي بن حجر،قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبان بن صالح، فذكره. قلت: الوليد بن مسلم مدلس،وقد عنعن وابن لهيعة وهو مخلط وفيه ضعف من قبل حفظه وخصوصا في روايته عن غير العبادلة الأربعة. الحديث: 7237 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 511 7238 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 512] قال: «من فُتِحَ له باب الدُّعاءِ، فُتِحَتْ له أبوابُ الرَّحمةِ، وما سُئِلَ الله شيئاً أحبَّ إليه من أن يُسأل العافيةَ، وإن الدُّعاء يَنْفَعُ مما نَزَلَ ومما لم يَنْزِلْ ولا يردُّ القضاءَ إلا الدُّعاءُ، فعليكم بالدُّعاء» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3542) في الدعوات، باب رقم (112) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المكي المليكي، وهو ضعيف في الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3515 و3549) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوفي، عن إسرائيل. وفي (3548) قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما - إسرائيل، ويزدي - عن عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المليكي، عن موسى بن عقبة، عن نافع، فذكره. (*) رواية إسرائيل مختصرة على «ماسئل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية.» . (*) قال الترمذي: هذا حديث غريب. لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه. الحديث: 7238 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 511 7239 - (ت) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يردُّ القَضاءَ إلا الدُّعاءُ، ولا يزيد في العُمُر إلا البرُّ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2140) في القدر، باب ما جاء لا يرد القدر إلا الدعاء، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2139) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، وسعيد بن يعقوب، قالا: حدثنا يحيى بن الضريس،عن أبي مودود، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي،فذكره. قلت: محمد بن حميد الرازي،قال الحافظ «حافظ ضعيف» الجمهور على تضعيفه وكذبه أبو حاتم والنسائي وأبو زرعة وقال صالح بن محمد الأسدي «كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه» فالرجل مع حفظه فهو كذاب والكذب من أقوى أسباب الجرح وأبينها. الحديث: 7239 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 512 7240 - (ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما على الأرض مسلم يَدْعُو الله بدعوة إلا آتَاهُ الله إياها، أو صَرف عنه من السُّوء مثلَها، ما لم يَدْعُ بإثم أو قَطيعةِ رحم، فقال رجل من القوم: إذا نُكْثِرُ، قال: الله أكثرُ» أخرجه الترمذي (1) . قال الجراحي: يعني أكثرُ إجابة.   (1) رقم (3568) في الدعوات، باب في انتظار الفرج، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3573) قال:حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. و «عبد الله بن أحمد» (5/329) قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج. كلاهما - عبد الله، وإسحاق- قالا: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول،عن جبير بن نفير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. الحديث: 7240 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 512 7241 - (ت) جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من عبد مسلم يدعو بدعاء، إلا آتاه الله ما سأل، أو ادَّخَرَ له في الآخرة خيراً منه، أو كَفَّ عنه من السُّوءِ مِثْلَه، ما لم يَدْعُ بإثم أو قَطيعةِ رَحِم» . وفي رواية «ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كَفَّ عنه من السُّوءِ مثلَه، ما لم يَدْعُ بإثم أو قَطيعةِ رَحِم» . أخرج الترمذي الرواية الثانية، والأولى ذكرها رزين (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3378) في الدعوات، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/360) .والترمذي (3381) . كلاهما - أحمد، والترمذي - قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير فذكره. قلت: فيه عنعنة أبي الزبير عن جابر والراجح عدم الاعتداد بها إلا من رواية الليث عنه،وابن لهيعة وهو مخلط وفيه ضعيف من قبل حفظه. الحديث: 7241 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 513 7242 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - كان يقول: «ما من داع يدعو إلا كان بين إحْدى ثلاث خِلال: إما أن يُستجابَ له عاجلاً، وإما أن يُدَّخَرَ له، وإما أن يكفَّر عنه» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) موقوفاً 1 / 217 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، قال ابن عبد البر: مثل هذا يستحيل أن يكون رأياً واجتهاداً، وإنما هو موقوف، وهو خبر محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، أقول: وهذا الحديث بمعنى الحديثين اللذين قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في (الموطأ) بشرح الزرقاني (2/58) عن زيد بن أسلم، فذكره. قال ابن عبد البر:مثل هذا يستحيل أن يكون رأيا واجتهادا وإنما هو موقوف، وهو خبر محفوظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 7242 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 513 7243 - (ط ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخْبِرُكم بخيرِ أعمالِكم، وأرفَعِها في درجاتكم، وأزكاها عند مليكِكم، وخير لكم من الوَرِق والذهب، وخير لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم، فتضربوا [ص: 514] أعناقهم، ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى، قال: ذِكْرُ الله» أخرجه «الموطأ» والترمذي، إلا أن «الموطأ» وقفه على أبي الدرداء (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أزكاها) : خيرُها وأطهرها.   (1) رواه الموطأ موقوفاً 1 / 211 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تعالى، والترمذي مرفوعاً رقم (3374) في الدعوات، باب رقم (6) ، ورواه أيضاً مرفوعاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة، والحاكم، والطبراني في " الكبير "، والبيهقي في " شعب الإيمان "، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/195) قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) ومكي، وابن ماجة (3790) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. والترمذي (3377) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى. أربعتهم - يحيى، ومكي بن إبراهيم، ومغيرة، والفضل - عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد ابن أبي زياد، مولى ابن عياش، عن أبي بحرية، فذكره. (*) أخرجه أحمد (5/195) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (6/447) قال: حدثنا حجاج ابن محمد، قال: حدثنا أبومعشر. كلاهما - وهيب، وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن - عن موسى بن عقبة عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، عن أبي الدرداء، فذكره. ليس فيه أبو بحرية. الحديث: 7243 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 513 7244 - (ط ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «ما عَمِل ابنُ آدمَ من عَمَل أنْجَى له من عذابِ الله من ذِكْرِ الله» . أخرجه «الموطأ» والترمذي (1) .   (1) رواه الموطأ تعليقاً على حديث أبي الدرداء الذي قبله 1 / 211 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، والترمذي تعليقاً أيضاً على (3374) في الدعوات، باب رقم (6) ، فقال مالك في " الموطأ ": قال زياد بن أبي زياد: وقال أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل: " ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله "، وهو منقطع، فإن زياد ابن أبي زياد لم يدرك معاذاً، قال الهيثمي: وقد رواه الطبراني عن جابر يرفعه بسند رجاله رجال الصحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/239) قال: حدثنا حجين بن المثنى. قال:حدثنا عبد العزيز - يعني ابن أبي سلمة -عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، فذكره ورواه الإمام مالك تعليقا على حديث أبي الدرداء الذي قبله (1/211) في القرآن: باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى والترمذي تعليقا أيضا على (3374) في الدعوات باب رقم (6) فقال مالك في الموطأ: قال زياد بن أبي زياد. وقال أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل: ما عمل ابن آدم من عمل أنجي له من عذاب الله من ذكر الله، وهو منقطع، فإن زياد بن أبي زياد لم يدرك معاذا،قال الهيثمي: وقد رواه الطبراني عن جابر يرفعه بسند رجاله رجال الصحيح. الحديث: 7244 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 514 7245 - (ت) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يقول الله: أخْرِجُوا من النار مَنْ ذكَرني يوماً، أو خافني في مقام» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2597) في أبواب صفة جهنم، باب ما جاء أن للنار نفسين وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، ورواه أيضاً البيهقي في كتاب " البعث والنشور ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] يقول الترمذي (2594) حدثنا محمد بن رافع،حدثنا أبو داود، عن مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس، فذكره. قال: حديث حسن غريب. قلت: المبارك بن فضالة ضعفه الجمهور وهو ليس بالحافظ الضابط وهو أيضا مدلس وقد عنعنه. الحديث: 7245 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 514 7246 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يَبِيتُ على طُهْر ذَاكراً، فَيَتَعارَّ من الليل يسألُ الله خيراً من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه الله إياه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5042) في الأدب، باب في النوم على طهارة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 235 و 241 و 244، وابن ماجة رقم (3881) في الدعاء، باب ما يدعو إذا انتبه من الليل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/244) قال: حدثنا أبو كامل، وابن ماجة (3881) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا أبو الحسين. كلاهما - أبو كامل، وزيد بن الحباب أبو الحسين- عن حماد بن سلمة،عن عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، فذكره. (*) وأخرجه أحمد (5/234) قال:حدثنا روح وحسن بن موسى. قالا:حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل. نحوه. قال حسن في حديثه: قال ثابت البناني: فقدم علينا هاهنا،فحدث بهذا الحديث، عن معاذ، قال أبو سلمة:أظنه عني (أبا ظبية) . (*) وأخرجه أحمد (5/235) قال:حدثنا روح. قال: حدثنا حماد، عن ثابت، قال: قدم علينا أبو ظيبة، فحدثنا، فذكر مثل هذا الحديث. قلت: فيه شهر بن حوشب،هو ضعيف لا يحتج به لكثرة خطئه وكأنه لذلك أنما خرج له مسلم مقرونا بغيره كما في «خاتمة الترغيب» للمنذري (4/284) وقال الحافظ فيه: «صدوق كثير الإرسال والأوهام» . الحديث: 7246 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 515 7247 - () جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل الرجل بيتَهُ، أو أوى إلى فراشه، ابتدرَهُ مَلَك وشيطان، يقول الملَك: افتح بخير، ويقول الشيطان: افْتح بِشرّ، فإن ذكر الله طَرَدَ الملَكُ الشيطانَ، وظلَّ يَكْلَؤُهُ، وإذا انتبه من منامه قالا ذلك، فإن هو قال: الحمد لله الذي رَدَّ نفسي إليَّ بعد موتها، ولم يُمتْها في منامها، الحمد لله الذي يُمْسِكُ السموات السبع أن تقعَ على الأرض إلا بإذنه، فإن خرَّ من فراشِهِ فمات كان شهيداً، وإن قام وصلَّى صلَّى في فضائل» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الخبر من زيادات رزين على الأصول. الحديث: 7247 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 515 7248 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن أقعدَ مع قوم يذكرون الله عزَّ وجلَّ من صلاةِ الغداة حتى تطلُعَ الشَّمْسُ، أحبُّ إليَّ من [أن] أعْتِق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعدَ مع قوم يذكرون الله عز وجل من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس [ص: 516] أحبُّ إليَّ من [أن] أعتق أربعة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3667) في العلم، باب في القصص، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3667) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثني عبد السلام بن مطهر، قال: حدثنا موسى بن خلف العمي، عن قتادة، فذكره. قلت: موسى بن خلف قال الحافظ صدوق عايد له أوهام، وقد نقل ابن عدي في الكامل في ترجمته أن موسى بن خلف عن قتادة بن أنس غيرهذا يرويه عن موسى بن خلف وغير ابنه ولا أرى بروايته بأسا. الحديث: 7248 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 515 7249 - (م ت) حنظلة بن الربيع - رضي الله عنه - قال: «كنا عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر النار، ثم جئتُ إلى البيت، فضاحكتُ الصبيان ولاعبتُ المرأةَ، فخرجت فلقيتُ أبا بكر، فذكرتُ ذلك له، فقال: وأنا قد فَعَلْتُ مثل ما تذكر، فلقينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسولَ الله، نافَقَ حنظلةُ، فقال: مَه؟ فحدَّثْتُه بالحديث، فقال أبو بكر: وأنا قد فعلتُ مثل ما فعل، فقال: يا حنظلةُ، ساعة وساعة، لو كانت قلوبُكم كما تكون عند الذِّكر لصافحتكم الملائكةُ، حتى تُسلِّم عليكم في الطرق» . أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي نحوه (1) . وقد تقدَّم في «كتاب الاعتصام» من حرف الهمزة ذِكْره.   (1) رواه مسلم رقم (2750) في كتاب التوبة، باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة، والترمذي رقم (2516) في صفة القيامة، باب رقم (60) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 305 و 3 / 175 و 4 / 178 و 346، وابن ماجة رقم (4239) في الزهد، باب المداومة على العمل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/178) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (4/346) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. ومسلم (8/95) قال: حدثني زهير بن حرب،قال:حدثنا الفضل بن دكين،وابن ماجة (4239) قال:حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة،قال: حدثنا الفضل بن دكين. كلاهما - أبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو أحمد - قالا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه مسلم (8/94) قال:حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وقطن بن نسير،والترمذي (2514) قال: حدثنا بشر بن هلال البصري (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله البزاز،قال: حدثنا سيار. أربعتهم - يحيى، وقطن، وبشر، وسيار - عن جعفر بن سليمان. 3- وأخرجه مسلم (8/95) قال:حدثني إسحاق بن منصور،قال: أخبرنا عبد الصمد،قال: سمعت أبي. ثلاثتهم - سفيان، وجعفر، وعبد الوارث - عن سعيد الجريري،عن أبي عثمان النهدي،فذكره. الحديث: 7249 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 516 الفصل التاسع: في فضل الصدقة 7250 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما تصدَّقَ أحد بصدقة من طَيِّب - ولا يقبل الله إلا الطَّيبَ - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تَمْرَة، فتربو في كَفِّ الرحمن حتى تكونَ أعظمَ من الجبل، كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فَصيلَه» هذا لَفْظ حديث مسلم. وأخرجه البخاري، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَصَدَّق بعَدْل تمرة من كَسْب طيِّب - ولا يصعَدُ إلى الله -» وفي رواية «ولا يقبل الله - إلا الطَّيِّبَ، فإن الله يتقبَّلُها بيمينه، ثم يُربِّيها لصاحِبِها كما يربِّي أحدُكم فَلُوَّهُ، حتى تكون مثل الجبل» . ولمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يتصدَّق أحَد بتمرة من كَسْب طَيِّب إلا أخَذَها الله بيمينه، يُربِّيها كما يربي أحَد فَلُوَّه، أو قَلوصَه، حتى تكون مثل الجبل، أو أعظم» . وفي أخرى له «من الكَسْبِ الطيبِ، فَيَضَعُها في حَقِّها» . [ص: 518] وفي أخرى «فَيَضَعُها موضِعَها» . وفي رواية «الموطأ» عن سعيد (1) بن يَسَار - مرسلاً - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من تصدَّق بصدقة من كَسْب طَيِّب - ولا يقبلُ الله إلا طَيِّباً - كان إنما يَضَعُها في كفِّ الرحمن، يُرَبِّيها كما يُرَبِّي أحدكم فَلُوَّهُ، أو فَصيلَه، حتى تكونَ مثل الجبل» وسعيد (1) بن يَسَار، هو راوي الحديث عن أبي هريرة. وأخرج الترمذي [[عن]] سعيد (1) بن يسار: أنه سمع أبا هريرة يقول ... وذكر نحو رواية «الموطأ» . وأخرج في رواية أخرى عن القاسم بن محمد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يَقْبَلُ الصدقة، ويأخذها بيمينه، فيُربِّيها كما يُربِّي أحدكم مُهْرَهُ، حتى إن اللقْمَة تصير مثل أحُد، وتصديق ذلك في كتاب الله {ألم تعلموا (*) أنَّ الله هو يَقْبَلُ التوبةَ عن عباده ويأخذُ الصدقاتِ} [التوبة: 104] و {يمحق الله الرِّبَى ويُرْبِي الصدقات} [البقرة: 276] » وأخرج النسائي الرواية الأولى (2) . [ص: 519] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كف الرحمن) : كناية عن محل قبول الصدقة، لأنَّ من عادة الفقير: أن يأخذ الصدقة بكفِّه، فكأن المتصدِّق قد وضع صدقته في محل القبول والإثابة، وإلا فلا كفَّ لله (**) ولا جارحة، تعالى الله عما يقول المشبِّهون والمجسِّمون علواً كبيراً (3) . (ربا الشيء) يربو: إذا زاد وكثر. (الفَلُو) : المُهر أول ما يولد. (الفصيل) : ولد الناقة إلى أن يُفْصَل عن أمه. (القلوص) : الناقة، فهو للأنثى كالجمل للذكر.   (1) في المطبوع سعد، وهو خطأ. (2) رواه البخاري 3 / 220 - 222 في الزكاة، باب لا يقبل الله صدقة من غلول، ومسلم رقم (1014) في الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، والموطأ 2 / 995 في الصدقة، باب الترغيب في الصدقة، والترمذي رقم (661) و (662) في الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة، والنسائي 5 / 57 في الزكاة، باب الصدقة من غلول. (3) والسلف يكلون علم ذلك إلى الله، ولا يؤولون. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المصحف {ألم يعلموا} . وفي قراءة بالتاء (**) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: " إنكار المؤلف لصفة الكف واليد وتأويلها لها غلط بيَّن، وهي ثابتة بنصوص كثيرة من الكتاب والسنة لا يمكن دفعها ولا إنكارها ولا يساعد السياق في كثير منها على تأويلها بما ذهب إليه المؤلف، فلله يد لا تشبه أيد المخلوقين كما أن له تعالى قدرة وإرادة لا كقدرة وإرادة المخلوقين، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات. والذي دفعه إلى هذا ظنه أن إثباتها يكون تجسيماً فشبه أولاً في ذهنه ثم ذهب ينفي ما تخيله، وليس يلزم أهل السنة حين يثبتون الصفات ما خطر له من ذلك. والله أعلم. " [الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس] وقال الترمذي في سننه عقب هذا الحديث: "وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِى هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ يُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ كَيْفَ. هَكَذَا رُوِىَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِى هَذِهِ الأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلاَ كَيْفٍ. وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ. وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَا هُنَا الْقُوَّةُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ. فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلاَ يَقُولُ كَيْفَ وَلاَ يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلاَ كَسَمْعٍ فَهَذَا لاَ يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى كِتَابِهِ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . " ا. هـ كلام الترمذي رحمه الله [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1154) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا محمد بن عجلان. وأحمد (2/331) قال: حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى. قالا: حدثنا ورقاء، عن عبد الله بن دينار. وفي (2/418) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا بكر بن مضر، عن ابن عجلان. وفي (2/431) قال: حدثنا يحيى. قال ابن عجلان. وفي (2/538) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني سعيد المقبري. والدارمي (1682) قال: أخبرنا سعيد بن المغيرة، عن عيسى بن يونس، عن يحيى بن سعيد. ومسلم (3/85) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد. وابن ماجة (1842) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري. قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري والترمذي (661) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعيد بن أبي سعيد المقبري. والنسائي (5/75) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد. وفي الكبرى (الورقة 101- ب) قال: أخبرنا علي بن شعيب. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيدد. وفي (الورقة 102-) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا يحيى. عن ابن عجلان، وفي الكبرى تحفة الأشراف (10/13379) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن عبيد الله بن عمر. عن سعيد المقبري. وابن خزيمة (2425) قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي وعتبة بن عبد الله. قالا: حدثنا ابن المبارك. قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر. عن سعيد المقبري. أربعتهم - ابن عجلان، وعبد الله بن دينار، وسعيد المقبري، ويحيى بن سعيد - عن سعيد بن يسار أبي الحباب، فذكره. الحديث: 7250 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 517 7251 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بَيْنا رجل في فلاة من الأرض، فسمع صوتاً في سَحَابة: اسْقِ حديقةَ فلان، فتنحَّى ذلك السحابُ، فأفرغَ ماءه في حَرة، فإذا شَرْجة من تلك الشِّراج قد استوعبتْ ذلك الماء كُلَّه، فتتبَّع الماءَ، فإذا رجل قائم في حديقة يُحَوِّلُ الماء بِمِسْحَاته، فقال [له] : يا عبدَ الله، ما اسْمُك؟ قال: فلان - للاسم الذي سمع في السحابة - فقال له: يا عبد الله لم سألتني عن اسمي؟ قال: [إني] سمعتُ صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤهُ يقول: اسق حديقة فلان - لاسمك - فما تصنعُ فيها؟ قال: أمَّا إذ قُلْتَ هذا فإني أنظرُ إلى ما يخرج منها، [ص: 520] فأتصدق بثلثه، وآكلُ أنا وعيالي ثُلُثاً، وأرَدُّ فيها ثُلُثَهُ» وفي رواية «وأجعل ثُلُثَه في المساكين والسائلين وابن السبيل» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حديقة) الحديقة: البستان الذي عليه حائط. (الحرَّة) : الأرض ذات الحجارة السُّود. (الشَرجة) واحدة الشِّراج: وهي مسايل الماء إلى السهل من الأرض. (المسحاة) : المجرفة من الحديد.   (1) رقم (2984) في الزهد، باب الصدقة في المساكين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/296) قال: حدثنا يزيد ومسلم (8/222و223) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا يزيد بن هارون. (ح) وحدثناه أحمد بن عبدة الضبي. قال: أخبرنا أبو داود. كلاهما -يزيد بن هارون. وأبو داود الطيالسي - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عمير الليثي، فذكره. الحديث: 7251 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 519 7252 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَبق دِرْهَم مائةَ ألف دِرْهم، قال: وكيف؟ قال: كان لرجل دِرْهمان، فتصدَّق بأجودِهما، وانطلق رجل إلى عُرض ماله، فأخذ منه مائةَ ألف درهم فتصدَّق بها» . وفي أخرى مثله، وفيها: «وكان رجل له مال كثير، فأخذ من عُرض ماله ... الحديث» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عُرض الشيء) : جانبه وناحيته.   (1) 5 / 59 في الزكاة، باب جهد المقل، ورواه أيضاً ابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة، والنسائي أيضاً من حديث أبي ذر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/379) .والنسائي (5/59) .كلاهما، عن قتيبة، عن ليث، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري والقعقاع بن حكيم فذكراه. الحديث: 7252 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 520 7253 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه - جاءه سائل، فقال له ابن عباس: أتَشْهَدُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ الله؟ قال: نعم، قال: وتصومُ، قال: نعم، قال: سألتَ، وللسائل حق، إنه لَحَقّ علينا أن نصلك، فأعطاه ثوباً، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ مسلم يكسُو مسلماً ثوباً إلا كان في حفظ الله ما دام عليه منه خِرْقَة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2486) في صفة القيامة، باب رقم (42) ، وفي سنده خالد بن طهمان الكوفي وهو صدوق اختلط، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2484) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا خالد بن طهمان أبو العلاء. قال:حدثنا حصين فذكره قلت: في سنده خالد بن طهمان قال الحافظ «صدوق رمي بالتشيع ثم اختلط» وأورده ابن الكبل في كتابه «الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات» . الحديث: 7253 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 521 7254 - (خ م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن أعرابيّاً قال: «يا رسول الله، أخبرني عن الهجرة، قال: ويحك، إنَّ شَأنَ الهجرة شديد، فهل لكَ من إبل؟ قال: نعم، قال: فهل تؤدِّي صَدَقَتَها؟ قال: نعم، قال: فاعْمَل من وراءِ البحار، فإنَّ الله لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً» . وفي رواية «فهل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: فتُعطي صَدَقَتَها؟ قال: نعم، قال: فهل تَمْنَحُ منها؟ قال: نعم، قال: فتَحْلِبُها يوم وِرْدِها؟ قال: نعم، قال: فاعمل من وراء البحار، فإن الله لن يَتِرَكَ من عملكَ شيئاً» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وأخرج أبو داود الأولى (1) . [ص: 522] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لن يترك) : لن ينقصك شيئاً.   (1) رواه البخاري 10 / 457 في الأدب، ما جاء في قول الرجل ويلك، وفي الزكاة، باب زكاة [ص: 522] الإبل، ومسلم رقم (1865) في الإمارة، باب المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد والخير، وأبو داود رقم (2477) في الجهاد، باب ما جاء في الهجرة، والنسائي 7 / 143 و 144 في البيعة، باب شأن الهجرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/14) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا إسحاق الفزاري. وفي (3/14) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. وفي (3/64) قال: حدثنا محمد بن مصعب. والبخاري (2/145) و (5/83) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (3/217 و5/83) قال: محمد بن يوسف، وفي (8/48) قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال: حدثنا الوليد ومسلم (6/28) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (6/29) قال: وحدثناه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا محمد بن يوسف. وأبو داود (2477) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل، قال: حدثنا الوليد- يعني ابن مسلم -. والنسائي (7/143) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. خمستهم - أبو إسحاق، وعبد الله بن الحارث، ومحمد بن مصعب، والوليد، ومحمد بن يوسف - عن عبد الرحمن بن عمرو بن الأوزاعي، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره. الحديث: 7254 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 521 7255 - (ت) أنس (1) - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الصدقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتَدْفَعُ مِيتَة السُّوءِ» أخرجه الترمذي (2) .   (1) في الأصل: أبو هريرة، وهو خطأ، والتصحيح من الترمذي وكتب الحديث. (2) رقم (664) في الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (644) قال:حدثنا عقبة بن مكرم العمي البصري،قال:حدثنا عبد الله بن عيسى الخزاز البصري،عن يونس بن عبيد، عن الحسن، فذكره. قلت: فيه عنعنة الحسن البصري وهو على جلالة قدره لم يصرح بسماعه من أنس فهو منقطع، وفي سنده أيضا عبد الله بن عيسى أبو خلف البصري الخزاز ذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال: قال ابن عدي: يروي عن أنس بن عبد وداود بن أبي هند مالا يوافقه عليه الثقات وهو مضطرب الحديث،وليس ممن يحتج به (2/134) . الحديث: 7255 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 522 الفصل العاشر: في فضل النفقة 7256 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ يوم يُصبِحُ فيه العبادُ إلا مَلَكانِ يَنْزِلان، يقول أحدُهما: اللهم أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، ويقول الآخر: اللهم أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 241 في الزكاة، باب قول الله تعالى: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى} ، ومسلم رقم (1010) في الزكاة، باب في المنفق والممسك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2/142) قال:حدثنا إسماعيل. قال:حدثني أخي. ومسلم (3/83) قال:حدثني القاسم بن زكريا. قال:حدثنا خالد بن مخلد. والنسائي في الكبرى (الورقة 124 -أ) قال: أخبرنا محمد بن نصر،قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال. قال: حدثني أبو بكر. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13381) عن العباس بن محمد، عن خالد بن مخلد. كلاهما - أبو بكر بن أبي أويس أخو إسماعيل، وخالد بن مخلد - عن سليمان بن بلال، عن معاوية بن أبي مزرد، عن سعيد بن يسار بن أبي الحباب،فذكره. الحديث: 7256 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 522 7257 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص: 523] صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أنْفَقَ زوجين في سبيل الله، دعاهُ خَزَنَةُ الجنَّةِ، كلُّ خَزَنَةِ باب: أيْ فُلُ، هَلُمَّ، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ذاك الذي لا تَوَى عليه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لأرجو أن تكون منهم» . وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نُودي من أبواب الجنة» . وفي رواية «نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعِيَ من باب الصلاة، ومَنْ كان من أّهل الجهاد، دُعِيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دُعِي من باب الصدقة ... الحديث» وسيَجِيءُ في موضعه، أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زوجين) أي: صنفين: والزوج: الصنف من الأشياء والنوع منها والزوج الذي معه آخر من جنسه مثله. (أي فُلْ) : منقوص من «فلان» كأنه قال: يا فلان: قال الأزهري: ليس ترخيم «فلان» ولكنها كلمة على حدة، فبنو أسد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم، يثني ويجمع ويؤنث، وقال [ص: 524] الجوهري: حذفت الألف والنون لغير ترخيم، ولو كان ترخيماً، لقال: يا فُلا. (التَّو) : الهلاك.   (1) رواه البخاري 6 / 36 في الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (1027) في الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، ورواه النسائي 6 / 48 في الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/32) قال: حدثني سعد بن حفص. وفي (4/136) قال: حدثنا آدم. ومسلم (3/91) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا شبابة. أربعتهم - سعد بن حفص، وآدم ومحمد بن عبد الله، وشبابة بن سوار - عن شيبان بن عبد الرحمن عن (*) أخرجه النسائي (6/48) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية، عن الأوزاعي. قال: حدثني يحيى، عن محمد بن إبراهيم. قال: أنبأنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، فذكراه. زاد فيه: (محمد بن إبراهيم) . الحديث: 7257 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 522 7258 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من عبد مسلم يُنْفِقُ من كلِّ مال له زوجين في سبيل الله، إلا استقبله حَجَبةُ الجنة، كلُّهم يَدْعُوهُ إلى ما عندَه، قلتُ: وكيفَ ذلك؟ قال: إن كانتْ إبلاً فَبَعِيرينِ، وإن كانت بَقَراً فبقرتين» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 48 في الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله، وفيه عنعنة الحسن البصري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/48) أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال:حدثنا بشر بن المفضل،عن يونس، عن الحسن عن صعصعة بن معاوية قال: لقيت أبا ذر فذكره. قلت: وفيه عنعه الحسن البصري. الحديث: 7258 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 524 7259 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله تعالى: أنْفِقْ يُنْفِقْ عليك. وفي أخرى «نحن الآخِرون السَّابِقون يوم القيامة ... وذكره، وفيه: يَدُ الله مَلأى لا يَغِيضُها نفقة، سَحَّاءُ الليلَ والنهار، وقال: أرأيتم ما أنفق مُنْذُ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يَغِضْ ما في يده، وكان عرشُهُ على الماء، وبيده الميزان يَخْفِضُ ويَرفَعُ» . وفي أخرى: وبيده الأخرى: الفَيْضُ - أو القَبْضُ - يرفع ويَخْفِضُ» أخرجه البخاري. وأخرج مسلم عن أبي هريرة - يَبْلُغُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله [ص: 525] تبارك وتعالى: يا ابن آدم، أنْفِقْ أُنْفِقْ عليك، وقال: يمين الله [مَلأى] سَحَّاء، لا يَغِيضُها شيءٌ الليل والنهار» . وفي رواية له عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- «إن الله قال لي: أنْفِقْ أُنْفِقْ عليك وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يد الله ملأى ... وذكر الحديث، وفي آخره: وبيده الأخرى القَبْضُ، يرفع ويخفض» وأخرج الترمذي نحوه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يغيضها) غاض الماء يغيض: إذا نقص، أي لا ينقصها شيء من كثرة العطاء. (سَحَّاء) سَحَّ السحاب: يَسُحّ: إذا هطل، والسحابة سَحَّاء. (الفيض) جَرْي الماء: إذا امتلأ الإناء وجرى.   (1) رواه البخاري 8 / 265 في تفسير سورة هود، باب قوله: {وكان عرشه على الماء} ، وفي النفقات في فاتحته، وفي التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} {وهو رب العرش العظيم} ، وباب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (993) في الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف، والترمذي رقم (3048) في التفسير، باب ومن سورة المائدة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (1067) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/464) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر ومعاوية بن هشام. قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/500) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد والبخاري (6/92و9/150و175) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (7/80) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (3/77) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وابن ماجة (197) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وفي (2123) قال: حدثنا أحمد بن يوسف. قال: حدثنا عبيد الله، عن سفيان. والترمذي (3045) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13740) عن عمران بن بكار، عن علي بن عياش، عن شعيب. خمستهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، ومحمد بن إسحاق، وشعيب، ومالك - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 7259 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 524 7260 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «دِينار أنفقتَه في سبيل الله، ودِينار أنفقتَهُ في رقبة، ودينار تصدَّقْتَ به على مسكين، ودِينار أنفقتَهُ على أهلك، أعظَمُها أجراً الذي تنفقه على أهلك» أخرجه مسلم (1) . [ص: 526] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (في رقبة) أراد بقوله: «ودينار أنفقته في رقبة» أي: في فك رقبة مأسورة.   (1) رقم (995) في الزكاة، باب فضل النفقة على العيال والمملوك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/476) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى. والبخاري في الأدب المفرد (751) قال: حدثنا محمد بن يوسف ومسلم (3/78) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير ابن حرب وأبوكريب. قالوا: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14347) عن عمرو ابن علي، عن يحيى. ثلاثتهم- وكيع، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن يوسف - عن سفيان عن مزاحم بن زفر، عن مجاهد، فذكره. في رواية يحيى عند أحمد: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيما أعلم - شك يحيى. الحديث: 7260 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 525 7261 - (م ت) ثوبان - رضي الله عنه - قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أفضل دِينار ينفقُه الرجل: دينار يُنْفِقْهُ على عياله، ودِينار يُنفِقُه [الرجل] على دَابته في سبيل الله، ودينار يُنْفِقُه على أصحابه في سبيل الله» . قال أبو قِلابة: بدأ بالعِيال، ثم قال أبو قِلابة: وأيُّ رجل أعظم أجراً من رَجل يُنْفِقُ على عيال صغار، يُعِفُّهم الله - أو يَنفَعهم الله - به، ويغنيهم؟» . أخرجه مسلم والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُعفُّهم الله) العِفَّة: كف النفس عما لا يحل، أي: يجعلهم ذوي عفاف وتُقى لا يتبذَّلون.   (1) رواه مسلم رقم (994) في الزكاة، باب فضل النفقة على العيال والمملوك، والترمذي رقم (1967) في البر والصلة، باب ما جاء في النفقة في الأهل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/279) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/284) قال: حدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (748) قال:حدثنا حجاج. ومسلم (3/78) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2760) قال:حدثنا عمران بن موسى الليثي. والترمذي (1966) ،والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (2101) كلاهما - الترمذي،والنسائي - عن قتيبة. ستتهم - ابن مهدي، وعفان، وحجاج، وأبو الربيع، وقتيبة،وعمران - عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء،فذكره. (*) أخرجه أحمد (5/277) قال:حدثنا إسماعيل، قال:حدثنا أيوب،عن أبي قلابة،عمن حدثه، عن ثوبان (لم يذكر أبا أسماء) . الحديث: 7261 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 526 7262 - (خ م ت س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يَحْتَسِبُها، كانت له صدقة» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. [ص: 527] ولفظ الترمذي: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «نفقةُ الرجل على أهله صدقة» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 126 في الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي النفقات في فاتحته، ومسلم رقم (1002) في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج، والترمذي (1965) في البر والصلة، باب ما جاء في النفقة على الأهل، والنسائي 5 / 69 في الزكاة، باب أي الصدقة أفضل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/120) قال: حدثنا عفان. وفي (4/122) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. وفي (5/273) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (2667) قال: حدثنا أبو الوليد. والبخاري (1/21) وفي «الأدب المفرد» (749) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي (5/107) قال: حدثنا مسلم. وفي (7/80) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. ومسلم (3/81) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه محمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع، كلاهما عن محمد بن جعفر (ح) وحدثناه أبو كريب، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (1965) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك. والنسائي (5/69) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد. وفي الكبرى «الورقة 124 - ب» قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضل. جميعهم - عفان، ومحمد بن جعفر، وبهز، ووكيع، وأبو الوليد ووحجاج، ومسلم بن إبراهيم، وآدم، ومعاذ العنبري، وعبد الله بن المبارك، وبشر - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: سمعت عبد الله بن يزيد الأنصاري، فذكره. الحديث: 7262 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 526 7263 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من وسَّعَ على عياله في النفقة يومَ عاشوراء، وسَّعَ الله عليه سائر سَنَتِهِ» قال سفيان: إنا قد جربناه، فوجدناه كذلك. أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه للطبراني في " الأوسط " والبيهقي من طريق الهيصم بن شداخ عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود، قال المناوي في " الفيض ": قال ابن حجر في " أماليه ": اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى تفرده به، وقال البيهقي في موضع: أسانيده كلها ضعيفة، وقال ابن رجب في " اللطائف ": لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه أخرى لا يصح شيء منها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 7263 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 527 الفصل الحادي عشر: في فضل العتق 7264 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما رجل أعتق امْرءاً مسلماً اسْتَنْقَذَ الله بكل عضو منه عضواً منه من النار» . [ص: 528] قال سعيد بن مُرجانة: فانطلقت به إلى علي بن الحُسَيْنِ، فعمَد علي بن الحسين إلى عبد له، قد أعطاه به عبدُ الله بن جعفر عشرةَ آلاف درهم - أو ألف دينار - فأعتقه. وفي رواية قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار، حتى فَرْجَه بِفَرْجِهِ» . وفي أخرى «من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل إرْب منهُ إرْباً منه من النار» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إرب) الإرب: العضو، وجمعه: آراب.   (1) رواه البخاري 5 / 103 و 104 في العتق، باب ما جاء في العتق وفضله، والأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {أو تحرير رقبة} وأي الرقاب أزكى، ومسلم رقم (1509) في العتق، والترمذي رقم (1451) في الأيمان والنذور، باب ما جاء في ثواب من أعتق رقبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/420 و 422) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الله - يعني ابن سعيد بن أبي هند - عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير. وفي (2/430) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي حكيم. وفي (2/429) قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي ويحيى بن معين. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، يعني بن أبي هند. قال: حدثني إسماعيل بن أبي حكيم. وفي (2/447) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثني عبد الله بن سعيد، يعني ابن أبي هند، عن سعيد بن مرجانة، أنه حدبث علي بن حسين، عن أبي هريرة. وفي (2/525) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا عاصم - يعني ابن محمد- والبخاري (3/188) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا عاصم بن محمد. قال: حدثني واقد بن محمد. وفي (8/181) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم. قال: حدثنا داود بن رشيد. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسين. ومسلم (4/217) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد، وهو ابن أبي هند. قال: حدثني إسماعيل بن أبي حكيم. (ح) وحدثنا داود بن رشيد. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن مطرف أبي غسان المدني، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسين. (ح) وحدثنا: قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث، عن ابن الهاد، عن عمر بن علي بن حسين. (ح) وحدثني حميد بن مسعدة، قال: حدثنابشر بن المفضل. قال: حدثنا عاصم، وهو ابن محمد العمري. قال: حدثنا واقد، يعني أخاه. والترمذي (1541) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن الهاد، عن عمر بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/13088) عن قتيبة، عن ليث، عن يزيد بن الهاد. عن عمر بن علي بن الحسين (ح) وعن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن إسماعيل بن أبي حكيم. (ح) وعن مجاهد بن موسى، عن مكي بن إبراهيم، عن عبد الله ابن سعيد بن أبي هند، عن إسماعيل بن أبي حكيم. خمستهم - إسماعيل بن أبي حكيم، وعاصم بن محمد، وواقد بن محمد، وعلي بن حسين، وعمر بن علي بن حسين - عن سعيد بن مرجانة، فذكره. الحديث: 7264 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 527 7265 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - وغيره من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما امرِئ مسلم أعتقَ امرءاً مسلماً، كان فكاكَهُ في النار، يُجْزِئُ كلُّ عضو منه عضوا منه، وأيُّما امْرِئ مسلم أعتق امرأتين مُسْلمتين، كانت فَكاكَه من النار، يُجْزِئُ كلُّ عضو منهما عضواً منه، وأيُّما امرأة مسلمة أعتقتْ امرأة، كانتْ فكاكَها من النار، يُجْزِئ كلُّ عضو منها عضواً منها» . [ص: 529] أخرجه الترمذي، ومن قوله: «أيُّما امرأة ... إلى آخره» زيادة قد نقلت من بعض النسخ، وسياق لفظ الترمذي عقيب الحديث يدل على أنها ليست من الحديث (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1547) في الأيمان والنذور، باب رقم (19) ، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1547) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عمران بن عيينة - وهو أخو سفيان بن عيينة - عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. الحديث: 7265 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 528 7266 - (د س) أبو نجيح السلمي - رضي الله عنه - قال: حاصَرْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بقصر الطائف - وفي رواية: بحصن الطائف - فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من بَلَغَ بِسَهْم في سبيل الله، فله درجة ... وساق الحديث» ولم يذكره أبو داود، ثم قال: وسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أيُّما رَجُل مسلم أعتق رجلاً مسلماً، فإن الله عز وجلَّ جاعل وِقاءَ كلِّ عظم من عظامه عظماً من عظام مُحَرَّرِهِ من النار، وأيُّما امرأة أعتقتْ امرأة مسلمة، فإنَّ الله تبارك وتعالى جَاعِل وِقاءَ كلِّ عظم من عظامِها عظماً من عظام محررَّها من النار يوم القيامة» . وفي رواية: قال شُرحبيل بن السِّمط لعمرو بن عَبَسة - هو أبو نَجيح - حدِّثْنا حديثا سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ أعتق رقبة مؤمنة كانت فِداءه من النار» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 530] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وِقاء الشيء) : الذي يقي من الأذى ويمنع الضر.   (1) رواه أبو داود رقم (3965) في العتق، باب أي الرقاب أفضل، والنسائي 6 / 27 في الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3965) حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، عن أبي نجيح السلمي، فذكره. وأخرجه النسائي (6/26) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام، قال: حدثنا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح السلمي، قال: فذكره. الحديث: 7266 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 529 7267 - (د) شرحبيل بن السمط - رضي الله عنه -: قال لكعب بن مُرَّةَ - أو مرةَ بنِ كعب - حدِّثنا حديثاً سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر معنى حديث معاذ [إلى] قوله: أيُّما امْرئ أعتق مسلمِاً، وأيُّما امرأة أعتقت امرأة - وزاد: أيُّما رجل أعتق امرأتين مُسلمتين، إلا كانتا فَكاكه من النار، يُجزِئُ مكان [كلِّ] عظمين مِنْهُما عظماً من عظامِهِ. أخرجه أبو داود هكذا، ومعاذ هو ابن هشام، أحد رواة حديث أبي نَجيح (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3967) في العتق، باب أي الرقاب أفضل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/235) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/235) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وعبد بن حميد (372) قال: حدثني أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3967) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (2522) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية. عن الأعمش. والنسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال:أخبرنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. كلاهما - شعبة، والأعمش - عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط، فذكره. (*) في رواية الأعمش: «كعب بن مرة» ولم يشك. (*) قال أبو داود: سالم لم يسمع من شرحبيل. مات شرحبيل بصفين. * وأخرجه أحمد (4/234) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن سالم ابن أبي الجعد، عن مرة بن كعب، أو كعب بن مرة السلمي، قال شعبة: قد حدثني به منصور وذكر ثلاثة بينه وبين مرة بن كعب. ثم قال بعد، عن منصور، عن سالم، عن مرة، أو عن كعب، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/321) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن رجل، عن كعب بن مرة البهزي، قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الليل أجوب «وقال سفيان مرة: أسمع» قال: جوف الليل الآخر. ومن أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار. * وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد. قال: حدثت عن كعب بن مرة البهزي، قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر. قال: وكان يقول: أيما امرئ مسلم أعتق امرا مسلما فهو فكاكه من النار..» الحديث. * وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرني محمد بن رافع. قال: حدثني يحيى بن آدم. قال: حدثنا مفضل. (ح) وأخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - مفضل بن مهلهل، وسفيان - عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن كعب بن مرة، فذكره، ليس فيه «شرحبيل بن السمط» . الحديث: 7267 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 530 7268 - (د) الغريف بن [عياش بن فيروز] الديلمي - رحمه الله -: قال: أتَيْنَا واثلةَ بنَ الأسقع، فقلنا: حدِّثْنا حديثاً ليس فيه زيادة ولا نقصان، فَغَضِبَ، وقال: إن أحدَكم لَيَقْرَأ ومُصْحَفه معلَّق في بيتِه، فيزيدُ ويَنْقصُ، فقلنا: إنما أردنا حديثاً سَمِعْتَه من النبيّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في صاحب لنا أوجبَ - يعني النار - بالقتل، فقال: أعتقوا عنه، يُعْتِق الله بكل عضو منه عضواً منه في النار» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3964) في العتق، باب في ثواب العتق، والغريف لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، وللحديث شواهد بمعناه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/490) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة. وفي (4/107) قال: حدثنا عارم بن الفضل. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وأبو داود (3964) قال: حدثنا عيسى بن محمد الرملي. قال: حدثنا ضمرة. والنسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا ابن المبارك. كلاهما - ضمرة، وابن المبارك - عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن الغريف بن عياش الديلمي، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أخبرنا مالك بن مهران الدمشقي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن رجل. قال: قلنا لواثلة: حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان، فذكره. * وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرنا الربيع بن سليمان صاحب الشافعي. قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا عبد الله بن سالم. قال: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال: كنت بأريحا فمر واثلة بن الأسقع متوكئا على عبد الله بن الديلمي فأجلسه، ثم جاء إليّ، فقال: عجب ما حدثني الشيخ- يعني واثلة-. قلت: ما حدثك؟ قال، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/490) قال: حدثنا أبو النضر هاشم. قال: أخبرنا ابن علاثة. قال: حدثنا إبراهيم ابن أبي عبلة. عن واثلة بن الأسقع، فذكره. ليس فيه «الغريف بن الديلمي» . قلت: في سنده الغريف بن عياش قال الحافظ في «التهذيب» : ذكره ابن حبان في الثقات وقال: من أهل الشام له عندهما حديث واحد في فضل العتق وقال ابن حزم: مجهول. والقلب أميل لما قاله ابن حزم لما عرف عن ابن حبان من توثيق المجهولين. الحديث: 7268 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 530 الفصل الثاني عشر: في فضل عيادة المريض 7269 - (د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «مَا مِنْ رَجُل يَعُودُ مريضاً مُمْسياً، إلا خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يصبحَ، وكان له خَريف في الجنة، ومن أتاه مُصبحاً، خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يُمْسِيَ، وكان له خَرِيف في الجنة» . وفي رواية عنه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بمعناه، ولم يذكر الخريف، أخرجه أبو داود، وقال: وقد روي من غير وجه عن علي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية أخرى قال: جاء أبو موسى إلى الحسنِ بنِ عليّ يعودُه، قال أبو داود ... وساق الحديث، معنى قول علي - رضي الله عنه -. وفي رواية الترمذي عن ثُوَيْر عن أبيه، قال: أخذ عليُّ بنُ أبي طالب بيدي، فقال: انطلق بنا إلى الحسن نعوده، فوجدنا عنده أبا موسى، فقال له عليّ: أعائداً جئتَ يا أبا موسى، أم زائراً؟ قال: بل عائداً، قال عليّ: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ مسلم يعودُ مسلماً مريضاً غُدْوَة، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يُمْسِيَ، وإن عاده عَشية صلَّى عليه سبعون [ص: 532] ألف ملك حتى يصبحَ، وكان له خريف في الجنة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خريف الجنة) الخريف الثمر الذي يُخترف، أي: يجنى ويقطف، فعِيل بمعنى مفعول.   (1) رواه أبو داود رقم (3098) و (3099) و (3100) في الجنائز، باب فضل العيادة، والترمذي رقم (969) في الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض، وهو حديث صحيح، وقال أبو داود: وأسند هذا عن علي رضي الله عنه من غير وجه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/120) (975) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الله بن نافع، فذكره. * أخرجه أحمد (1/121) (976) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3098) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا شعبة. وفي (3100) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور. كلاهما - شعبة، ومنصور - عن الحكم، عن عبد الله بن نافع، عن علي، قال: ما من رجل يعود مريضا ... فذكره موقوفا. قال أبو داود: وأسند هذا عن علي من غير وجه صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 7269 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 531 7270 - (م ت) ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عائِدُ المريضِ في مَخْرَفَةِ الجنة» . وفي رواية قال: «من عاد مريضاً، لم يزل في خُرْفَةِ الجنة حتى يرجعَ» . وفي أخرى «لم يزل في خُرفة الجنة، قيل: يا رسول الله، وما خُرفة الجنة؟ قال: جناها» . أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي «أن المسلم إذا عَادَ أخاه المسلم لم يزل في خُرْفَةِ الجنة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (في مَخرفة) المخرفة: سكّة بين صَفَّين من نَخيلٍ يخترف من أيهما شاء، [ص: 533] أي يجتنى من ثمار أيهما أراد، وقيل: هو الطريق، والمخارف: جمع مَخرَف وهي جنَى النخيل. (في خُرفة) الخُرفة: ما يخترف منها أيضاً، أي يجني من ثمرها، المعنى أن عائد المريض على طريق تؤديه إلى طريق الجنة، أو عائد المريض في بساتين الجنة وثمارها.   (1) رواه مسلم رقم (2568) في البر والصلة، باب فضل عيادة المريض، والترمذي رقم (967) في الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/276) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول. وفي (5/276) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن خالد. وفي (5/279) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن خالد. وفي (5/279) قال: حدثنا يونس، وعفان، قالا: حدثنا حماد، عن أيوب. وفي (5/282) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن أيوب. وفي (5/283) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء. وفي (5/283) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: حدثنا خالد. ومسلم (9/12) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وأبو الربيع الزهراني، قالا: حدثنا حماد - ابن زيد -، عن أيوب. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا هشيم، عن خالد. وفي (8/13) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد. والترمذي (967) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد الحذاء، وفي (968) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. ثلاثتهم - عاصم، وخالد، وأيوب - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره. أخبرنا عاصم. وفي (5/283) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول. والبخاري في «الأدب المفرد» (521) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا عاصم. وفيه قال: حدثنا ابن حبيب بن أبي ثابت، قال: حدثنا أبو أسامة، عن المثنى، أظنه ابن سعيد. ومسلم (8/13) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. جميعا عن يزيد هارون، قال: أخبرنا عاصم الأحول. (ح) وحدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن عاصم. والترمذي (968) قال: حدثنا محمد بن وزير الواسطي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن عاصم الأحول. كلاهما - عاصم، والمثنى - عن عبد الله بن زيد أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء، فذكره. * أخرجه أحمد (5/283) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عمن حدثه، عن ثوبان. الحديث: 7270 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 532 7271 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضَّأ فأحْسَنَ الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسباً، بُوعِدَ عن النار مَسيرةَ ستين خريفاً» قال ثابت: قلت: وما الخريف يا أبا حمزة؟ قال أنس: العام. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3097) في الجنائز، باب في فضل العيادة على وضوء، وفي سنده الفضل بن دلهم الواسطي وهو لين كما قال الحافظ في " التقريب ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3097) حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا الربيع بن روح بن خليد، ثنا محمد ابن خالد، ثنا الفضل بن دلهم الواسطي، عن ثابت البناني، عن أنس، فذكره. قلت: في سنده الفضل بن دلهم الواسطي قال الحافظ في «التقريب» قال: لين. الحديث: 7271 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 533 7272 - (ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا عاد الرجل المريضَ، خاض الرحمة، حتى إذا قعد عِنْدَهُ، قرَّت فيه» أو نحو هذا، أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) بلاغاً 2 / 946 في العين، باب عيادة المريض والطيرة، وإسناده منقطع، ولكن قد رواه أحمد في " المسند " من حديث جابر 3 / 304، ومن حديث كعب 3 / 460، ومن حديث أنس 3 / 174 و 255، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/423) بلاغا. وإسناده منقطع. الحديث: 7272 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 533 7273 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [ص: 534] «مَنْ عاد مريضاً، أو زَارَ أخاً له في الله، ناداه مناد: أنْ طبتَ، وطابَ مَمْشاك، وتَبوَّأتَ من الجنة منزلاً» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تبوأتُ المنزل) : اتخذتُه منزِلاً ومكاناً.   (1) رقم (2009) في البر والصلة، باب ما جاء في زيارة الإخوان، ورواه أيضاً ابن ماجة في " سننه " رقم (1443) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عاد مريضاً، وفي سنده أبو سنان القسملي واسمه عيسى بن سنان، وهو لين كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/326) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/344) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/354) قال: حدثنا حسن وعفان. قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وعبد بن حميد (1451) قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا حماد ابن سلمة. والبخاري في «الأدب المفرد» (345) قال: حدثنا عبد الله بن عثمان. قال: حدثنا عبد الله ابن المبارك. قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وابن ماجة (1443) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يوسف بن يعقوب. والترمذي (2008) قال: حدثنا محمد بن بشار، والحسين بن أبي كبشة البصري. قالا: حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي. كلاهما - حماد بن سلمة، ويوسف بن يعقوب - عن أبي سنان القسملي الشامي، عن عثمان بن أبي سودة، فذكره. الحديث: 7273 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 533 الفصل الثالث عشر: في فضل أعمال وأقوال مشتركة الأحاديث ومتفرقة ، وفيه خمسة عشر نوعاً نوع أول 7274 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «كنت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأصبحتُ يوماً قريباً منه ونحنُ نسيرُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، قال: لقد سألتني عن عظيم، وإنه لَيَسير على من يَسَّرَهُ الله عليه، تعبدُ الله، ولا تشرك به [ص: 535] شيئاً، وتقيمُ الصلاة، وتؤتي الزكاةَ، وتصومُ رمضان، وتحجُّ البيتَ، ثم قال: ألا أدلُّك على أبواب الخير؟ قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: الصومُ جُنَّة، والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النار، وصلاةُ الرجل في جَوف الليل شعارُ الصالحين (1) ، ثم تلا قوله تعالى: {تتجافى جنوبُهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ... } الآية [السجدة: 16] ثم قال: ألا أخْبِرُك برأس الأمرِ وعَمودِه، وذِرْوَةِ سَنامه؟ قلتُ: بلى يا رسول الله، قال: رأْس الأمرِ الإِسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذِروَةُ سَنامه الجهادُ، ثم قال: أَلا أُخبرك بملاك ذلك كلِّه؟. قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: كُفَّ عليك هذا - وأشار إلى لسانه - قلتُ: يا نبيَّ الله، وإنَّا لمؤاخذونَ بما نتكلم به؟ قال: ثَكِلتْك أمُّك معاذ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مَناخِرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم؟» . أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شعار الصالحين) الشعار: العلامة، وهو ما يتنادى به الناس في الحرب مما يكون بينهم علامة يتعارفون بها. [ص: 536] (ذِروة سَنامه) سَنام الناقة: معروف، وذِروته أعلاه، والمراد: أعلى موضع في الإسلام، وأشرفه. (بملاك ذلك) ملاك الأمر، قِوَامه، وما يتم به، تفتح ميمه وتكسر. (حصائد ألسنتهم) الحصائد: جمع حصيدة، وهي ما يحصد من الزرع، شبه اللسان وما يقتطع به من القول بحدّ المنجل وما يقطع به من النبات.   (1) جملة " شعار الصالحين " ليست في أكثر نسخ الترمذي. (2) رقم (2619) في الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وابن ماجة في " سننه "، وهو حديث صحيح بطرقه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/231) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (112) قال: أخبرنا عبد الرزاق. وابن ماجة (3973) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ. والترمذي (2616) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11311) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعبد الله بن معاذ، ومحمد بن ثور - عن معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، فذكره. قلت: في حديث معمر عن أهل العراق شيء وقد قال يحيى بن معين: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم. فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا؟ وابن أبي النجود «بهدلة» كوفي. وقال يحيى: وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام وأيضا عاصم بن بهدلة له أوهام وحديثه في الصحيحين مقرون كما قال الحافظ، فالعجب ممن صححه. الحديث: 7274 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 534 7275 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ أعرابياً جاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، دُلَّني على عمَِل إذا عملتُه دَخَلْتُ الجنةَ، قال: تعبدُ الله، ولا تُشرك به شيئاً، وتقيمُ الصلاةَ المكتوبةَ، وتُؤدِّي الزَّكاة المفروضةَ، وتصومُ رمضانَ، قال: والذي نفسي بيده لا أزيدُ على هذا شيئاً، ولا أنقص منه، فلما ولَّى قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَرَّه أن ينظرَ إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 210 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، ومسلم رقم (14) في الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/342) . والبخاري (2/130) قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم. ومسلم (1/33) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم، وأبو بكر - عن عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وهو أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة، فذكره. * أخرجه البخاري (2/131) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن أبي حيان، قال: أخبرني أبو زرعة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- به مرسلا. الحديث: 7275 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 536 7276 - (خ م س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: «أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجنَّةَ، ويباعدني من النار، فقال القوم: ما لَهُ؟ ما لَهُ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أرَبَّ ما لَهُ؟ تعبدُ [ص: 537] الله لا تُشْرك به شيئاً، وتقيمُ الصلاةَ، وتُؤتي الزكاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا، كأنه كان على راحلته» . زاد في رواية: فلما أدبر قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنْ تَمَسَّك بما أمرتُهُ به دخل الجنة» . وفي أخرى «أن أعرابيّاً عَرَض للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو في سفر، فأخذ بخِطام ناقتِهِ - أو بزمامِها - ثم قال: يا رسولَ الله - أو يا محمد - أخبرني بما يُقَرِّبني من الجنة، ويُباعدُني من النار، قال: فكفَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم نظر في أصحابه، ثم قال: لقد وُفِّقَ - أو لقد هُدِيَ - قال: كيف قلتَ؟ قال: فأعاد، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: تعبدُ الله ... وذكر الحديث، وقال في آخره: دع الناقة» . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية النسائي: أن رجلاً قال: يا رسولَ الله، أخبرني بعمل يُدخِلُني الجنة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تعبدُ الله ولا تشركُ به شيئاً، وتقيم الصلاة» وذكر باقي الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أرب) قد روي هذا الحديث «أَرِبَ» بوزن علم، على أنه فعل [ص: 538] ماض، و «أرِب» بوزن حَذر، وأَرَبٌ بوزن حَسَنٌ على أنهما اسمان، فمعنى الأول: دعا عليه بالافتقار من الأرب، وهو الحاجة، أو بتساقط الآراب وهي الأعضاء، ويكون الدعاء عليه بمعنى التعجب منه. كما يقال: تَرِبَتْ يداك، لمن يكون قد فعل ما يستحسن ويتعجَّب منه، ولا يُراد به الذم، وإنما يراد به المدح، على أن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم- على الناس في حالة الغضب مأمون العاقبة، لأنه اتخذ عند الله عز وجل عهداً أن يجعل دعاءه على من دعا عليه رحمة له وبركة، وقيل: المراد به التعجب من حرص السائل، فجرى مجرى قول الرجل: لله درُّه، وأما أَرِب- بوزن حَذِر - فهو الرجل الفَطِنُ الحاذِق الخبير، وهو مرفوع، لأنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو أرِبٌ، وأما أرَب - بوزن حَسَن - فهو الحاجة، وأما قوله: «ماله» ، فعلى الروايتين الأوليين: معناها الاستفهام، أي: ما خَطْبُهُ، وما شَأنُهُ؟ ويكون التقدير: أنه دعاء عليه أو تعجُّب منه، أو أخبر عنه بالفِطْنَة على ما فسرنا، ثم قال: «ماله» أي: لم يستفتى عما هو ظاهر بيِّن لكل فَطِنٌ، ثم التفت إليه، فقال: تعبد الله، وعدَّد الأشياء التي أمره بها في الحديث، وعلى الرواية الثالثة: تكون «ما» زائدة تفيد معنى التقليل، وتقديره: له حاجة ما، قال الهروي: قال الأزهري: معناه: حاجةٌ جاءت به، ثم قال له: «تعبد الله ... الحديث» . (ذرها) : اتركها، ذَرْتُه عن كذا، أي: دفعته عنه.   (1) رواه البخاري 3 / 208 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، وفي الأدب، باب فضل صلة الرحم، ومسلم رقم (13) في الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، والنسائي 1 / 234 في الصلاة، باب ثواب من أقام الصلاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/417) قال: حدثنا يحيى. والبخاري في «الأدب المفرد» (49) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (1/32) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - يحيى، وأبو نعيم، وعبد الله بن نمير - قالوا: حدثنا عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب. 2 - وأخرجه أحمد (5/418) . والبخاري (8/6) قال: حدثني عبد الرحمن. ومسلم (1/33) قال: حدثني محمد بن حاتم. وعبد الرحمن بن بشر. والنسائي (1/234) وفي الكبرى (320) قال: أخربنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي. أربعتهم - أحمد، وعبد الرحمن، وابن حاتم، وابن عثمان - قالوا: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبوه عثمان بن عبد الله. 3 - وأخرجه البخاري (2/130) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (8/5) قال: حدثنا أبو الوليد. كلاهما - حفص، وأبو الوليد - قالا: حدثنا شعبة، عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب. 4 - وأخرجه مسلم (1/33) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق. أربعتهم - عمرو، ومحمد، وعثمان، وأبو إسحاق - عن موسى بن طلحة، فذكره. الحديث: 7276 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 536 7277 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رجلاً أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعرفةَ، فدنا منه حتى اختلفت عنق راحلته مع عنق راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، أنبئني بعمل يُنَجِّيني من عذاب الله، ويدخلني الجنة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اعبُدِ الله، ولا تشرك به شيئاً، وأقِم الصلاة، وأدِّ الزكاةَ، وصُمْ رمضان، وحُجَّ، واعتمرْ، وانظر ما تحبُّ من الناس أن يأتوك به فافعله بهم، وما تكره من الناس أن يأتوه إليك فَذَرْهُ عنهم» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ويشهد لأكثره معنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين،لم أهتد إليه. الحديث: 7277 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 539 7278 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام رمضان، وصلَّى الصلوات، وحجَّ البيتَ - لا أدري أذكَرَ الزكاةَ أم لا - كان حقاً على الله أن يَغْفِرَ له، إن هاجر في سبيل الله، أو مكث بأرضِهِ التي وُلِدَ فيها» ، قال معاذ: ألا أُخْبِرُ بها الناس؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ذَرِ الناسَ يعملون، فإن في الجنة مائةَ درجة، ما بين كلِّ درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوسُ أعلى الجنة وأوسطُها، وفوق ذلك عرشُ الرحمن، ومنها تفجَّرُ أنهار الجنة، فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوسَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3532) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة درجات الجنة، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/232) قال:حدثنا روح، قال: حدثنا زهير بن محمد. وفي (5/240) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي -.وابن ماجة (4331) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة. والترمذي (2530) قال: حدثنا قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي البصري، قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد. ثلاثتهم - زهير، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وحفص بن ميسرة - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. قلت: في سماع عطاء بن يسار من معاذ نظر كما نص على ذلك الحافظ. الحديث: 7278 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 539 7279 - (س) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أقامَ الصلاةَ، وآتى الزكاةَ، ومات لا يشرك بالله شيئاً، كان حقاً على الله أن يَغْفِرَ له، هاجر أو مات في مولده، فقلنا: يا رسولَ الله، ألا نُخْبِرُ بها الناس فيَسْتبْشِروا بها؟ قال: إنَّ في الجنة مائةَ درجة، ما بين كلِّ درجتين كما بين السماء والأرض، أعَدَّها الله للمجاهدين في سبيله، ولولا أن أشقَّ على المؤمنين، ولا أجِد ما أحملهم عليه، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا بعد، ما قعدتُ خلف سَرِية، ولَوَدِدْتُ أني أُقْتَلُ، ثم أُحْيا ثم أُقتَل» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 20 في الجهاد، باب درجة المجاهد في سبيل الله عز وجل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/20) . وفي «عمل اليوم والليلة» (1127) قال: أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، قال: حدثنا زيد بن واقد، قال: حدثني بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. قلت: فيه محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به وأورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين. الحديث: 7279 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 540 7280 - (س) سَبرة بن أبي فاكه (1) - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الشيطانَ قَعَدَ لابن آدم بأطْرُقه، قَعَدَ في طريق الإسلام، فقال: تُسْلِمُ وتَذَرُ دِينَك ودِين آبائك وآباء آبائِك؟ فعصاه وأسلم، وقَعَدَ له بطريق الهجرة، فقال: تُهاجِرُ وتَذَرُ أرضك وسماءَك؟ وإنما مَثَلُ المهاجر كَمَثَلِ الفرس في الطِّوَل، فعصاه فهاجر، ثم قَعَدَ له بطريق الجهاد، فقال: تُجاهِدُ؟ فهو جهد النفس والمال، فتُقاتِل فتُقْتَل، فتُنكَح المرأة ويُقسَم المال؟ فعصاه فجاهد، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فَمَنْ فَعَلَ ذلك كان حقَّاً على الله أن يُدْخِلَهُ الجنة، وإن غَرِق كان حقَّاً على الله [ص: 541] أن يدخله الجنة، أو وقصَته دابته كان حقّاً على الله أن يُدْخِلَهُ الجنة» . أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إن الشيطان قَعَد) قد جاء في لفظ الحديث، قال: «قعد الشيطان لابن آدم بأطْرُقِهِ» يريد جمع طريق، والمعروف في جمع طريق: أطرِقة، وهو جمع قلة، والكثرة: طرق، فأما «أطرق» في جمع طريق فلم أسمعه ولا رأيته، وأما أفْعِلَةُ في جمع فَعِيل، فقد جاء كثيراً، قالوا: رَغِيف وأرغفة، وجَرِيب وأجْرِبة، وكثيب وأكثبة، وسَرير وأسِرَّة، فأما أفعل في جمع فعيل: فلم يَجِيء إلا فيما كان مؤنثاً نحو: يمين وأيْمُن، فإن كان نظر في جمع طريق إلى جواز تأنيثها، فجمعها جمع المؤنث، فقال: طريق وأطرق، فيجوز، فإن الطريق يذكر ويؤنث، تقول: الطريق الأعظم، والطريق العظمى. (الطِّوَل) : الحبلى.   (1) في المطبوع: سبرة بن أبي فاكهة، وهو خطأ. (2) 6 / 21 و 22 في الجهاد، باب ما جاء لمن أسلم وهاجر وجاهد، وإسناده حسن، قال الحافظ في " الإصابة ": إسناده حسن، إلا أن في إسناده اختلافاً، وصححه ابن حبان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/483) . والنسائي (6/21) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. كلاهما - أحمد، وإبراهيم - قالا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا أبو عقيل عبد الله بن عقيل، قال: حدثنا موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره. الحديث: 7280 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 540 7281 - (س) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا زعيم - والزعيم الحَميل - لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وأنا زعيم لمن آمن بي وجاهد في سبيل الله ببيت في رَبَضِ الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى [ص: 542] غرف الجنة، من فعل ذلك، لم يَدَعْ للخير مطلباً، ولا من الشر مهرباً، يموت حيث شاء أن يموتَ» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (زعيم) الزعيم: الكفيل، وكذلك الحميل. (ربض الجنة) : أدناها، وربَضُ المدينة: ما حولها.   (1) 6 / 21 في الجهاد، باب ما لمن أسلم وهاجر وجاهد، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/21) قال: قال الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني أبو هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، فذكره. الحديث: 7281 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 541 7282 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى: من عادى لي وَلِيّاً، فقد آذَنتُه بحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مِنْ أداءِ ما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كُنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألَني أعْطَيتُه، وإن استَعَاذَ بي أعَذْتُه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعله، تردّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مَساءَتَه» . أخرجه البخاري (1) .   (1) 11 / 292 - 295 في الرقاق، باب التواضع، وانظر " الفتح "، وما قاله الحافظ ابن رجب الحنبلي في " جامع العلوم والحكم " حول هذا الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (6502) حدثني محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 7282 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 542 7283 - (د س) عبيد بن خالد السلمي - رضي الله عنه - قال: آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين رجلين، فقُتِل أحدُهما، وماتَ الآخَرُ بعده بجمعة [ص: 543] أو نحوها، فصلَّيْنَا عليه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما قلتم؟ فقالوا: دَعَوْنا له، وقلنا: اللهم اغْفِرْ له، وألْحِقه بصاحبه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فأين صلاتُهُ بعد صلاتِهِ، وصومُهُ بعد صومِهِ - شك شُعبة في صومِهِ - وعملَهُ بعد عملِهِ؟ فإن بينهما كما بين السماء والأرض» أخرجه أبو داود، وأخرجه النسائي وقال: «ومات الآخَر بعده، فصلَّينا عليه» ولم يذكر الصوم (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2524) في الجهاد، باب في النور يرى عند قبر الشهيد، والنسائي 4 / 74 في الجنائز، باب الدعاء، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/500) و (4/219) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (4/219) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/219) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2524) قال: حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (4/74) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. خمستهم - أبو النضر، ومحمد بن جعفر، وعفان، ومحمد بن كثير، وعبد الله بن المبارك - عن شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن ربيعة السلمي، فذكره. الحديث: 7283 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 542 7284 - (س) أبو سعيد وأبو هريرة - رضي الله عنهما - قالا: خطبنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «والذي نفسي بيده - ثلاث مرات، ثم أكَبَّ، فأكبَّ كلُّ رجل منَّا يبكي، لا يدري: على ماذا حلف، ثم رفع رأسه وفي وجهه البُشْرَى، فكانت أحبَّ إلينا من حُمْرِ النَّعَم، قال: ما من عبد يُصَلِّي الصلواتِ الخمس، ويصومُ رمضانَ، ويُخْرِجُ الزكاةَ، ويجتنبُ الكبائرَ السبعَ، إلا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنة، وقيل له: ادخل بسلام» أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 8 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/8) أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، قال: أنبأنا خالد، عن ابن أبي هلال عن نعيم المجمر أبي عبد الله، قال: أخبرني صهيب أنه سمع من أبي هريرة ومن أبي سعيد يقولان، فذكره. الحديث: 7284 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 543 7285 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة كلُّهم ضامن على الله: رجل خَرَجَ غازياً في سبيل الله، فهو ضامِن على الله عزَّ وجلَّ، حتى يتوفَّاه الله، فيدخله الجنة، أو يَرُدُّهُ بما نال من [ص: 544] أجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله عز وجل، حتى يتوفَّاه الله فيدخله الجنة، ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله عز وجل» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضامن على الله) ضامن فاعل بمعنى مفعول، كقوله تعالى: {عيشة راضية} [القارعة: 7] أي: مرضية، المعنى: مضمون على الله، وقوله: «كلهم» أي: كل منهم. (دخل بيته بسلام) إذا دخل بيته يسلّم، أو أراد به لزوم البيت وطلب السلامة من الفتن، يرغِّبه في العزلة والإقلال من الخلطة.   (1) رقم (2494) في الجهاد، باب فضل الغزو في البحر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1094) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة ابن خالد، قال: حدثنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة. وأبو داود (2494) قال: حدثنا عبد السلام بن عتيق، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا الأوزاعي. كلاهما - عثمان، والأوزاعي - عن سليمان بن حبيب، فذكره. الحديث: 7285 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 543 7286 - (د) معاذ بن أنس الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الصلاةَ والصيامَ والذِّكْرَ تُضاعفُ على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضِعْف» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2498) في الجهاد، باب في تضعيف الذكر في سبيل الله تعالى، وفي سنده زبان بن فائدة، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/438) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. (ح) وحدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين عن زبان. وفي (3/440) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن خير بن نعيم الحضرمي. وأبو داود (2498) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، وسعيد بن أبي أيوب، عن زبان بن فائد. كلاهما - زبان، وخير بن نعيم - عن سهل بن معاذ بن أنس، فذكره. وفي سند أبي داود زبان بن فائدة وهو ضعيف. الحديث: 7286 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 544 7287 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال النعمان بن قَوْقَل: «يا رسول الله أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبة، وحَرَّمْتُ الحرامَ، وأحْلَلْتُ [ص: 545] الحلالَ، ولم أزِدْ على ذلك شيئاً، أدخلُ الجنةَ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: نعم» . وفي رواية: «أن رجلاً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبةَ وصمتُ رمضانَ، وأحْلَلْتُ الحلالَ، وحرَّمْتُ الحرامَ، ولم أزدْ على ذلك شيئاً، أدخلُ الجنةَ؟ قال: نعم، قال: والله لا أزيدُ على ذلك شيئاً» . وفي أخرى مثل الأولى، ولم يذكر «ولم أزد على ذلك شيئاً» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (15) في الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (15) حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل - وهو ابن عبيد الله - عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره. الحديث: 7287 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 544 7288 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ في حَجَّةِ الوَدَاعِ، فقال: «اتَّقُوا الله، وصَلُّوا خمسَكم، وصوموا شهْرَكم، وأدُّوا زكاةَ أموالكم، وأطيعوا ذَا أمركم، تدخلوا جَنَّةَ ربِّكم» قال الراوي: قلت لأبي أُمامة: مُنذُ كم سمعتَ هذا الحديثَ؟ قال: سمعتُه وأنا ابنُ ثلاثين سنة. أخرجه الترمذي (1) .   (1) في الصلاة، باب ما ذكر في فضل الصلاة، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 251، والحاكم في " المستدرك " 1 / 9 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (616) حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا معاوية بن صالح، حدثني سليم بن عمار، قال: سمعت أبا أمامة، فذكره. الحديث: 7288 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 545 7289 - () أبو قلابة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ الناس، فقال: «اعبُدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً، وأقيموا الصلاةَ، وآتوا الزكاةَ، وحُجُّوا، واعْتَمِرُوا، واستقيموا يُسْتَقَمْ لكم» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وإسناده منقطع، ومعناه صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه رزين، وإسناده منقطع. الحديث: 7289 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 545 7290 - (ت) الحارث الأشعري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله تبارك وتعالى أمر يحيى بنَ زكريا بخمس كلمات: أن يعملَ بها، ويأمرَ بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يُبطِئ بها، فقال له عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات: أن تعملَ بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرَهم، وإما أن آمرَهم، فقال يحيى: [أخْشَى إن سبقتني بها] أن يُخْسَفَ بي أو أُعَذّب، فَجَمَع الناسَ في بيت المقدس، فامتلأ المسجدُ، وقعدوا على الشُّرَف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات: أن أعملَ بهنَّ، وآمرَكم أن تعملوا بهنَّ، أوَّلُهنَّ: أن تعبُدوا الله، ولا تشرِكوا به شيئاً، فإنَّ [مَثَل] مَنْ أشرك بالله شيئاً كمثلِ رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو وَرِق، فقال: هذه داري، وهذا عملي، فاعملْ وأدِّ إليَّ، فكان يعمل ويؤدِّي إلى غير سيده، فأيُّكم يرضى أن يكون عبدُه كذلك؟ وإن الله أمرَكم بالصلاة، فإذا صلَّيتُم فلا تلتفتوا، فإنَّ الله يَنْصِب وجهه لوجه عبده في صلاته، ما لم يلتفتْ، وآمرُكم بالصيام، فإنَّ مَثَل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صُرَّة فيها مِسك، كلهم يعجب - أو يعجبه - ريحها، وإنَّ ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وآمرُكم بالصدَقةِ، فإن مَثَلَ ذلك كمثلِ رجل أسَره العدوُّ، فأوثقوا يديه إلى عنقه، وقَدَّمُوه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفْدِي نفسي منكم بالقليل، والكثير، ففَدَى نَفْسَه منهم، وآمرُكم أن [ص: 547] تَذْكروا الله، فإن مَثَل ذلك كمثل رجل خرج العدوُّ في أثره سِراعاً، حتى إذا أتى على حِصْن حصين أحرز نفسه منهم، وكذلك العبدُ لا يُحْرِزُ نفسه من الشيطان إلا بِذِكر الله، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وأنا آمركم بخمس الله أمرني بِهِنَّ: السمعُ والطاعةُ والجهادُ، والهجرةُ، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قِيْدَ شِبْر، فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإسلام من عُنُقِهِ، إلا أن يُراجِعَ، ومن دعا دعوى الجاهلية، فإنه من جُثَى جهنم، فقال رجل: يا رسول الله وإن صام وإن صلَّى؟ قال: وإن صام وإن صلَّى، فادْعوا بدعوى الله التي سماكم المؤمنين عبادَ الله» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العصابة) : الجماعة من الناس، قيل: تبلغ الأربعين. (الرِّبْقَة) في الأصل: حَبْلٌ فيه عُرى كثيرة تُشَدّ به الغنم، الواحدة منها رِبْقة، فاستعار للإسلام رِبقَة، يعني بها: العروة يَشُدَّ بها المسلم نفسه من عُرى الإسلام. (جُثى) جمع جثوة بالضم، وهي الشيء المجموع من جماعات جهنم، هذا فيمن رواها مخففة، ومن رواها «جُثِّي» - مشددة - فإنه أراد [ص: 548] الذين يجثون على الركب، واحدها: جاثٍ، من قوله تعالى: {حَوْلَ جهنم جِثيّاً} [مريم: 68] قال الهروي: وهذا أحب إلى أبي عبيد.   (1) رقم (2867) في الأمثال، باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال، وأخرجه أيضاً ابن خزيمة وابن حبان في " صحيحيهما "، والحاكم في " المستدرك " وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2863) حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان بن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه، فذكره. الحديث: 7290 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 546 7291 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتاني الليلة آتٍ من ربي - وفي رواية: [أتاني] ربي - في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد، قلتُ: لبيك ربي وسعديك، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلتُ: لا أعلم، قال: فوضع يده بين كَتِفَيَّ حتى وجدتُ بَرْدَها بين ثَدْيَيَّ - أو قال: في نَحْرِي - فَعَلِمْتُ ما في السماوات وما في الأرض - أو قال: ما بين المشرق والمغرب- قال: يا محمد، أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم في الدَّرَجاتِ والكفَّاراتِ، ونقلِ الأقدام إلى الجماعات، وإسباغِ الوضوء في السَّبَراتِ المكروهات (1) ، وانتظارِ الصلاة بعد الصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخير، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه، قال: يا محمد، قلتُ: لبيك وسعديكَ، فقال: إذا صليتَ، فقل: اللهم إني أسألكَ فِعْلَ الخيراتِ، وتَرْكَ المنكراتِ، وحُبَّ المساكين، وإذا أردتَ بعبادك فِتنة فاقبِضْني إليك غير مفتون، قال: والدَّرجاتُ: إفشاءُ السلام، وإطعامُ الطعام، والصلاةُ بالليل والناس نيام» أخرجه الترمذي (2) . [ص: 549] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (في أحسن صورة) : الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته، يقال: صورة الفعل كذا وكذا، أي: هيئته، وصورة الأمر كذا وكذا، أي: صفته، فيكون المراد بها بما جاء في الحديث: أنه أتاه في أحسن صفة (*) ، ويجوز أن يعود المعنى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، أي: أتاني ربي وأنا في أحسن صورة، ويجري في معاني الصورة كلها عليه إن شئت ظاهر الصورة والهيئة والحقيقة أو الصفة، فأما إطلاق ظاهر الصورة على الله، فلا، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. (الملأ الأعلى) الملأ: أشراف الناس وسادتهم، وأراد بالملأ الأعلى: الملائكة المقربين. (السبَرات) جمع سَبرة، وهي شدة البرد. وقوله: «المكروهات» أراد به: البرد الشديد، أو العلة تصيب الإنسان، فيتأذَّى بمسّ الماء، ويتضرَّرُ به، وقيل: أراد به إعواز الماء وقِلَّته حتى لا يقدر عليه إلا بالغالي من الثمن. وأما قوله «فذلكم الرباط» : فمعناه أن يكون الرباط مصدراً، من قولك: رابطتُ: إذا لازمت الثغرَ وأقمت به رباطاً، جعل المواظبةَ على الصلاة والمحافظة على أوقاتها كرباط المجاهد، وقيل: هو أن يجعل الرِّباط [ص: 550] اسماً لما يُربَط به الشيء، كالعقال لما يُعقَل به، يريد أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفُّه عن المحارم. (التعقيب) أراد بالتعقيب: الإقامة في المساجد بعد قضاء الصلاة، والصلاة بعد الصلاة، وكلُّ من فعل شيئاً بعد شيء فقد عقَّب.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: وإسباغ الوضوء في المكروهات. (2) رقم (3231) و (3232) في التفسير، باب ومن سورة (ص) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 368 وهو حديث صحيح، وفي الباب عن معاذ بن جبل، وعبد الرحمن بن عائش، وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة في شرح هذا الحديث، سماها " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " فلتراجع فإنها قيمة. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: " تأويل الصورة في النصوص بالصفة ليس بجيد، بل لله صورة حقيقة لائقة به، كما أن له صفات كاملة حقيقة لائقة به أيضاً، وإثبات الصورة لربنا لا يلزم منه أن تكون مشابهة لصورة المخلوقين، كما أن إثبات وجه له سبحانه لا يلزم منه مُماثلة وجهه سبحانه لوجوه المخلوقين ولا حياته لحياتهم، وهذا باب مطرد في جميع الصفات بل والأسماء، لقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} . ويجب الإيمان بذلك كله من غير تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف للآية المذكورة وغيرها من النصوص وقد بسط شيخ الإسلام ابن تيمية الكلام على مسألة الصورة في آخر بيان تلبيس الجهمية، وتتبع تأويلات المؤولين مبطلاً لها فراجعه فإنه دقيق مفيد. والله أعلم. " [التنبيه على المخالفات العقدية في الفتح - لعلي الشبل ص 41] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3233) حدثنا سلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس، قال، فذكره. قال أبو عيسى: وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلا، وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس. الحديث: 7291 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 548 7292 - () الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سألني رَبِّي - وهو أعلم - فقال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفَّارات والدَّرَجاتِ، قال: ومَا الكفَّاراتُ؟ قلتُ: المَشْيُ على الأقدام إلى الجماعات، وإسْباغُ الوضوء في السَّبَرات، والتعقيبُ في الصلاة بانتظار الصلاة بعد الصلاة، قال: ومَا الدرجات؟ قلت: إفْشاءُ السلام، وإطعامُ الطعام، والصلاةُ بالليل والناس نيام» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 243 من حديث معاذ بن جبل، و 4 / 66 و 5 / 338 من حديث عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بمعنى الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه أحمد في «المسند» (5/243) من حديث معاذ بن جبل. و (4/66) و (5/338) من حديث عبد الرحمن بن عائش، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 7292 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 550 نوع ثان ٍ 7293 - (ت) علي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن في الجنة غُرَفاً يُرى ظُهورها من بطونِها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابيٌّ فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لِمَنْ أطابَ الكلامَ، وأطعمَ [ص: 551] الطعامَ، وأدامَ الصيامَ، وصلى بالليل والناسُ نيام» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1985) في البر والصلة، باب ما جاء في قول المعروف، وهو حديث حسن، ورواه أحمد في " المسند " 5 / 343 من حديث أبي مالك الأشعري، والحاكم في " المستدرك " من حديث ابن عمر، وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1984 و 2527) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا علي بن مسهر. وعبد الله بن أحمد (1/155) (1337) قال: حدثني عباد بن يعقوب الأسدي أبو محمد، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وابن خزيمة (2136) قال: حدثنا ابن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل. كلاهما - علي ابن مسهر، ومحمد بن فضيل - عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، عن النعمان بن سعد، فذكره. قال ابن خزيمة في القلب من عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الكوفي. قلت: عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف. الحديث: 7293 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 550 7294 - (ت) ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اعبُدوا الرحمن، وأطْعِمُوا الطعامَ، وأفْشُوا السلامَ، تدخلوا الجنةَ بسلام» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1856) في الأطعمة، باب في فضل إطعام الطعام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/170) (6587) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وعبد الصمد، قال: حدثني أبي. وفي (2/196) (6848) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وعبد بن حميد (355) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. والدارمي (2087) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا جرير. والبخاري في «الأدب المفرد» (981) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان. وابن ماجة عن أبي كريب، عن إسماعيل بن علية، ومحمد بن فضيل، وأبي يحيى التميمي، وابن الأجلح. وفي (3694) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد ابن فضيل. والترمذي (1855) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص. عشرتهم - أبو عوانة، وعبد الوارث والد عبد الصمد، وهمام، وزائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وإسماعيل بن علية، وأبو يحيى التيمي، وعبد الله بن الأجلح، وأبو الأحوص - عن عطاء بن السائب، عن أبيه، فذكره. قلت: عطاء بن السائب ممن اختلط في آخر عمره. وقال الطحاوي: وإنما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم وهم شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد. الحديث: 7294 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 551 7295 - (ت) عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: «أول ما قدم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ انْجَفَل الناس إليه، فكنتُ فيمن جاءه، فلما تأمَّلْتُ وجهه واسْتَثْبَتُّه، عرفتُ أنَّ وجهه ليس بوجهِ كَذَّاب، قال: فكان أولَ ما سمعتُ من كلامِهِ أن قال: يا أيُّها الناس، أفْشُوا السلام، وأطعموا الطعام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنةَ بسلام» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (انجفل) وَجَفَلَ: إذا أسرع. (استثبَتُّه) استثبتُّ الشيء: إذا تحققته وتبيَّنته.   (1) رقم (2487) في صفة القيامة، باب رقم (43) ، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/451) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (496) قال: حدثني سعيد بن عامر. والدارمي (1468) و (2635) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. وابن ماجة (1334) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب، ومحمد بن جعفر. وفي (3251) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (2485) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، ومحمدبن جعفر، وابن أبي عدي، ويحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى، ومحمد، وسعيد، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب، وأبو أسامة - عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن زرارة بن أوفى، فذكره. الحديث: 7295 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 551 7296 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أفْشُوا السلامَ، وأطْعِمُوا الطعامَ، واضْرِبوا الهامَ، تُورَثوا الجنان» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) في الأطعمة، باب ما جاء في فضل إطعام الطعام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1854) قال: حدثنا يوسف بن حماد المعني البصري، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، عن محمد بن زياد، فذكره. الحديث: 7296 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 552 نوع ثالث 7297 - (د س) عبد الله بن حُبشي الخثعميّ - رضي الله عنه - قال: «سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الأعمال أفضلُ؟ قال: طولُ القيام، قيل: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المُقِلِّ، قيل: فأيُّ الهجرة أفضلُ؟ قال: مَنْ هَجَرَ ما حَرَّمَ الله عليه، قيل: فأيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قال: مَنْ جاهدَ المشركين بماله ونفْسِه، قيل: فأيُّ القتلِ أشرف؟ قال: مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ وعُقِر جَوادُه» أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سئل: «أيُّ الأعمال أفضلُ؟ قال: إيمان لا شك فيه، وجِهاد لا غُلولَ فيه، وحَجَّة مبرورة، قيل: فأيُّ الصلاة أفضلُ؟ قال: طُول القُنوتِ، قيل: فأيُّ الصدقة أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المقلِّ، قيل: فأيُّ الهجرةِ أفضل؟ قال: مَنْ هَجَرَ ما حرَّم الله عليه، قيل: فأيُّ الجهادِ أفضل؟ قال: مَنْ جاهدَ المشركين بنفسه وماله، قيل: فأيُّ القتل [ص: 553] أشرفُ؟ قال: من أُهْرِيقَ دَمُهُ، وعقر جواده» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1449) في الصلاة، باب فضل التطوع في البيت، والنسائي 5 / 58 في الزكاة، باب جهد المقل، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/411) . والدارمي (1431) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله. وأبو داود (1325و 1449) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي (5/58) قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الحكم. وفي (8/94) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله، وعبد الوهاب، وهارون - عن حجاج قال: قال ابن جريج: حدثني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير، فذكره. الحديث: 7297 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 552 7298 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سُئِل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ العمل أفْضَل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهادُ في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حَجّ مبرور» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وفي أخرى للنسائي: «أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله ورسوله» لم يزد. وفي رواية الترمذي، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ الأعمال خير؟ ... وذكر الحديث» وفيه قال: «الجهادُ سَنَام العَمَل» (1) .   (1) رواه البخاري 1 / 73 في الإيمان، باب من قال: إن الإيمان هو العمل، وفي الحج، باب فضل الحج المبرور، ومسلم رقم (83) في الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، والترمذي رقم (1658) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في أي الأعمال أفضل، والنسائي 5 / 113 في الحج، باب فضل الحج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم. وفي (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والدارمي (2398) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. والبخاري (1/13) . وفي «خلق أفعال العباد» (20) قال: حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل، قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (2/164) . و «خلق أفعال العباد» (20) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي «خلق أفعال العباد» (20) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. (ح) وحدثنا يحيى بن قزعة، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أنبأنا معمر. ومسلم (1/62) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد (ح) وحدثني محمد بن جعفر بن زياد، قال: أخبرنا إبراهيم - يعني ابن سعد - (ح) وحدثنيه محمد بن رافع وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (5/113) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (6/19) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: حدثا معمر. وفي (8/93) قال: أنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ثلاثتهم - إبراهيم، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. (*) رواية شعيب: «سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله» . (*) رواية النسائي (8/93) : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله ورسوله» . الحديث: 7298 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 553 7299 - (خ م س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «سألْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أيُّ العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهادُ في سبيله، قلت: فأيُّ الرقاب أفضل؟ قال: أغْلاها ثمناً، وأنْفَسُها عند أهلها، قلتُ: فإن لم أفعل؟ قال: تُعين ضائعاً، أو تَصْنَع لأخْرَقَ، قلتُ: يا رسول الله [ص: 554] أرأيتَ إن ضَعُفْتُ عن بعض العمل؟ قال: تَكُفُّ شرَّك عن الناس، فإنها صدقة تتصدَّقُ بها على نفسك» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية النسائي: أنه سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ العمل خير؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله» . لم يزد (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنفَسها) الشيء النفيس: الجيِّد من كل شيء، المرغوب فيه، وحقيقته: الشيء الذي يتنافس فيه. (تعين ضائعاً (2) أي: ذا ضياع من فَقْرٍ أو عيال، أو حال قصر عن القيام بها. (لأخرق) الخرَق: ضد الرفق، والرجل أَخْرَق، والمرأة خَرْقاء.   (1) رواه البخاري 5 / 105 في العتق، باب أي الرقاب أفضل، ومسلم رقم (84) في الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، والنسائي 6 / 19 في الجهاد، باب ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل. (2) كذا لجميع الرواة في البخاري وأكثر الرواة في مسلم ضائعاً، بالضاد المعجمة، وفي رواية السمرقندي عند مسلم: صانعاً، بالصاد المهملة والنون، وانظر في توجيه ذلك " الفتح " 5 / 106. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (131) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة. وأحمد (5/150) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (5/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حبيب مولى عروة بن الزبير. وفي (5/171) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد، قال: حدثنا هشام. والدارمي (2741) قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: حدثناهشام بن عروة. والبخاري (3/188) وفي «خلق أفعال العباد» (21) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن هشام بن عروة. وفي «الأدب المفرد» (220 و 305) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه. وفي (226) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن عروة. وفي «خلق أفعال العباد» (21) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثني الليث، عن عبيد الله ابن أبي جعفر. ومسلم (1/62) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا هشام بن عروة. (ح) وحدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حبيب مولى عروة بن الزبير. وابن ماجة (2523) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة. والنسائي في الكبرى (لورقة64-أ) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن هشام. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثني أبي، وشعيب بن الليث، عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر. أربعتهم - هشام بن عروة، وحبيب مولى عروة، وأبو الزناد، وعبيد الله بن أبي جعفر - عن عروة بن الزبير، عن أبي مراوح، فذكره. الحديث: 7299 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 553 7300 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال أبو عمرو الشيباني - واسمه سعد بن إياس- حدَّثني صاحب هذه الدار - وأشار بيده إلى دار عبد الله قال: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ العملِ أحبُّ إلى [ص: 555] الله تعالى؟ قال: الصلاة لميقاتها، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: بِرُّ الوالدين، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدَّثني بِهنَّ، ولو استزدتُه لزادَني» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وفي رواية الترمذي «أيُّ العملِ أفضلُ؟» . وفي رواية لمسلم «فما تركتُ أستزيده إلا إرعاءً عليه» (1) .   (1) رواه البخاري 2 / 7 في مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة لوقتها، وفي الجهاد، باب فضل الجهاد، وفي الأدب، باب قول الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه} ، وفي التوحيد، باب وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملاً، ومسلم رقم (85) في الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، والترمذي رقم (1899) في البر والصلة، باب رقم (2) ، والنسائي 1 / 193 و 194 في المواقيت، باب فضل الصلاة لمواقيتها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (103) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/442) (4223) قال: حدثنا وكيع. والنسائي (1/292) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، ووكيع - عن عمرو بن عبد الله أبي معاوية النخعي. 2 - وأخرجه أحمد (1/409) (3890) قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/439) (4186) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/451) (4313) قال: حدثنا يزيد، وأبو النضر، قالا: حدثنا المسعودي. والدارمي (1228) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/140) و (8/2) . وفي «الأدب المفرد» (1) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/17) قال: حدثنا الحسن بن صباح، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا مالك بن مغول. وفي (9/191) قال: حدثني سليمان، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثني عباد بن يعفور الأسدي، قال: أخبرنا عباد بن العوام، عن الشيباني. ومسلم (1/62) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني. وفي (1/63) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي، قال: حدثنا مروان الفزاري، قال: حدثنا أبو يعقوب. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (173) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن أبي يعفور. وفي (1898) قال: حدثنا أحمد ابن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. عن المسعودي. والنسائي (1/292) . وفي الكبرى (1497) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (327) قال: حدثنا بندار بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا مالك بن مغول. خمستهم - شعبة، والمسعودي، ومالك بن مغول، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس - عن الوليد بن العيزار. 3 - وأخرجه مسلم (1/63) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الحسن بن عبيد الله. ثلاثتهم - أبو معاوية النخعي، والوليد بن العيزار، والحسن بن عبيد الله - عن سعد بن إياس أبي عمرو الشيباني، فذكره. الحديث: 7300 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 554 نوع رابع 7301 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: إذا تقرَّب عبدي مني شِبراً، تقرَّبْتُ منه ذِراعاً، وإذا تقرَّب مني ذِراعاً، تقرَّبتُ منه باعاً - أو بُوعاً - وإذا أتاني يمشي أتيته هَرْوَلَة» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسِه ذَكَرْتُه في نفسي، وإن ذكرني في مَلإ، ذَكَرْتُه في ملإ هم خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ [ص: 556] شبراً، تقرَّبتُ إليه ذراعاً، وإن تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلَة» . وفي رواية للبخاري - مختصراً - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا عندَ ظنِّ عبدي بي» لم يزد، وأخرجها مسلم، وزاد «وأنا معه إذا دعاني» . ولمسلم أيضاً: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: أنا عند ظَنِّ عبدي بي، وأنا معه حيث يَذْكُرُني، واللهِ للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِهِ من أحدِكم يجدُ ضالَّته بالفلاة، ومن تقرَّب إليَّ شِبْراً تقرَّبتُ إليه ذِراعاً، ومن تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبتُ إليه باعاً، وإذا أقبل إليَّ يمشي، أقبلتُ إليه أُهَرْوِلُ» . وفي أخرى له قال: «إن الله قال: إذا تلقَّاني عبدي بشبْر، تَلقَّيتُهُ بِذِراع، وإذا تلَقَّانِي بذراع تلقَّيتُه بباع، وإذا تَلقَّاني بباع أتيتُهُ بأسرعَ» (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 325 و 326 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} وباب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2675) في الذكر، باب الحث على ذكر الله تعالى، وفي التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/251) قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير. قالا: حدثنا الأعمش. وفي (2/413) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد. قال: حدثنا سليمان الأعمش. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. وفي (2/516 و 517 و 534) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا زهير بن محمد. قال: حدثنا زيد بن أسلم. وفي (2/524) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا زهير، عن زيد بن أسلم. والبخاري (9/147) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. وفي «خلق أفعال العباد» (55) قال: حدثنا يحيى بن بشر. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا زهير بن محمد. قال: حدثنا زيد بن أسلم. ومسلم (8/62) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (8/63 و 67) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (8/91) قال: حدثني سويد بن سعيد. قال: حدثنا حفص بن ميسرة، قال: حدثني زيد بن أسلم. وابن ماجة (3822) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (3603) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير وأبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي في «الكبرى / الورقة 101 - ب» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. كلاهما - سليمان الأعمش، وزيد بن أسلم - عن أبي صالح ذكوان، فذكره. (*) صرح الأعمش بالتحديث في رواية عبد الواحد بن زياد، وصرح بالسماع في رواية حفص بن غياث. الحديث: 7301 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 555 7302 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يرويه عن ربِّه تبارك وتعالى - قال: «إذا تقرَّبَ العبدُ إليَّ شِبراً، تقرَّبت [ص: 557] إليه ذِراعاً، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعاً، تقرَّبتُ منه باعاً، وإذا أتاني يمشي، أتيتُهُ هَرْوَلَة» أخرجه البخاري (1) .   (1) 13 / 427 في التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (7536) حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، فذكره. الحديث: 7302 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 556 7303 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل: مَنْ جاءَ بالحسنة فله عشر أمثالها، أو أزيدُ، ومن جاء بالسيئة، فجزاؤه سيئة مثلُها، أو أغْفِر، ومن تقرَّب مني شبراً، تقرَّبت منه ذِرَاعاً، ومن تقرَّب مني ذراعاً، تقرَّبت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيتُه هَرولة، ومن لقيني بقُراب الأرض خطيئة لا يشركُ بي شيئا، لَقِيتُهُ بمثلها مَغْفِرة» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بقراب الأرض) قراب الأرض: هو ما يقارب ملأها.   (1) رقم (2687) في الذكر، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/147) قال: حدثنا محمد بن سابق. قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن ربعي بن حراش. وفي (5/148) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا عاصم. وفي (5/153 و 169) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/155) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم. وفي (5/180) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا شيبان، عن عاصم. والبخاري في «خلق أفعال العباد» (56) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عمر بن علي بن المقدم. قال: حدثنا موسى بن المسيب. قال: سمعت سالم بن أبي الجعد. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر. قال: حدثنا عمر بن علي. قال: حدثنا موسى بن المسيب. قال: سمعت سالم بن أبي الجعد. ومسلم (8/67) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وابن ماجة (3821) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. أربعتهم - ربعي بن حراش، وعاصم، والأعمش، وسالم بن أبي الجعد - عن المعرور بن سويد، فذكره. الحديث: 7303 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 557 نوع خامس 7304 - (م ت س) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الطُّهور شَطْرُ الإيمان، والحمدُ لله تملأُ الميزان، وسبحانَ الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السموات والأرض، والصلاةُ نور، والصدقةُ بُرْهَان، والصبرُ ضِياء، والقرآنُ حُجَّة لكَ أو عليكَ، كلُّ الناس يغدو، فبائع نَفْسَهُ فمعتقُها، أو مُوبِقها» أخرجه مسلم والترمذي، [ص: 558] وأخرج النسائي إلى قوله: «أو عليك» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (موبقها) أوبَقَتْهُ الذُّنوب والخطايا: إذا قَيَّدتْه وحَبَسته، وقيل: إذا أهلكته.   (1) رواه مسلم رقم (223) في الطهارة، باب فضل الوضوء، والترمذي رقم (3512) في الدعوات، باب رقم (91) ، والنسائي 5 / 5 و 6 في الزكاة، باب وجوب الزكاة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (280) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والنسائي (5/5) . وفي «عمل اليوم والليلة» (169) قال: أخبرنا عيسى بن مساور. كلاهما - عبد الرحمن، وعيسى - قالا: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم. فذكره. * أخرجه أحمد (5/342) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (5/342 و 343) قال: حدثنا عفان. والدارمي (659) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (1/140) . والترمذي (3517) قالا - مسلم، والترمذي -: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا حبان بن هلال. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (168) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. خمستهم - يحيى بن إسحاق، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وحبان، وعبد الرحمن بن مهدي - عن أبان ابن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، أن زيد بن سلام، حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، فذكره. ليس فيه «عبد الرحمن بن غنم» . * وأخرجه أحمد (5/344) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا أبو إسحاق يحيى بن ميمون، يعني العطار. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني زيد بن سلام. عن أبي سلام، حدثه عبد الرحمن الأشعري. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحوه. الحديث: 7304 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 557 7305 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «التسبيحُ نِصْفُ الميزان، والحمدُ لله تملؤُهُ، ولا إله إلا الله، ليس لها دون الله حجاب حتى تخلُص إليه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3513) في الدعوات، باب رقم (92) ، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3518) قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد، فذكره. قلت: في سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي. قال الحافظ في «التقريب» : ضعيف في حفظه. وضعفه الترمذي فقال عقب الحديث: إنما نعرفه من حديث الإفريقي، وهو ضعيف عند أهل الحديث» . الحديث: 7305 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 558 7306 - (ت) رجل من بني سليم: قال: عَدَّهُنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في يدي - أو في يَدِه - قال: «التسبيحُ نِصْفُ الميزان، والحمدُ لله تملؤه، والتكبيرُ يملأ ما بين السماء والأرض، والصومُ نِصْفُ الصبر، والطّهورُ نصف الإيمان» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3514) في الدعوات، باب رقم (92) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (3519) حدثنا هناد، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن حري النهدي، عن رجل من بني سليم، قال، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، وقد رواه شعبة،وسفيان الثوري عن أبي إسحاق. الحديث: 7306 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 558 نوع سادس 7307 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله [ص: 559] صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنْفَقَ زَوْجَينِ في سبيل الله، نُودِيَ من أبواب الجنة» . وفي رواية: نودي في الجنة: يا عبدَ الله، هذا خير، فَمَنْ كان من أهلِ الصلاة، دُعِيَ من باب الصلاة، ومَنْ كان من أهلِ الجهادِ، دُعِيَ من باب الجهاد، ومَنْ كان من أهل الصدقةِ، دُعِيَ من باب الصدقة، ومَنْ كان من أهل الصِّيام، دُعِيَ من باب الرَّيَّانِ، فقال أبو بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - يا رسول الله، ما على أحد يُدعَى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلِّها؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نعم، وأرجو أن تكونَ منهم يا أبا بكر» . وفي رواية «مَنْ أنفقَ زَوْجَيْنِ من شيء في الأشياء في سبيل الله، دُعِيَ من أبواب الجنة ... وذكر نحوه» أخرجه الجماعة إلا أبا داود (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 96 في الصوم، باب الريان للصائمين، وفي فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، ومسلم رقم (1027) في الزكاة، باب جمع الصدقة وأعمال البر، والموطأ 2 / 469 في الجهاد، باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينهما والنفقة في الغزو، والترمذي رقم (3675) في المناقب، باب رقم (40) ، والنسائي 6 / 22 و 23 في الجهاد، باب فضل من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (290) . وأحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. والبخاري (3/32) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثني معن. قال: حدثني مالك. وفي (5/7) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: حدثنا شعيب. ومسلم (3/91) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى التجيبي. قالا: حدثنا ابن هب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والترمذي (3674) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (4/168) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب. قال: أخبرني مالك ويونس. وفي (5/9) وفي «فضائل الصحابة» (7) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير. قال: حدثنا أبي. عن شعيب. وفي (6/22) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (6/47) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وابن خزيمة (2480) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. ستتهم - مالك، ومعمر، ومحمد بن عمرو، وشعيب، ويونس، وصالح بن كيسان - عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 7307 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 558 7308 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوماً: «من أصبحَ منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر الصِّدِّيق: أنا، قال: فمن تَبِع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فَمَنْ أطعم منكم اليومَ [ص: 560] مِسْكِيناً؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما اجْتَمَعْنَ في رجل إلا دخل الجنة» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1028) في الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، وفي فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (515) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز. ومسلم (3/92) و (7/110) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. والنسائي في «فضائل الصحابة» (6) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم. وابن خزيمة (2131) قال: حدثنا العباس بن يزيد البحراني أملى ببغداد. أربعتهم - محمد بن عبد العزيز، ومحمد بن أبي عمر، وعبد الرحمن بن إبراهيم، والعباسي بن يزيد - عن مروان بن معاوية الفزاري. قال: حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، فذكره. (*) في رواية محمد بن عبد العزيز: قال مروان: بلغني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما اجتمع هذه الخصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة» . الحديث: 7308 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 559 نوع سابع 7309 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: «أن ناساً من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله، ذهبَ أهل الدُّثُورِ بالأُجُورِ، يصلُّون كما نصلِّي، ويصومون كما نصومُ، ويتصدَّقون بفُضولِ أموالهم، قال: أوَلَيْسَ قد جَعلَ الله لكم ما تَصَدّقون به؟ إن بكلِّ تسبيحة صدقة، وكلِّ تكبيرة صدقة، وكلِّ تحميدة صدقة، وكلِّ تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضْعِ أحدِكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوتَهُ، ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الدُّثُور) جمع دَثْر، وهو المال الكثير.   (1) رقم (1006) في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/167) قال: حدثنا عارم وعفان. وفي (5/168) قال: حدثنا وهب بن جرير. والبخاري في «الأدب المفرد» (227) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (3/82) قال: حدثنا عبد الله ابن محمد بن أسماء الضبعي. ثلاثتهم - محمد بن الفضل أبو النعمان عارم، وعفان، ووهب بن جرير، وعبد الله بن محمد - عن مهدي بن ميمون، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/167) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا مهدي [به] ولم يذكر أبا الأسود. الحديث: 7309 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 560 7310 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَبَسُّمُكَ في وجه أخيك صدقة، وأمْرُك بالمعروف ونَهْيُكَ عن المنكَرِ صدقة، وإرشادُك الرجل في أرض الضلال، لك صدقة، [وبَصَرُك للرجل الرديء البصر، لك صدقة] وإماطتكَ الحجَرَ والشوكَ والعظمَ عن الطريق، لك صدقة، وإفراغُكَ من دَلْوِكَ في دَلْوِ أخيك صدقة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1957) في البر والصلة، باب ما جاء في صنائع المعروف، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (891) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء. والترمذي (1956) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا النضر بن محمد الجرشي اليمامي. كلاهما - عبد الله بن رجاء، والنضر بن محمد - عن عكرمة بن عمار. قال: حدثنا أبو زميل، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وأبو زميل اسمه سماك بن الوليد الحنفي. الحديث: 7310 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 561 7311 - (م) عبد الله بن فروخ: أنه سمع عائشةَ - رضي الله عنها - تقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: « [إنَّهُ] خُلِق كلُّ إنْسان من بني آدمَ على ستين وثلاثمائة مَفْصِل، فمن كبَّر الله، وحَمِد الله، وهلَّل الله، وسبَّح الله، واستغفر الله، وعَزَل حَجَراً عن طريق الناس، أو شوكة، أو عَظْماً، أو أمرَ بمعروف، أو نهى عن منكر، عدَّد تلك الستِّين والثلاثمائة السُّلاَمَى، فإنه يُمْسي يومئذ وقد زَحْزَحَ نَفْسَهُ عن النار» أخرجه مسلم، وفي رواية «يَمْشِي» . وزاد [رزين] بعد قوله: «منكر» : «أو عَلَّم خيراً أو تَعلَّمَهُ» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1007) في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (3/82 و 83) قال: حدثنا حسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا أبو توبة الربيع ابن نافع. قال: حدثنا معاوية، يعني ابن سلام. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا يحيى بن حسان. قال: حدثني معاوية. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال: حدثنا يحيى بن كثير. قال: حدثنا علي - يعني ابن المبارك - قال: حدثنا يحيى. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (837) قال: أخبرني محمود بن خالد، عن مروان. قال: حدثنا معاوية بن سلام. كلاهما - معاوية، ويحيى بن أبي كثير - عن زيد بن سلام،أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبد الله بن فروخ، فذكره. الحديث: 7311 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 561 نوع ثامن 7312 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [ص: 562] «ثلاثة من كنَّ فيه نَشَرَ الله عليه كَنَفَهُ، وأدْخَلَه جنَّتَهُ، رِفْق بالضعيف، والشَّفَقَةُ على الوالدين، والإحْسانُ إلى المَمْلُوكِ» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كَنَفُ) الإنسان: ظِلُّه وحماه الذي يأوي إليه الخائف (*) .   (1) رقم (2496) في صفة القيامة، باب رقم (49) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ذكر المؤلف معنى الكنف في حق الإنسان والذي في الحديث نشر الله كنفه عليه " ادعاء المجاز على أن معنى الكنف هو الجانب مردود وباطل، والصواب أن الكنف ثابت لله عز وجل على ما صح في الأحاديث الصحاح ومنها حديث الباب، ومن معاني الكنف عند السلف: الناحية والستر والحجاب. فلا حاجة لادعاء المجاز فيه لنفيه وتعطيله عن الله حقيقة؛ لأن ذلك لا يجوز في حق الله وأسمائه وصفاته، بل يجب إثباته لله على الوجه اللائق بالله من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تمثيل ولا تكييف كباقي الصفات. والله أعلم. " [التنبيه على المخالفات العقدية في الفتح - لعلي الشبل - ص 41] [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2494) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري المدني، قال: حدثني أبي، عن أبي بكر بن المنكدر، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وإسناده ضعيف. الحديث: 7312 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 561 7313 - (ت) [عبد الله] بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة على كُثْبانِ المِسْكِ - أراهُ قال: يوم القيامة - عبد أدَّى حقَّ الله وحقَّ مواليه، ورجل أمَّ قوماً وهم به راضون، ورجل يُنادي بالصلوات الخمس في كلِّ يوم وليلة» ، وفي رواية نحوه، وزاد فيه «يَغْبِطُهُم الأوَّلون والآخِرُون» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكُثْبان) جمع كثرة لكثيب الرمل، وهو ما اجتمع منه مرتفعاً.   (1) رقم (2569) في صفة الجنة، باب رقم (25) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وإسناده ضعيف، وفي نسخ الترمذي المطبوعة: وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفي " المشكاة " للتبريزي: وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2566) حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن عبد الله بن عمر، قال، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سفيان الثوري، وأبو اليقظان اسمه عثمان ابن عمير، ويقال: ابن قيس. وإسناده ضعيف. الحديث: 7313 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 562 7314 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة حقّ على الله عَوْنُهم: المجاهدُ في سبيل الله، والمُكَاتِبُ الذي يريد [ص: 563] الأداءَ، والناكحُ الذي يريد العَفَافَ» وفي رواية بدل «المكاتب» : «المِدْيان الذي يريدُ الأداءَ» أخرجه الترمذي، وأخرج النسائي الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المديان) : الكثير الدَّين، الذي يَدّان أموال الناس.   (1) رواه الترمذي رقم (1655) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في المجاهد والناكح والمكاتب وعون الله إياهم، والنسائي 6 / 61 في النكاح، باب معونة الله الناكح الذي يريد العفاف، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، أقول: ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/251 و 437) قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2518) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد. قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر. والترمذي (1655) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (6/15) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، عن أبيه، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وفي (6/61) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/13039) عن ابن السرح، عن ابن وهب، عن ليث. أربعتهم - يحيى بن سعيد، وأبو خالد الأحمر، والليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك - عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 7314 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 562 7315 - (ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة يحبُّهم الله، وثلاثة يُبْغِضُهم الله، فأمَّا الذين يحبُّهم الله: فرجل أتى قوماً فسألهم بالله، ولم يسألْهم لقرابة بينَهُ وبينهم، فَمَنَعُوه، فتخلَّفَ رجل بأعْقابهم (1) ، فأعْطاهُ سِرّاً، لا يعلم بعَطيَّتِه إلا الله والذي أعطاه، وقوم سارُوا لَيْلَتَهُمْ، حتى إذا كان النومُ أحَبَّ إليهم مما يعدَل به فوضَعوا رؤوسَهُمْ، فقام [أحدُهم] يتملَّقني، ويتلو آياتي، ورجل كان في سَرِيَّة، فَلَقيَ العَدُوَّ فَهُزِموا، فأقبلَ بصَدْرِه حتى يُقْتَل، أو يُفتَح له، والثلاثة الذين يُبْغِضُهم الله: فالشيخ الزاني، والفقير المُختالُ، والغَنيُّ الظَّلُومُ» أخرجه الترمذي والنسائي، وللنسائي مِثْلُه، ولم يذكر «وثلاثة يُبْغِضُهم الله» ولا ذكرهم [ص: 564] في آخر الحديث (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المختال) : المعجَب بنفسه المتكبِّر.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: بأعيانهم. (2) رواه الترمذي رقم (2571) في صفة الجنة، باب رقم (25) ، والنسائي 5 / 84 في الزكاة، باب ثواب من يعطي، من حديث شعبة عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر رضي الله عنه، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، ورواه أيضاً الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/153) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2568) قال: حدثنا محمد ابن بشار ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا النضر بن شميل. والنسائي (3/201) و (5/84) وفي الكبرى (1223) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد. وابن خزيمة (2456 و 2564) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - محمد بن جعفر، والنضر بن شميل - عن شعبة، عن منصور قال: سمعت ربعي بن حراش، يحدث عن زيد بن ظبيان، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/153) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن رجل، عن أبي ذر، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/153) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. والنسائي في الكبرى (1224) قال: أخبرني محمد بن علي الرقي. قال: حدثنا محمد، وهو ابن يوسف الفريابي. كلاهما - عبد الملك بن عمرو، والفريابي -قالا: حدثان سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي ذر، فذكره. ليس فيه «زيد بن ظبيان» . الحديث: 7315 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 563 7316 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يَرْفَعُه - قال: «ثلاثة يُحِبُّهمُ الله عز وجل: رجُل قام من الليل يَتْلُو كتاب الله، ورجل تصدَّق صَدَقَة بيمينِه يُخفِيها - أُراهُ قال: عن شماله - ورجل كان في سَرِيَّة فانْهَزَمَ أصحابُه، فاستقبل العدوَّ» أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث غير محفوظ، أحد رُواتِهِ: أبو بكر بن عياش، كثير الغلط (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2570) في صفة الجنة، باب رقم (25) من حديث أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه غير محفوظ، والصحيح ما روى شعبة وغيره عن منصور عن ربعي بن حراش عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم، يريد الحديث الذي قبله، وأبو بكر بن عياش كثير الغلط، أقول: ولفقرات الحديث شواهد بمعناه، منها الذي قبله، والذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2567) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن منصور، عن ربعي بن حراش، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه غير محفوظ والصحيح ما رواه شعبة وغيره عن منصور عن ربعي بن حراش عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يريد الحديث الذي قبله، وأبو بكر بن عياش كثير الغلط. الحديث: 7316 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 564 7317 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «سَبْعَة يظِلُّهمُ الله في ظِلِّهِ يوم لا ظِلَّ إلا [ص: 565] ظِلُّه: الإمامُ العادلُ، وشابّ نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه مُعَلَّق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعودَ إليه، ورجلان تحابَّا في الله، اجتمعا على ذلك وتفرَّقا عليه، ورجل دَعَتْهُ امرأة ذاتُ مَنْصِب وجمال، فقال: إني أخافُ الله، ورجل تَصدَّق بصدقة فأخْفاها حتى لا تعلم شمالُهُ ما تُنْفِقُ يمينه، ورجل ذَكَرَ الله خالياً ففاضت عيناه» . أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، وأخرجاه من حديث مالك عن حَفْص ابن عاصِم عن أبي سعيد، أو عن أبي هريرة نحوه، وأخرجه «الموطأ» والترمذي عن أبي هريرة أو أبي سعيد - بالشَّكِّ من حفص بن عاصم - وأخرجه النسائي مُرسلاً (1) عن حفص (2) .   (1) وهذا خطأ، وهو موصول عند النسائي من حديث حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. (2) رواه البخاري 2 / 119 - 124 في الجماعة باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد، وفي الزكاة، باب الصدقة باليمين، وفي الرقاق، باب البكاء من خشية الله، وفي المحاربين، باب فضل ترك الفواحش، ومسلم رقم (1031) في الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، والموطأ 2 / 952 و 953 في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله، والترمذي رقم (2392) في الزهد، باب ما جاء في الحب في الله، والنسائي 8 / 222 و 223 في القضاة، باب الإمام العادل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/439) قال: حدثنا يحيى، والبخاري (1/168) و (8/125) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. وفي (2/138) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (8/203) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (3/93) قال: حدثني زهير ابن حرب ومحمد بن المثنى، جميعا عن يحيى القطان. «قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد» . والترمذي (2391) قال: حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، والنسائي (8/222) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (358) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى. كلاهما - يحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك - عن عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، عن حفص بن عاصم، فذكره. * أخرجه مالك «الموطأ» (591) . ومسلم (3/93) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والترمذي (2391) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. كلاهما - يحيى، ومعن - عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة، فذكره. الحديث: 7317 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 564 نوع تاسع 7318 - (م ت د ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ دعا إلى هُدى كان له من الأجرِ مِثْلُ أجور مَنْ تَبِعَهُ، [ص: 566] لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضَلالَة كان عليه من الإثمِ مِثْلُ آثام من تَبِعَهُ، لا يَنْقُص ذلك من أوزارهم شيئاً» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود. وأخرجه «الموطأ» مرسلاً: وقال: ما من داع يدعو إلى هُدى، وما من داع يدعو إلى ضلالة ... وذكر الحديث (1) .   (1) رواه مسلم (2674) في العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، والترمذي رقم (2676) في العلم، باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتبع أو ضلالة، وأبو داود رقم (4609) في السنة، باب لزوم السنة، والموطأ 1 / 218 في القرآن، باب العمل في الدعاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/397) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا إسماعيل - يعني ابن جعفر -. والدارمي (519) قال: أخبرنا الوليد بن شجاع. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. ومسلم (8/62) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل- يعنون ابن جعفر - وأبو داود (4609) قال: حدثنا يحيى بن أيوب. قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر-. وابن ماجة (206) قال: حدثنا أبو مروان، محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (2674) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. كلاهما - إسماعيل، وعبد العزيز - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7318 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 565 7319 - (ت) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَنَّ سُنَّةَ خَيْر فاتُّبِعَ عليها، فله أجرُهُ، ومِثْلُ أجورِ من اتّبَعَه، غيرَ منْقُوص من أجورِهم شيئاً، ومَنْ سَنَّ سُنَّةَ شَرّ، فاتُّبِع عليها، كان عليه وِزْرُه ومِثْلُ أوزارِ من اتَّبعَه، غير منقوص من أوزارهم شيئاً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2677) في العلم، باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتبع أو إلى ضلالة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وأخرجه مسلم مطولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2675) حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن جرير بن عبد الله، عن أبيه قال، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7319 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 566 7320 - (ت) عمرو بن عوف - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لبلال ابن الحارث يوماً: «اعلم يا بلال، قال: ما أعلم يا رسولَ الله؟ قال: اعلم أنَّ من أحيا سُنَّة من سُنَّتي أمِيتَتْ بعدي، كان له من الأجرِ مِثْلُ مَنْ [ص: 567] عمل بها، مِنْ غير أن يَنْقُص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن ابتدَع بِدْعَة ضلالَة لا يرضاها الله ورسولُه كان عليه مِثْلُ آثام مَنْ عمل بها، لا ينقصُ ذلك من أوزارِ الناس شيئاً» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2679) في العلم، باب ما جاء في الأخذ في السنة واجتناب البدع، من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد اعترض على تحسين الترمذي له، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 1 / 46 طبع منير الدمشقي: كثير بن عبد الله متروك واهٍ، ولكن للحديث شواهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2677) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن عيينة، عن مروان ابن معاوية الفزاري، عن كثير بن عبد الله هو ابن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. ومحمد بن عيينة هو مصيصي شامي، وكثير بن عبد الله هو ابن عمرو بن عوف المزني، قلت: في سنده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني قال: أحمد: لا يحدث عنه، وقال مرة: منكر الحديث ليس بشيء، وقال: مره: لايساوي شيئا، وضرب على حديثه في المسند ولم يحدثه به، قال يحيى: ليس حديثه بشىء ولا يكتب وأورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (3/23) . الحديث: 7320 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 566 7321 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يا بُنَيَّ إن قَدَرْتَ أن تُصْبِحَ وتُمْسِيَ ولَيس في قلبك غِشّ لأحد فَافْعَل، ثم قال: يا بُنَيَّ، وذلك من سُنَّتي، ومن أحيا سُنَّتِي فقد أحْياني، ومن أحياني كان مَعي في الجنة (1) » أخرجه الترمذي، وقال: وفي الحديث قصة طويلة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غش) الغِش: خلاف النصح.   (1) أورد التبريزي صاحب " مشكاة المصابيح " هذا الحديث نقلاً عن الترمذي بلفظ: " من أحب سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة " ولعله وقع في بعض نسخ الترمذي هكذا. (2) رقم (2680) في العلم، باب ما جاء في الأخذ في السنة واجتناب البدع، وفي سنده زيد بن علي ابن جدعان، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2678) قال:حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري البصري،قال:حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه،عن علي بن زيد، عن سعد بن المسيب، فذكره. قلت في مسنده علي بن يزيد وهو ابن جدعان ضعيف كما قال الحافظ في «التقريب» وقال شعبة بن الحجاج كما نقل عنه شيخنا العلامة الألباني في الضعيفة: (حدثنا علي بن زيد وكان رفاعا) يعني أنه كان يخطئ فيرفع الحديث الموقوف. الحديث: 7321 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 567 7322 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رَجُل يَسْتَحمِلُه، فلم يجدْ عنده ما يتحمَّله، فدَلَّه على آخرَ فحمَلَهُ، فأتى [ص: 568] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: الدَّال على الخير كفاعله» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يستحمله) استحملت فلاناً: إذا طلبت منه أن يعطيَك ما تركبُه ويحملك عليه.   (1) رقم (2672) في العلم، باب ما جاء في أن الدال على الخير كفاعله، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2670) حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا أحمد بن بشير، عن شعيب بن بشر، عن أنس بن مالك، فذكره. قال أبو عيسى.: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الحديث: 7322 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 567 7323 - (م د ت) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: «كنت جالساً عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاءه رجُل، فقال: إني أُبْدِعَ بي يا رسولَ الله، فاحْمِلْني، فقال: ما عندي ما أحملكَ عليه، فقال رجل: أنا أدُلُّهُ على مَن يَحْمِلُه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من دَلَّ على خيْر فله مِثْلُ أجرِ فاعِلِه» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي وأبي داود: فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ائْتِ فلاناً، فأتاه فحمله، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ دَلَّ على خير فله مِثْلُ أجرِ فاعِلِه، أو قال: عامِلِه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أُبدِعَ بي) أُبدِعَ بفلان: إذا أعيَتْ راحلته: وأبدعتِ الراحلة: إذا أعيت وكَلَّت.   (1) رواه مسلم رقم (1893) في الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وأبو داود رقم (5139) في الأدب، باب في الدال على الخير، والترمذي رقم (2673) في العلم، باب ما جاء في الدال على الخير كفاعله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/120) قال: حدثنا ابن نمير،ويعلي، ومحمد يعني ابن عبيد. وفي (4/120) قال:حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا سفيان. وفي (5/272) قال:حدثنا أبو معاوية. وفي (5/273) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة. وفي (5/274) قال:حدثنا أسود بن عامر، قال:حدثنا شريك. والبخاري في الأدب المفرد (242) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (6/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن أبي عمر قالوا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس وحدثني بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد ابن جعفر، عن شعبة (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال:حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان،وأبو داود (5129) قال:حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان،والترمذي (2671) قال:حدثنا محمود بن غلان، قال:حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة (ح) وحدثنا الحسن بن علي الخلال،قال:حدثنا عبد الله ابن نمير. ثمانيتهم - عبد الله بن نمير،ويعلى بن عبيد، ومحمد بن عبيد، وسفيان، وأبو معاوية، وشعبة، وشريك، وعيسى بن يونس - عن الأعمش، قال: سمعت أبا عمرو الشيباني، فذكره الحديث: 7323 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 568 نوع عاشر 7324 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يقولُ الله عزَّ وجلَّ: إذا أراد عبدي أنْ يَعْمَلَ سيئة، فلا تكتبوها عليه حتى يَعْمَلَها، فإن عَمِلَها فاكتبوها بمثلها، وإن تَركَها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يَعْمَلَ حسنة، فلم يَعْمَلْها، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها بِعَشْرِ أمثالها إلى سبعمائة» أخرجه البخاري. وفي رواية مسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله: إذا هَمَّ عَبْدِي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عَمِلَها فاكتبوها سَيئة، وإذا هَمَّ بحسنة فلم يَعْمَلْها فاكتبوها حسنة، فإن عَمِلها فاكتبوها عشراً» . وله في أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ هَمَّ بحسنة فلم يعمَلْها كُتِبَتْ له حسنة، ومَنْ هَمَّ بحسنة فَعَمِلَها، كُتِبَتْ له إلى سبعمائةِ ضِعْف، ومَن همَّ بسيئة فلم يَعْمَلْها لم تُكْتَبْ، وإن عَمِلَها كُتِبَتْ» . وله في أخرى: عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- «قال الله عز وجل: إذا تحدَّث عبدي بأن يَعْمَلَ حسنة، فأنا أكتُبها له حسنة، ما لم يعمَلْها، فإذا عملها فأنا أكتُبُها بعشرِ أمثالها، وإذا تحدَّث بأن يعمل سيئة، فأنا أغفرها له؛ ما لم يعمَلْها، فإذا عَمِلَها فأنا أكتُبُها له بمثلها، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قالت الملائكةُ: [ص: 570] ربِّ، ذاك عُبيْدُكَ، يريد أن يعملَ سيئة، وهو أبْصَرُ به، فقال: ارقُبُوه، فإن عَمِلَها فاكتبوها له بمثلها، وإن تَرَكَها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جَرَّايَ» . وفي أخرى قال: [قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] : «قال الله عز وجلَّ: إذا هَمَّ عَبدي بحسنة فلم يعمَلْها كتبتُها له حسنة، وإن عملها كتبتُها عشرَ حَسَنَات إلى سبعمائةِ ضِعْف، وإن هَمَّ بِسَيئة ولم يعْمَلها، لم أكتبْها عليه، فإن عملها كتبتُها سيئة واحدة» . وفي رواية الترمذي نحو ذلك، وفي آخِرها: ثم قرأ {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160] (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جَرَّايَ) فعلت هذا من جَرَّاه، أي: من أجله.   (1) رواه البخاري 13 / 391 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (128) و (129) في الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب، والترمذي رقم (3075) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (9/177) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، ومسلم (1/82) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب إسحاق بن إبراهيم. قال: إسحاق: أخبرنا سفيان، قال الآخران: حدثنا ابن عيينه، والترمذي (3073) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13679) عن قتيبة، عن سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينه، والمغيرة بن عبد الرحمن - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 7324 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 569 7325 - (خ م) ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال - فيما يروي عن ربِّهِ -: «إنَّ الله تعالى كَتَبَ الحسناتِ والسيئاتِ، ثم بيَّن ذلك، فَمَنْ هَمَّ بحسَنة فلم يعملْها كَتَبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هَمَّ بها وعَمِلها، كَتَبَها الله له عنده عَشْرَ حسنات إلى سبعمائة ضِعْف، إلى أضعاف [ص: 571] كثيرة، ومَنْ هَمَّ بسيئة فلم يعمَلْها، كَتَبَها الله عنده حسنة، وإن هو هَمَّ بها فَعَمِلها، كَتَبَها الله له سيئة واحدة» . زاد في رواية «أو محاها، ولا يَهْلِك على الله إلا هَالِك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 277 في الرقاق، باب من هم بحسنة أو سيئة، ومسلم رقم (130) و (131) في الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/227) (2110) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا الحسن ابن ذكوان. 2- وأخرجه أحمد (1/279 (2519) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. وفي (1/310) و (2828) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا سعيد بن زيد. وفي (1/360 (3402) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا عبد الوارث. وعبد بن حميد (716) قال: أخبرني يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا جعفر بن سليمان، والدامي (2789) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. والبخاري (8/128) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوراث. ومسلم (1/83) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عبد الوارث (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (6318) عن قتيبة، عن جعفر. ثلاثتهم - جعفر، وسعيد، وعبد الوارث - عن الجعد أبي عثمان. كلاهما - الحسن، والجعد - عن أبي رجاء، فذكره. الحديث: 7325 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 570 7326 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ حافظين رَفعا إلى الله تعالى ما حَفِظا من عَمَلِ العَبْدِ في ليل أو نهار، فيجدُ الله تعالى في أول الصحيفة وآخرِها خيراً إلا قال الله تعالى لملائكته: أشْهِدُكم أنِّي قد غَفَرْتُ لعبدي ما بين طَرَفَي الصحيفة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (981) في الجنائز، باب رقم (9) ، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (981) قال: حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلي، عن تمام بن نجيح، عن الحسن عن أنس، فذكره. وإسناده ضعيف. الحديث: 7326 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 571 نوع حادي عشر 7327 - (ت س د) شرحبيل بن السمط - رضي الله عنه - قال لعمرو بن عَبَسَةَ حَدِّثْني حديثاً سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نُوراً يوم القيامة، ومَنْ رَمَى بِسَهْم في سبيل الله فبلَغ العدوَّ، أو لم يَبْلُغْ، كان له كعتق رقبة مؤمنة، ومَن [ص: 572] أعتق رقبة مؤمنة كانت فِداءه من النار عُضواً عُضواً» أخرجه النسائي. وأخرج الترمذي ذكر الشَّيْبِ وحْدَهُ. وأخرج أبو داود منه ذِكْر العِتق وحدَهُ. وأخرج النسائي من طريق أخرى نحوه، إلا أنه قَدَّمَ رَمي السهم، وقال فيه: «أخطأ أم أصاب» وثَنَّى بالعِتْق، وثلَّثَ بالشَّيْبِ، وقال فيه: «في سبيل الله» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1634) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله، والنسائي 6 / 26 في الجهاد، باب ثواب من رمى في سبيل الله، وأبو داود رقم (3966) في العتق، باب أي الرقاب أفضل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/113) قال: حدثنا محمد بن بكر، النسائي في الكبرى (الورقة 64- أ) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم، يقال له: ابن صدران، بصري، قال: حدثنا خالد بن عبد (ح) وأخبرنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا عبد الله بن حمران. ثلاثتهم - ابن بكر، وخالد، وابن حمران - عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني الأسود بن العلاء، عن حوى، مولى سليمان بن عبد الملك، عن رجل أرسل إليه عمر بن العزيز وهو أمير المؤمنين، قال: كيف الحديث الذي حدثني عن الصنابحي؟ قال أخبرني الصنابحي، فذكره.. في رواية خالد بن الحارث: (عن مولى سليمان بن عبد الملك) لم يذكر اسمه. ورواه عن شرحبيل، سليم ابن عامر. أخرجه أحمد (4/113) قال: حدثنا الحكم بن نافع، وعبد بن حميد (299) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، النسائي في الكبرى (الورقة 64- أ) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد. ثلاثتهم - الحكم، ويزيد، وحجاج - عن حريز، عن عثمان، عن سليم ابن عامر، فذكره. أخرجه أبو داود (3966) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجده، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، قال حدثني سليم بن عامر. والنسائي (6/26) قال: أخبرنا عمور بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا بقية، عن صفوان، قال: حدثني سليم بن عامر، وفي (6/27) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت خالدا، يعني ابن زيد، أبا عبد الرحمن، الشامي. كلاهما - سليم، وخالد بن زيد 0 عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسة، فذكره. وأخرجه أحمد (4/386) قال: حدثنا أبو المغيرة. والنسائي (في الكبري (الورقة 64-أ) قال: أخبرنا سعيد بن عمرو بن الحمصص، قال: حدثنا بقية. كلاهما - أبو المغيرة، وبقية - قالا: حدثنا حريز، قال: سمعت سليم بن عامر يحدث شرحبيل بن السمط حين قال: لعمرو بن عبسه: حدثنا حديثا ليس في تزيد ولا نقصان ... الحديث. الحديث: 7327 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 571 7328 - (س) شرحبيل بن السمط - رضي الله عنه - قال لكَعْبِ بنِ مُرَّةَ: «يا كعبُ، حدثْنا حديثاً عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، واحْذَرْ، قال: سمعتُهُ يقول: مَنْ شابَ شيبة في سبيل الله، كانتْ له نُوراً يوم القيامة، فقال له: حَدِّثنا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- واحْذَرْ، قال: سمعتُهُ يقول: ارموا، مَنْ بَلَغ العَدُوَّ بسهم رَفَعَهُ الله به درجة، فقال ابن النَّحَام: يا رسولَ الله، وما الدَّرَجَةُ؟ قال: أمَا إنَّها ليستْ بعَتَبة أمِّكَ، ولكنْ ما بين الدرجتين مائةُ عام» أخرجه النسائي (1) .   (1) 6 / 27 في الجهاد، باب ثواب من رمى في سبيل الله، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (6/27) أخبرنا محمد بن العلاء، قال:حدثنا أبومعاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد،عن شرحبيل بن السمط: فذكره قلت الأعمش وهو سليمان بن مهران مدلس وقد عنعنه. الحديث: 7328 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 572 نوع ثاني عشر 7329 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول يومَ القيامة: يا ابنَ آدمَ مَرِضْتُ فلم تَعُدْني، قال: يارب كَيْفَ أعُودُكَ وأنتَ ربُّ العالمين؟ قال: أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلاناً مَرِضَ فلم تَعُدْهُ؟ أما علمتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لوجَدتني عنده؟ يا ابنَ آدمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فلم تُطعمني، قال: يارب، كيف أطعِمُكَ وأنتَ ربُّ العالمين؟ قال: أمَا علمتَ أنه استطعمكَ عبدي فلان فلم تُطْعِمْهُ، أمَا علمتَ أنَّكَ لو أطعمته لوجدتَ ذلك عندي؟ يا ابنَ آدم، استَسقيْتُكَ فلم تَسْقني، قال: يارب، وكيف أسقِيكَ وأنتَ ربُّ العالمين؟ قال: اسْتَسقَاك عبدي فلان، فلم تَسْقِه، أما إنَّك لو سَقَيْتَهُ وجدتَ ذلك عندي» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2569) في البر والصلة، باب فضل عيادة المريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الأدب المفرد (517) قال: حدثنا إسحاق. قال:أخبرنا النضر بن شميل ومسلم (8/13) قال:حدثني محمد بن حاتم بن ميمون. قال: حدثنا بهز. كلاهما - النضر،وبهز - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البنانى،عن أبي رافع، فذكره. الحديث: 7329 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 573 7330 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما مؤمن أطعمَ مؤمناً على جُوع أطعمه الله يوم القيامة مِن ثمار الجنة، وأيُّما مؤمن سقى مؤمناً على ظمإ سقاهُ الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيُّما مؤمن كسى مؤمناً على عُرْي كَساهُ الله يوم القيامة، من حُلل الجنة» أخرجه الترمذي، وقال: قد روي موقوفاً على أبي سعيد، وهو أصح [ص: 574] وأشبه، وأخرجه أبو داود، وقدَّم الكسوةَ، ثم الطعام، ثم الشراب (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الرحيق) : من أسماء الخمر. و (المختوم) : الذي لم يبتذل لأجل ختامه.   (1) رواه أبو داود (1682) في الزكاة، باب في فضل سقي الماء، والترمذي رقم (2451) في صفة القيامة، باب رقم (18) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روي هذا عن عطية عن أبي سعيد موقوفاً، وهو أصح عندنا وأشبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/13) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير، عن سعد أبي المجاهد الطائي، والترمذي (2449) قال: حدثنا محمد بن حاتم المؤدب، قال: حدثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري، قال: حدثا أبو الجارود الأعمي (وأسمه زياد بن الممنذر الهمداني.) . كلاهما - أبو المجاهد، وأبو الجارود - عن عطية بن سعد العوفي، فذكره.، في رواية أبي المجاهد، قال: عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري، أراه قد رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى هذا عن عطية، عن أبي سعيد موقوف، هو أصح عندنا وأشبه. أخرجه أبو داود (1682) قال: حدثنا علي بن حسين، قال حدثنا أبو بدر، قال: حدثنا أبو خالد الذي كان ينزل في بني دالان، عن نبيح، فذكره. قلت في سنده عطيه العوفي قال الحافظ فى «التقريب» صدوق يخطيء كثيرا كان شيعيا مدلسا أما تدليسه فقد نقل ابن حبان في «الضعفاء» مانصه «سمع من أبي سعيد أحاديث فما مات جعل يجالس الكبي يحضر بصفته، فإذا قال الكبي، قال: رسول الله كذا، فيحفظه (وكناه أبا سعيد) ويروى عنه، فإذا قيل به من حدثك هذا؟ فيقول: حدثني «أبو سعيد» فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكبي: قال: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب» ذكره الألباني في الضعيفة الجزء الأول الحديث: 7330 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 573 7331 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أكلَ طَيباً، وعَمِلَ في سُنَّة، وأمِنَ الناسُ بوائِقَهُ، دخل الجنة، قال رجل: يا رسولَ الله، إن هذا اليومَ في الناس كثير، قال: فسيكون في قرون بعدي» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بوائقه) جمع بائقة، وهي الداهية، والمراد: غوائله وشروره وقيل: ظلمه وغشمه.   (1) رقم (2522) في صفة القيامة، باب رقم (61) ، وفي سنده مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث إسرائيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2520) قال:حدثنا هناد،وأبو زرعة، وغير واحد، قالوا: أخبرنا قبيصة (ح) وحدثنا عباس الدوري قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. كلاهما - قبيصة، ويحيى - عن إسرائيل، عن هلال بن مقلاص الصيرفي،عن أبي بشر، عن أبي وائل، فذكره. قال الترمذي:هذا حديث غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه من حديث إسرائيل. وفي سنده مجهول. الحديث: 7331 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 574 7332 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من مَنَحَ منيحةَ لبن أو وَرِق، أو هَدَى زُقاقاً، كان له [ص: 575] مِثْلُ عِتْق رقبة» أخرجه الترمذي (1) . وذكر رزين «مَنْ مَنَحَ مِنْحة لبن أو وَرِق، أو هدى ضالاً طريقاً، أو أعمى زقاقاً ... الحديث» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (منحة لبن) المنحة: العطية، والمنيحة: الناقة، أو الشاة تعار لينتفع بلبنها وتعاد.   (1) رواه الترمذي رقم (1958) في البر والصلة، باب ما جاء في المنحة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقال: وفي الباب عن النعمان بن بشير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/285) قال: حدثناعفان. قال: حدثنا شعبة، وفي (4/285) قال حدثنا عفان، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا محمد بن طلحة. وفي (4/296) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، والأعمش، وفي (4/300) قال حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/304) قال: حدثنا يحيى، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، والترمذي (1957) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق. خمستهم - شعبة، و، محمد بن طلحة، ومنصور، والأعمش، وأبو إسحاق - عن طلحة بن مصرف. 2- وأخرجه أحمد (4/286) قال: حدثنا أبو معاوية، والبخاري في الأدب المفرد (890) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا الفزاري. كلاهما- أبو معاوية، والفزاري - عن قنان بن عبد الله. كلاهما - طلحة، وقنان - عن عبد الرحمن بن عوسجة، فذكره.. الحديث: 7332 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 574 نوع ثالث عشر 7333 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلاً قال: يا رسولَ الله، الرجلُ يَعْمَلُ العمل فَيُسِرُّهُ، فإذا اطُّلِع عليه أعجبه ذلك؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «له أجران: أجر السِّرِّ، وأجْرُ العلانية» . أخرجه الترمذي (1) . وقال: قد فسَّرَ بعض أهل العلم هذا الحديث إذ اطُّلِع عليه وأعْجَبه: إنما معناه يعجبه ثناءُ الناس عليه بالخير، لقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أنتم شهداء الله في [ص: 576] الأرض، فيعجبه ثناء الناس عليه لهذا، فأما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخير ويُكرَم ويُعَظمَ على ذلك، فهذا رِياء» وقال بعض أهل العلم: إذا اطُّلع [عليه] فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله، فيكونُ له مثلُ أجورهم، فهذا له مذهب أيضاً.   (1) رقم (2385) في الزهد، باب رقم (49) ، من حديث أبي سنان الشيباني الأصغر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقال: وقد رواه الأعمش وغيره عن حبيب بن أبي ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2384) حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو سنان الشيباني، عن حبيب عن ثابت، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وقد روى الأعمش وغيره عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، عن النبي مرسلا وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه عن أبي هريرة. الحديث: 7333 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 575 7334 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أرأيْتَ الرجلَ يَعمَلُ من الخير، ويَحمَده الناس عليه؟ قال: تِلْكَ عاجِلُ بُشْرَى المؤمن» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2641) في البر والصلة، باب المرء مع من أحب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (2642) حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو الربيع، وأبو كامل، وفضيل بن حسين - واللفظ ليحيى - قال يحيى: أخبرنا وقال الآخران:حدثنا - حماد بن بزيد بن عن أبي عمران الجوني - عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، فذكره. الحديث: 7334 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 576 نوع رابع عشر 7335 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَيْسَ شَيء أحبَّ إلى الله من قطرتين، وأثرَين: قطرةِ دموع من خَشْيَة الله، وقطرةِ دَم تُهْرَاق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثَر في سبيل الله، وأثَر في فريضة من فرائض الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1669) في فضائل الجهاد، باب رقم (26) ، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1669) قال: حدثنا زياد بن أيوب،قال:حدثنا يزيد بن هارون،قال:أنبأنا الوليد بن جميل الفلسطيني،عن القاسم، فذكره. الحديث: 7335 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 576 7336 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وَفْدُ الله ثلاثة: الغازي، والحاجُّ، والمعتمرُ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 113 في الحج، باب فضل الحج، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائى (5/113و6/16) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود،وابن خزيمة (5211) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي وإبرهيم بن منقد عبد الله الخولاني. كلاهما - عيسى بن إبراهيم الغافقي، وإبراهيم بن منقد،عن ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، قال: سمعت سهيل بن أبي صالح يقول: سمعت أبي يقول،فذكره. قلت أورد الحديث ابن أبي حاتم في كتابه العلل وقال: قال أبي ورواه سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن مرداس الجندعي عن كعب قوله. ورواه عاصم عن أبي صالح عن كعب قوله. الحديث: 7336 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 576 نوع خامس عشر 7337 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مُسلم يَغْرِسُ غَرْساً، أو يَزْرَعُ زَرْعاً، فيأكلَ منه طَير، أو إنسان، أو بَهِيمة، إلا كان له به صدقة» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 2 في الحرث والمزارعة، باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه، وفي الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم رقم (1553) في المساقاة، باب فضل الغرس والزرع، والترمذي رقم (1382) في الأحكام، باب ما جاء في فضل الغرس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في المزارعة (1) عن قتيبة -وعبد الرحمن بن المبارك - وفي الأدب (27:5) عن أبي الوليد، ومسلم في البيوع (23:6) عن يحيى بن يحيى، وقتيبة، ومحمد بن عبيد بن حسان -. خمستهم - عن الوضاح أبي عوانة، عن قتادة عن أنس والترمذي في الأحكام (40) عن قتيبة عن الوضاح، عن قتادة عن أنس، قال: حسن صحيح: الأشراف (1/364) . الحديث: 7337 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 577 7338 - (م) جابر - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- دخل على أمِّ مَعبَد - أو أمِّ مُبَشِّر - الأنصارية في نَخل لها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «مَن غَرَسَ هذا النَّخِلَ؟ أمُسلم، أم كافِر؟ فقالت: بل مسلم، فقال: لا يَغْرِسُ مسلم غَرْساً، ولا يَزْرَعُ زَرْعاً، فيأكلَ منه إنسان، ولا دابة، ولا شيء، إلا كانت له صدقة» . أخرجه مسلم. وله في أخرى قال: «دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أمِّ مَعْبَد حائطاً، فقال: يا أمَّ مَعبَد، مَنْ غَرَسَ هذا النخل؟ أمُسلم، أم كافر؟ فقالت: مُسلم، فقال: لا يَغرِسُ المسلم غَرساً فيأكلَ منه إنسان، ولا دابَّة، ولا طائِر، إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة» . [ص: 578] وله في أخرى أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ مُسلم يَغْرِس غرْساً إلا كان ما أُكل منه له صدقة، وما سُرِقَ منه له صدقة، [وما أكلَ السَّبُعُ منه فهو له صدقة، وما أكلَتِ الطيرُ فهو له صدقة] ولا يَرْزَؤُهُ أحَد إلا كان له صدقة» . وله في أخرى قال: «لا يَغْرِسُ رجل مسلم غَرْساً ولا زَرْعاً، فيأكلَ منه سَبُع، أو طائر، أو شيء، إلا كان له فيه أجْر» . ومن الرواة من قال: عنه عن امرأة زيد بن حارثة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يرزَؤه) أي: ينقصه.   (1) رقم (1552) في المساقاة، باب فضل الغرس والزرع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (5/28) قال: أحمد بن سعيد بن إبراهيم، قال حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال: أخبرني عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 7338 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 577 7339 - (م) أم مبشر - رضي الله عنها -: من رواية جابر عنها، أدرجه مسلم على ما قبله، وقال: بنحو حديث عطاء وأبي الزُّبير، وعمرو بن دينار، يعني: الرواية الأولى والثانية والثالثة، من حديث جابر المذكور.   [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 7339 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 578 الباب العاشر من كتاب الفضائل: في فضل المرض والنوائب والموت، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في المرض والنوائب 7340 - (خ م ت) عطاء بن يسار: عن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أنَّهُما سَمِعا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما يُصيب المؤمنَ من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن، حتى الهم يَهُمُّه، إلا كَفَّر الله به سيئاته» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وذكره الحميديُّ في مسند أبي هريرة (1) . [ص: 580] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَصَب) النَّصَب: التعب. و (الوَصب) : المرض والوَجع.   (1) رواه البخاري 10 / 91 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض، ومسلم رقم (2573) في البر، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض، والترمذي رقم (966) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب المريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/4و61) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (3/24) قال: حدثنا يحيى، عن أسامة. وفي (3/81) قال: حدثنا يعقوب، قال حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. ومسلم (8/16) قال حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد ابن كثير، والترمذي (966) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن أسامة بن زيد. ثلاثتهم - ابن إسحاق، وأسامة، والوليد - عن محمد بن عمرو بن عطاء. 2- وأخرجه أحمد (2/335و3/18) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (2/103و3/48) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، وعبد بن حميد (961) قال: حدثني موسى بن مسعود، والبخاري (7/148) ، وفي الأدب المفرد (492) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ثلاثتهم - عبد الملك بن عمرو أبو عامر، وابن مهدي، وموسى - قالوا: حدثنا زهير بن محمد، عن محمد بن عمرو حلحلة. كلاهما - محمد بن عمرو بن عطاء، ومحمد بن عمرو بن حلحلة - عن عطاء ابن يسار، فذكره. الحديث: 7340 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 579 7341 - (خ م ط ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُصيبة تُصِيبُ المسلم إلا كفَّر الله عنه بها، حتى الشَّوكةِ يُشاكُها» . وفي أخرى «لا يُصِيبُ المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته» . وفي أخرى «إلا رفعه الله بها درجة، وحطَّ عنه بها خطيئة» . وفي أخرى «لا يُصِيبُ المؤمنَ من مصيبة - حتى الشوكة - إلا قُصَّ بها أو كُفِّر بها من خطاياه» لا يدري الراوي أيتهما قال عروة. وفي أخرى قال: «دخل شاب من قريش على عائشة وهي بِمنى وهم يَضْحَكُون، فقالت: ما يُضْحِكُكم؟ قالوا: خَرَّ فلان على طنُبِ فُسطاطِ، فكادَتْ عُنُقُهُ - أو عينه - أن تذهبَ، فقالت: لا تضحكوا، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ مُسلم يُشاكُ شوكة فما فوقها إلا كُتبتْ له بها درجة، ومُحِيَتْ عنه بها خطيئة» هذه الرواية لم يذكرها [ص: 581] الحميديُّ في كتابه، أخرجه مسلم، وأخرج البخاري الأولى، وأخرج الترمذي الثالثة، وأخرج «الموطأ» الرابعة (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 89 و 90 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض، ومسلم رقم (2572) في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن، والموطأ 2 / 941 في العين، باب ما جاء في أجر المريض، والترمذي رقم (965) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب المريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ 9 (584: عن يزيد بن خصيفة. وأحمد (6/88) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (6/113) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. قال: قال الزهري. وفي (6/120) قال: حدثنا على بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال أخبرنا يونس، عن الزهري. وفي (6/167) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، وفي (6/279) قال: حدثنا عامر بن صالح. قال: حدثني هشام بن عروة، والبخاري (7/148) قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي الأدب المفرد (498) قال: حدثنا بشر. قال: حدثنا عبد الله. وقال: أخبرنا يونس، عن الزهري. ومسلم (8/15) قال: حدثنامحمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا أبوكريب. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا هشام (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا بن وهب قال: أخبرني مالك بن أنس ويونس بن يزيد، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني مالك بن أنس، عن يزيد بن خصيفة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16714) عن وهب بن بيان، عن بن وهب، عن يونس، عن الزهري. وفي (12/17362) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية، عن هشام. وفي (12/17362) عن قتيبة بن سعيد (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن بشر بن عمر. كلاهما - عن مالك، وعن يزيد بن خصيفة. ثلاتهمه - يزيد بن خصيفة، وابن شهاب الزهري، وهشام، وعروة - عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 7341 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 580 7342 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: أتَيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يُوعَك، فَمسِسْتُهُ بيدي، فقلتُ: يا رسول الله، إنك تُوعَك وَعْكاً شديداً، قال: أجل، إني أُوعَك كما يُوعَكُ رجلان منكم، قلتُ: ذلك بأن لك أجْرين؟ قال: «أجل، ما مِنْ مسلم يُصيبه أذى - من مَرَض فما سواه - إلا حَطَّ الله به سَيِّئاته كما تَحُطُّ الشجرةُ ورقَها» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوعك) : الألم، وقيل: ألم الحمى.   (1) رواه البخاري 10 / 96 في المرضى، باب شدة المرض، وباب أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وباب وضع اليد على المريض، وباب ما يقال للمريض وما يجيب، وباب قول المريض: إني وجع أو وارأساه، ومسلم رقم (2571) في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من المرض أو الحزن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في «الطب» (لا، بل في المرضى 2:2) عن محمد بن يوسف. و (14:1) عن قبيصة، كلاهما عن سفيان و (3) عن عبدان، عن أبي حمزة و (13:2) عن قتيبة، وعن جرير، (16:3) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن مسلم - ومسلم في الأدب (14:3) عن عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم بن وزهير بن حرب. ثلاثتهم - عن جرير - و (14:4) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب،كلاهما عن أبي معاوية و (14:4) عن إسحاق، وإبراهيم، عن عيسى بن يونس ويحيى بن عبد الملك بن بن أبي غنية - و (14:4) عن محمد ابن رافع،عن عبد الرزاق، عن سفيان،والنسائي في «الطب» الكبرى (17) عن أبي كريب، عن أبي معاوية، (5:1) عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان- و (19:1) عن بشر بن خالد، عن غندر، عن شعبة - ثمانيتهم - عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن ابن مسعود. (الأشراف (7/16) . الحديث: 7342 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 581 7343 - (م) جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «دخل على أمِّ السائب - أو أمِّ المسيَّب - فقال: ما لَكِ تُزَفْزِفين؟ قالت: الحُمَّى، [ص: 582] لا بارك الله فيها، فقال: لا تَسُبِّي الحُمَّى، فإنها تُذْهِبُ خطايا بني آدم، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تزفزفين) أصل الزفيف: الحركة السريعة، ومنه: زَفَّ الظليم: إذا أسرع حتى يُسْمَعَ لجناحه حركة، فكأنما سمع ما عَرَض لها من رِعْدَة الحمى، هذا [على] من رواه بالزاي المعجمة، ومن رواه بالراء المهملة، فعنى به رفرفة جناح الطائر، وهو تحريكه عند الطيران، فشبَّه حركه رِعْدتها به، والزاي أكثر رواية.   (1) رقم (2575) في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (516) قال: حدثنا أحمد بن أيوب قال: حدثنا أحمد بن أيوب، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثني المغيرة بن مسلم. ومسلم (8/16) قال حدثني عبيد الله بن عمرو القواريري، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا الحجاج الصواف. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1063) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال حدثنا ابن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، قال: حدثني خالد ابن يزيد. ثلاثتهم - المغيرة، والصواف، وخالد - عن أبي الزبير - فذكره. الحديث: 7343 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 581 7344 - (د) أم العلاء - رضي الله عنها - قالت: «عادني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا مَريضة فقال: أبْشِرِي يا أمَّ العلاء، فإن مَرَض المسلم يُذهِبُ الله به خطاياه، كما تُذْهِبُ النارُ خَبَثَ الفِضَّةِ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3092) في الجنائز، باب عيادة النساء، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3092) حدثنا سهل بن بكار عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير،عن أبي العلاء، فذكرته. قلت في سنده عبد الملك بن عمير قال أحمد مضطرب الحديث وفي رواية عنه أنه ضعفه جدا، وقال يحيى: هو مخلط وأورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين. الحديث: 7344 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 582 7345 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «عاد محموماً، فقال: أبْشِرْ، فإن الله تعالى يقول: هي ناري، أُسَلطُها على عبدي المؤمن، لتكون حَظَّهُ من النار» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " 2 / 440، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/440) .وابن ماجة (3470) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (2088) قال حدثنا هناد ومحمود بن غيلان. أربعتهم - أحمد، وأبو بكر، وهناد، ومحمود بن غيلان - قالوا:حدثنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن زيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، فذكره. الحديث: 7345 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 582 7346 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله (1) -: أن رجلاً جاءه الموت في زمن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رجل: هنيئاً له، مات ولم يُبْتَل بمرض، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وَيْحَك، ما يُدْرِيك لو أن الله ابْتلاهُ بمرض فكفَّر عنه من سيئاتِه؟» أخرجه «الموطأ» (2) . قال رزين: وزاد في النسائي «إن المؤمن إذا مَرِضَ، فأصَابَه السَّقَم ثم مات، كان كفارة لما مَضَى من ذُنوبه، وإن أعفاه الله منه، كان كفارة لما مضى وموعظة لما يَسْتَقْبل، وإن المنافق إذا مَرِضَ ثم أُعْفِيَ كان كبعير عَقَلَهُ أهْلُهُ ثم أرسلوه، فلم يَدْر: لم عَقَلُوه، ولا لم أرْسَلوه؟» وهذه الزيادة لم أجِدها في النسائي (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعفاه) أعفى الله المريض وعافاه بمعنى واحد.   (1) في المطبوع: أبو سعيد رضي الله عنه، وهو خطأ. (2) 2 / 942 في العين، باب ما جاء في أجر المريض مرسلاً، وهو مرسل صحيح الإسناد. (3) هذه الزيادة ذكرها أبو داود في جملة حديث طويل رقم (3089) في الجنائز، باب الأمراض المكفرة للذنوب، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في (الموطأ) بشرح الزرقاني (4/415) عن يحيى بن سعيد، فذكره. والحديث مرسل. الحديث: 7346 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 583 7347 - (ت) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أراد الله بعَبْد خيراً عَجَّل له العُقُوبَةَ في الدُّنيا، وإذا أراد بعبده الشَّرَّ، أمسك عنه حتى يُوَافَى به يوم القيامة» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2398) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2396) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سيعد بن سنان، فذكره. الحديث: 7347 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 583 7348 - (ت) وبهذا الإسناد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ عِظَم الجزاءِ مع عِظَم البلاء، وإنَّ الله تعالى إذا أحبَّ قوماً ابْتلاهُم، فَمَن رَضيَ فله الرِّضى، ومن سَخِطَ فله السَّخَطُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2398) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] راجع الحديث السابق. الحديث: 7348 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 584 7349 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «يَوَدُّ أهل العَافِية يوم القيامة، حين يُعْطَى أهلُ البلاء الثَّواب، لو أن جُلودَهم كانت قُرِضت في الدنيا بالمقاريض» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2404) في الزهد، باب رقم (59) ، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2402) قال:حدثنا محمد بن حميد الرازي، ويوسف بن موسى القطان البغدادي، قالا:حدثنا عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير عن الأعمش، عن أبي الزبير، فذكره. قلت في سنده محمد بن حميد بن الرازي والجمهور على تضعيفه بل كذبه كثيرون وقال صالح بن محمد الأسدي «كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه» وقال في موضع آخر «كانت أحاديثه يزيد، ومارأيت أحدا أجرأ على الله منه» ذكر هذا النصوص الألباني في الضعيفة الجزء الأول. الحديث: 7349 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 584 7350 - (ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما يَزَالُ البلاء بالمؤمن والمؤْمِنة، في نَفْسِهِ وولده ومالِه، حتى يلقَى الله ومَا عَلَيه من خطيئة» أخرجه الترمذي (1) . وفي رواية «الموطأ» «ما يزال المؤمنُ يُضارُّ في وَلَده وحامَّتِه، حتى يلقى الله وليست له خطيئة» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وحامَّتِه) حامَّة الإنسان: خاصَّته وقرابته.   (1) رقم (2401) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. (2) بلاغاً 1 / 236 في الجنائز، باب الحسنة في المصيبة، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له حديث الترمذي الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/287) قال: حدثنا محمد بن بشر وفي (2/450) قال: حدثنا يزيد، والبخاري في «الأدب المفرد» (494) قال: حدثنا موسى، قال:حدثنا حماد، (ح) وحدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عمر بن طلحة والترمذي (2399) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يزيد بن زريع. خمستهم - محمد بن بشر، ويزيد بن هاررن، وحماد، وعمر بن طلحة ويزيد بن زريع- عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. ورواية الموطأ بلاغا (1/236 في الجنائز، باب الحسنة في المصيبة، وإسنادها منقطع. الحديث: 7350 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 584 7351 - (د) محمد بن خالد السلمي - رحمه الله - عن أبيه عن جده: وكانت له صُحْبَة، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن العبد إذا سَبَقَتْ له من الله مَنْزِلة فلم يَبْلُغْها، ابتلاه الله تعالى في جسده، أو في ماله، أو في ولَدِه - زاد في رواية: ثم صَبَّرهُ على ذلك، ثم اتفقا - حتى يُبَلِّغَه المنزلةَ التي سبقت له من الله عز وجل» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3090) في الجنائز، باب الأمراض المكفرة للذنوب، ومحمد بن خالد مجهول كما قال الحافظ في " التقريب "، أقول: ولكن يشهد لمعناه الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3090) حدثنا عبد الله بن محمد بن النفيلي،وإبراهيم بن مهدي المصيصي المعنى،وقالا:ثنا أبو المليح، عن محمد بن خالد، قال: أبو داود ثنا أبو المليح، عن محمد بن خالد، قال أبوداود قال: إبراهيم بن مهدي: السلمي، عن أبيه، عن جده، وكانت له صحبة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. قلت محمد بن خالد هو الجندي،قال الحافظ عنه في التقريب إنه مجهول. الحديث: 7351 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 585 7352 - (ت) مصعب بن سعد: عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قلت: «يا رسول الله، أيُّ الناس أشَدُّ بلاء؟ قال: الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسْبِ دِينه، فإن كان دِينُهُ صُلْباً اشتَدَّ بلاؤه، وإن كان في دِينه رِقَّة على حَسبِ دِينه، فما يَبْرَحُ البلاءُ بالعبد حتى يتركَهُ يَمْشِي على الأرض وما عليه خطيئة» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأمثل فالأمثل) جاء القوم الأمثل فالأمثل، أي: جاء أشرفهم وأجلُّهم وخيرُهم واحداً بعد واحدٍ في الرتبة والمنزلة.   (1) رقم (2400) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد والدارمي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2398) حدثنا قتيبة، حدثنا حماد بن زيد، عن عصام بن بهدلة، عن مصعب ابن سعيد، عن أبيه،فذكره. قال أبوعيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7352 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 585 7353 - (خ ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 586] «مَنْ يُرِدِ الله به خيراً يُصَِبْ منه» أخرجه البخاري و «الموطأ» (1) .   (1) رواه البخاري 10 / 93 و 94 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض، والموطأ 2 / 941 في العين، باب ما جاء في أجر المريض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري: في «الطب» (بل في المرضى 1: 5) عن عبد الله بن يوسف - والنسائي فيه «الطب الكبرى» (1: 2) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك و (2: 1) عن الحارث بن مسكين عن ابن القاسم -جميعا عن مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة - عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة تحفة الأشراف (10/77) . الحديث: 7353 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 585 7354 - () أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الرَّبَّ سُبحانه، يقول: وعِزَّتي وجَلالي، لا أخرِج أحَدا من الدُّنيا أريدُ أن أغفرَ له، حتى أستوْفِيَ كلَّ خطيئة في عُنقه، بِسُقْم في بَدَنه، وإقتار في رِزْقِه» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (إقتار) الإقتار: التَّضْييق على الإنسان في رزقه.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 7354 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 586 7355 - () شقيق بن عبد الله - رحمه الله -: قال: مَرِضَ عبدُ الله [بن مسعود] ، فعدناهُ، فجعل يَبكي، فعوتب، فقال: إني لا أبكي لأجل المرض، لأني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «المرض كفارة، وإنما أبكي أنه أصابَني على حال فترة، ولم يُصِبْني في حال اجتهاد، لأنه يُكتَب لِلْعبد من الأجر إذا مَرِض ما كان يُكتب له قبل أن يَمرض فَمَنَعَهُ منه المرض» . أخرجه ... (1) . [ص: 587] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فترة) الفترة: مابين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان، والمراد هاهنا: على سكون وترك من العبادات والمجاهدات.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه. الحديث: 7355 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 586 7356 - (خ د) أبو موسى - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-غَيْرَ ما مَرَّة ولا مرتين - يقول: «إذا كان العَبْدُ يَعْملُ عملاً صالحاً، فَشَغَلَه عنه مرض، أو سَفَر، كتب الله له كصالح ما كان يَعْمَلُ وهو صحيح مقيم» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 95 في الجهاد، باب يكتب للمسافر ما كان يعمل في الإقامة، وأبو داود رقم (3091) في الجنائز، باب إذا كان يعمل عملاً صالحاً فشغله عنه مرض أو سفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الجهاد (133) عن مطر بن الفضل، عن يزيد بن هارون، عن العوام ابن حوشب عن إبراهيم بن عن الرحمن عن أبي بردة بن أبي موسى. وأبو داود في الجنائز (2) عن محمد ابن عيسى بن الطباع، ومسدد، كلاهما عن هشيم، عن العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشراف (6/434) . الحديث: 7356 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 587 7357 - (ت) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما مثَلُ المؤمن إذا مَرِض وصَحَّ كالبَرَدَةِ تقع من السَّماء في صَفَائها وخلوصها» . أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الترمذي رقم (2087) في الطب، باب رقم (34) ، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2086) حدثنا على بن حجر،قال أخبرنا الوليد بن محمد الموقري،عن الزهري، عن أنس بن مالك،فذكره. والحديث إسناده ضعيف. الحديث: 7357 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 587 7358 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَقول الله تعالى: ما لِعَبدي المؤمن عندي جَزَاء إذا قَبضتُ صَفِيَّهُ من أهل الدُّنيا ثم احْتَسَبَهُ، إلا الجنَّة» أخرجه البخاري (1) . [ص: 588] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صفيَّه) صفيُّ الإنسان: خليلُه وخاصَّته الذي يصطفيه ويختاره دون الناس. (احتسبه) قوله: ثم احتسبه، أي ادَّخر أجره عند الله تعالى.   (1) 11 / 207 في الرقاق، باب العمل الصالح الذي يبتغي به وجه الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/417) والبخاري (8/112) . كلاهما - عن قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب. عن سعيد المقبري، فذكره. الحديث: 7358 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 587 الفصل الثاني: في موت الأولاد 7359 - (خ م) أبو سعيد - رضي الله عنه - قال: قال النِّساءُ لِلنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «غَلَبَنا عليك الرجالُ، فاجعل لنا يوماً من نَفْسِك، فوعَدَهن يوماً لَقِيهُنَّ فيه، فوعَظَهُنَّ وأمرهنَّ، فكان فيما قال لهنَّ: ما مِنكُن امرأة تقدِّم من ولدِها إلا كان لها حجاباً [من النار] ، فقالت: امرأة: واثنين؟ فقال: واثنين» . وفي رواية قال: «جاءت امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسولَ الله، ذَهَبَ الرجالُ بحَديثكَ، فاجعل لنا من نَفْسِكَ يوماً نأتي فيه تُعلِّمنا مما عَلَّمَك الله، فقال: اجْتَمعن في يوم كذا وكذا، في مكان كذا وكذا، فاجتمعن، فأتاهُنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فعلَّمهنَّ مما علمه الله، ثم قال: [ص: 589] ما مِنْكُنَّ امرأة تقدِّم بين يَدَيْها [من ولدها] ثلاثة إلا كان لها حجاباً من النار فقالت امرأة مِنْهن: يا رسول الله، واثنين؟ فأعادتها مرتين، قال: واثنين، واثنين واثنين» قال البخاري: وقال شَريك عن ابن الأصبهاني، قال: حدَّثني أبو صالح عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال أبو هريرة: «لم يبلُغوا الحِنْثَ» أخرجه البخاري ومسلم (1) . وزاد رزين «وإن السِّقْط لَمُحْبَنْطِئ عند باب الجنة، حتى يجيءَ أبواهُ ثم قال: يا مَعْشَر النساء، تصدَّقن، فإنِّي أرِيتُكُنَّ - وفي رواية: رأيتُكُنَّ - أكثرَ أهل النار، ما رأيتُ من ناقصاتِ عقل ودِين أذْهَبَ للبِّ الرجل الحازم من إحْدَاكن، فقالت: ما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تَكْفُرْنَ العشيرَ، وتَكْفرنَ الإحسان» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لم يبلغوا الحنث) الحنث: الذنب والإثم، المعنى: أنهم لم يبلغوا حتى تُكْتَب عليهم الذنوب التي يعملونها. (السِّقط) : ما تَضَعُه الحامل من حملها قبل أن يتم. (لمحبنطئ) المُحْبَنْطِىء: المتغضِّب المستبطىء للشيء، يقال: احبنطأتُ واحبنطيت.   (1) رواه البخاري 1 / 175 في العلم، باب هل يجعل للنساء يوماً على حدة في العلم، وفي الجنائز، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وفي الاعتصام، باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأي ولا تمثيل، ومسلم رقم (2633) في البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/14) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن قرم. 2- وأخرجه أحمد (3/34) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/72) قال: حدثنا بهز. والبخاري (1/36) قال: حدثنا أدم. وفي (1/36) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. وفي (2/92) قال: حدثنا مسلم. ومسلم (8/39) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4028) عن أبي موسى، وبندار، كلاهما عن غندر. ستتهم - محمد بن جعفر غندر، وبهز، وآدم، ومسلم، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة. 3- وأخرجه عبد بن حميد (916) . والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (4028) عن أحمد بن سليمان كلاهما - عبد وابن سليمان 0 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. 4- وأخرجه البخاري (9/124) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (8/39) قال: حدثنا أبو كامل الجحدي فضيل ابن حسين. كلاهما - مسدد، وأبو كامل قالا: حدثنا أبو عوانة. أربعتهم - ابن قرم، وشعبة، وإسرائل، وأبو عوانة - عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 7359 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 588 7360 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «لا يموتُ لأحَد من المسلمين ثلاثة من الولد فَتَمَسَّهُ النار، إلا تَحِلَّةَ القَسَم» وفي رواية: «فيلجَ النار، إلا تَحِلَّة القَسَم» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لِنسْوَة من الأنصار: «لا يموتُ لإحْداكنَّ ثلاثة من الولد، فَتَحْتَسِبُه، إلا دخلتِ الجنة، فقالت امرأة منهنَّ: أو اثنان يا رسول الله؟ قال: أو اثنان» . قال البخاري: وقال شريك، عن الأصبهاني: حدَّثنا أبو صالح عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يعني نحوه - وقال أبو هريرة: «لم يَبْلُغوا الحِنْثَ» . ولمسلم عن أبي هريرة قال: «ثلاثة لم يبلغوا الحِنْثَ» . وفي أخرى لمسلم قال: «أتتِ امرأة بصبيّ لها، فقالت: يا نبيَّ الله، ادع الله لي، فلقد دفنتُ ثلاثة، فقال: دفنتِ ثلاثة؟ قالت: نعم، قال: لقد احْتَظَرتِ بحظار شديد من النار» . وله في أخرى عن أبي حَسَّان قال: قلتُ لأبي هريرة: «إنه قد مات لي ابنان، أفما أنتَ محدِّثي عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بحديث يُطَيِّب أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم، صِغارُهم دَعَاميصُ الجنة، يتلقَّى أحدُهم أباه - أو قال: أبويه، فيأخذ بثوبه، أو قال: بيده - كما آخُذُ أنا بِصَنِفَةِ ثوبك هذا، فلا يتناهى - أو قال: لا ينتهِي - حتى يُدْخِلَه الله وأباهُ الجنة» . [ص: 591] وفي أخرى: «فهل سمعتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً تُطِيِّبُ به أنفسنا عن مَوتانا؟ قال: نعم» ... وذكره. وفي رواية النسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مَنْ مُسْلِمَيْنِ يموت بينهما أولاد لم يبلُغُوا الحِنثَ، إلا أدخلَهم الله بفضل رحْمَتِه إياهم الجنَّة، قال: يقال لَهُم: ادخلوا الجنة، فيقولون: حتى يدخل آباؤنا، فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم» . وله في أخرى قال: «جاءت امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بابن لها يَشْتَكي، فقالت: يا رسول الله، أخافُ عليه، وقد قَدَّمتُ ثلاثة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لقد احْتَظرتِ بحظار شديد من النار» . وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي أيضاً الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تَحِلَّة القسم) : هي تحلَّة قوله تعالى: {وإنْ منكم إلا واردُها} [مريم: 71] والقسم، وقوله تعالى: {فوربِّك لنحشرَنّهم والشياطين} [مريم: 68] والعرب تقسم وتضمر المقسم به، تقديره: فوربِّك، وإن منكم والله إلا [ص: 592] واردها، أو نحوه، وقيل: معنى الحديث من قول العرب: ضربه تحليلاً، وضربه تعزيزاً: إذا لم يبالغ في ضربه، وهذا مثل في القليل المفرط القلَّة، وهو أن يباشر من الفعل الذي يُقْسِم عليه المقدار الذي يَبَرُّ به، مثل: أن يحلف على النزول بمكان، فلو وقع به وقعةً خفيفة أجزأة، فتلك تحلَّة القسم، فالمعنى: لا تمسه النار إلا مَسّةً يسيرة، مثل تحليل قسم الحالف. (احتظرتِ بحظار) : الحظيرة تعمل للإبل من شجر ليقيها البرد والريح، والإحتظار: فِعْلُ ذلك، أراد لقد احتميتِ بحمى عظيم من النار، يقيكِ حرَّها، ويؤمِّنُكِ من دخولها. (دعاميص) جمع دُعْمُوص، وهي دُوَيِبَّة من دوابِّ الماء، تضرب إلى السواد، شَبَّه الطفل بها لصغره وسرعة حركته. (بِصنِفَة ثوبك) صَنِفَةُ الثوب: حاشيته وطرفه الذي لا هَدَبَ له.   (1) رواه البخاري 3 / 98 و 99 في الجنائز، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وفي الأيمان، باب قول الله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، ومسلم رقم (2632) ورقم (2634) و (2635) في البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه، والموطأ 1 / 235 في الجنائز، باب الحسبة في المصيبة، والترمذي رقم (1060) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من قدم ولداً، والنسائي 4 / 25 في الجنائز، باب من يتوفى له ثلاثة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] .صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (162) . والحميدي (1020) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/239) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/276) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: قال معمر. وفي 20/473) قال: حدثنا يحيى، عن مالك. وفي (2/479) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا زمعة. والبخاري (2/93) قال: حدثنا على. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/167) وفي الأدب المفرد (143) قال: حدثنا إمساعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/39) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد وزهير بن حر ب. قالوا:: حدثناسفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد ابن حميد وابن رافع، عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر..وابن ماجة (1603) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1060) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا الأنصاري. قال حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (4/25) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي الكبري (تحفة الأشراف) (10/13133) ، عن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان. أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وزمعة - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 7360 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 590 7361 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قَدَّم ثلاثة لم يَبْلغُوا الحِنْثَ كانوا له حِصْناً حَصيناً. قال أبو ذر: قَدَّمت اثنين؟ قال: واثنين، فقال أُبَيُّ بنُ كعب سَيّدُ القُرَّاءِ: قَدَّمْتُ واحداً؟ قال: وواحداً، ولكن إنما ذلك عند الصدمة الأولى» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1061) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من قدم ولداً، من حديث أبي محمد مولى عمر بن الخطاب، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن مسعود، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه وأبو محمد مولى عمر مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/375) (3554) (1/429) (4078) قال:حدثنا هشيم. وفي (1/429) (4077) قال: حدثنا محمد بن يزيد. وفي (1/429) (4078) و (1/451) (4324) قال حدثنا يزيد يعني ابن هارون، وفي (1/420) (4079) قال:حدثنا محمد، ويزيد، وابن ماجة (1606) والترمذي (1061) . قالا:حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال:حدثنا إسحاق بن يوسف. أربعتهم - هشيم، ومحمد بن يزيد، ويزيد بن هارون، وإسحاق بن يوسف - عن العوام بن حوشب، عن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب، عن أبي عبيدة بن عبد الله، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه،وأبو محمد مولى عمر مجهول. الحديث: 7361 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 592 7362 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِن الناس مُسلم يموتُ له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحِنْثَ، إلا أدخله الله الجنةَ بفضل رحمته» أخرجه البخاري والنسائي. وفي أخرى للنسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من احْتَسَب ثلاثة من صُلْبِهِ دخل الجنة، فقامت امرأة، فقالت: أو اثنان؟ فقال: أو اثنان، فقالت المرأة: يا ليتني قلتُ واحداً» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 95 و 96 في الجنائز، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وباب ما قيل في أولاد المسلمين، والنسائي 4 / 24 في الجنائز، باب ثواب من احتسب ثلاثة من صلبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (2/92) قال:حدثنا أبو معمر،قال:حدثنا عبد الوارث. وفي (2/152) قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم،قال:حدثنا ابن عليه. وفي (الأدب المفرد) قال:حدثنا عبد الله بن أبي الأسود. قال:حدثنا زكريا بن عمارة، وابن ماجة ((1065) .والنسائي (4/24) كلاهما عن يوسف بن حماد،قال:حدثنا عبد الوارث. ثلاثتهم - عبد الوارث، وإسماعيل بن عليه، وزكريا - وعن عبد العزيز، فذكره. الحديث: 7362 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 593 7363 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُسلميْنِ يموت بينهما ثلاثةُ أولاد لم يبلُغوا الحِنْثَ، إلا غَفَرَ الله لهما بفضل رحمته إياهم» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 34 في الجنائز، باب من يتوفى له ثلاثة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائى في الجنائز (25:2) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل، عن يونس، عن الحسن، عن أبي ذر، فذكره. الحديث: 7363 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 593 7364 - (ط) أبو النضر السلمي - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يموتُ لأحد من المسلمين ثلاثة من الوَلَد فيحتسبهم، إلا كانوا له جُنَّة من النار فقالت امرأة عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، أو اثنان؟ قال: أو اثنانِ» أخرجه الموطأ (1) . [ص: 594] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُنَّة) الجنة: الوقاية، ومنه: المِجَنُّ للترس، لأنه يقي صاحبه ويستره.   (1) 1 / 235 في الجنائز، باب الحسبة في المصيبة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (162) عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه. فذكره. الحديث: 7364 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 593 7365 - (س) معاوية بن قرة: عن أبيه - رضي الله عنه - «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ومعه ابن له، فقال [له] : أتحبُّهُ؟ فقال: أحبَّكَ الله كما أحِبُّهُ، فمات، فَفَقَدَهُ، فسأل عنه؟ فقال: ما يَسُرُّكَ أن لا تأتيَ باباً من أبواب الجنة إلا وجدتَهُ عنده يسعى يفتحُ لك؟» . وفي رواية قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا جَلَس [يجلس] إليه نفر من أصحابه فيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خَلْف ظَهْرِهِ فَيُقْعِدهُ بين يَدَيه، فهلك، فامتنع الرجل أن يحضُر الحلْقَةَ، لذكرِ ابنه، فَفَقَدَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما لي لا أرى فلاناً؟ قالوا: يا رسول الله، بُنَيُّهُ الذي رأيتَه هلك، فَلَقيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فسأله عن بُنَيِّه؟ فأخبره أنَّه هلك، فعزَّاه عليه، ثم قال: يا فلان، أيُّما كان أحبُّ إليك: أن تتمتَّع به عُمرَكَ، أو لا تأتيَ إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدتَهُ قد سَبَقكَ إليه يَفْتَحهُ لك؟ قال: يا نبيَّ الله، بل يَسْبِقُني إلى باب الجنة فيفتحها [لي] لهو أحب إليَّ، قال: فذاك لك» أخرجه النسائي (1) .   (1) 4 / 23 و 118 في الجنائز، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة، وباب في التعزية، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (4/23) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال:حدثنا يحيى،قال:حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو إياس، وهو معاوية بن قرة، عن أيه، فذكره. الحديث: 7365 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 594 7366 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كان له فَرَطانِ من أمَّتِي دخل الجنة بهما، قالت عائشةُ: فمن كان له فَرَط من أمِّتك؟ قال: ومن كان له فَرَط يا مُوَّفقَةُ، قالت: فمن لم يكن له فَرَط من أمتك؟ قال: أنا فَرَطُ أمَّتِي، لم يصابوا بمثلي (1) » أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فرطان) الفرَط: السابق المقدَّم على القوم في طلب الماء والمنزل، وإذا مات للإنسان ولد صغير، فهو فَرَط له.   (1) في نسخ الترمذي المطبوعة: لن يصابوا بمثلي. (2) رقم (1062) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من قدم ولداً، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/334) (3089) قال:حدثنا عبد الصمد. الترمذي (1062) .وفي الشمائل (398) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي،وأبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، وفي الترمذي (1062) أيضا قال: حدثنا أحمد بن سعيد المرابطي، قال:حدثنا بن هلال. أربعتهم - عبد الصمد، ونصر الجهضمي، وأبو الخطاب، وحبان - عن عبد ربه بن بارق الحنفي، قال: سمعت جدي أبا أمي سماك بن الوليد، فذكره. الحديث: 7366 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 595 الفصل الثالث: في حُبِّ الموت ولقاء الله تعالى 7367 - (خ م ت س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كَرِهَ الله لِقاءه» زاد البخاري في رواية من طريق همام عن قتادة: فقالت عائشة - أو بعض أزواجِهِ -: «إنَّا لنكرهُ الموتَ، قال: ليس ذلك، ولكن [ص: 596] المؤمن إذا حَضَرَهُ الموتُ بُشِّرَ برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحبَّ إليه مما أمامه، فأحبَّ لقاءَ الله، فأحبَّ الله لِقاءه، وإن الكافر إذا حُضر بُشِّر بعذاب الله وعُقُوبته، فليس شيء أكْرَهَ إليه مما أمامه، كَرِهَ لِقاءَ الله، وكَرِهَ الله لقاءه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حُضِرَ) الإنسان: واحتُضِر: إذا نَزل به الموت.   (1) رواه البخاري 11 / 308 في الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومسلم رقم (2683) في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والترمذي رقم (1066) في الجنائز، باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والنسائي 4 / 10 في الجنائز، باب فيمن أحب لقاء الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/316) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/65) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2309) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائى (4/10) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد. كلاهما - محمد بن جعفر، وأبو داود - عن شعبة. 2- وأخرخه أحمد (5/321) قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا بهز. وعبد بن حميد (184) قال: حدثني أبو الوليد. والدارمي (2759) قال: أخبرنا حجاج بن منهال. والبخاري (8/132) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (8/65) قال: حدثنا هداب بن خالد. خمستهم - عفان، وبهز، وأبو الوليد، وحجاج، وهداب - قالوا: حدثنا همام - هو ابن يحيى -. 3- وأخرجه الترمذي (1066) . والنسائى (4/10) . كلاهما - الترمذي، والنسائى - عن أحمد بن مقدام، أبي الأشعث العجلي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي. ثلاثتهم - شعبة، وهمام، وسليمان التيمي - عن قتادة، عن أنس، فذكره. الحديث: 7367 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 595 7368 - (خ م ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لِقاءه، ومن كَرِهَ لِقاءَ الله كَرِهَ الله لقاءه، فقلت: يا نبيَّ الله، أكَرَاهِيَةُ الموت، فكلُّنا نكره الموتَ؟ قال: ليس كذلك، ولكنَّ المؤمنَ إذا بُشِّرَ برحمة الله ورضوانِهِ وجنَّتِهِ: أحبَّ لقاء الله، فأحبَّ الله لقاءه، وإن الكافِرَ إذا بُشِّر بعذاب الله وسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقاءَ الله، فكره الله لقاءه» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لِقاءه، ومَنْ كَرِهَ لِقَاء الله كَرِهَ الله لِقاءه، والموتُ قبلَ لقاء الله» . [ص: 597] وفي رواية: قال شُرَيح بن هانيء: قال أبو هريرة: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لِقاء الله أحبَّ الله لِقاءه، ومن كَرِهَ لِقاء الله كَرِهَ الله لِقاءه» قال شُريح: فأتيتُ عائشةَ، فقلتُ: يا أمَّ المؤمنين، سَمِعتُ أبا هريرة يذكر عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثاً، إن كان كذلك، فقد هَلَكْنَا، فقالت: إن الهالِكَ مَنْ هَلك بقول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وماذا [كَ] ؟ قلتُ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كَرِهَ الله لِقاءه» وليس منا أحد إلا وهو يكرهُ الموت، فقالت: قد قاله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وليس الذي تذهب إليه، ولكن إذا شَخَص البَصَر، وحَشْرَجَ الصَّدْرُ، واقْشَعَرَّ الجِلْدُ، وتَشَنَّجتِ الأصابع، فعند ذلك مَنْ أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كَرِهَ لقاء الله كَره الله لقاءه. وأخرج الترمذي الرواية الأولى، وأخرج النسائي الأولى والثالثة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شخص) شخوص البصر: امتداده إلى السماء، والميت إذا أشرف على مفارقة الدنيا شَخص بصره إلى السماء. [ص: 598] (حشْرَجَ) الحشْرَجَة: الغرغرة عند الموت وتردُّد النَّفَس. (تشنَّجت) تَشَنُّج الأصابع: اجتماعها وانقباضها متقلِّصة.   (1) رواه البخاري ضمن حديث عبادة المتقدم، ورواه أيضاً تعليقاً 11 / 311 في الرقاق، باب من أحب لقاء الله، وقد وصله مسلم (2684) و (2685) في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والترمذي رقم (1067) في الجنائز، باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والنسائي 4 / 10 في الجنائز، باب فيمن أحب لقاء الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/65) قال حدثنا محمد بن عبد الله الرزي، قال: حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد ابن بكر. ابن ماجة (4264) قال: حدثنا يحيى بن خلف أبو أسامة. قال: حدثنا عبد الأعلى. والترمذي (1067) قال حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (4/10) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وأخبرنا حميد بن مسعدة، عن خالد ابن الحارث ثلاثتهم - خالد بن الحارث، ومحمد بن بكر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفي، عن سعد بن هشام، فذكره. الحديث: 7368 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 596 7369 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قال الله عز وجل: إذا أحبَّ عبدي لقائي أحببتُ لقاءه، وإذا كره لقائي كرهتُ لقاءه» أخرجه البخاري. وفي حديث مسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كَرِهَ الله لقاءه» . وأخرج «الموطأ» والنسائي الرواية الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 392 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2685) في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والموطأ 1 / 240 في الجنائز، باب جامع الجنائز، والنسائي 4 / 10 في الجنائز، باب فيمن أحب لقاء الله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (165) .وأحمد (2/418) قال:حدثنا قتيبة. وقال:حدثنا المغيرة ابن عبد الرحمن القرشي، والبخاري (9/177) قال: حدثنا إسماعيل، قال:حدثني مالك. والنسائي (4/10) قال: قال الحارث بن مسكين. قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال:حدثني مالك (ح) وحدثنا قتيبة، قال:حدثنا المغيرة، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13831) عن محمد بن سلمة، عن بن القاسم، عن مالك. كلاهما - مالك،والمغيرة بن عبد الرحمن - عن أبي الزناد - عن الأعرج، فذكره. الحديث: 7369 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 598 7370 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أحبَّ لِقاءَ الله أحبَّ الله لقاءه، ومَنْ كره لقاءَ الله كره الله لقاءه» أخرجه البخاري ومسلم (1) . هذا آخر كتاب الفضائل، والحمد لله رب العالمين، وهو الكتاب الأول من حرف الفاء.   (1) رواه البخاري 11 / 311 في الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومسلم رقم (2685) في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (8/321) قال:حدثني محمد بن العلاء. ومسلم (8/66) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عامر الأشعري، وأبو كريب. ثلاثتهم - محمدبن العلاء أبو كريب، وأبوبكر، أبو عامر - قالوا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة،فذكره. الحديث: 7370 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 598 الكتاب الثاني من حرف الفاء: في الفرائض والمواريث، وفيه ثلاثة فصول الفصل الأول: في أسباب الميراث وموانعه 7371 - (خ م ط د ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يرثُ المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ» أخرجه الجماعة إلا النسائي، ولم يذكر «الموطأ» «ولا الكافرُ المسلم» (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 43 في الفرائض، باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم، ومسلم رقم (1614) في الفرائض، في فاتحته، والموطأ 2 / 519 في الفرائض، باب ميراث أهل الملل، وأبو داود رقم (2909) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر، والترمذي رقم (2108) في الفرائض، باب ما جاء في إبطال الميراث بين المسلم والكافر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (541) ،وأحمد 50/.200) والدارمي (3005) قال: حدثنا عمرو بن عون. ومسلم (5/59) قال:حدثنا يحيى بن يحيى بن وأبو بكر بن أبي شيبة،وإسحاق بن إبراهيم وأبوداود (2909) قال:حدثنا مسدد، وابن ماجة (2829) قال:حدثنا هشام بن عمار، محمد بن الصباح، والترمذي (2107) قال:حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، والنسائي في الكبري (تحفة 133) عن قتيبة بن سعد،والحارث بن مسكين. جميعهم - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (5/201) قال:حدثنا روح. والبخاري (6/187) قال:حدثنا سليمان بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سعدان بن يحيى. كلاهما - روح، وسعدان - عن محمد بن أبي حفصة. 3- وأخرجه أحمد (5/208) قال:حدثنا عبد الأعلى، وفي (5/209) قال:حدثنا محمد بن جعفر، والدارمي (3002) قال:حدثنا نصر بن علي،قال:حدثنات عبد الأعلى، والنسائى في الكبرى (تحفة 113) عن محمد بن عبد الأعلى،عن يزيد بن زريع. ثلاثتهم - عبد الأعلى وابن جعفر، ويزيد - عن معمر. 4- وأخرجه أحمد (5/208) قال:حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (8/194) قال:حدثنا أبو عاصم كلاهما عبد الرزاق، وأبوعاصم - عن ابن جريج. 5- وأخرجه ابن ماجة (2730) قال:حدثنا أحمد بن عمرو بن السرج والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (113) عن وهب بن بيان كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن يونس. 6- وأخرجه الترمذي (2107) ،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (113) كلاهما - عن علي بن حجر قال: أخبرنا هشيم 7- وأخرجه النسائى في الكبري (تحفة 113) عن قتيبة عن ليث، عن يزيد بن الهاد (ح) وعن يوسف بن سعيد بن مسلم، عن حجاج بن محمد، عن ليث، عن عقيل (ح) وعن إبراهيم بن عبد الله الخلال عن عد الله بن المبارك، عن أحمد بن سليمان بن معاوية بن هشام، وزيد بن الحباب. ثلاثتهم - ابن المبارك،ومعاوية،وزيد - عن مالك. (قال:النسائى والصواب من حديث مالك (عن عمر بن عثمان) . تسعتهم - ابن عيينة، وابن أبي حفصة، ومعمر، وابن جريج، ويونس، وهشيم، وابن الهاد، وعقيل ومالك - عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، فذكره. الحديث: 7371 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 599 7372 - (ت) جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَوَارُثَ بين أهلِ مِلَّتين» أخرجه الترمذي عن جابر وحده (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2109) في الفرائض، باب لا يتوارث أهل ملتين، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2108) حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا حصين بن نمير، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه من حديث جابر جابر إلا من حديث ابن أبي ليلى الحديث: 7372 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 599 7373 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يتوارثُ أهلُ مِلَّتَيْن شَتَّى» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2911) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2911) حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد، عن حبيب العلم،عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو، فذكره. الحديث: 7373 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 600 7374 - (خ م د) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: أنه قال: «يا رسول الله أين تنزِلُ غداً، في دَارِك بمكَّةَ؟ فقال: وهل ترك لنا عَقيل من رِباع أو دُور؟ وكان عقيل وَرِثَ أبا طالب هو وطالب، ولم يَرِثْهُ جعفر ولا عليّ شيئاً، لأنهما كانا مسلمَين، وكان عقيل وطالب كافرَين، وكان عمر بن الخطاب يقول: لا يرثُ المؤمنُ الكافِرَ» . قال ابن شهاب: وكانوا يتأوَّلُونَ قول الله: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجَاهَدُوا بأمْوالِهم وأنفسهم في سبيل الله} - إلى - {أولئكَ بَعْضُهُمْ أَوْليَاءُ بَعْضٍ ... } [الأنفال: 72] . وفي رواية قال: «قلت: يا رسول الله، أين تنزل غداً؟ - وذلك في حَجّتِهِ، حين دَنَوْنا من مَكَّةَ - فقال: وهل ترك لنا عقيل منزلاً؟» وزاد في رواية «ثم قال: نحن نازلونَ غداً بخَيف بني كِنانة المحصَّب، حيث تقاسمت قريش على الكفر، وذلك: أن بني كنانة حالفت قُريشاً على بني هاشم ألاَّ يبايعوهم، ولا يُؤوُوهم» قال الزهري: الخيف: الوادي، وفي أخرى: أن أسامة قال: «يا رسول الله، أين تنزل غداً؟ وذلك زمن الفتح، قال: وهل [ص: 601] ترك لنا عقيل من منزل؟» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثانية بالزيادة، وزاد فيه «ولا يُناكِحُوهم» (1) .   (1) رواه البخاري 3 / 360 و 361 في الحج، باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها، وفي الجهاد، باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم، وفي المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، ومسلم رقم (1351) في الحج، باب النزول بمكة للحاج وتوريث دورها، وأبو داود رقم (2910) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه البخاري (2/181) قال: حدثنا أصبغ.، ومسلم (4/108) قال: حدثني أبو الطاهر. وحرملة بن يحيى وابن ماجة (2730) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح خمستهمه عن عبد الله بن وهب، عن يونس بن زيد. 2- وأخرجه مسلم (4/108) قال: حدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة، وزمعة. ثلاثتهم - يونس، وابن أبي حفصة وزمعة - عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، فذكره. الحديث: 7374 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 600 7375 - (ط) علي بن الحسين بن علي - رحمهما الله -: قال: «إنما ورث أبا طالب عَقيل وطالب، ولم يرثْه عليّ، فلذلك تركْنا نصيبنا من الشِّعْبِ» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 519 في الفرائض، باب ميراث أهل الملل، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/155) عن ابن شهاب عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب فذكره. والحديث إسناده منقطع. الحديث: 7375 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 601 7376 - (ط) محمد بن الأشعث - رحمه الله -: «أن عمَّة له يهوديّة - أو نصرانية - تُوُفِّيَت، فذكر محمد ذلك لعمر بن الخطاب، وقال له: مَن يرثها؟ فقال له عمر: يرثُها أهْلُ دِينها، ثم أتى عثمان بن عفان، فسأله عن ذلك، فقال له عثمان: أترَاني نسيت ما قال لك عمر بن الخطاب؟ يرثها أهْلُ دِينها» . أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 519 في الفرائض، باب ميراث أهل الملل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/156) عن يحيى بن سعيد بن سليمان بن يسار، أن محمد بن الأشعث فذكره. الحديث: 7376 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 601 7377 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «القاتل لا يرثُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2210) في الفرائض، باب ما جاء في إبطال ميراث القاتل، وفي سنده إسحاق بن عبد الله [ص: 602] ابن أبي فروة، وهو متروك، وقال الترمذي: هذا حديث لا يصح، لا يعرف هذا إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قد تركه بعض أهل العلم، منهم أحمد بن حنبل، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2645) في الديات، باب العاقل لا يرث، ورقم (2735) في الفرائض، باب ميراث القاتل. أقول: لكن رواه أبو داود في جملة حديث طويل في الديات، باب ديات الأعضاء رقم (4564) بإسناد لا بأس به من حديث محمد بن راشد الدمشقي المكحولي، عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ورواه ابن ماجة بمعناه رقم (2646) في الديات، باب القاتل لا يرث، فالحديث حسن، وقد ساق البيهقي في الباب آثاراً عن عمر وابن عباس وغيرهما تفيد كلها أنه لا ميراث للقاتل مطلقاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (2645و2735) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. والترمذي (2109) قال: حدثنا قتيبة. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12286) عن قتيبة كلاهما - ابن رمح، وقتيبة - عن الليث بن سعد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره قال الترمذي: هذا حديث لا يصح، لا يعرف إلا من هذا الوجه وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قد تركه بعض أهل الحديث، منهم أحمد بن حنبل وقال النسائى: إسحاق متروك، وإنما أخرجته لئلا يسقط من الوسط. الحديث: 7377 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 601 7378 - (ط) عروة بن الزبير - رحمه الله -: «أن رجلاً من الأنصار - يقال له أحَيْحَةُ بن الجُلاح - كان له عمّ صغير، أصغرُ منه، وكان عند أخْواله - فأخذه أُحَيْحَةُ فقتله ليرثه، فقال أخْوَاله: كنا أهْلَ ثُمِّهِ ورُمِّهِ، حتى إذا استوى على عُمُمِّهِ، غلبَنا حَقُّ امرئ في عَمِّه، قال عروة: فلذلك لا يرث قاتلٌ مَنْ قَتَلَ» . أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أهل ثُمِّة ورُمِّه) : الرواية بضم الثاء والراء، وأنكر أرباب اللغة ذلك وإنما هو بفتحها قالوا: الثَّمَ - بالفتح - الجمع، والرَّم: الإصلاح، فأما بالضم: فلا يخلو أن يكون مصدرين، كالشُّكر والكُفر، أو بمعنى المفعول، كالذُّخر، والعُرف، ومعنى الحديث: كنا أهل تربيته، والمتولّين لجميع أمره، وإصلاح [ص: 603] شأنه، أو ما كان يرتفع من أمره مجموعاً مُصلَحاً فإنه نحن كنا المخلصين له على تلك الصفة. (عُمُمِّه) العُمُمّ: صفه، بمعنى العميم، وهو التام الطويل، ويجوز أن يكون جميع عَميم، كسرير وسُرر، وقولهم نخل عُمٌّ، تخفف عُمُم، والمعنى حتى استوى على قَدِّه التام، أو على عظامه أو على أعضائه التامة، وأما التشديدة التي فيها: فإنها التي تزاد في الوقف في قولهم: هذا عمرّ وفرجّ، وإنما زادها مجرياً للوصل مجرى الوقف، وروي بالتخفيف، وروي عَمَمه - بالفتح والتخفيف- وهو مصدر العميم، ومنه قولهم: منكب عَمَم، وصف بالمصدر.   (1) 2 / 868 في العقول، باب ما جاء في ميراث القتل والتغليظ فيه، وهو بمعنى الحديث الذي قبله وانظر ما قاله الزرقاني في " شرح الموطأ " حول هذا الحديث والكلام في أحيحة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/242) عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 7378 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 602 7379 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن - رحمه الله -: عن غير واحد من علمائهم «أنهم لم يورّثوا من قُتل يوم الجمل، ولا يوم صفين، ولا يوم الحَرَّة، ثم كان يوم قُدَيد، فلم يورَّث بعضُهم من بعض، إلا من عُلم أنه قتل قبل صاحبه ببيِّنة» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 520 في الفرائض، باب من جهل أمره بالقتل أو غير ذلك، ورجاله ثقات. قال مالك: وذلك الأمر الذي لاختلاف فيه ولا شك عند أحد من أهل العلم ببلدنا، وكذلك العمل في كل متوارثين هلكا بغرق أو قتل أو غير ذلك من الموت، إذا لم يعلم أيهما مات قبل صاحبه لم يرث أحد منهما من صاحبه شيئاً، وكان ميراثهما لمن بقي من ورثتهما، يرث كل واحد منهما ورثته من الأحياء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/157) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 7379 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 603 7380 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: قال: «أبى عمرُ أن [ص: 604] يورِّث أحداً من الأعاجم، إلا أحداً ولدَ في العرب» أخرجه «الموطأ» (1) . وزاد رزين «أو امرأة جاءت حامِلاً، فولَدَت في العرب، فهو يَرِثُها إن ماتت وتَرِثُه إن مات ميراثَهُ في كتاب الله» .   (1) 2 / 520 في الفرائض، باب ميراث أهل الملل، وقد اختلف في سماع سعيد من عمر، ولهذا المعنى شواهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/9156 عن الثقة عنده، أنه سمع سعيد بن المسيب، فذكره اختلف في سماع سعيد بن المسيب من عمر. الحديث: 7380 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 603 7381 - (د) أبو الأسود الدؤلي - رحمه الله -: قال: أُتِي معاذ بميراث يهودي، فورَّثه ابناً له مُسلماً، وقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الإسلام [يعلُو و] لا يُعْلى، ويزيد ولا يَنْقُص» . وفي رواية عن عبد الله بن بُريدة: أن أخَوين اختصما إلى يحيى بن يَعْمَر، أحدهما مسلم، والآخر يهودي، فورَّث المسلمَ منهما، وقال: حدَّثني أبو الأسود: أن رجلاً حدَّثه أن مُعاذاً قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الإسلام يزيدُ ولا يَنْقُص، فورَّث المسلم» . وفي أخرى «أن معاذاً أُتيَ بميراث يهوديّ وارِثُهُ مسلم، بمعناه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . أخرج أبو داود الثانية والثالثة (1) والأولى ذكرها رزين.   (1) رقم (2912) و (2913) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2912) حدثنا مسدد،ثنا عبد الوارث، عن عمرو بن أبي حكيم الواسطي، ثنا عبد الله بن بريدة، فذكره. الحديث: 7381 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 604 7382 - (ت) عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما رجل عاهَرَ بِحُرَّة أو أمَة، فالولد ولَد زِناً، [ص: 605] لا يرث من أبيه، ولا يرثُهُ» أخرجه الترمذي، ولم يذكر «ولا يرثه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عاهر) المعاهرة: الزنا، والعاهر: الزاني والزانية، وعَهَر بها: إذا زنى.   (1) رقم (2114) في الفرائض، باب رقم (21) ، وفي سنده عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف، وقال الترمذي: وقد روى غير ابن لهيعة هذا الحديث عن عمرو بن شعيب، والعمل على هذا عند أهل العلم أن ولد الزنا لا يرث من أبيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2113) حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. قال أبو عيسى: وقد روى غير ابن لهيعة هذا الحديث عن عمرو بن شعيب، والعمل على هذا عند أهل العلم أو ولد الزنا لا يرث من أبيه. قلت: وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف لسوء حفظه. الحديث: 7382 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 604 الفصل الثاني: في أحكام الفرائض، وذكر الوارثين ، وفيه أربعة عشر فرعاً الفرع الأول: في الجَد والجدَّة 7383 - (خ) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -: كتب أهل الكوفة [إلى ابن الزبير] في الجَدِّ، فقال: أمَّا الذي قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو كنتُ مُتَّخِذاً من هذه الأمة خليلاً لاتَّخذتُهُ، فأنزلَه أباً - يعني أبا بكر» . أخرجه البخاري (1) . [ص: 606] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأنزله أباً) : أي جعل الجد في منزلة الأب وأعطاه من الميراث ما يأخذه الأب.   (1) 7 / 16 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/4و5) قال: حدثنا يحيى بن سيعد، عن ابن جريج، البخاري (5/5) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب. كلاهما- ابن جريج، وأيوب - عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره. الحديث: 7383 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 605 7384 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أمَّا الذي قال فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لو كنتُ مُتَّخِذاً من هذه الأمة خليلاً لاتَّخذتُهُ، ولكن خُلَّةُ الإسلام أفضل - أو قال: خير - فإنه أنزلَه أباً، أو قال: قضاه أباً - يعني أبا بكر» قال البخاري: وقال أبو بكر وابن عباس وابن الزبير «الجَدُّ أبٌ» ولم يُذكر أن أحداً خالف أبا بكر في زمانه، وأصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَوافِرُون، وقال ابن عباس «يَرِثُني ابن أبي، دونَ إخْوتي، ولا أرث أنا ابنَ أبي» ويذكر عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد، أقاويل مختلفة (1) .   (1) رواه البخاري 7 / 15 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً "، وفي الفرائض، باب ميراث الجد مع الأب والإخوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/359) (3385) قال:حدثنا إسماعيل. والدارمي (2913) والبخاري (5/5) قالا: الدارمي، والبخاري) حدثنا مسلم بن إبراهيم،قال:حدثنا وهيب،والبخاري (5/5) قال:حدثنا معلى. وموسى، قالا:حدثنا وهيب. (ح) وحدثنا قتيبة،قال:حدثنا عبد الوهاب. وفي (8/189) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. أربعتهم - إسماعيل،ووهيب،وعبد الوهاب،وعبد الوارث - عن أيوب عن عكرمة، فذكره. الحديث: 7384 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 606 7385 - (د ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أن رجلاً جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: إن ابني مات، فما ليَ من ميراثِهِ؟ قال: لك السُّدُسُ، فلما وَلَّى دعاهُ، فقال: «لك سُدُس آخرُ، فلما وَلَّى دعاه، فقال: إن السُّدُسَ الأخرَ طُعمة» أخرجه أبو داود والترمذي. [ص: 607] قال أبو داود: قال قتادة: فلا يَدْرُون مع أي شيء ورَّثَهُ؟ قال قتادة: أقل شيء وُرِّث الجدُّ: السُّدس (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طُعمة) : أعطاه هذا الشيء طعمة: إذا أعطاه زيادة على حقه، أو أعطاه شيئاً لا يعطي غيره مثله.   (1) رواه أبو داود رقم (2896) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجد، والترمذي رقم (2100) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجد، وإسناده ضعيف، لأنه من رواية الحسن عن عمران بن حصين ولم يسمع منه، وقد عنعنه، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/428) قال: حدثنا بهز. وفي (4/436) قال: حدثنا يزيد وأبو داود (2896) قال: حدثنا محمد بن كثير. والترمذي (2099) قال: حدثنا (82-أ) قال: أخبرنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا أبو داود، يعني سليمان ابن داود الطيالسي، وعفان بن مسلم (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. خمستهم - بهز، ويزيد بن هارون، ومحمد بن كثير، وسليمان بن داود، وعفان - عن همام بن يحيى، وعن قتادة، عن الحسن، فذكره. وإسناده ضعيف لأنه من رواية الحسن عن عمران بن حصين ولم يسمع منه، وقد عنعنه. الحديث: 7385 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 606 7386 - (د) الحسن البصري - رحمه الله (1) -: أن عمرَ بنَ الخطاب قال للناس يوماً: «أيُّكم يعلم ما وَرَّثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الجَدَّ؟ قال معقل بن يسار: أنا شهدتُهُ وَرَّثَهُ السدسَ، قال: مع من؟ قال: لا أدري، قال: لا دَرَيتَ، فما تغني إذاً؟» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: الحسن بن علي رضي الله عنهما، وهو خطأ. (2) رقم (2897) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجد، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2897) حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس، عن الحسن، أن عمر، فذكره وإسناده الحديث منقطع. الحديث: 7386 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 607 7387 - (ط) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: كتب إلى زيد بن ثابت يسأله عن الجَدِّ؟ فكتب إليه زيد «إنكَ كتبتَ إليَّ تسألُني عن الجَدِّ؟ فالله أعلم، وإن ذلك ما لم يكن يقضي فيه إلا الأمراءُ - يعني الخلفاءَ - وقد حضرتُ الخليفتين قبلكَ يعطيانه النصفَ مع الأخِ الواحدِ، والثُّلُثَ مع [ص: 608] الاثنين فصاعداً، لا ينقص من الثُّلُثِ وإن كَثُرَ الإخوَةُ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 510 في الفرائض، باب ميراث الجد، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وروى البيهقي بسند صحيح، أن عمر قضى أن الجد يقاسم الإخوة للأب والإخوة للأم ما كانت المقاسمة خيراً له من الثلث، فإن كثرت الإخوة أعطي الجد الثلث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/142) عن يحيى بن سعيد، أنه بلغه أن معاوية بن أبي سفيان، فذكره وإسناده منقطع قال الزرقاني: في شرح الموطأ وروى البيهقي بسند صحيح، أن عمر قضى أن الجد يقام الأخوة للأب والأخوة للأم ما كانت المقاسمة خيرا له من الثلث، فإن كثرت الأخوه أعطى الجد الثلث الحديث: 7387 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 607 7388 - (ط) قبيصة بن ذؤيب - رضي الله عنه -: أن عمر بن الخطاب «فرض للجَدِّ الذي يفرِض له الناسُ اليومَ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 511 في الفرائض، باب ميراث الجد، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/142) عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب،فذكره. وإسناده منقطع. الحديث: 7388 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 608 7389 - (ط) سليمان بن يسار - رحمه الله -: أن عمر وعثمان وزيداً «فرضوا لِلجَدِّ الثُّلثَ مع الإخوة إذا كَثُرُوا» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) بلاغاً 2 / 511 في الفرائض، باب ميراث الجد، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/142) أنه بلغه، فذكره، الحديث إسناده منقطع. الحديث: 7389 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 608 7390 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال في الجدَّة مع ابنها: «إنَّها أولُ جَدّة أطْعَمها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سُدساً مع ابنها وابنُها حَيّ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2103) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجدة مع ابنها، وفي سنده محمد بن سالم الهمذاني وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد ورث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجدة مع ابنها ولم يورثها بعضهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2102) حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن سالم، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وقد ورث بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلم الجده مع ابنتها ولم يورثها بعضهم. قلت في سنده محمد بن سالم الهمداني، وهو أبو سهل الكوفي وهو ضعيف مطرح انظر ترجمته من التهذيب (9/176) . الحديث: 7390 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 608 7391 - (ط ت د) قبيصة بن ذؤيب - رضي الله عنه - قال: «جاءت الجَدَّةُ أمُّ الأمِّ - وفي رواية: أمّ الأب - إلى أبي بكر، تسأله ميراثَها، فقال: ما لَكِ في كتاب الله شَيء، وما علمتُ لكِ في سُنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً، فارجعي حتى أسألَ الناس، فسأل الناسَ، فقال المغيرة بن شعبة: [ص: 609] حضرتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطاها السُّدسَ، فقال أبو بكر: هل معكَ غيرُك؟ فقال محمد بن مَسْلمة، فقال مثل ما قال المغيرةُ، فأنْفَذَه لها أبو بكر، ثم جاءتْ الجدَّةُ الأخرى إلى عمرَ تسألُه ميراثَها، فقال: مالكِ في كتاب الله شَيء، وما كان القضاء الذي قُضِي به إلا لغيرك، وما أنا بزائد في الفرائض شيئاً، ولكن هو ذاكِ السُّدُس، فإن اجتمعتما فيه، فهو بينكما، وأيَّتُكما خَلَتْ به، فهو لها» أخرجه «الموطأ» والترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه الموطأ 2 / 513 في الفرائض، باب ميراث الجدة، والترمذي رقم (2101) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجدة، وأبو داود رقم (2894) في الفرائض، باب ميراث الجدة، وإسناده منقطع، رواية قبيصة بن ذؤيب عن أبي بكر مرسلة، وحديث الباب يدل على أن فرض الجدة الواحدة السدس، وكذلك فرض الجدتين والثلاث، وقد نقل محمد بن نصر من أصحاب الشافعي اتفاق الصحابة والتابعين على ذلك، حكى ذلك عنه البيهقي، وانظر " الفتح " 12 / 15 و 16. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في موطئه صفحة (317) . وأحمد (4/225) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، يعني الرزاي (ح) وإسحاق بن عيسى، وأبو داود (2894) قال: حدثنا القعنبي، وابن ماجة (2724) قال: حدثنا سويد بن سعيد، والرمذي (2101) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن، وعبد الله بن أحمد (4/225) قال: حدثنا مصعب الزبيري، والنسائى (في الكبرى (الورقة 83-أ) قال: أخبرني هارورن بن عبد الله الحمال، قال: حدثنا معن (يعني ابن عيسى) . ستتهم - إسحاق بن سليمان، وإسحاق بن عيسى، والقعنبي، وسويد بن سعيد، ومعن، ومصعب الزبيري- عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة، عن قبيصة بن ذؤيب، فذكره. * أخرجه أحمد (4/225) قال: حدثناعبد الرزاق، قال: حدثنا معمر وابن ماجة (2724) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: أنبأنا عبد الله بن وهب، قال: أنبأنا يونس. والترمذي (2100) قال: حدثنا بن أبي عمرو، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى (ورقة 83- ء) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني، قال: حدثنا يعقوب (يعني ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عوف) قال: حدثنا أبي، عن صالح (ح) وأخبرني محمود بن خالد الدمشقي، قال: حدثنا عمر (يعني ابن عبد الواحد الدمشقي) عن الأوزاقي (ح) وأخبرنا نصر بن علي بن نصر الجهضمي، قال: أخبرنا عبد الأعلى يعني ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا معمر (ح) وأخبرني محمد بن جبلة الرافقي، قال: حدثنا عبد الله بن سليم، قال: حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو الرقي، عن إسحاق، يعني ابن راشد. (ح) وأخبرني عمران ابن بكار البراد، قال: حدثنا أبو اليمان - يعني الحكم بن نافع-، قال: أخبرنا شعيب. (ح) وأخبرنا هارون ابن سعد بن الهثيم الأيلي، قال: حدثا خالد بن نزار، قال: أخبرنا القاسم بن مبرور، عن يونس. سبعتهم - معمر، ويونس، وسفيان، وصالح، والأوزاعي، إسحاق بن راشد، وشعيب - عن ابن شهاب الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، فذكره. * أخرجه الترمذي (2100) قال: حدثنا ابن أبي عمر، والنسائى في الكبرى (الورقة -83 أ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. كلاهما -ابن أبي عمر،، ومحمد بن عبد الله بن يزيد- قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، عن رجل، عن قبيصة بن ذؤيب، فذكراه. * أخرجه الدارمي (2942) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الأشعث، عن الزهري، فذكراه. * قال النسائي: الزهري لم يسمعه من قبيصة. الحديث: 7391 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 608 7392 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله -: قال: «أتت الجدتان إلى أبي بكر، فأراد أن يجعل السدس لِلتي من قِبل الأمِّ، فقال له رجل من الأنصار: أما إنك تركتَ التي إن ماتت وهو حيّ كان إياها يرث، فجعل أبو بكر السُّدْسَ بينهما» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 513 في الفرائض، باب ميراث الجدة، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/146) عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، فذكره. الحديث: 7392 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 609 7393 - (د) بريدة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «جعل للجدَّةِ السُّدُسَ إذا لم يكن دونها أمّ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2895) في الفرائض، باب في الجدة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (7393) حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخبرني أبي،ثنا عبيد الله أبو المنيب العتكي، عن ابن بريدة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7393 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 609 الفرع الثاني: في البنات والأخوات 7394 - (خ د) الأسود بن يزيد - رحمه الله -: قال: «أتانا معاذ بن جبل باليمنِ معلِّما وأميراً، فسألناه عن رجل تُوفِّي وترك ابنة وأخْتاً؟ فَقَضَى: أن للابنة النصفَ وللأخت النصف، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حَيّ» أخرجه البخاري. وعند أبي داود: «أن معاذ بن جبل وَرَّث أخْتاً وابنة، جعل لكل واحدة منهما النصف، وهو باليمن، ونبي الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ حَيّ» (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 12 و 13 في الفرائض، باب ميراث البنات، وباب ميراث الأخوات مع البنات عصبة، وأبو داود رقم (2893) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الصلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (8/189) قال:حدثنا بشر بن خالد. قال:حدثنا محمد بن جعفر،عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره. * أخرجه البخاري (8/188) قال:حدثني محمود. قال:حدثنا أبو النصر. قال: حدثنا أبو معاوية شيبان، عن أشعث، عن الأسود بن يزيد، قال: أتانا معاذ بن جبل باليمن، معلما وأميرا، فسألناّ: عن رجل توفى وترك ابنته وأخته؟ فأعطى الأبنة النصف، والأخت النصف. * وأخرجه أبو داود (2893) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان. قال:حدثنا قتادة قال: حدثني أبو حسان، عن الأسود بن يزيد،أن معاذ بن جبل أختا وابنة،فجعل لكل واحدا منهما النصف. وهو باليمن، ونبي الله يومئذ حي. الحديث: 7394 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 610 7395 - (خ د ت) هزيل بن شرحبيل - رحمه الله - قال: «سئل أبو موسى عن ابنة، وابنة ابن، وأخت؟ فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وائْتِ ابنَ مسعود، [فسيُتابِعُنِي] ، فسئِل ابن مسعود، وأُخبر بقول أبي موسى، فقال ابنُ مسعود، لقد ضَللْتُ إذاً، وما أنا من المهتدين، ثم قال: أقضي فيها بقضاء رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، للابنة النصف، ولابنة الابن السدس، تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت، فأُخْبِر أبو موسى فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحَبرُ فيكم» . أخرجه البخاري. [ص: 611] وفي رواية الترمذي وأبي داود: «جاء رجل إلى أبي موسى وسلمان بن ربيعة (1) ، فسألهما عن ابنة، وابنة ابن، وأخت لأب وأمّ ... وذكر نحوه» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحَبْرُ) : بفتح الحاء وكسرها: العالم.   (1) في الأصل: سلمان بن أبي ربيعة، والتصحيح من الترمذي وأبي داود وكتب الرجال. (2) رواه البخاري 12 / 13 و 14 في الفرائض، باب ميراث ابن الابن إذا لم يكن ابن، وباب ميراث الأخوات مع البنات عصبة، وأبو داود رقم (2890) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الصلب، والترمذي رقم (2094) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث ابنة الابن مع ابنة الصلب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في الفرائض (ح) عن آدم، عن شعبة - و (12: 2) عن عمرو بن العباس، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، وأبو داود فيه (الفرائض 4: 1) عن عبد الله بن عامر بن زرارة، عن علي بن مسهر عن الأعمش - ثلاثتهم -. عن أبي قيس الأودي عن هزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود، والترمذي في الفرائض 4) عن الحسن بن عرفه، عن يزيد بن هارون، عن سفيان الثوري عن هزيل بن شرحبيل، عن ابن مسعود، وقال: حسن صحيح والنسائي. وفي (الفرائض، الكبرى 8) عن محمود بن غيلان، عن وكيع عن سفيان، عن هزيل عن شرحبيل، عن ابن مسعود. و (9) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث وفي. (10) ع محمد بن بشار عن غندر. كلاهما عن شعبة عن هزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود، وابن ماجة فيه (الفرائض 2: 2) عن علي بن محمد، عن وكيع، عن هزيل بن شرحبيل، عن ابن مسعود. الأشراف (7/153) . الحديث: 7395 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 610 الفرع الثالث: في الإخوة 7396 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «إنكم تَقْرؤون هذه الآية {مِنْ بَعْدِ وَصيَّةٍ تُوصونَ بِها أو دَيْنٍ} [النساء: 12] وإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى بالدَّين قبل الوصية، وإن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العَلاَّت: الرجلُ يرث أخاه لأبيه وأمه، دون أخيه لأبيه» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 612] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعيان) الأعيان: الإخوة من الأب والأم. (العلات) : الذي أبوهم واحد، وأُمُّهاتهم شَتَّى.   (1) رقم (2095) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الإخوة من الأب والأم، وفي سنده الحارث الأعور وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي، وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث والعمل على هذا عند أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2094) حدثنا بندار، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحاراث، عن علي، فذكره. قلت: في سنده الحارث بن عبد الله وهو الأعور، وفد ضعفه الجمهور، قال ابن المديني «كذاب» وقال شعبة: لم يسمع أبو إسحاق منه إلا أربعة أحاديث. الحديث: 7396 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 611 الفرع الرابع: في الجنين 7397 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في جنين امرأة من بني لَحْيان - سقط ميتاً - بغُرَّة عبد، أو أمة، ثم توفيت المرأة التي قضي لها بالغُرَّة، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بأن ميراثها لبنيها وزوجِها، وأن العَقْلَ على عَصَبَتِها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِغُرَّةِ عبد أو أمة) الغرة عند العرب: هو العبد والأمة، وعند الفقهاء: ما بلغ ثمنه من العبيد والإماء نصفَ عشرِ الدية، وفي اعتبار نَفَاسَةِ الغُرَّة عند الشافعي وجهان: أحدهما: لا تعتبر، ولو كان قيمتها ديناراً. والثاني: تعتبر، [ص: 613] ولا ينقص بها عن خمس من الإبل أو خمسين ديناراً، وذلك نصف عشر الدية أيضاً، والنبي - صلى الله عليه وسلم- كني بالغُرَّة عن الجسم جميعه، والغُرَّة: بياض يكون في وجْهِ الفرَس. (العقل) الدية، و (العاقلة) : أقارب الرجل الذين يؤدُّون عنه ما يلزمه من الدية.   (1) رواه البخاري 12 / 20 في الفرائض، باب ميراث المرأة والزوج مع ولد غيره، وفي الطب، باب الكهانة، وفي الديات، باب جنين المرأة، ومسلم رقم (1681) في القسامة، باب دية الجنين ووجوب الدية في قتل الخطأ وشبه العمد على عاقلة الجاني، والترمذي رقم (1410) في الديات، باب ما جاء في دية الجنين، ورقم (2112) في الفرائض، باب ما جاء أن الأموال للورثة والفضل على العصبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري الفرائض (11) عن قتيبة - وفي الديات (26: 1) عن عبد الله بن يوسف، - كلاهما عن ليث بن سعيد، عن عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة ومسلم في الحدود (11: 2) وأبو داود في الديات (21: 1) والترمذي في الفرائض (19) والنسائي في الديات (34: 5) جميعا عن قتيبة بن عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن سعيد عن أبي هريرة. وقال الترمذي: روى يونس هذا الحديث عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، وروى مالك، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وعن الزهري، عن سعيد، عن النبي مرسلا الأشراف (10: 38) . الحديث: 7397 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 612 7398 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى أن المولود إذا استَهَلَّ ثم مات، ورِث ووُرِّثَ، وإذا لم يُسْتَهِلَّ فلا يرِث ولا يورَث» أخرجه أبو داود - وهذا لفظه - قال: «إذا استهل المولود وَرِث» لم يزد (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استهل المولود) : إذا بكى عند ولادته، فجعل استهلاله كنايةً عن ولادته حياً، وإن لم يستهل: لم يوجد منه أمارة تدل على الحياة.   (1) رواه أبو داود رقم (2920) في الفرائض، باب في المولود يستهل ثم يموت، وفيه عنعنة ابن إسحاق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (2920) حدثنا حسين بن معاذ، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد - يعني ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله قسيط، عن أبي هريرة، فذكره،وفيه عنعنه ابن إسحاق. الحديث: 7398 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 613 الفرع الخامس: في ولد الملاعنة 7399 - (د) مكحول الشامي - أبو عبد الله - رحمه الله -: قال: [ص: 614] «جَعَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ميراث ابن الملاعنة لأمِّه، ثم لورثتها من بعدها» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2907) في الفرائض، باب ميراث ابن الملاعنة، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه يرقى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2907) حدثنا محمود بن خالد وموسى بن عامر، قالا: حدثنا الوليد، أخبرنا ابن جابر، ثنا مكحول، فذكره. وإسناده منقطع. الحديث: 7399 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 613 7400 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: «عن أبيه عن جده عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مثله» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2908) في الفرائض، باب ميراث ابن الملاعنة، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2908) حدثنا موسى بن عامر، ثنا الوليد، أخبرين عيسى أبو محمد بن،عن العلاء بن الحرث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. قلت في سنده موسى بن عامر أبو عامر قال: ابن عدي في الكامل (6/350) ولموسى هذا غير حديث مما يعز وجوده عن والوليد وعن غيره ويروى إفرادات وكان يروى عن الوليد ما كان يروى عنه تقدمون من لم يحلق هشاما ودحيما عوضا منهما، وذكر الحافظ ترجمته في التهذيب ولم ينقل إلا ثوثيق ابن حبان له. الحديث: 7400 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 614 7401 - (د ت) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «المرأة تَحوزُ ثلاثة مواريث: عتيقَها، ولَقيطَها، وولدَها الذي لاعَنَت عنه» أخرجه أبو داود والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لقيطاً) اللقيط: الطفل الذي يُوجد مَرْميّاً على الطرق، لا يُعرَف أبوه ولا أمه، واللقيط في قول عامة الفقهاء: حرّ، وإذا كان حُرّاً فلا ولاء عليه لأحدٍ والميراث إنما يستحق بنسب أو نكاح أو ولاء، وليس بين اللقيط وملقتطه واحد من هذه الثلاثة، وقد ذهب بعضهم إلى أن ولاء اللقيط لملتقطه، احتجاجاً بهذا الحديث، وليس حجة عند الأكثر، وهو ثابت عند الأكثر من أهل النقل. [ص: 615] (لاعنت) : ميراث ابن الملاعنة: فيه خلاف بين الفقهاء، وظاهر لفظ الحديث، يقتضى أن جميع ماله لأمه في حياتها، ولورثتها بعد وفاتها.   (1) رواه أبو داود رقم (2906) في الفرائض، باب ميراث ابن الملاعنة، والترمذي رقم (2116) في الفرائض، باب ما جاء ما يرث النساء من الولاء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/480) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثني محمد بن حرب الخولاني. وفي (4/490) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا بقية بن الوليد الحمصي، عن أبي سلمة الحمصى. وفي (4/106) قال: حدثنا يزيد بن عبدربه. قال: حدثنا محمد بن حرب الخولاني. وأبو داود (2906) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. قال: حدثنا محمد بن حرب. وابن ماجة (2742) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا محمد بن حرب. والترمذي (2115) قال: حدثنا هارون أبو موسى المستملي البغدادي. قال: حدثنا محمد بن حرب. والنسائي في الكبرى (الورقة 83-أ) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم بن راهويه. قال: أخبرنا بقية، يعني بن الوليد. قال: حدثني أبو سلمة الحمصى (ح) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا محمد ابن حرب وفي (الورقة 84- أ) قال: أخبرني عمرو بن عثمان سعيد بن كثير بن دينار. قال: حدثنا بقية، يعني ابن الوليد. قال: حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم كلاهما - محمد بن حرب، وأبو سلمة الحمصي- عن عمر بن رؤبة التغلبي، عن عبد الواحد بن عبد الله النصرى، فذكره. تحرف في المطبوع من سنن الترمذي إلى: البصري انظر الحديث الأشراف (9/1744) .. الحديث: 7401 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 614 الفرع السادس: في المعتدة (1) 7402 - (ط) محمد بن يحيى بن حبان - رحمه الله - قال: «كانت عند جدي حَبَّان امرأتان، هاشمية وأنصارية، فطلّق الأنصاريةَ وهي تُرضِعُ، فَمرتْ بها سنة، ثم هَلَك ولم تَحِض، فقالت: أنا أرِثُهُ، لم أحِضْ فاختصَمُوا إلى عثمان بن عفّان، فقضى لها بالميراث، فلامَتِ الهاشميةُ عثمانَ، فقال: هذا عَمَلُ ابنِ عمك، هو أشار علينا بهذا - يعني عليَّ بن أبي طالب» . أخرجه «الموطأ» (2) .   (1) في المطبوع: في مطلقة المريض. (2) 2 / 572 في الطلاق، باب طلاق المريض، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له ما بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/253) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى ابن حيان، فذكره. والحديث إسناده منقطع. الحديث: 7402 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 615 7403 - (ط) [عبد الرحمن] الأعرج - رحمه الله -: «أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ورَّثَ نِساءَ ابنِ مُكْمِل منه، وكان طلَّقهُنَّ وهو مريض» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 572 في الطلاق، باب طلاق المريض، وإسناده منقطع، لكن يشهد له الذي بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3./252) عن عبد الله بن الفضل،عن الأعرج، فذكره. والحديث إسناده منقطع. الحديث: 7403 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 615 7404 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن - رضي الله عنه - قال: [ص: 616] «سألت امرأةُ عبد الرحمن بن عوف منه الطلاقَ، فقال: إذا طَهُرْتِ فآذنيني، فآذَنتْهُ، فطلَّقَها ألْبَتَّةَ، أو تطليقة كانت بَقِيَتْ لها وهو مريض يومئذ، فَوَرَّثَها عثمان من زوجها ميراثَها بعد انقضاء عِدَّتها» . وفي رواية: «أن عبد الرحمن بنِ عوف طلَّقَ امرأتَهُ ألبَتَّةَ وهو مريض يومئذ، فورَّثها عثمان بعد انقضاءِ عِدَّتها» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 571 و 572 في الطلاق، باب طلاق المريض، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/253) أنه سمع ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 7404 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 615 الفرع السابع: في الكَلالة 7405 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله -: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الكَلالة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يكفيكَ من ذلك الآيةُ التي أنزلت في الصيف في آخر سورة النساء» أخرجه «الموطأ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كلالة) الكلالة: هي أن يرث الميِّتَ أقاربُه، وليس فيهم ولد له ولا والد. (آية الصيف) أراد بآية الصيف: الآية التي في آخر سورة النساء، فإنها نزلت في الصيف وهي قوله تعالى: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} [ص: 617] [النساء: 176] والآية التي في أولها نزلت في الشتاء.   (1) 2 / 515 في الفرائض، باب ميراث الكلالة، وإسناده منقطع، وقد وصله مسلم رقم (1617) في الفرائض، باب ميراث الكلالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/. 148) عن زيد بن أسلم، فذكره. والحديث إسناده منقطع وقد وصله مسلم رقم (1617) في الفرائض باب مراث الكلالة. الحديث: 7405 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 616 7406 - (ت د) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله {يَسْتَفْتُونَكَ قُل الله يُفْتِيكم في الكَلالةِ} [النساء: 176] فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «تُجْزيك آية الصيف» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: «يا رسولَ الله {يَسْتَفْتُونَكَ قُل اللهُ يُفْتِيكم في الكلاَلَةِ} ما الكلالة؟ ... وذكر الحديث» قال راويه: قلت لأبي إسحاق: هُوَ من ماتَ ولم يَدَع ولَداً ولا والِداً؟ قال: كذلك ظَنُّوا أنَّه كَذلِك» وفي أخرى، قال البراء: «نزلت في الكلالة {يَسْتَفْتُونَكَ قُل اللهُ يُفتِيكم في الكَلاَلَةِ} » (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (3045) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (2888) و (2889) في الفرائض، باب من كان ليس له ولد وله أخوات، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الفرائض (3:3) عن منصر بن أبي مزاحم والترمذي في التفسير (النسائي: 4/29) عن عبد بن حميد عن أحمد بن يونس -.كلاهما عن أبي بكر عياش، عن أبي إسحاق عن البراء ابن عازب، فذكره. قلت: أبا بكر بن عياش اختلط بأخره وأورده ابن الكيال في الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواية الثقات. الحديث: 7406 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 617 الفرع الثامن: في ذوي الأرحام 7407 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الخَالُ وَارِثُ مَن لا وَارِثَ لَهُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2105) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الخال، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: [ص: 618] هذا حديث حسن غريب، وقد أرسله بعضهم ولم يذكر فيه عن عائشة، واختلف فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فورث بعضهم الخال والخالة والعمة، وإلى هذا الحديث ذهب أكثر أهل العلم في توريث ذوي الأرحام، وأما زيد بن ثابت فلم يورثهم وجعل الميراث في بيت المال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2104) أخبرنا إسحاق بن منصور، أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج، عن عمرو بن مسلم، عن طاووس عن عائشة، فذكرته. قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب. وقد أرسله بعضهم ولم يذكر فيه عن عائشة. قلت: فيه عنعنه ابن جريج وكان يدلس ويرسل. الحديث: 7407 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 617 7408 - (د) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الخَالُ وارِثُ من لا وارِثَ له، يَعْقِلُ عنه، ويَفُكُّ عنه عانَه، ويَرِثُهُ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يفك عانه) : أراد عانيه، وهو أسيره، فحذف الياء، وأما عُنِيُّهُ: فهو مصدر عنا الرجل يعنو عُنُوّاً وعُنِيّاً، وفيه لغة أخرى: عَنِيَ يَعنَى، ومعنى «الأسر» هاهنا: ما تتعلق به ذمته، ويلزمه بسبب الجنايات التي سبيلها أن تتحملها العاقلة.   (1) رقم (2899) و (2900) و (2901) في الفرائض، باب في ميراث ذوي الأرحام، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبوداود (2899) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن بديل، عن علي بن أبي صلحة واشد بن سعد، عن أبي عامر الهروزني عبد الله بن يحيى، عن المقدام، فذكره. الحديث: 7408 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 618 7409 - (ت) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: كتب معي عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الله ورسولُه مَوْلى من لا مَوْلى له، والخال وَارِثُ من لا وارثَ له» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2104) في الفرائض، في ميراث الخال، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2103) قال:حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو أحمد بن الزبيري،قال: حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. وقال الترمذي:وهذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7409 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 618 7410 - (ط) عبد الرحمن بن حنظلة الزرقي: عن مولى لقريش [ص: 619] كان قديماً يقال له: ابن مِرْسَى، أنه قال: «كنت جالساً عند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلما صلى الظهر قال: يا يَرْفا، هَلمّ ذلك الكتاب - لكتاب كتبه في شَأنِ العَمَّة - فنسألَ عنها ونستَخْبِرَ فيها، فأتى به يَرْفا، فدعا بتَوْر أو قدَح فيه ماء، فمحا ذلك الكتابَ فيه، ثم قال: لَوْ رَضِيَكِ الله [وَارِثَة] أقرَّكِ، لو رضيكِ الله أقرَّكِ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) 2 / 516 في الفرائض، باب ما جاء في العمة، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/150) عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الرحمن بن حنظلة الزرقي، فذكره. وفي سنده جهالة. الحديث: 7410 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 618 7411 - (ط) محمد بن أبي بكر بن حزم - رحمه الله -: أنه سمع أباهُ كَثَيْراً يقول: كان عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - يقول: «عَجَباً لِلْعَمَّةِ تُورَثُ ولا تَرِثُ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 517 في الفرائض، باب ما جاء في العمة، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/15) عن محمد بن أبي بكر بن حزم أنه سمع أباه كثيرا يقول: فذكره. والحديث إسناده منقطع. الحديث: 7411 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 619 7412 - (د) أبو موسى الأشعري (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ابنُ أختِ القومِ منهم» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع: أنس بن مالك، وهو خطأ. (2) رقم (5122) في الأدب، باب في العصبية، وهو حديث صحيح، وقد رواه البخاري ومسلم مختصراً ومطولاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/396) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحماد بن أسامة. وأبو داود (5122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - محمد بن جعفر، وحماد بن أسامة، أبو أسامة - عن عوف، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، فذكره. * رواية أبي بكر بن أبي شيبة مختصرة على: ابن أخت القوم منهم. الحديث: 7412 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 619 7413 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ابنُ أختِ القومِ من أنفسهم» أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 106 في الزكاة، باب ابن أخت القوم منهم، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً البخاري 12 / 41 في الفرائض، باب مولى القوم من أنفسهم وابن أخت القوم منهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (5/106) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا وكيع، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، فذكره. الحديث: 7413 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 619 الفرع التاسع: في ميراث الدِّية 7414 - (د ت) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: كان عمرُ بن الخطاب يقول: «الدِّيةُ على العاقلة، وهُمْ يرثونها، ولا تَرِثُ المرأةُ من دِيَةِ زوجِها، فقال الضحاك بن سفيان: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كتب إليَّ: أنْ وَرِّثِ امرأةَ أشْيَمِ الضِّبَابيّ من دِيّةِ زوجِها، وكانت من قَوْم آخرين، فرجع عمرُ» أخرجه أبو داود، وقال: «وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- استعمل الضحاك على الأعراب» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2927) في الفرائض، باب في المرأة ترث من دية زوجها، والترمذي رقم (2111) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث المرأة من دية زوجها، وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند أحمد وأبي داود وابن ماجة وغيرهم أن العقل ميراث بين ورثة القتيل، والزوجة من جملتهم، ولذلك قال الترمذي عن حديث سعيد بن المسيب، هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً الترمذي في الديات، باب ما جاء أن المرأة ترث من دية زوجها، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/452) .وأبوداود (2927) قال:حدثنا بن صالح. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح - قالا:حدنثا عبد الرزاق، قال:حدثنا معمر. 2- وأخرجه أحمد (3/452) .وأبو داود (2927) قال:حدثنا أحمد بن صالح. وابن ماجة (2642) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1415) قال:حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وأبو عمار، وغير واحد. وفي (2110) قال:حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وغير واحد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4973) عن قتيبة. (ح) وعن محمد بن منصور جميعهم- أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح، وأبو بكر، وقتيبة، وأحمد بن منيع، وأبو عمار، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة. 3- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4973) عن محمد بن منصور، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - معمر، وابن عيينه، ويحيى - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. * أخرجه مالك الموطاة (540) .والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4973) عن محمد بن معدان بن عيسى بن الحراني، عن الحسن بن محمد بن أعين، عن زهير بن معاوية، عن يحيى بن سعيد. كلاهما-مالك، ويحيى بن سعيد -عن ابن شهاب، أن عمر سأل الناس.. فذكر نحوه ليس فيه (سعيد ابن المسيب) . الحديث: 7414 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 620 الفرع العاشر: في ميراث الصدقة 7415 - (م د ت) بريدة - رضي الله عنه -: «أن امرأة أتَتْ [ص: 621] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: كُنتُ تصَدَّقْتُ على أمِّي بِوَليدة، وإنَّها ماتتْ، وتركَتِ الوليدةَ، قال: قد وَجَبَ أجْرُكِ ورَجَعتِ الوليدةُ إليكِ في الميراث» هذا لفظ أبي داود. وقد أخرجه مسلم والترمذي، وهو عندهما طرف من أول حديث، وهو بتمامه مذكور في «كتاب برّ الوالدين» من حرف الباء، و «كتاب الصوم» من حرف الصاد، وقد أخرجه أبو داود أيضاً مِثْلَهُما (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بوليدة) الوليدة: الأمَة.   (1) رواه مسلم رقم (1149) في الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت، والترمذي رقم (667) في الزكاة، باب ما جاء في المتصدق يرث صدقته، وأبو داود (2877) في الوصايا، باب ما جاء في الرجل يهب الهبة، ورقم (1656) في الزكاة، باب من تصدق بصدقة ثم ورثها، وقد تقدم الحديث في الجزء الأول ص 404 رقم (200) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 7415 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 620 7416 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - قال: بَلَغَني «أن رجلاً من الأنصار من بلحارث بن الخزرج تصَدَّق على أبَوَيْه بِصَدَقَة، فهلَكا، فَوَرِثَ ابنُهما المالَ، وهو نَخْل، فسأل عن ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: لقد أُجرْتَ في صدَقَتِكَ، وردَّها عليكَ الميراثُ» أخرجه «الموطأ» (1) .   (1) بلاغاً 2 / 760 في الأقضية، باب صدقة الحي عن الميت، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: روي هذا الحديث من وجوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/72) بلاغا. والحديث إسناده منقطع، قال الزرقاني في شرح الموطأ قال ابن عبد البر: روي هذا الحديث من وجوه. الحديث: 7416 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 621 الفرع الحادي عشر: في جماعة من الوُرَّاث 7417 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما كان المالُ للولد، وكانتِ الوصيةُ للوالدين، فنسخ الله من ذلك ما أحبَّ، فجعل للذَّكَرِ مثلَ حظِّ الأنثيين، وجعل للأبوين لكلِّ واحد منهما السدسَ والثلثَ، وجعل للمرأةِ الثُّمُنَ والرُّبُع، وللزوجِ: الشَّطْرَ والرُّبُعَ» . أخرجه البخاري (1) . وفي رواية ذكرها رزين قال: «كان أولاً نزلَ قوله تعالى في سورة البقرة: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إذَا حَضَرَ أَحَدَكم الموتُ إنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ للوالِدَين والأقربينَ بالمعْرُوفِ حَقّاً على المتَّقين} [البقرة: 180] فكانت الوصيةُ للوالدين، والمالُ للولد، فأنزل الله بعد ذلك آيةَ الفرائض، فجعل للذَّكَرِ مثلَ حَظِّ الأنثيين، وجعلَ للأبوين لكلِّ واحد منهما السدسَ مع الولد، وجعلَ للمرأةِ مع الولدِ الثُّمُنَ والرُّبعَ إذا لم يكن له وَلَد، وللزوجِ الرُّبُعَ إذا كان للمرأة ولد منه، أو من غيره، والشطرَ إذا لم يكن لها ولد، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا وصيةَ لوارث» فبطلَتِ الوصية للوالدين» .   (1) 5 / 278 في الوصايا، باب لا وصية لوارث، وفي تفسير سورة النساء، باب قوله: {ولكم نصف ما ترك أزواجكم} ، وفي الفرائض، باب ميراث الزوج مع الولد وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (2747) حدثنا محمد بن يوسف، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، فذكره. الحديث: 7417 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 622 7418 - (خ) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «إذا ترك رجل أو امرأة بنتاً، فلها النصف، وإن كانتا اثنتين أو أكثر، فلهنَّ الثُّلثانِ، وإن كان مَعَهُنَّ ذَكَر، بُدِئَ بمن شَرَكَهم، فيعطَى فريضتَهُ، فما بقي فللذَّكَرِ مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) كذا في الأصل: أخرجه البخاري في ترجمة باب، وفي المطبوع: جعله جزءاً من رواية رزين التي قبله، وقد رواه البخاري تعليقاً 12 / 8 في الفرائض، باب ميراث الولد من أبيه وأمه، قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه ... فذكر مثله سواء، إلا أنه قال بعد قوله: وإن كان معهن ذكر: فلا فريضة لأحد منهن، ويبدأ بمن شركهم فيعطى فريضته، فما بقي بعد ذلك فللذكر مثل حظ الأنثيين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري تعليقا (12/8) في الفرائض، باب ميراث الولد من أبيه وأمه. وقال الحافظ في الفتح وصله سعيد بن منصور، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه. الحديث: 7418 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 623 7419 - (خ) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: ولدُ الأبناءِ بمنزلةِ الأبناءِ إذا لم يكن دونَهُنَّ ابن، ذكَرُهم كَذَكَرِهِمْ، وأُنثاهم كأنثاهم، يَرِثُون كما يَرِثُون، ويَحْجُبُون كما يَحْجُبُون، ولا يَرِثُ ولدُ ابن مع ابن ذَكَر، فإن ترك ابنَة وابن ابن ذكراً، كان للبنتِ النصفُ، ولابن الابن ما بَقيَ، لقولِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألْحِقُوا الفَرَائَِض بأهْلِها، فما بَقِيَ فهو لأولَى رَجُل ذَكَر» أخرجه البخاري نحوه أخصر منه في ترجمة باب (1) . [ص: 624] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لأوْلَى) أقرب، والولي: القريب، يريد أقرب العصبة إلى الميت، كالأخ والعم، فإن الأخ أقرب من العم، ولو كان قوله «أوْلَى» بمعنى أحق لبقي الكلام مُبْهَماً لا يُستفاد منه بيان الحكم، إذ كان لا يُدرى مَن الأحق ممَّن ليس بأحق، فَعُلِم أن معناه: أقرب النسب إليه.   (1) في المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري تعليقاً 12 / 13 في الفرائض، باب ميراث ابن الابن إذا لم يكن ابن. قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري تعليقا (12/13) في الفرائض، باب ميراث ابن الابن إذا لم يكن ابن. وقال الحافظ في الفتح وصله سعيد بن منصور، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه. الحديث: 7419 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 623 7420 - (خ) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «سُئِلَ عن ابْنَيْ عَمّ، أحدهما: أخ لأمّ، والآخر: زوج، فقال: للزوج النصف، وللأخ من الأم: السدسُ، وما بقي بينهما نصفان (1) » أخرجه ... (2) .   (1) في الأصل: نصفين. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري تعليقاً 12/22 في الفرائض، باب ابني عم أحدهما أخ للأم والآخر زوج، قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري تعليقا (12/22) في الفرائض، باب ابني عم أحدهما أخ للأم والأخر زوج. وقال الحافظ في الفتح وصله سعيد بن منصور. الحديث: 7420 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 624 7421 - (خ م ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ألحِقُوا الفَرَائِضَ بأهلِها، فما بَقيَ فهو لأوْلى رَجُل ذكر» . وفي رواية «اقسِمُوا المالَ بين أهْلِ الفرائض على كتاب الله، فما تركت الفرائضُ فَلأوْلَى رَجُل ذَكَر» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري تعليقاً 12 / 8 في الفرائض، باب ميراث الولد من أبيه وأمه، وباب ميراث ابن الابن [ص: 625] إذا لم يكن ابن، ومسلم رقم (1615) في الفرائض، باب ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر، والترمذي رقم (2099) في الفرائض، باب ميراث العصبة، وأبو داود رقم (2898) في الفرائض، باب في ميراث العصبة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/292) (2657) قال: حدثنا عفان. وفي (1/325) (2995) قال: حدثنا يحيى بن آدم، والبخاري (8/187) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (8/188) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (8/189) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (5/59) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد وهو النرسي. والترمذي (2098) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5705) عن محمد بن معمر، عن حبان. سبعتهم - عفان، ويحيى بن آدم، وموسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وعبد الأعلى بن حماد، وحبان - عن وهيب بن خالد. 2- وأخرجه أحمد (1/313) (2862) . ومسلم (5/59) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد. وأبو داود (2898) قال: حدثنا أحمد بن صالح، ومخلد بن خالد. وابن ماجه (2740) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري. والترمذي (2098) قال: حدثنا عبد بن حميد. سبعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، وأحمد بن صالح، ومخلد، والعباس بن عبد العظيم - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. 3- وأخرجه البخاري (8/190) . ومسلم (5/59) قالا: حدثنا أمية بن بسطام -العيشي- قال: حدثنا يزيد ابن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم. 4- وأخرجه مسلم (5/60) قال: حدثنيه محمد بن العلاء أبو كريب الهمداني، قال: حدثنا زيد بن حباب، عن يحيى بن أيوب. أربعتهم - وهيب، ومعمر، وروح بن القاسم، ويحيى بن أيوب - عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5705) عن أحمد بن سليمان، عن أبي داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه. مرسلا. قال النسائي: كأن حديث الثوري قال: أشبه بالصواب. الحديث: 7421 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 624 7422 - (د) زينب [زوج ابن مسعود]- رضي الله عنهما -: «أنها كانت تَفْلي رأسَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعنده امرأةُ عثمانَ بنِ عفَّان، ونِساءٌ من المهاجرات، وهُنَّ يشتكين منازلَهنَّ: أنها تضيقُ عليهنَّ، ويُخرَجْنَ منها، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن تورَّث دورُ المهاجرين النساءَ، فمات عبد الله بن مسعود فورِثَتهُ امرأتُه داراً بالمدينة» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تورَّث دور المهاجرين النساء) قال الخطابي: تخصيص نساء المهاجرين بتوريث الدُّور، يشبه أن يكون ذلك على معنى القسمة بين الورثة، وإنما خصهن بالدور، لأنهن بالمدينة غرائب لا عشيرة لهن، فاختار لهن المنازل، لما رأى من المصلحة، قال: ويجوز أن تكون الدُّور في أيديهن على سبيل الرفق بهن للسكنى فيهن لا للتمليك، كما كانت حُجَر النبي - صلى الله عليه وسلم- في أيدي نسائه بعده.   (1) رقم (3080) في الخراج والإمارة، باب في إحياء الموات، وفي سنده عبد الواحد بن زياد العبدي، في حديثه عن الأعمش مقال، وحديثه هنا عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3080) حدثنا عبد الواحد بن غياث،قال: ثنا عبد الواحد بن زياد،حدثنا الأعمش، عن جامع بن شداد، عن كلثوم، عن زينب، فذكرته. قلت: ذكر الحافظ في التذهيب في ترجمة عبد الواحد بن زياد قال: قال أبو داود ثقة عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها. الحديث: 7422 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 625 الفرع الثاني عشر: في الولاء 7423 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَرِثُ الولاءَ مَن يرثُ المال» أخرجه الترمذي. وقال: ليس إسناده بالقوي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الولاء) : ولاء العبد إذا عتق، فمتى مات ورثه معتقه.   (1) رواه الترمذي رقم (2115) في الفرائض، باب ما جاء فيمن يرث الولاء، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، ولذلك قال الترمذي: ليس إسناده بالقوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2114) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. * قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي. قلت: هو كما قال الإمام الترمذي فإن في إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف لسوء حفظه. الحديث: 7423 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 626 7424 - () وعنه عن أبيه عن جده: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مِيراثُ الولد للأكبر من الذكور، ولا يَرِث النساءُ من الولاء، إلا ولاءَ من اعتَقْنَ، أو أعتقَ من اعتَقْنَ» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع جعله مع الحديث الذي قبله حديثاً واحداً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 7424 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 626 7425 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أرادت عائشة - رضي الله عنها - أن تشتريَ جارية تعتقها، فأبى أهلُها إلا أن يكونَ لهم الولاءُ، فذكرتْ ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لا يمنَعُكِ ذلك، فإنما الولاءُ لمن أعتقَ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1505) في العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (1505) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال قال: حدثني سهيل ين أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7425 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 626 7426 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - أرادت عائشة أن تشتريَ بَريرةَ، فاشترطُوا الولاء، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «الولاءُ لمن أعطى الثمن، أوْ وَلِي النِّعْمَةَ» هذه رواية الترمذي. وقد أخرج الجماعة كلُّهم أحاديثَ بَرِيرةَ من طُرُق عِدَّة، ذُكِرَ بعضُها في «كتاب البيع» ، وبعضها في «كتاب العتق والكتابة» ، وبعضها في «كتاب الطلاق» ، وبعضها في «كتاب الصدقة» . فمن جملة رواياتها: ما أخرجه البخاري من حديث أيْمن المكي، قال: دَخَلْتُ على عائشةَ، فقلتُ: كنتُ غلاماً لعُتْبَةَ بن أبي لهب، ومات وَوَرِثَني بَنُوه، وإنَّهم باعوني من ابن [أبي] عمرو، واشترط بنو عُتْبَةَ الولاءَ فقالت: دخلتْ عَلَيَّ بريرةُ، فقالت: اشتريني وأعتقيني، قلتُ: نعم، قالت: لا يبيعوني حتى يشترطوا وَلائي، قلتُ: لا حاجةَ لي فيكِ، فسمع بذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، أو بَلَغَهُ، فقال: ما شأنُ بَرِيرةَ؟ فذكرتْ عائشةُ ما قالتْ، فقال: اشتريها فأعتقيها، وليشترطوا ما شاؤوا، قال: فاشترتها فأعتقتْها، واشترط أهلُها ولاءها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «الولاءُ لمن أعتق، وإن اشترطوا مائةَ شرط» والروايات فيها كثيرة فلم نُعِدْها. وأخرج أبو داود من جملتها عن ابن عمر عن عائشةَ، مثل رواية أبي [ص: 628] هريرة المذكورة قبل هذا (1) .   (1) تقدم الحديث وتخريجه في الجزء الأول ص / 520 و 521 برقم (341) ، وفي الجزء الثامن ص / 94 - 97 برقم (5945) فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم تخريجه. الحديث: 7426 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 627 7427 - (ط) أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام - رحمه الله -: «أن العاص ابن هشام هَلَكَ، وترك بنين ثلاثة: اثنان لأمّ، وآخرَ لِعَلَّة (1) ، فهلك أحَدُ اللذين لأمّ، وترك مالاً ومَوَاليَ، فَوَرِثَهُ أخوه الذي لأبيه وأمِّه المالَ وولاءَ مواليه، ثم هلك الذي ورِثَ المال، ووَلاءَ الموَالِي، وترك ابنَهُ وأخاً لأبيه، فقال ابنُ المتوفَّى: قد أحرزتُ ما كان أحرز أبي من المال والولاء، وقال أخوه: ليس كذلك إنما أحرزت المال فقط، وأما ولاءُ الموالي، فلا، أرأيتَ لو هلك أخي اليوم، ألستُ أرِثُهُ أنا؟ فاختصما إلى عثمان بن عفان، فقضى بالولاءِ لأخي الميت، وبالمال لأبي الموالي (2) » أخرجه «الموطأ» (3) . [ص: 629] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لِعَلَّة) [يقال] : هؤلاء إخوة لِعَلَّة: إذا كانوا ذوي أب واحد وأمهاتٍ متفرقة.   (1) أي لامرأة أخرى، مأخوذ من العلل، وهو الشرب بعد الشرب، لأن الأب لما تزوج امرأة بعد أخرى صار كأنه شرب مرة بعد أخرى. (2) في نسخ الموطأ المطبوعة: فقضى لأخيه بولاء الموالي. (3) 2 / 784 في العتق، باب ميراث الولاء، ورجاله ثقات، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وفي هذه القصة إشكال، لأن العاصي قتل يوم بدر كافراً، فكيف يموت في زمن عثمان ويتحاكم إليه في إرثه، والذي يرفع الإشكال أن يكون التحاكم في الإرث تأخر إلى زمن عثمان، لكن من يقتل يوم بدر كافراً لا يتحاكم في إرثه إلى عثمان في خلافته، ثم وجدت أن الذي تحاكم إلى عثمان ولد العاصي بن هشام، فيحتمل أنه سعيد الذي ذكره ابن أبي حاتم، كذا قال الحافظ في " تعجيل المنفعة " وسهوه ظاهر، فإنه لم يتخاصم في إرث العاصي، وإنما ذكر في صور الخبر لبيان أنه خلف شقيقين وواحداً من أم أخرى، والذي تخاصم إلى عثمان إنما هو ابن العاصي وابن ابنه الذي مات أبوه قبل ذلك، وقد كان ورث شقيقه ماله وولاء مواليه لموته بلا ولد، فاختصما في ولاء مواليه دون إرثه ولا ذكر لميراث العاصي أصلاً، فلا إشكال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/123) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، أنه أخبره، فذكره. الحديث: 7427 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 628 7428 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده «أنَّ رِيابَ بنَ حُذَيفةَ تزوج امرأة، فَوَلَدَتْ له ثلاثة غِلْمَة، فماتت أمُّهم، فورثوها رِباعَها وولاءَ مواليها، وكان عمرو بنُ العاص عَصَبَةَ بنيها، فأخرجهم إلى الشام، فماتوا، فَقَدِمَ عمرو بن العاص، ومات مولى لها، وترك مالاً، فخاصمه إخوتُها إلى عمر بن الخطاب، فقال عمرُ: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «ما أحرز الولدُ والوالد (1) فهو لعصبته مَنْ كان» قال: فَكَتَبَ له كتاباً فيه شهادةُ عبدِ الرحمن بن عوف، وزيدِ بنِ ثابت ورجل آخرَ، فلما استُخْلِف عبدُ الملك بنُ مروان، اختصموا إلى هشام بن إسماعيل - أو إلى إسماعيل بن هشام - فدفعهم إلى عبد الملك [بن مروان] ، فقال: هذا من القضاء الذي ما كنتُ أراه، فقضى بكتاب عمر بن الخطاب، قال: فنحنُ فيه إلى الساعة» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الغِلْمة) جمع غلام، وأراد به: الأولاد.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: ما أحرز الولد أو الوالد. (2) رقم (2917) في الفرائض، باب في الولاء، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن ماجة، والنسائي مسنداً ومرسلاً، وصححه ابن المديني وابن عبد البر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2917) قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر،قال: حدثنا عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7428 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 629 الفرع الثالث عشر: في العصبة 7429 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا أوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وعليه دَين، ولم يترك وفاء، فعلينا قضاؤه، ومن ترك مالاً فلورثته» . وفي رواية: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مؤمن، إلا وأنا أوْلى به في الدنيا والآخرة، واقرؤوا إن شئتم {النبيُّ أَوْلى بالمؤمنين من أنفسهم} [الأحزاب: 6] فأيُّما مؤمن مات وترك مالاً فلْيَرِثْه عصبتُه مَنْ كانوا، ومن تَرَك دَيْناً أو ضَياعاً فلْيأتِني، فأنا مولاه» . وفي أخرى: أنه قال: «أنا أوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وتَرَكَ مالاً، فمالُهُ لموالي العصبة، ومن تركَ كلاًّ، أو ضَياعاً فأنا وليُّه، فلأدْعَ (1) له» . وفي أخرى قال: «والذي نفس محمد بيده، إنَّ ما على الأرض من مؤمن إلا أنا أوْلى الناس به، فأيُّكم ترك دَيْناً أو ضَياعاً فأنا مولاه، وأيُّكم ترك مالاً، فإلى العصبة من كان» . وفي أخرى: «أنا أوْلى بالمؤمنين في كتاب الله، فأيُّكم ما ترك دَيْناً أو ضَيعة، فادعوني، فأنا وَليه، وأيُّكم ما ترك مالاً، فليؤثَر بماله عصبتُه من كان» . [ص: 631] وفي أخرى أنه قال: «من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك كَلاًّ فإلينا» . وفي أخرى «ومن ترك كَلاًّ وَليْتُه» . أخرج الأولى والثانية والثالثة البخاري. وأخرج الرابعة والخامسة مسلم، وأخرجا الباقي. وفي رواية الترمذي «من ترك مالاً فلأهْلِه، ومن ترك ضَياعاً فإليَّ» . وفي رواية أبي داود مثل الرواية السادسة (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ضياعاً) : الضَّياع، بفتح الضاد: العيال. (الكلّ) : العيال والثقل.   (1) كذا في الأصل: فلأدع، بحذف الألف، وفي نسخ البخاري المطبوعة: فلأدعى، بإثبات الألف، وكلاهما جائز. (2) رواه البخاري 12 / 7 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من ترك مالاً فلأهله "، وباب ابني عم أحدهما أخ للأم والآخر زوج، وباب ميراث الأسير، وفي الكفالة، باب الدين، وفي الاستقراض، باب الصلاة على من ترك ديناً، وفي التفسير، باب سورة الأحزاب وفاتحتها، وفي النفقات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من ترك ضياعاً فإلي "، ومسلم رقم (1619) في الفرائض، باب من ترك مالاً فلورثته، والترمذي رقم (2091) في الفرائض، باب ما جاء من ترك مالاً فلورثته ورقم (1070) في الجنائز، باب الصلاة على المديون، وأبو داود رقم (2955) في الخراج والإمارة، باب في أرزاق الذرية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/455) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز. والبخاري (3/155 و 8/193) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (5/63) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن مهدي. وأبو داود (2955) قال: حدثنا حفص بن عمر. ستتهم - محمد بن جعفر غندر، وبهز، وأبو الوليد، ومعاذ العنبري، وابن مهدي، وحفص - قالوا: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، فذكره. الحديث: 7429 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 630 7430 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا أوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم، مَنْ تَرَكَ مالاً فلأهله، ومن ترك ضَياعاً فإليَّ وعَليَّ» . [ص: 632] وفي رواية «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيُّما رجل مات وترك دَيناً فإليَّ، ومن مات وترك مالاً، فلورثته» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2956) في الخراج والإمارة، باب في أرزاق الذرية، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2956) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 7430 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 631 الفرع الرابع عشر: فيمن لا وارث له 7431 - (د) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَرَكَ كَلاًّ فإليَّ - وربما قال: فإلى الله ورسوله - ومن ترك مالاً فلورثته، وأنا وارثُ مَنْ لا وارثَ له، أعْقِلُ عنه وأرِثُه، والخال وارثُ مَن لا وارثَ له، يَعْقِلُ عنه ويرثُه» . وفي أخرى: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فمن ترك دَيناً أو ضَيْعَة فإليَّ، و [من] ترك مالاً فلورثته، وأنا مولى من لا مولى له، أرِث مالَه وأفُكُّ عانه، والخال مَوْلَى من لا مولى له، يرث ماله ويَفُكُّ عانه» أخرجه أبو داود، وقال: معنى الضيعة هنا: العيال (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2900) في الفرائض، باب ميراث ذوي الأرحام، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2900) حدثنا سليمان بن حرب في آخرين، قالوا: حدثنا حماد، عن بديل -يعني ابن ميسرة - عن علي بن أبي طلحة، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني، فذكره. قال أبو داود: رواه الزبيدي عن راشد بن سعد، عن ابن عائذ، عن المقدام، ورواه معاوية بن صالح، عن راشد، قال: سمعت المقدام ... الحديث: 7431 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 632 7432 - (د ت) عائشة - رضي الله عنها -: أن مولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- مات، وترك شيئاً ولم يدَع حَميماً ولا ولداً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعطوا ميراثه رجلاً من أهل قريته» . [ص: 633] وفي رواية قال: «هاهنا رجل من أهل أرضه؟ قالوا: نعم، قال: فأعطوه ميراثَه» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي: أنه وقع من عِذْق نخلة، فمات، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «انظروا، هل له مَن وارث؟ قالوا: لا، قال: فادفعوه إلى بعض أهل القرية» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (عذق) العذق، بفتح العين: النخلة، وبكسرها: الذي يكون فيه الرطب من الشماريخ والعرجون.   (1) رواه أبو داود رقم (2902) في الفرائض، باب ميراث ذوي الأرحام، والترمذي رقم (2106) في الفرائض، باب ما جاء في الذي يموت وليس له وارث، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/137) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/174) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز وحجاج. قالوا: حدثنا شعبة، قال حجاج وبهز. أخبرني شعبة. وفي (6/181) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/181) قال: حدثنا عمر بن سعد، عن سفيان. وأبو داود (2902) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن سفيان. وابن ماجه (2733) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2105) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16381) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث، عن شعبة. (ح) وعن عبد الله بن محمد بن تميم، عن حجاج بن محمد، عن شعبة (ح) وعن ابن المثنى وابن بشار. كلاهما عن عبد الرحمن، عن سفيان. كلاهما - سفيان، وشعبة - عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان، عن عروة، فذكره. الحديث: 7432 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 632 7433 - (د) بريدة - رحمه الله - قال: «أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رجل، فقال: إنَّ عندي ميراث رجل من الأزد، ولستُ أجد أزديّاً أدفعه إليه، قال: فاذهبْ فالتمس أزَدِيّاً حَوْلاً، فأتاه بعد الحول، فقال: لم أجد أزَديّاً أدفعه إليه، قال: [فانطلق] ، فانظروا أول خُزاعيٍّ تلقاه فادفعه إليه، فلما ولَّى قال: عليَّ بالرجل، فلما جاءه قال: انظر كُبْرَ خُزاعةَ فادفعه إليه» . وفي رواية قال: «مات رجل من خزاعةَ، فأُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بميراثه، فقال: التمسوا له وارثاً، أو ذا رحم، فلم يجدوا له وارثاً، ولا ذا رحم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعطوه الكُبْرَ من خزاعة» . [ص: 634] وفي أخرى «انظروا أكبرَ رجل من خزاعة» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكُبْر) : هم المشايخ، وهو جمع الأكبر، وقيل: أراد به: أقربهم إلى الجد الأول، ولم يرد كبر السن.   (1) رقم (2903) و (2904) في الفرائض، باب ميراث ذوي الأرحام، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2903) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا المحاربي، عن جبريل بن أحمر، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. قلت: في سماع ابن بريدة من أبيه مقال. الحديث: 7433 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 633 7434 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رجلاً مات ولم يدَعْ وارثاً، إلا غلاماً له كان أعتقه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هل له أحد؟ قالوا: لا، إلا غلام له أعتقه، قال: فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ميراثه له» أخرجه أبو داود. وأخرجه الترمذي مختصراً، قال: «إن رجلاً مات، ولم يَدَعْ وارثاً إلا غلاماً له كان أعتقه، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ميراثه له» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (2905) في الفرائض، باب ميراث ذوي الأرحام، والترمذي رقم (2107) في الفرائض، باب رقم (14) وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، قال الترمذي: والعمل عند أهل العلم في هذا الباب إذا مات رجل ولم يترك عصبة أن ميراثه يجعل في بيت مال المسلمين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (523) . وأحمد (1/221) (1930) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (1/358) (3369) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. وأبو داود (2905) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد وابن ماجه (2741) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. والترمذي (2106) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6326) عن قتيبة، عن سفيان. ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن سلمة- عن عمرو بن دينار، عن عوسجة، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6326) عن أبي داود الحراني، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار: أن رجلا مات، فقال النبي، -صلى الله عليه وسلم-.. فذكره. قلت: من حدثك؟ قال: عوسجة، عن ابن عباس. * قال النسائي: عوسجة ليس بالمشهور، ولا نعلم أحدا يروي عنه غير عمرو. الحديث: 7434 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 634 7435 - (د ت) تميم الداري - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: يا رسول الله ما السُّنَّةُ في الرجل من المشركين يُسلِم على يدي رجل من المسلمين؟ فقال لي: هو أولى الناس بمحياه ومماته» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [ص: 635] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هو أولى الناس بمحياه ومماته) : قد احتج قوم بهذا الحديث على توريث الرجل مِمَّن يُسلِمُ على يده من الكفار، واشترط آخرون أن يضيف إلى الإسلام على يده المعاقدة والموالاة، وأكثر الفقهاء ذهب إلى خلاف ذلك، وجعلوا هذا الحديث بمعنى الإيثار بالبرِّ ورَعي الذِّمام والصلة ونحو ذلك، وضعفوا هذا الحديث.   (1) رواه أبو داود رقم (2918) في الفرائض، باب في الرجل يسلم على يدي الرجل، والترمذي رقم (2113) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الذي يسلم على يدي الرجل، وقال الترمذي: [ص: 635] هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب، ويقال: ابن موهب عن تميم الداري، وقد أدخل بعضهم بين عبد الله بن وهب وبين تميم الداري قبيصة بن ذؤيب، ورواه يحيى بن حمزة عن عبد العزيز بن عمر، وزاد فيه، عن قبيصة بن ذؤيب، وهو عندي ليس بمتصل، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وقال بعضهم: يجعل ميراثه في بيت المال، وهو قول الشافعي، واحتج بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: " أن الولاء لمن أعتق ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/102) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، وفي (4/103) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/103) قال: حدثنا أبو نعيم. والدارمي (3037) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (2752) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2112) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، وابن نمير، ووكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2052) عن محمد بن عبد الله ابن عبيد بن عقيل، عن جده، عن يونس بن أبي إسحاق. (ح) وعن عمرو بن علي، عن عبد الله بن داود. سبعتهم - إسحاق، ووكيع، وأبو نعيم، وأبو أسامة، وابن نمير، ويونس، وعبد الله - عن عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز. 2- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2052) عن محمد بن مثنى، عن أبي بكر الحنفي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه. كلاهما - عبد العزيز بن عمر، وأبو إسحاق - عن عبد الله بن موهب، فذكره. * في رواية الترمذي عن عبد الله بن موهب. وقال بعضهم: ابن وهب، وفي رواية أبي إسحاق عند النسائي: عبد الله بن وهب. * أخرجه أبو داود (2918) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، وهشام بن عمار، قالا: حدثنا يحيى قال أبو داود: وهو ابن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر، قال: سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز، عن قبيصة بن ذؤيب قال هشام: عن تميم الداري، وقال يزيد إن تميما قال: يا رسول الله، فذكره. قال الترمذي: وهذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب، ويقال ابن موهب عن تميم الداري، وقد أدخل بعضهم بن عبد الله بن وهب وبن تميم الداري،. قبيصة بن ذؤيب، ورواه يحيى بن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر، وزاد فيه: عن قبيصة بن ذؤيب، والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم وهو عندي ليس بمتصل. الحديث: 7435 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 634 7436 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «اللقيطُ حُرّ، وميراثُه لبيت المال، وكذا السائبة حر، وميراثه لبيت المال» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (السائبة) : كان الرجل في الجاهلية إذا أعتق عبداً فقال: هو سائبة [ص: 636] فلا عقل بينهما ولا ميراث، وأصله: من تسييب الدواب، وهو إرسالها حيث شاءت.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد روى القسم الأول من الحديث البخاري تعليقاً 12 / 34 في الفرائض، باب الولاء لمن أعتق وميراث اللقيط، وقد وصله مالك في " الموطأ " من حديث ابن شهاب عن سنين بن أبي جميلة رجل من بني سليم، أنه وجد منبوذاً في زمان عمر بن الخطاب، قال: فجئت به إلى عمر بن الخطاب فقال: ما حملك على أخذ هذه النسمة؟ فقال: وجدتها ضائعة فأخذتها، فقال له عريفه: يا أمير المؤمنين إنه رجل صالح، فقال له عمر: أكذلك؟ قال: نعم، فقال عمر: اذهب فهو حر، ولك ولاؤه وعلينا نفقته، وكذا وصله البيهقي من طريق يحيى بن سعيد عن الزهري عن أبي جميلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] روى القسم الأول من الحديث البخاري تعليقا (12/34) في الفرائض، باب الولاء لمن أعتق وميراث اللقيط وقد وصله مالك في الموطأ من حديث ابن شهاب عن سنين بن أبي جميلة رجل من بنى سليم، أنه وجد منبوذا في زمان عمر بن الخطاب، قال: فجئت به إلى عمر بن الخطاب فقال: ما حملك على أخذ هذه النسمة؟ فقال: وجدتها ضائعة فأخذتها، فقال له عريفة: يا أمير المؤمنين إنه رجل صالح، فقال له عمر: أكذلك؟ قال: نعم، فقال عمر اذهب فهو حر، ولك ولاؤه وعلينا نفقته، وكذا وصله البيهقي من طريق يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن أبي جميلة. الحديث: 7436 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 635 الفصل الثالث: في ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما خلّفه، وفيه فرعان الفرع الأول: في أحكام ميراثه وتركته 7437 - (خ م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَقْتَسِمُ ورثتي ديناراً، ما تركتُ بعدَ نفقة نسائي ومَؤُونةِ عاملي فهو صدقة» . وفي رواية أنه قال: «لا نُورَثُ، ما تركنا صدقَة» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» وأبو داود الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 5 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، وفي الوصايا، باب نفقة القيم للوقف، وفي الجهاد، باب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، ومسلم رقم (1760) و (1761) في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، والموطأ 2 / 993 في الكلام، باب ما جاء في تركة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (2974) في الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (614) .والحميدي (1134) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/376) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/463) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/464) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (4/15، 99) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (8/186) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (5/156) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2974) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. والترمذي في الشمائل (403) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري - عن أبي الزناد. 2- وأخرجه مسلم (5/156) قال: حدثني ابن أبي خلف، قال: حدثنا زكريا بن عبد،قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس. وابن خزيمة (2488) قال: حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة حدثهم، عن عقيل. كلاهما - يونس، وعقيل - عن الزهري. كلاهما - أبو الزناد، والزهري - عن الأعرج، فذكره. * لفظ رواية يونس: «لا نورث ما تركنا صدقة» . الحديث: 7437 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 636 7438 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن فاطمةَ بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سألَتْ أبا بكر الصِّدِّيق، بعدَ وفاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَقْسِمَ لها مِيراثَها مما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَثُ، ما تركنا صَدَقَة» ، فغضبت فاطمةُ، فَهَجَرَتْهُ، فَلَمْ تَزَلْ بذلك حتى تُوُفِّيَتْ، وعاشَتْ بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ستةَ أشهر إلا ليالي، وكانت تسأله أن يقسمَ لها نصيبها مما أفاء الله على رسوله من خَيْبَرَ وفدك، ومن صدقته بالمدينة، فقال لها أبو بكر: لستُ بالذي أقسم من ذلك شيئاً، ولستُ تاركاً شيئاً كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به فيها إلا عَمِلتُهُ، فإنِّي أخْشَى إن تركتُ شيئاً من أمره أن أزيغَ، ثم فعل ذلك عمرُ، فأمَّا صدقتُه بالمدينة: فدفعها عمر إلى عليّ والعباس، وأمْسَكَ خَيْبَرَ وفَدَك، وقال: هما صدقةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، كانت لحقوقه التي تَعْرُوه ونوائبِه، وأمرُهما إلى من وَلِيَ الأمرَ، قال: فهما على ذلك إلى اليوم» أخرجه مسلم، ولم يخرج منه البخاري إلا قوله: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَثُ، ما تركنا صدقة» ولقلة ما أخرج منه لم نُعْلِمْ له علامة، وأخرج أبو داود نحو مسلم. وله في أخرى: «أنَّ فاطمة بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أرسلَتْ إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، مما أفاء الله عليه بالمدينة وفَدَك، وما [ص: 638] بقي من خُمُسِ خيْبَر، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا نُورَث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آلُ محمد من هذا المال، وإني والله لا أغَيِّر شيئاً من صَدَقَةِ رسولِ الله عن حالتها التي كانت عليها في عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولأعْمَلَنَّ فيها بما عَمِلَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأبى أبو بكر أن يدفعَ إلى فاطمةَ منها شيئاً» . وفي أخرى له نحوه بمعناه، وفيه: وفاطمةُ تطلب صدقةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التي بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آلُ محمد في هذا المال - يعني مالَ الله - ليس لهم أن يزيدوا على المأكل» . وأخرج النسائي مختصراً: أن فاطمةَ أرسلتْ إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من صدقته، ومما ترك من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَثُ» لم يزد على هذا (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أزيغ) الزيغ: الميل عن الحق. [ص: 639] (عراه يعروه) : إذا أتاه يطلب منه شيئاً. (نوائبه) : ما ينوب الإنسان من الحاجات والملمَّات التي يحتاج أن ينفق فيها.   (1) رواه مسلم رقم (1759) في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، وأبو داود رقم (2968) و (2969) في الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنسائي 7 / 132 في قسم الفيء، ورواه أيضاً البخاري 12 / 4 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/4) (9) و (1/10) (58) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (5/115) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام. وفي (8/185) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام. ومسلم (5/155) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال ابن رافع: حدثنا، وقال الآخران: أخبرنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وهشام - قالا: أخبرنا معمر. 2- وأخرجه أحمد (1/6) (25) قال: حدثنا يعقوب. والبخاري (4/96) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (5/155) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، والحسن بن علي الحلواني، قالا: حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم. وأبو داود (2970) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. كلاهما - يعقوب، وعبد العزيز - قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. 3- وأخرجه أحمد (1/9) (55) قال: حدثنا حجاج بن محمد. والبخاري (5/177) قال: حدثنا يحيى ابن بكير. ومسلم (5/153) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: أخبرنا حجين. وأبو داود (2968) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني. أربعتهم - حجاج، ويحيى، وحجين، ويزيد - قالوا: حدثنا الليث وهو ابن سعد، قال: حدثني عقيل ابن خالد. 4- وأخرجه البخاري (5/25) قال: حدثنا أبو اليمان. وأبو داود (2969) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، قال: حدثنا أبي. والنسائي (7/132) قال: أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا محبوب، يعني ابن موسى، قال أنبأنا أبو إسحاق هو الفزاري. ثلاثتهم - أبو اليمان، وعثمان، وأبو إسحاق - عن شعيب بن أبي حمزة. أربعتهم - معمر، وصالح، وعقيل، وشعيب - عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته. الحديث: 7438 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 637 7439 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاءتْ فاطمةُ إلى أبي بكر، فقالت: مَنْ يرِثُكَ؟ فقال: أهلي وولدي، قالت: فما ليَ لا أرثُ أبي؟ فقال أبو بكر: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا نُورَثُ» ولكني أعولُ مَنْ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَعُولُه، وأُنْفِق على مَنْ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُنْفِقُ عليه» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعول) عال الرجل أهله يعولُهم: إذا قام بأمورهم وأنفق عليهم.   (1) رقم (1608) في السير، باب ما جاء في تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما أسنده حماد بن سلمة وعبد الوهاب ابن عطاء بن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وعائشة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1608) قال: حدثنا محمد بن المثنى،قال: حدثنا أبو الوليد،قال: حدثنا حماد ابن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما أسنده حماد بن سلمة وعبد الوهاب بن عطاء ابن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أبي بكر الصديق عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وطلحة. والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وعائشة. الحديث: 7439 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 639 7440 - (د) أبو الطفيل - رضي الله عنه - قال: جاءتْ فاطمةُ إلى أبي بكر تطلبُ ميراثَها من أبيها، فقال لها: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الله إذا أطعمَ نَبيّاً طُعْمَة فهي للذي يقوم مِنْ بعده» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2973) في الخراج والإمارة، باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2973) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة،قال:حدثنا محمد بن الفضيل، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، فذكره. الحديث: 7440 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 639 7441 - (خ م ط د) عائشة - رضي الله عنها -: أن أزواجَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حين تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أرَدْنَ أن يَبْعَثنَ عثمانَ إلى أبي بكر، يسألنه مِيراثَهُنَّ، فقالت عائشة - رضي الله عنها -: أليس قد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا نُورَثُ، ما تركنا صدقة؟» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» وأبو داود، وقد مرَّ شيء من هذا الفصل في «ذِكْرِ الفَيء» وهو في «كتاب الجهاد» من حرف الجيم. وفي أخرى لأبي داود نحوه، وفيه قلت: ألا تَتَّقِين الله؟ ألَمْ تسمَعْنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا نُورَثُ، ما تركنا فهو صدقة، وإنما هذا المال لآل محمد، لنائِبتهم ولِضَيفِهم، فإذا مِتُّ فهو إلى وليِّ الأمر مِنْ بعدي» (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 5 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، ومسلم رقم (1758) في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، والموطأ 2 / 993 في الكلام، باب ما جاء في تركة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (2976) و (2977) في الخراج والإمارة، باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (614) .وأحمد (6/145) قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا أسامة بن زيد. وفي (6/262) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا مالك. والبخاري (5/115) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/185) قال: حدثنا إسماعيل ابن أبان. قال: أخبرنا بن المبارك، عن يونس. وفي (8/187) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (5/153) قال: حدثنا يحيى بن يحيى،قال: قرأت على مالك وأبو داود (2976) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وفي (2977) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس،قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة،قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زيد. والترمذي في الشمائل (402) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن أسامة بن زيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16592) عن قتيبة، عن مالك. أربعتهم - مالك، وأسامة بن زيد، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 7441 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 640 الفرع الثاني: فيما خلَّفه بعده، وما كان له من الآلات في حياته 7442 - (خ س) عمرو بن الحارث الخزاعي - رضي الله عنه - قال: «ما تَرَكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ديناراً ولا درْهماً، ولا عَبْداً ولا أمَةً، ولا شيئاً [ص: 641] إلا بَغْلَتَهُ البيضاء التي كان يركبُها وسِلاحَهُ وأرضاً جعلها لابن السبيل صَدَقة» وفي رواية قال: «ما ترك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا بَغْلَتَهُ البيضاءَ، وسِلاحاً وأرْضاً تركها صَدَقَة» . أخرجه النسائي، وأخرج البخاري الأولى (1) .   (1) رواه البخاري 5 / 267 في الوصايا، وفي الجهاد، باب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء، وباب من لم ير كسر السلاح عند الموت، وباب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 6 / 229 في الأحباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/279) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. (ح) وإسحاق، يعني الأزرق، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/2) قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن معاوية الجعفي. وفي (4/39) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/48) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/99) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى عن سفيان. وفي (6/18) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي في الشمائل (399) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا إسرائيل. والنسائي (6/229) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. وابن خزيمة (2489) قال: حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا حسين بن الحسن الأشقر، قال: حدثنا زهير. خمستهم - سفيان الثوري، وزهير، وأبو الأحوص، وإسرائيل، ويونس - عن أبي إسحاق، فذكره. الحديث: 7442 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 640 7443 - (خ) عبد العزيز بن رفيع - رحمه الله - قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شدَّاد: «أتَرَك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من شيء؟ قال: ما ترك من شيء، إلا ما بين الدَّفَّتَيْنِ، قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه، فقال: ما ترك إلا ما بين الدَّفَّتين» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ما بين الدَّفَّتين) أراد بقوله: ما بين الدَّفَّتين: كتاب الله تعالى، وما هو مكتوب بين دَفَّتي المصحف من القرآن العزيز.   (1) 9 / 58 في فضائل القرآن، باب من قال: لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5019) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، فذكره الحديث: 7443 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 641 7444 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما ترك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دِيناراً ولا درهماً، ولا شاةً، ولا بعيراً، ولا أوصى بشيء» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1635) في الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، وأبو داود رقم (2863) في الوصايا، باب ما جاء في ما يؤمر به من الوصية، والنسائي 6 / 240 في الوصايا، باب هل أوصى النبي صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/44) قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير. ومسلم (5/75) قال:حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي وأبو معاوية. (ح) وحدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلهم عن جرير (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، وهو ابن يونس. وأبو داود (2863) قال: حدثنا مسدد ومحمد بن العلاء، قالا: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجه (2695لاقال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي وأبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد،قالا: حدثنا أبو معاوية، قال أبو بكر: وعبد الله بن نمير. والنسائي (6/240) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحي بن آدم، قال: حدثنا مفضل. (ح) وأنبأنا محمد بن العلاء وأحمد بن حرب، قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وأخبرني محمد بن رافع، قال: حدثنا مصعب،قال: حدثنا داود. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17610) عن هناد بن السري، عن أبي معاوية. ستتهم - أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، وجرير، وعيسى بن يونس، ومفضل بن مهلهل، وداود بن نصير الطائي - عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن مسروق، فذكره. الحديث: 7444 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 641 7445 - (ت) محمد بن سيرين - رحمه الله - قال: «صنعتُ سيفي على سَيْفِ سَمُرَةَ، وزعم سمرةُ: أنه صنع سَيفَهُ على سيفِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان حَنَفِيّاً» أخرجه الترمذي (1) . قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد تكلم يحيى ابن سعيد القطان في عثمان بن سعد الكاتب، وضعفه من قبل حفظه.   (1) رقم (1683) في الجهاد، باب ما جاء في صفة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سنده عثمان بن سعد البصري، وهو ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1683) حدثنا محمد بن شجاع البغدادي، حدثنا أبو عبيدة الحداد، عن عثمان ابن سعد، عن ابن سيرين، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد تكلم يحيى بن سعيد القطان في عثمان ابن سعد الكاتب وضعفه من قبل حفظه. الحديث: 7445 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 642 7446 - (د ت) يونس بن عبيد الثقفي: مولى محمد بن القاسم قال: «بعثني محمد بن القاسم إلى البراءِ بنِ عازب لأسألَهُ عن رَايَةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ما كانت؟ فقال: كانت سوداءَ مُربَّعة من نَمِرَة» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نَمِرة) النَّمِرة واحدة النمار، وهي بردة من صوف يلبسها الأعراب.   (1) رواه الترمذي رقم (1680) في الجهاد، باب ما جاء في الرايات، وأبو داود رقم (2591) في الجهاد، باب الرايات، وفي سنده ضعف، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن علي، والحارث بن حسان، وابن عباس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود في الجهاد (76:1) عن إبراهيم بن موسى والترمذي فيه (الجهاد 36:1) . والنسائي في السير في الكبرى جميعا عن أحمد بن منيع. كلاهما عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي يعقوب الثقفي، عن يونس بن عبيد عن البراء وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة، وأبو يعقوب اسمه إسحاق بن إبراهيم. الأشراف (2/66) . الحديث: 7446 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 642 7447 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: «إن لِوَاءَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم دَخَلَ مكَّةَ كان أبيضَ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1679) في الجهاد، باب ما جاء في الألوية، ورواه أيضاً أبو داود رقم (2952) في الجهاد، باب الرايات والألوية، وفي سنده شريك القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا حديث يحيى بن آدم عن شريك، [ص: 643] وسألت محمداً - يعني البخاري - عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال غير واحد: عن شريك عن عمار عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1679) قال: حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي، وأبو كريب، ومحمد ابن رافع قالوا: حدثنا يحيى بن أدم، عن شريك، عن عمار يعني الدهني، عن أبي الزبير، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك وقال غير واحد: عن شريك، عن عمار عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي دخل مكه وعليه عمامة سوداء قال محمد: والحديث هو هذا. الحديث: 7447 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 642 7448 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «رأيت رايةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كانت سوداءَ، ولواؤُهُ أبيضَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1681) في الجهاد، باب ما جاء في الرايات، وفي سنده انقطاع، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1681) قال:حدثنا محمد بن رافع،قال: حدثنا يحيى بن إسحاق وهو السالحاني، قال: حدثنا يزيد بن حبان، قال: سمعت أبا مجلز لاحق بن حميد يحدث عن ابن عباس، فذكره. والحديث في سنده انقطاع. وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. من حديث ابن عباس. الحديث: 7448 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 643 7449 - (د) سماك [بن حرب]- رحمه الله -: عن رجل من قومه عن آخر منهم، قال: «رأيت رايةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صفراءَ» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2593) في الجهاد، باب في الرايات والألوية، وفي سنده جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (2593) قال: حدثنا عقبة بن مكرم،قال:حدثنا سلم بن قتيبة الشعيري، عن شعبة، عن سماك، عن رجل من قومه، عن آخر منهم، فذكره. وفي سنده جهاله. الحديث: 7449 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 643 7450 - (خ) عاصم [بن سليمان] الأحول - رحمه الله - قال: «رأيتُ قَدَح رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عند أنَس، وكان قد انْصَدَعَ، فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّة، قال: وهو قَدَح عريض من نُضَار - قال معمر: والنُّضارُ: شَجَر بِنَجْد - وقال أنس: لقد سَقَيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في هذا القَدَحِ ما لا أحصِي» ، وفي رواية: «أكثر من كذا وكذا» ، قال ابن سيرين: «وقد رأيتُ ذاك القدحَ، وكان فيه حَلْقَة من حديد، فأراد أنس أن يجعلَ مكانها حَلْقَة من فِضَّة أو ذَهَب، فقال أبو طلحة: لا تُغَيِّرْه عَمَّا كان عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 644] أو قال: لا تُغَيِّرْ شَيئاً صَنَعَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فتركه» وفي رواية: قال أنس: «لقد سقيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بقَدَحي هذا الشَّرَابَ كلَّهُ، العَسَلَ، والنبيذَ، والماءَ» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (نُضار) النُّضَار: خشب، قيل: هو من أثْل يكون بالغَوْر.   (1) 10 / 76 و 87 في الأشربة، باب الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم وآنيته، وفي الجهاد، باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه، والرواية الأخيرة لم نجدها عند البخاري، وهي عند أحمد 3 / 247. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح:. 1- أخرجه البخاري (7/147) قال: حدثنا الحسن بن مدرك، قال: حدثني يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة. 2- وأخرجه أحمد (3/139و155و259) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك. كلاهما - أبو عوانة، وشريك - عن عاصم الأحول، فذكره. الحديث: 7450 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 643 7451 - (خ) أبو بردة [الأسلمي]- رضي الله عنه - قال: قال لي عبدُ الله بن سلام: «لا أسْقِيكَ في قدح شَرِبَ فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فاتَّبعْتُهُ إلى بيتِه، وسقاني في قدح، وأطعمني فيه سَويقاً، فقال: صَلِّ في هذا المسجد، فقد صلَّى فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى قال: «قال لي: انطلق إلى المنزل فأسْقِيكَ في قدح شرب فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وتُصَلِّي في مسجد صلى فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فانطلقتُ معه، فأسقاني سويقاً، وأطعمني تَمْراً، وصليت في مسجده» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري 13 / 262 في الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض عليه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري (13/262) في الاعتصام، باب ما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- وحض عليه. الحديث: 7451 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 644 7452 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «كان للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم [ص: 645] في حائِطِنا فَرس يقالُ له: اللَّحِيف» قال البخاري: قال بعضهم: «اللَّخِيفُ» بالخاء (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اللَّحِيف) بالحاء المهملة، فعيل بمعنى فاعل، كأنه يَلْحَفُ الأرضَ بذنبه لطوله، أي يغطِّيها، ومن رواه بالخاء المعجمة فقليل، والصحيح: أنه بالحاء المهملة، والله أعلم. تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء التاسع من «كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -» ويليه الجزء العاشر ويبدأ بـ: كتاب الفتن   (1) رواه البخاري 6 / 43 في الجهاد، باب اسم الفرس والحمار. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (2855) حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر، حدثنا معن بن عيسى، حدثني أبي بن عباس بن سهل، عن أبيه، عن جده، فذكره. الحديث: 7452 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 644 الكتاب الثالث: من حرف الفاء في الفتن والأهواء والاختلاف، ويشتمل على ستة فصول الفصل الأول: في الوصية عند وقوع الفتن وحدوثها 7453 - (د ت) أبو أمامة الشعباني قال: سألتُ أبا ثعلبةَ الخُشَنيَّ - رضي الله عنه- قال: قلت: «يا أبا ثعلبةَ، كيف تقول في هذه الآية: {عَلَيْكُم أَنْفُسَكُم} ؟ [المائدة: 105] قال: أمَا والله لقد سألتَ عنها خبيراً، سألتُ عنها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائتَمِروا بالمعروف، وانْتَهُوا عن المُنْكَرِ، حتى إِذا رأَيتم شُحَّاً مُطَاعاً، وهوى مُتَّبَعاً ودُنيا مُؤثَرة، وإعجابَ كلِّ ذي رأي برأيِه، فعليكَ بنفسِكَ، ودَعْ عَنْكَ العَوَامَّ، فإن من ورائِكم أيامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فيهنَّ مثلُ القَبْضِ على الجَمرْ، للعاملِ فيهنَّ مثلُ أجر خمسينَ رَجُلاً يعملونَ مِثلَ عَمِلكُم» أخرجه الترمذي وأبو داود، وزاد أبو داود في حديثه: «قيل: يا رسول الله، أجرُ خمسينَ رجلاً منَّا، أو منهم؟ قال: [ص: 4] بل أجرُ خَمْسينَ رجلاً منكم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشُحُّ) : البخل الشديد، وطاعته: أن يتبع الإنسان هوى نفسه لبخله، وينقاد له. (دنيا مؤثَرة) أي: محبوبة مشتهاة.   (1) رواه الترمذي رقم (3060) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وأبو داود رقم (4341) في الملاحم، باب الأمر والنهي، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4014) في الفتن، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} ، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يرتقي بها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه أيضاً ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في " شعب الإيمان " وانظر " مجمع الزوائد " 7 / 282. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (155) قال: حدثنا به عبدان، عن عبد الله. وأبو داود (4341) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي، قال: حدثنا ابن المبارك. وابن ماجة (4014) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد. والترمذي (3058) قال: حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وصدقة بن خالد - عن عتبة بن أبي حكيم، عن عمه عمرو بن جارية اللخمي، عن أبي أمية الشعباني، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 7453 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 3 7454 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّكم في زَمان مَن تَرَكَ فيه عُشْرَ ما أْمِرَ بهِ هَلَكَ، ثم يأتي زمان مَنْ عَمِلَ فيه بعُشْرِ ما أُمر به نَجا، وإنَّ مِنْ ورائِكم أيامَ الصبرِ، الصَّبْرُ فيهنَّ كالقَبض على الجَمْرِ، وإنَّ العِبادَةَ في الهَرْج كهجرة إليَّ» . أخرجه الترمذي، إلى قوله: «نجا» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2268) في الفتن، باب رقم (79) ، وفي سنده نعيم بن حماد وهو صدوق يخطئ كثيراً، ولكن لفقراته شواهد يرتقي بها، منها الذي قبله، والتي ستأتي، ولآخره شاهد عند مسلم من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه وسيأتي، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد، وانظر " مسند " أحمد 5 / 155. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2267) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد، عن سفيان بن عيينة. الحديث: 7454 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 4 7455 - (ت) أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يأتي على الناس زمان، الصابر فيه على دِينه، كالقابض على الجمر» . [ص: 5] أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2261) في الفتن، باب رقم (73) ، وفي سنده عمر بن شاكر البصري، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. أقول: ولكن له شواهد يرتقي بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2260) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: حدثنا عمر بن شاكر، فذكره. وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وعمر بن شاكر شيخ بصري، قد روى عنه غير واحد من أهل العلم. الحديث: 7455 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 4 7456 - (خ) واقد بن محمد - رحمه الله- عن أبيه عن ابن عُمَرَ - أو ابن عَمرو- قال: «شَبَّكَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَصابعه، وقال: كيف أنت يا عبد الله بن عمرو، إذا بقيتَ في حُثالة قد مَرِجَتْ عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا، قال: فكيف [أصنع] يا رسول الله؟ قال: تأخذُ ما تعرِف، وتَدَعُ ما تُنْكِرُ، وتُقبل على خاصتك، وتَدَعُهم وعوامَّهم» وفي حديث عاصم بن محمد بن زيد قال: سمعت هذا من أبي، فلم أحفظه، فَقوَّمَهُ لي واقد عن أبيه، قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا عبد الله بن عمرو، كيف أنت إذا بقيت ... وذكر الحديث» . أخرجه البخاري (1) . قال الحميدي: وليس هذا الحديث في أكثر النسخ، وإنما حكى أبو [ص: 6] مسعود: أنه رآه في كتاب ابن رُميح عن الفِرَبْري، وحماد بن شاكر عن البخاري. وفي رواية أوردها رزين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كيف بكم وبزمان تُغَرْبلُ الناس في غَرْبلة، ثم تبقى حُثَالَة من الناس قَدْ مَرِجَتْ عُهُودهم وأماناتُهُم، واختلفوا هكذا - وشبك بين أصابعه - قالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذَرون ما تُنكِرون، وتُقْبِلون على أمرِ خاصَّتكم، وتذَرون أمر عامَّتكم» (2) . وفي أخرى ذكرها أيضاً قال: «بينما نَحْنُ جُلُوس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إذ ذَكر الفتنة، فقال: إذا رأيتم الناس مرِجت عهودهم، وَخفّت أماناتهم، وكانوا هكذا - وشبَّك بين أصابعه- قال ابن عمرو: فقمت إليه، فقلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: الزَمْ بيتك، وامْلِكْ عليك لسَانَكَ، وخذ ما تعرف، ودَعْ ما تنكر، وعليك بأمر خاصَّةِ نَفْسِكَ، ودَعْ عَنْكَ أمر العامة» (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حُثالة) الحثالة: ما يسقط من قشر الشعير والأرز والتمر، وكل ذي [ص: 7] قشر إذا نُقي، وحثالة الدهن: ثُفْله، وكأنه الرديء من كل شيء. (المرج) : الاختلاط والاختلاف، مرِجت عهودهم: إذا اختلفت. (غربلة) الناس: إماتة الأخيار، وبقاء الأشرار، كما ينقِّي الغِربال من حثالة ما يغربله ورديئه.   (1) رواه البخاري تعليقاً 1 / 468 في المساجد، باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، قال: وقال عاصم بن علي: حدثنا عاصم بن محمد، سمعت هذا الحديث من أبي فلم أحفظه، فقدمه لي واقد عن أبيه قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله بن عمرو كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس بهذا، قال الحافظ في " الفتح ": وصله إبراهيم الحربي في غريب الحديث له، أقول: واللفظ الذي أورده المصنف رواه أحمد في " المسند " رقم (6508) ، وهو حديث صحيح. (2) هذه الرواية هي عند ابن ماجة برقم (3957) في الفتن، باب التثبت في الفتنة، رواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (7049) ، وهو حديث صحيح. (3) هذه الرواية رواها أبو داود برقم (4343) في الملاحم، باب الأمر والنهي، وأحمد، والحاكم وصححها، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (480) قائلا: وقال عاصم بن علي، قال: حدثنا عاصم بن محمد سمعت هذا الحديث الحديث من أبي فلم أحفظه، فقومه لي واقد، عن أبيه، فذكره. وقال الحافظ في «الفتح» (1/674) : وصله إبراهيم الحربي في غريب الحديث. الحديث: 7456 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 5 7457 - (د) أبو ذر الغفاري- رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا ذرّ، قلت: لَبَّيْكَ يا رسول الله وسعديك ... » فذكر الحديث كذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه، وقال فيه: «كيف أنت إذا أصابَ الناسَ موت يكون البيت [فيه] بالوَصيف؟ قلت: الله ورسوله أعلم - أو قال: ما خارَ الله لي ورسوله - قال: عليك بالصبر - أو قال: تَصْبرُ - ثم قال لي: يا أبا ذرِّ، قلت: لبيك وسعديك، قال: كيف أنت إذا رأيت أحجارَ الزيت قد غَرِقَتْ بالدَّم؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنتَ منه، قلت: يا رسول الله: أفلا آخُذُ سيفي فأضَعُهُ على عاتقي؟ قال: شاركتَ القوم إذاً، قلت: فما تأمرني؟ قال: تَلْزَمُ بَيْتَكَ، قلت: فإِن دُخل على بيتي؟ قال: إن خشيت أن يَبْهَرَكَ شعاعُ السيف، فألقِ ثوبك على وجهك، يبوء بإثمِكَ وإثمِهِ» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 8] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البيت) أراد بالبيت هاهنا: القبر. (والوصيف) العبد: والوصيفة: الأمة، والمعنى أن الفتن تكثر، فتكثر القتلى، حتى إنه ليشترى موضع قبر يُدفن فيه الميت بعبد، من ضيق المكان عنهم، مبالغة في كثرة وقوع الفتن، أو أنه لاشتغال بعضهم ببعض وبما حدث من الفتن لا يوجد من يحفر قبر ميت ويدفنه، إلا أن يُعطيَ وصِيفاً أو قيمته. (يَبْهَرك) ضوء باهر: يغلب عينك ويغشى بصرها. (يبوء) باء بالإثم يبوء: إذا رجع به حاملاً له.   (1) رقم (4261) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3958) في الفتن، باب التثبت في الفتنة، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4261 و 4409) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (3958) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. كلاهما - مسدد، وأحمد بن عبدة - قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن المشعث بن طريف، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. * قال أبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد بن زيد. * وأخرجه أحمد (5/149) قال: حدثنا مرحوم. وفي (5/163) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي. كلاهما - مرحوم بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن عبد الصمد - قالا: حدثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. ليس فيه المشعث. الحديث: 7457 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 7 7458 - (د) أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفَيء؟ قلت: أما والذي بعثك بالحق، أضع سيفي على عاتقي، ثم أضرب به حتى ألقاك، أو ألْحَقَكَ قال: أوَلا أدُلُّك على خير من ذلك؟ تصبر حتى تلقاني» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الفيء) : ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار وأملاكهم عن غير قتال ولا حرب، والاستئثار: الانفراد بالشيء، والتخصص به.   (1) رقم (4759) في السنة، باب في قتل الخوارج، وفي سنده مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/179) قال: حدثنا يحيى بن آدم ويحيى بن أبي بكير قالا: حدثنا زهير. وأبو داود (4759) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا زهير. وعبد الله بن أحمد (5/180) قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن أيوب. قال: حدثنا أبو بكر، يعني ابن عياش. كلاهما - زهير بن معاوية، وأبو بكر بن عياش - عن مطرف بن طريف، عن أبي الجهم، عن خالد بن وهبان، فذكره. قلت: فيه خالد بن وهبان، لم يروله ابن داود إلا حديثين أحدهما هذا والآخر في التحذير من مخالفة الجماعة، وقال الحافظ في التهذيب (3/125) ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: مجهول. الحديث: 7458 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 8 7459 - (ت) عُديسة بنت أهبان بن صيفي الغفاري قالت: «جاء [ص: 9] عليٌّ إلى أبي، فدعاه إلى الخروج معه، فقال له: إن خليلي وابنَ عمك عَهِد إليَّ، إِذا اختلف الناسُ: أن أتَّخِذَ سَيْفاً من خَشَب، فقد اتخذتُه، فإِن شئت خرجت به معك، فتركه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2204) في الفتن، باب رقم (33) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 69 و 6 / 393 من حديث عديسة و 4 / 225 من حديث محمد بن مسلمة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن محمد بن مسلمة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/69) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا عبد الله بن عبيد الديلي. وفي (5/69) قال: حدثنا عفان ما قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمرو القسملي. وفي (6/393) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد الكبير بن الحكم الغفاري، وعبد الله بن عبيد. وفي (6/393) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا شيخ يقال له أبو عمرو. وفي (6/39_) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمرو القسملي. وابن ماجة (3960) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن عبيد. والترمذي (2203) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الله بن عبيد. ثلاثتهم - عبد الله بن عبيد، وأبو عمرو، وعبد الكبير - عن عديسة، فذكرته. * رواية عفان ومؤمل عن حماد بن سلمة: جاء فيها عن ابنة أهبان. * رواية أسود بن عامر عن حماد، فيها عن أبي عمرو، عن أبيه أهبان. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد. الحديث: 7459 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 8 7460 - (د ت) أبو موسى الأَشعري رضي الله عنه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في الفتنة «كسِّرُوا فيها قِسِيَّكم، وقَطِّعُوا فيها أوتاركم، والزموا فيها أجوافَ بيوتكم، وكونوا كابن آدم» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود بزيادة في أوله، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن بينَ يدي الساعة فِتَناً كقِطَع الليل المظلم، يُصبح الرجل فيها مؤمناً، ويُمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فَكَسِّرُوا قِسِيّكم، وقطّعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دُخِلَ على أحد منكم فليكن كخير ابنَيْ آدم» وأخرجه أبو داود أيضاً إلى قوله: «خير من السَّاعي، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: كونوا أحلاسَ بُيُوتِكم» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِطَع الليل) طائفة منه، وجمعها: قِطَع، أراد: فتنة مظلمة سوداء، تعظيماً لشأنها. [ص: 10] (كابن آدم) أراد بقوله: كابن آدم، وقوله: (كخير ابني آدم) هو ابن آدم لصلبه هابيل الذي قتله أخوه قابيل، وما قال الله تعالى في أمرهما: {لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك} [المائدة: 28] وقوله: {إنِّي أُرِيدُ أن تبوءَ بإثمي وإثمكَ فتكون من أصحاب النار} [المائدة: 29] . (أحلاس بيوتكم) فلان حلس بيته: إذا لزمه لا يفارقه، مأخوذ من الحِلس، وهو الكساء الذي يكون على ظهر البعير.   (1) رواه الترمذي رقم (2205) في الفتن، باب رقم (33) ، وأبو داود رقم (4259) و (4262) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (4/416) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (4259) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. وابن ماجة (3961) قال: حدثنا عمران بن موسى الليثي، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. والترمذي (2204) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سهل بن حماد، قال: حدثنا همام. كلاهما - همام، وعبد الوارث - قالا: حدثنا محمد بن جحادة، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل ابن شرحبيل، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وعبد الرحمن بن ثروان هو أبو قيس الأودي. الحديث: 7460 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 9 7461 - (خ م) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذاً فَلْيَعُذْ به» . قال ابن شهاب: وحدثني أبو بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع [بن الأسود] عن نوفل بن معاوية بمثل حديث أبي هريرة، إلا أن أبا بكر زاد «من الصلاة صلاة من فاتته، فكأنما وُتِرَ أهله وماله» . وفي أخرى قال: «تكون فتنة، النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن وجد ملجأ أو معاذاً فليستعذ» أخرجه البخاري ومسلم، وانفرد مسلم بالثالثة (1) . [ص: 11] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (من تشرَّف لها تستشرفه) أي: من تطلّع إليها وتعرض لها أتته، ووقع فيها. (الملجأ والمعاذ) أخوان، وهما الشيء الذي يحتمى به ويركن إليه. (وُتِرَ أهله وماله) وترته: إذا نقَصتَه، وقيل: أصله: الجناية التي يجنيها الرجل على غيره، من قتله قريبه وأخذه ماله، فشبه ما يلحق هذا الذي تفوته هذه الصلاة بمن قتل قريبه وأخذ ماله، هذا إذا رفعت أهله وماله، ومن نصبهما جعلهما مفعولاً ثانياً لـ " وتر " وأضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله، عائداً إلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفعهما لم يضمر، وأقام الأهل مقام الفاعل، لأنهم المصابون المأخوذون، واختصار هذا القول: أن من ردَّ النقص إلى الأهل وإلى المال رفعهما، ومن رده إلى الرجل نَصَبَهما.   (1) رواه البخاري 13 / 25 في الفتن، باب تكون فيها فتنة القاعد فيها خير من القائم، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم (2886) في الفتن، باب نزول الفتن كمواقع القطر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/241) قال: حدثنا عبد العزيز الأويسي. ومسلم (8/168) قال: حدثني عمرو الناقد، والحسن الحلواني، وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرني. وقال الآخران: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. كلاهما - عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويعقوب - عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: حدثني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. * أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثني رباح، عن معمر، عن الزهري. (ح) وحدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. والبخاري (9/64) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه. (ح) وحدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. ومسلم (8/169) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو داود الطيالسي. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه. كلاهما - الزهري، وسعد بن إبراهيم - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فذكره. ليس فيه سعيد بن المسيب. وأخرجه البخاري (9/64) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. قال: وحدثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. ليس فيه أبو سلمة بن عبد الرحمن. الحديث: 7461 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 10 7462 - (م د) أبو بكرة رضي الله عنه قال عثمان الشحام: انطلقت أنا وفَرقَد السَّبَخي إلى مسلم بن أبي بكرة وهو في أرضه، فدخلنا عليه، فقلت: هل سمعت أباك يحدِّث في الفتن حديثاً؟ فقال: نعم، سمعت أبا بكرة يحدِّث قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنها ستكون فِتَن، ألا ثم تكون فِتنة، القاعد خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من السَّاعى إليها، ألا فإذا نَزَلتْ، أوْ وَقَعتْ، فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كان له غَنَم [ص: 12] فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فقال رجل: يا رسولَ الله، أرأَيت من لم تكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: يَعْمِد إلى سيفِهِ فَيَدُقُّ على حَدِّه بحجر ثم لْيَنْجُ إن استطاع النجاءَ، اللهم هل بَلَّغتُ؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ قال: فقال رجل: يا رسولَ الله، أَرأَيتَ إِن أُكرِهتُ حتى يُنْطَلق بي إلى أحد الصفَّين، أو إحدى الفئتين، فضربني رجل بسيفه، أو يجيءُ سَهْم فيقتلني؟ قال: يبوء بإِثمه وإِثمك، ويكون من أصحاب النار» أخرجه مسلم. وأخرجه أبو داود قال: «إنها ستكون فِتْنَة يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس، والجالس خيراً من القائم، والقائم خيراً من الماشي، والماشي خيراً من الساعي، قالوا: يا رسولَ الله، ما تأمرنا؟ قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فمن لم يكن له شيء من ذلك؟ قال: يَعْمِدُ إلى سيفه، فيضرب بحدِّه على حَرَّة، ثم لينجُ ما استطاع النجاءَ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحرة) : الأرض ذات الحجارة السود، والمراد به هاهنا: نفس [ص: 13] الحَجَر، أي: ضرب حَدّ سيفه بحجر يَفُلُّ غَرْبه لئلا يقاتل.   (1) رواه مسلم رقم (2887) في الفتن، باب نزول الفتن كمواقع القطر، وأبو داود رقم (4256) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/39) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/48) قال: حدثنا روح. ومسلم (8/169) قال: حدثني أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وأبو داود (4256) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. أربعتهم - وكيع، وروح، وحماد بن زيد، وابن أبي عدي - عن عثمان الشحام، قال: حدثني مسلم بن أبي بكرة، فذكره. * انتهى حديث وكيع عند قوله: «إن استطاع النجاة» ولم يذكر ما بعده. الحديث: 7462 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 11 7463 - (د) وابصة [بن معبد] الأسدي أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[يقول] : - فذكر بعض حديث أبي بكرة - وقال: «قَتْلاها كلُّهم في النار» وقال فيه: قلت: «متى ذاك يا ابن مسعود؟ قال: تلك أيام الهرْج، حيث لا يأمن الرجل جليسه، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال: تَكُفُّ لسانك ويدك، وتكون حِلْساً من أحلاس بيتك، قال: فلما قُتِلَ عثمان: طار قلبي مَطاره، فركبت حتى أتيت دِمَشقَ، فلقيت خُرَيم بن فاتك، فحدَّثتُهُ، فحلف بالله الذي لا إله إِلا هو، لسمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، كما حدثنيه ابن مسعود» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهرج) : الاختلاف والفتن، وقد جاء في بعض الحديث أنه القتل، والقتل فإنما سببه الفتن والاختلاف. (طار قلبي مطاره) أي: مال إلى جهة يهواها وتعلق بها.   (1) رقم (4258) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وفي سنده القاسم بن غزوان، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/448) (4286) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن رجل، عن عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/449) (4287) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا معمر، عن إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه، فذكره. سمى الرجل إسحاق بن راشد. * وأخرجه أبو داود (4258) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شهاب بن خراش، عن القاسم بن غزوان، عن إسحاق بن راشد الجزري، عن سالم، قال: حدثني عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه وابصة، فذكره. زاد فيه سالما. قلت: في إسناده القاسم بن غزوان لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 7463 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 13 7464 - (ت د) سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه - قال: عند فتنة عثمان بن عفان - أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنها ستكون فِتْنَة، [ص: 14] القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، قال: أفرأَيتَ إن دَخَلَ علَيَّ بَيْتي، وبَسَط يَدَهُ إليَّ ليقتلني، قال: كن كابنيْ آدم» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود بمثل حديث قبله، وهو حديث أبي بكرة، وهذا لفظ أبي داود عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي: أنه سمع سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، في هذا الحديث، قال: فقلت: يا رسول الله، أرأَيت إن دَخَل عليَّ بيتي، وبسط يده إليَّ ليقتلني؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كن كابَنْي آدم، وتلا يزيد - يعني ابن خالد الرملي - {لئن بَسَطْتَ إليَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ... } الآية [المائدة: 28] » (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2195) في الفتن، باب ما جاء أنه تكون فيها فتنة القاعد فيها خير من القائم، وأبو داود رقم (4257) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: * وأخرجه أحمد (1/168) (1446) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة، قال: حدثنا بكير بن عبد الله بن الأشج، أنه سمع عبد الرحمن بن حسين، فذكره (لكن ابن لهيعة قلب اسمه) . * وأخرجه أحمد (1/185) (1609) . والترمذي (2194) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن بكير بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، أن سعد بن أبي وقاص قال.. فذكره. ليس فيه: حسين بن عبد الرحمن. ورواية أبي داود: أخرجها (4257) قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي، قال: حدثنا مفضل، عن عياش، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن حسين، وبن عبد الرحمن الأشجعي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن وروى بعضهم هذا الحديث عن الليث بن سعد، وزاد في الإسناد رجلا. الحديث: 7464 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 13 7465 - (م) عامر بن سعد قال: «كان سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد، قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فجاء فنزل، فقال له: أنَزَلتَ في إِبلك، وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملكَ بينهم؟ فضرب سعد في صدره، وقال: اسكت، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله يحب العبد التَّقيَّ الغنيَّ الخفيَّ» . أخرجه مسلم (1) . [ص: 15] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخفيَّ) أراد بالخفي: المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه.   (1) رقم (2965) في الزهد، باب الزهد والرقائق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/168) (1441) . ومسلم (8/214) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعباس بن عبد العظيم. ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، وعباس - عن أبي بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد، قال: حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 7465 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 14 7466 - (خ ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُوشِكُ أن يكون خيرَ مال المسلم غَنَم يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال ومواقع القَطْرِ، يَفِرُّ بدينه من الفتن» أخرجه البخاري، والموطأ وأبو داود والنسائي، وللبخاري قال عبد الرحمن بن أبي صعصعة: قال لي أبو سعيد: «إني أراك تُحِبُّ الغنم وتتخذها، فأصْلِحْها وأصلح رُعَامَهَا، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم، يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال، ومواقع القطر، يَفِرُّ بدينه من الفتن» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مواقع القَطْر) : المواضع التي ينزل بها المطر. [ص: 16] (رُعامها) الرعام: المخاط الذي يسيل من أنف الشاة من داء أصابها، والشاة رَعُوم.   (1) رواه البخاري 1 / 65 و 66 في الإيمان، باب من الدين الفرار من الفتن، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الرقاق، باب العزلة راحة من خلاط السوء، وفي الفتن، باب التعرب في الفتنة، والموطأ 2 / 970 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الغنم، وأبو داود رقم (4267) في الفتن، باب ما يرخص من البداوة في الفتنة، والنسائي 8 / 123 و 124 في الإيمان، باب الفرار بالدين من الفتن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (60) . وأحمد (3/43) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (3/57) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (1/11) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (4/155) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. وفي (9/66) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود (4267) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي (8/123) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن (ح) والحارث بن مسكين -قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. سبعتهم - إسحاق، وعبد الرزاق، وعبد الله بن مسلمة، وإسماعيل، وعبد الله بن يوسف، ومعن، وابن القاسم - عن مالك. 2- وأخرجه الحميدي (733) . وأحمد (3/6) قالا: حدثنا سفيان. 3- وأخرجه أحمد (3/30) . وابن ماجة (3980) قال: حدثنا أبو كريب. كلاهما - أحمد، وأبو كريب - قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد. 4- وأخرجه عبد بن حميد (993) . والبخاري (4/241) (8/129) قالا: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. أربعتهم - مالك، وسفيان، ويحيى، والماجشون - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، فذكره. * في رواية سفيان، ويحيى بن سعيد، وعبد الرزاق: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه وصوابه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه. انظر تحفة الأشراف (4103) . الحديث: 7466 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 15 7467 - (ت) أم مالك البهزية - رضي الله عنها - قالت: «ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فِتْنَة، فَقَرَّبها، قالت: قلت: يا رسول الله، مَنْ خَيْرُ الناس فيها؟ قال: رجل في ماشية يُؤدِّي حقَّها، ويَعْبُدُ رَبَّهُ، ورَجُل آخِذ برأْس فَرَسِهِ يُخيفُ العَدُوّ ويُخَوِّفونَهُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2178) في الفتن، باب ما جاء كيف يكون الرجل في الفتنة، وفي سنده جهالة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقال أيضاً وفي الباب عن أم مبشر، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس أقول: وللفقرة الأولى منه شاهد عند البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وللفقرة الثانية منه شاهد عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه، فالحديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (6/419) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا ليث، يعني ابن أبي سليم. والترمذي (2177) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز البصري، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن جحادة، عن رجل. كلاهما - ليث بن أبي سليم، ورجل لم يسم - عن طاووس، فذكره. الحديث: 7467 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 16 7468 - (خ) محمد بن علي - رحمه الله - أن حرملة - مولى أسامة - أخبره قال: «أرسلني أسامة إلى عليٍّ ليعطيني، وقال: إنه سَيَسْأَلك الآن، فيقول: ما خَلَّفَ صاحبُك؟ فقل له: يَقول لَكَ: لو كنت في شِدْق الأسد لأحببتُ أن أكونَ معك فيه، ولكن هذا أمر لم أرَهُ، قال حرملة: فسألني؟ فأخبرتُهُ، فلم يعطني شيئاً، فذهبتُ إلى حسن وحُسيْن وابن جعفر، فأوْقَروا لي رَاحِلَتي» أخرجه البخاري (1) . [ص: 17] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فأوقَروا لي راحلتي) الوقر: الحمل والثقل، والراحلة: البعير القوي على الأسفار والأعمال.   (1) 13 / 58 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح7110) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: قال عمرو: أخبرني محمد بن علي، فذكره. الحديث: 7468 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 16 7469 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُهْلِكُ أُمَّتي هذا الحَيُّ مِنْ قُرَيش، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: لو أن الناسَ اعْتَزَلُوهم؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 453 في الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " هلاك أمتي على أيدي أغلمة سفهاء "، ومسلم رقم (2917) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (4/242) قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم. قال: حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وقال محمود: حدثنا أبو داود. ومسلم (8/186) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن عثمان النوفلي. قالا: حدثنا أبو داود. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأبو داود الطيالسي- عن شعبة، عن أبي التياح. قال: سمعت أبا زرعة، فذكره. الحديث: 7469 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 17 7470 - (د) ثعلبة بن ضبيعة قال: دَخَلْنا على حُذَيفَةَ - رضي الله عنه -، فقال: «إني لأعْرِفُ رجلاً لا تضره الفتنة، قلنا: من هو؟ قال: صاحب ذلك الفُسطاط، قال: فخرجنا، فإذا فُسطاط مضروب، فدخلنا، فإذا فيه محمد بن مَسْلمة، فسألناه عن ذلك؟ فقال: ما أريد أن يَشْتَمِلَ عليَّ من أمصاركم شيء، حتى تنجليَ عما انجلت» . وفي رواية عن حذيفة قال: «ما أحد من الناس تدركه الفتنة إِلا أنا أخافها عليه، إلا محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تضركَ الفتنةُ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4663) و (4664) و (4665) في السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4664) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، عن أبي بردة، عن ثعلبة بن ضبيعة، فذكره. وفي (4665) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أشعث بن سليم، عن أبي بردة، عن ضبيعة بن حصين الثعلبي، فذكره والرواية الثانية أخرجها (4663) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام، عن محمد، فذكره. الحديث: 7470 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 17 7471 - (م ت) معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «العِبَادَةُ في الهرج كهجرة إليَّ» أخرجه مسلم والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تنجلي) انجلتِ الفتنة: إذا سكنت وزالت.   (1) رواه مسلم رقم (2948) في الفتن، باب فضل العبادة في الهرج، والترمذي رقم (2202) في الفتن، باب ما جاء في الهرج والعبادة فيه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/25) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد بن زيد. وعبد بن حميد (402) قال: حدثنا روح بن عبادة، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن زيد. ومسلم (8/208) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا حماد بن زيد. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنيه أبو كامل، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3985) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. والترمذي (2201) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. كلاهما - حماد بن زيد، وسليمان عن المعلى بن زياد. 2- وأخرجه أحمد (5/27) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا مسلم بن سعيد الثقفي، عن منصور بن زاذان. كلاهما - المعلى، ومنصور - عن معاوية بن قرة، فذكره. الحديث: 7471 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 18 7472 - (د) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: وايْمُ الله لقد سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن السعيد لَمَن جُنِّبَ الفِتَن، قالها ثلاثاً، ولَمنِ ابْتُلِيَ فصبر، فَواهاً» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فواهاً) واهاً كلمة يقولها المتأسِّف على الشيء والمتعجِّب منه.   (1) رقم (4263) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (4263) قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، قال: حدثنا حجاج - يعني ابن محمد - قال: حدثنا الليث بن سعد، قال:حدثني معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7472 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 18 7473 - (خ م س) - يزيد بن أبي عبيد - رضي الله عنه - قال: «لَمَّا قُتِلَ عثمانُ خرج سَلَمة بن الأكوع إلى الرَّبَذة، وتزوج هناك امرأة، وَوَلَدَت له أولاداً، فلم يزل بها، حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة، فمات بها» أخرجه البخاري، وأخرج هو ومسلم «أن سلمة دخل على الحجاج، فقال: يا ابن الأكوع، ارتَدَدْتَ على عَقِبَيْكَ، تعزَّبتَ؟ قال: لا، ولكن رسول الله [ص: 19] صلى الله عليه وسلم- أذِن لي في البدْو» وأخرجه النسائي إلى قوله: «عقبيك» قال: وذكر كلمة معناها «وبَدَيْتَ» وذكر باقيه (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تعزَّبت) تعزَّب: بعد، تقول: عزب الشيء يعْزُب، ويعزِبُ: إذا بَعُدَ، والمراد: بَعُدت عن الجماعات والجمعات بالتزامك سُكنى البادية، هكذا شرحه الحميدي في كتابه، وقال الأزهري: تعرَّب - الرجل بالراء المهملة - إذا عاد إلى الأعراب بعد الهجرة، وأقام بالبادية، والذي جاء في كتاب مسلم الذي قرأناه: تعرَّبت - بالراء المهملة -. (وبديت) البدوُّ: الخروج إلى البادية، وهي البريَّة، تقول: بدوت أبدو، وقد جاء في هذا الحديث «بديت» بالياء، ولعله سهوٌ من الراوي، أو الكاتب، والأصل ما ذكرناه.   (1) رواه البخاري 13 / 34 و 35 في الفتن، باب التعرب في الفتنة، ومسلم رقم (1862) في الإمارة، باب تحريم رجوع المهاجر إلى استيطان وطنه، والنسائي 7 / 151 في البيعة، باب المرتد أعرابياً بعد الهجرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الفتن (14: 1) . ومسلم في المغازي (72) . والنسائي في البيعة (23) . ثلاثتهم عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد المدني، فذكره. تحفة الأشراف (4/44 و 45) . وقال الحافظ في «النكت الظراف» : عند البخاري فيه زيادة عن سلمة أنه أقام بالربذة وتزوج بها، وأنه قبل موته نزل المدينة فمات بها، ولم يقع كذلك في «مسلم» . الحديث: 7473 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 18 7474 - (د) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «وَيْل للعرب من شَرٍّ قد اقترب، أفلح من كفّ يده» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في الأصل والمطبوع:عبد الله بن عباس، وهو خطأ. (2) رقم (4249) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وإسناده صحيح، والفقرة الأولى منه في " الصحيحين " وغيرهما. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/441) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وأبو داود (4249) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان. كلاهما - محمد بن عبيد، وشيبان بن عبد الرحمن - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. قلت: الفقرة الأولى في الصحيحين وغيرهما عن زينب بن جحش. الحديث: 7474 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 19 الفصل الثاني: فيما ورد ذكره من الفتن، والأهواء الحادثة في الزمان ، وفيه فرعان الفرع الأول: في ذكر ما سمي من الفتن 7475 - (خ م ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: «كنا عند عمر، فقال: أيُّكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟ فقلت: أنا أحفظه كما قال، قال: هات، إنكَ لجريء، وكيف قال؟ قلت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: فِتْنَةُ الرجل في أهلِه وماله ونفسه وولده وجاره، يكفِّرها الصيامُ والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر، قال: قلت: مالكَ ولها يا أمير المؤمنين؟ إن بينك وبينها باباً مُغْلَقاً، قال: فيُكْسَرُ الباب أو يفتح؟ قال: قلت: لا، بل يُكْسَرُ، قال: ذاك أحرَى أن لا يُغْلَق أبداً، قال: فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم منِ البابُ؟ قال: نعم، كما يعلم أن دُون غَد الليلةَ، إني حَدَّثته حديثاً ليس بالأغاليط، قال: فَهِبْنا أن [ص: 21] نسألَ حذيفة: مَنِ الباب؟ فقلنا لمسروق: سَلْهُ، فسأله، فقال: عمر» ، أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «بل يُكْسَرُ، قال: إذاً لا يُغْلَق إلى يوم القيامة» قال أبو وائل: فقلت لمسروق: «سَل حذيفة عن الباب، فسأله؟ فقال: عمر» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لجَريء) الجرأة: الإقدام على الأمر العظيم. (بالأغاليط) جمع أغلوطة، وهي المسائل التي يغلَّط بها، والأحاديث التي تذكر للتكذيب.   (1) رواه البخاري 2 / 7 في مواقيت الصلاة، باب الصلاة كفارة، وفي الزكاة، باب الصدقة تكفر الخطيئة، وفي الصوم، باب الصوم كفارة، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، ومسلم رقم (144) في الفتن، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر، والترمذي رقم (2259) في الفتن، باب رقم (71) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (447) . ومسلم (8/174) قال: حدثنا ابن أبي عمر. كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر - قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جامع بن أبي راشد، وسليمان الأعمش. 2- وأخرجه أحمد (5/401) قال: حدثنا يحيي بن سعيد. (ح) وحدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (1/140) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (2/141) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4/238) قال: حدثني بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد، عن شعبة. وفيه (4/238) قال: حدثني بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد، عن شعبة. وفي (4/238) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (9/68) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (8/173) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن العلاء أبو كريب. جميعا عن أبي معاوية. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا يحيى بن عيسى. وابن ماجة (3955) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، وأبي. والنسائي في الكبرى (319) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عيسى بن يونس. عشرتهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، ومحمد بن عبيد، وجرير، وشعبة، وحفص، وأبو معاوية، وعيسى، ويحيى بن عيسى، وعبد الله بن نمير - عن الأعمش. 3- وأخرجه البخاري (3/31) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جامع ابن أبي راشد. 4- وأخرجه الترمذي (2258) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن الأعمش، وحماد، وعاصم بن بهدلة. أربعتهم - جامع، والأعمش، وحماد بن أبي سليمان، وعاصم - عن شقيق، فذكره. * رواية مسلم (8/173) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن العلاء أبو كريب. أشار المزي في تحفة الأشراف (3337) إلى أن شيوخ مسلم: ابن نمير، وأبو بكر. ثم قال ابن حجر في النكت الظراف: إنما هو عند مسلم: عن ابن نمير، وأبي موسى، وأبي كريب. الحديث: 7475 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 20 7476 - (م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه، فقال: لعلَّكم تَعْنُون فتنة الرجل في أهل وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك يُكَفِّرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيُّكم سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- يذكر التي تموج موجَ البحر؟ قال حذيفة: فأسكتَ القومُ، فقلت: أنا، قال: أنت لله أبوك، قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تُعْرَض الفتن على القلوب كالحصير عَوداً عَوداً (1) ، فأيُّ قلب أُشْربَها نُكِتَ فيه نُكتة سوداء؟ [ص: 22] وأي قلب أنكرها نُكِتَ فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: أبيضَ مثل الصَّفا، فلا تَضره فتنة، ما دامت السماوات والأرضُ، والآخر: أسود مُرْباداً، كالكوزِ مُجَخِّياً، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أُشرب من هواه، قال: وحدَّثته: أن بينك وبينها باباً مُغْلَقاً، يُوشِك أن يُكْسَرَ قال عمر: أكسراً؟ لا أبالك، فلو أنه فتح؟ لعله كان يعاد، قال: لا، بل يُكْسَرُ، وحدَّثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت، حديثاً ليس بالأغاليط، قال ربعي: «فقلت: يا أبا مالك - هو سعد بن طارق - ما أسودُ مِربادَّاً؟ قال: شدة البياض في سواد، قلت: فما الكوز مُجَخِياً؟ قال: منكوساً» أخرجه مسلم (2) . قال الحميديُّ: قد تقدم في المتفق عليه سؤال عمر عن الفتنة - يعني الحديث الذي قبل هذا - بألفاظ أُخر، لا يتفق مع هذا إلا في يسير، فلذلك أفردنا هذا، قلت: ولو أضافه إلى المتفق لكان أولى، فإن هذا رواية من ذلك الحديث. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كالحصير عَوداً عَوداً) قال الحميدي: في بعض الروايات «عرض [ص: 23] الحصير» والمعنى فيهما: أنها تحيط بالقلوب كالمحصور المحبوس، يقال: حصره القوم: إذا أحاطوا به، وضيَّقوا عليه، قال: وقال الليث: حصير الجَنْب: عِرْق يمتد معترضاً على الجَنْب إلى ناحية البطن، شَبَّه إحاطتَها بالقلب بإحاطة هذا العِرق بالبطن، وقوله " عَوْداً عَوْداً " أي مرَّة بعد مرة، تقول: عاد يعودُ عودَة وعَوْداً. (أُشْرِبَها) أُشْرِب القلب هذا الأمر: إذا دخل فيه وقَبِلَهُ وسَكِنَ إليه، كأنه قد شَرِبه. (نُكِتَ فيه نكتة سوداء) أي أثر فيه أثر أسود، وهو دليل السخط ولذلك قال في حالة الرضى: نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين، أي على قسمين. (مربادَّاً) المرْبادُّ والمُرْبَدُّ: الذي في لونه رُبْدة، وهي بين السواد والغُبرة. (كالكوز مجخياً) المُجَخِّي: المائل عن الاستقامة والاعتدال هاهنا، وجَخَّى الرجل في جلوسه: إذا جلس مستوفزاً، وجَخَّى في صلاته: إذا جافَى عضديه عن جوفه ورفع جوفه عن الأرض وخَوى. (فتنة الأحلاس) شبه هذه الفتنة التي أشار إليها بالأحلاس، وهي جمع حلس، وهو كساء يكون على ظهر البعير لدوام هذه الفتنة ولزومها.   (1) ويقال: عوداً عوداً، بالضم، وهو أصوب. (2) رقم (144) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/386) (405) قال: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (1/89) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو خالد-يعني سليمان بن حيان -. وفي (1/90) قال: حدثني ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان الفزاري. ثلاثتهم - يزيد، وأبو خالد، ومروان - عن أبي مالك. 2- وأخرجه مسلم (1/90) قال: حدثني محمد بن المثنى، وعمرو بن علي، وعقبة بن مكرم العمي، قالوا: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن نعيم بن أبي هند. كلاهما - أبو مالك، ونعيم - عن ربعي، فذكره. الحديث: 7476 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 21 7477 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كنا قُعوداً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر الفتن، فأكثر في ذكرها، حتى ذكر فتنة [ص: 24] الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله، وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هَرَبٌ وَحَرب، ثم فتنة السَّرَّاء، دَخَنُها من تحت قَدَمَيْ رَجُلٍ من أهل بيتي، يزعم أنه مني، وليس مني، وإِنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كوَرِك على ضِلَع، ثم فتنة الدُّهَيْماء، لا تَدَعُ أحداً مِنْ هذه الأمة إلا لَطَمَتْهُ لَطْمة، فإذا قيل: انْقَضَتْ تمادَتْ، يُصْبحُ الرجلُ فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فُسطاطين، فُسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمان فيه، فإِذا كان ذَاكُمُّ فانتظروا الدَّجَّال من يومِه، أو من غده» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وحَرَب) الحَرَب بفتح الراء: ذهاب المال والأهل، يقال: حَرَبَ الرجل، فهو حريب: إذا سُلِبَ أهله وماله. (دَخَنها) : إثارتها وهَيْجُها، شبهها بالدخان الذي يرتفع، أي: أن أصل ظهورها من هذا الرجل وقوله " من تحت قدمي رجل " يعني: أنه يكون سبب إثارتها. (كورِك على ضِلع) مثل، أي: أنه لا يستقل بالملك، ولا يلائمه، كما أن الورك لا تلائم الضلع. (فتنة الدهيماء) أراد بالدهيماء: السوداء المظلمة، وقيل: أراد بالدهيماء: [ص: 25] الداهية يذهب بها إلى الدُّهيم، وهي في زعم العرب: اسم ناقة، قالوا: كان من قصتها: أنه غزا عليها سبعة إخوة، فقُتِلوا عن آخرهم، وحملوا على الدُّهَيم، حتى رجعت بهم فصارت مثلاً في كل داهية. (فسطاطين) الفُسطاط: الخيمة الكبيرة، وتسمى مدينة مصر: الفسطاط، والمراد به في هذا الحديث: الفرقة المجتمعة المنحازة عن الفرقة الأخرى، تشبيهاً بانفراد الخيمة عن الأخرى، أو تشبيهاً بانفراد المدينة عن الأخرى، حَمْلاً على تسمية مصر بالفسطاط، ويروى بضم الفاء وكسرها.   (1) رقم (4242) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/133) (6168) . وأبو داود (4242) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي. كلاهما - أحمد، ويحيى بن عثمان قالا: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا عبد الله بن سالم، قال: حدثنا العلاء بن عتبة الحمصي أو اليحصبي، عن عمير بن هانئ، فذكره. الحديث: 7477 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 23 7478 - (د) أبو بكرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزل ناس من أُمتي بغائط يسمونه البصرة، عند نهر يقال له: دِجْلَة، يكون عليه جسر، يكثر أهلها، وتكون من أمصار المهاجرين - وفي رواية: المسلمين - فإِذا كان في آخر الزمان جاء بنو قَنْطوراءَ، عِراضُ الوجوه، صِغارُ الأعيُنِ، حتى ينزلوا على شَطِّ النهرِ، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبَرِّيَّة، وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم، وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم، وهُم الشهداء» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بغائط) الغائط: المطمئن من الأرض. [ص: 26] (البصرة) : الحجارة البيض الرخوة، وبها سميت البصْرة. (بنو قَنطوراء) هم الترك، يقال: إن قنطوراء اسم جارية كانت لإبراهيم الخليل عليه السلام ولدت له أولاداً، جاء من نسلهم الترك.   (1) رقم (4306) في الملاحم، باب في ذكر البصرة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/40) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/40) قال: حدثنا محمد بن يزيد. كلاهما - يزيد، ومحمد - عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن جمهان، عن ابن أبي بكرة، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/44) قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا الحشرج بن نباتة القيسي الكوفي، قال: حدثني سعيد بن جمهان، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكرة، قال: حدثني أبي، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/45) قال: حدثنا سريج قال: حدثنا حشرج، عن سعيد، عن عبد الله، أو عبيد الله بن أبي بكرة، قال: حدثني أبي، فذكره. * وأخرجه أبو داود (4306) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سعيد بن جمهان، قال: حدثنا مسلم بن أبي بكرة، قال: سمعت أبي يحدث، فذكره. الحديث: 7478 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 25 7479 - (د) حسان بن عطية قال: مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان، ومِلْتُ معهما، فحدثنا عن جبير بن نُفير، قال: قال لي جبير بن نفير: انطلق بنا إلى بني ذي مِخْبَرٍ - رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: فأتيناه، فسأله جبير عن الهدنة؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنتم وهم عدوَّاً من ورائكم، فَتُنصَرونَ وتَغْنَمُونَ وتَسْلَمُونَ ثم تَرْجِعون، حتى تنزلوا بمرجٍ ذي تُلُول، فيرفع رجلٌ من أهل النصرانية الصَّليبَ، فيقول: غَلَبَ الصَّليب، فيغضَبُ رجلٌ من المسلمين فيدُقُّهُ، فعند ذلك تَغدِرُ الرُّوم وتُجمَع للملْحَمة - زاد في رواية: ويثور المسلمون إلى أسلحتهم، فَيقْتَتِلُون، فَيُكْرِمُ الله تلك العصابة بالشهادة» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهدنة) : الصلح الذي ينعقد بين الكفار والمسلمين، وهو في الأصل: [ص: 27] السكون، كأنهم سكنوا عن القتال وقد يكون بين كل طائفتين اقتتلتا إذا تركتا القتال عن صلح. (الملحمة) : معظم القتال.   (1) رقم (4292) و (4293) في الملاحم، باب ما يذكر من ملاحم الروم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/91) قال: حدثنا محمد بن مصعب، هو القرقساني وأبو داود (4293) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وابن ماجة (4089) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. كلاهما - القرقساني، والوليد - قالا: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، فذكره. * وأخرجه أحمد (4/91 و 5/409) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن خالد بن معدان، فذكره، ولم يذكر جبير بن نفير. * وأخرجه أبو داود (4292) قال: حدثنا النفيلي. وابن ماجة (4089) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما -النفيلي، وأبو بكر - قالا: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان وملت معهما، فحدثنا عن جبير بن نفير، قال: قال لي جبير انطلق بنا إلى ذي مخمر- وكان رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فانطلقت معهما، فذكره. الحديث: 7479 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 26 7480 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يكون اختلاف عند مَوتِ خليفة، فيخرجُ رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكَّةَ، فيَأُتِيهِ ناس من أهلِ مكة، فيُخرِجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويُبْعَثُ إليه بَعْث من الشام، فيُخْسَفَ بهم بالبيداءِ بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناسُ ذلك أتاهُ أبدال الشام، وعصائب أهْلِ العراق فيبايعونه، ثم ينشأ رجل من قريش، أخواله كَلْب، فيَبْعثُ إليه بَعْثاً، فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبةُ لمن لم يشهدْ غنيمةَ كلب، فيقسم المال، ويعمل في الناس بسُنَّة نبيِّهم، ويُلْقِي الإسلامُ بجِرانِهِ إلى الأَرْض، فيلبَثُ سَبْعَ سنين - وقال بعض الرواة عن هشام، [يعني الدَّستَوائي]-: تسع سنين، ثم يُتَوَفَّى، ويصلي عليه المسلمون، وفي رواية بقصة جيش الخسف قالت: قلت: يا رسول الله، كيف بمن كان كارهاً؟ قال: يُخْسَفُ بهم، ولكن يُبْعَثُ يوم القيامة على نيته» أخرجه أبو داود (1) . وقد أخرج مسلم والترمذي معنى الخسف بالجيش الذي يؤمُّ البيت، مفرداًَ من هذه القصة عن أُم سلمة، وهو مذكور في فضل البيت من كتاب [ص: 28] الفضائل من حرف الفاء، فلم نعده هنا، لاشتمال هذا على معنى غير ما اشتمل عليه ذلك الحديث. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بجرانه) الجِرَان: باطن العنق، والجمع: جُرُن، والمعنى: أنه قد قرَّ قراره واستقام، كما أن البعير إذا برك واستراح مَدَّ جِرَانَهُ على الأرض.   (1) رقم (4286) و (4288) و (4289) في المهدي، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/316) قال: حدثنا عبد الصمد وحرمي -المعنى- قالا: حدثنا هشام. وأبو داود (4286) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وفي (4287) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا عبد الصمد، عن همام. كلاهما - هشام الدستوائي، وهمام- عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له، فذكره. * وأخرجه أبو داود (4288) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عمرو بن عاصم. قال: حدثنا أبو العوام. قال: حدثنا قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بهذا الحديث، وحديث معاذ أتم. الحديث: 7480 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 27 7481 - (د) ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم كما تَدَاعَى الأَكَلةُ إلى قَصْعَتِها، فقال قائل: من قِلَّة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنَّكم غُثاء كَغُثَاءِ السَّيْلِ، ولَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صدور عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ في قُلُوبكم الوَهْنَ، قيل: وما الوْهنُ يا رسول الله؟ قال: حُبُّ الدُّنيا، وكراهيَةُ الموتِ» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تداعى) التداعي: التتابع، أي: يدعو بعضها بعضاً فتجيب. (الأكَلة) : جمع آكل. (غُثاء) الغُثَاء: ما يلقيه السّيل.   (1) رقم (4297) في الملاحم، باب في تداعي الأمم على الإسلام، وفي سنده أبو عبد السلام صالح بن رستم الهاشمي، وهو مجهول، لكن قد رواه أحمد 5 / 278 من طريق آخر وسنده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4297) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا بشر بن بكر، قال: حدثنا ابن جابر، قال: حدثني أبو عبد السلام، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا بن المبارك، قال: حدثنا مرزوق أبو عبد الله الحمصي، قال: أخبرنا أبو أسماء الرحبي، فذكره. قلت: في مسند أبي داود: صالح بن رستم الهاشمي - أبو عبد السلام الدمشقي-،قال عنه الحافظ في التهذيب (4/390) قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال:مجهول لا نعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات. الحديث: 7481 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 28 7482 - (م) أبو إدريس الخولاني قال: حذيفة رضي الله عنه «والله إنِّي لأعلمُ الناس بكلِّ فِتْنَة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي [إلا] أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَسَرَّ إليَّ في ذلك شيئاً لم يُحَدِّثْهُ غيري، ولكنْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوماً - وهو في مجلس يَتَحدَّثُ فيه عَنِ الفتن وَيَعُدُّهُنَّ - منها ثلاث لا يَكَدْنَ يَذَرنَ شيئاً، ومنها فِتَنٌ كرياحِ الصيف، منها صغار، ومنها كبار، فذهب أولئك الرهط الذين سمعوه معي كلُّهم غيري» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كرياح الصيف) يريد أن فيها بعض الشدة، وإنما خصَّ الصيف، لأن رياح الشتاء أقوى.   (1) رقم (2891) في الفتن، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/388) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح يعني ابن كيسان. وفيه (5/388) قال: حدثنا فزارة بن عمرو، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا صالح بن كيسان. وفي (5/407) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: وأخبرنا شعيب. ومسلم (8/172) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. ثلاثتهم - صالح، وشعيب، ويونس - عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره. الحديث: 7482 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 29 7483 - (د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «والله ما أَدْرِي أنَسِي أصحابي، أم تناسَوْا؟ والله ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من قائد فتنة إلى انقضاء الدنيا، يبلغَ من معه ثلاثمائة فصاعداً، إلا قد سمَّاه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4243) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4243) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا ابن فروخ، قال: أخبرني أسامة بن زيد، قال: أخبرنا بن لقبيصة بن ذؤيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7483 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 29 7484 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله [ص: 30] صلى الله عليه وسلم-: «يُوِشكُ المسلمون أن يحاصرُوا إلى المدينة، حتى يكون أبعدَ مَسالحهم: سَلاحُ» قال الزهري: سلاح: قريب من خيبر، أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مسالحهم) المسالح جمع مَسْلحة، وهم قوم ذوو سلاح، والمسلحة أيضاً كالثغر والمرقَب، يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم، فإذا رأوه: أعلموا أصحابهم ليتأهَّبُوا له.   (1) رقم (4250) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، و (4299) و (4300) ، باب في العقل من الملاحم، وفيه جهالة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4250 و 4299) قال: حدثت عن ابن وهب، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره. وفي (4251) قال: حدثنا أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن الزهري، قال: وسلاح قريب من خيبر. الحديث: 7484 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 29 الفرع الثاني: فيما لم يذكر اسمه من الفتن ، وفيه عشرة أنواع نوع أول 7485 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بادروا بالأعمال فِتناً كَقِطَع الليْلِ المظلم، يُصبحُ الرجلُ مؤمِناً ويُمْسِي كافِراً، ويُمسِي مُؤمِناً ويُصبْحُ كافِراً، يَبيعُ دِينَهُ بِعَرَضِ من الدُّنْيا» أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (118) في الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن، والترمذي رقم (2196) في الفتن، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/303) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زهير، وفي (2/372) قال: حدثنا سليمان، قال: أنبأنا إسماعيل. وفي (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا زهير. ومسلم (1/76) قال: حدثني يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، جميعا عن إسماعيل بن جعفر، قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. والترمذي (2195) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. ثلاثتهم - زهير بن محمد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7485 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 30 7486 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يكون في هذه الأمة أربع فتن، في آخرها القتل (1) » أخرجه أبو داود (2) .   (1) في نسخ أبو داود المطبوعة: في آخرها الغناء. (2) رقم (4241) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وفي سنده رجل مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4241) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن بدر ابن عثمان، عن عامر، عن رجل، فذكره. قلت: في سنده رجل مجهول. الحديث: 7486 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 31 7487 - (م د س) عرفجة - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستكونُ هَنات وَهنات، فمن أراد أن يفرِّقَ أمَر هذه الأُمَّةِ وهي جميع، فاضرُبوهُ بالسيف كائناً من كان» . وفي رواية «فاقتلوه» أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود «وهَنات» مَرَّة أخرى. وأخرجه النسائي، وله في أخرى قال: «رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- على المنبر يَخْطُبُ النَّاس، فقال: إنَّها ستكونُ بعدي هَنات وَهنات، فمن رأيتموه فَارَقَ الجماعة - أو يريد أن يفرِّق أُمةَ محمد - كائناً من كان فاقتلوه، فإن يَدَ الله على الجماعة، والشيطانُ مع من فارق الجماعة يركُضُ» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (هَنات) جمع هَنة، وهي الخصلة من الشَّر، ولا تقال في الخير. [ص: 32] (يد الله على الجماعة) أي سكينته ورحمته مع القوم المتفقين المجتمعين. فإذا تفرقوا واختلفوا: أزال السكينة عنهم وأوقع بأسهم بينهم.   (1) رواه مسلم رقم (1852) في الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع، وأبو داود رقم (4762) في السنة، باب في قتل الخوارج، والنسائي 7 / 93 في تحريم الدم، باب قتل من فارق الجماعة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/261) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وحدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/341) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شيبان. وفي (4/143 و 5/23) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/22) قال: حدثني أبو بكر بن نافع، ومحمد بن بشار. قال ابن نافع: حدثنا غندر. وقال ابن بشار: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أحمد بن خراش، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثني القاسم بن زكريا، قال ك دحثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وفي (6/23) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المصعب بن المقدام الخثعمي، قال: حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثني حجاج، قال: حدثنا عارم بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عبد الله بن المختار، ورجل سماه. وأبو داود (4762) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيي، عن شعبة. والنسائي (7/92) قال: أخبرني أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يزيد بن مردانبة. وفي (7/93) قال: أخبرنا أبو علي محمد بن علي المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. سبعتهم - شعبة، وشيبان، وأبو عوانة، وإسرائيل، وعبد الله بن المختار، ويزيد بن مردانبة، وأبو حمزة السكري - عن زياد بن علاقة، فذكره. * في رواية شيبان: عرفجة بن شريح الأسلمي، وفي رواية يزيد بن مردانبة عرفجة بن صريح الأشجعي، وفي رواية أبي حمزة: عرفجة بن شريح. الحديث: 7487 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 31 7488 - (س) أسامة بن شريك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَيما رَجُل [خَرَجَ] يفَرِّقُ أُمَّتي فاضربُوا عُنُقَهُ» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 93 في تحريم الدم، باب قتل من فارق الجماعة، وفي سنده زيد بن عطاء بن السائب، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/93) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن زيد بن عطاء بن السائب، عن زياد بن علاقة، فذكره. قلت: فيه زيد بن عطاء بن السائب، قال عنه الحافظ في التهذيب (3/418) : قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمعروف، وذكره ابن حبان في الثقات. الحديث: 7488 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 32 نوع ثان 7489 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «ألا إنَّ مَن كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتينِ وسبعينَ مِلَّة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثِنْتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة» زاد في رواية «وإنه سيخرج في أُمَّتي أقْوَام تتجارَى بهم الأَهواء، كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه، لا يبقى منه عِرْق ولا مَفْصِل إلا دَخَلَه» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ستفترق) قال الخطابي: قوله - صلى الله عليه وسلم-: «ستفترق أمتي» فيه دلالة على أن هذه الفِرَق غير خارجة عن الملة والدين، إذ جعلهم من أمَّته. [ص: 33] (يتجارى الكَلَب) التجاري، تفاعل من الجَري، وهو الوقوع في الأهواء الفاسدة، والتداعي فيها، تشبيهاً بجري الفرس، والكَلَب: داءٌ معروف يعرِض للكلْب، إذا عَضَّ حيواناً عَرَض له أعراض رديئة فاسدة قاتلة، فإذا تجارى بالإنسان وتمادى هلك.   (1) رقم (4597) في السنة، باب شرح السنة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " (1024) ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/102) قال: حدثنا أبو المغيرة. والدارمي (2521) قال: أخبرنا أبو المغيرة. وأبو داود (4597) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا أبو المغيرة. (ح) وحدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية. كلاهما - أبو المغيرة، وبقية بن الوليد- قالا: حدثنا صفوان، قال: حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر، فذكره. * في رواية أحمد (أزهر بن عبد الله الهوزني) وقال: قال أبو المغيرة. في موضع آخر: الحرازي. الحديث: 7489 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 32 7490 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَفَّرَّقَتِ اليهودُ على إحدى وسبعين فِرْقَة، أو اثنتين وسبعين، والنصارى مثل ذلك، وستفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة» أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: «وتفرَّقَت النصارى على إحدى وسبعين، أو اثنتين وسبعين فرقة ... » وذكر الحديث (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4596) في السنة، باب شرح السنة، والترمذي رقم (2642) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حسن صحيح، وهو كما قال، وفي الباب عن سعد، وعبد الله بن عمرو، وعوف بن مالك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/332) قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (4596) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد. وابن ماجة (3991) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. والترمذي (2640) قال: حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار. قال: حدثنا الفضل بن موسى. ثلاثتهم - محمد بن بشر، وخالد بن عبد الله، والفضل بن موسى - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. الحديث: 7490 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 33 7491 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليأتينَّ على أَمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْل، حتى إن كان منهم من أتى أُمَّهُ علانية، ليَكُوننَّ في أمتي مَنْ يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملة، وستفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين ملة، كُلُّها في النار، إلا ملة واحدة، قالوا: مَن هي [ص: 34] يا رسول الله؟ قال: مَنْ كان على ما أنا عليه وأصحابي» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حَذْو النعل بالنعل) أي: مثل النعل، لأن إحدى النعلين يُقْطَع، وتقدَّر على قدر النعل الأخرى، والحذو: التقدير، وكلُّ من عمِل عملاً مثل عمل رجلاً آخر من غير زيادة ولا نقصان، قيل: عَمَلَ فلان حَذْوَ النعل بالنعل.   (1) رقم (2643) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف، أقول: ولكن يشهد له معنى الحديثين اللذين قبله، فهو بهما حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب مفسر، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2641) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، فذكره. وقال: هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه. قلت: في إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي. الحديث: 7491 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 33 نوع ثالث 7492 - (ت) أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «لما خرج إلى غزوة حُنَيْن مَرَّ بِشَجَرَة للمشركين كانوا يُعَلِّقُونَ عليها أسلحتَهُمْ، يقال لها: ذاتُ أنواط، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أنواطٍ، كما لهم ذَاتُ أنواط، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله! هذا كما قال قومُ موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده: لَتركَبُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم» أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «حَذْوَ النعل بالنعل، والقُذَّة بالقُذَّة، حتى إنْ كان فيهم [ص: 35] من أتى أُمَّهُ يكون فيكم، فلا أدري: أتعبدون العِجْل، أم لا؟» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أنواط) جمع نَوْط، وهو مصدر نُطْتُ به كذا وكذا أنُوط نَوْطاً: إذا علقتَه به، ويسمَّى المَنْوط بالنَّوْط. (القُذَّة) : ريشة السهم، وجمعها قُذَذ، وتكون أيضاً متساوية الأقدار، تُقَصّ كل ريشة على قدر الأخرى.   (1) رقم (2181) في الفتن، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (848) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/218) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث - يعني ابن سعد - قال: حدثني عقيل بن خالد. وفي (5/218) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/218) قال: حدثنا أبو إسحاق بن سليمان، قال: حدثنا مالك ابن أنس. والترمذي (2) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15516) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وعقيل، ومعمر، ومالك - عن ابن شهاب الزهري، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي، فذكره. * في رواية سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان أن: «رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما خرج إلى خيبر ... » . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7492 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 34 7493 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لتَتَّبِعُنَّ سَنَن مَنْ كان قبلكم شِبْراً بِشِبر، وَذِرَاعاً بِذِراع حتى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُموهُمْ، قلنا: يا رسول الله اليهودُ والنصارى؟ قال: فَمَنْ؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جُحْرَ ضبٍّ) الضّب: هذا الحيوان المعروف. (وجُحْرُهُ) ثُقْبُه الذي يأوي إليه، يعني لو دخلوا إلى ثقب الضبِّ مبالغةً لدخلتموه.   (1) رواه البخاري 13 / 255 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لتتبعن سنن من كان قبلكم "، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2669) في العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/84و 89) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زهير بن محمد. والبخاري (4/206) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (9/126) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو عمر هو حفص بن ميسرة الصنعاني من اليمن. ومسلم (8/57) قال: حدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة. (ح) وحدثنا عدة من أصحابنا، عن سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا أبو غسان وهو محمد بن مطرف. ثلاثتهم - زهير، وأبو غسان، وحفص - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. * أخرجه أحمد (3/94) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد، فذكره. * رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، (راوي صحيح مسلم) ، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، وذكر الحديث نحوه. صحيح مسلم (8/58) وإنما ذكرنا هذا لئلا يظن أحد أن هذا الإسناد ساقه مسلم وإنما هو من زيادات أحد الرواة عنه. الحديث: 7493 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 35 7494 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقومُ الساعة حتى تأخذَ أُمَّتي مأخذ (1) القُرونِ قَبْلَها شِبْراً بِشِبر، وَذِرَاعاً بِذِرَاع، قيل له: يا رسول الله، كفَارِسَ والروم؟ قال: مَنِ الناسُ إلا أولئك؟» أخرجه البخاري (2) .   (1) هذه رواية النسفي، وفي رواية الأصيلي: بما أخذ، وفي بعض الروايات: بأخذ. (2) 13 / 254 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لتتبعن سنن من كان قبلكم ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/325 و367) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/327) قال: حدثنا حجاج. قال: أخبرني ابن جريج. قال: أخبرني زياد بن سعد، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ. وفي (2/336) قال: حدثنا عثمان بن عمر أبو محمد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب وفي (2/367) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا عبد الله بن نافع، عن ابن أبي ذئب. والبخاري (9/126) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. كلاهما - ابن أبي ذئب، ومحمد بن زيد بن المهاجر - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره. * لفظ رواية محمد بن زيد بن المهاجر: «والذي نفسي بيده، لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، وباعا فباعا، حتى لودخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ أهل الكتاب؟ قال فمه» . الحديث: 7494 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 36 7495 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَذْهَبُ الليلُ والنهار، حتى تُعبد اللاَّتُ والعُزَّى، قلت: يا رسول الله، إن كنتُ لأُظنُّ حِينَ أنزل الله تعالى: {هو الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ على الدِّينِ كلِّهِ [وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ] } [الصف: 9] أن ذلك تامُّ، قال: إنَّه سَيَكونُ من ذلك ما شاء الله، ثم يَبْعَثُ الله ريحاً طَيِّبَة، فَتتَوفَّى كلَّ من كان في قلبه مثقالُ حَبة من خَرْدل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعونَ إلى دِينِ آبائهم» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2907) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/182) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، وأبو معن زيد بن يزيد الرقاشي- واللفظ لأبي معن - قالا: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر، وهو الحنفي. كلاهما - خالد بن الحارث، وأبو بكر الحنفي - قالا: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 7495 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 36 7496 - (م د ت) ثوبان - رضي الله عنه-: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّما أخاف على أُمَّتي الأئمةَ المضِلِّين، فإذا وُضِعَ السيفُ في أُمتي، لم يُرفَع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلتحق قبائلُ من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائلُ من أُمتي الأوثان، وانَّه يكون في أمتي ثلاثون [ص: 37] كذَّابون، كُلُّهم يزعم أنه نبيّ، وأنا خاتَم النبيين، ولا نبيَّ بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق، لا يضرُّهم مَنْ خالفهم حتى يأتيَ أمر الله» قال علي بن المديني: هم أصحاب الحديث. هذا الحديث أورده رزين هكذا، وأخرج مسلم بعضه، وهو مذكور في «فضائل الأمة» من كتاب الفضائل. وأخرجه أبو داود في جملة حديث وهو مذكور في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون، وأخرجه الترمذي مفرَّقاً في ثلاثة مواضع (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1920) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق "، وأبو داود رقم (4252) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، والترمذي رقم (2203) و (2220) و (2230) في الفتن، باب رقم (32) ، وباب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون، وباب ما جاء في الأئمة المضلين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ولكنه أتى مفرقا في المصادر: فبلفظ: «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين.» . 1- أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (5/278) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/284) قال: حدثنا عفان. والدارمي (215) و (2755) قال: أخبرنا سليمان بن حرب. وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2229) قال: حدثنا قتيبة. خمستهم - عبد الرحمن، وسليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة- عن حماد بن زيد، عن أيوب. 2- وأخرجه ابن ماجة (3952) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة. كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره وبلفظ: «إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة» . 1- أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/284) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2202) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - سليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب. 2- وأخرجه ابن ماجه (3952) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة. كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وبلفظ: «لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان» . 1- أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/284) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2219) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - سليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب. 2- وأخرجه ابن ماجه (3952) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة. وبلفظ: «وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبين لا نبي بعدي» . 1- أخرجه أحمد (5/278) قال: سليمان بن حرب. وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2219) قال: حدثنا قتيبة. ثلاثتهم - سليمان، ومحمد، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب. 2- وأخرجه ابن ماجة (3952) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة. كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي إسماء، فذكره. وبلفظ: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من يخذلهم حتي يأتي أمر الله» . تقدم برقم (6446) . الحديث: 7496 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 36 نوع رابع 7497 - (د) سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: قال: «كنَّا عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر فتنة عَظَّمَ أمرها، فقلنا - أو قالوا - يا رسول الله، لئن أدْرَكَتْنا هذه لَنَهْلِكنَّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كَلاَّ إنَّ بحسبِكم القتلَ» قال سعيد: «فرأيت إخواني قُتِلوا» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 38] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بِحَسْبِكم القتل) أي: إن القتل كافيكم ومقنِعُكم.   (1) رقم (4277) في الفتن، باب ما يرجى في القتل، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: * أخرجه أحمد (1/189) (1647) قال: حدثنا حماد بن أسامة، قال: أخبرني مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، فذكره. * أخرجه أبو داود (4277) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد، فذكره. ولم يذكر عبد الله بن ظالم. وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة رقم (102) قال: أخبرني ابن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا قاسم الجرمي، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن فلان بن حيان، عن عبد الله بن ظالم، فذكره. الحديث: 7497 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 37 7498 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيأْتينَّ على الناس زمان، لا يدري القَاتِلُ في أَيِّ شيء [قَتَلَ] ، ولا يدري المقتولُ في أَي شيء قُتِلَ؟ قيل: وكيف؟ قال: الهَرْجُ، القَاتِلُ والمقتولُ في النار» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2908) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2908) قال: وحدثنا ابن أبي عمر المكي، قال: حدثنا مروان، عن يزيد- وهو ابن كيسان - عن أبي حازم، فذكره. وبنفس الرقم قال: وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي إسماعيل الأسلمي، عن أبي حازم، فذكره. وقال: وفي رواية ابن أبان قال: هو يزيد بن كيسان عن أبي إسماعيل. لم يذكر الأسلمي. الحديث: 7498 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 38 7499 - (خ م) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: قال: «أشرفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أُطُم من آطام المدينة، فقال: هل تَرَوْنَ ما أرَى؟ قالوا: لا، قال: فإني لأرى مواقعَ الفِتنِ خِلال بيوتكم كمواقع القَطْرِ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الأُطُم) : بناءٌ مرتفع، وجمعه آطام.   (1) رواه البخاري 4 / 81 في فضائل المدينة، باب آطام المدينة، وفي المظالم، باب الغرفة والعلية المشرفة وغير المشرفة في السطوح وغيرها، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل للعرب من شر قد اقترب "، ومسلم (2885) في الفتن، باب نزول الفتن كمواقع القطر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (542) . وأحمد (5/200) . والبخاري (3/27) قال: حدثنا علي، وفي (3/174) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (4/240) و (9/60) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (8/168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر. تسعتهم - عن سفيان بن عيينة. 2- وأخرجه أحمد (5/208) والبخاري (9/60) قال: حدثني محمود. ومسلم (8/168) قال: حدثنا عبد بن حميد. ثلاثتهم - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، قال: أخبرني عروة، فذكره. الحديث: 7499 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 38 7500 - (د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: [ص: 39] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّها ستكونُ فِتْنَة تَسْتِنطِف العربَ، قتلاها في النار، اللسانُ فيها أشدُّ من وَقْعِ السيف» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تستنطفُ) [استنطفتُ] الشيءَ: إذا أخذته كُلَّه.   (1) رواه أبو داود رقم (4265) في الفتن، باب في كف اللسان، والترمذي رقم (2179) في الفتن، باب رقم (16) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/211) (6980) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4265) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد. وابن ماجة (3967) والترمذي (2178) قالا - ابن ماجه، والترمذي - حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، قال: حدثنا حماد بن سلمة. كلاهما - حماد بن سلمة، وحماد بن زيد - عن ليث، عن طاووس، عن زياد سيمين كوش، فذكره. * في رواية أحمد. اسمه زياد بن سيما كوش. * في رواية الترمذي. اسمه: زياد بن سيمين كوش. * في رواية حماد بن زيد. قال: عن رجل يقال له زياد. * قال أبو داود: رواه الثوري عن ليث، عن طاووس، عن الأعجم. * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: لا يعرف لزياد بن سيمين كوش غير هذا الحديث، رواه حماد بن سلمة عن ليث فرفعه، ورواه حماد بن زيد عن ليث فأوقفه. * قال أبو داود (4266) حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس. قال: زياد سيمين كوش. الحديث: 7500 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 38 7501 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سَتَكُون فِتْنَة صَمَّاءُ بَكْماءُ عمياءُ، مَنْ أَشْرَفَ لها استشرفت [له] وإشرافُ اللسان فيها كوقوع السيف» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صماء بكماء عمياء) البَكَم: الخَرَس في أصل الخلقة، والصمم: الطرش أراد أن هذه الفتنة لا تسمع ولا تبصر، ولا تقلع ولا ترتفع، لأنها لا حواس لها فترعوي إلى الحق، أو أنه شبَّهها -لاختلاطها وقتل البريء فيها والسقيم - بالأعمى الأصم الأخرس، الذي لا يهتدي إلى شيء، فهو يخبط خبط عشواء.   (1) رقم (4264) في الفتن، باب في كف اللسان، وإسناده ضعيف، ولبعضه شواهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناه ضعيف: أخرجه أبو داود (4264) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني ابن وهب. قال: حدثني الليث، عن يحيى بن سعيد. قال: قال خالد بن أبي عمران، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عبد الرحمن بن هرمز، فذكره. الحديث: 7501 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 39 7502 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال «تَمْرُقُ مارِقَة عند فُرقة من المسلمين يقتلها أَوْلَى الطائفتين بالحق» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 40] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تمرُق مارقة) مَرَق السهم في الهدَف: إذا نَفَذَ منه وخرج، والمراد: أنه تخرج طائفة من الناس على المسلمين فتحاربهم، والمارِق: الخارج عن الطاعة المفارق للجماعة.   (1) رقم (4667) في السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً مسلم رقم (1065) في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/25) قال: حدثنا يحيى، عن عوف. وفي (3/32، 48) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا القاسم بن الفضل. وفي (3/45) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا عوف. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان، قال: أخبرنا القاسم بن الفضل. ومسلم (3/113) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا القاسم وهو ابن الفضل الحداني. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، قال قتيبة: حدثنا أبو عوانة عن قتادة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود وأبو داود (4667) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا القاسم بن الفضل. أربعتهم - عوف، والقاسم، وقتادة، وداود- عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 7502 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 39 نوع خامس 7503 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا مشَتْ أمتي المُطَيْطَاءَ، وخَدَمَتْها أبناءُ الملوك وفارسُ والروم: سُلِّطَ شِرارُها على خيارِها» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المطيطاء) بضم الميم والمد: المشي بتبختُرٍ، وهي مشية المتكبِّرين المفتخرين، من مطّ يَمُطّ: إذا مدَّ.   (1) رقم (2262) في الفتن، باب رقم (74) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2261) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: أخبرني موسى بن عبيدة. (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد. كلاهما - موسى بن عبيدة، ويحيى بن سعيد الأنصاري - عن عبد الله بن دينار، فذكره. * قال الترمذي عقب حديث موسى بن عبيدة: هذا حديث غريب. ثم قال: ولا يعرف لحديث أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أصل، إنما المعروف حديث موسى بن عبيدة. وقد روى مالك بن أنس هذا الحديث عن يحيى بن سعيد مرسلا، ولم يذكر فيه عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. الحديث: 7503 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 40 7504 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا فُتِحَتْ عليكم خَزَائِنُ فارسَ والروم: أَيُّ قوم أنتم؟ قال عبد الرحمن بن عوف: نكون كما أمرنا الله عزَّ وجلَّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: تتنافَسُونَ، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، أو تتَباغضون، أو غير ذلك، ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين، فَتَحْمِلُونَ بَعْضُهمْ على رقاب بعض» أخرجه مسلم (1) . [ص: 41] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تتنافسون) المنافسة على الشيء: المبالغة عليه، والانفراد به. (تتدابرون) التدابر: كناية عن الاختلاف والافتراق، وأصله: أن يولي كلُّ واحد ظهره لأخيه، فإذا أعطاه ظهره فقد فارقه وخالفه، وبضده: إذا أقبل عليه وأعطاه وجهه.   (1) رقم (2962) في الزهد والرقاق في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (8/212) وابن ماجة (3996) . كلاهما - مسلم، وابن ماجة- عن عمرو بن سواد العامري، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، أن يزيد بن رباح، هو أبو فراس مولى عبد الله بن عمرو بن ابن العاص حدثه، فذكره. الحديث: 7504 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 40 7505 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كانَت أُمراؤُكم خيارَكم، وأغنياؤُكم سُمحاءَكم، وأمورُكم شورَى بينكم، فَظَهْرُ الأَرضِ خَير [لكم] من بطنها، وإذا كانت أمراؤُكم شِرارَكم، وأغنياؤُكم بُخَلاءَكم، وأُمورُكم إلى نسائكم، فبطنُ الأَرض خير لكم من ظهرها» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أمركم شورى) أي: مما تشاورون فيه.   (1) رقم (2267) في الفتن، باب رقم (78) ، وفي سنده صالح المري، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح المري، وصالح في حديثه غرائب لا يتابع عليها، وهو رجل صالح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2266) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الأشقر. قال: حدثنا يونس بن محمد وهاشم بن القاسم. قالا: حدثنا صالح المري، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح المري، وصالح المري في حديثه غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها، وهو رجل صالح. الحديث: 7505 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 41 نوع سادس 7506 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كيف بكم إذ فَسَقَ فِتْيانُكم، وطغى نِساؤُكم؟ قالوا: يا رسول الله، [ص: 42] وإنَّ ذلك لكائن؟ قال: نعم، وأشدُّ، كيف بكم إذا لمْ تأمروا بالمعروفِ ولم تَنْهَوْا عن المنكر؟ قالوا: يا رسول الله، وإنَّ ذلك لكائن؟ قال: نعم، وأشدُ، كيف بكم إذا أمرتُم بالمنكر، ونهيُتم عن المعروف؟ قالوا: يا رسول الله وإنَّ ذلك لكائن؟ قال: نعم، وأَشدُّ، كيف بكم إذا رأيتُمُ المعروفَ منكراً، والمنكرَ معروفاً» أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طغى) الماء: إذا زاد، وطغى الإنسان: إذا تجاوز الحدَّ في الواجب، وفعل مالا يناسب محله.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ورواه بأخصر منه أبو يعلى والطبراني في " الأوسط " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 7 / 281 وفي إسناد أبي يعلى موسى بن عبيدة، وهو متروك، وفي إسناد الطبراني جرير بن مسلم ولم أعرفه، والراوي عنه شيخ الطبراني همام بن يحيى لم أعرفه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. قلت: ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/280 و 281) عن أبي هريرة، قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: فسق شبابكم، وفي إسناد أبي يعلى موسى بن عبيدة، هو متروك، وفي إسناد الطبراني جرير بن المسلم ولم أعرفه، والرازي عن شيخ الطبراني همام بن يحيى لم أعرفه. الحديث: 7506 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 41 7507 - (خ) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - أو أبو عامر قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليكونَنَّ من أمتي قوم يَسْتَحِلُّون الحِرَ، والحريرَ، والخمرَ، والمعازفَ، ولَينزلَنَّ أقوام إلى جَنْبِ عَلَمِ، تروح عليهم سارحة لهم، فيأتيهم رجل لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غَداً، فيُبَيِّتهم الله، ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخرين قِرَدة وخنازير إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري (1) . [ص: 43] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سارحة) القوم: مواشيهم، لأنها تَسْرح إلى المرعى، ثم تروح على أهلها بالعشيِّ. (العلَم) : الجبل والعلامة. (فَيُبَيِّتهم) بيَّتهم العدُّو: إذا طرقهم ليلاً وهم غافلون.   (1) رواه البخاري 10 / 45 في الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، بصيغة التعليق قال: وقال هشام بن عمار، قال الحافظ في " الفتح ": هكذا في جميع النسخ من [ص: 43] الصحيح من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري، وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر، وذهل الزركشي في توضيحه فقال: معظم الرواة يذكرون هذا الحديث في البخاري معلقاً، وقد أسنده أبو ذر عن شيوخه فقال: قال البخاري حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا هشام بن عمار، قال: فعلى هذا يكون الحديث صحيحاً على شرط البخاري، وبذلك يرد على ابن حزم دعواه بالانقطاع. اهـ. قال الحافظ: وهذا الذي قاله خطأ نشأ عن عدم تأمل، وذلك أن القائل: حدثنا الحسين بن إدريس هو العباس بن الفضل شيخ أبي ذر لا البخاري، وإنما الذي وقع في رواية أبي ذر من الفائدة أنه استخرج هذا الحديث من رواية نفسه من غير طريق البخاري إلى هشام على عادة الحفاظ إذا وقع لهم الحديث عالياً عن الطريق التي في الكتاب المروي لهم، يوردونها عالية عقب الرواية النازلة، وكذلك إذا وقع في بعض أسانيد الكتاب المروي خلل ما، من انقطاع أو غيره، وكان عندهم من وجه آخر سالماً أوردوه، فجرى أبو ذر على هذه الطريقة، فروى الحديث عن شيوخه الثلاثة عن الفربري عن البخاري قال: وقال هشام بن عمار، ولما فرغ من سياقه قال أبو ذر: حدثنا أبو منصور الفضل بن العباس النضروي، حدثنا الحسين بن إدريس حدثنا هشام بن عمار به، وانظر بقية كلام الحافظ في " الفتح " 10 / 45. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (ح5590) قال: وقال هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا عطية بن قيس الكلابي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، فذكره. وقال الحافظ في الفتح (10/54) هكذا في جميع النسخ من الصحيحين من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري، وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر. وفي (10/55) قال: وقد ذكر شيخنا في شرح الترمذي وفي كلامه على علوم الحديث أن حديث هشام بن عمار جاد عنه موصولا في مستخرج الإسماعيلي، قال: حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن عمار، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين، فقال: حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد، حدثنا هشام بن عمار، وقال: وأخرجه أبو داود في سننه فقال: حدثنا عبد الوهاب بن نجده، حدثنا بشر بن بكر حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بسنده انتهى. وننبه فيه على موضعين: أحدهما: أن الطبراني أخرج الحديث في معجمه الكبير عن موسى بن سهل الجويني وعن جعفر بن محمد الفريابي. كلاهما عن هشام، والمعجم الكبير أشهر من مسند الشاميين فعزوه إليه أولى. وأيضا فقد أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على البخاري من رواية عبدان بن محمد المروزي، ومن رواية أبي بكر الباغندي كلاهما عن هشام، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عن الحسين بن عبد الله القطان عن هشام. ثانيهما: قوله إن أبا داود أخرجه يوهم أنه عند أبي داود باللفظ الذي وقع فيه النزاع، وهو المعازف وليس كذلك بل لم يذكر فيه الخمر الذي وقعت ترجمة البخاري لأجله؛ فإن لفظه عند أبي داود بالسند المذكور إلى عبد الرحمن بن يزيد حدثنا عقبة بن قيس سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعري يقول: «حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعري والله ما كذبني أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر. وذكر كلاما قال يمسخ منهم قردة وخنازير إلى يوم القيامة» نعم ساق الإسماعيلي الحديث من هذا الوجه من رواية دحيم عن بشر بن بكر بهذا الإسناد فقال: «يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» الحديث قلت: هو عند أبي داود برقم (4039) . الحديث: 7507 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 42 7508 - (د) يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ بن جبل - رضي الله عنه- أنه قال: «كان لا يجلس مجلساً للذِّكْر، إلا قال حين يجلس: الله حَكَمٌ قِسْط، هلَكَ المرتابون، فقال معاذُ بن جبل يوماً: إن ورائَكم فِتَناً يَكْثُرُ فيها المال، ويُفتَح فيها القرآنُ حتى يأخذَه المؤمنُ والمنافقُ، والرجلُ والمرأةُ، والعبدُ والحرُّ، والصغيرُ والكبيرُ، فيوشكُ قائلٌ أن يقول: [ص: 44] ما للناس لا يتَّبعوني وقد قرأت القرآن؟ وما هم بِمُتَّبِعيَّ حتى أبتدعَ لهم غيرَه، فإياكم وما ابْتَدَع، فإنما ابتدَع ضلالة، وأحذِّركم زَيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافقُ كلمةَ الحق، قال: قلت لمعاذ: وما تدري (1) رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأنَّ المنافق يقول كلمة الحق؟ قال: بلى، اجتنِبْ من كلام الحكيم المشْتَهِراتِ التي يقال: ما هذه؟ ولا يَثْنِينَّك ذلك عنه، فإنه لعله يُراجع، وتَلَقَّ الحق إذا سمعته، فإن على الحق نوراً» . وفي رواية «ولا يُنْبِئَنَّك ذلك عنه» وفيها «بالمشتبِهات» عوض «المشتهرات» . وفي أخرى قال: «بَلَى، ما تشابَهَ عليكم من قول الحكيم، حتى تقول ما أراد بهذه الكلمة؟» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القِسط) : العدل. (زيغة الحكيم) الزَّيغ، وأراد به: الميل عن الحق، والحكيم: العالم العارف، أراد به: الزلل والخطأ الذي يعرض للعالم العارف، أو يتعمَّده لقلة دِينه.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: وما يدريني. (2) رقم (4611) في السنة، باب لزوم السنة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4611) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن يزيد بن عميرة - وكان من أصحاب معاذ بن جبل - أخبره، فذكره الحديث: 7508 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 43 نوع سابع 7509 - (خ م د) [بسر بن عبيد الله] قال: قال أَبو إدريس الخولاني: إنه سمع حذيفة - رضي الله عنه - قال: «كان الناس يسألون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركَني، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّا كنا في جاهليةِ وشرِّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخيرِ من شرِّ؟ قال: نعم، قلتُ: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دَخَن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يَستَنُّون بغير سُنَّتي، وَيهدُون بغير هَدْيي، تَعْرِفُ منهم وتُنْكِرُ، فقلت: فهل بعد ذلك الخيرِ من شرِّ؟ قال: نعم، دُعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله، [صِفْهم لنا، قال: نعم من جِلْدتنا، ويتكلَّمون بألسنتنا] فقلتُ: يا رسول الله، فما ترى - وفي رواية: فما تأمرني - إن أدركني ذلك؟ قال: تَلْزَم جماعة المسلمين وإمامَهم، قلتُ: فإن لم يكن لهم جماعةُ ولا إمام؟ قال: فاعتزل تِلك الفِرَقَ كُلَّها، ولو أن تَعَضَّ بأصلِ شجرة، حتى يدرككَ الموتُ وأنت على ذلك» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم نحوه، وفيه قلتُ: «ما دَخنُهُ؟ قال: قوم لا يستنُّون بِسُنَّتي، وسيقوم فيهم رِجَال قُلوبُهم قلوبُ الشياطين في جُثمان إنْس، قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركتُ ذلك؟ قال: تَسْمَعُ وتُطيع، وإن [ص: 46] ضُرِبَ ظهرُك، وأُخذ مالك، فاسمع وأطع» وأخرجه البخاري أيضاً مختصراً، قال حذيفة: «تعلَّم أصحابي الخيرَ وتعلَّمتُ الشرَّ» . وفي رواية أبي داود قال سُبيع بن خالد: أتيت الكوفة في زَمن فُتِحَتْ تُسْتَرُ، أجلبُ منها بِغَالاً، فدخلتُ المسجد، فإذا صَدْعٌ من الرجال، وإذا رجل جالس، تعرِفُ إذا رأيتَهُ أَنَّه من رجال الحجاز، قلتُ: مَنْ هذا؟ فَتَجَهَّمني القومُ، وقالوا: ما تعرفه؟ هذا حذيفة صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمعته يقول: «إن الناس كانوا يسألون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر، فأحدَقَهُ القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون إني قلتُ: يا رسول الله، أرأَيتَ هذا الخير الذي أعطاناه الله، أيكون بعده شرّ، كما كان قبلَه؟ قال: نعم، قلت: فما العِصْمَة من ذلك؟ قال: السيفُ، قلتُ: فهل للسَّيفِ مِنْ تَقيَّة (1) ؟ قال: نعم. وفي رواية: بعد السيف: تَقيَّة (1) على أَقذاء، وهدنة على دخن، قال: قلتُ: يا رسول الله، ثم ماذا؟ قال: إن كان لله خليفةٌ في الأرض فضرب ظهرك، وأخذ مالك، فأطِعْهُ، وإلا فَمُتْ وأنتَ عاضٌّ بجِذْلِ شجرة: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال، معه نهرٌ ونار، فمن وقع في ناره، وجب أجره وحُطَّ وِزْرُه، ومن وقع في نهره وجب وِزْرُهُ، وُحطَّ أجْرُهُ، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هي قيام الساعة» . [ص: 47] وفي رواية بهذا الحديث، وقال: «فإن لم تجد يومئذ خليفة، فاهْرُبْ حتى تموتَ وأنتَ عاضٌّ - وقال في آخره: قلتُ فما يكون بعد ذلك؟ قال: لو أن رَجُلاً نَتَجَ فرساً لم تُنْتَجْ له حتى تقوم القيامة» . وفي أخرى له: قال نصر بن عاصم الليثي: أتينا اليشكريَّ في رهط من بني ليث، فقال: مَن القوم؟ فقلنا: بنو الليث، أتيناك نَسأَلُكَ عن حديثِ حذيفَةَ، قال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين، وغَلتِ الدوابُّ بالكوفة، فسألتُ أبا موسى أنا وصاحبٌ لي، فأذِنَ لنا، فَقَدْمنا الكوفَةَ، فقلتُ لصاحبي: أنا داخل المسجد، فإذا قامت السّوقُ خرجتُ إليك، قال: فدخلتُ المسجدَ، فإذا فيه حَلْقَة، كأنما قُطِعَتْ رؤوسهم، يستمعون إلى حديث رجل، قال: فقمتُ عليهم، فجاء رجل، فقام إلى جنبي، فقلتُ: من هذا؟ قال: أَبَصْرِيٌّ أنتَ؟ قلت: نعم، قال: قد عرفتُ، ولو كنتَ كوِفيَّاً، لم تسأل عن هذا، قال: فدنوتُ منه، فسمعتُ حُذَيفةَ يقول: «كان الناسُ يسألونَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر، وعرفتُ أن الخيرَ لن يسبقَني، قلتُ: يا رسول الله، هل بعد هذا الشر خير؟ قال: يا حذيفة تعَلَّم كتابَ الله، واتَّبِعْ ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ: يا رسولَ الله [هل] بعد هذا الخير شرّ؟ قال: فتنةٌ وشَرّ، قال: قلتُ: يا رسول الله [هل] بعدَ هذا الشَّرِّ خير؟ قال: يا حذيفة، تعلَّم كتاب الله، واتَّبِع ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ: يا رسولَ الله، [هل] بعد هذا الشَّرِّ خير؟ قال: هُدْنَةٌ على دَخَن، [ص: 48] وجماعة على أقذاء فيها، أو فيهم، قلتُ: يا رسول الله، الهدنة على الدَخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوبُ أقوام على الذي كانت عليه، قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: يا حذيفة، تعَلَّمْ كتاب الله، واتَّبِعْ ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ: يا رسول الله، بعد هذا الخير شرّ؟ قال: نعم فِتْنَة عَمْياءُ صَمَّاءُ، عليها دُعَاةٌ على أبواب النار، فإن مُتَّ يا حذيفة وأنتَ عاضٌّ على جِذْلِ شجرةِ خير لك من أن تَتَّبعَ أحداً منهم» . وفي نسخة قال: أتينا اليَشْكُرِيَّ في رَهْط، فقلنا: أتيناك نسألك عن حديث حذيفة ... فذكر الحديث هكذا - ولم يذكر لفظه، قال: قلتُ: «يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر؟ قال: فتنةٌ وشر، قال: قلت: يا رسول الله، بعد هذا الشر خير؟ قال: يا حذيفة تعلَّمْ كتابَ الله، واتَّبِعْ ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ: يا رسولَ الله، هل بعد هذا الشر خير؟ قال: هُدْنَة على دَخَنٍ، وجماعةٌ على أقذاءٍ، قلتُ: يا رسول الله، الهدنة على الدَّخَنِ ما هي؟ قال: لا ترجعُ قلوب أقوام على الذي كانت عليه، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، بعد هذا الخير شر؟ قال: فِتْنَةٌ عمياءُ صَمَّاءُ ... » الحديث (2) . [ص: 49] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصَّدْع) [بسكون الدال، وربما حُرِّك] : الخفيف من الرجال الدقيق، فأما في الوُعُول: فلا يقال إلا بالتحريك، والخطابي لم يفرق بينهما في التحريك، وقال: هو من الرجال: الشاب المعتدل القناة، ومن الوعول: الفتى. (تجهَّمت فلاناً) أي: كلحت في وجهه، وتقبّضت عند لقائه. (فأحدقوه) يقال: أحدق به الناس، أي: أطافوا به، وأحدقوه بأبصارهم، أي: حقَّقوا النظر إليه، وجعلوا أبصارهم محيطة به. (العصمة) : ما يعتصم به، أي: يستمسك. (تَقِيَّةٌ) : التَّقية والتقاة بمعنى، تقول: اتقى يتقي تُقاةً وتَقية. (أقذاء) جمع القذى، والقذاء جمع القذاة، وهو ما يقع في العين من الأذى، وفي الشراب والطعام من تراب أو تبن، أو غير ذلك، والمراد به في الحديث: الفَسَاد الذي يكون في القلوب، أي: إنهم يتقون بعضهم بعضاً، ويظهرون الصلح والاتفاق: ولكن في باطنهم خلاف ذلك. (هدنة على دخن) الهدنة والدخن، قد ذكرا، وقد جاء في الحديث تفسير الدخن، قال: «لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه» وأصل الدَخن: أن يكون في لون الدابة كُدورة إلى سواد، ووجه الحديث: أن تكون القلوب كهذا اللون، لا يصفوا بعضها لبعض. [ص: 50] (جِذْل الشجرة) : أصلها، وجذل كل شيء: أصله.   (1) في نسخ أبي داود: بقية. (2) رواه البخاري 11 / 30 و 31 في الفتن، باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم رقم (1847) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال، وأبو داود رقم (4244) و (4245) و (4246) و (4247) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (4/242) قال: حدثنا يحيى بن موسى. وفي (9/65) ومسلم (6/20) قالا -البخاري ومسلم -: حدثنا محمد بن المثنى. وابن ماجة (3979) مختصرا قال: حدثنا علي بن محمد. ثلاثتهم - يحيى، ومحمد، وعلي -قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني بسر بن عبيد الله، قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، فذكره. ورواية مسلم: أخرجها (6/20) قال: حدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. كلاهما - محمد، وعبد الله - قال محمد: حدثنا، وقال عبد الله: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا معاوية - يعني ابن سلام -قال: حدثنا زيد بن سلام، عن أبي سلام، فذكره. ورواية أبي داود: 1- أخرجها أحمد (5/386) قال: حدثنا بهز، وأبو النضر، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال. وفي (5/403) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة. وفي (5/404) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا قتادة. وأبو داود (4244) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (4245) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة. وفي (4246) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا سليمان- يعني ابن المغيرة - عن حميد بن هلال. والنسائي في فضائل القرآن (57) قال: أخبرنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا بهز - يعني ابن أسد -. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال. كلاهما - حميد، وقتادة- عن نصر بن عاصم الليثي. 2- وأخرجه أحمد (5/403) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفيه (5/403) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي. وفيه (5/403) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد. وأبو داود (4247) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث. ثلاثتهم - شعبة، وعبد الوارث، وحماد ابن سلمة - عن أبي التياح، قال: حدثني صخر بن بدر العجلي. 3- وأخرجه أحمد (5/406) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا علي بن زيد. ثلاثتهم - نصر، وصخر، علي - عن خالد بن خالد اليشكري، فذكره. * رواية علي بن زيد مختصرة على: «قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ قال: يا حذيفة: اقرأ كتاب الله واعمل بما فيه. فأعرض عني فأعدت عليه ثلاث مرات، وعلمت أنه إن كان خيرا اتبعته وإن كان شرا اجتنبته. فقلت: هل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. فتنة عمياء صماء، ودعاة ضلالة، على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها» . رواية حميد بن هلال. ليس فيها ذكر السيف، ولا الدجال. وزاد: «تعلم كتاب الله واتبع ما فيه» ثلاث مرات. في رواية أبي عوانة، عن قتادة، عن نصر. ورواية صخر. اسمه سبيع بن خالد. الحديث: 7509 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 45 7510 - (م د س) عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دَخَلْتُ المسجدَ، فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون إليه، فأتيتُهم، فجلست إليه، فقال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فنزلنا منزلاً، فمنا من يُصْلِحُ خِبَاءه، ومِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، ومنا مَنْ هو في جَشَرِه، إذ نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنه لم يَكُنْ نَبيّ قبلي، إلا كان حقاً عليه أن يدلّ أُمته على خير ما يعلمه لهم، ويُنذِرَهم شَرَّ ما يعلمه لهم، وإن أُمَّتكم هذه جُعِلَ عَافيتُها في أولها، وسيصيبُ آخرَها بلاء وأُمور تُنْكِرُونها، وتجيءُ فتنة فيُزِلقُ (1) بعضُها بعضاً، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه مُهلكتي، ثم تنكشفُ، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحبَّ أن يُزَحْزَحَ عن النار، ويُدْخل الجنة، فلتأته مَنِيَّتُهُ وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحبُّ أن يؤتَى إليه، ومن بايَعَ إماماً فأعطاه صَفْقَةَ يده وثمرة قَلْبِهِ، فليُطِعْهُ ما استطاعَ، فإن جاء آخَرُ ينازعه فاضربوا عُنُقَ الآخرَ، قال: فَدَنَوْتُ منه، فقلتُ: أَنْشُدُكَ الله، أنتَ سَمِعتَ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فأهْوَى إلى أُذُنَيه وقلبه بيديه، وقال: سمعَتْهُ أُذنايَ، ووعاهُ قلبي، فقلت له: هذا ابن عَمِّك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا [ص: 51] بالباطل، ونقتل أنفسنا، والله تعالى يقول: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالَكم بينكم بالباطلِ إلاَّ أن تكونَ تجارةً عن تَرَاضٍ مِنكم ولا تقتلوا أنفسَكم إنَّ الله كان بكم رحيماً} [النساء: 29] فسَكَتَ عني ساعة، ثم قال: أَطِعهُ في طاعة الله، واعصِه في معصية الله» أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود طرفاً من آخره من قوله: «من بايَعَ إماماً ... » إلى آخره وقد ذكرنا هذا الطرف في «كتاب الخلافة» من حرف الخاء. وأخرجه النسائي بطوله إلى قوله: «أنت سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: نعم» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يَنْتَضِلُ) الانتضال: الرمي بالسهام. (جَشَره) الجشر: المال من المواشي التي ترعى أمام البيوت والديار، وقال: «جَشَرٌ يرعى في مكانه لا يراجع إلى أهله» يقال: جَشَرنا دَوابَّنا: أخرجناها إلى المرعى نجشرها جشراً، ولا نروح إلى أهلنا. (فيزلق) أزلقَتْ بعضها بعضاً: دَفَع بعضها بعضاً، كأن الثانية تزحم [ص: 52] الأولى، لسرعة ورودها عليها، ويزلق بعضها بعضاً: يعجِّلها، والإزلاق: الإعجال، في هذا الحديث إخبار من النبي - صلى الله عليه وسلم- بما لم يكن، وهو في علم الله أمر كائن، فخرج لفظه على لفظ الماضي، تحقيقاً لوقوعه وحدوثه، وفي إعلامه به قبل وقوعه دليلٌ من دلائل النبوة، وفيه دليل على ما وظَّفَهُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الكفرة في الأمصار من الجزية ومقدارها.   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: فيرقق، وفي بعض النسخ: فيرفق، وفي بعضها: فيدفق. (2) رواه مسلم رقم (1844) في الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول، وأبو داود رقم (4248) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، والنسائي 7 / 153 في البيعة، باب ذكر من بايع الإمام وأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 7510 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 50 نوع ثامن 7511 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: «يُوشِكُ أهلُ العراق أن لا يُجبى إِليهم قَفِيز ولا دِرْهم، قال أبو نضرة: قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قِبَلِ العَجَمِ يمنعون ذاك، ثم قال: يوشِكُ أهلُ الشام أن لا يُجبى إليهم دينار ولا مُدْي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قِبَلِ الرُّومِ، ثم سكت هُنيَّة، ثم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يكون في آخر أمتي خليفة يَحْثي المال حَثْياً، لا يَعُدُّه عدّاً، قال: قلتُ لأبي نضرة، وأبي العلاء: أَتُرَيان أنه عمر بن عبد العزيز؟ قالا: لا» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المُدْيُ) : مكيال لأهل الشام يسع خمسة وأربعين رطلاً، و «القفيز» [ص: 53] لأهل العراق ثمانية مكاكيك، و «الإردَبُّ» لأهل مصر أربعة وستون مَنَّاً وأربعة وعشرون صاعاً على أن الصاع خمسة أرطالٍ وثلث.   (1) رقم (2913) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/317) قالا: حدثنا إسماعيل هو ابن علية. ومسلم (8/184) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعلي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (8/185) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. كلاهما - ابن علية، وعبد الوهاب- عن الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر، فذكره. * وأخرجه أحمد (3/38 و 333) ومسلم (8/581) قال: حدثني زهير بن حرب. كلاهما - أحمد، وزهير - قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، وجابر بن عبد الله، فذكراه. الحديث: 7511 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 52 7512 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنَعَتِ العراق دِرْهَمَها وقَفيزها، ومنعت الشامُ مُدْيهَا ودينارها، ومنعت مصر إِرْدَبَّها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم» . شَهدَ على ذلك لَحْمُ أبي هريرة ودَمُهُ. أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود قال: «منعت العراق قفيزها ودرهمها، ومنعت الشام مُدْيَها ودينارها، ومنعت مصر إِردَبَّها ودينارها، ثم عدتم من حيث بدأتم، ثم قالها زهير ثلاث مرات، شهد على ذلك لحمُ أبي هريرة ودمُه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (منعت) وأما قوله: «مَنَعَتْ» فله معنيان، أحدهما: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- أخبر أنهم سيسلمون وسيسقط ما وظَّف عليهم بإسلامهم، فصاروا بإسلامهم مانعين ما كان عليهم من الوظائف، واستدل على هذا بقوله: «وعُدتم من حيث بدأتم» لأن بدءهم في علم الله وفي قضائه وقدره: أنهم سيسلمون، فعادوا [ص: 54] من حيث بدؤوا، والوجه الثاني: أنهم يرجعون عن الطاعة، ويعضده الحديث الذي أورده البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة قال: «كيف أنتم إذا لم تَجْبُوا ديناراً ولا دِرهماً؟ فقيل: وكيف تُرى ذلك كائناً؟ قال: إي والذي نفسي بيده عن قول الصادق المصدوق قيل: عمّ ذاك؟ قال: تُهتك حرمة الله وذمة رسوله فَيَشُدُّ الله على قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم» .   (1) رواه مسلم رقم (2896) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، وأبو داود رقم (3035) في الخراج، باب في إيقاف أرض السواد وأرض العنوة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/262) قال: حدثنا أبو كامل. ومسلم (8/175) قال: حدثنا عبيد بن يعيش، وإسحاق بن إبراهيم. قالا: حدثنا يحيى بن آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد. وأبو داود (3035) قال: حدثنا أحمد بن يونس. ثلاثتهم - أبو كامل، ويحيى بن آدم، وأحمد بن يونس - عن زهير بن معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7512 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 53 نوع تاسع 7513 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن عَرْشَ إبليس على البحر، فَيَبعثُ سراياه: فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فأعظمهم عنده: أعظمهم فتنة، يجيء أحدُهم، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صَنَعتَ شيئاً، ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فَرَّقتُ بينه وبين امرأته، فَيُدنِيهِ منه، ويلتزمه، ويقول: نِعمَ أنت» أخرجه مسلم (1) .   (1) في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/314) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (1033) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية ومسلم (8/138) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم قالا: أخبرنا معاوية. كلاهما - أبو معاوية، وجرير - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره. الحديث: 7513 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 54 7514 - (م) محمد بن سيرين قال: قال جندب - رضي الله عنه -: «جئت يوم الجَرْعَةِ، فإذا رجل جالس، فقلت: لَيُهْرَاقَنَّ اليومَ هاهنا دماء، فقال ذلك الرجل: كلا والله، فقلت: بلى والله، قال: كلا والله، قلت: بلى والله، قال: كلا والله، إنه لحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حَدَّثنيه، قلت له: بئسَ [ص: 55] الجليسُ لي أَنت منذُ اليوم، تسمعني أحالفك (1) ، وقد سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلا تنهاني، ثم قلت: ما هذا الغضب؟ فأقبلتُ عليه وأسأله، فإذا الرجل حُذَيفة» أخرجه مسلم (2) . وزاد رزين قال: وسمعتُه يقول: «إِذا كان كذا وكذا - يعني لِفتَن تكون - فقد آن لكم أن يخرج بكم الشُّرْف الجُون» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أحالفك) المحالفة: مفاعلة من الحَلف، وهي اليمين. (الشُرْف) جمع شارف، وهي الناقة الهرمة، وقال الخطابي: الشُرُف - بضم الشين والراء - والأول أكثر، و (الجُوْنُ) السود - جمع جَون - شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالشُرُف لطول أعمارها، وروي «الشُرُق» جمع شارق، وهو الذي يأتي من قبل الشرق.   (1) قال النووي وقع في جميع نسخ بلادنا المعتمدة: أخالفك، قال القاضي عياض: ورواية شيوخنا كافة: أحالفك. (2) رقم (2893) في الفتن، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الفتن (7/4) عن أبي موسى، ومحمد بن حاتم، كلاهما عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال: قال جندب. فذكره. تحفة الأشراف (3/22-23) . الحديث: 7514 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 54 7515 - (د) أبو البختري - رحمه الله - قال: أخبرني مَنْ سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية: حدَّثني رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَنْ يَهْلِكَ الناسُ، أو يُعذِروا من أنفسهم» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 56] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أعذر فلان من نفسه) إذا أُتي من نفسه، كأنها هي التي قامت بعذرِ من لامَهَا، والمعنى: حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فتقوم الحجة عليهم، ويتضح عذر من يعاقبهم، يقال: أعذَر الرجلُ وعذر: إذا صار ذا عيب.   (1) رقم (4347) في الملاحم، باب الأمر والنهي، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/260) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/293) قال: حدثنا حسين بن محمد. وأبو داود (4347) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وحفص بن عمر. أربعتهم - محمد بن جعفر، وحسين بن محمد، وسليمان بن حرب، وحفص - قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، فذكره. * في رواية سليمان بن حرب: حدثني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحديث: 7515 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 55 نوع عاشر 7516 - (م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ سَلَّ علينا السيف فليس منَّا» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (99) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا بهز. والدارمي (2523) قال: أخبرنا أبو الوليد. ومسلم (1/69) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا مصعب وهو ابن المقدام. ثلاثتهم - بهز، وأبو الوليد، ومصعب - قالوا: حدثنا عكرمة بن عمار. - وأخرجه أحمد (4/54) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أيوب بن عتبة. كلاهما - عكرمة، وأيوب - قالا: حدثنا إياس بن سلمة، فذكره. الحديث: 7516 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 56 7517 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حَمَل علينا السلاح فليس منا» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَنْ حَمَلَ علينا السلاح فليس منا) معناه: حمل السلاح على المسلمين لكونهم مسلمين، فليس بمسلم، وأما إذا لم يحمل لأجل الإسلام، فقد اختلف [ص: 57] في معنى قوله: «فليس منا» فقيل: ليس متخلِّقاً بأخلاقنا وأفعالنا، وقيل: ليس مثلنا.   (1) رواه البخاري 13 / 20 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا "، ومسلم رقم (100) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا "، والترمذي رقم (1459) في الحدود، باب ما جاء فيمن شهر السلاح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (9/62) وفي الأدب المفرد (1281) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (1/69) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد الأشعري، وأبو كريب. وابن ماجه (2577) قال: حدثنا محمود بن غيلان، وأبو كريب، ويوسف بن موسى، وعبد الله بن برادة. والترمذي (1459) قال: حدثنا أبو كريب، وأبو السائب سلم بن جنادة. ستتهم - محمد بن العلاء أبو كريب، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد، ومحمود بن غيلان، ويوسف بن موسى، وأبو السائب - عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره. الحديث: 7517 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 56 7518 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حَمَل علينا السلاح فليس منا» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 20 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا "، وفي الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، ومسلم رقم (98) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من حمل علينا السلاح فليس منا "، وهو ليس عند الترمذي، ورواه النسائي 7 / 117 و 118 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/3) (4467) قال: حدثنا معتمر. وفي (2/16) (4649) و (2/53) (5149) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/142) (6277) قال: حدثنا ابن نمير، ومحمد بن عبيد. ومسلم (1/69) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، وابن نمير. وابن ماجة (2576) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن البراد بن يوسف بن بريد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال: حدثنا أبو أسامة. خمستهم - معتمر، ويحيى، وابن نمير، وابن عبيد، وأبو أسامة - عن عبيد الله. 2- وأخرجه أحمد (2/53) (5149) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (9/62) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (1/69) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وعبد الله، ويحيى - عن مالك. 3- وأخرجه أحمد (2/150) (6381) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. 4- وأخرجه البخاري (9/5) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية. 5- وأخرجه النسائي (7/117) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، وعبد الله بن عمر، وأسامة بن زيد، ويونس بن زيد. سبعتهم - عبيد الله، ومالك، وأيوب، وجويرية، وعبد الله بن عمر العمري، وأسامة، ويونس - عن نافع، فذكره. الحديث: 7518 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 57 7519 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من حَمل علينا السلاح فليس منا، ومَن غشَّنا فليس منا» . أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (101) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من غشنا فليس منا ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/417) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب. والبخاري في الأدب المفرد (1280) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (1/69) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن القاري. (ح) وحدثنا أبو الأحوص محمد بن حيان. وقال: حدثنا ابن أبي حازم. وابن ماجة (2575) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. ثلاثتهم - يعقوب بن عبد الرحمن، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن أبي حازم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. * رواية سليمان بن بلال وعبد العزيز بن أبي حازم، عند ابن ماجة مختصرة على أوله. بطرفه الأول: أخرجه أحمد (2/329) قال: حدثنا أبو عاصم. وابن ماجة (2575) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. كلاهما - أبو عاصم النبيل، والمغيرة بن عبد الرحمن - عن ابن عجلان، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7519 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 57 7520 - (س) عبد الله بن الزبير (1) - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن شَهَرَ سَيْفَهُ ثم وَضَعَهُ، فَدمُه هَدْر» . وفي رواية: «مَنْ رَفَعَ السلاح ثم وَضَعَهُ، فَدَمُهُ هَدَر» . وفي رواية موقوفاً عليه. أخرجه النسائي (2) . [ص: 58] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فدمه هدر) ذهب دمه هدراً، وأهدر دمه: إذا لم يطلب بثأره.   (1) في المطبوع: الزبير بن العوام، وهو خطأ. (2) 7 / 117 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس، مرفوعاً وموقوفاً، والذي وصله ثقة، وأخرجه أيضاً الطبراني مرفوعاً، والحاكم وغيرهما، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/117) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، فذكره. وأخرجه النسائي (7/117) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر. (ح) وأخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. كلاهما - معمر، وابن جريج - عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن الزبير، فذكره موقوفا. الحديث: 7520 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 57 الفصل الثالث: في ذكر العصبية والأهواء 7521 - (م س) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «من قُتِلَ تحت راية عِمِّيَّة يَدْعُو عَصَبيَّة، أو ينصر عَصَبيَّة، فَقِتْلة جَاهِليَة» أخرجه مسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العَمِّيّة) بتشديدتين: الجهالة والضلالة، وهي فعيلة من العمى. (فقِتلة) بكسر القاف: حالة القتيل، أي فقتلُه قتلٌ جاهلي. (عصبية) العصبية: المحاماة والمدافعة عن الإنسان الذي يلزمك أمره، أو تلتزمه لغَرضٍ.   (1) رواه ومسلم رقم (1850) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، والنسائي 7 / 123 في تحريم الدم، باب التغليظ فيمن قتل تحت راية عمية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (6/22) قال: حدثنا هريم بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أبي. والنسائي (7/123) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة. كلاهما - سليمان التيمي، وقتادة - عن أبي مجلز، فذكره. الحديث: 7521 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 58 7522 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس مِنَّا مَنْ دعا إلى عصبيَّة، وليس منا من قاتل عصبيَّة، وليس منا [ص: 59] من مات على عصبيَّة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5121) في الأدب، باب في العصبية، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله، وهو عند مسلم رقم (1848) بأطول منه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فالحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5121) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عبد الرحمن المكي- يعني ابن أبي لبيبة -، عن عبد الله بن أبي سليمان، فذكره. * قال أبو داود: هذا مرسل، عبد الله بن أبي سليمان لم يسمع من جبير. تحفة الأشراف (3188) وجامع المسانيد والسنن (1/الورقة 198-أ) . الحديث: 7522 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 58 7523 - (د) سراقة بن مالك بن جعشم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطبنا فقال: «خَيْرُكم المدافِعُ عن عشيرته، ما لَمْ يأثم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5120) في الأدب، باب في العصبية، وفي سنده أيوب بن سويد ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5120) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال:حدثنا أيوب بن سويد، عن أسامة بن زيد، أنه سمع سعيد بن المسيب، فذكره. * قال أبو داود: أيوب بن سويد ضعيف. الحديث: 7523 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 59 7524 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «مَنْ نَصَرَ قومه على غير الحق، فهو كالبعير الذي رُدِّيَ في مَهْوَاة (1) ، فهو يَنْزِع بذَنبه» وفي رواية قال: «انتهيتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو في قُبة من أَدَم» فذكر نحوه أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مَهْواة) الحفرة في الأرض، وكل مهلكة مهواة. (التردِّي) : الوقوع من العلو.   (1) جملة " في مهواة " ليست في نسخ أبي داود المطبوعة. (2) رقم (5117) في الأدب، باب في العصبية، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] منقطع: أخرجه أحمد (1/389) (3694) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا المسعودي. وفي (1/393) (3726) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/401) (3801) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، ومؤمل، قالا: حدثنا سفيان. وفي (1/436) (4156) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. (ح) ويزيد، قال: أخبرنا المسعودي. وفي (1/449) (4292) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل. وأبو داود (5118) قال: حدثنا بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (30) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن عامر بن زاررة، وإسماعيل بن موسى، قالوا: حدثنا شريك. والترمذي (2257) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (9359) عن عمرو بن علي الفلاس، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، عن سفيان. خمستهم - المسعودي، وشعبة، وسفيان، وإسرائيل، وشريك - عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، فذكره. * أخرجه أبو داود (5117) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله مسعود، عن أبيه، قال: من نصر قومه، على غير الحق، فهو كالبعير الذي ردي، فهو ينزع بذنبه. موقوف. قلت: أكثر العلماء على عدم سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، إلا حديثا واحدا ليس هذا. الحديث: 7524 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 59 7525 - (د) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، ما العصبية؟ قال: «أن تُعِينَ قَومَكَ على الظُّلْمِ» . [ص: 60] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5119) في الأدب، باب في العصبية، وفي سنده سلمة بن بشر الدمشقي، وابنة واثلة بن الأسقع، لم يوثقهما غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/107) . والبخاري في الأدب المفرد (396) قال: حدثنا زكريا. قال: حدثنا الحكم بن المبارك. وابن ماجة (3949) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، والحكم، وأبو بكر - عن زياد بن الربيع اليحمدي، عن عباد بن كثير الشامي، عن امرأة منهم يقال لها: فسيلة. فذكرته. * وأخرجه أبو داود (5119) قال: حدثنا محمود بن خالد الدمشقي.. قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سلمة بن بشر الدمشقي، عن بنت واثلة بن الأسقع، أنها سمعت أباها يقول: «قلت: يارسول الله ما العصبية؟ قال: أن تعين قومك على الظلم» . قلت: فيه سلمة بن بشر، وبنت واثلة بن الأسقع، لم يوثقهما. غير ابن حبان. الحديث: 7525 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 59 7526 - (د) عمرو بن أبي قرة - رحمه الله - قال: «كان حُذَيفةُ بالمدائن، فكان يذكر أَشياءَ قالها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأُناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة، فيأتون سلمان، فيذكرون له قولَ حذيفة، فيقول سلمان: حذيفةُ أَعْلَمُ بما يقول، فيرجعون إلى حذيفة، فيقولون له: قد ذكرنا قولك لسلمان، فما صَدَّقَكَ ولا كذَّبك، فأتى حذيفةُ سلمانَ وهو في مَبْقَلة، فقال: يا سلمان، ما منعك أن تصدِّقني بما سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال سلمان: إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يغضب فيقول في الغضب لناسٍ من أصحابه، ويرضى فيقول في الرضى لناس من أصحابه، ثم قال لحذيفة: أمَا تَنْتَهي حتى تُورِثَ رجالاً حُبَّ رجال، ورجالاً بغض رجال، وحتى توقع اختلافاً وفُرقَة، ولقد علمتَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطب، فقال: أيُّما رَجُل من أُمَّتي سَبَبْتُه سَبَّة أو لَعَنْتُهُ لَعنَة في غضبي، فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين، فاجْعَلْها عليهم صلاةً يوم القيامة، والله لَتَنْتَهِيَنَّ أو لأكْتُبَنَّ إلى عمر» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4659) في السنة، باب في النهي عن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/437) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (5/439) قال: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني مسعر. والبخاري في الأدب المفرد (234) قال: حدثنا إسحاق بن مخلد، عن حماد بن أسامة، عن مسعر. وأبو داود (4659) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة بن قدامة الثقفي. كلاهما - زائدة، ومسعر - عن عمر بن قيس الماصر، عن عمرو بن أبي قرة، فذكره. الحديث: 7526 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 60 7527 - (م) سفيان الثوري قال: سمعتُ رَجُلاً سأل جابراً الجُعفِي عن قوله تعالى: {فَلَن أَبْرَحَ الأرضَ حتى يَأذَنَ لي أَبي أو يحكُمَ الله [ص: 61] لِي وهو خيرُ الحاكمين} [يوسف: 80] قال جابر: لم يجئْ تأويلها بعدُ، قال سفيان: كذَبَ، قيل لسفيان: ما أراد بهذا؟ فقال: طائفة من الرافضة يقولون: إن عَليّاً في السحاب، فلا تخرج مع من خَرَجَ من ولده حتى يُنادي مُناد من السماء - يريدون علياً - اخرجوا مع فلان، فذلك تأويل هذه الآية عندهم، وكذب جابر، وكذبوا هم، إنما كانت هذه الآية في إِخوة يوسف عليه السلام، وقال تعالى: {وَحَرام على قَرية أَهلَكناهَا أَنَّهُم لا يَرجعون} [الأَنبياء: 95] . أخرجه مسلم في مقدمة كتابه (1) .   (1) رواه مسلم ج 1 / ص 20 في المقدمة، باب بيان أن الإسناد من الدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم في المقدمة (1/20) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، فذكره. الحديث: 7527 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 60 الفصل الرابع: من أي الجهات تجيء الفتن، وفيمن تكون 7528 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «رأسُ الكُفْرِ نَحْو المشرقِ، والفخر والخُيَلاءُ في أهل الخيل والإِبل: الفَدَّادين أهْلِ الوَبَرِ، والسكينةُ في أهل الغنم» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ. وللبخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمان يَمان، والفتنة هاهنا حيث يطلعُ قَرْن الشيطان» . ولمسلم أنه قال: «الإيمانُ يمان، والكفر قبل المشرق، والسكينة في [ص: 62] أهل الغنم، والفخر والرياء في الفدَّادين أهلِ الخيل والوبر» (1) .   (1) رواه البخاري 6 /250 في بدء الخلق، باب خير مال المسلم غنماً يتبع به شعف الجبال، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين، ومسلم رقم (52) في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه، والموطأ 2 /970 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الغنم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 7528 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 61 7529 - (خ م ط ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو على المنبر: «ألا إِن الفتنة هاهنا يشير إلى المشرق من حيث يَطلُعُ قَرْن الشيطان» وفي رواية قال - وهو مستقبل المشرق -: «هَا، إن الفتنة هاهنا - ثلاثاً- وذكره» وفي أخرى أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو مستقبل المشرق - يقول: «ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلُع قرن الشيطان» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري قال: «قام النبي - صلى الله عليه وسلم- خطيباً، فأشار نحو مسكن عائشة، فقال: هنا الفتنة - ثلاثاً - من حيث يطلع قرن الشيطان» . وللبخاري بزيادة في أوله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يَمَننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: هنالك الزلازل والفتن، ومنها يطلع قرن الشيطان» ، وقد اختُلف على ابن عَوْن فيه، فروي عنه مسنداً، وروي عنه موقوفاً على ابن عمر من قوله. [ص: 63] وله في أخرى قال: «رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يشير إلى المشرق، ويقول: ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان» ، ولمسلم قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر من هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان» . وفي أخرى له عن سالم: أنه قال: «يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة، وأركَبكم للكبيرة!! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الفتنة تجيء من هاهنا - وأومأ بيده نحو المشرق- من حيث يطلُعُ قَرْن الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقابَ بعض، وإنما قَتل موسى الذي قَتَلَ من آل فرعون خطأ، فقال الله له: {وَقَتلتَ نَفساً فَنجَّيناكَ من الغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتونا} [طه: 40] » . وفي أخرى له «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قام عند باب حفصة - وقال بعض الرواة: عند باب عائشة - فقال بيده، نحو المشرق: الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان- قالها مرتين أو ثلاثاً» . وأخرج الموطأ الرواية الثانية من أفراد البخاري، وأخرج الترمذي الأولى من أفراد البخاري. وله في أخرى «أنه قام على المنبر، فقال: هاهنا أرضُ الفتن - وأشار إلى المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان» (1) . [ص: 64] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإيمان يمان) أضاف الإيمان إلى اليمن، لأن أصل ظهوره من مكة، والكعبة تسمى: الكعبة اليمانية. (وفتناك فتوناً) : خلّصناك من الفتن والشر، فتن الصائغ الفضة: إذا خلَّصها مما فيها من غيرها.   (1) رواه البخاري 6 / 241 في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الجهاد، باب ما جاء [ص: 64] في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب إليهن من البيوت، وفي الأنبياء، نسبة اليمن إلى إسماعيل، وفي الطلاق، باب الإشارة في الطلاق وفي الأمور، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الفتنة من قبل المشرق "، ومسلم رقم (2905) في الفتن، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان، والموطأ 2 / 975 في الاستئذان، باب ما جاء في المشرق، والترمذي رقم (2269) في الفتن، باب رقم (79) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (603) . وأحمد (2/23) (4754) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/50) (5109) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري قال: حدثنا سفيان. وفي (2/73) (5428) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/111) (5905) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/150) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (7/66) قال: حدثنا قبيصة، وقال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - مالك، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم - عن عبد الله بن دنيار، فذكره. وبلفظ: «ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان» . أخرجه أحمد (2/18) (4679) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/91) (5659) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا ليث. والبخاري (4/100) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا جويرية. وفي (9/. 67) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. ومسلم (8/180) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث (ح) وحدثني محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. وفي (8/181) قال: حدثني عبد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد، كلهم عن يحيى القطان، عن عبيد الله بن عمر. ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، وليث، وجويرية - عن نافع، فذكره. وبلفظ: «ألا إن الفتنة ها هنا - يشير إلى المشرق -من حيث يطلع قرن الشيطان» . أخرجه أحمد (2/23) (4751) و (2/26) (4802) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني عكرمة بن عمار. وفي (2/40) (4980) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: سمعت حنظلة. وفي (2/72) (5410) قال: حدثنا أبو سعيد بن مولى بني هاشم، قال: حدثنا عقبة بن أبي الصهباء. وفي (32/121) (6031) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. عن الزهري. وفي (2/140) (6249) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثنا عقيل، عن ابن شهاب. وفي (2/143) (6302) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حنظلة. وعبد بن حميد (739) قال: حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن محمد. والبخاري (4/220) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (9/67) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري. ومسلم (8/181) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن عكرمة بن عمار. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن سليمان، قال: أخبرنا حنظلة. (ح) وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، وواصل بن عبد الأعلى، وأحمد بن عمر الوكيعي، قالوا: حدثنا ابن فضيل عن أبيه. والترمذي (2268) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. ستتهم - عكرمة بن عمار، وحنظلة، وعقبة، والزهري، وعمر بن محمد، وفضيل بن غزوان - عن سالم بن عبد الله، فذكره. ورواية: «اللهم بارك لنا في شامنا..» . أخرجها أحمد (2/90) (5642) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عطاء. وفي (2/118) (5987) قال: حدثنا أزهر بن سعد أبو بكر بن السمان، قال: أخبرنا ابن عون. والبخاري (9/67) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا أزهر بن سعد، عن ابن عون. والترمذي (3953) قال: حدثنا بشر بن آدم بن بنت أزهر السمان، قال: حدثني أزهر السمان، عن ابن عون. كلاهما - عبد الرحمن بن عطاء، وابن عون - عن نافع، فذكره. * أخرجه البخاري (2/41) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا حسين بن الحسن، قال: حدثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. موقوفا. الحديث: 7529 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 62 7530 - (خ) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من هاهنا جاءتِ الفِتَنُ نحو المشرق، والجَفْاءُ والقَسْوَةُ وغِلَظ القلوب في الفَدَّادين، أهلِ الوَبر عند أصول أذناب الإبل والبقر، في ربيعة ومضر» . أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الجفاء) : الغِلظة والقسوة والصلابة.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه البخاري، وهو عنده 6 / 386 و 387 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وفي الطلاق، باب اللعان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] قلت: في المطبوع أخرجه البخاري، والذي عند البخاري عن أبي هريرة. الحديث: 7530 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 64 الفصل الخامس: في قتال المسلمين بعضهم لبعض 7531 - (خ م د س) الأحنف بن قيس - رحمه الله - قال: «خرجت أنا أريد هذا الرجل، فلقيني أبو بَكرة، فقال: أين تريد يا أحنف؟ قال: قلت: أريد نصرَ ابن عَمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أحنف ارِجعْ، فإنِّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا توَّجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار، قال: فقلت: - أو قيل: - يا رسول الله، هذا القاتل فما بالُ المقتول؟ قال: إنه قد أراد قتل صاحبه» . وفي رواية مختصراً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» . وفي أخرى «إذا المسلمان حَمَلَ أحدهما على أخيه السلاحَ، فهما على جُرف جهنم، فإذا قتل أحدُهما صاحبَه دخلاها جميعاً» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود والنسائي المسنَدَ من الأولى. وأخرجه النسائي أيضاً الرواية الآخرة. [ص: 66] وله في أخرى نحوها، وقال: «فإذا قتل أحدهما الآخر فهما في النار» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (على جرف) جُرف الوادي: الموضع الذي يجرفه السيلُ، أي يهدمه ويخربه فلا يكون له ثبات.   (1) رواه البخاري 1 / 81 في الإيمان، باب {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} ، وفي الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، وفي الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، ومسلم رقم (2888) في الفتن، باب إذا توجه المسلمان بسيفيهما، وأبو داود رقم (4268) في الفتن، باب النهي عن القتال في الفتنة، والنسائي 7 / 125 في تحريم الدم، باب تحريم القتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/43 و 51) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا المعلى بن زياد، ويونس، وأيوب، وهشام والبخاري (1/14 و 9/5) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، ويونس. ومسلم (8/169و 170) قال: حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، ويونس. (ح) وحدثناه أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، ويونس، والمعلى بن زياد. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عبد الرزاق - (من كتابه) ، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وأبو داود (4268) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، ويونس. وفي (4269) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. والنسائي (7/125) قال: أخبرنا أحمد بن فضالة، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن أيوب. (ح) أخبرنا أحمد بن عبدة، عن حماد، عن أيوب، ويونس، والمعلى بن زياد. أربعتهم - المعلى، ويونس، وأيوب، وهشام - عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/46) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة. وفي (5/51) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا المبارك. والنسائي (7/125) قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي المصيصي، قال: حدثنا خلف، عن زائدة، عن هشام. (ح) أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، قال: حدثني قتادة. ثلاثتهم - قتادة، والمبارك، وهشام - عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكره ليس فيه «الأحنف بن قيس» . * وأخرجه البخاري (9/64) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. (ح) وحدثنا سليمان. كلاهما - عبد الله، وسليمان بن حرب- قالا: حدثنا حماد، عن رجل لم يسمه، عن الحسن، قال: خرجت بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرة. فذكره. قال: حماد بن زيد: فذكرت هذا الحديث لأيوب، ويونس بن عبيد، وأنا أريد أن يحدثاني به، فقالا: إنما روى هذا الحديث الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة. وبرواية: «إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما في جرف جهنم، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا» . وفي رواية أبي داود: «إذا أشار المسلم على أخيه المسلم بالسلاح، فهما على جرف جهنم، فإذا قتله خرا جميعا فيها» . أخرجه أحمد (5/41) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (3965) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/124) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. كلاهما - محمد بن جعفر غندر، وأبو داود - عن شعبة، عن منصور، عن ربعي بن خراش، فذكره. * وأخرجه النسائي (7/124) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن أبي بكرة. قال: «إذا حمل الرجلان المسلمان السلاح، أحدهما على الآخر، فهما على جرف جهنم» . «موقوف» . وبلفظ: «إذا اقتتل المسلمان فالقاتل والمقتول في النار» . أخرجه أحمد (5/48) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا سعيد أبو عثمان الشحام في مربعة الأحنف. قال: حدثنا مسلم بن أبي بكرة، فذكره. الحديث: 7531 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 65 7532 - (س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فقتل أحدهما صاحبه، فهما في النار، قيل: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: أراد قتل صاحبه» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 /124 و 125 في تحريم الدم، باب تحريم القتل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/401) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. وفي (4/403) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (4/410) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سليمان. وفي (4/418) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة. وعبد بن حميد (543) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا سليمان التيمي. وابن ماجة (3964) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. والنسائي (7/124) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد، عن سليمان التيمي. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد - وهو ابن هارون - قال: أنبأنا سعيد، عن قتادة. وفي (7/125) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا إسماعيل - وهو ابن علية- عن يونس. ثلاثتهم - يونس بن عبيد، وقتادة، وسليمان التيمي - عن الحسن، فذكره. قلت: الراجح عدم سماع الحسن من أبي موسى الأشعري، فعلى ذلك فهو مرسل. الحديث: 7532 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 66 7533 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُشِيرُ أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان يَنزع في يده، فيقع في حُفرة من النار» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكةَ تَلَعنُهُ» زاد في رواية لم يرفعها: «وإن كان أخاهُ لأبيهِ [ص: 67] وأمِّه» وأخرج الترمذي الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينزع) النزع: الفساد، فنهي عن الإشارة بالحديدة إلى أخيه، خوفاً من أن يتفق من الشيطان فساد في ذلك، فيصيبه بما يؤذيه، فيأثم بتلك الإشارة التي آلت إلى الأذى.   (1) رواه البخاري 13 / 20 و 21 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من حمل علينا السلاح فليس منا "، ومسلم رقم (2617) في البر والصلة، باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم، والترمذي رقم (2163) في الفتن، باب ما جاء في إشارة المسلم إلى أخيه في السلاح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/317) والبخاري (9/62) قال: حدثنا محمد. ومسلم (8/34) قال: حدثنا محمد بن رافع. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد - غير منسوب - ومحمد بن رافع، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن همام، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/256 و505) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن عون ومسلم (8/33) قال: حدثني عمرو الناقد، وابن أبي عمر. قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب. وفي (8/34) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن عون. والترمذي (2162) قال: حدثنا عبد الله بن الصباح العطار الهاشمي. قال: حدثنا محبوب بن الحسن. قال: حدثنا خالد الحذاء والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14436) عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب. وفي (10/14472) عن شعيب بن يوسف، عن يزيد بن هارون، عن ابن عون. (ح) وعن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن يزيد بن هارون، عن ابن عون، وهشام بن حسان. أربعتهم - ابن عون، وأيوب، وخالد الحذاء، وهشام بن حسان - عن محمد بن سيرين، فذكره. * أخرجه الترمذي (2162) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14416) عن قتيبة، ويحيى بن حبيب بن عربي. كلاهما عن حماد بن زيد، عن أيوب ويونس. وفي (10/14472) عن أحمد بن عبدة، عن سليم بن أخضر، عن ابن عون. ثلاثتهم - أيوب، ويونس، وابن عون - عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر نحوه «موقوفا» . * قال أحمد بن حنبل عقب روايته لهذا الحديث (2/256) : لم يرفعه ابن أبي عدي. الحديث: 7533 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 66 7534 - (س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «قِتالُ المسلم كُفْر، وسِبابُهُ فِسْق» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 121 في تحريم الدم، باب قتال المسلم، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/178) (1537) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا والبخاري في الأدب المفرد (429) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن زكريا. وابن ماجة (3941) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن شريك. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (3923) عن ابن منصور، عن أبي همام الدلال، عن إسرائيل. ثلاثتهم - زكريا، وشريك، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن محمد بن سعد، فذكره. * رواية البخاري مختصرة على «سباب المسلم فسوق» . الحديث: 7534 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 67 7535 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «سِبابُ المسلم فُسُوق، وقِتاله كُفْر» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) . [ص: 68] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سباب المسلم فُسوق، وقتاله كفر) قيل: هذا محمول على من سَبَّ مسلماً أو قاتله من غير تأويل، وقيل: إنما قال ذلك على جهة التغليظ، لا أن قتاله كفر يُخرج عن الملة.   (1) رواه البخاري 13 / 22 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "، وفي الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وفي الأدب، باب ما ينهى من السباب واللعن، ومسلم رقم (64) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "، والترمذي رقم (2636) في الإيمان، باب ما جاء في أن سباب المؤمن فسوق، والنسائي 7 / 122 في تحريم الدم، باب قتال المسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (104) قال: حدثنا الفضيل بن عياض. والبخاري (8/18) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/58) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. والنسائي (7/122) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9299) عن محمد بن المثنى، عن غندر، عن شعبة. ثلاثتهم - الفضيل، وشعبة، وسفيان - عن منصور. 2- وأخرجه أحمد (1/385) (3647) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/433) (4126) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (1/19) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة. وفي الأدب المفرد (431) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/57) قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان، وعون بن سلام، قالا: حدثنا محمد بن طلحة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (1983) (2635) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/122) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9243) عن عمرو بن علي، عن ابن أبي عدي، عن شعبة. ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، ومحمد بن طلحة - عن زبيد بن الحارث. 3- وأخرجه أحمد (1/411) (3903) (1/454) (4345) قال: حدثنا عفان. والنسائي (7/122) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. كلاهما - عفان، وأبو داود- قالا: حدثنا شعبة، قال: زبيد، ومنصور، وسليمان أخبروني. 4- وأخرجه أحمد (1/439) (4178) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، وزبيد. 5- وأخرجه البخاري (9/63) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثني أبي. ومسلم (1/58) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (69) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3939) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس. ثلاثتهم - حفص بن غياث، وشعبة، وعيسى بن يونس - عن الأعمش. ثلاثتهم - منصور، وزبيد، وسليمان الأعمش - عن شقيق أبي وائل، فذكره. * أخرجه النسائي (7/122) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن منصور. (ح) وأخبرنا محمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش. كلاهما - منصور، والأعمش - عن أبي وائل، قال: قال عبد الله: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» . «موقوف» . * قال زبيد: قلت لأبي وائل مرتين: أأنت سمعته من عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم. وبلفظ: «قتال المسلم آخاه كفر، وسبابه فسوق» . أخرجه أحمد (1/417) (3957) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/460) (4394) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان. والترمذي (2634) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا عبد الحكيم بن منصور الواسطي. والنسائي (7/122) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. أربعتهم - أبو عوانة، وشيبان، وعبد الحكيم، وجرير بن حازم - عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله، فذكره. وبلفظ: «سباب المسلم أخاه فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه» . أخرجه أحمد (1/446) (4262) قال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبي: حدثك علي بن عاصم، قال: حدثنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، فذكره. * أخرجه النسائي (7/121، 122) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق. (ح) وأخبرنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق. (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزعراء. كلاهما - أبو إسحاق، وأبو الزعراء - عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر «موقوف» . * قال شعبة -في رواية يحيى بن حكيم - فقال له- يعني لأبي إسحاق أبان -: يا أبا إسحاق، أما سمعته إلا من أبي الأحوص؟ فقال: بل سمعته من الأسود وهبيرة. الحديث: 7535 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 67 7536 - (خ) سعيد بن جبير - رحمه الله - قال: «خرج علينا عبد الله بنُ عمر رضي الله عنه، فرَجوْنا أن يُحَدِّثنا حديثاً حَسناً، فبادَرَنا إليه رجل يقال له: حكيم، فقال: يا أبا عبد الرحمن، حدِّثْنا عن القتال في الفتنة وعن قوله تعالى: {وقاتِلُوهُم حتَّى لا تكونَ فِتْنةٌ} [البقرة: 193] قال: وهل تدري ما الفتنةُ؟ ثَكِلِتْكَ أُمُّكَ، إنَّما كان محمد - صلى الله عليه وسلم- يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فِتنَة، وليس كقتالكم على المُلْكِ» أخرجه البخاري (1) .   (1) 13 / 39 و 40 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الفتنة من قبل المشرق "، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله} ، وفي تفسير سورة الأنفال، باب قوله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/70) (5381) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (2/94) (5690) قال: حدثنا هشام بن سعيد، قال: حدثنا خالد يعني الطحان. والبخاري (6/79) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وفي (9/68) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7059) عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي، عن خالد. (ح) وعن عبدة بن عبد الله، عن سويد بن عمرو الكلبي، عن زهير. كلاهما - زهير، وخالد الطحان - عن بيان، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، فذكره. الحديث: 7536 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 68 7537 - (خ ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 69] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا ترجعوا بعدي كُفَّاراً) قال الخطابي: له تأويلان، أحدهما: أنه أراد بالكفر: المتكفِّرين في السلاح، أي: المستترين فيه، وأصل الكفر: الستر وقيل: معناه: لا ترجعوا بعدي فرقاً مختلفة يقتل بعضكم بعضاً، فتشبهون الكفار، يريد أن الكفار يقتل بعضهم بعضاً لعداوتهم، بخلاف المسلمين، فإنهم مأمورون بحقن دمائهم، وأن لا يقتل بعضهم بعضاً، وقيل: هم أهل الرِّدَّة الذين قتلوا في زمن أبي بكر - رضي الله عنه -.   (1) هذا الحديث سقط من المطبوع، وقد رواه الترمذي رقم (2194) في الفتن، باب ما جاء لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وقد رواه البخاري أيضاً 13 / 25 في الفتن، باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/230) (2036) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (2/215) وفي خلق أفعال العباد (39 و50) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثني يحيى بن سعيد. وفي (9/63) قال: حدثنا أحمد بن إشكاب، قال: حدثنا محمد بن الفضيل. والترمذي (2193) قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - ابن نمير، ويحيى، ومحمد بن فضيل - عن فضيل بن غزوان، عن عكرمة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7537 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 68 7538 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ترِجعوا بعدي كُفَّاراً يضربُ بعضُكم رِقابَ بعض» أخرجه أبو داود والنسائي. وزاد النسائي في رواية أخرى: «ولا يُؤخَذُ الرَّجلُ بجنايَةِ أبيهِ ولا جِنايَةِ أخيهِ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4686) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، والنسائي 7 / 136 في تحريم الدم، باب تحريم القتل، ورواه البخاري 13 / 22 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "، ومسلم رقم (66) في الإيمان، باب بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه النسائي (7/126) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا شريك. وفي (7/127) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. كلاهما - شريك، وأبو بكر - عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، فذكره. وفي رواية أبي بكر بن عياش: عن عبد الله. ولم ينسبه. * قال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل. * أخرجه النسائي (7/127) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (7/127) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا يعلى. كلاهما - أبو معاوية ويعلى - عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره مرسلا. الحديث: 7538 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 69 7539 - (س) عبد الله بن مسعود (1) - رضي الله عنهما - أن رسول الله [ص: 70] صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ترِجعوا بعدي كُفَّاراً يضربُ بعضكُم رِقابَ بعض، ولا يؤخذُ الرجلُ بجريرَةِ أبيه، لا جرَيرةِ أخيه» في أخرى: «لا تَرِجعوا بعدي ضُلاَّلاً، يَضْرِبُ بعضكم رقابَ بعض» أخرجه النسائي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بجريرة) الجريرة: الجناية والذنب الذي يفعله الإنسان فيطالب به.   (1) في المطبوع: عبد الله بن عباس، وهو خطأ. (2) 7 / 127 في تحريم الدم، باب تحريم القتل، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/127) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، فذكره. وقال أيضا في (7/127) : أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، فذكره مرسلا وقال: هذا الصواب. وقال أيضا: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، فذكره مرسلا. الحديث: 7539 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 69 7540 - (خ م س) جرير [بن عبد الله البجلي]- رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: «استَنْصِتْ لِيَ الناسَ، ثم قال: لا ترجعوا بعدي كُفَّاراً، يضربُ بعضكم رِقابَ بعض» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استنصتُّ القوم) : إذا قلت لهم: أنصتوا، أي: اسكتوا لتستمعوا.   (1) رواه البخاري 13 / 25 في الفتن، باب " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "، وفي العلم، باب الإنصات للعلماء، وفي المغازي، باب حجة الوداع، وفي الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، ومسلم رقم (65) في الإيمان، باب بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "، والنسائي 7 / 127 و 128 في تحريم الدم، باب تحريم القتل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/358) قال: حدثنا حجاج. وفي (4/363) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/366) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (1927) قال: أخبرنا أبو الوليد، وحجاج. والبخاري (1/41) قال: حدثنا حجاج. وفي (5/224) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (9/3) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (9/63) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (1/58) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3942) والنسائي (7/127) قال ابن ماجة: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3236) عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان، عن عبد الرحمن بن مهدي. سبعتهم - حجاج، ومحمد بن جعفر، وعبد الرحمن، وأبو الوليد، وحفص، وسليمان، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة، قال: أخبرني علي بن مدرك، قال: سمعت أبا زرعة، فذكره. الحديث: 7540 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 70 7541 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يقول: «اللهمَّ لا تجعل قَتْلي بيد رجل صلّى لك سَجْدَة واحِدَة، يُحاجُّني بها عِندكَ يومَ القِيامَةِ» أخرجه الموطأ (1) . [ص: 71] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يحاجُّني) المحاجَّة: المخاصمة والمجادلة وإظهار الحجة.   (1) 2 / 461 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1017) عن زيد بن أسلم، فذكره. الحديث: 7541 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 70 7542 - (د) عبد الرحمن بن سُمير (1) قال: «كنتُ آخذاً بيد ابن عمرَ رضي الله عنه في طريق من طُرُقِ المدينةِ، إذ أتَى على رأس منصوب، فقال: شَقِيَ قاتِلُ هذا، فلما أن مضى، قال: وما أرى هذا إلا قد شِقِيَ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من مَشَى إلى رجل من أمتي ليقتله، فليقل هكذا، فالقاتل في النار، والمقتول في الجنة» أخرجه أبو داود (2) .   (1) ويقال له: ابن سميرة، ويقال: ابن أبي سميرة، ويقال: ابن سمرة، ويقال: ابن سبرة، ويقال: ابن سمية. (2) رقم (4260) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وعبد الرحمن بن سمير لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الدارقطني: تفرد به أبو عوانة عن رقبة بن مصقلة، عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن بن سمير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/96) (5708) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن رقبة. وفي (2/100) (5754) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4260) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا أبو عوانة، عن رقبة بن مصقلة. (ح) قال أبو داود: قال لي الحسن بن علي. حدثنا أبو الوليد - يعني بهذا الحديث- عن أبي عوانة، عن رقبة بن مصقلة. كلاهما - رقبة بن مصقلة، وسفيان - عن عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن سميرة، فذكره. * في رواية الحسن بن علي. قال أبو الوليد: هو في كتابي «ابن سبرة» وقالوا: ابن سمرة، وقالوا: سميرة. قلت: فيه عبد الرحمن بن سميرة، لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 7542 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 71 7543 - () سالم -[مولى عبد الله بن عمر]- رحمه الله - أن رَجُلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن قتل مُحْرِم بَعوضاً؟ فقال: «يا أهل العراق ما أسأَلَكُم عن الصغيرةِ، وأجْرأَكم على الكبيرةِ! يَقْتُلُ أحدُكم من الناس ما لو كان لي عَدَدُهم سُبُحات لرأيت أنه إسراف، وإنَّا كنَّا نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فنزلنا منزِلاً، فنامَ رجل من القوم، فَفَزَّعَهُ رجل، فَسَمِعَ ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لا يحلُّ لمسلم تَفزِيعُ مِسْلم» . أخرجه ... (1) . [ص: 72] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (البعوض) : صغار البق.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه مسلم بمعناه مختصراً وقد تقدم برقم (7529) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين، وقد تقدم بمعناه برقم (7529) . الحديث: 7543 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 71 الفصل السادس: في القتال الحادث بين الصحابة والتابعين رضي الله عنهم والاختلاف قتل عثمان رضي الله عنه 7544 - (ت) ابن أخي عبد الله بن سلام قال: لما أريد عثمان - رضي الله عنه- جاء عبد الله بن سلام، فقال له عثمان: ما جاء بك؟ قال: جئت في نُصْرتك، قال: اخرج إلى الناس فاطردُهمْ عني، فإنَّك خارجاً خير لي منك داخلاً، قال: فخرج عبد الله بن سَلامَ، فقال: أيُّها الناسُ، إنه كان اسمي في الجاهلية فلاناً، فَسمَّاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله، ونزل فيَّ آيات من كتاب الله، نزل فيَّ {وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بني إسرائيل على مثله فآمَنَ واسْتَكْبَرْتُم إنَّ اللهَ لا يهدي القَوْمَ الظَّالمينَ} [الأحقاف: 10] ونزلت فيَّ {قُلْ كَفى باللهِ شَهِيداً بَيني وبَيْنَكُم ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتابِ} [الرعد: 43] إنَّ لله سَيْفاً مَغْمُوداً عنكم، وإن الملائِكَةَ قد جاوَرَتْكم في بَلِدكم هذا الذي نزل فيه نَبِيُّكُم، فاللهَ الله في هذا الرُجل أن تقتلوه، فواللهِ لَئِن [ص: 73] قَتَلتُمُوه لَتَطْرُدُنّ جيرانَكُم الملائكةَ، ولَتَسُلُّنَّ سَيْفَ الله المغمودَ عنكم فلا يُغْمَد إلى يوم القيامة، قال: فقالوا: اقتلوا اليَهودِيَّ، واقْتُلُوا عثمان. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (3253) في التفسير، باب ومن سورة الأحقاف، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3256 و 3803) قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي، قال: حدثنا أبو محياة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي عبد الله بن سلام، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث عبد الملك بن عمير. الحديث: 7544 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 72 7545 - (خ) نافع [مولى عبد الله بن عمر]- رضي الله عنهما - أن رُجلاً أتى ابن عمرَ، فقال: «يا أبا عبد الرحمن، ما حَمَلك على أن تَحُجَّ عاماً، وتَعْتَمِرَ عاماً، وتترُكَ الجهاد في سبيلِ الله، وقد عملتَ ما رَّغبَ الله فيه؟ قال: يا ابن أخي، بُني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاةِ الخمس، وصيام رمضان، وأداءِ الزَّكاةِ، وحجِّ البيت، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسْمَعُ ما ذكر الله في كتابه: {وإنْ طَائِفَتان مِنَ المؤْمِنينَ اقْتَتَلوا} - إلى قوله - {إلى أمْرِ اللهِ} [الحجرات: 9] ، وقال: {وقاتِلوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فتْنَةٌ} [البقرة: 193] قال: فَعَلْنَا على عَهْدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكان الإسلام قليلاً، فكان الرجلُ يُفتَنُ فيِ دينه، إمَّا قتَلوه، وإما عذَّبوه، حتى كَثُرَ الإسلامُ، فلم تكن فِتنةٌ، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أمَّا عثمان: فكان الله عفا عنه، وأمَّا أنتم: فكرِهْتم أن تَعْفُوا عنه، وأما علي: فابنُ عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وخَتَنُهُ - وأشار بيده - فقال: هذا بيته [ص: 74] حيث تَرَوْنَ» وفي رواية: «أنَّ رَجُلاً جاءهُ، فقال: يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله عز وجل في كتابه؟ {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ... } إلى آخر الآية، فما يمنعك أن تقاتل كما ذكر الله عز وجل في كتابه، فقال: يا ابن أخي، أَغْتَرُّ - وفي نسخة: أُعَيَّرُ – بهذه الآية، ولا أقاتِلُ، أحبُّ إليَّ من أن أَغْتَرَّ بالآية التي يقول الله عز وجل: {ومَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً ... } إلى آخرها [النساء: 93] قال: فإن الله عز وجل يقول: {وقَاتِلوهم حتى لا تكونَ فِتْنةٌ} ، قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر الحديث، وفيه: «فلما رأى أنه لا يوافِقه فما يريد، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ ... » الحديث أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 137 و 138 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} ، وفي سورة الأنفال، باب قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: البخاري في تفسير سورة الأنفال (التفسير 168) عن الحسن بن عبد العزيز، عن عبد الله بن يحيى المصري، عن حيوة، عن بكر بن عمرو المعافري، وقال: في تفسير البقرة (التفسير (2/30) تعليقا عقيب حديث عبد الوهاب عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب، أخبرني فلان، وحيوة بن شريح. كلاهما - عن بكر بن عمرو ... فذكر نحوه. كلاهما - عن بكير، عن نافع، فذكره ... فلان. قيل: إنه ابن لهيعة. الحديث: 7545 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 73 وقعة الجمل 7546 - (خ) عبد الله بن زياد قال: «لما سَارَ طلحةُ والزبيرُ وعائشةُ - رضي الله عنهم- إلى البصرة، بعثَ عليُّ عمارَ بن ياسر وحَسَناً، فقدِما علينا الكوفة، فصعِدا المنبر، وكان حسنُ بن علي في أعلاه، وعمَّار أسفل منه، فاجتمعْنا إليهما، فسمعتُ عَمَّاراً يقول: إنَّ عائشةَ قد سارت إلى البصرة، والله إنَّها لَزَوْجَةُ نبيِّكم في الدنيا والآخِرَة، ولكنَّ الله ابتلاكم لِيَعْلَمَ إيَّاه تُطيعون، أمْ هِيَ؟» أخرجه البخاري، وفي أخرى له عن شقيق قال: «لما [ص: 75] بعثَ عليٌّ عمَّاراً والحسنَ بن علي إلى الكوفة ليستَنْفِرَهُم، خَطَبَ عمارُ، فقال: إني لأَعلمُ أنَّها زوجةُ نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم- في الدُّنيا والآخرة، ولكنَّ الله ابتلاكم بها، لينظر إيَّاه تَتَّبعونَ، أو إيَّاها؟» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ليستنفرهم) استنفر الناس: دعاهم إلى أن ينفروا معه إلى نصرته ودفع عدوه.   (1) رواه البخاري 7 / 83 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الفتن (18/2) عن عبد الله بن محمد، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين. والترمذي في المناقب (135: 11) عن بندار، عن ابن مهدي، عن أبي بكر بن عياش، نحوه سمعت عمارا يقول: هي زوجته في الدنيا الآخرة. وقال: حسن صحيح. كلاهما عن عبد الله بن زياد، فذكره. (تحفة الأشراف 7/476) . الحديث: 7546 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 74 7547 - (خ) شقيق بن عبد الله قال: «دخلَ أبو موسى وأبو مسعود على عمارِ حيث أتى الكوفة ليستَنْفِرَ الناسَ، فقالا: ما رأينا منك أمراً منذ أسْلَمْتَ أكرهَ عندنا من إسْراعِكَ في هذا الأمر؟ فقال: ما رأيتُ منكما أمراً منذ أسلمتما أكرهَ عندي من إبطائِكما عن هذا الأمر، قال: ثم كساهما حُلَّة» . وفي أخرى قال: «كنتُ جالساً مع أَبي موسى وأبي مسعود وعمار، فقال أبو مسعود: مَا مِن أصحابِكَ من أحد إلا لو شِئْتُ لقلت فيه، غيرَك، وما رأيتُ مِنكَ شيئاً منذ صحبتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أعيبَ عندي من اسْتِسْراعِكَ في هذا الأمر؟ فقال عمار: يا أبا مسعود، وما رأيتُ منك ولا من صَاِحبِك هذا شيئاً منذ صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعيبَ عندي من إِبطائِكما في هذا الأمر، فقال أبو مسعود - وكان موسراً - يا غلام! هاتِ حُلَّتَيْنِ، فأعطى إحداهما أبا موسى، والأخرى عماراً، وقال: روحا فيهما إلى [ص: 76] الجمعة» أخرجه البخاري (1) .   (1) 13 / 47 - 50 في الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة رضي الله عنها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الفتن (19: 2) عن بدل بن المحبر عن شعبة، عن عمرو بن مرة و (19: 3) عن عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، كلاهما عن شقيق بن سلمة، فذكره.. الحديث: 7547 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 75 7548 - (د) قيس بن عباد - رحمه الله - قال: قلت لِعَلي: «أخبِرني عن مَسيرِك هذا، أعَهْد عَهِدَهُ إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، أم رأي رأيتَه؟ قال: ما عَهِدَ إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشيء؟ ولكنَّه رأي رأَيتُه؟» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4666) في السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، وفيه عنعنة الحسن البصري. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4666) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، قال حدثنا بن علية، عن يونس عن الحسن. فذكره قلت: فيه عنعنة الحسن. الحديث: 7548 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 76 الخوارج 7549 - (م د) زيد بن وهب [الجهني]- رضي الله عنه -: أنه كان في الجَيْشِ الذينَ كانُوا مع عليّ، الذينَ سارُوا إلى الخَوارج - فقال عليٌّ: «أيُّها الناسُ: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يَخرجُ قوم من أُمَّتي، يقرؤون القُرْآنَ، ليس قِراءَتُكُم إلى قِراءَتِهم بشيء، ولا صلاتُكُم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامُكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآنَ يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تُجاوِزُ صلاتُهم تراقيَهمُ، يَمْرُقُون من الإسلام كما يمرُق السَّهم من الرَّمِيَّة، لو يعلم الجيشُ الذين يصيبونهم ما قُضِيَ لهم على لسان نبيهم - صلى الله عليه وسلم- لَنَكَلُوا عن العمل، وآية ذلك: أن فيهم رجُلاً له عَضَد، ليس له ذراع، على عَضُدِهِ مثلُ حَلمَة الثَّدْي، عليه شَعَرات بيض، فتذهبون إلى [ص: 77] معاويةَ وأهلِ الشام، وتتركون هؤلاء يَخْلُفونكم في ذراريكم وأموالكم؟ والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القومَ، فإنَّهم قد سفكُوا الدَّمَ الحرامَ، وأغاروا في سَرْحِ الناسِ، فَسيروا. قال سلمةُ بن كُهيل: فَنَزَّلَني زيد بن وهب منِزلاً (1) ، حتى قال: مَرَرْنا على قنطرة، فلما التقينا - وعلى الخوارج يومئذ: عبد الله بن وهب الراسبي - فقال لهم: ألقُوا الرِّماحَ، وسُلُّوا سيوفكم من جُفُونها، فإني أخاف أن يناشدوكم، كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا فوَّحشوا برِماحِهم وسَلُّوا السُّيُوفَ، وشَجَرُهُم الناسُ برماحهم، قال: وقُتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يؤمئذ إلا رجلان، فقال عليٌّ: التمسوا فيهم المخدَج، فالتمسوه، فلم يجدوه، فقام عليٌّ بنفسه، حتى أتى ناساً، قد قُتل بعضهم على بعض، قال: أخِّرُوهم، فوجدوه مما يلي الأرضَ، فكَّبر ثم قال: صدق الله، وبلَّغ رسولُهُ، قال: فقام إليه عَبيدةُ السَّلْمانيُّ، فقال: يا أمير المؤمنين، آلله الذي لا إله إلا هو، لَسمعتَ هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استَحْلَفه ثلاثاً وهو يحلف له» أخرجه مسلم وأبو داود. [ص: 78] وفي أخرى لأبي داود عن أبي الوَضِيء قال: قال عليٌّ: «اطلبوا المخدَج ... » فذكر الحديث واستَخْرَجوه من تحت قتلَى في الطين، قال أبو الوضيء: فكأني أنظر إليه، حَبَشِي عليه قُريطِق له، إحدى يديه مثل ثَدي المرأة، عليها شُعَيْرات مثل الشُّعَيْراتِ التي تكون على ذَنبِ اليَرْبوع. قال أبو مريم: إنْ كان ذلك المخدج لمعَنا يومئذ في المسجد، نُجالسه بالليل والنهار، وكان فقيراً، ورأيته مع المساكين يشهد طعام عليٍّ مع الناس، وقد كَسَوُته بُرنُساً لي، قال أبو مريم: وكان المخدَج يسمَّى نافِعاً، ذا الثُدَيَّة،، وكان في يده مثل ثدي المرأة، على رأسه حَلَمة مثل حلمةِ الثدي، عليه شُعيرات مثلُ سُبالة السِّنَّوْر (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تراقيهم) التراقي: جمع تُرْقُوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق. (الرمِيَّة) : ما يرمى من صيد أو نحوه، قال الخطابي: وقد أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، ورأوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم، وأجازوا شهادتهم، وسُئِل عنهم علي بن أبي طالب، فقيل: «أكفارٌ هم؟ قال: مِنَ الكفر فرُّوا، فقيل: فمنافقون هم؟ قال: [ص: 79] إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً، وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلاً، قيل: من هم؟ قال: قوم أصابتهم فتنة فعموا وصمّوا» قال الخطابي: فمعنى قوله - صلى الله عليه وسلم-: «يمرقون من الدين» أراد بالدِّين: أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة، وينسلخون منها، والله أعلم. (نكلت) عن العمل أنكل: إذا فترتَ عنه وجبُنتَ عن فعله. (وآية ذلك) الآية: العلامة التي يستدل بها. (جفون السيوف) : أغمادها. (وَحَّشْتُ بِسِلاحي) وبثوبي: إذا رميتَ به وألقيته من يدك. (التشاجر بالرماح) : التطاعن بها، وشجره برمحه: إذا طعنه. (المخدَج) الناقص، والخِداج: النقص. (قُريطق) تصغير قَرْطَق، وهو شبيه بالقباء، فارسي معرب. (ذو الثُّدَيَّة) تصغير الثنْدُوَة، بتقدير حذف الزائد الذي هو النون، لأنها من تركيب الثدي، وانقلاب الياء فيها واواً لضمة ما قبلها. (السَّبَالَةُ) : الشارب، والجمع السِّبال، والهاء في «سبالة» لتأنيث اللفظة.   (1) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا في معظم النسخ، وفي نادر منها: " منزلاً منزلاً "، وكذا ذكره الحميدي في الجمع بين " الصحيحين "، وهو وجه الكلام، أي: ذكر لي مراحلهم بالجيش منزلاً منزلاً حتى بلغ القنطرة التي كان القتال عندها. (2) رواه مسلم رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج، وأبو داود رقم (4768) و (4769) و (4770) في السنة، باب في قتال الخوارج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (3/114) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. أبو داود (4768) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد الله بن أحمد 1/91 (706) قال: حدثنا أحمد بن جميل أبو يوسف، قال: أخبرنا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية. كلاهما - عبد الزراق، ويحيى بن عبد الملك - عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، قال: حدثني زيد بن وهب الجهني. فذكره. الحديث: 7549 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 76 7550 - (م) عبيد الله بن أبي رافع - مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- «أن الحَرُورَّية لمَّا خرجت على عليِّ بن أبي طالب، فقالوا: لا حُكمَ إلاَّ لله، قال عليّ: كلمة حق أُريدَ بها باطل، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وصفَ لنا ناساً، إني [ص: 80] لأعْرِفُ صفتهم في هؤلاءِ، يقولون الحقَّ بألسنتِهم، لا يجاوزُ هذا منهم - وأشار إلى حَلْقِهِ - مِن أبْغَضِ خلق الله إليه، منهم أسْودُ، في إحدى يديه طُبْيُ شَاة، أو حَلَمةُ ثدي، فلما قتلهم علي بن أبي طالب، قال: انظروا، فنظروا، فلم يجدوا شيئاً، فقال: ارجعوا، فوالله ما كذَبتُ ولا كُذِبتُ - مرتين أو ثلاثاً - ثم وجدوه في خَربة فأتَوا به، حتى وَضعُوهُ بين يَدِيْهِ، قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقولِ عليِّ فيهم» زاد في رواية: قال ابن حُنين: «رأيتُ ذلك الأسودَ» . أخرجه مسلم، هذا الحديث أفرده الحميديُّ في كتابه عن الذي قبله وجعله حديثاً مفرداً، وهو رواية منه، وذلك بخلاف عادته في جميع روايات الحديث، وحيث أفرده اتبعناه، وتركنا الأولى، ولعله قد أدرك منه معنى اقتضى له أن يفرده (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطُّبْيُ) : لذوات الحافر والسباع كالضرع لغيرها، وقد يكون لذوات الخف.   (1) رواه مسلم رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (3/116) قال: حدثني أبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره الحديث: 7550 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 79 7551 - (م) عَبيدة بن عمرو [السلماني] عن علي - رضي الله عنه [ص: 81] أنه ذكر الخوارج فقال: «فيهم رجل مُخْدَج اليَد، أو مَثْدُونَ اليد، أو مُودَنُ اليد، لولا أن تَبْطَروا لَحَدَّثتكم بما وعدَ الله الذين يقتلونَهُم على لسانِ محمد - صلى الله عليه وسلم-، قال: فقلتُ: أنتَ سمعتَ هذا من محمد - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي، وربِّ الكعبة - قالها ثلاثاً -» أخرجه مسلم، وهذا الحديث أيضاً أخرجه الحميدي مفرداً، وهو رواية من روايات الحديث الأول (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مثدون اليد) روي «مثدون اليد» و «مُثْدَن اليد» ومعناهما: صغير اليد مجتمعها، بمنزلة ثُندُوة الثدي، وأصله: مثند، فقدمتِّ الدال على النون. (أو مودَن اليد) رجل مُودَن ومودون اليد، أي: صغيرها وناقصها، من قولهم: أوْدَنتُ الشيء إذا نقصتَه، وودنته فهو مُودَنٌ ومودُون.   (1) رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الزكاة (49: 4) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، كلاهما عن إسماعيل بن عليه و (49: 4) عن قتيبة، عن حماد بن زيد. و (49: 4) عن محمد بن أبي بكر المقدسي، عن ابن علية، وحماد بن زيد، كلاهما عن أيوب و (49: 5) عن محمد بن مثني، عن ابن أبي عدي، عن ابن عون، كلاهما عن محمد بن سيرين، وأبو داود في السنة (31: 1) عن محمد بن عبيد، ومحمد بن عيسى، كلاهما عن حماد، وابن ماجة فيه «السنة المقدمة» (12: 1) عن أبي بكر بن أبي شيبة. كلهم عن عبيدة بن عمرو السلماني، فذكره. (تحفة الأشراف (7/430) . الحديث: 7551 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 80 7552 - (خ م د س) - سويد بن غفلة قال: قال عليّ - رضي الله عنه -: «إذا حدَّثْتكُم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حَديثاً، فواللهِ لأنْ أخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أكذبَ عليه. وفي رواية: من أنْ أقولَ عليه ما لم يَقُل، وإذا حَدَّثْتكُم فيما بيني وبينَكم، فإن الحرْب خَدْعَة، وإني سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: سيخرُجُ قوم [ص: 82] في آخِرِ الزَّمانِ حُدَثَاءُ الأسنانِ، سُفهاءُ الأحلام، يقولون من قول خير البرَّيةِ، يقرؤون القُرآن، لا يجاوِزُ إيمانُهم حَنَاجِرَهُمْ، يمرُقُون من الدِّين كما يمرُقُ السَّهمُ من الرَّميةِ، فأينما لِقَيْتمُوهم فاقتلُوهُم، فإنَّ في قَتْلِهم أجراً لمن قَتَلَهُم عندَ الله يومَ القيامةِ» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود. وأخرجه النسائي قال: قال علي: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يخرج قوم في آخرِ الزَّمان ... وذكر الحديث» . وهذا الحديث أيضاً: يجوز أن يكون من جملة روايات الحديث الأول، فإنه أيضاً في صفة الخوارج (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أَخر) خرّ من السطح يَخِر: إذا وقع، وكلُّ من سَقَطَ من موضع عالٍ فقد خرّ. (حُدثاء الأسنان) أي: شباب لم يكبروا حتى يعرفوا الحق. (سفهاء الأحلام) الأحلام: العقول، والسفه: الخِفةُ في العقلِ والجهلُ.   (1) رواه البخاري 9 / 86 في فضائل القرآن، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي استتابة المرتدين، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، ومسلم رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج، وأبو داود رقم (4767) في السنة، باب في قتال الخوارج، والنسائي 7 / 119 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/81) (616) و (1/113) (912) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/131) (1086) قال: حدثنا وكيع. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (4/224 و 6/243) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (9/21) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (3/113 و 114) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعبد الله بن سعيد الأشج. جميعا عن وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي وأبو بكر بن نافع. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (4767) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (7/119) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. ستتهم - أبو معاوية، ووكيع، وسفيان، وحفص بن غياث، وعيسى، وجرير - عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، فذكره. الحديث: 7552 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 81 7553 - (خ م ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - من رواية أبي سلمة وعطاء بن يسار، أنهما أتيَا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحرُورَّية، هل سمعتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكرها؟ قال: لا أدريَ مَنِ الحروريةُ؟ ولكني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يخرج في هذه الأمَّةِ - ولم يقل: منها - قوم، تَحقِرونَ صَلاتَكُم مع صلاتِهِم، يقرؤون القرآن، لا يجاوِزُ حُلُوقَهم - أو حَناجِرَهُم - يمرُقُونَ من الدِّين مُرُوق السَّهْمِ من الرَّمِيةِ، فينظر الرامي إلى سهمِهِ، إلى نَصْله، إلى رِصَافِهِ، فيتمارَى في الفُوَقة: هل عَلِق بها من الدم شيء؟» . وفي رواية أبي سَلَمةَ والضَّحَّاك الهَمْداني: أن أبا سعيد الخدري قال: «بينما نحن عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَقْسِم قَسْماً، أتاه ذو الخُوَيَصِرة - وهو رجل من بني تَميم - فقال: يا رسولَ الله، اعدِلْ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ويلَكَ، ومن يَعْدِلُ إذا لم أعْدِلْ؟ - زاد في رواية: قد خِبْتُ وَخسِرْتُ إن لم أعْدِلْ - فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي فيه فَأضرِب عنقه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعْهُ، فإن له أصْحَاباً يحقِر أحَدُكم صلاتَه مع صلاتِهِم، وصيامه مع صيامهم» زاد في رواية «يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقُون من الإسلام. وفي رواية: من الدِّين - كما يمرق السهمُ الرَّمِيةِ، ينظر أحدهم [ص: 84] إلى نصلِه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رِصافِه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نَضِيَّه فلا يوجد فيه شيء - وهو القِدْح - ثم ينظر إلى قُذَذه فلا يوجد فيه شيء، سبقَ الفَرْثَ والدَّم، آيتهُمْ: رجل أسودُ، إحدى عضديه - وفي رواية: إحدى يديه - مثلُ البَضْعة تَدَردَرُ، يخرجون على حين فُرْقةِ من النَّاس» قال أبو سعيد: «فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأشهد أن علي بن طالب قاتلهم وأنا معه، فأمرَ بذلك الرجلِ، فالتُمِسَ فوِجدَ، فأُتِيَ به حتى نَظَرتُ إليه على نَعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي نعتَ» . قال الحميدي: ألفاظ الرواة عن الزهري متقاربة، إلا فيما بَيَّنَا من الزيادة. وفي أخرى: قال أبو سعيد: «بعث علي- رضي الله عنه - وهو باليمن إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بذُهَيْبَة في تُرْبتها، فَقَسَمَها بين أربعة: الأقرعِ بن حابس الحْنظَلي، ثم أحدِ بَني مُجاشِع، وبين عُيَيْنَةَ بن بدر الفزاري، وبين عَلْقمة بن عُلاثَةَ العامري، ثم أحدِ بني كلاب، وبين زيد الخيل الطائي، ثم أحد بني نَبْهان، فتغضَّبتْ قريش والأنصار، فقالوا: يُعطيه صناديدَ أهل نجد ويَدُعنا؟ قال [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] : إنما أتألَّفُهم، فأقَبَل رجل غائرُ العينين، ناتئُ الجبين كَثّ اللحية، مشرفُ الوَجنتين، محلوق الرأْس، فقال: يا محمد، اتق الله، فقال: فمن يطيع الله، إذا عَصيْتُه؟ أفيأمنني على أهل الأرض، ولا تأمنوني؟ [ص: 85] فسأل رجل من القوم قتلَه - أُراه خالد بن الوليد - فمنعه، فلما ولَّى، قال: إن من ضِئضيء هذا قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرُقون من الإسلام مُروقُ السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويَدَعون أهل الأوثان، لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل عاد» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم نحوه بزيادة ألفاظ، وفيها «بِذُهَيْبَة في أديم مَقْروظ، لم تُحَصَّل من ترابها - وفيها - والرابع: إما علقمة بن عُلاثة، وإما عامر بن الطفيل - وفيها - ألا تأمنوني وأنا أمين مَنْ في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً - وفيها - فقال: يا رسول الله، اتق الله، فقال: ويلك! أولستُ أحقَّ أهل الأرض أن يتقَي الله؟ قال: ثم ولَّى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله: ألا أضرب عنقه؟ فقال: لا، لعلّه أن يكونَ يصلي، قال خالد: وكم من مصلِّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لم أُومَرْ أن أُنَقِّبَ عن قلوب الناس، ولا أُشقَّ بطونهم، قال: ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ، فقال: إنَّه يخرج من ضِئْضِي هؤلاء قوم يتلون كتاب الله رَطْباً، لا يجاوز حناجرهم، يمرُقون من الدين كما يمرق السَّهم من الرمية، قال: أظنه قال: لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل ثمود» . وفي رواية «فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا، فقام إليه خالد سيف الله، فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا» . [ص: 86] وفي رواية البخاري أنه قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يخرج فيكم قوم تَحْقِرون صلاتَكم مع صلاتهم، وصيامَكم مع صيامهم، وعملَكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن، لا يجاوز حَناجرهم، يمرُقون من الدِّين كما يمرُق السهم من الرمية، ينظر في النَّصْل فلا يرى شيئاً، وينظر في القِدْح فلا يرى شيئاً، وينظر في الريش فلا يرى شيئاً، ويتمارى في الفُوق» . وللبخاري طرف منه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يخرج ناس من قِبل المشرق يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرُقون من الدِّين كما يمرُق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فُوقه، قيل: ما سِيماهم؟ قال: سيماهم التحليق - أو قال: التَّسْبيدُ» . ولمسلم في أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذكر قوماً يكونون في أمته، يخرجون في فُرقة من الناس، سيماهم التحالق، قال: هم شرُّ الخلق - أو من أشَرِّ الخلق - يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق، قال: فَضَرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لهم مثلاً - أو قال قولاً - الرجل يرمي الرمية - أو قال: الغرض - فينظر في النصل فلا يرى بَصيرة، وينظر في الفُوق فلا يرى بصيرة، قال أبو سعيد: وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق» . وله في أخرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تمرُق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أَوْلى الطائفتين بالحق» . [ص: 87] وفي أخرى: وذكر فيه «قوماً يخرجون على فُرقة مختلفة، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق» . وأخرج الموطأ الرواية الأولى من أفراد البخاري وقال: «تحقِرون صلاتَكم مع صلاتهم، وصيامَكم مع صيامهم، وأعمالَكم مع أعمالهم» . وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثالثة التي فيها ذكر «الذهيبة» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قِدْح) القِدْح: السهم قبل أن يعمل فيه الريش والنصل، وقبل أن يُبْرَى. (الرِّصاف) : العَقبُ الذي يكون فوق مدخل النصل في السهم، واحدها: رَصَفة، بالتحريك. (التماري) : تفاعل من المرية: الشك، والمراد: الجدال. (الفُوقة) والفُوق: موضع وقوع الوَتر من السهم. (النَّضِيُّ) بالضاد المعجمة - بوزن النقيِّ: القِدْحُ أول ما يكون قبل [ص: 88] أن يعمل، ونَضِيُّ السهم: ما بين الريش والنصل، ونِضْو السهم: قِدْحه، وهو ما جاوز الريش إلى النصل، وقيل: النضي: نَصْل السهم، والمراد به في الحديث: ما بين الريش والنصل. (الفَرْثُ) : السِّرجين وما يكون في الكَرِش. (البَضْعة) : القطعة من اللحم. (تَدَرْدَرُ) التدردر: التحرُّك والترجرج مارّاً أو جائياً. (الذُّهَبْيَة) : تصغير الذهب، وهو في الأصل مؤنث، والقطعة منه ذهبة، فلمَّا صُغرَ أضاف إليه الهاء، كما يقال في تصغير قوس: قوَيسة، وفي تصغير قدر: قديرة. (الأديم) : المقروظ المدبوغ بالقَرظ. (الصناديد) : جمع صنديد، وهو السيد الشريف. (التألُّف) : الإيناس والتحبب، والمراد: لأحبِّب إليهم الإسلامَ وأزيل نفورهم منه. (الضِئْضِئ) بالهمز: الأصل، والمراد: يخرج من صُلبه ونَسله. (أُنَقِّبُ) التنقيب: التفتيش. (مُقَفٍّ) قفّى الرجلُ الرجلَ يقفِّي، فهو مقفٍّ: إذا أعطاك قفاه وولى. [ص: 89] (التسبيد) : حلق الشعر واستئصاله، وقيل: هو ترك التدهن وغسل الرأس. (التحليق) والتحالق: حلق شعر الرأس، وهو تفاعل منه، كأن بعضهم يحلق بعضاً. (الغرض) : الهدف. (البَصِيرة) الدليل والحجة الذي يستدل به، لأن الدليل يوضح المعنى ويُحققِّه، فكأن صاحبه يبصر به، والبصيرة: هو شيء من الدم يستدل به على الرمية.   (1) رواه البخاري 9 / 86 في فضائل القرآن، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الأدب، باب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وفي استتابة المرتدين، باب قتال الخوارج، وباب من ترك قتال الخوارج للتألف وأن لا ينفر الناس عنه، ومسلم رقم (1064) في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، والموطأ 1 / 204 و 205 في القرآن، باب ما جاء في القرآن، وأبو داود رقم (4764) في السنة، باب في قتال الخوارج، والنسائي 5 / 87 في الزكاة، باب في المؤلفة قلوبهم، وفي تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (144) . وأحمد (3/60) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (6/244) . وفي «خلق أفعال العباد» (22) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي «خلق أفعال العباد» (22) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في «فضائل القرآن» (114) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن القاسم. (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن القاسم. أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، وابن القاسم - عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. 2- أخرجه أحمد (3/33) وابن ماجة (169) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد، وأبو بكر - قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا محمد بن عمرو. 3 - وأخرجه أحمد (3/56) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (3/65) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (4/243) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/47) قال: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي. وفي (9/21) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (3/112) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، وأحمد بن عبد الرحمن الفهري، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4421) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر. أربعتهم - معمر، وشعيب، والأوزاعي، ويونس - عن الزهري. ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عمرو، والزهري - عن أبي سلمة، فذكره. * أخرجه البخاري (9/21) . ومسلم (3/112) قالا: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: أخبرني محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، وعطاء بن يسار، فذكراه. (*) في رواية الأوزاعي. وحرملة بن يحيى، وأحمد بن عبد الرحمن: عن أبي سلمة، والضحاك الهمداني. (*) جاءت الروايات مطولة ومختصرة. 1 - أخرجه أحمد (3/4) قال: حدثنا محمد بن فضيل. والبخاري (5/207) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (3/110) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/111) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا ابن فضيل. وابن خزيمة (2373) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا ابن فضيل. ثلاثتهم - ابن فضيل، وعبد الواحد، وجرير - عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة. 2 - وأخرجه أحمد (3/31) قال: حدثنا وكيع «ابن الجراح» قال: حدثنا أبي. وفي (3/68 و 72 و73) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والبخاري (4/166 و 6/84) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (9/155) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (3/110) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو الأحوص. وأبو داود (4764) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (5/87) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص. وفي (7/118) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا الثوري. ثلاثتهم - الجراح، وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وأبو الأحوص - عن سعيد بن مسروق. كلاهما - عمارة، وسعيد - عن عبد الرحمن بن أبي نعم، فذكره. - وبلفظ: «يخرج ناس من قبل المشرق، ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ... » . أخرجه أحمد (3/64) قال: حدثنا عفان. والبخاري (9/189) قال: حدثنا أبو النعمان. كلاهما - عفان، وأبو النعمان - قالا: حدثنا مهدي بن ميمون، قال: سمعت محمد بن سيرين، يحدث عن معبد بن سيرين، فذكره. وبلفظ: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر قوما يكونون في أمته ... » . أخرجه أحمد (3/5) . ومسلم (3/113) قال: حدثني محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد، وابن المثنى - قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي نضرة، فذكره. وبلفظ: «تمرق مارقة عند المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق» . أخرجه أحمد (3/25) قال: حدثنا يحيى، عن عوف. وفي (3/32 و 48) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا القاسم بن الفضل. وفي (3/45) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان، قال: أخبرنا القاسم بن الفضل. ومسلم (3/113) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا القاسم - وهو ابن الفضل الحداني -. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة عن قتادة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود. وأبو داود (4667) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا القاسم بن الفضل. أربعتهم - عوف، والقاسم، وقتادة، وداود - عن أبي نضرة، فذكره. الحديث: 7553 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 83 7554 - (د) أبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سيكونُ في أمتي اختلاف وفُرقة، قوم يُحسِنُون القيل، ويسيئونَ الفعل، يقرَؤونَ القرْآن، لا يجاوز تَراقيهم، يمْرُقون من الدِّين كما يمْرُق السهم من الرَّمية، ثم لا يرجعونَ حتى يرتدْ على فُوقِهِ، هُمْ شر الخلق، طُوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منه في شيء، مَن قاتلهم كان أولى بالله منهم، قالوا: يا رسول الله، ما سيماهم؟ قال: التحليق» . وفي رواية عن أنس نحوه قال: «سيماهم التحليق والتسبيد، فإذا رأيتموهم فأنِيموهم» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 90] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القيل) : هو القول. (الإنامة) : القتل، يقال: ضربه فأنامه: إذا قتله.   (1) رقم (4765) في السنة، باب في قتال الخوارج، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1 - أخرجه أحمد (3/224) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (4765) قال: حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، ومبشر بن إسماعيل. ثلاثتهم - أبو المغيرة، والوليد، ومبشر - عن الأوزاعي. 2 - وأخرجة أحمد (3/197) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح. وأبو داود (4766) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن ماجة (175) قال: حدثنا بكر بن خلف، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - رباح، وعبد الرزاق - عن معمر. كلاهما - الأوزاعي، ومعمر - عن قتادة، فذكره. رواية معمر عن قتادة عن أنس فقط:، ومختصرة. الحديث: 7554 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 89 7555 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يقولون من خير قول البرية، يمرُقون من الدين كما يمرُق السهم من الرمية» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2189) في الفتن، باب في صفة المارقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/404) (3831) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. وابن ماجة (168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن عامر بن زرارة. والترمذي (2188) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. أربعتهم - يحيى بن أبي بكير، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن عامر، وأبو كريب - قالوا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7555 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 90 7556 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أتى رجل بالجِعْرانة - مُنْصَرفَنا من حنين - وفي ثوب بلال فِضة، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَقْبِضُ منها ويعطي الناس، فقال: يا محمد، اعدل، فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال: معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمداً يْقُتلُ أصحابه، إنَّ هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّةِ» . أخرجه مسلم. وأخرجه البخاري قال: «بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقسم غنيمة بالجعْرانَةِ [ص: 91] إذ قال له رجل: أعدل، فقال: لقد شَقِيتُ إن لم أَعْدِلْ» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 172 في فرض الخمس، باب من الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعة فتحلل من المسلمين، ومسلم رقم (1063) في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (1271) . والبخاري في «الأدب المفرد» (774) قال: حدثنا علي. وابن ماجة (172) قال: حدثنا محمد بن الصباح. ثلاثتهم - الحميدي، وعلي، وابن الصباح - عن سفيان بن عيينة. 2 - وأخرجه أحمد (3/353) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: أخبرنا أبو شهاب. وفي (3/354) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. ومسلم (3/109) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أخبرنا الليث. وفي (3/110) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي في «فضائل القرآن» (112) قال: أخبرنا عيسى بن حماد، قال: حدثنا الليث. وفي (113) قال: الحارث بن مسكين- قراءة عليه وأنا أسمع - عن يوسف بن عمرو، عن ابن وهب، عن مالك. خمستهم - أبو شهاب، وإسماعيل، والليث، والثقفي، ومالك - عن يحيى بن سعيد. 3 - وأخرجه أحمد (3/354) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا معاذ بن رفاعة. 4 - وأخرجه مسلم (3/110) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني قرة بن خالد. أربعتهم - ابن عيينة، ويحيى بن سعيد، ومعاذ بن رفاعة، وقرة بن خالد - عن أبي الزبير، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (3/332) قال: حدثنا أبو عامر العقدي. والبخاري (4/111) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. كلاهما - العقدي، ومسلم بن إبراهيم - قالا: حدثنا قرة بن خالد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 7556 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 90 7557 - (م) - أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ بعدي من أَمَّتى - أو سيكون بعدي من أُمتي - قوم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حَلاقِيمَهم، يَخرجون من الدِّين كما يخُرجُ السهم من الرَّمِيَّةِ، ثم لا يعودون فيه، هم شَرُّ الخَلْق والخَلِيقَةِ» . قال ابن الصامت: فلقيتُ رافع بن عمرو الغفاري [أخا الحكم الغفاري قلتُ: ما حديث سمعتُهُ من أبي ذر كذا وكذا؟] فذكرت له هذا الحديث؟ فقال: وأنا سمعُتهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الخَلْق والخليقة) اسمان بمعنى: وهم الخلائق كلُّهم، وقيل: الخلق: الناس، والخليقة: الدواب والبهائم.   (1) رقم (1067) في الزكاة، باب الخوارج شر الخلق والخليقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/31) قال: حدثنا بهز، وأبو النضر، وعفان. وفي (5/31) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2439) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ومسلم (3/116) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. وابن ماجة (170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. ستتهم - بهز، وأبو النضر، وعفان، وعبد الله بن مسلمة، وشيبان، وأبو أسامة - عن سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. الحديث: 7557 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 91 7558 - (س) شريك بن شهاب قال: كنتُ أتمَّنى أن ألقى رجُلاً من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، أسأله عن الخوارج، فلقيتُ أبا بَرزَةَ في يوم عيد في نَفَر من أصحابه، فقلتُ له: هل سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر الخوارج؟ [ص: 92] قال: «نعم، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأْذنيَّ، ورأيتُهُ بِعَيْنيَّ، أُتِيَ رسولُ الله بمال، فَقَسمه، فأعطى مَنْ عن يمينه، ومَنْ عن شماله، ولم يُعطِ مَنْ وراءه شيئاً، فقام رجل من ورائه، فقال: يا محمد، ما عدلتَ في القسمة - رجل أسودُ مطمومُ الشَّعر، عليه ثوبان أبيضان - فغضب رسولُ الله غضباً شديداً وقال: والله لا تجدون بعدي رجلاً هو أعدل مني، ثم قال: يخرج في آخر الزمان قوم، كأنَّ هذا منهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرُقُون من الإسلام كما يمْرُقُ السّهم من الرمية، سيماهم التحليقُ، لا يزالون يخرجون حتى يخرجَ آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقيتموهم هم شَرُّ الخَلْق والخَلِيقَةِ» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مطموم الشعر) كثيره، قد طَمَّ رأسه، أي: غطاه، والطمُّ: الشيء الكثير.   (1) 7 / 119 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/421 و 425) قال: حدثنا عفان. وفي (4/424) قال: حدثنا عبد الصمد، ويونس. والنسائي (7/119) قال: أخبرنا محمد بن معمر البصري الحراني، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. أربعتهم - عفان، وعبد الصمد، ويونس، وأبو داود الطيالسي - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن شريك بن شهاب، فذكره. (*) قال أبو عبد الرحمن النسائي - رحمه الله -: شريك بن شهاب ليس بذلك المشهور. الحديث: 7558 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 91 7559 - (خ م) يسير بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قلتُ لسهل بن حُنيف: هل سمعتَ النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول في الخوارج شيئاً؟ قال: سمعتُهُ يقول: - وأهوى بيده قِبَلَ العراق - «يخرج منه قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرُقون من الإسلام مُروق السهم من الرمية» . [ص: 93] وفي رواية قال: «يَتِيُه قَوم قِبل المشرق، محلَّقَة رؤوسهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 12 / 269 في استتابة المرتدين، باب من ترك قتال الخوارج للتألف، ومسلم رقم (1068) في الزكاة، باب الخوارج شر الخلق والخليقة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/486) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا حزام بن إسماعيل العامري. والبخاري (9/22) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (3/116) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (3/117) قال: حدثناه أبو كامل، قال: حدثنا عبد الواحد. والنسائي في «فضائل القرآن» (115) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، عن محمد بن فضيل. أربعتهم - حزام، وعبد الواحد، وعلي، وابن فضيل - عن أبي إسحاق الشيباني، قال: حدثنا يسير بن عمرو، فذكره. الحديث: 7559 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 92 7560 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه ذكر الحرورَّية، فقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يمرقون من الإسلام مروقَ السَّهم من الرمية» أخرجه البخاري (1) .   (1) 12 / 257 في استتابة المرتدين، باب قتل الخوارج والملحدين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في استتابة المرتدين (6: 3) عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، عن عمر بن محمد، عن أبيه «محمد بن زيد» ، فذكره. «تحفة الأشراف» (6/40) . الحديث: 7560 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 93 أمر الحَكَمْين 7561 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «دخلتُ على حَفْصَةَ - وَنَوَساتُها تَنْطِفُ - قلت: قد كان من أمر الناس ما تَرَيْنَ، فلم يُجْعَلْ لي من الأمر شيء، فقالت: الحقْ، فإنهم ينتظرونك، وأخشى أن يكونَ في احتباسِك عنهم فُرقة، فلم تَدَعْهُ حتى ذهبَ، فلما تفرَّق الناس خَطَبَ معاويةُ، فقال: من كان يريدُ أن يتكلمَ في هذا الأمر فَلْيُطْلِعْ لنا قَرْنه، فَلَنَحْنُ أحقُّ به منه ومِنْ أبيه، قال حَبيب بن مَسْلَمةَ: فَهَلاَّ أجَبْتَه؟ قال عبد الله: فَحَللْتُ حَبوَتي، وهَمَمْتُ أنْ أَقولَ: أحقُّ بهذا الأمر منك من قَاتَلَك وأباك على الإسلام، فخشيتُ أن أقولَ كلمة تُفَرِّق بين الجمع [ص: 94] وتَسْفِكُ الدَّمَ، ويُحْمَلُ عنّي غيرُ ذلك، فذكرتُ ما أعدَّ الله تعالى في الجنان قال حَبِيب: حُفِظْتَ وعُصِمتَ» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قَرنُ الإنسان) : جانب رأسه.   (1) 7 / 309 و 310 في المغازي، باب غزوة الخندق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (30: 12) عن إبراهيم بن موسى، عن هشام، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، وعن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر، فذكره. وقال بعده: قال محمود، عن عبد الرزاق: ونوساتها. «تحفة الأشراف» (9/397) . الحديث: 7561 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 93 أيام ابن الزبير 7562 - (خ) أبو المنهال قال: «لما كان ابنُ زياد بالبَصْرَةِ، ومَرْوَانُ بالشام، ووثَبَ ابنُ الزبير بمكةَ، ووثبَ القُرَّاءُ بالبصرة، انطلق أبي إلى أبي بَرزةَ الأسلمي، وذهبْتُ معه، فدخلنا عليه في داره وهو جالس في ظِلِّ علِّيَّة له من قَصَب، فجلسنا إليه، فجعل أبي يستطعمُهُ الحديث، فقال: يا أبا برَزةَ، ألا ترى إلى ما وقع فيه الناسُ؟ فأولُ شيء سمعتُهُ يتكلَّمُ به أنْ قال: إني أحتَسِبُ عند الله أني أصبحتُ ساخطاً على أحياءِ قُرَيش، إنكم يا معشر العرب كنتم على الحال التي قد عَلِمْتم، من القِلّة والذّلَّةِ والضَّلالة، وإن الله أنقذكم بالإسلام، وبمحمد عليه السلام، حتى بلغ بكم ما ترون، وهذه الدنيا التي أفْسَدَتْ بينكم، إن ذلك الذي بالشام، والله إنْ يقاتلُ إلاَّ على الدنيا» . أخرجه البخاري. [ص: 95] وزاد رَزين «والذي بمكة إنْ يقاتلُ إلا على الدنيا» . وزاد في رواية للبخاري: أنه سمع أبا برزةَ قال: «إنَّ الله نَعشَكُمْ بالإسلام وبمحمد- صلى الله عليه وسلم-» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (استطعمته) الحديث: إذا جاريته فيه وجذبته إليك ليحدِّثك.   (1) رواه البخاري 13 / 63 في الفتن، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه، وفي الاعتصام، في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الفتن (22: 2) عن أحمد بن يونس، عن أبي شهاب الحناط. وفي الاعتصام (1: 4) عن عبد الله بن الصباح، عن معتمر بن سليمان. كلاهما عن عوف، عن أبي المنهال سيار بن سلامة الرياحي، فذكره. «تحفة الأشراف» (9/14) . الحديث: 7562 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 94 7563 - (خ) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله -: أن ابنَ عمر «أتاه رُجلان في فِتنةِ ابنِ الزُّبير، فقالا: إن الناس صَنَعُوا ما ترى، وأنت ابن عمر، وصاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أنَّ الله حرَّم عَلَيَّ دمَ أخي المسلم، قالا: ألَم يَقُلِ الله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ [ويكونَ الدِّينُ كلُّه لله] } [الأنفال: 39] ؟ فقال ابن عمر: قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدِّين لغير الله» أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 137 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/32) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (6/78) قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز، قال: حدثنا عبد الله بن يحيى، قال: حدثنا حيوة، عن بكر بن عمرو، عن بكير. كلاهما - عبيد الله بن عمر، وبكير بن عبد الله الأشج - عن نافع، فذكره. الحديث: 7563 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 95 7564 - (م) أبو نوفل قال: رأيتُ عبد الله بن الزُّبَير عَلى عَقَبَة المدينة، فجعلتْ قَرَيْش تمرُّ عليه والناس، حتى مرَّ عليه عبد الله ابنُ [ص: 96] عمر، فوقَفَ عليه عبد الله، فقال: السلام عليك أبا خُبَيْب، السلام عليك أبا خُبَيْب السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا، ثلاثاً [أما] والله إن كنتَ ما علمتُ: صَوَّاماً قوَّاماً وَصُولاً للرَّحِم، أما والله لأُمَّة أنت أشرُّها لأُمَّة سوء (1) ، ثم نفذَ عبد الله بن عمر، فبلغ الحجَّاجَ موقِفُ عبد الله وقولُه، فأرسل إليه، فأُنْزِلَ عن جذْعه، فأُلقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أُمه أسماءَ بنت أبي بكر، فأبَتْ أن تأتِيَه، فأعاد عليها الرسولَ: لتأتينِّي، أو لأبعثنَّ إليكِ من يَسْحَبُكِ بقرونك، قال: فأبت، وقالت: والله لا آتيك حتى تبعثَ إليَّ من يسحَبُني بقروني، قال: فقال: أروني سِبْتَيَّ، فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذَّفُ، حتى دخل عليها، قال: كيف رأيتني صنَعتُ بَعَدُوِّ الله؟ قالت: رأيتُكُ أفسدتَ عليه دنياه، وأفْسَدَ عليك آخرتَكَ، بلغني أنكَ تقولُ: يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَيْن، أنا والله ذاتُ النطاقين، أمَّا أحدُهما: فكنتُ أرفع به طعامَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وطعامَ أبي من الدواب، وأما الآخر: فَنِطاق المرأة الذي لا تستغني عنه، وأما إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حَدَّثنا: أن في ثقيف كذَّاباً ومُبيراً، فأما الكذَّابُ: فرأيناه، وأما المبيرُ: فلا إخَالُكَ إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يُراجِعْها. أخرجه مسلم (2) . [ص: 97] وزاد رزين: وقال: " دخلت لأُخبرها فخبَّرتني ". [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (قرون) المرأة: ضفائرها، واحدها: قَرْن. (سِبتَيَّ) السِّبْتِيَّان: النعلان، وأصله من السِّبْت، وهي جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ تُعمل منها النعال، كأنها نُسِبَتْ إليها، وقيل: هو من السبِّت: حَلق الشعر، لأن شعر الجلود يرمى عنها، ثم يُعمل منها النِّعال. (يَتوَذَّفُ) مشى يتوذَّف، أي: يتبختر، وقيل: يُسرِع.   (1) كذا في الأصل: لأمة سوء، وفي نسخ مسلم المطبوعة: لأمة خير، قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في كثير من نسخنا: لأمة خير، وكذا نقله القاضي عن جمهور رواة " صحيح مسلم " وفي أكثر نسخ بلادنا: لأمة سوء، ونقله القاضي عن رواية السمرقندي، قال: وهو خطأ وتصحيف. (2) رقم (2545) في فضائل الصحابة، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (7/190) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن إسحاق الحضرمي، قال: أخبرنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل، فذكره. الحديث: 7564 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 95 ذكر بني مروان 7565 - (خ) سعيد بن عمرو بن العاص قال: كنتُ مع مَرْوَانَ وأبي هريرة في مسجد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسمعتُ أبا هريرة يقول: سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقول: «هَلاَكُ أُمَّتي على يَدَيْ أُغَيْلِمة (1) من قريش، فقال مروان: غِلْمة، قال أبو هريرة: إن شئتَ أن أُسَمِّيَهم بني فلان وبني فلان» أخرجه البخاري (2) . وفي رواية: قال عمرو بن يحيى بن سعيد: أخبرني جَدّي قال: كنتُ جالساً مع أبي هريرة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة، ومَعنا مروان، [ص: 98] فقال أبو هريرة: سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقول: «هَلَكَةُ أُمَّتي على يَدِيْ غِلمة من قُريْش، قال مروان: لعنةُ الله عليهم [غِلَمة] ؟ فقال أبو هريرة: لو شئتُ أن أقولَ: بنو فلان لَفَعَلْتُ، قال: فكنت أخرج مع جدّي سعيد إلى الشام، حين مَلَكه بنو مروان، فإذا رآهم غلماناً أحداثاً، قال لنا: عسى هؤلاء الذين عَنى أبو هريرة، فقلت: أنتَ أعلم» هذه الرواية ذكرها رزين (3) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الصادق المصدوق) هو النبي - صلى الله عليه وسلم-، صَدَقَ في قوله وما أخبر به، وصُدِّق فيما جيء به إليه من الوحي. (أُغَيْلِمة) تصغير: أغلمة في التقدير، وإن لم يجئ هذا اللفظ، استغناء عنه بِغلمة في جمع غلام.   (1) وفي بعض النسخ: غلمة. (2) 13 / 7 و 8 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: هلاك أمتي على أيدي أغيلمة سفهاء، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام. (3) رواية رزين هذه رواها أيضاً البخاري في الفتن، باب: هلاك أمتي على أيدي أغيلمة سفهاء. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/324) قال: حدثنا روح. والبخاري (4/242) قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي. وفي (9/60) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ثلاثتهم - روح بن عبادة، وأحمد بن محمد، وموسى بن إسماعيل - عن أبي أمية، عن عمر بن يحيى بن سعيد بن العاص الأموي. قال: أخبرني جدي سعيد بن عمرو بن سعيد، فذكره. الحديث: 7565 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 97 ذكر الحجاج 7566 - (خ ت) الزبير بن عدي قال: «دَخَلْنا على أنس بن مالك فَشَكَوْنا إليه ما نَلْقى من الحجاج، فقال: اصبرُوا، لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شَرّ منه، حتى تلقَوْا ربَّكم، سمعتُ هذا من نبيكم» أخرجه البخاري والترمذي (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 17 و 18 في الفتن، باب لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، والترمذي رقم (2207) في الفتن، باب رقم (35) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/117) قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا مالك بن مغول. وفي (3/132 و 177) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وفي (3/179) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (3/261) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا مالك بن مغول. والبخاري (9/61) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2206) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. كلاهما - مالك بن مغول، وسفيان الثوري - عن الزبير بن عدي، فذكره. الحديث: 7566 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 98 7567 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «في ثقيف كذَّاب ومُبِير» أخرجه الترمذي (1) . قال الترمذي: ويقال: الكذاب: المختار بن أبي عبيد، والمبير: الحجاج بن يوسف. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المبير) : المهلك، من البوار: الهلاك.   (1) رقم (2221) في الفتن، باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير، حديث صحيح وهو جزء من حديث مسلم الذي تقدم رقم (7564) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/26) (4790) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/87) (5607) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (2/91) (5644) قال: حدثنا حجاج، وأسود بن عامر. وفي (2/92) (5665) قال: حدثنا هاشم. والترمذي (2220 و 3944) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا الفضل بن موسى. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن واقد. سبعتهم - وكيع، وأبو كامل، وحجاج، وأسود، وهاشم، والفضل بن موسى، وعبد الرحمن بن واقد عن شريك، عن عبد الله بن عصم، فذكره. * قال وكيع: وقال إسرائيل: ابن عصمة، قال وكيع: هو ابن عصم. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك. الحديث: 7567 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 99 7568 - (ت) هشام بن حسان قال: «أُحصِي ما قَتلَ الحجاجُ صبراً، فَوُجِدَ مائة ألف وعشرين ألفاً» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (صبراً) قتلته صَبراً: إذا حبستَه على القتل، فكل من قتل في غير حرب ولا اختلاس - كمن يضرب عنقه، أو يحبس إلى أن يموت، أو يصلب، أو نحو ذلك من هيئات القتل - فهو مقتول صبراً.   (1) رقم (2521) في الفتن، باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير، وإسناده إلى هشام بن حسان صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي تحت حديث (2220) وقال: حدثنا أبو داود سليمان بن سلم البلخي، قال: أخبرنا النضر بن شميل، عن هشام بن حسان، فذكره. الحديث: 7568 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 99 أحاديث متفرقة 7569 - (خ) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: «وَقَعَتِ الفِتْنَةُ الأولى - يعني مقتلَ عثمان - فلم يبق من أصحاب بدر أحد، ثم وقعت الفتنة [ص: 100] الثانية - يعني الحرةَ - فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد، ثم وقعت الفتنة الثالثة، فلم ترتفع وبالناس طَباخ» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طَباخ) أصل الطباخ: القوَّة والسِّمَن، ثم استعمل في غيره، فقيل: فلان لا طَباخ له، أي: لا عقل له ولا خير عنده، المراد: أنها لم تبق في الناس من الصحابة أحداً.   (1) تعليقاً 7 / 250 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو نعيم في المستخرج من طريق أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري نحوه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] لم أقف عليه. الحديث: 7569 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 99 7570 - (خ م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «احصوا لي كم يَلْفِظُ الإسلامَ؟ فقلنا: يا رسولَ الله أتخافُ علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: إنكم لا تدرون، لعلكم أن تُبْتَلوْا، فَابتُلينا، حتى جعل الرجل منَّا لا يُصَلِّي إلا سِراً» . أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري أنه قال: «اكتبوا لي من يلفظ بالإسلام من الناس، فكتبنا له ألفاً وخمسمائة رجل، فقلنا: أتخاف ونحن ألف وخمسمائة، فقد رأيتُنا ابتلينا، حتى إن الرجلَ ليصلي وحده وهو خائف» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 125 في الجهاد، باب كتابة الإمام الناس، ومسلم رقم (149) في الإيمان، باب الاستسرار بالإيمان للخائف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه أحمد (5/384) . ومسلم (1/91) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب. وابن ماجة (4029) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3338) عن هناد. ستتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب، وعلي، وهناد - عن أبي معاوية. 2 - وأخرجه البخاري (4/87) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. 3 - وأخرجه البخاري (4/87) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. ثلاثتهم - أبو معاوية، وسفيان، وأبو حمزة - عن الأعمش، عن شقيق، فذكره. الحديث: 7570 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 100 7571 - (خ م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيَرِدَنَّ على حوضي أقوام، ثم يَخْتَلِجون، فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» أخرجه البخاري ومسلم (1) . وسيجيء في ذكر الحوض من «كتاب القيامة» في حرف القاف أحاديث كثيرة تتضمن أمثال هذا الحديث. [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يختلجون) خَلَجَه يخلِجه خَلْجاً، واختلجه، أي: جذبَه وانتزعه.   (1) رواه البخاري تعليقاً 11 / 409 في الرقاق، باب الحوض، قال: وقال حصين عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصله مسلم رقم (2297) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/388) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (5/393) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم. وفي (5/400) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم -. ومسلم (7/68) قال: حدثناه سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: أخبرنا عبثر (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن فضيل. أربعتهم - عبد العزيز، وهشيم، وعبثر، وابن فضيل - عن حصين، عن أبي وائل، فذكره. الحديث: 7571 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 101 7572 - (خ) المسيب بن رافع - رحمه الله - قال: لقِيتُ البراءَ، فقلتُ: «طوبى لك، صحبت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثناه بعده» أخرجه البخاري (1) .   (1) 7 / 346 في المغازي، باب غزوة الحديبية. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (5/159) قال: حدثني أحمد بن إشكاب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7572 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 101 7573 - (خ) خلف بن حوشب - رحمه الله - قال: كانوا يستحبُّون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن: الحربُ أولُ ما تكون فَتيَّة ... تسعى بزينتها لكلِّ جَهُولِ [ص: 102] حتى إذا اشتعلتْ وشَب ضِرامها ... وَلَّتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ حليلِ شَمطاءُ يُنكَرُ لونُها وتغيَّرت ... مكروهة للشمِّ والتقبيلِ أخرجه البخاري (1) . ترجمة الأبواب التي أولها فاء ولم ترد في حرف الفاء (الفيء) في كتاب الجهاد من حرف الجيم. (الفقر) في كتاب الزهد من حرف الزاي. (الفطرة) في كتاب الزينة من حرف الزاي. (الفَرَع) في كتاب الطعام من حرف الطاء.   (1) ذكره البخاري تعليقاً 13 / 40 في الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، قال الحافظ في " الفتح ": وصله البخاري في " التاريخ الصغير " عن عبد الله بن محمد المسندي عن سفيان بن عيينة عن خلف بن حوشب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الفتن باب الفتنة التي تموج كموج البحر. وقال الحافظ في «الفتح» (13/53) : وصله البخاري في «التاريخ الصغير» عن عبد الله بن محمد المسندي، حدثنا سفيان بن عيينة. وقال أيضا: والمحفوظ أن الأبيات المذكورة لعمرو بن معد يكرب الزبيدي، كما جزم به أبو العباس المبرد في «الكامل» . الحديث: 7573 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 101 بسم الله الرحمن الرحيم حرف القاف ويشتمل على تسعة كتب كتاب القَدَر، كتاب القناعة، كتاب القضاء، كتاب القتل، كتاب القصاص، كتاب القسامة، كتاب القِراض، كتاب القصص، كتاب القيامة الكتاب الأول: في القدر ، وفيه عشرة فصول الفصل الأول: في الإيمان بالقَدَرْ 7574 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمنَ عبد، حتى يؤمنَ بالقدر خَيرِه وَشَرِّه من الله، وحتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطِئَه، وأن ما أخطأه لم يكن لِيُصِيبَهُ» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 104] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القدر والقضاء) قال الخطابي - رحمه الله -: قد يحسب كثير من الناس: أن معنى القدر من الله والقضاء: معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وما قدَّره، ويتوهم أن قوله - صلى الله عليه وسلم-: «فحجَّ آدمُ موسى» من هذا الوجه، وليس كذلك، وإنما معناه: الإخبار عن تقدُّم علم الله بما يكون من أفعال العباد واكتسابهم، وصدورها عن تقدير منه، وخَلق لها خيرها وشرِّها، والقدر: اسم لما صدر مُقَدَّراً عن فعل القادر، كالهدْم، والنشر، والقبض: أسماء لما صدر من فعل الهادم، والناشر، والقابض، يقال: قَدَرت الشيء، وقدَّرته - خفيفة وثقيلة - بمعنى واحد، والقضاء في هذا: معناه: الخلق، كقوله تعالى: {فقضاهنَّ سبع سماوات في يومين} [فصلت: 12] أي: خلقهن، وإذا كان الأمر كذلك، فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم: أفعالهم واكتسابهم، ومباشرتهم تلك الأمور، وملابستهم إياها عن قصد وتعمُّدٍ، وتقدُّم إرادة واختيار، فالحجة إنما تلزمهم بها، واللائمة تلحقهم عليها، وجماع القول في هذا: أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس، والآخر: بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما، فقد رام هدمَ البناء ونقضه، وإنما كان موضع الحجة لآدم عليه السلام على موسى عليه السلام: أن الله سبحانه كان قد علم من آدم أنه يتناول الشجرة، ويأكل منها، فكيف [ص: 105] يمكنه أن يردَّ علم الله فيه، وأن يبطله بعد ذلك؟ وبيان هذا في قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} [البقرة: 30] فأخبر قبل كون آدم أنما خلقه للأرض، وأنه لا يتركه في الجنة حتى ينقله عنها إليها، وإنما كان تناوله الشجرة سبباً لوقوعه إلى الأرض التي خلق لها، وليكون فيها خليفة ووالياً على من فيها، وإنما أدلى آدم بالحجة على هذا المعنى، ودفع لائمة موسى عن نفسه، ولذلك قال: «أتلومني على أمر قد قدَّره الله عليَّ من قبل أن يخلقني؟» فقول موسى - وإن كان منه في النفوس شبهة، وفي ظاهره متعلق، لاحتجاجه بالسبب الذي جُعل أمارة لخروجه من الجنة - فقول آدم في تعلُّقه بالسبب الذي هو بمنزلة الأصيل أرجح وأقوى، والفَلَج قد يقع مع المعارضة بالترجيح، كما يقع بالبرهان الذي لا معارض له.   (1) رقم (2145) في القدر، باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2144) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن ميمون، وعبد الله بن ميمون منكر الحديث. الحديث: 7574 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 103 7575 - (د) ابن الديلمي رحمه الله - قال: «أتيتُ أُبَيَّ بنَ كعب فقلتُ له: قد وقع في نفسي شيء من القَدَر، فَحَدِّثْنِي، لَعَلَّ الله أن يُذِهبَه من قلبي، فقال: لو أن الله عَذَّب أهلَ سَمَاواتِهِ وأهْلَ أرِضِه عَذَّبهمْ وهو غيرُ ظالم لهم، ولو رَحمَهُمْ كانت رْحَمتُهُ خيراً لَهُمْ من أعْمَالِهمْ، ولو أنفَقْتَ مثلَ أُحد ذهباً في سبيل الله ما قَبِله الله منك حتى تؤمِنَ بالقَدَرِ، وتعلم أن ما أصابَكَ لم يكن لِيُخْطئَك، وأن ما أخطأكَ لم يكن ليصيبكَ، ولو مُتَّ على غير هذا: لدخلتَ النار، قال: ثم أتيتُ عبد الله بنَ مسعود، فقال مثل [ص: 106] ذلك، قال: ثم أتيتُ حذيفةَ بنَ اليمان، فقال مثل ذلك، ثم أتيتُ زيدَ بن ثابت، فحدَّثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4699) في السنة، باب القدر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4699) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصي، فذكره. الحديث: 7575 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 105 7576 - (د ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال لابنه عند الموت: يا بُني إنك لن تجدَ طَعْمَ حقيقة الإِيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَقولُ: «إنَّ أول ما خلق الله القلمُ، قال له: اكتب، قال: يا رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتبْ مقاديرَ كلِّ شيء حتى تقومَ الساعة، يا بنيَّ، إنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ: من مات على غير هذا فليس مني» . أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي: قال عبد الواحد بن سُلَيم: قَدِمْتُ مَكَّةَ، فلقيتُ عطاءَ بن أبى رباح، فقلتُ له: يا أبا محمد، إنَّ بالبصرة قوماً يقولون: لا قدر، فقال: يا بُنيَّ، أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، فقال: فاقرأ (الزخرف) فقرأْتُ {حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلكم تعقلون. وإنَّه في أم الكتاب لدينا لَعَليٌّ حكيم} ثم قال: أتدري ما أُمُّ الكتاب؟ قلت: لا، قال: فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يَخْلُقَ السماوات والأرض، فيه: إن فرعون من أهل النار، وفيه {تَبَّتْ يَدَا أبي لهبٍ وتبَّ} قال عطاء: [ص: 107] ولقد لقيتُ الوليدَ بن عُبَادةَ بن الصامت، صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فسألته: ما كانت وصية أبيك لك عند الموت؟ فقال لي: دعاني فقال لي: يا بني، اتق الله، واعلم أنك لن تَتَّقِيَ الله حتى تؤمن بالله، وتؤمن بالقدَر كلِّه خيرِه وَشرِّه، وإن متَّ على غير هذا دخلتَ النار، إني سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أولَ ما خلق الله القلمُ، فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدَر، فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4700) في السنة، باب القدر، والترمذي رقم (2156) في القدر، باب رقم (17) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 317، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده: أخرجه أبو داود (4700) قال: حدثنا جعفر بن مسافر الهذلي، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة، فذكره. ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (5/317) قال: حدثنا أبو العلاء، الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث، عن معاوية، عن أيوب بن زياد، قال: حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة. وفي (5/317) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب. والترمذي (2155 و 3319) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا عبد الواحد بن سليم، قال: قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح. ثلاثتهم - عباد، ويزيد، وعطاء - عن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقال في الموضع الآخر: حسن غريب. الحديث: 7576 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 106 الفصل الثاني: في العمل مع القدر 7577 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفي يديه كتابان، فقال: أتدرون ما هذان الكتابان؟ قلنا: لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا، فقال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، [ص: 108] ثم أجملَ على آخرهم، فلا يُزَاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً، ثم قال للذي في شماله: هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يُزاد فيهم ولا يُنْقَص منهم أبداً، قال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فُرِغَ منه؟ فقال: سَدّدُوا وقاربوا، فإن صاحبَ الجنة يُختمَ له بعمل أهل الجنة وإن عمل أيَّ عَمَل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أيَّ عمل، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيديه، فنبذهما، ثم قال: فرغ ربكم من العباد، فريق في الجنة، وفريق في السعير» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (سدّدوا وقاربوا) السَّدَاد: الصواب في القول والعمل، والمقاربة: القصد فيهما. (أجمل على آخرهم) أجملتُ الحسابَ: إذا جمعتَه وكملتَ أفراده، أي: جمعوا، يعني أهل الجنة وأهل النار عن آخرهم، وعُقدت جملتهم، فلا يتطرق إليها زيادة ولا نقصان.   (1) رقم (2142) في القدر، ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 167، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/167) (6563) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ليث. والترمذي (2141) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8825) عن قتيبة، عن ليث، وبكر بن مضر. كلاهما - الليث، وبكر - عن أبي قبيل، عن شفي بن ماتع، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. الحديث: 7577 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 107 7578 - (خ م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 109] رجل: «يا رسول الله: أَعُلِمَ أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم، قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: كلّ مُيَسَّر لما خُلق له» أخرجه مسلم وأبو داود. وفي رواية البخاري «أيُعْرَفُ أهل الجنة من النار؟ قال: نعم، قال: فَلِمَ يعمل العاملون؟ قال: كلٌّ يعمل لما خُلِق له، أو لما يُسِّر له» . ولمسلم من رواية أبي الأسود الدِّيلي، قال: قال لي عمران بن حصين: أرأيتَ ما يعمل الناسُ اليوم ويكدحون فيه، أَشيءُ قَضِيَ عليهم ومضى عليهم من قَدَرِ قد سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نَبِيُّهُمْ وثَبَتتِ الحجَّةُ عليهم؟ فقلت: بل شيء قُضيَ عليهم ومضى عليهم، قال: أفلا يكون ظُلْماً؟ قال: فَفَزِعتُ من ذلك فزعاً شديداً، وقلت: كل شيء خَلْقُ الله ومِلْكُ يده، فلا يُسأل عَمَّا يفعل وهم يُسألون، فقال لي: يرحَمُكَ الله، إني لم أُرِدْ بما سألتُكَ إلا لأحرِز عقلك، وإن رجلين من مُزَينة أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالا: يا رسولَ الله، أرأيتَ ما يَعمَلُ الناسُ اليوم، ويَكْدَحون فيه، أشيء قُضِيَ عليهم ومضى فيهم من قَدَر [قد] سَبَق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم [به] نبيُّهم، وثبتت الحُجَّةُ عليهم؟ فقال: لا، بل شيء قضِيَ عليهم، ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله {ونَفْسٍ وَمَا سَوَّاها. فألْهَمَهَا فُجُورَها وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7، 8] (1) . [ص: 110] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يكدحون) الكدح: السعي والكسب والاجتهاد فيه، وكَدُّ النفس في طلبه.   (1) رواه البخاري 11 / 431 و 432 في القدر، باب جف القلم على علم الله، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} ، ومسلم رقم (2649) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، وأبو داود رقم (4709) في السنة، باب القدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج، قال: أخبرنا شعبة. وفي (4/431) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (8/153) . وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (35) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (9/195) . وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (36) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (36) قال: حدثنا سليمان. ومسلم (8/48) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عبد الوارث (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم بن نمير، عن ابن علية (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4709) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/10859) عن محمد بن النضر بن مساور، عن حماد بن زيد. خمستهم - شعبة، وإسماعيل بن علية، وعبد الوارث، وحماد بن زيد، وجعفر بن سليمان - عن يزيد الرِّشك، عن مطرف، فذكره. ولمسلم من رواية أبي الأسود الديلي: أخرجه أحمد (4/438) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. ومسلم (8/48) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا عثمان بن عمر. كلاهما - صفوان، وعثمان - عن عزرة بن ثابت، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدِّئلي، فذكره. الحديث: 7578 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 108 7579 - (خ م د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كنا في جَنَازَة في بَقيعِ الغَرْقَدِ، فأتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَعَد، وقَعَدنا حَوَلهُ، ومَعَهُ مِخْصَرة، فنكَسَ، وَجَعَلَ يَنْكُتُ بمخصرته، ثم قال: ما منكم من أحد إلا وقد كُتِبَ مقعدُه من النار، ومقعدُه من الجنة، فقالوا: يا رسولَ الله أفلا نَتَّكِلُ على كتابنا؟ فقال: اعملوا، فَكلٌّ مُيَسَّر لما خُلقَ له، أمَّا مَنْ كان من أهل السعادة، فسيصيرُ لعمل أهل السعادة، وأمَّا مَنْ كان من أهل الشقاء، فسيصير لعمل [أهل] الشقاء، ثم قرأ {فأمَّا مَنْ أعطى واتَّقَى. وصدَّق بالحسنى. فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرى ... } [الليل: 5 - 7] » . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي قال: «كُنَّا في جنازة في بقيع الغرقدِ، فأتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَعدَ، وقعدنا حوْلُه ومعه مِخصَرَة، فجَعَلَ ينْكُت بها ثم قال: ما منكم من أحد، أو [ما] من نَفس مَنفُوسة، إلا وقد كَتَبَ الله مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كُتِبَتْ شَقِيَّة أو سعيدة، فقال رجل: يا رسول الله أفلا نمكثُ على كتابنا وَنَدَعُ العمل؟ فمن كان مِنَّا من أهل السعادة، لَيَكونَنَّ [ص: 111] إلى أهل السعادة، ومن كان مِنَّا من أهل الشَّقاوة، ليكُونَنَّ إلى أهل الشقاوة؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بل اعْمَلوا، فكلّ مُيَسَّر، فأمَّا أهل السعادة، فَيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة، وأمَّا أهل الشقاوة، فَيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وَصَدَّق بالحسنى. فَسَنُيَسِّره لِلْيُسْرَى. وأما من بخل واستغنى. وكذَّب بالحُسنى. فسنُيَسِّره للعسرى} [الليل: 5 - 10] » . وفي أخرى للترمذي قال: «بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَنْكُتُ [في] الأرض، إذ رفع رأسه إلى السماء، ثم قال: ما منكم من أحد إلا قد عُلم - وفي رواية: إلا قد كُتِبَ - مقعدُه من النار، ومقعده من الجنة، قالوا: أفلا نتَّكلُ يا رسول الله؟ قال: لا، اعملوا، فَكلّ مُيَسَّر لمَا خُلِقَ له» . وأخرج أبو داود الراوية الأولى من روايتي الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مخصرة) المخصرة: كالسوط ونحوه مما يمسكه الإنسان بيده من عصى ونحوها. [ص: 112] (ينكت) النكت: ضرب الشيء بالعصا واليد ليؤثر فيه. (نفس منفوسة) أي: مولودة، يقال: نَفِسَت المرأة [ونُفِسَت]- بفتح النون وضمها - إذا وَلَدت.   (1) رواه البخاري 7 / 544 في تفسير سورة {والليل إذا يغشى} ، وفي الجنائز، باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله، وفي الأدب، باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض، وفي القدر، باب وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} ، ومسلم رقم (2647) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، وأبو داود رقم (4694) في السنة، باب في القدر، والترمذي رقم (2137) في القدر، باب ما جاء في الشقاء والسعادة، ورقم (3341) في التفسير، باب ومن سورة {والليل إذا يغشى} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/82) (621) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/129) (1067) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة، عن منصور. وفي (1068) قال: حدثنا زياد ابن عبد الله البكائى، قال: حدثنا منصور. وفي (1/132) (1110) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/140) (1181) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. قال شعبة: وحدثني به منصور بن المعتمر. وعبد بن حميد (84) قال: أخبرنا عبد الرزاق بن همام، عن معمر، عن منصور. والبخاري (2/120) و (6/212) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثني جرير، عن منصور. وفي (6/211) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. قال شعبة: وحدثني به منصور. (ح) وحدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. وفي (6/212) وفي «الأدب المفرد» (903) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش. وفي (8/59) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان ومنصور. وفي (8/154) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش. وفي (9/195) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور والأعمش. ومسلم (8/46 و 47) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا جرير عن منصور (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري. قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو سعيد الأشج. قالوا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور والأعمش. وأبو داود (4694) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت منصور بن المعتمر. وابن ماجة (78) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش. والترمذي (2136) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا عبد الله بن نمير ووكيع، عن الأعمش. وفي (3344) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7/10167) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر، عن منصور. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود، عن معتمر، عن شعبة، عن الأعمش. كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن سعد بن عبيدة. 2 - وأخرجه أحمد (1/157) (1348) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا هاشم - يعني ابن البريد - عن إسماعيل الحنفي، عن مسلم البطين. كلاهما - سعد، ومسلم - عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره. الحديث: 7579 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 110 7580 - (م) - جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما - قال: «جاء سُراقة بن مالك بن جَعشُم، فقال: يا رسول الله، بَيِّن لنا دينَنَا كأنَّا خلقِنا الآن، فيم العمل اليوم، فيما جفَّتْ به الأقلام، وجَرَت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ قال: لا بل جَفَّتْ به الأقلام، وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل؟ قال: اعملوا، فكلُّ مُيسَّر لما خلق له، وكل عامل بعمله (1) » أخرجه مسلم (2) .   (1) في نسخ مسلم المطبوعة: اعملوا فكل ميسر، انتهى. (2) رقم (2648) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم (2648) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو الزبير (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا أبو خيثمة، عن أبي الزبير، فذكره. الحديث: 7580 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 112 7581 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال عمر: «يا رسولَ الله أَرأَيت ما نعمل فيه، أمر مبتدع - أو مبتدأ - أو فيما قد فُرِغَ منه؟ فقال: فيما قد فُرِغَ منه يا ابن الخطاب، وكل مُيَسَّر، أمَّا مَنْ كان من أهل السعادة، فإنه يعمل للسعادة، وأمَّا من كان من أهل الشقاء، فإنه يعمل للشقاء» . وفي رواية: قال: «لما نزلت {فَمِنْهُمْ شَقيٌّ وسَعِيدٌ} [هود: 105] سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا نَبيَّ الله، فعلامَ نعمل، على شيء قد فُرغَ منه، أو على شيء لم يفرغ منه؟ قال: بل على شيء قد فُرغَ منه، وجَرَت [ص: 113] به الأقلام يا عُمر، ولكن كلّ مُيَسَّر لما خُلِق له» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2136) في القدر، باب ما جاء في الشقاء والسعادة، و (3110) في التفسير، باب ومن سورة هود، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/52) (5140) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/77) (5481) قال: حدثنا عفان. والترمذي (2135) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما - عبد الرحمن، وعفان - قالا: حدثنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، قال: سمعت سالم بن عبد الله يحدث، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7581 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 112 الفصل الثالث: في القَدَر عند الخلقة 7582 - (خ م د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال: «حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق: إن خَلْق أحدِكم يُجْمَعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعين يوماً، ثم يكون عَلَقة مثل ذلك، ثم يكون مضْغَة مثل ذلك، ثم يَبعَثُ الله إليه مَلَكاً بأربع كلمات: بكَتب رزقهِ وأجلهِ وعملهِ، وشَقي أو سعيد، ثم يَنفُخُ فيه الروحَ، فوالذي لا إله غيره، إنَّ أحدَكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدَكم لَيَعْمَل بعمل أهل النار حتى ما يكونُ بينَه وبينها إلا ذراع، فيسبقُ عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود، وفيها زيادة «أو قدر ذراع» (1) . [ص: 114] وفي رواية ذكرها رزين قال: «إذا وقعت النطفة في الرحم طارت في الرحم أربعين يوماً، ثم تكون علقة أربعين، ثم تكون مضغة أربعين، فإذا بلغت أن تُخْلَقَ بَعَثَ الله ملكاً يُصَوِّرُها، فيأتي المَلَكُ بتراب بين إصبعيه فَيَخلِطه في المضغة، ثم يعجنه بها، ثم يصوِّر كما يؤمر، فيقول: أذَكَر، أم أنثى؟ أشقيّ، أم سعيد؟ وما عمره؟ وما رزقه؟ وما أثره؟ وما مصائبه؟ فيقول الله عز وجل، ويكتب الملك، فإذا مات ذلك الجسد دُفِنَ حيث أُخِذَ ذلك التراب» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أثره) : أثر الرجل، أراد به: أجله، سُمِّي بذلك لأنه يتبع الأجل. (يجمع في بطن أمه نطفة) قال الخطابي: قال ابن مسعود في تفسيره: إن النطفة إذا وقعت في الرحم، فأراد الله أن يخلق منها بشراً طارت في بشر المرأة تحت كلِّ ظُفُر وشعر، ثم تمكث أربعين يوماً، ثم تنزل دماً في الرحم، فذلك جمعها. (النطفة) : الماء القليل والكثير، والمراد به المني هاهنا. (علقة) العلقة: الدم الجامد. [ص: 115] (مضغة) المضغة: القطعة اليسيرة من اللحم بقدر ما يُمضغ.   (1) رواه البخاري 11/ 417 في القدر، باب في القدر، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، [ص: 114] وفي الأنبياء، باب خلق آدم وذريته، وفي التوحيد، باب {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، ومسلم رقم (2643) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، وأبو داود رقم (4708) في السنة، باب في القدر، والترمذي رقم (2138) في القدر، باب ما جاء أن الأعمال بالخواتيم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (126) قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. وأحمد (1/382) (3624) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/430) (4091) قال: حدثنا يحيى، ووكيع. والبخاري (4/135) قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (4/161) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (8/152) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا شعبة. وفي (9/165) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/44) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، قال: حدثنا أبي، وأبو معاوية. ووكيع. وفي (8/44 و 45) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثناه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة ابن الحجاج. وأبو داود (4708) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (76) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، ومحمد بن فضيل، وأبو معاوية (ح) وحدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا أبو معاوية، ومحمد بن عبيد. والترمذي (2137) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9228) عن علي بن حجر، عن شريك. جميعهم - محمد بن عبيد، وأبو معاوية، وأبو الأحوص، وحفص بن غياث، وشعبة، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وجرير، وعيسى بن يونس، وسفيان، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن سعيد، وشريك - عن الأعمش. 2 - وأخرجه أحمد (1/414) (3934) قال: حدثنا حسين بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9228) عن علي بن حجر، عن يزيد بن هارون. كلاهما - حسين، ويزيد - عن فطر بن خليفة، عن سلمة بن كهيل. كلاهما - الأعمش، وسلمة بن كهيل - عن زيد بن وهب، فذكره. (*) صرح الأعمش بالتحديث في روايات: يحيى ووكيع عند أحمد. وحفص وشعبة عند البخاري، وسفيان عند أبي داود. ويحيى بن سعيد عند الترمذي. الحديث: 7582 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 113 7583 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «وَكَّلَ الله بالرَّحم ملَكاً، فيقول: أي ربِّ نطفة؟ أي ربِّ علقة؟ أي ربِّ مُضغَة؟ فإذا أراد أن يقضي خَلْقَها، قال: يا ربِّ، أذكَر، أم أنثى؟ أشقيّ، أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيُكتب ذلك في بطن أمه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 430 في القدر في فاتحته، وفي الحيض، باب مخلقة وغير مخلقة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {إني جاعل في الأرض خليفة} ، ومسلم رقم (2646) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/116و148) قال:حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/117) قال:حدثنا يحيى بن أيوب. وفي (3/148) قال:حدثنا يونس. والبخاري (1/87) قال:حدثنا مسدد. وفي (4/162) قال: حدثنا أبو النعمان. وفي (8/152) قال:حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/46) قال:حدثني أبو كامل فضيل بن حسين. سبعتهم - يحيى بن سعيد، وابن أيوب، ويونس، ومسدد، وأبو النعمان، وسليمان، وأبو كامل - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال:حدثنا عبيد الله بن أبي بكر، فذكره. الحديث: 7583 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 115 7584 - (م) عامر بن واثلة - رحمه الله - أنه سمع عبد الله بنَ مسعود يقول: «الشقيّ من شَقيَ في بَطن أمه، والسعيد مَنْ وُعِظَ بغيره، فأتى رجلاً من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يقال له: حذيفةُ بنُ أَسِيد الغفاري، فحدَّثهُ بذلك من قول ابن مسعود، فقال له: وكيف يشقى رجل بغير عمل؟ فقال له الرجل: أتَعْجَبُ من ذلك؟ فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا مَرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعَثَ الله إليها ملكاً فصوَّرَها، وخلَقَ سمعها، وبصرَها، وجِلدَها، ولحمها، وعظامها، ثم قال: يا رب، أذكر، أم أنثى؟ فيقضي ربُّك ما شاء، ويكتبُ الملَكُ، ثم يقول: يا رب، أجلُه؟ فيقول ربُّك [ص: 116] ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رِزقُه؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملَكُ بالصحيفة في يده، فلا يزيد على [ما] أمر ولا ينقص» . وفي رواية قال: «دَخلتُ على أبي سَريحَةَ، حُذَيفة بن أسيد الغفاري فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بأذنيَّ هاتين يقول: إنَّ النطفةَ تقع في الرحم أربعين ليلة، ثم يَتَصوَّرُ عليها الملَكُ - قال زهير أبو خيثمة: حَسِبْتُهُ قال: الذي يخلقها - فيقول: يا ربِّ، أذكَر، أو أنثى؟ فيجعله الله ذكراً أو أنثى، ثم يقول: يا رب، أسَوِيّ، أو غير سَوِي؟ ثم يقول: [يا ربِّ] ما رِزقُهُ، ما أجلُهُ، ما خلقه؟ ثم يجعله الله شقياً أو سعيداً» . وفي أخرى رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أن ملكاً مُوكَّلاً بالرحم، إذا أراد الله عز وجل أن يخلُق شيئاً، بإذن الله لبِضع وأربعين ليلة ... » ثم ذكر نحوه. أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2645) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (826) وأحمد (4/6) ومسلم (8/45) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وزهير بن حرب. أربعتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد، وزهير - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. قال: حدثنا عمرو بن دينار.. 2- وأخرجه مسلم (8/46) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير أبو خيثمة، قال: حدثني عبد الله بن عطاء، أن عكرمة بن خالد حدثه. 3- وأخرجه مسلم (8/46) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا ربيعة بن كلثوم، قال: حدثني أبي كلثوم. 4- وأخرجه مسلم (8/45) قال: حدثني أبو الطاهر، أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: أخبرنا أبو عاصم، قال: حدثنا ابن جريج. كلاهما - عمرو، وابن جريج - عن أبي الزبير. أربعتهم - عمرو، وعكرمة، وكلثوم، وأبو الزبير - عن أبي الطفيل، فذكره. الحديث: 7584 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 115 7585 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مقاماً، فقال: لا يُعدِي شيء شيئاً، فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بالُ الإبل يأْتيها البعيرُ الأجربُ الحشَفَةِ بذنبه فيُجرِبُها [ص: 117] كلّهَا؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فَمَنْ أجربَ الأول منها؟ ألا لا عَدْوَى ولا صَفَر، إن الله خَلَقَ كلَّ نَفس وكَتَبَ حياتها وَرِزْقَهَا ومصائبها ومحابَّها (1) » أخرجه الترمذي (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُعدِي) أعدى المريض: إذا تجاوز من واحدٍ إلى آخر، كما يتعدى الجَرَب، وقد نفى الشرع تأثيرها، وأبطل مذهَب العرب فيها، وقد تقدَّم شرح ذلك في كتاب الطيرة والعدوى من حرف الطاء، وكذلك تقدم فيه شرح قوله: لا صفر، مستوفى فيطلب منه.   (1) كلمة " ومحابها " ليست في نسخ الترمذي المطبوعة. (2) رقم (2144) في القدر، باب ما جاء لا عدوى ولا هامة ولا صفر، وهو حديث حسن، قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس، وأنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/440) (4198) . والترمذي (2143) قال: حدثنا بندار. كلاهما - أحمد، ومحمد بن بشار بندار - عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، وعن عمار بن القعقاع، قال: حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، قال: حدثنا صاحب لنا، فذكره. الحديث: 7585 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 116 7586 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ رُوح القُدسِ نَفَثَ في رُوعي أنه لن تَمُوتَ نفس حتى تستكمل رِزْقها وأجَلَها» أخرجه ... (1) . [ص: 118] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (روح القدس) القدس: الطهارة، وروح القدس: اسم جبريل عليه السلام أي: الروح المقدسة الطاهرة. (نفث في روعي) النَّفْثُ: النفخ بالفم، والرُّوع: النفس، يقول: نفث في روعي، أي: ألقى في قلبي، وأوقع في نفسي، وألهمني.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع أخرجه رزين، وقد رواه أبو نعيم في " الحلية " 10 / 27 من حديث أبي أمامة، وابن حبان والحاكم وابن ماجة من حديث جابر، والحاكم من حديث ابن مسعود، والبزار من حديث حذيفة، وابن حبان والبزار والطبراني عن أبي الدرداء، وأبو يعلى عن أبي هريرة، وابن ماجة عن أبي حميد الساعدي مطولاً ومختصراً، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] من زيادات رزين. الحديث: 7586 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 117 7587 - (م ط) - طاوس اليماني قال: أدركت ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقولون: كلُّ شيء بقَدَر، قال: وسمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كل شي بقدر حتى العَجْزُ والكيْسُ» . أخرجه مسلم والموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الكيس) : العقل.   (1) رواه مسلم رقم (2655) في القدر، باب كل شيء بقدر، والموطأ 2 / 899 في القدر، باب النهي عن القول بالقدر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (561) .وأحمد (2/110) (5893م) قال:حدثنا إسحاق - يعني ابن الطباع -. والبخاري في خلق أفعال العباد (17) قال: حدثنا إسماعيل، ومسلم (8/51) قال: حدثني عبد الأعلى بن جاد (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. أربعتهم - إسحاق، وإسماعيل، وعبد الأعلى،وقتيبة - عن مالك بن أنس، عن زياد بن سعد، عن عمرو بن مسلم، عن طاووس،قال: أدركت ناسا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولون: كل شيء بقدر. قال:وسمعت عبد الله بن عمر يقول. فذكره. * أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (صفحة 17) قال: حدثنا عمرو بن محمد، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن طاووس، عن ابن عمر رضي الله عنهما. قال: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس (موقوفا) . الحديث: 7587 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 118 الفصل الرابع: في القدر عند الخاتمة 7588 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، فقيل له: كيف [ص: 119] يستعمله يا رسول الله؟ قال: يُوَفِّقُهُ لعمل صالح قبل الموت» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2143) في القدر، ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/106) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/120) قال: حدثنا زيد بن هارون. وفي (3/230) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. وعبد بن حميد (1393) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والترمذي (2142) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. أربعتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، والأنصاري، وإسماعيل - عن حميد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7588 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 118 7589 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرجلَ ليعمل الزمنَ الطويلَ بعمل أهل الجنة، ثم يُختَمُ له عملُه بعملِ أهلِ النار، وإنَّ الرجلَ ليعملُ الزمنَ الطويلَ بعملِ أهل النارِ ثم يُختمُ له عملُه بعمل أهلِ الجنة» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2651) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/484) قال:حدثنا عبد الرحمن، عن زهير ومسلم (8/49) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد. كلاهما - زهير،وعبد العزيز - عن العلاء، عن أبيه،فذكره. الحديث: 7589 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 119 الفصل الخامس: في الهدى والضلال 7590 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الله خَلَقَ خَلقَهُ في ظُلْمَة، فألقى عليهم من نُورِهِ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضَلَّ، فلذلك أقول: جَفَّ القلم على علم الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2644) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/176) (6644) قال:حدثنا معاوية بن عمرو، قال:حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق الفزاري، قال:حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني ربيعة بن يزيد. وفي (2/197) (6854) مكرر قال:حدثنا أبو المغيرة، قال:حدثنا محمد بن مهاجر،قال: أخبرني عروة بن رويم والترمذي (2642) قال:حدثنا الحسن بن عرفة، قال:حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني. ثلاثتهم - ربيعة، وعروة،ويحيى - عن عبد الله بن الديلمي، فذكره. * قال عروة بن رويم في حديثه: عن ابن الديلمي الذي كان يسكن بيت المقدس، ولم يسمه. * لم يذكرهم المزي في «تحفة الأشراف» .ولم يستدركه صاحب النكت الظراف. والحديث موجود أيضا في تحفة الأحوذي (3/368) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 7590 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 119 7591 - (ط) عمرو بن دينار - رحمه الله - قال: سمعت ابنَ الزبير [ص: 120] يقول في خطبته «إن الله هو الهادي والفاتن» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 900 في القدر، باب النهي عن القول بالقدر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1729) عن زياد بن سعد، فذكره. الحديث: 7591 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 119 الفصل السادس: في الرضى بالقدر 7592 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مِنْ سعادةِ ابنِ آدمَ: رضاه بما قضى الله، ومِنْ شقاوةِ ابنِ آدمَ: تَركُه استخارةَ الله، ومِن شقاوة ابن آدم: سَخَطُهُ بما قَضَى الله» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2152) في القدر، باب ما جاء في الرضى بالقضاء، وفي إسناده محمد بن أبي حميد الأنصاري الزرقي المدني، لقبه حماد، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ويقال له أيضاً: حماد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم المدني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/168) (1444) قال: حدثنا روح، أملاه علينا ببغداد والترمذي (2151) قال:حدثنا محمد بن بشار،قال:حدثنا أبو عامر. كلاهما - روح، وأبو عامر العقدي - عن محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه،فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لانعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ويقال له أيضا حماد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم المدني،وليس هو بالقوي عند أهل الحديث. الحديث: 7592 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 120 7593 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلّ خير، احرِصْ على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزْ، وإن أصابك شيء فلا تَقُل: لو أنَّي فعلتُ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَّر الله وما شاءَ فَعَل، فإن «لو» تفتحُ عَمَلَ الشيطان» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (2664) في القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/366) قال:حدثنا خلف بن الوليد، قال:حدثنا ابن مبارك، عن محمد بن عجلان، عن ربيعة. وفي (2/370) قال:حدثنا عارم، قال:حدثنا عبد الله بن مبارك، قال: أخبرني محمد بن عجلان، عن ربيعة. ومسلم (8/56) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان،وابن ماجة (79) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد الطنافسي. قالا:حدثنا عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (622) قال: أخبرنا الحسين بن محمد البصري،قال:حدثنا الفضيل -وهو ابن سليمان -قال:حدثنا محمد بن عجلان، عن أبي الزناد. وفي (623) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد،قال: حدثنا عبد الله، وهو ابن محمد بن أسماء، قال: حدثنا عبد الله- وهو ابن المبارك - عن محمد بن عجلان،عن ربيعة. وفي (624) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله - عن ابن عجلان - عن ربيعة. وفي (625) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن إدريس، قال: أخبرنا ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان. ثلاثتهم - ربيعة بن أبي عبد الرحمن،ومحمد بن يحيى بن حبان، وأبو الزناد - عن الأعرج،فذكره. * وأخرجه ابن ماجة (4168) قال: حدثنا محمد بن الصباح. والنسائى في عمل اليوم والليلة (621) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد وسليمان بن منصور. ثلاثتهم عن الأعرج، فذكره..ليس فيه ربيعة، ولا أبو الزناد. * وأخرجه الحميدي (1114) قال: حدثنا سفيان،قال:حدثنا ابن عجلان، عن رجل من آل أبي ربيعة، عن الأعرج، فذكره. * في رواية النسائى في (عمل اليوم والليلة) (624) قال: حدثنا عبد الله بن المبارك: سمعته من ربيعة وحفظي له من محمد بن (يعني ابن عجلان) .وفي رواية عارم عند أحمد قال عبد الله بن المبارك: وقد سمعته من ربيعة، فلم أنكر. الحديث: 7593 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 120 الفصل السابع: في حكم الأطفال 7594 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «تُوُفِّيَ صَبي، فقلتُ: طُوَبى له، عُصفُور من عصافير الجنة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَوَلاَ تدرينَ أن الله خَلَقَ الجنةَ، وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً؟» . وفي رواية: قالت: «دُعيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى جنازةِ صبِي من الأنصار، فقلتُ: يا رسولَ الله، طوبى لهذا، عُصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السُّوءَ، ولم يدركْهُ، فقال: أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خَلَقَ للجنة أهلاً، خَلَقَهُمْ لها وهم في أصلابِ آبائهم، وخلق للنار أهلاً، خَلَقهم لها وهم في أصلاب آبائهم» أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود والنسائي الثانية، وقالا فيه: «طُوَبى لهذا، لم يعمل سوءاً ولم يدر به (1) » (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (طوبى) فُعلَى من الطيب، وقيل: هو اسم الجنة، وقيل: هو اسم شجرة فيها.   (1) لفظ: يدريه عند أبي داود فقط وعند النسائي: يدركه مثل لفظ مسلم. (2) رواه مسلم رقم (2262) في القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، والنسائي 4 / 57 في الجنائز، باب الصلاة على الصبيان، وأبو داود رقم (4713) في السنة، باب في ذراري المشركين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (265) قال:حدثنا سفيان. وأحمد (6/41) قال سفيان. وفي (6/208) قال:حدثنا وكيع. ومسلم (8/54) قال:حدثنا أبو بكر أبي شيبة. وقال:حدثنا وكيع. وفي (8/55) قال:حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا إسماعيل بن زكرياء. (ح) وحدثني سليمان بن معبد. قال:حدثنا الحسين بن حفص (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال:أخبرنا محمد بن يوسف كلاهما - عن سفيان الثوري. وأبو داود (4713) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (82) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والنسائى (4/57) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال:حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، ووكيع،وإسماعيل بن زكريا، وسفيان الثوري - عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله. 2- وأخرجه مسلم (8/54) قال: حدثني زهير بن حرب. قال:حدثنا جرير،عن العلاء بن المسيب، عن فضيل بن عمرو. كلاهما - طلحة بن يحيى، وفضيل بن عمرو - عن عائشة بنت طلحة، فذكرته. الحديث: 7594 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 121 7595 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلتُ: «يا رسولَ الله ذراري المؤمنين؟ فقال: من آبائهم؟ فقلت: يا رسول الله بلا عمل؟ قال: الله أعْلَمُ بما كانوا عاملين، قلتُ: يا رسولَ الله، فذراريّ المشركين؟ قال: من آبائهم، فقلت: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذراري) الذراري: جمع ذرية، وهم الأولاد. (الله أعلم بما كانوا عاملين) قال الخطابي: ظاهر هذا الكلام: يُوهِمُ أنه لم يُفْتِ السائل عنهم، وأنه ردَّ الأمر في ذلك إلى علم الله من غير أن يكون قد جعلهم من المسلمين، أو ألحقهم بالكافرين، وليس هذا وجه الحديث، وإنما معناه: أنهم كفار يلحقون في الكفر بآبائهم، لأن الله قد علم أنهم لو بَقَوا أحياء حتى يكبَرُوا لكانوا يعملون عمل الكفار، ويدل على صحة هذا التأويل: قوله في حديث عائشة: «قلت: يا رسول الله: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين» قال الخطابي: وقال ابن المبارك فيه: إن كل مولود من البشر إنما يولد على فطرته التي جُبل عليها، من السعادة والشقاوة، وعلى ما سبق له من قدر الله، وتقدَّم في مشيئته فيه، من كفر وإيمان، وكل منهم صائر في العاقبة [ص: 123] إلى ما فُطِرَ عليه وخُلق له، وعامل في الدنيا بالعمل المشاكِلِ لفطرته من السعادة والشقاوة، فمن أمارة الشقاوة للطفل: أن يولد بين نصرانيين أو يهوديين، فيحمل أنه لشقاوته على اعتقاد دين اليهود أو النصارى، أو يعلمانه اليهودية أو النصرانية، أو يموت قبل أن يعقل فيصف الدين، فهو محكوم له بحكم والديه، إذ هو في حكم الشريعة تبع لوالديه، وذلك معنى قوله - صلى الله عليه وسلم-: «فأبواه يهودانه أو ينصرانه» .   (1) رقم (4712) في السنة، باب في ذراري المشركين، من طريقين، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (7412) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا بقية. (ح) وحدثنا موسى بن مروان الرقي، وكثير بن عبيد الله المزحجي، قالا: حدثنا محمد بن حرب -المعنى- عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن أبي قيس، فذكره. الحديث: 7595 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 122 7596 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال: «سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم- عن أولاد المشركين؟ فقال: الله إذ خَلَقَهُمْ أعْلمُ بما كانوا عاملين» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 432 في القدر، باب الله أعلم بما كانوا يعملون، وفي الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، ومسلم رقم (2660) في القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، وأبو داود رقم (4711) في السنة، باب في ذراري المشركين، والنسائي 4 / 59 في الجنائز، باب أولاد المشركين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/215) (1845) قال:حدثنا هشيم. وفي (1/328) (3035) قال: حدثنا عفان،قال:حدثنا أبو عوانة. وفي (1/340) (3165) قال:حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/358) (3367) قال:حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/125) قال:حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله،قال: أخبرنا شعبة. وفي (8/153) قال: حدثنا محمد بن بشار،قال:حدثنا غندر،قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/54) قال: حدثنا يحيى بن يحيى،قال أخبرنا أبو عوانة. وأبو داود (4711) قال:حدثنا مسدد،قال:حدثنا أبو عوانة. والنسائى (4/58) قال:أخبرنا محمد بن المثنى، قال:حدثنا عبد الرحمن،قال:حدثنا شعبة. وفي (4/59) قال: أخبرني مجاهد بن موسى،عن هشيم. ثلاثتهم - هشيم، وأبو عوانة، وشعبة - عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير،فذكره. الحديث: 7596 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 123 7597 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أطفال المشركين، عَمَّنْ يموت منهم وهو صغير؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين» . وفي أخرى «سُئِلَ عن ذرَاريِّ المشركين ... » الحديث أخرجه البخاري [ومسلم] والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 11 / 432 في القدر، باب الله أعلم بما كانوا فاعلين، وفي الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، ومسلم رقم (2659) في القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، والنسائي 4 / 58 في الجنائز، باب أولاد المشركين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/259) قال:حدثنا حماد بن خالد، عن ابن أبي ذئب. وفي (2/268) قال:حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر. وفي (2/393) قال:حدثنا حسين، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/518) قال:حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. والبخاري (2/125) قال: حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/153) قال:حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. ومسلم (8/54) قال:حدثنا أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني بن أبي ذئب،ويونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد،قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام،قال: أخبرنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب (ح) وحدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين،قال:حدثنا معقل، وهو - ابن عبيد الله -.والنسائي (4/58) قال: أخبرنا إسحاق، قال: أنبأنا سفيان. ستتهم - ابن أبي ذئب، ومعمر، وشعيب، ويونس،ومعقل، وسفيان - عن ابن شهاب الزهري، عن عطاء ابن يزيد الليثي، فذكره. الحديث: 7597 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 123 الفصل الثامن: في مُحَاجَّة آدم وموسى 7598 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «حاجَّ آدمُ مُوسى، فقال: أنتَ الذي أخرجتَ الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال: فقال آدمُ لموسى: أنتَ الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتَلُوُمني على أمْرِ كَتَبهُ الله عليَّ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَني؟ أو قدَّرَهُ عَلَيَّ قبل أن يَخْلُقَني؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فحجَّ آدم موسى» . وفي رواية قال: «احتجَّ آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنتَ أبونا خَيَّبْتَنا وأخرجتنا من الجنة، فقال له آدم: أنتَ موسى اصطفاكَ الله بكلامه، وخَطَّ لك بيده، أتَلُوُمني على أمر قَدَّرَهُ الله عَليَّ قبل أن يخلقني بأربعين عاماً؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: فَحَجَّ آدمُ موسى، [فَحجَّ آدم موسى] » . وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «احتَجَّ آدمُ وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخْرَجَتْك خطيئتكَ من الجنة؟» . وفي رواية: «أخْرجْتَنا وذريتك من الجنة، قال: أنت موسى؟ أليس الله اصطفاك برسالاته وبكلامه، ثم تلومني على أمر قد قُدِّرَ عَليَّ قَبلَ أن أخلَقَ؟» . [ص: 125] وفي أخرى «قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: التقى آدمُ وموسى، قال موسى: أنت الذي أشقيتَ الناس، وأخرجتَهم من الجنة؟ قال آدم: أنتَ الذي اصطفاك الله برسالاته واصطنعك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم، قال: فوجدتها، كتب عَليَّ قبل أن يخلقني؟ قال: نعم، فحجَّ آدم موسى» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: تحاجَّ آدَمُ وموسى، فقال له موسى: أنتَ آدمُ الذي أغْوَيتَ الناس، وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: أنتَ الذي أعطاه الله علم كل شيء، واصطفاه برسالاته؟ قال: نعم، قال: فَتَلُومُني على أمر قدِّرَ عليَّ قبل أن أُخلَق؟» . وفي أخرى له قال: «احتجَّ آدم وموسى عند ربهما، فحجَّ آدم موسى، قال موسى: أنتَ آدمُ الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جَنَّتِهِ، ثم أهْبَطْتَ الناس بخطيئتك إلى الأرض؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تِبْيَانُ كُلِّ شيء، وقَرَّبَكَ نَجيا؟ فَبِكمْ وجَدْت الله كتب التوارة قبل أن أُخلَقْ؟ قال موسى: بأربعين عاماً، قال آدم: فهل وجَدْت فيها {وعصى آدمُ ربَّه فَغَوَى} [طه: 121] ؟ قال: نعم، قال: أفتلُومُني على أن عَمِلتُ عملاً كتَبَه الله عليَّ أنْ أعمله قبل أن يَخْلُقني بأربعين سنة؟ [قال رسولُ الله [ص: 126] صلى الله عليه وسلم-: فحجَّ آدمُ موسى عليهما السلام] » . وأخرج الموطأ رواية مسلم الأولى. وأخرجه أبو داود الرواية الثانية من المتفق عليه. وفي رواية الترمذي قال: «احتجَّ آدمُ وموسى، فقال: موسى: يا آدم أنت الذي خَلقكَ الله بيده، ونَفَخَ فيك من رُوِحه، أغْوَيت الناسَ وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه أتلومني على عمل عملتُه كتبه الله عليَّ قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: فحجَّ آدم موسى» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المحاجة) : المجادلة والمخاصمة، حاججت فلاناً فحججته، أي: جادلتُه فغلبتُه. (نجياً) النجيُّ: المناجي، وهو المشاور والمحادث وقوله: «اصطنعك لنفسه» تمثيل (*) لما أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم، مَثَّل حاله بحال من يراه بعض الملوك - بجوامع خصال فيه وخصائص - أهلاً لئلا يكون أحدٌ [ص: 127] أقربَ منزلةً منه إليه، ولا ألطف محلاً، فيوليه من الكرامة ويستخلصه لنفسه والاصطناع: افتعال من الصنيعة، وهي، العطية والكرامة والإحسان. (الإغواء) : الإضلال، غَوَى الرجل يغوي وأغوى غيره. (تبيان) التبيان: الإيضاح، وكشفُ الشيء ليظهر ويتبين.   (1) رواه البخاري 11/ 441 في القدر، باب تحاج آدم وموسى عند الله، وفي الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعده، وفي تفسير سورة (طه) ، باب قوله: {واصطنعتك لنفسي} ، وباب قوله: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليماً} ، ومسلم رقم (2652) في القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام، والموطأ 2 / 898 في القدر، باب النهي عن القول في القدر، وأبو داود رقم (4701) في السنة، باب في القدر، والترمذي رقم (2135) في القدر، باب رقم (2) . (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد: في باب ذكر البيان من خبر النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات النفس لله (عز وجل) على مثل موافقة التنزيل " فالله (جلا وعلا) أثبت في آي من كتابه أن له نفساً، وكذلك قد بين على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن له نفساً، كما أثبت النفس في كتابه ... " وذكر أحاديث منها حديث محاجة موسى لآدم وفيه: " قال آدم لموسى عليهما السلام، أنت الذي اصطفاك الله برسالاتة واصطنعك لنفسه وأنزل عليك التوراة؟ ... " وذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح (15 / 338) " قال ابن بطال في هذه الآيات والأحاديث إثبات النفس لله، وللنفس معان، والمراد بنفس الله ذاته وليس بأمر مزيد عليه فوجب أن يكون هو " وهذا في باب قول الله تعالى {ويحذركم الله نفسه} ، وقوله جل ذكره {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} " [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: بلفظ: «احتج أدم وموسى عليهما السلام عند ربهما، فحج آدم موسى. قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه..» . أخرجه مسلم (8/50) قال: حدثنا إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري، قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثني الحارث بن أبي ذباب عن يزيد - وهو ابن هرمز - وعبد الرحمن الأعرج، فذكراه. وبلفظ: «تحاج آدم وموسى، فحج آدم موسى. قال له موسى: أنت ... » .. أخرجه مالك (الموطأ) (560) . والحميدي (1116) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (8/157) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/49) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه. كلاهما - مالك، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «احتح آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة. فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله ... » .. أخرجه أحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم. (ح) وحدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. والبخاري (4/192) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (9/182) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، قال: حدثنا عقيل. ومسلم (8/50) قال: حدثني زهير بن حرب، وابن حاتم، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وشعيب ابن أبي حمزة، وعقيل بن خالد - عن ابن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره. * في رواية عقيل: « ... أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة ... » . وبلفظ: «حاج موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم. قال: قال آدم: ياموسى أنت الذي اصطفاك الله ... » .. 1- أخرجه أحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. 2- وأخرجه أحمد (2/287) . والبخاري (6/121) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (8/50) قال: حدثني عمرو الناقد، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15361) عن محمد بن عبد الله بن يزيد. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وقتيبة، وعمرو، ومحمد - عن أيوب بن النحار اليمامي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. كلاهما - الزهري، ويحيى- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. وبلفظ: «لقي آدم موسى فقال: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك الجنة، ثم فعلت. فقال: أنت موسى ... » .. أخرجه أحمد (2/464) قال: حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا عفان. كلاهما - عبد الرحمن - وعفان - قالا: حدثنا حماد، عن عمار بن أبي عمار. فذكره. وبلفظ: «احتج آدم، وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم: ياموسى اصطافك الله بكلامه..» . أخرجه الحميدي (1115) . وأحمد (2/248) . والبخاري (8/157) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/49) قال: حدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار وابن أبي عمر المكي، وأحمد بن عبدة الضبي، وأبو داود (4701) قال: حدثنا مسدد. (ح) وحدثنا أحمد بن صالح. وابن ماجة (80) قال: حدثنا هشام بن عمار، ويعقوب بن حميد بن كاسب. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13529) عن محمد بن عبد الله بن يزيد. جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، ومحمد بن حاتم، وإبراهيم، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة، ومسدد، وأحمد بن صالح، وهشام، ويعقوب، ومحمد بن عبد الله - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، فذكره. وبلفظ: «التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة. قال له آدم: أنت الذي اصطفاك الله» . أخرجه أحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وفي (2/392) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا جرير. وفي (2/448) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا بن عون. والبخاري (6/120) قال: حدثنا الصلت بن محمد، قال: حدثنا مهدي بن ميمون. ومسلم (8/51) قال: حدثنا محمد بن منهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا هشام بن حسان. خمستهم - أيوب، وجرير بن حازم، وابن عون، ومهدي، وهشام - عن محمد بن سيرين، فذكره. وبلفظ: «تحاج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة إلى الأرض. فقال له آدم: أنت موسى الذي ... » . أخرجه أحمد (2/314) . ومسلم (8/51) قال: حدثنا ابن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام ابن منبه، فذكره. وبلفظ: «احتج آدم وموسى، قال: فقال موسى: ياآدم، أنت الذي خلقك الله بيده، ونفح فيك من روحه، أغويت الناس، وأخرجتهم من ... » .. أخرجه أحمد (2/398) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. والترمذي (2134) . والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12389) كلاهما - الترمذي، والنسائى- عن يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا أبي. والنسائي أيضا في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12360) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير بن عبد الحميد. ثلاثتهم - زائدة، وسليمان التيمي، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 7598 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 124 7599 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن موسى عليه السلام قال: يا رب أرِنَا آدم الذي أخرجَنَا ونَفْسَهُ من الجنة، فأراه الله آدم، فقال له: أنت أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلَّمك الأسماء، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: فما حَمَلكَ على أن أخرجتَنَا ونَفْسَك من الجنة؟ قال له آدم: ومَن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت الذي - وذكر نحو حديث أبي هريرة وأتمَّ منه - قال فيه: أنت نَبيُّ بني إسرائيل الذي كلَّمكَ الله من وراء الحجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم، قال: فما وجدتَ أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أُخلَقَ؟ قال: نعم، قال: فلم تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبلي؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: فحجَّ آدم موسى» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4702) في السنة، باب في القدر، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4702) قال:حدثنا أحمد بن صالح،قال:حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه،فذكره. الحديث: 7599 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 127 الفصل التاسع: في ذم القدرية [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (القدرية) في إجماع أهل السنة والجماعة: هم الذين يقولون: الخير من الله والشر من الإنسان، وإن الله لا يريد أفعال العصاة، وسُمُّوا بذلك، لأنهم أثبتوا للعبد قدرةً توجِد الفعل بانفرادها واستقلالها دون الله تعالى، ونَفَوْا أن تكون الأشياء بقدر الله وقضائه، وهؤلاء مع ضلالتهم يضيفون هذا الاسم إلى مخالفيهم من أهل الهدى، فيقولون: أنتم القدرية، حين تجعلون الأشياء جاريةً بقدرٍ من الله، وأنكم أولى بهذا الاسم منا، وهذا الحديث يبطل ما قالوا، فإنه - صلى الله عليه وسلم- قال: «القدرية مجوس هذا الأمة» ومعنى ذلك: أنهم لمشابهتهم المجوس في مذهبهم، وقولهم بالأصلين - وهما النور والظلمة - فإن المجوس يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة فصاروا بذلك ثنوية، وكذلك القدرية لما أضافوا الخير إلى الله، والشر إلى العبيد، أثبتوا قادرَيْن خالِقَيْن للأفعال كما أثبتَ المجوس، فأشبهوهم، وليس كذلك غير القدرية، فإن مذهبهم أن الله تعالى خالق الخير والشر، لا يكون شيء منهما إلا بخلقه ومشيئته، فالأمران معاً مضافان إليه خلقاً وإيجاداً، وإلى العباد مباشرة واكتساباً. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 128 7600 - (د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لِكلِّ أمَّة مَجُوس، ومَجُوسُ هذه الأمة الذين يقولون: لا قَدَرَ، من مات منهم فلا تشهدوا جنازَتهم، ومن مَرِض منهم فلا تعودوهُم، هم شيعةُ الدَّجَّالِ، وحَق على الله أن يُلْحِقَهُمْ بالدجال» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الشيعة) : الأولياء والأنصار.   (1) رقم (4692) في السنة، باب في القدر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 86، وفي إسناده عمر مولى غفرة، وهو ضعيف، ورواه أحمد في " المسند " 5 / 406 و 407، وإسناده ضعيف، وقال المنذري:وقد روي من طريق آخر عن حذيفة، ولا يثبت. أقول: وبدعة القدر أدركت آخر عهد الصحابة، فأنكرها من كان حياً، كعبد الله بن عمر، وابن عباس، وأمثالهما، وأكثر ما يجئ من أيهم، فإنما هو موقوف من قولهم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ضعيف مرفوعا: أخرجه أحمد (5/406) قال:حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (4692) قال:حدثنا محمد بن كثير. كلاهما - أبو نعيم، وابن كثير - قال أبو نعيم: حدثنا. وقال ابن كثير: أخبرنا سفيان، عن عمر بن محمد، عن عمر مولى غفرة، عن رجل من الأنصار، فذكره. الحديث: 7600 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 129 7601 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - مثلَه - وزاد «فلا تُجالِسُوهم ولا تُفاتِحُوُهمْ الكلام» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (4720) في السنة، باب في القدر من حديث أبي هريرة عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم ... الحديث " وسيأتي بعد حديثين، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين،وبنحوه عن عمر بن الخطاب سيأتي بعد حديثين. الحديث: 7601 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 129 7602 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «القدريةَ مجُوسُ هذه الأمَّةِ، إن مَرِضُوا فلا تَعودُوُهم، وإن [ص: 130] ماتوا فلا تشهدوهم» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (4691) في السنة، باب في القدر، من حديث عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أبي حازم سلمة بن دينار عن ابن عمر، وقد جزم المنذري بأن أبا حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر فالإسناد منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4691) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز أبي حازم، قال: حدثني بمنى عن أبيه، فذكره. قلت: في سماع عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه اختلاف. الحديث: 7602 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 129 7603 - (د) عمر بن الخطاب (1) - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم» أخرجه أبو داود (2) .   (1) في المطبوع عبد الله بن عباس، وهو خطأ. (2) رقم (4720) في السنة، باب في القدر، وفي سنده حكيم بن شريك الهذلي المصري، قال الحافظ في " التقريب ": مجهول، وقال في " التهذيب ": وقرأت بخط الذهبي: قال أبو حاتم مجهول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/30) (206) قال:حدثنا أبو عبد الرحمن،قال:حدثني سعيد بن أبي أيوب. وأبو داود (4710) قال:حدثنا أحمد بن حنبل،قال:حدثنا عبد الله أبو عبد الرحمن،قال:حدثني سعيد بن أبي أيوب،وفي (4720) قال:حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني،قال: أخبرنا بن وهب،قال: أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب. ثلاثتهم عن عطاء بن دينار،عن حكيم بن شريك الهذلي، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن ربيعة الجرشي، فذكره. قلت: فيه حكيم بن شريك الهذلي، قال عنه الحافظ في «التهذيب» (2/450) ذكره بن حبان في الثقات وقرأت بخط الذهبي قال: أبو حاتم: مجهول. الحديث: 7603 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 130 7604 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صِنفانِ من أمَّتي ليس لهم في الإسلام نصيب: المُرْجِئَةُ والقَدَرِيّة» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المرجئة) : طائفة من فرق المسلمين، يقولون: إنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة، وهذا مذهب سوء، أما في جانب الكفر: فصحيح، فإنه لا ينفع معه طاعة، وأما في جانب الإيمان: فكيف لا يضر؟ والقائل بهذا يفتح باب الإباحة، فإن الإنسان إذا علم أنه لا تضر المعاصي مع إيمانه ارتكب كل ما تحدّثه به نفسه منها، علماً أنها [ص: 131] لا تضره، وهؤلاء هم أضداد القدرية، فإن من مذهبهم: أن الكبيرة إذا لم يُتَب منها يخلَّد صاحبها في النار، وإن كان مؤمناً، فانظر إلى هذا الاختلاف العظيم، والتناقض الزائد في الآراء المختلفة الأهواء، نعوذ بالله من ذلك، وانظر كيف هدى الله أهل الحق والعدل إلى أقوم طريق، فأثبتوا للعاصي جزاءاً، ونفَوا الخلود في النار عليها الذي هو جزاء الكافرين، ويعضد ذلك: قوله - صلى الله عليه وسلم-: «خير الأمور أوسطها» .   (1) رقم (2150) في القدر، باب ما جاء في القدرية، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه عبد بن حميد (579) قال: أخبرنا محمد بن بشر العبدي، عن علي بن نزار، وابن ماجة (62) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا علي بن نزار. والترمذي (2149) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن القاسم بن حبيب، وعلي بن نزار. كلاهما - علي بن نزار، والقاسم بن حبيب - عن نزار.. 2- وأخرجه الترمذي (2149) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا سلام بن أبي عمرة. كلاهما - نزار، وسلام بن أبي عمرة - عن عكرمة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن صحيح. قلت: ضعفه الشيخ الألباني. الحديث: 7604 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 130 7605 - (ت د) نافع - مولى ابن عمر «أن رجلاً جاء ابنَ عمَرَ فقال: إن فلاناً يقرأ عليك السلام، فقال ابن عمر: إنه بلغني أنه قد أحدَثَ التكذيبَ بالقدرِ، فإن كان قد أحدثَ فلا تُقْرِئْهُ مني السلام، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يكون في هذه الأمَّة، أو في أُمَّتي - الشك منه - خَسْفٌ ومَسْخ، وذلك في المكذِّبين بالقَدَر» . وفي رواية أبي داود: قال: «كان لابن عمر صديقٌ من أهل الشام يُكاتِبُهُ، فكتب إليه عبدُ الله بنُ عمر: إنه بلغني أنَّك تكَلَّمْتَ في شيء من القدر، فإياك أن تكْتُبَ إليَّ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: سيكون في أمتي أقْوَامٌ يُكَذِّبون بالقدر» . وفي رواية الترمذي نحو الأولى، وفيها قال: «بلغني أنه قد أحدث فإن [ص: 132] كان قد أحدث .... » وذكر الحديث، وقال في آخره: «خَسْفٌ ومَسْخ، أو قَذف في أهل القدر» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2153) و (2154) في القدر، باب رقم (16) ، وأبو داود رقم (4613) في السنة، باب لزوم السنة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (5639) ، والحاكم 1 / 84 وصححه ووافقه الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/90) (5639) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا يزيد، قال: سعيد يعني (ابن أبي أيوب) . وفي (2/108) (5867) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا رشدين. وفي (2/136) (2608) قال حدثنا هارون بن معروف، قال أخبرنا عبد الله بن وهب، أبو داود (4613) قال حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب. وابن ماجة (4061) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا أبو عاصم، حدثنا حيوه بن شريح، والترمذي (2152) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا حيوة بن شريح. وفي (2153) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا رشدين بن سعد. أربعتهم - سعيد بن أبي أيوب، ورشدين، وعبد الله بن وهب، وحيوة - عن أبي صخر حميد بن زياد، عن نافع، فذكره. ورواية أبي داود الثانية: أخرجها أحمد (2/90) (5639) . وأبو داود (4613) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن زيد وأبو عبد الرحمن قال: حدثنا سعيد، يعني بن أبي أيوب، قال: أخبرني أبو صخر، عن نافع فذكره. الحديث: 7605 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 131 الفصل العاشر: في أحاديث شتى 7606 - (م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كتبَ الله مقاديرَ الخلائقِ قَبلَ أن يخلق السماواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي «قدَّر الله المقاديرَ قبل أن يخلق السماواتِ والأرضينَ بخمسينَ ألفَ سنة» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2653) في القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام، والترمذي رقم (2157) في القدر، باب رقم (18) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/169) (6579) قال:حدثنا أبو عبد الرحمن،قال:حدثنا حيوة، وابن لهيعة، وعبد بن حميد (343) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد،قال:حدثنا حيوة بن شريح،وابن لهيعة، ومسلم (8/51) قال حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح،قال: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر،قال:حدثنا المقرئ،قال:حدثنا حيوة (ح) وحدثني محمد بن سهيل التميمي،قال:حدثنا ابن أبي مريم،قال: أخبرنا نافع،يعني بن يزيد،والترمذي (2156) قال:حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي الصنعاني،قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ،قال:حدثنا حيوة بن شريح. أربعتهم - حيوة، وابن لهيعة،وابن وهب،ونافع - عن أبي هانئ الخولاني، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي،فذكره. * زاد بن وهب في حديثه،: «وعرشه على الماء» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 7606 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 132 7607 - (ت) أبو عزة، [يسار بن عبد] ، - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جَعَلَ له إليها حاجة، [أو بها حاجة] » أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2148) في القدر، باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/429) .والبخاري في الأدب المفرد (780) قال حدثنا مسدد. والترمذي (2147) قال حدثنا أحمد بن منيع وعلي بن حجر. أربعتهم - أحمد بن حنبل،ومسدد،وأحمد بن منيع،وابن حجر - عن إسحاق بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي المليح بن أسامة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. الحديث: 7607 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 132 7608 - (ت) مطر بن عكامس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قضى الله لعبد أن يَموتَ بأرض جعل له إليها حاجة» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2147) في القدر، باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الذي قبله، فهو به حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، قال: وفي الباب عن أبي عزة، يريد الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه عبد الله بن أحمد (5/227) قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة،قال حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان (ح) وحدثنا محمد بن جعفر الوركاني،قال:حدثنا حديج،أبو سليمان. والترمذي (2146) قال حدثنا بندار،قال حدثنا مؤمل،قال:حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمود بن غيلان،قال:حدثنا مؤمل،وأبو داود الحفري، عن سفيان. كلاهما - سفيان، وحديج - عن أبي إسحاق، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب،ولا نعرف لمطر بن عكاس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث. الحديث: 7608 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 133 7609 - () أبو عثمان مولى أبي هاشم - رحمه الله - قال: «سألتُ أبا هريرة عن القَدَرِ؟ فقال: اكْتفِ منه بآخر سورة الفتح {محمدٌ رسول الله والذين معه أشِدَّاءُ على الكفار رُحماءُ بينهم تراهم رُكَّعاً سُجَّدَاً} [الفتح: 29] فنعتَهم قبل أن يخلقهم، بما علمَ أنهم يكونون عليه إذا خَلَقَهُم وقال تعالى فيهم: {ذلك مَثَلُهم في التوراة ومثلُهم في الإنجيل كزرعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فآزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ ... } الآية» [الفتح: 29] أخرجه ... (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شطأه) شَطْءُ الزرع: فراخه التي تتفرع من الأصل. (فآزره) أي: قوَّاه وشَده.   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " ونسبه لأبي عبيد وأبي نعيم في " الحلية " وابن المنذر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره السيوطي في الدر المنثور (6/91) وقال: وأخرج أبو عبيد وأبو نعيم في الحلية وابن المنذر، عن عمار مولى بن هاشم،فذكره. الحديث: 7609 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 133 7610 - () مالك بن أنس - رحمه الله - قال: «بلغني أنه قيل لإياس بن [ص: 134] معاوية: ما رأيك في القدر؟ قال: رأيُ ابنتي» يريد: لا يَعْلمُ سِرَّهُ إلا الله، وبه كان يُضْرَبُ المثَلُ في الفَهم. وقال رجل وقد سُئِلَ عن أمرِ مَا مِنَ القَدَرِ، فقال: ألسْتَ تؤمِنُ به؟ قال: بلا، قال: فحسْبُكَ، حدثني علي بن الحسين بن علي عن أبيه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حُسْن إسلام المرءِ ترْكهُ ما لا يَعنِيه» وقال: بلغني أنه قيل لِلقْمان: ما بلغَ منكَ ما نرى؟ قال: أداءُ الأمانة، وَصِدْقُ الحديث، وترْك ما لا يعنيني. أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والجزء المرفوع منه قوله صلى الله عليه وسلم: " من حسن إسلام المرء ... الحديث " رواه مالك في الموطأ 2 / 903 في حسن الخلق، باب ما جاء في حسن الخلق، والترمذي رقم (2319) في الزهد، باب رقم (11) من حديث مالك بن أنس عن الزهري عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وإسناده منقطع، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2318) في الزهد، باب رقم (11) ، وابن ماجة رقم (3976) في الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقال الزرقاني في " شرح الموطأ ": والحديث حسن بل صحيح، أخرجه أحمد وأبو يعلى والترمذي من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأحمد والطبراني في " الكبير " عن الحسن بن علي، والحاكم في الكنى عن أبي ذر العسكري، والحاكم في " تاريخه " عن علي بن أبي طالب، والطبراني في " الصغير" عن زيد بن ثابت، وابن عساكر عن الحارث بن هشام، أقول: وقوله: " بلغني أنه قيل للقمان ... " رواه مالك في الموطأ 2 / 990 في الكلام، باب ما جاء في الصدق والكذب، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: في المطبوع أخرجه رزين، ولم نقف على قول إياس بن معاوية أما لفظه: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه، وقد تقدم بلفظه: «أنه قيل للقمان..» أخرجه مالك (1926) فذكره بلاغا. الحديث: 7610 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 133 7611 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحن نتنازعُ في القَدَرِ، فَغَضِبَ حتى احْمرَّ وجهُه حتى كأنما فُقيء في وجنتيه حَبُّ الرُّمَّان، فقال: أفبهذا أُمِرْتُمْ، أم بهذا أُرْسِلْتُ إليكم؟ [ص: 135] إنما هَلَكَ مَنْ كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمرِ، عزْمتُ عليكم أن لا تنازُعوا فيه» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فقئ) فكأنما فُقئ في وجهه حبُّ الرُّمَّان، أي: شُقَّ وفُقِص.   (1) رقم (2134) في القدر، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر، وإسناده ضعيف، ولكن له شاهد عند ابن ماجة رقم (85) في المقدمة، باب في القدر، وإسناده حسن، فالحديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (2133) قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري، قال: حدثنا صالح المري، عن هشام بن حسان، عن محمد بن شريح، فذكره. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث صالح المري، وصالح المري له غرائب ينفرد بها، لايتابع عليها. الحديث: 7611 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 134 الكتاب الثاني: في القناعة والعفة ، وفيه خمسة فصول الفصل الأول: في مدحها والحث عليها 7612 - (ت) عبيد الله بن محصن - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أصبَحَ منكم آمِناً في سِرْبه، مُعافى في جَسَدِهِ، عندهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 136] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (آمناً في سربه) أي: في نفسه، يقال: فلان واسع السرب، أي: رَخِيُّ البال وروِي بفتح السين، وهو المسلَك والمذهب. (الحذافير) عالي الشيء ونواحيه، يقال: أعطاه الدنيا بحذافيرها، أي: بأسرها، الواحد حِذْفارٌ.   (1) رقم (2347) في الزهد، باب رقم (34) ، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " رقم (300) باب من أصبح آمناً في سربه، وابن ماجة رقم (4141) في الزهد، باب القناعة، كلهم من حديث [ص: 136] مروان بن معاوية الفزاري عن عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري عن سلمة بن عبيد الله بن محصن وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2503) في الزهد، باب فيمن أصبح آمناً معافى، من حديث عبد الله بن هانئ بن أبي عبلة عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 2 / 194: عبد الله بن هانئ ابن أخي إبراهيم بن أبي عبلة، روى عن أبيه عن ضمرة، روى عنه محمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد الهروي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة أحاديث بواطيل، ثم قال: نا عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول: قدمت الرملة، فذكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ، وسألت عنه فقيل: هو شيخ يكذب فلم أخرج إليه، ولم أسمع منه. وقد ذكر الحديث الحافظ الذهبي في " الميزان " في ترجمة سلمة بن عبد الله بن محصن عن أبيه من رجال الترمذي، وضعف سند الترمذي ثم قال: ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبي الدرداء بإسناد لين يشبه هذا. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (439) . والبخاري في الأدب المفرد (300) قال: حدثنا بشر بن مرحوم. وابن ماجة (4141) قال حدثنا سويد بن سعيد، ومجاهد بن موسى، والترمذي (2346) قال: حدثنا عمرو بن مالك، ومحمود بن خداش البغدادي (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي. ستتهم - الحميدي، وبشر بن مرحوم، وسويد بن سعيد، ومجاهد بن موسى، وعمرو بن مالك، ومحمد خداش - قالوا: حدثنا مراون بن معاوية، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، عن سلمة بن عبيد الله بن محصن، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية، وحيزت جمعت. الحديث: 7612 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 135 7613 - (ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس لابنِ آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكُنه، وَثَوْب يُوارِي عورتَه، وجِلْفُ الخبزِ والماء» أخرجه الترمذي. وقال النضر بن شمَيل: «جِلْفُ الخبز» يعني ليس معه إدام (1) . [ص: 137] وفي رواية رزين «وجلف خُبز يَرُدُّ بها جَوْعتَهُ، والماء القَراح» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (جلف الخبز) الجلف: الخبز وحده لا أدم معه، وقيل: هو الخبز الغليظ اليابس. (القَراح) : الذي لا يشوبه شيء ولا يخالطه، مما يُجعل فيه كالعسل والتمر والزبيب وغير ذلك مما يُتخذ شراباً.   (1) رواه الترمذي رقم (2342) في الزهد، باب رقم (30) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 62، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وقال المناوي في " فيض القدير ": وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/62) (440) . وعبد بن حميد (46) والترمذي (2341) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد، وعبد - عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال حدثنا حريث بن السائب، قال سمعت الحسن يقول: حدثني حمران بن أبان فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح الحريث بن السائب، وسمعت أبا داود سليمان بن سلم البلخي، يقول: قال النضر بن شميل: جلف الخبز يعني ليس معه إدام. الحديث: 7613 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 136 7614 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله: إنَّ أغْبَطَ أوليائي عندي: مؤمِن خفيفُ الحاذِ، ذو حظٍّ من الصلاة، أحْسَنَ عبادَة ربِّه، وأطاعه في السِّرِّ، وكان غامِضاً في الناس، لا يُشار إليه بالأصابع، وكان رِزْقُه كَفافاً فصبر على ذلك، ثم نَقَرَ بيده، فقال: عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، قَلَّ تُرَاثُهُ، قَلَّتْ بواكيه» . وبهذا الإسناد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «عَرَض عليَّ رِّبي لِيَجْعَلَ لي بطحاءَ مكة ذَهباً، فقلت: لا يا ربِّ، ولكن أشبَعُ يوماً، وأجوعُ يوماً، فإذا جُعتُ تضَرَّعتُ إليكَ وذكَرْتُكَ، وإذا شبِعْتُ حَمِدْتُكَ وشكَرْتُك» . أخرجه الترمذي (1) . [ص: 138] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أغبط) غبَطْتُ الرجل: إذا تمنَّيتَ أن يكون كل مثل الذي له من غير أن يزول عنه ماله. (خفيف الحاذ) الحاذ في الأصل: بطن الفخذ، وقيل: هو الظهر، والموضع الذي يقع عليه اللبد من ظهر الفرس، يقال له: حاذ، والمراد في الحديث: الخفيف الظهر من العيال، القليل المال، القليل الحظِّ من الدنيا. (غامِضاً) الغامض: الخفي، أراد أن يكون الإنسان منقطعاً عن الناس لا يخالطهم، وذلك دأب الزاهدين في الدنيا، الراغبين فيما عند الله تعالى. (الكفاف) : الذي لا يفضل عن الحاجة ولا ينقص. (المنية) : الموت. (تراث) الرجل: ما يخلفه بعد موته من متاع الدنيا.   (1) رقم (2348) في الزهد، باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، قال: وفي الباب عن فضالة بن عبيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/252) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا علي بن صالح عن أبي المهلب، وفي (5/255) قال حدثنا أسود، قال: حدثنا الحسن بن صالح، عن أبي المهلب. والترمذي (2347) قال أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب. كلاهما - أبو المهلب، ويحيى - عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، فذكره. * أخرحه الحميدي (909) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مطرح أبو المهلب، وأحمد (5/255) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا ليث بن أبي سليم. كلاهما - أبو المهلب، وليث - عن عبيد الله بن زحر، عن القاسم، فذكره ليس فيه - علي بن يزيد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وعلي بن يزيد ضعيف الحديث ويكني أبا عبد الملك. الحديث: 7614 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 137 7615 - (م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما – قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قد أفْلَحَ مَنْ أسلم، ورُزِقَ كفافاً، وقَنَّعه الله بما آتاه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1054) في الزكاة، باب في الكفاف والقناعة، والترمذي رقم (2349) في الزهد، باب ما جاء في الكفاف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/168) (6572) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ من كتابه، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال:حدثني شرحبيل بن شريك. وفي (2/172) (6609) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق،قال أخبرنا ابن لهيعة، عن شرحبيل بن شريك، وعبد بن حميد (341) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد قال:حدثا سعيد بن أبي أيوب. قال:حدثنا شرحبيل بن شريك ومسلم (3/102) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:حدثنا أبو عبيدة أبو عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني شرحبيل،وهو بن شريك،وابن ماجة (4138) قال:حدثنا بن رمح. قال:حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر،وحميد بن هانئ الخولاني،والترمذي (2348) قال: حدثنا العباس الدوري،قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال:حدثنا سعد بن أيوب، عن شرحبيل بن شريك. ثلاثتهم - شرحبيل،وعبيد الله بن أبي جعفر،وحميد بن هانئ - عن أبي، عبد الرحمن الحبلي، فذكره.. الحديث: 7615 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 138 7616 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله [ص: 139] صلى الله عليه وسلم- يقول: «طُوبى لِمنْ هدِيَ للإسلام، وكان عَيْشُه كَفَافاً وَقنِعَ» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2350) في الزهد، باب ما جاء في الكفاف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/19) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والترمذي (2349) قال: حدثنا العباس الدوردي، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11033) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك. كلاهما - أبو عبد الرحمن المقري، عبد الله بن يزيد، وابن المبارك - عن حيوة بن شريح، قال: أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن أبا على عمرو بن مالك الجنبي أخبره، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7616 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 138 7617 - (خ م ط د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «إنَّ ناساً من الأنصار سألوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نَفِذَ ما عِنْدَهُ، قال: ما يكون عنْدي من خير فلَنْ أدَّخِرَهُ عنكم، ومَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفُّه الله ومَن يستَغْنِ يُغْنهِ الله، ومن يتصبَّر يُصَبِّره الله، وما أُعْطِي أحدٌ عطاءً هو خَيرٌ وأوسَع من الصبر» أخرجه الجماعة (1) . وزاد رزين «وقد أفلح من أسلم ورُزِقَ كَفافاً فقنَّعه الله بما آتاه» .   (1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة، باب الاستعفاف في المسألة، وفي الرقاق، باب الصبر عن محارم الله، ومسلم رقم (1053) في الزكاة، باب فضل التعفف والصبر، والموطأ 2 / 997 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة، وأبو داود رقم (1644) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والترمذي رقم (2025) في البر والصلة، باب ما جاء في الصبر، والنسائي 5 / 95 في الزكاة، باب في الاستعفاف عن المسألة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (616) .وأحمد (3/93) قال:حدثنا إسحاق بن سليمان. والدارمي (1653) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك. والبخاري (2/151) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف،ومسلم (3/102) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1644) قال:حدثنا عبد الله مسلمة. والترمذي (2024) قال: حدثنا الأنصاري،قال: حدثنا معن. والنسائي (5/95) قال: أخبرنا قتيبة. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4152) عن الحارث بن مسكين،عن بن القاسم. سبعتهم - إسحاق، والحكم،وعبد الله بن يوسف،وقتيبة،وعبد الله بن مسلمة، ومعن وابن القاسم - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه أحمد (3/93) .ومسلم (3/102) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد،وعبد - عن عبد الرزاق،قال: أخبرني معمر. 3- وأخرجه البخاري (8/123) قال:حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. ثلاثتهم - مالك،ومعمر، وشعيب - عن الزهري،عن عطاء بن يزيد، فذكره. الحديث: 7617 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 139 7618 - (م ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يا ابن آدم، إنكَ أن تَبْذُلَ الفَضَل خير لك، وأن تُمسكَه شَرُّ لك، ولا تُلامُ على كفَاف، وابدأْ بمَنْ تعُول، واليد العليا خير من اليد السفْلَى» أخرجه مسلم والترمذي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1036) في الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، والترمذي رقم (2344) في الزهد، باب رقم (32) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: وقد تقدم. الحديث: 7618 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 139 7619 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أنَّكم كنتم تتوكلون على الله حقَّ توكلهِ: لَرُزِقْتُمْ كما تُرْزقُ الطَّيْرُ، تَغْدو خماصاً وتَرُوحُ بِطاناً» أخرجه الترمذي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خماصاً) الخماص: الجياع الخاليات البطون من الغذاء. (بِطاناً) البطان: الشباع الممتلئات البطون منه.   (1) رقم (2345) في الزهد، باب رقم (33) ، وأخرجه أيضاً أحمد، وابن ماجة وابن حبان، والحاكم وغيرهم، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/30) (1205) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال:حدثنا حيوة. قال: أخبرني بكر بن عمرو وفي (1/62) (370) قال حدثنا حجاج، قال: أنبأنا ابن لهيعة. وفي (373) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق،قال: أنبأنا ابن لهيعة. وعبد بن حميد (10) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد،قال:حدثنا حيوة بن شريح،قال: أخبرني بكر بن عمرو، وابن ماجة (4164) قال:حدثنا حرملة بن يحيى،قال:حدثنا عبد الله بن وهب،قال: أخبرني ابن لهيعة. والترمذي (2344) قال:حدثنا علي بن سعيد الكندي،قال حدثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10586) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك،عن حيوة عن بكر. كلاهما - بكر،وابن لهيعة - عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني،فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلامن هذا الوجه وأبو تميم الجيشاني اسمه عبد الله بن مالك. الحديث: 7619 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 140 الفصل الثاني: في غنى النفس 7620 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس الغِنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغِنى غنى النفسِ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) . [ص: 141] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (العرض) : ما يتموَّله الإنسان ويقتنيه من المال وغيره.   (1) رواه البخاري 11 / 231 و 232 في الرقاق، باب الغنى غنى النفس، ومسلم رقم (1051) في الزكاة، باب ليس الغنى عن كثرة العرض، والترمذي رقم (2374) في الزهد، باب ما جاء أن الغنى غنى النفس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/389) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، والبخاري (8/118) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا أبو حصين وفي الأدب المفرد (276) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن بن عجلان، عن القعقاع. والترمذي (2373) قال: حدثنا أحمد بن بديل بن قريش اليامي الكوفي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين. كلاهما - أبو حصين، والقعقاع بن حكيم - عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 7620 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 140 7621 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللقمةُ واللقمتان، والتمرةُ والتمرتان، ولكنَّ المسكين الذي لا يجد غِنى يُغنيه، ولا يُفْطَنُ به فَيُتَصَدَّقُ عليه، ولا يقوم فيسأل الناس» هذا لفظ البخاري. وفي أخرى «ليْس المسكين الذي تردُّه الأُكْلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى ويستَحِي، أو لا يسأل الناس إلحافاً» . وفي أخرى «إنما المسكين الذي يتعفَّف، اقرؤوا إن شئتم {لا يسألونَ الناس إلحافاً} [البقرة: 273] » . وفي رواية لمسلم والموطأ «ليس المسكين بهذا الطَّوَّاف الذي يطوف حول الناس» ... وذكر الحديث نحو الأولى، وأخرج النسائي الأولى. وفي رواية أبي داود «ليس المسكين الذي تردُّه الأُكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس، ولا يفطنون به فَيُعْطُونه» . وفي رواية «ولكن المسكين المتعفف» . وفي أُخرى «فذلك المحروم» . وفي أخرى جعل «المحروم» من كلام الزهري، قال: وهو أصح. [ص: 142] وأخرج النسائي أيضاً رواية أبي داود الأُولة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أكلة) الأُكلة بضم الهمزة: اللقمة - وبالفتح - المرة الواحدة من الأكل. (إلحافاً) الإلحاف في المسألة: الإلحاح، والإكثار منها.   (1) رواه البخاري 3 / 269 و 270 في الزكاة، باب قول الله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافاً} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب {لا يسألون الناس إلحافاً} ، ومسلم رقم (1039) في الزكاة، باب المسكين الذي لا يجد غنى ولا يفطن له فيتصدق عليه، والموطأ 2 / 923 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في المساكين، وأبو داود رقم (1631) و (1632) في الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى، والنسائي 5 / 85 في الزكاة، باب تفسير المسكين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك الموطأ (575) والبخاري (2/154) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك. ومسلم (3/95) : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة يعني الحزامي. والنسائي (5/85) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. كلاهما - مالك، والمغيرة الحزامي - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. وبلفظ «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة ولا اللقمتان، وإنما المسكين الذي يتعفف واقرؤا إن شئتم قوله: لا يسألون الناس إلحافا» . أخرجه البخاري (6/39) . ومسلم (3/96) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق. كلاهما - البخاري، وأبو بكر بن إسحاق - عن سعد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثني شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكراه. * أخرجه أحمد (2/395) قال: حدثنا سليمان بن داود، ومسلم (3/95) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد. والنسائي (5/84) قال: أخبرنا علي بن حجر. أربعتهم - سليمان بن داود، ويحيى بن أيوب، وقتيبة بن سيعد، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نمر، وعن عطاء بن عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: «عبد الرحمن بن أبي عمرة.» . وبلفظ: «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غني، ويستحيي، أو لايسأل الناس إلحافا» . أخرجه البخاري (2/260) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/445) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (1623) قال: أخبرنا هاشم ابن القاسم. قال: حدثا شعبة. والبخاري (2/153) قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا شعبة ثلاثتهم - معمر، وحماد بن سلمة، وشعبة- عن محمد بن زياد، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. وبلفظ: «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة. واللقمتان. ولكن المسكين الذي لايسأل، ولا يعرف مكانه فيعطى» . أخرجه الحميدي (1059) قال: حدثنا سفيان. وقال: سمعنا من الهجري أحاديث، عن أبي عياض، عن أبي هريرة، هذا أحدها، فذكره. وبلفظ: «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، التمرة التمرتان. قالوا: فما المسكين يارسول الله؟ قال: الذي لا يجد غنى، ولايعلم الناس حاجته فيتصدق عليه.» . أخرجه أحمد (2/260) قال: حدثنا عبد الأعلى وأبو داود (1632) قال: حدثنا مسدد وعبيد الله بن عمر وأبو كامل، قالوا: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والنسائي (5/85) قال: أخبرنا نصر بن علي. قال: حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الواحد بن زياد - عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره. وبلفظ: «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لايسأل الناس شيئا، ولا يفطنون به فيعطونه» . أخرجه أحمد (2/393) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (1631) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير. وابن خزيمة (2363) قال: حدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية. ثلاثتهم - أبو نعيم الفضل بن دكين، وجرير بن عبد الحميد، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. الحديث: 7621 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 141 الفصل الثالث: في الرضى بالقليل 7622 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نظرَ أحدُكم إلى مَنْ فُضِّل عليه في المال والَخْلقِ، فلينظر إلى من هو أسفل منه» أخرجه البخاري. وفي رواية مسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدرُ أن لا تزدَرُوا نعمة الله عليكم» . [ص: 143] وله في أخرى: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نَظَرَ أحدُكم إلى من فُضِّلَ عليه في المال والخَلْقِ، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضِّل عليه» وفي رواية الترمذي مثل رواية مسلم الأولى. وفي رواية ذكرها رزين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «انظروا إلى من هو أسفل منكم في الدنيا، وفوقكم في الدِّين، فذلك أجدَرُ أن لا تزدَروا نعمة الله عليكم» . زاد في رواية: قال عونُ بن عبد الله بن عُتبة: كنتُ أصحبُ الأغنياء فما كان أحد أكثرَ هَمَّاً مني، كنت أرى دابة خيرا ًمن دابَّتي، وثوباً خيراً من ثوبي، فلما سمعت هذا الحديث صَحِبْتُ الفقراء فاستَرْحتُ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تزدروا) الازدراء: الاحتقار والعيب والانتقاص.   (1) رواه البخاري 11 / 276 في الرقاق، باب لينظر إلى من هو أسفل منه، ومسلم رقم (2963) في الزهد في فاتحته، والترمذي رقم (2515) في القيامة، باب رقم (59) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/413) ومسلم (8/213) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/245) قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (8/213) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أيوب معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع، وابن ماجة (4142) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية، والترمذي (2513) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. - والتي في الصحيحين بلفظ. «لا ينظر أحدكم إلى من فوقه في الخلق، أو الخلق، أو المال، ولكن ينظر إلى من هو دونه» . أخرجه الحميدي (1066) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان، والبخاري (8/128) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (8/213) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد. قال قتيبة: حدثنا وقال يحيى: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي. ثلاثتهم - سفيان ومالك، والمغيرة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. الحديث: 7622 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 142 الفصل الرابع: في المسألة ، وفيه أربعة فروع [الفرع] الأول: في ذمها مطلقا ً 7623 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزالُ المسألة بأحدكم، حتى يلقى الله وليس في وجهه مُزعة لحم» وفي رواية «حتى يأتي يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُزعة) المزعة: قطعة من اللحم يسيرة، كالنِّتفة من الشيء.   (1) رواه البخاري 3 / 268 في الزكاة، باب من سأل الناس تكثراً، ومسلم رقم (1040) في الزكاة، باب كراهة المسألة للناس، والنسائي 5 / 94 في الزكاة، باب المسألة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/15) (4638) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/88) (5616) قال:حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وعبد بن حميد (828) قال: أخبرنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر. والبخاري (2/153) قال:وقال معلى،قال:حدثنا وهيب،عن النعمان بن راشد،ومسلم (3/96) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال:حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر. (ح) وحدثني عمرو الناقد، قال:حدثني إسماعيل بن إبراهيم،قال: أخبرنا معمر. كلاهما - معمر، والنعمان بن راشد - عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري. 2- وأخرجه البخاري (2/153) قال:حدثنا يحيى بن بكير،ومسلم (3/96) قال:حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. والنسائي (945) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب. ثلاثتهم - يحيى بن بكير،وعبد الله بن وهب،وشعيب بن الليث - عن الليث بن سعد،عن عبيد الله بن أبي جعفر. كلاهما - عبد الله بن مسلم،وعبيد الله بن أبي جعفر - عن حمزة بن عبد الله بن عمر،فذكره. الحديث: 7623 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 144 7624 - (د س ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «المَسَائل كُدوح يَكدَحُ بها لرجل وجهه، فمن شاء أبقى على وجهه، ومن شاء تركه، إلا أن يسأل الرجلُ ذا سلطان، أو في أمر لا يجد منه بُداً» أخرجه أبو داود والنسائي. [ص: 145] وفي رواية الترمذي «المسألة كَدٌّ يكُدُّ الرجل بها وجهه، إلا أن يسأل الرجل سُلْطَاناً، أو في أمر لا بد منه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كدوح) الكدوح: الخموش. (ذي سلطان) سؤال السلطان: قيل: أراد به أن يطلب حقه من بيت المال. (كدٌّ) الكد: السعي والتعب في طلب الرزق.   (1) رواه أبو داود رقم (1639) في الزكاة، باب ما تجوز فيه المسألة، والترمذي رقم (681) في الزكاة، باب ما جاء في النهي عن المسألة، والنسائي 5 / 100 في الزكاة، باب مسألة الرجل ذا السلطان، وباب مسألة الرجل في أمر لابد له منه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناد صحيح: 1- أخرجه أحمد (5/10) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن. 2- وأخرجه أحمد (5/19) . والترمذي (681) قال: حدثنا محمود بن غيلان. والنسائي (5/100) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. كلاهما - أحمد، محمود - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. 3- وأخرجه أحمد (5/19) قال حدثنا بن جعفر. وفي (5/22) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (1639) قال حدثنا حفص بن عمرو النمري. والنسائي (5/100) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن بشر. أربعتهم - محمد بن جعفر، وعفان، وحفص، وابن بشر - عن شعبة. ثلاثتهم - شيبان، وسفيان، وشعبة - عن عبد الملك بن عمير، عن زيد بن عقبة، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7624 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 144 7625 - (س) عائذ بن عمرو - رضي الله عنه - أن رجلاً «أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأله فأعطاه، فلما وضع رجلَه على أسْكُفَّة الباب، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو تعلمون ما في المسألة، ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً» أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 94 و 95 في الزكاة، باب المسألة، وفي سنده عبد الله بن خليفة، ويقال: خليفة بن عبد الله البصري، وهو مجهول، كما قال الحافظ في " التقريب ": ما روى عنه إلا بسطام بن مسلم، ووهم من زعم أن شعبة روى عنه. أقول: لكن رواه الطبراني في " الكبير " من طريق قابوس عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم صاحب المسألة ماله فيها لم يسأل " فالحديث حسن بهذا الشاهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/65) قال حدثنا روح بن عبادة. والنسائي (5/94) قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي،قال:حدثنا أمية بن خالد قال:حدثنا شعبة. كلاهما - روح،وشعبة - عن بسطام بن مسلم،عن عبد الله بن خليفة الغبري، فذكره. * في رواية روح بن عبادة سماه (خليفة بن عبد الله) . الحديث: 7625 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 145 7626 - (خ) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن يأخذ أحدكُم أحْبُلَهُ، ثم يأتي الجبلَ فيأتي بحُزْمة من حَطَب على ظهره فيبيعها، خيرٌ له من أن يسأل الناس أعْطَوْهُ أم مَنَعوُه» . أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أحبُله) الأحبل: جمع حبل.   (1) 3 / 265 في الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، وفي البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (1/164) (1407) قال:حدثنا حفص بن غياث،وفي (1/176) (1429) قال:حدثنا وكيع،وابن نمير،والبخاري (2/152) قال:حدثنا موسى، قال:حدثنا وهيب. وفي (3/75) قال:حدثنا يحيى بن موسى، قال:حدثنا وكيع، (3/149) قال:حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (1836) قال:حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله الأودي. قالا: حدثنا وكيع. أربعتهم- حفص، ووكيع، وابن نمير،ووهيب - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7626 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 146 7627 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن يَحْتَطِبَ أحدكم حُزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه» . وفي أخرى قال: «والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم أحبُلَه، فيحتطبَ على ظهره ... » وذكر الحديث. وفي أخرى قال: «لأن يأُخذَ أحدكم أحبُله، ثم يغدو - أحسبه قال: إلى الجبل - فَيَحْتَطِبَ ويتصدق خَيْر له من أن يسأل الناس» . وفي أخرى: «لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به عن الناس خير من أن يسأل الناس رجلاً أعطاه أو منعه، ذلك بأن اليَدَ العُلْيَا خيْرٌ مِنَ اليَد السُّفْلى، وابدأ بمن تَعُول» . أخرجه البخاري إلا الآخرة، وأخرج مسلم الأولى والآخرة، وأخرج [ص: 147] الموطأ الثانية، وأخرج النسائي الأولى والثانية، وأخرج الترمذي الآخرة (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (اليد العليا) : هي يد المعطي، لأنها بالحقيقة تعلو على يد السائل صورة ومعنى.   (1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، وباب قول الله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافاً} ، وفي البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده، وفي الشرب، باب بيع الحطب والكلأ، ومسلم رقم (1042) في الزكاة، باب كراهية المسألة للناس، والموطأ 2 / 998 و 999 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف في المسألة، والترمذي رقم (680) في الزكاة، باب ما جاء في النهي عن المسألة، والنسائي 5 / 96 في الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك الموطأ (617) . والحميدي (1057) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان والبخاري (2/152) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. والنسائي (5/96) قال: أخبرنا علي بن شعيب، قال: أنبأنا معن. قال: أنبأنا مالك. كلاهما - ومالك، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. وبلفظ: «لأن يأخذ أحدكم حبله، ثم يغدو، أحسبه قال: إلى الجبل فيحتطب، فيبيع فيأكل ويتصدق، خير له من أن يسأل الناس» .. أخرجه أحمد (2/496) قال: حدثنا ابن نمير والبخاري (2/154) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. كلاهما - عبد الله بن نمير، وحفص بن غياث - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. * صرح الأعمش بالسماع في رواية البخاري. وبلفظ: «لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه» . أخرجه أحمد (2/455) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث. قال: حدثنا عقيل، والبخاري (3/75و149) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، ومسلم (3/97) قال: حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث. والنسائي (5/93) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم..قال: حدثنا أبي، عن صالح. ثلاثتهم - عقيل، وعمرو بن الحارث، وصالح بن كيسان - عن ابن شهاب، عن أبي عبيد، مولى عبد الرحمن بن عوف، فذكره. * الروايات متقاربة المعنى. الحديث: 7627 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 146 7628 - (د س) ثوبان - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال «مَنْ يَكْفُلُ لي [أن] لا يسأل الناس شيئاً وأتَكَفَّلُ له بالجنّة؟ فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحداً شيئاً» أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ يَضْمَنُ لي واحدة وله الجنة؟ قال: وقال كلمة، أن لا يسأل الناس شيئاً» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1643) في الزكاة، باب كراهية المسألة، والنسائي 5 / 96 في الزكاة، باب فضل من لا يسأل الناس شيئاً، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/275) قال:حدثنا أسود بن عامر، قال:حدثنا شريك. وفي (5/276) قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة. وأبو داود (1643) قال:حدثنا عبيد الله بن معاذ،قال:حدثنا أبي،قال:حدثنا شعبة. كلاهما - شريك، وشعبة - عن عاصم الأحول،عن أبي العالية،فذكره. 1- أخرجه أحمد (5/277) قال:حدثنا وكيع، وفي (5/281) قال:حدثنا يزيد بن هارون،وأبو النضر، وابن ماجة (1837) قال:حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع،والنسائي (5/96) قال:أخبرنا عمرو بن علي،قال:حدثنا يحيى. أربعتهم - وكيع، ويزيد بن أبو النضر،يحيى - عن ابن أبي ذئب،عن محمد بن قيس. 2- وأخرجه أحمد (5/279) قال:حدثنا محمد بن عبيد،قال:حدثنا محمد بن عثمان،وفي (5/281) قال:حدثنا يزيد بن،قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. كلاهما - بن عثمان، وابن إسحاق - عن العباس بن عبد الرحمن بن ميناء. كلاهما - محمد بن قيس،والعباس - عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، فذكره الحديث: 7628 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 147 7629 - (م س) معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُلْحِفُوا في المسألة، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئاً فتخرِجُ له مسألتُه مني شيئاً وأنا له كاره، فيبارَكَ له فيما أعطيُتهُ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1038) في الزكاة، باب النهي عن المسألة، والنسائي 5 / 97 و 98 في الزكاة، باب الإلحاف في المسألة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (604) وأحمد (4/98) وعبد بن حميد (420) قال: أخبرنا عبد الرزاق،والدارمي (1651) قال:أخبرنا سعيد بن منصور، ومسلم (3/95) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، (ح) وحدثنا ابن أبي عمر المكي. والنسائي (5/97) قال: أخبرنا الحسين بن حريث. سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الرزاق،وسعيد،ومحمد بن عبد الله، وابن أبي عمر، والحسين - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه،عن أخيه همام، فذكره. الحديث: 7629 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 147 7630 - (ط) عبد الله بن أبي بكر [بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري] (1) عن أبيه: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استعمل رُجلاً من بني عبد الأشْهَلِ على الصدقةِ، فلما قَدِمَ سأله بعِيراً منها، فَغَضِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى احْمَرَّ وَجْهُه، وعُرِفَ الغضب في وجهه - وكان مما يُعْرَفُ [به الغضب في وجهه] : أن تحمرَّ عيناه - ثم قال: ما بالُ رجال يسألني أحدهم ما لا يَصْلحُ لي ولا له، فإن منعته كَرهتُ مَنْعَهُ، وإنْ أعطيتُهُ أعطيتُه مالا يصلح لي ولا له؟ فقال الرجل: يا رسولَ الله، لا أسألك منها شيئاً أبداً» أخرجه الموطأ (2) .   (1) في المطبوع: عبد الله بن أبي بكر الصديق، وهو خطأ. (2) 2 / 1000 في الصدقة، باب ما يكره من الصدقة، من حديث عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن أبيه أبي بكر وهو مرسل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ورواه أحمد بن منصور البلخي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (1951) عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/551) ورواه أحمد بن منصور البلخى، عن مالك،عن عبد الله، عن أبيه، عن أنس. الحديث: 7630 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 148 7631 - (خ م ت س) عروة بن الزبير - رضي الله عنه - أن حكيم بن حزام قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني - زاد في رواية: ثم سألتُه فأعطاني - ثم قال لي: يا حكيم، إن هذا المال خَضر حُلْو، فَمَنْ أخذَه بسَخَاوَةِ نفسه بُورِكَ له فيه، ومن أخذه بإشراف نفسه لم يُبَاركْ له فيه، وكان كالذي يأْكلُ ولا يشبَعُ، واليَدُ العُلْيا خير من اليد السفلى، قال حكيم: فقلت: يا رسولَ الله، والذي بَعَثَكَ بالحقِّ لا أرْزَأُ أحداً بَعدَكَ شيئاً حتى أُفارِقَ الدنيا، فكان أبو بكر يدعو حَكيماً [ص: 149] لِيُعطِيَهُ عطاءه، فيأْبى أن يقبلَ منه شيئاً، ثم إن عمر دعاه ليُعْطِيه عطاءه، فأبى أن يَقْبلَ منه شيئاً، فقال عمر: يا معشر المسلمين إني أعرض على حكيم حقَّهُ الذي له مِنْ هذا الفيء، فيأبَى أن يأخذه، فلم يَرْزَأْ حكيم شيئاً أحداً من الناس بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى تُوفيَ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وأخرجه النسائي إلى قوله: «حتى أُفارق الدنيا» وفي أخرى إلى قوله: «السفلى» (1) . وزاد رزين بعد قوله: السفلى «ومَنْ يستَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمْن يستَعفِفْ يُعفُّهُ الله، فاسْتَغْنيت، فْأغناني الله، فما بالمدينة أكثر مِنَّا مالاً (2) » . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَضِر) الخضر الناعم الطري، والمراد به: أن المال محبوب إلى الناس [ص: 150] (الارزاء) : يقال: ما رزأتُهُ شيئاً، أي: ما أخذت منه شيئاً، ولا أصَبْتُ، وأصله من النقص فإن من أخذ شيئاً: فقد انتقصه شيئاً من ماله.   (1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، وفي الوصايا، باب تأويل قول الله عز وجل: {من بعد وصية توصون بها أو دين} ، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم، وفي الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " هذا المال خضرة حلوة "، ومسلم رقم (1035) في الزكاة، باب أن اليد العليا خير من اليد السفلى، والترمذي رقم (2465) في صفة القيامة، باب رقم (30) ، والنسائي 5 / 101 في الزكاة، باب مسألة الرجل في أمر لابد منه. (2) هذا الزيادة بلفظ " ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعف يعفه الله " رواها مالك والبخاري ومسلم والدارمي، والترمذي وغيرهم، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، والفقرة الأخيرة، رواها أحمد في " المسند " 3 / 44 بلفظ: " فما زال الله عز وجل يرزقنا حتى ما أعلم في الأنصار أهل بيت أكثر أموالاً منا ". [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (553) وأحمد (3/434) والبخاري (8/116) قال: حدثنا علي بن عبد الله، ومسلم (3/94) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو بن الناقد، والنسائي (5/60) قال: أخبرنا قتيبة. ستتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وأبو بكر، وعمرو الناقد، وقتيبة - قالوا: حدثنا سفيان. 2- وأخرجه الدارمي (1657 و2753) والبخاري (4/6 و113) قال: الدارمي: أخبرنا، وقال البخاري حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي. 3- وأخرجه البخاري (2/152) قال: حدثنا عبدان، والترمذي (2463) قال: حدثنا سويد. كلاهما - عبدان، وسويد -قالا: أخبرنا عبد الله - بن المبارك - قال: أخبرنا يونس. 4- وأخرجه النسائي (5/101) قال: أخبرني الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا إسحاق بن بكر، قال: حدثني أبي، عن عمرو بن الحارث. أربعتهم - سفيان، والأوزاعي، ويونس، وعمرو - عن الزهري، قال: أخبرني عروة وسعيد بن المسيب، فذكراه. * وأخرجه النسائي (5/100) قال: أخبرنا عبد الحبار بن العلاء بن سفيان، عن الزهري، قال: أخبرني عروة، فذكره. لم يذكر - سعيد بن المسيب -. * وأخرجه النسائي (5/101) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا مسكين بن بكير، قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب. فذكره، ولم يذكره (عروة) . زاد الأوزاعي عند البخاري، ويونس: قال حكيم: فقلت يارسول الله، والذي بعثك بالحق لاأرزأ أحدا بعدك شيئا، حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فيأبى أن يقبله فقال: يامعشر المسلمين إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى توفي رحمه الله. الحديث: 7631 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 148 7632 - (ط) [زيد بن أسلم] عن أبيه - رحمه الله - قال: قال لي عبد الله بن الأرقم: «ادلُلْني على بعير من المطايا أستَحْمِلُ عليه أميرَ المؤمنين، فقلت: نعم جملٌ من إبل الصدقة، فقال عبد الله بن الأرقم: أتُحِبُّ لو أن رجلاً بادناً في يومٍ حارٍّ غَسلَ لك ما تحت إزارِه ورُفْغَيْهِ، ثم أعطاكه فشربْتَه؟ قال: فَغَضِبْتُ، وقلت: يغفر الله لك، لِمَ تَقُول مثل هذا لي؟ قال: فإنما الصدقة أوساخُ الناس يَغْسِلُونها عنهم» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (المطايا) جمع مطية، وهي البعير، لأنه يركب مطَاه، أي ظهره. (استحمل) استحملتُ فلاناً: إذا طلبتَ منه أن يعطيَكَ ما تركب عليه وتحمل عليه متاعك. (بادناً) البادن: السمين، بَدَّن الرجل: إذا سمن. (رفغيه) الرفغ بضم الراء وفتحها: الإبط، وقيل: أصل الفخذ، وقيل: وسخ الظفر، والأرفاغ: المغابن، والمغابن كل موضع يجتمع للإنسان من بدنه وسخ وعرق وهي معاطِف الجلد.   (1) 2 / 1001 في الصدقة، باب ما يكره من الصدقة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (2952) عن زيد بن أسلم،عن أبيه، فذكره. الحديث: 7632 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 150 7633 - (د س) ابن الفراسي - رحمه الله - أن أباه قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أسأل يا رسول الله؟ قال: «لا، وإن كنتَ [سائلاً] ولا بد، فاسأل الصالحين» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1646) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والنسائي 5 / 95 في الزكاة، باب سؤال الصالحين، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/2234) وقال أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد: وكتب به إلى قتيبة بن سعيد بن كتبت إليك بخطي وختمت الكتاب بخاتمي ونقشه: الله ولي سعيد -رحمه الله - وهو خاتم أبي وأبو داود (1646) .والنسائي (5/95) . أربعتهم - أحمد بن حنبل، وأبو داود،وعبد الله أحمد، والنسائي - عن قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة،عن مسلم بن مخشي،فذكره. الحديث: 7633 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 151 [الفرع] الثاني: في ذمها مع القدرة 7634 - (د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من سَألَ الناس، وله ما يغنيه، جاء يوم القيامة ومسألتُه في وجهه خُموش- أو خدوش، أو كُدوح - قيل: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال: خمسون دِرْهماً، أو قيمتها من الذهب» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه وأبو داود رقم (1626) في الزكاة، باب من يعطي من الصدقة وحد الغنى، والترمذي رقم (650) في الزكاة، باب ما جاء من تحل له الزكاة، والنسائي 5 / 97 في الزكاة، باب حد الغنى، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1840) في الزكاة، باب من سأل عن ظهر غنى، والدارمي 1 / 386 في الزكاة، باب من تحل له الصدقة، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (1/388) (3675) (1/441) (4207) قال:حدثنا وكيع،والدارمي (1648) قال: أخبرنا أبو عاصم،ومحمد بن يوسف،وأبو داود (1626) قال: حدثنا الحسن بن علي،قال: حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (1840) قال:حدثنا الحسين بن علي الخلال. قال:حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (651) قال:حدثنا محمود بن غيلان،قال:حدثنا يحيى بن آدم والنسائي (5/97) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان،قال:حدثنا يحيى بن آدم. أربعتهم - وكيع وأبو عاصم،محمد بن يوسف، ويحيى بن ادم - عن سفيان الثوري. 2- وأخرجه الدارمي (1647) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، والترمذي (650) قال:حدثنا قتيبة وعلي بن حجر. ثلاثتهم - يزيد، وقتيبة، وعلي عن شريك - كلاهما - سفيان،وشريك - عن حكيم بن جبير،عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد،عن أبيه، فذكره. * في رواية يحيى بن آدم قال:فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظى أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير، فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد،عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد. * قال الترمذي: حديث حسن. وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث. * وقال النسائي: لا نعلم أحدا قال هذا الحديث:- عن زبيد - غير يحيى بن آدم،ولانعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم بن جبير وحكيم ضعيف، وسئل شعبة عن حكيم بن جبير. فقال: أخاف النار. وقد كان روى عنه قديما. «تحفة الأشراف» (7/9387) . الحديث: 7634 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 151 7635 - (د) سهل بن الحنظلية - رضي الله عنه - قال: «قدِمَ عُيينة بن حِصْن، والأقرع بن حابس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسألاه، [فأمر لهما بما [ص: 152] سأَلاه] ، فأمر معاويةَ، فكتب لهما ما سألا، فأما الأقرع، فأخذ كتابه فَلفَّه في عمامته وانطلق، وأما عيينة: فأخذ كتابه وأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مكانه، فقال: يا محمد، أتُراني حامِلاً إلى قومي كتاباً لا أدري ما فيه، كصحيفة المُتَلِّمس؟ فأخبر معاوية بقوله رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: من سأل وِعنْدَه ما يغنيه، فإنما يستكثر من النار، قال النُّفَيْليّ - هو أحد رواته - في موضع آخر -[من جَمْرِ جهنم] ، فقالوا: يا رسول الله: وما يُغْنِيهِ؟ قال النفيلي في موضع آخر: وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة؟ - قال: قدرُ ما يُغَدِّيه ويُعَشِّيه» وفي موضع آخر «أن يكون له شِبَعُ يوم وليلة، أو ليلة ويوم» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كصحيفة المتلمس) : الصحيفة: الكتاب، والمتلمس: عبد المسيح بن جرير الشاعر، كان قدم هو وطرَفة بن العبد الشاعر، على الملك عمرو بن المنذر، فأقاما عنده، فنقم عليهما أمراً، فكتب لهما كتابين إلى عامله بهَجَر، أو بعمان، أو بالبحرين، يأمره بقتلهما، وقال لهما: إني قد كتبت لكما بصِلَة، فاجتازوا بالحِيرة، فأعطى المتلمس صحيفته صَبيّاً فقرأها فإذا فيها يأمر عامله بقتله، فألقاها في الماء، وذهب وقال لطرفة: افعل مثل [ص: 153] فعلي، فإن صحيفتك مثل صحيفتي، فأبى عليه، ومضى بها إلى عامل الملك فأمضى فيه حكمه وقتله.   (1) رقم (1629) في الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/180) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثني الوليد بن مسلم، قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو داود (1629و2548) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا مسكين (يعني بن بكير) قال: حدثنا محمد بن مهاجر، وابن خزيمة (2391 و2545) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مسكين الحذاء، قال: حدثنا محمد بن المهاجر. كلاهما - عبد الرحمن بن يزيد، ومحمد بن الهاجر - عن ربعية بن يزيد، عن أبي كبشة السلولي، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 7635 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 151 7636 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سأل الناس تكُّثراً، فإنما يسأل جَمْراً، فليستقِل أو ليستكثر» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1041) في الزكاة، باب كراهية المسألة للناس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/231) .ومسلم (3/96) قال:حدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلي،وابن ماجة (1838) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وأبو كريب، وواصل بن عبد الأعلى، وأبو بكر بن أبي شيبة - عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، فذكره. الحديث: 7636 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 153 7637 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سأل وله قيمة أوقية فقد ألحفَ، قال قلت: ناقتي الياقوَتةُ هي خيرٌ من أوقية، قال هشام: خيرٌ من أربعينَ دِرهماً فرجَعْتُ ولم أسأله» . قال أبو داود: زاد هشام في حديثه «وكانت الأوقية على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أربعين درهماً» هذه رواية أبي داود. وفي رواية النسائي قال: «سَرَّحَتْنِي أُمِّي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتَيتُ وقَعدْتُ فاستقبلني، وقال: مَنْ استغنى أغناهُ الله، ومَن استعفَّ أعفَّه الله، ومن استكفَى كفاهُ الله، ومن يسأل وله قيمةُ أوقية، فقد ألحْفَ، فقلت: ناقتي الياقوَتَةُ هي خير من أوقية، فرَجعتُ ولم أسأله» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1628) في الزكاة، باب من يعطي من الصدقة وحد الغنى، والنسائي 5 / 98 في الزكاة، باب من الملحف، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/7) قال:حدثنا أبو سعيد،وفي (3/9) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، وفي (3/9) قال:حدثنا الحكم بن موسى،وأبو داود (1628) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار،والنسائي (5/98) قال أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (2447) قال:حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان، قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. خمستهم - أبو سعيد، وقتيبة،والحكم،وهشام، وابن يوسف - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، وعن عمارة بن غزية، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فذكره. الحديث: 7637 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 153 7638 - (ط د س) عطاء بن يسار - رضي الله عنه - «أن رجُلاً من بني أسد قال له: نزلتُ أنا وأهْلي ببقيع الغَرْقَدِ، فقال لي أهلي: لو أتيْتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وسألته لنا شيئاً؟ وجعلوا يذكرون من حاجتهم، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَوَجَدْتُ عِنده رجُلاً يَسألُهُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا أجِدُ ما أعْطِيكَ، فولّى الرجل وهو مُغْضَب يقول: لَعَمْري، إنك لَتُعْطِي مَنْ شئتَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنه لَيَغْضبُ عَلَيَّ أن لا أجِدَ ما أُعطِيهِ، مَنْ سَألَ منكم وله أوقية أو عَدْلُها، فقد سأل إلحْافاً، قال الأَسدي، فقلت: لَلَقْحَتُناَ خير مِنْ أوقية، وكانت الأوقيةُ أربعين دِرْهَماً فَرَجَعْتُ ولم أسأله شيئاً، فَقُدِمَ بعد ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشعير وزبيب، فَقَسمَ لنا منه، حتى أغنانا» أخرجه الموطأ وأبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لَقْحة) اللقحة: الناقة ذات اللبن.   (1) رواه الموطأ 2 / 999 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة، وأبو داود رقم (1627) في الزكاة، باب من يعطي من الصدقة وحد الغنى، والنسائي 5 / 98 و 99 في الزكاة، باب إذا لم يكن له دراهم وكان له عدلها، وهو حديث صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وإبهام الصحابي لا يضر، لعدالة جميعهم، فالحديث صحيح، وقد نص على ذلك أحمد وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1949) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار،عن رجل من بني أسد،فذكره. وأخرجه أحمد (4/36) قال:حدثنا وكيع. قال:حدثنا سفيان. وفي (5/430) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي،وعن سفيان. وأبو داود (1627) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة،عن مالك والنسائي (5/98) قال: قال: الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع،عن ابن القاسم،قال:أنبأنا مالك. كلاهما -سفيان، ومالك - عن زيد بن أسلم، وعن عطاء بن يسار، فذكره. *رواية سفيان مختصرة على: «من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا» . وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/547) .وإبهام الصحابي لا يضر لعدالة جميعهم فالحديث صحيح وقد نص على ذلك أحمد وغيره. الحديث: 7638 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 154 7639 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سأل وله أربعون دِرْهَماً فهُوَ مُلْحِف» . [ص: 155] أخرجه النسائي (1) .   (1) 5 / 98 في الزكاة، باب من الملحف، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه النسائي (5/98) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أنبأنا يحيى بن آدم. وابن خزيمة (2448) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. كلاهما - يحيى بن آدم، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينه، عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7639 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 154 [الفرع] الثالث: فيمن تجوز له المسألة 7640 - (م د س) قبيصة بن مخارق الهلالي - رضي الله عنه - قال: «تحمَّلت حَمَالة، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أسأله فيها، فقال: أقِمْ حتى تأتيَنا الصدقةُ، فنأمُرَ لك بها، ثم قال: يا قبيصة، إنَّ المسألةَ لا تحلّ إلا لأحد ثلاثة: رجلٍ تحمل حمالة، فَحلَّتْ له المسألة حتى يُصيبَها، ثم يُمْسِكُ، ورجُل أصابتهُ جائحة اجتاحت ماله، فحلّتْ له المسألة حتى يُصيب قوَاماً مِنْ عَيْش - أو قال: سِداداً مِنْ عَيْش - ورجل أصابته فاقة، حتى يقول ثلاثة من ذوي الحِجَا من قومه: لقد أصابت فلاناً فاقة، فحلّت له المسألة، حتى يصيبَ قَوَاماً من عَيْش - أو قال: سِدَاداً من عيش - فما سِوَاُهنَّ من المسألة يا قبيصة سُحْت، يأكلها صاحبها سُحْتاً» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حمالة) الحمالة بفتح الحاء: أن يقع حرب بين فريقين، فيقتل بينهم [ص: 156] قتلى، فيلتزم رجل أن يؤدي ديات القتلى من عنده، طالباً للصلح وإطفاء الفتنة. (جائحة) الجائحة: الآفة التي تعرض للإنسان فتستأصل ماله، وتدعه محتاجاً إلى الناس. (قِواماً) القِوام: ما يقوم به أمر الإنسان من مال ونحوه. (سداد) السِّداد، بكسر السين: ما يكفي المُعْوِزَ والمقل، يقال: في هذا سداد من عوز. (فاقة) الفاقة: الفقر. (الحجا) : العقل. (السحت) : الحرام، سمي به، لأنه يُسْحِت البركة ويذهبها، أو لأنه يهلك آكله.   (1) رواه مسلم رقم (1044) في الزكاة، باب من تحل له المسألة، وأبو داود رقم (1640) في الزكاة، باب ما تجوز فيه المسألة، والنسائي 5 / 96 و 97 في الزكاة، باب فضل من لا يسأل الناس شيئاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (819) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/477) قال: حدثنا سفيان بن عيينه. وفي (5/60) قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب والدارمي (1685) قال: حدثنا مسدد وأبو نعيم. قالا: حدثنا حماد بن زيد. ومسلم (3/97) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد. كلاهما - عن حماد بن زيد وأبو داود (1640) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، والنسائي (5/88 و89) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد. (ح) وأخبرنا علي بن حجر قال: حدثنا إسماعيل بن عن أيوب. (ح) وأخبرنا محمد بن النضر بن مساور، قال: حدثنا حماد. وفي (5/96) قال: أخبرنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى (وهو ابن حمزة) ، قال: حدثنا الأوزاعي، وابن خزيمة (2359) قال: حدثنا محمد بن بشار، وحفص بن عمرو الربالي. قالا: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل (عيني بن إبراهيم) ، عن أيوب. وفي (2360) قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا بشر (يعني ابن بكر) قال: قال الأوزاعي. وفي (2361) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن (يعني ابن زيد) . أربعتهم -سفيان بن عيينة، أيوب وحماد بن زيد، والأوزاعي - عن أبي بكر هارون بن رباب، عن كنانة ابن نعيم العدوي، فذكره. الحديث: 7640 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 155 7641 - (د) أنس بن ملك - رضي الله عنه - أن رُجلاً من الأنصار «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يسأله، فقال: أمَا في بيتك شيء؟ قال: بَلَى، حِلْس نَلْبَسُ بعضَه، ونَبْسُطُ بعضَهُ، وقَعْب نَشْرَبُ فيه من الماء، قال: ائتني بهما فأتاه بهما، فأخذهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده، وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: [أنا] آخذها بدرهم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يزيد على درهم؟ - مرتين أو ثلاثاً - قال رجل: أنا آخذهما بدرهَمْينِ، فأعطاهما إياه، فأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاريَّ، وقال: اشَترِ بأحدهما طعاماً، فانبِذْه إلى [ص: 157] أهلك، واشتر بالآخر قَدُّوماً فائْتِني به، فأتاه به، فشَدَّ فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عوداً بيده، ثم قال: اذَهبْ فاحتَطِبْ وَبِعْ، ولا أرَيَنَّكَ خَمْسة عشر يوماً، ففعل، فجاء وقد أصاب عشرةَ دراهم، فاشترى ببعضها ثوباً، وببعضها طعاماً، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هذا خْير لك من أن تجيء المسألة نُكْتَة في وجهك يومَ القيامة، إن المسألة لا تَصْلُحُ إلا لثلاث: لذي فقر مُدْقِع، أو لذي غُرْم مُفْظِع، أو لذي دم مُوِجع» أخرجه أبو داود. واختصره [الترمذي] ، وقال: «باعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قَدَحاً وِحلْساً، وقال: مَنْ يشتري هذا الحِلْس والقَدَحَ؟ فقال رجُل: أَخذْتُهما بدِرْهَم؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يزيد على درهم؟ فأعطاه رجل درهمين، فباعهما منه» . وأخرج النسائي منه أخصر من هذا، قال: «باعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قدحاً وحِلْساًَ فيمن يزيد» وحيث أخرجا من الحديث هذا القدر لم نثبِتْ لهما علامة (1) . [ص: 158] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حِلسٌ) الحلس: الكساء يكون على ظهر البعير، وسُمِّي به غيره من الأكسية التي تُمتهن وتداس. (فقْر مدقع) الفقر المدقع هو الذي يُلْصِقُ صاحبه بالدَّقعاء، وهي التراب، وذلك من شدته، وقيل: هو سوء احتمال الفقر. (غرم مفظع) الغرم إذا ما تكلَّفت به، والمفظع: الشديد الشنيع. (دم موجع) الدم الموجع: هو أن يتحمل ديَّة، فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول، وإن لم يؤدِّها قُتل المتحمّل، وهو نسيبه أو حميمه، فيوجعه قتله.   (1) رواه وأبو داود رقم (1641) في الزكاة، باب ما تجوز فيه المسألة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2198) في التجارات، باب بيع المزايدة، ورواه مختصراً الترمذي رقم (1218) في البيوع، باب ما جاء في بيع من يزيد، والنسائي 7 / 259 في البيوع، باب البيع فيمن يزيد، وأحمد في " المسند " 3 / 100، وفي سنده أبو بكر الحنفي عبد الله، لا يعرف حاله، وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان، وقال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، لم يروا بأساً ببيع من يزيد في الغنائم والمواريث وقد روى هذا الحديث المعتمر بن سليمان، وغير واحد من أهل الحديث، عن الأخضر بن عجلان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/100) قال: حدثنا معتمر بن سليمان. 2- وأخرجه أحمد (3/100و 114) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، 3- وأخرجه أحمد (3/100) قال: حدثنا وكيع، عن عبد الله بن عثمان. 4- وأخرجه أحمد (3/126) قال: حدثنا عبد الصمد، والترمذي. (1218) قال: حدثنا حميد بن مسعدة. كلاهما - عبد الصمد، وحميد - عن عبيد الله بن شميط. 5- وأخرجه أبو داود (1641) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، وابن ماجة (2918) قال: حدثنا هشام بن عمار. كلاهما - ابن مسلمة، وهشام - عن عيسى بن يونس. 6- وأخرحه النسائي (7/259) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا معتمر، وعيسى بن يونس. خمستهم - معتمر، ويحيى، وعبد الله، وابن شميط، وعيسى - عن الأخضر بن عجلان، عن أبي بكر الحنفي، فذكره. * في رواية ابن شميط عند أحمد (3/126) لم يذكر الأخضر بن عجلان، وقال الترمذي: هذا حديث حسن لانعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان. الحديث: 7641 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 156 7642 - (ت) حبشي بن جنادة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع يقول - وهو واقف بعرفة، وأتاه أعرابيٌّ، فأخذ بطرف ردائه، فسأله فيه، فأعطاه إياه، وذهب به، فعند ذلك حُرِّمتِ المسألة، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الصدقةَ لا تحلُّ لغني، ولا لذي مِرّة سوي، لا تَحِلُّ إلا لذي فقر مُدْقع، أو غُرم مُفْظع، أو دم موجع، ومن سأل الناس ليُثرِيَ به ماله، كان خموشاً في وجهه يوم القيامة، ورَضْفاً يأْكله مِنْ جهنم، فمن شاء فليُقِلّ، ومن شاء فليُكْثِر» . [ص: 159] أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «وإني لأُعْطِي الرجلَ العطيةَ فَيَنْطلِقُ بها تحت إبطه، وما هي إلا نار- أو قال: ينطلق بها جاعلها في بطنه، وما هي إلا نار - فقال له عمر: ولم تعطي يا رسول الله ما هو نار؟ فقال: أبى الله لي البخلَ، وأبوا إلا مسألتي، قالوا: وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة؟ قال: قَدْرُ ما يُغَدِّيه أو يعشِّيه» . وفي رواية «أن يكون له شِبَعُ يومِ وليلة» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مِرّة) المِرَّة: الشدة والقوة، والسّوِي: التام الخلق السليم من الآفات. (لِيُثرِي) الإِثراء: زيادة المال، أثرى ماله: إذا كثر. (رضفاً) : جمع رَضَفة وهي حجارة مُحْماة.   (1) رقم (653) في الزكاة، باب ما جاء من لا تحل له الصدقة، وفي سنده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف ولأوله شاهد عند الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو، بلفظ: " لا تحل الصدقة لغني ولذي مرة سوي ". والفقرة الثانية " ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشاً في وجهه يوم القيامة " يشهد لها الحديث رقم (7612) المتقدم، والحديث رقم (7614) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (653) قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي، وفي (654) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما - علي، ويحيى - عن عبد الرحمن بن سليمان، عن مجالد، عن عامر الشعبي، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. قلت: لأن فيه مجالد بن سعيد، وهو إلى الضعف أقرب. الحديث: 7642 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 158 [الفرع] الرابع: في أحاديث متفرقة 7643 - (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال [ص: 160] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَزَلَتْ به فَاقَة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقَتُه، ومَنْ نزلتْ به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له بِرِزْق عاجِل أو آجل» . أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود «أوشَكَ الله له بالغنى: إمَّا بَموتٍ عَاجِل، أو غِنى عاجِل» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (1645) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والترمذي رقم (2327) في الزهد، باب ما جاء في الهم في الدنيا وحبها، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/389) (3696) و 1/442) (4219) قال: حدثنا وكيع وفي (1/407) (3869) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، وفي (1/442) (4220) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، أبو داود (1645) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود (ح) وحدثنا عبد الملك بن حبيب أبو مروان قال: حدثنا ابن المبارك، والترمذي (2326) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. خمستهم - وكيع، وأبو أحمد، وسفيان وعبد الله بن داود، وابن المبارك - عن بشير بن سلمان أبي إسماعيل، عن سيار أبي حمزة عن طارق بن شهاب، فذكره. * في روايتي وكيع وأبي أحمد الزبيري: سيار أبي الحكم قال أحمد بن حنبل: الصواب: (سيار أبو حمزة) قال: و (سيار أبو الحكم. لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيءِ. المسند (1/442) (4220) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الحديث: 7643 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 159 7644 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: [قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-:] «لا يُسألُ بِوَجهِ الله إلا الجنة» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (1671) في الزكاة، باب كراهية المسألة بوجه الله تعالى، قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة ": وهو عند الديلمي في مسنده من وجهين، قال: والظاهر أن النهي فيه للتنزيه، ولا يمنع استحباب الإجابة لمن سئل به، بل قد ورد الترهيب من كلتيهما، وانظر المقاصد صفحة 471. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1671) قال:حدثنا أبو العباس القلوري،قال:حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضري عن سليمان بن معاذ بن التميمي،قال:حدثنا بن المنكدر،فذكره. الحديث: 7644 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 160 7645 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «شَرّ الناس الذي يُسألُ بِوَجْهِ الله ولا يُعْطِي به وقال: لا تَسألُوا بِوَجهِ الله إلا منه» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه للبخاري في " التاريخ "، والفقرة الأولى فيه جزء من حديث طويل، رواه النسائي 5 / 83 و 84 في الزكاة، باب من يسأل بالله عز وجل [ص: 161] ولا يعطي به، وابن حبان رقم (1593) في الجهاد، باب فضل الجهاد، والدارمي 2 / 201 و 202 في الجهاد، باب: أفضل الناس رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. الحديث: 7645 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 160 7646 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «سمع يوم عرفة رجلاً يسأل الناس، فقال: أفي هذا اليوم، وفي هذا المكان تسأل من غير الله؟ فخَفَقَه بالدِّرَّة» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين. الحديث: 7646 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 161 7647 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «تَعْلَمُنَّ أَيُّها النَّاس: أن الطمع فَقْر، وأنَّ الإياس غنى، وأنَّ المرءَ إذا يئس عنه شيء استغنى عنه» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] في المطبوع أخرجه رزين الحديث: 7647 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 161 الفصل الخامس: في قبول العطاء 7648 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعطني العَطَاءَ، فأقول: أعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَر إليه مِني قال: فقال: خذه، وإذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مُشْرِف ولا سائل، فَخُذه فَتَمَوَّله، فإن شئتَ كُلْه، وإن شئتَ تصَدَّقْ به، وما لا، فلا تُتْبِعه نَفْسَك، قال سالم بن عبد الله: فلأجل ذلك كان عبد الله لا يسألُ أحداً شيئاً، ولا يرُد شيئاً أعْطِيَهُ» . [ص: 162] وفي رواية «خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وتصدق به» وفي أخرى «أو تصدق به» ومن الرواة من قال فيه عن ابن عمر: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعْطي عُمَرَ العطاءَ» فجعلهُ من مُسْنَدِ ابن عمر. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مُشرف) الإشرافُ على الشيء: الاطِّلاع عليه، والتعرُّض له، والمراد: وأنت غير طامع فيه، ولا طالب له. (ومالا) قوله: ومالا، أي: ما لا يكون على هذه الصفة، بل تكون نفسك تؤثره وتميل إليه، فلا تتبعه نفسك، واتركه، فحذف هذه الجملة لدلالة الحال عليها.   (1) رواه البخاري 13 / 134 و 135 في الأحكام، باب رزق الحكام والعاملين عليها، وفي الزكاة، باب من أعطاه الله شيئاً من غير مسألة ولا إشراف، ومسلم رقم (1045) في الزكاة، باب إباحة الأخذ لمن أعطى من غير مسألة ولا إشراف، والنسائي 5 / 105 في الزكاة، باب من آتاه الله مالاً من غير مسألة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (21) قال: حدثنا سفيان، عن معمر، وغيره وأحمد (1/17) (100) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (2/99) (5749) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، والدارمي (1655) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، والبخاري (9/84) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب ومسلم (3/98) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا بن وهب، قال: قال عمرو بن الحارث، والنسائي (5/103) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي، قال: حدثنا سفيان، وفي (5/104) قال: أخبرنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور وإسحاق بن منصور عن الحكم بن نافع، قال: أنبأنا شعيب، وابن خزيمة (2365) قال: محمد بن عزيز الأيلى أخبرنا، أن سلامة ابن روح حدثهم، عن عقيل. وفي (2366) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث. ستتهم - معمر وشعيب، وعمرو، وسفيان بن عيينة، والزبيدي، وعقيل - عن الزهري، قال: أخبرنا السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزي. 2- وأخرجه أحمد (1/52) (371) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، والدارمي (1656) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال: حدثنا الليث، ومسلم (3/98و99) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، وأبو داود (1647و 2944) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا الليث، والنسائي (5/102) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، وابن خزيمة (2364) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا الليث. كلاهما - الليث، وعمرو بن الحارث - عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد. كلاهما - حويطب، وبسر - عن عبد الله بن السعدي، فذكره. وقال الليث في روايته: (ابن الساعدي) . * أخرجه أحمد (1/40) (279) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري عن السائب بن يزيد، عن عبد الله بن السعدي، فذكره. ليس فيه (حويطب بن عبد العزى) . * وأخرجه أحمد أيضا (1/40) (280) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: لقي عمر عبد الله بن السعدي، فذكره معناه. * جاءت رواية عمرو بن الحارث في صحيح مسلم عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد بن عبد الله بن السعدي. ليس فيه حويطب. وأشار المزي في «تحفة الأشراف» (8/10487) إلى وجود حويطب وتعقبه ابن حجر. والصواب أن فيه (حويطبا) كما جاء في رواية ابن خزيمة (2366) . وانظر «علل الدارقطني» السؤال (197) . و «تهذيب الكمال» (7/465) . ومن رواية ابن عمر: أخرجه أحمد (2/99) و (5748) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين، ومسلم (3/98) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب وابن خزيمة (2366) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما- رشدين، وابن وهب - عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره. الحديث: 7648 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 161 7649 - (خ م د س) عبد الله بن السعدي المالكي قال: «استَعملني عُمر - رضي الله عنه - على الصدقة، فلما فرغتُ منها وأدَّيتُها أمَرَ لي بعمامة، فقلت: إنما عَمِلْتُ لله، وأجْري على الله، فقال: خُذْ ما أُعْطِيتَ، فإني عَمِلْتُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَعَمَّلَني، فقلت مثل قولك، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا أُعطِيتَ شيئاً من غير أن تسأل، فَكُل وتَصَدَّق» . [ص: 163] وفي رواية: أن عمر قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعطِيني العطاء، فأقول: أعطِهِ مَنْ هوَ أُفْقَرُ إليه مني حتى أعطاني مرة مالاً، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: خُذْهُ، وما جاءك من هذا المال وأنتَ غيرُ مُشْرف ولا سائل، فَخُذْهُ، وما لا، فلا تُتْبِعْهُ نَفْسَك» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود والنسائي الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فعمَّلني) : عمَّلت العامل: إذا أعطيتَه عمالتَه وهي أجرتُه.   (1) رواه البخاري 13 / 134 و 135 في الأحكام، باب رزق الحكام والعاملين عليها، وفي الزكاة، باب من أعطاه الله شيئاً من غير مسألة ولا إشراف، ومسلم رقم (1045) في الزكاة، باب إباحة الأخذ لمن أعطى من غير مسألة ولا إشراف، وأبو داود رقم (1647) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والنسائي 5 / 103 و 104 في الزكاة، باب من آتاه الله مالاً من غير مسألة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: تقدم. الحديث: 7649 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 162 7650 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أرسَلَ إلى عمر بن الخطاب بِعَطاء، فردَّه عمر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لم رددته؟ فقال: يا رسول الله، أليْسَ أخْبَرْتَنَا أنَّ خَيْراً لأحدِنا أنْ لا يأخذ من أحدٍ شيئاً؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنما ذلك عن المسألة، فأما ما كان من غير مسألة، فإنما هو رِزْقْ يرزُقُكَهُ الله، فقال عُمَرُ: أمَا والذي نفسي بيده لا أسأَل أحداً شيئاً، ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذْتُهُ» . أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 998 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة مرسلاً، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": يتصل من وجوه، أقول: منها الحديثان اللذان قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك (1947) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (4/45) مرسلا،قال:أبو عمر باتفاق الرواة يتصل من وجوه عن عمر. الحديث: 7650 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 163 7651 - (م) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال عبد الله بن عامر اليَحْصُبيُّ: سمعتُهُ يقول: إيَّاكم والأحاديث، إلا حديثاً كان في عهد عمر، فإن عمر كان يُخيفُ الناسَ في الله، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «مَنْ يُرِد الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدين، وسمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنما أنا خازِن، فَمنْ أعْطيتُهُ عنِ طِيب نفْس فمُبارَك له فيه، ومن أعطيتُهُ عن مسألة وَشَرَهٍ كان كالذي يأكلُ ولا يشبَعُ» أخرجه مسلم (1) .   (1) رقم (1037) في الزكاة، باب النهي عن المسألة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/97و 100) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال:حدثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة. وفي (4/99) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي،عن معاوية بن صالح. ومسلم (3/94) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني معاوية بن صالح. كلاهما - جعفر،ومعاوية - عن ربيعة،عن يزيد الدمشقي، عن عبد الله بن عامر،فذكره. الحديث: 7651 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 164 7652 - (ط) محمد بن كعب القرظي (1) - رحمه الله - قال معاوية بن أبي سفيان وهو على المنبر: «أيُّها الناس، إنَّه لا مانع لما أعطاه الله، ولا مُعْطِي لما منع الله، ولا ينفع ذا الجدِّ منهُ الجدُّ، من يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدين، ثم قال: سمعتُ هؤلاء الكلمات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[على هذه الأعواد] » أخرجه الموطأ (2) .   (1) في المطبوع: محمد بن عمرو القرظي، وهو خطأ. (2) 2 / 900 و 901 في القدر، باب ما جاء في أهل القدر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: أخرجه مالك (1732) عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب الأقرظي،فذكره. الحديث: 7652 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 164 7653 - (خ) عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِي بمال - أو سَبيْ - فقسمه، فأعطى رِجالاً، وترك رِجالاً، فَبَلَغَهُ أن الذي ترك عَتَبُوا، فحمِدَ الله، ثم أثنى عليه، ثم قال: أما بعدُ، فوالله إني لأعطي [الرَّجل] ، وأدَعُ الرجل، والذي أدَعُ أحبُّ إليَّ مِنَ الذي أُعطي، [ص: 165] ولكنِّي أُعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزَعِ والهَلَع، وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قُلُوبِهمْ من الغِنَى والخير، منهم: عمرو بن تغلب، فوالله ما أُحِب أن لي بكلمةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حُمْرَ النَّعَم» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الهلَع) : أشد الجزع الخوف.   (1) 2 / 334 في الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم من الخمس، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {إن الإنسان خلق هلوعا} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/69) قال حدثنا عفان. (ح) وحدثنا وهب بن جرير والبخاري (2/23) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (4/114) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (9/191) قال: حدثنا أبو النعمان. أربعتهم - عفان، ووهب، وأبو عاصم، وأبو النعمان - عن جرير بن حازم، عن الحسن، فذكره. الحديث: 7653 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 164 الكتاب الثالث: في القضاء وما يتعلَّق به، وفيه عشرة فصول الفصل الأول: في ذم القضاء وكراهيته 7654 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ جُعِلَ قَاضِياً بين النَّاس، فقد ذُبح بغير سِكِّين» . [ص: 166] وفي رواية «مَنْ وُلِّي القضاء» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي «مَنْ وُلِّيَ القضاءَ، أو جُعل قاضياً بين الناس فقد ذُبح بغير سِكِّين» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ذبح بغير سكين) معنى هذا الكلام: التحرز من طلب القضاء والحرص عليه، يقول: من تصدَّى للقضاء، فقد تعرض للذبح، فليحذره، وقوله: «بغير سِكِّين» يحتمل وجهين، أحدهما: أن الذبح إنما يكون في العُرف بالسكين، فعدل به عن العرف إلى غيره، ليعلم أن الذي أراد به: ما يخاف عليه من هلاك دِينه، دون هلاك بدنه، والوجه الثاني: أن الذبح: الوَجْء الذي يقع به إراحةُ الذبيحة وخلاصها من الألم: إنما يكون بالسِّكِّين، وإذا ذبح بغير السكين: كان ذبحه تعذيباً، فضرب به المثل لذلك، ليكون أبلغ في الحذر من الوقوع، وأشد في التوقي منه.   (1) رواه أبو داود رقم (3571) و (3572) في الأقضية، باب في طلب القضاء، والترمذي رقم (1325) في الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/365) قال: حدثنا الخزاعي. وأبو داود (3572) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا بشر بن عمر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12995) عن محمد بن عبد الرحيم، عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي. كلاهما - أبو سلمة الخزاعي، وبشر بن عمر - عن عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد الأخنس، عن المقبري والأعرج، فذكراه. * وأخرجه أحمد (2/230) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند وفي (2/365) قال: حدثنا الخزاعي أبو سلمة. قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد بن الأخنسي. وأبو داود (3571) قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا فضيل بن سليمان. قال: حدثنا عمرو بن أبي عمرو، ابن ماجة (2308) قال: حدثا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا معلى بن منصور عن عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد والترمذي (1325) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، عن عمرو بن أبي عمرو، والنسائي في الكبرى (الورقة 77) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أبو يحيى البغدادي. قال: حدثنا معلى بن منصور. قال: حدثنا داود بن خالد (ح) وأخبرنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني. قال: حدثنا أبو على، هو الحنفي، قال: حدثنا بن أبي ذئب. قال: حدثنا عثمان بن محمد الأخنسي. وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عثمان بن محمد الأخنسي ليس بذلك القوي، وإنماذكرناه لئلا يخرج عثمان من الوسط، ويجعل ابن أبي ذئب، عن سعيد. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الرحيم. قال: أخبرنا أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، هو المخرمي، عن عثمان بن محمد (قال أبو سلمة: وقد ذكره مرة أو مرتين، عن الأعرج والمقبري) . وفي رواية ابن حيوة، عن النسائي (تحفة الأشراف) (9/12995) عن محمد بن مثنى، عن صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عثمان الأخنسي، قال: والصواب عثمان بن محمد. أربعتهم - عبد الله بن سعيد، وعثمان بن محمد، وعمرو بن أبي عمرو، وداود بن خالد - عن سعيد المقبري، فذكره. ليس فيه: عبد الرحمن الأعرج - وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذ الوجه. الحديث: 7654 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 165 7655 - (د) بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «القضاة ثلاثة: وَاحدٌ في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة: [ص: 167] فَرَجُلٌ عرف الحق وقضى به، ورَجُلٌ عرَف الحق فَجَارَ في الحكم، فهو في النار، ورجلٌ قضى لِلَّناس على جَهْل، فهو في النار» أخرجه أبو داود (1) . وذكر رزين رواية قال: «فأمَّا الذي في الجنة: فهو رجلٌ قضى بكتاب الله وسنة نبيه، لا يألو عن الحقِّ، وأما اللذان في النار: فرُجلٌ قضى بجور، وآخر افترى على القضاء فقضى بغير علم» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا يألو) فلان لا يألو في كذا، أي: لا يقصِّر فيه.   (1) رقم (3573) في الأقضية، باب في القاضي يخطئ، ورواه أيضاً الطبراني وأبو يعلى من حديث ابن عمر، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1- أخرجه أبو داود (3573) قال حدثنا محمد بن حسان السمتي، وابن ماجة (2315) قال: حدثنا إسماعيل بن توبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2009) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عن سعيد بن سليمان. ثلاثتهم - محمد، وإسماعيل، وسعيد - عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم. 2- وأخرجه الترمذي (2322) قال حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني الحسن بن بشر، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن سعيد بن عبيدة. كلاهما -أبو هاشم، وسعد - عن ابن بريدة، فذكره. الحديث: 7655 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 166 7656 - (ت) عبد الله بن موهب - رحمه الله - أن عثمان بن عفان قال لابن عمر: اقْضِ بين الناس، قال: أَوَ تُعَافِيني يا أمير المؤمنين؟ قال: وما تكره من ذلك وقد كان أبوكَ يقضي؟ قال: لأني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ كان قاضياً فقضى بالعَدْلِ، فَبَالْحَرِيِّ أن ينقلبَ منه كَفَافاً، فما راجَعَهُ بعد ذلك» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 168] وفي رواية ذكرها رزين عن نافع: أنَّ ابنَ عمرَ قال لعثمان: «يا أمير المؤمنين، لا أَقْضي بين رَجُلَيْن، قال: فإن أباك كان يقضي، فقال: إن أبي لو أشكل عليه شيء سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولو أشكل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- شيء سأل جبريل عليه السلام، وإنِّي لا أَجِدُ مَنْ أسأله، وسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من عَاذَ بالله، فقد عاذَ بعظيم، وسمعتُه يقول: من عَاذ بالله فأعيذُوه، وإني أعوذ بالله أن تَجْعَلني قَاضِياً، فأعفاه، وقال: لا تُخْبِرْ أحداً» . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بالحريِّ) فلانٌ حَرِيٌّ أن يكرَم، وبالحرَى أن يُكْرَم، أي: هو أهل لذلك. (عاذ) به: إذا لجأ إليه، واحتمى بجانبه.   (1) رقم (1322) في الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي من حديث عبد الملك بن أبي جميلة، عن عبد الله بن موهب عن عثمان رضي الله عنه، وعبد الملك بن أبي جميلة، قال الحافظ في " التقريب ": مجهول، وقال في " التهذيب ": قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده عندي بمتصل، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 132 في كتاب القضاء بعد نقل كلام الترمذي هذا: وهو كما قال، فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان رضي الله عنه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه الترمذي (1322) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبد الملك يحدث عن عبد الله بن موهب، فذكره. وقال الترمذي: حديث بن عمرو حديث غريب، وليس إسناده. عندي بمتصل، وعبد الملك الذي روى عنه المعتمر هذا، وهو عبد الملك بن أبي جميلة. وبنحوه. أخرجه أحمد (1/66) (476) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا ابن سلمة، قال: أنبأنا أبو سنان، عن يزيد بن موهب، فذكره. الحديث: 7656 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 167 7657 - (د) عبد الرحمن بن بشير الأزرق قال: «دخَلَ رَجُلانِ من أبوابِ كِنْدَة - وأبو مسعود الأنصاري جالس في حَلْقَة - فقالا: ألا رَجُل ينفذ بيننا؟ فقال رجل من الحَلْقَة: أنا، فأخذ أبو مسعود كَفَّاً من حصَى فرماه به، ثم قال: مَهْ؟! إنه كان يَكره التَسرُّع إلى الحكم» . أخرجه أبو داود (1) . [ص: 169] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ينفذ بيننا) رجل نافذ في أمره، أي: ماضٍ، أمره نافذ: مطاع، وقولهم: أنى يُنفذ ما قال؟ أي بالمخرج منه.   (1) رقم (3577) في الأقضية، باب في طلب القضاء والتسرع إليه، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3577) قال: حدثنا محمد بن العلاء ومحمد بن المثنى، قالا: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن رجاء الأنصاري، عن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري الأزرق، فذكره. الحديث: 7657 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 168 الفصل الثاني: في الحاكم العادل والجائر 7658 - (ت د) أنس - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «منْ ابْتَغى القضاءَ وسأل فيه شفعاءَ، وُكِل إلى نفسه، ومَن أُكرِهَ عليه، أنزل الله عليه ملَكاً يُسَدِّده» . وفي رواية: «من سأل القضاءَ وُكِلَ إلى نفسه، وَمَنْ جُبِرَ عليه، ينزل عليه ملك يُسَدّدهُ» أخرجه الترمذي. وفي رواية أبي داود قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ طَلَبَ القضاء واستعان عليه، وُكل إليه، ومَنْ لَم يطلبه، ولم يَسْتَعِنْ عليه، أنزل الله مَلَكاً يُسَدِّده» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3578) في الأقضية، باب في طلب القضاء والتسرع إليه، والترمذي رقم (1323) و (1324) في الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، قال الحافظ: وله طرق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/118) قال:حدثنا وكيع. وفي (3/220) قال:حدثنا أسود بن عامر، وأبو داود (3578) قال:حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجة (22309) قال:حدثنا علي بن محمد،،ومحمد بن إسماعيل، وقالا:حدثنا وكيع والترمذي (1323) قال:حدثنا هناد،قال:حدثنا وكيع. ثلاثتهم - وكيع، وأسود، وابن كثير - قالوا: حدثنا إسرائيل،عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن بلال بن أبي موسى،فذكره. ورواية الترمذي الثانية: أخرجها برقم (1324) قال:حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن،قال:أخبرنا يحيى بن حماد،عن أبي عوانة، عن عبد الأعلى الثعلبي،عن بلال بن مرداس الفزاري عن خيثمة،فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى. الحديث: 7658 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 169 7659 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ طَلَبَ قضاء المسلمين حتى يناله، ثم غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَه، فله الجنة، ومَنْ غَلَبَ جَورُه عدلَه، فله النار» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3575) في الأقضية، باب في القاضي يخطئ، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3575) قال:حدثنا عباس العنبري قال حدثنا عمر بن يونس،قال:حدثنا ملازم ابن عمرو،قال:حدثني موسى بن نجدة عن جده يزيد بن عبد الرحمن، وهو أبو كثير،فذكره. الحديث: 7659 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 170 7660 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - «أن مُسْلِماً ويَهُودِياً اختصما إلى عمر، فرأى الحقَّ لليهودي، فقضى له عمرُ به، فقال له اليهوديُّ: والله لقد قَضَيتَ بالحقِّ، فضربه عمر بالدِّرَّة، وقال: وما يُدريك؟ فقال اليهوديُّ: والله إنَّا نجد في التوراة أنهُ ليس من قاضٍ يقضي بالحق إلا كان عن يمينه مَلَك وعن شماله مَلَك يُسَدِّدانه، ويُوفِّقَانِه للحق ما دام مع الحق، فإذا ترك الحقَّ عَرَجا وتركاه» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 719 في الأقضية، باب الترغيب في القضاء بالحق، وفي سماع سعيد بن المسيب من عمر بن الخطاب خلاف، والأكثر على أنه لم يسمع منه، قال الحافظ في " التهذيب " 4 / 87: وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه، فيه تصريح لسماعه من عمر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] مرسل: أخرجه مالك (1461) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 7660 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 170 7661 - (ت) [عبد الله] بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله مع القاضي ما لم يَجُرْ، فإذا جار: تخلَّى عنه، ولزمه الشيطانُ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1330) في الأحكام، باب ما جاء في الإمام العادل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، ورواه أيضاً الطبراني عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ: " إن الله مع القاضي ما لم يحف عمداً "، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه ابن ماجة (2312) قال:حدثنا أحمد بن سنان،قال:حدثنا محمد بن بلال، عن عمران القطان،عن حسين،-يعني أبو عمران -. عن أبي إسحاق الشيباني،فذكره. وأخرجه الترمذي (1330) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد،أبو بكر العطار،قال:حدثنا عمرو بن عاصم، قال:حدثنا عمران القطان،عن أبي إسحاق الشيباني (ليس فيه حسين بن عمران) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان. الحديث: 7661 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 170 الفصل الثالث: في أجر المجتهد 7662 - (خ م د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ، فله أجر» . قال راويه: فحدثت أبا بكر بن حزم، فقال: هكذا حدَّثني أبو سلمةَ عن أبي هريرة، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 268 في الاعتصام، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، ومسلم رقم (1716) في الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، وأبو داود رقم (3574) في الأقضية، باب في القاضي يخطئ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/198) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد،قال:حدثنا حيوة، وفي (4/204) قال:حدثنا أبو سلمة قال: أخبرنا بكر بن مضر. وفي (4/204) قال:حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، والبخاري (9/132) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد،قال:حدثنا حيوة، ومسلم (5/131) و132) قال:حدثنا:يحيى بن يحيى التميمي،قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثني إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن أبي عمر. كلاهما عن عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا مروان، (يعني ابن محمد الدمشقي) قال:حدثنا الليث بن سعد. وأبو داود (3574) قال:حدثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة. قال:حدثنا عبد العزيز،يعني ابن محمد. وابن ماجة (2314) قال:حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي،والنسائي في الكبرى (الورقة 77ب) قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال: أخبرنا المقرئ،قال:حدثنا حيوة بن شريح. خمستهم - حيوة بن شريح، وبكر، وعبد الله بن جعفر، وعبد العزيز، والليث - عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث،عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس، فذكره. * لم يذكر بكر بن مضر - ولا (يحيى بن يحيى) حديث أبي هريرة. الحديث: 7662 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 171 7663 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ، فله أجر واحد» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1326) في الأحكام، باب ما جاء في القاضي يصيب ويخطئ، والنسائي 8 / 224 في القضاء، باب الإصابة في الحكم، وهو حديث صحيح، ورواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر، وأبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1326) قال: حدثنا الحسين بن مهدي،والنسائي (8/23) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. كلاهما - الحسين، وإسحاق - قالا:حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر،عن سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 7663 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 171 7664 - (ط) يحيى بن سعيد «أن أبا الدرداءِ كَتَبَ إلى سَلْمانَ الفارسيِّ - رضي الله عنهما -: أن هَلُمَّ إلى الأرضِ المقدَّسةِ، فكتبَ إِليه سلمانُ: [ص: 172] إنَّ الأرضَ لا تُقَدِّسُ أحداً، وإنما يُقَدِّسُ الإِنسانَ عَملُهُ، وقد بلغني أنك جُعِلْتَ طبيباً تُدَاوِي، فإن كنتَ تُبْرِئُ فَنِعِمَّا لك، وإن كنتَ مُتَطَبِّباً، فاحذر أن تقتل إنساناً فتدخُلَ النار، فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين، ثم أدبرا عنه، نَظَرَ إليهما، فقال: مُتَطَبِّب واللهِ، ارجعا إِليَّ، أعِيدَا عليَّ قصتَكُما» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (متطبِّباً) الطبيب في الأصل: الحاذق بالأمور، العارف بها، وقد كنى به هاهنا عن القضاء والحكم بن الخصوم، وإنما كنى به عنه لأنه بمنزلة القاضي بين الخصوم، وفصل الحكم بينهم بمنزلة الطبيب من إصلاح البدن، والمتطبِّب: الذي يعاني الطب وهو لا يعرفُهُ معرفةً جيدة.   (1) 2 / 769 في الوصية، باب جامع القضاء وكراهيته، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": لكن أخرجه الدينوري في المجالسة من وجه آخر عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن هبيرة قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي أن هلم إلى الأرض المقدسة ... الحديث. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده منقطع: أخرجه مالك (1539) عن يحيى بن سعيد، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/93) وهذا منقطع، لكن أخرجه الدينوري في المجالسة من وجه آخر عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن هبيرة. الحديث: 7664 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 171 الفصل الرابع: في الرِّشوة 7665 - (ت د) أبو هريرة وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - أنَّ [ص: 173] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَعَنَ الراشِي والمرتشي في الحكم» أخرجه الترمذي (1) . وأخرجه أبو داود عن ابن عمر وحده (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الراشي) : الذي يعطى الرشوة، و (المرتشي) : الذي يأخذها، وإنما يلحقهما اللعن معاً إذا استويا في القصد، فرشا المعطي لينال به باطلاً، ويتوصل به إلى ظلم، فأما إذا أعطى ليتوصل به إلى حق، أو يدفع به عن نفسه ظلماً، فإنه غير داخل في هذا الوعيد، وأما المرتشي: فإن الرشوة على الحاكم حرام أبطل بها حقاً أو دفع بها باطلاً.   (1) رقم (1336) في الأحكام، باب ما جاء في الراشي والمرتشي في الحكم، وهو حديث صحيح. (2) رواه أبو داود رقم (3580) في الأقضية، باب في كراهية الرشوة، ورواه أيضاً ابن ماجة، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده صحيح: 1- عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (2/387) قال: حدثنا عفان، والترمذي (1336) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما - عفان، وقتيبة - قالا: حدثا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح:. 2- وعن عبد الله بن عمرو، أخرجه أحمد (2/164) (6532) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/190) (6778) قال: حدثنا حجاج. (ح) ويزيد. وفي (2/190) (6779) و2/194) (6830) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، وفي (2/212) (6984) قال: حدثنا أبو نعيم وأبو داود (3580) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وابن ماجة (2313) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (1337) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو عامر العقدي. ستتهم - وكيع، وحجاج بن محمد، ويزيد بن هارون، وعبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، وأبونعيم، وأحمد بن يونس - عن ابن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 7665 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 172 7666 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: بَعَثَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى اليمن، فَلَمَّا سِرْتُ أرسَلَ في أَثري، فَرُدِدتُ، فقال: أتدري: لِمَ بَعَثْتُ إليك؟ لا تُصِيبَنَّ شيئاً بغير إذني، فإنه غُلول {ومن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يومَ القيامة} [آل عمران: 161] لهذا دَعَوتكَ، فامْضِ لِعَمَلِكَ» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 174] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (غلول) الغلول: الخيانة في الغنيمة.   (1) رقم (1335) في الأحكام، باب في هدايا الأمراء، وفي سنده داود بن يزيد الأودي الزعافري، وهو ضعيف، ولكن في الباب من حديث عدي بن عميرة وأبي هريرة عند مسلم، ومن حديث المستورد بن شداد عند أبي داود بمعناه، فهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1335) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة عن داود بن يزيد الأودي، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم فذكره. وقال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 7666 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 173 الفصل الخامس: في آداب القاضي 7667 - (د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «بَعَثَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن قاضياً، فقلتُ: يا رسولَ الله، تُرْسِلُني وأنا حَدَثُ السّن، ولا عِلْمَ لي بالقضاء؟ فقال: إِن الله سَيَهْدِي قلبكَ، ويُثَبِّتُ لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان، فلا تَقْضِيَنَّ حتى تَسْمَعَ من الآخر، كما سمعتَ من الأول، فإنه أحْرَى أن يتبَّينَ لك القضاءُ، قال: فما زِلْتُ قاضياً، أو ما شككتُ في قضاء بعدُ» أخرجه أبو داود. وأخرجه الترمذي، قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا تقاضى إِليك رجلان، فلا تَقْضِ للأَول ... » وذكر الحديث (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3582) في الأقضية، باب كيف القضاء، والترمذي رقم (1331) في الأحكام، باب ما جاء في القاضي لا يقضي بين الخصمين حتى يسمع كلامهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/90) (690) (و1/143) (1210) و1/150) (1284) قال: حدثنا حسين بن علي،عن زائدة. وفي (1/96) (745) قال:حدثنا وكيع عن شريك. وفي (1/111) (882) قال:حدثنا أسود بن عامر،قال:حدثنا شريك. وأبو داود (3582) قال:حدثنا عمرو بن عون،قال: أخبرنا شريك، والترمذي (1331) قال:حدثنا هناد،قال:حدثنا حسين الجعفي،عن زائدة. وعبد الله بن أحمد (/149) (1279) قال:حدثني محرز بن عون بن أبي عون،قال:حدثنا شريك، وفي (1280) قال:حدثني أبو الربيع الزهراني،وحدثنا علي بن حكيم الأودي. وحدثنا محمد بن جعفر الوركاني. وحدثنا زكريا بن يحيى بن زحمويه. وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، وحدثنا داود بن عمرو الضبي. قالوا:حدثنا شريك وفي (2181 و1282) قال:حدثنا محمد بن سليمان بن لوين، قال:حدثنا محمد بن جابر. (ح) قال لوين: وحدثنا شريك،وفي (1/150) (1284) قال حدثني أبو بكر بن أبي شيبة. قال:حدثنا حسين بن علي،عن زائدة. ثلاثتهم - زائدة، وشريك، ومحمد بن جابر - عن سماك، عن حنش، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الحديث: 7667 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 174 7668 - (د) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: «قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن الخصمين يقعدان بين يَدَي الحكَم» . [ص: 175] أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3588) في الأقضية، باب كيف يجلس الخصمان بين يدي القاضي، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/4) قال: حدثنا خلف بن الوليد، وأبو داود (3588) قال: حدثنا أحمد بن يحيى منيع. كلاهما - خلف، وابن منيع - عن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا مصعب بن ثابت، فذكره. قلت: فيه مصعب بن ثابت، ضعيف الحديث، وقال: عنه الحافظ في التهذيب (10/159) قال الذهبي تفرد عنه ابن المبارك وهو الأول ارسل عن جده. الحديث: 7668 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 174 7669 - (خ م د ت س) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال ابنه عبد الرحمن بن أبي بكرة: كتَبَ أبي، وكتبتُ له إلى ابنه عبد الله بن أبي بكرة وهو قاض بسِجِسْتان «أن لا تَحْكُمَ بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان» . وفي رواية: «لا يَقْضِيَنَّ حكم بين اثنين وهو غضبان» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي. وفي رواية أبي داود: أنه كتب إلى ابنه، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يقضي الحكَم بين اثنين وهو غضبان» . وفي أخرى للنسائي: قال عبد الرحمن بن أبي بكرة: كتبَ إليَّ أبو بكرة يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَقْضِيَنَّ في قضاء بقضاءَين ولا يَقْضِيَنَّ أحد بين خصمين وهو غضبان» (1) .   (1) رواه البخاري 13 / 120 و 121 في الأحكام، باب هل يقضي الحاكم أو يفتي وهو غضبان، ومسلم رقم (1717) في الأقضية، باب كراهية قضاء القاضي وهو غضبان، والترمذي رقم (1334) في الأحكام، باب لا يقضي القاضي وهو غضبان، وأبو داود رقم (3589) في الأقضية، باب القاضي يقضي وهو غضبان، والنسائي 8 / 237 و 238 في القضاة، باب ذكر ما ينبغي للحاكم أن يجتنبه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه الحميدي (792) قال:حدثنا سفيان. وأحمد (5/36) قال: حدثنا وكيع. قال:حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (5/37) قال:حدثنا هشيم. وفي (5/38) قال:حدثنا سفيان. وفي (5/46) قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي. وفي (5/52) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. والبخاري (9/82) قال:حدثنا آدم،قال:حدثنا شعبة. ومسلم (5/132) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى،قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ،قال: حدثنا حماد بن سلمة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال:حدثنا وكيع عن سفيان (ح) وحدثنا محمد بن المثنى،قال:حدثنا محمد بن جعفر،عن شعبة (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ،قال:حدثنا أبي، عن شعبة (ح) وحدثنا أبو كريب، قال:حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. و، أبو داود (3589) قال: حدثنا أحمد بن كثير،قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (2316) قال:حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن عبد الله بن يزيد،وأحمد بن ثابت الجحدري،قالوا:حدثنا سفيان بن عيينه، والترمذي (1334) قال:حدثنا قتيبة،قال:حدثنا أبو عوانة والنسائي (8/237) قال: أخبرنا قتيبة،قال: حدثنا أبو عوانة. وفي الكبرى (الورقة- 78 أ) قال: أخبرنا علي بن حجر،قال: أخبرنا هشيم. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة،وسفيان الثوري، وهشيم،وعبد الرحمن المحاربي، وشعبة،وأبو عوانة وحماد بن سلمة، وزائدة - عن عبد الملك بن عمير. 2- وأخرجه النسائي (8/247) قال: أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر،قال:حدثنا مبشر بن عبد الله، قال:حدثنا سفيان بن حسين، عن جعفر بن إياس. كلاهما - عبد الملك، وجعفر بن إياس - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة فذكره. * في رواية جعفر بن إياس زاد في أوله.: «لا يقضين أحد في قضاء بقضاءين ... » الحديث: 7669 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 175 7670 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص: 176] «قضى بين رجلين، فقال المقضيُّ عليه لَمَّا أدبر: حَسْبيَ الله ونعم الوكيل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الله يَلُومُ على العَجْز، ولكن عليكَ بالكَيْس، فإذا غلبك أمر، فقل حَسبيَ الله ونعم الوكيل» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3627) في الأقضية، باب الرجل يحلف على حقه، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/24) قال: حدثنا حيوة بن شريح وإبراهيم بن أبي العباس. وأبو داود (3627) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة وموسى بن مروان الرقي. والنسائي في عمل اليوم واليلة (626) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. خمستهم- حيوة، وإبراهيم، وعبد الوهاب، وموسى، وعمرو - عن بقية بن الوليد، وعن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن سيف، فذكره. * قال أبو عبد الرحمن النسائي: سيف لا أعرفه. الحديث: 7670 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 175 7671 - (خ) أبو جمرة - رحمه الله - قال: «كنت أُتَرْجِمُ بين ابن عباس والناس» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .   (1) رواه البخاري تعليقاً 12 / 162 في الأحكام، باب ترجمة الحكام وهل يجوز ترجمان واحد وقد وصله البخاري في " صحيحه " 1 / 166 في العلم، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس وهو عند مسلم موصولاً أيضاً رقم (17) في الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى الخ ... . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (ح) (7195) معلقا وقال الحافظ في «الفتح» (13/199) هذا طرف من حديث أخرجه المؤلف في العلم من رواية شعبة،عن أبي جمرة الحديث: 7671 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 176 7672 - (خ) عمر وعلي - رضي الله عنهما - قالا: «يقضي القاضي والحاكم في المسجد، فإذا أتى على حَدٍّ أُقِيم خارج المسجد» . أخرجه البخاري في ترجمة باب بمعناه (1) .   (1) ذكره البخاري تعليقاً 13 / 138 في الأحكام، باب من حكم في المسجد حتى إذا أتى على حد أمر أن يخرج من المسجد فيقام، قال الحافظ في " الفتح ": أما أثر عمر، فوصله ابن أبي شيبة وعبد الرزاق كلاهما من طريق طارق بن شهاب، قال: أتي عمر بن الخطاب برجل في حد فقال: أخرجاه من المسجد ثم أخذاه، وسنده على شرط الشيخين، وأما أثر علي فوصله ابن أبي شيبة من طريق ابن معقل أن رجلاً جاء إلى عمر فساره، فقال: يا قنبر أخرجه من المسجد فأقم عليه الحد، وفي سنده من فيه مقال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا في الأحكام - باب من حكم من المسجد وقال الحافظ في «الفتح» (13/167) أما أثر عمر فوصله ابن أبي شيبة وعبد الرزاق كلاهما من طريق طارق بن شهاب، وسنده على شرط الشيخين وأما أثر علي: فوصله ابن أبي شيبة من طريق ابن معقل،وفي سنده من فيه مقال. الحديث: 7672 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 176 الفصل السادس: في كيفية الحكم 7673 - (د ت) الحارث بن عمرو - يرفعه إلى معاذ - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أراد أن يبعثَ معاذاً إلى اليمن، قال له: «كيف تقضي إذا عَرَضَ لك قضاء؟ قال: أقْضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: أقضي بِسُنَّةِ رسول الله، قال: فإن لم تجد في سُنَّةِ رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي، ولا آلُو، قال: فضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صَدْرَهُ، وقال: الحمد لله الذي وَفَّق رسولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لِمَا يُرضي رسولَ الله» . وفي رواية: «أن مُعَاذاً سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله بمَ أقضي؟ قال: بكتابِ الله، قال: فإن لم أجد؟ قال: بِسُنَّةِ رسولِ الله، قال: فإن لم أجد؟ قال: استَدِقَّ الدنيا، وتَعَظَّمْ في عَيْنِكَ ما عند الله، واجتهد رأيَك، فسيسدِّدك الله للحق» أخرجه أبو داود. وفي رواية الترمذي: عن الحارث بن عَمرو، عن رجل من أصحاب معاذ: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعث معاذاً إلى اليمن، فقال: كيف [ص: 178] تَقْضي؟ ... وذكر الرواية الأولى إلى قوله: رسولَ رسولِ الله» ولم يذكر «ولا آلو» . وفي رواية عن الحارث عن أُناسٍ من أهل حِمْص عن معاذ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بنحوه (1) . [ص: 179] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (أجتهد رأيي) الاجتهاد: بذلُ الوسع في طلب الأمر، والمراد به هاهنا: رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إلى الكتاب والسنة، ولم يرد الرأي يعرض له من قبل نفسه من غير أصل كتاب ولا سُنَّةٍ، وفي هذا الحديث إثبات القياس على منكريه، وإيجاب الحكم به. (استدق) الدنيا: أي احتقرها واستصغرها.   (1) رواه أبو داود رقم (3592) و (3593) في الأقضية، باب اجتهاد الرأي في القضاء، والترمذي رقم (1327) و (1328) في الأحكام، باب ما جاء في القاضي كيف يقضي، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل، وقال الحافظ في " التلخيص ": وقال البخاري في تاريخه: الحارث بن عمرو عن أصحاب معاذ، وعنه أبو عون لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، وقال الدارقطني في " العلل ": رواه شعبة عن أبي عون هكذا، وأرسله ابن مهدي وجماعات عنه، والمرسل أصح. اهـ. وقال الحافظ: وقال ابن الجوزي في " العلل المتناهية ": لا يصح، وإن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم ويعتمدون عليه، وإن كان معناه صحيحاً. أقول: وقد تلقاه بعض العلماء بالقبول، فقد قال أبو بكر ابن العربي في " شرح الترمذي ": اختلف الناس في هذا الحديث، فمنهم من قال: إنه لا يصح، ومنهم من قال: هو صحيح، والدين القول بصحته، فإنه حديث مشهور يرويه شعبة بن الحجاج، رواه عنه جماعة من الفقهاء والأئمة، منهم يحيى بن سعيد، وعبد الله بن المبارك، وأبو داود الطيالسي، والحارث بن عمرو الهذلي الذي يروي عنه، وإن لم يعرف إلا بهذا الحديث، فيكفي برواية شعبة عنه، وبكونه ابن أخ للمغيرة بن شعبة في التعديل له والتعريف به، وغاية حظه في مرتبته أن يكون من الأفراد، ولا يقدم ذلك فيه ولا أحد من أصحاب معاذ مجهولاً، ويجوز أن يكون في الخبر إسقاط الأسماء عن جماعة، ولا يدخله ذلك في حيز الجهالة، إنما يدخل في المجهولات إذا كان واحداً، فيقال: حدثني رجل، حدثني إنسان ولا يكون الرجل للرجل صاحباً حتى يكون له به اختصاص، فكيف وقد زيد تعريفاً بهم أن أضيفوا إلى بلد، وقد خرج البخاري الذي شرط الصحة في حديث عروة البارقي: سمعت الحي يتحدثون عن عروة ولم يكن ذلك الحديث في جملة المجهولات، وقال مالك في القسامة: أخبرني رجال من كبراء قومه، وفي الصحيح عن الزهري: حدثني رجال عن أبي هريرة: من صلى على جنازة. أقول: وقد صححه ابن القيم في " إعلام الموقعين "، وممن صححه من المتأخرين الشيخ زاهد الكوثري في مقالاته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/230) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/242) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (124) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والدارمي (170) قال: حدثنا يحيى بن حماد. وأبو داود (3593) قال: حدثنا مسلم. قال: حدثنا يحيى. والترمذي (1328) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. ستتهم - محمد بن جعفر، وعفان، وسليمان، ويحيى بن حماد، ويحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي- عن شعبة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة، عن ناس من أصحاب معاذ من أهل حمص، فذكروه. (*) قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل. * أخرجه أحمد (5/236) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (3592) قال: حدثنا حفص بن عمر. والترمذي (1327) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وكيع، وحفص - عن شعبة، عن أبي عون الثقفي، عن الحارث بن عمرو، عن رجال من أصحاب معاذ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بعثه إلى اليمن. وفي رواية حفص: « ..... أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن ... » ليس فيه، أي في رواية وكيع وحفص: «عن معاذ» . قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده عندي بمتصل. وقال الدارقطني في «العلل» : رواه شعبة عن أبي عون هكذا، وأرسله ابن مهدي وجماعات عنه، والمرسل أصح. وقال ابن الجوزي في «العلل المتناهية» : لا يصح. قلت: لا يصح وقد ضعفه عشرة من الأئمة منهم البخاري والحافظ وغيرهم. الحديث: 7673 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 177 7674 - (س) عبد الرحمن بن يزيد: قال: أكثروا على عبد الله [ابن مسعود] ذات يوم، فقال عبد الله: «إنه قد أتى علينا زمانٌ ولسنا نقضي ولَسْنَا هُنالك، ثم إنَّ الله عز وجل قَدَّرَ علينا: أنْ بلغنا ما ترون، فمن عرض له منكم قضاءٌ بعد اليوم، فليقضِ بما في كتاب الله، فإن جاءه أمرٌ ليس في كتاب الله، فَلْيَقْضِ بما قضى به نبيُّه - صلى الله عليه وسلم-، فإن جاءَ أَمْر ليس في كتاب الله، ولا قضى به نبيُّه، فَلْيَقْضِ بما قضى به الصالحون، فإن جاءه أمرٌ ليس في كتاب الله، ولا قضى به نبيه - صلى الله عليه وسلم-، ولا قضى به الصالحون، فليجتهد رأيَهُ، ولا يَقُلْ: إني أخاف، فإن الحلال بَيِّن، والحرام بيِّن، وبين ذلك أمورٌ مُتشابِهات (1) ، فَدَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَريبُك» أخرجه النسائي (2) .   (1) في نسخ النسائي المطبوعة: مشتبهات. (2) 8 / 230 في القضاة، باب الحكم باتفاق أهل العلم، وإسناده حسن، وقال النسائي: هذا الحديث جيد جيد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/230) أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة - هو ابن عمير - عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. وقال النسائي: هذا الحديث جيد جيد. الحديث: 7674 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 179 7675 - (س) شريح القاضي أنه كتب إلى عمر يسأله، فكتب إليه: «أن اقْضِ بما في كتاب الله، فإن لم يكن في كتاب الله، فبسنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإن لم يكن في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فاقْضِ بما قضى به الصالحون، فإن لم [يكن في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم] يقض به الصالحون، فإن شئت فَتَقَدَّمْ، وإن شئت فتأخَّر، ولا أَرى التأخُّر إلا خيراً لك، والسلام» أخرجه النسائي (1) .   (1) 8 / 231 في القضاة، باب الحكم باتفاق أهل العلم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (8/231) أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان، عن الشيباني، عن الشعبي، عن شريح، فذكره. الحديث: 7675 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 180 7676 - (د) عمر بن الخطاب (1) - رضي الله عنه - قال - وهو على المنبر -: «يا أيها الناس، إن الرأْيَ إنما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُصِيباً، لأنَّ الله كان يُريه، وإنما هُو منا الظَّنُ والتَّكَلُّفُ» أخرجه أَبو داود (2) .   (1) في المطبوع: عبد الله بن عمر، وهو خطأ. (2) رقم (3586) في الأقضية، باب في قضاء القاضي إذا أخطأ من حديث ابن شهاب عن عمر، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3586) حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن عمر بن الخطاب،فذكره. قلت: إسناده منقطع بين الزهري، وعمر بن الخطاب. الحديث: 7676 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 180 7677 - (خ م ط ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سمع جَلَبةَ خَصم بباب حُجرته، فخرج إليهم، فقال: إنما أنا بشر، وإنَّه يأتيني الخصم، فلعل بعضَهم أن يكون أبلغ من بعض، فأحْسِبُ أنه صادق، فأقضي له، فمن قَضَيْتُ له بحقِّ مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فَلْيَحْمِلْها أو يَذَرْها» . [ص: 181] وفي رواية أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما أنا بَشَر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولَعَلَّ بعضكم أن يكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ من بعض، فأقضي نحو ما أسمع، فمن قضيتُ له بحَقِّ أخيه، فإنما أقْطَعُ له قطعة من النَّار» . وفي أخرى نحوه، وقال: «فمن قضيتُ له من [حقِّ] أخيه شيئاً فلا يأخذْه ... الحديث» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الباقون الرواية الثانية. وفي أخرى لأبي داود: «أن رَجُلَيْنِ أتَيَا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْتَصِمانِ في مواريثَ لهما، ولم يكن لهما بَيِّنَة إلا دعواهما، فقال: لَعَلَّ بعضَكم أن يكون ألْحَنَ بحجته ... وذكر الحديث، وفي آخره: فبكى الرجلان، وقال كلُّ واحد منهما لصاحبه: حَقِّي لَكَ، فقال لهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمّا إذ فَعَلْتُما كذلكَ فاقْتَسِما، فَتَوَخَّيَا الحقَّ، ثم اسْتَهما، ثم تحالا» . وفي أخرى لأبي داود بهذا، قالت: «يختصمان في مواريثَ وأشياءَ قد دَرَسَتْ، فقال: إني إنما أقضي بينكما برأيي فيما لم يُنزَلْ عليَّ فيه» (1) . [ص: 182] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ألحن) فلان ألحن بحجته من فلان: أقوم بها منه، وأقدر عليها، من اللحَن - بفتح الحاء - الفطنة، فأما لَحْن الكلام، فهو ساكن الحاء، قاله الخطابي. (فتوخيا واسْتَهما) التوخِّي: قصد الحق واعتماده، والاستهام: الاقتراع، أي: اقترعا على ما قد اختصمتما فيه بعد أن تقسماه، ولم يقنع لهما بالتوخِّي حتى ضم إليه القرعة، لأن التوخِّي إنما هو غالب الظن، والقرعة: نوع من البيِّنة، فهي أقوى من التوخِّي، ثم أمرهما بعد ذلك بالتحليل، ليكون انفصالهما عن يقين وطيبة نفس، لأن التحليل إنما يكون فيما هو في الذمة.   (1) رواه البخاري 5 / 212 في الشهادات، باب من أقام البينة بعد اليمين، وفي المظالم، باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه، وفي الحيل، باب إذا غصب جاريته فزعم أنها ماتت فقضى بقيمة الجارية الميتة ثم وجد صاحبها فهي له، وفي الأحكام، باب موعظة الإمام للخصوم، وباب من قضى له بحق أخيه فلا يأخذه، وباب القضاء في كثير المال وقليله، ومسلم رقم (1713) في الأقضية، باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة، والموطأ 2 / 719 في الأقضية، باب الترغيب في القضاء بالحق، وأبو داود رقم (3583) و (3584) في الأقضية، باب في قضاء القاضي إذا أخطأ، والترمذي رقم (1339) في الأحكام، باب ما جاء في التشديد على من يقضى له، والنسائي 8 / 233 في القضاة، باب الحكم بالظاهر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (448) عن هشام بن عروة. والحميدي (296) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا هشام بن عروة. وأحمد (6/203) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (6/290) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا هشام. وفي (6/307) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/308) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. (ح) وحدثنا يعقوب. قال: حدثني أبي، عن صالح. قال ابن شهاب. والبخاري (3/171) و (9/89) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب. وفي (3/235 و 9/86) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن هشام بن عروة. وفي (9/32) قال: حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن هشام. وفي (9/90) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. ومسلم (5/128 و 129) قال: حدثنا يحيى بن يحيي التيميمي. قال: أخبرنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا بن نمير. كلاهما عن هشام بن عروة (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثناه عمرو الناقد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبربنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. كلاهما عن الزهري. وأبو داود (3583) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة. وابن ماجة (2317) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام بن عروة. والترمذي (1339) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة. والنسائي (8/233) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (8/247) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة. كلاهما - هشام بن عروة، وابن شهاب الزهري - عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، فذكرته. الحديث: 7677 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 180 7678 - (د س) الأشعث بن قيس قال: إنه اشتَرى رَقِيقاً مِنْ الخُمس مِنْ عبد الله [بن مسعود] بعشرين ألفاً، فأرسَلَ عبد الله إليه في ثمنهم، فقال: إنَّما آخذهم بعشرة آلاف، قال عبد الله: فاختر رَجُلاً يكون بيني وبينك، فقال الأشعث: كُنْ أنت بيني وبين نفسك، قال عبد الله: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذا اختلف البَيِّعَانِ، وليس بينهما بَيِّنَة، فهو ما يقول رَبُّ السِّلْعة، أو يتتاركان» . وفي رواية: أن ابن مسعود «بَاعَ مِن الأشعَث بن قَيْس رقيقاً» فذكر معناه، والكلام يزيد وينقص أخرجه أبو داود. وأخرج النسائي المُسنَدَ منه فقط. وفي رواية عن عبد الملك بن عُبَيد قال: «حضرنا أبا عبيدة بن عبد الله [ص: 183] ابن مسعود أَتاه رجلان تَبَايَعَا سلعة، فقال أحدهما: أخذتُها بكذا، وقال هذا: بعتها بكذا وكذا، فقال أبو عبيدة: أُتِيَ ابنُ مسعود في مثل هذا، فقال: حضرتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بمثل هذا، فأمَرَ البائع أن يُسْتَحلَف، ثم يختار المبتاع، فإن شاءَ أخذ، وإن شاء ترك» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3511) في البيوع، باب إذا اختلف البيعان والمبيع قائم، والنسائي 7 / 302 و 303 في البيوع، باب اختلاف المتابعين بالثمن، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3511) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. والنسائي (7/302) قال: أخبرنا محمد بن إدريس. كلاهما - محمد بن يحيى، ومحمد بن إدريس - قالا: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، عن أبي عميس، قال: أخبرني عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه، عن جده، فذكره. (*) في رواية محمد بن إدريس: - عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث - وليس فيها قصة الأشعث. قلت: عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث مجهول الحال كما قال الحافظ، وحفص بن غياث مجهول. الحديث: 7678 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 182 الفصل السابع: في الدعاوى والبيانات والأيمان البينة واليمين 7679 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته: «البَيِّنةُ على المدَّعي، واليمين على المدَّعَى عليه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1341) في الأحكام، باب ما جاء في أن البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه، وإسناده ضعيف، وقد أخرجه البيهقي 10 / 252 من حديث ابن عباس، وحسن إسناده الحافظ في " الفتح " والحديث في " الصحيحين " بلفظ: " لكن اليمين على المدعى عليه " وسيأتي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1341) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أنبأنا علي بن مسهر وغيره، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. (*) قال الترمذي: هذا حديث في إسناده مقال. ومحمد بن عبيد الله العرزمي يضعف في الحديث من قبل حفظه، ضعفه ابن المبارك وغيره. قلت: في إسناده مجمد بن عبيد الله العرزمي. قال الحافظ: متروك. الحديث: 7679 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 183 7680 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَوْ يُعْطَى الناسُ بِدَعَاوِيهم، لادَّعَى قوم دمَاءَ رجال [ص: 184] وأمْوالَهم، ولكن اليمين على المدَّعَى عليه» أخرجه مسلم. وله وللبخاري أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين على المدَّعى عليه. وللبخاري: أن امرأتين كانتا تَخْرِزانِ في بَيْت، أو في الحُجْرَةِ (1) ، فخرَجتْ إحْدَاهُمَا، وقد أُنْفِذَ بإشْفىً (2) في كَفِّها، فادَعتْ على الأخرى، فَرُفِعَ ذلك إلى ابن عباس، فقال ابن عباس: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ يُعطَى الناسُ بِدَعْوَاهم، لَذَهَبَ دِمَاؤُهُم وأمْوَالُهُم، ذَكِّرُوها بالله، واقرؤوا عليها: {إِن الذين يَشترون بِعَهْدِ الله} [آل عمران: 77] فذكَّروها فاعترفت، فقال ابن عباس: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اليَمينُ على المدَّعَى عليه» وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الثانية، وأخرج النسائي الرواية الثالثة (3) .   (1) وفي أكثر النسخ بواو العطف: وفي الحجرة، وهو الصواب. (2) الاشفى: آلة الخرز للإسكاف، ينون ولا ينون. (3) رواه البخاري 8 / 160 في تفسير سورة آل عمران، باب قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً} ، وفي الرهن، باب إذا اختلف الراهن ونحوه فالبينة على المدعي واليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود، ومسلم رقم (1711) في الأقضية، باب اليمين على المدعى عليه، وأبو داود رقم (3619) في الأقضية، باب اليمين على المدعى عليه، والترمذي رقم (1343) في الأحكام، باب ما جاء في البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه، والنسائي 8 / 248 في القضاة، باب عظة الحاكم على اليمين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/342) (3188) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/351) (3292) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/363) (3427) قال: حدثنا أبو كامل. والبخاري (3/187) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. وفي (3/233) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (5/128) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (3619) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. والترمذي (1342) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي، قال: حدثنا محمد بن يوسف. والنسائي (8/248) قال: أخبرنا علي بن سعيد بن مسروق، قال: حدثنا يحيي بن أبي زائدة. تسعتهم - عبد الرحمن، ويزيد، وأبو كامل، وخلاد، وأبو نعيم، ومحمد بن بشر، والقعنبي، ومحمد بن يوسف، ويحيى بن أبي زائدة -عن نافع بن عمر. 2- وأخرجه أحمد (1/356) (3348) قال: حدثنا وكيع، عن محمد بن سليم. 3- وأخرجه البخاري (6/43) قال: حدثنا نصر بن علي بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن داود. ومسلم (5/128) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا ابن وهب. وابن ماجة (2321) قال: حدثنا حرملة بن يحيى المصري. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5792) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. ثلاثتهم - عبد الله بن داود، وعبد الله بن وهب، وخالد بن الحارث - عن ابن جريج. ثلاثتهم - نافع بن عمر، ومحمد بن سليم، وابن جريج - عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره. (*) رواية محمد بن سليم، وخلاد، وأبي نعيم، ومحمد بن بشر، والقعنبي، ومحمد بن يوسف، مختصرة على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى أن اليمين على المدعى عليه» . الحديث: 7680 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 183 القضاء بالشاهد واليمين 7681 - (م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى بيمين وشاهِد» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1712) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، وأبو داود رقم (3607) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح. 1 - أخرجه أحمد (1/248) (2224) و (1/315) (2888) و (1/) (2969) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (1/323) (2970) قال: حدثني عبد الله بن الحارث. ومسلم (5/128) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا زيد - وهو ابن حباب -. وأبو داود (3608) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علي، أن زيد بن الحباب حدثهم. وابن ماجة (2370) قال: حدثنا أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6299) عن عبيد الله بن سعيد، عن عبد الله بن الحارث، كلاهما - زيد بن حباب، وعبد الله بن الحارث - عن سيف بن سليمان المكي، عن قيس بن سعد. 2 - وأخرجه أبو داود (3609) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وسلمة بن شبيب، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا محمد بن مسلم. كلاهما - قيس بن سعد، ومحمد بن مسلم - عن عمرو بن دينار، فذكره. الحديث: 7681 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 184 7682 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى باليمينِ مع الشَّاهدِ الواحدِ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3610) و (3611) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، والترمذي رقم (1343) في الأحكام، باب ما جاء في اليمين مع الشاهد، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن علي وجابر وابن عباس وسرَّق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3610) قال: حدثنا أحمد بن أبي بكر أبو مصعب الزهري. قال: حدثنا الدراوردي. وفي (3611) قال: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني. قال: حدثنا زياد - يعني ابن يونس. قال: حدثني سليمان بن بلال. وابن ماجة (2368) قال: حدثنا أبو مصعب المديني أحمد بن عبد الله الزهري، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. والترمذي (1343) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. كلاهما - عبد العزيز الدراوردي، وسليمان بن بلال - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. (*) قال سليمان بن بلال: فلقيت سهيلا فسألته عن هذا الحديث. فقال: ما أعرفه. فقلت له: إن ربيعة أخبرني به عنك. قال: فإن كان ربيعة أخبرك عني فحدث به عن ربيعة عني. (*) وقال أبو داود: وزادني الربيع بن سليمان المؤذن في هذا الحديث. قال: أخبرني الشافعي، عن عبد العزيز. قال: فذكرت ذلك لسهيل. فقال: أخبرني ربيعة، وهو عندي ثقة، أني حدثته إياه، ولا أحفظه. قال عبد العزيز: وقد كان أصابت سهيلا علة أذهبت بعض عقله ونسي بعض حديثه فكان سهيل بعد يحدثه عن ربيعة عنه، عن أبيه. الحديث: 7682 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 185 7683 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «قضى باليمينِ مع الشاهدِ الواحدِ» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1344) في الأحكام، باب ما جاء في اليمين مع الشاهد، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/305) . وابن ماجة (2369) قال: حدثنا محمد بن بشار. والترمذي (1344) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن أبان. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وابن بشار، وابن أبان - قالوا: حدثنا عبد الوهاب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7683 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 185 7684 - (ط ت) محمد بن علي [الباقر] : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى باليمينِ مع الشَّاهدِ» أخرجه الموطأ والترمذي. وزاد الترمذي: قال: «وقَضى بِها عَليّ فيكم» (1) .   (1) رواه الموطأ 2 / 711 في الأقضية، باب القضاء باليمين مع الشاهد، والترمذي رقم (1345) في الأحكام، باب ما جاء في اليمين مع الشاهد، وإسناده منقطع، لكن يشهد له ما قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/491) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. وأخرجه الترمذي (1345) حدثنا علي بن حجر، أخبرنا إسماعيل بن جعفر، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. قال أبو عيسى: وهذا أصح، وهكذا روى سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا. الحديث: 7684 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 185 7685 - (د) الزبيب العنبري - رضي الله عنه - قال: «بَعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جَيْشاً إلى بني العَنْبَر، فَأَخَذُوهُمْ برُكْبَةَ من ناحية الطائف فاسْتَاقُوهُمْ إِلى نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَسَبَقْتُهُمْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: السلامُ عليكَ يا رسولَ الله ورحمةُ الله وبركاتُه، أتَانَا جُنْدُك فأخذونا، وقد كُنَّا أسلَمْنا وخضْرَمْنَا آذان النَّعَمِ، فلما قَدِمَ بَلْعَنْبَر، قال لي نَبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل لكم بَيِّنَة على أنكم أسْلَمْتُمْ قَبلَ أن تُؤخَذُوا في [ص: 186] هذه الأيام؟ قلتُ: نعمْ، قال: مَنْ بَيِّنَتُكَ؟ قلت: سَمُرةُ، رجل من بني العنبر، ورجل آخر سَمَّاه له، فشهد الرجل، وأبَى سمرةُ أن يشهدَ، قال: فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد أبى سمرةُ أن يشهدَ، أفتحلف مع شاهدك الآخر؟ قلتُ: نعم، فاستحلفني فحلفتُ بالله: لقد أسلمنا يوم كذا وكذا، وخَضْرَمْنا آذان النَّعَم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اذهَبُوا فقاسِمُوهم أنْصَافَ الأمْوالِ، ولا تَمَسُّوا ذَرَارِيهِمْ، ولولا أنَّ الله لا يحب ضلالةَ العَمَلِ ما رَزَأْنَاكمْ عِقالاً، فقال الزُّبَيب: فَدَعَتني أُمِّي، فقالت: هذا الرجل أخذ زِرْبيَّتي، فانصرفْتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فقال لي: احْبِسهُ، فأخذتُ بتَلْبيبه، وقمت معه مكاننا، ثم نظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلينا قائمين، فقال: ما تريد بأسيرك؟ فأرسلتُه من يدي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- للرجل: رُدَّ عليه زربيَّة أمِّه التي أخذت منها، فقال: يا رسول الله، إنَّها خَرَجَتْ من يَدِي، قال: فاخْتَلَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سيفَ الرجل فأَعطانِيه، وقال للرجل: اذهَبْ فَزِدْه آصُعاً من طعام، فأعطاني (1) آصعاً من شعير» أخرجه أبو داود (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خَضْرَمْنَا) خضرمتُ أذن البعير: إذا قطعتَ طرفها، وكان هذا [ص: 187] في الجاهلية، فلما جاء الله بالإسلام، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يخضرموا من غير الموضع الذي كان يخضرم فيه أهل الجاهلية علامة بين المسلم وغير المسلم، وهو الذي أراد هؤلاء القوم، يعنون أنهم خضرَمُوا خضرَمة الإسلام. (ما رزأْناكم) يقول: ما رزأته شيئاً: ما أصبت منه شيئاً، ولا نقصته وهذه في اللغة الفصحى، فأما «رزيناكم» فإنما يكون على ترك الهمز وقلبه ياء، وليس بفصيح، وقد قالوا: في قرأت: قريت، شاذاً. (فأخذت بتلبيبه) : جمعت عليه ثوبه وقبضته من مقدَّمه، تجرُّه به. (زربيَّة) الزربيَّة: القطيفة، وجمعها زرابي. (آصعا) الآصع جمع صاع، وهو مكيال يسع خمسة أرطال وثلثاً، أو ثمانية أرطال، على اختلاف المذهبين في المد.   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: فزادني. (2) رقم (3612) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، وهو حديث حسن بشواهده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3612) حدثنا أحمد بن عبدة، ثنا عمار بن شعيب بن عبد الله بن الزبيب العنبري، حدثني أبي، قال: سمعت جدي الزبيب يقول.. فذكره. الحديث: 7685 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 185 القضاء بالشاهد الواحد 7686 - (خ) عبد الله بن عبد الله بن أَبي مليكة - رحمه الله - «أن بني صهيب - مولى بني جُدعان - ادَّعَوْا بيتين وحُجرة: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَعطى ذلك صُهيباً، فقال مروان: مَنْ يشهد لكم على ذلك؟ قالوا: ابنُ عُمر، فدعاه، فشهد لأَعْطَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صهيباً بيتين وحُجرة، فقضى مروان بشهادته لهم» أخرجه البخاري (1) .   (1) 5 / 174 و 175 في الهبة، باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (3/215) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج أخبرهم. قال: أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، فذكره. الحديث: 7686 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 187 تعارض البينة 7687 - (د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - «أنّ رَجُلَين تعارضا، وادَّعَيَا بعِيراً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فبعث كلُّ واحد منهما شاهدين، فَقَسَّمةُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بينهما نصفين» . وفي رواية: «أن رَجُلَينِ ادَّعَيا بَعِيراً أو دابة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ليست لواحد منهما بَيِّنة، فجعله النبي - صلى الله عليه وسلم- بينهما» أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي: «أن رَجُلَين اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- في دابة، ليس لواحد منهما بيِّنة، فقضى بها بينهما» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (ادّعيَا بعيراً فجعله بينهما) قال الخطابي: يشبه أن يكون هذا البعير، أو الدابة: كان في أيديهما معاً، فجعله النبي - صلى الله عليه وسلم- بينهما، لاستوائهما في الملك باليد، ولولا ذلك: لم يكونا بنفس الدعوى يستحقانه لو كان الشيء في يد غيرهما، وفي الرواية الأخرى قال: «فأحضر كلُّ واحد منهما شاهدين، فقسمه بينهما» وذلك لأن الشهادات تقابَلَتْ فسقطت، فعاد الحكم إلى الأول، وحينئذ يجوز [ص: 189] أن يكون البعير قد كان في يد غيرهما، فلما أقاما الشهادة انتزعه ممن هو في يده وقسمه بينهما.   (1) رواه أبو داود رقم (3613) و (3614) و (3615) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، والنسائي 8 / 248 في القضاة، باب القضاة فيمن لم تكن له بينة، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (4/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3613) قال: حدثنا محمد بن منهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا ابن أبي عروبة. وفي (3614) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (3615) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا همام. وابن ماجة (2330) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، ومحمد بن معمر، وزهير بن محمد قالوا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا سعيد. والنسائي (8/248) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد. ثلاثتهم - شعبة، وابن أبي عروبة، وهمام - عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة. 2 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9130) عن علي بن محمد بن علي، عن محمد بن كثير المصيصي، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن النضر بن أنس بن مالك. كلاهما - سعيد بن أبي بردة، والنضر بن أنس - عن أبي بردة، فذكره. (*) في رواية همام: « ... فبعث كل واحد منهما بشاهدين ... » الحديث. قلت: ضعفه الألباني. ابن ماجة (2330) ، أبو داود (3613) ، والنسائي (5424) . الحديث: 7687 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 188 القرعة على اليمين 7688 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «عَرَضَ على قوم اليمينَ، فتسارعوا إِليه، فأمر أن يُسْهَم بينهم في اليمين، أيُّهم يحلف؟» أخرجه البخاري. وفي رواية أبي داود: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أُكْرِهَ الاثنان على اليمين، واستحبَّاها، فَلْيَسْتَهِما عليه (1) » . وفي أخرى له: «أن رجلين اختصما في متاع إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ليس لواحد منهما بَيِّنة، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: استَهِمَا على اليمين، ما كان أحبَّا ذلك، أو كرها» (2) .   (1) في نسخ أبي داود المطبوعة: أو استحباها فليستهما عليها. (2) رواه البخاري 5 / 210 و 211 في الشهادات، باب إذا تسارع قوم في اليمين، وأبو داود رقم (3616) و (3617) و (3618) في الأقضية، باب الرجلين يدعيان شيئاً وليست لهما بينة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/317) . والبخاري (3/234) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. وأبو داود (3617) قال: حدثنا أحمد بن حنبل وسلمة بن شبيب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14698) عن محمد بن رافع. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، وسلمة، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره. الحديث: 7688 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 189 موضع اليمين 7689 - (ط) أبو غطفان بن طريف - رحمه الله - قال: «اختصَمَ زيد بن ثابت، وابن مطيع إلى مَروان في دار كانت بينهما، فقضى مَرْوَان على زيد [ص: 190] ابن ثابت باليمينِ على المِنْبَرِ، فقال زيد: أحْلِفُ له مكاني هذا، فقال مروانُ: لا، إلا عند مَقاطِع الحقُوق، فجعل زيد يَحْلِفُ أن حَقَّهُ لحقٌّ، وأبى أَن يحلِفَ على المنبرِ، فجعل مَرْوَانُ يَعجَبُ من ذلك» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 728 في الأقضية، باب جامع ما جاء في اليمين على المنبر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/5) عن داود بن الحصين أنه سمع أبا غطفان بن طريف المري، فذكره. الحديث: 7689 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 189 صورة اليمين 7690 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لرجُل حلَّفهُ: «احِلفْ باللهِ الذي لا إله إلا هو ما له عندك شيء» يعني للمدَّعي. أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3620) في الأقضية، باب كيف اليمين، وإسناده ضعيف لكن يشهد له ما قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/253) (2280) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/288) (2613) و (2/70) (5379) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/296) (2695) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك. وفي (1/322) (2959) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شريك. وأبو داود (3275) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وفي (3620) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5431) عن هناد، عن أبي الأحوص. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن وكيع، عن سفيان. أربعتهم - حماد بن سلمة، وشريك، وأبو الأحوص، وسفيان - عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى. فذكره. (*) وزاد في رواية شريك: «فنزل جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنه كاذب، إن له عنده حقه، فأمره أن يعطية حقه، وكفارة يمينه معرفته أن لا إله إلا الله، أو شهادته» . (*) ورواية أبي الأحوص مختصرة على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال - يعني لرجل حلّفه -: احلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عندك شيء. يعني للمدَّعِي» . (*) وفي رواية وكيع: «فقال للمدعي: أقم البينة، فقال: نعم، وقال للآخر: احلف، فحلف» . (*) وفي رواية شريك: «أبو يحيى الأعرج» . قال ابن حجر: إن شريكا رواه عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس، فالأعرج هو «مصدع» وهو وهم من شريك في قوله «الأعرج» . وإنما هو «عن أبي يحيى» حسب. كذا في رواية حماد بن سلمة عند أحمد أيضا. «النكت الظراف» (5431) .وقال المزي: إنما هو زياد، سماه أحمد بن حنبل، والبخاري، أبو داود وغيرهم. وذكر له البخاري في «التاريخ» (3/378 الترجمة 1271) هذا الحديث. «تحفة الأشراف» (5431) . وإسناده ضعيف. الحديث: 7690 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 190 الفصل الثامن: في العدالة والشهادة، وفيه فرعان الفرع الأول: في شهادة المسلمين 7691 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه، عن جده: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تجوزُ شهادةُ خائن ولا خائنة، ولا زان ولا زانية، ولا ذي غِمْرٍ على أخيه» . [ص: 191] وفي رواية: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ردَّ شهادة الخائنِ والخائنةِ، وذي الغِمْر على أخيه، وردَّ شهادةَ القانع لأهل البيت، وأجازها لغيرهم» . أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خائن) أراد بالخيانة: الخيانة في الدِّين والمال والأمانات، فإن من ضَيَّع شيئاً من أوامر الله، أو ركب شيئاً مما نهاه الله عنه، فلا يكون عدلاً. (ذو غِمر) الغِمر - بكسر الغين - الحقد. (القانع) : السائل المستطعم، وقيل: هو المنقطع إلى القوم يخدمهم، وذلك مثل الأجير والوكيل، تردُّ شهادتُه للتهمة في جرّ النفع إلى نفسه، لأن التابع لأهل البيت ينتفع بما يصير إليهم. (ظنين) الظنين، بالظاء: المتهم.   (1) رقم (3600) و (3601) في الأقضية، باب من ترد شهادته، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2366) في الأحكام، باب من لا تجوز شهادته، وفي سنده حجاج بن أرطاة، وهو مدلس، ورواه بالعنعنة، ورواه الدارقطني ص / 529، وفي سنده آدم بن فائد وهو ضعيف، وقال الحافظ في " التلخيص " بعد أن أورد رواية أبي داود: وسنده قوي. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/181) (6698) قال: حدثنا يزيد، عن محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى. وفي (2/204) (6899) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى. وفي (2/208) (6940) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الحجاج. (ح) ومعمر بن سليمان الرقي، عن الحجاج بن أرطاة. وفي (2/225) (7102) قال: حدثنا هاشم وحسين، قالا: حدثنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى. وأبو داود (3600) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا محمد بن راشد، قال: حدثنا سليمان بن موسى. وفي (3601) قال: حدثنا محمد بن خلف بن طارق الرازي، قال: حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى. وابن ماجة (2366) قال: حدثنا أيوب بن محمد الرقي، قال: حدثنا معمر بن سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن هارون. قالا: حدثنا حجاج بن أرطاة. كلاهما - سليمان بن موسى، وحجاج - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. في سند ابن ماجة حجاج بن أرطاة وهو مدلس وقد عنعن. الحديث: 7691 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 190 7692 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تجوز شهادةُ خائن ولا خائنة، ولا مجلودٍ حَدّاً ولا ذي غِمر على أخيه، ولا مجرَّب شهادة، ولا القَانِع لأهلِ البيت، ولا ظنين في ولاءٍ ولا قرابة» [ص: 192] قال الفزاري: «القانع» : التابع. أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (2299) في الشهادات، باب ما جاء فيمن لا تجوز شهادته، وفي سنده يزيد بن زياد الدمشقي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو. أقول: ويشهد لبعضه الحديث الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (2298) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا مروان الفزاري، عن يزيد بن زياد الدمشقي، عن الزهري، عن عروة، فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعف في الحديث، ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري إلا من حديثه. وفي سنده يزيد بن زياد الدمشقي، وهو ضعيف. الحديث: 7692 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 191 7693 - (ط) مالك بن أنس قال: بلغني أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال: «لا تجوزُ شهادةُ خَصم ولا ظَنِين» أخرجه الموطأ (1) .   (1) بلاغاً 2 / 720 في الأقضية، باب ما جاء في الشهادات، وإسناده معضل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ":أخرجه البزار وقاسم بن ثابت وغيرهما من طرق كثيرة من رواة الحجازيين والعراقيين والشاميين والمصريين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/490) بلاغا. والحديث إسناده معضل،قال الزرقاني في «شرح الموطأ» أخرجه البزار وقاسم بن ثابت، وغيرهما من طرق كثيرة من رواة الحجازيين والعراقيين والشاميين والمصريين. الحديث: 7693 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 192 7694 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تجوزُ شهادةُ بدويّ على صاحبِ قرية» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شهادة بدوي) إنما كره شهادة البدوي، لما فيه من الجفاء في الدِّين والجهل بأحكام الشريعة، لأنهم في الغالب لا يضبطون الشهادة على وجهها، لقلة معرفتهم بشروطها، وإليه ذهب مالك، والناس على خلافه، فيجيزون شهادة البدوي على الحضري، والحضري على البدوي.   (1) رقم (3602) في الأقضية، باب شهادة البدوي على أهل الأمصار، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2367) في الأحكام، باب من لا تجوز شهادته، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3602) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يحيى بن أيوب،ونافع بن يزيد. وابن ماجة (2367) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني نافع بن يزيد. كلاهما - يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد - عن ابن الهاد، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، فذكره. الحديث: 7694 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 192 7695 - (ط) هشام بن عروة - رحمه الله - قال: «كان عبد الله بن [ص: 193] الزبير يقضي بشهادة الصبيان فيما بينهم من الجراحِ» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 726 في الأقضية، باب القضاء في شهادة الصبيان، وإسناده صحيح، قال أبو عمر بن عبد البر: اختلف عن ابن الزبير في ذلك، والأصح أنه كان يجيزها إذا جيء بهم في حال نزول النازلة، وروي مثله عن علي من طرق ضعيفة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/499) عن هشام بن عروة، فذكره. قال ابن عبد البر: اختلف عن ابن الزبير في ذلك، والأصح أنه كان يجيزها إذا جيء بهم في حال نزول النازلة، وروي مثله عن علي من طرق ضعيفة. الحديث: 7695 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 192 7696 - (خ) أنس - رضي الله عنه - (1) قال: «شهادةُ العبدِ إذا كان عدلاً جائزة» أخرجه البخاري (2) في ترجمة باب بغير إسناد (3) .   (1) في المطبوع: مالك بن أنس، ورمز له بعلامة الموطأ، وهو خطأ. (2) في المطبوع: أخرجه الموطأ، وهو خطأ. (3) رواه البخاري تعليقاً 5 / 196 في الشهادات، باب شهادة الإماء والعبيد، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة من رواية المختار بن فلفل قال: سألت أنساً عن شهادة العبيد فقال: جائزة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] رواه البخاري تعليقا (5/196) في الشهادات، باب شهادة الإماء والعبيد، قال الحافظ في «الفتح» : وصله ابن أبي شيبة من رواية المختار بن فلفل قال: سألت أنسا عن شهادة العبيد فقال: جائزة. الحديث: 7696 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 193 7697 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: «قَدِمَ رَجُل مِنَ العِراق على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقال: جئتُك لأمر ما لَه رأس ولا ذَنَب، فقال عمر: وما ذاك؟ قال: شهادةُ الزُّورِ ظَهرتْ بأرضنا، قال: وقد كانَ ذلك؟ قال: نعم، فقال عمر بن الخطاب: واللهِ لا يُؤسَرُ رَجُل في الإسلام بغير العُدول» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 2 / 720 في الأقضية، باب ما جاء في الشهادات، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/489) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره. الحديث: 7697 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 193 7698 - (ت د) أيمن بن خريم [الأسدي]- رحمه الله -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «قام خطيباً، فقال: أيُّها الناسُ، عَدَلت شهادةُ الزُّورِ إشراكاً بالله، ثم قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوثانِ واجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ} [الحج: 30] » . [ص: 194] أخرجه الترمذي، وقال: وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث [عن سفيان بن زياد] ، ولا نَعْرِفُ لأيمن سَمَاعاً من النبي - صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه أبو داود عن خريم بن فاتك قال: «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الصبح، فلما انصرف قام قائماً، فقال: عَدَلَتْ شهادةُ الزُّورِ بالإِشراكِ [بالله]- ثلاث مرات - ثم قرأ الآية إلى قوله: {غَيرَ مُشركينَ بِه} » (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2300) و (2301) في الشهادات، باب ما جاء في شهادة الزور، وأبو داود رقم (3599) في الأقضية، باب في شهادة الزور، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2372) في الأحكام، باب شهادة الزور، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له حديث أنس عند البخاري ومسلم قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر؟ قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور، وحديث أبي بكرة أيضاً في " الصحيحين ": ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثاً) الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/321) . وأبو داود (3599) قال: حدثنا يحيى بن موسى البلخي. وابن ماجة (3272) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (2300) قال: حدثنا عبد بن حميد. أربعتهم - أحمد، ويحيى، وأبو بكر، وعبد - قالوا: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا سفيان العصفري، عن أبيه، عن حبيب، فذكره. إسناده ضعيف. الحديث: 7698 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 193 7699 - (خ) عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي - رحمه الله - قال: سمعتُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: «إن ناساً كانوا يُؤخَذون بالوحي في عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وإن الوحي قَدِ انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظْهَرَ لَنَا خيراً أَمِنَّاهُ، وقَرَّبْنَاهُ، وليس لنا من سَرِيرتِهِ شيء، الله يُحَاسِبُهُ في سريرته، ومَنْ أظهر لنا سُوءاً لم نَأْمَنْهُ، ولم نُصَدِّقه، وإن قال: إنَّ سريرتَه حسنة» أخرجه البخاري (1) .   (1) 5 / 185 في الشهادات، باب الشهداء العدول. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (5/185) حدثنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب بن الزهري، قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن عبد الله بن عتبة، قال: سمعت عمر بن الخطاب، فذكره. الحديث: 7699 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 194 7700 - (م ط د ت) زيد بن خالد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله [ص: 195] صلى الله عليه وسلم- قال: «أَلا أُخبِرُكم بخيْرِ الشُّهداء؟ الذي يأتي بشهادَتِهِ قَبْلَ أنْ يُسأَلها» أخرجه مسلم والموطأ والترمذي وأبو داود. وزاد أبو داود قال: «أو يخبر بشهادته» قال: أبو داود: شك أحد رواته أيتهما قال، وقال مالك: «هو الذي يُخْبِرُ بالشهادة التي لا يَعْلَمُ بها الذي هي له، فيأتي بها الإمامَ، فَيَقْضي له بها» (1) .   (1) رواه مسلم رقم (1719) في الأقضية، باب بيان خير الشهود، والموطأ 2 / 720 في الأقضية، باب ما جاء في الشهادات، وأبو داود رقم (3596) في الأقضية، باب في الشهادات، والترمذي رقم (2296) في الأحكام، باب ما جاء في الشهداء أيهم خير. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في «الموطأ» (448) . وأحمد (4/115) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (5/193) قال: حدثنا أبو نوح قراد. ومسلم (5/132) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (3596) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، وأحمد بن السرح، قالا: أخبرنا ابن وهب. والترمذي (2295) قال: حدثنا الأنصاري - إسحاق بن موسى-، قال: حدثنا معن. وفي (2296) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3754) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. سبعتهم - إسحاق، وأبو نوح، ويحيى، وابن وهب، ومعن، وعبد الله، وابن القاسم- عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان. 2 - وأخرجه أحمد (5/193) . وابن ماجة (2364) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن عبد الرحمن الجعفي. والترمذي (2297) قال: حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان. أربعتهم - أحمد، وعلي، ومحمد، وبشر - قالوا: حدثنا زيد بن حباب، قال: حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، قال: حدثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن عثمان، قال: حدثني خارجة بن زيد بن ثابت. كلاهما - عبد الله، وخارجة - عن ابن أبي عمرة الأنصاري، فذكره. (*) قال الترمذي: اختلفوا على مالك في رواية هذا الحديث، فروى بعضهم عن أبي عمرة، وروى بعضهم عن ابن أبي عمرة، وهو عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، وهذا أصح، لأنه قد روي من غير حديث مالك عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن زيد بن خالد. (*) في المطبوع من سنن ابن ماجة: «محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان» ، ولم يشر المزي في «تحفة الأشراف» إلى هذا الخلاف، بل أحال رواية ابن ماجة على رواية الترمذي، ونعتقد أن هذا هو الصواب، لأن رواية الترمذي توافق رواية أحمد، ويكون ما وقع في ابن ماجة خطأ. الحديث: 7700 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 194 7701 - (د س) خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ابْتَاعَ فَرَساً من أعرابي، فَاسْتَتْبَعَه إلى منزله ليقضيَه ثمنَ فرسهِ، فأسرعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المشيَ، وأبْطَأ الأعرابيُّ بالفرس، فَطَفِقَ رجال يعترضون الأعرابيَّ، يساوِمُونَهُ بالفَرَسِ، لا يشعرون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابتاعه، فنادى الأعرابيُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِن كُنْتَ مُبتَاعاً هذا الفَرَس وإلا بِعتُه، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم- حين سَمِعَ نِدَاءَ الأعرابيِّ، فقال: أَوَلَيسَ قد ابتعتُهُ منك؟ قال الأعرابي: لا، والله ما بِعْتُكَهُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بلى قدِ ابتَعتُهُ مِنْكَ، فَطَفِقَ الأَعرابيُّ يقول: هَلُمَّ شهيداً فقال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على خزيمة، فقال: [ص: 196] بِمَ تَشْهَدُ؟ قال: بِتَصْدِيقكَ يا رسولَ الله، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهادةَ خزيمةَ شهادةَ رَجُلين» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . وزاد رزين، فقال الأعرابيُّ: «أهذا رسول الله؟ فقال له أبو هريرة: كفى بك جهْلاً أن لا تَعرِف نبيَّكَ، صدق الله {الأَعرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وأَجْدَرُ أَنْ لا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزلَ اللهُ على رسولِهِ} [التوبة: 97] فاعترف الأعرابيُّ بالبيع» .   (1) رواه أبو داود رقم (3607) في الأقضية، باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد الواحد يجوز له أن يحكم به، والنسائي 7 / 302 في البيوع، باب التسهيل في ترك الإشهاد على البيع، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3607) حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أن الحكم بن نافع حدثهم، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن عمارة بن خزيمة، أن عمه حدثه، فذكره. وأخرجه النسائي (7/301) أخبرنا الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران، قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا -يحيى وهو ابن حمزة - عن الزبيدي، أن الزهري أخبره عن عمارة بن خزيمة، أن عمه حدثه، فذكره. الحديث: 7701 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 195 الفرع الثاني: في شهادة الكفار 7702 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُصَدِّقوا أهل الكتاب بما يُحَدِّثونكم عن الكتاب، ولا تُكَذِّبوهم، وقولوا: آمَنَّا باللهِ وما أُنزل إلينا، لأن الله تعالى أخبر أنَّهُمْ كَتَبُوا بأيديهم، وقالوا: هذا من عند الله» . وفي رواية قال: «كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعِبْرانية، ويفسِّرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا تُصَدِّقوا أهل [ص: 197] الكتاب ... » وذكر الحديث. أخرجه البخاري (1) .   (1) 8 / 129 في تفسير سورة البقرة، باب {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} ، وفي الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء "، وفي التوحيد، باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (6/25 و 9/136 و 193) . قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (15405) عن محمد بن المثنى. كلاهما - محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى - عن عثمان بن عمر، قال: أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. الحديث: 7702 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 196 7703 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «يا مَعشَرَ المسلمين، كيف تسألونَ أهلَ الكتابِ عن شيء؟ وكتابُكم الذي أنزل الله على نَبِيِّكمْ أحْدَثُ الكُتُبِ باللهِ، تقرؤونه مَحْضاً لم يُشَبْ، وقد حَدَّثكم الله أن أهَل الكتاب بَدَّلُوا كتابَ الله، وغَيّرُوه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا: هذا من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلاً؟ أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مَسأَلَتِهم؟ ولا والله، ما رأينا مِنْهُمْ رجلاً قطُّ يسأَلكم عَنِ الذي أُنزل عليكم» أخرجه البخاري (1) .   (1) 13 / 282 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء "، وفي الشهادات، باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {كل يوم هو في شأن} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري في الاعتصام (26: 2) عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد. وفي التوحيد (42: 2) عن أبي اليمان، عن شعيب. وفي الشهادات (30) عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن يونس. ثلاثتهم عن محمد بن مسلم، عن عبيد الله، عن ابن عباس، فذكره. تحفة الأشراف (5/69) الحديث: 7703 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 197 7704 - (د) أبو نملة - الأنصاري - رضي الله عنه - قال: بينما هو جالس عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعِنْدَهُ رجل مِنَ اليهود: مُرَّ بجنازَة، فقال: يا محمد، هل تتكَلَّمُ هذه الجنازة؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: الله أعلمُ، قال اليهوديُّ: إِنها تتكلَّم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما حَدّثكُم أَهلُ الكتاب فلا تُصَدِّقُوهم، ولا تُكَذِّبوهم، وقولوا: آمنَّا بالله ورُسُلهِ، [ص: 198] فإن كان باطلاً لم تصدِّقُوه، وإن كان حقّاً لم تكذِّبوه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3644) في العلم، باب رواية حديث أهل الكتاب، ورواه أيضاً ابن حبان رقم (110) موارد، وفي سنده ابن أبي نملة لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، وللشطر الأخير منه شاهد تقدم من حديث أبي هريرة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/136) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا ليث بن سعد، قال: حدثني عقيل. (ح) وحدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا يونس. وأبو داود (3644) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ثلاثتهم - عقيل، ويونس، ومعمر - عن ابن شهاب الزهري، عن ابن أبي نملة. فذكره. وفي سنده ابن أبي نملة لم يوثقه غير ابن حبان. الحديث: 7704 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 197 7705 - (د) [عامر] الشعبي - رحمه الله - «أن رجلاً من المسلمين حَضَرَتهُ الوَفاةُ بِدَقُوقا (1) هذه، ولم يجد أحد من المسلمين يُشهِدُه على وصيَّتِه، فأَشهدَ رجلين من أهل الكتابِ، فَقَدِمَا الكوفة، فأتَيَا أبا موسى الأشعريَّ، فأخبراه، وقَدِمَا بتركتِه، ووصيَّتِه، قال أبو موسى: هذا أمرٌ لم يكن بعد الذي كان في عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأحلَفَهُما بعد العصر بالله: ما خانا، ولا كذبا، ولا بَدَّلا، ولا كَتَما، ولا غَيَّرَا، وإنّها لَوَصِيَّةُ الرجل وتركتُه، فأمضى شهادتهما» أخرجه أبو داود (2) .   (1) بلد بين بغداد وإربل، تقصر وتمد. (2) رقم (3605) في الأقضية، باب شهادة أهل الذمة، وفي الوصية في السفر، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3605) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال:حدثنا هشيم، قال أخبرنا زكريا، عن الشعبي، فذكره. الحديث: 7705 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 198 7706 - (خ) حميد بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال: سمعتُ معاوية - رضي الله عنه - يحدِّثُ رهطاً من قريش بالمدينة - وذكر كعبَ الأحبار - فقال: «إن كان لمِنْ أصدقِ هؤلاء المحدِّثين الذين يُحدِّثونَ عن الكِتاب (1) ، وإنْ كُنَّا مع ذلك لَنَبْلُو عليهِ الكَذِبَ (2) » أخرجه البخاري (3) .   (1) الذي في نسخ البخاري المطبوعة: عن أهل الكتاب. (2) انظر ما قال الحافظ في " الفتح " 13 / 282 حول كعب الأحبار. (3) تعليقاً 13 / 281 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء "، قال البخاري: وقال أبو اليمان، أخبرنا شعيب عن الزهري، أخبرني حميد ابن [ص: 199] عبد الرحمن، سمع معاوية ... فذكره: قال الحافظ في " الفتح ": كذا عند الجميع، ولم أره بصيغة " حدثنا "، وأبو اليمان من شيوخ البخاري فإما أن يكون أخذه عنه مذاكرة، وإما أن يكون ترك التصريح بقوله: حدثنا لكونه أثراً موقوفاً، ويحتمل أن يكون مما فاته سماعه، ثم وجدت الإسماعيلى أخرجه عن عبد الله بن العباس الطيالسي عن البخاري قال: حدثنا أبو اليمان، ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم ... فذكره، فظهر أنه مسموع له وترجح الاحتمال الثاني، ثم وجدته في " التاريخ الصغير " للبخاري، قال: حدثنا أبو اليمان. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري تعليقا (13/281) في الاعتصام، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء» قال البخاري: وقال أبو اليمان، أخبرنا شعيب عن الزهري، أخبرني حميد بن عبد الرحمن، سمع معاوية ... فذكره. قال الحافظ في «الفتح» : كذا عند الجميع، ولم أره بصيغة «حدثنا» وأبواليمان من شيوخ البخاري، فإما أن يكون أخذه عنه مذاكرة، وإما أن يكون ترك التصريح بقوله: حدثنا لكونه أثرا موقوفا، ويحتمل أن يكون مما فاته سماعه، ثم وجدت الإسماعيلي أخرجه عن ابن عباس الطيالسي عن البخاري قال: حدثنا أبو اليمان. ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم ... فذكره. فظهر أنه مسموع له وترجح الاحتمال الثاني. قال الشيخ الأرناؤوط: ثم وجدته في التاريخ الصغير للبخاري. وقال: حدثنا أبو اليمان. الحديث: 7706 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 198 الفصل التاسع: في الحبس والملازمة 7707 - (د ت س) بهز بن حكيم [بن معاوية] عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «حبس رَجُلاً في تُهمة» . أخرجه أبو داود، وزاد الترمذي والنسائي: «ثم خَلَّى سبيله» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (3630) في الأقضية، باب في الحبس في الدين وغيره، والترمذي رقم (1417) في الديات، باب ما جاء في الحبس في التهمة، والنسائي 8 / 67 في السارق، باب امتحان السارق بالضرب والحبس، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/447) قال: حدثنا عفان،قال: حدثنا حماد بن سلمة،قال: أخبرنا أبو قزعة سويد بن حجير الباهلي. وفي (5/2 و 4) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا بهز بن حكيم. وفي (5/2) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: حدثنا معمر، عن بهز بن حكيم بن معاوية. وأبو داود (3630) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن بهز بن حكيم. وفي (3631) قال: حدثنا محمد بن قدامة ومؤمل بن هشام،قال ابن قدامة: حدثني إسماعيل،عن بهز بن حكيم. والترمذي (1417) قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن بهز بن حكيم. والنسائي (8/66 و 67) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام،قال: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني ابن المبارك، عن معمر، عن بهز بن حكيم. (ح) وأخبرنا علي بن سعيد بن مسروق،قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن بهز بن حكيم. كلاهما - أبو قزعة، وبهز بن حكيم - عن حكيم بن معاوية، فذكره. (*) رواية أبي داود (3630) مختصرة على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حبس رجلا في تهمة» . (*) ورواية الترمذي، وعلي بن سعيد بن مسروق مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبس رجلا في تهمة ثم خلى سبيله» . (*) ورواية أبي أسامة مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبس ناسا في تهمة» . الحديث: 7707 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 199 7708 - (د) وعنه عن أبيه عن جده: أن أخاه، أو عمه «قام إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، فقال: جيراني بِم أُخِذُوا؟ فأعرض عنه، ثم ذكر شيئاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: خَلُّوا [له عن] جيرانه» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3631) في الأقضية، باب في الحبس في الدين وغيره، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3631) حدثنا محمد بن قدامة،ومؤمل بن هشام، قال ابن قدامة: حدثني إسماعيل، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال ابن قدامة: إن أخاه أو عمه، وقال مؤمل فذكره. الحديث: 7708 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 199 7709 - (د) هرماس بن حبيب [التميمي العنبري]- رحمه الله - رجل من أهل البادية، عن أبيه، عن جده، أنه قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بغريم لي، فقال لي: الزَمه، ثم قال: يا أخا بني تميم، ما تريد أن تفعل بأَسيرك؟» أخرجه أبو داود (1) . وزاد رزين: «فأَطلقته» .   (1) رقم (3629) في الأقضية، باب في الحبس في الدين وغيره، وفي سنده مجاهيل. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3629) قال: حدثنا معاذ بن أسد. وابن ماجة (2428) قال: حدثنا هدية بن عبد الوهاب. كلاهما - معاذ، وهدية - قالا: حدثنا النضر بن شميل. قال: أخبرنا هرماس بن حبيب -رجل من أهل البادية - عن أبيه، عن جده، فذكره. وفي إسناده مجاهيل. الحديث: 7709 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 200 الفصل العاشر: في قضايا حَكَمَ فيها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- 7710 - (خ م د ت س) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - عن أبيه: «أن رَجُلاً من الأنصار خاصَمَ الزبير عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في شِراج الحَرَّة التي يَسْقُون فيها النخل، فقال الأنصاريُّ: سَرِّحِ الماءَ يَمُرُّ، فأَبى عليه، فاختصما عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للزبير: اسقِ يا زبيرُ، ثم أرسل إلى جارك، فغضب الأنصاريُّ، ثم قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنْ كان ابنَ عمَّتِك؟ فتلوَّنَ وجهُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال للزبير: اسق يا زبير، ثم احبِس الماء حتى يرجع إلى الجَدْر، فقال الزبير: والله إنِّي لأحْسِبُ هذه [ص: 201] الآية نزلت في ذلك {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنونَ حتى يُحَكِّموك فيما شَجَرَ بَينَهُمْ ... } الآية [النساء: 65] » أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري عن عروة - ولم يذكر عبد الله بن الزبير - قال: «خاصم الزبير رجلاً» ... وذكر نحوه، وزاد: «فاستوعَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حينئذ للزبير حَقَّه، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك قد أشار على الزبير برأي، أراد فيه سَعة له وللأَنصاري، فلما أَحْفَظَ الأنصاريُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، استوعى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للزبير حقَّه في صريحِ الحكم، قال عروة: قال الزبير: والله ما أحسِبُ هذه الآية نزلت إلا في ذلك {فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنون ... } الآية» وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي: الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شراج الحَرة) الحرة: الأرض ذات الحجارة السود، و (الشِراج) : جمع شَرجة وهي مسيل الماء من الحَزن إلى السهل. [ص: 202] (الجَدْر) والجدار: الحائط، وقيل: الجَدر، أصل الجدار، قال الخطابي: هكذا الرواية: الجَدْر، قال: والمتقنون من أهل الرواية يقولون: حتى يبلغ الجذر - يعني بالذال المعجمة - وهو مبلغ تمام الشرب، ومنه: جَذر الحساب. (الاشتجار) : الاختلاف، وشجر الأمر بين القوم، أي: خاضوا فيه واختصموا. (فاستوعى) الأمر: إذا استوفاه واستكمله.   (1) رواه البخاري 5 / 26 - 29 في الشرب، باب سكر الأنهار، وباب شرب الأعلى قبل الأسفل، وباب شرب الأعلى إلى الكعبين، وفي الصلح، باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم المبين، وفي تفسير سورة النساء، باب {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} ، ومسلم رقم (2357) في الفضائل، باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (3637) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، والترمذي رقم (1363) في الأحكام، باب ما جاء في الرجلين يكون أحدهما أسفل من الآخر في الماء، والنسائي 8 / 245 في القضاة، باب إشارة الحاكم بالرفق. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/4) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وعبد بن حميد (519) قال: حدثني أبو الوليد. والبخاري (3/145) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (7/90) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وأبوداود (3637) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. وابن ماجة (15 و2480) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر المصري. والترمذي (1363 و 3027) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (8/245) قال: أخبرنا قتيبة. خمستهم - أبو الوليد، وهاشم، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة، ومحمد بن رمح - عن الليث، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 7710 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 200 7711 - (ط د) ثعلبة بن أَبي مالك - رحمه الله - سَمِع كبراءهم يذكرون «أن رَجُلاً من قريش كان له سَهْم في بني قُريظة، فخاصم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سَيْلِ مَهْزور ومُذَيْنب الذي يقتسمون ماءه، فقضى [بينهم] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن الماء إلى الكعبين لا يحبس الأعلى على الأسفل» . أخرجه الموطأ وأبو داود، ولم يذكر أبو داود «ومُذَينب» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (مهزور) بتقديم الزاي على الراء: وادي بني قريظة بالحجاز، وبتقديم [ص: 203] الراء على الزاي: موضع سوق المدينة. و (مذينب) : اسم موضع بالمدينة.   (1) رواه الموطأ 2 / 744 في الأقضية، باب القضاء في المياه، بلاغاً، وقد وصله أبو داود رقم (3638) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2481) في الرهون، باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3638) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد، يعني ابن كثيرا عن أبي مالك بن ثعلبة، عن أبيه ثعلبة بن أبي مالك، فذكره. وهو عن مالك (الموطأ) (1497) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فذكره بلاعا وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/37) قال ابن عبد البر: لاأعلمه يتصل به وجه من الوجوه مع أنه حديث مدني مشهور عند أهل المدينة مستعمل فيه بهذا اللفظ عن النبي يثبت ا. هـ وهو تقصير شريد من مثلها فله إسناد موصول عن عائشة عند الدارقطني في الغرائب والحاكم وصححاه. وأخرجه أبو داود وابن ماجة من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإسناده حسن، وأخرج ابن ماجة نحوه من حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي، وقال البيهقي. إنه مرسل ثعلبة من الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. ا. هـ. قلت: ثعلبة بن أبي مالك مختلف في صحبته، وقال العجلي: تابعي ثقة. الحديث: 7711 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 202 7712 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - «قضى في سَيْل المهزورِ: أن يُمسَكَ حتى يبلغَ الكعبين، ثم يُرسلَ الأعلى على الأسفل» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3639) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2482) في الرهون، باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3639) . وابن ماجة (2482) قالا: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبي: عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7712 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 203 7713 - (د ط) حرام بن سعد بن محيصة - رحمه الله - «أنَّ ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطاً لرجل من الأنصار، فأفسدت فيه، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنَّ على أهلِ الأموال حفظَها بالنهار، وعلى أهل المواشي حفظَها بالليل» وفي رواية: عن حرام بن مُحَيِّصَة عن البراء قال: «كانت له ناقة ضارية، فدخلت حائطاً، فأَفْسَدَتْ فيه، فَكُلِّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[فيها] ، فقضى: أن حفظَ الحوائط بالنهار على أهلها، وأن حفظَ الماشيةِ بالليل على أهلها، وأنَّ على أهل الماشيةِ ما أصابت ماشِيَتُهُمْ بالليل» أخرجه أبو داود، قال: حرام بن محيصة، ولم يذكر «ابن سعد» ، وقال في الرواية الأولى «عن أبيه» . وأخرجه الموطأ عن حرام بن سعد بن محيصة «أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطَ رجل فأفسدت فيه، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنَّ على أهل [ص: 204] الحوائط حفظَها بالنهار، وأن ما أفْسَدَتِ المواشي بالليل ضامن (1) على أهلها» هكذا رواه يحيى بن يحيى عن مالك، قالوا: والصواب «حرام بن سعد» لا ابن سعيد (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الحوائط) جمع حائط، وهو البستان من النخيل وغيره.   (1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال الباجي: أي مضمون. (2) رواه الموطأ 2 / 747 و 748 في الأقضية، باب القضاء في الضواري والحريسة مرسلاً، وقد وصله أبو داود رقم (3569) و (3570) في الأقضية، باب المواشي تفسد زرع قوم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (4/47) عن ابن شهاب، عن حرام بن سعد بن محيصة، فذكره. وأخرجه أبو داود (3569) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، فذكره. الحديث: 7713 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 203 7714 - (ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من زرع في أرض قوم بغير إذنهم، فليس له من الزرع شيء، وله نفقته» . أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1366) في الأحكام، باب ما جاء فيمن زرع في أرض قوم بغير إذنهم، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3403) في البيوع، باب في زرع الأرض بغير إذن صاحبها، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق، يخطئ كثيراً، تغير حفظه، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، والعمل على هذا عند أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق، وقال الترمذي: وسألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (3/465) قال: حدثنا وكيع، وأبو كامل. وفي (4/141) قال: حدثنا أسود بن عامر، والخزاعي. وأبو داود (3403) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2466) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة. والترمذي (1366) قال: حدثنا قتيبة. ستتهم - وكيع، وأبو كامل، وأسود، والخزاعي، وقتيبة، وعبد الله بن عامر - قالوا: حدثنا شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي إسحاق. 2- وأخرجه الترمذي (1366) قال: قال محمد: حدثنا معقل بن مالك البصري، قال: حدثنا عقبة بن الأصم. كلاهما - أبو إسحاق، وعقبة بن الأصم - عن عطاء، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق، إلا من هذا الوجه. وقال: سألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن، وقال: لا أعرفه من حديث أبي إسحاق، إلا من رواية شريك. الحديث: 7714 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 204 7715 - (د) أبو سعيد [الخدري]- رضي الله عنه - قال: «اختصَم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رَجُلان في حريم نخلة، فأمر بها فَذُرِعت، فَوجِدت سبع أذرع - وفي أخرى: خمس أذرع، فقضى بذلك» وفي رواية: «فأمر بجريدة من جريدها فَذُرِعتْ» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 205] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (حريم النخلة) : الأرض التي حولها قريباً منها.   (1) رقم (3640) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (3640) قال: حدثنا محمود بن خالد، أن محمد بن عثمان، حدثهم، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن أبي طوالة، وعمرو بن يحيى، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7715 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 204 الكتاب الرابع: في القتل ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في النهي عن القتل وإثمه 7716 - (خ) سعيد بن العاص عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَنْ يزالَ المؤمِنُ في فُسحَة من دِينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً» ، قال: وقال ابن عمر: «إنَّ من وَرَطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفكُ الدَّم الحرام بغير حِلِّه» أخرجه البخاري (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (وَرَطات الأمور) جمع وَرْطة، وهي الهلاك، قال: وأصل الورطة: أرضٌ مطمئنة، لا طريق فيها، يقال: أورطهُ ورطة، أي: أوقَعَه في الورطة.   (1) 12 / 165 في الديات في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/94) (5681) قال: حدثنا أبو النضر. وعبد بن حميد (856) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن كناسة الأسدي. والبخاري (9/2) قال: حدثنا علي. ثلاثتهم - أبو النضر، ومحمد بن كناسة، وعلي بن المديني - عن إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، فذكره. * أخرجه البخاري (9/2) قال: حدثني أحمد بن يعقوب، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد، قال: سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمر، قال: إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله. الحديث: 7716 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 205 7717 - (د) خالد بن دهقان - رضي الله عنه - قال: كُنَّا في غزوة القسطنطينية بذُلُقْيَة، فأقبل رجل من أهل فِلَسطين من أشرافهم وخيارهم يعرفون ذلك [له] ، يقال له: هانئ بن كُلثوم بن شريك الكِناني، فسلَّم على عبد الله بن أبي زكريا، وكان يعرف له حقَّه، قال لنا خالد: فحدثنا عبد الله بن أبي زكريا، قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كُلُّ ذَنب عسى الله أَن يغفرَه، إلا من مات مُشْرِكاً، أو مُؤمِن قَتَلَ مؤمناً متعمداً» فقال هانئ بن كلثوم: سمعتُ محمود بن الربيع يحدِّث عن عبادة بن الصامت، أنه سمعه يحدثه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَتَلَ مؤمناً، فَاغْتَبَطَ (1) بقتله: لم يَقْبل الله منه صَرفاً ولا عدلاً» قال لنا خالد: ثم حدثنا ابن أبي زكريا عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يزالُ المؤمن مُعْنقاً صالحاً ما لم يُصِب دماً حراماً، فإذا أصاب دماً حراماً بَلَّح» قال أبو داود: وحدَّث هانئ بن كلثوم عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مثله سواء - قال خالد [بن دهقان] ، سألت يحيى بن يحيى الغَسَاني عن قوله: «اغتَبَط بقتله» قال: الذين يقاتلون في الفتنة، فيَقتل أحدُهم، فيرى أنه على هُدى لا يستغفر الله، يعني من ذلك. أخرجه أبو داود (2) . [ص: 207] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاغتبط بقتله) هكذا جاء هذا الحديث في «سنن أبي داود» رحمه الله «من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً» وقال في آخر الحديث: قال خالد بن دِهقان - هو راوي الحديث - سألتُ يحيى بن يحيى الغسَّاني عن قوله «اغتبط بقتله» قال: الذين يقاتلون في الفتنة، فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله - يعني من ذلك - وهذا التفسير يدل على أنه من الغِبطة - بالغين المعجمة - وهي الفرح والسرور وحسن الحال، وذلك: أن القاتل إذا قتل خصمه فإنه يفرح بقتله، فإذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد، بخلاف ما إذا حزن لقتله وندم عليه، والذي جاء في «معالم السنن» للخطابي رحمه الله في شرح هذا الحديث، قال: «من قتل مؤمناً فاعتبط قتله ... » وذكر الحديث، ولم يذكر قول خالد ليحيى، ولا تفسير يحيى، ثم قال: في معنى قوله «اعتبط قتله» أي: قتَله ظلماً، لا عن قصاص، يقال: عَبَطت الناقةُ واعتبطتها: إذا نَحَرْتَها من غير داءٍ أو آفة تكون بها، ومات فلان عبطة: إذا مات شاباً قبل أوان الشيب والهرم، قال أمية بن أبي الصامت: «مَنْ لم يَمُتْ عبطةً يَمُتْ هرماً» وهذا القول من الخطابي يخالف ما فسّره يحيى بن يحيى الغساني في آخر الحديث، وجاء في التهذيب للأزهري قال: وفي [ص: 208] الحديث «مَنِ اعتبط مؤمناً قتلاً فإنه قود» أي: قتله بلا جناية توجب ذلك، فإنه يقاد به، وكل من مات بغير علة، فقد اعتبط. (صَرفاً) الصرف: النفل، وقيل: التوبة. (والعدل) : الفرض، وقيل: الفدية. (معنِقاً) الإعناق: ضرب من السير سريع وسيع، والمراد به: خِفَّة الظهر من الآثام، يعني أنه يسير سير المخفّ. (بلَّح) : إذا أعْيى وانقطع، يروى بتشديد اللام وتخفيفها، والتخفيف فيها قليل.   (1) في بعض نسخ أبي داود المطبوعة: فاعتبط، بالعين. (2) رقم (4270) في الفتن، باب في تعظيم قتل المؤمن، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4270) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن شعيب، فذكره. الحديث: 7717 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 206 7718 - (س) معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ ذَنْب عسى الله أن يغفِرَهُ إلا الرَّجل يقتلُ المؤمِنَ مُتَعَمِّداً، أو الرجل يموتُ كافراً» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 81 في تحريم الدم في فاتحته، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/99) ، والنسائي (7/81) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن المثنى - قالا: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا ثور بن يزيد، عن أبي عون، عن أبي إدريس، فذكره. الحديث: 7718 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 208 7719 - (س) بريدة - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «قَتْلُ المُؤمِنِ أعْظَمُ عِنْدَ الله من زَوال الدنيا» أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 83 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/83) قال: أخبرنا الحسن بن إسحاق المروزي، ثقة، قال: حدثني خالد بن خداش، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، فذكره. قلت: قال أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن علي الجوزجاني قال: قلت لأبي عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- سمع عبد الله من أبيه شيئا؟ قال: ما أدري عامة ما يروي عن بريدة عنه وضعف حديثه. وقال إبراهيم الحربي: عبد الله أتم من سليمان ولم يسمعا من أبيهما، وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة. الحديث: 7719 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 208 7720 - (ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَزَوالُ الدُّنيا أهْونُ على الله مِن قتلِ رجل مسلم» [ص: 209] أَخرجه النسائي والترمذي، وقال الترمذي: وقد روي موقوفاً عليه، وهو أصح (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1345) في الديات، باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن، والنسائي 7 / 82 و 83 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1395) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، ومحمد بن عبد الله بن بزيع. والنسائي (7/82) قال: أخبرنا يحيى بن حكيم البصري. ثلاثتهم - يحيى بن خلف، ومحمد، ويحيى بن حكيم - قالوا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، فذكره. * أخرجه الترمذي (1395) . والنسائي (7/82) . كلاهما - الترمذي، والنسائي - عن محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (7/82) قال: أخبرنا عمرو بن هشام، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن منصور. كلاهما - شعبة، ومنصور - عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره موقوفا. * قال الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو، هكذا رواه ابن أبي عدي، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وروى محمد بن جعفر، وغير واحد، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، فلم يرفعه، وهكذا روى سفيان الثوري، عن يعلى بن عطاء موقوفا. وهذا أصح من الحديث المرفوع. الحديث: 7720 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 208 7721 - (ت) أبو الحكم البجلي قال: سمعت أبا هريرة وأبا سعيد - رضي الله عنهما- يذكران عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أنَّ أهْلَ السَّماءِ وأَهْلَ الأَرضِ اشتركوا في دَمِ مؤمن لأكبَّهُمُ الله في النار» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1398) في الديات، باب الحكم في الدماء، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1398) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد الرقاشي، قال: حدثنا أبو الحكم البجلي، فذكره. قلت: فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف. الحديث: 7721 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 209 7722 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ، لا يَفْتِكُ مؤمِن» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الإيمان قيَّد الفَتْك) الفتك: القتل على غفلةٍ وغِرَّة، ومعنى الحديث: أن الإيمان يمنع المؤمن أن يفتك بأحد، ويحميه أن يُفْتَك به، فكأنه قد قيَّد الفاتك، ومنعه، فهو له قيد.   (1) رقم (2769) في الجهاد، باب في العدو يؤتى على غرة ويتشبه بهم، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يقوى بها. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2769) قال: حدثنا محمد بن حزابة، قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن منصور. قال: حدثنا أسباط الهمداني، عن السدي، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7722 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 209 7723 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليسَ من نَفس تُقْتَل ظُلماً إلا كانَ على ابنِ آدمَ الأول كِفْل مِن دَمِها، لأنه سَنَّ القتل أولاً» وفي رواية «لأنه كان أولَ من [ص: 210] سَنَّ القتل» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كِفل) الكِفْل: الحظُّ والنصيب.   (1) رواه البخاري 12 / 169 في الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، وفي الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، وفي الاعتصام، باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة، ومسلم رقم (1677) في القسامة، باب إثم من سن القتل، والترمذي رقم (2675) في العلم، باب الدال على الخير كفاعله، والنسائي 7 / 82 في تحريم الدم في فاتحته. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (118) قال: حدثنا سفيان (بن عيينة) . وأحمد (1/383) (3630) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/430) (4092) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/433) (4123) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/162) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (9/3) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وفي (9/127) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان (بن عيينة) . ومسلم (5/106) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/107) قال: حدثناه عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، وعيسى بن يونس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (بن عيينة) . وابن ماجة (2616) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس. والترمذي (2673) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، وعبد الرزاق، عن سفيان (الثوري) . (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (7/81) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وفي الكبرى تحفة الأشراف (9568) عن علي بن خشرم، عن ابن عيينة. ستتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وسفيان الثوري، وحفص بن غياث، وجرير، وعيسى بن يونس - عن سليمان الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، فذكره. * صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عنه. الحديث: 7723 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 209 7724 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذاً بيدِ الرجلِ، فيقول: يا ربِّ، هذا قتلني، فيقول الله عز وجل: لِمَ قتلتَه؟ فيقول: قتلتُه لتكونَ العِزَّةُ لكَ، فيقول: فإنَّها لي، ويجيءُ الرجل آخذاً بيدِ الرجلِ فيقول: إنَّ هذا قَتَلَني، فيقول الله عز وجل: لِمَ قتلتَه؟ فيقول: لتكونَ العِزَّةُ لفلان، فيقول: فإنَّها ليست لفلان، فيبوءُ بإثمه» أخرجه النسائي (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فيبوء بإثمه) باء بإثمه: إذا احتمله ورجع به.   (1) 7 / 84 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/84) قال: أخبرنا إبراهيم بن المستمر، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا معتمر، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عمرو بن شرحبيل، فذكره. قلت: فيه عنعنة الأعمش. الحديث: 7724 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 210 7725 - (س) جندب [بن عبد الله بن سفيان البجلي]- رضي الله عنه - قال: حدثني فلان: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يجيءُ المقتولُ بقاتِله يومَ [ص: 211] القيامةِ، فيقول: سَلْ هذا، فيمَ قتلني؟ فيقول: قتلتُه على مُلْكِ فلان، قال جندب: فَاتَّقِها» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 84 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (7/84) أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم، قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرني شعبة، عن أبي عمران الجوني، قال: قال جندب: حدثني فلان، فذكره. الحديث: 7725 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 210 7726 - (خ م د) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال عبيد الله بن عَدِي بن الخيار: إن المقداد بن عمرو الكندي - وكان حليفاً لبني زُهرة، وكان ممَّن شهد بدراً مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أخبره أنه قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَرأَيتَ إِن لقِيتُ رجلاً من الكُفارِ فَاقْتَتَلْنا، فَضَرَب إِحدى يديَّ بالسيف فقطعها، ثم لاذَ مِنِّي بشجرة، فقال: أسلمتُ لله، أَأقْتُلُه يا رسولَ الله بعد أن قالها؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تقتُلْه، فقال: يا رسولَ الله، قَطَعَ إِحدى يديَّ، ثم قال ذلك بعدما قطعها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تقْتُلْه، فإن قتَلْتَه فإنَّهُ بمنزلتكَ قبل أن تقتلَه، وإنك بمنزلَتِه قبلَ أن يقول كلمَته التي قال» وفي رواية «فَلَمَّا أَهْوْيتُ لِقَتْلِهِ، قال: لا إله إلا الله ... » وذكره. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لاذ) لاذ به: إذا التجأ إليه واحتمى به. (فإنك مثله) أي مثله في إباحة الدم، لأن الكافر قبل أن يُسلم مباح [ص: 212] الدم، فإذا أسلم فقتله أحد، فإن قاتلَه مباحُ الدم بحق القصاص.   (1) رواه البخاري 12 / 166 و 167 في الديات في فاتحته، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (95) في الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله، وأبو داود رقم (2644) في الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/3) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (6/4) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (6/5) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (6/6) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (5/109) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. (ح) وحدثني إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (9/3) قال: حدثنا عبدان، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا يونس. ومسلم (1/66 و 67) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (2644) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن الليث. والنسائي في (الكبرى الورقة 115 - أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. سبعتهم - عبد الرحمن بن إسحاق، وابن أخي ابن شهاب، وابن جريج، ومعمر، ويونس، والليث، والأوزاعي - عن ابن شهاب الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، فذكره. الحديث: 7726 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 211 7727 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للمقداد: «إذا كانَ رجل مُؤمِن يُخْفي إيمانَه مع قوم كفار، فأظْهَر إِيمانَهُ فقتلتَه، فكذلك كنتَ أنت تُخفي إيمانك من قبل» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري تعليقاً 12 / 168 في الديات في فاتحته، قال الحافظ في " الفتح ": وصله البزار والدارقطني في " الأفراد " والطبراني في " الكبير " من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم والد محمد بن أبي بكر المقدم عن حبيب، قال الدارقطني: تفرد به حبيب، وتفرد به أبو بكر عنه، قلت: القائل الحافظ ابن حجر: قد تابع أبا بكر سفيان الثوري، لكنه أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عنه، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الثوري كذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره البخاري تعليقا (12/168) في الديات في فاتحته. قال الحافظ في الفتح وصله البزار والدارقطني في الأفراد، والطبراني في الكبير من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم -والد محمد بن أبي بكر المقدم- عن حبيب، قال الدارقطني: تفرد به حبيب، وتفرد به أبو بكر عنه، قلت: -القائل الحافظ ابن حجر- قد تابع أبا بكر سفيان الثوري، لكن أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة، عن وكيع عنه، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الثوري كذلك. الحديث: 7727 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 212 7728 - (د) حارثة بن مضرب عن فُرات بن حَيَّان - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بقتله - وكان عَيْناً لأبي سفيانَ، وحليفاً لرجل من الأنصار، فمرَّ بحلْقة من الأنصار، فقال: إِني مسلم، فقال رجل من الأنصار: إنه يا رسولَ الله يقول: إِني مُسلم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ منكم رجالاً نَكِلُهُمْ إلى إيمانهم، منهم فُراتُ بن حَيَّان» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (2652) في الجهاد، باب في الجاسوس الذمي، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/336) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا بشر بن السري. وأبو داود (2652) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثني محمد بن محبب أبو همام الدلال. وعبد الله بن أحمد (4/336) قال: حدثني أبو خيثمة، قال: حدثنا بشر بن السري. كلاهما - بشر، ومحمد بن محبب - عن سفيان بن سعيد الثوري، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، فذكره. الحديث: 7728 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 212 الفصل الثاني: فيما يبيح القتل 7729 - (خ م د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهدُ أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثَّيِّبُ الزَّاني، والنّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لدينهِ، المفارقُ للجمَاعَةِ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي. وللنسائي قال: «والله الذي لا إله غيره، لا يَحلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهدُ أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا ثلاثةُ نَفَر: التاركُ للإسلام المفارقُ للجماعة، والثَّيِّبُ الزَّاني، والنَّفْسُ بالنفسِ» . وفي رواية للبخاري «النفسُ بالنفسِ، والثَّيِّبُ الزاني، والمفارِقُ (1) من الدين التارِكُ للجماعةِ» (2) .   (1) قال الحافظ في " الفتح ": كذا في رواية أبي ذر عن الكشميهني، وللباقين: والمارق من الدين. (2) رواه البخاري 12 / 176 في الديات، باب قول الله تعالى: {النفس بالنفس والعين بالعين} ، ومسلم رقم (1676) في القسامة، باب ما يباح به دم المسلم، وأبو داود رقم (4352) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، والترمذي رقم (1402) في الديات، باب ما جاء لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، والنسائي 7 / 90 و 91 في تحريم الدم، باب ذكر ما يحل به دم المسلم، وفي القسامة، باب القود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (119) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (1/382) (3621) (1/428) (4065) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/444) (4245) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/465) (4429) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2303 و2451) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (9/6) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (5/106) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، وأبو معاوية، ووكيع. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر، والقاسم بن زكريا، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وأبو داود (4352) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا أبو معاوية. وابن ماجه (2534) قال: حدثنا علي بن محمد، وأبو بكر بن خلاد الباهلي، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (1402) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (7/90) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن، عن سفيان الثوري. وفي (8/13) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. عشرتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، ووكيع، وشعبة، ويعلى بن عبيد، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير، وعيسى بن يونس، وسفيان الثوري، وشيبان - عن الأعمش، قال: سمعت عبد الله بن مرة يحدث، عن مسروق، فذكره. * في رواية سفيان الثوري، وشيبان، قال الأعمش: فحدثت به إبراهيم، فحدثني عن الأسود، عن عائشة بمثله. الحديث: 7729 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 213 7730 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص: 214] «لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، إلا في إحدى ثلاث: زِناً بعد إِحْصَان، فإنَّه يُرجَمُ، ورجل خَرَجَ محارباً لله ورسوله، فإنَّهُ يقتَلُ أو يصلَبُ، أو يُنفى من الأرض، أو يَقتُلُ نَفساً، فيقتَلُ بها» أخرجه أبو داود والنسائي. وللنسائي من رواية عمرو بن غالب قال: قالت عائشة: «يا عَمْرُو أمَا عَلِمْتَ أنه لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم إلا بثلاثة: نفس بنفس، أو رجل زَنَى بعدما أحَصَنَ، أَو كَفَرَ بعد إسلامِهِ» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (4353) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، والنسائي 7 / 91 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4353) قال: حدثنا محمد بن سنان الباهلي. والنسائي (7/101) قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو عامر العقدي. وفي (8/23) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدثني أبي. ثلاثتهم - محمد بن سنان، وأبو عامر العقدي، وحفص بن عبد الله - عن إبراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد بن عمير، فذكره. الحديث: 7730 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 213 7731 - (ت د س) أبو أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - أن عثمان بن عَفّان أشرف يوم الدار، فقال: «أنشُدكم بالله، أَتعْلَمُونَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا يحِلُّ دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: زِناً بعد إِحصان، أو كُفر بعد إسلام، أو قتلِ نَفْس بغيرِ حقّ، فيقتل به؟ فواللهِ ما زَنَيْتُ في جاهلية ولا إِسلام، ولا ارتَددْتُ منذ بايعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ولا قتلتُ النَّفسَ التي حرَّمَ الله، فَبمَ تقتلونني؟» أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي عن أبي أمامة بن سهل، وعبد الله بن عامر بن ربيعة قال: «كُنَّا مع عثمان وهو محصور، وكنا إذا دخلنا مَدخَلاً نسمع كلامَ مَنْ [ص: 215] بالبَلاطِ، فدخل عثمان يوماً، ثم خرج فقال: اللهم إنَّهم ليتواعَدُوني بالقتل، قلنا: يَكْفِيكَهُمُ الله، قال: ولِمَ يقتلونني؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ... » وذكر الحديث بنحوه. وله في أخرى: قال عثمان: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَحِلُّ دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: أن يزنيَ بعدما أحصن، أو يَقتُلَ إنساناً فَيُقتل، أو يكفر بعد إسلامهِ فيقتَل» (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (2159) في الفتن، باب ما جاء لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، والنسائي 7 / 92 في تحريم الدم، باب ذكر ما يحل به دم المسلم، ورواه أيضاً أبو داود رقم (4502) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/61) (437) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وعفان. وفي (1/65) (468) قال: حدثنا عفان. وفي (1/70) (509) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والدارمي (2302) قال: أخبرنا أبو النعمان. وأبو داود (4502) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (2533) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والترمذي (2158) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. وعبد الله بن أحمد (1/62) (438) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري. خمستهم - سليمان، وعفان، وأبو النعمان، وأحمد بن عبدة، وعبيد الله - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره. * وأخرجه النسائي (7/91) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثني أبو أمامة بن سهل، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، قالا: كنا مع عثمان، فذكرا معناه. * قال الترمذي: هذا حديث حسن، ورواه حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد فرفعه. وروى يحيى بن سعيد القطان وغير واحد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري هذا الحديث فأوقفوه ولم يرفعوه. الحديث: 7731 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 214 7732 - (س) مخارق بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: الرَّجُلُ يأتيني فيأخذُ مالي؟ قال: ذكِّرْهُ بالله، قال: فإن لم يَذَّكَّرْ، قال: فاستَعِنْ عليه مَنْ حَولَكَ مِن المسلمينَ، قال: فإن لم يكن حَوْلي أحد من المسلمين؟ قال: فاستَعِنْ عليه بالسُّلطانِ، قال: فإن نأى السلطانُ عني؟ قال: قاتِلْ دونَ مَالِكَ، حتى تكون من شُهداء الآخِرَةِ، أو تَمْنَعَ مالَكَ» . أخرجه النسائي (1) .   (1) 7 / 113 في تحريم الدم، باب ما يفعل من تعرض لماله، وهو حديث حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (5/294) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (5/294) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن قرم. والنسائي (7/113) قال: أخبرنا هناد بن السري في حديثه، عن أبي الأحوص. (ح) وأخبرني علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا خلف بن تميم، قال: حدثنا أبو الأحوص. ثلاثتهم - زهير، وسليمان بن قرم، وأبو الأحوص - عن سماك بن حرب، عن قابوس بن المخارق، فذكره. * في رواية علي بن محمد. قال خلف بن تميم: وسمعت سفيان الثوري يحدث بهذا الحديث. الحديث: 7732 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 215 7733 - (ت) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله [ص: 216] صلى الله عليه وسلم- قال: «حَدُّ الساحر ضَربة بالسيف» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1460) في الحدود، باب ما جاء في حد الساحر، وفي سنده إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث، ويروى عن الحسن أيضاً، والصحيح عن جندب موقوف، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول مالك بن أنس، وقال الشافعي: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل في سحره ما يبلغ به الكفر، فإذا عمل عملاً دون الكفر، فلم نر عليه قتلاً. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1460) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، فذكره. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث. والصحيح عن جندب موقوف. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم، وهو قول مالك بن أنس، وقال الشافعي: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل في سحره ما يبلغ به الكفر، فإذا عمل عملا دون الكفر، فلم نر عليه قتلا. الحديث: 7733 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 215 7734 - (ط) عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بلغه: «أن حَفْصَةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قَتَلَتْ جارية لها سَحَرَتْهَا، وقد كانت دَبَّرَتْها، فأمَرَتْ بها فَقُتِلَتْ» أخرجه الموطأ (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (دبَّرتها) التدبير: تعليق عتق العبد بموت سيده.   (1) 2 / 871 في العقول، باب ما جاء في الغيلة والسحر، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/249) عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زارارة، فذكره. وإسناده منقطع. الحديث: 7734 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 216 الفصل الثالث: فيمن قتل نفسه 7735 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من تَرَدَّى مِنْ جَبَل فقتلَ نفسَه، فهو في نار جهنم يتردَّى فيها، خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً، وَمَنْ تَحَسَّى سُمَّاً فقتلَ نفسَهُ، فَسُمُّهُ في يده [ص: 217] يتحَسَّاه في نار جهنم، خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ومَنْ قتل نفسَهُ بحديدَة، فحديدتُه في يده، يتوجَّأُ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي. إلا أن النسائي زاد في روايته بعد قوله: بحديدة: «ثم انقطعَ عليَّ شيء» خالد (1) [يقول: كانت حديدته يجأ بها في بطنه] وأخرج أبو داود مثل فصل السُّمِّ. وهذا لفظه، قال: «مَن حَسا سُمّاً، فسمه في يده يتحسَّاه في نار جهنمَ خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً» (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (تردَّى) التردِّي: الوقوع من الموضع العالي. (يتوجَّأ) وجأته بالسِّكِّين: إذا ضربته بها، وهو يتوجأ بها، أي: يضرب بها نفسه.   (1) العبارة في الأصول المخطوطة: ثم انقطع على شيء حاد، وفيها تحريف، وخالد، هو خالد بن الحارث بن عبيد بن سليمان، ويقال: ابن الحارث بن سليم بن عبيد بن سفيان الهجيمي أبو عثمان البصري، أحد الرواة. (2) رواه البخاري 10 / 261 في الطب، باب شرب السم والدواء به وما يخاف منه والخبيث، ومسلم رقم (109) في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، والترمذي رقم (2044) و (2045) في الطب، باب ما جاء فيمن قتل نفسه بسم أو غيره، والنسائي 4 / 66 و 67 في الجنائز، باب ترك الصلاة على من قتل نفسه، وأبو داود رقم (3872) في الطب، باب في الأدوية المكروهة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/245) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/488) قال حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2367) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. والبخاري (7/180) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة ومسلم (1/72) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا عبثر (ح) ويحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد، يعني بن الحاثر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3872) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3460) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2043) قال: حدثا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبيدة بن حميد. وفي (2044) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. عن شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية. والنسائي (4/66) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. سبعتهم - أبو معاوية، ووكيع، وشعبة، ويعلى بن عبيد، وجرير، وعبثر بن القاسم، وعبيدة بن حميد - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان، فذكره. * في رواية عبيدة بن حيمد: «عن أبي هريرة، أراه رفعه» . * الروايات مطولة ومختصرة. الحديث: 7735 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 216 7736 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الذي يخنُقُ نفسه: يخنُقُها في النار، والذي يَطْعُنُ نفسهُ يطعُنُها في [ص: 218] النار» أخرجه البخاري (1) . هذا الحديث أخرجه الحميدي في أفراد البخاري، ويجوز أن يكون من جملة الحديث الذي قبله، ولكنا اتَّبعناه في فعله.   (1) 3 /180 في الجنائز، باب ما جاء في قاتل النفس. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. والبخاري (2/121) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. * رواية شعيب بن أبي حمزة ليس فيها: «والذي يتقحم فيها يتقحم في النار.» الحديث: 7736 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 217 7737 - (خ م) الحسن البصري قال: حدثنا جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - في هذا المسجد، فما نسينا منه حديثاً، وما نخافُ أن يكونَ جندب كذبَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كان برجل جِرَاح فقتل نفسَهُ، فقال الله: بَدَرَني بنفسه، فحرَّمْتُ عليه الجنة» . وفي أخرى قال: «كانَ فيمن كانَ قبلَكم رجل به جُرح فجزع، فأخذ سِكِّيناً فحزَّ بها يده، فما رَقأَ الدمُ حتى مات، فقال الله: بادرني عبدي بنفسه ... » الحديث أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية: «أن رَجُلاً مِمَّن كان قبلكم خرَجَتْ به قَرحة، فلما آذته انتزعَ سَهماً من كِنانَتِهِ، فنكأها، فلم يَرْقأ الدَّمُ حتى مات، قال ربكم: حَرَّمْتُ عليه الجنة، ثم مَدَّ يده إلى المسجد، فقال: إي واللهِ، لقد حدَّثني بها جندب بن عبد الله عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في هذا المسجد» (1) . [ص: 219] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (كنانته) الكنانة: الجعبة التي يكون فيها النُّشّاب. (فنكأ) نكأت القرحة: إذا فجرتها ونخستَها. (فلم يرقأ) رَقأ الدمُ: إذا انقطع.   (1) رواه البخاري 6 / 362 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (113) في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عمران- يعني القطان. والبخاري (4/208) قال: حدثني محمد، قال: حدثني حجاج، قال: حدثنا جرير. ومسلم (1/74) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: -حدثنا الزبيري - وهو محمد بن عبد الله بن الزبير- قال: حدثنا شيبان. وفي (1/75) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - عمران القطان، وجرير، وشيبان - عن الحسن، فذكره. الحديث: 7737 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 218 7738 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «شَهِدْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْبَرَ، فقال لرجل ممن يُدْعَى بالإسلام: هذا من أهل النار، فَلَمَّا حَضَرَ القتالُ، قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتالاً شديداً، فأصابتْهُ جراحة، فقيل له: يا رسولَ الله، الذي قلتَ له آنفاً: إنَّهُ من أهل النار، فإنَّه قد قاتل اليوم قِتالاً شديداً، وقد مات؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: إلى النار، فكاد بعضُ المسلمين أن يرتابَ، فبينما هُمْ على ذلك، إذ قيل له: إنه لم يَمُتْ، ولكن به جِراح شدِيدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأُخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: الله أكبرُ، أَشهد أنِّي عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: إنه لنْ يدخلَ الجنة إلا نَفْسٌ مسلمة، وإن الله لَيُؤيِّدُ هذا الدينَ بالرَّجُلِ الفَاجرِ» . وفي رواية عن عبيد الله بن كعب قال: «أخبرني من شهد مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- خيْبَرَ ... » الحديث أخرجه البخاري ومسلم (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 125 في الجهاد، باب إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي القدر، باب العمل بالخواتيم، ومسلم رقم (111) في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/309) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا أبو اليمان. قال أخبرنا شعيب. والدارمي (2520) قال: أخبرنا الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب. والبخاري (4/88 و 5/169) قال: حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/88) قال: حدثني محمود بن غيلان،قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر. وفي (8/154) قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. ومسلم (1/73) قال: حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. جميعا عن عبد الرزاق. قال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرني معمر. والنسائي في الكبرى (الورقة 119 - أ) قال: أخبرني عمران بن بكار بن راشد. قال: حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. كلاهما - معمر، وشعيب - عن الزهري،قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره. * أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (119- أ) قال: أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد،قال: أخبرنا أحمد بن شبيب،قال: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب،قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» مختصر. * رواية شعيب عند الدارمي والنسائي مختصرة على «إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» . الحديث: 7738 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 219 7739 - (خ م) سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «التَقَى هو والمشركونَ، فاقتَتَلوا، فلما مالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى عَسْكَرِهِ، ومالَ الآخرونَ إلى عَسكَرِهم، وفي أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رَجُل لا يَدَع لهم شاذَّة ولا فاذَّة إلا اتَّبَعَها، يضربُها بسيفه - فقالوا: ما أجْزَأَ مِنَّا اليومَ أحدٌ كما أجزأَ فلان، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَا إنَّهُ من أهلِ النَّارِ - وفي رواية: قال: أيُّنَا من أهلِ الجنَّةِ، إن كانَ هذا من أهلِ النارِ؟ - فقال رجل مِنَ القوم: أنا صاحِبُهُ أبداً، قال: فخرج معَهُ، كُلَّمَا وَقفَ وقَفَ معه، وإذا أسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قال: فَجُرِحَ الرجل جُرْحاً شديداً، فاستَعجَلَ الموتَ، فوضع سَيفَهُ بالأرضِ، وذُبَابَهُ بين ثَدْيَيْهِ، ثم تحامَلَ على سيفهِ فقتلَ نفسَهُ، فخرج الرجلُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أشهدُ أنَّك رسولُ الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجلُ الذي ذكرتَ آنفاً أنهُ من أهلِ النارِ، فأعظمَ الناسُ ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجتُ في طلبه، حتى جُرِحَ جُرحاً شديداً، فاستعجل الموتَ، فوضع نَصْلَ سَيفِهِ بالأرض وذُبَابَهُ بين ثَديَيهِ، ثم تحامَلَ عليه فقتلَ نفسَهُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: إنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عملَ أهل الجنَّةِ فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعملُ عملَ أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» . وفي رواية نحوه بمعناه، وفي آخره: من قوله عليه السلام: «وإنما [ص: 221] الأعمال بالخَواتيم، أو بخَواتيمها» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (شاذة) الشاذَّة: التي انفردت من الجماعة، وكذلك الفاذّة، وأصله في الغنم، ثم نقل إلى كل مَنْ فَارَق جماعة وانفرد عنها. (ذبابه) ذُبَاب السيف: طرف رأسه. (تحامل) عليه، أي: اتكأ على السيف، وجعله حاملاً له، وأصله من تكلف الأمر على مشقة. (أجرى) أجريت في الحرب وغيرها: إذا فعلتَ فعلاً ظهر أثره وقُمتَ فيه مَقَاماً لم يقمه غيرك. (نصل سيفه) نصل السيف: حديدة، وقد جعله هاهنا طرَفُه الأعلى الذي يدخل في المقبض.   (1) رواه البخاري 11 / 436 في القدر، باب العمل بالخواتيم، وفي الجهاد، باب لا يقول: فلان شهيد، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الرقاق، باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها، ومسلم رقم (112) في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (5/331) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن عبد الله بن دينار -. وفي (5/335) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف. وعبد بن حميد (457) قال: حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال. وفي (459) قال: حدثني عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والبخاري (4/44 و 5/168) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (5/170) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا ابن أبي حازم. وفي (8/128) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (8/155) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. ومسلم (1/74 و 8/49) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن القاري، حي من العرب. خمستهم - عبد الرحمن بن عبد الله، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب، وأبو غسان - عن أبي حازم، فذكره. * زاد أبو غسان في روايته: «وإنما الأعمال بخواتيمها» . * رواية سليمان بن بلال مختصرة على آخر الحديث. الحديث: 7739 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 220 7740 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن الطُّفَيل بن عمرو الدَّوسيَّ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «يا رسولَ الله، هل لَكَ في حِصْن حَصِين ومَنَعَة؟ قال: حِصْن كان لِدَوس في الجاهليةِ، فأبى ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- للذي ذَخَرَ الله للأَنصار، فلما هاجَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى المدينة، هاجَرَ إليه [ص: 222] الطُّفَيْلُ بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتَوَوُا المدينة، فَمَرضَ فَجَزَع جَزَعاً شديداً، فأخذ مَشَاقِصَ، فقطع بها بَرَاجِمَهُ، فَشَخَبَتْ يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه في هيئة حسنة، ورآه مُغَطِّياً يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه، فقال: مالي أراك مغطيّاً يديك؟ قال: قيل لي: لن نُصلِحَ مِنْكَ ما أفسدتَ، فَقَصَّهَا الطفيل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اللهمَّ وَلِيَدَيْهِ فاغْفِرْ» أخرجه مسلم (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فاجتووا) الاجتواء: أن تستوخم المكان ولا يوافقك. (مشاقص) جمع مِشْقص، وهو سهم له نصل عريض، وقيل: طويل. (براجمه) البراجم: العُقَد التي تكون في ظاهر الأصابع، وهي رؤوس السلاميات. (شَخَبتْ) تشخب: سالت، بالخاء المعجمة.   (1) رقم (116) في الإيمان، باب الدليل على أن من قتل نفسه لا يكفر. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه مسلم في الإيمان (48) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن حجاج الصواف، عن محمد بن مسلم، عن فذكره الأشراف (2/292) . الحديث: 7740 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 221 7741 - (د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «مَرِضَ رجُل، فَصِيحَ عليه، فجاء جاره إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن فُلاناً قد مات، قال: وما يُدْرِيكَ؟ قال: أنا سمعت ذلك، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّه لم [ص: 223] يَمُتْ، فَرَجَعَ، فَصيحَ عليه، فجاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنه قد مات، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنه لم يمت، فرجعَ فصيحَ عليه، فقالت امرأته: انْطَلِقْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخْبِرْهُ، فقال الرجل: اللهم العَنْهُ، قال: ثم انطلق الرجل، فرآه قد نَحَرَ نفسه بِمشْقَص، فجاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره أنه قد مات، قال: وما يدريك؟ قال: رأيتُه ينْحَرُ نفسَه بِمَشَاقِصَ معه، قال: أنت رأيتَه؟ قال: نعم، قال: إِذاً لا أُصلي عليه» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (3185) في الجنائز، باب الإمام يصلي على من قتل نفسه، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] 1- أخرجه أحمد (5/87) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/107) قال: حدثنا حجاج. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا إسحاق- يعني ابن منصور السلولي-. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وحجاج، وإسحاق - عن إسرائيل. 2- وأخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي. وفي (5/92 و94) قال: حدثنا حسن بن موسى. ومسلم (3/66) قال: حدثنا عون بن سلام الكوفي. وأبو داود (3185) قال: حدثنا ابن نفيل. والنسائي (4/66) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا أبو الوليد. خمستهم - حميد، وحسن، وعون، وابن نفيل، وأبو الوليد - عن زهير أبي خيثمة. 3- وأخرجه أحمد (5/91 و 94) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/92، 94) قال: حدثنا أبو كامل. وابن ماجة (1526) وعبد الله بن أحمد (5/94) قالا: حدثنا عبد الله بن عامر بن زراراة. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال: حدثني سويد بن سعيد. أربعتهم - أسود، وأبو كامل، وعبد الله بن عامر، وسويد - قالوا: حدثنا شريك بن عبد الله. 4- وأخرجه أحمد (5/102 و 107) والترمذي (1068) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. كلاهما - أحمد، ويوسف - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل، وشريك. ثلاثتهم - إسرائيل، وزهير، وشريك - عن سماك فذكره. الحديث: 7741 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 222 الفصل الرابع: فيما يجوز قتله من الحيوانات وما لا يجوز الفواسق الخمس 7742 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خَمْس من الدوابِّ كلُّهن فاسق، يُقْتَلْنَ في الحرَم: الغُرابُ، والحِدَأةُ، والعقربُ، والفَأْرَةُ، والكلب العقُورُ» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قالت: «أمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتْلِ خمسِ فواسِقَ في الحلِّ والحرم» قال: ثم ذكر مثل حديث يزيد بن زريع. [ص: 224] وفي حديث يزيد: «الحُدَيَّا» ، مكان «الحِدَأة» ، وله قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أربَع كُلُّهُنَّ فواسق يُقتَلْنَ في الحلِّ والحرم: الحِدَأةُ، والغرابُ، والفأْرَةُ، والكلب العقُور، قال: فقلت للقاسم بن محمد: أَفَرَأيتَ الحَيَّةَ؟ قال: تُقْتَلُ بصُغْرٍ لها» . وفي أخرى «خمس فواسقُ يقتَلَنَ في الحرم: العقربُ، والفأْرَةُ، والحُدَيَّا، والغرابُ، والكلبُ العقورُ» . وأخرج الموطأ الرواية الرابعة، إلا أنهُ أخرجها مرسلة عن عروة. وأخرج الترمذي الأولى. وفي رواية النسائي قال: «خمس يقتلهنَّ المحرِمُ: الحيَّةُ، والعقربُ، والفأْرةُ، والغرابُ الأبْقَعُ، والكلبُ العَقورُ» . ولمسلم بنحوه، وفيه: «والغرابُ الأبقع، والحيَّةُ بدل العقرب» (1) . [ص: 225] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فواسق) أصل الفسق: الخروجُ عن الاستقامة، والجَورُ، وقيل للعاصي: فاسق لذلك، وإنما سميت هذه الحيوانات الخمس فواسق على سبيل الاستعارة لخبثهن، وقيل: لخروجهن من الحرمة بقوله - صلى الله عليه وسلم-، وأراد بالكلب العقور: كل سبع يعقر، كالأسد، والذئب، والنمر، والكلب، ونحو ذلك، وقيل: أراد بفسقها تحريم أكلها، لقوله تعالى وقد ذكر ما حرَّم من الميتة والدم ولحم الخنزير إلى آخر الآية، ثم قال: {ذلكم فسق} [المائدة: 3] . (الغراب الأبقع) : الذي فيه سواد وبياض، والبقَع في الطير والكلاب كالبلَق في الدواب.   (1) رواه البخاري 4 / 30 - 33 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1198) في الحج، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم، والموطأ 1 / 357 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، والترمذي رقم (837) في الحج، باب ما جاء فيما يقتل المحرم من الدواب، والنسائي 5 / 208 في الحج، باب ما يقتل في الحرم من الدواب، وباب قتل الحية في الحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (6/33) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/87) قال: حدثنا بشر بن شعيب، قال: أخبرني أبي. وفي (6/164) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (6/164 و259) قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أخي ابن شهاب. وفي (6/259) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا معمر. والدارمي (1824) قال: أخبرنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (3/17) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني يونس، وفي (4/157) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر. ومسلم (4/18) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والترمذي (837) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا معمر. والنسائي (5/209) قال: أخبرني عبد الرحمن بن خالد الرقي القطان. قال: حدثنا حجاج. قال: قال ابن جريج: أخبرني أبان بن صالح. وفي (5/210) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. خمستهم - معمر، وشعيب بن أبي حمزة، وابن أخي ابن شهاب، ويونس، وأبان بن صالح - عن ابن شهاب الزهري. 2- وأخرجه أحمد (6/122) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/231) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/261) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. ومسلم (4/18) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد، وهو ابن زيد. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا ابن نمير. والنسائي (5/208) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا وكيع. وفي (5/211) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة. قال: أنبأنا حماد. أربعتهم - حماد بن سلمة، وعبد الله بن نمير، وحماد بن زيد، ووكيع - عن هشام بن عروة. كلاهما - الزهري، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره. الحديث: 7742 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 223 7743 - (خ م س) حفصة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خمس من الدواب لا حرج على منْ قتلهن: الغرابُ، والحِدَأةُ، والعقرب، والكلب العقور» . وفي أخرى: «خمس من الدواب كلُّها فاسق ... » وذكره بتقديم وتأخير. وفي رواية: أن رجلاً سأل ابن عمر - رضي الله عنهما -: «ما يقتل المحرم من الدواب؟ فقال: أخبرتني إحدى نسوةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنه أمَرَ - أو أُمِرَ - أن تُقتل الفأْرَةُ، والعقربُ، والحِدَأةُ، والكَلْبُ العَقُورُ، والغرابُ» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: «حدَّثتني إحدى نسوةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أنه كان يأمُرُ بقتل [ص: 226] الكلب العقور، والفَأْرَة، والعقرب، والحُدَيَّا، والغراب، والحَيَّةِ» كذا في رواية شيبان بن فَرُّوخِ قال: «وفي الصلاة أيضاً» وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا حرَجَ) الحَرَج: الضِّيق والإثم.   (1) رواه البخاري 4 / 29 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1199) و (1200) في الحج، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (3/17) قال: حدثنا أصبغ. ومسلم (4/18) قال: حدثني حرملة بن يحيى. والنسائي (5/210) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم. وابن خزيمة (2665) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي. ثلاثتهم - أصبغ، وحرملة، وعيسى - عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، فذكره. * وأخرجه أحمد (6/285) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/336 و 380) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. والبخاري (3/17) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (4/19) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو عوانة. كلاهما - أبو عوانة، وزهير بن معاوية - قالا: حدثنا زيد بن جبير، قال: سأل رجل ابن عمر ما يقتل الرجل من الدواب وهو محرم؟ قال: حدثتني احدى نسوة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأمر بقتل الكلب العقور، والفأرة، والعقرب، والحديا، والغراب والحية.، قال: وفي الصلاة أيضا. الحديث: 7743 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 225 7744 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خمس قتلهنَّ حلال في الحرم: الحيَّةُ، والعقربُ، والحِدَأةُ، والفأْرةُ، والكلبُ العقورُ» أخرجه أبو داود (1) . وقد تقدَّم في «كتاب الحج» من «باب الإِحرام» شيء من هذه الأحاديث فيما يقتله المحرم.   (1) رقم (1847) في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وهو حديث صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (1847) قال: حدثنا علي بن بحر،قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وابن خزيمة (2666) قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري. قال: حدثنا سعيد بن الحكم، وهو ابن أبي مريم. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى،قال: حدثنا ابن أبي مريم،قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. وفي (2667) قال: حدثنا محمد بن يحيى،قال: حدثنا ابن بحر. قال: حدثني حاتم. كلاهما - حاتم بن إسماعيل، ويحيى بن أيوب - عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، فذكره. * في رواية محمد بن يحيى « ... الحية،والذئب، والنمر» . الحديث: 7744 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 226 الحيَّات 7745 - (خ م س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «بَيْنَا نحنُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غَار بمنى، إذ نزلت عليه {والمرسلاتِ} فإنَّهُ لَيتلُوها، وإنَّا لَنَتَلَقَّاها - وفي رواية: وإِنِّي لأتلقاها - من فِيه، وإن فَاهُ لَرَطْب بها، إِذ وَثَبتْ علينا حَيَّة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقتلوها، فابْتَدَرْناها لنقتلَها، فَسبَقَتْنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وُقِيَتْ شَرَّكم، وَوُقِيتُمْ شَرَّها» أخرجه البخاري ومسلم. [ص: 227] إلا أن قوله: «بِمنى» للبخاري دون مسلم. وقد جاء الحديث في أفراد البخاري أيضاً بإسقاط لفظة «مِنى» . وفي أفراد مسلم: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ مُحْرِماً بقتل حَيَّة بِمنى» . وفي رواية النسائي قال: «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالخَيْفِ من مِنى، حين نزلت {والمرسلاتِ عُرْفاً} فخرجت حيَّة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقتلوها، فابْتَدَرْنَاها، فدخلتْ في جُحْرِها» . وفي أخرى قال: «كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةَ عرفَةَ التي قبل يوم عرفةَ، فإذا حِسُّ الحيَّةِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقتلوها، فدخلتْ شقَّ جُحْرِها، فأدخلنا عُوداً فَقَلَعْنَا بعض الجحر، وأخذنا سَعْفَة، فأضْرَمنا فيها ناراً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وقاها الله شَرَّكم، ووقاكم شَرَّها» (1) .   (1) رواه البخاري 4 / 35 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وفي بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي تفسير سورة {والمرسلات} ، ومسلم رقم (2234) في السلام، باب قتل الحيات وغيرها، والنسائي 5 / 208 و 209 في الحج، باب قتل الحية في الحرم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه أحمد (1/378) (3586) قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي (1/428) (4069) و (1/456) (4357) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (3/17) و (6/205) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (6/204) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (7/40) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم، قال يحيى، وإسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث. (ح) وحدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. والنسائي (5/208) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن حفص بن غياث. وابن خزيمة (2668) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا حفص يعني ابن غياث. ثلاثتهم - حفص بن غياث، وأبو معاوية، وجرير - عن الأعمش، قال: حدثني إبراهيم. 2- وأخرجه أحمد (1/458) (4377) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي. كلاهما - إبراهيم، وعبد الرحمن بن الأسود - عن الأسود بن يزيد، فذكره. * راوية أبي كريب، عن حفص بن غياث مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر محرما بقتل حية بمنى» . الحديث: 7745 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 226 7746 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه سمعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ على المنبر يقول: «اقتلوا الحَيَّاتِ، واقتلوا ذا الطُفْيَتَيْنِ والأَبْتَر، فإنهما يَطْمسان البَصَرَ، ويُسْقِطانِ الحَبَل» قال عبد الله: فبينا أنا أطاردُ حَيَّة أقتلُها، ناداني أبو لبابةَ: لا تقتُلْها، فقلت: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بقتل الحيَّات، فقال: إِنَّهُ نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت، وهنَّ العوامر. وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اقتلوا الحَيَّاتِ، وذا الطفيتين، [ص: 228] والأبترَ، فإنهما يستسقطان الحبل، ويلتمسانِ البَصَر، فكان ابن عمر يقتل كلَّ حيَّة وجدها، فأبصره أبو لُبابة بن عبد المنذر، أو زيد بن الخطاب، وهو يطارد حَيَّة، فقال: إنه قد نُهِيَ عن ذوات البيوتِ» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «يأمر بقتل الكلاب، يقول: اقتلوا الحيَّات والكلابَ، واقتلوا ذا الطُفْيَتَيْن والأبْترَ، فإِنهما يَلْتَمِسَانِ البَصَرَ، ويَسْتَسْقِطانِ الحبَالَى» . قال الزهري: ونُرى ذلك من سُمَّيْهِما، والله أعلم. قال سالم: قال عبد الله بن عمر: «فلبثت لا أترك حيَّة أراها إِلا قتلتُها، فبينا أنا أطارد حيَّة يوماً من ذواتِ البيوتِ، مَرَّ بي زيد بن الخطاب أَو أبو لبابة، وأنا أطاردها، فقال: مَهْلاً يا عبد الله، فقلت: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بقتلهنَّ، قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَهى عن ذواتِ البيوتِ» . وفي رواية قال: «حتى رآني أبو لبابة بن عبد المنذر وزيد بن الخطاب فقالا: إنه قد نهى عن ذواتِ البيوتِ» . وفي رواية: «اقتلوا الحيَّات» ولم يقل: «ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتر» . وفي رواية: قال نافع: «إن أبا لبابة كلَّم ابن عمر ليفتح له باباً في داره يستقرب به إلى المسجد، فوجد الغِلْمَةُ جِلْدَ جانّ، فقال عبد الله: التمسوهُ [ص: 229] فاقتلوه، فقال أبو لبابة: لا تقتلوه، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الجِنَّان التي في البيوت» . وفي أخرى قال: «كان ابن عمر يقتلُ الحيَّاتِ كلَّهن، حتى حدَّثنا أبو لبابة البدريُّ: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل جِنَّان البيوت، فأمسك» . وفي أخرى: أنه سمع أبا لبابة يخبر ابن عمر: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الجِنَّانِ» . وفي أخرى عن نافع عن ابن عمر عن أبي لُبابة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أنه نهى عن قتل الجِنَّان التي في البيوت» . وفي أخرى: عن نافع: «أن أبا لبابة بن عبد المنذر الأنصاريَّ، وكان مسكنُه بقُباءَ، فانتقل إِلى المدينة، فبينما عبد الله بن عمر جالساً معه، يفتح خَوْخَة له، إذا هُمْ بِحَيَّة مِن عوامر البيوتِ، فأرادوا قَتْلَها، فقال أبو لبابة: إنه قد نهي عنهن - يريد عَوَامِرَ البيوتِ - وأُمر بقتل الأبتر، وذي الطُفْيَتيْن، وقيل: هما اللذان يَلتَمِعَانِ البصر، ويَطْرحان أولاد النساء» . وفي أخرى قال: «كان عبد الله بن عمر يوماً عند هَدْم له، فرأى وَبِيصَ جانّ، فقال: اتَّبعوا هذا الجانَّ فاقتلوه، فقال أبو لبابة الأَنصاري: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الجِنَّانِ التي تكون في البيوت، إلا الأبتر، وذا الطُفْيَتَيْنِ، فإنهما اللَّذانِ يخطَفَانِ البصرَ، ويتبعان ما في بطون النساء» . وفي أخرى: «أن أبا لبابةَ مَرَّ بابن عمر، وهو عند الأطُم الذي عند [ص: 230] دار عمر بن الخطاب، يرصدُ حَيَّة ... » بنحو ذلك. وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وأخرجها الترمذي إلى قوله: «ويُسْقِطَانِ الحَبَل» . قال نافع: «إن ابن عمر وَجدَ بعد ذلك - يعني بعدما حدَّثه أبو لبابة - حيَّة في داره، فأمر بها فأُخْرِجَتْ إلى البقيع، قال نافع: ثم رأيتها بعدُ في بيتهِ» . وفي رواية لأبي داود عن أبي لبابة أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نهى عن قتل الجِنَّانِ التي تكون في البيوتِ، إلا أن يكون ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يخطَفان البصر، ويطرحان ما في بطون النساء» وأخرج الموطأ هذه الرواية التي لأبي داود إلى قوله: «البيوت» لم يزد. هذا الحديث قد اشترك فيه حديث ابن عمر، وأبي لبابة، وما أمكن إفراد رواية كل واحد منهما، فَجُعِلا حديثاً واحداً (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الطُّفْيتين) الطُّفية: خوصة المُقْلِ، وجمعها طُفى، وجنسه طُفْي، وكأنه شبه الخطين الأسودين اللذين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل، وقيل: [ص: 231] الطفية: الحية، فإن صح هذا: فلعل المراد: اقتلوا كل حية، ما كان منها له ولد، وما لا ولد له، وهو الأبتر، وثَنَّى الطُفْيَتَيْن - على هذا القول - لأن الغالب أن يفرخ زوجين، والقول الأول. (جِنَّان) الجنّان - جمع جان - وهي الحية الدقيقة. (خوخة) الخوخة: النافذة بين البيتين، والنافذة التي يدخل منها الضوء. (وبيص) الوبيص: البريق واللَّموع. (أُطُم) الأُطُم: البناء المرتفع. (العوامر) : الحيات التي تكون في البيوت، سُمِّيت عوامر لطول أعمارها.   (1) رواه البخاري 6 / 248 في بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (2233) في السلام، باب قتل الحيات وغيرها، والموطأ 2 / 975 و 976 في الاستئذان، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك، وأبو داود رقم (5252) و (5253) و (5254) و (5255) في الأدب، باب قتل الحيات، والترمذي رقم (1483) في الأحكام، باب ما جاء في قتل الحيات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (620) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4557) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/121) (6025) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، قال: أخبرني أبي. وفي (3/452) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (4/154) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: حدثنا معمر. ومسلم (7/38) قال: حدثني عمرو بن محمد الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا حسن الحلواني، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وأبو داود (5252) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3535) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. والترمذي (1483) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. سبعتهم - سفيان بن عيينة، وشعيب، ومعمر، والزبيدي، ويونس، وصالح، والليث - عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره. وفي رواية الزبيدي: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بقتل الكلاب يقول: اقتلوا الحيات والكلاب ... » . وفي رواية صالح: « ... حتى رآني أبو لبابة بن عبد المنذر وزيد بن الخطاب، فقالا: إنه قد نهي عن ذوات البيوت» . وفي رواية شعيب بن أبي حمزة، ويونس، والليث، لم يذكروا فيه حديث أبي لبابة بن عبد المنذر، أو زيد ابن الخطاب. الحديث: 7746 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 227 7747 - (خ م ط) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتلِ الأبترِ، وقال: إنه يُصيبُ البَصَرَ، ويُذهب الحبَلَ» . وفي رواية قال: «اقتلوا ذا الطُّفْيَتَيْن، فإنه يلتمس البصر، ويصيب الحبل» . وفي أخرى «الأبترَ وذا الطفيتين» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الموطأ: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَهَى عن قتل الجِنَّان التي في البيوت، إِلا ذا الطُّفْيَتَين والأبترَ، فإنهما يخطَفَانِ البَصَرَ ويَطْرحانِ ما في بُطونِ النِّساء» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 252 في بدء الخلق، باب {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (2232) في السلام، باب قتل الحيات وغيرها، والموطأ 2 / 976 في الاستئذان، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/29) قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/52) قال: حدثنا يحيى ووكيع. وفي (6/134) قال: حدثنا عفان،قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (4/156) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. ومسلم (7/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان وابن نمير. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا أبو معاوية. وابن ماجة (3534) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. ثمانيتهم - عباد بن عباد، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وحماد بن سلمة، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية محمد بن خازم - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. * في رواية مسدد: «أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل الأبتر ... » . * وفي رواية أبي معاوية: «الأبتر وذو الطفيتين.» الحديث: 7747 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 231 7748 - (م ط ت د) أبو السائب [مولى هشام بن زهرة] «أنه [ص: 232] دخل على أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في بيته، قال: فوجدته يصلِّي، فجلست أنتظره، حتى يقضي صلاته، فسمعت تحريكاً في عراجينَ في ناحية البيت، فالتفتُّ، فإذا حيَّة، فوثبتُ لأقتُلَها، فأشار إِليَّ: أن اجلس، فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار، فقال: أترى هذا البيت؟ فقلت: نعم، فقال: كان فيه فَتى مِنَّا حديثُ عَهْد بِعُرس، قال: فخرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الخَنْدَقِ، فكان ذلك الفتى يستأذِنُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بأنصافِ النَّهار، فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوماً، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: خذ عليكَ سِلاحكَ، فإنِّي أخشى عليك قريظَةَ، فأخذَ الرجلُ سِلاحَهُ ثم رجع، فإذا امرأتُه بين البابين قائِمة، فأهوى إليها بالرُّمْحِ لِيَطْعُنَها به، وأصابته غَيْرَة، فقالت له: اكفُفْ عليكَ رُمحَكَ، وادخُلِ البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل، فإذا بحيَّة عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرُّمح، فانتظمها به، ثم خرج، فركزه في الدار، فاضطربت عليه، فما يُدْرَى أيُّهما كان أسرعَ موتاً، الحية أم الفتى؟ قال: فجئنا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وذكرنا ذلكَ له، وقلنا: ادْعُ الله أن يُحْييه لنا، فقال: استغفروا لصاحبكم، ثم قال: إنَّ بالمدينة جِنّاً قد أسلَمُوا، فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام، فإِن بَدَا لكم بَعْدَ ذلك فاقتلوه، فإِنما هو شيطان» . وفي رواية نحوه، وقال فيه: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن لهذه [ص: 233] البيوت عوامِرَ، فإذا رأيتم منها شيئاً فَحَرِّجُوا عليها ثلاثاً، فإِن ذهب، وإلا فاقتلوه، فإنه كافر، وقال لهم: اذهبوا فادفنوا صاحبكم» أخرجه مسلم والموطأ وأبو داود. وأخرجه الترمذي مُجْمَلاً مثل حديث قبله مختصراً، وقال: وفي الحديث قصة، ولم يذكرها. وفي أخرى لأبي داود أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الهوامُّ من الجنِّ، فمن رأى في بيته شيئاً منها، فليحَرِّجْ عليها ثلاث مرار، فإِن عاد فليقتله، فإنه شيطان» . وفي أخرى للترمذي قال: «إنَّ لبيوتِكم عُمَّاراً، فَحَرِّجوا عليهنَّ ثلاثاً، فإن بدا لكم بعد ذلك منهنَّ شيء فاقْتُلُوه» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (فليحرِّج عليها) التحريج: أن يقول لها: أنتِ في حرج إن عدتِ إلينا فلا تلومينا أن نضيِّق عليك بالطرد والتتبُّع. (عراجين) العراجين - جمع عرجون - وهو ساعد العذق، والمراد به هاهنا: الأخشاب التي تسقف بها السقوف.   (1) رواه مسلم رقم (2236) في السلام، باب قتل الحيات وغيرها، والموطأ 2 / 976 و 977 في الاستئذان، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك، وأبو داود رقم (5256) و (5257) في الأدب، باب في قتل الحيات، والترمذي رقم (1484) في الأحكام، باب ما جاء في قتل الحيات. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك في الموطأ (604) . وأحمد (3/41) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن ابن عجلان. ومسلم (7/04) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني مالك بن أنس. وفي (7/41) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. وأبو داود (5257) قال: حدثنا يزيد بن موهب الرملي، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. وفي (5258) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. وفي (5259) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك. والترمذي (1484) قال: حدثنا الأنصاري- وهو إسحاق بن موسى - قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (970) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. وفي (971) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. وفي (972) : الحارث بن مسكين -قراءة عليه وأنا أسمع- عن ابن القاسم، قال: حدثنا مالك. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4413) عن علي بن شعيب، عن معن، عن مالك. كلاهما - مالك، وابن عجلان - عن صيفي مولى ابن أفلح أبي سعيد. 2- وأخرجه مسلم (7/41) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم. والنسائي في عمل اليوم واليلة (973) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا يزيد. كلاهما - وهب، ويزيد - عن جرير بن حازم، عن أسماء بن عبيد. كلاهما - صيفي، وأسماء - قال صيفي: أخبرني أبو السائب مولى بني هشام، وقالت أسماء: عن رجل يقال له السائب- وهو عندنا أبو السائب - فذكره. * أخرجه أحمد (3/27) قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا عبيد الله. والترمذي (1484) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن عبيد الله بن عمر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (969) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد. كلاهما - عبيد الله، وسعيد - عن صيفي مولى أبي السائب، فذكره. ولم يذكر أبا السائب. الحديث: 7748 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 231 7749 - (ت د) [عبد الرحمن] بن أبي ليلى - رضي الله عنه - عن أبيه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «سُئِلَ عن جِنان البيوت؟ فقال: إذا رأيتم منهن شيئاً في مساكنكم، فقولوا: نَنْشُدُكَ العَهْدَ الذي أَخذَ عليكم نوح، وننشُدك العهد الذي أَخذ عليكم سليمان بن داود أن لا تؤذوا ولا تتراؤَوْا لنا، فإن عُدنَ فاقتلوهُنَّ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .   (1) رواه الترمذي رقم (1485) في الأحكام، باب ما جاء في قتل الحيات، وأبو داود رقم (5260) في الأدب، باب في قتل الحيات، وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جداً، كما قال الحافظ في " التقريب " ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5260) قال: حدثنا سعيد بن سليمان، عن علي بن هاشم. والترمذي (1485) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (968) قال: أخبرني هلال ابن العلاء، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن هاشم. كلاهما - علي بن هاشم، ويحيى بن أبي زائدة - عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. فذكره. * قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ثابت البناني، إلا من هذا الوجه، من حديث ابن أبي ليلى. وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جدا،كما قال الحافظ في التقريب. الحديث: 7749 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 234 7750 - (ط) محمد بن شهاب أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أمر بِقَتْلِ الحيَّاتِ في الحرم» أخرجه الموطأ (1) .   (1) 1 / 357 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وإسناده منقطع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/385) عن ابن شهاب، فذكره. والحديث إسناده منقطع. الحديث: 7750 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 234 7751 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اقتلوا الحياتِ كلّهن، فمن خاف ثأرَهنَّ فَلَيْسَ مِني» . وفي رواية «اقتلُوا الكبار كلَّها، إلا الجانَّ الأبيض الذي كأنه قضيب فضة» أخرجه أبو داود. وفي رواية النسائي قال: «أَمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بقتل الحيات، وقال: مَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ فليس منَّا» (1) .   (1) رواه أبو داود رقم (5249) و (5261) في الأدب، باب في قتل الحيات، والنسائي 6 / 51 في الجهاد، باب من خان غازياً في أهله، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له ما بعده. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5249) قال: حدثنا عبد الحميد بين بيان السكري، عن إسحاق بن يوسف. والنسائي (6/51) قال: أخبرنا أبو محمد موسى بن محمد - هو الشامي - قال: حدثنا ميمون بن الأصبغ، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما - إسحاق بن يوسف، ويزيد - عن شريك، عن أبي إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. قلت: إسناده ضعيف. الحديث: 7751 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 234 7752 - (د) أَبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما سَالَمنَاهُمْ منُذ حارَبْنَاهُمْ، فمن ترك منهم شيئاً خِيفة فليس منا» . أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5248) في الأدب، باب قتل الحيات، وفي سنده محمد بن عجلان، وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، لكن يشهد له ما قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الحميدي (1156) ، وأحمد (2/247) قال الحميدي: حدثنا. وقال أحمد: قرئ على سفيان: سمعت ابن عجلان، عن بكير بن عبد الله، عن عجلان، فذكره. * وأخرجه أحمد (2/432) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/520) قال: حدثنا صفوان. وأبو داود (5248) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وصفوان بن عيسى، وسفيان بن عيينة - عن ابن عجلان. قال: سمعت أبي، فذكره، ليس فيه بكير بن عبد الله. وفي سنده محمد بن عجلان وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. الحديث: 7752 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 235 7753 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ ترك الحيات مخافةَ طلبهن، فليس منَّا، ما سالمناهنَّ منذ حاربناهُنَّ» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5250) في الأدب، باب في قتل الحيات، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/230) (2037) . وأبو داود (5250) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد، وعثمان بن أبي شيبة - عن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا موسى بن مسلم الطحان الصغير، قال: سمعت عكرمة يرفع الحديث -فيما أرى- إلى ابن عباس، فذكره. * أخرجه أحمد (1/348) (3254) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لا أعلمه إلا رفع الحديث قال: «كان يأمر بقتل الحيات، ويقول: من تركهن خشية أو مخافة تأثير فليس منا» . قلت: في حديث معمر عن غير الزهري وابن طاووس مقال. الحديث: 7753 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 235 7754 - (د) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: «يا رسول الله إنَّا نريد أن نَكْنِسَ زمزم، وإن فيها من هذه الجنّان - يعني الحيات الصغار - فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بقتلهن» أخرجه أبو داود (1) .   (1) رقم (5251) في الأدب، باب في قتل الحيات، إسناده منقطع، ورواية عبد الرحمن بن سابط عن العباس بن عبد المطلب مرسلة. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (5251) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن موسى الطحان، عن عبد الرحمن بن سابط، فذكره. والحديث إسناده منقطع، ورواية عبد الرحمن بن سابط عن العباس بن عبد المطلب مرسلة. الحديث: 7754 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 235 7755 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما (1) - قال: «الحيات أجناس: الجِنانُ، والأفاعي، والأساوِدُ» أخرجه ... (2) .   (1) هذا المقطع سقط من المطبوع. (2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري تعليقاً 6 / 247 في بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، قال الحافظ في " الفتح ": هو قول أبي عبيدة في تفسير سورة القصص. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ذكره البخاري تعليقا (6/247) في بدء الخلق، باب قوله تعالى: وبث فيها من كل دابة. قال الحافظ في الفتح هو قول أبي عبيدة في تفسير سورة القصص. الحديث: 7755 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 235 الوزغ 7756 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال للوزغ: الفُوَيسق، ولم أسمعه أمر بقتله» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه النسائي إلى قوله: «الفويسق» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (الوزغ) : نوع من حشرات الأرض معروف، ويُسمى: سام أبرص.   (1) رواه البخاري 6 / 252 في بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، ومسلم رقم (2239) في السلام، باب استحباب قتل الوزغ، والنسائي 5 / 209 في الحج، باب قتل الوزغ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (6/87) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة،قال: وأخبرني أبي. وفي (6/155) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عقيل. وفي (6/271) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبو أويس. وفي (6/279) قال: حدثنا عامر بن صالح، قال: حدثنا يونس بن يزيد. والبخاري (3/17) قال: حدثنا إسماعيل،قال: حدثني مالك. وفي (4/156) قال: حدثنا سعيد بن عفير، عن ابن وهب،قال: حدثني يونس. ومسلم (7/42) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة قالا: أخبرنا ابن وهب،قال: أخبرني يونس، وابن ماجة (3230) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (5/209) قال: أخبرنا وهب بن بيان. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مالك ويونس. خمستهم - شعيب بن أبي حمزة، وعقيل، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله، ويونس بن يزيد، ومالك - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عروة، فذكره.. الحديث: 7756 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 236 7757 - (م د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بقتل الوزَغ، وسماه: فويسقاً» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2238) في السلام، باب استحباب قتل الوزغ، وأبو داود رقم (5262) في الأدب، باب في قتل الأوزاغ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد. (1/176) (1523) .وعبد بن حميد (141) .ومسلم (7/42) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد. وأبو داود (5262) قال:حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل. ثلاثتهم - أحمد،وعبد بن حميد، وإسحاق - عن عبد الرزاق، قال:حدثنا معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد، فذكره. الحديث: 7757 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 236 7758 - (م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَتَلَ وَزَغَة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية، فله كذا وكذا حسنة دون الأولى، وإن قتلها في الضربة الثالثة: فله كذا وكذا حسنة، لدون الثانية» . [ص: 237] وفي رواية «مَنْ قَتَل وزغاً في أول ضربة كُتِبَ له مائةُ حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك» . زاد في رواية «في أول ضربة سبعين حسنة» أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الأولى والثالثة، وأخرج الترمذي الأولى (1) .   (1) رواه مسلم رقم (2240) في السلام، باب استحباب قتل الوزغ، وأبو داود رقم (5263) و (5264) في الأدب، باب في قتل الأوزاغ، والترمذي رقم (1482) في الأحكام، باب ما جاء في قتل الوزغ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/355) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. ومسلم (7/42) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن زكريا. (ح) وحدثني أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وأبو داود (5263) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. وابن ماجة (3229) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والترمذي (1482) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. سبعتهم - زهير، وخالد، وأبو عوانة، وجرير، وإسماعيل بن زكريا، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن المختار - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره. الحديث: 7758 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 236 7759 - (خ م س) أم شريك - رضي الله عنها - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمرها بقتل الأوزاغ» وفي رواية «أمَرَ» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وللبخاري «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بقتل الأوْزاغ، قال: وكان ينفخ على إِبراهيم» . وفي رواية للنسائي «أن امرأة دخلت على عائشة وبيدها عُكّاز، فقالت: ما هذا؟ فقالت: لهذه الوزَغ، لأن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- حدثنا: أنه لم يكن شيء إلا يُطفئ على إبراهيم عليه السلام، إلا هذه الدابة، فأمرَنا بقتلها، ونَهَى عن قتل الجِنَّانِ، إلا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتر، فإنهما يَطْمِسان البصر، ويُسْقِطان ما في بُطون النساء» (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 252 في بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الأنبياء، باب قوله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، ومسلم رقم (2237) في السلام، باب استحباب قتل الوزغ، والنسائي 5 / 209 في الحج، باب قتل الوزغ. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الحميدي (350) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/421) قال: حدثنا يحيِى بن سعيد، عن ابن جريج. (ح) وابن بكر. قال: حدثنا ابن جريج. (ح) وروح. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (6/462) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وعبد بن حميد (1559) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: حدثنا ابن جريج. والدارمي (2006) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. والبخاري (4/156) قال: حدثنا صدقة. قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي (4/171) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى أو ابن سلام عنه. قال: أخبرنا ابن جريج. ومسلم (7/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، قال إسحاق أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (7/42) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني ابن جريج. (ح) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف. قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. وابن ماجة (3228) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (5/209) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، وابن جريج - عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة، عن سعيد بن المسيب، فذكره. الحديث: 7759 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 237 الكلاب 7760 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أمَرَ بقتل الكلاب» . وفي رواية «فأرسل في أقطار المدينة أن تُقتَل» . وفي أخرى «كان يأمر بقتل الكلاب فَتَنْبَعِثُ في المدينة وأطرافها، فلا نَدَعُ كلباً إلا قتلناه، حتى إِنا لنقتل كلب المُرَيَّةِ من أهل البادية يَتْبعُها» . وفي أخرى «أنه أمَرَ بقتل الكلاب إلا كلب صيد، أو كلب غنم، أو ماشية، فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: أو كلبَ زَرْع، فقال ابن عمر: إن لأبي هريرة زَرْعاً» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ والنسائي الأولى، وأخرج الترمذي الرابعة. وللنسائي مثل الرابعة إِلى قوله: «ماشية» ولم يذكر كلب غَنَم (1) .   (1) رواه البخاري 6 / 256 في بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1570) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب، والموطأ 2 / 969 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الكلاب، والترمذي رقم (1488) في الصيد، باب ما جاء من أمسك كلباً ما ينقص من أجره، والنسائي 7 / 184 في الصيد، باب الأمر بقتل الكلاب. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: 1- أخرجه مالك الموطأ (600) . والدارمي (2013) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. والبخاري (4/158) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/35) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجه (3202) قال: حدثنا سويد بن سعيد. والنسائي (7/184) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - خالد، وعبد الله، ويحيى، وسويد، وقتيبة - عن مالك بن أنس. 2- وأخرجه مسلم (5/35) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عبيد الله. كلاهما - مالك، وعبيد الله - عن نافع، فذكره. الحديث: 7760 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 238 7761 - (م د ت س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب، ثم قال: ما بالهم وبالُ الكلاب؟ ثم رَخَّصَ في كلب الصيد، وكلب الغنم، وقال: إذا وَلَغَ الكلب في الإناء فاغْسِلُوهُ سبع [ص: 239] مرات، وعَفرُوهُ الثامنة في التراب» هذه رواية مسلم. وفي رواية الترمذي قال: «إنِّي لَمِمَّنْ يرفَعُ أغصان الشجرة عن وجه رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يخطُب، قال: لولا أن الكلابَ أُمَّة من الأُمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كلَّ أسودَ بهيم، وما مِنْ أهل بيت يرتَبطون كلباً إلا نقص كلَّ يوم من عملهم قيراط، إلا كلبَ صيد، أو كلب حَرْث، أو كلبَ غنم» . وله أيضاً مختصراً قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن الكلاب أُمَّة من الأمم لأمَرْتُ بقتلها، فاقتلوا منها كل أسودَ بهيم» . أخرجه أبو داود مختصراً مثل الترمذي. وأخرجه النسائي مثل الترمذي بطوله، ولم يذكر «أغصان الشجرة» ، وذكر عوض «الغنم» : «ماشية» (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (بهيم) البهيم من الألوان: الذي لا يخالطه لون آخر، يقال: أسود بهيم: لا لون معه غيره، وكذلك أبيض بهيم، وأحمر بهيم.   (1) رواه مسلم رقم (280) في الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب، ورقم (1573) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب، وأبو داود رقم (2845) في الصيد، باب ما جاء في اتخاذ الكلب للصيد، والترمذي رقم (1486) و (1489) في الصيد، باب ما جاء في قتل الكلاب، وباب ما جاء من أمسك كلباً ما ينقص من أجره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يحيى، وفي (5/56) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. والدارمي (743 و2012) قال: أخبرنا وهب بن جرير. ومسلم (1/162 و5/36) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وفي (1/162 و5/36) قال: وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد- يعني ابن الحارث. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/36) قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير. وأبو داود (74) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (365 و 3200) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة. وفي (3201) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (1/54 و177) وفي الكبرى (70) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد. وفي (1/177) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد. تسعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وبهز بن أسد، ووهب بن جرير، ومعاذ، وخالد بن الحارث، والنضر، وشبابة، وعثمان بن عمر - عن شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد، قال: سمعت مطرفا، فذكره. الحديث: 7761 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 238 7762 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أَمَرَنا [ص: 240] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب، حتى إِن المرأَة تقدُمُ بكلبها من البادية فنقتله، ثم نهى بعدُ عن قتلها، وقال: عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين (1) ، فإنه شيطان» أخرجه مسلم. وأخرجه أبو داود وقال: «عليكم بالأسود» ، ولم يذكر «النقطتين (1) » (2) .   (1) في الأصل والمطبوع: ذي الطفيتين وهو خطأ، والتصحيح من نسخ مسلم المطبوعة. (2) رواه مسلم رقم (1572) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب، وأبو داود رقم (2846) في الصيد، باب ما جاء في اتخاذ الكلب للصيد وغيره. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (3/333) قال: حدثنا روح. ومسلم (5/36) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا روح. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح بن عبادة. وأبو داود (2846) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا أبو عاصم. كلاهما - روح، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره. الحديث: 7762 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 239 7763 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أمَرَ يوماً بقتل الكلاب، حتى إن المرأة لتأتي من باديتها بالكلب فنقتله، وحتى إنّا لنقتل كلب الحائط الصغير، وندع كلب الحائط الكبير، قال: وسمعته يقول: ما من أهل بيت يَرْتَبِطُون كلباً إلا نَقَصَ كل يوم من عملهم قيراط، إلا كلبَ صيد، أو حرث، أو كلب غنم» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] من زيادات رزين. الحديث: 7763 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 240 النمل 7764 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصُّرد» أخرجه أبو داود (1) . [ص: 241] [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النمل والهدهد) قال الخطابي: أما نهيه عن قتل النمل: فإنما أراد نوعاً منه خاصاً، وهو الكبار ذوات الأرجل، لأنها قليلة الأذى والضرر، وأما النحل: فلما فيها من المنفعة، وأما الهدهد والصرد: فإنما نهي عن قتلهما لتحريم لحمهما، وذلك: أن الحيوان إذا نهي عن قتله، ولم يكن ذلك لحرمته ولا لضرر فيه: كان ذلك لتحريم لحمه، ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذبح الحيوان إلا لمأكلة، وقيل: إن الهدهد منتن اللحم، فيلتحق بالجلالة، وأما الصرد: فإن العرب تتشائم وتتطير بصورته وشخصه، ويقال: إنما كرهوا من اسمه معنى التصريد، وهو الشرب دون الرَّيّ، والعطاء القليل.   (1) رقم (5267) في الأدب، باب في قتل الذر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (3067) ، وإسناده صحيح. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (1/332) (3067) . وعبد بن حميد (651) . والدارمي (2005) قال: أخبرنا محمد بن يحيى. وأبو داود (5267) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وابن ماجة (3224) قال: حدثنا محمد بن يحيى. ثلاثتهم - أحمد، وعبد، ومحمد بن يحيى - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. * أخرجه أحمد (1/347) (3242) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: حدثت عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره. وقال: يحيى، ورأيت في كتاب سفيان: عن ابن جريج، عن ابن أبي لبيد، عن الزهري. الحديث: 7764 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 240 الكتاب الخامس: في القصاص ، وفيه أربعة فصول الفصل الأول: في النفس ، وفيه اثنا عشر فرعاً الفرع الأول: في العمد 7765 - (د ت) أبو شريح [الخزاعي]- رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أُصِيبَ بِقَتْل أو خَبْل، فإنه يختار إحدى ثلاث: إما أن يَقْتَص، وإما أن يَعْفُوَ، وإما أن يأخذَ الدِّيةَ، فإِن أراد الرابعة، فخذوا على يديه، ومن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا إنَّكم - مَعْشَرَ خُزاعةَ - قتلتم هذا القتيلَ من هُذيل، وإِني عاقله، فمن قُتِلَ له بعدَ مقالتي هذه قَتيل، [ص: 243] فأهْلُهُ بين خِيرتين، بين أن يأخذوا العَقْلَ، وبين أن يقتلوا» أخرج الثانية أبو داود، والأولى ذكرها رزين (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (خبل) الخَبْل - بسكون الباء - الفساد في الأصل، والمراد به في الحديث: قطع الأعضاء، كاليد والرجل ونحو ذلك، يقال: لنا في بني فلان دماء وخبول: يريد بالخبول: قطع الأيدي والأرجل ونحو ذلك. (عاقلة) العقل: الدية، والعاقلة: الجماعة من أولياء القاتل الذين يتحملون عنه الدية، وأصل العقل: أن أولياء القاتل يعقلون الإبل في فناء أولياء المقتول ليسلموها إليهم، ثم نقل فَسُمِّي به الدية، سواء كانت إبلاً أو ذهباً، أو غير ذلك.   (1) بل قد روى أبو داود كلا الروايتين، الأولى رواها رقم (4496) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو، والثانية رقم (4504) في الديات، باب ولي العهد يرضى بالدية، وروى الرواية الثانية أيضاً الترمذي رقم (1406) في الديات، باب ما جاء في حكم ولي القتيل والقصاص والعفو، وروى الأولى الدارمي 2 / 188 في الديات، باب الدية في قتل العمد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (4/31) قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني. (ح) ويزيد بن هارون. والدارمي (2356) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وابن ماجه (2623) قال: حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة، قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر. (ح) وحدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة. قالا: حدثنا جرير، وعبد الرحيم بن سليمان. ستتهم - محمد بن سلمة، ويزيد، وحماد بن سلمة، وأبو خالد الأحمر، وجرير، وعبد الرحيم بن سليمان - عن محمد بن إسحاق، عن الحارث بن فضيل، عن سفيان بن أبي العوجاء، فذكره. في رواية ابن ماجة: عن الحارث بن فضيل، أظنه عن ابن أبي العوجاء، واسمه سفيان. الحديث: 7765 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 242 7766 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما فُتِحَتْ مكة - قام فقال: «مَنْ قُتِل له قتيل، فهو بخَيْرِ النَّظَرَيْن: إما أن يُودَى، وإِما أن يُقادَ، فقام رَجُلٌ من أهل اليمن، يقال له: أبو شاه، فقال: يا رسولَ الله، اكتُبْ لي، قال العباس: اكتبوا لي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اكتبوا لأبي شاه» أخرجه أبو داود. [ص: 244] وفي رواية الترمذي «لما فتح الله على رسوله مكة، قام في الناس، فحمِد الله، وأثنى عليه، ثم قال: مَنْ قُتِلَ له قتيل، فهو بخير النظرين: إما أن يعفوَ، وإما أن يقتُلَ» . وفي رواية النسائي: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قُتِلَ له قتيل، فهو بخير النظرين: إما أن يقادَ، وإما أن يُفْدَى» (1) . وقد أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود بأطول من هذا، وقد ذُكر في «غَزوة الفتح» من «كتاب الغزوات» في حرف الغين (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (يُودَى) وَدَيْتُ القتيل: إذا أعطيتَ ديته. (يقاد) القود: قتل القاتل، أقدت فلاناً من فلان: مكَّنته من قتله. (يُفدَى) أراد بالفدية هاهنا: الدية.   (1) رواه أبو داود رقم (4505) في الديات، باب ولي العهد يرضى بالدية، والترمذي رقم (1405) في الديات، باب ما جاء في حكم ولي القتيل والقصاص والعفو، والنسائي 8 / 38 في القسامة، باب هل يؤخذ من قاتل العمد الدية إذا عفا ولي المقتول عن القود، وهو حديث صحيح. (2) تقدم في كتاب الغزوات ج 8 حديث رقم (6153) فليراجع. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (2/238) قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وأبو داود. قال: حدثنا حرب. والدارمي (2603) قال: أخبرنا معاذ بن هانئ من أهل البصرة. قال: حدثنا حرب ابن شداد. والبخاري (1/38 و9/6) قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين. قال: حدثنا شيبان. وفي (3/164) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. ومسلم (4/110و 111) قال: حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد. جميعا عن الوليد. قال زهير: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وأبو داود (2017) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وقال أبو داود: وزاد فيه ابن المصفى، عن الوليد، عن الأوزاعي. وفي (3649) قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا الوليد. (ح) وحدثنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال: أخبرني أبي، عن الأوزاعي. وفي (4505) قال: حدثنا عباس بن الوليد قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم. قال: حدثني أبو داود. قال: حدثنا حرب بن شداد. وابن ماجة (2624) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. والترمذي (1405 و 2667) قال: حدثنا يحيى بن موسى ومحمود بن غيلان. قالا: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. والنسائي (8/38) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أشعث. قال: حدثنا أبو مسهر. قال: حدثنا إسماعيل وهو ابن عبد الله بن سماعة. قال: أنبأنا الأوزاعي. (ح) وأخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال: أخبرني أبي قال: حدثنا الأوزاعي. ثلاثتهم - عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وحرب بن شداد، وشيبان بن عبد الرحمن - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره. * أخرجه النسائي (8/38) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد. قال أنبأنا ابن عائذ. قال: حدثنا يحيى، هو ابن حمزة. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني أبو سلمة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قتل له قتيل ... مرسل. الحديث: 7766 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 243 7767 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان في بني إسرائيل قِصاص، ولم يكن فيهم دِية، فقال الله تعالى لهذه الأمة: {كُتِبَ عليكم القِصاص في القتلَى الْحُرّ بالحرّ والعبدُ بالعبد والأُنثى بالأُنثى [ص: 245] فمن عُفي لَه من أخيه شيء فاتِّباع بالمعروف وأداءٌ إليه بإِحسان} [البقرة: 178] فالعفو: أن يقبل الدية في العمد «واتِّباع بالمعروف» ، قال: يتَّبع هذا بالمعروف، «وأداءٌ إليه بإحسان» يؤدِّي هذا بإحسان {ذَلِكَ تَخفيف مِن ربكم ورحمة} مما كتب على من كان قبلكم، إِنما هو القِصاص وليس الدية» أخرجه البخاري والنسائي (1) .   (1) رواه البخاري 8 / 133 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} ، وفي الديات، باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين، والنسائي 8 / 37 في القسامة، باب تأويل قوله عز وجل: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (4498) حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمر، وقال: سمعت مجاهدا، قال: سمعت ابن عباس، فذكره. وأخرجه النسائي (8/36) قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن سفيان، عن عمرو، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره. الحديث: 7767 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 244 7768 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ قَتَلَ رجلاً مؤمناً عمداً، فهو قَوَد به، ومن حال دونه، فعليه لعنةُ الله وغضبُه، ولا يقبل الله منه صَرفاً، ولا عَدْلاً» أخرجه ... (1) .   (1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى حديث ابن عباس الذي رواه أبو داود رقم (4539) و (4540) و (4591) في الديات، باب فيمن قتل في عميا بين قوم، والنسائي 8 / 40 في القسامة، باب من قتل بحجر أو سوط، وإسناده حسن، وسيأتي رقم (7170) . [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه رزين، وهو بمعنى حديث ابن عباس الذي رواه أبو داود رقم (4539 و4540 و4591) في الديات، باب فيمن قتل في عميا بين قوم. والنسائي (8/40) في القسامة، باب قيمن قتل بحجر أو سوط. الحديث: 7768 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 245 7769 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا أُعفي من قتلَ بعد أخذ الدية» أخرجه أبو داود (1) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (لا أُعفي من قتل بعد أخذ الدية) هذا دعاء عليه، أي: لا كثر ماله ولا استغنى.   (1) رقم (4507) في الديات، باب من يقتل بعد أخذ الدية، وإسناده ضعيف. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (3/363) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4507) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - عفان، وموسى - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا مطر الوراق، قال: وأحسبه عن الحسن، فذكره. قلت: مطر الوراق، ضعيف قال عبد الله: سألت أبي عن مطر الوراق فقال: كان يحيى بن سعيد يشبه مطر الوراق بابن أبي ليلى في سوء الحفظ وابن أبي ليلى مضطرب الحديث، وقال النسائي: مطر ليس بالقوي، وذكر الحديث ابن عدي في الكامل (3/396) : قال: كتب إلى محمد بن الحسن، ثنا عمرو بن علي قال: سألت يحيى عن حديث مطر، عن الحسن أن رسول الله قال: «لا أعافي أحدا قتل بعد أخذ الدية» ، فقال: حدثنا موسى بن سيار قال: ثنا الحسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا أعافي أحدا قتل بعد عفوه وأخذ الدية» . فقلت: أريد حديث مطر فحدثني به بعد شدة. الحديث: 7769 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 245 الفرع الثاني: في الخطأ وعمد الخطأ 7770 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية: قال طاوس: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قُتِلَ في عِمِّيَّا في رمي (1) يكون بينهم بالحجارة - أو قال: بالسياط - أو ضُرِبَ بعصاً فهو خطأ، وعَقْلُه عَقْلُ الخطأ، ومن قُتِلَ عَمداً فهو قَود، ومن حال دونه، فعليه لعنةُ الله وغضبُه، لا يقبل منه صرف ولا عدل» . أخرجه أبو داود والنسائي (2) .   (1) في بعض النسخ: في رميا. (2) رواه أبو داود رقم (4539) و (4540) و (4591) في الديات، باب فيمن قتل في عميا بين قوم، والنسائي 8 / 40 في القسامة، باب من قتل بحجر أو سوط، وإسناده حسن. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4540) قال: حدثنا محمد بن أبي غالب، قال: حدثنا سعيد بن سليمان. وفي (4591) قال: حدثت عن سعيد بن سليمان. وابن ماجة (2635) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (8/39) قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدثنا سعيد بن سليمان. وفي (8/40) قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن كثير. كلاهما - سعيد بن سليمان، ومحمد بن كثير - عن سليمان بن كثير، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، فذكره. * أخرجه أبو داود (4539) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا ابن السرح، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - حماد، وسفيان - عن عمرو، عن طاووس، قال: من قتل، وقال ابن عبيد: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قتل، فذكره. (أرسله محمد بن عبيد، وجعله ابن السرح من قول طاووس) . الحديث: 7770 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 246 7771 - (م د س) وائل بن حُجر - رضي الله عنه - قال: «إني لقاعد مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إذ جاء رجل يقود آخرَ بِنِسعَة، فقال: يا رسولَ الله، هذا قتلَ أخي، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أقتلتَه؟ - فقال (1) : إنه لو لم يعترف أقمتُ عليه البينة - قال: نعم قتلته، قال: كيف قتلته؟ قال: كنت أنا وهو نختبط من شجرة، فسَبَّني فأغضبني، فضربته بالفأس على قَرْنه فقتلته، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل لك من شيء تؤدِّيه عن نفسك؟ قال: [ص: 247] مالي من مال إلا كسائي وفأسي، قال: أتُرى قومَك يشرونك؟ قال: أنا أهون على قومي من ذلك، فرمى إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِنِسعَته، وقال: دونكَ صَاحبك، فانطلَقَ به الرجل، فلما ولّى قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن قَتَلهُ فهو مِثلُهُ، فرجع إليه، فقال: بلغني أنك قلتَ: إن قتله فهو مثله، وما أخذتُه إلا بأمرك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَا ترِيدُ أن يَبُوءَ بإثمه وإثم صاحِبِكَ؟ قال: بَلَى يا نَبيَّ الله، فإن ذاك كذلك؟ قال: فرمَى بنِسْعَتِهِ، وخَلَّى سبيله» . أخرجه مسلم. وفي رواية لأَبي داود قال: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- بحَبَشِيّ، فقال: إن هذا قتل ابن أخي، قال: كيف قتلته؟ قال: ضربتُ رأسه بالفأس ولم أُرِدْ قتلَه، قال: هل لك مال تؤدِّي دِيَتَهُ؟ قال: لا، قال: أرأيتَ إِن أرسلتُكَ تسألُ الناس تجمع ديته؟ قال: لا، قال: فَموَاليك يُعطُونكَ ديته؟ قال: لا، قال للرجل: خذه، فخرج به ليقتلَه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أما إنه إن قتله كان مثلَه، فبلغ به الرجلُ حيث سمع قولَه، فقال: هو ذا، فَمُر به ما شئتَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أرْسِلْهُ - وقال مرة: دَعْهُ - يبوء بإثم صاحبه وإثمه، فيكون من أصحاب النار، قال: فأرسله» . وفي أخرى له قال: «كنتُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم-، إِذ جيء برَجُل قاتل في عنقه النِّسْعَةُ، قال: فدعا وليَّ المقتول، فقال: أتعفو؟ قال: لا، قال: أفتأخذ الدية؟ قال: لا، قال: أفتقتل؟ قال: نعم، قال: اذهَبْ به، [فلما [ص: 248] ولَّى قال: أتعفو؟ قال: لا، قال: أفتأخذ الدية؟ قال: لا، قال: أفتقتل؟ قال: نعم، قال: اذهب] ، فلما كان في الرابعة، قال: أمَا إنك إن عَفَوْتَ عنه يبوء بإثمه وإثم صاحبه؟ قال: فعفا عنه، فأنا رأيتُهُ يَجُرُّ النِّسْعَةَ» وأخرجه النسائي مثل الأولى (2) . [شَرْحُ الْغَرِيبِ] (النِّسعَة) : سير يضفر على شبه الأعِنَّة، تشد به الرحال، ويجمع على النسوع والأنساع. (نختبط) الاختباط: ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقه. (إن قتله فهو مثله) يحتمل وجهين: أحدهما: أنه لم ير لصاحب الدم أن يقتله، لأنه ادعى أنَّ قتله كان خطأً أو شبه العمد، فأورث ذلك شبهة في وجوب القتل ونفي القود، والوجه الآخر: أن يكون معناه: أنه إذا قتله كان مِثله في حكم البواء، فصارا متساويين، لا فضل للمقتص إذا استوفى حقه من المقتص منه.   (1) هذا قول القائد الذي هو ولي القتيل، أدخله الراوي بين سؤال النبي صلى الله عليه وسلم وبين جواب القاتل، يريد أنه لا مجال له في الإنكار. (2) رواه مسلم رقم (1680) في القسامة، باب صحة الإقرار بالقتل وتمكين ولي القتيل من القصاص واستحباب طلب العفو منه، أبو داود رقم (4499) و (4500) و (4501) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم، والنسائي 8 / 13 - 18 في القسامة، باب القود. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (2364) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الهمداني. قال: حدثنا أبو أسامة، عن عوف، عن حمزة أبي عمرو. ومسلم (5/109) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري: قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو يونس، عن سماك بن حرب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا سعيد بن سليمان. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم. وأبو داود (4499) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف. قال: حدثنا حمزة أبو عمر العائذي. وفي (4500) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثني جامع بن مطر. وفي (4501) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي. قال: حدثنا عبد المقدوس بن الحجاج. قال: حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي، عن سماك. والنسائي (8/14 و 244) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف بن أبي جميلة. قال: حدثني حمزة أبو عمر العائذي. وفي (8/15) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا جامع بن مطر الحبطي. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا حفص بن عمر، وهو الحوضي. قال: حدثنا جامع بن مطر. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا حاتم، عن سماك. وفي (8/16) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا أبو يونس، عن سماك بن حرب. وفي (8/17) قال: أخبرنا محمد بن معمر. قال: حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم. أربعتهم - حمزة أبو عمرو، وسماك، عن إسماعيل بن سالم، وجامع بن مطر - عن علقمة بن وائل، فذكره. * وأخرجه النسائي (8/13) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا إسحاق، عن عوف الأعرابي، عن علقمة بن وائل الحضرمي، فذكره. ليس بين عوف وعلقمة أحد. الحديث: 7771 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 246 7772 - (د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قُتِلَ رجل [ص: 249] على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَرُفِعَ ذلك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فَدَفَعَهُ إلى وَلِيِّ المقتول، فقال القاتل: يا رسولَ الله، ما أردتُ قَتْلَهُ، قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للوليِّ: أما إِنه إِن كان صادقاً ثم قَتَلْتَهُ دخلتَ النار، قال: فخلَّى سبيله، قال: وكان مكتوفاً بِنسْعَة، فخرج يَجُرُّ نِسْعَتَهُ، فسُمِّيَ ذا النسعة» أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .   (1) رواه والترمذي رقم (1407) في الديات، باب ما جاء في حكم ولي القتيل في القصاص والعفو، وأبو داود رقم (4498) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم، والنسائي 8 / 13 في القسامة، باب القود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (4498) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (2690) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. والترمذي (1407) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي (8/13) قال: أخبرنا محمد بن العلاء وأحمد بن حرب. خمستهم - عثمان، وأبو بكر، وعلي بن محمد، ومحمد بن العلاء أبو كريب، وأحمد بن حرب - عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. قلت: الأعمش مدلس وقد عنعن، وقد نص بعض الأئمة على أنه لم يسمع من أبي صالح، وهو مولى أم هانئ قال ابن أبي حاتم في المراسيل: قال أحمد بن حنبل: لم يسمع من شمر بن عطية قال: وقال أبي: لم يسمع من أبي صالح مولى أم هانئ. الحديث: 7772 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 248 الفرع الثالث: في الولد والوالد 7773 - (ت) سراقة بن مالك - رضي الله عنه - قال: «حَضَرْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقيدُ الأبَ من ابنه، ولا يُقِيدُ الابنَ من أبيه» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1399) في الديات، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم لا، وإسناده ضعيف، ولكن له شاهد عند البيهقي 8 / 38 من حديث محمد بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإسناده حسن، وقال الترمذي: والعمل على ذلك عند أهل العلم. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي (1399) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. قلت: المثنى بن صباح نزيل مكة ضعيف اختلط بآخره، إسماعيل بن عباس فخلط في غير أهله أي في غير الشام، قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عنه ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع مخلط في حفظه عنهم. الحديث: 7773 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 249 7774 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تُقَامُ الحدود في المساجد، ولا يُقتَل الوالد بالولد» أخرجه الترمذي (1) . [ص: 250] وفي رواية رزين «ولا يقتل بالولد الوالد» .   (1) رقم (1401) في الديات، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم لا، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له حديث البيهقي كما في الذي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الدارمي (2362) قال: أخبرنا جعفر بن عون. وابن ماجة (2599) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر (ح) وحدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو حفص الأبار. وفي (2661) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. والترمذي (1401) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. أربعتهم - جعفر بن عون، وعلي بن مسهر، وأبو حفص الأبار، وابن أبي عدي - عن إسماعيل بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، فذكره. رواية ابن ماجة (2599) مختصرة على: «لا تقام الحدود في المساجد» . ورواية ابن ماجة (2661) مختصرة على: «لا يقتل بالولد الوالد» . قلت: في إسناده إسماعيل بن مسلم قال عبد الله عن أبيه: أسند عن عمرو بن دينار أحاديث مناكير ليس أراه بشيء. الحديث: 7774 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 249 7775 - (ت) عمر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يُقاد الوالد بالولد» أخرجه الترمذي (1) .   (1) رقم (1400) في الديات، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم لا، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله. [تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/22) (147) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة. وفي (148) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (1/49) (346) قال: حدثنا أبو المنذر أسد بن عمرو، أراه عن حجاج. وعبد بن حميد (41) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج. وابن ماجة (2662) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج. والترمذي (1400) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الحجاج بن أرطاة. كلاهما - ابن لهيعة،وحجاج - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. الحديث: 7775 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 250